لسان العرب

ابن منظور

مقدمة الناشر

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم [مقدمة الناشر] عزمنا بعد الاتكال عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ، وَبعد إِعْمَال الروية وتقليب الْفِكر، أَن نصدر طبعة جَدِيدَة للسان الْعَرَب، لِابْنِ مَنْظُور الإفْرِيقِي، وَلَيْسَ هَذَا الْعَمَل يَسِيرا، فان الطبعة الأولى توافرت عَلَيْهَا أَمْوَال حُكُومَة الخديو مُحَمَّد توفيق وَتَحْت إمرتها مطبعة كَبِيرَة، كَمَا تعاون علماؤها فِي الإشراف على الْعَمَل، وَمَعَ ذَلِك لم تخل من أغاليط، بَعْضهَا نبه عَلَيْهِ جمَاعَة من الْعلمَاء، وَبَعضهَا لم يُنَبه عَلَيْهِ أحد، فتداركنا ذَلِك كُله، مستعينين بنخبة من عُلَمَاء اللُّغَة المتخصصين، ورأينا أَن نثبت تحقيقات مصحح الطبعة الأولى الْوَارِدَة فِي الهوامش بنصها. وسنصدر الْكتاب أَجزَاء ليسهل اقتناؤه. وسنضيف إِلَيْهِ فهرسا شَامِلًا أَسمَاء الشُّعَرَاء وذيلا بالمفردات والمصطلحات الحديثة الَّتِي أقرتها المجامع اللُّغَوِيَّة فِي الْبِلَاد الْعَرَبيَّة، لوصل مَا انْقَطع من التراث اللّغَوِيّ. وأشير علينا أَن نغير تَرْتِيب " اللِّسَان " وَلَكنَّا آثرنا أَن يبْقى على حَاله حفظا للأثر من أَن يُغير، ولأن تَرْتِيب الْأَبْوَاب على الْحَرْف الْأَخير يعين الشَّاعِر على القافية - وَلَعَلَّه أحد الْمَقَاصِد الَّتِي أرادها صَاحب اللِّسَان - وَهُنَاكَ معاجم تسير على غير هَذَا التَّرْتِيب الَّذِي اخْتَارَهُ ابْن مَنْظُور وَاخْتَارَهُ مثله الفيروز آبادي. غير أننا تيسيرا للبحث عَن اللَّفْظَة المُرَاد الْبَحْث عَنْهَا، وإيضاح مَكَانهَا من مادتها، رَأينَا أَن نضع فواصل حاولنا بهَا على قدر الِاسْتِطَاعَة، أَن نفصل بَين اللَّفْظَة وَالْأُخْرَى، لكَي تبرز للباحث ضالته الَّتِي ينشدها بأيسر سَبِيل وَأَقل عناء. وَالله ولي التَّوْفِيق. الناشر

ترجمة المؤلف رحمه الله

تَرْجَمَة الْمُؤلف رَحمَه الله قَالَ الإِمَام الْحَافِظ شهَاب الدّين أَبُو الْفضل احْمَد بن حجر الْعَسْقَلَانِي فِي كِتَابه الدُّرَر الكامنة فِي أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة فِي حرف الْمِيم مَا نَصه: هُوَ مُحَمَّد بن مكرم بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي ثمَّ الْمصْرِيّ جمال الدّين أَبُو الْفضل، كَانَ ينْسب إِلَى رويفع بن ثَابت الْأنْصَارِيّ. ولد سنة 630 فِي الْمحرم وَسمع من ابْن المقير ومرتضى بن حَاتِم وَعبد الرَّحِيم بن الطُّفَيْل ويوسف بن المخيلي وَغَيرهم. وَعمر وَكبر وَحدث فَأَكْثرُوا عَنهُ، وَكَانَ مغرى بِاخْتِصَار كتب الْأَدَب المطولة، اختصر الأغاني وَالْعقد والذخيرة ونشوار المحاضرة ومفردات ابْن البيطار والتواريخ الْكِبَار وَكَانَ لَا يمل من ذَلِك، قَالَ الصَّفَدِي: لَا أعرف فِي الْأَدَب وَغَيره كتابا مطولا إِلَّا وَقد اخْتَصَرَهُ، قَالَ: وَأَخْبرنِي وَلَده قطب الدّين أَنه ترك بِخَطِّهِ خَمْسمِائَة مجلدة، وَيُقَال إِن الْكتب الَّتِي علقها بِخَطِّهِ من مختصراته خَمْسمِائَة مجلدة، قلت: وَجمع فِي اللُّغَة كتابا سَمَّاهُ " لِسَان الْعَرَب " جمع فِيهِ بَين التَّهْذِيب والمحكم والصحاح والجمهرة وَالنِّهَايَة وحاشية الصِّحَاح، جوده مَا شَاءَ ورتبه تَرْتِيب الصِّحَاح، وَهُوَ كَبِير، وخدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء طول عمره وَولي قَضَاء طرابلس. وَكَانَ عِنْده تشيع بِلَا رفض، قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ: ضع كتابي إِذا أَتَاك إِلَى الأر ... ض وَقَلبه فِي يَديك لماما فعلى خَتمه وَفِي جانبيه ... قبل قد وضعتهن تؤاما قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ: النَّاس قد أثموا فِينَا بظنهم ... وَصَدقُوا بِالَّذِي أَدْرِي وتدرينا مَاذَا يَضرك فِي تَصْدِيق قَوْلهم ... بَان نحقق مَا فِينَا يظنونا حملي وحملك ذَنبا وَاحِدًا ثِقَة ... بِالْعَفو أجمل من إِثْم الورى فِينَا قَالَ الصَّفَدِي: هُوَ معني مطروق للقدماء لَكِن زَاد فِيهِ زِيَادَة وَهِي قَوْله ثِقَة بِالْعَفو من أحسن متممات البلاغة. وَذكر ابْن فضل الله أَنه عمي فِي آخر عمره، وَكَانَ صَاحب نكت ونوادر وَهُوَ الْقَائِل: بِاللَّه إِن جزت بوادي الْأَرَاك، ... وَقبلت عيدانه الْحَضَر فَاك فَابْعَثْ، إِلَى عَبدك، من بَعْضهَا، ... فإنني، وَالله، مَا لي سواك وَمَات فِي شعْبَان سنة 711. * * * وَقَالَ الْحَافِظ جلال الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر السُّيُوطِيّ فِي بغية الوعاة فِي طَبَقَات اللغويين والنحاة فِيمَن اسْمه مُحَمَّد: مُحَمَّد بن مكرم بن عَليّ وَقيل رضوَان بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن حبقة بن مَنْظُور الْأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي الْمصْرِيّ جمال الدّين أَبُو الْفضل صَاحب لِسَان الْعَرَب فِي اللُّغَة الَّذِي جمع فِيهِ بَين التَّهْذِيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة وَالنِّهَايَة، ولد فِي الْمحرم سنة 630 وَسمع من ابْن المقير وَغَيره وَجمع وَعمر وَحدث وَاخْتصرَ كثيرا من كتب الْأَدَب المطولة كالأغاني وَالْعقد والذخيرة ومفردات ابْن البيطار، وَنقل أَن مختصراته خَمْسمِائَة مُجَلد، وَكَانَ صَدرا رَئِيسا فَاضلا فِي الْأَدَب مليح الْإِنْشَاء روى عَنهُ السُّبْكِيّ والذهبي وَقَالَ تفرد بالغوالي وَكَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة والتاريخ وَالْكِتَابَة وَاخْتصرَ تَارِيخ دمشق فِي نَحْو ربعه، وَعِنْده تشيع بِلَا رفض، مَاتَ فِي شعْبَان سنة 711.

مقدمة الطبعة الأولى

مُقَدّمَة الطبعة الأولى الْحَمد لله منطق اللِّسَان بتحميد صِفَاته، وملهم الْجنان إِلَى تَوْحِيد ذَاته، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد أشرف مخلوقاته، وعَلى آله وَصَحبه الَّذين اقتدوا بقداته واهتدوا بسماته. وَبعد فقد اتّفقت آراء الْأُمَم: الْعَرَب مِنْهُم والعجم، الَّذين مارسوا اللُّغَات ودروا مَا فِيهَا من الْفُنُون وَالْحكم، وأساليب التَّعْبِير عَن كل معنى يجرى على اللِّسَان والقلم، على أَن لُغَة الْعَرَب أوسعها وأسنعها، وأخلصها وأنصعها، وَأَشْرَفهَا وأفضلها، وآصلها وأكلمها، وَذَلِكَ لغزارة موادها، واطراد اشتقاقها، وسرارة جوادها، واتحاد انتساقها. وَمن جملَته تعدد المترادف، الَّذِي هُوَ للبليغ خير رافد ورادف، وَمَا يَأْتِي على رُوِيَ وَاحِد فِي القصائد مِمَّا يكْسب النّظم من التحسين وُجُوهًا، لَا تَجِد لَهَا فِي غَيرهَا من لُغَات الْعَجم شَبِيها. وَهَذَا التَّفْضِيل يزْدَاد بَيَانا وظهورا، وَيزِيد المتأمل تَعَجبا وتحييرا، إِذا اعْتبرت أَنَّهَا كَانَت لُغَة قوم أُمِّيين لم يكن لَهُم فلسفة اليونانيين، وَلَا صنائع أهل الصين، وَمَعَ ذَلِك فقد جعلت بِحَيْثُ يعبر فِيهَا عَن خواطر هذَيْن الجيلين بل سَائِر الأجيال، إِذا كَانَت جديرة بَان يشغل بهَا البال، وتحسن فِي الِاسْتِعْمَال الَّذِي من لوازمه أَن يكون المعني الْمُفْرد وَغير الْمُفْرد مَوْضُوعا بإزائه لفظ مُفْرد فِي الْوَضع، يخف النُّطْق بِهِ على اللِّسَان ويرتاح لَهُ الطَّبْع، وَهُوَ شان الْعَرَبيَّة، وكفاها فضلا على مَا سواهَا هَذِه المزية. وَإِنَّمَا قلت مُفْرد فِي الْوَضع لانا نرى مُعظم أَلْفَاظ اليونانية، وَغَيرهَا من اللُّغَات الإفرنجية، من قبيل النحت، وشتان مَا بَينه وَبَين الْمُفْرد البحت، فَإِن هَذَا يدل على أَن الْوَاضِع فطن، من أول الْأَمر، إِلَى الْمعَانِي الْمَقْصُودَة الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا لإِفَادَة السَّامع، بِحَسب اخْتِلَاف الْأَحْوَال والمواقع. وَذَاكَ يدل على أَن تِلْكَ الْمعَانِي لم تخطر بِبَالِهِ الا عِنْدَمَا مست الْحَاجة إِلَيْهَا، فلفق لَهَا ألفاظا كَيْفَمَا اتّفق وَاعْتمد فِي الإفادة عَلَيْهَا. فَمثل من وضع اللَّفْظ الْمُفْرد، مثل من بنى صرحا لينعم فِيهِ ويقصد، فَقدر من قبل الْبناء كل مَا لزم لَهُ من المداخل والمخارج، والمرافق والمدارج، ومنافذ النُّور والهواء، والمناظر المطلة على المنازه الفيحاء، وَهَكَذَا أتم بناءه، كَمَا قدره وشاءه. وَمثل من عمد إِلَى النحت والتلفيق، مثل من بنى من غير تَقْدِير وَلَا تنسيق، فَلم يفْطن إِلَى مَا لزم لمبناه الا بعد أَن سكنه، وَشعر بِأَنَّهُ لَا يُصِيب فِيهِ سكنه، فتدارك مَا فرط مِنْهُ تدارك من لهوج فعجز، فجَاء بِنَاؤُه سدادا من عوز. هَذَا من حَيْثُ كَون الْأَلْفَاظ مُفْردَة كَمَا أسلفت مفصلا. فَأَما من حَيْثُ كَونهَا تركب جملا، وتكسى من منوال البلاغة حللا، فنسبة تِلْكَ اللُّغَات إِلَى الْعَرَبيَّة، كنسبة الْعُرْيَان إِلَى الكاسي، والظمآن إِلَى الحاسي، وَلَا يُنكر ذَلِك الا مكابر، على جحد الْحق مثابر. وحسبك أَنه لَيْسَ فِي تِلْكَ اللُّغَات من أَنْوَاع البديع الا التَّشْبِيه وَالْمجَاز، وَمَا سوى ذَلِك يحْسب فِيهَا من قبيل الإعجاز. هَذَا وكما أَنِّي قررت أَن اللُّغَة الْعَرَبيَّة أشرف اللُّغَات، كَذَلِك أقرر أَن أعظم كتاب ألف فِي مفرداتها كتاب لِسَان الْعَرَب للْإِمَام المتقن جمال الدّين مُحَمَّد بن جلال الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الإفْرِيقِي، نزيل مصر، وَيعرف بِابْن مكرم وَابْن مَنْظُور، ولد فِي الْمحرم سنة 690، وَتُوفِّي سنة 771 (1). وَقد جمع فِي

_ (1) كَانَت وِلَادَته سنة 630 ووفاته سنة 711 كَمَا فِي الوافي بالوفيات للصفدي والدرر الكامنة لِابْنِ حجر والمنهل الصافي لِابْنِ تغري بردى والبغية للسيوطي.

كِتَابه هَذَا الصِّحَاح للجوهري وحاشيته لِابْنِ بري، والتهذيب للأزهري، والمحكم لِابْنِ سَيّده، والجمهرة لِابْنِ دُرَيْد، وَالنِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير، وَغير ذَلِك، فَهُوَ يغنى عَن سَائِر كتب اللُّغَة، إِذْ هِيَ بجملتها لم تبلغ مِنْهَا مَا بلغه. قَالَ الإِمَام مُحَمَّد بن الطّيب محشي الْقَامُوس: وَهُوَ عَجِيب فِي نقُوله وتهذيبه، وتنقيحه وترتيبه، إلا انه قَلِيل بِالنِّسْبَةِ لغيره من المصنفات المتداولة، وزاحم عصره صَاحب الْقَامُوس رحم الله الْجَمِيع انْتهى. وَسبب قلته كبر حجمه وَتَطْوِيل عِبَارَته، فإنه ثَلَاثُونَ مجلدا، فالمادة الَّتِي تملأ فِي الْقَامُوس صفحة وَاحِدَة تملأ فِيهِ أَربع صفحات بل أَكثر، وَلِهَذَا عجزت طلبة الْعلم عَن تَحْصِيله وَالِانْتِفَاع بِهِ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ كتاب لُغَة، وَنَحْو، وَصرف، وَفقه، وأدب، وَشرح للْحَدِيث الشريف، وَتَفْسِير للقران الْكَرِيم، فَصدق عَلَيْهِ الْمثل: إِن من الْحسن لشقوة. وَلَوْلَا أَن الله تبَارك وَتَعَالَى أودع فِيهِ سرا مَخْصُوصًا لما بَقِي إِلَى الْآن، بل كَانَ لحق بنظرائه من الْأُمَّهَات المطولة الَّتِي اغتالتها طوارق الْحدثَان: كالموعب لعيسى ابْن غَالب التياني، والبارع لأبي عَليّ القالي، وَالْجَامِع للقزاز، غَيرهَا مِمَّا لم يبْق لَهُ عين وَلَا أثر، إلا فِي ذكر اللغويين حِين ينوهون بِمن ألف فِي اللُّغَة وَأثر، فَالْحَمْد لله مولي النعم ومؤتي الهمم على أَن حفظه لنا مصونا من تعاقب الْأَحْوَال، وتناوب الْأَحْوَال، كَمَا نحمده على أَن ألهم فِي هَذِه الْأَيَّام سيدنَا الخديو الْمُعظم، الْعَزِيز ابْن الْعَزِيز ابْن الْعَزِيز مُحَمَّد توفيق الْمَحْمُود بَين الْعَرَب والعجم، والمحفوف بالتوفيق لكل صَلَاح جم، وفلاح عَم، إِلَى أَن يكون هَذَا الْكتاب الفريد بالطبع منشورا، ونفعه فِي جَمِيع الأقطار مَشْهُورا، بعد أَن كَانَ دهرا طَويلا كالكنز المدفون، والدر الْمكنون. وَذَلِكَ بمساعي أَمِين دولته، وشاكر نعْمَته، الشهم الْهمام، الَّذِي ذاعت مآثره بَين الْأَنَام، وسرت محامده فِي الْآفَاق: حُسَيْن حسني بك نَاظر مطبعة بولاق، وهمة ذِي الْعَزْم المتين، وَالْفضل المكين، الراقي فِي معارج الْكَمَال إِلَى الأوج، الْعلم الْفَرد الَّذِي يفضل كل فَوْج، من إِذا ادلهم عَلَيْك أَمر يرشدك بصائب فكره ويهديك: حَضْرَة حُسَيْن أَفَنْدِي على الديك، فَإِنَّهُ حفظه الله شمر عَن ساعد الْجد حَتَّى احْتمل عبء هَذَا الْكتاب وبذل فِي تَحْصِيله نَفِيس مَاله، رَغْبَة فِي عُمُوم نَفعه، واغتناما لجميل الثَّنَاء وجزيل الثَّوَاب. فدونك كتابا علا بقدمه على هام السها، وغازل أَفْئِدَة البلغاء مغازلة ندمان الصفاء عُيُون المها، ورد علينا أنموذجه، فَإِذا هُوَ يَتِيم اللُّؤْلُؤ منضد فِي سموط النضار، يروق نظيمه الْأَلْبَاب ويبهج نثيره الأنظار، بلغ، من حسن الطَّبْع وجماله، مَا شهرته ورؤيته تغنيك عَن الإطراء. وَمن جيد الصِّحَّة مَا قَامَ بِهِ الجم الْغَفِير من جهابذة النجباء، جمعُوا لَهُ، على مَا بلغنَا، شوارد النّسخ الْمُعْتَبرَة والمحتاج إِلَيْهِ من الْموَاد، وعثروا، أثْنَاء ذَلِك، على نُسْخَة منسوبة للمؤلف، فبلغوا من مقصودهم المُرَاد. وجلبوا غير ذَلِك، من خَزَائِن الْمُلُوك وَمن كل فج، وأنجدوا فِي تَصْحِيح فرائده، وأتهموا وانتجعوا، فِي تطبيق شواهده، كل منتجع، وتيمموا حَتَّى بلغُوا أقاصي الشَّام وَالْعراق وَوَج. أعانهم الله على صنيعهم حَتَّى يصل إِلَى حد الْكَمَال، وَأتم لَهُم نسيجهم على أحكم منوال، وجزى الله حَضْرَة نَاظر هم أحسن الْجَزَاء، وشكره على حسن مساعيه وحباه جميل الحباء، فَإِن هَذِه نعْمَة كبرى على جَمِيع الْمُسلمين، يجب أَن يقابلوها بالشكر وَالدُّعَاء على ممر السنين، كلما تلوا: إِن الله يحب الْمُحْسِنِينَ، وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيد الْمُرْسلين. فِي 17 رَجَب الْمُعظم سنة 1300 كتبه الْفَقِير إِلَى ربه الْوَاهِب أحْمَد فَارس صَاحب الجوائب

مقدمة المؤلف

مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم قَالَ عبد الله مُحَمَّد بن المكرم بن أبي الْحسن بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الخزرجي، عَفا الله عَنهُ بكرمه: الْحَمد لله رب الْعَالمين، تبركا بِفَاتِحَة الْكتاب الْعَزِيز، واستغراقا لأجناس الْحَمد بِهَذَا الْكَلَام الْوَجِيز، إِذْ كل مُجْتَهد فِي حَمده، مقصر عَن هَذِه الْمُبَالغَة، وَإِن تَعَالَى؛ وَلَو كَانَ للحمد لفظ أبلغ من هَذَا لحمد بِهِ نَفسه، تقدّس وَتَعَالَى، نحمده على نعمه الَّتِي يواليها فِي كل وَقت ويجدّدها، وَلها الْأَوْلَوِيَّة بِأَن يُقَال فِيهَا نعدّ مِنْهَا وَلَا نعدّدها؛ وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد المشرَّف بالشفاعة، الْمَخْصُوص بِبَقَاء شَرِيعَته إِلَى يَوْم السَّاعَة، وعَلى آله الْأَطْهَار، وَأَصْحَابه الْأَبْرَار، وأتباعهم الأخيار، صَلَاة بَاقِيَة بَقَاء اللَّيْل وَالنَّهَار. أما بعد فَإِن الله سُبْحَانَهُ قد كرَّم الْإِنْسَان وفضله بالنطق على سَائِر الْحَيَوَان، وشرَّف هَذَا اللِّسَان العربيَّ بِالْبَيَانِ على كل لِسَان، وَكَفاهُ شرفا أَنه بِهِ نزل الْقُرْآن، وَأَنه لُغَة أهل الْجنان. رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ مَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - "أَحبُّوا الْعَرَب لثلاث: لِأَنِّي عربيّ، وَالْقُرْآن عربيّ، وَكَلَام أهل الْجنَّة عربيّ" وَإِنِّي لم أزل مشغوفا بمطالعات كتب اللُّغَات والاطلاع على تصانيفها، وَعلل تصاريفها؛ وَرَأَيْت علماءها بَين رجلَيْنِ: أما من أحسن جمعه فَإِنَّهُ لم يحسن وَضعه، وَأما من أَجَاد وَضعه فَإِنَّهُ لم يُجد جمعه، فَلم يُفد حسنُ الْجمع مَعَ إساءة الْوَضع، وَلَا نَفَعت إجادةُ الْوَضع مَعَ رداءة الْجمع. وَلم أجد فِي كتب اللُّغَة أجمل من تَهْذِيب اللُّغَة لأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَزْهَرِي، وَلَا أكمل من الْمُحكم لأبي الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن سَيّده الأندلسي، رحمهمَا الله، وهما من أمّهات كتب اللُّغَة على التَّحْقِيق، وَمَا عداهما بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا ثنيَّات للطريق. غير أَن كُلًّا مِنْهُمَا مطلب عسر المهلك، ومنهل وعر المسلك، وكأنَّ وَاضعه شرع للنَّاس موردا عذبا وجلاهم عَنهُ، وارتاد لَهُم مرعًى مربعًا ومنعهم مِنْهُ؛ قد أخّر وقدّم، وَقصد أَن يُعرب فأعجم. فرّق الذِّهْن بَين الثنائي والمضاعف والمقلوب وبدّد الْفِكر باللفيف والمعتل والرباعي والخماسي فَضَاعَ الْمَطْلُوب، فأهمل النَّاس أَمرهمَا، وَانْصَرفُوا عَنْهُمَا، وكادت الْبِلَاد لعدم الإقبال عَلَيْهِمَا أَن تَخْلُو مِنْهُمَا. وَلَيْسَ لذَلِك سَبَب إِلَّا سوء التَّرْتِيب، وتخليط التَّفْصِيل والتبويب. وَرَأَيْت أَبَا نصر إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي قد أحسن تَرْتِيب مُخْتَصره، وشهره، بسهولة وَضعه، شهرة أبي دُلف بَين باديه ومحتضره، فخف على النَّاس أمره فتناولوه، وَقرب عَلَيْهِم مأخذه فتداولوه وتناقلوه، غير أَنه فِي جو اللُّغَة كالذرّة، وَفِي بحرها كالقطرة، وَإِن كَانَ فِي نحرها كالدرّة؛ وَهُوَ مَعَ ذَلِك قد صحّف وحرّف، وجزف فِيمَا صرّف، فأُتيح لَهُ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد بن بري فتتبع مَا فِيهِ، وأملى عَلَيْهِ أَمَالِيهِ، مخرِّجًا لسقطاته، مؤرِّخًا لغلطاته؛ فاستخرت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي جمع هَذَا الْكتاب الْمُبَارك، الَّذِي لَا يُساهَم فِي سَعَة فَضله وَلَا يُشارَك، وَلم أخرج فِيهِ عَمَّا فِي هَذِه الْأُصُول، ورتبته تَرْتِيب [الصِّحَاح] فِي الْأَبْوَاب والفصول؛ وقصدت توشيحه

بجليل الْأَخْبَار، وَجَمِيل الْآثَار، مُضَافا إِلَى مَا فِيهِ من آيَات الْقُرْآن الْكَرِيم، وَالْكَلَام على معجزات الذّكر الْحَكِيم، ليتحلى بترصيع (1) دررها عقده، وَيكون على مدَار الْآيَات وَالْأَخْبَار والْآثَار والأمثال والأشعار حلّه وعقده؛ فَرَأَيْت أَبَا السعادات الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن الْأَثِير الْجَزرِي قد جَاءَ فِي ذَلِك بالنهاية، وَجَاوَزَ فِي الْجَوْدَة حد الْغَايَة، غير أَنه لم يضع الْكَلِمَات فِي محلهَا، وَلَا رَاعى زَائِد حروفها من أَصْلهَا، فَوضعت كُلًّا مِنْهَا فِي مَكَانَهُ، وأظهرته مَعَ برهانه؛ فجَاء هَذَا الْكتاب بِحَمْد الله وَاضح الْمنْهَج سهل السلوك، آمنا بمنة الله من أَن يصبح مثل غَيره وَهُوَ مطروح مَتْرُوك. عظُم نفعُه بِمَ اشْتَمَل من الْعُلُوم عَلَيْهِ، وغني بِمَا فِيهِ عَن غَيره وافتقر غيرُه إِلَيْهِ، وَجمع من اللُّغَات والشواهد والأدلة، مَا لم يجمع مثلُه مثلَه؛ لِأَن كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ الْعلمَاء انْفَرد بِرِوَايَة رَوَاهَا، وبكلمة سَمعهَا من الْعَرَب شفاهًا، وَلم يَأْتِ فِي كِتَابه بِكُل مَا فِي كتاب أَخِيه، وَلَا أَقُول تعاظم عَن نقل مَا نَقله بل أَقُول اسْتغنى بِمَا فِيهِ؛ فَصَارَت الْفَوَائِد فِي كتبهمْ مفرقة، وسارت أنجم الْفَضَائِل فِي أفلاكها هَذِه مغرّبة وَهَذِه مشرّقة؛ فَجمعت مِنْهَا فِي هَذَا الْكتاب مَا تفرّق، وقرنت بَين مَا غرّب مِنْهَا وَبَين مَا شرّق، فانتظم شَمل تِلْكَ الْأُصُول كلهَا فِي هَذَا الْمَجْمُوع، وَصَارَ هَذَا بِمَنْزِلَة الأَصْل وَأُولَئِكَ بِمَنْزِلَة الْفُرُوع، فجَاء بِحَمْد الله وفْق البُغية وَفَوق المُنية، بديع الإتقان، صَحِيح الْأَركان، سليما من لَفْظَة لَو كَانَ. حللت بِوَضْعِهِ ذرْوَة الْحفاظ، وحللت بجمعه عقدَة الْأَلْفَاظ، وَأَنا مَعَ ذَلِك لَا أدّعي فِيهِ دَعْوَى فَأَقُول شافهتُ أَو سمعتُ، أَو فعلتُ أَو صنعتُ، أَو شددتُ أَو رحلتُ، أَو نقلتُ عَن الْعَرَب العَرْباء أَو حملتُ؛ فَكل هَذِه الدَّعَاوَى لم يتْرك فِيهَا الْأَزْهَرِي وَابْن سَيّده لقائلٍ مقَالا، وَلم يُخليا فِيهِ لأحدٍ مجالا، فَإِنَّهُمَا عيَّنا فِي كِتَابَيْهِمَا عَمَّن رويا، وبرهنا عَمَّا حويا، ونشرا فِي خطيهما مَا طويا. ولعمري لقد جمعا فأوعيا، وَأَتيا بالمقاصد ووفيا. وَلَيْسَ لي فِي هَذَا الْكتاب فَضِيلَة أمتُّ بهَا، وَلَا وَسِيلَة أتمسك بِسَبَبِهَا، سوى أَنِّي جمعت فِيهِ مَا تفرَّق فِي تِلْكَ الْكتب من الْعُلُوم، وَبسطت القَوْل فِيهِ وَلم أشْبع باليسير، وطالِبُ الْعلم منهوم. فَمن وقف فِيهِ على صَوَاب أَو زلل، أَو صِحَة أَو خلل، فعهدته على المصنِّف الأوّل، وحمده وذمه لأصله الَّذِي عَلَيْهِ الْمعول. لأنني نقلت من كل أصل مضمونه، وَلم أبدل مِنْهُ شَيْئا، فَيُقَال فَإِنَّمَا إثمه على الَّذين يبدلونه بل أديتُ الْأَمَانَة فِي نقل الْأُصُول بالفص، وَمَا تصرفت فِيهِ بِكَلَام غير مَا فِيهَا من النَّص؛ فليعتدّ منْ ينْقل عَن كتابي هَذَا أَنه ينْقل عَن هَذِه الْأُصُول الْخَمْسَة، ولْيَغْنَ عَن الاهتداء بنجومها فقد غَابَتْ لما أطلعتُ شمسَه. والناقل عَنهُ يمد بَاعه وَيُطلق لِسَانه، ويتنوع فِي نَقله عَنهُ لِأَنَّهُ ينْقل عَن خزانَة. وَالله تَعَالَى يشْكر مَا لَهُ بإلهام جمعه من منَّة، وَيجْعَل بَينه وَبَين محرِّفي كَلِمِه عَن موَاضعه واقيةً وجُنَّةً. وَهُوَ المسؤول أَن يعاملني فِيهِ بِالنِّيَّةِ الَّتِي جمعتُه لأَجلهَا، فإنني لم أقصد سوى حفظ أصُول هَذِه اللُّغَة النَّبَوِيَّة وَضبط فَضلهَا، إِذْ عَلَيْهَا مدَار أَحْكَام الْكتاب الْعَزِيز وَالسّنة النَّبَوِيَّة؛ وَلِأَن العالِمَ بغوامضها يعلم مَا توَافق فِيهِ النيةُ اللسانَ، (2) وَيُخَالف فِيهِ اللسانُ النيةَ، وَذَلِكَ لِما رأيتُه قد غلب، فِي هَذَا الأوان، من اخْتِلَاف الْأَلْسِنَة والألوان، حَتَّى لقد أصبح اللّحن فِي الْكَلَام يعد لحنًا مردودًا، وَصَارَ النطقُ بِالْعَرَبِيَّةِ من المعايب معدودًا. وتنافس الناسُ فِي نصانيف الترجمانات فِي اللُّغَة الأعجمية، وتفاصحوا فِي غير اللُّغَة الْعَرَبيَّة، فَجمعت هَذَا الْكتاب فِي زمنٍ أهلُهُ بِغَيْر لغته يفخرون، وصنعته كَمَا صنع نوحٌ الفلكَ وقومُه مِنْهُ يسخرون، وسميته [لسانَ الْعَرَب] ،

_ (1) نُسْخَة بتوشيح. (2) نُسْخَة بِالْعَرَبِيَّةِ. (*)

وَأَرْجُو من كرم الله تَعَالَى أَن يرفع قدر هَذَا الْكتاب وينفعَ بِعُلُومِهِ الزاخرة، ويصلَ النَّفْع بِهِ بتناقل الْعلمَاء لَهُ فِي الدُّنْيَا وبنطق أهل الْجنَّة بِهِ فِي الْآخِرَة؛ وَأَن يكون من الثَّلَاث الَّتِي يَنْقَطِع عمل ابْن آدم إِذا مَاتَ إِلَّا مِنْهَا؛ وَأَن أنال بِهِ الدَّرَجَات بعد الْوَفَاة بانتفاع كل من عمل بِعُلُومِهِ أَو نقل عَنْهَا؛ وَأَن يَجْعَل تأليفه خَالِصا لوجهه الْجَلِيل، وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل. قَالَ عبد الله مُحَمَّد بن المكرّم: شرطنا فِي هَذَا الْكتاب الْمُبَارك أَن نرتبه كَمَا رتب الْجَوْهَرِي صحاحَه، وَقد قمنا، والْمنَّة لله، بِمَا شرطناه فِيهِ. إِلَّا أَن الْأَزْهَرِي ذكر، فِي أَوَاخِر كِتَابه، فصلا جمع فِيهِ تفسيرَ الْحُرُوف المقطَّعة، الَّتِي وَردت فِي أَوَائِل سور الْقُرْآن الْعَزِيز، لِأَنَّهَا ينْطق بهَا مفرّقة غير مؤلّفة وَلَا منتظمة، فتَرِد كل كلمة فِي بَابهَا، فَجعل لَهَا بَابا بمفردها؛ وَقد استخرتُ اللهَ تَعَالَى وقدمتها فِي صدر كتابي لفائدتين: أهمهما مقدَّمُهما، وَهُوَ التَّبَرُّك بتفسير كَلَام الله تَعَالَى الْخَاص بِهِ، الَّذِي لم يُشَارِكهُ أحد فِيهِ إِلَّا من تبرك بالنطق بِهِ فِي تِلَاوَته، وَلَا يعلم مَعْنَاهُ إِلَّا هُوَ، فاخترت الِابْتِدَاء بِهِ لهَذِهِ الْبركَة، قبل الْخَوْض فِي كَلَام النَّاس؛ وَالثَّانيَِة أَنَّهَا إِذا كَانَت فِي أول الْكتاب كَانَت أقرب إِلَى كل مُطالع من آخِره، لِأَن الْعَادة أَن يُطالع أول الْكتاب ليكشف مِنْهُ ترتيبه وغرض مُصَنفه، وَقد لَا يتهيأ للمُطالع أَن يكْشف آخِره، لِأَنَّهُ إِذا اطلع من خطبَته أَنه على تَرْتِيب الصِّحَاح أيِس أَن يكون فِي آخِره شَيْء من ذَلِك، فَلهَذَا قدَّمتُه فِي أوّل الْكتاب.

باب تفسير الحروف المقطعة

بَاب تَفْسِير الْحُرُوف الْمُقطعَة روى ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي الْحُرُوف الْمُقطعَة، مثل ألم ألمص المر وَغَيرهَا، ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهَا أَن قَول الله عزوجل: ألم أقسم بِهَذِهِ الْحُرُوف ان هَذَا الْكتاب، الَّذِي أنزل على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَذَا الْكتاب الَّذِي من عِنْد الله عزوجل لَا شكّ فِيهِ، قَالَ هَذَا فِي قَوْله تَعَالَى: ألم ذَلِك الْكتاب لَا ريب فِيهِ، وَالْقَوْل الثَّانِي عَنهُ: إِن الرَّحِم ن اسْم الرَّحْمَن مقطع فِي اللَّفْظ، مَوْصُول فِي الْمَعْنى، وَالْقَوْل الثَّالِث عَنهُ إِنَّه قَالَ: الم ذَلِك الْكتاب، قَالَ: ألم مَعْنَاهُ أَنا الله أعلم وارى. وروى عِكْرِمَة فِي قَوْله: الم ذَلِك الْكتاب قَالَ: الم قسم، وروى عَن السّديّ قَالَ: بَلغنِي عَن ابْن عَبَّاس انه قَالَ: ألم اسْم من أَسمَاء الله وَهُوَ الِاسْم الاعظم، وروى عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: ألر والم وحم حُرُوف معرفَة 1 أَي بنيت معرفَة، قَالَ أبي فَحدثت بِهِ الاعمش فَقَالَ: عنْدك مثل هَذَا وَلَا تحدثنا بِهِ! وَرُوِيَ عَن قَتَادَة قَالَ: الم اسْم من اسماء الْقُرْآن، وَكَذَلِكَ حم وَيس، وَجَمِيع مَا فِي الْقُرْآن من حُرُوف الهجاء فِي أَوَائِل السُّور. وَسُئِلَ عَامر عَن فواتح الْقُرْآن، نَحْو حم وَنَحْو ص والم والر. قَالَ: هِيَ اسْم من أَسمَاء الله مقطعَة بالهجاء، إِذا وصلتها كَانَت اسْما من اسماء الله. ثمَّ قَالَ عَامر، الرَّحْمَن 2. قَالَ: هَذِه فَاتِحَة ثَلَاث سور، إِذا جمعتهن كَانَت اسْما من اسماء الله تَعَالَى. وروى أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم عَن ضَمرَة بن حبيب وَحَكِيم بن عُمَيْر وَرَاشِد بن سعد 3 قَالُوا: المر والمص والم واشباه ذَلِك، وَهِي ثَلَاثَة عشر حرفا، ان فِيهَا اسْم الله الاعظم. وَرُوِيَ عَن ابي الْعَالِيَة فِي قَوْله: الم قَالَ: هَذِه الاحرف الثَّلَاثَة من التِّسْعَة وَالْعِشْرين حرفا لَيْسَ فِيهَا حرف إِلَّا وَهُوَ مِفْتَاح اسْم من اسماء الله، وَلَيْسَ فِيهَا حرف إِلَّا وَهُوَ فِي الآئه وبلائه، وَلَيْسَ فِيهَا حرف إِلَّا وَهُوَ فِي مُدَّة قوم وآجالهم. قَالَ وَقَالَ عِيسَى بن عمر: أعجب انهم ينطقون باسمائه ويعيشون فِي رزقه كَيفَ يفكرون بِهِ: فالالف مِفْتَاح اسْمه الله، وَلَام مِفْتَاح اسْمه لطيف، وَمِيم مِفْتَاح اسْمه مجيد. فالالف آلَاء الله، وَاللَّام لطف الله، وَالْمِيم مجد الله، والالف وَاحِد، وَاللَّام ثَلَاثُونَ، وَالْمِيم اربعون. وَرُوِيَ عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: الم آيَة، وحم آيَة. وَرُوِيَ عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: هَذِه الْحُرُوف الْمُقطعَة حُرُوف الهجاء، وَهِي افْتِتَاح كَلَام وَنَحْو ذَلِك. قَالَ الاخفش: وَدَلِيل ذَلِك أَن الْكَلَام الَّذِي ذكر قبل السُّورَة قد تمّ.

_ (1) قَوْله " حُرُوف معرفَة الخ " كَذَا بالاصول الَّتِي بايدينا وَلَعَلَّ الاولى مفرقة. (2) الرَّحْمَن " قَالَ هَذِه الخ " كَذَا بالنسخ الَّتِي بايدينا وَالْمُنَاسِب لما بعده ان تكْتب مفرقة هَكَذَا الر حم ن قَالَ هَذِه فَاتِحَة ثَلَاث الخ. (3) قَوْله " وَرَاشِد بن سعد " فِي نُسْخَة ورائد بن سعد. (*)

وروى سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: فِي كهيعص هُوَ كَاف، هاد، يَمِين، عَزِيز، صَادِق، جعل اسْم الْيَمين مشتقا من الْيمن، وسنوسع القَوْل فِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة يمن ان شَاءَ الله تَعَالَى. وَزعم قطرب أَن الر والمص والم وكهيعص وص وق وَيس ون، حُرُوف المعجم لتدل أَن هَذَا الْقُرْآن مؤلف من هَذِه الْحُرُوف الْمُقطعَة الَّتِي هِيَ: حُرُوف اب ت ث، فجَاء بَعْضهَا مقطعا، وَجَاء تَمامهَا مؤلفا ليدل الْقَوْم، الَّذين نزل عَلَيْهِم الْقُرْآن، أَنه بحروفهم الَّتِي يعقلونها لَا ريب فِيهِ. قَالَ، ولقطرب وَجه آخر فِي الم: زعم أَنه يجوز أَن يكون لما لَغَا الْقَوْم فِي الْقُرْآن فَلم يتفهموه حِين قَالُوا: " لَا تسمعوا لهَذَا الْقُرْآن والغوا فِيهِ " أنزل عَلَيْهِم ذكر هَذِه الْحُرُوف لانهم لم يعتادوا الْخطاب بتقطيع الْحُرُوف، فَسَكَتُوا لما سمعُوا الْحُرُوف طَمَعا فِي الظفر بِمَا يحبونَ، ليفهموا، بعد الْحُرُوف، الْقُرْآن وَمَا فِيهِ، فَتكون الْحجَّة عَلَيْهِم أثبت، إِذا جَحَدُوا بعد تفهم وَتعلم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَق الزّجاج: الْمُخْتَار من هَذِه الاقاويل مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس وَهُوَ: أَن معنى الم أَنا الله أعلم، وان كل حرف مِنْهَا لَهُ تَفْسِير. قَالَ: وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن الْعَرَب تنطق بالحرف الْوَاحِد تدل بِهِ على الْكَلِمَة الَّتِي هُوَ مِنْهَا، وانشد: قلت لَهَا قفي فَقَالَت ق فَنَطَقَ بقاف فَقَط تُرِيدُ أَقف. وانشد أَيْضا: ناديتهم أَن ألجموا أَلا تا! قَالُوا، جَمِيعًا، كلهم: أَلا فا! قَالَ تَفْسِيره: نادوهم أَن الجموا أَلا تَرْكَبُونَ؟ قَالُوا جَمِيعًا: أَلا فاركبوا، فانما نطق بتاء وَفَاء كَمَا نطق الاول بقاف. وَقَالَ: وَهَذَا الَّذِي اختاروه فِي معنى هَذِه الْحُرُوف، وَالله أعلم بحقيقتها. وَرُوِيَ عَن الشّعبِيّ أَنه قَالَ: لله عزوجل، فِي كل كتاب، سر، وسره، فِي الْقُرْآن، حُرُوف الهجاء الْمَذْكُورَة فِي أَوَائِل السُّور. واجمع النحويون: أَن حُرُوف التهجي، وَهِي الالف وَالْبَاء وَالتَّاء والثاء وَسَائِر مَا فِي الْقُرْآن مِنْهَا، انها مَبْنِيَّة على الْوَقْف، وانها لَا تعرب. وَمعنى الْوَقْف أَنَّك تقدر أَن تسكت على كل حرف مِنْهَا، فالنطق بهَا: الم. وَالدَّلِيل على أَن حُرُوف الهجاء مَبْنِيَّة على السكت، كَمَا بني الْعدَد على السكت، أَنَّك تَقول فِيهَا بِالْوُقُوفِ 1، مَعَ الْجمع، بَين ساكنين، كَمَا تَقول، إِذا عددت وَاحِد اثْنَان ثَلَاثَة اربعة، فتقطع ألف اثْنَيْنِ، والف اثْنَيْنِ ألف وصل، وتذكر الْهَاء فِي ثَلَاثَة واربعة، وَلَوْلَا أَنَّك تقدر السكت لَقلت ثَلَاثَة، كَمَا تَقول ثَلَاثَة يَا هَذَا، وحقها من الاعراب أَن تكون سواكن الاواخر. وَشرح هَذِه الْحُرُوف وتفسيرها: ان هَذِه الْحُرُوف لَيست تجْرِي مجْرى الاسماء المتمكنة والافعال المضارعة الَّتِي يجب لَهَا الاعراب، فانما هِيَ تقطيع الِاسْم الْمُؤلف الَّذِي لَا يجب الاعراب إِلَّا مَعَ كَمَاله، فقولك جَعْفَر لَا يجب أَن تعرب مِنْهُ الْجِيم وَلَا الْعين وَلَا الْفَاء وَلَا الرَّاء دون تَكْمِيل الِاسْم، وانما هِيَ حكايات

_ (1) فِي نُسْخَة بِالْوَقْفِ. (*)

وضعت على هَذِه الْحُرُوف، فان أجريتها مجْرى الاسماء وَحدثت عَنْهَا قلت: هَذِه كَاف حَسَنَة، وَهَذَا كَاف حسن، وَكَذَلِكَ سَائِر حُرُوف المعجم، فَمن قَالَ: هَذِه كَاف أنث بِمَعْنى الْكَلِمَة، وَمن ذكر فلمعنى الْحَرْف، والاعراب وَقع فِيهَا لانك تخرجها من بَاب الْحِكَايَة. قَالَ الشَّاعِر: كافا وميمين وسينا طاسما وَقَالَ آخر: كَمَا بيّنت كَاف تلوح وميمها 1 فَذكر طاسما لانه جعله صفة للسين، وَجعل السِّين فِي معنى الْحَرْف، وَقَالَ كَاف تلوح فانث الْكَاف لانه ذهب بهَا إِلَى الْكَلِمَة. وَإِذا عطفت هَذِه الْحُرُوف بَعْضهَا على بعض أعربتها فَقلت: ألف وباء وتاء وثاء إِلَى آخرهَا وَالله أعلم. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَت الْعَامَّة فِي جمع حم وطس طواسين وحواميم. قَالَ: وَالصَّوَاب ذَوَات طس وَذَوَات حم وَذَوَات الم. وَقَوله تَعَالَى يس كَقَوْلِه عزوجل الم وحم واوائل السُّور. وَقَالَ عِكْرِمَة مَعْنَاهُ يَا إِنْسَان، لانه قَالَ: إِنَّك لمن الْمُرْسلين. وَقَالَ ابْن سَيّده: الالف والاليف حرف هجاء. وَقَالَ الاخفش هِيَ من حُرُوف المعجم مُؤَنّثَة وَكَذَلِكَ سَائِر الْحُرُوف. وَقَالَ: وَهَذَا كَلَام الْعَرَب، وَإِذا ذكرت جَازَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: حُرُوف المعجم كلهَا تذكر وتؤنث كَمَا أَن الانسان يذكر وَيُؤَنث. قَالَ: وَقَوله عزوجل الم والمص والمر. قَالَ الزّجاج: الذى اخترنا فِي تَفْسِيرهَا قَول ابْن عَبَّاس: ان ألم أَنا الله أعلم، والمص أَنا الله اعْلَم وافصل، والمر أَنا الله أعلم وارى. قَالَ بعض النَّحْوِيين: مَوضِع هَذِه الْحُرُوف رفع بِمَا بعْدهَا أَو مَا بعْدهَا رفع بهَا. قَالَ: المص كتاب، فكتاب مُرْتَفع بالمص، وَكَانَ مَعْنَاهُ المص حُرُوف كتاب أنزل إِلَيْك. قَالَ: وَهَذَا لَو كَانَ كَمَا وصف لَكَانَ بعد هَذِه الْحُرُوف أبدا ذكر الْكتاب، فَقَوله: الم الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم، يدل على أَن الم رَافع لَهَا على قَوْله، وَكَذَلِكَ يس وَالْقُرْآن الْحَكِيم، وَكَذَلِكَ حم عسق، كَذَلِك يوحي إِلَيْك، وَقَوله حم وَالْكتاب الْمُبين انا انزلناه، فَهَذِهِ الاشياء تدل على أَن الامر على غير مَا ذكر. قَالَ وَلَو كَانَ كَذَلِك أَيْضا لما كَانَ الم وحم مكررين. قَالَ وَقد اجْمَعْ النحويون على أَن قَوْله الاشياء تدل على أَن الامر على غير مَا ذكر. قَالَ وَلَو كَانَ كَذَلِك أَيْضا لما كَانَ الم وحم مكررين. قَالَ وَقد اجْمَعْ النحويون على أَن قَوْله عزوجل كتاب أنزل إِلَيْك مَرْفُوع بِغَيْر هَذِه الْحُرُوف، فَالْمَعْنى هَذَا كتاب أنزل إِلَيْك. وَذكر الشَّيْخ أَبُو الْحسن عَليّ الْحَرَّانِي شَيْئا فِي خَواص الْحُرُوف الْمنزلَة أَوَائِل السُّور وسنذكره فِي الْبَاب الَّذِي يَلِي هَذَا فِي ألقاب الْحُرُوف.

_ (1) قَوْله " كَمَا بيّنت الخ " فِي نُسْخَة كَمَا بنيت. (*)

باب ألقاب الحروف وطبائعها وخواصها

بَاب ألقاب الْحُرُوف وطبائعها وخواصها قَالَ عبد الله مُحَمَّد بن المكرم: هَذَا الْبَاب أَيْضا لَيْسَ من شرطنا لكني اخْتَرْت ذكر الْيَسِير مِنْهُ، وَإِنِّي لَا أضْرب صفحا عَنهُ ليظفر طَالبه مِنْهُ بِمَا يُرِيد وينال الافادة مِنْهُ من يَسْتَفِيد، وليعلم كل طَالب أَن وَرَاء مطلبه أخر، وَأَن لله تَعَالَى فِي كل شئ سرا لَهُ فعل واثر. وَلم أوسع القَوْل فِيهِ خوفًا من انتقاد من لَا يدريه. ذكر ابْن كيسَان فِي ألقاب الْحُرُوف: أَن مِنْهَا المجهور والمهموس، وَمعنى المجهور مِنْهَا أَنه لزم مَوْضِعه إِلَى انْقِضَاء حُرُوفه، وَحبس النَّفس أَن يجْرِي مَعَه، فَصَارَ مجهورا لانه لم يخالطه شئ يُغَيِّرهُ، وَهُوَ تِسْعَة عشر حرفا: الالف وَالْعين والغين وَالْقَاف وَالْجِيم وَالْبَاء وَالضَّاد وَاللَّام وَالنُّون وَالرَّاء والطاء وَالدَّال وَالزَّاي والظاء والذال وَالْمِيم وَالْوَاو والهمزة وَالْيَاء، وَمعنى المهموس مِنْهَا أَنه حرف لَان مخرجه دون المجهور، وَجرى مَعَه النَّفس، وَكَانَ دون المجهور فِي رفع الصَّوْت، وَهُوَ عشرَة أحرف: الْهَاء والحاء وَالْخَاء وَالْكَاف والشين وَالسِّين وَالتَّاء وَالصَّاد والثاء وَالْفَاء، وَقد يكون المجهور شَدِيدا، وَيكون رخوا، والمهموس كَذَلِك. وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد: حُرُوف الْعَرَبيَّة تِسْعَة وَعِشْرُونَ حرفا مِنْهَا خَمْسَة وَعِشْرُونَ حرفا صِحَاح، لَهَا أحياز ومدارج، واربعة أحرف جَوف: الْوَاو وَالْيَاء والالف اللينة والهمزة، وَسميت جوفا لانها تخرج من الْجوف، فَلَا تخرج فِي مدرجة من مدارج الْحلق، وَلَا مدارج اللهاة، وَلَا مدارج اللِّسَان، وَهِي فِي الْهَوَاء، فَلَيْسَ لَهَا حيّز تنْسب إِلَيْهِ إِلَّا الْجوف. وَكَانَ يَقُول: الالف اللينة وَالْوَاو وَالْيَاء هوائية أَي أَنَّهَا فِي الْهَوَاء. واقصى الْحُرُوف كلهَا الْعين، وارفع مِنْهَا الْحَاء، وَلَوْلَا بحة فِي الْحَاء لاشبهت الْعين لقرب مخرجها مِنْهَا، ثمَّ الْهَاء، وَلَوْلَا هتة فِي الْهَاء، وَقَالَ مرّة أُخْرَى ههة فِي الْهَاء، لاشبهت الْحَاء لقرب مخرجها مِنْهَا، فَهَذِهِ الثَّلَاثَة فِي حيّز وَاحِد، ولهذه الْحُرُوف ألقاب أخر، الحلقية: الْعين وَالْهَاء والحاء وَالْخَاء والغين، اللهوية: الْقَاف وَالْكَاف، الشجرية: الْجِيم والشين وَالضَّاد، وَالشَّجر مفرج الْفَم، الاسلية: الصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي، لَان مبداها من أسلة اللِّسَان وَهِي مستدق طرفه، النطعية: الطَّاء والذال وَالتَّاء، لَان مبداها من نطع الْغَار الاعلى، اللثوية: الظَّاء وَالدَّال والثاء، لَان مبداها من اللثة، الذلقية: الرَّاء وَاللَّام وَالنُّون، الشفوية: الْفَاء وَالْبَاء وَالْمِيم، وَقَالَ مرّة شفهية، الهوائية: الْوَاو والالف وَالْيَاء. وَسَنذكر فِي صدر كل حرف أَيْضا شَيْئا مِمَّا يَخُصُّهُ. واما تَرْتِيب كتاب الْعين وَغَيره، فقد قَالَ اللَّيْث بن المظفر: لما أَرَادَ الْخَلِيل بن أَحْمد الِابْتِدَاء فِي كتاب الْعين أعمل فكره فِيهِ، فَلم يُمكنهُ أَن يَبْتَدِئ فِي أول حُرُوف المعجم، لَان الالف حرف معتل، فَلَمَّا فَاتَهُ أول الْحُرُوف كره أَن يَجْعَل الثَّانِي أَولا، وَهُوَ الْبَاء، إِلَّا بِحجَّة وَبعد استقصاء، فدبر وَنظر إِلَى الْحُرُوف كلهَا وذاقها، فَوجدَ مخرج الْكَلَام كُله من الْحق، فصير أولاها، فِي الِابْتِدَاء، أدخلها فِي الْحلق. وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَذُوق الْحَرْف فتح فَاه بالف ثمَّ أظهر الْحَرْف ثمَّ يَقُول: اب ات اث اج اع، فَوجدَ الْعين أقصاها فِي الْحلق، وادخلها، فَجعل أول الْكتاب الْعين، ثمَّ مَا قرب مخرجه مِنْهَا بعد الْعين الا رفع

فالارفع، حَتَّى أَتَى على آخر الْحُرُوف، فَقلب الْحُرُوف عَن موَاضعهَا، ووضعها على قدر مخرجها من الْحلق. وَهَذَا تأليفه وترتيبه: الْعين والحاء وَالْهَاء وَالْخَاء والغين وَالْقَاف وَالْكَاف وَالْجِيم والشين وَالضَّاد وَالصَّاد وَالسِّين وَالزَّاي والطاء وَالدَّال وَالتَّاء والظاء والذال والثاء وَالرَّاء وَاللَّام وَالنُّون وَالْفَاء وَالْبَاء وَالْمِيم وَالْيَاء وَالْوَاو والالف. وَهَذَا هُوَ تَرْتِيب الْمُحكم لِابْنِ سَيّده، إِلَّا انه خَالفه فِي الاخير، فرتب بعد الْمِيم الالف وَالْيَاء وَالْوَاو. وَلَقَد انشدني شخص بِدِمَشْق المحروسة أبياتا، فِي تَرْتِيب الْمُحكم، هِيَ أَجود مَا قيل فِيهَا: عَلَيْك حروفا هن خير غوامض، * قيود كتاب، جلّ، شانا، ضوابطه صِرَاط سوي، زل طَالب دحضه، * تزيد ظهورا ذَا ثبات روابطه لذلكم نلتذ فوزا بمحكم، * مُصَنفه، أَيْضا، يفوز وضابطه وَقد انتقد هَذَا التَّرْتِيب على من رتبه. وترتيب سِيبَوَيْهٍ على هَذِه الصُّورَة: الْهمزَة وَالْهَاء وَالْعين والحاء وَالْخَاء والغين وَالْقَاف وَالْكَاف وَالضَّاد وَالْجِيم والشين وَاللَّام وَالرَّاء وَالنُّون والطاء وَالدَّال وَالتَّاء وَالصَّاد وَالزَّاي وَالسِّين والظاء والذال والثاء وَالْفَاء وَالْبَاء وَالْمِيم وَالْيَاء والالف وَالْوَاو. واما تقَارب بَعْضهَا من بعض وتباعدها، فان لَهَا سرا، فِي النُّطْق، يكشفه من تعناه، كَمَا انْكَشَفَ لنا سره فِي حل المترجمات، لشدَّة احتياجنا إِلَى معرفَة مَا يتقارب بعضه من بعض، ويتباعد بعضه من بعض، ويتركب بعضه مَعَ بعض، وَلَا يتركب بعضه مَعَ بعض، فان من الْحُرُوف مَا يتَكَرَّر وَيكثر فِي الْكَلَام اسْتِعْمَاله، وَهُوَ: ال م هـ وي ن، وَمِنْهَا مَا يكون تكراره دون ذَلِك، وَهُوَ: ر ع ف ت ب ك د س ق ح ج، وَمِنْهَا مَا يكون تكراره أقل من ذَلِك، وَهُوَ: ظ غ ط ز ث خَ ض ش ص ذ. وَمن الْحُرُوف مَا لَا يَخْلُو مِنْهُ أَكثر الْكَلِمَات، حَتَّى قَالُوا: ان كل كلمة ثلاثية فَصَاعِدا لَا يكون فِيهَا حرف أَو حرفان مِنْهَا، فَلَيْسَتْ بعربية، وَهِي سِتَّة أحرف: د ب م ن ل ف، وَمِنْهَا مَا لَا يتركب بعضه مَعَ بعض، إِذا اجْتمع فِي كلمة، إِلَّا ان يقدم، وَلَا يجْتَمع، إِذا تَأَخّر، وَهُوَ: ع هـ، فان الْعين إِذا تقدّمت تركبت، وَإِذا تَأَخَّرت لَا تتركب، وَمِنْهَا مَا لَا يتركب، إِذا تقدم، ويتركب، إِذا تَأَخّر، وَهُوَ: ض ج، فان الضَّاد إِذا تقدّمت (1) تركبت، وَإِذا تَأَخَّرت لَا تتركب فِي أصل الْعَرَبيَّة، وَمِنْهَا مَالا يتركب بعضه مَعَ بعض لَا إِن تقدم وَلَا إِن تَأَخّر، وَهُوَ: س ث ض ز ظ ص، فَاعْلَم ذَلِك. وَأما خواصها: فان لَهَا أعمالا عَظِيمَة تتَعَلَّق بابواب جليلة من أَنْوَاع المعالجات، وأوضاع الطلسمات، وَلها نفع شرِيف بطبائعها، وَلها خُصُوصِيَّة بالافلاك المقدسة وملائمة لَهَا، وَمَنَافع لَا يحصيها من يصفها، لَيْسَ هَذَا مَوضِع ذكرهَا، لَكنا لَا بُد ان نلوح بشي من ذَلِك، ننبه على مِقْدَار نعم الله تَعَالَى على من كشف لَهُ سرها، وَعلمه علمهَا، وأباح لَهُ التَّصَرُّف بهَا. وَهُوَ أَن مِنْهَا مَا هُوَ حَار يَابِس طبع النَّار، وَهُوَ: الالف وَالْهَاء والطاء وَالْمِيم وَالْفَاء والشين والذال، وَله خُصُوصِيَّة بِالْمُثَلثَةِ النارية، وَمِنْهَا مَا هُوَ بَارِد يَابِس طبع التُّرَاب، وَهُوَ: الْبَاء وَالْوَاو وَالْيَاء وَالنُّون وَالصَّاد وَالتَّاء وَالضَّاد، وَله خُصُوصِيَّة بِالْمُثَلثَةِ الترابية، وَمِنْهَا مَا هُوَ حَار رطب طبع الْهَوَاء، وَهُوَ: الْجِيم وَالزَّاي وَالْكَاف وَالسِّين وَالْقَاف والثاء والظاء، وَله

_ قَوْله " فان الضَّاد إِذا تقدّمت الخ " الاولى فِي التَّفْرِيع ان يُقَال فان الْجِيم إِذا تقدّمت لَا تتركب وَإِذا تَأَخَّرت تتركب وَإِن كَانَ ذَلِك لَازِما لكَلَامه. (*)

خُصُوصِيَّة بِالْمُثَلثَةِ الهوائيه، وَمِنْهَا مَا هُوَ بَارِد رطب طبع المَاء، وَهُوَ: الدَّال والحاء وَاللَّام وَالْعين وَالرَّاء وَالْخَاء والغين، وَله خُصُوصِيَّة بِالْمُثَلثَةِ المائية. ولهذه الْحُرُوف فِي طبائعها مَرَاتِب ودرجات ودقائق وثوان وثوالث وروابع وخوامس يُوزن بهَا الْكَلَام، وَيعرف الْعَمَل بِهِ علماؤه، وَلَوْلَا خوف الاطالة، وانتقاد ذَوي الْجَهَالَة، وَبعد اكثر النَّاس عَن تَأمل دقائق صنع الله وحكمته، لذكرت هُنَا اسرارا من افعال الْكَوَاكِب المقدسة، إِذا مازجتها الْحُرُوف تخرق عقول من لَا اهْتَدَى إِلَيْهَا، وَلَا هجم بِهِ تنقيبه وبحثه عَلَيْهَا. وَلَا انتقاد عَليّ فِي قَول ذَوي الْجَهَالَة، فان الزَّمَخْشَرِيّ، رَحمَه الله تَعَالَى، قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله عزوجل: وَجَعَلنَا السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا، وهم عَن آياتها معرضون، قَالَ: عَن آياتها اي عَمَّا وضع الله فِيهَا من الادلة والعبر، كَالشَّمْسِ وَالْقَمَر، وَسَائِر النيرات، ومسايرها وطلوعها وغروبها على الْحساب القويم، وَالتَّرْتِيب العجيب، الدَّال على الْحِكْمَة الْبَالِغَة وَالْقُدْرَة الباهرة. قَالَ وَأي جهل أعظم من جهل من أعرض عَنْهَا، وَلم يذهب بِهِ وهمه الى تدبرها وَالِاعْتِبَار بهَا، وَالِاسْتِدْلَال على عَظمَة شان من اوجدها عَن عدم، ودبرها ونصبها هَذِه النصبة، واودعها مَا اودعها مِمَّا لَا يعرف كنهه الا هُوَ جلت قدرته، ولطف علمه. هَذَا نَص كَلَام الزَّمَخْشَرِيّ رَحمَه الله. وَذكر الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس احْمَد الْبونِي رَحمَه الله قَالَ: منَازِل الْقَمَر ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ مِنْهَا اربعة عشر فَوق الارض، وَمِنْهَا اربعة عشر تَحت الارض. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحُرُوف: مِنْهَا اربعة عشر مُهْملَة بِغَيْر نقط، واربعة عشر مُعْجمَة بنقط، فَمَا هُوَ مِنْهَا غير منقوط، فَهُوَ اشبه بمنازل السُّعُود، وَمَا هُوَ مِنْهَا منقوط، فَهُوَ منَازِل النحوس والممتزجات، وَمَا كَانَ مِنْهَا لَهُ نقطة وَاحِدَة، فَهُوَ اقْربْ الى السُّعُود، وَمَا هُوَ بنقطتين، فَهُوَ متوسط فِي النحوس، فَهُوَ الممتزج، وَمَا هُوَ بِثَلَاث نقط، فَهُوَ عَام النحوس. هَكَذَا وجدته. وَالَّذِي نرَاهُ فِي الْحُرُوف انها ثَلَاثَة عشر مُهْملَة وَخَمْسَة عشر مُعْجمَة، إِلَّا أَن يكون كَانَ لَهُم اصْطِلَاح فِي النقط تغير فِي وقتنا هَذَا. واما الْمعَانِي المنتفع بهَا من قواها وطبائعها فقد ذكر الشَّيْخ أَبُو الْحسن عَليّ الْحَرَّانِي وَالشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس احْمَد الْبونِي والبعلبكي وَغَيرهم، رَحِمهم الله، من ذَلِك مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ كتبهمْ من قواها وتاثيراتها، وَمِمَّا قيل فِيهَا أَن تتَّخذ الْحُرُوف الْيَابِسَة وَتجمع متواليا، فَتكون متقوية لما يُرَاد فِيهِ تَقْوِيَة الْحَيَاة الَّتِي تسميها الاطباء الغريزية، أَو لما يُرَاد دَفعه من آثَار الامراض الْبَارِدَة الرّطبَة، فيكتبها، أَو يرقي بهَا، أَو يسقيها لصَاحب الحمي البلغمية والمفلوج والملووق. وَكَذَلِكَ الْحُرُوف الْبَارِدَة الرّطبَة، إِذا اسْتعْملت بعد تتبعها، وعولج بهَا، رقية أَو كِتَابَة أَو سقيا، من بِهِ حمى محرقة، أَو كتبت على ورم حَار، وخصوصا حرف الْحَاء لانها، فِي عالمها، عَالم صُورَة. وَإِذا اقْتصر على حرف مِنْهَا كتب بعدده، فَيكْتب الْحَاء مثلا ثَمَانِي مَرَّات، وَكَذَلِكَ مَا تكتبه من الْمُفْردَات تكتبه بعدده. وَقد شاهدنا نَحن ذَلِك فِي عصرنا، وراينا، من معلمي الْكِتَابَة وَغَيرهم، من يكْتب على خدود الصّبيان، إِذا تورمت، حُرُوف أبجد بكمالها، ويعتقد أَنَّهَا مفيدة، وَرُبمَا افادت، وَلَيْسَ الامر كَمَا اعْتقد، وَإِنَّمَا لما جهل اكثر النَّاس طبائع الْحُرُوف، وراوا مَا يكْتب مِنْهَا، ظنُّوا الْجَمِيع أَنه مُفِيد فكتبوها كلهَا.

وشاهدنا أَيْضا من يقلقه الصداع الشَّديد ويمنعه الْقُرْآن (1)، فَيكْتب لَهُ صُورَة لوح، وعَلى جوانبه تاءات ارْبَعْ، فَيبرأ بذلك من الصداع. وَكَذَلِكَ الْحُرُوف الرّطبَة إِذا اسْتعْملت رقى، أَو كِتَابَة، أَو سقيا، قوت الْمِنَّة وادامت الصِّحَّة وقوت على الباه، وَإِذا كتبت للصَّغِير حسن نَبَاته، وَهِي اوتار الْحُرُوف كلهَا، وَكَذَلِكَ الْحُرُوف الْبَارِدَة الْيَابِسَة، إِذا عولج بهَا من نزف دم بسقي، أَو كِتَابَة، أَو بخور، وَنَحْو ذَلِك من الامراض. وَقد ذكر الشَّيْخ محيي الدّين بن الْعَرَبِيّ، فِي كتبه، من ذَلِك، جملا كَثِيرَة. وَقَالَ الشَّيْخ عَليّ الحرالي رَحمَه الله: إِن الْحُرُوف الْمنزلَة اوائل السُّور وعدتها، بعد اسقاط مكررها، اربعة عشر حرفا، وَهِي: الالف وَالْهَاء والحاء والطاء وَالْيَاء وَالْكَاف وَاللَّام وَالْمِيم وَالرَّاء وَالسِّين وَالْعين وَالصَّاد وَالْقَاف وَالنُّون، قَالَ: إِنَّهَا يقْتَصر بهَا على مداواة السمُوم، وتقاوم السمُوم باضدادها، فيسقى للدغ الْعَقْرَب حارها، وَمن نهشة الْحَيَّة باردها الرطب، أَو تكْتب لَهُ، وتجري المحاولة، فِي الامور، على نَحْو من الطبيعة فتسقى الْحُرُوف الحارة الرّطبَة للتفريح وإذهاب الْغم، وَكَذَلِكَ الحارة الْيَابِسَة لتقوية الْفِكر وَالْحِفْظ، والباردة الْيَابِسَة الثَّبَات وَالصَّبْر، والباردة الرّطبَة لتيسير الامور وتسهيل الْحَاجَات وَطلب الصفح وَالْعَفو. وَقد صنف البعلبكي فِي خَواص الْحُرُوف كتابا مُفردا، وَوصف لكل حرف خاصية يَفْعَلهَا بِنَفسِهِ، وخا صية بمشاركة غَيره من الْحُرُوف على اوضاع مُعينَة فِي كِتَابه، وَجعل لَهَا نفعا بمفردها على الصُّورَة الْعَرَبيَّة، ونفعا بمفردها، إِذا كتبت على الصُّورَة الْهِنْدِيَّة، ونفعا بمشاركتهما فِي الْكِتَابَة، وَقد اشْتَمَل من الْعَجَائِب على مَا لَا يعلم مِقْدَاره الا من علم مَعْنَاهُ. وَأما اعمالها فِي الطلسمات فان لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِيهَا سرا عجيبا، وصنعا جميلا، شاهدنا صِحَة اخبارها، وَجَمِيل آثارها. وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع الاطالة بِذكر مَا جربناه مِنْهَا ورأيناه من التَّأْثِير عَنْهَا، فسبحان مسدي النِّعْمَة، ومؤتى الْحِكْمَة، الْعَالم بِمن خلق، وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير.

_ (1) قَوْله " الْقُرْآن " كَذَا بالنسخ وَلَعَلَّ الاظهر الْقَرار. (*)

حرف الهمزة

حرف الْهمزَة نذْكر، فِي هَذَا الْحَرْف، الْهمزَة الاصلية، الَّتِي هِيَ لَام الْفِعْل، فاما المبدلة من الْوَاو نَحْو العزاء، الذى اصله عز أَو، لانه من عزوت، أَو المبدلة من الْيَاء نَحْو الاباء، الذى اصله اباي، لانه من ابيت، فنذكره فِي بَاب الْوَاو وَالْيَاء، ونقدم هُنَا الحَدِيث فِي الْهمزَة. قَالَ الازهري: إعلم أَن الْهمزَة لَا هجاء لَهَا، انما تكْتب مرّة ألفا وَمرَّة يَاء وَمرَّة واوا، والالف اللينة لَا حرف لَهَا، انما هِيَ جُزْء من مُدَّة بعد فَتْحة. والحروف ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ حرفا مَعَ الْوَاو والالف وَالْيَاء، وتتم بِالْهَمْزَةِ تِسْعَة وَعشْرين حرفا. والهمزة كالحرف الصَّحِيح، غير أَن لَهَا حالات من التليين والحذف والابدال وَالتَّحْقِيق تعتل، فالحقت بالاحرف المعتلة الْجوف، وَلَيْسَت من الْجوف، انما هِيَ حلقية فِي أقْصَى الْفَم، وَلها ألقاب كالقاب الْحُرُوف الْجوف، فَمِنْهَا همزَة التَّأْنِيث، كهمزة الْحَمْرَاء وَالنُّفَسَاء والعشراء والخشاء، وكل مِنْهَا مَذْكُور فِي مَوْضِعه، وَمِنْهَا الْهمزَة الاصلية فِي آخر الْكَلِمَة مثل: الْجفَاء والبواء والرطاء والطواء، وَمِنْهَا الوحاء وَالْبَاء والداء والايطاء فِي الشّعْر. هَذِه كلهَا همزها أُصَلِّي، وَمِنْهَا همزَة الْمدَّة المبدلة من الْيَاء وَالْوَاو: كهمزة السَّمَاء والبكاء والكساء وَالدُّعَاء وَالْجَزَاء وَمَا اشبهها، وَمِنْهَا الْهمزَة المجتلبة بعد الالف الساكنة نَحْو: همزَة وَائِل وطائف، وَفِي الْجمع نَحْو كتائب وسرائر، وَمِنْهَا الْهمزَة الزَّائِدَة نَحْو: همزَة الشمأل والشامل والغرقئ، وَمِنْهَا الْهمزَة الَّتِي تزاد لِئَلَّا يجْتَمع ساكنان نَحْو: اطْمَأَن واشمأز وازبأر وَمَا شاكلها، وَمِنْهَا همزَة الوقفة فِي آخر الْفِعْل لُغَة لبَعض دون بعض نَحْو قَوْلهم للْمَرْأَة: قولئ، وللرجلين قولا، وللجميع قولؤ، وَإِذا وصلوا الْكَلَام لم يهمزوا، ويهمزون لَا إِذا وقفُوا عَلَيْهَا، وَمِنْهَا همزَة التَّوَهُّم، كَمَا روى الْفراء عَن بعض الْعَرَب أَنهم يهمزون مَا لَا همز فِيهِ إِذا ضارع المهموز. قَالَ: وَسمعت امراة من غَنِي تَقول: رثات زَوجي بابيات، كَأَنَّهَا لما سَمِعت رثات اللَّبن ذهبت الى أَن مرثية الْمَيِّت مِنْهَا. قَالَ: وَيَقُولُونَ لبات بِالْحَجِّ وحلات السويق، فيغلطون لَان حلات يُقَال فِي دفع العطشان عَن المَاء، ولبات يذهب بهَا اللبا. وَقَالُوا: استنشأت الرّيح وَالصَّوَاب استنشيت، ذَهَبُوا بِهِ الى قَوْلهم نشا السَّحَاب، وَمِنْهَا الْهمزَة الاصلية الظَّاهِرَة نَحْو همز الخبء والدفء والكفء والعبء وَمَا اشبهها، وَمِنْهَا اجْتِمَاع همزتين فِي كلمة وَاحِدَة نَحْو همزتي الرئاء والحاوئاء، واما الضياء فَلَا يجوز همز يائه، والمدة الاخيرة فِيهِ همزَة اصلية من ضاء يضوء ضوءا. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن يحيى فِيمَن همز مَا لَيْسَ بمهموز: وَكنت أرجي بِئْر نعْمَان، حائرا، * فلوأ بالعينين والانف حائر اراد لوى، فهمز، كَمَا قَالَ: كمشترئ بِالْحَمْد مَا لَا يضيره

قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هَذِه لُغَة من يهمز مَا لَيْسَ بمهموز. قَالَ: وَالنَّاس كلهم يَقُولُونَ، إِذا كَانَت الْهمزَة طرفا، وَقبلهَا سَاكن، حذفوها فِي الْخَفْض وَالرَّفْع، واثبتوها فِي النصب، الا الْكسَائي وَحده، فانه يثبتها كلهَا. قَالَ وَإِذا كَانَت الْهمزَة وسطى اجْمَعُوا كلهم على ان لَا تسْقط. قَالَ وَاخْتلف الْعلمَاء باى صُورَة تكون الْهمزَة، فَقَالَت طَائِفَة: نكتبها بحركة مَا قبلهَا وهم الْجَمَاعَة، وَقَالَ اصحاب الْقيَاس: نكتبها بحركة نَفسهَا، واحتجت الْجَمَاعَة بَان الْخط يَنُوب عَن اللِّسَان. قَالَ وانما يلْزمنَا ان نترجم بالخط مَا نطق بِهِ اللِّسَان. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس وَهَذَا هُوَ الْكَلَام. قَالَ: وَمِنْهَا اجْتِمَاع الهمزتين بمعنيين وَاخْتِلَاف النَّحْوِيين فيهمَا. قَالَ الله عزوجل: أأنذرتهم ام لم تنذرهم لَا يُؤمنُونَ. من الْقُرَّاء من يُحَقّق الهمزتين فيقرا أأنذرتهم، قرا بِهِ عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ، وقرا أَبُو عَمْرو آأنذرتهم مُطَوَّلَة، وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا اشبهه نَحْو قَوْله تَعَالَى: آانت قلت للنَّاس، آألد وانا عَجُوز، آاله مَعَ الله، وَكَذَلِكَ قرا ابْن كثير وَنَافِع وَيَعْقُوب بِهَمْزَة مُطَوَّلَة، وقرا عبد الله بن ابي اسحق آأنذرتهم بالف بَين الهمزتين، وَهِي لُغَة سائرة بَين الْعَرَب. قَالَ ذُو الرمة: تطاللت، فاستشرفته، فعرفته، فَقلت لَهُ: آأنت زيد الارانب؟ وَأنْشد احْمَد بن يحيى: خرق إِذا مَا الْقَوْم أجروا فكاهة * تذكر آإياه يعنون أم قردا؟ وَقَالَ الزّجاج: زعم سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يُحَقّق الْهمزَة وَلَا يجمع بَين الهمزتين، وَإِن كَانَتَا من كَلِمَتَيْنِ. قَالَ: وَأهل الْحجاز لَا يحققون وَاحِدَة مِنْهُمَا. وَكَانَ الْخَلِيل يري تَخْفيف الثَّانِيَة، فَيجْعَل الثَّانِيَة بَين الْهمزَة والالف وَلَا يَجْعَلهَا ألفا خَالِصَة. قَالَ: وَمن جعلهَا ألفا خَالِصَة، فقد اخطا من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَنه جمع بَين ساكنين، والاخرى أَنه أبدل من همزَة متحركة، قبلهَا حَرَكَة، ألفا، وَالْحَرَكَة الْفَتْح. قَالَ: وانما حق الْهمزَة، إِذا تحركت وَانْفَتح مَا قبلهَا، ان تجْعَل بَين بَين، أَعنِي بَين الْهمزَة وَبَين الْحَرْف الَّذِي مِنْهُ حركتها، فَتَقول فِي سَالَ سَالَ، وَفِي رؤف رؤف، وَفِي بئس بئس، وَهَذَا فِي الْخط وَاحِد، وانما تحكمه بالمشافهة. قَالَ: وَكَانَ غير الْخَلِيل يَقُول فِي مثل قَوْله " فقد جَاءَ اشراطها " أَن تخفف الاولى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمَاعَة من الْعَرَب يقراون: فقد جَاءَ اشراطها، يحققون الثَّانِيَة ويخففون الاولى. قَالَ والى هَذَا ذهب أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء. قَالَ: وَأما الْخَلِيل، فانه يقْرَأ بتحقيق الاولى وَتَخْفِيف الثَّانِيَة. قَالَ: وانما اخْتَرْت تَخْفيف الثَّانِيَة لِاجْتِمَاع النَّاس على بدل الثَّانِيَة فِي قَوْلهم: آدم وَآخر، لَان الاصل فِي آدم أأدم، وَفِي آخر أأخر.

قَالَ الزّجاج: وَقَول الْخَلِيل أَقيس، وَقَول أبي عَمْرو جيد أَيْضا. وَأما الهمزتان، إِذا كَانَتَا مكسورتين، نَحْو قَوْله: على الْبغاء إِن أردن تَحَصُّنًا، وَإِذا كَانَتَا مضمومتين نَحْو قَوْله: أَوْلِيَاء أُولَئِكَ، فان أَبَا عَمْرو يُخَفف الْهمزَة الاولى مِنْهُمَا، فَيَقُول: على الْبغاء ان، وأولياء أُولَئِكَ، فَيجْعَل الْهمزَة الاولى فِي الْبغاء بَين الْهمزَة وَالْيَاء ويكسرها، وَيجْعَل الْهمزَة فِي قَوْله: أَوْلِيَاء أُولَئِكَ، الاولى بَين الْوَاو والهمزة ويضمها. قَالَ: وَجُمْلَة ماقاله فِي مثل هَذِه ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدهَا، وَهُوَ مَذْهَب الْخَلِيل، أَن يَجْعَل مَكَان الْهمزَة الثَّانِيَة همزَة بَين بَين، فَإِذا كَانَ مضموما جعل الْهمزَة بَين الْوَاو والهمزة. قَالَ: أَوْلِيَاء أُولَئِكَ، على الْبغاء ان، وَأما أَبُو عَمْرو فيقرا على مَا ذكرنَا، وَأما ابْن أبي اسحق وَجَمَاعَة من الْقُرَّاء، فانهم يجمعُونَ بَين الهمزتين، وَأما اخْتِلَاف الهمزتين نَحْو قَوْله تَعَالَى: كَمَا آمن السُّفَهَاء أَلا، فاكثر الْقُرَّاء على تَحْقِيق الهمزتين، وَأما أَبُو عَمْرو، فانه يُحَقّق الْهمزَة الثَّانِيَة فِي رِوَايَة سِيبَوَيْهٍ، ويخفف الاولى، فيجعلها بَين الْوَاو والهمزة، فَيَقُول: السُّفَهَاء أَلا، ويقرا من فِي السَّمَاء أَن، فيحقق الثَّانِيَة، واما سِيبَوَيْهٍ والخليل فَيَقُولَانِ: السُّفَهَاء وَلَا، يجعلان الْهمزَة الثَّانِيَة واوا خَالِصَة. وَفِي قَوْله تَعَالَى: أأمنة من فِي السماءين، يَاء خَالِصَة، وَالله اعْلَم. قَالَ وَمِمَّا جَاءَ عَن الْعَرَب فِي تَحْقِيق الْهَمْز وتليينه وتحويله وحذفه، وَقَالَ أَبُو زيد الانصاري: الْهَمْز على ثَلَاثَة اوجه: التَّحْقِيق وَالتَّخْفِيف والتحويل. فالتحقيق مِنْهُ أَن تُعْطى الْهمزَة حَقّهَا من الاشباع، فَإِذا اردت أَن تعرف إشباع الْهمزَة، فَاجْعَلْ الْعين فِي موضعهَا، كَقَوْلِك من الخبء: قد خبات لَك بِوَزْن خبعت لَك، وقرات بِوَزْن قرعت، فانا أخبع وأقرع، وانا خابع وخابئ وقارئ نَحْو قارع، بعد تَحْقِيق الْهمزَة بِالْعينِ، كَمَا وصفت لَك، قَالَ: وَالتَّخْفِيف من الْهَمْز انما سموهُ تَخْفِيفًا لانه لم يُعْط حَقه من الاعراب والاشباع، وَهُوَ مشرب همزا، تصرف فِي وُجُوه الْعَرَبيَّة بِمَنْزِلَة سَائِر الْحُرُوف الَّتِي تحرّك، كَقَوْلِك: خبات وقرات، فَجعل الْهمزَة ألفا سَاكِنة على سكونها فِي التَّحْقِيق، إِذا كَانَ مَا قبلهَا مَفْتُوحًا، وَهِي كَسَائِر الْحُرُوف الَّتِي يدخلهَا التحريك، كَقَوْلِك: لم يخبا الرجل، وَلم يقرا الْقرَان، فَكسر الالف من يخبا ويقرا لسكون مَا بعْدهَا، فكانك قلت لم يخبير جلّ وَلم يقر يلقران، وَهُوَ يخبو ويقرو، فيجعلها واوا مَضْمُومَة فِي الادراج، فان وقفتها جَعلتهَا ألفا غير أَنَّك تهيئها للضمة من غير أَن تظهر ضمتها فَتَقول: مَا أخباه وَأَقَرَّاهُ، فَتحَرك الالف بِفَتْح لبَقيَّة مَا فِيهَا من الْهمزَة كَمَا وصفت لَك، وَأما التَّحْوِيل من الْهَمْز، فان تحول الْهَمْز الى الْيَاء وَالْوَاو، كَقَوْلِك: قد خبيت الْمَتَاع فَهُوَ مخبي، فَهُوَ يخباه، فَاعْلَم، فَيجْعَل الْيَاء الْفَا حَيْثُ كَانَ قبلهَا فَتْحة نَحْو الف يسْعَى ويخشى لَان مَا قبلهَا مَفْتُوح. قَالَ: وَتقول رفوت الثَّوْب رفوا، فحولت الْهمزَة واوا كَمَا ترى، وَتقول لم يخب عني شَيْئا فَتسقط مَوضِع اللَّام من تظيرها من الْفِعْل للاعراب، وَتَدَع مَا بَقِي على حَاله متحركا، وَتقول مَا أخباه، فتسكن الالف المحولة كَمَا أسكنت الالف من قَوْلك مَا أخشاه وأسعاه. قَالَ: وَمن مُحَقّق الْهَمْز قَوْلك للرجل: يلؤم، كانك قلت يلعم، إِذا كَانَ بَخِيلًا، وَأسد يزئر كَقَوْلِك يزعر، فَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت للرجل: يلم، وللاسد يزر على إِن القيت الْهمزَة من قَوْلك يلؤم ويزئر، وحركت مَا قبلهَا بحركتها على الضَّم وَالْكَسْر، إِذا كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا، فَإِذا اردت

تَحْويل الْهمزَة مِنْهَا قلت للرجل يلوم فجعلتها واوا سَاكِنة لانها تبِعت ضمة، والاسد يزير فجعلتها يَاء للكسرة قبلهَا نَحْو يَبِيع ويخيط، وَكَذَلِكَ كل همزَة تبِعت حرفا سَاكِنا عدلتها إِلَى التَّخْفِيف، فانك تلقيها وتحرك بحركتها الْحَرْف السَّاكِن قبلهَا، كَقَوْلِك للرجل: سل، فتحذف الْهمزَة تحرّك مَوضِع الْفَاء من نظيرها من الْفِعْل بحركتها، واسقطت الف الْوَصْل، إِذْ تحرّك مَا بعْدهَا، وانما يجتلبونها للاسكان، فَإِذا تحرّك مَا بعْدهَا لم يحتاجوا إِلَيْهَا. وَقَالَ رؤبة: وانت يَا بامسلم وفيتا ترك الْهمزَة، وَكَانَ وَجه الْكَلَام: يَا أَبَا مُسلم، فَحذف الْهمزَة، وَهِي أَصْلِيَّة، كَمَا قَالُوا لَا أَب لَك، وَلَا ابا لَك، وَلَا با لَك، ولاب لغيرك، وَلَا با لشانئك. وَمِنْهَا نوع آخر من الْمُحَقق، وَهُوَ قَوْلك من رايت، وانت تامر: إرا، كَقَوْلِك إرع زيدا، فَإِذا اردت التَّخْفِيف قلت: رزيدا فَتسقط الف الْوَصْل لتحرك مَا بعْدهَا. قَالَ أَبُو زيد: وَسمعت من الْعَرَب من يَقُول: يَا فلَان نويك على التَّخْفِيف، وتحقيقه نؤيك، كَقَوْلِك إبغ بغيك، إِذا امْرَهْ ان يَجْعَل نَحْو خبائه نؤيا كالطوق يصرف عَنهُ مَاء الْمَطَر. قَالَ: وَمن هَذَا النَّوْع رايت الرجل، فَإِذا اردت التَّخْفِيف قلت: رايت، فحركت الالف بِغَيْر اشباع همز، وَلم تسْقط الْهمزَة لَان مَا قبلهَا متحرك، وَتقول للرجل تراى ذَلِك على التَّحْقِيق. وَعَامة كَلَام الْعَرَب فِي يري وتري وارى ونرى، على التَّخْفِيف، لم تزد على ان القت الْهمزَة من الْكَلِمَة، وَجعلت حركتها بِالضَّمِّ (1) على الْحَرْف السَّاكِن قبلهَا. قَالَ أَبُو زيد: وَاعْلَم ان وَاو فعول ومفعول وياء فعيل وياء التصغير لَا يعتقين الْهَمْز فِي شئ من الْكَلَام، لَان الاسماء طولت بهَا، كَقَوْلِك فِي التَّحْقِيق: هَذِه خَطِيئَة، كَقَوْلِك خطيعة، فَإِذا ابدلتها إِلَى التَّخْفِيف قلت: هَذِه خطية، جعلت حركتها يَاء للكسرة، وَتقول: هَذَا رجل خبوء، كَقَوْلِك خبوع، فَإِذا خففت قلت: رجل خبو، فتجعل الْهمزَة واواللضمة الَّتِي قبلهَا، وجعلتها حرفا ثقيلا فِي وزن حرفين مَعَ الْوَاو الَّتِي قبلهَا، وَتقول: هَذَا مَتَاع مخبوء بِوَزْن مخبوع، فَإِذا خففت قلت: مَتَاع مخبو، فحولت الْهمزَة واوا للضمة قبلهَا. قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَمن الْعَرَب من يدغم الْوَاو فِي الْوَاو ويشددها، فَيَقُول: مخبو. قَالَ أَبُو زيد: تَقول رجل برَاء من الشّرك، كَقَوْلِك براع، فَإِذا عدلتها الى التَّخْفِيف قلت: براو، فَتَصِير الْهمزَة واوا لانها مَضْمُومَة، وَتقول: مَرَرْت بِرَجُل براي فَتَصِير يَاء على الكسرة ورايت رجلا برايا، فَتَصِير ألفا لانها مَفْتُوحَة. وَمن تَحْقِيق الْهمزَة قَوْلهم: هَذَا غطاء وَكسَاء وخباء، فتهمز مَوضِع اللَّام من نظيرها من الْفِعْل لانها غَايَة، وَقبلهَا ألف سَاكِنة، كَقَوْلِهِم: هَذَا غطاع وكساع وخباع، فالعين وخباع، فالعين مَوضِع الْهمزَة، فَإِذا جمعت الِاثْنَيْنِ على سنة الْوَاحِد فِي التَّحْقِيق، قلت: هَذَانِ غطاآن وكساآن وخباآن، كَقَوْلِك غطاعان

_ (1) قَوْله " بِالضَّمِّ " كَذَا بالنسخ الَّتِي بايد ينا وَلَعَلَّه بِالْفَتْح. (*)

وكساعان وخباعان، فتهمز الِاثْنَيْنِ على سنة الْوَاحِد، وَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: هَذَا غطاو وكساو وخباو، فتجعل الْهمزَة واوا لانها مَضْمُومَة، وان جمعت الِاثْنَيْنِ بِالتَّخْفِيفِ على سنة الْوَاحِد قلت: هَذَانِ عطاأن وكساأن وخباأن، فَتحَرك الالف، الَّتِي فِي مَوضِع اللَّام من نظيرها من الْفِعْل، بِغَيْر إشباع، لَان فِيهَا بَقِيَّة من الْهمزَة، وَقبلهَا ألف سَاكِنة، فَإِذا أردْت تَحْويل الْهمزَة قلت: هَذَا غطاو وكساو لَان قبلهَا حرفا سَاكِنا، وَهِي مَضْمُومَة، وَكَذَلِكَ الفضاء: هَذَا فضاو، على التَّحْوِيل، لَان ظُهُور الْوَاو هَهُنَا أخف من ظُهُور الْيَاء، وَتقول فِي الِاثْنَيْنِ، إِذا جمعتهما على سنة تَحْويل الْوَاو: هما غطاوان وكساوان وخباوان وفضاوان. قَالَ أَبُو زيد وَسمعت بعض بني فَزَارَة يَقُول: هما كسايان وخبايان وفضايان، فيحول الْوَاو الى الْيَاء. قَالَ: وَالْوَاو فِي هَذِه الْحُرُوف أَكثر فِي الْكَلَام. قَالَ: وَمن تَحْقِيق الْهمزَة قَوْلك: يَا زيد من أَنْت، كَقَوْلِك من عنت، فَإِذا عدلت الْهمزَة إِلَى التَّخْفِيف قلت: يَا زيد من نت، كانك قلت مننت، لانك أسقطت الْهمزَة من أَنْت وحركت مَا قبلهَا بحركتها، وَلم يدْخلهُ إدغام، لَان النُّون الاخيرة سَاكِنة والاولى متحركة، وَتقول من أَنا، كَقَوْلِك من عَنَّا على التَّحْقِيق، فَإِذا أردْت التَّخْفِيف قلت: يَا زيد من نَا، كانك قلت: يَا زيد منا، ادخلت النُّون الاولى فِي الاخرة، وجعلتهما حرفا وَاحِدًا ثقيلا فِي وزن حرفين، لانهما متحركان فِي حَال التَّخْفِيف، وَمثله قَوْله تَعَالَى: لَكنا هُوَ الله رَبِّي، خففوا الْهمزَة من لَكِن أَنا، فَصَارَت لَكِن نَا، كَقَوْلِك لكننا، ثمَّ أسكنوا بعد التَّخْفِيف، فَقَالُوا لَكنا. قَالَ: وَسمعت اعرابيا من قيس يَقُول: يَا أَب أقبل وياب أقبل يَا أَبَة أقبل ويابة أقبل، فالقي الْهمزَة من (1) ... وَمن تَحْقِيق الْهمزَة قَوْلك إفعو علت من وايت: إيا وايت، كَقَوْلِك إفعو عيت، فَإِذا عدلته الى التَّخْفِيف قلت: ايويت وَحدهَا، وويت، والاولى مِنْهُمَا فِي مَوضِع الْفَاء من الْفِعْل، وَهِي سَاكِنة، وَالثَّانيَِة هِيَ الزَّائِدَة، فحركتها بحركة الهمزتين قبلهَا (2). وَثقل ظُهُور الواوين مفتوحتين، فهمزوا الاولى مِنْهُمَا، وَلَو كَانَت الْوَاو الاولى وَاو عطف لم يثقل ظهورهما فِي الْكَلَام، كَقَوْلِك: ذهب زيد ووافد، وَقدم عَمْرو وواهب. قَالَ: وَإِذا أردْت تَحْقِيق مفعوعل من وأيت قلت: موأوئي، كَقَوْلِك موعوعي، فَإِذا عدلت الى التَّخْفِيف قلت: مواوي، فتفتح الْوَاو الَّتِي فِي مَوضِع الْفَاء بفتحة الْهمزَة الَّتِي فِي مَوضِع الْعين من الْفِعْل، وتكسر الْوَاو الثَّانِيَة، وَهِي الثَّابِتَة، بِكَسْر الْهمزَة الَّتِي بعْدهَا. قَالَ أَبُو زيد وَسمعت بعض بني عجلَان من قيس يَقُول: رَأَيْت غلاميبيك، ورايت غلاميسد، تحول الْهمزَة الَّتِي فِي أَسد وَفِي أَبِيك على الْيَاء، ويدخلونها فِي الْيَاء الَّتِي فِي الغلامين، الَّتِي هِيَ نفس الاعراب، فَيظْهر يَاء ثَقيلَة فِي وزن حرفين، كانك قلت رايت غلاميبيك ورايت غلاميسد.

_ (1) كَذَا بَيَاض النّسخ الَّتِي بايدينا وَلَعَلَّ السَّاقِط بعد من " ياب ويابة " كَمَا بِهَامِش نُسْخَة. (2) قَوْله " الهمزتين قبلهَا " كَذَا بالنسخ أَيْضا وَلَعَلَّ الصَّوَاب الْهمزَة بعْدهَا كَمَا هُوَ المألوف فِي التصريف، وَقَوله فهمزوا الاولى أَي فَصَارَ وويت أويت كرميت، وَقَوله وَهِي الثَّابِتَة لَعَلَّه وَهِي الزَّائِدَة. (*)

قَالَ وَسمعت رجلا من بني كلب يَقُول: هَذِه دَابَّة، وَهَذِه امراة شَابة، فهمز الالف فيهمَا وَذَلِكَ أَنه ثقل عَلَيْهِ إسكان الحرفين مَعًا، وَإِن كَانَ الْحَرْف الاخر مِنْهُمَا متحركا. وَأنْشد الْفراء: يَا عجبا! لقد رايت عجبا: * حمَار قبان يَسُوق ارنبا، وَأمّهَا خاطمها أَن تذهبا قَالَ أَبُو زيد: أهل الْحجاز وهذيل وَأهل مَكَّة وَالْمَدينَة لَا ينبرون. وقف عَلَيْهَا عِيسَى بن عمر فَقَالَ: مَا آخذ من قَول تَمِيم الا بالنبر وهم أَصْحَاب النبر، وَأهل الْحجاز إِذا اضطروا نبروا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عمر الهذلى قد توضيت فَلم يهمز وحولها يَاء، وَكَذَلِكَ مَا أشبه هَذَا من بَاب الْهَمْز. وَالله تَعَالَى أعلم.

أ

الجزء الأول أ فصل الهمزة أَبَأَ: قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّي رحِمه اللَّهُ: الأَبَاءَةُ لأَجَمَةِ القَصَبِ، والجمعُ أَباءٌ. قَالَ وَرُبَّمَا ذُكر هَذَا الْحَرْفُ فِي المعتلِّ مِنَ الصِّحاح وإِن الهمزةَ أَصلها ياءٌ. قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَذْهَبِ سِيبَوَيهِ بَلْ يحمِلها عَلَى ظَاهِرِهَا حَتَّى يقومَ دليلٌ أَنها مِنَ الْوَاوِ أَو مِنَ الياءِ نَحْوَ: الرِّداء لأَنه مِنَ الرَّدْية، والكِساء لأَنه مِنَ الكُسْوة، وَاللَّهُ أَعلم. أتأ: حَكَى أَبو عَلِيٍّ، فِي التَّذكرة، عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ: أَتْأةُ أُمُّ قَيْس بْنِ ضِرار قَاتِلِ الْمِقْدَامِ، وَهِيَ مِنْ بَكر وَائِلٍ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ بَابِ أَجأ «1». قَالَ جَرِيرٌ: أَتَبِيتُ لَيْلَكَ، يَا ابْنَ أَتْأَةَ، نَائِمًا، ... وبَنُو أُمامَةَ، عَنْكَ، غَيرُ نيامِ وتَرى القِتالَ، مَعَ الكرامِ، مُحَرَّماً، ... وتَرى الزِّناءَ، عَلَيْكَ، غَيرَ حَرَامِ أثأ: جاءَ فُلَانٌ فِي أُثْئِيَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَي جَمَاعَةٍ. قَالَ: وأَثَأْتُه إِذا رميتُه بِسَهْمٍ، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ الأَصمعي. أَثيْتُه بِسَهْمٍ أَي رَمْيَتُهُ، وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. قَالَ وجاءَ أَيضاً أَصبحَ فلانٌ مُؤْتَثِئاً أَي لَا يَشتهي الطَّعَامَ، عَنِ الشيباني. أجأ: أَجَأ عَلَى فَعَلٍ بِالتَّحْرِيكِ: جبلٌ لطيِءٍ يذكَّر ويؤَنَّث. وَهُنَالِكَ ثلاثةُ أَجبُل: أَجَأ وسَلْمَى والعَوْجَاءُ. وَذَلِكَ أَنَّ أَجَأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَى وجمعَتْهما العَوْجاءُ، فَهَرَبَ أَجأ بسَلمى وذهبَت مَعَهُمَا العوجاءُ، فتبِعهم بعلُ سَلْمَى، فأَدركهم وَقَتَلَهُمْ، وصلبَ أَجأً عَلَى أَحدِ الأَجْبُلِ، فسمِّيَ أَجأً، وَصَلَبَ سَلْمَى عَلَى الْجَبَلِ الآخرِ، فسمِّيَ بِهَا، وَصلَبَ العوجاءَ عَلَى الثَّالِثِ، فسمِّيَ بِاسْمِهَا. قَالَ: إِذَا أَجَأ تَلفَّعتْ بشِعافِها ... عليَّ، وأَمْستْ، بالعماءِ، مُكلَّله وأَصْبَحَتِ العَوْجاءُ يَهتَزُّ جِيدُها، ... كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه

_ (1). قوله قَالَ [وَهُوَ مِنْ بَابِ إلخ] كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس وأنشد ياقوت في أجأ لجرير.

وَقَوْلُ أَبي النَّجم: قدْ حيَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمى وأَجا أَراد وأَجأ فخفَّف تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا، وعامَلَ اللَّفْظَ كَمَا أَجاز الْخَلِيلُ رأْساً مَعَ ناس، على غَيْرِ التَّخْفِيفِ البدَلي، وَلَكِنْ عَلَى مُعَامَلَةِ اللَّفْظِ، واللفظُ كَثِيرًا مَا يراعَى فِي صِنَاعَةِ الْعَرَبِيَّةِ. أَلا تَرى أَن موضوعَ مَا لَا يَنْصَرِفُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ عِنْدَ الأَخفَش عَلَى الْبَدَلِ. فأَما قَوْلُهُ: مِثْل خَناذِيذِ أَجا وصخْرهِ فإِنه أَبدل الهمزةَ فَقَلَبَهَا حَرْفَ علَّة لِلضَّرُورَةِ، والخَناذِيذُ رءُوس الْجِبِالِ: أَي إِبل مِثْلُ قِطع هَذَا الْجَبَلِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَجأ وَسَلْمَى جَبَلَانِ لطيءٍ يُنْسب إِلَيْهِمَا الأَجئِيّون مِثَلَ الأَجعِيُّون. ابْنُ الأَعرابي: أَجَأَ إِذا فَرَّ. أشأ: الأَشاءُ: صِغَارُ النَّخْلِ، واحدتها أَشاءَةٌ. ألأ: الأَلاءُ بِوَزْنِ العَلاء: شَجَرٌ، ورقهُ وحَمْله دباغٌ، يُمدُّ ويُقْصر، وَهُوَ حسَن الْمَنْظَرِ مرُّ الطَّعْمِ، وَلَا يَزَالُ أَخضرَ شِتَاءً وَصَيْفًا. وَاحِدَتُهُ أَلاءَة بِوَزْنِ أَلاعة، وتأْليفه مِنْ لَامٍ بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ. أَبو زَيْدٍ: هِيَ شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الْآسَ لَا تَغيَّرُ فِي الْقَيْظِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ تُشبه سُنْبل الذُّرة، ومنبتُها الرَّمْلُ والأَودية. قَالَ: والسُّلامانُ نَحْوُ الأَلاءِ غَيْرَ أَنها أَصغرُ مِنْهَا، يُتَّخذ مِنْهَا الْمَسَاوِيكُ، وَثَمَرَتُهَا مِثْلُ ثَمَرَتِهَا، وَمَنْبَتُهَا الأَودية وَالصَّحَارِي؛ قَالَ ابْنُ عَنَمَة: فخرَّ عَلَى الأَلاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ، ... كأَنَّ جبِينَهُ سَيْفٌ صقِيلُ وأَرض مأْلأَةٌ: كثيرةُ الأَلاءِ. وأَديمٌ مأْلوءٌ: مدبوغٌ بالأَلاءِ. وَرَوَى ثعلبٌ: إِهابٌ مأْلَى: مدبوغ بالأَلاءِ. أوأ: آءَ عَلَى وَزْنِ عَاعَ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ آءَة. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: بَيْنَ نَخْلة وضَالَة وسِدْرة وآءَة. الآءَة بِوَزْنِ العاعَة، وتُجمع عَلَى آءٍ بوزنِ عاعٍ: هُوَ شجرٌ معروفٌ، لَيْسَ فِي الكلامِ اسمٌ وقعَت فيهِ ألفٌ بَيْنِ هَمزتين إلَّا هَذَا. هَذَا قولُ كُرَاعٍ، وَهُوَ مِنْ مَراتِعِ النَّعامِ، والتنُّومُ نبتٌ آخَرُ. وَتَصْغِيرُهَا: أُوَيْأَةٌ، وتأسيسُ بِنَائها مِنْ تأْليفِ واوٍ بينَ هَمْزَتَيْنِ. وَلَوْ قلتَ مِنَ الآءِ، كَمَا تَقُولُ مِنَ النَّومِ مَنامةٌ، عَلَى تقديرِ مَفعلةٌ، قُلْتَ: أَرض مآءَة. وَلَوِ اشتُقَّ منهُ فعلٌ، كَمَا يُشْتَقُّ مِنَ القرظِ، فقيلَ مقروظٌ، فَإِنْ كَانَ يدبغُ أَو يؤدمُ بِهِ طعامٌ أَو يخلطُ بِهِ دواءٌ قلتَ: هو مَؤُوءٌ مِثْلُ مَعُوع. وَيُقَالُ مِنْ ذلك أُؤْتُهُ بالآءِ آءُ «1». قَالَ ابنُ بَرِّي: والدليلُ عَلَى أَنَّ أَصلَ هَذِهِ الأَلفِ الَّتِي بينَ الْهَمْزَتَيْنِ واوٌ قولُهم فِي تَصْغِيرِ آءَة أُوَيْأَةٌ. وأَرضٌ مآءَةٌ: تُنبتُ الآءَ، وَلَيْسَ بثَبتٍ. قال زهيرُ ابن أَبي سُلمى: كأَنَّ الرَّحْلَ مِنْها فَوقَ صَعْلٍ ... منَ الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤُهُ هواءُ أَصَكَّ، مُصَلَّمِ الأُذُنَيْنِ، أَجْنَى ... لَهُ، بالسِّيِّ، تَنُّومٌ وآءُ أَبو عَمْرٍو: مِنَ الشَّجرِ الدِّفْلى والآءُ، بِوَزْنِ العاعُ، والأَلاءُ والحَبْنُ كُلُّهُ الدِّفْلى. قَالَ الليثُ: الآءُ شجرٌ لهُ ثمرٌ يأْكلهُ النَّعامُ؛ قَالَ: وتُسمى الشجرةُ سَرْحَةً وثَمَرُها الْآءُ. وآءٌ، ممدودٌ: مِنْ زجر الإِبل. وآء

_ (1). صواب هذه اللفظة: [أوأ] وهي مصدر [آء] على جعله من الأجوف الواوي مثل: قلت قولًا، وهو ما أراده المصنف بلا ريب كما يدل عليه الأثر الباقي في الرسم لأنه مكتوب بألِفين كما رأيت في الصورة التي نقلناها. ولو أراد أن يكون ممدوداً لرسمه بألفٍ واحدة كما هو الاصطلاح في رسم الممدود. إبراهيم اليازجي

حِكَايَةُ أَصْوَاتٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إنْ تَلْقَ عَمْراً، فَقَدْ لاقَيْتَ مُدَّرِعاً، ... ولَيْسَ، مِنْ هَمِّه، إِبْلٌ وَلَا شاءُ فِي جَحْفلٍ لَجِبٍ، جَمٍّ صواهِلُهُ، ... باللَّيْلِ تُسمَعُ، فِي حَافاتِهِ، آءُ قَالَ ابنُ بَرِّي: الصحيحُ عندَ أَهلِ اللغةِ أَنَّ الآءَ ثمرُ السَّرحِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ عنبٌ أَبيض يأْكلهُ النَّاسُ، ويتَّخذونَ منهُ رُبّاً؛ وعُذْر مَنْ سمَّاه بِالشَّجَرِ أَنهم قَدْ يُسمونَ الشجرَ باسمِ ثَمَرِهِ، فيقولُ أَحدُهم: فِي بُسْتَانِي السَّفَرْجَلُ وَالتُّفَّاحُ، وَهُوَ يُرِيدُ الأَشجارَ، فَيُعَبِّرُ بِالثَّمَرَةِ عَنِ الشجرِ؛ ومنهُ قولهُ تَعَالَى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً. وَلَوْ بنيتَ مِنْهَا فِعْلًا لقلتَ: أُوتُ الأَديمَ إِذَا دبغتهُ به، والأَصلُ أُؤْتُ الأَديمَ بِهَمْزَتَيْنِ، فأُبدلت الهمزةُ الثَّانِيَةُ وَاوًا لِانْضِمَامِ مَا قَبْلَهَا. أَبو عَمْرٍو: الآءُ بِوَزْنِ الْعَاعِ: الدِّفلى. قَالَ: والآءُ أَيضاً صياحُ الأَمير بالغلام مثلُ العاع. بأبأ: اللَّيْثُ البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنْتَ، ومعناهُ أَفْدِيكَ بِأَبي، فيُشتقُّ مِنْ ذَلِكَ فِعْلٌ فَيُقَالُ: بَأْبَأَ بِهِ. قَالَ وَمِنَ العربِ مَنْ يَقُولُ: وا بِأَبَا أَنتَ، جَعَلُوهَا كَلِمَةً مبنِيَّةً عَلَى هَذَا التأْسيس. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا كَقَوْلِهِ يا وَيْلَتى *، معْناهُ يَا وَيْلَتي، فقلبَ الياءَ أَلفاً، وكذلكَ يَا أَبَتا معناهُ يَا أَبَتِي، وَعَلَى هَذَا تُوَجَّهُ قراءَة مَنْ قرأَ: يَا أَبَتَ إِني، أَراد يَا أَبتا، وَهُوَ يُرِيدُ يَا أَبَتي، ثُمَّ حذفَ الأَلفَ، وَمَنْ قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الْهَمْزَةَ يَاءً والأَصل: يَا بِأَبَا مَعْنَاهُ يَا بِأَبِي. وَالْفِعْلُ مِنْ هَذَا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ بَأْبَأَةً. وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ بِهِ: قلتُ لَهُ بأَبي أَنتَ وأُمي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه، ... بَأْبَأْتُهُ، وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه، حَتَّى أَتى الحيَّ، وَمَا آذَيْتُه وبأْبَأْته أَيضاً، وبأْبأْتُ بِهِ قلتُ لَهُ: بَابَا. وَقَالُوا: بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذَا قَالَ لَهُ: بَابَا. وبَأْبَأَهُ الصبيُّ، إِذَا قَالَ لَهُ: بَابَا. وَقَالَ الفَرَّاءُ: بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذَا قلتُ لَهُ: بِأَبي. قَالَ ابنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ فقلتُ لَهُ: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ بَأْبأَةً إِذَا قلتُ لَهُ بَابَا، فَمَا مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الْآنَ؟ أَتزنها عَلَى لَفْظِهَا فِي الأَصل، فَتَقُولُ مِثَالُهَا البَقْبَقَةُ بِمَنْزِلَةِ الصَلْصَلةِ والقَلْقَلةِ؟ فَقَالَ: بَلْ أَزِنُها عَلَى مَا صارَت إِلَيْهِ، وأَترك مَا كَانَتْ قبلُ عَلَيْهِ، فأَقولُ: الفَعْلَلة. قَالَ: وَهُوَ كَمَا ذُكِرَ، وَبِهِ انعقادُ هَذَا الْبَابِ. وَقَالَ أَيضاً: إِذا قُلْتَ بأَبي أَنتَ، فَالْبَاءُ فِي أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جَرٍّ بِمَنْزِلَةِ اللامِ فِي قولكَ: لِلَّهِ أنتَ، فَإِذَا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلًا اشْتِقَاقًا صَوْتِيّاً اسْتَحَالَ ذَلِكَ التَّقْدِيرُ فَقُلْتَ: بَأْبَأْتُ بِهِ بِئباءً، وَقَدْ أَكثرت مِنَ البَأْبأَة، فَالْبَاءُ الْآنَ فِي لفظِ الأَصل، وإِن كَانَ قَدْ عُلم أَنها فِيمَا اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ؛ وَعَلَى هَذَا مِنْهَا البِأَبُ، فصارَ فِعْلًا مِنْ بَابِ سَلِسَ وقَلِقَ؛ قَالَ: يَا بِأَبِي أَنْتَ، وَيَا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ. وَبَأْبَؤُوه: أَظْهَروا لَطافَةً؛ قَالَ: إِذَا مَا القبائِلُ بَأْبَأْنَنا، ... فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها؟ وَكَذَلِكَ تَبأْبئُوا عليهِ. والبَأْباءُ، ممدودٌ: تَرْقِيصُ الْمَرْأَةِ ولدَها. والبَأْباءُ: زَجْرُ السِّنَّوْر، وَهُوَ الغِسُّ؛ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ

فِي الخَيْل: وهُنَّ أَهلُ مَا يَتمازَيْن؛ ... وهُنَّ أَهلُ مَا يُبَأْبَيْن أَي يُقَالُ لَهَا: بِأَبي فَرَسِي نَجَّانِي مِنْ كَذَا؛ وَمَا فِيهِمَا صِلة مَعْنَاهُ أَنهنَّ، يَعْنِي الخيْلَ، أَهْلٌ للمُناغاةِ بِهَذَا الكلامِ كَمَا يُرَقَّصُ الصبيُّ؛ وَقَوْلُهُ يَتمازَيْنَ أَي يَتَفاضَلْنَ. وبَأْبَأَ الفَحْلُ، وَهُوَ تَرْجِيعُ الباءِ فِي هَدِيرهِ. وبَأْبأَ الرَّجُلُ: أَسْرَعَ. وبأْبأْنا أَي أَسْرَعْنا. وتَبَأْبأْتُ تَبَأْبُؤاً إِذا عَدَوْتُ. والبُؤْبُؤُ: السيِّد الظَّريفُ الخفيفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والبؤْبُؤُ: الأَصلُ، وَقِيلَ الأَصلُ الكريمُ أَو الخَسيسُ. وَقَالَ شَمِرٌ: بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُهُ. وَقَالَ أَبو عَمرو: البُؤْبُؤُ: العالِمُ المُعَلِّمُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: العالمُ مثلُ السُّرْسُورِ، يُقَالُ: فُلَانٌ فِي بُؤْبُؤ الكَرَمِ. وَيُقَالُ: البُؤْبُؤُ إِنسانُ العَيْن. وَفِي التَّهْذِيبِ: البُؤْبُؤُ: عَيْرُ العَيْن. وَقَالَ ابْنُ خالَوَيْهِ: البؤْبؤُ بِلَا مَدّ عَلَى مِثَالِ الفُلْفُل. قالَ: البؤْبؤُ: بُؤْبؤُ العَيْنِ، وأَنشدَ شَاهِدًا عَلَى البُؤْبؤِ بِمَعْنَى السَّيِّد قولَ الرَّاجز فِي صفةِ امرأةٍ: قَدْ فاقَتِ البؤْبُؤَ الْبُؤَيْبِيَهْ، ... والجِلدُ مِنْها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ الغِرْقِئُ: قِشْرُ البَيْضة. والقُويقِيةُ: كِنَايَةٌ عَنِ البَيْضة. قَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: البؤْبُؤُ، بِغَيْرِ مدٍّ: السَّيِّد، والبُؤَيْبِيَةُ: السيِّدة، وأَنْشدَ لِجَرِيرٍ: فِي بؤْبُؤ المَجْدِ وبُحْبوحِ الكَرَمْ وأَمَّا القَالي فإِنهُ أَنْشده: فِي ضِئْضئِ المَجْدِ وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ وَقَالَ: وَكَذَا رأَيتُهُ فِي شعرِ جَرِيرٍ؛ قَالَ وَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ «1» مَعَ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ كونهِ مِثَالَ سُرسُور. قَالَ وكأَنهما لُغَتَانِ، التَّهْذِيبُ، وأَنشدَ ابنُ السِّكِّيتِ: ولكِنْ يُبَأْبِئُهُ بُؤْبؤٌ، ... وبِئباؤُهُ حَجَأ أَحْجَؤُه قَالَ ابْنُ السِكِّيت: يُبَأْبِئه: يُفَدِّيه، بُؤْبُؤٌ: سيدٌ كريمٌ، بِئبْاؤُهُ: تَفْدِيَتُه، وحَجَأ: أَي فَرَحٌ، أَحْجَؤُهُ: أَفْرَحُ بهِ. ويقالُ فلانٌ فِي بُؤْبؤِ صِدقٍ أَي أَصْلِ صِدْقٍ، وَقَالَ: أَنا فِي بُؤْبؤِ صِدْقٍ، ... نَعَمْ، وفي أَكْرَمِ أَصْلِ «2» بتأ: بَتَأَ بِالْمَكَانِ يَبْتَأُ بُتُوءاً: أَقامَ. وَقِيلَ هَذِهِ لُغَةٌ، وَالْفَصِيحُ بَتَا بُتُوّاً. وسنذكرُ ذَلِكَ فِي المعتلِّ إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى. بثأ: بَثَاءُ: مَوضِعٌ مَعْرُوفٌ. أَنشدَ المُفَضَّلُ: بِنَفْسِيَ ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ، ... غَداةَ بَثَاءَ، إِذْ عَرَفُوا اليَقِينا وَقَدْ ذكرهُ الجوهريُّ فِي بَثَا مِنَ المعتلِّ. قَالَ ابنُ بَرِّي فَهَذَا مَوْضِعُهُ. بدأ: فِي أَسماء اللهِ عزَّ وَجَلَّ المُبْدئ: هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ الأَشياءَ واخْتَرَعَها ابْتِداءً مِنْ غيرِ سابقِ مِثَالٍ. والبَدْء: فِعْلُ الشيءِ أَوَّلُ. بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءاً وأَبْدَأَهُ وابْتَدَأَهُ. ويقالُ: لكَ البَدْءُ والبَدْأَةُ والبُدْأَةُ والبَدِيئةُ

_ (1). قوله [وعلى هذه الرواية إلخ] كذا بالنسخ والمراد ظاهر. (2). قوله [أنا في بؤبؤ إلخ] كذا بالنسخ وانظر هل البيت من المجتث وتحرّفت في بؤبؤ عن ببؤبؤ أو اختلس الشاعر كلمة في.

والبَداءَةُ والبُداءَةُ بالمدِّ والبَدَاهةُ عَلَى البدلِ أَي لكَ أَنْ تَبْدَأَ قَبْلَ غَيْرِكَ فِي الرَّمْي وغيرهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ ذلكَ فِي بَدْأَتِنا وبِدْأَتِنا، بالقصرِ والمدِّ «1»؛ قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذلكَ. وَفِي مَبْدَأَتِنا عنهُ أَيضاً. وَقَدْ أَبْدَأْنا وبَدأْنا كُلُّ ذَلِكَ عَنْهُ. والبَدِيئةُ والبَداءَةُ والبَداهةُ: أَوّلُ مَا يَفْجَؤُكَ، الْهَاءُ فيهِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزِ. وبَدِيتُ بالشيءِ قَدَّمتُهُ، أَنْصاريّةٌ. وبَدِيتُ بالشيءِ وبَدأْتُ: ابْتَدَأْتُ. وأَبْدَأْتُ بالأَمْرِ بَدْءاً ابْتَدأْتُ بِهِ. وبَدأْتُ الشيءَ: فَعَلْتُهُ ابْتِداءً. وَفِي الْحَدِيثِ: الخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يومَ الوِرْدِ أَي يُبْدَأُ بِهَا فِي السَّقْيِ قبلَ الإِبِلِ والغَنَمِ، وَقَدْ تحذفُ الْهَمْزَةُ فتصيرُ أَلفاً سَاكِنَةً. والبَدْءُ والبَدِيءُ: الأَوَّلُ؛ ومنهُ قَوْلُهُمْ: افْعَلْهُ بادِيَ بَدْءٍ، عَلَى فَعْلٍ، وبادِي بَدِيءٍ عَلَى فَعِيلٍ، أَي أَوَّلَ شيءٍ، والياءُ من بادِي ساكِنةٌ فِي موضعِ النصبِ؛ هَكَذَا يتكلمونَ بهِ. قَالَ وَرُبَّمَا تَرَكُوا هَمَزَهُ لكثرةِ الِاسْتِعْمَالِ عَلَى مَا نذكرهُ فِي بَابِ الْمُعْتَلِّ. وبادِئُ الرأْيِ: أَوَّلُهُ وابْتِداؤُهُ. وَعِنْدَ أَهلِ التحقيقِ مَنَّ الأَوائِلِ مَا أُدْرِكَ قبلَ إِنْعامِ النَّظرِ؛ يُقال فَعَلَه فِي بادئِ الرأيِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَنتَ بادئَ الرَأْي ومُبْتَدَأَهُ تُرِيدُ ظُلْمنا، أَي أَنتَ فِي أَوَّلِ الرَّأْيِ تُريدُ ظُلْمنا. وَرُوِيَ أَيضاً: أَنتَ باديَ الرأْي تُرِيدُ ظُلمنا بِغَيْرِ هَمْزٍ، ومعناهُ أَنتَ فِيمَا بَدا مِنَ الرأْي وظَهَرَ أَي أَنتَ فِي ظَاهِرِ الرأْي، فَإِنْ كَانَ هَكَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: [وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ] وبادئَ الرَّأْيِ؛ قرأَ أَبو عَمْرٍو وَحْدَهُ: بادئَ الرأْيِ بِالْهَمْزِ، وَسَائِرُ القرّاءِ قرءُوا بادِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَقَالَ الفَرّاءُ: لَا تَهْمِزُوا باديَ الرأْيِ لأَنَّ الْمَعْنَى فِيمَا يظهرُ لَنَا وَيَبْدُو؛ قَالَ: وَلَوْ أَرادَ ابْتِداءَ الرأْيِ فهَمزَ كَانَ صَوَابًا. وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي بَدَا. وَمَعْنَى قراءَةِ أَبي عَمْرٍو بادئَ الرأيِ أَي أَوَّلَ الرأْيِ أَي اتَّبَعُوكَ ابْتِداءَ الرَأْي حِينَ ابْتَدءوا ينظرونَ، وَإِذَا فَكَّرُوا لَمْ يَتَّبِعُوكَ. وقالَ ابنُ الأَنباري: بادئَ، بالهمزِ، مَنْ بَدَأَ إِذَا ابْتَدَأَ؛ قَالَ: وانْتِصابُ مَنْ هَمزَ وَلَمْ يَهْمِزْ بالاتِّباع عَلَى مَذهَب المَصدرِ أَي اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظَاهِرًا، أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى مَا نَراك اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا فِي ظاهرِ مَا نَرى مِنْهُمْ، وطَوِيَّاتُهم عَلَى خِلافِك وعَلى مُوافَقَتنَا؛ وَهُوَ منْ بَدا يَبْدُو إِذَا ظَهَر. وَفِي حديثِ الغُلامِ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِرُ: فانْطَلقَ إِلَى أَحَدِهم بادئَ الرَّأْي فَقَتَله. قَالَ ابنُ الأَثير: أَي فِي أَوَّلِ رأْيٍ رآهُ وابتدائِه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ مِنَ البُدُوِّ: الظُّهور أَي فِي ظاهرِ الرَّأْيِ والنَّظَرِ. قَالُوا افْعَلْهُ بَدءاً وأَوَّلَ بَدْءٍ، عَنْ ثعلبٍ، وبادِيَ بَدْءٍ وباديَ بَدِيٍّ لَا يهمزُ. قَالَ وَهَذَا نادرٌ لأَنهُ لَيْسَ عَلَى التخفيفِ القياسيِّ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا ذُكِرَ هَاهُنَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَما بادِئَ بَدْءٍ فإنِّي أَحْمَدُ اللهَ، وبادِي بَدأَةَ وبادئَ بداءٍ وَبَدَا بَدْءٍ وبَدْأَةَ بَدْأَةَ وباديَ بَدوٍ وبادِي بَداءٍ أَي أَمَّا بَدْءَ الرأْيِ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللهَ. ورأَيتُ فِي بعضِ أُصول الصحاحِ يقالُ: افْعَلْه بَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ وبَدأَةَ ذِي بَدْأَةَ وبَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ وبَدْأَةَ بَديءٍ وبَديءَ بَدْءٍ، عَلَى فَعْل، وبادِئَ بَدِيءٍ، عَلَى فَعِيلٍ، وبادِئَ بَدِئٍ، عَلَى فَعِلٍ، وبَديءَ ذِي بَديءٍ أَي

_ (1). قوله [وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ كَانَ ذَلِكَ في بدأتنا إلخ] عبارة القاموس وشرحه وحكى اللحياني قولهم في الحكاية كان ذلك الأَمر في بدأتنا مثلثة الباء فتحاً وضماً وكسراً مع القصر والمدّ وفي بدأتنا محركة قَالَ الأَزهري وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ وفي مبدئنا بالضم ومبدئنا بالفتح ومبدأتنا بالفتح.

أَوَّلَ أَوَّلَ. وبدأَ فِي الأَمرِ وعادَ وأَبْدَأَ وأَعادَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ . قَالَ الزَّجَّاجُ: مَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ أَيْ أَيَّ شيءٍ يُبْدِئُ الباطلُ وأَيَّ شيءٍ يُعِيدُ، وتكونُ مَا نَفْياً والباطلُ هُنَا إِبْليِسُ، أَي مَا يَخْلُقُ إِبلِيسُ وَلَا يَبْعَثُ، واللهُ جلَّ وعزَّ هُوَ الخالقُ والباعثُ. وفَعَلَه عَوْدَه عَلَى بَدْئِه وَفِي عَوْدِه وبَدْئِه وَفِي عَوْدَتِه وبَدأَته. وَتَقُولُ: افْعَلْ ذلكَ عَوْداً وبَدْءاً وَيُقَالُ: رجَعَ عَوْدَه عَلَى بَدْئِه: إِذا رَجَعَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّم نَفَّلَ فِي البَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُلثَ ، أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتِداءَ سَفَرِ الغَزْوِ وبالرَّجْعةِ القُفُولَ منهُ؛ والمعْنى كانَ إِذا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ جُملةِ الْعَسْكَرِ المُقْبِل عَلَى العَدُوّ فأَوْقَعَتْ بطائِفةٍ مِنَ العَدُوّ، فَمَا غَنِمُوا كانَ لهمْ الرُّبُع ويَشْرَكُهُمْ سائِرُ العَسكر فِي ثلاثةِ أَرباعِ مَا غَنِموا، وإِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ عِنْدَ عَوْدِ العسكرِ كانَ لهمْ مِنْ جَمِيعِ مَا غَنِمُوا الثُّلث، لأَنَّ الكَرَّةَ الثانِيَةَ أَشَقُّ عَلَيْهِمْ، والخَطَر فِيهَا أَعْظَمُ، وَذَلِكَ لقُوّة الظَّهْرِ عِنْدَ دُخولهم وضَعْفِه عِنْدَ خُروجهم، وهمْ فِي الأَوّلِ أَنْشَطُ وأَشْهى للسَّيْرِ والإِمْعانِ فِي بِلادِ العَدُوّ، وهمْ عِنْدَ القُفُولِ أَضْعَفُ وأَفْترُ وأَشْهَى للرُّجوعِ إِلى أَوْطانهمْ، فزادَهمْ لِذلك. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: واللهِ لَقَدْ سَمِعْتُه يَقُولُ: لَيَضْرِبُنَّكُم عَلَى الدِّين عَوْداً كَمَا ضَرَبْتُموهم عَلَيْهِ بَدْءاً أَي أَوّلًا، يَعْنِي العَجَمَ والمَوالي. وَفِي حَديثِ الحُدَيْبِيةِ: يكونُ لَهُمْ بَدءُ الفُجُورِ وثناهُ أَي أَوّلُه وآخِرُه. ويُقالُ فُلَانٌ مَا يُبدِئُ وَمَا يُعِيدُ أَي مَا يَتَكَلَّمُ ببادِئَةٍ وَلَا عائِدَةٍ. وَفِي الحديثِ: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمها وقَفِيزَها، ومَنَعَتِ الشامُ مُدْيَها ودِينارَها، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها، وعُدْتم مِن حيثُ بَدَأْتُمْ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: هَذَا الحديثُ مِنْ مُعْجِزات سيدِنا رسول اللهِ صلى اللهُ تعالى عليهِ وَسَلَّمَ، لأَنهُ أَخبر بِمَا لَمْ يَكُنْ، وَهُوَ فِي عِلم اللهِ كَائِنٌ، فَخرَج لفظُه عَلَى لَفْظِ الماضِي ودَلَّ بهِ عَلَى رِضَاهُ مِنْ عُمَر بنِ الْخَطَّابِ رضيَ اللهُ عَنْهُ بِمَا وَظَّفَه عَلَى الكَفَرةِ مِنَ الجِزْيةِ فِي الْأَمْصَارِ. وَفِي تَفْسِيرِ المنعِ قَوْلَانِ: أَحدُهما أَنه علِم أَنهم سَيُسْلِمُون ويَسْقُطُ عَنْهُمْ مَا وُظِّفَ عَلَيْهِمْ، فصارُوا لَهُ بِإسلامهم مَانِعِينَ؛ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وعُدْتُم مِن حيثُ بَدَأْتم، لأَنَّ بَدْأَهم، فِي عِلْم اللهِ، أَنهم سَيُسلِمُون، فَعَادُوا مِن حَيْثُ بَدَءُوا. وَالثَّانِي أَنهم يَخرُجونَ عَنِ الطّاعةِ ويَعْصون الإِمام، فيَمْنَعون مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الوَظائفِ. والمُدْيُ مِكيالُ أَهلِ الشامِ، والقَفِيزُ لأَهْلِ العِراقِ، والإِرْدَبُّ لأَهْل مِصْرَ. والابتداءُ فِي العَرُوض: اسْمٌ لِكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ فِي أَوّلِ البيتِ بِعلةٍ لَا يَكُونُ فِي شيءٍ مِنْ حَشْوِ البيتِ كالخَرْم فِي الطَّوِيلِ والوافِرِ والهَزَجِ والمُتقارَب، فإِنَّ هَذِهِ كُلُّهَا يُسَمَّى كلُ واحِدٍ مِنْ أَجْزائِها، إِذا اعْتَلَّ، ابْتِدَاءً، وَذَلِكَ لأَنَّ فَعُولُنْ تُحذف منهُ الفاءُ فِي الابتداءِ، وَلَا تُحْذَفُ الْفَاءُ مِنْ فَعُولُنْ فِي حَشْوِ الْبَيْتِ البتةَ وَكَذَلِكَ أَوّل مُفاعلتن وأَوّل مَفاعيلن يُحذفان فِي أَولِ الْبَيْتِ، وَلَا يُسمى مُسْتَفْعِلُن فِي البسيطِ وَمَا أَشبههُ مِمَّا علَّتُه، كَعِلَّةِ أَجزاءِ حَشوهِ، ابْتِدَاءً، وَزَعْمَ الأَخْفَشُ أَن الْخَلِيلَ جَعَلَ فَاعِلَاتُنْ فِي أَوّلِ المديدِ ابْتِدَاءً؛ قَالَ: ولَم يدرِ الأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فاعِلاتُن ابْتداءً، وَهِيَ تَكُونُ فَعِلاتن وفاعِلاتن كَمَا تَكُونُ أَجزاءُ الحَشْوِ. وذهبَ عَلَى الأَخْفَشِ أَنَّ الخَليل جعلَ فاعِلاتُن هُنَا لَيْسَتْ كالحَشو لأَن أَلِفَها تسقُطُ أَبداً بِلا مُعاقبة، وكُلُّ مَا جَازَ فِي جُزْئهِ الأَوّلِ مَا لَا يَجُوزُ فِي حَشْوِهِ، فَاسْمُهُ الابتداءُ؛ وإِنما سُمِّي مَا وَقَعَ فِي الجزءِ ابْتِدَاءً لابتدائِكَ بِالإِعْلالِ. وبَدَأَ اللهُ الخَلْقَ بَدْءاً وأَبْدَأَهمْ بِمَعْنَى خَلَقَهم. وَفِي

التنزيل العزيز: اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ* . وَفِيهِ كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ . وَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ . وقالَ: إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ؛ فالأَوّل مِنَ البادِئِ وَالثَّانِي منَ المُبْدِئِ وَكلاهُما صِفةٌ للهِ جَلِيلَةٌ. والبَدِيءُ: المَخْلوقُ. وبِئرٌ بَدِيءٌ كَبديع، والجمْعُ بُدُؤٌ. والبَدْءُ والبَدِيءُ: الْبِئْرُ الَّتِي حُفِرت فِي الإِسلام حَدِيثةً وَلَيْسَتْ بعادِيَّةٍ، وتُرِكَ فِيهَا الهمزةُ فِي أَكثرِ كَلَامِهِمْ، وَذَلِكَ أَن يَحْفِر بِئْرًا فِي الأَرْضِ المَواتِ الَّتِي لَا رَبَّ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المسيَّب: فِي حَرِيمِ البئرِ البَدِيءِ خَمسٌ وعِشْرونَ ذِراعاً ، يَقُولُ: لَهُ خَمس وَعِشْرُونَ ذِراعاً حَوالَيْها حَرِيمُها، ليسَ لأَحَدٍ أَن يَحْفِرَ فِي تلكَ الخمسِ والعشرينَ بِئْرًا. وإِنما شُبِّهت هَذِهِ البئرُ بالأَرضِ الَّتِي يُحْيِيها الرجُلُ فَيَكُونُ مالِكاً لَهَا، قَالَ: والقَلِيبُ: البئرُ العادِيَّةُ القَدِيمَةُ الَّتِي لَا يُعلمُ لَهَا رَبٌّ وَلَا حافِرٌ، فَلَيْسَ لأَحدٍ أَن يَنْزِلَ عَلَى خمسينَ ذِرَاعًا مِنْهَا، وَذَلِكَ أَنها لعامَّة النَّاسِ، فإِذا نزَلها نازِلٌ مَنَعَ غَيْرَهُ؛ وَمَعْنَى النُّزولِ أَن لَا يَتَّخِذها دَارًا ويُقِيم عَلَيْهَا، وأَمّا أَن يَكُونَ عابِرَ سَبيلٍ فَلَا. أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ للرَّكِيَّةِ: بَدِيءٌ وبَدِيعٌ، إِذَا حَفَرْتها أَنت، فإِن أَصَبْتها قَدْ حُفِرَتْ قبلَك، فَهِيَ خَفِيَّةٌ، وزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ لأَنها لإِسمعِيل فاندَفنت، وأَنشَدَ: فَصَبَّحَتْ، قَبْلَ أَذانِ الفُرْقانْ، ... تَعْصِبُ أَعْقارَ حِياض البُودانْ قَالَ: البُودانُ القُلْبانُ، وَهِيَ الرَّكايا، وَاحِدُهَا بَدِيءٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مقلوبٌ، والأَصلُ بُدْيانٌ، فقَدَّمَ الياءَ وجعَلَها وَاوًا؛ والفُرقانُ: الصُّبْحُ، والبَدِيءُ: العَجَبُ، وجاءَ بأَمرٍ بَدِيءٍ، عَلَى فَعِيلٍ، أَيْ عَجيبٍ. وبَدِيءٌ مِن بَدَأْتُ، والبَدِيءُ: الأَمْرُ البَدِيعُ، وأَبْدَأَ الرَّجُلُ: إِذا جاءَ بهِ، يُقال أَمرٌ بَدِيءٌ. قالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرَص: فَلَا بَدِيءٌ وَلَا عَجِيبُ والبَدْءُ: السيِّدُ، وقِيلَ الشَّابُّ المُسْتَجادُ الرأْيِ، المُسْتشَارُ، والجَمْعُ بُدُوءٌ. والبَدْءُ: السَيِّدُ الأَوَّلُ فِي السِّيادةِ، والثُنْيانُ: الذِي يِليهِ فِي السُّؤْدد. قالَ أَوْسُ بْنُ مَغْراءَ السَّعْدِيّ: ثُنْيانُنا، إِنْ أَتاهُمْ، كانَ بَدْأَهُمُ، ... وبدْؤُهُمْ، إنْ أَتانا، كانَ ثُنْيانا والبَدْءُ: المَفصِلُ. والبَدْءُ: العَظْمُ بِمَا عَليهِ مِنَ اللَّحمِ. والبَدْءُ: خَيرُ عَظْمٍ فِي الجَزُورِ، وقيلَ خَيْرُ نَصِيبٍ فِي الجَزُور. والجمْعُ أَبْدَاءٌ وبُدُوءٌ مِثلُ جَفْنٍ وأَجْفانٍ وجُفُونٍ. قالَ طَرَفةُ بْنُ الْعَبْدِ: وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوةُ أَبْداءَ الجُزُرْ ويُقالُ: أَهْدَى لهُ بَدْأَةَ الجَزُورِ أَيْ خَيْرَ الأَنصِباءِ، وأَنشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ: عَلَى أَيِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللّحْمِ يُجْعَلُ والأَبْداءُ: المفَاصِلُ، واحِدُها بَدًى، مقصورٌ، وهو أَيْضاً بَدءٌ، مَهْمُوزٌ، تقدِيرُهُ بَدْعٌ. وأَبْدَاءُ الجَزُورِ عَشرَةٌ: وَرِكاهَا وفَخِذَاهَا وساقاهَا وكَتِفَاهَا وعَضُداها، وهُمَا أَلأَمُ الجَزُورِ لِكَثرَةِ العُرُوقِ. والبُدْأَةُ: النَّصِيبُ مِنْ أَنْصِباءِ الجَزُور؛ قالَ النَّمِرُ ابن تَوْلَب: فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِيباً جانِحاً، ... والنارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بأُوَارِها

وَرَوَى ابنُ الأَعرابيِّ: فمَنَحْتُ بُدَّتَها، وَهِيَ النَّصيبُ، وهوَ مَذْكورٌ فِي مَوْضِعِه؛ وروَى ثَعْلَبٌ رفِيقاً جانِحاً «2». وَفِي الصِّحاحِ: البَدْءُ والبَدْأَةُ: النصِيبُ مِنَ الجَزورِ بفَتحِ الباءِ فِيهِمَا؛ وَهَذَا شِعْرُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ بضمِّها كَمَا ترَى. وبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً فَهُوَ مبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ. قَالَ الكميتُ: فكأَنَّما بُدِئَتْ ظواهِرُ جِلْدِهِ، ... ممَّا يُصَافِحُ مِنْ لهِيبِ سُهَامِها «3» وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأُ بَدْءاً: خَرَجَ بهِ بَثْرٌ شِبْهُ الجُدَرِيِّ؛ ثمَّ قَالَ: قالَ بَعْضُهُمْ هُو الجُدريُّ بِعَيْنِهِ. ورَجُلٌ مَبْدُوءٌ: خرَج بهِ ذلِك. وَفِي حديثِ عائِشة رضِي اللَّهُ عَنْهَا أَنها قالتْ: فِي اليومِ الَّذِي بُدِئَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم، وَا رَأْساه. قالَ ابنُ الأَثير: يُقالُ مَتَى بُدِئَ فلانٌ أَي مَتَى مَرِضَ؛ قَالَ: ويُسأَلُ بهِ عَنِ الحيِّ والمَيِّتِ. وبَدَأَ مِنْ أَرضٍ إِلَى أَرضٍ أُخرى وأَبْدأَ: خرَجَ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا إِبْداءً. وأَبْدأَ الرَّجلُ: كِناية عَنِ النَّجْو، والاسمُ البَداءُ، ممدودٌ. وأَبْدَأَ الصبيُّ: خَرَجت أَسْنانُهُ بَعْدَ سُقُوطِها. والبُدْأَةُ: هَنَةٌ سوداءُ كأَنها كَمْءٌ وَلَا يُنتَفَعُ بِهَا، حَكَاهُ أَبو حنيفة. بذأ: بَذَأْتُ الرَّجلَ بَذْءاً: إِذا رأَيْتُ مِنْهُ حَالًا كرِهْتُها. وبَذَأَتْهُ عَيْني تَبْذَؤُهُ بَذاءً وبذاءَةً: ازْدَرَتْهُ واحْتَقَرَتْهُ، وَلَمْ تَقْبَله، وَلَمْ تُعْجِبْكَ مَرْآتُه. وبَذَأْتُهُ أَبْذَؤُهُ بَذْءاً: إِذا ذَممْتُهُ. أَبو زيدٍ، يُقال: بَذَأَتْهُ عَيْني بَذْءاً إِذا أُطرِيَ لكَ وعندَكَ الشيءُ ثُمَّ لَمْ ترَهُ كَذَلِكَ، فَإِذَا رأَيتهُ كَمَا وُصِفَ لكَ قُلْتَ: مَا تَبْذَؤُهُ العَيْنُ. وبَذَأَ الشيءَ: ذَمَّه. وبُذئَ الرَّجُلُ: إِذَا ازْدُرِيَ. وبَذَأَ الأَرضَ: ذَمَّ مَرْعاها. قال: أُزِّيَ مُسْتَهنئٌ فِي البَدِيءِ، ... فَيَرْمَأُ فيهِ وَلَا يَبْذَؤُهْ وَيُرْوَى: فِي البَدِيِّ؛ وكذلِك المَوْضِع إِذَا لَمْ تَحْمَدْه. وأَرضٌ بَذِيئَةٌ عَلَى مِثالِ فَعِيلة: لَا مَرْعى بِهَا. وباذَأْتُ الرَّجلَ: إِذَا خاصَمْته. وَقَالَ الشَّعْبي: إِذا عَظُمَتِ الحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هِيَ بِذاءٌ ونِجاءٌ. وقِيلَ البِذاءُ: المُباذأَةُ وَهِيَ المُفاحَشة. يُقال باذَأْتُهُ بِذاءً ومُباذأَةً؛ والنِّجاءُ: المُناجاة. وَقَالَ شمِرٌ فِي تفسيرِ قولِهِ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَبَذيءٌ مُغْرِقٌ. قَالَ: البَذِيءُ: الفاحِشُ القَوْلِ، ورَجُلٌ بَذِيءٌ مِن قَوْمٍ أَبْذِياءَ، والبَذِيءُ: الفاحِشُ مِن الرِّجالِ، والأُنثى بَذِيئةٌ. وَقَدْ بَذُؤَ يَبْذُؤُ بِذَاءً وبَذاءَةً، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: بَذِئَ يَبْذَأُ بَذْءاً. قَالَ أَبو النَّجْمِ: فاليَومُ يَوْمُ تَفاضُلٍ وبَذاء وامرأَةٌ بَذِيئةٌ ورَجُلٌ بَذيءٌ مِنْ قَوْمٍ أَبْذِياءَ: بَيِّنُ البَذاءَةِ. وأَنشَدَ: هَذْرَ البَذِيئةِ، لَيْلَها، لَمْ تَهْجَعِ وامرأَةٌ بَذِيَّةٌ. وَسَنَذْكُرُ فِي المعتلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ.

_ (2). قوله [جانحاً] كذا هو في النسخ بالنون وسيأتي في ب د د بالميم. (3). قوله [سهامها] ضبط في التكملة بالفتح والضم ورمز له بلفظ معاً إشارة إلى أن البيت مروي بهما.

برأ: البارئُ: مِن أَسماءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وَاللَّهُ البارئُ الذَّارِئُ. وَفِي التنزيلِ العزِيزِ: الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ . وقالَ تعَالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ . قَالَ: البارئُ: هُوَ الَّذِي خَلَقَ الخَلْقَ لَا عَنْ مِثالٍ. قالَ ولهذِهِ اللفْظَةِ مِن الاخْتِصاصِ بخَلْقِ الحيَوانِ مَا لَيْسَ لَهَا بغَيرهِ مِن المخْلوقات، وقَلَّما تُسْتَعْمَلُ فِي غيرِ الحيوانِ، فيُقال: برَأَ اللهُ النسَمَة وخَلَقَ السَّماوات والأَرضَ. قَالَ ابنُ سِيدَة: برَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهم بَرءاً وبُرُوءاً: خَلَقَهُم، يكونُ ذلكَ فِي الجَواهِرِ والأَعْراضِ. وَفِي التنزِيلِ: [مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ] وَفِي التَّهْذِيبِ: والبَرِيَّةُ أَيضاً: الخَلْق، بِلَا هَمْزٍ. قالَ الفَرَّاءُ: هيَ مِنْ بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ أَي خَلَقَهُم. والبَرِيَّةُ: الخَلْقُ، وأَصْلُها الهمْزُ، وَقَدْ ترَكَت العَرَبُ هَمْزَها. ونظِيرهُ: النبيُّ والذُّرِّيَّةُ. وأَهلُ مَكَّةَ يُخالِفُونَ غيرَهُم مِنَ العَرَب، يَهْمِزُونَ البَريئةَ والنَّبيءَ والذّرِّيئةَ، مِنْ ذَرَأَ اللهُ الخلْقَ، وذلِكَ قلِيلٌ. قالَ الفرَّاءُ: وإِذا أُخِذَت البَرِيَّةُ مِن البرَى، وَهُوَ التُّراب، فأَصلها غَيْرُ الهمْزِ. وقالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَجمَعَتِ العَرَبُ عَلَى ترْكِ هَمْزِ هَذِهِ الثلاثةِ، وَلَمْ يَستثنِ أَهل مكةَ. وبَرِئْتُ مِن المَرَضِ، وبَرَأَ المرِيضُ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ بَرْءاً وبُرُوءاً، وأَهلُ العَالِيَةِ يَقُولُونَ: بَرَأْتُ أَبْرأُ بَرْءاً وبُروءاً، وأَهلُ الحِجازِ يَقُولُونَ: بَرَأْتُ مِنَ المرَضِ بَرءاً، بالفتحِ، وسائرُ العَرَبِ يَقُولُونَ: بَرِئتُ مِنَ المرَضِ. وأَصْبَحَ بارِئاً مِنْ مَرَضِهِ وبَرِيئاً مِنْ قومٍ بِراءٍ، كقولكَ صحِيحاً، وصِحاحاً، فذلِكَ ذَلِكَ. غيرَ أَنه إِنما ذَهَبَ فِي بِراءٍ إِلَى أَنه جَمْعُ بَرِيءٍ. قَالَ وقدْ يجوزُ أَنْ يَكون بِرَاءٌ أَيضاً جمْع بارِئٍ، كجائعٍ وجِياعٍ وصاحِبٍ وصِحابٍ. وقدْ أَبرَأَهُ اللهُ مِنْ مَرَضِهِ إِبراءً. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: لَمْ يَذكُر الجوهَري بَرَأْتُ أَبرُؤُ، بالضمِّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. قَالَ: وَقَدْ ذكَرهُ سِيبويهِ وأَبو عثمانَ المازِني وغيرُهُما مِنَ البصرِيين. قالَ وإِنما ذكَرْتُ هَذَا لأَنَّ بعْضَهُم لَحَّنَ بَشار بنَ بُرْد فِي قولهِ: نَفَرَ الحَيُّ مِنْ مَكاني، فَقَالُوا: ... فُزْ بصَبْرٍ، لعَلَّ عَيْنَكَ تبْرُو مَسَّهُ، مِنْ صُدودِ عَبْدةَ، ضُرٌّ، ... فبَنَاتُ الفُؤَادِ مَا تسْتَقِرُّ وَفِي حدِيثِ مَرَضِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وسَلَّم، قالَ العباسُ لِعَلِيٍّ رضِيَ اللهُ عنهُما: كيفَ أَصْبَحَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ؟ قالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بارِئاً ، أَي مُعافًى. يقالُ: بَرَأْتُ مِنَ المَرَضِ أَبرَأُ بَرْءاً، بِالْفَتْحِ، فأَنا بارِئٌ؛ وأَبرَأَني اللهُ مِنَ المرَض. وغيرُ أَهلِ الحِجازِ يَقُولُونَ: برِئت، بالكسرِ، بُرْءاً، بِالضَّمِّ. ومِنْهُ قولُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْف لأَبي بَكْرٍ رضيَ اللهُ عنهُما: أَراكَ بَارِئًا. وَفِي حديثِ الشُّرْب: فإِنهُ أَرْوَى وأَبرَى ، أَي يُبرِئهُ مِنْ أَلَمِ العَطَشِ. أَو أَرادَ أَنهُ لَا يكونُ مِنْهُ مَرَضٌ، لأَنهُ قدْ جاءَ فِي حديثٍ آخَرَ: فإِنهُ يُورِثُ الكُبادَ. قالَ: وَهَكَذَا يُرْوَى فِي الحديثِ أَبْرى، غيرَ مَهْمُوزةٍ، لأَجلِ أَرْوَى. والبَرَاءُ فِي المَدِيدِ: الجُزْءُ السَّالِمُ مِنْ زِحَافِ المُعاقبَةِ. وكلُّ جزءٍ يمكِنُ أَنْ يَدْخُله الزِّحافُ كالمُعاقبَةِ، فيَسْلَمُ منهُ، فَهُوَ بَرِيءٌ. الأَزهَرِي: وأَما قَوْلُهُمْ بَرِئْتُ مِنَ الدَّينِ، والرَّجُلُ

أَبْرَأَ بَراءَةً، وبَرِئتُ إليْكَ مِنْ فلانٍ أَبْرَأُ بَرَاءَةً، فليسَ فِيهَا غَيْرُ هَذِهِ اللغَةِ. قَالَ الأَزهَري: وَقَدْ رَوَوْا بَرَأْتُ مِنَ المَرَضِ أَبْرُؤُ بُرْءاً. قَالَ: وَلَمْ نجِدْ فِيمَا لَامُهُ هَمْزةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ. قَالَ: وَقَدِ اسْتَقْصَى العلماءُ باللغَةِ هَذَا، فَلَمْ يجدُوهُ إِلا فِي هَذَا الحرْف، ثُمَّ ذكرَ قرَأْتُ أَقْرُؤُ وهَنَأْتُ البعِيرَ أَهْنُؤُه. وقولهُ عزَّ وجلَّ: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، قَالَ: فِي رَفعِ بَرَاءةٌ قولانِ: أَحدهُما عَلَى خَبرِ الابتداءِ، الْمَعْنَى: هذهِ الآياتُ بَرَاءَةٌ مِن اللهِ ورسولهِ؛ وَالثَّانِي بَراءَةٌ ابتداءٌ والخبرُ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ. قَالَ: وكِلا القَوْلَيْنِ حَسَنٌ. وأَبْرأْتُه مِمَّا لِي عليْهِ وبَرَّأْتُهُ تَبْرِئةً، وبَرِئَ مِنَ الأَمْرِ يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ، والأَخِير نادِرٌ، بَراءَةً وبَراءً، الأَخِيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قالَ: وكذلِكَ فِي الدَّينِ والعُيوبِ بَرِئَ إِليكَ مِنْ حَقِّكَ بَراءَةً وبَراءً وبُروءاً وتبرُّؤاً، وأَبرَأَكَ مِنهُ وبَرَّأَكَ. وَفِي التنزيلِ الْعَزِيزِ: [فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا]. وأَنا بَرِيءٌ مِنْ ذلِكَ وبَراءٌ، والجمْعُ بِراءٌ، مِثْلَ كَرِيمٍ وكِرامٍ، وبُرَآءُ، مِثل فقِيه وفُقَهاء، وأَبراء، مِثْلَ شريفٍ وأَشرافٍ، وأَبرِياءُ، مِثْلَ نَصِيبٍ وأَنْصِباء، وبَرِيئون وبَراء. وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: البُراءُ جمعُ بَريء، وَهُوَ مِنْ بابِ رَخْلٍ ورُخالٍ. وَحَكَى الفرَّاءُ فِي جَمْعِهِ: بُراء غَيْرَ مصروفٍ عَلَى حذفِ إِحدى الهمزَتين. وقالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: أَنا مِنك بَراء. قَالَ: وَفِي التَّنْزِيلِ العزيزِ: [إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ]. وتَبَرَّأْتُ مِن كَذَا وأَنا بَراءٌ مِنهُ وخَلاءٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يجمَع، لأَنهُ مصدَرٌ فِي الأَصْل، مِثل سَمِعَ سَمَاعاً، فَإِذَا قُلْتَ: أَنا بَرِيءٌ مِنهُ وخَلِيٌّ مِنْهُ ثنَّيت وجَمَعْت وأَنَّثْت. ولغةُ تميمٍ وَغَيْرِهِمْ مِن العَرَب: أَنا بَرِيءٌ. وَفِي غيرِ موضعٍ مِن القرآنِ: إِنِّي بَرِيءٌ* ؛ والأُنثى بَريئَةٌ، وَلَا يُقال: بَرَاءَةٌ، وهُما بَريئتانِ، والجمعُ بَرِيئات، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بَرِيَّاتٌ وبَرايا كخَطايا؛ وأَنا البرَاءُ مِنهُ، وكذلِكَ الِاثْنَانِ والجمعُ والمؤَنث. وَفِي التنزيلِ الْعَزِيزِ [إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ]. الأَزهري: والعَرَبُ تَقُولُ: نحنُ مِنكَ البَراءُ والخَلاءُ والواحِد وَالِاثْنَانِ والجمْعُ مِنَ المذكَّر والمؤَنث يُقال: بَراءٌ لأَنهُ مصدَر. وَلَوْ قَالَ: بَرِيء، لقِيلَ فِي الاثنينِ: بَريئانِ، وَفِي الْجَمْعِ: بَرِيئونَ وبَراءٌ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: الْمَعْنَى فِي البَراءِ أَي ذُو البَراءِ مِنْكُمْ، ونحنُ ذَوُو البَراءِ مِنْكُمْ. وزادَ الأَصمَعِي: نحنُ بُرَآء عَلَى فُعَلاء، وبِراء عَلَى فِعالٍ، وأَبْرِياء؛ وَفِي المؤَنث: إِنني بَرِيئةٌ وبَرِيئتانِ، وَفِي الجمْعِ بَرِيئاتٌ وبَرايا. الْجَوْهَرِيُّ: رجلٌ بَرِيءٌ وبُراءٌ مثلُ عَجِيبٍ وعُجابٍ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المعروفُ فِي بُراءٍ أَنه جمعٌ لَا واحِدٌ، وعليهِ قولُ الشاعِر: رأَيتُ الحَرْبَ يَجنُبُها رِجالٌ، ... ويَصْلى، حَرَّها، قَوْمٌ بُراءٌ قَالَ ومثلهُ لزُهير: إليْكُم إِنَّنا قَوْمٌ بُراءٌ وَنَصَّ ابْنُ جِنِّي عَلَى كونِهِ جَمْعاً، فَقَالَ: يجمَعُ بَرِيءٌ عَلَى أَربَعَةٍ مِن الجُموع: بَرِيءٌ وبِراءٌ، مِثل ظَريفٍ وظِرافٍ، وبَرِيءٌ وبُرَآءُ، مِثْلَ شَرِيفٍ وشُرفاء، وبَرِيءٌ وأَبْرِياءُ، مِثل صَدِيقٍ وأَصدِقاء، وبَريءٌ وبُراءٌ، مِثْلَ مَا جاءَ مِنَ الجُموعِ عَلَى فُعالٍ نَحْوَ تُؤَامٍ ورُباءٍ «4» فِي جمعِ تَوْأَم ورُبَّى.

_ (4). الصواب أن يقال في جمعها: رُبَاب بالباء في آخره وهو الذي ذكره المصنّف وصاحب القاموس وغيرهما في مادة ر ب ب أحمد تيمور.

ابنُ الأَعرابي: بَرِئَ إِذا تخَلَّصَ، وبَرِئَ إِذا تَنَزَّهَ وتباعَدَ، وبَرِئَ، إِذا أَعْذَرَ وأَنذَرَ؛ وَمِنْهُ قولهُ تَعَالَى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، أَي إِعْذارٌ وإِنذارٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيرة رضيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا دعاهُ عُمَرُ إِلَى العَملِ فأَبَى، فَقَالَ عُمر: إِنّ يُوسُفَ قَدْ سأَلَ العَمَلَ. فقالَ: إِنَّ يُوسُفَ مِنِّي بَرِيءٌ وأَنا مِنْه بَرَاء أَيْ بَرِيءٌ عَنْ مُساواتِهِ فِي الحُكْمِ وأَنْ أُقاسَ بهِ؛ وَلَمْ يُرِدْ بَراءَةَ الوِلايةِ والمَحَبَّةِ لأَنهُ مأْمورٌ بالإِيمانِ بِهِ، والبَرَاءُ والبَرِيءُ سَواءٌ. وليلةُ البَراءِ لَيْلَةَ يَتَبَرَّأُ القمرُ منَ الشمسِ، وَهِيَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ الشهرِ. التَّهْذِيبُ: البرَاءُ أَوَّلُ يومٍ منَ الشهرِ، وَقَدْ أَبْرأَ: إِذَا دخلَ فِي البَراءِ، وَهُوَ أوّلُ الشهرِ. وَفِي الصحاحِ البَراءُ، بالفتحِ: أَوَّلُ ليلةٍ مِنْ الشَّهْرِ، وَلَمْ يَقُلْ ليلةُ البَراءِ، قَالَ: يَا عَيْنُ بَكِّي مالِكاً وعَبْسَا، ... يَوْماً، إِذا كانَ البَراءُ نَحْسا أَي إِذا لَمْ يَكُنْ فيهِ مَطَرٌ، وَهُمْ يَسْتَحِبُّونَ المطرَ فِي آخِرِ الشهرِ؛ وجمعهُ أَبْرِئةٌ، حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثعلبٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ تُسَمَّى بَراء لتَبَرُّؤِ الْقَمَرِ فِيهِ مِنَ الشَّمْسِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِآخِرِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ البَراء لأَنه قد بَرِئَ مِن هَذَا الشَّهْرِ. وابنُ البَراء: أَوَّل يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ. ابْنُ الأَعرابي: البَراءُ مِنَ الأَيامِ يَوْمُ سَعْدٍ يُتَبرَّكُ بِكُلِّ مَا يَحدُث فِيهِ، وأَنشد: كَانَ البَراءُ لَهُمْ نَحْساً فَغَرَّقَهُم، ... وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ نحْساً مُذ سَرَى القَمَرُ وَقَالَ آخَرُ: إِنَّ عبِيداً «1» لَا يَكُونُ غُسّاً، ... كَمَا البَراءُ لَا يَكُونُ نحْسا أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: أَبْرَأَ الرَّجُل: إِذَا صادَفَ بَرِيئاً، وَهُوَ قَصَبُ السُّكَّرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحْسَبُ هَذَا غَيْرَ صَحِيحٍ؛ قَالَ: وَالَّذِي أَعرفه أَبَرْت: إِذَا صادَفْتَ بَرِيّاً، وهو سُكَّر الطَّبَرْزَدِ. وبارَأْتُ الرَّجل: بَرِئْتُ إِلَيْهِ وبَرِئَ إِليَّ. وبارَأْتُ شَرِيكي: إِذَا فارَقْتَه. وبارأَ المرأَةَ والكَرِيَّ مُبارأَةً وبِراءً: صالَحَهما عَلَى الفِراق. والاستِبراءُ: أَن يَشْتَرِيَ الرَّجلُ جارِيةً، فَلَا يَطَؤُها حَتَّى تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضةً ثُمَّ تَطْهُرَ؛ وَكَذَلِكَ إِذَا سبَاها لَمْ يَطَأْها حَتَّى يَسْتَبْرِئَها بِحَيْضَةٍ، ومعناهُ: طَلَبُ بَراءَتها مِنَ الحَمْل. واستَبْرأتُ مَا عِنْدَكَ: غيرُه. اسْتَبْرَأَ المرأَةَ: إِذَا لَمْ يَطَأْها حَتَّى تحِيضَ؛ وَكَذَلِكَ اسْتَبْرَأَ الرّحِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي اسْتِبْراء الْجَارِيَةِ: لَا يَمَسُّها حَتَّى تَبْرَأَ رَحِمُها ويَتَبَيَّنَ حَالُهَا هَلْ هِيَ حامِلٌ أَم لَا. وَكَذَلِكَ الاسْتِبْراءُ الَّذِي يُذْكَر مَعَ الاسْتِنْجاء فِي الطَّهارة، وَهُوَ أَن يَسْتَفْرِغَ بَقِيَّةَ الْبَوْلِ، ويُنَقِّي مَوْضِعَه ومَجْراه، حَتَّى يُبْرِئَهما مِنْهُ أَي يُبِينَه عَنْهُمَا، كَمَا يَبْرَأُ مِنَ الدَّين والمَرَض. والاسْتِبْراءُ: اسْتِنقاء الذَّكَر عَنِ الْبَوْلِ. واسْتَبْرأَ الذَّكَرَ: طَلَبَ بَراءَتَه مِن بَقِيَّةِ بَوْلٍ فِيهِ بِتَحْرِيكِهِ ونَتْرِه وَمَا أَشبه ذَلِكَ، حَتَّى يَعْلَم أَنه لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: البَرِيءُ: المُتَفصِّي مِنَ القَبائح، المُتنَجِّي عَنِ الْبَاطِلِ والكَذِبِ، البعِيدُ مِن التُّهم، النَّقِيُّ القَلْبِ مِنَ الشِّرك. والبَرِيءُ الصحِيحُ الجِسمِ والعقلِ. والبُرْأَةُ، بالضمِّ: قُتْرةُ الصَّائِدِ الَّتِي يَكْمُن فيها،

_ (1). قوله [عبيداً] كذا في النسخ والذي في الأَساس سعيداً.

وَالْجَمْعُ بُرَأٌ. قَالَ الأَعشى يَصِفُ الْحَمِيرَ: فأَوْرَدَها عَيْناً، مِنَ السِّيف، رَيَّةً، ... بِها بُرَأ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ بسأ: بَسَأَ بِهِ يَبْسَأُ بَسْأً وبُسوءاً وبَسِئَ بَسَأً: أَنِسَ بِهِ، وَكَذَلِكَ بَهَأْتُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: بَسَأْتَ بِنِيِّها، وجَوِيتَ عنها، ... وعِنْدَكَ، لَوْ أَرَدْتَ، لَها دَواءُ وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلمَ قَالَ بَعْدَ وَقْعة بدرٍ: لَوْ كَانَ أَبو طالبٍ حَيّاً لَرأَى سُيُوفَنَا وَقَدْ بَسِئَتْ بالمَياثِلِ. بَسِئَتْ وبَسَأَتْ بفتحِ السِّينِ وكسرِها: اعْتادَت واسْتَأْنَسَتْ، والمَياثِلُ: الأَماثِلُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا فُسِّر، وكأَنه مِنَ المَقلوب. وبَسَأَ بذلكَ الأَمْرِ بَسْأً وبُسُوءاً: مَرَنَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكْتَرِث لِقُبْحه وَمَا يُقَالُ فِيهِ. وبَسَأَ بِهِ: تَهاوَنَ. وَنَاقَةٌ بَسُوءٌ: لَا تمنَعُ الحالِبَ. وأَبْسأَنِي فلانٌ فبَسِئْتُ بِهِ. بطأ: البُطْءُ والإِبْطاءُ: نَقِيضُ الإِسْراع. تَقُولُ مِنْهُ: بَطُؤَ مَجِيئُكَ وبَطُؤَ فِي مَشْيِه يَبْطُؤُ بُطْأً وبِطاءً، وأبْطَأَ، وتَباطأَ، وَهُوَ بَطِيءٌ، وَلَا تَقُلْ: أَبْطَيْتُ، وَالْجَمْعُ بِطاءٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ «1»: فَضْلَ الجِيادِ عَلَى الخَيل البِطاءِ، فَلَا ... يُعْطِي بِذَلِكَ مَمْنُوناً وَلَا نَزِقا ومنه الإِبْطاءُ والتَّباطُؤُ. وَقَدِ اسْتَبْطَأَ وأَبْطَأَ الرجُلُ: إِذا كَانَتْ دَوابُّه بِطَاءً، وَكَذَلِكَ أَبْطأَ القومُ: إِذا كَانَتْ دَوَابُهُمْ بِطاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَطَّأَ بِهِ عملُه لَمْ يَنْفَعْه نَسَبُه أَي مَنْ أَخَّرَه عملُه السَّيِءُ أَو تَفْريطُه فِي الْعَمَلِ الصالحِ لَمْ يَنْفَعْه فِي الآخرةِ شَرَفُ النَّسبِ. وأَبْطأَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: تَأَخَّرَ. وبَطَّأَ عَلَيْهِ بالأَمْرِ وأَبْطَأَ بِهِ، كِلاهما: أَخَّرَهُ. وبَطَّأَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ: إِذا ثَبَّطَه عَنْ أَمرٍ عَزَمَ عَلَيْهِ. وَمَا أَبْطَأَ بِكَ وبَطَّأَ بِكَ عَنَّا، بِمَعْنًى، أَي مَا أَبْطَأَ «2» ... وتَباطأَ الرَّجُل فِي مَسِيرهِ. وَقَوْلُ لَبِيدٍ: وهُمُ العشِيرةُ أَنْ يُبَطّئَ حاسِدٌ، ... أَوْ أَنْ يَلُومَ، مَعَ العِدا، لُوّامها فسرهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: يَعْنِي أَن يَحُثّ الْعَدُوَّ عَلَى مَساوِيهم، كأَنّ هَذَا الحاسِد لَمْ يَقْنع بِعَيْبِهِ لِهَؤُلَاءِ حَتَّى حَثَّ. وبُطْآنَ مَا يَكُونُ ذَلِكَ وبَطْآنَ أَي بَطُؤَ، جَعَلُوهُ اسْمًا لِلْفِعْلِ كَسُرْعانَ. وبُطْآنَ ذَا خُروجاً: أَي بَطُؤَ ذَا خُرُوجًا، جُعِلت الفتحةُ الَّتِي فِي بَطُؤَ عَلَى نُونِ بُطْآنَ حِينَ أَدَّتْ عَنْهُ لِيَكُونَ عَلَماً لَهَا، ونُقلت ضَمَّةُ الطَّاءِ إِلَى الْبَاءِ. وَإِنَّمَا صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ لأَن مَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ: أَي مَا أَبْطَأَه. اللَّيْثُ: وباطِئةٌ اسْمٌ مجهولٌ أَصلُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الباطِئةُ: النَّاجُودُ. قَالَ: وَلَا أَدري أَمُعَرَّبٌ أَم عَرَبِيٌّ، وَهُوَ الَّذِي يُجعل فِيهِ الشرابُ، وَجَمْعُهُ البَواطِئ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي أَشعارِهم. بكأ: بَكَأَتِ الناقةُ والشاةُ تَبْكَأُ بَكْأً وبَكُؤَتْ تَبْكُؤُ بَكاءَةً وبُكُوءاً، وَهِيَ بَكِيءٌ وبَكِيئةٌ: قلَّ لبنُها؛ وَقِيلَ انْقَطَعَ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: دخل عليَ

_ (1). أي يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنَانٍ المرّي وقبله: يَطْعَنُهُمْ مَا ارْتَمَوْا حَتَّى إذا طعنوا ضَارَبَ حَتَّى إِذَا مَا ضاربوا اعتنقا (2). كذا بياض بالنسخ وأصل العبارة للصحاح بدون تفسير.

رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا عَلَى المَنامةِ، فقامَ إِلَى شَاةٍ بَكِيءٍ، فَحلَبها. وَفِي حَدِيثِ عُمَر أَنه سأَل جَيْشاً: هَلْ ثَبتَ لَكُمُ العَدوّ قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ بَكيئةٍ؟ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: وَشَدُّ كَوْرٍ عَلَى وَجْناء ناجِيةٍ، ... وَشدّ سَرْجٍ عَلَى جَرْداءَ سُرْحُوبِ يقالُ مَحْبِسُها أَدْنى لِمَرْتَعِها، ... وَلَوْ نُفادِي بِبَكْءٍ كلَّ مَحْلُوب أَراد بِقَوْلِهِ مَحْبِسُها أَيْ مَحْبِسُ هَذِهِ الإِبل وَالْخَيْلِ عَلَى الجَدْب، وَمُقَابَلَةُ الْعَدُوِّ عَلَى الثَّغْر أَدنى وأَقربُ مِنْ أَن تَرتعَ وتُخْصِب وتُضَيِّعَ الثَّغْرَ فِي إِرسالِها لتَرْعى وتُخْصِب. وناقةٌ بَكيئةٌ وأَيْنُقٌ بِكاء، قَالَ: فَلَيَأْزِلَنَّ «1» وتَبْكُؤُنَّ لِقاحُه، ... ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّه بِسَمارِ السَّمارُ: اللَّبَنُ الَّذِي رُقِّق بِالْمَاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَماعُنا، فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ، بَكُؤَتْ تَبْكُؤُ، قَالَ: وَسَمِعْنَا فِي الْمُصَنَّفِ لِشَمِرٍ عَنْ أَبي عُبيد عَنْ أَبي عَمْرو: بَكَأَتِ الناقةُ تَبْكَأُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: كُلُّ ذَلِكَ مَهْمُوزٌ. وَفِي حَدِيثِ طاؤوس: مَن مَنَحَ مَنِيحةَ لَبن فَلَهُ بكُلّ حَلْبةٍ عشرُ حَسَناتٍ غَزُرَتْ أَو بَكَأَتْ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَن مَنَحَ مَنِيحةَ لَبَنٍ بكِيئةً كَانَتْ أَو غَزِيرةً. وأَما قَوْلُهُ: أَلا بَكَرَتْ أُمُّ الكِلابِ تلُومُنِي، ... تَقُولُ: أَلا قَدْ أَبْكَأَ الدَّرَّ حَالِبُهْ فَزَعَمَ أَبو رِياش أَنّ مَعْنَاهُ وجدَ الحالِبُ الدَّرَّ بَكِيئاً، كَمَا تَقُولُ أَحْمَدَه: وجَده حَمِيداً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدِي أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ لِتَعْدِيَةِ الْفِعْلِ أَي جَعَلَهُ بَكِيئاً، غَيْرَ أَني لَمْ أَسمع ذَلِكَ مِنْ أَحد، وإِنما عَامَلْتُ الأَسبق والأَكثر. وبَكأَ الرجُل بَكاءَةً، فَهُوَ بَكِيءٌ مِنْ قَوْمٍ بِكاء: قلَّ كلامُه خِلْقةً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّا مَعْشر النُّبَآءِ بِكاءٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: نحنُ مَعاشِرَ الأَنبياء فِينَا بُكْءٌ وبُكاءٌ : أَي قِلَّة كلامٍ إِلَّا فِيمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. بَكُؤَتِ النَّاقةُ: إِذَا قلَّ لبنُها؛ ومَعاشِرَ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ. والاسمُ البُكْءُ. وبَكِئَ الرَّجل: لَمْ يُصِبْ حَاجَتَهُ. والبُكْءُ: نَبْتٌ كالجَرْجِير، وَاحِدَتُهُ بُكْأَةٌ. بهأ: بَهَأَ بِهِ يَبْهَأُ وبَهِئَ وبَهُؤَ بَهْأً وبهَاءً وبَهُوءاً: أَنِسَ بِهِ. وأَنشد: وقَدْ بَهأَتْ، بالحاجِلاتِ، إفالُها، ... وسَيْفٍ كَرِيمٍ لَا يَزالُ يصُوعها وبَهَأْتُ بِهِ وبَهِئْتُ: أَنِسْتُ. والبَهاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: النَّاقَةُ الَّتِي تَسْتأْنِسُ إِلَى الحالِب، وَهُوَ مِن بَهَأْتُ بِهِ، أَي أَنِسْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ بَهاء، وَهَذَا مَهْمُوزٌ مَنْ بَهَأْت بِالشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنه رأَى رَجُلًا يَحْلِف عِنْدَ المَقامِ، فَقَالَ أَرى النَّاسَ قَدْ بَهَئُوا بِهَذَا المَقامِ ، مَعْنَاهُ: أَنهم أَنِسُوا بِهِ. حَتَّى قَلَّتْ هَيْبَتُه فِي قُلوبهم. وَمِنْهُ حَدِيثُ مَيْمُون بْنِ مِهرانَ أَنه كَتَبَ إِلَى يُونُس بْنِ عُبَيْدٍ: عليكَ بكِتابِ اللَّهِ فإِنَّ الناسَ قَدْ بَهَئُوا بِهِ، واسْتَخَفُّوا عَلَيْهِ أَحادِيثَ الرِّجال. قَالَ أَبو عُبيد: رُوِي بَهَوا بِهِ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ في الكلام مهموز.

_ (1). قوله [فليأزلن] في التكملة والرواية وليأزلن بالواو منسوقاً عَلَى مَا قَبْلَهُ وَهُوَ: فليضربن المرء مفرق خاله ... ضرب الفقار بمعول الجزار والبيتان لأَبي مكعت الأسدي.

أَبو سَعِيدٍ: ابْتَهأْتُ بِالشَّيْءِ: إذا أَنِسْتَ به وأَحْبَبْتَ قُرْبه. قَالَ الأَعشى: وَفِي الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوانَا، ويَبْتَهِي، ... وآخَرُ قَدْ أَبْدَى الكآبَةَ، مُغْضَبا «1» تَرَكَ الْهَمْزَ مَنْ يَبْتَهِي. وبَهَأَ البيتَ: أَخْلاه مِنَ المَتاعِ أَو خَرَّقَه كأَبْهاه. وأَما البَهاءُ مِنَ الحُسْن فإِنه مَنْ بَهِيَ الرَّجُلُ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا بَهَأْتُ لَهُ وَمَا بَأَهْتُ لَهُ: أَي مَا فَطِنْتُ له. بوأ: باءَ إِلَى الشَّيْءِ يَبُوءُ بَوْءاً: رَجَعَ. وبُؤْت إِلَيْهِ وأَبَأْتُه، عَنْ ثَعْلَبٍ، وبُؤْته، عَنِ الْكِسَائِيِّ، كأَبَأْتُه، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. والباءَةُ، مِثْلَ الباعةِ، وَالْبَاءُ: النِّكاح. وسُمي النكاحُ باءَةً وَبَاءً مِنَ المَباءَةِ لأَن الرَّجُلَ يَتَبَوَّأُ مَنْ أَهله أَي يَسْتَمْكِنُ مِنْ أَهله، كَمَا يَتَبَوَّأُ مِنْ دارِه. قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ الحِمار والأُتُنَ: يُعْرِسُ أَبْكاراً بِهَا وعُنَّسا، ... أَكرَمُ عِرْسٍ، بَاءَةً، إِذ أعْرَسا وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتزوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ، فعليهِ بالصَّومِ، فإِنَّه له ؛ وجاء: أَراد بِالْبَاءَةِ النكاحَ والتَّزْويج. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَريصٌ عَلَى الْبَاءَةِ أَي عَلَى النِّكَاحِ. وَيُقَالُ: الجِماعُ نَفْسُه باءةٌ، والأَصلُ فِي الباءةِ المَنْزِل ثُمَّ قِيلَ لِعَقْدِ التَّزْوِيجِ باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها مَنْزِلًا. وَالْهَاءُ فِي الْبَاءَةِ زَائِدَةٌ، والناسُ يَقُولُونَ: الْبَاهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الباءُ والباءةُ والباهُ كُلها مَقُولَاتٌ. ابْنُ الأَنباري: الباءُ النِّكاح، يُقَالُ: فُلانٌ حريصٌ عَلَى الْبَاءِ والباءَة والباهِ، بِالْهَاءِ وَالْقَصْرِ، أَي عَلَى النِّكَاحِ؛ والباءةُ الواحِدةُ وَالْبَاءُ الْجَمْعُ، وتُجمع الباءَةُ عَلَى الباءَاتِ. قَالَ الشَّاعِرُ: يَا أَيُّها الرّاكِبُ، ذُو الثّباتِ، ... إنْ كُنتَ تَبْغِي صاحِبَ الباءَاتِ، فاعْمِدْ إِلَى هاتِيكُمُ الأَبْياتِ وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالباءَةِ ، يَعْنِي النّكاحَ والتَّزْويج؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِن امرأَة مات عنها زوجُها فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ وَقَدْ تَزَيَّنَت للباءَةِ. وبَوَّأَ الرجلُ: نَكَحَ. قَالَ جَرِيرٌ: تُبَوّئُها بِمَحْنِيةٍ، وحِيناً ... تُبادِرُ حَدَّ دِرَّتِها السِّقابا وللبئرِ مَباءَتان: إِحْدَاهُمَا مَرْجِع الْمَاءِ إِلَى جَمِّها، والأُخْرى مَوْضِعُ وقُوفِ سائِق السّانِية. وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ يمدَح سَيْفًا لَهُ: وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ، ... أَبْيضَ مَهْوٍ، فِي مَتْنِه رُبَدُ فَلَوْتُ عَنْهُ سُيوفَ أَرْيحَ، ... حَتَّى باءَ كَفّي، وَلَمْ أَكَدْ أَجِدُ الخَشِيبةُ: الطَّبْعُ الأَوَّلُ قَبْلَ أَن يُصْقَلَ ويُهَيَّأَ، وفَلَوْتُ: انْتَقَيْتُ. أَرْيَحُ: مِن اليَمَنِ. باءَ كَفِّي: أَي صارَ كَفِّي لَهُ مَباءَةً أَي مَرْجِعاً. وباءَ بذَنْبِه وبإِثْمِه يَبُوءُ بَوْءاً وبَواءً: احتمَله وَصَارَ المُذْنِبُ مأْوَى الذَّنب، وَقِيلَ اعْتَرفَ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ إِن عَزَمْتَ عَلَى

_ (1). قوله [مغضبا] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التكملة وهي أصح الكتب التي بأيدينا مغضب.

قَتْلِي كَانَ الإِثْمُ بِكَ لَا بِي. قَالَ الأَخفش: وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ* : رَجَعُوا بِهِ أَي صارَ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تعالى فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ ، قَالَ: بَاؤُوا فِي اللُّغَةِ: احْتَمَلُوا، يُقَالُ: قَدْ بُؤْتُ بِهَذَا الذَّنْب أَي احْتَمَلْتُه. وقيل: باؤُ بِغَضَبٍ* أَي بإثْم اسْتَحَقُّوا بِهِ النارَ عَلَى إثْمٍ اسْتَحَقُّوا بِهِ النارَ أَيضاً. قَالَ الأَصمعي: باءَ بإثْمِه، فَهُوَ يَبُوءُ بِهِ بَوْءاً: إِذَا أَقَرّ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليَّ، وأَبُوءُ بِذَنْبِي أَي أَلتزِمُ وأَرْجِع وأُقِرُّ. وأَصل البَواءِ اللزومُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَدْ باءَ بِهِ أَحدُهما أَي التزَمَه ورجَع بِهِ. وَفِي حَدِيثِ وائلِ بْنِ حُجْر: إنْ عَفَوتَ عَنْهُ يَبُوءُ بإثْمِه وإثْم صاحِبِه أَي كانَ عَلَيْهِ عُقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوبةُ قَتْلِ صاحِبِه، فأَضافَ الإِثْمَ إِلَى صَاحِبِهِ لأَن قَتلَه سَبَب لإِثْمه؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إنْ قَتَلَه كَانَ مِثْلَه أَي فِي حُكم البَواءِ وَصَارَا مُتَساوِيَيْن لَا فَضْلَ للمُقْتَصِّ إِذَا اسْتوْفَى حَقَّه عَلَى المُقْتَصِّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: بُؤْ للأَمِيرِ بذَنْبِك، أَي اعْتَرِفْ بِهِ. وباءَ بدَمِ فُلَانٍ وبحَقِّه: أَقَرَّ، وَذَا يَكُونُ أَبداً بِمَا عليهِ لَا لَه. قَالَ لَبِيدٌ: أَنْكَرْت باطِلَها، وبُؤْت بحَقِّها ... عِنْدِي، وَلَمْ تَفْخَرْ عَلَيَّ كِرامُها وأَبَأْتُه: قَرَّرْتُه وباءَ دَمُه بِدَمِه بَوْءاً وبَواءً: عَدَلَه. وباءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَواءً، مَمْدُودٌ، وأَباءَه وباوَأَه: إِذَا قُتِل بِهِ وَصَارَ دَمُه بِدَمِه. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبير: قَضَى اللهُ أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ بَيْنَنا، ... ولمَ نكُ نَرْضَى أَنْ نُباوِئَكُمْ قَبْلُ والبَواء: السَّواء. وفُلانٌ بَواءُ فُلانٍ: أَي كُفْؤُهُ إِنْ قُتِلَ بِهِ، وَكَذَلِكَ الاثنانِ والجَمِيعُ. وباءَه: قَتَلَه بِهِ «2» أَبو بَكْرٍ، البَواء: التَّكافُؤ، يُقَالُ: مَا فُلانٌ ببَواءٍ لفُلانٍ: أَي مَا هُوَ بكُفْءٍ لَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ: الْقَوْمُ بُواءٌ: أَي سَواءٌ. وَيُقَالُ: القومُ عَلَى بَواءٍ. وقُسِمَ الْمَالُ بَيْنَهُمْ عَلَى بَواءٍ: أَي عَلَى سواءٍ. وأَبَأْتُ فُلاناً بفُلانٍ: قَتَلْتُه بِهِ. وَيُقَالُ: هُمْ بَواءٌ فِي هَذَا الأَمر: أَي أَكْفاءٌ نُظَراء، وَيُقَالُ: دمُ فُلَانٍ بَواءٌ لدَم فُلان: إذا كان كُفْ ءاً لَهُ. قَالَتْ لَيْلى الأَخْيلية فِي مَقْتَلِ تَوْبةَ بْنِ الحُمَيِّر: فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً، فإنَّكُمْ ... فَتىً مَا قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ وأَبَأْتُ القاتِلَ بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضاً: إِذَا قَتَلْته بِهِ. واسْتَبَأْتُ الحَكَمَ واسْتَبَأْتُ بِهِ كِلَاهُمَا: اسْتَقَدْته. وتَباوَأَ القَتِيلانِ: تَعادَلا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ بَيْنَ حَيَّيْنِ مِنَ العَربِ قتالٌ، وَكَانَ لأَحَدِ الحَيَّينِ طَوْلٌ عَلَى الآخَر، فَقَالُوا لَا نَرْضَى حَتَّى يُقْتَل بالعَبْدِ مِنَّا الحُرُّ مِنْهُمْ وبالمرأَةِ الرجلُ، فأَمَرهم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يَتَباءَوْا. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هَكَذَا رُوِيَ لَنَا بِوَزْنِ يَتَباعَوْا، قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا أَن يَتَباوَءُوا بِوَزْنِ يَتباوَعُوا عَلَى مِثَالِ يَتَقاوَلوا، مِنَ البَواءِ وَهِيَ المُساواةُ، يُقَالُ: باوَأْتُ بَيْنَ القَتْلى: أَي ساوَيْتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّي: يَجُوزُ أَن يَكُونَ يتَباءَوْا عَلَى الْقَلْبِ، كَمَا قَالُوا جاءَاني، وَالْقِيَاسُ جايَأَني فِي المُفاعَلة مِنْ جاءَني وجِئْتُه؛ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ وَقِيلَ: يَتَباءَوْا صحيحٌ. يُقَالُ: باءَ بِهِ إذا كان كُفْ ءاً لَهُ، وَهُمْ بَواءٌ أَي أَكْفاءٌ

_ (2). قوله [وباءَه قتله به] كذا في النسخ التي بأيدينا ولعله وأَباءَه بفلان قتله به.

، مَعْنَاهُ ذَوُو بَواء. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: الجِراحاتُ بَواءٌ يَعْنِي أَنها مُتَساويةٌ فِي القِصاص، وأَنه لَا يُقْتَصُّ للمَجْرُوحِ إلَّا مِنْ جارِحِه الْجَانِي، وَلَا يُؤْخَذُ إِلَّا مِثْلُ جِراحَتِه سَواء وَمَا يُساوِيها فِي الجُرْحِ، وَذَلِكَ البَواءُ. وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ: قِيلَ لَهُ: مَا بالُ العَقْرَبِ مُغْتاظةً عَلَى بَنِي آدمَ؟ فَقَالَ: تُريدُ البَواءَ أَي تُؤْذِي كَمَا تُؤْذَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رضِي اللَّهُ عَنْهُ: فَيَكُونُ الثّوابُ جَزَاءً والعِقابُ بَواءً. وباءَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ: إِذَا كان كُفْ ءاً لَهُ يُقْتَلُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قول المُهَلْهِلِ لابن الحرث بْنِ عَبَّادٍ حِينَ قَتَله: بُؤْ بِشِسْعِ نَعْلَيْ كُلَيْبٍ، معناه: كُنْ كُفْ ءاً لِشِسْعِ نَعْلَيْه. وَبَاءَ الرجلُ بِصَاحِبِهِ: إِذَا قُتِلَ بِهِ. يقالُ: باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ، وَهُمَا بَقَرَتانِ قُتِلَتْ إِحْدَاهُمَا بالأُخرى؛ وَيُقَالُ: بُؤْ بِهِ أَي كُنْ مِمَّنْ يُقْتَل بِهِ. وأَنشد الأَحمر لِرَجُلٍ قَتَلَ قاتِلَ أَخِيه، فَقَالَ: فقلتُ لَهُ بُؤْ بامرِئٍ لَسْتَ مثْلَه، ... وَإِنْ كُنتَ قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما يَقُولُ: أنتَ، وَإِنْ كنتَ فِي حَسَبِكَ مَقْنَعاً لِكُلِّ مَنْ طَلَبَكَ بثَأْر، فلَسْتَ مِثلَ أَخي. وَإِذَا أَقَصَّ السلطانُ رَجُلًا بِرَجُلٍ قِيل: أَباءَ فُلَانًا بِفُلَانٍ. قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيُّ: أَباءَ بقَتْلانا مِن القومِ ضِعْفَهم، ... وَمَا لَا يُعَدُّ مِن أَسِيرٍ مُكَلَّبِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَإِنْ قَتَلَهُ السلطانُ بقَود قِيلَ: قَدْ أَقادَ السلطانُ فُلَانًا وأَقَصَّه وأَباءَه وأَصْبَرَه. وَقَدْ أَبأْتُه أُبيئُه إباءَةً. قَالَ ابْنُ السكِّيت فِي قَوْلِ زُهَيْر بْنُ أَبي سُلْمَى: فَلَم أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَديّاً ... وَلَمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ قَالَ: الهَديُّ ذُو الحُرْمَة؛ وَقَوْلُهُ يُسْتَباءُ أَي يُتَبَوّأُ، تُتَّخَذ امرأتُهُ أَهلًا؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: يُسْتبَاء، مِنَ البَواء، وَهُوَ القَوَد. وَذَلِكَ أَنه أَتاهم يُرِيدُ أَنَ يَسْتَجِيرَ بِهِمْ فأَخَذُوه، فَقَتَلُوهُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ. وَقَوْلُ التَّغْلَبي: أَلا تَنْتَهِي عَنَّا مُلوكٌ، وتتَّقي ... مَحارِمَنا لَا يُبْأَءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَرادَ: حِذارَ أَن يُباء الدَّم بالدَّم؛ وَيُرْوَى: لَا يَبْؤُءُ الدَّمُ بالدَّمِ أَي حِذارَ أَنْ تَبُوءَ دِماؤُهم بدِماء مَنْ قتَلوه. وبَوَّأَ الرُّمحَ نَحْوَهُ: قابَله بِهِ، وسَدَّدَه نحْوَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا بَوَّأَ رَجلًا برُمحِه ، أَي سَدَّده قِبَلَه وهَيَّأَه. وبَوَّأَهُم مَنْزِلًا: نَزَلَ بِهِمْ إِلَى سَنَدِ جَبَل. وأَبَأْتُ بالمَكان: أَقَمْتُ بِهِ. وبَوَّأْتُكَ بَيتاً: اتَّخَذْتُ لَكَ بَيْتًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً ، أَي اتَّخِذا. أَبو زَيْدٍ: أَبَأْتُ القومَ مَنْزلًا وبَوَّأْتُهم مَنْزِلًا تَبْوِيئاً، وَذَلِكَ إِذَا نزلْتَ بِهِمْ إِلَى سَنَدِ جَبَلٍ، أَو قِبَلِ نَهر. والتبوُّؤُ: أَن يُعْلِمَ الرجلُ الرجلَ عَلَى المَكان إِذَا أَعجبه لِيَنْزِلَهُ. وَقِيلَ: تَبَوَّأَه: أَصْلَحه وهَيَّأَه. وَقِيلَ: تَبوَّأَ فُلَانٌ مَنْزِلًا: إِذَا نظَر إِلَى أَسْهَلِ مَا يُرى وأَشَدِّه اسْتِواءً وأَمْكَنِه لِمَبيتِهِ، فاتَّخذَه؛ وتَبوَّأَ: نَزَلَ وأَقام، والمَعْنَيانِ قَريبان. والمباءَةُ: مَعْطِنُ القَوْمِ للإبِل، حَيْثُ تُناخُ فِي المَوارِد. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: أُصَلِّي فِي مَباءة الغَنَم؟ قَالَ: نَعَمْ ، أَي مَنْزِلها الَّذِي تَأْوِي إِلَيْهِ، وَهُوَ المُتَبَوّأُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: في المدينة هاهُنا المُتَبَوَّأُ. وأَباءَه مَنْزِلًا وبَوَّأَه إيَّاهُ وبَوَّأَه له وبَوَّأَهُ فِيهِ، بِمَعْنَى هَيَّأَه لَهُ وأَنْزَلَه ومَكَّنَ لَهُ فِيهِ. قَالَ:

وبُوِّئَتْ فِي صَمِيمِ مَعْشَرِها، ... وتَمَّ، فِي قَوْمِها، مُبَوَّؤُها أَي نَزَلَت مِنَ الكَرم فِي صَمِيمِ النَّسب. وَالِاسْمُ البِيئةُ. واسْتَباءه أَي اتَّخَذَهُ مَباءَةً. وتَبَوَّأْتُ مَنْزِلًا أَي نَزَلْتُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ ، جَعلَ الإِيمانَ مَحَلًّا لَهُمْ عَلَى المَثَل؛ وقد يكون أَرادَ: وتَبَوَّءُوا مكانَ الإِيمانِ وبَلَدَ الإِيمانِ، فحَذَف. وتَبَوَّأَ المكانَ: حَلَّه. وإِنه لَحَسَنُ البِيئةِ أَي هَيْئَةُ التَّبَوُّءِ. والبيئةُ والباءَةُ والمباءَةُ: الْمَنْزِلُ، وَقِيلَ مَنْزِل القوم حيث يَتَبَوَّءُونَ مِنْ قِبَلِ وادٍ أَو سَنَدِ جَبَلٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: المَباءَةُ: مَنْزِلُ الْقَوْمِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، وَيُقَالُ: كلُّ مَنْزِل يَنْزِله القومُ. قَالَ طَرَفة: طَيِّبو الْبَاءَةَ، «1» سَهْلٌ، ولَهُمْ ... سُبُلٌ، إِنْ شئتَ فِي وَحْش وَعِر وتَبَوَّأَ فُلَانٌ مَنْزِلًا، أَي اتَّخَذَهُ، وبَوَّأْتُهُ مَنْزِلًا وأَبَأْتُ القَومَ مَنْزِلًا. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً ، يُقَالُ: بَوَّأْتُه مَنْزِلًا، وأَثْوَيْتُه مَنْزِلًا ثُواءً: أَنْزَلْتُه، وبَوَّأْتُه مَنْزِلًا أَي جَعَلْتُهُ ذَا مَنْزِلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ. وَتَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ وَمَعْنَاهَا: لِيَنْزِلْ مَنْزِله مِن النَّارِ. يُقَالُ: بَوَّأَه اللهُ مَنْزِلًا أَي أَسكَنه إِيَّاهُ. وَيُسَمَّى كِناسُ الثَّوْرِ الوَحْشِيِّ مَبَاءَةً؛ ومَباءَةُ الإِبل: مَعْطِنها. وأَبَأْتُ الإِبل مَباءَة: أَنَخْتُ بعضَها إِلَى بَعْضٍ. قَالَ الشَّاعِرُ: حَلِيفان، بَيْنَهما مِيرةٌ ... يُبِيئانِ فِي عَطَنٍ ضَيِّقِ وأَبَأْتُ الإِبلَ، رَدَدْتُها إِلَى المَباءَةِ، والمَباءَةُ: بَيْتُهَا فِي الْجَبَلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ المُراحُ الَّذِي تَبِيتُ فِيهِ. والمَباءَةُ مِن الرَّحِمِ: حَيْثُ تَبَوَّأَ الولَدُ. قَالَ الأَعلم: ولَعَمْرُ مَحْبَلِكِ الهَجِينِ عَلَى ... رَحبِ المَباءَةِ، مُنْتِنِ الجِرْمِ وباءَتْ بِبيئةِ سُوءٍ، عَلَى مِثالِ بِيعةٍ: أَي بحالِ سُوءٍ؛ وَإِنَّهُ لحَسَنُ البِيئةِ؛ وعَمَّ بعضُهم بِهِ جميعَ الْحَالِ. وأَباءَ عَلَيْهِ مالَه: أَراحَه. تَقُولُ: أَبَأْتُ عَلَى فُلَانٍ مَالَهُ: إِذا أَرَحْتَ عَلَيْهِ إِبلَه وغَنَمَه، وأَباءَ مِنْهُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: كَلَّمناهم، فأَجابونا عَنْ بَواءٍ واحدٍ: أَي جوابٍ وَاحِدٍ. وَفِي أَرض كَذَا فَلاةٌ تُبيء فِي فلاةٍ: أَي تَذْهبُ. الفرَّاء: باءَ، بِوَزْنِ باعَ: إِذَا تكبَّر، كأَنه مَقْلُوبٌ مِن بَأَى، كَمَا قَالُوا أَرى ورأَى «2». وَسَنَذْكُرُهُ فِي بَابِهِ. وَفِي حَاشِيَةِ بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: وأَبَأْتُ أَدِيمَها: جَعَلْتُه في الدباغ. تأتأ: تَأْتَأَ التَّيْسُ عِنْدَ السِّفادِ يُتَأْتِئُ تَأْتَأَةً وتِئْتاءً ليَنْزُوَ ويُقْبِلَ.

_ (1). قوله [طيبو الباءة] كذا في النسخ وشرح القاموس بصيغة جمع المذكر السالم والذي في مجموعة أَشعار يظن بها الصحة طيب بالإفراد وقبله: وَلِيَ الأَصل الَّذِي فِي مِثْلِهِ ... يُصْلِحُ الْآبِرُ زَرْعَ المؤتبر (2). مقتضاه أنّ أرى مقلوب من رأى كما أن باء مقلوب من بأى، ولا تنظير بين الجانبين كما لا يخفى فضلًا عن أن أرى ليس من المقلوب وإن أوهم لفظُه ذلك والصواب [كما قالوا راءَ من رأى]. إبراهيم اليازجي

فصل الثاء المثلثة

ورجُل تَأْتاءٌ، عَلَى فَعْلالٍ، وَفِيهِ تَأْتَأَةٌ: يَتردَّدُ فِي التَّاءِ إِذَا تَكلَّمَ. والتَّأْتَأَةُ: حِكَايَةُ الصَّوْتِ. والتَأْتاءُ: مَشْيُ الصبيِّ الصَّغِيرِ؛ والتَأْتاءُ: التَّبَخْتُر فِي الحَرب شَجَاعَةً؛ والتَّأْتاء «1»: دُعاء الحِطّانِ إِلَى العَسْبِ، والحِطّانُ التَّيْسُ، وَهُوَ الثَّأْثاء أَيضاً بالثاء. تطأ: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: تَطَأَ إذا ظَلَمَ «2» تفأ: أَتَيْتُه عَلَى تَفِئَةِ ذَلِكَ: أَي عَلَى حِينِه وزَمانِه. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ الْهَمْزَ وَالْبَدَلَ قَالَ: وَلَيْسَ عَلَى التَّخْفِيفِ القِياسي لأَنه قَدِ اعْتُدَّ بِهِ لُغةً. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ عُمر فَكَلَّمَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَخَلَ أَبو بَكْرٍ عَلَى تَفِئَةِ ذَلِكَ أَي عَلَى إِثْرِهِ. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: تَئِفَةِ ذَلِكَ، بِتَقْدِيمِ الْيَاءِ عَلَى الْفَاءِ، وَقَدْ تُشدّد، وَالتَّاءُ فِيهَا زَائِدَةٌ عَلَى أَنها تَفْعِلَةٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَوْ كَانَتْ تَفْعِلة لَكَانَتْ عَلَى وَزْنِ تَهْيِئَةٍ، فَهِيَ إِذاً لَوْلَا الْقَلْبُ فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلالِ وَلَامُهَا هَمْزَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَتِ التَّاءُ فِي تَفِئَةٍ وتافِئٍ أَصلية. وتَفِئَ تَفَأً: إِذَا احْتَدَّ وغَضِبَ. تكأ: ذَكَرَ الأَزهري هُنَا مَا سَنَذْكُرُهُ فِي وكأَ، وَقَالَ هُوَ أَيضاً: إِنّ تُكَأَةً أَصله وُكَأَةٌ. تنأ: تَنَأَ بِالْمَكَانِ يَتْنَأُ: أَقامَ وقَطَن. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَبِهِ سُمِّي التَّانِئُ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْ أَقبح الْغَلَطِ إِن صَحَّ عَنْهُ، وخَلِيقٌ أَن يَصحّ لأَنه قَدْ ثَبَتَ فِي أَماليه وَنَوَادِرِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمر: ابنُ السَّبِيل أَحَقُّ بِالْمَاءِ مِنَ التّانِئِ عَلَيْهِ. أَراد أَن ابْنَ السَّبِيلِ، إِذا مَرَّ برَكِيَّةٍ عَلَيْهَا قَوْمٌ يَسْقُون مِنها نَعَمَهُم، وَهُمْ مُقِيمون عَلَيْهَا، فَابْنُ السَّبِيلِ مَارًّا أَحَقُّ بِالْمَاءِ مِنْهُمْ، يُبَدَأُ بِهِ فَيُسْقَى وظَهْرَه لأَنه سَائِرٌ، وَهُمْ مُقيمون، وَلَا يَفُوتُهُم السَّقْيُ، وَلَا يُعْجِلُهم السَّفَر والمَسِيرُ. وَفِي حَدِيثِ ابنِ سيرِينَ: لَيْسَ للتانِئَة شَيْءٌ ، يُرِيدُ أَن الْمُقِيمِينَ فِي الْبِلَادِ الَّذِينَ لَا يَنْفِرُون مَعَ الغُزاة، لَيْسَ لَهُمْ فِي الفَيْء نَصِيب؛ وَيُرِيدُ بالتانِئَةِ الجمَاعة مِنْهُمْ، وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ مُفْرَدًا، وَإِنَّمَا التَّأْنِيثُ أَجاز إِطلاقه عَلَى الْجَمَاعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَنَأَ فِي أَرض الْعَجَمِ، فَعَمِلَ نَيْرُوزَهم ومَهْرَجَانَهم حُشِرَ مَعَهُمْ. وتَنَأَ فَهُوَ تانِئٌ: إِذَا أَقامَ فِي الْبَلَدِ وَغَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَهُمْ تِناء البَلد، وَالِاسْمُ التِّناءةُ. وَقَالُوا تَنَا فِي الْمَكَانِ فأَبدلوا فظنَّه قَوْمٌ لُغَةً، وَهُوَ خَطأ. الْأَزْهَرِيُّ: تَنَخَ بِالْمَكَانِ وتَنَأَ، فَهُوَ تانِخٌ وتانِئٌ، أَي مقيم. فصل الثاء المثلثة ثأثأ: ثَأْثَأَ الشيءَ عَنْ مَوْضِعِهِ: أَزاله. وثَأْثَأَ الرجُلُ عَنِ الأَمْر: حَبَسَ. وَيُقَالُ: ثَأْثِئْ عَنِ الرَّجُلِ: أَي احْبِسْ، والثَّأْثَأَةُ: الحَبْسُ. وثَأْثَأْتُ عَنِ الْقَوْمِ: دَفَعْتُ عَنْهُمْ. وثَأْثَأَ عَنِ الشَّيْءِ: إِذَا أَراده ثُمَّ بَدَا لَهُ تَرْكُه أَو المُقامُ عَلَيْهِ. أَبو زَيْدٍ: تَثَأْثأْتُ تَثَأْثُؤاً: إِذَا أَردت سَفَرًا ثُمَّ بَدا لَكَ المُقام. وثَأْثَأَ عَنْهُ غَضَبَه: أَطْفأَه. ولقِيتُ فُلَانًا فَتَثَأْثَأْت مِنْهُ: أَي هِبْتُه. وأَثَأْتُه بسَهم «3» إِثَاءَةً: رميته.

_ (1). قوله [والتأتاء مشي الصبي إلى آخر الجمل الثلاث] هو الذي في النسخ بأيدينا وتهذيب الأَزهري وتكملة الصاغاني ووقع في القاموس التأتأة. (2). قوله [تطأ] هذه المادة أوردها المجد والصاغاني والمؤلف في المعتل ولم يوردها التهذيب بالوجهين فإيراد المؤلف لها هنا سهو. (3). قوله [وأَثَأْتُه بسهم] تبع المؤلف الجوهري وفي الصاغاني والصواب أن يفرد له تركيب بعد تركيب ثمأ لأَنه من باب أَجَأْتُهُ أَجِيئُهُ وأَفَأْتُهُ أَفِيئُهُ.

فصل الجيم

وثَأْثَأَ الإِبلَ: أَرواها مِنَ الْمَاءِ، وَقِيلَ سَقاها فَلَمْ تَرْوَ. وثَأْثَأَتْ هِيَ، وَقِيلَ ثَأْثَأْتُ الإِبلَ أَي سَقَيْتُها حَتَّى يَذْهَب عَطَشُها، وَلَمْ أُرْوِها. وَقِيلَ ثَأْثَأْتُ الإِبلَ: أَرْوَيْتُها. وأَنشد الْمُفَضَّلُ: إِنَّكَ لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهالا، ... بِمِثْلِ أَنْ تُدارِكَ السِّجالا وثَأْثَأَ بالتَّيْس: دَعاه، عَنْ أَبي زيد. ثدأ: الثُّداء: نَبت لَهُ ورَق كأَنه وَرَقُ الكُرّاث وقُضْبان طِوال تَدُقُّها الناسُ، وَهِيَ رَطْبة، فَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا أَرْشِيةً يَسْقُون بِهَا، هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرَّةُ: هِيَ شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ يُحبها الْمَالُ ويأْكلها، وأُصولُها بِيضٌ حُلْوة، وَلَهَا نَوْرٌ مِثْلُ نَوْرِ الخِطْمِيّ الأَبيض، فِي أَصلها شيءٌ مِنْ حُمرة يَسيرة، قَالَ: وَيَنْبُتُ فِي أَضْعافِه الطَّراثيثُ والضَّغابيسُ، وَتَكُونُ الثُدّاءَةُ مِثْلَ قِعْدةِ الصَّبِيِّ. والثَّنْدُوَةُ لِلرَّجُلِ: بِمَنْزِلَةِ الثَّدْي للمرأَة؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ مَغْرِزُ الثّدْي؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ اللَّحْمُ الَّذِي حَوْلَ الثَّدْيِ، إِذا ضَمَمْتَ أَوَّلها هَمَزْتَ، فَتَكُونُ فُعْلُلةً، فإِذا فَتَحْتَهُ لَمْ تَهْمِزْ، فَتَكُونُ فَعْلُوة مِثْلَ تَرْقُوة وعَرْقُوة. ثرطأ: الثِّرْطِئَةُ، بِالْهَمْزِ بَعْدَ الطَّاءِ: الرَّجل الثَّقيل، وَقَدْ حُكِيَتْ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَضْعًا. قَالَ الأَزهري: إِنْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ أَصلية، فَالْكَلِمَةُ رُبَاعِيَّةٌ، وإِن لَمْ تَكُنْ أَصلية، فَهِيَ ثُلَاثِيَّةٌ، والغِرْقِئُ مِثْلُهُ. وَقِيلَ: الثِّرْطِئَةُ مِنَ النِّسَاءِ والرجال: القصير. ثطأ: ابْنُ الأَعرابي: ثَطا إِذا خَطَا. وثَطِئَ ثَطَأً: حَمُقَ. وثَطَأْتُهُ بِيَدِي وَرِجْلِي حَتَّى مَا يَتَحَرَّكُ أَي وَطِئْتُ، عَنْ أَبي عَمْرٍو. والثَّطْأَةُ: دُوَيْبَّةٌ لَمْ يَحِكْهَا غَيْرُ صَاحِبِ الْعَيْنِ. أَبو عمرو: الثُّطْأَةُ: العنكبوت. ثفأ: ثَفَأَ القِدْرَ: كَسَرَ غَلَيانَها. والثُّفَّاءُ عَلَى مِثَالِ القُرَّاء: الخَرْدل، وَيُقَالُ الحُرْف، وَهُوَ فُعّال، وَاحِدَتُهُ ثُفَّاءَةٌ بِلُغَةِ أَهل الغَوْر، وَقِيلَ بَلْ هُوَ الخَرْدَلُ المُعالَجُ بالصِّباغ، وَقِيلَ: الثُّفَّاء: حَبُّ الرَّشاد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَمْزَتُهُ تَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ وَضْعًا وَأَنْ تَكُونَ مُبْدلة مِنْ ياءٍ أَو وَاوٍ، إِلا أَنَّا عامَلْنا اللَّفْظَ إِذْ لَمْ نَجِدْ لَهُ مَادَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَاذَا فِي الأَمَرَّيْن مِن الشِّفاءِ الصَّبرِ والثُّفَّاءِ ، هُوَ مِن ذَلِكَ. الثُّفَّاءُ: الخَرْدَلُ، وَقِيلَ الحُرْفُ، ويسمِّيه أَهْلُ العِراق حَبَّ الرَّشادِ، والواحدةُ ثُفَّاءَة، وجعلَهُ مُرًّا للحُروفة الَّتِي فِيهِ ولَذْعِه اللّسانَ. ثمأ: الثَّمْءُ: طَرْحُكَ الكَمْءَ فِي السَّمْنِ. ثَمَأَ القومَ ثَمْأً: أَطْعَمَهم الدَّسَم. وثَمَأَ الكَمْأَةَ يَثْمَؤُها ثَمْأً: طَرَحَها فِي السَّمن. وثَمَأَ الخُبزَ ثَمْأً: ثَرَده، وَقِيلَ زَرَده. وثَمَأَ رأْسه بِالْحَجَرِ وَالْعَصَا ثَمْأً فانْثَمَأَ: شَدَخَه وثَرَده. وانْثَمَأَ التَّمرُ والشجرُ كَذَلِكَ. وثَمَأَ لحيتَه يَثْمَؤُها ثَمْأً: صَبَغَها بالحنَّاء. وثَمَأَ أَنْفَه: كسَره فسال دَماً. فصل الجيم جأجأ: جِئْ جِئْ: أَمْرٌ لِلْإِبِلِ بِوُرُودِ الْمَاءِ، وَهِيَ عَلَى الحَوْض. وجُؤْجُؤْ: أَمر لَهَا بوُرُودِ الْمَاءِ، وَهِيَ بَعِيدة مِنْهُ، وَقِيلَ هُوَ زَجْر لَا أَمْر بالمَجِيء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجلًا قَالَ لبَعِيره: شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ، فَنَهَاهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن لَعْنِه ؛ قَالَ أَبو

مَنْصُورٍ: شَأْ زَجر، وبعضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: جَأْ بِالْجِيمِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. وَقَدْ جَأْجَأَ الإِبلَ وجَأْجَأَ بِهَا: دَعَاهَا إِلَى الشُّرْب، وَقَالَ جِئْ جِئْ. وجَأْجَأَ بِالْحِمَارِ كَذَلِكَ، حكاه ثعلب. والاسم الجِيءُ مِثْلَ الجِيعِ، وأَصله جِئئ، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الْأُولَى يَاءً. قَالَ مُعاذٌ الهَرَّاء: وَمَا كانَ عَلَى الجِيءِ، ... وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ جيأَ. وَقَالَ: ذَكَّرها الوِرْد يَقُولُ جِئْجَا، ... فأَقْبَلَتْ أَعْناقُها الفُرُوجَا يَعْنِي فُرُوجَ الحَوْضِ. والجُؤْجُؤُ: عِظامُ صَدْرِ الطَّائِرِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ كَرَّمَ الله وجهه: كأَنِّي أَنظرُ إِلَى مسجِدِها كَجُؤْجُؤِ سَفِينةٍ، أَو نَعامةٍ جاثِمَةٍ، أَو كَجُؤْجُؤِ طائرٍ فِي لُجّةِ بَحْرٍ. الجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: عِظامُه، وَالْجَمْعُ الجَآجِئُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطِيح: حَتَّى أَتَى عارِي الجَآجِئِ والقَطَنْ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: خُلِقَ جُؤْجُؤُ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَنْ كَثِيبِ ضَرِيَّةَ ، وضرِيَّةُ: بئْرٌ بالحِجاز يُنْسَبُ إِلَيْهَا حِمَى ضَرِيَّة. وَقِيلَ سُمِّيَ بضَرِيَّةَ بنْتِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزارٍ. والجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، وَالْجَمْعُ الجآجِئُ، وَقِيلَ الجَآجِئُ: مُجْتَمع رُءُوس عِظَامِ الصَّدْر؛ وَقِيلَ: هِيَ مواصِلُ العِظام فِي الصَّدْرِ، يُقَالُ ذَلِكَ للإِنسان وَغَيْرِهِ مِنَ الحَيوان؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: مَا أَطْيَبَ جُواذِبَ الأَرُزّ بَجَآجِئِ الإِوَزّ. وجُؤْجُؤُ السَّفينةِ والطائرِ: صَدْرُهما. وتَجَأْجَأَ عَنِ الأَمر: كَفَّ وَانْتَهَى. وتَجَأْجَأَ عَنْهُ: تأَخَّر، وأَنشد: سأَنْزِعُ مِنكَ عِرْسَ أَبيك، إِنّي ... رأَيتُك لَا تَجَأْجَأُ عَنْ حِماها أَبو عَمْرٍو: الجَأْجَاءُ: الهَزيمة. قَالَ: وتَجَأْجَأْتُ عَنْهُ، أَي هِبْتُه. وَفُلَانٌ لَا يَتَجَأْجَأُ عَنْ فُلَانٍ، أَي هوَ جَرِيءٌ عَلَيْهِ. جبأ: جَبَأَ عَنْهُ يَجْبَأُ: ارْتَدَعَ. وجَبأتُ عَنِ الأَمر: إِذَا هِبْته وارْتَدَعْت عَنْهُ. وَرَجُلٌ جُبَّاءٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ «4»، بِضَمِّ الْجِيمِ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: جَبَانٌ. قَالَ مَفْرُوق بْنُ عَمرو الشَّيْبانِي يَرْثِي إخْوته قَيْساً والدَّعَّاءَ وبِشْراً القَتْلَى فِي غَزْوة بارِقٍ بِشَطِّ الفَيْض: أَبْكِي عَلَى الدَعّاءِ فِي كلِّ شَتْوةٍ، ... ولَهْفِي علَى قيسٍ، زمَامِ الفَوارِسِ فَمَا أَنا، مِن رَيْبِ الزَّمانِ، بِجُبَّإٍ، ... وَلَا أَنا، مِن سَيْبِ الإِلهِ، بِيائِسِ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: جُبَّاء، بِالْمَدِّ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ أَنه فِي مَعْنَى جُبَّإٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وغَلب عَلَيْهِ الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مؤَنثه مِمَّا تَدْخُلُهُ التَّاءُ. وجَبَأَتْ عَيْنِي عَنِ الشَيْءِ: نَبَتْ عَنْهُ وكَرِهَتْه، فتأَخَّرْتُ عَنْهُ. الأَصمعي: يُقَالُ للمرأَة، إِذَا كَانَتْ كريهةَ المَنْظَرِ لَا تُسْتَحْلى: إِنَّ العينَ لَتَجْبَأُ عَنْهَا. وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر الهِلالي:

_ (4). قوله [يمد ويقصر إلخ] عبارتان جمع المؤلف بينهما على عادته.

لَيْسَتْ، إِذَا سَمِنَتْ، بَجابِئةٍ ... عَنْهَا العُيونُ، كَريهةَ «1» المَسِ أَبو عَمْرٍو: الجُبَّاء مِنَ النِّسَاءِ، بِوَزْنِ جُبّاع: الَّتِي إِذا نَظَرَتْ لَا تَرُوعُ؛ الأَصمعي: هِيَ الَّتِي إِذَا نَظَرَت إِلَى الرِّجَالِ، انْخَزَلَت رَاجِعَةً لِصغرِها؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وطَفْلةٍ غَيْرِ جُبَّاءٍ، وَلَا نَصَفٍ، ... مِن دَلِّ أَمثالِها بادٍ ومكتُومُ «2» وَكَأَنَّهُ قَالَ: لَيْسَتْ بِصَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ؛ وَرَوَى غَيْرُهُ جُبَّاعٍ، وَهِيَ الْقَصِيرَةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، شَبَّهَهَا بِسَهْمٍ قَصِيرٍ يَرْمي بِهِ الصِّبيان يُقَالُ لَهُ الجُبَّاعُ. وَجَبَأَ عَلَيْهِ الأَسْوَدُ مِنْ جُحْره يَجْبَأ جَبْأً وجُبُوءاً: طلَع وَخَرَجَ، وَكَذَلِكَ الضَّبُعُ والضَّبُّ واليَرْبُوع، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يُفْزِعَك. وجَبَأَ عَلَى القَوْم: طَلَعَ عَلَيْهِمْ مُفاجأَةً. وأَجْبَأَ عَلَيْهِمْ: أَشْرَفَ. وَفِي حَدِيثِ أُسَامَةَ: فَلَمَّا رَأَوْنا جَبَئُوا مِنْ أَخبِيَتِهم أَي خَرَجُوا مِنْهَا. يُقَالُ: جَبَأَ عَلَيْهِمْ يَجْبَأُ: إِذا خَرَجَ. وَمَا جَبَأَ عَنْ شَتْمِي أَيْ مَا تأَخَّر وَلَا كَذَب. وَجَبَأْتُ عَنِ الرَّجل جَبْأً وجُبُوءاً: خَنَسْتُ عَنْهُ، وَأَنْشَدَ: وهَلْ أَنا إلَّا مِثْلُ سَيِّقةِ العِدا، ... إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحْرٌ، وإِنْ جَبَأَتْ عَقْرُ ابْنُ الأَعرابي: الإِجْباء: أَنْ يُغَيِّبَ الرجلُ إِبلَه، عَنِ المُصَدِّقِ. يُقالُ: جَبَأَ عَنِ الشَّيْءِ: تَوَارَى عَنْهُ، وأَجْبَيْتُه إِذَا وارَيْتَه. وجَبَأَ الضَّبُّ فِي جُحْره إِذا اسْتَخْفَى. والجَبْءُ: الكَمْأَة الحَمراء؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَبْأَة هَنَةٌ بَيْضاءُ كأَنها كَمءٌ وَلَا يُنتفع بِهَا، وَالْجَمْعُ أَجْبُؤٌ وجِبَأَةٌ مِثَالُ فَقْعٍ وفِقَعَةٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْقِيَاسِ، يَعْنِي تَكْسِيرَ فَعْلٍ عَلَى فِعَلَةٍ؛ وَأَمَّا الجَبْأَةُ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فِي كَمْء وكَمْأَةٍ لأَنّ فَعْلًا لَيْسَ مِمَّا يُكسر عَلَى فَعْلةٍ، لأَن فَعْلةً لَيْسَتْ مِنْ أَبْنِية الجُموع. وتحقيرُه: جُبَيْئَةٌ عَلَى لَفْظِهِ، وَلَا يُرَدّ إِلَى واحِدِه ثُمَّ يُجمع بالأَلف وَالتَّاءِ لأَن أَسْماء الجُموع بِمَنْزِلَةِ الْآحَادِ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ: أَخْشَى رُكَيْباً ورُجَيلًا عَادِيَا فَلَمْ يَرُدّ رَكْباً وَلَا رَجْلًا إِلَى وَاحِدِهِ، وَبِهَذَا قَوِيَ قولُ سِيبَوَيْهِ عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَن هَذَا عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ جَمْعٌ لَا اسْمُ جَمْعٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَبْءُ: الكَمأَة السُّودُ، والسُّود خِيارُ الكَمأَةِ، وأَنشد: إِنَّ أُحَيْحاً ماتَ مِن غَيْر مَرَضْ، ... ووُجْدَ فِي مَرْمَضهِ حيثُ ارْتمَضْ عَساقِلٌ وجِبَأٌ، فِيهَا قَضَضْ فَجِبأ هُنَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ جَبْءٍ كَجِبَأَةٍ، وَهُوَ نادرٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ جِبَأَةً، فَحَذَفَ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ؛ وَحَكَى كُرَاعٌ فِي جَمْعِ جَبْءٍ جِبَاءً عَلَى مِثَالِ بِنَاءٍ، فَإِنْ صحَّ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا جِبَأ اسْمٌ لِجَمْعِ جَبْءٍ، وَلَيْسَ بجَمْع لَهُ لأَن فَعْلًا، بِسُكُونِ الْعَيْنِ، لَيْسَ مِمَّا يُجْمَعُ عَلَى فِعَلٍ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وأَجبَأَت الأَرض: أَيْ كَثُرَتْ جَبْأَتها، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ كَثُرَتْ كَمْأَتُها، وَهِيَ أَرْضٌ مَجْبأَةٌ. قَالَ الأَحمر:

_ (1). قوله [كريهة] ضبطت في التكملة بالنصب والجر ورمز لذلك على عادته بكلمة معاً. (2). وبعده كما في التكملة: عانقتها فانثنت طوع العناق كما ... مالت بشاربها صهباء خرطوم

الجَبْأَةُ هِيَ الَّتِي إِلَى الحُمْرة، والكَمْأَةُ هِيَ الَّتِي إِلَى الغُبْرة والسَّواد؛ والفِقَعَةُ: الْبَيْضُ، وَبَنَاتُ أَوْبَرَ: الصِّغار. الأَصمعي: مِنَ الكَمْأَة الجِبأَةُ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ الحُمر مِنْهَا؛ وَاحِدُهَا جبْءٌ، وَثَلَاثَةُ أَجْبُؤ. والجَبْءُ: نُقرة فِي الْجَبَلِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، عَنْ أَبي العَمَيثل الأَعرابي؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الجَبْءُ حفرةٌ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ. والجَبْأَةُ مِثْلُ الجَبْهة: الفُرْزُوم، وَهِيَ خَشَبَةُ الحَذّاء الَّتِي يَحْذو عَلَيْهَا. قَالَ الْجَعْدِيُّ: فِي مِرْفَقَيْه تقارُبٌ، وَلَهُ ... بِرْكةُ زَوْرٍ، كجبْأَةِ الخَزَمِ والجَبْأَةُ: مَقَطُّ شَراسِيفِ البَعير إِلَى السُّرَّة والضّرْع. والإِجباءُ: بيعُ الزَّرْع قَبْلَ أَن يَبْدُوَ صلَاحُه، أَو يُدْرِك، تَقُولُ مِنْهُ: أَجْبَأْتُ الزَّرْعَ، وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ، بِلَا هَمْزٍ: مَن أَجْبى فَقَدْ أَرْبَى، وأَصله الْهَمْزُ. وامرأَةٌ جَبْأَى: قائمةُ الثّديَين. ومُجْبأَة أُفضِيَ إِلَيْهَا فَخَبَطَت «1» التَّهْذِيبِ: سُمِّيَ الجَراد الجابئُ لِطُلُوعِهِ؛ يُقَالُ: جَبَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَي طَلَعَ، والجابئُ: الْجَرَادُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وجبأَ الجَرادُ: هَجَم عَلَى الْبَلَدِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: صابُوا بِستّة أَبياتٍ وأَربعةٍ، ... حَتَّى كأنَّ عَلَيْهِمْ جَابِئًا لُبَدَا وكلُّ طالعٍ فَجْأَةً: جابِئٌ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ أَيضاً. ابْنُ بُزُرْج: جَأْبَةُ البَطْن وجَبأَتُه: مأْنَتُه. والجُبَّأُ: السَّهْمُ الَّذِي يُوضَعُ أَسفله كالجوزةِ فِي مَوْضِعِ النَّصْلِ؛ والجُبَّأُ: طَرَفُ قَرْن الثَور، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابنْ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُها. جرأ: الجُرأَةُ مِثْلُ الجُرْعةِ: الشجاعةُ، وَقَدْ يُتْرَكُ هَمْزُهُ فَيُقَالُ: الجُرةُ مِثْلُ الكُرةِ، كَمَا قَالُوا للمرأَة مَرةٌ. وَرَجُلٌ جَرِيءٌ: مُقْدِمٌ مِنْ قومٍ أَجْرِئاء، بِهَمْزَتَيْنِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَيَجُوزُ حَذْفُ إِحْدَى الْهَمْزَتَيْنِ؛ وجمعُ الجرِيِّ الوكيلِ: أَجْرِيَاءُ بِالْمَدَّةِ فِيهَا هَمْزَةٌ؛ والجَرِيءُ: المِقْدامُ. وَقَدْ جَرُؤَ يَجْرُؤُ جُرْأَةً وجَراءَةً، بِالْمَدِّ، وجَرايَةً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، نَادِرٌ، وجَرائِيةً عَلَى فعالِيةٍ، واستَجْرَأَ وتَجَرَّأَ وجَرَّأَه عَلَيْهِ حَتَّى اجتَرَأَ عَلَيْهِ جُرْأَةً، وَهُوَ جَرِيءُ المَقْدَم: أَيْ جَريءٌ عِنْدَ الإقدامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وبِناء الْكَعْبَةِ: تَرَكها حَتَّى إِذَا كَانَ المَوسِمُ وقَدِمَ الناسُ يُرِيدُ أَن يُجرِّئَهم عَلَى أَهل الشام، هو مِنَ الجُرْأَةِ والإِقدامِ عَلَى الشَّيْءِ. أَراد أَن يَزِيدَ فِي جُرْأَتهِم عَلَيْهِمْ ومُطالبَتِهِم بإحراقِ الْكَعْبَةِ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْبَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فِيهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَكِنَّهُ اجْتَرَأَ وجَبُنَّا : يُرِيدُ أَنه أَقْدَمَ عَلَى الإِكثار مِنَ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجَبُنَّا نَحْنُ عَنْهُ، فكثُر حديثُه وقَلَّ حديثُنا. وَفِي الْحَدِيثِ: وقومُه جُرَآءُ عَلَيْهِ ، بِوَزْنِ عُلماءَ، جَمْعُ جَريءٍ: أَي مُتَسَلِّطين غيرَ هائِبين لَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ وَشَرَحَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَالْمَعْرُوفُ حِراءٌ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسَيَجِيءُ. والجِرِّيَّة والجِرِّيئَةُ: الحُلْقومُ. والجِرِّيئَةُ، مَمْدُودٌ: القانِصةُ، التَّهْذِيبُ. أَبو زَيْدٍ: هِيَ الفِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ والنَّوْطةُ لِحَوْصَلةِ الطَّائِرِ، هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ نجْدةَ بِغَيْرِ هَمْز؛ وأَما ابْنُ هَانِئٍ فإنه قال: الجِرِّيئَةُ

_ (1). قوله [ومجبأة إلخ] كذا في النسخ وأصل العبارة لابن سيدة وهي غير محررة.

مَهْمُوزٌ، لأَبي زَيْدٍ، والجَرِيئَةُ مِثَالُ خَطِيئةٍ: بَيْتٌ يُبْنى مِنْ حِجارة ويُجعل عَلَى بَابِهِ حَجَر يَكُونُ أَعلى الْبَابِ ويَجْعلون لحمَةَ السَّبُع فِي مُؤَخَّر الْبَيْتِ، فَإِذَا دَخل السبُعُ فَتناوَلَ اللَّحْمَةَ سقَط الحَجرُ عَلَى الْبَابِ فسَدَّه، وجَمْعُها جَرائِئُ، كَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو زَيْدٍ، قَالَ: وَهَذَا مِنَ الأُصول الْمَرْفُوضَةِ عِنْدَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ إلَّا في الشُّذُوذ. جَزَأَ: الجُزْء والجَزْءُ: البعْضُ، وَالْجَمْعُ أَجْزاء. سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّر الجُزءُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وجَزَأَ الشيءَ جَزْءاً وجَزَّأَه كِلَاهُمَا: جَعله أَجْزاء، وَكَذَلِكَ التجْزِئةُ. وجَزَّأَ المالَ بَيْنَهُمْ مُشَدَّدٌ لَا غَيْرُ: قَسَّمه. وأَجزأَ مِنْهُ جُزْءاً: أَخذه. والجُزْءُ، فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: النَّصِيبُ، وَجَمْعُهُ أَجْزَاء؛ وَفِي الْحَدِيثِ: قرأَ جُزْأَه مِن اللَّيْلِ ؛ الجُزْءُ: النَّصِيبُ والقِطعةُ مِنَ الشَّيْءِ، وَفِي الْحَدِيثِ: الرُّؤْيا الصّالِحةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وأَربعين جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَإِنَّمَا خَصَّ هَذَا العدَدَ الْمَذْكُورَ لأَن عُمُرَ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي أَكثر الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ كَانَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَتْ مدّةُ نُبُوَّتِه مِنْهَا ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً لأَنه بُعث عِنْدَ اسْتِيفَاءِ الأَربعين، وَكَانَ فِي أَوّل الأَمر يَرَى الْوَحْيَ فِي الْمَنَامِ، ودامَ كَذَلِكَ نِصْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ رأَى المَلَكَ فِي اليَقَظة، فَإِذَا نَسَبْتَ مُدَّةَ الوَحْيِ فِي النَّوْمِ، وَهِيَ نِصْفُ سَنَةٍ، إِلَى مُدّة نُبُوَّتِهِ، وَهِيَ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، كانتْ نِصْفَ جُزْءٍ مِنْ ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءاً، وَهُوَ جزءٌ وَاحِدٌ مِنْ سِتَّةٍ وأَربعين جُزْءًا؛ قَالَ: وَقَدْ تَعَاضَدَتِ الرِّوَايَاتُ فِي أَحاديث الرُّؤْيَا بِهَذَا الْعَدَدِ، وَجَاءَ، فِي بَعْضِهَا، جزءٌ من خمسة وأَربعين جُزْءاً، ووَجْهُ ذَلِكَ أَنّ عُمُره لَمْ يَكُنْ قَدِ اسْتَكْمَلَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ فِي أَثناء السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالسِّتِّينَ، ونِسبةُ نصفِ السَّنَةِ إِلَى اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً وبعضِ الْأُخْرَى، كَنِسْبَةِ جزء من خمسة وأَربعين؛ وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: جُزْءٌ مِنْ أَربعين، وَيَكُونُ مَحْمُولًا عَلَى مَن رَوى أَنّ عُمُرَهُ كَانَ سِتِّينَ سَنَةٍ، فَيَكُونُ نِسْبَةُ نِصْفِ سَنَةٍ إِلَى عِشْرِينَ سَنَةٍ، كَنِسْبَةِ جزءٍ إِلَى أَربعين. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الهَدْيُ الصّالِحُ والسَّمْتُ الصّالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ : أَي إِنَّ هَذِهِ الخِلالَ مِنْ شَمائلِ الأَنْبياء وَمِنْ جُملة الخصالِ الْمَعْدُودَةِ مِنْ خِصَالِهِمْ وإِنها جزءٌ مَعْلُومٌ مِنْ أَجزاء أَفعالِهم فاقْتَدوُا بِهِمْ فِيهَا وتابِعُوهم، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أنَّ النُّبوّة تتجزأُ، وَلَا أَنّ مَنْ جمَع هَذِهِ الخِلالَ كَانَ فِيهِ جُزءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ، فَإِنَّ النبوَّة غَيْرُ مُكْتَسَبةٍ وَلَا مُجْتَلَبة بالأَسباب، وإِنما هِيَ كَرامةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالنبوّة هاهنا مَا جاءتْ بِهِ النُّبُوَّةُ ودَعَت إِلَيْهِ مِنَ الخَيْرات أَي إِن هَذِهِ الخِلَال جزءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِمَّا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّةُ ودَعا إِلَيْهِ الأَنْبياء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكين عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ مالٌ غيرهُم، فَدَعَاهُمْ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَزَّأَهم أَثلاثاً ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فأَعْتَق اثْنَيْنِ وأَرقَّ أَربعة : أَي فَرَّقهم أَجزاء ثَلَاثَةً، وأَراد بالتَّجْزِئَةِ أَنه قسَّمَهم عَلَى عِبْرة الْقِيمَةِ دُونَ عَدَد الرُّءُوس إِلا أَنَّ قِيمَتَهُمْ تَسَاوَتْ فِيهِمْ، فَخَرَجَ عددُ الرُّءُوس مُسَاوِيًا للقِيَم. وعَبيدُ أَهلِ الحِجاز إِنما هُم الزُّنوجُ والحَبَشُ غَالِبًا والقِيَمُ فِيهِمْ مُتساوِية أَو مُتقارِبة، ولأَن الغرَض أَن تَنْفُذ وصِيَّته فِي ثُلُث مَالِهِ، والثلُثُ إِنَّمَا يُعتبر بالقِيمة لَا بالعَدَد. وَقَالَ بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وأَحمد، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ: يُعْتَقُ ثُلُثُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ويُسْتَسْعَى فِي ثُلُثَيْهِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ: جَزَأْتُ المالَ بَيْنَهُمْ وجَزَّأْتُه: أَي قسَّمْته.

والمَجْزُوءُ مِن الشِّعر: مَا حُذِف منه جُزْآن أَو كان على جُزْءَينِ فَقَطْ، فالأُولى عَلَى السَّلبِ والثانيةُ عَلَى الوُجُوب. وجَزَأَ الشِّعْرَ جَزْءاً وجَزَّأَه فِيهِمَا: حذَف منه جُزْءَينِ أَو بَقَّاه على جُزْءَين. التَّهْذِيبُ: والمَجْزُوء مِن الشِّعر: إِذَا ذَهَبَ فِعْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ فَواصِله، كَقَوْلِهِ: يَظُنُّ الناسُ، بالمَلِكَيْنِ ... ، أَنَّهما قدِ التأَما فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهِما، ... فإنَّ الأَمْر قَدْ فَقَما وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا ... لَا يَشْتَهي أَنْ يَرِدا ذَهَبَ مِنْهُ الجُزء الثَّالِثُ مِنْ عَجُزه. والجَزْءُ: الاستِغناء بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، وكأَنَّه الِاسْتِغْنَاءُ بالأَقَلّ عَنِ الأَكثر، فَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى الجُزْء. ابن الأعرابي: يُجْزِئُ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ ويُجْزِئُ هذا من هذا: أَي كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقومُ مقَام صاحِبه، وجَزَأَ بِالشَّيْءِ وتَجَزَّأَ: قَنِعَ واكْتَفَى بِهِ، وأَجْزأَهُ الشيءُ: كفَاه، وأَنشد: لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَداعِ، ... وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ بأَنَّ الغَدْرَ، فِي الأَقْوام، عارٌ، ... وأَنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُراعِ أَي يَكْتَفِي بِهِ. وَمِنْهُ قولُ النَّاسِ: اجْتَزَأْتُ بِكَذَا وَكَذَا، وتَجَزَّأْتُ بِهِ: بمعنَى اكْتَفَيْتُ، وأَجْزَأْتُ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ إِلَّا اللَبَنَ، أَي لَيْسَ يَكْفِي. وجَزِئَتِ الإِبلُ: إِذَا اكْتَفَتْ بالرُّطْبِ عَنِ الْمَاءِ. وجَزَأَتْ تَجْزَأُ جَزْءاً وجُزْءاً بِالضَّمِّ وجُزُوءاً أَي اكْتَفَتْ، وَالِاسْمُ الجُزْءُ. وأَجْزَأَها هُوَ وجَزَّأَها تَجْزِئَةً وأَجزأَ القومُ: جَزِئَتْ إبلُهم. وظَبْيَةٌ جازِئةٌ: اسْتَغْنَتْ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. والجَوازِئُ: الوحْشُ، لتجَزُّئِها بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ، وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ بْنِ ضِرار، وَاسْمُهُ مَعْقِلٌ، وَكُنْيَتُهُ أَبو سَعيد: إِذَا الأَرْطَى تَوَسَّدَ، أَبْرَدَيْهِ، ... خُدُودُ جَوازئٍ، بالرَّمْلِ، عِينِ لَا يَعْنِي بِهِ الظِّباء، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ قُتَيْبَةَ، لأَن الظِّبَاءَ لَا تَجْزأُ بالكَلإِ عَنِ الْمَاءِ، وَإِنَّمَا عَنَى البَقَرَ، ويُقَوِّي ذَلِكَ أَنه قَالَ: عِينٌ، والعِينُ مِنْ صِفات البَقَر لَا مِنْ صِفاتِ الظِّباء؛ والأَرطى، مَقْصُورٌ: شَجَرٌ يُدبغ بِهِ، وتَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ، أَي اتَّخَذَ الأَرطى فِيهِمَا كالوِسادة، والأَبْردان: الظِّلُّ والفَيءُ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِبَرْدِهِمَا. والأَبْردانِ أَيضاً الغَداة وَالْعَشِيُّ، وَانْتِصَابُ أَبْرَدَيْهِ عَلَى الظَّرْفِ؛ والأَرطى مَفْعُولٌ مُقَدَّمٌ بتوسدَ، أَي تَوَسَّدَ خُدودُ الْبَقَرِ الأَرْطى فِي أَبرديه، وَالْجَوَازِئُ: الْبَقَرُ وَالظِّبَاءُ الَّتِي جَزَأَت بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ، والعِينُ جَمْعُ عَيناء، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ؛ وَقَوْلُ ثَعْلَبِ بْنِ عُبَيْدٍ: جَوازِئ، لَمْ تَنْزِعْ لِصَوْبِ غَمامةٍ، ... ورُوّادُها، فِي الأَرض، دائمةُ الرَّكْض قَالَ: إِنَّمَا عَنَى بالجَوازِئِ النخلَ يَعْنِي أَنها قَدِ اسْتَغْنَتْ عَنِ السَّقْيِ، فاسْتَبْعَلَت. وطعامٌ لَا جَزْءَ لَهُ: أَي لَا يُتَجَزَّأُ بقليلهِ. وأَجْزَأَ عَنْهُ مَجْزَأَه ومَجْزَأَتَه ومُجْزَأَهُ ومُجْزَأَتَه: أَغْنى عَنْهُ مَغْناه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: البقرةُ تُجْزِئُ عَنْ سَبْعَةٍ

وتَجْزِي، فَمَنْ هَمَزَ فَمَعْنَاهُ تُغْني، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ، فَهُوَ مِنَ الجَزاء. وأَجْزَأَتْ عنكَ شاةٌ، لُغَةٌ فِي جَزَتْ أَي قَضَتْ؛ وَفِي حَدِيثِ الأُضْحِيَة: وَلَنْ تُجْزِئَ عَنْ أَحدٍ بَعْدَكَ : أَي لنْ تَكْفِيَ، مِن أَجْزَأَني الشيءُ أَي كَفَانِي. وَرَجُلٌ لَهُ جَزْءٌ أَي غَنَاء، قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو، مِنْ شَبِيبٍ، بِرَّا، ... والجَزْءَ، إِنْ أَخْدَرْتُ يَوْماً قَرَّا أَي أَن يُجْزِئَ عَنِّي وَيَقُومَ بأَمْري. وَمَا عندَه جُزْأَةُ ذَلِكَ، أَي قَوامُه. وَيُقَالُ: مَا لفلانٍ جَزْءٌ وَمَا لَهُ إِجْزاءٌ: أَي مَا لَهُ كِفايةٌ. وَفِي حَدِيثِ سَهْل: مَا أَجْزَأَ مِنَّا اليومَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فلانٌ ، أَي فَعَلَ فِعْلًا ظَهَرَ أَثرُه وقامَ فِيهِ مَقَامًا لَمْ يقُمْه غيرهُ وَلَا كَفَى فِيهِ كِفايَتَه. والجَزأَة: أَصْل مَغْرِزِ الذّنَب، وخصَّ بِهِ بعضُهم أَصل ذَنَبِ الْبَعِيرِ مِنْ مَغْرِزِه. والجُزْأَةُ بالضمِّ: نصابُ السِّكِّين والإِشْفى والمِخْصَفِ والمِيثَرةِ، وَهِيَ الحَدِيدةُ الَّتِي يُؤْثَرُ بِهَا أَسْفَلُ خُفِّ الْبَعِيرِ. وَقَدْ أَجْزَأَها وجَزَّأَها وأَنْصَبها: جَعَلَ لَهَا نِصاباً وجُزْأَةً، وَهُمَا عَجُزُ السِّكِّين. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الجُزْأَةُ لَا تَكُونُ لِلسَّيْفِ وَلَا للخَنْجَر وَلَكِنْ للمِيثَرةِ الَّتِي يُوسَم بِهَا أَخْفافُ الْإِبِلِ وَالسِّكِّينِ، وَهِيَ المَقْبِضْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: [وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً ]. قَالَ أَبو إِسحاق: يَعْنِي بِهِ الَّذِينَ جعَلُوا الْمَلَائِكَةَ بناتِ اللهِ، تَعَالَى اللهُ وتقدَّس عَمَّا افْتَرَوْا. قَالَ: وَقَدْ أُنشدت بَيْتًا يَدُلُّ عَلَى أَنّ مَعْنَى جُزْءاً مَعْنَى الْإِنَاثِ. قَالَ: وَلَا أَدري الْبَيْتَ هُوَ قَديمٌ أَم مَصْنُوعٌ: إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ، يَوْماً، فَلَا عَجَبٌ، ... قَدْ تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانا وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً : أَي جَعَلوا نَصِيبَ اللَّهِ مِنَ الْوَلَدِ الإِناثَ. قَالَ: وَلَمْ أَجده فِي شِعْرٍ قَديم وَلَا رَوَاهُ عَنِ الْعَرَبِ الثقاتُ. وأَجْزَأَتِ المرأَةُ: ولَدتِ الْإِنَاثَ، وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: زُوِّجْتُها، مِنْ بَناتِ الأَوْسِ، مُجْزِئَةً، ... للعَوْسَجِ اللَّدْنِ، فِي أَبياتِها، زَجَلُ يَعْنِي امرَأَةً غزَّالةً بمغازِل سُوِّيَت مِنْ شَجَرِ العَوْسَج. الأَصمعي: اسْمُ الرَّجُلِ جَزْءٌ وكأَنه مَصْدَرُ جَزَأَتْ جَزْءاً. وجُزْءٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. قَالَ الرَّاعي: كانتْ بجُزْءٍ، فَمَنَّتْها مَذاهِبُه ... «2»، وأَخْلَفَتْها رِياحُ الصَّيْفِ بالغُبَرِ والجازِئُ: فرَس الحَرِث بْنِ كَعْبٍ. وأَبو جَزْءٍ: كُنْيَةٌ. وجَزْءٌ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ. قَالَ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ: إنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً، ... جَزْءُ، فلاقيتَ مِثْلَها عَجَلا وَالسَّبَبُ فِي قَوْلِ هَذَا الشِّعْرِ أَنَّ هَذَا الشَّاعِرَ كَانَ لَهُ تسعةُ إِخْوة فَهَلكوا، وَهَذَا جَزْءٌ هُوَ ابْنُ عَمِّهِ وَكَانَ يُنافِسه، فزَعَم أَن حَضْرَمِيّاً سُرَّ بموتِ إِخْوَتِهِ لأَنه وَرِثَهم، فَقَالَ حَضْرَميُّ هَذَا الْبَيْتَ، وَقَبْلَهُ: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً، نَبَلا يُرِيدُ: أَأَفْرَحُ، فحذَف الْهَمْزَةَ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الْإِنْكَارِ: أَي لَا وجْهَ للفَرَح بِمَوْتِ الكِرام مِنْ إِخْوَتِي لأَرِثَ شَصائِصَ لَا أَلبانَ لَهَا، واحدَتُها شَصُوصٌ، ونَبَلًا:

_ (2). قوله [مذاهبه] في نسخة المحكم مذانبه.

صِغاراً. وَرَوَى: أَنَّ جَزْءاً هَذَا كَانَ لَهُ تِسْعَةُ إِخوة جَلسُوا عَلَى بِئْرٍ، فانْخَسَفَتْ بِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعَ حضرميٌّ بِذَلِكَ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ كَلِمَةٌ وَافَقَتْ قَدَرا، يُرِيدُ قَوْلَهُ: فلاقَيْتَ مِثْلَهَا عَجَلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بقِناعِ جَزْءٍ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: زَعَم رَاوِيهِ أَنه اسْمُ الرُّطَبِ عِنْدَ أَهل الْمَدِينَةِ؛ قَالَ: فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا، فكأَنَّهم سَمَّوْه بِذَلِكَ للِاجْتِزاء بِهِ عَنِ الطَّعام؛ وَالْمَحْفُوظُ: بقِناعِ جَرْو بِالرَّاءِ، وَهُوَ صِغار القِثَّاء، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. جَسَأَ: جَسَأَ الشيءُ يَجْسَأُ جُسُوءاً وجُسأَةً، فَهُوَ جَاسِئٌ: صَلُبَ وخَشُنَ. والجاسِياء: الصَّلابةُ والغِلَظُ. وَجَبَلٌ جاسِئٌ وأَرض جاسِئةٌ ونبتٌ جاسِئٌ: يَابِسٌ. ويدٌ جَسْآء: مُكْنِبةٌ مِنَ الْعَمَلِ. وجَسَأَتْ يدُه مِنَ الْعَمَلِ تجسَأُ جَسْأً: صَلُبَت، وَالِاسْمُ الجُسْأَةُ مِثْلُ الجُرعة. وجَسَأَتْ يَدُ الرَّجُلِ جُسوءاً: إِذَا يَبِست، وَكَذَلِكَ النَّبتُ إِذَا يبِس، فَهُوَ جاسِئٌ فِيهِ صَلابة وَخُشُونَةٌ. وجُسِئَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مَجْسُوءةٌ مِنَ الجَسْءِ: وَهُوَ الْجِلْدُ الخَشِنُ الذي يُشبِه الحَصا الصِّغار. وَمَكَانٌ جاسِئٌ وشاسِئٌ: غَلِيظٌ. والجُسْأَةُ فِي الدَّوَابِّ: يُبْس المَعْطِف، وَدَابَّةٌ جاسئةُ القوائِم. جَشَأَ: جَشَأَتْ نفسُه تجْشأُ جُشوءاً: ارتفَعَت ونَهَضَت إِلَيْهِ وجاشَت مِنْ حُزْن أَو فَزَع. وجَشَأَتْ: ثارَت للقَيْءِ. شِمْرٌ: جَشَأَتْ نَفْسِي وخَبُثَتْ ولَقِسَتْ وَاحِدٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَشَأَتْ إليَّ نَفْسِي أَي خَبُثَتْ مِنَ الْوَجَعِ مِمَّا تَكْرَهُ، تجَشَأُ، وأَنشد: وقَوْلي، كُلَّما جَشَأَتْ، لنفسِي: ... مَكانَكِ تُحْمَدي، أَو تَسْتَرِيحي «1» يُرِيدُ تَطَلّعت ونَهَضَت جَزَعاً وَكَرَاهَةً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: جَشَأَتِ الرُّومُ عَلَى عَهْدِ عُمَر أَي نَهَضَتْ وأَقبلت مِنْ بِلَادِهَا، وَهُوَ مِنْ جَشَأَتْ نَفْسِي إِذَا نَهَضَتْ مِن حُزْن أَو فَزَعٍ. وجَشَأَ الرَّجلُ إِذا نَهَض مِنْ أَرض إِلَى أَرض. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فَجَشأَ عَلَى نفْسه ، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ ضَيَّقَ عَلَيْهَا. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الجَشْءُ: الْكَثِيرُ. وَقَدْ جَشَأَ الليلُ والبَحْرُ إِذا أَظْلَم وأَشْرَفَ عَلَيْكَ. وجُشاءُ الليلِ والبَحْرِ: دُفْعَتُه. والتَّجَشُّؤُ: تَنَفُّس المَعِدة عِنْدَ الامْتِلاء. وجَشَأَت المَعِدةُ وتجَشَّأَت: تَنَفَّسَت، وَالِاسْمُ الجُشاء، مَمْدُودٌ، عَلَى وَزْنِ فُعال كأَنه مِنْ بَابِ العُطاس والدُّوار والبُوال. وَكَانَ عليُّ بْنُ حَمْزَة يَقُولُ ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّمَا الجُشْأَةُ هُبوبُ الرِّيحِ عِنْدَ الفَجْر. والجُشَأَةُ عَلَى مِثَالِ الهُمَزَةِ: الجُشْأَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فِي جُشْأَةٍ مِنْ جُشَآتِ الفَجْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَالَّذِي ذَكَرَهُ أَبو زَيْدٍ: جُشْأَة، بِتَسْكِينِ الشِّينِ، وَهَذَا مُسْتَعَارٌ لِلْفَجْرِ مِنَ الجُشْأَة عَنِ الطَّعام؛ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: إِنما الجُشْأَةُ هُبُوبُ الرِّيحِ عِنْدَ الفَجْر. وتَجَشَّأَ تَجَشُّؤاً، والتَجْشِئَةُ مِثْلُهُ. قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي: وَلَمْ تَبِتْ حُمَّى بهِ تُوَصِّمُهْ، ... وَلَمْ يُجَشِّئْ عَنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ

_ (1). قوله [وقولي إلخ] هو رواية التهذيب.

وجَشَأَت الغنمُ: وَهُوَ صَوْتٌ تُخْرِجُه مِنْ حُلُوقِها؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِذَا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لَهَا ثُغاءً، ... كأَنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُمْ نَعِيُ قَالَ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ تَجَشَّأْتُ. والجَشْءُ: القَضِيبُ، وقَوْسٌ جَشْءٌ: مُرِنَّةٌ خَفِيفةٌ، وَالْجَمْعُ أَجْشاءٌ وجَشَآتٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الجَشْءُ: الْقَوْسُ الْخَفِيفَةُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ ذاتُ الإِرنانِ فِي صَوْتِها، وقِسِيٌّ أَجْشاء وجَشَآتٌ، وأَنشد لأَبي ذُؤَيب: ونَمِيمةً مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، ... فِي كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ القَضِيبُ مِنَ النَّبْع الْخَفِيفِ. وسَهم جَشْءٌ: خَفِيفٌ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي المُبْدَل، وأَنشد: ولوْ دَعا، ناصِرَه، لَقِيطا، ... لذَاقَ جَشْأً لَمْ يَكُنْ مَلِيطا المَلِيطُ الَّذِي لَا ريشَ عَلَيْهِ. وجَشَأَ فُلَانٌ عَنِ الطَّعام: إِذَا اتَّخَم فكَرِهَ الطعامَ. وَقَدْ جَشَأَتْ نفسُه، فَمَا تَشْتَهي طَعَامًا، تَجْشَأُ. وجَشَأَت الوَحْشُ: ثارَتْ ثَوْرَةً وَاحِدَةً. وجَشَأَ القومُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ: خَرَجُوا، وَقَالَ الْعَجَّاجُ: أَحْراس ناسٍ جَشَئُوا، ومَلَّتْ ... أَرْضاً، وأَحوالُ الجَبانِ أَهْوَلَت «1» جَشَؤُوا: نَهضوا مِنْ أَرض إِلَى أَرض، يَعْنِي النَّاسَ. ومَلَّتْ أَرْضاً؛ وأَهْوَلَتْ: اشتَدَّ هوْلُها. واجْتَشَأَ الْبِلَادَ واجْتَشَأَته: لَمْ تُوافِقْه، كأَنَّه مِنْ جَشَأَتْ نفْسِي. جَفَأَ: جَفَأَ الرَّجلَ جَفْأً: صَرَعه، وَفِي التَّهْذِيبِ: اقتَلَعه وذَهَب بِهِ الأَرضَ. وأَجْفَأَ بِهِ: طَرَحَهُ. وجَفَأَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبَها بِهِ. وجَفَأَ البُرْمةَ فِي القَصْعةِ جَفْأً: أَكْفأَها، أَو أَمالها فَصَبَّ مَا فِيهَا، وَلَا تَقُلْ أَجْفَأْتُها. وفي الحديث: فاجْفَؤُوا القُدورَ بِمَا فِيهَا، وَالْمَعْرُوفُ بِغَيْرِ أَلف؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هِيَ لُغَةٌ مَجْهُولَةٌ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: جَفْؤُكَ ذَا قِدْرِكَ للضِّيفانِ، ... جَفْأً عَلَى الرُّغْفانِ فِي الجِفانِ خَيْرٌ مِن العَكِيسِ بالأَلْبانِ وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: أَنه حَرَّمَ الحُمُرَ الأَهْلية، فجَفَؤُوا القُدورَ أَي فَرَّغُوها وقَلَبُوها؛ وروي: فأَجْفَئُوا، وَهِيَ لُغَةٌ فِيهِ قَلِيلَةٌ مِثْلُ كَفَئُوا وأَكْفَئُوا. وجَفَأَ الوادِي غُثاءَهُ يَجْفَأُ جَفْأً: رَمَى بالزَّبَدِ والقَذَى، وَكَذَلِكَ جَفَأَت القدْرُ: رَمَت بزَبَدِها عِنْدَ الغَلَيانِ، وأَجْفَأَتْ بِهِ وأَجْفَأَته. وَاسْمُ الزَّبَدِ: الجُفاء. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: خَلَقَ اللَّهُ الأَرضَ السُّفْلى مِنَ الزَّبَدِ الجُفاء أَي مِن زَبَدٍ اجْتَمَعَ لِلْمَاءِ. يُقَالُ: جَفَأَ الْوَادِي جَفْأً: إِذَا رَمَى بالزَّبَد والقَذَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: فأَمّا الزَّبَدُ فيَذْهَبُ جُفاءً، أَي بَاطِلًا. قَالَ الفرَّاء: أَصله الْهَمْزَةُ، أَو الجُفاء مَا نَفاه السَّيْلُ. والجُفاء: الباطلُ أَيضاً. وجَفَأَ الواديَ: مَسَحَ غُثاءَه. وَقِيلَ: الجُفاء كَمَا يُقَالُ الغُثاء. وكلُّ مصدرٍ اجْتَمَعَ بعضُه إِلَى بَعْضٍ مثلُ القُماشِ والدُّقاقِ والحُطامِ مصدرٌ يَكُونُ فِي مذهبِ اسمٍ عَلَى الْمَعْنَى كَمَا كَانَ العَطاء اسْمًا لِلْإِعْطَاءِ، كَذَلِكَ القُماش لَوْ أَردتَ مَصْدَرَ قَمَشْته قَمْشاً. الزَّجَّاجُ: مَوْضِعُ قَوْلِهِ جُفاء نَصْب عَلَى الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ البَراء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ حُنَيْن: انْطَلَق جُفاءٌ مِن النَّاسِ

_ (1). قوله [أحراس ناس إلخ] كذا بالأصل وشرح القاموس.

إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِن هوازِنَ ، أَراد: سَرَعانَ الناسِ وأَوائلهم، شبَّهَهم بجُفاء السَيْل. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْهَرَوِيِّ، وَالَّذِي قرأْناه فِي الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: انْطَلَق أَخِفَّاءُ مِنَ الناسِ، جَمْعُ خَفِيفٍ. وَفِي كِتَابِ التِّرْمِذِيِّ: سَرَعانُ النَّاسِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجُفاءُ: مَا جَفَأَه الْوَادِي: إِذَا رَمَى بِهِ، وجَفَأتُ الغُثاء عَنِ الْوَادِي وجَفَأْتُ القِدْرَ أَي مَسَحْتُ زَبَدها الَّذِي فَوْقَها مِنْ غَلْيِها، فَإِذَا أَمَرْت قُلْتَ: اجْفَأْها. وَيُقَالُ: أَجْفَأَتِ القِدْرُ إِذَا عَلا زَبَدُها. وَتَصْغِيرُ الجُفاء: جُفَيءٌ، وَتَصْغِيرُ الغُثاء: غُثَيٌّ بِلَا هَمْزٍ. وجَفَأَ البابَ جَفْأً وأَجْفَأَه: أَغْلَقَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: فَتَحه. وجَفأَ البقلَ والشجرَ يَجْفَؤُه جَفْأً واجْتَفَأَهُ: قَلَعَه مِنْ أَصْله. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُئل بعضُ الأَعراب عَنْ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتى تحِلُّ لنَا المَيْتَة؟ فَقَالَ: مَا لَمْ تَجْتَفِئوا. يُقَالُ اجْتَفأَ الشيءَ: اقْتَلَعه ثمَّ رَمَى بِهِ. وَفِي النِّهَايَةِ: مَا لَمْ تَجْتَفِئوا بَقْلًا وتَرْمُوا بِهِ، مِنْ جَفَأَتِ القِدْرُ إِذَا رَمَتْ بِمَا يَجْتَمِعُ عَلَى رأَسِها مِنَ الزَّبد والوَسَخِ. وَقِيلَ: جَفَأَ النبتَ واجْتَفأَه: جَزَّه، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. جَلَأَ: جَلَأَ بالرَّجُل يَجْلَأُ بِهِ جَلْأً وجَلاءَةً: صَرَعَه. وجَلَأَ بثَوْبه جَلَاءً: رَمَى به. جَلْظَأَ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: إِذَا اضْطَجَعْتُ لَا أَجْلَنْظِي ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المُجْلَنْظِي المُسْبَطِرُّ فِي اضْطِجاعِه؛ يَقُولُ: فلستُ كَذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَن يَهْمِزُ فَيَقُولُ: اجْلَنْظَأْت؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: اجْلَنْظَيْتُ. جَمَأَ: جَمِئَ عَلَيْهِ: غَضِبَ. وتَجَمَّأَ فِي ثِيَابِهِ: تَجَمَّعَ. وتَجَمَّأَ عَلَى الشَّيْءِ: أَخذه فواراه. جنأ: جَنَأَ عَلَيْهِ يَجْنَأُ جُنُوءاً وجَانَأَ عَلَيْهِ وتَجانَأَ عَلَيْهِ: أَكَبَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَنَأَ فِي عَدْوِه: إِذَا أَلَحَّ وأَكَبَّ، وأَنشد: وكأَنَّه فَوْتُ الحَوالِبِ، جانِئاً، ... رِيمٌ، تُضايِقُه كِلابٌ، أَخْضَعُ تُضايِقُه: تُلْجِئُهُ، ريمٌ أَخْضَعُ. وأَجْنَأَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّيْءِ: أَكَبَّ؛ قَالَ: وإِذا أَكَبَّ الرَّجل عَلَى الرَّجُلِ يَقِيه شَيْئًا قِيلَ: أَجْنأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَلقَ يُجانِئُ عَلَيْهَا يَقِيها الْحِجَارَةَ، أَي يُكِبُّ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ يَهُوديّاً زَنَى بامرأَة، فَأَمَرَ برَجْمِهما فَجَعَلَ الرَّجلُ يُجْنِئُ عَلَيْهَا أَي يُكِبُّ ويَمِيل عَلَيْهَا لِيَقِيَهَا الْحِجَارَةَ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: فَلَقَد رأَيْتُه يُجانِئُ عَلَيْهَا ، مُفاعَلة مِنْ جانَأَ يُجانِئُ؛ وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَسَيَجِيءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ فِي صِفة إِسْحاقَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَبْيَضُ أَجْنَأُ خَفِيفُ العارِضَيْن. الجَنَأُ: مَيَلٌ فِي الظَّهْر، وَقِيلَ: فِي العُنُق. وجَنَأَتِ المرأَةُ عَلَى الْوَلَدِ: أَكَبَّتْ عَلَيْهِ. قَالَ: بَيْضاء صَفْراء لَمْ تَجْنَأْ عَلَى ولَدٍ، ... إِلَّا لأُخْرَى، وَلَمْ تَقْعُدْ عَلَى نارِ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: أَغاضِرَ، لوْ شَهِدْتِ، غَداةَ بِنْتُمْ، ... جُنُوءَ العائداتِ عَلَى وِسادي وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جَنِئَ عَلَيْهِ: أَكَبَّ عَلَيْهِ يُكلِّمُه. وجَنِئَ الرَّجُلُ جَنَأً، وَهُوَ أَجْنأُ بَيِّنُ الجَنَإ: أَشْرَفَ كاهِلُه عَلَى صَدْرِهِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُل أَجْنَأُ بَيِّنُ الجَنَإ، أَي أَحْدَبُ الظَّهْرِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جَنَأَ ظهرُهُ جُنُوءاً كَذَلِكَ،

وَالْأُنْثَى جَنْواء. وجَنِئَ الرجُل يَجْنَأُ جَنَأً: إِذَا كَانَتْ فِيهِ خِلْقةً. الأَصمعي: جَنَأَ يَجْنَأُ جُنُوءاً: إِذَا انْكَبَّ عَلَى فَرَسِهِ يَتَّقِي الطعْنَ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ: ونَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَ ما مِلتَ جانِئاً، ... ورُمْتَ حِياضَ المَوْتِ كلَّ مَرامِ قَالَ: فَإِذَا كَانَ مُستقيم الظهرِ ثُمَّ أَصابه جَنَأٌ قِيلَ جَنِئَ يَجْنَأُ جَنَأً، فَهُوَ أَجْنَأُ. اللَّيْثُ: الأَجْنَأُ: الَّذِي فِي كَاهِلِهِ انْحِناء عَلَى صَدْرِهِ، وَلَيْسَ بالأَحْدب. أَبو عَمْرٍو: رجلٌ أَجْنَأُ وأَدنَأُ مَهْمُوزَانِ، بِمَعْنَى الأَقْعَسِ، وَهُوَ الَّذِي فِي صَدْرِهِ انكِباب إِلَى ظَهْرِهِ. وظَلِيمٌ أَجْنَأُ ونَعامة جَنْآءُ، وَمَنْ حَذَفَ الْهَمْزَةَ قَالَ: جَنْواء، وَالْمَصْدَرُ الجَنَأُ، وأَنشد: أَصَكُّ، مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ، أَجْنَا والمُجْنَأُ، بِالضَّمِّ: التُّرْس لاحْديدابهِ. قَالَ أَبو قَيْس ابن الأَسلت السُّلَمِي: أَحْفِزُها عنِّي بذِي رَوْنَقٍ، ... مُهَنَّدٍ، كالمِلْحِ قَطَّاعِ صَدْقٍ، حُسامٍ، وادِقٍ حَدُّهُ، ... ومُجْنَإٍ، أَسْمَرَ، قَرّاعِ والوادِقُ: الْمَاضِي فِي الضَّريبةِ؛ وقولُ ساعِدَةَ بْنِ جُؤَيّةَ: إِذَا مَا زارَ مُجْنَأَةً، عَليْها ... ثِقالُ الصَّخْرِ والخَشَبُ القَطِيلُ إِنَّمَا عَنَى قَبراً. والمُجْنأَةُ: حُفْرَةُ الْقَبْرِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ وأَنشد الْبَيْتَ: إِذَا مَا زَارَ مجنأَة عَلَيْهَا جوأ: «2» الجاءةُ والجُؤْوةُ، بِوَزْنِ جُعْوةٍ: لَوْنُ الأَجْأَى وَهُوَ سَوَادٌ فِي غُبْرة وحُمرة، وَقِيلَ غُبْرةٌ فِي حُمرة، وَقِيلَ كُدْرة فِي صُدْأَةٍ. قَالَ: تنازَعَها لوْنانِ: وَرْدٌ وجُؤْوةٌ، ... تَرَى، لأَياءِ الشمسِ، فِيهِ تَحَدُّرا أَراد: وُرْدةً وجُؤْوةً، فَوَضَعَ الصِّفَةَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. جَأَى وأُجْأَوَى، وَهُوَ أَجْأَى والأُنثى جَأْواء، وكَتِيبة جَأْواءُ: عَلَيْهَا صَدَأُ الحَديد وسوادُه، فَإِذَا خَالَطَ كُمتةَ الْبَعِيرِ مثلُ صدإِ الْحَدِيدِ، فَهُوَ الجُؤْوةُ، وبعير أَجأَى. والجُؤْوةُ: قِطعة مِنَ الأَرض غَليظة حَمْرَاءُ فِي سَوَادٍ. وجَأَى الثوبَ جَأْواً: خَاطَهُ وأَصلحه، وَسَنَذْكُرُهُ. والجِئْوةُ: سيرٌ يُخاطُ بِهِ. الأُموي: الجُوَّة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ: الرُّقعة فِي السِّقاء، يُقَالُ: جَوَّيْتُ السِّقاءَ: رَقَعْتُه، وقال شمر: هي الجُؤْوةُ تَقْدِيرُ الجُعْوة، يُقَالُ: سِقَاءٌ مَجْئِيٌّ، وَهُوَ أَن يُقابَلَ بَيْنَ الرُّقْعَتَينِ عَلَى الوَهي من باطن وظاهر. والجُؤْوتانِ: رُقعتان يُرْقَعُ بِهِمَا السِّقاءُ مِنْ بَاطِنٍ وَظَاهِرٍ، وَهُمَا مُتقابلتانِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَمْ أَسمعه بِالْوَاوِ «3»، والأَصل الْوَاوُ، وَفِيهَا مَا يُذْكَرُ فِي جيأَ، وَاللَّهُ أَعلم. جيأ: المَجِيء: الإِتيان. جَاءَ جَيْئاً ومَجِيئاً. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ هُوَ يَجِيكَ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ. وَجَاءَ يَجيءُ جَيْئةً، وَهُوَ مِنْ بِنَاءِ الْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ إِلَّا أنه

_ (2). قوله جوأ هذه المادة لم يذكرها في المهموز أحد من اللغويين إلا واقتصر على يَجُوءُ لُغَةٌ فِي يَجِيءُ وجميع ما أورده المؤلف هنا إنما ذكروه في معتل الواو كما يعلم ذلك بالاطلاع، والجاءة التي صدّر بها هي الجأي كما يعلم من المحكم والقاموس ولا تغتر بمن اغتر باللسان. (3). قوله [ولن أسمعه بالواو] هو في عبارة المحكم عقب قوله سقاء مجئي وهو واضح.

وُضِع مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ مِثْلُ الرَّجْفةِ والرحْمة. وَالِاسْمُ الجِيئَةُ عَلَى فِعْلةٍ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَتَقُولُ: جئْت مَجِيئاً حَسناً، وَهُوَ شَاذٌّ لأَن الْمَصْدَرَ مِنْ فعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَقَدْ شَذَّتْ مِنْهُ حُرُوفٌ فَجَاءَتْ عَلَى مَفْعِلٍ كالمَجِيء والمَحِيضِ والمَكيل والمَصِير. وأَجَأْتُه أَي جِئتُ بِهِ. وجايأَني، عَلَى فاعَلني، وَجَاءَانِي فَجِئْتُه أَجِيئه أَي غالبَني بِكَثْرَةِ المَجيء فغلَبْتُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ جايأَنِي؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ مَا ذَكَرَهُ إلَّا عَلَى الْقَلْبِ. وَجَاءَ بِهِ، وأَجاءه، وإِنه لَجَيَّاءٌ بِخَيْرٍ، وجَثَّاءٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي رَحِمَهُ اللَّهُ: جائِيٌّ عَلَى وَجْهِ الشُّذُوذِ. وَجَايَا: لُغَةٌ فِي جَاءَا، وَهُوَ مِنَ البَدليّ. ابْنُ الأَعرابي: جايأَني الرجل من قُرْب أَي قابَلَني ومَرَّ بِي، مُجايأَة أَي مُقَابَلَةً؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ جِئْتُه مَجيئاً ومَجِيئةً: فأَنا جاءٍ. أَبو زَيْدٍ: جايَأْتُ فُلَانًا: إِذَا وافَقْت مَجِيئَه. وَيُقَالُ: لَوْ قَدْ جاوَزْتَ هَذَا الْمَكَانَ لجايَأْتَ الغَيْث مُجايأَةً وجِياءً أَي وَافَقْتَهُ. وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ أَي الْحَمْدُ للهِ إذْ جِئتَ، وَلَا تَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جِئْتَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ مَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ فِي كِتَابِهِ عِنْدَ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَهُوَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ، والحمدُ للهِ إذْ جِئْتَ، هَكَذَا بِالْوَاوِ فِي قَوْلِهِ: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ جِئْتَ، عِوَضًا مِنْ قَوْلِهِ: أَي الحمدُ لِلَّهِ إذْ جِئْتَ؛ قَالَ: ويقوِّي صِحَّة هَذَا قَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ، تَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ إذْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا تَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى تَقُولَ بِهِ أَو مِنْه أَو عَنه. وَإِنَّهُ لحَسَنُ الجِيئة أَي الحالةِ الَّتِي يَجيء عَلَيْهَا. وأَجاءَه إِلَى الشَّيْءِ: جاءَ بِهِ وأَلجأَه واضْطَرَّه إِلَيْهِ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمى: وجارٍ، سارَ مُعْتَمِداً إليْكُم، ... أَجاءَتْهُ المخافةُ والرَّجاء قَالَ الفرَّاء: أَصله مِنْ جِئْتُ، وَقَدْ جَعَلَتْهُ العَرب إِلْجَاءً. وَفِي الْمَثَلِ: شَرٌّ مَا أَجاءَك إِلَى مُخَّةِ العُرْقُوب، وشَرٌّ مَا يُجِيئُك إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوب؛ قَالَ الأَصمعي: وَذَلِكَ أَنّ العُرْقوب لَا مُخَّ فِيهِ وَإِنَّمَا يُحْوَجُ إِلَيْهِ مَنْ لَا يَقدِرُ عَلَى شَيْءٍ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: شَرٌّ مَا أَلجأَك، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: شَرٌّ مَا أَشاءَك، قَالَ الشَّاعِرُ: وشَدَدْنا شَدَّةً صادِقةً، ... فأَجاءتْكم إِلَى سَفْحِ الجَبَلْ وَمَا جاءتْ حاجَتَك أَي مَا صارَتْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَدخلَ التأْنيثَ عَلَى مَا حَيْثُ كانتِ الْحَاجَةُ؛ كَمَا قَالُوا: مَن كَانَتْ أُمَّك، حَيْثُ أَوْقَعُوا مَنْ عَلَى مُؤَنث، وَإِنَّمَا صُيِّر جَاءَ بِمَنْزِلَةِ كَانَ فِي هَذَا الْحَرْفِ لأَنه بِمَنْزِلَةِ الْمَثَلِ، كَمَا جَعَلُوا عَسَى بِمَنْزِلَةِ كَانَ فِي قَوْلِهِمْ: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، وَلَا تَقُولُ: عَسِيت أَخانا. والجِئاوةُ والجِياء والجِياءة: وِعاء تُوضَعُ فيه القِدْر، وَقِيلَ هِيَ كلُّ مَا وُضِعَت فِيهِ مِنْ خَصفَةٍ أَو جِلْدٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الأَحمر: هِيَ الجِواءُ والجِياء؛ وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: لأَنْ أَطَّلِيَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَطَّليَ بزَعْفَرانٍ. قَالَ: وَجَمْعُ الجِئاء «1» أَجْئِيةٌ، وَجَمْعُ الجِواء أَجْوِيةٌ. الْفَرَّاءُ: جَأَوْتُ البُرْمَةَ: رَقَعْتُها، وَكَذَلِكَ النَّعل. اللَّيْثُ: جِياوةُ: اسْمُ حَيٍّ مِنْ قَيْسٍ قَدْ دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون.

_ (1). قوله [قال وجمع إلخ] يعني ابن الأَثير ونصه وجمعها (أي الجواء) أَجْوِيَةٌ وَقِيلَ هِيَ الْجِئَاءُ مهموز وجمعها أجئية ويقال لها الجيا بلا همز انتهى. وبهامشها جواء القدر سوادها.

فصل الحاء المهملة

وجَيَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قَالَ الشَّاعِرُ: تَخَرَّقَ ثَفرُها، أَيَّام خُلَّتْ، ... عَلَى عَجَلٍ، فجِيبَ بِهَا أَدِيمُ فجَيَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها، ... كَبَعْثاةٌ ورادِعةٌ رَدُوم ابْنُ السِّكِّيتِ: امْرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ: إِذَا أُفْضِيَتْ، فَإِذَا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ. وَرَجُلٌ مُجَيَّأ: إِذَا جامَعَ سَلَحَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ ؛ هُوَ مِنْ جِئْتُ، كَمَا تَقُولُ: فَجَاءَ بِهَا المَخاضُ، فَلَمَّا أُلقِيَتِ الباءُ جُعل فِي الفِعْل أَلِفٌ، كَمَا تَقُولُ: آتَيْتُكَ زَيْداً، تُرِيدُ: أَتَيْتُك بِزَيْدٍ. والجايئةُ: مِدَّةُ الجُرْح والخُرَاجِ وَمَا اجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ المِدَّة والقَيْحِ؛ يُقَالُ: جاءتْ جايِئةُ الجِراحِ. والجِئَةُ والجِيئَةُ: حُفْرةٌ فِي الهَبْطةِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، والأَعرف: الجِيَّةُ، مِنَ الجَوَى الَّذِي هُوَ فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ يَأْجِنُ هُنَاكَ فيَتَغَيَّر، وَالْجَمْعُ جَيْءٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الجَيْأَةُ: مُجْتَمَعُ مَاءٍ فِي هَبْطةٍ حَوَالَيِ الحُصُونِ؛ وَقِيلَ: الجَيْأَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِع فِيهِ الْمَاءُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الجَيْأَةُ: الحُفْرة الْعَظِيمَةُ يَجْتَمِع فِيهَا مَاءُ الْمَطَرِ وتُشْرِعُ الناسُ فِيهِ حَشُوشَهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ضفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً، ... مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِينا وجَيْئةَ الْبَطْنِ: أَسْفل مِنَ السُّرَّةِ إِلَى الْعَانَةِ. والجَيْئةُ: قِطعة يُرْقَعُ بِهَا النَّعل، وَقِيلَ: هِيَ سَيْرٌ يُخاط بِهِ. وَقَدْ أَجاءها. والجِيءُ والجَيءُ: الدُّعاء إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَهُوَ أَيضاً دُعَاءُ الإِبل إِلَى الْمَاءِ؛ قَالَ مُعَاذٌ الْهَرَّاءُ: وَمَا كانَ عَلَى الجِيء، ... وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا وَقَوْلُهُمْ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ فِي الهِيء والجِيء مَا نَفَعَه؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الهِيءُ: الطَّعَامُ، والجِيءُ: الشَّرابُ. وَقَالَ الأُموي: هُما اسْمانِ مِنْ قَوْلِهِمْ: جَأْجَأْتُ بالإِبل إِذَا دَعَوْتها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بِهَا: إِذَا دَعَوْتها للعَلف. فصل الحاء المهملة حأحأ: حَأْحَأَ بالتَّيْسِ: دعَاه. وحِئْ حِئْ: دُعاء الحِمار إِلَى الْمَاءِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والحَأْحَأَةُ، وَزْنُ الجَعْجعةِ، بِالْكَبْشِ: أَن تَقول لَهُ: حَأْحَأْ، زَجْراً. حبأ: الحَبَأُ عَلَى مِثَالِ نَبَإٍ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: جَلِيسُ المَلِك وخاصَّته، وَالْجَمْعُ أَحْباء، مِثْلُ سَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وَحُكِيَ: هُو منْ حَبَإِ المَلِكِ، أَي مِنْ خاصَّته. الأَزهري، اللَّيْثُ: الحَبَأَةُ: لوْحُ الإِسْكافِ المُسْتَديرُ، وَجَمْعُهَا حَبَوات؛ قَالَ الأَزهري هَذَا تَصْحِيفٌ فَاحِشٌ، وَالصَّوَابُ الجَبْأَةُ بِالْجِيمِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: كَجَبْأَةِ الخَزَمِ. الفرَّاء: الحَابيانِ «1»: الذِّئْبُ والجَراد، وحَبا الْفَارِسُ: إِذَا خَفَقَ، وأَنشد: نَحْبُو إِلَى المَوْتِ كما يَحْبُو الجَمَلْ حتأ: حَتَأْتُ الكِساءَ حَتْأً: إِذَا فَتَلْتَ هُدْبَه وكَفَفْتَه مُلْزَقاً بِهِ، يُهْمَزُ وَلَا يهمز. وحَتَأَ الثوبَ

_ (1). قوله [الحابيان] كذا في النسخ، ونسخة التهذيب بالياء، وحبا الفارس بالألف والمضارع في الشاهد بالواو وهو كما لا يخفى مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ.

يَحْتَؤُه حَتْأً وأَحْتَأَه، بالأَلف: خاطَه، وَقِيلَ: خاطَه الخِياطة الثَّانِيَةَ، وَقِيلَ: كَفَّه؛ وَقِيلَ: فَتَلَ هُدْبَه وكَفَّه؛ وَقِيلَ: فَتَلَه فَتْلَ الأَكْسِيةِ. والحِتْءُ: مَا فَتَلَه مِنْهُ. وحَتَأَ العُقْدةَ وأَحْتَأَها: شدَّها. وحَتَأْتُه حَتْأً إِذَا ضَرَبْتَهُ، وَهُوَ الحَتْء، بِالْهَمْزِ. وحَتَأَ المرأةَ يَحْتَؤُها حَتْأً: نَكَحَها، وَكَذَلِكَ خَجَأَها. والحِنْتَأْوُ: الْقَصِيرُ الصَّغِيرُ، مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْلٍ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ أَتى بِهَا الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حنت، رَجُلٌ حِنْتَأْوٌ وامرأَة حِنْتَأْوةٌ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يُعْجَب بِنَفْسِهِ، وَهُوَ فِي أَعين النَّاسِ صَغِيرٌ؛ وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً: رَجُلٌ حِنْتَأْوٌ، وَهُوَ الَّذِي يُعْجِبهُ حُسنه، وَهُوَ فِي عُيُونِ النَّاسِ صغير، والواو أَصلية. حجأ: حَجِئَ بِالشَّيْءِ حَجَأً: ضنَّ بِهِ، وَهُوَ بِهِ حَجِئٌ، أَي مُولَعٌ بِهِ ضَنِينٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. قَالَ: فَإنِّي بالجَمُوحِ وأُمِّ بَكْرٍ ... ودَوْلَحَ، فاعْلَموا، حَجِئٌ، ضَنِينُ وَكَذَلِكَ تَحَجَّأْتُ بِهِ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: حَجِئتُ بِالشَّيْءِ وتَحجَّيْتُ بِهِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ: تَمَسَّكت بِهِ، ولَزِمْتُه، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَطَفَّ، لأَنْفِه المُوسَى، قَصِيرٌ، ... وكانَ بأَنْفِه حَجِئاً، ضَنِينا وحَجِئ بالأَمر: فَرِح بِهِ، وحَجَأْتُ: فَرِحْتُ بِهِ. وحَجِئَ بِالشَّيْءِ وحَجَأَ به حَجْأً: تَمَسَّكَ بِهِ وَلَزِمَه. وَإِنَّهُ لَحَجِئٌ أَن يَفْعَل كَذَا أَي خَلِيقٌ، لُغَةٌ فِي حَجِيٍّ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَإِنَّهُمَا لَحجِئان وإِنهم لحَجِئون وإِنها لحَجِئةٌ وإِنهما لَحَجِئتان وإِنّهنّ لَحَجايا مثل قولك خطايا. حدأ: الحِدَأَةُ: طَائِرٌ يَطِير يَصِيدُ الجِرْذان، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ كَانَ يَصِيدُ عَلَى عَهد سُلَيْمان، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَكَانَ مِنْ أَصْيدِ الجَوارِح، فانْقَطَع عَنْهُ الصَّيْد لدَعْوة سُلَيْمَانَ. الحِدَأَةُ: الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ، وَلَا يُقَالُ حِداءةٌ؛ وَالْجَمْعُ حِدَأ، مَكْسُورُ الأَوّل مَهْمُوزٌ، مِثْلُ حِبَرَةٍ وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعِنَبٍ. قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الأَثافِيَّ: كَمَا تَدَانَى الحِدأُ الأُوِيُ وحِداءٌ، نَادِرَةٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزة: لَكَ الوَيْلُ مِنْ عَيْنَيْ خُبَيْبٍ وثابِتٍ ... وحَمْزَةَ، أَشْباهِ الحِداءِ التَّوائم وحِدْآنٌ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: خَمْسٌ يُقْتَلْن فِي الحِلِّ والحَرَم، وعَدّ الحِدَأَ مِنْهَا ، وَهُوَ هَذَا الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الجَوارِحِ؛ التَّهْذِيبُ: وَرُبَّمَا فَتَحُوا الْحَاءَ فَقَالُوا حَدَأَةٌ وحَدَأ، وَالْكَسْرُ أَجود؛ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَهل الحَجاز يُخْطِئون، فَيَقُولُونَ لِهَذَا الطَّائِرِ: الحُدَيَّا، وَهُوَ خَطَأٌ، وَيَجْمَعُونَهُ الحَدادِي، وَهُوَ خَطَأٌ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: لَا بأْس بِقَتْلِ الحِدَوْ والإِفعَوْ للمُحرِم، وكأَنها لُغَةٌ فِي الحِدَإ. والحُدَيَّا: تَصْغِيرُ الحِدَوْ. والحَدَا، مَقْصُورٌ: شبْهُ فأْس تُنْقَر بِهِ الحِجارةُ، وَهُوَ مُحَدَّد الطَّرَف. والحَدَأَةُ: الْفَأْسُ ذاتُ الرأْسين، وَالْجَمْعُ حَدَأ مِثْلُ قَصَبَةٍ وقَصَبٍ؛ وأَنشد الشَّمَّاخُ يَصِفُ إِبِلًا حِدادَ الأَسْنانِ: يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعاتٍ، ... نَواجِذُهنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ

شَبَّه أَسنانَها بفُئُوس قَدْ حُدِّدَتْ؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي وأَبي عُبَيْدَةَ أَنهما قَالَا: يُقَالُ لَهَا الحِدَأَةُ بِكَسْرِ الْحَاءِ عَلَى مِثَالِ عِنَبَة، وَجَمْعُهَا حِدَأ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ بِكَسْرِ الْحَاءِ؛ وَرَوَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْفَرَّاءِ وَابْنِ الأَعرابي أَنهما قَالَا: الحَدَأَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَالْجَمْعُ الحَدَأُ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ بِفَتْحِ الْحَاءِ؛ قَالَ: وَالْبَصْرِيُّونَ عَلَى حِدَأَة بِالْكَسْرِ فِي الفأْس، وَالْكُوفِيُّونَ: عَلَى حَدَأَةٍ؛ وَقِيلَ: الحِدَأَةُ: الفأْسُ العَظيمة؛ وَقِيلَ: الحِدَأُ: رُءُوسُ الفُئُوسِ، والحَدَأَةُ: نَصْل السَّهْمِ. وحَدِئَ بِالْمَكَانِ حَدَأً بِالتَّحْرِيكِ: إِذَا لزِقَ بِهِ. وحَدِئَ إِلَيْهِ حَدَأً: لجَأَ. وحَدَئَ عَلَيْهِ وَإِلَيْهِ حَدَأَ: حَدِبَ عَلَيْهِ وعطَفَ عَلَيْهِ ونَصَرَه ومَنَعَه مِنَ الظُّلم. وحَدِئَ عَلَيْهِ: غَضِبَ. وحَدَأَ الشيءَ حَدْءاً: صَرَفه. وحَدِئَتِ الشاةُ: إِذَا انْقَطعَ سَلَاهَا فِي بَطْنِهَا فاشتَكَتْ عَنْهُ حَدَأً، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ. وحَدِئَتِ المرأَةُ عَلَى وَلَدِهَا حَدَأً. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْغَنَمِ: حَذِيَتِ الشاةُ بِالذَّالِ: إِذَا انْقَطَعَ سَلَاهَا فِي بَطْنِهَا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ بِالدَّالِ وَالْهَمْزِ، وَهُوَ قَوْلُ الفرَّاء. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة، قِيلَ: هُمَا قَبيلتانِ مِن اليمَن، وَقِيلَ هُمَا قبيلتانِ: حِدَأُ بْنُ نَمِرَةَ بْنِ سَعْد الْعَشِيرَةِ، وَهُمْ بِالْكُوفَةِ، وبُنْدُقةُ بْنُ مَظَّةَ، وَقِيلَ: بُنْدُقة بْنُ مِطِيَّةَ «1» وَهُوَ سُفْيان بْنُ سَلْهَم بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، وَهُمْ بِالْيَمَنِ، أَغارت حِدَأ عَلَى بُنْدُقة، فنالَتْ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَغارَتْ بُندُقة عَلَى حِدَأَ، فأَبادَتْهُم؛ وَقِيلَ: هُوَ تَرْخِيمُ حِدأَة؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الْقَوْلُ، وأَنشد هُنَا لِلنَّابِغَةِ: فأَوْردَهُنَّ بَطْنَ الأَتمِ، شُعْثاً، ... يَصُنَّ المَشْيَ، كالحِدإِ التُّؤَام وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كَانَتْ قَبِيلَةٌ تَتَعَمَّد القَبائلَ بالقِتال، يُقَالُ لَهَا حِدَأَة، وَكَانَتْ قَدْ أَبَرَّتْ عَلَى النَّاسِ، فَتَحَدَّتْها قَبِيلَةٌ يُقَالُ لَهَا بُندُقة، فَهَزَمَتْها، فَانْكَسَرَتْ حِدأَة، فَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا مَرَّ بِهَا حِدَئِيٌّ تَقُولُ لَهُ: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة؛ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: حَدَا حَدَا، بِالْفَتْحِ غير مهموز. حزأ: حَزَأَ الإِبلَ يَحْزَؤُها حَزْءاً: جَمَعَهَا وَسَاقَهَا. واحْزَوْزَأَتْ هِيَ: اجْتَمَعَتْ. واحْزَوْزأَ الطَّائِرُ: ضَمَّ جناحَيْه وَتَجَافَى عَنْ بَيْضِهِ. قَالَ: مُحْزَوزِئيْنِ الزِّفَّ عَنْ مَكَوَيْهما وَقَالَ رُؤْبَةُ، فَلَمْ يَهْمِزْ: والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بِنَا احْزِيزاؤُه، ... ناجٍ، وَقَدْ زَوْزَى بِنَا زِيزاؤُه وحَزَأَ السَّرابُ الشخصَ يَحْزَؤُه حَزْءاً رَفَعَه، لُغَةٌ فِي حَزاه يَحْزُوه، بلا همز. حشأ: حَشَأَه بِالْعَصَا حَشْأً، مَهْمُوزٌ: ضَرَب بِهَا جَنْبَيْه وبَطْنَه. وحَشَأَه بسَهْمٍ يَحْشَؤُه حَشْأً: رَمَاهُ فأَصاب بِهِ جَوْفَهُ قَالَ أَسماء بْنُ خارجةَ يَصِفُ ذِئْباً طَمِع فِي نَاقَتِهِ وَتَسَمَّى هَبالةَ: لِي كُلَّ يومٍ، مِنْ ذُؤَالَهْ، ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِبَالَهْ فِي كُلِّ يومٍ صِيقةٌ ... فَوْقِي، تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً، ... أَوساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبالَه

_ (1). قوله [مطية] هي عبارة التهذيب وفي المحكم مطنة.

أُوَيْسُ: تَصْغِيرُ أَوْسٍ وَهُوَ مِنْ أَسْماء الذِّئب، وَهُوَ مُنَادَى مُفْرَدٌ، وأَوْساً مُنْتَصِبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، أَي عِوَضاً، والمِشْقَصُ: السَّهْمُ العَرِيضُ النَّصْلِ؛ وَقَوْلُهُ: ضِغْثٌ يَزيد عَلَى إِبالَهْ أَي بَلِيّةٌ عَلَى بَلِيّة، وَهُوَ مَثَل سَائِرٌ. الأَزهري، شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: حَشَأْتُه سَهْماً وحَشَوْتُه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَشَأْتُه إِذَا أَدخلته جَوفَه، وَإِذَا أَصبتَ حَشاه قُلْتَ: حَشَيْتُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: حَشَأْتُ النارَ إِذَا غَشِيتَها؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ بَاطِلٌ وَصَوَابُهُ: حَشَأْتُ المرأَةَ إِذَا غَشِيتَها؛ فَافْهَمْهُ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ تَصْحِيفِ الْوَرَّاقِينَ. وحَشَأَ المرأَةَ يَحْشَؤُها حَشْأً: نَكَحَها. وحَشَأَ النارَ: أَوْقَدها. والمِحْشاءُ والمِحْشَأُ: كِساء أَبيض صَغِيرٌ يَتَّخِذُونَهُ مِئزراً، وَقِيلَ هُوَ كِساء أَو إِزارٌ غَلِيظ يُشتَملُ بِهِ، وَالْجَمْعُ المَحاشِئ؛ قَالَ: يَنْفُضُ، بالمَشافِرِ الهَدالِقِ، ... نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ يَعْنِي الَّتِي تَحْلِقُ الشَّعَرَ من خُشونتها. حصأ: حَصَأَ الصبيُّ مِنَ اللَّبَنِ حَصْأً: رَضِعَ حَتَّى امْتَلأَ بطنُه، وَكَذَلِكَ الجَدْيُ إِذَا رَضِعَ مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى تمْتَلِئَ إنْفَحَتُه. وحَصَأَتِ الناقةُ تَحْصَأُ حَصْأً: اشتدَّ شُرْبها أَو أَكْلُها أَو اشْتَدَّا جَمِيعًا. وحَصَأَ مِنَ الْمَاءِ حَصْأً: رَوِيَ. وأَحْصَأَ غيرَه: أَرواه. وحَصَأَ بِهَا حَصْأً: ضَرِطَ، وَكَذَلِكَ حَصَمَ ومَحَصَ. وَرَجُلٌ حِنْصَأ: ضعيفٌ. الأَزهري، شَمِرٌ: الحِنْصَأْوةُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ، وأَنشد: حَتَّى تَرَى الحِنْصَأْوةَ الفَرُوقا، ... مُتَّكِئاً، يَقْتَمِحُ السَّوِيقا حضأ: حَضَأَتِ النارُ حَضْأً: الْتَهَبَتْ. وحَضَأَها يَحْضَؤُها حَضْأً: فَتَحَهَا لتَلْتَهِب، وَقِيلَ: أَوقَدَها، وأَنشد فِي التَّهْذِيبِ: باتَتْ هُمُومي فِي الصَّدْرِ، تَحْضَؤُها ... طَمْحاتُ دَهْرٍ، مَا كُنْتُ أَدْرَؤُها الْفَرَّاءُ: حَضَأْتُ النارَ وحضَبْتُها. والمِحْضَأُ عَلَى مِفْعَلٍ: العُودُ. والمِحْضاءُ عَلَى مِفْعال: الْعُودُ الَّذِي تُحْضَأُ بِهِ النارُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ المِحْضَأُ والمِحْضَبُ، وقولُ أَبي ذؤَيب: فأَطْفِئْ، وَلَا تُوقِدْ، وَلَا تَكُ مِحْضَأً ... لِنارِ الأَعَادِي، أَنْ تَطِير شَداتُها «2» إِنما أَراد مِثْلَ مِحْضَإٍ لأَن الْإِنْسَانَ لَا يَكُونُ مِحضَأً، فمِن هُنا قُدِّر فِيهِ مِثْل. وحَضَأْتُ النارَ: سَعَّرْتُها، يُهمز وَلَا يُهْمَزُ، وَإِذَا لَمْ يُهْمَزْ، فَالْعُودُ مِحْضاء، مَمْدُودٌ عَلَى مِفْعال؛ قَالَ تأَبَّط شَرًا: ونارٍ، قَدْ حَضَأْتُ، بُعَيْدَ هَدْءٍ، ... بدارٍ مَا أُرِيدُ بِهَا مُقاما حطأ: حَطَأَ بِهِ الأَرضَ حَطْأً: ضَرَبَها بِهِ وصَرَعَه، قَالَ: قَدْ حَطَأَتْ أُمُّ خُثَيْمٍ بأَذَنْ، ... بِخارِجِ الخَثْلةِ، مُفْسُوءِ القَطَنْ أَراد بأَذَّنَ، فَخَفَّف؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشد شمر: وو اللهِ، لَا آتِي ابْنَ حاطِئةِ اسْتِها، ... سَجِيسَ عُجَيْسٍ، مَا أَبانَ لِسانِيا

_ (2). قوله [شداتها] كذا في النسخ بأيدينا، ونسخة المحكم أيضاً بالدال مهملة.

أَيْ ضَارِبَةِ اسْتِها. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَطْءُ، مَهْمُوزٌ: شِدّة الصَّرْعِ، يُقَالُ: احْتَمَلَه فَحَطَأَ بِهِ الأَرضَ؛ أَبو زَيْدٍ: حَطَأْتُ الرَّجل حَطْأً إِذا صَرَعْتَه؛ قَالَ: وحَطَأْته بِيَدِي حَطأً: إِذَا قَفَدْته؛ وَقَالَ شَمِرٌ: حَطَأْتُه بِيَدِي أَي ضَربته. والحُطَيْئَةُ مِنْ هَذَا، تَصْغِيرُ حَطْأَة، وَهِيَ الضَّرْبُ بالأَرض؛ قَالَ: أَقرأَنيه الإِيادِيُّ، وَقَالَ قُطْرُبٌ: الحَطْأَة: ضَربة بِالْيَدِ مَبْسُوطةً أَيَّ الجَسَدِ أَصابَتْ، والحُطَيْئَةُ مِنْهُ مأْخوذ. وحَطَأَه بِيَدِهِ حَطْأً: ضَرَبه بِهَا مَنشُورةً أَيَّ موضعٍ أَصابَتْ. وحَطَأَه: ضرَب ظهرَه بيده مبسوطة؛ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَخَذَ رسولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقَفَايَ فحَطَأَني حَطْأَةً، وَقَالَ اذْهَبْ فادْعُ لِي فُلَانًا ؛ وَقَدْ رُوِيَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: فحَطاني حَطْوةً ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: لَا تَكُونُ الحَطْأَة إِلَّا ضَرْبَةً بالكَفِّ بَيْنَ الكَتِفين أَو عَلَى جُراشِ «1» الْجَنْبِ أَو الصَّدْرِ أَو عَلَى الكَتِدِ، فَإِنْ كَانَتْ بالرأْس فَهِيَ صَقْعةٌ، وَإِنْ كَانَتْ بِالْوَجْهِ فَهِيَ لَطْمةٌ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: حَطَأْتُ رأْسَه حَطْأَة شَدِيدَةً: وَهِيَ شِدَّة القَفْدِ بالرَّاحةِ، وأَنشد: وإنْ حَطَأْتُ كَتِفَيْه ذَرْمَلا ابْنُ الْأَثِيرِ: يُقَالُ حَطَأَه يَحْطَؤُهُ حَطْأً إِذَا دَفَعَه بِكَفِّه. وَمِنْهُ حَدِيثُ المُغيرة، قَالَ لمعاويةَ حينَ ولَّى عمْراً: مَا لبَّثَكَ السَّهْمِيُّ أَنْ حَطَأَ بِكَ إِذا تشاورْتُما ، أَي دَفَعَك عَنْ رأْيك. وحَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدها أَي دَفَعَتْه ورَمَت بِهِ عِنْدَ الغَلَيان، وَبِهِ سُمِّيَ الحُطَيْئَة. وحَطَأَ بِسَلْحِهِ: رَمَى بِهِ. وحَطَأَ المرأَةَ حَطْأً: نكَحها. وحَطَأَ حَطْأً: ضَرطَ. وحَطَأَ بِهَا: حَبَقَ. والحَطِيءُ مِنَ النَّاسِ، مَهْمُوزٌ، عَلَى مِثَالِ فَعِيل: الرُّذالُ مِنَ الرِّجال. وَقَالَ شَمِرٌ: الحَطِيءُ حَرْفٌ غَرِيبٌ، يُقَالُ: حَطِيءٌ نَطِيءٌ، إِتباع لَهُ. والحُطَيْئَةُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ، وسمي الحُطَيْئَة لدَمامته. والحُطَيْئَة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ. التَّهْذِيبُ: حَطَأَ يَحْطِئُ إِذا جَعَس جَعْساً رَهْواً، وأَنشد: أَحْطِئْ، فإِنَّكَ أَنْتَ أَقْذَرُ مَنْ مَشَى، ... وَبِذَاكَ سُمِّيَتَ الحُطَيْئَةَ، فاذْرُقِ أَي اسْلَحْ. وَقِيلَ: الحَطْءُ: الدَّفْع. وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ: حِطْءٌ مِنْ تَمْرٍ وحِتْءٌ مِنْ تَمْر أَي رَفَضٌ قدْرُ مَا يَحمِله الإِنسان فَوْقَ ظَهْرِهِ. وَقَالَ الأَزهري فِي أَثناءِ تَرْجَمَةِ طَحَا وحَطَى «2»: ألقَى الْإِنْسَانَ عَلَى وَجْهِه. حبطأ: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَقَالَ فِيهَا: رَجُلٌ حَبَنْطَأ، بِهَمْزَةٍ غَيْرِ مَمْدُودَةٍ، وحَبَنْطَاةٌ وحَبنْطىً أَيضاً، بِلَا همزٍ: قَصِيرٌ سَمِينٌ ضَخْمُ الْبَطْنِ، وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطِئُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَيُقَالُ: هُوَ المُمْتَلِئُ غَيْظاً. واحْبَنْطأَ الرَّجُلُ: انْتَفَخَ جَوْفُه؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذَا أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ حبط لأَنّ الهمزة

_ (1). قوله [جراش] كذا في نسخة التهذيب مضبوطاً. (2). قوله [وحطى] كذا في النسخ ونسخة التهذيب بالياء والذي يظهر أنه ليس من المهموز فلا وجه لإِيراده هنا وأورده مجد الدين بهذا المعنى في طحا من المعتل بتقديم الطاء.

زَائِدَةٌ لَيْسَتْ أَصلية؛ وَلِهَذَا قِيلَ: حَبِطَ بَطْنُه إِذَا انتفَخَ. وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطِئُ هُوَ المُنْتَفِخُ جَوْفُه؛ قَالَ الْمَازِنِيُّ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُولُ: احْبَنْطأْتُ، بِالْهَمْزِ، أَي امْتَلأَ بَطْنِي، واحْبَنْطَيْتُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ أَي فَسَدَ بَطْنِي؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَالَّذِي نَعْرِفُهُ، وَعَلَيْهِ جُمْلَةُ الرُّواة: حَبِطَ بَطْنُ الرَّجل إِذَا انْتَفَخَ وحَبِجَ، واحْبَنْطَأَ إِذَا انتَفَخَ بَطْنُه لِطَعَامٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَيُقَالُ احْبَنْطَأَ الرَّجلُ إِذَا امْتَنَعَ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يُجِيزُ فِيهِ تَرْكَ الْهَمْزِ، وأَنشد: إِنِّي، إِذا اسْتُنْشِدْتُ، لَا أَحْبَنْطِي، ... وَلَا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي اللَّيْثُ: الحَبَنْطَأُ، بِالْهَمْزِ: العَظِيمُ البَطْنِ المُنْتَفِخ؛ وَقَدِ احْبَنْطَأْتُ واحْبَنْطَيْتُ، لُغَتَانِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بَابِ الجنَّةِ ؛ قَالَ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ لِلشَّيْءِ؛ وَقَالَ: المُحْبَنْطِئُ: العَظِيمُ البَطْنِ المُنْتَفِخُ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ؛ وَقِيلَ فِي الطِّفْل: مُحْبَنْطِئٌ أَي مُمْتَنِعٌ «1» حظأ: رَجُلٌ حِنْظَأْوٌ: قصِير، عن كُراع. حفأ: الحَفَأُ: البَرْدِيُّ. وَقِيلَ: هُوَ البَرْدِيُّ الأَخْضَرُ مَا دَامَ فِي مَنْبِته، وَقِيلَ مَا كَانَ فِي مَنْبَتِهِ كَثِيرًا دَائِمًا، وَقِيلَ: هُوَ أَصله الأَبيض الرَّطْب الَّذِي يُؤْكَلُ. قَالَ: أَوْ ناشِئ البَرْدِيِّ تَحْتَ الحَفا «2» وَقَالَ: كذَوائِبِ الحَفإِ الرّطِيبِ، غَطا بهِ ... غَيْلٌ، ومَدَّ، بجانِبَيْه، الطُّحْلُبُ غَطا بهِ: ارْتَفَعَ، والغَيْلُ: الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وجهِ الأَرضِ؛ وَقَوْلُهُ ومَدَّ بجانِبَيْه الطُحْلُبُ، قِيلَ: إِنَّ الطُّحْلُبَ هُنا ارْتَفَع بِفِعْلِهِ؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَدَّ الغَيْلُ ثُمَّ استأْنف جُمْلَةً أُخرى يُخبر أَنَّ الطُّحْلُبَ بِجَانِبَيْهِ كَمَا تَقُولُ قامَ زَيْدٌ أُبُوه يَضْربه؛ ومَدَّ: امْتَدَّ؛ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ حَفَأَةٌ واحْتَفَأَ الحَفَأَ: اقْتَلَعَه مِنْ مَنْبِته. وحَفَأَ بِهِ الأَرضَ: ضرَبها بِهِ، والجيم لغة. حكأ: حَكَأَ العُقْدةَ حَكْأً وأَحْكَأَها إِحكاءً وأَحْكَأَها: شَدَّها وأَحْكَمَها؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ يَصِفُ جارِيةً: أَجْلَ أنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ، ... فَوقَ منْ أَحْكَأَ صُلْباً، بِإِزَارْ أَرَادَ فَوْقَ مَن أَحْكأَ إِزَارًا بصُلْبٍ، مَعْنَاهُ فَضَّلَكم عَلَى مَنِ ائْتزر، فَشَدَّ صُلْبَه بإِزار أَي فَوْقَ النَّاسِ أَجمعين، لأَنَّ الناسَ كلَّهم يُحْكِئُونَ أُزُرَهم بأَصلابهم؛ وَيُرْوَى: فَوْقَ مَا أَحْكِي بصُلْبٍ وإِزار أَي بحَسَبٍ وعِفَّةٍ، أَراد بالصُّلب هَاهُنَا الحَسَبَ وبالإِزار العِفَّةَ عَنِ المَحارِم أَي فَضَّلكم اللهُ بحسَب وعَفاف فَوْقَ مَا أَحْكِي أَي مَا أَقُول. وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ مِنْ أَحْكَأْتُ العُقْدةَ أَي أَحكمتها. واحتَكَأَت هِيَ: اشتْدَّتْ. واحْتَكَأَ العَقْدُ فِي عُنُقِه: نَشِبَ. واحْتَكَأَ الشيءُ فِي صَدْرِه: ثَبتَ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ يُقَالُ: احْتَكَأَ ذَلِكَ الأَمْرُ فِي نَفْسي أَي ثَبَتَ، فَلَمْ أَشك فِيهِ؛ وَمِنْهُ: احتكأَتِ العُقدةُ. يُقَالُ: سَمِعْتُ أَحاديثَ فَمَا احْتَكَأَ فِي صَدْرِي مِنْهَا شيءٌ، أَي مَا تَخالَجَ. وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ: لَوِ احْتَكَأَ لِي أَمْري لفَعَلْت كَذَا، أَي لَوْ بانَ لِي أَمرِي في أَوّله.

_ (1). قوله [أي ممتنع] زاد في النهاية امتناع طلبة لا امتناع إباء. (2). قوله [تحت الحفا] قال في التهذيب ترك فيه الهمز.

والحُكَأَةُ: دُوَيْبَّة؛ وَقِيلَ: هِيَ العَظايةُ الضَّخْمَةُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَالْجَمِيعُ الحُكَأُ، مَقْصُورٌ. ابْنُ الْأَثِيرِ: وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ أَنه سُئِلَ عَنِ الحُكَأَةِ فَقَالَ: مَا أُحِبُّ قَتْلَها ؛ الحُكَأَةُ: العَظاءَة، بِلُغَةِ أَهل مَكَّةَ، وَجَمْعُهَا حُكَاءٌ، وَقَدْ يُقَالُ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَيُجْمَعُ عَلَى حُكاً، مَقْصُورٌ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَتِ أُمّ الهَيْثَمِ: الحُكاءةُ، مَمْدُودَةٌ مَهْمُوزَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ كَمَا قَالَتْ؛ قَالَ: والحُكاء، مَمْدُودٌ: ذَكَرُ الْخَنَافِسِ، وإِنما لَمْ يُحِبَّ قَتْلَهَا لأَنها لَا تُؤْذِي، قَالَ: هَكَذَا قَالَ أَبو مُوسَى؛ وَرُوِيَ عَنِ الأَزهري أَنه قَالَ: أَهل مَكَّةَ يُسمُّون العَظاءَةَ الحُكأَةَ، وَالْجَمْعُ الحُكَأُ، مقصورة. حلأ: حَلأْتُ لَهُ حَلُوءاً، عَلَى فَعُولٍ: إِذا حَكَكْتَ لَهُ حجَراً عَلَى حجَر ثُمَّ جَعَلْتَ الحُكاكةَ عَلَى كفِّك وصَدَّأْتَ بِهَا المِرآةَ ثُمَّ كَحَلْتَه بِهَا. والحُلاءَة، بمنزلة فُعالةٍ، بالضم. والحَلُوءُ: الَّذِي يُحَكُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ليُكتَحَل بِهِ؛ وَقِيلَ الحَلُوءُ: حَجَرٌ بِعَيْنِهِ يُسْتَشْفَى مِنَ الرَّمد بحُكاكتِه؛ وَقَالَ ابْنُ السكِّيت: الحَلُوءُ: حَجَرٌ يُدْلَكُ عَلَيْهِ دواءٌ ثُمَّ تُكْحَلُ بِهِ الْعَيْنُ. حَلَأَه يَحْلَؤُه حَلأً وأَحْلأَه: كَحَله بالحَلُوء. والحالئةُ: ضَرْب مِنَ الحَيَّات تَحْلأُ لِمَنْ تَلْسَعُه السَّمَّ كَمَا يَحْلأُ الكَحَّالُ الأَرْمَدَ حُكاكةً فيَكْحُله بِهَا. وَقَالَ الفرَّاء: احْلِئ لِي حَلُوءاً؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَحْلَأْتُ للرَّجل إحْلاءً إِذا حكَكْتَ لَهُ حُكاكةَ حَجَرَين فَداوَى بِحُكاكَتِهما عَيْنَيْهِ إِذَا رَمِدَتا. أَبو زَيْدٍ، يُقَالُ: حَلَأْتُه بِالسَّوْطِ حَلْأً إِذَا جَلَدْتَهُ بِهِ. وحَلَأَه بالسَّوْط والسَّيف حَلْأً: ضرَبَه بِهِ؛ وعَمَّ بِهِ بعضُهم فَقَالَ: حَلَأَه حَلْأً: ضَرَبه. وحَلَّأَ الإِبلَ والماشِيةَ عَنِ الْمَاءِ تَحْلِيئاً وتَحْلِئةً: طَرَدها أَو حبَسَها عَنِ الوُرُود ومَنَعَها أَن تَرِده، قَالَ الشَّاعِرُ إِسحاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ المَوْصِلي: يَا سَرْحةَ الْمَاءِ، قَدْ سُدَّتْ مَوارِدُه، ... أَما إليْكِ سَبيلٌ غَيْرُ مَسْدُودِ لِحائمٍ حامَ، حتَّى لَا حَوامَ بِهِ، ... مُحَلَّا عَنْ سَبيلِ الْمَاءِ، مَطْرودِ هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَقَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه، وَكَذَلِكَ حَلَّأَ القَوْمَ عَنِ الْمَاءُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَتْ قُرَيْبةُ: كَانَ رَجُلٌ عَاشِقٌ لمرأَة فَتَزَوَّجَهَا فَجَاءَهَا النساءُ فَقَالَ بِعَضُّهُنَّ لِبَعْضٍ: قَدْ طَالَمَا حَلَّأْتُماها لَا تَرِدْ، ... فخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّةِ، خالدٍ، ... كَمَشْيِ أَتانٍ حُلِّئَتْ عَن مَناهِلِ وَفِي الْحَدِيثِ: يَرِدُ عليَّ يوم القِيامةِ رَهْطٌ فيُحَلَّؤُونَ عَنِ الحَوْضِ أَي يُصَدُّون عَنْهُ ويُمنعُون مِنْ وُروده؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سأَل وَفداً فَقَالَ: مَا لإِبلكُم خِماصاً؟ فَقَالُوا: حَلَّأَنا بَنُو ثَعْلَبَةَ. فأَجْلاهم أَي نَفَاهُمْ عَنْ مَوْضِعِهِمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكوع: فأَتيت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ بِذِي قَرَدٍ ، هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، فقُلبت الْهَمْزَةُ يَاءً وَلَيْسَ بِالْقِيَاسِ لأَن الياءَ لَا تُبْدَلُ مِنَ الْهَمْزَةِ إلَّا أَن يَكُونَ مَا قَبْلَهَا مَكْسُورًا نَحْوَ بيرٍ وإيلافٍ، وَقَدْ شَذَّ قَرَيْتُ فِي قَرأْت، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ، والأَصل الْهَمْزُ. وحَلَأْتُ الأَديمَ إِذَا قَشَرْتَ عَنْهُ التِّحْلِئَ.

والتِّحْلِئُ: القِشْر عَلَى وَجْهِ الأَديم مِمَّا يَلِي الشَّعَر. وحَلَأَ الجِلْدَ يَحْلَؤُه حَلْأ وحَلِيئة «1»: قَشَرَهُ وَبَشَّرَهُ. والحُلاءَة: قِشْرَةُ الْجِلْدِ الَّتِي يَقْشُرُها الدَّبَّاغ مِمَّا يَلِي اللَّحْمَ. والتِّحْلِئُ، بِالْكَسْرِ: مَا أَفسده السِّكِّينُ مِنَ الْجِلْدِ إِذَا قُشِرَ. تَقُولُ مِنْهُ: حَلِئَ الأَديمُ حَلأ، بِالتَّحْرِيكِ، إِذَا صَارَ فِيهِ التِّحْلِئُ، وَفِي المثل: لا يَنفَعُ الدَّبغُ عَلَى التِّحْلِئ. والتِّحْلِئُ والتِّحْلِئَةُ: شَعَرُ وَجْه الأَدِيم ووَسَخُه وسَواده. والمِحْلَأَة: مَا حُلِئَ بِهِ. وَفِي الْمَثَلِ فِي حَذَر الإِنسان عَلَى نَفْسِهِ ومُدافَعَتِه عَنْهَا: حَلَأَتْ حالِئةٌ عَنْ كُوعها أَي إِنَّ حَلأَها عَنْ كُوعها إِنَّمَا هُوَ حذَرَ الشَّفْرة عَلَيْهِ لَا عَنِ الْجِلْدِ، لأَنَّ المرأَة الصَّناعَ رُبَّمَا اسْتَعْجَلَتْ فَقَشَرَتْ كُوعَها؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَلَأَتْ حالِئةٌ عَنْ كوعِها مَعْنَاهُ أَنها إِذَا حَلَأَت مَا عَلَى الإِهاب أَخذَت مِحْلَأَةً مِنْ حَدِيدٍ، فُوها وقَفاها سَواء، فتَحْلَأُ مَا عَلَى الإِهاب مِنْ تِحْلئة، وَهُوَ مَا عَلَيْهِ مِنْ سَواده وَوَسَخِهِ وَشَعْرِهِ، فَإِنْ لَمْ تُبالِغ المِحْلأَةُ وَلَمْ تقْلَع ذَلِكَ عَنِ الإِهاب، أَخذت الحالِئةُ نَشْفةً، وَهُوَ حَجَرٌ خَشِن مُثَقَّب، ثُمَّ لَفَّت جَانِبًا مِنَ الإِهابِ عَلَى يَدِهَا، ثُمَّ اعتَمَدَتْ بِتِلْكَ النَّشْفة عَلَيْهِ لتَقْلَعَ عَنْهُ مَا لَمْ تُخرج عَنْهُ المِحلأَةُ، فَيُقَالُ ذَلِكَ لِلَّذِي يَدفَع عَنْ نَفْسِهِ ويَحُضُّ عَلَى إِصْلَاحِ شأْنه، ويُضْربُ هَذَا الْمَثَلُ لَهُ، أَي عَنْ كُوعِها عَمِلَتْ مَا عَمِلَتْ وبِحِيلتِها وعَمَلِها نالتْ مَا نالتْ، أَي فَهِيَ أَحقُّ بشَيْئِها وعَمَلِها، كَمَا تَقُولُ: عَنْ حِيلتي نِلتُ مَا نِلتُ، وَعَنْ عَمَلِي كَانَ ذَلِكَ. قَالَ الْكُمَيْتُ: كَحالِئة عَنْ كُوعِها، وَهْيَ تَبْتَغي ... صَلاحَ أَدِيمٍ ضَيَّعَتْه، وتَعمَلُ وَقَالَ الأَصمعي: أَصله أَن المرأَة تَحْلأُ الأَديم، وَهُوَ نَزْعُ تِحْلِئِه، فإِن هِيَ رَفَقَتْ سَلِمَتْ، وَإِنْ هِيَ خَرُقَتْ أَخْطأَت، فقطَعَت بالشَّفْرَة كُوعها؛ وَرُوِيَ عَنِ الفرَّاء يُقَالُ: حَلَأَتْ حالِئةٌ عَنْ كُوعِهَا أَي لِتَغسِلْ غاسِلةٌ عَنْ كُوعِهَا أَي ليَعمَلْ كلُّ عَامِلٍ لِنَفْسِهِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ اغْسِلْ عَنْ وَجْهِكَ وَيَدِكَ، وَلَا يُقَالُ اغْسِلْ عَنْ ثَوْبِكَ. وحَلَأَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبها بِهِ، قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ جَلَأْتُ بِهِ الأَرضَ بِالْجِيمِ؛ ابْنُ الأَعرابي: حَلَأْتُه عِشْرِينَ سَوطاً ومتَحْتُه ومَشَقْتُه ومَشَنْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وحَلَأَ المرأَة: نَكَحَها. والحَلَأُ: العُقْبُولُ. وحَلِئَتْ شَفَتِي تَحْلَأُ حَلَأً إِذَا بَثُرَتْ «2» أَي خَرَجَ فِيهَا غِبَّ الحُمَّى بُثُورُها؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ لا يَهْمِزُ فَيَقُولُ: حَلِيَتْ شَفَتُه حَلىً، مَقْصُورٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الْمَقْصُورِ الْمَهْمُوزِ، الحَلَأُ: هُوَ الحَرُّ الَّذِي يَخرج عَلَى شَفةِ الرَّجلِ غِبَّ الحُمَّى. وحَلَأْته مِائَةَ دِرْهَمٍ إِذَا أَعْطيْته. التَّهْذِيبُ: حَكَى أَبو جَعْفَرٍ الرُّؤَاسي: مَا حَلِئتُ مِنْهُ بِطَائِلٍ، فَهَمْزٌ؛ وَيُقَالُ: حَلَّأْتُ السَّوِيقَ؛ قَالَ الفرَّاء: هَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ لأَنه مِنَ الحلْواء. والحَلاءةُ: أَرضٌ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وليس بِثَبَتٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه ثَبَتٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَاءٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٌ. قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ:

_ (1). قوله [حلأ وحليئة] المصدر الثاني لم نره إلا في نسخة المحكم ورسمه يحتمل أن يكون حلئة كفرحة وحليئة كخطيئة. ورسم شارح القاموس له حلاءة مما لا يعوّل عليه ولا يلتفت إليه. (2). قوله [بثرت] الثاء بالحركات الثلاث كما في المختار.

كأَنِّي أَراه، بالحَلاءَةِ، شاتِياً، ... تُقَفِّعُ، أَعْلَى أَنْفِه، أُمُّ مِرزَمِ «1» أُمُّ مِرْزم هِيَ الشَّمالُ، فأَجابه أَبو المُثَلَّم: أَعَيَّرْتَني قُرَّ الحِلاءة شاتِياً، ... وأَنْت بأَرْضٍ، قُرُّها غَيْر مُنْجِمِ أَي غَيْرُ مُقْلِعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا بأَن هَمْزَتَهَا وَضْعِيَّةٌ مُعاملة لِلَّفْظِ إِذَا لَمْ تَجْتَذِبْه مادَّة يَاءٍ وَلَا واو. حمأ: الحَمْأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأَسود المُنتن؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* ، وَقِيلَ حَمَأٌ: اسْمٌ لِجَمْعِ حَمْأَةٍ كَحَلَق اسْمِ جَمْعِ حَلْقَة؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدَةُ الحَمَإ حَمَأَة كقَصَبَةٍ، وَاحِدَةُ القَصَب. وحَمِئَت البئرُ حَمَأً، بِالتَّحْرِيكِ، فَهِيَ حَمِئَةٌ إِذَا صَارَتْ فِيهَا الحَمْأَةُ وَكَثُرَتْ. وحَمِئَ الماءُ حَمْأً وحَمَأً خَالَطَتْهُ الحَمْأَة فكَدِرَ وتَغَيرت رَائِحَتُهُ. وَعَيْنٌ حَمِئَةٌ: فِيهَا حَمْأَة؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ، وقرأَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ: حاميةٍ، وَمَنْ قَرَأَ حَامِيَةٍ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَراد حَارَّةً، وَقَدْ تَكُونُ حَارَّةً ذاتَ حَمْأَة، وَبِئْرٌ حَمِئةٌ أَيضا، كَذَلِكَ. وأَحْمَأَها إحْمَاءً: جَعَلَ فِيهَا الحَمْأَة. وحَمَأَها يَحْمَؤُها حَمْأً، بِالتَّسْكِينِ: أَخرج حَمْأَتها وَتُرَابَهَا؛ الأَزهري: أَحْمَأْتُها أَنا إحْماءً: إِذَا نَقَّيْتَها مِنْ حَمْأَتها، وحَمَأْتُها إِذَا أَلقيتَ فِيهَا الحَمْأَةَ. قَالَ الأَزهري: ذَكَرَ هَذَا الأَصمعي فِي كِتَابِ الأَجناس، كَمَا رَوَاهُ اللَّيْثُ، وَمَا أَرَاهُ مَحْفُوظًا. الفرَّاء: حَمِئْتُ عَلَيْهِ، مَهْمُوزًا وَغَيْرَ مَهْمُوزٍ، أَي غَضِبْت عَلَيْهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَمِيت فِي الغَضَب أَحْمى حَمْياً، وَبَعْضُهُمْ: حَمِئْت فِي الْغَضَبِ، بِالْهَمْزِ. والحَمءُ والحَمَأُ: أَبو زَوْجِ المرأَة، وَقِيلَ: الْوَاحِدُ مِنْ أَقارب الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ، وَهِيَ أَقَلُّهما، وَالْجَمْعُ أَحْمَاء؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الحَمْء: كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَل الزَّوْجِ مِثْلَ الأَخ والأَب، وَفِيهِ أَربع لُغَاتٍ: حَمْء بِالْهَمْزِ، وأَنشد: قُلْتُ لِبَوَّابٍ، لَدَيْهِ دارُها: ... تِئذَنْ، فَإِنِّي حَمْؤُها وجَارُها وحَماً مثل قَفاً، وحَمُو مثل أَبُو، وحَمٌ مِثْلُ أَبٍ. وحَمِئَ: غَضِبَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ: جَمِئَ بالجيم. حنأ: حَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ: اخْضَرَّت والتفَّ نَبْتُها. وأَخْضَر ناضِرٌ وباقِلٌ وحانِئٌ: شَدِيدُ الخُضْرة. والحِنّاءُ، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَعْرُوفٌ، والحِنّاءَةُ: أَخصُّ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ حِنّانٌ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد: وَلَقَدْ أَرُوحَ بِلِمّةٍ فَيْنانةٍ، ... سَوْداء، لَمْ تُخْضَبْ مِنَ الحِنّانِ وحَنَّأَ لِحْيتَه وحَنَّأَ رأْسَه تَحْنِيئاً وتَحْنِئةً: خَضَبه بالحِنّاء. وَابْنُ حِنَّاءَةَ: رَجُلٌ. والحِنّاءَتان: رَمْلتان فِي دِيَارِ تَمِيمٍ؛ الأَزهري: ورأَيت فِي دِيَارِهِمْ رَكِيَّة تُدعَى الحِنّاءَةَ، وَقَدْ وَرَدْتُهَا، وماؤُها في صفرة. حنطأ: عَنز حُنَطِئَةٌ: عَرِيضَةٌ ضخْمة، مِثَالُ عُلَبِطَةٍ، بِفَتْحِ النُّونِ. والحِنْطَأْوُ والحِنْطَأْوةُ: الْعَظِيمُ البطن. والحِنْطَأْوُ:

_ (1). قوله [كأني أراه إلخ] في معجم ياقوت الحلاءة بالكسر ويروى بالفتح ثم قال وهو موضع شديد البرد وفسر أم مرزم بالريح البارد.

فصل الخاء المعجمة

القصير، وقيل: العظيم. والحِنطِئُ: الْقَصِيرُ، وَبِهِ فسَّر السُّكَّرِيُّ قَوْلَ الأَعلم الهذلي: والحِنْطِئُ، الحِنْطِيُّ، يُمنَحُ ... بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ والحِنطِيّ: الَّذِي غِذاؤُه الحِنْطة، وَقَالَ: يُمنَح أَي يُطْعَمُ وَيُكْرَمُ ويُرَبَّبُ، وَيُرْوَى يُمْثَجُ أَي يُخْلَط. فصل الخاء المعجمة خبأ: خَبَأَ الشيءَ يَخْبَؤُه خَبْأً: سَتَرَه، وَمِنْهُ الخابِيةُ وَهِيَ الحُبُّ، أَصلها الْهَمْزَةُ، مِنْ خَبَأْتُ، إلَّا أَن الْعَرَبَ تَرَكَتْ هَمْزَةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تَرَكَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَ فِي أَخْبَيْتُ وخَبَّيْتُ وَفِي الخابيةِ لأَنها كَثُرَتْ فِي كَلَامِهِمْ، فَاسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَ فِيهَا. واخْتَبأَتْ: اسْتَتَرتْ. وَجَارِيَةٌ مُخْبَأَةٌ أَي مُسْتَتِرة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: امرأَة مُخَبَّأَةُ، وَهِيَ المُعْصِرُ قَبْلَ أَنْ تَتَزَوَّج، وَقِيلَ: المُخَبَّأَةُ مِنَ الجَواري هِيَ المُخَدَّرة الَّتِي لَا بُروزَ لَهَا؛ في حَدِيثِ أَبي أُمامةَ: لَمْ أَرَ كاليَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. المُخَبَّأَة: الجاريةُ الَّتِي فِي خِدْرها لَم تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِيانتها أَبلغ مِمَّنْ قَدْ تَزَوَّجَتْ. وَامْرَأَةٌ خُبَأَةٌ مِثْلُ هُمَزة: تَلْزَمُ بيتَها وتسْتَتِرُ. والخُبَأَةُ: المرأَةُ تَطَّلِعُ ثُمَّ تَخْتَبِئُ؛ وَقَوْلُ الزِّبْرقان بْنِ بدرٍ: إِنَّ أَبْغَضَ كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعَةُ الخُبَأَةُ: يَعْنِي الَّتِي تَطَّلِعُ ثُمَّ تَخْبأُ رَأْسَهَا؛ وَيُرْوَى: الطُّلَعةُ القُبَعةُ؛ وَهِيَ الَّتِي تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدْخِلُه، وَقِيلَ: تَخْبَؤُه؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خُبَأَةٌ خيرٌ مِنْ يَفَعة سَوْءٍ، أَي بِنْتٌ تَلْزَمُ الْبَيْتَ، تَخْبَؤُ نَفسها فِيهِ، خَيْرٌ مِنْ غُلَامِ سَوْءٍ لَا خَيْرَ فِيهِ. والخَبْءُ: مَا خُبِئَ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، وَكَذَلِكَ الخَبِيءُ، عَلَى فَعِيل؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ الخَبْءُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ المطَر، والخَبْءُ الَّذِي فِي الأَرض هُوَ النَّبات، قَالَ: وَالصَّحِيحُ، وَاللَّهُ أَعلم: أَنَّ الخَبْءَ كلُّ مَا غَابَ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى يَعْلَمُ الغيبَ فِي السَّمَاوَاتِ والأَرض، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّادٍ: خَبَأْتُ لَكَ خَبْأً ؛ الخَبْءُ: كُلُّ شَيْءٍ غائِبٍ مَسْتُورٍ، يُقَالُ: خَبَأْتُ الشيءَ خَبْأً إِذَا أَخفَيْتَه، والخَبْءُ والخَبِيءُ والخَبِيئَةُ: الشيءُ المَخْبُوءُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ: ولَفَظَت خَبِيئَها أَي مَا كَانَ مَخْبُوءاً فِيهَا مِنَ النَّبَاتِ، تَعْنِي الأَرض، وفَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والخَبْءُ: مَا خَبَأْتَ مِنْ ذَخيرة ليومٍ مَا. قَالَ الفرَّاء: الخَبْءُ، مَهْمُوزٌ، هُوَ الغَيْب غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والأَرض، والخُبْأَةُ والخَبِيئةُ، جَمِيعًا: مَا خُبِئَ. وَفِي الْحَدِيثِ: اطْلُبوا الرِّزقَ فِي خَبايا الأَرض ، قِيلَ مَعْنَاهُ: الحَرْثُ وإثارةُ الأَرضِ لِلزِّرَاعَةِ، وأَصله مِنَ الخَبْء الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجلَّ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ . وَوَاحِدَةُ الخَبايا: خَبِيئةٌ، مِثْلُ خطِيئة وخَطايا وأَراد بالخَبايا: الزَّرعَ لأَنه إِذَا ألقَى الْبَذْرَ فِي الأَرض، فَقَدْ خَبَأَه فِيهَا. قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: ازْرَعْ، فَإِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ: تَتَبَّعْ خَبَايَا الأَرض، وادْع مَلِيكَها، ... لَعَلَّكَ يَوْماً أَن تُجابَ وتُرْزَقا وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا خَبَأَه اللَّهُ فِي مَعادن الأَرض. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّهِ خِصالًا: إنِّي لَرابِعُ الإِسلام وَكَذَا وَكَذَا ، أَي ادَّخَرْتها وجَعَلْتُها عِنْدَهُ لِي. والخِباءُ، مَدَّته هَمْزَةٌ: وَهُوَ سِمَةٌ تُوضَعُ فِي مَوْضِعٍ

خَفِيٍّ مِنَ النَّاقَةِ النَّجِيبة، وَإِنَّمَا هِيَ لُذَيْعةٌ بِالنَّارِ، وَالْجَمْعُ أَخْبِئَةٌ، مَهْمُوزٌ. وَقَدْ خَبِئَت النارُ وأَخْبَأَها المُخْبِئُ إِذَا أَخْمدَها. والخِباء: مِنَ الأَبنية، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَصله مِنْ خَبَأْت. وَقَدْ تَخَبَّأْت خِباءً، وَلَمْ يَقُلْ أَحد إنَّ خِباء أَصله الْهَمْزُ إِلَّا هُوَ، بَلْ قَدْ صُرِّح بِخِلَافِ ذَلِكَ. والخَبِيءُ: مَا عُمِّيَ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ حُوجِيَ بِهِ. وَقَدِ اخْتَبَأَه. وخَبِيئَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ خَبِيئةُ بِنْتُ رِياح بْنِ يَرْبوع بن ثعْلَبَةَ. ختأ: خَتَأَ الرجُلَ يَخْتَؤُه خَتْأً: كَفَّه عَنِ الأَمر. واخْتَتأَ مِنْهُ: فَرِقَ. واختَتأَ لَهُ اختِتاءً: خَتَلَه؛ قَالَ أَعرابي: رأَيت نَمِراً فاخْتَتَأَ لِي؛ وَقَالَ الأَصمعي: اخْتَتَأَ: ذَلَّ؛ وَقَالَ مَرَّةً: اخْتَتَأَ: اخْتَبأَ، وأَنشد: كُنَّا، ومَن عَزَّ بزَّ، نَخْتَبس ... الناسَ، وَلَا نَخْتَتِي لِمُخْتَبِسِ أَي لمُغتَنِم، مِنَ الخُباسةِ وَهُوَ الغَنِيمةُ. أَبو زَيْدٍ: اخْتَتَأْت اختِتاءً إِذَا مَا خِفْتَ أَن يَلْحَقَكَ مِنَ المَسَبَّة شَيْءٌ، أَو مِنَ السُّلْطَانِ. واخْتَتَأَ: انْقمعَ وذَلَّ؛ وَإِذَا تغيَّر لوْنُ الرَّجُلِ مِنْ مَخافةِ شَيْءٍ نَحْوَ السلطانِ وَغَيْرِهِ فَقَدِ اخْتَتَأَ؛ واخْتَتَأَ الشيءَ: اخْتَطَفَه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَفازة مُختَتِئَةُ: لَا يُسمع فِيهَا صَوْت وَلَا يُهتدى فِيهَا. واخْتَتَأَ مِنْ فُلَانٍ: اختَبأَ مِنْهُ، واسْتَتَر خَوفاً أَو حَياءً؛ وأَنشد الأَخفش لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: وَلَا يُرْهِبُ، ابنَ العَمِّ، مِنِّي صَوْلةٌ، ... وَلَا أَخْتَتِي مِنْ صَوْلةِ المُتَهَدِّدِ وإنِّي، إنْ أَوْعَدْتُه، أَوْ وَعَدْتُه، ... لَيَأْمَنُ مِيعادِي، ومُنْجِزُ مَوْعِدِي وَيُرْوَى: لمُخْلِفُ مِيعادي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي قَالَ: إِنَّمَا تَرَكَ هَمْزَهُ ضَرُورَةً. وَيُقَالُ: أَراكَ اختَتَأْت مِنْ فُلَانٍ فَرَقاً؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: مُخْتَتِئاً لشَيِّئانَ مِرْجَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصل اختَتَأَ مَنْ خَتَا لونه يَخْتُو خُتُوّاً إذا تَغَيَّرَ مِنْ فَزَع أَو مَرَضٍ، فَعَلَى هَذَا كَانَ حَقُّهُ أَن يُذكر فِي خَتا من المعتل. خجأ: الخَجَأُ: النِّكَاحُ، مَصْدَرُ خَجَأْتها، ذَكَرَهَا فِي التَّهْذِيبِ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، مِنْ حُرُوفٍ كُلُّهَا كَذَلِكَ مِثْلُ الكَلَإِ والرَّشَإِ والحَزَإِ «1» لِلنَّبْتِ، وَمَا أَشبهها. وخَجَأَ الْمَرْأَةَ يَخْجَؤُها خَجَأً: نَكَحها. وَرَجُلٌ خُجَأَةٌ أَي نُكَحَةٌ كَثِيرُ النِّكَاحِ. وَفَحْلٌ خُجَأَة: كَثِيرُ الضِّراب؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ قاعِياً عَلَى كُلِّ ناقةٍ؛ وَامْرَأَةٌ خُجَأَة: مُتَشَهِّيَةٌ لِذَلِكَ. قَالَتِ ابْنَةُ الخُسِّ: خيرُ الفُحُولِ البازِلُ الخُجَأَةُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: وسَوْداءَ، مِنْ نَبْهانَ، تَثْنِي نِطاقَها، ... بأَخْجَى قَعُورٍ، أَو جَواعِرِ ذِيبِ «2» وَقَوْلُهُ: أَو جَوَاعِرِ ذِيبِ أَراد أَنها رَسْحاء، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا عَلِمتُ مِثْلَ شارفٍ خُجَأَةٍ أَي مَا صادَفْتُ أَشدَّ

_ (1). قوله [والحزإ] هو هكذا في التهذيب أيضاً ونقر عنه. (2). قوله [وسوداء إلخ] ليس من المهموز بل من المعتل وعبارة التهذيب في خ ج ي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: الأخجى هنُ المرأة إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْمَاءِ فاسداً قعوراً بعيد المسبار وهو أخبث له. وأنشد وسوداء إلخ. وأورده في المعتل من التكملة تبعاً له.

مِنْهَا غُلْمةً. والتَّخاجُؤُ: أَن يُؤَرِّم اسْتَه ويُخْرِجَ مُؤَخَّرهُ إِلَى مَا وَراءه؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيةً سُجُحاً، ... إِنَّ الرِّجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ والعَصْبُ: شِدَّة الخَلْق، وَمِنْهُ رَجُلٌ مَعْصُوب أَي شَدِيدٌ؛ والمِشْيةُ السُّجُحُ: السَّهْلة؛ وَقِيلَ: التَّخاجُؤُ فِي المَشْي: التَّباطُؤُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: دَعُوا التَّخاجِىءَ، وَالصَّحِيحُ: التَّخاجُؤُ، لأَن التَّفاعُلَ فِي مَصْدَرِ تَفاعَلَ حَقُّهُ أَن يَكُونَ مَضْمُومَ الْعَيْنِ نَحْوَ التَّقاتُلِ والتَّضارُبِ، وَلَا تَكُونُ الْعَيْنُ مَكْسُورَةً إلَّا فِي الْمُعْتَلِّ اللَّامِ نَحْوَ التَّغازِي والتَّرامِي؛ وَالصَّوَابُ فِي الْبَيْتِ: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وَالْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ أَيضاً، كَمَا هُوَ فِي الصِّحَاحِ، دَعُوا التَّخاجِئَ؛ وَقِيلَ: التَّخاجُؤُ مشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُر. والخُجَأَة: الأَحمق، وَهُوَ أَيضاً المُضْطَرِبُ. وَهُوَ أَيضاً الكَثِير اللحْمِ الثَّقِيلُ. أَبو زَيْدٍ: إِذَا أَلَحَّ عَلَيْكَ السائلُ حَتَّى يُبْرِمَكَ ويُمِلَّك قُلْتَ: أَخْجَأَنِي إخْجاءً وأَبْلَطَني. شَمِرٌ: خَجَأْتُ خُجُوءاً: إِذَا انْقَمَعت؛ وخَجِئْتُ: إِذَا اسْتَحْيَيْتَ. والخَجَأُ: الفُحْشُ، مَصْدَرُ خَجِئْتُ. خذأ: خَذِئَ لَهُ وخَذَأَ لَهُ يَخْذَأُ خَذَأً وخَذْءاً وخُذُوءاً: خَضَعَ وانْقادَ لَهُ، وَكَذَلِكَ اسْتَخْذَأْتُ لَهُ، وتركُ الْهَمْزِ فِيهِ لُغَةٌ. وأَخْذَأَه فُلَانٌ أَي ذلَّله. وَقِيلَ لأَعرابي: كَيْفَ تَقُولُ اسْتَخْذَيْت لِيُتَعَرَّفَ منه الهمزُ؟ فقال: الْعَرَبُ لَا تَسْتَخْذِئُ، وهَمَزَه. والخَذَأُ، مَقْصُورٌ: ضَعْفُ النَّفْسِ. خرأ: الخُرْءُ، بِالضَّمِّ: العَذِرةُ. خَرِئَ خِرَاءَةً وخُرُوءَةً وخَرْءاً: سَلَحَ، مِثْلُ كَرِهَ كَرَاهةً وكَرْهاً. وَالِاسْمُ: الخِراءُ، قَالَ الأَعشى: يَا رَخَماً قاظَ عَلَى مَطْلُوبِ، ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارئِ المُطِيبِ وشَعَر الأَسْتاهِ فِي الجَبُوبِ مَعْنَى قَاظَ: أَقام، يُقَالُ: قَاظَ بِالْمَكَانِ: أَقامَ بِهِ فِي القَيْظ. والمُطِيب: المُسْتَنْجِي. والجَبُوبُ: وجهُ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الكُفَّارَ قَالُوا لسَلْمانَ: إِنَّ مُحَمَّدًا يُعَلِّمُكم كلَّ شيءٍ حَتَّى الخِراءةَ. قَالَ: أَجَلْ، أَمَرَنا أَن لَا نَكْتَفِيَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثةِ أَحْجارٍ. ابْنُ الأَثير: الخِراءةُ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: التَّخَلي والقُعود لِلْحَاجَةِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وأَكثر الرُّواة يَفْتَحُونَ الْخَاءَ، قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِالْفَتْحِ مَصْدَرًا وَبِالْكَسْرِ اسْمًا. وَاسْمُ السَّلْحِ: الخُرْءُ. وَالْجَمْعُ خُرُوءٌ، فُعُول، مِثْلَ جُنْدٍ وجُنُودٍ. قَالَ جَوَّاسُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّي يَهْجُو؛ وَقَدْ نَسَبَهُ ابْنُ القَطَّاعِ لجَوَّاس بْنِ القَعْطَلِ وَلَيْسَ لَهُ: كأَنَّ خُروءَ الطَّيْرِ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ، ... إِذَا اجْتَمَعَتْ قَيْسٌ، مَعًا، وتَمِيمُ مَتَى تَسْأَلِ الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمه، ... يَقُلْ لَكَ: إنَّ العائذِيَّ لَئِيمُ كَأَنَّ خروءَ الطَّيْرِ فوقَ رُؤُوسِهم أَي مِنْ ذُلِّهم. وَمِنْ جَمْعِهِ أَيضاً: خُرْآنٌ، وخُرُؤٌ، فُعُلٌ، يُقَالُ: رَمَوْا بِخُرُوئهم وسُلُوحِهم، ورَمَى بخُرْآنِه وسُلْحانِه.

وخُروءَةٌ: فُعولةٌ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ للجُرَذِ والكَلْب. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: طُلِيتُ بشيءٍ كأَنه خُرْءُ الْكَلْبِ؛ وخُرُوءٌ: يَعْنِي النَّوْرَةَ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ للنَّحل والذُّباب. والمَخْرَأَةُ والمَخْرُؤَةُ: مَوْضِعُ الخِراءة. التَّهْذِيبُ: والمَخْرُؤَةُ: الْمَكَانُ الَّذِي يُتَخَلَّى فِيهِ، وَيُقَالُ للمَخْرَج: مَخْرُؤَةٌ ومَخْرَأَةٌ. خسأ: الخاسِئُ مِنَ الكِلاب والخَنازِير وَالشَّيَاطِينِ: البعِيدُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ أَن يَدْنُوَ مِنَ الإِنسانِ. والخاسِئُ: المَطْرُود. وخَسَأَ الكلبَ يَخْسَؤُه خَسْأً وخُسُوءاً، فَخَسَأَ وانْخَسَأَ: طَرَدَه. قَالَ: كالكَلْبِ إِنْ قِيلَ لَهُ اخْسَإِ انْخَسَأْ أَي إِنْ طَرَدْته انْطَرَدَ. اللَّيْثُ: خَسَأْتُ الكلبَ أَي زَجَرْتُه فقلتُ لَهُ اخْسَأْ، وَيُقَالُ: خَسَأْتُه فَخَسَأَ أَي أَبْعَدْتُه فَبَعُد. وَفِي الْحَدِيثِ: فَخَسَأْتُ الكلبَ أَي طَرَدْتُه وأَبْعَدْتُه. والخاسِئُ: المُبْعَدُ، وَيَكُونُ الخاسِئُ بِمَعْنَى الصاغِرِ القَمِئِ. وخَسَأَ الكلبُ بنَفْسِه يَخْسَأُ خُسُوءاً، يَتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وَيُقَالُ: اخْسَأْ إِلَيْكَ واخْسَأْ عنِّي، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: قال اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ : مَعْنَاهُ تَباعُدُ سَخَطٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْيَهُودِ: كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ* أَي مَدْحُورِين. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مُبْعَدِين. وَقَالَ ابْنُ أَبي إِسحاق لبُكَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ: مَا أَلحَن فِي شَيْءٍ. فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ. فَقَالَ: فخُذْ عليَّ كَلِمةً. فَقَالَ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، قُلْ كَلِمهْ؛ ومرَّت بِهِ سِنَّوْرةٌ فَقَالَ لَهَا: اخْسَيْ. فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هُوَ: اخْسَئِي. وَقَالَ أَبو مَهْدِيَّةَ: اخْسَأْنانِّ عَنِّي. قَالَ الأَصمعي: أَظنه يَعْنِي الشَّيَاطِينَ. وخَسَأَ بصَرُه يَخْسَأُ خَسْأً وخُسُوءاً إِذَا سَدِرَ وكَلَّ وأَعيا. وَفِي التَّنْزِيلِ: [يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً، وَهُوَ حَسِيرٌ] وَقَالَ الزَّجَّاجُ: خاسِئاً، أَي صاغِراً، مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ. وتخاسَأَ القومُ بِالْحِجَارَةِ: تَرامَوْا بِهَا. وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ مُخاسأَةٌ. خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصَّوَابِ. وَقَدْ أَخْطَأَ، وَفِي التَّنْزِيلِ: [وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ] عدَّاه بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى عَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وَقَوْلُ رؤْبة: يَا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ، ... فأَنْتَ لَا تَنْسَى، وَلَا تمُوتُ فَإِنَّهُ اكْتَفَى بِذِكْرِ الكَمال والفَضْل، وَهُوَ السَّبَب مِنَ العَفْو وَهُوَ المُسَبَّبُ، وَذَلِكَ أَنّ مِنْ حَقِيقَةِ الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ أَن يَكُونَ الثَّانِي مُسَبَّباً عَنِ الأَول نَحْوُ قَوْلِكَ: إِنْ زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فَالْكَرَامَةُ مُسَبَّبةٌ عَنِ الزِّيَارَةِ، وَلَيْسَ كونُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَيْرَ ناسٍ وَلَا مُخْطِئٍ أمْراً مُسبَّباً عَنْ خَطَإِ رُؤْبَةَ، وَلَا عَنْ إِصَابَتِهِ، إِنَّمَا تِلْكَ صِفَةٌ لَهُ عزَّ اسْمُهُ مِنْ صِفَاتِ نَفْسِهِ لَكِنَّهُ كَلَامٌ مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَاهُ، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عَنِّي لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وَقَدْ يُمَدُّ الخَطَأُ وقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً . وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بِمَعْنًى، وَلَا تَقُلْ أَخْطَيْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وأَخْطَأَه «3» وتَخَطَّأَ لَهُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وتَخَاطَأَ كِلَاهُمَا: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فِيهَا، الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ حَكَاهَا فِي الجُمل. وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عَنْهُ. وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لَمْ يُصِبْه.

_ (3). قوله [وأخطأه] ما قبله عبارة الصحاح وما بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.

وأَخْطَأَ نَوْؤُه إِذَا طَلَبَ حَاجَتَهُ فَلَمْ يَنْجَحْ وَلَمْ يُصِبْ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه سُئل عَنْ رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بيدِها فَقَالَتْ: أَنتَ طالِقٌ ثَلَاثًا. فَقَالَ: خَطَّأَ اللهُ نَوْأَها أَلَّا طَلَّقَتْ نَفسَها ؛ يُقَالُ لمَنْ طَلَبَ حَاجَةً فَلَمْ يَنْجَحْ: أَخْطَأَ نَوْؤُكَ، أَراد جَعَلَ اللَّهُ نَوْأَها مُخطِئاً لَا يُصِيبها مَطَرُه. وَيُرْوَى: خَطَّى اللهُ نَوْأَها ، بِلَا هَمْزٍ، وَيَكُونُ مِنْ خَطَط، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ خَطَّى اللهُ عَنْكَ السوءَ أَي جَعَلَهُ يتَخَطَّاك، يُرِيدُ يَتَعدَّاها فَلَا يُمْطِرُها، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ اللَّامِ، وَفِيهِ أَيضاً حَدِيثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنه قَالَ لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطلَّقت زَوجَها: إِنَّ اللَّهَ خَطَّأَ نَوْأَها أَي لَمْ تُنْجِحْ فِي فِعْلها وَلَمْ تُصِب مَا أَرادت مِنَ الخَلاص. الفرَّاء: خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ، لُغتانِ «1» والخِطْأَةُ: أَرض يُخْطِئُها الْمَطَرُ ويُصِيبُ أُخْرى قُرْبَها. وَيُقَالُ خُطِّئَ عَنْكَ السُوءُ: إِذَا دَعَوْا لَهُ أَن يُدْفَعَ عَنْهُ السُّوءُ، وَقَالَ ابْنُ السِكِّيت: يُقَالُ: خُطِّئَ عَنْكَ السُّوءُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَطَأَ عَنْكَ السُّوءُ أَي أَخطَأَكَ البَلاءُ. وخَطِئَ الرجلُ يَخطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً عَلَى فِعْلَةٍ: أَذنب. وخَطَّأَه تَخْطِئَةً وتَخْطِيئاً: نَسَبه إِلَى الخَطَإِ، وَقَالَ لَهُ أَخْطَأْتَ. يُقَالُ: إنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِي، وَإِنْ أَصَبْتُ فَصَوِّبْنِي، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لِي قَدْ أَسَأْتَ. وتَخَطَّأْتُ لَهُ فِي المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ. وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ. قَالَ أَوفى بْنُ مَطَرٍ الْمَازِنِيُّ: أَلا أَبْلِغا خُلَّتي، جَابِرًا، ... بأَنَّ خَلِيلَكَ لَمْ يُقْتَلِ تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ، ... وأَخَّرَ يَوْمِي، فَلَمْ يَعْجَلِ والخَطَأُ: مَا لَمْ يُتَعَمَّدْ، والخِطْءُ: مَا تُعُمِّدَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كَذَا وَكَذَا هُوَ ضِدُّ العَمْد، وَهُوَ أَن تَقْتُلَ إِنْسَانًا بِفِعْلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لَا تَقْصِد ضرْبه بِمَا قَتَلْتَه بِهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الخَطَإِ والخَطِيئةِ فِي الْحَدِيثِ. وأَخطَأَ يُخطِئُ إِذَا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهواً؛ وَيُقَالُ: خَطِئَ بِمَعْنَى أَخْطَأَ، وَقِيلَ: خَطِئَ إِذَا تَعَمَّدَ، وأَخْطَأَ إِذَا لَمْ يَتَعَمَّدُ. وَيُقَالُ لِمَنْ أَراد شَيْئًا فَفَعَلَ غَيْرَهُ أَو فَعَلَ غَيْرَ الصَّوَابِ: أَخْطَأَ. وَفِي حَدِيثِ الكُسُوفُ: فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدائه ، أَي غَلِطَ. قَالَ: يُقَالُ لِمَنْ أَراد شَيْئًا فَفَعَلَ غَيْرَهُ: أَخْطَأَ، كَمَا يُقَالُ لِمَنْ قَصَد ذَلِكَ، كأَنه في اسْتِعْجاله غَلِظَ فأخَذ دِرْعَ بَعْضِ نِسائهِ عوَض رِدَائِهِ. وَيُرْوَى: خَطا مِنَ الخَطْوِ: المَشْيِ، والأَوّل أَكثر. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَنه تَلِدُه أُمُّه، فَيَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِين ، يُقَالُ: رَجُلٌ خَطَّاءٌ إِذا كَانَ مُلازِماً للخَطايا غيرَ تَارِكٍ لَهَا، وَهُوَ مِنْ أَبْنِية المُبالغَة، وَمَعْنَى يَحْمِلْن بالخَطَّائِينَ أَي بالكَفَرة والعُصاة الَّذِينَ يَكُونُونَ تَبَعاً

_ (1). قوله [خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ لُغَتَانِ] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في صحاح الجوهري عن أبي عبيدة خَطِئَ وأَخْطَأَ لغتان بمعنى وعبارة المصباح قال أبو عبيدة: خَطِئَ خِطْأً من باب علم وأَخْطَأَ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره خَطِئَ في الدين وأَخْطَأَ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وَقِيلَ خَطِئَ إِذَا تَعَمَّدَ إلخ. فانظره وسينقل المؤلف نحوه وكذا لم نجد فيما بأيدينا من الكتب خَطَأَ عنك السوءُ ثلاثياً مفتوح الثاني.

للدَّجال، وَقَوْلُهُ يَحْمِلْنَ النِّساءُ: عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: أَكَلُوني البَراغِيثُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ وَقَالَ الأُموي: المُخْطِئُ: مَنْ أَراد الصَّوَابَ، فَصَارَ إِلَى غَيْرِهِ، والخاطِئُ: مَنْ تعمَّد لِمَا لَا يَنْبَغِي، وَتَقُولُ: لأَن تُخْطِئ فِي الْعِلْمِ أَيسَرُ مِنْ أَن تُخْطِئ فِي الدِّين. وَيُقَالُ: قَدْ خَطِئْتُ إِذَا أَثِمْتَ، فأَنا أَخْطَأُ وأَنا خاطِئٌ؛ قَالَ المُنْذِري: سمعتُ أَبا الهَيْثَم يَقُولُ: خَطِئْتُ: لِمَا صَنَعه عَمْداً، وَهُوَ الذَّنْب، وأَخْطَأْتُ: لِمَا صَنعه خَطَأً، غَيْرَ عَمْدٍ. قَالَ: والخَطَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: اسْمٌ مَنْ أَخْطَأْتُ خَطَأً وإخْطاءً؛ قَالَ: وخَطِئتُ خِطْأً، بِكَسْرِ الْخَاءِ، مَقْصُورٌ، إِذَا أَثَمْتَ. وأَنشد: عِبادُك يَخْطَئُونَ، وأَنتَ رَبٌّ ... كَرِيمٌ، لَا تَلِيقُ بِكَ الذُّمُومُ والخَطِيئةُ: الذَّنْبُ عَلَى عَمْدٍ. والخِطْءُ: الذَّنْبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً ؛ أَي إثْماً. وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ ، أَيْ آثِمِينَ. والخَطِيئةُ، عَلَى فَعِيلة: الذَّنْب، وَلَكَ أَن تُشَدّد الْيَاءَ لأَنَّ كُلَّ يَاءٍ سَاكِنَةٌ قَبْلَهَا كَسْرَةٌ، أَو وَاوٌ سَاكِنَةٌ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ، وَهُمَا زَائِدَتَانِ لِلْمَدِّ لَا لِلْإِلْحَاقِ، وَلَا هُمَا مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، فَإِنَّكَ تَقْلِبُ الْهَمْزَةَ بَعْدَ الْوَاوِ وَاوًا وَبَعْدَ الْيَاءِ يَاءً وتُدْغِمُ وَتَقُولُ فِي مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ، وَفِي خَبِيءٍ خَبِيٍّ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَالْجَمْعُ خَطايا، نَادِرٌ؛ وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِي جَمْعِهِ خَطائئُ، بِهَمْزَتَيْنِ، عَلَى فَعائل، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْهَمْزَتَانِ قُلبت الثَّانِيَةُ يَاءً لأَن قَبْلَهَا كَسْرَةً ثُمَّ اسْتُثْقِلَتْ، وَالْجَمْعُ ثَقِيلٌ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مُعْتَلٌّ، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلِفاً ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الْأُولَى يَاءً لِخَفَائِهَا بَيْنَ الأَلفين؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطِيئةُ فَعيلة، وَجَمْعُهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ خَطائِئَ، بِهَمْزَتَيْنِ، فَاسْتَثْقَلُوا الْتِقَاءَ هَمْزَتَيْنِ، فَخَفَّفُوا الأَخيرةَ مِنْهُمَا كَمَا يُخَفَّف جائئٌ عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ، وكَرِهوا أَن تَكُونَ عِلَّتهُ مِثْلَ عِلَّةِ جائِئٍ لأَن تِلْكَ الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ، وَهَذِهِ أَصلية، فَفَرُّوا بِخَطايا إِلَى يَتَامى، وَوَجَدُوا لَهُ فِي الأَسماء الصَّحِيحَةِ نَظِيراً، وَذَلِكَ مِثْلُ: طاهرٍ وطاهِرةٍ وطَهارَى. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ، قَالَ: الأَصل فِي خَطَايَا كَانَ خَطايُؤاً، فَاعْلَمْ، فَيَجِبُ أَن يُبْدَل مِنْ هَذِهِ الْيَاءِ همزةٌ فَتَصِيرُ خَطائِيَ مِثْلَ خَطاعِعَ، فَتَجْتَمِعُ هَمْزَتَانِ، فقُلِبت الثَّانِيَةُ يَاءً فَتَصِيرُ خَطائِيَ مِثْلَ خَطَاعِيَ، ثُمَّ يَجِبُ أَن تُقْلب الْيَاءُ وَالْكَسْرَةُ إِلَى الْفَتْحَةِ والأَلف فَيَصِيرُ خَطاءا مَثَلَ خَطاعا، فَيَجِبُ أَن تُبْدَلَ الْهَمْزَةُ يَاءً لِوُقُوعِهَا بَيْنَ أَلِفَيْنِ، فَتَصِيرُ خَطايا، وَإِنَّمَا أَبدلوا الْهَمْزَةَ حِينَ وَقَعَتْ بَيْنَ أَلِفَيْنِ لأَنَّ الْهَمْزَةَ مُجانِسَة لِلْأَلِفَاتِ، فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثَةُ أَحرف مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ. الأَزهري فِي الْمُعْتَلِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ*، قَالَ: قرأَ بَعْضُهُمْ خُطُؤَات الشَّيطان مِنَ الخَطِيئَةِ: المَأْثَمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحداً مِنْ قُرّاء الأَمصار قرأَه بِالْهَمْزَةِ وَلَا مَعْنَى لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنّ خَطِيئَته قولهُ: إِنَّ سارةَ أُخْتِي، وقولهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ؛ وقولهُ: إِنِّي سَقِيمٌ. قَالَ: وَمَعْنَى خَطيئتِي أَن الأَنبياء بَشَرٌ، وقَد يَجُوزُ أَن تَقَع عَلَيْهِمُ الخَطِيئةُ إلَّا أَنهم، صلواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، لَا تَكُونُ مِنْهُمُ الكَبِيرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ، صَلواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين. وَقَدْ أَخْطَأَ وخَطِئَ، لغَتان بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

يَا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا أَي إذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قَالَ: وَوَجْهُ الكَلامِ فِيهِ: أَخْطَأْنَ بالأَلف، فَرَدَّهُ إِلَى الثُّلَاثِيِّ لأَنه الأَصل، فَجَعَلَ خَطِئنَ بِمَعْنَى أَخْطَأْنَ، وَهَذَا الشِّعْرُ عَنَى بِهِ الخَيْلَ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْر، وَهَذَا مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى لَفْظِ فاعِلةٍ، كالعافيةِ والجازيةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنهمَا، أَنهم نَصَبُوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وَقَدْ جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ مِنْ نَبْلِهم ، أَي كُلَّ واحِدةٍ لَا تُصِيبُها، والخاطَئةُ هَهُنَا بِمَعْنَى المُخْطِئة. وقولُهم: مَا أَخْطَأَه إِنَّمَا هُوَ تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لَا مِنْ أَخطَأَ. وَفِي المَثل: مَعَ الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، يُضْرَبُ لِلَّذِي يُكثر الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب. وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابنَ الأَعرابي أَنشده: وَلَا يَسْبِقُ المِضْمارَ، فِي كُلِّ مَوطِنٍ، ... مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إلَّا عِرابُها لِكُلِّ امْرئٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُه له، ... خطاءَاتُها، إذا أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها «1» وَيُقَالُ: خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لَا أَرى فِيهِ فُلَانًا، وخَطِيئةُ لَيْلةٍ تمُرُّ بِي أَن لَا أَرى فُلَانًا فِي النَّوْم، كَقَوْلِهِ: طِيل لَيْلَةٍ وَطِيلُ يَوْمٍ «2» خفأ: خَفَأَ الرَّجُلَ خَفْأً: صَرَعَه، وَفِي التَّهْذِيبِ: اقْتَلعه وضَرب بِهِ الأَرضَ. وخَفَأَ فُلَانٌ بَيْتَه: قوَّضَه وأَلْقاه. خلأ: الخِلاءُ فِي الإِبل كالحِرانِ فِي الدَّوابِّ. خَلأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خَلْأ وخِلاءً، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، وخُلُوءاً، وَهِيَ خَلُوءٌ: بَرَكَتْ، أَو حَرَنَتْ مِنْ غَيْرِ علةٍ؛ وَقِيلَ إِذَا لَمْ تَبْرَحْ مَكانَها، وَكَذَلِكَ الجَمَلُ، وَخَصَّ بعضُهم بِهِ الإناثَ مِنَ الْإِبِلِ، وَقَالَ فِي الْجَمَلِ: أَلَحَّ، وَفِي الْفَرَسِ: حَرَنَ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ: خَلأَ؛ يُقَالُ: خَلأَتِ الناقةُ، وأَلَحَّ الجَمَلُ، وحَرَنَ الفرسُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن نَاقَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَلأَتْ بِهِ يومَ الحُدَيْبِية، فَقَالُوا: خَلأَتِ القَصْواءُ؛ فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا خَلأَتْ، وَمَا هُو لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَها حابِسُ الفِيلِ. قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ نَاقَةً: بآرِزةِ الفَقارةِ لَمْ يَخُنْها ... قِطافٌ فِي الرِّكاب، وَلَا خِلاءُ وقال الرَّاجِزُ يَصِفُ رَحَى يَدٍ فاسْتعارَ ذَلِكَ لَهَا: بُدِّلْتُ، مِن وَصْلِ الغَوانِي البِيضِ، ... كَبْداءَ مِلْحاحاً عَلَى الرَّضيضِ، تَخْلأُ إلَّا بيدِ القَبِيضِ القَبِيضُ: الرَّجلُ الشديدُ القَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ؛ والرَّضِيضُ: حِجارةُ المَعادِن فِيهَا الذهبُ وَالْفِضَّةُ؛ والكَبْداءُ الضَخْمةُ الوَسطِ: يَعْنِي رَحًى تَطْحَنُ حجارةَ المَعْدِنِ؛ وتَخْلَأُ: تَقُومُ فَلَا تَجْرِي. وخَلَأَ الإنسانُ يَخْلأُ خُلُوءاً: لَمْ يَبْرَحْ مكانَه، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خِلاءً، وَهِيَ ناقةٌ خالِئٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذَا بَرَكَتْ فَلَمْ تَقُمْ، فَإِذَا قَامَتْ وَلَمْ تَبْرَحْ قِيلَ: حَرَنَتْ تَحْرُنُ حِراناً، وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والخِلاءُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلنَّاقَةِ، وأَكثر مَا يكون

_ (1). قوله [خطاءاتها] كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالإفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة. (2). قوله [كقوله طيل ليلة إلخ] كذا في النسخ وشرح القاموس.

فصل الدال المهملة

الخِلاء مِنْهَا إِذَا ضَبِعَتْ، تَبْرك فَلَا تَثُور. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْجَمَلِ: خَلَأَ يَخْلأُ خِلاءً: إِذَا بَرَكَ فَلَمْ يَقُمْ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ خَلَأَ إلَّا لِلْجَمَلِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يَعْرِفِ ابْنُ شُمَيْلٍ الخِلاء فَجَعَلَهُ لِلْجَمَلِ خَاصَّةً، وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ لِلنَّاقَةِ، وأَنشد قَوْلَ زُهَيْرٍ: بِآرِزَةِ الْفَقَارَةِ لَمْ يَخُنْهَا والتِّخْلِئُ: الدُّنْيَا، وأَنشد أَبو حَمْزَةَ: لو كان، في التِّخْلِئِ، زَيْد مَا نَفَعْ، ... لأَنَّ زَيْداً عاجِزُ الرَّأْيِ، لُكَعْ «1» وَيُقَالُ: تِخْلِئٌ وتَخْلِئٌ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ؛ يُقَالُ: لو كان في التِّخْلِئ مَا نَفَعَهُ. وخالأَ القومُ: تَرَكُوا شَيْئًا وأَخذوا فِي غَيْرِهِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وأَنشد: فلَمَّا فَنَى مَا فِي الكَنائنِ خالَؤُوا ... إِلَى القَرْعِ مِنْ جِلدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ يَقُولُ: فَزِعُوا إِلَى السُّيوف والدَّرَقِ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: كنتُ لكِ كأَبِي زَرْعٍ لأُمّ زرعٍ فِي الأُلفةِ والرِّفاء لا في الفُرقةِ والخِلاء. الخِلاء، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: المُباعَدةُ والمُجانَبةُ. خمأ: الخَمَأُ، مَقْصُورٌ: مَوْضِعٌ. فصل الدال المهملة دأدأ: الدِّئْداءُ: أَشدُّ عَدْوِ البعيرِ. دَأْدَأَ دَأْدأَةً ودِئْداءً، مَمْدُودٌ: عَدا أَشَدَّ العَدْو، ودَأْدَأْت دَأْدَأَةً. قَالَ أَبو دُواد يَزيد بْنِ معاويةَ بْنُ عَمرو بْنِ قَيس بْنِ عُبيد بْنِ رُؤَاس بْنِ كِلاب بْنِ ربيعةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَة الرُّؤاسي، وَقِيلَ فِي كُنيته أَبو دُوادٍ: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوارِسِ، بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ وَكَانَ أَبو عُمر الزاهِدُ يَقُولُ فِي الرُؤَاسي أَحدِ القُرّاء والمُحدِّثين إِنَّهُ الرَّواسِي، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلَى رَواسٍ قَبِيلَةٌ مَنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ يُنْكِرُ أَن يُقَالَ الرؤاسِي بِالْهَمْزِ، كَمَا يَقُولُهُ المُحدِّثون وَغَيْرُهُمْ. وبَيْتُ أَبي دُواد هَذَا الْمُتَقَدِّمُ يُضْرب مَثَلًا فِي شِدَّة الأَمر. يَقُولُ: رَكِبَتْ هَذِهِ المرأَةُ الَّتِي لَهَا بَنُونَ فوارِسُ بَعِيراً صَعباً عُرْياً مِنْ شِدَّة الجَدْبِ، وَكَانَ البَعِيرُ لَا خِطام لَهُ، وَإِذَا كَانَتْ أُمّ الفَوارِس قَدْ بَلَغَ بِهَا هَذَا الجَهدُ فَكَيْفَ غَيرُها؟ والفَوارِسُ فِي الْبَيْتِ: الشُجْعان. يُقَالُ رَجُلٌ فارِسٌ، أَي شُجاعٌ؛ والعُلُطُ: الَّذِي لَا خِطامَ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: بَعِيرٌ عُلُطٌ مُلُطٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ وَسْمٌ؛ والدِّئداءُ والرَّبَعةُ: شِدّة العَدْوِ، قِيلَ: هُوَ أَشَدُّ عَدْو البَعِير. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَبْرٌ تَدَأْدَأَ مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ أَي أَقْبَلَ عَلَيْنَا مُسْرِعاً، وَهُوَ مِنَ الدِّئداء أَشدِّ عَدْوِ الْبَعِيرِ؛ وَقَدْ دَأْدَأَ وتَدَأْدَأَ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَدَهْدَه، فقُلِبَت الهاءُ هَمْزَةً، أَي تَدَحْرَجَ وَسَقَطَ عَلَيْنَا؛ وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: فَتَدَأْدَأَ عَنْ فَرَسِهِ. ودَأْدَأَ الهِلالُ إِذَا أَسرَعَ السَّيرَ؛ قَالَ: وَذَلِكَ أَن يَكُونَ فِي آخِرِ مَنزِل مِنْ منازِل الْقَمَرِ، فَيَكُونُ فِي هُبُوطٍ فَيُدَأْدِئُ فِيهَا دِئْداءً. ودَأْدأَتِ الدابةُ: عَدَتْ عَدْواً فَوْقَ العَنَقِ. أَبو عَمْرٍو: الدَّأْداءُ: النَّخُّ مِنَ السَّيْرِ، وَهُوَ السَّرِيع، والدَّأْدأَة: السُّرْعة والإِحضارُ.

_ (1). قوله [لو كان في التخلئ إلخ] في التكملة بعد المشطور الثاني: إذا رأى الضيف توارى وانقمع

وَفِي النَّوَادِرِ: دَوْدَأَ فُلَانٌ دَوْدأَةً وتَوْدَأَ تَوْدَأَةً وكَوْدَأَ كَوْدَأَةً إِذَا عَدا. والدَّأْدَأَةُ والدِّئداءُ فِي سَيْرِ الْإِبِلِ: قَرْمَطةٌ فَوْقَ الحَفْد. ودَأْدَأَ فِي أَثَرِه: تَبِعَه مُقْتَفِياً لَهُ؛ ودَأْدَأَ مِنْهُ وتَدَأْدَأَ: أَحْضَر نَجَاءً مِنْهُ، فتَبِعَه وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ. والدَّأْدَاءُ والدُّؤْدُؤُ والدُّؤْدَاءُ «2» والدِّئدَاءُ: آخَرُ أَيام الشَّهْرِ. قَالَ: نحنُ أَجَزْنا كُلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ، ... فِي الحَجِّ، مِنْ قَبْلِ دَآدِي المُؤْتَمِرْ أَراد دَآدِئَ المُؤْتَمرِ، فأَبدل الْهَمْزَةَ يَاءً ثُمَّ حَذَفَهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ الأَعشى: تَدَارَكَه فِي مُنْصِل الأَلِّ، بَعْدَ ما ... مَضَى، غَيْرَ دَأْدَاءٍ، وَقَدْ كادَ يَعْطَبُ قَالَ الأَزهري: أَراد أَنه تَدارَكَه فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ ليالِي رجبٍ، وَقِيلَ الدَأْدَاءُ والدِّئداءُ: لَيْلَةُ خمسٍ وسِتٍّ وسبعٍ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْعَرَبُ تُسَمِّي لَيْلَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعٍ وَعِشْرِينَ الدَّآدِئَ، وَالْوَاحِدَةُ دَأْدَاءَةٌ؛ وَفِي الصحاحِ: الدَآدِئُ: ثلاثُ ليالٍ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ قبلَ لَيَالِي المِحاق، والمِحاقُ آخِرُها؛ وَقِيلَ: هِيَ هِيَ؛ أَبو الْهَيْثَمِ: اللَّيَالِي الثلاثُ الَّتِي بَعْدَ المِحاقِ سُمِّينَ دَآدِئَ لأَن الْقَمَرَ فِيهَا يُدَأْدِئُ إِلَى الغُيوب أَي يُسْرِعُ، مِنْ دَأْدَأَةِ الْبَعِيرِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: فِي لَيَالِي الشَّهْرِ ثلاثٌ مِحاقٌ وثلاثٌ دَآدِئُ؛ قَالَ: والدَّآدِئُ: الأَواخر، وأَنشد: أَبْدَى لَنَا غُرَّةَ وَجْهٍ بَادِي، ... كَزُهْرَةِ النُّجُومِ فِي الدَّآدِي وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن صَوْمِ الدَّأْدَاءِ ، قِيلَ: هُوَ آخِرُ الشَّهْرِ؛ وَقِيلَ: يومُ الشَّكِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ عُفْرُ الليالِي كالدَّآدِئِ ؛ العُفْرُ: البِيضُ المُقْمِرةُ، والدَّآدِئُ: المُظلِمةُ لِاخْتِفَاءِ الْقَمَرِ فِيهَا. والدَأْدَاءُ: اليومُ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ أَمِنَ الشَّهرِ هُوَ أَمْ مِنَ الآخَرِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ عَنْ أَبي بَكْرٍ: الدَّأْدَاءُ الَّتِي يُشَكُّ فِيهَا أَمِن آخِر الشهرِ الْمَاضِي هِيَ أَمْ مِنْ أَوَّلِ الشَّهرِ المُقْبِل، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وَقَدْ كادَ يَعْطَبُ وليلةٌ دأْدَاءٌ ودَأْدَاءَةٌ: شديدةُ الظُّلْمة. وتَدَأْدَأَ القومُ: تزاحَمُوا، وكلُّ مَا تَدَحْرَج بَيْنَ يَدَيْك فذَهَب فَقَدْ تَدَأْدَأَ. ودَأْدَأَةُ الحَجرِ: صَوْتُ وَقْعه عَلَى المَسِيلِ. اللَّيْثُ: الدَّأْدَاءُ: صَوْتُ وَقعِ الحِجارة فِي المَسِيل. الْفَرَّاءُ، يُقَالُ: سَمِعْتُ لَهُ دَوْدَأَةً أَي جَلَبةً، وَإِنِّي لأَسْمَع لَهُ دَوْدَأَةً مُنْذ اليومِ أَي جَلَبةً. ورأَيت فِي حَاشِيَةِ بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ ودَأْدَأَ: غَطَّى. قَالَ: وَقَدْ دَأْدَأْتُمُ ذاتَ الوُسومِ وتَدَأْدَأَتِ الإِبِلُ، مِثْلُ أَدَّتْ، إِذَا رَجَّعَت الحنِينَ فِي أَجوافِها. وتَدأْدَأَ حِمْلُه: مالَ. وتَدَأْدَأَ الرَّجل فِي مَشْيِه: تَمَايَلَ، وتَدأْدَأَ عَنِ الشيءِ: مَالَ فَتَرَجَّحَ بِهِ. ودَأْدَأَ الشيءَ: حَرَّكه وسَكَّنَه.

_ (2). قوله [والدُؤْدَاءُ] كذا ضبط في هامش نسخة من النهاية يوثق بضبطها معزوّاً للقاموس ووقع فيه وفي شرحه المطبوعين الدُؤْدُؤُ كهُدْهُدٍ والثابت فيه على كلا الضبطين ثلاث لغات لا أربع.

والدَّأْداءُ: عَجلة «1» جَواب الأَحْمق. والدَّأْدَأَةُ: صَوْتُ تَحريكِ الصَّبِيِّ فِي المَهْد. والدَّأْدَاءُ: مَا اتَّسَع مِنَ التِّلاع. والدَّأْدَاء: الفَضاء، عَنْ أَبي مَالِكٍ. دبأ: دَبَّأَ عَلَى الأَمرِ: غَطَّى؛ أَبو زَيْدٍ: دَبَّأْتُ الشيءَ ودَبَّأْتُ عَلَيْهِ إِذَا غَطَّيْتَ عَلَيْهِ. ورأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ: دَبَأْتُه بالعَصا دَبْأً: ضَرَبْته. دثأ: الدَّثَئِيُّ مِنَ المطَر: الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ. قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الَّذِي يجيءُ إِذَا قاءَت الأَرضُ الكَمأَة، والدَّثَئِيُّ: نِتَاجُ الغَنمِ فِي الصَّيف، كلُّ ذَلِكَ صِيغَ صِيغةَ النَّسب وليس بِنَسَب. درأ: الدَّرْءُ: الدَّفْع. دَرَأَهُ يَدْرَؤُهُ دَرْءًا ودَرْأَةً: دَفَعَهُ. وتَدارَأَ القومُ: تَدافَعوا فِي الخُصومة وَنَحْوِهَا واخْتَلَفوا. ودَارَأْتُ، بِالْهَمْزِ: دافَعْتُ. وكلُّ مَن دَفَعْتَه عَنْكَ فَقَدْ دَرَأْتَه. قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: كانَ عَنِّي يَردُّ دَرْؤُكَ، بَعْدَ ... اللَّهِ، شَغْبَ المُسْتَصْعِبِ، المِرِّيد يَعْنِي كَانَ دَفْعُكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: [فَادَّارَأْتُمْ فِيها ]. وَتَقُولُ: تَدارأْتم، أَي اخْتَلَفْتُم وتَدَافَعتُم. وَكَذَلِكَ ادَّارَأْتُمْ، وأَصله تَدارَأْتُمْ، فأُدْغِمت التاءُ فِي الدَّالِ واجتُلِبت الأَلف لِيَصِحَّ الابتداءُ بِهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا تَدارَأْتُمْ فِي الطَّرِيقِ أَي تَدافَعْتم واخْتَلَفْتُمْ. والمُدارأَةُ: المُخالفةُ والمُدافَعَةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُدارِئُ وَلَا يُمارِي؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَا يُداري وَلَا يُمارِي أَي لَا يُشاغِبُ وَلَا يُخالِفُ، وَهُوَ مَهْمُوزٌ، وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ ليُزاوِجَ يُمارِي. وأَما المُدارأَة فِي حُسْنِ الخُلُق والمُعاشَرة فَإِنَّ ابْنَ الأَحمر يَقُولُ فِيهِ: إِنَّهُ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. يُقَالُ: دَارَأْتُه مدارأَةً ودارَيْتُه إِذَا اتَّقيتَه ولايَنْتَه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَنْ هَمَزَ، فَمَعْنَاهُ الاتّقاءُ لشَرِّه، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ جَعَلَهُ مِنْ دَرَيْتُ بِمَعْنَى خَتَلْتُ؛ وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَرِيكي، فكانَ خَيْرَ شَرِيكٍ لَا يُدارِئُ وَلَا يُمارِي. قَالَ أَبو عبيد: المُدارأَةُ ههنا مهموزة مِنْ دارَأْتُ، وَهِيَ المُشاغَبةُ والمُخالَفةُ عَلَى صَاحِبِكَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَادَّارَأْتُمْ فِيها ، يَعْنِي اختلافَهم فِي القَتِيل؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى فادَّارَأْتُم: فتَدارأْتُم، أَي تَدافَعْتُم، أَي أَلقَى بعضُكم إِلَى بعضٍ، يُقَالُ: دَارَأْتُ فُلَانًا أَي دافَعْتُه. وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ فِي المختلعةِ إِذَا كَانَ الدَّرْءُ مِنْ قِبَلِها، فَلَا بأْس أَن يأْخذ مِنْهَا ؛ يَعْنِي بالدَّرْءِ النُّشوزَ والاعْوِجاجَ والاختِلافَ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا تَتعلَّموا العِلْم لِثَلَاثٍ وَلَا تَتْرُكوه لِثلاثٍ: لَا تَتعلَّموه للتَّدارِي وَلَا للتَّمارِي وَلَا للتَّباهِي، وَلَا تَدَعُوه رَغبْةً عَنْهُ، وَلَا رِضاً بالجَهْل، وَلَا اسْتِحْياءً مِنَ الفِعل لَهُ. ودارَأْتُ الرَّجُلَ: إِذَا دافَعْتَه، بِالْهَمْزِ. والأَصل فِي التَّدارِي التَّدارُؤُ، فتُرِكَ الهَمز ونُقِلَ الْحَرْفُ إِلَى التَّشْبِيهِ بالتَّقاضِي والتَّداعِي.

_ (1). قوله [والدَأْدَاء عجلة] كذا في النسخ وفي نسخة التهذيب أيضاً والذي في شرح القاموس والدَأْدَأَة عجلة إلخ.

وإِنه لَذُو تُدْرَإٍ أَي حِفاظٍ ومَنَعةٍ وقُوَّةٍ عَلَى أَعْدائه ومُدافَعةٍ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الحَرْب والخُصومة، وَهُوَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ للدَّفْع، تاؤهُ زَائِدَةٌ، لأَنه مِنْ دَرَأْتُ ولأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ جُعْفَرٍ. ودرأْتُ عَنْهُ الحَدَّ وغيرَه، أَدْرَؤُهُ دَرْءاً إِذا أَخَّرْته عَنْهُ. ودَرَأْتُه عَنِّي أَدْرَؤُه دَرْءاً: دَفَعْته. وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نَحْرِ عَدُوِّيِ لَتَكْفِيَنِي شَرَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: ادْرَؤُوا الحُدود بالشُّبُهاتِ أَي ادْفَعُوا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَدْرَأُ بِك فِي نُحورهم أَي أَدْفَع بِكَ لتَكْفِيَنِي أَمرَهم، وَإِنَّمَا خصَّ النُّحور لأَنه أَسْرَعُ وأَقْوَى فِي الدَّفْع والتمكُّنِ مِنَ المدفوعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي فجاءَت بَهْمةٌ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَمَا زَالَ يُدارِئُها أَي يُدافِعُها؛ ورُوِي بِغَيْرِ هَمْزٍ مِنَ المُداراة؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَلَيْسَ مِنْهَا. وَقَوْلُهُمْ: السُّلطان ذُو تُدْرَإٍ، بِضَمِّ التاءِ، أَي ذُو عُدّةٍ وقُوّةٍ عَلَى دَفْعِ أَعْدائه عَنْ نَفْسِهِ، وَهُوَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِلدَّفْعِ، وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي تَرْتُبٍ وتَنْضُبٍ وتَتْفُلٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذُو تُدْرَإٍ أَي ذُو هُجومٍ لَا يَتَوَقَّى وَلَا يَهابُ، فَفِيهِ قوَّةٌ عَلَى دَفْع أَعدائه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَقَدْ كنتُ، فِي القَوْم ذَا تُدْرَإٍ، ... فلَمْ أُعْطَ شَيْئًا، ولَمْ أُمْنَعِ وانْدَرَأْتُ عَلَيْهِ انْدِراءً، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ انْدَرَيْتُ. وَيُقَالُ: دَرَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ دُرُوءاً إِذَا خَرَجَ مُفاجَأَةً. وجاءَ السَّيْلُ دَرْءاً: ظَهْراً. ودَرَأَ فُلَانٌ عَلَيْنَا، وطَرَأَ إِذَا طَلَعَ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي. غيرُه: وانْدَرَأَ عَلَيْنَا بِشَرٍّ وتَدَرَّأَ: انْدَفَع. ودَرَأَ السَّيْلُ وانْدَرَأَ: انْدَفَع. وجاءَ السيلُ دَرءاً وَدُرْءاً إِذَا انْدَرَأَ مِنْ مَكَانٍ لَا يُعْلَمُ بِهِ فِيهِ؛ وَقِيلَ: جاءَ الوادِي دُرْءاً بِالضَّمِّ، إِذَا سالَ بِمَطَرِ وادٍ آخَرَ؛ وَقِيلَ: جاءَ دَرْءاً أَي مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، فَإِنْ سالَ بمطَر نَفْسِه قِيلَ: سَالَ ظَهْراً، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الرُّجَّازِ الدَّرْءَ لِسَيَلَانِ الْمَاءِ مِنْ أَفْواهِ الإِبل فِي أَجْوافِها لأَن الماءَ إِنَّمَا يَسِيل هُنَالِكَ غَرِيبًا أَيضاً إذْ أَجْوافُ الإِبِل لَيْسَتْ مِنْ مَنابِعِ الْمَاءِ، وَلَا مِنْ مَناقِعه، فَقَالَ: جابَ لَها لُقْمانُ، فِي قِلاتِها، ... مَاءً نَقُوعاً لِصَدى هاماتِها تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها، ... يَسِيلُ دُرْءاً بَيْنَ جانِحاتِها فَاسْتَعَارَ للإِبل جَحَافِلَ، وَإِنَّمَا هِيَ لِذَوَاتِ الحوافِر، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. ودَرَأَ الوادِي بالسَّيْلِ: دَفَعَ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صادَفَ دَرْءُ السَّيْلِ دَرْءاً يَدْفَعُه يُقَالُ لِلسَّيْلِ إِذا أَتاك مِنْ حَيْثُ لَا تَحْتَسِبه: سيلٌ دَرْءٌ أَي يَدْفَع هَذَا ذاكَ وذاكَ هَذَا. وقولُ العَلاءِ بْنِ مِنْهالٍ الغَنَوِيِّ فِي شَرِيك بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِي: ليتَ أَبا شَرِيكٍ كَانَ حَيّاً، ... فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكْ ويَتْرُكَ مِن تَدَرِّيهِ عَلَيْنا، ... إِذَا قُلْنا لَهُ هَذَا أَبُوكْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا أَرَادَ مِنْ تَدَرُّئِه، فأَبدل الْهَمْزَةَ

إِبِدَالًا صَحِيحًا حَتَّى جَعَلَهَا كَأَن مَوْضُوعَهَا الْيَاءُ وَكَسَرَ الرَّاء لِمُجَاوَرَةِ هَذِهِ الياءِ الْمُبْدَلَةِ كَمَا كَانَ يَكْسِرُهَا لَوْ أَنها فِي مَوضُوعِها حرفُ عِلة كَقَوْلِكَ تَقَضِّيها وتَخَلِّيها، وَلَوْ قَالَ مِنْ تَدَرُّئِه لَكَانَ صَحِيحًا، لأَن قَوْلَهُ تَدَرُّئه مُفاعَلتن؛ قَالَ: وَلَا أَدري لِمَ فَعَلَ العَلاءُ هَذَا مَعَ تَمَامِ الْوَزْنِ وَخُلُوصِ تَدَرُّئِه مِنْ هَذَا الْبَدَلِ الَّذِي لَا يَجُوزُ مثلُه إِلَّا فِي الشِّعْرِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يَكُونَ العَلاءُ هَذَا لُغَتُهُ الْبَدَلُ. ودَرَأَ الرجلُ يَدْرَأُ دَرْءًا ودُرُوءًا: مِثْلُ طَرَأَ. وَهُمُ الدُّرَّاءُ والدُّرَآءُ. ودَرَأَ عَلَيْهِمْ دَرْءًا ودُرُوءًا: خَرَجَ، وَقِيلَ خَرج فَجْأَةً، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أُحَسُّ لِيَرْبُوعٍ، وأَحْمِي ذِمارَها، ... وأَدْفَعُ عَنْهَا مِنْ دُرُوءِ القَبائِل أَي مِنْ خُروجِها وحَمْلِها. وَكَذَلِكَ انْدَرَأَ وتَدَرَّأَ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّارِئُ: العدوُّ المُبادِئُ؛ والدَارِئُ: الغريبُ. يُقَالُ: نحنُ فُقَراءُ دُرَآءُ. والدَّرْءُ: المَيْلُ. وانْدَرَأَ الحَريقُ: انْتَشَرَ. وكَوْكَبٌ دُرِّيءٌ عَلَى فُعِّيلٍ: مُندفعٌ فِي مُضِيِّهِ مَن المَشرِق إِلَى المَغرِب مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ دَرَارِيءُ عَلَى وَزْنِ دَرارِيعَ. وَقَدْ دَرَأَ الكَوْكَبُ دُرُوءاً. قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: سأَلت رَجُلًا مِن سعْد بْنِ بَكر مِنْ أَهل ذاتِ عِرْقٍ فَقُلْتُ: هَذَا الكوكبُ الضَّخْمُ مَا تُسمُّونه؟ قَالَ: الدِّرِّيءُّ، وَكَانَ مِنْ أَفصح النَّاسِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنْ ضَمَمْتَ الدَّال، فَقُلْتَ دُرِّيٌّ، يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلَى الدُّرِّ، عَلَى فُعْلِيٍّ، وَلَمْ تَهْمِزْهُ، لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فُعِّيلٌ. قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْمَكَانِ قَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ أَنه يَدْخُلُ فِي الْكَلَامِ فُعِّيلٌ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ للعُصْفُر: مُرِّيقٌ، وكَوْكَبٌ دُرِّيءٌ، وَمَنْ هَمَزَهُ مِنَ القُرّاء، فَإِنَّمَا أَرَادَ فُعُّولًا مِثْلَ سُبُّوحٍ، فَاسْتَثْقَلَ الضَّمَّ، فرَدَّ بعضَه إِلَى الْكَسْرِ. وَحَكَى الأَخفش عَنْ بَعْضِهِمْ: دَرِّيءٌ، مَنْ دَرَأْتُه، وَهَمَزَهَا وَجَعَلَهَا عَلَى فَعِّيل مَفتوحةَ الأَوّل؛ قَالَ: وَذَلِكَ مِنْ تَلَأْلُئِه. قَالَ الفرّاءُ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الكواكِبَ العِظامَ الَّتِي لَا تُعرف أَسماؤُها: الدَّرارِيَّ. التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، رُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ أَنه قرأَها دُرِّيٌّ، فَضَمَّ الدَّالَ، وأَنكره النَّحْوِيُّونَ أَجمعون، وَقَالُوا: دِرِّيءٌ، بِالْكَسْرِ وَالْهَمْزِ، جيِّد، عَلَى بِنَاءِ فِعِّيلٍ، يَكُونُ مِنَ النُّجُومِ الدَّرَارِئ الَّتِي تَدْرَأُ أَي تَنحَطُّ وتَسير؛ قَالَ الفرّاءُ: الدِّرِّيءُ مِنَ الكَواكِب: الناصِعة؛ وَهُوَ مِنْ قَوْلِكِ: دَرَأَ الكَوْكَبُ كأَنه رُجِمَ بِهِ الشيطانُ فَدَفَعَه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: دَرَأَ فُلَانٌ عَلَيْنَا أَي هَجَم. قَالَ والدِّرِّيءُ: الكَوكَبُ المُنْقَضُّ يُدْرَأُ عَلَى الشَّيْطَانِ، وأَنشد لأَوْس بْنِ حَجَر يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيّاً: فانْقَضَّ، كالدِّرِّيء، يَتْبَعُه ... نَقْعٌ يَثُوبُ، تخالُه طُنُبَا قَوْلُهُ: تَخالُه طُنُبا: يُرِيدُ تَخاله فُسْطاطاً مَضْرُوبًا. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ دَرَأَتِ النارُ إِذا أَضاءَتِ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: يُقَالُ دَرَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ وطَرأَ إِذا طَلَعَ فَجْأَة. ودَرأَ الكَوكَبُ دُرُوءًا، مِنْ ذَلِكَ. قَالَ، وَقَالَ نَصْرٌ الرَّازِيُّ: دُرُوءُ الكَوكبِ: طُلُوعُه. يُقَالُ: دَرَأَ عَلَيْنَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه أَنه صَلَّى المَغْرِبَ،

فَلَمَّا انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعةً مِنْ حَصَى الْمَسْجِدِ، وأَلْقَى عَلَيْها رَداءَهُ، واسْتَلْقَى أَي سَوَّاها بيدِه وبَسَطَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: يَا جارِيةُ ادْرَئِي إلَيَّ الوِسادَةَ أَي ابْسُطِي. وتقولُ: تَدَرَّأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَي تَطَاول. قَالَ عَوفُ بْنُ الأَحْوَصِ: لَقِينا، مِنْ تَدَرُّئِكم عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَراتِنا، ذاتَ العَراقِي أَراد بِقَوْلِهِ ذَاتَ العَراقِي أَي ذاتَ الدَّواهِي، مأْخوذ مِنْ عَراقِي الإِكام، وَهِيَ الَّتِي لَا تُرْتَقَى إلَّا بِمَشَقَّةٍ. والدَّرِيئة: الحَلْقةُ الَّتِي يَتَعَلَّم الرَّامي الطَّعْنَ والرَّمْيَ عَلَيْهَا. قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: ظَلِلْتُ كأَنِّي للرِّماح دَرِيئةٌ، ... أُقاتِلُ عَنْ أَبنْاءِ جَرْمٍ، وفَرَّتِ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مَهْمُوزٌ. وَفِي حَدِيثِ دُرَيْد بْنِ الصِّمة فِي غَزْوة حُنَيْن: دَرِيئَةٌ أَمامَ الخَيْلِ. الدَّرِيئةُ: حَلْقةٌ يُتَعَلَّم عَليْها الطَّعْنُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الدَرِيئةُ، مَهْمُوزٌ: البَعِير أَو غيرُه الَّذِي يَسْتَتِرُ بِهِ الصَّائِدُ مِنَ الوحْشِ، يَخْتِل حتَّى إِذَا أَمْكَنَ رَمْيُه رَمَى؛ وأَنشد بَيْتَ عَمْرو أَيضاً، وأَنشد غَيْرَهُ فِي هَمْزِهِ أَيْضًا: إِذَا ادَّرَؤُوا منْهُمْ بِقِرْدٍ رَمَيْتُه ... بِمُوهِيةٍ، تُوهِي عِظامَ الحَواجِب غَيْرُهُ: الدَّرِيئَةُ: كُّل مَا اسْتُتِرُ بِهِ مِنَ الصيْد ليُخْتَلَ مِنْ بَعِير أَو غَيْرِهِ هُوَ مَهْمُوزٌ لأَنها تُدْرَأُ نَحْوَ الصيْدِ أَي تُدْفَع، وَالْجَمْعُ الدَّرايا والدَرائِئُ، بِهَمْزَتَيْنِ، كِلَاهُمَا نَادِرٌ. ودَرَأَ الدَّرِيئَةَ لِلصَّيْدِ يَدرَؤُها دَرْءًا: ساقَها واسْتَتَرَ بِهَا، فَإِذَا أَمْكَنه الصيدُ رَمَى. وتَدَرَّأَ القومُ: اسْتَتَرُوا عَنِ الشَّيْءِ ليَخْتِلُوه. وادَّرَأْتُ للصيْدِ، عَلَى افْتَعَلْتُ: إِذا اتَّخَذْت لَهُ دَرِيئةً. قَالَ ابْنُ الأَثير: الدَّريَّة، بِغَيْرِ هَمْزٍ: حَيَوَانٌ يَسْتَتِر بِهِ الصائدُ، فَيَتْرُكُه يَرْعَى مَعَ الوحْش، حَتَّى إِذَا أَنِسَتْ بِهِ وأَمكَنَتْ مِنْ طالِبها، رَماها. وَقِيلَ عَلَى العَكْسِ مِنْهُمَا فِي الْهَمْزِ وتَرْكِه. الأَصمعي: إِذا كَانَ مَعَ الغُدّة، وَهِيَ طاعونُ الإِبل، ورَمٌ فِي ضَرْعها فَهُوَ دارِئٌ. ابْنُ الأَعرابي: إِذَا دَرَأَ البعيرُ مِنْ غُدَّته رَجَوْا أَن يَسْلَم؛ قَالَ: ودَرَأَ إِذَا وَرِمَ نَحْرُه. ودَرَأَ البعيرُ يَدْرَأُ دُرُوءًا فَهُوَ دارِئٌ: أَغَدَّ ووَرِمَ ظَهْرُه، فَهُوَ دارِئٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى دارئٌ، بِغَيْرِ هاءٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ناقةٌ دارِيٌ إِذَا أَخَذَتْها الغُدَّةُ مِنْ مَراقِها، واسْتَبانَ حَجْمُها. قَالَ: وَيُسَمَّى الحَجْمُ دَرْءاً بِالْفَتْحِ؛ وحَجْمُها نُتوؤُها، والمَراقُ بِتَخْفِيفِ الْقَافِ: مَجرى الْمَاءِ مِنْ حَلْقِها، وَاسْتَعَارَهُ رؤْبة للمُنْتَفِخِ المُتَغَضِّب، فَقَالَ: يَا أَيُّها الدّارِئُ كَالمنْكُوفِ، ... والمُتَشَكِّي مَغْلةَ المَحْجُوفِ جَعَلَ حِقْده الَّذِي نَفَخَهُ بِمَنْزِلَةِ الْوَرَمِ الَّذِي فِي ظَهْرِ الْبَعِيرِ، والمَنْكُوفُ: الَّذِي يَشْتَكي نَكَفَتَه، وَهِيَ أَصل اللِّهْزِمة. وأَدْرَأَتِ الناقةُ بضَرْعِها، وَهِيَ مُدْرِئ إِذَا اسْتَرْخَى ضَرعُها؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذَا أَنزلت اللَّبَنَ عندَ النِّتاجِ.

والدَّرْءُ، بِالْفَتْحِ: العَوَجُ فِي الْقَنَاةِ والعَصا وَنَحْوِهَا مِمَّا تَصْلُبُ وتَصْعُبُ إِقامتُه، وَالْجَمْعُ: دُروءٌ. قَالَ الشَّاعِرُ: إنَّ قَناتي مِنْ صَلِيباتِ القَنا، ... عَلَى العِداةِ أَن يُقِيموا دَرْأَنا وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّرْءُ، بِالْفَتْحِ: العَوَجُ، فأَطْلَق. يُقَالُ: أَقمتُ دَرْءَ فُلَانٍ أَي اعْوِجاجَه وشَعْبَه؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: وكُنَّا، إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، ... أَقَمْنا لَه مِن دَرْئِهِ، فَتَقَوَّما وَمِنَ النَّاسِ مَن يَظُنُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلْفَرَزْدَقِ، وَلَيْسَ لَهُ، وَبَيْتُ الْفَرَزْدَقِ هُوَ: وكنَّا، إِذَا الْجَبَّارُ صعَّر خَدَّهُ، ... ضَرَبْناه تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ وَكَنَّى بالأُنثيين عَنِ الأُذُنَينِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: بِئر ذاتُ دَرْءٍ، وَهُوَ الحَيْدُ. ودُرُوءُ الطريقِ: كُسُورُه وأَخاقِيقُه، وطرِيقٌ ذُو دُروءٍ، عَلَى فُعُولٍ: أَي ذُو كُسورٍ وحَدَبٍ وجِرفَةٍ. والدَّرْءُ: نادِرٌ. يَنْدُرُ مِنَ الجبلِ، وَجَمْعُهُ دُروءٌ. ودرأَ الشيءَ بالشيءِ «2»: جَعَلَهُ لَهُ رِدْءًا. وأَرْدَأَهُ: أَعانه. وَيُقَالُ: دَرَأْتُ لَهُ وِسادَةً إِذَا بَسَطْتَها. ودَرَأْتُ وضِينَ البعيرِ إِذَا بَسَطْتَه عَلَى الأَرضِ ثُمَّ أَبْرَكْته عَلَيْهِ لِتَشُدَّه بِهِ، وَقَدْ دَرَأْتُ فُلَانًا الوَضينَ «3» عَلَى الْبَعِيرِ ودارَيْتُه، وَمِنْهُ قَوْلُ المُثَقِّبِ العَبْدِي: تقُول، إِذَا دَرأْتُ لَهَا وَضِيني: ... أَهذا دِينُه أَبَداً ودِيني؟ قَالَ شَمِرٌ: دَرَأْتُ عَنِ الْبَعِيرِ الحَقَبَ: دَفَعْتُه أَي أَخَّرْته عَنْهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ فِيهِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ بَسَطْتُه عَلَى الأَرض وأَنَخْتُها عَلَيْهِ. وتَدَرَّأَ القومُ: تعاوَنُوا «4». ودَرَأَ الحائطَ ببناءٍ: أَلزَقَه بِهِ. ودَرَأَه بِحَجَرٍ: رَمَاهُ، كرَدَأَه؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وبالتَّرْك قَدْ دَمَّها نَيُّها، ... وذاتُ المُدارَأَة العائطُ المَدْمُومةُ: المَطْلِيّةُ، كأَنها طُلِيَتْ بشَحْمٍ. وذاتُ المُدارَأَةِ: هِيَ الشَّدِيدةُ النَّفْسِ، فَهِيَ تَدْرَأُ. وَيُرْوَى: وذاتُ المُداراةِ والعائطُ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْهَمْزَ وترك الهمز جائز. دفأ: الدِّفْءُ والدَّفَأُ: نَقِيضُ حِدّةِ البَرْدِ، وَالْجَمْعُ أَدْفاء. قال ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ العدوِي: فَلَمَّا انْقضَى صِرُّ الشِّتاءِ، وآنَسَتْ، ... مِنَ الصَّيْفِ، أَدْفاءَ السُّخُونةِ فِي الأَرْضِ والدَّفَأُ، مهموز مقصور: هو الدِّفءُ نَفْسُهُ، إلَّا أَنَ

_ (2). قوله [ودرأ الشيء بالشيء إلخ] سهو من وجهين الأَول: أن قوله وأردأه أعانه ليس من هذه المادة. الثاني: أن قوله ودرأ الشيء إلخ صوابه وردأ كما هو نص المحكم وسيأتي في ردأ ولمجاورة ردأ لدرأ. فيه سبقة النظر إليه وكتبه المؤلف هنا سهواً. (3). قوله [وَقَدْ دَرَأْتُ فُلَانًا الْوَضِينَ] كذا في النسخ والتهذيب. (4). قوله [وتدرأ القوم إلخ] الذي في المحكم في مادة ردأ ترادأ القوم تعاونوا وَرَدَأَ الْحَائِطَ بِبِنَاءٍ أَلْزَقَهُ بِهِ وَرَدَأَهُ بِحَجَرٍ رَمَاهُ كرداه فطغا قلمه لمجاوة ردأَ لدرأَ فسبحان من لا يسهو ولا يغتر بمن قلد اللسان.

الدِّفْءَ «1» كأَنه اسْمٌ شِبْه الظِّمْء، والدَّفَأُ شِبه الظَّمَإِ. والدَّفاء، مَمدود: مَصْدَرُ دَفِئْتُ مِنَ الْبَرَدِ دَفاءً؛ والوَطَاء: الِاسْمُ مِنَ الفِراش الوَطِيء، والكَفاء: هُوَ الكُفْءُ مِثْلُ كِفاء الْبَيْتِ؛ وَنَعْجَةٌ بِهَا حَثاء إِذَا أَرادت الْفَحْلَ؛ وَجِئْتُكَ بالهَواء وَاللَّوَاءِ أَي بِكُلِّ شَيْءٍ؛ والفَلاء: فَلاء الشَعر وأَخذك مَا فِيهِ، كَلِمَةٌ مَمْدُودَةٌ. وَيَكُونُ الدِّفْءُ: السُّخونَة؛ وَقَدْ دَفِئَ دَفاءةً مِثْلُ كَرِهَ كَراهةً ودَفَأً مِثْلُ ظَمِئَ ظَمَأً؛ ودَفُؤَ وتَدَفَّأَ وادَّفأَ واسْتَدْفَأَ. وأَدْفَأَه: أَلْبَسه مَا يُدْفئه؛ وَيُقَالُ: ادَّفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لبست مَا يُدْفئُني، وَهَذَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَتْرُكُ الْهَمْزَ، وَالِاسْمُ الدِّفْءُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يُدْفئُك، وَالْجَمْعُ الأَدْفاءُ. تَقُولُ: مَا عَلَيْهِ دِفْءٌ لأَنه اسْمٌ، وَلَا تَقُلْ مَا عَلَيْهِ دَفاءةٌ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ؛ وَتَقُولُ: اقْعُد فِي دِفْءِ هَذَا الحائطِ أَي كِنِّه. وَرَجُلٌ دَفِئٌ، عَلَى فَعِلٍ، إِذَا لَبِسَ مَا يُدْفِئه: والدِّفاءُ: مَا اسْتُدْفِئَ بِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَنه سَمِعَ أَبا الدِّينَارِ يُحَدِّثُ عَنْ أَعرابية أَنها قَالَتْ: الصِّلاءَ والدِّفاءَ، نصبَتْ عَلَى الإِغْراء أَو الأَمْرِ. وَرَجُلٌ دَفْآنُ: مُسْتَدْفِئٌ، والأُنثى دَفْأَى، وَجَمْعُهُمَا مَعًا دِفاءٌ. والدَّفِئُ كالدَّفآن، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: يَبيتُ أَبُو لَيْلى دَفِيئاً، وضَيفُه، ... مِن القُرِّ، يُضْحِي مُسْتَخِفّاً خَصائِلُه وَمَا كَانَ الرَّجُلُ دَفَآنَ، وَلَقَدْ دَفِئَ. وَمَا كَانَ البيتُ دفِيئاً، وَلَقَدْ دَفُؤَ. وَمَنْزِلٌ دَفِيءٌ عَلَى فَعِيل، وغُرْفةٌ دَفِيئةٌ، وَيَوْمٌ دَفِيءٌ، وَلَيْلَةٌ دَفِيئةٌ، وبَلدة دَفِيئةٌ، وثَوب دَفِيءٌ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى فَعِيلٍ وفَعِيلةٍ: يُدْفِئُكَ. وأَدْفأَهُ الثوبُ وتَدَفَّأَ هُوَ بِالثَّوْبِ واسْتَدْفَأَ بِهِ وادَّفَأَ بِهِ، وَهُوَ افْتعل، أَي لَبِسَ مَا يُدْفِئه. الأَصمعي: ثَوْبٌ ذُو دَفْءٍ ودَفاءَةٍ. ودَفُؤَتْ لَيْلَتُنا. والدَفْأَةُ: الذَّرَى تَسْتَدْفِئُ بهِ مِنَ الرِّيح. وأَرضٌ مَدْفَأَةٌ: ذاتُ دُفْءٍ. قَالَ سَاعِدَةُ يَصِفُ غَزَالًا: يَقْرُوا أَبارِقَه، ويَدْنُو، تَارَةً ... بمَدافِئٍ مِنْهُ، بهنَّ الحُلَّبُ قَالَ: وأُرَى الدَّفِئَ مَقْصُورًا لُغةً. وَفِي خَبَرِ أَبي الْعَارِمِ: فِيهَا مِنَ الأَرْطَى والنِّقارِ الدَّفِئة «2» كَذَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مَقْصُورًا. قَالَ الْمُؤَرِّجُ: أَدْفَأْتُ الرجلَ إِدْفَاءً إِذَا أَعْطيْته عَطاءً كَثِيرًا. والدِّفْءُ: العَطِيَّة. وأَدْفَأْتُ القومَ أَي جَمَعْتُهم حَتَّى اجْتَمَعُوا. والإِدفاءُ: القَتل، فِي لُغَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بأَسِيرٍ يُرْعَد، فَقَالَ لقَوْمٍ: اذْهَبُوا بِهِ فأَدْفُوهُ، فَذهبوا بِهِ فَقَتَلُوهُ، فَوداهُ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَراد الإِدْفَاء مِنَ الدِّفْءِ، وأَن يُدفَأَ بِثَوْبٍ، فَحَسِبُوه بِمَعْنَى الْقَتْلِ فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ؛ وأَراد أَدْفِئوه، بِالْهَمْزِ، فَخَفَّفه بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ. وَهُوَ تَخْفِيفٌ شَاذٌّ، كَقَوْلِهِمْ: لَا هَناكَ المَرْتَعُ، وَتَخْفِيفُهُ الْقِيَاسِيُّ أَن تُجعل الهمزةُ بَيْنَ بَيْنَ لا أَن تُحْذَفَ،

_ (1). قوله [إلا أنّ الدفء إلى قوله ويكون الدفء] كذا في النسخ ونقر عنه فلعلك تظفر بأصله. (2). قوله [الدفئة] أي على فعلة بفتح فكسر كما في مادة نقر من المحكم فما وقع في تلك المادة من اللسان الدفئية على فعلية خطأ.

فَارْتَكَبَ الشُّذُوذَ لأَن الْهَمْزَ لَيْسَ مِنْ لُغَةِ قُرَيْشٍ. فأَمَّا الْقَتْلُ فَيُقَالُ فِيهِ: أَدْفَأْتُ الجَرِيحَ ودافَأْتُه ودَفَوْتُه ودَافَيْتُه ودافَفتُه: إِذَا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ. وَإِبِلٌ مُدَفَّأَةٌ ومُدْفأَةٌ: كثيرةُ الأَوْبار والشُّحوم يُدْفِئها أَوْبارُها؛ ومُدْفِئةٌ ومُدَفِّئةٌ: كثيرةٌ، يُدفِئُ بعضُها بَعْضًا بأَنفاسها. والمُدْفآت: جَمْعُ المُدْفأَةِ، وأَنشد لِلشَّمَّاخِ: وكيفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، ... عَلَى أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إبلٌ مُدْفَأَةٌ، مُخَفَّفَةُ الْفَاءِ: كَثِيرَةُ الأَوبار، ومُدْفِئةٌ، مُخَفَّفَةُ الْفَاءِ أَيضاً، إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً. والدَّفَئِيَّةُ: المِيرةُ تُحْمَل فِي قُبُلِ الصَيْفِ، وَهِيَ الميرةُ الثَّالِثَةُ، لأَن أَوَّل المِيرةِ الرِّبْعِيَّةُ ثُمَّ الصَّيفِيَّةُ ثُمَّ الدَّفَئيَّةُ ثُمَّ الرَّمَضِيَّةُ، وَهِيَ الَّتِي تَأْتِي حِينَ تَحْترِقُ الأَرض. قَالَ أَبو زَيْدٍ: كُلُّ مِيرة يَمْتارُونها قَبْل الصَّيْفِ فَهِيَ دَفَئِيَّةٌ مِثَالُ عَجَمِيَّةٍ؛ قَالَ وَكَذَلِكَ النِّتاجُ. قَالَ: وأَوَّلُ الدَّفَئِيِّ وُقُوعُ الجَبْهة، وَآخِرُهُ الصَّرْفة. والدَّفَئِيُّ مِثَالُ العَجَمِيِّ: الْمَطَرُ بَعْدَ أَن يَشتَدّ الْحَرُّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ إِذَا قاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ. وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّفَئِيُّ مِثَالُ العَجَمِيِّ: المَطَر الَّذِي يَكُونُ بَعْدَ الرَّبيع قَبْلَ الصَّيْفِ حِينَ تَذْهَبُ الكَمأَةُ، وَلَا يَبقَى فِي الأَرض مِنْهَا شيءٌ، وَكَذَلِكَ الدَّثَئِيُّ والدَّفَئِيُّ: نِتاجُ الْغَنَمِ آخِر الشِّتَاءِ، وَقِيلَ: أَيَّ وَقْتٍ كَانَ. والدِّفْءُ: مَا أَدْفأَ مِنْ أَصواف الْغَنَمِ وأَوبار الإِبل، عَنْ ثَعْلَبٍ. والدِّفْءُ: نِتاجُ الإِبل وأَوبارُها وأَلبانها وَالِانْتِفَاعُ بِهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: وَمَا يَنْتَفِعُ بِهِ مِنْهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: [لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ ]. قَالَ الفرَّاء: الدِّفْءُ كُتِبَ فِي الْمَصَاحِفِ بِالدَّالِ وَالْفَاءِ، وَإِنْ كُتِبَتْ بِوَاوٍ فِي الرَّفْعِ وياءٍ فِي الْخَفْضِ وأَلف فِي النَّصْبِ كَانَ صَوَابًا، وَذَلِكَ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ وَنَقْلِ إِعْرَابِ الْهَمْزِ إِلَى الْحُرُوفِ الَّتِي قَبْلَهَا. قَالَ: والدِّفْءُ: مَا انتُفِعَ بِهِ مِنْ أَوْبارِها وأَشْعارِها وأَصوافِها؛ أَراد: مَا يَلبَسُون مِنْهَا وَيَبْتَنُونَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ ، قَالَ: نَسْلُ كُلِّ دَابَّةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الدِّفْءُ عِنْدَ العَرَب: نتاجُ الإِبل وأَلبانُها وَالِانْتِفَاعُ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَنا مِنْ دِفْئهِم وصِرامِهم مَا سَلَّمُوا بالمِيثاقِ أَي إبِلِهم وغَنَمِهم. الدِّفْءُ: نِتاجُ الإِبل وَمَا يُنْتَفَع بِهِ مِنْهَا، سَمَّاهَا دِفْأً لأَنها يُتخذ مِنْ أَوْبارها وأَصْوافِها مَا يُسْتَدْفأُ بِهِ. وأَدفأَتِ الإِبلُ عَلَى مِائَةٍ: زَادَتْ. والدَّفَأُ: الحنَأُ كالدَّنَإِ. رَجُلٌ أَدْفَأُ وامرأَة دَفْأَى. وفُلان فيه دَفَأٌ أَي انحِناءٌ. وَفُلَانٌ أَدْفَى، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فِيهِ انحِناءٌ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجّالِ: فِيهِ دَفَأ ، كَذَا حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، مَهْمُوزًا، وَبِذَلِكَ فَسَّرَهُ، وَقَدْ وَرَدَ مَقْصُورًا أَيضاً وَسَنَذْكُرُهُ. دكأ: المُداكأَةُ: المُدافَعةُ. دَاكَأْتُ القومَ مُداكأَةً: دَافَعْتُهم وزاحَمْتُهم. وقد تَداكَؤُوا عَلَيْهِ: تَزاحَمُوا. قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وقَرَّبُوا كلَّ صِهْميمٍ مَناكِبُه، ... إِذَا تَدَاكَأَ مِنْهُ دَفعُه شَنَفا أَبو الْهَيْثَمِ: الصِّهْمِيمُ مِنَ الرِّجَالِ والجِمال إِذَا كَانَ حَميَّ الأَنْفِ أَبِيّاً شدِيدَ النَّفْسِ بطِيءَ الانْكِسارِ. وتَداكَأَ تَداكُؤاً: تَدافَع. ودَفْعه سَيْرُه. وَيُقَالُ: دَاكأَتْ عليه الدُّيون.

دنأ: الدَّنيءُ، مِنَ الرِّجَالِ: الخَسيس، الدُّونُ، الخَبِيثُ الْبَطْنِ والفَرْجِ، الماجِنُ. وَقِيلَ: الدَّقيقُ، الحَقيرُ، وَالْجَمْعُ: أَدْنِياءُ ودُنَآءُ. وَقَدْ دَنَأَ يَدْنَأُ دَناءةً فَهُوَ دَانِئٌ: خَبُثَ. ودَنُؤَ دَنَاءةً ودُنُوءةً: صارَ دَنيئاً لَا خَيْرَ فِيهِ، وسَفُلَ فِي فعْله، ومَجُنَ. وأَدنأَ: ركِب أَمراً دَنِيئًا. والدَّنَأُ: الحَدَبُ. والأَدْنأُ: الأَحْدَبُ. ورجُل أَجْنَأُ وأَدْنَأُ وأَقْعَسُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَإِنَّهُ لدَانِئٌ: خَبيثٌ. وَرَجُلٌ أَدْنَأُ: أَجْنَأُ الظَّهر. وَقَدْ دَنِئَ دَنَأً. والدَّنيئة: النَّقيصةُ. وَيُقَالُ: مَا كنتَ يَا فلانُ دَنِيئاً، وَلَقَدْ دَنُؤْتَ تَدْنُؤُ دَناءةً، مَصْدَرُهُ مَهْمُوزٌ. وَيُقَالُ: مَا يَزْدادُ مِنَّا إلَّا قُرْباً ودَناوةً، فُرِق بين مصدر دَنأَ وَمَصْدَرِ دَنَا بِجَعْلِ مَصْدَرِ دَنا دَناوةً وَمَصْدَرِ دَنأَ دَنَاءَةً كَمَا تَرَى. ابْنُ السِّكِّيتِ، يُقَالُ: لَقَدْ دَنَأْتَ تَدْنَأُ أَي سفَلْتَ فِي فِعْلِك ومَجُنْتَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مِنَ الدَّناءَةِ. وَالْعَرَبُ تَقول: إِنَّهُ لَدَنِيٌّ فِي الأُمور، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، يَتَّبعُ خِساسَها وأَصاغِرها. وَكَانَ زُهير الْفَرَوِيُّ يَهْمِزُ أَتَستبدلون الَّذِي هُوَ أَدْنأُ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ. قَالَ الفرَّاء: وَلَمْ نَرَ الْعَرَبَ تَهْمِزُ أَدنأَ إِذَا كَانَ مِنَ الخِسَّة، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ لدانِئٌ خَبيثٌ، فَيَهْمِزُونَ. قَالَ: وأَنشدني بَعْضُ بَنِي كِلَابٍ: باسِلة الوَقْعِ، سَرابِيلُها ... بِيضٌ إِلَى دانِئِها الظاهِرِ وَقَالَ فِي كِتَابِ المَصادِرِ: دَنُؤَ الرَّجلُ يَدْنُؤُ دُنُوءًا ودَناءَةً إِذَا كَانَ مَاجِنًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى قَوْلِهِ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، أَي أَقْرَبُ، وَمَعْنَى أَقربُ أَقَلُّ قِيمةً كَمَا يُقَالُ ثَوْبٌ مُقارِبٌ، فأَما الخَسِيسُ، فَاللُّغَةُ فِيهِ دَنُؤَ دناءَةً، وَهُوَ دَنِيءٌ، بِالْهَمْزِ، وَهُوَ أَدْنَأُ مِنْهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَهل اللُّغَةِ لَا يَهْمِزُونَ دنُوَ فِي بَابِ الخِسَّة، وَإِنَّمَا يَهْمِزُونَهُ فِي بَابِ المُجُونِ والخُبْثِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ دَنِيءٌ مِنْ قَومٍ أَدْنِئاءَ، وَقَدْ دَنُؤَ دَناءَةً، وَهُوَ الخَبيثُ البَطْنِ والفَرْجِ. ورَجل دَنيٌّ مِنْ قَوْمِ أَدْنِياءَ، وَقَدْ دَنا يَدْنأُ ودَنُوَ يَدْنُو دُنُوًّا، وَهُوَ الضَّعِيفُ الخَسِيسُ الَّذِي لَا غَنَاء عِنْدَهِ، المُقصِّر فِي كُلِّ مَا أَخَذ فِيهِ. وأَنشد: فَلا وأَبِيكَ، ما خُلُقِي بِوعْرٍ ... وَلَا أَنا بالدَّنِيِّ، وَلَا المُدَنِّي وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ: دَنَأَ الرَّجل يَدْنَأُ دناءَةً ودَنُؤَ يَدْنُؤُ دُنُوءاً إِذَا كَانَ دَنِيئاً لَا خَيْر فِيهِ. وَقَالَ اللحياني: رجل دَنِيءٌ ودانِئٌ، وَهُوَ الْخَبِيثُ البَطن وَالْفَرْجِ، الماجِن، مِنْ قَوْمٍ أَدْنِئاءَ، اللَّامُ مَهْمُوزَةٌ. قَالَ: وَيُقَالُ لِلْخَسِيسِ: إِنَّهُ لدَنِيٌّ مِنْ أَدْنِياءَ، بِغَيْرِ هَمْزٍ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو زيد واللحياني وابن السِّكِّيتِ هُوَ الصَّحِيحُ، وَالَّذِي قَالَهُ الزَّجَّاجُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. دهدأ: أَبو زَيْدٍ: مَا أَدري أَيُّ الدَّهْدإ هُوَ كَقَوْلِكَ مَا أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هُوَ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ. وضافَ رَجل رَجُلًا، فَلَمْ يَقْرِه وباتَ يُصلِّي وَتَرَكَهُ جَائِعًا يَتَضَوَّرُ، فَقَالَ: تبِيتُ تُدَهْدِئُ القُرآنَ حَوْلِي، ... كأَنَّكَ، عِندَ رَأْسِي، عُقْرُبَانُ فَهَمْزٌ تُدَهْدئُ، وَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ.

فصل الدال المعجمة

دَوَأَ: الداءُ: اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مرَض وعَيْب فِي الرِّجَالِ ظَاهِرٍ أَو بَاطِنٍ، حَتَّى يُقَالَ: داءُ الشُّحِّ أَشدُّ الأَدْواءِ وَمِنْهُ قَوْلُ المرأَة: كلُّ داءٍ لَهُ داءٌ، أَرادتْ: كلُّ عَيْبٍ فِي الرِّجَالِ فَهُوَ فِيهِ. غيرُه: الداءُ: المَرَضُ، وَالْجَمْعُ أَدْواءٌ. وَقَدْ داءَ يَداءُ دَاءً عَلَى مِثَالِ شاءَ يشاءُ إِذَا صارَ فِي جَوْفِه الداءُ. وأَداءَ يُدِيءُ وأَدْوَأَ: مَرِضَ وصارَ ذَا داءٍ، الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ، فَهُوَ داءٌ. وَرَجُلٌ داءٌ، فَعِلٌ، عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَرَجُلَانِ داءانِ، وَرِجَالٌ أَدْواءٌ، وَرَجُلٌ دَوًى، مَقْصُورٌ، مِثْلُ ضَنًى، وامرأَة داءَةٌ. التَّهْذِيبُ: وَفِي لُغَةٍ أُخرى: رَجُلٌ دَيِّئٌ وامرأَةٌ دَيِّئةٌ، عَلَى فَيْعِلٍ وفَيْعِلةٍ، وَقَدْ داءَ يَداءُ دَاءً ودَوْءًا؛ كلُّ ذَلِكَ يُقَالُ. قَالَ: ودَوْءٌ أَصْوَبُ لأَنه يُحْمَلُ عَلَى الْمَصْدَرِ. وَقَدْ دِئْتَ يَا رَجُلُ، وأَدَأْتَ، فأَنت مُدِيءٌ. وأَدَأْتُه أَي أَصَبْتُه بداءٍ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وداءَ الرجلُ إِذَا أَصابه الدَّاءُ. وأَداءَ الرجلُ يُديءُ إداءَةً: إِذَا اتَّهَمْتَه. وأَدْوَأَ: اتُّهِمَ وأَدْوَى بِمَعْنَاهُ. أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا اتَّهمتَه: قَدْ أَدَأْتَ إداءَةً وأَدْوَأْتَ إدْواءً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَيِّتُ الداءِ، إِذَا كَانَ لَا يَحقِدُ عَلَى مَنْ يُسِيءُ إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: رَماه اللَّهُ بِداءِ الذِّئب، قَالَ ثَعْلَبٌ: داءُ الذئبِ الجُوعُ، وَقَوْلُهُ: لَا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرو، فَإِنَّمَا ... بِنا داءُ ظَبْيٍ، لَمْ تَخُنْه عوامِلُهْ قَالَ الأُموي: داءُ الظَّبْيِ أَنه إِذَا أَراد أَن يَثِبَ مَكَث قَلِيلًا ثُمَّ وَثَب. قَالَ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَعْنَاهُ لَيْسَ بِنا داءٌ، يُقَالُ بِهِ داءُ ظَبْيٍ، مَعْنَاهُ لَيْسَ بِهِ داءٌ كَمَا لَا داءَ بالظَّبْيِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهَذَا أَحَبُّ إليَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَيُّ داءٍ أَدْوى مِنَ الْبُخْلِ ، أَي أَيُّ عَيْب أَقْبَحُ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الصَّوَابُ أَدْوَأُ مِنَ البُخْل، بِالْهَمْزِ، وَلَكِنَّ هَكَذَا يُرْوَى، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وداءةُ مَوْضِعٌ ببلاد هذيل. فصل الدال المعجمة ذأذأ: الذَّأْذَاءُ والذَّأْذَاءَة: الاضْطراب. وَقَدْ تذَأْذَأَ: مَشَى كَذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الذَّأْذَاءُ: زَجْرُ الحَلِيمِ السَّفِيهَ. وَيُقَالُ: ذَأْذَأْتُه ذَأْذَأَةً: زَجَرْتُه. ذرأ: فِي صِفَاتِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، الذّارِئُ، وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَ الخَلْقَ أَي خَلَقَهم، وَكَذَلِكَ البارِئُ؛ قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً أَي خَلَقْنَا. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ . قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الْمَعْنَى يَذرَؤُكم بِهِ أَي يُكثِّركم بِجَعْلِهِ مِنْكُمْ وَمِنَ الأَنعام أَزواجاً، وَلِذَلِكَ ذَكر الْهَاءَ فِي فِيهِ. وأَنشد الفرَّاء فِيمَنْ جَعَلَ فِي بِمَعْنَى الْبَاءَ، كأَنه قَالَ يَذْرَؤُكم بِهِ: وأَرْغَبُ فِيهَا عَن لَقِيطٍ ورَهْطِه، ... ولكِنَّني عَنْ سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغَبُ وذرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءاً: خَلَقَهم. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاءِ: أَعوذ بكَلِمات اللَّهِ التامّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وذرَأَ وبَرَأَ. وكأَنَّ الذَّرْءَ مُخْتَص بخَلْقِ الذّرِّيَّة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتب إِلَى خالِدٍ: وإِنِّي

لأَظُنُّكم آلَ المُغِيرَةِ ذَرْءَ النَّارِ ، يَعْنِي خَلْقَها الَّذِينَ خُلِقُوا لَهَا. وَيُرْوَى ذَرْوَ النَّارِ، بِالْوَاوِ، يَعْنِي الَّذِينَ يُفَرَّقُون فِيهَا، مِنْ ذَرَتِ الريحُ الترابَ إِذَا فَرَّقَتْه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ، مَعْنَاهُ يُكَثِّرُكُمْ فِيهِ أَي فِي الْخَلْقِ. قَالَ: والذُّرِّيَّة والذِّرِّيَّةُ مِنْهُ، وَهِيَ نَسْلُ الثَّقَلَيْن. قَالَ: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن تَكُونَ مَهْمُوزَةً فَكَثُرَتْ، فأُسقط الْهَمْزُ، وَتَرَكَتِ الْعَرَبُ هَمْزَهَا، وَجَمْعُهَا ذَراريُّ. والذَّرْءُ: عَدَد الذُّرِّيَّة، تَقُولُ: أَنْمَى اللَّهُ ذَرْأَكَ وذَرْوَكَ أَي ذُرِّيَّتَكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَعَلَ الْجَوْهَرِيُّ الذُّرِّية أَصلها ذُرِّيئة، بِالْهَمْزِ، فخُفِّفت هَمْزَتُهَا، وأُلزِمَت التَّخْفِيفَ. قَالَ: وَوَزْنُ الذُّرِّيَّةِ، عَلَى مَا ذَكَرَهُ، فُعِّيلةٌ مِنْ ذَرَأَ اللهُ الخلقَ، وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ مُرِّيقةٍ، وَهِيَ الْوَاحِدَةُ مِنَ العُصْفُر، وغيرُ الْجَوْهَرِيِّ يَجْعَلُ الذُّرِّيةَ فُعْلِيَّةً من الذَّرِّئ، وفُعْلُولةً، فَيَكُونُ الأَصل ذُرُّورةً ثُمَّ قُلِبَتِ الرَّاءُ الْأَخِيرَةُ يَاءً لِتَقَارُبِ الأَمثال ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وأُدغمت فِي الْيَاءِ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ الْيَاءِ فَصَارَ ذُرِّيةً. والزَّرْعُ أَوَّلُ مَا تَزْرَعُه يُسَمَّى الذَّرِيءَ. وذَرَأْنا الْأَرْضَ: بَذَرْناها. وزَرْعٌ ذَرِيءٌ، عَلَى فَعِيل. وأُنشد لعُبَيْد اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُود: شَقَقْتَ القَلبَ ثُمَّ ذَرَأْتَ فِيهِ ... هَواكَ، فَلِيمَ، فالتْأَمَ الفُطُورُ وَالصَّحِيحُ ثُمَّ ذَرَيْتَ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ. وَيُرْوَى ذَرَرْتَ. وأَصل لِيمَ لُئِمَ فَتُرِكَ الْهَمْزُ لِيَصِحَّ الْوَزْنُ. والذَّرَأُ، بِالتَّحْرِيكِ: الشَّيب فِي مُقدَّم الرأْس. وذرِئَ رأْسُ فُلَانٍ يَذْرَأُ إِذَا ابْيَضَّ. وَقَدْ عَلَتْهُ ذُرْأَةٌ أَي شَيْبٌ. والذُّرْأَة، بِالضَّمِّ: الشَّمَطُ. قَالَ أَبو نُخَيْلةَ السَّعْدِي: وَقَدْ عَلَتْني ذُرأَةٌ بادِي بَدِي، ... ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ بادِي بَدِي: أَي أَوّلَ كلِّ شَيْءٍ مِنْ بَدَأَ فتُركَ الهَمْز لكثرةِ الِاسْتِعْمَالِ وطَلَبِ التَّخْفِيفِ. وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِن بَدا يَبْدُو إِذَا ظَهَرَ. والرَّثْيةُ: انْحِلالُ الرُّكَبِ والمَفاصِل. وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ بَياضِ الشَّيبِ. ذَرِئَ ذَرَأً، وَهُوَ أَذْرَأُ، والأُنثى ذَرْآءُ. وذَرِئَ شَعَرُه وذَرَأَ، لُغَتانِ. قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: قالَتْ سُلَيْمى: إنَّني لَا أَبْغِيهْ، ... أَراهُ شَيْخاً عارِياً تَراقِيهْ مُحْمرَّةً مِنْ كِبَرٍ مآقِيهْ، ... مُقَوَّساً، قَدْ ذَرِئَتْ مَجالِيهْ يَقْلِي الغَوانِي، والغَوانِي تَقْلِيهْ هَذَا الرَّجَز فِي الصِّحَاحِ: رَأَيْنَ شَيْخاً ذَرِئَتْ مَجالِيهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ كَمَا أَنشدناه. والمَجالِي: مَا يُرَى مِنَ الرَّأْس إِذَا اسْتُقْبِلَ الوَجْهُ، الْوَاحِدُ مَجْلًى، وَهُوَ مَوضِع الجَلا. وَمِنْهُ يُقَالُ: جَدْيٌ أَذْرَأُ وعَناقٌ ذَرْآءُ إِذَا كَانَ فِي رأْسها بَيَاضٌ، وكَبْشٌ أَذْرَأُ ونَعْجةٌ ذَرْآءُ: فِي رؤوسهما بَيَاضٌ. والذَّرْآءُ مِنَ المَعز: الرَّقْشاء الأُذُنَيْنِ وسائرُها أَسْوَدُ، وَهُوَ مِنْ شِياتِ الْمَعِزِ دُونَ الضأْن. وَفَرَسٌ أَذْرَأُ وجَدْيٌ أَذْرَأُ أَي أَرْقَش الأُذنين.

فصل الراء

وملح ذَرْآنِيٌّ وذَرَآنِيٌّ: شَديد الْبَيَاضِ، بِتَحْرِيكِ الرَّاءِ وَتَسْكِينِهَا، وَالتَّثْقِيلُ أَجود، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الذُّرْأَةِ، وَلَا تَقُلْ أَنْذرانِيٌّ. وأَذْرَأَنِي فُلَانٌ وأَشْكَعَنِي أَي أَغْضَبَنِي. وأَذْرَأَه، أَي أَغْضَبَه وأَوْلَعَه بالشيءِ. أَبو زَيْدٍ: أَذْرَأْتُ الرجلَ بَصاحِبه إذْراءً إِذَا حَرَّشْتَه عَلَيْهِ وأَوْلَعْتَه بِهِ فَدَبَّرَ بِهِ. غَيْرُهُ: أَذْرَأْتُه أَي أَلجأْته. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ أَذراه، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فردَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَذْرَأَه. وأَذْرَأَه أَيضاً: ذَعرَه. وبَلَغَنِي ذرْءٌ مِنْ خَبَرٍ أَي طَرَفٌ مِنْهُ وَلَمْ يَتكامل. وَقِيلَ: هُوَ الشيءُ اليَسِيرُ مِنَ القَوْلِ. قَالَ صخْر بْنُ حَبْناء: أَتانِي، عَنْ مُغِيرةَ، ذَرْءُ قَوْلٍ، ... وَعَنْ عيسَى، فقُلْتُ لَهُ: كَذاكا وأَذْرأَتِ الناقةُ، وَهِيَ مُذْرِئٌ: أَنْزلَت اللَّبنَ. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ فِي هَذَا الْبَابِ يُقَالُ: ذَرَأْتُ الوَضِينَ إِذَا بسَطْتَه عَلَى الأَرض. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، وَالصَّوَابُ دَرَأْتُ الوضِينَ إِذَا بَسَطْتَه عَلَى الأَرض ثُمَّ أَنخْتَه عَلَيْهِ لتَشُدَّ عَلَيْهِ الرّحْلَ. وَقَدْ تقدَّم فِي حَرْفِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَمَنْ قَالَ ذَرَأْتُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ بِهَذَا الْمَعْنَى فَقَدْ صحَّف، وَاللَّهُ أَعلم. ذمأ: رأَيت فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ ذَمَأَ عَلَيْهِ ذَمْأً: شقَّ عليه. ذيأ: تَذَيَّأَ الجُرْحُ والقُرْحةُ: تَقَطَّعت وفَسَدَتْ. وَقِيلَ: هُوَ انْفصالُ اللَّحْم عَنِ العَظْمِ بذَبْح أَو فَسَادٍ. الأَصمعي: إِذَا فَسدت القُرْحةُ وتَقَطَّعت قِيلَ قَدْ تَذَيَّأَت تَذَيُّؤاً وتَهَذَّأَتْ تَهَذُّؤاً. وأَنشدَ شَمِرٌ: تَذَيَّأَ مِنْهَا الرأْسُ، حتَّى كأَنَّه، ... مِنَ الحَرِّ، فِي نارٍ يَبِضُّ مَلِيلُها وتَذَيَّأَتِ القِرْبةُ: تقَطَّعت، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: ذَيَّأْتُ اللحمَ فَتَذَيَّأَ إِذَا أَنْضَجْتَه حَتَّى يَسقُطَ عَنْ عَظْمِه. وَقَدْ تَذَيَّأَ اللَّحْمُ تَذَيُّؤاً إِذَا انْفَصَلَ لحمُه عَنِ العَظْم بفَساد أَو طَبْخ. فصل الراء رأرأ: الرَّأْرأَةُ: تحرِيكُ الحَدَقةِ وتَحْدِيدُ النَّظَر. يُقَالُ: رَأْرَأَ رَأْرَأَةً. ورجلٌ رَأْرَأُ العَيْن، عَلَى فَعْلَلٍ، ورَأْراءُ الْعَيْنِ، المدُّ عَنْ كُرَاعٍ: يُكْثِرُ تَقْلِيبَ حدَقَتَيْه. وَهُوَ يُرَأْرِئُ بِعَيْنَيْهِ. ورَأْرَأَتْ عَيْنَاهُ إِذَا كَانَ يُديرُهما. ورَأْرَأَتِ المرأَةُ بعينِها: بَرَّقَتْها. وامرأَةٌ رَأْرَأَةٌ ورَأْرأ ورأْراءٌ. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ رَأْرَأ وامْرأَةٌ رأْراءٌ بِغَيْرِ هاءٍ، مَمْدُودٌ. وَقَالَ: شِنظِيرةُ الأَخْلاقِ رَأْراءُ العَيْنْ وَيُقَالُ: الرَّأْرَأةُ: تَقْلِيبُ الهَجُولِ عَيْنَيْها لطالِبِها. يُقَالُ: رَأْرَأَتْ، وجَحَظَتْ، ومَرْمَشَتْ «3» بِعَيْنَيْهَا. ورأَيته جاحِظاً مِرْماشاً. ورأْرَأَتِ الظِّباءُ بأَذْنابها ولأْلأَتْ إِذَا بَصْبَصَتْ. والرَّأْراءُ: أُخْت تَمِيم بنِ مُرٍّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، وأَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ لأَنهم جَعَلُوهَا الشيءَ بعَيْنِه كالحَرِث وَالْعَبَّاسِ. ورَأْرَأَتِ المرأَةُ: نظرَتْ فِي المِرْآةِ. ورَأْرَأَ السَّحابُ: لمَعَ، وَهُوَ دُونَ اللَّمْحِ بِالْبَصَرِ. ورَأْرَأَ بالغنمِ رَأْرأَةً: مثل رَعْرَعَ رَعْرَعةً،

_ (3). وقوله [ومرمشت] كذا بالنسخ ولعله ورمشت لأَن المرماش بمعنى الرأراء ذكروه في رمش اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ استعمل هكذا شذوذاً.

وطَرْطَبَ بِهَا طَرطَبةً: دَعَاهَا، فَقَالَ لَهَا: أَرّ أَرّ. وَقِيلَ: إرْ، وَإِنَّمَا قياسُ هَذَا أَن يُقَالَ فِيهِ: أَرْأَرَ، إِلَّا أَن يَكُونَ شَاذًّا أَو مَقْلُوبًا. زَادَ الأَزهريّ: وَهَذَا فِي الضأْن وَالْمَعِزِ. قَالَ: والرَّأْرأَةُ إشلاؤُكَها إِلَى الْمَاءِ، والطَّرْطَبةُ بِالشَّفَتَيْنِ. ربأ: رَبَأَ القومَ يَرْبَؤُهم رَبْأً، وربَأَ لَهُمُ: اطَّلَعَ لَهُمْ عَلَى شَرَفٍ. ورَبأتُهم وارْتَبأتُهم أَي رَقَبْتُهم، وَذَلِكَ إِذَا كُنْتَ لَهُمْ طَلِيعةً فَوْقَ شَرَفٍ. يُقَالُ رَبأَ لَنَا فُلَانٌ وارْتبأَ إِذَا اعْتانَ. والرَّبِيئةُ: الطليعةُ، وَإِنَّمَا أَنَّثوه لأَن الطَلِيعةَ يُقَالُ لَهُ الْعَيْنُ إِذْ بعَيْنهِ ينْظُرُ وَالْعَيْنُ مؤَنثة. وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ عَين لأَنه يَرْعى أُمُورهم ويَحْرُسُهم. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الْعَيْنِ الَّذِي هُوَ الطَّلِيعة: أَنه يذكَّر ويؤَنث، فَيُقَالُ رَبِيءٌ ورَبِيئةٌ. فَمَنْ أَنّث فَعَلَى الأَصل، وَمَنْ ذكَّر فَعَلَى أَنه قَدْ نُقِلَ مِنَ الجزءِ إِلَى الْكُلِّ، والجمعُ: الرَّبايا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلِي ومَثَلُكُم كرجلٍ ذَهَبَ يَربَأُ أَهلَه أَي يَحْفَظُهم مِنْ عَدُوِّهم. وَالِاسْمُ: الرَّبِيئةُ، وَهُوَ الْعَيْنُ والطَّلِيعةُ الَّذِي يَنْظُرُ لِلْقَوْمِ لِئَلَّا يَدْهَمَهُم عدُوّ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى جَبَلٍ أَو شَرَف يَنْظُرُ مِنْهُ. وارْتَبَأْتُ الجبلَ: صَعِدْتُه. والمِرْبَأُ والمَرْبأُ، مَوْضِعُ الرَّبِيئةِ. التَّهْذِيبُ: الرَّبيئة: عَين الْقَوْمِ الَّذِي يَربَأُ لَهُمْ فوقَ مِرْبَإٍ مِنَ الأَرَض، ويَرْتَبِئُ أَي يقُوم هُنَالِكَ. والمَرْبَاءُ: المَرْقَاة. عَنِ ابْنِ الأَعرابي، هَكَذَا حَكَاهُ بِالْمَدِّ وَفَتْحِ أَوله، وأَنشد: كأَنَّها صَقْعاءُ فِي مَرْبَائِها قَالَ ثَعْلَبٌ: كسرُ مرباءَ أَجود وفَتحُه لَمْ يأْت مِثله. ورَبَأَ وارْتَبَأَ: أَشرف. وَقَالَ غَيْلانُ الرَّبعي: قَدْ أَغْتَدِي، وَالطَّيْرُ فَوْقَ الأَصْواءْ، ... مُرْتَبِئاتٍ، فَوْقَ أَعْلى العَلْيَاءْ ومَرْبَأَةُ البازِي: مَنارةٌ يَرْبَأُ عَلَيْهَا، وَقَدْ خَفَّفَ الرَّاجِزُ هَمْزَهَا فَقَالَ: باتَ، عَلَى مَرْباتِه، مُقَيَّدا ومَرْبأَةُ الْبَازِي، الموضِعُ الَّذِي يُشرِفُ عَلَيْهِ. ورَابَأَهم: حارَسَهم. ورَابَأْتُ فُلَانًا إِذَا حارَسْتَه وحارَسَكَ. ورَابأَ الشيءَ: راقَبَه. والمَرْبَأَةُ: المَرْقَبةُ، وَكَذَلِكَ المَرْبَأُ والمُرْتَبَأُ. وَمِنْهُ قِيلَ لِمَكَانِ الْبَازِي الَّذِي يَقِفُ فِيهِ: مَرْبَأٌ. وَيُقَالُ: أَرْضٌ لَا رِباءَ فِيهَا وَلَا وِطاءَ، مَمْدُودَانِ. ورَبَأْتُ المرأَة وارْتَبَأْتُها أَي عَلَوْتُها. وَرَبَأْتُ بِك عَنْ كَذَا وكذا أَرْبَأُ رَبْأً: رَفَعْتُكَ. ورَبَأْتُ بِكَ أَرْفَعَ الأَمرِ: رَفَعْتك، هَذِهِ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَيُقَالُ: إنِّي لأَرْبَأُ بِكَ عَنْ ذَلِكَ الأَمْرِ أَي أَرْفَعُكَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: مَا عَرَفْت فُلَانًا حَتَّى أَرْبَأَ لِي أَي أَشْرَفَ لِي. ورابَأْتُ الشَّيْءَ ورَابَأْتُ فُلَانًا: حَذِرْته واتَّقَيْتُه. ورَابَأَ الرجلَ: اتَّقاه، وَقَالَ البَعِيثُ: فَرَابَأْتُ، واسْتتْمَمْتُ حَبْلًا عَقَدْته ... إِلَى عَظَماتٍ، مَنْعُها الجارَ مُحْكَمُ ورَبَأَتِ الأَرضُ رَباءً: زكَتْ وارْتَفَعَتْ. وقُرِئَ: فَإِذَا أَنْزَلْنا عَلَيها الْمَاءَ اهْتَزَّتْ ورَبَأَتْ أَي ارْتَفَعَتْ.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ذَلِكَ لأَنَّ النَّبت إِذَا هَمَّ أَن يَظْهَرَ ارْتَفَعَتْ لَهُ الأَرضُ. وفَعَلَ بِهِ فِعْلًا مَا رَبَأَ رَبْأَه أَي مَا عَلِمَ وَلَا شَعَرَ بِهِ وَلَا تَهيَّأَ لَهُ وَلَا أَخَذَ أُهْبَته وَلَا أَبَهَ لَه وَلَا اكْتَرَثَ لَهُ. وَيُقَالُ: مَا رَبَأْتُ رَبْأَه وَمَا مَأَنْتُ مَأْنَه أَي لَمْ أُبالِ بِهِ وَلَمْ أَحتَفِل لَهُ. ورَبَؤُوا لَهُ: جَمَعوا لَهُ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ، لبنٍ وتَمْر وَغَيْرِهِ. وجاءَ يَرْبَأُ فِي مِشْيَته أَي يَتَثاقَل. رتأ: رَتَأَ العُقْدةَ رَتْأً: شَدَّها. ابْنُ شُمَيْلٍ، يُقَالُ: مَا رَتَأَ كَبِدَه اليومَ بِطعامٍ أَي مَا أَكل شَيْئًا يَهْجَأُ بِهِ جُوعُه، وَلَا يُقَالُ رَتَأَ إلَّا فِي الكَبِد. وَيُقَالُ: رَتأَها يَرْتَؤُها رتْأً، بالهمز. رثأ: الرَّثيِئةُ: اللَبنُ الحامِضُ يُحْلَب عَلَيْهِ فَيَخْثُر. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الرَّثِيئة، مَهْمُوزَةً: أَن تَحْلُب حَليباً عَلَى حامِضٍ فَيَرُوبَ ويَغْلُظَ، أَو تَصُبَّ حَلِيباً عَلَى لَبَنٍ حامِضٍ، فَتَجْدَحَه بالمِجْدَحةِ حَتَّى يَغْلُظَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي مُضَرِّس يَقُولُ لخادِمٍ لَهُ: ارْثَأْ لِي لُبَيْنَةً أَشْرَبها. وَقَدِ ارْتَثَأْتُ أَنا رَثِيئةً إِذَا شَرِبْتَها. ورَثأَه يَرْثَؤُه رَثْأً: خَلَطه. وَقِيلَ: رَثَأَه: صَيَّره رَثِيئَةً. وأَرْثَأَ اللبَنُ: خَثُر، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. ورَثَأَ القومَ ورَثَأَ لَهُمْ: عَمِلَ لَهُمْ رَثِيئَةً. وَيُقَالُ فِي المثَل: الرَّثِيئَةُ تَفْثأُ الغضَبَ أَي تَكْسِرُهُ وتُذْهِبُه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: وأَشْرَبُ التِّينَ مَعَ اللَّبَنِ رَثِيئَةً أَو صَرِيفاً. الرَّثِيئَةُ: اللبَنُ الحَلِيبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ اللبنُ الحامِضُ فَيَرُوبُ مِنْ ساعَتِه. وَفِي حديثِ زيادٍ: لَهُوَ أَشْهَى إليَّ مِن رَثِيئَةٍ فُثِئَتْ بسُلالةِ ثَغَبٍ «1» فِي يَوْمٍ شدِيدِ الوَدِيقةِ. ورَثَؤُوا رأْيَهم رَثْأً: خَلَطُوه. وارْتَثَأَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهم: اخْتَلَطَ. وَهُمْ يَرْتَثِئُون أَمْرَهم: أُخِذ مِنَ الرَّثِيئةِ وَهُوَ اللبَّن المُخْتَلِطُ، وَهُمْ يَرْثَؤُون رَأْيَهم رَثْأً أَي يَخْلِطُون. وارْتَثأَ فُلَانٌ فِي رَأْيه أَي خَلَّطَ. والرَّثْأَةُ: قِلَّةُ «2» الفِطْنةِ وضَعْف الفُؤَادِ. ورجلٌ مَرْثُوءٌ: ضَعِيفُ الفُؤَادِ قَلِيلُ الفِطنْةِ؛ وَبِهِ رَثْأَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قِيلَ لأَبي الجَرّاح: كيفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مَرْثُوءًا مَوْثُوءًا، فَجَعَلَهُ اللِّحْيَانِيُّ مِنْ الاخْتِلاط وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الضَّعْف. والرَّثِيئةُ: الحُمق، عَنْ ثَعْلَبٍ. والرُثْأَةُ: الرُقْطةُ. كَبْشٌ أَرْثَأُ وَنَعْجَةٌ رَثْآءُ. وَرَثَأْتُ الرَّجلَ رَثْأً: مَدَحْتُه بَعْدَ مَوْتِهِ، لُغَةٌ فِي رَثَيْتُه. ورَثَأَتِ المرأَةُ زَوْجَهَا، كَذَلِكَ؛ وَهِيَ المَرْثِئَةُ. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: رَثَأْتُ زَوْجي بأَبيات، وهَمَزَتْ، أَرادت رَثَيْتُه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصله غَيْرُ مَهْمُوزٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهَذَا مِنَ المرأَة عَلَى التَّوَهُّمِ لأَنها رأَتهم يَقُولُونَ: رثَأْتُ اللَّبَنَ فَظَنَّتْ أَنَّ المَرْثِيةَ منها. رجأ: أَرْجَأَ الأَمرَ: أَخَّرَه، وتركُ الهَمْز لُغَةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَرْجَأْت الأَمْرَ وأَرْجَيْتُه إِذَا أَخَّرْتَه. وقُرِئَ: أَرْجِهْ* وأَرْجِئْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تُرْجِئُ مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ. قَالَ

_ (1). قوله [بسلالة ثغب] كذا هو في النهاية، وأورده في ث غ ب بِسُلَالَةٍ مِنْ مَاءِ ثَغْبٍ. (2). قوله [والرَّثْأَةُ قلة] أثبتها شارح القاموس نقلًا عن أمهات اللغة.

الزَّجَّاجُ: هَذَا مِمَّا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ نَبِيَّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ لَهُ أَن يُؤَخِّرَ مَنْ يَشاءُ مِن نِسائه، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ مِنْ أُمته، وَلَهُ أَن يَرُدَّ مَنْ أَخَّر إِلَى فِراشِه. وقُرِئَ تُرْجِي ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، والهَمزُ أَجْودُ. قَالَ: وأُرَى تُرجِي، مُخَفَّفًا مِنْ تُرْجِئُ لِمَكان تُؤْوِي. وقُرِئَ: وآخَرُون مُرْجَؤُون لأَمْرِ اللَّهِ أَي مُؤَخَّرون لأَمر اللَّهِ حَتَّى يُنْزِلَ اللهُ فِيهِمْ مَا يُرِيد. وَفِي حَدِيثُ تَوْبةِ كَعْب بْنِ مَالِكٍ: وأَرْجَأَ رسولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْرَنا أَي أَخَّرَه. والإِرْجاءُ: التأْخير، مَهْمُوزٌ. وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المُرجِئةُ مِثَالُ المُرْجِعَةِ. يُقَالُ: رَجلٌ مُرْجِئٌ مِثَالُ مُرْجِعٍ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ مُرْجِئِيٌّ مِثَالُ مُرْجِعِيٍّ. هَذَا إِذَا هَمَزْتَ، فَإِذَا لَمْ تَهْمِزْ قُلْتَ: رَجلٌ مُرْجٍ مِثَالُ مُعْطٍ، وَهُمُ المُرْجِيَّة، بِالتَّشْدِيدِ، لأَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: أَرْجَيْتُ وأَخْطَيْت وتَوَضَّيْتُ، فَلَا يَهْمِز. وَقِيلَ: مَن لَمْ يَهمز فَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ مُرْجِيٌّ. والمُرْجِئَةُ: صِنْفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُونَ: الإِيمانُ قَوْلٌ بِلَا عَمَل، كأَنهم قدّمُوا القَوْلَ وأَرْجَؤُوا الْعَمَلَ أَي أَخَّروه، لأَنهم يَرَوْنَ أَنهم لَوْ لَمْ يُصلُّوا وَلَمْ يَصُومُوا لنَجَّاهم إِيمَانُهُمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ: هُمُ المُرْجِيَّة، بِالتَّشْدِيدِ، إِنْ أَراد بِهِ أَنهم مَنْسُوبُونَ إِلَى المُرْجِيَة، بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ، فَهُوَ صَحِيحٌ، وَإِنْ أَراد بِهِ الطَّائِفَةَ نَفْسَهَا، فَلَا يَجُوزُ فِيهِ تَشْدِيدُ الْيَاءِ إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْمَنْسُوبِ إِلَى هَذِهِ الطَّائِفَةِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يُقَالَ: رجلٌ مُرْجِئِيٌّ ومُرْجِيٌّ فِي النَّسَبِ إِلَى المُرْجئةِ والمُرْجِيةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المُرْجِئةِ، وَهُمْ فِرْقةٌ مِنْ فِرَق الإِسلام يَعْتقدون أَنه لَا يَضُرُّ مَعَ الإِيمان مَعْصِية، كَمَا أَنه لَا يَنْفَعُ مَعَ الْكُفْرِ طَاعَةٌ. سُمُّوا مُرْجِئَةً لأَنّ اللهَ أَرْجَأَ تعذيبَهم عَلَى الْمَعَاصِي أَي أَخَّرَه عَنْهُمْ. (قُلْتُ): وَلَوْ قَالَ ابْنُ الأَثير هُنَا: سُمُّوا مُرْجِئَةً لأَنهم يَعْتَقِدُونَ أَن اللَّهَ أَرْجَأَ تَعْذِيبَهُمْ عَلَى الْمَعَاصِي كَانَ أَجود. وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلا تَرَى أَنهم يَتَبايعون الذهبَ بِالذَّهَبِ والطعامَ مُرْجًى أَي مؤَجَّلًا مُؤَخراً، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، نَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ. وأَرْجَأَتِ الناقةُ: دَنَا نِتاجُها، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ مَهْمُوزٌ، وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ يصِفُ بَيْضَةً: نَتُوجٍ، وَلَمْ تُقْرِفْ لِما يُمْتنَى لَهُ، ... إِذَا أَرْجَأَتْ ماتَتْ، وحَيَّ سَلِيلُها وَيُرْوَى إِذَا نُتِجَتْ. أَبو عَمْرٍو: أَرْجَأَتِ الحامِلُ إِذَا دنَتْ أَن تُخرِجَ ولَدَها، فَهِيَ مُرْجِئٌ ومُرْجِئةٌ. وَخَرَجْنَا إِلَى الصَّيْدِ فأَرْجَأْنَا كأَرْجَيْنَا أَي لَمْ نُصِبْ شيئاً. ردأ: رَدأَ الشيءَ بالشيءِ: جعَله لَهُ رِدْءًا. وأَرْدأَهُ: أَعانَه. وتَرَادَأَ القومُ: تَعَاوَنُوا. وأَرْدَأْتُه بِنَفْسِي إِذَا كُنْتَ لَهُ رِدْءًا، وَهُوَ العَوْنُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي . وَفُلَانٌ رِدْءٌ لِفُلَانٍ أَي يَنْصُرُه ويَشُدُّ ظَهْرَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ رَدَأْتُ فُلَانًا بِكَذَا وَكَذَا أَي جعلْته قُوَّةً لَهُ وعِماداً كَالْحَائِطِ تَرْدَؤُه مِنْ بناءٍ تُلزِقُه بِهِ. وَتَقُولُ: أَرْدَأْت فُلَانًا أَي رَدَأْتُه وصِرْتُ لَهُ رِدْءًا أَي مُعِيناً. وتَرَادَؤُوا أَي تعاوَنُوا.

والرِّدْءُ المُعينُ. وَفِي وَصِيَّةِ عُمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عِنْدَ مَوته: وأُوصيه بأَهل الأَمصار خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسلامِ وجُباةُ المالِ. الرِّدْءُ: العَوْنُ والناصِرُ. وَرَدَأَ الحائطَ بِبِناءٍ، أَلزَقَه بِهِ. وَرَدَأَه بحَجر: رَماه كَرَداه. والمِرْدَاةُ: الحَجر الَّذِي لَا يَكَادُ الرَّجُلُ الضابِطُ يَرْفَعُه بِيَدَيْهِ؛ تُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَدَأْتُ الحائطَ أَرْدَؤُه إِذَا دَعَمْتَه بخَشَب أَو كَبْش يَدفَعُه أَن يَسْقُطَ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: أَرْدَأْتُ الحائطَ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَهَذَا شيءٌ رَدِيءٌ بيِّن الرَّداءَةِ، وَلَا تَقُلْ رَداوةً. والرَّدِيءُ: المُنكَرُ المَكْروه. وَرَدُؤَ الشيءُ يَرْدُؤُ رَدَاءَةً فَهُوَ رَدِيءٌ: فَسَد، فَهُوَ فاسدٌ. ورجلٌ رَدِيءٌ: كَذَلِكَ، مِنْ قومٍ أَرْدِئاءَ، بِهَمْزَتَيْنِ. عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَحْدَهُ. وأَرْدَأْته: أَفْسَدْته. وأَرْدَأَ الرجلُ: فَعَلَ شَيْئًا رَديئاً أَو أَصابَه. وأَرْدَأْتُ الشيءَ: جَعَلْتُهُ رَدِيئاً. ورَدَأْتُه أَي أَعَنْتُه، وَإِذَا أَصاب الإِنسانُ شَيْئًا رَدِيئاً فَهُوَ مُرْدِئٌ. وَكَذَلِكَ إِذَا فَعَلَ شَيْئًا رَدِيئاً. وأَرْدَأَ هَذَا الأَمرُ عَلَى غَيْرِهِ: أَرْبَى، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وأَرْدَأَ عَلَى السِّتِّين: زَادَ عَلَيْهَا، فَهُوَ مَهْمُوزٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: أَرْدَى. وَقَوْلُهُ: فِي هَجْمةٍ يُرْدِئها وتُلْهيهْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد يُعِينُها وأَن يَكُونَ أَراد يَزِيدُ فِيهَا، فخذف الحَرْفَ وأَوْصَلَ الفِعْلَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: لُغَةُ الْعَرَبِ: أَرْدَأَ عَلَى الْخَمْسِينَ إِذَا زادَ. قَالَ الأَزهريّ: لَمْ أَسمع الْهَمْزَ فِي أَرْدَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَهُوَ غَلَطٌ. والأَرْدَاءُ: الأَعْدالُ الثَّقيلةُ، كلُّ عِدْلٍ مِنْهَا رِدْءٌ. وَقَدِ اعْتَكَمْنَا أَرْدَاءً لَنا ثِقالًا أَي أَعدالًا. رزأ: رَزَأَ فُلانٌ فُلَانًا إِذَا بَرَّه، مَهْمُوزٌ وَغَيْرُ مَهْمُوزٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَهْمُوزٌ، فَخُفِّف وكُتب بالأَلف. ورَزأَه مالَه ورَزِئَه يَرْزَؤُه فِيهِمَا رُزْءًا: أَصابَ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا. وارْتَزَأَه مالَه كَرَزِئَه. وارْتَزَأَ الشيءُ: انْتَقَصَ. قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَمَلْتُ عَلَيْهَا، فَشَرَّدْتُها ... بِسَامِي اللّبانِ، يَبُذُّ الفِحالا كَرِيمِ النِّجارِ، حَمَى ظَهْرَه، ... فلَم يُرْتَزَأْ بِرُكُوبٍ زِبالا وَرُوِيَ برُكُونٍ. والزِّبالُ: مَا تَحْمِله البَعُوضة. وَيُرْوَى: وَلَمْ يَرْتَزِئْ. ورَزَأَهُ يَرْزَؤُه رُزْءًا ومَرْزِئةً: أَصابَ مِنْهُ خَيْراً مَا كَانَ. وَيُقَالُ: مَا رَزَأْتُه مالَه وَمَا رَزِئْتُه مالَه، بِالْكَسْرِ، أَي مَا نَقَصْتُه، وَيُقَالُ: مَا رَزَأَ فُلَانًا شَيْئًا أَي مَا أَصابَ مِنْ مالِه شَيْئًا وَلَا نَقَصَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ سُراقةَ بْنِ جُعْشُمٍ: فَلَمْ يَرْزَآني شَيْئًا أَي لَمْ يأْخُذا مِنّي شَيْئًا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عِمْرانَ والمرأَةِ صاحبةِ المَزادَتَيْنِ: أَتعلمين أَنَّا مَا رَزَأْنا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا أَي مَا نَقَصْنا وَلَا أَخَذْنا. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وأَجِدُ نَجْوِي أَكْثَر مِنْ رُزْئِي. النَّجْوُ: الحَدَثُ، أَي أَجِدُ

أَكثَرَ مِمَّا آخُذه مِنَ الطَّعام. وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ أَنه قَالَ لبَنِي العَنْبر: إِنَّمَا نُهِينا عَنِ الشِّعر إِذَا أُبِنَتْ فِيهِ النساءُ وتُروزِئتْ فِيهِ الأَمْوال أَي اسْتُجْلِبَتْ واسْتُنْقِصَتْ مِنْ أَرْبابها وأُنْفِقَت فِيهِ. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: لَوْلا أَنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَلِ مَا رَزَيْناكَ عِقالًا. جاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ هَكَذَا غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَصْل الْهَمْزُ، وَهُوَ مِنَ التَّخْفِيفِ الشَّاذِّ. وضَلالةُ العَمَل: بُطْلانه وذَهاب نَفْعِه. ورجلٌ مُرَزَّأ: أَي كرِيمٌ يُصاب مِنْهُ كَثِيرًا. وَفِي الصِّحَاحِ: يُصيبُ الناسُ خَيْرَه. أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: فَراحَ ثَقِيلَ الحِلْمِ، رُزْءًا، مُرَزَّأً، ... وباكَرَ مَمْلُوءًا، مِنَ الرَّاح، مُتْرَعا أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رُزِئْتُه إِذَا أُخِذَ مِنْكَ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ رُزِيتُه. وَقَالَ الفَرَزدق: رُزِئْنا غَالِبًا وأَباهُ، كَانَا ... سِماكَيْ كُلِّ مُهْتَلِكٍ فَقيِر وقَوم مُرَزَّؤُونَ: يُصِيب الموتُ خِيارَهُمْ. والرُّزْءُ: المُصِيبةُ. قَالَ أَبو ذؤَيب: أَعاذِلَ إنَّ الرُّزْءَ مِثلُ ابْنِ مالِكٍ، ... زُهَيرٍ، وأَمْثالُ ابْن نَضْلَةَ، واقِدِ أَراد مثلُ رُزءِ ابن مالِك. والمَرْزِئةُ والرَّزِيئةُ: المُصِيبةُ، وَالْجَمْعُ أَرْزاءٌ ورَزايا. وَقَدْ رَزَأَتْهُ رَزِيئةٌ أَي أَصابته مُصِيبةٌ. وَقَدْ أَصَابَه رُزءٌ عَظِيمٌ. وَفِي حَدِيثِ المرأَة الَّتِي جاءَت تسأَل عَنِ ابْنِهَا: إِنْ أُرْزَأ ابْنِي، فَلَمْ أُرْزَأْ حَيايَ أَي إنْ أُصِبْتُ بِهِ وفَقَدْتُه فَلَمْ أُصَبْ بِحَيايَ. والرُّزْءُ: المُصِيبةُ بفَقْد الأَعِزَّةِ، وَهُوَ مِنَ الانْتِقاصِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: فنحنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة لَا وَفْدُ المَرْزِئة. وَإِنَّهُ لقَلِيلُ الرُّزْءِ مِنَ الطَّعَامِ أَي قَلِيلُ الإِصابةِ منه. رشأ: رَشَأَ المرأَةَ: نكَحَها. والرَّشَأُ. عَلَى فَعَلٍ بِالتَّحْرِيكِ: الظَّبْيُ إِذَا قَوِيَ وتَحرّك ومشَى مَعَ أُمِّه، وَالْجَمْعُ أَرْشاءٌ. والرَّشَأُ أَيضاً: شَجَرَةٌ تَسْمُو فَوْقَ القامةِ ورَقُها كورَق الخِرْوَعِ وَلَا ثَمَرَةَ لَهَا، وَلَا يأْكلها شيءٌ. والرَّشَأُ: عُشبة تُشْبِه القَرْنُوةَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابيّ مِن رَبِيعةَ قَالَ: الرّشَأُ مِثْلُ الجُمَّة، وَلَهَا قُضْبانٌ كَثِيرَةُ العُقَدِ، وَهِيَ مُرَّةٌ جِدًّا شديدةُ الخُضْرة لَزِجةٌ، تَنْبُت بالقِيعانِ، مُتَسَطِّحةٌ عَلَى الأَرْض، وورَقَتُها لَطِيفَةٌ مُحَدَّدة، والناسُ يَطبُخونها، وَهِيَ مِن خَيْرِ بَقْلة تَنْبُت بنَجْد، وَاحِدَتُهَا رَشَأَةٌ. وَقِيلَ: الرَّشَأَةُ خَضْراءُ غَبْراءُ تَسْلَنْطِحُ. وَلَهَا زَهْرةٌ بيضاءُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا اسْتَدْلَلْت عَلَى أَنَّ لَامَ الرشإِ هَمْزَةٌ بالرَّشإِ الَّذِي هُوَ شَجَرٌ أَيضاً وإلَّا فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ يَاءً أَو وَاوًا، وَاللَّهُ أَعلم. رطأ: رَطَأَ المرأَةَ يَرْطَؤُها رَطْأً: نكَحها. والرَّطَأُ: الحُمْقُ. والرَّطِيءُ، عَلَى فَعِيل: الأَحْمق، مِن الرِّطاء، والأَنثى رَطِيئةٌ. واسْتَرْطَأَ: صَارَ رَطِيئاً. وَفِي حَدِيثِ رَبِيعة: أَدْرَكْتُ أَبْناءَ أَصحابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَّهِنُون بالرِّطاءِ ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: هُوَ التَّدَهُّن الْكَثِيرُ، أَو قَالَ: الدَّهْنُ الْكَثِيرُ. وَقِيلَ: هُوَ الدَّهْن بِالْمَاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ رَطَأْتُ القومَ إِذَا رَكِبْتَهم بِمَا لَا يُحِبُّونَ لأَنَّ الماءَ يَعْلُوه الدُّهْنُ.

رفأ: رَفَأَ السَّفِينَةَ يَرْفَؤُها رَفْأً: أَدْناها مِن الشَّطِّ. وأَرْفَأْتُها إِذَا قَرَّبتها إِلَى الجَدِّ مِنَ الأَرض. وَفِي الصِّحَاحِ: أَرفَأْتُها إرْفاءً: قَرَّبْتها مِنَ الشَّطِّ، وَهُوَ المَرفَأُ. ومَرْفَأُ السفِينةِ: حَيْثُ تَقْرُب مِن الشَّطِّ. وأَرْفَأْتُ السَّفِينةَ إِذَا أَدْنَيْتها الجِدَّةَ، والجِدَّةُ وجْهُ الأَرضِ. وأَرْفَأَتِ السَّفِينةُ نَفْسُها إِذَا مَا دَنَتْ للجِدَّة. والجَدُّ مَا قَرُبَ مِن الأَرض. وَقِيلَ: الجَدُّ شاطِئُ النَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدارِي: أَنَّهُم رَكِبُوا البحر ثم أَرْفَؤُوا إِلَى جَزِيرَةٍ. قَالَ أَرْفَأْتُ السَّفِينةَ إِذَا قَرَّبْتها مِنَ الشَّطِّ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَرْفَيْتُ بِالْيَاءِ. قَالَ: والأَصل الْهَمْزُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَتَّى أَرْفَأَ بِهِ عِنْدَ فُرْضَةِ الماءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي القِيامة: فتكونُ الأَرضُ كالسَّفِينة المُرْفَأَة فِي الْبَحْرِ تَضْرِبها الأَمْواجُ. ورفَأَ الثوبَ، مَهْمُوزٌ، يَرْفَؤُه رَفْأً: لأَمَ خَرْقَه وضمَّ بعضَه إِلَى بَعْضٍ وأَصْلَح مَا وَهَى مِنْهُ، مُشْتَقٌّ مِنْ رَفْءِ السَّفينة، وَرُبَّمَا لَمْ يُهمز. وَقَالَ فِي بَابِ تَحْوِيلِ الهَمزة: رَفَوْتُ الثوبَ رَفْواً، تحوَّل الْهَمْزَةُ وَاوًا كَمَا تَرَى. ورجلٌ رَفَّاءٌ: صَنْعَتُه الرَّفْءُ. قَالَ غَيْلان الرَّبَعِيُّ: فَهُنَّ يَعْبِطْنَ جَدِيدَ البَيْداءْ ... مَا لَا يُسَوَّى عَبْطُه بالرَّفَّاءْ أَراد برَفْءِ الرَّفَّاءِ، وَيُقَالُ: مَنِ اغتابَ خَرَقَ، ومَن اسْتَغْفر اللهَ رَفَأَ، أَي خَرَقَ دِينه بالاغتِيابِ ورَفَأَه بالاسْتِغْفار، وكلُّ ذَلِكَ عَلَى المَثَل. والرِّفاءُ بِالْمَدِّ: الالتِئامُ والاتِّفاقُ. وَرَفأَ الرجلَ يَرْفَؤُه رَفْأً: سَكَّنَه. وَفِي الدُّعَاءِ لِلمُمْلِكِ بالرِّفاءِ والبَنِينَ أَي بِالِالْتِئَامِ والاتِّفاقِ وحُسْنِ الِاجْتِمَاعِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَإِنْ شِئْتَ كَانَ مَعْنَاهُ بِالسُّكُونِ والهُدُوِّ والطُّمَأنينةِ، فيكون أَصله غير الْهَمْزِ مِنْ قَوْلِهِمْ رَفَوْتُ الرجلَ إِذَا سَكَّنْته. وَمِنَ الأَوَّل يُقَالُ: أُخِذَ رَفْءُ الثَّوبِ لأَنه يُرْفَأُ فيُضَمُّ بعضُه إِلَى بَعْضٍ ويُلأَم بَيْنَهُ. وَمِنَ الثَّانِي قَوْلِ أَبي خِراش الهُذَلِيِّ: رَفَوْنِي، وَقَالُوا: يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعْ ... فقلتُ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ يَقُولُ: سكَّنُوني. وَقَالَ ابْنُ هانئٍ: يُرِيدُ رَفَؤُوني فأَلقى الْهَمْزَةَ. قَالَ: وَالْهَمْزَةُ لَا تُلْقَى إلَّا فِي الشِّعْرِ، وَقَدْ أَلقاها فِي هَذَا الْبَيْتِ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنِّي فَزِعْتُ فَطَارَ قَلْبِي فضَمُّوا بَعْضِي إِلَى بَعْضٍ. وَمِنْهُ بالرِّفاءِ والبَنِينَ. ورَفَّأَهُ تَرفِئةً وتَرْفِيئاً: دَعَا لَهُ، قَالَ لَهُ: بالرِّفاءِ وَالْبَنِينَ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهى أَن يُقَالَ بالرِّفاءِ وَالْبَنِينَ. الرِّفاءُ: الالتئامُ والاتِّفاقُ والبَرَكةُ والنَّماءُ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ كراهِيةً لأَنه كَانَ مَنْ عَادَتِهِمْ، وَلِهَذَا سُنَّ فِيهِ غيرُه. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَدْ تَزَوَّجْتُ هَذِهِ المرأَةَ. قَالَ: بالرِّفاءِ وَالْبَنِينَ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: أَنه كَانَ إِذَا رَفَّأَ رَجُلًا قَالَ: بَارَكَ اللهُ عليكَ وَبَارَكَ فيكِ، وَجَمَعَ بَيْنِكُمَا فِي خَيْرٍ. وَيُهْمَزُ الْفِعْلُ وَلَا يُهْمَزُ. قَالَ ابْنُ هانئٍ: رَفَّأَ أَي تزوَّج، وأَصل الرَّفْءِ: الِاجْتِمَاعُ والتَّلاؤُم. ابْنُ السِّكِّيتِ فِيمَا لَا يُهْمَزُ، فَيَكُونُ لَهُ مَعْنًى، فَإِذَا هُمِز كَانَ لَهُ مَعْنًى آخَرُ: رَفَأْتُ الثوبَ أَرْفَؤُه رَفْأً. قَالَ: وَقَوْلُهُمْ بالرِّفاءِ والبَنِينَ أَي بالتِئامٍ واجتماعٍ، وأَصله الْهَمْزُ، وَإِنْ شِئْتَ كَانَ مَعْنَاهُ السكونَ

والطُّمَأْنِينةَ، فيكون أَصله غير الْهَمْزِ مَنْ رَفَوْت الرجلَ إِذَا سَكَّنْته. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: كنتُ لكِ كأَبي زَرْعٍ لأُمِّ زرعٍ فِي الأُلْفةِ والرِّفاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لقُرَيْش: جئْتُكُم بالذَّبْح. فأَخَذَتْهُم كلمتُه، حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهم فِيهِ وَصاءَةً ليَرْفَؤُه بأَحسنِ مَا يَجِدُ مِنَ القَوْلِ أَي يُسَكِّنُه ويَرْفُقُ بِهِ ويَدْعُو لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رجُلًا شَكا إِلَيْهِ التَّعَزُّبَ فَقَالَ لَهُ: عَفِّ شعَرَك. فَفَعَلَ، فَارْفَأَنَ أَي سَكَنَ مَا كَانَ بِهِ، والمُرْفَئِنُّ: الساكِنُ. ورَفَأَ الرجلَ: حَابَاهُ. وأَرْفَأَه: دَارَاهُ، هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ورافَأَنِي الرجلُ فِي البيعِ مُرَافَأَةً إِذَا حاباكَ فيه. ورَافَأْتُه فِي الْبَيْعِ: حابَيْتُه. وتَرَافَأْنَا عَلَى الأَمْر تَرافُؤاً نَحْوَ التَّمالُؤِ إِذَا كَانَ كَيْدُهم وأَمْرُهم وَاحِدًا. وتَرافَأْنا عَلَى الأَمْر: تَواطَأْنا وتَوافَقنا. وَرَفَأَ بَيْنَهُمْ: أَصْلَح، وَسَنَذْكُرُهُ فِي رَقَأَ أَيضاً. وأَرْفَأَ إِلَيْهِ: لَجَأَ. الفرَّاء: أَرْفَأْتُ وأَرْفَيْتُ إِلَيْهِ لُغَتَانِ بِمَعْنَى جَنَحْتُ. واليَرْفَئِيُّ: المُنْتَزَعُ الْقَلْبِ فَزَعاً. واليَرْفَئِيُّ: رَاعِي الغنمِ. واليَرْفَئِيُّ: الظَّلِيمُ. قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنِّي ورَحْلِي والقِرابَ ونُمْرُقِي ... عَلَى يَرْفَئِيٍّ، ذِي زَوائدَ، نِقْنِقِ واليَرْفَئِيُّ: القفُوز المُوَلِّي هَرَباً. واليَرْفَئِيُّ: الظَّبيُ لنَشاطِه وتَدارُكِ عَدْوِه. رقأ: رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ تَرْقَأُ رقْأً ورُقُوءًا: جَفَّتْ وانْقَطَعَتْ. وَرَقَأَ الدمُ والعِرْقُ يَرْقَأُ رَقْأً ورُقُوءًا: ارتفَع، والعِرْقُ سَكَنَ وانْقَطَع. وأَرْقَأَهُ هُوَ وأَرْقَأَهُ اللَّهُ: سَكَّنه. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ لَا أَرْقَأَ اللَّهُ دَمْعَتَه قَالَ: مَعْنَاهُ لَا رَفَع اللَّهُ دَمْعَتَه. وَمِنْهُ رَقَأْتُ الدَّرَجَةَ، وَمِنْ هَذَا سُمِّيت المِرْقاة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: فبِتُّ لَيْلَتِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ. والرَّقُوءُ، عَلَى فَعُولٍ، بِالْفَتْحِ: الدَّواءُ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى الدَّمِ ليُرْقِئَه فيسكُن، وَالِاسْمُ الرَّقُوء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِنَّ فِيهَا رَقُوءَ الدَّمِ ومَهْرَ الكَرِيمةِ أَي إِنها تُعْطَى فِي الدِّياتِ بَدَلًا مِنَ القَوَدِ فتُحْقَنُ بِهَا الدِّماءُ ويسكُنُ بِهَا الدمُ. وَرَقَأَ بَيْنَهُمْ يَرْقَأُ رَقْأً: أَفسَد وأَصلَح. ورَقَأَ مَا بَيْنَهُمْ يَرْقَأُ رَقْأً إِذَا أَصلَح. فأَما رَفَأَ بالفاءِ فأَصلَح، عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَدْ تقدَّم. وَرَجُلٌ رَقُوءٌ بَيْنَ القَوْمِ: مُصْلِحٌ. قَالَ: ولكِنَّنِي رائبٌ صَدْعَهمْ، ... رَقُوءٌ لِما بينَهم، مُسْمِلُ وارْقَأْ عَلَى ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عَلَيْهِ، لُغَةٌ فِي قَوْلِكَ: ارْقَ عَلَى ظَلْعِك أَي ارْفُقْ بنفْسِك وَلَا تحْمِل عَلَيْهَا أَكثر مِمَّا تُطِيقُ. ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ: ارْقَ عَلَى ظَلْعِك، فَتَقُولُ: رَقِيتُ رُقِيّاً. غيرُه: وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: ارْقَأْ عَلَى ظَلْعِكَ أَي أَصلِحْ أَوَّلًا أَمْركَ، فَيَقُولُ: قَدْ رقَأْتُ رَقْأً. وَرَقَأَ فِي الدرجَةِ رَقْأً: صَعِدَ، عَنْ كُرَاعٍ، نَادِرٌ. وَالْمَعْرُوفُ: رَقِيَ. التَّهْذِيبُ يُقَالُ: رَقَأْتُ ورَقِيتُ، وَتَرْكُ الْهَمْزِ أَكثر. قَالَ الأَصمعي: أَصل ذَلِكَ فِي الدَّمِ إِذَا قَتلَ رَجلٌ رَجلًا فأَخَذ وليُّ الدمِ الديَة رَقَأَ دمُ القاتِل أَي ارتفَع، وَلَوْ لَمْ تُؤْخَذِ الديةُ لهُرِيقَ دَمُه فانْحَدَرَ. وَكَذَلِكَ

قَالَ الْمُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ، وأَنشد: وتَرْقَأُ، فِي مَعاقِلها، الدِّماءُ رمأ: رَمَأَتِ الإِبلُ بِالْمَكَانِ تَرْمَأُ رَمْأً ورُمُوءًا: أَقامت فِيهِ. وَخَصَّ بعضُهم بِهِ إِقَامَتَهَا فِي العُشْبِ. وَرَمَأَ الرجلُ بالمكانِ: أَقامَ. وَهَلْ رمأَ إِلَيْكَ خَبَرٌ، وَهُوَ، مِنَ الأَخبار، ظَنٌّ فِي حَقيقة. وَرَمَأَ الخَبَرَ: ظَنَّه وقَدَّره. قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: أَجْلَتْ مُرَمَّأَةُ الأَخْبارِ، إِذْ وَلَدَتْ، ... عَنْ يومِ سَوءٍ، لعبْدِ القَيْسِ، مَذْكُورِ رنأ: الرَّنْءُ: الصَّوت. رَنَأَ يَرْنَأُ رَنْأً. قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ السَّهْمَ: يُرِيدُ أَهْزَعَ حَنَّاناً، يُعَلِّلهُ ... عِنْدَ الإِدامة، حَتَّى يَرْنَأَ الطرَبُ الأَهْزَعُ: السهمُ. وحَنَّانٌ: مُصَوِّتٌ، والطَّرَبُ: السهمُ نَفْسُه، سَمَّاهُ طَرَباً لِتَصْوِيتِهِ إِذَا دُوِّم أَي فُتِلَ بالأَصابع. وَقَالُوا: الطَّرِبُ الرَّجُلُ، لأَنَّ السهمَ إِنَّمَا يُصَوِّتُ عِنْدَ الإِدامةِ إِذَا كَانَ جَيِّداً وصاحِبُه يَطْرَبُ لِصَوْتِهِ وتأخُذه لَهُ أَرْيَحِيَّةٌ، وَلِذَلِكَ قَالَ الكُمَيْتُ أَيضاً: هَزِجاتٍ، إِذَا أُدِرْنَ عَلَى الكَفِّ، ... يُطَرِّبْنَ، بالغِناءِ، المُدِيرا واليَرَنَّأُ واليُرَنَّأُ، بِضَمِّ الْيَاءِ وَهَمْزَةِ الأَلِف: اسْمٌ للحِنَّاءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي وَقَالُوا: يَرْنَأَ لِحيَتَه: صَبَغَها باليُرَنَّإِ، وَقَالَ: هَذَا يَفْعَلَ فِي الْمَاضِي، وَمَا أَغْرَبَه وأَطْرَفَه. رهأ: الرَّهْيَأَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ والتَّواني. قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ عَلِمَ المُرَهْيِئونَ الحَمْقَى، ... ومَنْ تَحَزَّى عاطِساً، أَو طَرْقَا والرَّهْيَأَةُ: التَّخْلِيط فِي الأَمر وَتَرْكُ الإِحْكام، يُقَالُ: جَاءَ بأَمْر مُرَهْيَإٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَهْيَأْتَ فِي أَمرك أَي ضَعُفْتَ وتَوَانَيْتَ. ورَهْيَأَ رأيَه رَهْيَأَةً: أَفْسَدَه فَلَمْ يُحْكِمْه. ورَهْيَأَ فِي أَمْرِه: لَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِ. وتَرَهْيَأَ فِيهِ إِذَا همَّ بِهِ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ، وَهُوَ يُرِيدُ أَن يَفْعَله. وتَرَهْيَأَ فِيهِ: اضْطَرَب. أَبو عُبَيْدٍ: رَهْيَأَ فِي أَمْره رَهْيَأَةً إِذَا اخْتَلَط فَلَمْ يَثْبُتْ عَلَى رأْي. وعَيْناه تَرَهْيَآنِ: لَا يَقِرُّ طَرْفاهُما. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ، إِذَا لَمْ يُقِمْ عَلَى الأَمْر ويَمْضي وَجَعَلَ يَشُكُّ ويَتَرَدَّد: قَدْ رَهْيَأَ. ورَهْيَأَ الحِمْلَ: جَعَلَ أَحد العِدْلَيْنِ أَثقلَ مِنَ الْآخَرِ، وَهُوَ الرَّهْيَأَة. تقولُ: رَهْيَأْتَ حِمْلَك رَهْيَأَةً، وَكَذَلِكَ رَهْيَأْتَ أَمْرَك إِذَا لَمْ تُقَوِّمْه. وَقِيلَ: الرَّهْيَأَةُ أَن يَحْمِلَ الرجلُ حِملًا فَلَا يَشُدَّه، فَهُوَ يَمِيلُ. وتَرَهْيَأَ الشَّيءُ: تَحَرَّك. أَبو زَيْدٍ: رَهْيَأَ الرَّجلُ، فَهُوَ مُرَهْيئٌ، وَذَلِكَ أَن يَحْمِل حِمْلًا فَلَا يَشُدَّه بالحِبال، فَهُوَ يَميلُ كُلَّما عَدَله. وتَرَهْيَأَ السحابُ إِذَا تحرَّك. وَرَهْيَأَتِ السَّحابةُ وتَرَهْيَأَت: اضْطرَبتْ. وَقِيلَ: رَهْيَأَةُ السَّحابةِ تَمخُّضُها وتَهَيُّؤُها لِلْمَطَرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رجلَا كَانَ فِي أَرضٍ لَهُ إِذْ مَرَّتْ بِهِ عَنانةٌ تَرَهْيأُ، فسَمِع فِيهَا قَائِلًا يَقُولُ: ائْتِي أَرضَ فُلَانٍ فاسْقِيها. الأَصمعي: تَرَهْيَأُ يَعْنِي أَنها قَدْ تَهيَّأَت لِلْمَطَرِ، فَهِيَ تُريد ذَلِكَ ولمَّا تَفْعَلْ.

فصل الزاي

والرَّهْيَأَةُ: أَن تَغْرَوْرِقَ العَينانِ مِن الكِبَرِ أَو مِنَ الجَهْد، وأَنشد: إنْ كانَ حظُّكُما، مِنْ مالِ شَيْخِكُما، ... نابٌ تَرَهْيَأُ عَيْناها مِنَ الكِبَرِ والمرأَة تَرَهْيَأُ فِي مِشْيَتِها أَي تَكَفَّأُ كَمَا تَرَهْيَأُ النخلة العَيْدانةُ. روأ: روَّأَ فِي الأَمرِ تَرْوِئةً وتَرْوِيئاً: نَظَرَ فِيهِ وتَعَقَّبه وَلَمْ يَعْجَلْ بِجَواب. وَهِيَ الرَّوِيئةُ، وَقِيلَ إِنما هِيَ الرَّوِيَّةُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، ثُمَّ قَالُوا رَوَّأَ، فَهَمَزُوهُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قَالُوا حَلَّأْتُ السَّوِيقَ، وإِنما هُوَ مِنَ الحَلاوةِ. ورَوَّى لُغَةٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَنَّ الرَّوِيَّةَ جَرَتْ فِي كَلَامِهِمْ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ. التَّهْذِيبُ: رَوَّأْتُ فِي الأَمْر ورَيَّأْتُ وفَكَّرْتُ بِمَعْنًى واحِد. وَالرَّاءُ: شَجر سَهلِيٌّ لَهُ ثَمَرٌ أَبيضُ. وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ أَغْبَرُ لَهُ ثَمر أَحمرُ، وَاحِدَتُهُ راءَة، وَتَصْغِيرُهَا رُوَيْئةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّاءَةُ لَا تَكُونُ أَطْوَل وَلَا أَعْرضَ مِنْ قَدْر الإِنسان جَالِسًا. قَالَ: وَعَنْ بَعْضِ أَعراب عَمَّانَ أَنه قَالَ: الرَّاءةُ شُجَيْرَةٌ تَرْتَفِعُ عَلَى ساقٍ ثُمَّ تَتَفَرَّعُ، لَهَا ورَقٌ مُدَوَّرٌ أَحْرَشُ. قَالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: شُجَيْرَةٌ جبَلِيَّةٌ كأَنها عِظْلِمةٌ، وَلَهَا زَهرة بَيْضَاءُ لَيِّنة كأَنها قُطن. وأَرْوَأَتِ الأَرض: كَثر راؤُها، عَنْ أَبي زَيْدٍ، حَكَى ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ. أَبو الْهَيْثَمِ: الرَّاء: زَبَدُ الْبَحْرِ، والمَظُّ: دَمُ الأَخَوَيْن، وَهُوَ دمُ الغَزال وعُصارةُ عُروق الأَرْطَى، وَهِيَ حُمر، وأَنشد: كَأَنَّ، بِنَحْرِها وبِمِشْفَرَيْها ... ومَخْلِجِ أَنْفِها، رَاءً ومَظَّا والمَظُّ: رُمَّان البَرِّ. فصل الزاي زأزأ: تَزَأْزَأَ مِنْهُ: هابَه وتصاغَرَ لَهُ. وزَأْزَأَه الخَوْفُ. وتَزَأْزَأَ مِنْهُ: اخْتَبَأَ. التَّهْذِيبِ: وتَزَأْزَأَتِ المرأَة: اخْتَبَأَتْ. قَالَ جَرِيرٌ: تَبْدُو فتُبْدِي جَمالًا زانَهُ خَفَرٌ، ... إِذَا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العناكِيبُ وزَأْزَأَ زأْزَأَةً: عَدَا. وزَأْزَأَ الظَّلِيمُ: مَشَى مُسْرِعاً ورَفَعَ قُطْرَيْهِ. وتَزَأْزَأَت المرأَةُ: مَشَتْ وحَرَّكَتْ أعْطافَها كَمِشْية القِصارِ. وقِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ وزُؤَزِئَةٌ: عَظِيمَةٌ تضُمُّ الجَزُورَ. أَبو زَيْدٍ: تَزَأْزَأَتُ مِنَ الرَّجل تَزَأْزؤاً شَدِيدًا إِذَا تَصاغَرْتَ له وفَرِقْتَ منه. زرأ: «3»: أَزْرَأَ إِلَى كَذَا: صَارَ. اللَّيْثُ: أَزْرأَ فُلان إِلَى كَذَا أَي صارَ إِلَيْهِ. فَهَمَزَهُ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِيهِ تَرْكُ الْهَمْزِ، وَاللَّهُ أَعلم. زكأ: زَكَأَه مائةَ سَوْطٍ زَكْأً: ضربَه. وزَكَأَه مائةَ دِرهم زَكْأً: نَقَده. وَقِيلَ: زَكَأَه زَكْأً: عَجَّلَ نَقْدَه. ومَلِيءٌ زُكَاءٌ وزُكَأَةٌ، مِثْلُ هُمَزةٍ وهُبَعةٍ: مُوسِرٌ كَثِيرُ الدراهِم حاضِرُ النَّقْد عاجِلُه. وإِنه لَزُكاءُ النَّقْدِ. وزَكَأَتِ الناقةُ بوَلدها تَزْكَأُ زَكْأً: رَمَتْ بِهِ عِنْدَ رِجْلَيْها. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَمَتْ بِهِ عِنْدَ الطَّلْقِ. قَالَ: وَالْمَصْدَرُ الزَّكْءُ، عَلَى فَعْل، مَهْمُوزٌ. ويقال:

_ (3). قوله [زرأ] هذه المادة حقها أن تورد في فصل الراء كما هي في عبارة التهذيب وأوردها المجد في المعتل على الصحيح من فصل الراء.

قَبَّحَ اللَّهُ أُمًّا زَكَأَتْ بِهِ ولَكَأَتْ بِهِ أَي ولَدَته. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَكَأْتُه حقَّه نَكْأً وزَكَأْته زَكْأً أَي قَضَيته. وازْدَكَأْتُ مِنْهُ حَقِّي وانْتَكَأْته أَي أَخَذْتُه. ولَتَجِدَنَّه زُكَأَةً نُكَأَةً يَقْضِي مَا عَلَيْهِ. وزَكَأَ إِلَيْهِ: اسْتَنَد. قَالَ: وكَيْفَ أَرْهَبُ أَمراً، أَو أُراعُ لَه، ... وَقَدْ زَكَأْتُ إِلَى بِشْرِ بْنِ مَرْوانِ ونِعْمَ مَزْكَأُ مَن ضاقَتْ مَذاهِبُه؛ ... ونِعْمَ مَنْ هُو فِي سِرٍّ وإعْلانِ زنأ: زَنَأَ إِلَى الشيءِ يَزْنَأُ زَنْأً وزُنُوءاً: لَجأَ إليه. وأَزْنَأَه إِلَى الأَمْر: أَلجَأَه. وزَنَّأَ عَلَيْهِ إِذَا ضَيَّقَ عَلَيْهِ، مُثَقّلةٌ مَهْمُوزَةٌ. والزَّنْءُ: الزُّنُوءُ فِي الْجَبَلِ. وزَنَأَ فِي الجَبل يَزْنَأُ زَنْأً وزُنُوءاً: صَعِدَ فِيهِ. قَالَ قَيْسُ بْنُ عاصِم المِنْقَرِي وأَخَذ صَبِيّاً مِنْ أُمِّه يُرَقِّصُه، وأُمُّه مَنْفُوسةُ بِنْتُ زَيْدِ الفَوارسِ، والصبيُّ هُوَ حُكيم ابْنُهُ: أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشْبِهْ حَمَلْ ... «1»، وَلَا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ يُصْبِحُ فِي مَضْجَعِه قَدِ انْجَدَلْ ... وارْقَ إِلَى الخَيْراتِ، زَنْأً فِي الجَبَلْ الهِلَّوْفُ: الثَّقِيلُ الْجَافِي العَظِيمُ اللِّحْيةِ. والوَكَلُ: الَّذِي يَكِلُ أَمْرَه إِلَى غَيره. وَزَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ أَنَّ هَذَا الرَّجَزَ للمرأَة قَالَتْهُ تُرَقِّصُ ابْنَها، فَردَّه عَلَيْهِ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ، وَرَوَاهُ هُوَ وَغَيْرُهُ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ. قَالَ وَقَالَتْ أُمه تَرُدُّ عَلَى أَبيه: أَشْبِه أَخِي، أَو أَشْبِهَنْ أَباكَا، ... أَمَّا أَبِي، فَلَنْ تَنالَ ذَاكا، تَقْصُرُ أَنْ تَناله يَدَاكَا وأَزْنَأَ غَيْرَه: صَعَّدَه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُصَلِّي زانِئٌ ، يَعْنِي الَّذِي يُصَعِّدُ فِي الجَبَل حَتَّى يَسْتَتِمَّ الصُعُودَ إِمَّا لأَنه لَا يَتَمَكَّنُ، أَو مِمَّا يَقَعُ عَلَيْهِ مِنَ البُهْرِ والنَّهيجِ، فيَضِيق لِذَلِكَ نَفَسُه، مَنْ زَنَأَ فِي الْجَبَلِ إِذَا صَعَّدَ. والزَّناءُ: الضَّيْقُ والضِّيقُ جَمِيعًا، وكلُّ شيءٍ ضَيِّق زَناءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لَا يُحِبُّ مِنَ الدُّنْيَا إلَّا أَزْنأَها أَي أَضْيَقَها. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ ضَمُرَةَ: فَزَنَؤُوا عَلَيْهِ بِالْحِجَارَةِ أَي ضَيَّقُوا. قَالَ الأَخطل يَذكُر الْقَبْرَ: وَإِذَا قُذِفْتُ إِلَى زَناءٍ قَعْرُها، ... غَبْراءَ، مُظْلِمةٍ مَنَ الأَحْفارِ وزَنَّأَ عَلَيْهِ تَزْنِئةً أَي ضَيَّقَ عَلَيْهِ. قَالَ العَفِيفُ العَبْدِيُّ: لَا هُمَّ، إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ، ... زَنَّا عَلَى أَبيه ثُمَّ قَتَلَهْ ورَكِبَ الشَّادِخةَ المُحَجَّلَهْ، ... وَكَانَ فِي جاراتِه لَا عَهْدَ لَهْ وأَيُّ أَمْرٍ سَيِءٍ لَا فَعَلَهْ قَالَ: وأَصله زَنَّأَ عَلَى أَبيه، بِالْهَمْزِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنَّمَا تَرَكَ هَمْزَهُ ضَرُورَةً. والحَرِثُ هذا هو الحَرِث بْنُ أَبي شَمِرٍ الغَسَّانِيِّ. فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ إِذَا أَعجبته امرأَة مِنْ بَنِي قَيْسٍ بَعَثَ إِلَيْهَا واغْتَصَبها، وفيه يقول

_ (1). قوله [حمل] كذا هو في النسخ والتهذيب والمحكم بالحاء المهملة وأورده المؤلف في مادة عمل بالعين المهملة.

فصل السين المهملة

خُوَيْلِدُ بنُ نَوْفَلٍ الكِلابي، وأَقْوَى: يَا أَيُّها المَلِكُ المَخُوفُ أَما تَرَى ... لَيْلًا وصُبْحاً كَيْفَ يَخْتَلِفان؟ هَلْ تَستَطيعُ الشَّمْسَ أَنْ تَأْتِي بِهَا ... لَيْلًا، وهَلْ لكَ بالمَلِيك يَدانِ؟ يَا حارِ، إنَّكَ مَيِّتٌ ومُحاسَبٌ، ... واعْلَمْ بِأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدانُ وزَنَأَ الظِّلُّ يَزْنأُ: قَلَص وقَصُر ودَنا بعضُه مِنْ بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الإِبل: وتُولِجُ فِي الظِّلِّ الزَّناءِ رُؤُوسَها، ... وتَحْسَبُها هِيماً، وهُنَّ صَحائح وزَنَأَ إِلَى الشيءِ يَزْنأُ: دَنا مِنْهُ. وزَنَأَ للخَمْسِين زَنْأً: دَنا لَهَا. والزَّناءُ «1» بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: القَصِيرُ المُجْتمِعُ. يُقَالُ رَجُلٌ زَناءٌ وظلٌّ زَناءٌ. والزَّناءُ: الحاقِنُ لبَوْلِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وَهُوَ زَنَاءٌ أَي بِوَزْنِ جبَان. وَيُقَالُ مِنْهُ: قَدْ زَنَأَ بَوْلُه يَزْنأُ زَنْأً وزُنُوءًا: احْتَقَنَ، وأَزْنَأَه هُوَ إزْناءً إِذَا حَقَنَه، وأَصله الضِّيقُ. قَالَ: فكأَنَّ الحاقِنَ سُمِّي زَناءً لأَنَّ الْبَوْلَ يَحْتقِنُ فيُضَيِّقُ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعلم. زوأ: رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ الإِيمانَ بَدَأَ غَرِيبًا وسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ. فَطُوبَى للغُرَباءِ، إِذَا فسَد الناسُ «2»، وَالَّذِي نَفْسُ أَبي القاسمِ بيدهِ لَيُزْوَأَنَّ الإِيمانُ بَيْنَ هذَينِ المسجِدَينِ كَمَا تأْرِزُ الحَيَّةُ فِي جُحْرها. هَكَذَا رُوِيَ بِالْهَمْزِ. قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع زَوَأْت بالهمز، والصواب: لَيُزْوَيَنَّ أَي لَيُجْمَعَنَّ ولَيُضَمَّنَّ، مِنْ زَوَيْت الشيءَ إِذَا جَمَعْته. وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ، إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَقَالَ الأَصمعي: الزَّوْءُ، بِالْهَمْزِ، زَوْءُ المَنِيَّة: مَا يَحْدُث مَنَ الْمَنِيَّةِ. أَبو عَمْرٍو: زاءَ الدَّهْرُ بِفُلَانٍ أَي انْقَلَبَ بِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: زاءَ فَعَلَ مِنَ الزَّوْءِ، كَمَا يُقَالُ مِنَ الزَّوْغِ زاغَ. فصل السين المهملة سَأْسَأَ: أَبو عَمْرٍو: السَّأْساءُ: زَجْرُ الحِمار. وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّأْسَأَةُ مِنْ قَوْلِكَ سَأْسَأْتُ بالحِمار إِذَا زَجَرْتَه ليَمْضِيَ، قُلْتَ: سأْسأْ. غَيْرُهُ: سَأْسَأَ: زَجَرَ الْحِمَارَ ليَحْتَبِسَ أَو يَشْرَبَ. وَقَدْ سَأْسَأْتُ بِهِ. وَقِيلَ: سَأْسَأْتُ بِالْحِمَارِ إِذَا دَعَوْتَه ليَشرَب، وَقُلْتَ لَهُ: سأْسأْ. وَفِي الْمَثَلِ: قَرِّبِ الحِمارَ مِنَ الرَّدْهةِ وَلَا تَقُلْ لَهُ سَأْ. الرَّدْهةُ: نُقْرةٌ فِي صَخْرة يَستَنْقِعُ فِيهَا الماءُ. وَعَنْ زَيْدِ بْنِ كُثْوَةَ أَنه قَالَ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ إِذَا جَعَلْتَ الحِمارَ إِلَى جَنْبِ الرّدْهة فَلَا تَقُلْ لَهُ سَأْ. قَالَ: يُقَالُ عِنْدَ الاسْتمْكانِ مِنَ الحاجةِ آخِذاً أَو تَارِكًا، وأَنشد فِي صِفَةِ امْرَأَةٍ: لَمْ تَدْرِ مَا سَأْ للحَمِيرِ، ولَمْ ... تَضْرِبْ بكَفِّ مُخابِطِ السَّلَمِ يُقَالُ: سَأْ للحِمارِ، عِنْدَ الشُّرْبِ، يُبْتارُ بِهِ رِيُّه، فَإِنْ رَوِيَ انطَلَق، وإلَّا لَمْ يَبرَح. قَالَ: وَمَعْنَى قوله سَأْ

_ (1). قوله [والزَّنَاءُ بالفتح إلخ] لو صنع كما في التهذيب بأن قدّمه واستشهد عليه بالبيت الذي قبله لكان أسبك. (2). قوله [فسد الناس] في التهذيب فسد الزمان.

أَي اشربْ، فإِني أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ بِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِي سَأْ زَجْرٌ وتَحْرِيكٌ للمُضِيِّ كأَنه يُحرِّكُه لِيَشْرَبَ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَاءِ مَخافةَ أَن يُصْدِره وبه بَقيَّةُ الظَّمَإِ. سبأ: سَبَأَ الخَمْرَ يَسْبَؤُها سَبْأً وسِباءً ومَسْبَأً واستَبَأَها: شَراها. وَفِي الصِّحَاحِ: اشْتَرَاهَا لِيشْرَبَها. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرْمةَ: خَوْدٌ تُعاطِيكَ، بَعْدَ رَقْدَتِها، ... إِذَا يُلاقِي العُيونَ مَهْدَؤُها كأْساً بِفِيها صَهْباء، مُعْرَقة، ... يَغْلُو بأَيدي التِّجارِ مَسْبَؤُها مُعْرَقةٌ أَي قليلةُ المِزاجِ أَي إِنها مِنْ جَوْدَتِها يغلُو اشتِراؤُها. واسْتَبَأَها: مِثله. وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إلَّا فِي الخَمرِ خَاصَّةً. قَالَ مَالِكُ بْنُ أَبي كَعْبٍ: بَعَثْتُ إِلَى حانُوتِها، فاسْتَبَأْتُها ... بغيرِ مِكاسٍ فِي السِّوام، وَلَا غَصْبِ وَالِاسْمُ السِّباءُ، عَلَى فِعالٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ. وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْخَمْرُ سَبِيئةً. قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: كأَنَّ سَبِيئةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ، ... يكونُ مِزاجَها عسلٌ وماءُ وَخَبَرُ كأَنَّ فِي الْبَيْتِ الثَّانِي وَهُوَ: عَلَى أَنْيابها، أَو طَعْمُ غَضٍّ ... مِنَ التُّفَّاحِ، هَصَّرَه اجْتِناءُ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: كأَنَّ سَبِيئةً فِي بَيْتِ رأْسٍ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ مِن بَيْتِ رأْسٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. والسَّبَّاءُ: بَيَّاعُها. قَالَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لعُمر بْنِ يُوَسُفَ الثَّقفي: يَا ابْنَ السَّبَّاءِ، حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ. وَهِيَ السِّباءُ والسَّبِيئةُ، وَيُسَمَّى الخَمَّار سَبَّاءً. ابْنُ الأَنباري: حَكَى الْكِسَائِيُّ: السَّبَأُ الخَمْرُ، واللَّظَأُ: الشيءُ الثَّقيل «1»، حَكَاهُمَا مَهْمُوزَيْنِ مَقْصُورَيْنِ. قَالَ: وَلَمْ يَحْكِهِمَا غَيْرُهُ. قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ فِي الخَمْرِ السِّباءُ، بِكَسْرِ السِّينِ وَالْمَدِّ، وَإِذَا اشْتَرَيْتَ الْخَمْرَ لِتَحْمِلَهَا إِلَى بَلَدٍ آخَرَ قُلْتَ: سَبَيْتُها، بِلَا هَمْزٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَعا بالجِفانِ فسَبَأَ الشَّرابَ فِيهَا. قَالَ أَبُو مُوسَى: الْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فِيمَا قِيلَ: جَمَعَها وخَبَأَها. وسَبَأَتْه السِّياطُ والنارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، وَقِيلَ غَيَّرتْه ولَوَّحَتْه، وَكَذَلِكَ الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كُلُّهُنَّ يَسْبَأُ الإِنسانَ أَي يُغَيِّره. وسَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً جَلَدْتُه. وسَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، وَقِيلَ سلَخَه. وانْسَبَأَ هُوَ وسَبَأْتُه بِالنَّارِ سَبْأً إِذَا أَحْرَقْته بِهَا. وانْسَبَأَ الجِلْد: انْسَلَخَ. وانْسَبَأَ جلْدُه إِذَا تَقَشَّر. وَقَالَ: وَقَدْ نَصَلَ الأَظفارُ وانْسَبَأَ الجِلْدُ وَإِنَّكَ لتريدُ سبْأَةً أَي تُرِيد سَفَراً بَعِيدًا يُغَيِّرُك. التَّهْذِيبِ: السُّبْأَةُ: السَّفر الْبَعِيدُ، سُمِّيَ سُبْأَةً لأَن الإِنسان إِذَا طَالَ سَفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه، وَإِذَا كَانَ السَّفَرُ قَرِيبًا قِيلَ: تُرِيدُ سَرْبةً. والمَسْبَأُ: الطريقُ في الجبل.

_ (1). قوله [اللظأ الشيء الثقيل] كذا في التهذيب بالظاء المشالة أيضاً والذي في مادة لظأ من القاموس الشيء القليل.

وسَبَأَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ يَسْبَأُ سَبْأً: حَلَف، وَقِيلَ: سبَأَ عَلَى يَمِينٍ يَسْبَأُ سَبْأً مَرَّ عَلَيْهَا كَاذِبًا غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِهَا. وأَسْبَأَ لأَمر اللَّهِ: أَخْبَتَ. وأَسْبَأَ عَلَى الشيءِ: خَبَتَ لَهُ قَلْبُه. وسَبَأُ: اسْمُ رَجُلٍ يَجْمع عامَّةَ قَبائل اليَمن، يُصْرَفُ عَلَى إِرَادَةِ الحَيِّ ويُتْرَك صرْفُه عَلَى إِرَادَةِ القَبِيلة. وَفِي التَّنْزِيلِ: [لقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَساكِنِهم] وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يقرأُ لِسَبَأَ. قَالَ: مِنْ سَبَأَ الحاضِرِينَ مَأْرِبَ، إذْ ... يَبْنُونَ، مِنْ دُونِ سَيْلِها، العَرِما وَقَالَ: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِنْ سَبَإٍ، ... كأَنهم، تَحتَ دَفَّيْها، دَحارِيجُ وَهُوَ سَبَأُ بْنُ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطانَ، يُصرف وَلَا يُصرف، ويمدُّ وَلَا يُمَدُّ. وَقِيلَ: اسْمُ بَلْدَةٍ كَانَتْ تَسْكُنها بِلْقِيسُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ . القُرَّاءُ عَلَى إجْراءِ سَبَإٍ، وَإِنْ لَمْ يُجْروه كَانَ صَوَابًا. قَالَ: وَلَمْ يُجْرِه أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاءِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سَبَأٌ هِيَ مَدِينَةٌ تُعرَف بمَأرِب مِن صَنْعاءَ عَلَى مَسِيرةِ ثلاثِ ليالٍ، وَمَنْ لَمْ يَصْرِفْ فلأَنه اسْمُ مَدِينَةٍ، وَمَنْ صَرَفَهُ فلأَنه اسْمُ الْبَلَدِ، فَيَكُونُ مُذَكَّرًا سُمِّيَ بِهِ مُذَكَّرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ سَبَأ قَالَ: هُوَ اسْمُ مَدِينَةِ بِلْقِيسَ بِالْيَمَنِ. وَقَالُوا: تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا وأَيادِي سَبا، فَبَنَوْهُ. وَلَيْسَ بِتَخْفِيفٍ عَنْ سَبَإٍ لأَن صُورَةَ تَحْقِيقِهِ لَيْسَتْ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ بَدَلٌ وَذَلِكَ لِكَثْرَتِهِ فِي كَلَامِهِمْ، قَالَ: مِنْ صادِرٍ، أَو وارِدٍ أَيْدِي سَبَا وَقَالَ كُثَيِّرٌ: أَيادِي سَبَا، يَا عَزَّ، مَا كُنْتُ بَعْدَكُمْ، ... فَلَمْ يَحْلَ للعَيْنَيْنِ، بَعْدَكِ، مَنْزِلُ وضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِم المَثَلَ فِي الفُرْقة لأَنه لمَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَنَّتَهم وغَرَّقَ مكانَهُم تَبَدَّدُوا فِي الْبِلَادِ. التَّهْذِيبِ: وَقَوْلُهُمْ ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا أَي مُتَفَرِّقين، شُبِّهُوا بأَهلِ سبَأ لمَّا مزَّقهم اللَّهُ فِي الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ، فأَخذ كلُّ طائفةٍ مِنْهُمْ طَرِيقًا عَلَى حِدةٍ. واليَدُ: الطَّرِيق، يُقَالُ: أَخَذَ القَومُ يَدَ بَحْرٍ. فَقِيلَ لِلْقَوْمِ، إِذَا تَفَرَّقوا فِي جهاتٍ مُخْتَلِفَةٍ: ذَهَبوا أَيدي سَبَا أَي فَرَّقَتْهم طُرُقُهم الَّتِي سَلَكُوها كَمَا تَفَرَّقَ أَهل سَبَأٍ فِي مذاهبَ شَتَّى. وَالْعَرَبُ لَا تَهْمِزُ سَبَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لأَنه كثر في كَلَامِهِمْ، فاسْتَثْقَلوا فِيهِ الْهَمْزَةَ، وَإِنْ كَانَ أَصله مَهْمُوزًا. وَقِيلَ: سَبَأٌ اسْمُ رَجُلٍ ولَدَ عَشَرَةَ بَنِينَ، فَسُمِّيَتِ القَرْية بِاسْمِ أَبِيهم. والسَّبائِيَّةُ والسَّبَئِيَّةُ مِنَ الغُلاةِ ويُنْسَبُون إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَإٍ. سرأ: السِّرْءُ والسِّرْأَةُ، بِالْكَسْرِ: بَيْضُ الجَراد والضَّبِّ والسَّمَك وَمَا أَشْبَهه، وَجَمْعُهُ: سرْءٌ. وَيُقَالُ: سِرْوةٌ، وأَصله الْهَمْزُ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الأَصبهاني: السِّرْأَةُ، بِالْكَسْرِ: بَيْضُ الجَرادِ، والسِّرْوةُ: السَّهْمُ لَا غَيْرَ. وأَرضٌ مَسْروءَةٌ: ذاتُ سِرْأَة. وسَرَأَتِ الجَرادةُ تَسْرَأُ سَرْءاً، فَهِيَ سَرُوءٌ: باضَتْ، وَالْجَمْعُ سُرُؤٌ وسُرَّأ، الأَخيرة نَادِرَةٌ، لأَن فَعُولًا لَا يُكَسَّرُ عَلَى فُعَّلٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَحمر: سَرَأَت الجَرادة: أَلْقَتْ بَيْضَها، وأَسْرَأَتْ: حانَ ذَلِكَ مِنْهَا، ورَزَّتِ الجَرادةُ، والرَّزُّ أَن تُدْخِل

ذَنَبها فِي الأَرض فتُلقِي سَرْأَها، وسَرْؤُها: بَيْضُهَا. قَالَ اللَّيْثُ: وَكَذَلِكَ سَرْءُ السمَكة وَمَا أَشبهه مِنَ الْبَيْضِ، فَهِيَ سَرُوءٌ، وَالْوَاحِدَةُ سَرْأَةٌ. القَنانِيُّ: إِذَا أَلقَى الجَرادُ بيضَه قِيلَ: قَدْ سَرَأَ بَيْضَه يَسْرَأُ بِهِ. الأَصمعي: الجَراد يَكُونُ سَرْءاً، وَهُوَ بَيْضٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ سُوداً، فَهِيَ دَبًى. وسَرَأَت المرأَة سَرْءاً: كَثُرَ وَلَدُهَا. وضَبَّةٌ سَرُوءٌ، عَلَى فَعُول، وَضَبَابٌ سُرُءٌ، عَلَى فُعُلٍ، وَهِيَ الَّتِي بَيْضُهَا فِي جَوْفِهَا لَمْ تُلْقِه. وَقِيلَ: لَا يُسَمَّى البيضُ سَرْءاً حَتَّى تُلْقِيَهُ. وسَرَأَتِ الضَّبَّةُ: باضَتْ. والسَّراءُ: ضَرْب مِنْ شَجَرِ القِسِيِّ، الواحدةُ سَراءَةٌ. سطأ: ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ الباهِليِّينَ يَقُولُونَ: سَطأَ الرجلُ المرأَة ومَطَأَها، بِالْهَمْزِ، أَي وَطِئها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وشَطَأَها، بِالشِّينِ، بِهَذَا الْمَعْنَى، لغة. سلأ: سَلَأَ السَّمْنَ يَسْلَؤُه سَلْأً واسْتَلَأَه: طَبَخَه وعالَجَه فأذابَ زُبْدَه، وَالِاسْمُ: السِّلاءُ، بِالْكَسْرِ، مَمْدُودٌ، وَهُوَ السَّمْنُ، وَالْجَمْعُ: أَسْلِئَةٌ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كانُوا كَسالِئةٍ حَمْقاءَ، إِذْ حَقَنَتْ ... سِلاءَها فِي أَدِيمٍ، غَيْر مَرْبُوبِ وسَلَأَ السِّمْسِمَ سَلْأً: عَصَرَه فاسْتَخْرَجَ دُهْنَه. وسَلَأَهُ مَائَةَ دِرْهمٍ: نَقَده. وسَلَأَه مائةَ سَوْطٍ سَلْأً: ضَربه بِهَا. وسَلأَ الجِذْعَ والعَسِيبَ سَلْأً: نَزَعَ شَوْكَهُمَا. والسُّلَّاءُ، بِالضَّمِّ، مَمْدُودٌ: شَوْك النَّخْلِ عَلَى وَزْنِ القُرَّاء، وَاحِدَتُهُ سُلَّاءَةٌ. قَالَ عَلْقَمةُ بْنُ عَبْدَةَ يَصف فَرَسًا: سُلَّاءَةً كَعَصا النَّهْدِيِّ، غُلَّ لَها ... ذُو فَيئةٍ، مِن نَوَى قُرَّانَ، مَعْجُومُ وسَلَأَ النَّخْلَة والعَسِيبَ سَلْأً: نَزَع سُلَّاءَهما، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والسُّلَّاءُ: ضَرْبٌ مِن النِّصال عَلَى شَكْلِ سُلَّاءِ النَّخْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الجَبانِ: كأَنما يُضْرب جِلْدُه بالسُّلَّاءِ ، وَهِيَ شَوْكَةُ النَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ سُلَّاء بِوَزْنِ جُمّار. والسُّلَّاءُ: ضَرب مِنَ الطَّيْرِ، وَهُوَ طَائِرٌ أَغْبَرُ طَوِيلُ الرجلين. سنتأ: ابْنُ الأَعرابي: المُسَنْتَأُ «2»، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الرَّجُلُ يَكُونُ رأْسُه طويلًا كالكُوخِ. سندأ: رَجُلٌ سِنْدَأْوَةٌ وسِنْدَأْوٌ: خَفِيف. وَقِيلَ: هُوَ الجَرِيءُ المُقْدِمُ. وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ. وَقِيلَ: هُوَ الرَّقِيقُ الْجِسْمِ «3» مَعَ عِرَضِ رأْس، كلُّ ذَلِكَ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وَقِيلَ: هُوَ العَظِيمُ الرَّأْسِ. وَنَاقَةٌ سِنْدَأْوةٌ: جَرِيئةٌ. والسِّنْدَأْوُ: الفَسِيحُ مِنَ الإِبل فِي مَشْيِه. سوأ: ساءَهُ يَسُوءُه سَوْءًا وسُوءًا وسَواءً وسَواءَةً وسَوايةً وسَوائِيَةً ومَساءَةً ومَسايةً ومَساءً ومَسَائِيَةً: فَعَلَ بِهِ مَا يَكْرَهُ، نَقِيضُ سَرَّه. وَالِاسْمُ: السُّوءُ بالضم. وسُؤْتُ الرجلَ سَوايةً ومَسايةً، يُخَفَّفَانِ، أَي ساءَهُ مَا رَآهُ مِنّي. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْ سَوائِيَةٍ، فَقَالَ: هِيَ فَعالِيةٌ بِمَنْزِلَةِ عَلانِيَةٍ. قَالَ: وَالَّذِينَ قَالُوا سَوايةً حَذَفُوا الْهَمْزَةَ، كَمَا حَذَفُوا هَمْزَةَ هارٍ ولاثٍ، كَمَا اجْتَمَعَ أَكثرهم عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ فِي مَلَك، وأَصله مَلأَكٌ. قَالَ: وسأَلته عَنْ مَسَائِيَةٍ، فَقَالَ: هِيَ مَقْلُوبَةٌ، وَإِنَّمَا حَدُّها مَساوِئَةٌ، فَكَرِهُوا الْوَاوَ مَعَ الهمزِ لأَنهما حرفان

_ (2). قوله [المُسَنْتَأُ إلخ] تبع المؤلف التهذيب. وفي القاموس المسبنتأ بزيادة الباء الموحدة. (3). قوله [الرقيق الجسم] بالراء وفي شرح القاموس على قوله الدقيق قَالَ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ الرقيق.

مُسْتَثْقَلانِ. وَالَّذِينَ قَالُوا: مَسايةً، حَذَفُوا الْهَمْزَ تَخْفِيفًا. وَقَوْلُهُمْ: الخَيْلُ تَجْرِي عَلَى مَساوِيها أَي إِنها وَإِنْ كَانَتْ بِهَا أَوْصابٌ وعُيُوبٌ، فإنَّ كَرَمها يَحْمِلُها عَلَى الجَرْي. وَتَقُولُ مِنَ السُّوءِ: اسْتَاءَ فلانٌ فِي الصَّنِيعِ مِثْلَ اسْتاعَ، كَمَا تَقُولُ مِنَ الغَمِّ اغْتَمَّ، واسْتَاءَ هُوَ: اهْتَمَّ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنّ رَجُلًا قَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيا فاسْتَاءَ لَهَا، ثُمَّ قَالَ: خِلافةُ نُبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ المُلْكَ مَن يَشَاءُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد أَنَّ الرُّؤْيا ساءَتْه فاسْتاءَ لَهَا، افْتَعل مِنَ المَساءَةِ. وَيُقَالُ: اسْتَاءَ فُلَانٌ بِمَكَانِي أَي ساءَه ذَلِكَ. وَيُرْوَى: فاسْتَالَها أَي طلَب تأْويلَها بالنَّظَر والتَّأَمُّل. وَيُقَالُ: ساءَ مَا فَعَلَ فُلان صَنِيعاً يَسُوءُ أَي قَبُحَ صَنِيعُه صَنِيعاً. والسُّوءُ: الفُجُورُ والمُنْكَر. وَيُقَالُ: فُلَانٌ سيِّئُ الاخْتِيار، وَقَدْ يُخَفَّفُ مِثْلُ هَيِّنٍ وهَيْنٍ، ولَيِّنٍ ولَيْنٍ. قَالَ الطُّهَوِيُّ: وَلَا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ، ... وَلَا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِلَيْنِ وَيُقَالُ: عِنْدِي مَا سَاءَه وناءَه وَمَا يَسُوءُه ويَنُوءُه. ابْنُ السِّكِّيتِ: وسُؤْتُ بِهِ ظَنّاً، وأَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ، قَالَ: يُثْبِتُونَ الأَلف إِذَا جاؤُوا بالأَلف وَاللَّامِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَّمَا نَكَّرَ ظَنًّا فِي قَوْلِهِ سُؤْت بِهِ ظَنًّا لأَن ظَنّاً مُنْتَصِب عَلَى التَّمْيِيزِ، وأَما أَسَأْت بِهِ الظَّنَّ، فالظَّنُّ مَفْعُولٌ بِهِ، وَلِهَذَا أَتى بِهِ مَعْرِفةً لأَن أَسَأْت متَعدٍّ. وَيُقَالُ أَسَأْت بِهِ وَإِلَيْهِ وَعَلَيْهِ وَلَهُ، وَكَذَلِكَ أَحسَنْت. قَالَ كُثَيِّرٌ: أَسِيئِي بِنا، أَوْ أَحْسِنِي، لَا مَلُولةٌ ... لَدَيْنا، وَلَا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ وَقَالَ سُبْحَانَهُ: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي. وَقَالَ عَزَّ مِن قَائِلٍ: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها . وَقَالَ: وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها* . وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ. وسُؤْتُ لَهُ وجهَه: قَبَّحته. اللَّيْثُ: ساءَ يَسُوءُ: فِعْلٌ لَازِمٌ ومُجاوِز، تَقُولُ: ساءَ الشيءُ يَسُوءُ سَوْءًا، فَهُوَ سيِّئٌ، إِذَا قَبُحَ، وَرَجُلٌ أَسْوَأُ: قَبِيحٌ، والأُنثى سَوْآءُ: قَبِيحةٌ، وَقِيلَ هِيَ فَعْلاءُ لَا أَفْعَلَ لَهَا، وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَوْآءُ ولُودٌ خيرٌ مِن حَسْناءَ عقِيمٍ. قَالَ الأُموي: السَّوْآءُ القبيحةُ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ ذَلِكَ: أَسْوأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، والأُنثى سَوْآءُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَخرجه الأَزهري حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَخرجه غَيْرُهُ حَدِيثًا عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: السَّوْآءُ بنتُ السيِّدِ أَحَبُّ إليَّ مِنَ الحَسْناءِ بنتِ الظَّنُونِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى ، قَالَ: هِيَ جهنمُ أَعاذنا اللهُ مِنْهَا. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: المرأَةُ المُخالِفة. والسَّوْأَةُ السَّوْآءُ: الخَلّةُ القَبِيحةُ. وكلُّ كَلِمَةٍ قَبِيحَةٍ أَو فَعْلة قبيحةٍ فَهِيَ سَوْآءُ. قَالَ أَبو زُبَيْد فِي رَجُلٍ مِنْ طَيِّئٍ نزَل بِهِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي شَيْبانَ، فأَضافه الطَّائِيُّ وأَحْسَنَ إِلَيْهِ وسَقاه، فَلَمَّا أَسرَعَ الشرابُ فِي الطَّائِيِّ افْتَخَرَ ومدَّ يدَه، فَوَثَبَ عَلَيْهِ الشَّيْبَانِيُّ فقَطَع يدَه، فَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: ظَلَّ ضَيْفاً أَخُوكُمُ لأَخِينا، ... فِي شَرابٍ، ونَعْمةٍ، وشِواءِ لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ، وحُقَّتْ، ... يَا لَقَوْمِي، للسَّوْأَةِ السَّوْآءِ

وَيُقَالُ: سُؤْتُ وجهَ فُلَانٍ، وأَنا أَسُوءُه مَساءَةً ومَسائِيَةً، والمَسايةُ لُغَةٌ فِي المَساءَة، تَقُولُ: أَردت مَساءَتك ومَسايَتَكَ. وَيُقَالُ: أَسأْتُ إِلَيْهِ فِي الصَّنِيعِ. وخَزْيانُ سَوْآنُ: مِنَ القُبْح. والسُّوأَى، بِوَزْنِ فُعْلى: اسْمٌ للفَعْلة السيِّئَة بِمَنْزِلَةِ الحُسْنَى للحَسَنة، محمولةٌ عَلَى جهةِ النَّعْت فِي حَدِّ أَفْعَل وفُعْلى كالأَسْوإ والسُّوأَى. والسُّوأَى: خِلَافُ الحُسْنَى. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى ؛ الذين أَساؤُوا هُنَا الَّذِينَ أَشْرَكُوا. والسُّوأَى: النارُ. وأَساءَ الرجلُ إساءَةً: خلافُ أَحسَن. وأَساءَ إِلَيْهِ: نَقِيضُ أَحْسَن إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّف، قَالَ لِابْنِهِ لَمَّا اجْتَهد فِي العِبادة: خَيْرُ الأُمورِ أَوساطُها، والحَسَنةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْن أَي الغُلُوُّ سَيِّئةٌ والتقصيرُ سَيِّئةٌ والاقتِصادُ بَيْنَهُمَا حَسَنةٌ. وَقَدْ كَثُرَ ذِكْرُ السَّيِّئة فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ والحَسَنةُ مِنَ الصفاتِ الْغَالِبَةِ. يُقَالُ: كَلِمَةٌ حَسَنةٌ وَكَلِمَةٌ سَيِّئةٌ، وفَعْلة حَسَنة وفَعْلةٌ سيِّئة. وأَساءَ الشيءَ: أَفْسَدَه وَلَمْ يُحْسِنْ عَمَلَه. وأَساءَ فلانٌ الخِياطةَ والعَمَلَ. وَفِي الْمَثَلِ أَساءَ كارِهٌ مَا عَمِلَ. وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا أَكْرَهَه آخَرُ عَلَى عَمَلٍ فأَساءَ عَمَله. يُضْرَب هَذَا لِلرَّجُلِ يَطْلُب الحاجةَ «1» فَلَا يُبالِغُ فِيهَا. والسَّيِّئةُ: الخَطِيئةُ، أَصلها سَيْوِئةٌ، فقُلبت الْوَاوُ يَاءً وأُدْغِمت. وقولٌ سَيِّئٌ: يَسُوءُ. والسَيِّئُ والسَّيِّئةُ: عَمَلانِ قَبِيحانِ، يَصِيرُ السَيِّئُ نَعْتًا لِلذَّكَرِ مِنَ الأَعمالِ والسَّيِّئةُ الأُنثى. وَاللَّهُ يَعْفو عَنِ السَّيِّئاتِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَكْرَ السَّيِّئِ ، فأَضافَ. وَفِيهِ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ، وَالْمَعْنَى مَكْرُ الشِّرْك. وقرأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: ومَكْراً سَيِّئاً عَلَى النَّعْتِ. وَقَوْلُهُ: أَنَّى جَزَّوْا عامِراً سَيْئاً بِفِعلِهِم، ... أَمْ كَيْف يَجْزُونَني السُّوأَى مِنَ الحَسَنِ؟ فَإِنَّهُ أَراد سَيِّئاً، فخفَّف كهَيْنٍ مِنْ هَيِّنٍ. وأَراد مِنَ الحُسْنَى فَوَضَعَ الحَسَن مَكَانَهُ لأَنه لَمْ يُمْكِنْهُ أَكثر مِنْ ذَلِكَ. وسَوَّأْتُ عَلَيْهِ فِعْلَه وَمَا صنَع تَسْوِئةً وتَسْوِيئاً إِذَا عِبْتَه عَلَيْهِ، وقلتَ لَهُ: أَسَأْتَ. وَيُقَالُ: إنْ أَخْطَأْتُ فَخطِّئْني، وإنْ أسَأْتُ فَسَوِّئْ عَليَّ أَي قَبِّحْ عَليَّ إساءَتي. وَفِي الْحَدِيثِ: فَمَا سَوَّأَ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، أَي مَا قَالَ لَهُ أَسأْتَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ ضَرَبَ فلانٌ عَلَى فلانٍ سَايَةً: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدُهما السايةُ، الفَعْلة مِنَ السَّوْء، فتُرك همزُها، وَالْمَعْنَى: فَعَل بِهِ مَا يؤَدِّي إِلَى مَكْرُوهٍ والإِساءة بِه. وَقِيلَ: ضَرَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ سَايَةً مَعْنَاهُ: جَعل لِمَا يُريد أَن يَفْعَلَهُ بِهِ طَرِيقًا. فالسايةُ فَعْلةٌ مِن سَوَيْتُ، كَانَ فِي الأَصل سَوْية فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ، وَالسَّابِقُ سَاكِنٌ، جَعَلُوهَا يَاءً مُشَدَّدَةً، ثُمَّ اسْتَثْقَلُوا التَّشْدِيدَ، فأَتْبَعُوهما مَا قَبْلَهُ، فَقَالُوا سايةٌ كَمَا قَالُوا دِينارٌ ودِيوانٌ وقِيراطٌ، والأَصل دِوَّانٌ، فَاسْتَثْقَلُوا التَّشْدِيدَ، فأَتْبَعُوه الْكَسْرَةَ الَّتِي قَبْلَهُ. والسَّوْأَة: العَوْرة وَالْفَاحِشَةُ. والسَّوْأَة: الفَرْجُ. اللَّيْثُ: السَّوْأَةُ: فَرْج الرَّجل والمرأَة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما* . قَالَ: فالسَّوْأَةُ كلُّ عَمَلٍ وأَمْرٍ شَائِنٍ. يُقَالُ: سَوْأَةً لِفُلَانٍ، نَصْبٌ لأَنه شَتْم ودُعاء. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيةِ والمُغِيرة: وَهَلْ غَسَلْتَ سَوْأَتَكَ إلَّا أَمْسِ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: السَّوْأَةُ فِي الأَصل الفَرْجُ ثُمَّ نُقِل إِلَى كُلِّ مَا يُسْتَحْيا مِنْهُ إِذَا ظَهَرَ مِنْ قَوْلٍ

_ (1). قوله [يطلب الحاجة] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في شرح الميداني: يطلب إليه الحاجة.

وَفِعْلٍ، وَهَذَا الْقَوْلُ إِشارة إِلى غَدْرٍ كَانَ المُغِيرةُ فَعَله مَعَ قَوْمٍ صَحِبوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فقَتَلهم وأَخَذَ أَمْوالَهم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ*؛ قَالَ: يَجْعلانِه عَلَى سَوْآتِهما أَي عَلَى فُرُوجِهما. ورَجُلُ سَوْءٍ: يَعملُ عَمَل سَوْءٍ، وَإِذَا عرَّفتَه وصَفْت بِهِ وَتَقُولُ: هَذَا رجلُ سَوْءٍ، بالإِضافة، وتُدخِلُ عَلَيْهِ الأَلفَ وَاللَّامَ فَتَقُولُ: هَذَا رَجُلُ السَّوْء. قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وكنتُ كَذِئبِ السَّوْءِ لَمَّا رأَى دَماً ... بِصاحِبه، يوْماً، أَحالَ عَلَى الدَّمِ قَالَ الأَخفش: وَلَا يُقَالُ الرجُلُ السَّوْءُ، وَيُقَالُ الحقُّ اليَقِينُ، وحَقُّ اليَّقِينِ، جَمِيعًا، لأَنَّ السَّوْءَ لَيْسَ بالرجُل، واليَقِينُ هُو الحَقُّ. قَالَ: وَلَا يقال هذا رجلُ السُّوءِ، بِالضَّمِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ أَجاز الأَخفش أَن يُقَالَ: رَجُلُ السَّوْءِ ورَجُلُ سَوْءٍ، بِفَتْحِ السِّينِ فِيهِمَا، وَلَمْ يُجوِّزْ رَجُلُ سُوء، بِضَمِّ السِّينِ، لأَن السُّوء اسْمٌ لِلضُّرِّ وسُوء الْحَالِ، وَإِنَّمَا يُضاف إِلَى المَصْدر الَّذِي هُوَ فِعْله كَمَا يُقَالُ رجلُ الضَّرْبِ والطَّعْنِ فيَقوم مَقام قَوْلِكَ رجلٌ ضَرَّابٌ وطَعَّانٌ، فَلِهَذَا جَازَ أَن يُقَالَ: رَجُلُ السَّوْءِ، بِالْفَتْحِ، وَلَمْ يَجُز أَن يقال: هذا رجلُ السُّوءِ، بِالضَّمِّ. قَالَ ابْنُ هَانِئٍ: الْمَصْدَرُ السَّوْءُ، وَاسْمُ الفِعْل السُّوءُ، وَقَالَ: السَّوْءُ مَصْدَرُ سُؤْتُه أَسُوءُه سَوءًا، وأَما السُّوءُ فاسْم الفِعْل. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ، وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً . وَتَقُولُ فِي النَّكِرَةِ: رَجُلُ سَوْءٍ، وَإِذَا عَرَّفت قُلْتَ: هَذَا الرَّجلُ السَّوْءُ، وَلَمْ تُضِفْ، وَتَقُولُ: هَذَا عَمَلُ سَوْءٍ، وَلَا تَقُلِ السَّوْءِ، لأَن السَّوْءَ يَكُونُ نَعْتًا لِلرَّجُلِ، وَلَا يَكُونُ السَّوْء نَعْتًا لِلْعَمَلِ، لأَن الفِعل مِنَ الرَّجُلِ وَلَيْسَ الفِعل مِنَ السَّوْءِ، كَمَا تَقُولُ: قَوْلُ صِدْقٍ، والقَوْلُ الصِّدْقُ، ورَجلٌ صِدْقٌ، وَلَا تَقُولُ: رجلُ الصِّدْقِ، لأَن الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الصِّدْقِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ ؛ مِثْلُ قَوْلِكَ: رجلُ السَّوْءِ. قَالَ: ودائِرَةُ السَّوْءِ : العذابُ. السَّوْء، بِالْفَتْحِ، أَفْشَى فِي الْقِرَاءَةِ وأَكثر، وَقَلَّمَا تَقُولُ الْعَرَبُ: دائرةُ السُّوءِ، بِرَفْعِ السِّينِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ . كَانُوا ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَعُودَ الرسولُ والمُؤمِنون إِلَى أَهليهم، فَجَعل اللهُ دائرةَ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَمَنْ قَرَأَ ظَنَّ السُّوء، فَهُوَ جَائِزٌ. قَالَ: وَلَا أَعلم أَحداً قَرَأَ بِهَا إلَّا أَنها قَدْ رُوِيت. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ: أَن مَعْنَى السَّوْءِ ههنا الفَساد، يَعْنِي الظانِّينَ بِاللَّهِ ظنَّ الفَسادِ، وَهُوَ مَا ظَنُّوا أَنَّ الرسولَ ومَن معَه لَا يَرجِعون. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ ، أَي الفَسادُ والهلاكُ يَقَعُ بِهِمْ. قَالَ الأَزهريّ: قَوْلُهُ لَا أَعلم أَحداً قرأَ ظَنَّ السُّوءِ، بِضَمِّ السِّينِ مَمْدُودَةً، صَحِيحٌ، وَقَدْ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو: دَائِرَةُ السُّوءِ، بِضَمِّ السِّينِ مَمْدُودَةً، فِي سُورَةِ براءَة وَسُورَةِ الْفَتْحِ، وقرأَ سَائِرُ القرّاءِ السَّوْءِ* ، بِفَتْحِ السِّينِ فِي السُّورَتَيْنِ. وَقَالَ الفرّاءُ فِي سُورَةِ براءَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ ؛ قَالَ: قرأَ القُرّاءُ بِنَصْبِ السِّينِ، وأَراد بالسَّوْءِ الْمَصْدَرَ مِنْ سُؤْتُه سَوءًا ومَساءَةً ومَسائِيةً وسَوائِيةً، فَهَذِهِ مَصَادِرُ، ومَن رَفع السِّينَ جَعَله اسْمًا كَقَوْلِكَ: عَلَيْهِمْ دائرةُ البَلاءِ والعَذاب. قَالَ: وَلَا يَجُوزُ ضَمُّ السِّينِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَا كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ ؛ وَلَا فِي قَوْلِهِ: وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ ؛ لأَنه ضِدٌّ لِقَوْلِهِمْ: هَذَا رجلُ صِدْقٍ، وثوبُ صِدْقٍ، وليس للسَّوءِ ههنا مَعْنًى فِي بَلاءٍ وَلَا عَذاب، فَيُضَمُّ. وقرئَ قَوْلُهُ تعالى: عليهم

فصل الشين المعجمة

دائرةُ السُّوءِ، يَعْنِي الهزِيمةَ والشرَّ، ومَن فَتَح، فَهُوَ مِنَ المَساءَة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: السُّوءُ: خِيانةُ صاحِبه، والفَحْشاءُ: رُكُوبُ الْفَاحِشَةِ. وَإِنَّ اللَّيْلَ طويلٌ وَلَا يَسوءُ بالهُ أَي يَسُوءُنِي بالُه، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ الدُّعاءُ. والسُّوءُ: اسْمٌ جَامِعٌ لِلْآفَاتِ والداءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ ، قِيلَ مَعْنَاهُ: مَا بِي مِنْ جُنون، لأَنهم نَسَبوا النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى الجُنون. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: سُوءُ الحِسابِ أَن لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ حسنةٌ، وَلَا يُتجاوَز عَنْ سَيِّئَةٍ، لأَنَّ كُفرَهم أَحْبَط أَعْمالَهم، كَمَا قَالَ تَعَالَى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ. وَقِيلَ: سُوءُ الْحِسَابِ: أَن يُسْتَقصَى عَلَيْهِ حِسابُهُ، وَلَا يُتَجاوَز لَهُ عَنْ شيءٍ مِنْ سَيّئاته، وَكِلَاهُمَا فِيهِ. أَلا تَراهم قَالُوا «2»: مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ. وَقَوْلُهُمْ: لَا أُنْكِرُك مِنْ سُوءٍ، وَمَا أُنْكِرُك مِنْ سُوءٍ أَي لَمْ يَكُنْ إِنْكارِي إِيَّاكَ مِنْ سُوءٍ رأَيتُه بِكَ، إِنما هُوَ لقلَّةِ الْمَعْرِفَةِ. وَيُقَالُ: إِن السُّوءَ البَرَصُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، * أَي مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَمَّا السوءُ، فَمَا ذُكِرَ بسَيِّئٍ، فَهُوَ السُّوءُ. قَالَ: وَيُكَنَّى بالسُّوءِ عَنِ اسْمِ البرَص، وَيُقَالُ: لَا خَيْرَ فِي قَوْلِ السُّوءِ، فَإِذَا فتَحتَ السِّينَ، فَهُوَ عَلَى مَا وصَفْنا، وإِذا ضَمَمْتَ السِّينَ، فَمَعْنَاهُ لَا تَقُلْ سُوءًا. وبنو سُوءَةَ: حَيٌّ مِنْ قَيْسِ بْنِ عَلي. سيأ: السَّيْءُ والسِّيءُ: اللبَنُ قَبْلَ نُزُولِ الدِّرَّة يَكُونُ فِي طَرَفِ الأَخْلافِ. وَرُوِيَ قَوْلُ زُهَيْرٌ: كَمَا اسْتَغاثَ، بسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ، ... خافَ العُيونَ، وَلَمْ يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا بسَيْءٍ وبِسِيءٍ. وَقَدْ سَيَّأَتِ الناقةُ وتَسَيَّأَها الرجلُ: احْتَلَب سَيْئَها، عَنِ الْهَجَرِيِّ. وَقَالَ الفرّاءُ: تَسَيَّأَتِ الناقةُ إِذَا أَرسَلَت لَبنها مِنْ غَيْرِ حَلَبٍ، وَهُوَ السَّيْءُ. وَقَدِ انْسَيَأَ اللبنُ. وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لَيَتَسَيَّأُني بسَيْءٍ قَلِيلٍ؛ وأَصله مِنَ السَّيْءِ اللبنِ قَبْلَ نُزُولِ الدِّرَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُسَلِّم ابْنَكَ سَيَّاءً. قَالَ ابْنُ الأَثير: جاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه الَّذِي يَبِيعُ الأَكفانَ ويَتَمنَّى مَوتَ الناسِ ، وَلَعَلَّهُ مِنَ السُّوءِ والمَساءَةِ، أَوْ مِنَ السَّيْءِ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ اللَّبَنُ الَّذِي يَكُونُ فِي مُقَدَّم الضَّرع، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ فعَّالًا مِنْ سَيَّأْتُها إِذَا حَلَبْتها. والسِّيءُ، بِالْكَسْرِ مَهْمُوزٌ: اسم أَرض. فصل الشين المعجمة شأشأ: أَبو عَمْرٍو، الشَّأْشَاءُ: زَجْرُ الحِمارِ، وَكَذَلِكَ السَّأْساءُ. شُؤْشُؤْ وشَأْشَأْ: دُعاءُ الحِمار إِلَى الماءِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وشَأْشَأَ بالحُمُر والغَنَم: زَجرها للمضيِّ، فَقَالَ: شَأْشَأْ وتَشُؤْتَشُؤْ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الحِرْمازِ: تَشَأْتَشَأْ، وَفَتَحَ الشِّينَ. أَبو زَيْدٍ: شَأْشَأْتُ الحِمارَ إِذَا دَعَوْته تَشَأْتَشَأْ وتَشُؤْتَشُؤْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لبَعيره شَأْ لعَنَكَ اللهُ، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَعْنِه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: شَأْ زَجْرٌ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: جَأْ، بِالْجِيمِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. والشَّأْشاءُ: الشِّيصُ. والشَّأْشاءُ: النَّخْلُ الطِّوَالُ. وتَشَأْشَأَ القومُ: تفرَّقوا، وَاللَّهُ أَعلم. شسأ: أَبو مَنْصُورٍ فِي قَوْلِهِ: مكانٌ شِئسٌ، وَهُوَ الخَشِنُ مِنَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: وَقَدْ يُخَفَّفُ، فَيُقَالُ لِلْمَكَانِ الغليظ: شَأْسٌ وشَأْزٌ، ويقال مَقْلُوبًا: مكانٌ شاسِئٌ وجاسِئٌ غليظ.

_ (2). قوله [قالوا من إلخ] كذا في النسخ بواو الجمع والمعروف قال أي النبي خطاباً للسيدة عائشة كما في صحيح البخاري.

شطأ: الشَّطْءُ: فَرْخُ الزَّرْع وَالنَّخْلِ. وَقِيلَ: هُوَ وَرَقُ الزَّرْع. وَفِي التَّنْزِيلِ: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ؛ أَي طَرَفَه وَجَمْعُهُ شُطُوءٌ. وَقَالَ الفرّاءُ: شَطْؤُه السُّنْبُل تُنْبِت الحَبَّةُ عَشْراً وَثَمَانِيًا وسَبْعاً، فيَقْوَى بعضُه بِبَعْضٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَآزَرَهُ أَي فأَعانَه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَخْرَجَ شَطْأَهُ أَخرج نباتَه: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: شَطْأَه: فِراخَه. الْجَوْهَرِيُّ: شَطْءُ الزَّرْعِ والنَّباتِ: فِراخُه. وَفِي حَدِيثِ أَنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ . شَطْؤُهُ: نباتُه وفِراخُه. يُقَالُ: أَشْطَأَ الزَّرْعُ، فَهُوَ مُشْطِئٌ، إِذَا فَرَّخَ. وشاطِئُ النَّهرِ: جانِبُه وطَرَفُه. وشَطَأَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ يَشْطَأُ شَطْأً وشُطُوءًا: أَخرج شَطْأَه. وشَطْءُ الشجرِ: مَا خَرج حَوْلَ أَصله، وَالْجَمْعُ أَشْطاءٌ. وأَشْطَأَ الشجرُ بغُصونه: أَخرجها. وأَشْطَأَتِ الشَّجَرَةُ بغُصونها إِذا أَخرجت غُصونَها. وأَشْطَأَ الزرعُ إِذَا فَرَّخ. وأَشطأَ الزرعُ: خَرجَ شَطْؤُه، وأَشْطَأَ الرجلُ: بَلغ ولَدُه مَبْلَغَ الرِّجالِ فَصَارَ مِثْلَهُ. وشَطْءُ الْوَادِي والنَّهَر: شِقَّته، وَقِيلَ: جانبُه، وَالْجَمْعُ شُطُوءٌ. وشاطِئُه كشَطْئِه، وَالْجَمْعُ شُطوءٌ وشَواطِئُ وشُطْآنٌ عَلَى أَن شُطْآناً قَدْ يَكُونُ جَمْعَ شَطْءٍ. قَالَ: وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ مِنْ شُطْآنِه، ... بَقْلٌ بِظاهِرِه، وبَقْلُ مِتانِه وشاطِئُ الْبَحْرِ: ساحِلُه. وَفِي الصِّحَاحِ: وشاطِئُ الْوَادِي: شطُّه وجانِبُه، وَتَقُولُ: شاطِئُ الأَوْدِيةِ، وَلَا يُجمَعُ. وشَطَأَ مَشَى عَلَى شاطِئِ النَّهرِ. وشاطأْتُ الرَّجُل إِذَا مَشَيْتَ عَلَى شاطئٍ ومَشَى هُوَ عَلَى الشاطِئِ الآخَر. ووادٍ مُشْطِئٌ: سالَ شاطِئَاه. وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: مِلْنا لِوادِي كَذَا وَكَذَا، فوَجَدْناه مُشْطِئاً. وشَطَأَ المرأَةَ يَشْطَؤُها شَطْأً: نَكَحَها. وشَطَأَ الرجلَ شَطْأً: قَهَرَه. وشَطَأَ الناقةَ يَشْطَؤُها شَطْأً: شَدَّ عَلَيْهَا الرحْلَ. وشَطَأَه بالحِمْلِ شَطْأً: أَثْقَلَه. وشَطْيَأَ الرَّجُلُ فِي رَأْيِهِ وأَمرِهِ كَرَهْيَأَ. وَيُقَالُ: لَعَنَ اللهُ أُمّاً شَطَأَتْ بِهِ وفَطَأَتْ بِهِ أَي طَرَحَتْه. ابْنُ السِّكِّيتِ: شَطَأْتُ بالحِمْلِ أَي قَوِيتُ عَلَيْهِ، وأَنشد: كشَطْئِكَ بالعِبْءِ مَا تَشْطَؤُهْ ابْنُ الأَعرابي: الشُّطْأَةُ «1»: الزُّكام، وَقَدْ شُطِئَ إِذَا زُكِمَ، وأَشْطَأَ إِذَا أَخَذَتْه الشُّطْأَةُ. شقأ: شَقَأَ نابُه يَشْقَأُ شَقْأً وشُقُوءًا وشَكَأَ: طَلَعَ وظَهَرَ. وشَقَأَ رَأْسَه: شَقَّه. وشَقَأَهُ بالمِدْرَى أَو المُشْطِ شَقْأً وشُقُوءًا: فَرَّقه. والمَشْقَأُ: المَفْرَقُ. والمِشْقَأُ والمِشْقَاءُ، بِالْكَسْرِ، والمِشْقأَةُ: المِشْطُ [المُشْطُ]. والمِشْقَأَةُ: المِدْراةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المِشْقَأُ والمِشْقاءُ والمِشْقَى، مَقْصُورٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ: المِشْط [المُشْط].

_ (1). قوله [الشُطْأَةُ إلخ] كذا هو في النسخ هنا بتقديم الشين على الطاء والذي في نسخة التَّهْذِيبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي بتقديم الطاء في الكلمات الأَربع وذكر نحوه المجد في فصل الطاء ولم نرَ أحداً ذكره بتقديم الشين، ولمجاورة شطأ طشأ طغا قلم المؤلف فكتب ما كتب.

وشَقَأْتُه بِالْعَصَا شَقْأً: أَصَبْتُ مَشْقَأَه أَي مَفْرَقَه. أَبو تُرَابٍ عَنِ الأَصمعي: إِبل شُوَيْقِئَةٌ وشُوَيْكِئَةٌ حِينَ يَطْلُعُ نابُها، مِنْ شَقَأَ نابُهُ وشَكَأَ وشاكَ أَيضاً وأَنشد: شُوَيْقِئَةُ النابَيْن، يَعْدِل دَفُّها، ... بأَقْتَلَ، منْ سَعْدانةِ الزَّوْرِ، بَائِنِ شكأ: الشُّكاءُ، بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ: شِبْه الشُّقاقِ فِي الأَظفار. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أشْكَأَتِ الشجرةُ بغُصُونِها: أَخْرَجَتْها. الأَصمعي: إبلٌ شُوَيْقِئَةٌ وشُوَيْكِئَةٌ حِينَ يَطْلُع نابُها، مِنْ شَقَأَ نابُه وشَكَأَ وشاكَ أَيضاً، وأَنشد: عَلَى مُسْتَظِلَّات الْعُيُونِ، سَواهِمٍ، ... شُوَيْكِئةٍ، يَكْسُو بُراها لُغامُها أَراد بِقَوْلِهِ شُوَيْكِئة: شُوَيْقِئة، فقُلِبت الْقَافُ كَافًا، مِنْ شَقَأَ نابُهُ إِذَا طَلَعَ، كَمَا قِيلَ كُشِطَ عَنِ الْفَرَسِ الجُلُّ، وقُشِطَ. وَقِيلَ: شُوَيْكِيَةٌ بِغَيْرِ هَمْزٍ: إِبِلٌ مَنْسُوبَةٌ «1». التَّهْذِيبِ: سَلَمَةُ قَالَ: بِهِ شُكَأٌ شَدِيدٌ، تَقَشُّر. وَقَدْ شَكِئَتْ أَصَابِعُهُ، وَهُوَ التَّقَشُّر بَيْنَ اللَّحْمِ والأَظفار شَبيه بالتَّشَقُّقِ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ. وَفِي أَظفاره شَكَأٌ إِذَا تشَقَّقَت أَظفارُه. الأَصمعي: شَقَأَ نابُ الْبَعِيرِ، وشَكَأَ إِذَا طَلَعَ، فَشَقَّ اللحمَ. شنأ: الشَّنَاءَةُ مِثْلُ الشَّناعةِ: البُغْضُ. شَنِئَ الشيءَ وشَنَأَه أَيضاً، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، يَشْنَؤُهُ فِيهِمَا شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً وشَنْأَةً ومَشْنَأً ومَشْنَأَةً ومَشْنُؤَةً وشَنَآناً وشَنْآناً، بِالتَّحْرِيكِ وَالتَّسْكِينِ: أَبْغَضَه. وقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ* . فَمَنْ سكَّن، فَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرًا كَلَيَّان، وَيَكُونُ صِفَةً كَسَكْرانَ، أَي مُبْغِضُ قَوْمٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ شَاذٌّ فِي اللَّفْظِ لأَنه لَمْ يَجِئْ شيءٌ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَيْهِ. وَمَنْ حرَّك، فَإِنَّمَا هُوَ شَاذٌّ فِي الْمَعْنَى لأَن فَعَلانَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ بِناءِ مَا كَانَ مَعْنَاهُ الْحَرَكَةَ والاضْطِرابَ كالضَّرَبانِ والخَفَقَانِ. التَّهْذِيبُ: الشَّنَآنُ مَصْدَرٌ عَلَى فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ. وقرأَ عَاصِمٌ: شَنَآنُ* ، بِإِسْكَانِ النُّونِ، وَهَذَا يَكُونُ اسْمًا كَأَنَّهُ قَالَ: وَلَا يَجْرِمَنَّكم بَغِيضُ قومٍ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَقَدْ أَنكر هَذَا رجلٌ مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ يُعرف بأَبي حَاتِمٍ السِّجِسْتاني مَعَهُ تَعدٍّ شديدٌ وإِقدام عَلَى الطَعْن فِي السَّلف. قَالَ: فَحَكَيْتُ ذَلِكَ لأَحمد بْنِ يَحْيَى، فَقَالَ: هَذَا مِنْ ضِيقِ عَطَنِه وَقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ، أَما سَمِع قولَ ذِي الرُّمَّة: فأُقْسِمُ، لَا أَدْرِي أَجَوْلانُ عَبْرةٍ، ... تَجُودُ بها العَيْنانِ، أَحْرَى أَمِ الصَّبْرُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ هَذَا، وَإِنْ كَانَ مَصْدَرًا فَفِيهِ الْوَاوُ. فَقَالَ: قَدْ قَالَتِ الْعَرَبُ وَشْكانَ ذَا إِهَالَةً وحَقْناً، فَهَذَا مَصْدَرٌ، وَقَدْ أَسكنه، والشَّنانُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، مِثْلُ الشَّنَآنِ، وأَنشد للأَحوص: وَمَا العيْشُ إِلَّا مَا تَلَذُّ وتَشْتَهي، ... وإنْ لامَ فِيهِ ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا سَلَمَةُ عَنِ الفرّاءِ: مَنْ قرأَ شَنَآنُ قَوْمٍ، فمعناهُ بُغْضُ

_ (1). قوله [منسوبة] مقتضاه تشديد الياء ولكن وقع في التكملة في عدة مواضع مخفف الياء مع التصريح بأنه منسوب لشويكة الموضع أو لإبل ولم يقتصر على الضبط بل رقم في كل موضع من النثر والنظم خف إشارة إلى عدم التشديد.

قومٍ. شَنِئْتُه شَنَآناً وشَنْآناً. وَقِيلَ: قَوْلُهُ شَنآنُ أَي بَغْضاؤُهم، ومَن قَرأَ شَنْآنُ قَوْم، فَهُوَ الِاسْمُ: لَا يَحْمِلَنَّكم بَغِيضُ قَوْم. وَرَجُلٌ شَنائِيةٌ وشَنْآنُ والأُنثى شَنْآنَةٌ وشَنْأَى. اللَّيْثُ: رَجُلٌ شَنَاءَةٌ وشَنَائِيَةٌ، بِوَزْنِ فَعالةٍ وفَعالِية: مُبْغِضٌ سَيِءُ الخُلق. وشُنِئَ الرجلُ، فَهُوَ مَشْنُوءٌ، إِذَا كَانَ مُبْغَضاً، وَإِنْ كَانَ جَمِيلًا. ومَشْنَأٌ، عَلَى مَفْعَل، بِالْفَتْحِ: قَبِيحُ الْوَجْهِ، أَو قَبِيحُ المَنْظَر، الواحد والمثنى والجميع وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سواءٌ. والمِشْنَاءُ، بِالْكَسْرِ مَمْدُودٌ، عَلَى مِثالِ مِفْعالٍ: الَّذِي يُبْغِضُه الناسُ. عَنْ أَبي عُبيد قَالَ: وَلَيْسَ بِحَسن لأَن المِشْناءَ صِيغَةُ فَاعِلٍ، وَقَوْلُهُ: الَّذِي يُبْغِضُه الناسُ، فِي قوَّة الْمَفْعُولِ، حَتَّى كأَنه قَالَ: المِشْناءُ المُبْغَضُ، وَصِيغَةُ الْمَفْعُولِ لَا يُعَبَّر بِهَا «1» عَنْ صِيغَةِ الْفَاعِلِ، فأَمَّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ، فَمَعْنَاهُ أَنها تُحِلُّ الناسَ، أَو تَحُلُّ بِهِمْ أَي تَجْعَلُهم يَحُلُّون، وَلَيْسَتْ فِي مَعْنَى مَحْلُولةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ أَنَّ المَشْنَأَ مِثْلُ المَشْنَعِ: القَبِيحُ المَنْظَر، وَإِنْ كَانَ مُحَبَّباً، والمِشْناءُ مِثْلُ المِشْناعِ: الَّذِي يُبْغِضُه الناسُ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: المِشْناءُ بِالْمَدِّ: الَّذِي يُبْغِضُ الناسَ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: لَا تَشْنَؤُه مِن طُولٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ أَي لَا يُبْغَضُ لفَرْطِ طُولِهِ، وَيُرْوَى لَا يُتَشَنَّى مِنْ طُول، أُبْدل مِنَ الْهَمْزَةِ يَاءً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: ومُبْغِضٌ يَحْمِله شَنَآني عَلَى أَنْ يَبْهَتَني. وتَشانَؤُوا أَي تَباغَضوا، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ . قَالَ الفرَّاءُ: قَالَ الله تعالى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ شانِئَكَ أَي مُبْغِضَك وعَدُوَّكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. أَبو عَمْرٍو: الشَّانِئُ: المُبْغِضُ. والشَّنْءُ والشِّنْءُ: البِغْضَةُ. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ* ، يُقَالُ الشَّنَآن، بِتَحْرِيكِ النُّونِ، والشَّنْآنُ، بِإِسْكَانِ النُّونِ: البِغْضةُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ يُقَالُ: شَنِئْتُ الرجلَ أَي أَبْغَضْته. قَالَ: وَلُغَةٌ رَدِيئَةٌ شَنَأْتُ، بِالْفَتْحِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا أَبا لشانِئك وَلَا أَبٌ أَي لِمُبْغِضِكَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ كِنَايَةٌ عَنْ قَوْلِهِمْ لَا أَبا لَكَ. والشَّنُوءَة، عَلَى فَعُولة: التَّقَزُّزُ مِنَ الشيءِ، وَهُوَ التَّباعدُ مِنَ الأَدْناس. وَرَجُلٌ فِيهِ شَنُوءَةٌ وشُنُوءَةٌ أَي تَقَزُّزٌ، فَهُوَ مَرَّةً صِفَةٌ وَمَرَّةً اسْمٌ. وأَزدُ شَنُوءَةَ، قَبِيلَةٌ مِن اليَمن: مِنْ ذَلِكَ، النسبُ إِلَيْهِ: شَنَئِيٌّ، أَجْرَوْا فَعُولةَ مَجْرى فَعِيلةَ لِمُشَابَهَتِهَا إِياها مِنْ عِدّة أَوجه مِنْهَا: أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ فَعُولة وفَعِيلة ثُلَاثِيٌّ، ثُمَّ إِنَّ ثَالِثَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَرْفٌ لَيِّنٌ يَجْرِي مَجْرَى صَاحِبِهِ؛ وَمِنْهَا: أَنَّ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ فَعُولة وفَعِيلة تاءَ التأْنيث؛ وَمِنْهَا: اصْطِحابُ فَعُول وفَعِيل عَلَى الْمَوْضِعِ الْوَاحِدِ نَحْوَ أَثُوم وأَثِيم ورَحُوم ورَحِيم، فَلَمَّا اسْتَمَرَّتْ حَالُ فَعُولَةٍ وَفَعِيلَةٍ هَذَا الِاسْتِمْرَارَ جَرَتْ وَاوُ شنوءَة مَجرى ياءِ حَنِيفة، فَكَمَا قَالُوا حَنَفيٌّ، قياساً، قالوا شَنَئِيءٌّ، قِيَاسًا. قَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش: فَإِنْ قُلْتَ إِنَّمَا جاءَ هَذَا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ يَعْنِي شَنُوءَة، قَالَ: فَإِنَّهُ جَمِيعُ مَا جاءَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمَا أَلطفَ هَذَا القولَ مِنْ أَبي الْحَسَنِ، قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ أَن الَّذِي جاءَ فِي فَعُولة هُوَ هَذَا الْحَرْفُ، وَالْقِيَاسُ قابِلُه، قَالَ: وَلَمْ يَأْتِ فِيهِ شيءٌ يَنْقُضُه. وَقِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لشَنَآنٍ كَانَ بَيْنَهُمْ. وَرُبَّمَا قَالُوا: أَزْد شَنُوَّة، بِالتَّشْدِيدِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، ويُنسب إِلَيْهَا شَنَوِيٌّ، وقال:

_ (1). قوله [لا يعبر بها إلخ] كذا في النسخ ولعل المناسب لا يعبر عنها بصيغة الفاعل.

نَحْنُ قريْشٌ، وهُمُ شَنُوَّهْ، ... بِنا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّهْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَزْدُ شَنُوءَة، بِالْهَمْزِ، عَلَى فَعُولة مَمْدُودَةٍ، وَلَا يُقَالُ شَنُوَّة. أَبو عُبَيْدٍ: الرجلُ الشَّنُوءَة: الَّذِي يَتَقَزَّزُ مِنَ الشيءِ. قَالَ: وأَحْسَبُ أَنَّ أَزْدَ شَنُوءَة سُمِّيَ بِهَذَا. قَالَ اللَّيْثُ: وأَزْدُ شَنُوءَة أَصح الأَزد أَصْلًا وَفَرْعًا، وأَنشد: فَما أَنْتُمُ بالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءَةٍ، ... وَلَا مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ عَمْرو بْنِ عامِرِ أَبو عُبَيْدٍ: شَنِئْتُ حَقَّك: أَقْرَرْت بِهِ وأَخرَجْته مِنْ عِنْدِي. وشَنِئَ لَهُ حَقَّه وَبِهِ: أَعْطاه إيَّاه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شَنَأَ إِلَيْهِ حَقَّه: أَعطاه إيَّاه وتَبَرَّأَ مِنْهُ، وَهُوَ أَصَحُّ، وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ: زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عَنْ آلِ الحَكَمْ، ... وشَنِئوا المُلْكَ لِمُلْكٍ ذِي قِدَمْ فَإِنَّهُ يُرْوَى لِمُلْكٍ ولِمَلْكٍ، فَمَنْ رَوَاهُ لِمُلْكٍ، فَوَجْهُهُ شَنِئوا أَي أَبْغَضُوا هَذَا المُلك لِذَلِكَ المُلْكِ، ومَنْ رَوَاهُ لِمَلْكٍ، فالأَجْودُ شَنَؤوا أَي تَبَرَّؤُوا بِهِ إِلَيْهِ. وَمَعْنَى الرَّجَزِ أَي خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِمْ. وقَدَمٌ: مَنْزِلةٌ ورِفْعةٌ. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ولَوْ كانَ فِي دَيْنٍ سِوَى ذَا شَنِئْتُمُ ... لَنا حَقَّنا، أَو غَصَّ بِالْمَاءِ شارِبُهْ وشَنِئَ بِهِ أَي أَقَرَّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: عَلَيْكُمْ بالمَشْنِيئةِ النافعةِ التَّلْبِينةِ ، تَعْنِي الحَساء، وَهِيَ مفعولةٌ مِنْ شَنِئْتُ أَي أَبْغَضْتُ. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: سَأَلْتُ الأَصمعي عَنِ المَشْنِيئةِ، فَقَالَ: البَغِيضةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ: مَفْعُولةٌ مِنْ شَنِئْتُ إِذَا أَبْغَضْتَ، فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: وَهَذَا البِناءُ شَاذٌّ. فَإِنَّ أَصله مَشْنُوءٌ بِالْوَاوِ، وَلَا يُقَالُ فِي مَقْرُوءٍ ومَوْطُوءٍ مَقرِيٌّ ومَوْطِيٌّ وَوَجْهُهُ أَنه لَمَّا خَفَّفَ الْهَمْزَةَ صَارَتْ يَاءً، فَقَالَ مَشْنِيٌّ كَمَرْضيٍّ، فَلَمَّا أَعادَ الْهَمْزَةَ اسْتَصْحَبَ الحالَ المُخَفّفة. وَقَوْلُهَا التَّلْبينة: هِيَ تَفْسِيرُ المَشْنِيئةِ، وَجَعَلَتْهَا بَغِيضة لِكَرَاهَتِهَا. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يُوشِكُ أَن يُرْفَعَ عَنْكُمُ الطاعونُ ويَفِيضَ فِيكُمْ شَنَآنُ الشِّتاءِ. قِيلَ: مَا شَنآنُ الشِّتاءِ؟ قَالَ: بَرْدُه؛ اسْتعارَ الشَّنآنَ للبَرْد لأَنه يَفِيضُ فِي الشِّتَاءِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْبَرْدِ سُهولة الأَمر والرَّاحَة، لأَن الْعَرَبَ تَكْني بِالْبَرْدِ عَنِ الرَّاحة، وَالْمَعْنَى: يُرْفَعُ عَنْكُمُ الطاعونُ والشِّدَّةُ، ويَكثر فِيكُمُ التَّباغُضُ والراحة والدَّعة. وشوانِئُ الْمَالِ: مَا لَا يُضَنُّ بِهِ. عَنِ ابْنِ الأَعرابي مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ قَالَ: وَأَرَى ذَلِكَ لأَنها شُنِئَت فجِيدَ بِهَا فأَخْرجه مُخرَج النَّسب، فجاءَ بِهِ عَلَى فَاعِلٍ. والشَّنَآنُ: مِنْ شُعَرائهم، وَهُوَ الشَّنَآنُ بْنُ مَالِكٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ مِنْ حَزْنِ بن عُبادةَ. شيأ: المَشِيئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ومَشاءَةً ومَشايةً «2»: أَرَدْتُه، وَالِاسْمُ الشِّيئةُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. التَّهْذِيبُ: المَشِيئةُ: مَصْدَرُ شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً. وَقَالُوا: كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللَّهِ، بِكَسْرِ الشِّينِ، مِثْلُ شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تَقُولُونَ: مَا شاءَ اللهُ وشِئتُ. فأَمَرَهم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَن يَقُولُوا: مَا شاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتُ. المَشِيئةُ، مَهْمُوزَةً: الإِرادةُ. وَقَدْ شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وَإِنَّمَا فَرَق بَيْنَ قَوْلِهِ مَا شاءَ

_ (2). قوله [ومشاية] كذا في النسخ والمحكم وقال شارح القاموس مشائية كعلانية.

اللَّهُ وشِئتُ، وَمَا شاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئتُ، لأَن الْوَاوَ تُفِيدُ الْجَمْعَ دُونَ التَّرْتِيبِ، وَثُمَّ تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فَمَعَ الْوَاوِ يَكُونُ قَدْ جَمَعَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَهُ فِي المَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يَكُونُ قَدْ قَدَّمَ مشِيئَة اللهِ عَلَى مَشِيئتِه. والشَّيءُ: مَعْلُومٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ حِينَ أَراد أَن يَجْعَلَ المُذَكَّر أَصلًا للمؤَنث: أَلا تَرَى أَن الشيءَ مذكَّر، وَهُوَ يَقَعُ عَلَى كُلِّ مَا أُخْبِرُ عَنْهُ. فأَما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ أَيضاً مِنْ قَوْلِ العَرَب: مَا أَغْفَلَه عَنْكَ شَيْئاً، فَإِنَّهُ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وَهَذَا غَيْرُ مُقْنِعٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ شَيئاً هَهُنَا مَنْصُوبًا عَلَى الْمَصْدَرِ حَتَّى كأَنه قَالَ: مَا أَغْفَله عَنْكَ غُفولًا، وَنَحْوَ ذَلِكَ، لأَن فِعْلَ التَّعَجُّبِ قَدِ اسْتَغْنَى بِمَا حَصَلَ فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ عَنْ أَن يؤكَّد بالمصْدر. قَالَ: وأَما قَوْلُهُمْ هُوَ أَحْسَنُ مِنْكَ شَيْئاً، فإنَّ شَيْئًا هُنَا مَنْصُوبٌ عَلَى تَقْدِيرِ بشَيءٍ، فَلَمَّا حَذَف حَرْفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِلَيْهِ مَا قَبْلَهُ، وَذَلِكَ أَن مَعْنَى هُوَ أَفْعَلُ مِنْهُ فِي المُبالغَةِ كَمَعْنَى مَا أفْعَله، فَكَمَا لَمْ يَجُزْ مَا أَقْوَمَه قِياماً، كَذَلِكَ لَمْ يَجُز هُوَ أَقْوَمُ مِنْهُ قِياماً. وَالْجَمْعُ: أشياءُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وأَشْياواتٌ وأشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، مِنْ بَابِ جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فِي جَمْعِهَا: أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شَيْخًا أَنشده فِي مَجْلِس الْكِسَائِيِّ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: وَذلِك مَا أُوصِيكِ، يَا أُّمَّ مَعْمَرٍ، ... وبَعْضُ الوَصايا، فِي أَشاوِهَ، تَنْفَعُ قَالَ: وَزَعَمَ الشَّيْخُ أَن الأَعرابي قَالَ: أُريد أَشايا، وَهَذَا مِنْ أَشَذّ الجَمْع، لأَنه لَا هاءَ فِي أَشْياءَ فَتَكُونُ فِي أَشاوِهَ. وأَشْياءُ: لَفعاءُ عِنْدَ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ، وَعِنْدَ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش أَفْعِلاءُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يَخْتَلِفِ النَّحْوِيُّونَ فِي أَن أَشْياء جَمْعُ شَيْءٍ، وأَنها غَيْرُ مُجراة. قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، واقتصرتُ عَلَى مَا قَالَهُ أَبو إِسْحَاقَ الزَّجَّاجُ فِي كِتَابِهِ لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم عَلَى اخْتِلافها، وَاحْتَجَّ لأَصْوَبِها عِنْدَهُ، وَعَزَاهُ إِلَى الْخَلِيلِ، فَقَالَ قوله: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ ، أَشْياءُ فِي مَوْضِعِ الْخَفْضِ، إلَّا أَنها فُتحت لأَنها لَا تَنْصَرِفُ. قَالَ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر اسْتِعْمَالُهَا، فَلَمْ تُصْرَفْ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقَدْ أَجمع الْبَصْرِيُّونَ وأَكثر الْكُوفِيِّينَ عَلَى أَنَّ قَوْلَ الْكِسَائِيِّ خطأٌ فِي هَذَا، وأَلزموه أَن لَا يَصرِف أَبناء وأَسماء. وَقَالَ الفرّاءُ والأَخفش: أَصل أَشياء أَفْعِلاء كَمَا تَقُولُ هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلَّا أَنه كَانَ فِي الأَصل أَشْيِئاء، عَلَى وَزْنِ أَشْيِعاع، فَاجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ بَيْنَهُمَا أَلف فحُذِفت الْهَمْزَةُ الأُولى. قَالَ أَبو إِسحاق: وَهَذَا الْقَوْلُ أَيضاً غَلَطٌ لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لَا يُجْمَعُ أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ عَلَى أَفْعِلاء كَمَا يُجْمَعُ فَعِيلٌ عَلَى أَفْعِلاءَ، مِثْلَ نَصِيب وأَنْصِباء. قَالَ وَقَالَ الْخَلِيلُ: أَشياء اسْمٌ لِلْجَمْعِ كَانَ أصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الْهَمْزَتَانِ، فَقَلَبُوا الْهَمْزَةَ الْأَوْلَى إِلَى أَول الْكَلِمَةِ، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كَمَا قَلَبُوا أَنْوقاً فَقَالُوا أَيْنُقاً. وَكَمَا قَلَبُوا قُوُوساً قِسِيّاً. قَالَ: وَتَصْدِيقُ قَوْلِ الْخَلِيلِ جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قَالَ: وَقَوْلُ الْخَلِيلِ هُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وَالْمَازِنِيِّ وَجَمِيعِ الْبَصْرِيِّينَ، إلَّا الزِّيَّادِي مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يَمِيل إِلَى قَوْلِ الأَخفش. وذُكِر أَن الْمَازِنِيَّ ناظَر الأَخفش فِي هَذَا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وَذَلِكَ أَنه سأَله كَيْفَ تُصغِّر أَشياء، فَقَالَ لَهُ أَقول: أُشَيَّاء؛ فَاعْلَمْ، وَلَوْ كَانَتْ أَفعلاء لردَّت فِي التَّصْغِيرِ إِلَى وَاحِدِهَا فَقِيلَ: شُيَيْئات. وأَجمع الْبَصْرِيُّونَ أَنَّ تَصْغِيرَ أَصْدِقاء، إِنْ كَانَتْ لِلْمُؤَنَّثِ:

صُدَيقات، وَإِنْ كَانَ للمذكرِ: صُدَيْقُون. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما اللَّيْثُ، فَإِنَّهُ حَكَى عَنِ الْخَلِيلِ غَيْرَ مَا حَكَى عَنْهُ الثِّقَاتُ، وخَلَّط فِيمَا حَكَى وطوَّل تَطْوِيلًا دَلَّ عَلَى حَيْرته، قَالَ: فَلِذَلِكَ تَرَكْتُهُ، فَلَمْ أَحكه بِعَيْنِهِ. وَتَصْغِيرُ الشيءِ: شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بِكَسْرِ الشِّينِ وَضَمِّهَا. قَالَ: وَلَا تَقُلْ شُوَيْءٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ الْخَلِيلُ: إِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُ أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ، كَمَا أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ، لأَن الْفَاعِلَ لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعَلاء، ثُمَّ اسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَتَيْنِ فِي آخِرِهِ، فَقَلَبُوا الْأُولَى أَوَّل الْكَلِمَةِ، فَقَالُوا: أَشياء، كَمَا قَالُوا: عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فَصَارَ تَقْدِيرُهُ لَفْعاء؛ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةٍ ذَلِكَ أَنه لَا يُصْرَفُ، وأَنه يُصَغَّرُ عَلَى أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً، فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثُ يَاءَاتٍ، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واوا، كَمَا قَالُوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً. وَحَكَى الأَصمعي: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ أَفصح الْعَرَبِ يَقُولُ لِخَلَفٍ الأَحمر: إنَّ عِنْدَكَ لأَشاوى، مِثْلَ الصَّحَارَى، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى أَشايا وأَشْياوات. وَقَالَ الأَخفش: هُوَ أَفْعلاء، فَلِهَذَا لَمْ يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الَّتِي بَيْنَ الْيَاءِ والأَلِف لِلتَّخْفِيفِ. قَالَ لَهُ الْمَازِنِيُّ: كَيْفَ تُصغِّر العربُ أَشياءَ؟ فَقَالَ: أُشَيَّاء. فَقَالَ لَهُ: تَرَكْتُ قَوْلَكَ لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غَيْرِ وَاحِدِهِ، وَهُوَ مِنْ أَبنية الْجَمْعِ، فإِنه يُردُّ فِي التَّصْغِيرِ إِلَى وَاحِدِهِ، كَمَا قَالُوا: شُوَيْعِرون فِي تَصْغِيرِ الشُّعَراءِ، وَفِيمَا لَا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فَكَانَ يَجِبُ أَن يَقُولُوا شُيَيْئَات. قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يَلْزَمُ الْخَلِيلَ، لأَنَّ فَعْلاء لَيْسَ مِنْ أَبنية الْجَمْعِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَشياء أَفعالٌ مِثْلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تَرَكُوا صَرْفَهَا لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ لَهَا لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، عَلَى مِثَالِ شَيِّعٍ، فَجُمِعَ على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثُمَّ خُفِّفَ، فَقِيلَ شيءٌ كَمَا قَالُوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وَقَالُوا أَشياء فَحَذَفُوا الْهَمْزَةَ الأُولى وَهَذَا الْقَوْلُ يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَن لَا يُجْمَع عَلَى أَشاوَى، هَذَا نَصُّ كَلَامِ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ حِكَايَةِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الْخَلِيلِ: إِنَّ أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ، كَمَا أَنَّ الشُّعَرَاءَ جُمِع على غيره وَاحِدِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حِكايَتُه عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: إِنها جَمْع عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ مِنْهُ، بَلْ وَاحِدُهَا شَيْءٌ. قَالَ: وَلَيْسَتْ أَشياء عِنْدَهُ بِجَمْعٍ مكسَّر، وَإِنَّمَا هِيَ اسْمٌ وَاحِدٌ بِمَنْزِلَةِ الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، وَلَكِنَّهُ يَجْعَلُهَا بَدَلًا مِنْ جَمع مُكَسَّرٍ بِدَلَالَةِ إِضَافَةِ الْعَدَدِ الْقَلِيلِ إِلَيْهَا كَقَوْلِهِمْ: ثَلَاثَةُ أَشْياء، فأَما جَمْعُهَا عَلَى غير واحدها، فذلك مَذْهَبُ الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشياء وَزْنُهَا أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيئاء، فحُذِفت الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا. قَالَ: وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ يُجِيزُ قَوْلَ أَبي الْحَسَنِ عَلَى أَن يَكُونَ وَاحِدُهَا شَيْئًا وَيَكُونُ أَفْعِلاء جَمْعًا لفَعْل فِي هَذَا كَمَا جُمِعَ فَعْلٌ عَلَى فُعَلاء فِي نَحْوِ سَمْحٍ وسُمَحاء. قَالَ: وَهُوَ وهَم مِنْ أَبي عَلِيٍّ لأَن شَيْئًا اسْمٌ وسَمْحاً صِفَةٌ بِمَعْنَى سَمِيحٍ لأَن اسْمَ الْفَاعِلِ مِنْ سَمُحَ قِيَاسُهُ سَمِيحٌ، وسَمِيح يُجْمَعُ عَلَى سُمَحاء كظَريف وظُرَفاء، وَمِثْلُهُ خَصْم وخُصَماء لأَنه فِي مَعْنَى خَصِيم وَالْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ يَقُولَانِ: أَصلها شَيئاءُ، فَقُدِّمَتِ الْهَمْزَةُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ إِلَى أَوَّلها فَصَارَتْ أَشْياء، فَوَزْنُهَا لَفْعاء. قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِمَا أَن الْعَرَبَ قَالَتْ فِي تَصْغِيرِهَا: أُشَيَّاء. قَالَ: وَلَوْ كَانَتْ جَمْعًا مُكَسَّرًا، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الأَخفش: لَقِيلَ فِي تَصْغِيرِهَا: شُيَيْئات، كَمَا يُفعل ذَلِكَ فِي الجُموع المُكسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ، تَقُولُ فِي تَصْغِيرِهَا: جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فَتَرُدُّهَا إِلَى الْوَاحِدِ، ثُمَّ تَجْمَعُهَا بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ. وَقَالَ ابْنُ

بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: إِنَّ أَشْياء يُجْمَعُ عَلَى أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ أَلفاً، وأُبدلت مِنَ الْأُولَى وَاوًا، قَالَ: قَوْلُهُ أَصله أَشائِيُّ سَهْوٌ، وَإِنَّمَا أَصله أَشايِيُّ بِثَلَاثِ يَاءَاتٍ. قَالَ: وَلَا يَصِحُّ هَمْزُ الْيَاءِ الْأُولَى لِكَوْنِهَا أَصلًا غَيْرَ زَائِدَةٍ، كَمَا تَقُولُ في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فَلَا تَهْمِزُ الْيَاءُ الَّتِي بَعْدَ الأَلف، ثُمَّ خُفِّفَتِ الْيَاءَ الْمُشَدَّدَةَ، كَمَا قَالُوا فِي صَحارِيّ صَحارٍ، فَصَارَ أَشايٍ، ثُمَّ أُبْدِلَ مِنَ الْكَسْرَةِ فتحةٌ وَمِنَ الْيَاءِ أَلف، فَصَارَ أَشايا، كَمَا قَالُوا فِي صَحارٍ صَحارَى، ثُمَّ أَبدلوا مِنَ الْيَاءِ واواً، كما أَبدلوها فِي جَبَيْتُ الخَراجَ جِبايةً وجِباوةً. وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ: أَنَّ أَشاوَى جَمْعٌ لإِشاوةٍ، وإِن لَمْ يُنْطَقْ بِهَا. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ إِن الْمَازِنِيَّ قَالَ للأَخفش: كَيْفَ تصغِّر الْعَرَبُ أَشياء، فَقَالَ أُشَيَّاء، فَقَالَ لَهُ: تَرَكْتُ قَوْلَكَ لأَن كل جمع كسر على غَيْرِ وَاحِدِهِ، وَهُوَ مِنْ أَبنية الْجَمْعِ، فإِنه يُردُّ بِالتَّصْغِيرِ إِلَى وَاحِدِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ مُغَيَّرَةٌ لأَنَّ الْمَازِنِيَّ إِنَّمَا أَنكر عَلَى الأَخفش تَصْغِيرَ أَشياء، وَهِيَ جَمْعٌ مُكَسِّرٌ لِلْكَثْرَةِ، مِنْ غَيْرِ أَن يُردَّ إِلَى الْوَاحِدِ، وَلَمْ يَقُلْ لَهُ إِن كُلَّ جمع كسر على غير وَاحِدِهِ، لأَنه لَيْسَ السببُ المُوجِبُ لردِّ الْجَمْعِ إِلَى وَاحِدِهِ عِنْدَ التَّصْغِيرِ هُوَ كَوْنُهُ كُسِرَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ لِكَوْنِهِ جَمْعَ كَثرة لَا قِلَّةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الْفَرَّاءِ: إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مِثْلُ هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قَالَ: هَذَا سَهْوٌ، وَصَوَابُهُ أَهْوناء، لأَنه مِنَ الهَوْنِ، وَهُوَ اللِّين. اللَّيْثُ: الشَّيء: الْمَاءُ، وأَنشد: تَرَى رَكْبَه بالشيءِ فِي وَسْطِ قَفْرةٍ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الشَّيْءَ بِمَعْنَى الْمَاءِ وَلَا أَدري مَا هُوَ وَلَا أَعرف الْبَيْتَ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَ الأَصمعي: إِذَا قَالَ لَكَ الرَّجُلُ: مَا أَردت؟ قلتَ: لَا شَيْئًا؛ وَإِذَا قَالَ لَكَ: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للا شَيْءٍ؛ وإِن قَالَ: مَا أَمْرُكَ؟ قُلْتَ: لَا شَيْءٌ، تُنَوِّن فِيهِنَّ كُلِّهن. والمُشَيَّأُ: المُخْتَلِفُ الخَلْقِ المُخَبَّله «1» القَبِيحُ. قَالَ: فَطَيِّئٌ مَا طَيِّئٌ مَا طَيِّئُ؟ ... شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، المُشَيِّئُ وَقَدْ شَيَّأَ اللَّهُ خَلْقَه أَي قَبَّحه. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا، ... وأُبْغِضُ المُشَيَّئِينَ الزُّغْبا وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُشَيَّأُ مِثل المُؤَبَّن. وَقَالَ الجَعْدِيُّ: زَفِير المُتِمِّ بالمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ ... بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ المَلاقِيَا وشَيَّأْتُ الرَّجلَ عَلَى الأَمْرِ: حَمَلْتُه عَلَيْهِ. وَيَا شَيْء: كَلِمَةٌ يُتَعَجَّب بِهَا. قَالَ: يَا شَيْءَ مَا لِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ قَالَ: وَمَعْنَاهَا التأَسُّف عَلَى الشَّيْءِ يُفُوت. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ يَا عَجَبي، وَمَا: فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ. الأَحمر: يَا فَيْءَ مَا لِي، وَيَا شَيْءَ مَا لِي، وَيَا هَيْءَ مَا لِي مَعْنَاهُ كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ وَالْحُزْنُ. الْكِسَائِيُّ: يَا فَيَّ مَا لِي وَيَا هَيَّ مَا لِي، لَا يُهْمَزان، وَيَا شَيْءَ مَا لِي، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ؛ وَمَا، فِي كُلِّهَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ تأْويلُه يَا عَجَبا مَا لِي، وَمَعْنَاهُ التَّلَهُّف والأَسَى. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مِن الْعَرَبِ من

_ (1). قوله [المخبله] هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة.

فصل الصاد المهملة

يَتَعَجَّبُ بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزِيدُ مَا، فَيَقُولُ: يَا شيَّ مَا، وَيَا هَيَّ مَا، وَيَا فيَّ مَا أَي مَا أَحْسَنَ هَذَا. وأَشاءَه لُغَةٌ فِي أَجاءه أَي أَلْجَأَه. وَتَمِيمٌ تَقُولُ: شَرٌّ مَا يُشِيئُكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك. قَالَ زُهَيْرُ ابن ذُؤَيْبٍ الْعَدَوِيُّ: فَيَالَ تَمِيمٍ صابِرُوا، قَدْ أُشِئْتُمُ ... إِلَيْهِ، وكُونُوا كالمُحَرِّبة البُسْل فصل الصاد المهملة صأصأ: صَأْصَأَ الجَرْوُ: حَرَّك عَيْنَيْهِ قَبْلَ التَّفْقِيحِ. وَقِيلَ صَأْصَأَ: كَادَ يَفْتَحُ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَفْتَحْهُمَا وَفِي الصِّحَاحِ: إِذَا التَمَسَ النَّظَرَ قَبْلَ أَن يَفْتحَ عَيْنَيْه، وَذَلِكَ أَن يُرِيدَ فَتْحَهُمَا قَبْل أَوانه. وَكَانَ عُبيد اللهِ بْنُ جَحْشٍ أَسْلمَ وهاجَر إِلَى الحَبَشةِ ثُمَّ ارْتَدَّ وتَنَصَّرَ بالحَبَشةِ فَكَانَ يَمُرُّ بالمُهاجِرينَ فَيَقُولُ: فَقَّحْنا وصَأْصَأْتُم أَي أَبْصَرْنا أَمْرَنا وَلَمْ تُبْصِرُوا أَمْرَكُم. وقيلَ: أَبْصَرْنا وأَنتم تَلْتَمِسُونَ الْبَصَرَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ صَأْصَأَ الجَرْوُ إِذا لَمْ يَفْتحْ عَيْنَيْهِ أَوانَ فَتْحِه، وفَقَّحَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ، فأَراد: أَنَّا أَبْصَرْنا أَمْرَنا وَلَمْ تُبصِروه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّأْصَأُ: تأْخير الْجَرْوِ فَتْحَ عَيْنيه. والصَّأْصَأُ: الفَزَعُ الشَّدِيدُ: وصَأْصَأَ مِن الرَّجُلِ وتَصَأْصَأَ مِثْلُ تَزَأْزَأَ: فَرِقَ مِنْهُ واسْتَرْخَى. حَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنِ العُقَيْليِّ: مَا كَانَ ذَلِكَ إلَّا صَأْصَأَةً مِنِّي أَي خَوْفاً وذُلًّا. وصَأْصَأَ بِهِ: صَوَّتَ. والصَّأْصاءُ: الشِّيصُ «1». والصِّئْصِئُ والصِّيصِئُ كِلَاهُمَا: الأَصل، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: وَالْهَمْزُ أَعرف. والصِّئصاء: مَا تَحَشَّفَ مِنَ التَّمْرِ فَلَمْ يَعْقِدْ لَهُ نَوًى، وَمَا كَانَ مِنَ الحَبِّ لَا لُبَّ لَهُ كحبِّ البطِّيخِ والحَنْظَلِ وَغَيْرِهِ، وَالْوَاحِدُ صِيصاءَةٌ. وصَأْصَأَتِ النخلةُ صِئْصاءً إِذَا لَمْ تَقْبَلِ اللَّقاح وَلَمْ يَكُنْ لبُسْرها نَوًى. وَقِيلَ: صَأْصَأَت إِذَا صَارَتْ شِيصاً. وَقَالَ الأُموي: فِي لُغَةُ بَلْحارث بْنِ كَعْبٍ الصِّيصُ هُوَ الشِّيصُ عِنْدَ النَّاسِ، وأَنشد: بأَعْقارِها القِرْدانُ هَزْلَى، كأَنها ... نوادِرُ صِيصاءِ الهَبِيدِ المُحَطَّمِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصِّيصاء: قِشْر حبِّ الحَنْظَلِ. أَبو عَمْرٍو: الصِّيصةُ مِنَ الرِّعاء: الحَسَنُ القِيامِ عَلَى مَالِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ فِي صِئْصِئِ صِدْقٍ وضِئْضِئ صِدْقٍ، قَالَهُ شَمِرٌ وَاللِّحْيَانِيُّ. وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ الخَوارِجِ: يَخرج مِنْ صِئْصِئِ هَذَا قومٌ يَمْرُقُون مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُق السَّهم مِنَ الرَّمِيَّة ؛ رُوِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَصْلِ الضاد المعجمة أَيضاً. صبأ: الصابِئون: قَوْمٌ يَزعُمون أَنهم عَلَى دِينِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِكَذِبِهِمْ. وَفِي الصِّحَاحِ: جنسٌ مِنْ أَهل الْكِتَابِ وقِبْلَتُهم مِنْ مَهَبِّ الشَّمال عِنْدَ مُنْتَصَف النَّهَارِ. التَّهْذِيبُ، اللَّيْثُ: الصابِئون قَوْمٌ يُشْبِه دِينُهم دينَ النَّصارى إلَّا أَنَّ قِبْلَتَهم نَحْوَ مَهَبِّ الجَنُوبِ، يَزعُمون أَنهم عَلَى دِين نوحٍ، وَهُمْ كَاذِبُونَ. وَكَانَ يُقَالُ للرجلِ إِذَا أَسْلمَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خَرَجَ مِنْ دِينٍ إلى دين.

_ (1). قوله [والصأصاء الشيص] هو في التهذيب بهذا الضبط ويؤيده ما في شرح القاموس من أنه كدحداح.

وَقَدْ صَبَأَ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءًا، وصَبُؤَ يَصْبُؤُ صَبْأً وصُبُوءًا كِلَاهُمَا: خَرَجَ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ آخَرَ، كَمَا تَصْبَأُ النُّجوم أَي تَخْرُجُ مِنْ مَطالِعها. وَفِي التَّهْذِيبِ: صَبَأَ الرَّجُلُ فِي دِينِهِ يَصْبَأُ صُبُوءًا إِذَا كَانَ صابِئاً. أَبو إِسحاق الزجَّاج فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَالصَّابِئِينَ* : مَعْنَاهُ الخارِجِين مِنْ دينٍ إِلَى دِينٍ. يُقَالُ: صَبَأَ فُلَانٌ يَصْبَأُ إِذَا خَرج مِنْ دِينِهِ. أَبو زَيْدٍ يُقَالُ: أَصْبَأْتُ القومَ إصْباءً إِذَا هَجَمْتَ عَلَيْهِمْ، وأَنت لَا تَشْعرُ بِمَكَانِهِمْ، وأَنشد: هَوَى عَلَيْهِمْ مُصبِئاً مُنْقَضَّا وَفِي حَدِيثِ بَنِي جَذيمة: كَانُوا يَقُولُونَ، لَمَّا أَسْلموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي النَّبِيَّ، صَلَّى الله عليه وسلم، الصابِئَ، لأَنه خَرَجَ مِنْ دِينِ قُرَيْش إِلَى الإِسلام، وَيُسَمُّونَ مَن يَدْخُلُ فِي دِينِ الإِسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كَانُوا لَا يَهْمِزُونَ، فأَبدلوا مِنَ الْهَمْزَةِ وَاوًا، وَيُسَمُّونَ الْمُسْلِمِينَ الصُّباةَ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، كأَنه جَمْع الصَّابِي، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، كقاضٍ وقُضاةٍ وغازٍ وغُزاةٍ. وصَبَأَ عَلَيْهِمْ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبأَ كِلَاهُمَا: طَلَعَ عَلَيْهِمْ. وصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْف وَالْحَافِرِ يَصْبَأُ صُبُوءاً: طَلَعَ حَدُّه وَخَرَجَ. وصَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ: طَلَعَت. وصبَأَ النجمُ والقمرُ يَصْبَأُ، وأَصْبأَ: كَذَلِكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَي طَلَعَ الثريَّا. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ قَحْطًا: وأَصْبَأَ النَّجْمُ فِي غَبْراءَ كاسِفةٍ، ... كأَنَّه بائِسٌ، مُجْتابُ أَخْلاقِ وصَبَأَتِ النُّجومُ إِذَا ظَهَرَت. وقُدِّم إِلَيْهِ طَعام فَمَا صَبَأَ ولا أَصْبأَ فيه أَي مَا وَضَع فِيهِ يَدَه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو زَيْدٍ يُقَالُ: صَبَأْت عَلَى الْقَوْمِ صَبْأً وصَبَعتُ وَهُوَ أَن تَدُلَّ عَلَيْهِمْ غَيْرُهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: صَبَأَ عَلَيْهِ إِذَا خَرج عَلَيْهِ ومالَ عَلَيْهِ بالعَداوة. وجعلَ قَوْلُهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَساوِدَ صُبًّى: فُعَّلًا مِنْ هَذَا خُفِّف هَمْزُهُ. أَراد أَنهم كالحيَّات الَّتِي يَمِيل بَعْضُهَا عَلَى بعض. صتأ: صتَأَه يَصْتَؤُه صَتْأً: صَمَدَ له. صدأ: الصُّدْأَةُ: شُقْرةٌ تَضْرِبُ إِلَى السَّوادِ الغالِبِ. صَدِئَ صَدَأً، وَهُوَ أَصْدَأُ والأُنثى صَدْآءُ وصَدِئةٌ، وَفَرَسٌ أَصْدَأُ وجَدْيٌ أَصْدَأُ بيِّن الصَّدَإِ، إِذَا كَانَ أَسودَ مُشْرَباً حُمْرةً، وَقَدْ صَدِئَ. وعَناقٌ صَدْآءُ. وَهَذَا اللَّوْنُ مِنْ شِياتِ المعِز والخَيْل. يُقَالُ: كُمَيْتٌ أَصْدَأُ إِذَا عَلَتْه كُدْرةٌ، وَالْفِعْلُ عَلَى وَجْهَيْنِ: صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ. الأَصمعي فِي بَابِ أَلوان الإِبل: إِذَا خالَطَ كُمْتةَ البَعِيرِ مثْلُ صَدَإ الْحَدِيدِ فَهُوَ الحُوَّةُ. شَمِرٌ: الصَّدْآءُ عَلَى فَعْلاء: الأَرض الَّتِي تَرى حَجَرها أَصْدَأَ أَحمر يَضْرِب إِلَى السَّواد، لَا تَكُونُ إلَّا غَلِيظة، وَلَا تَكُونُ مُسْتَوِيةً بالأَرض، وَمَا تحتَ حِجارة الصدْآء أَرض غَلِيظةٌ، وَرُبَّمَا كَانَتْ طِيناً وحِجارةً. وصُداء، مَمْدُودٌ: حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ. وَقَالَ لَبِيدٌ: فَصَلَقْنا فِي مُراد صَلْقةً، ... وصُداءٌ أَلْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ والنِّسبةُ إِلَيْهِ صُداويٌّ بِمَنْزِلَةٍ الرُهاوِي. قَالَ: وَهَذِهِ المَدَّةُ، وَإِنْ كَانَتْ فِي الأَصل يَاءً أَو واوا، فإنما تُجْعَلُ فِي النِّسبة وَاوًا كراهيةَ الْتِقَاءِ الْيَاءَاتِ. أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ: رَحًى ورَحَيانِ، فَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أَلف رَحًى

يَاءٌ. وَقَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهَا رَحَوِيٌّ لِتِلْكَ العِلّة. والصَّدَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ يَرْكَب الحديدَ. وصَدَأُ الحديدِ: وسَخهُ. وصَدِئَ الحديدُ ونحوهُ يَصْدَأُ صَدَأً، وَهُوَ أَصْدَأُ: عَلاه الطَّبَعُ، وَهُوَ الوسَخُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ هَذِهِ القُلوب تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَدِيدُ، وَهُوَ أَن يَرْكَبَها الرَّيْنُ بِمُباشَرةِ المَعاصِي والآثامِ، فَيَذْهَبَ بِجَلائِها، كَمَا يَعْلُو الصَّدأُ وجْهَ المِرآةِ والسَّيْفِ وَنَحْوَهُمَا. وكَتِيبةٌ صَدْآء: عِلْيَتُها صَدَأُ الحَديد، وكَتِيبةٌ جَأْواء إِذَا كَانَ عِلْيَتُها صدأَ الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سأَلَ الأُسْقُفَّ عَنِ الخُلَفاء فحَدَّثه حَتَّى انْتَهَى إِلَى نَعْتِ الرَّابِع مِنْهُمْ فَقَالَ: صَدَأٌ مِنْ حَدِيدٍ ، وَيُرْوَى: صَدَعٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَرادَ دَوامَ لُبْس الحَدِيد لاتِّصال الْحُرُوبِ فِي أَيام عليٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَا مُنِيَ بِهِ مِنْ مُقاتَلةِ الخَوارِج والبُغاة ومُلابَسةِ الأُمُورِ المُشْكِلة والخُطُوبِ المُعْضِلة، وَلِذَلِكَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وا دَفْراه، تضَجُّرا مِنْ ذَلِكَ واستِفْحاشاً. وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، كأَنَّ الصَّدَا لُغَةٌ فِي الصَدَع، وَهُوَ اللَّطِيفُ الجِسْمِ. أَراد أَنَّ عَلِيَّاً خَفيفُ الجِسْمِ يَخِفُّ إِلَى الحُروب، وَلَا يَكْسَلُ، لِشدّة بأْسه وشجاعَته. ويَدِي مِن الحَدِيد صَدِئةٌ أَي سَهِكةٌ. وَفُلَانٌ صاغِرٌ صَدِئ إِذَا لَزِمَه صَدَأُ العارِ واللَّوْمِ. وَرَجُلٌ صَدَأ: لَطِيفُ الجِسمِ كَصَدَعٍ. وَرُوِيَ الْحَدِيثُ: صَدَعٌ مِنْ حَدِيدٍ. قَالَ: والصَّدأُ أَشبهُ بِالْمَعْنَى، لأَن الصَّدَأَ لَهُ دَفَرٌ، وَلِذَلِكَ قَالَ عمر وا دَفْراه، وَهُوَ حِدّةُ رائحةِ الشَّيْءِ خَبِيثًا «2» كَانَ أَو طَيِّبًا. وأَما الذَّفَرُ، بِالذَّالِ، فَهُوَ النَّتْن خَاصَّةً. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ شَمِرٌ مَعْنَاهُ حَسُنَ. أَراد أَنه، يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خفيفٌ يَخِفُّ إِلَى الحُرُوب فَلَا يَكْسَلُ، وَهُوَ حَدِيدٌ لشدةِ بأْسه وشَجاعتِه. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ. وصَدْآءُ: عَيْنٌ عَذْبَةُ الْمَاءِ، أَو بِئْرٌ. وَفِي الْمَثَلِ: ماءٌ وَلَا كَصَدْآءَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلَيْنِ يكونانِ ذَوَيْ فَضْلٍ غَيْرَ أَن لأَحدهما فَضْلًا عَلَى الْآخَرِ قَولهم: ماءٌ وَلَا كَصَدْآءَ، وَرَوَاهُ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: وَلَا كَصَدَّاءَ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ والمَدّة، وَذَكَرَ أَن المثَل لقَذورَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ الشَّيباني، وَكَانَتْ زَوْجَةَ لَقِيط بْنِ زُرارةَ، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ رجُل مِنْ قَومها، فَقَالَ لَهَا يَوْمًا: أَنا أَجملُ أَم لَقِيطٌ؟ فَقَالَتْ: ماءٌ وَلَا كَصَدْآء أَي أَنت جَميلٌ ولستَ مثلَه. قَالَ الْمُفَضَّلُ: صَدَّاءُ: رَكِيّةٌ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَاءٌ أَعذب مِنْ مَائِهَا، وَفِيهَا يَقُولُ ضِرارُ بْنُ عَمرو السَّعدي: وإِني، وتَهْيامي بزَيْنَبَ، كَالَّذِي ... يُطالِبُ، مِنْ أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري صدَّاء فَعَّالٌ أَو فَعَلَاءُ، فإِن كَانَ فَعَّالًا: فَهُوَ مِنْ صَدا يَصْدُو أَو صَدِيَ يَصْدَى. وَقَالَ شَمِرٌ: صَدا الهامُ يَصْدُو إِذَا صاحَ، وإِن كَانَتْ صَدَّاءُ فَعْلاء، فَهُوَ مِنَ المُضاعَفِ كَقَوْلِهِمْ: صَمَّاء مِنَ الصَّمَم. صمأ: صَمَأَ عَلَيْهِمْ صَمْأً: طَلَع. وَمَا أَدري مِن أَين صَمَأَ أَي طَلَعَ. قَالَ: وأَرَى الْمِيمَ بَدلًا من الباء.

_ (2). قوله [خبيثاً إلخ] هذا التعميم إنما يناسب الذفر بالذال المعجمة كما هو المنصوص في كتب اللغة، فقوله وأَما الذفر بالذال فصوابه بالدال المهملة فانقلب الحكم على المؤلف، جل من لا يسهو.

فصل الضاد المعجمة

صيأ: الصاءَةُ والصاءُ: الْمَاءُ الَّذِي يَكُونُ فِي السَّلَى. وَقِيلَ: الْمَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ كالصَّآة. وَقِيلَ إِنَّ أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: صآةٌ، فصحَّف، فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ صاءَةٌ. فقَبِله أَبو عُبَيْدٍ، وَقَالَ: الصاءَةُ عَلَى مِثَالِ الساعةِ، لِئلا يَنْساهُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَذَكَرَ الجوهريُّ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ فِي صَوأَ وَقَالَ: الصاءَة عَلَى مِثَالِ الصَّاعةِ: مَا يخرُجُ مِنْ رَحِمِ الشَّاةِ بَعْدَ الوِلادةِ مِن القَذَى. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ماءٌ ثَخينٌ يخرجُ مَعَ الْوَلَدِ. يُقَالُ أَلقَتِ الشاةُ صاءَتها. وصَيَّأَ رأْسَه تَصيِيئاً: بلَّه قَلِيلًا قَلِيلًا. وَالِاسْمُ: الصِّيئةُ. وصَيَّأَه: غَسَله فَلَمْ يُنْقِه وبَقِيَت آثارُ الوسَخِ فِيهِ. وصَيَّأَ النخلُ: ظَهَرت أَلوانُ بُسْرِه، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ لامرأَةٍ: أَنتِ مثلُ العَقْرَب تَلْدَغُ وتَصِيءُ. صاءَت العَقْرَب تَصِيءُ إِذَا صاحتْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مَقْلُوبٌ مَنْ صَأَى يَصْئِي مِثْلُ رَمَى يَرْمِي «1»، وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وتصِيءُ، لِلْحَالِ، أَي تَلْدَغُ، وَهِيَ صائِحةٌ. وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي الْمُعْتَلِّ. فصل الضاد المعجمة ضأضأ: الضِّئْضِئُ والضُّؤْضُؤُ: الأَصل والمَعْدِنُ. قَالَ الْكُمَيْتُ: وَجَدْتُك فِي الضِّنْءِ مِنْ ضِئْضِئٍ، ... أَحَلَّ الأَكابِرُ مِنْهُ الصِّغارا وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقْسِم الْغَنَائِمَ، فَقَالَ لَهُ: اعْدِلْ فإِنك لَمْ تَعْدِل. فَقَالَ: يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئي هَذَا قوم يَقْرَؤُون الْقُرْآنَ لَا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقون مِنَ الدِّين كَمَا يَمْرُق السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. الضئْضِئُ: الأَصْلُ. وَقَالَ الْكُمَيْتُ: بأَصل الضِّنْوِ ضئْضِئِه الأَصِيل «2» وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ مِثْلَهُ، وأَنشد: أَنا مِنْ ضِئْضِئِ صِدْقٍ، ... بَخْ وَفِي أَكْرَمِ جِذْلِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ يَخْرُج مِنْ ضِئْضِئي هَذَا أَي من أَصلِ ونَسْلِه. قَالَ الرَّاجِزُ: غَيْران مِنْ ضِئْضِئِ أَجْمالٍ غُيُرْ تَقُولُ: ضِئْضِئُ صِدقٍ وضُؤْضُؤُ صِدقٍ. وَحُكِيَ: ضِئْضِيءٌ مِثْلُ قِنْدِيلٍ؛ يُرِيدُ أَنَه يَخْرُجُ مِنْ نَسْلِه وعَقِبه. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَعطَيْتُ نَاقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فأَردتُ أَن أَشترِيَ مِنْ نسْلِها، أَو قَالَ: مِنْ ضِئْضِئها، فسأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دعْها حَتَّى تَجيءَ يومَ الْقِيَامَةِ هِيَ وأَولادُها فِي ميزانِكَ. والضِّئْضِئُ: كَثْرَةُ النَسْل وبرَكَتُه، وضِئْضِئُ الضَّأْنِ مِنْ ذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الضَّأْضاءُ صَوْتُ الناسِ، وَهُوَ الضَّوْضاءُ. والضُّؤْضُؤُ: هَذَا الطائرُ الَّذِي يُسَمَّى الأَخْيَلَ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. ضبأ: ضَبَأَ بالأَرض يَضْبَأُ ضَبْأً وضُبُوءاً وضَبَأَ فِي الأَرض، وَهُوَ ضَبِيءٌ: لَطِئَ واخْتَبأَ، وَالْمَوْضِعُ: مَضْبَأٌ. وَكَذَلِكَ الذِّئْبُ إِذَا لَزِقَ بالأَرض أَو بشجرة

_ (1). قوله [مثل رمى إلخ] كذا في النهاية والذي في صحاح الجوهري مثل سعى يسعى وكذا في التهذيب والقاموس. (2). قوله [بأصل الضنو إلخ] صدره كما في ضنأ من التهذيب: وَمِيرَاثُ ابْنِ آجَرَ حَيْثُ ألقت.

أَو استَتَر بالخَمَر لِيَخْتِلَ الصَيْد. وَمِنْهُ سُمِّي الرجلُ ضابِئاً، وَهُوَ ضابئُ بْنُ الحَرَثِ البُرْجُمِيُّ. وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي الضابِئِ المُخْتَبِئِ الصَّيَّادِ: إِلّا كُمَيْتاً، كالقَناةِ وضابِئاً ... بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه وَيَدِهْ «1» يَصِفُ الصَّيَّادَ أَنه ضَبَأَ فِي فُروج مَا بَيْنَ يَدَيْ فَرَسِهِ لِيَخْتِلَ بِهِ الوَحْشَ، وَكَذَلِكَ الناقةُ تُعَلَّم ذَلِكَ، وأَنشد: لَمَّا تَفَلَّقَ عَنْهُ قَيْضُ بَيْضَتِه، ... آوَاهُ فِي ضِبْنِ مَضْبَإٍ بِهِ نَضَبُ قَالَ: والمَضْبَأُ: الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ. يُقَالُ لِلنَّاسِ: هَذَا مَضْبَؤُكم أَي مَوْضِعُكم، وَجَمْعُهُ مَضابِئُ. وضَبَأَ: لَصِقَ بالأَرضِ. وضَبَأْتُ بِهِ الأَرضَ، فَهُوَ مَضْبوءٌ بِهِ، إِذا أَلْزَقه بِهَا. وضَبَأْتُ إِلَيْهِ: لَجأْت. وأَضْبَأَ عَلَى الشيءِ إِضْبَاءً: سَكَتَ عَلَيْهِ وكَتَمه، فَهُوَ مُضْبِئٌ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَضْبَأَ فُلَانٌ عَلَى داهيةٍ مِثْلُ أَضَبَّ. وأَضْبَأَ عَلَى مَا فِي يَدَيْه: أَمْسَكَ. اللِّحْيَانِيُّ: أَضْبَأَ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ، وأَضْبَى، وأَضَبَّ إِذا أَمسك، وأَضْبَأَ القومُ عَلَى مَا فِي أَنفُسهم إِذَا كَتَمُوهُ. وضَبَأَ: اسْتَخْفَى. وضَبَأَ مِنْهُ: اسْتَحْيا. أَبو عُبَيْدٍ: اضْطَبَأْتُ مِنْهُ أَي اسْتَحْيَيْتُ، رَوَاهُ بالباءِ عَنِ الأُموي. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِنما هُوَ اضْطَنَأْتُ، بِالنُّونِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَضْباءُ: وَعْوَعَةُ جَرْوِ الْكَلْبِ إِذا وَحْوَحَ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ فحنحه «2». قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خطأٌ وَتَصْحِيفٌ وَصَوَابُهُ: الأَصْياءُ، بِالصَّادِ، مِنْ صَأَى يَصْأَى، وَهُوَ الصَّئِيُّ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ عَنِ العُكْليِّ: أَنَّ أَعرابيّاً أَنشده: فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم يَؤُلَّ ... بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْدَؤُهْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المُضابِئةُ: الغِرارةُ المُثْقَلَةُ تُضْبِئُ مَنْ يحْمِلُها تَحْتَهَا أَي تُخْفِيه. قَالَ: وَعَنَى بِهَا هَذِهِ الْقَصِيدَةَ الْمَبْتُورَةَ. وَقَوْلُهُ: لَمْ يَؤُلَّ أَي لَمْ يُضْعِفْ. بَادِئَهَا: قائِلَها الذي ابْتَدأَها. وهاؤُوا أَي هَاتُوا. وضَبَأَتِ المرأَةُ إِذَا كَثُرَ وَلَدِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ ضَنَأَت المرأَة، بِالنُّونِ وَالْهَمْزَةِ، إِذَا كَثُرَ وَلَدُهَا. والضَّابِئُ: الرَّمادُ. ضنأ: ضَنَأَتِ المرأَةُ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءً اوأَضْنَأَتْ: كَثُرَ وَلَدُهَا، فَهِيَ ضانِئُ وضانِئة. وَقِيلَ: ضَنَأَتْ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءًا إِذَا ولَدت. الْكِسَائِيُّ: امْرأَةٌ ضانِئةٌ وماشِيةٌ مَعْنَاهُمَا أَن يَكْثُرَ وَلَدُهَا. وضَنَأَ الْمَالُ: كَثُر، وَكَذَلِكَ الماشيةُ. وأَضْنَأَ القومُ إِذَا كَثُرت مَواشِيهم. والضَنْءُ: كَثْرَةُ النَّسْل. وضَنَأَتِ الماشيةُ: كَثُر نِتاجُها. وضَنْءُ كلِّ شيءٍ: نَسْلُه. قَالَ: أَكْرَم ضَنْءٍ وضِئْضِئٍ عنْ ... ساقَيِ الحَوْض ضِئْضِئها ومَضْنَؤُها «3» والضَّنْءُ والضِّنْءُ، بِالْفَتْحِ والكسْر مَهْمُوزٌ سَاكِنُ النُّونِ: الْوَلَدُ، لَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ، إِنما هُوَ مِنْ بَابِ نَفَرٍ

_ (1). قوله [ويده] كذا في النسخ والتهذيب بالإِفراد ووقع في شرح القاموس بالتثنية ويناسبه قوله في التفسير بعده مَا بَيْنَ يَدَيْ فَرَسِهِ. (2). قوله [فحنحه] كذا رسم في بعض النسخ. (3). قوله [أكرم ضنء] كذا في النسخ.

ورَهْطٍ، وَالْجَمْعُ ضُنُوءٌ. التَّهْذِيبِ، أَبو عَمْرٍو: الضَّنْءُ الْوَلَدُ، مَهْمُوزٌ سَاكِنُ النُّونِ. وَقَدْ يُقَالُ لَهُ: الضِّنْءُ. والضِّنْءُ، بِالْكَسْرِ: الأَصْلُ والمعْدِن. وَفِي حَدِيثِ قُتَيلة بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ الحرث أَو أُخته: أَمُحَمَّدٌ، ولأَنْتَ ضِنْءُ نَجِيبَةٍ ... مِنْ قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ الضِّنْءُ، بِالْكَسْرِ: الأَصل. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي ضِنْءِ صِدْقٍ وضِنْءِ سَوْءٍ. واضْطَنَأَ لَه وَمِنْهُ: اسْتَحْيا وانْقَبَضَ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: إِذَا ذُكِرَتْ مَسْعاةُ وَالِدِهِ اضْطَنا، ... وَلَا يَضْطَني مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضائِلِ أَراد اضْطَنَأَ فأَبْدَلَ. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الضَّنَى الَّذِي هُوَ المَرضُ، كأَنَّه يَمْرَضُ مِنْ سَماع مَثالِب أَبيه. وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُضْطَنا مِن فِعْلِ أَهْلِ الفَضائِلِ وقال: تَزاءَكَ مُضْطَنِئٌ آرِمٌ، ... إِذَا ائتَبهُ الإِدُّ لَا يَفْطَؤُهْ «1» التزاؤُك: الاسْتِحْياءُ. وضَنَأَ فِي الأَرض ضَنْأً وضُنُوءاً، اخْتَبَأَ. وَقَعَدَ مَقْعَدَ ضُنْأَةٍ أَي مَقْعَدَ ضَرُورَةٍ، وَمَعْنَاهُ الأَنَفَة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَظن ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ اضْطَنَأْتُ أَي اسْتَحْيَيْتُ. ضهأ: ضاهَأَ الرجُلَ وغَيْرَه: رَفَق بِهِ؛ هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ الأُمَوِيِّ فِي المُصَنَّف. والمُضاهَأَةُ: المُشاكَلَةُ. وَقَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: ضَاهَأْتُ الرَّجُلَ وضَاهَيْتُه أَي شابَهْتُه، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وقرئَ بِهِمَا قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا. ضوأ: الضَّوءُ والضُّوءُ، بِالضَّمِّ، مَعْرُوفٌ: الضِّياءُ، وَجَمْعُهُ أَضْواءٌ. وَهُوَ الضِّواءُ والضِّياءُ. وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الوَحْي: يَسْمَعُ الصَّوْتَ ويَرَى الضَّؤْءَ ، أَي مَا كَانَ يَسمع مِنْ صَوْتِ المَلَك وَيَرَاهُ مِن نُوره وأَنْوارِ آياتِ رَبِّه. التهذيب، اللَّيْثُ: الضَّوْءُ والضِّياءُ: مَا أضاءَ لَكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ يُقَالُ: ضاءَ السِّراجُ يَضوءُ وأَضاءَ يُضِيءُ. قَالَ: وَاللُّغَةُ الثَّانِيَةُ هِيَ المُختارة، وَقَدْ يَكُونُ الضِّياءُ جَمْعًا. وَقَدْ ضاءَتِ النارُ وضاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً وأَضاءَ يُضِيءُ. وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ: وأَنْتَ، لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَت الأَرضُ، ... وضاءَت، بِنُورِك، الأُفُقُ يُقَالُ: ضاءَتْ وأَضاءَت بِمَعْنًى أَي اسْتَنارَتْ، وصارَت مُضِيئةً. وأَضَاءَتْه، يَتعدَّى وَلَا يَتعدَّى. قَالَ الْجَعْدِيُّ: أضاءَتْ لَنَا النارُ وَجْهاً أَغَرَّ، ... مُلْتَبِساً، بالفُؤَادِ، التِباسا أَبو عُبَيْدٍ: أَضاءَتِ النارُ وأَضاءَها غيرُها، وَهُوَ الضَّوْءُ والضُّوءُ، وأَمَّا الضِّياءُ، فَلَا هَمْزَ فِي يَائِهِ. وأَضاءَه لَهُ واسْتَضَأْتُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ كرَّم الله وجهه:

_ (1). قوله [تزاءك مضطنئ] هذا هو الصواب كما هو المنصوص في كتب اللغة. نعم أنشده الصاغاني تزاؤك مضطنئ بالإضافة ونصب تزاؤك. قال ويروى تزؤل باللام على تفعل ويروى تتاؤب فإيراد المؤلف له في زوك خطأ وما أسنده في مادة زأل للتهذيب في ضنأ من أنه تزاءل باللام فلعله نسخة وقعت له وإلا فالذي فيه تزاءك بالكاف كما ترى.

فصل الطاء المهملة

لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُور العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وثِيقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ المُشْرِكِين ، أَي لَا تَسْتَشِيرُوهم وَلَا تأْخُذُوا آراءَهم. جَعَل الضوءَ مَثَلًا للرأْي عِنْدَ الحَيْرَةِ. وأَضأْتُ بِهِ البيتَ وضَوَّأْتُه بِهِ وضَوَّأْتُ عَنْهُ. اللَّيْثُ: ضَوَّأْتُ عَنِ الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ. أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ: التَّضَوُّؤُ أَن يَقوم الإِنسانُ فِي ظُلْمةٍ حَيْثُ يَرى بِضَوْءِ النَّارِ أَهْلَها وَلَا يَرَوْنه. قَالَ: وعَلِقَ رَجُلٌ مِنَ العَرَب امرأَةً، فإِذا كَانَ اللَّيْلُ اجْتَنَح إِلَى حَيْثُ يَرَى ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها، فَقيل لَها إِن فُلَانًا يَتَضَوَّؤُكِ، لِكَيْما تَحْذَره، فَلَا تُريه إِلَّا حَسَناً. فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ حَسَرَتْ عَنْ يَدِها إِلَى مَنْكِبها ثُمَّ ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إبْطَها، وَقَالَتْ: يَا مُتَضَوِّئاهْ هَذِهِ فِي اسْتِكَ إِلَى الإِبْطِ. فَلَمَّا رأَى ذَلِكَ رَفَضَها. يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تَعْيِيرِ مَن لَا يُبَالي مَا ظَهَر مِنْهُ مِنْ قَبِيح. وأَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف بِهِ، حَكَاهُ عَنْ كُرَاعٍ فِي المُنَجَّد. ضيأ: ضَيَّأَتِ المرأَةُ: كَثُرَ ولَدُها، وَالْمَعْرُوفُ ضَنَأَ. قَالَ: وأرى الأَوَّل تصحيفاً. فصل الطاء المهملة طأطأ: الطَّأْطَأَةُ مَصْدَرُ طَأْطَأَ رأْسَه طَأْطَأَةً: طامَنَه. وتَطَأْطَأَ: تَطامَنَ. وطَأْطَأَ الشيءَ: خَفَضَه. وطَأْطَأَ عَنِ الشَّيْءِ: خَفَض رأْسَه عَنْه. وكلُّ مَا حُطَّ فَقَدْ طُؤْطِئَ. وَقَدْ تَطَأْطَأَ إِذَا خَفَضَ رأْسَه. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَطَأْطَأْت لَكُمْ تَطَأْطُؤَ الدُّلاةِ أَي خَفَضْتُ لَكُمْ نَفْسِي كَتَطامن الدُّلاة، وَهُوَ جَمْعُ دالٍ: الَّذِي يَنْزِعُ بالدَّلْو، كقاضٍ وقُضاة، أَي كَمَا يخْفِضها المُسْتَقُون بالدِّلاءِ، وَتَوَاضَعْتُ لَكُمْ وانحَنَيْتُ. وطَأْطَأَ فرسَه: نَحزَه بِفَخِذَيْهِ وحَرَّكه للحُضْر. وطَأْطَأَ يَدَه بالعِنان: أَرسَلَها بِهِ للإِحْضار. وطَأْطَأَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِذَا وَضَع مِنْ قَدْره. قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذ: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَه، ... وَإِذَا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ، طِمِرْ وطَأْطَأَ: أَسْرَعَ، وطَأْطَأَ فِي قَتْلِهِم: اشْتَدَّ وبالغَ. أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ولَئِنْ طَأْطَأْتُ فِي قتْلِهِم، ... لَتُهاضَنَّ عِظامِي عَنْ عُفُرْ وطَأْطَأَ الرَّكْضَ فِي مَالِهِ: أَسْرَعَ إنْفاقَه وبالغَ فِيهِ. والطَأْطَاءُ: الجَملُ الخَرْبَصِيصُ، وَهُوَ القَصِيرُ السيرِ. والطَأْطاءُ: المُنْهَبِطُ مِنَ الأَرض يَسْتُرُ مَنْ كَانَ فِيهِ. قَالَ يَصِفُ وَحْشًا: مِنْهَا اثْنَتان لِما الطَّأْطاءُ يَحْجُبُه، ... والأُخْرَيانِ لِما يَبْدُو بِهِ القَبَلُ والطَّأْطاءُ: المُطْمَئِنُّ الضَّيِّقُ، وَيُقَالُ لَهُ الصَّاعُ والمِعَى. طتأ: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: طتأَ إِذَا هَرَبَ «2». طثأ: ابْنُ الأَعرابي: طَثأَ إِذَا لَعِبَ بالقُلة. وطَثَأَ طَثْأً: أَلقَى مَا فِي جَوْفِه.

_ (2). قوله [طَتَأَ أهمله إلخ] هذه المادة أوردها الصاغاني والمجد في المعتل وكذا التهذيب غير أنه كثيراً لا يخلص المهموز من المعتل فظن المؤلف أنها من المهموز.

طرأ: طَرَأَ عَلَى الْقَوْمِ يَطْرَأُ طرْءاً وطُرُوءاً: أَتاهم مِن مَكانٍ، أَو طَلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَلَدٍ آخَر، أَو خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِن مكانٍ بَعيدٍ فَجاءَةً، أَو أَتاهم مِنْ غَيْرِ أَن يَعْلَمُوا، أَو خَرج عَلَيْهِمْ مِنْ فَجْوةٍ. وَهُمُ الطُّرَّاءُ والطُّرَآءُ. وَيُقَالُ للغُرباء الطُّرآء، وَهُمُ الَّذِينَ يأْتُون مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله الْهَمْزُ مِنْ طَرَأَ يَطْرَأُ. وَفِي الْحَدِيثِ: طَرَأَ عَلَيَّ حزْبي مِن القرآنِ ، أَي وَرَدَ وأَقبل. يُقَالُ: طَرَأَ يَطْرَأُ، مَهْمُوزًا، إِذَا جاءَ مُفاجَأَةً، كأَنه فَجِئَه الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يُؤَدي فِيهِ وِرْدَه مِن القرآنِ، أَو جَعَلَ ابْتِداءَه فِيهِ طُرُوءاً مِنْهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ يُترك الْهَمْزُ فِيهِ. فَيُقَالُ: طَرَا يَطْرُو طُرُوّاً. وطَرَأَ مِن الأَرض: خَرَجَ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ الطُّرْآنِيُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طُرْآنُ جَبَلٌ فِيهِ حَمَامٌ كَثِيرٌ، إِلَيْهِ يُنْسَبُ الحمامُ الطُّرْآنِيُّ؛ لَا يُدْرَى مِن حَيْثُ أَتى. وَكَذَلِكَ أَمْرٌ طُرْآنِيٌّ، وَهُوَ نَسَبٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ عَفافَه: إنْ تَدْنُ، أَو تَنْأَ، فَلَا نَسِيُّ، ... لِما قَضَى اللهُ، وَلَا قَضِيُ «1» وَلَا مَعَ الماشِي، وَلَا مَشِيُّ ... بِسِرِّها، وَذَاكَ طُرْآنِيُ وَلَا مَشِيٌّ: فَعُولٌ مِنَ المَشْيِ. والطُّرْآنِيُّ يَقُولُ: هُوَ مُنْكَر عَجَبٌ. وَقِيلَ حَمامٌ طُرآنِيٌّ: منكَر، مِنْ طَرَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَي طَلَع وَلَمْ نَعرفه. قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: حَمامٌ طُورانِيٌّ، وَهُوَ خطأٌ. وَسُئِلَ أَبو حَاتِمٍ عَنْ قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: أَعارِيبُ طُورِيُّونَ، عَنْ كُلِّ قَرْيةٍ، ... يَحِيدُون عَنْهَا مِنْ حِذارِ المَقادِرِ فَقَالَ: لَا يَكُونُ هَذَا مِنْ طَرَأَ وَلَوْ كَانَ مِنْهُ لَقَالَ طَرْئِيُّون، الهمزةُ بَعْدَ الراءِ. فَقِيلَ لَهُ: مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: أَراد أَنهم مِنْ بِلَادِ الطُّور يَعْنِي الشَّامَ فَقَالَ طُورِيُّون كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ: دانَى جَناحَيْهِ مِنَ الطُّور فَمَرْ أَراد أَنه جاءَ مِنَ الشَّامِ. وطُرأَةُ السَّيْلِ: دُفْعَتُه. وطَرُؤَ الشيءُ طَراءَةً وطَراءً فَهُوَ طَرِيءٌ وَهُوَ خِلَافُ الذّاوِي. وأَطْرَأَ القومَ: مَدَحَهُم، نادرة، والأَعرف بالياء. طسأ: إِذَا غَلب الدَّسمُ عَلَى قَلْبِ الْآكِلِ فاتَّخَمَ قِيلَ طَسِئَ يَطْسَأُ طَسْأً وطَسَاءً «2»، فَهُوَ طَسِيءٌ: اتَّخَم عَنِ الدسَم. وأَطْسَأَه الشِّبَعُ. يُقَالُ طَسِئَت نَفْسُه، فَهِيَ طاسِئةٌ، إِذَا تَغَيَّرت عَنْ أَكل الدَّسم، فرأَيته مُتَكَرِّهاً لِذَلِكَ، يَهْمَزُ وَلَا يَهْمَزُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الشَّيطان قَالَ: مَا حَسَدْتُ ابنَ آدَم إلَّا عَلَى الطُّسْأَةِ والحُقْوةِ. الطُّسْأَةُ: التُّخَمَةُ والهيْضَةُ. يقال طَسِئَ إِذَا غَلب الدَّسَمُ على قَلْبه. طشأ: رَجُلٌ طُشْأَةٌ: فَدْمٌ؛ عَيِيٌّ لَا يَضر وَلَا يَنْفَعُ. طفأ: طَفِئَتِ النارُ تَطْفَأُ طَفْأً وطُفُوءاً وانطَفَأَتْ: ذهَبَ لَهَبُها. الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ حَكَاهَا فِي كِتَابِ الجُمل.

_ (1). قوله [إن تدن إلخ] كذا في النسخ. (2). قوله [وطَسَاءً] هو على وزن فعال في النسخ. وعبارة شارح القاموس على قوله وطَسَأ أي بزنة الفرح، وفي نسخة كسحاب لكن الذي في النسخ هو الذي في المحكم.

وأَطْفَأَها هُوَ وأَطْفَأَ الحَرْبَ؛ مِنْهُ عَلَى الْمِثْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُلَّما أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ، أَيْ أَهْمَدَها حَتَّى تَبْرُد، وَقَالَ: وكانتْ بَيْنَ آلِ بَنِي عَدِيٍّ ... «1» رَباذِيةٌ، فأَطْفَأَها زِيادُ والنارُ إِذَا سَكَن لَهَبُها وجَمْرُها بعدُ فَهِيَ خامدةٌ، فَإِذَا سكنَ لَهبها وبرَدَ جَمْرُهَا فَهِيَ هامِدةٌ وطافِئةٌ. ومُطْفِئُ الجَمْر: الخامِس مِنْ أَيام الْعَجُوزِ. قَالَ الشَّاعِرُ: وبآمِرٍ، وأَخِيهِ مؤْتَمِرٍ، ... ومُعَلِّلٍ، وبمُطْفِئِ الجمْرِ ومُطْفِئةُ الرَّضْف: الشَّاةُ الْمَهْزُولَةُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: حَدَسَ لَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرضْف، عن اللحياني. طفنشأ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ الأُموي: الطَّفَنْشَأُ، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ، الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الطَّفَنْشَلُ، بِاللَّامِ. طلفأ: المُطْلَنْفِئُ والطَّلَنْفَأُ والطَلَنْفَى: اللَّازقُ بالأَرضِ اللَّاطِئُ بِهَا وَقَدِ اطْلَنْفَأَ اطْلِنْفاءً واطْلَنْفَى: لَزِقَ بالأَرض. وجَملٌ مُطْلَنْفِئُ الشَّرَفِ أَي لازِقُ السَّنام. والمُطْلَنْفِئُ: اللاطِئُ بالأَرض. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ المُستَلْقِي عَلَى ظهره. طنأ: الطِّنْءُ: التُّهمَةُ. والطِّنْءُ: المنْزِل. والطِّنْءُ: الفُجور. قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وضارِيةٌ مَا مَرَّ إلَّا اقْتَسَمْنَه، ... عَلَيْهِنَّ خَوّاضٌ، إِلَى الطِّنْءِ، مِخْشَفُ ابْنُ الأَعرابي: الطِّنْءُ: الرِّيبةُ. والطِّنْءُ: البِساطُ. والطِّنْءُ: المَيْلُ بالهَوَى. والطِّنْءُ: الأَرضُ البَيضاءُ. والطِّنْءُ: الرَّوْضة، وَهِيَ بقيَّة الْمَاءِ فِي الحَوض. وأَنشد الفرّاءُ: كأَنَّ عَلَى ذِي الطِّنْءِ عَيْنًا بَصِيرةً أَي عَلَى ذِي الرِّيبةِ. وَفِي النَّوَادِرِ: الطِّنْءُ شيءٌ يُتخذ لصَيد السِّباعِ مِثْلُ الزُّبْيَةِ. والطِّنْءُ فِي بَعْضِ الشِّعْرِ: اسْمٌ لِلرَّمَادِ الهامِد. والطِّنْءُ، بِالْكَسْرِ: الرِّيبة والتُّهمة والداءُ. وطَنأْتُ طُنُوءاً وزَنَأْتُ إِذَا اسْتَحْيَيْتُ. وطَنِئَ البعيرُ يَطْنَأُ طَنَأً: لَزق طِحالُهُ بِجَنْبِهِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وطَنِئَ فُلَانٌ طَنَأً إِذَا كَانَ فِي صَدْرِهِ شيءٌ يَستَحْيي أَن يُخْرِجَهُ. وإِنه لَبَعيدُ الطِّنْءِ أَي الهِمَّةِ، عَنِ اللحياني. الطِّنْءُ: بقيَّةُ الرُّوحِ. يُقَالُ: تَرَكْتُهُ بِطِنْئِه أَي بحُشاشةِ نفْسِه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذِهِ حَيَّةٌ لَا تُطْنِئُ أَي لَا يَعِيش صاحِبُها، يُقتل مِنْ سَاعَتِهَا، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وأَصله الْهَمْزُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: رُميَ فُلَانٌ فِي طِنْئِه وَفِي نَيْطِه وَذَلِكَ إِذَا رُميَ فِي جَنازَتِه وَمَعْنَاهُ إِذَا مَاتَ. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ طَنٍ وَهُوَ الَّذِي يُحَمُّ غِبّاً فيعظُمُ طِحالهُ، وَقَدْ طَنِيَ طَنًى. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ: طَنِئَ طَنَأً فهو طَنِئٌ. طوأ: مَا بِهَا طُوئِيٌّ أَي أَحد. والطاءَةُ: الحَمْأَةُ. وَحَكَى كراعٌ: طَآةٌ كأَنه مَقْلُوبٌ. وطاءَ فِي الأَرض يَطُوءُ: ذَهَبَ. والطاءَةُ مِثْلُ الطَّاعَةِ: الإِبعاد فِي المَرْعَى. يُقَالُ: فَرَسٌ بَعيدُ الطاءَةِ. قَالَ: وَمِنْهُ أُخِذ طَيِّئٌ، مثل سيِّدٍ،

_ (1). قوله [بني عدي] هو في المحكم كذلك والذي في مادة ربذ أبي أبيّ.

أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ طَيِّئُ بْنُ أُدَدَ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأ بْنِ حِمْير، وَهُوَ فَيْعِلٌ مِنْ ذَلِكَ، وَالنَّسَبُ إِلَيْهَا طائِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قِيلَ فِي النَّسَبِ إِلَى الحِيرَةِ حارِيٌّ، وَقِيَاسُهُ طَيْئِيٌّ مِثْلُ طَيْعِيٍّ، فَقَلَبُوا الياءَ الأُولى أَلفاً وَحَذَفُوا الثَّانِيَةَ، كَمَا قِيلَ فِي النَّسَبِ إِلَى طَيِّبٍ طَيْبِيٌّ كراهيةَ الكسَرات وَالْيَاءَاتِ، وأَبْدَلوا الأَلف مِنَ الْيَاءِ فِيهِ، كَمَا أَبدلوها مِنْهَا فِي زَبَانِيٍّ. وَنَظِيرُهُ: لاهِ أَبوكَ، فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ. فأَما قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنه سُمِّيَ طَيِّئاً لأَنه أَوَّل مَنْ طَوَى الْمَنَاهِلَ، فغيرُ صَحِيحٍ فِي التَّصْرِيفِ. فأَما قَوْلُ ابْنِ أَصْرَمَ: عاداتُ طَيٍّ فِي بَنِي أَسَدٍ، ... رِيُّ القَنا، وخِضابُ كلِّ حُسام إِنَّمَا أَراد عاداتُ طَيِّئٍ، فَحُذِفَ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ طَيِّئَ، غَيْرَ مصروف، جعله اسماً للقبيلة. ظأظأ: ظَأْظَأَ ظَأْظَأَةً، وَهِيَ حِكَايَةُ بَعْضِ كَلَامِ الأَعْلَمِ الشَّفةِ والأَهْتَم الثَّنايا، وَفِيهِ غُنَّة. أَبو عَمْرٍو: الظَّأْظاءُ: صَوت التَّيْس إِذَا نَبَّ. ظمأ: الظَّمَأُ: العَطَشُ. وَقِيلَ: هُوَ أَخَفُّه وأَيْسَرُه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أَشدُّه. والظَّمْآن: العَطْشانُ. وَقَدْ ظمِئَ فُلَانٌ يَظْمَأُ ظَمَأً وظَماءً وظَماءَةً إِذَا اشتدَّ عَطَشُه. وَيُقَالُ ظَمِئْتُ أَظْمَأُ ظَمْأً فأَنا ظامٍ وَقَوْمٌ ظِماءٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ . وَهُوَ ظَمِئٌ وظَمْآنُ والأُنثى ظَمْأَى، وَقَوْمٌ ظِماءٌ أَي عِطاشٌ. قَالَ الْكُمَيْتُ: إلَيْكُم ذَوي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ، مِنْ قَلْبِي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ اسْتَعَارَ الظِّماء للنَّوازِعِ، وإِن لَمْ تَكُنْ أَشخاصاً. وأَظْمَأْتُه: أَعْطَشْتُه. وَكَذَلِكَ التَّظْمِئةُ. وَرَجُلٌ مِظْماءٌ مِعطاشٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ ظَمْآنُ وامرأَة ظَمْأَى لَا يَنْصَرِفَانِ، نَكِرَةٌ وَلَا مَعْرِفَةٌ. وظَمِئَ إِلَى لِقائه: اشْتاقَ، وأَصله ذَلِكَ. وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ: الظِّمْءُ، بِالْكَسْرِ. والظِّمْءُ: مَا بَيْنَ الشُّرْبَيْنِ والوِرْدَيْن، زَادَ غَيْرُهُ: فِي وِرْد الإِبل، وَهُوَ حَبْسُ الإِبل عَنِ الْمَاءِ إِلَى غَايَةِ الوِرْد. وَالْجَمْعُ: أَظْماءٌ. قَالَ غَيْلان الرَّبَعِي: مُقْفاً عَلَى الحَيِّ قَصير الأَظماءْ وظِمْءُ الحَياةِ: مَا بَيْنَ سُقُوط الْوَلَدِ إِلَى وَقْتِ مَوْتِه. وَقَوْلُهُمْ: مَا بَقِيَ مِنْهُ إلَّا قَدْرُ ظِمْءِ الحِمار أَي لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُره إلَّا اليسيرُ. يُقَالُ: إِنه لَيْسَ شيءٌ مِنَ الدوابِّ أَقْصَرَ ظِمْأً مِنَ الحِمار، وَهُوَ أَقل الدَّوَابِّ صَبْراً عَنِ العَطَش، يَرِدُ الماءَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الصَّيْفِ مَرَّتَيْنِ. وَفِي حَدِيث بَعْضِهِمْ: حِينَ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُري إلَّا ظِمْءُ حِمار أَي شيءٌ يَسِيرٍ. وأَقصَرُ الأَظْماء: الغِبُّ، وَذَلِكَ أَن تَرِدَ الإِبلُ يَوْمًا وتَصْدُرَ، فَتَكُونُ فِي الْمَرْعَى يَوْمًا وتَرِدُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ، وَمَا بَيْنَ شَرْبَتَيْها ظِمْءٌ، طَالَ أَو قَصُر. والمَظْمَأُ: مَوْضِعُ الظَّمإ مِنَ الأَرض. قَالَ الشَّاعِرُ: وخَرْقٍ مَهارِقَ، ذِي لُهْلُهٍ، ... أَجَدَّ الأُوامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ أَجدَّ: جَدَّد. وَفِي حَدِيثِ مُعاذ: وإِن كَانَ نَشْر أَرض يُسْلِمُ عَلَيْهَا صاحِبُها فإِنه يُخْرَجُ مِنْهَا مَا أُعْطِيَ نَشرُها رُبعَ المَسْقَويِّ وعُشْرَ المَظْمئيِّ. المَظْمَئِيُّ: الَّذِي تُسْقِيه السماءُ، والمَسْقَوِيُّ: الَّذِي يُسْقَى بالسَّيح، وَهُمَا مَنْسُوبَانِ إِلَى المَظْمإ

فصل العين المهملة

والمَسْقَى، مَصْدَرَيْ أَسْقى وأَظْمَأَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَالَ أَبو مُوسَى: المَظْمِيُّ أَصله المَظْمَئِيُّ فترك همزه، يعني فِي الرِّوَايَةِ. وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْهَمْزِ وَلَا تعرَّض إِلَى ذِكْرِ تَخْفِيفِهِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ أَيضاً. وَوَجْهٌ ظَمْآنُ: قليلُ اللَّحْمِ لَزِقت جِلْدَتُه بِعَظْمِهِ. وقَلَّ ماؤُه، وَهُوَ خِلاف الرَّيَّان. قَالَ الْمُخَبَّلُ: وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفة لَا ... ظَمْآنُ مُخْتَلَجٌ، وَلَا جَهْمُ وساقٌ ظَمْأَى: مُعْتَرِقةُ اللَّحْمِ. وعَيْنٌ ظَمْأَى: رَقِيقَةُ الجَفْن. قَالَ الأَصمعي: رِيحٌ ظَمْأَى إِذَا كَانَتْ حارَّةً لَيْسَ فِيهَا نَدى. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ السَّرابَ: يَجْرِي، فَيَرْقُد أَحْياناً، ويَطْرُدُه ... نَكْباءُ ظَمْأَى، مِنَ القَيْظِيَّةِ الهُوجِ الْجَوْهَرِيُّ فِي الصِّحَاحِ: وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِن فصُوصَه لَظِماءٌ أَي لَيْسَتْ برَهْلةٍ كثيرةِ اللَّحْمِ. فَردَّ عَلَيْهِ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ ذَلِكَ، وَقَالَ: ظِماءٌ ههنا مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ اللَّامِ، وَلَيْسَ مِنَ الْمَهْمُوزِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ: ساقٌ ظَمْياءُ أَي قَلِيلةُ اللَّحْمِ. وَلَمَّا قَالَ أَبو الطِّيبِ قَصِيدَتَهُ الَّتِي مِنْهَا: فِي سَرْجِ ظامِيةِ الفُصوصِ، طِمِرَّةٍ، ... يأْبَى تَفَرُّدُها لَهَا التَّمْثِيلا كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا قُلْتُ ظَامِيَةِ بِالْيَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ لأَني أَردتُ أَنها لَيْسَتْ بِرَهِلَةٍ كَثِيرَةَ اللَّحْمِ. وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: رُمْح أَظْمَى وشَفةٌ ظَمْياءُ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا كَانَ مُعَرَّقَ الشَّوَى إِنَّهُ لأَظْمَى الشَّوَى، وإِنَّ فُصوصَه لَظِماءٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا رَهَلٌ، وكانت مُتَوتِّرةً، ويُحمَدُ ذَلِكَ فِيهَا، والأَصل فِيهَا الهَمز. وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ فَرَسًا، أَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ: يُنْجِيه، مِن مِثْلِ حَمامِ الأَغْلالْ، ... وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمْأَى النَّسا مِنْ تَحْتُ رَيَّا مِنْ عالْ فَجَعَلَ قَوائِمَه ظِماءً. وسَراةٌ رَيَّا أَي مُمْتَلِئةٌ مِنَ اللَّحْمِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا ضُمِّرَ: قَدْ أُظْمِئَ إظْماءً، أَو ظُمِئَ تَظْمِئةً. وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَسًا ضَمَّره: نَطْوِيه، والطَّيُّ الرَّفِيقُ يَجْدُلُه، ... نُظَمِّئُ الشَّحْمَ، ولَسْنَا نَهْزِلُه أَي نَعْتَصِرُ ماءَ بَدَنِهِ بالتَّعْرِيق، حَتَّى يَذْهَبَ رَهَلُه ويَكْتَنِز لَحْمُهُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: ظَماءَة الرجلِ، عَلَى فَعالةٍ: سُوءُ خُلقِه ولُؤْمُ ضَرِيبَتِه وقِلَّة إنْصافِه لمُخالِطِه، والأَصل فِي ذَلِكَ أَن الشَّرِيب إِذَا ساءَ خُلُقُه لَمْ يُنْصِف شُركاءَه، فأَما الظَّمأُ، مَقْصُورٌ، مَصْدَرُ ظَمِئَ يَظْمأُ، فَهُوَ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَن يَمدُّ فَيَقُولُ: الظَّماءُ، وَمِنْ أَمثالهم: الظَّماءُ الفادِح خَيْرٌ منَ الرِّيِّ الفاضِح. فصل العين المهملة عبأ: العِبْءُ، بالكسرِ: الحِمْل والثِّقلُ مِنْ أَي شيءٍ كَانَ، وَالْجَمْعُ الأَعْباء، وَهِيَ الأَحْمال والأَثْقالُ. وأُنشد لِزُهَيْرٍ: الحامِل العِبْء الثَّقِيل عَنِ الجاني، ... بِغَيرِ يَدٍ وَلَا شُكْرٍ وَيُرْوَى لِغَيْرِ يَدٍ وَلَا شُكْرٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العِبءُ: كلُ

حِمْلٍ مِنْ غُرْمٍ أَو حَمالةٍ. والعِبْءُ أَيضاً: العِدْل، وَهْمَا عِبْآنِ، والأَعباء: الأَعدال. وَهَذَا عِبْءُ هَذَا أَي مِثْلُه ونَظِيرُه. وعبْءُ الشَّيءِ كالعِدْلِ والعَدْلِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَعْباء. وَمَا عَبَأْتُ بِفُلَانٍ عَبْأً أَي مَا بالَيْتُ بِهِ. وَمَا أَعْبَأُ بِهِ عَبْأً أَي مَا أُبالِيه. قَالَ الأَزهري: وَمَا عَبَأْتُ لَهُ شَيئاً أَي لَمْ أُبالِه. وَمَا أَعْبَأُ بِهَذَا الأَمر أَي مَا أَصْنَعُ بِهِ. قَالَ: وأَما عَبَأَ فَهُوَ مَهْمُوزٌ لَا أَعْرِفُ فِي مُعْتَلَّاتِ الْعَيْنِ حَرْفًا مَهْمُوزًا غَيْرَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً . قَالَ: وَهَذِهِ الْآيَةُ مُشْكِلَةٌ. وَرَوَى ابْنُ نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ: قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي أَي مَا يَفْعَل بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعاؤه إِيَّاكُمْ لتَعْبُدوه وتُطِيعوه، وَنَحْوُ ذَلِكَ. قَالَ الْكَلْبِيُّ: وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: أَي مَا يَصْنَعُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعاؤكم، ابْتَلَاكُمْ لَوْلَا دُعَاؤُهُ إِيَّاكُمْ إِلَى الإِسلام. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي أَي مَا يَفْعَلُ بِكُمْ لَوْلا دُعاؤُكُمْ مَعْنَاهُ لَوْلَا تَوْحِيدُكم. قَالَ: تأْويله أَيُّ وزْنٍ لَكُمْ عِنْدَهُ لَوْلَا تَوحِيدُكم، كَمَا تَقُولُ مَا عَبَأْتُ بِفُلَانٍ أَي مَا كَانَ لَهُ عِنْدِي وَزْنٌ وَلَا قَدْرٌ. قَالَ: وأَصل العِبْءِ الثِّقْل. وَقَالَ شَمِرٌ وَقَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا عَبَأْتُ بِهِ شَيْئًا أَي لَمْ أَعُدَّه شَيْئًا. وَقَالَ أَبو عَدْنان عَنِ رَجُلٍ مِنْ باهِلةَ يُقَالُ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِفُلَانٍ إِذَا كَانَ فَاجِرًا مَائِقًا، وَإِذَا قِيلَ: قَدْ عَبَأَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ رجُلُ صِدْقٍ وَقَدْ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ كُلَّ شيءٍ. قَالَ وأَقول: مَا عَبَأْتُ بِفُلَانٍ أَي لَمْ أَقبل مِنْهُ شَيْئًا وَلَا مِنْ حَديثه. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَبَأْتُ لَهُ شَرًّا أَي هَيَّأْتُه. قَالَ، وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: احْتَوَيْتُ مَا عِنْدَهُ وامْتَخَرْتُه واعْتَبَأْتُه وازْدَلَعْتُه وأَخَذْتُه: واحد. وعَبَأَ الأَمرَ عَبْأً وعَبَّأَهُ يُعَبِّئه: هَيَّأَه. وعَبَّأْتُ المَتاعَ: جَعَلْتُ بعضَه عَلَى بَعْضٍ. وَقِيلَ: عَبَأَ المَتاعَ يَعْبَأُه عَبْأً وعَبَّأَه: كِلَاهُمَا هيأَه، وَكَذَلِكَ الْخَيْلُ وَالْجَيْشُ. وَكَانَ يُونُسُ لَا يَهْمِزُ تَعْبِيَةَ الْجَيْشِ. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ عَبَّأْت المَتاعَ تَعْبِئةً، قَالَ: وكلٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وعَبَّأْت الْخَيْلَ تَعْبِئةً وتَعْبِيئاً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: عَبَأَنا النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِبَدْرٍ، لَيْلًا. يُقَالُ عَبَأْتُ الجيشَ عَبْأً وعَبَّأْتهم تَعْبِئةً، وَقَدْ يُترك الْهَمْزُ، فَيُقَالُ: عَبَّيْتُهم تَعْبِيةً أَي رَتَّبْتُهم فِي مَواضِعهم وهَيَّأْتُهم للحَرْب. وعَبَأَ الطِّيبَ والأَمرَ يَعْبَؤُه عَبْأً: صَنَعه وخَلَطَه. قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِف أَسداً: كأَنَّ بنَحْرِه وبمَنْكِبَيْه ... عَبِيراً، باتَ يَعْبَؤُه عَرُوسُ وَيُرْوَى بَاتَ يَخْبَؤُه. وعَبَّيْتُه وعَبَّأْتُه تَعْبِيةً وتَعْبِيئاً. والعباءَة والعَباءُ: ضَرْب مِنَ الأَكسية، وَالْجَمْعُ أَعْبِئَةٌ. وَرَجُلٌ عَبَاءٌ: ثَقِيلٌ «2» وَخِمٌ كعَبَامٍ. والمِعْبَأَةُ: خِرْقةُ الحائضِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَدْ اعْتَبَأَتِ المرأَة بالمِعْبَأَةِ. والاعْتِباءُ: الاحْتِشاءُ. وَقَالَ: عَبَا وجهُه يَعْبُو إِذَا أَضاءَ وجهُه وأَشرَقَ. قَالَ: والعَبْوةُ: ضَوْءُ الشمسِ، وَجَمْعُهُ عِباً. وعَبْءُ الشمسِ: ضوءُها، لَا يُدرى أَهو لُغَةٌ فِي عَبِ الشَّمْسِ أَم هُوَ أَصلُه. قَالَ الأَزهري: وَرَوَى الرِّيَاشِيُّ وأَبو حَاتِمٍ مَعًا قَالَا: اجْتَمَعَ أَصحابنا عَلَى عَبِ الشَّمْسِ أَنه ضوءُها،

_ (2). قوله [ورجل عَبَاءٌ ثقيل] شاهده كما في مادة ع ب ي من المحكم: كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَبَاء الثَّطِّ وأنكره الأزهري. انظر اللسان في تلك المادة.

فصل الغين المعجمة

وأَنشد: إِذَا مَا رأَتْ، شَمْساً، عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ ... إِلَى رَمْلِها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها «1» قَالَا: نَسَبُهُ إِلَى عَبِ الشَّمْسِ، وَهُوَ ضَوْءُها. قَالَا: وأَما عَبْدُ شَمْسٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَغَيْرُ هَذَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُمْ عَبُ الشَّمْسِ ورأَيت عبَ الشَّمْسِ وَمَرَرْتُ بِعَبِ الشَّمْسِ، يُرِيدُونَ عبدَ شَمْسٍ. قَالَ: وأَكثر كَلَامِهِمْ رأَيت عبدَ شَمْسٍ، وأَنشد الْبَيْتَ: إِذَا مَا رأَت، شَمْسًا، عَبُ الشمسِ شمَّرت قَالَ: وعَبُ الشَّمْسِ ضَوْءُها. يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ عبَها أَي ضَوْءَها. قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ، وَالْقَوْلُ عِنْدِي مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ إِنه فِي الأَصل عَبْدُ شَمْسٍ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا بَلْخَبِيثة وَمَرَرْتُ بِبَلْخَبيثة. وَحُكِيَ عَنْ يُونُسَ: بَلْمُهَلَّب، يُرِيدُ بَنِي المُهَلَّبِ. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَبُّ شَمْسٍ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، يُرِيدُ عَبدَ شَمس. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَبَا: وعبُ الشَّمْسِ: ضوءُها، نَاقِصٌ مِثْلُ دَمٍ، وَبِهِ سمي الرجل. عدأ: العِنْدَأوةُ: العَسَرُ والالْتِواءُ يَكُونُ فِي الرِّجل. وَقَالَ اللِّحْياني: العِنْدَأْوة: أَدْهَى الدّواهِي. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ العِنْدَأْوةُ: المَكْرُ والخَدِيعةُ، وَلَمْ يَهْمِزْهُ بَعْضُهُمْ. وَفِي الْمَثَلِ: إنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوةً أَي خِلافاً وتَعَسُّفاً، يُقَالُ هَذَا للمُطْرِقِ الدَّاهِي السِّكِّيت والمُطاوِلِ ليَأْتِيَ بداهِيةٍ ويَشُدَّ شدّةَ لَيْثٍ غَيْرِ مُتَّقٍ. والطِّرِّيقة: الِاسْمُ مِنَ الإِطْراقِ، وَهُوَ السُّكُونُ والضَّعْفُ واللِّين. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ بناءٌ عَلَى فِنْعلوةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مِنْ العَداءِ، وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ زَائِدَتَانِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِنْدَأْوةٌ فِعْلَلْوَةٌ، والأَصل قَدْ أُمِيتَ فِعْلُه، وَلَكِنْ أَصحاب النَّحْوِ يَتَكَلَّفُونَ ذَلِكَ باشتِقاقِ الأَمْثِلة مِنَ الأَفاعِيل، وَلَيْسَ فِي جَمِيعِ كَلَامِ الْعَرَبِ شيءٌ تَدْخُلُ فِيهِ الْهَمْزَةُ وَالْعَيْنُ فِي أَصل بِنَائِهِ إلَّا عِنْدَأْوةٌ وإمَّعَةٌ وعَباءٌ وعفاءٌ وعَماءٌ، فأَما عَظاءةٌ فَهِيَ لُغَةٌ فِي عَظايةٍ، وإعاءٌ لُغَةٌ فِي وعاءٍ. وَحَكَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: نَاقَةٌ عِنْدَأْوةٌ وقِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوةٌ أَي جَرِيئةٌ. فصل الغين المعجمة غبأ: غَبَأَ لَهُ يَغْبَأُ غَبْأً: قَصَدَ، وَلَمْ يَعْرِفْهَا الرِّياشي بالغين المعجمة. غرقأ: الغِرقئُ: قِشْر البَيض الَّذِي تَحْتَ القَيْضِ. قَالَ الفرّاءُ: هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ لأَنه مِنَ الغَرَق، وَكَذَلِكَ الْهَمْزَةُ فِي الكِرْفِئَةِ والطِّهْلِئةِ زَائِدَتَانِ. فصل الفاء فأفأ: الفَأْفاءُ، عَلَى فَعْلالٍ: الَّذِي يُكْثِر ترْدادَ الْفَاءِ إِذَا تَكلَّم. والفَأْفأَةُ: حُبْسةٌ فِي اللِّسَانِ وغَلَبة الْفَاءِ عَلَى الْكَلَامِ. وَقَدْ فَأْفَأَ. ورَجل فَأْفأٌ وفَأْفَاءٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وامرأَة فَأْفَأَةٌ، وَفِيهِ فَأْفَأَة. اللَّيْثُ: الفأْفَأَةُ فِي الْكَلَامِ، كأَنَّ الفاءَ يَغْلِبُ عَلَى اللِّسان، فَتَقُولُ: فَأْفَأَ فُلَانٌ فِي كَلَامِهِ فَأْفَأَةً. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الفَأْفأَةُ: التَّرْدِيدُ فِي الفاءِ، وَهُوَ أَن يَتَرَدَّدَ فِي الْفَاءِ إِذَا تَكَلَّمَ. فتا: مَا فَتِئْتُ وَمَا فَتَأْتُ أَذكره: لُغَتان، بِالْكَسْرِ والنصب. فَتَأَهُ فَتْأً وفُتُوءاً وَمَا أَفْتَأْتُ، الأَخيرة تَمِيميَّة، أَي مَا بَرِحْتُ وَمَا زِلْتُ، لَا يُسْتَعْمَل إلَّا فِي النَّفْي، وَلَا يُتَكَلَّم بِهِ إلَّا مَعَ الجَحْد، فَإِنِ استُعْمل بِغَيْرِ مَا وَنَحْوِهَا فَهِيَ مَنْوِيَّة عَلَى حَسَبِ مَا تَجيءُ عَلَيْهِ أَخَواتُها. قَالَ: وَرُبَّمَا حذفتِ العَرَبُ

_ (1). قوله [والجرهميّ] بالراء وسيأتي في عمد باللام وهي رواية ابن سيدة.

حَرْفَ الجَحْدِ مِنْ هَذِهِ الأَلفاظ، وَهُوَ مَنْوِيٌّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ ، أَي مَا تَفْتَأُ. وقولُ ساعِدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: أَنَدّ مِنْ قارِبٍ، رُوحٍ قَوائمهُ، ... صُمٍّ حَوافِرُه، مَا يَفْتَأُ الدَّلَجَا أَراد مَا يَفْتَأُ مِنَ الدَّلَجِ، فَحَذف وأَوْصَلَ. وَرُويَ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: تَمِيمٌ تَقُولُ أَفْتَأْتُ، وَقَيْسٌ وَغَيْرُهُمْ يَقُولُونَ فَتِئْتُ. تَقُولُ: مَا أَفْتَأْتُ أَذكره إفْتاءً، وَذَلِكَ إِذَا كُنْتَ لَا تزالُ تَذْكره. وَمَا فَتِئْت أَذكره أَفْتَأُ فَتْأً. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب فَتِئْتُ عَنِ الأَمر أَفْتَأُ إِذا نَسِيتَه وانْقَدَعْتَ «1». فثأ: فَثَأَ الرجُلَ وفَثَأَ غَضَبَه يَفْثَؤُه فَثْأً: كَسَرَ غَضَبَه وسَكَّنه بقَول أَو غَيْره. وَكَذَلِكَ: فَثَأْتُ عَنِّي فُلَانًا فَثْأً إِذَا كَسَرْتَه عَنْكَ. وفَثِئَ هُوَ: انْكَسَرَ غضَبُه. وفَثَأَ القِدْرَ يَفْثُؤُها فَثْأً وفُثُوءا، الْمَصْدَرَانِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: سَكَّن غَلَيانَها كَثَفأَها. وفَثَأَ الشيءَ يَفْثَؤُه فَثْأً: سَكَّنَ بَرْدَه بالتَّسْخِين. وفَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إِذَا سَخَّنْتَه، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا سَخَّنْتَه. وفَثَأَتِ الشمسُ الماءَ فُثُوءاً: كَسَرَتْ بَرْدَه. وفَثَأَ القِدْرَ: سكَّن غَلَيانَها بماءٍ بارِدٍ أَو قَدْحٍ بالمِقْدحة. قَالَ الجَعْدِيُّ: تَفُورُ عَلَيْنا قِدْرُهم، فَنُدِيمُها ... ونَفْثَؤُها عَنَّا، إِذَا حَمْيُها غَلَا وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْكُمَيْتِ. وفَثَأَ اللبنُ يَفْثَأُ فَثْأً إِذَا أُغْليَ حَتَّى يَرْتَفِعَ لَهُ زُبْدٌ ويَتَقَطَّعَ، فَهُوَ فاثِئٌ. وَمِنْ أَمثالهم فِي اليَسِير مِنَ البرِّ: إنَّ الرَّثيئَة تَفْثَأُ الغَضَبَ، وأَصله أَنَّ رَجُلًا كَانَ غَضِبَ عَلَى قَوْمٍ، وَكَانَ مَعَ غَضَبِه جَائِعًا، فَسَقَوْه رَثِيئةً، فَسكَن غَضَبُه وكَفَّ عَنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ زيادٍ: لَهُوَ أَحبُّ إِلَيَّ مِنْ رَثِيئةٍ فُثِئَتْ بسُلالةٍ أَي خُلِطَتْ بِهِ وكُسِرَتْ حِدَّتُه. والفَثْءُ: الكَسْر، يُقَالُ: فَثَأْتُه أَفْثَؤُه فَثْأً. وأَفْثَأَ الحَرُّ: سكَنَ وفَتَرَ. وفَثَأَ الشيءَ عَنْهُ يَفْثَؤُه فَثْأً: كَفَّه. وعَدا الرجلُ حَتَّى أَفْثَأَ أَي حَتَّى أَعْيا وانْبَهَرَ وفَتَرَ، قَالَتِ الخَنساء: أَلا مَنْ لِعَيْنٍ لَا تَجِفُّ دُموعُها، ... إِذَا قُلْتُ أَفْثَتْ، تَسْتَهِلُّ، فَتَحْفِلُ أَرادت أَفْثَأَتْ، فَخَفَّفَتْ. فجأ: فَجِئَه الأَمْرُ وفَجَأَه، بِالْكَسْرِ وَالنَّصْبِ، يَفْجَؤُه فَجْأً وفُجَاءةً، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، وافْتَجَأَه وفاجأَه يُفاجئُه مُفَاجأَةً وفِجاءً: هَجَم عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُر بِهِ، وَقِيلَ: إِذَا جَاءَهُ بَغْتةً مِنْ غَيْرِ تَقَدُّمِ سَبَبٍ. وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنهُ، إِذْ فاجأَه افْتِجاؤُهُ، ... أَثْناءُ لَيْلٍ، مُغْدِفٍ أَثْناؤُهُ وَكُلُّ مَا هَجَمَ عَلَيْكَ مِنْ أَمر لَمْ تَحْتَسِبْهُ فَقَدَ فَجأَك. ابْنُ الأَعرابي: أَفْجَأَ إِذَا صادَفَ صَدِيقَه عَلَى فَضِيحةٍ. الأَصمعي: فَجِئَتِ الناقةُ: عَظُمَ بَطْنُها، وَالْمَصْدَرُ الفَجَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ. والفُجاءةُ: أَبو قَطَرِيٍّ المازِنِيِّ. ولَقِيتُه فُجاءةً، وضَعُوه موضعَ الْمَصْدَرِ وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ بالأَلف وَاللَّامِ ومَكَّنهُ، فَقَالَ: إِذَا قُلْتَ خَرَجتُ فَإِذَا زيْدٌ، فهذا هو

_ (1). قوله [وانقدعت] كذا هو في المحكم أيضاً بالقاف والعين لا بالفاء والغين.

الفُجاءةُ، فَلَا يُدْرَى أَهو مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، أَو هُوَ مِنْ كَلَامِهِ. والفُجاءةُ: مَا فاجأَكَ. ومَوْتُ الفُجاءةِ: مَا يَفْجَأُ الإِنسانَ مِنْ ذَلِكَ، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَقَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ على المرّة. فرأ: الفَرَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: حمارُ الوَحْشِ، وَقِيلَ الفَتيُّ مِنْهَا. وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ صَيْدٍ فِي جَوْفِ الفَرَإِ «1». وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا سُفْيَانَ استأْذَنَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحَجَبَه ثُمَّ أَذِن لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا كِدْتَ تأْذَنُ لِي حَتَّى تأْذَنَ لحِجارة الجُلْهُمَتَينِ. فَقَالَ: يَا أَبا سفيانَ أَنت كَمَا قَالَ القائلُ: كلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الفَرَإ ، مَقْصُورٌ، وَيُقَالُ فِي جَوْفِ الفَرَاءِ، مَمْدُودٌ، وأَراد النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بِمَا قَالَهُ لأَبي سفيانَ تأَلُّفَه عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: أَنتَ فِي الناسِ كحِمارِ الوَحْش فِي الصَّيْدِ ، يعني أَنها كلها مثلهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَنه إِذَا حَجَبَكَ قَنِعَ كُلُّ مَحْجُوبٍ ورَضِي، لأَن كلَّ صَيْدٍ أَقلُّ مِنَ الحِمار الوَحْشِيِّ، فكلُّ صَيْدٍ لِصغَرِه يَدْخُلُ فِي جَوْفِ الْحِمَارِ، وَذَلِكَ أَنه حَجَبَه وأَذِنَ لِغَيْرِهِ. فيُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلُ لِلرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ حاجاتٌ، مِنْهَا وَاحِدَةٌ كَبِيرَةٌ، فَإِذَا قُضِيَتْ تِلْكَ الكَبيرةُ لَمْ يُبالِ أَن لَا تُقْضى بَاقِي حاجاتِه. وجمعُ الفَرَإ أَفْراء وفِراء، مِثْلُ جَبَلٍ وجبالٍ. قَالَ مَالِكِ بْنِ زُغْبَة الباهليُّ: بضَرْبٍ، كآذانِ الفِراء فُضُولهُ، ... وطَعْنٍ، كإِيزاغِ المخَاض، تَبُورُها الإِيزاغُ: إِخراجُ البولِ دُفعةً دُفعةً. وتَبُورُها أَي تَخْتَبِرُها. وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَنَّ ضَرْبَه يُصَيِّر فِيهِ لَحْماً مُعَلَّقاً كَآذَانِ الحُمُر. وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ قَالَ: فَرَا «2». وَحَضَرَ الأَصمعي وأَبو عَمْرٍو الشيبانيُّ عِنْدَ أَبي السَّمْراء فأَنشده الأَصمعي: بضربٍ، كَآذَانِ الفِراء فُضُولُهُ. ... وطعنٍ كتَشْهاقِ العَفا، هَمَّ بالنَّهْقِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى فَرْوٍ كَانَ بقُربه يُوهِمُ أَنَّ الشَّاعِرَ أَراد فَرْواً، فَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد الفَرْوَ. فَقَالَ الأَصمعي: هَكَذَا روايَتُكُم، فأَما قَوْلُهُمْ: أَنْكَحْنا الفَرا فَسَنَرى، فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى التَّخْفِيفِ البَدَليّ موافَقة لسَنَرى لأَنه مثلٌ والأَمثالُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْوَقْفِ، فَلَمَّا سكِّنَت الْهَمْزَةُ أُبدلت أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. وَمَعْنَاهُ: قَدْ طَلَبْنَا عاليَ الأُمور فسَنَرى أَعمالَنا بعدُ، قَالَ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ. وَقَالَ الأَصمعي: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ إِذَا غُرِّرَ بأَمر فَلَمْ يَرَ مَا يُحِبُّ أَي صَنَعْنا الحَزْم فَآلَ بِنَا إِلَى عاقبةِ سُوء. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: أَنَّا قَدْ نَظَرْنا فِي الأَمر فَسَنَنْظُرُ عَمَّا ينكشف. فسأ: فَسَأَ الثوبَ يَفْسَؤُه فَسْأً وفَسَّأَه فَتَفَسَّأَ: شَقَّه فتَشَقَّقَ. وتفسَّأَ الثوبُ أَي تَقَطَّع وبَلِيَ. وتَفَصَّأَ: مِثْلُهُ. أَبو زَيْدٍ: فَسَأْتُه بالعَصا إِذَا ضَرَبْتَ بِهَا ظهرَه. وفَسَّأْتُ الثَّوْبَ تَفْسئةً وتَفْسِيئاً: مَدَدْتُه حَتَّى تَفَزَّر. وَيُقَالُ: مَا لَكَ تَفْسأُ ثوبَك؟ وفَسَأَه يَفْسَؤُه فَسْأً: ضَرَبَ ظهرَه بالعَصا. والأَفْسَأُ: الأَبْزَخُ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي خَرج صدْرُه ونَتَأَتْ خَثْلَتُه، والأُنثى فَسْآءُ.

_ (1). قوله [في المثل إلخ] ضبط الفرأ في المحكم بالهمز على الأَصل وكذا في الحديث. (2). قوله [ومن ترك الهمز إلخ] انظر بم تتعلق هذه الجملة.

والأَفْسأُ والمَفسُوءُ: الَّذِي كأَنه إِذَا مشَى يُرَجِّعُ اسْتَه. ابْنُ الأَعرابي: الفَسَأُ دُخول الصُّلْب، والفَقَأُ خُروجُ الصَدْر؛ وَفِي وَرِكَيْه فَسَأٌ. وأَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ حَطَأَتْ أُمُّ خُثَيْمِ بأَدَنّ ... «3» بِخارِج الخَثْلةِ، مَفْسوءِ القَطَنْ وَفِي التَّهْذِيبِ: بِناتِئِ الجَبْهةِ، مَفْسُوءِ القَطَنْ عَدَّى حَطَأَتْ بِالْبَاءِ لأَنّ فِيهِ مَعْنَى فازَتْ أَو بَلَّتْ، وَيُرْوَى خَطَأَتْ، وَالِاسْمُ، مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، الفَسَأُ. وتفاسَأَ الرَّجل تفاسُؤًا، بِهَمْزٍ وَغَيْرِ هَمْزٍ: أَخرج عَجيزَته وَظَهْرَهُ. فشأ: تَفَشَّأَ الشيءُ تَفَشُّؤًا: انتَشَر. أَبو زَيْدٍ: تَفَشَّأَ بِالْقَوْمِ المرضُ، بِالْهَمْزِ، تَفَشُّؤًا إِذَا انْتَشَر فِيهِمْ، وأَنشد: وأَمْرٌ عظيمُ الشَّأْنِ، يُرْهَبُ هَوْلُهُ، ... ويَعْيا بِهِ مَنْ كَانَ يُحْسَبُ راقِيا تَفَشَّأَ إخْوانَ الثِّقَاتِ، فعَمَّهُم، ... فأَسْكَتُّ عنِّي المُعْوِلات البواكِيا ابْنُ بُزُرْجَ: الفَشْءُ: مِنَ الْفَخْرِ مِنْ أَفْشَأْتُ، وَيُقَالُ فَشَأْتُ. فصأ: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ فسأَ: تَفَسَّأَ الثَوْبُ أَي تَقَطَّعَ وبَلِيَ، وتَفَصَّأَ: مِثْلُهُ. فضأ: أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ الْهَمْزِ: أَفْضَأْتُ الرجلَ أَطْعَمْته. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَنكر شَمِرٌ هَذَا الْحَرْفَ، قَالَ: وحَقَّ لَهُ أَن يُنْكِرَه لأَنّ الصوابَ أَقْضَأْته، بِالْقَافِ، إِذَا أَطعمتَه. وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. فطأ: الفَطَأُ: الفَطَسُ. والفُطْأَةُ: الفُطْسةُ. والأَفْطَأُ: الأَفْطَس. ورجلٌ أَفْطَأُ: بَيِّنُ الفَطَإ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه رأَى مُسَيْلِمَة أَصْفَر الْوَجْهِ أَفْطَأَ الأَنْفِ دَقِيقَ الساقَيْن. والفَطَأُ والفُطْأَةُ: دخُولُ وسَطِ الظَّهْر، وَقِيلَ: دخُول الظَّهْرِ وخُروجُ الصَّدْرِ. فَطِئَ فَطَأً، وَهُوَ أَفْطَأُ، والأُنثى فَطْآءُ، وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الفُطْأَةُ، وَبَعِيرٌ أَفْطَأُ الظَّهْرِ، كَذَلِكَ. وفَطِئَ الْبَعِيرُ إِذَا تَطامَن ظَهْرُه خِلْقةً. وفَطَأَ ظَهْرَ بَعِيرِهِ: حَمَلَ عليهِ ثِقْلًا فاطْمَأَنّ وَدَخَلَ. وتَفَاطَأَ فُلَانٌ، وَهُوَ أَشدُّ مِنَ التَّقاعُس، وتفاطأَ عَنْهُ: تأَخَّر. والفَطَأُ فِي سَنامِ البعِير. بَعيرٌ أَفْطَأُ الظَّهْرِ. والفعلُ فَطِئَ يَفْطَأُ فَطَأً. وفَطَأَ ظهرَه بِالْعَصَا يَفْطَؤُه فَطْأً: ضَرَبَهُ، وَقِيلَ هُوَ الضَّرْبُ فِي أَي عُضْوٍ كَانَ. وفَطَأَه: ضرَبه عَلَى ظَهْرِهِ، مِثْلُ حَطَأَه. أَبو زَيْدٍ: فَطأْتُ الرجلَ أَفْطَؤُه فَطْأً إِذَا ضَرَبْتَهُ بعَصاً أَو بظَهْر رجْلِك. وفَطَأَ بِهِ الأَرضَ: صَرَعه. وفَطَأَ بسَلْحه: رَمَى بِهِ، وَرُبَّمَا جاءَ بِالثَّاءِ. وفَطَأَ الشيءَ: شَدخَه. وفَطَأَ بِهَا: حَبَقَ. وفَطَأَ المرأَة يَفْطَؤُها فَطْأً: نَكَحَها. وأَفْطَأَ الرجلُ إِذَا جامَعَ جِماعاً كَثِيرًا. وأَفْطَأَ إِذَا اتَّسَعَت حالهُ. وأَفْطَأَ إِذَا سَاءَ خُلُقه بَعْدَ حُسْنٍ.

_ (3). قوله [بأدن] هو بالدال المهملة كما في مادة د ن ن ووقع في مادة ح ط أبالذال المعجمة تبعاً لما فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ.

وَيُقَالُ تَفَاطَأَ فُلَانٌ عَنِ القوم بعد ما حَمَلَ عَلَيْهِمْ تَفاطُؤاً وَذَلِكَ إِذَا انْكسر عَنْهُمْ ورجَعَ، وتَبازَخَ عَنْهُمْ تَبازُخاً فِي معناها. فقأ: فَقَأَ العَينَ والبَثْرةَ وَنَحْوَهُمَا يَفْقَؤُهما فَقْأً وفَقَّأَها تَفْقِئةً فانْفَقَأَتْ وتَفَقَّأَتْ: كسَرَها. وَقِيلَ قَلعها وبَخَقَها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَنّ رَجُلًا اطَّلعَ فِي بَيتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إذْنهم ففَقَؤُوا عينَه لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ ، أَي شَقوها. والفَقْءُ: الشَّقُّ والبَخْصُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه فَقَأَ عينَ مَلَكِ الموْتِ. وَمِنْهُ الحديثُ: كأَنما فُقِئَ فِي وجهِه حَبُّ الرُّمَّانِ ، أَي بُخِصَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَفَقَّأَتْ أَي انْفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ. وَمِنْ مَسَائِلِ الْكِتَابِ: تَفَقَأْتُ شَحْماً، بِنَصْبِهِ عَلَى التَّمْيِيزِ، أَي تَفَقَّأَ شَحْمِي، فنُقِل الْفِعْلُ فَصَارَ فِي اللَّفْظِ لَيٌّ، فَخَرَجَ الْفَاعِلُ، فِي الأَصل، مميِّزاً، وَلَا يَجُوزُ عَرَقاً تَصَبَّبتُ، وَذَلِكَ أَن هَذَا الْمُمَيِّزُ هُوَ الْفَاعِلُ فِي الْمَعْنَى، فَكَمَا لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْفَاعِلِ عَلَى الْفِعْلِ كَذَلِكَ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْمُمَيِّزِ، إِذْ كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ فِي الْمَعْنَى، عَلَى الْفِعْلِ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي. وَقَالَ وَيُقَالُ لِلضَّعِيفِ الْوَادِعُ: إِنَّهُ لَا يُفَقِّئُ البيضَ. اللَّيْثُ: انْفَقَأَتِ العَينُ وانْفَقَأَتِ البَثْرةُ، وَبَكَى حَتَّى كَادَ يَنْفَقِئُ بطنُه: يَنْشَقُّ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا بَلغ إبلُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ أَلفاً فَقَأَ عينَ بعِير مِنْهَا وسرَّحَه حَتَّى لَا يُنْتَفَع بِهِ. وأَنشد: غَلَبْتُكَ بالمُفَقِّئِ والمُعَنَّى، ... وبَيْتِ المُحْتَبي والخافِقاتِ قَالَ الأَزهري: لَيْسَ مَعْنَى المُفَقِّئِ، فِي هَذَا الْبَيْتِ، مَا ذَهَب إِلَيْهِ اللَّيْثُ، وَإِنَّمَا أَراد بِهِ الْفَرَزْدَقُ قَوْلَهُ لِجَرِيرٍ: ولستَ، وَلَوْ فَقَّأْتَ عَيْنَكَ، وَاجِدًا ... أَباً لَكَ، إنْ عُدَّ المَساعي، كدارِمِ وتَفَقَّأَتِ البُهْمَى تَفَقُّؤاً: انْشَقَّتْ لَفائفُها عَنْ نَوْرِها. وَيُقَالُ: فَقَأَت فَقْأً إِذَا تشقَّقت لفائفُها عَنْ ثَمرَتها. وتَفَقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرْحُ وتَفَقَّأَتِ السحابةُ عَنْ مَائِهَا: تَشَقَّقتْ. وتَفَقَّأَت: تَبَعَّجَت بِمَائِهَا. قَالَ ابْنُ أَحمر: تَفَقَّأَ فَوْقَهُ القَلَعُ السَّوارِي، ... وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنُونا الخازِبازِ: صَوْتُ الذُّباب، سُمِّيَ الذُّباب بِهِ، وَهُمَا صَوْتَانِ جُعِلا صَوْتًا وَاحِدًا لأَن صَوْتَهُ خازِبازِ، وَمَنْ أَعْرَبه نَزَّله مَنْزِلَةَ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ فَقَالَ: خازِبازُ. وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ تَفَقَّأَ فوقَه، عائدةٌ عَلَى قَوْلِهِ بِهَجْلٍ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ: بهَجْلٍ مِن قَساً ذَفِرِ الخُزامَى ... «1»، تَهادَى الجِرْبِياءُ بِهِ الحَنِينا يَعْنِي فَوْقَ الهَجْل. والهَجْلُ: هُوَ المُطْمئِنُّ مِنَ الأَرض. والجِرْبِياء: الشَّمالُ. وَيُقَالُ: أَصابَتْنا فَقْأَةٌ أَي سَحَابَةٌ لَا رَعْدَ فِيهَا وَلَا بَرْقَ ومَطَرُها مُتقارِب. والفَقْءُ: السَّابِياءُ الَّتِي تَنْفَقِئُ عَنْ رأْس الْوَلَدِ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ الْوَلَدِ، والجَمع فُقوءٌ. وَحَكَى كُرَاعٌ فِي جمعِه فاقِياء، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ لأَن مِثْلَ هَذَا لَمْ يَأْتِ فِي الجَمْعِ. قَالَ: وأُرى الفاقِياء لُغَةً فِي الفَقْء كالسَّابِياء، وأَصله فاقِئاءُ، بالهمز، فكُرِه

_ (1). قوله [بهجل] سيأتي في قسأ عن المحكم بجوّ.

اجتماعُ الْهَمْزَتَيْنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا إلَّا أَلِفٌ، فقُلِبت الأُولى يَاءً. ابْنُ الأَعرابي: الفُقْأَةُ: جِلْدَةٌ رَقِيقة تَكُونُ عَلَى الأَنف فَإِنْ لَمْ تَكْشِفْها مَاتَ الْوَلَدُ. الأَصمعي: السَّابِياءُ: الْمَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رَأْسِ الْوَلَدِ. ابْنُ الأَعرابي: السابياءُ: السَّلَى الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ. وكَثُر سابِياؤهم العامَ، أَيْ كَثُر نِتاجُهم. والسُّخْد: دَمٌ وَمَاءٌ فِي السَّابِياءِ. والفَقْءُ: الْمَاءُ الَّذِي فِي المَشِيمة، وَهُوَ السُّخْدُ والسُّخْتُ والنُّخْطُ. وناقةٌ فَقْأَى، وَهِيَ الَّتِي يأْخذها داءٌ يُقَالُ لَهُ الحَقْوَةُ فَلَا تَبُولُ وَلَا تَبْعَرُ، وَرُبَّمَا شَرِقَتْ عَرُوقُها ولحمُها بالدَّمِ فانتَفَخَتْ، وَرُبَّمَا انْفَقَأَتْ كَرشُها مِنْ شِدَّةِ انْتِفاخِها، فَهِيَ الفَقِيءُ حِينَئِذٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فِي ناقةٍ مُنْكَسِرَةٍ: مَا هِيَ بِكَذَا وَلَا كَذَا وَلَا هِيَ بِفَقِيءٍ فَتَشْرَق عُرُوقُها. الفَقِيءُ: الَّذِي يأْخذه داءٌ فِي البَطْنِ كَمَا وصَفْناه، فَإِنْ ذُبِحَ وطُبِخَ امتَلأَت القِدْرُ مِنْهُ دَمًا، وفَعِيلٌ يُقَالُ لِلذِّكْرِ والأُنثى. والفَقَأُ: خُرُوج الصَّدْر. والفَسَأُ: دُخُولُ الصُّلْب. ابْنُ الأَعرابي: أَفْقَأَ إِذَا انخَسَفَ صَدْرُه مِنْ عِلَّة. والفَقْءُ: نَقْرٌ فِي حَجر أَو غَلْظٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ. وَقِيلَ هُوَ كالحُفْرةِ تَكُونُ فِي وسَط الأَرض. وَقِيلَ: الفَقْءُ كالحُفْرةِ فِي وَسَطِ الحَرَّةِ. والفَقْءُ: الحُفْرَةُ فِي الجَبَل، شَكَّ أَبو عُبَيْدٍ فِي الحُفْرةِ أَو الجُفْرةِ، قَالَ: وَهُمَا سواءٌ. والفَقِيءٌ كالفَقْءِ، وأَنشد ثَعْلَبٌ: فِي صَدْرهِ مِثلُ الفَقيء المُطْمَئِنّ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مِثْلُ الفُقَيْءِ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ. وَجَمْعُ الفَقِيءِ فُقْآنٌ. والمُفَقِّئَة: الأَودية الَّتِي تَشُقُّ الأَرض شَقّاً، وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: أَتَعْدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيْبٍ، ... وتَعْدِلُ، بالمُفَقِّئَةِ، الشِّعابا «1» والفَقْءُ: مَوْضِعٌ. فنأ: مالٌ ذُو فَنَإٍ أَي كَثْرة كفَنَعٍ. قَالَ: وأُرَى الْهَمْزَةَ بَدَلًا مِنَ الْعَيْنِ، وأَنشد أَبو العَلاء بَيْتَ أَبي محْجَنٍ الثَّقَفِيِّ: وَقَدْ أَجُودُ، وَمَا مَالِي بِذي فَنَإٍ، ... وأَكْتُمُ السِّرَّ، فِيهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ وَرِوَايَةُ يعقوبَ فِي الأَلفاظ: بِذي فَنَعٍ. فيأ: الفَيْءُ: مَا كَانَ شَمْسًا فَنَسَخَه الظِّلُّ، وَالْجَمْعُ: أَفْيَاءٌ وفُيُوءٌ. قَالَ الشَّاعِرُ: لَعَمْرِي، لأَنْتَ البَيتُ أَكْرَمُ أَهْلِهِ، ... وأَقْعَدُ فِي أَفْيائِه بالأَصائِل وفاءَ الفَيْءُ فَيْئاً: تَحوَّلَ. وتَفَيَّأَ فِيهِ: تَظَلَّلَ. وَفِي الصِّحَاحِ: الفَيْءُ مَا بَعْدَ الزوالِ مِن الظلِّ. قَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْر يَصِف سَرْحةً وَكَنَى بِهَا عَنِ امرأَة: فَلَا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُحَى تَستطيعُه، ... وَلا الفَيْءُ مِن بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الظلُّ فَيْئًا لرُجُوعه مِن جانِب إِلَى جانِب.

_ (1). مما يستدرك به على المؤلف ما في التهذيب، قيل لِامْرَأَةٍ: إِنَّكِ لَمْ تُحْسِنِي الخرز فافْتَقِئِيهِ أَي أعيدي عليه. يقال: افْتَقَأْتُه أي أعدت عليه، وذلك أن يجعل بَيْنَ الْكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً كَمَا تُخَاطُ البَوَارِيُّ إِذَا أُعِيدَ عليه. والكلبة السَّيْرُ أَوِ الْخَيْطُ فِي الكلبة وَهِيَ مَثْنِيَّةٌ فَتُدْخَلُ فِي مَوْضِعِ الْخَرْزِ وَيُدْخِلُ الْخَارِزُ يَدَهُ فِي الْإِدَاوَةِ ثُمَّ يمد السير والخيط.

قَالَ ابْنُ السِّكِّيت: الظِّل: مَا نَسَخَتْه الشمسُ، والفَيْءُ: مَا نَسَخَ الشمسَ. وَحَكَى أَبو عُبيدةَ عَنْ رُؤْبَةَ، قَالَ: كلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشمسُ فَزالتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ وظِلٌّ، وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظِلٌّ. وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ أَي تَقَلَّبَتْ. وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ . والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ مِنَ الفَيْءِ، وَهُوَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ. وتَفَيُّؤُ الظِّلالِ: رجُوعُها بعدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ وابْتعاثِ الأَشياءِ ظِلالَها. والتَّفَيُّؤُ لَا يَكُونُ إِلَّا بالعَشِيِّ، والظِّلُّ بالغداةِ، وَهُوَ مَا لَم تَنَلْه الشَّمْسُ، والفَيْءُ بالعَشِيِّ مَا انصَرَفَتْ عَنْهُ الشمسُ، وَقَدْ بَيَّنه حُمَيد بْنُ ثَور فِي وَصْفِ السَّرْحة، كَمَا أَنْشَدْنَاهُ آنِفاً. وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ وفَيَّأَتْ وفاءَتْ تَفْيِئةً: كثرَ فَيْؤُها. وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي فَيْئِها. والمَفْيُؤَةُ: مَوْضِعُ الفَيْءِ، وَهِيَ المَفْيُوءَةُ، جاءَت عَلَى الأَصل، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: المَفِيئَةَ فيها. الأَزهري، الليث: المَفْيُؤَةُ هي المَقْنُؤَةُ مِنَ الفَيْءِ. وَقَالَ غَيْرُهُ يقال: مَقْنَأَةٌ ومَقْنُؤَةٌ لِلْمَكَانِ الَّذِي لَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. قَالَ: وَلَمْ أَسمع مَفْيُؤَة بِالْفَاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. قَالَ: وَهِيَ تُشْبِهُ الصَّوَابَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي قَنَأَ أَيضاً. والمَفْيُوءَةُ: هُوَ المَعْتُوه لَزِمَهُ هَذَا الِاسْمُ مِنْ طُولِ لُزومِه الظِّلَّ. وفَيَّأَتِ المرأَةُ شَعَرَها: حَرَكَته مِنَ الخُيَلاءِ. والرِّيح تُفَيِّئُ الزَّرْعَ وَالشَّجَرَ: تحرِّكهما. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَل المؤْمن كَخَامَةِ الزَّرْعِ تُفَيِّئُها الرِّيحُ مرةَ هُنا وَمَرَّةً هُنَا. وَفِي رِوَايَةٍ: كالخامةِ مِنَ الزرعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُها أَي تُحَرِّكُها وتُمِيلُها يَمِينًا وشِمالًا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذَا رأَيتم الفَيْءَ على رؤوسهنَّ، يَعْنِي النساءَ، مِثْل أَسْنِمة البُخْتِ فأَعْلِمُوهنَّ أَن اللَّهَ لَا يَقْبَلُ لهُن صَلَاةً. شَبَّه رؤُوسهنَّ بأَسْنِمة البُخْت لِكَثْرَةِ مَا وَصَلنَ بِهِ شعورَهنَّ حَتَّى صَارَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ مَا يُفَيِّئُها أَي يُحَرِّكها خُيلاءً وعُجْباً، قَالَ نَافِعُ بْنُ لَقِيط الفَقْعَسِيّ: فَلَئِنْ بَلِيتُ فَقَدَ عَمِرْتُ كأَنِّني ... غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ وفاءَ: رجَع. وفاءَ إِلَى الأَمْرِ يَفِيءُ وفاءَه فَيْئاً وفُيُوءاً: رَجَع إِلَيْهِ. وأَفاءَهُ غيرُه: رَجَعه. وَيُقَالُ: فِئْتُ إِلَى الأَمر فَيْئاً إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ النَّظَرَ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ إِذَا كَلَّتْ بَعْدَ حِدَّتِها: فاءَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: الفَيءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ أَي العَطْفُ عَلَيْهِ والرُّجوعُ إِلَيْهِ بالبِرِّ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: أَفَأْتُ فُلَانًا عَلَى الأَمر إِفاءَةً إِذَا أَراد أَمْراً، فَعَدَلْتَه إِلَى أَمْرٍ غَيْرِهِ. وأَفَاءَ واسْتَفاءَ كَفَاءَ. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ، وأَصْبَحَ مُزْنُه ... أَفَاءَ، وآفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ وَيُنْشِدُ: عَقُّوا بسَهْمٍ، وَلَمْ يَشْعُر بِهِ أَحَدٌ، ... ثمَّ اسْتَفاؤُوا، وَقَالُوا حَبَّذا الوَضَحُ أَي رَجَعوا عَنْ طَلَبِ التِّرَةِ إِلَى قَبُولِ الدِّيَةِ. وفلانٌ سَريعُ الفَيْءِ مِن غَضَبِه. وفاءَ مِنْ غَضَبِه: رَجَعَ، وإِنه لَسَرِيعُ الفَيْءِ والفَيْئَةِ والفِيئَةِ أَي الرُّجوع، الأَخيرتان عَنِ اللِّحيانِي، وإِنه لَحَسَنُ الفِيئَةِ، بِالْكَسْرِ مِثْلُ الفِيقَةِ، أَي حَسَنُ الرُّجوع. وَفِي حَدِيثِ عائشةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ عَنْ زَيْنَبَ: كلُّ خِلالِها مَحْمُودةٌ مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ تُسْرِعُ مِنْهَا الفِيئَةَ ؛ الفِيئَةُ، بِوَزْنِ الفِيعَةِ؛ الحالةُ مِنَ الرُّجوعِ

عَنِ الشيءِ الَّذِي يَكُونُ قَدْ لابَسه الإِنسانُ وباشَرَه. وفاءَ المُولِي مِنِ امرأَتِه: كَفَّرَ يَمينَه ورَجَعَ إِلَيْهَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قَالَ: الفَيْءُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى ثَلَاثَةِ مَعانٍ مَرْجِعُها إِلَى أَصل وَاحِدٍ وَهُوَ الرُّجُوعُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي المُولِين مِن نسائهم: فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَذَلِكَ أَنَّ المُولي حَلَفَ أَنْ لَا يَطَأَ امرأَتَه فجعَل اللهُ مدةَ أَربعةِ أشْهُر بعدَ إِيلائهِ، فإِن جامَعها فِي الأَربعة أَشهر فَقَدْ فاءَ، أَي رَجَعَ عَمَّا حَلَفَ عليهِ مِنْ أَنْ لَا يُجامِعَها، إِلَى جِماعِها، وَعَلَيْهِ لحِنْثِه كَفَّارةُ يَمينٍ، وَإِنْ لَمْ يُجامِعْها حَتَّى تَنْقَضِي أَربعةُ أَشهر مِنْ يَوْمِ آلَى، فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَوقعوا عَلَيْهَا تَطْلِيقَةً، وَجَعَلُوا عَنِ الطَّلَاقِ انْقِضاءَ الأَشهر، وخَالفَهم الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنْ أَصْحابِ رَسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهل الْعِلْمِ، وَقَالُوا: إِذَا انْقَضَتْ أَربعةُ أَشهر وَلَمْ يُجامِعْها وُقِفَ المُولي، فَإِمَّا أَنْ يَفِيء أَي يَجامِعُ ويُكفِّرَ، وإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، فَهَذَا هُوَ الفَيءُ مِنَ الإِيلاءِ، وَهُوَ الرُّجوعُ إِلَى مَا حَلفَ أَنْ لَا يَفْعَلَه. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَهَذَا هُوَ نَصُّ التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِنْ فاؤُ، فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ، فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . وتَفَيَّأْتِ المرأَةُ لِزَوْجِهَا: تَثَنَّتْ عَلَيْهِ وتَكَسَّرَتْ لَهُ تَدَلُّلًا وأَلْقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ؛ مِنَ الفَيْءِ وَهُوَ الرُّجوع، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي الْقَافِ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ تَفَيَّأَتْ، بِالْفَاءِ. وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: تَفَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ ... لِعابِسٍ، جَافِي الدَّلال، مُقْشَعِرّ والفَيْءُ: الغَنِيمةُ، والخَراجُ. تَقُولُ مِنْهُ: أَفاءَ اللهُ عَلَى المُسْلِمينَ مالَ الكُفَّارِ يُفِيءُ إِفاءَةً. وَقَدْ تكرَّر فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الفَيْءِ عَلَى اخْتِلاف تَصرُّفِه، وَهُوَ مَا حَصل لِلمُسلِمينَ مِنْ أَموالِ الكُفَّار مِنْ غَيْرِ حَرْب وَلَا جِهادٍ. وأَصْلُ الفَيْءِ: الرُجوعُ، كأَنه كانَ فِي الأَصْل لَهُمْ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، وَمِنْهُ قِيل للظِّلِّ الَّذِي يَكُونُ بعدَ الزوالِ فَيْءٌ لأَنه يَرْجِعُ مِنْ جانِب الغَرْب إِلَى جَانِبِ الشَّرْق. وَفِي الْحَدِيثِ: جاءَتِ امرأَةٌ مِن الأَنصار بابْنَتيْنِ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ هَاتَانِ ابْنَتَا فُلانٍ قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وقد اسْتَفَاءَ عَمُّهما مالَهما ومِراثَهما ، أَي اسْتَرْجَعَ حَقَّهُما مِن المِيراث وجَعَلَه فَيْئاً لَهُ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِن الفَيْءِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فلَقَدْ رَأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانَهُما أَي نأْخُذُها لأَنْفُسِنا ونَقْتَسِمُ بِهَا. وَقَدْ فِئْتُ فَيْئاً واسْتَفَأْتُ هَذَا المالَ: أَخَذْتُه فَيْئاً. وأَفَاءَ اللَهُ عَلَيْهِ يُفِيءُ إِفَاءَةً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى . التَّهْذِيبُ: الفَيْءُ مَا رَدَّ اللهُ تَعَالَى علَى أَهْلِ دِينِهِ مِنْ أَمْوالِ مَنْ خالَفَ دِينَه، بِلَا قِتالٍ، إِمَّا بأَنْ يُجْلَوا عَن أَوْطانِهِم ويُخَلُّوها لِلْمُسْلِمِينَ، أَو يُصالِحُوا عَلَى جِزْيَةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤوسِهم، أَو مالٍ غَيْرِ الجِزْيةِ يَفْتَدُونَ بِهِ مِن سَفْكِ دِمائهم، فَهَذَا المالُ هُوَ الفَيْءُ. فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ. أَي لَمْ تُوجِفُوا عَلَيْهِ خَيْلًا وَلَا رِكاباً، نَزَلَتْ فِي أَموال بَنِي النَّضِيرِ حِينَ نَقَضُوا العَهْدَ وجُلُوا عَنْ أَوْطانِهم إِلَى الشَّامِ، فَقَسَمَ رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَموالَهم مِن النَّخِيل وغَيْرِها فِي الوُجُوه الَّتِي أَراهُ اللَّهُ أَن

فصل القاف

يَقْسِمَها فِيهَا. وقِسمةُ الفَيءِ غيرُ قسمةِ الغَنِيمة الَّتِي أَوْجَفَ اللهُ عَلَيْهَا بالخَيْلِ والرِّكاب. وأَصلُ الفَيْءِ: الرُّجُوعُ، سُمِّيَ هَذَا المالُ فَيْئاً لأَنه رَجَعَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوالِ الكُفّار عَفْواً بِلَا قِتالٍ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِتالِ أَهلِ البَغْيِ: حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ ، أَي تَرجِعَ إِلَى الطاعةِ. وأَفَأْتُ عَلَى الْقَوْمِ فَيْئاً إِذَا أَخَذْتَ لَهُمْ سَلَبَ قوْمٍ آخَرِينَ فجئْتَهم بِهِ. وأفَأْتُ عَلَيْهِمْ فَيْئاً إِذَا أَخذتَ لَهُمْ فَيْئاً أُخِذَ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ لنَوَى التَّمْرِ إِذَا كَانَ صُلْباً: ذُو فَيْئَةٍ، وَذَلِكَ أَنه تُعْلَفُه الدّوابُّ فَتَأْكُلُه ثُمَّ يَخرُج مِنْ بُطُونِهَا كَمَا كَانَ نَدِيًّا. وَقَالَ عَلْقمةُ بْنُ عَبدَةَ يَصِفُ فَرَسًا: سُلَّاءةً كَعصا النَّهْدِيِّ، غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئَةٍ مِن نَوَى قُرَّانَ، مَعْجُومُ قَالَ: ويفسَّر قَوْلُهُ غُلَّ لَها ذُو فَيْئَةٍ تَفْسِيرين، أَحدهما: أَنه أُدْخِلَ جَوْفَها نَوًى مِن نَوى نَخِيل قُرَّانَ حَتَّى اشْتَدَّ لَحْمُهَا، وَالثَّانِي: أَنه خُلِق لَهَا فِي بَطْنِ حَوافِرها نُسورٌ صِلابٌ كأَنها نَوَى قُرَّان. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَلِيَنَّ مُفَاءٌ عَلَى مُفِيءٍ. المُفَاءُ الَّذِي افْتُتِحَتْ بلدَتُه وكُورَتُه، فَصَارَتْ فَيْئاً لِلْمُسْلِمِينَ. يُقَالُ: أَفَأْتُ كَذَا أَي صَيَّرته فَيْئاً، فأَنا مُفِيءٌ، وَذَلِكَ مُفَاءٌ. كأَنه قَالَ: لَا يَلِينَّ أَحدٌ مِنْ أَهل السَّواد عَلَى الصَّحابة وَالتَّابِعِينَ الَّذِينَ افتَتَحُوه عَنْوةً. والفَيْءُ القِطعةُ مِنَ الطَّيْرِ، وَيُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الطَّيْرِ: فَيْءٌ وعَرِقةٌ وصَفٌّ. والفَيْئَةُ: طَائِرٌ يُشبه العُقابَ فَإِذَا خافَ البرْد انحدَرَ إِلَى الْيَمَنِ. وجاءَه بَعْدَ فَيْئَةٍ أَي بَعْدَ حيِنٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: يَا فَيْءَ مَالِي، تَتَأَسَّف بِذَلِكَ. قَالَ: يَا فَيْءَ مَالِي، مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه ... مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ وَاخْتَارَ اللِّحياني: يَا فَيَّ مَالِي، ورُوي أَيضاً يَا هَيْءَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَزَادَ الأَحمر يَا شيْءَ، وَكُلُّهَا بِمَعْنًى، وَقِيلَ: مَعْنَاهَا كُلُّهَا التَّعَجُّب. والفِئةُ: الطائفةُ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الَّتِي نَقَصَتْ مِنْ وَسَطِهِ، أَصله فِيءٌ مِثَالُ فِيعٍ، لأَنه مِنْ فاءَ، وَيُجْمَعُ عَلَى فِئون وفِئاتٍ مِثْلَ شِياتٍ ولِداتٍ ومِئاتٍ. قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الَّذِي قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ سَهْوٌ، وأَصله فِئْوٌ مِثْلُ فِعْوٍ، فَالْهَمْزَةُ عَيْنٌ لَا لَامٌ، وَالْمَحْذُوفُ هُوَ لَامُهَا، وَهُوَ الْوَاوُ. وَقَالَ: وَهِيَ مِنْ فَأَوْتُ أَي فَرَّقْت، لأَن الفِئة كَالفرقةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكلَّمه، ثُمَّ دَخَلَ أَبو بَكْرٍ عَلَى تَفِيئةِ ذَلِكَ أَي عَلَى أَثَرِه. قَالَ: وَمِثْلُهُ عَلَى تَئِيفةِ ذَلِكَ، بِتَقْدِيمِ الياءِ عَلَى الفاءِ، وَقَدْ تُشَدِّدُ، والتاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ عَلَى أَنها تَفْعِلة، وَقِيلَ هُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، وِتَاؤُهَا إِما أَن تَكُونَ مَزِيدَةً أَو أَصلية. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَا تَكُونُ مَزِيدَةً، والبِنْيةُ كَمَا هِيَ مِنْ غَيْرِ قَلْبٍ، فَلَوْ كَانَتِ التَّفِيئَة تَفْعِلةً مِنَ الفَيْءِ لَخَرَجَتْ عَلَى وَزْنِ تَهْنِئة، فَهِيَ إِذًا لَوْلَا القلبُ فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلال، وَلَامُهَا هَمْزَةٌ، وَلَكِنَّ الْقَلْبَ عَنِ التَّئِيفة هُوَ الْقَاضِي بِزِيَادَةِ التاءِ، فَتَكُونُ تَفْعِلةً. فصل القاف قبأ: القَبْأَةُ: حَشِيشةٌ تَنْبُت فِي الغَلْظِ، وَلَا تَنْبُتُ فِي الجَبَل، تَرْتَفِعُ عَلَى الأَرض قِيسَ الإِصْبَعِ أَو أَقلَّ، يَرعاها المالُ، وَهِيَ أَيضاً القَباةُ، كَذَلِكَ حَكَاهَا

أَهل اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن القَبَاةَ فِي القَبْأَةِ كَالْكَمَاةِ فِي الكمْأَة والمَراةِ فِي المَرْأَة. قثأ: القِثَّاءُ والقُثَّاءُ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّهَا، مَعْرُوفٌ، مَدَّتُهَا هَمْزَةٌ. وأَرض مَقثأَةٌ ومَقْثُؤَةٌ: كَثِيرَةُ القِثَّاءِ. والمَقْثَأَةُ والمَقْثُؤَة: مَوْضِعُ القِثَّاءِ. وَقَدْ أَقْثَأَتِ الأَرضُ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةَ القثّاءِ. وأَقْثَأَ القومُ: كَثُر عِنْدَهُمُ القثّاءُ. وَفِي الصِّحَاحِ: القِثّاءُ: الخِيار، الْوَاحِدَةُ قِثّاءَةٌ. قدأ: ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي الرُّباعيِّ. القِنْدَأُ «2» والقِنْدَأْوةُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ والغِذاءِ، وَقِيلَ الخَفِيفُ. والقِنْدَأْو: القَصِير مِنَ الرِّجَالِ، وَهُمْ قِنْدَأْوُون. وَنَاقَةٌ قِنْدَأْوةٌ: جريئةٌ «3». قَالَ شَمِرٌ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قِنْدَاوَةٌ: فِنْعالةٌ. قَالَ الأَزهري: النُّونُ فِيهَا لَيْسَتْ بأَصلية. وَقَالَ اللَّيْثُ: اشْتِقَاقُهَا مِنْ قَدَأَ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَالْوَاوُ فِيهَا صِلَةٌ، وَهِيَ النَّاقَةُ الصُّلْبة الشَّدِيدَةُ. والقِنْدَأْو: الصَّغِيرُ العُنُق الشدِيدُ الرأسِ، وَقِيلَ: العَظِيمُ الرأْسِ، وَجَمَلٌ قِنْدَأْوٌ: صُلْبٌ. وَقَدْ هَمَزَ اللَّيْثُ جملٌ قِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوٌ. وَاحْتَجَّ بأَنه لَمْ يَجِئْ بناءٌ عَلَى لفظِ قِنْدَأْوٍ إلَّا وَثَانِيهِ نُونٌ، فَلَمَّا لَمْ يَجِئْ عَلَى هَذَا البناءِ بِغَيْرِ نُونٍ عَلِمْنَا أَن النُّونَ زَائِدَةٌ فِيهَا. والقِنْدَأْوُ: الجَرِيءُ المُقْدِمُ، التَّمْثِيلُ لِسِيبَوَيْهِ، وَالتَّفْسِيرُ لِلسِّيرَافِيِّ. قرأ: القُرآن: التَّنْزِيلُ الْعَزِيزُ، وَإِنَّمَا قُدِّمَ عَلَى مَا هُوَ أَبْسَطُ مِنْهُ لشَرفه. قَرَأَهُ يَقْرَؤُهُ ويَقْرُؤُهُ، الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِ، قَرْءاً وقِراءَةً وقُرآناً، الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ مَقْرُوءٌ. أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: يُسمى كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي أَنزله عَلَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابًا وقُرْآناً وفُرْقاناً، وَمَعْنَى القُرآن مَعْنَى الْجَمْعِ، وَسُمِّيَ قُرْآناً لأَنه يَجْمَعُ السُّوَر، فيَضُمُّها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، أَي جَمْعَه وقِراءَته، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ، أَي قِراءَتَهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فإِذا بيَّنَّاه لَكَ بالقراءَة، فاعْمَلْ بِمَا بَيَّنَّاه لَكَ، فأَما قَوْلُهُ: هُنَّ الحَرائِرُ، لَا ربَّاتُ أَحْمِرةٍ، ... سُودُ المَحاجِرِ، لَا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ فَإِنَّهُ أَراد لَا يَقْرَأْنَ السُّوَر، فَزَادَ الباءَ كقراءَة مَنْ قرأَ: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ، وقِراءَة منْ قرأَ: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ، أَي تُنْبِتُ الدُّهنَ ويُذْهِبُ الأَبصارَ. وقَرَأْتُ الشيءَ قُرْآناً: جَمَعْتُه وضَمَمْتُ بعضَه إِلَى بَعْضٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا قَرأَتْ هَذِهِ الناقةُ سَلىً قَطُّ، وَمَا قَرَأَتْ جَنِيناً قطُّ. أَي لَمْ يَضْطَمّ رَحِمُها على ولد، وأَنشد: هِجانُ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا وَقَالَ: قَالَ أَكثر النَّاسِ مَعْنَاهُ لَمْ تَجْمع جَنِيناً أَي لَمْ يَضطَمّ رَحِمُها عَلَى الْجَنِينِ. قَالَ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: لَمْ تقرأْ جَنِينًا أَي لَمْ تُلْقه. وَمَعْنَى قَرَأْتُ القُرآن: لَفَظْت بِهِ مَجْمُوعاً أَي أَلقيته. وَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنه قرأَ الْقُرْآنَ عَلَى إِسماعيل بن قُسْطَنْطِين،

_ (2). قوله [القِنْدَأُ] كذا في النسخ وفي غير نسخة من المحكم أيضاً فهو بزنة فنعل. (3). قوله [ناقة قِنْدَأْوَةٌ جريئة] كذا هو في المحكم والتهذيب بهمزة بعد الياء فهو من الجراءة لا من الجري.

وَكَانَ يَقُولُ: القُران اسْمٌ، وَلَيْسَ بِمَهْمُوزٍ، وَلَمْ يُؤْخذ مِنْ قَرأْت، ولكنَّه اسْمٌ لِكِتَابِ اللَّهِ مِثْلُ التَّوْرَاةِ والإِنجيل، ويَهمز قرأْت وَلَا يَهمز القرانَ، كَمَا تَقُولُ إِذَا قَرَأْتُ القُرانَ. قَالَ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: قَرأْتُ عَلَى شِبْل، وأَخبر شِبْلٌ أَنه قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِير، وأَخبر عَبْدُ اللَّهِ أَنه قرأَ عَلَى مُجَاهِدٍ، وأَخبر مُجَاهِدٌ أَنه قرأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأَخبر ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قرأَ عَلَى أُبَيٍّ، وقرأَ أُبَيٌّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ المقرئُ: كَانَ أَبو عَمرو بْنُ العلاءِ لَا يَهْمِزُ الْقُرْآنَ، وَكَانَ يقرؤُه كَمَا رَوى عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْرَؤُكم أُبَيٌّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَراد مِنْ جَمَاعَةٍ مَخْصُوصِينَ، أَو فِي وَقْتٍ مِنَ الأَوقات، فإنَّ غَيْرَهُ كَانَ أَقْرَأَ مِنْهُ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ أَكثرَهم قِراءَة، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَامًّا وأَنه أَقرأُ الصَّحَابَةِ أَي أَتْقَنُ للقُرآن وأَحفظُ. وَرَجُلٌ قارئٌ مِنْ قَوْم قُرَّاءٍ وقَرَأَةٍ وقارِئِين. وأَقْرَأَ غيرَه يُقْرِئه إِقراءً. وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ المُقْرِئُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَرَأَ واقْتَرأَ، بِمَعْنًى، بِمَنْزِلَةِ عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه. وصحيفةٌ مقْرُوءَةٌ، لَا يُجِيز الْكِسَائِيُّ والفرَّاءُ غيرَ ذَلِكَ، وَهُوَ الْقِيَاسُ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: صَحِيفَةٌ مَقْرِيَّةٌ، وَهُوَ نَادِرٌ إِلا فِي لُغَةِ مَنْ قَالَ قَرَيْتُ. وَقَرأتُ الكتابَ قِراءَةً وقُرْآناً، وَمِنْهُ سُمِّيَ الْقُرْآنُ. وأَقْرَأَه القُرآنَ، فَهُوَ مُقْرِئٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ القِراءَة والاقْتراءِ والقارِئِ والقُرْآن، والأَصل فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ الْجَمْعُ، وكلُّ شيءٍ جَمَعْتَه فَقَدَ قَرَأْتَه. وَسُمِّيَ القرآنَ لأَنه جَمَعَ القِصَصَ والأَمرَ والنهيَ والوَعْدَ والوَعِيدَ والآياتِ والسورَ بعضَها إِلَى بعضٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كالغُفْرانِ والكُفْرانِ. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الصَّلَاةِ لأَنّ فِيهَا قِراءَةً، تَسْمِيةً للشيءِ ببعضِه، وَعَلَى القِراءَة نَفْسِها، يُقَالُ: قَرَأَ يَقْرَأُ قِراءَةً وقُرآناً. والاقْتِراءُ: افتِعالٌ مِنَ القِراءَة. قَالَ: وَقَدْ تُحذف الْهَمْزَةُ مِنْهُ تَخْفِيفًا، فَيُقَالُ: قُرانٌ، وقَرَيْتُ، وقارٍ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ التَّصْرِيفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَكثرُ مُنافِقي أُمَّتِي قُرّاؤُها ، أَي أَنهم يَحْفَظونَ القُرآنَ نَفْياً للتُّهمَة عَنْ أَنفسهم، وَهُمْ مُعْتَقِدون تَضْيِيعَه. وَكَانَ الْمُنَافِقُونَ فِي عَصْر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَذِهِ الصِّفَةِ. وقَارَأَه مُقارَأَةً وقِراءً، بِغَيْرِ هَاءٍ: دارَسه. واسْتَقْرَأَه: طَلَبَ إِلَيْهِ أَن يَقْرَأَ. ورُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: تَسَمَّعْتُ للقَرَأَةِ فإِذا هُمْ مُتَقارِئُون؛ حكاهُ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ الجنَّ كَانُوا يَرُومون القِراءَةَ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ فِي ذِكْرِ سُورَةِ الأَحزابِ: إِن كَانَتْ لَتُقارئُ سورةَ البقرةِ، أَو هِيَ أَطْولُ ، أَي تُجاريها مَدَى طولِها فِي القِراءَة، أَو إِن قارِئَها ليُساوِي قارِئَ الْبَقَرَةِ فِي زمنِ قِراءَتها؛ وَهِيَ مُفاعَلةٌ مِنَ القِراءَةِ. قَالَ الخطابيُّ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ هَاشِمٍ، وأَكثر الرِّوَايَاتِ: إِن كَانَتْ لَتُوازي. وَرَجُلٌ قَرَّاءٌ: حَسَنُ القِراءَة مِنْ قَوم قَرائِين، وَلَا يُكَسَّرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه كَانَ لَا يَقْرَأُ فِي الظُّهر وَالْعَصْرِ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ، مَعْنَاهُ: أَنه كَانَ لَا يَجْهَر بالقِراءَة فِيهِمَا، أَو لَا يُسْمِع نَفْسَه قِراءَتَه، كأَنه رَأَى قوماً يقرؤون فيُسَمِّعون نفوسَهم ومَن قَرُبَ مِنْهُمْ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا، يُرِيدُ أَن القِراءَة الَّتِي تَجْهَرُ بِهَا، أَو تُسْمِعُها نفْسَك، يَكَتُبُهَا الْمَلَكَانِ، وَإِذَا قَرأْتَها فِي نفْسِك لَمْ يَكْتُباها، وَاللَّهُ يَحْفَظُها لَكَ

وَلَا يَنْساها لِيُجازِيَكَ عَلَيْهَا. والقَارِئُ والمُتَقَرِّئُ والقُرَّاءُ كُلّه: الناسِكُ، مِثْلُ حُسَّانٍ وجُمَّالٍ. وقولُ زَيْد بنِ تُركِيٍّ الزُّبَيْدِيّ، وَفِي الصِّحَاحِ قَالَ الفرّاءُ: أَنشدني أَبو صَدَقة الدُبَيْرِيّ: بَيْضاءُ تَصْطادُ الغَوِيَّ، وتَسْتَبِي، ... بالحُسْنِ، قَلْبَ المُسْلمِ القُرَّاء القُرَّاءُ: يَكُونُ مِنَ القِراءة جَمْعَ قارئٍ، وَلَا يَكُونُ مِنَ التَّنَسُّك «1»، وَهُوَ أَحسن. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ بيضاءَ بِالْفَتْحِ لأَنّ قَبْلَهُ: وَلَقَدْ عَجِبْت لكاعِبٍ، مَوْدُونةٍ، ... أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنّاءِ ومَوْدُونةٌ: مُلَيَّنةٌ؛ وَدَنُوه أَي رَطَّبُوه. وَجَمْعُ القُرّاء: قُرَّاؤُون وقَرائِئُ «2»، جاؤوا بِالْهَمْزِ فِي الْجَمْعِ لَمَّا كَانَتْ غَيْرَ مُنْقَلِبةٍ بَلْ مَوْجُودَةٌ فِي قَرَأْتُ. الفرَّاء، يُقَالُ: رَجُلٌ قُرَّاءٌ وامْرأَة قُرَّاءةٌ. وتَقَرَّأَ: تَفَقَّه. وتَقَرَّأَ: تَنَسَّكَ. وَيُقَالُ: قَرَأْتُ أَي صِرْتُ قَارِئًا ناسِكاً. وتَقَرَّأْتُ تَقَرُّؤاً، فِي هَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَأْتُ: تَفَقَّهْتُ. وَيُقَالُ: أَقْرَأْتُ فِي الشِّعر، وَهَذَا الشِّعْرُ عَلَى قَرْءِ هَذَا الشِّعْر أَي طريقتِه ومِثاله. ابْنُ بُزُرْجَ: هَذَا الشِّعْرُ عَلَى قَرِيِّ هَذَا. وقَرَأَ عَلَيْهِ السلامَ يَقْرَؤُه عَلَيْهِ وأَقْرَأَه إِياه: أَبلَغه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الرّبَّ عَزَّ وَجَلَّ يُقْرِئُكَ السلامَ. يُقَالُ: أَقْرِئْ فُلَانًا السَّلامَ واقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلامَ، كأَنه حِينَ يُبَلِّغُه سَلامَه يَحمِلهُ عَلَى أَن يَقْرَأَ السلامَ ويَرُدَّه. وَإِذَا قَرَأَ الرجلُ القرآنَ والحديثَ عَلَى الشَّيْخِ يَقُولُ: أَقْرَأَنِي فلانٌ أَي حَمَلَنِي عَلَى أَن أَقْرَأَ عَلَيْهِ. والقَرْءُ: الوَقْتُ. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا مَا السَّماءُ لَمْ تَغِمْ، ثُمَّ أَخْلَفَتْ ... قُروء الثُّرَيَّا أَنْ يَكُونَ لَهَا قَطْرُ يُرِيدُ وَقْتَ نَوْئها الَّذِي يُمْطَرُ فِيهِ الناسُ. وَيُقَالُ للحُمَّى: قَرْءٌ، وَلِلْغَائِبِ: قَرْءٌ، وللبعِيد: قَرْءٌ. والقَرْءُ والقُرْءُ: الحَيْضُ، والطُّهرُ ضِدّ. وَذَلِكَ أَنَّ القَرْء الْوَقْتُ، فَقَدْ يَكُونُ للحَيْض والطُهر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَرْءُ يَصْلُحُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ. قَالَ: وَأَظُنُّهُ مِنْ أَقْرَأَتِ النُّجومُ إِذَا غابتْ. وَالْجَمْعُ: أَقْراء. وَفِي الْحَدِيثِ: دَعي الصلاةَ أَيامَ أَقْرَائِكِ. وقُروءٌ، عَلَى فُعُول، وأَقْرُؤٌ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ فِي أَدنى الْعَدَدِ، وَلَمْ يَعْرِفْ سِيبَوَيْهِ أَقْراءً وَلَا أَقْرُؤاً. قَالَ: اسْتَغَنَوْا عَنْهُ بفُعُول. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ، أَراد ثلاثةَ أَقْراء مِنْ قُرُوء، كَمَا قَالُوا خَمْسَةُ كِلاب، يُرادُ بِهَا خمسةٌ مِن الكِلاب. وَكَقَوْلِهِ: خَمْسُ بَنانٍ قانِئِ الأَظْفارِ أَراد خَمْساً مِنَ البَنانِ. وَقَالَ الأَعشى: مُوَرَّثةً مَالًا، وَفِي الحَيِّ رِفعْةً، ... لِما ضاعَ فِيها مِنْ قُرُوءِ نِسائِكا

_ (1). قوله [وَلَا يَكُونُ مِنَ التَّنَسُّكِ] عبارة المحكم في غير نسخة ويكون من التنسك، بدون لا. (2). قوله [وقرائئ] كذا في بعض النسخ والذي في القاموس قوارئ بواو بعد القاف بزنة فواعل ولكن في غير نسخة من المحكم قرارئ براءين بزنة فعاعل.

وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ، قَالَ: جَاءَ هَذَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، والقياسُ ثلاثةُ أَقْرُؤٍ. وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ ثلاثةُ فُلُوس، إِنما يُقَالُ ثلاثةُ أَفْلُسٍ، فَإِذَا كَثُرت فَهِيَ الفُلُوس، وَلَا يُقَالُ ثَلاثةُ رِجالٍ، وإنما هِيَ ثلاثةُ رَجْلةٍ، وَلَا يُقَالُ ثلاثةُ كِلاب، إِنَّمَا هِيَ ثلاثةُ أَكْلُبٍ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَالنَّحْوِيُّونَ قَالُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثَلاثَةَ قُرُوءٍ . أَراد ثَلَاثَةً مِنَ القُرُوء. أَبو عُبَيْدٍ: الأَقْراءُ: الحِيَضُ، والأَقْراء: الأَطْهار، وَقَدْ أَقْرَأَتِ المرأَةُ، فِي الأَمرين جَمِيعًا، وأَصله مِنْ دُنُوِّ وقْتِ الشَّيْءِ. قَالَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: القَرْء اسْمٌ لِلْوَقْتُ فَلَمَّا كَانَ الحَيْضُ يَجِيء لِوقتٍ، والطُّهر يَجِيءُ لوقْتٍ جَازَ أَن يَكُونَ الأَقْراء حِيَضاً وأَطْهاراً. قَالَ: ودَلَّت سنَّةُ رَسُولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَراد بِقَوْلِهِ وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ : الأَطْهار. وَذَلِكَ أَنَّ ابنَ عُمَرَ لمَّا طَلَّقَ امرأَتَه، وَهِيَ حائضٌ، فاسْتَفْتَى عُمرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا فَعَلَ، فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُراجِعها، فإِذا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْها، فتِلك العِدّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَهُ تَعَالَى أَن يُطَلَّقَ لَهَا النِّساءُ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الَّذي عِنْدِي فِي حَقِيقَةِ هَذَا أَنَّ القَرْءَ، فِي اللُّغَةِ، الجَمْعُ. وأَنّ قَوْلَهُمْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الحَوْضِ، وإِن كَانَ قَدْ أُلْزِمَ الياءَ، فَهُوَ جَمَعْتُ، وقَرَأْتُ القُرآنَ: لَفَظْتُ بِهِ مَجْموعاً، والقِرْدُ يَقْرِي أَي يَجْمَعُ مَا يَأْكُلُ فِي فِيهِ، فإنَّما القَرْءُ اجْتماعُ الدَّمِ فِي الرَّحِمِ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الطُّهر. وَصَحَّ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنهما قَالًا: الأَقْراء والقُرُوء: الأَطْهار. وحَقَّقَ هَذَا اللفظَ، مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، قولُ الأَعشى: لِما ضاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائكا فالقُرُوءُ هُنَا الأَطْهارُ لَا الحِيَضُ، لأَن النّساءَ إِنما يُؤْتَيْن فِي أَطْهارِهِنَّ لَا فِي حِيَضِهنَّ، فإِنما ضاعَ بغَيْبَتِه عنهنَّ أَطْهارُهُنَّ، وَيُقَالُ: قَرَأَتِ المرأَةُ: طَهُرت، وقَرَأَتْ: حاضَتْ. قَالَ حُمَيْدٌ: أَراها غُلامانا الخَلا، فتَشَذَّرَتْ ... مِراحاً، وَلَمْ تَقْرَأْ جَنِيناً وَلَا دَما يُقَالُ: لَمْ تَحْمِلْ عَلَقةً أَي دَماً وَلَا جَنِيناً. قَالَ الأَزهريُّ: وأَهلُ العِراق يَقُولُونَ: القَرْءُ: الحَيْضُ، وَحُجَّتُهُمْ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعِي الصلاةَ أَيَّامَ أَقْرائِكِ ، أَي أَيامَ حِيَضِكِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ والفَرّاء مَعًا: أَقْرأَتِ المرأَةُ إِذَا حاضَتْ، فَهِيَ مُقْرِئٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَقْرأَتِ الحاجةُ إِذَا تَأَخَّرَتْ. وَقَالَ الأَخفش: أَقْرأَتِ المرأَةُ إِذَا حاضَتْ، وَمَا قَرَأَتْ حَيْضةً أَي مَا ضَمَّت رَحِمُها عَلَى حَيْضةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تكرَّرت هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدةً ومَجْمُوعةً، فالمُفْردة، بِفَتْحِ الْقَافِ وَتُجْمَعُ عَلَى أَقْراءٍ وقُروءٍ، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد، يَقَعُ عَلَى الطُّهْرِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ وأَهل الحِجاز، وَيَقَعُ عَلَى الْحَيْضِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبو حَنِيفَةَ وأَهل العِراق، والأَصل فِي القَرْءِ الوَقْتُ الْمَعْلُومُ، وَلِذَلِكَ وقعَ عَلَى الضِّدَّيْن، لأَن لِكُلٍّ مِنْهُمَا وَقْتًا. وأَقْرأَتِ المرأَةُ إِذَا طَهُرت وَإِذَا حَاضَتْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ أَراد بالأَقْراءِ فِيهِ الحِيَضَ، لأَنه أَمَرَها فِيهِ بِتَرْك الصلاةِ. وأَقْرَأَتِ المرأَةُ، وَهِيَ مُقْرِئٌ: حاضَتْ وطَهُرَتْ. وقَرَأَتْ إِذَا رَأَتِ الدمَ. والمُقَرَّأَةُ: الَّتِي يُنْتَظَرُ بِهَا انْقِضاءُ أَقْرائها. قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاءِ: دَفَع فُلَانٌ جاريتَه إِلَى فُلانة تُقَرِّئُها أَي تُمْسِكُها عِنْدَهَا حَتَّى تَحِيضَ للاسْتِبراءِ. وقُرِئَتِ المرأَةُ: حُبِسَتْ حَتَّى انْقَضَتْ

عِدَّتُها. وَقَالَ الأَخفش: أَقْرَأَتِ المرأَةُ إِذَا صَارَتْ صاحِبةَ حَيْضٍ، فإِذا حَاضَتْ قُلْتَ: قَرَأَتْ، بِلَا أَلف. يُقَالُ: قَرَأَتِ المرأَةُ حَيْضَةً أَو حَيْضَتَيْن. والقَرْءُ انْقِضاءُ الحَيْضِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا بَيْنَ الحَيْضَتَيْن. وَفِي إِسْلامِ أَبي ذَرّ: لَقَدْ وضَعْتُ قولَه عَلَى أَقْراءِ الشِّعْر، فَلَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسانِ أَحدٍ أَي عَلَى طُرُق الشِّعْر وبُحُوره، وَاحِدُهَا قَرْءٌ، بِالْفَتْحِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ، أَو غَيْرُهُ: أَقْراءُ الشِّعْر: قَوافِيه الَّتِي يُخْتَمُ بِهَا، كأَقْراءِ الطُّهْر الَّتِي يَنْقَطِعُ عِندَها. الْوَاحِدُ قَرْءٌ وقُرْءٌ وقَرِيءٌ، لأَنها مَقَاطِعُ الأَبيات وحُدُودُها. وقَرَأَتِ الناقةُ والشَّاةُ تَقْرَأُ: حَمَلَتْ. قَالَ: هِجانُ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا وَنَاقَةٌ قارئٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَمَا قَرَأَتْ سَلًى قَطُّ: مَا حَمَلَتْ مَلْقُوحاً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَا طَرَحَتْ. وقَرَأَتِ الناقةُ: وَلَدت. وأَقْرَأَت الناقةُ والشاةُ: اسْتَقَرَّ الماءُ فِي رَحِمِها؛ وَهِيَ فِي قِرْوتها، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، والقِياسُ قِرْأَتها. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ يُقَالُ: مَا قَرَأَتِ الناقةُ سَلًى قَطُّ، وَمَا قَرَأَتْ مَلْقُوحاً قَطُّ. قَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ تَحْمِلْ فِي رَحمِها وَلَدًا قَطُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَسْقَطَتْ وَلَدًا قَطُّ أَي لَمْ تَحْمِلْ. ابْنُ شُمَيْلٍ: ضَرَبَ الفحلُ الناقةَ عَلَى غَيْرِ قُرْءٍ «3»، وقُرْءُ الناقةِ: ضَبَعَتُها. وَهَذِهِ نَاقَةٌ قارئٌ وَهَذِهِ نُوقٌ قَوارِئُ يَا هَذَا؛ وَهُوَ مِنْ أَقْرأَتِ المرأَةُ، إِلَّا أَنه يُقَالُ فِي المرأَة بالأَلف وَفِي النَّاقَةِ بِغَيْرِ أَلف. وقَرْءُ الفَرَسِ: أَيامُ وداقِها، أَو أَيام سِفادِها، وَالْجَمْعُ أَقْراءٌ. واسْتَقْرَأَ الجَملُ الناقةَ إِذَا تارَكَها ليَنْظُر أَلَقِحَت أَم لَا. أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا دَامَتِ الوَدِيقُ فِي وَداقِها، فَهِيَ فِي قُرُوئِها، وأَقْرائِها. وأَقْرأَتِ النُّجوم: حانَ مغِيبها. وأَقْرَأَتِ النجومُ أَيضاً: تأَخَّر مَطَرُها. وأَقْرَأَتِ الرِّياحُ: هَبَّتْ لأَوانِها ودَخلت فِي أَوانِها. والقارئُ: الوَقْتُ. وَقَوْلُ مَالِكِ بْنِ الحَرثِ الهُذَليّ: كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيلٍ، ... إِذَا هَبَّتْ، لقارئِها، الرِّياحُ أَي لوَقْتِ هُبُوبِها وشِدَّة بَرْدِها. والعَقْرُ: مَوضِعٌ بعَيْنِه. وشَلِيلٌ: جَدُّ جَرِير بْنَ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيّ. وَيُقَالُ هذا قارِيءُ الرِّيح: لوَقْتِ هُبُوبِها، وَهُوَ مِنْ بَابِ الكاهِل والغارِب، وَقَدْ يَكُونَ عَلَى طَرْحِ الزَّائد. وأَقْرَأَ أَمْرُك وأَقْرَأَتْ حاجَتُك، قِيلَ: دَنَا، وَقِيلَ: اسْتَأْخَر. وَفِي الصِّحَاحِ: وأَقْرَأَتْ حاجَتُكَ: دَنَتْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَعْتَمْتَ قِراكَ أَم أَقْرَأْتَه أَي أَحَبَسْتَه وأَخَّرْته؟ وأَقْرَأَ مِنْ أَهْله: دَنا. وأَقْرَأَ مِنْ سَفَرِه: رَجَعَ. وأَقْرَأْتُ مِنْ سَفَري أَيْ انْصَرَفْتُ. والقِرْأَةُ، بِالْكَسْرِ، مِثْلُ القِرْعةِ: الوَباءُ. وقِرْأَةُ البِلاد: وَباؤُها. قَالَ الأَصمعي: إِذَا قَدِمْتَ بِلَادًا فَمَكَثْتَ بِهَا خَمْسَ عَشْرةَ لَيْلَةً، فَقَدْ ذَهَبَتْ عنكَ قِرْأَةُ الْبِلَادِ، وقِرْءُ الْبِلَادِ. فأَما قَوْلُ أَهل الْحِجَازِ قِرَةُ الْبِلَادِ، فَإِنَّمَا هو على حذف

_ (3). قوله [غير قرء] هي في التهذيب بهذا الضبط.

الْهَمْزَةِ المتحرِّكة وَإِلْقَائِهَا عَلَى السَّاكِنِ الَّذِي قَبْلَهَا، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الْقِيَاسِ، فأَما إغرابُ أَبِي عُبَيْدٍ، وظَنُّه إِيَّاهُ لُغَةً، فَخَطأٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَن قَوْلَهُمْ قِرةٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، مَعْنَاهُ: أَنه إِذَا مَرِضَ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ وَباءِ البلاد. قرضأ: القِرْضِئُ، مَهْمُوزٌ: مِنَ النَّبَاتِ مَا تَعَلَّقَ بِالشَّجَرِ أَو التَبَسَ بِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القِرْضِئُ ينبُت فِي أَصل السَّمُرة والعُرْفُطِ والسَّلَمِ، وزَهْرُه أَشدُّ صُفرةً مِنَ الوَرْس، وَورقُه لِطافٌ رِقاقٌ. أَبو عَمْرٍو: مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ الْبَرِّ القِرْضِئُ، واحِدته قرْضِئةٌ. قسأ: قُساءٌ: مَوْضِعٌ. وَقَدْ قِيلَ: إنَّ قُساءً هَذَا هُوَ قَسىً الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ أَحمر فِي قَوْلِهِ: بِجَوٍّ، مِن قَسىً، ذَفِرِ الخُزامَى، ... تَهادَى الجِربِياءُ بِهِ الحَنِينا قَالَ: فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الْيَاءِ، وسنذكره في موضعه. قضأ: قَضِئَ السِّقاءُ والقِرْبةُ يَقْضَأُ قَضَأً فهو قَضِئٌ: فَسَدَ فَعَفِنَ وتَهافَتَ، وَذَلِكَ إِذَا طُوِيَ وَهُوَ رَطْبٌ. وقِرْبةٌ قَضِئَةٌ: فَسَدَتْ وعَفِنَتْ. وقَضِئَتْ عَيْنُه تَقْضَأُ قَضَأً، فهي قَضِئَةٌ: احْمَرَّت واسْتَرْخَت مآقِيها وقَرِحَتْ وفَسَدَت. والقُضْأَةُ: الِاسْمُ. وَفِيهَا قَضْأَةٌ أَي فَسادٌ، وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ: إِنْ جاءَت به قَضِئَ العينِ، فَهُوَ لِهِلال أَي فاسِدَ الْعَيْنِ. وقَضِئَ الثوبُ والحَبْلُ: أَخْلَقَ وتَقَطَّعَ وعَفِنَ مِنْ طُول النَّدَى والطَّيّ. وَقِيلَ قَضِئَ الحَبْلُ إِذَا طالَ دَفْنُه فِي الأَرض حَتَّى يَتَهَتَّكَ. وقَضِئَ حَسَبُه قَضَأً وقَضاءَةً، بِالْمَدِّ، وقُضُوءًا: عابَ وفَسَدَ. وَفِيهِ قَضْأَةٌ وقُضْأَةٌ أَي عَيْبٌ وفَساد. قَالَ الشَّاعِرُ: تُعَيِّرُني سَلْمَى، وَلَيْسَ بقُضْأَةٍ، ... وَلَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى تَفَرَّعْتُ دارِما وسَلْمَى حَيٌ مِنْ دارِمٍ. وَتَقُولُ: مَا عَلَيْكَ فِي هَذَا الأَمر قُضْأَةٌ، مِثْلَ قُضْعَةٍ، بِالضَّمِّ، أَي عارٌ وضَعةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَكَح فِي غَيْرِ كَفاءَةٍ: نَكَحَ فِي قُضْأَةٍ. ابْنُ بُزُرْجَ يقال: إِنهم لَيتَقَضَّؤُون مِنْهُ أَن يُزَوِّجُوه أَي يَسْتَخِسُّون حَسَبه، مِنَ القُضْأَةِ. وَقَضِئَ الشيءَ يَقْضَؤُه قَضْأً، سَاكِنَةٌ، عَنْ كُرَاعٍ: أَكَلَه. وأَقْضَأَ الرَّجُلَ: أَطْعَمَهُ. وَقِيلَ: إِنَّمَا هِيَ أَفْضَأَه، بِالْفَاءِ. قفأ: قَفِئَتِ الأَرضُ قَفْأً: مُطِرَتْ وَفِيهَا نَبْتٌ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ المطَرُ، فأَفْسَدَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَفْءُ: أَن يَقَعَ الترابُ عَلَى البَقْلِ، فإِنْ غَسَله المطَرُ، وإلَّا فَسَدَ. واقْتَفَأَ الخَرْزَ: أَعادَ عَلَيْهِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ وَقِيلَ لامرأَة: إِنكِ لَمْ تُحْسِني الخَرْزَ فاقْتَفِئِيه «1» أَي أَعِيدِي عَلَيْهِ، واجْعَلي عَلَيْهِ بَيْنَ الكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً، كَمَا تُخاطُ البَوارِيُّ إِذَا أُعِيدَ عليها. يقال:

_ (1). قوله [وقيل لامرأة إلخ] هذه الحكاية أوردها ابن سيدة هنا وأوردها الأَزهري في ف ق أبتقديم الفاء.

اقْتَفَأْتُه إِذَا أَعَدْتَ عَلَيْهِ. والكُلْبَةُ: السَّيْرُ والطاقةُ مِنَ اللِّيفِ تُسْتَعْمَلُ كَمَا يُسْتَعْمَل الإِشْفَى الَّذِي فِي رأْسِه حَجَر يُدْخَلُ السَّيرُ أَو الخَيْطُ فِي الكُلْبَةِ، وَهِيَ مَثْنِيَّةٌ، فيَدْخُل فِي مَوْضِعِ الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارِزُ يَدَه فِي الإِداوةِ ثُمَّ يَمُدُّ السيرَ أَو الخَيطَ. وَقَدِ اكْتَلَب إِذَا اسْتَعْمَلَ الكُلْبَةَ. قمأ: قَمَأَ الرَّجُلُ وغيرُه، وقَمُؤَ قَمْأَةً وقَمَاءً وقَمَاءَةً، لا يُعْنَى بقَمْأَةٍ ههنا المرَّة الْوَاحِدَةُ البتَّة: ذَلَّ وصَغُرَ وَصَارَ قَمِيئاً. وَرَجُلٌ قَمِيءٌ: ذَلِيلٌ عَلَى فَعِيلٍ، وَالْجَمْعُ قِمَاءٌ وقُمَاءٌ، الأَخيرة جمعٌ عزيزٌ، والأُنثى قَميئةٌ. وأَقْمَأْتُه: صَغَّرْتُه وذَلَّلته. والصاغِرُ القَمِيءُ يُصَغَّر بِذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَصِيرًا. وأَقْمَيْتُ الرجُلَ إِذَا ذَلَّلْتَه. وقَمَأَتِ المرأَةُ قَمَاءَةً، مَمْدُودٌ: صغُر جِسمُها. وقَمَأَتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءًا وقُمُوءَةً وقَمْأً، وقَمُؤَت قَمَاءَةً وقَمَاءً وقَمَأً، وأَقْمأَتْ: سَمِنَت. وأَقْمَأَ القومُ: سَمِنَت إبِلهم. التَّهْذِيبُ: قَمَأَتْ تَقْمَأُ، فَهِيَ قامِئةٌ: امتلأَت سِمَناً، وأَنشد الباهليُّ: وجُرْدٍ، طارَ باطِلُها نَسيلًا، ... وأَحْدَثَ قَمْؤُها شَعَراً قِصارا وأَقْمَأَني الشيءُ: أَعْجَبَنِي. أَبو زَيْدٍ: هَذَا زَمَانٌ تَقْمَأُ فِيهِ الإِبل أَي يَحْسُن وَبَرُها وتَسْمَنُ. وقَمَأَتِ الإِبل بِالْمَكَانِ: أَقامَتْ بِهِ وأَعْجَبها خِصْبُه وسَمِنَتْ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يَقْمَأُ إِلَى مَنْزِل عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَثِيرًا أَي يَدْخُل. وقَمَأْتُ بِالْمَكَانِ قَمْأً: دَخَلْتُهُ وأَقَمْتُ بِهِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَمِنْهُ اقْتَمَأَ الشيءَ إِذَا جَمَعه. والقَمْءُ: الْمَكَانُ الَّذِي تُقِيمُ فِيهِ الناقةُ والبَعِيرُ حَتَّى يَسْمَنا، وَكَذَلِكَ المرأَةُ والرَّجلُ. وَيُقَالُ قَمَأتِ الماشيةُ بِمَكَانِ كَذَا حَتَّى سَمِنَتْ. والقَمْأَةُ: المكانُ الَّذِي لَا تَطْلُع عَلَيْهِ الشمسُ، وجَمْعُها القِمَاءُ. وَيُقَالُ: المَقْمَأَةُ والمَقْمُؤَةُ، وَهِيَ المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ. أَبو عَمْرٍو: المَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ: الْمَكَانُ الَّذِي لَا تَطْلُع عَلَيْهِ الشمسُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَقْناة، بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَإِنَّهُمْ لَفِي قَمْأَةٍ وقُمْأَةٍ عَلَى مِثَالِ قُمْعةٍ، أَي خِصْب ودَعةٍ. وتَقَمَّأَ الشيءَ: أَخَذَ خِياره، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وأَنشد لابن مُقْبِلٍ: لَقَدْ قَضَيْتُ، فَلَا تَسْتَهْزِئَا، سَفَهاً ... مِمَّا تَقَمَّأْتُه مِنْ لَذَّةٍ، وطَرِي وَقِيلَ: تَقَمَّأْته: جمعتُه شَيْئًا بَعْدَ شيءٍ. وَمَا قَامَأَتْهُم الأَرضُ: وافَقَتْهُم، والأَعرف تَرْكُ الْهَمْزِ. وعَمْرُو بْنُ قمِيئةَ: الشاعِرُ، عَلَى فَعِيلة. الأَصمعي: مَا يُقامِينِي الشيءُ وَمَا يُقانِينِي أَي مَا يُوافِقُنِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ يُقاميني. وتَقَمَّأْتُ المكانَ تَقَمُّؤاً أَي وافقَني، فأَقَمْتُ فيه. قنأ: قَنَأَ الشيءُ يَقْنَأُ قُنُوءًا: اشْتَدَّتْ حُمرَتُه. وقَنَّأَهُ هُوَ. قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: يَسْعَى بِهَا ذُو تُومَتَيْنِ مُشَمِّرٌ، ... قَنَأَتْ أَنامِلُه مِنَ الفِرْصاد

والفِرْصادُ: التُّوتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَرْتُ بأَبي بَكْرٍ، فَإِذَا لِحْيتُه قانِئةٌ ، أَي شَديدة الحُمْرة. وَقَدْ قَنَأَتْ تَقْنَأُ قُنُوءاً، وتركُ الْهَمْزَةِ فِيهِ لُغَةٌ أُخرى. وشيءٌ أَحمرُ قانِئٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَنَأَ الجِلْدُ قُنُوءاً: أُلْقِيَ فِي الدِّباغ بَعْدَ نَزْع تِحْلِئِه، وقَنَّأَه صاحِبُه. وَقَوْلُهُ: وَمَا خِفْتُ حَتَّى بيَّنَ الشِّرْبُ والأَذَى، ... بقانِئةٍ، أَنِّي مِنَ الحَيِّ أَبْيَنُ هَذَا شَرِيبٌ لِقَوْمٍ، يَقُولُ: لَمْ يَزَالُوَا يَمْنعُونني الشُّرْبَ حَتَّى احمرَّتِ الشمسُ. وقَنَأَتْ أَطْرافُ الجارِيةِ بالحِنَّاءِ: اسوَدَّتْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: احْمَرَّتِ احْمِراراً شَدِيدًا. وقَنَّأَ لِحْيَتَه بالخِضاب تَقْنِئَةً: سَوَّدَها. وقَنَأَتْ هِيَ مِنَ الخِضاب. التَّهْذِيبُ: وقَرَأْت للمؤَرِّج، يُقَالُ: ضَرَبْتُهُ حَتَّى قَنِئَ يَقْنَأُ قُنُوءًا، إِذَا مَاتَ. وقَنَأَهُ فُلَانٌ يَقْنَؤُه قَنْأً، وأَقْنَأْتُ الرَّجل إقْناءً: حَمَلْتُه على القتل. والمَقْنَأَةُ والمَقْنُؤَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا تُصِيبه الشَّمْسُ فِي الشِّتَاءِ. وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ: أَنه جَلَس فِي مَقْنُؤَةٍ لَهُ أَي مَوْضِعٍ لَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشمسُ، وَهِيَ المَقْنَأَةُ أَيضاً، وَقِيلَ هُمَا غَيْرُ مَهْمُوزَيْنِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ أَبو عَمْرٍو أَنها الْمَكَانُ الَّذِي لَا تطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. قَالَ: وَلِهَذَا وَجْهٌ لأَنه يَرْجِعُ إِلَى دوامِ الخُضْرة، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَنَأَ لِحْيَتَه إِذَا سَوَّدها. وَقَالَ غَيْرُ أَبي عَمْرٍو: مَقْناةٌ ومَقْنُوَةٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، نقيضُ المَضْحاة. وأَقْنَأَني الشيءُ: أَمْكَنَنِي ودَنا مني. قيأ: القَيْءُ، مَهْمُوزٌ، وَمِنْهُ الاسْتِقاءُ وَهُوَ التكَلُّفُ لِذَلِكَ، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ وأَكثر. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ يَعْلَمُ الشَّارِبُ قَائِمًا مَاذَا عَلَيْهِ لاسْتَقاءَ مَا شَرِبَ. قاءَ يَقيءُ قَيْئاً، واسْتَقاءَ، وتَقَيَّأَ: تَكَلَّفَ القَيْءَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَقَاءَ عامِداً، فأَفْطَرَ. هو اسْتَفْعَلَ مِنَ القَيْءِ، والتَّقَيُّؤُ أَبلغ مِنْهُ، لأَنَّ فِي الاسْتِقاءَةِ تكلُّفاً أَكثر مِنْهُ، وَهُوَ استِخراجُ مَا فِي الجَوْفِ عَامِدًا. وقَيَّأَه الدَّواءُ، وَالِاسْمُ القُيَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الراجِعُ فِي هِبَتِه كالراجِعِ فِي قَيْئِه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ذَرَعَه القَيْءُ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَا شيءَ عَلَيْهِ، ومَنْ تَقَيَّأَ فَعَلَيْهِ الإِعادةُ ، أَي تَكَلَّفَه وتعَمَّدَه. وقَيَّأْتُ الرجُلَ إِذَا فَعَلْتَ بِهِ فِعْلًا يَتَقَيَّأُ مِنْهُ. وقاءَ فُلَانٌ مَا أَكل يَقِيئُه قَيْئاً إِذَا أَلقاه، فَهُوَ قاءٍ. وَيُقَالُ: بِهِ قُيَاءٌ، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، إِذَا جَعل يُكثِر القَيْءَ. والقَيُوءُ، بِالْفَتْحِ عَلَى فَعُول: مَا قَيَّأَكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: الدواءُ الَّذِي يُشرب للقَيْءِ. وَرَجُلٌ قَيُوءٌ: كَثِيرُ القَيْءِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ قَيُوٌّ، وَقَالَ: عَلَى مِثَالِ عَدُوٍّ، فإِن كَانَ إِنما مثَّله بِعدُوٍّ فِي اللَّفْظِ، فَهُوَ وجِيهٌ، وَإِنْ كَانَ ذَهَب بِهِ إِلَى أَنه مُعتلّ، فَهُوَ خَطَأٌ، لأَنَّا لَمْ نَعْلَمْ قَيَيْتُ وَلَا قَيَوْتُ، وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ مِثْلَ قَيَوْتُ، وَقَالَ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ حَيَوْتُ، فَإِذًا مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِهِمْ قَيُوٌّ، إِنَّمَا هُوَ مُخَفَّفٌ مِنْ رَجُلٍ قَيُوءٍ كَمَقْرُوٍّ مِنْ مَقْرُوءٍ. قَالَ: وَإِنَّمَا حَكَيْنَا هَذَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي لِيُحْتَرَسَ مِنْهُ، وَلِئَلَّا يَتَوَهَّمَ أَحد أَن قَيُوّاً مِنَ الْوَاوِ أَو الْيَاءِ، لَا سِيَّمَا وَقَدْ نظَّره بعدُوٍّ وهَدُوٍّ وَنَحْوِهِمَا مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ.

فصل الكاف

وقاءَتِ الأَرضُ الكَمْأَةَ: أَخرجَتْها وأَظْهَرَتْها. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وبَعَجَ الأَرضَ فَقَاءَتْ أُكْلَها ، أَي أَظهرت نَباتَها وخَزائنَها. والأَرض تَقيءُ النَّدَى، وَكِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَقِيءُ الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها ، أَي تُخْرِجُ كُنُوزَها وتَطْرَحُها عَلَى ظَهْرِهَا. وَثَوْبٌ يَقِيءُ الصِّبْغَ إِذَا كَانَ مُشْبَعاً. وتَقَيَّأَتِ المرأَةُ: تَعَرَّضَتْ لبَعْلِها وأَلْقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: تَقَيَّأَتِ المَرأَةُ لِزَوْجِهَا، وتَقَيُّؤُها: تَكَسُّرها لَهُ وإلقاؤُها نفسَها عَلَيْهِ وتَعَرُّضُها لَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ: تَقَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ ... لِعابِسٍ، جَافِي الدَّلالِ، مُقْشَعِرّ قَالَ الأَزهري: تَقَيَّأَتْ، بِالْقَافِ، بِهَذَا الْمَعْنَى عِنْدِي: تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ تَفَيَّأتْ، بالفاءِ، وتَفَيُّؤُها: تَثنِّيها وتَكَسُّرها عَلَيْهِ، مِنَ الفَيْءِ، وَهُوَ الرُّجو ع. فصل الكاف كأكأ: تكَأْكَأَ القومُ: ازْدَحَمُوا. والتَّكَأْكُؤُ: التَّجَمُّع. وَسَقَطَ عِيسَى بْنُ عُمر عَنْ حِمار لَهُ، فاجتَمع عَلَيْهِ الناسُ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ تَكَأْكَأْتُم عليَّ تَكَأْكُؤَكُم عَلَى ذِي جِنَّةٍ؟ افْرَنْقِعُوا عَنِّي. وَيُرْوَى: عَلَى ذِي حَيَّةٍ أَي حَوَّاء. وَفِي حَدِيثِ الحَكَم بْنِ عُتَيْبة: خَرَجَ ذاتَ يَوْمٍ وَقَدْ تَكَأْكَأَ الناسُ عَلَى أَخِيهِ عِمرانَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَوْ حَدَّث الشيطانُ لتَكَأْكَأَ الناسُ عَلَيْهِ أَي عَكَفوا عَلَيْهِ مُزْدَحمِين. وتَكَأْكَأَ الرجُل فِي كَلَامِهِ: عَيَّ فَلَمْ يَقدِرْ عَلَى أَن يَتَكَلَّمَ. وتَكَأْكَأَ أَي جَبُنَ ونَكَصَ، مِثْلُ تَكَعْكَعَ. اللَّيْثُ: الكَأْكَأَةُ: النُّكُوصُ، وَقَدْ تَكَأْكَأَ إِذَا انْقَدَعَ. أَبو عَمْرٍو: الكَأْكاءُ: الجُبْنُ الهالِعُ. والكَأْكاءُ: عَدْوُ اللِّصِّ. والمُتَكَأْكِئُ: القَصِير. كتأ: اللَّيْثُ الكَتْأَةُ، بِوَزْن فَعْلةٍ، مَهْمُوزٌ: نَبَاتٌ كالجِرجِير يُطْبَخُ فَيُؤْكل. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ الكَثْأَةُ، بِالثَّاءِ، وَتُسَمَّى النَّهْقَ؛ قَالَهُ أَبو مالك وغيره. كثأ: كَثَأَتِ القِدْرُ كَثْأً: أَزْبَدَتْ للغَلْيِ. وكَثْأَتُها: زَبَدُها. يُقَالُ: خُذ كَثْأَةَ قِدْرِكَ وكُثْأَتَهَا، وَهُوَ مَا ارْتَفَع منها بعد ما تَغْلِي، وكَثْأَةُ اللَّبَنِ: طُفاوَتُه فوقَ الْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَعْلُوَ دَسَمُه وخُثُورَتُه رأْسَه. وَقَدْ كَثَأَ اللبَنُ وكَثَعَ، يَكْثَأُ كَثْأً إذا ارْتَفَعِ فَوْقَ الْمَاءِ وصَفا الْمَاءُ مِنْ تَحْتِ اللَّبَنِ. وَيُقَالُ: كَثَأَ وكَثَعَ إِذَا خَثُرَ وعَلاه دَسَمُه، وَهُوَ الكَثْأَةُ والكَثْعَةُ. وَيُقَالُ: كَثَّأْتُ إِذَا أَكلتَ مَا عَلَى رأْسِ اللَّبَنِ. أَبو حاتِم: مِنَ الأَقِط الكَثْءُ، وَهُوَ مَا يُكْثَأُ فِي القِدْر ويُنصَبُ، وَيَكُونُ أَعْلاه غَلِيظاً وأَسْفَلُه مَاءً أَصفر، وأَما المصرَع «2» فَالَّذِي يَخْثُر ويكادُ يَنْضَجُ، والعاقِدُ الَّذِي ذهَب مَاؤُهُ ونَضِج، والكَرِيضُ الَّذِي طُبِخ مَعَ النَّهَقِ أَوِ الحَمَصِيصِ، وأَمّا المَصْلُ فَمِنَ الأَقط يُطْبَخ مَرَّةً أُخرى، والثَّوْرُ القِطْعة العَظيمة مِنْهُ.

_ (2). قوله [وأما المصرع] كذا ضبطت الراء فقط في نسخة من التهذيب.

والكُثْأَةُ: الحِنْزابُ، وَقِيلَ الكُرّاثُ، وَقِيلَ: بِزْرُ الجِرْجِير. وأَكْثَأَتِ الأَرضُ: كَثُرَتْ كُثْأَتُها. وكَثَأَ النَّبْتُ والوَبَر يَكْثَأُ كَثْأً، وَهُوَ كاثِئٌ: نَبَتَ وطَلَع، وَقِيلَ كَثُفَ وغَلُظَ وطالَ. وكَثَأَ الزرعُ: غَلُظَ والتَفَّ. وكَثَّأَ اللَّبَنُ والوبَرُ والنَّبتُ تَكْثِئةً، وَكَذَلِكَ كَثَأَتِ اللِّحْيةُ وأَكْثَأَتْ وكَنْثَأَتْ. أَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: وأَنْتَ امْرُؤ قَدْ كَثَّأَتْ لَكَ لِحْيةٌ، ... كَأَنَّكَ مِنْها قاعِدٌ فِي جُوالِقِ وَيُرْوَى كَنْثَأَتْ. وَلِحْيَةٌ كَنْثَأَةٌ، وَإِنَّهُ لكَنْثاءُ اللِّحْيةِ وكَنْثَؤُها، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي التَّاءِ. كدأ: كَدَأَ النبتُ يَكْدَأُ كَدْءًا وكُدُوءًا، وكَدِئَ: أَصابَه البَرْدُ فَلبَّده فِي الأَرضِ، أَو أَصابَه العطَشُ فأَبْطَأَ نَبْتُه. وكَدَأَ البَرْدُ الزرعَ: رَدَّه فِي الأَرضِ يُقَالُ: أَصابَ الزرعَ بَرْدٌ فكَدَّأَه فِي الأَرض تَكْدِئةً. وأَرضٌ كادِئةٌ: بَطِيئةُ النَّباتِ والإِنْباتِ. وإبلٌ كادِئةُ الأَوْبارِ: قَلِيلَتُها. وَقَدْ كَدِئَتْ تَكْدَأُ كَدَأً. وأَنشد: كَوادِئُ الأَوْبارِ، تَشْكُو الدَّلَجا وكَدِئَ الغُرابُ يَكْدَأُ كَدَأً إِذَا رأَيتَه كأَنه يَقِيءُ في شَحِيجِه. كرثأ: الكِرْثِئَةُ: النَّبْتُ المُجتَمِعُ المُلْتَفُّ. وكَرْثَأَ شَعَرُ الرجُل: كَثُرَ والتَفَّ، فِي لُغَةِ بَنِي أَسد. والكِرْثِئَةُ: رُغْوة المَحْضِ إِذَا حُلِبَ عَلَيْهِ لبَنُ شاةٍ فارْتَفَعَ. وَتَكَرْثَأَ السَّحابُ: تَراكَمَ. وكلُّ ذَلِكَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. والكِرْثِئُ من السحاب. كرفأ: الكِرْفِئُ: سَحابٌ مُتَراكِمٌ، وَاحِدَتُهُ كِرْفِئةٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الكِرْفِئُ: السّحابُ المُرْتَفِعُ الَّذِي بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، والقِطْعةُ مِنْهُ كِرْفِئةٌ. قَالَتِ الخنساءُ: كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبِيرِ، ... تَرْمِي السَّحابَ، ويَرْمي لَها وَقَدْ جاءَ أَيضاً فِي شِعْرِ عَامِرُ بْنُ جُوَيْنٍ الطَّائِيُّ يَصِف جارَيةً: وَجارِيةٍ مِنْ بَناتِ المُلوكِ، ... قَعْقَعْتُ، بالخَيْلِ، خَلْخالَها كَكِرْفِئةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبِيرِ، ... تَأْتِي السَّحابَ وتَأْتالَها وَمَعْنَى تَأْتَالُ: تُصْلِحُ، وأَصْلُه تَأْتَوِلُ، وَنَصْبُهُ بِإِضْمَارِ أَن، وَمَثَلُهُ بَيْتُ لَبيد: بِصبُوحِ صافِيةٍ، وجَذْبِ كَرِينةٍ ... بِمُوَتَّرٍ، تَأْتالُه إِبْهامُها أَي تُصْلِحُه، وَهُوَ تَفْتَعِلُ مِنْ آلَ يَؤُول. وَيُرْوَى: تَأْتالَه إبْهامُها، بفتحِ اللَّامِ، مِنْ تأْتالَه، عَلَى أَن يَكُونَ أَراد تَأْتِي لَهُ، فأَبدَلَ مِنَ الياءِ أَلفاً، كَقَوْلِهِمْ فِي بَقِيَ بَقا، وَفِي رَضِيَ رَضا. وتَكَرْفَأَ السَّحابُ: كَتَكَرْثَأَ. والكِرْفِئُ: قشْر الْبَيْضِ الأَعلى، والكِرْفِئة: قِشْرَةُ البَيضْةِ العُلْيا اليابِسةُ. وَنَظَرَ أَبو الْغَوْثِ

الأَعرابي إِلَى قِرْطاسٍ رَقِيقٍ فَقَالَ: غِرْقِئٌ تَحْتَ كِرْفِئٍ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ. والكِرْفِئُ مِنَ السَّحاب مِثْلُ الكِرْثِئِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ ثُلَاثِيًّا. وكَرْفَأَتِ القِدْرُ: أَزْبَدَتْ لِلْغَلْي. كسأ: كُسْءُ كُلِّ شَيءٍ وكُسُوءُهُ: مُؤَخَّرُه. وكُسْءُ الشَّهْرِ وكُسُوءُه: آخِرهُ، قَدْرُ عَشْرٍ بَقِينَ مِنْهُ وَنَحْوُهَا. وجاءَ دُبُرَ الشهرِ وَعَلَى دُبُرِه وكُسْأَه وأَكْسَاءَه، وجِئْتُكَ عَلَى كُسْئِه وَفِي كُسْئِه أَي بعد ما مَضَى الشهرُ كُلُّه. وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نُوقاً يَمانِيةً، ... إِذَا الحِدَادُ، عَلَى أَكْسائِها، حَفَدُوا وجاءَ فِي كُسْءِ الشهرِ وَعَلَى كُسْئِه، وجاءَ كُسْأَه أَي فِي آخِرِه، والجمعُ فِي كُلِّ ذَلِكَ: أَكْسَاءٌ. وجِئْتُ فِي أَكْسَاءِ القَوْمِ أَي فِي مآخِيرهم. وصَلَّيْت أَكْسَاءَ الفَرِيضةِ أَي مآخِيرَها. ورَكِبَ كُسْأَهُ: وَقَعَ عَلَى قَفَاه؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وكَسَأَ الدابَّةَ يَكْسَؤُها كَسْأً: ساقَها عَلَى إثْر أُخْرَى. وكَسَأَ القومَ يَكْسَؤُهم كَسْأً: غَلَبَهم فِي خُصُومة وَنَحْوِهَا. وكَسَأْتُه: تَبِعْتُه. ومَرَّ يَكْسَؤُهم أَي يَتْبَعُهم، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَرَّ كَسْءٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي قِطْعةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا هَزَم القومَ فَمَرَّ وَهُوَ يَطْردُهُم: مرَّ فُلَانٌ يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يَتْبَعُهم. قَالَ أَبو شِبْل الأَعرابي: كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ، ... أَيَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ بَدَلَ هَذَا العَجُز: بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ ... وبآمِرٍ، وأَخِيه مُؤْتَمِرٍ، ومُعَلِّلٍ، وبمُطْفِئِ الجَمْرِ والأَكْسَاءُ: الأَدْبارُ. قَالَ المُثَلَّمُ بْنِ عَمْرو التَّنُوخِي: حَتَّى أَرَى فارِسَ الصَّمُوتِ علَى ... أَكْساءِ خَيْلٍ، كأَنَّها الإِبِلُ يَعْنِي: خَلْفَ القَوْمِ، وَهُوَ يَطْرُدُهُم. مَعْنَاهُ: حَتَّى يَهْزِم أَعْداءَه، فيَسُوقُهُم مِنْ ورائِهِم، كَمَا تُساقُ الإِبل. والصَّمُوتُ: اسْمُ فَرَسه. كشأ: كَشَأَ وَسَطَه كَشْأَ: قَطَعَه. وكَشَأَ المرأَةَ كَشْأً: نَكَحها. وكَشَأَ اللحمَ كَشْأً، فهو كشِيءٌ، وأَكْشَأَه، كِلَاهُمَا: شَواهُ حَتَّى يَبِسَ، وَمِثْلُهُ: وزَأْتُ اللحمَ إِذَا أَيْبَسْتَه. وَفُلَانٌ يَتَكَشَّأُ اللحمَ: يأْكله وَهُوَ يابِسٌ. وكَشَأَ يَكْشَأُ إِذَا أَكلَ قِطْعَةً مِن الكَشِيء، وَهُوَ الشِّواءُ المُنْضَجُ. وأَكْشَأَ إِذَا أَكَلَ الكَشيءَ، وكَشَأْتُ اللحمَ وكَشَّأْته إِذَا أَكلتَه. قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ اللَّحْمِ. وكَشَأْتُ القِثَّاءَ: أَكَلْته. وكَشَأَ الطَّعامَ كَشْأً: أَكلَه، وَقِيلَ: أَكله خَضْماً، كَمَا يُؤْكَلُ القِثَّاءُ وَنَحْوُهُ. وكَشِئَ مِنَ الطَّعَامِ كَشْأً وكَشَاءً، الأَخيرة عَنْ كُراع، فَهُوَ كَشِئٌ وكَشِيءٌ، وَرَجُلٌ كَشِيءٌ: مُمْتَلِئٌ مِنَ الطَّعام. وَتكَشَّأَ: امْتَلأَ. وتَكَشَّأَ الأَدِيمُ تَكَشُّؤاً إِذَا تَقَشَّر. وَقَالَ الفَرَّاءُ: كَشَأْتُه ولَفَأْتُه أَي قَشَرْتُه.

وكَشِئَ السِّقاءُ كَشْأً: بانَتْ أَدَمَتُه مِن بَشَرَتِه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ إِذَا أُطِيلَ طَيُّه فَيَبِسَ فِي طَيِّه وتَكَسَّرَ. وكَشِئْتُ مِنَ الطَّعام كَشْأً: وَهُوَ أَن تَمْتَلِئَ مِنْهُ. وكَشَأْتُ وَسَطَه بِالسَّيْفِ كَشْأً إِذَا قَطَعْتَهُ. والكَشْءُ: غِلَظٌ فِي جِلْد اليَدِ وتَقَبُّضٌ. وَقَدْ كَشِئَتْ يَدُه. وَذُو كَشَاءٍ: موضعٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَقَالَتْ جِنِّيَّةٌ مَن أَراد الشِّفَاءَ مِن كُلِّ داءٍ فَعَلَيْهِ بِنَباتِ البُرْقةِ مِنْ ذِي كَشَاءٍ. تَعْنِي بَنَبات البُرْقةِ الكُرَّاثَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. كفأ: كافَأَهُ عَلَى الشَّيْءِ مُكافأَةً وكِفَاءً: جَازَاهُ. تَقُولُ: مَا لِي بهِ قِبَلٌ وَلَا كِفاءٌ أَي مَا لِي بِهِ طاقةٌ عَلَى أَن أُكَافِئَهُ. وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ أَي جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَيْسَ لَهُ نَظِير وَلَا مَثيل. وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَظَر إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَن يَكافِئُ هَؤُلَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: لَا أُقاوِمُ مَن لَا كِفَاء لَهُ ، يَعْنِي الشيطانَ. وَيُرْوَى: لَا أُقاوِلُ. والكَفِيءُ: النَّظِيرُ، وَكَذَلِكَ الكُفْءُ والكُفُوءُ، عَلَى فُعْلٍ وفُعُولٍ. وَالْمَصْدَرُ الكَفَاءةُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَتَقُولُ: لَا كِفَاء لَهُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، أَي لَا نَظِيرَ لَهُ. والكُفْءُ: النَّظِيرُ والمُساوِي. وَمِنْهُ الكفَاءةُ فِي النِّكاح، وَهُوَ أَن يَكُونَ الزَّوْجُ مُساوياً للمرأَة فِي حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وَغَيْرِ ذَلِكَ. وتَكافَأَ الشَّيْئانِ: تَماثَلا. وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَاءً: ماثَلَه. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: الحمدُ لِلَّهِ كِفاء الْوَاجِبِ أَي قَدْرَ مَا يَكُونُ مُكافِئاً لَهُ. وَالِاسْمُ: الكَفاءَةُ والكَفَاءُ. قَالَ: فَأَنْكَحَها، لَا فِي كَفَاءٍ وَلَا غِنىً، ... زِيادٌ، أَضَلَّ اللهُ سَعْيَ زِيادِ وَهَذَا كِفَاءُ هَذَا وكِفْأَتُه وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكُفُؤُه وكَفْؤُه، بِالْفَتْحِ عَنْ كُرَاعٍ، أَي مِثْلُهُ، يَكُونُ هَذَا فِي كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ امرأَة مِنْ عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفىً أَحَدٌ، فأَلقى الْهَمْزَةَ وحَوَّل حَرَكَتَهَا عَلَى الْفَاءِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ؛ أَربعةُ أَوجه الْقِرَاءَةِ، منها ثلاثة: كُفُواً ، بِضَمِّ الْكَافِ وَالْفَاءِ، وكُفْأً، بِضَمِّ الْكَافِ وإِسكان الْفَاءِ، وكِفْأً، بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الْفَاءِ، وَقَدْ قُرئ بِهَا، وكِفاءً، بِكَسْرِ الْكَافِ وَالْمَدِّ، وَلَمْ يُقْرَأْ بِهَا. وَمَعْنَاهُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِثْلًا لِلَّهِ، تَعَالَى ذِكْرُه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَفِيءُ فُلَانٍ وكُفُؤُ فُلَانٍ. وَقَدْ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَعَاصِمٌ كُفُؤاً، مُثْقَلًا مَهْمُوزًا. وقرأَ حَمْزَةُ كُفْأً، بِسُكُونِ الْفَاءِ مَهْمُوزًا، وَإِذَا وَقَفَ قرأَ كُفَا، بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَاخْتَلَفَ عَنْ نَافِعٍ فَرُوِيَ عَنْهُ: كُفُؤاً، مِثْلَ أَبي عَمْرو، وَرُوِيَ: كُفْأً، مِثْلَ حَمْزَةَ. والتَّكافُؤُ: الاسْتِواء.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤُهم. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ تَتساوَى فِي الدِّياتِ والقِصاصِ، فَلَيْسَ لشَرِيف عَلَى وَضِيعٍ فَضْلٌ فِي ذَلِكَ. وَفُلَانٌ كُفْءُ فلانةَ إِذَا كَانَ يَصْلُح لَهَا بَعْلًا، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ: أَكْفَاء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف للكَفْءِ جَمْعًا عَلَى أَفْعُلٍ وَلَا فُعُولٍ. وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذَلِكَ، أَعني أَن يَكُونَ أَكْفَاء جمعَ كَفْءٍ، المفتوحِ الأَول أَيضاً. وَشَاتَانِ مُكافَأَتانِ: مُشْتَبِهتانِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ العَقِيقةِ عَنِ الْغُلَامِ: شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ فِي السِّنِّ أَي لَا يُعَقُّ عَنْهُ إِلَّا بمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يَكُونَ جَذَعاً، كَمَا يُجْزِئُ فِي الضَحايا. وَقِيلَ: مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ. وَاخْتَارَ الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ، قَالَ: وَاللَّفْظَةُ مُكافِئَتانِ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، يُقَالُ: كافَأَه يُكافِئهُ فَهُوَ مُكافِئهُ أَي مُساوِيه. قَالَ: والمحدِّثون يَقُولُونَ مُكافَأَتَانِ، بِالْفَتْحِ. قَالَ: وأَرى الْفَتْحَ أَولى لإِنه يُرِيدُ شَاتَيْنِ قَدْ سُوِّيَ بَيْنَهُمَا أَي مُساوًى بَيْنَهُمَا. قَالَ: وأَما بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ أَنهما مُساوِيتَان، فيُحتاجُ أَن يَذْكُرَ أَيَّ شَيْءٍ ساوَيَا، وإِنما لَوْ قَالَ مُتكافِئتان كَانَ الْكَسْرُ أَولى. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا فَرْق بَيْنَ المكافِئَتيْنِ والمُكافَأَتَيْنِ، لأَن كُلَّ وَاحِدَةٍ إِذَا كافَأَتْ أُختَها فَقَدْ كُوفِئَتْ، فَهِيَ مُكافِئة ومُكافَأَة، أَو يَكُونُ مَعْنَاهُ: مُعَادَلَتانِ، لِما يَجِبُ فِي الزَّكَاةِ والأُضْحِيَّة مِنَ الأَسنان. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ مَعَ الْفَتْحِ أَن يُرَادَ مَذْبُوحَتان، مَنْ كافَأَ الرجلُ بَيْنَ الْبَعِيرَيْنِ إِذَا نَحَرَ هَذَا ثُمَّ هَذَا مَعاً مِنْ غَيْرِ تَفْريق؛ كأَنه يُرِيدُ شَاتَيْنِ يَذْبحهما فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. وَقِيلَ: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى، وكلُّ شيءٍ ساوَى شَيْئًا، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَهُ، فَهُوَ مُكافِئٌ لَهُ. والمكافَأَةُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ هَذَا. يُقَالُ: كافَأْتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ بِهِ مثلَ مَا فَعَلَ بِي. وَمِنْهُ الكُفْءُ مِنَ الرِّجال للمرأَة، تَقُولُ: إِنه مِثْلُهَا فِي حَسَبها. وأَما قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها لتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتها فإِنما لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا. فَإِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ لِتَكْتَفِئَ: تَفتَعِلُ، مِنْ كَفَأْتُ القِدْرَ وَغَيْرَهَا إِذَا كَبَبْتها لتُفْرِغَ مَا فِيهَا؛ والصَّحْفةُ: القَصْعةُ. وَهَذَا مَثَلٌ لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها مِنْ زَوْجِهَا إِلَى نَفْسِها إِذَا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه مِنْ زوجِها لَهَا. وَيُقَالُ: كافَأَ الرجلُ بَيْنَ فَارِسَيْنِ برُمْحِه إِذَا والَى بَيْنَهُمَا فَطَعَنَ هَذَا ثُمَّ هَذَا. قَالَ الْكُمَيْتُ: نَحْر المُكافِئِ، والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ والمَكْثُورُ: الَّذِي غَلَبه الأَقْرانُ بِكَثْرَتِهِمْ. يهْتَبلُ: يَحْتالُ لِلْخَلَاصِ. وَيُقَالُ: بَنَى فُلَانٌ ظُلَّةً يُكافِئُ بِهَا عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها. قَالَ أَبو ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي حَدِيثِهِ: وَلَنَا عَباءَتانِ نُكافِئُ بِهِمَا عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بِهِمَا الشمسَ ونُدافِعُ، مِنَ المُكافَأَة: المُقاوَمة، وإنِّي لأَخشَى فَضْلَ الحِساب. وكَفَأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ، وَهُوَ مَكْفُوءٌ، واكْتَفَأَه مِثْلُ كَفَأَه: قَلَبَه. قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: وكأَنَّ ظُعْنَهُم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ فِي خَلِيجٍ مُغْرَبِ

وَهَذَا الْبَيْتُ بِعَيْنِهِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى تَكَفَّأَتِ المرأَةُ فِي مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ، كَمَا تَتَكَفَّأُ النَّخْلَةُ العَيْدانَةُ. الْكِسَائِيُّ: كَفَأْتُ الإِناءَ إِذَا كَبَبْتَه، وأَكْفَأَ الشيءَ: أَمَاله، لُغَيّة، وأَباها الأَصمعي. ومُكْفِئُ الظُعْنِ: آخِرُ أَيام العَجُوزِ. والكَفَأُ: أَيْسَرُ المَيَلِ فِي السَّنام وَنَحْوِهِ؛ جملٌ أَكْفَأُ وَنَاقَةٌ كَفْآءُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: سَنامٌ أَكْفَأُ وَهُوَ الَّذِي مالَ عَلَى أَحَدِ جَنْبَي البَعِير، وَنَاقَةٌ كَفْآءُ وجَمَل أَكْفَأُ، وَهُوَ مِنْ أَهْوَنِ عِيوب الْبَعِيرِ لأَنه إِذَا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه. وكَفَأْتُ الإِناءَ: كَبَبْته. وأَكْفَأَ الشيءَ: أَمالَه، وَلِهَذَا قِيلَ: أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذَا أَملْتَ رأَسَها وَلَمْ تَنْصِبْها نَصْباً حَتَّى تَرْمِيَ عَنْهَا. غَيْرُهُ: وأَكْفَأَ القَوْسَ: أَمَالَ رأَسَها وَلَمْ يَنْصِبْها نَصْباً حِينَ يَرْمِي عَلَيْهَا «1». قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَطَعْتُ بِهَا أَرْضاً، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها، ... إِذَا مَا عَلَوْها، مُكْفَأً، غيرَ ساجِعِ أَي مُمالًا غيرَ مُستَقِيمٍ. والساجِعُ: القاصِدُ المُسْتَوِي المُسْتَقِيمُ. والمُكْفَأُ: الْجَائِرُ، يَعْنِي جَائِرًا غَيْرَ قاصِدٍ؛ وَمِنْهُ السَّجْعُ فِي الْقَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ الهِرّة: أَنه كَانَ يُكْفِئُ لَهَا الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب مِنْهُ بسُهولة. وَفِي حَدِيثِ الفَرَعَة: خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لَحْمُهُ بوَبَرِه، وتُكْفِئُ إِناءَك، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لَا يَبْقَى لَكَ لَبن تحْلُبه فِيهِ. وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها. وَفِي حَدِيثِ الصِّرَاطِ: آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَكَفَّأُ بِهِ الصراطُ ، أَي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ. وَفِي حَدِيثِ دُعاء الطَّعَامِ: غيرَ مُكْفَإٍ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ رَبَّنا ، أَي غَيْرَ مَرْدُودٍ وَلَا مَقْلُوبٍ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الطَّعَامِ. وَفِي رِوَايَةٍ غيرَ مَكْفِيٍّ، مِنِ الْكِفَايَةِ، فَيَكُونُ مِنَ المعتلِّ. يَعْنِي: أنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ المُطْعِم وَالْكَافِي، وَهُوَ غَيْرُ مُطْعَم وَلَا مَكْفِيٍّ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَوْلُهُ: وَلَا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ مَتْرُوكِ الطَّلَبِ إِلَيْهِ والرَّغْبةِ فِيمَا عِنْدَهُ. وأَما قَوْلُهُ: رَبَّنا، فَيَكُونُ عَلَى الأَول مَنْصُوبًا عَلَى النِّدَاءِ الْمُضَافِ بِحَذْفِ حَرْفِ النِّدَاءِ، وَعَلَى الثَّانِي مَرْفُوعًا عَلَى الِابْتِدَاءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْكَلَامُ رَاجِعًا إِلَى الْحَمْدِ كأَنه قَالَ: حَمْدًا كَثِيرًا مَبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مكفيٍّ وَلَا مُودَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنىً عَنْهُ أَي عَنِ الْحَمْدِ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَذَبَحَهُمَا ، أَي مالَ وَرَجَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَضَعُ السيفَ فِي بطنِه ثُمَّ أَنْكَفِئُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: وَتَكُونُ الأَرضُ خُبْزةً وَاحِدَةً يَكْفَؤُها الجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته فِي السَّفَر. وَفِي رِوَايَةٍ: يَتَكَفَّؤُها، يُرِيدُ الخُبْزة الَّتِي يَصْنَعُها المُسافِر ويَضَعُها فِي المَلَّة، فإِنها لَا تُبْسَط كالرُّقاقة، وإِنما تُقَلَّب عَلَى الأَيدي حَتَّى تَسْتَوِيَ. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ إِذَا مشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً. التَّكَفِّي: التَّمايُلُ إِلَى قُدَّام

_ (1). قوله [حين يرمي عليها] هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها.

كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينةُ فِي جَرْيها. قَالَ ابْنُ الأَثير: رُوِيَ مَهْمُوزًا وَغَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ: والأَصل الْهَمْزُ لأَن مَصْدَرَ تَفَعَّلَ مِنَ الصَّحِيحِ تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً، وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً، وَالْهَمْزَةُ حَرْفٌ صَحِيحٌ، فأَما إِذَا اعْتَلَّ انْكَسَرَتْ عَيْنُ الْمُسْتَقْبَلِ مِنْهُ نَحْوَ تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ الْتَحَقَتْ بِالْمُعْتَلِّ وَصَارَ تَكَفِّياً بِالْكَسْرِ. وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فَقَدْ كَفَأْتَه، وَهَذَا كَمَا جاءَ أَيضاً أَنه كَانَ إِذَا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِذَا مَشَى تَقَلَّع، وبعضُه مُوافِقٌ بَعْضًا وَمُفَسِّرُهُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: كأَنما يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ: أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن، فَإِذَا مَشَى فكأَنما يَمْشِي عَلَى صُدُور قَدَمَيْه مِنَ القوَّة، وأَنشد: الواطِئِينَ عَلَى صُدُورِ نِعالِهِمْ، ... يَمْشُونَ فِي الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ والتَّكَفِّي فِي الأَصل مَهْمُوزٌ فتُرِك هَمْزُهُ، وَلِذَلِكَ جُعِل الْمَصْدَرُ تَكَفِّياً. وأَكْفَأَ فِي سَيره: جارَ عَنِ القَصْدِ. وأَكْفَأَ فِي الشِّعْرِ: خالَف بَيْنَ ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه، وقيل: هي المُخالَفةُ بَيْنَ هِجاءِ قَوافِيهِ، إِذَا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الإِكْفَاءُ فِي الشِّعْرِ هُوَ المُعاقَبَةُ بَيْنَ الرَّاءِ وَاللَّامِ، وَالنُّونِ وَالْمِيمِ. قَالَ الأَخفش: زَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ الإِكْفَاءَ هُوَ الإِقْواءُ، وَسَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهل الْعِلْمِ. قَالَ: وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عَنِ الإِكْفَاءِ، فَإِذَا هُمْ يَجْعَلُونَهُ الفَسادَ فِي آخِر الْبَيْتِ والاخْتِلافَ مِنْ غَيْرِ أَن يَحُدُّوا فِي ذَلِكَ شَيْئًا، إلَّا أَني رأَيت بَعْضَهُمْ يَجْعَلُهُ اخْتِلَافَ الحُروف، فأَنشدته: كأَنَّ فَا قارُورةٍ لَمْ تُعْفَصِ، ... مِنْهَا، حِجاجا مُقْلةٍ لَمْ تُلْخَصِ، كأَنَّ صِيرانَ المَها المُنَقِّزِ فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإِكْفَاءُ. قَالَ: وأَنشد آخَرُ قوافِيَ عَلَى حُرُوفٍ مُخْتَلِفَةٍ، فعابَه، وَلَا أَعلمه إلَّا قَالَ لَهُ: قَدْ أَكْفَأْتَ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الفرَّاءِ: أَكْفَأَ الشَّاعِرُ إِذَا خالَف بَيْنَ حَركات الرَّوِيّ، وَهُوَ مِثْلُ الإِقْواءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذَا كَانَ الإِكْفَاءُ فِي الشِّعْر مَحْمُولًا عَلَى الإِكْفاءِ فِي غَيْرِهِ، وَكَانَ وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هُوَ للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ، لَمْ يُنْكَر أَن يُسَمُّوا بِهِ الإِقْواءَ فِي اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جَمِيعًا، لأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا واقِعٌ عَلَى غَيْرِ اسْتِواءٍ. قَالَ الأَخفش: إِلَّا أَنِّي رأَيتهم، إِذَا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف، أَو كَانَتْ مِنْ مَخْرَج وَاحِدٍ، ثُمَّ اشْتَدَّ تَشابُهُها، لَمْ تَفْطُنْ لَهَا عامَّتُهم، يَعْنِي عامَّةَ الْعَرَبِ. وَقَدْ عَابَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ عَلَى الْجَوْهَرِيِّ قَوْلَهُ: الإِكْفاءُ فِي الشِّعْرِ أَن يُخالَف بَيْنَ قَوافِيه، فيُجْعَلَ بعضُها مِيمًا وَبَعْضُهَا طَاءً، فَقَالَ: صَوَابُ هَذَا أَن يَقُولَ وَبَعْضُهَا نُونًا لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يَكُونُ فِي الْحُرُوفِ المُتقارِبة فِي الْمَخْرَجِ، وأَما الطَّاءُ فَلَيْسَتْ مِنْ مَخْرَجِ الْمِيمِ. والمُكْفَأُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ المَقْلُوب، وَإِلَى هَذَا يَذْهَبُونَ. قَالَ الشَّاعِرُ: ولَمَّا أَصابَتْنِي، مِنَ الدَّهْرِ، نَزْلةٌ، ... شُغِلْتُ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها إِذَا الفارِغَ المَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه، ... أَبَرَّ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها فَجَمَعَ الْمِيمَ مَعَ النُّونِ لِشِبْهِهَا بِهَا لأَنهما يَخْرُجَانِ مِنَ الخَياشِيم. قَالَ وأَخبرني مَنْ أَثق بِهِ مِنْ أَهل الْعِلْمِ أَن ابْنَةَ أَبِي مُسافِعٍ قَالَتْ تَرْثِي أَباها، وقُتِلَ،

وَهُوَ يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بْنِ هِشام: وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ، ذُو ... أَظافِيرَ، وإقْدامْ كَحِبِّي، إذْ تَلَاقَوْا، وَ ... وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلاءَ، ... مِنْها مُزْبِدٌ آنْ وبالكَفِّ حُسامٌ صارِمٌ، ... أَبْيَضُ، خَدّامْ وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، ... فَمَا تُخْنِي بِصُحْبانْ قَالَ: جَمَعُوا بَيْنَ الْمِيمِ وَالنُّونِ لقُرْبهما، وَهُوَ كَثِيرٌ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ مثلَ هَذَا مَا لَا أُحْصِي. قَالَ الأَخفش: وَبِالْجُمْلَةِ فإِنَّ الإِكْفاءَ المُخالَفةُ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: مُكْفَأً غير ساجِعِ: المُكْفَأُ ههنا: الَّذِي لَيْسَ بِمُوافِقٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ أَنه كَانَ يُكْفِئُ فِي شِعْرِه: هُوَ أَن يُخالَفَ بَيْنَ حَرَكَاتِ الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وَجَرًّا. قَالَ: وَهُوَ كالإِقْواء، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُخالَف بَيْنَ قَوافِيه، فَلَا يَلْزَمَ حَرْفًا وَاحِدًا. وكَفَأَ القومُ: انْصَرَفُوا عَنِ الشيءِ. وكَفَأَهُم عَنْهُ كَفْأً: صَرَفَهم. وَقِيلَ: كَفَأْتُهُم كَفْأً إِذَا أَرادوا وَجْهًا فَصَرَفْتَهم عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ، فانْكَفَؤُوا أَي رَجَعُوا. وَيُقَالُ: كَانَ الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْكَفَؤُوا وانْكَفَتُوا، إِذَا انْهَزَمُوا. وانْكَفَأَ القومُ: انْهَزَمُوا. وكَفَأَ الإِبلَ: طَرَدَها. واكْتَفَأَها: أَغارَ عَلَيْهَا، فَذَهَبَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ السُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكةِ: أَصابَ أَهْلِيهم وأَموالَهم، فاكْتَفَأَها. والكَفْأَةُ والكُفْأَةُ فِي النَّخل: حَمْل سَنَتِها، وَهُوَ فِي الأَرض زِراعةُ سنةٍ. قَالَ: غُلْبٌ، مَجالِيحُ، عنْدَ المَحْلِ كُفْأَتُها، ... أَشْطانُها، فِي عِذابِ البَحْرِ، تَسْتَبِقُ «2» أَراد بِهِ النخيلَ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها؛ والبحرُ ههنا: الماءُ الكَثِير، لأَن النَّخِيلَ لَا تَشْرَبُ فِي الْبَحْرِ. أَبو زَيْدٍ يُقَالُ: اسْتَكْفَأْتُ فُلَانًا نَخْلَةً إِذَا سأَلته ثَمَرَهَا سَنَةً، فَجَعَلَ لِلنَّخْلِ كَفْأَةً، وَهُوَ ثَمَرُ سَنَتِها، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل. واسْتَكْفَأْتُ فُلَانًا إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً، فَأَكْفَأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها مِنْهُ. وَالِاسْمُ: الكَفْأَة والكُفْأَة، تَضُمُّ وَتَفْتَحُ. تَقُولُ: أَعْطِني كَفْأَةَ ناقَتِك وكُفْأَةَ ناقَتِك. غَيْرُهُ: كَفْأَةُ الإِبل وكُفْأَتُها: نِتاجُ عامٍ. ونَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَيْنِ. وأَكْفأَها إِذَا جَعَلَها كَفْأَتين، وَهُوَ أَن يَجْعَلَها نِصْفَيْنِ يَنْتِجُ كُلَّ عَامٍ نِصْفًا، ويَدَعُ نِصْفًا، كَمَا يَصْنَعُ بالأَرض بِالزِّرَاعَةِ، فَإِذَا كَانَ الْعَامُ المُقْبِل أَرْسَلَ الفحْل فِي النِّصْفِ الَّذِي لَمْ يُرْسِله فِيهِ مِنَ العامِ الفارِطِ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ، عِنْدَ الْعَرَبِ فِي نِتاجِ الإِبل، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بَعْدَ نِتاجِها سَنَةً لَا يُحْمَل عَلَيْهَا الفَحْل ثُمَّ تُضْرَبُ إِذَا أَرادت الْفَحْلَ. وَفِي الصِّحَاحِ: لأَنّ أَفضل النِّتاج أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الإِبل الفُحولةُ عاماً،

_ (2). قوله [عذاب] هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين.

وتُتْرَكَ عَامًا، كَمَا يُصْنَع بالأَرض فِي الزِّرَاعَةِ، وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: تَرَى كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ، ولَم يَجِدْ ... لَها ثِيلَ سَقْبٍ، فِي النِّتاجَيْنِ، لامِسُ وَفِي الصِّحَاحِ: كِلا كَفْأَتَيْها، يَعْنِي: أَنها نُتِجَتْ كُلُّهَا إِناثاً، وَهُوَ مَحْمُودٌ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذَا مَا نَتَجْنا أَرْبَعاً، عامَ كُفْأَةٍ، ... بَغاها خَناسِيراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا الخَناسِيرُ: الهَلاكُ. وَقِيلَ: الكَفْأَةُ والكُفْأَةُ: نِتاجُ الإِبل بَعْدَ حِيالِ سَنةٍ. وَقِيلَ: بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ. يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: نَتَجَ فُلَانٌ إِبِلَهُ كَفْأَةً وكُفْأَةً، وأَكْفَأْتُ فِي الشاءِ: مِثلُه فِي الإِبل. وأَكْفَأَتِ الإِبل: كَثُر نِتاجُها. وأَكْفَأَ إبلَه وغَنَمَهُ فُلَانًا: جَعل لَهُ أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه وكُفْأَتَها: وَهَب لَهُ أَلبانَها وأَولادها وأصوافَها سَنَةً ورَدَّ عَلَيْهِ الأُمَّهاتِ. ووَهَبْتُ لَهُ كَفْأَةَ ناقتِي وكُفْأَتها، تُضَمُّ وَتُفْتَحُ، إِذَا وَهَبْتَ لَهُ ولدَهَا ولبنَها وَوَبَرَهَا سَنَةً. واسْتَكْفَأَه، فأَكْفَأَه: سَأَلَه أَن يَجْعَلَ لَهُ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: اسْتَكْفَأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذَا سأَله أَن يَهَبَها لَهُ وَوَلَدَهَا وَوَبَرَهَا سَنَةً. وَرُوِيَ عَنِ الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ مِنْ أَهل نَصِيبِينَ: أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شَاةٍ مُتْبِع، فأَتَى أُمَّه، فاسْتَأْمَرَها، فَقَالَتْ: إِنَّكَ اشْتَرَيْتَهُ بِثَلَثِمِائَةِ شَاةٍ: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مِائَةُ شَاةٍ، وكُفْأَتُها مِائَةُ شَاةٍ، فَنَدِمَ، فاسْتَقالَ صاحِبَه، فأَبَى أنْ يُقِيلَه، فَقَبَضَ المَعْدِنَ، فأَذابَه وأَخرج مِنْهُ ثَمَنَ أَلْفِ شاةٍ، فأَثَى بِهِ صاحِبُه إِلَى عَلِيٍّ، كَرُّم اللَّهُ وَجْهَهُ، فَقَالَ: إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً؛ فسأَله عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فأَخبره أَنه اشْتَرَاهُ بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبِع. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَرَى الخُمُسَ إِلَّا عَلَى البائِعِ، فأَخذَ الخُمُس مِنَ الْغَنَمِ ؛ أَراد بالمُتْبِع: الَّتِي يَتْبَعُها أَولادُها. وَقَوْلُهُ أَثَى بِهِ أَي وَشَى بِهِ وسَعَى بِهِ، يَأْثُوا أَثْواً. والكُفْأَةُ أَصلها فِي الإِبل: وَهُوَ أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بَيْنَهُمَا فِي النِّتاجِ، وأَنشد شَمِرٌ: قَطَعْتُ إبْلي كُفْأَتَيْنِ ثِنْتَيْن، ... قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهِما فِي عامَيْن، ... أَنْتِجُ عَامًا ذِي، وهذِي يُعْفَيْن وأَنْتِجُ المُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن، ... مِنْ عامِنا الجَائي، وتِيكَ يَبْقَيْن قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لمْ يَزِدْ شَمِرٌ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ. وَالْمَعْنَى: أَنَّ أُمَّ الرَّجُلِ جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ فِي كُلِّ نِتاجٍ مِائَةً. وَلَوْ كَانَتْ إِبِلًا كَانَ كُفْأَةُ مائةٍ مِنَ الإِبلِ خَمْسين، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فِيهَا وَقْتَ ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجْمَع، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا سَنةً، وَسَنَةً لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا. وأَرادتْ أُمُّ الرَّجُلِ تَكْثِيرَ مَا اشْتَرى بِهِ ابنُها، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فِيمَا ابْتاعَ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى المَعْدِنَ بِثَلَثِمِائَةِ شاةٍ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه، فأَبَى، وبارَكَ اللهُ لَهُ فِي المَعْدِن، فَحَسَده الْبَائِعُ عَلَى كَثْرَةِ الرِّبح، وسَعَى بِهِ إِلَى عَليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِيَأْخُذَ مِنْهُ الْخُمُسَ، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه فِي

سِعايَته بصاحِبِه إِلَيْهِ. والكِفاءُ، بِالْكَسْرِ والمَدّ: سُتْرةٌ فِي الْبَيْتِ مِنْ أَعْلاه إِلَى أَسْفَلِه مِنْ مُؤَخَّرِه. وَقِيلَ: الكِفاءُ الشُّقَّة الَّتِي تَكُونُ فِي مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ. وَقِيلَ: هُوَ شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إِحْدَاهُمَا بالأُخرى ثُمَّ يُحْمَلُ بِهِ مُؤَخَّر الخِبَاء. وَقِيلَ: هُوَ كِساءٌ يُلْقَى عَلَى الخِبَاءِ كالإِزارِ حَتَّى يَبْلُغَ الأَرضَ. وَقَدْ أَكْفَأَ البيتَ إكْفاءً، وَهُوَ مُكْفَأٌ، إِذَا عَمِلْتَ لَهُ كِفَاءً. وكِفَاءُ البيتِ: مؤَخَّرُه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شَاةً فِي كِفَاءِ الْبَيْتِ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، والجمعُ أَكْفِئةٌ، كَحِمارٍ وأَحْمِرَةٍ. ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ: مُتَغَيِّرُه ساهِمُه. ورأَيت فُلَانًا مُكْفَأَ الوَجْهِ إِذَا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. وَيُقَالُ: رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللّوْنِ «1» أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عَنْ حَالِهِ. وَيُقَالُ: أَصْبَحَ فُلَانٌ كَفِيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه، كأَنه كُفِئَ، فَهُوَ مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ. قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة: وأَسْمَرَ، مِنْ قِداحِ النَّبْعِ، فَرْعٍ، ... كَفِيءِ اللّوْنِ مِنْ مَسٍّ وضَرْسِ أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ مِنْ كَثْرَةِ مَا مُسِحَ وعُضَّ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصاريِّ: مَا لِي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قَالَ: مِنَ الجُوعِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا مِنْ مُكافِئٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: مَعْنَاهُ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى رَجُلٍ نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عَلَيْهِ قَبِلَ ثَنَاءَه، وَإِذَا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عَلَيْهِ لَمْ يَقْبَلْها. قَالَ ابْنُ الأَثير، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: هَذَا غلط، إذ كَانَ أَحد لَا يَنْفَكُّ مِنْ إِنْعام النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، بَعَثَه رَحْمةً لِلنَّاسِ كافَّةً، فَلَا يَخرج مِنْهَا مُكافِئٌ وَلَا غَيْرُ مُكافِئٍ، والثَّنَاءُ عَلَيْهِ فَرْضٌ لَا يَتِمُّ الإِسلام إِلَّا بِهِ. وَإِنَّمَا الْمَعْنَى: أَنه لَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ إِلَّا مِنْ رَجُلٍ يَعْرِفُ حَقِيقَةَ إِسْلَامِهِ، وَلَا يَدْخُلُ عِنْدَهُ فِي جُمْلة المُنافِقين الَّذِينَ يَقولون بأَلسنتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ. قَالَ: وَقَالَ الأَزهريّ: وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ: إِلَّا مِنْ مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ غَيْرِ مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه، وَلَا مُقصِّر عَمَّا رَفَعَه اللَّهُ إليه. كلأ: قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ . قَالَ الفرَّاءُ: هِيَ مَهْمُوزَةٌ، وَلَوْ تَرَكْتَ هَمْزَ مثلِه فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ قُلْتَ: يَكْلُوكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف سَاكِنَةٍ، مِثْلَ يَخْشاكم؛ ومَن جَعَلَهَا وَاوًا سَاكِنَةً قَالَ: كَلات، بأَلف يَتْرُكُ النَّبْرةَ مِنْهَا؛ وَمَنْ قَالَ يَكْلاكُم قال: كَلَيْتُ مثل قَضَيْتُ، وَهِيَ مِنْ لُغَةِ قُرَيْشٍ، وكلٌّ حَسَنٌ، إِلَّا أَنهم يَقُولُونَ فِي الْوَجْهَيْنِ: مَكْلُوَّةٌ ومَكْلُوٌّ، أَكثرَ مما يَقُولُونَ مَكْلِيٌّ، وَلَوْ قِيلَ مَكْلِيٌّ فِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: كَلَيْت، كَانَ صَوَابًا. قَالَ: وسمعتُ بَعْضَ الأَعراب يَنْشُدُ: مَا خاصَمَ الأَقْوامَ مِن ذِي خُصُومةٍ، ... كَوَرْهاءَ مَشْنِيٍّ إِلَيْهَا حَلِيلُها فبَنَى عَلَى شَنَيْت بتَرْك النَّبْرةِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ: كلأَكَ اللَّهُ كِلاءَةً أَي حَفِظَك

_ (1). قوله [مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ وَمُنْكَفِتَ اللَّوْنِ] الأَول من التفعل والثاني من الانفعال كما يفيده ضبط غَيْرِ نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ.

وَحَرَسَكَ، وَالْمَفْعُولُ مِنْهُ مَكْلُوءٌ، وأَنشد: إنَّ سُلَيْمَى، وَاللَّهُ يَكْلَؤُها، ... ضَنَّتْ بِزادٍ مَا كانَ يَرْزَؤُها وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِبِلالٍ، وَهُمْ مُسافِرُون: اكْلأْ لَنا وقْتَنا. هُوَ مِنَ الحِفْظ والحِراسة. وَقَدْ تُخَفَّفُ هَمْزَةُ الكِلاءَة وتُقْلَبُ يَاءً. وَقَدْ كَلَأَه يَكْلَؤُه كَلأً وكِلاءً وكِلاءَةً، بِالْكَسْرِ: حَرَسَه وحَفِظَه. قَالَ جَميل: فَكُونِي بخَيْرٍ فِي كِلاءٍ وغِبْطةٍ، ... وإنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ هَجْري وبِغْضَتي قَالَ أَبو الْحَسَنِ: كِلاءٌ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا كَكِلاءَةٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ كِلاءَةٍ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد فِي كِلاءَةٍ، فَحَذَفَ الْهَاءَ للضَّرُورة. وَيُقَالُ: اذْهَبُوا فِي كِلاءَةِ اللَّهِ. واكْتَلأَ مِنْهُ اكْتِلاءً: احْتَرَسَ منه. قال كعب ابن زُهَيْرٍ: أَنَخْتُ بَعِيري واكْتَلأَتُ بعَيْنِه، ... وآمَرْتُ نَفْسِي أَيَّ أَمْرَيَّ أَفْعَلُ وَيُرْوَى أَيُّ أَمْرَيَّ أَوْفقُ. وكَلأَ القومَ: كَانَ لَهُمْ رَبِيئةً. واكْتَلأَتْ عَيْنِي اكْتِلاءً إِذَا لَمْ تَنَمْ وحَذِرَتْ أَمْراً، فَسَهِرَتْ لَهُ. وَيُقَالُ: عَيْنٌ كَلُوءٌ إِذَا كَانَتْ ساهِرَةً، ورجلٌ كَلُوءُ العينِ أَي شَدِيدُها لَا يَغْلِبُه النَّوْمُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى. قَالَ الأَخطل: ومَهْمَهٍ مُقْفِرٍ، تُخْشَى غَوائِلُه، ... قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ، مِسْفارِ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابيّ لامْرَأَتِه: فَوَاللَّهِ إنِّي لأُبْغِضُ المرأَةَ كَلُوءَ الليلِ. وكَالَأَهُ مُكَالأَةً وكِلاءً: راقَبَه. وأَكلأْتُ بَصَرِي فِي الشَّيْءِ إِذَا ردَّدْتَه فِيهِ. والكَلّاءُ: مَرْفَأُ السُّفُن، وَهُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فَعَّالٌ، مِثْلَ جَبَّارٍ، لأَنه يَكْلأُ السفُنَ مِن الرِّيحِ؛ وَعِنْدَ أَحمد بْنِ يَحْيَى: فَعْلاء، لأَنَّ الرِّيح تَكِلُّ فِيهِ، فَلَا يَنْخَرِقُ، وَقَوْلُ سِيبَوَيْهِ مُرَجَّحٌ، وَمِمَّا يُرَجِّحُه أَن أَبا حَاتِمٍ ذَكَرَ أَنَّ الكَلَّاءَ مذكَّر لَا يؤَنِّثه أَحد مِنَ الْعَرَبِ. وكَلَّأَ القومُ سَفيِنَتهم تَكْلِيئاً وتَكْلِئةً، عَلَى مِثَالِ تكْلِيم وتكْلِمةٍ: أَدْنَوْها مِنَ الشَطِّ وحَبَسُوها. قَالَ: وَهَذَا أَيضاً مِمَّا يُقَوِّي أَنَّ كَلَّاءً فَعَّالٌ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ. والمُكَلَّأُ، بِالتَّشْدِيدِ: شاطِئُ النَّهْرِ وَمَرْفَأُ السفُن، وهو ساحِلُ كلِّ نَهر. وَمِنْهُ سُوقُ الكَلَّاءِ، مَشْدُودٌ مَمْدُودٌ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالْبَصْرَةِ، لأَنهم يُكَلِّئُون سُفُنَهم هُنَاكَ أَي يَحْبِسُونها، يُذَكَّرُ ويؤَنث. وَالْمَعْنَى: أَنَّ المَوضع يَدْفَعُ الرِّيحَ عَنِ السُّفُن ويحفَظها، فَهُوَ عَلَى هَذَا مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَكَرَ الْبَصْرَةَ: إيَّاكَ وسِباخَها وكَلَّاءَها. التَّهْذِيبُ: الكَلَّاءُ والمُكَلَّأُ، الأَوَّل مَمْدُودٌ وَالثَّانِي مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ: مَكَانٌ تُرْفَأُ فِيهِ السُّفُنُ، وهو ساحِلُ كلِّ نَهر. وكَلَّأْتُ تَكْلِئةً إِذَا أَتَيْت مَكاناً فِيهِ مُسْتَتَرٌ مِنَ الرِّيح، وَالْمَوْضِعُ مُكَلَّأٌ وكَلَّاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنا لَه، وَمَنْ مَشَى عَلَى الكَلَّاءِ أَلقَيْناه فِي النَّهَر. مَعْنَاهُ: أَن مَن عَرَّضَ بالقَذْفِ وَلَمْ يُصَرِّحْ عَرَّضْنا لَهُ

بتَأْدِيبٍ لَا يَبْلُغ الحَدّ، وَمَنْ صَرَّحَ بالقذْفِ، فَرَكِب نَهَر الحُدُودِ ووَسَطَه، أَلْقَيْناه فِي نَهَرِ الحَدِّ فَحَدَدْناه. وَذَلِكَ أَن الكَلَّاءَ مَرْفَأُ السُّفُن عِنْدَ الساحِل. وَهَذَا مَثَل ضَرَبه لِمَنْ عَرَّضَ بالقَذْف، شَبَّهه فِي مُقارَبَتِه للتَّصريح بالماشي على شاطِيءِ النَّهَر، وإلقاؤُه فِي الماءِ إيجابُ الْقَذْفِ عَلَيْهِ، وإلزامُه الحَدَّ. ويُثنَّى الكَلَّاءُ فَيُقَالُ: كَلَّاآن، ويجمع فيقال: كَلَّاؤُون. قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَرَى بِكَلَّاوَيْهِ مِنهُ عَسْكَرا، ... قَوْماً يَدُقُّونَ الصَّفَا المُكَسَّرا وَصَف الهَنِيءَ والمرِيءَ، وَهُمَا نَهَرانِ حَفَرهما هِشامُ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. يَقُولُ: تَرَى بِكَلَّاوَي هَذَا النَّهَرِ مِنَ الحَفَرَةِ قوْماً يَحْفِرُون ويَدُقُّونَ حِجَارَةً مَوْضِعَ الحَفْرِ مِنْهُ، ويُكَسِّرُونها. ابْنُ السِّكِّيتِ: الكَلَّاءُ: مُجْتَمَعُ السُّفُن، وَمِنْ هَذَا سُمِّيَ كَلَّاءُ البَّصْرَة كَلّاءً لِاجْتِمَاعِ سُفُنِه. وكَلأَ الدَّيْنُ، أَي تَأَخَّر، كَلأً. والكالِئُ والكُلأَة: النَّسيِئة والسُّلْفةُ. قَالَ الشَّاعِرُ: وعَيْنُه كالكالِئِ الضِّمَارِ أَي نَقْدُه كالنَّسِيئةِ الَّتِي لَا تُرْجَى. وَمَا أَعْطَيْتَ فِي الطَّعامِ مِن الدَّراهم نَسِيئةً، فَهُوَ الكُلأَة، بِالضَّمِّ. وأَكلأَ فِي الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ إكْلاءً، وكَلَّأَ تَكْلِيْئاً: أَسْلَفَ وسَلَّمَ. أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لَا يُكَلِّئْ، ... إِلَى جارٍ، بذاكَ، وَلَا كَرِيمِ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلَى جارٍ، بِذَاكَ، وَلَا شَكُورِ وأَكْلأَ إكْلاءً، كَذَلِكَ. واكْتَلأَ كُلأَةً وتَكَلَّأَها: تَسَلَّمَها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الكالِئِ بالكالِئِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي النَّسِيئةَ بالنَّسِيئةِ. وَكَانَ الأَصمعي لَا يَهْمِزه، ويُنْشِد لعَبِيد بْنِ الأَبْرَصِ: وَإِذَا تُباشِرُكَ الهُمُومُ، ... فإِنَّها كالٍ وناجِزْ أَي مِنْهَا نَسيئةٌ وَمِنْهَا نَقْدٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: تَكَلَّأْتُ كُلأَةً أَي اسْتَنْسَأْتُ نَسِيئةً، والنَّسِيئةُ: التَّأخِيرُ، وَكَذَلِكَ اسْتَكلأْتُ كُلأَةً، بِالضَّمِّ، وَهُوَ مِنَ التَّأخِير. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَتَفْسِيرُهُ أَن يُسْلِمَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ مائةَ دِرهمٍ إِلَى سَنَةٍ فِي كُرِّ طَعام، فَإِذَا انقَضَت السنةُ وحَلَّ الطَّعامُ عَلَيْهِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الطَّعامُ لِلدَّافِعِ: لَيْسَ عِنْدِي طَعامٌ، وَلَكِنْ بِعْنِي هَذَا الكُرَّ بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ إِلَى شَهْرٍ، فَيبيعُه مِنْهُ، وَلَا يَجرِي بَيْنَهُمَا تَقابُضٌ، فَهَذِهِ نَسِيئةٌ انْتَقَلَتْ إِلَى نَسِيئةٍ، وكلُّ مَا أَشبهَ هَذَا هَكَذَا. وَلَوْ قَبَضَ الطعامَ مِنْهُ ثُمَّ باعَه مِنْهُ أَو مِن غَيْرِهِ بِنَسيئةٍ لَمْ يَكُنْ كَالِئًا بكالِئٍ. وَقَوْلُ أُمية الهذَلي: أُسَلِّي الهُمومَ بأَمْثالِها، ... وأَطْوِي البلادَ وأَقْضِي الكَوالي أَراد الكوالِئَ، فإِمَّا أَن يَكُونَ أَبْدَلَ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ سَكَّن، ثُمَّ خَفَّفَ تَخْفِيفًا قِياسِيّاً. وبَلَّغَ اللَّهُ بِكَ أَكْلأَ العُمُرِ أَي أَقْصَاهُ وآخِرَه وأَبْعَدَه. وكَلأَ عُمُرُه: انْتَهَى. قَالَ: تَعَفَّفْتُ عَنْهَا فِي العُصُورِ الَّتِي خَلَتْ، ... فَكَيْفَ التَّصابي بَعْدَ ما كَلأَ العُمْرُ

الأَزهري: التَّكْلِئةُ: التَّقَدُّمُ إِلَى الْمَكَانِ والوُقُوفُ بِهِ. وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: كَلَّأْتُ إِلَى فُلَانٍ فِي الأَمر تَكْلِيئاً أَي تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ. وأَنشد الفرّاءُ فِيمَن لَمْ يَهْمِز: فَمَنْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمْ لَا يُكَلِّي الْبَيْتَ. وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ: فإِن تَبَدَّلْتَ، أَو كَلَّأْتَ فِي رَجُلٍ ... فَلَا يَغُرَّنْكَ ذُو أَلْفَينِ، مَغْمُورُ قَالُوا: أَرَادَ بِذِي أَلْفَيْنِ مَن لَهُ أَلفان مِنَ الْمَالِ. وَيُقَالُ: كَلَّأْتُ فِي أَمْرِك تكْلِيئاً أَي تأَمَّلْتُ ونَظَرتُ فِيهِ، وكَلَّأْتُ فِي فُلَانٍ: نَظَرْت إِلَيْهِ مُتَأَمِّلًا، فأَعْجَبَنِي. وَيُقَالُ: كَلَأْته مائةَ سَوْطٍ كَلأً إِذَا ضَرَبْتَه. الأَصمعي: كَلَأْتُ الرَّجُلَ كَلأً وسَلأَته سَلأً بالسَّوط، وَقَالَهُ النَّضِرُ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَشَبَ: الكَلأُ عِنْدَ الْعَرَبِ: يَقَعُ عَلَى العشْب وَهُوَ الرُّطْبُ، وَعَلَى العُرْوةِ والشَّجَر والنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الطَّيِّب، كلُّ ذَلِكَ مِنَ الكلإِ. غَيْرُهُ: والكَلَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: مَا يُرْعَى. وَقِيلَ: الكَلأُ العُشْبُ رَطْبُه ويابِسُه، وَهُوَ اسْمٌ لِلنَّوْعِ، وَلَا واحِدَ لَهُ. وأَكْلَأَتِ الأَرضُ إكْلاءً وكَلِئَتْ وكَلأَتْ: كَثُرَ كَلَؤُها. وأَرضٌ كَلِئَةٌ، عَلَى النَّسَب، ومَكْلأَةٌ: كِلْتاهما كَثِيرةُ الكَلإِ ومُكْلِئةٌ، وسَواء يابِسُه ورَطْبُه. والكَلأُ: اسْمٌ لجَماعة لَا يُفْرَدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الكَلأُ يَجْمَعُ النَّصِيَّ والصِّلِّيانَ والحَلمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُروبَ العُرَا، كلُّها دَاخِلَةٌ فِي الكَلإِ، وَكَذَلِكَ العُشْب والبَقْل وَمَا أَشبهها. وكَلأَتِ الناقةُ وأَكْلأَتْ: أَكَلَت الكَلأَ. والكَلالِئُ: أَعْضادُ الدَّبَرَة، الْوَاحِدَةُ: كَلَّاءٌ، مَمْدُودٌ. وَقَالَ النَّضِرُ: أَرْضٌ مُكْلِئةٌ، وَهِيَ الَّتِي قَدْ شَبِعَ إبِلُها، وَمَا لَمْ يُشْبعِ الإِبلَ لَمْ يَعُدُّوه إعْشاباً وَلَا إكْلاءً، وَإِنْ شَبِعَت الغَنمُ. قَالَ: والكَلأُ: البقْلُ والشَّجر. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمنَعَ بِهِ الكَلأُ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فَضْلُ الكَلإِ، مَعْنَاهُ: أَن البِئْر تكونُ فِي الباديةِ وَيَكُونُ قَرِيبًا مِنْهَا كَلأٌ، فَإِذَا ورَدَ عَلَيْهَا واردٌ، فَغَلَب عَلَى مَائِهَا ومَنَعَ مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُ مِنْ الاسْتِقاءِ مِنْهَا، فَهُوَ بِمَنْعِهِ الماءَ مانِعٌ مِنَ الكَلإِ، لأَنه مَتَى ورَدَ رَجلٌ بإِبِلِه فأَرْعاها ذَلِكَ الكَلأَ ثُمَّ لَمْ يَسْقِها قَتلها العَطَشُ، فَالَّذِي يَمنع ماءَ البئْرِ يَمْنَعُ النَّبَاتَ القَرِيب منه. كمأ: الكَمْأَةُ وَاحِدُهَا كَمءٌ عَلَى غيرِ قِيَاسٍ، وَهُوَ مِنَ النوادِرِ. فإنَّ القِياسَ العَكْسُ. الكَمْءُ: نَبات يُنَقِّضُ الأَرضَ فَيَخْرُجُ كَمَا يَخرج الفُطْرُ، وَالْجَمْعُ أَكْمُؤٌ وكَمْأَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتِ الكَمْأَةُ بجمعِ كَمْءٍ لأَن فَعْلَةً لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّر عَلَيْهِ فَعْلٌ، إِنما هُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَقَالَ أَبو خَيْرة وَحْدَه: كَمْأَةٌ لِلْوَاحِدِ وكَمْءٌ لِلْجَمِيعِ. وَقَالَ مُنْتَجِع: كَمْءٌ لِلْوَاحِدِ وكَمْأَةٌ لِلْجَمِيعِ. فَمَرَّ رُؤْبةُ فسَأَلاه فَقَالَ: كَمْءٌ لِلْوَاحِدِ وكَمْأَةٌ لِلْجَمِيعِ، كَمَا قَالَ مُنْتَجِع. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَمْأَةٌ وَاحِدَةٌ وكَمْأَتانِ وكَمْآتٌ. وحَكَى عَنْ أَبي زَيْدٍ أَن الكَمْأَة تَكُونُ وَاحِدَةً وجَمْعاً، وَالصَّحِيحُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ مَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ كَمْءٌ لِلْوَاحِدِ وَجَمْعُهُ كَمْأَةٌ، وَلَا يُجمع شيءٌ عَلَى فَعْلة إلَّا كَمْءٌ

وكَمْأَةٌ، ورَجْلٌ ورَجْلةٌ. شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُجمع كَمْءٌ أَكْمُؤاً، وَجَمْعُ الْجَمْعِ كَمْأَةٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: تَقُولُ هذا كَمْءٌ وهذان كَمْآنِ وهؤُلاءِ أَكْمُؤٌ ثَلَاثَةٌ، فإذا كثرت، فهي الكَمْأَةُ. وَقِيلَ: الكَمْأَةُ هِيَ الَّتِي إِلَى الغُبرة والسَّواد، والجِبَأَةُ إِلَى الحُمْرةِ، والفِقَعةُ البِيضُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ وماؤُها شِفاءٌ لِلْعَيْنِ. وأَكْمَأَتِ الأَرضُ فَهِيَ مُكْمِئةٌ، كَثُرت كَمْأَتُها. وأَرضٌ مَكْمُؤَةٌ: كَثِيرَةُ الكَمْأَة. وكَمَأَ القومَ وأَكْمَأَهم، الأَخيرةُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: أَطْعَمَهُم الكَمْأَةَ. وخَرجَ الناسُ يَتَكَمَّؤُون أَي يَجْتَنُون الكَمْأَةَ. وَيُقَالُ: خَرَجَ المُتَكَمِّئُون، وَهُمُ الَّذِينَ يَطْلُبون الكَمْأَةَ. والكَمَّاءُ: بَيَّاعُ الكَمْأَة وَجَانِيهَا لِلْبَيْعِ. أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: لَقَدْ ساءَني، والناسُ لَا يَعْلَمُونَه، ... عَرازِيلُ كَمَّاءٍ، بِهِنَّ مُقِيمُ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ: بَنُو فُلَانٍ يَقْتُلُون الكَمَّاءَ والضَّعِيفَ. وكَمِئَ الرَّجلُ يَكْمَأُ كَمَأً، مَهْمُوزٌ: حَفِيَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَعْلٌ «2». وَقِيلَ: الكَمَأُ فِي الرِّجْل كالقَسَط، ورَجُل كَمِئٌ. قَالَ: أَنْشُدُ بِاللَّهِ، مِنَ النَّعْلَيْنِهْ ... «3»، نِشْدةَ شيخٍ كَمِئِ الرِّجْلَيْنِهْ وَقِيلَ: كَمِئَتْ رِجْلُه، بِالْكَسْرِ: تَشَقَّقَتْ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وقَدْ أَكْمَأَتْهُ السِّنُّ أَي شَيَّخَتْه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَعَنْهُ أَيضاً: تَلَمَّعَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ وَتَودَّأَت عَلَيْهِ الأَرض وتَكَمَّأَت عَلَيْهِ إِذَا غَيَّبَتْه وذَهَبَتْ بِهِ. وكَمِئَ عَنِ الأَخبار كَمَأً: جَهِلَها وغَبِيَ عَنْهَا. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: إنْ جَهِلَ الرجلُ الخَبَر قَالَ: كَمِئْتُ عَنِ الأَخْبار أَكْمَأُ عَنْهَا. كوأ: كُؤْتُ عَنِ الأَمر كَأْواً: نَكَلْتُ، الْمَصْدَرُ مَقْلُوبٌ مُغَيَّر. كيأ: كاءَ عَنِ الأَمر يَكِيءُ كَيْئاً وكَيْأَة: نَكَل عَنْهُ، أَو نَبَتْ عَنْهُ عينُه فَلَمْ يُرِدْهُ. وأَكاءَ إِكاءَةً وإِكاءً إِذَا أَراد أَمْراً ففاجَأَه، عَلَى تَئِفَّة ذَلِكَ، فَرَدَّه عَنْهُ وهابَهُ وجَبُنَ عَنْهُ «4». وأَكَأْتُ الرجُلَ وكِئْتُ عَنْهُ: مِثْلَ كِعْتُ أَكِيعُ. والكَيْءُ والكِيءُ والكاءُ: الضَّعِيفُ الفُؤادِ الجَبانُ. قَالَ الشَّاعِرُ: وإِنِّي لَكَيْءٌ عَنِ المُوئِباتْ ... «5»، إِذَا مَا الرَّطِيءُ انْمَأَى مَرْتَؤُهْ وَرَجُلٌ كَيْأَةٌ وَهُوَ الجَبانُ. وَدَعِ الأَمْرَ كَيْأَتَه، وَقَالَ بَعْضُهُمْ هيأَتَه، أَي عَلَى مَا هُوَ بِهِ، وسيُذكر فِي مَوْضِعِهِ.

_ (2). قَوْلُهُ [وَلَمْ يَكُنْ لَهُ نَعْلٌ] كذا في النسخ وعبارة الصحاح ولم يكن عليه نعل ولكن الذي في القاموس والمحكم وتهذيب الأزهري حفي وعليه نعل وبما في المحكم والتهذيب تعلم مأخذ القاموس. (3). قوله [النعلينه إلخ] هو كذلك في المحكم والتهذيب بدون ياء بعد النون فلا يغتر بسواه. (4). عبارة القاموس: أكاءه إكاءةً وإكاءً: فاجأه على تَئِفة أمرٍ أراده فهابه ورجع عنه. (5). قوله [وإني لكَيْءٌ إلخ] هو كما ترى في غير نسخة من التهذيب وذكره المؤلف في وأ ب وفسره.

فصل اللام

فصل اللام لأَلأَ: اللُّؤْلُؤَةُ: الدُّرَّةُ، وَالْجَمْعُ اللُّؤْلُؤُ والَّلآلِئُ، وبائعُه لأْآءٌ، ولأْآلٌ، ولأْلاءٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الفرّاءُ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِصَاحِبِ اللؤْلؤ لأْآءٌ عَلَى مِثَالِ لَعَّاعٍ، وَكرِهَ قَوْلُ النَّاسِ لأْآلٌ عَلَى مِثَالِ لَعَّالٍ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: هُوَ مِنَ بَابِ سبطر. وقال عليّ ابنُ حَمْزَةَ: خَالَفَ الفرّاءُ فِي هَذَا الْكَلَامِ العربَ وَالْقِيَاسَ، لأَن الْمَسْمُوعَ لأْآلٌ وَالْقِيَاسَ لُؤْلُؤِيٌّ، لأَنه لَا يُبْنَى مِنَ الرُّبَاعِيِّ فَعَّالٌ، ولأْآل شَاذٌّ. اللَّيْثُ: اللُّؤْلُؤُ مَعْرُوفٌ وَصَاحِبُهُ لأْآل. قَالَ: وَحَذَفُوا الْهَمْزَةَ الأَخيرة حَتَّى اسْتَقَامَ لَهُمْ فَعَّالٌ، وأَنشد: دُرَّةٌ منْ عَقائِل البَحْرِ بِكْرٌ، ... لَمْ تَخُنْها مَثاقِبُ الَّلأْآلِ وَلَوْلَا اعْتِلَالُ الْهَمْزَةِ مَا حَسُنَ حَذفها. أَلا تَرَى أَنهم لَا يَقُولُونَ لِبَيَّاعِ السِّمْسِمِ سَمّاسٌ وحَذْوُهُما فِي الْقِيَاسِ وَاحِدٌ. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى هَذَا خَطَأً. واللِّئالةُ، بِوَزْنِ اللِّعالةِ: حِرْفَةُ الَّلأْآلِ. وتَلأْلأَ النجمُ والقَمرُ والنارُ والبَرقُ، ولأْلأَ: أَضاءَ ولَمع. وَقِيلَ هُوَ: اضْطَرَب بَرِيقُه. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَلأْلأُ وجهُه تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ أَي يَسْتَنِير ويُشْرِقُ، مأْخوذ مِنَ اللُّؤْلُؤِ. وتَلأْلأَتِ النارُ: اضْطَرَبَتْ. وَلأْلأَتِ النارُ لأْلأَةً إِذَا تَوَقَّدت. ولأْلأَتِ المرأَةُ بعَيْنَيْها: برَّقَتْهُما. وَقَوْلُ ابْنِ الأَحمر: مارِيّةٌ، لُؤْلُؤَانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها ... طَلٌّ، وبَنَّسَ عَنْهَا فَرْقَدٌ خَصِرُ فَإِنَّهُ أَراد لُؤْلُؤِيَّتَهُ، برَّاقَتَه. وَلأْلأَ الثَورُ بذَنبِه: حَرَّكه، وَكَذَلِكَ الظَّبْيُ، وَيُقَالُ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ: لَأْلَأَ بِذَنْبِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا آتِيكَ مَا لَأْلَأَتِ الفُورُ أَي بَصْبَصَتْ بأَذنابِها، وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ: مَا لأْلأَتِ الفُورُ بأَذنابها، والفُور: الظِّباءُ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. لبأ: اللِّبَأُ، عَلَى فِعَلٍ، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ: أَوّلُ اللَّبَنِ فِي النِّتاجِ. أَبو زَيْدٍ: أَوّلُ الأَلْبانِ اللِّبَأُ عِنْدَ الوِلادةِ، وأَكثرُ مَا يَكُونُ ثلاثَ حَلْباتٍ وأَقله حَلْبةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللِّبَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: أَوَّلُ حَلَبٍ عِنْدَ وَضْعِ المُلْبِئِ. ولَبأَتِ الشاةُ ولَدَها أَي أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ، وَهِيَ تَلْبَؤُه، والتَبَأْتُ أَنا: شَرِبتُ اللِّبَأَ. ولَبَأْتُ الجَدْيَ: أَطْعَمْتُه اللِّبَأَ. وَيُقَالُ: لَبَأْتُ اللِّبَأَ أَلْبَؤُه لَبْأً إِذَا حَلَبْتُ الشَّاةَ لِبَأً. ولَبَأَ الشاةَ يَلْبَؤُها لَبْأً، بِالتَّسْكِينِ، والتَبَأَها: احْتَلَبَ لِبَأَها. والتَبَأَها ولَدُها واسْتَلْبَأَها: رَضِعَها. وَيُقَالُ: اسْتَلْبَأَ الجَدْيُ اسْتِلْباءً إِذَا مَا رَضِعَ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِه، وأَلْبَأَ الجَدْيُ إِلباءً إِذَا رَضَعَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، وأَلْبَأَ الجَدْيَ إلْبَاءً إِذَا شَدَّه إِلَى رأْس الخِلْفِ ليَرْضَعَ اللّبأَ، وأَلْبَأَتْه أُمُّه ولَبأَتْه: أَرْضَعَتْه اللِّبَأَ، وأَلْبَأْتُه: سَقَيْتُه اللِّبَأَ. أَبو حَاتِمٍ: أَلْبَأَتِ الشاةُ وَلَدها أَي قَامَتْ حَتَّى تُرْضِعَ لِبَأَها، وَقَدِ التَبَأْناها أَي احْتَلَبنا لِبَأَها، واسْتَلْبأَها ولدُها أَي شَرِبَ لِبأَها. وَفِي حَدِيثِ وِلَادَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وأَلبَأَه برِيقِه أَي صَبَّ رِيقَه فِي فِيهِ كَمَا يُصَبُّ اللِّبَأُ فِي فَمِ الصَّبِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يُحْلَبُ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. ولَبَأَ القومَ يَلْبَؤُهم لَبْأً إِذَا صَنَع لَهُمُ اللِّبَأَ. ولبَأَ

القومَ يَلْبَؤُهم لَبْأً، وأَلْبَأَهم: أَطْعمهم اللِّبَأَ. وَقِيلَ: لَبَأَهم: أَطْعَمهم اللِّبَأَ، وأَلبأَهمَ: زوَّدهُم إِياه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَبَأْتُهم لَبْأً ولِبَأً، وَهُوَ الِاسْمُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا حَاصِلُ كَلَامِ اللِّحْيَانِيِّ هَذَا اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُرِيدَ أَن اللِّبَأَ يَكُونُ مَصْدَرًا وَاسْمًا، وَهَذَا لا يعرف. وأَلْبَؤُوا: كَثُر لِبَؤُهم. وأَلْبَأَتِ الشاةُ: أَنزلت اللِّبَأَ، وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ومَرْبُوعةٍ رِبْعِيَّةٍ قَدْ لَبَأْتُها، ... بِكَفَّيَّ، مِنْ دَوِّيَّةٍ، سَفَراً، سَفْرا فَسَّرَهُ الْفَارِسِيُّ وَحْدَهُ، فَقَالَ: يَعْنِي الكَمْأَةَ. مَرْبوعةٍ: أَصابها الرَّبيعُ. ورِبْعيَّةٍ: مُتَرَوّية بمطَر الرَّبِيعِ؛ ولَبَأْتُها: أَطْعَمتها أَوّل مَا بَدَتْ، وَهِيَ استعارةٌ، كَمَا يُطعَمُ اللِّبَأُ. يَعْنِي: أَن الكمَّاءَ جنَاها فبَاكَرَهم بِهَا طَرِيّةً؛ وسَفَراً مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ أَي غُدْوةً؛ وسَفْراً مَفْعُولٌ ثانٍ للَبَأْتُها، وعَدَّاه إِلَى مَفْعُولَيْنِ لأَنه فِي مَعْنَى أَطْعَمْت. وأَلبَأَ اللِّبَأَ: أَصْلَحَه وطَبَخَه. ولَبأَ اللِّبأَ يَلْبَؤُهُ لَبْأً، وأَلْبَأَه: طَبخَه، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ولَبَّأَتِ الناقةُ تَلْبِيئاً، وَهِيَ مُلَبِّئٌ، بِوَزْنِ مُلَبِّعٍ: وَقَعَ اللِّبَأُ فِي ضَرْعها، ثُمَّ الفِصْحُ بَعْدَ اللِّبَإِ إِذَا جَاءَ اللبنُ بَعْدَ انْقِطَاعِ اللِّبَإِ، يُقَالُ قَدْ أَفْصَحتِ الناقةُ وأَفْصحَ لَبَنُها. وعِشارٌ مَلابِئُ إِذَا دَنَا نِتاجُها. وَيُقَالُ: لَبَأْتُ الفَسِيلَ أَلْبَؤُه لَبْأً إِذَا سَقَيْتَه حِينَ تَغْرِسُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا غرسْتَ فَسيلةً، وَقِيلَ الساعةُ تقومُ، فَلَا يَمْنَعك أَن تَلْبَأَها ، أَي تَسْقِيَها، وَذَلِكَ أَوَّل سَقْيِك إِيَّاهَا. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ: أَنه مَرَّ بأَنْصاريٍّ يَغْرِسُ نَخلًا فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخي إِنْ بلَغَك أَنَّ الدجالَ قَدْ خَرج، فَلَا يَمنعنَّك مِنْ أَن تَلْبَأَها ، أَي لَا يَمنعنَّكَ خُروجُه عَنْ غَرْسِها وسَقْيِها أَولَ سَقْيةٍ؛ مأْخوذ مِنَ اللِّبإ. ولَبَّأْت بالحجِّ تَلْبِئةً، وأَصله لَبَّيْت، غَيْرُ مَهْمُوزٍ. قَالَ الفرّاءُ: رُبَّمَا خَرَجَتْ بِهِمْ فَصَاحَتُهُمْ إِلَى أَن يَهْمِزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ، فَقَالُوا لَبَّأْتُ بالحَج، وحَلَّأْتُ السَّوِيقَ، ورثَأْتُ الْمَيِّتَ. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي تَفْسِيرِ لَبَّيْكَ، يُقَالُ: لَبَأَ فُلَانٌ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ يَلْبَأُ لَبْأً إِذَا أَكثر مِنْهُ. قَالَ: ولَبَّيْكَ كأَنه اسْتِرْزاقٌ الأَحمر: بَيْنَهم المُلْتَبِئةُ أَي هُمْ مُتفاوِضُون لَا يَكْتُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ لَا يَلْتَبِئُون فَتاهُم، وَلَا يَتَعَيَّرونَ شَيْخَهم. الْمَعْنَى: لَا يُزَوّجُون الْغُلَامَ صَغِيرًا وَلَا الشَّيْخَ كَبِيرًا طَلَباً للنَّسْل. واللَّبُؤَةُ: الأُنثى مِنَ الأُسُود، وَالْجَمْعُ لَبُؤٌ، واللَّبْأَةُ واللَّبَاة كاللَّبُؤَةِ، فَإِنْ كَانَ مُخَفَّفًا مِنْهُ، فَجَمْعُهُ كَجَمْعِهِ، وَإِنْ كَانَ لُغَةً، فَجَمْعُهُ لَبَآتٌ. واللَّبْوةُ، سَاكِنَةُ الْبَاءِ غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ لُغَةٌ فِيهَا، واللَّبُؤُ الأَسد، قَالَ: وَقَدْ أُميت، أَعني أَنَّهُمْ قَلَّ اسْتِعْمَالُهُمْ إِيَّاهُ أَلْبَتَّةَ. واللَّبُوءُ: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ اللَّبُوءُ بْنُ عَبْدِ القيس. واللَّبْءُ: حيٌّ. لتأ: لَتَأَ فِي صَدْره يَلْتَأُ لَتْأً: دَفَعَ. ولَتَأَ المرأَة يَلْتَؤُها لَتْأً: نَكَحَهَا. ولَتَأَه بسهَم لَتْأً: رمَاه بِهِ. ولَتَأْتُ الرَّجُلَ بِالْحَجَرِ إِذَا رَمَيْتَه بِهِ. ولَتَأْتُه

بعَيْنِي لَتْأً إِذَا أَحْدَدْتَ إِلَيْهِ النظَرَ، وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: تَراه، إِذَا أَمَّه الصِّنْو لَا ... «6» يَنُوءُ اللَّتِيءُ الَّذِي يَلْتَؤُهْ قَالَ: اللَّتِيءُ، فَعِيلٌ مِن لَتَأْتُه إِذَا أَصَبْتَه. واللَّتِيءُ المَلْتِيُّ: المَرْمِيُّ. ولَتَأَتْ بِهِ أُمُّه: ولَدَته. يُقَالُ: لَعَنَ اللَّهُ أُمّاً لَتَأَتْ بِهِ، ولَكَأَت بِهِ، أَي رَمَتْه. لثأ: الأَزهري: رَوَى سَلَمَةُ عَنِ الفرّاءِ أَنه قَالَ: اللَّثَأُ، بِالْهَمْزِ، لِما يَسِيلُ مِنَ الشَّجَرِ. وَقَالَ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ لَثَى: اللَّثَى مَا سَال مِنْ مَاءِ الشَّجَرِ مِنْ سَاقِهَا خاثِراً، وسيأْتي ذكره. لجأ: لَجَأَ إِلَى الشَّيْءِ والمَكان يَلْجَأُ لَجْأً ولُجُوءاً ومَلْجَأً، ولَجِئَ لَجَأً، والْتَجَأَ، وأَلْجأْتُ أَمْري إِلَى اللَّهِ أَسْنَدتُ. وَفِي حَدِيثِ كَعْب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَن دَخَل فِي دِيوَانِ المُسلِمِين ثمَ تَلجَّأَ مِنْهُمْ، فَقَدْ خَرج مِنْ قُبَّة الإِسْلامِ. يُقَالُ: لَجَأْتُ إِلَى فُلَانٍ وَعَنْهُ، والتَجَأْتُ، وتَلجَّأْتُ إِذَا اسْتَنَدْتَ إِليه واعْتَضَدْتَ بِهِ، أَو عَدَلْتَ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ، كأَنه إِشارةٌ إِلَى الخُروج والانْفراد عَنِ المسلمِين. وأَلْجَأَه إِلَى الشيءِ: اضْطَرَّه إِليه. وأَلْجَأَه: عَصَمه. والتَّلْجِئَةُ: الإِكْراهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: التَّلْجِئَةُ أَنْ يُلْجئَكَ أَن تَأْتِيَ أَمْراً باطِنُه خِلافُ ظَاهِرِهِ، وذلِكَ مِثْلُ إِشْهادٍ عَلَى أَمْرٍ ظاهِرُه خِلافُ باطِنِه. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِير: هَذَا تَلْجِئَةٌ، فأَشْهِدْ عَلَيْهِ غَيْرِي. التَّلْجِئة: تَفْعِلة مِنَ الإِلْجَاءِ، كأَنه قَدْ أَلْجَأَكَ إِلَى أَنْ تَأْتِيَ أَمراً باطنُه خلافُ ظَاهِرِهِ، وأَحْوَجَك إِلَى أَن تَفْعَل فِعلًا تَكْرَهُه. وَكَانَ بَشِيرٌ قَدْ أَفْرَدَ ابنَه النُّعمانَ بشيءٍ دُونَ إِخْوَتِهِ حَمَلتْه عَلَيْهِ أُمُّه. والمَلْجَأُ واللَّجَأُ: المَعْقِلُ، وَالْجَمْعُ أَلْجاءٌ. ويقالُ: أَلْجَأْتُ فُلَانًا إِلَى الشيءِ إِذَا حَصَّنْته فِي مَلْجإٍ، ولَجَإٍ، والْتَجَأْتُ إِلَيْهِ الْتِجاءً. ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّلْجِئةُ أَن يَجْعَلَ مالَه لبَعض ورَثته دُونَ بَعْضٍ، كأَنه يتصدَّق بِهِ عَلَيْهِ، وَهُوَ وَارِثُهُ. قَالَ: وَلَا تَلْجِئةَ إِلَّا إِلَى وارِثٍ. وَيُقَالُ: أَلكَ لَجَأٌ يَا فُلَانُ؟ واللَّجأُ: الزوجةُ. وعُمَر بْنُ لَجَإٍ التَّميمي الشاعر. لزأ: لَزَأَ الرجلَ ولَزَّأَه كِلَاهُمَا: أَعطاهُ. ولَزَأَ إِبِلي ولَزَّأَها كِلَاهُمَا: أَحسنَ رِعْيَتَها. وأَلْزَأَ غَنَمِي: أَشْبَعَها. غَيْرُهُ: ولَزَّأْتُ الإِبلَ تَلْزِئةً إِذَا أَحْسَنْتَ رِعْيَتَها. وتَلَزَّأَتْ رِيّاً إِذَا امْتَلأَتْ رِيّاً، وَكَذَلِكَ تَوَزَّأَتْ رِيّاً. ولَزَأْتُ القِرْبةَ إِذَا مَلأْتَها. وقَبَحَ اللَّهُ أُمّاً لَزَأَتْ به. لطأ: اللَّطْءُ: لزوقُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ. لَطِئَ، بِالْكَسْرِ، يَلْطَأُ بالأَرض لُطُوءاً، ولَطَأَ يَلْطَأُ لَطْأً: لَزِقَ بِهَا. يُقَالُ: رأَيت فُلَانًا لاطِئاً بالأَرض، ورأَيت الذِّئْبَ لاطِئاً للسَّرِقَةِ. ولَطَأْتُ بالأَرض ولَطِئْتُ أَي لَزِقْتُ. وَقَالَ الشَّمَّاخُ، فَتَرَكَ الْهَمْزَ:

_ (6). قوله [أمه كذا] هو في شرح القاموس والذي في نسخ من اللسان لا يوثق بها بدل الميم حاء مهملة، وفي نسخة سقيمة من التهذيب بدل الحاء جيم.

فَوافَقَهُنَّ أَطْلَسُ عامِرِيٌّ، ... لَطا بصفائِحٍ مُتَسانِداتِ أَراد لَطَأَ، يَعْنِي الصَّيَّادَ أَي لَزِقَ بالأَرض، فَتَرَكَ الْهَمْزَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ إِدريسَ: لَطِئَ لِسَانِي، فَقَلَّ عَنْ ذكْرِ اللهِ ، أَي يَبِسَ، فكَبُرَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ تَحْرِيكَه. وَفِي حَدِيثِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: إِذَا ذُكر عبدُ مناف الْطَهْ ؛ هُوَ مِنْ لَطِئَ بالأَرض، فَحَذف الْهَمْزَةَ ثُمَّ أَتْبَعَها هاءَ السَّكْتِ. يُرِيدُ: إِذا ذُكر، فالتَصِقُوا فِي الأَرض وَلَا تَعُدُّوا أَنفسكم، وكُونوا كالتُّراب. ويروى: فالْطَؤُوا. وأَكَمةٌ لاطِئةٌ: لازِقةٌ. واللَّاطِئةُ مِن الشِّجاج: السِّمْحاقُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: مِنْ أَسماءِ الشِّجاج اللَّاطِئَةُ. قِيلَ: هِيَ السِّمْحاقُ، والسِّمْحاقُ عِنْدَهُمُ المِلْطَى، بِالْقَصْرِ، والمِلْطاةُ. والمِلْطَى: قِشْرَةٌ رقِيقة بَيْنَ عَظْمِ الرأسِ ولَحْمِه. واللَّاطئةُ: خُراجٌ يَخْرُج بِالْإِنْسَانِ لَا يكادُ يَبْرأُ مِنْهُ، وَيَزْعُمُونَ أَنه مِن لَسْعِ الثُّطْأَة. ولَطَأَه بالعَصا لَطْأً: ضرَبه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ضربَ الظهر. لفأ: لَفَأَت الريحُ السَّحابَ عَنِ الماءِ، والترابَ عَنْ وجه الأَرض، تَلْفَؤُه لَفْأً: فَرَّقَتْه وسَفَرَتْه. ولَفَأَ اللحمَ عن العظم يَلْفَؤُه لَفْأً ولَفاً، والْتَفَأَه كِلَاهُمَا: قَشَرَه وجَلَفَه عَنْهُ، والقِطْعةُ مِنْهُ لَفيِئَةٌ «1» نَحْوُ النَّحْضة والهَبْرةِ والوذْرةِ، وكلُّ بَضْعةٍ لَا عَظْمَ فِيهَا لَفِيئةٌ، وَالْجَمْعُ لَفِيءٌ، وَجَمْعُ اللَّفِيئَةِ مِنَ اللَّحْمِ لَفايا مِثْلَ خَطِيئةٍ وخَطايا. وَفِي الْحَدِيثِ: رَضِيتُ مِن الوَفاءِ باللَّفاء. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْوَفَاءُ التَّمَامُ، واللَّفاء النُّقصان، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ لَفَأْتُ الْعَظْمَ إِذَا أَخذْتَ بَعْضَ لَحْمِهِ عَنْهُ، وَاسْمُ تِلْكَ اللَّحْمة لَفِيئة. ولَفَأَ العُودَ يَلْفَؤُه لَفْأً: قَشَرَه. ولَفَأَه بالعَصا لَفْأً: ضرَبَه بِهَا. ولَفَأَه: رَدَّه. واللَّفَاءُ: التُّراب والقُماش عَلَى وَجْهِ الأَرض. واللَّفَاءُ: الشيءُ القَلِيلُ. واللَّفَاءُ: دُونَ الحَقِّ. وَيُقَالُ: ارْضَ مِن الوَفاءِ باللَّفَاءِ أَي بِدُونِ الحَقّ. قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: فَمَا أَنا بالضَّعِيف، فَتَزْدَرِيني، ... وَلَا حَظِّي اللَّفَاءُ، وَلَا الخَسِيسُ وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَرْضَى باللَّفاءِ مِنَ الوَفاءِ أَي لَا يَرْضى بِدُونِ وَفاء حَقِّه. وأَنشد الفرّاءُ: أَظَنَّتْ بَنُو جَحْوانَ أَنَّك آكِلٌ ... كِباشي، وقاضِيَّ اللَّفاءَ فَقابِلُهْ؟ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ يُقَالُ: لَفَأْتُ الرجلَ إِذَا نَقَصْتَه حَقَّه وأَعطَيْتَه دُونَ الوَفاء. يُقَالُ: رَضِيَ مِنَ الوَفاءِ باللَّفاءِ. التَّهْذِيبُ: ولَفَأَه حَقَّه إِذَا أَعْطاه أَقَلَّ مِن حقِّه. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: قَالَ أَبو تُرَابٍ: أَحْسَبُ هَذَا الْحَرْفَ مِنَ الأَضداد. لكأ: لَكِئَ بالمَكان: أَقَامَ بِهِ كَلَكِيَ. ولَكَأَه بالسَّوْط لَكْأً: ضَرَبه. ولَكَأْتُ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبْتُ بِهِ الأَرض. ولَعَن اللهُ أُمًّا لَكَأَتْ بِهِ ولَتَأَتْ بِهِ أَي رَمَتْه. وتَلَكَّأَ عَلَيْهِ: اعْتَلَّ وأَبْطَأَ. وتَلَكَّأْتُ عن الأَمر

_ (1). قوله [لفيئة] كذا في المحكم وفي الصحاح لفئة بدون ياء.

فصل الميم

تَلَكُّؤاً: تباطَأْت عَنْهُ وتَوَقَّفْتُ واعْتَلَلْتُ عَلَيْهِ وامْتَنَعْتُ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ: فَتَلَكَّأَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ أَي توقَّفَت وتباطَأَتْ أَن تَقُولَها. وَفِي حَدِيثِ زِيادٍ: أُتِيَ برَجُل فَتَلَكَّأَ في الشّهادةِ. لمأ: تَلَمَّأَتْ بِهِ الأَرضُ وَعَلَيْهِ تَلَمُّؤاً: اشْتَمَلت واسْتَوَت ووارَتْه. وأَنشد: ولِلأَرْضِ كَمْ مِنْ صالِحٍ قَدْ تَلَمَّأَتْ ... عَلَيْهِ، فَوارَتْه بلَمَّاعةٍ قَفْرِ وَيُقَالُ: قَدْ أَلْمأْتُ عَلَى الشيءِ إِلْمَاءً إِذَا احْتَوَيْتَ عَلَيْهِ. ولَمَأَ بِهِ: اشْتَمَلَ عَلَيْهِ. وأَلْمَأَ اللِّصُّ عَلَى الشيءِ: ذَهَب بِهِ خُفْيةً. وأَلْمَأَ عَلَى حَقِّي: جَحَده. وذهَب ثَوْبِي فَمَا أَدْري مَنْ أَلمَأَ عَلَيْهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: مَن أَلمَأَ بِهِ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الجَحْد، قَالَ: وَيُتَكَلَّمُ بِهَذَا بِغَيْرِ جَحد. وَحَكَاهُ يَعْقُوبُ أَيضاً: وَكَانَ بالأَرض مَرْعًى أَو زَرْعٌ، فَهَاجَتْ بِهِ دَوابُّ، فأَلْمَأَتْه أَي تَرَكَتْه صعِيداً لَيْسَ بِهِ شَيْءٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: فهاجَتْ بِهِ الرّياحُ، فأَلمأَتْه أَي تَرَكَتْه صَعِيداً. وَمَا أَدْرِي أَين أَلْمَأَ مِن بِلاد اللَّهِ أَي ذَهَب. وَقَالَ ابْنُ كَثْوةَ: مَا يَلْمَأُ فَمُه بِكَلِمَةٍ وَمَا يَجْأَى فَمُه بِكَلِمَةٍ، بِمَعْنَاهُ. وَمَا يَلْمَأُ فَمُ فُلَانٍ بِكَلِمَةٍ، مَعْنَاهُ: أَنه لَا يَسْتَعْظِمُ شَيْئًا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ قَبِيح. ولَمَأَ الشيءَ يَلْمَؤُه: أَخذَه بأَجْمَعِه. وأَلْمأَ بِمَا فِي الجَفْنة، وتَلَمَّأَ بِهِ، والتَمَأَه: اسْتَأْثَرَ بِهِ وغَلَب عَلَيْهِ. والتُمِئَ لونُه: تَغيَّر كالتُمِعَ. وَحَكَى بَعْضُهُمُ: الْتَمَأَ كالتَمَع. ولَمَأَ الشيءَ: أَبْصَرَه كَلَمَحَه. وَفِي حَدِيثِ الْمَوْلِدِ: فَلَمَأْتُها نُوراً يُضِيءُ لَهُ مَا حَوْلَه كَإضاءَةِ البَدْرِ. لَمَأْتُها أَي أَبْصَرْتُها ولَمَحْتُها. واللَّمءُ واللَّمحُ: سُرْعة إبصار الشيء. لهلأ: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: تَلَهْلَأْتُ أَي نَكَصْتُ. لوأ: التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ لَوَى: وَيُقَالُ لَوَّأَ اللَّهُ بِكَ، بِالْهَمْزِ، أَي شَوَّهَ بِكَ. قَالَ الشَّاعِرُ: وكنتُ أُرَجِّي، بَعْدَ نَعْمانَ، جابِراً، ... فَلَوَّأَ، بالعَيْنَيْنِ والوجهِ، جابِرُ أَي شَوَّه. وَيُقَالُ: هَذِهِ وَاللَّهِ الشَّوْهةُ واللَّوْأَة. وَيُقَالُ: اللَّوَّة، بِغَيْرِ همز. ليأ: اللِّيَاءُ: حَبٌّ أَبيضُ مِثْلُ الحِمَّصِ، شديدُ البَياض يُؤْكل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا أَدري أَلَهُ قُطْنِيَّةٌ أَم لا؟ فصل الميم مأمأ: المَأْمَأَةُ: حِكايةُ صَوْتِ الشاةِ أَو الظَّبْي إِذَا وصَلَتْ صَوْتَها. متأ: مَتَأَه بالعَصا: ضَرَبه بِهَا. ومَتَأَ الحَبْلَ يَمْتَؤُه مَتْأً: مدَّه، لُغَةٌ فِي مَتَوْتُه. مرأ: المُرُوءَة: كَمالُ الرُّجُولِيَّة. مَرُؤَ الرجلُ يَمْرُؤُ مُرُوءَةً، فَهُوَ مَرِيءٌ، عَلَى فعيلٍ، وَتمَرَّأَ، عَلَى تَفَعَّلَ: صَارَ ذَا مُروءَةٍ. وتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ المُروءَة. وتَمَرَّأَ بِنَا أَي طَلَب بإِكْرامِنا اسْمَ المُروءَةِ. وَفُلَانٌ يَتَمَرَّأُ بِنَا أَي يَطْلُبُ المُروءَةَ بنَقْصِنا أَو عَيْبِنَا. والمُرُوءَة: الإِنسانية، وَلَكَ أَن تُشَدّد. الفرَّاءُ: يُقَالُ مِنَ المُرُوءَةِ مَرُؤَ الرجلُ يَمْرُؤُ مُرُوءَةً،

ومَرُؤَ الطعامُ يَمْرُؤُ مَراءَةً، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ إِلَّا اخْتِلَافَ الْمَصْدَرَيْنِ. وكَتَب عمرُ بنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبي مُوسَى: خُذِ الناسَ بالعَرَبيَّةِ، فإِنه يَزيدُ فِي العَقْل ويُثْبِتُ المروءَةَ. وَقِيلَ للأَحْنَفِ: مَا المُرُوءَةُ؟ فَقَالَ: العِفَّةُ والحِرْفةُ. وَسُئِلَ آخَرُ عَنِ المُروءَة، فَقَالَ: المُرُوءَة أَن لَا تَفْعَلَ فِي السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيِي أَن تَفْعَلَه جَهْراً. وطعامٌ مَريءٌ هَنِيءٌ: حَمِيدُ المَغَبَّةِ بَيِّنُ المَرْأَةِ، عَلَى مِثَالِ تَمْرةٍ. وَقَدْ مَرُؤَ الطعامُ، ومَرَأَ: صَارَ مَرِيئاً، وَكَذَلِكَ مَرِئَ الطعامُ كما تقول فَقُهَ وفَقِهَ، بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِهَا؛ واسْتَمْرَأَه. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اسقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً. يُقَالُ: مَرَأَني الطعامُ وأَمْرَأَني إِذَا لَمْ يَثْقُل عَلَى المَعِدة وانْحَدَر عَنْهَا طَيِّباً. وَفِي حَدِيثِ الشُّرْب: فإِنه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ. وَقَالُوا: هَنِئَنِي الطَّعامُ «1» ومَرِئَني وهَنَأَنِي ومَرَأَنِي، عَلَى الإِتْباعِ، إِذَا أَتْبَعُوها هَنَأَنِي قَالُوا مَرَأَنِي، فَإِذَا أَفردوه عَنْ هَنَأَنِي قَالُوا أَمْرَأَنِي، وَلَا يُقَالُ أَهْنَأَنِي. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَمْرَأَنِي الطعامُ إِمْراءً، وَهُوَ طعامٌ مُمْرِئٌ، ومَرِئْتُ الطعامَ، بِالْكَسْرِ: اسْتَمْرأْتُه. وَمَا كَانَ مَرِيئاً وَلَقَدْ مَرُؤَ. وَهَذَا يُمْرِئُ الطعامَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا كَانَ الطعامُ مَرِيئاً وَلَقَدْ مَرَأَ، وَمَا كَانَ الرجلُ مَرِيئاً وَلَقَدْ مَرُؤَ. وَقَالَ شَمِرٌ عَنْ أَصحابه: يُقَالُ مَرِئَ لِي هَذَا الطعامُ مَراءَةً أَي اسْتَمْرَأْتُه، وهَنِئَ هَذَا الطعامُ، وأَكَلْنا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ حَتَّى هَنِئْنا مِنْهُ أَي شَبِعْنا، ومَرِئْتُ الطعامَ واسْتَمْرَأْته، وقَلَّما يَمْرَأُ لَكَ الطعامُ. وَيُقَالُ: مَا لَكَ لَا تَمْرَأُ أَي مَا لَك لَا تَطْعَمُ، وَقَدْ مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ. والمَرءُ: الإِطعامُ عَلَى بِنَاءِ دَارٍ أَو تَزْوِيجٍ. وكَلأٌ مَرِيءٌ: غَيْرُ وَخِيمٍ. ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءَةً، فَهِيَ مَرِيئةٌ: حَسُنَ هواءُها. والمَرِيءُ: مَجْرى الطَّعَامِ والشَّراب، وَهُوَ رأْس المَعدة والكَرِش اللاصقُ بالحُلْقُوم الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَيَدْخُلُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ: أَمْرِئةٌ ومُرُؤٌ، مَهموزة بِوَزْنِ مُرُعٍ، مِثْلَ سَرِير وسُرُرٍ. أَبو عُبَيْدٍ: الشَّجْرُ مَا لَصِقَ بالحُلْقُوم، والمَرِيءُ، بِالْهَمْزِ غَيْرُ مُشدد. وَفِي حَدِيثِ الأَحنَف: يَأْتِينَا فِي مِثْلِ مَرِيءِ نَعامٍ «2». المَرِيءُ: مَجْرى الطَّعام والشَّراب مِنَ الحَلْق، ضَرَبه مَثَلًا لِضيق العَيْشِ وَقِلَّةِ الطَّعَام، وَإِنَّمَا خَصَّ النَّعام لدقةِ عُنُقِه، ويُستدلُّ بِهِ عَلَى ضِيق مَريئه. وأَصلُ المَريءِ: رأْسُ المَعِدة المُتَّصِلُ بالحُلْقُوم وَبِهِ يَكُونُ اسْتِمْراءُ الطَّعَامِ. وَتَقُولُ: هُوَ مَرِيءُ الجَزُور وَالشَّاةِ لِلْمُتَّصِلِ بالحُلْقوم الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الطعامُ والشرابُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَقرأَني أَبو بكر الإِياديّ: المريءُ لأَبي عُبَيْدٍ، فَهَمَزَهُ بِلَا تَشْدِيدٍ. قَالَ: وأَقرأَني الْمُنْذِرِيُّ: المَريُّ لأَبي الْهَيْثَمِ، فَلَمْ يَهْمِزْهُ وشدَّد الياءَ. والمَرْءُ: الإِنسان. تَقُولُ: هَذَا مَرْءٌ، وَكَذَلِكَ فِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ تَفْتَحُ الْمِيمَ، هَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَضُمُّ الْمِيمَ فِي الرَّفْعِ وَيَفْتَحُهَا في النصب ويكسرها

_ (1). قوله [هنئني الطعام إلخ] كذا رسم في النسخ وشرح القاموس أيضاً. (2). قوله [يَأْتِينَا فِي مِثْلِ مَرِيءِ إلخ] كذا بالنسخ وهو لفظ النهاية والذي في الأساس يأتينا ما يَأْتِينَا فِي مِثْلِ مَرِيءِ النعامة.

فِي الْخَفْضِ، يُتْبِعُهَا الْهَمْزَ عَلَى حَدِّ مَا يُتْبِعُون الرَّاء إِيَّاهَا إِذَا أَدخلوا أَلف الْوَصْلِ فَقَالُوا امْرُؤٌ. وَقَوْلُ أَبي خِراش: جَمَعْتَ أُمُوراً، يُنْفِذُ المِرْءَ بَعْضُها، ... مِنَ الحِلْمِ والمَعْرُوفِ والحَسَبِ الضَّخْمِ هَكَذَا رَوَاهُ السُّكَّرِيُّ بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَزَعْمَ أَن ذَلِكَ لُغَةُ هُذَيْلٍ. وَهُمَا مِرْآنِ صالِحان، وَلَا يُكَسَّرُ هَذَا الِاسْمُ وَلَا يُجْمَعُ عَلَى لَفْظِهِ، وَلَا يُجْمَع جَمْع السَّلامة، لَا يُقَالُ أَمْراءٌ وَلَا أَمْرُؤٌ وَلَا مَرْؤُونَ وَلَا أَمارِئُ. وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَحْسِنُوا ملأَكُمْ أَيها المَرْؤُونَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ المَرْءِ، وَهُوَ الرَّجل. وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبةَ لِطائفةٍ رَآهم: أَيْنَ يُرِيد المَرْؤُونَ؟ وَقَدْ أَنَّثوا فَقَالُوا: مَرْأَةٌ، وخَفَّفوا التَّخْفِيفَ الْقِيَاسِيَّ فَقَالُوا: مَرَةٌ، بِتَرْكِ الْهَمْزِ وَفَتْحِ الراءِ، وَهَذَا مطَّرد. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ قَالُوا: مَراةٌ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، وَنَظِيرُهُ كَمَاةٌ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَلَيْسَ بمُطَّرِد كأَنهم تَوَهَّمُوا حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الرَّاءِ، فَبَقِيَ مَرَأْةً، ثُمَّ خُفِّف عَلَى هَذَا اللَّفْظِ. وأَلحقوا أَلف الْوَصْلِ فِي المؤَنث أَيضاً، فَقَالُوا: امْرأَةٌ، فَإِذَا عرَّفوها قَالُوا: المَرأة. وَقَدْ حَكَى أَبو عَلِيٍّ: الامْرَأَة. اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ تأْنيث امْرِئٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الأَلف فِي امْرأةٍ وامْرِئٍ أَلف وَصْلٍ. قَالَ: وَلِلْعَرَبِ فِي المَرأَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، يُقَالُ: هِيَ امْرَأَتُه وَهِيَ مَرْأَتُه وَهِيَ مَرَتُه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَنه يُقَالُ للمرأَة إِنَّهَا لَامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل، قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، لَمَّا تَزَوَّج فاطِمَة، رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: قَالَ لَهُ يَهُودِيٌّ، أَراد أَن يَبْتَاعَ مِنْهُ ثِياباً، لَقَدْ تَزَوَّجْتَ امْرأَةً ، يُرِيد امْرَأَةً كامِلةً، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ رَجُلٌ، أَي كامِلٌ فِي الرِّجال. وَفِي الْحَدِيثِ: يَقْتُلُون كَلْبَ المُرَيْئةِ ؛ هِيَ تَصْغِيرُ المرأَة. وَفِي الصِّحَاحِ: إِنْ جِئْتَ بأَلف الْوَصْلِ كَانَ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: فَتْحُ الراءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، حَكَاهَا الفرَّاءُ، وَضَمُّهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَإِعْرَابُهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ. تقول: هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرَأً وَمَرَرْتُ بامْرِئٍ، معرَباً مِنْ مَكَانَيْنِ، وَلَا جَمْعَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي النَّصْبِ تَقُولُ: هذا امْرَؤٌ ورأَيت امْرَأً وَمَرَرْتُ بامْرَئٍ، وَفِي الرَّفْعِ تقول: هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرُأً وَمَرَرْتُ بامْرُئٍ، وَتَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَةٌ، مَفْتُوحَةُ الراءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ والفرَّاءُ: امْرُؤٌ مُعْرَبٌ مِنَ الراءِ وَالْهَمْزَةِ، وَإِنَّمَا أُعرب مِنْ مَكَانَيْنِ، والإِعراب الْوَاحِدُ يَكْفِي مِنَ الإِعرابين، أَن آخِرَهُ هَمْزَةٌ، وَالْهَمْزَةُ قَدْ تُتْرَكُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ، فَكَرِهُوا أَن يَفْتَحُوا الراءَ وَيَتْرُكُوا الْهَمْزَةَ، فَيَقُولُونَ: امْرَوْ، فَتَكُونُ الرَّاءُ مَفْتُوحَةً وَالْوَاوُ سَاكِنَةً، فَلَا يَكُونُ، فِي الْكَلِمَةِ، علامةٌ لِلرَّفْعِ، فَعَرَّبوه مِنَ الراءِ لِيَكُونُوا، إِذَا تَرَكُوا الْهَمْزَةَ، آمِنين مِنْ سُقوط الإِعْراب. قَالَ الفرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُعْرِبُهُ مِنَ الْهَمْزِ وَحْدَه ويَدَعُ الراءَ مَفْتُوحَةً، فَيَقُولُ: قَامَ امرَؤٌ وَضَرَبْتُ امْرَأً وَمَرَرْتُ بامْرَئٍ، وأَنشد: بِأَبْيَ امْرَؤٌ، والشامُ بَيْنِي وبَينَه، ... أَتَتْنِي، بِبُشْرَى، بُرْدُه ورَسائِلُهْ وَقَالَ آخَرُ: أَنتَ امْرَؤٌ مِن خِيار الناسِ، قَدْ عَلِمُوا، ... يُعْطِي الجَزيلَ، ويُعْطَى الحَمْدَ بالثَّمنِ

هَكَذَا أَنشده بِأَبْيَ، بِإِسْكَانِ الْبَاءِ الثَّانِيَةِ وَفَتْحِ الْيَاءِ. وَالْبَصْرِيُّونَ يُنْشِدُونَهُ بِبَنْيَ امْرَؤٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فإِذا أَسقطت الْعَرَبُ مِنِ امرئٍ الأَلف فَلَهَا فِي تَعْرِيبِهِ مَذْهَبَانِ: أَحدهما التَّعْرِيبُ مِنْ مَكَانَيْنِ، وَالْآخَرُ التَّعْرِيبُ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا عَرَّبُوه مِنْ مَكَانَيْنِ قَالُوا: قَامَ مُرْءٌ وضربت مَرْءًا ومررت بمِرْءٍ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قام مَرءٌ وضربت مَرْءًا وَمَرَرْتُ بمَرْءٍ. قَالَ: ونَزَلَ القرآنُ بتعْريبِه مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، عَلَى فَتْحِ الْمِيمِ. الْجَوْهَرِيُّ المرءُ: الرَّجُلُ، تَقُولُ: هَذَا مَرْءٌ صالحٌ، وَمَرَرْتُ بِمَرْءٍ صالحٍ ورأَيت مَرْءًا صَالِحًا. قَالَ: وَضَمُّ الْمِيمِ لُغَةٌ، تَقُولُ: هَذَا مُرْؤٌ ورأَيت مُرْءًا وَمَرَرْتُ بمُرْءٍ، وَتَقُولُ: هذا مُرْءٌ ورأَيت مَرْءًا وَمَرَرْتُ بِمِرْءٍ، مُعْرَباً مِنْ مَكَانَيْنِ. قَالَ: وَإِنْ صَغَّرْتَ أَسقطت أَلِف الْوَصْلِ فَقُلْتَ: مُرَيْءٌ ومُرَيْئةٌ، وَرُبَّمَا سَمَّوُا الذِّئْبَ امْرَأً، وَذَكَرَ يُونُسُ أَن قَوْلَ الشَّاعِرِ: وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدُو عَلَى كلِّ غِرَّةٍ، ... فتُخْطِئُ فِيهَا، مرَّةً، وتُصِيبُ يَعْنِي بِهِ الذِّئْبَ. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أَنا امْرُؤٌ لَا أُخْبِرُ السِّرَّ. وَالنِّسْبَةُ إِلَى امْرِئٍ مَرَئِيٌّ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَمِنْهُ المَرَئِيُّ الشَّاعِرُ. وَكَذَلِكَ النِّسْبَةُ إِلَى امْرِئِ القَيْس، وإِن شِئْتَ امْرِئِيٌّ. وامْرؤُ الْقَيْسِ مِنْ أَسمائهم، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْقَبِيلَةِ، والإِضافةُ إِلَيْهِ امْرِئيّ، وَهُوَ مِنَ الْقِسْمِ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الإِضافة إِلَى الأَول دُونَ الثَّانِي، لأَن امْرَأً لَمْ يُضَفْ إِلَى اسْمِ عَلَمٍ فِي كَلَامِهِمْ إِلَّا فِي قَوْلِهِمُ امرؤُ الْقَيْسِ. وأَما الَّذِينَ قَالُوا: مَرَئِيٌّ، فكأَنهم أَضافوا إِلَى مَرْءٍ، فَكَانَ قِيَاسُهُ عَلَى ذَلِكَ مَرْئِيٌّ، وَلَكِنَّهُ نادرٌ مَعْدُولُ النَّسَبِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا المَرَئِيُّ شَبَّ لَهُ بناتٌ، ... عَقَدْنَ برأْسِه إبَةً وعارَا والمَرْآةُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ المَرْئِيِّ. التَّهْذِيبِ: وَجَمْعُ المَرْآةِ مَراءٍ، بِوَزْنِ مَراعٍ. قَالَ: والعوامُّ يَقُولُونَ فِي جَمْعِ المَرْآةِ مَرايا. قَالَ: وَهُوَ خطأٌ. ومَرْأَةُ: قَرْيَةٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَمَّا دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ ... دساكِرُ، لَمْ تُرْفَعْ، لخَيْرٍ، ظلالُها وَقَدْ قِيلَ: هِيَ قَرْيَةُ هِشَامٍ المَرئِيِّ. وأَما قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: لَا يَتَمَرْأَى أَحدُكم فِي الدُّنْيَا ، أَي لَا يَنْظُرُ فِيهَا، وَهُوَ يَتَمَفْعَلُ مِنَ الرُّؤْية، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يَتَمَرَّأُ أَحدُكم بِالدُّنْيَا، مِن الشَّيْءِ المَرِيءِ. مسأ: مَسَأَ يَمْسَأُ مَسْأً ومُسُوءًا: مَجَنَ، والماسِئُ: الماجِنُ. ومَسْءُ الطريقِ: وَسَطُه. ومَسَأَ مَسْأً: مَرَنَ عَلَى الشيءِ. ومَسَأَ: أَبْطَأَ. ومَسَأَ بَيْنَهُمْ مَسْأً ومُسُوءًا: حَرَّش. أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: الماسُ، خَفِيفٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا يلتفِتُ إِلَى مَوْعِظةِ أَحد، وَلَا يَقبل قَوْلَه. يُقَالُ: رَجُلٌ ماسٌ، وَمَا أَمْساهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مَقْلُوبٌ، كَمَا قالوا هارٌ وهارٍ وهائرٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الماسُ فِي الأَصل ماسِئاً، وَهُوَ مَهْمُوزٌ في الأَصل. مطأ: ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ الباهِلِيِّين تَقُولُ: مَطا الرجُلُ المرأَةَ ومَطَأَها، بِالْهَمْزِ، أَي وَطِئَها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وشَطَأَها، بِالشِّينِ، بِهَذَا الْمَعْنَى لغة.

مكأ: المَكْءُ: جُحْر الثَّعْلَب والأَرْنَب. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ جُحْر الضَّبِّ. قَالَ الطِّرِمَّاح: كَمْ بِهِ مِنْ مَكْءِ وحْشِيَّةٍ، ... قِيضَ فِي مُنْتَثَلٍ أَو هَيامِ عَنَى بالوَحْشِيَّةِ هُنَا الضَّبَّةَ، لأَنه لَا يَبِيضُ الثَّعلب وَلَا الأَرنب. إِنما تَبِيض الضَّبَّة. وقِيضَ: حُفِرَ وشُقَّ، ومَن رَوَاهُ مِنْ مَكْن وَحْشِيَّةٍ، وَهُوَ البَيْضُ، فقِيضَ عِنْدَهُ كُسِرَ قَيْضُه، فأُخْرِجَ مَا فِيهِ. والمُنْتَثَلُ: مَا يُخْرَج مِنْهُ مِنْ التُّراب. والهَيامُ: التُّراب الَّذِي لَا يَتَماسَكُ أَن يَسِيلَ مِنَ الْيَدِ. ملأَ: مَلأَ الشيءَ يَمْلَؤُه مَلأً، فَهُوَ مَمْلُوءٌ، ومَلَّأَه فامْتَلأَ، وتَمَلَّأَ، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي المَلْءِ، لَا التَّمَلُّؤِ. وإِناءٌ مَلآنُ، والأُنثى مَلأَى ومَلآنةٌ، وَالْجَمْعُ مِلاءٌ؛ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: إِناءٌ مَلًا. أَبو حَاتِمٍ يُقَالُ: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبةٌ مَلأَى، وحِبابٌ مِلاءٌ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ الْهَمْزَةَ، فَقُلْتَ فِي الْمُذَكَّرِ مَلانُ، وَفِي المؤَنث مَلًا. ودَلْوٌ مَلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: حَبَّذا دَلْوُك إذْ جاءَت مَلا أَراد مَلأَى. وَيُقَالُ: مَلأْتُه مَلْأً، بِوَزْنِ مَلْعاً، فإِن خَفَّفْتَ قُلْتَ: مَلًا؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي مَلًا، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، بِمَعْنَى مَلْءٍ: وكائِنْ مَا تَرَى مِنْ مُهْوَئِنٍّ، ... مَلا عَيْنٍ وأَكْثِبةٍ وَقُورِ أَراد مَلْء عَيْنٍ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ. وَقَدِ امْتَلأَ الإِناءُ امْتِلاءً، وامْتَلأَ وتَمَلَّأَ، بِمَعْنًى. والمِلْءُ، بِالْكَسْرِ: اسْمٌ مَا يَأْخُذُهُ الإِناءُ إِذَا امْتَلأَ. يُقَالُ: أَعْطَى مِلأَه ومِلأَيْهِ وثلاثةَ أَمْلائه. وكوزٌ مَلآنُ؛ والعامَّةُ تَقُولُ: مَلًا مَاءً. وَفِي دُعَاءِ الصَّلَاةِ: لكَ الحمدُ مِلْءَ السمواتِ والأَرضِ. هَذَا تَمْثِيلٌ لأَنّ الكلامَ لَا يَسَعُ الأَماكِنَ، وَالْمُرَادُ بِهِ كَثْرَةُ الْعَدَدِ. يَقُولُ: لَوْ قُدِّر أَن تَكُونَ كلماتُ الحَمد أَجْساماً لبلَغت مِنْ كَثْرَتِهَا أَن تَمْلأَ السمواتِ والأَرضَ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ المرادُ بِهِ تَفْخِيمَ شأْنِ كَلِمَةِ الحَمد، وَيَجُوزُ أَن يرادَ بِهِ أَجْرُها وثَوابُها. وَمِنْهُ حَدِيثِ إِسلام أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَنَا كلِمَةً تَمْلأُ الفمَ أَي إِنها عَظِيمَةٌ شَنِيعةٌ، لَا يَجُوزُ أَن تُحْكَى وتُقالَ، فكأَنَّ الفَمَ مَلآنُ بِهَا لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّطق. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: امْلَؤُوا أَفْواهَكم مِنَ القُرْآنِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: مِلْءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها ؛ أَرادت أَنها سَمِينة، فَإِذَا تغطَّت بِكسائها مَلأَتْه. وَفِي حَدِيثِ عِمْرانَ ومَزادةِ الْمَاءِ: إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ مِلأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتُدِئَ فِيهَا ، أَي أَشدُّ امْتلاءً. يُقَالُ مَلأْتُ الإِناءَ أَمْلَؤُه مَلأً، والمِلْءُ الِاسْمُ، والمِلأَةُ أَخصُّ مِنْهُ. والمُلأَة، بِالضَّمِّ مِثَالُ المُتْعةِ، والمُلاءَةُ والمُلاءُ: الزُّكام يُصيب مِن امْتِلاءِ المَعِدة. وَقَدْ مَلُؤَ، فَهُوَ مَلِيءٌ، ومُلِئَ فُلَانٌ، وأَمْلأَه اللهُ إِمْلَاءً أَي أَزْكَمه، فَهُوَ مَمْلُوءٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، يُحمل عَلَى مُلِئَ. والمِلْءُ: الكِظَّة مِنْ كَثْرَةِ الأَكل. اللَّيْثُ: المُلأَةُ

ثِقَلٌ يَأْخُذُ فِي الرَّأْسِ كالزُّكام مِنَ امْتِلاءِ المَعِدة. وَقَدْ تَمَّلأَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَمَلُّؤاً، وتَمَلَّأَ غَيْظاً. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَمَلَّأْتُ مِنَ الطَّعَامِ تَملُّؤاً، وَقَدْ تَملَّيْتُ العَيْشَ تَملِّياً إِذَا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلًا. والمُلْأَةُ: رَهَلٌ يُصِيبُ البعيرَ مِنْ طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْرِ. ومَلَّأَ فِي قَوْسِه: غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ. وأَمْلَأْتُ النَّزْعَ فِي القَوْسِ إِذَا شَدَدْتَ النَّزْعَ فِيهَا. التَّهْذِيبُ، يُقَالُ: أَمْلَأَ فُلَانٌ فِي قَوْسِه إِذَا أَغْرَقَ فِي النَّزْعِ، ومَلَأَ فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذَا حَمَله عَلَى أَشَدِّ الحُضْرِ. ورَجل مَلِيءٌ، مَهْمُوزٌ: كَثِيرُ المالِ، بَيِّن المَلاء، يَا هَذَا، وَالْجَمْعُ مِلاءٌ، وأَمْلِئاءُ، بِهَمْزَتَيْنِ، ومُلَآءُ، كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِي وَحْدَهُ، وَلِذَلِكَ أُتِيَ بِهِمَا آخِرًا. وَقَدْ مَلُؤَ الرَّجُلُ يَمْلُؤُ مَلاءَةً، فَهُوَ مَلِيءٌ: صَارَ مَلِيئاً أَي ثِقةً، فَهُوَ غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ، مَمْدُودَانِ. وَفِي حَدِيثِ الدَّيْنِ: إِذَا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فلْيَتَّبِعْ. المَلِيءٌ، بِالْهَمْزِ: الثِّقةُ الغَنِيُّ، وَقَدْ أُولِعَ فِيهِ النَّاسُ بِتَرْكِ الْهَمْزِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لَا مَلِيءٌ وَاللَّهِ بإصْدارِ مَا ورَدَ عَلَيْهِ. واسْتَمْلَأَ فِي الدَّيْنِ: جَعل دَيْنَه فِي مُلَآءَ. وَهَذَا الأَمر أَمْلَأُ بكَ أَي أَمْلَكُ. والمَلَأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم مِلاءٌ بِمَا يُحتاج إِلَيْهِ. والمَلَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الْجَمَاعَةُ، وَقِيلَ أَشْرافُ الْقَوْمِ ووجُوهُهم ورؤَساؤهم ومُقَدَّمُوهم، الَّذِينَ يُرْجَع إِلَى قَوْلِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلى؟ يُرِيدُ الملائكةَ المُقَرَّبين. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ . وَفِيهِ أَيضاً: وَقالَ الْمَلَأُ* . وَيُرْوَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الأَنصار وَقَدْ رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر يَقُولُ: مَا قَتَلْنا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُولئِكَ المَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ ؛ أَي أَشْرافُ قُرَيْشٍ، وَالْجَمْعُ أَمْلاء. أَبو الْحَسَنِ: لَيْسَ المَلَأُ مِن بَابِ رَهْطٍ، وَإِنْ كَانَا اسْمَيْنِ لِلْجَمْعِ، لأَن رَهْطاً لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، والمَلَأُ وإِن كَانَ لَمْ يُكسر مالِئٌ عَلَيْهِ، فإنَّ مالِئاً مَنْ لَفْظِهِ. حَكَى أَحمد بْنُ يَحْيَى: رَجُلٌ مالِئٌ جَلِيلٌ يَمْلَأُ الْعَيْنَ بِجُهْرَتِه، فَهُوَ كعَرَبٍ ورَوَحٍ. وشابٌّ مالِئُ الْعَيْنِ إِذَا كَانَ فَخْماً حَسَناً. قَالَ الرَّاجِزُ: بِهَجْمةٍ تَمْلَأُ عَيْنَ الحاسِدِ وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَمْلَأُ لِعَيْنِي مِن فُلَانٍ، أَي أَتَمُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَنْظَراً وحُسْناً. وَهُوَ رَجُلٌ مالِئُ الْعَيْنِ إِذَا أَعْجَبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه. وحَكَى: مَلَأَهُ عَلَى الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَهُ «3»، وَكَذَلِكَ المَلَأُ إِنَّمَا هُمُ القَوْم ذَوُو الشَّارَةِ والتَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لِذَلِكَ، والمَلَأُ عَلَى هَذَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَقَدْ مَالَأْتُه عَلَى الأَمر مُمَالَأَةً: ساعَدْتُه عَلَيْهِ وشايَعْتُه. وتَمَالَأْنا عَلَيْهِ: اجْتَمَعْنا، وتَمالَؤُوا عَلَيْهِ: اجْتَمعوا عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وتَحَدَّثُوا مَلَأً، لِتُصْبِحَ أُمّنا ... عَذْراءَ، لَا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ

_ (3). قوله [وَحَكَى ملأَه عَلَى الأَمر إلخ] كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملَأَه على الأَمر ساعده كمالأَه.

أَي تَشَاوَرُوا وتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ عَلَى ذَلِكَ ليَقْتُلونا أَجمعين، فَتُصْبِحُ أُمنا كالعَذْراء الَّتِي لَا وَلَد لَهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا تَتابَعُوا برَأْيِهم عَلَى أَمر قد تَمالَؤُوا عَلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: مَالَأَه إِذَا عاوَنَه، ومَالَأَه إِذَا صَحِبَه أَشْباهُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثمانَ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ ؛ أَي مَا ساعَدْتُ وَلَا عاوَنْتُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ بِرَجُلٍ قَتَلُوه غِيلةً ، وَقَالَ: لَو تَمالأَ عَلَيْهِ أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم بِهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: لَقَتَلْتُهم. يَقُولُ: لَوْ تضافَرُوا عليه وتَعاوَنُوا وتَساعَدُوا. المَلَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الخُلُقُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخُلُقُ المَلِيءُ بِمَا يُحْتاجُ إِلَيْهِ. وَمَا أَحسن مَلَأَ بَنِي فُلَانٍ أَي أَخْلاقَهم وعِشْرَتَهم. قَالَ الجُهَنِيُّ: تَنادَوْا يَا لَبُهْثَةَ، إذْ رَأَوْنا، ... فَقُلْنا: أَحْسِني مَلَأً جُهَيْنا أَي أَحْسِنِي أَخْلاقاً يَا جُهَيْنةُ؛ وَالْجَمْعُ أَملاء. وَيُقَالُ: أَراد أَحْسِنِي ممالأَةً أَي مُعاوَنةً، مِنْ قَوْلِكَ مَالَأْتُ فُلاناً أَي عاوَنْتهُ وظاهَرْته. والمَلَأُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الخُلُقُ، يُقَالُ: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَي أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتادَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، لَمَّا تَكابُّوا عَلَى الْمَاءِ فِي تِلْكَ الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم؛ وَفِي طَرِيقٍ: لَمَّا ازدَحَمَ الناسُ عَلَى المِيضأَةِ، قَالَ لَهُمْ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسِنُوا المَلَأَ، فَكُلُّكُمْ سَيَرْوَى. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر قُرّاء الحديث يَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْءَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ اللَّامِ مِنْ مَلْءِ الإَناء، قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لأَصحابه حِينَ ضَرَبُوا الأَعرابيَّ الَّذِي بَالَ فِي المَسجد: أَحسنوا أَمْلاءَكم، أَي أَخْلاقَكم. وَفِي غَرِيبِ أَبي عُبيدة: مَلَأً أَي غَلَبَةً «1». وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ أَنهم ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَيها المَرْؤُون. والمَلَأُ: العِلْيةُ، وَالْجَمْعُ أَمْلاءٌ أَيضاً. وَمَا كَانَ هَذَا الأَمرُ عَنْ مَلإٍ منَّا أَي تشاوُرٍ وَاجْتِمَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضي الله عَنْهُ، حِين طُعِنَ: أَكان هَذَا عَنْ مَلإِ مِنْكُمْ ، أَي مُشاوَرةٍ مِنْ أَشرافِكم وجَماعَتِكم. والمَلَأُ: الطَّمَعُ والظَّنُّ، عَنِ ابْنِ الأَعْرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلُهُ وتحَدَّثُوا مَلَأً، الْبَيْتُ الَّذِي تَقَدَّم، وَبِهِ فُسِّرَ أَيضاً قَوْلُهُ: فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلَأً جُهَيْنا أَي أَحْسِنِي ظَنّاً. والمُلاءَة، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، الرَّيْطة، وَهِيَ المِلْحفةُ، وَالْجَمْعُ مُلاءٌ. وَفِي حَدِيثِ الاستسقاءِ: فرأَيت السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حِينَ تُطْوَى. المُلاءُ، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ: جَمْعُ مُلاءةٍ، وَهِيَ الإِزارُ والرَّيْطة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِن الْجَمْعَ مُلَأٌ، بِغَيْرِ مَدٍّ، وَالْوَاحِدُ مَمْدُودٌ، والأَول أَثبت. شبَّه تَفَرُّقَ الْغَيْمِ وَاجْتِمَاعُ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ فِي أَطراف السَّمَاءِ بالإِزار إِذَا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْلةَ: وَعَلَيْهِ أَسمالُ مُلَيَّتَيْنِ ، هُوَ تَصْغِيرُ مُلاءَة مُثَنَّاةُ الْمُخَفَّفَةِ الْهَمْزِ، وَقَوْلُ أَبي خِراش: كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ، خَلْفَ ذَراعِه، ... صُراحِيّةٌ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ عَنَى بالمَحْضِ هُنَا الغُبارَ الخالِصَ، شبَّهه بالمُلاءِ من الثياب.

_ (1). قوله [ملأً أي غلبة] كذا هو في غير نسخة من النهاية.

فصل النون

منأ: المَنِيئَةُ، عَلَى فَعِيلةٍ: الجِلْدُ أَوَّلَ مَا يُدْبَغُ ثُمَّ هُوَ أَفِيقٌ ثُمَّ أَدِيمٌ. مَنَأَه يَمْنَؤُه مَنْأً إِذَا أَنْقَعه فِي الدِّباغِ. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: إِذَا أَنتَ باكَرْتَ المَنِيئةَ باكَرَتْ ... مَداكاً لَها، مِنْ زَعْفَرانٍ وإثْمِدا ومَنأْتُه: وافَقْتُه، عَلَى مِثْلِ فَعَلْتُه. والمَنِيئةُ، عِنْدَ الفارِسيِّ، مَفْعِلةٌ مِنَ اللَّحم النِّيءِ، أَنْبأَ بِذَلِكَ عَنْهُ أَبُو العَلاء، ومَنَأَ تَأْبَى ذَلِكَ. والمَنِيئةُ: المَدْبَغةُ. والمَنِيئةُ: الجِلد مَا كَانَ فِي الدِّباغ. وبَعَثَتِ امرأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ بِنْتًا لَهَا إِلَى جَارَتِهَا فَقَالَتْ: تَقُولُ لَكِ أُمّي أَعْطِيني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَمْعَسُ بِهِ مَنِيئَتِي، فإنِّي أَفِدةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وآدِمةٌ فِي المَنِيئةِ أَي فِي الدِّباغ. وَيُقَالُ لِلْجِلْدِ مَا دَامَ فِي الدِّباغ: مَنِيئةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئةً لَهَا. والمَمْنَأَةُ: الأَرض السَّوْداءُ، تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ. والمَنِيَّةُ، مِنَ المَوْت، معتل. موأ: ماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مَوْءاً «2» كَمَأَى. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ماءَتِ الهرَّةُ تَمُوءُ مِثْلُ ماعَتْ تَمُوعُ، وَهُوَ الضُّغاء، إِذَا صَاحَتْ. وَقَالَ: هِرَّةٌ مَؤُوءٌ، عَلَى مَعُوعٍ، وصَوتُها المُواءُ، عَلَى فُعَال. أَبو عَمْرٍو: أَمْوَأَ السِّنَّوْرُ إِذَا صاحَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ المائِيَةُ، بِوَزْنِ الماعيَة، والمائِيّةُ، بِوَزْنِ الماعِيّةِ، يُقَالُ ذَلِكَ للسِّنَّوْر، وَاللَّهُ أَعلم. فصل النون نأنأ: النَّأْنَأَةُ: العَجْزُ والضَّعْفُ. وَرَوَى عِكْرِمةُ عَنْ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: طُوبَى لِمَنْ ماتَ فِي النَّأْنَأَةِ ، مَهْمُوزَةٌ، يَعْنِي أَوّل الإِسلام قَبْلَ أَن يَقْوَى ويكثُرَ أَهلُه وناصِرُه والدّاخِلُون فِيهِ، فَهُوَ عِنْدَ النَّاسِ ضَعِيفٌ. ونَأْنَأْتُ فِي الرأْي إِذَا خَلَّطْت فِيهِ تَخْلِيطاً وَلَمْ تُبْرِمْه. وَقَدْ تَنَأْنَأَ ونَأْنَأَ فِي رأْيه نَأْنَأَةً ومُنَأْنَأَةً: ضَعُفَ فِيهِ وَلَمْ يُبْرِمْه. قال عَبد هِنْد ابن زَيْدٍ التَّغْلبِيّ، جَاهِلِيٌّ: فَلَا أَسْمَعَنْ مِنْكُمْ بأَمرٍ مُنَأْنَإٍ، ... ضَعِيفٍ، وَلَا تَسْمَعْ بِهِ هامَتي بَعْدِي فإِنَّ السِّنانَ يَرْكَبُ المَرْءُ حَدَّه، ... مِن الخِزْي، أَو يَعْدُو عَلَى الأَسَدِ الوَرْدِ وتَنَأْنَأَ: ضَعُفَ واسْتَرْخَى. وَرَجُلٌ نَأْنَأٌ ونَأْنَاءٌ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ: عَاجِزٌ جَبانٌ ضَعِيفٌ. قَالَ امرؤُ الْقَيْسِ يَمْدَحُ سَعْدَ بْنَ الضَّبابِ الإِيادِيَّ: لعَمْرُكَ مَا سعْدٌ بِخُلّةِ آثِمٍ، ... وَلَا نَأْنَإٍ، عندَ الحِفاظِ، وَلَا حَصِرْ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لسليمانَ بْنِ صُرَدٍ، وَكَانَ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْهُ يَوْمَ الجَمَلِ ثُمَّ أَتاه، فَقَالَ لَهُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ، فَكَيْفَ رأَيتَ صُنْعَ اللَّهِ؟ قَوْلُهُ: تَنَأْنَأْتَ يُرِيدُ ضَعُفْتَ واسْتَرْخَيْتَ. الأُموي: نَأْنَأْتُ الرَّجُلَ نَأْنَأَةً إِذَا نَهْنَهْتَه عَمَّا يُرِيدُ وكَفَفْتَه، كأَنه يُرِيدُ إِنِّي حَمَلْتُه عَلَى أَن ضَعُفَ

_ (2). قوله [يموء موءاً] الذي في المحكم والتكملة مواء أي بزنة غراب وهو القياس في الأَصوات.

عَمَّا أَراد وَتَرَاخَى. وَرَجُلٌ نَأْناءٌ: يُكثر تَقْلِيبَ حَدَقَتيه، والمعروف رَأْراءٌ. نبأ: النَّبَأُ: الْخَبَرُ، وَالْجَمْعُ أَنْبَاءٌ، وإنَّ لِفُلَانٍ نَبَأً أَي خَبَرًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ . قِيلَ عَنِ الْقُرْآنِ، وَقِيلَ عَنِ البَعْث، وَقِيلَ عَنْ أَمْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ أَنْبَأَه إِيّاه وَبِهِ، وَكَذَلِكَ نَبَّأَه، مُتَعَدِّيَةٌ بِحَرْفٍ وَغَيْرِ حَرْفٍ، أَي أَخبر. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَنا أَنْبُؤُك، عَلَى الإِتباع. وَقَوْلُهُ: إِلَى هِنْدٍ مَتَى تَسَلِي تُنْبَيْ أَبدل هَمْزَةَ تُنْبَئِي إِبدالًا صَحِيحًا حَتَّى صَارَتِ الْهَمْزَةُ حَرْفَ عِلَّةٍ، فَقَوْلُهُ تُنْبَيْ كَقَوْلِهِ تُقْضَيْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْبَيْتُ هَكَذَا وُجِدَ، وَهُوَ لَا مَحَالَةَ نَاقِصٌ. واسْتَنْبأَ النَّبَأَ: بحَث عَنْهُ. ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي: أَنْبَأْته وأَنْبأَنِي. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَهْجُو قَوْمًا: زُرْقُ العُيُونِ، إِذَا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا ... مَا يَسْرِقُ العَبْدُ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا وَقِيلَ: نَابَأْتَهم: تركْتَ جِوارَهم وتَباعَدْت عَنْهُمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَساءَلُونَ . قَالَ الفرَّاءُ: يَقُولُ الْقَائِلُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ*؛ كَيْفَ قَالَ هَهُنَا: فَهُمْ لَا يتساءَلُون؟ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ: إِنَّهُ يَقُولُ عَمِيتْ عَلَيْهِمُ الحُجَجُ يومئذٍ، فَسَكَتُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فَهُمْ لَا يَتَساءَلُونَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سمَّى الحُجَج أَنْبَاءً، وَهِيَ جَمْعُ النَّبَإِ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عَنِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ. الْجَوْهَرِيُّ: والنَبِيءُ: المُخْبِر عَنِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عَنْهُ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فاعِلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعِل مِثْلَ نَذِير بِمَعْنَى مُنْذِر وأَلِيمٍ بِمَعْنَى مُؤْلِمٍ. وَفِي النِّهَايَةِ: فَعِيل بِمَعْنَى فاعِل لِلْمُبَالَغَةِ مِنَ النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عَنِ اللَّهِ أَي أَخْبَرَ. قَالَ: وَيَجُوزُ فِيهِ تَحْقِيقُ الْهَمْزِ وَتَخْفِيفُهُ. يُقَالُ نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ أَحد مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا وَيَقُولُ تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة، بِالْهَمْزِ، غَيْرَ أَنهم تَرَكُوا الْهَمْزَ فِي النبيِّ كَمَا تَرَكُوهُ فِي الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ، إِلَّا أَهلَ مَكَّةَ، فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ هَذِهِ الأَحرف وَلَا يَهْمِزُونَ غَيْرَهَا، ويُخالِفون الْعَرَبَ فِي ذَلِكَ. قَالَ: وَالْهَمْزُ فِي النَّبِيءِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، يَعْنِي لِقِلَّةِ اسْتِعْمَالِهَا، لَا لأَنَّ الْقِيَاسَ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ. أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِ سيِّدِنا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَدْ قِيلَ يَا نَبِيءَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: لَا تَنْبِر باسْمي، فَإِنَّمَا أَنا نَبِيُّ اللَّهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ لستُ بِنَبِيءِ اللَّهِ ولكنِّي نبيُّ اللَّهِ. وَذَلِكَ أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنكر الْهَمْزَ فِي اسْمِهِ فرَدَّه عَلَى قَائِلِهِ لأَنه لَمْ يَدْرِ بِمَا سَمَّاهُ، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ عَلَى ذَلِكَ، وَفِيهِ شيءٌ يَتَعَلَّقُ بالشَّرْع، فَيَكُونَ بالإِمْساك عَنْهُ مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. وَالْجَمْعُ: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قَالَ العَبَّاسُ بْنُ مِرْداسٍ: يَا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّكَ مُرْسَلٌ ... بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا إنَّ الإِلهَ ثَنَى عَلَيْكَ مَحَبَّةً ... فِي خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الْهَمْزَ لَمَّا أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ مَا أَصلُ لَامِهُ حَرْفُ

الْعِلَّةِ كَعِيد وأَعْياد، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ. قَالَ الفرَّاءُ: النبيُّ: هُوَ مَنْ أَنْبَأَ عَنِ اللَّهِ، فَتُرِك هَمزه. قال: وإن أُخِذَ مِنَ النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وَهِيَ الِارْتِفَاعُ عَنِ الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف عَلَى سَائِرِ الخَلْق، فأَصله غَيْرُ الْهَمْزِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: القِرَاءَة الْمُجْمَعُ عَلَيْهَا، فِي النَّبِيِّين والأَنْبِياء، طَرْحُ الْهَمْزِ، وَقَدْ هَمَزَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَذَا. وَاشْتِقَاقُهُ من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قَالَ: والأَجود تَرْكُ الْهَمْزِ؛ وسيأْتي فِي الْمُعْتَلِّ. وَمِنْ غَيْرِ الْمَهْمُوزِ: حَدِيثُ البَراءِ. قُلْتُ: ورَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فردَّ عَليَّ وَقَالَ: ونَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنَّمَا ردَّ عَلَيْهِ ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، وَيَجْمَعَ لَهُ الثناءَ بَيْنَ مَعْنَى النُّبُوَّة والرِّسالة، وَيَكُونَ تَعْدِيدًا لِلنِّعْمَةِ فِي الحالَيْن، وَتَعْظِيمًا لِلمِنَّةِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ. والرَّسولُ أَخصُّ مِنَ النَّبِيِّ، لأَنَّ كُلَّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا. وَيُقَالُ: تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذَا ادَّعَى النُّبُوّةَ. وتَنَبَّى كَمَا تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه مِنَ الدَّجَّالِينَ المُتَنَبِّينَ. وَتَصْغِيرُ النَّبِيءِ: نُبَيِّئٌ، مثالُ نُبَيِّعٍ. وَتَصْغِيرُ النُّبُوءَة: نُبَيِّئَةٌ، مِثَالُ نُبَيِّعةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَصْغِيرِ النَّبِيءِ نُبَيِّئٌ، بِالْهَمْزِ عَلَى الْقَطْعِ بِذَلِكَ. قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر كَمَا ذَكر، لأَن سِيبَوَيْهِ قَالَ: مَنْ جَمَعَ نَبِيئاً عَلَى نُبَآء قَالَ فِي تَصْغِيرِهِ نُبَيِّئ، بِالْهَمْزِ، وَمَنْ جَمَعَ نَبيئاً عَلَى أَنْبِياء قَالَ فِي تَصْغِيرِهِ نُبَيٌّ، بِغَيْرِ هَمْزٍ. يُرِيدُ: مَنْ لَزِمَ الْهَمْزَ فِي الْجَمْعِ لَزِمَهُ فِي التَّصْغِيرِ، وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ فِي الْجَمْعِ تَرَكَهُ فِي التَّصْغِيرِ. وَقِيلَ: النَّبيُّ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّبَاوةِ، وَهِيَ الشيءُ المُرْتَفِعُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي التَّصْغِيرِ: كَانَتْ نُبَيِّئةُ مُّسَيْلِمَة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الَّذِي ذكره سيبوبه: كَانَتْ نُبُوّةُ مُسَيْلِمَةَ نُبَيِّئةَ سَوْءٍ، فَذَكَرَ الأَول غَيْرَ مُصَغَّرٍ وَلَا مَهْمُوزٍ لِيُبَيِّنَ أَنهم قَدْ هَمَزُوهُ فِي التَّصْغِيرِ، وإِن لَمْ يَكُنْ مَهْمُوزًا فِي التَّكْبِيرِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ . فَقَدَّمَهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، عَلَى نُوحٍ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فِي أَخذ المِيثاق، فَإِنَّمَا ذَلِكَ لأَنّ الْوَاوَ مَعْنَاهَا الاجْتِماعُ، وَلَيْسَ فِيهَا دليلٌ أَن الْمَذْكُورَ أَوّلًا لَا يَسْتَقِيمُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ التأْخير، فَالْمَعْنَى عَلَى مَذْهَبِ أَهل اللُّغَةِ: وَمِنْ نُوح وإِبراهيم ومُوسَى وَعِيسَى بنِ مريمَ ومِنْكَ. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: إِنّي خُلِقْتُ قَبْلَ الأَنبياء وبُعِثْتُ بعدَهم. فَعَلَى هَذَا لَا تَقْدِيمَ وَلَا تأْخير فِي الْكَلَامِ، وَهُوَ عَلَى نَسَقِه. وأَخْذُ المِيثاقِ حِينَ أُخْرِجوا مِنْ صُلْب آدمَ كالذَّرّ، وَهِيَ النُّبُوءَةُ. وتَنَبَّأَ الرَّجل: ادّعَى النُّبُوءَةَ. ورَمَى فأَنْبَأَ أَي لَمْ يَشْرِمْ وَلَمْ يَخْدِشْ. ونَبَأْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَنْبَأُ نَبْأً إِذَا طَلَعْتَ عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ نَبَأْتُ مِنَ الأَرض إِلَى أَرض أُخرى إِذَا خرجتَ مِنْهَا إِلَيْهَا. ونَبَأَ مِنْ بَلَدِ كَذَا يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: طَرأَ. والنابِئُ: الثَّوْرُ الَّذِي يَنْبَأُ مِنْ أَرض إِلَى أَرض أَي يَخْرُج. قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: ولَهُ النَّعْجةُ المَرِيُّ تُجاهَ الرَّكْبِ، ... عِدْلًا بالنَّابِئِ المِخْراقِ أَرادَ بالنَّابِئِ: الثَّوْرَ خَرَج مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، يُقَالُ: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ. ونَبَأْتُ مِنْ أَرض إِلَى أَرض إِذَا خَرَجْتَ مِنْهَا إِلَى أُخرى. وسَيْلٌ نابِئٌ: جَاءَ مِنْ بَلَدٍ آخَر. وَرَجُلٌ

نابِئٌ. كَذَلِكَ قَالَ الأَخطل: أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عَنِّيَ القَذَى، ... فليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ فِي الخَمْرِ وليسَ قَذاها بالَّذِي قَدْ يَريبُها، ... وَلَا بِذُبابٍ، نَزْعُه أَيْسَرُ الأَمْرِ «1» ولكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ، ... أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْري وَيُرْوَى: قَدَاهَا، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. قَالَ: وَصَوَابُهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. وَمِنْ هُنَا قَالَ الأَعرابي لَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا نَبِيءَ اللَّهِ، فهَمز، أَي يَا مَن خَرَج مِنْ مكةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فأَنكر عَلَيْهِ الْهَمْزَ، لأَنه لَيْسَ مِنْ لُغَةِ قُرَيْشٍ. ونَبَأَ عَلَيْهِمْ يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: هَجَم وطَلَع، وَكَذَلِكَ نَبَهَ ونَبَع، كِلَاهُمَا عَلَى الْبَدَلِ. ونَبَأَتْ بِهِ الأَرضُ: جاءَت بِهِ قَالَ حَنَشُ بْنُ مَالِكٍ: فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ، فإِنَّ الحُتُوفَ ... يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ فِي كلَّ وَادِ ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءاً: ارْتَفَعَ. والنَّبْأَةُ: النَّشْزُ، والنَبِيءُ: الطَّريقُ الواضِحُ. والنَّبْأَةُ: صوتُ الكِلاب، وَقِيلَ هِيَ الجَرْسُ أَيّاً كَانَ. وَقَدْ نَبَأَ نَبْأً. والنَّبْأَةُ: الصوتُ الخَفِيُّ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ، نَدُسٌ، ... بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ، مَا فِي سَمْعِه كَذِبُ الرِّكْزُ: الصوتُ. والمُقْفِرُ: أَخُو القَفْرةِ، يُرِيدُ الصَّائِدَ. والنَّدُسُ: الفَطِنُ. التَّهْذِيبُ: النَّبْأَةُ: الصوتُ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ. قَالَ الشَّاعِرُ: آنَسَتْ نَبْأَةً، وأَفْزَعَها القَنَّاصُ ... قَصْراً، وقَدْ دَنا الإِمْساءُ أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ. نتأ: نَتَأَ الشيءُ يَنْتَأُ نَتْأً ونُتُوءاً: انْتَبَر وانْتَفَخَ. وكلُّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ نَبْتٍ وَغَيْرِهِ، فَقَدْ نَتَأَ، وَهُوَ ناتِئٌ، وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ وَعَدَتْنِي أُمُّ عَمْرو أَنْ تَا ... تَمْسَحَ رَأْسِي، وتُفَلِّيني وَا وتَمْسَحَ القَنْفَاءَ، حَتَّى تَنْتا فَإِنَّهُ أرَاد حَتَّى تَنْتَأَ. فإِمَّا أَن يَكُونَ خَفَّفَ تَخْفِيفًا قِياسِيًّا، عَلَى مَا ذَهب إِلَيْهِ أَبو عُثْمَانَ فِي هَذَا النَّحْوِ، وإِما أَن يَكُونَ أَبدلَ إِبْدَالًا صَحِيحًا، عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الأَخفش. وَكُلُّ ذَلِكَ لِيُوَافِقَ قَوْلَهُ تَا مِنْ قَوْلِهِ: وَعَدَتْنِي أُمُّ عَمْرٍو أَن تَا ووَا مِنْ قَوْلِهِ: تَمْسَحَ رأْسي وتفلِّيني وَا وَلَوْ جَعَلَهَا بَيْنَ بَيْنَ لَكَانَتِ الْهَمْزَةُ الْخَفِيفَةُ فِي نِيَّةِ الْمُحَقَّقَةِ، حَتَّى كأَنه قَالَ: تَنْتَأُ، فَكَانَ يَكُونُ تَا تَنْتَأُ مُسْتَفْعِلُنْ. وَقَوْلُهُ: رَنَ أَن تَا: مَفْعُولُنْ. وَلِيَنِيَ وَا: مَفْعُولُنْ، وَمَفْعُولُنْ لَا يجيءُ مَعَ مُسْتَفْعِلُنْ، وَقَدْ أَكْفَأَ هَذَا الشَّاعِرُ بَيْنَ التاءِ وَالْوَاوِ، وأَراد أَن تَمْسَح وتُفَلِّيَنِي وتَمْسَحَ، وَهَذَا مِن أَقْبَحِ مَا جاءَ فِي الإِكْفَاءِ. وإِنما ذَهَبَ الأَخفش: أَن الرويَّ مِنْ تَا وَوَا التاءُ وَالْوَاوُ مِنْ قِبَل أَنَّ الأَلف فِيهِمَا إِنما هِيَ لإِشباع فتحة

_ (1). [وليس قذاها إلخ] سيأتي هذا الشعر في ق ذ ي على غير هذا الوجه.

التاءِ وَالْوَاوِ، فَهِيَ مَدٌّ زَائِدٌ لإِشباع الْحَرَكَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، فَهِيَ إِذًا كالأَلف وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي الجَرعا والأَيَّامِي والخِيامُو. ونَتَأَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ: ارْتَفَعَ. ونَتَأَ الشيءُ: خَرَج مِنْ مَوْضِعه مِنْ غَيْرِ أَن يَبِينَ، وَهُوَ النُّتُوءُ. ونَتَأَتِ القُرْحةُ: وَرِمَتْ. ونَتَأْتُ عَلَى الْقَوْمِ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِمْ، مِثْلُ نَبَأْت. ونَتَأَتِ الجارِيةُ: بَلَغَتْ وارْتَفَعَتْ. ونَتَأَ عَلَى الْقَوْمِ نَتْأً: ارْتَفَعَ. وكلُّ مَا ارْتَفَع فَهُوَ ناتِئٌ. وانْتَتَأَ إِذَا ارْتَفَعَ «1». وأَنشد أَبو حَازِمٍ: فَلَمَّا انْتَتَأْتُ لِدِرِّيئِهِمْ، ... نَزَأْتُ عَلَيْهِ الْوَأَى أَهْذَؤُهْ لِدِرِّيئِهمْ أَي لعَرِيفِهم. نَزَأْتُ عَلَيْهِ أَي هَيَّجْتُ عَلَيْهِ ونَزَعْتُ الْوَأَى، وَهُوَ السَّيْف. أَهْذَؤُه: أَقْطَعُه. وَفِي الْمَثَلِ: تَحْقِرُه ويَنْتَأُ أَي يَرْتَفِعُ. يُقَالُ هَذَا لِلَّذِي لَيْسَ لَهُ شاهِدُ مَنْظَر وَلَهُ باطِنُ مَخْبَر، أَي تَزْدَرِيهِ لسُكُونه، وَهُوَ يُجاذِبُكَ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَسْتَصْغِرُه ويَعْظُمُ. وَقِيلَ: تَحْقِرُه ويَنْتُو، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وسنذكره في موضعه. نجأ: نَجَأَ الشيءَ نَجْأَةً وانْتَجَأَه: أَصابَه بِالْعَيْنِ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَنَجَّأَه أَي تَعَيَّنَه. وَرَجُلٌ نَجِئُ العَيْنِ، عَلَى فَعِلٍ، ونَجِيءُ الْعَيْنِ، عَلَى فَعِيلٍ، ونَجُؤُ العينِ، عَلَى فَعُلٍ، ونَجُوءُ العينِ، عَلَى فَعُولٍ: شَدِيدُ الإِصابة بِهَا خَبِيثُ الْعَيْنِ. ورُدَّ عَنْكَ نَجْأَةَ هَذَا الشَّيْءِ أَي شَهْوتَك إِيّاه، وَذَلِكَ إِذَا رأَيت شَيْئًا، فاشْتَهَيْتَه. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ ادْفَعْ عَنْكَ نَجْأَةَ السَّائلِ أَي أَعْطِه شَيْئًا مِمَّا تأْكل لِتَدْفَعَ بِهِ عَنْكَ شدَّةَ نَظَرِه، وأَنشد: أَلا بِكَ النَّجْأَةُ يَا ردَّادُ الْكِسَائِيُّ: نَجَأْتُ الدابةَ وغيرَها: أَصَبْتُها بِعَيْنِي، وَالِاسْمُ النَّجْأَةُ. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: رُدُّوا نَجْأَةَ السَّائل باللُّقْمة، فَقَدْ تَكُونُ الشَّهوةَ، وَقَدْ تَكُونُ الإِصابةَ بِالْعَيْنِ. والنَّجْأَةُ: شِدَّةُ النظرِ؛ أَي إِذَا سَأَلَكُم عَنْ طَعام بَيْنَ أَيْدِيكم، فأَعْطُوه لِئَلَّا يُصِيبكم بِالْعَيْنِ، ورُدُّوا شِدَّة نَظَرِه إِلَى طَعَامِكُمْ بلُقْمةٍ تَدْفَعُونها إِلَيْهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَعْنَى: أَعْطِه اللُّقمة لِتَدْفَعَ بِهَا شِدَّةَ النَّظَرِ إِلَيْكَ. قَالَ: وَلَهُ مَعْنَيَانِ أَحدهما أَن تَقْضِيَ شَهْوَتَه وتَرُدَّ عَيْنَه مِنْ نَظَره إِلَى طَعامِك رِفْقاً بِهِ ورَحْمةً، وَالثَّانِي أَن تَحْذَرَ إِصابَتَه نِعْمَتَك بِعَيْنِهِ لِفَرْطِ تَحْدِيقهِ وحِرْصِه. ندأ: نَدَأَ اللحمَ يَنْدَؤُه نَدْءاً: أَلقاهُ فِي النَّارِ، أَو دَفَنَه فِيهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: نَدَأْتُه إِذَا مَلَلْتَه فِي المَلَّةِ والجَمْر. قَالَ: والنَّديءُ الِاسْمُ، وَهُوَ مِثْلُ الطَّبِيخِ، ولَحْمٌ نَدِيءٌ. ونَدَأَ المَلَّة يَنْدَؤُها: عَمِلَها. ونَدَأَ القُرْصَ فِي النَّارِ نَدْءاً: دَفَنَه فِي المَلَّة ليَنْضَجَ. وَكَذَلِكَ نَدَأَ اللحمَ فِي المَلَّة: دَفَنه حَتَّى يَنْضَج. ونَدَأَ الشيءَ: كَرِهَه. والنَّدْأَةُ والنُّدْأَةُ: الكَثْرةُ مِنَ الْمَالِ، مِثْلَ النَّدْهةِ والنُّدْهةِ. والنُّدْأَةُ والنَّدْأَةُ: دارةُ الْقَمَرِ وَالشَّمْسِ،

_ (1). قوله [وانتتأ إذا ارتفع إلخ] كذا في النسخ والتهذيب. وعبارة التكملة انتتأ أي ارتفع، وانتتأ أيضاً انبرى وبكليهما فسر قول أبي حازم العكلي: فلما إلخ.

وَقِيلَ: هَمَا قَوْسُ قُزَحَ. والنَّدْأَةُ والنُّدْأَةُ والنَّدِيءُ، الأَخيرة عَنْ كُراع: الحُمْرة تَكُونُ فِي الغَيْم إِلَى غُروب الشمسِ أَوْ طُلُوعها. وَقَالَ مَرَّةً: النَّدْأَةُ والنُّدْأَةُ والنَّدِيءُ: الْحُمْرَةُ الَّتِي تَكُونُ إِلَى جَنْبِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلوعها وغُروبها. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلَى جانِب مَغْرِب الشمسِ، أَو مَطْلَعِها. والنُّدْأَةُ: طَريقةٌ فِي اللَّحم مُخالِفَةٌ لِلَوْنِه. وَفِي التَّهْذِيبِ: النُّدْأَةُ، فِي لَحْمِ الجَزُور، طَرِيقةٌ مُخالِفةٌ لِلَوْنِ اللَّحْمِ. والنُّدْأَتان: طَرِيقَتا لَحْمٍ فِي بَوَاطِنِ الْفَخْذَيْنِ، عَلَيْهِمَا بَيَاضٌ رَقِيقٌ مِنْ عَقَبٍ، كأَنه نَسْجُ العنْكبوت، تَفْصِل بَيْنَهُمَا مَضِيغة وَاحِدَةٌ، فَتَصِيرُ كأَنها مَضِيغتان. والنُّدَأُ: القِطَعُ المُتَفَرِّقة مِنَ النَّبْتِ، كالنُّفَإِ، وَاحِدَتُهَا نُدْأَةٌ ونُدَأَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: النُّدْأَةُ: الدُّرْجَة الَّتِي يُحْشَى بِهَا خَوْرانُ الناقةِ ثُمَّ تُخَلَّلُ، إِذَا عُطِفَتْ عَلَى وَلَدِ غَيرها، أَو عَلَى بَوٍّ أُعِدَّ لَهَا. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ، وَيُقَالُ ندَأْتُه أَنْدَؤُهُ نَدْءاً، إذا ذَعَرْتَه. نزأ: نَزَأَ بَيْنَهُمْ يَنْزَأُ نَزْءاً ونُزُوءاً: حَرَّش وأَفْسَد بَيْنَهُمْ. وَكَذَلِكَ نَزَغَ بَيْنَهُمْ. ونزأَ الشيطانُ بَيْنَهُمْ: أَلْقَى الشَّرَّ والإِغْراءَ. والنَّزِيءُ، مِثَالُ فَعِيل، فاعِلُ ذَلِكَ. ونَزَأَه عَلَى صَاحِبِهِ: حَمَلَه عَلَيْهِ. ونَزَأَ عَلَيْهِ نَزْءاً: حَمَل. يُقَالُ: مَا نَزَأَك عَلَى هَذَا؟ أَي مَا حَمَلَك عَلَيْهِ. ونَزَأْتُ عَلَيْهِ: حَمَلْتُ عَلَيْهِ. ورَجُلٌ مَنْزُوءٌ بِكَذَا أَي مُولَعٌ بِهِ. ونَزَأَه عَنْ قَوْلِهِ نَزْءاً: ردَّه. وإذا كان الرجلُ عل طَرِيقةٍ حَسَنةٍ أَو سَيِّئةٍ، فَتَحَوَّلَ عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا، قُلْتُ مُخاطِباً لنفسِك: إِنَّكَ لَا تَدْري عَلامَ يَنْزَأُ هَرَمُك، وَلَا تَدْرِي بِمَ يُولَعُ هَرَمُكَ أَي نَفْسُك وعَقْلُك. مَعْنَاهُ: أَنك لَا تدري إلامَ يَؤُولُ حالُكَ. نسأ: نُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً: تأَخَّر حَيْضُها عَنْ وقتِه، وبَدَأَ حَمْلُها، فَهِيَ نَسْءٌ ونَسِيءٌ، وَالْجَمْعُ أَنْسَاءٌ ونُسُوءٌ، وَقَدْ يُقَالُ: نِساءٌ نَسْءٌ، عَلَى الصِّفَةِ بِالْمَصْدَرِ. يُقَالُ للمرأَة أَوَّلَ مَا تَحْمِل: قَدْ نُسِئَتْ. ونَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه نَسْأً وأَنْسَأَه: أَخَّره؛ فَعَلَ وأَفْعَلَ بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ النَّسِيئةُ والنَّسِيءُ. ونَسَأَ اللهُ فِي أَجَلِه، وأَنْسَأَ أَجَلَه: أَخَّره. وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ: مَدَّ لَهُ فِي الأَجَلِ أَنْسَأَه فِيهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا، وَالِاسْمُ النَّسَاءُ. وأَنسَأَه اللهُ أَجَلَه ونَسَأَه فِي أَجَلِه، بِمَعْنًى. وَفِي الصِّحَاحِ: ونَسَأَ فِي أَجَلِه، بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ: مَن أَحَبَّ أَن يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِه ويُنْسَأَ فِي أَجَلِه فَلْيَصِلْ رَحِمَه. النَّسْءُ: التأخيرُ يَكُونُ فِي العُمُرِ والدَّيْنِ. وَقَوْلُهُ يُنْسَأُ أَي يُؤَخَّر. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: صِلةُ الرَّحِم مَثْراةٌ فِي المالِ مَنْسَأَةٌ في الأَثَر ؛ هي مَفْعَلَةٌ مِنْهُ أَي مَظِنَّةٌ لَهُ وَمَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ: وَكَانَ قَدْ أُنْسِئَ لَهُ فِي العُمُرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسْتَنْسِئُوا الشيطانَ ، أَي إِذَا أَردتُمْ عَمَلًا صَالِحًا، فَلَا تُؤَخِّرُوه إِلَى غَدٍ، وَلَا تَسْتَمْهِلُوا الشيطانَ. يُرِيدُ: أَن ذَلِكَ مُهْلةٌ مُسَوَّلةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ. والنُّسْأَة، بِالضَّمِّ مِثْلَ الكُلْأَةِ: التأْخيرُ. وَقَالَ فَقِيهُ الْعَرَبِ: مَنْ سَرَّه النَّساءُ وَلَا نَساء، فليُخَفِّفِ الرِّداءَ، ولْيُباكِر الغَداءَ، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ، وَفِي نُسْخَةٍ: وليُؤَخِّرْ غِشْيَانَ النساءِ؛ أَي

تَأَخُّرُ العُمُرِ والبَقَاء. وقرأَ أَبو عَمْرٍو: مَا نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسَأْها، الْمَعْنَى: مَا نَنْسَخْ لَكَ مِنَ اللَّوْحِ المَحْفُوظ، أَو نَنْسَأْها: نُؤَخِّرْها وَلَا نُنْزِلْها. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: التأْويل أَنه نَسخَها بِغَيْرِهَا وأَقَرَّ خَطَّها، وَهَذَا عِنْدَهُمُ الأَكثر والأَجودُ. ونَسَأَ الشيءَ نَسْأً: بَاعَهُ بتأْخيرٍ، وَالِاسْمُ النَّسِيئةُ. تَقُولُ: نَسَأْتُه البيعَ وأَنْسَأْتُه وبِعْتُه بِنُسْأَةٍ وَبِعْتُهُ بِكُلْأَةٍ وَبِعْتُهُ بِنَسِيئةٍ أَي بأَخَرةٍ والنَّسِيءُ: شَهْرٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تُؤَخِّره فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فنَهى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَنْهُ. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ . قَالَ الفرّاءُ: النَّسِيءُ الْمَصْدَرُ، وَيَكُونُ المَنْسُوءَ، مِثْلَ قَتِيلٍ ومَقْتولٍ، والنَّسِيءُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ قَوْلِكَ نَسَأتُ الشيءَ، فَهُوَ مَنْسُوءٌ إِذَا أَخَّرْته، ثُمَّ يُحَوَّل مَنْسُوءٌ إِلَى نَسيءٍ، كَمَا يُحَوَّل مَقْتول إِلَى قَتيل. وَرَجُلٌ ناسِئٌ وَقَوْمٌ نَسَأَةٌ، مِثْلَ فاسِقٍ وفَسَقةٍ، وَذَلِكَ أَن الْعَرَبَ كَانُوا إِذَا صَدَرُوا عَنْ مِنى يَقُومُ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَنْ كِنَانَةَ فَيَقُولُ: أَنا الَّذِي لَا أُعابُ وَلَا أُجابُ وَلَا يُرَدُّ لِي قضاءٌ، فَيَقُولُونَ: صَدَقْتَ أَنْسِئْنا شَهْرًا أَي أَخِّرْ عنَّا حُرْمة المُحرَّم وَاجْعَلْهَا فِي صَفَر وأَحِلَّ المُحرَّمَ، لأَنهم كَانُوا يَكرهون أَن يَتوالى عَلَيْهِمْ ثلاثة أَشهر حُرُمٍ، لا يُغِيرُون فِيهَا لأَنَّ مَعاشَهم كَانَ مِنَ الْغَارَةِ، فيُحِلُّ لَهُمُ المحرَّم، فَذَلِكَ الإِنساءُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: النَّسِيءُ فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ ؛ بِمَعْنَى الإِنْسَاءِ، اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرَ الْحَقِيقِيِّ مِنَ أَنْسَأْتُ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: نَسَأْتُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى أَنْسَأْتُ. وَقَالَ عُمير بْنُ قَيْسِ بنِ جِذْلِ الطِّعان: أَلَسْنا النَّاسِئِينَ، عَلَى مَعَدٍّ، ... شُهُورَ الحِلِّ، نَجْعَلُها حَراما وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَتْ النُّسْأَةُ فِي كِنْدَةَ. النُسْأَةُ، بِالضَّمِّ وَسُكُونِ السِّينِ: النَّسِيءُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ تَأْخِيرِ الشُّهُورِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ. وانْتَسَأْتُ عَنْهُ: تأَخَّرْتُ وتباعَدْتُ. وَكَذَلِكَ الإِبل إِذَا تَباعَدَتْ فِي الْمَرْعَى. وَيُقَالُ: إِنَّ لِي عَنْكَ لمُنْتَسَأً أَي مُنْتَأًى وسَعَةً. وأَنْسَأَه الدَّينَ والبَيْع: أَخَّرَه بِهِ أَي جَعَلَهُ مُؤَخراً، كأَنه جَعَلَهُ لَهُ بأَخَرةٍ. وَاسْمُ ذَلِكَ الدَّيْن: النَّسيئةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّمَا الرِّبا فِي النَّسِيئةِ هِيَ البَيْعُ إِلَى أَجل مَعْلُومٍ ، يُرِيدُ: أَنَّ بَيْعَ الرِّبَوِيّات بالتأْخِير مِنْ غَيْرِ تَقابُض هُوَ الرِّبا، وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ زِيَادَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا مذهب ابن عباس، كان يَرَى بَيْعَ الرِّبَوِيَّاتِ مُتفاضِلة مَعَ التَّقابُض جَائِزًا، وأَن الرِّبا مَخْصُوصٌ بالنَّسِيئة. واسْتَنْسأَه: سأَله أَن يُنْسِئَه دَيْنَه. وأَنشد ثَعْلَبٌ: قَدِ اسْتَنْسَأَتْ حَقِّي رَبيعةُ لِلْحَيا، ... وعندَ الحَيا عارٌ عَلَيْكَ عَظيمُ وإنَّ قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعةً، ... مِنَ المُخِّ، فِي أَنْقاءِ كلِّ حَلِيم قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ بَعِيرٌ طَلَب مِنْهُ حَقَّه. قَالَ: فأَنظِرني حَتَّى أُخْصِبَ. فَقَالَ: إِن أَعطيتني الْيَوْمَ جَمَلًا مَهْزُولًا كَانَ خَيْرًا لَكَ مِنْ أَن تُعْطِيَه إِذَا أَخْصَبَتْ إِبلُكَ. وَتَقُولُ: اسْتَنْسَأْتُه

الدَّينَ، فأَنْسَأَني، ونَسَأْت عَنْهُ دَيْنَه: أَخَّرْته نَساءً، بِالْمَدِّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّسَاءُ فِي العُمُر، مَمْدُودٌ. وَإِذَا أَخَّرْت الرَّجُلَ بدَيْنه قُلْتَ: أَنْسَأْتُه، فَإِذَا زِدتَ فِي الأَجل زِيادةً يَقَعُ عَلَيْهَا تأْخيرٌ قُلْتَ: قَدْ نَسَأْت فِي أَيامك، ونَسَأْت فِي أَجَلك. وَكَذَلِكَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ: نَسَأَ اللَّهُ فِي أَجَلك، لأَنّ الأَجَلَ مَزِيدٌ فِيهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للَّبنِ: النَّسيءُ لِزِيَادَةِ الْمَاءِ فِيهِ. وَكَذَلِكَ قِيلَ: نُسِئَتِ المرأَةُ إِذَا حَبِلَتْ، جُعلت زِيادةُ الْوَلَدِ فِيهَا كَزِيَادَةِ الْمَاءِ فِي اللَّبَنِ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: نَسَأْتُها أَي زَجَرْتها لِيَزْدَادَ سَيْرُها. وَمَا لَه نَسَأَه اللَّهُ أَي أَخْزاه. وَيُقَالُ: أَخَّره اللَّهُ، وَإِذَا أَخَّره فَقَدْ أَخْزاه. ونُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نَسْأً، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فاعِلُه، إِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَوَّل حَبَلِها، وَذَلِكَ حِينَ يتأَخَّرُ حَيْضُها عَنْ وَقْتِهِ، فيُرْجَى أَنها حُبْلَى. وَهِيَ امرأَة نَسِيءٌ. وقال الأَصمعي: يُقَالُ للمرأَة أَوَّلَ مَا تَحْمِلُ قَدْ نُسِئَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ زينبُ بنتُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تحتَ أَبي العاصِ بْنِ الرَّبِيع، فَلَمَّا خَرَجَ رسولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى الْمَدِينَةِ أَرسَلَها إِلَى أَبيها، وَهِيَ نَسُوءٌ أَي مَظْنونٌ بِهَا الحَمْل. يُقَالُ: امرأَةٌ نَسْءٌ ونَسُوءٌ، ونِسْوةٌ نِساءٌ إِذَا تأَخَّر حَيْضُها، ورُجِي حَبَلُها، فَهُوَ مِنَ التأْخير، وَقِيلَ بِمَعْنَى الزِّيَادَةِ مِنْ نَسَأْتُ اللَّبنَ إِذَا جَعَلْت فِيهِ الْمَاءَ تُكَّثِّره بِهِ، والحَمْلُ زيادةٌ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: النَّسُوءُ، عَلَى فَعُول، والنَّسْءُ، عَلَى فَعْلٍ، وَرُوِيَ نُسُوءٌ، بِضَمِّ النُّونِ. فالنَّسُوءُ كالحَلُوبِ، والنُّسوءُ تَسْميةٌ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى أُمِّ عَامِرِ بْنِ رَبِيعةَ، وَهِيَ نَسُوءٌ، وَفِي رِوَايَةٍ نَسْءٌ، فَقَالَ لَهَا ابْشِري بعبدِ اللَّهِ خَلَفاً مِن عبدِ اللَّهِ، فولَدت غُلَامًا، فسمَّتْه عَبْدَ اللَّهِ. وأَنْسَأَ عَنْهُ: تأَخَّر وتباعَدَ، قَالَ مَالِكِ بْنِ زُغْبةَ الباهِليّ: إذا أَنْسَؤُوا فَوْتَ الرِّماحِ أَتَتْهُمُ ... عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ تُطِيرُها وَفِي رواية: إِذَا انْتَسَؤُوا فَوْت الرِّماح. وناساهُ إِذَا أَبعده، جاؤُوا بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وأَصله الْهَمْزُ. وعَوائرُ نَبْلٍ أَي جماعةُ سِهامٍ مُتَفَرِّقة لَا يُدْرَى مِنْ أَين أَتَتْ. وانْتَسَأَ القومُ إِذَا تباعَدُوا. وَفِي حَدِيثِ عُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ارْمُوا فإِنَّ الرَّمْي جَلادةٌ، وَإِذَا رَمَيْتُم فانْتَسُوا عَنِ البُيُوت، أَي تأَخَّرُوا. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِلَا هَمْزٍ، وَالصَّوَابُ: فانْتَسِئُوا، بِالْهَمْزِ؛ وَيُرْوَى: فَبَنِّسُوا أَي تأَخَّروا. وَيُقَالُ: بَنَّسْتُ إِذَا تأَخَّرْت. وَقَوْلُهُمْ: أَنْسَأْتُ سُرْبَتِي أَي أَبْعَدْتُ مَذْهَبي. قَالَ الشَّنْفَرى يَصِفُ خُرُوجَه وأَصحابه إِلَى الغَزْو، وأَنهم أبْعَدُوا المَذْهَب: غَدوْنَ مِن الْوَادِي الَّذِي بيْنَ مِشْعَلٍ، ... وبَيْنَ الحَشا، هيْهاتَ أَنْسَأْتُ سُربَتِي وَيُرْوَى: أَنْشَأَتُ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. فالسُّرْبةُ فِي رِوَايَتِهِ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ: الْمَذْهَبُ، وَفِي رِوَايَتِهِ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ: الْجَمَاعَةُ، وَهِيَ رِوَايَةُ الأَصمعي وَالْمُفَضَّلِ. وَالْمَعْنَى عِنْدَهُمَا: أَظْهَرْتُ جَماعَتِي مِنْ مَكَانٍ بعيدٍ لِمَغْزًى بَعيِد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورده الْجَوْهَرِيُّ: غَدَوْنَ مِنَ الْوَادِي، وَالصَّوَابُ غَدَوْنا. لأَنه يَصِفُ

أَنه خَرَجَ هُوَ وأَصحابه إِلَى الْغَزْوِ، وأَنهم أَبعدوا الْمَذْهَبَ. قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً: غَدَوْنَا، فِي فَصْلِ سِرْبٍ. والسُّرْبة: الْمَذْهَبُ، فِي هَذَا الْبَيْتِ. ونَسَأَ الإِبلَ نَسْأً: زَادَ فِي وِرْدِها وأَخَّرها عَنْ وَقْتِهِ. ونَسَأَها: دَفَعها فِي السَّيْر وساقَها. ونَسَأْتُ فِي ظِمْءِ الإِبل أَنْسَؤُها نَسْأً إِذَا زِدْتَ فِي ظِمْئِها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو أَكثر مِنْ ذَلِكَ. ونَسَأْتها أَيضاً عَنِ الْحَوْضِ إِذَا أَخَّرْتها عَنْهُ. والمِنْسَأَةُ: العَصا، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، يُنْسَأُ بِهَا. وأَبدلوا إِبْدَالًا كُلِّيًّا فَقَالُوا: مِنْساة، وأَصلها الْهَمْزُ، وَلَكِنَّهَا بَدَلٌ لَازِمٌ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَقَدْ قُرئَ بِهِمَا جَمِيعًا. قَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ، هِيَ الْعَصَا الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الرَّاعِي، يُقَالُ لَهَا المُنْسأَة، أُخذت مِنْ نَسَأْتُ الْبَعِيرَ أَي زَجَرْتُه لِيَزْداد سَيْرُه. قَالَ أَبو طَالِبٍ عمُّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْهَمْزِ: أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لَا أَباكَ، ضَرَبْتَه ... بِمِنْسَأَةٍ، قَدْ جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ مَنْصُوبًا. قَالَ: وَالصَّوَابُ قَدْ جاءَ حَبْلٌ بأَحْبُل، وَيُرْوَى وأَحبلُ، بِالرَّفْعِ، وَيُرْوَى قَدْ جَرَّ حَبْلَكَ أَحْبُلُ، بِتَقْدِيمِ الْمَفْعُولِ. وَبَعْدَهُ بأَبيات: هَلُمَّ إِلَى حُكْمِ ابْنِ صَخْرةَ إِنَّه ... سَيَحْكُم فِيمَا بَيْنَنا، ثمَّ يَعْدِلُ كَمَا كَانَ يَقْضي فِي أَمُورٍ تَنُوبُنا، ... فيَعْمِدُ للأَمْرِ الجَمِيل، ويَفْصِلُ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي تَرْكِ الْهَمْزِ: إِذَا دَبَبْتَ عَلَى المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ، ... فَقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ ونَسَأَ الدابةَ والنّاقَةَ والإِبلَ يَنْسَؤُها نَسْأً: زَجَرَها وساقَها. قَالَ: وعَنْسٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَسَأْتُها، ... إِذَا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ: هُما هُما المَشْبُوبتان: الشِّعْرَيانِ. وَكَذَلِكَ نَسَّأَها تَنْسِئةً: زجَرها وساقَها. وأَنشد الأَعشى: وَمَا أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايَةِ، شادِنٍ، ... تُنَسِّئُ، فِي بَرْدِ الظِّلالِ، غَزالَها وَخَبَرُ مَا فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ: بِأَحْسَنَ مِنْهَا، يَوْمَ قامَ نَواعِمٌ، ... فَأَنْكَرْنَ، لَمَّا واجَهَتْهُنَّ، حالَها ونَسَأَتِ الدَّابَّةُ والماشِيةُ تَنْسَأُ نَسْأً: سَمِنَتْ، وَقِيلَ هُوَ بَدْءُ سِمَنِها حِينَ يَنْبُتُ وَبَرُها بَعْدَ تَساقُطِه. يُقَالُ: جَرَى النَّسْءُ فِي الدَّوابِّ يَعْنِي السِّمَنَ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب يَصِفُ ظَبْيةً: بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما، ... فَقَدْ مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقْتِرارُها أَبَلَتْ: جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عَنِ الْمَاءِ. ومارَ: جَرَى. والنَّسْءُ: بَدْءُ السِّمَنِ. والاقْتِرَارُ: نِهايةُ سِمَنها عَنْ أَكل اليَبِيسِ. وكلُّ سَمِينٍ ناسِئٌ. والنَّسْءُ، بِالْهَمْزِ، والنَّسِيءُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: المَمْذُوق بِالْمَاءِ. ونَسَأْتُه نَسْأً ونَسَأْتُه لَهُ ونَسَأْتُه إِيَّاهُ: خَلَطْته

لَهُ بِمَاءٍ، وَاسْمُهُ النَّسْءُ. قَالَ عُروةُ بْنُ الوَرْدِ العَبْسِيّ: سَقَوْنِي النَّسْءَ، ثُمَّ تَكَنَّفُوني، ... عُداةَ اللهِ، مِنْ كَذِبٍ وزُورِ وَقِيلَ: النَّسْءُ الشَّرابُ الَّذِي يُزيلُ الْعَقْلَ، وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي النَّسْءَ ههنا. قَالَ: إِنَّمَا سَقَوْه الخَمْر، وَيُقَوِّي ذَلِكَ رِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ: سَقَوْني الْخَمْرَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي مَرَّةً: هُوَ النِّسِيءُ، بِالْكَسْرِ، وأَنشد: يَقُولُون لَا تَشْرَبْ نِسِيئاً، فإنَّه ... عَلَيْكَ، إِذَا مَا ذُقْتَه، لَوخِيمُ وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّسِيءُ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الصَّوَابُ. قَالَ: وَالَّذِي قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي خطأٌ، لأَن فِعِيلًا لَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِلَّا أَن يَكُونَ ثَانِي الْكَلِمَةِ أَحدَ حُروف الحَلْق، وَمَا أَطْرفَ قَوْلَه. وَلَا يُقَالُ نَسِيءٌ، بِالْفَتْحِ، مَعَ عِلْمِنَا أَنّ كلَّ فِعِيل بِالْكَسْرِ فَفَعِيلٌ بِالْفَتْحِ هِيَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ فِيهِ، فَهَذَا خَطأٌ مِنْ وَجْهَيْنِ، فصحَّ أَنَّ النَّسِيءَ، بِالْفَتْحِ، هُوَ الصَّحِيحُ. وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ الْبَيْتِ: لَا تَشْرَبْ نَسِيئاً، بالفتح، والله أعلم. نشأ: أَنْشَأَه اللَّهُ: خَلَقَه. ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشَاءً ونَشْأَةً ونَشَاءَةً: حَيِيَ، وأَنْشَأَ اللهُ الخَلْقَ أَي ابْتَدَأَ خَلْقَهم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى ؛ أَي البَعْثةَ. وقرأَ أَبو عَمْرٍو: النَّشاءةَ، بِالْمَدِّ. الفرّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ؛ القُرَّاءُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى جَزْمِ الشِّينِ وقَصْرِها إِلَّا الحسنَ البَصْرِيَّ، فَإِنَّهُ مدَّها فِي كلِّ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: النَّشاءَةَ مِثْلَ الرّأفةِ والرّآفةِ، والكَأْبةِ والكَآبة. وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو: النَّشاءَةَ، مَمْدُودٌ، حَيْثُ وَقَعَتْ. وقرأَ عَاصِمٌ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ النَّشْأَةَ ، بِوَزْنِ النَّشْعةِ حَيْثُ وَقَعَتْ. ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشاءً: رَبا وشَبَّ. ونَشَأْتُ فِي بَنِي فُلَانٍ نَشْأً ونُشُوءاً: شَبَبْتُ فِيهِمْ. ونُشِّئَ وأُنْشِئَ، بِمَعْنًى. وقُرئَ: أَوَمنْ يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ. وَقِيلَ الناشِئُ فوَيْقَ المُحْتَلِمِ، وَقِيلَ: هُوَ الحَدَثُ الَّذِي جاوَزَ حَدَّ الصِّغَر، وَكَذَلِكَ الأُنثى ناشِئٌ، بِغَيْرِ هاءٍ أَيضاً، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا نَشَأٌ مِثْلَ طالِبٍ وطَلَبٍ، وَكَذَلِكَ النَشْءُ مِثْلَ صاحِبٍ وصَحْبٍ. قَالَ نُصَيْب فِي المؤَنث: ولَوْلا أَنْ يُقَالَ صَبا نُصَيْبٌ، ... لَقُلْتُ: بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ وَفِي الْحَدِيثِ: نَشَأٌ يَتَّخِذُونَ القرآنَ مَزامِيرَ. يُرْوَى بِفَتْحِ الشِّينِ جَمْعُ ناشِئٍ كخادِمٍ وخَدَمٍ؛ يُرِيدُ: جَمَاعَةً أَحداثاً. وَقَالَ أَبو مُوسَى: المحفوظُ بِسُكُونِ الشِّينِ كأَنه تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ضُمُّوا نَواشِئَكم فِي ثَوْرةِ العِشَاءِ ؛ أَي صِبْيانَكم وأَحْداثَكُم. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، وَالْمَحْفُوظُ فَواشيَكُم، بِالْفَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ. اللَّيْثُ: النَّشْءُ أَحْداثُ النَّاسِ، يُقَالُ لِلْوَاحِدِ أَيضاً هُوَ نَشْءُ سَوْءٍ، وَهَؤُلَاءِ نَشْءُ سَوْءٍ؛ والناشِئُ الشابُّ. يُقَالُ: فَتىً ناشِئٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَلَمْ أَسمع هَذَا النَّعْتَ فِي الْجَارِيَةِ. الفرّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ هَؤُلَاءِ نَشْءُ صِدْقٍ، ورأَيت نَشْءَ صِدقٍ، وَمَرَرْتُ بِنَشْءِ صِدْقٍ، فإِذا طَرَحُوا الْهَمْزَ قَالُوا: هَؤُلَاءِ

نَشُو صِدْقٍ، وَرَأَيْتُ نَشا صِدقٍ، وَمَرَرْتُ بِنَشِي صِدقٍ. وأَجْود مِنْ ذَلِكَ حَذْفُ الْوَاوِ والأَلف وَالْيَاءِ، لأَن قَوْلَهُمْ يَسَلُ أَكثر مَنْ يَسأَلُ ومَسَلةٌ أَكثر مِنْ مَسْأَلة. أَبو عَمْرٍو: النَّشَأُ: أَحْداثُ النَّاسِ؛ غلامٌ ناشِئٌ وَجَارِيَةٌ ناشِئةٌ، وَالْجَمْعُ نَشَأٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: نَشَأَ: ارْتَفَعَ. ابْنُ الأَعرابي: الناشِئُ: الْغُلَامُ الحَسَنُ الشابُّ. أَبو الْهَيْثَمِ: الناشئُ: الشابُّ حِينَ نَشَأَ أَي بَلَغَ قامةَ الرَّجُلِ. وَيُقَالُ للشابِّ والشابَّة إِذَا كَانُوا كَذَلِكَ: هُمُ النَّشَأُ، يَا هَذَا، والناشِئُونَ. وأَنشد بَيْتَ نُصَيْبٍ: لَقُلْتُ بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ وَقَالَ بَعْدَهُ: فالنَّشَأُ قَدِ ارْتَفَعْنَ عَنْ حَدِّ الصِّبا إِلَى الإِدْراك أَو قَرُبْنَ مِنْهُ. نَشَأَتْ تَنْشَأُ نَشْأً، وأَنْشأَها اللهُ إنْشاءً. قَالَ: وناشِئٌ ونَشَأٌ: جَمَاعَةٌ مِثْلَ خادِم وخَدَمٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّشَأُ الجوارِي الصِّغارُ فِي بَيْتِ نُصَيْب. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ . قَالَ الفرّاءُ: قرأَ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ يُنَشَّأُ، وقرأَ عَاصِمٌ وأَهل الحجاز يُنَشَّؤُا . قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا إنَّ الملائكةَ بناتُ اللَّهِ، تَعَالَى اللهُ عَمّا افْتَرَوْا، فَقَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: أَخَصَصْتُم الرحمنَ بالبَناتِ وأَحَدُكم إِذَا وُلِدَ لَهُ بنتٌ يَسْوَدُّ وجهُه. قَالَ: وكأَنه قَالَ: أَوَمَن لَا يُنَشَّأُ إِلَّا فِي الحِلْيةِ، وَلَا بَيان لَهُ عِنْدَ الخِصام، يَعْنِي الْبَنَاتُ تجعلونَهنَّ لله وتَسْتَأْثِرُون بالبنين. والنَّشْئُ، بِسُكُونِ الشِّينِ: صِغار الإِبل، عَنْ كُرَاعٍ. وأَنْشَأَت الناقةُ، وهي مُنْشِءٌ: لَقِحَت، هُذَلِيَّةٌ. ونَشَأَ السحابُ نَشْأً ونُشُوءاً: ارْتَفَعَ وبَدَا، وَذَلِكَ فِي أَوّل مَا يَبْدأُ. وَلِهَذَا السَّحَابِ نَشْءٌ حَسَنٌ، يَعْنِي أَوَّل ظُهُورِهِ. الأَصمعي: خَرَجَ السحابُ لَهُ نَشْءٌ حَسَنٌ وخَرج لَهُ خُروجٌ حَسَنٌ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا يَنْشَأُ، وأَنشد: إِذَا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَمَّتْ بِهِ الصَّبا، ... فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُروجُ وَقِيلَ: النَّشْءُ أَن تَرى السَّحابَ كالمُلاء المَنْشُور. والنَّشْءُ والنَّشِيءُ: أَوَّلُ مَا يَنْشَأُ مِنَ السَّحَابِ ويَرْتَفِعُ، وَقَدْ أَنْشَأَه اللهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ . وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا رَأَى ناشِئاً فِي أَفُقِ السماءِ ؛ أَي سَحاباً لَمْ يَتكامَلِ اجتماعُه واصطحابُه. وَمِنْهُ نَشَأَ الصبيُّ يَنْشَأُ، فَهُوَ ناشِئُ، إِذَا كَبِرَ وشَبَّ، وَلَمْ يَتكامَلْ. وأَنْشَا السَّحابُ يَمطُرُ: بَدَأَ. وأَنْشَأَ دَارًا: بَدَأَ بِناءَها. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي فِي تأْدِيةِ الأَمْثالِ عَلَى مَا وُضِعَت عَلَيْهِ: يُؤَدَّى ذَلِكَ فِي كلِّ مَوْضِعٍ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي أُنْشِئَ فِي مَبْدَئِه عَلَيْهَا، فاسْتَعْمَلَ الإِنْشَاءَ فِي العَرَضِ الَّذِي هُوَ الْكَلَامُ. وأَنْشَأَ يَحْكِي حَدِيثًا: جَعَل. وأَنْشَأَ يَفْعَلُ كَذَا وَيَقُولُ كَذَا: ابتَدَأَ وأَقْبَلَ. وَفُلَانٌ يُنْشِئُ الأَحاديث أَي يضعُها. قَالَ اللَّيْثُ: أَنْشَأَ فُلَانٌ حَدِيثًا أَي ابْتَدأَ حَدِيثًا ورَفَعَه. ومنْ أَيْنَ أَنْشَأْتَ أَي خَرَجْتَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَنْشَأَ فلانٌ: أَقْبلَ. وأَنشد قَوْلَ الرَّاجِزِ: مَكانَ مَنْ أَنْشَا عَلَى الرَّكائبِ أَراد أَنْشَأَ، فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الشِّعرُ، فأَبدَل. ابْنُ

الأَعرابي: أَنْشَأَ إِذَا أَنشد شِعْراً أَو خَطَبَ خُطْبةً، فأَحْسَنَ فِيهِمَا. ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبي عَمْرٍو: تَنَشَّأْتُ إِلَى حَاجَتِي: نَهَضْتُ إِلَيْهَا ومَشَيْتُ. وأَنشد: فلَمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قامَ خِرْقٌ، ... مِنَ الفِتْيانِ، مُخْتَلَقٌ، هضُومُ «2» قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ: تَنَشَّأَ فُلَانٌ غَادِيًا إِذَا ذهَب لِحَاجَتِهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ ؛ أَي ابْتَدَعَها وابْتَدَأَ خَلْقَها. وكلُّ مَنِ ابْتَدأَ شَيْئًا فَهُوَ أَنْشَأَه. والجَنَّاتُ: البَساتينُ. مَعْرُوشاتٍ: الكُروم. وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ: النَّخْلُ والزَّرْعُ. ونَشَأَ الليلُ: ارتَفَع. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا . قِيلَ: هِيَ أَوَّل ساعةٍ، وَقِيلَ: الناشِئةُ والنَّشِيئةُ إِذَا نِمْتَ مِنْ أوَّلِ الليلِ نَوْمةً ثمَّ قمتَ، وَمِنْهُ ناشِئةُ اللَّيْلِ. وَقِيلَ: مَا يَنْشَأُ فِي اللَّيْلِ مِنَ الطَّاعَاتِ. والناشِئةُ: أَوَّلُ النهارِ والليلِ. أَبو عُبَيْدَةَ: ناشِئةُ الليلِ ساعاتُه، وَهِيَ آناءُ الليلِ ناشِئةٌ بَعْدَ ناشِئةٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ناشِئةٌ الليلِ ساعاتُ الليلِ كلُّها، مَا نَشَأَ مِنْهُ أَي مَا حَدَثَ، فَهُوَ ناشِئَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ناشِئةُ الليلِ قِيامُ الليلِ، مَصْدَرٌ جاءَ عَلَى فاعِلةٍ، وَهُوَ بِمَعْنَى النَّشْء، مثلُ الْعَافِيَةِ بِمَعْنَى العَفْوِ. والعاقِبةِ بِمَعْنَى العَقْبِ، والخاتِمةِ بمعنى الخَتْمِ. وَقِيلَ: ناشِئةُ اللَّيْلِ أَوَّلُه، وَقِيلَ: كلُّه ناشئةٌ مَتَى قمتَ، فَقَدْ نَشَأْتَ. والنَّشِيئةُ: الرَّطْبُ مِنَ الطَّرِيفةِ، فإِذا يَبِسَ، فَهُوَ طَرِيفةٌ. والنَشِيئةُ أَيضاً: نَبْتُ النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ. قَالَ: والقَوْلانِ مُقْتَرِبانِ. والنَّشِيئةُ أَيضاً: التَّفِرةُ إِذَا غَلُظَتْ قَلِيلًا وارْتَفَعَتْ وَهِيَ رَطْبةٌ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرَّةُ: النَّشِيئةُ والنَّشْأَةُ مِنْ كلِّ النباتِ: ناهِضُه الَّذِي لَمْ يَغْلُظْ بَعْدُ. وأَنشد لِابْنِ مَناذرَ فِي وَصْفِ حَمِيرِ وَحْشٍ: أَرناتٍ، صُفْرِ المَناخِرِ والأَشْداقِ، ... يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ ونَشِيئَةُ البِئْر: تُرابُها المُخْرَجُ مِنْهَا، ونَشِيئةُ الحَوْضِ: مَا وراءَ النَّصائِب مِنَ التُّرَابِ. وَقِيلَ: هُوَ الحَجَر الَّذِي يُجْعَلُ فِي أَسفل الحَوْضِ. وَقِيلَ: هِيَ أَعْضادُ الحَوض؛ والنَّصائبُ: مَا نُصِبَ حَوْلَه. وَقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَا يُعْمَلُ مِنَ الحَوْضِ، يُقَالُ: هُوَ بادِي النَّشِيئةِ إِذَا جَفَّ عَنْهُ الماءُ وظَهَرت أَرْضُه. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَرَقْناهُ في بادِي النَّشِيئةِ، دائِرٍ، ... قَديمٍ بِعَهْدِ الماءِ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ يَقُولُ: هَرَقْنا الماءَ فِي حوضٍ بادِي النَّشِيئةِ. والنَّصائبُ: حِجارة الحَوْضِ، وَاحِدَتُهَا نَصِيبةٌ. وَقَوْلُهُ: بُقْعٍ نَصائبُه: جَمْع بَقْعاء، وجَمَعَها بِذَلِكَ لِوُقُوع النَّظَرِ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَل عَلَى خَديجةَ خَطَبَها، ودَخَل عَلَيْهَا مُسْتَنْشِئةٌ مِنْ مُوَلَّداتِ قُرَيْشٍ. قَالَ الأَزهري: هِيَ اسْمُ تِلْكَ الكاهِنةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المُسْتَنْشِئةُ: الكاهِنةُ سُمّيت بِذَلِكَ لأَنها كَانَتْ تَسْتَنْشِئُ الأَخْبَارَ أَي تَبْحَثُ عَنْهَا وتَطْلُبها، مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ. ومُسْتَنْشِئةٌ يُهْمَزُ وَلَا يهمز. والذِّئب

_ (2). قوله [تنشأ] سيأتي في مادة خ ل ق عن ابن بري تنشى وهضيم بدل ما ترى وضبط مختلق في التكملة بفتح اللام وكسرها.

يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ، بِالْهَمْزِ. قَالَ: وإِنما هُوَ مِنَ نَشِيتُ الرِّيح، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، أَي شَمِمْتُها. والاسْتِنْشاءُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَقِيلَ هُوَ مِنَ الإِنْشَاءِ: الابْتِداءِ. وَفِي خُطْبَةِ الْمُحْكَمِ: وَمِمَّا يُهْمَزُ مِمَّا لَيْسَ أَصله الْهَمْزَ مِنْ جِهَةِ الِاشْتِقَاقِ قَوْلُهُمُ: الذِّئْبُ يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ النَّشْوةِ؛ والكاهِنةُ تَسْتَحْدِثُ الأُمورَ وتُجَدِّدُ الأَخْبارَ. وَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ نَشِيتَ هَذَا الخَبَرَ، بِالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، أَي مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَه. قَالَ ابْنُ الأَثير وَقَالَ الأَزهريّ: مُسْتَنْشِئةُ اسْمُ عَلَم لتِلك الكاهِنةِ الَّتِي دَخَلت عَلَيْهَا، وَلَا يُنَوَّن لِلتَّعْرِيفِ والتأْنيث. وأَما قَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: تَدَلَّى عَلَيْهِ، مِنْ بَشامٍ وأَيْكةٍ ... نَشاةِ فُرُوعٍ، مُرْثَعِنّ الذَّوائِبِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ نَشْأَةٌ فَعْلَةً مِنْ نَشَأَ ثُمَّ يُخفَّفُ عَلَى حدِّ مَا حَكَاهُ صَاحِبُ الْكِتَابِ مِنْ قَوْلِهِمُ الكماةُ والمَراةُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ نَشاة فَعْلة فَتَكون نَشاة مِنْ أَنْشَأْتُ كطاعةٍ مِنْ أَطَعْتُ، إِلا أَنّ الْهَمْزَةَ عَلَى هَذَا أُبدِلت وَلَمْ تُخَفَّفْ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ نَشا يَنْشُو بمعنى نَشَأَ يَنْشَأُ، وَقَدْ حَكَاهُ قُطْرُبٌ، فَتَكُونُ فَعَلةً مِنْ هَذَا اللَّفْظِ، ومِنْ زائدةٌ، عَلَى مَذْهَبِ الأَخفش، أَي تَدَلَّى عَلَيْهِ بَشامٌ وأَيْكةٌ. قَالَ: وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ مُضْمَرًا يَدُلُّ عَلَيْهِ شَاهِدٌ فِي اللَّفْظِ؛ التَّعْلِيلُ لِابْنِ جِنِّي. ابْنُ الأَعرابي: النَّشِيءُ رِيح الخَمْر. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ ، وقُرئَ المُنْشِئاتُ، قَالَ: وَمَعْنَى المُنْشَآتُ: السُّفُنُ المَرْفُوعةُ الشُّرُعِ. قَالَ: والمُنْشِئاتُ: الرَّافِعاتُ الشُرُعِ. وَقَالَ الفرّاءُ: مَنْ قرأَ المُنْشِئاتُ فَهُنَّ اللَّاتِي يُقْبِلْنَ ويُدْبِرْنَ، وَيُقَالُ المُنْشِئاتُ: المُبْتَدِئاتُ فِي الجَرْي. قَالَ: والمُنْشَآتُ أُقْبِلَ بِهنَّ وأُدْبِرَ. قَالَ الشَّمَّاخُ: عَلَيْها الدُّجَى مُسْتَنْشَآتٍ، كَأَنَّها ... هَوادِجُ، مَشْدُودٌ عَلَيْها الجَزاجِزُ يَعْنِي الزُّبَى المَرْفُوعات. والْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ . قَالَ: هِيَ السُّفُنُ الَّتِي رُفِعَ قَلْعُها، وَإِذَا لَمْ يُرفع قَلْعُها، فَلَيْسَتْ بِمُنْشآتٍ، والله أَعلم. نصأ: نَصَأَ الدابةَ والبَعِيرَ يَنْصَؤُها نَصْأً إِذَا زَجَرَها. ونَصَأَ الشيءَ نَصْأً، بِالْهَمْزِ رَفَعَه، لُغَةٌ فِي نَصَيْتُ. قَالَ طَرَفَةُ: أَمُونٍ، كأَلْواحِ الإِرانِ، نَصَأتُها ... عَلَى لاحِبٍ، كأَنَّه ظَهْرُ بُرْجُدِ نفأ: النُّفَأُ: القِطَعُ مِنَ النّباتِ المُتَفَرِّقةُ هُنا وَهُنَا. وَقِيلَ: هِيَ رِياضٌ مُجْتَمِعةٌ تَنْقَطِع مِنْ مُعْظَم الكَلإِ وتُرْبِي عَلَيْهِ. قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: جادَتْ سَواريه، وآزَرَ نَبْتَه ... نُفَأٌ مِنَ الصَّفْراءِ والزُّبَّاد فَهُمَا نَبْتانِ مِنَ العُشْب، وَاحِدَتُهُ نُفْأَةٌ مِثْلُ صُبْرةٍ وصُبَرٍ، ونُفَأَةٌ، بِالتَّحْرِيكِ، عَلَى فُعَلٍ. وَقَوْلُهُ: وآزَرَ نَبْتَه يُقَوِّي أَنَّ نُفَأَةً ونُفَأً مِنْ بَابِ عُشَرَةٍ وعُشَرٍ، إِذْ لَوْ كَانَ مُكَسَّرًا لاحْتالَ حَتَّى يُقولَ آزَرَتْ. نكأ: نَكَأَ القَرْحةَ يَنْكَؤُها نَكْأً: قَشَرَهَا قَبْلَ أَن تَبْرَأَ فَنَدِيَتْ. قَالَ مُتَمِّم بْنُ نُوَيْرَةَ: قَعِيدَكِ أَن لَا تُسْمِعِينِي مَلامةً، ... وَلَا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤَادِ، فَيِيجَعا

وَمَعْنَى قَعِيدَكِ مِنْ قَوْلِهِمْ: قِعْدَكَ اللهَ إلَّا فَعَلْتَ، يُريدُون: نَشَدْتُك اللَّهَ إِلَّا فَعَلْتَ. ونَكَأْتُ العَدُوَّ أَنْكَؤُهم: لُغَةٌ فِي نَكَيْتُهم. التَّهْذِيبُ: نَكَأْتُ فِي العَدُوِّ نِكايةً. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الحروف التي تهمز، فيكون لَهَا مَعْنًى، وَلَا تُهْمَزُ، فَيَكُونُ لَهَا مَعْنًى آخَرَ: نَكَأْتُ القُرْحةَ أَنْكَؤُها إِذَا قَرَفْتَها، وَقَدْ نَكَيْتُ فِي العَدُوِّ أَنْكِي نِكايةً أَي هَزَمْتُه وغَلَبْتُه، فنَكِيَ يَنْكَى نَكًى. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَكَأْتُه حَقّه نَكْأً وزَكَأْتُه زَكْأً أَي قَضَيْتُه. وازْدَكَأْتُ مِنْهُ حَقِّي وانْتَكَأْتُه أَي أَخَذْتُه. ولَتَجِدَنَّه زُكَأَةً نُكَأَةً: يَقْضِي مَا عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: هُنِّئْتَ وَلَا تُنْكَأْ أَي هَنَّأَكَ اللَّهُ بِمَا نِلْتَ وَلَا أَصابَكَ بوَجَعٍ. وَيُقَالُ: وَلَا تُنْكَهْ مِثْلُ أَراقَ وهَراقَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي أَصَبْتَ خَيْراً وَلَا أَصَابكَ الضُّرُّ، يَدْعُو لَهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ فِي هَذَا الْمَثَلِ لَا تَنْكَهْ وَلَا تُنْكَهْ جَمِيعًا، مَنْ قَالَ لَا تَنْكَهْ، فالأَصل لَا تَنْكَ بِغَيْرِ هَاءٍ، فَإِذَا وَقَفْتَ عَلَى الْكَافِ اجْتَمَعَ سَاكِنَانِ فَحُرِّكَ الْكَافُ وَزِيدَتِ الهاءُ يَسْكُتُونَ عَلَيْهَا. قَالَ: وقولهم هُنِّئْتَ أَي ظَفِرت بِمَعْنَى الدعاءِ لَهُ، وَقَوْلُهُمْ لَا تُنْكَ أَي لَا نُكِيتَ أَي لَا جَعَلَك اللهُ مَنْكِيّاً مُنْهَزِماً مَغْلوباً. والنَّكَأَةُ: لُغَةٌ فِي النَّكَعَةِ، وَهُوَ نَبْتٌ شِبْهُ الطُّرْثُوثِ. وَاللَّهُ أَعلم. نمأ: النَّمْءُ والنَّمْوُ «1»: القَمْلُ الصِّغارُ، عن كراع. نهأ: النَّهِيءُ عَلَى مِثَالِ فَعيلٍ: اللَحْمُ الَّذِي لَمْ يَنْضَجْ. نَهِئَ اللَّحْمُ ونَهُؤَ نَهَأً، مَقْصُورٌ، يَنْهَأُ نَهْأً ونَهَأً ونَهَاءَةً، ممدود، عل فَعَالةٍ، ونُهُوءَةً «2» عَلَى فُعُولةٍ، ونُهُوءًا ونَهاوةً، الأَخيرة شَاذَّةٌ، فَهُوَ نَهِيءٌ، عَلَى فَعِيل: لَمْ يَنْضَجْ. وَهُوَ بَيِّنُ النُّهُوءِ، مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ، وبَيِّن النُّيُوءِ: مِثْلُ النُّيُوع. وأَنْهَأَه هُوَ إنْهاءً، فَهُوَ مُنْهَأٌ إِذَا لَمْ يُنْضِجْه. وأَنْهَأَ الأَمرَ: لَمْ يُبْرِمْه. وشَرِبَ فُلَانٌ حَتَّى نَهَأَ أَي امتلأَ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا أُبالي مَا نَهِئَ مِنْ ضَبِّكَ. ابن لأَعرابي: الناهِئُ: الشَّبْعانُ والرَّيّانُ، وَاللَّهُ أَعلم. نوأ: ناءَ بِجِمْلِه يَنُوءُ نَوْءًا وتَنْوَاءً: نَهَضَ بجَهْد ومَشَقَّةٍ. وَقِيلَ: أُثْقِلَ فسقَطَ، فَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَكَذَلِكَ نُؤْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: ناءَ بالحِمْل إِذَا نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا. وناءَ بِهِ الحِملُ إِذَا أَثْقَلَه. والمرأَة تنُوءُ بِهَا عَجِيزَتُها أَي تُثْقِلُها، وَهِيَ تَنُوءُ بِعَجِيزَتِها أَي تَنْهَضُ بِهَا مُثْقلةً. وناءَ بِهِ الحِمْلُ وأَناءَه مِثْلُ أَناعَه: أَثْقَلَه وأَمالَه، كَمَا يُقَالُ ذهَبَ بِهِ وأَذْهَبَه، بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ . قَالَ: نُوْءُها بالعُصْبةِ أَنْ تُثْقِلَهم. وَالْمَعْنَى إنَّ مفاتِحَه لَتَنُوءُ بالعُصْبةِ أَي تُمِيلُهم مِن ثِقَلِها، فَإِذَا أَدخلت الباءَ قُلْتَ تَنُوءُ بِهِمْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً. وَالْمَعْنَى ائْتُوني بقِطْرٍ أُفْرِغْ عَلَيْهِ، فَإِذَا حَذَفْتَ الباءَ زدْتَ عَلَى الْفِعْلِ فِي أَوله. قَالَ الفرّاءُ: وَقَدْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ:

_ (1). قوله [النمء والنموُ إلخ] كذا في النسخ والمحكم وقال في القاموس النَّمَأُ والنَّمْءُ كجَبَلٍ وحَبْلٍ وأورده المؤلف في المعتل كما هنا فلم يذكروا النَّمَأَ كجَبَلٍ، نعم هو في التكملة عن ابن الأَعرابي. (2). قوله [ونُهُوءَةً إلخ] كذا ضبط في نسخة من التهذيب بالضم وكذا به أيضاً في قوله بين النُّهُوء وفي شرح القاموس كقبول.

مَا إنَّ العُصْبةَ لَتَنُوءُ بِمفاتِحِه، فَحُوِّلَ الفِعْلُ إِلَى المَفاتِحِ، كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ سِراجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ، ... تَحْلى بهِ العَيْنُ، إِذَا مَا تَجْهَرُهْ وَهُوَ الَّذِي يَحْلى بالعين، فإذا كَانَ سُمِعَ آتَوْا بِهَذَا، فَهُوَ وَجْه، وإلَّا فَإِنَّ الرجُلَ جَهِلَ الْمَعْنَى. قَالَ الأَزهري: وأَنشدني بَعْضُ الْعَرَبِ: حَتَّى إِذَا مَا التَأَمَتْ مَواصِلُهْ، ... وناءَ، فِي شِقِّ الشِّمالِ، كاهِلُهْ يَعْنِي الرَّامي لَمَّا أَخَذَ القَوْسَ ونَزَعَ مالَ عَلَيْها. قَالَ: وَنَرَى أَنَّ قَوْلَ الْعَرَبِ مَا ساءَكَ وناءَكَ: مِنْ ذَلِكَ، إِلَّا أَنه أَلقَى الأَلفَ لأَنه مُتْبَعٌ لِساءَكَ، كَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ: أَكَلْتُ طَعاماً فهَنَأَني ومَرَأَني، مَعْنَاهُ إِذَا أُفْرِدَ أَمْرَأَني فَحُذِفَ مِنْهُ الأَلِف لَمَّا أُتْبِعَ مَا لَيْسَ فِيهِ الأَلِف، وَمَعْنَاهُ: مَا ساءَكَ وأَناءَكَ. وَكَذَلِكَ: إنِّي لآتِيهِ بالغَدايا والعَشايا، والغَداةُ لَا تُجمع عَلَى غَدايا. وَقَالَ الفرَّاءُ: لَتُنِيءُ بالعُصْبةِ: تُثْقِلُها، وَقَالَ: إنِّي، وَجَدِّك، لَا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ ... حانَ القَضاءُ، وَمَا رَقَّتْ لَهُ كَبِدِي إلَّا عَصا أَرْزَنٍ، طارَتْ بُرايَتُها، ... تَنُوءُ ضَرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ أَي تُثْقِلُ ضَرْبَتُها الكَفَّ والعَضُدَ. وَقَالُوا: لَهُ عِنْدِي مَا سَاءَه وَناءَه أَي أَثْقَلَه وَمَا يَسُوءُه ويَنُوءُه. قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد ساءَه وناءَه وإِنما قَالَ ناءَه، وَهُوَ لَا يَتَعدَّى، لأَجل ساءَه، فَهُمْ إِذَا أَفردوا قَالُوا أَناءَه، لأَنهم إِنَّمَا قَالُوا ناءَه، وَهُوَ لَا يتعدَّى لِمَكَانِ سَاءَه ليَزْدَوِجَ الْكَلَامُ. والنَّوْءُ: النَّجْمُ إِذَا مَالَ للمَغِيب، وَالْجَمْعُ أَنْواءٌ ونُوآنٌ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، مِثْلُ عَبْد وعُبْدانٍ وبَطْنٍ وبُطْنانٍ. قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أَنَّا بِها. ... إِذَا قَحَطَ الغَيْثُ، نُوآنُها وَقَدْ ناءَ نَوْءاً واسْتَناءَ واسْتَنْأَى، الأَخيرة عَلَى القَلْب. قَالَ: يَجُرُّ ويَسْتَنْئِي نَشاصاً، كأَنَّه ... بِغَيْقةَ، لَمَّا جَلْجَلَ الصَّوْتَ، جالِبُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اسْتَنْأَوُا الوَسْمِيَّ: نَظَرُوا إِلَيْهِ، وأَصله مِنَ النَّوْءِ، فقدَّم الهمزةَ. وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: الفاضِلُ، العادِلُ، الهادِي نَقِيبَتُه، ... والمُسْتَناءُ، إِذَا مَا يَقْحَطُ المَطَرُ المُسْتَنَاءُ: الَّذِي يُطْلَبُ نَوْءُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ الَّذِي يُطْلَبُ رِفْدُه. وَقِيلَ: مَعْنَى النَّوْءِ سُقوطُ نَجْمٍ مِنَ المَنازِل فِي الْمَغْرِبِ مَعَ الْفَجْرِ وطُلوعُ رَقِيبه، وَهُوَ نَجْمٌ آخَرُ يُقابِلُه، مِنْ سَاعَتِهِ فِي الْمَشْرِقِ، فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَهَكَذَا كلُّ نَجْمٍ مِنْهَا إِلَى انْقِضَاءِ السَّنَةِ، مَا خَلَا الجَبْهةَ، فَإِنَّ لَهَا أَربعة عَشَرَ يَوْمًا، فتنقضِي جميعُها مَعَ انقضاءِ السَّنَةِ. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ نَوْءاً لأَنَّه إِذَا سَقَطَ الغارِبُ ناءَ الطالِعُ، وَذَلِكَ الطُّلوع هُوَ النَّوْءُ. وبعضُهم يَجْعَلُ النَّوْءَ السُّقُوطَ، كأَنه مِنَ الأَضداد. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمع فِي النَّوْءِ أَنه السُّقوط إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُضِيفُ الأَمْطار والرِّياح والحرَّ وَالْبَرْدَ إِلَى السَّاقِطِ مِنْهَا. وَقَالَ

الأَصمعي: إِلَى الطَّالِعِ مِنْهَا فِي سُلْطَانِهِ، فَتَقُولُ مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَوْءُ النَّجْمِ: هُوَ أَوَّل سُقُوطٍ يُدْرِكُه بالغَداة، إِذَا هَمَّت الكواكِبُ بالمُصُوحِ، وَذَلِكَ فِي بَيَاضِ الْفَجْرِ المُسْتَطِير. التَّهْذِيبِ: ناءَ النجمُ يَنْوءُ نَوْءاً إِذَا سقَطَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثلاثٌ مِنَ أَمْرِ الجاهِليَّةِ: الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ والنِّياحةُ والأَنْواءُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَنواءُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ نَجْمًا مَعْرُوفَةَ المَطالِع فِي أزْمِنةِ السَّنَةِ كُلِّهَا مِنَ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ وَالرَّبِيعِ وَالْخَرِيفِ، يَسْقُطُ مِنْهَا فِي كُلِّ ثلاثَ عَشْرة لَيْلَةً نجمٌ فِي الْمَغْرِبِ مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، ويَطْلُع آخَرُ يُقَابِلُهُ فِي الْمَشْرِقِ مِنْ سَاعَتِهِ، وَكِلَاهُمَا مَعْلُومٌ مُسَمًّى، وانقضاءُ هَذِهِ الثَّمَانِيَةِ وَعِشْرِينَ كُلِّهَا مَعَ انقضاءِ السَّنَةِ، ثُمَّ يَرْجِعُ الأَمر إِلَى النَّجْمِ الأَوّل مَعَ اسْتِئْنَافِ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا سَقَطَ مِنْهَا نَجْمٌ وَطَلَعَ آخَرُ قَالُوا: لَا بُدَّ مِنْ أَن يَكُونَ عِنْدَ ذَلِكَ مَطَرٌ أَو رِيَاحٌ، فيَنْسِبُون كلَّ غَيْثٍ يَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى ذَلِكَ النَّجْمِ، فَيَقُولُونَ: مُطِرْنا بِنَوْءِ الثُرَيَّا والدَّبَرانِ والسِّماكِ. والأَنْوَاءُ وَاحِدُهَا نَوْءٌ. قَالَ: وإِنما سُمِّيَ نَوْءاً لأَنه إِذَا سَقَط الساقِط مِنْهَا بِالْمَغْرِبِ ناءَ الطَّالِعُ بِالْمَشْرِقِ يَنُوءُ نَوْءاً أَي نَهَضَ وطَلَعَ، وَذَلِكَ النُّهُوض هُوَ النَّوْءُ، فَسُمِّيَ النَّجْمُ بِهِ، وَذَلِكَ كُلُّ نَاهِضٍ بِثِقَلٍ وإبْطَاءٍ، فَإِنَّهُ يَنُوءُ عِنْدَ نُهوضِه، وَقَدْ يَكُونُ النَّوْءُ السُّقُوطُ. قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَنَّ النَّوْءَ السُّقُوطُ إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَنُوءُ بِأُخْراها، فَلأْياً قِيامُها؛ ... وتَمْشِي الهُوَيْنَى عَنْ قَرِيبٍ فَتَبْهَرُ مَعْنَاهُ: أَنَّ أُخْراها، وَهِيَ عَجِيزَتُها، تُنِيئُها إِلَى الأَرضِ لِضخَمِها وكَثْرة لَحْمِهَا فِي أَرْدافِها. قَالَ: وَهَذَا تَحْوِيلٌ لِلْفِعْلِ أَيضاً. وَقِيلَ: أَراد بالنَّوْءِ الغروبَ، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد. قَالَ شَمِرٌ: هَذِهِ الثَّمَانِيَةُ وَعِشْرُونَ، الَّتِي أَراد أَبو عُبَيْدٍ، هِيَ مَنَازِلُ الْقَمَرِ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الفُرْس وَالرُّومِ وَالْهِنْدِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أَنها ثَمَانِيَةُ وَعِشْرُونَ، يَنْزِلُ الْقَمَرُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلَةٍ مِنْهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ. قَالَ شَمِرٌ: وَقَدْ رأَيتها بِالْهِنْدِيَّةِ وَالرُّومِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ مُتَرْجَمَةً. قَالَ: وَهِيَ بِالْعَرَبِيَّةِ فِيمَا أَخبرني بِهِ ابْنُ الأَعرابي: الشَّرَطانِ، والبَطِينُ، والنَّجْمُ، والدَّبَرانُ، والهَقْعَةُ، والهَنْعَةُ، والذِّراع، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ، والجَبْهةُ، والخَراتانِ، والصَّرْفَةُ، والعَوَّاءُ، والسِّماكُ، والغَفْرُ، والزُّبانَى، والإِكْليلُ، والقَلْبُ، والشَّوْلةُ، والنَّعائمُ، والبَلْدَةُ، وسَعْدُ الذَّابِحِ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُود، وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ، وفَرْغُ الدَّلْو المُقَدَّمُ، وفَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ، والحُوتُ. قَالَ: وَلَا تَسْتَنِيءُ العَرَبُ بِهَا كُلِّها إِنَّمَا تَذْكُرُ بالأَنْواءِ بَعْضَها، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ فِي أَشعارهم وَكَلَامِهِمْ. وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يَقُولُ: لَا يَكُونُ نَوْءٌ حَتَّى يَكُونَ مَعَهُ مَطَر، وَإِلَّا فَلَا نَوْءَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَول الْمَطَرِ: الوَسْمِيُّ، وأَنْواؤُه العَرْقُوتانِ المُؤَخَّرتانِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُمَا الفَرْغُ المُؤَخَّر ثُمَّ الشَّرَطُ ثُمَّ الثُّرَيَّا ثُمَّ الشَّتَوِيُّ، وأَنْواؤُه الجَوْزاءُ، ثمَّ الذِّراعانِ، ونَثْرَتُهما، ثمَّ الجَبْهةُ، وَهِيَ آخِر الشَّتَوِيِّ، وأَوَّلُ الدَّفَئِيّ والصَّيْفِي، ثُمَّ الصَّيْفِيُّ، وأَنْواؤُه السِّماكانِ الأَوَّل الأَعْزَلُ، والآخرُ الرَّقيبُ، وَمَا بَيْنَ السِّماكَيْنِ صَيف، وَهُوَ نَحْوُ مِنْ أَربعين يَوْمًا، ثمَّ الحَمِيمُ، وَهُوَ نَحْوُ مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً عِنْدَ طُلُوعِ

الدَّبَرانِ، وَهُوَ بَيْنَ الصيفِ والخَرِيفِ، وَلَيْسَ لَهُ نَوْءٌ، ثمَّ الخَرِيفِيُّ وأَنْواؤُه النَّسْرانِ، ثمَّ الأَخْضَرُ، ثُمَّ عَرْقُوتا الدَّلْوِ الأُولَيانِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا الفَرْغُ المُقَدَّمُ. قَالَ: وكلُّ مطَر مِنَ الوَسْمِيِّ إِلَى الدَّفَئِيِّ ربيعٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي بَعْضٍ أَمالِيهِ وذَكر قَوْلَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ سُقِينا بالنَّجْمِ فَقَدْ آمَنَ بالنَّجْم وكَفَر باللهِ، وَمَنْ قَالَ سَقانا اللهُ فَقَدْ آمَنَ باللهِ وكَفَر بالنَّجْمِ. قَالَ: وَمَعْنَى مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا، أَي مُطِرْنا بطُلوع نَجْمٍ وسُقُوط آخَر. قَالَ: والنَّوْءُ عَلَى الْحَقِيقَةِ سُقُوط نَجْمٍ فِي المَغْرِب وطُلوعُ آخَرَ فِي الْمَشْرِقِ، فالساقِطةُ فِي الْمَغْرِبِ هِيَ الأَنْواءُ، والطالِعةُ فِي الْمَشْرِقِ هِيَ البَوارِحُ. قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: النَّوْءُ ارْتِفاعُ نَجْمٍ مِنَ الْمَشْرِقِ وَسُقُوطُ نَظِيرِهِ فِي الْمَغْرِبِ، وَهُوَ نَظِيرُ الْقَوْلِ الأَوَّل، فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ مُطِرْنا بِنَوْءِ الثرَيَّا، فإِنما تأْويله أَنَّه ارْتَفَعَ النَّجْمُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَسَقَطَ نَظِيرُهُ فِي الْمَغْرِبِ، أَي مُطِرْنا بِمَا ناءَ بِهِ هَذَا النَّجمُ. قَالَ: وإِنما غَلَّظَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهَا لأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَزْعُمُ أَن ذَلِكَ الْمَطَرَ الَّذِي جاءَ بسقوطِ نَجْمٍ هُوَ فِعْلُ النَّجْمِ، وَكَانَتْ تَنْسُبُ الْمَطَرَ إِلَيْهِ، وَلَا يَجْعَلُونَهُ سُقْيا مِنَ اللَّهِ، وَإِنْ وافَقَ سقُوطَ ذَلِكَ النَّجْمِ المطرُ يَجْعَلُونَ النجمَ هُوَ الْفَاعِلَ، لأَن فِي الْحَدِيثِ دَلِيلَ هَذَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: مَن قَالَ سُقِينا بالنَّجْمِ فَقَدْ آمَنَ بالنَّجْم وكَفَرَ باللهِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وأَما مَنْ قَالَ مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا وَلَمْ يُرِدْ ذَلِكَ الْمَعْنَى ومرادُه أَنَّا مُطِرْنا فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَلِمَ يَقْصِدْ إِلَى فِعْل النَّجْمِ، فَذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعلم، جَائِزٌ، كَمَا جاءَ عَنْ عُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّه اسْتَسْقَى بالمُصَلَّى ثُمَّ نادَى العباسَ: كَمْ بَقِيَ مِن نَوْءِ الثُرَيَّا؟ فَقَالَ: إنَّ العُلماءَ بِهَا يَزْعُمُونَ أَنها تَعْتَرِضُ فِي الأُفُقِ سَبْعاً بَعْدَ وقُوعِها، فواللهِ مَا مَضَتْ تِلْكَ السَّبْعُ حَتَّى غِيثَ الناسُ ، فَإِنَّمَا أَراد عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، كَمْ بَقِيَ مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ أنَّه إِذَا تَمَّ أَتَى اللهُ بِالْمَطَرِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَمَّا مَنْ جَعلَ المَطَر مِنْ فِعْلِ اللهِ تَعَالَى، وأَراد بِقَوْلِهِ مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا أَي فِي وَقْت كَذَا وَهُوَ هَذَا النَّوْءُ الْفُلَانِيُّ، فإِن ذَلِكَ جَائِزٌ أَي إِن اللهَ تَعَالَى قَدْ أَجْرَى الْعَادَةَ أَن يأْتِيَ المَطَرُ فِي هَذِهِ الأَوقات. قَالَ: ورَوى عَليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّه قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ؛ قَالَ: يَقُولُونَ مُطِرْنا بنوءِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ: وتَجْعَلُون شُكْرَ رِزْقِكم، الَّذِي رَزَقَكُمُوه اللَّهُ، التَّكْذِيبَ أَنَّه مِنْ عندَ الرَّزَّاقِ، وَتَجْعَلُونَ الرِّزْقَ مِنْ عندِ غيرِ اللهِ، وَذَلِكَ كُفْرٌ؛ فأَمَّا مَنْ جَعَلَ الرِّزْقَ مِن عندِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وجَعَل النجمَ وقْتاً وقَّتَه للغَيْثِ، وَلَمْ يَجعلْه المُغِيثَ الرَّزَّاقَ، رَجَوْتُ أَن لَا يَكُونُ مُكَذِّباً، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ: وَهُوَ مَعْنَى مَا قَالَهُ أَبو إِسحاق وَغَيْرُهُ مِنْ ذَوِي التَّمْيِيزِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: هَذِهِ الأَنْواءُ فِي غَيْبوبة هَذِهِ النُّجُومِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصل النَّوْءِ: المَيْلُ فِي شِقٍّ. وَقِيلَ لِمَنْ نَهَضَ بِحِمْلِهِ: ناءَ بِهِ، لأَنَّه إِذَا نَهَضَ بِهِ، وَهُوَ ثَقِيلٌ، أَناءَ الناهِضَ أَي أَماله. وَكَذَلِكَ النَّجْمُ، إِذَا سَقَطَ، مائلٌ نحوَ مَغِيبه الَّذِي يَغِيبُ فِيهِ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الإِصلاح: مَا بِالبادِيَةِ أَنْوَأُ مِنْ فُلَانٍ، أَي أَعْلَمُ بأَنْواءِ النُّجوم مِنْهُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَهَذَا أَحد مَا جاءَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ لَهُ فِعْلٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكِ البَعِيرَيْنِ.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُئِلَ ابْنِ عبَّاس، رَضِيَ اللَّهُ عنهما، عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِه بِيَدِها، فَقَالَتْ لَهُ: أَنت طَالِقٌ ثَلَاثًا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: خَطَّأَ اللهُ نَوْءَها أَلّا طَلَّقَتْ نَفْسها ثَلَاثًا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّوْءُ هُوَ النَّجْم الَّذِي يَكُونُ بِهِ الْمَطَرُ، فَمن هَمَز الْحَرْفَ أَرادَ الدُّعاءَ عَلَيْهَا أَي أَخْطَأَها المَطَرُ، وَمَنْ قَالَ خطَّ اللهُ نَوْءَها جَعَلَه مِنَ الخَطِيطَةِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَى النَّوْءِ النُّهوضُ لَا نَوْءُ الْمَطَرِ، والنَّوْءُ نُهُوضُ الرَّجل إِلَى كلِّ شيءٍ يَطْلُبه، أَرَادَ: خَطَّأَ اللهُ مَنْهَضَها ونَوْءَها إِلَى كلِّ مَا تَنْوِيه، كَمَا تَقُولُ: لَا سَدّدَ اللهُ فُلَانًا لِمَا يَطْلُب، وَهِيَ امرأَة قَالَ لَهَا زَوْجُها: طَلِّقي نَفْسَكِ، فَقَالَتْ لَهُ: طَلَّقْتُكَ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ شَيْئًا، وَلَوْ عَقَلَتْ لَقالَتْ: طَلَّقْتُ نَفْسِي. وَرَوَى ابْنُ الأَثير هَذَا الحديثَ عَنْ عُثمانَ، وَقَالَ فِيهِ: إنَّ اللهَ خَطَّأَ نَوْءَها أَلَّا طَلَّقَتْ نَفْسَها. وَقَالَ فِي شَرْحِهِ: قِيلَ هُوَ دُعاءٌ عَلَيْهَا، كَمَا يُقَالُ: لَا سَقاه اللَّهُ الغَيْثَ، وأَراد بالنَوْءِ الَّذِي يَجِيءُ فِيهِ المَطَر. وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: هَذَا لَا يُشْبِهُ الدُّعاءَ إِنَّمَا هُوَ خَبَرٌ، وَالَّذِي يُشْبِهُ أَن يَكُونَ دُعاءً حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: خَطَّأَ اللهُ نَوْءَها ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا لَوْ طَلَّقَتْ نَفْسَها لَوَقَعَ الطَّلاق، فَحَيْثُ طَلَّقَتْ زوجَها لَمْ يَقَعِ الطَّلاقُ، وَكَانَتْ كَمَنْ يُخْطِئُه النَّوْءُ، فَلَا يُمْطَر. وناوَأْتُ الرَّجُلَ مُناوَأَةً ونِوَاءً: فاخَرْتُه وعادَيْتُه. يُقَالُ: إِذَا ناوَأْتَ الرجلَ فاصْبِرْ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهمز وأَصله الْهَمْزُ، لأَنَّه مِنْ ناءَ إلَيْكَ ونُؤْتَ إِلَيْهِ أَي نَهَضَ إليكَ وَنهَضْتَ إِلَيْهِ. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا أَنْتَ ناوَأْتَ الرِّجالَ، فَلَمْ تَنُؤْ ... بِقَرْنَيْنِ، غَرَّتْكَ القُرونُ الكَوامِلُ وَلَا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطاحِ، الَّذِي بِهِ ... تَنُوءُ، وقَرْنٌ كُلَّما نُؤتَ مائلُ والنَّوْءُ والمُناوَأَةُ: المُعاداةُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْخَيْلِ: ورجُلٌ رَبَطَها فَخْراً ورِياءً ونِوَاءً لأَهل الإِسلام ، أَي مُعاداةً لَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَزالُ طائفةٌ مِنْ أُمّتي ظاهرينَ عَلَى مَن ناوَأَهم ؛ أَي ناهَضَهم وعاداهم. نيأ: ناءَ الرجلُ، مِثْلُ ناعَ، كَنَأَى، مَقْلُوبٌ مِنْهُ: إِذَا بَعُدَ، أَو لُغَةٌ فِيهِ. أَنشد يَعْقُوبُ: أَقولُ، وَقَدْ ناءَتْ بِهِمْ غُرْبةُ النَّوَى، ... نَوًى خَيْتَعُورٌ، لَا تَشِطُّ دِيارُكِ وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِقَوْلِ سَهْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ: مَنْ إنْ رآكَ غَنِيّاً لانَ جانِبُه؛ ... وإنْ رَآكَ فَقِيراً ناءَ، فاغْتَربا ورأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ الصَّلَاحِ الْمُحَدِّثِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّ الَّذِي أَنشده الأَصمعي لَيْسَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ: إِذَا افْتَقَرْتَ نَأَى، واشْتَدَّ جانِبُه؛ ... وإنْ رَآَكَ غَنِيّاً لانَ، واقْتَرَبا وناءَ الشيءُ واللَّحْمُ يَنِيءُ نَيْئاً، بِوَزْنٍ ناعَ يَنِيعُ نَيْعاً، وأَنَأْتُه أَنا إِناءَةً إِذَا لَمْ تُنْضِجْه. وَكَذَلِكَ نَهِئَ اللحمُ، وَهُوَ لَحْمٌ بَيِّنُ النُّهُوءِ والنُّيُوءِ، بِوَزْنِ النُّيُوعِ، وَهُوَ بَيِّنُ النُّيُوءِ والنُّيُوءَةِ: لَمْ يَنْضَجْ. وَلَحْمٌ نِيءٌ، بِالْكَسْرِ، مِثْلُ نِيعٍ: لَمْ تَمْسَسْه نَارٌ؛ هَذَا هُوَ الأَصل. وَقَدْ يُترك الْهَمْزُ ويُقلب يَاءً فَيُقَالُ: نِيٌّ، مشدَّداً. قَالَ أَبو

فصل الهاء

ذُؤَيْبٍ: عُقارٌ كَماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ؛ ... وَلَا خَلَّةٍ، يَكْوِي الشَّرُوبَ شِهابُها شِهابُها: نارُها وحِدَّتُها. وأَناءَ اللحمَ يُنيئُه إِناءَةً إِذَا لَمْ يُنْضِجْه. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ أَكل اللَّحْم النِّيءِ : هُوَ الَّذِي لَمْ يُطْبَخْ، أَو طُبِخَ أَدْنَى طَبْخ وَلَمْ يُنْضَجْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لحمٌ نِيٌّ، فَيَحْذِفُونَ الْهَمْزَ وأَصله الْهَمْزُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ للبَن المَحْضِ: نِيءٌ، فَإِذَا حَمُضَ، فَهُوَ نَضِيج. وأَنشد الأَصمعي: إِذَا مَا شِئْتُ باكَرَني غُلامٌ ... بِزِقٍّ، فِيهِ نِيءٌ، أَو نَضِيجُ وَقَالَ: أَراد بالنِّيءِ خَمْراً لَمْ تَمَسَّها النارُ، وبالنَّضِيجِ المَطْبُوخَ. وَقَالَ شَمِرٌ: النِّيءُ مِنَ اللَّبَنِ ساعةَ يُحْلَبُ قَبْلَ أَن يُجْعَلَ فِي السِّقاءِ. قَالَ شَمِرٌ: وناءَ اللحمُ يَنُوءُ نَوْءاً ونِيّاً، لَمْ يَهْمِزْ نِيّاً، فَإِذَا قَالُوا النَّيُّ. بِفَتْحِ النُّونِ، فَهُوَ الشَّحْمُ دُونَ اللَّحْمِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ: فظَلْتُ، وظَلَّ أَصْحابي، لَدَيْهِمْ ... غَريضُ اللَّحْم: نِيٌّ أو نَضِيجُ فصل الهاء هأهأ: الهأْهاءُ: دُعاءُ الإِبل إِلَى العَلَفِ؛ وَهُوَ زجْر الْكَلْبِ وإشْلاؤُه؛ وَهُوَ الضَّحِكُ العالِي. وهَأْهَأَ إِذَا قَهْقَهَ وأَكثر المَدَّ. وأَنشد: أَهَأْ أَهَأْ، عِند زادِ القَوْمِ، ضِحْكُهُمُ، ... وأَنْتُمُ كُشُفٌ، عندَ اللِّقا، خُورُ؟ «3» الأَلف قَبْلَ الْهَاءِ، لِلْاسْتِفْهَامِ، مُسْتَنْكر. وهَأْهَأَ بالإِبِلِ هِئْهاءً وهَأْهاءً، الأَخيرة نادرةٌ: دَعَاهَا إِلَى العَلَفِ، فَقَالَ هِئْ هِئْ. وَجَارِيَةٌ هَأْهأَةٌ، مَقْصُورٌ: ضَحَّاكةٌ. وجَأْجَأْتُ بالإِبل: دَعَوْتُها للشُّرْب. وَالْاسْمُ الهِيءُ والجِيءُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ. الأَزهري: هاهَيْتُ بالإِبل: دَعَوْتُها. وهَأْهَأْتُ للْعَلَف، وجَأْجَأْتُ بالإِبل لِتَشْرَبَ. وَالْاسْمُ مِنْهُ: الهِيءُ والجِيءُ. وأَنشد لِمُعَاذِ بْنِ هَرَّاءٍ: وَمَا كانَ، عَلَى الهِيءِ، ... وَلَا الجِيءِ، امْتِداحِيكا رأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ شَرَفِ الدِّينِ المُرْسِي بْنِ أَبي الفَضْل: أَنَّ بِخَطِّ الأَزهري الهِيءِ والجِيءِ، بِالْكَسْرِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ قيَّدهما فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي جَامِعِ اللِّحْيَانِيِّ: رجلٌ هَأْهَأٌ وهَأْهَاءٌ مِنَ الضَّحِكِ. وأَنشد: يَا رُبَّ بَيْضاءَ مِنَ العَواسِجِ، ... هَأْهَأَةٍ، ذاتِ جَبِينٍ سارج «4» هبأ: الهَبْءُ: حَيٌّ. هتأ: هَتَأَه بالعَصا هَتْأً: ضرَبَه. وتَهَتَّأَ الثوبُ: تَقَطَّعَ وبَلِيَ، بِالتَّاءِ بِاثْنَتَيْنِ. وَكَذَلِكَ تَهَمَّأَ، بِالْمِيمِ، وتَفَسَّأَ. وكلٌّ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ومَضَى مِنَ اللَّيْلِ هَتْءٌ وهِتْءٌ وهِيتَأٌ وهِيتَاءٌ وهَزيعٌ أَي وَقْتٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: جَاءَ بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ وهَتْأَةٍ. اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَ بَعْدَ هَتِيءٍ، على فَعِيلٍ،

_ (3). قوله [أهأ أهأ إلخ] هذا الْبَيْتُ أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُعْتَلِّ فقال: أَهَا أَهَا، عِنْدَ زَادِ القوم، ضحكتهم . والوغى بدل اللقا. (4). قوله [سارج] في التهذيب أي حسن، اشتقاقه من السراج، وفي التكملة السارج الواضح.

وهَتْءٍ، عَلَى فَعْلٍ، وهَتْيٍ، بِلَا هَمْزٍ، وهِتاءٍ وهِيتاءٍ، مَمْدُودَانِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ذهَب هِتْءٌ مِنَ اللَّيْلِ، وَمَا بقيَ إِلَّا هِتْءٌ، وَمَا بَقيَ مِنْ غَنَمِهِمْ إِلَّا هِتْءٌ، وَهُوَ أَقلُّ مِنَ الذَّاهبة. وَفِيهَا هَتَأٌ شَدِيدٌ، غَيْرُ مَمْدُودٍ، وهُتُوءٌ، يريدُ شَقٌّ وخَرْقٌ. هجأ: هَجِئَ الرَّجُل هَجَأً: التَهبَ جُوعُه، وهَجَأَ جُوعُه هَجْأً وهُجُوءاً: سَكَنَ وذهَب. وهَجَأَ غَرَثِي يَهْجَأُ هَجْأً: سَكَنَ وذهَب وانْقَطَع. وهَجَأَه الطعامُ يَهْجَؤُهُ هَجْأً: مَلَأَه، وهَجَأَ الطعامَ: أَكله. وأَهْجَأَ الطعامُ غَرَثِي: سكَّنه وقَطَعَه، إهْجاءً. قال: فأَخْزاهُمُ رَبِّي، ودَلَّ عَليْهِمُ، ... وأَطْعَمَهُم مِنْ مَطْعَمٍ غَيْرِ مُهْجِئِ وهَجَأَ الإِبلَ والغنمَ وأَهْجَأَها: كَفَّها لِتَرْعى. والهِجاءُ، مَمْدُودٌ: تَهْجِئَةُ الْحَرْفِ. وتَهَجَّأْت الْحَرْفَ وَتَهَجَّيْتُهُ، بِهَمْزٍ وَتَبْدِيلٍ. أَبو الْعَبَّاسِ: الهَجَأُ يُقصر وَيُهْمَزُ، وَهُوَ كلُّ مَا كُنْتَ فِيهِ، فانْقَطَع عَنْكَ. وَمِنْهُ قَوْلُ بَشَّارٍ، وقَصَره وَلَمْ يَهْمِزْ، والأَصل الْهَمْزُ: وقَضَيْتُ مِنْ وَرَقِ الشَّبابِ هَجاً، ... مِنْ كُلِّ أَحْوَزَ راجِحٍ قَصَبُهْ وأَهْجَأْتُه حَقَّه وأَهْجَيْتُه حَقَّه إِذَا أَدّيته إِلَيْهِ. هدأ: هَدَأَ يَهْدَأُ هَدْءاً وهُدُوءاً: سَكَن، يَكُونُ فِي سُكُونِ الْحَرَكَةِ والصّوْت وَغَيْرِهِمَا. قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: لَيْتَ السِّباعَ لَنا كَانَتْ مُجاوِرةً، ... وأَنَّنا لَا نَرَى، مِمَّنْ نَرَى، أَحَدا إنَّ السِّباعَ لَتَهْدا عَنْ فَرائِسها، ... والناسُ لَيْسَ بهادٍ شَرُّهم أَبَدا أَراد لَتَهْدَأُ وبهادِئٍ، فأَبدل الْهَمْزَةَ إِبدالًا صَحِيحًا، وَذَلِكَ أَنَّه جَعَلَهَا يَاءً، فأَلحق هادِياً برامٍ وسامٍ، وَهَذَا عند سيبوبه إِنما يُؤْخَذُ سَمَاعًا لَا قِيَاسًا. وَلَوْ خَفَّفَهَا تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا لَجَعَلَهَا بَيْنَ بَيْنَ، فَكَانَ ذَلِكَ يَكْسِرُ الْبَيْتَ وَالْكَسْرُ لَا يَجُوزُ، وإِنما يَجُوزُ الزِّحافُ. وَالْاسْمُ: الهَدْأَةُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَهْدَأَه: سَكَّنه. وهَدَأَ عَنْهُ: سَكَنَ. أَبو الْهَيْثَمِ يُقَالُ: نَظَرْتُ إِلَى هَدْئِه، بِالْهَمْزِ، وهَدْيِه. قَالَ: إِنما أَسقطوا الْهَمْزَةَ فَجَعَلُوا مَكَانَهَا الْيَاءَ، وأَصلها الْهَمْزُ، مِنْ هَدَأَ يَهْدَأُ إِذا سَكَنَ. وأَتانا وَقَدْ هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَي بعدَ ما سكَنَ الناسُ بِاللَّيْلِ. وأَتانا بعدَ ما هَدَأَتِ الرِّجْلُ والعَيْنُ أَي سَكَنَتْ وسَكَنَ الناسُ بِاللَّيْلِ. وهَدَأَ بِالْمَكَانِ: أَقام فسَكَن. وَلَا أَهْدَأَه اللَّهُ: لَا أَسْكَنَ عَناءَهُ ونَصَبَه. وأَتانا وَقَدْ هَدَأَتِ العيونُ، وأَتانا هُدُوءاً إِذَا جاءَ بَعْدَ نَوْمةٍ. وأَتانا بعدَ هُدْءٍ مِنَ اللَّيْلِ وهَدْءٍ وهَدْأَةٍ وهَدِيءٍ، فَعِيلٍ، وهُدُوءٍ، فُعولٍ، أَي بَعْدِ هَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَيَكُونُ هَذَا الأَخير مَصْدَرًا وَجَمْعًا، أَي حِينَ سكَن الناسُ. وَقَدْ هَدَأَ الليلُ، عن سيبويه، وبعد ما هَدَأَ الناسُ أَي نَامُوا. وَقِيلَ: الهَدْءُ مِنْ أَوَّله إِلَى ثُلُثِهِ، وَذَلِكَ ابْتِداءُ سكُونه. وَفِي الْحَدِيثِ: إيَّاكُم والسَّمَرَ بَعْدَ هَدْأَةِ الرِّجْل. الهَدْأَةُ والهُدُوءُ: السُّكُونُ عَنِ الحركات، أَي بعد ما يَسْكُنُ الناسُ عَنِ المَشْي والاختِلافِ فِي الطُّرُقِ. وَفِي حَدِيثِ سَوادِ بْنِ قارِبٍ: جاءَني بَعْدَ هَدْءٍ مِنَ اللَّيْلِ أَي بَعْدَ طائفةٍ ذهَبَتْ مِنْهُ.

والهَدْأَةُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ والطائِف، سُئل أَهلها لِمَ سُمِّيَتْ هَدْأَةً، فَقَالُوا: لأَن الْمَطَرَ يُصِيبها بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ. والنَّسَبُ إِلَيْهِ هَدَوِيٌّ، شاذٌّ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما تَحْرِيكُ الدَّالِ، والآخَر قَلْبُ الْهَمْزَةِ وَاوًا. وَمَا لَهُ هِدْأَةُ ليلةٍ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ مَا يقُوتُه، فَيُسَكِّنُ جُوعَه أَوْ سَهَرَه أَو هَمَّه. وهَدَأَ الرَّجُلُ يَهْدَأُ هُدُوءاً: مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ قَالَتْ لأَبي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِهَا: هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ أَي أَسْكَنُ؛ كَنَتْ بِذَلِكَ عَنِ الْمَوْتِ تَطْيِيباً لِقَلْبِ أَبيِه. وهَدِئَ هَدَأً، فَهُوَ أَهْدَأُ: جَنِئَ. وأَهْدَأَه الضَرْبُ أَو الكِبَرُ. والهَدَأُ: صِغَرُ السَّنامِ يَعْتَرِي الإِبل مِنَ الحَمْلِ وَهُوَ دُونَ الجَبَبِ. والهَدْآءُ مِنَ الإِبل: الَّتِي هَدِئَ سَنامُها مِنَ الحَمْل ولَطَأَ عَلَيْهِ وبَرُه وَلَمْ يُجْرَحْ. والأَهْدَأُ مِنَ المَناكِب: الَّذِي دَرِمَ أَعْلاه واسْتَرْخَى حَبْلُه. وَقَدْ أَهْدَأَه اللَّهُ. ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدْئِك مِنْ رَجُلٍ، عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَالْمَعْرُوفُ هَدِّكَ مِنْ رَجُلٍ. وأَهْدَأْتُ الصبيَّ إِذا جَعَلْتَ تَضْرِبُ عَلَيْهِ بكَفِّك وتُسَكِّنُه لِيَنامَ. قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: شَئِزٌ جَنْبِي كأَنِّي مُهْدَأ، ... جَعَلَ القَيْنُ عَلَى الدَّفِّ الإِبَرْ وأَهْدَأْتُه إِهْدَاءً. الأَزهري: أَهْدَأَتِ المرأَةُ صَبيَّها إِذَا قارَبَتْه وسَكَّنَتْه لِيَنام، فَهُوَ مُهْدَأ. وَابْنُ الأَعرابي يَرْوِي هَذَا الْبَيْتَ مُهْدَأ، وَهُوَ الصَّبِيُّ المُعَلَّلُ لِيَنامَ. وَرَوَاهُ غَيْرُهُ مَهْدَأً أَي بَعْدَ هَدْءٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ فُلَانًا عَلَى مُهَيْدِئَتِه أَي عَلَى حالَتِه الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، تَصْغِيرُ المَهْدَأَةِ. وَرَجُلٌ أَهْدَأُ أَي أَحْدَبُ بَيِّنُ الهَدَإِ. قَالَ الرَّاجِزُ فِي صِفَةِ الرَّاعي: أَهْدَأُ، يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيمِ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ وَغَيْرِهِ: الهَدَأُ مَصْدَرُ الأَهْدَإِ. رَجُلٌ أَهْدَأُ وامرأَة هَدْآءُ، وَذَلِكَ أَن يَكُونَ مَنْكِبه مُنْخَفِضًا مُسْتَوِيًا، أَو يَكُونُ مَائِلًا نَحْوَ الصَّدْرِ غَيْرَ مُنْتَصِبٍ. يُقَالُ مَنْكِبٌ أَهْدَأُ. وَقَالَ الأَصمعي: رَجُلٌ أَهْدَأُ إِذَا كَانَ فِيهِ انْحِناءٌ، وهَدِئَ وجَنِئَ إِذَا انحنى. هذأ: هَذَأَه بِالسَّيْفِ وَغَيْرَهُ يَهْذَؤُه هَذْءاً: قَطَعَه قَطْعاً أَوْحَى مِنَ الهَذِّ. وسَيْفٌ هَذَّاءٌ: قاطِعٌ. وهَذَأَ العَدُوَّ هَذْءاً: أَبارَهم وأَفناهم. وهَذَأَ الكلامَ إِذَا أَكثر مِنْهُ فِي خَطَإٍ. وهَذَأَه بِلِسَانِهِ هَذْءاً: آذَاهُ وأَسْمَعَه مَا يَكْرَه. وتَهَذَّأَتِ القَرْحةُ تَهَذُّؤاً وتَذَيَّأَتْ تَذَيُّؤاً: فَسَدَتْ وتَقَطَّعَت. وهَذَأْتُ اللَّحْمَ بالسِّكِّين هَذْءاً إِذا قَطَعْتَه به. هرأ: هَرَأَ فِي مَنْطِقِه يَهْرَأُ هَرْءاً: أَكثر، وَقِيلَ: أَكثر فِي خَطَإٍ أَو قَالَ الخَنا والقَبِيحَ. والهُراءُ، مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ: المَنْطِقُ الكَثِيرُ، وَقِيلَ: المَنْطِقُ الفاسِدُ الَّذِي لَا نِظامَ لَهُ. وقَوْلُ ذِي الرُّمَّة: لَها بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِيرِ، ومَنْطِقٌ ... رَخِيمُ الحَواشِي، لَا هُراءٌ وَلَا نَزْرُ

يَحْتَمِلُهُمَا جَمِيعًا. وأَهْرَأَ الكلامَ إِذا أَكثره وَلَمْ يُصِب المَعْنَى. وإِنَّ مَنْطِقَه لغيرُ هُراءٍ. ورَجُلٌ هُراءٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ. وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: شَمَرْدَلٍ، غَيْرِ هُراءٍ مَيْلَقِ وامْرأَةٌ هُراءَةٌ وقوم هُراؤُون. وهَرَأَه البَرْدُ يَهْرَؤُه هَرْءاً وهَراءَةً وأَهْرَأَه: اشْتَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَقْتُلُه، أَو قَتَلَه. وأَهْرَأَنا القُرُّ أَي قَتَلَنا. وأَهْرَأَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا قَتَلَه. وهَرِئَ المالُ وهَرِئَ القومُ، بِالْفَتْحِ، فَهُم مَهْرُوءُونَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ: هُرِئَ الْقَوْمُ، بِضَمِّ الهاءِ، فَهم مَهْرُوءُونَ، إِذَا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرُّ. قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، لأَن قَوْلَهُ مَهْرُوءُونَ إِنما يَكُونُ جَارِيًا عَلَى هُرِئَ. قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي المَهْرُوءِ، مَنْ هَرَأَه البَرْدُ، يَرْثِي عُثمانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: نَعاءٌ لِفَضْلِ العِلْمِ والحِلْمِ والتُّقَى، ... ومَأْوَى اليَتامَى الغُبْرِ، أَسْنَوْا، فأَجدَبُوا ومَلْجَإِ مَهْرُوئِينَ، يُلْفَى بِهِ الحَيا، ... إِذَا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الأُمُّ والأَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ ومَلْجَأُ مَهْرُوئين، وَصَوَابُهُ ومَلْجَإِ، بِالْكَسْرِ، مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ. وكَحْلُ: اسمٌ عَلَمٌ للسَّنةِ المُجْدِبة. وعَنَى بالحَيا الغَيْثَ والخِصْبَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَهْرُوءُ الَّذِي قَدْ أَنْضَجَه البَرْدُ. وهَرَأَ البَرْدُ الماشِيَةَ فَتَهرَّأَتْ: كسَرَها فتَكَسَّرَت. وقِرَّةٌ لَهَا هَرِيئةٌ، عَلَى فَعِيلة: يُصِيبُ الناسَ والمالَ مِنْهَا ضُرٌّ وسَقَطٌ أَي مَوْتٌ. وَقَدْ هُرِئَ القومُ والمالُ. وَالْهَرِيئَةُ أَيضاً: الْوَقْتُ الَّذِي يُصِيبهم فِيهِ البَرْدُ. والهَرِيئةُ: الْوَقْتُ الَّذِي يَشْتَدُّ فِيهِ البَرْدُ. وأَهْرَأْنا فِي الرَّواحِ أَي أَبْرَدْنا، وَذَلِكَ بالعشيِّ، وخصَّ بعضُهم بِهِ رَواحَ القَيْظ، وأَنشد لإِهابِ بْنِ عُمَيْرٍ يَصِفُ حُمُراً: حتَّى إِذَا أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ ... «5»، وفَارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ قَالَ: أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ: دَخَلْنَ فِي الأَصائِلِ، يَقُولُ: سِرْنَ فِي بَرْدِ الرَّواحِ إِلَى الماءِ. وبُلَّةُ الأَوابِلِ: بُلَّةُ الرُّطْبِ، والأَوابِلُ: الَّتِي أَبَلَتْ بالمكانِ أَي لَزِمَتْه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عَنِ الماءِ. وأَهْرِئْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي أَقِمْ حَتَّى يَسْكُنَ حَرُّ النَّهَارِ ويَبْرُدَ. وأَهْرَأَ الرَّجُلَ: قَتَله. وهَرَأَ اللحمَ هَرْءاً وهَرَّأَه وأَهْرَأَه: أَنْضَجَه، فَتَهَرَّأَ حَتَّى سَقَطَ مِنَ الْعَظْمِ. وَهُوَ لَحْمٌ هَرِيءٌ. وأَهْرَأَ لَحْمَه إهْرَاءً إِذَا طَبَخَه حَتَّى يَتَفَسَّخَ. والمُهَرَّأُ والمُهَرَّدُ: المُنْضَجُ مِنَ اللَّحْمِ. وهَرَأَتِ الرِّيحُ: اشْتَدَّ بَرْدُها. الأَصمعي: يُقَالُ فِي صِغَارُ النَّخْلِ أَوَّلَ مَا يُقْلَعُ شيءٌ مِنْهَا مِنْ أُمِّه: فَهُوَ الجَثِيثُ والوَدِيُّ والهِرَاءُ والفَسِيل. والهِراءُ:

_ (5). قوله [للأَصائل] بلام الجر، رواية ابن سيدة ورواية الجوهري بالأَصائل بالباء.

فَسِيلُ النَّخْلِ. قَالَ: أَبَعْدَ عَطِيَّتِي أَلْفاً جَمِيعاً، ... مِنَ المَرْجُوِّ، ثاقِبةَ الهِراءِ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ ثاقِبةَ الهِراءِ: أَنّ النَّخْلَ إِذَا اسْتَفْحَل ثُقِبَ فِي أُصُوله. والهُرَاءُ «1»: اسْمُ شَيْطانٍ مُوَكَّل بِقَبِيح الأَحْلام. هزأ: الهُزْءُ والهُزُؤُ: السُّخْرِيةُ. هُزِئَ بِهِ وَمِنْهُ. وهَزَأَ يَهْزَأُ فِيهِمَا هُزْءاً وهُزُؤاً ومَهْزَأَةً، وتَهَزَّأَ واسْتَهْزَأَ بِهِ: سَخِرَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ . قَالَ الزَّجَّاجُ: القِراءَةُ الجَيِّدة عَلَى التَّحْقِيقِ، فَإِذَا خَفَّفْتَ الْهَمْزَةُ جَعَلْتَ الهمزةَ بَيْنَ الْوَاوِ وَالْهَمْزَةِ، فقلت مُسْتَهْزِؤون، فَهَذَا الِاخْتِيَارُ بَعْدَ التَّحْقِيقِ، وَيَجُوزُ أَن يُبدل مِنْهَا ياءٌ فَتُقْرَأَ مُسْتَهْزِيُون؛ فأَما مُسْتَهْزُونَ، فَضَعِيفٌ لَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا شَاذًّا، عَلَى قَوْلِ مَنْ أَبدل الْهَمْزَةَ يَاءً، فَقَالَ فِي اسْتَهْزَأْتُ اسْتَهْزَيْتُ، فَيَجِبُ عَلَى اسْتَهْزَيْتُ مُسْتَهْزُونَ. وَقَالَ: فِيهِ أَوجه مِنَ الجَواب؛ قِيلَ: مَعْنَى اسْتِهْزَاءِ اللَّهِ بِهِمْ أَن أَظهر لَهُمْ مِنْ أَحْكامه فِي الدُّنْيَا خَلافَ مَا لَهُمْ فِي الآخرةِ، كَمَا أَظْهَرُوا لِلْمُسْلِمِينَ فِي الدُّنْيَا خِلافَ مَا أَسَرُّوا. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْتِهْزَاؤُه بِهِمْ أَخْذَه إيَّاهم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُون، كَمَا قَالَ، عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ*؛ وَيَجُوزُ، وَهُوَ الْوَجْهُ الْمُخْتَارُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ، أَن يَكُونَ مَعْنَى يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ يُجازِيهم عَلَى هُزُئِهم بالعَذاب، فَسُمِّيَ جَزاءُ الذَّنْب بِاسْمِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها؛ فَالثَّانِيَةُ لَيْسَتْ بِسَيِّئة فِي الْحَقِيقَةِ إِنما سُمِّيَتْ سَيِّئَةً لازْدِواجِ الْكَلَامِ، فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَوجه. ورجلٌ هُزَأَةٌ، بِالتَّحْرِيكِ، يَهْزَأُ بِالنَّاسِ. وهُزْأَةٌ، بِالتَّسْكِينِ: يُهْزَأُ بِهِ، وَقِيلَ يُهْزَأُ مِنْهُ. قَالَ يُونُسُ: إِذَا قَالَ الرجلُ هَزِئتُ مِنْكَ، فَقَدْ أَخْطأَ، إِنَّمَا هُوَ هَزِئتُ بِكَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ سَخِرْتُ مِنْكَ، وَلَا يُقَالُ: سَخِرْتُ بِكَ. وهَزَأَ الشيءَ يَهْزَؤُه هَزْءاً: كَسَره. قَالَ يَصِفُ دِرْعاً: لهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، ... وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ عُكَنُ الدِّرْعِ: مَا تَثَنَّى مِنْهَا. والباءُ فِي قَوْلِهِ بالمَعابِل زَائِدَةٌ، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي خطأٌ، إِنَّمَا تَهْزَأُ هَهُنَا مِنَ الهُزْءِ الَّذِي هُوَ السُّخْرِيُّ، كأَنَّ هَذِهِ الدّرْعَ لمَّا رَدَّتِ النَّبْلَ خُنْساً جُعِلَتْ هازِئةً بِهَا. وهَزَأَ الرجلُ: ماتَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وهَزَأَ الرجلُ إِبِلَه هَزْءاً، قَتَلَها بالبَرْدِ، وَالْمَعْرُوفَ هَرَأَها، وَالظَّاهِرُ أَن الزَّايَ تَصْحِيفٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَهْزَأَه البَرْدُ وأَهْرَأَه إِذَا قَتَلَه. وَمِثْلُهُ: أَزْغَلَتْ وأَرْغَلَتْ فِيمَا يَتَعَاقَبُ فِيهِ الراءُ وَالزَّايُ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: نَزَأْتُ الرّاحِلةَ وهَزَأْتها إِذَا حَرَّكْتَها. همأ: هَمَأَ الثَّوْبَ يَهْمَؤُه هَمْأً: جَذَبَه فَانْخَرَقَ. وانْهَمَأَ ثَوْبُهُ وتَهَمَّأَ: انْقَطَعَ مِنَ البِلَى، وَرُبَّمَا قَالُوا تَهتَّأَ، بِالتَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والهِمْءُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، وَجَمْعُ الهِمْءِ أَهْمَاءٌ.

_ (1). قوله [والهُرَاءُ اسم إلخ] ضبط الهراء في المحكم بالضم وبه في النهاية أيضاً في هـ ر ي من المعتل ولذلك ضبط الحديث في تلك المادة بالضم فانظره مع عطف القاموس له هنا على المكسور.

هنأ: الهَنِيءُ والمَهْنَأُ: مَا أَتاكَ بِلَا مَشَقَّةٍ، اسْمٌ كالمَشْتَى. وَقَدْ هَنِئَ الطَّعامُ وهَنُؤَ يَهْنَأُ هَنَاءَةً: صَارَ هَنِيئاً، مِثْلُ فَقِهَ وفَقُهَ. وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ بِهِ. وهَنَأَنِي الطَّعامُ وهَنَأَ لِي يَهْنِئُنِي ويَهْنَؤُنِي هَنْأً وهِنْأً، وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمَهْمُوزِ. وَيُقَالُ: هَنَأَنِي خُبْزُ فُلان أَي كَانَ هَنِيئاً بِغَيْرِ تَعَبٍ وَلَا مَشَقَّةٍ. وَقَدْ هَنَأَنا اللهُ الطَّعامَ، وَكَانَ طَعاماً اسْتَهْنَأْناه أَي اسْتَمْرَأْناهُ. وَفِي حَدِيثِ سُجُود السَّهْوِ: فَهَنَّأَه ومَنَّاه ، أَي ذَكَّره المَهانِئَ والأَمانِي، وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ للإِنسان فِي صَلاتِه مِنْ أَحاديثِ النَّفْس وتَسْوِيل الشَّيْطَانِ. وَلَكَ المَهْنَأُ والمَهْنا، وَالْجَمْعُ المَهانِئُ، هَذَا هُوَ الأَصل بِالْهَمْزِ، وَقَدْ يُخَفَّفُ، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ أَشْبه لأَجل مَنَّاه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي إِجابةِ صَاحِبِ الرِّبا إِذَا دَعا إِنْسَانًا وأَكَل طَعامه، قَالَ: لَكَ المَهْنَأُ وَعَلَيْهِ الوِزْرُ أَي يَكُونُ أَكْلُكَ لَهُ هَنِيئاً لَا تُؤَاخَذُ بِهِ ووِزْرُه عَلَى مَنْ كَسَبَه. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ فِي طَعَامِ العُمَّالِ الظَّلَمةِ: لَهُمُ المَهْنَأُ وَعَلَيْهِمِ الوِزر. وهَنَأَتْنِيهِ العافِيةُ وَقَدْ تَهَنَّأْتُه وهَنِئْتُ الطعامَ، بِالْكَسْرِ، أَي تَهَنَّأْتُ بِهِ. فأَما مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ: فَارْعَيْ فَزارةُ، لَا هَناكِ المَرْتَعُ فَعَلَى الْبَدَلِ لِلضَّرُورَةِ، وَلَيْسَ عَلَى التَّخْفِيفِ؛ وأَمّا مَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنْ قَوْلِ الْمُتَمَثِّلِ مِنَ الْعَرَبِ: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لكِ مَقْرُوع، فأَصله الْهَمْزُ، وَلَكِنَّ الْمَثَلَ يَجْرِي مَجْرى الشِّعر، فَلَمَّا احْتَاجَ إِلَى المُتابَعةِ أَزْوَجَها حَنَّتْ. يُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلُ لِمَنْ يُتَّهَم فِي حَديثه وَلَا يُصَدَّقُ. قَالَهُ مازِنُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمرو بْنِ تَمِيم لابنةِ أَخيه الهَيْجُمانة بنتِ العَنْبَرِ بْنِ عَمْرو بْنِ تَمِيم حِينَ قَالَتْ لأَبيها: إِنّ عبدَ شمس ابنَ سعدِ بْنِ زيْدِ مَناةَ يُرِيدُ أَن يُغِيرَ عَليهم، فاتَّهمها مازِنٌ لأَنَّ عبدَ شَمْسٍ كَانَ يَهْواها وَهِيَ تَهْواه، فَقَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ. وَقَوْلُهُ: حَنَّتْ أَي حنَّت إِلَى عَبْدِ شَمْسٍ ونَزَعَتْ إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُ: وَلَاتَ هَنَّتْ أَي لَيْسَ الأَمْر حَيْثُ ذَهَبَتْ. وأَنشد الأَصمعي: لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ، أَمْ مَنْ ... جاءَ مِنها بطائِفِ الأَهْوالِ يَقُولُ لَيْسَ جُبَيْرةُ حَيْثُ ذَهَبْتَ، ايأَسْ مِنْهَا لَيْسَ هَذَا موضِعَ ذِكْرِها. وَقَوْلُهُ: أَمْ مَنْ جاءَ مِنْهَا: يَسْتَفْهِمُ، يَقُولُ مَنْ ذَا الَّذِي دَلَّ عَلَيْنَا خَيالَها. قَالَ الرَّاعي: نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ يَقُولُ: لَيْسَ الأَمْرُ حَيْثُ ذَهَبْتَ إِنما قَلْبُكَ مِتْيَحٌ فِي غَيْرِ ضَيْعةٍ. وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يَقُولُ: حَنَّتْ إِلَى عاشِقِها، وَلَيْسَ أَوانَ حَنِينٍ، وإِنما هُوَ وَلَا، والهاءُ: صِلةٌ جُعِلَتْ تَاءً، وَلَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهَا لَقُلْتَ لَاهْ، فِي الْقِيَاسِ، وَلَكِنْ يَقِفُونَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سأَلت الكِسائي، فقلتُ: كَيْفَ تَقِف عَلَى بِنْتٍ؟ فَقَالَ: بالتاءِ إِتِّبَاعًا لِلْكِتَابِ، وَهِيَ فِي الأَصل هاءٌ. الأَزهريّ فِي قَوْلِهِ ولاتَ هَنَّتْ: كَانَتْ هاءَ الْوَقْفَةِ ثُمَّ صُيِّرت تَاءً ليُزاوِجُوا بِهِ حَنَّتْ، والأَصل فِيهِ هَنَّا، ثمَّ قِيلَ هَنَّهْ لِلْوَقْفِ. ثمَّ صُيِّرَتْ تَاءً كَمَا قَالُوا ذَيْتَ وذَيْتَ وكَيْتَ وكَيْتَ. وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: وكانَتِ الحَياةُ حيِنَ حُبَّتِ، ... وذِكْرُها هَنَّتْ، ولاتَ هَنَّتِ

أَي لَيْسَ ذَا موضعَ ذَلِكَ وَلَا حِينَه، وَالْقَصِيدَةُ مَجْرُورَةٌ لَمَّا أَجْراها جَعَل هاءَ الْوَقْفَةِ تَاءً، وَكَانَتْ فِي الأَصل هَنَّهْ بِالْهَاءِ، كَمَا يُقَالُ أَنا وأَنَّهْ، والهاءُ تَصِيرُ تَاءً فِي الوصْل. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِب هاءَ التأْنيث تَاءً إِذَا وَقَفَ عَلَيْهَا كَقَوْلِهِمْ: ولاتَ حِينَ مَناصٍ. وَهِيَ فِي الأَصل ولاةَ. ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْخَلِيلِ فِي قَوْلِهِ: لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرَة أَمْ مَنْ يَقُولُ: لَا تُحْجِمُ عَنْ ذكْرها، لأَنه يَقُولُ قَدْ فَعَلَتْ وهُنِّيتُ، فيُحْجِمُ عَنْ شيءٍ، فَهُوَ مِنْ هُنِّيتُ وَلَيْسَ بأَمر، وَلَوْ كَانَ أَمْراً لَكَانَ جَزْمًا، وَلَكِنَّهُ خَبَرٌ يَقُولُ: أَنتَ لَا تَهْنَأُ ذِكْرَها. وطَعامٌ هَنِيءٌ: سَائِغٌ، وَمَا كَانَ هَنِيئاً، وَلَقَدْ هَنُؤَ هَناءَةً وهَنَأَةً وهِنْأً، عَلَى مِثَالِ فَعالةٍ وفَعَلة وفِعْلٍ. اللَّيْثُ: هَنُؤَ الطَّعامُ يَهْنُؤُ هَنَاءَةً، وَلُغَةٌ أَخرى هَنِيَ يَهْنَى، بِلَا هَمْزٍ. والتَّهْنِئةُ: خِلَافُ التَّعْزِية. يُقَالُ: هَنَأَهُ بالأَمْرِ وَالْوِلَايَةِ هَنْأً وهَنَّأَه تَهْنِئةً وتَهْنِيئاً إِذَا قُلْتَ لَهُ ليَهْنِئْكَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ليَهْنِئْكَ الفارِسُ، بِجَزْمِ الْهَمْزَةِ، وليَهْنِيكَ الفارِسُ، بياءٍ سَاكِنَةٍ، وَلَا يَجُوزُ ليَهْنِكَ كَمَا تَقُولُ الْعَامَّةُ. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً . قَالَ الزُّجَاجُ تَقُولُ: هَنَأَنِي الطَّعامُ ومَرَأَني. فَإِذَا لَمْ يُذكَر هَنَأَنِي قُلْتَ أَمْرَأَني. وَفِي الْمَثَلِ: تَهَنَّأَ فُلَانٌ بِكَذَا وتَمَرَّأَ وتَغَبَّطَ وتَسَمَّنَ وتَخَيَّلَ وتَزَيَّنَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الناسِ قَرْني ثمَّ الَّذِين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُونَ. مَعْنَاهُ: يَتَعَظَّمُونَ ويَتَشَرَّفُونَ ويَتَجَمَّلُون بِكَثْرَةِ الْمَالِ، فَيَجْمَعُونَهُ وَلَا يُنْفِقُونه. وَكُلُوهُ هَنِيئاً مَريئاً. وكلُّ أمْرٍ يأْتيكَ مِنْ غَيْر تَعَبٍ، فَهُوَ هَنِيءٌ. الأَصمعي: يُقَالُ فِي الدُّعاءِ للرَّجل هُنِّئْتَ وَلَا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً وَلَا أَصابك الضُّرُّ، تدعُو لَهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: فِي قَوْلِهِ هُنِّئْتَ، يُرِيدُ ظَفِرْتَ، عَلَى الدُّعاءِ لَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا هَنِيئاً مَرِيئاً، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرى المَصادِر المَدْعُوِّ بِهَا فِي نَصْبها عَلَى الفِعْل غَير المُسْتَعْمَلِ إظْهارُه، وَاخْتِزَالُهُ لِدَلَالَتِهِ عَلَيْهِ، وانْتِصابه عَلَى فِعَلٍ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ، كأَنَّه ثَبَتَ لَهُ مَا ذُكِرَ لَهُ هَنِيئاً. وأَنشد الأَخطل: إِلَى إِمامٍ، تُغادِينا فَواضِلُه، ... أَظْفَرَه اللَّهُ فَلْيَهْنِئْ لهُ الظَّفَرُ قَالَ الأَزهريُّ: وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِ أَعْشَى باهِلةَ: أَصَبْتَ فِي حَرَمٍ مِنَّا أَخاً ثِقةً، ... هِنْدَ بْنَ أَسْماءَ لَا يَهْنِئْ لَكَ الظَّفَرُ قَالَ: يُقَالُ هَنَأَه ذَلِكَ وهَنَأَ لَهُ ذَلِكَ، كَمَا يقال هَنِيئاً له، وأَنشد بَيْتَ الأَخطَل. وهَنَأَ الرجلَ هَنْأً: أَطعَمَه. وهَنَأَه يَهْنَؤُه ويَهْنِئُه هَنْأً، وأَهْنَأَه: أَعْطاه، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومُهَنَّأٌ: اسْمُ رَجُلٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ يُقَالُ: هَذَا مُهَنَّأٌ قَدْ جاءَ، بِالْهَمْزِ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ. وهُنَاءَةُ: اسْمٌ، وَهُوَ أَخو مُعاوية بْنِ عَمرو بْنِ مَالِكِ أَخي هُناءَةَ ونِواءٍ وفَراهِيدَ وجَذِيمةَ الأَبْرَشِ. وهانِئٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَفِي الْمَثَلِ: إِنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعْطِي. والهِنْءُ: العَطِيَّةُ،

الاسم: الهِنْءُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ العَطاء. ابْنُ الأَعرابي: تَهَنَّأَ فُلَانٌ إِذَا كَثُرَ عَطاؤُه، مأْخوذ مِنَ الهِنْءِ، وَهُوَ العَطاء الْكَثِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لأَبي الهَيثمِ بْنِ التَّيِّهانِ: لَا أَرَى لَكَ هانِئاً. قَالَ الْخَطَابِيُّ: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ ماهِناً، وَهُوَ الخادِمُ، فَإِنْ صَحَّ، فَيَكُونُ اسمَ فاعِلٍ مَنْ هَنَأْتُ الرجلَ أَهْنَؤُه هَنْأً إِذَا أَعطَيْتَه. الفرَّاءُ يُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعطِيَ لُغَتَانِ. وهَنَأْتُ القَوْمَ إِذَا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأَعْطَيْتَهم. يُقَالُ: هَنَأَهُم شَهْرَينِ يَهْنَؤُهم إِذَا عالَهم. وَمِنْهُ المثل: إنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنَأَ أَي لِتَعُولَ وتَكْفِيَ، يُضْرَبُ لِمَنْ عُرِفَ بالإحسانِ، فَيُقَالُ لَهُ: أَجْر عَلَى عادَتِكَ وَلَا تَقْطَعْها. الْكِسَائِيُّ: لِتَهْنِئَ. وَقَالَ الأُمَوِيُّ: لِتَهْنِئَ، بِالْكَسْرِ، أَي لِتُمْرِئَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هَنَأَكَ اللَّهُ ومَرَأَكَ وَقَدْ هَنَأَنِي ومَرَأَنِي، بِغَيْرِ أَلف، إِذَا أَتبعوها هَنَأَنِي، فإِذا أَفْرَدُوها قَالُوا أَمْرَأَنِي. والهَنِيءُ والمَرِيءُ: نَهرانِ أَجراهما بعضُ الْمُلُوكِ. قَالَ جَريرٌ يَمْدَحُ بعضَ المَرْوانِيَّةِ: أُوتِيتَ مِنْ حَدَبِ الفُراتِ جَوارِياً، ... مِنْها الهَنِيءُ، وسائحٌ فِي قَرْقَرَى وقَرْقَرَى قَرْيةٌ باليَمامةِ فِيهَا سَيْحٌ لِبَعْضِ الْمُلُوكِ. واسْتَهْنَأَ الرجلَ: اسْتَعْطاه. وأَنشد ثَعْلَبٌ: نُحْسِنُ الهِنْءَ، إِذَا اسْتَهْنَأْتَنا، ... ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيْدِي الكِبارِ يَعْنِي بالأَيْدِي الكِبارِ المِنَنَ. وَقَوْلُهُ أَنشده الطُّوسِي عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَشْجَيْتُ عَنْكَ الخَصْمَ، حَتَّى تَفُوتَهُمْ ... مِنَ الحَقِّ، إِلَّا مَا اسْتَهانُوك نَائِلَا قَالَ: أَرَادَ اسْتَهْنَؤُوك، فقَلَب، وَأَرَى ذَلِكَ بَعْدَ أَن خفَّف الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا. وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَنه أَراد: مَنَعْتُ خَصْمَكَ عَنْكَ حَتَّى فُتَّهم بحَقِّهم، فهَضَمْتَهُم إِيَّاه، إلَّا مَا سَمَحُوا لَك بِهِ مِنْ بعضِ حُقُوقِهم، فَتَرَكُوهُ عَلَيْكَ، فسُمِّيَ تَرْكُهم ذَلِكَ عَلَيْهِ اسْتِهْناءً؛ كلُّ ذَلِكَ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وَيُقَالُ: اسْتَهْنَأَ فُلَانٌ بَنِي فُلَانٍ فَلَمْ يُهنِؤُوه أَي سأَلَهم، فَلَمْ يُعْطُوه. وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الوَرْد: ومُسْتَهْنِئٍ، زَيْدٌ أَبُوه، فَلَمْ أَجِدْ ... لَه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حَيَاءَكِ واصْبِري وَيُقَالُ: مَا هَنِئَ لِي هَذَا الطَّعامُ أَي مَا اسْتَمْرَأْتُه. الأَزهري وَتَقُولُ: هَنأَنِي الطَّعام، وَهُوَ يَهْنَؤُني هَنْأً وهِنْاً، ويَهْنِئُني. وهَنَأَ الطَّعامَ هَنْأً وهِنْأً وهَناءَةً: أَصْلَحَه. والهِنَاءُ: ضَرْبٌ مِنَ القَطِران. وَقَدْ هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها ويَهْنِئُها ويَهْنُؤُها هَنْأً وهِنَاءً: طَلاها «2» بالهِناءِ. وَكَذَلِكَ: هَنَأَ البعيرَ. تَقُولُ: هَنَأْتُ البعيرَ، بِالْفَتْحِ، أَهْنَؤُه إِذَا طَلَيْتَه بالهِناءِ، وَهُوَ القَطِرانُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ولَم نَجِد فِيمَا لَامُهُ هَمْزَةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ إلَّا هَنَأْتُ أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ. وَالِاسْمُ: الهِنْءُ، وإبل مَهْنُوءةٌ.

_ (2). قوله [هنأ وهناء طلاها] قال في التكملة والمصدر الهنء والهناء بالكسر والمد ولينظر من أين لشارح القاموس ضبط الثاني كجبل.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأَنْ أُزاحِمَ جَملًا قَدْ هُنِئَ بِقَطِران أَحَبُّ إليَّ مِن أَنْ أُزاحِمَ امْرأَةً عَطِرةً. الْكِسَائِيُّ: هُنِئَ: طُلِيَ، والهِنَاءُ الِاسْمُ، والهَنْءُ الْمَصْدَرُ. وَمِنْ أَمثالهم: لَيْسَ الهِنَاءُ بالدَّسِّ؛ الدَّسُّ أَن يَطْلِيَ الطَّالِيَ مَساعِرَ الْبَعِيرِ، وَهِيَ المَواضِعُ الَّتِي يُسْرِعُ إِلَيْهَا الجَرَبُ مِنَ الآباطِ والأَرْفاغِ وَنَحْوِهَا، فَيُقَالُ: دُسَّ البَعِيرُ، فَهُوَ مَدْسُوسٌ. وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرمَّة: قَرِيعُ هِجانٍ دُسَّ مِنْهَا المَساعِرُ فإِذا عُمَّ جَسَدُ البعيرِ كلُّه بالهِناءِ، فَذَلِكَ التَّدْجِيلُ. يُضرب مَثَلًا لِلَّذِي لَا يُبالِغ فِي إِحكامِ الأَمْرِ، وَلَا يَسْتَوثِقُ مِنْهُ، ويَرْضَى باليَسِير مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عبَّاس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي مَالِ اليَتِيم: إِنْ كنتَ تَهْنَأُ جَرْباها أَي تُعالِجُ جَرَبَ إِبِلِه بالقَطِران. وهَنِئَتِ الماشيةُ هَنَأً وهَنْأً: أَصابَتْ حَظًّا مِنَ البَقْل مِنْ غَيْرِ أَن تَشْبَعَ مِنْهُ. والهِناءُ: عِذْقُ النَّخلة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، لُغَةٌ فِي الإِهانِ. وهَنِئْتُ الطَّعامَ أَي تَهَنَّأْتُ بِهِ وهَنَأْتُه شَهْرًا أَهْنَؤُه أَي عُلْتُه. وهَنِئَتِ الإِبلُ مِنْ نَبْتٍ أَي شَبِعَتْ. وأَكلْنا مِنْ هَذَا الطَّعامِ حَتَّى هَنِئْنا مِنْهُ أَي شَبِعْنا. هوأ: هاءَ بِنَفْسِه إِلَى المَعالِي يَهُوءُ هَوْءاً: رَفَعَها وسَما بِهَا إِلَى المَعالِي. والهَوْءُ، الهِمَّةُ، وإِنَّه لبَعِيدُ الهَوْءِ، بِالْفَتْحِ، وبَعِيدُ الشَّأْوِ أَي بَعِيدُ الهمَّة. قَالَ الرَّاجِزُ: لَا عاجِزُ الهَوْءِ، وَلَا جَعْدُ القَدَمْ وَإِنَّهُ لَذُو هَوْءٍ إِذَا كَانَ صائبَ الرَّأْي ماضِياً. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: يَهْوِي بِنَفْسِه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا قامَ الرجلُ إِلَى الصلاةِ، فَكَانَ قَلْبُه وهَوْءُه إِلَى اللهِ انْصَرفَ كَمَا ولَدَتْه أُمُّه. الهَوْءُ، بِوَزْنِ الضَوْءِ: الهِمَّةُ. وَفُلَانٌ يَهُوءُ بنَفْسِه إِلَى المَعالِي أَي يرْفَعُها ويَهُمُّ بِهَا. وَمَا هُؤْتُ هَوْءَه أَي مَا شَعَرْتُ بِهِ وَلَا أَرَدْتُه. وهُؤْتُ بِهِ خَيْراً فأَنا أَهُوءُ بِهِ هَوْءاً: أَزْنَنْته بِهِ، وَالصَّحِيحُ هُوتُ، كَذَلِكَ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُؤْته بِخَيْرٍ، وهُؤْتُه بِشَرٍّ، وهُؤْتُه بِمَالٍ كَثِيرٍ هَوْءاً أَي أَزْنَنْتُه بِهِ. ووَقَع ذَلِكَ فِي هَوْئي وهوئِي أَي ظَنِّي. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنِّي لأَهُوءُ بِكَ عَنْ هَذَا الأَمْر أَي أَرْفَعُكَ عَنْهُ. أَبو عَمْرٍو: هُؤْتُ بِهِ وشُؤْتُ بِهِ أَي فَرِحْتُ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: هَأَى أَي ضَعُفَ، وأَهَى إِذَا قَهْقَهَ فِي ضَحِكه. وهَاوَأْتُ الرجلَ: فاخَرْتُه كَهاوَيْتُه. والمُهْوَأَنُّ، بِضَمِّ الْمِيمِ: الصَّحراءُ الْوَاسِعَةُ. قَالَ رُؤْبَةُ: جاؤُوا بِأُخْراهُمْ عَلَى خُنْشُوشِ، ... فِي مُهْوَأَنٍّ، بالدَّبَى مَدْبُوشِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَعْلُ الجَوْهَريِّ مُهْوَأَنًّا، فِي فَصْلِ هَوَأَ، وَهَمٌ مِنْهُ، لأَنَّ مُهْوَأَنًّا وَزْنُهُ مُفْوَعَلٌّ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ جِنِّي، قَالَ: وَالْوَاوُ فِيهِ زَائِدَةٌ لأَن الْوَاوَ لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بناتِ الأَربعة. والمَدْبُوشُ: الَّذِي أَكَل الجَرادُ نَبْتَه. وخُنْشُوشٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ

المُهْوَأَنَّ فِي مَقْلُوبِ هَنَأَ قَالَ: المُهْوَأَنُّ: الْمَكَانُ البَعِيدُ. قَالَ: وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ. وهاءَ كَلِمَةٌ تُسْتَعَمَلُ عِنْدَ المُناولةِ تَقُولُ: هاءَ يَا رجلُ، وَفِيهِ لُغَاتٌ، تَقُولُ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ هاءَ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، وللمذكَّرَين هاءَا، وللمؤَنثتين هائِيا، وللمذكَّرِين هاؤُوا، وَلِجَمَاعَةِ المؤَنث هاؤُنَّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هاءِ لِلْمُذَكَّرِ، بِالْكَسْرِ مِثْلُ هاتِ، وللمؤَنث هائِي، بإِثبات الياءِ مِثْلُ هَاتِي، وللمذكَّرَيْنِ والمُؤَنَّثَيْنِ هائِيا مِثْلُ هاتِيا، وَلِجَمَاعَةِ الْمُذَكَّرِ هاؤُوا، وَلِجَمَاعَةِ المؤَنث هائِينَ مِثْلُ هاتِينَ، تُقِيمُ الْهَمْزَةَ، فِي جَمِيعِ هَذَا، مُقامَ التاءِ، ومنهم من يقول: هاءَ بِالْفَتْحِ، كأَنَّ مَعْنَاهُ هاكَ، وهاؤُما يَا رَجُلَانِ، وهاؤُمُوا يَا رِجال، وهاءِ يَا امْرَأَةُ، بِالْكَسْرِ بِلَا ياءٍ، مِثْلُ هاعِ. وهاؤُما وهاؤُمْنَ. وَفِي الصِّحَاحِ: وهاؤُنَّ، تُقِيمُ الْهَمْزَ، فِي ذَلِكَ كُلِّه، مُقام الْكَافِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هَأْ يَا رَجُل، بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ، مِثْلُ هَعْ، وأَصله هاءْ، أُسقطت الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ. وَلِلِاثْنَيْنِ هاءَا، وللجميع هاؤُوا، وللمرأَة هائِي، مِثْلُ هاعِي، وَلِلِاثْنَيْنِ هاءَا لِلرَّجُلَيْنِ وللمرأَتين،. مِثْلُ هَاعَا، وَلِلنِّسْوَةِ هَأْنَ، مِثْلُ هَعْنَ، بِالتَّسْكِينِ. وَحَدِيثُ الرِّبا: لَا تَبيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا هَاءَ ؛ وَهَاءَ نذكره في آخره الْكِتَابِ فِي بَابِ الْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ، إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَإِذَا قِيلَ لَكَ: هاءَ بِالْفَتْحِ، قُلْتَ: مَا أهاءُ أَي مَا آخُذُ، وَمَا أَدري مَا أَهاءُ أَي مَا اعْطِي، وَمَا أُهاءُ عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، أَي مَا أُعْطَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ . وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ ها. وهاءَ، مَفْتُوحُ الْهَمْزَةِ مَمْدُودٌ: كَلِمَةٌ بِمَعْنَى التَّلْبِيةِ. هيأ: الهَيْئَةُ والهِيئةُ: حالُ الشيءِ وكَيْفِيَّتُه. وَرَجُلٌ هَيِّئٌ: حَسَنُ الهَيْئةِ. اللَّيْثُ: الهَيْئةُ للمُتَهَيِّئِ فِي مَلْبَسِه وَنَحْوِهُ. وَقَدْ هاءَ يَهاءُ هَيْئةً، ويَهِيءُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَيْسَتِ الأَخيرة بِالْوَجْهِ. والهَيِّئُ، عَلَى مِثَالِ هَيِّعٍ: الحَسَن الهَيْئَةِ مِنْ كلِّ شيءٍ، ورجلٌ هَيِيءٌ، عَلَى مِثَالِ هَيِيعٍ، كهَيِّئٍ، عَنْهُ أَيضاً. وَقَدْ هَيُؤَ، بِضَمِّ الْيَاءِ، حَكَى ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ عَنْ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ، قَالَ: وَوَجْهُهُ أَنه خرَج مَخْرَجَ الْمُبَالِغَةِ، فَلَحِقَ بِبَابِ قَوْلِهِمْ قَضُوَ الرَّجلُ إِذَا جادَ قَضاؤُه، ورَمُوَ إِذَا جَادَ رَمْيُه، فَكَمَا يُبْنَى فَعُلَ مِمَّا لَامَهُ ياءٌ كَذَلِكَ خَرَجَ هَذَا عَلَى أَصله فِي فَعُلَ مِمَّا عَيْنُهُ ياءٌ. وعلَّتُهما جَمِيعًا، يَعْنِي هَيُؤَ وقَضُوَ: أنَّ هَذَا بناءٌ لَا يتصرَّف لِمُضارَعَتِه مِمَّا فِيهِ مِنَ المُبالَغةِ لِبَابِ التَّعَجُّب ونِعْمَ وبِئْسَ. فَلَمَّا لَمْ يَتَصَرَّفْ احْتَمَلُوا فِيهِ خُروجَه فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مُخَالِفًا لِلْبَابِ، أَلا تَرَاهُمْ إِنما تَحامَوْا أَن يَبْنُوا فَعُلَ مِمَّا عَيْنُهُ ياءٌ مَخَافَةَ انْتِقالهم مِنَ الأَثقل إِلَى مَا هُوَ أَثقلُ مِنْهُ، لأَنه كَانَ يَلْزَمُ أَن يَقُولُوا: بُعْت أَبُوعُ، وَهُوَ يَبوعُ، وأَنت أَو هِيَ تَبُوعُ، وبُوعا، وبُوعُوا، وبُوعِي. وَكَذَلِكَ جاءَ فَعُلَ مِمَّا لَامُهُ ياءٌ ممَّا هُوَ مُتَصَرِّفٌ أَثقلَ مِنَ الياءِ، وَهَذَا كَمَا صَحَّ: مَا أَطْوَلَه وأَبْيَعَه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ العامِرِيَّةِ: كَانَ لِي أَخٌ هَيِيٌّ عَليٌّ أَي يتأَنث لِلنِّسَاءِ، هَكَذَا حَكَاهُ هَيِيٌّ عَليٌّ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ: وأُرَى ذَلِكَ، إِنما هُوَ لِمَكَانِ عَليٍّ. وهاءَ للأَمر يَهَاءُ ويَهِيءُ، وتَهَيَّأَ: أَخَذَ لَهُ هَيْأَتَه. وهَيَّأَ الأَمرَ تَهْيِئةً وتَهْييئاً: أَصْلحه فَهُوَ مُهَيَّأٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقِيلُوا ذَوِي الهَيْئَاتِ عَثَراتِهم. قال: هم الذين لَا يُعْرَفُون بالشرِّ فَيَزِلُّ أَحدُهم

فصل الواو

الزلَّةَ. الهَيْئَةُ: صورةُ الشيءِ وشَكْلُه وحالَتُه، يُرِيدُ بِهِ ذَوِي الهَيْئَاتِ الحَسَنةِ، الَّذِينَ يَلْزَمون هَيْئةً وَاحِدَةً وسَمْتاً وَاحِدًا، وَلَا تَخْتَلِفُ حالاتُهم بِالتَّنَقُّلِ مِنْ هَيْئةٍ إِلَى هَيْئةٍ. وَتَقُولُ: هِئْتُ للأَمر أَهِيءُ هَيْئةً، وتَهَيَّأْتُ تَهَيُّؤاً، بِمَعْنًى. وقُرئَ: وَقَالَتْ هِئْتُ لَكَ، بِالْكَسْرِ وَالْهَمْزِ مِثْلُ هِعْتُ، بِمَعْنَى تَهَيَّأْتُ لكَ. والهَيْئَةُ: الشارةُ. فُلَانٌ حَسَنُ الهَيْئةِ والهِيئةِ. وتَهايَؤُوا على كذا: تَمالَؤُوا. والمُهايَأَةُ: الأَمْرُ المُتَهايَأُ عَلَيْهِ. والمُهايَأَةُ: أَمرٌ يَتَهايَأُ الْقَوْمُ فيَتَراضَوْنَ بِهِ. وهاءَ إِلَى الأَمْر يَهَاءُ هِيئةً: اشتاقَ. والهَيْءُ والهِيءُ: الدُعاءُ إِلَى الطَّعامِ وَالشَّرَابِ، وَهُوَ أَيضاً دُعاءُ الإِبِل إِلَى الشُّرب، قَالَ الهَرَّاءُ: وَمَا كانَ عَلَى الجِيئِي، ... وَلَا الهِيءِ امْتِداحِيكا وهَيْءَ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا الأَسَفُ عَلَى الشيءِ يَفُوتُ، وَقِيلَ هِيَ كَلِمَةُ التَّعَجُّبِ. وَقَوْلُهُمْ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ فِي الهِيءِ والجِيءِ مَا نَفَعَه. الهِيءُ: الطَّعام، والجِيءُ: الشَّرابُ، وَهُمَا اسْمَانِ مِنْ قَوْلِكَ جَاْجَأْتُ بالإِبل دَعَوْتُها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بِهَا دَعَوْتُها للعَلف. وَقَوْلُهُمْ: يَا هَيْءَ ما لي: كَلِمَةُ أَسَفٍ وتَلَهُّفٍ. قَالَ الجُمَيْح بْنُ الطَّمَّاح الأَسدي، ويروى لنافع ابن لَقِيط الأَسَدي: يَا هَيْءَ، مَا لِي؟ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ وَيُرْوَى: يَا شَيْءَ مَا لِي، ويا فَيْءَ ما لي، وكلُّه وَاحِدٌ. وَيُرْوَى: وَكَذَاكَ حَقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه ... كَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ أَنَّ هَيْءَ اسْمٌ لِفِعْلِ أَمر، وَهُوَ تَنَبَّهْ واسْتَيْقِظْ، بِمَعْنَى صَهْ ومَهْ فِي كَوْنِهِمَا اسْمَيْنِ لاسْكُتْ واكْفُفْ، وَدَخَلَ حَرْفُ النداءِ عَلَيْهَا كَمَا دَخَلَ عَلَى فِعْلِ الأَمر فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ: أَلا يَا اسْقِياني قَبْلَ غارةِ سِنْجارِ وإِنما بُنِيت عَلَى حَرَكَةٍ بِخِلَافِ صَهْ ومَهْ لِئَلَّا يَلْتَقِيَ سَاكِنَانِ، وخُصت بِالْفَتْحَةِ طَلَبًا لِلْخِفَّةِ بِمَنْزِلَةِ أَيْنَ وكَيْفَ. وَقَوْلُهُ مَا لِي: بِمَعْنَى أَيُّ شيءٍ لِي، وَهَذَا يَقُولُهُ مَنْ تَغَيَّر عَمَّا كَانَ يَعْهَدُ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ، فأَخبر عَنْ تَغَيُّرِ حَالِهِ، فَقَالَ: مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّغَيُّرُ مِنْ حالٍ إِلَى حَالٍ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الواو وَبَأَ: الوَبَأُ: الطَّاعُونُ بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ وَالْهَمْزِ. وَقِيلَ هُوَ كلُّ مَرَضٍ عامٍّ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا الوَبَاءَ رِجْزٌ. وجمعُ الممدود أَوْبِيةٌ وَجَمْعُ الْمَقْصُورِ أَوْباءٌ، وَقَدْ وَبِئَتِ الأَرضُ تَوْبَأُ وَبَأً. ووَبُؤَتْ وِبَاءً وَوِباءَةً «3» وإِباءَةً عَلَى الْبَدَلِ، وأَوْبَأَتْ إِيبَاءً ووُبِئَتْ تِيبَأُ وَبَاءً، وأَرضٌ وَبِيئةٌ عَلَى فَعيلةٍ ووَبِئةٌ عَلَى فَعِلةٍ ومَوْبُوءَةٌ ومُوبِئةٌ: كَثِيرَةُ الوَباء. والاسم البِئةُ إِذَا كَثُر مرَضُها. واسْتَوْبَأْتُ البلدَ والماءَ.

_ (3). قوله [وِبَاءً ووِبَاءَةً إلخ] كذا ضبط في نسخة عتيقة من المحكم يوثق بضبطها وضبط في القاموس بفتح ذلك.

وَتَوَبَّأْتُه: اسْتَوخَمْتُه، وَهُوَ ماءٌ وَبِيءٌ عَلَى فَعِيلٍ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: وإِنَّ جُرْعَةَ شَرُوبٍ أَنْفَعُ مِن عَذْبٍ مُوبٍ أَي مُورِثٍ للوَباءِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وإِنما تُرِكَ الهمزُ ليوازَنَ بِهِ الحَرفُ الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ الشَّرُوبُ، وَهَذَا مَثَل ضَرْبُهُ لِرَجُلَيْنِ: أَحدُهما أَرْفَعُ وأَضَرُّ، وَالْآخَرُ أَدْوَنُ وأَنْفَعُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَمَرَّ مِنْهَا جانِبٌ فأَوْبَأَ أَي صَارَ وَبِيئاً. واسْتَوْبَأَ الأَرضَ: اسْتَوْخَمَها ووجَدها وَبِئةً. والباطِل وَبيءٌ لَا تُحْمَدُ عاقِبَتُه. ابْنُ الأَعرابي: الوَبيءُ العَلِيلُ. ووَبَّأَ إِلَيْهِ وأَوْبَأَ، لُغَةٌ فِي وَمَأْتُ وأَوْمَأْتُ إِذَا أَشرتَ إِلَيْهِ. وَقِيلَ: الإِيماءُ أَن يكونَ أَمامَك فتُشِيرَ إِلَيْهِ بيدكَ، وتُقْبِلَ بأَصابِعك نَحْوَ راحَتِكَ تَأْمُرُه بالإِقْبالِ إلَيْكَ، وَهُوَ أَوْمَأْتُ إِلَيْهِ. والإِيبَاءُ: أَن يَكُونَ خَلْفَك فَتَفْتَح أَصابِعَك إِلَى ظَهْرِ يَدِكَ تأْمره بالتأَخُّر عَنْكَ، وَهُوَ أَوْبَأْتُ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: تَرَى الناسَ إنْ سِرْنا يَسِيرُونَ خَلْفَنا، ... وإنْ نَحْنُ وَبَّأْنا إِلَى النَّاسِ وقَّفُوا وَيُرْوَى: أَوْبَأَنا. قَالَ: وأَرى ثَعْلَبًا حَكَى وبَأْتُ بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. ابْنُ بُزُرْجَ: أَوْمَأْتُ بِالْحَاجِبَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ ووَبَأْتُ باليَدَيْنِ والثَوْبِ والرأْس. قَالَ: ووَبَأْتُ المَتاعَ وعَبَأْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: وَبَأْتُ إِلَيْهِ مِثل أَوْمَأْتُ. وماءٌ لَا يُوبِئُ مِثْلَ لَا يُؤْبي «1». وَكَذَلِكَ المَرْعَى. ورَكِيَّةٌ لَا تُوبِئُ أَي لَا تَنْقَطِعُ؛ والله أَعلم. وثأ: الوَثْءُ والوَثاءَةُ: وَصْمٌ يُصِيبُ اللَّحْمَ، وَلَا يَبْلُغ العَظْمَ، فَيَرِمُ. وَقِيلَ: هُوَ تَوَجُّعٌ فِي العَظْمِ مِنْ غيرِ كَسْرٍ. وَقِيلَ: هُوَ الفَكُّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الوَثْءُ شِبْهُ الفَسْخِ فِي المَفْصِلِ، وَيَكُونُ فِي اللَّحْمِ كَالْكَسْرِ فِي الْعَظْمِ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ دُعائهم: اللهمَّ ثَأْ يَدَه. والوَثْءُ: كَسْرُ اللَّحْمِ لَا كَسْرُ الْعَظْمِ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا أَصابَ العظمَ وَصْمٌ لَا يَبْلُغ الْكَسْرَ قِيلَ أَصابَه وَثْءٌ ووَثْأَة، مَقْصُورٌ. والوَثْءُ: الضَّربُ حَتَّى يَرْهَصَ الجِلْدُ واللَّحْمُ ويَصِلَ الضَرْبُ إِلَى العَظْمِ مِنْ غَيْرِ أَن يَنْكَسِرَ. أَبو زَيْدٍ: وَثَأَتْ يَدُ الرَّجل وَثْأً وَقَدْ وَثِئَتْ يَدُه تَثَأُ وَثْأً ووَثَأً، فَهِيَ وَثِئَةٌ، عَلَى فَعِلةٍ، ووُثِئَتْ، عَلَى صِيغة مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، فَهِيَ مَوْثُوءَةٌ ووَثِيئةٌ مِثْلُ فَعِيلةٍ، ووَثَأَها هُوَ وأَوْثَأَها اللهُ. والوَثيءُ: المكسورِ اليَدِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قِيلَ لأَبي الجَرَّاحِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مَوْثُوءاً مَرْثُوءاً، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: كأَنما أَصابه وَثْءٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ وُثِئَتْ يَدُه، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكرُ مَرْثُوءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: أَصابَه وَثْءٌ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ وَثْيٌ، وَهُوَ أَن يُصِيبَ العظمَ وَصْمٌ لَا يَبْلُغُ الكسر. وجأ: الوَجْءُ: اللَّكْزُ. ووَجَأَه بِالْيَدِ والسِّكِّينِ وَجْأً، مَقْصُورٌ: ضَربَه. وَوَجَأَ فِي عُنُقِه كَذَلِكَ. وَقَدْ تَوَجَّأْتُه بيَدي، ووُجِئَ، فَهُوَ مَوْجُوءٌ، ووَجَأْتُ عُنُقَه وَجْأً: ضَرَبْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَاشِدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كنتُ فِي

_ (1). قوله [مثل لا يؤبي] كذا ضبط في نسحة عتيقة من المحكم بالبناء للفاعل وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ فِي مادة أبي ولا تقل لا يؤبى أي مهموز الفاء والبناء للمفعول فما وقع في مادة أبي تحريف.

مَنائِحِ أَهْلي فَنَزَا مِنْهَا بَعِيرٌ فَوَجَأْتُه بحديدةٍ. يُقَالُ: وجَأْتُه بِالسِّكِّينِ وَغَيْرِهَا وَجْأً إِذَا ضَرَبْتَهُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَن قَتَلَ نفسَه بحديدةٍ فحديدتُه فِي يَدِه يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بطنِه فِي نَارِ جَهَنَّمَ. والوَجْءُ: أَن تُرَضَّ أُنْثَيا الفَحْلِ رَضّاً شَدِيدًا يُذْهِبُ شَهْوَة الْجِمَاعِ ويتَنَزَّلُ فِي قَطْعِه مَنْزِلةَ الخَصْي. وَقِيلَ: أَن تُوجَأَ العُروقُ والخُصْيَتان بِحَالِهِمَا. ووَجَأَ التَّيْسَ وَجْأً ووِجَاءً، فَهُوَ مَوْجُوءٌ ووَجِيءٌ، إِذَا دَقَّ عُروقَ خُصْيَتَيْه بَيْنَ حَجَرَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخْرِجَهما. وَقِيلَ: هُوَ أَن تَرُضَّهما حَتَّى تَنْفَضِخَا، فَيَكُونَ شَبِيهاً بالخِصاءِ. وَقِيلَ: الوَجْءُ الْمَصْدَرُ، والوِجَاءُ الِاسْمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالبَاءَةِ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بالصَّوْمِ فإِنه لَهُ وِجَاءٌ ، مَمْدُودٌ. فَإِنْ أَخْرَجَهما مِنْ غَيْرِ أَن يَرُضَّهما، فَهُوَ الخِصاءُ. تَقُولُ مِنْهُ: وَجَأْتُ الكَبْشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ضَحَّى بكَبْشَيْن مَوْجُوءَيْن ، أَي خَصِيَّيْنِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ مُوْجَأَيْن بِوَزْنِ مُكْرَمَيْن، وَهُوَ خَطَأٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ مَوْجِيَّيْنِ، بِغَيْرِ هَمْزٍ عَلَى التَّخْفِيفِ، فَيَكُونُ مِنْ وَجَيْتُه وَجْياً، فَهُوَ مَوْجِيٌّ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْفَحْلِ إِذَا رُضَّتْ أُنْثَياه قَدْ وُجِئَ وِجَاءً، فأَراد أَنه يَقْطَعُ النِّكاحَ لأَن المَوْجُوءَ لَا يَضْرِبُ. أَراد أَن الصومَ يَقْطَعُ النِّكاحَ كَمَا يَقْطَعُه الوِجَاءُ، وَرُوِيَ وَجًى بِوَزْنِ عَصاً، يُرِيدُ التَّعَب والحَفَى، وَذَلِكَ بِعِيدٌ، إِلَّا أَن يُراد فِيهِ مَعْنَى الفُتُور لأَن مَنْ وَجِيَ فَتَرَ عَنِ المَشْي، فَشَبَّه الصَّوْمَ فِي بَابِ النِّكاحِ بالتَّعَبِ فِي بَابِ المَشْي. وَفِي الْحَدِيثِ: فلْيَأْخُذْ سَبْعَ تَمَراتٍ مِنْ عَجْوةِ الْمَدِينَةِ فَلْيَجَأْهُنَ أَي فلْيَدُقَّهُنَّ، وَبِهِ سُمِّيت الوَجِيئةُ، وَهِيَ تَمْر يُبَلُّ بلَبن أَو سَمْن ثُمَّ يُدَقُّ حَتَّى يَلْتَئِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عادَ سَعْداً، فوَصَفَ لَهُ الوَجِيئةَ. فأَمَّا قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ: فكنتَ أَذَلَّ مِنْ وَتِدٍ بِقاعٍ، ... يُشَجِّجُ رأْسَه، بالفِهْرِ، واجِي فَإِنَّمَا أَرادَ واجِئٌ، بِالْهَمْزِ، فَحَوَّلَ الهمزةَ يَاءً لِلْوَصْلِ وَلَمْ يَحْمِلْهَا عَلَى التَّخْفِيفِ الْقِيَاسِيِّ، لأَن الْهَمْزَ نَفْسَهُ لَا يكونُ وَصْلًا، وتَخْفِيفُه جارٍ مَجْرَى تَحْقِيقه، فَكَمَا لَا يَصِلُ بِالْهَمْزَةِ الْمُحَقَّقَةِ كَذَلِكَ لَمْ يَسْتَجِز الوَصْلَ بالهمزة المُخفَّفة إذ كَانَتِ المخففةُ كأَنها المُحقَّقةُ. ابْنُ الأَعرابي: الوَجِيئَةُ: البقَرةُ، والوَجِيئَة، فَعِيلةٌ: جَرادٌ يُدَقُّ ثُمَّ يُلَتُّ بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ ثُمَّ يُؤْكل. وَقِيلَ: الوَجِيئَةُ: التَّمْرُ يُدَقُّ حَتَّى يَخْرُجَ نَواه ثُمَّ يُبَلُّ بِلَبَنٍ أَو سَمْن حَتَّى يَتَّدِنَ ويلزَم بعضُه بَعْضًا ثُمَّ يؤْكل. قَالَ كُرَاعٌ: يقال الوَجِيَّةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فَإِنْ كَانَ هَذَا عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ فَلَا فَائِدَةَ فِيهِ لأَن هَذَا مطَّرد فِي كُلِّ فَعيِلة كَانَتْ لَامُهُ هَمْزَةً، وإِن كَانَ وَصْفًا أَو بَدَلًا فَلَيْسَ هَذَا بَابَهُ. وأَوجَأَ: جاءَ فِي طَلَبِ حَاجَةٍ أَو صَيْدٍ فَلَمْ يُصِبْه. وأَوْجَأَتِ الرَّكِيَّةُ وأَوْجَت: انْقَطَع ماؤُها أَو لَمْ يَكُنْ فِيهَا ماءٌ. وأَوْجَأَ عَنْهُ: دَفَعَه ونَحَّاه. ودأ: وَدَّأَ الشيءَ: سَوّاه. وتَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ: اشْتَمَلَتْ، وَقِيلَ تَهَدَّمت وتَكَسَّرت. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ تَوَدَّأَتْ عَلَى فُلَانٍ الأَرضُ وَهُوَ ذهابُ الرَّجلِ فِي أَباعد الأَرضِ حَتَّى

لَا تَدْرِي مَا صنَعَ. وَقَدْ تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ إِذَا ماتَ أَيضاً، وَإِنْ ماتَ فِي أَهْلِه. وأَنشد: فَما أَنا إِلا مِثْلُ مَنْ قَدْ تَوَدَّأَتْ ... عليهِ البِلادُ، غَيْرَ أَنْ لَمْ أَمُتْ بَعْدُ وتَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرض: غَيَّبَتْه وذهَبَتْ بِهِ. وتَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ أَي اسْتَوَتْ عليه مثل ما تَسْتَوِي عَلَى المَيِّت. قَالَ الشَّاعِرُ: ولِلأَرْضِ كَمْ مِن صالِحٍ قَدْ تَوَدَّأَتْ ... عَلَيْهِ، فَوارَتْه بِلَمَّاعة قَفْرِ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: إِذَا وَدَّأَتْنَا الأَرضُ، إِذْ هِيَ وَدَّأَتْ، ... وأَفْرَخَ مِنْ بَيْضِ الأُمورِ مَقُوبُها ودَّأَتْنَا الأَرضُ: غَيَّبَتْنا. يُقَالُ: تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ، فَهِيَ مُوَدَّأَةٌ. قَالَ: وَهَذَا كَمَا قِيلَ أَحْصَنَ، فَهُوَ مُحْصَنٌ، وأَسْهَبَ، فَهُوَ مُسْهَبٌ، وأَلْفَجَ، فَهُوَ مُلْفَجٌ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ مثلُها. وودَّأْتُ عَلَيْهِ الأَرضَ تَوْدِيئاً: سَوَّيْتُها عَلَيْهِ. قَالَ زُهير بْنُ مَسْعُودٍ الضَّبِّي يَرْثي أَخاه أُبَيّاً: أَأُبَيُّ إِن تُصْبِحْ رَهِينَ مُوَدَّإِ، ... زَلْخِ الجَوانِبِ، قَعْرُه مَلْحُودُ وَجَوَابُ الشَّرْطِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَهُوَ: فَلَرُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتَ ورَاءَه، ... فَطَعَنْتَه، وبَنُو أَبيه شُهُودُ أَبو عَمْرٍو: المُوَدَّأَةُ: المَهْلَكَةُ والمَفازَةُ، وَهِيَ فِي لَفْظِ المَفْعُول بِهِ. وأَنشد شَمِرٌ لِلرَّاعِي: كائِنْ قَطَعْنا إِلَيْكُمْ مِنْ مُوَدَّأَةٍ، ... كأَنَّ أَعْلامَها، فِي آلِهَا، القَزَعُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُوَدَّأَةُ، حُفْرَةُ الميِّتِ، والتَّوْدِئَةُ: الدَّفْنُ. وأَنشد: لَوْ قَدْ ثَوَيْتَ مُوَدَّأً لرَهِينةٍ، ... زَلْجِ الجَوانِب، راكِدِ الأَحْجارِ والوَدَأُ: الهلاكُ، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ. وتَوَدَّأَ عَلَيْهِ: أَهلكه. ووَدَّأَ فُلَانٌ بالقومِ تَوْدِئةً. وتَوَدَّأَتْ عليَّ وعنِّي الأَخبارُ: انْقَطَعَتْ وتَوارَتْ. التَّهْذِيبُ في ترجمة ود ي: ودَأَ الفرسُ يَدَأُ، بِوَزْنِ وَدَعَ يَدَعُ، إِذَا أَدْلى. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَهَذَا وَهْمٌ لَيْسَ فِي وَدَى الفرسُ، إذا أَدْلَى، همز. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: تَوَدَّأْتُ عَلَى مَالِي أَي أَخذْتُه وأَحْرَزْتُه. وذأ: الوَذْءُ: الْمَكْرُوهُ مِنَ الْكَلَامِ شَتْماً كَانَ أَو غَيْرَهُ. ووذَأَه يَذَؤُه وَذْءاً: عابَه وزَجَرَه وحَقَرَه. وَقَدِ اتَّذَأَ. وأَنشد أَبو زَيْدٍ لأَبي سَلَمَةَ المُحارِبيِّ: ثَمَمْتُ حوائِجي، ووَذَأْتُ بِشْراً، ... فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْبِ السِّغابِ ثَمَمْتُ: أَصْلَحْتُ. قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَنَّ حَوائجَ جَمْعُ حاجةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ جَمْعُ حائجةٍ لُغَةٌ فِي الحاجةِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ ذاتَ يَوْمٍ، فَقَامَ رَجُلٌ وَنَالَ مِنْهُ، ووَذَأَه ابْنُ سَلامٍ، فاتَّذَأَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَا يَمنَعَنَّكَ مَكانُ ابْنِ سَلامٍ أَن تَسُبَّه، فَإِنَّهُ مِنْ شَيعتِه. قَالَ الأُموي: يُقَالُ وذَأْتُ الرجُلَ إِذَا زَجَرْتَه، فاتَّذَأَ أَي انْزَجَر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وذَأَه أَي زَجَرَه وذَمَّه. قَالَ: وَهُوَ فِي

الأَصل العَيْبُ والحَقارة. وَقَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّة: أَنِدُّ منَ القِلَى، وأَصُونُ عِرْضِي، ... وَلَا أَذَأُ الصَّدِيقَ بِمَا أَقولُ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: مَا بِهِ وَذْأَةٌ وَلَا ظَبْظَابٌ أَي لَا عِلَّةَ بِهِ، بِالْهَمْزِ. وَقَالَ الأَصمعي: مَا بِهِ وَذْيةٌ، وَسَنَذْكُرُهُ في المعتل. ورأ: ورَاءُ والوَرَاءُ، جَمِيعًا، يَكُونُ خَلْفَ وقُدَّامَ، وَتَصْغِيرُهَا، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وُرَيِّئةٌ، وَالْهَمْزَةُ عِنْدَهُ أَصلية غَيْرُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَقَدْ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ وَجَعَلَ هَمْزَتَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ. قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ، وَتَصْغِيرُهَا عِنْدَهُمْ وُرَيَّةٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَراءُ: الخَلْفُ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ مِمَّا تَمُرُّ عَلَيْهِ فَهُوَ قُدَّام. هَكَذَا حَكَّاهُ الوَرَاءُ بالأَلِف وَاللَّامِ، مِنْ كَلَامِهِ أُخذ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ ؛ أَي بَيْنِ يَدَيْهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ورَاءُ يكونُ لخَلْفٍ ولقُدّامٍ وَمَعْنَاهَا مَا تَوارَى عَنْكَ أَي مَا اسْتَتَر عَنْكَ. قَالَ: وَلَيْسَ مِنَ الْأَضْدَادِ كَمَا زَعَم بعضُ أَهل اللُّغَةِ، وأَما أَمام، فَلَا يَكُونُ إلَّا قُدَّام أَبداً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً . قَالَ ابْنُ عبَّاس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ أَمامهم. قَالَ لبيد: أَلَيْسَ وَرائي، إنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي، ... لُزُومُ العصَا تُحْنَى عَلَيْهَا الأَصابِعُ ابْنُ السكِّيت: الوَراءُ: الخَلْفُ. قَالَ: ووَراءُ وأَمامٌ وقُدامٌ يُؤَنَّثْنَ ويُذَكَّرْن، ويُصَغَّر أَمام فَيُقَالُ أُمَيِّمُ ذَلِكَ وأُمَيِّمةُ ذَلِكَ، وقُدَيْدِمُ ذَلِكَ وقُدَيْدِمةُ ذَلِكَ، وَهُوَ وُرَيِّئَ الحائطِ ووُرَيِّئَةَ الحائطِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الوَرَاءُ، مَمْدُودٌ: الخَلْفُ، وَيَكُونُ الأَمامَ. وَقَالَ الفرَّاءُ: لَا يجوزُ أَن يُقَالَ لِرَجُلٍ ورَاءَكَ: هُوَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَلَا لِرَجُلِ بينَ يدَيْكَ: هُوَ وَراءَكَ، إِنَّمَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي المَواقِيتِ مِنَ الليَّالي والأَيَّام والدَّهْرِ. تَقُولُ: وَراءَكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ بَرْد شَدِيدٌ، لأَنك أَنْتَ وَرَاءَه، فَجَازَ لأَنه شيءٌ يأْتي، فكأَنه إِذَا لَحِقَك صَارَ مِن وَرائِكَ، وكأَنه إِذَا بَلَغْتَه كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَلِذَلِكَ جَازَ الوَجْهانِ. مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ، أَي أَمامَهمْ. وَكَانَ كَقَوْلِهِ: مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ ؛ أَي أَنَّهَا بَيْنَ يَدَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُ . أَي بِمَا سِواه. والوَرَاءُ: الخَلْفُ، والوَراءُ: القُدّامُ، والوَراءُ: ابنُ الابْنِ. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ* . أَي سِوَى ذَلِكَ. وَقَوْلُ ساعِدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: حَتَّى يُقالَ وَراءَ الدَارِ مُنْتَبِذاً، ... قُمْ، لَا أَبا لَكَ، سارَ النَّاسُ، فاحْتَزِمِ قَالَ الأَصمعي: قَالَ ورَاءَ الدَارِ لأَنه مُلْقىً، لَا يُحْتاجُ إِلَيْهِ، مُتَنَحٍّ مَعَ النساءِ مِنَ الكِبَرِ والهَرَمِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وراءُ مُؤَنَّثة، وَإِنْ ذُكِّرت جَازَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا وَراءَكَ إِذَا قُلْتَ انْظُرْ لِما خَلْفَكَ. والوراءُ: ولَدُ الوَلَدِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ . قَالَ الشَّعْبِيُّ: الوَراءُ: ولَدُ الوَلَدِ. ووَرَأْتُ الرَّجلَ: دَفَعْتُه. ووَرَأَ مِنَ الطَّعام: امْتَلأَ. والوَراءُ: الضَّخْمُ الغَلِيظُ الأَلواحِ، عَنِ الْفَارِسِيِّ. وَمَا أُورِئْتُ بالشيءِ أَي لَمْ أَشْعُرْ بِهِ. قَالَ:

مِنْ حَيْثُ زارَتْني ولَمْ أُورَ بِهَا اضْطُرَّ فأَبْدَلَ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ: تَسْلُبُ الكانِسَ، لَمْ يُوأَرْ بِهَا، ... شُعْبةَ الساقِ، إِذَا الظِّلُّ عَقَلْ «1» قَالَ، وَقَدْ رُوِيَ: لَمْ يُورَأْ بِهَا. قَالَ: ورَيْتُه وأَوْرَأْتُه إِذَا أَعْلَمْتَه، وأَصله مِنْ وَرَى الزَّنْدُ إِذَا ظَهَرَتْ نَارُهُ، كأَنَّ ناقَته لَمْ تُضِئْ للظَّبْيِ الكانِس، وَلَمْ تَبِنْ لَهُ، فيشعر بها لِسُرْعَتها، حتى انْتَهَتْ إِلَى كِناسِه فنَدَّ مِنْهَا جافِلًا. قَالَ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: دَعاني، فَلَمْ أَورَأْ بِهِ، فأَجَبْتُه، ... فمَدَّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا، غَيْرِ أَقْطَعا أَي دَعاني وَلَمْ أَشْعُرْ بِهِ. الأَصمعي: اسْتَوْرَأَتِ الإِبلُ إِذَا تَرابَعتْ عَلَى نِفارٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: ذَلِكَ إِذَا نَفَرَت فصَعِدَتِ الجبلَ، فَإِذَا كَانَ نِفارُها فِي السَّهْل قِيلَ: استأْوَرَتْ. قَالَ: وَهَذَا كَلَامُ بَنِي عُقَيْلٍ. وزأ: وَزَأْتُ اللحمَ وَزْءاً: أَيْبَسْتُه، وَقِيلَ: شَوَيْتُه فأَيْبَسْتُه. والوَزَأُ، عَلَى فَعَل بِالتَّحْرِيكِ: الشديدُ الخَلْقِ. أَبو الْعَبَّاسِ: الوَزَأُ مِنَ الرجالِ، مَهْمُوزٌ، وأَنشد لِبَعْضٍ بَنِي أَسد: يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإٍ وَزْوازِ قَالَ: والوَزَأُ: الْقَصِيرُ السَّمِينُ الشديدُ الخَلْقِ. وَوَزَّأَتِ الفَرَسُ والناقةُ بِرَاكِبِهَا تَوْزِئةً: صَرَعَتْه. وَوَزَّأْتُ الوِعاءَ تَوْزِئةَ وتَوْزِيئاً إِذَا شَدَدْتَ كَنْزَه. ووَزَّأْتُ الإِناءَ: مَلأْتُه. وَوَزَأَ مِنَ الطَّعامِ: امْتَلأَ. وَتَوَزَّأْتُ: امْتَلأْتُ رِيًّا. وَوَزَّأْتُ القربةَ تَوْزِيئاً: مَلأْتُها. وَقَدْ وَزَّأْتُه: حَلَّفْتُه بيَمينٍ غَليظةٍ. وصأ: وَصِئَ الثَّوْبُ: اتَّسَخَ. وضأ: الوَضُوءُ، بِالْفَتْحِ: الْمَاءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ، كالفَطُور والسَّحُور لِمَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ ويُتَسَحَّرُ بِهِ. والوَضُوءُ أَيضاً: الْمَصْدَرُ مِنْ تَوَضَّأْتُ للصلاةِ، مِثْلُ الوَلُوعِ والقَبُولِ. وَقِيلَ: الوُضُوءُ، بِالضَّمِّ، الْمَصْدَرُ. وحُكيَ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ العَلاء: القَبُولُ، بِالْفَتْحِ، مَصْدَرٌ لَمْ أَسْمَعْ غَيْرَهُ. وَذَكَرَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ*، فَقَالَ: الوَقُودُ، بِالْفَتْحِ: الحَطَبُ، والوُقُود، بِالضَّمِّ: الاتّقادُ، وَهُوَ الفعلُ. قَالَ: وَمِثْلُ ذَلِكَ الوَضُوءُ، وَهُوَ الْمَاءُ، والوُضُوءُ، وَهُوَ الفعلُ. ثُمَّ قَالَ: وَزَعَمُوا أَنهما لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُقَالُ: الوَقُودُ والوُقُودُ، يَجُوزُ أَن يُعْنَى بِهِمَا الحَطَبُ، وَيَجُوزُ أَن يُعنى بِهِمَا الفعلُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: القَبُولُ والوَلُوع، مفتوحانِ، وَهُمَا مَصْدَرَانِ شاذَّانِ، وَمَا سِوَاهُمَا مِنَ الْمَصَادِرِ فَمَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ. التَّهْذِيبُ: الوَضُوءُ: الْمَاءُ، والطَّهُور مِثْلُهُ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِمَا بِضَمِّ الْوَاوِ وَالطَّاءِ، لَا يُقَالُ الوُضُوءُ وَلَا الطُّهُور. قَالَ الأَصمعي، قُلْتُ لأَبي عَمْرٍو: مَا الوَضُوءُ؟ فَقَالَ: الماءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ. قُلْتُ: فَمَا الوُضُوءُ، بِالضَّمِّ؟ قَالَ: لَا أَعرفه. وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: سَمِعْتُ أَبا عُبَيْدٍ يَقُولُ: لَا يَجُوزُ الوُضُوءُ إِنَّمَا هُوَ الوَضُوءُ.

_ (1). قوله [شعبة] ضبط بالنصب في مادة وأ ر من الصحاح ووقع ضبطه بالرفع في مادة ور ي من اللسان.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوُضُوءُ: مَصْدَرٌ، والوَضُوءُ: مَا يُتَوَضَّأُ بِهِ، والسُّحُورُ: مَصْدَرٌ، والسَّحُورُ: مَا يُتَسَحَّر بِهِ. وتَوَضَّأْتُ وُضُوءاً حَسَناً. وَقَدْ تَوَضَّأَ بالماءِ، وَوَضَّأَ غَيْره. تَقُولُ: تَوَضَّأْتُ لِلصَّلَاةِ، وَلَا تَقُلْ تَوَضَّيْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَوَضَّأْتُ وُضُوءاً وتَطَهَّرْت طُهوراً. اللَّيْثُ: المِيضأَةُ مِطْهَرةٌ، وَهِيَ الَّتِي يُتَوَضَّأُ مِنْهَا أَو فِيهَا. وَيُقَالُ: تَوَضَّأْتُ أَتَوَضَّأُ تَوَضُّؤاً ووُضُوءاً، وأَصل الْكَلِمَةِ مِنَ الوضاءَة، وَهِيَ الحُسْنُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وُضُوءُ الصلاةِ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بِهِ غَسْلُ بَعْضِ الأَعْضاء. والمِيضَأَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ فِيهِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَوَضَّؤُوا مِمَّا غَيَّرَتِ النارُ. أَراد بِهِ غَسْلَ الأَيدِي والأَفْواهِ مِنَ الزُّهُومة، وَقِيلَ: أَراد بِهِ وُضُوءَ الصلاةِ، وذهبَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الفقهاءِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نَظِّفُوا أَبْدانَكم مِنَ الزُّهومة، وَكَانَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَعراب لَا يَغْسِلُونها، وَيَقُولُونَ فَقْدُها أَشدُّ مِنْ رِيحها. وَعَنْ قَتَادَةَ: مَنْ غَسَلَ يدَه فَقَدْ تَوَضَّأَ. وَعَنِ الْحَسَنِ: الوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِي الفَقْرَ، والوُضُوءُ بعدَ الطعامِ يَنْفِي اللَّمَمَ. يَعْنِي بالوُضُوءِ التَّوَضُّؤَ. والوَضَاءَةُ: مصدرُ الوَضِيءِ، وَهُوَ الحَسَنُ النَّظِيفُ. والوَضاءَةُ: الحُسْنُ والنَّظافةُ. وَقَدْ وَضُؤَ يَوْضُؤُ وَضَاءَةً، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: صَارَ وَضِيئاً، فَهُوَ وَضِيءٌ مِنْ قَوْم أَوْضِياءَ، وَوِضَاءٍ ووُضَّاءٍ. قَالَ أَبو صَدَقة الدُّبَيْرِيُّ: والمرْءُ يُلْحِقُه، بِفِتْيانِ النَّدَى، ... خُلُقُ الكَريم، ولَيْسَ بالوُضَّاءِ «2» وَالْجَمْعُ: وُضَّاؤُون. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: وَضاضِئ، جاؤوا بِالْهَمْزَةِ فِي الْجَمْعِ لَمَّا كَانَتْ غَيْرَ مُنْقَلِبَةٍ بَلْ مَوْجُودَةٌ فِي وَضُؤْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: لَقَلَّما كانتِ امرأَةٌ وَضِيئةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّها. الوَضَاءَة: الحُسْنُ والبَهْجةُ. يُقَالُ وَضُؤَتْ، فَهِيَ وَضِيئةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِحَفْصةَ: لَا يَغُرّكِ أَن كانَتْ جارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ أَي أَحْسَنَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لوَضِيءٌ، فِي فِعْلِ الحالِ، وَمَا هُوَ بواضِئٍ، فِي المُسْتَقْبَلِ. وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: فَهُنَّ إضاءٌ صافِياتُ الغَلائِلِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد وِضَاءٌ أَي حِسانٌ نِقَاءٌ، فأَبدل الهمزة من الواو المكسورة، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ووَاضَأْتُه فَوَضَأْتُه أَضَؤُه إِذَا فاخَرْتَه بالوَضاءَةِ فَغَلَبْتَه. وطأ: وَطِئَ الشيءَ يَطَؤُهُ وَطْأً: داسَه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمّا وَطِئَ يَطَأُ فَمِثْلُ وَرِمَ يَرِمُ وَلَكِنَّهُمْ فَتَحُوا يَفْعَلُ، وأَصله الْكَسْرُ، كَمَا قَالُوا قرَأَ يَقْرَأُ. وقرأَ بعضُهم: طَهْ مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى، بِتَسْكِينِ الْهَاءِ. وَقَالُوا أَراد: طَإِ الأَرضَ بِقَدَمَيْكَ

_ (2). قوله [وليس بالوُضَّاءِ] ظاهره أنه جمع واستشهد به في الصحاح على قوله ورجل وُضاء بالضم أَي وضيء فمفاده أنه مفرد.

جَمِيعًا لأَنَّ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَرْفَعُ إِحْدَى رِجْلَيْه فِي صَلاتِه. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَالْهَاءُ عَلَى هَذَا بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ طَأْ. وتَوَطَّأَهُ ووَطَّأَهُ كَوَطِئَه. قَالَ: وَلَا تَقُلْ تَوَطَّيْتُه. أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: يَأْكُلُ مِنْ خَضْبٍ سَيالٍ وسَلَمْ، ... وجِلَّةٍ لَمَّا تُوَطِّئْها قَدَمْ أَي تَطَأْها. وأَوْطَأَه غيرَه، وأَوْطَأَه فَرَسَه: حَمَلَه عَلَيْهِ حَتَّى وَطِئَه. وأَوْطَأْتُ فُلَانًا دابَّتي حَتَّى وَطِئَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ رِعاءَ الإِبل ورِعاءَ الْغَنَمِ تَفاخَرُوا عِنْدَهُ فأَوْطَأَهم رِعاءَ الإِبل غَلَبَةً أَي غَلَبُوهُم وقَهَرُوهم بالحُجّة. وأَصله: أَنَّ مَنْ صارَعْتَه، أَو قاتَلْتَه، فَصَرَعْتَه، أَو أَثْبَتَّه، فَقَدْ وَطِئْتَه، وأَوْطَأْتَه غَيْرَك. وَالْمَعْنَى أَنه جعلهم يُوطَؤُونَ قَهْراً وغَلَبَةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه، لَمَّا خَرَجَ مُهاجِراً بَعْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُ مآخِذَ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَطَأُ ذِكْرَه حَتَّى انتَهْيتُ إِلَى العَرْجِ. أَراد: إِنِّي كنتُ أُغَطِّي خَبَره مِنْ أَوَّل خُروجِي إِلَى أَن بَلَغْتُ العَرْجَ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَكَنَى عَنِ التَّغْطِيةِ وَالْإِيهَامِ بالوَطْءِ، الَّذِي هُوَ أَبلغ فِي الإِخْفاءِ والسَّتْر. وَقَدِ اسْتَوْطَأَ المَرْكَبَ أَي وجَده وَطِيئاً. والوَطْءُ بالقَدَمِ والقَوائمِ. يُقَالُ: وَطَّأْتُه بقَدَمِي إِذَا أَرَدْتَ بِهِ الكَثْرَة. وبَنُو فُلَانٍ يَطَؤُهم الطريقُ أَي أَهلُ الطَريقِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فِيهِ مِن السَّعةِ إخْبارُكَ عَمَّا لَا يَصِحُّ وطْؤُه بِمَا يَصِحُّ وَطْؤُه، فَنَقُولُ قِياساً عَلَى هَذَا: أَخَذْنا عَلَى الطريقِ الواطِئِ لِبَنِي فُلَانٍ، ومَررْنا بِقَوْمٍ مَوْطُوئِين بالطَّريقِ، وَيَا طَريقُ طَأْ بِنَا بَنِي فُلَانٍ أَي أَدِّنا إِلَيْهِمْ. قَالَ: وَوَجْهُ التَّشْبِيهِ إخْبارُكَ عَنِ الطَّريق بِمَا تُخْبِرُ بِهِ عَنْ سَالِكِيهِ، فَشَبَّهْتَه بِهِمْ إذْ كَانَ المُؤَدِّيَ لَهُ، فَكأَنَّه هُمْ، وأَمَّا التوكيدُ فِلأَنَّك إِذَا أَخْبَرْتَ عَنْهُ بوَطْئِه إِيَّاهم كَانَ أَبلَغَ مِن وَطْءِ سالِكِيه لَهُمْ. وَذَلِكَ أَنّ الطَّريقَ مُقِيمٌ مُلازِمٌ، وأَفعالُه مُقِيمةٌ مَعَهُ وثابِتةٌ بِثَباتِه، وَلَيْسَ كَذَلِكَ أَهلُ الطَّرِيقِ لأَنهم قَدْ يَحْضُرُون فِيهِ وَقَدْ يَغِيبُون عَنْهُ، فأَفعالُهم أَيضاً حاضِرةٌ وقْتاً وغائبةٌ آخَرَ، فأَيْنَ هَذَا مِمَّا أَفْعالُه ثابِتةٌ مُسْتَمِرَّةٌ. ولمَّا كَانَ هَذَا كَلَامًا الغرضُ فِيهِ المدحُ والثَّنَاءُ اخْتارُوا لَهُ أَقْوى اللَّفْظَيْنِ لأَنه يُفِيد أَقْوَى المَعْنَيَيْن. اللَّيْثُ: المَوْطِئُ: الْمَوْضِعُ، وكلُّ شيءٍ يَكُونُ الفِعْلُ مِنْهُ عَلَى فَعِلَ يَفْعَلُ فالمَفْعَلُ مِنْهُ مَفْتُوحُ الْعَيْنِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ عَلَى بناءِ وَطِئَ يَطَأُ وَطْأً؛ وَإِنَّمَا ذَهَبَتِ الْوَاوُ مِن يَطَأُ، فَلَمْ تَثْبُتْ، كَمَا تَثْبُتُ فِي وَجِل يَوْجَلُ، لأَن وَطِئَ يَطَأُ بُني عَلَى تَوَهُّم فَعِلَ يَفْعِلُ مِثْلُ وَرِمَ يَرِمُ؛ غَيْرَ أَنَّ الحرفَ الَّذِي يَكُونُ فِي مَوْضِعِ اللَّامِ مِنْ يَفْعَلُ فِي هَذَا الحدِّ، إِذَا كَانَ مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ السِّتَّةِ، فَإِنَّ أَكثر ذَلِكَ عِنْدَ الْعَرَبِ مَفْتُوحٌ، وَمِنْهُ مَا يُقَرُّ عَلَى أَصل تأْسيسه مِثْلَ وَرِمَ يَرِمُ. وأَمَّا وَسِعَ يَسَعُ ففُتحت لِتِلْكَ الْعِلَّةِ. والواطِئةُ الَّذِينَ فِي الْحَدِيثِ هُمُ السابِلَةُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لوَطْئِهم الطريقَ. التَّهْذِيبُ: والوَطَأَةُ: هُمْ أَبْنَاءُ السَّبِيلِ مِنَ النَّاسِ، سُمُّوا وطَأَةً لأَنهم يَطَؤُون الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ للخُرَّاصِ احْتَاطوا لأَهْل الأَمْوالِ فِي النائِبة والواطِئةِ. الواطِئةُ: المارَّةُ والسَّابِلةُ. يَقُولُ: اسْتَظْهِرُوا لَهُمْ فِي الخَرْصِ لِما يَنُوبُهمْ ويَنْزِلُ

بِهِمْ مِنَ الضِّيفان. وَقِيلَ: الواطِئَةُ سُقاطةُ التَّمْرِ تَقَعُ فتُوطَأُ بالأَقْدام، فَهِيَ فاعِلةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولةٍ. وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الوَطايا جَمْعُ وَطِيئةٍ؛ وَهِيَ تَجْري مَجْرَى العَرِيَّة؛ سُمِّيت بِذَلِكَ لأَنَّ صاحِبَها وطَّأَها لأَهله أَي ذَلَّلَها ومَهَّدها، فَهِيَ لَا تَدْخُلُ فِي الخَرْص. وَمِنْهُ حَدِيثُ القَدَرِ: وآثارٍ مَوْطُوءَةٍ أَي مَسْلُوكٍ عَلَيْها بِمَا سَبَقَ بِهِ القَدَرُ مِنْ خَيْر أَو شرٍّ. وأَوطَأَه العَشْوةَ وعَشْوةً: أَرْكَبَه عَلَى غَيْرِ هُدًى. يُقَالُ: مَنْ أَوطأَكَ عَشْوةً. وأَوطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه. ووَطِئْنا العَدُوَّ بالخَيل: دُسْناهم. وَوَطِئْنا العَدُوَّ وطْأَةً شَديدةً. والوَطْأَةُ: مَوْضِعُ القَدَم، وَهِيَ أَيضاً كالضَّغْطةِ. والوَطْأَةُ: الأَخْذَة الشَّديدةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اشْدُدْ وطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ أَي خُذْهم أَخْذاً شَديداً، وَذَلِكَ حِينَ كَذَّبوا النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعا علَيهم، فأَخَذَهم اللهُ بالسِّنِين. وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: ووَطِئْتَنا وَطْأً، عَلَى حَنَقٍ، ... وَطْءَ المُقَيَّدِ نابِتَ الهَرْمِ وَكَانَ حمّادُ بنُ سَلَمة يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ: اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْدَتَكَ عَلَى مُضَر. والوَطْدُ: الإِثْباتُ والغَمْزُ فِي الأَرض. ووَطِئْتُهم وَطْأً ثَقِيلًا. وَيُقَالُ: ثَبَّتَ اللهُ وَطْأَتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: زَعَمَتِ المرأَةُ الصالِحةُ، خَوْلةُ بنْتُ حَكِيمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ، وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ لتُبَخِّلُون وتُجَبِّنُونَ، وإِنكم لَمِنْ رَيْحانِ اللَّهِ، وإنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بِوَجٍ ، أَي تَحْمِلُون عَلَى البُخْلِ والجُبْنِ والجَهْلِ، يَعْنِي الأَوْلاد، فإِنَّ الأَب يَبْخَل بإنْفاق مَالِهِ ليُخَلِّفَه لَهُمْ، ويَجْبُنُ عَنِ القِتال ليَعِيشَ لَهُمْ فيُرَبِّيَهُمْ، ويَجْهَلُ لأَجْلِهم فيُلاعِبُهمْ. ورَيْحانُ اللهِ: رِزْقُه وعَطاؤُه. ووَجٌّ: مِنَ الطائِف. والوَطْءُ، فِي الأَصْلِ: الدَّوْسُ بالقَدَمِ، فسَمَّى بِهِ الغَزْوَ والقَتْلَ، لأَن مَن يَطَأُ عَلَى الشيءِ بِرجله، فقَدِ اسْتَقْصى فِي هَلاكه وإِهانَتِه. وَالْمَعْنَى أَنَّ آخِرَ أَخْذةٍ ووقْعة أَوْقَعَها اللهُ بالكُفَّار كَانَتْ بِوَجٍّ، وَكَانَتْ غَزْوةُ الطائِف آخِرَ غَزَواتِ سَيِّدِنَا رَسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغْزُ بعدَها إِلَّا غَزْوةَ تَبُوكَ، وَلَمْ يَكن فِيهَا قِتالٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ووجهُ تَعَلُّقِ هَذَا الْقَوْلِ بِمَا قَبْلَه مِن ذِكر الأَولاد أَنه إِشارةٌ إِلَى تَقْلِيل مَا بَقِيَ مِنْ عُمُره، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَنَّى عَنْهُ بِذَلِكَ. ووَطِئَ المرأَةَ يَطَؤُها: نَكَحَها. ووَطَّأَ الشيءَ: هَيَّأَه. الجوهريُّ: وطِئْتُ الشيءَ بِرجْلي وَطْأً، ووَطِئَ الرجُلُ امْرَأَتَه يَطَأُ: فِيهِمَا سقَطَتِ الواوُ مِنْ يَطَأُ كَمَا سَقَطَتْ مَنْ يَسَعُ لتَعَدِّيهما، لأَن فَعِلَ يَفْعَلُ، مِمَّا اعتلَّ فاؤُه، لَا يَكُونُ إِلَّا لَازِمًا، فَلَمَّا جَاءَا مِنْ بَيْنِ أَخَواتِهما مُتَعَدِّيَيْنِ خُولِفَ بِهِمَا نَظائرُهما. وَقَدْ تَوَطَّأْتُه بِرجلي، وَلَا تَقُلْ تَوَطَّيْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ جِبْرِيلَ صلَّى بِيَ العِشاءَ حينَ غَابَ الشَّفَقُ واتَّطَأَ العِشاءُ ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْ وَطَّأْتُه. يُقَالُ: وطَّأْتُ الشيءَ فاتَّطَأَ أَي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ. أَراد أَن الظَّلام كَمَلَ.

وواطَأَ بعضُه بَعْضاً أَي وافَقَ. قَالَ وَفِي الْفَائِقِ: حِينَ غابَ الشَّفَقُ وأْتَطَى العِشاءُ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ قَوْلِ بَني قَيْسٍ لَمْ يَأْتَطِ الجِدَادُ، وَمَعْنَاهُ لَمْ يأْتِ حِينُه. وَقَدِ ائْتَطَى يأْتَطي كَأْتَلى يَأْتَلي، بِمَعْنَى المُوافَقةِ والمُساعَفةِ. قَالَ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَر أَنه افْتَعَلَ مِنَ الأَطِيطِ، لأَنّ العَتَمَةَ وقْتُ حَلْبِ الإِبل، وَهِيَ حِينَئِذٍ تَئِطُّ أَيْ تَحِنُّ إِلَى أَوْلادِها، فجعَل الفِعْلَ للعِشاءِ، وَهُوَ لَهَا اتِّساعاً. ووَطَأَ الفَرَسَ وَطْأً ووَطَّأَهُ: دَمَّثه. ووَطَّأَ الشيءَ: سَهَّلَه. وَلَا تَقُلْ وَطَّيْتُ. وَتَقُولُ: وطَّأْتُ لَكَ الأَمْرَ إِذَا هَيَّأْتَه. ووَطَّأْتُ لَكَ الفِراشَ ووَطَّأْتُ لَكَ المَجْلِس تَوْطِئةً. والوطيءُ مِنْ كلِّ شيءٍ: مَا سَهُلَ وَلَانَ، حَتَّى إِنَّهُمْ يَقولون رَجُلٌ وَطِيءٌ ودابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنة الوَطاءَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا أُخْبِرُكم بأَحَبِّكم إلَيَّ وأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامةِ أُحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُونَ أَكْنافاً الذينَ يَأْلَفُون ويُؤْلَفون. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَثَلٌ وحَقيقَتُه مِنَ التَّوْطِئةِ، وَهِيَ التَّمهيِدُ والتَّذليلُ. وفِراشٌ وطِيءٌ: لَا يُؤْذي جَنْبَ النائِم. والأَكْنافُ: الجَوانِبُ. أَراد الَّذِينَ جوانِبُهم وَطِيئةٌ يَتَمَكَّن فِيهَا مَن يُصاحِبُهم وَلَا يَتَأَذَّى. وَفِي حَدِيثِ النِّساءِ: ولَكُم عَلَيهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أَحَداً تَكْرَهونه ؛ أَي لَا يَأْذَنَّ لأَحِدٍ مِنَ الرِّجال الأَجانِب أَن يَدْخُلَ عليهنَّ، فَيَتَحَدَّث إليهنَّ. وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ عادةِ الْعَرَبِ لَا يَعُدُّونه رِيبَةً، وَلَا يَرَوْن بِهِ بأْساً، فلمَّا نَزَلَتْ آيةُ الحِجاب نُهُوا عَنْ ذَلِكَ. وشيءٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الوَطاءَةِ والطِّئَةِ والطَّأَةِ مِثْلُ الطِّعَةِ والطَّعَةِ، فالهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ فِيهِمَا. وَكَذَلِكَ دابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنةُ الوَطاءَةِ والطَّأَةِ، بِوَزْنِ الطَّعَةِ أَيضاً. قَالَ الْكُمَيْتُ: أَغْشَى المَكارِهَ، أَحْياناً، ويَحْمِلُنِي ... مِنْهُ عَلَى طَأَةٍ، والدَّهْرُ ذُو نُوَبِ أَي عَلَى حالٍ لَيِّنةٍ. وَيُرْوَى عَلَى طِئَةٍ، وَهُمَا بِمَعْنًى. والوَطِيءُ: السَّهْلُ مِنَ الناسِ والدَّوابِّ والأَماكِنِ. وَقَدْ وَطُؤَ الموضعُ، بِالضَّمِّ، يَوْطُؤُ وطَاءَةً وَوُطُوءَةً وطِئةً: صَارَ وَطِيئاً. ووَطَّأْتُه أَنا تَوطِئةً، وَلَا تَقُلْ وَطَّيْته، وَالِاسْمُ الطَّأَة، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ. قَالَ: وأَمَّا أَهل اللُّغَةِ، فَقَالُوا وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَأَة والطِّئَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: دابَّةٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَّأَةِ، بِالْفَتْحِ، ونَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طِئةِ الذَّلِيلِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مِنْ أَن يَطَأَني ويَحْقِرَني، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَطُؤَتِ الدابَّةُ وَطْأً، عَلَى مِثَالِ فَعْلٍ، ووَطَاءَةً وطِئةً حسَنةً. وَرَجُلٌ وَطِيءُ الخُلُقِ، عَلَى الْمَثَلِ، وَرَجُلٌ مُوَطَّأُ الأَكْنافِ إِذَا كَانَ سَهْلًا دَمِثاً كَريماً يَنْزِلُ بِهِ الأَضيافُ فيَقْرِيهم. ابْنُ الأَعرابي: الوَطِيئةُ: الحَيْسةُ، والوَطَاءُ والوِطَاءُ: مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرض بَيْنَ النّشازِ والإِشْرافِ، والمِيطَاءُ كَذَلِكَ. قَالَ غَيْلانُ الرَّبَعي يَصِفُ حَلْبَةً: أَمْسَوْا، فَقادُوهُنَّ نحوَ المِيطَاءْ، ... بِمائَتَيْنِ بِغلاءِ الغَلَّاءْ وَقَدْ وَطَّأَها اللهُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ لَا رِباءَ فِيهَا وَلَا وِطَاءَ أَي لَا صُعُودَ فِيهَا وَلَا انْخفاضَ.

وواطَأَه عَلَى الأَمر مُواطأَةً: وافَقَه. وتَواطَأْنا عَلَيْهِ وتَوطَّأْنا: تَوافَقْنا. وَفُلَانٌ يُواطِئُ اسمُه اسْمِي. وتَواطَؤُوا عَلَيْهِ: تَوافَقُوا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِيُواطِؤُا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ؛ هُوَ مِنْ وَاطَأْتُ. وَمِثْلُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ ناشِئةَ الليلِ هِيَ أَشَدُّ وطَاءً، بِالْمَدِّ: مُواطأَةً. قَالَ: وَهِيَ المُواتاةُ أَي مُواتاةُ السمعِ والبصرِ إيَّاه. وقُرئَ أَشَدُّ وَطْئاً أَي قِياماً. التَّهْذِيبُ: قرأَ أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عامرٍ وِطَاءً، بِكَسْرِ الْوَاوِ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَالْمَدِّ وَالْهَمْزِ، مِنَ المُواطأَةِ والمُوافقةِ. وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ والكسائي: وَطْئاً، بِفَتْحِ الْوَاوِ سَاكِنَةَ الطَّاءِ مَقْصُورَةً مَهْمُوزَةً، وَقَالَ الفرَّاءُ: معنى هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً ، يَقُولُ: هِيَ أَثْبَتُ قِياماً. قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَشَدُّ وَطْئاً أَي أَشَدُّ عَلَى المُصَلِّي مِنْ صلاةِ النَّهَارِ، لأَنَّ الليلَ لِلنَّوْمِ، فَقَالَ هِيَ، وإِن كَانَتْ أَشَدَّ وَطْأً، فَهِيَ أَقْوَمُ قِيلًا. وقرأَ بعضُهم: هِيَ أَشَدُّ وِطَاءً، عَلَى فِعالٍ، يُرِيدُ أَشَدُّ عِلاجاً ومُواطَأَةً. وَاخْتَارَ أَبو حَاتِمٍ: أَشَدُّ وِطاءً، بِكَسْرِ الْوَاوِ وَالْمَدِّ. وَحَكَى الْمُنْذِرِيُّ: أَنَّ أَبا الْهَيْثَمِ اخْتَارَ هَذِهِ القراءَة وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَنَّ سَمْعَه يُواطِئُ قَلْبَه وبَصَرَه، ولِسانُه يُواطِئُ قَلْبَه وِطاءً. يُقَالُ واطَأَني فُلَانٌ عَلَيَّ الأَمرِ إِذَا وافَقَكَ عَلَيْهِ لَا يَشْتَغِلُ القلبُ بِغَيْرِ مَا اشْتَغَلَ بِهِ السَّمْعُ، هَذَا واطأَ ذاكَ وذاكَ واطَأَ هَذَا؛ يُرِيدُ: قِيامَ الليلِ والقراءةَ فِيهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ أَشدُّ وِطَاءً لِقِلَّةِ السَّمْعِ. ومنْ قَرأَ وَطْئاً فَمَعْنَاهُ هِيَ أَبْلغُ فِي القِيام وأَبْيَنُ فِي الْقَوْلِ. وَفِي حديثِ ليلةِ القَدْرِ: أَرَى رُؤْياكم قَدْ تَواطَتْ فِي العَشْرِ الأَواخِر. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِتَرْكِ الْهَمْزِ، وَهُوَ مِنَ المُواطأَةِ، وحقيقتُه كأَنّ كُلًا مِنْهُمَا وَطئَ مَا وَطِئَه الآخَرُ. وتَوَطَّأْتُهُ بقَدَمِي مِثْلُ وَطِئْتُه. وَهَذَا مَوْطِئُ قَدَمِك. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا نَتَوَضَّأُ مِنْ مَوْطَإٍ أَي مَا يُوطَأُ مِنَ الأَذَى فِي الطَّرِيقِ، أَراد لَا نُعِيدُ الوُضوءَ مِنْهُ، لَا أَنهم كَانُوا لَا يَغْسِلُونه. والوِطاءُ: خلافُ الغِطاء. والوَطِيئَةُ: تَمْرٌ يُخْرَجُ نَواه ويُعْجَنُ بلَبَنٍ. والوَطِيئَةُ: الأَقِطُ بالسُّكَّرِ. وَفِي الصِّحَاحِ: الوَطِيئَةُ: ضَرْب مِنَ الطَّعام. التَّهْذِيبُ: والوَطِيئةُ: طَعَامٌ لِلْعَرَبِ يُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ. وَقَالَ شِمْرٌ قَالَ أَبو أَسْلَمَ: الوَطِيئةُ: التَّمْرُ، وَهُوَ أَن يُجْعَلَ فِي بُرْمةٍ ويُصَبَّ عَلَيْهِ الماءُ والسَّمْنُ، إِنْ كَانَ، وَلَا يُخْلَطُ بِهِ أَقِطٌ، ثُمَّ يُشْرَبُ كَمَا تُشْرَبُ الحَسَيَّةُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَطِيئةُ مِثْلُ الحَيْسِ: تَمرٌ وأَقِطٌ يُعْجنانِ بِالسَّمْنِ. الْمُفَضَّلُ: الوَطِيءُ والوَطيئةُ: العَصِيدةُ الناعِمةُ، فَإِذَا ثَخُنَتْ، فَهِيَ النَّفِيتةُ، فَإِذَا زَادَتْ قَلِيلًا، فَهِيَ النَّفِيثةُ بالثاءِ «3»، فَإِذَا زَادَتْ، فَهِيَ اللَّفِيتةُ، فَإِذَا تَعَلَّكَتْ، فَهِيَ العَصِيدةُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَيْناهُ بوَطِيئةٍ ، هِيَ طَعامٌ يُتَّخَذُ مِن التَّمْرِ كالحَيْسِ. يروى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقِيلَ هُوَ تَصْحِيفٌ. والوَطِيئة، عَلَى فَعِيلةٍ: شيءٌ كالغِرارة. غَيْرُهُ: الوَطِيئةُ: الغِرارةُ يَكُونُ فِيهَا القَدِيدُ والكَعْكُ وغيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخْرَجَ إِلَيْنَا ثلاثَ أُكَلٍ مِنْ وَطِيئةٍ ؛ أَي ثلاثَ قُرَصٍ مِنْ غِرارةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّار أَنّ رَجُلًا وَشَى بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِن كَانَ كَذَبَ، فاجعلْهُ مُوَطَّأَ العَقِب

_ (3). قوله [النفيثة بالثاء] كذا في النسخ وشرح القاموس بلا ضبط.

أَي كَثِيرَ الأَتْباعِ، دَعا عَلَيْهِ بأَن يَكُونَ سُلطاناً، ومُقَدَّماً، أَو ذَا مالٍ، فيَتْبَعُه الناسُ وَيَمْشُونَ وَراءَه. ووَاطأَ الشاعرُ فِي الشِّعر وأَوْطَأَ فِيهِ وأَوطَأَه إِذَا اتَّفقت لَهُ قافِيتانِ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، فَإِنِ اتَّفَق اللفظُ واخْتَلف المَعنى، فَلَيْسَ بإيطاءٍ. وَقِيلَ: واطَأَ فِي الشِّعْر وأَوْطَأَ فِيهِ وأَوْطَأَه إِذَا لَمْ يُخالِفْ بَيْنَ القافِيتين لَفْظًا وَلَا مَعْنًى، فَإِنْ كَانَ الاتفاقُ بِاللَّفْظِ والاختلافُ بِالْمَعْنَى، فَلَيْسَ بِإيطاءٍ. وَقَالَ الأَخفش: الإِيطَاءُ رَدُّ كَلِمَةٍ قَدْ قَفَّيْتَ بِهَا مَرَّةً نَحْوُ قافيةٍ عَلَى رجُل وأُخرى عَلَى رجُل فِي قَصِيدَةٍ، فَهَذَا عَيْبٌ عِنْدَ الْعَرَبِ لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، وَقَدْ يَقُولُونَهُ مَعَ ذَلِكَ. قَالَ النَّابِغَةُ: أوْ أَضَعَ البيتَ فِي سَوْداءَ مُظْلِمةٍ، ... تُقَيِّدُ العَيْرَ، لَا يَسْري بِهَا السَّارِي ثُمَّ قَالَ: لَا يَخْفِضُ الرِّزَّ عَنْ أَرْضٍ أَلمَّ بِهَا، ... وَلَا يَضِلُّ عَلَى مِصْباحِه السَّارِي قَالَ ابْنُ جِنِّي: ووجْهُ اسْتِقْباحِ الْعَرَبِ الإِيطَاءَ أَنه دالٌّ عِنْدَهُمْ عَلَى قِلّة مَادَّةِ الشَّاعِرِ ونزَارة مَا عِنْدَهُ، حَتَّى يُضْطَرّ إِلَى إِعادةِ القافيةِ الْوَاحِدَةِ فِي الْقَصِيدَةِ بِلَفْظِهَا وَمَعْنَاهَا، فيَجْري هَذَا عِنْدَهُمْ، لِما ذَكَرْنَاهُ، مَجْرَى العِيِّ والحَصَرِ. وأَصله: أَن يَطَأَ الإِنسانُ فِي طَرِيقِهِ عَلَى أَثَرِ وَطْءٍ قَبْلَهُ، فيُعِيد الوَطْءَ عَلَى ذلِك الْمَوْضِعِ، وَكَذَلِكَ إعادةُ القافيةِ هِيَ مِن هَذَا. وَقَدْ أَوطَأَ ووَطَّأَ وأَطَّأَ فأَطَّأَ، عَلَى بَدَلَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ كَوناةٍ وأَناةٍ وآطَأَ، عَلَى إِبْدَالِ الأَلف مِنَ الْوَاوِ كَياجَلُ فِي يَوْجَلُ، وغيرُ ذَلِكَ لَا نَظَرَ فِيهِ. قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: الإِيطاءُ لَيْسَ بعَيْبٍ فِي الشِّعر عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ إِعادة القافيةِ مَرَّتين. قَالَ اللَّيْثُ: أُخِذ مِنَ المُواطَأَةِ وَهِيَ المُوافَقةُ عَلَى شيءٍ وَاحِدٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سَلام الجُمَحِيِّ أَنه قَالَ: إِذَا كثُر الإِيطاءُ فِي قَصِيدَةٍ مَرَّاتِ، فَهُوَ عَيْبٌ عِنْدَهُمْ. أَبو زَيْدٍ: ايتَطَأَ الشَّهْرُ، وَذَلِكَ قَبْلَ النِّصف بِيَوْمٍ وَبَعْدَهُ بيوم، بوزن ايتَطَعَ. وَكَأَ: تَوَكَّأَ عَلَى الشَّيْءِ واتَّكَأَ: تَحَمَّلَ واعتمَدَ، فَهُوَ مُتَّكِئٌ. والتُكأَةُ: العَصا يُتَّكَأُ عَلَيْهَا فِي الْمَشْيِ. وَفِي الصِّحَاحِ: مَا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ. يُقَالُ: هُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصَاهُ، ويَتَّكِئُ. أَبو زَيْدٍ: أَتْكَأْتُ الرجُلَ إِتْكاءً إِذَا وَسَّدْتَه حَتَّى يَتَّكِئَ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَذَا الأَبيضُ المُتَّكِئُ المُرْتَفِقُ ؛ يُرِيدُ الجالِسَ المُتَمَكِّنَ فِي جُلُوسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: التُّكَأَةُ مِن النَّعْمةِ. التُكَأَةُ، بِوَزْنِ الهُمَزة: مَا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ. وَرِجْلٌ تُكَأَةٌ: كَثِيرُ الاتِّكاءِ، والتاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ وَبَابُهَا هَذَا الْبَابُ، والموضعُ مُتَّكَأٌ. وأَتْكَأَ الرَّجُلَ: جَعل لَهُ مُتَّكَأً، وقُرئَ: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً . وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ مَا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ لطَعام أَو شَرَابٍ أَو حَدِيثٍ. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ، أَي طَعَامًا، وَقِيلَ للطَّعامِ مُتَّكَأٌ لأَنَّ القومَ إِذَا قَعَدوا عَلَى الطعام اتَّكَؤُوا، وَقَدْ نُهِيَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آكُلُ كَمَا يأَكُلُ العَبْدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا آكُلُ مُتَّكِئاً. المُتَّكِئُ فِي العَرَبِيَّةِ كُلُّ مَن اسْتَوَى قاعِداً عَلَى وِطاءٍ مُتَمَكِّناً، والعامّةُ لَا تَعْرِفُ المُتَّكِئَ إِلَّا مَنْ مالَ فِي قُعُودِه مُعْتَمِداً عَلَى أَحَدِ شِقَّيْه؛ والتاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وأَصله مِنَ الوِكاءِ، وَهُوَ

مَا يُشَدُّ بِهِ الكِيسُ وَغَيْرُهُ، كأَنه أَوْكَأَ مَقْعَدَتَه وشَدَّها بالقُعود عَلى الوِطاءِ الَّذِي تحْتَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنِّي إِذَا أَكَلْتُ لَمْ أَقْعُدْ مُتَمَكِّناً فِعْلَ مَن يُريدُ الْاستِكْثارَ مِنْهُ، ولكِنْ آكُلُ بُلْغةً، فَيَكُونُ قُعُودي لَهُ مُسْتَوْفِزاً. قَالَ: ومَن حَمَل الاتِّكاءَ عَلَى المَيْلِ إِلَى أَحَد الشّقَيْنِ تأَوَّلَه عَلَى مَذْهَب الطِّبِّ، فإِنه لَا يَنْحَدِرُ فِي مَجاري الطعامِ سَهْلًا، وَلَا يُسِيغُه هَنِيئاً، ورُبَّما تأَذَّى بِهِ. وَقَالَ الأَخفش: مُتَّكَأً هُوَ فِي مَعْنَى مَجْلِسٍ. وَيُقَالُ: تَكِئَ الرجلُ يَتْكَأُ تَكَأً؛ والتُّكَأَةُ، بِوَزْنِ فُعَلةٍ، أَصله وُكَأَةٌ، وإنما مُتَّكَأٌ، أَصله مُوتَكَأٌ، مِثْلُ مُتَّفَقٍ، أَصله مُوتَفَقٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تُكَأَةٌ، بِوَزْنِ فُعَلةٍ، وأَصلُهُ وُكَأَة، فَقُلِبت الْوَاوُ تَاءً فِي تُكَأَةٍ، كَمَا قَالُوا تُراثٌ، وأَصله وُراثٌ. واتَّكَأْتُ اتِّكَاءً، أَصله اوتَكَيْتُ، فأُدغمت الْوَاوُ فِي التاءِ وشُدّدت، وأَصل الْحَرْفِ وكَّأَ يُوَكِّئُ تَوْكِئةً. وَضَرَبَهُ فأَتْكَأَه، عَلَى أَفْعَله، أَي أَلقاه عَلَى هَيْئَةِ المُتَّكِئِ. وَقِيلَ: أَتْكَأَه أَلْقَاهُ عَلَى جَانِبِهِ الأَيسر. والتاءُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ. أَوْكَأَتُ فُلَانًا إِيكَاءً إِذَا نَصَبَتْ لَهُ مُتَّكَأً، وأَتْكَأْته إِذَا حَمَلْتَه عَلَى الاتِّكاءِ. وَرَجُلٌ تُكَأَةٌ، مِثْلُ هُمَزة: كَثِيرُ الاتِّكاءِ. اللَّيْثُ: تَوَكَّأَتِ الناقةُ، وَهُوَ تَصَلُّقُها عِنْدَ مَخاضِها. والتَّوَكُّؤُ: التَّحامُل عَلَى العَصا فِي المَشْي. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ قَالَ جابِرٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأُيتُ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُواكِئُ أَي يَتَحامَلُ عَلَى يَدَيْه إِذا رَفَعَهما وَمَدَّهُمَا فِي الدُّعاءِ. وَمِنْهُ التَوَكُّؤُ عَلَى العَصا، وَهُوَ التَّحامُلُ عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي مَعالِم السُّنَن، وَالَّذِي جاءَ فِي السُّنَن، عَلَى اختِلاف رواياتِها وَنَسْخِهَا، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. قَالَ: وَالصَّحِيحُ ما ذكره الخطابي. وَمَأَ: ومَأَ إِلَيْهِ يَمَأُ وَمْأً: أَشارَ مِثل أَوْمَأَ. أَنشد القَنانيُّ: فقُلْت السَّلامُ، فاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرها، ... فَما كَانَ إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ وَأَوْمَأَ كَوَمَأَ، وَلَا تَقُلْ أَوْمَيْتُ. اللَّيْثُ: الإِيماءُ أَن تُومِئَ برَأْسِكَ أَوْ بيَدِك كَمَا يُومِئُ المَرِيضُ برأْسه للرُّكُوعِ والسُّجُودِ، وَقَدْ تَقُولُ الْعَرَبُ: أَوْمَأَ برأْسِه أَي قَالَ لَا. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قِياماً تَذُبُّ البَقَّ، عَنْ نُخَراتِها، ... بِنَهْزٍ، كإِيماءِ الرُّؤُوسِ المَوانِع وَقَوْلُهُ، أَنشده الأَخفش فِي كِتابه المَوْسُوم بِالْقَوَافِي: إِذَا قَلَّ مالُ المَرْءِ قَلَّ صَديقُه، ... وأَوْمَتْ إِلَيْهِ بالعُيُوبِ الأَصابِعُ إِنَّمَا أَراد أَوْمَأَتْ، فاحْتاجَ، فخَفَّف تَخْفِيف إِبْدالٍ، وَلَمْ يَجْعَلْها بَيْنَ بَيْنَ، إذْ لَوْ فَعَل ذَلِكَ لَانْكَسَرَ البيتُ، لأَنَّ المُخفَّفةَ تَخْفيفاً بَيْنَ بَيْنَ فِي حُكْمِ المُحقَّقةِ. وَوَقَعَ فِي وامِئةٍ أَيْ دَاهِيَةٍ وأُغْوِيَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه اسْمًا لأَني لَمْ أَسْمَعْ لَهُ فِعْلًا. وذهَبَ ثَوْبي فَمَا أَدْري مَا كانَتْ وامِئَتُه أَي لَا أَدْري مَنْ أَخَذَه، كَذَا حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الجَحْدِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدِي أَنَّ مَعْنَاهُ مَا كَانَتْ داهِيَتُه الَّتِي ذَهَبَتْ بِهِ.

فصل الياء

وَقَالَ أَيضاً: مَا أَدْرِي مَنْ أَلْمَأَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَهَذَا قَدْ يُتَكَلَّمُ بِهِ بِغَيْرِ حَرْف جَحْدٍ. وفلانٌ يُوامِئُ فُلَانًا كيُوائِمُه، إِما لُغَةٌ فِيهِ، أَو مَقْلُوبٌ عَنْهُ، مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وأَنشد ابْنُ شُمَيْلٍ: قد أَحْذَرُ مَا أَرَى، ... فأَنَا، الغَداةَ، مُوامِئُهْ «1» قَالَ النَّضْرُ: زَعم أَبو الخَطَّابِ مُوامِئُه مُعايِنُه. وَقَالَ الفرَّاءُ «2»: اسْتَولَى عَلَى الأَمْرِ واسْتَوْمَى إِذَا غَلَب عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: وَمَى بِالشَّيْءِ إِذَا ذَهَب بِهِ. وَيُقَالُ: ذَهَب الشيءُ فَلَا أَدْرِي مَا كانَتْ وامِئَتُه، وَمَا أَلْمَأَ عَلَيْهِ. وَاللَّهُ تعالى أَعلم. فصل الياء يَأْيَأَ: يَأْيَأْتُ الرِّجلَ يَأْيَأَةً ويَأْياءً: أَظْهَرْتُ إلطافَه. وَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ بَأْبَأَ؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَدْ تقدَّم. ويَأْيَأَ بالإِبلِ إِذَا قَالَ لَهَا أَيْ ليُسَكِّنَها، مَقْلُوبٌ مِنْهُ. ويَأْيَأَ بالقَوْمِ دعَاهُم. واليُؤْيُؤُ طائرٌ يُشبِهُ الباشَقَ مِن الجَوارِحِ والجمع اليَآيِئُ، وجاءَ فِي الشِّعْرِ اليَآئِي. قال الحسن ابن هَانِئٍ فِي طَرْدِيَّاتِه: قَدْ أَغْتَدِي، والليلُ فِي دُجاهُ، ... كَطُرَّة البُرْدِ عَلى مَثْناهُ بِيُؤْيُؤٍ، يُعجِبُ مَنْ رَآهُ، ... مَا فِي اليَآئِي يُؤْيُؤٌ شَرْواهُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَنَّ قياسَهُ عنده اليَآيِئُ، إِلَّا أَنَّ الشاعرَ قَدَّمَ الْهَمْزَةَ عَلَى الياءِ. قَالَ: وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ هَذَا البيتُ لبعضِ العَرَب، فادَّعاه أَبو نُواسٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكْرَمٍ: مَا أَعْلَمُ مُسْتَنَدَ الشيخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ، فِي هَذَا الْبَيْتِ. وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ هَذَا الْبَيْتُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، فادَّعاه أَبو نُوَاسٍ. وَهُوَ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ اسْتُشْهِدَ بشِعره، لَا يُخْفَى عَنِ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدٍ، وَلَا غَيْرِهِ، مكانَتُه مِن العِلم والنَّظْمِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ البَدِيع الغَريبِ الحَسَنِ العَجِيبِ إِلَّا أَرْجُوزَتُه الَّتِي هِيَ: وبَلْدةٍ فِيهَا زَوَرْ لكانَ فِي ذَلِكَ أَدَلُّ دَلِيلٍ عَلَى نُبْلِه وفَضْلِه. وَقَدْ شَرَحَها ابْنُ جِنِّي رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ، فِي شَرْحِهَا، مِنْ تَقْرِيظِ أَبي نُواس وتَفْضِيله ووَصْفِه بمَعْرِفةِ لُغات الْعَرَبِ وأَيَّامِها ومآثِرِها ومَثالِبِها ووقائعِها، وَتَفَرُّدِهِ بِفُنُونِ الشَّعْرِ الْعَشْرَةِ الْمُحْتَوِيَةِ عَلَى فُنُونِهِ، مَا لَمْ يَقُلْه فِي غيرِه. وَقَالَ فِي هَذَا الشَّرْحِ أَيضاً: لَوْلَا مَا غَلَبَ عَلَيْهِ مِنَ الهَزْل لاسْتُشْهِدَ بِكَلَامِهِ فِي التَّفْسِيرِ، اللَّهُمَّ إِلَّا إِنْ كَانَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدٍ قَالَ ذَلِكَ لِيَبْعَثَ عَلَى زِيادةِ الأُنس بالاسْتِشْهاد بِهِ، إِذَا وَقع الشكُّ فِيهِ أَنه لِبَعْضِ الْعَرَبِ، وأَبو نُواسٍ كَانَ فِي نَفْسِهِ وأَنْفُسِ الناسِ أَرْفَعَ مِنْ ذَلِكَ وأَصْلَفَ. أَبو عَمْرٍو: اليُؤْيُؤُ: رأْسُ المُكْحُلةِ. يَرْنَأَ: اليَرَنَّأُ «3» واليُرَنَّاءُ: مِثْلَ الحِنَّاء، قال دُكَيْنُ

_ (1). قوله [قد أحذر إلخ] كذا بالنسخ ولا ريب أنه مكسور ولعله: قَدْ كُنْتُ أَحْذَرُ مَا أرى. (2). قوله [وقال الفراء إلخ] ليس هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَقَدِ أعاد المؤلف ذكره في المعتل. (3). قوله [اليَرَنَّأُ إلخ] عبارة القاموس اليرنأ بضم الياء وفتحها مقصورة مشدّدة النون واليرناء بالضم والمد فيستفاد منه لغة ثالثة ويستفاد من آخر المادة هنا رابعة.

بْنُ رَجاء: كَأَنَّ، باليَرَنَّإِ المَعْلُولِ، ... حَبَّ الجَنَى مِنْ شُرَّعٍ نُزُولِ جادَ بِه، مِن قُلُتِ الثَّمِيلِ، ... ماءُ دَوالِي زَرَجُونٍ، مِيلِ الجَنَى: العِنَبُ وشُرَّعٍ نُزولِ: يُرِيدُ بِهِ مَا شَرَعَ مِنَ الكَرْم فِي الْمَاءِ. والقُلُتُ جَمْعُ قِلاتٍ، وقِلاتٌ جَمْعُ قَلْتٍ هي الصخرةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ. والثَمِيلُ جَمْعُ ثَمِيلةٍ: هي بَقِيَّةُ الماء قي القَلْتِ أَعني النُّقْرةَ الَّتِي تُمْسَكُ الْمَاءَ فِي الجَبل. وَفِي حَدِيثِ فاطِمَةَ، رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهَا: أَنها سأَلَتْ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ اليُرَنَّاء، فَقَالَ: مِمَّنْ سَمِعْتِ هَذِهِ الكلمةَ؟ فَقَالَتْ مِن خَنْساءَ قَالَ الْقُتِيبِيُّ: اليُرَنَّاء: الحِنَّاء؛ قَالَ وَلَا أَعرف لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي الأَبْنِية مَثلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذَا قُلْتَ اليَرَنَّأُ، بِالْفَتْحِ، هَمَزَتْ لَا غَيْرَ، وَإِذَا ضَمَمْتُ الْيَاءَ جَازَ الْهَمْزُ وَتَرْكُهُ. وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعلم.

ب

ب حرف الباء ب: الباءُ: مِنَ الحُروف المَجْهُورة وَمِنَ الْحُرُوفِ الشَّفَوِيَّةِ، وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها مِنْ بينِ الشَّفَتَيْنِ، لَا تَعْمَلُ الشَّفتانِ فِي شيءٍ مِنَ الْحُرُوفِ إِلَّا فِيهَا وَفِي الْفَاءِ وَالْمِيمِ. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: الْحُرُوفُ الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ سِتَّةٌ: الراءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ والفاءُ والباءُ وَالْمِيمُ، يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الْحُرُوفُ الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة فِي المَنْطِق إِنَّمَا هِيَ بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللِّسَانِ كذَلَقِ السِّنان. ولمَّا ذَلِقَتِ الحُروف الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت فِي المَنْطِقِ كَثُرَت فِي أَبْنِية الْكَلَامِ، فَلَيْسَ شيءٌ مِنْ بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا أَو مِن بَعْضِها، فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ خُماسيٌّ مُعْرًى مِنَ الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فَاعْلَمْ أَنه مُولَّد، وَلَيْسَ مِنْ صَحِيحِ كَلَامِ الْعَرَبِ. وأَما بناءُ الرُّباعي المنْبَسِط فَإِنَّ الجُمهور الأَكثرَ مِنْهُ لَا يَعْرى مِنْ بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلَّا كَلِماتٌ قليلةٌ نَحوٌ مِنْ عَشْر، ومَهْما جاءَ مِنِ اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى مِنَ الْحُرُوفِ الذُّلْقِ وَالشَّفَوِيَّةِ، فَإِنَّهُ لَا يُعْرَى مِنْ أَحَد طَرَفي الطَّلاقةِ، أَو كِلَيْهِمَا، وَمِنَ السِّينِ وَالدَّالِ أَو إِحْدَاهُمَا، وَلَا يَضُرُّهُ مَا خالَطه مِنْ سَائِرِ الحُروف الصُّتْمِ. فصل الهمزة أبب: الأَبُّ: الكَلأُ، وعَبَّر بعضُهم «1» عَنْهُ بأَنه المَرْعَى. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَبُّ جَمِيعُ الكَلإِ الَّذِي تَعْتَلِفُه الماشِية. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَفاكِهَةً وَأَبًّا . قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سَمَّى اللهُ تَعَالَى المرعَى كُلَّه أَبّاً. قَالَ الفرَّاءُ: الأَبُّ مَا يأْكُلُه الأَنعامُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الفاكهةُ مَا أَكَله النَّاسُ، والأَبُّ مَا أَكَلَتِ الأَنْعامُ، فالأَبُّ مِنَ المَرْعى للدَّوابِّ كالفاكِهةِ لِلْإِنْسَانِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: جِذْمُنا قَيْسٌ، ونَجْدٌ دارُنا، ... ولَنا الأَبُّ بهِ والمَكْرَعُ

_ (1). قوله بعضهم: هو ابن دريد كما في المحكم.

قَالَ ثَعْلَبٌ: الأَبُّ كُلُّ مَا أَخْرَجَتِ الأَرضُ مِنَ النَّباتِ. وَقَالَ عَطَاءٌ: كُلُّ شيءٍ يَنْبُتُ عَلَى وَجْهِ الأَرضِ فَهُوَ الأَبُّ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: أَنَّ عُمر بْنِ الخَطاب، رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قرأَ قَوْلَهُ، عَزَّ وَجَلَّ، وَفاكِهَةً وَأَبًّا ، وَقَالَ: فَمَا الأَبُّ، ثُمَّ قَالَ: مَا كُلِّفْنا وَمَا أُمِرْنا بِهَذَا. والأَبُّ: المَرْعَى المُتَهَيِّئُ للرَّعْيِ والقَطْع. وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسّ بْنِ ساعِدةَ: فَجعلَ يَرْتَعُ أَبّاً وأَصِيدُ ضَبّاً. وأَبَّ لِلسَّيْرِ يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّاً وأَبِيباً وأَبابةً: تَهَيَّأَ للذَّهابِ وتَجَهَّز. قَالَ الأَعشى: صَرَمْتُ، وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ، وكصارِمٍ؛ ... أَخٌ قَدْ طَوى كَشْحاً، وأَبَّ لِيَذْهَبا أَي صَرَمْتُكُم فِي تَهَيُّئي لمُفارَقَتِكم، وَمَنْ تَهَيَّأَ للمُفارقةِ، فَهُوَ كَمَنْ صَرَمَ. وَكَذَلِكَ ائْتَبَّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاً إِذَا عَزَمْتَ عَلَى المَسِير وتَهَيَّأْتَ. وَهُوَ فِي أَبَابه وإبابَتِه وأَبابَتِه أَي فِي جَهازِه. التَّهْذِيبُ: والوَبُّ: التَّهَيُّؤ للحَمْلةِ فِي الحَرْبِ، يُقَالُ: هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِيهِ أَبَّ فقُلبت الْهَمْزَةُ وَاوًا. ابْنُ الأَعرابي: أَبَّ إِذَا حَرَّك، وأَبَّ إِذَا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فيها. والأَبُّ: النِّزاعُ إِلَى الوَطَنِ. وأَبَّ إِلَى وطَنِه يَؤُبُّ أَبَّاً وأَبابةً وَإِبَابَةً: نَزَعَ، والمَعْرُوفُ عِنْدَ ابْنِ دُرَيْدٍ الكَسْرُ، وأَنشد لهِشامٍ أَخي ذِي الرُّمة: وأَبَّ ذُو المَحْضَرِ البادِي إبَابَتَه، ... وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنابَ تَخْيِيمِ وأَبَّ يدَه إِلَى سَيْفهِ: رَدَّها إليْه ليَسْتَلَّه. وأَبَّتْ أَبابةُ الشيءِ وإِبابَتُه: اسْتَقامَت طَريقَتُه. وَقَالُوا للظِّباءِ: إِن أَصابَتِ الماءَ، فَلَا عَباب، وإِنْ لَمْ تُصِب الماءَ، فَلَا أَبابَ. أَي لَمْ تَأْتَبَّ لَهُ وَلَا تَتَهيَّأ لطلَبه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والأُبابُ: الماءُ والسَّرابُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: قَوَّمْنَ سَاجًا مُسْتَخَفَّ الحِمْلِ، ... تَشُقُّ أَعْرافَ الأُبابِ الحَفْلِ أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ. وأُبابُ الماءِ: عُبابُه. قَالَ: أُبابُ بَحْرٍ ضاحكٍ هَزُوقِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَيْسَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلًا مِنْ عَيْنِ عُباب، وَإِنْ كُنَّا قَدْ سَمِعْنَا، وإِنما هُوَ فُعالٌ مِنْ أَبَّ إِذَا تَهَيَّأَ. واسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْه، نَادِرٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَإِنَّمَا قِيَاسُهُ اسْتَأْبِ. أتب: الإِتْبُ: البَقِيرة، وَهُوَ بُرْدٌ أَو ثَوْبٌ يُؤْخَذُ فَيُشَقُّ فِي وسَطِه، ثُمَّ تُلْقِيه المرأَةُ فِي عُنُقِها مِنْ غَيْرِ جَيْب وَلَا كُمَّيْنِ. قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: هُوَ الإِتْبُ والعَلَقةُ والصِّدارُ والشَّوْذَرُ، وَالْجَمْعُ الأُتُوبُ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: أَنّ جارِيةً زَنَتْ، فَجَلَدَها خَمسين وَعَلَيْهَا إتْبٌ لَهَا وإزارٌ. الإِتْبُ، بِالْكَسْرِ: بُرْدةٌ تُشَقُّ، فتُلبس مِنْ غَيْرِ كُمَّيْنِ وَلَا جَيْب. والإِتْبُ: دِرْعُ المرأَة. وَيُقَالُ أَتَّبْتُها تَأْتِيباً، فَأْتَتَبَتْ هي، أَي أَلبَسْتُها الإِتْبَ، فَلَبِسَتْه. وَقِيلَ: الإِتْبُ مِنَ الثِّيَابِ: مَا قَصُر فَنَصَفَ الساقَ. وَقِيلَ: الإِتْبُ غَيْرُ الإِزار لَا رِباطَ لَهُ، كالتِّكَّةِ، وَلَيْسَ عَلَى خِياطةِ السَّراوِيلِ، وَلَكِنَّهُ قَمِيصٌ غَيْرُ مَخِيطِ الْجَانِبَيْنِ. وَقِيلَ: هُوَ

النُّقْبةُ، وَهُوَ السَّراوِيلُ بِلَا رِجْلَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ قَمِيصٌ بِغَيْرِ كُمَّيْنِ، وَالْجَمْعُ آتابٌ وإِتابٌ. والمِئْتَبةُ كالإِتْبِ. وَقِيلَ فِيهِ كلُّ مَا قِيلَ فِي الإِتْبِ. وأُتِّبَ الثوبُ: صُيِّرَ إِتْباً. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: هَضِيم الحَشَى، رُؤْد المَطا، بَخْتَرِيَّة، ... جَمِيلٌ عليَها الأَتْحمِيُّ المُؤَتَّبُ وَقَدْ تَأَتَّبَ بِهِ وأْتَتَبَ. وأَتَّبَها بِهِ وإيَّاه تأْتِيباً، كِلَاهُمَا: أَلْبَسها الإِتْبَ، فلَبِسَتْه. أَبو زَيْدٍ: أَتَّبْتُ الجارِيةَ تَأْتِيباً إِذَا دَرَّعْتَها دِرْعاً، وأْتَتَبَتِ الجارِيةُ، فَهِيَ مُؤْتَتِبةٌ، إِذَا لَبِسَتِ الإِتْبَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّأَتُّبُ أَن يَجْعَلَ الرَّجلُ حِمالَ القَوْسِ فِي صَدره ويُخْرِجَ مَنْكِبَيْه مِنْهَا، فيَصِيرَ القَوْس عَلَى مَنْكِبَيْه. وَيُقَالُ: تَأَتَّبَ قَوْسَه عَلَى ظَهرِه. وإتْبُ الشعِيرةِ: قِشْرُها. والمِئْتَبُ: المِشْمَلُ. أثب: المَآثِبُ: مَوْضِعٌ. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وهَبَّتْ رِياحُ الصَّيْفِ يَرْمِينَ بالسَّفا، ... تَلِيَّةَ باقِي قَرْمَلٍ بالمَآثِبِ أدب: الأَدَبُ: الَّذِي يَتَأَدَّبُ بِهِ الأَديبُ مِنَ النَّاسِ؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلَى المَحامِد، ويَنْهاهم عَنِ المقَابِح. وأَصل الأَدْبِ الدُّعاءُ، وَمِنْهُ قِيلَ للصَّنِيع يُدْعَى إِلَيْهِ الناسُ: مَدْعاةٌ ومَأْدُبَةٌ. ابْنُ بُزُرْج: لَقَدْ أَدُبْتُ آدُبُ أَدَباً حَسَنًا، وأَنت أَدِيبٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَدُبَ الرَّجلُ يَأْدُبُ أَدَباً، فَهُوَ أَدِيبٌ، وأَرُبَ يَأْرُبُ أَرَابةً وأَرَباً، فِي العَقْلِ، فَهُوَ أَرِيبٌ. غَيْرُهُ: الأَدَبُ: أَدَبُ النَّفْسِ والدَّرْسِ. والأَدَبُ: الظَّرْفُ وحُسْنُ التَّناوُلِ. وأَدُبَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَدِيبٌ، مِنْ قَوْمٍ أُدَباءَ. وأَدَّبه فَتَأَدَّب: عَلَّمه، وَاسْتَعْمَلَهُ الزَّجَّاجُ فِي اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: وَهَذَا مَا أَدَّبَ اللهُ تَعَالَى بِهِ نَبِيَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفُلَانٌ قَدِ اسْتَأْدَبَ: بِمَعْنَى تَأَدَّبَ. وَيُقَالُ للبعيرِ إِذَا رِيضَ وذُلِّلَ: أَدِيبٌ مُؤَدَّبٌ. وَقَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلي: وهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوى بَين عالِجٍ ... ونَجْرانَ، تَصْرِيفَ الأَدِيبِ المُذَلَّلِ والأُدْبَةُ والمَأْدَبةُ والمَأْدُبةُ: كلُّ طَعَامٍ صُنِع لدَعْوةٍ أَو عُرْسٍ. قَالَ صَخْر الغَيّ يَصِفُ عُقاباً: كأَنّ قُلُوبَ الطَّيْر، فِي قَعْرِ عُشِّها، ... نَوَى القَسْبِ، مُلْقًى عِنْدَ بَعْضِ المَآدِبِ القَسْبُ: تَمْر يابسٌ صُلْبُ النَّوَى. شَبَّه قلوبَ الطَّيْرِ فِي وَكْر العُقابِ بِنَوى القَسْبِ، كَمَا شَبَّهَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بالعُنَّاب فِي قَوْلِهِ: كأَنَّ قُلُوبَ الطَيْرِ، رَطْباً ويابِساً، ... لَدَى وَكْرِها، العُنَّابُ والحَشَفُ الْبَالِي وَالْمَشْهُورُ فِي المَأْدُبة ضَمُّ الدَّالِ، وأَجاز بَعْضُهُمُ الْفَتْحَ، وَقَالَ: هِيَ بِالْفَتْحِ مَفْعَلةٌ مِن الأَدَبِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا المَأْدَبةُ كَمَا قَالُوا المَدْعاةُ. وَقِيلَ: المَأْدَبةُ مِنَ الأَدَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إنَّ هَذَا القرآنَ مَأْدَبةُ اللَّهِ فِي الأَرض فتَعَلَّموا مِنْ مَأْدَبَتِه ، يَعْنِي مَدْعاتَه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ مَأْدُبةٌ

ومَأْدَبةٌ، فَمَنْ قَالَ مَأْدُبةٌ أَراد بِهِ الصَّنِيع يَصْنَعه الرَّجُلُ، فيَدْعُو إِلَيْهِ الناسَ؛ يُقَالُ مِنْهُ: أَدَبْتُ عَلَى الْقَوْمِ آدِبُ أَدْباً، وَرَجُلٌ آدِبٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وتأْويل الْحَدِيثِ أَنه شَبَّه الْقُرْآنَ بصَنِيعٍ صَنَعَه اللَّهُ لِلنَّاسِ لَهُمْ فِيهِ خيرٌ ومنافِعُ ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ؛ وَمَنْ قَالَ مَأْدَبة: جعَله مَفْعَلةً مِنَ الأَدَبِ. وَكَانَ الأَحمر يَجْعَلُهُمَا لُغَتَيْنِ مَأْدُبةً ومَأْدَبةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع أَحَدًا يَقُولُ هَذَا غَيْرَهُ؛ قَالَ: وَالتَّفْسِيرُ الأَول أَعجبُ إِليّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: آدَبْتُ أُودِبُ إِيداباً، وأَدَبْتُ آدِبُ أَدْباً، والمَأْدُبةُ: الطعامُ، فُرِقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ المَأْدَبةِ الأَدَبِ. والأَدْبُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَدَبَ القومَ يَأْدِبُهُم، بِالْكَسْرِ، أَدْباً، إِذَا دَعَاهُمْ إِلَى طعامِه. والآدِبُ: الداعِي إِلَى الطعامِ. قَالَ طَرَفَةُ: نَحْنُ فِي المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلى، ... لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ وَقَالَ عَدِيٌّ: زَجِلٌ وَبْلُهُ، يجاوبُه دُفٌّ ... لِخُونٍ مَأْدُوبَةٍ، وزَمِيرُ والمَأْدُوبَةُ: الَّتِي قَدْ صُنِعَ لَهَا الصَّنِيعُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَما إخْوانُنا بَنُو أُمَيَّةَ فَقادةٌ أَدَبَةٌ. الأَدَبَةُ جَمْعُ آدِبٍ، مِثْلُ كَتَبةٍ وكاتِبٍ، وَهُوَ الَّذِي يَدْعُو الناسَ إِلَى المَأْدُبة، وَهِيَ الطعامُ الَّذِي يَصْنَعُه الرَّجُلُ ويَدْعُو إِلَيْهِ النَّاسَ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ لِلّهِ مَأْدُبةً مِنْ لحُومِ الرُّومِ بمُرُوج عَكَّاءَ. أَراد: أَنهم يُقْتَلُون بِهَا فَتَنْتابُهمُ السِّباعُ وَالطَّيْرُ تأْكلُ مِنْ لحُومِهم. وآدَبَ القومَ إِلَى طَعامه يُؤْدِبُهم إِيداباً، وأَدَبَ: عَمِلَ مَأْدُبةً. أَبو عَمْرٍو يُقَالُ: جاشَ أَدَبُ الْبَحْرِ، وَهُوَ كثْرَةُ مائِه. وأَنشد: عَنْ ثَبَجِ البحرِ يَجِيشُ أَدَبُه والأَدْبُ: العَجَبُ. قَالَ مَنْظُور بْنُ حَبَّةَ الأَسَدِيّ، وحَبَّةُ أُمُّه: بِشَمَجَى المَشْي، عَجُولِ الوَثْبِ، ... غَلَّابةٍ للنَّاجِياتِ الغُلْبِ، حَتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ الأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ، والشَّمَجَى: الناقةُ السرِيعَةُ. ورأَيت فِي حَاشِيَةٍ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَعْرُوفِ: الإِدْبُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ؛ وَوُجِدَ كَذَلِكَ بِخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا فِي نُسْخَتِهِ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَورده ابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُجْمَلِ. الأَصمعي: جاءَ فُلَانٌ بأَمْرٍ أَدْبٍ، مَجْزُومُ الدَّالِ، أَي بأَمْرٍ عَجِيبٍ، وأَنشد: سمِعتُ، مِن صَلاصِلِ الأَشْكالِ، ... أَدْباً عَلَى لَبَّاتِها الحَوالي أذرب: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ عَنْهُ: لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ، كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ. الأَذْرَبِيّ: مَنْسُوبٌ إِلَى أَذْرَبِيجانَ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، هَكَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ، وَالْقِيَاسُ أَن يُقَالَ: أَذَرِيٌّ بِغَيْرِ بَاءٍ، كَمَا يُقَالُ فِي النَّسَب إِلَى رامَهُرْمُزَ راميٌّ؛ قَالَ: وَهُوَ مُطَّرِد فِي النَّسَبِ إِلَى الأسماءِ الْمُرَكَّبَةِ.

أرب: الإِرْبَةُ والإِرْبُ: الحاجةُ. وَفِيهِ لُغَاتٌ: إِرْبٌ وإرْبَةٌ وأَرَبٌ ومَأْرُبةٌ ومَأْرَبَة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا: كَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه أَي لحاجَتِه، تَعْنِي أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ أَغْلَبَكم لِهَواهُ وحاجتِه أَي كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه وهَواهُ. وَقَالَ السُّلَمِيُّ: الإِرْبُ الفَرْجُ هَهُنَا. قَالَ: وَهُوَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَكثر المحدِّثين يَرْوُونه بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ والراءِ يَعْنُونَ الْحَاجَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الراءِ، وَلَهُ تأْويلان: أَحدهما أَنه الحاجةُ، وَالثَّانِي أَرادت بِهِ العُضْوَ، وعَنَتْ بِهِ مِنَ الأَعْضاء الذكَر خَاصَّةً. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ المُخَنَّثِ: كَانُوا يَعُدُّونَه مِنْ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ أَي النِّكاحِ. والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَب كُلُّهُ كالإِرْبِ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي الْمَثَلِ: مَأْرُبَةٌ لَا حفاوةٌ، أَي إِنَّمَا بِكَ حاجةٌ لَا تَحَفِّياً بِي. وَهِيَ الآرابُ والإِرَبُ. والمَأْرُبة والمَأْرَبةُ مِثْلُهُ، وَجَمْعُهُمَا مآرِبُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى . وَقَالَ تَعَالَى: غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ . وأَرِبَ إِلَيْهِ يَأْرَبُ أَرَباً: احْتاجَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنه نَقِمَ عَلَى رَجُلٍ قَوْلًا قَالَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْكَ ، مَعْنَاهُ ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتاجَ. وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: أَرِبْتَ مِنْ ذِي يَدَيْكَ، وَعَنْ ذِي يَدَيْكَ. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: أَرِبْتَ فِي ذِي يَدَيْكَ، مَعْنَاهُ ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتَاجَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْك: أَي سَقَطَتْ آرابُكَ مِنَ اليَدَيْنِ خَاصَّةً. وَقِيلَ: سَقَطَت مِن يدَيْكَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى لِهَذَا الْحَدِيثِ: خَرَرْتَ عَنْ يَدَيْكَ ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الخَجَل مَشْهورةٌ، كأَنه أَراد أَصابَكَ خَجَلٌ أَو ذَمٌّ. وَمَعْنَى خَرَرْتَ سَقَطْتَ. وَقَدْ أَرِبَ الرجلُ، إِذَا احْتَاجَ إِلَى الشيءِ وطَلَبَه، يَأْرَبُ أَرَباً. قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وإنَّ فِينا صَبُوحاً، إنْ أَرِبْتَ بِه، ... جَمْعاً بَهِيّاً، وَآلَافًا ثمَانِينا جَمْعُ أَلف أَي ثمَانِين أَلفاً. أَرِبْتَ بِهِ أَي احتَجْتَ إِلَيْهِ وأَرَدْتَه. وأَرِبَ الدَّهْرُ: اشْتَدَّ. قَالَ أَبو دُواد الإِيادِيُّ يَصِف فَرَسًا. أَرِبَ الدَّهْرُ، فَأَعْدَدْتُ لَه ... مُشْرِفَ الحاركِ، مَحْبُوكَ الكَتَدْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والحارِكُ فَرعُ الكاهِلِ، والكاهِلُ مَا بَيْنَ الكَتِفَيْنِ، والكَتَدُ مَا بَيْنَ الكاهِلِ والظَّهْرِ، والمَحْبُوكُ المُحْكَمُ الخَلْقِ مِنْ حَبَكْتُ الثوبَ إِذَا أَحْكَمْتَ نَسْجَه. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: أَي أَراد ذَلِكَ مِنَّا وطَلَبَه؛ وَقَوْلُهُمْ أَرِبَ الدَّهْرُ: كأَنَّ لَهُ أَرَباً يَطْلُبُه عِنْدَنَا فَيُّلِحُّ لِذَلِكَ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَلَم تَرَ عُصْمَ رُؤُوسِ الشَّظَّى، ... إِذَا جاءَ قانِصُها تُجْلَبُ إلَيْهِ، وَمَا ذاكَ عَنْ إرْبةٍ ... يكونُ بِها قانِصٌ يأْرَبُ وَضَع الباءَ فِي مَوْضِعِ إِلَى وَقَوْلُهُ تَعَالَى. غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ؛ قَالَ سَعِيد بْنُ جُبَيْر: هُوَ المَعْتُوهُ.

والإِرْبُ والإِرْبةُ والأُرْبةُ والأَرْبُ: الدَّهاء «2» والبَصَرُ بالأُمُورِ، وَهُوَ مِنَ العَقْل. أَرُبَ أَرابةً، فَهُوَ أَرَيبٌ مَن قَوْم أُرَباء. يُقَالُ: هُوَ ذُو إِرْبٍ. وَمَا كانَ الرَّجل أَرِيباً، وَلَقَدْ أَرُبَ أَرابةً. وأرِبَ بالشيءٍ: دَرِبَ بِهِ وصارَ فِيهِ ماهِراً بَصِيراً، فَهُوَ أَرِبٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْهُ الأَرِيبُ أَي ذُو دَهْيٍ وبَصَرٍ. قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: أَرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ لَمَّا رأَيْتُها، ... عَلَى الدَّفْعِ، لَا تزْدَادُ غَيْرَ تَقارُبِ أَي كَانَتْ لَهُ إِرْبَةٌ أَي حاجةٌ فِي دَفْعِ الحَربِ. وأَرُبَ الرَّجلُ يَأْرُبُ إِرَباً، مِثال صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً، وأَرابةً أَيضاً، بِالْفَتْحِ، إِذَا صَارَ ذَا دَهْيٍ. وَقَالَ أَبو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي عُبَيْدَ بْنَ زُهْرةَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَمْدَحُ رَجُلًا: يَلُفُّ طَوائفَ الأَعْداءِ، ... وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ ابْنُ شُمَيْل: أَرِبَ فِي ذَلِكَ الأَمرِ أَي بَلَغَ فِيهِ جُهْدَه وطاقَتَه وفَطِنَ لَهُ. وَقَدْ تأَرَّبَ فِي أَمرِه. والأُرَبَى، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ: الدَّاهِيةُ. قَالَ ابْنُ أَحمر: فلَمَّا غَسَى لَيْلي، وأَيْقَنْتُ أَنَّها ... هِيَ الأُرَبَى، جاءَتْ بأُمّ حَبَوْكَرا والمُؤَارَبَةُ: المُداهاةُ. وَفُلَانٌ يُؤَارِبُ صاحِبَه إِذا دَاهَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَر الحَيَّاتِ فَقَالَ: مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وشَرَّهُنّ وإِرْبَهُنّ، فَلَيْسَ منَّا. أَصْلُ الإِرْب، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الدَّهاء والمَكْر؛ وَالْمَعْنَى مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيةَ شَرِّهنَّ، فَلَيْسَ منَّا أَي مِنْ سُنَّتِنَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي مَنْ خَشِيَ غائلَتها وجَبُنَ عَنْ قتْلِها، لِلذي قِيلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِنها تُؤْذِي قاتِلَها، أَو تُصِيبُه بخَبَلٍ، فَقَدْ فارَقَ سُنَّتَنا وخالَفَ مَا نحنُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَأَرِبْتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ فَلَمْ تَضْرُرْنِي إرْبَةٌ أَرِبْتُها قَطُّ، قَبْلَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: أَرِبْتُ بِهِ أَي احْتَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الإِرْبِ الدَّهاءِ والنُّكْرِ. والإِرْبُ: العَقْلُ والدِّينُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. والأَرِيبُ: العاقلُ. ورَجُلٌ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَباء. وَقَدْ أَرُبَ يَأْرُبُ أحْسَنَ الإِرْب فِي الْعَقْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مُؤَاربَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وعَناء ، أَي إنَّ الأَرِيبَ، وَهُوَ العاقِلُ، لَا يُخْتَلُ عَنْ عَقْلِه. وأَرِبَ أَرَباً فِي الْحَاجَةِ، وأَرِبَ الرَّجلُ أَرَباً: أَيِسَ. وأَرِبَ بالشيءِ: ضَنَّ بِهِ وشَحَّ. والتَأْرِيبُ: الشُّحُّ والحِرْصُ. وأَرِبْتُ بالشيءِ أَي كَلِفْتُ بِهِ، وأَنشد لِابْنِ الرِّقاعِ: وَمَا لامْرِئٍ أَرِبٍ بالحَياةِ، ... عَنْها مَحِيصٌ وَلَا مَصْرِفُ أَي كَلِفٍ. وَقَالَ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: ولَقَدْ أَرِبْتُ، عَلَى الهمُومِ، بِجَسْرةٍ، ... عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غَيْرِ لَجُونِ أَي عَلِقْتُها ولَزِمْتُها واسْتَعَنْتُ بِهَا عَلَى الهُمومِ. والإِرْبُ: العُضْوُ المُوَفَّر الكامِل الَّذِي لَمْ يَنقُص مِنْهُ شيءٌ، وَيُقَالُ لِكُلِّ عُضْوٍ إِرْبٌ. يُقَالُ: قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً أَي عُضْواً عُضْواً. وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبة

_ (2). قوله [والْأَرْبُ الدهاء] هو في المحكم بالتحريك وقال في شرح القاموس عازياً للسان هو كالضرب.

، فأَكَلَها، وَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. المُؤَرَّبَةُ: هِيَ المُوَفَّرة الَّتِي لَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا شيءٌ. وَقَدْ أرَّبْتُه تَأْرِيباً إِذَا وفَّرْته، مأْخوذ مِنَ الإِرْب، وَهُوَ العُضْو، وَالْجَمْعُ آرابٌ، يُقَالُ: السُّجُود عَلَى سَبْعة آرابٍ؛ وأَرْآبٌ أَيضاً. وأَرِبَ الرَّجُل إِذَا سَجَدَ «1» عَلَى آرابِه مُتَمَكِّناً. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعةِ آرابٍ أَي أَعْضاء، وَاحِدُهَا إرْب، بِالْكَسْرِ وَالسُّكُونِ. قَالَ: وَالْمُرَادُ بِالسَّبْعَةِ الجَبْهةُ واليَدانِ والرُّكْبتانِ والقَدَمانِ. والآرابُ: قِطَعُ اللحمِ. وأَرِبَ الرَّجُلُ: قُطِعَ إرْبُه. وأَرِبَ عُضْوُه أَي سَقَطَ. وأَرِبَ الرَّجُل: تَساقَطَتْ أَعْضاؤُه. وَفِي حَدِيثِ جُنْدَبٍ: خَرَج برَجُل أُرابٌ ، قِيلَ هِيَ القَرْحَةُ، وكأَنَّها مِن آفاتِ الآرابِ أَي الأَعْضاءِ، وَقَدْ غَلَبَ فِي اليَد. فأَمَّا قولُهم فِي الدُّعاءِ: مَا لَه أَرِبَتْ يَدُه، فَقِيلَ قُطِعَتْ يَدُه، وَقِيلَ افْتَقَر فاحْتاجَ إِلَى مَا فِي أَيدي النَّاسِ. وَيُقَالُ: أَرِبْتَ مِنْ يَدَيْكَ أَي سَقَطتْ آرَابُكَ مِنَ اليَدَيْنِ خاصَّةً. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دُلَّني عَلَى عَمَل يُدْخِلُني الجَنَّةَ. فَقَالَ: أَرِبٌ مَا لَهُ؟ مَعْنَاهُ: أَنه ذُو أَرَبٍ وخُبْرةٍ وعِلمٍ. أَرُبَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَرِيبٌ، أَي صَارَ ذَا فِطْنةٍ. وَفِي خَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا اعْتَرَضَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيَسْأَلَه، فَصَاحَ بِهِ الناسُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السلام: دَعُوا الرَّجلَ أَرِبَ مَا لَه؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: احْتاجَ فسَأَلَ مَا لَه. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي قَوْلِهِ أَرِبَ مَا لَه: أَي سَقَطَتْ أَعْضاؤُه وأُصِيبت، قَالَ: وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لَا يُرادُ بِهَا إِذَا قِيلت وقُوعُ الأَمْرِ كَمَا يُقَالُ عَقْرَى حَلْقَى؛ وقوْلِهم تَرِبَتْ يدَاه. قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ رِوايات: إِحْدَاهَا أَرِبَ بِوَزْنِ عَلِمَ، وَمَعْنَاهُ الدُّعاء عَلَيْهِ أَي أُصِيبَتْ آرابُه وسقَطَتْ، وَهِيَ كَلِمَةٌ لَا يُرادُ بِهَا وقُوعُ الأَمر كَمَا يُقَالُ تَرِبَتْ يدَاك وقاتَلكَ اللهُ، وَإِنَّمَا تُذكَر فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ. قَالَ: وَفِي هَذَا الدُّعَاءِ مِنَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْلَانِ: أَحدهما تَعَجُّبُه مِنْ حِرْصِ السَّائِلِ ومُزاحَمَتِه، وَالثَّانِي أَنه لَمَّا رَآهُ بِهَذِهِ الْحَالِ مِن الحِرص غَلَبه طَبْعُ البَشَرِيَّةِ، فَدَعَا عَلَيْهِ. وَقَدْ قَالَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بَشَرٌ فَمَن دَعَوْتُ عَلَيْهِ، فاجْعَلْ دُعائي لَهُ رَحْمةً. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ احْتاجَ فسأَلَ، مِن أَرِبَ الرَّجلُ يَأْرَبُ إِذَا احتاجَ، ثُمَّ قَالَ مَا لَه أَي أَيُّ شيءٍ بِهِ، وَمَا يُرِيدُ. قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ أَرَبٌ مَا لَه، بِوَزْنِ جَمَلٍ، أَي حاجةٌ لَهُ وَمَا زَائِدَةٌ لِلتَّقْلِيلِ، أَي لَهُ حَاجَةٌ يَسِيرَةٌ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ حَاجَةٌ جاءَت بِهِ فحذَفَ، ثُمَّ سأَل فَقَالَ مَا لَه. قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ أَرِبٌ، بِوَزْنِ كَتِفٍ، والأَرِبُ: الحاذِقُ الكامِلُ أَي هُوَ أَرِبٌ، فحذَف المبتدأَ، ثُمَّ سأَل فَقَالَ مَا لَه أَي مَا شأْنُه. وَرَوَى الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبيه: أَنه أَتَى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِنىً، فَدنا مِنْهُ فَنُحِّيَ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوه فأَرَبٌ مَا لَهُ. قَالَ: فَدَنَوْتُ. وَمَعْنَاهُ: فحاجَةٌ مَا لَه، فدَعُوه يَسْأَلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَا صِلَةٌ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد فَأَرَبٌ مِنَ الآرابِ جاءَ بِهِ، فدَعُوه. وأَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعه مُوَفَّراً. يُقَالُ: أَعْطاه

_ (1). قوله [وَأَرِبَ الرَّجُلُ إِذَا سَجَدَ] لم نقف له على ضبط ولعله وأرب بالفتح مع التضعيف.

عُضْواً مُؤَرَّباً أَي تَامًّا لَمْ يُكَسَّر. وتَأْرِيبُ الشيءِ: تَوْفِيرُه، وَقِيلَ: كلُّ مَا وُفِّرَ فَقَدْ أُرِّبَ، وكلُّ مُوَفَّر مُؤَرَّبٌ. والأُرْبِيَّةُ: أَصل الْفَخْذِ، تَكُونُ فُعْلِيَّةً وَتَكُونُ أُفْعولةً، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي بَابِهَا. والأُرْبةُ، بِالضَّمِّ: العُقْدةُ الَّتِي لَا تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ حَلًّا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الأُرْبَةُ: العُقْدةُ، وَلَمْ يَخُصَّ بِهَا الَّتِي لَا تَنْحَلُّ. قَالَ الشَّاعِرُ: هَلْ لَكِ، يَا خَدْلةُ، فِي صَعْبِ الرُّبَهْ، ... مُعْتَرِمٍ، هامَتُه كالحَبْحَبه قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُمُ الرُّبَة الْعُقْدَةُ، وأَظنُّ الأَصل كَانَ الأُرْبَة، فحُذفت الْهَمْزَةُ، وَقِيلَ رُبةٌ. وأَرَبَها: عَقَدها وشَدَّها. وتَأْرِيبها: إحْكامُها، يُقَالُ: أَرِّبْ عُقْدتَك. أَنشد ثَعْلَبٌ لكِناز بْنِ نُفَيْع يَقُولُهُ لجَرِير: غَضِبْتَ عَلَيْنَا أَنْ عَلاكَ ابنُ غالِبٍ، ... فَهَلَّا، عَلَى جَدَّيْكَ، فِي ذَاكَ، تَغْضَبْ هما، حينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ جَدِّه، ... أَناخَا، فَشَدّاك العِقال المُؤَرَّبْ واسْتَأْرَبَ الوَتَرُ: اشْتَدَّ. وَقَوْلُ أَبي زُبَيْد: عَلَى قَتِيل مِنَ الأَعْداءِ قَدْ أَرُبُوا، ... أَنِّي لَهُمْ واحِدٌ نَائِي الأَناصِيرِ قَالَ: أَرُبُوا: وَثِقُوا أَني لهم واحد. وأَناصِيري ناؤُونَ عَنِّي، جمعُ الأَنْصارِ. وَيُرْوَى: وَقَدْ عَلموا. وكأَنّ أَرُبُوا مِنَ الأَرِيب، أَي مِنْ تَأْرِيب العُقْدة، أَي مِنَ الأَرْب. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَي أَعجبهم ذَاكَ، فَصَارَ كأَنه حَاجَةٌ لَهُمْ فِي أَن أَبْقَى مُغْتَرِباً نائِياً عَنْ أَنْصاري. والمُسْتَأْرَبُ: الَّذِي قَدْ أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غَيْرُهُ مِنَ النَّوائِب بآرابِه مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. وَرَجُلٌ مُسْتَأْرَبٌ، بِفَتْحِ الراءِ، أَي مَدْيُونٌ، كأَن الدَّين أَخذ بِآرَابِهِ. قَالَ: وناهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّةٍ رَهِقٍ، ... مُسْتَأْرَبٍ، عَضَّه السُّلْطانُ، مَدْيُونُ وَفِي نُسْخَةٍ: مُسْتَأْرِب، بِكَسْرِ الراءِ. قَالَ: هَكَذَا أَنشده مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد الْمُفَجَّعُ: أَي أَخذه الدَّين مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. والمُناهَزةُ فِي الْبَيْعِ: انْتِهازُ الفُرْصة. وناهَزُوا البيعَ أَي بادَرُوه. والرَّهِقُ: الَّذِي بِهِ خِفَّةٌ وحِدّةٌ. وَقِيلَ: الرَّهِقُ: السَّفِه، وَهُوَ بِمَعْنَى السَّفِيه. وعَضَّهُ السُّلْطانُ أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عَلَيْهِ الأَمْرَ. والتِّرْعِيةُ: الَّذِي يُجِيدُ رِعْيةَ الإِبلِ. وَفُلَانٌ تِرْعِيةُ مالٍ أَي إزاءُ مالٍ حَسَنُ القِيام بِهِ. وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ مَرْفُوعًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ مَخْفُوضٌ، وَذَكَرَ الْبَيْتَ بِكَمَالِهِ. وقولُ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي الأُرْبةِ: لَا يَفْرَحُون، إِذَا مَا فازَ فائزُهم، ... وَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ أُرْبَةُ اليَسَرِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد إِحْكامَ الخَطَرِ مِنْ تأْرِيبِ العُقْدة. والتَّأْرِيبُ: تَمَامُ النَّصيبِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: اليَسر هَهُنَا المُخاطَرةُ. وأَنشد لِابْنِ مُقبل: بِيض مَهاضِيم، يُنْسِيهم مَعاطِفَهم ... ضَرْبُ القِداحِ، وتأْرِيبٌ عَلَى الخَطَرِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ صَدْرَهُ: شُمّ مَخامِيص يُنْسِيهم مَرادِيَهُمْ

وَقَالَ: قَوْلُهُ شُمّ، يُرِيدُ شُمَّ الأُنُوفِ، وَذَلِكَ مِمَّا يُمدَحُ بِهِ. والمَخامِيصُ: يُرِيدُ بِهِ خُمْصَ البُطونِ لأَن كَثْرَةَ الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ. والمَرادِي: الأَرْدِيةُ، وَاحِدَتُهَا مِرْداةٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّأْرِيبُ: الشُّحُّ والحِرْصُ. قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: وتأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ، عِوضاً مِنَ الخَطَرِ، وَهُوَ أَحد أَيْسارِ الجَزُور، وَهِيَ الأَنْصِباءُ. والتَّأَرُّبُ: التَّشَدُّد فِي الشيءِ، وتَأَرَّب فِي حاجَتِه: تَشَدَّد. وتَأَرَّبْتُ فِي حَاجَتِي: تَشَدَّدْت. وتَأَرَّبَ عَلَيْنَا: تَأَبَّى وتَعَسَّرَ وتَشَدَّد. والتَّأْرِيبُ: التَّحْرِيشُ والتَّفْطِينُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ التَّأْرِيثُ بالثاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لَا تَعْجَلُوا فِي الفِداءِ، لَا يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وأَصحابُه ، أَي يتَشَدَّدون عَلَيْكُمْ فِيهِ. يُقَالُ: أَرِبَ الدَّهْرُ يَأْرَبُ إِذَا اشْتَدَّ. وتَأَرَّبَ علَيَّ إِذَا تَعَدَّى. وكأَنه مِنَ الأُرْبَةِ العُقْدةِ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لابْنِه عَمْرو: لَا تَتَأَرَّبْ عَلَى بَنَاتِي أَي لَا تَتَشَدَّدْ وَلَا تَتَعَدَّ. والأُرْبةُ: أَخِيَّةُ الدابَّةِ. والأُرْبَةُ: حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ تُوارَى فِي الأَرض، وَجَمْعُهَا أُرَبٌ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَلَا أَثَرُ الدُّوارِ، وَلَا المَآلِي، ... ولكِنْ قَدْ تُرى أُرَبُ الحُصُونِ «2» والأُرْبَةُ: قِلادةُ الكَلْبِ الَّتِي يُقاد بِهَا، وَكَذَلِكَ الدابَّة فِي لُغَةِ طَيْئٍ. أَبو عُبَيْدٍ: آرَبْتُ عَلَى القومِ، مِثَالُ أَفْعَلْتُ، إِذَا فُزْتَ عَلَيْهِمْ وفَلَجْتَ. وآرَبَ عَلَى الْقَوْمِ: فَازَ عَلَيهم وفَلَجَ. قَالَ لَبِيَدٌ: قَضَيْتُ لُباناتٍ، وسَلَّيْتُ حَاجَةً، ... ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ مُؤْرِبِ أَي نَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ غَالِبٍ يَسْلُبُها. وأَرِبَ عَلَيْهِ: قَوِيَ. قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: ولَقَدْ أَرِبْتُ، عَلَى الهُمُومِ، بجَسْرةٍ ... عَيْرانةٍ، بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ اللَّجُونُ: مِثْلُ الحَرُونِ. والأُرْبانُ: لُغَةٌ فِي العُرْبانِ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هُوَ فُعْلانٌ مِنَ الإِرْبِ. والأُرْبُونُ: لُغَةٌ فِي العُرْبُونِ. وإرابٌ: مَوْضِع «3» أَو جَبَلٌ مَعْرُوفٌ. وَقِيلَ: هُوَ ماءٌ لِبَنِي رِياحِ بْنِ يَرْبُوعٍ. ومَأْرِبٌ: مَوْضِعٌ، وَمِنْهُ مِلْحُ مَأْرِبٍ. أزب: أَزِبَت الإِبلُ تَأْزَبُ أَزَباً: لَمْ تَجْتَرَّ. والإِزْبُ: اللَّئِيمُ. والإِزْبُ: الدَّقيقُ المَفاصِل، الضاوِيُّ يَكُونُ ضئِيلًا، فَلَا تَكُونُ زيادتُه فِي الوجهِ وعِظامِه، وَلَكِنْ تَكُونُ زِيَادَتُهُ فِي بَطنِه وسَفِلَتِه، كأَنه ضاوِيٌّ مُحْثَلٌ. والإِزْبُ مِنَ الرِّجالِ: القصِيرُ الغَلِيظُ. قَالَ: وأُبْغِضُ، مِن قُرَيْشٍ كُلَّ إزْبٍ، ... قَصيرِ الشَّخْصِ، تَحْسَبُه وَلِيدا كأَنهمُ كُلَى بَقَرِ الأَضاحِي، ... إِذَا قَامُوا حَسِبْتَهُمُ قُعُودا

_ (2). قوله [ولا أثر الدوار إلخ] هذا البيت أورده الصاغاني في التكملة وضبطت الدال من الدوار بالفتح والضم ورمز لهما بلفظ معاً إشارة إلى أنه روي بالوجهين وضبطت المآلي بفتح الميم. (3). قوله [وإراب موضع] عبارة القاموس وأراب مثلثة موضع.

الإِزْبُ: القَصِيرُ الدَّمِيمُ. وَرَجُلٌ أَزِبٌ وآزِبُ: طويلٌ، التَّهْذِيبُ. وَقَوْلُ الأَعشى: ولَبُونِ مِعْزابٍ أَصَبْتَ، فأَصْبَحَتْ ... غَرْثَى، وآزبةٍ قَضَبْتَ عِقالَها قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ الإِياديُّ بالباءِ. قَالَ: وَهِيَ الَّتِي تَعافُ الماءَ وتَرْفَع رأْسَها. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: إبلٌ آزِبةٌ أَي ضامِزة «1» بِجِرَّتِها لَا تَجْتَرُّ. وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وَآزِيَةٌ بِالْيَاءِ. قَالَ: وَهِيَ العَيُوفُ القَذُور، كأَنها تَشْرَبُ مِنَ الإِزاءِ، وَهُوَ مَصَبُّ الدَّلْو. والأَزْبَةُ: لُغَةٌ فِي الأَزْمةِ، وَهِيَ الشّدَّةُ، وأَصابتنا أَزْبَةٌ وآزِبةٌ أَي شدَّة. وإزابٌ: ماءٌ لبَني العَنبر. قَالَ مُساوِر بْنُ هِنْد: وجَلَبْتُه مِنْ أَهلِ أُبْضةَ، طَائِعًا، ... حَتَّى تَحَكَّم فِيهِ أَهلُ إزابِ وَيُقَالُ لِلسَّنَةِ الشَّدِيدَةِ: أَزْبَةٌ وأَزْمَةٌ ولَزْبَةٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُرْوَى إِرَابٌ. وأَزَبَ الماءُ: جَرَى. والمِئْزاب: المِرزابُ، وَهُوَ المَثْعَبُ الَّذِي يَبُولُ الماءَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بُلِ الماءَ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وَالْجَمْعُ المَآزيبُ، وَمِنْهُ مِئْزابُ الكَعْبةِ، وَهُوَ مَصَبُّ ماءِ المطرِ. وَرَجُلٌ إزْبٌ حِزْبٌ أَي داهِيةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه خَرج فباتَ فِي القَفْرِ، فلمَّا قامَ لِيَرْحَلَ وَجَدَ رَجلًا طولُه شِبْرانِ عَظِيمَ اللِّحْيةِ عَلَى الوَليّةِ، يَعْنِي البَرْذَعَةَ، فَنَفَضَها فَوَقَعَ ثُمَّ وضَعَها عَلَى الراحلةِ وجاءَ، وَهُوَ عَلَى القِطْعِ، يَعْنِي الطِّنْفِسةَ، فنَفَضَه فَوَقَع، فوضَعَه عَلَى الراحِلة، فجاءَ وَهُوَ بَيْنُ الشَّرْخَيْنِ أَي جانِبَيِ الرَّحْلِ، فنَفضَه ثُمَّ شَدَّه وأَخذ السوطَ ثُمَّ أَتاه فَقَالَ: مَن أَنتَ؟ فَقَالَ: أَنا أَزَبُّ. قَالَ: وَمَا أَزَبُّ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الجِنِّ. قَالَ: افْتَحْ فَاكَ أَنْظُر ففَتَح فَاهُ، فَقَالَ: أَهكذا حُلُوقُكم؟ ثُمَّ قَلَب السَّوْطَ فوضَعَه فِي رأْسِ أَزَبَّ، حَتَّى باصَ ، أَي فاتَه واسْتَتَر. الأَزَبُّ فِي اللُّغَةِ: الكثيرُ الشَّعَرِ. وَفِي حَدِيثِ بَيْعةِ العَقَبة: هُوَ شَيْطَانٌ اسْمُهُ أَزَبُّ العَقَبةِ ، وَهُوَ الحَيّةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَحْوصِ: لَتَسْبيحةٌ فِي طَلَبِ حاجَةٍ خَيْرٌ مِنْ لَقُوحِ صفِيٍّ فِي عَامِ أَزْبةٍ أَو لَزْبَةٍ. يُقَالُ: أَصابَتْهم أَزْبَةٌ ولَزْبَةٌ أَي جَدْبٌ ومَحْلٌ. أسب: الإِسْبُ، بِالْكَسْرِ: شَعَرُ الرَّكَب. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ شَعَرُ الفَرْجِ، وَجَمْعُهُ أُسُوبٌ. وَقِيلَ: هُوَ شعَرُ الاسْتِ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي آسابٌ فِي جَمْعِهِ. وَقِيلَ: أَصله مِنَ الوَسْبِ لأَن الوَسْبَ كَثْرَةُ العُشْبِ وَالنَّبَاتِ، فَقُلِبَتْ وَاوُ الوِسْبِ، وَهُوَ النَّباتُ، هَمْزَةً، كَمَا قَالُوا إرْثٌ ووِرْثٌ. وَقَدْ أَوْسَبَتِ الأَرض إِذَا أَعْشَبَتْ، فَهِيَ مُوسِبةٌ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العانةُ مَنْبِتُ الشَّعَر مِنْ قُبُل المَرأَةِ والرَّجُل، والشَّعَر النابِت عَلَيْهَا يُقَالُ لَهُ الشِّعْرةُ والإِسْبُ. وأَنشد: لَعَمْرُ الَّذي جاءَتْ بِكُمْ مِن شَفَلَّحٍ، ... لَدَى نَسَيَيْها، ساقِطِ الإِسْبِ، أَهْلَبا وَكَبْشٌ مُؤَسَّبٌ: كثِيرُ الصُّوف.

_ (1). قوله [ضامزة] بالزاي لا بالراء المهملة كما في التكملة وغيرها راجع مادة ضمز.

أشب: أَشَبَ الشيءَ يَأْشِبُه أَشْباً: خَلَطَه. والأُشابةُ مِنَ النَّاسِ: الأَخْلاطُ، وَالْجَمْعُ الأَشائِبُ. قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْياني: وَثِقْتُ لَهُ بالنَّصْرِ، إذْ قِيلَ قَدْ غَزَتْ ... قَبائِلُ مِن غَسَّانَ، غَيْرُ أَشائِبِ يَقُولُ: وَثِقْتُ للممدوحِ بالنصرِ، لأَن كَتائِبَه وجُنُودَه مِن غَسَّانَ، وَهُمْ قَوْمُه وَبَنُو عَمِّهِ. وَقَدْ فَسَّر القَبائلَ فِي بَيْتٍ بَعْدَهُ، وَهُوَ: بَنُو عَمِّهِ دُنْيا، وعَمْرُو بْنُ عامِرٍ، ... أُولئِكَ قَوْمٌ، بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ وَيُقَالُ: بِهَا أَوْباشٌ مِن الناسِ وأَوْشابٌ مِنَ النَّاسِ، وهُمُ الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقون. وتَأَشَّبَ القومُ: اخْتَلَطُوا، وأْتَشَبُوا أَيضاً. يُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ فِيمَنْ تَأَشَّبَ إِلَيْهِ أَي انْضَمَّ إِلَيْهِ والتَفَّ عَلَيْهِ. والأُشابَةُ فِي الكَسْبِ: مَا خالَطَه الحَرامُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، والسُّحْتُ. ورَجلٌ مَأْشُوبُ الحَسَبِ: غَيْرُ مَحْضٍ، وَهُوَ مُؤْتَشِبٌ أَي مَخْلُوطٌ غَيْرُ صَرِيحٍ فِي نَسَبِه. والتَأَشُّبُ: التَّجَمُّع مِن هُنا وهُنا. يُقَالُ: هؤُلاءِ أُشابَة لَيْسُوا مِن مَكانٍ واحِد، وَالْجَمْعُ الأَشائِبُ. وأَشِبَ الشَّجَرُ أَشَباً، فَهُوَ أَشِبٌ، وتَأَشَّبَ: التَفَّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَشَبُ شِدَّةُ التِفافِ الشجَرِ وكَثْرَتُه حَتَّى لَا مَجازَ فِيهِ. يُقال: فِيهِ مَوْضِعٌ أَشِبٌ أَي كَثِيرُ الشجَر، وغَيْضةٌ أَشِبةٌ، وغَيْضٌ أَشِبٌ أَي مُلْتَفٌّ. وأَشِبَتِ الغَيْضةُ، بِالْكَسْرِ، أَي التَفَّتْ. وعَدَدٌ أَشِبٌ. وَقَوْلُهُمْ: عيصُكَ مِنْكَ، وإِنْ كانَ أَشِباً أَي وإِن كَانَ ذَا شَوْكٍ مُشْتَبِكٍ غَيْرِ سَهْلٍ. وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبَتْ فيهِ فُلانةُ بِعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ أَي ذِي الْتِباسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيْنِي وبَيْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لِي فِي كَذَا. الأَشَبُ: كَثْرَةُ الشجَر، يقال بَلْدةٌ أَشِبةٌ إِذَا كَانَتْ ذاتَ شَجَرٍ، وأَراد هَهُنَا النَّخِيل. وَفِي حَدِيثِ الأَعْشَى الحِرْمازِيِّ يُخاطِبُ سَيِّدَنَا رَسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شَأْنِ امْرَأَتِه: وقَذَفَتْني بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ، ... وهُنَّ شَرٌّ غالِبٌ لِمَنْ غَلَبْ المُؤْتَشِبُ: المُلتَفُّ. والعِيصُ: أَصل الشَّجَرِ. اللَّيْثُ: أَشَّبْتُ الشرَّ بَيْنَهُمْ تَأْشِيباً، وأَشِبَ الكلامُ بَيْنَهُمْ أَشَباً: التَفَّ، كَمَا تقدَّم فِي الشَّجَرِ، وأَشَبَه هُوَ؛ والتَأْشِيبُ: التَّحْرِيشُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وأَشَبَه يَأْشِبُه ويَأْشُبُه أَشْباً: لامَه وعابَه. وَقِيلَ: قَذَفَه وخَلَط عَلَيْهِ الكَذِبَ. وأَشَبْتُه آشِبُه: لُمْتُه. قَالَ أَبو ذؤَيب: ويَأْشِبُني فِيهَا الّذِينَ يَلُونها، ... ولَوْ عَلِمُوا لَمْ يَأْشِبُوني بطائِلِ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: لَمْ يَأْشِبوني بِباطِلِ، وَالصَّحِيحُ لَمْ يَأْشِبُوني بِطائِلِ. يَقُولُ: لَوْ عَلِمَ هؤُلاء الَّذِينَ يَلُونَ أَمْرَ هَذِهِ المرأَة أَنها لَا تُولِيني إِلَّا شَيْئًا يَسِيرًا، وَهُوَ النَّظْرة والكَلِمة، لَمْ يَأْشِبُوني بطائِل: أَي لَمْ يَلُومُوني؛ والطَّائلُ: الفَضْلُ. وَقِيلَ: أَشَبْتُه: عِبْتُه ووَقَعْتُ فِيهِ. وأَشَبْتُ

الْقَوْمَ إِذَا خَلَطْت بعضَهم بِبَعْض. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَرَأَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. فَتَأَشَّبَ أَصحابُه إِلَيْهِ أَي اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وأَطافُوا بِهِ. والأُشابةُ: أَخْلاطُ الناسِ تَجْتَمِعُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يومَ حُنَيْنٍ: حتَّى تَأَشَّبُوا حَوْلَ رَسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُرْوَى تنَاشَبُوا أَي تَدانَوْا وتَضامُّوا. وأَشَّبَه بشَرٍّ إِذَا رمَاه بعَلامةٍ مِنَ الشَّرِّ يُعْرَفُ بِهَا، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقِيلَ: رَماه بِهِ وخَلَطَه. وَقَوْلُهُمْ بِالْفَارِسِيَّةِ: رُورُ وأُشُوبْ، تَرْجَمَهُ سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: زُورٌ وأُشُوبٌ. وأُشْبَةُ: مِنْ أَسماءِ الذِّئاب. اصطب: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي الْحَدِيثِ: رأَيت أَبا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَلَيْهِ إزارٌ فِيهِ عَلْقٌ، وَقَدْ خَيَّطَه بالأُصْطُبَّة : هِيَ مُشاقةُ الكَتَّانِ. والعَلْقُ: الخَرْقُ. ألب: أَلَبَ إِلَيْكَ القَوْمُ: أَتَوْكَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. وأَلَبْتُ الجيشَ إِذَا جَمَعْتَه. وتَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. والأَلْبُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وأَلَبَ الإِبِلَ يَأْلِبُها ويَأْلُبها أَلْباً: جَمَعَها وساقَها سَوْقاً شَديداً. وأَلَبَتْ هِيَ انْساقَتْ وانْضَمَّ بعضُها إِلَى بَعْضٍ. أَنشد ابْنُ الأَعرابي «2»: أَلَمْ تَعْلَمي أَنّ الأَحادِيثَ فِي غَدٍ، ... وبعدَ غَدٍ، يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ أَي يَنْضَمُّ بعضُها إِلَى بَعْضٍ. التَّهْذِيبُ: الأَلُوبُ: الَّذِي يُسْرِعُ، يُقَالُ أَلَبَ يَأْلِبُ ويَأْلُبُ. وأَنشد أَيضاً: يَأْلُبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي يُسْرِعْن. ابْنُ بُزُرْجَ. المِئْلَبُ: السَّرِيعُ، قَالَ الْعَجَّاجُ: وإنْ تُناهِبْه تَجِدْه مِنْهَبا ... فِي وَعْكةِ الجِدِّ، وحِيناً مِئْلَبَا والأَلْبُ: الطَرْدُ. وَقَدْ أَلَبْتُها أَلْباً، تَقْدِيرُ عَلَبْتُها عَلْباً. وأَلَبَ الحِمارُ طَرِيدَتَه يَأْلِبُها وأَلَّبَها كِلَاهُمَا: طَرَدَها طَرْداً شَدِيداً. والتَّأْلَبُ: الشدِيدُ الغَلِيظُ المُجْتَمِعُ مِنْ حُمُرِ الوَحْشِ. والتَأْلَبُ: الوَعِلُ، والأُنثى تَأْلَبةٌ، تَاؤُهُ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِمْ أَلَبَ الحِمارُ أُتُنَه. والتَّأْلَب، مِثَالُ الثَّعْلبِ: شجَر. وأَلَبَ الشيءُ يأْلِبُ ويَأْلُبُ أَلْباً: تَجَمَّعَ. وَقَوْلُهُ: وحَلَّ بِقَلْبي، مِنْ جَوَى الحُبِّ، مِيتةٌ، ... كَمَا ماتَ مَسْقِيُّ الضَّياحِ عَلَى أَلْبِ لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ إِلَّا بِقَوْلِهِ: أَلَبَ يَأْلِبُ إِذَا اجْتَمَعَ. وتَأَلَّبَ القومُ: تَجَمَّعُوا. وأَلَّبَهُمْ: جَمَّعَهم. وَهُمْ عَلَيْهِ أَلْبٌ وَاحِدٌ، وإلْبٌ، والأُولى أَعرف، ووَعْلٌ واحِدٌ وصَدْعٌ وَاحِدٌ وضِلَعٌ واحدةٌ أَي مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ بِالظُّلْمِ والعَداوةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الناسَ كَانُوا عَلَيْنَا إلْباً واحِداً. الْأَلْبُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الْقَوْمُ يَجْتَمِعُون عَلَى عَداوةِ إِنْسانٍ. وتَأَلَّبُوا: تَجَمَّعُوا. قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ أَصْبَحَ الناسُ عَلَيْنا أَلْبَا، ... فالنَّاسُ فِي جَنْبٍ، وكُنَّا جَنْبا

_ (2). قوله [أنشد ابن الأَعرابي] أي لمدرك بن حصن كما في التكملة وفيها أَيضاً ألم تريا بدل ألم تعلمي.

وَقَدْ تَأَلَّبُوا عَلَيْهِ تَأَلُّباً إِذَا تَضافَروا «1» عَلَيْهِ. وأَلْبٌ أَلُوبٌ: مُجْتَمِعٌ كَثِيرٌ. قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ: بِأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابةٍ، ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِينَ ذَكَر البَصْرةَ فَقَالَ: أَمَا إِنه لَا يُخْرِجُ مِنْها أَهْلَها إِلَّا الأُلْبَةُ : هِيَ المَجاعةُ. مأْخوذ مِنَ التَّأَلُّبِ التَّجَمُّعِ، كأَنهم يَجْتَمِعُون فِي المَجاعةِ، ويَخْرُجُون أَرْسالًا. وأَلَّبَ بَيْنَهُمْ: أَفْسَدَ. والتَّأْلِيبُ: التَّحْرِيضُ. يُقَالُ حَسُودٌ مُؤَلَّبٌ. قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ: بَيْنا هُمُ يَوْماً، هُنالِكَ، راعَهُمْ ... ضَبْرٌ، لِباسُهُم القَتِيرُ، مُؤَلَّبُ والضَّبْرُ: الجَماعةُ يَغْزُونَ. والقَتِيرُ: مَسامِيرُ الدِّرْعِ، وأَرادَ بِهَا ههنا الدُّرُوعَ نَفْسَها. وراعَهُم: أَفْزَعَهُم. والأَلْبُ: التَّدْبِيرُ عَلَى العَدُوِّ مِن حَيْثُ لَا يَعْلَمُ. ورِيحٌ أَلُوبٌ: بارِدةٌ تَسْفي التُّراب. وأَلَبَتِ السَّماءُ تَأْلِبُ، وَهِيَ أَلُوبٌ: دامَ مَطَرُها. والأَلْبُ: نَشاطُ السَّاقي. وَرَجُلٌ أَلُوبٌ: سَرِيعُ إخْراج الدَّلو، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: تَبَشَّرِي بِماتِحٍ أَلُوبِ، ... مُطَرِّحٍ لِدَلْوِه، غَضُوبِ وَفِي رِوَايَةٍ: مُطَرِّحٍ شَنَّتَه غَضُوبِ والأَلْبُ: العَطَشُ. وأَلَبَ الرَّجلُ: حامَ حولَ الْمَاءِ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَن يَصِل إِلَيْهِ، عَنِ الْفَارِسِيِّ. أَبو زَيْدٍ: أَصابَتِ القومَ أُلْبَةٌ وجُلْبةٌ أَي مَجاعةٌ شَديدةٌ. والأَلْبُ: مَيْلُ النَّفْسِ إِلَى الهَوى. وَيُقَالُ: أَلْبُ فُلانٍ معَ فُلانٍ أَي صَفْوُه مَعَه. والأَلْبُ: ابْتِداءُ بُّرْءِ الدُّمَّل، وأَلِبَ الجُرْحُ أَلَباً وأَلَبَ يَأْلِبُ أَلْباً كِلَاهُمَا: بَرئَ أَعْلاه وأَسْفَلُه نَغِلٌ، فانْتَقَضَ. وأَوالِبُ الزَّرْعِ والنَّخْلِ: فِراخُه، وَقَدْ أَلَبَتْ تَأْلِبُ. والأَلَبُ: لُغَةٌ فِي اليَلَبِ. ابْنُ الْمُظَفَّرِ: اليَلَبُ والأَلَبُ: البَيْضُ مِنْ جُلُود الإِبل. وقال بَعْضُهُمْ: هُوَ الفُولاذُ مِنَ الحَديدِ. والإِلْبُ: الفِتْرُ، عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ مَا بينَ الإِبْهامِ والسَّبَّابةِ. والإِلْبُ: شَجَرَةٌ شاكةٌ كأَنها شجرةُ الأُتْرُجِّ، ومَنابِتها ذُرَى الجِبال، وَهِيَ خَبِيثةٌ يؤخَذ خَضْبُها وأَطْرافُ أَفْنانِها، فيُدَقُّ رَطْباً ويُقْشَبُ بِهِ اللَّحمُ ويُطْرَح لِلسِّبَاعِ كُلِّها، فَلَا يُلْبِثُها إِذَا أَكَلَتْه، فَإِنْ هِيَ شَمَّتْه وَلَمْ تأْكُلْه عَمِيَتْ عَنْهُ وصَمَّتْ مِنْهُ. أنب: أَنَّبَ الرَّجُلَ تأْنِيباً: عَنَّفَه ولامَه ووَبَّخَه، وَقِيلَ: بَكَّتَه. والتَأْنِيبُ: أَشَدُّ العَذْلِ، وَهُوَ التَّوْبِيخُ والتَّثْريبُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحةَ أَنه قَالَ: لَمَّا مات

_ (1). قوله [تضافروا] هو بالضاد الساقطة من ضفر الشعر إِذَا ضَمَّ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ لا بالظاء المشالة وان اشتهر.

خالِدُ بْنُ الوَلِيد استَرْجَعَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقُلْتُ يَا أَميرَ المُؤْمِنينَ: أَلا أَراك، بُعَيْدَ المَوْتِ، تَنْدُبُنِي، ... وَفِي حَياتيَ مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي فَقَالَ عُمَرُ: لَا تُؤَنِّبْنِي. التَّأْنِيبُ: المُبالغة فِي التَّوْبِيخ والتَّعْنيف. وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَسَن بْنِ عَليّ لمَّا صَالحَ مُعاوِيةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قِيلَ لَهُ: سَوَّدْتَ وُجُوهَ المُؤُمِنينَ. فَقَالَ: لَا تُؤَنِّبْني. وَمِنْهُ حَدِيثُ تَوْبةِ كَعْبِ ابن مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا زالُوا يُؤَنِّبُوني. وأَنَّبَه أَيضاً: سأَله فَجَبَهَه. والأَنابُ: ضَربٌ مِن العِطْرِ يُضاهي المِسْكَ. وأَنشد: تَعُلُّ، بالعَنْبَرِ والأَنابِ، ... كَرْماً، تَدَلَّى مِنْ ذُرَى الأَعْنابِ يَعني جارِيةً تَعُلُّ شَعَرها بالأَنابِ. والأَنَبُ: الباذِنْجانُ، وَاحِدَتُهُ أَنَبَةٌ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً إِذَا لَمْ تَشْتَهِ الطَّعامَ. وَفِي حَدِيثِ خَيْفانَ: أَهْلُ الأَنابِيبِ : هِيَ الرِّماحُ، وَاحِدُهَا أُنْبُوبٌ، يَعْنِي المَطاعِينَ بالرِّماحِ. أهب: الأُهْبَةُ: العُدَّةُ. تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. وأَخَذ لِذَلِكَ الأَمْرِ أُهْبَتَه أَي هُبَتَه وعُدَّتَه، وَقَدْ أَهَّبَ لَهُ وتَأَهَّبَ. وأُهْبَةُ الحَرْبِ: عُدَّتُها، وَالْجَمْعُ أُهَبٌ. والإِهابُ: الجِلْد مِنَ البَقَر وَالْغَنَمِ وَالْوَحْشِ مَا لَمْ يُدْبَغْ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ آهِبةٌ. أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سُودَ الوُجُوهِ يأْكُلونَ الآهِبَه وَالْكَثِيرُ أُهُبٌ وأَهَبٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، مِثْلَ أَدَمٍ وأَفَقٍ وعَمَدٍ، جَمْعُ أَدِيمٍ وأَفِيقٍ وعَمُودٍ، وَقَدْ قِيلَ أُهُبٌ، وَهُوَ قِياس. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَهَبٌ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ إهابٍ لأَن فَعَلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ فِعالٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي بَيْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُهُبٌ عَطِنةٌ أَي جُلُودٌ فِي دِباغِها، والعَطِنَةُ: المُنْتِنةُ الَّتِي هِيَ فِي دِباغِها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ جُعِلَ القُرآنُ فِي إهابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هَذَا كَانَ مُعْجِزةً للقُرآن فِي زَمَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا تكونُ الآياتُ فِي عُصُور الأَنْبِياء. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: مَنْ عَلَّمه اللَّهُ القُرآن لَم تُحْرِقْه نارُ الآخِرة، فجُعِلَ جِسْمُ حافِظِ الْقُرْآنِ كالإِهابِ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما إهابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ. وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ فِي صِفَةِ أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وحَقَنَ الدِّماء فِي أُهُبها أَي فِي أَجْسادِها. وأُهْبانُ: اسْمٌ فِيمَنْ أَخَذَه من الإِها ب، فَإِنْ كَانَ مِنَ الْهِبَةِ، فَالْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ أَهابَ «1»، وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بنواحِي المَدينةِ بقُرْبها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُقَالُ فِيهِ يَهابُ بالياءِ. أوب: الأَوْبُ: الرُّجُوعُ. آبَ إلى الشيءِ: رَجَعَ، يَؤُو بُ أَوْباً وإياباً وأوْبَةً

_ (1). قوله [ذكر أهاب] في القاموس وشرحه: وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ أَهَابٍ كسحاب وهو موضع قرب المدينة هكذا ضبطه الصاغاني وقلده المجد وضبطه ابن الأَثير وعياض وصاحب المراصد بالكسر انتهى ملخصاً. وكذا ياقوت.

وأَيْبَةً، عَلَى المُعاقبة، وإيبَةً، بِالْكَسْرِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: رَجَعَ. وأوَّبَ وتَأَوَّبَ وأَيَّبَ كُلُّه: رَجَعَ وآبَ الغائبُ يَؤُوبُ مَآبًا إِذَا رَجَع، وَيُقَالُ: لِيَهْنِئْكَ أَوْبةُ الغائِبِ أَي إِيابُه. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ إِذَا أَقْبَلَ مِنْ سَفَر قَالَ: آيِبُونَ تائِبُون، لِرَبِّنَا حامِدُونَ ، وَهُوَ جَمْعُ سَلَامَةٍ لِآيِبٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ* أَي حُسْنَ المَرجِعِ الَّذِي يَصِيرُ إِلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ. قَالَ شَمِرٌ: كُلُّ شَيْءٍ رجَعَ إِلَى مَكانِه فَقَدْ آبَ يَؤُوبُ إِياباً إِذَا رَجَع. أَبو عُبَيْدةَ: هُوَ سَرِيعُ الأَوْبَةِ أَيِ الرُّجُوعِ. وَقَوْمٌ يُحَوِّلُونَ الْوَاوَ يَاءً فَيَقُولُونَ: سَريعُ الأَيْبةِ. وَفِي دُعاءِ السَّفَرِ: تَوْباً لِربِّنا أَوْباً أَي تَوْباً رَاجِعًا مُكَرَّراً، يُقال منه: آبَ يَؤُوبُ أَوباً، فَهُوَ آيِبٌ «1». وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ وإيَّابَهُمْ أَي رُجُوعَهم، وَهُوَ فِيعالٌ مِنْ أَيَّبَ فَيْعَلَ. وقال الفرَّاءُ: هو بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ، والتشديدُ فِيهِ خَطَأٌ. وقال الزَّجَّاجُ: قُرِئَ إيَّابهم، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ مَصْدَرُ أَيَّبَ إيَّاباً، عَلَى مَعْنَى فَيْعَلَ فِيعالًا، من آبَ يَؤُوبُ، والأَصل إِيوَابًا، فأُدغمت الْيَاءُ فِي الْوَاوِ، وَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ إِلَى الْيَاءِ، لأَنها سُبِقت بِسُكُونٍ. قَالَ الأَزهريّ: لَا أَدري مَنْ قرأَ إيَّابهم، بِالتَّشْدِيدِ، والقُرّاءُ عَلَى إِيابَهُمْ مُخَفَّفًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ ، ويُقْرَأُ أُوبِي مَعَهُ، فَمَنْ قرأَ أَوِّبِي مَعَهُ ، فَمَعْنَاهُ يَا جِبالُ سَبِّحي مَعَهُ وَرَجِّعي التَّسْبيحَ، لأَنه قَالَ سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ؛ وَمَنْ قرأَ أُوبِي مَعَهُ، فَمَعْنَاهُ عُودي مَعَهُ فِي التَسْبيح كُلَّمَا عادَ فِيهِ. والمَآبُ: المَرْجِعُ. وَأْتابَ: مِثْلُ آبَ، فَعَلَ وافْتَعَل بِمَعْنًى. قَالَ الشَّاعِرُ: ومَن يَتَّقْ، فإِنّ اللَّهَ مَعْهُ، ... ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وَغَادِي وقولُ ساعِدةَ بْنِ عَجْلانَ: أَلا يَا لَهْفَ أَفْلَتَنِي حُصَيبٌ، ... فَقَلْبِي، مِنْ تَذَكُّرِهِ، بَليدُ فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حينَ أَرْمِي، ... لآبَكَ مُرْهَفٌ مِنْهَا حديدُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ آبَكَ مُتَعَدِّياً بنَفْسه أَي جاءَك مُرْهَفٌ، نَصْلٌ مُحَدَّد، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد آبَ إليكَ، فَحَذَفَ وأَوْصَلَ. وَرَجُلٌ آيِبٌ مِنْ قَوْم أُوَّابٍ وأُيَّابٍ وأَوْبٍ، الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: جَمْعُ آيِبٍ. وأَوَّبَه إِلَيْهِ، وآبَ بِهِ، وَقِيلَ لَا يَكُونُ الإِيابُ إِلَّا الرُّجُوع إِلَى أَهله ليْلًا. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يَرْجِعُ بالليلِ إِلَى أَهلهِ: قَدْ تَأَوَّبَهم وأْتابَهُم، فَهُوَ مُؤْتابٌ ومُتَأَوِّبٌ، مِثْلُ ائْتَمَره. وَرَجُلٌ آيِبٌ مِنْ قَوْمٍ أَوْبٍ، وأَوَّابٌ: كَثِيرُ الرُّجوع إِلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مِنَ ذنبه.

_ (1). قوله [فهو آيب] كل اسم فاعل من آب وقع في المحكم منقوطاً باثنتين من تحت وَوَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ النهاية آئبون لربنا بالهمز وهو القياس وكذا في خط الصاغاني نفسه في قولهم والآئبة شربة القائلة بالهمز أيضاً.

والأَوْبَةُ: الرُّجوع، كالتَّوْبةِ. والأَوَّابُ: التائِبُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِمْ رجلٌ أَوَّابٌ سبعةُ أَقوال: قَالَ قَوْمٌ: الأَوّابُ الراحِمُ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: الأَوّابُ التائِبُ؛ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْر: الأَوّابُ المُسَّبِّحُ؛ وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: الأَوّابُ الَّذِي يُذنِبُ ثُمَّ يَتُوب ثُمَّ يُذنِبُ ثُمَّ يتوبُ، وَقَالَ قَتادةُ: الأَوّابُ المُطيعُ؛ وَقَالَ عُبَيد بْنُ عُمَيْر: الأَوّاب الَّذِي يَذْكر ذَنْبَه فِي الخَلاءِ، فيَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: الأَوّابُ الرَّجَّاعُ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَى التَّوْبةِ والطاعةِ، مِن آبَ يَؤُوبُ إِذَا رَجَعَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . قَالَ عُبَيْدٌ: وكلُّ ذِي غَيْبةٍ يَؤُوبُ، ... وغائِبُ المَوتِ لا يَؤُوبُ وَقَالَ: تَأَوَّبَهُ مِنْهَا عَقابِيلُ أَي راجَعَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ . قَالَ عُبَيْد بْنُ عُمَيْر: الأَوّابُ الحَفِيظُ «1» الَّذِي لَا يَقوم مِنْ مَجْلِسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: صلاةُ الأَوّابِينَ حِين ترْمَضُ الفِصالُ ؛ هُوَ جَمْعُ أَوّابٍ، وَهُوَ الكثيرُ الرُجوع إِلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، بالتَوْبَة؛ وَقِيلَ هُوَ المُطِيعُ؛ وَقِيلَ هُوَ المُسَبِّحُ يُريد صَلَاةَ الضُّحى عِنْدَ ارتِفاعِ النَّهَارِ وشِدَّة الحَرِّ. وآبَتِ الشمسُ تَؤُوبُ إِيَابًا وأُيوباً، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ: غابَتْ فِي مَآبِها أَي فِي مَغِيبها، كأَنها رَجَعت إِلَى مَبْدَئِها. قَالَ تُبَّعٌ: فَرَأَى مَغِيبَ الشمسِ، عندَ مَآبِها، ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ «2» وقال عتيبة «3» بن الحرِث الْيَرْبُوعِيُّ: تَرَوَّحْنا، مِنَ اللَّعْباءِ، عَصْراً، ... وأَعْجَلْنا الأَلاهة أَنْ تَؤُوبا أَراد: قَبْلَ أَن تَغِيبَ. وَقَالَ: يُبادِرُ الجَوْنَةَ أَن تَؤُوبا وَفِي الْحَدِيثِ: شَغَلُونا عَنْ صَلَاةِ الوُسْطى حَتَّى آبَتِ الشمسُ مَلأَ اللهُ قُلوبهم نَارًا ، أَي غَرَبَتْ، مِنَ الأَوْبِ الرُّجوعِ، لأَنها تَرجِعُ بِالْغُرُوبِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي طَلَعَتْ مِنْهُ، وَلَوِ اسْتُعْمِلَ ذَلِكَ فِي طُلوعِها لَكَانَ وَجْهًا لَكِنَّهُ لَمْ يُسْتَعْمَلْ. وتَأَوَّبَه وتَأَيَّبَه عَلَى المُعاقَبةِ: أَتاه لَيْلًا، وَهُوَ المُتَأَوَّبُ والمُتَأَيَّبُ. وَفُلَانٌ سَرِيع الأَوْبة. وَقَوْمٌ يُحوِّلون الْوَاوَ يَاءً، فَيَقُولُونَ: سَرِيعُ الأَيْبةِ. وأُبْتُ إِلَى بَنِي فُلَانٍ، وتَأَوَّبْتُهم إِذَا أَتيتَهم لَيْلًا. وتَأَوَّبْتُ إِذَا جِئْتُ أَوّل اللَّيْلِ، فأَنا مُتَأَوِّبٌ ومُتَأَيِّبٌ. وأُبْتُ الماءَ وتَأَوَّبْتُه وأْتَبْتُه: وَرَدْتُهُ لَيْلًا. قَالَ الهذليُّ: أَقَبَّ رَباعٍ، بنُزْهِ الفَلاةِ، ... لَا يَرِدُ الماءَ إِلَّا ائْتِيابَا وَمَنْ رَوَاهُ انْتِيابا، فَقَدَ صَحَّفَه. والآيِبَةُ: أَنَ ترِد الإِبلُ الماءَ كلَّ ليلة. أَنشد ابن

_ (1). قوله [الأَوّاب الحفيظ إلخ] كذا في النسخ ويظهر أن هنا نقصاً ولعل الأَصل: الَّذِي لَا يَقُومُ مِنْ مجلسه حتى يكثر الرُّجُوعُ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ والاستغفار. (2). قوله [حرمد] هو كجعفر وزبرج. (3). قوله [وقال عتيبة] الذي في معجم ياقوت وقالت أمية بنت عتيبة ترثي أباها وذكرت البيت مع أبيات.

الأَعرابي، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لَا تَرِدَنَّ الماءَ، إِلَّا آيِبَهْ، ... أَخشَى عليكَ مَعْشَراً قَراضِبَهْ، سودَ الوجُوهِ، يأْكُلونَ الآهِبَهْ والآهِبةُ: جَمْعُ إهابٍ. وَقَدْ تقدَّم. والتَّأْوِيبُ فِي السَّيْرِ نَهاراً نَظِيرُ الإِسْآدِ فِي السَّيْرِ لَيْلًا. والتَّأْوِيبُ: أَن يَسِيرَ النهارَ أَجمع ويَنْزِلَ اللَّيْلَ. وَقِيلَ: هُوَ تَباري الرِّكابِ فِي السَّير. وَقَالَ سلامةُ بْنُ جَنْدَلٍ: يَوْمانِ: يومُ مُقاماتٍ وأَنْدِيَةٍ، ... ويومُ سَيْرٍ إِلَى الأَعْداءِ، تَأْوِيب التَأْوِيبُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: سَيرُ النهارِ كلِّه إِلَى اللَّيْلِ. يُقَالُ: أَوَّبَ القومُ تَأْوِيباً أَي سارُوا بِالنَّهَارِ، وأَسْأَدُوا إِذَا سارُوا بِاللَّيْلِ. والأَوْبُ: السُّرْعةُ. والأَوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِيبِ اليَدَيْن وَالرِّجْلَيْنِ فِي السَّيْر. قَالَ: كأَنَّ أَوْبَ مائحٍ ذِي أَوْبِ، ... أَوْبُ يَدَيْها بِرَقاقٍ سَهْبِ وَهَذَا الرَّجَزُ أَورد الجوهريُّ البيتَ الثَّانِيَ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَوْبُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، لأَنه خَبَرُ كَأَنَّ. والرَّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ ليِّنةُ التُّراب صُلْبةُ مَا تحتَ التُّراب. والسَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بِمَا هُوَ اسْمُ الفلاةِ، وَهُوَ السَّهْبُ. وَتَقُولُ: ناقةٌ أَؤُوبٌ، عَلَى فَعُولٍ. وَتَقُولُ: مَا أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِي هَذِهِ الناقةِ، وَهُوَ رَجْعُها قوائمَها فِي السَّيْرِ، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيْدِي والقَوائِم. قَالَ كعبُ بْنُ زُهَيْرٍ: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، وَقَدْ عَرِقَتْ، ... وَقَدْ تَلَفَّعَ، بالقُورِ، العَساقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاءَ، مُعْوِلةٍ، ... ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ قَالَ: والمُآوَبةُ: تَباري الرِّكابِ فِي السَّيْرِ. وأَنشد: وإنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا وجاؤُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ أَي مِن كُلِّ مآبٍ ومُسْتَقَرٍّ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَآبَ إلَيهِ ناسٌ أَي جاؤُوا إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ ناحيَةٍ. وجاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَي مِنْ كُلِّ طَريقٍ ووجْهٍ وناحيةٍ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ صَائِدًا رمَى الوَحْشَ: طَوَى شَخْصَه، حَتَّى إِذَا مَا تَوَدَّفَتْ، ... عَلَى هِيلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالها عَلَى هِيلةٍ أَي عَلَى فَزَعٍ وهَوْلٍ لِمَا مَرَّ بِهَا مِنَ الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخرى. مِنْ كلِّ أَوْبٍ أَي مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، لأَنه لَا مَكْمَنَ لَهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عَنْ يَمينها وَعَنْ شِمالها وَمِنْ خَلْفِها. ورَمَى أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ. ورَمَيْنا أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي رِشْقاً أَو رِشْقَيْن. والأَوْبُ: القَصْدُ والاسْتِقامةُ. وَمَا زالَ ذَلِكَ أَوْبَه أَي عادَتَه وهِجِّيراهُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والأَوْبُ: النَّحْلُ، وَهُوَ اسْمُ جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آيِبٌ. قَالَ الهذليُّ: رَبَّاءُ شَمَّاء، لَا يَأْوِي لِقُلَّتها ... إِلَّا السَّحابُ، وَإِلَّا الأَوْبُ والسَّبَلُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سُمِّيت أَوْباً لإِيابِها إِلَى المَباءَة. قَالَ: وَهِيَ لَا تَزَالُ فِي مَسارِحِها ذاهِبةً وراجِعةً،

فصل الباء الموحدة

حَتَّى إِذَا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حَتَّى لَا يَتَخَلَّف مِنْهَا شَيْءٌ. ومَآبةُ البِئْر: مِثْلُ مَباءَتِها، حَيْثُ يَجْتَمِع إِلَيْهِ الماءُ فِيهَا. وآبَه اللَّهُ: أَبْعَدَه، دُعاءٌ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ إِذَا أَمَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثُمَّ وقَع فِيمَا تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بِذَلِكَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ لَهُ: آبَكَ اللهُ، وأَنشد «4»: فآبَكَ، هَلَّا، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ، ... تُلِمُّ، وَفِي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ وَقَالَ الْآخَرُ: فآبَكِ، ألَّا كُنْتِ آلَيْتِ حَلْفةً، ... عَلَيْهِ، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ المُضَبَّبا وَيُقَالُ لِمَنْ تَنْصَحُه وَلَا يَقْبَلُ، ثُمَّ يَقَعُ فِيمَا حَذَّرْتَه مِنْهُ: آبَكَ، مِثْلَ وَيْلَكَ. وأَنشد سِيبَوَيْهِ: آبَكَ، أيّهْ بِيَ، أَو مُصَدِّرِ ... مِنْ حُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ وَكَذَلِكَ آبَ لَك. وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ وحُجَيْرُها المُأَوَّبُ. قَالَ: المُأَوَّبُ: المُدَوَّرُ المُقَوَّرُ المُلَمْلَمُ، وَكُلُّهَا أَمثال. وفي ترجمة جلب بَيْتٍ لِلْمُتَنَخِّلِ: قَدْ حالَ، بَيْنَ دَرِيسَيْهِ، مُؤَوِّبةٌ، ... مِسْعٌ، لَهَا، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِيزُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عِنْدَ اللَّيْلِ. وآبُ: مِن أَسماءِ الشُّهُورِ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَآبُ: اسْمُ موضِعٍ «5» مِنْ أَرْضِ البَلْقاء. قَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ رَواحةَ: فَلَا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْها، ... وإنْ كانَتْ بِهَا عَرَبٌ ورُومُ أيب: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ طالوتُ أَيَّاباً. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: جاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه السَّقاءُ فصل الباء الموحدة بأب: فَرَسٌ بُؤَبٌ: قَصير غليظُ اللَّحْمِ فسيحُ الخَطْوِ بَعيدُ القَدْرِ. ببب: بَبَّةُ حِكَايَةُ صَوْتِ صَبِيٍّ. قَالَتْ هِنْدُ بنتُ أَبي سُفْيانَ تُرَقِّصُ ابْنها عبدَ اللهِ بنَ الحَرِث: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ ... جارِيةً خِدَبَّهْ، مُكْرَمةً مُحَبَّه، ... تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبه أَي تَغْلِبُ نساءَ قُرَيْشٍ فِي حُسْنِها. وَمِنْهُ قَوْلُ الراجِز: جَبَّتْ نِساءَ العالَمينَ بالسَّبَبْ

_ (4). قوله [وأنشد] أي لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ يخاطب قلبه: فآبك هلّا إلخ. وأنشد في الأَساس بيتا قبل هذا: أخبرتني يا قلب أنك ذو عرا ... بليلى فذق ما كنت قبل تقول (5). قوله [اسم موضع] في التكملة مآب مدينة من نواحي البلقاء وفي القاموس بلد بالبلقاء.

وَسَنَذْكُرُهُ إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي الصِّحَاحِ: بَبَّةُ: اسْمُ جَارِيَةٍ، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَا الرَّجَزِ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا سَهْوٌ لأَن بَبَّةَ هَذَا هُوَ لَقَبُ عبدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ بْنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالِي الْبَصْرَةِ، كَانَتْ أُمه لقَّبَتْه بِهِ فِي صِغَره لِكَثْرَةِ لَحْمِه، وَالرَّجَزُ لأُمه هِنْدَ، كَانَتْ تُرَقِّصُه بِهِ تُرِيدُ: لأُنْكِحَنَّه، إِذا بلَغَ، جارِيةً هَذِهِ صِفَتُهَا، وَقَدْ خَطَّأَ أَبو زَكَرِيَّا أَيضاً الجَوْهَريَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ. غَيْرُهُ: بَبَّةُ لقَب رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيُوصَفُ بِهِ الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ. والبَبَّةُ: السَّمِينُ، وَقِيلَ: الشابُّ المُمْتَلئُ البَدنِ نَعْمةً، حَكَاهُ الهروِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ: وَبِهِ لُقِّب عبدُ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ فِي صِغَره، وَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ: وبايَعْتُ أَقْواماً وفَيْتُ بعَهْدِهِمْ، ... وبَبَّةُ قَدْ بايَعْتُه غيرَ نادِمِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَلَّم عَلَيْهِ فَتىً مِنْ قُرَيْشٍ، فَردَّ عَلَيْهِ مثْلَ سَلامِه، فَقَالَ لَهُ: مَا أَحْسِبُكَ أَثْبَتَّنِي. قَالَ: أَلسْتَ بَبَّةً؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ للشابِّ المُمْتَلِئِ البَدنِ نَعْمَةً وشَباباً بَبَّةٌ. والبَبُّ: الغلامُ السائلُ، وَهُوَ السَّمِينُ، وَيُقَالُ: تَبَبَّبَ إِذَا سَمِنَ. وبَبَّةُ: صَوتٌ مِنَ الأَصْوات، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ، وَكَانَتْ أُمه تُرَقِّصه بِهِ. وَهُمْ عَلَى بَبَّانٍ وَاحِدٍ وبَبانٍ «1» أَي عَلَى طَريقةٍ. قَالَ: وأُرَى بَباناً مَحْذُوفًا مِنْ بَبَّانٍ، لأَنَّ فَعْلانَ أَكثر مِنْ فَعالٍ، وَهُمْ بَبَّانٌ واحِدٌ أَي سَواءٌ، كَمَا يُقَالُ بَأْجٌ واحِدٌ. قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَئن عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأُلْحِقَنَّ آخِرَ الناسِ بأَوَّلِهم حَتَّى يَكُونُوا بَبَّاناً واحِداً. وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحِداً، يُرِيدُ التَّسويةَ فِي القَسْمِ، وَكَانَ يُفَضِّل المُجاهِدِينَ وأَهل بَدْر فِي العَطاءِ. قَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: يعني شيئا وَاحِدًا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَاكَ الَّذِي أَرَادَ. قَالَ: وَلَا أحْسِبُ الكلمةَ عَربيةً. قَالَ: وَلَمْ أَسمعها فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبو سَعيد الضَّريرُ: لَا نَعْرفُ بَبَّاناً فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدَنَا بَيَّاناً وَاحِدًا. قَالَ: وأَصلُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ إِذَا ذَكَرت مَنْ لَا يُعْرَفُ هَذَا هَيَّانُ بنُ بَيَّانَ، كَمَا يُقَالُ طامرُ بنَ طامِرٍ. قَالَ: فَالْمَعْنَى لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي العَطاءِ حَتَّى يَكُونُوا شَيْئًا وَاحِدًا، وَلَا أُفَضِّلُ أَحداً عَلَى أَحد. قَالَ الأَزهريُّ: لَيْسَ كَمَا ظَنَّ، وَهَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهلُ الإِتْقانِ، وكأَنها لُغَةٌ يمَانِيَةٌ، وَلَمْ تَفْشُ فِي كَلَامِ مَعَدٍّ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا سُمِعَ وناسٌ يَجْعلونه هيَّانَ بنَ بَيَّانَ. قَالَ: وَمَا أُراه مَحْفُوظًا عَنِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: بَبَّانُ حَرْف رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وأَبو مَعْشَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم عَنْ أَبيه سَمِعْتُ عُمَر، ومِثْلُ هؤُلاءِ الرُّواة لَا يُخْطِئُونَ فيُغَيِّرُوا، وبَبَّانُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا مَحْضاً، فَهُوَ صَحِيحٌ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَبَّانُ عَلَى تَقْدِيرِ فَعْلانَ، وَيُقَالُ عَلَى تَقْدِيرٍ فَعَّالٍ. قَالَ: وَالنُّونُ أَصلية، وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ. قَالَ: وَهُوَ والبَأْجُ بِمَعْنًى وَاحِدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَانَ رَأْيُ عمرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي أَعْطِيةِ النَّاسِ التَّفْضِيلَ عَلَى السَّوابِقِ؛ وَكَانَ رأْيُ أَبي بكرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، التَّسْوِيةَ، ثُمَّ رجَع عمرُ إِلَى رأْي أَبي بكر،

_ (1). قوله [وهم على ببان إلخ] عبارة القاموس وهم ببان واحد وعلى ببان واحد ويخفف انتهى فيستفاد منه استعمالات أربعة.

والأَصل فِي رُجُوعِهِ هَذَا الْحَدِيثُ. قَالَ الأَزهري: وبَبَّانُ كأَنها لُغَةٌ يمَانِيةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْلَا أَن أَتْرُكَ آخِرَ الناسِ بَبَّاناً وَاحِدًا مَا فُتِحَتْ عليَّ قَريةٌ إِلَّا قَسَمْتُها أَي أَتركهم شَيْئًا وَاحِدًا، لِأَنَّهُ إِذَا قَسَمَ البِلادَ الْمَفْتُوحَةَ عَلَى الغانِمين بَقِيَ مَنْ لَمْ يَحْضُرِ الغَنِيمةَ ومَن يَجِيءُ بَعْدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ شيءٍ مِنْهَا، فَلِذَلِكَ ترَكَها لِتَكُونَ بَيْنَهُمْ جَمِيعهم. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: الناسُ بَبَّانٌ واحِد لَا رأْسَ لَهُمْ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هَذَا فَعَّالٌ مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ، وَلَا يَكُونُ فَعْلانَ، لأَن الثَّلَاثَةَ لَا تَكُونُ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وبَبَّةُ يَرُدُّ قَوْلَ أَبي عَلِيٍّ. بوب: البَوْباةُ: الفَلاةُ، عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ، وَهِيَ المَوْماةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ عَلَى طريقِ مَنْ أَنْجَدَ مِنْ حاجِّ اليَمَن، والبابُ مَعْرُوفٌ، والفِعْلُ مِنْهُ التَّبْوِيبُ، والجمعُ أَبْوابٌ وبِيبانٌ. فأَما قولُ القُلاخِ بْنِ حُبابةَ، وَقِيلَ لِابْنِ مُقْبِل: هَتَّاكِ أَخْبِيةٍ، وَلَّاجِ أَبْوِبةٍ، ... يَخْلِطُ بالبِرِّ مِنْهُ الجِدَّ واللِّينا «1» فَإِنَّمَا قَالَ أَبْوِبةٍ لِلِازْدِوَاجِ لِمَكَانِ أَخْبِيةٍ. قَالَ: وَلَوْ أَفرده لَمْ يَجُزْ. وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي وَاللِّحْيَانِيُّ أَنَّ أَبْوِبةً جَمْعُ بَابٍ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ إِتباعاً، وَهَذَا نَادِرٌ، لأَن بَابًا فَعَلٌ، وفَعَلٌ لَا يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلةٍ. وَقَدْ كَانَ الوزيرُ ابْنُ المَغْربِي يَسْأَلُ عَنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ عَلَى سبيلِ الامْتِحان، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ لَفظَةً تُجْمع عَلَى أَفْعِلةٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ جَمْعِها الْمَشْهُورِ طَلَباً لِلِازْدِوَاجِ. يَعْنِي هَذِهِ اللفظةَ، وَهِيَ أَبْوِبةٌ. قَالَ: وَهَذَا فِي صناعةِ الشِّعْرِ ضَرْبٌ مِنَ البَدِيع يُسَمَّى التَّرْصِيعَ. قَالَ: وَمِمَّا يُسْتَحْسَنُ مِنْهُ قولُ أَبي صَخْرٍ الهُذلِي فِي صِفَة مَحْبُوبَتِه: عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها، ... كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ سُودٌ ذَوائبُها، بِيض تَرائبُها، ... مَحْض ضَرائبُها، صِيغَتْ عَلَى الكَرَمِ عَبْلٌ مُقَيَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها، ... بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ فِي عَمَمِ سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها، ... يَرْوَى مُعانِقُها مِنْ بارِدٍ شَبِمِ واسْتَعار سُوَيْد بْنُ كَرَاعٍ الأَبْوابَ للقوافِي فَقَالَ: أَبِيتُ بأَبْوابِ القَوافِي، كأَنَّما ... أَذُودُ بِهَا سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا والبَوَّابُ: الحاجِبُ، وَلَوِ اشْتُقَّ مِنْهُ فِعْلٌ عَلَى فِعالةٍ لَقِيلَ بِوابةٌ بِإِظْهَارِ الْوَاوِ، وَلَا تُقْلَبُ يَاءً، لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ مَحْضٍ، إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ. قَالَ: وأَهلُ الْبَصْرَةِ فِي أَسْواقِهم يُسَمُّون السَّاقِي الَّذِي يَطُوف عَلَيْهِمْ بالماءِ بَيَّاباً. ورجلٌ بَوّابٌ: لَازِمٌ للْباب، وحِرْفَتُه البِوابةُ. وبابَ لِلسُّلْطَانِ يَبُوبُ: صَارَ لَهُ بَوَّاباً. وتَبَوَّبَ بَوَّاباً: اتَّخَذَهُ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنْ بَيْتِ بِشْرٍ، ... فإنَّ لَهُ، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا

_ (1). قوله [هتاك إلخ] ضبط بالجر فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ وبالرفع في التكملة وقال فيها والقافية مضمومة والرواية: ملء الثوابة فيه الجدّ واللين

إِنَّمَا عَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ، وَلَمَّا جَعَله بَيْتًا، وَكَانَتِ البُيوتُ ذواتِ أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن يَجْعل لَهُ بَابًا. وبَوَّبَ الرَّجلُ إِذَا حَمَلَ عَلَى العدُوّ. والبابُ والبابةُ، فِي الحُدودِ والحِساب وَنَحْوُهُ: الغايةُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: بيَّنْتُ لَهُ حِسابَه بَابًا بَابًا. وباباتُ الكِتابِ: سطورهُ، وَلَمْ يُسمع لَهَا بواحدٍ، وَقِيلَ: هِيَ وجوهُه وطُرُقُه. قَالَ تَمِيم بْنُ مُقْبِلٍ: بَنِي عامرٍ مَا تأْمُرون بشاعِرٍ، ... تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا وأَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كَمَا يُقَالُ أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وَيُقَالُ هَذَا شيءٌ منْ بابَتِك أَي يَصْلُحُ لَكَ. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ هَذَا مِن بابَتي. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ: البابةُ عِنْدَ العَرَب الوجْهُ، والباباتُ الوُجوه. وأَنشد بَيْتَ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: تَخَيَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِيا قَالَ مَعْنَاهُ: تَخَيَّرَ هِجائي مِن وُجوه الْكِتَابِ؛ فَإِذَا قَالَ: الناسُ مِن بابَتِي، فَمَعْنَاهُ مِنَ الوجْهِ الَّذِي أُريدُه ويَصْلُحُ لِي. أَبو الْعُمَيْثِلِ: البابةُ: الخَصْلةُ. والبابِيَّةُ: الأُعْجوبةُ. قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: فَذَرْ ذَا، ولكِنَّ بابِيَّةً ... وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ: ولكِنَّ بابِيَّةً، فاعْجَبوا، ... وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها بابِيَّةٌ: عَجِيبةٌ. وأَتانا فُلَانٌ بِبابيَّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: البابِيَّةُ هَدِيرُ الفَحْل فِي تَرْجِيعه «1»، تكْرار لَهُ. وَقَالَ رؤْبة: بَغْبَغَةَ مَرّاً وَمَرًّا بابِيا وَقَالَ أَيْضًا: يَسُوقُها أَعْيَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ، ... إِذَا دَعاها أَقْبَلَتْ، لَا تَتَّئِبْ «2» وَهَذَا بابةُ هَذَا أَي شَرْطُه. وبابٌ: مَوْضِعٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَنشد: وإنَّ ابنَ مُوسى بائعُ البَقْلِ بالنَّوَى، ... لَهُ، بَيْن بابٍ والجَرِيبِ، حَظِيرُ والبُوَيْبُ: مَوْضِعٌ تِلْقاء مِصْرَ إِذَا بَرَقَ البَرْقُ مِنْ قِبَله لَمْ يَكَدْ يُخْلِفُ. أَنشد أَبو العَلاءِ: أَلا إِنَّمَا كَانَ البُوَيْبُ وأَهلُه ... ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي، وَهَذَا عِقابُها والبابةُ: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ الرُّومِ. والأَبوابُ: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُور الخَزَرِ. وَبِالْبَحْرَيْنِ مَوْضِعٌ يُعرف ببابَيْنِ، وَفِيهِ يَقُولُ قَائِلُهُمْ: إِنَّ ابنَ بُورٍ بَيْنَ بابَيْنِ وجَمْ، ... والخَيْلُ تَنْحاهُ إِلَى قُطْرِ الأَجَمْ

_ (1). قوله [اللَّيْثُ: الْبَابِيَّةُ هَدِيرُ الْفَحْلِ إلخ] الذي في التكملة وتبعه المجد البأببة أي بثلاث باءات كما ترى هدير الفحل. قال رؤبة: إذا المصاعيب ارتجسن قبقبا ... بخبخة مراً ومراً بأببا انتهى فقد أورده كل منهما في مادة ب ب ب لا ب وب وسلم المجد من التصحيف. والرجز الذي أورده الصاغاني يقضي بأن المصحف غير المجد فلا تغتر بمن سوّد الصحائف. (2). قوله [يسوقها أعيس إلخ] أورده الصاغاني أيضاً في ب ب ب.

فصل التاء المثناة

وضَبَّةُ الدُّغْمانُ فِي رُوسِ الأَكَمْ، ... مُخْضَرَّةً أَعيُنُها مِثْلُ الرَّخَمْ بيب: البِيبُ: مَجْرى الْمَاءِ إِلَى الحَوْضِ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ فِيهِ البِيبةَ. ابْنُ الأَعرابي: بابَ فلانٌ إِذَا حَفَر كُوَّةً، وَهُوَ البِيبُ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: البِيبُ كُوَّةُ الْحَوْضِ، وَهُوَ مَسِيلُ الماءِ، وَهِيَ الصُّنْبورُ والثَّعْلَبُ والأُسْلُوبُ. والبِيبةُ: المَثْعَبُ الَّذِي يَنْصَبُّ مِنْهُ الماءُ إِذَا فُرِّغَ مِنَ الدَّلْو فِي الحَوْض، وَهُوَ البِيبُ والبِيبةُ. وبَيْبةُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ بَيْبَةُ بنُ سفيانَ بْنِ مُجاشِع. قَالَ جَرِيرٌ: نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنا، ... ومَارَ دَمٌ، مِن جارِ بَيْبةَ، ناقِعُ قَوْلُهُ مَارَ أَي تحرَّكَ. والبابةُ أَيضاً: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُور المسلمين. فصل التاء المثناة تأب: تَيْأَب: اسْمُ موضِعٍ. قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْداسٍ السُّلَمِي: فإنَّكَ عَمْري، هَلْ أُرِيكَ ظَعائِناً، ... سَلَكْنَ عَلَى ركْنِ الشَطاةِ، فَتَيْأَبَا والتَوْأبانِيَّان: رَأْسا الضَّرْعِ مِنَ النَّاقَةِ. وَقِيلَ: التَّوْأبانِيَّان قادِمَتا الضَّرْعِ. قَالَ ابْنُ مُقْبِل: فَمَرَّتْ عَلَى أَظْرابِ هِرٍّ، عَشِيَّةً، ... لَهَا تَوْأَبانِيَّانِ لَمْ يَتَفَلْفَلا لَمْ يَتَفَلْفَلا أَي لَمْ يَظْهَرا ظُهوراً بَيِّناً؛ وَقِيلَ: لَمْ تَسْوَدَّ حَلَمتاهُما. وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حَتَّى كأَنها ... «1» فَلافِلُ ............. أَي لَصِقَت الأَخْلافُ بالضَّرَّةِ كأَنها فَلافِلُ. قَالَ أَبو عُبَيدةَ: سَمَّى ابنُ مُقْبِل خِلْفَي الناقةِ توأَبانِيَّيْنِ، وَلَمْ يَأْت بِهِ عَرَبِيٌّ، كأَنَّ الباءَ مُبْدَلةٌ مِنَ الْمِيمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتاءُ فِي التوأَبانِيَّيْنِ لَيْسَتْ بأَصلية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، قَالَ الأَصمعي: التَّوْأبانِيَّان الخِلْفانِ؛ قَالَ: وَلَا أَدري مَا أَصل ذَلِكَ. يُرِيدُ لَا أَعرف اشْتِقاقَه، وَمِنْ أَين أُخِذَ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ أَن أَبا بَكْرِ بْنَ السَّرَّاجِ عَرَفَ اشتِقاقَه، فَقَالَ: تَوْأَبانِ فَوْعَلانِ مِنَ الوَأْبِ، وَهُوَ الصُّلْبُ الشديدُ، لأَن خِلْفَ الصغيرةِ فِيهِ صَلابةٌ، وَالتَّاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وأَصله وَوْأَبانِ، فَلَمَّا قُلبت الْوَاوُ تَاءً صَارَ تَوْأَبانِ، وأُلحِق يَاءً مشدَّدة زَائِدَةً، كَمَا زَادُوهَا فِي أَحْمَرِيٍّ، وَهُمْ يُريدون أَحَمَرَ، وُفِي عارِيَّةٍ وَهُمْ يُرِيدون عَارَةً، ثُمَّ ثَنَّوْه فَقَالُوا: تَوْأَبانِيَّانِ. والأَظْرابُ: جَمْعُ ظَرِبٍ، وَهُوَ الجُبَيْلُ الصَّغِيرُ. وَلَمْ يَتَفَلْفَلا أَي لَمْ يَسْوَدّا. قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه أَراد القادِمَتَيْنِ من الخِلْفِ. تألب: التَّأْلَبُ: شجرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ. ذَكَرَ الأَزهريُّ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ عن أَبِي عُبَيْدِ عَنِ الأَصمعي قَالَ: مِن أَشجارِ الجِبالِ الشَّوْحَطُ والتَأْلَبُ، بالتاءِ وَالْهَمْزَةِ. قَالَ: وأَنشد شَمِرٌ لامْرِئِ القَيْس:

_ (1). قوله [طوى أمهات إلخ] هو في التهذيب كما ترى.

ونَحَتْ لَه عَنْ أَرْزِ تَأْلَبَةٍ، ... فِلْقٍ، فِراغِ مَعابِلٍ، طُحْلِ «2» قَالَ شَمِرٌ، قَالَ بَعْضُهُمْ: الأَرْزُ هَهُنَا القَوْسُ بعَيْنِها. قَالَ: والتَّأْلَبَةُ: شَجَرَةٌ تُتَّخذ مِنْهَا القِسِيُّ. والفِراغُ: النِّصالُ العِراضُ، الواحدُ فَرْغٌ. وَقَوْلُهُ: نَحَتْ لَهُ يَعْنِي امْرأَةً تَحَرَّفَتْ لَهُ بِعَيْنِها فأَصابتْ فُؤَادَه. قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: بِأَدَماتٍ قَطَواناً تَأْلَبا، ... إِذَا عَلا رَأْسَ يَفاعٍ قَرَّبَا «3» أدَماتٌ: أَرض بِعَيْنِها. والقَطَوانُ: الَّذِي يُقارِب خُطاه. والتَّأْلَبُ: الغَلِيظُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ، شُبِّهَ بالتَّأْلَب، وَهُوَ شَجَرٌ تُسَوَّى مِنه القِسِيُّ العَرَبِيَّةُ. تبب: التَّبُّ: الخَسارُ. والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ. وتَبّاً لَهُ، عَلَى الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى فِعْلِه، كَمَا تَقُولُ سَقْياً لِفُلَانٍ، مَعْنَاهُ سُقِيَ فُلَانٌ سَقْياً، وَلَمْ يُجْعَلِ اسْمًا مُسْنَداً إِلَى مَا قَبْلَهُ. وتَبّاً تَبيباً، عَلَى المُبالَغَةِ. وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه: قَالَ لَهُ تَبّاً، كَمَا يُقَالُ جَدَّعَه وعَقَّره. تَقُولُ تَبّاً لِفُلَانٍ، وَنَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ، أَي أَلْزَمه اللهُ خُسْراناً وهَلاكاً. وتَبَّتْ يَداه تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا. قال ابن دريد: وكأَنَّ التَّبَّ المَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ. وتَبَّتْ يَداهُ: خَسِرتا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ أَيْ ضَلَّتا وخَسِرَتا. وَقَالَ الرَّاجِزُ: أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لَمْ تُسْتَقَلْ، ... تَبَّتْ يَدَا صافِقِها، مَاذَا فَعَلْ وَهَذَا مَثَلٌ قِيل فِي مُشْتَري الفَسْوِ. والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي لَهَبٍ: تَبّاً لكَ سائرَ اليَوْمِ، أَلِهذا جَمَعْتَنا. التَّبُّ: الهَلاكُ. وتَبَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم. والتَتْبِيبُ: النَّقْصُ والخَسارُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ؛ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ: مَا زادُوهم غَيْرَ تَخْسِير. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ ؛ أَي مَا كَيْدُه إِلَّا فِي خُسْرانٍ. وتَبَّ إِذَا قَطَعَ. والتابُّ: الْكَبِيرُ مِنَ الرِّجَالِ، والأُنثى تابَّةٌ. والتَّابُّ: الضعِيفُ، والجمْع أَتْبابٌ، هُذَلِيةٌ نَادِرَةٌ. واسْتَتَبَّ الأَمرُ: تَهَيَّأَ واسْتَوَى. واسْتَتَبَّ أَمْرُ فُلَانٍ إِذَا اطَّرَد واسْتَقامَ وتَبَيَّنَ، وأَصل هَذَا مِنَ الطَّرِيق المُسْتَتِبِّ، وَهُوَ الَّذِي خَدَّ فِيهِ السَّيَّارةُ خُدُوداً وشَرَكاً، فوَضَح واسْتَبانَ لِمَنْ يَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ مِنْ كَثْرَةِ الوطءِ، وقُشِرَ وَجْهُه، فَصَارَ مَلْحُوباً بَيِّناً مِنْ جَماعةِ مَا حَوالَيْهِ مِنَ الأَرض، فَشُبِّهَ الأَمرُ الواضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ بِهِ. وأَنشد المازِنيُّ فِي المَعَاني: ومَطِيَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه ... يَشْكُو الكَلالَ إليَّ، دَامِي الأَظْلَلِ

_ (2). قوله [ونحت إلخ] أورده الصاغاني في مادة فرغ بهذا الضبط وقال في شرحه الفراغ القوس الواسعة جرح النصل. نحت تحرّفت أي رمته عن قوس. وله لامرئ القيس. وأرز قوة وزيادة. وقيل الفراغ النصال العريضة وقيل الفراغ القوس البعيدة السهم ويروى فراغ بالنصب أي نحت فراغ والمعنى كأن هذه المرأة رمته بسهم في قلبه. (3). قوله [بأدمات إلخ] كذا في غير نسخة وشرح القاموس أيضاً.

أَوْدَى السُّرَى بِقِتالِه ومِراحِه، ... شَهْراً، نَواحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَه، ... ضاحِي المَوارِدِ، كالحَصِيرِ المُرْمَلِ نَصَبَ نَواحِيَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً. أَراد: فِي نَوَاحِي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ. شَبَّه مَا فِي هَذَا الطَرِيقِ المُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ والطُرُقاتِ بِآثَارِ السِّنِّ، وَهُوَ الحَديدُ الَّذِي يُحْرَثُ بِهِ الأَرضُ. وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِهِ: أَنْضَيْتُها مِنْ ضُحاها، أَو عَشِيَّتِها، ... فِي مُسْتَتِبٍّ، يَشُقُّ البِيدَ والأُكُما أَي فِي طَرِيقٍ ذِي خُدُودٍ، أَي شُقُوق مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حاوَلَ فِي أَعْدائِكَ أَي اسْتقامَ واسْتَمَرَّ. والتَّبِّيُّ والتِّبِّيُّ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ كالشّهْرِيزِ بالبَصْرة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهُوَ الغالبُ عَلَى تَمْرِهِمْ، يَعْنِي أَهلَ البَحْرَيْنِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَدِيءٌ يَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ. قَالَ الشَّاعِرُ: وأَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه، ... إِذَا حُشِيَ التَّبِّيَّ، زِقّاً مُقَيَّرا وحِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إِذَا دَبِرَ. وجَمَلٌ تابُّ: كَذَلِكَ. وَمِنْ أَمثالهم: مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاهُ تَبّاً. يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ مِلْكٌ فَلَمَّا مَلَكَ هانَ عَلَيْهِ مَا مَلَكَ. وتَبْتَبَ إذا شاخَ. تجب: التِّجابُ مِنْ حِجَارَةِ الفِضَّة: مَا أُذيب مَرَّةً، وَقَدْ بَقِيتْ فِيهِ فِضَّةٌ، القِطْعَةُ مِنْهُ تِجابةٌ. ابْنُ الأَعرابي: التِّجْبابُ: الخَطُّ مِن الفِضَّةِ يَكُونُ فِي حَجَر المَعْدِن. وتَجُوبُ: قبِيلةٌ مِن قَبائِل اليَمَنِ. تخرب: ناقةٌ تَخْرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قُضِيَ عَلَى التَّاءِ الأُولى أَنها أَصل لأَنها لَا تُزادُ أَوّلًا إِلَّا بِثَبْتٍ. تذرب: تَذْرب: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعِلَّةُ فِي أَن تَاءَهُ أَصلية مَا تقَدَّمَ في تخرب. ترب: التُّرْبُ والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، كُلُّهُ وَاحِدٌ، وجَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَلَمْ يُسمع لِسَائِرِ هَذِهِ اللُّغَاتِ بِجَمْعٍ، وَالطَّائِفَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ تُرْبةٌ وتُرابةٌ. وبفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ. اللَّيْثُ: التُّرْبُ والتُّرابُ وَاحِدٌ، إِلَّا أَنهم إِذَا أَنَّثُوا قَالُوا التُّرْبة. يُقَالُ: أَرضٌ طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها، فَإِذَا عَنَيْتَ طَاقَةً وَاحِدَةً مِنَ التُّراب قُلْتَ: تُرابة، وَتِلْكَ لَا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إِلَّا بالتَّوَهُّم. وَفِي الْحَدِيثِ: خَلَقَ اللهُ التُّرْبةَ يَوْمَ السَّبْتِ. يَعْنِي الأَرضَ. وخَلَق فِيهَا الجِبالَ يَوْمَ الأَحَد وَخَلَقَ الشجَر يَوْمَ الاثْنَيْنِ. اللَّيْثُ: التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب. يُقَالُ: لأَضْرِبَنَّه حَتَّى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ. والتَّرْباءُ: الأَرضُ نَفْسُها. وَفِي الْحَدِيثِ: احْثُوا فِي وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرابَ. قِيلَ أَراد بِهِ الرَّدَّ والخَيْبةَ، كَمَا يُقَالُ للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ: لَمْ يَحْصُل فِي كَفّه غيرُ التُّراب. وقَريبٌ مِنْهُ قولُه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ. وَقِيلَ أَراد بِهِ التُّرابَ خَاصَّةً، وَاسْتَعْمَلَهُ المِقدادُ عَلَى ظَاهِرِهِ،

وَذَلِكَ أَنه كَانَ عندَ عثمانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَعَلَ رَجُلٌ يُثْني عَلَيْهِ، وَجَعَلَ المِقْدادُ يَحْثُو فِي وجْهِه التُّرابَ، فَقَالَ لَهُ عثمانُ: مَا تَفْعَلُ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: احْثُوا فِي وجُوه المدّاحِينَ التُّرابَ ، وأَراد بِالْمَدَّاحِينَ الَّذِينَ اتّخَذُوا مَدْحَ الناسِ عَادَةً وَجَعَلُوهُ بِضاعةً يَسْتَأْكِلُون بِهِ المَمْدُوحَ، فأَمّا مَن مَدَح عَلَى الفِعل الحَسَنِ والأَمْرِ الْمَحْمُودِ تَرغِيباً فِي أَمثالهِ وتَحْريضاً لِلنَّاسِ عَلَى الاقْتداءِ بِهِ فِي أَشْباهِه، فَلَيْسَ بمَدّاح، وإِن كَانَ قَدْ صَارَ مَادِحًا بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ جَمِيلِ القَوْلِ. وقولُه فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِذَا جاءَ مَن يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ فامْلأْ كَفَّه تُراباً. قَالَ ابْنُ الأَثير: يَجُوزُ حَمْلُه عَلَى الوجهينِ. وتُرْبةُ الإِنسان: رَمْسُه. وتُربةُ الأَرض: ظاهِرُها. وأَتْرَبَ الشيءَ: وَضَعَ عَلَيْهِ الترابَ، فَتَتَرَّبَ أَي تَلَطَّخَ بِالتُّرَابِ. وتَرَّبْتُه تَتْريباً، وتَرَّبْتُ الكتابَ تَتْريباً، وتَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُتَرِّبهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتْرِبوا الكتابَ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ للحاجةِ. وتَتَرَّبَ: لَزِقَ بِهِ التُّرَابُ. قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ، فَجَنْبُه ... مُتَتَرِّبٌ، ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ وتَتَرَّبَ فُلَانٌ تَتْريباً إِذَا تَلَوَّثَ بِالتُّرَابِ. وتَرَبَتْ فلانةُ الإِهابَ لِتُصْلِحَه، وَكَذَلِكَ تَرَبْت السِّقاءَ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: كلُّ مَا يُصْلَحُ، فَهُوَ مَتْرُوبٌ، وكلُّ مَا يُفْسَدُ، فَهُوَ مُتَرَّبٌ، مُشَدَّد. وأَرضٌ تَرْباءُ: ذاتُ تُرابٍ، وتَرْبَى. ومكانٌ تَرِبٌ: كَثِيرُ التُّراب، وَقَدْ تَرِبَ تَرَباً. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ، عَلَى النَّسَب: تَسُوقُ التُّرابَ. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ: حَمَلت تُراباً. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَرًّا سَحابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ «1» وَقِيلَ: تَرِبٌ: كَثِيرُ التُّراب. وتَرِبَ الشيءُ. وريحٌ تَرِبةٌ: جاءَت بالتُّراب. وتَرِبَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ: أَصابه التُّراب. وتَرِبَ الرَّجل: صارَ فِي يَدِهِ التُّراب. وتَرِبَ تَرَباً: لَزِقَ بالتُّراب، وَقِيلَ: لَصِقَ بالتُّراب مِنَ الفقْر. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بنتِ قَيْس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وأَمّا معاوِيةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لَا مالَ لَهُ ، أَي فقيرٌ. وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً: خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب. وأَتْرَبَ: استَغْنَى وكَثُر مالُه، فَصَارَ كالتُّراب، هَذَا الأَعْرَفُ. وَقِيلَ: أَتْرَبَ قَلَّ مالُه. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ قَالَ بَعْضُهُمْ: التَّرِبُ المُحتاجُ، وكلُّه مِنَ التُّراب. والمُتْرِبُ: الغَنِيُّ إِمَّا عَلَى السَّلْبِ، وَإِمَّا عَلَى أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ. والتَّتْرِيبُ: كَثْرةُ المالِ. والتَّتْرِيبُ: قِلةُ المالِ أَيضاً. وَيُقَالُ: تَرِبَتْ يَداهُ، وَهُوَ عَلَى الدُعاءِ، أَي لَا أَصابَ خَيْرًا. وَفِي الدعاءِ: تُرْباً لَهُ وجَنْدَلًا، وَهُوَ مِنَ الجواهِر الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصادِرِ الْمَنْصُوبَةِ عَلَى إِضْمَارِ الفِعْل غَيْرِ المسْتَعْمَلِ إظهارُه فِي الدُعاءِ، كأَنه بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِمْ تَرِبَتْ يَداه وجَنْدَلَتْ. ومِن العرب

_ (1). قوله [مراً سحاب إلخ] صدره: لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ من دار تخوّنها

مَن يَرْفَعُهُ، وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مَعْنَى النَّصْبِ، كَمَا أَنَّ فِي قَوْلِهِمْ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، مَعْنَى رَحِمه اللهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تُنْكَحُ المرأَةُ لمِيسَمِها ولمالِها ولِحَسَبِها فعليكَ بِذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ تَرِبَتْ يداكَ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ، إِذَا قلَّ مالُه: قَدْ تَرِبَ أَي افْتَقَرَ، حَتَّى لَصِقَ بالتُّرابِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ . قَالَ: ويرَوْنَ، وَاللَّهُ أَعلم أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللّع عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَتَعَمَّدِ الدُّعاءَ عَلَيْهِ بالفقرِ، وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ جارِيةٌ عَلَى أَلسُنِ الْعَرَبِ يَقُولُونَهَا، وَهُمْ لَا يُريدون بِهَا الدعاءَ عَلَى المُخاطَب وَلَا وُقوعَ الأَمر بِهَا. وَقِيلَ: مَعْنَاهَا لِلَّهِ دَرُّكَ؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِ المَثَلَ لِيَرى المَأْمورُ بِذَلِكَ الجِدَّ، وأَنه إِنْ خالَفه فَقَدْ أَساءَ؛ وَقِيلَ: هُوَ دُعاءٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تَربَتْ يَمينُكِ، لأَنه رأَى الْحَاجَّةَ خَيْرًا لَهَا. قَالَ: والأَوّل الْوَجْهُ. وَيُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ خُزَيْمَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْعِم صَبَاحًا تَرِبَتْ يداكَ ، فإنَّ هَذَا دُعاءٌ لَهُ وتَرْغيبٌ فِي اسْتِعْماله مَا تَقَدَّمَتِ الوَصِيَّةُ بِهِ. أَلا تَرَاهُ قَالَ: أَنْعِم صِباحاً، ثُمَّ عَقَّبه بتَرِبَتْ يَداكَ. وَكَثِيرًا تَرِدُ لِلْعَرَبِ أَلفاظ ظَاهِرُهَا الذَّمُّ وَإِنَّمَا يُريدون بِهَا المَدْحَ كَقَوْلِهِمْ: لَا أَبَ لَكَ، وَلَا أُمَّ لَكَ، وهَوَتْ أُّمُّه، وَلَا أَرضَ لَكَ، ونحوِ ذَلِكَ. وَقَالَ بعضُ النَّاسِ: إنَّ قَوْلَهُمْ تَرِبَتْ يداكَ يُرِيدُ بِهِ اسْتَغْنَتْ يداكَ. قَالَ: وَهَذَا خطأٌ لَا يَجُوزُ فِي الْكَلَامِ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَقَالَ: أَتْرَبَتْ يداكَ. يُقَالُ أَتْرَبَ الرجلُ، فَهُوَ مُتْرِبٌ، إِذَا كَثُرَ مالُه، فَإِذَا أَرادوا الفَقْرَ قَالُوا: تَرِبَ يَتْرَبُ. وَرَجُلٌ تَرِبٌ: فقيرٌ. وَرَجُلٌ تَرِبٌ: لازِقٌ بالتُّراب مِنَ الْحَاجَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرض شيءٌ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمْ يَكُنْ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبَّاباً وَلَا فَحَّاشاً. كَانَ يقولُ لأَحَدنا عِنْدَ المُعاتَبةِ: تَرِبَ جَبِينُه. قِيلَ: أَراد بِهِ دُعَاءً لَهُ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ. وأَما قَوْلُهُ لِبَعْضِ أَصْحابه: تَرِبَ نَحْرُكَ، فقُتِل الرجُل شَهِيدًا ، فَإِنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَقَالُوا: الترابُ لكَ، فرَفَعُوه، وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَعْنَى الدُّعَاءِ، لأَنه اسْمٌ وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ، وَلَيْسَ فِي كلِّ شيءٍ مِنَ الجَواهِر قِيلَ هَذَا. وَإِذِ امْتَنَعَ هَذَا فِي بَعْضِ الْمَصَادِرِ. فَلَمْ يَقُولُوا: السَّقْيُ لكَ، وَلَا الرَّعْيُ لَكَ، كَانَتِ الأَسماء أَوْلى بِذَلِكَ. وَهَذَا النوعُ مِنَ الأَسماء، وَإِنِ ارْتَفَعَ، فإنَّ فِيهِ مَعْنَى الْمَنْصُوبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: التُّرابَ للأَبْعَدِ. قَالَ: فَنُصِبَ كأَنه دُعَاءٌ. والمَتْرَبةُ: المَسْكَنةُ والفاقةُ. ومِسْكِينٌ ذُو مَتْرَبةٍ أَي لاصِقٌ بِالتُّرَابِ. وَجَمَلٌ تَرَبُوتٌ: ذَلُولٌ، فإمَّا أَن يَكُونَ مِنَ التُّراب لذلَّتِه، وَإِمَّا أَن تَكُونَ التَّاءُ بَدَلًا مِنَ الدَّالِ فِي دَرَبُوت مِنَ الدُّرْبةِ، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ مَا قَالَهُ أَبو عَلِيٍّ في تَرَبُوتٍ أَنّ أَصله دَرَبُوتٌ مِنَ الدُّرْبَةِ، فأَبدل مِنَ الدَّالِ تَاءً، كَمَا أَبدلوا مِنَ التَّاءِ دَالًا فِي قَوْلِهِمْ دَوْلَجٌ وأَصله تَوْلَجٌ، وَوَزْنُهُ تَفْعَلٌ مَنْ وَلَجَ، والتَّوْلَجُ: الكِناسُ الَّذِي يَلِجُ فِيهِ الظَّبْيُ وَغَيْرُهُ مِنَ الوَحْش. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَكْرٌ تَرَبُوتٌ: مُذَلَّلٌ، فَخصَّ بِهِ البَكْر، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ تَرَبُوت، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي إِذَا أُخِذَتْ بِمِشْفَرِها أَو بُهدْب عَيْنِهَا تَبِعَتْكَ. قَالَ وَقَالَ الأَصمعي: كلُّ ذَلُولٍ مِنَ الأَرض وَغَيْرِهَا تَرَبُوتٌ، وكلُّ هَذَا مِنَ التُّراب، الذكَرُ والأُنثى فِيهِ سواءٌ.

[والتُّرْتُبُ: الأَمْرُ الثابتُ، بِضَمِّ التَّاءَيْنِ. والتُّرْتُبُ: العبدُ السُّوء] «1». وأَتْرَبَ الرجلُ إِذَا مَلَك عَبْدًا مُلِكَ ثَلَاثَ مَرَّات. والتَّرِباتُ: الأَنامِلُ، الْوَاحِدَةُ تَرِبةٌ. والتَرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ مِنَ الصَّدْر، وَقِيلَ هُوَ مَا بَيْنَ التَّرْقُوة إِلَى الثَّنْدُوةِ؛ وَقِيلَ: التَّرائبُ عِظامُ الصَّدْرِ؛ وَقِيلَ: مَا وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن مِنْهُ؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ وَالتَّرْقُوَتَيْنِ. قَالَ الأَغلب العِجْليّ: أَشْرَفَ ثَدْياها عَلَى التَّرِيبِ، ... لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ فِي النُّتُوبِ والتِّفْلِيكُ: مِن فَلَّك الثَّدْيُ. والنُّتُوبُ: النُّهُودُ، وَهُوَ ارْتِفاعُه. وَقِيلَ: التَّرائبُ أَربعُ أَضلاعٍ مِنْ يَمْنةِ الصَّدْرِ وأَربعٌ مِنْ يَسْرَتِه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ . قِيلَ: التَّرائبُ: مَا تقدَّم. وَقَالَ الفرَّاء: يَعْنِي صُلْبَ الرجلِ وتَرائبَ المرأَةِ. وَقِيلَ: التَّرائبُ اليَدانِ والرِّجْلانِ والعَيْنانِ، وَقَالَ: وَاحِدَتُهَا تَرِيبةٌ. وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ أَجمعون: التَّرائبُ مَوْضِعُ القِلادةِ مِنَ الصَّدْرِ، وأَنشدوا: مُهَفْهَفةٌ بَيْضاءُ، غَيْرُ مُفاضةٍ، ... تَرائِبُها مَصْقُولةٌ كالسَّجَنْجَلِ وَقِيلَ: التَّرِيبَتانِ الضِّلَعانِ اللَّتانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ، وأَنشد: ومِنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ عَلَى تَرِيبٍ، ... كَلَوْنِ العاجِ، لَيْسَ لَهُ غُضُونُ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّدْرُ فِيهِ النَّحْرُ، وَهُوَ موضِعُ القِلادةِ، واللَّبَّةُ: مَوْضِعُ النَّحْرِ، والثُّغْرةُ: ثُغْرَةُ النَّحْرِ، وَهِيَ الهَزْمةُ بَيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ. وَقَالَ: والزَّعْفَرانُ، علَى تَرائِبِها، ... شَرِقٌ بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ قَالَ: والتَّرْقُوَتانِ: العَظْمانِ المُشْرِفانِ فِي أَعْلَى الصَّدْرِ مِن صَدْرِ رَأْسَيِ المَنْكِبَيْنِ إِلَى طَرَفِ ثُغْرة النَّحْر، وباطِنُ التَّرْقُوَتَيْنِ الهَواء الَّذِي فِي الجَوْفِ لَوْ خُرِقَ، يُقَالُ لَهُمَا القَلْتانِ، وَهُمَا الحاقِنَتانِ أَيضاً، والذَّاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقُوم. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ التَّرِيبةِ، وَهِيَ أَعْلَى صَدْرِ الإِنْسانِ تَحْتَ الذَّقَنِ، وجمعُها التَّرائبُ. وتَرِيبةُ البَعِير: مَنْخِرُه «2». والتِّرابُ: أَصْلُ ذِراعِ الشَّاةِ، أُنثى، وَبِهِ فَسَّرَ شَمِرٌ قولَ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لَئِنَ وَلِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ. قَالَ: وَعَنَى بالقَصّابِ هُنَا السَّبُعَ، والتِّرابُ: أَصْلُ ذِراعِ الشاةِ، والسَّبُعُ إِذَا أَخَذَ شَاةً قَبَضَ عَلَى ذَلِكَ المَكانِ فَنَفَضَ الشَّاةَ. الأَزهريُّ: طَعامٌ تَرِبٌ إِذَا تَلَوَّثَ بالتُّراب. قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَفْضَ القَصَّاب الوِذامَ التَّرِبةَ. الأَزهري: التِّرابُ: الَّتِي سَقَطَتْ فِي التُّرابِ فَتَتَرَّبَتْ، فالقَصَّابُ يَنْفُضُها. ابْنُ الأَثير: التِّرابُ جَمْعُ تَرْبٍ. تخفيفُ تَرِبٍ، يُرِيدُ اللُّحُومَ الَّتِي تَعَفَّرَتْ بسُقُوطِها فِي التُّراب، والوَذِمةُ: المُنْقَطِعةُ الأَوْذامِ، وَهِيَ السُّيُورُ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا عُرى الدَّلْوِ. قال الأَصمعي: سأَلْتُ

_ (1). هذه العبارة من مادة [ترتب] ذكرت هنا خطأ في الطبعة الأولى. (2). قوله [وتربية البعير منخره] كذا في المحكم مضبوطاً وفي شرح القاموس الطبع بالحاء المهملة بدل الخاء.

شُعبةَ «1» عَنْ هَذَا الحَرْفِ، فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ هَكَذَا إِنَّمَا هُوَ نَفْضُ القَصَّابِ الوِذامَ التَّرِبةَ، وَهِيَ الَّتِي قَدْ سَقَطَتْ فِي التُّرابِ، وَقِيلَ الكُرُوشُ كُلُّها تُسَمَّى تَرِبةً لأَنها يَحْصُلُ فِيهَا الترابُ مِنَ المَرْتَعِ؛ والوَذِمةُ: الَّتِي أُخْمِلَ باطِنُها، والكُرُوش وَذِمةٌ لأَنها مُخْمَلَةٌ، وَيُقَالُ لِخَمْلِها الوَذَمُ. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: لَئِنْ وَلِيتُهم لأُطَهِّرَنَّهم مِنَ الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهُم بَعْدَ الخُبْثِ. والتِّرْبُ: اللِّدةُ والسِّنُّ. يُقَالُ: هَذِهِ تِرْبُ هَذِهِ أَي لِدَتُها. وَقِيلَ: تِرْبُ الرَّجُل الَّذِي وُلِدَ معَه، وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي المُؤَنَّثِ، يُقَالُ: هِيَ تِرْبُها وهُما تِرْبان وَالْجَمْعُ أَتْرابٌ. وتارَبَتْها: صَارَتْ تِرْبَها. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: تُتارِبُ بِيضاً، إِذَا اسْتَلْعَبَتْ، ... كأُدْم الظّباءِ تَرِفُّ الكَباثا وَقَوْلُهُ تَعَالَى: عُرُباً أَتْراباً . فسَّره ثَعْلَبٌ، فَقَالَ: الأَتْرابُ هُنا الأَمْثالُ، وَهُوَ حَسَنٌ إذْ لَيْسَتْ هُناك وِلادةٌ. والتَّرَبَةُ والتَّرِبةُ والتَّرْباء: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ مُفَرَّضُ الوَرَقِ، وَقِيلَ: هِيَ شَجرة شاكةٌ، وَثَمَرَتُهَا كأَنها بُسْرَة مُعَلَّقةٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ والحَزْنُ وتِهامةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّرِبةُ خَضْراءُ تَسْلَحُ عَنْهَا الإِبلُ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ رَتَبَ: الرَّتْباءُ الناقةُ المُنْتَصِبةُ فِي سَيْرِها، والتَّرْباء الناقةُ المُنْدَفِنةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ذِكر تُرَبَة، مِثَالُ هُمَزَة، وَهُوَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، وادٍ قُرْبَ مَكَّةَ عَلَى يَوْمين مِنْهَا. وتُرَبةُ: وادٍ مِنْ أَوْدية الْيَمَنِ. وتُربَةُ والتُّرَبَة والتُّرْباء وتُرْبانُ وأَتارِبُ: مَوَاضِعُ. ويَتْرَبُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضعٌ قَريبٌ مِنَ الْيَمَامَةِ. قَالَ الأَشجعي: وعَدْتَ، وَكَانَ الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً ... مواعِيدَ عُرقُوبٍ أخاهُ بِيَتْرَبِ قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ بِيَتْرَبِ وأَنكر بيَثْرِبِ، وَقَالَ: عُرقُوبٌ مِنَ العَمالِيقِ، ويَتْرَبُ مِنْ بِلادِهم وَلَمْ تَسْكُن العمالِيقُ يَثْرِبَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُنَّا بِتُرْبانَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ كَثِيرُ الْمِيَاهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ نَحْوُ خَمْسَةِ فَراسِخَ. وتُرْبةُ: مَوْضِعٌ «2» مِنْ بِلادِ بَنِي عامرِ بْنِ مَالِكٍ، وَمِنْ أَمثالهم: عَرَفَ بَطْنِي بَطْنَ تُرْبةَ، يُضْرَب لِلرَّجُلِ يَصِيرُ إِلَى الأمرِ الجَليِّ بَعْدَ الأَمرِ المُلْتَبِس؛ والمَثَلُ لِعَامِرِ بْنِ مَالِكٍ أَبي الْبَرَاءِ. والتُّرْبِيَّة: حِنْطة حَمْراء، وسُنْبلها أَيضاً أَحمرُ ناصِعُ الحُمرة، وَهِيَ رَقِيقة تَنْتَشِر مَعَ أَدْنَى بَرْد أَو رِيحٍ، حَكَاهُ أَبو حنيفة. ترتب: أَبو عُبَيْدٍ: التُّرْتُب: الأَمر الثَّابِتُ. ابْنُ الأَعرابي: التُّرْتُب: التُّراب، والتُّرْتُب: العَبْدُ السُّوءُ. ترعب: تَرْعَبٌ وتَبْرَعٌ: مَوْضِعَانِ بَيَّنَ صَرْفُهم إياهُما أَن التاءَ أَصلٌ. تعب: التَّعَبُ: شدَّةُ العَناءِ ضِدُّ الراحةِ. تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً، فَهُوَ تَعِبٌ: أَعْيا.

_ (1). قوله [قَالَ الْأَصْمَعِيُّ سَأَلْتُ شُعْبَةَ إلخ] ما هنا هو الذي في النهاية هنا والصحاح والمختار في مادة وذم والذي فيها من اللسان قلبها فالسائل فيها مسؤول. (2). قوله [وتربة موضع إلخ] هو فيما رأيناه من المحكم مضبوط بضم فسكون كما ترى والذي في معجم ياقوت بضم ففتح ثم أورد المثل.

وأَتْعَبه غيرُه، فَهُوَ تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، وَلَا تَقُلْ مَتْعُوبٌ. وأَتْعَبَ فلان فِي عَمَلٍ يُمارِسُه إِذَا أَنْصَبَها فِيمَا حَمَّلَها وأَعْمَلَها فِيهِ. وأَتْعَبَ الرجُلُ رِكابَه إِذَا أَعْجَلَها فِي السَّوْقِ أَو السَّيْرِ الحَثيثِ. وأَتْعَبَ العَظْمَ: أَعْنَتَه بعدَ الجَبْرِ. وبعيرٌ مُتْعَبٌ انْكَسَرَ عَظْمٌ مِنْ عِظامِ يَدَيْهِ أَو رِجْلَيْهِ ثُمَّ جَبَرَ، فَلَمْ يَلْتَئِم جَبْرُه، حَتَّى حُمِلَ عَلَيْهِ فِي التَّعَبِ فوقَ طاقتِه، فتَتَمَّم كَسْرُه. قَالَ ذُو الرمَّة: إِذَا نالَ مِنْهَا نَظْرةً هِيضَ قَلْبُه ... بِهَا، كانْهِياضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ وأَتْعَبَ إناءَه وقَدَحَه: ملأَه، فهو مُتْعَبٌ. تغب: التَّغَبُ: الوَسَخُ والدَّرَنُ. وتَغِبَ الرجلُ يَتْغَبُ تَغَباً، فَهُوَ تَغِبٌ: هَلَكَ فِي دِينٍ أَو دُنْيا، وَكَذَلِكَ الوَتَغُ. وتَغِبَ تَغَباً: صَارَ فِيهِ عَيْبٌ. وَمَا فِيهِ تَغْبةٌ أَي عَيْبٌ تُرَدُّ بِهِ شَهادتُه. وَفِي بَعْضِ الأَخبار: لَا تُقْبَلُ شَهادةُ ذِي تَغْبَةٍ. قَالَ: هُوَ الفاسدُ فِي دِينهِ وَعَمَلِه وسُوءِ أَفعالِه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيُرْوَى تَغِبَّةٍ مُشَدَّداً. قَالَ: وَلَا يَخْلُو أَن يَكُونَ تَغِبَّةً تَفْعِلةً مِنْ غَبَّبَ مُبَالَغَةً فِي غَبَّ الشيءُ إِذَا فَسَد، أَو مِنْ غَبَّبَ الذِّئبُ الغَنَم إِذَا عاثَ فِيهَا. وَيُقَالُ لِلقَحْطِ: تَغَبةٌ، وللجُوع البُرْقُوعِ: تَغَبةٌ. وَقَوْلُ المُعَطَّلِ الهُذَلِيّ: لَعَمْري، لَقَدْ أَعْلَنْتَ خِرْقاً مُبَرَّأً ... منَ التَّغْبِ، جَوّابَ المَهالِكِ، أرْوَعا قَالَ: أَعْلَنْتَ: أَظْهَرْتَ مَوْتَه. والتَغْبُ: القَبيحُ والرِّيبَةُ، الْوَاحِدَةُ تَغْبةٌ، وَقَدْ تَغِبَ يَتْغَبُ. تلب: التَوْلَبُ: ولَدُ الأَتانِ مِنَ الوَحْشِ إِذَا اسْتَكْمَل الحَوْلَ. وَفِي الصِّحَاحِ: التَّوْلَبُ الجَحْشُ. وحُكي عَنْ سِيبَوَيْهِ أَنه مَصْرُوفٌ لأَنه فَوْعَلٌ. وَيُقَالُ للأَتانِ: أُمُّ تَوْلَبٍ، وَقَدْ يُسْتَعارُ للإِنسانِ. قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر يصف صَبِيًّا: وذاتُ هِدْمٍ، عارٍ نَواشِرُها، ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعَا وَإِنَّمَا قُضِيَ عَلَى تَائِهِ أَنها أَصْلٌ وواوِه بِالزِّيَادَةِ، لأَن فَوْعَلًا فِي الْكَلَامِ أَكثر مِنْ تَفْعَلُ. اللَّيْثُ يُقَالُ: تَبّاً لِفُلَانٍ وتَلْباً يُتْبِعونه التَّبَّ. والمَتالِبُ: المَقاتِلُ. والتِّلِبُّ: رَجل مِنْ بَنِي العَنْبرِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَنشد: لا هُمَّ إِنْ كَانَ بَنُو عَميرَهْ، ... رَهْطُ التِّلِبِّ، هَؤُلا مَقْصُورَهْ، قَدْ أَجْمَعُوا لِغَدْرةٍ مَشْهُورَهْ، ... فابْعَثْ عَلَيْهِمْ سَنةً قاشُورَهْ، تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَهْ أَي أُخْلِصُوا فَلَمْ يُخالِطْهم غيرُهم مِنْ قَوْمِهِمْ. هَجا رَهْطَ التَّلِبِّ بسَبَبِه. التَّهْذِيبُ: التِّلِبُّ اسْمُ رجلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَقَدْ رَوى عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا. تلأب: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي أَثناء تَرْجَمَةِ تَلَبَ، وغَلَّطه الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ: حَقُّ اتْلأَبَّ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ تلأَب، لأَنه رُبَاعِيٌّ، وَالْهَمْزَةُ الأُولى وَصْلٌ، وَالثَّانِيَةُ أَصل، وَوَزْنُهُ افْعَلَلَّ مثلُ اطْمَأَنّ. اتْلأَبَّ الشيءُ اتْلِئْباباً: اسْتَقامَ، وقيل انْتَصَبَ.

واتْلأَبَّ الشيءُ والطريقُ: امْتَدّ واسْتَوى، وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي يَصِفُ فَرَسًا: إِذَا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. وَالِاسْمُ: التُّلأْبيبةُ مِثْلُ الطُّمَأْنِينةِ. واتْلأَبَّ الحِمارُ: أَقام صَدْرَه ورأْسَه. قَالَ لَبِيدٌ: فأَوْرَدَها مَسْجُورةً، تحتَ غابةٍ ... مِنَ القُرْنَتَيْنِ، واتْلأَبَّ يَحُومُ وَذَكَرَ الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ عَنِ الأَصمعي: المُتْلَئِبُّ المُسْتَقِيمُ؛ قَالَ: والمُسْلَحِبُّ مثلُه. وَقَالَ الفرَّاء: التُّلأْبِيبةُ مِنَ اتْلأَبَّ إِذَا امتدَّ، والمُتْلَئِبُّ: الطريقُ المُمْتَدّ. تنب: التَّنُّوبُ: شَجَرٌ، عَنْ أَبي حنيفة. توب: التَّوْبةُ: الرُّجُوعُ مِنَ الذَّنْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّدَمُ تَوْبةٌ. والتَّوْبُ مثلُه. وَقَالَ الأَخفش: التَّوْبُ جَمْعُ تَوْبةٍ مِثْلُ عَزْمةٍ وعَزْمٍ. وتابَ إِلَى اللهِ يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً: أَنابَ ورَجَعَ عَنِ المَعْصيةِ إِلَى الطاعةِ، فأَما قَوْلُهُ: تُبْتُ إلَيْكَ، فَتَقَبَّلْ تابَتي، ... وصُمْتُ، رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صامَتي إِنَّمَا أَراد تَوْبَتي وصَوْمَتي فأَبدَلَ الْوَاوَ أَلفاً لضَرْبٍ مِنَ الخِفّة، لأَنّ هَذَا الشِّعْرَ لَيْسَ بمؤَسَّس كُلَّهُ. أَلا تَرَى أَن فِيهَا: أَدْعُوكَ يَا رَبِّ مِن النارِ، الَّتي ... أَعْدَدْتَ لِلْكُفَّارِ فِي القِيامة فَجَاءَ بِالَّتِي، وَلَيْسَ فِيهَا أَلف تأْسيس، وتابَ اللهُ عَلَيْهِ: وفَّقَه لَها «1». ورَجل تَوَّابٌ: تائِبٌ إِلَى اللهِ. واللهُ تَوّابٌ: يَتُوبُ علَى عَبْدِه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ المَصْدَرَ كالقَول، وأَن يَكُونَ جَمْعَ تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْمُبَرِّدِ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلُ تابَ عادَ إِلَى اللهِ ورَجَعَ وأَنابَ. وتابَ اللهُ عَلَيْهِ أَي عادَ عَلَيْهِ بالمَغْفِرة. وقوله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً ؛ أَي عُودُوا إِلَى طَاعتِه وأَنيبُوا إِلَيْهِ. واللهُ التوَّابُ: يَتُوبُ عَلَى عَبْدِه بفَضْله إِذَا تابَ إليهِ مِنْ ذَنْبه. واسْتَتَبْتُ فُلاناً: عَرَضْتُ عليهِ التَّوْبَةَ مِمَّا اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ. واسْتَتابه: سأَلَه أَن يَتُوبَ. وَفِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ: والتَّتْوِبةُ عَلَى تَفْعِلةٍ: مِنْ ذَلِكَ. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ التَّابُوتَ: أَصله تابُوَةٌ مِثْلُ تَرْقُوَةٍ، وَهُوَ فَعْلُوَةٌ، فَلَمَّا سَكَنَتِ الْوَاوُ انْقلبت هاءُ التأْنيث تَاءً. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ: لَمْ تَختلف لغةُ قُريشٍ والأَنصارِ فِي شيءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إلَّا فِي التَّابُوتِ، فلغةُ قُرَيْشٍ بالتاءِ، ولغةُ الأَنصار بالهاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التصريفُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ حَتَّى رَدَّهَا إِلَى تَابُوتٍ تَصْرِيفٌ فاسِدٌ؛ قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن يُذكر فِي فَصْلِ تَبَتَ لأَنَّ تاءَه أَصلية، وَوَزْنُهُ فاعُولٌ مِثْلُ عاقُولٍ وحاطُومٍ، والوقْفُ عَلَيْهَا بالتاءِ فِي أَكثر اللُّغَاتِ، وَمَنْ وَقَفَ عَلَيْهَا بالهاءِ فَإِنَّهُ أَبدلها مِنَ التاءِ، كَمَا أَبدلها فِي الفُرات حِينَ وَقَفَ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، وَلَيْسَتْ تاءُ الْفُرَاتِ بتاءِ تأْنيث، وَإِنَّمَا هِيَ أَصلية مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ. قَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ: التَّابُوتُ بالتاءِ قِراءَة النَّاسِ جَمِيعًا، وَلُغَةُ الأَنصار التابُوةُ بالهاءِ.

_ (1). أي للتوبة.

فصل الثاء المثلثة

فصل الثاء المثلثة ثأب: ثَئِبَ الرَّجُل «1» ثَأَباً وتَثاءَبَ وتَثَأَّبَ: أَصابَه كَسَلٌ وتَوصِيمٌ، وَهِيَ الثُّؤَباءُ، ممْدود. والثُّؤَباءُ مِنَ التَّثاؤُب مِثْلَ المُطَواءِ مِنَ التَّمَطِّي. قَالَ الشاعِر فِي صِفَةِ مُهْر: فافْتَرَّ عَنْ قارِحِه تَثاؤُبُهْ وَفِي الْمَثَلِ: أَعْدَى مِن الثُّؤَباءِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَثاءَبْتُ عَلَى تَفاعَلْتُ وَلَا تَقُلْ تَثاوَبْتُ. والتَّثاؤُبُ: أَن يأْكُلَ الإِنْسان شَيْئًا أَو يَشْربَ شَيْئًا تَغْشاهُ لَهُ فَتْرة كَثَقْلةِ النُّعاس مِنْ غَير غَشْيٍ عَلَيْهِ. يُقَالُ: ثُئِبَ فُلَانٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَثَأَّبَ يَتَثَأَّبُ تثَؤُّباً مِنَ الثُّؤَباءِ، فِي كِتَابِ الْهَمْزِ، وَفِي الْحَدِيثِ: التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطان ؛ وإِنما جَعَلَهُ مِنَ الشَّيْطانِ كَراهِيةً لَهُ لأَنه إِنَّمَا يَكُونُ مِن ثِقَلِ البَدَنِ وامْتِلائه واستِرخائِه ومَيْلِه إِلَى الكَسَل وَالنَّوْمِ، فأَضافه إِلَى الشَّيْطَانِ، لأَنه الَّذِي يَدْعُو إِلَى إِعْطَاءِ النَّفْس شَهْوَتَها؛ وأَرادَ بِهِ التَحْذِيرَ مِنَ السبَب الَّذِي يَتَولَّدُ مِنْهُ، وَهُوَ التَّوَسُّع فِي المَطْعَمِ والشِّبَعِ، فيَثْقُل عَنِ الطَّاعاتِ ويَكْسَلُ عَنِ الخَيْرات. والأَثْأَبُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي بُطُون الأَوْدية بِالْبَادِيَةِ، وَهُوَ عَلَى ضَرْب التِّين يَنْبُت ناعِماً كأَنه عَلَى شاطئِ نَهر، وَهُوَ بَعِيدٌ مِنَ الْمَاءِ، يَزْعُم النَّاسُ أَنها شَجَرَةٌ سَقِيَّةٌ؛ واحدتُه أَثْأَبةٌ. قَالَ الكُمَيْتُ: وغادَرْنا المَقاوِلَ فِي مَكَرٍّ، ... كَخُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرسِينا قَالَ اللَّيْثُ: هِيَ شَبِيهةٌ بشَجَرة تُسَمِّيهَا الْعَجَمُ النَّشْك، وأَنشد: فِي سَلَمٍ أَو أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَثْأَبةُ: دَوْحةٌ مِحْلالٌ واسِعةٌ، يَسْتَظِلُّ تَحتَها الأُلُوفُ مِنَ الناسِ تَنْبُتُ نباتَ شجرَ الجَوْز، ووَرَقُها أَيضاً كَنَحْوِ وَرقِه، وَلَهَا ثمَر مثلُ التِّينِ الأَبْيَضِ يُؤْكل، وَفِيهِ كَراهةٌ، وَلَهُ حَبٌّ مِثْلُ حَبِّ التِّين، وزِنادُه جَيِّدَةٌ. وَقِيلَ: الأَثْأَبُ شِبْه القَصَبِ له رؤوسٌ كَرؤُوس القَصَب وشَكِير كشَكِيرِه، فأَمّا قَوْلُهُ: قُلْ لأَبي قَيْسٍ خَفِيفِ الأَثَبَهْ فَعَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ، إِنَّمَا أَراد خَفِيفَ الأَثْأَبة. وَهَذَا الشَّاعِرُ كأَنه لَيْسَ مِنْ لُغَتِهِ الْهَمْزُ، لأَنه لَوْ هَمَزَ لَمْ يَنْكَسِرِ الْبَيْتُ، وظنَّه قَوْمٌ لُغَةً، وَهُوَ خَطَأٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ بَعْضُهُمْ الأَثْب، فاطَّرَح الْهَمْزَةَ، وأَبْقى الثاءَ عَلَى سُكونها، وأَنشد: ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلى شِعْبِ، ... مُضْطَرِب الْبانِ، أَثِيثِ الأَثْبِ ثبب: ابْنُ الأَعرابي: الثَّبابُ: الجُلُوس، وثَبَّ إِذَا جَلَس جُلُوساً مُتَمَكِّناً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو. ثَبْثَبَ إِذَا جلَس مُتمكِّناً. ثرب: الثَّرْبُ: شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأَمْعاءَ، وجمعُه ثُرُوبٌ. والثَّرْبُ: الشَّحْمُ المَبسُوط عَلَى الأَمْعاءِ والمَصارِينِ. وَشَاةٌ ثَرْباءُ: عَظيمة الثَّرْبِ؛ وأَنشد شِمْرٌ: وأَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْيَتَيْن معَ الثَّرْبِ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى عَنْ الصَّلاةِ إِذَا صارَتِ الشمسُ

_ (1). قوله [ثئب الرجل] قال شارح القاموس هو كفرح عازياً ذلك للسان، ولكن الذي في المحكم والتكملة وتبعهما المجد ثأب كعنى.

كالأَثارِبِ أَي إِذَا تَفَرَّقَت وخَصَّت مَوْضِعاً دُونَ مَوْضِعٍ عِنْدَ المَغِيب. شَبَّهها بالثُّرُوبِ، وَهِيَ الشحْمُ الرَّقيق الَّذِي يُغَشِّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ الْوَاحِدُ ثَرْبٌ وَجَمْعُهَا فِي الْقِلَّةِ: أَثْرُبٌ؛ والأَثارِبُ: جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ المُنافِقَ يؤَخِّر العَصْرَ حَتَّى إِذَا صارَتِ الشمسُ كَثَرْبِ البَقَرة صلَّاها. والثَّرَباتُ: الأَصابعُ. والتَّثْريبُ كالتَّأْنيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصاءِ فِي اللَّوْمِ. والثَّارِبُ: المُوَبِّخُ. يُقَالُ ثَرَبَ وثَرَّب وأَثْرَبَ إِذَا وَبَّخَ. قَالَ نُصَيْبٌ: إِنِّي لأَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ مِنَ الَّذي ... يُؤْذِيكَ سُوء ثَنائِه لَمْ يَثْرِبِ وَقَالَ فِي أَثْرَبَ: أَلا لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً، مِنْ تِلادِه، ... سَوامُ أَخٍ، دَانِي الوسِيطةِ، مُثْرِبِ قَالَ: مُثْرِبٌ قَلِيلُ العَطاءِ، وَهُوَ الَّذِي يَمُنُّ بِمَا أَعْطَى. وثَرَّبَ عَلَيْهِ: لامَه وعَيَّره بذَنْبه، وذكَّرَه بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ . قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا إفسادَ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَا تُذْكَرُ ذنُوبُكم. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ مِنَ الثَّرْبِ كالشَّغْفِ مِنَ الشِّغاف. قَالَ بِشْر، وَقِيلَ هُوَ لتُبَّعٍ: فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَيْرِ مُثَرِّبٍ، ... وتَرَكْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَرْمَدِ وثَرَّبْتُ عَلَيْهِمْ وعَرَّبْتُ عَلَيْهِمْ، بِمَعْنًى، إِذَا قَبَّحْتَ عَلَيْهِمْ فعْلَهم. وَالمُثَرِّبُ: المُعَيِّرُ، وَقِيلَ: المُخَلِّطُ المُفْسِدُ. والتَّثْرِيبُ: الإِفْسادُ والتَخْلِيطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحدِكم فَلْيَضْرِبْها الحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ وَلَا يُبَكِّتْها وَلَا يُقَرِّعْها بَعْدَ الضَّرْبِ. والتقْريعُ: أَن يَقُولَ الرَّجُلُ فِي وَجه الرجْل عَيْبَه، فَيَقُولُ: فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا. والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي لَا يُوَبِّخْها وَلَا يُقَرِّعْها بِالزِّنَا بَعْدَ الضَّرْبِ. وَقِيلَ: أَراد لَا يَقْنَعْ فِي عُقُوبتها بالتثرِيبِ بَلْ يضرِبُها الْحَدَّ، فَإِنَّ زِنَا الإِماء لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الْعَرَبِ مَكْروهاً وَلَا مُنْكَراً، فأَمَرَهم بحَدّ الْإِمَاءِ كَمَا أَمَرَهم بِحَدِّ الحَرائر. ويَثْرِبُ: مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنَّسَبُ إِلَيْهَا يَثْرَبِيٌّ ويَثْرِبِيٌّ وأَثْرَبِيٌّ وأَثرِبِيٌّ، فَتَحُوا الرَّاءَ اسْتِثْقَالًا لِتَوَالِي الْكَسْرَاتِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهى أَن يقالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْرِبُ، وَسَمَّاهَا طَيْبةَ ، كَأنه كَرِه الثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يَثْرِبُ اسْمُ مَدِينَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَدِيمَةٌ، فغَيَّرها وَسَمَّاهَا طَيْبةَ وطابةَ كَراهِيةَ التَّثْرِيبِ، وَهُوَ اللَّوْمُ والتَعْيير. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ أَرضِها؛ وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ العَمالِقة. ونَصْلٌ يَثْرِبِيٌّ وأَثْرِبِيٌّ، مَنْسوب إِلَى يَثْربَ. وَقَوْلُهُ: وَمَا هُوَ إلَّا اليَثْرِبِيُّ المُقَطَّعُ زعَم بعضُ الرُّواة أَن الْمُرَادَ بِالْيَثْرِبِيِّ السَّهْمُ لَا النَّصْلُ، وأَن يَثْرِبَ لَا يُعْمَلُ فِيهَا النِّصالُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ لأَنّ النِّصالَ تُعملُ بِيَثْرِبَ وَبِوَادِي القُرى وبالرَّقَمِ وبغَيْرِهِنَّ مِنْ

أَرض الْحِجَازِ، وَقَدْ ذَكَرَ الشُّعَرَاءُ ذَلِكَ كَثِيرًا. قَالَ الشَّاعِرُ: وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ أَي مشدودٌ بالرِّصافِ. والثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كَحِجَارَةِ الحَرّة إِلَّا أَنها بِيضٌ. وأَثارِبُ: موضع. ثرقب: الثُّرْقُبِيَّةُ والفُرْقُبِيَّةُ: ثِيابُ كَتَّانٍ بيضٌ، حَكَاهَا يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ، وَقِيلَ: مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ. يُقَالُ: ثَوْبٌ ثُرْقُبيٌّ وفُرْقُبِيٌّ. ثعب: ثَعَبَ الماءَ والدَّمَ ونحوَهما يَثْعَبهُ ثَعْباً: فَجَّره، فانْثَعَبَ كَمَا يَنْثَعِبُ الدَّمُ مِنَ الأَنْف. قَالَ اللَّيْثُ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ مَثْعَبُ المطَر. وَفِي الْحَدِيثِ: يجيءُ الشَّهيدُ يومَ القيامةِ، وجُرْحُه يَثْعَبُ دَماً ؛ أَي يَجْري. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَلَّى وجُرْحُه يَثْعَب دَماً. وَحَدِيثُ سعدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فقَطَعْتُ نَساهُ فانْثَعَبَتْ جَدِّيةُ الدَّمِ ، أَي سالَتْ، وَيُرْوَى فانْبَعَثَتْ. وانْثَعَبَ المطَرُ: كَذَلِكَ. وماءٌ ثَعْبٌ وثَعَبٌ وأُثْعُوبٌ وأُثْعُبانٌ: سَائِلٌ، وَكَذَلِكَ الدّمُ؛ الأَخيرة مَثَّلَ بِهَا سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الأُثْعُوبُ: مَا انْثَعَبَ. والثَّعْبُ مَسِيلُ الْوَادِي «2»، وَالْجَمْعُ ثُعْبانٌ. وجَرى فَمُه ثَعابِيبَ كسَعابِيبَ، وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ، وَهُوَ أَن يَجْري مِنْهُ ماءٌ صافٍ فِيهِ تمَدُّدٌ. والمَثْعَبُ، بِالْفَتْحِ، وَاحِدُ مَثاعِبِ الحِياضِ. وانْثَعَبَ الماءُ: جَرى فِي المَثْعَبِ. والثَّعْبُ والوَقيعةُ والغَدير كُلُّه مِنْ مَجامع الْمَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: والثَّعْبُ الَّذِي يَجْتَمعُ فِي مَسيلِ الْمَطَرِ مِنَ الغُثاء. قَالَ الأَزهري: لَمْ يُجَوِّد اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الثَّعْبِ، وَهُوَ عِنْدِي المَسِيلُ نفسُه، لَا مَا يَجْتَمِعُ فِي المَسِيل مِنَ الغُثاء. والثُّعْبانُ: الحَيَّةُ الضَّخْمُ الطويلُ، الذكرُ خَاصَّةً. وَقِيلَ: كلُّ حَيَّةٍ ثُعْبانٌ. وَالْجَمْعُ ثَعابينُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد الكبيرَ مِنَ الحَيَّاتِ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ جَاءَ فَإِذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ. وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ*؛ والجانُّ: الصغيرُ مِنَ الْحَيَّاتِ. فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ: أَنّ خَلْقَها خَلْقُ الثُّعبانِ العظيمِ، واهْتِزازُها وحَرَكَتُها وخِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ وخِفَّتِه. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَيَّاتُ كُلُّهَا ثُعْبانٌ، الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ والإِناث والذُّكْرانُ وَقَالَ أَبو خَيْرة: الثعبانُ الحَيَّةُ الذكَر. وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الضَّحَّاكُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ* . وَقَالَ قُطْرُبٌ: الثُّعبانُ الحَيّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ، وَهُوَ مِنْ أَعظمِ الحَيّات. وَقَالَ شِمْرٌ: الثُّعبانُ مِنَ الحَيّاتِ ضَخْمٌ عَظِيمٌ أَحمر يَصِيدُ الفأْر. قَالَ: وَهِيَ بِبَعْضِ الْمَوَاضِعِ تُسْتَعار للفَأْر، وَهُوَ أَنفَعُ فِي البَيْتِ مِنَ السَّنانِير. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: شَدِيدٌ تَوَقِّيهِ الزِّمامَ، كَأَنما ... نَرى، بتَوَقِّيهِ الخِشاشةَ، أَرْقَمَا فَلَمَّا أَتَتْه أَنْشَبَتْ فِي خشاشِه ... زِماماً، كَثُعْبانِ الحَماطةِ، مُحْكَمَا والأُثْعبانُ: الوَجْهُ الفَخْم فِي حُسْن بيَاضٍ. وقيل:

_ (2). قوله [والثعب مسيل إلخ] كذا ضبط في المحكم والقاموس وقال في غير نسخة من الصحاح والثعب بالتحريك مسيل الماء.

هُوَ الوَجْهُ الضَّخْم. قَالَ: إنِّي رَأَيتُ أُثْعباناً جَعْدَا، ... قَدْ خَرَجَتْ بَعْدي، وقَالَتْ نَكْدَا قَالَ الأَزهري: والأَثْعَبِيُّ الوَجْه الضَخْمُ فِي حُسْن وبَياضٍ. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَن يَقُولُ: وجهٌ أُثْعُبانِيٌّ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماءِ الفأْر البِرُّ والثُّعْبةُ والعَرِمُ. والثُّعْبةُ ضَرْبٌ مِنَ الوَزَغ تُسمى سامَّ أَبْرَصَ، غَيْرَ أَنها خَضْراءُ الرأْس والحَلْقِ جاحظةُ الْعَيْنَيْنِ، لَا تَلْقاها أَبداً إِلَّا فاتِحةً فَاهَا، وَهِيَ مِن شَرِّ الدَّوابِّ تَلْدَغُ فَلَا يَكادُ يَبْرَأُ سَلِيمُها، وَجَمْعُهَا ثُعَبٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الثُّعْبةُ دابّةٌ أَغْلَظُ مِنَ الوَزَغةِ تَلْسَعُ، ورُبما قَتَلَتْ، وَفِي الْمَثَلِ: مَا الخَوافي كالقِلَبةِ، وَلَا الخُنَّازُ كالثُّعَبةِ. فالخَوافي: السَّعَفاتُ اللَّوَاتِي يَلِينَ القِلَبةَ. والخُنَّازُ: الوَزَغةُ. ورأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ مَوْثُوقٌ بِهَا مَا صُورَتُهُ: قَالَ أَبو سَهْلٍ: هَكَذَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ الثُّعْبة، بِتَسْكِينِ الْعَيْنِ. قَالَ: وَالَّذِي قرأْته عَلَى شَيْخِي، فِي الْجَمْهَرَةِ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ. والثُّعْبةُ نبتةٌ «1» شَبِيهة بالثُّعْلةِ إِلَّا أَنها أَخْشَن وَرَقًا وساقُها أَغْبَرُ، وَلَيْسَ لَهَا حَمْل، وَلَا مَنْفعةَ فِيهَا، وَهِيَ مِنْ شَجَرِ الْجَبَلِ تَنْبُت فِي مَنابِت الثُّوَعِ، وَلَهَا ظِلٌّ كَثِيفٌ، كلُّ هَذَا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والثَّعْبُ: شَجَرٌ، قَالَ الْخَلِيلُ: الثُّعْبانُ مَاءٌ، الْوَاحِدُ ثَعْبٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الثَّغْبُ، بالغين المعجمة. ثعلب: الثَّعْلَبُ مِنَ السبِّاع مَعروفة، وَهِيَ الأُنثى، وَقِيلَ الأُنثى ثَعْلبةٌ وَالذَّكَرُ ثَعْلَبٌ وثُعْلُبانٌ. قَالَ غاوِي بْنُ ظالِم السُّلَمِيّ، وَقِيلَ هُوَ لأَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَقِيلَ هُوَ لعَبَّاس بْنِ مِرْداس السُلَمي، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ: أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلبانُ برَأْسِه، ... لَقَدْ ذَلَّ مَن بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ «2» الأَزهري: الثَّعْلَبُ الذكرُ، والأُنثى ثُعالةٌ، وَالْجَمْعُ ثَعَالِبُ وثَعالٍ. عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَلَا يُعْجِبُني قَوْلُهُ، وأَما سِيبَوَيْهِ فإِنه لَمْ يُجِزْ ثَعالٍ إِلّا فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِ رَجُلٍ مِنْ يَشْكُرَ: لهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ، تُتَمِّرهُ، ... مِنَ الثَّعالي، ووَخْزٌ مِن أَرانِيها ووجَّهَ ذَلِكَ فَقَالَ: إِن الشَّاعِرَ لَمَّا اضْطُرَّ إِلى الْيَاءِ أَبْدلَها مَكانَ الباءِ كَمَا يُبْدِلُها مكانَ الْهَمْزَةِ. وأَرضٌ مُثَعْلِبةٌ، بِكَسْرِ اللَّامِ: ذاتُ ثَعالِبَ. وأَما قَولُهم: أَرضٌ مَثْعَلةٌ، فَهُوَ مِنْ ثُعالةَ، وَيَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ مِنَ ثَعْلَبَ، كَمَا قَالُوا مَعْقَرةٌ لأَرض كَثِيرَةِ العَقاربِ. وثَعْلَبَ الرَّجلُ وتَثَعْلَبَ: جَبُنَ وراغَ، عَلَى التَّشْبِيه بعَدْوِ الثَّعْلَب. قَالَ: فَإِنْ رَآني شاعِرٌ تَثَعْلبَا «3» وثَعْلَبَ الرَّجلُ مِنْ آخَر فَرَقاً. والثَّعْلَبُ: طَرَفُ الرُّمْح الداخِلُ في جُبَّةِ

_ (1). قوله [والثعبة نبتة إلخ] هي عبارة المحكم والتكملة لم يختلفا في شيء إلا في المشبه به فقال في المحكم شبيهة بالثعلة وفي التكملة بالثوعة. (2). 1 قوله" أرب إلخ" كذا استشهد الجوهري به على قوله والذكر ثعلبان، وقال الصاغاني والصواب في البيت الثعلبان تثنية ثعلب. (3). قوله" فإن رآني" في التكملة بعده: وإن حداه الحين أو تذايله

السِّنانِ. وثَعْلَبُ الرُّمْحِ: مَا دَخَلَ فِي جُبَّةِ السِّنان مِنْهُ. والثَّعْلَبُ: الجُحْرُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ ماءُ الْمَطَرِ. والثَّعْلَبُ: مَخْرَجُ الماءِ من جَرِينِ التَّمْرِ. وَقِيلَ: إِنه إِذا نُشِرَ التَّمْر فِي الجَرِينِ، فَخشُوا عَلَيْهِ المطَر، عَمِلُوا لَهُ جُحْراً يَسِيلُ مِنْهُ ماءُ الْمَطَرِ، فَاسْمُ ذَلِكَ الجُحْر الثَّعْلَبُ، والثَّعْلَبُ: مَخْرَج الماءِ مِنَ الدِّبارِ أَو الحَوْضِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النبيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَسْقَى يَوْماً ودَعا فقامَ أَبو لُبَابَة فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ إِنَّ التمرَ فِي المَرابِدِ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اسْقِنا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبابةَ عُرياناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإِزارِه أَو رِدائِه. فَمُطِرْنا حَتَّى قامَ أَبو لُبابةَ عُرْياناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبدِه بإِزارِه. والمِربَدُ: مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فِيهِ التمرُ. وثَعْلبُه: ثَقْبُه الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ ماءُ المطَر. أَبو عَمْرٍو: الثَّعلَب أَصْلُ الراكُوب فِي الجِذْع مِنَ النَّخْل. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: هُوَ أَصْلُ الفَسِيلِ إِذا قُطِع مِنْ أُمِّه. والثَّعْلَبةُ: العُصْعُصُ. والثَّعْلَبةُ: الاسْتُ. وداءُ الثَّعْلَبِ: عِلَّةٌ مَعْرُوفةٌ يَتناثَرُ مِنْهَا الشعَرُ. وثَعْلَبة: اسْمٌ غَلَبَ عَلَى القَبيلة. والثَّعْلَبتان: ثَعْلبةُ بْنُ جَدْعاءَ بْنِ ذُهْلِ بن رُومانَ ابن جُنْدَبِ بْنِ خارِجةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ فُطْرةَ بْنِ طَيِّىءٍ، وثَعْلبةُ بْنُ رُومانَ بْنُ جُنْدَبٍ. قَالَ عَمرو بْنُ مِلْقَط الطَّائِيُّ مِنْ قَصِيدَةٍ أَوَّلها: يَا أَوسُ، لَوْ نالَتْكَ أَرْماحُنا، ... كُنْتَ كَمَنْ تَهْوي بِهِ الهاوِيَهْ يَأْبى لِيَ الثَّعْلَبَتانِ الَّذي ... قَالَ خُباجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ الخُباجُ: الضُّراط، وأَضافَه إِلى الأَمَةِ لِيَكُونَ أَخَسَّ لَهَا، وجَعَلها راعِيةً لِكَوْنِهَا أَهْوَنَ مِنَ الَّتِي لَا تَرْعَى. وأُمُّ جُنْدَب: جَدِيلةُ بنتُ سُبَيْعِ بْنِ عَمرو مِنْ حِمْيَر، وإِليها يُنْسَبون. والثَّعالِبُ قَبائِلُ مِنَ العَرَبِ شَتَّى: ثَعْلَبةُ فِي بَنِي أَسَدٍ، وثَعْلَبةُ فِي بَنِي تَمِيمٍ، وثَعْلَبةُ في طيىءٍ، وثَعْلَبةُ فِي بَنِي رَبِيعةَ. وَقَوْلُ الأَغلب: جاريةٌ مِنْ قَيْسٍ ابنِ ثعْلَبَهْ، ... كَرِيمةٌ أَنْسابُها والعَصَبَهْ «1» إِنما أَرادَ مِنْ قَيْسِ بْنِ ثَعْلبةَ، فاضْطُرَّ فأَثبت النُّونَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الَّذِي أُرى أَنه لَمْ يُرد فِي هَذَا الْبَيْتِ وَمَا جَرى مَجْراه أَن يُجْرِيَ ابْنًا وَصْفاً عَلَى مَا قَبْلَهُ، وَلَوْ أَراد ذَلِكَ لَحَذف التَّنْوِينَ، ولكنَّ الشَّاعِرَ أَراد أَن يُجْرِيَ ابْنًا عَلَى مَا قَبْلَه بَدَلًا مِنْهُ، وإِذا كَانَ بَدَلًا مِنْهُ لَمْ يُجعل مَعَهُ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، فوجَب لِذَلِكَ أَن يُنْوى انْفِصالُ ابْنٍ مِمَّا قَبْلَهُ، وإِذا قُدِّر بِذَلِكَ، فَقَدْ قَامَ بِنَفْسِهِ ووجَبَ أَن يُبْتَدأَ، فَاحْتَاجَ إِذاً إِلى الأَلِفِ لِئَلَّا يَلْزَمَ الابتداءُ بِالسَّاكِنِ، وَعَلَى ذَلِكَ تقول: كَلَّمت زيداً ابن بَكْرٍ، كأَنك تَقُولُ كلَّمت زَيْدًا كلَّمت ابْنَ بَكْرٍ، لأَن ذَلِكَ حُكْمُ البَدَل، إِذ البَدَلُ فِي التَّقْدِيرِ مِنْ جُمْلَةٍ ثَانِيَةٍ غَيْرِ الْجُمْلَةِ الَّتِي. المُبْدَلُ مِنْهُ مِنْهَا، وَالْقَوْلُ الأَوّل مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ. وثُعيلِبات: مَوْضِعٌ. والثَّعْلَبِيَّةُ: أَن يَعْدُوَ الفرسُ عَدْوَ الْكَلْبِ. والثَّعْلَبِيَّةُ: مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ مكة.

_ (1). قوله" أنسابها" في المحكم أخوالها.

ثغب: الثَّغْبُ والثَّغَبُ، وَالْفَتْحُ أَكثر: مَا بَقِيَ مِنَ الْمَاءِ فِي بطنِ الْوَادِي، وَقِيلَ: هُوَ بَقِيَّةُ الماءِ العَذْبِ فِي الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ أُخْدُودٌ تَحْتَفِرهُ المَسايِلُ مِنْ عَلُ، فإِذا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمثالَ القُبورِ والدِّبار، فيَمْضي السَّيْلُ عَنْهَا، ويُغَادِرُ الماءَ فِيهَا، فتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُد، فَلَيْسَ شيءٌ أَصْفَى مِنْهُ وَلَا أَبْرَدَ، فسُمِّيَ الماءُ بِذَلِكَ المكانِ. وَقِيلَ: الثَّغَبُ الغَدِيرُ يَكُونُ فِي ظلِّ جَبَل لَا تُصِيبُه الشَّمْسُ، فيَبْرُد ماؤُه، وَالْجَمْعُ ثِغْبانٌ مِثْلُ شَبَثٍ وشِبْثانٍ، وثُغْبانٌ مِثْلُ حَمَل وحُمْلان. قَالَ الأَخطل: وثالثةٍ مِنَ العَسَل المُصَفَّى، ... مُشَعْشَعةٍ بثِغْبانِ البِطاح وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ «1» بثُغْبانٍ، بِضَمِّ الثَّاءِ، وَهُوَ عَلَى لُغَةِ ثَغْبٍ، بالإِسكان، كعَبْدٍ وعُبْدانٍ. وَقِيلَ: كلُّ غَدِيرٍ ثَغْبٌ، وَالْجَمْعُ أَثْغابٌ وثِغابٌ. اللَّيْثُ: الثَّغَبُ ماءٌ، صَارَ فِي مُسْتَنْقَعٍ، فِي صَخْرَةٍ أَو جَهْلةٍ، قليلٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: مَا شَبَّهْتُ مَا غَبَرَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بثَغْبٍ قَدْ ذَهَبَ صَفْوُه وبَقِيَ كَدَرُه. أَبو عُبَيْدٍ: الثَّغْبُ، بِالْفَتْحِ وَالسُّكُونِ: المُطْمَئِنُّ مِنَ الْمَوَاضِعِ فِي أَعلى الْجَبَلِ، يَسْتَنْقِعُ فِيهِ ماءُ الْمَطَرِ. قَالَ عَبيدٌ: وَلَقَدْ تَحُلُّ بِهَا، كأَنَّ مُجاجَها ... ثَغْبٌ، يُصَفَّقُ صفْوُه بِمُدامِ وَقِيلَ: هُوَ غَديرٌ فِي غَلْظٍ مِنَ الأَرضِ، أَو عَلَى صَخْرة، وَيَكُونُ قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: فُثِئَتْ بِسُلالةٍ مِنْ مَاءِ ثَغْبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الثَّغَبُ مَا استَطال فِي الأَرض مِمَّا يَبْقَى مِنَ السَّيْل، إِذا انْحَسَر يَبْقَى مِنْهُ فِي حَيْدٍ مِنَ الأَرض، فالماءُ بمكانِه ذَلِكَ ثَغَبٌ. قَالَ: واضْطُرَّ شَاعِرٌ إِلى إِسكان ثانِيه، فَقَالَ: وَفِي يَدي، مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ، ذُو شُطَبٍ، ... أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ شَبَّه السيفَ بِذَلِكَ الماءِ فِي رِقَّتِه وصفَائه، وأَراد لأَني. ابْنُ السِّكِّيتِ: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُه المَسايِلُ مِنْ عَلُ، فالماءُ ثَغْبٌ، والمكانُ ثَغْبٌ، وَهُمَا جَمِيعًا ثَغْبٌ وثَغَبٌ. قَالَ الشَّاعِرُ: وما ثَغَبٌ، باتَت تُصَفِّقُه الصَّبا، ... قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْها الرَّوائِحُ والثَّغَبُ: ذَوْبُ الجَمْدِ، والجمعُ ثُغْبَانٌ. وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ بَيْتَ الأَخطل: بثُغْبان الْبِطَاحِ. ابْنُ الأَعرابي، الثُغْبان: مَجاري الماءِ، وَبَيْنَ كلِّ ثَغْبَيْنِ طَريقٌ، فَإِذَا زادتِ المِياهُ ضاقتِ المسالِكُ، فدَقَّتْ، وأَنشد: مَدافِعُ ثُغْبانٍ أَضَرَّ بِهَا الوَبْلُ ثغرب: الثِّغْرِبُ: الأَسنان الصُّفْر. قَالَ: وَلَا عَيْضَموزٌ تُنْزِرُ الضَّحْكَ، بَعْدَ ما ... جَلَتْ بُرْقُعاً عَنْ ثِغْرِبٍ مُتناصِلِ ثقب: اللَّيْثُ الثَّقْبُ مَصْدَرُ ثَقَبْتُ الشيءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً. والثَّقْبُ: اسْمٌ لِمَا نفَذ. الْجَوْهَرِيُّ: الثَّقْبُ، بِالْفَتْحِ، وَاحِدُ الثُّقُوبِ. غَيْرُهُ: الثَّقْبُ: الخَرْقُ النافِذُ، بِالْفَتْحِ، وَالْجَمْعُ أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ. والثُّقْبُ، بِالضَّمِّ: جَمْعُ ثُقْبةٍ. ويُجمع أَيضاً

_ (1). 1 قوله" ومنهم من يرويه إلخ" هو ابْنُ سِيدَهْ فِي مُحْكَمِهِ كما يأتي التصريح به بعد.

عَلى ثُقَبٍ. وَقَدْ ثَقَبَه يَثْقُبه ثَقْباً وثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد لِلْكَثْرَةِ، وتَثَقَّب وتَثَقَّبَه كثَقَبَه. قال العجاج: بِحَجِناتٍ يَتَثَقَّبْن البُهَرْ ودُرٌّ مُثَقَّبٌ أَي مَثْقوبٌ. والمِثْقَبُ: الآلةُ الَّتِي يُثْقَبُ بِهَا. ولُؤْلُؤاتٌ مثَاقِيبُ، وَاحِدُهَا مَثْقُوبٌ والمُثَقِّبُ، بِكَسْرِ الْقَافِ: لَقَبُ شَاعِرٍ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ مَعْرُوفٌ، سُمي بِهِ لِقَوْلِهِ: ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ، وسَدَلْنَ رَقْماً، ... وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ وَاسْمُهُ عَائِذُ بْنُ مِحْصَنٍ العَبْدي. والوصاوِصُ جَمْعُ وَصْوَصٍ، وَهُوَ ثَقْبٌ فِي السِّتْر وَغَيْرِهِ عَلَى مِقْدار العَيْن، يُنْظَر مِنْهُ. وثَقَّبَ عُودَ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فَإِذَا اسْوَدَّ شَيْئًا قِيلَ: قَدْ قَمِلَ؛ فَإِذَا زَادَ قَلِيلًا قِيلَ: قَدْ أَدْبى، وَهُوَ حِينَئِذٍ يَصْلُح أَن يُؤكل؛ فَإِذَا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قِيلَ: قَدْ أَخْوَصَ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إِذَا ثَقَّبَه الحَلَمُ. والثُّقُوب: مَصْدَرُ النارِ الثاقبةِ. والكَوْكَبُ الثاقِبُ: المُضِيءُ. وتَثْقِيبُ النَّارِ: تَذْكِيَتُها. وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً: اتَّقَدَتْ. وثَقَّبَها هُوَ وأَثْقَبها وتَثَقَّبها. أَبو زَيْدٍ: تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، وأُثْقِبُها إثْقاباً، وثَقَّبْتُ بِهَا تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بِهَا تَمْسِيكاً، وَذَلِكَ إِذَا فَحَصْت لَهَا فِي الأَرض ثُمَّ جَعَلْت عَلَيْهَا بَعَراً وضِراماً، ثُمَّ دَفَنْتَها فِي التُّرَابِ. وَيُقَالُ: تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حِينَ تَقْدَحُها. والثِّقابُ والثَّقُوب: مَا أَثْقَبَها بِهِ وأَشْعَلَها بِهِ مِنْ دِقاقِ العِيدان. وَيُقَالُ: هَبْ لِي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً، وَهُوَ مَا أَثْقَبْتَ بِهِ النارَ أَي أَوقَدْتَها بِهِ. وَيُقَالُ: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إِذَا سَقَطَتِ الشَّرارةُ. وأَثْقَبْتُها أَنا إِثْقَابًا. وزَنْدٌ ثاقِبٌ: وَهُوَ الَّذِي إِذَا قُدِحَ ظَهَرت نارُه. وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي مُضِيءٌ. وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضاء. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ . قَالَ الفرَّاء: الثاقِبُ المُضِيءُ؛ وَقِيلَ: النَّجْمُ الثاقِبُ زُحَلُ. والثاقِبُ أَيضاً: الَّذِي ارْتَفَعَ عَلَى النُّجُومِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلطَّائِرِ إِذَا لَحِقَ بِبَطْن السَّمَاءِ: فَقَدْ ثَقَبَ، وكلُّ ذَلِكَ قَدْ جاءَ فِي التَّفْسِيرِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد. وَفِي حَدِيثِ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً ؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم. والثَّاقِبُ: المُضِيءُ، وَمِنْهُ قَولُ الْحَجَّاجِ لِابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إنْ كَانَ لَمِثْقَباً أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه. والمِثْقَبُ. بِكَسْرِ الْمِيمِ: العالِمُ الفَطِنُ. وثَقَبتِ الرائحةُ: سَطَعَتْ وهاجَتْ. وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: بِريحِ خُزامَى طَلَّةٍ مِن ثِيابِها، ... ومِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّد المِسْكِ، ثاقِبْ اللَّيْثُ: حَسَبٌ ثاقِبٌ إِذَا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه. الأَصمعي: حَسَبٌ ثاقِبٌ: نَيِّر

مُتَوَقِّدٌ، وعِلمٌ ثاقبٌ، مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ: الثَّقِيبُ مِنَ الإِبل الغَزِيرةُ اللبنِ. وثَقبتِ الناقةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً، وَهِيَ ثاقِبٌ: غَزُرَ لَبنُها، عَلَى فَاعِلٍ. وَيُقَالُ: إِنها لثَقِيبٌ مِن الإِبل، وَهِيَ الَّتِي تُحالِبُ غِزارَ الإِبل، فَتَغْزُرُهنَّ. وثَقَبَ رأْيُه ثُقُوباً: نَفَذَ. وقولُ أَبي حَيّةَ النُّمَيْري: ونَشَّرْتُ آياتٍ عَلَيْهِ، ولَمْ أَقُلْ ... مِنَ العِلْمِ، إِلَّا بالّذِي أَنا ثاقِبُهْ أَرَادَ ثاقِبٌ فِيهِ فحَذَف، أَو جاءَ بِهِ عَلَى: يَا سارِقَ الليلةِ. وَرَجُلٌ مِثْقَبٌ: نافِذُ الرَّأْي، وأُثْقُوبٌ: دَخَّالٌ فِي الأَمُور. وثَقَّبَه الشَّيْبُ وثَقَّبَ فِيهِ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ظَهَرَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ. والثَّقِيبُ والثَّقِيبةُ: الشَّدِيدُ الحُمْرة مِنَ الرِّجال وَالنِّسَاءِ، وَالْمَصْدَرُ الثَّقابةُ. وَقَدْ ثَقَبَ يَثْقُبُ. والمِثْقَبُ: طَرِيقٌ فِي حَرّةٍ وغَلْظٍ، وَكَانَ فِيمَا مَضى طَريقٌ بَيْنَ اليَمامةِ والكُوفة يُسمَّى مِثْقَباً: وثُقَيْبٌ: طَرِيقٌ بِعَيْنِه، وَقِيلَ هُوَ مَاءٌ، قَالَ الرَّاعِي: أَجَدَّتْ مَراغاً كالمُلاءِ وأَرْزَمَتْ ... بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ، حَيْثُ لاحَتْ طَرائِقُهْ التَّهْذِيبِ: وطَريقُ الْعِرَاقِ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ. ويَثْقُبُ: مَوْضِعٌ بالبادِية. ثلب: ثَلَبَه يَثْلِبُه ثَلْباً: لامَه وعابَه وصَرَّحَ بِالْعَيْبِ وقالَ فِيهِ وتَنَقَّصَه. قَالَ الرَّاجِزُ: لَا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إِلَّا ثَلْبا غَيْرُهُ: الثَّلْبُ: شِدّةُ اللَّوْمِ والأَخْذُ باللِّسان، وَهُوَ المِثْلَبُ يَجْري فِي العُقُوباتِ، والثَّلْب. ومَثَل: لَا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إلَّا ثَلَّابًا «2». والمَثالِبُ مِنْهُ. والمَثالِبُ: العُيُوبُ، وَهِيَ المَثْلَبةُ والمَثْلُبةُ. ومثالِبُ الأَمِيرِ وَالْقَاضِي: مَعايِبُه ورَجلٌ ثِلْبٌ وثَلِبٌ: مَعِيبٌ. وثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْباً: طرَدَهُ. وثَلَبَ الشيءَ: قَلَبَه. وثَلَبَه كَثَلَمَه عَلَى الْبَدَلِ. ورمْحٌ ثَلِبٌ: مَتَثَلِّمٌ. قَالَ أَبو العِيال الهُذَلِي: وَقَدْ ظَهَرَ السَّوابِغُ فِيهِمُ ... والبَيْضُ واليَلَبُ ومُطَّرِدٌ. مِنَ الخَطِّيِّ، ... لَا عارٍ، وَلَا ثَلِبُ اليَلَبُ: الدُّرُوعُ المَعْمُولةُ مِنْ جُلُودِ الإِبل، وَكَذَلِكَ البَيْضُ تُعْمَلُ أَيضاً مِنَ الجُلود. وَقَوْلُهُ: لَا عارٍ أَي لَا عارٍ مِنَ القِشْر وَمِنْهُ امْرأَةٌ ثالبَةُ الشَّوَى أَي مُتَشَقِّقةُ القَدَمَيْنِ، قَالَ جَرِيرٌ: لَقَدْ ولَدَتْ غَسَّانَ ثالِبةُ الشَّوَى، ... عَدُوسُ السُّرَى، لَا يَعْرِفُ الكَرْمَ جِيدُها وَرَجُلٌ ثِلْبٌ: مُنْتَهي الهَرَمِ مُتَكَسِّرُ الأَسْنانِ،

_ (2). قوله [إلا ثلابا] كذا في النسخ فإن يكن ورد ثالب فهو مصدره وإلا فهو تحريف ويكون الصواب ما تقدم أعلاه كما في الميداني والصحاح.

وَالْجَمْعُ أَثْلابٌ، والأُنثى ثِلْبةٌ، وأَنكرها بعضُهم، وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ ثِلْبٌ. وَقَدْ ثَلَّبَ تَثْلِيباً. والثِّلْبُ: الشَّيخ، هُذَلِيَّةٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ المُسِنُّ، وَلَمْ يَخُصَّ بِهَذِهِ اللُّغَةِ قَبِيلةً مِنَ الْعَرَبِ دُونَ أُخرى. وأَنشد: إمَّا تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصاً الشاخِصُ الَّذِي لَا يُغِبُّ الغَزْوَ. وَبَعِيرٌ ثِلْبٌ إِذَا لَمْ يُلْقِحْ. والثِّلْبُ، بِالْكَسْرِ: الْجَمَلُ الَّذِي انْكَسَرَتْ أنيابُه مِن الهَرَمِ، وتَناثَر هُلْبُ ذَنَبِه، والأُنثى ثِلْبةٌ، وَالْجَمْعُ ثِلَبةٌ، مثلُ قِرْدٍ وقِرَدةٍ. تَقُولُ مِنْهُ: ثَلَّبَ البعيرُ تَثْلِيباً، عَنِ الأَصمعي قَالَهُ فِي كِتَابِ الفَرْق؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَهُمْ مِنَ الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ. الثِّلْبُ مِنْ ذُكور الإِبل: الَّذِي هَرِمَ وتكسَّرَتْ أَسنانُه. والنابُ: المُسِنَّةُ مِنْ إناثِها، وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْعَاصِ كَتَبَ إِلَى معاويةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّكَ جَرَّبْتَني فوجَدْتَني لستُ بالغُمْرِ الضَّرَعِ وَلَا بالثِّلْبِ الْفَانِي. الغُمْرُ: الجاهلُ. والضَّرَعُ: الضَّعِيفُ. وَثَلِبَ جِلْدُه ثَلَباً، فَهُوَ ثَلِبٌ، إِذَا تَقَبَّض. والثَّلِيبُ: كَلأُ عامَيْنِ أَسْوَدُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وأَنشد: رَعَيْنَ ثَلِيباً سَاعَةً، ثُمَّ إنَّنا ... قَطَعْنا علَيْهِنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسا والإِثْلِبُ والأَثْلَبُ: التُّرابُ وَالْحِجَارَةُ. وَفِي لغةٍ: فَتاتُ الحِجارةِ والترابُ. قَالَ شِمْرٌ: الأَثْلَبُ، بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ: الحَجَر، وَبِلُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ: التُّرَابُ. وَبِفِيهِ الإِثْلِبُ، والكلامُ الْكَثِيرُ الأَثْلَبُ، أَي الترابُ وَالْحِجَارَةُ. قَالَ: ولكِنَّما أُهْدي لقَيْسٍ هَدِيَّةً، ... بِفِيَّ، مِن إهْداها لَه، الدَّهْرَ، إثْلِبُ بِفِيَّ مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ أُهْدي ثُمَّ استأْنف، فَقَالَ لَهُ: الدهرَ، إثْلِبُ، مِنْ إِهْدَائِي إِيَّاهَا. وَقَالَ رُؤْبَةُ: وإنْ تُناهِبْهُ تَجِدْه مِنْهَبا، ... تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأَثْلَبا أَراد تُناهِبْه العَدْوَ، وَالْهَاءُ للعَير، تَكْسُو حُروفَ حاجِبَيْه الأَثْلَبَ، وَهُوَ التُّرَابُ تَرمي بِهِ قوائمُها عَلَى حاجبَيْه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: الإِثْلِبَ لكَ والترابَ. قَالَ: نَصَبُوهُ كأَنَّه دُعَاءٌ، يُرِيدُ: كأَنه مصْدَرٌ مَدْعُوٌّ بِهِ، وَإِنْ كَانَ اسْمًا كَمَا سَنَذْكُرُهُ لَكَ فِي الحِصْحِصِ والتُّراب، حِينَ قَالُوا: الحِصْحِصَ لَكَ والترابَ لَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الوَلَدُ للفِراش وللعاهِر الإِثْلِبُ. الإِثْلِبُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ وَفَتْحِهِمَا وَالْفَتْحُ أَكثر: الْحَجَرُ. والعاهرُ: الزَّانِي. كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: وللعاهِرِ الحجَرُ ، قِيلَ: مَعْنَاهُ الرَّجْمُ، وَقِيلَ: هُوَ كنايةٌ عَنِ الخَيْبةِ، وَقِيلَ: الأَثْلَبُ: الترابُ، وَقِيلَ: دُقاقُ الحِجارة، وَهَذَا يُوَضِّحُ أَن مَعْنَاهُ الخَيْبةُ إِذْ لَيْسَ كُلُّ زانٍ يُرْجَمُ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ. والأَثْلَمُ، كالأَثْلَبِ، عَنِ الهجَريّ. قَالَ: لَا أَدْري أَبَدَلٌ أَم لُغَةٌ. وأَنشد: أَحْلِفُ لَا أُعْطِي الخَبيثَ دِرْهَما، ... ظُلْماً، وَلَا أُعْطِيهِ إِلَّا الأَثْلَما والثَّلِيبُ: القَدِيمُ مِنَ النَّبْتِ. والثَّلِيبُ: نَبْتٌ وَهُوَ مِن نَجِيلِ السِّباخِ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. والثِّلْبُ: لَقَبُ رَجل.

والثَّلَبُوتُ: أَرضٌ. قَالَ لَبِيدٌ: بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ، يَرْبَأُ، فَوْقَها، ... قَفْرَ المَراقِبِ، خَوْفُها آرامُها وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ثَلَبُوتٌ: أَرض، فَأَسْقَطَ مِنْهُ الأَلف وَاللَّامَ وَنَوَّنَ، ثُمَّ قَالَ: أرضٌ وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. والثَّلَبُوتُ: اسْمُ وادٍ بين طَيِّئٍ وذُبْيانَ. ثوب: ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً: رجَع بَعْدَ ذَهَابِهِ. وَيُقَالُ: ثابَ فُلَانٌ إِلَى اللَّهِ، وتابَ، بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ، أَي عادَ ورجعَ إِلَى طَاعَتِهِ، وَكَذَلِكَ أَثابَ بِمَعْنَاهُ. ورجلٌ تَوّابٌ أَوّابٌ ثَوّابٌ مُنيبٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ ثَوّابٌ: لِلَّذِي يَبِيعُ الثِّيابَ. وثابَ الناسُ: اجْتَمَعُوا وجاؤوا. وَكَذَلِكَ الماءُ إِذَا اجْتَمَعَ فِي الحَوْضِ. وثابَ الشيءُ ثَوْباً وثُؤُوباً أَي رَجَعَ. قَالَ: وزَعْتُ بِكالهِراوةِ أعْوَجِيٍّ، ... إِذَا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وَثابا وَيُرْوَى وِثابا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وثَوَّبَ كثابَ. أَنشد ثَعْلَبٌ لِرَجُلٍ يَصِفُ ساقِيَيْنِ: إِذَا اسْتَراحا بَعْدَ جَهْدٍ ثَوَّبا والثَّوابُ: النَّحْلُ لأَنها تَثُوبُ. قالَ ساعِدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: مِنْ كُلِّ مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافةٍ ... مِنْهَا، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَرْعَبُ وثابَ جِسْمُه ثَوَباناً، وأَثابَ: أَقْبَلَ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ. وأَثابَ الرَّجلُ: ثابَ إِلَيْهِ جِسْمُه وصَلَح بَدَنُهُ. التَّهْذِيبِ: ثابَ إِلَى العَلِيلِ جِسْمُه إِذَا حسُنَتْ حالُه بعْدَ تَحوُّلِه ورجَعَتْ إِلَيْهِ صِحَّتُه. وثابَ الحَوْضُ يَثُوبُ ثَوْباً وثُؤُوباً: امْتَلأَ أَو قارَبَ، وثُبةُ الحَوْض ومَثابُه: وَسَطُه الَّذِي يَثُوبُ إِلَيْهِ الماءُ إِذَا اسْتُفرِغَ حُذِفَتْ عَينُه. والثُّبةُ: مَا اجْتَمع إِلَيْهِ الماءُ فِي الْوَادِي أَو فِي الغائِط. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ ثُبةً لأَن الماءَ يَثُوبُ إِلَيْهَا، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ عَيْنِ الْفِعْلِ كَمَا عَوَّضُوا مِنْ قَوْلِهِمْ أَقام إِقَامَةً، وأَصله إقْواماً. ومَثابُ الْبِئْرِ: وَسَطها. ومَثابُها: مقامُ السَّاقي مِنْ عُرُوشها عَلَى فَم الْبِئْرِ. قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ البِئر وتَهَوُّرَها: وَمَا لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، ... إِذَا اسْتُلَّ، مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ، الدَّعائمُ ومَثابَتُها: مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها. ومَثابَتُها: مَا أَشْرَفَ مِنَ الْحِجَارَةِ حَوْلَها يَقُوم عَلَيْهَا الرَّجل أَحياناً كَيْ لَا تُجاحِفَ الدَّلْوَ الغَرْبَ، ومَثابةُ البِئْرِ أَيضاً: طَيُّها، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري أَعَنَى بطَيّها موضِعَ طَيِّها أَم عَنى الطَّيَّ الَّذِي هُوَ بِناؤُها بِالْحِجَارَةِ. قَالَ: وقَلَّما تَكُونُ المَفْعَلةُ مَصْدَرًا. وثابَ الماءُ: بَلَغ إِلَى حَالِهِ الأَوّل بعد ما يُسْتَقَى. التَّهْذِيبِ: وبِئْرٌ ذاتُ ثَيِّبٍ وغَيِّثٍ إِذَا اسْتُقِيَ مِنْهَا عادَ مكانَه ماءٌ آخَر. وثَيّبٌ كَانَ فِي الأَصل ثَيْوِبٌ. قَالَ: وَلَا يكون الثُّؤُوبُ أَوَّلَ الشيءِ حَتَّى يَعُودَ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وَيُقَالُ: بِئْر لَهَا ثَيْبٌ أَي يَثُوبُ الماءُ فِيهَا. والمَثابُ: صَخْرة يَقُوم السَّاقي عَلَيْهَا يَثُوبُ إِلَيْهَا الْمَاءُ،

قَالَ الرَّاعِي: مُشْرفة المَثاب دَحُولا . قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: الكَلأُ بمَواضِعِ كَذَا وَكَذَا مِثْلُ ثائِبِ الْبَحْرِ: يَعْنُون أَنه غَضٌّ رَطْبٌ كأَنه ماءُ الْبَحْرِ إِذَا فاضَ بَعْدَ جزْرٍ. وثابَ أَي عادَ ورَجَع إِلَى مَوْضِعِه الَّذِي كَانَ أَفْضَى إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: ثابَ ماءُ البِئر إِذَا عادَتْ جُمَّتُها. وَمَا أَسْرَعَ ثابَتَها. والمَثابةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُثابُ إِلَيْهِ أَي يُرْجَعُ إِلَيْهِ مرَّة بَعْدَ أُخرى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً . وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمَنْزِلِ مَثابةٌ لأَنَّ أَهلَه يَتَصَرَّفُون فِي أُمُورهم ثُمَّ يَثُوبون إِلَيْهِ، وَالْجَمْعُ المَثابُ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الأَصل فِي مَثابةٍ مَثْوَبةٌ وَلَكِنَّ حركةَ الْوَاوِ نُقِلَت إِلَى الثَّاءِ وتَبِعَت الواوُ الحركةَ، فانقَلَبَتْ أَلِفًا. قَالَ: وَهَذَا إِعْلَالٌ بِإِتْبَاعِ بَابِ ثابَ، وأَصل ثابَ ثَوَبَ، وَلَكِنَّ الْوَاوَ قُلبت أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. قَالَ: لَا اخْتِلَافَ بَيْنَ النَّحْوِيِّينَ فِي ذَلِكَ. والمَثابةُ والمَثابُ: وَاحِدٌ، وَكَذَلِكَ قَالَ الفرَّاءُ، وأَنشد الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبي طَالِبٍ: مَثاباً لأَفْناءِ القَبائِلِ كلِّها، ... تَخُبُّ إِلَيْهِ اليَعْمَلَاتُ الذَّوامِلُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: البيتُ مَثابةٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَثُوبةٌ وَلَمْ يُقرأ بِهَا. ومَثابةُ الناسِ ومثابُهم: مُجتَمَعُهم بَعْدَ التَّفَرُّق. وَرُبَّمَا قَالُوا لِمَوْضِعِ حِبالة الصَّائِدِ مَثابة. قَالَ الرَّاجِزُ: مَتَى مَتَى تُطَّلَعُ المَثابا، ... لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابَا يَعْنِي بالشَّيْخِ الوَعِلَ. والثُّبةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ، مِنْ هَذَا. وتُجْمَعُ ثُبَةٌ ثُبًى، وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهل اللُّغَةِ فِي أَصلها، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ مَنْ ثابَ أَي عادَ ورَجَعَ، وَكَانَ أَصلها ثَوُبَةً، فَلَمَّا ضُمت الثاءُ حُذفت الْوَاوُ، وَتَصْغِيرُهَا ثُوَيْبةٌ. وَمِنْ هَذَا أُخذ ثُبةُ الحَوْض. وَهُوَ وسَطُه الَّذِي يَثُوب إِلَيْهِ بَقِيَّةُ الْمَاءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً . قَالَ الفرّاءُ: مَعْنَاهُ فانْفِرُوا عُصَباً، إِذَا دُعِيتم إِلَى السَّرايا، أَو دُعِيتم لتَنْفِروا جَمِيعًا. وَرُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَامٍ سأَل يُونُسَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً . قَالَ: ثُبَةٌ وثُباتٌ أَي فِرْقةٌ وفِرَقٌ. وَقَالَ زُهَيْرٌ: وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثُبَةٍ كِرامٍ، ... نَشاوَى، واجِدِينَ لِما نَشاءُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الثُّباتُ جَماعاتٌ فِي تَفْرِقةٍ، وكلُّ فِرْقةٍ ثُبةٌ، وَهَذَا مِنْ ثابَ. وَقَالَ آخَرُونَ: الثُّبةُ مِنَ الأَسْماء النَّاقِصَةُ، وَهُوَ فِي الأَصل ثُبَيةٌ، فَالسَّاقِطُ لَامُ الْفِعْلِ فِي هَذَا الْقَوْلِ، وأَما فِي الْقَوْلِ الأَوّل، فالساقِطُ عَيْنُ الْفِعْلِ. ومَن جَعَلَ الأَصل ثُبَيةً، فَهُوَ مِنْ ثَبَّيْتُ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِ فِي حياتِه، وتأَوِيلُه جَمْعُ مَحاسِنِهِ، وَإِنَّمَا الثُّبةُ الجماعةُ. وَثَابَ القومُ: أَتَوْا مُتواتِرِين، وَلَا يقالُ لِلْوَاحِدِ. والثَّوابُ: جَزاءُ الطاعةِ، وَكَذَلِكَ المَثُوبةُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ . وأَعْطاه ثَوابَه ومَثُوبَتَهُ ومَثْوَبَتَه أَي جَزاءَ مَا عَمِلَه. وأَثابَه اللَّهُ ثَوابَه وأَثْوَبَه وثوَّبَه مَثُوبَتَه: أَعْطاه إِيَّاهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا

كانُوا يَفْعَلُونَ. أَي جُوزُوا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَثابَهُ اللهُ مَثُوبةً حَسَنَةً. ومَثْوَبةٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ، شَاذٌّ، مِنْهُ. وَمِنْهُ قراءَةُ مَن قرأَ: لمَثْوَبةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ. وَقَدْ أَثْوَبه اللهُ مَثْوَبةً حسَنةً، فأَظْهر الْوَاوَ عَلَى الأَصل. وَقَالَ الْكِلَابِيُّونَ: لَا نَعرِف المَثْوَبةَ، وَلَكِنِ المَثابة. وثَوَّبه اللهُ مِن كَذَا: عَوَّضه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. واسْتَثابَه: سأَله أَن يُثِيبَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ التَّيِّهانِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَثِيبُوا أَخاكم أَي جازُوه عَلَى صَنِيعِهِ. يُقَالُ: أَثابَه يُثِيبه إِثابةً، وَالِاسْمُ الثَّوابُ، وَيَكُونُ فِي الْخَيْرِ والشرِّ، إِلَّا أَنه بِالْخَيْرِ أَخَصُّ وأَكثر استِعمالًا. وأَما قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أَعرِفَنَّ أَحداً انْتَقَص مِن سُبُلِ الناسِ إِلَى مَثاباتِهم شَيْئًا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِلَى مَثاباتِهم إِلَى مَنازِلهم، الْوَاحِدُ مَثابةٌ، قَالَ: والمَثابةُ المَرْجِعُ. والمَثابةُ: المُجْتمَعُ والمَنْزِلُ، لأَنَّ أَهلَه يَثُوبُون إِلَيْهِ أَي يرجِعُون. وأَراد عُمر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَا أَعْرِفَنَّ أَحداً اقْتَطع شَيْئًا مِنْ طُرُق الْمُسْلِمِينَ وأَدخله دارَه. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وقولُها فِي الأَحْنَف: أَبي كانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهِه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قِيلَ لَهُ فِي مَرَضِه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُني أَذُوبُ وَلَا أَثُوبُ أَي أَضْعُفُ وَلَا أَرجِعُ إِلَى الصِّحة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لأَساس البَيْتِ مَثاباتٌ. قَالَ: وَيُقَالُ لتُراب الأَساس النَّثِيل. قَالَ: وثابَ إِذَا انْتَبَه، وآبَ إِذَا رَجَعَ، وتابَ إِذَا أَقْلَعَ. والمَثابُ: طَيُّ الْحِجَارَةِ يَثُوبُ بَعْضُها عَلَى بَعْضٍ مِنْ أَعْلاه إِلَى أَسْفَله. والمَثابُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَثُوبُ مِنْهُ الماءُ، وَمِنْهُ بِئْر مَا لَهَا ثائِبٌ. والثَّوْبُ: اللِّباسُ، وَاحِدُ الأَثْوابِ، والثِّيابِ، وَالْجَمْعُ أَثْوُبٌ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَهْمِزُهُ فَيَقُولُ أَثْؤُبٌ، لِاسْتِثْقَالِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ، والهمزةُ أَقوى عَلَى احْتِمَالِهَا مِنْهَا، وَكَذَلِكَ دارٌ وأَدْؤُرٌ وساقٌ وأَسْؤُقٌ، وَجَمِيعُ مَا جاءَ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ. قَالَ مَعْرُوفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْؤُبا، ... حَتَّى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْيَبا، أَمْلَحَ لَا لَذًّا، وَلَا مُحَبَّبا وأَثْوابٌ وثِيابٌ. التَّهْذِيبِ: وثلاثةُ أَثْوُبٍ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وأَما الأَسْؤُقُ والأَدْؤُرُ فَمَهْمُوزَانِ، لأَنَّ صَرْفَ أَدْؤُرٍ عَلَى دَارٍ، وَكَذَلِكَ أَسْؤُق عَلَى ساقٍ، والأَثْوبُ حُمِل الصَّرْفُ فِيهَا عَلَى الْوَاوِ الَّتِي فِي الثَوْب نَفْسِها، وَالْوَاوُ تَحْتَمِلُ الصَّرْفَ مِنْ غَيْرِ انْهِمَازٍ. قَالَ: وَلَوْ طُرِحَ الْهَمْزُ مِنْ أَدْؤُر وأَسْؤُق لَجَازَ عَلَى أَن تُرَدَّ تِلْكَ الأَلف إِلَى أَصلها، وَكَانَ أَصلها الْوَاوَ، كَمَا قَالُوا فِي جَمَاعَةِ النابِ مِنَ الإِنسان أَنْيُبٌ، هَمَزُوا لأَنَّ أَصل الأَلف فِي النَّابِ يَاءٌ «3»، وَتَصْغِيرٌ نابٍ نُيَيْبٌ، وَيُجْمَعُ أَنْياباً. وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الثِّياب: ثَوَّابٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: لَا تَلْبَسْ ثِيابَك عَلَى مَعْصِيةٍ، وَلَا عَلَى فُجُورِ كُفْرٍ، واحتجَّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: إِنِّي بِحَمْدِ اللهِ، لَا ثَوْبَ غادِرٍ ... لَبِسْتُ، وَلا مِنْ خَزْيةٍ أَتَقَنَّعُ

_ (3). قوله [هَمَزُوا لأَن أَصْلَ الأَلف إلخ] كذا في النسخ ولعله لم يهمزوا كما يفيده التعليل بعده.

وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الثِّيابُ اللِّباسُ، وَيُقَالُ للقَلْبِ. وَقَالَ الفرَّاءُ: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ : أَي لَا تَكُنْ غادِراً فَتُدَنِّسَ ثِيابَك، فإِنَّ الغادِرَ دَنِسُ الثِّيابِ، وَيُقَالُ: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ . يَقُولُ: عَمَلَكَ فأَصْلِحْ. وَيُقَالُ: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ أَي قَصِّرْ، فَإِنَّ تَقْصِيرها طُهْرٌ. وَقِيلَ: نَفْسَكَ فطَهِّر، وَالْعَرَبُ تَكْني بالثِّيابِ عَنِ النَفْسِ، وَقَالَ: فَسُلِّي ثِيَابِي عَنْ ثِيابِكِ تَنْسَلِي وَفُلَانٌ دَنِسُ الثِّيابِ إِذَا كَانَ خَبيثَ الفِعْل والمَذْهَبِ خَبِيثَ العِرْض. قَالَ إمْرُؤُ القَيْس: ثِيابُ بَني عَوْفٍ طَهارَى، نَقِيّةٌ، ... وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسافِرِ، غُرّانُ وَقَالَ: رَمَوْها بأَثْوابٍ خِفافٍ، وَلَا تَرَى ... لَهَا شَبَهاً، إِلَّا النَّعامَ المُنَفَّرا . رَمَوْها يَعْنِي الرّكابَ بِأَبْدانِهِم. وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّاعِي: فقامَ إِلَيْهَا حَبْتَرٌ بِسلاحِه، ... وَلِلَّهِ ثَوْبا حَبْتَرٍ أَيّما فَتَى يُرِيدُ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ ثَوْبا حَبْتَرٍ مِنْ بَدَنِه. وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِيِّ لَمَّا حَضَره المَوتُ دَعا بِثيابٍ جُدُدٍ، فَلَبِسَها ثُمَّ ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِنَّ المَيّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيابِه الَّتِي يَموتُ فِيهَا. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَما أَبو سَعِيدٍ فَقَدِ اسْتَعْمَلَ الْحَدِيثَ عَلَى ظاهرهِ، وَقَدْ رُوي فِي تَحْسِينِ الكَفَنِ أَحاديثُ. قَالَ: وَقَدْ تأَوّله بعضُ الْعُلَمَاءِ عَلَى الْمَعْنَى وأَراد بِهِ الحالةَ الَّتِي يَمُوت عَلَيْهَا مِنَ الخَير وَالشَّرِّ وعَمَلَه الَّذِي يُخْتَم لَهُ بِهِ. يُقَالُ فُلَانٌ طاهِرُ الثيابِ إِذَا وَصَفُوه بِطَهارةِ النَّفْسِ والبَراءةِ مِنَ العَيْبِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ . وَفُلَانٌ دَنِسُ الثِّيَابِ إِذَا كَانَ خَبِيثَ الْفِعْلِ والمَذْهبِ. قَالَ: وَهَذَا كَالْحَدِيثِ الآَخَر: يُبْعَثُ العَبْدُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ. قَالَ الهَروِيُّ: وَلَيْسَ قَولُ مَنْ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الأَكْفانِ بشيءٍ لأَنَّ الإِنسان إِنَّمَا يُكَفَّنُ بَعْدَ الْمَوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرةٍ أَلْبَسَه اللهُ تَعَالَى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ ؛ أَي يَشْمَلُه بالذلِّ كَمَا يشملُ الثوبُ البَدَنَ بأَنْ يُصَغِّرَه فِي العُيون ويُحَقِّرَه فِي القُلوب. وَالشُّهْرَةُ: ظُهور الشَّيْءِ فِي شُنْعة حَتَّى يُشْهِره الناسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: المُشْكِلُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَثْنِيَةُ الثَّوْبِ. قَالَ الأَزهريّ: مَعْنَاهُ أَن الرَّجُلَ يَجعَلُ لقَميصِه كُمَّيْنِ أَحدُهما فَوْقَ الْآخَرِ لِيُرَى أَن عَلَيْهِ قَميصَين وَهُمَا وَاحِدٌ، وَهَذَا إِنَّمَا يكونُ فِيهِ أَحدُ الثَوْبَيْن زُوراً لَا الثَوْبانِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَن الْعَرَبَ أَكثر مَا كَانَتْ تَلْبَسُ عِنْدَ الجِدَّةِ والمَقْدُرةِ إِزَارًا وَرِدَاءً، وَلِهَذَا حِينَ سُئل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قال: أَوكُلُّكُم يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ وَفَسَّرَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بإزارٍ ورِداء، وَإِزَارٍ وَقَمِيصٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ راهُويه قَالَ: سأَلتُ أَبا الغَمْرِ الأَعرابيَّ، وَهُوَ ابنُ ابنةِ ذِي الرُّمة، عَنْ تَفْسِيرِ ذَلِكَ، فَقَالَ: كَانَتِ العربُ إِذَا اجتَمَعوا فِي المحافِلِ كَانَتْ لَهُمْ جماعةٌ يَلْبَسُ أَحدُهم ثَوْبَيْنِ حَسَنَيْن. فَإِنِ احْتَاجُوا إِلَى شَهادةٍ شَهِدَ لَهُمْ بِزُور، فيُمْضُون شَهادتَه بثَوْبَيْهِ، فَيَقُولُونَ: مَا أَحْسَنَ

ثِيابَه، وَمَا أَحسنَ هَيْئَتَه، فَيُجيزون شَهَادَتَهُ لِذَلِكَ. قَالَ: والأَحسن أَن يُقَالَ فِيهِ إنَّ المتشبّعَ بِمَا لَمْ يُعْطَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ أُعْطِيتُ كَذَا لشيءٍ لَمْ يُعْطَه، فأَمّا أَنه يَتَّصِفُ بصِفاتٍ لَيْسَتْ فِيهِ، يريدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى منَحَه إِيَّاهَا، أَو يُريد أَنّ بعضَ الناسِ وصَلَهُ بشيءٍ خَصَّه بِهِ، فَيَكُونُ بِهَذَا الْقَوْلِ قَدْ جَمَعَ بَيْنَ كَذِبَيْنِ أَحدهما اتّصافُه بِمَا لَيْسَ فِيهِ، أَو أَخْذُه مَا لَمْ يأْخُذْه، والآخَر الكَذِبُ عَلَى المُعْطِي، وَهُوَ اللهُ، أَو الناسُ. وأَراد بِثَوْبَيْ زُورٍ هَذَيْنِ الحالَيْن اللَّذَيْنِ ارْتَكَبَهما، واتَّصفَ بِهِمَا، وَقَدْ سَبَقَ أَن الثوبَ يُطلق عَلَى الصِّفَةِ الْمَحْمُودَةِ وَالْمَذْمُومَةِ، وَحِينَئِذٍ يَصِحُّ التَّشْبِيهُ فِي التَّثْنِيَةِ لأَنه شَبَّه اثْنَيْنِ بِاثْنَيْنِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَيُقَالُ: ثَوَّبَ الدَّاعِي تَثْوِيباً إِذَا عَادَ مرَّة بَعْدَ أُخرى. وَمِنْهُ تَثْوِيبُ الْمُؤَذِّنِ إِذَا نادَى بالأَذانِ لِلنَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ نادَى بَعْدَ التأْذين، فَقَالَ: الصلاةَ، رَحمكم اللَّهُ، الصلاةَ، يَدْعُو إِلَيْهَا عَوْداً بَعْدَ بَدْء. والتَّثْوِيبُ: هُوَ الدُّعاء لِلصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا، وأَصله أَنَّ الرجلَ إِذَا جاءَ مُسْتَصْرِخاً لوَّحَ بِثَوْبِهِ لِيُرَى ويَشْتَهِر، فَكَانَ ذَلِكَ كالدُّعاء، فسُمي الدُّعَاءُ تَثْوِيبًا لِذَلِكَ، وكلُّ داعٍ مُثَوِّبٌ. وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّي الدُّعاء تَثْوِيباً مِنْ ثَابَ يَثُوبُ إِذَا رجَع، فَهُوَ رُجُوعٌ إِلَى الأَمر بالمُبادرة إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّ المؤَذِّن إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَقَدْ دَعاهم إِلَيْهَا، فَإِذَا قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: الصلاةُ خيرٌ مِنَ النَّوْم، فَقَدْ رجَع إِلَى كَلَامٍ مَعْنَاهُ المبادرةُ إِلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ بِلال: أَمرَني رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ لَا أُثَوِّبَ فِي شيءٍ مِنَ الصلاةِ، إلَّا فِي صلاةِ الْفَجْرِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ: الصلاةُ خيرٌ مِنَ النَّوْم، مَرَّتَيْنِ. وَقِيلَ: التَّثْويبُ تَثْنِيَةُ الدُّعَاءِ. وَقِيلَ: التَّثْوِيبُ فِي أَذان الْفَجْرِ أَن يَقُولَ المؤَذِّن بَعْدَ قَوْلِهِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ: الصلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْم، يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ، كَمَا يُثوِّب بَيْنَ الأَذانين: الصلاةَ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، الصلاةَ. وأَصلُ هَذَا كلِّه مِنْ تَثْوِيب الدُّعَاءِ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى. وَقِيلَ: التَّثوِيبُ الصلاةُ بعدَ الفَريضة. يُقَالُ: تَثَوَّبت أَي تَطَوَّعْت بَعْدَ المكتُوبة، وَلَا يَكُونُ التَّثْوِيبُ إِلَّا بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ، وَهُوَ الْعَوْدُ لِلصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فأْتُوها وَعَلَيْكُمُ السَّكِينةُ والوَقارُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّثْويبُ هَاهُنَا إقامةُ الصَّلَاةِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حِينَ أَرادت الخُروجَ إِلَى الْبَصْرَةِ: إنَّ عَمُودَ الدِّين لَا يُثابُ بالنساءِ إنْ مالَ. تُرِيدُ: لَا يُعادُ إِلَى اسْتِوائه، من ثابَ يَثُوبُ إذا رجَع. وَيُقَالُ: ذَهَبَ مالُ فلانٍ فاسْتَثابَ مَالًا أَي اسْتَرْجَع مَالًا. وَقَالَ الْكُمَيْتُ: إِنَّ العَشِيرةَ تَسْتَثِيبُ بمالِه، ... فتُغِيرُ، وهْوَ مُوَفِّرٌ أَمْوالَها وَقَوْلُهُمْ فِي المثلِ هُوَ أَطْوَعُ مِنْ ثَوابٍ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يُوصَفُ بالطَّواعِيةِ. قال الأَخفش بْنُ شِهَابٍ: وكنتُ، الدَّهْرَ، لَسْتُ أُطِيع أُنْثَى، ... فَصِرْتُ اليومَ أَطْوَعَ مِن ثَوابِ التَّهْذِيبِ: فِي النَّوَادِرِ أَثَبْتُ الثَّوْبَ إِثَابَةً إِذَا كَفَفْتَ مَخايِطَه، ومَلَلْتُه: خِطْتُه الخِياطَة الأُولى بِغَيْرِ كَفٍّ. والثائبُ: الرّيحُ الشديدةُ تكونُ فِي أَوّلِ المَطَر. وثَوْبانُ: اسْمُ رجل.

فصل الجيم

ثيب: الثَّيِّبُ مِنَ النساءِ: الَّتِي تَزَوّجَتْ وفارَقَتْ زَوْجَها بأَيِّ وجْهٍ كَانَ بَعْدَ أَنْ مَسَّها. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: امرأَةٌ ثَيِّبٌ كَانَتْ ذاتَ زَوْج ثُمَّ ماتَ عَنْهَا زوجُها، أَو طُلِّقت ثُمَّ رجَعَتْ إِلَى النِّكَاحِ. قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ، إِلَّا أَن يُقَالَ ولَدُ الثَّيِّبَيْنِ وَوَلَدُ البِكْرَيْنِ. وَجَاءَ فِي الْخَبَرِ: الثَّيِّبانِ يُرْجَمانِ، والبِكْرانِ يُجْلَدانِ ويُغَرَّبانِ. وَقَالَ الأَصمعي: امرأَة ثَيِّبٌ وَرَجُلٌ ثَيِّبٌ إِذَا كَانَ قَدْ دُخِلَ بِهِ أَو دُخِلَ بِهَا، الذَّكَرُ والأُنثى، فِي ذَلِكَ، سَوَاءٌ. وَقَدْ ثُيِّبَتِ المرأَةُ، وَهِيَ مُثَيَّبٌ. التَّهْذِيبِ يُقَالُ: ثُيِّبَتِ المرأَةُ تَثْيِيباً إِذَا صَارَتْ ثَيِّباً، وَجَمْعُ الثَّيِّبِ، مِنَ النِّسَاءِ، ثَيّباتٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً . وَفِي الْحَدِيثِ: الثَّيِّبُ بالثيبِ جَلْدُ مائةٍ ورَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ. ابْنُ الأَثير: الثَّيِّبُ مَن لَيْسَ بِبِكْر. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ الثَّيِّبُ عَلَى المرأَةِ البالِغةِ، وَإِنْ كَانَتْ بِكْراً، مَجازاً واتِّساعاً. قَالَ: وَالْجَمْعُ بَيْنَ الجَلد والرَّجْم مَنْسُوخٌ. قَالَ: وأَصل الْكَلِمَةِ الْوَاوُ، لأَنه مَنْ ثابَ يَثُوبُ إِذَا رَجع كأَنَّ الثَّيِّب بِصَدَد العَوْدِ والرُّجوع. وثِيبانُ: اسم كُورة. فصل الجيم جأب: الجَأْبُ: الحِمار الغَلِيظُ مِنْ حُمُر الوَحْشِ، يُهْمَزُ ولا يهمز، والجمع جُؤُوبٌ. وكاهِلٌ جَأْبٌ: غَلِيظٌ. وخَلْقٌ جَأْبٌ: جافٍ غليظٌ. قَالَ الرَّاعِي: فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا آلُ كلِّ نَجيبةٍ، ... لَهَا كاهِلٌ جَأْبٌ، وصُلْبٌ مُكَدَّحُ والجَأْبُ: المَغَرةُ. ابْنُ الأَعرابي: جَبَأَ وجَأَبَ إِذَا باعَ الجَأْبَ، وَهُوَ المَغَرةُ. وَيُقَالُ للظَّبْيةِ حِينَ يَطْلُعُ قَرْنُها: جَأَبةُ المِدْرَى، وأَبو عُبَيْدَةَ لَا يَهْمِزُهُ. قَالَ بِشْر: تَعَرُّضَ جَأْبةِ المِدْرَى، خَذُولٍ، ... بِصاحةَ، فِي أَسِرَّتِها السَّلامُ وصاحةُ جبلٌ. والسَّلامُ شَجر. وَإِنَّمَا قِيلَ جَأْبةُ المِدْرَى لأَنَّ القَرْنَ أَوَّلَ مَا يَطْلُعُ يكونُ غَلِيظاً ثُمَّ يَدِقُّ، فنَبَّه بِذَلِكَ عَلَى صِغَرِ سِنها. وَيُقَالُ: فُلَانٌ شَخْتُ الآلِ، جَأْبُ الصَّبْرِ، أَي دقيقُ الشخْصِ غَلِيظُ الصَبْر فِي الأُمور. والجَأْبُ: الكَسْبُ. وجَأَبَ يَجْأَبُ جَأْباً: كسَبَ. قَالَ رؤْبة بْنُ الْعَجَّاجِ: حَتَّى خَشِيتُ أَن يكونَ رَبِّي ... يَطْلُبُنِي، مِنْ عَمَلٍ، بذَنْبِ، وَاللَّهُ راعٍ عَمَلِي وجَأْبي وَيُرْوَى وَاعٍ. والجَأْبُ: السُّرَّةُ. ابْنُ بُزُرْجَ: جَأْبةُ البَطْنِ وجَبْأَتُه: مَأْنَتُه. والجُؤْبُ: دِرْعٌ تَلْبَسُه المرأَةُ. ودارةُ الجَأْبِ: موضعٌ، عَنْ كُرَاعٍ. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وكأَنّ مُهْري كانَ مُحْتَفِراً، ... بقَفا الأَسِنَّةِ، مَغْرةَ الجَأْبِ «1» قَالَ: الجَأْبُ مَاءٌ لِبَنِي هُجَيم عند مَغْرةَ عندهم. جأنب: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ اللَّيْثِ: رَجُلٌ جَأْنَبٌ: قصِيرٌ.

_ (1). قوله [وكأن مهري إلخ] لم نظفر بهذا البيت فانظر قوله بقفا الأسنة.

جبب: الجَبُّ: القَطْعُ. جَبَّه يَجُبُّه جَبّاً وجِباباً واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبّاً: اسْتَأْصَلَه. وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. والمَجْبُوبُ: الخَصِيُّ الَّذِي قَدِ اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه. وَقَدْ جُبَّ جَبّاً. وَفِي حَدِيثِ مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الَّذِي أَمَر النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بقَتْلِه لَمَّا اتُهمَ بِالزِّنَا: فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ. أَي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ. وَفِي حَدِيثِ زِنْباعٍ: أَنه جَبَّ غُلاماً لَهُ. وبَعِيرٌ أَجَبُّ بَيِّنُ الجَبَبِ أَي مقطوعُ السَّنامِ. وجَبَّ السَّنامَ يَجُبُّه جَبّاً: قطَعَه. والجَبَبُ: قَطْعٌ فِي السَّنامِ. وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْكُلَه الرَّحْلُ أَو القَتَبُ، فَلَا يَكْبُر. بَعِير أَجَبُّ وناقةٌ جَبَّاء. اللَّيْثُ: الجَبُّ: استِئْصالُ السَّنامِ مِنْ أَصلِه. وأَنشد: ونَأْخُذُ، بَعْدَهُ، بِذنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ، ليسَ لَه سَنامُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم كَانُوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ وَهِيَ حَيّةٌ. وَفِي حَدِيثِ حَمْزةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَيْ عليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا شَرِبَ الخَمْرَ ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِن الجَبِّ أَي القَطْعِ. وَمِنْهُ حديثُ الانْتِباذِ فِي المَزادةِ المَجْبُوبةِ الَّتِي قُطِعَ رأَسُها، وَلَيْسَ لَهَا عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها يَتَنَفَّسُ مِنْهَا الشَّرابُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَهَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنِ الجُبِّ. قِيلَ: وَمَا الجُبُّ؟ فَقَالَتِ امرأَةٌ عِنْدَهُ: هُوَ المَزادةُ يُخَيَّطُ بعضُها إِلَى بَعْضٍ، كَانُوا يَنْتَبِذُون فِيهَا حَتَّى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتِ الانْتباذ فِيهَا، واشْتَدَّتْ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ لَهَا المَجْبُوبَةُ أَيضاً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَه والتَّوبةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَها. أَي يَقْطَعانِ ويَمْحُوَانِ مَا كانَ قَبْلَهما مِنَ الكُفْر والمَعاصِي والذُّنُوبِ. وامْرأَةٌ جَبّاءُ: لَا أَلْيَتَيْنِ لَهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: امْرأَة جَبَّاءُ أَي رَسْحاءُ. والأَجَبُّ مِنَ الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ. وَقَالَ شِمْرٌ: امرأَةٌ جَبَّاءُ إِذَا لَمْ يَعظُمْ ثَدْيُها. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وسُئل عَنِ امرأَة تَزَوَّجَ بِهَا: كَيْفَ وجَدْتَها؟ فَقَالَ: كالخَيْرِ مِنِ امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ. قَالُوا: أَوَليس ذلكَ خَيْراً؟ قَالَ: مَا ذَاكَ بِأَدْفَأَ للضَّجِيعِ، وَلَا أَرْوَى للرَّضِيعِ. قَالَ: يُرِيدُ بالجَبَّاءِ أَنها صَغِيرة الثَّدْيَين، وَهِيَ فِي اللُّغَةِ أَشْبَهُ بِالَّتِي لَا عَجُزَ لَهَا، كَالْبَعِيرِ الأَجَبّ الَّذِي لَا سَنام لَهُ. وَقِيلَ: الجَبّاء القَلِيلةُ لَحْمِ الْفَخْذَيْنِ. والجِبابُ: تَلْقِيحُ النَّخْلِ. وجَبَّ النَّخْلَ: لَقَّحَه. وزَمَنُ الجِباب: زَمَنُ التَّلْقِيح لِلنَّخْلِ. الأَصمعي: إِذَا لَقَّحَ الناسُ النَّخِيلَ قِيلَ قَدْ جَبُّوا، وَقَدْ أَتانا زَمَنُ الجِبابِ. والجُبَّةُ: ضَرْبٌ مِنْ مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وَجَمْعُهَا جُبَبٌ وجِبابٌ. والجُبَّةُ: مِنْ أَسْماء الدِّرْع، وَجَمْعُهَا جُبَبٌ. وَقَالَ الرَّاعِي: لنَا جُبَبٌ، وأَرْماحٌ طِوالٌ، ... بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا «2» والجُبّةُ مِن السِّنانِ: الَّذِي دَخَل فِيهِ الرُّمْحُ.

_ (2). قوله [الشطونا] في التكملة الزبونا.

والثَّعْلَبُ: مَا دخَل مِن الرُّمْحِ فِي السِّنانِ. وجُبَّةُ الرُّمح: مَا دَخَلَ مِنَ السِّنَانِ فِيهِ. والجُبّةُ: حَشْوُ الحافِر، وَقِيلَ: قَرْنُه، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الفَرَس مُلْتَقَى الوَظِيف عَلَى الحَوْشَب مِنَ الرُّسْغ. وَقِيلَ: هِيَ مَوْصِلُ مَا بَيْنَ الساقِ والفَخِذ. وَقِيلَ: مَوْصِلُ الوَظيف فِي الذِّرَاعِ. وَقِيلَ: مَغْرِزُ الوَظِيفِ فِي الْحَافِرِ. اللَّيْثُ: الجُبّةُ: بياضٌ يَطأُ فِيهِ الدابّةُ بحافِره حَتَّى يَبْلُغَ الأَشاعِرَ. والمُجَبَّبُ: الفرَسُ الَّذِي يَبْلُغ تَحْجِيلُه إِلَى رُكْبَتَيْه. أَبو عُبَيْدَةَ: جُبّةُ الفَرس: مُلْتَقَى الوَظِيفِ فِي أَعْلى الحَوْشَبِ. وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مُلْتَقَى ساقَيْه ووَظِيفَي رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ، إِلَّا عظمَ الظَّهْر. وفرسٌ مُجَبَّبٌ: ارْتَفَع البَياضُ مِنْهُ إِلَى الجُبَبِ، فَمَا فوقَ ذَلِكَ، مَا لَمْ يَبْلُغِ الرُّكبتين. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بَلَغَ البياضُ أَشاعِرَه. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بلَغ البياضُ مِنْهُ رُكبةَ الْيَدِ وعُرْقُوبَ الرِّجْلِ، أَو رُكْبَتَي اليَدَيْن وعُرْقُوَبي الرِّجْلَيْنِ. وَالِاسْمُ الجَبَبُ، وَفِيهِ تَجْبِيبٌ. قَالَ الْكُمَيْتُ: أُعْطِيتَ، مِن غُرَرِ الأَحْسابِ، شادِخةً، ... زَيْناً، وفُزْتَ، مِنَ التَّحْجِيل، بالجَبَبِ والجُبُّ: البِئرُ، مُذَكَّرٌ. وَقِيلَ: هِيَ البِئْر لَمْ تُطْوَ. وَقِيلَ: هِيَ الجَيِّدةُ الْمَوْضِعِ مِنَ الكَلإِ. وَقِيلَ: هِيَ البِئر الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ البَعيدةُ القَعْرِ. قَالَ: فَصَبَّحَتْ، بَيْنَ الْمَلَا وثَبْرَهْ، ... جُبّاً، تَرَى جِمامَه مُخْضَرَّهْ، فبَرَدَتْ مِنْهُ لُهابُ الحَرَّهْ وَقِيلَ: لَا تَكُونُ جُبّاً حَتَّى تَكُونَ مِمَّا وُجِدَ لَا مِمَّا حفَرَه الناسُ. وَالْجَمْعُ: أَجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبةٌ، وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ، وَهُوَ أَنّ دَفِينَ سِحْرِ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، جُعِلَ فِي جُبِّ طَلْعةٍ، أَي فِي داخِلها، وَهُمَا مَعًا وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: جُبِّ طَلْعةٍ لَيْسَ بمَعْرُوفٍ إِنَّمَا المَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ، قَالَ شَمِرٌ: أَراد داخِلَها إِذَا أُخْرِجَ مِنْهَا الكُفُرَّى، كَمَا يُقَالُ لِدَاخِلِ الرَّكِيَّة مِنْ أَسْفَلِها إِلَى أَعْلاها جُبٌّ. يُقَالُ إِنَّهَا لوَاسِعةُ الجُبِّ، مَطْوِيَّةً كَانَتْ أَو غَيْرَ مَطْوِيّةٍ. وسُمِّيَت البِئْر جُبّاً لأَنها قُطِعَتْ قَطْعاً، وَلَمْ يُحْدَثُ فِيهَا غَيْر القَطْعِ مِنْ طَيٍّ وَمَا أَشْبَهه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الجُبّ الْبِئْرُ غيرُ البَعيدةِ. الفرَّاءُ: بِئْرٌ مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذَا كَانَ وَسَطُها أَوْسَعَ شَيْءٍ مِنْهَا مُقَبَّبةً. وَقَالَتِ الْكِلَّابِيَّةُ: الجُبُّ القَلِيب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: الجُبُّ رَكِيَّةٌ تُجابُ فِي الصَّفا، وَقَالَ مُشَيِّعٌ: الجُبُّ جُبُّ الرَّكِيَّةِ قَبْلَ أَن تُطْوَى. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كَثْوةَ: جُبُّ الرَّكِيَّة جِرابُها، وجُبَّة القَرْنِ الَّتِي فِيهَا المُشاشةُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجِبابُ الرَّكَايَا تُحْفَر يُنْصَب فِيهَا الْعِنَبُ أَي يُغْرس فِيهَا، كَمَا يُحْفر للفَسِيلة مِنَ النَّخْلِ، والجُبُّ الْوَاحِدُ. والشَّرَبَّةُ الطَّرِيقةُ مِنْ شَجَرِ الْعِنَبِ عَلَى طَرِيقةِ شُرْبِهِ. والغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم. والجَبُوبُ: وَجْهُ الأَرضِ. وَقِيلَ: هِيَ الأَرضُ الغَلِيظةُ. وَقِيلَ: هِيَ الأَرضُ الغَليظةُ مِنَ الصَّخْر لَا مِنَ الطَّينِ. وَقِيلَ: هِيَ الأَرض عَامَّةً، لَا تُجْمَعُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَبُوبُ الأَرضُ، والجَبُوب التُّرابُ. وَقَوْلُ إمرئِ الْقَيْسِ: فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها، ... وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي يُحْتَمَلُ هَذَا كُلُّهُ.

والجَبُوبةُ: المَدَرةُ. وَيُقَالُ للمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ مِنْ وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فَإِذَا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ، قَالَ الأَصمعي: الجَبُوب، بِالْفَتْحِ: الأَرضُ الغَلِيظةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: رأَيتُ الْمُصْطَفَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي أَو يَسْجُدُ عَلَى الجَبُوبِ. ابْنُ الأَعرابي: الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، والجَبُوبُ المَدَرُ المُفَتَّتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فَتَفَلَ فِيهَا. هُوَ مِنَ الأَوّل «1». وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: سأَله رَجُلٌ، فَقَالَ: عَنَّتْ لِي عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها، حَتَّى كَفَّتْ عَنِ العَدْوِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامةَ قَالَ: لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إِلَيْهِمُ الجَبُوبَ، وَيَقُولُ: سُدُّوا الفُرَجَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بشيءٍ وَلَكِنَّهُ يُطَيِّبُ بنَفْسِ الْحَيِّ. وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقاباً أَصابَ صَيْداً: رأَتْ قَنَصاً عَلَى فَوْتٍ، فَضَمَّتْ، ... إِلَى حَيْزُومِها، رِيشاً رَطِيبا فلاقَتْه بِبَلْقَعةٍ بَراحٍ، ... تُصادِمُ، بَيْنَ عَيْنيه، الجَبُوبا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَبُوبُ وَجْهُ الأَرضِ ومَتْنها مِنْ سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل. أَبو عَمْرٍو: الجَبُوبُ الأَرض، وأَنشد: لَا تَسْقِه حَمْضاً، وَلَا حَلِيبا، ... إنْ مَا تَجِدْه سابِحاً، يَعْبُوبا، ذَا مَنْعةٍ، يَلْتَهِبُ الجَبُوبا وَقَالَ غَيْرُهُ: الجَبُوب الْحِجَارَةُ والأَرضُ الصُّلْبةُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تَدَعُ الجَبُوبَ، إِذَا انْتَحَتْ ... فِيهِ، طَرِيقاً لاحِبا والجُبابُ، بِالضَّمِّ: شَيْءٌ يَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فَيَصِيرُ كأَنه زُبْد، وَلَا زُبْدَ لأَلبانها. قَالَ الرَّاجِزُ: يَعْصِبُ فاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ، ... عَصْبَ الجُبابِ بِشفاهِ الوَطْبِ وَقِيلَ: الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر، وَقَدْ أَجَبَّ اللَّبَنُ. التَّهْذِيبُ: الجُبابُ شِبه الزُّبْدِ يَعْلُو الأَلبانَ، يَعْنِي أَلبان الإِبل، إِذَا مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَيْهِ، فيَجْتمِعُ عِنْدَ فَمِ السِّقاء، وَلَيْسَ لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يُشْبِه الزُّبْدَ. والجُبابُ: الهَدَرُ الساقِطُ الَّذِي لَا يُطْلَبُ. وجَبَّ القومَ: غَلَبَهم. قَالَ الرَّاجِزُ: مَنْ رَوّلَ اليومَ لَنا، فَقَدْ غَلَبْ، ... خُبْزاً بِسَمْنٍ، وهْو عِنْدَ النَّاسِ جَبّ وجَبَّتْ فُلَانَةٌ النِّسَاءَ تَجُبُّهنّ جَبّاً: غَلَبَتْهنّ مِنْ حُسْنِها. قالَ الشَّاعِرُ: جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ وعَبْس وجابَّنِي فجَبَبْتُه، وَالِاسْمُ الجِبابُ: غالَبَني فَغَلَبْتُه. وَقِيلَ: هُوَ غَلَبَتُك إِيَّاهُ فِي كُلِّ وجْهٍ مِنْ حَسَبٍ أَو جَمال أَو غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ: جَبَّتْ نساءَ العالَمين بالسَّبَبْ قَالَ: هَذِهِ امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط، وَهُوَ السَّبَبُ، ثُمَّ أَلقَتْه إِلَى نِسَاءِ الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما

_ (1). قوله [هو من الأَول] لعل المراد به المدرة الغليظة.

فَعَلت، فأَدَرْنَه عَلَى أَعْجازِهنَّ، فَوَجَدْنَه فَائِضًا كَثِيرًا، فغَلَبَتْهُنَّ. وجابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها فَجَبَّتْها حُسْناً أَي فاقَتْها بِحُسْنها. والتَّجْبِيبُ: النِّفارُ. وجَبَّبَ الرجلُ تَجْبيباً إِذَا فَرَّ وعَرَّدَ. قال الحُطَيْئةُ: ونحنُ، إذ جَبَّبْتُمُ عَنْ نسائِكم، ... كَمَا جَبَّبَتْ، مِنْ عندِ أَولادِها، الحُمُرْ وَفِي حَدِيثِ مُوَرِّقٍ: المُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللهِ، إِذَا جَبَّبَ الناسُ عَنْهَا، كالكارِّ بَعْدَ الفارِّ ، أَي إِذَا تركَ الناسُ الطاعاتِ ورَغِبُوا عَنْهَا. يُقَالُ: جَبَّبَ الرجلُ إِذَا مَضَى مُسْرِعاً فَارًّا مِنَ الشيءِ. الْبَاهِلِيُّ: فَرَشَ لَهُ فِي جُبَّةِ الدارِ أَي فِي وسَطِها. وجُبَّةُ العينِ: حجاجُها. ابْنُ الأَعرابي: الجَبابُ: القَحْطُ الشديدُ، والمَجَبَّةُ: المَحَجَّةُ وجادَّتُ الطرِيق. أَبو زَيْدٍ: رَكِبَ فُلَانٌ المَجَبَّةَ، وَهِيَ الجادّةُ. وجُبَّةُ والجُبَّةُ: مَوْضِعٌ. قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب: زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ، فأَصْبَحَتْ ... أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِيارِها وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا مالَ إلَّا إبِلٌ جُمَّاعَهْ، ... مَشْرَبُها الجُبَّةُ، أَو نُعاعَهْ والجُبْجُبةُ: وِعاءٌ يُتَّخذُ مِن أَدمٍ يُسْقَى فِيهِ الإِبلُ ويُنْقَعُ فِيهِ الهَبِيدُ. والجُبْجُبة: الزَّبيلُ مِنْ جُلودٍ، يُنْقَلُ فِيهِ الترابُ، وَالْجَمْعُ الجَباجِبُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ عَديّ، لَمَّا أَراد أَن يُهاجِر، جُبْجُبةً فِيهَا نَوًى مِن ذَهَبٍ ، هِيَ زَبِيلٌ لطِيفٌ مِنْ جُلود. وَرَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ بِالْفَتْحِ. وَالنَّوَى: قِطَعٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَزْنُ القِطعة خَمْسَةُ دراهمَ. وَفِي حَدِيثِ عُروة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إنْ ماتَ شيءٌ مِنَ الإِبل، فَخُذْ جِلْدَه، فاجْعَلْه جَباجِبَ يُنْقَلُ فِيهَا أَي زُبُلًا. والجُبْجُبةُ والجَبْجَبةُ والجُباجِبُ: الكَرِشُ، يُجْعَلُ فيه اللَّحْمُ يُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسفار، ويجعل فيه اللَّحْمُ المُقَطَّعُ ويُسَمَّى الخَلْعَ. وأَنشد: أَفي أَنْ سَرَى كَلْبٌ، فَبَيَّتَ جُلَّةً ... وجُبْجُبةً للوَطْبِ، سَلْمى تُطَلَّقُ وَقِيلَ: هِيَ إهالةٌ تُذابُ وتُحْقَنُ فِي كَرشٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ جِلد جَنْبِ الْبَعِيِرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخذ فِيهِ اللحمُ الَّذِي يُدعَى الوَشِيقةُ، وتَجَبْجَبَ واتخذَ جُبْجُبَةً إِذَا اتَّشَق، والوَشِيقَةُ لَحْمٌ يُغْلى إغْلاءَةً، ثُمَّ يُقَدَّدُ، فَهُوَ أَبْقى مَا يَكُونُ. قَالَ خُمام بْنُ زَيْدِ مَناةَ اليَرْبُوعِي: إِذَا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينة، ... فَلَا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ، وتَجَبْجَب وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعاً فِي الجُبْجُبةِ، فأَما مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَولهم: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ بالجُبْجُبة الَّتِي يوضعُ فِيهَا هَذَا الخَلْعُ. شَبَّهه بِهَا فِي انْتِفاخه وقِلة غَنائه، كَقَوْلِ الْآخَرِ: كأَنه حَقِيبةٌ مَلأَى حَثا ورَجلٌ جُباجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كَانَ ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ. ونُوقٌ جَباجِبُ. قَالَ الرَّاجِزُ:

جَراشِعٌ، جَباجِبُ الأَجْوافِ، ... حُمُّ الذُّرا، مُشْرِفةُ الأَنْواف وَإِبِلٌ مُجَبْجَبةٌ: ضَخْمةُ الجُنُوبِ. قَالَتْ: حَسَّنْتَ إِلَّا الرَّقَبَهْ، ... فَحَسِّنَنْها يَا أَبَهْ، كَيْ مَا تَجِيءَ الخَطَبَهْ، ... بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ وَيُرْوَى مُخَبْخبه. أَرادت مُبَخْبَخَةً أَي يُقَالُ لَهَا بَخٍ بَخٍ إعْجاباً بِهَا، فَقَلَبت. أَبو عَمْرٍو: جَمَلٌ جُباجِبٌ وبُجابِجٌ: ضَخْمٌ، وَقَدْ جَبْجَبَ إِذَا سَمِنَ. وجَبْجَبَ إِذَا ساحَ فِي الأَرض عِبَادَةً. وجَبْجَبَ إِذَا تَجَرَ فِي الجَباجِبِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل، وَهِيَ صَخْرةُ الماءِ، وماءٌ جَبْجابٌ وجُباجِبٌ: كَثِيرٌ. قَالَ: وَلَيْسَ جُباجِبٌ بِثَبْتٍ. وجُبْجُبٌ: ماءٌ مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ بَيْعَةِ الأَنصارِ: نادَى الشيطانُ يَا أَصحابَ الجَباجِب. قَالَ: هِيَ جَمْعُ جُبْجُبٍ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ المُسْتَوى مِنَ الأَرض لَيْسَ بحَزْنٍ، وَهِيَ هَاهُنَا أَسماءُ مَنازِلَ بِمِنًى سُمِّيَتْ بِهِ لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِي تُلْقَى فِيهَا أَيامَ الحَجّ. الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى حيَّهلَ. وأَنشد لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ التَّغْلَبي مِنْ أَبيات: إِيَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلي قَرِدَ القَفا، ... حَزابِيةً، وهَيَّباناً، جُباجِبا أَلفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه، ... مِنَ الصُّوفِ، نِكْثاً، أَو لَئِيماً دُبادِبا وَقَالَ: الجُباجِبُ والدُّبادِبُ الكثيرُ الشَّرِّ والجَلَبةِ. جحجب: جَحْجَبَ العَدُوَّ: أَهْلَكَه. قَالَ رؤْبة: كمْ مِن عِدًى جَمْجَمَهُم وجَحْجَبا وجَحْجَبَى: حيٌّ من الأَنصار. جحدب: رجُل جَحْدَبٌ: قصيرٌ، عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ: وَلَا أَحُقُّها، إِنَّمَا الْمَعْرُوفُ جَحْدَرٌ، بِالرَّاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهَا فِي موضعها. جحرب: فَرَسٌ جَحْرَبٌ وجُحارِبٌ: عظيمُ الخَلْقِ. والجَحْرَبُ مِنَ الرِّجَالِ: القصيرُ الضَّخْمُ، وَقِيلَ: الْوَاسِعُ الجَوْفِ، عَنْ كُرَاعٍ. ورأَيت فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ حَاشِيَةً: رجُل جَحْرَبةٌ عظيم البَطْن. جحنب: الجَحْنَبُ والجَحَنَّبُ كِلَاهُمَا: القصيرُ الْقَلِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ القصِيرُ فَقَطْ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيَّدَ بالقِلَّةِ. وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ المُلَزَّزُ وأَنشد: وصاحِبٍ لِي صَمْعَرِيٍّ، جَحْنَبِ، ... كاللَّيْثِ خِنَّابٍ، أَشمَّ، صَقْعَبِ النَّضِرُ: الجَحْنَبُ القِدْرُ العظيمةُ. وأَنشد: مَا زالَ بالهِياطِ والمِياطِ، ... حَتَّى أَتَوْا بِجَحْنَبٍ قُساطِ «1» وَذَكَرَ الأَصمعي فِي الْخُمَاسِيِّ: الجَحنْبرةَ مِنَ النِّسَاءِ القصيرةَ، وَهُوَ ثُلَاثِيُّ الأَصل «2» أُلحق بِالْخُمَاسِيِّ لِتَكْرَارِ بَعْضِ حروفه.

_ (1). قوله [قساط] كذا في النسخ وفي التكملة أيضاً مضبوطاً ولكن الذي في التهذيب تساط بتاءالمضارعة والقافية مقيدة ولعله المناسب. (2). قوله [وهو ثلاثي إلخ] عبارة أبي منصور الأَزهري بعد أن ذكر الحبربرة والحورورة والحولولة، قلت وهذه الأحرف الثلاثة ثلاثية الأَصل إلى آخر ما هنا وهي لا غبار عليها وقد ذكر قبلها الجحنبرة في الخماسي ولم يدخلها في هذا القيل فطغا قلم المؤلف، جل من لا يسهو.

جخب: الجَخابةُ مِثْلُ السَّحابة: الأَحْمَقُ الَّذِي لَا خيْرَ فِيهِ، وَهُوَ أَيضاً الثقيلُ الكثير اللَّحْمِ. يُقَالُ: إِنَّهُ لجَخَابةٌ هِلْباجةٌ. جخدب: الجُخْدُبُ والجُخْدَبُ والجُخادِبُ والجُخادِيُّ كُلُّهُ: الضَّخْم الغليظُ مِنَ الرِّجال والجِمال، وَالْجَمْعُ جَخادِبُ، بِالْفَتْحِ. قَالَ رؤْبة: شَدَّاخةً، ضَخْمَ الضُّلُوعِ، جُخْدَبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ عَلَى أَن الجَخْدَبَ الْجَمَلُ الضَّخْمُ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي صِفَةِ فَرَسٍ، وَقَبْلَهُ: ترَى لَهُ مَناكِباً ولَبَبا، ... وكاهِلًا ذَا صَهَواتٍ، شَرْجَبا الشَّدّاخةُ: الَّذِي يَشْدَخُ الأَرضَ. والصَّهْوةُ: مَوْضِعُ اللِّبد مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ. اللَّيْثُ: جَمَلٌ جَخْدَبٌ عظيمُ الجِسْم عَرِيضُ الصَّدْر، وَهُوَ الجُخادِب والجُخْدُبُ والجُخْدَبُ والجُخادِبُ وأَبو جُخادِبٍ وأَبو جُخادِباءَ وأَبو جُخادِبى، مَقْصُورُ الأَخيرة، عَنْ ثَعْلَبٍ، كلُّه ضَرْبٌ مِنَ الجَنادِبِ والجَرادِ أَخْضَرُ طويلُ الرِّجْلَيْنِ، وَهُوَ اسْمٌ لَهُ مَعْرِفَةٌ، كَمَا يُقَالُ للأَسد أَبو الحرِثِ. يُقَالُ: هَذَا أَبو جُخادِب قَدْ جاءَ. وَقِيلَ: هُوَ ضَخْم أَغْبَرُ أَحْرَشُ. قَالَ: إِذَا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَيْلِ طَعامَها، ... إِذَا خُنْفُساءُ ضَخْمةٌ وجُخادِبُ كَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ عَلَى أَن يَكُونَ قَوْلُهُ فُساءُ ضَخْ مَفاعلن. وتكلَّف بعضُ مَن جَهِل العَرُوض صَرْفَ خُنْفُساءَ هَاهُنَا لِيَتِمَّ بِهِ الجُزءُ فَقَالَ: خُنْفُساءٌ ضَخْمةٌ. وأَبو جُخادِبٍ: اسْمٌ لَهُ، مَعْرِفَةٌ، كَمَا يقال للأَسد أَبو الحرث، تَقُولُ: هَذَا أَبو جُخادِبٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: جُخادَى وأَبو جُخادَى «3» مِنَ الجَنادِب، الياءُ مُمالةٌ، وَالِاثْنَانِ أَبو جُخادَيَيْنِ، لَمْ يَصْرِفوه، وَهُوَ الجَرادُ الأَخْضَرُ الَّذِي يكسِر الْكِرَانَ «4»، وَهُوَ الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ، وَيُقَالُ لَهُ: أَبو جُخادب بِالْبَاءِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الجُخْدُبُ والجُخادِبُ: الجُنْدَبُ الضَّخْمُ، وأَنشد: لَهَبانٌ، وَقَدَتْ حِزَّانُه، ... يَرْمَضُ الجُخْدُبُ فِيهِ، فَيَصِرْ قَالَ كَذَا قَيَّدَهُ شَمِرٌ. الجُخْدُب، هَاهُنَا. وَقَالَ آخَرُ: وعانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخادِبِ ابْنُ الأَعرابي: أَبو جُخادِبٍ: دابّةٌ، وَاسْمُهُ الحُمْطُوط. والجُخادِباءُ أَيضاً: الجُخادِبُ، عَنِ السِّيرَافِيِّ. وأَبو جُخادِباءَ: دَابَّةٌ نَحْوَ الحِرْباءِ، وَهُوَ الجُخْدُبُ أَيضاً، وَجَمْعُهُ جَخادِبُ، وَيُقَالُ لِلْوَاحِدِ جُخادِبٌ. والجَخْدبةُ: السُّرعة، والله أَعلم. جدب: الجَدْبُ: المَحْل نَقِيضُ الخِصْبِ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ: هَلَكَتِ المَواشِي وأَجْدَبَتِ البِلادُ ، أَي قَحِطَتْ وغَلَتِ الأَسْعارُ. فأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ، أَنشده سيبويه:

_ (3). قوله [وقال الليث جخادى إلخ] كذا في النسخ تبعاً للتهذيب ولكن الذي في التكملة عن الليث نفسه جخادبى وأبو جخادبى من الجنادب، الباء ممالة والاثنان جخادبيان. (4). قوله [يكسر الكران] كذا في بعض نسخ اللسان والذي في بعض نسخ التهذيب يكسر الكيزان وفي نسخة من اللسان يسكن الكران.

لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَرَى جَدَبَّا، ... فِي عامِنا ذَا، بَعدَ ما أَخْصَبَّا فَإِنَّهُ أَراد جَدْباً، فحرَّكَ الدالَ بِحَرَكَةِ الْبَاءِ، وحذَف الأَلف عَلَى حدِّ قَوْلِكَ: رأَيت زَيْدْ، فِي الْوَقْفِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِيهِ أَنه ثَقَّلَ الباءَ، كَمَا ثَقَّل اللَّامَ فِي عَيْهَلِّ فِي قَوْلِهِ: بِبازِلٍ وَجْناءَ أَوْ عَيْهَلِ فَلَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ حَتَّى حَرَّك الدَّالَ لَمّا كَانَتْ سَاكِنَةً لَا يَقعُ بَعْدَهَا المُشدَّد ثُمَّ أَطْلَقَ كإِطْلاقه عَيْهَلِّ وَنَحْوِهَا. وَيُرْوَى أَيضاً جَدْبَبَّا، وَذَلِكَ أَنه أَراد تَثْقِيلَ الْبَاءِ، والدالُ قَبْلَهَا سَاكِنَةٌ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ، وَكَرِهَ أَيضاً تَحَرِيكَ الدَّالِ لأَنّ فِي ذَلِكَ انْتِقاضَ الصِّيغة، فأَقَرَّها عَلَى سُكُونِهَا، وَزَادَ بَعْدَ الباءِ بَاءً أُخرى مُضَعَّفَةً لإِقامة الْوَزْنِ. فَإِنْ قُلْتَ: فَهَلْ تَجِدُ فِي قَوْلِهِ جَدْبَبَّا حُجَّةً لِلنَّحْوِيِّينَ عَلَى أَبي عُثْمَانَ فِي امْتناعه مِمَّا أَجازوه بَيْنَهُمْ مِنْ بِنَائِهِمْ مِثْلَ فَرَزْدَق مِنْ ضَرَبَ، وَنَحْوُهُ ضَرَبَّبٌ، واحْتِجاجِه فِي ذَلِكَ لأَنه لَمْ يَجِدْ فِي الْكَلَامِ ثَلَاثَ لَامَاتٍ مُترادفةٍ عَلَى الاتِّفاق، وَقَدْ قَالُوا جَدْبَبَّا كَمَا تَرَى، فَجَمَعَ الرَّاجِزُ بَيْنَ ثَلَاثِ لَامَاتٍ مُتَّفِقَةٍ؛ فَالْجَوَابُ أَنه لَا حُجَّةَ عَلَى أَبي عُثْمَانَ لِلنَّحْوِيِّينَ فِي هَذَا مِن قِبَل أَن هَذَا شيءٌ عرَضَ فِي الوَقْف، والوَصْلُ مُزِيلهُ. وَمَا كَانَتْ هَذِهِ حالَه لَمْ يُحْفَلْ بِهِ، وَلَمْ يُتَّخذْ أَصلًا يُقاسُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. أَلا تَرَى إِلَى إِجْمَاعِهِمْ عَلَى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ وَاوٌ قَبْلَهَا حَرَكَةٌ ثُمَّ لَا يَفْسُد ذَلِكَ بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ فِي الْوَقْفِ: هَذِهِ أَفْعَوْ، وَهُوَ الكَلَوْ، مِنْ حَيْثُ كَانَ هَذَا بَدَلًا جاءَ بِهِ الوَقْفُ، وَلَيْسَ ثَابِتًا فِي الْوَصْلِ الَّذِي عَلَيْهِ المُعْتَمَد والعَملُ، وَإِنَّمَا هَذِهِ الباءُ الْمُشَدَّدَةُ فِي جَدْبَبَّا زَائِدَةٌ لِلْوَقْفِ، وغيرِ ضَرورة الشِّعْرِ، وَمِثْلُهَا قَوْلُ جَنْدَلٍ: جارِيةٌ لَيْسَتْ مِنَ الوَخْشَنِّ، ... لَا تَلبَس المِنْطَقَ بالمَتْنَنِّ، إِلَّا ببَتٍّ واحدٍ بَتَّنِّ، ... كَأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِ قُطْنُنَّةٌ مِنْ أَجْودِ القُطْنُنِ فَكَمَا زَادَ هَذِهِ النوناتِ ضَرُورَةً كَذَلِكَ زَادَ الباءَ فِي جَدبَبَّا ضَرُورَةً، وَلَا اعتِداد فِي الْمَوْضِعَيْنِ جَمِيعًا بِهَذَا الحَرْف المُضاعَف. قَالَ: وَعَلَى هَذَا أَيضاً عِنْدِي مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الرَّاجِزِ: لكِنْ رَعَيْنَ القِنْعَ حَيْثُ ادْهَمَّما أَراد: ادْهَمَّ، فَزَادَ مِيمًا أُخرى. قَالَ وَقَالَ لِي أَبو عَلِيٍّ فِي جَدْبَبَّا: إِنَّهُ بَنَى مِنْهُ فَعْلَلَ مِثْلَ قَرْدَدَ، ثُمَّ زَادَ الباءَ الأَخيرة كَزِيَادَةِ الْمِيمِ فِي الأَضْخَمّا. قَالَ: وَكَمَا لَا حُجَّةَ عَلَى أَبي عُثْمَانَ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ جَدْبَبَّا كَذَلِكَ لَا حُجَّةَ لِلنَّحْوِيِّينَ عَلَى الأَخفش فِي قَوْلِهِ: إِنَّهُ يُبْنَى مِنْ ضَرْبٍ مِثْلِ اطْمأَنَّ، فَتَقُولُ: اضْرَبَبَّ. وَقَوْلُهُمْ هُمُ اضْرَبَّبَ، بِسُكُونِ اللَّامِ الأُولى بِقَوْلِ الرَّاجِزِ، حَيْثُ ادْهَمَّما، بِسُكُونِ الْمِيمِ الأُولى، لأَنّ لَهُ أَن يَقُولَ إِنَّ هَذَا إِنَّمَا جاءَ لِضَرُورَةِ الْقَافِيَةِ، فَزَادَ عَلَى ادْهَمَّ، وَقَدْ تَرَاهُ سَاكِنَ الْمِيمِ الأُولى، مِيمًا ثَالِثَةً لإِقامة الْوَزْنِ، وَكَمَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ عَلَيْهِ فِي هَذَا كَذَلِكَ لَا حُجَّةَ لَهُ عَلَيْهِمْ أَيضاً فِي قَوْلِ الْآخَرِ: إنَّ شَكْلي، وَإِنَّ شَكْلَكِ شَتَّى، ... فالْزمي الخُصَّ، واخْفِضي تَبْيَضِضِّي بِتَسْكِينِ اللَّامِ الْوُسْطَى، لأَن هَذَا أَيضاً إِنَّمَا زَادَ

ضَادًا، وَبَنَى الفِعل بَنْيةً اقْتضاها الوَزْنُ. عَلَى أَن قَوْلَهُ تَبْيَضِضِّي أَشْبهُ مِنْ قَوْلِهِ ادْهَمَّمَا. لأَن مَعَ الْفِعْلِ فِي تَبْيَضِضِّي الْيَاءُ الَّتِي هِيَ ضَمِيرُ الْفَاعِلِ، وَالضَّمِيرُ الْمَوْجُودُ فِي اللَّفْظِ، لَا يُبنى مَعَ الْفِعْلِ إِلَّا وَالْفِعْلُ عَلَى أَصل بِنائه الَّذِي أُريد بِهِ، والزيادةُ لَا تَكَادُ تَعْتَرِضُ بَيْنَهُمَا نَحْوَ ضرَبْتُ وقتلْتُ، إِلَّا أَن تَكُونَ الزِّيَادَةُ مَصُوغة فِي نَفْسِ الْمِثَالِ غَيْرَ مُنْفَكَّةٍ فِي التَّقْدِيرِ مِنْهُ، نَحْوَ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ واحْرَنْبَيْتُ وادْلَنْظَيْتُ. وَمِنَ الزِّيَادَةِ لِلضَّرُورَةِ قَوْلُ الْآخَرِ: باتَ يُقاسِي لَيْلَهُنَّ زَمَّام، ... والفَقْعَسِيُّ حاتِمُ بنُ تَمَّامْ، مُسْتَرْعَفاتٍ لِصِلِلَّخْمٍ سامْ يُرِيدُ لِصِلَّخْمٍ كَعِلَّكْدٍ وهِلَّقْسٍ وشِنَّخْفٍ. قَالَ: وأَمّا مَنْ رَوَاهُ جِدَبَّا، فَلَا نَظَرَ فِي رِوَايَتِهِ لأَنه الْآنَ فِعَلٌّ كخِدَبٍّ وهِجَفٍّ. قَالَ: وجَدُبَ الْمَكَانُ جُدُوبةً، وجَدَبَ، وأَجْدَبَ، ومكانٌ جَدْبٌ وجَدِيبٌ: بَيِّن الجُدوبةِ ومَجْدوبٌ، كَأَنه عَلَى جُدِبَ وَإِنْ لَمْ يُستعمل. قَالَ سَلامةُ بْنُ جَنْدل: كُنَّا نَحُلُّ، إِذَا هَبَّتْ شآمِيةً، ... بكلِّ وادٍ حَطيبِ البَطْنِ، مَجْدُوبِ والأَجْدَبُ: اسْمٌ للمُجْدِب. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ فِيهَا أَجادِبُ أَمْسَكَتِ الماءَ ؛ عَلَى أَن أَجادِبَ قَدْ يَكُونُ جمعَ أَجْدُب الَّذِي هُوَ جَمْعُ جَدْبٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: الأَجادِبُ صِلابُ الأَرضِ الَّتِي تُمْسِك الماءَ، فَلَا تَشْرَبه سَرِيعًا. وَقِيلَ: هِيَ الأَراضي الَّتِي لَا نَباتَ بِهَا مأْخُوذ مِنَ الجَدْبِ، وَهُوَ القَحْطُ، كأَنه جمعُ أَجْدُبٍ، وأَجْدُبٌ جَمْعُ جَدْبٍ، مِثْلَ كَلْبٍ وأَكْلُبٍ وأَكالِبَ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَما أَجادِبُ فَهُوَ غَلَطٌ وَتَصْحِيفٌ، وكأَنه يُرِيدُ أَنّ اللَّفْظَةَ أَجارِدُ، بالراءِ وَالدَّالِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَهل اللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ. قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ أَحادِبُ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَةِ أَجادِبُ، بِالْجِيمِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ جاءَ فِي صحيحَي الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. وأَرض جَدْبٌ وجَدْبةٌ: مُجْدِبةٌ، وَالْجَمْعُ جُدُوبٌ، وَقَدْ قَالُوا: أَرَضُونَ جَدْبٌ، كَالْوَاحِدِ، فَهُوَ عَلَى هَذَا وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَرضٌ جُدُوب، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهَا جَدْباً ثُمَّ جَمَعُوهُ عَلَى هَذَا. وفَلاةٌ جَدْباءُ: مُجْدِبةٌ. قَالَ: أَوْ فِي فَلَا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ، ... مُجْدِبةٍ، جَدْباءَ، عَرْبَسِيسِ والجَدْبةُ: الأَرض الَّتِي لَيْسَ بِهَا قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ وَلَا مَرْتَعٌ وَلَا كَلأٌ. وعامٌ جُدُوبٌ، وأَرضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَديبُ الجَنَاب، وَهُوَ مَا حَوْلَه. وأَجْدَبَ القَوْمُ: أَصابَهُمُ الجَدْبُ. وأَجْدَبَتِ السَّنةُ: صَارَ فِيهَا جَدْبٌ. وأَجْدَبَ أَرْضَ كَذا: وجَدَها جَدْبةً، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وأَجْدَبَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مُجْدِبةٌ، وجَدُبَتْ. وجادَبَتِ الإِبلُ العامَ مُجادَبةً إِذَا كَانَ العامُ مَحْلًا، فصارَتْ لَا تأْكُل إِلَّا الدَّرينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمامِ، فَيُقَالُ لَهَا حِينَئِذٍ: جادَبَتْ.

وَنَزَلْنَا بِفُلَانٍ فأَجْدَبْناه إِذَا لَمْ يَقْرِهمْ. والمِجْدابُ: الأَرضُ الَّتِي لَا تَكادُ تُخْصِب، كالمِخْصاب، وَهِيَ الَّتِي لَا تَكَادُ تُجْدِبُ. والجَدْبُ: العَيْبُ. وجَدَبَ الشَّيءَ يَجْدِبهُ جَدْباً: عابَه وذَمَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: جَدَب لَنَا عُمَرُ السَّمَر بَعْدَ عَتَمةٍ ، أَي عابَه وذَمَّه. وكلُّ عائِبٍ، فَهُوَ جادِبٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَيا لَكَ مِنْ خَدٍّ أَسِيلٍ، ومَنْطِقٍ ... رَخِيمٍ، ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادِبُه يَقُولُ: لَا يَجِدُ فِيهِ مَقالًا، وَلَا يَجِدُ فِيهِ عَيْباً يَعِيبه بِهِ، فيَتَعَلَّلُ بالباطلِ وبالشيءِ يقولُه، وَلَيْسَ بِعَيْبٍ. والجادِبُ: الكاذِبُ. قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. والكاذبُ يُقَالُ لَهُ الْخَادِبُ، بالخاءِ. أَبو زَيْدٍ: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذَا كَذَبَ. وأَما الْجَادِبُ، بِالْجِيمِ، فَالْعَائِبُ. والجُنْدَبُ: الذَّكر مِنَ الجَراد. قَالَ: والجُنْدُبُ والجُنْدَبُ أَصْغَرُ مِنَ الصَّدى، يَكُونُ فِي البَرارِي. وإيَّاه عَنى ذُو الرُّمَّةِ بِقَوْلِهِ: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، ... إِذَا تَجَاوبَ، مِنْ بُرْدَيْهِ، تَرْنِيمُ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الثُّلَاثِيِّ: جِنْدَب «1»، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدب. وَقَالَ العَدَبَّسُ: الصَدَى هُوَ الطائرُ الَّذِي يَصِرُّ بِاللَّيْلِ ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، وَالنَّاسُ يَرَوْنَهُ الجُنْدَبَ وَإِنَّمَا هُوَ الصَّدى، فأَمَّا الجُنْدب فَهُوَ أَصغر مِنَ الصَّدَى. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ صَرَّ الجُنْدَبُ، يُضرب مَثَلًا للأَمر يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صاحِبَه. والأَصل فِيهِ: أَن الجُنْدبَ إِذَا رَمِضَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ لَمْ يَقِرَّ عَلَى الأَرض وَطَارَ، فَتَسْمَع لِرَجْلَيْهِ صَرِيراً، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَطَعْتُ، إِذَا سَمِعَ السَّامِعُون، ... مِن الجُنْدبِ الجَوْنِ فِيهَا، صَريرا وَقِيلَ الجُندب: الصَّغِيرُ مِنَ الجَراد. قَالَ الشَّاعِرُ: يُغالِينَ فِيهِ الجَزْءَ لَولا هَواجِرٌ، ... جَنادِبُها صَرْعَى، لَهُنّ فَصِيصُ «2» أَي صَوتٌ. اللِّحْيَانِيُّ: الجُنْدَبُ دابَّة، وَلَمْ يُحَلِّها «3». والجُنْدَبُ والجُنْدُبُ، بِفَتْحِ الدَّالِ وَضَمِّهَا: ضَرْبٌ مِنَ الجَراد وَاسْمُ رَجُلٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: نُونُهَا زَائِدَةٌ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ. القُمَّلُ: الجَنادِبُ، وَهِيَ الصِّغار مِنَ الجَراد، واحِدتُها قُمَّلةٌ. وَقَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدُ القُمَّلِ قامِلًا مِثْلَ راجِعٍ ورُجَّعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَ الجَنادِبُ يَقَعْنَ فِيهِ ؛ هُوَ جَمعُ جُنْدَب، وَهُوَ ضَرْبٌ مِن الجَراد. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَصِرُّ فِي الحَرِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يُصَلي الظُّهرَ، والجَنادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضاءِ أَي تَثِبُ. وأُمُّ جُنْدَبٍ: الداهِيةُ، وَقِيلَ الغَدْرُ، وقيل

_ (1). قوله [في الثلاثي جندب] هو بهذا الضبط في نسخة عتيقة من المحكم. (2). قوله [يغالين] في التكملة يعني الحمير. يقول إن هذه الحمير تبلغ الغاية في هذا الرطب أي بالضم والسكون فتستقصيه كما يبلغ الرامي غايته. والجزء الرطب. ويروى كصيص. (3). أراد أنه لم يُعطها حليةً تميّزها، والحلية هي ما يرى من لون الشخص وظاهرهِ وهيئتهِ.

الظُّلم. وركِبَ فُلان أُّمَّ جُنْدَبٍ إِذَا رَكِبَ الظُّلْمَ. يُقَالُ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي أُمِّ جُنْدَبٍ إِذَا ظُلِموا كأَنها اسمٌ مِنْ أَسماءِ الإِساءَة والظُّلْمِ والداهِيةِ. غَيْرُهُ: يُقَالُ وَقَعَ فُلَانٌ فِي أُمِّ جُنْدَبٍ إِذَا وقَع فِي داهيةٍ؛ وَيُقَالُ: وَقَع الْقَوْمُ بأُم جُنْدَبٍ إِذَا ظَلَموا وقَتَلُوا غيرَ قاتِلٍ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: قَتَلْنا بِهِ القَوْمَ، الَّذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ ... جِهاراً، وَلَمْ نَظْلِمْ بِهِ أُمَّ جُنْدَبِ أَي لَمْ نَقْتُلْ غير القاتِلِ. جذب: الجَذْبُ: مَدُّكَ الشيءَ، والجَبْذُ لُغَةُ تَمِيمٍ. الْمُحْكَمُ: الجَذْبُ: المَدُّ. جَذَبَ الشيءَ يَجْذِبُه جَذْباً وجَبَذَه، عَلَى الْقَلْبِ، واجْتَذَبَه: مَدَّه. وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي العَرْضِ. سِيبَوَيْهِ: جَذَبَه: حَوَّلَه عَنْ موضِعه، واجْتَذَبَه: اسْتَلَبَه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ قَالَ مُطَرِّفٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وأُراه يَعْنِي مُطَرِّفَ بْنَ الشِّخِّيرِ: وجدتُ الإِنسان مُلْقىً بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ الشيطانِ، فَإِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ إلَيْه جَذَبَه الشيطانُ. وجاذَبَه كَجَذبه. وَقَوْلُهُ: ذَكَرْتُ، والأَهْواءُ تَدْعُو للْهَوَى، ... والعِيسُ، بالرَّكْب، يُجاذِبْنَ البُرَى قَالَ: يَكُونُ يُجاذِبْن هَاهُنَا فِي مَعْنَى يَجْذِبْنَ، وَقَدْ يَكُونُ للمُباراة والمُنازعة، فكأَنه يُجاذِبْنَهُنَّ البُرى. وجاذَبْتُه الشيءَ: نازَعْتُه إِيَّاهُ. والتَجاذُبُ: التَّنازُعُ؛ وَقَدِ انْجَذَبَ وتَجاذَبَ. وجَذَبَ فُلَانٌ حَبْلَ وِصالِه، وجَذَمَه إِذَا قَطَعَه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَرَعَ فِي الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْن: جَذَب مِنْهُ نَفَساً أَو نَفَسَيْن. ابْنُ شُمَيْلٍ: بَيْنَنا وَبَيْنَ بَنِي فُلَانٍ نَبْذةٌ وجَذْبةٌ أَي هُمْ منَّا قَرِيبٌ. وَيُقَالُ: بَيْني وَبَيْنَ المَنْزِلِ جَذْبةٌ أَي قِطْعةٌ، يَعْنِي: بُعْدٌ. وَيُقَالُ: جَذْبةٌ مِنْ غَزْل، للمَجْذوب مِنْهُ مرَّةً، وجَذَب الشهرُ يَجْذِبُ جَذباً إِذَا مَضَى عامَّتُه. وجَذابِ: المَنِيَّةُ، مَبْنِيَّةٌ لأَنها تَجْذِبُ النُّفُوسَ. وجاذَبَتِ المرأَةُ الرجلَ: خَطَبَها فرَدَّتْه، كأَنه بانَ مِنْهَا مَغْلُوباً. التَّهْذِيبُ: وَإِذَا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فرَدَّتْه قِيلَ: جَذَبَتْه وجَبَذَتْه. قَالَ: وكأَنه مِنْ قَوْلِكَ جاذَبْتُه فَجَذبْتُه أَي غَلَبْتُه فَبَانَ مِنْهَا مَغْلُوباً. والانْجِذابُ: سُرْعةُ السَّيْرِ. وَقَدِ انْجَذَبُوا فِي السَّيْر، وانْجَذَب بِهِمُ السَّيْر، وسَيْرٌ جَذْبٌ: سَرِيعٌ. قَالَ: قَطَعْتُ، أَخْشاهُ، بِسَيْرٍ جَذْب أَخْشاهُ: فِي مَوْضِعِ الْحَالِ أَي خاشِياً لَهُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بأَخْشاه: أَخْوَفَه، يَعْنِي أَشدَّه إِخَافَةً، فَعَلَى هَذَا لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. والجَذْبُ: انْقِطاعُ الرِّيقِ. وناقةٌ جاذِبةٌ وجاذِبٌ وجَذُوبٌ: جَذَبَتْ لبَنَها مِنْ ضَرْعِها، فذهَب صاعِداً، وَكَذَلِكَ الأَتانُ، وَالْجَمْعُ جَواذِبُ وجِذابٌ، مِثْلُ نَائِمٍ ونِيام

قَالَ الْهُذَلِيُّ: بطَعْنٍ كرَمْحِ الشَّوْلِ، أَمْسَتْ غَوارِزاً ... جَواذِبُها، تَأْبى عَلَى المُتَغَبِّرِ وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا غَرَزَتْ وَذَهَبَ لبنُها: قَدْ جَذَبَتْ تَجْذِبُ جِذاباً «1»، فَهِيَ جاذِبٌ. اللِّحْيَانِيُّ: نَاقَةٌ جاذِبٌ إِذَا جَرَّتْ فزادتْ عَلَى وَقْتِ مَضْرِبها. النَّضِرُ: تَجذَّبَ اللبنَ إِذَا شَرِبَه. قَالَ العُدَيْل: دَعَتْ بالجِمالِ البُزْلِ للظَّعْنِ، بَعْدَ ما ... تَجَذَّبَ رَاعِي الإِبْلِ مَا قَدْ تَحَلَّبا وجَذَبَ الشاةَ والفَصِيلَ عَنْ أُمهما يَجْذِبُهما جَذْباً: قطَعهما عَنِ الرَّضاعِ، وَكَذَلِكَ المُهْرَ: فَطَمَه. قَالَ أَبو النَّجْمِ يصِف فَرساً: ثُمَّ جَذَبْناه فِطاماً نَفْصِلُهْ، ... نَفْرَعُه فَرْعاً، ولَسْنا نَعْتِلُهْ أَي نَفْرَعُه بِاللِّجَامِ ونَقْدَعُه. ونَعْتِلُه أَي نَجْذِبهُ جَذْباً عَنِيفاً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَذَبَتِ الأُمُّ ولدَها تَجْذِبُه: فطَمَتْه، وَلَمْ يَخُصَّ مِنْ أَي نوعٍ هُوَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ أَو السَّخْلةِ إِذَا فُصِلَ: قَدْ جُذِبَ. والجَذَبُ: الشَّحْمةُ الَّتِي تَكُونُ فِي رأْس النَّخْلة يُكْشَطُ عَنْهَا اللِّيفُ، فَتُؤْكَلُ، كأَنها جُذِبَتْ عَنِ النَّخْلَةِ. وجَذَبَ النخلةَ يَجْذِبُها جَذْباً: قَطَعَ جَذَبَها ليأْكله، هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والجَذَبُ والجِذابُ جَمِيعًا: جُمَّارُ النخلةِ الَّذِي فِيهِ خُشونةٌ، وَاحِدَتُهَا جَذَبةٌ. وَعَمَّ بِهِ أَبو حَنِيفَةَ فَقَالَ: الجَذَبُ الجُمَّارُ، وَلَمْ يَزِدْ شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّ الجَذَبَ ، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ: الجُمَّارُ. والجُوذابُ: طَعامٌ يُصْنَعُ بسُكَّرٍ وأَرُزٍّ ولَحْمٍ. أَبو عَمْرٍو يُقَالُ: مَا أَغْنى عَنِّي جِذِبَّاناً، وَهُوَ زِمامُ النَّعْلِ، وَلَا ضِمْناً، وهو الشِّسْعُ. جرب: الجَرَبُ: مَعْرُوفٌ، بَثَرٌ يَعْلُو أَبْدانَ الناسِ والإِبِلِ. جَرِبَ يَجْرَبُ جَرَباً، فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبان وأَجْرَبُ، والأُنثى جَرْباءُ، وَالْجَمْعُ جُرْبٌ وجَرْبى وجِرابٌ، وَقِيلَ الجِرابُ جَمْعُ الجُرْبِ، قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ، إِنَّمَا جِرابٌ وجُرْبٌ جَمْعُ أَجْرَبَ. قَالَ سُوَيد بْنُ الصَّلْت، وَقِيلَ لعُميِّر بْنِ خَبَّاب، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الأَصح: وفِينا، وإنْ قِيلَ اصْطَلَحْنا تَضاغُنٌ، ... كَمَا طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ عَلَى النَّشْرِ يَقُولُ: ظاهرُنا عِنْدَ الصُّلْح حَسَنٌ، وَقُلُوبُنَا مُتضاغِنةٌ، كَمَا تنبُتُ أَوْبارُ الجَرْبى عَلَى النَّشْر، وَتَحْتَهُ دَاءٌ فِي أَجْوافِها. والنَّشْرُ: نَبْتٌ يَخْضَرُّ بَعْدَ يُبْسه فِي دُبُر الصَّيْفِ، وَذَلِكَ لِمَطَرٍ يُصيِبه، وَهُوَ مُؤْذٍ لِلْمَاشِيَةِ إِذَا رَعَتْه. وَقَالُوا فِي جَمْعِهِ أَجارِب أَيضاً، ضارَعُوا بِهِ الأَسْماءَ كأَجادِلَ وأَنامِلَ. وأَجْرَبَ القومُ: جَرِبَتْ إبلُهم. وَقَوْلُهُمْ فِي الدعاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَه جَرِبَ وحَرِبَ، يَجُوزُ أَن يَكُونُوا دَعَوْا عَلَيْهِ بالجَرَب، وأَن يَكُونُوا أَرادوا أَجْرَبَ أَي جَرِبَتْ إبلُه، فَقَالُوا حَرِبَ إتْباعاً

_ (1). قوله [جذاباً] هو في غير نسخة من المحكم بألف بعد الذال كما ترى.

لجَرِبَ، وَهُمْ قَدْ يُوجِبُونَ للإِتباع حُكْماً لَا يَكُونُ قَبْلَهُ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونُوا أَرادوا جَرِبَتْ إبلُه، فحذَفوا الإِبل وأَقامُوه مُقامَها. والجَرَبُ كالصَّدإِ، مَقْصُورٌ، يَعْلُو بَاطِنَ الجَفْن، ورُبَّما أَلبَسَه كلَّه، وَرُبَّمَا رَكِبَ بعضَه. والجَرْباءُ: السماءُ، سُمِّيت بِذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنَ الكَواكِب، وَقِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمَوْضِعِ المَجَرَّةِ كأَنها جَرِبَتْ بالنُّجوم. قَالَ الْفَارِسِيُّ: كَمَا قِيلَ للبَحْر أَجْرَدُ، وَكَمَا سَمَّوُا السماءَ أَيضاً رَقِيعاً لأَنها مَرقوعةٌ بِالنُّجُومِ. قَالَ أَسامة بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيُّ: أَرَتْه مِنَ الجَرْباءِ، فِي كلِّ مَوْقِفٍ، ... طِباباً، فَمَثْواهُ، النَّهارَ، المَراكِدُ وَقِيلَ: الجَرْباءُ مِنَ السَّمَاءِ الناحيةُ الَّتِي لَا يَدُور فِيهَا فلَكُ «2» الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. أَبو الْهَيْثَمِ: الجَرْباءُ والمَلْساءُ: السماءُ الدُّنيا. وجِرْبةُ، مَعْرِفةً: اسمٌ للسماءِ، أَراه مِنْ ذَلِكَ. وأَرضٌ جَرْباءُ: ممْحِلةٌ مَقْحُوطةً لَا شيءَ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: الجَرْباءُ: الجاريةُ الملِيحة، سُميت جَرْباءَ لأَن النساءَ يَنْفِرْنَ عَنْهَا لتَقْبِيحها بَمحاسنِها مَحاسِنَهُنَّ. وَكَانَ لعَقيلِ بْنِ عُلَّفَةَ المُرّي بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا الجَرْباءُ، وَكَانَتْ مِنْ أَحسن النساءِ. والجَرِيبُ مِنَ الطَّعَامِ والأَرضِ: مِقْدار مَعْلُومٌ. الأَزهري: الجَريبُ مِنَ الأَرضِ مِقْدَارٌ معلومُ الذِّراع والمِساحةِ، وَهُوَ عَشَرةُ أَقْفِزةٍ، كُلُّ قَفِيز مِنْهَا عَشَرةٌ أَعْشِراء، فالعَشِيرُ جُزءٌ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ مِنَ الجَرِيبِ. وَقِيلَ: الجَريبُ مِنَ الأَرض نِصْفُ الفِنْجانِ «3». وَيُقَالُ: أَقْطَعَ الْوَالِي فُلَانًا جَرِيباً مِنَ الأَرض أَي مَبْزَرَ جَريب، وَهُوَ مَكِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَكَذَلِكَ أَعطاه صَاعًا مِنْ حَرَّة الوادِي أَي مَبْزَرَ صاعٍ، وأَعطاه قَفِيزاً أَي مَبْزَرَ قَفِيزٍ. قَالَ: والجَرِيبُ مِكْيالٌ قَدْرُ أَربعةِ أَقْفِزةٍ. والجَرِيبُ: قَدْرُ مَا يُزْرَعُ فِيهِ مِنَ الأَرض. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسَبُه عَرَبِيّاً؛ والجمعُ: أَجْرِبةٌ وجُرْبانٌ. وَقِيلَ: الجَرِيبُ المَزْرَعَةُ، عَنْ كُراعٍ. والجِرْبةُ، بِالْكَسْرِ: المَزْرَعَةُ. قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَحَدُّرَ ماءِ البِئْرِ عَنْ جُرَشِيَّةٍ، ... عَلَى جِرْبةٍ، تَعْلُو الدِّبارَ غُروبُها الدَّبْرةُ: الكَردةُ مِنَ المَزْرعةِ، وَالْجَمْعُ الدِّبارُ. والجِرْبةُ: القَراحُ مِنَ الأَرض. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: واسْتَعارها إمرؤُ الْقَيْسِ للنَّخْل فَقَالَ: كَجِرْبةِ نَخْلٍ، أَو كَجنَّةِ يَثْرِبِ وَقَالَ مَرَّةً: الجِرْبةُ كلُّ أَرضٍ أُصْلِحَتْ لِزَرْعٍ أَو غَرْسٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ الاستعارةَ. قَالَ: وَالْجَمْعُ جِرْبٌ كسِدْرةٍ وسِدْرٍ وتِبْنةٍ وتِبْنٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجِرْبُ: القَراحُ، وَجَمْعُهُ جِرَبةٌ. اللَّيْثُ: الجَرِيبُ: الْوَادِي، وَجَمْعُهُ أَجْرِبةٌ، والجِرْبةُ: البُقْعَةُ الحَسَنةُ النباتِ، وَجَمْعُهَا جِرَبٌ. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَمَا شاكِرٌ إِلَّا عصافِيرُ جِرْبةٍ، ... يَقُومُ إِلَيْهَا شارِجٌ، فيُطِيرُها يَجُوزُ أَن تَكُونَ الجِرْبةُ هَاهُنَا أَحد هَذِهِ الأشياءِ

_ (2). قوله [لَا يَدُورُ فِيهَا فَلَكُ] كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في المحكم وتبعه المجد يدور بدون لا. (3). قوله [نصف الفنجان] كذا في التهذيب مضبوطاً.

المذكورة. والجِرْبةُ: جِلْدةٌ أَوبارِيةٌ تُوضَعُ عَلَى شَفِير البِئْر لِئَلَّا يَنْتَثِر الماءُ فِي الْبِئْرِ. وَقِيلَ: الجِرْبةُ جِلدةٌ تُوضَعُ فِي الجَدْوَلِ يَتَحَدَّرُ عَلَيْهَا الماءُ. والجِرابُ: الوِعاءُ، مَعْرُوف، وَقِيلَ هُوَ المِزْوَدُ، وَالْعَامَّةُ تَفْتَحُهُ، فَتَقُولُ الجَرابُ، وَالْجَمْعُ أَجْرِبةٌ وجُرُبٌ وجُرْبٌ. غَيْرُهُ: والجِرابُ: وِعاءٌ مِنْ إِهَابِ الشَّاء لَا يُوعَى فِيهِ إِلَّا يابسٌ. وجِرابُ الْبِئْرِ: اتِّساعُها، وَقِيلَ جِرابُها مَا بَيْنَ جالَيْها وحَوالَيْها، وَفِي الصِّحَاحِ: جَوْفُها مِنْ أَعْلاها إِلَى أَسْفَلِها. وَيُقَالُ: اطْوِ جِرابَها بِالْحِجَارَةِ. اللَّيْثُ: جِرابُ الْبِئْرِ: جَوْفُها مِنْ أَوَّلها إِلَى آخِرِهَا. والجِرابُ: وِعاءُ الخُصْيَتَيْنِ. وجِرِبَّانُ الدِّرْعِ والقميصِ: جَيْبُه؛ وَقَدْ يُقَالُ بِالضَّمِّ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كَرِيبان. وجِرِبَّانُ القَمِيص: لَبِنَتُهُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ قُرَّةً الْمُزَنِيِّ: أَتَيْتُ النَّبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَدخلت يَدِي فِي جُرُبَّانه. الجُرُبَّانُ، بِالضَّمِّ، هُوَ جَيْبُ الْقَمِيصِ، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. الفرَّاءُ: جُرُبَّانُ السَّيْفِ حَدُّه أَو غِمْدُه؛ وَعَلَى لَفْظِهِ جُرُبَّانُ القمِيص. شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الجُرُبَّانُ قِرابُ السيفِ الضَّخمُ يَكُونُ فِيهِ أَداةُ الرَّجل وسَوْطُه وَمَا يَحْتاجُ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: والسَّيْفُ فِي جُرُبَّانه ، أَي فِي غِمْده. غَيْرُهُ: جُرُبَّانُ السَّيْفِ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، قِرابُه، وَقِيلَ حَدُّه، وَقِيلَ: جُرْبانُه وجُرُبَّانُه شيءٌ مَخْرُوزٌ يُجعَلُ فِيهِ السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمائلُه. قَالَ الرَّاعي: وَعَلَى الشَّمائلِ، أَنْ يُهاجَ بِنا، ... جُرْبانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ، عَضْبِ عنَى إِرَادَةَ أَن يُهاجَ بِنا. ومَرْأَة جِرِبَّانةٌ: صَخَّابةٌ سَيِّئةُ الخُلُقِ كجِلِبّانةٍ، عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الهِلالي: جِرِبَّانةٌ، وَرْهاءُ، تَخْصِي حِمارَها، ... بِفي مَنْ بَغَى خَيْراً إلَيْها الجَلامِدُ قَالَ الْفَارِسِيُّ: هَذَا الْبَيْتُ يَقَعُ فِيهِ تَصْحِيفٌ مِنَ النَّاسِ، يَقُولُ قَوْم مَكَانَ تَخْصي حِمارَها تُخْطِي خِمارَها، يَظُنُّونَهُ مِنْ قَوْلِهِمُ العَوانُ لَا تُعَلَّمُ الخِمْرةَ، وَإِنَّمَا يَصِفُها بقلَّة الحَياء. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ جاءَ كَخاصي العَيْرِ، إِذَا وُصِفَ بِقِلَّةِ الْحَيَاءِ، فَعَلَى هَذَا لَا يَجُوزُ فِي الْبَيْتِ غيْرُ تَخْصِي حِمارَها، وَيُرْوَى جِلِبَّانةٌ، وَلَيْسَتْ رَاءُ جِرِبَّانةٍ بَدَلًا مِنْ لَامِ جِلِبَّانةٍ، إِنَّمَا هِيَ لُغَةٌ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الجَرَبُ: العَيْبُ. غَيْرُهُ: الجَرَبُ: الصَّدَأُ يَرْكَبُ السَّيْفَ. وجَرَّبَ الرَّجلَ تَجْرِبةً: اخْتَبَرَه، والتَّجْرِبةُ مِن المَصادِرِ المَجْمُوعةِ. قَالَ النَّابِغَةُ: إِلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ وَقَالَ الأَعشى: كَمْ جَرَّبُوه، فَما زادَتْ تَجارِبُهُمْ ... أَبا قُدامَةَ، إلَّا المَجْدَ والفَنَعا فَإِنَّهُ مَصْدر مَجْمُوع مُعْمَل فِي المَفْعول بِهِ، وَهُوَ غَرِيبُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَبا قُدامةَ مَنْصُوبًا بزادَتْ، أَي فَمَا زَادَتْ أَبا قُدامةَ تَجارِبُهم إِيَّاهُ إِلَّا المَجْدَ. قَالَ: وَالْوَجْهُ أَنْ يَنْصِبه بِتَجارِبُهم لأَنها الْعَامِلُ الأَقرب، ولأَنه لَوْ أَراد

إِعْمَالَ الأَول لَكَانَ حَرًى أَن يُعْمِلَ الثَّانِي أَيضاً، فَيَقُولُ: فَمَا زَادَتْ تَجارِبُهم إِيَّاهُ، أَبا قُدامةَ، إِلَّا كَذَا. كَمَا تَقُولُ ضَرَبْتُ، فأَوْجَعْته زَيْدًا، ويَضْعُفُ ضَرَبْتُ فأَوجَعْتُ زَيْدًا عَلَى إِعْمَالِ الأَول، وَذَلِكَ أَنك إِذَا كُنْتَ تُعْمِلُ الأَوَّل، عَلَى بُعْدِه، وَجَبَ إِعْمَالُ الثَّانِي أَيضاً لقُرْبه، لأَنه لَا يَكُونُ الأَبعدُ أَقوى حَالًا مِنَ الأَقرب؛ فَإِنْ قُلْتَ: أَكْتَفِي بِمَفْعُولِ الْعَامِلِ الأَول مِنْ مَفْعُولِ الْعَامِلِ الثَّانِي، قِيلَ لَكَ: فَإِذَا كُنْتَ مُكْتَفِياً مُخْتَصِراً فاكتِفاؤُك بإِعمال الثَّانِي الأَقرب أَولى مِنِ اكتِفائك بِإِعْمَالِ الأَوّل الأَبعد، وَلَيْسَ لَكَ فِي هَذَا مَا لَكَ فِي الْفَاعِلِ، لأَنك تَقُولُ لَا أُضْمِر عَلَى غَير تقدّمِ ذكرٍ إِلَّا مُسْتَكْرَهاً، فتُعْمِل الأَوّل، فَتَقُولُ: قامَ وقَعدا أَخواكَ. فَأَمَّا الْمَفْعُولُ فَمِنْهُ بُدٌّ، فَلَا يَنْبَغِي أَن يُتباعَد بِالْعَمَلِ إِلَيْهِ، ويُترك مَا هُوَ أَقربُ إِلَى الْمَعْمُولِ فِيهِ مِنْهُ. وَرَجُلٌ مُجَرَّب: قَدْ بُليَ مَا عِنْدَهُ. ومُجَرِّبٌ: قَدْ عَرفَ الأُمورَ وجَرَّبها؛ فَهُوَ بِالْفَتْحِ، مُضَرَّس قَدْ جَرَّبتْه الأُمورُ وأَحْكَمَتْه، والمُجَرَّبُ، مِثْلُ المُجَرَّس والمُضَرَّسُ، الَّذِي قَدْ جَرَّسَتْه الأُمور وأَحكمته، فَإِنْ كَسَرْتَ الراءَ جَعَلْتَهُ فَاعِلًا، إِلَّا أَن الْعَرَبَ تَكَلَّمَتْ بِهِ بِالْفَتْحِ. التَّهْذِيبُ: المُجَرَّب: الَّذِي قَدْ جُرِّبَ فِي الأُمور وعُرِفَ مَا عِنْدَهُ. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: أَنت عَلَى المُجَرَّب؛ قَالَتْهُ امرأَة لرجُل سأَلَها بعد ما قَعَدَ بَيْنَ رِجْلَيْها: أَعذْراءٍ أَنتِ أَم ثَيِّبٌ؟ قَالَتْ لَهُ: أَنت عَلَى المُجَرَّبِ؛ يُقَالُ عِنْدَ جَوابِ السَّائِلِ عَمَّا أَشْفَى عَلَى عِلْمِه. ودَراهِمُ مُجَرَّبةٌ: مَوْزُونةٌ، عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَتْ عَجُوز فِي رَجُلٍ كَانَ بينَها وَبَيْنَهُ خُصومةٌ، فبلَغها مَوْتُه: سَأَجْعَلُ للموتِ، الَّذِي التَفَّ رُوحَه، ... وأَصْبَحَ فِي لَحْدٍ، بجُدَّة، ثَاوِيا: ثَلاثِينَ دِيناراً وسِتِّينَ دِرْهَماً ... مُجَرَّبةً، نَقْداً، ثِقالًا، صَوافِيا والجَرَبَّةُ، بِالْفَتْحِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: جَماعة الحُمُر، وَقِيلَ: هِيَ الغِلاظُ الشِّداد مِنْهَا. وَقَدْ يُقَالُ للأَقْوِياء مِنَ النَّاسِ إِذَا كَانُوا جَماعةً مُتساوِينَ: جَرَبَّةٌ، قَالَ: جَرَبَّةٌ كَحُمُرِ الأَبَكِّ، ... لَا ضَرَعٌ فِينَا، وَلَا مُذَكِّي يَقُولُ نَحْنُ جَمَاعَةٌ مُتساوُون وَلَيْسَ فِينَا صَغِيرٌ وَلَا مُسِنٌّ. والأَبَكُّ: مَوْضِعٌ. والجَرَبَّةُ، مِنْ أَهْلِ الحاجةِ، يَكُونُونَ مُسْتَوِينَ. ابْنُ بُزُرْج: الجَرَبَّةُ: الصَّلامةُ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِينَ لَا سَعْيَ لَهُمْ «1»، وَهُمْ مَعَ أُمهم؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وحَيٍّ كِرامٍ، قَدْ هَنأْنا، جَرَبَّةٍ، ... ومَرَّتْ بِهِمْ نَعْماؤُنا بالأَيامِنِ قَالَ: جَرَبَّةٌ صِغارهُم وكِبارُهم. يَقُولُ عَمَّمْناهم، وَلَمْ نَخُصَّ كِبارَهم دُونَ صِغارِهم. أَبو عَمْرٍو: الجَرَبُّ مِنَ الرِّجال القَصِيرُ الخَبُّ، وأَنشد: إنَّكَ قَدْ زَوَّجْتَها جَرَبَّا، ... تَحْسِبُه، وَهُوَ مُخَنْذٍ، ضَبَّا وعيالٌ جَرَبَّةٌ: يأَكُلُون أَكلًا شَدِيدًا وَلَا يَنْفَعُون. والجَرَبَّةُ والجَرَنْبة: الكَثيرُ. يُقَالُ: عَلَيْهِ عِيالٌ جَرَبَّةٌ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرافي، وَإِنَّمَا قَالُوا جَرَنْبة كَراهِية التَّضعِيف. والجِرْبِياءُ،

_ (1). قوله [لا سعي لهم] في نسخة التهذيب لا نساء لهم.

عَلَى فِعْلِياء بِالْكَسْرِ والمَدّ: الرِّيحُ الَّتِي تَهُبُّ بَيْنَ الجَنُوبِ والصَّبا. وَقِيلَ: هِيَ الشَّمالُ، وَإِنَّمَا جِرْبياؤُها بَرْدُها. والجِرْبِياءُ: شَمالٌ بارِدةٌ. وَقِيلَ: هِيَ النَّكْباءُ، الَّتِي تَجْرِي بَيْنَ الشَّمال والدَّبُور، وَهِيَ رِيحٌ تَقْشَعُ السَّحَابَ. قَالَ ابْنُ أَحمر: بِهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزامى، ... تَهادَى الجِرْبِياءُ بِهِ الحَنِينا وَرَمَاهُ بالجَرِيب أَي الحَصَى الَّذِي فِيهِ التُّرَابُ. قَالَ: وأُراه مُشْتَقًّا مِنَ الجِرْبِياءِ. وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ: مَا أَشدُّ البَرْدِ؟ فَقَالَتْ شَمالٌ جِرْبياءُ تحتَ غِبِّ سَماءٍ. والأَجْرَبانِ: بَطْنانِ مِنَ الْعَرَبِ. والأَجْربانِ: بَنُو عَبْسٍ وذُبْيانَ. قَالَ العباسُ بْنُ مِرْداسٍ: وَفِي عِضادَتِه اليُمْنَى بَنُو أسَدٍ، ... والأَجْرَبانِ: بَنُو عَبْسٍ وذُبْيانِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وذُبيانُ، بِالرَّفْعِ، مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ بَنُو عَبْسٍ. وَالْقَصِيدَةُ كُلُّهَا مَرْفُوعَةٌ وَمِنْهَا: إِنِّي إِخالُ رَسُولَ اللهِ صَبَّحَكُم ... جَيْشاً، لَهُ فِي فَضاءِ الأَرضِ أَرْكانُ فِيهِمْ أَخُوكُمْ سُلَيمٌ، لَيْسَ تارِكَكُم، ... والمُسْلِمُون، عِبادُ اللهِ غسَّانُ والأَجارِبُ: حَيٌّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ. والجَريبُ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ. وجُرَيْبةُ بْنُ الأَشْيَمِ مِنْ شُعرائهم. وجُرابٌ، بِضَمِّ الْجِيمِ وَتَخْفِيفِ الراءِ: اسْمُ مَاءٍ مَعْرُوفٍ بِمَكَّةَ. وَقِيلَ: بِئْرٌ قَدِيمَةٌ كَانَتْ بِمَكَّةَ شرَّفها اللَّهُ تَعَالَى. وأَجْرَبُ: مَوْضِعٌ. والجَوْرَبُ: لِفافةُ الرِّجْل، مُعَرَّب، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كَوْرَبٌ؛ وَالْجَمْعُ جَواربةٌ؛ زَادُوا الهاءَ لِمَكَانِ الْعُجْمَةِ، وَنَظِيرُهُ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ القَشاعِمة. وَقَدْ قَالُوا الجَوارِب كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ الكَيْلَجِ الكَيالِج، وَنَظِيرُهُ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ الكَواكب. وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ السِّكِّيتِ مِنْهُ فعْلًا، فَقَالَ يَصِفُ مُقْتَنِصَ الظِّبَاءِ: وَقَدْ تَجَوْرَبَ جَوْرَبَيْنِ يَعْنِي لَبِسَهُمَا. وجَوْرَبْته فتَجَوْرَبَ أَي أَلْبَسْتُه الجَوْرَبَ فَلَبِسَه. والجَريبُ: وادٍ معروفٌ فِي بِلَادِ قَيْسٍ وَحَرَّةُ النارِ بحِذائه. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: عَرْضُ مَا بينَ جَنْبَيْه كَمَا بينَ جَرْبى «1» وأَذْرُح : هُمَا قَرْيَتَانِ بِالشَّامِ بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ، وكتَب لَهُمَا النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَماناً. فأَما جَرْبةُ، بالهاءِ، فَقَرْيَةٌ بالمَغْرب لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ رُوَيْفِع ابن ثَابِتٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُكْرَمٍ: رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ هَذَا هُوَ جَدُّنا الأَعلى مِنَ الأَنصار، كَمَا رأَيته بِخَطِّ جَدِّي نَجِيبِ الدِّين «2»، والدِ المُكَرَّم أَبي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحمد بْنِ أَبي الْقَاسِمِ بْنِ حَبْقةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْظُورِ بْنِ مُعافى بْنِ خِمِّير بْنِ رِيَامِ بْنِ سُلْطَانَ بْنِ كَامِلِ بْنِ قُرة بْنِ كَامِلِ بْنِ سِرْحان بْنِ جَابِرِ بْنِ رِفاعة بْنِ جَابِرِ بْنِ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، هَذَا الَّذِي نُسِب هَذَا الحديثُ إِلَيْهِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبو عُمَر بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي كِتَابِ الإسْتيعاب فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ

_ (1). قوله [جربى] بالقصر، قال ياقوت في معجمه وقد يمد. (2). قوله [بخط جدي إلخ] لم نقف على خط المؤلف ولا على خط جدّه والذي وقفنا عليه من النسخ هو ما ترى.

عَنْهُمْ، فَقَالَ: رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سَكَن بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ الأَنصاري مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، سَكَنَ مِصْرَ واخْتَطَّ بِهَا دَارًا. وَكَانَ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدْ أَمَّره عَلَى طرابُلُس سَنَةَ سِتٍّ وأَربعين، فَغَزَا مِنْ طَرَابُلُسَ إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وأَربعين، وَدَخَلَهَا وَانْصَرَفَ مِنْ عَامِهِ، فَيُقَالُ: مَاتَ بِالشَّامِ، وَيُقَالُ مَاتَ ببَرْقةَ وَقَبْرُهُ بِهَا. وَرَوَى عَنْهُ حَنَش بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَنْعاني وشَيْبانُ بْنُ أُمَيَّة القِتْباني، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجمعين. قَالَ: وَنَعُودُ إِلَى تتِمَّةِ نَسَبِنا مِنْ عَدِيِّ بْنِ حارثةَ فَنَقُولُ: هُوَ عديُّ بْنُ حارثةَ بْنِ عَمْرو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَاسْمُ النَّجَّارِ تَيْمُ اللَّهِ، قَالَ الزُّبَيْرُ: كَانُوا تَيْمَ اللاتِ، فَسَمَّاهُمُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَيْمَ اللهِ؛ ابن ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الخَزْرج، وَهُوَ أَخو الأَوْس، وَإِلَيْهِمَا نَسَبُ الأَنصار، وأُمهما قَيْلةُ بِنْتُ كاهِل بْنِ عُذْرةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زيدِ بْنِ لَيْث بْنِ سُود بْنِ أَسْلَمِ بنِ الحافِ بْنِ قُضاعةَ؛ وَنَعُودُ إِلَى بَقِيَّةِ النَّسَبِ الْمُبَارَكِ: الخَزْرَجُ بْنُ حارثةَ بْنِ ثَعْلَبَة البُهْلُول بْنِ عَمرو مُزَيْقِياء بْنِ عامرٍ ماءِ السماءِ بْنِ حارثةَ الغِطْريف بْنِ إمرئِ القَيْسِ البِطْريق بْنِ ثَعْلبة العَنقاءِ بْنِ مازِنٍ زادِ الرَّكْب، وَهُوَ جِماعُ غَسَّانَ بْنِ الأَزْدِ. وَهُوَ دُرُّ بْنُ الغَوْث بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبأ، وَاسْمُهُ عامرُ بْنُ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطانَ، وَاسْمُهُ يَقْطُن، وَإِلَيْهِ تُنسب الْيَمَنُ. وَمِنْ هَاهُنَا اخْتَلَفَ النَّسَّابُونَ، فَالَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنه قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمَنَ بْنِ نَبْت بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ «3»، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: وَهَذِهِ النِّسْبَةُ الْحَقِيقِيَّةُ لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِقَوْمٍ مِنْ خُزاعةَ، وَقِيلَ مِنَ الأَنصار، وَرَآهُمْ يَنْتَضِلُون: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَباكم كَانَ رَامِيًا. وإبراهيمُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، هُوَ إبراهيمُ بْنُ آزَرَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ سارُوغ بْنِ الْقَاسِمِ، الَّذِي قَسَّمَ الأَرض بَيْنَ أَهلها، ابْنُ عابَرَ بْنِ شالحَ بْنِ أَرْفَخْشَذ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ابْنِ مَلْكَانَ بْنِ مُثَوَّبَ بْنِ إِدْرِيسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ابْنِ الرَّائِدِ بْنِ مَهْلَايِيلَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ الطَّاهِرِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، وَهُوَ شِيثُ بْنُ آدَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسلام. جرجب: الجُرْجُبُّ والجُرْجُبانُ: الجَوْفُ. يُقَالُ ملأَ جَرَاجِبَه. وجَرْجَبَ الطعامَ وجَرْجَمه: أَكله، الأَخيرة عَلَى الْبَدَلِ. والجَراجِبُ: العِظامُ مِنَ الإِبل. قَالَ الشَّاعِرُ: يَدْعُو جَراجِيبَ مُصَوَّياتِ، ... وبَكَراتٍ كالمُعَنَّساتِ، لَقِحْنَ، للقِنْيةِ، شاتِياتِ جردب: جَرْدَب عَلَى الطَّعَامِ: وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، يَكُونُ بينَ يَدَيْه عَلَى الخِوانِ، لِئَلَّا يَتَناوَلَه غَيْرُهُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: جَرْدَبَ فِي الطَّعَامِ وجَرْدَمَ، وَهُوَ أَن يَسْتُر ما بين يدَيْه من الطَّعَامِ بَشماله، لِئَلَّا يَتناولَه غيرُه. وَرَجُلٌ جَرْدَبانُ وجُرْدُبانُ: مُجَرْدِبٌ، وَكَذَلِكَ. اليَدُ. قَالَ: إِذَا مَا كنتَ فِي قَوْمٍ شَهاوَى، ... فَلَا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَرْدَبانا

_ (3). قوله [فالذي ذكره إلخ] كذا في النسخ وبمراجعة بداية القدماء وكامل ابن الأَثير وغيرهما من كتب التاريخ تعلم الصواب.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ جُرْدُبانا. وَقِيلَ: جَرْدَبانُ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، أَصله كَرْدَهْ بانَ أَي حافِظُ الرَّغِيفِ، وَهُوَ الَّذِي يَضَعُ شِمالَه عَلَى شيءٍ يَكُونُ عَلَى الخِوان كَيْ لَا يَتناولَه غيرُه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَرْدَبانُ: الَّذِي يأْكل بِيَمِينِهِ وَيَمْنَعُ بِشِمَالِهِ. قَالَ: وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ: وكنتَ، إِذَا أَنْعَمْتَ فِي الناسِ نِعْمةً، ... سَطَوْتَ عَلَيْهَا، قَابِضًا بشِمالِكا وجَرْدَبَ عَلَى الطَّعَامِ: أَكلَه. شَمِرٌ: هُوَ يُجَرْدِبُ ويُجَرْدِمُ مَا فِي الإِناءِ أَي يأْكله ويُفْنِيه. وَقَالَ الغَنَوِيُّ: فَلَا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَرْدَبِيلا قَالَ: مَعْنَاهُ أَن يأْخذ الكِسرة بِيَدِهِ اليُسرى، ويأْكل بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فَإِذَا فَنِيَ مَا بَيْنَ أَيدي الْقَوْمِ أَكَلَ مَا فِي يَدِهِ الْيُسْرَى. وَيُقَالُ: رجُل جَرْدَبِيلٌ إِذَا فعَل ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: الجِرْدابُ: وسَطُ البحر. جرسب: الأَصمعي: الجَرْسَبُ: الطَّوِيلُ. جرشب: جَرْشَبَتِ المرأَةُ: بَلَغَتْ أَربعين أَو خَمْسِينَ إِلَى أَن تَمُوتَ. وامرأَة جَرْشَبِيَّةٌ. قَالَ: إنَّ غُلاماً، غَرَّه جَرْشَبِيَّةٌ، ... عَلَى بُضْعِها، مِنْ نَفْسِه، لَضَعِيفُ مُطَلَّقةً، أَو ماتَ عَنْهَا حَلِيلُها، ... يَظَلُّ، لِنابَيْها، عَلَيْهِ صَريفُ ابْنُ شُمَيْلٍ: جَرْشَبَتِ المرأَةُ إِذَا ولَّتْ وهَرِمَتْ، وامرأَةٌ جَرْشَبِيَّةٌ. وجَرْشَبَ الرَّجُلُ: هُزِلَ، أَو مَرِضَ، ثُمَّ انْدَمَلَ، وَكَذَلِكَ جَرْشَمَ. ابْنُ الأَعرابي: الجُرْشُبُ: القصيرُ السمينُ. جرعب: الجَرْعَبُ: الْجَافِي. والجَرْعَبِيبُ «1»: الغَلِيظُ. وداهيةٌ جَرْعَبِيبٌ: شَدِيدةٌ. الأَزهري: اجْرَعَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعَبَّ واجْلَعَبَّ إِذَا صُرِعَ وامْتَدَّ عَلَى وجه الأَرض. جَزَبَ: الجِزْبُ: النَّصيبُ مِنَ الْمَالِ، وَالْجَمْعُ أَجْزابٌ. ابْنُ الْمُسْتَنِيرِ: الجِزْبُ والجِزْمُ: النَّصِيبُ. قَالَ: والجُزْبُ العَبِيدُ، وَبَنُو جُزَيْبةَ مأْخوذ مِنَ الجُزْبِ، وأَنشد: ودُودانُ أَجْلَتْ عَنْ أَبانَيْنِ والحِمَى، ... فِراراً. وَقَدْ كُنَّا اتَّخَذْناهُمُ جُزْبا ابْنُ الأَعرابي: المِجْزَب: الحَسَنُ السَّبْر «2» الطَّاهِرُه. جسرب: الجَسْرَبُ: الطويلُ. جَشَبَ: جَشَبَ الطعامَ: طَحَنه جَريشاً. وطَعامٌ جَشِبٌ ومَجْشُوبٌ أَي غَلِيظٌ خَشِنٌ، بَيِّنُ الجُشُوبةِ إِذَا أُسِيءَ طَحْنُه، حَتَّى يَصير مُفَلَّقاً. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا أُدْمَ لَهُ. وَقَدْ جَشُبَ جَشابةً. وَيُقَالُ لِلطَّعَامِ: جَشْبٌ وجَشِبٌ وجَشِيبٌ، وطَعامٌ مَجْشُوبٌ، وَقَدْ جَشَبْتُه. وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا يَأْكُلُونَ زادَهُمْ مَجْشُوبا الْجَوْهَرِيُّ: وَلَوْ قِيلَ اجْشَوْشِبُوا كَمَا قِيلَ اخْشَوْشِبُوا، بِالْخَاءِ، لَمْ يَبْعُدْ، إِلَّا أَني لَمْ أَسمعه بِالْجِيمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يأْكل الجَشِبَ ، هو

_ (1). قوله [والجرعبيب] كذا ضبط في المحكم. (2). قوله [السبر] ضبط في التكملة بفتح السين وكسرها.

الغَلِيظُ الخَشِنُ مِنَ الطَّعامِ، وَقِيلَ غيرُ المأْدوم. وكلُّ بَشِعِ الطَّعْم فَهُوَ جَشِبٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يأْتينا بِطَعَامٍ جَشبٍ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ: لَوْ وَجَد عَرْقاً سَمِيناً أَو مِرْماتَيْنِ جَشِبَتَيْنِ أَو خَشِبَتَيْنِ لأَجاب. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ المتأَخرين فِي حَرْفِ الْجِيمِ: لَوْ دُعِيَ إِلَى مِرْماتَيْنِ جَشِبَتَيْنِ أَو خَشِبَتَيْنِ لأَجاب. وَقَالَ: الجَشِبُ الْغَلِيظُ. والخَشِبُ الْيَابِسُ مِنَ الخَشَبِ. والمِرْماةُ ظِلْفُ الشاةِ، لأَنه يُرْمى بِهِ، انْتَهَى كَلَامُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي قَرَأْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ، وَهُوَ المُتداوَل بَيْنَ أَهل الْحَدِيثِ: مِرْماتَين حَسَنَتَيْن، مِنَ الحُسْنِ والجَوْدة، لأَنه عَطَفَهُمَا عَلَى العَرْقِ السَّمِين. قَالَ: وَقَدْ فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ ومَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا إِلَى تَفْسِيرِ الجَشِب أَو الخَشِب فِي هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: وَقَدْ حَكَيْتُ مَا رأَيت، والعُهدة عَلَيْهِ. والجَشِيبُ: البَشِعُ مِنْ كلِّ شيءٍ. والجَشِيبُ مِنَ الثِّيَابِ: الْغَلِيظُ. ورجلٌ جَشِيبٌ: سَيِّئُ المَأْكلِ. وَقَدْ جَشُبَ جُشُوبةً. شِمْرٌ: رَجُلٌ مُجَشَّبٌ: خَشِنُ المَعيشةِ. قَالَ رُؤْبَةُ: وَمِنْ صُباحٍ رامِياً مُجَشَّبا وجَشِبُ المَرْعى: يابِسُه. وجَشَبَ الشيءُ يَجْشُبُ: غَلُظَ. والجَشْبُ والمِجْشابُ: الغليظُ، الأُولى عَنْ كُرَاعٍ، وسيأْتي ذِكْرُ الجَشَنِ فِي النُّونِ. التَّهْذِيبُ: المِجْشابُ: البَدَنُ الغَلِيظُ. قَالَ أَبو زُبَيْد الطَّائِيُّ: قِرابَ حِضْنِك لَا بِكْرٌ وَلَا نَصَفٌ، ... تُولِيكَ كَشْحاً لَطيفاً، لَيْسَ مِجْشابا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وقِرابَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ: نِعْمَتْ بِطانةُ، يَوْمِ الدَّجْنِ، تَجْعَلُها ... دُونَ الثِّيابِ، وَقَدْ سَرَّيْتَ أَثْوابا أَي تَجْعَلُها كبِطانةِ الثَّوْبِ فِي يَوْمٍ بارِدٍ ذِي دَجْنٍ؛ والدَّجْنُ إلباسُ الغَيْمِ السَّماء عِنْدَ المَطر، وربُما لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَطَرٌ. وسَرَّيْتُ الثَّوْبَ عَنِّي نَزَعْتُه. والحِضْنُ شِقُّ البَطْنِ. والكَشْحانِ الخاصِرتانِ، وَهُمَا ناحِيتا الْبَطْنِ. وقِرابَ حِضْنِكَ مَفْعُولٌ ثَانٍ بتَجْعَلُها. ابْنُ السِّكِّيتِ: جَمَلٌ جَشِبٌ: ضَخْمٌ شَدِيدٌ. وأَنشد: بَجَشِبٍ أَتْلَعَ فِي إصْغائِه ابْنُ الأَعرابي: المِجْشَبُ: الضَّخْمُ الشُّجَاعُ. وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: ومَنْهَلٍ، أَقْفَرَ مِنْ أَلْقائه، ... ورَدْتُه، واللَّيْلُ فِي أَغْشائِه، بِجَشْبٍ أَتلع فِي إِصْغَائِهِ، ... جاءَ، وَقَدْ زادَ عَلَى أَظْمائِه، يُجاوِرُ الحَوْضَ إِلَى إزائِه، ... رَشْفاً بِمَخْضُوبَينِ مِنْ صَفْرائِه، وقَدْ شَفَتْه وَحْدَها مِنْ دائِه، ... منْ طائِف الجَهْلِ، ومِنْ نُزائِه الأَلْقاء: الأَنِيسُ. يُجاوِرُ الحوضَ إِلَى إِزَائِهِ أَي يَسْتَقْبِلُ الدَّلْوَ حِينَ يُصَبُّ فِي الحَوْضِ مِنْ عَطشه. ومَخْضُوباه: مِشْفراه، وَقَدِ اخْتَضَبا بِالدَّمِ مِنْ بُرَته. وَقَدْ شَفَتْه يَعْنِي البُرة أَي ذَلَّلَتْه وسَكَّنَتْه. ونَدًى

جَشَّابٌ: لَا يَزالُ يَقَعُ عَلَى البَقْل. قَالَ رُؤْبَةُ: رَوْضاً بِجَشّابِ النَّدى مَأْدُوما وكلامٌ جَشِيبٌ: جافٍ خَشِنٌ. قَالَ: لَهَا مَنْطِقٌ، لَا هِذْرِيانٌ طَما بِهِ ... سَفاهٌ، وَلَا بادِي الجَفاءِ، جَشِيبُ وسِقاءٌ جَشِيبٌ: غَلِيظٌ خَلَقٌ. ومَرةٌ جَشُوبٌ: خَشِنَةٌ، وَقِيلَ قَصيرةٌ. أَنشد ثَعْلَبٌ: كواحِدةِ الأُدْحيِّ لَا مُشْمَعِلَّةٌ، ... وَلَا جَحْنةٌ، تَحْتَ الثِّيابِ، جَشُوبُ والجُشْبُ: قُشورُ الرُّمَّانِ، يَمَانِيَّةٌ. وبَنُو جَشِيبٍ: بَطْنٌ. جَعَبَ: الجَعْبةُ: كِنانةُ النُّشَّابِ، وَالْجَمْعُ جِعابٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فانْتَزَعَ طَلَقاً مِنْ جَعْبَتِه. وَهُوَ مُتَكَرِّرٌ فِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ شمَيل: الجَعْبَةُ: المُسْتَدِيرةُ الواسِعةُ الَّتِي عَلَى فَمِهَا طَبَقٌ مِنْ فَوْقِها. قَالَ: والوَفْضَةُ أَصغر مِنْهَا، وأَعلاها وأَسْفَلُها مُسْتَوٍ، وأَما الجَعْبةُ فَفِي أَعلاها اتِّساعٌ وَفِي أَسفلها تَبْنِيقٌ، ويُفَرَّجُ أَعْلاها لِئَلَّا يَنْتَكِثَ رِيشُ السِّهام، لأَنها تُكَبُّ فِي الجَعْبةِ كَبّاً، فظُباتُها فِي أَسْفَلِها، ويُفَلْطَح أَعْلاها مِن قِبَل الرِّيشِ، وَكِلَاهُمَا مِنْ شَقِيقَتَيْن مِنْ خَشَبٍ. والجَعَّابُ: صانِعُ الجِعابِ، وجَعَّبَها: صَنَعَها، والجِعابةُ: صِناعَتُه. والجَعابِيبُ: القِصارُ مِنَ الرِّجَالِ. والجُعْبُوب: القَصِيرُ الدمِيمُ، وَقِيلَ هُوَ النَّذْلُ، وَقِيلَ هُوَ الدَّنِيءُ مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ هُوَ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا خَيْر فِيهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ، إِذَا كَانَ قَصيراً دَمِيماً: جُعْبُوبٌ ودُعْبُوبٌ وجُعْسوسٌ. والجَعْبةُ: الكَثِيبةُ مِنَ البَعَر. والجُعَبَى: ضَرْبٌ مِنَ النَّمْلِ «1». قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ نَمْلٌ أَحمر، وَالْجَمْعُ جُعَبَياتٌ. والجِعِبَّاءُ والجِعِبَّى والجِعْباءة والجَعْواءُ والناطِقةُ الخَرْساء: الدُّبر وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَضَرْبَهُ فجَعَبَهُ جَعْباً وجَعَفَه إِذَا ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ، ويُثَقَّلُ فَيُقَالُ: جَعبَّه تَجْعيباً وجَعْبأَه إِذَا صَرَعَه. وتَجَعَّبَ وتَجَعْبَى وانْجَعَب وجَعَبْتُه أَي صَرَعْتُه، مِثْلُ جَعَفْتُه. ورُبما قَالُوا: جَعْبَيْتُه جِعْباءً فتَجَعْبَى، يَزِيدُونَ فِيهِ الْيَاءَ، كَمَا قَالُوا سَلْقَيْتُه مِن سَلَقَه. وجَعَبَ الشيءَ جَعْباً: قَلَبه. وجَعَبَه جَعْباً: جَمعه، وأَكثره فِي الشيءِ الْيَسِيرِ. والمِجْعَبُ: الصِّرِّيعُ مِنَ الرِّجَالِ يَصْرَعُ وَلَا يُصْرَعُ. وَفِي النَّوَادِرِ: جَيْشٌ يَتَجَعْبَى ويَتَجَرْبى ويَتَقَبْقَبُ ويَتَهَبْهَبُ ويَتَدرْبَى: يَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا. والمُتَجَعِّبُ: الميِّتُ. جَعْدَبَ: الجُعْدُبةُ: الحَجاةُ والحَبابةُ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرو أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَقَدْ رأَيتُكَ بالعراقِ، وَإِنَّ أَمْرَكَ كحُقِّ الكَهُولِ، أَو كالجُعْدُبةِ، أَو كالكُعْدُبةِ. الجُعْدُبةُ والكُعْدُبةُ: النُّفّاخاتُ

_ (1). قوله [والجعبى ضرب إلخ] هذا ضبط المحكم.

الَّتِي تَكُونُ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ. والكَهُولُ: العَنْكَبوتُ. وحُقُّها: بَيْتُها. وَقِيلَ: الكُعْدُبةُ والجُعْدُبةُ: بيتُ الْعَنْكَبُوتِ. وأَثبت الأَزهري الْقَوْلَيْنِ مَعًا. والجُعْدُبَةُ مِنَ الشيءِ: المُجْتَمِعُ مِنْهُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وجُعْدُبٌ وجُعْدُبةُ: اسْمَانِ. الأَزهري: وجُعْدبةُ: اسمُ رَجُلٍ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ. جَعْنَبَ: الجَعْنبةُ «1»: الحِرْصُ عَلَى الشيءِ. وجُعْنُبٌ: اسم. جَغَبَ: رَجُلٌ شَغِبٌ جَغِبٌ: إِتْبَاعٌ لَا يُتكلم بِهِ مُفْرَدًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ جَغِبٌ شَغِبٌ. جَلَبَ: الجَلْبُ: سَوْقُ الشَّيْءِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى آخَر. جَلَبَه يَجْلِبُه ويَجْلُبه جَلْباً وجَلَباً واجْتَلَبَه وجَلَبْتُ الشيءَ إِلَى نفْسِي واجْتَلَبْتُه، بِمَعْنًى. وقولُه، أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَا أَيها الزاعِمُ أَنِّي أَجْتَلِبْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَجْتَلِبُ شِعْري مِنْ غَيْرِي أَي أَسُوقه وأَسْتَمِدُّه. ويُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُ جَرِيرٍ: أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي، ... فَلا عِيّاً بِهِنَّ، وَلَا اجْتِلابا أَي لَا أَعْيا بالقَوافي وَلَا اجْتَلِبُهنَّ مِمَّن سِوَايَ، بَلْ أَنا غَنِيٌّ بِمَا لديَّ مِنْهَا. وَقَدِ انْجَلَب الشيءُ واسْتَجْلَب الشيءَ: طلَب أَن يُجْلَبَ إِلَيْهِ. والجَلَبُ والأَجْلابُ: الَّذِينَ يَجْلُبُون الإِبلَ والغَنم لِلْبَيْعِ. والجَلَبُ: مَا جُلِبَ مِن خَيْل وَإِبِلٍ ومَتاعٍ. وَفِي الْمَثَلِ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ أَي أَنَّهُ إِذَا أَنْفَضَ القومُ، أَي نَفِدَتْ أَزْوادُهم، قَطَّرُوا إبلَهم لِلْبَيْعِ. وَالْجَمْعُ: أَجْلابٌ. اللَّيْثُ: الجَلَبُ: مَا جَلَبَ القومُ مِنْ غَنَم أَو سَبْي، وَالْفِعْلُ يَجْلُبون، وَيُقَالُ جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً، والمَجْلوبُ أَيضاً: جَلَبٌ. والجَلِيبُ: الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ بَلد إِلَى غَيْرِهِ. وعَبْدٌ جَلِيبٌ. وَالْجَمْعُ جَلْبَى وجُلَباء، كَمَا قَالُوا قَتْلَى وقُتَلاء. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: امرأَةٌ جَلِيبٌ فِي نِسْوَةٍ جَلْبَى وجَلائِبَ. والجَلِيبةُ والجَلُوبة مَا جُلِبَ. قَالَ قيْس بْنُ الخَطِيم: فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ، ... ومَنْ خَرَّ، إذْ يَحْدُونَهم كالجَلائِبِ وَيُرْوَى: إِذْ نَحْدُو بِهِمْ. والجَلُوبةُ: مَا يُجْلَب لِلْبَيْعِ نَحْوَ النَّابِ والفَحْل والقَلُوص، فأَما كِرامُ الإِبل الفُحولةُ الَّتِي تُنْتَسَل، فَلَيْسَتْ مِنَ الجلُوبة. وَيُقَالُ لصاحِب الإِبل: هَلْ لَكَ فِي إبلِكَ جَلُوبةٌ؟ يَعْنِي شَيْئًا جَلَبْتَه لِلْبَيْعِ. وَفِي حَدِيثِ سَالِمٍ: قَدِمَ أَعرابيٌّ بجَلُوبةٍ، فَنَزلَ عَلَى طلحةَ، فَقَالَ طلحةُ: نَهى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، أَن يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ. قَالَ: الجَلُوبة، بِالْفَتْحِ، مَا يُجْلَبُ للبَيْع مِنْ كُلِّ شيءٍ، والجمعُ الجَلائِبُ؛ وَقِيلَ: الجَلائبُ الإِبل الَّتِي تُجْلَبُ إِلَى الرَّجل النازِل عَلَى الماءِ لَيْسَ لَهُ مَا يَحْتَمِلُ عَلَيْهِ، فيَحْمِلُونه عَلَيْهَا. قَالَ: وَالْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ الأَوّلُ كأَنه أَراد أَن يَبيعها لَهُ طلحةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي

_ (1). قوله [الجعنبة إلخ] لم نظفر به في المحكم ولا التهذيب، وقال في شرح القاموس هو تصحيف الجعثبة بالمثلثة، قال وجعنب تصحيف جعثب بها أَيضاً.

مُوسَى فِي حَرْفِ الْجِيمِ. قَالَ: وَالَّذِي قرأْناه فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ: بحَلُوبةٍ، وَهِيَ الناقةُ الَّتِي تُحْلَبُ. والجَلُوبةُ: الإِبل يُحْمَلُ عَلَيْهَا مَتاعُ الْقَوْمِ، الْوَاحِدُ والجَمْع فِيهِ سَواءٌ؛ وجَلُوبة الإِبل: ذُكُورها. وأَجْلَبَ الرجلُ إِذَا نُتِجَتْ ناقتُه سَقْباً. وأَجْلَبَ الرجلُ: نُتِجَت إبلُه ذُكُوراً، لأَنه تُجْلَبُ أَولادُها، فَتُباعُ، وأَحْلَبَ، بِالْحَاءِ، إِذَا نُتِجت إبلُه إِنَاثًا. يُقَالُ للمُنْتِجِ: أَأَجْلَبْتَ أَم أَحْلَبْتَ؟ أَي أَوَلَدَتْ إبلُكَ جَلُوبةً أَم وَلَدَتْ حَلُوبةً، وَهِيَ الإِناثُ. ويَدْعُو الرجلُ عَلَى صَاحِبِهِ فَيَقُولُ: أَجْلَبْتَ وَلَا أَحْلَبْتَ أَي كَانَ نِتاجُ إِبِلِكَ ذُكوراً لَا إِنَاثًا ليَذْهَبَ لبنُه. وجَلَبَ لأَهلِه يَجْلُبُ وأَجْلَبَ: كَسَبَ وطَلَبَ واحْتالَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والجَلَبُ والجَلَبةُ: الأَصوات. وَقِيلَ: هُوَ اختِلاطُ الصَّوْتِ. وَقَدْ جَلَبَ القومُ يَجْلِبُون ويَجْلُبُون وأَجْلَبُوا وجَلَّبُوا. والجَلَبُ: الجَلَبةُ فِي جَماعة النَّاسِ، والفعْلُ أَجْلَبُوا وجَلَّبُوا، مِنَ الصِّيَاحِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبير: أَنَّ أُمَّه صَفِيَّة قَالَتْ أَضْرِبُه كَيْ يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيشَ ذَا الجَلَبِ ؛ هُوَ جَمْعُ جَلَبة، وَهِيَ الأَصوات. ابْنُ السِّكِّيتِ يُقَالُ: هُمْ يُجْلِبُون عَلَيْهِ ويُحْلِبُون عَلَيْهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي يُعِينُون عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَراد أَن يُغالِط بِمَا أَجْلَبَ فِيهِ. يُقَالُ أَجْلَبُوا عَلَيْهِ إِذَا تَجَمَّعُوا وتأَلَّبوا. وأَجْلَبَه: أَعانَه. وأَجْلَبَ عَلَيْهِ إِذَا صاحَ بِهِ واسْتَحَثَّه. وجَلَّبَ عَلَى الفَرَس وأَجْلَبَ وجَلَبَ يَجْلُب جَلْباً، قَلِيلَةٌ: زَجَرَه. وَقِيلَ: هُوَ إِذَا رَكِب فَرساً وقادَ خَلْفَه آخَر يَسْتَحِثُّه، وَذَلِكَ فِي الرِّهان. وَقِيلَ: هُوَ إِذَا صاحَ بِهِ مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّه للسَّبْق. وَقِيلَ: هُوَ أَن يُرْكِبَ فَرسَه رَجُلًا، فَإِذَا قَرُبَ مِنَ الغايةِ تَبِعَ فَرَسَه، فَجَلَّبَ عَلَيْهِ وصاحَ بِهِ لِيَكُونَ هُوَ السابِقَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الخَدِيعةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ. فالجَلَبُ: أَن يَتَخَلَّفُ الفَرَسُ فِي السِّباق فيُحَرَّكَ وراءَه الشيءُ يُسْتَحَثُّ فَيسبِقُ. والجَنَبُ: أَن يُجْنَبَ مَعَ الفَرَس الَّذِي يُسابَقُ بِهِ فَرَسٌ آخَرُ، فيُرْسَلَ، حَتَّى إِذَا دَنا تَحوّلَ راكِبُه عَلَى الفرَس المَجْنُوب، فأَخَذَ السَّبْقَ. وَقِيلَ، الجَلَبُ: أَن يُرْسَلَ فِي الحَلْبةِ، فتَجْتَمِعَ لَهُ جماعَةٌ تصِيحُ بِهِ لِيُرَدَّ عَنْ وَجْهِه. والجَنَبُ: أَن يُجْنَبَ فرَسٌ جامٌّ، فيُرْسَلَ مِنْ دونِ المِيطانِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُرْسَلُ فِيهِ الْخَيْلُ، وَهُوَ مَرِحٌ، والأُخَرُ مَعايا. وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنها فِي الصَّدقة، فالجَنَبُ: أَن تأْخُذَ شاءَ هَذَا، وَلَمْ تَحِلَّ فِيهَا الصدقةُ، فتُجْنِبَها إِلَى شاءِ هَذَا حَتَّى تأْخُذَ مِنْهَا الصدقةَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجَلَبُ فِي شَيْئَيْنِ، يَكُونُ فِي سِباقِ الخَيْلِ وَهُوَ أَن يَتْبَعَ الرجلُ فرَسَه فيَزْجُرَه ويُجْلِبَ عَلَيْهِ أَو يَصِيحَ حَثّاً لَهُ، فَفِي ذَلِكَ مَعونةٌ للفرَس عَلَى الجَرْيِ. فنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ. والوَجْهُ الْآخَرُ فِي الصَّدَقةِ أَن يَقْدَمَ المُصَدِّقُ عَلَى أَهْلِ الزَّكاةِ فَيَنْزِلَ مَوْضِعًا ثُمَّ يُرْسِلَ إِلَيْهِمْ مَنْ يَجْلُب إِلَيْهِ الأَموال مِنْ أَماكِنها لِيأخُذ صَدَقاتِها، فنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ وأُمِرَ أَن يأْخُذَ صَدَقاتِهم مِن أَماكِنِهم، وَعَلَى مِياهِهِم وبِأَفْنِيَتِهِمْ. وَقِيلَ: قَوْلُهُ وَلَا جَلَبَ أَي لَا تُجْلَبُ إِلَى المِياه وَلَا إِلَى الأَمْصار، وَلَكِنْ يُتَصَدَّقُ بِهَا فِي مَراعِيها. وَفِي الصِّحَاحِ: والجلَبُ الَّذِي جاءَ النهيُ عَنْهُ هُوَ أَن لَا يَأْتِي المُصدِّقُ القومَ فِي مِياهِهم لأَخْذِ الصَّدقاتِ، وَلَكِنْ يَأْمُرُهم بِجَلْب نَعَمِهم إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ

العَقَبةِ: إنَّكم تُبايِعون مُحَمَّدًا عَلَى أَن تُحارِبُوا العَربَ والعَجَم مُجْلِبةً أَي مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحَرْب. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ بالباءِ. قَالَ: وَالرِّوَايَةُ بِالْيَاءِ، تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ: مُصَوِّتٌ. وغَيْثٌ مُجَلِّبُ: كَذَلِكَ. قَالَ: خَفاهُنَّ مِنْ أَنْفاقهِنَّ كأَنَّما ... خَفاهُنَّ وَدْقٌ، مِنْ عَشِيٍّ، مُجَلِّبُ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: بِحَيَّةِ قَفْرٍ، فِي وِجارٍ، مُقِيمة ... تَنَمَّى بِها سَوْقُ المَنى والجَوالِبِ أَراد ساقَتْها جَوالبُ القَدَرِ، وَاحِدَتُهَا جالبةٌ. وامرأَةٌ جَلَّابةٌ ومُجَلِّبةٌ وجلِّبانةٌ وجُلُبَّانةٌ وجِلِبْنانةٌ وجُلُبْنانةٌ وتِكِلَّابةٌ: مُصَوِّتةٌ صَخّابةٌ، كَثِيرَةُ الْكَلَامِ، سَيِّئَةُ الخُلُق، صاحِبةُ جَلَبةٍ ومُكالَبةٍ. وَقِيلَ: الجُلُبّانَة مِنَ النِّسَاءِ: الجافِيةُ، الغَلِيظةُ، كأَنَّ عَلَيْهَا جُلْبةً أَي قِشْرة غَلِيظة، وعامّةُ هَذِهِ اللُّغَاتِ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وأَنشد لحُميد بْنِ ثَوْرٍ. جِلِبْنانةٌ، وَرْهاءُ، تَخْصِي حِمارَها، ... بِفي، مَنْ بَغَى خَيْراً إلَيْها، الجَلامِدُ قَالَ: وأَما يَعْقُوبُ فَإِنَّهُ رَوَى جِلِبَّانةٌ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَيْسَتِ لَامُ جِلِبَّانةٍ بَدَلًا مِنْ راءِ جِرِبَّانةٍ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ وُجُودُكَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْلًا ومُتَصَرَّفاً واشْتِقاقاً صَحِيحًا؛ فأَمّا جِلِبَّانة فَمِنَ الجَلَبةِ والصِّياحِ لأَنها الصَّخَّابة. وأَما جِرِبَّانةٌ فمِن جَرَّبَ الأُمورَ وتصَرَّفَ فِيهَا، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا: تَخْصِي حِمارَها، فَإِذَا بَلَغَتِ المرأَة مِنَ البِذْلةِ والحُنْكةِ إِلَى خِصاءِ عَيْرها، فَناهِيكَ بِهَا فِي التَّجْرِبةِ والدُّرْبةِ، وَهَذَا وَفْقُ الصَّخَب والضَّجَر لأَنه ضِدُّ الحيَاء والخَفَر. ورَجلٌ جُلُبَّانٌ وجَلَبَّانٌ: ذُو جَلَبةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُدْخَلُ مَكّةُ إلَّا بجُلْبان السِّلاح. جُلْبانُ السِّلاح: القِرابُ بِمَا فِيهِ. قَالَ شِمْرٌ: كأَنَّ اشْتِقَاقَ الجُلْبانِ مِنَ الجُلْبةِ وَهِيَ الجِلْدَة الَّتِي تُوضع عَلَى القَتَبِ والجِلْدةُ الَّتِي تُغَشِّي التَّمِيمةَ لأَنها كالغِشاءِ للقِراب؛ وَقَالَ جِرانُ العَوْد: نَظَرتُ وصُحْبَتي بِخُنَيْصِراتٍ، ... وجُلْبُ الليلِ يَطْرُدُه النَّهارُ أَرَادَ بجُلْبِ اللَّيْلِ: سَوادَه. وَرُوِيَ عَنِ البَراء بْنِ عَازِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لَمَّا صالَحَ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المُشْرِكِين بالحُدَيْبِيةِ: صالحَهم عَلَى أَن يَدْخُلَ هُوَ وأَصحابُه مِنْ قَابِلٍ ثلاثةَ أَيام وَلَا يَدْخُلُونها إلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ؛ قَالَ فسأَلته: مَا جُلُبَّانُ السّلاحِ؟ قَالَ: القِرابُ بِمَا فِيه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القِرابُ: الغِمْدُ الَّذِي يُغْمَدُ فِيهِ السَّيْفُ، والجُلُبَّانُ: شِبْه الجِرابِ مِنَ الأَدَمِ يُوضَعُ فِيهِ السَّيْفُ مَغْمُوداً، ويَطْرَحُ فِيهِ الرَّاكِبُ سَوْطَه وأَداتَه، ويُعَلِّقُه مِنْ آخِرةِ الكَوْرِ، أَو فِي واسِطَتِه. واشْتِقاقُه مِنَ الجُلْبة، وَهِيَ الجِلْدةُ الَّتِي تُجْعَلُ عَلَى القَتَبِ. وَرَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ وَاللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ، قَالَ: وَهُوَ أَوْعِيةُ السِّلَاحِ بِمَا فِيهَا. قَالَ: وَلَا أُراه سُمي بِهِ إِلَّا لجَفائِه، وَلِذَلِكَ قِيلَ للمرأَة الغَلِيظة الجافِيةِ: جُلُبّانةٌ. وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: وَلَا يَدْخُلُهَا إِلَّا بجُلْبانِ السِّلاح السيفِ والقَوْس وَنَحْوِهِمَا؛ يُرِيدُ ما يُحتاجُ إليه في إِظْهَارِهِ والقِتال بِهِ إِلَى

مُعاناة لَا كالرِّماح لأَنها مُظْهَرة يُمْكِنُ تَعْجِيلُ الأَذى بِهَا، وَإِنَّمَا اشْتَرَطُوا ذَلِكَ لِيَكَوُنَ عَلَماً وأَمارةً للسِّلْم إِذْ كَانَ دُخولُهم صُلْحاً. وجَلَبَ الدَّمُ، وأَجْلَبَ: يَبِسَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والجُلْبةُ: القِشْرةُ الَّتِي تَعْلُو الجُرْحَ عِنْدَ البُرْءِ. وَقَدْ جَلَبَ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ مِثْلُهُ. الأَصمعي: إِذَا عَلَتِ القَرْحةَ جِلْدةُ البُرْءِ قِيلَ جَلَبَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَرْحةٌ مُجْلِبةٌ وجالِبةٌ وقُروحٌ جَوالِبُ وجُلَّبٌ، وأَنشد: عافاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ، ... بَعْدَ نُتُوضِ الجِلْدِ والتَّقَوُّبِ وَمَا فِي السَّماءِ جُلْبةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُها، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَنشد: إِذَا مَا السَّماءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبةٍ، ... كجِلْدةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُها تُنِيرُها أَي كأَنَّها تَنْسِجُها بِنِيرٍ. والجُلْبةُ فِي الجَبَل: حِجارة تَراكَمَ بَعْضُها عَلَى بَعْض فَلَمْ يَكُنْ فِيه طَرِيقٌ تأْخذ فِيهِ الدَّوابُّ. والجُلْبةُ مِنَ الكَلإِ: قطْعةٌ متَفَرِّقةٌ لَيْسَتْ بِمُتَّصِلةٍ. والجُلْبةُ: العِضاهُ إِذَا اخْضَرَّتْ وغَلُظَ عُودُها وصَلُبَ شَوْكُها. والجُلْبةُ: السَّنةُ الشَّديدةُ، وَقِيلَ: الجُلْبة مِثْلُ الكُلْبةِ، شِدَّةُ الزَّمان؛ يُقَالُ: أَصابَتْنا جُلْبةُ الزَّمانِ وكُلْبةُ الزَّمَانِ. قَالَ أَوْسُ بْنُ مَغْراء التَّمِيمي: لَا يَسْمَحُون، إِذَا مَا جُلْبةٌ أَزَمَتْ، ... ولَيْسَ جارُهُم، فِيها، بِمُخْتارِ والجُلْبةُ: شِدّة الجُوع؛ وَقِيلَ: الجُلْبةُ الشِّدّةُ والجَهْدُ والجُوعُ. قَالَ مَالِكُ بْنُ عُوَيْمِرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْش الْهُذَلِيُّ وَهُوَ الْمُتَنَخِّلُ، وَيُرْوَى لأَبي ذُؤَيْبٍ، وَالصَّحِيحُ الأَوّل: كأَنَّما، بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتهِ، ... مِنْ جُلْبةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإرْزِيزُ والإِرْزِيزُ: الطَّعْنة. والجَيَّارُ: حُرْقةٌ فِي الجَوْفِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَيَّارُ حَرارةٌ مِن غَيْظٍ تَكُونُ فِي الصَّدْرِ. والإِرْزِيزُ الرِّعْدةُ. والجوالِبُ الآفاتُ والشّدائدُ. والجُلْبة: حَدِيدة تَكُونُ فِي الرَّحْل؛ وَقِيلَ هُوَ مَا يُؤْسر بِهِ سِوى صُفَّتِه وأَنْساعِه. والجُلْبةُ: جِلْدةٌ تُجْعَلُ عَلَى القَتَبِ، وَقَدْ أَجْلَبَ قَتَبَه: غَشَّاه بالجُلْبةِ. وَقِيلَ: هُوَ أَن يَجْعَل عَلَيْهِ جِلْدةً رَطْبةً فَطِيراً ثُمَّ يَتْرُكها عَلَيْهِ حَتَّى تَيْبَسَ. التَّهْذِيبُ: الإِجْلابُ أَن تأْخذ قِطْعةَ قِدٍّ، فتُلْبِسَها رأْسَ القَتَب، فَتَيْبَس عَلَيْهِ، وَهِيَ الجُلْبةُ. قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي: أُمِرَّ، ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِه، ... كتَنْحِيةِ القَتَبِ المُجْلَبِ والجُلْبةُ: حديدةٌ صَغِيرَةٌ يُرْقَعُ بِهَا القَدَحُ. والجُلْبةُ: العُوذة تُخْرَز عَلَيْهَا جِلْدةٌ، وَجَمْعُهَا الجُلَبُ. وَقَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ فَرَسًا: بغَوْجٍ لَبانُه يُتَمُّ بَرِيمُه، ... عَلَى نَفْثِ راقٍ، خَشْيةَ العَيْنِ، مُجْلَبِ «2» يُتَمُّ بَرِيمُه: أَي يُطالُ إِطَالَةً لسَعةِ صدرِه. والمُجْلِبُ: الَّذِي يَجْعَل العُوذةَ فِي جِلْدٍ ثُمَّ تُخاطُ

_ (2). قوله [مُجْلَب] قال في التكملة ومن فتح اللام أراد أن على العوذة جلدة.

عَلَى الفَرَس. والغَوْجُ: الواسِعُ جِلْد الصَّدرِ. والبَرِيمُ: خَيْطٌ يُعْقَدُ عَلَيْهِ عُوذةٌ. وجُلْبةُ السِّكِّينِ: الَّتِي تَضُمُّ النِّصابَ عَلَى الْحَدِيدَةِ. والجِلْبُ والجُلْبُ: الرَّحْلُ بِمَا فِيهِ. وَقِيلَ: خَشَبُه بِلَا أَنْساعٍ وَلَا أَداةٍ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جِلْبُ الرَّحْلِ: غِطاؤُه. وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه: عِيدانُه. قَالَ الْعَجَّاجُ، وشَبَّه بَعِيره بثَوْر وحْشِيٍّ رائحٍ، وَقَدْ أَصابَه المَطَرُ: عالَيْتُ أَنْساعِي وجِلْبَ الكُورِ، ... عَلَى سَراةِ رائحٍ، مَمْطُورِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَشْهُورُ فِي رَجَزِهِ: بَلْ خِلْتُ أعْلاقِي وجِلْبَ كُورِي وأَعْلاقِي جَمْعُ عِلْقٍ، والعِلْقُ: النَّفِيسُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. والأَنْساعُ: الحِبال، وَاحِدُهَا نِسْعٌ. والسَّراةُ: الظَّهْرُ وأَراد بِالرَّائِحِ الْمَمْطُورِ الثَّوْرَ الوَحْشِيّ. وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه: أَحْناؤُه. والتَّجْلِيبُ: أَن تُؤْخَذ صُوفة، فتُلْقَى عَلَى خِلْفِ النَّاقَةِ ثُمَّ تُطْلَى بطِين، أَو عَجِينٍ، لِئَلَّا يَنْهَزَها الفَصِيلُ. يُقَالُ: جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتك. وَيُقَالُ: جَلَّبْته عَنْ كَذَا وَكَذَا تَجْلِيباً أَي مَنَعْتُه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَفِي جُلْبةِ صِدْق أَي فِي بُقْعة صدْق، وَهِيَ الجُلَبُ. والجَلْبُ: الجنايةُ عَلَى الإِنسان. وَكَذَلِكَ الأَجْلُ. وَقَدْ جَلَبَ عَلَيْهِ وجَنَى عَلَيْهِ وأَجَلَ. والتَّجَلُّب: التِماسُ المَرْعَى مَا كَانَ رَطْباً مِنَ الكَلإِ، رَوَاهُ بِالْجِيمِ كأَنه مَعْنَى إِحْنَائِهِ «1». والجِلْبُ والجُلْبُ: السَّحابُ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: سَحابٌ رَقِيقٌ لَا ماءَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّحابُ المُعْتَرِضُ تَراه كأَنه جَبَلٌ. قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا: ولَسْتُ بِجِلْبٍ، جِلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ ... وَلَا بِصَفاً صَلْدٍ، عَنِ الخَيْرِ، مَعْزِلِ يَقُولُ: لَسْتُ بِرَجُلٍ لَا نَفْعَ فِيهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فِيهِ أَذًى كالسَّحاب الَّذِي فِيهِ رِيحٌ وقِرٌّ وَلَا مَطَرَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ: أَجْلابٌ. وأَجْلَبَه أَي أَعانَه. وأَجْلَبُوا عَلَيْهِ إِذَا تَجَمَّعُوا وتَأَلَّبُوا مِثْلَ أَحْلَبُوا. قَالَ الْكُمَيْتُ: عَلَى تِلْكَ إجْرِيَّايَ، وَهِيَ ضَرِيبَتِي، ... وَلَوْ أَجْلَبُوا طُرًّا عليَّ، وأَحْلَبُوا وأَجْلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إِذَا تَوَعَّدَه بِشَرٍّ وجَمَعَ الجَمْعَ عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ جَلَبَ يَجْلُبُ جَلْباً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ؛ أَي اجْمَعْ عَلَيْهِمْ وتَوَعَّدْهم بِالشَّرِّ. وَقَدْ قُرئَ واجْلُبْ. والجِلْبابُ: القَمِيصُ. والجِلْبابُ: ثَوْبٌ أَوسَعُ مِنَ الخِمار، دُونَ الرِّداءِ، تُغَطِّي بِهِ المرأَةُ رأْسَها وصَدْرَها؛ وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ واسِع، دُونَ المِلْحَفةِ، تَلْبَسه المرأَةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ المِلْحفةُ. قَالَتْ جَنُوبُ أُختُ عَمْرٍو ذِي الكَلْب تَرْثِيه: تَمْشِي النُّسورُ إِلَيْهِ، وَهِيَ لاهِيةٌ، ... مَشْيَ العَذارَى، عليهنَّ الجَلابِيبُ

_ (1). قوله [كأنه معنى إحنائه] كذا في النسخ ولم نعثر عليه.

مَعْنَى قَوْلِهِ وَهِيَ لاهيةٌ: أَن النُّسور آمِنةٌ مِنْهُ لَا تَفْرَقُه لِكَوْنِهِ مَيِّتاً، فَهِيَ تَمْشِي إِلَيْهِ مَشْيَ العذارَى. وَأَوَّلُ الْمَرْثِيَّةِ: كلُّ امرئٍ، بطُوالِ العَيْش، مَكْذُوبُ، ... وكُلُّ مَنْ غالَبَ الأَيَّامَ مَغْلُوبُ وَقِيلَ: هُوَ مَا تُغَطِّي بِهِ المرأَةُ الثيابَ مِنْ فَوقُ كالمِلْحَفةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الخِمارُ. وَفِي حَدِيثِ أُم عطيةَ: لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها مِنْ جِلْبابِها أَي إِزَارِهَا. وَقَدْ تجَلْبَب. قَالَ يصِفُ الشَّيْب: حَتَّى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا، ... أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تجَلْبَبا «1» وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، قَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: الجِلْبابُ الخِمارُ؛ وَقِيلَ: جِلْبابُ المرأَةِ مُلاءَتُها الَّتِي تَشْتَمِلُ بِهَا، وَاحِدُهَا جِلْبابٌ، وَالْجَمَاعَةُ جَلابِيبُ، وَقَدْ تَجَلْبَبَتْ؛ وأَنشد: والعَيْشُ داجٍ كَنَفا جِلْبابه وَقَالَ آخَرُ: مُجَلْبَبٌ مِنْ سَوادِ الليلِ جِلْبابا وَالْمَصْدَرُ: الجَلْبَبَةُ، وَلَمْ تُدغم لأَنها مُلْحقةٌ بدَحْرَجةٍ. وجَلْبَبَه إيَّاه. قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَعَلَ الْخَلِيلُ باءَ جَلْبَب الأُولى كَوَاوِ جَهْوَر ودَهْوَرَ، وَجَعَلَ يُونُسُ الثَّانِيَةَ كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ. قَالَ: وَهَذَا قَدْرٌ مِن الحجاجِ مُخْتَصَرٌ لَيْسَ بِقاطِعٍ، وَإِنَّمَا فِيهِ الأُنْسُ بالنَّظِير لَا القَطْعُ باليَقين؛ وَلَكِنْ مِن أَحسن مَا يُقَالُ فِي ذَلِكَ مَا كَانَ أَبو عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَحْتَجُّ بِهِ لِكَوْنِ الثَّانِي هُوَ الزائدَ قَوْلُهُمْ: اقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: ووجهُ الدِّلَالَةِ مِنْ ذَلِكَ أَنّ نُونَ افْعَنْلَلَ، بَابُهَا، إِذَا وَقَعَتْ فِي ذَوَاتِ الأَربعة، أَن تَكُونَ بَيْنَ أَصْلَينِ نَحْوَ احْرَنْجَمَ واخْرَنْطَمَ، فاقْعَنْسَسَ مُلْحَقٌ بِذَلِكَ، فَيَجِبُ أَن يُحْتَذَى بِهِ طَريق مَا أُلحِقَ بِمِثَالِهِ، فَلْتَكُنِ السِّينُ الأُولى أَصلًا كَمَا أَنَّ الطاءَ الْمُقَابِلَةَ لَهَا مِنِ اخْرَنْطَمَ أَصْلٌ؛ وَإِذَا كَانَتِ السِّينُ الأُولى مِنِ اقعنسسَ أَصلًا كَانَتِ الثَّانِيَةُ الزائدةَ مِنْ غَيْرِ ارْتياب وَلَا شُبهة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَن أَحَبَّنا، أَهلَ البيتِ، فَلْيُعِدَّ للفَقْرِ جِلْباباً، وتِجْفافاً. ابن الأَعرابي: الجِلْبابُ: الإِزارُ؛ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ فليُعِدَّ للفَقْر يُرِيدُ لفَقْرِ الآخِرة، ونحوَ ذَلِكَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ قَالَ الأَزهريّ: مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي الجِلْبابُ الإِزار لَمْ يُرِدْ بِهِ إزارَ الحَقْوِ، وَلَكِنَّهُ أَراد إِزَارًا يُشْتَمَلُ بِهِ، فيُجَلِّلُ جميعَ الجَسَدِ؛ وَكَذَلِكَ إزارُ الليلِ، وَهُوَ الثَّوْبُ السابِغُ الَّذِي يَشْتَمِلُ بِهِ النَّائِمُ، فيُغَطِّي جَسَدَه كلَّه. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ليَزْهَدْ فِي الدُّنْيَا وليَصْبِرْ عَلَى الفَقْر والقِلَّة. والجِلْبابُ أَيضاً: الرِّداءُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كالمِقْنَعةِ تُغَطِّي بِهِ المرأَةُ رأْسَها وَظَهْرَهَا وصَدْرَها، وَالْجَمْعُ جَلابِيبُ؛ كَنَّى بِهِ عَنِ الصَّبْرِ لأَنه يَستر الْفَقْرَ كَمَا يَستر الجِلْبابُ البَدنَ؛ وَقِيلَ: إِنَّمَا كَنى بِالْجِلْبَابِ عَنِ اشْتِمَالِهِ بالفَقْر أَي فلْيَلْبس إزارَ الفقرِ وَيَكُونُ مِنْهُ عَلَى حَالَةٍ تَعُمُّه وتَشْمَلُه، لأَنَّ الغِنى مِنْ أَحوال أَهل الدُّنْيَا، وَلَا يتهيأُ الْجَمْعُ بَيْنَ حُب أَهل الدُّنْيَا وَحُبِّ أَهل الْبَيْتِ. والجِلْبابُ: المُلْكُ. والجِلِبَّابُ: مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد. قَالَ السِّيرَافِيُّ: وأَظُنه يَعْني الجِلْبابَ.

_ (1). قوله [أشهبا] كذا في غير نسخة من المحكم. والذي تقدّم في ثوب أشيبا. وكذلك هو في التكملة هناك.

والجُلَّابُ: ماءُ الْوَرْدِ، فَارِسِيٌّ معرَّب. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اغْتَسَلَ مِن الْجَنَابَةِ دَعا بشيءٍ مِثْلِ الجُلَّابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فبدأَ بشِقِّ رأْسه الأَيمن ثُمَّ الأَيسر، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى وسَط رأْسه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالجُلَّابِ ماءَ الوردِ، وَهُوَ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، يُقَالُ لَهُ جلْ وَآبْ. وَقَالَ بَعْضُ أَصحاب الْمَعَانِي وَالْحَدِيثِ: إِنَّمَا هُوَ الحِلابُ لَا الجُلَّاب، وَهُوَ مَا يُحْلَب فِيهِ الْغَنَمُ كالمِحْلَب سَوَاءٌ، فصحَّف، فَقَالَ جُلَّاب، يَعْنِي أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فِي ذَلِكَ الحِلاب. والجُلْبانُ: الخُلَّرُ، وَهُوَ شيءٌ يُشْبِه الماشَ. التَّهْذِيبُ: والجُلْبانُ المُلْكُ، الْوَاحِدَةُ جُلْبانةٌ، وَهُوَ حَبٌّ أَغْبرُ أَكْدَرُ عَلَى لَوْنِ الماشِ، إِلَّا أَنه أَشدُّ كُدْرَةً مِنْهُ وأَعظَمُ جِرْماً، يُطْبَخُ. وَفِي حَدِيثِ مَالِكٍ: تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مِنَ الجُلْبان ؛ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ حَبٌّ كَالْمَاشِ. والجُلُبَّانُ، مِنَ القَطاني: مَعْرُوفٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ أَسمعه مِنَ الأَعراب إلَّا بِالتَّشْدِيدِ، وَمَا أَكثر مَن يُخَفِّفه. قَالَ: وَلَعَلَّ التَّخْفِيفَ لُغَةٌ. واليَنْجَلِبُ: خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بِهَا الرِّجَالُ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَامِرِيَّةِ أَنَّهُن يَقُلْنَ: أَخَّذْتُه باليَنْجَلِبْ، ... فَلَا يَرْم وَلَا يَغِبْ، وَلَا يَزَلْ عِنْدَ الطُّنُبْ وَذَكَرَ الأَزهري هَذِهِ الْخَرَزَةَ فِي الرُّبَاعِيِّ، قَالَ: وَمِنْ خَرَزَاتِ الأَعراب اليَنْجَلِبُ، وَهُوَ الرُّجوعُ بَعْدَ الفِرارِ، والعَطْفُ بَعْدَ البُغْضِ. والجُلْبُ: جَمْعُ جُلْبةٍ، وهي بَقْلةٌ. جَلْحَبَ: رَجُلٌ جلْحابٌ وجِلْحابةٌ، وَهُوَ الضَّخْم الأَجْلَحُ. وَشَيْخٌ جِلْحابٌ وجِلْحابةٌ: كَبيرٌ مُوَلٍّ هِمٌّ. وَقِيلَ: قدِيمٌ. وإبلٌ مُجْلَحِبَّةٌ: طَوِيلَةٌ مُجْتَمِعةٌ. والجِلْحَبُّ: القَوِيُّ الشَّدِيدُ؛ قَالَ: وهْيَ تُريدُ العَزَبَ الجِلْحَبَّا، ... يَسْكُبُ ماءَ الظَّهْرِ فِيهَا سَكْبا والمُجْلَحِبُّ: المُمْتَدُّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحُقُّه. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الجِلْحَبُّ الرَّجُلُ الطوِيلُ القامةِ. غَيْرُهُ: والجِلْحَبُّ الطَّوِيلُ. التَّهْذِيبُ: والجِلْحابُ فُحَّالُ النَخْلِ. جلخب: ضرَبَه فاجْلَخَبَّ أَي سَقَطَ. جَلْدَبَ: الجَلْدَبُ: الصُّلْب الشديدُ. جَلْعَبَ: الجَلْعَبُ والجَلَعْباءُ والجَلَعْبَى والجَلْعابةُ كلُّه: الرَّجُل الْجَافِي الكثِيرُ الشرِّ. وأَنشد الأَزهريُّ: جِلْفاً جَلَعْبَى ذَا جَلَبْ والأُنثى جَلَعْباةٌ، بالهاءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ مِنَ الإِبل مَا طالَ فِي هَوَجٍ وعَجْرَفِيَّةٍ. ابْنُ الأَعرابي: اجْرَعَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعَبَّ واجْلَعَبَّ الرَّجُلُ اجْلِعْباباً إِذَا صُرِعَ وامْتَدَّ عَلَى وجهِ الأَرض. وَقِيلَ: إِذَا اضْطَجَعَ وامْتَدَّ وانْبَسَطَ. الأَزهري: المُجْلَعِبُّ: المَصْرُوع إِمَّا مَيِّتاً وَإِمَّا صَرَعاً شَدِيدًا. والمُجْلَعِبُّ: المُسْتَعْجِلُ الْمَاضِي. قَالَ: والمُجْلَعِبُّ أَيضاً مِنْ نَعْتِ الرَّجُلِ الشِّرِّيرِ. وأَنشد: مُجْلَعِبّاً بَيْنَ راووقٍ ودَنّ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُجْلَعِبُّ: الْمَاضِي الشِّرِّيرُ، والمُجْلَعِبُّ: المُضْطَجِعُ، فَهُوَ ضِدٌّ. الأَزهري: المُجْلَعِبُّ: الْمَاضِي فِي السَّير، والمُجْلَعِبُّ: المُمْتَدُّ، والمُجلَعِبُّ: الذاهِبُ. واجْلَعَبَّ فِي السَّيْرِ: مَضَى وجَدَّ. واجْلَعَبَّ الفَرَسُ: امْتَدَّ مَعَ الأَرض. وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي يَصِفُ فَرَسًا: وَإِذَا قِيدَ اجْلَعَبَّ. الفرَّاءُ: رَجُلٌ جَلَعْبَى العَينِ، عَلَى وَزْنِ القَرَنْبَى، والأُنثى جَلَعْباةٌ، بالهاءِ، وَهِيَ الشَّديدةُ البَصَر. قَالَ الأَزهري وَقَالَ شِمْرٌ: لَا أَعرف الجَلَعْبَى بِمَا فَسَّرها الفرَّاءُ. والجَلَعْباةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي قَدْ قَوَّسَتْ ودَنَتْ مِنَ الكِبَر. ابْنُ سِيدَهْ: الجَلَعْباةُ: الناقةُ الشديدةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. واجْلَعَبَّت الإِبلُ: جَدَّتْ فِي السَّير. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَجُلًا جِلْعاباً ، أَي طَوِيلًا. والجَلْعَبَة مِنَ النُّوقِ: الطويلةُ، وَقِيلَ هُوَ الضَّخْم الْجَسِيمُ، وَيُرْوَى جِلْحاباً، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وسَيلٌ مُجْلَعِبٌّ: كبيرٌ، وَقِيلَ كَثِير قَمْشُه، وَهُوَ سَيْلٌ مُزْلَعِبٌّ أَيضاً. وجَلْعَبٌ: اسْمُ موضع. جَلَنْبَ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: نَاقَةٌ جَلَنْباةٌ: سَمِينةٌ صُلْبةٌ؛ وأَنشد شِمْرٌ للطِّرِمَّاحِ: كأَنْ لَمْ تَجُدْ بالوَصْل، يَا هِنْدُ، بَيْنَنا ... جَلَنْباةُ أَسْفارٍ، كجَنْدَلةِ الصَّمْدِ جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وَغَيْرِهِ. تَقُولُ: قعَدْتُ إِلَى جَنْب فُلَانٍ وَإِلَى جانِبه، بِمَعْنًى، وَالْجَمْعُ جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَصابَتْه الفاقةُ: فَخَرَجَ إِلَى البَرِّية، فدَعا، فَإِذَا الرَّحى تَطْحَنُ، والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ ؛ هي جَمْعُ جَنْبٍ، يُرِيدُ جَنْبَ الشاةِ أَي إِنَّهُ كَانَ فِي التَّنُّور جُنوبٌ كَثِيرَةٌ لَا جَنْبٌ وَاحِدٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ. قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً. وجُنِب الرَّجُلُ: شَكا جانِبَه. وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه. وَرَجُلٌ جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي فِي جانِبٍ مُتَعَقِّفاً، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: رَبا الجُوعُ فِي أَوْنَيْهِ، حتَّى كأَنَّه ... جَنِيبٌ بِهِ، إنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ أَي جاعَ حَتَّى كأَنَّه يَمْشِي فِي جانِبٍ مُتَعَقِّفاً. وَقَالُوا: الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي فِي ناحِيَتَيْه، وَهُوَ أَشَدُّ الحَرِّ. وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً: صَارَ إِلَى جَنْبِه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ . قَالَ الفرَّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ. وَقَوْلُهُ: عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ أَي فِي قُرْبِ اللهِ وجِوارِه. والجَنْبُ: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا قَليل فِي جَنْبِ مَوَدّتِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قوله فِي جَنْبِ اللَّهِ : فِي قُرْبِ اللهِ منَ الجَنةِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي الطَّريقِ الَّذِي هُوَ طَريقُ اللهِ الَّذِي دَعَانِي إِلَيْهِ، وَهُوَ توحيدُ اللهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ رَسُولِهِ وَهُوَ محمدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوْلُهُمْ: اتَّقِ اللهَ فِي جَنْبِ أَخِيك،

وَلَا تَقْدَحْ فِي ساقِه، مَعْنَاهُ: لَا تَقْتُلْه «2» وَلَا تَفْتِنْه، وَهُوَ عَلَى المَثَل. قَالَ: وَقَدْ فُسِّر الجَنْبُ هاهنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ. وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: خَلِيليَّ كُفَّا، واذكُرا اللَّهَ فِي جَنْبي أَي فِي الوَقِيعة فيَّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ ، يَعْنِي الَّذِي يَقْرُبُ مِنْكَ ويكونُ إِلَى جَنْبِك. وَكَذَلِكَ جارُ الجُنُبِ أَي اللَّازِقُ بِكَ إِلَى جَنْبِك. وَقِيلَ: الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك فِي السَّفَر، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها، يَعْنِي الخَطَّينِ اللذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيةِ. قَالَ: كَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ. وَوَقَعَ فِي الْفَرْخِ: جَنْبَيْ أَنْفِها. والمُجَنِّبتانِ مِنَ الجَيش: المَيْمَنةُ والمَيْسَرَةُ. والمُجَنَّبةُ، بِالْفَتْحِ: المُقَدَّمةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رضِي اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ يومَ الفَتْح عَلَى المُجَنِّبةِ اليُمْنى، والزُّبَيرَ عَلَى المُجَنِّبةِ اليُسْرَى، وَاسْتَعْمَلَ أَبا عُبَيْدةَ عَلَى البَياذِقةِ، وهُمُ الحُسَّرُ. وجَنَبَتا الْوَادِي: ناحِيَتاهُ، وَكَذَلِكَ جانِباهُ. ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ: أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ. والمُجَنِّبةُ اليُمْنى: هِيَ مَيْمَنةُ الْعَسْكَرِ، والمُجَنِّبةُ اليُسْرى: هِيَ المَيْسَرةُ، وَهُمَا مُجَنِّبَتانِ، وَالنُّونُ مَكْسُورَةٌ. وَقِيلَ: هِيَ الكَتِيبةُ الَّتِي تأْخذ إحْدَى ناحِيَتي الطَّريق. قَالَ: والأَوَّل أَصح. والحُسَّرُ: الرَّجَّالةُ. وَمِنْهُ الحَديث فِي الباقِياتِ الصَّالحاتِ: هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ. وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً. بِالتَّحْرِيكِ، فَهُوَ مَجْنُوبٌ وجَنِيبٌ: قادَه إِلَى جَنْبِه وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ، عَنِ الْفَارِسِيِّ. وَقِيلَ: مُجَنَّبةٌ. شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، وطَوْعُ الجَنَبِ، إِذَا كَانَ سَلِس القِيادِ أَي إِذَا جُنِبَ كَانَ سَهْلًا مُنْقاداً. وقولُ مَرْوانَ «3» بْنِ الحَكَم: وَلَا نَكُونُ فِي هَذَا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ. قَالَ: وأُراه مِنْ هَذَا، وَهُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَقَوْلُهُ: جُنُوح، تُباريها ظِلالٌ، كأَنَّها، ... مَعَ الرَّكْبِ، حَفَّانُ النَّعامِ المُجَنَّب «4» المُجَنَّبُ: المَجْنُوبُ أَي المَقُودُ. وَيُقَالُ جُنِبَ فُلَانٌ وَذَلِكَ إِذَا مَا جُنِبَ إِلَى دَابَّةٍ. والجَنِيبَة: الدَّابَّةُ تُقادُ، وَاحِدَةُ الجَنائِبِ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ. والأَجْنَبُ: الَّذِي لَا يَنْقادُ. وجُنَّابُ الرَّجلِ: الَّذِي يَسِير مَعَهُ إِلَى جَنْبِه. وجَنِيبَتا البَعِير: مَا حُمِلَ عَلَى جَنْبَيهِ. وجَنْبَتُه: طائِفةٌ مِنْ جَنْبِه. والجَنْبةُ: جِلْدة مِنْ جَنْبِ البَعير يُعْمل مِنْهَا عُلْبةٌ، وَهِيَ فَوْقُ المِعْلَقِ مِنِ العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ. يُقَالُ: أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعْطِني جَنْبةً، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة.

_ (2). قوله [لا تقتله] كذا فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ بالقاف من القتل، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال. (3). قوله [وقول مروان إلخ] أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب. (4). قوله [جنوح] كذا فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب.

والجَنَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ أَن يُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ فَرَسٌ، فَإِذَا بَلَغَ قُرْبَ الغايةِ رُكِبَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكاةِ والسِّباقِ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ ، وَهَذَا فِي سِباقِ الخَيْل. والجَنَبُ فِي السِّبَاقِ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً عِنْدَ الرِّهانِ إِلَى فَرَسِه الَّذِي يُسابِقُ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَتَر المَرْكُوبُ تحَوَّلَ إِلَى المَجْنُوبِ، وَذَلِكَ إِذَا خَافَ أَن يُسْبَقَ عَلَى الأَوَّلِ؛ وَهُوَ فِي الزَّكَاةِ: أَن يَنزِل العامِلُ بأَقْصَى مَوَاضِعِ أَصحاب الصَّدَقَةِ ثُمَّ يأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ إِلَيْهِ أَي تُحْضَرَ فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ. وَقِيلَ: هُوَ أَن يُجْنِبَ رَبُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَه عَنْ موضِعه، حَتَّى يَحْتاجَ العامِلُ إِلَى الإِبْعاد فِي اتِّباعِه وطَلَبِه. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيَةِ: كانَ اللهُ قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركين. أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشيءِ. يُقَالُ: مَا فَعَلْتَ فِي جَنْبِ حاجَتي أَي فِي أَمْرِها. والجَنْبُ: القِطْعة مِنَ الشيءِ تَكُونُ مُعْظَمَه أَو شَيْئًا كَثِيراً مِنْهُ. وجَنَبَ الرَّجلَ: دَفَعَه. ورَجل جانِبٌ وجُنُبٌ: غَرِيبٌ، وَالْجَمْعُ أَجْنابٌ. وَفِي حَدِيثِ مُجاهد فِي تَفْسِيرِ السَّيَّارَةِ قَالَ: هُمْ أَجْنابُ النَّاسِ ، يَعْنِي الغُرَباءَ، جَمْعُ جُنُبٍ، وَهُوَ الغَرِيبُ، وَقَدْ يُفْرَدُ فِي الْجَمِيعِ وَلَا يؤَنث. وَكَذَلِكَ الجانِبُ والأَجْنَبيُّ والأَجْنَبُ. أَنشد ابْنُ الأَعرابي: هَلْ فِي القَضِيَّةِ أَنْ إِذَا اسْتَغْنَيْتُمُ ... وأَمِنْتُمُ، فأَنا البعِيدُ الأَجْنَبُ وَفِي الحديث: الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثابُ مِنْ هِبَتِه الجانبُ الغَرِيبُ أَي إنَّ الغَرِيبَ الطالِبَ، إِذَا أَهْدَى لَكَ هَدِيَّةً ليَطْلُبَ أَكثرَ مِنْهَا، فأَعْطِه فِي مُقابَلة هدِيَّتِه. وَمَعْنَى المُسْتَغْزِر: الَّذِي يَطْلُب أَكثر مِمَّا أَعْطَى. وَرَجُلٌ أَجْنَبُ وأَجْنَبيٌّ وَهُوَ الْبَعِيدُ مِنْكَ فِي القَرابةِ، وَالِاسْمُ الجَنْبةُ والجَنابةُ. قَالَ: إِذَا مَا رَأَوْني مُقْبِلًا، عَنْ جَنابةٍ، ... يَقُولُونَ: مَن هَذَا، وَقَدْ عَرَفُوني وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ فَسَّرَهُ، فَقَالَ: يَعْنِي الأَجْنَبيَّ. والجَنِيبُ: الغَرِيبُ. وجَنَبَ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ يَجْنُبُ جَنابةً ويَجْنِبُ إِذَا نَزَلَ فِيهِمْ غَرِيباً، فَهُوَ جانِبٌ، وَالْجَمْعُ جُنَّابٌ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: رجلٌ جانِبٌ أَي غرِيبٌ، وَرَجُلٌ جُنُبٌ بِمَعْنَى غَرِيبٍ، وَالْجُمَعُ أَجْنابٌ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَّاك أَنه قَالَ لجارِية: هَلْ مِنْ مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ قَالَ: عَلَى جانِبٍ الخَبَرُ أَي عَلَى الغَرِيبِ القادِمِ. وَيُقَالُ: نِعْم القَوْمُ هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَي لِجارِ الغُرْبةِ. والجَنابةُ: ضِدّ القَرابةِ، وَقَوْلُ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدةَ: وَفِي كلِّ حيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، ... فَحُقَّ لشأْسٍ، مِن نَداكَ، ذَنُوبُ فَلَا تَحْرِمَنِّي نائِلًا عَنْ جَنابةٍ، ... فَإِنِّي امْرُؤٌ، وَسْطَ القِبابِ، غَرِيبُ عَنْ جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُربة. قاله يُخاطِبُ به الحَرِثَ بنَ جَبَلةَ يَمْدَحُهُ، وَكَانَ قَدْ أَسَرَ أَخاه شَأْساً. مَعْنَاهُ: لَا تَحْرِمَنِّي بعدَ غُرْبَةٍ وبُعْدٍ عَنْ دِياري. وَعَنْ، فِي قَوْلِهِ عَنْ جنابةٍ، بِمَعْنَى بَعْدَ، وأَراد بالنائلِ إطْلاقَ أَخِيهِ شَأْسٍ مِنْ سِجْنِه، فأَطْلَقَ لَهُ أَخاه

شأْساً ومَن أُسِرَ مَعَهُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ: بَعُدَ عَنْهُ. وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه: نَحَّاهُ عَنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ إِخْبَارًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَلَى نبيَّنا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ؛ أَي نَجِّني. وَقَدْ قُرئَ: وأَجْنِبْني وبَنيَّ، بالقَطْع. وَيُقَالُ: جَنَبْتُه الشَّرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَهُ الفرّاءُ والزجاج. وَيُقَالُ: لَجَّ فُلَانٌ فِي جِنابٍ قَبيحٍ إِذَا لَجَّ فِي مُجانَبَةِ أَهلِه. وَرَجُلٌ جَنِبٌ: يَتَجنَّبُ قارِعةَ الطَّرِيقِ مَخافةَ الأَضْياف. والجَنْبة، بِسُكُونِ النُّونِ: النَّاحِيَةُ. ورَجُل ذُو جَنْبة أَي اعْتزالٍ عَنِ النَّاسِ مُتَجَنِّبٌ لَهُمْ. وقَعَدَ جَنْبَةً أَي ناحِيةً واعْتَزَل الناسَ. وَنَزَلَ فُلَانٌ جنْبةً أَي ناحِيةً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: عَلَيْكُمْ بالجَنْبةِ فَإِنَّهَا عَفافٌ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: يَقُولُ اجْتَنِبُوا النساءَ والجُلُوسَ إلَيْهنَّ، وَلَا تَقْرَبُوا ناحِيَتَهنَّ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: اسْتَكَفُّوا جَنابَيْه أَي حَوالَيْه، تَثْنِيَةَ جَناب، وَهِيَ الناحِيةُ. وَحَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ. والجَنْبُ: الناحِيةُ. وأَنشد الأَخفش: الناسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ كأَنه عَدَلَه بِجَمِيعِ النَّاسِ. وَرَجُلٌ لَيِّنُ الجانِبِ والجَنْبِ أَي سَهْلُ القُرْب. والجانِبُ: الناحِيةُ، وَكَذَلِكَ الجَنَبةُ. تَقُولُ: فُلَانٌ لَا يَطُورُ بِجَنَبَتِنا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ بِتَحْرِيكِ النُّونِ. قَالَ، وَكَذَا رَوَوْه فِي الْحَدِيثِ: وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحةٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي: قَدْ غَرِيَ الناسُ بِقَوْلِهِمْ أَنا فِي ذَراكَ وجَنَبَتِك بِفَتْحِ النُّونِ. قَالَ: وَالصَّوَابُ إسكانُ النُّونِ، وَاسْتُشْهِدَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ أَبي صَعْتَرةَ البُولانيِّ: فَمَا نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ ... بِهِ جَنْبَتا الجُوديِّ، والليلُ دامِسُ وَخَبَرُ مَا فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَهُوَ: بأَطْيَبَ مِنْ فِيها، وَمَا ذُقْتُ طَعْمَها، ... ولكِنَّني، فِيمَا تَرَى العينُ، فارِسُ أَي مُتَفَرِّسٌ. وَمَعْنَاهُ: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته وصفَائِه عَلَى عُذوبَتِه وبَرْدِه. وَتَقُولُ: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنابَيْه وجَنابَتَيْه وجَنْبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْهِ. والجانِبُ المُجْتَنَبُ: المَحْقُورُ. وجارٌ جُنُبٌ: ذُو جَنابةٍ مِن قَوْمٍ آخَرِينَ لَا قَرابةَ لَهُمْ، ويُضافُ فَيُقَالُ: جارُ الجُنُبِ. التَّهْذِيبُ: الْجارِ الْجُنُبِ هُوَ الَّذِي جاوَرَك، ونسبُه فِي قَوْمٍ آخَرِينَ. والمُجانِبُ: المُباعِدُ. قَالَ: وَإِنِّي، لِما قَدْ كَانَ بَيْني وبيْنَها، ... لمُوفٍ، وإنْ شَطَّ المَزارُ المُجانِبُ وفَرسٌ مُجَنَّبٌ: بَعِيدُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَين مِنْ غَيْرِ فَحَجٍ، وَهُوَ مَدْحٌ. والتَجْنِيبُ: انحِناءٌ وتَوْتِيرٌ فِي رِجْلِ الفَرَس، وَهُوَ مُسْتَحَبٌّ. قال أَبو دُواد:

وَفِي اليَدَيْنِ، إِذَا مَا الماءُ أَسْهَلَها، ... ثَنْيٌ قَلِيلٌ، وَفِي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ «1» قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّجْنِيبُ: أَن يُنَحِّيَ يَدَيْهِ فِي الرَّفْعِ والوَضْعِ. وَقَالَ الأَصمعي: التَّجْنِيبُ، بِالْجِيمِ، فِي الرِّجْلَيْنِ، وَالتَّحْنِيبُ، بِالْحَاءِ فِي الصُّلْبِ وَالْيَدَيْنِ. وأَجْنَبَ الرجلُ: تَباعَدَ. والجَنابةُ: المَنِيُّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا . وَقَدْ أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً، بِالضَّمِّ، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه عَلَى قَوْلِهِ جَنُبَ، بِالضَّمِّ، قَالَ: الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ أَجْنَبَ وجَنِبَ بِكَسْرِ النُّونِ، وأَجْنَبَ أَكثرُ مِنْ جَنِبَ. وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الإِنسان لَا يُجْنِبُ، والثوبُ لَا يُجْنِبُ، والماءُ لَا يُجْنِبُ، والأَرضُ لَا تُجْنِبُ. وَقَدْ فَسَّرَ ذَلِكَ الفقهاءُ وَقَالُوا أَي لَا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إيَّاه، وَكَذَلِكَ الثوبُ إِذَا لَبِسَه الجُنُب لَمْ يَنْجُسْ، وَكَذَلِكَ الأَرضُ إِذَا أَفْضَى إِلَيْهَا الجُنُبُ لَمْ تَنْجُسْ، وَكَذَلِكَ الماءُ إِذَا غَمَس الجُنُبُ فِيهِ يدَه لَمْ يَنْجُسْ. يَقُولُ: إنَّ هَذِهِ الأَشياءَ لَا يَصِيرُ شيءٌ مِنْهَا جُنُباً يَحْتَاجُ إِلَى الغَسْلِ لمُلامَسةِ الجُنُبِ إيَّاها. قَالَ الأَزهري: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ مَا لَمْ يَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها وأَجْنَبَ عَنْهَا أَي تَنَحَّى عَنْهَا؛ وَقِيلَ: لمُجانَبَتِه الناسَ مَا لَمْ يَغْتَسِلْ. والرجُل جُنُبٌ مِنَ الجَنابةِ، وَكَذَلِكَ الاثْنانِ وَالْجَمِيعُ والمؤَنَّث، كَمَا يُقَالُ رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى تأْويل ذَوِي جُنُبٍ، فَالْمَصْدَرُ يَقُومُ مَقامَ مَا أُضِيفَ إِلَيْهِ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ الْمَصْدَرَ بِمَنْزِلَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ: أَجْنَبَ وجَنُبَ، بِالضَّمِّ. وَقَالُوا: جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُبَاتٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: كُسِّرَ عَلَى أَفْعالٍ كَمَا كُسِّرَ بَطَلٌ عَلَيْهِ، حِينَ قَالُوا أَبْطالٌ، كَمَا اتَّفَقا فِي الِاسْمِ عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْوَ جَبَلٍ وأَجْبالٍ وطُنُبٍ وأَطْنابٍ. وَلَمْ يَقُولُوا جُنُبةً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَدْخُلُ الملائكةُ بَيْتاً فِيهِ جُنُبٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الجُنُب الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المَنيّ، وأَجْنَبَ يُجْنِبُ إجْناباً، وَالِاسْمُ الجَنابةُ، وَهِيَ فِي الأَصْل البُعْدُ. وأَراد بالجُنُبِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الَّذِي يَترُك الاغْتِسالَ مِن الجَنابةِ عَادَةً، فيكونُ أَكثرَ أَوقاتِه جُنُباً، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى قِلّة دِينِه وخُبْثِ باطِنِه. وَقِيلَ: أَراد بِالْمَلَائِكَةِ هاهُنا غيرَ الحَفَظةِ. وَقِيلَ: أَراد لَا تحْضُره الملائكةُ بِخَيْرٍ. قَالَ: وَقَدْ جاءَ فِي بَعْضِ الرِّوايات كَذَلِكَ. والجَنابُ، بِالْفَتْحِ، والجانِبُ: النّاحِيةُ والفِناءُ وَمَا قَرُبَ مِن مَحِلَّةِ القوْمِ، وَالْجَمْعُ أَجْنِبةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَى جَنَبَتي الصِّراطِ داعٍ أَي جانِباهُ. وجَنَبَةُ الْوَادِي: جانِبُه وناحِيتُه، وَهِيَ بِفَتْحِ النُّونِ. والجَنْبةُ، بِسُكُونِ النُّونِ: النَّاحِيةُ، وَيُقَالُ أَخْصَبَ جَنابُ الْقَوْمِ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَهُوَ مَا حَوْلَهم، وَفُلَانٌ خَصِيبُ الجَنابِ وجَدِيبُ الجَنابِ، وفُلانٌ رَحْبُ الجَنابِ أَي الرَّحْل، وكُنا عَنْهُمْ جَنابِينَ وجَناباً أَي مُتَنَحِّينَ. والجَنِيبةُ: العَلِيقةُ، وَهِيَ الناقةُ يُعْطِيها الرّجُلُ القومَ يَمتارُونَ عَلَيْهَا لَهُ. زَادَ الْمُحْكَمُ: ويُعْطِيهم دَراهِمَ ليَمِيرُوه عَلَيْهَا. قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُزَرِّدٍ: قالَتْ لَه مائِلَةُ الذَّوائِبِ:

_ (1). قوله [أسهلها] في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً. والماء أراد به العرق. وأسهله أي أساله. وثني أي يثني يديه.

كَيْفَ أَخِي فِي العُقَبِ النَّوائِبِ؟ ... أَخُوكَ ذُو شِقٍّ عَلى الرَّكائِبِ رِخْوُ الحِبالِ، مائلُ الحَقائِبِ، ... رِكابُه فِي الحَيِّ كالجَنائِبِ يَعْنِي أَنها ضائعةٌ كالجَنائِب الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَبٌّ يَفْتَقِدُها. تَقُولُ: إنَّ أَخاكَ لَيْسَ بِمُصْلِحٍ لمالِه، فمالُهُ كَمالٍ غابَ عنْه رَبُّه وسَلَّمه لِمَن يَعْبَثُ فِيهِ؛ ورِكابُه الَّتِي هُوَ مَعَها كأَنها جَنائِبُ فِي الضُّرِّ وسُوءِ الحالِ. وَقَوْلُهُ رِخْوُ الحِبالِ أَي هُوَ رِخْوُ الشَّدِّ لرَحْلِه فحقائبُه مائلةٌ لِرخاوةِ الشَّدِّ. والجَنِيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ عَنْ كُرَاعٍ وَحْدَهُ. قَالَ ابْنُ سَيدة: وَالَّذِي حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: الخَبِيبةُ، ثُمَّ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الخَبِيبةُ صُوفُ الثَّنِيِّ مِثْلَ الجَنِيبةِ، فَثَبَتَ بِهَذَا أَنهما لُغَتانِ صَحيحتانِ. والعَقِيقةُ: صُوفُ الجَذَعِ، والجَنِيبةُ مِنَ الصُّوفِ أَفْضلُ مِنَ العَقِيقة وأَبْقَى وأَكثر. والمَجْنَبُ، بِالْفَتْحِ: الكَثِيرُ مِنَ الخَيرِ والشَّرِّ. وَفِي الصِّحَاحِ: الشيءُ الْكَثِيرُ. يُقَالُ: إِنَّ عِنْدَنَا لَخَيْرًا مَجْنَباً أَي كَثِيرًا. وخَصَّ بِهِ أَبو عُبَيْدَةَ الكَثِير مِنَ الخَيرِ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهُوَ مِمّا وَصفُوا بِهِ، فَقَالُوا: خَيرٌ مَجْنَبٌ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهَذَا يُقَالُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا. وأَنشد شَمِرٌ لِكُثَيِّرٍ: وإذْ لَا ترَى فِي الناسِ شَيْئاً يَفُوقُها، ... وفِيهنَّ حُسْنٌ، لَوْ تَأَمَّلْتَ، مَجْنَبُ قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ فِي الشَّرِّ إِذَا كَثُر، وأَنشد: وكُفْراً مَا يُعَوَّجُ مَجْنَبَا «2» وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كَثِيرٌ. والمِجْنَبُ: شَبَحَةٌ مِثْلُ المُشْطِ إِلَّا أَنها لَيْسَتْ لَهَا أَسْنانٌ، وطَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ يُرْفَعُ بِهَا التُّرابُ عَلَى الأَعْضادِ والفِلْجانِ. وَقَدْ جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ. والجَنَبُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ جَنِبَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ، يَجْنَبُ جَنَباً إِذَا ظَلَعَ مِنْ جَنْبِه. والجَنَبُ: أَن يَعطَشَ البعِيرُ عَطَشاً شَدِيدًا حَتَّى تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه مِنْ شدَّة العَطَشِ، وَقَدْ جَنِب جَنَباً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَالَتِ الأَعراب: هُوَ أَن يَلْتَوِيَ مِنْ شِدّة الْعَطَشِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارًا: وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ، ... كأَنَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ، أَو جَنِبُ والمُسَحَّجُ: حِمارُ الوحْشِ، والهاءُ فِي كأَنه تَعُود عَلَى حِمار وحْشٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. يَقُولُ: كأَنه مِنْ نَشاطِه ظالِعٌ، أَو جَنِبٌ، فَهُوَ يَمشي فِي شِقٍّ وَذَلِكَ مِنَ النَّشاطِ. يشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بِهَذَا الْحِمَارِ. وَقَالَ أَيضاً: هاجَتْ بِهِ جُوَّعٌ، غُضْفٌ، مُخَصَّرةٌ، ... شَوازِبٌ، لاحَها التَّغْرِيثُ والجَنَبُ وَقِيلَ الجَنَبُ فِي الدَّابَّةِ: شِبْهُ الظَّلَعِ، وَلَيْسَ بِظَلَعٍ، يُقَالُ: حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ الْبَعِيرُ: أَصابه وجعٌ فِي جَنْبِه مِنْ شِدَّةِ العَطَش. والجَنِبُ: الذئْبُ لتَظالُعِه كَيْداً ومَكْراً مِنْ ذَلِكَ. والجُنابُ: ذاتُ الجَنْبِ فِي أَيِّ الشِّقَّينِ كَانَ، عَنِ الهَجَرِيِّ. وزعَم أَنه إِذَا كَانَ فِي الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه. قَالَ: مَريضٍ، لَا يَصِحُّ، وَلَا أُبالي، ... كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ

_ (2). قوله [وكفراً إلخ] كذا هو في التهذيب أيضاً.

وجُنِبَ، بِالضَّمِّ: أَصابه ذاتُ الجَنْبِ. والمَجْنُوبُ: الَّذِي بِهِ ذاتُ الجَنْب، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَجْنُوب؛ وَهِيَ قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه، وَهِيَ عُلَّة صَعْبة تأْخُذُ فِي الجَنْب. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: ذاتُ الجَنْب هِيَ الدُّبَيْلةُ، وهي على تَثْقُبُ الْبَطْنَ ورُبَّما كَنَوْا عَنْهَا فَقَالُوا: ذاتُ الجَنْب. وَفِي الْحَدِيثِ: المَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ. قِيلَ: المَجْنُوبُ الَّذِي بِهِ ذاتُ الجَنْبِ. يُقَالُ: جُنِبَ فَهُوَ مَجْنُوب، وصُدِرَ فَهُوَ مَصْدُورٌ. وَيُقَالُ: جَنِبَ جَنَباً إِذَا اشْتَكَى جَنْبَه، فَهُوَ جَنِبٌ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ فَقِرٌ وظَهِرٌ إِذَا اشْتَكَى ظَهْرَه وفَقارَه. وَقِيلَ: أَراد بالمَجْنُوبِ الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَه مُطْلَقاً. وَفِي حَدِيثِ الشُّهَداءِ: ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ ؛ هُوَ الدُّبَيْلةُ والدُّمَّل الْكَبِيرَةُ الَّتِي تَظْهَر فِي بَاطِنِ الجَنْب وتَنْفَجِر إلى داخل، وقَلَّما يَسْلَمُ صاحِبُها. وذُو الجَنْبِ: الَّذِي يَشْتَكي جَنْبَه بِسَبَبِ الدُّبيلة، إِلَّا أَنَّ ذُو لِلْمُذَكَّرِ وَذَاتَ للمؤَنث، وَصَارَتْ ذَاتُ الْجَنْبِ عَلَمًا لَهَا، وَإِنْ كَانَتْ فِي الأَصل صِفَةً مُضَافَةً. والمُجْنَب، بِالضَّمِّ، والمِجْنَبُ، بِالْكَسْرِ: التُّرْس، وَلَيْسَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا عَلَى الْفِعْلِ. قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَبَّةَ: صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ، ... تُنْبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ عَنَى باللَّهِيفِ المُشْتارَ. وسُبُوبُه: حِبالُه الَّتِي يَتَدلَّى بِهَا إِلَى العَسَلُ. والطَّغْيةُ: الصَّفاةُ المَلْساءُ. والجَنْبةُ: عامَّة الشَّجَر الَّذِي يَتَرَبَّلُ فِي الصَّيْفِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَنْبةُ مَا كَانَ فِي نِبْتَتِه بَيْنَ البَقْل والشَّجر، وَهُمَا مِمَّا يَبْقَى أَصله فِي الشتاءِ ويَبِيد فَرْعه. وَيُقَالُ: مُطِرْنا مَطَراً كَثُرتْ مِنْهُ الجَنْبةُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: نَبَتَتْ عَنْهُ الجَنْبةُ، والجَنْبَةُ اسْمٌ لِكُلِّ نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ فِي الصَّيف. الأَزهري: الجَنْبةُ اسْمُ وَاحِدٍ لنُبُوتٍ كَثِيرَةٍ، وَهِيَ كُلُّهَا عُرْوةٌ، سُميت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عَنِ الشَّجَرِ الْكِبَارِ وارْتَفَعَتْ عَنِ الَّتِي لَا أَرُومَة لَهَا فِي الأَرض؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ والحَماطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْماءُ صَغُرت عَنِ الشَّجَرِ ونَبُلَتْ عَنِ البُقُول. قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَكَلَ مَا أَشْرَفَ مِنَ الجَنْبَةِ ؛ الجَنْبَةُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ: رَطْبُ الصِّلِّيانِ مِنَ النَّبَاتِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا فَوْقَ البَقْلِ ودُون الشَّجَرِ. وَقِيلَ: هُوَ كلُّ نبْت يُورِقُ فِي الصَّيف مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ. والجَنُوبُ: رِيحٌ تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتي عَنْ يمِين القِبْلة. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجَنُوبُ مِن الرِّياحِ: مَا اسْتَقْبَلَكَ عَنْ شِمالك إِذَا وقَفْت فِي القِبْلةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَيلٍ إِلَى مَطْلَعِ الثُرَيَّا. الأَصمعي: مَجِيءُ الجَنُوبِ مَا بَيْنَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلَى مَطْلَعِ الشَّمْسِ فِي الشتاءِ. وَقَالَ عمارةُ: مَهَبُّ الجَنُوبِ مَا بَيْنَ مَطلع سُهَيْل إِلَى مَغْرِبه. وَقَالَ الأَصمعي: إِذَا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ مَعَهَا خَيْرٌ وتَلْقِيح، وَإِذَا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلِاثْنَيْنِ، إِذَا كَانَا مُتصافِيَيْنِ: رِيحُهما جَنُوبٌ، وَإِذَا تفرَّقا قِيلَ: شَمَلَتْ رِيحُهما، وَلِذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ: لَعَمْري، لَئِنْ رِيحُ المَودَّةِ أَصبَحَتْ ... شَمالًا، لَقَدْ بُدِّلْتُ، وَهْيَ جَنُوبُ

وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: مَجْنُوبةُ الأُنْسِ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها، ... مِن الهِجانِ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ يَعْنِي: أَن أُنسَها عَلَى مَحَبَّتِه، فَإِنِ التَمَس مِنْهَا إنْجازَ مَوْعِدٍ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُرِيدُ أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مَعَ الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنْسُها مَعَ الشَّمالِ. وَتَقُولُ: جَنَبَتِ الرِّيحُ إِذَا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً. وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إِذَا هَبَّتْ بِهَا الجَنُوب. التَّهْذِيبُ: والجَنُوبُ مِنَ الرياحِ حارَّةٌ، وَهِيَ تَهُبُّ فِي كلِّ وقْتٍ، ومَهَبُّها مَا بَيْنَ مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ. وجَمْعُ الجَنُوبِ: أَجْنُبٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الجَنُوبُ الرِّيحُ الَّتِي تُقابِلُ الشَّمال. وحُكي عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَيضاً أَنه قَالَ: الجَنُوب فِي كُلِّ مَوْضِعٍ حارَّة إِلَّا بنجْدٍ فَإِنَّهَا بَارِدَةٌ، وبيتُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ حُجَّة لَهُ: جَنُوبٌ، تُسامِي أَوْجُهَ القَوْمِ، مَسُّها ... لَذِيذٌ، ومَسْراها، مِنَ الأَرضِ، طَيِّبُ وَهِيَ تَكُونُ اسْمًا وَصِفَةً عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وأَنشد: رَيحُ الجَنُوبِ مَعَ الشَّمالِ، وَتَارَةً ... رِهَمُ الرَّبِيعِ، وصائبُ التَّهْتانِ وهَبَّتْ جَنُوباً: دَلِيلٌ عَلَى الصِّفَةِ عِنْدَ أَبي عُثْمَانَ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَيْسَ بِدَلِيلٍ، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِ سِيبَوَيْهِ: إِنَّهُ قَدْ يَكُونُ حَالًا مَا لَا يَكُونُ صِفَةً كالقَفِيز والدِّرهم. وَالْجَمْعُ: جَنائبُ. وَقَدْ جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً، وأَجْنَبَتْ أَيضاً، وجُنِبَ القومُ: أَصابَتْهم الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم فِي أَمْوالِهِمْ. قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: سادٍ، تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِياً، ... يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ، ويُجْنَبُ أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ. وأَجْنَبُوا: دَخلوا فِي الجَنُوبِ. وجُنِبُوا: أَصابَهُم الجَنُوبُ، فَهُمْ مَجْنُوبُونَ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي الصَّبا والدَّبُورِ والشَّمالِ. وجَنَبَ إِلَى لِقائِه وجَنِبَ: قَلِقَ، الْكَسْرُ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْفَتْحُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. تَقُولُ: جَنِبْتُ إِلَى لِقائكَ، وغَرِضْتُ إِلَى لِقائكَ جَنَباً وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إِلَيْكَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: بِعِ الجَمْعَ بِالدَّرَاهِمِ ثُمَّ ابْتَعْ بِهِ جَنِيباً ، هُوَ نَوْعٌ جَيِّد مَعْروف مِنْ أَنواع التَّمْرِ، وَقَدْ تكرَّر فِي الْحَدِيثِ. وجَنَّبَ القومُ، فَهُمْ مُجَنِّبُونَ، إِذَا قلَّتْ أَلبانُ إِبِلِهِمْ؛ وَقِيلَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي إِبِلِهِمْ لَبَنٌ. وجَنَّبَ الرَّجلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي إِبِلِهِ وَلَا غَنَمِهِ دَرٌّ: وجَنَّبَ الناسُ: انْقَطَعَتْ أَلبانُهم، وَهُوَ عَامُ تَجْنِيب. قَالَ الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يَذْكُرُ امرأَته: لَمَّا رَأَتْ إبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها، ... وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ يقُول: كلُّ عامٍ يَمُرُّ بِهَا، فَهُوَ عامُ تَجْنِيبٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: جَنَّبَتِ الإِبلُ إِذَا لَمْ تُنْتَجْ مِنْهَا إِلَّا الناقةُ والناقَتانِ. وجَنَّبها هُوَ، بشدِّ النُّونِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ الحَرِثِ بْنِ عَوْف: إِنَّ الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لَمْ تَلْقَحْ، فَيَكُونَ لَهَا أَلبان. وجنَّب إبلَه وغَنَمه: لَمْ يُرْسِلْ فِيهَا فَحْلًا. والجَأْنَبُ، بِالْهَمْزِ: الرَّجُلُ القَصيرُ الْجَافِي الخِلْقةِ.

وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذَا كَانَ قَبِيحاً كَزّاً. وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وَلَا ذاتُ خَلْقٍ، إنْ تَأَمَّلْتَ، جَأْنَبِ والجَنَبُ: القَصِيرُ؛ وَبِهِ فُسِّرَ بَيْتُ أَبي الْعِيَالِ: فَتًى، مَا غادَرَ الأَقْوامُ، ... لَا نِكْسٌ وَلَا جَنَبُ وجَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إِذَا انْقَطَعَتْ مِنْهَا وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ. فمالَتْ. والجَناباءُ والجُنابى: لُعْبةٌ للصِّبْيانِ يَتَجانَبُ الغُلامانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحدٍ مِنَ الْآخَرِ. وجَنُوبُ: اسْمُ امرأَة. قَالَ القَتَّالُ الكِلابِيُّ: أَباكِيَةٌ، بَعْدي، جَنُوبُ، صَبابةً، ... عَليَّ، وأُخْتاها، بماءِ عُيُونِ؟ وجَنْبٌ: بَطْن مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ بأَبٍ وَلَا حَيٍّ، وَلَكِنَّهُ لَقَبٌ، أَو هُوَ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ مُهَلْهِلٌ: زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ فِي ... جَنْبٍ، وكانَ الحِباءُ مِنْ أَدَمِ وَقِيلَ: هِيَ قَبِيلةٌ مِنْ قَبائِل اليَمَن. والجَنابُ: مَوْضِعٌ. والمِجْنَبُ: أَقْصَى أَرضِ العَجَم إِلَى أَرض العَرَبِ، وأَدنى أَرضِ العَرَب إِلَى أَرْضِ الْعَجَمِ. قَالَ الْكُمَيْتُ: وشَجْو لِنَفْسِيَ، لَمْ أَنْسَه، ... بِمُعْتَرَك الطَّفِّ والمِجْنَبِ ومُعْتَرَكُ الطَّفِّ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الحُسَين بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. التَّهْذِيبُ: والجِنابُ، بِكَسْرِ الْجِيمِ: أَرض مَعْرُوفَةٌ بِنَجْد. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِعْشارِ: وأَهلِ جِنابِ الهَضْبِ هُوَ، بالكسر، اسم موضع. جهب: رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: المِجْهَبُ: القَلِيلُ الحَياءِ. وَقَالَ النَّضْرُ: أَتَيْتُه جاهِباً وجاهِياً أَي علانِيةً. قَالَ الأَزهري: وأَهمله الليث. جوب: فِي أَسماءِ اللَّهِ المُجِيبُ، وَهُوَ الَّذِي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِن أَجاب يُجِيبُ. والجَوابُ، معروفٌ: رَدِيدُ الْكَلَامِ، والفِعْل: أَجابَ يُجِيبُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ؛ أَي فَلْيُجِيبوني. وَقَالَ الفرَّاءُ: يُقَالُ: إِنَّهَا التَّلْبِيةُ، وَالْمَصْدَرُ الإِجابةُ، وَالِاسْمُ الجَابةُ، بِمَنْزِلَةِ الطاعةِ وَالطَّاقَةِ. والإِجابةُ: رَجْعُ الْكَلَامِ، تَقُولُ: أَجابَه عَنْ سُؤَاله، وَقَدْ أَجابَه إِجَابَةً وَإِجَابًا وجَواباً وَجَابَةً واسْتَجْوَبَه واسْتَجابَه واسْتَجابَ لَهُ. قَالَ كعبُ ابن سَعْد الغَنَويّ يَرْثِي أَخاه أَبا المِغْوار: وَداعٍ دَعا يَا مَنْ يُجيبُ إِلَى النَّدَى، ... فَلَمْ يَسْتَجِبْه، عِنْدَ ذاكَ، مُجِيبُ «1» فقُلتُ: ادْعُ أُخرى، وارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً، ... لَعَلَّ أَبا المِغْوارِ مِنْكَ قَرِيبُ والإِجابةُ والاستِجابةُ، بِمَعْنًى، يُقَالُ: اسْتَجابَ اللَّهُ دعاءَه، وَالِاسْمُ الجَوابُ والجابةُ والمَجُوبةُ،

_ (1). قوله [الندى] هو هكذا في غير نسخة من الصحاح والتهذيب والمحكم.

الأَخيرةُ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَلَا تَكُونُ مَصْدَرًا لأَنَّ المَفْعُلةَ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، لَيْسَتْ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، وَلَا تَكُونُ مِنْ بَابِ المَفْعُول لأَنَّ فِعْلها مَزِيدٌ. وَفِي أَمثالِ العَرب: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جَابَةً. قَالَ: هَكَذَا يُتَكلَّم بِهِ لأَنَّ الأَمثال تُحْكَى عَلَى مَوْضُوعَاتِهَا. وأَصل هَذَا الْمَثَلِ، عَلَى مَا ذكر الزُّبَيْر ابن بَكَّارٍ، أَنه كَانَ لسَهلِ بْنِ عَمْرٍو ابنٌ مَضْعُوفٌ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَين أَمُّكَ أَي أَين قَصْدُكَ؟ فظَنَّ أَنه يَقُولُ لَهُ: أَين أُمُّكَ، فَقَالَ: ذهَبَتْ تَشْتَري دَقِيقاً، فَقَالَ أَبُوه: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جَابَةً. وَقَالَ كُرَاعٌ: الجابةُ مَصْدَرٌ كالإِجابةِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: جابةٌ اسْمٌ يُقُومُ مَقامَ الْمَصْدَرِ، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ الجيبةِ، بِالْكَسْرِ، أَي الجَوابِ. قَالَ سيبويه: أَجاب مِنَ الأَفْعال الَّتِي اسْتُغْني فِيهَا بِمَا أَفْعَلَ فِعْلَه، وَهُوَ أَفْعَلُ فِعْلًا، عَمَّا أَفْعَلَه، وَعَنْ هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ، فَيَقُولُونَ: مَا أَجْوَدَ جَوابَه، وَهُوَ أَجْوَدُ جَواباً، وَلَا يُقَالُ: مَا أَجْوَبَه، وَلَا هُوَ أَجْوَبُ مِنْكَ؛ وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: أَجْوِدْ بِجَوابهِ، وَلَا يُقَالُ: أَجوِب بِهِ. وأَما مَا جاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ أَيُّ الليلِ أَجْوَبُ دَعْوةً؟ قَالَ: جَوْفُ الليلِ الغابِرِ ، فسَّره شَمِرٌ، فَقَالَ: أَجْوَبُ مِنَ الإِجابةِ أَي أَسْرَعُه إِجَابَةً، كَمَا يُقَالُ أَطْوَعُ مِنَ الطاعةِ. وقياسُ هَذَا أَن يَكُونَ مِنْ جابَ لَا مِن أَجابَ. وَفِي الْمُحْكَمِ عَنْ شَمِرٍ، أَنه فَسَّرَهُ، فَقَالَ: أَجْوَبُ أَسْرَعُ إِجَابَةً. قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ بَابِ أَعْطَى لفارِهةٍ، وأَرسلنا الرِّياحَ لوَاقِحَ. وَمَا جاءَ مِثلُه، وَهَذَا عَلَى الْمَجَازِ، لأَنَّ الإِجابةَ لَيْسَتْ لِلَّيل إِنَّمَا هِيَ لِلَّهِ تَعَالَى فِيهِ، فَمعناه: أَيُّ الليلِ اللهُ أَسرع إِجَابَةً فِيه مِنه فِي غَيْرِه، وَمَا زَادَ عَلَى الفِعْل الثُّلاثي لَا يُبْنَى مِنْه أَفْعَلُ مِنْ كَذَا، إِلَّا فِي أَحرف جاءَت شَاذَّةً. وَحَكَى الزمخشريُّ قَالَ: كأَنَّه فِي التَّقْدير مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بِوَزْنِ فَعُلْتُ، بِالضَّمِّ، كطالَتْ، أَي صارَتْ مُسْتَجابةَ، كَقَوْلِهِمْ فِي فَقِيرٍ وشَديدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ وشَدُدَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُسْتَعْمَلٍ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ جُبْتُ الأَرضَ إذ قَطَعْتَها بِالسَّيْرِ، عَلَى مَعْنَى أَمْضَى دَعْوَةً وأَنْفَذُ إِلَى مَظانِّ الإِجابةِ والقَبُول. وَقَالَ غَيْرُهُ: الأَصل جَابَ يَجُوبُ مِثْلَ طَاعَ يَطُوعُ. قَالَ الفرَّاءُ قِيلَ لأَعرابي: يَا مُصابُ. فَقَالَ: أَنتَ أَصوَبُ مِنِّي. قَالَ: والأَصل الإِصابةُ مِن صابَ يَصُوبُ إِذَا قَصَدَ، وانجابَتِ الناقةُ: مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ، قَالَ: وأُراه مِن هَذَا كَأَنَّها أَجابَتْ حالِبَها، عَلَى أَنَّا لَمْ نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ قَالَ لِي أَبو عَمْرو بْنُ العلاءِ: اكْتُبْ لِيَ الْهَمْزَ، فَكَتَبْتُهُ لَهُ فَقَالَ لِي: سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَمَهْموز أَمْ لَا؟ فسأَلت، فَلَمْ أَجده مَهْمُوزًا. والمُجاوَبةُ وْ التَّجاوُبُ: التَّحاوُرُ. وتجاوَبَ القومُ: جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً، واسْتعمله بعضُ الشُعراءِ فِي الطَّيْرِ، فَقَالَ جَحْدَرٌ: ومِمَّا زادَني، فاهْتَجْتُ شَوْقاً، ... غِنَاءُ حَمامَتَيْنِ تَجاوَبانِ «2» تَجاوَبَتا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ، ... عَلَى غُصْنَينِ مِن غَرَبٍ وبَانِ واسْتَعمَلَه بعضُهم فِي الإِبل وَالْخَيْلِ، فَقَالَ: تَنادَوْا بأَعْلى سُحْرةٍ، وتَجاوَبَتْ ... هَوادِرُ، فِي حافاتِهِم، وصَهِيلُ

_ (2). قوله [غناء] فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ أيضاً بكاء.

وَفِي حَدِيثِ بناءِ الكَعْبَةِ: فسَمِعنا جَواباً مِن السَّماءِ، فَإِذَا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ ؛ الجَوابُ: صَوْتُ الجَوْبِ، وَهُوَ انْقِضاضُ الطَّيْرِ. وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، ... إِذَا تَجاوَبَ، مِنْ بُرْدَيْهِ، تَرْنِيمُ أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ مِنْ هَذَا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هَذَا الْآخَرِ. وأَرضٌ مُجَوَّبةٌ: أَصابَ المطَرُ بعضَها وَلَمْ يُصِبْ بَعْضاً. وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه: خَرَقَه. وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فَقَدْ جُبْتَه. وجابَ الصخرةَ جَوْباً: نَقَبها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ . قَالَ الفرَّاءُ: جابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً. وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزجاجُ وَاعْتَبَرَهُ بِقَوْلِهِ: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ. وجابَ يَجُوبُ جَوْباً: قَطَعَ وخَرَقَ. ورجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتادٌ لِذَلِكَ، إِذَا كَانَ قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فِيهَا. وَمِنْهُ قَوْلُ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ فِي أَخيه: جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد. أَراد: أَنه يَسْري لَيْلَه كُلَّه لَا يَنامُ، يَصِفُه بالشَّجاعة. وفلان جوَّابٌ جَأَّابٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكسِبُ المالَ. وجَوَّابٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كلابٍ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سُمي جَوَّاباً لأَنه كَانَ لَا يَحْفِرُ بئْراً وَلَا صخْرةً إِلَّا أَماهَها. وجابَ النعلَ جَوْباً: قَدَّها. والمِجْوَب: الَّذِي يُجابُ بِهِ، وَهِيَ حَديدةٌ يُجابُ بِهَا أَي يُقْطَعُ. وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها: قَطَعَها. وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً: قَطَعَها سَيْراً. وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه: قَطَعْتُه. وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إِذَا قَطَعتها. وجَوَّابُ الفَلاةِ: دَلِيلُها لقَطْعِه إيَّاها. والجَوْبُ: قطْعُك الشيءَ كَمَا يُجابُ الجَيْبُ، يُقَالُ: جَيْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فَهُوَ مُجَوَّبٌ. قَالَ الرَّاجِزُ: واجْتابَ قَيْظاً، يَلْتَظِي التِظاؤُهُ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ للأَنْصارِ يَوْم السَّقِيفةِ: إِنَّمَا جِيبَتِ العَرَبُ عَنَّا كَمَا جِيبَت الرَّحَى عَنْ قُطْبها أَي خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا، فكُنَّا وسَطاً، وَكَانَتِ العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى. وقُطْبِها الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ. وانْجابَ عَنْهُ الظلامُ: انْشَقَّ. وانْجابَتِ الأَرضُ: انْخَرَقَتْ. والجَوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ. تَقُولُ: هَلْ جاءَكم مِنْ جائِبَة خَبَرٍ أَيْ مِن طَريقةٍ خارِقةٍ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ بالإِضافة. وَقَالَ الشَّاعِرُ: يَتَنازَعُون جَوائِبَ الأَمْثالِ يَعْنِي سَوائِرَ تَجُوبُ الْبِلَادَ. والجابةُ: المِدْرى مِنَ الظِّباءِ، حِينَ جابَ قَرْنُها أَي قَطَعَ اللَّحْمَ وطَلَع. وَقِيلَ: هِيَ المَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن؛ فَإِنْ كَانَ عَلَى ذَلِكَ، فَلَيْسَ لَهَا اشْتِقَاقٌ. التَّهْذِيبُ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: جابةُ المِدْرَى مِنَ الظِّباءِ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، حِينَ طَلَعَ قَرْنهُ.

شَمِرٌ: جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه حِينَ جابَ قَرْنُها الجِلدَ، فَطَلَعَ، وَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. وجُبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه. وَقَالَ شَمر: جُبْتُه، وجِبْتُه. قَالَ الرَّاجِزُ: باتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ، ... جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ الجَيْبِ لأَنه مِنَ الْوَاوِ والجَيْبُ مِنَ الْيَاءِ. قَالَ: وَلَيْسَ بفَيْعلٍ لأَنه لَمْ يُلْفظ بِهِ عَلَى فَيْعَلٍ. وَفِي بَعْضِ نُسَخِ المُصَنَّف: جِبْتُ القَمِيصَ، بِالْكَسْرِ، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَه. وجَيَّبْتُه: عَمِلت لَهُ جَيْباً، واجْتَبْتُ القَمِيصَ إِذَا لَبِسْتَه. قَالَ لَبِيدٌ: فَبِتِلْكَ، إذْ رَقَصَ اللَّوامِعُ بالضُّحَى، ... واجْتابَ أَرْدِيةَ السَّرابِ إكامُها قَوْلُهُ: فَبِتِلْكَ، يَعْنِي بناقَتِه الَّتِي وصَفَ سَيْرَها، والباءُ فِي بِتِلْكَ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ أَقْضي فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَهُوَ: أَقْضِي اللُّبانةَ، لَا أُفَرِّطُ رِيبةً، ... أَو أَنْ يَلُومَ، بِحاجةٍ، لُوَّامُها واجْتابَ: احْتَفَر. قَالَ لَبِيدٌ: تَجْتابُ أَصْلًا قَائِمًا، مُتَنَبِّذاً، ... بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَمِيلُ هَيامُها «1» يَصِف بَقَرَةً احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فِيهِ مِنَ الْمَطَرِ فِي أَصْل أَرطاةٍ. ابْنُ بُزُرْجَ: جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه. التَّهْذِيبُ: واجتابَ فلانٌ ثَوْبًا إِذَا لَبِسَه. وأَنشد: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهَا، فأَنْسَلَها، ... واجْتاب أُخْرَى جَديداً، بَعْدَ ما ابْتَقَلا وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاه قَومٌ مُجْتابي «2» النِّمارِ أَي لابِسِيها. يُقَالُ: اجْتَبْتُ القمِيصَ، والظَّلامَ أَي دَخَلْتُ فِيهِمَا. قَالَ: وكلُّ شيءٍ قُطِع وَسَطُه، فَهُوَ مجْيُوبٌ ومَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، وَمِنْهُ سُمي جَيْبُ القَمِيصِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه، وأَدْخَلْتُه فِي عُنُقي. وَفِي حَدِيثِ خَيْفانَ: وأَما هَذَا الحَيُّ مِن أَنْمارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وأَوْلادُ عَلَّةٍ أَي إِنَّهُمْ جِيبُوا مِنْ أَبٍ، وَاحِدٍ وقُطِعُوا مِنْهُ. والجُوَبُ: الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلًا. والجَوْبة: فَجْوةُ مَا بَيْنَ البُيُوتِ. والجَوْبةُ: الحُفْرةُ. والجَوْبةُ: فَضاءٌ أَمْلَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَوْبةُ مِنَ الأَرضِ: الدارةُ، وَهِيَ المكانُ المُنْجابُ الوطِيءُ مِنَ الأَرض، القليلُ الشجرِ مِثْلُ الْغَائِطِ المُسْتَدير، وَلَا يَكُونُ فِي رَمْلٍ وَلَا جَبَلٍ، إِنَّمَا يَكُونُ فِي أَجلاد الأَرض ورِحابِها، سُمِّيَ جَوْبةً لانْجِيابِ الشَّجَرِ عَنْهَا، وَالْجَمْعُ جَوْباتٌ، وجُوَبٌ، نَادِرٌ. والجَوْبةُ: مَوْضِعٌ يَنْجابُ فِي الحَرَّة، وَالْجُمَعُ جُوَبٌ. التَّهْذِيبُ: الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تَكُونُ بَيْنَ ظَهْرانَيْ دُورِ القَوْمِ يَسِيلُ مِنْهَا ماءُ المطَر. وَكُلُّ مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فَهُوَ جَوْبةٌ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: حَتَّى صَارَتِ المَدينةُ مِثلَ الجَوْبةِ ؛ قَالَ: هِيَ الحُفْرةُ المُسْتَديرةُ الواسِعةُ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بلا

_ (1). قوله [قائماً] كذا في التهذيب والذي في التكملة وشرح الزوزني قالصاً. (2). قوله [قوم مجتابي] كذا في النهاية مضبوطاً هنا وفي مادة نمر.

بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حَتَّى صَارَ الغَيْمُ والسَّحابُ مُحِيطاً بِآفَاقِ المدينةِ. والجَوْبةُ: الفُرْجةُ فِي السَّحابِ وَفِي الْجِبَالِ. وانْجابَتِ السَّحابةُ: انْكَشَفَتْ. وَقَوْلُ العَجَّاج: حَتَّى إِذَا ضَوْءُ القُمَيْرِ جَوَّبا، ... لَيْلًا، كأَثْناءِ السُّدُوسِ، غَيْهَبا قَالَ: جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: فانْجابَ السَّحابُ عَنِ المدينةِ حَتَّى صَارَ كالإِكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلَى بَعْضٍ وانْكَشَفَ عَنْهَا. والجَوْبُ: كالبَقِيرة. وَقِيلَ: الجَوْبُ: الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ. والجَوْبُ: الدَّلْو الضَّخْمةُ، عَنْ كُرَاعٍ. والجَوْبُ: التُّرْسُ، وَالْجَمْعُ أَجْوابٌ، وَهُوَ المِجْوَبُ. قَالَ لَبِيدٌ: فأَجازَني مِنْهُ بِطِرْسٍ ناطِقٍ، ... وبكلِّ أَطْلَسَ، جَوْبُه فِي المَنْكِبِ يَعْنِي بِكُلِّ حَبَشِيٍّ جَوْبهُ فِي مَنْكِبَيْه. وَفِي حَدِيثِ غَزْوة أُحُدٍ: وأَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بحَجَفَةٍ أَي مُتَرِّسٌ عَلَيْهِ يَقِيه بِهَا. وَيُقَالُ للتُّرْسِ أَيضاً: جَوبةٌ. والجَوْبُ: الكانُونُ. قَالَ أَبو نخلةَ: كالجَوْبِ أَذْكَى جَمرَه الصَّنَوْبَرُ وجابانُ: اسمُ رَجُلٍ، أَلفُه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، كأَنه جَوَبانُ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ قَلْبًا لِغَيْرِ عِلَّةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ فِيهِ إِنَّهُ فَعَلانُ وَلَمْ يُقَلْ إِنَّهُ فَاعَالُ مِنْ جَ بَ نَ لِقَوْلِ الشَّاعِرِ: عَشَّيْتُ جابانَ، حَتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، ... وكادَ يَهْلِكُ، لَوْلَا أَنه اطَّافا قُولا لجَابانَ: فلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِه، ... نَوْمُ الضُّحَى، بَعْدَ نَوْمِ الليلِ، إِسْرافُ «1» فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنه فَعَلانُ وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِيهِ جَوْبانِ مِنْ خُلُقٍ أَي ضَرْبان لَا يَثْبُتُ عَلَى خُلُقٍ واحدٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جَوْبَيْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ مِنْ أَصوات الغِيلانِ. وَفِي صفةِ نَهَرِ الْجَنَّةِ: حافَتاه الياقوتُ المُجَيَّبُ. وجاءَ فِي مَعالِم السُّنَن: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فِيهِمَا عَلَى الشَّكِّ، وأَصله: مِنْ جُبْتُ الشيءَ إِذَا قَطَعْتَه، وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي جَيَبَ. والجابَتانِ: موضِعانِ. قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذلي: لمَن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ، ... بالجَابَتَيْنِ، فَرَوْضةِ الحَزْمِ وتَجُوبُ: قَبيلةٌ مِنْ حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ، مِنْهُمُ ابْنُ مُلْجَمٍ، لَعَنَهُ اللَّهُ. قَالَ الْكُمَيْتُ: أَلا إنَّ خَيْرَ الناسِ، بَعْدَ ثلاثةٍ، ... قَتِيلُ التَّجُوبِيِّ، الَّذِي جاءَ مِنْ مِصْرِ هَذَا قَوْلُ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للوَليد بْنِ عُقْبة، وَلَيْسَ لِلْكُمَيْتِ كَمَا ذَكَرَ، وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ: قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الَّذِي جاءَ من مصرِ

_ (1). قوله [إسراف] هو بالرفع فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً وعليها فلا إقواء.

فصل الحاء المهملة

وَإِنَّمَا غَلَّطه فِي ذَلِكَ أَنه ظَنَّ أَن الثَّلَاثَةَ أَبو بَكْرٍ وعمرُ وعثمانُ، رضوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، فظَنَّ أَنه فِي عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ التَّجُوبِيّ، بِالْوَاوِ، وَإِنَّمَا الثَّلَاثَةُ سيِّدُنا رسولُ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبو بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لأَن الْوَلِيدَ رَثَى بِهَذَا الشِّعْر عثمانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقاتِلُه كَنانةُ بْنُ بِشر التُجِيبيّ، وَأَمَّا قَاتِلُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهُوَ التَّجُوبِيُّ؛ ورأَيت فِي حاشيةٍ مَا مِثالُه: أَنشد أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي كِتَابِهِ فَصْلِ الْمَقَالِ فِي شَرْحِ كِتَابِ الأَمثال هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي هُوَ: أَلا إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بْنِ الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَرثِيه، وَبَعْدَهُ: وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي، وتَبْكِي قَرابَتي، ... وَقَدْ حُجِبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبي عَمْرِو جيب: الجَيْبُ: جَيْبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ، وَالْجَمْعُ جُيُوبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ . وجِبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه. وجَيَّبْتُه: جَعَلْت لَهُ جَيْباً. وأَما قَوْلُهُمْ: جُبْتُ جَيْبَ الْقَمِيصِ، فَلَيْسَ جُبْتُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، لأَنَّ عَيْنَ جُبْتُ إِنَّمَا هُوَ مِنْ جابَ يَجُوبُ، والجَيْبُ عَيْنُهُ ياءٌ، لِقَوْلِهِمْ جُيُوبٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ سَبِطٍ وسِبَطْرٍ، ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ، وأَن هَذِهِ أَلفاظ اقْتَرَبَتْ أُصولُها، واتَّفَقَتْ معانِيها، وكلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا لَفْظُهُ غَيْرُ لَفْظِ صَاحِبِهِ. وجَيَّبْتُ القَمِيصَ تَجْييباً: عَمِلْتُ لَهُ جَيْباً. وفلانٌ ناصحُ الجَيْبِ: يُعْنَى بِذَلِكَ قَلْبُه وصَدْرُه، أَي أَمِينٌ. قَالَ: وخَشَّنْتِ صَدْراً جَيْبُه لكِ ناصحُ وجَيْبُ الأَرضِ: مَدْخَلُها. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: طَواها إِلَى حَيْزومِها، وانْطَوَتْ لَهَا ... جُيُوبُ الفَيافي: حَزْنُها ورِمالُها وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ نَهْرِ الْجَنَّةِ: حافَتاه الياقُوتُ المُجَيَّبُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الَّذِي جاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ: اللُّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ؛ وَالَّذِي جاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّفُ بِالشَّكِّ؛ وَالَّذِي جاءَ فِي مَعَالِمِ السُّنَنِ: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ ، بالباءِ فِيهِمَا عَلَى الشَّكِّ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ الأَجْوَفُ؛ وأَصله مِنْ جُبْتُ الشيءَ إذا قَطَعْته. وَالشَّيْءُ مَجُوبٌ أَو مَجِيبٌ، كَمَا قَالُوا مَشِيبٌ ومَشُوبٌ، وَانْقِلَابُ الْوَاوِ إِلَى الْيَاءِ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ؛ وأَما مُجَيَّبٌ مشدَّد، فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: جَيَّبَ يُجَيِّبُ فَهُوَ مُجَيَّبٌ أَي مُقَوَّرٌ وَكَذَلِكَ بِالْوَاوِ. وتُجِيبُ: بَطْنٌ مِنْ كِنْدةَ، وَهُوَ تُجِيبُ بْنُ كِنْدةَ بن ثَوْرٍ. فصل الحاء المهملة حأب: حافِرٌ حَوْأَبٌ: وَأْبٌ مُقَعَّبٌ؛ ووادٍ حَوْأَبٌ: واسِعٌ. الأَزهري: الحَوْأَبُ: وادٍ فِي وَهْدةٍ مِنَ الأَرضِ واسِعٌ. ودَلْوٌ حَوْأَبٌ وحَوْأَبَةٌ، كَذَلِكَ، وَقِيلَ: ضَخْمةٌ. قَالَ: حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُّوعِ أَي تَسْمَعُ للضُّلُوعِ نَقِيضاً مِنْ ثِقَلِها، وَقِيلَ: هِيَ

الحَوْأَبُ، وَإِنَّمَا أَنَّث عَلَى مَعْنَى الدَّلْو. والحَوْأَبةُ: أَضْخَمُ مَا يكونُ مِن العِلابِ. وحَوْأَبٌ: ماءٌ أَو مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ البَصرة، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الحَوْأَبُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْأَبُ، مَهْمُوزٌ، ماءٌ مِن مِياهِ الْعَرَبِ عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِنِسَائِهِ: أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟ قَالَ: الحَوْأَبُ مَنْزِل بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَمَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَتْهُ عائشةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، لمَّا جاءَت إِلَى البَصرة فِي وَقْعة الجَمل. التَّهْذِيبُ: الحَوْأَبُ: مَوْضِعُ بِئْرٍ نَبَحَتْ كلابُه أُمَّ المؤْمنين، مَقْبَلَها مِن البَصرة. قَالَ الشَّاعِرُ: مَا هِيَ إلَّا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ، ... فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها، أَوْ صَوِّبي وَقَالَ كُرَاعٌ: الحَوْأَبُ: المَنْهَلُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهُوَ جِنْس عِنْدَهُ، أَم مَنْهَل مَعْرُوفٌ. والحَوْأَبُ: بنْتُ كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ. حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والمَحَبَّةُ، وَكَذَلِكَ الحِبُّ بِالْكَسْرِ. وحُكِي عَنْ خَالِدِ بْنِ نَضْلَة: مَا هَذَا الحِبُّ الطارِقُ؟ وأَحَبَّهُ فَهُوَ مُحِبٌّ، وَهُوَ مَحْبُوبٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ هَذَا الأَكثر، وَقَدْ قِيلَ مُحَبٌّ، عَلَى القِياس. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَ المُحَبُّ شَاذًّا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وَلَقَدْ نَزَلْتِ، فَلَا تَظُنِّي غيرَه، ... مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ وَحَكَى الأَزهري عَنِ الفرَّاءِ قَالَ: وحَبَبْتُه، لُغَةٌ. قَالَ غَيْرُهُ: وكَرِهَ بعضُهم حَبَبْتُه، وأَنكر أَن يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيحٍ، وَهُوَ قَوْلُ عَيْلانَ بْنِ شُجاع النَّهْشَلِي: أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه، ... وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ فَأُقْسِمُ، لَوْلا تَمْرُه مَا حَبَبْتُه، ... وَلَا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ وَكَانَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ يَرْوِي هَذَا الشِّعْرَ: وَكَانَ عِياضٌ مِنْهُ أَدْنَى ومُشْرِقُ وَعَلَى هَذِهِ الروايةِ لَا يَكُونُ فِيهِ إِقْوَاءٌ. وحَبَّه يَحِبُّه، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ مَحْبُوبٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا شَاذٌّ لأَنه لَا يأَتي فِي الْمُضَاعَفِ يَفْعِلُ بِالْكَسْرِ، إِلَّا ويَشرَكُه يَفْعُل بِالضَّمِّ، إِذَا كَانَ مُتَعَدِّياً، مَا خَلا هَذَا الحرفَ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بِمَعْنًى. أَبو زَيْدٍ: أَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ. قَالَ: وَمِثْلُهُ مَحْزُونٌ، ومَجْنُونٌ، ومَزْكُومٌ، ومَكْزُوزٌ، ومَقْرُورٌ، وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: قَدْ فُعِلَ بِغَيْرِ أَلف فِي هَذَا كُلِّهِ، ثُمَّ يُبْنَى مَفْعُول عَلَى فُعِلَ، وَإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ، فَإِذَا قَالُوا: أَفْعَلَه اللَّهُ، فَهُوَ كلُّه بالأَلف؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ بَنِي سُلَيْم: مَا أَحَبْتُ ذَلِكَ، أَي مَا أَحْبَبْتُ، كَمَا قَالُوا: ظَنْتُ ذَلِكَ، أَي ظَنَنْتُ، وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَلْتُ. وَقَالَ: فِي ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ أَي يُحَبُّ فِيهَا. واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه. والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ. وَإِنَّهُ لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ. وحُبَّتُك: مَا أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ، أَو يَكُونَ لَكَ. واخْتَرْ

حُبَّتَك ومَحَبَّتَك مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهِم أَي الَّذِي تُحِبُّه. والمَحَبَّةُ أَيضاً: اسْمٌ للحُبِّ. والحِبابُ، بِالْكَسْرِ: المُحابَّةُ والمُوادَّةُ والحُبُّ. قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَقُلْتُ لقَلْبي: يَا لَكَ الخَيْرُ، إنَّما ... يُدَلِّيكَ، للخَيْرِ الجَدِيدِ، حِبابُها وَقَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: إِنِّي بدَهْماءَ عَزَّ مَا أَجِدُ ... عاوَدَنِي، مِنْ حِبابِها، الزُّؤُدُ وتَحَبَّبَ إِلَيْهِ: تَودَّدَ. وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً، عَنِ الفرَّاءِ. الأَزهري: يُقَالُ: حُبَّ الشيءُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ، ثُمَّ لَا يَقُولُونَ: حَبَبْتُه، كَمَا قَالُوا: جُنَّ فَهُوَ مَجْنُون، ثُمَّ يَقُولُونَ: أَجَنَّه اللهُ. والحِبُّ: الحَبِيبُ، مِثْلُ خِدْنٍ وخَدِينٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: الحَبِيبُ يجيءُ تَارَةً بِمَعْنَى المُحِبِّ، كَقَوْلِ المُخَبَّلِ: أَتَهْجُرُ لَيْلَى، بالفِراقِ، حَبِيبَها، ... وَمَا كَانَ نَفْساً، بالفِراقِ، تَطِيبُ أَي مُحِبَّها، ويجيءُ تَارَةً بِمَعْنَى المحْبُوب كَقَوْلِ ابْنِ الدُّمَيْنةِ: وَإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ، مِن جانِبِ الحِمَى، ... إلَيَّ، وإنْ لَمْ آتهِ، لحَبِيبُ أَي لمَحْبُوبٌ. والحِبُّ: المَحْبُوبُ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ حارِثةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُدْعَى: حِبَّ رَسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ والأَنثى بالهاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي مَحْبُوبُه، وَكَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّه كَثِيرًا. وَفِي حَدِيثِ فاطِمَة، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، قَالَ لَهَا رسولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَائِشَةَ: إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ. الحِبُّ بِالْكَسْرِ: المَحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هَذِهِ الأَخيرة إِما أَن تَكُونَ مِنَ الجَمْع الْعَزِيزِ، وَإِمَّا أَن تَكُونَ اسْمًا للجَمْعِ. والحَبِيبُ والحُبابُ بِالضَّمِّ: الحِبُّ، والأُنثى بالهاءِ. الأَزهري: يُقَالُ للحَبِيب: حُبابٌ، مُخَفَّفٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحِبَّةُ والحِبُّ بِمَنْزِلَةِ الحَبِيبةِ والحَبِيب. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم؛ وأَنشد: ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ والحُبابُ، بِالضَّمِّ: الحُبُّ. قَالَ أَبو عَطاء السَّنْدِي، مَوْلى بَنِي أَسَد: فوَاللهِ مَا أَدْرِي، وإنِّي لصَادِقٌ، ... أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ عِنْدَ الرُّواة: مِن حِبابِكِ، بِكَسْرِ الحاءِ، وَفِيهِ وَجْهان: أَحدهما أَن يَكُونَ مَصْدَرَ حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ جَمْعَ حُبٍّ مِثْلَ عُشٍّ وعِشاشٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ جَنابِكِ، بِالْجِيمِ وَالنُّونِ، أَي ناحِيَتكِ. وَفِي حَدِيثِ أُحُد: هُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنا

أَهْلُه، ونُحِبُّ أَهْلَه، وَهُمُ الأَنصار؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ المَجاز الصَّريح، أَي إنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه فِي أَرْضِ مَن نُحِبُّ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ ، يُروى بِضَمِّ الحاءِ، وَهُوَ الِاسْمُ مِنَ المَحَبَّةِ، وَقَدْ جاءَ فِي بَعْضِ الرِّوايات، بِإِسْقَاطِ انظُروا، وَقَالَ: حُبّ الْأَنْصَارِ التمرُ، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالضَّمِّ كالأَوّل، وَحُذِفَ الْفِعْلُ وَهُوَ مُرَادٌ لِلْعِلْمِ بِهِ، أَو عَلَى جَعْلِ التَّمْرِ نَفْسَ الحُبِّ مُبَالَغَةً فِي حُبِّهم إِياه، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الحاءُ مَكْسُورَةً، بِمَعْنَى الْمَحْبُوبِ، أَي مَحْبُوبُهم التمرُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ التَّمْرُ عَلَى الأَوّل، وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ مَنْصُوبًا بالحُب، وَعَلَى الثَّانِي وَالثَّالِثِ مَرْفُوعاً عَلَى خَبَرِ الْمُبْتَدَأِ. وَقَالُوا: حَبَّ بِفُلان، أَي مَا أَحَبَّه إِلَيَّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ «2» حَبُبَ بِفُلان، بِضَمِّ الباءِ، ثُمَّ سُكِّن وأُدغم فِي الثَّانِيَةِ. وحَبُبْتُ إِلَيْهِ: صِرْتُ حَبِيباً، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا شَرُرْتُ، مِن الشَّرِّ، وَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ يُونُسَ قَوْلُهُمْ: لَبُبْتُ مِنَ اللُّبِّ. وَتَقُولُ: مَا كنتَ حَبيباً، وَلَقَدْ حَبِبْتَ، بِالْكَسْرِ، أَي صِرْتَ حَبِيباً. وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هُوَ حَبِيبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَعَلُوا حَبّ مَعَ ذَا، بِمَنْزِلَةِ الشيءِ الْوَاحِدِ، وَهُوَ عِنْدَهُ اسْمٌ، وَمَا بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِهِ، ولَزِمَ ذَا حَبَّ، وجَرَى كَالْمَثَلِ؛ والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ فِي المؤَنث: حَبَّذا، وَلَا يَقُولُونَ: حَبَّذِه. ومنهُ قَوْلُهُمْ: حَبَّذا زَيْدٌ، فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لَا يَتصرَّف، وأَصله حَبُبَ، عَلَى مَا قَالَهُ الفرّاءُ، وَذَا فَاعِلُهُ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإِشارة، جُعِلا شَيْئًا وَاحِدًا، فَصَارَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ يُرْفَع مَا بَعْدَهُ، وَمَوْضِعُهُ رَفْعٌ بالابْتداءِ، وَزَيْدٌ خَبَرُهُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ بَدَلًا مِن ذَا، لأَنّك تَقُولُ حَبَّذا امرأَةٌ، وَلَوْ كَانَ بَدَلًا لَقُلْتَ: حَبَّذِهِ المرأَةُ. قَالَ جَرِيرٌ: يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ، ... وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ كَانَا وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ، ... تَأْتِيكَ، مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ، أَحيانا الأَزهري: وأَما قَوْلُهُمْ: حَبَّذَا كَذَا وَكَذَا، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، فَهُوَ حَرْفُ مَعْنىً، أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا. يُقَالُ: حَبَّذا الإِمارةُ، والأَصل حَبُبَ ذَا، فأُدْغِمَتْ إحْدَى الباءَين فِي الأُخْرى وشُدّدتْ، وَذَا إشارةٌ إِلَى مَا يَقْرُب مِنْكَ. وأَنشد بَعْضُهُمْ: حَبَّذا رَجْعُها إلَيها يَدَيْها، ... فِي يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا «3» كأَنه قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنْ ذَا، فقالَ هُوَ رَجْعُها يَدَيْهَا إِلَى حَلِّ تِكَّتِها أَي مَا أَحَبَّه، ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها. وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ بْنُ كَيْسَانَ: حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شَيْئًا وَاحِدًا، وَلَمْ تُغَيَّرا فِي تَثْنِيَةٍ، وَلَا جَمْعٍ، وَلَا تَأْنِيث، ورُفِع بِهَا الِاسْمُ، تَقُولُ: حَبَّذا زَيْدٌ، وحَبَّذا الزَّيْدانِ، وحَبَّذا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذا هِنْد، وحَبَّذا أَنْتَ. وأَنْتُما، وأَنتُم. وحَبَّذا يُبتدأُ بِهَا، وَإِنْ قُلْتَ: زَيْد حَبَّذا، فَهِيَ جَائِزَةٌ، وَهِيَ قَبِيحة، لأَن حَبَّذا كَلِمَةُ مَدْح يُبْتَدأُ بِهَا لأَنها جَوابٌ، وَإِنَّمَا لَمْ تُثَنَّ، وَلَمْ تُجمع، ولم

_ (2). قوله [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ إلخ] الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ. (3). قوله [إليها يديها] هذا ما وقع في التهذيب أيضاً ووقع في الجزء العشرين إليك.

تُؤَنَّثْ، لأَنك إِنَّمَا أَجْرَيْتَها عَلَى ذِكر شيءٍ سَمِعْته، فكأَنك قُلْتَ: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَيْدٍ، فَصَارَ زيدٌ موضعَ ذِكْرِهِ، وصارَ ذَا مُشَارًا إِلَى الذِّكْرِيّةِ، والذِّكرُ مُذَكَّرُ. وحَبَّذا فِي الحَقِيقةِ: فِعْلٌ واسْم، حَبَّ بِمَنْزِلَةِ نِعْم، وَذَا فَاعِلٌ، بِمَنْزِلَةِ الرَّجل. الأَزهري قَالَ: وأَمَّا حَبَّذا، فَإِنَّهُ حَبَّ ذَا، فَإِذَا وَصَلْتَ رَفَعْتَ بِهِ فَقُلْتَ: حَبَّذا زَيْدٌ. وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُمْ يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إلَيَّ هَذَا الشيءُ يَحَبُّ حُبّاً. قَالَ سَاعِدَةُ: هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، ... وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ وأَنشد الأَزهري: دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّماً ... وحَبَّ إلَيْنا أَن نَكُونَ المُقدَّما وقولُ سَاعِدَةَ: وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بِهَا إِلَيَّ مُتَجَنِّبةً. وَفِي الصِّحَاحِ فِي هَذَا الْبَيْتِ: وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، وَقَالَ: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، ونَقَل الضَّمَّةَ إِلَى الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، ونَسَبَ هَذَا القَوْلَ إِلَى ابْنِ السِّكِّيتِ. وحَبابُكَ أَن يَكُونَ ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ أَي غايةُ مَحَبَّتِك؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَبْلَغُ جُهْدِكَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الحُبَّ؛ وَمِثْلُهُ: حماداكَ. أَي جُهْدُك وغايَتُكَ. الأَصمعي: حَبَّ بِفُلانٍ، أَي مَا أَحَبَّه إِلَيَّ وَقَالَ الفرَّاءُ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلَانٍ، بِضَمِّ الْبَاءِ، ثُمَّ أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ فِي الثَّانِيَةِ. وأَنشد الفرَّاءُ: وزَادَه كَلَفاً فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ، ... وحَبَّ شيْئاً إِلَى الإِنْسانِ مَا مُنِعَا قَالَ: وموضِعُ مَا، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ. وأَنشد شَمِرٌ: ولَحَبَّ بالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيالا أَي مَا أَحَبَّه إليَّ، أَي أَحْبِبْ بِه والتَّحَبُّبُ: إظْهارُ الحُبِّ. وحِبَّانُ وحَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ. والمُحَبَّةُ والمَحْبُوبةُ جَمِيعًا: مِنْ أَسْماءِ مَدِينةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَكَاهُمَا كُراع، لِحُبّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَصحابِه إيَّاها. ومَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ عَلَى الأَصل، لِمَكَانِ الْعَلَمِيَّةِ، كَمَا جاءَ مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ؛ وَإِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى أَن يَزِنوا مَحْبَباً بِمَفْعَلٍ، دُونَ فَعْلَلٍ، لأَنهم وَجَدُوا مَا تَرَكَّبَ مِنْ ح ب ب، وَلَمْ يَجِدُوا م ح ب، وَلَوْلَا هَذَا، لَكَانَ حَمْلُهم مَحْبَباً عَلَى فَعْلَلٍ أَولى، لأَنّ ظُهُورَ التَّضْعِيفِ فِي فَعْلَل، هُوَ القِياسُ والعُرْفُ، كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ. وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَشُجُّ بِهِ المَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى، ... لَهُ، مِنْ أَخِلَّاءِ الصَّفاءِ، حَبِيبُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ. والإِحْبابُ: البُروكُ. وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ. وَقِيلَ: الإِحْبابُ فِي الإِبلِ، كالحِرانِ فِي الْخَيْلِ، وَهُوَ أَن يَبْرُك فَلَا يَثُور. قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا، ... ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إذْ أَحَبَّا القَفِيلُ: السَّوْطُ. وَبَعِيرٌ مُحِبٌّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي

قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ؛ أَي لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَيْلِ، حَتَّى فاتَتني الصلاةُ. وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الإِنسان، وَإِنَّمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي الإِبل. وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إحْباباً: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فَلَمْ يَبْرَحْ مكانَه حَتَّى يَبْرأَ أَو يموتَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَيُقَالُ للبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبٌّ. وأَنشد يَصِفُ امرأَةً، قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ، وأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى أَقْرانِها: جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ، ... فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ أَبو الْهَيْثَمِ: الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ عَلَى الْمَوْتِ مِن شِدَّةِ المَرض فَيَبْرُكَ، وَلَا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ. قَالَ الرَّاجِزُ: مَا كَانَ ذَنْبِي فِي مُحِبٍّ بارِك، ... أَتاهُ أَمْرُ اللهِ، وَهْوَ هالِك والإِحْبابُ: البُرْءُ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ ابْنُ الأَعرابي: حُبَّ: إِذَا أُتْعِبَ، وحَبَّ: إِذَا وقَفَ، وحَبَّ: إِذَا تَوَدَّدَ، واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إِذَا أَمْسَكَتِ الْمَاءَ وَطَالَ ظِمْؤُها؛ وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ، إِذَا الْتَقَتِ الطَّرْفُ والجَبْهةُ، وطَلَعَ مَعَهُمَا سُهَيْلٌ. والحَبُّ: الزرعُ، صَغِيرًا كَانَ أَو كَبِيرًا، وَاحِدَتُهُ حَبَّةٌ؛ والحَبُّ مَعْرُوفٌ مُستعمَل فِي أَشياءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُرّ، وحَبَّة مِن شَعير، حَتَّى يَقُولُوا: حَبَّةٌ مِنْ عِنَبٍ؛ والحَبَّةُ، مِنَ الشَّعِير والبُرِّ وَنَحْوِهِمَا، وَالْجَمْعُ حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ، لأَنَّ فَعلة لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعْلانٍ، إِلَّا بَعْدَ طَرْحِ الزَّائِدِ. وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ: إِذَا دخَل فِيهِ الأُكْلُ، وتَنَشَّأَ فِيهِ الحَبُّ واللُّبُّ. والحَبَّةُ السَّوْداءُ، والحَبَّة الخَضْراء، والحَبَّةُ مِنَ الشَّيْءِ: القِطْعةُ مِنْهُ. وَيُقَالُ للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ. وَفِي صفتِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبّ الغَمامِ ، يَعْنِي البَرَدَ، شَبَّه بِهِ ثَغْرَه فِي بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَهَذَا جابِرٌ بْنُ حَبَّةَ اسْمٌ للخُبْزِ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ. وحَبَّةُ: اسْمُ امرأَةٍ؛ قَالَ: أَعَيْنَيَّ ساءَ اللهُ مَنْ كانَ سَرَّه ... بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما ... لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذاكُما قَالَ ابْنُ جِنِّي: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل مِنَ الجِنِّ، يُقَالُ لَهُ مَنْظُور، فَكَانَتْ حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بِمَا يُعَلِّمها مَنْظُور. والحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ، وَاحِدُهَا حَبٌّ «1». الأَزهري عَنِ الْكِسَائِيِّ: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّياحِينِ، وَوَاحِدُهُ حَبَّةٌ؛ وَقِيلَ: إِذَا كَانَتِ الحُبُوبُ مُخْتَلِفَةً مِنْ كلِّ شيءٍ شيءٌ، فَهِيَ حِبَّةٌ؛ وَقِيلَ: الحِبَّةُ، بِالْكَسْرِ: بُزورُ الصَحْراءِ، مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ؛ وَقِيلَ: الحِبَّةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي الحَشِيشِ صِغارٌ. وَفِي حَدِيثِ أَهلِ النارِ: فَيَنْبُتون كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيل السَّيْلِ ؛ قَالُوا: الحِبَّةُ إِذَا كَانَتْ حُبوب مُخْتَلِفَةٌ مِنْ كُلِّ شيءٍ، والحَمِيلُ: مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فِيهِ السَّيْلُ، وَالْجَمْعُ حِبَبٌ؛ وَقِيلَ: مَا كان له

_ (1). قوله [واحدها حب] كذا في المحكم أيضاً.

حَبٌّ مِنَ النَّباتِ، فاسْمُ ذَلِكَ الحَبِّ الحِبَّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِبَّة، بِالْكَسْرِ: جميعُ بُزورِ النَّباتِ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ، بِالْفَتْحِ، عَنِ الْكِسَائِيِّ. قَالَ: فأَما الحَبُّ فَلَيْسَ إِلَّا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ، بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا افْتَرَقا فِي الجَمْع. الْجَوْهَرِيُّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبِّ الحِنْطةِ، وَنَحْوِهَا مِنَ الحُبُوبِ؛ والحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه مِنْ غَيْرِ أَن يُبْذَرَ، وكلُّ مَا بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة، بِالْفَتْحِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحِبَّةُ، بِالْكَسْرِ، مَا كَانَ مِن بَزْرِ العُشْبِ. قَالَ أَبو زِيَادٍ: إِذَا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ، فَذَلِكَ الحِبَّة، رَوَاهُ عَنْهُ أَبو حَنِيفَةَ. قَالَ: وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ، وَوَصَفَ إِبِلَه: تَبَقَّلَتْ، مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ، ... في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِحَبّ الرَّياحِين: حِبَّةٌ، وَلِلْوَاحِدَةِ مِنْهَا حَبّةٌ؛ والحِبَّةُ: حَبُّ البَقْل الَّذِي ينْتَثِر، والحَبَّة: حَبّةُ الطَّعام، حَبَّةٌ مِنْ بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ، وَكُلُّ مَا يأْكُله الناسُ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ العربَ تَقُولُ: رَعَيْنا الحِبَّةَ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الصَّيْف، إِذَا هاجتِ الأَرضُ، ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ، وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها، فَإِذَا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عَلَيْهَا. قَالَ: ورأَيتهم يُسَمُّونَ الحِبَّةَ، بَعْدَ الانْتثارِ، القَمِيمَ والقَفَّ؛ وتَمامُ سِمَنِ النَّعَمِ بَعْدَ التَّبَقُّلِ، ورَعْيِ العُشْبِ، يَكُونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم. قَالَ: وَلَا يَقَعُ اسْمُ الحِبَّةِ، إِلَّا عَلَى بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ، وَمَا تَناثر مِنْ ورَقِها، فاخْتَلَطَ بِهَا، مِثْلَ القُلْقُلانِ، والبَسْباسِ، والذُّرَق، والنَّفَل، والمُلَّاحِ، وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها. وحَبَّةُ القَلْبِ: ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه، وَهِيَ هَنةٌ سَوْداءُ فِيهِ؛ وَقِيلَ: هِيَ زَنَمةٌ فِي جَوْفِه. قَالَ الأَعشى: فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها الأَزهري: حَبَّةُ القَلْب: هِيَ العَلَقةُ السَّوْداء، الَّتِي تَكُونُ داخِلَ القَلْبِ، وَهِيَ حَماطةُ الْقَلْبِ أَيضاً. يُقَالُ: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان إِذَا شَعَفَ قَلْبَه حُبُّها. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ. وحَبَبُ الأَسْنانِ: تَنَضُّدُها. قَالَ طَرَفَةُ: وَإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً ... كَرُضابِ المِسْكُ بالماءِ الخَصِرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَقَالَ غَيْرُ الْجَوْهَرِيِّ: الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها، لأَنّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ. ورُضابُ المِسْكِ: قِطَعُه. والحِبَبُ: مَا جَرَى عَلَى الأَسْنانِ مِنَ الماءِ، كقِطَعِ القَوارِير، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الخَمْرِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ أَحمر: لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون مِنْهَا، ... كَمَا أَدْمَيْتَ، فِي القَرْوِ، الغَزالا أَراد: يَرى الرَّاؤُون مِنْهَا فِي القَرْوِ كَمَا أَدْمَيْتَ الغَزالا. الأَزهري: حَبَبُ الفَمِ: مَا يَتَحَبَّبُ مِنْ بَياضِ الرِّيقِ عَلَى الأَسْنانِ. وحِبَبُ الْمَاءِ وحَبَبُه، وحَبابه، بِالْفَتْحِ: طَرائقُه؛ وَقِيلَ: حَبابُه نُفّاخاته وفَقاقِيعُه، الَّتِي تَطْفُو، كأَنَّها القَوارِيرُ، وَهِيَ اليَعالِيلُ؛ وَقِيلَ: حَبابُ الْمَاءِ مُعْظَمُه. قَالَ

طَرفةُ: يَشُقُّ حَبابَ الْمَاءِ حَيْزُومُها بِها، ... كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ المُعْظَمُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَبَبُ: حَبَبُ الْمَاءِ، وَهُوَ تَكَسُّره، وَهُوَ الحَبابُ. وأَنشد اللَّيْثُ: كأَنَّ صلَا جهِيزةَ، حِينَ قامتْ، ... حَبابُ الْمَاءِ يَتَّبِعُ الحَبابا ويُروى: حِينَ تَمْشِي. لَمْ يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع، وَإِنَّمَا شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ، الَّذِي عَلَيْهِ «2»، كأَنَّه دَرَجٌ فِي حَدَبةٍ؛ والصَّلا: العَجِيزةُ، وَقِيلَ: حَبابُ الْمَاءِ مَوْجُه، الَّذِي يَتْبَعُ بعضُه بَعْضًا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد شَمِرٌ: سُمُوّ حَبابِ الْمَاءِ حَالًا عَلَى حالِ قَالَ، وَقَالَ الأَصمعي: حَبابُ الْمَاءِ الطَّرائقُ الَّتِي فِي الْمَاءِ، كأَنَّها الوَشْيُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا وحَبَبُ الأَسْنان: تَنَضُّدها. وأَنشد: وَإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً، ... كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْباً، ذَا أُشُرْ أَبو عَمْرٍو: الحَبابُ: الطَّلُّ عَلَى الشجَر يُصْبِحُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ صِفةِ أَهل الجَنّةِ: يَصِيرُ طَعامُهم إِلَى رَشْحٍ، مثْلِ حَباب المِسْكِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَبابُ، بِالْفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ عَلَى النَّباتِ، شَبّه بِهِ رَشْحَهم مَجازاً، وأَضافَه إِلَى المِسْكِ ليُثْبِتَ لَهُ طِيبَ الرَّائحةِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ شبَّهه بحَباب الْمَاءِ، وَهِيَ نُفَّاخاتهُ الَّتِي تَطْفُو عَلَيْهِ؛ وَيُقَالُ لِمُعْظَم الْمَاءِ حَبابٌ أَيضاً، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: طِرْتَ بعُبابِها، وفُزْتَ بحَبابِها ، أَي مُعْظَمِها. وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ: طَرائقُه، وَكَذَلِكَ هُمَا فِي النَّبِيذ. والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَخْمةُ. والحُبُّ: الخابِيةُ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الماءُ، فَلَمْ يُنَوِّعْه؛ قَالَ: وَهُوَ فارِسيّ مُعَرّب. قَالَ، وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَصلُه حُنْبٌ، فَعُرِّبَ، والجَمْعُ أَحْبابٌ وحِبَبةٌ «3» وحِبابٌ. والحُبَّةُ، بِالضَّمِّ: الحُبُّ؛ يُقَالُ: نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الحُبِّ والكَرامةِ: إنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ الَّتِي تُوضَعُ عَلَيْهَا الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، وَإِنَّ الكَرامةَ الغِطاءُ الَّذِي يُوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة، مِن خَشَبٍ كَانَ أَو مِنْ خَزَفٍ. والحُبابُ: الحَيَّةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ حَيَّةٌ لَيْسَتْ مِنَ العَوارِمِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا قِيلَ الحُبابُ اسْمُ شَيْطانٍ، لأَنَّ الحَيَّةَ يُقال لَهَا شَيْطانٌ. قَالَ: تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ، قَفْرِ وَبِهِ سُمِّي الرَّجل. وَفِي حَدِيثِ: الحُبابُ شيطانٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالضَّمِّ اسْمٌ لَهُ، ويَقَع عَلَى الحَيَّة أَيضاً، كَمَا يُقَالُ لَهَا شَيْطان، فَهُمَا مُشْتَرِكَانِ فِيهِمَا. وَقِيلَ: الحُبابُ حيَّة بِعَيْنِهَا، وَلِذَلِكَ غُيِّرَ اسم

_ (2). عليه أي على الماء. (3). قوله [وحببة] ضبط في المحكم بالكسر وقال في المصباح وزان عنبة.

حُبابٍ، كَرَاهِيَةً لِلشَّيْطَانِ. والحِبُّ: القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: أَخبرنا أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بْنَ عُبَيْدٍ الرَّاعِي عَنْ مَعْنَى قَوْلِ أَبيه الرَّاعِي «1»: تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ ... مَكانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا مَا الحِبُّ؟ فَقَالَ: القُرْطُ؛ فَقَالَ: خُذُوا عَنِ الشَّيْخِ، فَإِنَّهُ عالِمٌ. قَالَ الأَزهريّ: وَفَسَّرَ غَيْرُهُ الحِبَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ، الحَبِيبَ؛ قَالَ: وأُراه قَوْلَ ابْنِ الأَعرابي. والحُبابُ، كالحِبِّ. والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ. وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه: امْتَلأَ مِنَ الماءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً فِي هَذَا المَعنى، وَلَا أَحُقُّها. وشَرِبَتِ الإِبلُ حَتَّى حَبَّبَتْ: أَي تَمَلأَتْ رِيّاً. أَبو عَمْرٍو: حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ، إِذَا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه. وحَبِيبٌ: قبيلةٌ. قَالَ أَبو خِراش: عَدَوْنا عَدْوةً لَا شَكَّ فِيها، ... وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ، أَو حَبِيبا وذُؤَيْبة أَيضاً: قَبِيلة. وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ مِنْ شُعَرائهم. وذَرَّى حَبّاً: اسْمُ رَجُلٍ. قَالَ: إنَّ لَهَا مُرَكَّناً إرْزَبَّا، ... كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا وحَبَّانُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجل، مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ. وحُبَّى، عَلَى وَزْنِ فُعْلى: اسْمُ امرأَة. قَالَ هُدْبةُ بْنُ خَشْرمٍ: فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ واحِدٍ، ... وَلَا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ كِلابِ حبحب: الحَبْحَبةُ والحَبْحَبُ: جَرْيُ الماءِ قَلِيلًا قَلِيلًا. والحَبْحَبةُ: الضَّعْفُ. والحَبْحَابُ: الصَّغير فِي قَدْرٍ. والحَبْحابُ: الصَّغِيرُ الْجِسْمِ، المُتداخِلُ العِظام، وبِهما سُمِّي الرَّجل حَبْحاباً. والحَبْحَبيُّ: الصَّغِيرُ الجِسْمِ. والحَبحابُ والحَبْحَبُ والحَبْحَبِيُّ مِن الغِلْمانِ والإِبلِ: الضَّئِيلُ الجِسمِ؛ وَقِيلَ: الصغِيرُ. والمُحَبْحِبُ: السَّيِّئُ الغِذاءِ. وَفِي الْمَثَلِ «2»: قَالَ بعضُ العَرَب لِآخَرَ: أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمانياً، وجِئْتَ بِسائِرها حَبْحَبةً، أَي مَهازِيلَ. الأَزهري: يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ المَزْرِيةِ عَلَى المِتْلافِ لِمالِه. قَالَ: والحَبْحَبةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَماعةِ. ابْنُ الأَعرابي: إِبِلٌ حَبْحَبةٌ: مَهازِيلُ. والحَبْحَبةُ: سَوْقُ الإِبلِ. وحَبْحَبَةُ النارِ: اتِّقادُها.

_ (1). قوله [الراعي] أي يصف صائداً في بيت من حجارة منضودة تبيت الحيات قريبة منه قرب قرطه لو كان له قرط تبيت الحية إلخ وقبله: وفي بيت الصفيح أبو عيال ... قليل الوفر يغتبق السمارا يقلب بالأنامل مرهفات ... كساهنّ المناكب والظهارا أفاده في التكملة. (2). قوله [وفي المثل إلخ] عبارة التهذيب وفي المثل أهلكت إلخ وعبارة المحكم وقال بَعْضُ الْعَرَبِ لِآخَرَ أَهْلَكْتَ إلخ جمع المؤلف بينهما.

والحَباحِبُ، بِالْفَتْحِ الصِّغار، الْوَاحِدُ حَبْحابٌ. قَالَ حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلي، وَهُوَ الأَعلم: دَلَجِي، إِذَا مَا اللَّيْلُ جَنَّ، ... عَلى المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ الْجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي بالمُقَرَّنةِ الجِبالَ الَّتِي يَدْنُو بَعضُها مِنْ بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُقَرّنةُ: إكامٌ صِغارٌ مُقْتَرنةٌ، ودَلَجِي فاعِل بِفِعْل ذَكَره قبل البيت: وبِجانِبيْ نَعْمانَ قُلْتُ: ... أَلَنْ يُبَلِّغَنِي مآرِبْ ودَلَجِي: فاعلُ يُبَلِّغَني. قَالَ السُّكَّرِيُّ: الحبَاحِبُ: السَّريعةُ الخَفِيفةُ، قَالَ يَصِفُ جِبَالًا، كأَنها قُرِنَت لِتقارُبِها. ونارُ الحُباحِب: مَا اقْتَدَحَ مِنْ شَرَرِ النارِ، فِي الهَواءِ، مِن تَصادُمِ الْحِجَارَةِ؛ وحَبْحَبَتُها: اتّقادُها. وَقِيلَ: الحُباحِبُ: ذُباب يَطِيرُ بِاللَّيْلِ، كأَنه نارٌ، لَهُ شُعاع كالسِّراجِ. قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ السُّيُوفَ: تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه، ... وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُبَاحِبِ وَفِي الصِّحَاحِ: ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاح. والسَّلُوقِيُّ: الدِّرْعُ المَنْسوبةُ إِلَى سَلُوقَ، قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ. والصُّفَّاح: الحَجَر العَريضُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نارُ حُباحِبٍ، وَنَارُ أَبي حُباحِبٍ: الشَّررُ الَّذِي يَسْقُط، مِن الزِّناد. قَالَ النَّابِغَةُ: أَلا إنَّما نِيرانُ قَيْسٍ، إِذَا شَتَوْا، ... لِطارِقِ لَيْلٍ، مِثْلُ نارِ الحُباحِبِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا: نارُ أَبي حُباحِبٍ، وَهُوَ ذُبابٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ، كأَنه نارٌ. قَالَ الكُمَيْتُ، ووصف السيوف: يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها، ... كنارِ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا وَإِنَّمَا تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه، لأَنه جَعَلَ حُباحِبَ اسْمًا لمؤَنث. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يُعْرَفُ حُباحِبٌ وَلَا أَبو حُباحِبٍ، وَلَمْ نَسْمَع فِيهِ عَنِ العَرب شَيْئًا؛ قَالَ: ويَزْعُمُ قَوم أَنه اليَراعُ، واليراعُ فَراشةٌ إِذَا طارَتْ فِي اللَّيْلِ، لَمْ يَشُكَّ مَن لَمْ يَعْرِفْها أَنَّها شَرَرةٌ طارتْ عَنْ نارٍ. أَبو طَالِبٍ: يُحْكَى عَنِ الأَعراب أَنَّ الحُباحِبَ طَائِرٌ أَطوَلُ مِن الذُّباب، فِي دِقَّةٍ، يَطِيرُ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، كأَنه شَرارةٌ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مَعْرُوفٌ. وَقَوْلُهُ: يُذْرِينَ جَنْدل حائرٍ لِجُنُوبِها، ... فكَأَنَّها تُذْكِي سَنابِكُها الحُبَا إِنَّمَا أَراد الحُباحب، أَي نارَ الحُباحِبِ؛ يَقُولُ تُصِيبُ بالحَصى فِي جَرْيِها جُنُوبَها. الفرَّاءُ: يُقَالُ لِلْخَيْلِ إِذَا أَوْرَتِ النارَ بِحَوافِرها: هِيَ نارُ الحُباحِبِ؛ وَقِيلَ: كَانَ أَبُو حُباحِبٍ مِن مُحارِبِ خَصَفَةَ، وَكَانَ بَخِيلًا، فَكَانَ لَا يُوقِدُ نارَه إلَّا بالحَطَب الشَّخْتِ لِئَلَّا تُرَى؛ وَقِيلَ اسْمُهُ حُباحِبٌ، فضُرِبَ بِنارِه المَثَلُ، لأَنه كَانَ لَا يُوقِدُ إِلَّا نَارًا ضَعِيفةً، مَخَافةَ الضيِّفانِ، فَقَالُوا: نارُ الحُباحِبِ، لِما تَقْدَحُه الخَيْلُ بحَوافِرها. واشْتَقَّ ابْنُ الأَعرابي نارَ الحُباحِبِ مِن الحَبْحَبة، الَّتِي هِيَ الضَّعْفُ. ورُبَّما جَعَلُوا الحُباحِبَ اسْمًا لِتِلْكَ النَّارِ. قَالَ الكُسَعِي: مَا بالُ سَهْمي يُوقِدُ الحُباحِبا؟ ... قدْ كُنْتُ أَرْجُو أَن يكونَ صَائِبَا

وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ الحُباحِبُ رَجُلًا مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ، وَكَانَ مِن أَبْخَلِ النَّاسِ، فبَخِلَ حَتَّى بلَغَ بِهِ البُخْلُ أَنه كَانَ لَا يُوقِدُ نَارًا بِلَيْلٍ، إلَّا ضَعِيفةً، فَإِذَا انْتَبَه مُنْتَبِهٌ ليَقْتَبِسَ مِنْهَا أَطْفأَها، فَكَذَلِكَ مَا أَوْرَتِ الْخَيْلُ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ، كَمَا لَا يُنتَفَعُ بِنَارِ الحُباحِبِ. وأُمُّ حُباحِبٍ: دُوَيْبَّةٌ، مِثْلُ الجُنْدَب، تَطِير، صَفْراءُ خَضْراءُ، رَقْطاءُ بِرَقَطِ صُفْرة وخُضْرة، وَيَقُولُونَ إِذَا رأَوْها: أَخْرِجِي بُرْدَيْ أَبي حُباحِبٍ، فتَنْشُر جَناحَيْها وَهُمَا مُزَيَّنانِ بأَحمر وأَصفر. وحَبْحَبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. قَالَ النَّابِغَةُ: فَسافانِ، فالحُرَّانِ، فالصِّنْعُ، فالرَّجا، ... فجَنْبا حِمًى، فالخانِقانِ، فَحَبْحَبُ وحُباحِبٌ: اسْمُ رَجُلٍ. قَالَ: لَقَدْ أَهْدَتْ حُبابةُ بِنْتُ جَلٍّ، ... لأَهْلِ حُباحِبٍ، حَبْلًا طَوِيلا اللِّحْيَانِيُّ: حَبْحَبْتُ بالجمَلِ حِبْحاباً، وحَوَّبْتُ بِهِ تحْوِيباً إِذَا قُلْتَ لَهُ حَوْبِ حَوْبِ وَهُوَ زَجْرٌ. حترب: الحَترَبُ: القَصِيرُ. حثرب: حَثرَبَتِ القَلِيبُ: كَدُرَ ماؤُها، واخْتَلَطَتْ بِهِ الحَمْأَةُ. وأَنشد: لَمْ تَرْوَ، حَتَّى حَثرَبَتْ قَلِيبُها ... نَزْحاً، وخافَ ظَمَأً شَرِيبُها والحُثْرُبُ: الوَضَرُ يَبْقَى فِي أَسْفَلِ القِدْرِ. والحُثْرُبُ والحُرْبُثُ: نَباتٌ سُهْليٌّ. حثلب: الحِثْلِبُ والحِثْلِمُ: عَكَرُ الدُّهنِ أَو السَّمْنِ، فِي بعض اللُّغات. حجب: الحِجابُ: السِّتْرُ. حَجَبَ الشيءَ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً وحَجَّبَه: سَترَه. وَقَدِ احْتَجَبَ وتحَجَّبَ إِذَا اكْتنَّ مِنْ وراءِ حِجابٍ. وامرأَة مَحْجُوبةٌ: قَدْ سُتِرَتْ بِسِترٍ. وحِجابُ الجَوْفِ: مَا يَحْجُبُ بَيْنَ الفؤَادِ وَسَائِرِهِ؛ قَالَ الأَزهريّ: هِيَ جِلْدة بَين الفؤَادِ وَسَائِرِ البَطْن. والحاجِبُ: البَوَّابُ، صِفةٌ غالِبةٌ، وَجَمْعُهُ حَجَبةٌ وحُجَّابٌ، وخُطَّتُه الحِجابةُ. وحَجَبَه: أَي مَنَعَه عَنِ الدُّخُولِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ بنُو قُصَيٍّ: فِينَا الحِجابةُ ، يَعْنُونَ حِجابةَ الكَعْبةِ، وَهِيَ سِدانَتُها، وتَولِّي حِفْظِها، وَهُمُ الَّذِينَ بأَيديهم مَفاتِيحُها. والحَجابُ: اسمُ مَا احْتُجِبَ بِهِ، وكلُّ مَا حالَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ: حِجابٌ، وَالْجَمْعُ حُجُبٌ لَا غَيْرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ ، مَعْنَاهُ: وَمِنْ بينِنا وبينِك حاجِزٌ فِي النِّحْلَةِ والدِّين؛ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ، إِلَّا أَنَّ مَعْنَى هَذَا: أَنَّا لَا نُوافِقُك فِي مَذْهَبٍ. واحْتَجَبَ المَلِكُ عَنِ النَّاسِ، ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ. والحِجابُ: لحْمةٌ رَقِيقةٌ كأَنها جِلْدةٌ قَدِ اعْترَضَتْ مُسْتَبْطِنةٌ بَيْنَ الجَنْبَينِ، تحُولُ بَيْنَ السَّحْرِ والقَصَبِ. وكُلُّ شيءٍ مَنَع شَيْئًا، فَقَدْ حَجَبَه كَمَا تحْجُبُ الإِخْوةُ الأُمَّ عَنْ فَريضَتِها، فَإِنَّ الإِخْوة يحْجُبونَ الأُمَّ عَنِ الثُّلُثِ إِلَى السُّدُسِ. والحاجِبانِ: العَظْمانِ اللَّذانِ فوقَ العَيْنَينِ

بِلَحْمِهما وشَعَرهِما، صِفةٌ غالِبةٌ، وَالْجَمْعُ حَواجِبُ؛ وَقِيلَ: الحاجِبُ الشعَرُ النابِتُ عَلَى العَظْم، سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه يَحْجُب عَنِ الْعَيْنِ شُعاع الشَّمْسِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذكَّر لَا غيرُ، وَحَكَى: إِنَّهُ لَمُزَجَّجُ الحَواجِبِ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهُ حاجِباً. قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي كُلِّ ذِي حاجِب. قَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي الجَبِينِ الحاجِبانِ، وَهُمَا مَنْبِتُ شعَر الحاجِبَين مِنَ العَظْم. وحاجِبُ الأَمِير: مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ حُجَّابٌ. وحَجَبَ الحاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً. والحِجابةُ: وِلايةُ الحاجِبِ. واسْتَحجَبَه: ولَّاه الحِجْبَة «1». والمَحْجُوبُ: الضَّرِيرُ. وحاجِبُ الشَّمْسِ: ناحيةٌ مِنْهَا. قَالَ: ترَاءَتْ لَنَا كالشَّمْسِ، تحْتَ غَمامةٍ، ... بدَا حاجِبٌ مِنْهَا وضَنَّتْ بِحاجِبِ وحَواجِبُ الشَّمْسِ: نَواحِيها. الأَزهري: حاجِبُ الشَّمْسِ: قَرْنُها، وَهُوَ ناحِيةٌ مِنْ قُرْصِها حِينَ تَبْدَأُ فِي الطُّلُوع، يُقَالُ: بَدا حاجِبُ الشمسِ والقمرِ. وأَنشد الأَزهري لِلْغَنَوِيِّ «2»: إِذَا مَا غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِيَّةً ... هَتَكْنا حِجابَ الشمسِ أَو مَطَرَتْ دَما قَالَ: حِجابُها ضَوؤُها هَاهُنَا. وقولُه فِي حديثِ الصلاةِ: حِين توارَتْ بالحِجابِ. الحِجابُ هَاهُنَا: الأُفُقُ؛ يُرِيدُ: حِينَ غابتِ الشمسُ فِي الأُفُق واسْتَتَرَتْ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ . وحاجِبُ كُلِّ شيءٍ: حَرْفُه. وَذَكَرَ الأَصْمعِي أَنَّ امْرأَةً قَدَّمَتْ إِلَى رَجُلٍ خُبزَةً أَو قُرْصَةً فجَعلَ يأكُلُ مِنْ وَسَطِها، فَقَالَتْ لَهُ: كُلْ مِنْ حَواجِبِها أَي مِن حُرُوفِها. والحِجابُ: مَا أَشْرَفَ مِن الْجَبَلِ. وَقَالَ غيرُه: الحِجابُ: مُنْقَطَعُ الحَرَّةِ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب: فَشَرِبْنَ ثُمَّ سَمِعْنَ حِسّاً، دونَه ... شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقْرَعُ وقِيل: إِنَّمَا يُريد حِجابَ الصائِدِ، لأَنه لَا بُدَّ لَهُ أَن يَسْتَتر بشيءٍ. وَيُقَالُ: احْتَجَبَتِ الحامِلُ مِنْ يومِ تاسِعها، وبيَومٍ مِنْ تَاسِعِهَا، يُقَالُ ذَلِكَ للمرأَةِ الحامِلِ، إِذَا مَضَى يومٌ مِنْ تاسِعها، يَقُولُونَ: أَصْبَحَتْ مُحْتَجِبةً بيومٍ مِنْ تَاسِعِهَا، هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَع الحِجابُ. قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الحِجابُ؟ قَالَ: أَن تَمُوتَ النفْسُ، وَهِيَ مُشْرِكةٌ ، كأَنها حُجِبَتْ بالمَوْت عَنِ الإِيمان. قَالَ أَبو عَمرو وَشَمِرٌ: حديثُ أَبي ذَرٍّ يَدُل عَلَى أَنه لَا ذَنْبَ يَحْجُبُ عَنِ العَبْدِ الرحمةَ، فِيمَا دُونَ الشِّرْكِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ، فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ مَا وراءَهُ ، أَي إِذَا مَاتَ الإِنسانُ واقَعَ مَا وراءَ الحجابَينِ حِجابِ الجَنَّةِ وحجابِ النَّارِ، لأَنهما قَدْ خَفِيَا. وَقِيلَ: اطِّلاعُ الحِجاب: مَدُّ الرأْس، لأَن المُطالِعَ يمُدُّ رأْسَه يَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ، وَهُوَ السِّتْرُ. والحَجَبةُ، بِالتَّحْرِيكِ: رأْسُ الوَرِكِ. والحَجَبَتانِ:

_ (1). قوله [ولاه الحجبة] كذا ضبط فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ. (2). هذا البيت لبشار بن برد لا للغنوي.

حَرْفا الوَرِكِ اللّذانِ يُشْرِفانِ عَلَى الخاصِرَتَينِ. قَالَ طُفَيْلٌ: وِراداً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها، ... بَناتُ حِصانٍ، قَدْ تُعُولِمَ، مُنْجِبِ وَقِيلَ: الحَجَبَتانِ: العَظْمانِ فَوقَ العانةِ، المُشْرِفانِ عَلَى مَراقِّ البَطْن، مِن يَمِينٍ وشِمال؛ وقيل: الحَجَبَتان: رُؤُوسُ عَظْمَي الوَرِكَيْنِ مِمَّا يَلِي الحَرْقَفَتَين، والجميعُ الحَجَبُ، وثلاثُ حَجَباتٍ. قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: لَهُ حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ عَلَى الفالِ وَقَالَ آخَرُ: وَلَمْ تُوَقَّعْ، بِرُكُوبٍ، حَجَبُهْ والحَجَبَتانِ مِنَ الفرَس: مَا أَشْرَفَ عَلَى صِفاقِ البَطْنِ مِنْ وَرِكَيْهِ. وحاجِبٌ: اسْمٌ. وقَوْسُ حاجِبٍ: هُوَ حاجِبُ بنُ زُرارةَ التَّمِيمِيّ. وحاجِبُ الفِيلِ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنَ الشُّعراءِ. وَقَالَ الأَزهريّ فِي تَرْجَمَةِ عتب: العَتَبَةُ فِي الْبَابِ هِيَ الأَعْلى، والخَشَبةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعلى: الحاجِبُ. والحَجِيبُ: مَوْضِعٌ. قَالَ الأَفْوَهُ: فَلَمَّا أَنْ رأَوْنا، فِي وَغاها، ... كآسادِ الغَرِيفةِ والحَجِيبِ «3» وَيُرْوَى: واللَّهِيبِ. حدب: الحَدَبةُ الَّتِي فِي الظَّهْرِ. والحَدَبُ: خُروجُ الظَّهْرِ، ودخولُ البَطْنِ والصَدْرِ. رجُل أَحْدَبُ وحَدِبٌ، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. واحْدَوْدَبَ ظَهْرُه وَقَدْ حَدِبَ ظهرُه حَدَباً واحْدَوْدَبَ وتحادَب. قَالَ العُجَيرُ السَّلولي: رَأَتْني تحادَبْتُ الغَداةَ، ومَنْ يَكُنْ ... فَتًى عامَ عامَ الماءِ فَهْوَ كَبِيرُ وأَحْدَبه اللَّهُ فَهُوَ أَحْدَبُ، بَيِّنُ الحَدَبِ. وَاسْمُ العُجْزة: الحَدَبةُ «4»؛ وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الحَدَبةُ أَيضاً. الأَزهري: الحَدَبةُ، مُحَرَّك الحُروف، مَوْضِع الحَدَبِ فِي الظَّهْر النَّاتِئِ؛ فالحَدَبُ: دُخُول الصّدْر وخُروج الظَّهْرِ، والقَعَسُ: دخُول الظهرِ وخُروجُ الصدْرِ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ: كَانَتْ لَهَا ابنةٌ حُدَيْباءٌ ، هُوَ تَصْغِيرُ حَدْباءَ. قَالَ: والحَدَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا ارْتَفَع وغَلُظَ مِنَ الظَّهر؛ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ فِي الصَّدْر. وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ القَواءَ فَيَنْطِقُ؛ ... وهَلْ تُخْبِرَنْكَ، اليَوْمَ، بَيْداءُ سَمْلَقُ؟ فَمُختَلَفُ الأَرْواحِ، بَينَ سُوَيْقةٍ ... وأَحْدَبَ، كادَتْ، بَعْدَ عَهْدِكَ، تُخْلِقُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَعْنِي بالأَحْدَبِ: النُّؤْيَ لاحْدِيدابِه واعْوِجاجِه؛ وكادَتْ: رَجَعَ إِلَى ذِكْرِ الدَّار. وحالةٌ حَدْباءُ: لَا يَطْمَئنُّ لَهَا صاحِبُها، كأَنَّ لَهَا حَدَبةً. قَالَ: وَإِنِّي لَشَرُّ الناسِ، إنْ لَمْ أُبِتْهُمُ ... عَلى آلةٍ حَدْباءَ نابِيةِ الظَّهْرِ

_ (3). قوله [الغريفة] كذا ضبط فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ وضبط في معجم ياقوت بالتصغير. (4). قوله [العجزة الحدبة] كذا في نسخة المحكم العجزة بالزاي.

والحَدَبُ: حدُورٌ فِي صَبَبٍ، كَحَدَبِ الرِّيحِ والرَّملِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ . وَفِي حَدِيثِ يأْجُوجَ ومأْجوجَ: وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ؛ يُرِيدُ: يَظْهَرُون مِنْ غَلِيظِ الأَرض ومُرْتَفِعها. وَقَالَ الفرَّاءُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، مِنْ كُلِّ أَكَمَةٍ، وَمِنْ كُلِّ مَوْضِع مُرْتَفِعٍ، والجَمْعُ أَحْدابٌ وحِدابٌ. والحَدَبُ: الغِلَظُ مِنَ الأَرض فِي ارْتِفاع، وَالْجَمْعُ الحِدابُ. والحَدَبةُ: مَا أَشْرَفَ مِن الأَرض، وغَلُظَ وارْتَفَعَ، ولا تَكُونُ الحَدَبةُ إلَّا فِي قُفٍّ أَو غِلَظِ أَرضٍ، وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: كُلُّ ابنِ أُنْثَى، وإنْ طالَتْ سَلامَتُه، ... يَوْماً عَلى آلةٍ حَدْباءَ مَحْمُولُ يُرِيدُ: عَلَى النَّعْشِ؛ وَقِيلَ: أَراد بِالْآلَةِ الحالةَ، وبالحَدْباءِ الصَعْبةَ الشَّدِيدَةَ. وَفِيهَا أَيضاً: يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، ... مِنَ اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزيِيلُ وحَدَبُ الماءِ: مَوْجُه؛ وَقِيلَ: هُوَ تراكُبُه فِي جَرْيهِ. الأَزهري: حَدَبُ الماءِ: مَا ارْتَفَع مِن أَمْواجِه. قَالَ الْعَجَّاجُ: نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدِيرِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَدَبُه: كَثرتُه وارْتفاعُه؛ وَيُقَالُ: حَدَبُ الغَدِير: تحَرُّكُ الماءِ وأَمْواجُه، وحَدَبُ السَّيْلِ: ارْتفاعُه. وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: غَدا الحَيُّ مِنْ بَينِ الأُعَيْلِمِ، بَعْدَ ما ... جَرَى حَدَبُ البُهْمى وهاجَتْ أَعاصِرُه «1» قَالَ: حَدَبُ البُهْمَى: مَا تَناثَر مِنْهُ، فَرَكِبَ بعضُه بَعْضاً، كَحَدَب الرَّمْلِ. واحْدَوْدَبَ الرَّمْلُ: احْقَوْقَفَ. وحُدْبُ الأُمُور: شَواقُّها، واحِدتها حَدْباءُ. قَالَ الرَّاعِي: مَرْوانُ أَحْزَمُها، إِذَا نَزَلَتْ بِهِ ... حُدْبُ الأُمُورِ، وخَيْرُها مَأْمُولا وحَدِبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ، يَحْدَبُ حَدَباً فَهُوَ حَدِبٌ، وتحَدَّبَ: تَعَطَّفَ، وحَنا عَلَيْهِ. يُقَالُ: هُوَ لَهُ كالوالِد الحَدِبِ. وحَدِبَتِ المرأَة عَلَى ولَدها، وتحَدَّبَتْ: لَمْ تَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَدَأُ مِثْلُ الحَدَبِ؛ حَدِئْتُ عَلَيْهِ حَدَأً، وحَدِبْتُ عَلَيْهِ حَدَباً أَي أَشْفَقْت عَلَيْهِ؛ وَنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي الحَدَإِ والحَدَب. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وأَحْدَبُهم عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَي أَعْطَفُهم وأَشْفَقُهم، مِن حَدِبَ عَلَيْهِ يَحْدَبُ، إِذَا عَطَفَ. والمُتَحَدِّبُ: المُتَعَلِّقُ بالشيءِ المُلازِمُ لَهُ. والحَدْباءُ: الدّابَّةُ الَّتِي بَدَتْ حَراقِفُها وعَظْمُ ظَهْرِها؛ وَنَاقَةٌ حَدْباءُ: كَذَلِكَ، وَيُقَالُ لَهَا: حَدْباءُ حِدْبِيرٌ وحِدبارٌ، وَيُقَالُ: هُنَّ حُدْبٌ حَدابِيرُ. الأَزهري: وسَنةٌ حَدْباءُ: شَديدة، شُبِّهت بالدابة الحَدْباءِ.

_ (1). قوله [الأَعيلم] كذا في النسخ والتهذيب، والذي في التكملة والديوان الأعيلام.

وَقَالَ الأَصمعي: الحَدَبُ والحَدَرُ: الأَثر فِي الجِلْد؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الحَدَرُ: السِّلَع. قَالَ الأَزهري: وَصَوَابُهُ الجَدَرُ، بِالْجِيمِ، الْوَاحِدَةُ جَدَرةٌ، وَهِيَ السِّلْعةُ والضَّواةُ. ووَسِيقٌ أَحْدَبُ: سَرِيعٌ. قَالَ: قَرَّبَها، وَلَمْ تَكَدْ تَقَرَّبُ، ... مِنْ أَهْلِ نَيَّانَ، وسِيقٌ أَحْدَبُ وَقَالَ النَّضِرُ: وَفِي وَظِيفَي الْفَرَسِ عُجايَتاهما، وَهُمَا عَصَبَتان تَحْمِلان الرِّجل كُلَّهَا؛ قَالَ: وأَما أَحْدَباهما، فَهُمَا عِرْقانِ. قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الأَحْدَبُ، فِي الذِّراع، عِرْق مُسْتَبْطِنٌ عظمَ الذِّرَاعِ. والأَحْدبُ: الشِّدَّة. وحَدَبُ الشِّتاءِ: شِدَّةُ بَرْده؛ قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلي: لَمْ يَدْرِ مَا حَدَبُ الشِّتاءِ ونَقْصُه، ... ومَضَتْ صَنابِرُه، وَلمْ يَتَخَدَّدِ أَرَادَ: أَنه كَانَ يَتَعَهَّدُه فِي الشتاءِ، ويَقومُ عَلَيْهِ. والحِدابُ: مَوضِع. قَالَ جَرِيرٌ: لَقَدْ جُرِّدَتْ، يَوْمَ الحِدابِ، نِساؤُكم، ... فَساءَتْ مجالِيها، وقَلَّتْ مُهُورُها قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: والحِدابُ: جِبالٌ بالسَّراةِ يَنْزِلُهَا بَنُو شَبابة، قَوم مِنْ فَهْمِ بْنِ مَالِكٍ. والحُدَيْبِيةُ: مَوْضِعٌ، وَوَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا، وَهِيَ قَرية قَريبةٌ مِنْ مَكَّةَ، سُمِّيت بِبِئْرٍ فِيهَا، وَهِيَ مُخَفَّفَةٌ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُحْدَثِينَ يشدِّدونها. والحَدَبْدَبى: لُعْبةٌ للنَّبِيط. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَدْتُ حَاشِيَةً مَكْتُوبَةً لَيْسَتْ مِنْ أَصل الْكِتَابِ، وَهِيَ حَدَبْدَبى اسْمُ لُعْبَةٍ، وأَنشد لِسَالِمِ بْنِ دارةَ، يَهْجُو مُرّ بْنَ رافِع الفَزارِي: حَدَبْدَبى حَدَبْدَبى يَا صِبْيانْ ... إنَّ بَني فَزارةَ بنِ ذُبْيانْ، قَد طَرّقَتْ ناقَتُهم بإِنْسانْ، ... مُشَيَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْق الرَّحْمنْ، غَلَبْتُم الناسَ بأَكْل الجُرْدانْ، ... وسَرَقِ الجارِ ونَيْكِ البُعْرانْ التَّطْرِيقُ: أَن يَخرج بعضُ الْوَلَدِ، ويَعْسُر انْفِصاله، مِن قَوْلِهِمْ قَطاة مُطَرِّق إِذَا يَبِسَت البَيضةُ فِي أَسْفَلِها. قَالَ المثَقِّب «1» العَبْدِيّ، يَذْكُرُ راحِلة رَكِبَها، حَتَّى أَخَذ عَقِباه فِي موضعِ رِكَابِهَا مَغْرَزاً: وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلي، إِلَى جَنْبِ غَرْزِها، ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ والجُرْدانُ: ذكَر الفَرَسِ. والمُشَيَّأُ: القَبِيحُ المَنْظَرِ. حرب: الحَرْبُ: نَقِيضُ السِّلم، أُنثى، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ، هَذَا قَوْلُ السِّيرَافِيِّ، وَتَصْغِيرُهَا حُرَيْبٌ بِغَيْرِ هاءٍ، رِوَايَةً عَنِ العَرَب، لأَنها فِي الأَصل مَصْدَرٌ؛ وَمِثْلُهَا ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ، أُنثى، ونُيَيْبٌ وذُوَيْد، تَصْغِيرُ ذَوْدٍ، وقُدَيْرٌ، تَصْغِيرُ قِدْرٍ، وخُلَيْقٌ. يُقَالُ: مِلْحَفةٌ خُلَيْقٌ؛ كُلُّ ذَلِكَ تأْنيث يُصغَّر بِغَيْرِ هاءٍ. قَالَ: وحُرَيْبٌ أَحَدُ مَا شَذَّ مِنْ هذا الضَرْب. وحكى

_ (1). قوله [المثقب] في مادتي نسف وطرق نسبة البيت إلى الممزق.

ابْنُ الأَعرابي فِيهَا التَّذْكِيرَ؛ وأَنشد: وهْوَ، إِذَا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، ... كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِي حِرابُه قَالَ: والأَعرَفُ تأْنيثُها؛ وَإِنَّمَا حِكَايَةُ ابْنِ الأَعرابي نَادِرَةٌ. قَالَ: وَعِنْدِي أَنه إِنَّمَا حَمَله عَلَى مَعْنَى القَتْل، أَو الهَرْج، وَجَمْعُهَا حُرُوبٌ. وَيُقَالُ: وقَعَتْ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ. الأَزهري: أَنَّثُوا الحَرْبَ، لأَنهم ذهَبُوا بِهَا إِلَى المُحارَبةِ، وَكَذَلِكَ السِّلْمُ والسَّلْمُ، يُذْهَبُ بِهِمَا إِلَى المُسالمةِ فتؤَنث. وَدَارُ الحَرْب: بلادُ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا صُلْح بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ المسلمِين. وَقَدْ حاربَه مُحارَبةً وحِراباً، وتَحارَبُوا واحْترَبُوا وحارَبُوا بِمَعْنًى. ورجُلٌ حَرْبٌ ومِحْرَبٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، ومِحْرابٌ: شَديدُ الحَرْبِ، شُجاعٌ؛ وَقِيلَ: مِحْرَبٌ ومِحْرابٌ: صَاحِبُ حَرْبٍ. وَقَوْمٌ مِحْرَبةٌ ورجُل مِحْرَبٌ أَيُ محارِبٌ لعَدُوِّه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فابعثْ عَلَيْهِمْ رجُلًا مِحْرَباً ، أَي مَعْرُوفاً بالحَرْب، عارِفاً بِهَا، وَالْمِيمُ مَكْسُورَةٌ، وَهُوَ مِنْ أَبْنية المُبالغة، كالمِعْطاءِ، مِنَ العَطاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ فِي عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَا رأَيتُ مِحْرَباً مِثلَه. وأَنا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَني أَي عَدوّ. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَي مُحارِبُه. وفلانٌ حَرْبٌ لِي أَي عَدُوٌّ مُحارِبٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحارِباً، مذكَّر، وَكَذَلِكَ الأَنثى. قَالَ نُصَيْبٌ: وقُولا لَهَا: يَا أُمَّ عُثمانَ خُلَّتي ... أَسِلْمٌ لَنا فِي حُبِّنا أَنْتِ أَم حَرْبُ؟ وَقَوْمٌ حَرْبٌ: كَذَلِكَ. وَذَهَبُ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنه جَمع حارِبٍ، أَو مُحارِبٍ، عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، أَي بِقَتْلٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، يَعْنِي المَعْصِيةَ، أَي يَعْصُونَه. قَالَ الأَزهريّ: أَما قولُ اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، الْآيَةَ، فإنَّ أَبا إِسْحَاقَ النَّحْوِيَّ زعَم أَنّ قولَ العلماءِ: إنَّ هَذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ خاصَّةً. وَرُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِيَّ كَانَ عاهَدَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ لَا يَعْرِضَ لِمَنْ يريدُ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسُوءٍ، وَأَنْ لَا يَمنَعَ مِنْ ذَلِكَ، وأَن النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يمنعُ مَن يُرِيدُ أَبا بُرْدةَ، فَمَرَّ قومٌ بأَبي بُرْدةَ يُرِيدُونَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَضَ أَصحابهُ لَهُمْ، فقَتَلوا وأَخَذوا المالَ، فأَنزل اللَّهُ عَلَى نبِيَّه، وأَتاه جبريلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللهَ يأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه مِنْهُمْ قَدْ قَتَلَ وأَخَذ المالَ قَتَله وصَلَبه، ومَن قَتَل وَلَمْ يأْخذِ المالَ قَتَلَه، ومَن أَخَذ المالَ وَلَمْ يَقْتُل قَطَعَ يَدَه لأَخْذه الْمَالَ، ورِجْلَه لإِخافةِ السَّبِيلِ. والحَرْبةُ: الأَلَّةُ دُونَ الرُّمْحِ، وَجَمْعُهَا حِرابٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا تُعَدُّ الحَرْبةُ فِي الرِّماح. والحاربُ: المُشَلِّحُ. والحَرَب بِالتَّحْرِيكِ: أَن يُسْلَبَ الرَّجُلُ مَالَهُ. حَرَبَه يَحْرُبه إِذَا أَخذ مَالَهُ، فَهُوَ مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ، مِن قَوْمٍ حَرْبى وحُرَباءَ، الأَخيرة عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْفَاعِلِ، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، مِن قَوْلِهِمْ قَتِيلٌ وقُتَلاءُ. وحَرِيبتُه: مالهُ الَّذِي سُلِبَه، لَا يُسَمَّى بذلك إلّا بعد ما يُسْلَبُه. وَقِيلَ: حَرِيبةُ الرَّجُلِ: مالهُ الَّذِي

يَعِيشُ بِهِ. تَقُولُ: حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً، مِثْلُ طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً، إِذَا أَخذَ مالَه وَتَرَكَهُ بِلَا شيءٍ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ، قَالَ المُشْرِكُونَ: اخْرُجوا إِلَى حَرائِبكُم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي الرِّوَايَاتِ، بالباءِ الموحدة، جمع حَربية، وَهُوَ مالُ الرَّجل الَّذِي يَقُوم بِهِ أَمْرُه، وَالْمَعْرُوفُ بالثاءِ الْمُثَلَّثَةِ حَرائِثكُم، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَقَدْ حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه، فَهُوَ مَحْروبٌ وحَرِيبٌ. وأَحْرَبَه: دلَّه عَلَى مَا يَحْرُبُه. وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه عَلَى مَا يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عَلَيْهِ؛ وقولُهم: وا حَرَبا إِنَّمَا هُوَ مِنْ هَذَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لمَّا ماتَ حَرْبُ بْنُ أُمَيَّة بِالْمَدِينَةِ، قالوا: وا حَرْبا، ثم ثقلوها فقالوا: وا حَرَبا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُني. الأَزهري: يُقَالُ حَرِبَ فُلانَ حَرَباً، فالحَرَبُ: أَن يُؤْخَذَ مالُه كلُّه، فَهُوَ رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ بِهِ الحَرَبُ، وَهُوَ مَحْروبٌ حَرِيبٌ. والحَرِيبُ: الَّذِي سُلِبَ حَريبَته. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِهِ: اتَّقُوا الدَّينَ، فإنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ، قَالَ: تُباعُ دارهُ وعَقارُه، وَهُوَ مِنَ الحَريبةِ. مَحْرُوبٌ: حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه، يَعْنِي قَوْلَهُ: فإنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه، وَقَدْ رُوِيَ بِالتَّسْكِينِ، أَي النِّزَاعُ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيةِ: وإلَّا تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ. والحَرَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: نَهْبُ مالِ الإِنسانِ، وترْكُه لَا شيءَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة، رَضِيَ الله عَنْهُ: طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي لَهُ مِنْهَا أَولادٌ، إِذَا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بِهَا، فكأَنهم قَدْ سُلِبُوا ونُهِبُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: الحارِبُ المُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ، الَّذِي يُعَرِّي الناسَ ثِيابَهم. وحَرِبَ الرَّجلُ، بِالْكَسْرِ، يَحْرَبُ حَرَباً: اشْتَدَّ غَضَبُه، فَهُوَ حَرِبٌ مِنْ قَوْمٍ حَرْبى، مِثْلُ كَلْبى. الأَزهري: شُيُوخٌ حَرْبى، وَالْوَاحِدُ حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبى والكَلِبِ. وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: وشُيوخٍ حَرْبى بَشَطَّيْ أَرِيكٍ؛ ... ونِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعالي قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع الحَرْبى بِمَعْنَى الكَلْبَى إلَّا هَاهُنَا؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُ شَبَّهه بالكَلْبَى، أَنه عَلَى مِثاله وبنائِه. وحَرَّبْتُ عَلَيْهِ غيرِي أَي أَغْضَبْتُه. وحَرَّبَه أَغْضَبَه. قَالَ أَبو ذؤَيب: كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنازِلُهُم، لِنابَيْهِ قَبِيبُ وأَسَدٌ حَرِبٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه كتَب إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمَّا رأَيتَ العَدُوَّ قَدْ حَرِبَ أَي غَضِبَ؛ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ: حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسائه، مِنَ الحَرَبِ والحُزْن، مَا أُدْخِلَ عَلَى نِسائي. وَفِي حَدِيثِ الأَعشى الحِرمازِيَّ: فخَلَفْتني بِنزاعٍ وَحَرَبٍ أَي بخُصومة وغَضَبٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبير، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عِنْدَ إِحْرَاقِ أَهلِ الشامِ الكعبةَ: يُرِيدُ أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ فِي غَضَبِهم عَلَى مَا كَانَ مِنَ إِحْرَاقِهَا. والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ؛ يُقَالُ: حَرَّبْتُ فُلَانًا

تَحْرِيباً إِذَا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإنْسان، فأُولِعَ بِه وبعَداوَته. وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه. وحَمَلْتُه عَلَى الغَضَب، وعَرَّفْتُه بِمَا يَغْضَب مِنْهُ؛ وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالْهَمْزَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والحَرَبُ كالكَلَبِ. وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى، والفِعْلُ كالفِعْلِ. والعَرَبُ تَقُولُ فِي دُعائها عَلَى الإِنسانِ: مَا لَه حَرِبُ وَجَرِبَ. وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إِذَا كَانَ مُحَدَّداً مُؤَلَّلًا. وحَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه، مِثْلُ ذَرَّبَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَيُصْبحُ فِي سَرْحِ الرِّبابِ، وَراءَها، ... إِذَا فَزِعَتْ، أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ والحَرَبُ: الطَّلْعُ، يَمانِيةٌ؛ وَاحِدَتُهُ حَرَبَةٌ، وَقَدْ أَحْرَبَ النخلُ. وحَرَّبَهُ إِذَا أَطْعَمَه الحَرَبَ، وَهُوَ الطَّلْع. وأَحْرَبَه: وَجَدَهُ مَحْروباً. الأَزهريّ: الحَرَبةُ: الطَّلْعَةُ إِذَا كَانَتْ بِقِشْرِها؛ وَيُقَالُ لِقِشْرِها إِذَا نُزع: القَيْقاءَةُ. والحُرْبةُ: الجُوالِقُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الوِعاءُ؛ وَقِيلَ: هِي الغِرارةُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وصاحِبٍ صاحَبْتُ غَيرِ أَبْعَدا، ... تَراهُ، بَينَ الحُرْبَتَينِ، مُسْنَدا والمِحْرابُ: صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فِيهِ، وَالْجَمْعُ المَحارِيبُ، وَهُوَ أَيضاً الغُرْفةُ. قَالَ وضَّاحُ اليَمَنِ: رَبَّةُ مِحْرابٍ، إِذَا جِئْتُها، ... لَمْ أَلْقَها، أَو أَرْتَقي سُلَّما وأَنشد الأَزهري قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: كَغِزلانِ رَمْلٍ فِي مَحارِيبِ أَقْوال قَالَ: والمِحْرابُ عِنْدَ الْعَامَّةِ: الَّذِي يُقِيمُه النَّاسُ اليَوْمَ مَقام الإِمامِ فِي المَسْجد، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ؛ قَالَ: المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ فِي الدَّارِ، وأَرْفَعُ مَكانٍ فِي المَسْجِد. قَالَ: والمِحْرابُ هَاهُنَا كالغُرْفةِ، وأَنشد بَيْتَ وضَّاحِ اليَمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ عُروة بْنُ مَسْعودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى قومِه بالطَّائِف، فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً لَهُ، فأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عندَ الفَجْر، ثُمَّ أَذَّن للصَّلاةِ. قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إِلَيْهَا. والمَحارِيب: صُدُور المَجالِس، وَمِنْهُ سُمّي مِحْرابُ المَسْجِد، وَمِنْهُ مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ. والمِحْرابُ: القِبْلةُ. ومِحْرابُ المَسْجِد أَيضاً: صَدْرُه وأَشْرَفُ مَوْضِعٍ فِيهِ. ومَحارِيبُ بَنِي إسرائيلَ: مَسَاجِدُهم الَّتِي كَانُوا يَجلسون فِيهَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّتِي يَجْتَمِعُون فِيهَا لِلصَّلَاةِ. وقولُ الأَعشى: وَتَرَى مَجْلِساً، يَغَصُّ به المِحْرابُ، ... مِلْقَوْمِ، والثِّيابُ رِقاقُ قَالَ: أُراهُ يَعْنِي المَجْلِسَ. وَقَالَ الأَزهري: أَراد مِنَ الْقَوْمِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه كَانَ يَكْرَه المَحارِيبَ أَي لَمْ يَكُنْ يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ فِي صَدْرِ المَجْلِس، ويَترَفَّعَ عَلَى الناسِ. والمَحارِيبُ: جَمْعُ مِحْرابٍ. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ فِي

صِفَةِ أَسد: وَما مُغِبٌّ، بِثِنْيِ الحِنْوِ، مُجْتَعِلٌ ... في الغِيلِ، فِي جانِبِ العِرِّيسِ، محْرابا جعَلَه لَهُ كالمجلِسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ ، قَالُوا: مِنَ المسجِدِ. والمِحْرابُ: أَكْرَمُ مَجالِس المُلوكِ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المِحْرابُ سَيِّدُ المَجالِس، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها. قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْمَسَاجِدِ. الأَصمعي: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً، لشَرَفِه، وأَنشد: أَو دُمْية صُوِّرَ مِحْرابُها، ... أَو دُرَّة شِيفَت إِلَى تاجِر أَراد بالمِحْرابِ القَصْر، وبالدُّمْيةِ الصورةَ. وَرَوَى الأَصمعي عَنْ أَبي عَمْرو بْنِ العَلاءِ: دخلتُ مِحْراباً مِنْ مَحارِيب حِمْيرَ، فَنَفَحَ فِي وجْهِي رِيحُ المِسْكِ. أَراد قَصْراً أَو مَا يُشْبِههُ. وَقِيلَ: المِحْرابُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْفَرِدُ فِيهِ المَلِكُ، فيَتَباعَدُ مِنَ الناسِ؛ قَالَ الأَزهري: وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً، لانْفِراد الإِمام فِيهِ، وبُعْدِه مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ يُقَالُ فُلَانٌ حَرْبٌ لِفُلَانٍ إِذَا كَانَ بَيْنَهُمَا تَباعُدٌ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: وحارَبَ مِرْفَقُها دَفَّها، ... وسامَى بِهِ عُنُقٌ مِسْعَرُ أَراد: بَعُدَ مِرْفَقُها مِنْ دَفِّها. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ ؛ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبياء وَالْمَلَائِكَةِ، كَانَتْ تُصَوَّرُ فِي الْمَسَاجِدِ، لِيَرَاهَا الناسُ فيَزْدادُوا عِبادةً. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ واحدةُ المِحْراب الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ. اللَّيْثُ: المِحْرابُ عُنُقُ الدَّابة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنها لَمَّا سَمَا مِحْرابُها وَقِيلَ: سُمِّيَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إِذَا قَامَ فِيهِ، لَمْ يأْمَنْ أَن يَلْحَنَ أَو يُخْطِئَ، فَهُوَ خائفٌ مَكَانًا، كأَنه مَأْوى الأَسَدِ، والمِحْرابُ: مَأْوَى الأَسَدِ. يُقَالُ: دخَل فُلَانٌ عَلَى الأَسَدِ فِي مِحْرابِه، وغِيلِه وعَرينِه. ابْنُ الأَعرابي: المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ ومُجْتَمَعُهم. والحِرْباءُ: مِسْمارُ الدِّرْع، وَقِيلَ: هُوَ رأْسُ المِسْمارِ فِي حَلْقةِ الدِّرْع، وَفِي الصِّحَاحِ وَالتَّهْذِيبِ: الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَحْكَمَ الجِنْثيُّ، مِنْ عَوْراتِها، ... كلَّ حِرباءٍ، إِذَا أُكْرِهَ صَلّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ الصَّوَابُ أَن يَقُولَ: الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع، والحَرابِيُّ مَسامِيرُ الدُّروعِ، وَإِنَّمَا تَوْجِيهُ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: أَن تُحْمَل الحِرْباءُ عَلَى الْجِنْسِ، وَهُوَ جَمْعٌ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها؛ وأَراد بِالطَّاغُوتِ جَمْعَ الطَّواغِيت؛ والطاغُوت: اسْمٌ مُفْرَدٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ. وَحَمَلَ الحِرْباء على الجنس وهو جَمْعٌ فِي الْمَعْنَى، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ، فجَعل السَّمَاءَ جِنساً يدخُل تَحْتَهُ جميعُ السَّمَاوَاتِ. وَكَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ؛ فَإِنَّهُ أَراد بِالطِّفْلِ الْجِنْسَ الَّذِي يَدْخُلُ تَحْتَهُ جَمِيعُ الأَطفال. والحِرْباءُ: الظَّهْرُ، وَقِيلَ: حَرابيُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه؛ وَقِيلَ: الحَرابيُّ: لَحْمُ المَتْنِ، وحَرابِيُّ المَتْنِ: لَحْماتُه، وحَرابِيُ

المَتْنِ: لحْمِ المَتْنِ، وَاحِدُهَا حِرْباء، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة؛ قَالَ اوْسُ بْنُ حَجَر: فَفارَتْ لَهُمْ يَوْماً، إِلَى اللَّيلِ، قِدْرُنا، ... تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ قَالَ كُراع: وَاحِدُ حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ، عَلَى القِياس، فدَلَّنا ذَلِكَ عَلَى أَنه لَا يَعْرِفُ لَهُ وَاحِدًا مِن جِهة السَّماعِ. والحِرْباء: ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه وَيَكُونُ مَعَهَا كَيْفَ دَارَتْ، يُقَالُ: إِنَّهُ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بِحَرِّ الشَّمْسِ، وَالْجَمْعُ الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ. يُقَالُ: حِرْباء تَنْضُب، كَمَا يُقَالُ: ذِئْبُ غَضًى؛ قَالَ أَبو دُوادٍ الإِياديُّ: أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبةٍ، ... لَا يُرْسِلُ الساقَ إلَّا مُمْسكاً سَاقًا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ، وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ: أَنَّى أُتِيحَ لَهَا، لأَنه وَصَفَ ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فَتَعَجَّبَ كَيْفَ أُتِيحَ لَها هَذَا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ، وَهَذَا مَثَل يُضرب لِلرَّجُلِ الْحَازِمِ، لأَن الحرباءَ لَا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حَتَّى تَثْبُت عَلَى الغُصْن الْآخَرِ؛ والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ فِي الحِرباءِ، عَلَى القَلْبِ، وَإِنَّمَا هُوَ انْتَصَب الحِرْباء فِي العُود؛ وَذَلِكَ أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ عَلَى الحجارةِ، وَعَلَى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فَإِذَا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلًا لَها. الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ عَلَى شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها. قَالَ: وإِناثُ الحَرابيِّ يُقَالُ لَهَا: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الْوَاحِدَةُ أُمُّ حُبَيْنٍ، وَهِيَ قَذِرة لَا تأْكلها العَرَب بَتَّةً. وأَرضٍ مُحَرْبِئَةٌ: كَثِيرَةُ الْحَرْبَاءِ. قَالَ: وأُرَى ثَعْلَباً قَالَ: الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ الحِزباء، بِالزَّايِ. والحرِثُ الحرّابُ: ملِكٌ مِنْ كِنْدةَ؛ قَالَ: والحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ ... جَدَثاً، أَقامَ بِهِ، ولمْ يَتَحَوَّلِ وقَوْلُ البُرَيْقِ: بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحرَّابةٍ، ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ، وأَن يَعْنيَ كَتيبةً ذاتَ انْتِهاب واسْتِلابٍ. وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسْمان. وحارِبٌ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. وحَرْبةُ: مَوْضِعٌ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ؛ قَالَ أَبُو ذؤَيب: فِي رَبْرَبٍ، يَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها، ... كَأَنَّهُنَّ، بجَنْبَيْ حَرْبةَ، البَرَدُ ومُحاربٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ فِهْر. الأَزهري: فِي الرُّبَاعِيِّ احْرَنْبَى الرَّجلُ: تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرِّ. وَفِي الصِّحَاحِ: واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ، وَالْيَاءُ لِلْإِلْحَاقِ بافْعَنْلَلَ، وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ، وَقَدْ يُهْمز؛ وَقِيلَ: احْرَنْبَى اسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِه، ورَفَعَ رجْلَيْهِ نحوَ السَّماء.

والمُحْرَنْبي: الَّذِي يَنامُ عَلَى ظَهرهِ ويرفَعُ رجْلَيه إِلَى السَّماءِ. الأَزهري: المُحْرَنْبِي مِثْلُ المُزْبَئِرّ، فِي الْمَعْنَى. واحْرَنْبَى المَكانُ إِذَا اتَّسَعَ. وَشَيْخٌ مُحْرَنْبٍ. قَدِ اتَّسَع جلْدُه. ورُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ، أَنه قَالَ: مَرَّ أَعرابي بآخَر، وَقَدْ خالَط كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت عَلَى ذكَره، وَتَعَذَّر عَلَيْهِ نَزْعُ ذكَره مِنْ عُقْدَتها، فَقَالَ لَهُ المارُّ: جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عَنْ ذَكَرك، فَفَعَلَ وخَلَّتْ عَنْهُ. والمُحْرَنْبِي: الَّذِي إِذَا صُرِعَ، وَقعَ عَلَى أَحد شِقَّيْه؛ أَنَشد جَابِرٌ الأَسدي: إنِّي، إِذَا صُرِعْتُ، لَا أَحْرَنْبي، ... وَلَا تَمَسُّ رِئَتايَ جَنْبي وَصفَ نفْسَه بأَنَّه قَوِيّ، لأَنَّ الضَّعِيفَ هُوَ الَّذِي يَحْرَنْبِي. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِ الْجَعْدِيِّ: إِذَا أَتَى مَعْرَكاً مِنْهَا تعرّفُه، ... مُحْرَنْبِياً، عَلَّمَتْه المَوْتَ، فانْقَفَلا قَالَ: المُحْرَنْبِي المُضْمِر عَلَى داهيةٍ فِي ذاتِ نَفْسِه. وَمَثَلٌ لِلْعَرَبِ: ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق. وَقَوْلُهُ: عَلَّمَتْه، يَعْنِي الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كَيْفَ يَقْتُلُ، وَمَعْنَى عَلَّمَتْه: جَرَّأَتْه عَلَى المَثَلِ، لَمَّا قَتَلَ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، اجْتَرَأَ عَلَى قَتْلِها. انْقَفَلَ أَي مَضَى لَما هُوَ فِيهِ. وانْقَفَل الغُزاةُ إذا رَجَعُوا. حردب: الحَرْدَبُ: حَبُّ العِشْرِقِ، وَهُوَ مِثْلُ حَبِّ العَدَسِ. وحَرْدَبةُ: اسْمٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: عَلَيَّ دِماءُ البُدْنِ، إنْ لَمْ تُفارِقي ... أَبا حَرْدَبٍ، لَيْلًا، وأَصحابَ حرْدَبِ قَالَ: زَعَمت الرُّواةُ أَن اسْمَهُ كَانَ حَرْدبةَ، فرَخَّمه اضْطَراراً فِي غَيْرِ النِّداء، عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ يَا حارُ، وَزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَنه من لُصُوصِهم. حزب: الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ، وَالْجَمْعُ أَحْزابٌ؛ والأَحْزابُ: جُنودُ الكُفَّار، تأَلَّبوا وَتَظَاهَرُوا عَلَى حِزبْ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ: قُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ وَبَنُو قُرَيْظَةَ. وَقَوْلُهُ تعالى: يَا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ ؛ الأَحزابُ هَاهُنَا: قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ، وَمَنْ أُهلك بَعْدَهُمْ. وحِزْبُ الرَّجُلِ: أَصْحابُه وجُنْدُه الَّذِينَ عَلَى رأْيِه، والجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشّيطانِ، وَكُلُّ قَوْمٍ تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فَهُمْ أَحْزابٌ، وَإِنْ لَمْ يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بِمَنْزِلَةِ عادٍ وَثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئِكَ الْأَحْزابُ . وكُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ* : كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ. والحِزْبُ: الوِرْدُ. ووِرْدُ الرَّجلِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالصَّلَاةِ: حِزبُه. والحِزْبُ: مَا يَجْعَلُه الرَّجل عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد. وَفِي الْحَدِيثِ: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مَن القُرْآنِ، فأَحْبَبْتُ أَن لَا أَخْرُج حَتَّى أَقْضِيَه. طرأَ عليَّ: يُرِيدُ أَنه بَدأَ فِي حِزْبه، كأَنَّه طَلَعَ عليهِ، مِنْ قَوْلِكَ: طَرَأَ فُلَانٌ إِلَى بلَد كَذَا وَكَذَا، فَهُوَ طارئٌ إِلَيْهِ، أَي إِنه طَلَعَ إِلَيْهِ حَدِيثًا، وَهُوَ غَيْرُ تانِئٍ بِهِ؛ وَقَدْ حَزَّبْتُ القُرْآنَ. وَفِي حَدِيثِ أَوس بْنِ حُذَيْفَةَ: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَيْفَ تُحزِّبونَ القُرآن؟ والحِزْبُ: النَّصيبُ. يُقَالُ: أَعْطِني حِزْبِي مِن الْمَالِ أَي حَظِّي ونَصيبي. والحِزْبُ: النَّوْبةُ فِي وُرُودِ

الْمَاءِ. والحِزْبُ: الصِّنْفُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحِزْب: الجَماعةُ. والجِزْبُ، بِالْجِيمِ: النَّصيبُ. والحازِبُ مِن الشُّغُلِ: مَا نابَكَ. والحِزْبُ: الطَّائفةُ. والأَحْزابُ: الطَّوائفُ الَّتِي تَجتمع عَلَى مُحارَبة الأَنبِياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ يَوْمِ الأَحزاب، وَهُوَ غَزْوةُ الخَنْدَقِ. وحازَبَ القومُ وتَحَزَّبُوا: تَجَمَّعوا، وَصَارُوا أَحْزاباً. وحَزَّبَهم: جعلَهم كَذَلِكَ. وحَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَي جَمَعَهُم وَقَالَ رُؤْبة: لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا، ... حِينَ رَمَى الأَحْزابَ والمُحَزِّبا وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: وطَفِقَتْ حَمْنةُ تَحازَبُ لَهَا أَي تَتَعَصَّبُ وتَسْعَى سَعْيَ جَماعَتِها الَّذِينَ يَتَحَزَّبُونَ لَهَا، وَالْمَشْهُورُ بالراءِ مِنَ الحَرْب. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزابَ وزَلزِلْهم ؛ الأَحْزابُ: الطَّوائفُ مِنَ الناسِ، جَمْعُ حِزْب، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يُرِيدُ أَن يُحَزِّبَهم أَي يُقَوِّيَهُم ويَشُدَّ مِنْهُمْ، ويَجْعَلَهم مِنْ حِزْبه، أَو يَجْعَلَهم أَحْزاباً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالرِّوَايَةُ بِالْجِيمِ وَالرَّاءِ. وتَحازَبُوا: مالأَ بعضُهم بَعْضًا فَصَارُوا أَحزاباً. ومَسْجِدُ الأَحْزاب: مَعْرُوفٌ، مِنْ ذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْهُذَلِيِّ: إِذْ لَا يَزالُ غَزالٌ فِيهِ يَفْتِنُني، ... يأْوِي إِلَى مَسْجِدِ الأَحْزابِ، مُنْتَقِبا وحَزَبه أَمرٌ أَي أَصابَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا حَزَبه أَمرٌ صَلَّى ، أَي إِذَا نَزَلَ بِهِ مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: اللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي، إِنْ حُزِبْتُ ، وَيُرْوَى بالراءِ، بِمَعْنَى سُلِبْتُ مِن الحَرَبِ. وحَزَبَه الأَمرُ يَحْزُبه حَزْباً: نابَه، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ ضَغَطَه، وَالِاسْمُ: الحُزابةُ. وأَمرٌ حازِبٌ وحَزيبٌ: شديدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: نَزَلَتْ كرائهُ الأُمُورِ، وحَوازِبُ الخُطُوبِ ؛ وَهُوَ جَمْعُ حازِبٍ، وَهُوَ الأَمر الشديدُ. والحَزابِي والحَزابِيَةُ، مِنَ الرِّجَالِ والحَمير: الغَلِيظُ إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ. رَجُلٌ حَزابٍ وحَزابِيةٌ وزَوازٍ وزَوازِيةٌ «2» إِذَا كَانَ غَلِيظًا إِلَى القِصَر مَا هُوَ. وَرَجُلٌ هَواهِيةٌ إِذَا كَانَ مَنْخُوبَ الفُؤَادِ. وَبَعِيرٌ حَزابِيةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظًا. وحِمارٌ حَزابيةٌ: جَلْدٌ. ورَكَبٌ حَزابِيةٌ: غَليظٌ؛ قَالَتِ امرأَة تَصِفُ رَكَبَها: إنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ، ... إذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبابِيَهْ وَيُقَالُ: رَجُلٌ حَزابٍ وحَزابِيَةٌ أَيضاً إِذَا كَانَ غَليظاً إِلَى القِصَر، وَالْيَاءُ لِلْإِلْحَاقِ، كالفَهامِيةِ والعَلانيةِ، مِنَ الفَهْمِ والعَلَنِ. قَالَ أُميَّةُ بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: أَوِ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه، ... حَزابِيةٍ، حَيَدَى بالدِّحال أَي حامٍ نَفْسه مِنَ الرُّماة. وجَرامِيزُه: نفسهُ

_ (2). في المحيط: زُوازية، بضم الزاي.

وجسدُه. حَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى، وأَنَّث حَيَدَى، لأَنه أَراد الفَعْلة. وَقَوْلُهُ بالدِّحال أَي وَهُوَ يَكُونُ بالدِّحال، جَمْعِ دَحْلٍ، وَهُوَ هُوَّةٌ ضَيِّقةُ الأَعلى، واسِعةُ الأَسْفل؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ أَو اصْحَمَ، كَمَا أَوردناه. قَالَ: لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى جَمَزَى فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ: كأَنِّي ورحْلي، إِذَا زُعْتُها، ... عَلَى جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال قَالَهُ يُشَبِّهُ نَاقَتَهُ بِحِمَارِ وحشٍ، ووَصَفَه بجَمَزى، وَهُوَ السَّريع، وَتَقْدِيرُهُ عَلَى حمارٍ جَمَزَى؛ وَقَالَ الأَصمعي: لَمْ أَسمع بفَعَلَى فِي صِفَةِ المذكرِ إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ. يَعْنِي أَن جَمَزَى، وزَلجَى، ومَرَطَى، وبَشَكَى، وَمَا جاءَ عَلَى هَذَا الْبَابِ، لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ صِفَةِ النَّاقَةِ دُونَ الْجَمَلِ. وَالْجَازِئُ: الَّذِي يَجْزَأُ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. والأَصْحَمُ: حمارٌ يَضْرب إِلَى السَّواد والصُّفرة. وحَيَدَى: يَحِيدُ عَنْ ظلِّه لِنَشَاطِهِ. والحِزْباءَةُ: مَكَانٌ غَليظٌ مرتفعٌ. والحَزابِيُّ: أَماكنُ مُنْقادةٌ غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الحِزْباءَةُ مِن أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَيِّناً فِي قُفٍّ أَيَرَّ «1» شَدِيدٍ؛ وأَنشد: إِذَا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ، رأَيْتَها، ... لرُوسِ الحَزابِيِّ الغِلاظِ، تَسُومُ والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرضُ الغَلِيظةُ الشَّدِيدةُ الحَزْنةُ، وَالْجَمْعُ حِزْباءٌ وحَزابي، وأَصله مُشَدّد، كَمَا قِيلَ فِي الصَّحارِي. وأَبو حُزابةَ، فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ الأَعرابي: الوَلِيدُ بْنُ نَهِيكٍ، أَحدُ بَني رَبِيعَة بْنِ حَنْظَلةَ. وحَزُّوبٌ: اسْمٌ. والحَيْزَبونُ: العَجُوز، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، كَمَا زِيدَتْ فِي الزَّيتون. حسب: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى الحَسِيبُ: هُوَ الْكَافِي، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِل، مِن أَحْسَبَنِي الشيءُ إِذَا كَفاني. والحَسَبُ: الكَرَمُ. والحَسَبُ: الشَّرَفُ الثابِتُ فِي الآباءِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّرَفُ فِي الفِعْل، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والحَسَبُ: مَا يَعُدُّه الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائهِ. والحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وَمَا لَه حَسَبٌ وَلَا نَسَبٌ، الحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، والنَّسَبُ: الأَصْلُ؛ والفِعْلُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ: حَسُبَ، بِالضَّمِّ، حَسَباً وحَسابةً، مِثْلُ خَطُبَ خَطابةً، فَهُوَ حَسِيبٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ورُبَّ حَسِيبِ الأَصلِ غيرُ حَسِيبِ أَي لَه آباءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ وَلَا يَفْعَلُه هُوَ؛ وَالْجَمْعُ حُسَباءُ. وَرَجُلٌ كَرِيم الحَسَبِ، وَقَوْمٌ حُسَباءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَسَبُ: المالُ، والكَرَمُ: التَّقْوَى. يَقُولُ: الَّذِي يَقُوم مَقام الشَّرَفِ والسَّراوةِ، إِنَّمَا هُوَ المالُ. والحَسَبُ: الدِّينُ. والحَسَبُ: البالُ، عَنْ كُرَاعٍ، وَلَا فِعْلَ لَهُمَا. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: والحَسَبُ والكَرمُ يَكُونَانِ فِي الرجلِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آباءٌ لَهُمْ شَرَفٌ. قَالَ: والشَّرَفُ والمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إلا

_ (1). الأَيَرّ من اليرر أَي الشدة؛ يقال صخر أَيرّ وصخرةٌ يرّاء، والفعل منه: يَرَّ يَيَرُّ.

بالآباءِ فَجَعَل المالَ بِمَنْزِلَةِ شَرَفِ النَّفْسِ أَو الآباءِ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الفَقِير ذَا الحَسَبِ لَا يُوَقَّر، وَلَا يُحْتَفَلُ بِهِ، والغنِيُّ الَّذِي لَا حَسَبَ لَهُ، يُوقَّر ويُجَلُّ فِي العُيون. وَفِي الْحَدِيثِ: حَسَبُ الرَّجل خُلُقُه، وكَرَمُهُ دِينُه. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَسَبُ الرَّجل نَقاءُ ثَوْبَيْهِ أَي إِنَّهُ يُوَقَّرُ لِذَلِكَ، حيثُ هُوَ دَليل الثَّرْوة والجِدةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تُنْكَحُ المَرأَة لمالِها وحَسَبِها ومِيسَمِها ودِينِها، فعَليكَ بذاتِ الدِّين، تَرِبَتْ يَداكَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ الحَسَبُ هَاهُنَا: الفَعَالُ الحَسَنُ. قَالَ الأَزهري: والفُقَهاءِ يَحْتاجُون إِلَى مَعْرِفة الحَسَبِ، لأَنه مِمَّا يُعْتَبر بِهِ مَهْرُ مِثْلِ المرأَة، إِذَا عُقِدَ النِّكاحُ عَلَى مَهْرٍ فاسِدٍ، قَالَ: وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ المُؤَلَّف فِي غَريب الْحَدِيثِ: الحَسَبُ الفَعالُ الحَسنُ لَهُ وَلِآبَائِهِ، مَأْخُوذٌ مِنَ الحِسابِ إِذَا حَسَبُوا مَناقِبَهم؛ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ: ومَن كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ، وَلَمْ يَكُنْ ... لَه حَسَبٌ، كَانَ اللَّئِيمَ المُذمَّما ففَرقَ بَين الحَسَبِ والنَّسَبِ، فَجَعَلَ النَّسَبَ عدَد الآباءِ والأُمهاتِ، إِلَى حَيْثُ انْتَهى. والحَسَبُ: الفَعالُ، مِثْلُ الشَّجاعةِ والجُود، وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفاءِ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ شَمِرٌ صَحِيحٌ، وَإِنَّمَا سُميت مَساعِي الرجُل ومآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً، لأَنهم كَانُوا إِذَا تَفاخَرُوا عَدَّ المُفاخِرُ مِنْهُمْ مَناقِبَه ومَآثِرَ آبَائِهِ وحَسَبها؛ فالحَسْبُ: العَدُّ والإِحْصاءُ؛ والحَسَبُ مَا عُدَّ؛ وَكَذَلِكَ العَدُّ، مَصْدَرُ عَدَّ يَعُدُّ، والمَعْدُودُ عَدَدٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: حَسَبُ المَرْءِ دِينُه، ومُرُوءَتُه خُلُقه، وأَصلُه عَقْلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَرَمُ المَرْءِ دِينُه، ومُرُوءَتُه عَقْلُه، وحَسَبُه خُلُقُه ؛ ورَجُل شَريفٌ ورجُلٌ ماجِدٌ: لَهُ آباءٌ مُتَقَدِّمون فِي الشَّرَفِ؛ ورَجُلٌ حَسِيبٌ، ورَجُلٌ كرِيمٌ بنفْسِه. قَالَ الأَزهري: أَراد أَن الحَسَبَ يَحْصُلُ للرَّجل بكَرم أَخْلاقِه، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسَبٌ، وَإِذَا كَانَ حَسِيبَ الآباءِ، فَهُوَ أَكرَمُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ هَوازِنَ: قَالَ لَهُمْ: اخْتاروا إحْدَى الطائِفَتَيْنِ: إِما المالَ، وإِما السَّبْيَ. فَقَالُوا: أَمَّا إذْ خَيَّرْتَنا بَيْنَ المالِ والحَسَبِ، فإِنَّا نَخْتارُ الحَسَبَ، فاخْتاروا أَبْناءَهم ونِساءَهم ؛ أَرادوا أَنَّ فِكاكَ الأَسْرَى وإيثارَه عَلَى اسْتِرْجاعِ المالِ حَسَبٌ وفَعالٌ حَسَنٌ، فَهُوَ بالاختِيار أَجْدَرُ؛ وَقِيلَ: الْمُرَادُ بالحَسَب هَاهُنَا عَدَد ذَوي القَراباتِ، مأْخوذ مِنَ الحِساب، وَذَلِكَ أَنهم إِذَا تَفاخَرُوا عَدُّوا مَناقِبَهم ومآثِرَهم، فالحَسَب العَدُّ والمَعْدُود، والحَسَبُ والحَسْبُ قَدْرُ الشيءِ، كَقَوْلِكَ: الأَجْرُ بحَسَبِ مَا عَمِلْتَ وحَسْبِه أَي قَدْره؛ وَكَقَوْلِكَ: عَلَى حَسَبِ مَا أَسْدَيْتَ إِلَيَّ شُكْري لَكَ، تَقُولُ أَشْكُرُكَ عَلَى حَسَبِ بَلَائِكَ عِنْدي أَي عَلَى قَدْر ذَلِكَ. وحَسْبُ، مَجْزُومٌ: بِمَعْنَى كَفَى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وأَمَّا حَسْبُ، فَمَعْنَاهَا الاكْتِفاءُ. وحَسْبُكَ دِرْهم أَي كَفاكَ، وَهُوَ اسْمٌ، وَتَقُولُ: حَسْبُكَ ذَلِكَ أَي كفاكَ ذَلِكَ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوم يُنْزِلُهم، ... إلَّا صَلاصِلُ لَا تُلْوَى عَلَى حَسَبِ وَقَوْلُهُ: لَا تُلْوَى عَلَى حَسَبٍ، أَي يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ بالسَّوِيَّة، لَا يُؤْثَر بِهِ أَحد؛ وَقِيلَ: لَا تُلْوَى

عَلَى حَسَب أَي لَا تُلْوَى عَلَى الكِفايةِ، لعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِه. وَيُقَالُ: أَحْسَبَني مَا أَعْطاني أَي كَفَانِي. وَمَرَرْتُ برجلٍ حَسْبِكَ مِنْ رَجلٍ أَي كافِيكَ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمع لأَنه مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيٌّ حِسْبةً، انْتَصَبَ لأَنه حَالٌ وَقَعَ فِيهِ الأَمر، كَمَا انْتَصَبَ دِنْياً، فِي قَوْلِكَ: هُوَ ابْنُ عَمِّي دِنْياً، كأَنك قُلْتَ: هَذَا عرَبي اكْتِفاءً، وَإِنْ لَمْ يُتكلم بِذَلِكَ؛ وَتَقُولُ: هَذَا رَجُل حَسْبُكَ مِنْ رَجُل، وَهُوَ مَدْحٌ لِلنَّكِرَةِ، لأَن فِيهِ تأْويل فِعْل، كأَنه قَالَ: مُحْسِبٌ لَكَ أَي كافٍ لَكَ مِنْ غَيْرِهِ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالتَّثْنِيَةُ، لأَنه مَصْدَرٌ؛ وَتَقُولُ فِي الْمَعْرِفَةِ: هَذَا عبدُ اللَّهِ حَسْبَك مِنْ رَجُلٍ، فَتَنْصِبُ حَسْبَك عَلَى الْحَالِ، وَإِنْ أَردت الْفِعْلَ فِي حَسْبك، قُلْتَ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَحْسَبَكَ مِنْ رَجُلٍ، وَبِرَجُلَيْنِ أَحْسَباك، وبرِجال أَحْسَبُوكَ، وَلَكَ أَن تَتَكَلَّمَ بحَسْبُ مُفردةً، تَقُولُ: رأَيت زَيْدًا حَسْبُ يَا فتَى، كأَنك قُلْتَ: حَسْبِي أَو حَسْبُكَ، فأَضمرت هَذَا فَلِذَلِكَ لَمْ تنوِّن، لأَنك أَردت الإِضافة، كَمَا تَقُولُ: جاءَني زَيْدٌ لَيْسَ غَيْرُ، تُرِيدُ لَيْسَ غَيْرُهُ عِنْدِي. وأَحْسَبَني الشيءُ: كَفَانِي؛ قَالَتِ امرأَة مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ: ونُقْفِي وَليدَ الحَيِّ، إِنْ كَانَ جَائِعًا، ... ونُحْسِبُه، إنْ كانَ لَيْسَ بِجائعِ أَي نُعْطِيه حَتَّى يَقُولَ حَسْبي. وَقَوْلُهَا: نُقْفِيه أَي نُؤْثِرُه بالقَفِيَّة، وَيُقَالُ لَهَا القَفاوةُ أَيضاً، وَهِيَ مَا يُؤْثَر بِهِ الضَّيفُ والصَّبِيُّ. وَتَقُولُ: أَعْطَى فأَحْسَبَ أَي أَكثَر حَتَّى قَالَ حَسْبِي. أَبو زَيْدٍ: أَحْسَبْتُ الرَّجلَ: أَعْطَيْتُه مَا يَرْضَى؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: حَتَّى قَالَ حَسْبي؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَحْسَبَه مِنْ كلِّ شيءٍ: أَعْطاه حَسْبَه، وَمَا كَفَاهُ. وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ جاءَ التَّفْسِيرُ يَكْفِيكَ اللهُ، ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ؛ قَالَ: وموضِعُ الْكَافِ فِي حَسْبُكَ وَمَوْضِعُ مَنِ نَصْب عَلَى التَّفْسِيرِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا كانَتِ الهَيْجاءُ، وانْشَقَّتِ العَصا، ... فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَى الْآيَةِ يَكْفيكَ اللهُ ويَكْفِي مَنِ اتَّبَعَكَ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، قَوْلَانِ: أَحدهما حَسْبُكَ اللهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المؤْمنين كفايةٌ إِذَا نَصَرَهم اللَّهُ، وَالثَّانِي حَسبُكَ اللهُ وحَسْبُ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المؤْمنين، أَي يَكفِيكُم اللهُ جَميعاً. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً* : يَكُونُ بِمَعْنَى مُحاسِباً، وَيَكُونُ بِمَعْنَى كافِياً؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ؛ أَي يُعْطِي كلَّ شيءٍ مِنَ العِلم والحِفْظ والجَزاءِ مِقْدارَ مَا يُحْسِبُه أَي يَكْفِيهِ. تَقُولُ: حَسْبُكَ هَذَا أَي اكْتَفِ بِهَذَا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: يُحْسِبُك أَن تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيام أَي يَكْفِيكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ رُوِيَ بحَسْبِكَ أَن تَصُومَ أَي كِفايَتُك أَو كافِيكَ، كَقَوْلِهِمْ بِحَسْبِكَ قولُ السُّوءِ، والباءُ زَائِدَةٌ، لكانَ وَجْهاً.

والإِحْسابُ: الإِكْفاءُ. قَالَ الرَّاعي: خَراخِرُ، تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ، حَتَّى ... يَظَلُّ يَقُرُّه الرَّاعِي سِجالا وَإِبِلٌ مُحْسبةٌ: لهَا لَحْم وشَحْم كَثِيرٌ؛ وأَنشد: ومُحْسِبةٍ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غيرَها، ... تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها، فَهِيَ كالشَّوِي يَقُولُ: حَسْبُها مِنْ هَذَا. وَقَوْلُهُ: قَدْ أَخطأَ الحَقُّ غَيْرَها، يَقُولُ: قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَهَا مِنْ نُظَرائها، وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُوجِبُ للضُّيُوفِ، وَلَا يَقُوم بحُقُوقِهم إِلَّا نَحْنُ. وَقَوْلُهُ: تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهِيَ كالشَّوِي، كأَنه نَقْضٌ للأَوَّلِ، وَلَيْسَ بِنَقْضٍ، إِنَّمَا يُرِيدُ: تَنَفَّس عَنْهَا حَيْنُها قبلَ الضَّيْفِ، ثُمَّ نَحَرْناها بعدُ للضَّيْفِ، والشَّوِيُّ هُنا: المَشْوِيُّ. قَالَ: وَعِنْدِي أَن الْكَافَ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا أَراد فَهِيَ شَوِيٌّ، أَي فَريقٌ مَشْويٌّ أَو مُنْشَوٍ، وأَراد: وطَبيخٌ، فاجْتَزَأَ بالشَّوِيّ مِنَ الطَّبِيخِ. قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِ عُروةَ بْنِ الوَرْد: ومحسبةٍ مَا أَخطأَ الحقُّ غيرَها الْبَيْتَ، فَقَالَ: المُحْسِبةُ بِمَعْنَيَيْنِ: مِنَ الحَسَب وَهُوَ الشَّرَفُ، وَمِنَ الإِحْسابِ وَهُوَ الكِفايةُ، أَي إِنَّهَا تُحْسِبُ بلَبَنِها أَهْلَها والضيفَ، وما صِلَةٌ، الْمَعْنَى: أَنها نُحِرتْ هِيَ وسَلِمَ غَيْرُها. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لأُحْسِبَنَّكُم مِن الأَسْوَدَيْن: يَعْنِي التَّمْر والماءَ أَي لأُوسِعَنَّ عَلَيْكُمْ. وأَحْسَب الرجلَ وحَسَّبَه: أَطْعَمَه وَسَقَاهُ حَتَّى يَشْبَعَ ويَرْوَى مِنْ هَذَا، وَقِيلَ: أَعطاه مَا يُرْضِيه. والحِسابُ: الْكَثِيرُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: عَطاءً حِساباً ؛ أَي كَثِيراً كافِياً؛ وكلُّ مَنْ أُرْضِيَ فَقَدْ أُحْسِبَ. وشيءٌ حِسابٌ أَي كافٍ. وَيُقَالُ: أَتاني حِسابٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَماعةٌ كَثِيرَةٌ، وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْلٍ. وَقَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذلي: فَلمْ يَنْتَبِهْ، حَتَّى أَحاطَ بِظَهْرِه ... حِسابٌ وسِرْبٌ، كالجَرادِ، يَسُومُ والحِسابُ والحِسابةُ: عَدُّك الشيءَ. وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبُه، بِالضَّمِّ، حَسْباً وحِساباً وحِسابةً: عَدَّه. أَنشد ابْنُ الأَعرابي لمَنْظور بْنِ مَرْثَدٍ الأَسدي: يَا جُمْلُ أُسْقِيتِ بِلا حِسابَهْ، ... سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ، قَتَلْتني بالدَّلِّ والخِلابَهْ أَي أُسْقِيتِ بِلَا حِسابٍ وَلَا هِنْدازٍ، وَيَجُوزُ فِي حَسَنِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ وَالْجَرُّ، وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الرَّجَزَ: يَا جُمل أَسقاكِ، وَصَوَابُ إنشادِه: يَا جُمْلُ أُسْقِيتِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي رَجَزِهِ. والرِّبابةُ، بِالْكَسْرِ: القِيامُ عَلَى الشيءِ بإِصْلاحِه وتَربِيَتِه؛ وَمِنْهُ مَا يُقَالُ: رَبَّ فُلَانٌ النِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِبابةً. وحَسَبَه أَيضاً حِسْبةً: مِثْلُ القِعْدةِ والرِّكْبةِ. قَالَ النَّابِغَةُ: فَكَمَّلَتْ مِائةً فِيها حَمامَتُها، ... وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلِكَ العَدَدِ وحُسْباناً: عَدَّه. وحُسْبانُكَ عَلَى اللَّهِ أَي حِسابُكَ. قَالَ: عَلَى اللَّهِ حُسْباني، إِذَا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ ... عَلَى طَمَعٍ، أَو خافَ شَيْئًا ضَمِيرُها

وَفِي التَّهْذِيبِ: حَسِبْتُ الشيءَ أَحْسَبُه حِساباً، وحَسَبْتُ الشيءَ أَحْسُبُه حِسْباناً وحُسْباناً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ* ؛ أَي حِسابُه واقِعٌ لَا مَحالَة، وكلُّ واقِعٍ فَهُوَ سَرِيعٌ، وسُرْعةُ حِسابِ اللَّهِ، أَنه لَا يَشْغَلُه حِسابُ وَاحِدٌ عَن مُحاسَبةٍ الآخَر، لأَنه سُبْحَانَهُ لَا يَشْغَلُه سَمْع عَنْ سَمْعٍ، وَلَا شَأْنٌ عَنْ شأْنٍ. وَقَوْلُهُ، جَلَّ وَعَزَّ: كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ؛ أَي كفَى بِك لنَفْسِكَ مُحاسباً. والحُسْبانُ: الحِسابُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغابِ، لَا يَعْلَمُ حُسْبانَ أَجْرِهِ إِلَّا اللهُ. الحُسْبانُ، بِالضَّمِّ: الحِسابُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ، مَعْنَاهُ بِحِسابٍ ومَنازِلَ لَا يَعْدُوانِها. وَقَالَ الزَجاج: بحُسْبانٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَد الشُّهُورِ وَالسِّنِينَ وَجَمِيعِ الأَوقات. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً : مَعْنَاهُ بِحِسابٍ، فحذَف الباءَ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: حُسْباناً مَصْدَرٌ، كَمَا تَقُولُ: حَسَبْتُه أَحْسُبُه حُسْباناً وحِسْباناً؛ وجعله الأَحفش جَمْعَ حِسابٍ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الحُسْبانُ جَمْعُ حِسابٍ وَكَذَلِكَ أَحْسِبةٌ، مِثل شِهابٍ وأَشْهِبةٍ وشُهْبانٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ* ؛ أَي بِغَيْرِ تَقْتِير وتَضْيِيقٍ، كَقَوْلِكَ: فُلَانٌ يُنْفِقُ بِغَيْرِ حِساب أَي يُوَسِّعُ النَّفَقة، وَلَا يَحْسُبُها؛ وَقَدِ اختُلف فِي تَفْسِيرِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ عَلَى أَحد بالنُّقصان؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بِغَيْرِ مُحاسَبةٍ أَي لَا يخافُ أَن يُحاسِبه أَحد عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: بِغَيْرِ أَنْ حَسِبَ المُعْطَى أَنه يُعْطِيه، أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ؛ فَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ مِنْ حَيْثُ لَا يُقَدِّره وَلَا يَظُنُّه كَائِنًا، مِن حَسِبْتُ أَحْسِبُ، أَي ظَنَنْتُ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مأْخوذاً مِن حَسَبْتُ أَحْسُبُ، أَراد مِن حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْه لنفْسِه رِزقاً، وَلَا عَدَّه فِي حِسابه. قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا سُمِّي الحِسابُ فِي المُعامَلاتِ حِساباً، لأَنهُ يُعلم بِهِ مَا فِيهِ كِفايةٌ لَيْسَ فِيهِ زيادةٌ عَلَى المِقْدار وَلَا نُقْصان. وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذَا نَدِيَتْ أَقْرابُهُ لَا يُحاسِبُ يَقول: لَا يُقَتِّر عَلَيْكَ الجَرْيَ، وَلَكِنَّهُ يأْتي بِجَرْيٍ كَثِيرٍ. والمَعْدُود مَحْسُوبٌ وحَسَبٌ أَيضاً، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعولٍ، مِثْلُ نَفَضٍ بِمَعْنَى مَنْفُوضٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِيَكُنْ عَمَلُكَ بحَسَبِ ذَلِكَ، أَي عَلَى قَدْرِه وعَدَدِه. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا أَدري مَا حَسَبُ حَدِيثك أَي مَا قَدْرُه وَرُبَّمَا سُكِّنَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وحاسَبَه: مِنَ المُحاسَبةِ. وَرَجُلٌ حاسِبٌ مِنْ قَوْمٍ حُسَّبٍ وحُسَّابٍ. والحِسْبةُ: مَصْدَرُ احْتِسابِكَ الأَجر عَلَى اللَّهِ، تَقُولُ: فَعَلْته حِسْبةً، واحْتَسَبَ فِيهِ احْتِساباً؛ والاحْتِسابُ: طَلَبُ الأَجْر، وَالِاسْمُ: الحِسْبةُ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الأَجْرُ. واحْتَسَبَ فُلَانٌ ابْنًا لَهُ أَو ابْنةً لَهُ إِذَا ماتَ وَهُوَ كَبِيرٌ، وافْتَرَطَ فَرَطاً إِذَا مَاتَ لَهُ وَلَدٌ صَغِيرٌ، لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ماتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَه ، أَي احْتسب الأَجرَ بِصَبْرِهِ عَلَى مُصيبتِه بِهِ، مَعْنَاهُ: اعْتَدَّ مُصِيبَتَه بِهِ فِي جُملةِ

بَلايا اللَّهِ، الَّتِي يُثابُ عَلَى الصَّبْر عَلَيْهَا، واحْتَسَبَ بِكَذَا أَجْراً عِنْدَ اللَّهِ، وَالْجَمْعُ الحِسَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن صامَ رمضانَ إِيمَانًا واحْتِساباً ، أَي طلَباً لوجهِ اللهِ تَعَالَى وثَوابِه. والاحتِسابُ مِنَ الحَسْبِ: كالاعْتدادِ مِنَ العَدِّ؛ وَإِنَّمَا قِيلَ لِمَنْ يَنْوِي بعَمَلِه وجْهَ اللهِ: احْتَسَبَه، لأَن لَهُ حِينَئِذٍ أَن يَعْتدَّ عَمَله، فجُعِل فِي حَالِ مُباشرة الْفِعْلِ، كأَنه مُعْتَدٌّ بِهِ. والحِسْبةُ: اسْمٌ مِنَ الاحْتِسابِ كالعِدّةِ مِنَ الاعْتِداد. والاحتِسابُ فِي الأَعمال الصالحاتِ وَعِنْدَ المكْرُوهاتِ: هُوَ البِدارُ إِلَى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيله بِالتَّسْلِيمِ وَالصَّبْرِ، أَو بِاسْتِعْمَالِ أَنواعِ البِرِّ والقِيامِ بِهَا عَلَى الوَجْهِ المَرْسُوم فِيهَا، طلَباً لِلثَّوَابِ المَرْجُوِّ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: أَيُّها الناسُ، احْتَسِبُوا أَعْمالَكم، فإنَّ مَن احْتَسَبَ عَمَلَه، كُتِبَ لَهُ أَجْرُ عَمَلِه وأَجْرُ حِسْبَتِه. وحَسِبَ الشيءَ كائِناً يَحْسِبُه ويَحْسَبُه، والكَسر أَجْودُ اللغتَين «2»، حِسْباناً ومَحْسَبَةً ومَحْسِبةً: ظَنَّه؛ ومَحْسِبة: مَصْدَرٌ نَادِرٌ، وَإِنَّمَا هُوَ نَادِرٌ عِنْدِي عَلَى مَنْ قَالَ يَحْسَبُ فَفَتَحَ، وأَما على من قال يَحْسِبُ فكَسَر فَلَيْسَ بِنَادِرٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَيُقَالُ: أَحْسِبه بِالْكَسْرِ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنّ كُلَّ فِعْلٍ كَانَ ماضِيه مَكْسُورًا، فَإِنَّ مُسْتَقْبَلَهُ يأْتي مَفْتُوحَ الْعَيْنِ، نَحْوُ عَلِمَ يْعلَم، إِلَّا أَربعةَ أَحرف جاءَت نَوَادِرَ: حَسِبَ يَحْسِبُ، ويَبِسَ يَيْبِسُ، ويَئِسَ يَيْئِسُ، ونَعِمَ يَنْعِم، فَإِنَّهَا جاءَت مِنَ السَّالِمِ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ. وَمِنَ الْمُعْتَلِّ مَا جاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُه جَمِيعًا بِالْكَسْرِ: وَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، ووَثِقَ يَثِقُ، ووَرِعَ يَرِعُ، ووَرِمَ يَرِمُ، ووَرِثَ يَرِثُ، ووَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي، وَوِليَ يَلي. وقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَحْسَبَنَّ* وَلَا تحْسِبَنَّ؛ وَقَوْلُهُ: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ ؛ الخطابُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ الأُمة. وَرَوَى الأَزهريُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قرأَ: يَحْسِبُ أَنَّ مالَه أَخْلَدَه. مَعْنَى أَخْلَدَه أَي يُخْلِدُه، وَمِثْلُهُ: وَنادى أَصْحابُ النَّارِ؛ أَي يُنادِي؛ وَقَالَ الحُطَيْئَةُ: شَهِدَ الحُطَيْئةُ، حِينَ يَلْقَى، رَبَّه ... أَنَّ الوَلِيدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ يُرِيدُ: يَشْهَدُ حِينَ يَلْقَى رَبَّه. وَقَوْلُهُمْ: حَسِيبُكَ اللَّهُ أَي انْتَقَمَ اللهُ مِنْكَ. والحُسْبانُ، بِالضَّمِّ: العَذاب والبَلاءُ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ: كَانَ، إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ، يَقُولُ: لَا تَجْعَلْها حُسْباناً أَي عَذاباً. وَقَوْلُهُ تعالى: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ ؛ يَعْنِي نَارًا. والحُسْبانُ أَيضاً: الجرادُ والعَجاجُ. قَالَ أَبو زِيَادٍ: الحُسْبانُ شَرٌّ وبَلاءٌ، والحُسبانُ: سِهامٌ صِغارٌ يُرْمَى بِهَا عَنِ القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ، وَاحِدَتُهَا حُسْبانةٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مولَّد. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحُسْبانُ سِهامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ فِي جوفِ قَصَبةٍ، يَنْزِعُ فِي القَوْسِ ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ مِنْهَا فَلَا تَمُرُّ بشيءٍ إِلَّا عَقَرَتْه، مِنْ صاحِب سِلاحٍ وَغَيْرِهِ، فَإِذَا نَزع فِي القَصَبةِ خَرَجَتِ الحُسْبانُ، كأَنها غَبْيةُ مَطَرٍ، فَتَفَرَّقَتْ فِي النَّاسِ؛ وَاحِدَتُهَا حُسْبانةٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الحُسْبانُ: المَرامي، وَاحِدَتُهَا حُسْبانةٌ، والمرامِي: مِثْلُ المَسالِّ دَقيقةٌ، فِيهَا شيءٌ مِنْ طُول لَا حُروف لَهَا. قَالَ: والقِدْحُ بالحَدِيدة

_ (2). قوله [والكسر أجود اللغتين] هي عبارة التهذيب.

مِرْماةٌ، وبالمَرامِي فُسِّرَ قَوْلُهُ تعالى: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ . والحُسْبانةُ: الصّاعِقةُ. والحُسْبانةُ: السَّحابةُ. وقال الزجاج: يُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً ، قَالَ: الحُسْبانُ فِي اللُّغَةِ الحِسابُ. قَالَ تَعَالَى: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ؛ أَي بِحِسابٍ. قَالَ: فَالْمَعْنَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْهَا عَذابَ حُسْبانٍ، وَذَلِكَ الحُسْبانُ حِسابُ مَا كَسَبَتْ يَداك. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ الزجاجُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ بَعِيدٌ، والقولُ مَا تَقَدَّمَ؛ وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم: أَنَّ اللهَ يُرْسِلُ، عَلَى جَنَّةِ الْكَافِرِ، مَرامِيَ مِنْ عَذابِ النارِ، إِما بَرَداً وَإِمَّا حِجارةً، أَو غَيْرَهُمَا مِمَّا شاءَ، فيُهْلِكُها ويُبْطِلُ غَلَّتها وأَصْلَها. والحُسْبانة: الوِسادةُ الصَّغيرة، تَقُولُ مِنْهُ: حَسَّبْتُه إِذَا وَسَّدْتَه. قَالَ نَهِيك الفَزارِيُّ، يُخَاطِبُ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ: لتَقَيتَ، بالوَجْعاءِ، طَعْنةَ مُرْهَفٍ ... مُرَّانَ، أَو لَثَويْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ الوَجْعاءُ: الاسْتُ. يَقُولُ: لَوْ طَعَنْتُكَ لوَلَّيْتني دُبُرَكَ، واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بوَجعائِكَ، ولثَوَيْتَ هالِكاً، غَيْرَ مُكَرَّمٍ لَا مُوَسَّدٍ وَلَا مُكَفَّنٍ؛ أَو مَعْنَاهُ: أَنه لَمْ يَرْفَعْكَ حَسَبُكَ فيُنْجِيَكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَمْ يُعَظَّم حَسَبُكَ. والمِحْسَبة: الوِسادةُ مِنَ الأَدَمِ. وحَسَّبَه: أَجْلسه عَلَى الحُسْبانةِ أَو المِحْسَبة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لبِساطِ البَيْتِ: الحِلْسُ، ولِمَخادِّه: المَنابِذُ، ولمَساوِرِه: الحُسْباناتُ، ولحُصْرِه: الفُحولُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحةَ: هَذَا مَا اشْتَرَى طلحةُ مِن فُلانٍ فَتاه بخَمْسِمائةِ دِرْهم بالحسَبِ والطِّيبِ أَي بالكَرامةِ مِنَ المُشْتَرِي وَالْبَائِعِ، والرَّغْبةِ وطِيبِ النفْسِ مِنْهُمَا، وَهُوَ مِنْ حَسَّبْتُه إِذَا أَكْرَمْتَه؛ وَقِيلَ: مِنَ الحُسبانةِ، وَهِيَ الوِسادة الصغيرةُ، وَفِي حَدِيثِ سِماكٍ، قَالَ شُعْبةُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا حَسَّبُوا ضَيْفَهم شَيْئًا أَي مَا أَكْرَمُوه. والأَحْسَبُ: الَّذِي ابْيَضَّتْ جِلْدَته مِن داءٍ، فَفَسَدَتْ شَعَرَته، فَصَارَ أَحمرَ وأَبيضَ؛ يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ والإِبل. قَالَ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: وَهُوَ الأَبْرَصُ. وَفِي الصِّحَاحِ: الأَحْسَبُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي فِي شَعَرِ رأْسه شُقْرةٌ. قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: أَيا هِندُ لَا تنْكِحي بُوهةً، ... عَلَيْه عَقِيقَتُه، أَحْسَبا يَصِفُه باللُّؤْم والشُّحِّ. يَقُولُ: كأَنه لَمْ تُحْلَقْ عَقِيقَتُه فِي صِغَره حَتَّى شاخَ. والبُوهةُ: البُومة العَظِيمة، تُضْرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ. وعَقِيقَتُه: شَعَرُهُ الَّذِي يُولد بِهِ. يَقُولُ: لَا تَتَزَوَّجي مَن هَذِهِ صِفَتُه؛ وَقِيلَ هُوَ مِنَ الإِبل الَّذِي فِيهِ سَوادٌ وحُمْرة أَو بَياض، وَالِاسْمُ الحُسْبةُ، تَقُولُ مِنْهُ: أَحْسَبَ البَعِيرُ إحْساباً. والأَحْسَبُ: الأَبرص. ابْنُ الأَعرابي: الحُسْبَةُ سَوادٌ يَضْرِبُ إِلَى الحُمْرةِ؛ والكُهْبةُ: صُفرة تَضرِبُ إِلَى حُمْرَةٍ؛ والقُهْبةُ: سَواد يَضْرِبُ إِلَى الخُضْرة؛ والشهْبةُ: سَوَادٌ وَبَيَاضٌ؛ والحُلْبةُ: سَوَادٌ صِرْف؛ والشُّرْبةُ: بَياضٌ مُشْرَبٌ بحُمْرةٍ؛ واللُّهْبة: بَيَاضٌ ناصعٌ نَقِيٌّ؛ والنُّوبة: لَونُ الخِلاسِيِّ، وَهُوَ الَّذِي أَخَذ مِنْ سَواد شَيْئًا، وَمِنْ بَيَاضٍ شَيْئًا كأَنه وُلِدَ

مِنْ عَرَبيّ وحَبَشِيَّة. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ الكلابيُّ: الأَحْسَبُ مِنَ الإِبل: الَّذِي فِيهِ سَواد وحُمرة وبَياضٌ، والأَكْلَفُ نَحْوُهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ الَّذِي لَا لَونَ لَهُ الَّذِي يُقَالُ فِيهِ أَحْسَبُ كَذَا، وأَحْسَبُ كَذَا. والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ المَيِّتِ؛ وَقِيلَ: تَكْفِينُه؛ وَقِيلَ: هُوَ دَفْنُ الميِّتِ فِي الْحِجَارَةِ؛ وأَنشد: غَداةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ، غيرَ مُحَسَّبِ «3» أَي غَيْرَ مَدْفُون، وَقِيلَ: غَيْرَ مُكَفَّن، وَلَا مُكَرَّم، وَقِيلَ: غَيْرُ مُوَسَّدٍ، والأَول أَحسن. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف التَّحْسِيبَ بِمَعْنَى الدَّفْن فِي الْحِجَارَةِ، وَلَا بِمَعْنَى التَّكْفِين، وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ غيرَ مُحَسَّب أَي غَيْرَ مُوَسَّد. وَإِنَّهُ لَحَسنُ الحِسْبةِ فِي الأَمْر أَي حَسَنُ التدبير النَّظَرِ فِيهِ، وَلَيْسَ هُوَ مِنِ احْتِسابِ الأَجْر. وَفُلَانٌ مُحْتَسِبُ البَلَدِ، وَلَا تَقُلْ مُحْسِبُه. وتَحَسَّب الخبَرَ: اسْتَخْبَر عَنْهُ، حجازِيَّةٌ. قَالَ أَبو سِدْرَةَ الأَسدي، وَيُقَالُ: إِنَّهُ هُجَيمِيٌّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي الهُجَيْمِ: تَحَسَّب هَوَّاسٌ، وأَيْقَنَ أَنَّني ... بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ واحدٍ لَا أُغامِرُهْ فقلتُ لَهُ: فَاهَا لِفِيكَ، فإنَّها ... قَلُوصُ امْرِئٍ، قاريكَ مَا أَنتَ حاذِرُه يَقُولُ: تَشَمَّمَ هَوّاسٌ، وَهُوَ الأَسَدُ، نَاقَتِي، وظَنَّ أَني أَتركُها لَهُ، وَلَا أُقاتِله. وَمَعْنَى لَا أُغامِرُه أَي لَا أُخالِطُه بِالسَّيْفِ، وَمَعْنَى مِنْ وَاحِدٍ أَي مِنْ حَذَر واحدٍ، والهاءُ فِي فَاهَا تَعُودُ عَلَى الداهِية أَي أَلزَم اللهُ فَاهَا لِفيكَ، وَقَوْلُهُ: قاريكَ مَا أَنتَ حاذِرُه، أَي لَا قِرى لَكَ عِنْدِي إِلَّا السَّيفُ. واحْتَسَبْتُ فُلَانًا: اختبرْتُ مَا عِنْدَهُ، والنِّساءُ يَحْتَسِبْنَ مَا عِندَ الرِّجال لَهُنَّ أَي يَخْتَبِرْنَ. أَبو عُبَيْدٍ: ذَهَبَ فُلَانٌ يَتَحَسَّبُ الأَخْبارَ أَي يَتَجَسَّسُها، بِالْجِيمِ، ويَتَحَسَّسُها، ويَطْلُبها تَحَسُّباً. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: أَنهم كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فيَتَحَسَّبُون الصَلاةَ فَيَجِيئُون بِلَا داعٍ أَي يَتَعَرَّفُون ويَتَطَلَّبُون وَقْتَها ويَتَوَقَّعُونه فيَأْتُون المَسْجد قَبْلَ أَن يَسْمَعُوا الأَذان؛ وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: يَتَحَيَّنُون مِنَ الحِينِ الوَقْتِ أَي يَطْلُبون حِينَها. وَفِي حَدِيثِ بعْضِ الغَزَواتِ: أَنهم كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبار أَي يَتَطلَّبُونها. واحْتَسَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ: أَنكر عَلَيْهِ قَبِيحَ عَمَلِهِ؛ وَقَدْ سَمَّتْ (أَي العربُ) حَسِيباً وحُسَيْباً. حشب: الحَشِيبُ والحَشِيبيُّ والحَوْشَبُ: عَظْمٌ فِي بَاطِنِ الْحَافِرِ، بَيْنَ العَصَبِ والوَظِيف؛ وَقِيلَ: هُوَ حَشْوُ الحافِر؛ وَقِيلَ: هُوَ عُظَيْم صَغِيرٌ، كالسُّلامَى فِي طَرَف الوَظِيف، بينَ رَأْسِ الوَظِيف ومُسْتَقَرِّ الْحَافِرِ، مِمَّا يَدخل فِي الجُبَّةِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَوْشَبُ حَشْوُ الحافِر، والجُبَّةُ الَّذِي فِيهِ الحَوْشَبُ، والدَّخِيسُ بينَ اللَّحْم والعَصَبِ. قَالَ الْعَجَّاجُ: فِي رُسُغٍ لَا يَتَشَكَّى الحَوْشَبا، ... مُسْتَبطِناً، معَ الصَّمِيمِ، عَصَبا وَقِيلَ: الحَوْشَبُ: مَوْصِلُ الوَظِيفِ فِي رُسْغِ

_ (3). قوله [في الرمل] هي رواية الأَزهري ورواية ابن سيدة في الترب.

الدَّابةِ. وَقِيلَ: الحَوْشَبانِ مِنَ الْفَرَسِ: عَظْما الرُّسْغ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: عَظْما الرُّسْغَيْنِ. والحَوْشَبُ: العَظِيمُ البَطْنِ. قَالَ الأَعلم الْهُذَلِيُّ: وتَجُرُّ مُجْريةٌ، لَهَا ... لَحْمِي، إلى أَجْرٍ حَواشِبْ أَجْرٍ: جَمْعُ جِرْوٍ، عَلَى أَفْعُلٍ. وأَراد بالمُجْرِيةِ: ضَبُعاً ذَاتُ جِراءٍ، وَقِيلَ: هُوَ العَظِيمُ الجَنْبَينِ، والأُنثى بالهاءِ. قَالَ أَبو النَّجْمِ: لَيْسَتْ بَحَوْشَبةٍ يَبِيتُ خِمارُها، ... حَتَّى الصَّباحِ، مُثَبَّتاً بِغِراءِ يَقُولُ: لَا شَعَرَ عَلَى رأْسِها فَهِيَ لَا تَضَع خِمارَها. والحَوْشَبُ: المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ. وَقَوْلُ ساعدة ابن جُؤَيَّةَ: فالدَّهْرُ، لَا يَبْقَى عَلَى حَدَثانِه ... أَنَسٌ لَفِيفٌ، ذُو طَرائفَ، حَوْشَبُ قَالَ السُّكَّرِيُّ: حَوْشَبٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ، فَاسْتَعَارَ ذَلِكَ لِلْجَمْعِ الْكَثِيرِ، وَمِمَّا يُذكر مِنْ شِعْرِ أَسد بْنِ ناعِصةَ: وخَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه، ... يُجاوِبُ حَوْشَبَه القَعْنَبُ قِيلَ: القَعْنَبُ: الثَّعْلَب الذَّكر. والحَوْشَبُ: الأَرْنَب الذَّكَرُ؛ وَقِيلَ: الحَوْشَبُ: العِجْل، وَهُوَ وَلد البَقرة. وَقَالَ الْآخَرُ: كأَنَّها، لمَّا ازْلأَمَّ الضُّحَى، ... أُدْمانةٌ يَتْبَعُها حَوْشَبُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحَوْشَبُ: الضَّامِرُ، والحَوْشَبُ: العَظِيمُ البَطْنِ، فَجَعَلَهُ مِنَ الأَضداد. وَقَالَ: فِي البُدْنِ عِفْضاجٌ، إِذَا بَدَّنْتَه، ... وَإِذَا تُضَمِّرهُ، فحَشْرٌ حَوْشَبُ فالحَشْرُ: الدَّقِيقُ، والحَوْشَب: الضامِرُ. وَقَالَ المؤَرج: احْتَشَب القومُ احْتِشاباً إِذَا اجْتَمَعُوا. وَقَالَ أَبو السَّمَيْدَعِ الأَعرابي: الحَشِيبُ مِنَ الثِّياب. والخَشِيبُ والجَشِيبُ: الغَلِيظُ. وَقَالَ المؤَرج: الحَوْشَبُ والحَوْشَبةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ، وحَوْشَبٌ: اسم. حصب: الحَصْبةُ والحَصَبةُ والحَصِبةُ، بِسُكُونِ الصَّادِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا: البَثْر الَّذِي يَخْرُج بالبَدَن وَيَظْهَرُ فِي الجِلْد، تَقُولُ مِنْهُ: حَصِبَ جِلدُه، بِالْكَسْرِ، يَحْصَبُ، وحُصِبَ فَهُوَ مَحْصُوبٌ. وَفِي حَدِيثُ مَسْرُوقٍ: أَتَيْنا عبدَ اللهِ فِي مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ ، هُمُ الَّذِينَ أَصابَهم الجُدَرِيُّ والحَصْبةُ. والحَصَبُ والحَصْبةُ: الحجارةُ وَالْحَصَى، وَاحِدَتُهُ حَصَبةٌ، وَهُوَ نَادِرٌ. والحَصْباء: الحَصى، وَاحِدَتُهُ حَصَبة، كقَصَبةٍ وقَصْباءَ؛ وَهُوَ عِنْدُ سِيبَوَيْهِ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ الكَوْثَرِ: فأَخرج مِنْ حَصْبائه، فَإِذَا ياقُوتٌ أَحمرُ ، أَي حَصاه الَّذِي فِي قَعْره. وأَرضٌ حَصِبةٌ ومَحْصَبةٌ، بِالْفَتْحِ: كَثِيرَةُ الحَصباءِ. قَالَ الأَزهري: أَرض مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْباء، ومَحْصاةٌ: ذاتُ حَصى. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَرضٌ مَحْصَبةٌ: ذاتُ حَصْبةٍ، ومَجْدَرةٌ: ذاتُ جُدَرِيٍّ، ومكانٌ حاصِبٌ: ذُو حَصْباء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عَنْ مَسِّ الحَصْباءِ فِي الصلاةِ ،

كَانُوا يُصَلُّون عَلَى حَصْباءِ الْمَسْجِدِ، وَلَا حائلَ بَيْنَ وُجُوهِهِمْ وبَيْنَها، فَكَانُوا إِذَا سَجَدُوا، سَوَّوْها بأَيديهم، فنُهُوا عَنْ ذَلِكَ، لأَنه فِعْلٌ مِنْ غَيْرِ أَفعالِ الصَّلَاةِ، والعَبَثُ فِيهَا لَا يَجُوزُ، وتَبْطُلُ بِهِ إِذَا تكرَّر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ مَسِّ الحَصْباءِ فَوَاحِدَةٌ ، أَي مَرَّةً وَاحِدَةً، رُخِّصَ لَهُ فِيهَا، لأَنها غَيْرُ مُكَرَّرَةٍ. ومكانٌ حَصِبٌ: ذُو حَصباء عَلَى النَّسَب، لأَنا لَمْ نَسْمع لَهُ فِعْلًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب. فكَرَعْنَ فِي حَجَراتِ عَذْبٍ بارِدٍ، ... حَصِبِ البِطاحِ، تَغِيبُ فِيهِ الأَكْرُعُ والحَصْبُ: رَمْيُكَ بالحَصْباءِ. حَصَبَهُ يَحْصِبُه حَصْباً «1»: رَمَاهُ بالحَصْباءِ وتحاصَبُوا: تَرامَوْا بالحَصْباءِ، والحَصْباءُ: صِغارُها وكِبارُها. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي جاءَ فِي مَقْتَل عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّهُمْ تَحاصَبُوا فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى مَا أُبْصِرَ أَدِيمُ السماءِ ، أَي تَرامَوْا بالحَصْباءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه رأَى رَجلين يَتَحدّثان، والإِمامُ يَخْطُب، فَحَصَبَهما أَي رَجَمَهُما بالحَصْباءِ ليُسَكّتَهُما. والإِحْصابُ: أَن يُثِيرَ الحَصى فِي عَدْوِه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ فِي الفَرَس وَغَيْرُهُ مِمَّا يَعْدُو؛ تَقُولُ مِنْهُ: أَحْصَبَ الفرسُ وَغَيْرُهُ. وحَصَّبَ الموضعَ: أَلقَى فِيهِ الحَصى الصِّغار، وفَرَشَه بالحَصْباءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَمَرَ بتَحْصِيبِ الْمَسْجِدِ ، وَذَلِكَ أَن يُلقَى فِيهِ الحَصى الصغارُ، لِيَكُونَ أَوْثرَ للمُصَلِّي، وأَغْفَرَ لِما يُلْقى فِيهِ مِنَ الأَقْشابِ والخَراشِيِّ والأَقْذارِ. والحَصْباءُ: هُوَ الحَصى الصِّغَارُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الآخَرُ: أَنه حَصَّبَ المسجدَ وَقَالَ هُوَ أَغْفَرُ للنُّخَامةِ ، أَي أَسْتَرُ للبُزاقة، إِذَا سقَطَت فِيهِ؛ والأَقْشابُ: مَا يَسْقُط مِنْ خُيوطِ خِرَقٍ، وأَشياء تُسْتَقْذَر. والمُحصَّب: مَوْضِعُ رَمْيِ الجِمار بِمِنىً، وَقِيلَ: هُوَ الشِّعْبُ الَّذِي مَخْرَجُه إِلَى الأَبْطَحِ، بَيْنَ مَكَّةَ ومِنى، يُنامُ فِيهِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يُخرج إِلَى مَكَّةَ، سُمّيا بِذَلِكَ للحَصى الَّذِي فِيهِمَا. وَيُقَالُ لِمَوْضِعِ الْجِمَارِ أَيضاً: حِصاب، بِكَسْرِ الحاءِ. قَالَ الأَزهري: التَّحْصِيبُ النَّوْمُ بالشِّعْبِ، الَّذِي مَخْرَجُه إِلَى الأَبْطَحِ سَاعَةً مِن الليلِ، ثُمَّ يُخْرَجُ إِلَى مكةَ، وَكَانَ مَوْضِعًا نَزَلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِن غَيْرِ أَن سَنَّه للناسِ، فَمَن شاءَ حَصَّبَ، وَمَنْ شاءَ لَمْ يُحَصِّبْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَيْسَ التَّحْصِيبُ بشيءٍ ، أَرادت بِهِ النومَ بالمُحَصَّبِ، عِنْدَ الخُروجِ مِنْ مَكةَ، سَاعَةً والنُّزُولَ بِهِ. ورُوِي عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: يَنْفِرُ الناسُ كُلُّهم إلَّا بَنِي خُزَيْمَةَ ، يَعْنِي قُرَيْشًا لَا يَنْفِرُون فِي النَّفْرِ الأَوّل. قَالَ وَقَالَ: يَا آلَ خُزَيْمَةَ حَصِّبُوا أَي أَقِيموُا بالمُحَصَّبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّحْصِيبُ إِذَا نَفَر الرَّجلُ مِن مِنى إِلَى مَكَّةَ، للتّوْدِيعِ، أَقامَ بالأَبْطَحِ حَتَّى يَهْجَعَ بِهَا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَدْخُل مَكَّةَ. قَالَ: وَهَذَا شيءٌ كَانَ يُفْعَل، ثُمَّ تُرِكَ؛ وخُزَيْمَةُ هُمْ قُرَيْش وكِنانةُ، وَلَيْسَ فِيهِمْ أَسَدٌ. وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: التَّحْصِيبُ: نُزولُ المُحَصَّب بِمَكَّةَ. وأَنشد: فَلِلّهَ عَيْنا مَن رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ ... أَشَتَّ، وأَنْأَى مِنْ فِراقِ المُحَصَّبِ

_ (1). قوله [حصبه يحصبه] هو من باب ضرب وفي لغة من باب قتل انتهى مصباح.

وَقَالَ الأَصمعي: المُحَصَّبُ: حَيْثُ يُرْمَى الجمارُ؛ وأَنشد: أَقامَ ثَلَاثًا بالمُحَصَّبِ مِن مِنًى، ... ولَمَّا يَبِنْ، للنَّاعِجاتِ، طَرِيقُ وَقَالَ الرَّاعِي: أَلم تَعْلَمي، يَا أَلأَمَ النَّاسِ، أَنَّني ... بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ، وعِندَ المُحَصَّبِ يُرِيدُ مَوْضِعَ الجِمار. والحاصِبُ: رِيحٌ شَدِيدة تَحْمِل التُّرابَ والحَصْباءَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا تَناثَر مِنْ دُقاقِ البَرَد والثَّلْجِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً ؛ وَكَذَلِكَ الحَصِبةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: جَرَّتْ عَلَيها، أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها، ... أَذْيالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ «1» وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً ؛ أَي عَذاباً يَحْصِبُهم أَي يَرْمِيهم بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيل؛ وَقِيلَ: حاصِباً أَي رِيحًا تَقْلَعُ الحَصْباء لِقُوَّتِهَا، وَهِيَ صِغَارُهَا وَكِبَارُهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ للخَوارج: أَصابَكم حاصِبٌ أَي عَذابٌ مِنَ اللَّهِ، وأَصله رُميتم بالحَصْباءِ مِنَ السماءِ. وَيُقَالُ للرِّيحِ الَّتِي تَحْمِل الترابَ والحَصى: حاصِبٌ، وللسَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج: حاصِبٌ، لأَنه يَرْمِي بِهِمَا رَمْياً؛ قَالَ الأَعشى: لَنَا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى، ... وجَأْواءُ تُبْرقُ عَنْهَا الهَيُوبا أَراد بالحاصِب: الرُّماةَ. وَقَالَ الأَزهري: الحاصِبُ: العَدَدُ الكَثِيرُ مِنَ الرَّجَّالةِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: لَنَا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى ابْنُ الأَعرابي: الحاصِبُ مِن التُّرَابِ مَا كَانَ فِيهِ الحَصْباء. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحاصِبُ: الحَصْباء فِي الرِّيح، كَانَ يَوْمُنا ذَا حاصِبٍ. ورِيحٌ حاصِبٌ، وَقَدْ حصَبَتْنا تَحْصِبُنا. وريحٌ حَصِبةٌ: فِيهَا حَصباء. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَفِيفُ نافِجةٍ، عُثْنُونُها حَصِب والحَصَبُ: كُلُّ مَا أَلقَيْتَه فِي النَّار مِنْ حَطَب وَغَيْرِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ . قَالَ الفرَّاءُ: ذَكَرَ أَن الحَصَبَ فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ الحَطَبُ. ورُوِي عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ. وكلُّ مَا أَلْقَيْتَه فِي النَّارِ، فَقَدْ حَصَبْتَها بِهِ، وَلَا يَكُونُ الحَصَبُ حَصَباً، حَتَّى يُسْجَر بِهِ. وَقِيلَ: الحَصَبُ: الحَطَبُ عَامَّةً. وحَصَبَ النارَ بالحَصَبِ يَحْصُبها حَصْباً: أَضْرَمَها. الأَزهري: الحَصَبُ: الحَطَبُ الَّذِي يُلْقَى فِي تَنُّور، أَو فِي وَقُودٍ، فأَمّا مَا دَامَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ للسُّجُورِ، فَلَا يُسَمَّى حَصَباً. وحَصَبْتُه أَحْصِبُه: رمَيْته بالحَصْباءِ. والحَجرُ المَرْمِيُّ بِهِ: حَصَبٌ، كَمَا يُقَالُ: نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمنفوضُ نَفَضٌ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَي يُلْقَوْن فِيهَا، كَمَا يُلْقَى الحَطَبُ فِي النارِ. وَقَالَ الفرّاءُ: الحَصَبُ فِي لُغَةِ أَهل نَجْدٍ: مَا رَمَيْتَ بِهِ فِي النَّارِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَصَبُ جَهَنَّمَ : هُوَ

_ (1). قوله [جرت عليها] كذا هو فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ أيضاً والذي في التكملة جرت عليه.

حَطَبُ جَهَنَّمَ بالحَبَشية. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: إِنْ كَانَ أَراد أَن الْعَرَبَ تَكَلَّمَتْ بِهِ فَصَارَ عَرَبيةً، وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ غيرُ العربيةِ. وحَصَبَ فِي الأَرض: ذَهَبَ فِيهَا. وحَصَبةُ: اسْمُ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلَسْتَ عَبْدَ عامِرِ بنِ حَصَبَهْ ويَحْصَبُ: قبيلةٌ، وَقِيلَ: هِيَ يَحْصُبُ، نُقِلَتْ مِنْ قَوْلِكَ حَصَبَه بِالْحَصَى، يَحْصُبُه، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَفِي الصِّحَاحِ: ويَحْصِبُ، بِالْكَسْرِ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَإِذَا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: يَحْصَبِيٌّ، بِالْفَتْحِ، مثل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ. حصلب: الحِصْلِبُ والحِصْلِمُ: التُّرَابُ. حضب: الحِضْبُ والحُضْبُ جَمِيعًا: صَوْتُ القَوْس، وَالْجَمْعُ أَحْضابٌ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ حِضْبٌ وحَبْضٌ، وَهُوَ صَوْتُ القَوْسِ. والحَضْبُ والحِضْبُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَيّاتِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ الضَّخْمُ مِنْهَا. قَالَ: وكلُّ ذَكَرٍ مِنَ الحَيَّاتِ حِضْبٌ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: هُوَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ كالأَسْوَدِ والحُفَّاثِ وَنَحْوِهِمَا؛ وَقِيلَ: هُوَ حَيَّة دَقِيقَةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَبْيضُ مِنْهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جاءَتْ تَصَدَّى خَوْفَ حِضْبِ الأَحْضابْ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: وَقَدْ تَطَوَّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ، ... بَيْنَ قَتادِ رَدْهةٍ وشِقْبِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ الوَتَرَ، وأَن يَكُونَ أَراد الحَيَّةَ. والحَضَبُ: الحَطَبُ فِي لُغَةِ الْيَمَنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ كلُّ مَا أَلْقَى فِي النَّارِ مِن حَطَبٍ وَغَيْرِهِ، يُهَيِّجُها بِهِ. والحَضَبُ: لُغَةٌ فِي الحَصَب، وَمِنْهُ قرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَبُ جَهنمَ، مَنْقُوطَةً. قَالَ الفرَّاءُ: يُرِيدُ الحَصَبَ. وحَضَبَ النارَ يَحْضِبُها: رَفَعَها. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: حَضَبْتُ النارَ إِذَا خَبَتْ فأَلْقَيْتَ عَلَيْهَا الحَطَبَ، لتَقِدَ. والمِحْضَبُ: المِسعَرُ، وَهُوَ عُود تُحَرَّكُ بِهِ النارُ عِنْدَ الإِيقاد؛ قَالَ الأَعشى: فَلَا تَكُ، فِي حَرْبِنا، مِحْضَباً ... لِتَجْعَلَ قَوْمَكَ شَتَّى شُعُوبَا وَقَالَ الفرّاءُ: هُوَ المِحْضَبُ، والمِحْضَأُ، والمِحْضَجُ، والمِسْعَرُ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي حَاتِمٍ أَنه قَالَ: يُسمى المِقْلَى المِحْضَب. وأَحْضابُ الجبَلِ: جَوانِبُه وسَفْحُه، وَاحِدُهَا حِضْبٌ، وَالنُّونُ أَعلى. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الفرَّاءِ: الحَضْبُ، بِالْفَتْحِ: سُرْعةُ أَخْذِ الطَّرْقِ الرَّهْدَنَ، إِذَا نَقَر الحَبَّة؛ والطَّرْقُ: الفَخُّ، والرَّهْدَنُ: العُصْفُور. قَالَ: والحَضْبُ أَيضاً: انْقِلابُ الحَبْلِ حَتَّى يَسْقُط. والحَضْبُ أَيضاً: دُخول الحَبْلِ بَيْنَ القَعْو والبَكْرة، وَهُوَ مِثْلُ المَرَسِ، تَقُولُ: حَضِبَتِ البَكْرةُ ومَرِسَتْ، وتأْمر فَتَقُولُ: أَحْضِبْ، بِمَعْنَى أَمْرِسْ، أَي رُدَّ الحَبْل إلى مَجْراهُ. حضرب: حَضْربَ حَبْلَه ووَتَرَه: شدَّه. وكلُّ مَمْلُوءٍ مُحَضْرَبٌ، والظاء أَعلى. حطب: اللَّيْثُ: الحَطَبُ مَعْرُوفٌ. والحَطَبُ: مَا أُعِدَّ مِن الشجَرِ شَبُوباً للنَّارِ.

حَطَبَ يَحْطِبُ حَطْباً وحَطَباً: الْمُخَفَّفُ مَصَدَرٌ، وَإِذَا ثُقِّلَ، فَهُوَ اسْمٌ. واحْتَطَبَ احْتِطاباً: جَمَع الحَطَبَ. وحَطَبَ فُلَانًا حَطَباً يَحْطِبُه واحْتَطَبَ لَهُ: جَمَعَه لَهُ وأَتاهُ بِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمة: وهَلْ أَحْطِبَنَّ القَوْمَ، وَهْيَ عَرِيَّةٌ، ... أُصُولَ أَلاءٍ فِي ثَرًى عَمِدٍ جَعْدِ وحَطَبَنِي فُلَانٌ إِذَا أَتاني بالحَطَبِ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: خَبٌّ جَرُوزٌ، وَإِذَا جاعَ بَكَى، ... لَا حَطَبَ القَوْمَ، وَلَا القومَ سَقَى ابْنُ بَرِّيٍّ: الخَبُّ: اللَّئِيمُ. والجَرُوزُ: الأَكُولُ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَحْتَطِبُ الحَطَبَ فيَبِيعُه: حَطَّابٌ. يُقَالُ: جاءَت الحَطَّابةُ. والحَطّابةُ: الَّذِينَ يَحْتَطِبُون. الأَزهري: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: احْتَطَبَ عَلَيْهِ فِي الأَمر، واحتَقَبَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ورَجُل حاطِبُ لَيْلٍ: يتَكلّم بالغَثِّ وَالسَّمِينِ، مُخَلِّطٌ فِي كلامِه وأَمْرِه، لَا يَتَفَقَّدُ كَلامَه، كالحاطِبِ بِاللَّيْلِ الَّذِي يَحْطِبُ كُلَّ رَدِيءٍ وجَيَّدٍ، لأَنه لا يُبْصِرُ مَا يَجْمعُ فِي حَبْلِه. الأَزهري: شُبِّه الجانِي عَلَى نَفْسه بِلِسانِه، بحاطِبِ اللَّيلِ، لأَنه إِذَا حَطَبَ لَيْلًا، رُبما وقَعَتْ يَدُه عَلَى أَفْعَى فنَهَسَتْه، وَكَذَلِكَ الذي لا يَزُمُّ لِسانَه ويَهْجُو الناسَ ويَذُمُّهمْ، رُبما كَانَ ذَلِكَ سَبَباً لِحَتْفِه. وأَرضٌ حَطِيبةٌ: كَثِيرَةُ الحَطَبِ، وَكَذَلِكَ وادٍ حَطِيبٌ؛ قَالَ: وادٍ حَطِيبٌ عَشِيبٌ ليسَ يَمْنَعُه ... مِنَ الأَنِيسِ حِذارُ اليَوْمِ ذِي الرَّهَجِ وَقَدْ حَطِبَ وأَحْطَبَ. واحْتَطَبتِ الإِبلُ: رَعَتْ دِقَّ الحَطَبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ وَذَكَرَ إبلًا: إنْ أَخْصَبَتْ تَرَكَتْ مَا حَوْلَ مَبْرَكِها ... زَيْناً، وتُجْدِبُ، أَحْياناً، فَتَحْتَطِبُ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ: إِذَا احْتَطَبَتْه نِيبُها، قَذَفَتْ بِهِ ... بَلاعِيمُ أَكْراشٍ، كأَوْعِيةِ الغَفْرِ وَبَعِيرٌ حَطَّابٌ: يَرْعَى الحَطَبَ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِن صِحَّةٍ، وفَضْلِ قُوَّةٍ. والأُنثى حَطَّابةٌ. وَنَاقَةٌ مُحاطِبةٌ: تأْكل الشَّوْكَ اليابِسَ. والحِطابُ فِي الكَرْمِ: أَن يُقْطَعَ حَتَّى يُنْتَهى إِلَى مَا جَرَى فِيهِ الماءُ. واسْتَحْطَبَ العِنَبُ: احْتاجَ أَن يُقْطَع شيءٌ مِنْ أَعالِيهِ. وحَطَبُوه: قَطَعُوه. وأَحْطَبَ الكَرْمُ: حانَ أَن يُقْطَعَ مِنْهُ الحَطَبُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: العِنَبُ كُلَّ عامٍ يُقْطَعُ مِنْ أَعالِيهِ شيءٌ، ويُسمَّى مَا يُقْطَعُ مِنْهُ: الحِطابُ. يُقَالُ: قَدِ اسْتَحْطَبَ عِنَبُكم، فاحْطِبُوه حَطْباً أَي اقْطَعُوا حَطَبَه. والمِحْطَبُ: المِنْجَلُ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ. وحَطَبَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ: سَعَى بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورة تَبَّتْ: وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ؛ قِيلَ: هُوَ النَّمِيمةُ؛ وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَحْمِل الشَّوْك، شَوْكَ العِضاهِ، فتُلْقِيهِ عَلَى طَرِيقِ سَيِّدِنا رَسُول اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطَريقِ أَصحابه، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. قَالَ الأَزهري: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّها أُمُّ جَميلٍ امرأَةُ أَبي لَهَبٍ، وكانتْ تَمْشِي بالنَّمِيمة؛ وَمِنْ ذَلِكَ قولُ الشَّاعِرِ: مِن البِيضِ لَمْ تُصْطَدْ عَلَى ظَهْرِ لأْمَةٍ، ... وَلَمْ تَمْشِ، بينَ الحَيِّ، بالحَطَبِ الرَّطْبِ

يَعْنِي بالحَطَبِ الرَّطْبِ النَّمِيمةَ. والأَحْطَبُ: الشَّدِيدُ الهُزال. والحَطِبُ مِثْلُه. وخصَّصه الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: الرَّجل الشَّديدُ الهُزالِ وَقَدْ سَمَّتْ حاطِباً وحُوَيْطِباً. وقولُهم: صَفْقةٌ لَمْ يَشْهَدْها حاطِبٌ، هُوَ حاطِبُ بْنُ أَبي بَلْتَعةَ، وَكَانَ حازِماً. وَبَنُو حاطِبةَ: بَطْنٌ. وحَيْطُوبٌ: مَوْضِعٌ. حظب: الحاظِبُ والمُحْظَئِبُّ: السَّمِينُ ذُو البِطْنةِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي امْتَلأَ بَطْنُه. وَقَدْ حَظَبَ يَحْظُبُ حَظْباً وحُظُوباً وحَظِبَ حَظَباً: سَمِنَ. الأُمَويُّ: مِنْ أَمْثالِهم فِي بَابِ الطَّعامِ: اعْلُلْ تَحْظُبْ [تَحْظِبْ] «2». أَي كُلْ مَرَّةٍ بَعْدَ أَخرى تَسْمَنْ، وَقِيلَ أَي اشْرَبْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ تَسْمَنْ. وحَظَبَ مِن الماءِ: تَمَلَّأَ. يُقَالُ مِنْهُ: حَظَبَ يَحْظِبُ حُظُوباً: إِذَا امْتلأَ، وَمِثْلُهُ كَظَبَ يَكْظِبُ كُظُوباً. وَقَالَ الفرَّاءُ: حَظَبَ بَطْنُه حُظُوباً وكَظَب إِذَا انْتَفَخَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رأَيت فُلَانًا حَاظِبًا ومُحْظَئِبّاً أَي مُمتَلِئاً بَطِيناً. ورَجُل حَظِبٌ وحُظُبٌّ: قَصِير، عَظِيم البَطنِ. وامرأَة حَظِبةٌ وحِظَبّةٌ وحُظُبَّةٌ: كَذَلِكَ. الأَزهري: رَجُلٌ حُظُبَّةٌ حُزُقَّةٌ إِذَا كَانَ ضَيِّقَ الخُلُقِ، ورَجلُ حُظُبٌّ أَيضاً؛ وأَنشد: حُظُبٌّ، إِذَا ساءلْتِهِ أَو تَرَكْتِه، ... قَلاكِ، وإنْ أَعْرَضْتِ راءَى وسَمَّعَا ووَتَرٌ حُظُبٌّ: جافٍ غَلِيظٌ شَدِيدٌ. والحُظُبُّ: البَخِيل. والحُظُبَّى: الظَّهْرُ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الظَّهْرِ، وَقِيلَ: صُلْبُ الرَّجُلِ. قَالَ الفِنْدُ الزِّمانيُّ، وَاسْمُهُ شَهْلُ بْنُ شَيْبانَ: ولَوْلا نَبْلُ عَوْضٍ فِي ... حُظَبَّايَ وأَوْصالِي أَراد بالعَوْضِ الدَّهْر؛ قَالَ كُرَاعٌ: لَا نَظِيرَ لَهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ لَهَا نَظائِرَ: بُذُرَّى مِنَ البَذْر، وحُذُرَّى مِنَ الحَذَر، وغُلُبَّى مِن الغَلَبةِ، وحُظُبَّاهُ: صُلْبُه. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الحُظُنْبَى، بِالنُّونِ: الظَّهْرُ، ويَرْوِي بَيْتَ الفِنْدِ الزِّماني: فِي حُظُنْبايَ وأَوْصالي . الأَزهري، عَنِ الفرَّاءِ: مِنْ أَمثال بَني أَسَدٍ: اشْدُدْ حُظُبَّى قَوْسَكَ؛ يُرِيدُ اشْدُدْ يَا حُظُبَّى قَوْسَكَ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ، أَي هَيِّئْ أَمْرَكَ. حظرب: المُحَظْرَبُ: الشَّديدُ الفَتْلِ. حَظْرَبَ الوَتَرَ والحَبْلَ: أَجادَ فَتْلَه، وشَدَّ تَوْتِيرَه. وحَظْرَبَ قَوْسَه: إِذَا شدَّ تَوْتِيرَها. ورَجلٌ مُحَظْرَبٌ: شَديدُ الشَّكِيمةِ، وَقِيلَ: شَديدُ الخَلْقِ والعَصَبِ مَفْتُولُهما. الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: والمُحَظْرَبُ: الضّيِّقُ الخُلُق؛ قَالَ طَرَفةُ بْنُ الْعَبْدِ: وأَعْلَمُ عِلْماً، ليسَ بالظَّنِّ، أَنه ... إِذَا ذَلَّ مَوْلى المَرْءِ، فَهْوَ ذَلِيلُ وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، مَا لَمْ يَكُنْ لَه ... حَصاةُ، عَلى عَوْراتِه، لَدَلِيلُ

_ (2). قوله [تحظب] ضبطت الظاء بالضم في الصحاح وبالكسر في التهذيب

وكائنْ تَرَى مِنْ لَوْذَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ، ... وليسَ لَهُ، عِندَ العَزِيمةِ، جُولُ «1» يَقُولُ: هُوَ مُسَدَّدٌ، حَديدُ اللِّسَانِ، حَديدُ النظَر، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ الأُمور، وجَدْتَ غَيْرَهُ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ نَظَرُه وحِدَّتُه، أَقْوَمَ بِهَا مِنْهُ. وَكَائِنٌ بِمَعْنَى كَمْ، وَيُرْوَى يَلْمَعيٍّ وأَلْمَعِيٍّ، وَهُوَ الرَّجُلُ المُتَوَقِّدُ ذَكاءً، وَقَدْ فَسَّرَهُ أَوس بْنُ حَجَرٍ فِي قَوْلِهِ: الأَلْمَعِيُّ، الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الظَّنَّ، ... كأَنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعا والجُولُ: العَزيمةُ. وَيُقَالُ: العَقْلُ. والحَصاةُ أَيضاً: العَقْلُ، يُقَالُ: هُوَ ثابتُ الحَصاة، إِذَا كَانَ عَاقِلًا. وضَرْعٌ مُحَظْرَبٌ: ضَيِّقُ الأَخلاف. وكُلّ مَمْلوءٍ مُحَظْرَبٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الضَّادِ. والتَّحَظْرُبُ: امْتِلاءُ البَطْنِ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. حظلب: الأَزهري، ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَظْلَبةُ «2»: العَدْوُ. حقب: الحَقَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحِزامُ الَّذِي يَلِي حَقْوَ البَعِير. وَقِيلَ: هُوَ حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ فِي بَطْنِ البَعِير مِمَّا يَلِي ثِيلَه، لِئَلَّا يُؤْذِيَه التَّصْديرُ، أَو يَجْتَذِبَه التَّصْديرُ، فَيُقَدِّمَه؛ تَقُولُ مِنْهُ: أَحْقَبْتُ البَعِيرَ. وحَقِبَ، بِالْكَسْرِ، حَقَباً فَهُوَ حَقِبٌ: تَعَسَّرَ عَلَيْهِ البَوْلُ مِن وُقُوعِ الحَقَبِ عَلَى ثِيلِه؛ وَلَا يُقَالُ: ناقةٌ حَقِبةٌ لأَنَّ النَّاقَةَ لَيس لَهَا ثِيلٌ. الأَزهري: مِنْ أَدَواتِ الرَّحْلِ الغَرْضُ والحَقَبُ، فأَما الغَرْضُ فَهُوَ حِزامُ الرَّحْلِ، وأَما الحَقَبُ فَهُوَ حَبْلٌ يَلِي الثِّيلَ. وَيُقَالُ: أَخْلَفْتُ عَنِ البَعِير، وَذَلِكَ إِذَا أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه، فيَحْقَبُ هُوَ حَقَباً، وَهُوَ احْتِباسُ بَوْلِه؛ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الناقةِ لأَنَّ بَوْلَ الناقةِ مِنْ حَيائها، وَلَا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحَياءَ؛ والإِخْلافُ عَنْهُ: أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيُجْعَلَ مِمَّا يَلِي خُصْيَتَي البَعِير. وَيُقَالُ: شَكَلْت عَنِ البَعير، وَهُوَ أَن تَجْعَلَ بَيْنَ الحَقَب والتَّصْدير خَيْطاً، ثُمَّ تَشُدَّه لِئَلَّا يَدْنُوَ الحَقَبُ مِنَ الثِّيلِ. وَاسْمُ ذَلِكَ الخَيْطِ: الشِّكالُ. وجاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَا رَأْي لِحازِقٍ، وَلَا حاقِبٍ، وَلَا حاقِنٍ ؛ الحازِقُ: الَّذِي ضاقَ عَلَيْهِ خُفُّه، فَحَزَقَ قَدَمَه حَزْقاً، وكأَنه بِمَعْنَى لَا رأْي لِذِي حَزْقٍ؛ والحاقِبُ: هُوَ الَّذِي احْتاجَ إِلَى الخَلاءِ، فَلَمْ يَتَبَرَّزْ، وحَصَرَ غائطَه، شُبِّه بالبَعِير الحَقِبِ الَّذِي قَدْ دَنا الحَقَبُ مِن ثِيلِه، فمنَعَه مِنْ أَن يَبُولَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُهِيَ عَنْ صَلَاةِ الحاقِبِ والحَاقِن. وَفِي حَدِيثِ عُبادةَ بْنِ أَحْمَر: فجمَعْتُ إبِلي، ورَكِبْتُ الفَحْلَ، فحَقِبَ فَتَفاجَّ يَبُولُ، فَنَزَلْتُ عَنْهُ. حَقِبَ البعيرُ إِذَا احْتَبَسَ بَوْلُه. وَيُقَالُ: حَقِبَ العامُ إِذَا احْتَبَس مَطَرُه. والحَقَبُ والحِقابُ: شَيْءٌ تُعَلِّقُ بِهِ المرأَةُ الحَلْيَ، وتَشُدُّه فِي وسَطِها، وَالْجَمْعُ حُقُبٌ. والحِقابُ: شيءٌ مُحَلّىً تَشُدُّه المرأَةُ عَلَى وَسَطِها. قَالَ اللَّيْثُ: الحِقابُ شَيْءٌ تَتَّخِذُهُ المرأَة، تُعَلِّق بِهِ مَعالِيقَ الحُليِّ، تَشُدُّه عَلَى وسَطها، وَالْجَمْعُ الحُقُبُ. قال الأَزهري:

_ (1). قوله [عند العزيمة] كذا في نسخة المحكم أيضاً والذي في الصحاح العزائم بالجمع والتفسير للجوهري. (2). قوله [ابن دريد الحظلبة إلخ] كذا هو في التهذيب، والذي في التكملة عن ابن دريد سرعة العدو وتبعها المجد.

الحِقابُ هُوَ البَرِيمُ، إلَّا أَنَّ البَريمَ يَكُونُ فِيهِ أَلوانٌ مِنَ الخُيُوطِ تَشُدُّه المرأَة عَلَى حَقْوَيْها. والحِقابُ: خَيْط يُشَدُّ فِي حَقْوِ الصبيِّ، تُدْفَعُ بِهِ العينُ. والحَقَبُ فِي النَّجائبِ: لَطافةُ الحَقْوَيْنِ، وشِدَّةُ صِفاقِهما، وَهِيَ مِدْحةٌ. والحِقابُ: الْبَيَاضُ الظَّاهِرُ فِي أَصل الظُّفُر. والأَحْقَبُ: الحِمار الوَحْشِيُّ الَّذِي فِي بَطْنِه بَيَاضٌ، وَقِيلَ: هُوَ الأَبيضُ موضعِ الحَقَبِ؛ والأَوّل أَقْوَى؛ وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمي بِذَلِكَ لبياضٍ فِي حَقْوَيْهِ، والأَنثى حَقْباءُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ يُشَبِّه ناقَتَه بأَتانٍ حَقْباءَ: كَأَنَّهَا حَقْباء بَلْقاءُ الزَّلَقْ، ... أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ، مَطْوِيُّ الحَنقْ والزَّلَقُ: عَجِيزَتُها حَيْثُ تَزْلَقُ مِنْهُ. والجادِرُ: حِمارُ الوَحْشِ الَّذِي عَضَّضَتْه الفُحُول فِي صَفْحَتَيْ عُنُقِه، فَصَارَ فِيهِ جَدَراتٌ. والجَدَرةُ: كالسِّلْعة تَكُونُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ، وأَراد باللِّيتَيْن صَفْحَتَي العُنقِ أَي هُوَ مَطْوِيٌّ عِنْدَ الحنَقِ، كَمَا تَقُولُ: هُوَ جَرِيءُ المَقْدَمِ أَي جَرِيءٌ عِنْدَ الإِقْدامِ والعَرب تُسَمِّي الثَّعْلَبَ مُحْقَباً، لبيَاضِ بَطْنِه. وأَنشد بعضُهم لأُم الصَّريح الكِنْدِيّةِ، وَكَانَتْ تحتَ جَرير، فوَقَع بَيْنَهَا وَبَيْنَ أُخت جَرِيرٍ لِحَاءٌ وفِخارٌ، فَقَالَتْ: أَتَعْدِلِينَ مُحْقَباً بأَوْسِ، ... والخَطَفَى بأَشْعَثَ بنِ قَيْسِ، مَا ذاكِ بالحَزْمِ وَلَا بالكَيْسِ عَنَتْ بذلكَ: أَنَّ رِجالَ قَوْمِها عِنْدَ رِجالِها، كالثَّعْلَب عِنْدَ الذِّئب. وأَوْسٌ هُوَ الذِّئْبُ، وَيُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ. والحَقِيبةُ كَالبَرْذَعةِ، تُتَّخَذ لِلحِلْسِ والقَتَبِ، فأَمّا حَقِيبةُ القَتَبِ فَمِنْ خَلْفُ، وأَمّا حَقِيبةُ الحِلْسِ فَمُجَوَّبةٌ عَنْ ذِرْوةِ السَّنامِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَقِيبةُ تَكُونُ عَلَى عَجُزِ البَعِير، تَحْتَ حِنْوَيِ القَتَبِ الآخَرَيْن. والحَقَبُ: حَبْلُ تُشَدُّ بِهِ الحَقِيبةُ. والحَقِيبةُ: الرِّفادةُ فِي مُؤَخَّر القَتَبِ، وَالْجَمْعُ الحَقائبُ. وكلُّ شيءٍ شُدّ فِي مؤَخَّر رَحْل أَو قَتَب، فَقَدِ احْتُقِبَ. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: ثُمَّ انْتَزَع طَلَقاً مِنْ حَقِبه أَي مِنَ الحَبْلِ المَشْدُود عَلَى حَقْوِ الْبَعِيرِ، أَو مِنْ حَقِيبتِه، وَهِيَ الزِّيادةُ الَّتِي تُجْعَل فِي مُؤَخَّر القَتَب، والوعاءُ الَّذِي يَجْعَل الرَّجُلُ فِيهِ زادَه. والمُحْقِبُ: المُرْدِفُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: كنتُ يَتِيماً لابنِ رَواحةَ فَخرجَ بِي إِلَى غَزْوةِ مُؤْتةَ، مُرْدِفي عَلَى حَقِيبةِ رَحْلِه ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: فَأَحْقَبَها عبدُ الرَّحْمَنِ عَلَى ناقةٍ ، أَي أَرْدَفَها خَلْفَه عَلَى حَقِيبةِ الرَّحْل. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامة: أَنه أَحْقَبَ زادَه خَلْفَه عَلَى راحِلَتِه أَي جعلَه وَرَاءَهُ حَقِيبةً. واحتَقَبَ حَيْراً أَو شَرًّا، واسْتَحْقَبه: ادَّخَره، عَلَى المثَل، لأَنّ الإِنسان حامِلٌ لعَمَلِه ومُدَّخِرٌ لَهُ. واحْتَقَبَ فُلَانٌ الإِثْم: كأَنَّه جَمَعَه واحْتَقَبَه مِنْ خَلْفهِ؛ قَالَ إمْرُؤُ الْقَيْسِ: فاليَوْمَ أُسْقَى، غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ، ... إثْماً، مِنَ اللهِ، وَلَا واغِلِ

واحْتَقَبَه واسْتَحْقَبَه، بِمَعْنَى أَي احْتَمَلَه. الأَزهري: الاحْتِقابُ شَدُّ الحَقِيبةِ مِنْ خَلْفٍ، وَكَذَلِكَ مَا حُمِلَ مِن شَيْءٍ مِنْ خَلْفٍ، يُقَالُ: احْتَقَبَ واسْتَحْقَبَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: مُسْتَحْقِبِي حَلَقِ الماذِيِّ، يَقْدُمُهم ... شُمُّ العَرانِينِ، ضَرَّابُون لِلهامِ «3» الأَزهري: وَمِنْ أَمثالهم: اسْتَحْقَبَ الغَزْوُ أَصْحابَ البَراذِينِ؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ ضِيق المخَارِج؛ وَيُقَالُ فِي مِثْلِهِ: نَشِبَ الحَديدةُ والتَوَى المِسمارُ؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تأْكيد كُلِّ أَمر لَيْسَ مِنْهُ مَخْرَجٌ. والحِقْبةُ مِنَ الدَّهر: مُدَّةٌ لَا وَقْتَ لَهَا. والحِقْبةُ، بِالْكَسْرِ: السَّنةُ؛ وَالْجَمْعُ حِقَبٌ وحُقُوبٌ كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ. والحُقْبُ والحُقُبُ: ثَمَانُونَ سَنةً، وَقِيلَ أَكثرُ مِنْ ذَلِكَ؛ وَجَمْعُ الحُقْبِ حِقابٌ، مِثْلُ قُفٍّ وقِفافٍ، وَحَكَى الأَزهري فِي الْجَمْعِ أَحْقَاباً. والحُقُبُ: الدَّهرُ، والأَحْقابُ: الدُهُور؛ وَقِيلَ: الحُقُبُ السَّنةُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّصَ بِهِ لُغَةَ قَيْسٍ خاصَّة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ سَنَةً؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سِنِينَ، وبسِنينَ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ. قَالَ الأَزهري: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه ثَمَانُونَ سَنَةً، فالحُقُب عَلَى تَفْسِيرِ ثَعْلَبٍ، يَكُونُ أَقَلَّ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً، لأَنّ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يَنْوِ أَن يَسِيرَ ثَمانين سَنةً، وَلَا أَكثر، وَذَلِكَ أَنّ بَقِيَّةَ عُمُرِه فِي ذَلِكَ الوَقْت لَا تَحْتَمِلُ ذَلِكَ؛ وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَحْقابٌ وأَحْقُبٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: وَقَدْ وَرِثَ العَبّاسُ، قَبْلَ مُحمدٍ، ... نَبِيَّيْنِ حَلَّا بَطْنَ مَكَّةَ أَحْقُبا وَقَالَ الفرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ؛ قَالَ: الحُقْبُ ثمانُون سَنَةً، والسَّنةُ ثَلاثُمائة وَسِتُّونَ يَوْمًا، اليومُ مِنْهَا أَلفُ سَنَةٍ مِنْ عَدد الدُّنْيَا، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى غَايَةٍ، كَمَا يَظُنّ بعضُ النَّاسِ، وَإِنَّمَا يدُل عَلَى الغايةِ التوْقِيتُ، خمسةُ أَحْقاب أَو عَشْرَةٌ، وَالْمَعْنَى أَنهم يَلْبَثُون فِيهَا أَحْقاباً، كُلَّما مضَى حُقْب تَبِعه حُقْب آخَر؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنهم يَلْبَثُون فِيهَا أَحْقاباً، لَا يذُوقُون فِي الأَحْقابِ بَرْداً وَلَا شَراباً، وَهُمْ خَالِدُونَ فِي النَّارِ أَبداً، كَمَا قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ؛ وفي حَدِيثِ قُسّ: وأَعْبَدُ مَن تَعَبَّدَ فِي الحِقَبْ هُوَ جَمْعُ حِقْبةٍ، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ السنةُ، والحُقْبُ، بِالضَّمِّ؛ ثَمانُون سَنةً، وَقِيلَ أَكثر، وَجَمْعُهُ حِقابٌ. وقارةٌ حَقْباء: مُسْتَدِقّةٌ طَويلةٌ فِي السَّمَاءَ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: تَرَى القُنَّةَ الحَقْباء، مِنْها، كَأَنَّها ... كُمَيْتٌ، يُبارِي رَعْلةَ الخَيْلِ، فارِدُ وَهَذَا الْبَيْتُ مَنْحُول. قَالَ الأَزهري، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُقَالُ لَهَا حَقْباء، حَتَّى يَلْتَوِيَ السَّرابُ بِحَقْوَيْها؛ قَالَ الأَزهري: والقارةُ الحَقْباء الَّتِي فِي وسَطها تُرابٌ أَعْفَرُ، وَهُوَ يَبْرُقُ ببياضِه مَعَ بُرْقةِ سائِرِه. وحَقِبَت السماءُ حَقَباً إِذَا لَمْ تُمْطِرْ. وحَقِبَ المطَرُ حَقَباً: احْتَبَسَ. وكُلّ مَا احْتَبَس فَقَدْ حَقِبَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: حَقِبَ أَمْرُ النَّاسِ أَي فَسَدَ واحْتَبَس، مِن قَوْلِهِمْ حَقِبَ المَطَرُ أَي تأَخَّر واحْتَبَسَ.

_ (3). قوله [مستحقي حلق إلخ] كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في التكملة: مستحقبو حلق الماذي خلفهمو.

والحُقْبَةُ: سُكُونُ الرِّيحِ، يمانيةٌ. وحَقِبَ المَعْدِنُ، وأَحْقَبَ: لَمْ يُوجَدْ فِيهِ شَيْءٌ، وَفِي الأَزهري: إِذَا لَمْ يُرْكِزْ. وحَقِبَ نائِلُ فُلَانٍ إِذَا قلَّ وانْقَطَعَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الإِمَّعةُ فِيكُمُ اليَوْمَ المُحْقِبُ الناسَ دِينَه ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: الَّذِي يُحْقِبُ دِينَه الرِّجالَ ؛ أَراد: الَّذِي يُقَلِّد دينَه لِكُلِّ أَحد أَي يَجْعَلُ دِينَه تَابِعًا لدينِ غيره، بلا حُجّة وَلَا بُرْهانٍ وَلَا رَوِيَّةٍ، وَهُوَ مِنَ الإِرْدافِ عَلَى الْحَقِيبَةِ. وَفِي صِفَةِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كانَ نُفُجَ الحَقِيبةِ أَي رابِيَ العَجُز، نَاتِئَهُ، وَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ وَالْفَاءِ؛ وَمِنْهُ انْتَفَجَ جَنْبا الْبَعِيرِ أَي ارْتَفَعَا. والأَحْقَبُ: زَعَمُوا اسْمَ بعض الجنْ الذين جاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ مِنَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الأَحقب، وَهُوَ أَحَدُ النفَر الذين جاؤُوا إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جِنِّ نَصِيبِينَ، قِيلَ: كَانُوا خَمْسَةً: خَسا، ومَسا، وشاصهْ، وباصهْ، والأَحقَب. والحِقابُ: جَبَلٌ بعَيْنه، مَعْروف؛ قَالَ الرَّاجِزُ، يَصِفُ كَلْبةً طَلَبَتْ وَعِلًا مُسِنّاً فِي هَذَا الجَبَل: قَدْ قُلْتُ، لمَّا جَدَّتِ العُقابُ، ... وضَمَّها، والبَدنَ، الحِقابُ: جِدِّي، لكلِّ عامِلٍ ثَوابُ، ... الرَّأْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ البَدنُ: الوَعِلُ المُسِنُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الرَّجَزُ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ ضَمَّها، والبَدنَ، الحِقابُ قَالَ: وَالصَّوَابُ: وضَمَّها، بِالْوَاوِ، كَمَا أَوردناه. والعُقابُ: اسْمُ كَلْبَتِه؛ قَالَ لَهَا لمَّا ضَمَّها والوَعِل الجَبَلُ: جِدِّي فِي لَحاق هَذَا الوَعِلِ لتأْكُلِي الرَّأْسَ والأَكْرُعَ والإِهابَ. حقطب: الأَزهري، أَبو عَمْرٍو: الحَقْطَبَةُ صِياحُ الحَيْقُطان، وَهُوَ ذَكَر الدُرَّاج؛ وَاللَّهُ أَعلم. حلب: الحَلَبُ: استِخراجُ مَا فِي الضَرْعِ مِنَ اللبَنِ، يكونُ فِي الشاءِ والإِبِل والبَقَر. والحَلَبُ: مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً، الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَكَذَلِكَ احْتَلَبها، فَهُوَ حالِبٌ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: ومِن حَقِّها حَلَبُها عَلَى الماءِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَلَبُها يومَ وِرْدِها. يُقَالُ: حَلَبْتُ النَّاقَةَ والشَّاةَ حَلَباً، بِفَتْحِ اللَّامِ؛ وَالْمُرَادُ بحَلْبِها عَلَى الْمَاءِ ليُصِيبَ الناسُ مِنْ لَبَنِها. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لقَوْمٍ: لَا تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ ؛ وَذَلِكَ أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عِنْدَ العَرَب يُعَيَّرون بِهِ، فَلِذَلِكَ تَنَزَّه عَنْهُ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: هَلْ يُوافِقُكم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وقومٌ حَلَبةٌ؛ وَفِي المثل: شَتَّى حتى تؤُوب «1» الحَلَبةُ، وَلَا تَقُل الحَلَمة، لأَنهم إِذَا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النُّوقِ، اشْتَغَل كلُّ واحدٍ مِنْهُمْ بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ منهم؛

_ (1). قوله [شتى حتى تؤوب إلخ] هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب إلخ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم.

قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْمَثَلُ ذَكَرَهُ الجوهري: شتى تؤُوبُ الحَلَبةُ، وغَيَّره ابنُ القَطَّاع، فَجَعَل بَدَلَ شَتَّى حَتَّى، ونَصَبَ بها تَؤُوب؛ قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ هُوَ الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهريّ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ والأَصْمعي، وَقَالَ: أَصْلُه أَنهم كَانُوا يُورِدُونَ إبلَهُم الشَّرِيعَةَ والحَوْضَ جَمِيعًا، فَإِذَا صَدَروا تَفَرَّقُوا إِلَى مَنازِلِهم، فحَلَب كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي أَهلِه عَلَى حِيالِه؛ وَهَذَا الْمَثَلُ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ أَخلاقِ الناسِ فِي اجتِماعِهِم وافْتِراقِهم؛ وَمِثْلُهُ: الناسُ إخوانٌ، وَشتَّى فِي الشِّيَمْ، ... وكلُّهُم يَجمَعُهم بَيْتُ الأَدَمْ الأَزهري أَبو عُبَيْدٍ: حَلَبْتُ حَلَباً مثلُ طَلَبْتُ طَلَباً وهَرَبْتُ هَرَباً. والحَلُوبُ: مَا يُحْلَب؛ قَالَ كعبُ بنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه: يَبِيتُ النَّدَى، يَا أُمَّ عَمْروٍ، ضَجِيعَهُ، ... إِذَا لَمْ يَكُنْ، فِي المُنْقِياتِ، حَلُوبُ حَلِيمٌ، إِذَا مَا الحِلْمُ زَيَّنَ أَهلَه، ... مَعَ الحِلْمِ، فِي عَيْنِ العَدُوِّ مَهيبُ إِذَا مَا تَراءَاهُ الرجالُ تَحَفَّظُوا، ... فَلَمْ تَنْطِقِ العَوْراءَ، وهْوَ قَريب المُنْقِياتُ: ذَواتُ النِقْيِ، وهُو الشَّحْمُ؛ يُقال: ناقةٌ مُنْقِيَةٌ، إِذَا كَانَتْ سَمينَةً، وَكَذَلِكَ الحَلُوبةُ وَإِنَّمَا جاءَ بالهاءِ لأَنك تريدُ الشيءَ الَّذِي يُحْلَبُ أَي الشيءَ الَّذِي اتَّخَذُوهُ ليَحْلُبوه، وَلَيْسَ لتكثيرِ الفعْلِ؛ وَكَذَلِكَ القولُ فِي الرَّكُوبةِ وَغَيْرِهَا. وناقةٌ حَلُوبَةٌ وحلوبٌ: لِلَّتِي تُحْلَبُ، والهاءُ أَكثر، لأَنها بِمَعْنَى مفعولةٍ. قَالَ ثَعْلَبٌ: نَاقَةٌ حَلوبة: مَحْلوبة؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: أَلا قُولَا لعَبْدِ الجَهْلِ: إنَّ ... الصَحيحة لَا تُحالِبُها التَّلُوثُ أَراد: لَا تُصابِرُها عَلَى الحَلْبِ، وَهَذَا نادرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إياكَ والحلوبَ أَي ذاتَ اللَّبَنِ. يقالُ: ناقةٌ حلوبٌ أَي هِيَ مِمَّا يُحلَب؛ والحَلوبُ والحَلوبةُ سواءٌ؛ وَقِيلَ: الحلوبُ الاسمُ، والحَلُوبةُ الصِّفَةُ؛ وَقِيلَ: الْوَاحِدَةُ وَالْجَمَاعَةُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ: وَلَا حَلوبَةَ فِي الْبَيْتِ أَي شَاةَ تُحْلَبُ، ورجلٌ حلوبٌ حالِبٌ؛ وَكَذَلِكَ كلُّ فَعُول إِذَا كَانَ فِي مَعْنَى مفعولٍ، تثبُتُ فِيهِ الهاءُ، وَإِذَا كَانَ فِي مَعْنَى فاعِلٍ، لَمْ تَثْبُتْ فِيهِ الهاءُ. وجمعُ الْحَلُوبَةِ حَلائِبُ وحُلُبٌ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كلُّ فَعولةٍ مِنْ هَذَا الضَرْبِ مِنَ الأَسماء إِنْ شِئْتَ أَثْبَتَّ فِيهِ الهاءَ، وَإِنْ شئتَ حذَفْتَه. وحَلوبةُ الإِبلِ وَالْغَنَمِ: الواحدةُ فَما زادتْ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَن يَجْعَلُ الحلوبَ وَاحِدَةً، وشاهدهُ بيتُ كعبِ بنِ سعدٍ الغَنَوي يَرثِي أَخاه: إِذَا لَمْ يَكُنْ، فِي المُنْقِياتِ. حَلُوبُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ جَمْعًا، وَشَاهِدُهُ قَوْلُ نَهِيكِ بنِ إسافٍ الأَنصاري: تَقَسَّم جِيرَانِي حَلُوبي كأَنما، ... تَقَسَّمها ذُؤْبانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ أَي تَقَسَّم جِيراني حَلائِبي؛ وزَوْرٌ ومَنْوَر: حَيَّانِ مِن أَعدائه؛ وَكَذَلِكَ الحَلُوبة تكونُ وَاحِدَةً وَجَمْعًا، فالحَلُوبة الْوَاحِدَةُ؛ شاهِدُه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

مَا إنْ رَأَيْنَا، فِي الزَّمانِ، ذِي الكلَبْ، ... حَلُوبةً وَاحِدَةً، فتُحْتَلَبْ والحَلُوبة لِلْجَمِيعِ؛ شاهدهُ قَوْلُ الجُمَيح بْنِ مُنْقِذ: لمَّا رأَت إِبِلِي، قَلَّتْ حَلُوبَتُها، ... وكلُّ عامٍ عَلَيْهَا عامُ تَجْنيبِ والتَّجْنيب: قلةُ اللَّبَنِ يُقَالُ: أَجْنَبَت الإِبلُ إِذَا قلَّ لَبَنُها. التهذيبُ: أَنشد الْبَاهِلِيُّ للجَعْدي: وبنُو فَزَارة إنَّها ... لَا تُلْبِثُ الحَلَبَ الحَلائِبْ قَالَ: حُكي عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: لَا تُلْبِثُ الحَلائِبَ حَلَبَ ناقةٍ، حَتَّى تَهْزِمَهُم. قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تُلْبِثُ الحلائبَ أَن يُحْلَب عَلَيْهَا، تُعاجِلُها قبلَ أَن تأْتيها الأَمْداد. قَالَ: وَهَذَا زَعمٌ أَثْبَتُ. اللِّحْيَانِيُّ: هَذِهِ غَنَم حُلْبٌ، بِسُكُونِ اللَّامِ، للضأْنِ والمَعَز. قَالَ: وأُراه مُخَفَّفاً عَنْ حُلُب. وناقةٌ حلوبٌ: ذاتُ لَبَنٍ، فَإِذَا صَيَّرْتَها اسْماً، قلتَ: هَذِهِ الحَلُوبة لِفُلَانٍ؛ وَقَدْ يُخرجون الهاءَ مِنَ الحَلُوبة، وَهُمْ يَعْنُونها، وَمِثْلُهُ الرَّكوبة والرَّكُوبُ لِما يَرْكَبون، وَكَذَلِكَ الحَلوبُ والحلوبةُ لِمَا يَحْلُبُون. والمِحْلَب، بِالْكَسْرِ والحلابُ: الإِناءُ الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ اللبَنُ؛ قَالَ: صَاحِ هَلْ رَيْتَ، أَوْ سَمِعْتَ بِراعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَا فِي الحِلابِ؟ ويُروى: فِي العِلابِ؛ وَجَمْعُهُ المَحَالِبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإن رَضِيَ حِلابَها أَمْسَكَها. الحِلابُ: اللَّبَنُ الَّذِي تحْلُبُه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا اغْتَسَل دَعَا بِشْيءٍ مثلِ الحِلابِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فَبَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ الأَيْسَرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ رُوِيَتْ بِالْجِيمِ. وحُكي عَنِ الأَزهري أَنه قَالَ: قَالَ أَصحاب الْمَعَانِي إنَّه الحِلابُ، وَهُوَ مَا يُحْلَب فيهِ الغَنم كالمِحْلَب سَواءً، فصُحِّفَ؛ يَعْنُون أَنه كانَ يَغْتَسِلُ مِنَ ذَلِكَ الحِلابِ أَي يضَعُ فِيهِ الماءَ الَّذِي يَغْتَسِل مِنْهُ. قَالَ: واخْتارَ الجُلّاب، بِالْجِيمِ، وفسَّره بماءِ الوَرْد. قَالَ: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ البُخارِيِّ إشكالٌ، وربَّما ظُنَّ أَنَّهُ تأَوَّله عَلَى الطِّيبِ، فَقَالَ: بابُ مَن بَدأَ بالحِلابِ والطِّيبِ عندَ الغُسْلِ. قَالَ: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: أَو الطِّيبِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي هَذَا الْبَابِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّه كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ دَعَا بشيءٍ مثلِ الحِلابِ. قَالَ: وأَما مُسْلِمٌ فجمعَ الأَحادِيثَ الوارِدَة فِي هَذَا المَعْنى، فِي موضِعٍ واحدٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْهَا. قَالَ: وَذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ، يدُلُّك عَلَى أَنَّه أَراد الآنِيَة والمقادِيرَ. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ البُخَاري مَا أَراد إِلَّا الجُلَّاب، بِالْجِيمِ، وَلِهَذَا تَرْجَم البابَ بِه، وبالطِّيب، وَلَكِنَّ الَّذِي يُرْوَى فِي كتابِه إِنَّمَا هُوَ بِالْحَاءِ، وَهُوَ بِهَا أَشْبَهُ، لأَنَّ الطِّيبَ، لمَنْ يَغْتَسِلُ بعدَ الغُسْل، أَلْيَقُ مِنْه قَبلَهُ وأَوْلى، لأَنَّه إِذَا بَدَأَ بِه ثُمَّ اغْتَسَل، أَذْهَبَه الماءُ. والحَلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: اللَّبَنُ المَحْلُوبُ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، ونحوُه كَثِيرٌ. والحلِيب: كالحَلَب، وَقِيلَ: الحَلَبُ: الْمَحْلُوبُ مِنَ اللَّبن، والحَلِيبُ مَا لَمْ يَتَغَيَّر طعْمه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: كانَ رَبيب حَلَبٍ وقارِصِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنَّ الحَلَب هَاهُنَا، هُوَ الحَلِيبُ

لمُعادلَته إِيَّاهُ بالقارِصِ، حَتَّى كأَنَّه قَالَ: كَانَ رَبِيبَ لَبَنٍ حلِيبٍ، ولبنٍ قارِصٍ، وَلَيْسَ هُوَ الحَلَب الَّذِي هُوَ اللَّبن المَحْلُوبُ. الأَزهري: الحَلَب: اللَّبَنُ الحَلِيبُ؛ تَقولُ: شَرِبْتُ لَبَناً حَلِيباً وحَلَباً؛ واستعارَ بعضُ الشعراءِ الحَلِيبَ لشَراب التَّمْرِ فَقَالَ يَصِفُ النَّخْل: لهَا حَلِيبٌ كأَنَّ المِسْكَ خَالَطَه، ... يَغْشَى النَّدامَى عَلَيه الجُودُ والرَّهَق والإِحْلابَة: أَن تَحلُب لأَهْلِكَ وأَنتَ فِي المَرْعى لَبَناً، ثُمَّ تَبْعَثَ بِهِ إلَيْهم، وَقَدْ أَحْلَبَهُم. واسمُ اللَّبَنِ: الإِحْلابَة أَيضاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مَسْمُوعٌ عَنِ العَرَب، صَحِيحٌ؛ وَمِنْهُ الإِعْجالَةُ والإِعْجالاتُ. وَقِيلَ: الإِحْلابَةُ مَا زادَ عَلَى السِّقَاءِ مِنَ اللَّبَنِ، إِذَا جاءَ بِهِ الراعِي حِينَ يورِدُ إبلَه وَفِيهِ اللَّبَن، فَمَا زادَ عَلَى السِّقَاءِ فَهُوَ إحْلابَةُ الحَيِّ. وَقِيلَ: الإِحْلابُ والإِحلابَةُ مِنَ اللَّبَنِ أَن تَكُونَ إبِلُهم فِي المَرْعَى، فمَهْما حَلَبُوا جَمَعُوا، فَبَلَغَ وَسْقَ بَعيرٍ حَمَلوه إِلَى الحَيِّ. تقولُ مِنْهُ: أَحْلَبْتُ أَهلي. يُقَالُ: قَدْ جاءَ بإحْلابَينِ وثَلاثَة أَحاليبَ، وَإِذَا كَانُوا فِي الشاءِ والبَقَر، ففَعلوا مَا وَصَفْت، قالوا جاؤُوا بإمْخَاضَيْنِ وثَلاثةِ أَماخِيضَ. ابْنُ الأَعرابي: ناقَةٌ حَلْباةٌ رَكْباةٌ أَي ذاتُ لَبَنٍ تُحْلَبُ وتُرْكَبُ، وَهِيَ أَيضاً الحَلْبانَةُ والرَّكْبانَة. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا: ناقةٌ حَلْبانَةٌ وحَلْباةٌ وحَلَبُوت: ذاتُ لَبَنٍ؛ كَمَا قَالُوا رَكْبانَةٌ ورَكْباةٌ ورَكَبُوتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نَاقَةً: أَكْرِمْ لنَا بنَاقَةٍ أَلوفِ ... حَلْبانَةٍ، رَكْبانَةٍ، صَفُوفِ، تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ قَوْلُهُ رَكْبانَةٍ: تَصْلُح للرُّكُوب؛ وَقَوْلُهُ صَفُوفٍ: أَي تَصُفُّ أَقْداحاً مِنْ لَبَنِها، إذا جُلِبَت، لكَثْرة ذَلِكَ اللَّبن. وَفِي حَدِيثِ نُقادَةَ الأَسَدِيِّ: أَبْغِنِي ناقَةً حَلْبانَةً رَكْبانَةً أَي غَزِيرَةً تُحْلَبُ، وذَلُولًا تُرْكَبُ، فَهِيَ صالِحَة للأَمْرَين؛ وزيدَت الأَلِفُ والنونُ فِي بِنائهِما، لِلْمُبَالَغَةِ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: ناقَةٌ حَلَبَاتٌ، بلَفْظِ الْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ حَكَى: ناقَةٌ رَكَباتٌ وشاةٌ تُحْلُبَةٌ «1» وتِحْلِبة وتُحْلَبة إِذَا خَرَج مِنْ ضَرْعِها شيءٌ قبلَ أَن يُنْزَى عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الناقَة الَّتِي تُحْلَب قبلَ أَن تَحمِلَ، عَنِ السِّيرَافِيِّ. وحَلَبَه الشاةَ والناقَةَ: جَعَلَهُما لَه يَحْلُبُهُما، وأَحْلَبَه إيَّاهما كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ: مَوَالِيَ حِلْفٍ، لَا مَوالي قَرابَةٍ، ... ولكِنْ قَطِيناً يُحْلَبُونَ الأَتَاوِيا فإْنه جَعَلَ الإِحْلابَ بمَنْزلة الإِعطاءِ، وعدَّى يُحْلَبونَ إِلَى مَفْعُولَيْنِ فِي مَعْنَى يُعْطَوْنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّهْن مَحْلُوبٌ أَي لِمُرْتَهنِه أَن يَأْكُلَ لَبَنَهُ، بِقَدْرِ نَظَرهِ عَلَيْهِ، وقِيامِه بأَمْره وعَلفِه. وأَحْلَبَ الرَّجُلُ: ولدَتْ إبِلُه إِنَاثًا؛ وأَجْلَبَ: وَلدَتْ لهُ ذُكوراً. ومِن كَلَامِهِمْ: أَأَحْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ؟ فَمَعْنَى أَأَحْلَبْتَ: أَنُتِجَت نُوقُك إِنَاثًا؟ وَمَعْنَى أَمْ أَجْلَبْت: أَم نُتِجَت ذكوراً؟

_ (1). قوله [وشاة تحلبة إلخ] في القاموس وشاة تحلابة بالكسر وتحلبة بضم التاء واللام وبفتحهما وكسرهما وضم التاء وكسرها مع فتح اللام.

وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ جَلَب. قَالَ، وَيُقَالُ: مَا لَه أَجْلَبَ وَلَا أَحْلَبَ؟ أَي نُتِجَتْ إبلُهُ كلُّها ذُكُورًا، وَلَا نُتِجَتْ إِنَاثًا فتُحْلَب. وَفِي الدعاءِ عَلَى الإِنْسانِ: مَا لَه حَلَبَ وَلَا جَلَبَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ وَجْهَه. ويدعُو الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُ: مَا لَه أَحلب وَلَا أَجْلَبَ، وَمَعْنَى أَحْلَبَ أَي وَلدَت إبِلُه الإِناثَ دُونَ الذُّكور، وَلَا أَجْلَب: إِذَا دَعا لإِبِلِه أَن لَا تَلِدَ الذُّكورَ، لأَنه المَحْقُ الخَفِيُّ لذَهابِ اللَّبنِ وانْقِطاعِ النَّسْلِ. واستَحْلَبَ اللبنَ: اسْتَدَرَّه. وحَلَبْتُ الرجُلَ أَي حَلَبْتُ لَهُ، تَقُولُ مِنْهُ: احلُبْني أَي اكْفِني الحَلْبَ، وأَحْلِبْني، بقَطْعِ الأَلِفِ، أَي أَعِنِّي عَلَى الحَلبِ. والحَلْبَتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَإِنَّمَا سُمِّيَتا بِذَلِكَ للحَلَبِ الَّذِي يكونُ فِيهِمَا. وهاجِرةٌ حَلُوبٌ: تَحلُبُ العَرَقَ. وتَحَلَّبَ العَرَقُ وانْحَلَبَ: سَالَ. وتَحَلَّبَ بَدَنُه عَرَقاً: سالَ عَرَقُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وحَبَشِيَّيْنِ، إِذَا تَحَلَّبا، ... قَالَا نَعَمْ، قَالَا نَعَمْ، وصَوَّبَا تَحَلَّبا: عَرِقا. وتَحَلَّبَ فُوه: سالَ، وَكَذَلِكَ تَحَلَّب النَّدَى إِذَا سالَ؛ وأَنشد: وظلَّ كتَيْسِ الرَّمْلِ، يَنْفُضُ مَتْنَه، ... أَذاةً بِهِ مِنْ صائِكٍ مُتَحَلِّبِ شَبَّهَ الفَرَسَ بالتَّيْس الَّذِي تَحَلَّبَ عَلَيْهِ صائِكُ المَطَرِ مِن الشَّجَر؛ والصائِك: الَّذِي تَغَيَّرَ لَوْنُه ورِيحُه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رأَيت عُمَرَ يَتَحَلَّبُ فُوه، فَقَالَ: أَشْتَهي جَرَادًا مَقْلُوّاً أَي يَتَهَيَّأُ رُضابُه للسَّيَلانِ؛ وَفِي حَدِيثٍ طَهْفَة: ونَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ أَي نَسْتَدِرُّ السَّحابَ. وتَحَلَّبَتْ عَيْناهُ وانْحَلَبَتا؛ قال: وانْحَلَبَتْ عَيْناهُ مِنْ طُولِ الأَسى وحَوالِبُ البِئْرِ: مَنَابِعُ مائِها، وَكَذَلِكَ حَوالِبُ العُيونِ الفَوَّارَةِ، وحَوالِبُ العُيونِ الدَّامِعَةِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَدَفَّق جُوداً، إِذَا مَا الْبِحارُ ... غاضَتْ حَوالِبُها الحُفَّلُ أَي غارَتْ مَوادُّها. ودَمٌ حَلِيبٌ: طرِيٌّ، عَنِ السُكَّري؛ قَالَ عَبْدُ ابْنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ: هُدُوءًا، تحتَ أَقْمَرَ مُسْتَكِفٍّ، ... يُضِيءُ عُلالَةَ العَلَقِ الحَلِيبِ والحَلَبُ مِنَ الجِبايَةِ مثلُ الصَّدَقَةِ ونحوِها مِمَّا لَا يكونُ وظِيفَةً مَعْلومَةً: وَهِيَ الإِحْلابُ فِي دِيوانِ الصَّدَقَاتِ، وَقَدْ تَحَلَّبَ الفَيْءُ. الأَزهري أَبو زَيْدٍ: بَقَرةٌ مُحِلٌّ، وَشَاةَ مُحِلٌّ، وَقَدْ أَحَلَّتْ إحْلالا إِذَا حَلَبَتْ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، قبلَ وِلادها؛ قَالَ: وحَلَبَتْ أَي أَنْزَلَتِ اللبَنَ قبلَ وِلادِها. والحَلْبَة: الدَّفْعَة مِنَ الخَيْلِ فِي الرِّهانِ خاصَّة، والجمعُ حَلائِبُ عَلَى غَيْرِ قياسٍ؛ قَالَ الأَزهري:

وَلَا يُقَالُ للواحدِ مِنْهَا حَلِيبَة وَلَا حِلابَة؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وسابِقُ الحَلائِبِ اللِّهَمُ يُرِيدُ جَماعَة الحَلْبة. والحَلْبَة، بالتَّسْكِين: خَيْلٌ تُجْمع للسِّباقِ مِنْ كلِّ أَوْبٍ، لَا تَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ، وَلَكِنْ مِنْ كلِّ حَيٍّ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: نَحْنُ سَبَقْنَا الحَلَبَاتِ الأَرْبَعَا، ... الفَحْلَ والقُرَّحَ فِي شَوْطٍ مَعَا وَهُوَ كَمَا يقالُ للقومِ إذا جاؤُوا مِنْ كلِّ أَوْبٍ للنُّصْرَةِ قَدْ أَحْلَبُوا. الأَزهري: إِذَا جاءَ القومُ مِنْ كلِّ وَجْهٍ، فاجْتَمَعُوا لحَرْبٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، قِيلَ: قَدْ أَحْلَبُوا؛ وأَنشد: إِذَا نَفَرٌ، مِنْهُمْ، رَؤبة أَحْلَبُوا ... عَلى عامِلٍ، جاءَتْ مَنِيَّتُهُ تَعْدُو «2» ابْنُ شُمَيْلٍ: أَحْلَبَ بَنُو فلانٍ مَعَ بَني فلانٍ إذا جاؤُوا أَنْصاراً لَهُمْ. والمُحْلِبُ: الناصِرُ؛ قَالَ بشرُ بنُ أَبي خازِمٍ: ويَنَصُرُه قومٌ غِضابٌ عَلَيْكُمُ، ... مَتى تَدْعُهُمْ، يَوْمًا، إِلَى الرَّوْعِ، يَرْكَبوا أَشارَ بِهِمْ، لَمْعَ الأَصَمِّ، فأَقْبَلُوا ... عَرانِينَ لَا يَأْتِيه، للنَّصْرِ، مُحْلِبُ قَوْلُهُ: لَمْعَ الأَصَمِّ أَي كَمَا يُشِيرُ الأَصمُّ بإِصْبَعِهِ، وَالضَّمِيرُ فِي أَشار يَعُودُ عَلَى مُقَدَّمِ الجَيْش؛ وَقَوْلُهُ مُحْلِبُ، يَقُولُ: لَا يَأْتِيهِ أَحدٌ يَنْصُرُهُ مِنْ غَيْرِ قَوْمِه وبَنِي عَمِّه. وعَرانِينَ: رُؤَساءَ. وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: كأَنَّه قَالَ لَمَعَ لَمْع الأَصَمِّ، لأَن الأَصَمَّ لَا يسمعُ الجوابَ، فَهُوَ يُدِيمُ اللَّمْعَ، وَقَوْلُهُ: لَا يَأْتِيهِ مُحْلِبُ أَي لَا يأْتِيهِ مُعِينٌ مِنْ غيرِ قَوْمِهِ، وَإِذَا كَانَ المُعِين مِن قَوْمِه، لَمْ يَكُنْ مُحْلِباً؛ وَقَالَ: صَريحٌ مُحْلِبٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ... لِحَيٍّ بينَ أَثْلَةَ والنِّجَامِ «3» وحالَبْت الرجُلَ إِذَا نَصَرْتَه وعاوَنْتَه. وحَلائِبُ الرجُلِ: أَنْصارُه مِنْ بَني عَمِّه خاصَّةً؛ قَالَ الحرِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: ونَحْنُ، غَداةَ العَيْن، لَمَّا دَعَوْتَنَا، ... مَنَعْناكَ، إذْ ثابَتْ عَلَيْكَ الحَلائِبُ وحَلَبَ القَوْمُ يَحْلُبونَ حَلْباً وحُلُوباً: اجْتَمَعوا وتأَلَّبُوا مِنْ كلِّ وَجْه. وأَحْلَبُوا عَلَيك: اجْتَمَعُوا وجاؤُوا مِنْ كلِّ أَوْبٍ. وأَحْلَبَ القَوْمُ أَصحابَهُم: أَعانُوهُم. وأَحْلَبَ الرجُلُ غيرَ قَوْمِهِ: دَخَل بَيْنَهم فَأَعانَ بعضَهُم عَلَى بَعْضٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مُحْلِبٌ. وأَحْلَبَ الرَّجُلُ صاحِبَه إِذَا أَعانَه عَلَى الحَلْبِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَيْسَ لهَا رَاعٍ، ولكِنْ حَلَبَة؛ يُضْرَب للرجُل، يَسْتَعِينُك فتُعِينُه، وَلَا مَعُونَةَ عِنْدَه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ: ظَنَّ أَنَّ الأَنْصارَ لا

_ (2). قوله [رؤبة] هكذا في الأصول. (3). قوله [صريح] البيت هكذا في أصل اللسان هنا وأورده في مادة نجم: نَزِيعًا مُحْلِبًا مِنْ أَهل لفت إلخ. وكذلك أَورده ياقوت في نجم ولفت، وضبط لفت بفتح اللام وكسرها مع إسكان الفاء.

يَسْتَحْلِبُونَ لَه عَلَى مَا يُريدُ أَي لَا يَجْتَمِعُون؛ يُقَالُ: أَحْلَبَ القَومُ واسْتَحْلَبُوا أَي اجْتَمَعُوا للنُّصْرة والإِعانَةِ، وأَصلُ الإِحْلابِ الإِعانَةُ عَلَى الحَلْبِ؛ وَمِنْ أَمثالهم: لَبِّثْ قَلِيلًا يَلْحَقِ الحَلائِب يَعْنِي الجَماعَاتِ. وَمِنْ أَمْثالِهِم: حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي اسْتَعَنْتَ بمَنْ يَقُوم بأَمْرِكَ ويُعْنى بحاجَتِكَ. وَمِنْ أَمْثالِهِم فِي المَنْع: لَيْسَ فِي كلِّ حِينٍ أُحْلَبُ فأُشْرَبُ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ المُنْذِريُّ عَنْ أَبي الهَيْثم؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا المَثَلُ يُرْوى عَنْ سَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، قَالَهُ فِي حَدِيثٍ سُئِلَ عَنْهُ، وَهُوَ يُضْرَبُ فِي كلِّ شيءٍ يُمْنَع. قَالَ، وَقَدْ يُقَالُ: لَيْسَ كل حِينٍ أَحْلُبُ فأَشْرَب. وَمِنْ أَمثالهم: حَلَبَتْ حَلْبَتَها، ثُمَّ أَقْلَعَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للرجُل يَصْخَبُ ويَجْلُبُ، ثُمَّ يَسْكُتُ مِنْ غَيْرِ أَن يَكونَ مِنْهُ شَيءٌ غَيْرُ جَلَبَتِه وصِياحِه. والحالِبانِ: عِرْقان يَبْتَدَّانِ الكُلْيَتَيْنِ مِنْ ظَاهِرِ البَطْنِ، وهُما أَيضاً عِرقانِ أَخْضَرانِ يَكتنِفان السُّرَّة إِلَى البَطْن؛ وَقِيلَ هُما عِرْقان مُسْتَبْطِنَا القَرْنَيْن. الأَزهري: وأَما قولُ الشمَّاخ: تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ، أَنْصَبَتْه، ... حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنِينِ فَإِنَّ أَبا عَمْرٍو قَالَ: أَسْهَراهُ: ذكَرُه وأَنْفُه؛ وحَوالِبُهُما: عُرُوقٌ تَمُدُّ الذَّنِين مِنَ الأَنْفِ، والمَذْيَ مِن قَضِيبِه. ويُروَى حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ، يَعْنِي عُرُوقاً يَذِنُّ منْها أَنْفُه. والحَلْبُ: الجُلُوسُ عَلَى رُكْبَةٍ وأَنْتَ تَأْكُلُ؛ يُقَالُ: احْلُبْ فكُلْ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعام جَلَسَ جُلُوسَ الحَلَبِ ؛ هُوَ الجلوسُ عَلَى الرُّكْبة ليَحْلُبَ الشاةَ. يُقَالُ: احْلُبْ فكُلْ أَي اجْلِسْ، وأَراد بِهِ جُلوسَ المُتَواضِعِين. ابْنُ الأَعرابي: حَلَبَ يَحْلُبُ: إِذَا جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ. أَبو عَمْرٍو: الحَلْبُ: البُروكُ، والشَّرْبُ: الفَهْم. يُقَالُ: حَلَبَ يَحْلُبُ حَلْباً إِذَا بَرَكَ؛ وشَرَب يَشْرُبُ شَرْباً إِذَا فَهِمَ. وَيُقَالُ للبَلِيدِ: احْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ. والحلباءُ: الأَمَةُ الباركةُ مِنْ كَسَلِها؛ وَقَدْ حَلَبَتْ تَحْلُب إِذَا بَرَكَت عَلَى رُكْبَتَيْها. وحَلَبُ كلِّ شيءٍ: قِشْرُهُ، عَنْ كُراع. والحُلْبة والحُلُبة: الفَريقةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُلْبة نِبْتة لَهَا حَبٌّ أَصْفَر، يُتَعالَجُ بِهِ، ويُبَيَّتُ فيُؤْكَلُ. والحُلْبة: العَرْفَجُ والقَتَادُ. وصَارَ ورقُ العِضَاهِ حُلْبةً إِذَا خَرَجَ ورقُه وعَسا واغْبَرَّ، وغَلُظَ عُودُه وشَوْكُه. والحُلْبة: نَبْتٌ معروفٌ، وَالْجَمْعُ حُلَب. وَفِي حَدِيثِ خالدِ بْنِ مَعْدانَ: لَوْ يَعْلَمُ الناسُ مَا فِي الحُلْبةِ لاشْتَرَوْها، وَلَوْ بوزنِها ذَهَباً. قَالَ ابْنُ الأَثير: الحُلْبةُ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ ثَمَرِ العِضاه؛ قَالَ: وَقَدْ تُضَمُّ اللامُ. والحُلَّبُ: نباتٌ يَنْبُت فِي القَيْظِ بالقِيعانِ، وشُطْآنِ الأَوْدية، ويَلْزَقُ بالأَرضِ، حَتَّى يَكادَ يَسوخُ، وَلَا تأْكلُه الإِبل، إِنَّمَا تأْكلُه الشاءُ والظِّباءُ، وَهِيَ مَغْزَرَة مَسْمَنةٌ، وتُحْتَبلُ عَلَيْهَا الظِّباءُ. يُقَالُ: تَيْسُ حُلَّبٍ، وتَيْسٌ ذُو

حُلَّبٍ، وَهِيَ بَقْلة جَعْدةٌ غَبْراءُ فِي خُضْرةٍ، تَنْبسِطُ عَلَى الأَرضِ، يَسِيلُ مِنْهَا اللَّبَنُ، إِذَا قُطِعَ مِنْهَا شيءٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ فَرَسًا: بعارِي النَّواهِقِ، صَلْتِ الجَبِينِ، ... يَسْتَنُّ، كالتَيْسِ ذِي الحُلَّبِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَقَبَّ كَتَيْسِ الحُلَّبِ الغَذَوانِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُلَّبُ نبتٌ يَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض، وتَدُومُ خُضْرتُه، لَهُ ورقٌ صِغارٌ، يُدبَغُ بِهِ. وَقَالَ أَبو زيادٍ: مِنَ الخِلْفةِ الحُلَّبُ، وَهِيَ شَجَرَةٌ تَسَطَّحُ عَلَى الأَرض، لازِقةٌ بِهَا، شديدةُ الخُضْرةِ، وأَكثرُ نباتِها حِينَ يَشْتَدُّ الحرُّ. قَالَ، وَعَنِ الأَعراب القُدُم: الحُلَّبُ يَسْلَنْطِحُ عَلَى الأَرض، لَهُ ورقٌ صِغارٌ مرٌّ، وأَصلٌ يُبْعِدُ فِي الأَرض، وَلَهُ قُضْبانٌ صِغارٌ، وسِقاءٌ حُلَّبيٌّ ومَحْلُوبٌ، الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، دُبِغَ بالحُلَّبِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: دَلْوٌ تَمَأّى، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ تَمَأّى أَي اتَّسَعَ. الأَصمعي: أَسْرَعُ الظِّباءِ تَيْسُ الحُلَّبِ، لأَنه قَدْ رَعَى الرَّبيعَ والرَّبْلَ؛ والرَّبْلُ مَا تَرَبَّلَ مِنَ الرَّيِّحة فِي أَيامِ الصَّفَرِيَّة، وَهِيَ عِشْرُونَ يَوْمًا مِنْ آخِرِ القَيْظِ، والرَّيِّحَة تكونُ منَ الحُلَّبِ، والنَّصِيِّ والرُّخامى والمَكْرِ، وَهُوَ أَن يظهَر النَّبْتُ فِي أُصوله، فَالَّتِي بَقِيَتْ مِنَ الْعَامِ الأَوَّل فِي الأَرضِ، تَرُبُّ الثَّرَى أَي تَلْزَمُه. والمَحْلَبُ: شَجَرٌ لَهُ حَبٌّ يُجْعَلُ فِي الطِّيبِ، واسمُ ذَلِكَ الطِّيبِ المَحْلَبِيَّةُ، عَلَى النَّسَبِ إِلَيْهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بشيءٍ مِنْ بلادِ العَرَبِ. وحَبُّ المَحْلَبِ: دواءٌ مِنَ الأَفاويهِ، وموضِعُه المَحْلَبِيَّة. والحِلِبْلابُ: نبتٌ تَدومُ خُضْرَتُه فِي القَيْظِ، وَلَهُ ورقٌ أَعْرَضُ مِنَ الكَفِّ، تَسْمَنُ عَلَيْهِ الظِّباءُ والغنمُ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَباتٌ سُهْليٌّ ثُلاثيٌّ كسِرِطْرَاطٍ، وَلَيْسَ برُباعِيٍّ، لأَنه لَيْسَ فِي الكَلامِ كَسِفِرْجالٍ. وحَلَّابٌ، بِالتَّشْدِيدِ: اسمُ فَرَسٍ لبَني تَغْلبَ. التهذيبُ: حَلَّابٌ مِنْ أَسماءِ خيلِ الْعَرَبِ السَّابِقَةِ. أَبو عُبَيْدَةَ: حَلَّابٌ مِنْ نِتاجِ الأَعْوجِ. الأَزهري، عَنْ شَمِرٍ: يومٌ حَلَّابٌ، ويومٌ هَلَّابٌ، ويومٌ همَّامٌ، ويومٌ صَفْوانُ ومِلْحانُ وشِيبانُ؛ فأَما الهَلَّابُ فاليابسُ بَرْداً، وأَما الحَلَّاب فَفِيهِ نَدىً، وأَما الهَمَّامُ فَالَّذِي قَدْ هَمَّ بالبَرْد. وحَلَبُ: مدينةٌ بالشامِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: حَلَبُ اسمُ بَلَدٍ مِنَ الثُّغُورِ الشامِيَّة. وحَلَبانُ: اسمُ مَوْضعٍ؛ قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيُّ: صَرَمُوا لأَبْرَهَةَ الأُمورَ، مَحَلُّها ... حَلَبانُ، فانْطَلَقُوا مَعَ الأَقْوالِ ومَحْلَبةُ ومُحْلِب: مَوْضِعانِ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَا جارَ حَمْراءَ، بأَعْلى مُحْلِبِ، ... مُذْنِبَةٌ، فالقاعُ غَيْرُ مُذْنِبِ، لَا شيءَ أَخْزَى مِن زِناءِ الأَشْيَب قَوْلُهُ: مُذنِبَة، فالْقاعُ غيرُ مُذْنِبِ

يَقُولُ: هِيَ الْمُذْنِبَةُ لَا القاعُ، لأَنه نَكَحَها ثَمَّ. ابْنُ الأَعرابي: الحُلُبُ السُّودُ مِنْ كلِّ الحَيوانِ. قَالَ: والحُلُبُ الفُهَماءُ مِنَ الرِّجالِ. الأَزهري: الحُلْبُوبُ اللَّوْنُ الأَسْودُ؛ قَالَ رؤْبة: واللَّوْنُ، فِي حُوَّتِه، حُلْبُوبُ والحُلْبُوبُ: الأَسْوَدُ مِنَ الشَّعَرِ وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ أَي حالِكٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَسْوَدُ حُلْبُوبٌ وسُحْكُوكٌ وغِرْبيبٌ؛ وأَنشد: أَمَا تَرانِي، اليَوْمَ، عَشّاً ناخِصَا، ... أَسْوَدَ حُلْبوباً، وكنتُ وابِصَا عَشّا ناخِصاً: قليلَ اللَّحْمِ مَهْزُولًا. ووابِصاً: بَرَّاقاً. حلتب: حَلْتَبٌ: اسْمٌ يوصَفُ به البَخيلُ. حنب: الحَنَبُ والتَّحْنِيبُ: احْديدابٌ فِي وَظِيفَيْ يَدَيِ الفَرَسِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بالاعْوجاجِ الشَّدِيدِ، وَهُوَ ممَّا يوصَفُ صاحِبُه بالشِّدَّةِ؛ وَقِيلَ: التَّحْنِيبُ فِي الخَيْل: بُعْدُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ مِنْ غَيْرِ فَحَجٍ، وَهُوَ مَدْحٌ، وَهُوَ المُحَنَّبُ وَقِيلَ: الحَنَبُ والتَّحْنِيبُ اعْوِجاجٌ فِي الساقَيْنِ، يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه: فرَسٌ مُحَنَّبٌ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَلأْياً بِلأْيٍ مَا حَمَلْنا وَلِيدَنا، ... عَلَى ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّراةِ، مُحَنَّبِ وَقِيلَ: التَّحْنِيبُ اعْوِجاجٌ فِي الضُّلُوعِ؛ وَقِيلَ: التَّحْنِيبُ فِي الفَرَسِ انْحِناءٌ وتَوْتِيرٌ فِي الصُّلْبِ واليَدَيْنِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فِي الرِّجْل، فَهُوَ التَّجْنِيبُ، بِالْجِيمِ؛ قَالَ طَرفة: وكَرِّي، إِذَا نادَى المُضافُ، مُحَنَّباً، ... كسِيدِ الغَضَى، نَبَّهْتَه، المُتَوَرِّدِ الأَزهري: والتَّحْنِيبُ فِي الخَيْلِ مِمَّا يوصَفُ صاحبُه بالشِّدَّة، وَلَيْسَ ذَلِكَ باعْوِجاجٍ شدِيدٍ. وَقِيلَ: التَّحنِيبُ تَوتِيرٌ فِي الرِّجْلَينِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُحَنَّبُ مِنَ الخَيلِ المُعَطَّفُ العِظامِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الحَنْباءُ، عِنْدَ الأَصْمعي: المُعْوَجَّة الساقَيْن فِي الْيَدَيْنِ؛ قَالَ، وَهِيَ عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي: فِي الرِّجْلين؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الحَنْباءُ مُعْوَجَّة الساقِ، وَهُوَ مَدْحٌ فِي الخَيْلِ. وتَحَنَّب فُلَانٌ أَى تَقَوَّس وانْحَنى. وشَيْخٌ مُحَنَّبٌ: مُنْحَنٍ؛ قَالَ: يَظَلُّ نَصْباً، لرَيْبِ الدَّهْرِ، يَقْذِفُه ... قَذْفَ المُحَنَّبِ، بالآفاتِ والسَّقَمِ وحَنَّبَهُ الكِبَرُ وحنَاه إِذَا نَكَّسه؛ وَيُقَالُ: حَنَّبَ فُلانٌ أَزَجاً مُحْكَماً أَي بَناهُ مُحْكَماً فحَناهُ. حنزب: الحِنْزابُ: الحِمارُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ. والحِنْزابُ: القَصِيرُ القَويُّ. وَقِيلَ: الغَلِيظُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الرَّجُلُ القصيرُ العَريضُ. والحُنْزُوبُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّباتِ. والحِنْزابُ والحُنْزُوبُ: جَزَرُ البَرِّ، وَاحِدَتُهُ حِنْزابةٌ، وَلَمْ يُسْمَع حُنْزوبة، والقُسْطُ: جَزَرُ الْبَحْرِ. والحُنْزُوبُ والحِنْزابُ: جَمَاعَةُ القَطَا؛ وَقِيلَ: ذَكَرُ القَطَا. والحِنْزابُ: الديكُ. وَقَالَ

الأَغْلَب العِجْلي فِي الحْنزابِ الَّذِي هُوَ الغَليظُ القَصيرُ، يَهْجُو سَجاحِ الَّتِي تَنَبَّأَتْ فِي عَهْدِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ: قَدْ أَبْصَرَتْ سَجَاحِ، مِن بعْد العَمَى، ... تَاحَ لهَا، بَعْدَك، حِنْزابٌ وَزَا، مُلَوَّحٌ فِي العَيْنِ مَجْلُوزُ القَرَى، ... دَامَ لَه خُبْزٌ ولَحْمٌ مَا اشْتَهَى، خَاظِي البَضِيعِ، لَحْمُه خَظَابَظَا ويُروَى: حِنْزابٌ وَأَى، قَالَ إِلَى القِصَرِ مَا هُو. الوَزَأُ: الشَّدِيدُ القَصِير. والبَضِيعُ: اللَّحْمُ. والخَاظِي: المُكْتَنِزُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَحْمُه خَظَابَظَا أَي مُكْتَنِزٌ. قَالَ الأَصمعي: هَذِهِ الأُرْجُوزَة كانَ يُقال فِي الجاهِلِيَّة إِنَّهَا لجُشَمَ بن الخَزْرَجِ. حنطب: أَبو عَمْرٍو: الحَنْطبة: الشَّجاعَة. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهْمَلَ الْجَوْهَرِيُّ أَن يَذْكُرَ حَنْطَب. قَالَ: وَهِيَ لَفْظَة قَدْ يُصَحِّفُها بعضُ المُحَدِّثينَ، فَيَقُولُ: حَنْظَبَ، وَهُوَ غَلَط. قَالَ، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ بْنُ رَشِيقٍ: حَنْطَبٌ هَذَا، بحاءٍ مُهْمَلَةٍ وطاءٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، مِنْ مَخْزُومٍ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ حَنْطَبٌ غيرُه. قَالَ: حَكَى ذَلِكَ عَنْهُ الْفَقِيهُ السَّرَقُوسِي، وَزَعَمَ أَنه سَمِعَه مِن فِيهِ. قَالَ وَفِي كِتاب البغويِّ: عبدُ اللَّهِ بنُ حَنْطَبِ بنِ عُبيد بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزوم ابن زَنْقَطَةَ بْنِ مرَّة «1»، وَهُوَ أَبو المطَّلِبِ بْنُ عبدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبِ؛ وَفَسَّرَ بَيْتَ الْفَرَزْدَقِ: وَمَا زُرْت سَلْمَى، أَن تَكونَ حَبِيبَةً ... إليَّ، وَلَا دَيْنٍ لَها أَنا طالِبُهْ فَقَالَ إِنَّ الْفَرَزْدَقَ نَزَلَ بامرأَة مِنَ الْعَرَبِ، مِنَ الغَوْث، مِنْ طَيِّئٍ، فَقَالَتْ: أَلا أدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ يُعْطِي وَلَا يَليقُ شَيْئًا؟ فَقَالَ. بَلَى. فَدَلَّته على المُطَّلِبِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ المَخْزُومي، وَكَانَتْ أُمُّه بِنْتَ الحكَمِ بْنِ أَبي الْعَاصِ، وَكَانَ مروانُ بنُ الحَكَمِ خَالَهُ، فبَعثَ بِهِ مَرْوانُ عَلَى صَدَقات طَيِّئٍ، ومروانُ عاملُ مُعَاوِيَةَ يَوْمَئِذٍ عَلَى المَدينة، فَلَمَّا أَتى الْفَرَزْدَقُ المُطَّلِبَ وانْتَسَب لَهُ، رَحَّبَ بِهِ وأَكرمَه وأَعطاه عشرين أو ثلاثِين بَكْر. وَذَكَرَ العُتْبِيُّ أَن رجُلًا مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ ادَّعَى حَقّاً عَلَى رجلٍ، فَدَعَاهُ إِلَى ابْنِ حَنْطَبٍ، قَاضِي المَدينة، فَقَالَ: مَنْ يَشْهَد بِمَا تَقولُ؟ فَقَالَ: نُقْطَةُ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ الْقَاضِي: مَا شَهادَتُه لَهُ إِلَّا كشَهادته عَلَيْهِ. فَلَمَّا جاءَ نُقْطَةُ، أَقبل عَلَى الْقَاضِي، وَقَالَ: فداؤكَ أَبي وأُمِّي؛ وَاللَّهِ لَقَدْ أَحسن الشَّاعِرُ حَيْثُ يَقُولُ: منَ الحَنْطَبِيِّينَ، الَّذينَ وجُوهُهُم ... دَنانِيرُ، مِمَّا شِيفَ فِي أَرْضِ قَيْصَرا فأَقْبَلَ الْقَاضِي عَلَى الكاتِب وَقَالَ: كَيِّسٌ وربِّ السماءِ، وَمَا أَحسبه شهِدَ إِلَّا بالحق، فأَجِزْ شَهادَتَه. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي الحَنْظَب الَّذِي هُوَ ذَكَر الخَنافِس، والجَرادِ: وَقَدْ يُقَالُ بِالطَّاءِ المهملة، وسنذكره. حنظب: الحُنظُباءُ: ذكَر الخَنافِس، قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَنْظَبَ، الأَصمعي: الذَّكَر مِنَ الجَرادِ هُوَ الحُنْظُب والعُنْظُب. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ العُنْظُبُ، فأَما الحُنْظُب فالذَّكَرُ من الخَنافِسِ،

_ (1). قوله [زنقطة بن مرة] وقوله بعد في الموضِعين نقطة هَكَذَا فِي الْأَصْلِ الَّذِي بيدنا.

وَالْجَمْعُ الحَناظِبُ؛ قَالَ زِيَادٌ الطَّمَّاحِيُّ يَصِفُ كَلْبًا أَسود: أَعْدَدْتُ، للذِّئْبِ ولَيلِ الحارِسِ، ... مُصَدَّراً أَتْلَعَ، مثلَ الفارِسِ يَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ بأَنفٍ خانِسٍ، ... فِي مِثلِ جِلْدِ الحُنْظُباءِ اليابسِ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحُنْظُبُ، والحُنْظَبُ، والحُنْظُباءُ، والحُنْظَباءُ: دابةٌ مثلُ الخُنْفُساءِ. والمُحْبَنْظِئُ: الممتلئُ غَضَباً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المسَيَّب: سأَلهُ رجلٌ فَقَالَ: قَتَلْتُ قُراداً أَو حُنْظُباً؛ فَقَالَ: تَصَدَّقْ بتَمْرةٍ. الحُنْظُب، بِضَمِّ الظاءِ وَفَتْحِهَا: ذَكَرُ الخَنافِس والجَراد. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُقَالُ بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَنُونُهُ زائدةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، لأَنه لَمْ يُثْبِتْ فُعْلَلًا، بِالْفَتْحِ، وأَصلية عِنْدَ الأَخفش، لأَنه أَثبته. وَفِي رِوَايَةٍ: مَنْ قَتَلَ قُراداً أَو حُنْظُباناً، وَهُوَ مُحْرِم، تَصَدَّق بتَمْرةٍ أَو تَمْرَتَيْنِ. الحُنْظُبانُ: هُوَ الحُنْظُبُ. والحُنْظُوبُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمَة الرَّديئة الخَبَرِ. وَقِيلَ: الحُنْظُبُ: ضَرْبٌ مِنَ الخَنافِسِ، فِيهِ طُولٌ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: وأُمُّكَ سَوْداءُ نُوبِيةٌ، ... كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ حوب: الحَوْبُ والحَوْبَةُ: الأَبَوانِ والأُخْتُ والبِنْتُ. وَقِيلَ: لِي فِيهِمْ حَوْبَةٌ وحُوبَةٌ وحِيبَةٌ أَي قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ الأُمِّ، وَكَذَلِكَ كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وَإِنَّ لِي حَوْبَةً أَعُولُها أَي ضَعَفَة وعِيالًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: لِي فِي بَني فُلان حَوْبَةٌ، وبعضُهم يَقُولُ حِيبَةٌ، فَتَذْهَبُ الواوُ إِذَا انْكَسَر مَا قَبْلَها، وَهِيَ كلُّ حُرْمةٍ تَضِيع مِنْ أُمٍّ أَو أُخْت أَو بِنتٍ، أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ كُلِّ ذاتِ رَحِمٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لِي فِيهِمْ حَوْبَة إِذَا كَانَتْ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ الأُمّ، وَكَذَلِكَ كلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا اللهَ فِي الحَوْبَاتِ ؛ يريدُ النِّساءَ المُحْتاجات، اللَّاتي لَا يَسْتَغْنِينَ عَمَّنْ يقومُ عليهِنَّ، ويَتَعَهَّدُهُنَّ؛ وَلَا بُدَّ فِي الكلامِ مِنْ حذفِ مُضافٍ تَقْدِيرُه ذَاتُ حَوْبَةٍ، وَذَاتُ حَوْباتٍ. والحَوْبَةُ: الحاجَة. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: إِلَيْكَ أَرْفَعُ حَوْبَتي أَي حاجَتي. وَفِي رِوَايَةٍ: نَرْفَعُ حَوْبَتَنا إِلَيْكَ أَي حاجَتَنا. والحَوْبَة رِقَّةُ فُؤَادِ الأُمِّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فهَبْ لِي خُنَيْساً، واحْتَسِبْ فِيهِ مِنَّةً ... لحَوْبَةِ أُمٍّ، مَا يَسُوغُ شَرَابُها قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالسَّبَبُ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ هَذَا الْبَيْتَ، أَن امرأَةً عاذتْ بِقَبْرِ أَبيه غالبٍ، فَقَالَ لَهَا: مَا الَّذِي دَعاكِ إِلَى هَذَا؟ فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ابْناً بالسِّنْدِ، فِي اعْتِقالِ تَمِيمِ بْنِ زَيْدٍ القَيْنيِّ «2»، وَكَانَ عامِلَ خالدٍ القَسْرِيِّ عَلَى السِّنْدِ؛ فكتَبَ مِنْ ساعتِه إِلَيْهِ: كَتَبْتُ وعَجَّلْتُ البِرَادَةَ إنَّنِي، ... إِذَا حاجَة حاوَلْتُ، عَجَّتْ رِكابُها ولِي، بِبِلادِ السِّنْدِ، عِنْدَ أَميرِها، ... حَوائِجُ جَمَّاتٌ، وعندِي ثوابُها

_ (2). قوله [تميم بن زيد إلخ] هكذا في الأصل وفي تفسير روح المعاني للعلامة الآلوسي عند قَوْلَهُ تَعَالَى نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ، الآية روايته بلفظ تميم بن مرّ.

أَتتْنِي، فعاذَتْ ذاتُ شَكْوَى بغالِبٍ، ... وبالحرَّةِ، السَّافِي عَلَيْهِ تُرابُها فقُلْتُ لَها: إيهِ؛ اطْلُبِي كُلَّ حاجةٍ ... لَدَيَّ، فخَفَّتْ حاجةٌ وطِلَابُها فقالَتْ بِحُزْنٍ: حاجَتِي أَنَّ واحِدِي ... خُنَيْساً، بأَرْضِ السِّنْدِ، خَوَّى سَحابُها فَهَبْ لِي خُنَيْساً، واحْتَسِبْ فِيهِ مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أُمٍّ، مَا يَسُوغُ شَرابُهَا تَمِيمَ بنَ زَيْدٍ، لَا تَكُونَنَّ حاجَتِي، ... بِظَهْرٍ، وَلَا يَعيا، عَلَيْكَ، جَوابُها وَلَا تَقْلِبَنْ، ظَهْراً لِبَطْنٍ، صَحِيفَتِي، ... فَشَاهِدُهَا، فِيها، عَلَيْكَ كِتابُها فَلَمَّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى تَميمٍ، قَالَ لِكَاتِبِهِ: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ: كَيفَ أَعْرِفُ مَنْ لَمْ يُنْسَبْ إِلَى أبٍ وَلَا قَبِيلَةٍ، وَلَا تحَقَّقْت اسْمَه أَهُو خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ؟ فَقَالَ: أَحْضِرْ كُلَّ مَن اسْمُه خُنَيْسٌ أَو حُبَيْشٌ؛ فأَحْضَرَهم، فوجَدَ عِدَّتَهُم أَرْبَعِين رجُلًا، فأَعْطَى كلَّ واحِدٍ منهُم مَا يَتَسَفَّرُ بهِ، وَقَالَ: اقْفُلُوا إِلَى حَضْرة أَبي فِراسٍ. والحَوْبَة والحِيبَة: الهَمُّ والحاجَة؛ قَالَ أَبو كَبِير الهُذلي: ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَلَا أَبُثُّكَ حِيبَتِي، ... رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ، مَشْيَ الأَصْورِ وَفِي الدعاءِ عَلَى الإِنْسانِ: أَلْحَقَ اللهُ بِهِ الحَوْبَة أَي الحاجَةَ والمَسْكَنَة والفَقْرَ. والحَوْبُ: الجَهْدُ والحاجَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وصُفَّاحَة مِثْل الفَنِيقِ، مَنَحْتها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ، جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ وَقَالَ مرَّة: ابنُ حَوْبٍ رجلٌ مَجْهودٌ مُحْتاجٌ، لَا يَعْنِي فِي كلِّ ذَلِكَ رجُلًا بعَيْنِه، إِنَّمَا يريدُ هَذَا النوعَ. ابْنُ الأَعرابي: الحُوبُ: الغَمُّ والهَمُّ والبَلاءُ. وَيُقَالُ: هَؤُلاءِ عيالُ ابنِ حَوْبٍ. قَالَ: والحَوْبُ: الجَهْدُ والشِّدَّة. الأَزهري: والحُوبُ: الهَلاكُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ «1»: وكُلُّ حِصْنٍ، وإنْ طَالَتْ سَلامَتُه، ... يَوماً، ستُدْرِكُه النَّكْراءُ والحُوبُ أَي يَهْلِكُ. والحَوْبُ والحُوبُ: الحُزنُ؛ وَقِيلَ: الوَحْشة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إنَّ طَريقَ مِثْقَبٍ لَحُوبُ أَي وَعْثٌ صَعْبٌ. وَقِيلَ فِي قَوْلِ أَبي دُوَاد الإِيادي: يَوْمًا سَتُدْرِكه النَّكْراءُ والحُوبُ أَي الوَحْشَة؛ وَبِهِ فَسَّرَ الهَرَوِيُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَبي أَيُّوب الأَنصاري، وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى طَلاق أُمِّ أَيُّوبَ: إنَّ طَلاقَ أُمِّ أَيُّوبَ لَحُوبٌ. التَّفْسِيرُ عَنْ شَمِرٍ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي لَوَحْشَة أَو إثْمٌ. وَإِنَّمَا أَثَّمَه بطلاقِها لأَنَّها كَانَتْ مُصْلِحةً لَهُ فِي دِينِهِ. والحَوْبُ: الْوَجَعُ. والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، والشَّكْوَى، والتَّحَزُّنُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَحَوَّب مِنْ كَذَا أَي يَتَغَيَّظُ مِنْهُ، ويَتَوَجَّعُ. وحَوْبَةُ الأُمِّ عَلى وَلَدِها وتَحَوُّبُها: رِقَّتُها وتَوَجُّعُها. وَفِيهِ: مَا زَالَ صَفْوانُ يَتَحَوَّبُ رِحَالَنَا مُنْذ

_ (1). قوله [وقال الهذلي إلخ] سيأتي أنه لأبي دواد الإيادي وفي شرح القاموس أن فيه خلافاً.

اللَيْلَة؛ التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مَعَ تَوَجعٍ، أَراد بِهِ شدَّةَ صِياحِهِ بالدُّعاءِ؛ ورِحَالَنَا منصوبٌ عَلَى الظَّرْفِ. والحَوْبَةُ والحِيبَة: الهَمُّ والحُزْنُ. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَة لمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ: أُرِيَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِيبَةٍ أَي بشَرِّ حالٍ. والحِيبَةُ والحَوْبَة: الهَمُّ والحُزْنُ. والحِيبَة أَيضاً: الحاجَةُ والمَسْكَنة؛ قَالَ طُّفَيْل الغَنَوي: فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنا، غَداةَ مُحَجَّرٍ، ... مِنَ الغَيْظِ، فِي أَكْبادِنا، والتَّحَوُّبِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّحَوُّبُ فِي غَيْرِ هَذَا التَّأَثُّم مِنَ الشيءِ، وَهُوَ مِنَ الأَوَّلِ، وبعضُه قريبٌ مِنْ بَعْضٍ. وَيُقَالُ لابنِ آوَى: هُوَ يَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كَذَلِكَ، كأَنه يَتَضَوَّرُ. وتحَوَّبَ فِي دُعَائِهِ: تَضَرَّعَ. والتَّحَوُّب أَيضاً: البكاءُ فِي جَزَعٍ وصِياحٍ، ورُبَّما عَمَّ بِهِ الصِّياحَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وصَرَّحَتْ عَنْهُ، إِذَا تحوَّبا، ... رواجبُ الجوفِ السحيلَ الصُّلَّبا «1» وَيُقَالُ: تحَوَّبَ إِذَا تَعَبَّد، كأَنه يُلْقِي الحُوبَ عَنْ نَفسِه، كَمَا يُقَالُ: تَأَثَّمَ وتحَنَّثَ إِذَا أَلْقَى الحِنْثَ عَنْ نَفْسِه بالعِبادةِ؛ وَقَالَ الكُمَيْت يَذْكُرُ ذِئْباً سَقاهُ وأَطْعَمَه: وصُبَّ لَهُ شَوْلٌ، مِن الماءِ، غائرٌ ... بِهِ كَفَّ عَنْهُ، الحِيبةَ، المُتَحَوِّبُ والحِيبة: ما يُتَأَثَّم مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اقْبَلْ تَوْبَتِي، وارْحَمْ حَوْبَتِي ؛ فحَوْبَتِي، يَجُوزُ أَن تَكُونَ هُنَا توَجُّعِي، وأَن تكونَ تَخَشُّعِي وتَمَسْكُنِي لَكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثمَ، وتُفْتَح الْحَاءُ وتُضَم، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً . قَالَ: وَكُلُّ مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، وَالْوَاحِدَةُ حَوْبةٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَن رجُلًا أَتَى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَتيتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ؛ فَقَالَ: أَلَكَ حَوْبةٌ؟ قَالَ: نعم. قال: فَفِيها فجاهِدْ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي مَا يَأْثَمُ بِهِ إنْ ضَيَّعه مِنْ حُرْمةٍ. قَالَ: وبعضُ أَهلِ العِلْمِ يَتَأَوّلُه عَلَى الأُمِّ خاصَّةً. قَالَ: وَهِيَ عِنْدِي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيعُ إِنْ تَركَها، مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غَيْرِهَا. وَقَوْلُهُمْ: إِنَّمَا فلانٌ حَوْبةٌ أَي لَيْسَ عِنْدَهُ خيرٌ وَلَا شرٌّ. وَيُقَالُ: سمعتُ مِنْ هَذَا حَوْبَيْنِ، ورأَيتُ مِنْهُ حَوْبَيْن أَي فَنَّيْن وضَرْبَيْن؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَسْمَعُ، مِنْ تَيْهائهِ الأَفْلالِ، ... حَوْبَينِ مِنْ هَماهِمِ الأَغْوالِ أَي فنَّيْن وضَرْبَين، وَقَدْ رُوِيَ بيتُ ذِي الرُّمَّة بِفَتْحِ الْحَاءِ. والحَوْبَة والحُوبة: الرجُلُ الضَّعيفُ، وَالْجَمْعُ حُوَب، وَكَذَلِكَ المرأَة إِذَا كَانَتْ ضعِيفة زَمِنة. وَبَاتَ فلانٌ بِحيبةِ سُوءٍ وحَوبةِ سوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ؛ وَقِيلَ: إِذَا باتَ بِشِدَّةٍ وحالٍ سَيِّئةٍ لَا يُقَالَ إِلَّا فِي الشَّر؛ وَقَدِ استُعمل مِنْهُ فعْلٌ قَالَ: وَإِنْ قَلُّوا وحابُوا

_ (1). قوله [وصرحت عنه إلخ] هو هكذا في الأَصل وانظر ديوان العجاج.

ونزَلنا بِحيبةٍ مِنَ الأَرض وحُوبةٍ أَي بأَرض سوءٍ. أَبو زَيْدٍ: الحُوبُ: النَّفْسُ، والحَوْباءُ: النَّفْسُ، ممدودةٌ ساكنةُ الْوَاوِ، وَالْجَمْعُ حَوْباواتٌ؛ قَالَ رؤْبة: وقاتِلٍ حَوْباءَهُ مِنْ أَجْلي، ... لَيْسَ لَهُ مِثْلي، وأَينَ مِثْلي؟ وَقِيلَ: الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ؛ قَالَ: ونَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها وَفِي حَدِيثِ ابنِ الْعَاصِ: فَعَرَفَ أَنه يريدُ حَوْباءَ نَفْسه. والحَوْبُ والحُوبُ والحابُ: الإِثْمُ، فالحَوْبُ، بِالْفَتْحِ، لأَهْلِ الْحِجَازِ، والحُوبُ، بِالضَّمِّ، لتَميمٍ، والحَوْبةُ: المَرَّة الْوَاحِدَةُ مِنْهُ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ: فَلا يَدْخُلَنَّ، الدَّهْرَ، قَبرَكَ، حَوْبَةٌ ... يَقُومُ، بِهَا، يَوماً، عَليْكَ حَسيبُ وَقَدْ حَابَ حَوباً وحِيبَةً. قَالَ الزَّجَّاجُ: الحُوبُ الإِثْمُ، والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ؛ تقولُ: حابَ حَوْباً، كَقَوْلِكَ: قَدْ خانَ خَوناً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً، أَيْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ عَلَى أُمِّهِ، وأَرْبَى الرِّبا عِرْض المُسْلِمِ. قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ سَبْعون حَوْباً، كأَنَّه سَبْعُونَ ضَرْبًا مِنَ الإِثْمِ. الفرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّهُ كانَ حُوباً : الحُوبُ الإِثم الْعَظِيمُ. وقرأَ الْحَسَنُ: إنَّه كَانَ حَوْباً؛ وَرَوَى سَعْدٌ عَنْ قَتادة أَنه قَالَ: إِنَّهُ كانَ حُوباً أَي ظُلْماً. وَفُلَانٌ يَتَحوَّب مِنْ كذَا أَي يتَأَثَّم. وتَحَوَّب الرجُل: تَأَثَّمَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ، مِنْ بَابِ السَّلْبِ، ونَظِيرُه تأَثَّمَ أَي تَرَكَ الإِثْمَ، وَإِنْ كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ مِنْهُ، لِلسَّلْبِ، وَكَذَلِكَ نَحْوُ تَقَدَّم وتأَخَّر، وتعَجَّل وتأَجَّل. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا دَخَلَ إِلَى أَهْلِه قَالَ: تَوْباً تَوْباً، لَا يُغادِرُ عَلَيْنا حَوْباً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إنَّ الجَفاءَ والحَوْبَ فِي أَهْلِ الوبرِ والصُّوفِ. وتَحَوَّب مِنَ الإِثمِ إِذَا تَوَقَّاه، وأَلقى الحَوْبَ عَنْ نفسِه. وَيُقَالُ: حُبْتَ بِكَذَا أَي أَثِمْتَ، تَحوبُ حَوْباً وحَوْبَة وحِيابَةً؛ قَالَ النَّابِغَةُ «1»: صَبْراً، بَغِيض بنَ رَيْثٍ؛ إنَّها رَحِمٌ ... حُبْتُمْ بِهَا، فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ وفلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ. قَالَ الأَزهري: وَبَنُو أَسد يَقُولُونَ: الحائِبُ للقاتِل، وَقَدْ حَاب يحُوبُ. والمُحَوِّب والمُتَحَوِّبُ الَّذِي يَذْهَب مالُه ثُمَّ يَعودُ. اللَّيْثُ: الحَوْبُ الضَّخمُ مِنَ الجِمالِ؛ وأَنشد: وَلَا شَرِبَتْ فِي جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ قَالَ: وسُمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره، كَمَا سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِه، وسُمِّيَ الغُراب غَاقًا بصَوْتِهِ. غَيْرُهُ: الحَوْبُ الجَمَلُ، ثُمَّ كَثُر حَتَّى صارَ زجْراً لَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الحَوْبُ زَجْرُ البَعير ليَمْضِيَ، وللنَّاقةِ: حَلْ، جَزْمٌ، وحَلٍ وحَلي. يقال للبَعير إِذَا زُجِرَ: حَوْبَ، وحوبِ، وحَوْبُ، وحابِ.

_ (1). قوله [قال النابغة إلخ] سيأتي في مادة جعع عزو هذا البيت لنهيكة الفزاري.

فصل الخاء المعجمة

وحَوَّبَ بالإِبِلِ: قَالَ لَهَا حَوْب، والعَرَبُ تَجُرُّ ذَلِكَ، وَلَوْ رُفِعَ أَو نُصِبَ، لكان جائِزاً، لأَنَّ الزَّجْرَ والحِكاياتِ تُحَرَّك أَواخِرُها، عَلَى غيرِ إعرابٍ لازمٍ، وَكَذَلِكَ الأَدواتُ الَّتِي لَا تَتَمَكَّن فِي التَّصْريفِ، فَإِذَا حُوِّلَ مِنْ ذَلِكَ شيءٌ إِلَى الأَسماءِ، حُمِلَ عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ، فأُجْريَ مُجْرَى الأَسْماءِ، كَقَوْلِهِ: والحَوْبُ لمَّا يُقَلْ والحَلُ وحَوَّبْت بالإِبل: مِنَ الْحُوبِ. وحَكَى بَعْضُهُمْ: حَبْ لَا مَشَيْتَ، وحَبٍ لَا مَشَيْتَ، وحَابِ لا مَشَيْت، وحَابٍ لَا مَشَيْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: آيِبُون تائِبُون، لرَبِّنا حامدُون، حَوْباً حَوْباً. قَالَ: كأَنه لَمَّا فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ، زَجَر بَعِيرَه. والحَوْبُ: زَجْرٌ لذكُور الإِبِلِ. ابْنُ الأَثير: حَوْبُ زَجْرٌ لِذُكُورة الإِبل، مثلُ حَلْ لإِناثِها، وَتُضَمُّ الْبَاءُ وَتُفْتَحُ وَتُكْسَرُ، وَإِذَا نُكِّر دَخَلَهُ التَّنْوِينُ، فَقَوْلُهُ: حَوْباً حَوْباً، بمنزلةِ قَوْلِكَ: سَيْرًا سَيْرًا؛ فأَما قَوْلُهُ: هِيَ ابْنَةُ حَوْبٍ، أُمُّ تِسْعينَ، آزَرَتْ ... أَخا ثِقَةٍ، تَمْري، جَباها، ذَوائِبُهْ فَإِنَّهُ عَنى كِنانَةً عُمِلَت مِنْ جِلْدِ بعيرٍ، وَفِيهَا تِسْعونَ سَهْماً، فَجَعَلَهَا أُمّاً لِلسِّهَامِ، لأَنها قَدْ جَمَعَتْهَا، وَقَوْلُهُ: أَخَا ثِقَةٍ، يَعْنِي سَيْفاً، وجَباها: حَرْفُها، وَذَوائِبُه: حَمَائِلُهُ أَي إِنَّهُ تَقَلَّد السَّيْفَ، ثُمَّ تَقَلَّدَ بَعْدَهُ الكِنانةَ تَمْرِي حَرْفَها، يُرِيدُ حرفَ الكِنانَة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي كَلَامٍ لَهُ: حَوْبُ حَوْبُ، [حَوْبِ حَوْبِ] إِنَّهُ يومُ دَعْقٍ وشَوْب، لَا لَعًا لبَني الصَّوبِ. الدَّعْق: الوَطْءُ الشدِيدُ، وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ الحوأَب هُنَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَقُّهُ أَن يُذْكر فِي حأَب، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ هُنَاكَ. فصل الخاء المعجمة خبب: الخَبَبُ: ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّمَلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْقُل الفَرَسُ أَيامِنَه جَمِيعًا، وأَياسِرَه جَمِيعًا؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُراوِحَ بَيْنَ يديهِ ورجليهِ، وَكَذَلِكَ البعيرُ؛ وَقِيلَ: الخَبَب السُّرْعَة؛ وَقَدْ خَبَّت الدَّابَّة تَخُبُّ، بالضَّمِّ، خَبّاً وخَبَباً وخَبِيباً، واخْتَبَّتْ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: مُذَكَّرَة الثُّنْيَا، مُسانَدَة القَرَى، ... جُمَالِيَّة تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ وَقَدْ أَخَبَّها صاحِبُها، وَيُقَالُ: جاؤُوا مُخِبِّينَ تَخُبُّ بِهِمْ دَوَابُّهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذَا طافَ، خَبَّ ثَلَاثًا ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وسُئِلَ عَنِ السَّيرِ بالجَنَازَة، فَقَالَ: مَا دونَ الخَبَبِ. وَفِي حَدِيثِ مُفاخَرَةِ رعاءِ الإِبلِ والغَنَمِ: هَلْ تَخُبُّون أَو تَصِيدون؟ أَراد أَنَّ رعاءَ الغَنَم لَا يَحْتاجونَ أَن يَخُبُّوا فِي آثارِها، ورِعاء الإِبلِ يَحْتاجُون إِلَيْهِ إِذَا ساقُوها إِلَى الْمَاءِ «2». والخِبُّ: الخِدَاعُ والخُبْثُ والغِشُّ، ورجلٌ مُخابٌّ مُدْغِلٌ، كأَنه عَلَى خابَّ. ورجلٌ خَبٌّ وخِبٌّ: خَدَّاع جُرْبُزٌ، خَبيثٌ مُنْكَرٌ، وَهُوَ الخِبُّ والخَبُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا أَنتَ بالخَبِّ الخَتُورِ وَلَا الَّذِي ... إِذَا اسْتُودِعَ الأَسْرارَ يوماً أَذاعَها

_ (2). قوله [وَرِعَاءُ الْإِبِلِ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ إِذَا سَاقُوهَا إِلَى الْمَاءِ] أي ويعزبون بها في المرعى فيصيدون الظباء والرئال وأولئك لا يبعدون عن المياه والناس فلا يصيدون انتهى. من هامش النهاية.

والأُنثى: خَبَّة. وَقَدْ خَبَّ يَخَبُّ خِبّاً، وَهُوَ بَيِّنُ الخِبِّ، وقد خَبِبْتَ يارجُلُ تَخَبُّ خِبّاً، مثلُ عَلِمْتَ تَعْلم عِلْماً؛ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: لَا أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ والخَبَبا «1» قَالَ: الخَبَبُ الخُبْثُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد بالخَبَبِ مصدَر خَبَّ يَخُبُّ إِذَا عَدَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يدخُلُ الجنَّةَ خَبٌّ وَلَا خائنٌ. الخَبُّ، بالفتْح: الخَدَّاعُ وَهُوَ الجُرْبُزُ الَّذِي يَسْعَى بينَ الناسِ بالفَساد؛ ورجلٌ خَبٌّ وامرأَةٌ خَبَّةٌ، وَقَدْ تُكْسَرُ خاؤُه، فأَمَّا الْمَصْدَرُ فَبِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. والتَّخبِيبُ: إفْسادُ الرجُل عَبْداً أَو أَمَةً لغيرهِ؛ يُقَالُ: خَبَّبَها فأَفسَدَها. وخَبَّبَ فلانٌ غُلامي أَي خَدَعَه. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ، خَبَّبَ فلانٌ عَلَى فلانٍ صَديقَه: مَعْنَاهُ أَفسده عَلَيْهِ؛ وأَنشد: أُمَيْمة أَمْ صارتْ لقَوْلِ المُخَبِّبِ والخِبُّ: الفسادُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ خَبَّبَ امرَأَةً ومَمْلوكاً عَلَى مُسْلِمٍ فلَيس منَّا ، أَي خدَعَه وأَفسده؛ وَرَجُلٌ خَبٌّ ضَبٌّ، وَفِي الْحَدِيثِ: المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، والكافِرُ خَبٌّ [خِبٌ] لَئيمٌ ؛ فالغِرُّ الَّذِي لَا يَفْطُن للشَّرّ، والخَبُّ: [الخِبُ] ضِدُّ الغِرِّ، وَهُوَ الخَدَّاعُ المُفْسِدُ. يُقَالُ: مَا كنْت خَبّاً، وَلَقَدْ خَبِبْتَ تَخَبُّ خِبًّا. وَقَالَ ابنُ سِيرِينَ: إني لَسْت بِخَبٍّ، [بِخِبٍ] ولكِنِ الخَبُّ [الخِبُ] لَا يَخْدَعُني. والخِبُّ: هَيَجانُ البَحْرِ واضْطِرابُه؛ يُقَالُ أَصَابَهُم خِبٌّ إِذَا هَاجَ بِهِمُ البَحْر؛ خَبَّ يَخِبُّ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ أَصابهم الخِبُّ إِذَا اضْطَرَبَتْ أَمواج الْبَحْرِ، والْتَوَتِ الرياحُ فِي وَقْتٍ مَعلُومٍ، تُلْجَأُ السُّفُنُ فِيهِ إِلَى الشَّط، أَو يُلْقَى الأَنجَر. ابْنُ الأَعرابي: الخِبابُ ثَوَرانُ البَحْر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ يُونُسَ، عَلَى نَبِيِّنا وعَلَيه الصَّلَاةُ والسلامُ، لمَّا رَكِبَ البَحْر أَخَذَهم خِبٌّ شدِيدٌ. يُقَالُ: خَبَّ البَحرُ إِذَا اضْطَرَبَ. والخَبُّ: حَبْلٌ مِنَ الرَّمْلِ، لاطِئٌ بالأَرض. والخُبَّةُ: مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخُبَّة مِنَ الرمْلِ، كَهَيْئَةِ الفَالِقِ، غَيْرَ أَنَّها أَوْسع وأَشَدُّ انتِشاراً، ولَيْسَتْ لَهَا جِرَفَة، وَهِيَ الخِبَّة والخَبِيبة؛ وَقِيلَ الخِبَّة والخَبَّة والخُبَّة: طَريقٌ مِنْ رَمْلٍ، أَو سَحابٍ، أَو خِرْقَةٌ كالعِصابة، والخَبِيبَة مثْلُه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الخَبِيبَة كلُّ مَا اجْتَمَع فطَالَ مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ: وكلُّ خَبِيبَةٍ مِنْ لَحْمٍ، فَهُوَ خَصيلَةٌ، فِي ذِراعٍ كانَتْ أَو غَيرِها. وَيُقَالُ: أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذ. ولَحْمُ المَتْنِ يُقَالُ لهُ الخَبِيبَةُ، وهنَّ الخَبائِبُ. والخُبُّ: الغامِضُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ أَخْباب وخُبُوب. والمَخَبَّة: بَطْنُ الْوَادِي «2»، وَهِيَ الخَبِيبَةُ والخُبَّةُ والخَبِيبُ.

_ (1). قوله [لا أحسن إلخ] هو عجز بيت، وصدره: إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي فزارة (2). قوله [والمخبة بطن الوادي] هكذا في الأصل والمحكم وفي القاموس والخبة بالضم مستنقع الماء وموضع وبطن الوادي.

والخُبَّةُ والخَبِيبُ: الخَدُّ فِي الأَرض. والخَبِيبةُ والخَبَّة والخِبَّةُ: الطريقَة مِنَ الرَّمْلِ والسَّحابِ، وَهِيَ مِنَ الثَّوْبِ شِبْه الطُّرّة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَطِرْنَ عَنْ ظَهْري ومَتني خِبَبا الأَصمعي: الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ والطِّبَابَة: كُلُّ هَذَا طَرائِقُ مِنْ رَمْلٍ وسَحاب؛ وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: مِنْ عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاء لهَا خِبَبُ قَالَ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: [لها حِبَبُ] وَهِيَ الطَّرائِقُ أَيضاً. أَبو عَمْرٍو: الخَبُّ سَهْلٌ بينَ حَزْنَينِ يكونُ فَيه الكَمْأَةُ؛ وأَنشد قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ: تُجْنى لَكَ الكَمْأَةُ، رِبْعِيَّةً، ... بالخَبِّ، تَنْدى فِي أُصُول القَصِيصْ وَقَالَ شَمِرٌ: خَبَّة الثَّوْبِ طُرَّته. وثَوْبٌ خِبَب وأَخبابٌ: خَلَقٌ مُتَقَطِّع، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وخَبائِبُ أَيضاً، مثلُ هَبائبَ إِذَا تَمَزَّقَ. والخَبِيبَة: الشَّرِيحَة مِنَ اللَّحْمِ؛ وَقِيلَ: الخُصْلة مِنَ اللَّحمِ يَخْلِطها عَقَبٌ؛ وَقِيلَ: كلُّ خَصِيلة خَبِيبة. وخَبائِب المَتْنَين: لَحْمُ طَوَارِهما؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فأَرْسَلَ غُضْفاً، قَدْ طَوَاهُنَّ لَيْلَةً، ... تَقَيَّظْنَ، حَتى لَحْمُهُنّ خَبائِبُ والخَبَائِبُ: خَبائِبُ اللَّحْمِ، طَرَائِقُ تُرَى فِي الجِلْدِ مِن ذَهابِ اللَّحْمِ؛ يُقَالُ للَّحْمِ: خَبائِبُ أَي كُتَلٌ وزِيَمٌ وقِطَعٌ ونَحْوُه. وقال أَوس ابنُ حَجَر: صَدىً غَائِرُ العَيْنَينِ، خَبَّبَ لَحْمَه ... سَمَائِمُ قَيْظٍ، فَهْو أَسْوَدُ شاسِفُ قَالَ: خَبَّبَ لحمُه، وخدَّدَ لَحْمُه أَي ذَهَبَ لحمُه، فَرِيئَتْ لَهُ طَرَائِقُ فِي جِلْدِه. وَالْخَبِيبَةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ، وَهُوَ أَفضل مِنَ الْعَقِيقَةِ، وَهِيَ صُوفُ الجَذَع، وأَبْقَى وأَكثر. والخبِيبة والخُبُّ: الخِرْقة تُخْرِجُها مِنَ الثَّوْب، فَتَعْصِبُ بِهَا يَدَكَ. واخْتبَّ مِنْ ثَوْبه خُبَّةً أَي أَخْرَج. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخُبُّ الخِرْقة الطَّوِيلَةُ مِثْلُ العِصابة؛ وأَنشد: لَهَا رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بخُبٍّ، ... وأُخْرَى مَا يُسَتِّرها أُجَاحُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَنَنَ، قَالَ اللَّيْثُ: الحَنَّةُ خِرْقة تَلْبَسُها المرأَة فتُغَطِّي رأْسَها؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حاقُّ التَّصْحِيفِ، وَالَّذِي أُراه الخَبَّة بالخاءِ والباءِ. الفرَّاءُ: الخَبيبة القِطْعة مِنَ الثَّوْب، والخُبَّةُ الخِرْقة تُخْرِجُها مِنَ الثَّوْبِ، فتَعْصِبُ بِهَا يدَكَ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما الحَنَّة، بِالْحَاءِ وَالنُّونِ، فَلَا أَصلَ لَهُ فِي بَابِ الثِّياب. أَبو حَنِيفَةَ: الخُبَّة أَرض بَيْنَ أَرْضَين، لَا مُخصِبَة وَلَا مُجْدِبة؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى تَنالَ خُبَّةً مِنَ الخُبَبْ ابْنُ شُمَيْلٍ: الخُبَّة مِنَ الأَرض طَرِيقَةٌ لَيِّنة مَيْثاءُ، لَيْسَتْ بحَزْنةٍ وَلَا سَهْلةٍ، وَهِيَ إِلَى السُّهولة أَدنى.

قَالَ: وأَنكره أَبو الدُّقَيْش. قَالَ: وَزَعَمُوا أَن ذَا الرُّمَّة لَقِيَ رؤْبة فَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَى قَوْلِ الرَّاعِي: أَناخُوا بأَشوالٍ إِلَى أَهلِ خُبَّةٍ، ... طُروقاً، وَقَدْ أَمْعَى سُهَيْلٌ، فعَرَّدا؟ قَالَ: فَجَعَلَ رؤْبةُ يذهَب مرَّة هَاهُنَا، ومرَّةً هَاهُنَا إِلَى أَن قَالَ: هِيَ أَرض بَيْنَ المُكْلِئَة والمُجْدِبة. قَالَ: وَكَذَلِكَ هِيَ. وَقِيلَ: أَهل خُبَّة، فِي بَيْتِ الرَّاعِي: أَبياتٌ قَلِيلَةٌ، والخُبَّة مِنَ المَرَاعي وَلَمْ يُفَسِّرْ لَنَا. وَقَالَ ابْنُ نُجَيمٍ: الخَبيبة والخُبَّة كلُّه واحدٌ، وَهِيَ الشَّقِيقة بَيْنَ حَبْلَين مِنَ الرَّمْل، وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي. قَالَ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: خُبَّة كَلَأ، والخُبَّة: مَكَانٌ يَسْتَنْقع فِيهِ الْمَاءُ، فَتَنْبُت حَوَالَيْهِ البُقُول. وخُبَّة: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الأَخطل: فَتنَهْنَهَتْ عَنْهُ، وَوَلَّى يَقْتَرِي ... رَمْلًا بِخُبَّةَ، تَارَةً، ويَصُومُ وخَبَّ النباتُ والسَّفَى: ارتَفع وَطَالَ. وخَبَّ السَّفَى: جَرَى. وخَبَّ الرجلُ خَبّاً: مَنَع مَا عِنْدَهُ. وخَبَّ: نَزَلَ المُنْهَبِطَ مِنَ الأَرض لِئَلَّا يُشْعَرَ بِمَوْضِعِهِ بُخلًا ولُؤْماً. والخَوابُّ: القَراباتُ، وَاحِدُهَا خابٌّ؛ يُقَالُ: لِي مِنْ فُلَانٍ خَوابُّ؛ وَيُقَالُ: لِي فِيهِمْ خَوابُّ، واحِدُها خابٌّ، وَهِيَ القَراباتُ والصِّهْر. والخَبْخابُ والخَبْخَبَة: رَخاوةُ الشيءِ المُضْطَرِب واضْطِرابُه. وَقَدْ تَخَبْخَبَ بَدنُ الرَّجُلِ إِذَا سَمِنَ ثُمَّ هُزِلَ، حَتَّى يَسْتَرْخِيَ جلدُه، فَتَسْمَعَ لَهُ صَوْتًا مِنَ الهُزال. أَبو عَمْرٍو: خَبْخَبَ ووَخْوَخَ إِذَا اسْتَرْخَى بطنُه، وخَبْخَب إِذَا غَدَرَ، وتَخَبْخَب الحَرُّ: سكَن بعضُ فَوْرته. وخَبْخِبُوا عَنْكُمْ مِنَ الظَّهِيرة: أَبْرِدُوا، وأَصله خَبِّبُوا بِثَلَاثِ بَاءَاتٍ، أَبدلوا مِنَ الباءِ الوُسْطَى خَاءً لِلْفَرْقِ بَيْنَ فَعْلَل وفَعَّلَ، وَإِنَّمَا زَادُوا الخاءَ مِنْ سَائِرِ الْحُرُوفِ، لأَن فِي الْكَلِمَةِ خَاءً، وَهَذِهِ عِلَّة جَمِيعِ مَا يُشْبهُه مِنَ الْكَلِمَاتِ. وَإِبِلٌ مُخَبْخَبة: عَظِيمَةُ الأَجواف، وَهِيَ المُبَخْبَخَة، مقلوبٌ، مأْخوذٌ مِنْ بَخْ بَخْ؛ فأَما قَوْلَهُ: حَتَّى تَجِيءَ الخَطَبهْ ... بِإبِلٍ مُخَبْخَبَهْ فَلَيْسَ عَلَى وجْهِه، إِنَّمَا هُوَ مُبَخْبَخَة أَي يُقَالُ لَهَا بَخْ بَخْ إعْجاباً بِهَا، فَقَلَب؛ وأَحسنُ مِنْ ذَلِكَ مُجَبْجَبَة، بِالْجِيمِ أَي عَظِيمَةُ الجُنُوب، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. وخَبَّابٌ: اسْمٌ. وخُبَيْبٌ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكَنَّى بأَبي خُبَيْب؛ قَالَ الرَّاعِي: مَا إِنْ أَتَيْتُ، أَبا خُبَيْبٍ، وافِداً، ... يَوْماً، أُريدُ، لبَيْعَتي، تَبْديلا وَقِيلَ: الخُبَيْبَانِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنُهُ؛ وَقِيلَ: هُمَا عَبْدُ اللَّهِ وأَخوه مُصْعَب؛ قَالَ حُمَيدٌ الأَرقط: قَدْنيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فَمَنْ رَوَى الخُبَيْبِينَ عَلَى الْجَمْعِ، يُرِيدُ ثَلَاثَتَهُمْ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُرِيدُ أَبا خُبَيْبٍ ومَن كان على رأْيه.

ختب: الخُنْتَبُ: القَصِيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَأَدْرَكَ الأَعْثَى الدَّثُورَ الخُنْتَبا، ... يَشُدُّ شَدّاً، ذَا نَجاءٍ، مِلْهَبا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا أَثْبَتُّ الخُنْتُب هَاهُنَا، وَإِنْ كَانَتِ النُّونُ لَا تُزاد ثَانِيَةً إِلَّا بثَبَت لأَن سِيبَوَيْهِ رَفَعَ أَن يَكُونَ فِي الْكَلَامِ فُعْلَل، وَهُوَ عَلَى مَذْهَبِ أَبي الْحَسَنِ رُبَاعِيٌّ، لأَن النُّونَ لَا تُزَادُ عِنْدَهُ إِلَّا بثبَت، وفُعْلَلٌ عِنْدَهُ مَوْجُودٌ كَجُخْدَبٍ وَنَحْوِهِ. وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخُنْتُبُ والخُنْتَبُ: نَوْفُ الجارِيةِ قَبْلَ أَن تُخْفَضَ. قَالَ: والخُنْتُبُ المُخَنَّثُ أَيضاً. خترب: خَتْرَبَ الشيءَ: قَطَعَه. وخَتْرَبَه بالسَّيف: عَضَّاهُ أَعْضاءً. وخُتْرُبٌ: مَوْضِعٌ. خثعب: الخِنْثَعْبَةُ والخُنْثَعْبةُ والخَنْثَعْبة: النَّاقَةُ الغَزيرةُ اللَّبَن. سِيبَوَيْهِ: النُّونُ فِي خِنْثَعْبَةٍ زَائِدَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ ثَانِيَةً، لأَنها لَوْ كَانَتْ كَجِرْدَحْلٍ، كَانَتْ خُنْثعبةٌ كجُرْدَحْلٍ. وجُرْدَحْلٌ: بناءٌ مَعْدُومٌ. والخِنْثَعْبة: اسْمٌ للِاسْتِ، عن كراع. خدب: خَدَبَه بالسَّيفِ يَخْدِبُه خَدْباً: ضَرَبه، وَقِيلَ: قَطَعَ اللحمَ دُونَ العَظْم. التَّهْذِيبُ: الخَدْبُ الضَّرْبُ بالسيفِ، يَقْطَعُ اللَّحْمَ دُونَ العَظم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: نَضْرِبُ جَمْعَيْهمْ، إِذَا اجْلَحَمُّوا، ... خَوادِباً، أَهْوَنُهُنَّ الأَمُّ «1» أَبو زَيْدٍ: خَدَبْتُه أَي قَطَعْتُه؛ وأَنشد: بِيضٌ، بأَيْدِيهمُ بِيضٌ مُؤَلَّلةٌ، ... لِلْهامِ خَدْبٌ، وللأَعْناقِ تَطْبِيقُ وَقِيلَ: الخَدْبُ هُوَ ضَرْبُ الرأْسِ ونحوِه. والخَدْبُ بالنَّاب: شَقُّ الجِلْدِ مَعَ اللَّحْم، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ فِي الصِّحَاحِ بِالنَّابِ. وشَجَّةٌ خادِبَةٌ: شَدِيدةٌ. يُقَالُ: أَصابَتْه خادِبةٌ أَي شَجَّةٌ شَديدة. وضَرْبةٌ خَدْباءُ: هَجَمَتْ عَلَى الجَوْف، وطَعْنةٌ خَدْباءُ: كَذَلِكَ، وَقِيلَ: واسِعَةٌ. وحَرْبةٌ خَدْباءُ وخَدِبةٌ: واسِعةُ الجُرْحِ. والخَدْباءُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنة. ودِرْعٌ خَدْباءُ: واسعةٌ، وَقِيلَ لَيِّنةٌ؛ قَالَ كَعْب بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: خَدْباءُ، يَحْفِزُها نِجادُ مُهَنَّدٍ، ... صَافِي الحَديدةِ، صارِمٍ، ذِي رَوْنَقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ خَدْباءَ بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَه: فِي كُلِّ سابِغةٍ، يَخُطُّ فُضُولُها، ... كالنِّهْيِ، هَبَّتْ رِيحُه، المُتَرَقْرِق فخدْباءُ، عَلَى هَذَا، صِفَةٌ لِسَابِغَةٍ، وَعَلَامَةُ الْخَفْضِ فِيهَا الْفَتْحَةُ. وَمَعْنَى يَحْفِزُها: يَدْفَعُها. ونِجادُ السَّيْفِ: حَمِيلَتُه. ابْنُ الأَعرابي: نابٌ خَدِبٌ وسَيْفٌ خَدِبٌ وضَرْبةٌ خَدْباءُ: مُتَّسِعة طويلةٌ. وسِنانٌ خَدِبٌ: واسِعُ الجِراحة. قَالَ بِشْرٌ: عَلَى خَدِبِ الأَنْيابِ لم يَتَثَلَّمِ «2»

_ (1). قوله [اجلحموا] يروى بالحاء المهملة والخاء المعجمة أيضاً. (2). قوله [على خدب إلخ] صدره كما في التكملة: إذا أرقلت كأن أخطب ضالة

ابْنُ الأَعرابي: الخَدْباءُ العَقُورُ مِنْ كلِّ الحَيوانِ. وخَدَبَتْه الحَيَّةُ تَخْدِبه خَدباً: عَضَّتْه. وخَدَبَتِ الحَيَّةُ: عَضَّتْ وَفِي لِسَانِهِ خَدَبٌ أَي طُولٌ. وخَدَبَ الرَّجلُ: كَذَبَ. والخَدَبُ: الهَوَجُ. رَجُلٌ خَدِبٌ وأَخْدَبُ ومُتَخَدِّبٌ: أَهْوَجُ، والمرأَة خَدْباءُ. يُقَالُ: كَانَ بنَعامةَ خَدَبٌ، وَهُوَ المُدْرِكُ الثَّأْر، أَي كَانَ أَهْوَجَ، ونَعامةُ لَقَبُ بَيْهَس. والأَخْدَبُ: الَّذِي لَا يتَمالَكُ مِنَ الحُمقِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: ولَسْتُ بِطَيَّاخةٍ فِي الرِّجال، ... ولَسْتُ بخِزْرافَةٍ أَخْدَبا والخِزْرافةُ: الكَثِيرُ الْكَلَامِ الخَفِيفُ، وَقِيلَ: هُوَ الرِّخْوُ. والأَخْدبُ: الَّذِي يَرْكَبُ رَأْسَه جُرْأَةً. الأَصمعي، مِنْ أَمثالِهم فِي الهَلاكِ قَوْلُهم: وَقَعَ القَوْمُ فِي وادِي خَدَباتٍ؛ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِيهِمْ إِذَا جَارُوا عَنِ القَصْدِ. والخِدَبُّ: الشَّيْخُ. والخِدبُّ: العَظِيمُ؛ قَالَ: خِدَبٌّ، يَضِيقُ السَّرْجُ عَنْهُ، كأَنَّما ... يَمُدُّ ذِراعَيْه، منَ الطُّولِ، ماتِحُ ورَجُلٌ خِدَبٌّ، مِثَالُ هِجَفٍّ أَي ضَخْمٌ، وجارِيةٌ خِدَبَّةٌ. وَفِي صِفَةِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خِدَبٌّ مِنَ الرِّجال، كأَنه راعِي غَنَمٍ. الخِدَبُّ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِّ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: العَظِيمُ الْجَافِي؛ وَفِي شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: وَبَيْنَ نِسْعَيْه خِدَبّاً مُلْبِدا يُرِيدُ سَنامَ بَعِيرِهِ أَو جَنْبَه أَي إِنَّهُ ضَخْمٌ غَلِيظٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم عَبْدٍ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ بْنِ نَوْفَلٍ: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ ... جارِيةً خِدَبَّهْ والخِدَبُّ: الضَّخْم مِنَ النَّعام، وَقِيلَ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَبَعِيرٌ خِدَبٌّ: شَدِيدٌ صُلْب، ضَخْمٌ قَوِيٌّ. والأَخْدَبُ: الطَّويلُ. والخُدْبةُ والخَدَبُ: الطُّولُ. وأَقْبَلَ عَلَى خَيْدَبَتِه أَي عَلَى أَمْرِه الأَوَّل. وخُذْ فِي هِدْيَتِكَ وقِدْيَتِكَ أَي فِيمَا كنتَ فِيهِ، وَرَوَاهُ أَبو تُرَابٍ فِي هِدْيَتِكَ وفِدْيَتِكَ بِالْفَاءِ. أَبو زَيْدٍ: أَقْبِلْ عَلَى خَيْدَبَتِكَ أَي عَلَى أَمْرِك الأَوّل، وتَرَكْتُه وخَيْدَبَتَه أَي ورَأْيَه. الفرَّاءُ: يُقَالُ فُلَانٌ عَلَى طَريقةٍ صالحةٍ وخَيْدَبةٍ وسُرْجُوجةٍ، وَهِيَ الطَّرِيقةُ. وخَيْدَبٌ: مَوْضِعٌ بِرمالِ بَنِي سَعْدٍ؛ قَالَ: بِحَيْثُ ناصَى الخَبِراتُ خَيْدَبا والخَيْدَبُ: الطَّريقُ الواضِحُ، حَكَاهُ الشَّيْبَانِيُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَعْدُو الجَوادُ بِهَا، فِي خَلِّ خَيْدَبةٍ، ... كَمَا يُشَقُّ، إِلَى هُدَّابِه، السَّرَقُ خدلب: الخَدْلَبَةُ: مِشْيةٌ «1» فِيهَا ضَعْفٌ. وَنَاقَةٌ خِدْلِبٌ: مُسِنَّةٌ مُسْتَرخِيةٌ، فيها ضَعْفٌ. خذعب: خَذْعَبَه بالسَّيفِ، وبَخْذَعَه: ضَرَبَه.

_ (1). قوله [الخدلبة مشية إلخ] هذه المادة بالدال المهملة في هذا الكتاب والمحكم والتكملة ولعل إعجامها في القاموس تصحيف.

خرب: الخَرابُ: ضِدُّ العُمْرانِ، وَالْجَمْعُ أَخْرِبةٌ. خَرِبَ، بِالْكَسْرِ، خَرَباً، فَهُوَ خَرِبٌ وأَخْرَبه وخَرَّبَه. والخَرِبةُ: مَوْضِعُ الخَرابِ، وَالْجَمْعُ خَرِباتٌ. وخَرِبٌ: كَكَلِم، جَمْعُ كَلِمة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا تُكَسَّرُ فَعِلةٌ، لقِلَّتها فِي كَلَامِهِمْ. ودارٌ خَرِبةٌ، وأَخْرَبَها صاحبُها، وَقَدْ خَرَّبَه المُخَرِّبُ تَخْرِيباً؛ وَفِي الدعاءِ: اللَّهُمَّ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا ومُعَمِّر الآخرةِ أَي خَلَقْتَها للخَرابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنَ اقْتِرابِ الساعةِ إخْرابُ العامِرِ وعِمارةُ الخَراب ؛ الإِخْرابُ: أَن يُتْرَكَ المَوْضِعُ خَرِباً. والتَّخْرِيبُ: الهَدْمُ، والمرادُ بِهِ مَا يُخَرِّبُه المُلُوكُ مِن العُمْرانِ، وتَعْمُرُه مِن الخَرابِ شَهْوةً لَا إِصْلَاحًا، ويَدْخُل فِيهِ مَا يَعْمَلُه المُتْرَفُون مِن تَخْريبِ المَساكِنِ العامِرةِ لِغَيْرِ ضرورةٍ وإنْشاءِ عِمارَتِها. وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ مسجِدِ المدينةِ: كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وخِرَبٌ، فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الخِرَبُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ، بِكَسْرِ الخاءِ وَفَتْحِ الراءِ، جَمْعُ خَرِبةٍ، كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ خِرْبةٍ، بِكَسْرِ الخاءِ وَسُكُونِ الراءِ، عَلَى التَّخْفِيفِ، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الخَرِبَ، بِفَتْحِ الخاءِ وَكَسْرِ الراءِ، كنَبِقةٍ ونَبِقٍ وكَلِمةٍ وكَلِمٍ. قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، يُرِيدُ بِهِ الْمَوْضِعَ المَحْرُوثَ للزِّراعةِ. وخَرَّبُوا بيوتَهم: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ، وَفِي التَّنْزِيلِ: يُخرِبُونَ بيوتَهم؛ مَن قرأَها بِالتَّشْدِيدِ فَمَعْنَاهُ يُهَدِّمُونَها، وَمَنْ قرأَ يُخْرِبُونَ ، فَمَعْنَاهُ يَخْرُجُونَ مِنْهَا ويَتْرُكُونها. والقراءَة بِالتَّخْفِيفِ أَكثر، وقرأَ أَبو عَمْرٍو وَحْدَهُ يُخَرِّبون، بِتَشْدِيدِ الراءِ، وقرأَ سائرُ القُرَّاءِ يُخْرِبُونَ ، مُخَفَّفًا؛ وأَخْرَبَ يُخْرِبُ، مِثْلُهُ. وكلُّ ثَقْبٍ مُستدِير: خُرْبةٌ مِثْلَ ثَقْبِ الأُذن، وَجَمْعُهَا خُرَبٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الثَّقْبُ مُسْتديراً كَانَ أَو غَيْرَ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سأَله رَجُلٌ عَنْ إتْيان النِّساءِ فِي أَدْبارِهِنَّ، فَقَالَ: فِي أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ، أَو فِي أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ، أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ ، يَعْنِي فِي أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ؛ والثلاثةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكُلُّهَا قَدْ رُوِيَتْ. والمَخْرُوبُ: المَشْقوقُ، وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُل أَخْرَبُ، للمشْقُوقِ الأُذُنِ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ مَثْقُوبَها، فَإِذَا انْخَرَم بَعْدَ الثَّقْبِ، فَهُوَ أَخْرَمُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كأَني بحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ عَلَى هَذِهِ الْكَعْبَةِ ، يَعْنِي مَثْقُوبَ الأُذُنِ. يُقَالُ: مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كأَنه أَمةٌ مُخَرَّبةٌ أَي مَثْقوبةُ الأُذُنِ؛ وَتِلْكَ الثُّقْبَةُ هِيَ الخُرْبةُ. وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ: ثَقْبُ شَحْمةِ أُذنِه إِذَا كَانَ ثَقباً غَيْرَ مَخْرُوم، فَإِنْ كَانَ مَخْروماً، قِيلَ: خَربَةُ السِّنْدِيِّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: كأَنه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً، ... أَوْ مِنْ مَعاشِرَ، فِي آذانِها، الخُرَبُ ثُمَّ فسَّره فَقَالَ: يَصِف نَعاماً شَبَّهَه بِرَجُلٍ حَبَشيٍّ لسَوادِه؛ وَقَوْلُهُ يَبْتَغِي أَثَراً لأَنه مُدَلَّى الرأْسِ، وَفِي آذانِها الخُرَبُ يَعْنِي السِّنْدَ. وَقِيلَ: الخُرْبةُ سَعةُ خَرْقِ الأُذن.

وأَخْرَبُ الأُذُنِ: كخُرْبَتِها، اسْمٌ كأَفْكَل، وأَمةٌ خَرْباءُ وعَبْدٌ أَخْرَبُ. وخُرْبَةُ الإِبْرةِ وخُرَّابَتُها: خُرْتُها. والخَرَبُ: مَصْدَرُ الأَخْرَبِ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ شَقٌّ أَو ثَقْبٌ مُسْتَديرٌ. وخَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُه خَرْباً: ثَقَبَه أَو شَقَّه. والخُرْبةُ: عُرْوةُ المَزادةِ، وَقِيلَ: أُذُنها، وَالْجَمْعُ خُرَبٌ وخُرُوبٌ، هَذِهِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، نَادِرَةٌ، وَهِيَ الأَخْرابُ والخُرَّابةُ كالخُرْبةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ في الَّذِي يُقَلِّدُ بَدَنَتَه فيَضِنُّ بالنَّعْلِ قَالَ: يُقلِّدها خُرابةً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ أَنها الخُرْبةُ، وَهِيَ عُرْوةُ المَزادةِ، سُميت خُرْبةً لاسْتِدارتها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: لِكلِّ مَزادةٍ خُرْبَتانِ وكُلْيَتان، وَيُقَالُ خُرْبانِ، ويُخْرَزُ الخُرْبانِ إِلَى الكُلْيَتَيْنِ؛ وَيُرْوَى قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: يُقَّلِّدُها خُرابةً، بِتَخْفِيفِ الراءِ وَتَشْدِيدِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. أَن عُرْوَة المَزادةِ خُرْبةٌ، سُميت بِذَلِكَ لاسْتِدارتِها، وكلُ ثَقْبٍ مُسْتَديرٍ خُرْبةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: وَلَا سَتَرْتَ الخَرَبةَ يَعْنِي العَوْرةَ. والخَرْباءُ مِنَ المَعَزِ: الَّتِي خُرِبَتْ أُذُنها، وَلَيْسَ لخُرْبَتِها طُولٌ وَلَا عَرْضٌ. وَأُذُنٌ خَرْباءُ: مَشْقُوقةُ الشَّحْمةِ. وعَبْدٌ أَخْرَبُ: مَشْقُوقُ الأُذنِ. والخَرْبُ فِي الهَزَجِ: أَن يَدْخُلَ الجُزءَ الخَرْمُ والكَفُّ مَعاً فَيَصِيرُ مَفاعِيلُنْ إِلَى فاعِيلُ، فيُنْقَل فِي التَّقْطِيعِ إِلَى مَفعولُ، وبيتُه: لَوْ كانَ أَبُو بِشْرٍ ... أَمِيراً، مَا رَضِيناهُ فَقَوْلُهُ: لَوْ كَانَ، مفعولُ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: سُمي أَخْرَبَ، لِذَهَابَ أَوَّله وآخِره، فكأَنَّ الخَرابَ لَحِقَه لِذَلِكَ. والخُرْبَتانِ: مَغْرِزُ رأْسِ الفَخِذِ. الْجَوْهَرِيُّ: الخُرْبُ ثَقْبُ رأْسِ الوَرِكِ، والخُرْبةُ مِثْلُهُ. وَكَذَلِكَ الخُرابةُ، وَقَدْ يشدَّد. وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُه: ثَقْبُه، وَالْجَمْعُ أَخْرابٌ؛ وَكَذَلِكَ خُرْبَتُه وخُرابَتُه، وخُرَّابَتُه وخَرَّابَتُه. والأَخْرابُ: أَطْرافُ أَعْيار الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ. والخُرْبةُ: وِعاءٌ يَجْعَلُ فِيهِ الرَّاعِي زَادَهُ، وَالْحَاءُ فِيهِ لُغَةٌ. والخُرْبةُ والخَرْبةُ والخُرْبُ والخَرَبُ: الفسادُ فِي الدِّين، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَرَمُ لَا يُعِيذُ عاصِياً، وَلَا فَارًّا بِخَرَبةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَرَبةُ أَصلُها العيبُ، وَالْمُرَادُ بِهَا هَاهُنَا الَّذِي يَفِرُّ بشيءٍ يُرِيدُ أَن يَنْفَرِدَ بِهِ ويَغْلِبَ عَلَيْهِ مِمَّا لَا تُجِيزُه الشَريعةُ. والخارِبُ: سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً، ثُمَّ نُقِل إِلَى غَيْرِهَا اتِّساعاً. قَالَ: وَقَدْ جاءَ فِي سِياقِ الحديثِ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ: أَنَّ الخَرَبةَ الجِنايةُ والبَلِيَّةُ. قَالَ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ بِخِزْيةٍ. قَالَ: فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يُسْتَحْيا مِنْهُ. أَو مِنَ الهَوانِ والفضيحةِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الفَعْلةُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُمَا؛ وَيُقَالُ: مَا فِيهِ خَرَبةٌ أَي عَيْبٌ. وَيُقَالُ: الخارِبُ مِنْ شدائدِ الدَّهْرِ. والخارِبُ: اللِّصُّ، وَلَمْ يُخَصَّصْ بِهِ سارِقُ الإِبِلِ وَلَا غيرِها؛

وَقَالَ الشَّاعِرُ فِيمَنْ خَصَّصَ: إنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا، ... خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفانِ الْهاما الأَكْتَلُ والكَتالُ: هُمَا شِدّةُ الْعَيْشِ. والرِّزامُ: الهُزال. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَكْتَلُ ورِزامٌ، بِكَسْرِ الراءِ: رجُلانِ خارِبانِ أَي لِصَّانِ. وَقَوْلُهُ خُوَيْرِبانِ أَي هُمَا خارِبانِ، وصغَّرهما وَهُمَا أَكْتَلُ ورِزامٌ، ونَصَب خُوَيْرِبَيْنِ عَلَى الذَّمِّ، وَالْجَمْعُ خُرَّابٌ. وَقَدْ خَرَبَ يَخْرُبُ خِرابةً؛ الْجَوْهَرِيُّ: خَرَبَ فلانٌ بِإِبِلِ فُلَانٍ، يَخْرُبُ خِرابةً: مِثْلَ كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَرَبَ فُلَانٌ بِإِبِلِ فُلَانٍ يَخْرُب بِهَا خَرْباً وخُرُوباً وخِرابةً وخَرابةً أَي سَرَقَها. قَالَ: هَكَذَا حَكَاهُ مُتَعدِّياً بِالْبَاءِ. وَقَالَ مَرَّةً: خَرَبَ فُلَانٌ أَي صارَ لِصّاً؛ وأَنشد: أَخْشَى عَلَيْها طَيِّئاً وأَسَدا، ... وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا، لَا يَحْسِبانِ اللهَ إلَّا رَقَدا والخَرَّابُ: كالخارِب. والخُرابةُ: حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ أَو نَحْوِهِ. وخَلِيَّةٌ مُخْرِبةٌ: فارِغةٌ لَمْ يُعَسَّلْ فِيهَا. والنَّخاريبُ: خُرُوقٌ كبيُوتِ الزَّنابِيرِ، وَاحِدَتُهَا نخرُوبٌ. والنَّخاريبُ: الثُّقَب المُهَيَّأَةُ مِنَ الشَّمَع، وَهِيَ الَّتِي تَمُجُّ النَّحْلُ العَسَلَ فِيهَا. ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبَها؛ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ هَذَا كُلّه رُبَاعِيٌّ، وَسَنَذْكُرُهُ. والخُرْبُ، بِالضَّمِّ: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ مِنَ الرَّمْل. وَقِيلَ: مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ منَ الرَّمل، يُنْبِتُ الغَضى. والخَرِبُ: حَدٌّ مِنَ الْجَبَلِ خارجٌ. والخَرِبُ: اللَّجَفُ مِنَ الأَرضِ؛ وَبِالْوَجْهَيْنِ فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاعِي: فَمَا نَهِلَتْ، حَتَّى أَجاءَتْ جِمامَه ... إِلَى خَرِبٍ، لاقَى الخَسِيفةَ خارِقُهْ وَمَا خَرَّبَ عَلَيْهِ خَرْبةً أَي كَلِمَةً قَبِيحةً. يُقَالُ: مَا رأَينا مِنْ فُلَانٍ خَرْبةً وخَرْباءَ مُنْذُ جاوَرَنا أَي فَسَادًا فِي دِينه أَو شَيْناً. والخَرَبُ مِنَ الفَرَس: الشعرُ المُخْتَلِفُ وسَطَ مِرْفَقِه. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ دَوائِر الفرَسِ دائرةُ الخَرَبِ، وَهِيَ الدائرةُ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ الصَّقْرَيْنِ، ودائرتَا الصَّقْرَيْنِ هُمَا اللَّتانِ عِنْدَ الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ. الأَصمعي: الخَرَبُ الشَّعَرُ المُقْشَعِرُّ فِي الخاصرةِ؛ وأَنشد: طويلُ الحِداءِ، سَليمُ الشَّظَى، ... كَريمُ المِراحِ، صَلِيبُ الخَرَبْ والحِدَأَةُ: سالِفةُ الفَرَسِ، وَهُوَ مَا تقَدَّمَ مِنْ عُنْقِه. والخَرَبُ: ذكَر الحُبارَى، وَقِيلَ هُوَ الحُبارَى كُلُّها، وَالْجَمْعُ خِرابٌ وأَخْرابٌ وخِرْبانٌ، عَنْ سِيبَوَيْهِ. ومُخَرَّبةُ: حيٌّ «2» مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، أَو قَبِيلَةٌ. ومَخْرَبةُ: اسْمٌ. والخُرَيْبَةُ: مَوْضِعٌ، النَّسبُ إِلَيْهِ خُرَيْبِيٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَذَلِكَ أَنّ مَا كَانَ عَلَى فُعَيْلةَ، فالنَّسبُ إِلَيْهِ بطَرْحِ الياءِ، إِلَّا مَا شذَّ كَهَذَا وَنَحْوِهِ. وَقِيلَ:

_ (2). قوله [ومخرّبة حيّ] كذا ضبط فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ.

خُرَيْبَةُ مَوْضِعٌ بِالْبَصْرَةِ، يُسَمَّى بُصَيْرةَ الصُّغْرى. والخُرْنُوبُ والخَرُّوب، بِالتَّشْدِيدِ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ خُرْنُوبةٌ وخَرْنُوبةٌ، وَلَا تَقُلْ: الخَرْنوب، بِالْفَتْحِ «1». قَالَ: وأُراهُمْ أَبدَلوا النُّونَ مِنْ إِحْدَى الراءَين كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ، كَقَوْلِهِمْ إنْجانة فِي إجانَّة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُمَا ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا اليَنْبُوتةُ، وَهِيَ هَذَا الشَّوكُ الَّذِي يُسْتَوْقَدُ بِهِ، يَرْتَفعُ الذِّراعُ ذُو أَفْنانٍ وحَمْلٍ أَحَمُّ خَفيفٌ، كأَنهُ نفّاخٌ، وهو بَشِعٌ لا يُؤْكل إِلَّا فِي الجَهْد، وَفِيهِ حَبٌّ صُلْبٌ زَلَّالٌ؛ وَالْآخَرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الخَرُّوبُ الشَّامِيُّ، وَهُوَ حُلْوٌ يؤْكل، وَلَهُ حَبٌّ كَحَبِّ اليَنْبُوتِ، إِلَّا أَنه أَكْبَرُ، وثَمَرُه طِوالٌ كالقِثّاءِ الصِّغارِ، إِلَّا أَنه عَريضٌ، ويُتَّخَذُ مِنْهُ سَويقٌ ورُبٌّ. التَّهْذِيبُ: والخَرُّوبة شَجَرَةُ اليَّنْبُوتِ، وَقِيلَ: الينبوتُ الخَشْخاشُ. قَالَ: وَبَلَغَنَا فِي حَدِيثِ سُلَيْمان، عَلَى نَبِيِّنا وَعَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ، أَنه كانَ ينْبُتُ فِي مُصَلّاه كُلَّ يَوْمٍ شَجَرةٌ، فيَسْأَلُها: مَا أَنْتِ؟ فَتقُولُ: أَنا شَجرةُ كَذَا، أَنْبُتُ فِي أَرضِ كَذَا، أَنا دَواءٌ مِنْ داءِ كَذا، فيَأْمُرُ بِهَا فَتُقْطَعُ، ثُمَّ تُصَرُّ، ويُكْتَبُ عَلَى الصُّرّةِ اسْمُها ودَواؤُها، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِر ذَلِكَ نَبَتَتِ اليَنْبُوتةُ، فَقَالَ لَهَا: مَا أَنتِ؟ فَقَالَتْ: أَنا الخَرُّوبةُ وسَكَتَتْ؛ فَقَالَ سُلَيْمانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْآنَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ فِي خَرابِ هَذَا المَسْجدِ، وذَهابِ هَذَا المُلْكِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَن ماتَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الخُرَيْبة، هِيَ بِضَمِّ الخاءِ، مصغَّرة: مَحِلَّةٌ مِنْ مَحالِّ البَصْرة، يُنْسَبُ إِلَيْهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ. وخَرُّوبٌ وأَخْرُبٌ: مَوْضِعان؛ قَالَ الجُمَيْحُ: مَا لأُمَيْمةَ أَمْسَتْ لَا تُكَلِّمُنا، ... مَجْنُونةٌ، أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَرُّوبِ؟ «2» مَرَّتْ بِراكِبِ مَلْهُوزٍ، فقالَ لَهَا: ... ضُرِّي الجُمَيْحَ، ومَسِّيهِ بتَعْذيبِ يَقُولُ: طَمَحَ بصَرُها عَنِّي، فكأَنها تَنْظُر إِلَى راكِبٍ قَدْ أَقبلَ مِنْ أَهْلِ خَرُّوبٍ. خردب: خَرْدبٌ: اسم. خرشب: الخُرْشُبُ: اسمٌ. ابْنُ الأَعرابي: الخُرْشُبُ، بِالْخَاءِ: الطويلُ السَّمِينُ. خرعب: الخُرْعُوبةُ: القِطْعةُ مِنَ القَرْعةِ، والقِثَّاءِ، والشَّحْمِ. والخَرْعَبُ والخُرْعُوبُ والخُرْعُوبةُ: الغُصْنُ لسَنَتِه، وَقِيلَ: هُوَ القَضِيبُ السامِقُ الغَضُّ؛ وَقِيلَ: هُوَ القَضِيبُ الناعِمُ، الحديثُ النَّباتِ الَّذِي لَمْ يَشْتَدَّ. والخَرْعَبةُ: الشابةُ الحَسَنةُ الجَسِيمةُ فِي قَوامٍ كأَنَّها الخُرْعُوبةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الجَسِيمةُ اللَّحِيمةُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَرْعَبةُ: الرَّخْصةُ اللَّيِّنةُ، الحَسَنةُ الخَلْقِ؛ وَقِيلَ: هِيَ البَيْضاء. وامرأَةٌ خَرْعَبةٌ وخُرْعُوبةٌ: رَقِيقةُ العَظْمِ، كثيرةُ اللَّحْمِ، ناعمةٌ. وجسمٌ خَرْعَبٌ: كَذَلِكَ؛ الأَصمعي: الخَرْعَبةُ الجارِيةُ اللَّيِّنةُ القَصَبِ، الطويلةُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الشابَّةُ الحَسَنةُ القَوامِ، كأَنها خُرْعُوبةٌ من

_ (1). قوله [وَلَا تَقُلْ الْخَرْنُوبُ بِالْفَتْحِ] هذه عبارة الجوهري، وأمَّا قوله واحدته خرنوبة وخرنوبة فهي عبارة المحكم وتبعه مجد الدين. (2). قوله [قَالَ الْجُمَيْحُ مَا لِأُمَيْمَةَ إلخ] هذا نص المحكم والذي في التكملة قال الجميح الأَسدي واسمه منقذ: [أمست أمامة صمتا ما تكلمنا] مجنونة وفيها ضبط مجنونة ... بالرفع والنصب.

خَراعِيبِ الأَغْصانِ، مِنْ نَباتِ سَنَتِها. والغُصْنُ الخُرْعُوبُ: المُنْثَنِي؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بَرَهْرَهةٌ، رُؤْدةٌ، رَخْصةٌ، ... كخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِرْ وَرَجُلٌ خَرْعَبٌ: طويلٌ، فِي كَثْرَةٍ مِنْ لَحْمِه. وَجَمَلٌ خُرْعُوبٌ: طويلٌ فِي حُسْنِ خَلْقٍ. وَقِيلَ: الخُرْعُوبُ مِنَ الإِبِل العظِيمةُ الطويلةُ. خرنب: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: الخَرُّوبُ والخَرْنُوب: شَجَرٌ يَنْبُت فِي جِبالِ الشامِ، لَهُ حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ، يُسمّيه صِبْيانُ أَهلِ العِراقِ القِثَّاءَ الشاميَّ، وَهُوَ يابسٌ أَسود. النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير، وَفِي قِصَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ذِكْرُ خَرْنَبَاءَ، وهي بِفَتْحِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ النُّونِ وَبِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ والمدِّ: مَوْضِعٌ مِنْ أَرض مِصْرَ، صانَها اللَّهُ تَعَالَى. خزب: الخَزَبُ: تَهَيُّجٌ فِي الْجِلْدِ، كهَيْئةِ ورَمٍ مِنْ غيرِ أَلَمٍ. خَزِبَ جِلْدُه: خَزَباً فَهُوَ خَزِبٌ وتَخَزَّبَ: وَرِمَ من غيرِ أَلَمٍ. وخَزِبَ ضَرْعُ الناقةِ والشاةِ، بِالْكَسْرِ، خَزَباً وتَخَزَّبَ: وَرِمَ، وَقِيلَ: يَبِسَ وقَلَّ لَبَنُه؛ وَقِيلَ: تَخَزَّبَ ضَرْعُ النَّاقَةِ عِنْدَ النِّتَاجِ إِذَا كَانَ فِيهِ شِبْه الرَّهَلِ. وَفِي الصِّحَاحِ: خَزِبَتِ الناقةُ، بِالْكَسْرِ، تَخْزَبُ خَزَباً: وَرِمَ ضَرْعُها، وضاقتْ أَحالِيلُها، وَكَذَلِكَ الشاةُ. وَنَاقَةٌ خَزِبةٌ وخَزْباءُ: وارِمةُ الضَّرْعِ. وَقِيلَ: الخَزَبُ ضِيقُ أَحاليلِ الناقةِ وَالشَّاةِ، مِنْ وَرَمٍ أَو كَثْرةِ لَحْمٍ. والخَزْباءُ: الناقةُ الَّتِي فِي رَحِمها ثآلِيلُ، تَتَأَذَّى بِهَا. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: خَزِبَ البعيرُ خَزَباً: سَمِنَ، حَتَّى كأَنَّ جِلْدَه وارِمٌ مِن السَّمنِ؛ وبَعير مِخزابٌ إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ عادتِه. أَبو عَمْرٍو: العَرَبُ تُسَمِّي مَعْدِنَ الذَّهَبِ خُزَيْبةَ؛ وأَنشد: فَقَدْ تَرَكَتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وَغْدٍ، ... يُمَشِّي بَيْنَ خاتامٍ وطاقِ والخَيْزَبُ والخَيْزَبانُ: اللَّحْمُ الرَّخْصُ اللَّيِّنُ. والخَيْزَبةُ والخَيْزُبةُ: اللَّحْمةُ الرَّخْصةُ اللَّيِّنةُ. ولَحْمٌ خَزِبٌ: رَخْصٌ، وكلُّ لَحْمةٍ رَخْصَةٍ خَزِبةٌ. والخَزْباءُ: ذُبابٌ يكونُ فِي الرَّوْضِ. والخازِبازِ: ذُبَابٌ أَيضاً. والخَزَبُ: الخَزَفُ، في بعض اللغات. خزرب: الخَزْرَبةُ: اخْتِلاطُ الْكَلَامِ، وخَطَلُه. خزلب: خَزْلَب اللحمَ أَو الحَبْلَ: قَطَعَه قَطْعاً سَرِيعًا. خشب: الخَشَبَةُ: مَا غَلُظَ مِن العِيدانِ، وَالْجَمْعِ خَشَبٌ، مِثْلُ شجرةٍ وشَجَر، وخُشُبٌ وخُشْبٌ وخُشْبانٌ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمانَ: كَانَ لَا يَكادُ يُفْقَهُ كلامُه مِن شِدَّةِ عُجْمَتِه، وَكَانَ يُسَمِّي الخَشَبَ الخُشْبانَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ أُنْكِرَ هَذَا الحديثُ، لأَنَّ سَلْمانَ كَانَ يُضارِعُ كلامُه كلامَ الفُصَحاءِ، وَإِنَّمَا الخُشْبانُ جَمْعُ خَشَبٍ، كحَمَلٍ وحُمْلانٍ؛ قَالَ: كأَنَّهم، بجَنُوبِ القاعِ، خُشْبانُ

قَالَ: وَلَا مَزيد عَلَى مَا تَتَساعدُ فِي ثُبوتِه الرِّوايةُ والقياسُ. وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ: ذُو خَشَب. والخَشَّابةُ: باعَتُها. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ، فِي صِفَةِ الْمُنَافِقِينَ: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ؛ وقُرئَ خُشْبٌ، بِإِسْكَانِ الشِّينِ، مِثْلُ بَدَنةٍ وبُدْنٍ. وَمَنْ قَالَ خُشُبٌ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ؛ أَراد، وَاللَّهُ أَعلم: أَنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصارِ، وَوَعْي مَا يَسْمَعُونَ مِنَ الوَحْيِ، بِمَنْزِلَةِ الخُشُبِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكر الْمُنَافِقِينَ: خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ ؛ أَراد: أَنهم يَنامُونَ الليلَ، كأَنهم خُشُبٌ مُطَرَّحةٌ، لَا يُصَلُّون فِيهِ؛ وتُضم الشِّينُ وَتُسَكَّنُ تَخْفِيفًا. والعربُ تَقُولُ للقَتِيلِ: كأَنه خَشَبةٌ وكأَنه جِذْعٌ. وتخَشَّبَتِ الإِبلُ: أَكلت الخَشَبَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ وَوَصَفَ إِبِلًا: حَرَّقَها، مِن النَّجِيلِ، أَشْهَبُهْ، ... أَفْنانُه، وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ وَيُقَالُ: الإِبلُ تَتَخَشَّبُ عِيدانَ الشجرِ إِذَا تَناوَلَتْ أَغصانَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ يُصَلي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُمُ أَصْحابُ المُخْتارِ بْنِ أَبي عُبَيدة؛ وَيُقَالُ لضَرْبٍ مِنَ الشِّيعةِ: الخَشَبِيَّةُ؛ قِيلَ: لأَنهم حَفِظُوا خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حينَ صُلِبَ، وَالْوَجْهُ الأَوّل، لأَنّ صَلْبَ زَيْدٍ كَانَ بَعْدَ ابنِ عُمَر بِكَثِيرٍ. والخَشِيبةُ: الطَّبِيعةُ. وخَشَبَ السيفَ يَخْشِبُه خَشْباً فَهُوَ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: طَبَعَه، وَقِيلَ صَقَلَه. والخَشِيبُ مِنَ السيوفِ: الصَّقِيلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الخَشِنُ الَّذِي قَدْ بُرِدَ وَلَمْ يُصْقَلْ، وَلَا أُحْكِمَ عَمَلُه، ضدٌّ؛ وَقِيلَ: هُوَ الحديثُ الصَّنْعة؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بُدِئَ طَبْعُه. قَالَ الأَصمعي: سَيْفٌ خَشِيبٌ، وَهُوَ عِنْدَ النَّاسِ الصَّقِيلُ، وَإِنَّمَا أَصلُه بُرِدَ قَبْلَ أَن يُلَيَّنَ؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: ومُرْهَفٌ، أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، ... أَبْيَضُ مَهْوٌ، فِي مَتْنِهِ، رُبَدُ أَي طَبِيعَتُه. والمَهْوُ: الرّقِيقُ الشَّفْرَتَينِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَهُوَ عِنْدِي مَقْلُوبٌ مِنْ مَوْهٍ، لأَنه مِنَ الْمَاءِ الَّذِي لامُهُ هَاءٌ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ فِي جَمْعِهِ: أَمْواهٌ. وَالْمَعْنَى فِيهِ: أَنه أُرِقَّ، حَتَّى صارَ كالماءِ فِي رِقَّتهِ. قَالَ: وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ يَرَى أَن أَمْهاه، مِنْ قَوْلِ إمرئِ القَيس: راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ، ... ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَرِهْ قَالَ: أَصله أَمْوَهَهُ، ثُمَّ قدَّم اللَّامَ وأَخَّر الْعَيْنَ أَي أَرَقَّه كَرِقَّةِ الْمَاءِ. قَالَ، وَمِنْهُ: مَوَّهَ فُلَانٌ عَليَّ الحَدِيثَ أَي حَسَّنَه، حَتَّى كأَنَّه جَعَلَ عَلَيْهِ طَلاوةً وَمَاءً. والرُّبَدُ: شِبْهُ مَدَبِّ النَّمْلِ، والغُبارِ. وَقِيلَ: الخَشْبُ الَّذِي فِي السَّيف أَن يَضَعَ عَلَيْهِ سِناناً عَريضاً أَمْلَسَ، فيَدْلُكَه بِهِ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ شُقُوقٌ، أَو شَعَثٌ، أَو حَدَبٌ ذَهَبَ بِهِ وامْلَسَّ. قَالَ الأَحمر: قَالَ لِي أَعْرابي: قُلْتُ لصَيْقَلٍ: هَلْ

فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي؟ قَالَ: نَعَمْ، إِلَّا أَني لَمْ أَخْشِبْه. والخشابةُ: مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إِذَا صَقَلَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ وفَرَغَ مِنْهُ، أَجراها عَلَيْهِ، فَلَا يُغَبِّره الجَفْن؛ هَذِهِ عَنِ الْهَجَرِيِّ. والخَشْبُ: الشَّحْذُ. وسيفٌ خَشِيبٌ مَخْشُوبٌ أَي شَحِيذٌ. واخْتَشَبَ السيفَ: اتَّخَذَه خَشْباً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَا فَتْكَ إِلَّا سَعْيُ عَمْرٍو ورَهْطِه، ... بِمَا اخْتَشَبُوا، مِن مِعْضَدٍ ودَدانِ وَيُقَالُ: سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبةِ؛ يَقُولُ: عُرِّضَ حِينَ طُبِعَ؛ قَالَ ابْنُ مِرْداسٍ: جَمَعْتُ إلَيْهِ نَثْرَتي، ونجِيبَتي، ... ورُمْحِي، ومَشْقُوقَ الخَشِيبةِ، صارِما والخَشْبةُ: البَرْدةُ الأُولى، قَبْلَ الصِّقال؛ وأَنشد: وفُترةٍ مِنْ أَثْلِ مَا تَخَشَّبا أَي مِمَّا أَخَذه خَشْباً لَا يَتَنَوَّقُ فِيهِ، يأْخُذُه مِن هاهُنا وهاهُنا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: خَشَبَ القَوْسَ يَخْشِبُها خَشْباً: عَمِلَها عَمَلَها الأَوّلَ، وَهِيَ خَشِيبٌ مِنْ قِسِيٍّ خُشُبٍ وخَشائِبَ. وقِدْحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ: مَنْحُوتٌ؛ قَالَ أَوْسٌ فِي صِفَةِ خيل: فَخَلْخَلَها طَوْرَين. ثُمَّ أَفاضَها ... كَمَا أُرْسِلَتْ مَخْشُوبةٌ لم تُقَدَّمِ «3» ويُروى: تُقَوَّمِ أَي تُعَلَّمِ. والخَشِيبُ: السَّهْمُ حِينَ يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّل. وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً إِذَا بَرَيْتَها البَرْيَ الأَوّل وَلَمْ تَفْرُغْ مِنْهَا. وَيَقُولُ الرَّجُلُ للنَّبَّالِ: أَفَرَغْتَ مِن سَهْمِي؟ فَيَقُولُ: قَدْ خَشَبْتُه أَي قَدْ بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّل، وَلَمْ أُسَوِّه، فَإِذَا فَرَغَ قَالَ: قَدْ خَلَقْتُه أَي لَيَّنْتُه مِنَ الصَّفاة الخَلْقاءِ، وَهِيَ المَلْساءُ. وخَشَبَ الشِّعْر يَخْشِبُه خَشْباً أَي يُمِرُّه كَمَا يَجِيئُه، وَلَمْ يَتَأَنَّقْ فِيهِ، وَلَا تَعَمَّلَ لَهُ؛ وَهُوَ يَخْشِبُ الْكَلَامَ والعَمَلَ إِذَا لَمْ يُحْكِمْه وَلَمْ يُجَوِّدْه. والخَشِيبُ: الرَّدِيءُ والمُنْتَقَى. والخَشِيبُ: اليابِسُ، عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه قَالَ الخشِيبَ والخَشِيبيَّ. وجَبْهَةٌ خَشْباءُ: كَرِيهةٌ يابِسةٌ. والجَبْهةُ الخَشْباءُ: الكَرِيهةُ، وَهِيَ الخَشِبةُ أَيضاً، وَرَجُلٌ أَخْشَبُ الجَبْهةِ؛ وأَنشد: إمَّا ترَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ، ... أَخْشَبَ مَهْزُولًا، وإنْ لَمْ أُهْزَلِ وأَكمَةٌ خَشْباءُ وأَرْضٌ خَشْباءُ، وَهِيَ الَّتِي كأَنَّ حِجارتَها مَنْثُورةٌ مُتَدانِيةٌ؛ قَالَ رؤْبة: بكُلِّ خَشْباءَ وكُلِّ سَفْحِ وقولُ أَبي النَّجْمِ: إِذَا عَلَوْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا يُرِيدُ: كأَنه نُطِحَ. والخَشِيبُ: الغَلِيظُ الخَشِنُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. والخَشيبُ مِنَ الرِّجال: الطَّوِيلُ الْجَافِي، العارِي العِظام، مَعَ شِدّة وصَلابة وغِلَظٍ؛

_ (3). قوله [فخلخلها] كذا في بعض النسخ بخاءين معجمتين وفي شرح القاموس بمهملتين وبمراجعة المحكم يظهر لك الصواب والنسخة التي عندنا منه مخرومة.

وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الجِمالِ. وَقَدِ اخْشَوْشَبَ أَي صارَ خَشِباً، وَهُوَ الخَشِنُ. ورَجل خَشِيبٌ: عارِي العَظْمِ، بادِي العَصَبِ. والخَشِيبُ منَ الإِبل: الْجَافِي، السَّمْجُ، المُتَجافي، الشاسِئُ الخَلْقِ؛ وجمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَلِيظٌ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ مَذْحِجَ عَلَى حَراجِيجَ: كأَنها أَخاشِبُ ، جَمْعُ الأَخْشَبِ؛ والحَراجيجُ: جُمَعُ حُرْجُوجٍ، وَهِيَ الناقةُ الطويلةُ، وَقِيلَ: الضَّامِرةُ؛ وَقِيلَ: الحادَّةُ القَلْبِ. وظَلِيمٌ خَشِيبٌ أَي خَشِنٌ. وكلُّ شيءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ، فَهُوَ أَخْشَبُ وخَشِبٌ. وتخَشَّبَتِ الإِبلُ إِذَا أَكلت اليَبِيسَ مِنَ المَرْعَى. وعَيْشٌ خَشِبٌ: غَيْرُ مُتَأَنَّقٍ فِيهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. واخْشَوْشَبَ فِي عَيْشِه: شَظِفَ. وَقَالُوا: تمَعْدَدُوا، واخْشَوْشِبُوا أَي اصْبِرُوا عَلَى جَهْدِ العَيْشِ؛ وَقِيلَ تَكَلَّفُوا ذَلِكَ، لِيَكُونَ أَجْلَدَ لَكُمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: اخْشَوْشِبُوا، وتَمعْدَدُوا. قَالَ: هُوَ الغِلَظُ، وابْتِذالُ النَّفْسِ فِي العَمَل، والاحْتِفاءُ فِي المَشْيِ، ليَغْلُظ الجَسَدُ؛ ويُروى: واخْشَوْشِنُوا، مِنَ العِيشةِ الخَشْناءِ. وَيُقَالُ: اخْشَوْشَب الرَّجُل إِذَا صارَ صُلْباً، خَشِناً فِي دِينهِ ومَلْبَسِه ومَطْعَمِه، وجَمِيعِ أَحْوالِه. ويُروى بِالْجِيمِ والخاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَالنُّونِ؛ يَقُولُ: عِيشُوا عَيْشَ مَعَدٍّ، يَعْنِي عَيْشَ العَرَبِ الأَوَّل، وَلَا تُعَوِّدُوا أَنْفُسَكم التَّرَفُّه، أَو عِيشةَ العَجَمِ، فإنَّ ذَلِكَ يَقْعُدُ بِكُمْ عَنِ الْمَغَازِي. وجَبَلٌ أَخْشَبُ: خَشِنٌ عَظِيمٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الْبَعِيرَ، ويُشَبِّهه فوقَ النُّوق بالجَبَل: تَحْسَبُ فَوْقَ الشَّوْلِ، مِنه، أَخْشَبا والأَخْشَبُ مِن الجِبال: الخَشِنُ الغَلِيظُ؛ وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَا يُرْتَقَى فِيهِ. والأَخْشَبُ مِنَ القُفِّ: مَا غَلُظَ، وخَشُنَ، وتحَجَّر؛ وَالْجَمْعُ أَخاشِبُ لأَنه غَلَبَ عَلَيْهِ الأَسْماءُ؛ وَقَدْ قِيلَ فِي مؤَنَّثه: الخَشْباءُ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: يَنُوءُ فَيَعْدُو، مِنْ قَريبٍ، إِذَا عَدا ... ويَكْمُنُ، فِي خَشْباءَ، وعْثٍ مَقِيلُها فَإِمَّا أَن يَكُونَ اسْمًا، كالصَّلْفاءِ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ صِفَةً، عَلَى مَا يَطَّرِدُ فِي بَابِ أَفعل، والأَوّل أَجود، لِقَوْلِهِمْ فِي جَمْعِهِ: الأَخاشِبُ. وَقِيلَ الخَشْباءُ، فِي قَوْلِ كُثَيِّرٍ، الغَيْضةُ، والأَوّلُ أَعْرَفُ. والخُشْبانُ: الجِبالُ الخُشْنُ، الَّتِي لَيْسَتْ بِضِخامٍ، وَلَا صِغارٍ. ابْنُ الأَنباري: وقَعْنا فِي خَشْباءَ شَدِيدةٍ، وَهِيَ أَرضٌ فِيهَا حِجارةٌ وحَصى وَطِينٌ. وَيُقَالُ: وقَعْنا فِي غضْراءَ، وَهِيَ الطِّين الخالِصُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الحُرُّ، لخُلُوصِه مِن الرَّمْلِ وَغَيْرِهِ. والحَصْباءُ: الحَصى الَّذِي يُحْصَبُ بِهِ. والأَخْشَبانِ: جَبَلا مَكَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْر مَكَّةَ: لَا تَزُولُ مَكَّةُ، حَتَّى يَزُولَ أخْشَباها. أَخْشَبا مَكَّةَ: جَبَلاها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: يَا محمدُ إنْ شِئْتَ جَمَعْتُ عَليهم الأَخْشَبَينِ، فَقَالَ: دَعْني أُنْذِرْ قَوْمي ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجَزاه خَيراً عَنْ رِفْقِه بأُمَّتِه، ونُصْحِه لَهُمْ، وإشْفاقِه عَلَيْهِمْ. غَيْرُهُ: الأَخْشَبانِ: الجَبَلانِ المُطِيفانِ بمكَّةَ، وَهُمَا: أَبو قُبَيْس والأَحْمرُ، وَهُوَ جبَل مُشْرِفٌ وَجْهُه عَلَى قُعَيْقِعانَ.

والأَخْشَبُ: كلُّ جَبَلٍ خَشِنٍ غَلِيظٍ. والأَخاشِبُ: جِبالُ الصَّمَّان. وأَخاشِبُ الصَّمَّانِ: جِبال اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ، فِي مَحِلّة بَنِي تَمِيم، لَيْسَ قُرْبَها أَكَمةٌ، وَلَا جَبَلٌ؛ وصُلْبُ الصَّمَّانِ: مكانٌ خَشِبٌ أَخْشَبُ غَلِيظٌ؛ وكلُّ خَشِنٍ أَخْشَبُ وخَشِبٌ. والخَشْبُ: الخَلْطُ والانْتِقاءُ، وَهُوَ ضِدٌّ. خَشَبَه يَخْشِبُه خَشْباً، فَهُوَ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ. أَبو عُبَيْدٍ: المَخْشُوب: المَخْلوط فِي نَسَبِه؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ فَرَسًا: قافِلٍ جُرْشُعٍ، تَرَاهُ كَيَبْس الرَّبْل، ... لَا مُقْرِفٍ، وَلَا مَخْشُوبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ، لَا مقرفٌ وَلَا مَخْشُوبُ، قَالَ: وَصَوَابُهُ لَا مُقْرِفٍ وَلَا مَخْشُوبِ بِالْخَفْضِ، وَبَعْدَهُ: تِلْكَ خَيْلي مِنْهُ، وتِلكَ رِكابي، ... هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها، كالزَّبيبِ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: المَخْشُوب الَّذِي لَمْ يُرَضْ، وَلَمْ يُحَسَّنْ تَعْلِيمه، مُشَبَّهٌ بالجَفْنةِ المَخْشُوبة، وَهِيَ الَّتِي لَمْ تُحْكَمْ صَنْعَتُها. قَالَ: وَلَمْ يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالمَخْشُوبِ، إلَّا الأَعْشَى. وَمَعْنَى قافِل: ضامِرٌ. وجُرْشُعٌ: مُنْتَفِخُ الجَنْبَينِ. والرَّبْلُ: مَا تَرَبَّلَ مِنَ النَّباتِ فِي القَيظ، وَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ اليَبيسِ مِنه نباتٌ أَخضَر. والمُقْرِفُ: الَّذِي دانَى الهُجْنةَ مِنْ قِبَلِ أَبيهِ. وخَشَبْتُ الشيءَ بالشيءِ: خَلَطْتُه بِهِ. وطعامٌ مَخْشُوبٌ إِذَا كَانَ حَبّاً، فَهُوَ مُفَلَّقٌ قَفارٌ، وَإِنْ كان لحماً فَنيءٌ لَمْ يَنْضَجْ. وَرَجُلٌ قَشِبٌ خَشِبٌ: لَا خَيرَ عِنْدَهُ، وخَشِبٌ إتْباعٌ لَهُ. اللَّيْثُ: الخَشَبِيَّةُ: قومٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ «1» يَقُولون: إنَّ اللَّهَ لَا يتَكَلَّم، ويقُولون: القرآنُ مَخْلُوقٌ. والخِشابُ: بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَثَعْلَبَةَ الفوارِسِ أَم رِياحاً، ... عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةَ والخِشابا؟ ويُروى: أَو رَباحاً. وَبَنُو رِزامِ بْنَ مالكِ بْنِ حَنْظَلَة يُقَالُ لَهُمُ: الخِشابُ. وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِبَيْتِ جَرِيرٍ هَذَا عَلَى بَنِي رِزامٍ. وخُشْبانُ. اسْمٌ. وخُشْبانُ: لَقَبٌ. وذُو خَشَبٍ: موضِع؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَو كالفَتى حاتِمٍ، إذْ قالَ: مَا ملَكَتْ ... كَفَّايَ للنَّاسِ نُهْبَى، يومَ ذِي خَشَبِ وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ خُشُبٍ، بِضَمَّتَيْنِ، وَهُوَ وادٍ عَلَى مَسِيرةِ لَيْلة مِنَ المَدينةِ، لَهُ ذِكرٌ كَثيرٌ فِي الْحَدِيثِ وَالْمَغَازِي، وَيُقَالُ له: ذُو خُشُبٍ. خصب: الخِصْبُ: نَقِيضُ الجَدْبِ، وَهُوَ كَثرةُ العُشْبِ، ورفَاغةُ العَيْشِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: والإِخصابُ والاختِصابُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: والكَمْأَةُ مِنَ الخِصْب، والجَرادُ مِنَ الخِصْبِ، وَإِنَّمَا يُعَدُّ خِصْباً إِذَا وَقَعَ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ جَفَّ العُشْبُ، وأَمِنُوا مَعَرَّتَه. وَقَدْ خَصَبَتِ الأَرضُ، وخَصِبَت خِصْباً، فهي خَصِبةٌ، وأَخْصَبَتْ

_ (1). قوله [الجهمية] ضبط في التكملة، بفتح فسكون، وهو قياس النسب إلى جهم بفتح فسكون أيضاً، ومعلوم أن ضبط التكملة لا يعدل به ضبط سواها.

إِخْصَابًا؛ وقولُ الشَّاعِرِ أَنشده سِيبَوَيْهِ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَرَى جَدَبَّا، ... فِي عامِنا ذا، بَعْدَ ما أَخْصَبَّا فَرَوَاهُ هُنَا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ هُوَ كأَكْرَمَ وأَحسَنَ إلَّا أَنه قَدْ يُلْحَقُ فِي الوَقْفِ الحَرْفُ حَرْفاً آخَرَ مثلَه، فيشدَّد حِرْصاً عَلَى البيانِ، لِيُعْلَم أَنه فِي الوَصْل مُتَحَرِّك، مِنْ حَيْثُ كَانَ الساكِنانِ لَا يَلْتَقِيانِ فِي الوَصْل، فَكَانَ سبيلُه إِذَا أَطْلَق الْبَاءَ، أَن لَا يُثَقِّلَها، وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ الوقفُ فِي غالِب الأَمر إِنَّمَا هُوَ عَلَى الْبَاءِ، لَمْ يَحْفِل بالأَلف، الَّتِي زِيدَتْ عَلَيْهَا، إِذْ كَانَتْ غيرَ لازمةٍ فثَقَّل الحَرْفَ، عَلَى مَنْ قَالَ: هَذَا خَالِدّْ، وفَرَجّ، ويجْعَلّ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنِ الضَّمُّ لَازِمًا، لأَن النَّصْبَ وَالْجَرَّ يُزِيلانِه، لَمْ يُبالوا بِهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَحَدَّثَنَا أَبو عَلِيٍّ أَن أَبا الْحَسَنِ رَوَاهُ أَيضاً: بعد ما إخْصَبَّا، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وقطَعها ضَرُورَةً، وأَجراه مُجْرَى اخْضَرَّ، وازْرَقَّ وغيرِه منَ افْعَلَّ، وَهَذَا لَا يُنْكَر، وَإِنْ كَانَتِ افْعَلَّ للأَلوانِ، أَلا تَرَاهُمْ قَدْ قَالُوا: اصْوابَّ، وامْلاسَّ، وارْعَوَى، واقْتَوَى؟ وأَنشدَنا لِيَزيد بْنِ الحَكَمِ: تَبَدَّلْ خَلِيلًا بِي، كَشَكْلِكَ شَكْلُهُ، ... فَإني، خَلِيلًا صَالِحًا، بكَ، مُقْتَوِي فمِثالُ مُقْتَوِي مُفْعَلٌّ، مِنَ القَتْوِ، وَهُوَ الخِدْمةُ، وَلَيْسَ مُقْتَوٍ بمُفْتَعِلٍ، مِن القُوَّةِ، وَلَا مِن القَواءِ والقِيِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرو بْنِ كُلْثُوم: مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا؟ وَرَوَاهُ أَبو زَيْدٍ أَيضاً: مَقْتَوَيْنا، بِفَتْحِ الْوَاوِ. ومكانٌ مُخصِبٌ وخَصيبٌ، وأَرض خِصْبٌ، وأَرَضُون خِصْبٌ، والجمعُ كَالْوَاحِدِ، وَقَدْ قَالُوا أَرَضُون خِصْبةٌ، بِالْكَسْرِ، وخَصْبةٌ، بِالْفَتْحِ: فَإما أَن يَكُونَ خَصْبةٌ مَصْدَرًا وُصِفَ بِهِ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ مُخَفَفًا مِنْ خَصِبةٍ. وَقَدْ قَالُوا أَخصابٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يُقَالُ: بَلَدٌ خِصْبٌ وبَلَدٌ أَخْصابٌ، كَمَا قَالُوا: بَلدٌ سَبْسَبٌ، وبلدٌ سَباسِبٌ، ورُمْح أَقصادٌ، وَثَوْبٌ أَسْمالٌ وأَخْلاقٌ، وبُرْمةٌ أَعشارٌ، فَيَكُونُ الْوَاحِدُ يُراد بِهِ الجمعُ، كأَنَّهم جَعَلُوهُ أَجْزاء. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخْصَبَتِ الأَرضُ خِصْباً وَإِخْصَابًا، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشيءٍ لأَنّ خِصْباً فعْلٌ، وأَخْصَبَتْ أَفْعَلَتْ؛ وفِعلٌ لَا يَكُونُ مَصْدَرًا لأَفْعَلَتْ. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: أَرض خَصِيبةٌ وخَصِبٌ، وَقَدْ أَخْصَبَتْ وخَصِبَتْ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَخيرة عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، وعيشٌ خَصِبٌ مُخصِبٌ، وأَخْصَبَ القومُ: نَالُوا الخِصْبَ، وَصَارُوا إِلَيْهِ، وأَخْصَب جَنابُ الْقَوْمِ، وَهُوَ مَا حَوْلَهُمْ. وَفُلَانٌ خَصِيبُ الجنابِ أَي خَصِيبُ الناحِيةِ. والرجلُ إِذَا كَانَ كَثِيرَ خَيرِ المنزِلِ يُقَالُ: إِنَّهُ خَصِيبُ الرَّحْل. وأَرضٌ مِخْصابٌ: لَا تَكَادُ تُجْدِبُ، كَمَا قَالُوا فِي ضِدِّهَا: مِجْدابٌ. وَرَجُلٌ خَصِيبٌ: بَيِّنُ الخِصْبِ، رَحْبُ الجَنابِ، كَثيرُ الخَير. ومَكانٌ خَصِيبٌ: مِثْلُه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: هَبَطَا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضامُها والمُخْصِبةُ: الأَرضُ المُكْلِئَةُ، والقومُ أَيضاً مُخْصِبُون إِذَا كَثُرَ طَعامُهم ولَبَنُهُم، وأَمْرَعَتْ بِلادُهم.

وأَخْصَبتِ الشاءُ إِذَا أَصابَتْ خِصْباً. وأَخْصَبَتِ العِضاهُ إِذَا جَرَى الماءُ فِي عِيدانِها حَتَّى يَصِلَ بالعُرُوقِ. التَّهْذِيبُ، اللَّيْثُ: إِذَا جَرَى الماءُ فِي عُود العِضاهِ، حَتَّى يَصِلَ بالعُروق، قِيلَ: قَدْ أَخْصَبَتْ، وَهُوَ الإِخْصابُ. قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ مُنكر، وَصَوَابُهُ الإِخْضابُ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، يُقَالُ: خَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ. اللَّيْثُ: الخَصْبةُ، بِالْفَتْحِ، الطَّلْعة، فِي لُغَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ النَّخْلة الكثِيرة الحَمْلِ فِي لُغَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ نَخْلة الدَّقَلِ، نَجْدِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ خَصْبٌ وخِصابٌ؛ قَالَ الأَعشى: وكلِّ كُمَيْتٍ، كَجذْعِ الخِصاب، ... يُرْدي عَلَى سَلِطاتٍ لُثُمْ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: كأَنَّ، عَلى أَنْسائِها، عِذْقَ خَصْبةٍ ... تَدَلَّى، مِنَ الكافُورِ، غيرَ مُكَمَّمِ أَي غَيْرَ مَسْتُور. قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الخَصْبةِ. والخِصابُ، عِنْدَ أَهْلِ البَحْرَينِ: الدَّقَلُ، الواحدةُ خَصْبةٌ. وَالْعَرَبُ تَقُول: الغَداء لَا يُنْفَجُ إِلَّا بالخِصابِ، لِكَثْرَةِ حَمْلِها، إِلَّا أَنَّ تَمْرها رَديءٌ، وَمَا قَالَ أَحدٌ إنَّ الطَّلْعةَ يُقَالُ لَهَا الخَصْبة، وَمَنْ قَالَهُ فَقَدْ أَخْطأَ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عبدِ القَيسِ: فأَقْبَلْنا مِن وِفادَتِنا، وَإِنَّمَا كَانَتْ عندَنا خَصْبةٌ، نَعْلِفُها إبِلَنا وحمِيرَنا. الخَصْبةُ: الدَّقَلُ، وَجَمْعُهَا خِصابٌ، وَقِيلَ: هِيَ النَّخْلَةُ الْكَثِيرَةُ الحَمْل. والخُصْبُ: الجانِبُ، عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَخْصابُ. والخِصْبُ: حَيَّةٌ بَيْضَاءُ تَكُونُ فِي الجَبَلِ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيفٌ، وَصَوَابُهُ الحِضْبُ، بالحاءِ وَالضَّادِ، قَالَ: وَهَذِهِ الْحُرُوفُ وَمَا شَاكَلَهَا، أُراها مَنْقُولَةً مِنْ صُحُفٍ سَقيمة إِلَى كتابِ اللَّيْثِ، وزِيدَت فِيهِ، ومَن نَقَلَها لَمْ يَعْرف الْعَرَبِيَّةَ، فصَحَّفَ وغيَّر فأَكْثر. والخَصِيبُ: لَقَبُ رَجُل مِنَ الْعَرَبِ. خضب: الخِضابُ: مَا يُخْضَبُ بِهِ مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي الصحاحِ: الخِضابُ مَا يُخْتَضَبُ بِهِ. واخْتَضَب بالحنَّاءِ وَنَحْوِهِ، وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً، وخَضَّبَه: غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غيرِهما؛ قَالَ الأَعشى: أَرَى رَجُلًا، مِنْكُمْ، أَسِيفاً، كأَنما ... يَضُمُّ، إِلَى كَشْحَيْهِ، كَفًّا مُخَضَّبا ذَكَّر عَلَى إِرَادَةِ العُضْوِ، أَو عَلَى قَوْلِهِ: فَلَا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، ... وَلَا أَرضَ أَبْقَلَ إبْقالَها وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لرجلٍ، أَو حَالًا مِنَ المضْمَر فِي يَضُمُّ، أَو المخفوضِ فِي كَشْحَيْهِ. وخَضَبَ الرَّجلُ شَيْبَه بالحِنَّاءِ يَخْضِبُه؛ والخِضابُ: الِاسْمُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: عبدُ المطَّلب أَوّلُ مَن خَضَبَ بالسَّوادِ مِنَ الْعَرَبِ. وَيُقَالُ: اخْتَضَبَ الرَّجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ، مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الشَّعَرِ. وكلُّ مَا غُيِّرَ لَوْنهُ، فَهُوَ مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، يُقَالُ: كَفٌّ خَضِيبٌ، وامرأَةٌ

خَضِيبٌ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْياني، وَالْجَمْعُ خُضُبٌ. التَّهْذِيبُ: كلُّ لوْنٍ غَيَّر لوْنَه حُمْرةٌ، فَهُوَ مَخْضُوبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَكَى حَتَّى خضَبَ دَمْعُه الحَصى ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي بَلَّها، مِنْ طَريقِ الاسْتِعارةِ؛ قَالَ: والأَشْبَهُ أَن يَكُونَ أَراد المُبالغةَ فِي البُكاءِ، حَتَّى احْمَرَّ دمعهُ، فَخَضَبَ الحَصى. والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ عَلَى التَّشْبِيه بِذَلِكَ. وَقَدِ اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ وَنَحْوِهِ وتَخَضَّبَ، واسْمُ مَا يُخْضَبُ بِهِ: الخِضابُ. والخُضَبةُ، مِثَالُ الهُمَزةِ: المرأَةُ الكثيرةُ الاخْتِضابِ. وبنانٌ خَضيبٌ مُخَضَّبٌ، شُدِّد للمبالغةِ. اللَّيْثُ: والخاضِبُ مِنَ النَّعامِ؛ غَيْرُهُ: والخاضِبُ الظَلِيمُ الَّذِي اغْتَلَمَ، فاحْمَرَّتْ ساقاهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ أَكلَ الرَّبِيعَ، فاحْمَرَّ ظُنْبُوباهُ، أَو اصْفَرَّا، أَو اخْضَرَّا؛ قَالَ أَبو دُواد: لَهُ ساقا ظَلِيمٍ خاضِبٍ، ... فُوجئَ بالرُّعْبِ وَجَمْعُهُ خَواضِبُ؛ وَقِيلَ: الخاضِبُ مِن النَّعامِ الَّذِي أَكلَ الخُضْرةَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَمّا الخاضِبُ مِن النَّعامِ، فَيَكُونُ مِن أَنّ الأَنوارَ تَصْبُغُ أَطْرافَ رِيشِه، وَيَكُونُ مِنْ أَنّ وَظِيفَيْهِ يحْمَرَّانِ فِي الرَّبيعِ، مِن غَيْرِ خَضْبِ شيءٍ، وَهُوَ عارِضٌ يَعْرِضُ للنَّعامِ، فتحْمَرُّ أَوْظِفَتُها؛ وَقَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ أقوالٌ، فَقَالَ بعضُ الأَعراب، أَحْسِبُه أَبا خَيْرةَ: إِذَا كَانَ الرَّبِيعُ، فأَكلَ الأَساريعَ، احْمَرَّت رِجلاه ومِنقارُه احْمِرارَ العُصْفُر. قَالَ: فَلَوْ كَانَ هَذَا هَكَذَا، كَانَ مَا لَمْ يأْكل مِنْهَا الأَساريعَ لَا يَعْرِضُ لَهُ ذَلِكَ؛ وَقَدْ زَعَمَ رِجالٌ مِن أَهْلِ الْعِلْمِ أَنّ البُسْرَ إِذَا بدَأَ يَحْمَرُّ، بَدأَ وَظِيفا الظَّلِيمِ يَحْمَرَّانِ، فَإِذَا انْتَهَت حُمرةُ البُسْرِ، انْتَهَتْ حُمْرَة وَظِيفَيْه؛ فَهَذَا عَلَى هَذَا، غَريزةٌ فِيهِ، وَلَيْسَ مِنْ أَكل الأَسارِيعِ. قَالَ: وَلَا أَعْرِف النَّعام يأْكل مِنَ الأَساريعِ. وَقَدْ حُكي عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الخاضِبُ مِنَ النّعامِ إِذَا اغْتَلَمَ فِي الرَّبيع، اخضرَّتْ ساقاهُ، خَاصٌّ بِالذَّكَرِ. والظَّلِيمُ إِذَا اغْتَلمَ، احْمَرَّتْ عُنُقُه، وصَدْرُه، وفَخِذاه، الجِلْدُ لَا الرِّيشُ، حُمرةً شَدِيدَةً، وَلَا يَعْرِضُ ذَلِكَ للأُنثى؛ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا للظَّلِيمِ، دُونَ النَّعامةِ. قَالَ: وَلَيْسَ مَا قِيلَ مِن أَكله الأَسارِيعَ بشيءٍ، لأَنَّ ذَلِكَ يَعْرِضُ للدَّاجِنةِ فِي البُيوت، الَّتِي لَا تَرى اليَسْرُوعَ بَتَّةً، وَلَا يَعْرض ذَلِكَ لإِناثِها. قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ عِنْدَ الأَصمعي، إِلَّا مِنْ خَضْبِ النَّوْرِ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ، لَكَانَ أَيضاً يَصْفَرُّ، ويَخْضَرُّ، وَيَكُونُ عَلَى قَدْرِ أَلوان النَّوْر والبَقْل، وكانتِ الخُضْرةُ تَكُونُ أَكثرَ لأَن البقْلَ أَكثرُ مِن النَّورِ، أَوَلا تَرَاهُمْ حِينَ وصَفُوا الخَواضِبَ مِن الوَحْشِ، وَصَفُوها بالخُضرة، أَكثر مَا وَصَفُوا ومِن أَيِّ مَا كَانَ، فَإِنَّهُ يُقَالُ لَهُ: الخاضِبُ مِن أَجْل الحُمرة الَّتِي تَعْترِي ساقَيْهِ، والخاضِبُ وَصْفٌ لَهُ عَلَمٌ يُعرَفُ بِهِ، فَإِذَا قَالُوا خاضِبٌ، عُلِمَ أَنَّهُ إِيَّاهُ يريدُون؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَذاكَ أَم خاضِبٌ، بالسِّيِّ، مَرْتَعُه، ... أَبو ثَلاثين أَمْسَى، وَهُوَ مُنْقَلِبُ؟ فَقَالَ: أَم خاضِبٌ، كَمَا أَنه لَوْ قَالَ: أَذاكَ أَمْ ظَلِيمٌ، كَانَ سَوَاءً؛ هَذَا كلُّه قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ: وَقَدْ

وَهِمَ فِي قَوْلِهِ بَتَّةً، لأَنّ سِيبَوَيْهِ إِنَّمَا حَكَاهُ بالأَلف وَاللَّامِ لَا غيرُ، وَلَمْ يُجز سُقوط الأَلف وَاللَّامِ مِنْهُ، سَماعاً مِنَ الْعَرَبِ. وَقَوْلُهُ: وَصْفٌ لَهُ عَلم، لَا يَكُونُ الوَصْفُ عَلماً، إِنَّمَا أَرَادَ أَنه وَصْفٌ قَدْ غَلَبَ، حَتَّى صَارَ بِمَنْزِلَةِ الاسْم العَلمِ، كما تقول الحرث وَالْعَبَّاسُ. أَبو سَعِيدٍ: سُمِّيَ الظَّلِيمُ خاضِباً، لأَنه يَحْمَرُّ مِنقارُه وساقاهُ إِذَا ترَبَّع، وَهُوَ فِي الصَّيْفِ يَفْرَعُ «2» ويَبْيَضُّ ساقاهُ. وَيُقَالُ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ: خاضِبٌ إِذَا اخْتَضَبَ بالحنَّاءِ «3»، وَإِذَا كَانَ بِغَيْرِ الحِنَّاء قِيلَ: صَبَغَ شَعَره، وَلَا يُقَالُ: خَضَبَه. وخَضَبَ الشجَرُ يَخْضِبُ خُضُوباً وخَضِبَ وخُضِبَ واخْضَوْضَبَ: اخْضَرَّ. وخَضَبَ النَّخْلُ خَضْباً: اخْضَرَّ طَلْعُه، واسمُ تِلْكَ الخُضْرَة الخَضْبُ، وَالْجُمَعُ خُضُوبٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: فَلَمَّا غَدَتْ، قَدْ قَلَّصَتْ غَيرَ حِشْوةٍ، ... مِنَ الجَوْفِ، فِيهِ عُلَّفٌ وخُضُوبُ وَفِي الصِّحَاحِ: مَعَ الْجَوْفِ، فِيهَا عُلَّف وَخُضُوبُ وخَضَبَتِ الأَرضُ خَضْباً: طَلَعَ نَباتُها واخْضَرَّ. وخَضَبَتِ الأَرضُ: اخْضَرَّتْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَخْضَبَتِ الأَرضُ إخْضاباً إِذَا ظَهَرَ نَبْتُها. وخَضَبَ العُرْفُطُ والسَّمُرُ: سَقَطَ ورَقُه، فاحْمَرَّ واصْفَرَّ. ابْنُ الأَعرابي، يُقَالُ: خَضَبَ العَرْفَجُ وأَدْبى إِذَا أَورَقَ، وخَلَعَ العِضَاه. قَالَ: وأَوْرَسَ الرِّمْثُ، وأَحْنَطَ وأَرْشَمَ الشَّجَرُ، وأَرْمَشَ إِذَا أَوْرَقَ. وأَجْدَرَ الشَّجَرُ وجَدَّرَ إِذَا أَخْرَجَ وَرَقَه كأَنه حِمَّصٌ. والخَضْبُ: الجَديدُ مِنَ النَّباتِ، يُصيبه المَطَرُ فيَخْضَرُّ؛ وَقِيلَ: الخَضْبُ مَا يَظْهر فِي الشَّجَر مِنْ خُضْرة، عِنْدَ ابتداءِ الإِيراقِ، وَجَمْعُهُ خُضُوبٌ؛ وَقِيلَ: كلُّ بَهِيمةٍ أَكَلَتْه، فَهِيَ خاضِبٌ، وخَضَبَتِ العِضاهُ وأَخضَبَتْ. والخَضُوبُ: النَّبْتُ الَّذِي يُصِيبُه الْمَطَرُ، فيَخْضِبُ مَا يَخْرجُ مِنَ البَطْنِ. وخُضُوب القَتادِ: أَنْ تخْرُجَ فِيهِ وُرَيْقةٌ عِنْدَ الرَّبِيعِ، وتُمِدَّ عِيدانه، وَذَلِكَ فِي أَوَّل نَبْتِه؛ وَكَذَلِكَ العُرْفُطُ والعَوْسَجُ، وَلَا يَكُونُ الخُضُوب فِي شيءٍ مِنْ أَنواع العِضاهِ غَيرِها. والمِخْضَبُ، بِالْكَسْرِ: شِبهُ الإِجَّانةِ، يُغْسَلُ فِيهَا الثِّيابُ. والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه قَالَ فِي مَرضه الَّذِي ماتَ فِيهِ: أَجْلِسُوني فِي مِخضَبٍ، فاغْسِلُوني. خضرب: الخَضْرَبةُ: اضْطِرابُ الْمَاءِ. وماءٌ خُضارِبٌ: يَموجُ بعضُه فِي بَعْض، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي غَديرٍ أَو وادٍ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: رَجُل مُخَضْرَبٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً، بَليغاً، مُتَفَنِّناً؛ وأَنشد لِطَرَفَةَ: وكائِنْ تَرَى مِنْ أَلْمَعِيٍّ مُخَضْرَبٍ، ... وليسَ لَه، عِندَ العَزائمِ، جُولُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَذَا أَنشده، بالخاءِ وَالضَّادِ، وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ: مِن يَلْمَعيٍّ مُحَظْرَبٍ، بالحاءِ والظاءِ، وَقَدْ تقدم.

_ (2). قوله [يفرع إلخ] هكذا في الأصل والتهذيب ولعله يقزع. (3). قوله [وَيُقَالُ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ خَاضِبٌ إذا اختضب بالحناء إلخ] هكذا في أصل اللسان بيدنا ولعل فيه سقطاً والأصل ويقال للرجل خَاضِبٌ إِذَا اخْتَضَبَ بِالْحِنَّاءِ.

خضعب: الخَضْعَبُ: الضَّخْمُ «1» الشديدُ. والخَضْعَبةُ: المرأَةُ السَّمِينةُ. والخَضْعَبةُ: الضَّعِيفُ. وتخَضْعَبَ أَمرُهُم: اخْتَلَطَ وضَعُفَ .. خضلب: تَخَضْلَبَ أَمْرُهم: ضَعُفَ كتَخَضْعَبَ. خطب: الخَطْبُ: الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ، صَغُر أَو عَظُم؛ وَقِيلَ: هُوَ سَبَبُ الأَمْر. يُقَالُ: مَا خَطْبُك؟ أَي مَا أَمرُكَ؟ وَتَقُولُ: هَذَا خَطْبٌ جليلٌ، وخَطْبٌ يَسير. والخَطْبُ: الأَمر الَّذِي تَقَع فِيهِ المخاطَبة، والشأْنُ والحالُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَلَّ الخَطْبُ أَي عَظُم الأَمرُ والشأْن. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، وَقَدْ أَفْطَروا فِي يومِ غيمٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ: الخَطْبُ يَسيرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* ؟ وَجَمْعُهُ خُطُوبٌ؛ فأَما قَوْلُ الأَخطل: كَلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبةٍ، ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدّهْرِ والخُطُبِ إِنَّمَا أَراد الخُطوبَ، فحذفَ تَخْفِيفًا، وَقَدْ يكونُ مِنْ بَابِ رَهْنٍ ورُهُنٍ. وخَطَب المرأَةَ يَخْطُبها خَطْباً وخِطْبة، بِالْكَسْرِ، الأَوَّل عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وخِطِّيبَى؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطِّيبَى اسمٌ؛ قَالَ عديُّ بْنُ زَيْدٍ، يَذْكُرُ قَصْدَ جَذِيمة الأَبرَشِ لخِطْبةِ الزَّبَّاء: لخِطِّيبَى الَّتِي غَدَرَتْ وخانَتْ، ... وَهُنَّ ذَواتُ غائلةٍ لُحِينا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خطأٌ مَحْضٌ، وخِطِّيبَى، هاهنا، مصدرٌ كالخِطْبَةِ، هَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، وَالْمَعْنَى لخِطْبةِ زَبَّاءَ، وَهِيَ امرأَةٌ غَدَرَت بجَذِيمة الأَبْرَشِ حِينَ خَطَبَها، فأَجابَتْه وخاستْ بِالْعَهْدِ فقَتَلَتْه. وجَمعُ الْخَاطِبِ: خُطَّاب. الْجَوْهَرِيُّ: والخَطيبُ الخاطِب، والخِطِّيبَى الخُطْبة. وأَنشد بيتَ عَدِيّ بْنِ زَيْدٍ؛ وخَطَبَها واخْتَطَبَها عَلَيْهِ. والخِطْبُ: الَّذِي يَخْطُب المرأَةَ. وَهِيَ خِطْبُه الَّتِي يَخْطُبُها، وَالْجَمْعُ أَخطابٌ؛ وَكَذَلِكَ خِطْبَتُه وخُطْبَتُه، الضَّمُّ عَنْ كُراع، وخِطِّيباهُ وخِطِّيبَتُه وَهُوَ خِطْبُها، والجمعُ كَالْجَمْعِ؛ وَكَذَلِكَ هُوَ خِطِّيبُها، وَالْجَمْعُ خِطِّيبون، وَلَا يُكَسَّر. والخِطْبُ: المرأَةُ المَخطوبة، كَمَا يُقَالُ ذِبْح للمذبوحِ. وَقَدْ خَطَبها خَطْباً، كَمَا يُقَالُ: ذَبَحَ ذَبْحاً. الفرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ ؛ الخِطْبة مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ الخَطْبِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ: إِنَّهُ لحَسَن القِعْدة والجَلْسةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ خِطْبُ فُلانة إِذَا كَانَ يَخْطُبها. ويقُول الخاطِبُ: خِطْبٌ فَيَقُولُ المَخْطُوب إِلَيْهِمْ: نِكْحٌ وَهِيَ كَلِمَةٌ كانتِ الْعَرَبُ تَتزَوَّجُ بِهَا. وَكَانَتِ امرأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالَ لَهَا: أُمُّ خارجِةَ، يُضْرَبُ بِهَا المَثَل، فَيُقَالُ: أَسْرَعُ مِنْ نِكاحِ أُمِّ خَارِجَةَ. وَكَانَ الخاطِب يَقُومُ عَلَى بَابِ خِبائِها فَيَقُولُ: خِطْبٌ فَتَقُولُ: نِكْحٌ وخُطْبٌ فَيُقَالُ: نُكْحٌ ورجلٌ خَطَّابٌ: كَثِيرُ التَّصَرُّفِ فِي الخِطْبةِ؛ قَالَ: بَرَّحَ، بالعَيْنَينِ، خَطَّابُ الكُثَبْ، ... يقولُ: إِنِّي خاطِبٌ، وَقَدْ كذَبْ، وَإِنَّمَا يخْطُبُ عُسًّا مِنْ حَلَبْ

_ (1). قوله [الخضعب الضخم] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في نسخة المحكم التي بأيدينا والخضعب بتقديم العين على الضاد ولكن لم يفرد المجد لخعضب مادة فراجع نسخ المحكم.

واخْتَطَب القومُ فُلاناً إِذَا دَعَوْه إِلَى تَزْويجِ صاحبَتهِم. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذَا دَعا أَهلُ المرأَة الرجلَ إِلَيْهَا ليَخْطُبَها، فَقَدِ اخْتَطَبوا اخْتِطَابًا؛ قَالَ: وَإِذَا أَرادوا تَنْفيق أَيِّمِهم كذَبوا عَلَى رجلٍ، فقالوا: قد خَطَبه افرَدَدْناه، فَإِذَا رَدَّ عَنْهُ قَوْمُه قَالُوا: كَذبْتُم لَقَدِ اخْتَطَبْتُموه، فَمَا خَطَب إِلَيْكُمْ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن يَخْطُبَ الرجلُ عَلَى خَطْبةِ أَخيهِ. قَالَ: هُوَ أَن يخْطُب الرجلُ المرأَةَ فَترْكَنَ إِلَيْهِ ويَتَّفِقا عَلَى صَداقٍ معلومٍ، ويَترَاضَيا، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا العَقْد؛ فأَما إِذَا لَمْ يتَّفِقَا ويَترَاضَيا، وَلَمْ يَرْكَنْ أَحَدُهما إِلَى الْآخَرِ، فَلَا يُمنَع مِنْ خِطْبَتِها؛ وَهُوَ خَارِجٌ عَنِ النَّهْي. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّه لحَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ أَي يجابَ إِلَى خِطْبَتِه. يُقَالُ: خَطَبَ فلانٌ إِلَى فلانٍ فَخَطَّبَه وأَخْطَبَه أَي أَجابَه. والخِطابُ والمُخاطَبَة: مُراجَعَة الكَلامِ، وَقَدْ خاطَبَه بالكَلامِ مُخاطَبَةً وخِطاباً، وهُما يَتخاطَبانِ. اللَّيْثُ: والخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ، وخَطَب الخاطِبُ عَلَى المِنْبَر، واخْتَطَب يَخْطُبُ خَطابَةً، واسمُ الكلامِ: الخُطْبَة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي قَالَ اللَّيْثُ، إنَّ الخُطْبَة مَصْدَرُ الخَطِيبِ، لَا يَجوزُ إلَّا عَلى وَجْهٍ واحدٍ، وَهُوَ أَنَّ الخُطْبَة اسمٌ لِلْكَلَامِ، الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ الخَطِيب، فيُوضَعُ موضِعَ المَصْدر. الْجَوْهَرِيُّ: خَطَبْتُ عَلَى المِنْبَرِ خُطْبةً، بِالضَّمِّ، وخَطَبْتُ المرأَةَ خِطْبةً، بالكَسْرِ، واخْتَطَبَ فِيهِمَا. قَالَ ثعْلب: خَطَب عَلَى القوْم خُطْبةً، فَجَعَلَها مَصْدَرًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ، إلَّا أَن يكونَ وَضَعَ الاسْمَ مَوْضِعَ المَصْدر؛ وَذَهَبَ أَبو إِسْحَاقَ إِلَى أَنَّ الخُطْبَة عندَ العَرَب: الكلامُ المَنْثُورُ المُسَجَّع، ونحوُه. التَّهْذِيبُ: والخُطْبَة، مثلُ الرِّسَالَةِ، الَّتِي لَها أَوَّلٌ وآخِرٌ. قَالَ: وسمعتُ بعضَ العَرَب يقولُ: اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الضُّغْطة، كأَنه ذَهَب إِلَى أَنَّ لَهَا مُدَّة وَغَايَةً، أَوّلًا وَآخِرًا؛ وَلَوْ أَرَادَ مَرَّة لَقال ضَغْطَة؛ وَلَوْ أَرادَ الفعلَ لَقالَ الضِّغْطَة، مثلَ المِشْيَةِ. قَالَ وسمعتُ آخَرَ يقولُ: اللَّهُمَّ غَلَبَني فُلانٌ عَلَى قُطْعةٍ مِنَ الأَرض؛ يريدُ أَرضاً مَفْرُوزة. ورَجُلٌ خَطِيبٌ: حَسَن الخُطْبَة، وجَمْع الخَطِيب خُطَباءُ. وخَطُبَ، بِالضَّمِّ، خَطابَةً، بالفَتْح: صَارَ خَطِيباً. وَفِي حَدِيثِ الحَجّاج: أمِنْ أَهْلِ المَحاشِد والمَخاطِبِ؟ أَراد بالمَخَاطب: الخُطَبَ، جمعٌ عَلَى غيرِ قياسٍ، كالمَشَابِهِ والمَلامِحِ؛ وَقِيلَ: هُوَ جَمْع مَخْطَبة، والمَخْطَبة: الخُطْبَة؛ والمُخاطَبَة، مُفاعَلَة، مِنَ الخِطاب والمُشاوَرَة، أَراد: أَنْتَ مِنَ الذينَ يَخْطُبون الناسَ، ويَحُثُّونَهُم عَلَى الخُروجِ، والاجْتِمَاعِ لِلْفِتَنِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَفَصْلَ الْخِطابِ ؛ قَالَ: هُوَ أَن يَحْكُم بالبَيِّنة أَو اليَمِين؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَفصِلَ بينَ الحَقِّ والباطِل، ويُمَيِّزَ بيْن الحُكْمِ وضِدِّهِ؛ وقيلَ فَصْلَ الْخِطابِ أَمّا بَعْدُ؛ وداودُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَوَّلُ مَنْ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ وَقِيلَ: فَصْلَ الْخِطابِ الفِقْهُ فِي القَضَاءِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَى أَمَّا بعدُ، أَمَّا بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ الكَلامِ، فَهُوَ كَذَا وَكَذَا. والخُطْبَةُ: لَوْنٌ يَضْرِب إِلَى الكُدْرَةِ، مُشْرَبٌ

حُمْرةً فِي صُفْرةٍ، كَلَوْنِ الحَنْظَلَة الخَطْبَاءِ، قبلَ أَن تَيْبَسَ، وكَلَوْنِ بَعضِ حُمُرِ الوَحْشِ. والخُطْبَةُ: الخُضْرَةُ، وَقِيلَ: غُبْرَة تَرْهَقُها خُضْرَة، والفعلُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ: خَطِبَ خَطَباً، وَهُوَ أَخْطَب؛ وقيلَ: الأَخْطَبُ الأَخْضَرُ يُخالِطُه سَوَادٌ. وأَخْطَبَ الحَنْظَل: اصْفَرَّ أَي صَار خُطْبَاناً، وَهُوَ أَن يَصْفَرَّ، وَتَصِيرُ فِيهِ خُطوطٌ خُضْرٌ. وحَنْظَلةٌ خَطْباءُ: صفراءُ فِيهَا خُطوطٌ خُضْرٌ، وَهِيَ الخُطْبانةُ، وَجَمْعُهَا خُطْبانٌ وخِطْبانٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَقَدْ أَخْطَبَ الحَنْظَل وَكَذَلِكَ الحِنْطة إِذَا لَوَّنَتْ. والخُطْبانُ: نِبْتةٌ فِي آخرِ الحشِيشِ، كأَنها الهِلْيَوْنُ، أَو أَذْناب الحَيَّاتِ، أَطْرافُها رِقَاقٌ تُشْبه البَنَفْسَج، أَو هُوَ أَشدُّ مِنْهُ سَواداً، وَمَا دُونُ ذَلِكَ أَخْضَرُ، وَمَا دُونُ ذَلِكَ إِلَى أُصُولِها أَبيضُ، وَهِيَ شديدةُ المَرارةِ. وأَوْرَقُ خُطْبانِيٌّ: بالَغُوا بِهِ، كَمَا قَالُوا أَرْمَكُ رادِنِيٌّ. والأَخْطَبُ: الشِّقِرَّاقُ، وَقِيلَ الصُّرَدُ، لأَنّ فِيهِمَا سَواداً وبَياضاً؛ وَيُنْشَدُ: وَلَا أَنْثَنِي، مِن طِيرَةٍ، عَنْ مَرِيرَةٍ، ... إِذَا الأَخْطَبُ الداعِي، عَلَى الدَّوْحِ صَرْصَرَا ورأَيت فِي نسخةٍ مِنَ الصِّحَاحِ حَاشِيَةً: الشِّقِرّاقُ بالفارسِيَّة، كأَسْكِينَهْ. وَقَدْ قَالُوا للصَّقْرِ: أَخْطَبُ؛ قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الْهُذَلِيُّ: ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ، حينَ يَلُفُّهم، ... كَمَا لَفَّ، صِرْدانَ الصَّريمةِ، أَخْطَبُ وَقِيلَ لليَدِ عِنْدَ نُضُوِّ سَوَادِهَا مِنَ الحِنَّاءِ: خَطْباءُ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي الشَّعَرِ أَيضاً. والأَخْطَب: الحِمارُ تَعْلُوه خُضْرَة. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ حُمُرِ الوَحْشِ الخَطْباءُ، وَهِيَ الأَتانُ الَّتِي لَهَا خَطٌّ أَسودُ عَلَى مَتْنِها، والذكَر أَخْطَبُ؛ وناقةٌ خَطْباءُ: بَيِّنة الخَطَبِ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، ... خَطْباءُ وَرْقاءُ السَّراةِ، عَوْهَقُ وأَخْطَبانُ: اسْمُ طائرٍ، سُمِّي بِذَلِكَ لِخُطْبةٍ فِي جَناحَيْه، وَهِيَ الخُضْرَة. ويدٌ خَطْباءُ: نَصَل سَوادُ خِضابِها مِنَ الحِنّاءِ؛ قَالَ: أَذَكرْت مَيَّةَ، إذْ لَها إتْبُ، ... وجَدائِلٌ، وأَنامِلٌ خُطْبُ وَقَدْ يُقَالُ فِي الشَّعَر والشَّفَتَيْن. وأَخْطَبَكَ الصَّيْدُ: أَمْكَنَكَ ودَنا منكَ. وَيُقَالُ: أَخْطَبَكَ الصَّيْدُ فارْمِه أَي أَمْكَنَكَ، فَهُوَ مُخْطِبٌ. والخَطَّابِيَّة: مِنَ الرافِضةِ، يُنْسَبون إِلَى أَبي الخَطَّابِ، وَكَانَ يَأْمُر أَصحابَه أَن يَشهدوا، عَلَى مَنْ خالَفَهم، بالزُّورِ. خطرب: الخَطْرَبةُ: الضِّيقُ فِي المَعاشِ. وخُطْرُبٌ وخُطَارِبٌ: المُتَقَوِّلُ بِمَا لَمْ يَكُنْ جاءَ، وقد تَخَطْرَبَ. خطلب: تَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي خَطْلَبةٍ أَي اخْتِلاطٍ. والخَطْلَبة: كثرةُ الكلامِ، واختِلاطُه.

خعب: الخَيْعابةُ «2»: الرَّدِيءُ وَلَمْ يُسْمَع إلَّا فِي قولِ تأَبَّط شَرًّا: وَلَا خَرِعٍ خَيْعابةٍ، ذِي غَوائِلٍ، ... هَيام، كَجَفْرِ الأَبْطَحِ المُتَهيِّل التَّهْذِيبُ: الخَيْعابة والخَيْعامة: المأْبون، وأَورد الْبَيْتَ، وَقَالَ: وَيُرْوَى خَيْعامة. قَالَ: والخَرِعُ السَّرِيعُ التَّثَنِّي والانْكِسارِ، والخَيْعامة: القَصِفُ المُتَكَسِّر؛ وأَورد الْبَيْتَ الثَّانِي: وَلَا هَلِع لاعٍ، إِذَا الشَّوْلُ حارَدَتْ، ... وضَنَّتْ بباقِي دَرِّها المُتَنَزِّلِ هَلِع: ضَجِر. لاعٍ: جَبان. خلب: الخِلْبُ: الظُّفُر عامَّةً، وجَمْعُه أَخْلابٌ، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وخَلَبَه بظُفُرِه يَخْلِبُه خَلْباً: جَرَحَه، وَقِيلَ: خَدَشَه. وخَلَبه يَخْلِبُه، ويخْلُبه خَلْباً: قَطَعَه وشَقَّه. والمِخْلَب: ظُفُرُ السَّبُعِ مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ؛ وَقِيلَ: المِخْلَب لِمَا يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِمَا لَا يَصِيدُ. التَّهْذِيبُ: ولِكلِّ طَائِرٍ مِنَ الجَوارِحِ مِخْلَبٌ، ولكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ، وَهُوَ أَظافِيرهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّباعِ، بِمَنْزِلَةِ الظُّفُرِ للإِنْسانِ. وخَلَب الفَريسَة، يَخْلِبُها ويَخْلُبها خَلْباً: أَخَذَها بِمِخْلَبهِ. اللَّيْثُ: الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ؛ والسَّبُع يَخْلِبُ الفَريسةَ إِذَا شَقَّ جِلْدَها بنابِه، أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ. قَالَ: وسَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَيْنِ يَقُولُونَ لِلْحَدِيدَةِ المُعَقَّفَة، الَّتِي لَا أُشَرَ لَهَا، وَلَا أَسْنانَ: المِخْلَب؛ قَالَ وأَنشدني أَعرابي مَنْ بَنِي سَعْدٍ: دَبَّ لَهَا أسْودُ كالسِّرْحانْ، ... بِمِخْذَمٍ، يَخْتَذِمُ الإِهانْ والمِخْلَب: المِنْجَلُ السَّاذَجُ الَّذِي لَا أَسْنانَ لَهُ؛ وَقِيلَ: المِخْلَبُ المِنْجَلُ عامَّةً. وخَلَبَ بِهِ يَخْلُب: عَمِلَ وقَطَع. وخَلَبْتُ النَّباتَ، أَخْلُبُه خَلْباً، واسْتَخْلَبْته إِذَا قَطَعْته. وَفِي الْحَدِيثِ: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نَقْطَع النَّباتَ، ونَحْصُدُه ونَأْكُلُه. وخَلَبَتْه الحَيَّة تَخْلِبُه خَلْباً: عَضَّتْه. والخِلابَةُ: المُخَادَعَة، وَقِيلَ: الخَديعَة باللسانِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِرَجُلٍ كَانَ يُخْدَع فِي بَيْعِه: إِذَا بايَعْتَ، فَقُلْ لَا خِلابَة أَي لَا خِداعَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ لَا خيابَة. قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنها لُثْغَة مِنَ الرَّاوِي، أَبدلَ اللامَ يَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ بيعَ المُحَفَّلاتِ خِلابَةٌ، وَلَا تَحلّ خِلابَة مُسْلم. والمُحَفَّلات: الَّتِي جُمِعَ لَبَنُها فِي ضَرْعِها. وخَلَبَه يَخْلُبُه خَلْباً وخِلابَةً: خَدَعَه. وخالَبَه واخْتَلَبه: خادَعَه؛ قَالَ أَبو صَخْر: فَلَا مَا مَضَى يُثْنَى، وَلَا الشَّيْبُ يُشْتَرَى، ... فأَصْفِقَ، عندَ السَّوْمِ، بَيْعَ المُخالِب وَهِيَ الخِلِّيبَى، وَرَجُلٌ خالبٌ وخَلَّاب، وخَلَبُوتٌ،

_ (2). قوله [الخيعابة] هو هكذا بفتح الخاء المعجمة وبالياء المثناة التحتية في اللسان والمحكم والتهذيب والتكملة وشرح القاموس، والذي في متن القاموس المطبوع الخنعابة بالنون وضبطها بكسر الخاء.

وخَلَبُوبٌ، الأَخيرة عَنْ كُراع: خَدَّاعٌ كَذَّابٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَلَكْتُم، فَلَمَّا أَنْ مَلَكْتُمْ خَلَبْتُمُ، ... وشَرُّ المُلوكِ الغادِرُ، الخَلَبُوتُ جاءَ عَلَى فَعَلُوت، مِثْلَ رَهَبوتٍ؛ وامرأَة خَلَبُوتٌ، عَلَى مِثَالِ جَبَرُوتٍ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِبْ، بِالْكَسْرِ. وحُكي عَنِ الأَصمعي: فاخْلُب أَي اخْدَعْه حَتَّى تذهَبَ بِقَلْبه؛ مَنْ قَالَهُ بالضَّمّ، فَمَعْنَاهُ: فاخْدَعْ؛ وَمَنْ قَالَ: فاخلِبْ، فَمَعْنَاهُ: فانْتِشْ قَلِيلًا شَيْئًا يَسِيرًا بعْدَ شيءٍ، كأَنه أُخِذ مِنْ مِخْلَب الجارِحةِ. قَالَ ابْنُ الأَثيرِ: معناهُ إِذَا أَعْياكَ الأَمرُ مُغالَبةً، فاطْلُبْه مُخادعة. وخَلَب المرأَة عَقْلَها يَخْلِبُها خَلْباً: سَلَبَها إياهُ، وخَلَبَتْ هِيَ قَلْبَه تَخْلِبُه خَلْباً، واخْتَلَبَتْه: أَخَذَتْه. وذَهَبَت بِهِ. اللَّيْثُ: الخِلابَة أَن تَخْلُب المرأَةُ قَلْبَ الرَّجُلِ، بأَلطفِ القولِ وأَخْلَبِهِ، وامرأَةٌ خَلَّابة للفؤادِ، وخَلُوبٌ. والخَلْباءُ مِنَ النساءِ: الخَدُوعُ. وامرأَةٌ خالِبةٌ وخَلُوبٌ وخَلَّابة: خَدَّاعة، وَكَذَلِكَ الخَلِبَة؛ قَالَ النَّمِرَ: أَوْدَى الشَّبابُ، وحُبُّ الخالَةِ الخَلِبَهْ، ... وَقَدْ بَرِئْتُ، فَمَا بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ وَيُرْوَى الخَلَبَة، بِفَتْحِ اللامِ، عَلَى أَنه جَمْعٌ، وَهُمُ الَّذِينَ يَخْدعُون النساءَ. وَفُلَانٌ خِلْبُ نِساءٍ إِذَا كَانَ يُخالِبُهُنَّ أَي يُخادِعُهُنّ. وفلانٌ حِدْثُ نِساءٍ، وزيرُ نساءٍ إِذَا كَانَ يُحادِثُهُنّ، ويُزاوِرُهُنَّ. وامرأَة خالةٌ أَي مُخْتالَةٌ. وَقَوْمٌ خالَةٌ: مُخْتالون، مِثْلُ باعَةٍ، مِنَ البَيْع. والبَرْقُ الخُلَّبُ: الَّذِي لَا غَيْثَ فِيهِ، كأَنه خادِعٌ يُومِضُ، حَتَّى تَطْمعَ بِمَطَرِه، ثُمَّ يُخْلِفُك. وَيُقَالُ: بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ، فَيُضافانِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَنْ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ وعْدَه: إِنَّمَا أَنْتَ كَبَرْق خُلَّب. وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَبَرْقٍ خُلَّبٍ، وبرقِ خُلَّبٍ، وَهُوَ السَّحابُ الَّذِي يَبْرُق ويُرْعِدُ، وَلَا مَطَر مَعَه. والخُلَّبُ أَيضاً: السَّحَابُ الَّذِي لَا مَطَر فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللهمَّ سُقْيَا غيرَ خُلَّبٍ بَرْقُها أَي خالٍ عَنِ المَطَر. ابْنُ الأَثير: الخُلَّبُ: السحابُ يُومِضُ بَرْقُه، حَتَّى يُرْجَى مَطَره، ثُمَّ يُخْلِفُ ويَتَقَشَّعُ، وكأَنه مِنَ الخِلابَةِ، وَهِيَ الخِداعُ بالقَولِ اللَّطِيفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ أَسْرَعَ مِنْ بَرْقِ الخُلَّبِ وَإِنَّمَا خَصَّهُ بالسُّرْعَة، لخِفَّتِه لخُلُوّه مِنَ المَطَر. وَرَجُلٌ خِلْبُ نِساءٍ: يُحِبُّهُنّ لِلْحَدِيثِ والفُجُورِ، ويُحْبِبْنَه لِذَلِكَ. وَهُمْ أَخْلابُ نِساءٍ، وخُلَباءُ نِساءٍ الأَخيرةُ نادِرَة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ خُلَباءَ جمعُ خالِبٍ. والخِلْبُ، بالكسرِ: حِجابُ القَلْبِ، وَقِيلَ: هِيَ لُحَيْمةٌ رَقِيقَةٌ، تَصِلُ بينَ الأَضْلاعِ؛ وَقِيلَ: هُوَ حِجَاب مَا بَيْنَ القَلْبِ والكَبِدِ، حكاهُ ابْنِ الأَعرابي، وَبِهِ فسَّر قَولَ الشَّاعِرِ: يَا هِنْدُ هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكَبِدْ وَمِنْهُ قِيلَ للرَّجُل الَّذِي يُحِبُّه النساءُ: إِنَّهُ لَخِلْبُ

نِساءٍ أَي يُحِبُّه النساءُ؛ وَقِيلَ: الخِلْبُ حِجابٌ بينَ القَلْبِ وسَوادِ البَطْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ شيءٌ أَبْيَضُ، رقِيقٌ، لازِقٌ بالكَبِدِ؛ وَقِيلَ: الخِلْبُ زِيادَةُ الكَبِدِ، والخِلْبُ الكَبِدُ، فِي بعضِ اللُّغاتِ؛ وَقِيلَ: الخِلْبُ عُظَيْمٌ، مثلُ ظُفُر الإِنْسان، لاصِقٌ بناحِيَة الحِجابِ، مِمَّا يَلِي الكَبِدَ؛ وَهِيَ تَلِي الكبِدَ والحِجابَ، والكَبِدُ مُلْتَزِقَةٌ بجانِبِ الحِجابِ. والخُلْبُ: لبُّ النَّخْلَةِ، وَقِيلَ: قَلْبُها. والخُلُب، مُثَقَّلًا ومُخَفَّفاً: الليفُ، واحدَتُه خُلْبَة. والخُلْبُ: حَبْلُ الليفِ والقُطْنِ إِذَا رَقَّ وصَلُبَ. اللَّيْثُ: الخُلْبُ حَبْلٌ دَقيقٌ، صُلْبُ الفَتْلِ، مِنْ لِيفٍ أَو قِنَّبٍ، أَو شيءٍ صُلْبٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كالمَسَدِ اللَّدْنِ، أُمِرَّ خُلبُه ابْنُ الأَعرابي: الخُلْبة الحَلْقة مِنَ الليفِ، والليفَة خُلْبَة وخُلُبَة؛ وَقَالَ: كأَنْ ورِيدَاهُ رِشَاءا خُلْبِ ويُروى وريدَيْه، عَلَى إِعْمَالِ كأَنْ، وتَرْكِ الإضْمار. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاهُ رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُب، فنَزلَ إِلَيْهِ وقَعَد عَلَى كُرْسِيِّ خُلْبٍ، قَوائمهُ مِنْ حَديدٍ ؛ الخُلْب: اللّيفُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وأَما مُوسَى فَجَعْدٌ آدَمُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَر، مخْطُوم بخُلْبة. وَقَدْ يُسَمَّى الحَبْل نفسُه: خُلْبة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بِليفٍ خُلبْةٍ ، عَلَى البَدَل؛ وَفِيهِ: أَنه كَانَ لَهُ وِسادَةٌ حَشْوُها خُلْبٌ. والخُلْبُ والخُلُب: الطِّينُ الصُّلْبُ اللَّازِبُ؛ وَقِيلَ: الأَسْودُ؛ وَقِيلَ: طِينُ الحَمْأَة؛ وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ عامَّة. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ رَجلٌ مِنَ الْعَرَبِ لطَبَّاخِه: خَلِّبْ مِيفاكَ، حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ؛ قَالَ: خلِّبْ أَي طَيِّنْ، وَيُقَالُ للطينِ خُلْبٌ. قَالَ والميفَى: طَبَقُ التَّنُّور، والرَّوْدَقُ: الشواءُ. وماءٌ مُخْلِبٌ أَي ذُو خُلُبٍ، وَقَدْ أَخْلَب. قَالَ تُبَّع، أَو غَيْرُهُ: فرَأَى مَغِيب الشمسِ، عندَ مآبِهَا، ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبِ وثأْطٍ حَرْمَدِ اللَّيْثُ: الخُلْبُ وَرَق الكَرْمِ العريضُ ونحوهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ حاجَّه عمر في قوله تعالى: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: حامِية، فأَنشد ابْنُ عَبَّاسٍ بيتَ تُبَّع: فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ الخُلُب: الطينُ والحَمْأَة. وامرأَةٌ خَلْباءُ وخَلْبَنٌ: خَرْقاءُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ لِلْإِلْحَاقِ، وَلَيْسَتْ بأَصلية. وَفِي الصِّحَاحِ: الخَلْبَنُ الحَمْقاءُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَيْسَ مِنَ الخِلابة؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ النُّوقَ: وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، ... تَخْليطَ خَرْقاءِ اليَدَيْنِ، خَلْبَنِ وَرَوَاهُ أَبو الْهَيْثَمِ: خَلْباءِ اليَدَيْن، وَهِيَ الخَرْقاء، وَقَدْ خَلِبَتْ خَلَباً، والخَلْبَنُ المهزولةُ مِنْهُ. والخُلْبُ: الوَشْيُ. والمُخَلَّب: الكثيرُ الوشْيِ مِنَ الثِّياب. وثَوْبٌ مُخَلَّب: كَثِيرُ الوَشْي؛ قَالَ لَبِيدٌ: وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ، يَزِينُ وِهادَهُ ... نَباتٌ، كَوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ

أَي الكثيرِ الأَلْوانِ. وأَوْرَدَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا البَيْتَ: وغيثٌ، بِرَفْعِ الثاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ خَفْضُها لأَن قَبْلَهُ: وكائِنْ رَأَيْنا مِنْ مُلُوكٍ وسُوقَةٍ، ... وصاحَبْتُ مِنْ وَفْدٍ كِرامٍ ومَوْكِبِ قَالَ: الدَّكداك مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرضِ، وَكَذَلِكَ الوِهادُ، جَمْعُ وَهْدةٍ؛ شَبَّه زَهر النباتِ بوَشْي العَبْقَرِيِّ. خنب: الخِنَّابُ: الضَّخْمُ الطويلُ مِنَ الرجالِ، وَمِنْهُمْ مَن لَمْ يُقَيِّدْ؛ وَهُوَ أَيضاً: الأَحْمَق المُخْتَلِجُ مرَّةً هُنا، ومَرَّةً هُنا. والخِنَّابُ: الضَّخْمُ الأَنفِ، وَهَذَا مِمَّا جاءَ عَلَى أَصلِه شَاذًّا، لأَن كلَّ مَا كَانَ عَلَى فِعَّالٍ مِنَ الأَسْماءِ، أُبْدِلَ مِنْ أَحدِ حَرْفَيْ تَضْعِيفِه يَاءً، مِثْلُ دِينارٍ وقيراطٍ، كَراهِيَة أَنْ يَلْتَبِس بالمصادِرِ، إلَّا أَن يكونَ بِالْهَاءِ، فيَخْرُجَ على أَصلِه، مثلَ دِنَّابةٍ وصِنَّارَةٍ، ودِنَّامةٍ وخِنَّابةٍ، لأَنه الْآنَ قَدْ أُمِنَ التِباسُه بالمَصادِرِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ رَجُلٌ خِنَّأْبٌ، مكسورُ الخاءِ، مُشَدَّدُ النُّونِ، مَهْمُوزٌ: وَهُوَ الضَّخْمُ فِي عَبالةٍ، وَالْجَمْعُ خَنانِبُ. وَيُقَالُ: الخِنَّأْبُ مِنَ الرجالِ: الأَحْمَقُ المُتَصَرِّفُ، يَخْتَلِجُ هَكَذَا مرَّة، وَهَكَذَا مرَّة أَي يَذْهَبُ. الأَزهري، اللَّيْثُ: الخُنَّأْبةُ، الخاءُ رفعٌ وَالنُّونُ شديدةٌ، وَبَعْدَ النُّونِ هَمْزَةٌ، وَهِيَ طَرَفُ الأَنْفِ، وَهُمَا الخُنَّأْبَتانِ، قَالَ: والأَرْنَبة تَحْتَ الخُنَّأْبةِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخِنَّابة الأَرْنَبَةُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: طَرَفُ الأَرْنَبةِ مِنْ أَعلاها، بَيْنَهَا وَبَيْنَ النُّخْرَة. والخِنَّابَتانِ: طَرَفا الأَنْفِ مِنْ جانِبَيْه، والأَرْنَبَة: مَا تَحْتَ الخِنَّابة، والعَرْتَمَة: أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ، وَهِيَ حَدُّ الأَنْفِ، والرَّوْثَة تَجْمَعُ ذَلِكَ كلِّه، وَهِيَ المُجْتَمعة قُدَّامَ المارِنِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: العَرْتَمَة مَا بَيْنَ الوَتَرة والشَّفَةِ، والخِنَّابة حرفُ المُنْخُر، وَهُمَا الخنَّابتان. وَقِيلَ خِنَّابَتَا الأَنْفِ: خَرْقاهُ عَنْ يَمينٍ وشِمال، بَيْنَهُمَا الوَتَرةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَكْوي ذَوي الأَضْغان كَيّاً مُنْضِجا، ... مِنْهُمْ، وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا وَيُقَالُ: الخِنَّأْبة، بِالْهَمْزِ. وَفِي حَدِيثِ زيدِ بنِ ثَابِتٍ، فِي الخِنَّابَتَيْنِ إِذَا خُرِمَتَا، قَالَ: فِي كلِّ واحدةٍ ثُلُثُ دِيةِ الأَنْفِ ، هُمَا بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، جانِبا المُنْخُرَيْنِ، عَنْ يَمينِ الوَتَرةِ وشمالِها، وهَمَزَها اللَّيْثُ، وأَنكرها الأَصمعي. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الهمزةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّيْثُ فِي الخِنَّابة والخِنَّاب لَا تَصحُّ عِندي إلَّا أَن تُجْتَلَب، كَمَا أُدخِلَتْ فِي الشَّمْأَلِ، وغِرقِئِ البَيْضِ، وليستْ بأَصْلِيَّة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما الخُنَّأْبةُ، بِالْهَمْزِ وَضَمِّ الخاءِ، فَإِنَّ أَبا الْعَبَّاسِ رَوَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ الخِنَّابَتانِ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، هُمَا سَمَّا المُنْخُرَيْن، وَهُمَا المُنْخُرانِ، والخَوْرَمَتانِ، قَالَ: هَكَذَا ذَكَرَهُمَا أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ؛ وَرَوَى سَلَمة عَنِ الفرَّاءِ أَنه قَالَ: الخِنَّابُ، والخِنَّبُ الطويلُ. قَالَ: وَلَا أَعرف الْهَمْزَ لأَحد فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ. والخَنَبُ: كالخُنانِ فِي الأَنْفِ، وَقَدْ خَنِبَ خَنَباً. والخِنْبُ: مَوْصِلُ أَسافِلِ أَطْرافِ الفخِذَيْنِ،

وأَعالي الساقَيْنِ. والخِنْبُ: باطِنُ الرُّكْبةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ فُروجُ مَا بَيْنَ الأَضْلاع، وجمعُ ذَلِكَ كلِّه أَخْنابٌ؛ قَالَ رؤْبة: عُوجٌ دِقاقٌ، مِنْ تَحَنِّي الأَخْناب الفرَّاءُ: الخِنْبُ، بِكَسْرِ الخاءِ: ثِنْيُ الرُّكْبَة، وَهُوَ المَأْبِضُ. وخَنِبَتْ رِجْلُه، بِالْكَسْرِ: وهَنَتْ. وأَخْنَبَها هُوَ: أَوْهَنَها، وأَخْنَبْتُها أَنا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَبي الَّذِي أَخْنَبَ رِجْلَ ابْنِ الصَّعِقْ، ... إِذْ كانتِ الخَيْلُ كعِلْباءِ العُنُقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زَكَرِيَّا الْخَطِيبُ التَّبْرِيزِيُّ: هَذَا الْبَيْتُ لِتَمِيمِ بْنِ العَمَرَّدِ بنِ عامِرِ بْنِ عبدِ شَمْسٍ، وَكَانَ العَمَرَّد طَعَن يَزيدَ بنَ الصَّعِقِ، فأَعْرَجَه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ وَجَدته أَيضاً فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: أَخْنَبَ رجلَه قَطَعَها. وخَنِبَ الرَّجُلُ: عَرِجَ. واخْتَنَبَ القومُ: هَلَكُوا «1» أَبو عَمْرٍو: المَخْنَبة الْقَطِيعَةُ. وجاريةٌ خَنِبة: غَنِجة رَخيمة. وظَبْيةٌ خَنِبة أَي عَاقِدَةٌ عُنُقَها، وَهِيَ رَابِضَةٌ لَا تَبْرَحُ مَكانَها، كأَن الْجَارِيَةَ شُبِّهَتْ بِهَا؛ وَقَالَ: كأَنها عَنْزُ ظِباءٍ خَنِبَهْ، ... وَلَا يَبِيتُ بَعْلُها عَلَى إبَهْ الإِبةُ: الرِّيبةُ. وَيُقَالُ: رأَيتُ فُلَانًا عَلَى خَنْبةٍ وخَنْعةٍ، وَمِثْلُهُ: عَقِرَ وبَقِرَ، وَمِثْلُهُ: مَا ذُقْتُ عَلُوساً وَلَا بَلُوساً، وجِئْ بِهِ مِنْ عَسِّكَ وبَسِّكَ، فعاقَب العَينُ الباءَ. شَمِرٌ: الخَنَباتُ الغَدْرُ والكَذِبُ. وَيُقَالُ: لَنْ يَعْدَمَكَ مِنَ اللَّئِيمِ خَنابةٌ أَي شَرٌّ. والخَنَابةُ: الأَثَر القبيحُ. قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: مَا كنتُ مَولى خَناباتٍ، فَآتِيَها، ... وَلَا أَلِمْنا لقَتْلى ذَاكُمُ الكَلِمِ وَيُرْوَى جَناباتٍ. يَقُولُ: لَسْتُ أَجْنَبِيًّا مِنْكُمْ؛ وَيُرْوَى خَناناتٍ، بِنُونَيْن، وَهِيَ كالخَناباتِ. وَرَجُلٌ ذُو خَنَبَاتٍ وخَبَناتٍ: وَهُوَ الَّذِي يَصْلُحُ مَرَّةً، ويفسدُ أَخْرى. خنثب: الفرَّاءُ: الخِنْثَبة والخِنْثَعْبةُ الغَزيرَة اللَّبَنِ مِنَ النُّوقِ. قَالَ شَمِرٌ: لمْ أَسْمَعْها إِلَّا للْفَرَّاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وجَمْع الخِنْثَبةِ خَناثِب. خندب: رجلُ خُنْدُبٌ: سَيِّئُ الخُلُقِ. وخُنْدُبانٌ: كثِيرُ اللَّحْمِ: خنزب: ابْنُ الأَثير: فِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: ذاكَ شَيْطانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَب ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَهُوَ لَقَبٌ لَهُ. والخَنْزَبُ: قِطْعَةُ لَحْمٍ مُنْتِنَة، ويُروى بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ. خنضب: امرأَة خُنْضُبَةٌ: سَمِينَة. خنظب: الخُنْظُبَة: دُوَيْبَّة، حَكَاهَا ابن دُرَيْد. خنعب: الخُنْعُبَةُ: الهَنَة المُتَدَلِّية وَسَط الشَّفَة العُلْيا، فِي بعضِ اللغاتِ، وَهِيَ مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشَّاربَيْنِ بِحيال الوَتَرةِ. الأَزهري: هِيَ الخُنْعُبَة،

_ (1). قوله [واختنب القوم هلكوا] نقل الصاغاني عن الزجاج أخنب القوم هلكوا أيضاً.

فصل الدال المهملة

والنُّونَةُ، والثُّومَةُ، والهَزْمَة، والوَهْدَة، والقَلْدَة، والهَرْتَمة، والعَرْتَمَةُ، والحِثْرِمَة. خوب: الخَوْبَة: الأَرضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطورَتَيْن. والخَوْبَةُ: الجُوعُ، عَنْ كُراع. قَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذَا قُلْتَ أَصابَتْنا خَوْبَةٌ، بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ، فَمَعْنَاهُ المجاعةُ؛ وَإِذَا قُلْتها بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، فمعناهُ الحاجَة. أَبو عُبَيْدٍ: أَصابَتْهُم خَوْبةٌ إِذَا ذَهَبَ مَا عندَهم، فَلَمْ يبقَ عِنْدَهُمْ شيءٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَا أَدْرِي مَا أَصابَتْهُم خَوْبَةٌ، وأَظُنُّ أَنه حَوْبَة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والخَوْبَة بالخاءِ، صَحِيحٌ، وَلَمْ يَحْفَظْه شَمِرٌ. قَالَ: وَيُقَالُ للجُوع: الخَوْبَة؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: طَرُود لِخَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ وَفِي حديث التَّلِبِ بن ثَعْلبة: أَصابَ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَوْبَةٌ فاسْتَقْرضَ مِنِّي طَعاماً. الخَوْبةُ: المَجاعَة. وخابَ يَخُوبُ خَوْباً: افْتَقَرَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الخَوْبةِ. وَيُقَالُ: نَزَلْنا بخَوْبةٍ مِنَ الأَرضِ أَي بمَوْضِعِ سُوءٍ، لَا رِعْيَ بِهِ وَلَا ماءَ. أَبو عَمْرٍو: الخَوْبَة والقَوايَةُ والخَطِيطَةُ: الأَرضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ، وقَوِيَ المَطر يَقْوَى إِذَا احْتَبَسَ. خيب: خابَ يَخِيبُ خَيْبَةً: حُرِم، وَلَمْ يَنَلْ مَا طَلَب. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَنْ فازَ بِكُمْ، فَقَدْ فازَ بالقِدْحِ الأَخْيَبِ أَي بالسَّهْمِ الخائِبِ، الَّذِي لَا نَصِيبَ لَهُ مِنْ قِداحِ المَيْسِر، وَهِيَ ثَلَاثَةٌ: المَنِيحُ، والسَّفيحُ، والوَغْدُ. والخَيْبَة: الحِرْمانُ والخُسْران؛ وَقَدْ خابَ يَخِيبُ ويَخُوبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْبةً لَك وَيَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ وخَيَّبَه اللَّهُ: حَرَمَه. وخَيَّبْتُه أَنا تَخْيِيباً. وخابَ إِذَا خَسِرَ، وخابَ إِذَا كَفَر، والخَيْبَة: حِرْمان الجَدِّ. وَفِي الْمَثَلِ: الهَيْبَةُ خَيْبَة؛ وسَعْيُه فِي خَيَّابِ ابن هَيَّابٍ أَي فِي خَسَارٍ، وبَيَّابِ بْنِ بَيَّابٍ، فِي مَثلٍ لِلْعَرَبِ، وَلَا يَقُولُونَ مِنْهُ خابَ، وَلَا هابَ. والخَيَّابُ: القِدْحُ الَّذِي لَا يُورِي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: اسْكُتْ، وَلَا تَنْطِقْ، فأَنْتَ خَيَّابْ، ... كُلُّكَ ذُو عَيْبٍ، وأَنْتَ عَيَّابْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعَّالًا مِن الخَيْبَةِ، وَيَجُوزُ أَن يُعْنَى بِهِ، أَنه مِثْلُ هَذَا القِدْح الَّذِي لَا يُورِي. ووَقَع فِي وَادِي تُخُيِّبَ عَلَى تُفُعِّلَ، بِضَمِّ التاءِ والفاءِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ، غَيْرُ مصروفٍ، وَهُوَ الباطِلُ. وَتَقُولُ: خَيْبَةً لزَيْدٍ، وخَيْبَةٌ لِزَيْدٍ، فالنَّصْبُ عَلَى إضْمارِ فِعْلٍ، والرَّفْعُ على الابتداءِ. فصل الدال المهملة دأب: الدَّأبُ: العادَة والمُلازَمَة. يُقَالُ: مَا زَالَ ذَلِكَ دِينَكَ ودَأْبَكَ، ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ، كلُّه مِنَ العادَة. دَأَبَ فلانٌ فِي عَمَلِه أَي جَدَّ وتَعِبَ، يَدْأَبُ دَأْباً ودَأَباً ودُؤُوباً، فَهُوَ دَئِبٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: راحَتْ كَمَا راحَ أَبو رِئَالِ، ... قَاهِي الفُؤَادِ، دَئِبُ الإِجْفالِ

وَفِي الصِّحَاحِ: فَهُوَ دَائِبٌ؛ وأَنشد هَذَا الرجَزَ: دائِبُ الإِجْفالِ. وأَدْأَبَ غَيْرَهُ، وكلُ مَا أَدَمْتَه فَقَدْ أَدْأَبْتَه. وأَدْأَبَه: أَحْوَجَه إِلَى الدُّؤُوبِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذَا تَوافَوْا أَدَبُوا أَخاهُم قَالَ: أَراد أَدْأَبُوا أَخاهُم، فخفَّف لأَن هَذَا الرَّاجِزَ لَمْ تَكُنْ لُغَتُه الْهَمْزَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لضَرورةِ شِعْرٍ، لأَنه لَوْ هُمِزَ لَكَانَ الجُزْءُ أَتمَّ. والدُّؤُوبُ: المبالَغَة فِي السَّيْر، وأَدْأَبَ الرجلُ الدَّابَّة إِدْآباً إِذَا أَتْعَبَها، والفِعلُ اللَّازِمُ دَأَبَتِ الناقَةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً، ورجلٌ دَؤُوبٌ عَلَى الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ البعيرِ الَّذِي سَجَدَ لَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: إِنَّهُ يَشْكو إليَّ أَنَّكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُه أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرْواطِ فسَّره فَقَالَ: الدَأَبُ: السَّوْق الشديدُ والطَّرْدُ، وَهُوَ مِنَ الأَوَّل. وَرِوَايَةُ يَعْقُوبَ: مِنْ ذِي زَجَلٍ. والدَّأْبُ والدَّأَب، بالتَّحْرِيك: العادةُ والشَّأْن. قَالَ الفرّاءُ: أَصله مِنْ دَأَبْت إِلَّا أَن الْعَرَبَ حَوَّلْتْ مَعْنَاهُ إِلَى الشَّأْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بقيامِ الليلِ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصالحِينَ قَبْلَكم. الدَّأْبُ: العادةُ والشَّأْنُ، هُوَ مِنْ دَأَبَ فِي العَمَل إِذَا جَدَّ وتَعِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَكَانَ دَأَبي ودَأْبهم. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ ؛ أَي مِثلَ عادةِ قَوْمِ نوحٍ، وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ: مثلَ حالِ قَومِ نوحٍ. الأَزهري: قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ* ؛ أَي كشأْنِ آلِ فِرْعون، وكأَمْرِ آلِ فِرْعون؛ كَذَا قَالَ أَهل اللُّغَةِ. قَالَ الأَزهري: والقولُ عندِي فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن دَأْبَ هَاهُنَا اجتِهادهم فِي كُفْرِهِم، وتَظاهُرُهُم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كتَظَاهُرِ آلِ فِرْعَوْنَ عَلَى مُوسَى، عَلَيْهِ السلامُ. يُقَالُ دَأَبْتُ أَدْأَبُ دَأَباً ودَأَباً ودُؤُوباً إِذَا اجْتَهَدْتَ فِي الشيءِ. والدائِبانِ: الليلُ والنهارُ. وبَنُو دَوْأَبٍ: حَيٌّ مِنْ غَنِيٍّ. قَالَ ذُو الرُّمة: بَني دَوْأَبٍ إنِّي وجَدْتُ فَوارسِي ... أَزِمَّةَ غارَاتِ الصَّباحِ الدَّوَالِقِ دبب: دَبَّ النَّمْلُ وَغَيْرُهُ مِنَ الحَيَوانِ عَلَى الأَرضِ، يَدِبُّ دَبّاً ودَبِيباً: مَشَى عَلَى هِينَتِه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَلَا عَبَّر عَنْهُ. ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً، وَإِنَّهُ لخَفِيُّ الدَبَّة أَي الضَرْبِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الدَّبِيبِ. ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً. وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه عَلَى الدَّبيب. ودَبَّ الشَّرابُ فِي الجِسْم والإِناءِ والإِنْسانِ، يَدِبُّ دَبيباً: سَرى؛ ودَبَّ السُّقْمُ فِي الجِسْمِ، والبِلى فِي الثَّوْبِ، والصُّبْحُ فِي الغَبَشِ: كُلُّه مِنْ ذَلِكَ. ودَبَّتْ عَقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاهُ. ودَبَّ القومُ إِلَى العَدُوِّ دَبيباً إِذَا مَشَوْا عَلَى هيِنَتِهِم، لَمْ يُسْرِعُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ فِي المَشْيِ رُوَيْداً، وكلُّ ماشٍ عَلَى الأَرض: دابَّةٌ ودَبِيبٌ. والدَّابَّة: اسمٌ لِمَا دَبَّ مِنَ الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ

مُمَيِّزة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ؛ ولمَّا كَانَ لِما يَعقِلُ، وَلِمَا لَا يَعْقِلُ، قِيلَ: فَمِنْهُمْ*؛ وَلَوْ كَانَ لِما لَا يَعْقِلُ، لَقِيل: فَمِنْها، أَو فَمِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ؛ وَإِنْ كَانَ أَصْلُها لِما لَا يَعْقِلُ، لأَنَّه لمَّا خَلَط الجَماعَةَ، فَقَالَ مِنْهُمْ، جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ؛ وَالْمَعْنَى: كلَّ نَفْسِ دَابَّةٍ. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: مَا تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ ؛ قِيلَ مِنْ دَابَّةٍ مِنَ الإِنْسِ والجنِّ، وكُلِّ مَا يَعْقِلُ؛ وَقِيلَ: إنَّما أَرادَ العُمومَ؛ يَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ، فِي جُحْرِهِ، بذَنْبِ ابنِ آدمَ. وَلَمَّا قَالَ الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ: اخْرُجْ إلَيْنا يَا دَابَّةُ، فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ، تَلَوا الْآيَةَ حُجَّة عَلَيْهِ. والدابَّة: الَّتِي تُرْكَبُ؛ قَالَ: وقَدْ غَلَب هَذَا الاسْم عَلَى مَا يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ، وَهُوَ يَقَعُ عَلى المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصفَةُ. وَذُكِرَ عَنْ رُؤْبة أَنَّه كَانَ يَقُول: قَرِّبْ ذَلِكَ الدَّابَّةَ، لِبِرْذَوْنٍ لهُ. ونَظِيرُه، مِنَ المَحْمُولِ عَلى المَعْنى، قولهُم: هَذَا شاةٌ، قَالَ الْخَلِيلُ: ومثْلُه قَوْلُهُ تَعَالَى: هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي. وتَصْغِير الدابَّة: دُوَيْبَّة، الياءُ ساكِنَةٌ، وَفِيهَا إشْمامٌ مِن الكَسْرِ، وَكَذَلِكَ ياءُ التَّصْغِيرِ إِذَا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ فِي كلِّ شيءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وحَمَلَها عَلَى حِمارٍ مِنْ هَذِهِ الدِّبابَةِ أَي الضِّعافِ الَّتِي تَدِبُّ فِي المَشي وَلَا تُسْرع. ودابَّة الأَرْض: أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ، أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ ؛ قَالَ: جاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّها تَخرُج بِتِهامَةَ، بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ؛ وجاءَ أَيضاً: أَنها تَخْرُجُ ثلاثَ مرَّات، مِنْ ثَلاثة أَمْكِنَةٍ، وأَنَّها تَنْكُت فِي وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وَفِي وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَة الْكَافِرِ، حَتَّى يَسْوَدَّ مِنْهَا وجهُه أَجمعُ، وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِن، حَتى يَبْيَضَّ مِنْهَا وجْهُه أَجْمَع، فتَجْتَمِعُ الْجَمَاعَةُ عَلَى المائِدَة، فيُعْرفُ المؤْمن مِنَ الْكَافِرِ وَوَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض فِي حَدِيثِ أَشْراطِ الساعَة؛ قِيلَ: إنَّها دابَّة، طولُها ستُّون ذِراعاً، ذاتُ قوائِمَ وَوَبرٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً مِنَ الْحَيَوَانَاتِ، يَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا، فَتَخْرُج منهُ ليلَةَ جَمْعٍ، والناسُ سائِرُون إِلَى مِنىً؛ وَقِيلَ: مِنْ أَرْضِ الطائِفِ، ومَعَها عَصَا مُوسى، وخاتمُ سُليمانَ، علَيْهِما السلامُ، لَا يُدْرِكُها طالِبٌ، وَلَا يُعْجزُها هارِبٌ، تَضْرِبُ المؤْمنَ بِالْعَصَا، وَتَكْتُبُ فِي وَجْهِهِ: مؤْمن؛ والكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ، وتَكْتُبُ فيهِ: هَذَا كافِرٌ. ويُروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. قَالَ: أَوَّل أَشْراطِ السَّاعَة خُروجُ الدَّابَّة، وطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبها. وَقَالُوا فِي المَثَل: أَعْيَيْتَني مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، بِالتَّنْوِينِ، أَي مُذْ شَبَبْتُ إِلَى أَن دَبَبْت عَلَى الْعَصَا. وَيَجُوزُ: مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ؛ عَلَى الْحِكَايَةِ، وَتَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ، وَقَوْلَهُمْ: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحْياءِ والأَمْواتِ؛ فدَبَّ: مَشَى؛ ودَرَجَ: مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُه. وَرَجُلٌ دَبُوبٌ ودَيْبُوبٌ: نَمَّامٌ، كأَنه يَدِبُّ بالنَّمائِم بينَ القَوْمِ؛ وَقِيلَ: دَيْبوبٌ، يَجْمَعُ بينَ الرِّجالِ والنَّساءِ، فَيْعُولٌ، مِنَ الدَّبِيبِ، لأَنَّه يَدِبُّ بَيْنَهُم ويَسْتَخْفِي؛ وَبِالْمَعْنَيَيْنِ فُسِّر

قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدْخُلُ الجَنَّة دَيْبُوبٌ وَلَا قَلَّاعٌ ؛ وَهُوَ كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يدخُل الجنَّة قَتَّات. وَيُقَالُ: إنَّ عَقارِبَه تَدِبُّ إِذَا كَانَ يَسْعى بالنَّمائِم. قَالَ الأَزهري: أَنشدني المنذريُّ، عَنْ ثَعْلَبٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَنا عِزٌّ، ومَرْمانا قَريبٌ، ... ومَوْلىً لَا يَدِبُّ مَعَ القُرادِ قَالَ: مَرْمانا قريبٌ، هؤُلاء عَنَزةُ؛ يَقُولُ: إنْ رأَيْنا مِنْكُمْ مَا نَكْرَهُ، انْتَمَيْنا إِلَى بَنِي أَسَدٍ؛ وَقَوْلُهُ يَدِبُّ مَعَ القُرادِ: هُوَ الرجُل يأْتي بشَنَّةٍ فِيهَا قِرْدانٌ، فيَشُدُّها فِي ذَنَبِ البَعيرِ، فَإِذَا عضَّه مِنْهَا قُرادٌ نَفَر، فَنَفَرَتِ الإِبِلُ، فَإِذَا نَفَرَتْ، اسْتَلَّ مِنْهَا بَعيراً. يُقَالُ لِلِّصِّ السَّلَّالِ: هُوَ يَدِبُّ معَ القُرادِ. وناقَةٌ دَبُوبٌ: لَا تَكادُ تَمْشِي مِنْ كَثْرَةِ لَحمِها، إِنَّمَا تَدِبُّ، وجمعُها دُبُبٌ، والدُّبابُ مَشْيُها. وَالْمُدَبَّبُ «2» الجَمَل الَّذِي يَمْشِي دَبادِبَ. ودُبَّة الرَّجُل: طريقُه الَّذِي يَدِبُّ عَلَيْهِ. وَمَا بالدَّارِ دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ أَي مَا بِهَا أَحدٌ يَدِبُّ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ مِنْ دَبَبْت أَي لَيْسَ فِيهَا مَن يَدِبُّ، وَكَذَلِكَ: مَا بِهَا دُعْوِيٌّ ودُورِيٌّ وطُورِيٌّ، لَا يُتَكَلَّم بِهَا إِلَّا فِي الجَحْد. وأَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلًا، فَدَبَّ أَهلُها، لِمَا لَبِسُوه مِنْ أَمْنِه، واسْتَشْعَرُوه مِنْ بَرَكَتِه ويُمْنِه؛ قَالَ كُثَيِّر عَزَّةَ: بَلَوْهُ، فأَعْطَوْهُ المَقادةَ بَعْدَ ما ... أَدَبَّ البِلادَ، سَهْلَها وجِبالَها ومَدَبُّ السَّيْلِ ومَدِبُّه: مَوْضِعُ جَرْيهِ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيِّ، يأْدُو ... مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارا يُقَالُ: تَنَحَّ عَنْ مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّه، ومَدَبِّ النَّمْلِ ومَدِبِّه؛ فَالِاسْمُ مكسورٌ، وَالْمَصْدَرُ مفتوحٌ، وَكَذَلِكَ المَفْعَل مِنْ كلِّ مَا كَانَ عَلَى فَعَلَ يَفْعِل «3». التَّهْذِيبُ: والمَدِبُّ موضعُ دَبِيبِ النَّمْلِ وَغَيْرِهِ. والدَّبَّابة: الَّتِي تُتَّخَذ للحُروبِ، يَدْخُلُ فِيهَا الرِّجالُ، ثُمَّ تُدفَع فِي أَصلِ حِصْنٍ، فيَنْقُبونَ، وَهُمْ فِي جَوْفِها، سِمِّيَت بِذَلِكَ لأَنها تُدْفع فتَدِبُّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كيفَ تَصْنَعون بالحُصونِ؟ قَالَ: نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ يدخُل فِيهَا الرجالُ. الدَّبابةُ: آلةٌ تُتَّخَذُ مِنْ جُلودٍ وخَشَبٍ، يدخلُ فِيهَا الرجالُ، ويُقَرِّبُونها مِنَ الحِصْنِ المُحاصَر ليَنْقُبُوه، وتَقِيَهُم مَا يُرْمَوْنَ بِهِ مِنْ فوقِهم. والدَّبْدبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ مِنَ النَّمْلِ، لأَنَّه أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُها نقْلًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّبْدَبةُ العُجْرُوفُ مِنَ النَّمْلِ، وكلُّ سُرْعَةٍ فِي تَقارُبِ خَطْوٍ: دَبْدَبَةٌ؛ والدَّبْدَبَةُ: كلُّ صوتٍ أَشْبَهَ صوتَ وَقْعِ الحافِرِ

_ (2). قوله [والمدبب] ضبطه شارح القاموس كمنبر. (3). قوله [على فعل يفعل] هذه عبارة الصحاح ومثله القاموس، وقال ابن الطيب ما نصه: الصواب أن كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين أو مكسورها فإن المفعل منه فيه تفصيل يفتح للمصدر ويكسر للزمان والمكان إلا ما شذ وظاهر المصنف والجوهري أن التفصيل فيما يكون ماضيه على فعل بالفتح ومضارعه على يفعل بالكسر والصواب ما أصلنا انتهى من شرح القاموس.

عَلَى الأَرضِ الصُّلْبةِ؛ وَقِيلَ: الدَّبْدَبَةُ ضَربٌ مِنَ الصَّوْت؛ وأَنشد أَبو مَهْدِيٍّ: عاثُور شَرٍّ، أَيُّما عاثُورِ، ... دَبْدَبَة الخَيْلِ عَلَى الجُسورِ أَبُو عَمْرو: دَبْدَبَ الرجلُ إِذَا جَلَبَ، ودَرْدَبَ إِذَا ضَرَبَ بالطَّبْلِ. والدَّبْدابُ: الطَّبْلُ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ رؤْبة: أَوْ ضَرْبِ ذِي جَلاجِلٍ دَبْدابِ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: إِذَا تَزابَى مِشْيَةً أَزائِبا، ... سَمِعْتَ، مِنْ أَصْواتِها، دَبادِبا قَالَ: تَزَابَى مَشَى مِشْيَةً فِيهَا بُطْءٌ. قَالَ: والدَّبادِبُ صَوْت كأَنه دَبْ دَبْ، وَهِيَ حِكَايَةُ الصَّوْتِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدُّبادِبُ والجُباجِبُ «1»: الكثيرُ الصِّياح والجَلَبَة؛ وأَنشد: إيَّاكِ أَنْ تَسْتَبدلي قَرِدَ القَفا ... حَزابِيَةً، وهَيَّباناً جُباجِبا أَلَفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه ... مِنَ الصُّوف نِكْثاً، أَو لَئيماً دُبادِبا والدُّبَّة: الحالُ؛ ورَكِبْتُ دُبَّتَهُ ودُبَّه أَي لَزِمْت حالَه وطَريقَتَه، وعَمِلْتُ عَمَلَه؛ قَالَ: إِنَّ يَحْيَى وهُذَيلْ ... رَكبَا دُبَّ طُفَيْلْ وَكَانَ طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُسات مِنْ غيرِ دَعْوة. يُقَالُ: دَعْني ودُبَّتي أَي دَعني وطَريقَتي وسَجِيَّتي. ودُبَّة الرجلِ: طَريقَتُه مِنْ خَيرٍ أَو شرٍّ، بِالضَّمِّ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اتَّبعوا دُبَّة قُرَيشٍ، وَلَا تُفارقُوا الْجَمَاعَةَ. الدُّبّة، بِالضَّمِّ: الطَّريقة والمذْهَب. والدَّبَّةُ: الموضعُ الكثيرُ الرَّمْل؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للدَّهْر الشَّديدِ، يُقَالُ: وَقَع فلانٌ فِي دَبَّةٍ مِنَ الرَّمْلِ، لأَن الجَمَل، إِذَا وَقَع فِيهِ، تَعِبَ. والدُّبُّ الكبِيرُ: مِنْ بَناتِ نَعْشٍ؛ وَقِيلَ: إنَّ ذَلِكَ يَقَع عَلَى الكُبرَى والصُّغْرَى، فيُقالُ لِكُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دُبٌّ، فَإِذَا أَرادوا فصْلَها، قَالُوا: الدُّبُّ الأَصغر، والدُّبُّ الأَكبر. والدُّبُّ: ضربٌ مِنَ السِّباع، عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ، وَالْجَمْعُ دِبابٌ ودِبَبَة، والأُنْثى دُبَّة. وأَرض مَدَبَّة: كَثِيرَةُ الدِّبَبَة. والدَّبَّة: الَّتِي يُجْعَل فِيهَا الزَّيْت والبِزْر والدُّهن، وَالْجَمْعُ دِبابٌ، عَنْ سِيبَوَيْهِ. والدَّبَّة: الكثِيبُ مِنَ الرَّمْل، بِفَتْحِ الدَّالِ، وَالْجَمْعُ دِبابٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنْ سُلَيْمَى، إِذَا مَا جِئتَ طارِقها، ... وأَخْمَدَ الليلُ نارَ المُدْلِجِ السارِي تِرْعِيبَةٌ، فِي دَمٍ، أَو بَيْضَةٌ جُعِلَت ... فِي دَبَّةٍ، مِنْ دِبابِ الليلِ، مِهْيارِ قَالَ: والدُّبَّة، بِالضَّمِّ: الطَّرِيقُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طَهَا هِذْرِيانٌ، قَلَّ تَغْميضُ عَيْنِه ... عَلَى دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ والدَّبُوبُ: السَّمينُ مِنْ كلِّ شيءٍ.

_ (1). قوله [والجباجب] هكذا في الأَصل والتهذيب بالجيمين.

والدَّبَبُ: الزَّغَب عَلَى الْوَجْهِ؛ وأَنشد: قَشَرَ النِّسَاءُ دَبَب العَرُوسِ وَقِيلَ: الدَّبَبُ الشَّعَر عَلَى وجْه الْمَرْأَةِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ودَبَبُ الوَجْه زَغَبُه. والدَّبَبُ والدَّبَبانُ: كثرةُ الشَّعَر والوَبرِ. رَجُلٌ أَدَبُّ، وامرأَةٌ دبَّاءُ ودَبِبَةٌ: كَثِيرَةُ الشَّعَرِ فِي جَبِينِها؛ وبعيرٌ أَدَبُّ أَزَبُّ. فأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَدِيثِ لِنِسَائِهِ: لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، تَخْرُجُ فَتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟ فَإِنَّمَا أَراد الأَدَبَّ، فأَظْهَر التَّضْعيفَ، وأَراد الأَدَبَّ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الوَبرِ؛ وَقِيلَ: الكثيرُ وَبَرِ الوجهِ، لِيُوازِن بِهِ الحَوْأَبِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَمَلٌ أَدَبُّ كثيرُ الدَّبَبِ؛ وَقَدْ دَبَّ يَدَبُّ دَبَباً. وَقِيلَ: الدَّبَبُ الزَّغَبُ، وَهُوَ أَيضاً الدَّبَّةُ، عَلَى مِثَالِ حَبَّةٍ، وَالْجَمْعُ دَبٌّ، مِثْلُ حَبٍّ، حَكَاهُ كُرَاعٌ، وَلَمْ يَقُلِ: الدَّبَّة الزَّغَبَةُ، بالهاءِ. وَيُقَالُ للضَّبُعِ: دَبابِ، يُريدون دبِّي، كَمَا يُقَالُ نَزَالِ وحَذارِ. ودُبٌّ: اسمٌ فِي بَني شَيْبان، وَهُوَ دُبُّ بنُ مُرَّةَ ابنُ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ، وهُمْ قَوْمٌ دَرِمٍ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ، فَيُقَالُ: أَوْدَى دَرِمٌ. وَقَدْ سُمِّيَ وَبْرةُ بنُ حَيْدانَ أَبو كلبِ بنِ وبرةَ دُبّاً. ودبوبٌ: موضعٌ. قَالَ ساعدَة بنُ جُؤَيَّة الْهُذَلِيُّ: وَمَا ضَرَبٌ بيضاءُ، يَسْقِي دَبُوبَها ... دُفاقٌ، فَعُرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها ودَبَّابٌ: أَرض. قَالَ الأَزهري: وبالخَلْصَاءِ رَمْلٌ يُقَالُ لَهُ الدَّبَّاب، وبِحذائِهِ دُحْلانٌ كَثِيرَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنّ هِنْداً ثَناياها وبَهْجَتَها، ... لمَّا الْتَقَيْنَا، لَدَى أَدْحالِ دَبَّابِ مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ، جادَ الربيعُ بِهَا ... عَلَى أَبارِقَ، قَدْ هَمَّتْ بإعْشابِ التَّهْذِيبُ، ابْنُ الأَعرابي: الدَّيدَبون اللَّهْوُ. والدَّيْدَبانُ: الطَّلِيعَة وَهُوَ الشَّيِّفَةُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصله دِيدَبان فغَيَّروا الْحَرَكَةَ «2»، وَقَالُوا: دَيْدَبان، لمَّا أُعْرِب وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يدخلُ الجنَّة دَيْبُوبٌ، وَلَا قَلَّاعٌ ؛ الدَّيْبُوبُ: هُوَ الَّذِي يَدِبُّ بَيْنَ الرجالِ والنساءِ لِلْجَمْعِ بَيْنَهُمْ، وَقِيلَ: هُوَ النَّمَّام، لِقَوْلِهِمْ فِيهِ: إِنَّهُ لَتَدِبُّ عَقَارِبُه؛ وَالْيَاءُ فِيهِ زائدة. دجب: الدَّجُوبُ: الوعاءُ أَو الغِرارَة، وَقِيلَ: هُوَ جُوَيْلِقٌ خفيفٌ، يَكُونُ مَعَ المرأَة فِي السَّفَر؛ قَالَ: هَلْ، فِي دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ، ... وذِيلَةٌ تَشْفِي منَ الأَطِيطِ، مِنْ بَكْرَةٍ، أَو بازِلٍ عَبِيطِ الوَذِيلَة: القِطْعَة مِنَ الشَّحْم، شبَّهها بسَبِيكةِ الفِضَّةِ، وعَنَى بالأَطِيطِ: تَصْوِيتَ أَمْعائِه مِنَ الْجُوعِ. وَقِيلَ: الوَذِيلَة قِطْعة مِنْ سَنامٍ، تُشَقُّ طَويلًا، والأَطِيطُ عَصافير الْجُوعِ.

_ (2). قوله [أَصْلُهُ دَيْدَبَانُ فَغَيَّرُوا الْحَرَكَةَ إلخ] هكذا في نسخة الأصل والتهذيب بأيدينا. وفي التكملة قال الأَزهري الديدبان الطليعة فارسي معرب وأصله ديذه بان فلما أعرب غيرت الحركة وجعلت الذال دالًا.

دحب: الدَّحْبُ: الدَّفْعُ، وَهُوَ الدَحْمُ. دَحَبَ الرَّجلَ: دَفَعه. وباتَ يَدْحَب المرأةَ ويَدْحَمُها، فِي الجِماعِ: كِنَايَةٌ عَنِ النِّكاح؛ والاسمُ الدُّحابُ. دَحَبَها يَدْحَبُها: نكَحَها. ودُحَيْبَة: اسْمُ امرأَةٍ. دحجب: الدَّحْجابُ والدُّحْجُبانُ: مَا عَلا مِنَ الأَرضِ، كالحَرَّة والحَزِيزِ، عن الهَجَري، دخدب: جارِيةٌ دِخْدِبَة ودَخْدَبَة، بِكَسْرِ الدَّالين وَفَتْحِهِمَا: مُكْتَنِزَة. درب: الدَّرْبُ: مَعروف. قَالُوا: الدَّرْبُ بابُ السِّكَّة الواسِعُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الواسِعة، وَهُوَ أَيضاً البابُ الأَكبَر، وَالْمَعْنَى واحدٌ، والجمع دِرابٌ. أَنشد سِيبَوَيْهِ: مِثْل الكِلابِ، تَهِرُّ عِنْدَ دِرابِها، ... ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ وكلُّ مَدْخلٍ إِلَى الرُّومِ: دَرْبٌ مِنْ دُرُوبِها. وَقِيلَ: هُوَ بِفَتْحِ الراءِ، للنافِذِ مِنْهُ، وَبِالسُّكُونِ لغيرِ النَّافِذِ. وأَصل الدَّرْبِ: المضِيقُ فِي الجِبالِ؛ وَمِنْهُ قَولُهُم: أَدْرَب القومُ إِذَا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ مِنْ بلادِ الرُّوم. وَفِي حَدِيثِ جَعْفرِ بنِ عَمْرٍو: وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْبَ. والدَّرْبُ: المَوْضِعُ الَّذِي يُجْعلُ فِيهِ التَّمْرُ لِيَقِبَّ. ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً ودُرْبَةً، وتَدَرَّبَ: ضَرِيَ؛ ودَرَّبَه بِهِ وَعَلَيْهِ وَفِيهِ: ضَرَّاهُ. والمُدَرَّبُ مِنَ الرِّجالِ: المُنَجَّذُ. والمُدَرَّبُ: المُجَرَّبُ. وكلُّ مَا فِي مَعْنَاهُ مِمَّا جاءَ عَلَى بِناءِ مُفَعَّلٍ، فَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ جائزٌ فِي عَيْنِه، كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ وَنَحْوِهِ، إِلَّا المُدَرَّبَ. وشيخٌ مُدَرَّبٌ أَي مُجَرَّبٌ. والمُدَرَّب أَيضاً: الَّذِي قَدْ أَصابَتْه البَلايا، ودَرَّبَتْه الشَّدائِد، حَتَّى قَوِيَ ومَرِنَ عَلَيْهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والدُّرَّابَة: الدُّرْبَة وَالْعَادَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: والحِلْمُ دُرَّابةٌ، أَوْ قُلْتَ مَكْرُمةٌ، ... مَا لَمْ يُواجِهْكَ يَوْمًا فِيهِ تَشْمِيرُ والتَّدْريبُ: الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرارِ، وَيُقَالُ: دَرِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَزالون تَهْزِمونَ الرُّومَ، فَإِذَا صَارُوا إِلَى التَّدْريبِ، وقَفَتِ الحَرْبُ ؛ أَراد الصَّبْر فِي الحربِ وقتَ الفِرارِ؛ قَالَ: وأَصلُه مِنَ الدُّرْبة: التَّجْرِبةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الدُّروبِ، وَهِيَ الطُّرُقُ، كالتَّبْويبِ مِنَ الأَبْوابِ؛ يَعْنِي أَن المسالِكَ تَضِيقُ، فَتَقِفُ الحَرْبُ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: وكانتْ نَاقَةً مُدَرَّبةً أَي مُخَرَّجةً مُؤَدَّبةً، قَدْ أَلِفَتِ الرُّكُوبَ والسَّيرَ أَي عُوِّدَتِ المَشْيَ فِي الدُّروبِ، فصارَتْ تأْلَفُها وتَعْرِفُها وَلَا تَنْفِرُ. والدُّرْبةُ: الضَّراوة. والدُّرْبةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ عَلَى الحَرْبِ وكلِّ أَمرٍ. وَقَدْ دَرِبَ بالشيءِ يَدْرَبُ، ودَرْدَبَ بِهِ إِذَا اعتادَه وضَرِيَ بِهِ. تَقُولُ: مَا زِلْتُ أَعْفُو عَنْ فلانٍ، حَتَّى اتَّخذَها دُرْبةً؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَفِي الحِلْمِ إدْهانٌ، وَفِي العِفْوٍ دُرْبةٌ، ... وَفِي الصِّدقِ منْجاةٌ مِنَ الشَّرِّ، فاصْدُقِ

قَالَ أَبو زَيْدٍ: دَرِبَ دَرَباً، ولَهِجَ لَهجاً، وضَرِيَ ضَرًى إِذَا اعْتادَ الشيءَ وأُولِعَ بِهِ. والدَّارِبُ: الحاذِقُ بصناعتِه. والدَّارِبةُ: العاقِلة. والدَّارِبةُ أَيضاً: الطَّبَّالة. وأَدْرَب إِذَا صَوّت بالطَّبْل. وَمِنْ أَجناسِ البَقَر: الدِّرابُ، مِمَّا رَقَّتْ أَظْلافُه، وَكَانَتْ لَهُ أَسْنِمَةٌ، ورَقَّتْ جُلُودُه، واحدُها دَرْبانِيٌّ؛ وأَما العِرابُ: فَمَا سَكَنَتْ سَرَواتُه، وغَلُظَت أَظلافُه وجُلُودُه، واحدُها عَرَبِيٌّ؛ وأَما الفِراشُ: فَمَا جاءَ بَيْنَ العِرابِ والدِّرَابِ، وَتَكُونُ لَهَا أَسْنِمَةٌ صغارٌ، وتَسْتَرْخي أَعيابُها، الواحِدُ فَريشٌ. ودَرَّبْتُ البازِيَّ عَلَى الصَّيْدِ أَي ضَرَّيْته. ودَرَّبَ الْجَارِحَةَ: ضَرَّاها عَلَى الصَّيْدِ. وعُقابٌ دارِبٌ ودَرِبة: كَذَلِكَ. وجَمَلٌ دَرُوبٌ ذَلولٌ: وَهُوَ مِنَ الدُّرْبة. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَكْرٌ دَرَبوتٌ وتَرَبُوت أَي مُذَلَّلٌ؛ وَكَذَلِكَ ناقةٌ دَرَبُوتٌ، وَهِيَ الَّتِي إِذَا أَخَذْتَ بمِشْفَرِها، ونَهَزْتَ عَيْنَهَا، تَبِعَتْكَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: ناقةٌ تَرَبُوتٌ: خِيارٌ فارِهةٌ، تاؤُه بَدَلٌ مِنْ دَالِ دَرَبُوتٍ. وَقَالَ الأَصمعيّ: كُلُّ ذَلُول تَرَبُوتٌ مِنَ الأَرض وَغَيْرِهَا، التاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بدلٌ مِنَ الدَّالِ، وَمَنْ أَخَذَه مِنَ التُرْبِ أَي إِنَّهُ فِي الذِّلَّة كالتُرْب، فتاؤُه وَضْعٌ غَيْرُ مُبدلة. وتَدَرَّبَ الرجلُ: تَهَدّأَ. ودَرَابْجِردَ: بَلَدٌ مِنْ بلادِ فارِسَ، النَّسَبُ إِلَيْهِ دَرَاوَرْدِيٌّ، وَهُوَ مِنْ شَاذِّ النَّسَب. ابْنُ الأَعرابي: دَرْبَى فلانٌ فُلَانًا يُدَرْبِيه إِذَا أَلقاه؛ وأَنشد: اعلَوَّطَا عَمْراً، ليُشْبِياهُ ... فِي كلِّ سوءٍ، ويُدَرْبِياهُ يُشْبِياهُ ويُدَرْبياه أَي يُلْقِيانه. ذَكَرَهَا الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ هُنَا، وَفِي الرُّباعي فِي دَرْبى. الأَزهري فِي كِتَابِ اللَّيْثِ: الدَّرَبُ داءٌ فِي المَعِدة. قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي غَلَطٌ، وَصَوَابُهُ الذَّرَبُ، داءٌ فِي المَعِدة، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي كتاب الذال المعجمة. دردب: الدَّرْدَبة: عَدْوٌ كعَدْوِ الخائفِ. والدَّرْدابُ: صَوْتُ الطَّبْلِ. الفرَّاءُ: الدَّرْدَبِيُّ الضَّرَّابُ بالكُوبة. التَّهْذِيبُ: وَفِي نَوَادِرِهِمْ: دَرْبَجَتِ الناقةُ إِذَا رَئِمَتْ وَلَدَهَا ودَرْدَبَت. والدَّرْدَبةُ: الخُضوعُ؛ وأَنشد: دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ وَهُوَ مَثَلٌ؛ أَي ذَلَّ وخَضَعَ؛ والثِّقافُ: خشبةٌ يُسَوَّى بِهَا الرِّماح، وَهُوَ فَعْلَلَ. أَبو عَمْرٍو: الدَّرْدَبةُ: تَحَرُّكُ الثَّدْيِ الطُّرْطُبِّ، وَهُوَ الطَّويلُ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: قَدْ دَرْدَبتْ، والشَّيخُ دَرْدَبِيسُ دَرْدَبتْ: خَضَعتْ وذَلَّت. درعب: ادْرَعَبَّت الإِبِل، كادْرَعَفَّتْ: مَضَتْ على وجوهها. دعب: داعَبَه مُداعَبةً: مازَحَه؛ وَالِاسْمُ الدُّعابةُ. والمُداعَبةُ: المُمازَحةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ فِيهِ دُعابةٌ ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ.

وَقَالَ: الدُّعابةُ المِزاحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لجابرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ تَزوّجَ: أَبِكْراً تَزوّجْتَ أَمْ ثيِّباً؟ فقال: بل ثَيِّباً. قَالَ: فَهَلّا بِكراً تُداعِبُها وتُداعِبُك؟ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، وذُكِر لَهُ عَلِيٌّ لِلْخِلَافَةِ، فَقَالَ: لَوْلَا دُعابةٌ فِيهِ. والدُّعابةُ: اللَّعِبُ. وَقَدْ دَعَبَ، فَهُوَ دَعَّابٌ لَعّابٌ. والدُّعْبُبُ: الدُّعابةُ، عَنِ السِّيرَافِيِّ. والدُّعْبُبُ: المَزَّاحُ، وَهُوَ المُغَنِّي المُجِيدُ. والدُّعْبُبُ: الغلامُ الشَّابُّ البَّضُّ. ورجلٌ دَعَّابةٌ ودَعِبٌ وداعِبٌ: لاعبٌ. وأَدْعَبَ الرجلُ: أَمْلَحَ أَي قَالَ كَلِمَةً مَلِيحَةً، وَهُوَ يَدْعَبُ دَعْباً أَي قَالَ قَوْلًا يُسْتَمْلَحُ، كَمَا يُقَالُ مَزَحَ يَمْزَحُ؛ وَقَالَ الطِّرمَّاح: واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ، ... مَعَ الضُّحَى، ناشطٌ من داعِباتِ دَدِ يَعْنِي اللَّواتِي يَمْزَحْنَ ويَلْعَبْن ويُدَأْددْن بأَصابعهنَّ. وَرَجُلٌ أَدْعَبُ: بيِّن الدُّعابةِ، أَحمقُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ: تَدَعَّبْتُ عَلَيْهِ أَي تَدَلَّلْتُ؛ وَإِنَّهُ لَدَعِبٌ: وَهُوَ الَّذِي يَتَمَايَلُ عَلَى النَّاسِ، ويَرْكَبُهم بثَنِيَّتِه أَي بناحيتِه؛ وَإِنَّهُ ليَتَداعَبُ عَلَى الناسِ أَي يَرْكَبُهم بِمزاحٍ وخُيَلاء، ويَغُمُّهم وَلَا يَسُبُّهم. والدَّعِبُ: اللَّعَّابةُ. قَالَ اللَّيْثُ: فأَما المُداعَبةُ، فَعَلَى الِاشْتِرَاكِ، كالمُمازَحةِ، اشْتَرَكَ فِيهَا اثْنَانِ أَو أَكثر. والدَّعْبُ: الدّفْعُ. ودَعَبَها يَدْعَبُها دَعْباً: نَكَحها. والدُّعابةُ: نَمْلة سَوْداء. والدُّعْبُوبُ: ضربٌ مِنَ النَّمل، أَسود. والدُّعابُ، والطَّثْرَجُ، والحَرامُ، والحَذالُ: مِنْ أَسماءِ النَّمل. والدُّعْبوبُ: حبَّةٌ سَوْدَاءُ تُؤْكَلُ، الواحدةُ دُعبوبةٌ، وَهِيَ مثلُ الدُّعاعة؛ وَقِيلَ: هِيَ أَصل بَقْلةٍ، تُقْشَر فيؤْكل. وليلةٌ دُعْبوبٌ: ليلةُ سوءٍ شديدةٌ؛ وَقِيلَ: مُظْلمةٌ، سُميت بِذَلِكَ لسَوادها؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: ويَعْلَمُ الضَّيْفُ، إِمَّا سَاقُهُ صَرَدٌ، ... أَو ليلةٌ، مِنْ مُحاق الشَّهْر، دُعْبوبُ أَراد ظَلَامَ لَيْلَةٍ، فَحَذَفَ المضافَ، وأَقامَ المضافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ. والدُّعْبوبُ: الطَّريقُ المُذَلَّلُ، الموطوءُ الواضحُ الَّذِي يَسْلُكُه الناسُ؛ قَالَتْ جَنوبُ الهُذَليَّةُ: وكلُّ قَوْم، وإنْ عَزُّوا وإنْ كَثُروا، ... يَوْماً طَريقُهُمُ فِي الشَّرِّ دُعْبوبُ قَالَ الفرَّاءُ: وَكَذَلِكَ الَّذِي يَطَؤُه كلُّ أَحد. والدُّعْبوبُ: الضَّعيفُ الَّذِي يَهْزَأُ مِنْهُ الناسُ؛ وَقِيلَ: هُوَ القصيرُ الدَّمِيمُ؛ وَقِيلَ: الدُّعْبُوبُ والدُّعْبُوثُ مِنَ الرِّجَالِ: المأْبُونُ المُخَنَّثُ؛ وأَنشد: يَا فَتىً مَا قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُوبٍ، ... وَلَا مِن قُوارةِ الهِنَّبْرِ وَقِيلَ: الدُّعْبُوب النَّشِيطُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا رُبَّ مُهْرٍ، حَسَنٍ دُعْبُوبِ، ... رَحْبِ اللَّبانِ، حَسَنِ التَّقْريبِ ودُعْبُبٌ: ثَمَر نَبْتٍ. قَالَ السِّيرافي: هُوَ عِنَبُ

فصل الذال المعجمة

الثَّعْلَبِ. قَالَ الأَزهري وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ: وَلَكِنْ يُقِرُّ العَيْنَ والنفْسَ أَن تَرى، ... بعُقْدَتِه، فَضْلاتِ زُرْقٍ دَواعِبِ قَالَ: دَواعِب جَوارٍ. ماءٌ داعِبٌ يَسْتَنُّ فِي سَبيله؛ وَقَالَ: لَا أَدري دَواعِب أَم ذَواعِب، فَلْيَنْظُرْ فِي شعر أَبي صخر. دعتب: دَعْتَبٌ: موضع. دعرب: الدَّعْرَبة: العَرامة. دعسب: الدَّعْسَبةُ: ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ. دعلب: الأَزهري، ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا كَانَتْ فَتِيَّةً شابَّةً هِيَ القِرْطاسُ، والدِّيباجُ، والدِّعْلِبةُ، والدِّعْبِلُ، والعَيْطَمُوسُ. دلب: الدُّلْبُ: شَجَرُ العَيْثام، وَقِيلَ: شَجَرُ الصِّنار، وَهُوَ بالصِّنار أَشْبَهُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدُّلْبُ شَجَرٌ يَعْظُمُ ويَتَّسِع، وَلَا نَوْرَ لَهُ وَلَا ثَمَرَ، وَهُوَ مُفَرَّضُ الوَرَقِ واسِعُه، شَبِيهٌ بِوَرَقِ الكَرْم، واحدتُه دُلْبة؛ وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ، وَلَمْ يُوصَفْ. وأَرضٌ مَدْلَبةٌ: ذاتُ دُلْبٍ. والدُّولابُ والدَّوْلابُ، كِلَاهُمَا: وَاحِدُ الدَوالِيبِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: عَلَى شَكْلِ النَّاعُورةِ، يُسْتقَى بِهِ الماءُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَقَوْلُ مسْكِين الدارمي: بأَيديهم مَغارِفُ مِنْ حدِيدٍ، ... أُشَبِّهُها مُقَيَّرةَ الدَّوَالِي ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنه أَراد مُقَيَّرةَ الدَّوالِيبِ، فأَبدل مِنَ الباءِ يَاءً، ثم أَدغم الْيَاءِ، فَصَارَ الدَّواليّ، ثُمَّ خَفَّفَ، فَصَارَ دَوالي، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد الدَوالِيب، فَحَذَفَ الباءَ لِضَرُورَةِ الْقَافِيَةِ، مِنْ غَيْرِ أَن يَقْلِبَ. والدُّلْبة: السَّوادُ. والدُّلْبُ: جِنْسٌ مِنْ سُودانِ السِّند، وَهُوَ مَقْلُوبٌ عَنِ الدَّيْبُل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ الدَّارِعَ المَشْكُوكَ، مِنْهَا، ... سَلِيبٌ، مِن رِجالِ الدَّيْبُلانِ قَالَ: شَبَّه سَوادَ الزِّقِّ بالأَسْوَدِ المُشَلَّحِ مِنْ رِجَالِ السِّنْد. والمُشَلَّحُ: العُرْيانُ الَّذِي أُخِذَ ثِيَابُهُ؛ قَالَ: وهي كلمة نَبَطِيَّةٌ. دنب: الدِّنَّبُ والدِّنَّبَةُ والدِّنَّابَةُ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ: الْقَصِيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والمَرْءُ دِنَّبَةٌ، فِي أَنفِه، كَزَمُ دهلب: دَهْلَبٌ: اسْمُ شَاعِرٍ مَعْرُوفٍ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، وأَنشد رَجَزًا، وَهُوَ قَوْلُهُ: أَبي الَّذِي أَعْمَلَ أَخْفافَ المَطِي، ... حَتَّى أَناخ عِنْدَ بابِ الحِمْيَري، فأُعْطِيَ الحِلْقَ، أُصَيلالَ العَشِي دَوَبَ: دَابَ دَوْباً كَدَأَبَ. فصل الذال المعجمة ذأب: الذِّئْبُ: كَلْبُ البَرِّ، والجمعُ أَذْؤُبٌ، فِي الْقَلِيلِ، وذِئابٌ وذُؤْبانٌ؛ والأُنْثَى ذِئْبَةٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وأَصْلُهُ الهَمْز. وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ: فيُصْبِحُ فِي ذُوبانِ الناسِ. يُقَالُ لِصَعَالِيكِ الْعَرَبِ ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئابِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي ذَوَبَ، قَالَ:

والأَصل فِي ذُوبان الهمزُ، وَلَكِنَّهُ خُفِّفَ، فانْقَلَبَتْ وَاوًا. وأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ: كَثِيرة الذِّئاب، كَقَوْلِكَ أَرْضٌ مَأْسَدَةٌ، مِنَ الأَسَد. قَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: وناسٌ مِنْ قَيْس يَقُولُونَ مذيَبة، فَلَا يَهْمِزون، وَتَعْلِيلُ ذَلِكَ أَنه خُفِّفَ الذِّئْبُ تَخْفيفاً بَدَلِيّاً صَحِيحًا، فجاءَت الْهَمْزَةُ يَاءً، فلَزِم ذَلِكَ عندَه، فِي تَصْريفِ الْكَلِمَةِ. وذُئِبَ الرَّجُلُ: إِذا أَصابَه الذِّئْبُ. ورجلٌ مَذْؤُوبٌ: وقَع الذِّئْبُ فِي غَنَمِه، تَقُولُ مِنْهُ: ذُئِبَ الرَّجُلُ، عَلَى فُعِلَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: هاعٍ يُمَظِّعُني، ويُصْبِحُ سادِراً، ... سَدِكاً بلَحْمِي، ذِئْبُهُ لَا يَشْبَعُ عَنَى بِذِئْبِه لسانَه أَي أَنَّهُ يأْكلُ عِرْضَه، كَمَا يأْكلُ الذِّئْبُ الغَنمَ. وذُؤْبانُ الْعَرَبِ: لُصُوصُهم وصَعالِيكُهمُ الَّذِينَ يَتَلَصَّصون ويَتَصَعْلَكُونَ. وذِئابُ الغَضَى: بَنُو كَعْبِ بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ، سُمُّوا بِذَلِكَ لخُبْثِهم، لأَن ذِئْبَ الغَضَى أَخْبَثُ الذِّئابِ. وذَؤُبَ الرَّجلُ يَذْؤُبُ ذَآبَةً، وذَئِبَ وتَذَأَّبَ: خَبُثَ، وَصَارَ كالذِّئْبِ خُبْثاً ودَهاءً. واسْتَذْأَبَ النَّقَدُ: صارَ كالذِّئْب؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للذُّلّان إِذَا عَلَوا الأَعِزَّة. وتَذَأَّبَ الناقةَ وتَذَأَّبَ لَها: وَهُوَ أَن يَسْتَخْفِيَ لَهَا إِذا عَطَفَها عَلَى غَيْرِ ولَدِها، مُتَشَبِّهاً لَهَا بالسَّبُعِ، لِتَكُونَ أَرْأَمَ عَلَيْهِ؛ هَذَا تَعْبِيرُ أَبي عُبَيْدٍ. قَالَ: وأَحسن مِنْهُ أَن يَقُولَ: مُتَشَبِّهاً لَهَا بالذِّئْبِ، ليَتَبَيَّن الاشتِقاقُ. وتَذَأَّبَتِ الرِّيحُ وتَذَاءَبَتْ: اخْتَلَفَتْ، وجاءَتْ مِنْ هُنا وهُنا. وتَذَأَّبْتُه وتَذاءَبْتُه: تَدَاوَلْتُه، وأَصْلُه مِنَ الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ مِنْ وجهٍ جاءَ مِنْ آخرَ. أَبو عُبَيْدٍ: المُتَذَئِّبَة والمُتَذائِبَة، بوَزنِ مُتَفَعِّلَة ومُتَفاعِلَة: مِنَ الرِّياح الَّتِي تَجِيءُ مِنْ هَاهُنا مرَّةً وَمِنْ هَاهُنا مرَّةً؛ أُخِذَ مِنْ فِعْل الذِّئْبِ، لأَنه يأْتي كَذَلِكَ. قَالَ ذُو الرُّمة، يَذْكُرُ ثَوْرًا وَحْشِيّاً: فباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ، ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ والهِضَبُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: خَرَجَ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذائِبٌ ضَعِيفٌ ؛ المُتَذائِبُ: المُضْطَرِبُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَذاءَبَتِ الرِّيحُ، اضْطرب هبوبُها. وغَرْبٌ ذَأْبٌ: مُخْتَلَفٌ بِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ، قَالَ الأَصمعي: وَلَا أُراهُ أُخِذَ إِلَّا مِنْ تَذَؤُّبِ الرِّيحِ، وَهُوَ اخْتِلافُها، فشُبِّهَ اخْتِلافُ البَعيرِ فِي المَنْحاةِ بِهَا؛ وَقِيلَ: غَرْبٌ ذَأْبٌ، عَلَى مثالِ فَعْلٍ: كثيرةُ الحركةِ بالصُّعُودِ والنُّزولِ. والمَذْؤُوبُ: الفَزِعُ. وذُئِبَ الرجُل: فَزِعَ مِنَ الذِّئْبِ. وذَأَّبْتُه: فَزَّعْتُه. وذَئِبَ وأَذْأَبَ: فَزِعَ مِنْ أَيِّ شيءٍ كَانَ. قَالَ الدُّبَيْرِيُّ: إِني، إِذا مَا لَيْثُ قَوْمٍ هَرَبا، ... فسَقَطَتْ نَخْوَتُه وأَذْأَبا قَالَ: وحقيقتُه مِنَ الذِّئْبِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي أَفْزَعَتْهُ الجِنُّ: تَذَأَّبَتْه وتَذَعَّبَتْه.

وَقَالُوا: رَمَاهُ اللهُ بداءِ الذِّئْبِ، يَعْنُونَ الجُوعَ، لأَنهم يَزْعُمونَ أَنه لَا داءَ لَهُ غيرُ ذَلِكَ. وبنُو الذِّئبِ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ، مِنْهُمْ سَطِيحٌ الكاهنُ؛ قَالَ الأَعشى: مَا نَظَرَتْ ذاتُ أَشْفارٍ كنَظْرَتِها ... حَقّاً، كَمَا صَدَقَ الذِّئْبِيُّ، إِذ سَجَعا وابنُ الذِّئْبَةِ: الثَّقَفِيُّ، مِنْ شُعرائِهِم. ودارةُ الذِّئْبِ: موضعٌ. وَيُقَالُ للمرأَةِ الَّتِي تُسَوِّي مَرْكَبَها: مَا أَحْسَنَ مَا ذَأَبَتْهُ قَالَ الطِّرمَّاح: كلُّ مَشْكُوكٍ عَصافيرُه، ... ذَأَبَتْهُ نِسْوَةٌ مِنْ جُذامْ وذَأَبْتُ الشيءَ: جَمَعْتُه. والذُّؤابَةُ: النّاصِيَةُ لنَوَسانِها؛ وَقِيلَ: الذُّؤابَةُ مَنْبِتُ الناصيةِ مِنَ الرأْس، والجَمْعُ الذَّوائِبُ. وَكَانَ الأَصلُ ذآئِبَ، وَهُوَ القياسُ، مِثْلُ دُعابةٍ ودَعائِبَ، لَكِنَّهُ لمَّا التَقَتْ هَمْزَتَانِ بَيْنَهُمَا أَلِفٌ لَيِّنَةٌ، لَيَّنُوا الْهَمْزَةَ الأَولى، فقَلَبُوها وَاوًا، اسْتِثْقالًا لالتقاءِ هَمْزَتَيْنِ فِي كلمةٍ واحدةٍ؛ وَقِيلَ: كَانَ الأَصلُ «3» ذَآئبَ، لأَن أَلِفَ ذُؤَابَةٍ كأَلِفِ رِسالَةٍ، فحقُّها أَنْ تُبْدَل مِنْهَا همزةٌ فِي الْجَمْعِ، لَكِنَّهُمُ اسْتَثْقَلُوا أَن تقَع أَلِف الْجَمْعِ بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ، فأَبدلوا مِنَ الأُولى وَاوًا. أَبو زَيْدٍ: ذُؤَابَة الرأْسِ: هِيَ الَّتِي أَحاطَتْ بالدَوَّارة مِنَ الشَّعْر. وَفِي حَدِيثِ دَغْفَلٍ وأَبي بكرٍ: إِنَّكَ لستَ مِنْ ذَوائِبِ قُرَيْشٍ ؛ هِيَ جَمْعُ ذُؤَابةٍ، وَهِيَ الشَّعَرُ المَضْفورُ مِنْ شَعَرِ الرأْسِ؛ وذُؤَابَةُ الجَبَلِ: أَعْلاه، ثُمَّ اسْتُعيرَ للعِزِّ والشَّرَف والمَرْتَبة أَي لستَ مِنْ أَشرافِهِم وذَوِي أَقْدارِهم. وغُلامٌ مُذَأَّبٌ: لَهُ ذُؤَابة. وذُؤَابةُ الفَرَسِ: شَعَرٌ فِي الرأْسِ، فِي أَعْلى النْاصِيَة. أَبو عَمْرٍو: الذِّئْبانُ الشَّعَر عَلَى عُنُقِ البعيرِ ومِشْفَرِه. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الذِّئْبانُ بَقِيَّةُ الوَبَر؛ قَالَ: وَهُوَ واحدٌ. قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى هَذَا. قَالَ: ورأَيتُ فِي الْحَاشِيَةِ بَيْتًا شَاهِدًا عَلَيْهِ لكُثير، يَصِفُ نَاقَةً: عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيَّة، ... مَريش، بذئْبانِ السَّبِيبِ، تَلِيلُها والعَسُوفُ: الَّتِي تَمُرُّ عَلَى غيرِ هدايةٍ، فتَرْكَبُ رأْسها فِي السَّيْر، وَلَا يَثْنِيها شيءٌ. والأَجْوازُ: الأَوْساطُ. وحِمْيَرِيَّة: أَراد مهْرِية، لأَن مَهْرة مِنْ حِمْيَر. والتَّلِيلُ: العُنق. والسَّبِيبُ: الشَّعَرُ الَّذِي يكونُ مُتَدَلِّياً عَلَى وَجْهِ الفَرَسِ مِنْ ناصِيَتِه؛ جَعل الشَّعَر الَّذِي عَلَى عَيْنَي النَّاقَةِ بِمَنْزِلَةِ السَّبِيبِ. وذُؤَابةُ النَّعْلِ: المُتَعَلِّقُ مِنَ القِبالِ؛ وذُؤَابةُ النَّعْلِ: مَا أَصابَ الأَرْضَ مِنَ المُرْسَلِ عَلَى القَدَم لتَحَرُّكِه. وذُؤَابةُ كُلِّ شيءٍ أَعلاه، وجَمْعُها ذُؤَابٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بأَرْيِ الَّتِي تَأْري اليَعاسيبُ، أَصْبَحَتْ ... إِلى شاهِقٍ، دُونَ السَّماءِ، ذُؤَابُها قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذُؤَابُها مِنْ بابِ سَلٍّ وسَلَّةٍ. والذُّؤَابَةُ: الجِلْدَة المُعَلَّقَة عَلَى آخِر الرَّحْلِ، وَهِيَ العَذبَة؛ وأَنشد الأَزهري، فِي تَرْجَمَةِ عَذَبَ في

_ (3). قوله [وقيل كان الأَصل إلخ] هذه عبارة الصحاح والتي قبلها عبارة المحكم.

هَذَا الْمَكَانِ: قَالُوا: صَدَقْتَ ورَفَّعُوا، لمَطِيِّهِمْ، ... سَيْراً، يُطِيرُ ذَوائِبَ الأَكْوارِ وذُؤَابَة السَّيْفِ: عِلاقَةُ قائِمِه. والذُّؤَابَةُ: شَعَرٌ مَضْفُورٌ، ومَوْضِعُها مِنَ الرَّأْسِ ذُؤَابَةٌ، وَكَذَلِكَ ذُؤَابَةُ العِزِّ والشَّرَف. وذُؤَابَة العِزِّ والشَّرَف: أَرْفَعُه عَلَى المَثَلِ، والجَمْع مِنْ ذَلِكَ كلِّه ذَوائِبُ. وَيُقَالُ: هُمْ ذُؤَابَة قَوْمِهِمْ أَي أَشْرافُهُم، وَهُوَ فِي ذُؤَابَةِ قَوْمِه أَي أَعْلاهُم؛ أُخِذُوا مِنْ ذُؤَابَةِ الرَّأْسِ. واسْتَعارَ بعضُ الشُّعراءِ الذَّوائِبَ للنَّخْل؛ فَقَالَ: جُمّ الذَّوائِب تَنْمِي، وهْيَ آوِيَةٌ، ... وَلَا يُخافُ، عَلَى حافاتِها، السَّرَق والذِّئْبَةُ مِنَ الرَّحْلِ، والقَتَبِ، والإِكافِ ونحوِها، مَا تَحْتَ مُقَدَّمِ مُلْتَقَى الحِنْوَيْن، وَهُوَ الَّذِي يَعَضُّ عَلَى مِنْسَجِ الدَّابَةِ؛ قَالَ: وقَتَبٍ ذِئْبَتُه كالمِنْجَلِ وَقِيلَ: الذِّئْبَةُ: فُرْجَةُ مَا بَيْنَ دَفَّتَي الرَّحْلِ والسَّرْجِ والغَبِيطِ أَيّ ذَلِكَ كَانَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ذِئْبُ الرَّحْلِ أَحْناؤُه مِنْ مُقَدَّمِه. وذَأَبَ الرَّحْلَ: عَمِلَ لَه ذِئْبةً. وقَتَبٌ مُذَأَّبٌ وغَبِيطٌ مُذَأَّبٌ: إِذا جُعِلَ لَهُ فُرْجَة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا جُعِلَ لَهُ ذُؤَابَةٌ؛ قال لبيد: فكَلَّفْتُها هَمِّي، فآبَتْ رَذِيَّةً ... طَلِيحاً، كأَلْواحِ الغَبِيطِ المُذَأَّبِ وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: لَهُ كَفَلٌ، كالدِّعْصِ، لَبَّدَه النَّدى ... إِلى حارِكٍ، مِثلِ الغَبِيطِ المُذأَّبِ والذِّئْبَةُ: دَاءٌ يأْخُذُ الدَّوابَّ فِي حُلُوقِها؛ يُقَالُ: بِرْذوْنٌ مَذْؤُوبٌ: أَخَذَتْهُ الذِّئْبَةُ. التَّهْذِيبُ: مِنْ أَدْواءِ الخَيْلِ الذِّئْبَةُ، وَقَدْ ذُئِبَ الفَرسُ، فهو مَذْؤُوبٌ إِذا أَصابَه هَذَا الدَّاءُ؛ ويُنْقَبُ عَنْهُ بحديدةٍ فِي أَصْلِ أُذُنِهِ، فيُسْتَخْرَجُ مِنْهُ غُدَدٌ صِغارٌ بيضٌ، أَصْغَرُ مِنْ لُبِّ الجَاوَرْسِ. وذَأَبَ الرَّجُلَ: طَرَدَه وضَرَبَه كذَأَمَه، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. وذَأَبَ الإِبِلَ يَذْأَبُها ذَأْباً: ساقَها. وذَأَبَه ذَأْباً: حَقَّرَه وطَرَدَه، وذَأَمَه ذَأْماً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَذْؤُماً مَدْحُوراً. والذَّأْبُ: الذَّمُّ، هَذِهِ عَنْ كُراع. والذَّأْبُ: صَوْتٌ شديدٌ، عَنْهُ أَيضاً. وذُؤَابٌ وذُؤَيْبٌ: اسْمانِ. وذُؤَيْبَة: قبيلَةٌ مِنْ هُذَيْلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَدَوْنا عَدْوَةً، لَا شَكَّ فِيها، ... فَخِلْناهُم ذُؤَيْبَةَ، أَو حَبِيبَا وحَبِيبٌ: قبيلَةٌ أَيضاً. ذبب: الذَّبُّ: الدَّفْعُ والمَنْعُ. والذَّبُّ: الطَّرْدُ. وذَبَّ عَنْهُ يَذُبُّ ذَبّاً: دَفَعَ وَمَنَعَ، وذَبَبْت عَنْهُ. وفُلانٌ يَذُبُّ عَنْ حَريمِه ذَبّاً أَي يَدْفَعُ عَنْهُمْ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِنَّمَا النِّساءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ، إِلا مَا ذُبَّ عَنْهُ ؛ قَالَ: مَنْ ذَبَّ مِنْكُمْ، ذَبَّ عَنْ حَمِيمِه، ... أَو فَرَّ مِنْكُمْ، فَرَّ عَنْ حَريمِهِ

وذَبَّبَ: أَكْثَرَ الذَّبَّ. وَيُقَالُ: طِعانٌ غيرُ تَذْبِيبٍ إِذا بُولِغَ فِيهِ. ورجلٌ مِذَبٌّ وذَبَّابٌ: دَفَّاعٌ عَنِ الحريمِ. وذَبْذَبَ الرَّجُلُ إِذا مَنَعَ الجِوارَ والأَهْلَ أَي حَماهم. والذَّبِّيُّ: الجِلْوازُ. وذَبَّ يَذِبُّ ذَبّاً: اختَلَفَ وَلَمْ يَسْتَقِمْ فِي مكانٍ واحدٍ. وبعيرٌ ذَبٌّ: لَا يَتَقارُّ فِي مَوْضِع؛ قَالَ: فكأَننا فِيهِمْ جِمالٌ ذَبَّةٌ، ... أُدْمٌ، طَلاهُنَّ الكُحَيْلُ وَقار فَقَوْلُهُ ذَبَّةٌ، بالهاءِ، يَدل عَلَى أَنه لَمْ يُسَمَّ بالمَصْدَر إِذ لَوْ كَانَ مَصْدَراً لَقَالَ جِمالٌ ذَبٌّ، كَقَوْلِكَ رِجالٌ عَدْلٌ. والذَّبُّ: الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: ذَبُّ الرِّيادِ، غَيْرُ مهموزٍ، وسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَخْتَلِفُ وَلَا يَسْتَقِرُّ فِي مكانٍ واحدٍ؛ وَقِيلَ: لأَنه يَرُودُ فيذهَبُ ويَجِيءُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يُمَشّي بِهَا ذَبُّ الرِّيادِ، كأَنه ... فَتىً فارِسِيٌّ، فِي سَراويلَ، رامِحُ وَقَالَ النَّابِغَةُ: كأَنما الرَّحْلُ مِنْهَا فَوْقَ ذِي جُدَدٍ، ... ذَبِّ الرِّيادِ، إِلى الأَشْباح نَظَّارِ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَبُّ الرِّيادِ لأَن رِيَادَه أَتانُه الَّتِي تَرُودُ مَعَهُ، وإِن شئتَ جَعَلْتَ الرِّيادَ رَعْيه نَفْسَه للكَلإِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قِيلَ لَهُ ذَبُّ الرِّيادِ لأَنه لَا يَثْبُتُ فِي رَعْيِه فِي مكانٍ واحدٍ، وَلَا يُوطِن مَرْعًى وَاحِدًا. وسَمَّى مُزاحِمٌ العُقَيْليّ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ الأَذَبَّ؛ قَالَ: بِلاداً، بِهَا تَلْقَى الأَذَبَّ، كأَنه، ... بِها، سابِريٌّ لاحَ، مِنْهُ، البَنائِقُ أَراد: تَلْقَى الذَّبَّ، فَقَالَ الأَذَبَّ لِحَاجَتِهِ. وفُلانٌ ذَبُّ الرِّيادِ: يذهَبُ ويَجيءُ، هَذِهِ عَنْ كُراع. أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ ذَبُّ الرِّيادِ إِذا كَانَ زَوَّاراً للنساءِ؛ وأَنشد لِبَعْضِ الشعراءِ فِيهِ: مَا للْكَواعِبِ، يَا عَيْسَاءُ، قَدْ جَعَلَتْ ... تَزْوَرُّ عَنِّي، وتُثْنَى، دُونيَ، الحُجَرُ؟ قَدْ كنتُ فَتَّاحَ أَبوابٍ مُغَلَّقَةٍ، ... ذَبَّ الرِّيادِ، إِذا مَا خُولِسَ النَّظَرُ وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُّ ذَبّاً وذَبَباً وذُبوباً، وذَبِبَتْ: يَبِسَتْ وجَفَّتْ وذَبَلَتْ مِنْ شدَّةِ الْعَطَشِ، أَو لغيرِه. وشَفَةٌ ذَبَّانةٌ: ذابِلة، وذَبَّ لسانُه كَذَلِكَ؛ قَالَ: هُمُ سَقَوْني عَلَلًا بعدَ نَهَلْ، ... مِن بعدِ مَا ذَبَّ اللِّسانُ وذَبَلْ وَقَالَ أَبو خَيْرَة يَصِفُ عَيْراً: وشَفَّهُ طَرَدُ العاناتِ، فَهْوَ بِهِ ... لوْحانُ، مِن ظَمَإٍ ذَبٍّ، ومِن عَضَبِ أَراد بالظَّمَإِ الذَّبِّ: اليابِسَ. وذَبَّ جِسمُه: ذَبَلَ وهَزُلَ. وذَبَّ النَّبْتُ: ذَوى. وذَبَّ الغَدِيرُ، يَذِبُّ: جَفَّ، فِي آخرِ الجَزْءِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مَدارِينُ، إِن جاعُوا، وأَذْعَرُ مَن مَشَى، ... إِذا الرَّوْضَةُ الخضراءُ ذَبَّ غَديرُها

يُرْوَى: وأَدْعَرُ مَنْ مَشى. وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ لَوْنُه. وذَبَّ: جَفَّ. وصَدَرَت الإِبِلُ وَبِهَا ذُبابةٌ أَي بَقِية عَطَشٍ. وذُبابةُ الدَّيْنِ: بقِيتُه. وَقِيلَ: ذُبَابَةُ كُلِّ شيءٍ بقِيتُه. والذُّبابةُ: البقِية مِنَ الدَّيْن ونحوِه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَو يَقْضِيَ اللهُ ذُباباتِ الدَّيْنْ أَبو زَيْدٍ: الذُّبابة بقِيَّةُ الشَّيْءِ؛ وأَنشد الأَصمعي لِذِي الرُّمة: لَحِقْنا، فراجَعْنا الحُمولَ، وَإِنَّمَا ... يُتَلِّي، ذُباباتِ الوداعِ، المُراجِعُ يَقُولُ: إِنما يُدْرِكُ بَقَايَا الحَوائج مَنْ راجَع فِيهَا. والذُّبابة أَيضاً: البقِية مِنْ مِياه الأَنهارِ. وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلا بقِية، وَقَالَ: وانْجابَ النهارُ، فَذَبَّبا والذُّبابُ: الطَّاعون. والذُّبابُ: الجُنونُ. وَقَدْ ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وَفِي النَّصْرِيِّ، أَحْياناً، سَماحٌ، ... وَفِي النَّصْريِّ، أَحْياناً، ذُبابُ أَي جُنونٌ. والذُبابُ الأَسْوَدُ الَّذِي يَكُونُ فِي البُيوتِ، يَسْقُط فِي الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، وَلَا تَقُلْ ذِبَّانة. والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل وَلَا يُقَالُ ذُبَابَةٌ فِي شيءٍ مِنْ ذَلِكَ، إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عَنِ الأَحْمَرِ ذُبَابَةً؛ هَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِ المُصَنَّف، رِوَايَةَ أَبي عَلِيٍّ؛ وأَما فِي رِوَايَةِ عليِّ بنِ حَمْزَةَ، فَحَكى عَنِ الْكِسَائِيِّ: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ وحُكِيَ عَنِ الأَحمر أَيضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط عَلَى الدَّوابِّ، وأَثْبت الهاءَ فِيهِمَا، والصَّواب ذُبابٌ، هُوَ واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف فِي خَلايا العَسَل وحِمايتِها، إِنْ أَدَّى مَا كَانَ يُؤَدِّيه إِلى رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ لَهُ، فإِنما هُوَ ذُبابُ غَيْثٍ، يأْكُلُه مَنْ شاءَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ، وأَضافَه إِلَى الغَيْثِ عَلَى مَعْنَى أَنه يكونُ مَعَ المَطَر حيثُ كَانَ، ولأَنه يَعِيشُ بأَكْلِ مَا يُنْبِتُه الغَيْثُ؛ وَمَعْنَى حِماية الْوَادِي لَهُ: أَنَّ النَّحْلَ إِنما يَرْعَى أَنْوارَ النَّباتِ وَمَا رَخُصَ مِنْهَا ونَعُمَ، فإِذا حُمِيَتْ مَراعِيها، أَقامت فِيهَا ورَعَتْ وعَسَّلَتْ، فكَثُرَتْ منافعُ أَصحابِها؛ وإِذا لَمْ تُحْمَ مَراعِيها، احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ فِي طَلَبِ المَرْعَى، فيكونَ رَعْيُها أَقَلَّ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ يُحْمَى لَهُمُ الْوَادِي الَّذِي يُعَسِّلُ فِيهِ، فَلَا يُتْرَكَ أَحدٌ يَعْرِضُ للعَسَل، لأَن سبيلَ العسَل المُباحِ سبيلُ المِياهِ والمَعادِنِ والصُّيودِ، وإِنما يَمْلِكُه مَنْ سَبَقَ إِليه، فإِذا حَماه ومَنَع الناسَ مِنْهُ، وانْفَرَدَ بِهِ وَجَبَ عَلَيْهِ إِخْراجُ العُشْرِ مِنْهُ، عِنْدَ مَن أَوجب فِيهِ الزَّكاة. التَّهْذِيبُ: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بِغَيْرِ هاءٍ. قَالَ: وَلَا يُقال ذُبَابة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً ؛ فسَّروه لِلْوَاحِدِ، وَالْجَمْعُ أَذِبَّةٌ فِي القِلَّة، مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ؛ قَالَ النابغة: ضَرَّابة بالمِشْفَرِ الأَدِبَّهْ وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سِيبَوَيْهِ، وَلَمْ يَقْتَصِرُوا بِهِ عَلَى أَدْنى الْعَدَدِ، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف، يَعْنِي أَنَّ فُعالًا لَا يكَسَّرُ فِي أَدنى الْعَدَدِ عَلَى فِعْلانٍ،

وَلَوْ كَانَ ممَّا يَدْفَعُ بِهِ البناءُ إِلى التَّضعيف، لَمْ يُكسَّر عَلَى ذَلِكَ البناءِ، كَمَا أَنَّ فِعَالًا وَنَحْوَهُ، لمَّا كَانَ تَكْسِيرُهُ عَلَى فُعُل يُفْضِي بِهِ إِلى التَّضْعِيف، كَسَّرُوهُ عَلَى أَفعلة؛ وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ، مَعَ ذَلِكَ، عَنِ الْعَرَبِ: ذُبٌّ، فِي جَمْعِ ذُبابٍ، فَهُوَ مَعَ هَذَا الإِدغامِ عَلَى اللُّغَة التَّمِيمِيَّة، كَمَا يَرْجِعون إِليها، فِيمَا كَانَ ثانِيه وَاوًا، نَحْوَ خُونٍ ونُورٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُمْرُ الذُّبابِ أَربعون يَوْماً، والذُّبابُ فِي النَّارِ ؛ قِيلَ: كَوْنُه فِي النَّارِ لَيْسَ لِعَذَابٍ لَهُ، وإِنما لِيُعَذَّبَ بِهِ أَهل النَّارِ بِوُقُوعِهِ عَلَيْهِمْ، وَالْعَرَبُ تَكْنُو الأَبْخَر: أَبا ذُبابٍ، وَبَعْضُهُمْ يَكْنيه: أَبا ذِبَّانٍ، وَقَدْ غَلَبَ ذَلِكَ عَلَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوانَ لِفَسادٍ كَانَ فِي فَمِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَعَلِّيَ، إِنْ مالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً ... عَلَى ابنِ أَبي الذِّبَّانِ، أَنْ يَتَنَدَّما يَعْنِي هشامَ بنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. وذَبَّ الذُّبابَ وذَبَّبَه: نَحَّاه. وَرَجُلٌ مَخْشيُّ الذُّبابِ أَي الجَهْلِ. وأَصابَ فُلاناً مِنْ فلانٍ ذُبابٌ لادِغٌ أَي شَرٌّ. وأَرض مَذَبَّةٌ: كثيرةُ الذُّبابِ. وَقَالَ الفرَّاءُ: أَرضٌ مَذْبوبَة، كَمَا يُقَالُ مَوْحُوشَةٌ مِنَ الوَحْشِ. وبَعيرٌ مَذْبوبٌ: أَصابَه الذُّبابُ، وأَذَبُّ كَذَلِكَ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ أَمراضِ الإِبل؛ وَقِيلَ: الأَذَبُّ والمَذْبوبُ جَمِيعًا: الَّذِي إِذا وَقَع فِي الرِّيفِ، والريفُ لَا يكونُ إِلَّا فِي المصادرِ، اسْتَوْبَأَهُ، فَمَاتَ مكانَه؛ قَالَ زِيَادُ الأَعْجمُ فِي ابنِ حَبْنَاء: كأَنَّكَ، مِنْ جِمالِ بَنِي تَمِيمٍ، ... أَذَبُّ، أَصابَ مِن رِيفٍ ذُبابا يَقُولُ: كأَنَّك جَمَلٌ نزلَ رِيفًا، فأَصابَهُ الذُّبابُ، فالْتَوَتْ عُنُقُه، فَمَاتَ. والمِذَبَّةُ: هَنَةٌ تُسَوَّى مِنْ هُلْبِ الفَرَسِ، يُذَبُّ بِهَا الذُّبابُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى رَجُلًا طويلَ الشَّعْرِ، فَقَالَ: ذُبابٌ ؛ الذُّبابُ الشُّؤْم أَي هَذَا شُؤْمٌ. وَرَجُلٌ ذُبابيٌّ: مأْخوذٌ مِنَ الذُّبابِ، وَهُوَ الشُّؤْم. وَقِيلَ: الذُّبابُ الشَّرُّ الدَّائِم، يُقَالُ: أَصابكَ ذُبابٌ مِنْ هَذَا الأَمْرِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: شَرُّها ذُبابٌ. وذُبابُ العَيْنِ: إِنْسانُها، عَلَى التَّشبِيهِ بالذُّباب. والذُّبابُ: نُكْتَةٌ سوداءُ فِي جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وذبابُ أَسْنانِ الإِبِلِ: حَدُّها؛ قَالَ المثَقّب الْعَبْدِيُّ: وتَسْمَعُ، للذُّبابِ، إِذا تَغَنَّى، ... كَتَغْريدِ الحَمامِ عَلَى الغُصُونِ وذبابُ السَّيْفِ: حَدُّ طَرَفِه الَّذِي بَيْنَ شَفْرَتَيْهِ؛ وَمَا حَوْلَه مِنْ حَدَّيْهِ: ظُبَتَاهُ؛ والعَيْرُ: النَّاتئُ فِي وَسَطِه، مِنْ باطنٍ وظاهرٍ؛ وَلَهُ غِرَارانِ، لكلِّ واحدٍ مِنْهُمَا، مَا بينَ العَيْرِ وَبَيْنَ إِحدى الظُّبَتَيْن مِنْ ظاهِر السَّيفِ وَمَا قُبالَةَ ذَلِكَ مِنْ باطنٍ، وكلُّ واحدٍ مِنَ الغِرارَينِ مِنْ باطنِ السَّيف وَظَاهِرِهِ؛ وَقِيلَ: ذُبابُ السَّيفِ طَرَفُه المُتَطَرِّفُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ، وَقِيلَ حَدُّه. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيتُ ذُبابَ سَيْفي كُسِرَ، فأَوَّلْتُه أَنه يصابُ رجلٌ من أَهل بيتي، فقُتِلَ حَمْزَةُ. والذُّبابُ مِنْ أُذُنِ الإنسانِ والفَرَس: مَا حَدَّ مِنْ طَرَفِها. أَبو عُبَيْدٍ:

فِي أُذُنَي الفرسِ ذُباباهُما، وَهُمَا مَا حُدَّ مِنْ أَطرافِ الأُذُنَيْن. وذُبابُ الحِنَّاءِ: بادِرَةُ نَوْرِه. وجاءَنا راكبٌ مُذَبِّبٌ: عَجِلٌ مُنْفَرِدٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: يُذَبِّبُ وَرْدٌ عَلَى إِثرِهِ، ... وأَدْرَكُه وَقْعُ مِرْدىً خَشِبْ إِمّا أَنْ يكونَ عَلَى النَّسَب، وإِمّا أَنْ يَكُونَ أَراد خَشِيباً، فَحُذِفَ لِلضَّرُورَةِ. وذَبَّبْنا لَيْلَتَنا أَي أَتْعَبْنا فِي السَّير. وَلَا يَنالونَ الماءَ إِلَّا بقَرَبٍ مُذَبِّبٍ أَي مُسْرِع؛ قَالَ ذُو الرُّمة: مُذَبِّبَة، أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي ... وتَهْجِيري، إِذا اليَعْفُورُ قَالَا اليَعْفُورُ: الظَّبيُ. وَقَالَ: مِنَ القَيْلُولَة أَي سَكَنَ فِي كِنَاسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ. وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ: طَويلٌ يُسارُ فِيهِ إِلى الماءِ مِنْ بُعْدٍ، فيُعَجَّلُ بالسَّيْرِ. وخِمْسٌ مُذَبِّبٌ: لَا فُتُورَ فِيهِ. وذَبَّبَ: أَسْرَعَ فِي السَّيرِ؛ وَقَوْلُهُ: مَسِيرَة شَهْرٍ للبَعِيرِ المُذَبْذِبِ أَرادَ المُذَبِّبَ. وأَذَبُّ البَعيرِ: نابُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ صَوْتَ نابِهِ الأَذَبِّ ... صَرِيفُ خُطَّافٍ، بِقَعْوٍ قَبِ والذَّبْذَبَةُ: تَرَدُّدُ الشيءِ المُعَلَّقِ فِي الهواءِ. والذَّبْذَبَةُ والذَّباذِبُ: أَشياءُ تُعَلَّقُ بالهودَجِ أَو رأْسِ البعيرِ للزينةِ، وَالْوَاحِدُ ذُبْذُبٌ. والذَّبْذَبُ: اللِّسانُ، وقيلَ الذَّكَر. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ وقَبْقَبِه، فَقَدْ وُقِيَ. فَذَبْذَبُه: فَرْجُه، وقَبْقَبُه: بَطْنُه. وَفِي رِوَايَةٍ: مَنْ وُقِيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ دَخَلَ الجنَّةَ ؛ يَعْنِي الذَّكَر سُمِّيَ بِه لتَذَبْذُبِهِ أَي حَرَكَتِه. والذَّباذِبُ: المذاكيرُ. والذَّباذِبُ: ذَكَرُ الرجلِ، لأَنَّه يَتَذَبْذَبُ أَي يَترَدَّد؛ وَقِيلَ الذَّباذِب: الخُصَى، واحِدَتُها ذَبْذَبَةٌ. ورجلٌ مُذَبْذِبٌ ومُتَذَبْذِبٌ: مُتَرَدِّدٌ بَيْنَ أَمْرَيْن أَو بَيْنَ رجُلَين، وَلَا تَثْبُتُ صُحْبَتُه لواحِدٍ مِنْهُمَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي صِفَةِ الْمُنَافِقِينَ: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لَا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ . الْمَعْنَى: مُطَرَّدين مُدَفَّعين عَنْ هؤُلاء وَعَنْ هؤُلاء. وَفِي الْحَدِيثِ: تَزَوَّجْ، وإِلَّا فأَنتَ مِنَ المُذَبْذبِينَ أَي المَطْرودين عَنِ المؤْمنين لأَنَّكَ لَمْ تَقْتَدِ بِهِم، وَعَنِ الرُّهْبانِ لأَنَّك تَركْتَ طَرِيقَتَهُمْ؛ وأَصلُه مِنَ الذَّبِّ، وَهُوَ الطَّرْدُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يكونَ مِنَ الْحَرَكَةِ والاضْطِرابِ. والتَّذَبْذُبُ: التَّحرُّكُ. والذَّبْذَبَةُ: نَوْسُ الشيءِ المُعَلَّقِ فِي الهواءِ. وتَذَبْذَبَ الشيءُ: ناسَ واضْطَرَبَ، وذَبْذَبَهُ هُوَ: أَنشد ثَعْلَبٌ: وحَوْقَلٍ ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ، ... ظَلَّ لأَعْلَى رَأْسِهِ، رَجِيفُ وَفِي الْحَدِيثِ: فكأَني أَنْظُرُ إِلى يَدَيْهِ تَذَبْذَبانِ أَي تَتَحَرَّكانِ وتَضْطَرِبان، يُرِيدُ كُمَّيْهِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كَانَ عليَّ بُرْدَة لَهَا ذباذِبُ أَي أَهْدابٌ

وأَطْرافٌ، واحدُها ذِبْذِبٌ، بالكسرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنَّها تَتَحَرَّك عَلَى لابسِها إِذا مَشى؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: ومِثْل السَّدُوسِيَّيْن، سادَا وذَبْذَبَا ... رِجال الحِجازِ، مِنْ مَسُودٍ وَسائِدِ قِيلَ: ذَبْذَبا عَلَّقا. يَقُولُ: تَقَطَّعَ دُونَهُمَا رجالُ الحجازِ. وَفِي الطَّعام ذُبَيْباءُ، ممدودٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي بَابِ الطَّعام الَّذِي فِيهِ مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَلَمْ يفسِّرْه؛ وَقَدْ قِيلَ: إِنها الذُّنَيْنَاءُ، وستُذْكَر فِي موضِعِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَلَبَ رَجُلًا عَلَى ذُبابٍ ، هو جبلٌ بالمدينة. ذرب: الذَّرِبُ: الحادُّ مِنْ كلِّ شيءٍ. ذَرِبَ يَذْرَبُ ذَرَباً وذَرابةً فَهُوَ ذَرِبٌ؛ قَالَ شَبيب بْنُ البَرْصاء: كأَنها مِنْ بُدُنٍ وإيقارْ، ... دَبَّتْ عَلَيْهَا ذَرِباتُ الأَنْبارْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي كأَنَّ هَذِهِ الإِبِلَ مِنْ بُدْنِها وسِمَنِها وإيقارِها بِاللَّحْمِ، قَدْ دَبَّتْ عَلَيْهَا ذَرِباتُ الأَنْبارِ؛ والأَنْبارُ: جمعُ نَبْرٍ، وَهُوَ ذُبابٌ يَلْسَعُ فيَنْتَفِخُ مكانُ لَسْعِه، فَقَوْلُهُ ذَرِبات الأَنْبار أَي حَديداتُ اللَّسْع، ويُروى وَإِيفَارْ، بالفاءِ أَيضاً. وقَوْمٌ ذُرُبٌ. ابْنُ الأَعرابي: ذَرِبَ الرَّجلُ إِذا فَصُحَ لسانُه بعدَ حَصرِه. ولسانٌ ذَرِبٌ: حديدُ الطَّرَف؛ وَفِيهِ ذرابةٌ أَي حِدَّةٌ. وذَرَبُه: حِدَّتُه. وذَرَبُ المَعِدَة: حِدَّتُها عَنِ الجوعِ. ذَرِبَتْ مَعِدَتُه تَذْرَبُ ذَرَبًا فَهِيَ ذَرِبة إِذا فسَدَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي أَلبانِ الإِبِل وأَبْوالِها شِفاءُ الذَّرَبِ ؛ هُوَ بالتحريكِ، الدَّاءُ الَّذِي يَعْرِضُ للمَعدة فَلَا تَهْضِمُ الطَّعامَ، ويَفْسُدُ فِيهَا وَلَا تُمْسِكُه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للغُدَّةِ ذِرْبَةٌ، وجَمْعُها ذِرَبٌ. والتَّذْريبُ: التَّحْديدُ. يُقَالُ لسانٌ ذَرِبٌ، وسِنانٌ ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ؛ قَالَ كَعْبُ بنُ مَالِكٍ: بمُذَرَّباتٍ، بالأَكُفِّ، نواهِلٍ، ... وبكلِّ أَبْيَضَ، كالغَديرِ، مُهَنَّدِ وَكَذَلِكَ المَذْروبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ كَانَ ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيّاً ... عَلَى الأَعْداءِ، مَذْروبَ السِّنانِ وذَرَبَ الحَديدةَ يَذْرُبُها ذَرْباً وذرَّبَها: أَحدَّها فَهِيَ مَذرُوبَة. وقَوم ذَرْبٌ: أَحِدَّاءُ. وامرأَةٌ ذِرْبَةٌ، مثلُ قِرْبَة، وذَرِبَةٌ أَي صَخَّابَةٌ، حديدةٌ، سَلِيطَةُ اللِّسانِ، فاحِشَة، طَويلَة اللِّسانِ. وذَرَبُ اللِّسانِ: حِدَّتُه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كنتُ ذَرِبَ اللِّسانِ عَلَى أَهلِي، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأَخْشَى أَنْ يُدْخِلَنِي النارَ؛ فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأَيْنَ أَنتَ مِنَ الاسْتِغْفارِ؟ إِنِّي لأَستَغْفِرُ اللهَ فِي اليومِ مائَةً؛ فذكرْتُه لأَبي بُرْدَة فَقَالَ: وأَتُوبُ إِليه. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قولِهم فلانٌ ذَرِبُ اللسانِ، قَالَ: سمعتُ أَبا العباسِ يَقُولُ: معناهُ فاسِدُ اللِّسانِ، قَالَ: وَهُوَ عَيْبٌ وذَمٌّ. يُقَالُ: قَدْ ذَرِبَ لسانُ الرَّجُلِ يَذْرَبُ إِذا فَسَد.

ومِنْ هَذَا ذَرِبَتْ مَعِدَتُه: فَسَدَتْ؛ وأَنْشد: أَلم أَكُ باذِلًا وِدِّي ونَصْري، ... وأَصْرِفُ عَنْكُمُ ذَرَبِي ولَغْبِي قَالَ: واللَّغْبُ الرَّدِيءُ مِنَ الكلامِ. وَقِيلَ: الذَّرِبُ اللسانِ هُوَ الحادُّ اللِّسَانِ، وَهُوَ يَرْجِعُ إِلى الفَسادِ؛ وَقِيلَ: الذَّرِبُ اللِّسانِ الشَّتَّامُ الفاحِشُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الذَّرِبُ اللِّسان الفاحِشُ البَذِيُّ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذَرِبَ النِّساءُ عَلَى أَزْواجِهِنَ أَي فَسَدَتْ أَلسِنَتُهُنَّ وانْبَسَطْنَ عَلَيْهِمْ فِي الْقَوْلِ؛ وَالرِّوَايَةُ ذَئِرَ بِالْهَمْزِ، وَسَنَذْكُرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ أَعشى بَنِي مَازِنٍ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأَنشد أَبياتاً فِيهَا: يا سَيِّدَ الناسِ، ودَيَّانَ العَرَبْ، ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً، مِنَ الذِّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعَامَ فِي رَجَبْ، ... فخَلَفَتْنِي بنِزاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ، ولَطَّتْ بالذَّنَبْ، ... وتَرَكَتْنِي، وَسْطَ عِيصٍ، ذِي أَشَبْ تَكُدُّ رِجْلَيَّ مَساميرُ الخَشَبْ، ... وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالذِّرْبَةِ امرأَتَه، كَنَى بِهَا عَنْ فسادِها وخِيانَتِها إِيَّاه فِي فَرْجِها، وجَمْعُها ذِرَبٌ، وأَصلُه مِنْ ذَرَبِ المَعِدة، وَهُوَ فسادُها؛ وذِرْبَةٌ مَنْقُولٌ مِنْ ذَرِبَةٍ، كمِعْدَةٍ مِنْ مَعِدَة؛ وَقِيلَ: أَراد سَلاطة لسانِها، وفسادَ مَنْطِقِها، مِنْ قَوْلِهِمْ ذَرِبَ لسانُه إِذا كَانَ حادَّ اللِّسانِ لَا يُبالِي مَا قَالَ. وَذَكَرَ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَن هَذَا الرَّجَزَ للأَعْوَرِ بنِ قُرَادِ بنِ سُفْيَانَ، مِنْ بَنِي الحِرْمازِ، وَهُوَ أَبو شَيْبانَ الحِرْمازِيّ، أَعْشَى بَنِي حِرْمازٍ؛ وَقَوْلُهُ: فخَلَفَتْنِي أَي خالَفَتْ ظَنِّي فِيهَا؛ وَقَوْلُهُ: لَطَّتْ بالذَّنَب، يُقَالُ: لَطَّت النَّاقَةُ بذَنَبِها أَي أَدْخَلَتْهُ بَيْنَ فَخِذَيْها، لتَمْنَع الحالِبَ. وَيُقَالُ: أَلْقَى بينَهم الذَّرَبَ أَي الاخْتِلافَ والشَّرَّ. وسُمٌّ ذَرِبٌ: حديدٌ. والذُّرَابُ: السُّمُّ، عَنْ كُرَاعٍ، اسمٌ لَا صِفَةٌ. وَسَيْفٌ ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ: أُنْقِعَ فِي السُّمِّ، ثُمَّ شُحِذَ. التَّهْذِيبُ: تَذْريبُ السَّيف أَن يُنْقَعَ فِي السُّمِّ، فإِذا أُنْعِمَ سَقْيُهُ، أُخْرِجَ فشُحِذَ. قَالَ: وَيَجُوزُ ذَرَبْتُه، فَهُوَ مَذْرُوبٌ؛ قَالَ عُبَيْدٌ: وخِرْقٍ، مِنَ الفِتْيانِ، أَكرَمَ مَصْدَقاً ... مِنَ السَّيْفِ، قَدْ آخَيْتُ، ليسَ بِمَذْرُوبِ قَالَ شَمِرٌ: ليسَ بفاحِشٍ. والذَّرَبُ: فسادُ اللِّسانِ وبَذَاؤُه. وَفِي لسانِهِ ذَرَبٌ: وَهُوَ الفُحْشُ. قَالَ: وليسَ مِنْ ذَرَبِ اللِّسانِ وحِدَّتِه؛ وأَنشد: أَرِحْني واسْتَرِحْ منِّي، فإِني ... ثَقِيلٌ مَحْمِلي، ذَرِبٌ لِساني وَجَمْعُهُ أَذْرابٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِحَضْرَمِيّ ابن عامرٍ الأَسَدي: ولَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بَلُلاتِكُمْ، ... وعَرَفْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرابِ كَيْمَا أُعِدَّكُمُ لأَبْعَدَ مِنْكُمُ، ... وَلَقَدْ يُجاءُ إِلى ذَوِي الأَلبابِ مَعْنَى مَا فِيكُم مِن الأَذرابِ: مِن الفسادِ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: الأَعيابِ، جَمعُ عَيْبٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، عَلَى غَيْرِ هَذَا

الحَوْكِ، وَلَمْ يُسَمِّ قائِلَهما؛ وَهُمَا: وَلَقَدْ بَلَوْتُ الناسَ فِي حالاتِهِم، ... وعَلِمْتُ مَا فِيهم مِنَ الأَسبابِ فإِذا القَرابَةُ لَا تُقَرِّبُ قاطِعاً، ... وإِذا المَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَنْسابِ وَقَوْلُهُ: وَلَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بَلُلاتِكُم أَي طَوَيْتُكُم عَلَى مَا فِيكُم مِن أَذًى وعَداوَةٍ؛ وبَلُلاتٌ، بِضَمِّ اللَّامِ، جمعُ بَلُلَةٍ، بِضَمِّ اللَّامِ أَيضاً، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْويه عَلَى بَلَلاتِكُم، بِفَتْحِ اللَّامِ، الواحِدَةُ بَلَلة، أَيضاً بِفَتْحِ اللَّامِ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ عَلَى بَلَلاتِكُم: إِنه يُضْرَبُ مَثَلًا لإِبْقاءِ المَوَدَّة، وإِخْفاءِ مَا أَظْهَرُوه مِنْ جَفائِهِمْ، فَيَكُونُ مثلَ قَوْلِهِمْ: اطْوِ الثَّوْبَ عَلَى غَرِّه، لينضَمَّ بعضُه إِلى بعضٍ وَلَا يَتبايَنَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَيضاً: اطْوِ السِّقاءَ عَلَى بَلَلِه، لأَنه إِذا طُوِيَ وَهُوَ جافٌّ تَكَسَّر، وإِذا طُوِيَ عَلَى بَلَلِه، لَمْ يَتَكَسَّر، وَلَمْ يَتَبايَنْ. والتَّذْريبُ: حَمْلُ المَرْأَةِ وَلَدَها الصَّغيرَ، حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَه. ابْنُ الأَعرابي: أَذْرَبَ الرَّجُلُ إِذا فَسَدَ عَيْشُه. وذَرِبَ الجُرْحُ ذَرَباً، فَهُوَ ذَرِبٌ: فَسَد وَاتَّسَعَ، وَلَمْ يَقْبَل البُرْءَ والدَّواءَ؛ وَقِيلَ: سالَ صَديداً، والمَعْنَيان مُتَقارِبانِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا الطَّاعُون؟ قَالَ: ذَرَبٌ كالدُّمَّل. يُقَالُ: ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لَمْ يَقْبَلِ الدَّواءَ؛ وَمِنْهُ الذَّرَبَيَّا، عَلَى فَعَلَيَّا، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ: الكُمَيْتُ: رَمَانِيَ بالآفاتِ، مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، ... وبالذَّرَبَيَّا، مُرْدُ فِهْرٍ وَشِيبُها وَقِيلَ: الذَّرَبَيَّا هُوَ الشَّرُّ والاخْتِلافُ؛ ورَمَاهُم بالذَّرَبِينَ مثلُه. ولَقِيتُ مِنْهُ الذَّرَبَى والذَّرَبَيَّا والذَّرَبِينَ «4» أَي الداهِيَةَ. وذَرِبَتْ مَعِدَتُه ذَرَباً وذَرَابَةً وذُرُوبَةً، فَهِيَ ذَرِبَة، فَسَدَتْ، فَهُوَ مِنَ الأَضْدادِ. والذَّرَبُ: المَرَضُ الَّذِي لَا يَبْرَأُ. وذَرَب أَنْفُه ذَرابةً: قَطَرَ. والذِّرْيَبُ: الأَصْفَرُ مِنَ الزَّهْرِ وَغَيْرِهِ. قَالَ الأَسود ابن يَعْفُرَ، ووصَف نَبَاتًا: قَفْرٌ حَمَتْهُ الخَيْلُ، حتَّى كأَنْ ... زاهِرَه أُغْشِيَ بالذِّرْيَبِ وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَتَأْلَمُنَّ النَّومَ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرَبِيِّ، كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكُمْ النَّومَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ ؛ فإِنه ورَد فِي تَفْسِيرِهِ: الأَذْرَبيّ مَنْسوبٌ إِلى أَذْرَبِيجانَ، عَلَى غيرِ قِيَاسٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ، وَالْقِيَاسُ أَنْ تَقُولَ أَذَرِيٌّ، بِغَيْرِ باءٍ، كَمَا يُقَالُ فِي النَّسَبِ إِلى رَامَ هُرْمُزَ، رَامِيٌّ وَهُوَ مُطَّرِدٌ فِي النَّسب إلى الأَسماءِ المركبة. ذعب: قَالَ الأَصمعي: رأَيتُ القومَ مُذْعابِّينَ، كأَنهم عُرْفُ ضِبْعانٍ، ومُثْعابِّين، بِمَعْنَاهُ، وَهُوَ أَن يَتْلُوَ بعضُهم بَعْضًا. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عِنْدي مأْخوذٌ مَنِ انْثَعَبَ الماءُ وانْذَعَب إِذا سَالَ واتَّصَلَ جَرَيانُه فِي النَّهَر، قُلِبَتِ الثاءُ ذالًا.

_ (4). قوله [والذربين] ضبط في المحكم والتكملة وشرح القاموس بفتح الذال والراء وكسر الباء الموحدة وفتح النون، وضبط في بعض نسخ القاموس المطبوعة وعاصم أَفندي بسكون الراء وفتح الباء وكسر النون.

ذعلب: الذِّعْلِبُ والذِّعْلِبَة: النَّاقةُ السريعةُ، شُبِّهَتْ بالذِّعْلِبَة، وَهِيَ النَّعامةُ لسُرْعَتِها. وَفِي حَدِيثِ سَوَادِ بنِ مُطَرّفٍ: الذِّعْلِبُ الوَجْنَاءُ هِيَ الناقةُ السريعةُ. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنَبة: الذِّعْلِبَة النُّوَيْقَةُ الَّتِي هِيَ صَدَعٌ فِي جسمِها، وأَنت تَحْقِرُها، وَهِيَ نَجِيبَة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ البَكْرَة الحَدَثَة. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الخفيفةُ الجَوَادُ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ ذِعْلِبٌ، وجَمْعُ الذِّعْلِبَةِ الذَّعالِيبُ. والتَّذَعْلُب: الانْطِلاقُ فِي اسْتِخْفاءٍ. وَقَدْ تَذَعْلَبَ تَذَعْلُباً. وجَمَلٌ ذِعْلِبٌ: سريعٌ، باقٍ عَلَى السَّيْرِ، والأُنْثَى بالهاءِ. والذِّعْلِبَة: النَّعَامة لسُرعتِها. والذِّعْلِبة والذُّعْلوبُ: طَرَفُ الثَّوْبِ؛ وَقِيلَ: هُما مَا تقطَّع مِنَ الثَّوْب فَتَعَلَّق. والذِّعْلِبُ مِنَ الخِرَق: القِطَع المُشَقَّقَة. والذُّعْلوبُ أَيضاً: القِطعة مِنَ الخِرْقَةِ، والذَّعالِيب: قِطَع الخِرَق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنه، إِذْ راحَ، مَسْلُوسُ الشَّمَقْ، ... مُنْسَرِحاً عَنْهُ ذَعالِيبُ الخِرَقْ «1» والمَسْلوسُ: المَجْنُونُ. والشَّمَقُ: النَّشاطُ. والمُنْسَرِحُ: الَّذِي انْسَرَحَ عَنْهُ وَبَرُه. والذَّعالِيبُ: مَا تَقَطَّعَ مِنَ الثِّيابِ. قَالَ أَبو عَمْرو: وأَطْرافُ الثِّيابِ وأَطْرافُ القَميصِ يقالُ لَهَا: الذَّعالِيبُ، واحدُها ذُعْلُوبٌ، وأَكثرُ مَا يُستَعْمَل ذَلِكَ جَمْعاً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِجَرِيرٍ: لَقَدْ أَكونُ عَلَى الحاجاتِ ذَا لَبَثٍ، ... وأَحْوَذِيّاً، إِذا انْضَمَّ الذَّعالِيبُ واسْتَعارَه ذُو الرُّمَّة، لِما تَقَطَّع مِنْ مَنْسِج العنكبوتِ؛ قَالَ: فجاءَت بنَسْجٍ، مِنْ صَناعٍ ضعيفةٍ، ... تَنُوسُ، كأَخْلاقِ الشُّفُوفِ، ذَعالِبُهْ وثَوْبٌ ذَعاليبُ: خَلَقٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَما قَوْلُ أَعْرابيّ، مِنْ بنِي عَوْفِ بنِ سَعْدٍ: صَفْقَة ذِي ذَعالِتٍ سُمُولِ، ... بَيْع امْرِئٍ لَيْسَ بمُسْتَقيلِ قِيلَ: هُوَ يريدُ الذَّعالِبَ، فَيَنْبَغِي أَن تَكُونَا لُغَتَيْنِ، وغيرُ بعيدٍ أَنْ تُبْدَل التاءُ مِنَ الْبَاءِ، إِذ قَدْ أُبْدِلَتْ مِنَ الْوَاوِ، وَهِيَ شَرِيكَةُ الْبَاءِ فِي الشَّفَة. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالْوَجْهُ أَن تَكونَ التاءُ بَدَلًا مِنَ الباءِ، لأَن الباءَ أَكثر اسْتِعْمَالًا، كَمَا ذَكَرْنَا أَيضاً مِنْ إِبدالِهم الباءَ من الواوِ. ذلعب: اذْلَعَبَّ الرَّجُلُ: انْطَلَقَ فِي جِدٍّ اذْلِعْباباً، وَكَذَلِكَ الجَمَل مِنَ النَّجاءِ والسُّرْعَةِ؛ قَالَ الأَغْلَب العِجْلِيّ: ماضٍ، أَمامَ الرَّكْبِ، مُذْلَعِبّ «2» والمُذْلَعِبُّ: المُنْطَلِقُ، والمُصْمَعِدُّ مثلُه. قَالَ: واشتقاقُه مِنَ الذِّعْلِب. قَالَ: وَكُلُّ فعلٍ رُباعيّ ثُقِّلَ آخرُه، فإِنَّ تَثقيلَه مُعْتَمِدٌ عَلَى حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الحَلْق. والمُذْلَعِبُّ: المضطجِعُ. وَهَاتَانِ التَّرْجَمَتان، أَعْني ذَعْلَب واذْلَعَبَّ، ورَدَتا فِي أُصول الصِّحاحِ فِي تَرْجَمَةٍ وَاحِدَةٍ ذَعْلَبَ، وَلَمْ يُتَرْجِمْ عَلَى ذلعب، والله تعالى أَعلم.

_ (1). قوله: [مُنْسَرِحًا عَنْهُ ذَعَالِيبُ الْخِرَقْ] قال في التكملة الرواية منسرحاً إلا ذعاليب بالنصب انتهى. وسيأتي في مادة سرح كذلك. (2). قوله: [مَاضٍ أَمَامَ الرَّكْبِ مُذْلَعِبُّ] هكذا أورده الجوهري، وقال الصاغاني في التكملة الرواية: ناج أمام الركب مجلعب

ذنب: الذَّنْبُ: الإِثْمُ والجُرْمُ وَالْمَعْصِيَةُ، والجمعُ ذُنوبٌ، وذُنُوباتٌ جمعُ الْجَمْعِ، وَقَدْ أَذْنَب الرَّجُل؛ وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي مناجاةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ ؛ عَنَى بالذَّنْبِ قَتْلَ الرَّجُلِ الَّذِي وَكَزَه مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فقضَى عَلَيْهِ، وَكَانَ ذَلِكَ الرجلُ مِنْ آلِ فرعونَ. والذَّنَبُ: مَعْرُوفُ، وَالْجَمْعُ أَذْنابٌ. وذَنَبُ الفَرَسِ: نَجْمٌ عَلَى شَكْلِ ذَنَبِ الفَرَسِ. وذَنَبُ الثَّعْلَبِ: نِبْتَةٌ عَلَى شكلِ ذَنَبِ الثَّعْلَبِ. والذُّنابَى: الذَّنَبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَمُوم الشَّدِّ، شَائِلَةُ الذُّنابَى الصِّحَاحُ: الذُّنابَى ذنبُ الطَّائر؛ وَقِيلَ: الذُّنابَى مَنْبِتُ الذَّنَبِ. وذُنابَى الطَّائرِ: ذَنَبُه، وَهِيَ أَكثر مِنَ الذَّنَب، والذُّنُبَّى والذِّنِبَّى: الذَّنَب، عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد: يُبَشِّرُني، بالبَيْنِ مِنْ أُمِّ سالِمٍ، ... أَحَمُّ الذُّنُبَّى، خُطَّ، بالنِّقْسِ، حاجِبُهْ ويُروى: الذِّنِبَّى. وذَنَبُ الفَرَسِ والعَيْرِ، وذُناباهما، وذَنَبٌ فِيهِمَا، أَكثرُ مِنْ ذُنابَى؛ وَفِي جَناحِ الطَّائِرِ أَربعُ ذُنابَى بعدَ الخَوافِي. الفرَّاءُ: يُقَالُ ذَنَبُ الفَرَسِ، وذُنابَى الطَّائِرِ، وذُنابَة الوَادي، ومِذْنَبُ النهْرِ، ومِذْنَبُ القِدْرِ؛ وجمعُ ذُنابَة الْوَادِي ذَنائِبُ، كأَنَّ الذُّنابَة جَمْعُ ذَنَبِ الْوَادِي وذِنابَهُ وذِنابَتَه، مثلُ جملٍ وجمالٍ وجِمالَةٍ، ثُمَّ جِمالات جمعُ الْجَمْعِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: جِمالاتٌ صُفْرٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرسٌ مُذانِبٌ؛ وَقَدْ ذَانَبَتْ إِذا وَقَعَ ولدُها فِي القُحْقُح، ودَنَا خُرُوج السَّقْيِ، وارتَفَع عَجْبُ الذَّنَبِ، وعَلِقَ بِهِ، فَلَمْ يحْدُروه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّيحِ إِذا سَبَق فَلَمْ يُدْرَكْ؛ وإِذا رَضِيَ بحَظٍّ ناقِصٍ قِيلَ: رَكِبَ ذَنَب البَعير، واتَّبَعَ ذَنَب أَمْرٍ مُدْبِرٍ، يتحسَّرُ عَلَى مَا فَاتَهُ. وذَنَبُ الرَّجُلِ: أَتْباعُه. وأَذنابُ الناسِ وذَنَباتُهم: أَتباعُهُم وسِفْلَتُهُم دُونَ الرُّؤَساءِ، عَلَى المَثَلِ؛ قَالَ: وتَساقَطَ التَّنْواط و ... الذَّنَبات، إِذ جُهِدَ الفِضاح وَيُقَالُ: جاءَ فلانٌ بذَنَبِه أَي بأَتْباعِهِ؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ يمدَحُ قَوْمًا: قومٌ همُ الرَّأْسُ، والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ، ... ومَنْ يُسَوِّي، بأَنْفِ النَّاقَةِ، الذَّنَبا؟ وهؤُلاء قومٌ مِنْ بَنِي سعدِ بْنِ زيدِ مَناةَ، يُعْرَفُون ببَني أَنْفِ النَّاقَةِ، لِقَوْلِ الحطيئَةِ هَذَا، وهمْ يَفْتَخِرُون بِهِ. ورُوِيَ عَنْ عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ، أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً فِي آخِرِ الزَّمان، قَالَ: فإِذا كَانَ ذَلِكَ، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فتَجْتَمِعُ الناسُ ؛ أَراد أَنه يَضْرِبُ أَي يسِيرُ فِي الأَرض ذَاهِبًا بأَتباعِهِ، الَّذِينَ يَرَوْنَ رَأْيَه، وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَى الفِتْنَةِ. والأَذْنابُ: الأَتْباعُ، جمعُ ذَنَبٍ، كأَنهم فِي مُقابِلِ الرُّؤُوسِ، وَهُمُ المقَدَّمون. والذُّنابَى: الأَتْباعُ. وأَذْنابُ الأُمورِ: مآخيرُها، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. والذَّانِبُ: التَّابِعُ للشيءِ عَلَى أَثَرِهِ؛ يُقَالُ: هُوَ يَذْنِبُه أَي يَتْبَعُهُ؛ قَالَ الْكِلَابِيُّ: وجاءَتِ الخيلُ، جَمِيعاً، تَذْنِبُهْ

وأَذنابُ الخيلِ: عُشْبَةٌ تُحْمَدُ عُصارَتُها عَلَى التَّشْبِيهِ. وذَنَبَه يَذْنُبُه ويَذْنِبُه، واسْتَذْنَبَه: تَلَا ذَنَبَه فَلَمْ يفارقْ أَثَرَه. والمُسْتَذْنِبُ: الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ أَذنابِ الإِبِلِ، لَا يُفَارِقُ أَثَرَها؛ قَالَ: مِثْلُ الأَجيرِ اسْتَذْنَبَ الرَّواحِلا «3» والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ، والطَّويلُ الذَّنَبِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ فرْعَونُ عَلَى فرَسٍ ذنُوبٍ أَي وافِر شَعْرِ الذَّنَبِ. ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لَا يَنْقَضي، يَعْنِي طُولَ شَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ. وَرَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوب. وَقَوْلُهُمْ: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدي أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنها كَثِيرَةُ رُكُوبِ الْخَيْلِ. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لَا يكادُ يَنْقَضِي، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلَّا يَخْطِرَ بِذَنَبِه، فَيَمْلأَ راكبَه. وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وَجَمْعُهُ ذِنابٌ. والذِّنابُ، بِكَسْرِ الذَّالِ: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره، بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ: ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ، ليسَ لَهُ سَنامُ وَقَالَ الْكِلَابِيُّ فِي طَلَبِ جَمَلِهِ: اللَّهُمَّ لَا يَهْدينِي لذنابتِه «4» غيرُك. قَالَ، وَقَالُوا: مَنْ لَكَ بذِنابِ لَوْ؟ قَالَ الشَّاعِرُ: فمَنْ يَهْدِي أَخاً لذِنابِ لَوٍّ؟ ... فأَرْشُوَهُ، فإِنَّ اللَّهَ جارُ وتَذَنَّبَ المُعْتَمُّ أَي ذَنَّبَ عِمامَتَه، وَذَلِكَ إِذا أَفْضَلَ مِنْهَا شَيْئًا، فأَرْخاه كالذَّنَبِ. والتَّذْنُوبُ: البُسْرُ الَّذِي قَدْ بَدَا فِيهِ الإِرطابُ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِه. وذَنَبُ البُسْرة وغيرِها مِنَ التَّمْرِ: مؤَخَّرُها. وذَنَّبَتِ البُسْرَةُ، فَهِيَ مُذَنِّبة: وَكَّتَتْ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِها؛ الأَصمعي: إِذا بَدَت نُكَتٌ مِنَ الإِرْطابِ فِي البُسْرِ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِها، قِيلَ: قَدْ ذَنَّبَتْ. والرُّطَبُ: التَّذْنُوبُ، واحدتُه تَذْنُوبةٌ؛ قَالَ: فعَلِّقِ النَّوْطَ، أَبا مَحْبُوبِ، ... إِنَّ الغَضا ليسَ بذِي تَذْنُوبِ الفرَّاءُ: جاءَنا بتُذْنُوبٍ، وَهِيَ لُغَةُ بَنِي أَسَدٍ. والتَّميمي يَقُولُ: تَذْنُوب، وَالْوَاحِدَةُ تَذْنُوبةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يكرَه المُذَنِّبَ مِنَ البُسْرِ، مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَا شَيْئَيْنِ، فَيَكُونُ خَلِيطاً. وَفِي حَدِيثِ أَنس: كَانَ لَا يَقْطَعُ التَّذْنُوبَ مِنَ البُسْرِ إِذا أَراد أَن يَفْتَضِخَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المسَيَّب: كَانَ لَا يَرَى بالتَّذْنُوبِ أَن يُفْتَضَخَ بأْساً. وذُنابةُ الْوَادِي: الموضعُ الَّذِي يَنتهي إِليه سَيْلُهُ،

_ (3). قوله [مثل الأَجير إلخ] قال الصاغاني في التكملة هو تصحيف والرواية [شل الأَجير] ويروى شدّ بالدال والشل الطرد، والرجز لرؤبة انتهى. وكذلك أنشده صاحب المحكم. (4). قوله [لذنابته] هكذا في الأَصل.

وَكَذَلِكَ ذَنَبُه؛ وذُنابَتُه أَكثر مِنْ ذَنَبِه. وذَنَبَة الْوَادِي والنَّهَر، وذُنابَتُه وذِنابَتُه: آخرُه، الكَسْرُ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الذُّنابةُ، بِالضَّمِّ: ذَنَبُ الْوَادِي وغَيرِه. وأَذْنابُ التِّلاعِ: مآخيرُها. ومَذْنَبُ الْوَادِي، وذَنَبُه واحدٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ الْمَسَايِلُ «1». والذِّنابُ: مَسِيلُ مَا بَيْنَ كلِّ تَلْعَتَيْن، عَلَى التَّشبيه بِذَلِكَ، وَهِيَ الذَّنائبُ. والمِذْنَبُ: مَسِيلُ مَا بَيْنَ تَلْعَتَيْن، وَيُقَالُ لِمَسيل مَا بَيْنَ التَّلْعَتَيْن: ذَنَب التَّلْعة. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَتَّى يَركَبَها اللهُ بالملائِكةِ، فَلَا يَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة ؛ وَصَفَهُ بالذُّلِّ والضَّعْف، وقِلَّةِ المَنَعة، والخِسَّةِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: والمِذْنَبُ مَسِيلُ الماءِ فِي الحَضيضِ، والتَّلْعة فِي السَّنَدِ؛ وَكَذَلِكَ الذِّنابة والذُّنابة أَيضاً، بِالضَّمِّ؛ والمِذْنَبُ: مَسِيلُ الماءِ إِلى الأَرضِ. والمِذْنَبُ: المَسِيلُ فِي الحَضِيضِ، لَيْسَ بخَدٍّ واسِع. وأَذنابُ الأَوْدِية: أَسافِلُها. وَفِي الْحَدِيثِ: يَقْعُد أَعرابُها عَلَى أَذنابِ أَوْدِيَتِها، فَلَا يصلُ إِلى الحَجِّ أَحَدٌ ؛ وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً المَذانِبُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِذْنَبُ كهيئةِ الجَدْوَل، يَسِيلُ عَنِ الرَّوْضَةِ ماؤُها إِلى غيرِها، فيُفَرَّقُ ماؤُها فِيهَا، وَالَّتِي يَسِيلُ عَلَيْهَا الماءُ مِذْنَب أَيضاً؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُناتِها، ... وماءُ النَّدَى يَجْري عَلَى كلِّ مِذْنَبِ وكلُّه قريبٌ بعضُه مِنْ بعضٍ. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيانَ: وذَنَبُوا خِشانَه أَي جَعلوا لَهُ مَذانِبَ ومجَاريَ. والخِشانُ: مَا خَشُنَ مِنَ الأَرضِ؛ والمِذْنَبَة والمِذْنَبُ: المِغْرَفة لأَنَّ لَهَا ذَنَباً أَو شِبْهَ الذَّنَبِ، وَالْجَمْعُ مَذانِبُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب الْهُذَلِيُّ: وسُود مِنَ الصَّيْدانِ، فِيهَا مَذانِبُ ... النُّضَارِ، إِذا لَمْ نَسْتَفِدْها نُعارُها وَيُرْوَى: مَذانِبٌ نُضارٌ. والصَّيْدانُ: القُدورُ الَّتِي تُعْمَلُ مِنَ الْحِجَارَةِ، واحِدَتُها صَيْدانة؛ وَالْحِجَارَةُ الَّتِي يُعْمَل مِنْهَا يُقَالُ لَهَا: الصَّيْداءُ. وَمَنْ رَوَى الصِّيدان، بِكَسْرِ الصَّادِ، فَهُوَ جَمْعُ صادٍ، كتاجٍ وتِيجانٍ، والصَّاد: النُّحاسُ والصُّفْر. والتَّذْنِيبُ للضِّبابِ والفَراشِ وَنَحْوِ ذَلِكَ إِذا أَرادت التَّعاظُلَ والسِّفَادَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِثْل الضِّبابِ، إِذا هَمَّتْ بتَذْنِيبِ وذَنَّبَ الجَرادُ والفَراشُ والضِّباب إِذا أَرادت التَّعاظُلَ والبَيْضَ، فغَرَّزَتْ أَذنابَها. وذَنَّبَ الضَّبُّ: أَخرجَ ذَنَبَه مِنْ أَدْنَى الجُحْر، ورأْسُه فِي داخِلِه، وَذَلِكَ فِي الحَرِّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنما يُقَالُ للضَّبِّ مُذَنِّبٌ إِذا ضرَبَ بذَنَبِه مَنْ يريدُه مِنْ مُحْتَرِشٍ أَو حَيَّةٍ. وَقَدْ ذَنَّبَ تَذْنِيباً إِذا فَعَل ذَلِكَ. وضَبٌّ أَذْنَبُ: طويلُ الذَّنَبِ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: لَمْ يَبْقَ مِنْ سُنَّةِ الفاروقِ نَعْرِفُه ... إلَّا الذُّنَيْبي، وإلَّا الدِّرَّةُ الخَلَقُ قَالَ: الذُّنَيْبيُّ ضَرْبٌ مِنَ البُرُودِ؛ قَالَ: ترَكَ ياءَ النِّسْبَةِ، كَقَوْلِهِ: مَتى كُنَّا، لأُمِّكَ، مَقْتَوِينا

_ (1). قوله [ومنه قوله المسايل] هكذا في الأَصل وقوله بعده والذناب مسيل إلخ هي أول عبارة المحكم.

وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ذَنَبِ الدَّهرِ أَي فِي آخِره. وذِنابة الْعَيْنِ، وذِنابها، وذَنَبُها: مؤَخَّرُها. وذُنابة النَّعْل: أَنْفُها. ووَلَّى الخَمْسِين ذَنَباً: جاوزَها؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قلتُ للكِلابِيِّ: كَمْ أَتَى عَليْك؟ فَقَالَ: قَدْ وَلَّتْ ليَ الخَمْسون ذَنَبَها؛ هَذِهِ حِكَايَةُ ابْنِ الأَعرابي، والأَوَّل حِكَايَةُ يَعْقُوبَ. والذَّنُوبُ: لَحْمُ المَتْنِ، وَقِيلَ: هُوَ منْقَطعُ المَتْنِ، وأَوَّلُه، وأَسفلُه؛ وَقِيلَ: الأَلْيَةُ والمآكمُ؛ قَالَ الأَعشى: وارْتَجَّ، مِنْهَا، ذَنُوبُ المَتْنِ، والكَفَلُ والذَّنُوبانِ: المَتْنانِ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. والذَّنُوب: الحَظُّ والنَّصيبُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لَعَمْرُك، والمَنايا غالِباتٌ، ... لكلِّ بَني أَبٍ مِنْهَا ذَنُوبُ وَالْجَمْعُ أَذنِبَةٌ، وذَنَائِبُ، وذِنابٌ. والذَّنُوبُ: الدَّلْو فِيهَا ماءٌ؛ وَقِيلَ: الذَّنُوب: الدَّلْو الَّتِي يَكُونُ الماءُ دُونَ مِلْئِها، أَو قريبٌ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الدَّلْو الملأَى. قَالَ: وَلَا يُقَالُ لَهَا وَهِيَ فَارِغَةٌ، ذَنُوبٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ الدَّلْوُ مَا كَانَتْ؛ كلُّ ذَلِكَ مذَكَّر عِنْدَ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ بَوْل الأَعْرابيّ فِي الْمَسْجِدِ: فأَمَر بذَنوبٍ مِنْ ماءٍ، فأُهَرِيقَ عَلَيْهِ ؛ قِيلَ: هِيَ الدَّلْو الْعَظِيمَةُ؛ وَقِيلَ: لَا تُسَمَّى ذَنُوباً حَتَّى يَكُونَ فِيهَا ماءٌ؛ وَقِيلَ: إِنَّ الذَّنُوبَ تُذكَّر وتؤَنَّث، وَالْجَمْعُ فِي أَدْنى العَدد أَذْنِبة، والكثيرُ ذَنائبُ كَقلوصٍ وقَلائصَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فكُنْتُ ذَنُوبَ البئرِ، لمَّا تَبَسَّلَتْ، ... وسُرْبِلْتُ أَكْفاني، ووُسِّدْتُ ساعِدِي استعارَ الذَّنُوبَ للقَبْر حِينَ جَعَله بِئْرًا، وَقَدِ اسْتَعْمَلَها أُمَيَّة بنُ أَبي عائذٍ الهذليُّ فِي السَّيْر، فَقَالَ يصفُ حِمَارًا: إِذا ما انْتَحَيْنَ ذَنُوبَ الحِضار، ... جاشَ خَسِيفٌ، فَريغُ السِّجال يَقُولُ: إِذا جاءَ هَذَا الحِمارُ بذَنُوبٍ مِنْ عَدْوٍ، جَاءَتِ الأُتُنُ بخَسِيفٍ. التَّهْذِيبُ: والذَّنُوبُ فِي كلامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجوهٍ، مِن ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ . وَقَالَ الفَرَّاءُ: الذَّنُوبُ فِي كلامِ الْعَرَبِ: الدَّلْوُ العظِيمَةُ، ولكِنَّ العربَ تَذْهَبُ بِهِ إِلى النَّصيب والحَظِّ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا، أَي أَشرَكُوا، ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ أَي حَظّاً مِنَ العذابِ كَمَا نزلَ بِالَّذِينِ مِنْ قبلِهِم؛ وأَنشد الفرَّاءُ: لَها ذَنُوبٌ، ولَكُم ذَنُوبُ، ... فإِنْ أَبَيْتُم، فَلَنا القَلِيبُ وذِنابةُ الطَّريقِ: وجهُه، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. قَالَ وَقَالَ أَبو الجَرّاح لرَجُلٍ: إِنك لَمْ تُرْشَدْ ذِنابةَ الطَّريق، يَعْنِي وجهَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ماتَ عَلَى ذُنابَى طريقٍ، فَهُوَ مَنْ أَهلِهِ ، يَعْنِي عَلَى قصْدِ طَريقٍ؛ وأَصلُ الذُّنابَى مَنْبِتُ الذَّنَبِ. والذَّنَبانُ: نَبْتٌ معروفٌ، وبعضُ الْعَرَبِ يُسمِّيه ذَنَب الثَّعْلَب؛ وَقِيلَ: الذَّنَبانُ، بالتَّحريكِ، نِبْتَة ذاتُ أَفنانٍ طِوالٍ، غُبَيْراء الوَرَقِ، تَنْبُتُ فِي السَّهْل عَلَى الأَرض، لَا ترتَفِعُ، تُحْمَدُ فِي المَرْعى، وَلَا تَنْبُت إِلا فِي عامٍ خَصيبٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ عُشْبَةٌ لَهَا سُنْبُلٌ فِي أَطْرافِها، كأَنه سُنْبُل

الذُّرَة، وَلَهَا قُضُبٌ ووَرَق، ومَنْبِتُها بكلِّ مكانٍ مَا خَلا حُرَّ الرَّمْلِ، وَهِيَ تَنْبُت عَلَى ساقٍ وساقَين، واحِدتُها ذَنَبانةٌ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيّ: فِي ذَنَبانٍ يَسْتَظِلُّ راعِيهْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الذَّنَبانُ عُشْبٌ لَهُ جِزَرَة لَا تُؤكلُ، وقُضْبانٌ مُثْمِرَةٌ مِنْ أَسْفَلِها إِلى أَعلاها، وَلَهُ ورقٌ مثلُ وَرَقِ الطَّرْخُون، وَهُوَ ناجِعٌ فِي السَّائمة، وَلَهُ نُوَيرة غَبْراءُ تَجْرُسُها النَّحْلُ، وتَسْمو نَحْوَ نِصْفِ القامةِ، تُشْبِعُ الثِّنْتانِ مِنْهُ بَعِيرًا، واحِدَتُه ذَنَبانةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَوَّزَها مِنْ عَقِبٍ إِلى ضَبُعْ، ... فِي ذَنَبانٍ ويبيسٍ مُنْقَفِعْ، وَفِي رُفوضِ كَلإٍ غَيْرِ قَشِع والذُّنَيْباءُ، مضمومَة الذَّالِ مفتوحَة النُّونِ، مَمْدُودَةٌ: حَبَّةٌ تَكُونُ فِي البُرّ، يُنَقَّى مِنْهَا حَتَّى تَسقُط. والذَّنائِبُ: موضِعٌ بنَجْدٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ عَلَى يَسارِ طَرِيقِ مَكَّة. والمَذَانِبُ: مَوْضِعٌ. قَالَ مُهَلْهِل بْنُ رَبِيعَةَ، شَاهَدُ الذَّنَائِبِ: فَلَوْ نُبِشَ المَقابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ، ... فتُخْبِرَ بالذَّنائِبِ أَيَّ زِيرِ وَبَيْتٌ فِي الصِّحَاحِ، لمُهَلْهِلٍ أَيضاً: فإِنْ يَكُ بالذَّنائِبِ طَالَ لَيْلي، ... فَقَدْ أَبْكِي عَلَى اللّيلِ القَصيرِ يُرِيدُ: فَقَدْ أَبْكِي عَلَى لَيَالِي السُّرورِ، لأَنها قَصِيرَةٌ؛ وَقَبْلَهُ: أَلَيْلَتنا بِذِي حُسَمٍ أَنيرِي ... إِذا أَنْتِ انْقَضَيْتِ، فَلَا تَحُورِي وَقَالَ لَبِيدٌ، شَاهِدُ الْمَذَانِبُ: أَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الدِّمَنِ الخَوالي، ... لِسَلْمَى بالمَذانِبِ فالقُفالِ؟ والذَّنوبُ: مَوْضِعٌ بعَيْنِه؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: أَقْفَرَ مِن أَهْلِه مَلْحوبُ، ... فالقُطَبِيَّاتُ، فالذَّنُوبُ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ ذكْرُ سَيْلِ مَهْزُورٍ ومُذَيْنِب، هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْيَاءِ وَكَسْرِ النُّونِ، وَبَعْدَهَا باءٌ موحَّدةٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْمَدِينَةِ، والميمُ زائدةٌ. الصِّحَاحُ، الفرَّاءُ: الذُّنابَى شِبْهُ المُخاطِ، يَقَع مِنْ أُنوفِ الإِبل؛ ورأَيتُ، فِي نُسَخ متَعدِّدة مِنَ الصِّحَاحِ، حواشِيَ، مِنْهَا مَا هُوَ بِخَطِّ الشَّيْخِ الصَّلاح المُحَدِّث، رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا صُورَتُهُ: حَاشِيَةٌ مِنْ خَطِّ الشَّيْخِ أَبي سَهْلٍ الهَرَوي، قَالَ: هَكَذَا فِي الأَصل بخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ: الذُّنانَى شِبهُ المُخاطِ، يَقَع مِنْ أُنوفِ الإِبل، بنُونَيْنِ بَيْنَهُمَا أَلف؛ قَالَ: وَهَكَذَا قَرَأْناهُ عَلَى شَيخِنا أَبي أُسامة، جُنادةَ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزدي، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الذَّنين، وَهُوَ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ فَمِ الإِنسانِ والمِعْزَى؛ ثُمَّ قَالَ صَاحِبُ الْحَاشِيَةِ: وَهَذَا قَدْ صَحَّفَه الفَرَّاءُ أَيضاً، وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ فِيمَا ردَّ عَلَيْهِ مِنْ تَصْحِيفِهِ، وَهَذَا مِمَّا فاتَ الشَّيخ ابْنَ بَرِّيٍّ، وَلَمْ يذكره في أَمالِيه. ذهب: الذَّهابُ: السَّيرُ والمُرُورُ؛ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً وذُهوباً فَهُوَ ذاهِبٌ وذَهُوبٌ. والمَذْهَبُ: مَصْدَرٌ، كالذَّهابِ. وذَهَبَ بِهِ وأَذهَبَه غَيْرُهُ: أَزالَه. وَيُقَالُ: أَذْهَبَ

بِهِ، قَالَ أَبو إِسحاق: وَهُوَ قَلِيلٌ. فأَمَّا قراءَةُ بَعْضِهِمْ: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار، فنادِرٌ. وَقَالُوا: ذَهَبْتُ الشَّامَ، فعَدَّوْهُ بغيرِ حرفٍ، وإِن كَانَ الشامُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً شَبَّهوه بِالْمَكَانِ المُبْهَم، إِذ كَانَ يَقَعُ عَلَيْهِ المكانُ والمَذْهَبُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّ الليلَ طوِيلٌ، وَلَا يَذْهَبُ بنَفْسِ أَحدٍ منَّا، أَي لَا ذَهَب. والمَذْهَب: المُتَوَضَّأُ، لأَنَّهُ يُذْهَبُ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا أَراد الغائطَ أَبْعَدَ فِي المَذْهَبِ ، وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنَ الذَّهابِ. الْكِسَائِيُّ: يقالُ لمَوضع الغائطِ: الخَلاءُ، والمَذْهَب، والمِرْفَقُ، والمِرْحاضُ. والمَذْهَبُ: المُعْتَقَد الَّذِي يُذْهَبُ إِليه؛ وذَهَب فلانٌ لِذَهَبِه أَي لمَذْهَبِه الَّذِي يَذْهَبُ فِيهِ. وحَكى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَينَ مَذْهَبٌ، وَلَا يُدْرَى لَهُ مَا مَذْهَبٌ أَي لَا يُدْرَى أَين أَصلُه. وَيُقَالُ: ذَهَبَ فُلانٌ مَذْهَباً حَسَناً. وَقَوْلُهُمْ بِهِ: مُذْهَب، يَعْنون الوَسْوَسَة فِي الماءِ، وَكَثْرَةَ استعمالِه فِي الوُضوءِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَهلُ بَغدادَ يَقُولُونَ للمُوَسْوِسِ مِنَ النَّاسِ: بِهِ المُذْهِبُ، وعَوَامُّهم يَقُولُونَ: بِهِ المُذْهَب، بفَتح الْهَاءِ، وَالصَّوَابُ المُذْهِبُ. والذَّهَبُ: معروفٌ، وَرُبَّمَا أُنِّثَ. غَيْرُهُ: الذَّهَبُ التِّبْرُ، القِطْعَةُ مِنْهُ ذَهَبَة، وَعَلَى هَذَا يُذَكَّر ويُؤَنَّث، عَلَى مَا ذُكر فِي الجمعِ الَّذِي لَا يُفارِقُه واحدُه إلَّا بالهاءِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فبَعَثَ مِنَ اليَمَنِ بذُهَيْبَة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ تَصْغِيرُ ذَهَبٍ، وأَدْخَلَ الهاءَ فِيهَا لأَنَّ الذَّهَب يُؤَنَّث، والمُؤَنَّث الثُّلاثيّ إِذا صُغِّرَ أُلْحِقَ فِي تصغيرِه الهاءُ، نَحْوَ قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ تصغيرُ ذَهَبَةٍ، عَلَى نِيَّةِ القِطْعَةِ مِنْهَا، فصَغَّرَها عَلَى لفظِها؛ وَالْجَمْعُ الأَذْهابُ والذُّهُوبُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله تعالى وَجْهَهُ: لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَن يَفْتَحَ لَهُمْ كنوزَ الذِّهْبانِ، لفَعَل ؛ هُوَ جمعُ ذَهَبٍ، كبَرَقٍ وبِرْقانٍ، وَقَدْ يُجْمَعُ بالضمِّ، نَحْوَ حَمَلٍ وحُمْلانٍ. وأَذْهَبَ الشيءَ: طَلَاهُ بالذَّهَبِ. والمُذْهَبُ: الشيءُ المَطْليُّ بالذَّهَب؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ، عَلَى أَلْواحِهِ ... أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ وَيُرْوَى: عَلَى أَلواحِهِنَّ النَّاطِقُ، وإِنما عَدَل عَنْ ذَلِكَ بَعْضُ الرُّواةِ اسْتِيحاشاً مِنْ قَطْعِ أَلِفِ الوَصْل، وَهَذَا جائِزٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فِي الشِّعْرِ، وَلَا سِيَّما فِي الأَنْصافِ، لأَنها مواضِعُ فُصُولٍ. وأَهلُ الحِجازِ يَقُولُونَ: هِيَ الذَّهَبُ، وَيُقَالُ نَزَلَت بلُغَتِهِم: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ وَلَوْلَا ذَلِكَ، لَغَلَبَ المُذَكَّرُ المُؤَنَّثَ. قَالَ: وسائِرُ العَرب يَقُولُونَ: هُوَ الذَّهَب؛ قَالَ الأَزهري: الذَّهب مُذَكَّر عندَ العَرَب، وَلَا يجوزُ تأْنِيثُه إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ جَمْعاً لذَهَبَةٍ؛ وأَما قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: وَلا يُنْفِقُونَها، وَلَمْ يَقُلْ وَلَا يُنْفِقُونَه، فَفِيهِ أَقاويل: أَحَدُها أَنَّ الْمَعْنَى يَكْنزُون الذَّهَبَ والفِضَّة، وَلَا يُنْفِقُونَ الكُنُوزَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ وَقِيلَ: جائِزٌ أَن يكونَ مَحْمولًا عَلَى الأَمْوالِ فَيَكُونَ: وَلَا يُنْفِقُونَ الأَموال؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ: وَلَا يُنْفِقُونَ الفِضَّة، وَحَذَفَ الذَّهب كأَنه قَالَ: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَب وَلَا يُنْفِقُونَه، والفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَها، فاخْتُصِرَ الكَلام، كما قال:

وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ، وَلَمْ يَقُلْ يُرْضُوهُما. وكُلُّ مَا مُوِّهَ بالذَّهَبِ فقَدْ أُذْهِبَ، وَهُوَ مُذْهَبٌ، وَالْفَاعِلُ مُذْهِبٌ. والإِذْهابُ والتَّذْهِيبُ واحدٌ، وَهُوَ التَّمويهُ بالذَّهَب. وَيُقَالُ: ذَهَّبْتُ الشيءَ فَهُوَ مُذَهَّب إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ وذِكْرِ الصَّدَقَةِ: حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَهَلَّل كأَنَّه مُذْهَبَةٌ ؛ كَذَا جاءَ فِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ وبعضِ طُرُقِ مُسْلم، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ بِالدَّالِ المهملة والنون، وسيأتي ذكره؛ فَعَلى قَوْلِهِ مُذْهَبَةٌ، هُوَ مِنَ الشيءِ المُذْهَب، وَهُوَ المُمَوَّه بالذَّهَبِ، أَو هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: فَرَس مُذْهَبٌ إِذا عَلَتْ حُمْرَتَه صُفْرَةٌ، والأُنْثَى مُذْهَبَة، وإِنما خَصَّ الأُنْثَى بالذِّكْرِ لأَنَّها أَصْفَى لَوْناً وأَرَقُّ بَشَرَةً. وَيُقَالُ: كُمَيْتٌ مُذْهَب للَّذي تَعْلُو حُمْرَتَه صُفْرَة، فإِذا اشتَدَّتْ حُمْرَتُه، وَلَمْ تَعْلُه صُفْرَةٌ، فَهُوَ المُدَمَّى، والأُنْثى مُذْهَبَة. وشيءٌ ذَهِيبٌ مُذْهَبٌ؛ قَالَ: أُراه عَلَى تَوَهُّم حَذْفِ الزِّيادَةِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ: مُوَشَّحَة الأَقْرابِ، أَمَّا سَرَاتُها ... فَمُلْسٌ، وأَمَّا جِلْدُها فَذَهِيبُ والمَذاهِبُ: سُيُورٌ تُمَوَّهُ بالذَّهَبِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، فِي قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيم: أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذَاهِبِ المَذاهِبُ: جُلُودٌ كَانَتْ تُذْهَب، واحِدُها مُذْهَبٌ؛ تُجْعَلُ فِيهِ خُطوطٌ مُذَهَّبة، فَيُرَى بَعْضُها فِي أَثرِ بَعْضٍ، فكأَنها مُتَتابِعَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: يَنْزِعْنَ جِلْدَ المَرْءِ نَزْعَ ... القَينِ أَخْلاقَ المَذاهِبْ يَقُولُ: الضِّباع يَنزِعْنَ جِلْدَ القَتِيل، كَمَا يَنزِعُ القَين خِلَل السُّيُوف. قَالَ، ويقالُ: المَذاهِبُ البُرود المُوَشَّاةُ، يُقَالُ: بُرْدٌ مُذْهَبٌ، وَهُوَ أَرْفَعُ الأَتحَمِيِّ. وذَهِبَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَذْهَبُ ذَهَباً فَهُوَ ذَهِبٌ: هَجَمَ فِي المَعْدِن عَلَى ذَهبٍ كَثِيرٍ، فَرَآهُ فَزَالَ عقلُه، وبَرِقَ بَصَره مِنْ كَثْرَةِ عِظَمِه فِي عَيْنِه، فَلَمْ يَطْرِفْ؛ مُشْتَقٌّ مِنَ الذَّهَبِ؛ قَالَ الرَّاجز: ذَهِبَ لمَّا أَن رَآهَا تَزْمُرَهْ وَفِي رِوَايَةٍ «2»: ذَهِبَ لمَّا أَن رَآهَا ثُرْمُلَهْ، ... وَقَالَ: يَا قَوْمِ، رأَيتُ مُنْكرَهْ: شَذْرَةَ وادٍ، ورأَيتُ الزُّهَرَهْ وثُرْمُلَة: اسمُ رَجُلٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: ذِهِبَ، قَالَ: وَهَذَا عِنْدَنَا مُطَّرِدٌ إِذا كَانَ ثانيهِ حَرْفاً مِنْ حُروفِ الحَلْقِ، وَكَانَ الفعْل مَكْسُورَ الثَّانِي، وَذَلِكَ فِي لُغَةِ بَنِي تميمٍ؛ وَسَمِعَهُ ابْنُ الأَعرابي فظَنَّه غيرَ مُطَّرِدٍ فِي لغتِهِم، فَلِذَلِكَ حَكَاهُ. والذِّهبةُ، بِالْكَسْرِ، المَطْرَة، وَقِيلَ: المَطْرةُ الضَّعيفة، وَقِيلَ: الجَوْدُ، والجمع ذِهابٌ؛ قال

_ (2). قوله [وفي رواية إلخ] قال الصاغاني في التكملة الرواية: [ذَهَبَ لَمَّا أَنْ رَآهَا تزمرة] وهذا صريح في أنه ليس فيه رواية أخرى.

ذُو الرُّمة يَصِفُ رَوْضَةً: حَوَّاءُ، قَرْحاءُ، أَشْراطِيَّة، وكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهابُ، وحفَّتْها البراعيمُ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْبَعِيثِ: وَذِي أُشُرٍ، كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه ... ذِهابُ الصَّبَا، والمُعْصِراتُ الدَّوالِحُ وَقِيلَ: ذِهْبةٌ للمَطْرة، واحدَةُ الذِّهاب. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: الذِّهابُ الأَمْطارُ الضَّعيفة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَوَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الغَزَالَةِ، بَعْدَ مَا ... تَرَشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ: لَا قَزَعٌ رَبابُها، وَلَا شِفّانٌ ذِهابُها ؛ الذِّهابُ: الأَمْطارُ اللَّيِّنة؛ وَفِي الْكَلَامِ مُضافٌ مَحْذُوفٌ تقديرُه: وَلَا ذَاتُ شِفّانٍ ذِهابُها. والذَّهَب، بِفَتْحِ الهاءِ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهْلِ اليَمَن، وَالْجَمْعُ ذِهابٌ وأَذهابٌ وأَذاهِيبُ، وأَذاهِبُ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ عِكرمة أَنه قَالَ: فِي أَذاهِبَ مِنْ بُرٍّ وأَذاهِبَ مِنْ شَعِيرٍ ، قَالَ: يُضَمُّ بعضُها إِلى بعضٍ فتُزَكَّى. الذَّهَبُ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهلِ اليمنِ، وجمعُه أَذهابٌ، وأَذاهِبُ جمعُ الْجَمْعِ. والذِّهابُ والذُّهابُ: موضعٌ، وَقِيلَ: هُوَ جبلٌ بعَيْنه؛ قَالَ أَبو دواد: لِمَنْ طَلَلٌ، كعُنْوانِ الكتابِ، ... ببَطْنِ لُواقَ، أَو بَطْنِ الذُّهابِ وَيُرْوَى: الذِّهابِ. وذَهْبانُ: أَبُو بَطْنٍ. وذَهُوبُ: اسْمُ امرأَةٍ. والمُذْهِبُ: اسمُ شيطانٍ؛ يقالُ هُوَ مِنْ وَلد إبليسَ، يَتَصَوَّر للقُرَّاءِ، فيَفْتِنهُم عِنْدَ الوضوءِ وغيرِه؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: لَا أَحسبُه عَرَبِيّاً. ذوب: الذَّوْبُ: ضِدُّ الجُمُودِ. ذابَ يَذُوبُ ذَوْباً وذَوَباناً: نَقيض جَمَدَ. وأَذابَه غيرُه، وأَذَبْته، وذَوَّبْته، واسْتَذَبْته: طَلَبْت مِنْهُ ذاكَ، عَلَى عامَّة مَا يدُلُّ عَلَيْهِ هَذَا البِناءُ. والمِذْوَبُ: مَا ذَوَّبْتُ فِيهِ. والذَّوْبُ: مَا ذَوَّبْت مِنْهُ. وَذَابَ إِذا سَالَ. وَذَابَتِ الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها؛ قَالَ ذُو الرُّمة: إِذا ذابتِ الشمسُ، اتَّقى صَقَراتِها ... بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَّريمةِ، مُعْبِلِ وَقَالَ الرَّاجز: وذابَ للشمسِ لُعابٌ فنَزَلْ وَيُقَالُ: هاجِرَةٌ ذَوّابة شديدةُ الحَرِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وظَلْماءَ، مِنْ جَرَّى نشوارٍ، سَرَيْتُها، ... وهَاجِرَةٍ ذَوّابةٍ، لَا أَقِيلُها والذَّوْبُ: العَسَل عامَّة؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا فِي أَبياتِ النَّحْل مِنَ العَسَلِ خاصَّة؛ وَقِيلَ: هُوَ العَسَل الَّذِي خُلِّص مِنْ شَمْعِه ومُومِه؛ قَالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ: شِرْكاً بماءِ الذَّوْب، تَجْمَعُه ... فِي طَوْدِ أَيْمَنَ، مِنْ قُرَى قَسْرِ

أَيْمَن: مَوْضِعٌ. أَبو زَيْدٍ قَالَ: الزُّبْدُ: حِينَ يَحْصُلُ فِي البُرْمة فيُطْبَخُ، فَهُوَ الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ، قِيلَ: ارْتَجَنَ. والإِذْوابُ والإِذْوابةُ: الزُّبْدُ يُذابُ فِي البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ اسمَه حَتَّى يُحْقَن فِي السِّقاءِ. وذابَ إِذا قام على أَكْلِ الذَّوْبِ، وَهُوَ العَسَل. وَيُقَالُ فِي المَثل: مَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب؟ وَذَلِكَ عِنْدَ شدَّةِ الأَمر؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازم: وكُنْتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لَمْ تَدْرِ إِذ غَلَتْ، ... أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِيبُها؟ أَي: لَا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرَةً أَم تُذِيبُها؟ وَذَلِكَ إِذا خَافَتْ أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَوْلُهُ تُذِيبُها تُبْقيها، مِنْ قَوْلِكَ: مَا ذَابَ فِي يَدِي شيءٌ أَي مَا بَقِيَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُذِيبُها تُنْهِبُها. والمِذْوَبةُ: المِغْرَفَةُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وذَابَ عَلَيْهِ المالُ أَي حصَل، وَمَا ذابَ فِي يَدِي مِنْهُ خيرٌ أَي مَا حصَل. والإِذابةُ: الإِغارةُ. وأَذابَ عَلَيْنَا بَنُو فلانٍ أَي أَغارُوا؛ وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَذُوبُ اللَّيالي أَو يُجِيبَ صَداكُما أَي: أَنْتَظِرُ فِي مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها، مِنَ الإِذابة الإِغارة. والإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ لَا مصدَر، وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا بِبَيْتِ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ، وَشَرَحَ قَوْلَهُ: أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها؟ فَقَالَ: أَي تُنْهِبُها؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: تُثْبِتُها، مِن قَوْلِهِمْ ذابَ لِي عَلَيْهِ مِنَ الحَقِّ كَذَا أَي وَجَبَ وثَبَتَ. وذابَ عَلَيْهِ مِنَ الأَمْرِ كَذَا ذَوْباً: وَجَبَ، كَمَا قَالُوا: جَمَدَ وبَرَدَ. وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ مِن ذابَ، نَقِيض جَمَدَ، وأَصلُ المَثَل فِي الزُّبْدِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: فيَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ يَذُوبَ لَهُ الحَقُ أَي يَجِبَ. وذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، وظَهَرَ فِيهِ ذَوْبةٌ أَي حَمْقة. وَيُقَالُ: ذابَتْ حَدَقَة فُلَانٍ إِذا سالَتْ. وناقةٌ ذَؤُوبٌ أَي سَمِينَةٌ، وَلَيْسَتْ فِي غايةِ السِّمَنِ. والذُّوبانُ: بقيَّةُ الوَبَر؛ وَقِيلَ: هُوَ الشَّعَر عَلَى عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي الذِّيبانِ، لأَنهما لُغَتَانِ، وَعَسَى أَن يَكُونَ مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كُلِّ واحدةٍ مِنْهُمَا عَلَى صاحِبَتها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَسْلَمَ عَلى ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فَهِيَ لَهُ. الذَّوْبة: بقيَّة الْمَالِ يَسْتَذِيبُها الرجلُ أَي يَسْتَبْقِيها؛ والمَأْثَرة: المَكْرُمة. والذَّابُ: العَيْبُ، مثلُ الذَّامِ، والذَّيْمِ، والذَّانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الحَنَفِيَّة: أَنه كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّه أَي يَضْفِرُ ذَوائِبَها؛ قَالَ: وَالْقِيَاسُ يُذَئِّبُ، بِالْهَمْزِ، لأَن عَيْنَ الذُّؤَابةِ هَمْزَةٌ، وَلَكِنَّهُ جاءَ غيرَ مَهْمُوزٍ كَمَا جاءَ الذَّوائب، عَلَى خلافِ الْقِيَاسِ. وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ: فيُصْبِحُ فِي ذُوبانِ النَّاسِ ؛ يُقَالُ لصَعالِيك الْعَرَبِ ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، وأَصلُ الذُّوبانِ بِالْهَمْزِ، وَلَكِنَّهُ خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.

فصل الراء

ذيب: الأَذْيَبُ: الماءُ الكَثِيرُ. والأَذْيَبُ: الفَزَعُ. والأَذْيَبُ: النَّشاطُ. الأَصمعي: مَرَّ فلانٌ وَلَهُ أَذْيَبُ، قَالَ: وأَحْسِبُه يُقَالُ أَزْيَب، بِالزَّايِّ، وَهُوَ النَّشاطُ. والذِّيبانُ: الشَّعَر الَّذِي يَكُونُ عَلَى عُنُقِ الْبَعِيرِ ومِشْفَرِه؛ وَالذِّيبَانُ أَيضاً: بَقِيَّة الوَبَرِ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعْرِفُ الذِّيبانَ إِلَّا فِي بَيْتِ كُثَيِّرٍ: عَسُوف لأَجْوافِ الفَلا، حِمْيَرِيَّة ... مَرِيش، بِذِيبانِ الشَّلِيلِ، تَلِيلُها ويُرْوَى السَّبِيبُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ واحِدٌ؛ وقال أَبو وَجْزَةَ: تَرَبَّعَ أَنْهِيَ الرَّنْقاءِ، حَتَّى ... نَفَى، ونَفَيْنَ ذِيبانَ الشِّتاءِ فصل الراء رأب: رَأَبَ إِذا أَصْلَحَ. ورَأَبَ الصَّدْعَ والإِناءَ يَرْأَبُه رَأْباً ورَأْبةً: شَعَبَه، وأَصْلَحَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَرْأَبُ الصَّدْعَ والثَّأَى برَصِينٍ، ... مِنْ سَجَايا آرائِه، ويَغِيرُ الثَّأَى: الفسادُ، أَي يُصْلِحُه. ويَغِيرُ: يَمير؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وإِنيَ مِنْ قَوْمٍ بِهِم يُتَّقَى العِدَا، ... ورَأْبُ الثَّأَى، والجانِبُ المُتَخَوَّفُ أَرادَ: وبِهِم رَأْبُ الثَّأَى، فَحَذَفَ الباءَ لتَقَدُّمها فِي قَوْلِهِ بِهِم تُتَّقَى العِدَا، وإِن كَانَتْ حَالَاهُمَا مُخْتَلِفَتَيْن، أَلا تَرَى أَن الباءَ فِي قَوْلِهِ بِهِم يُتَّقى العِدا منصوبةُ الموضِع، لتَعَلُّقِها بالفِعْلِ الظاهِرِ الَّذِي هُوَ يُتَّقَى، كَقَوْلِكَ بالسَّيْفِ يَضْرِبُ زَيْدٌ، والباءُ فِي قَوْلِهِ وبِهِم رَأْبُ الثَّأَى، مرفوعةُ الموضِع عِنْدَ قَوْمٍ، وَعَلَى كلِّ حَالٍ فَهِيَ متعَلِّقَة بِمَحْذُوفٍ، وَرَافِعَةٌ الرأْب. والمِرْأَبُ: المشْعَبُ. ورجلٌ مِرْأَبٌ ورَأّابٌ: إِذا كَانَ يَشْعَب صُدوعَ الأَقْداحِ، ويُصْلِحُ بينَ القَوْم؛ وقَوْمٌ مَرائِيبُ؛ قَالَ الطِّرْمَاحُ يَصِفُ قَوْمًا: نُصُرٌ للذَّلِيلِ فِي نَدْوَةِ الحيِّ، ... مَرائِيبُ للثَّأَى المُنْهاضِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتَ لِلدِّين رَأّاباً. الرَّأْبُ: الجمعُ والشَّدُّ. ورَأَبَ الشيءَ إِذا جَمَعه وشَدَّه برِفْقٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصف أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَرْأَبُ شَعْبَها ؛ وَفِي حَدِيثِهَا الْآخَرِ: ورَأَبَ الثَّأَى أَي أَصْلَحَ الفاسِدَ، وجَبَر الوَهْيَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَا يُرْأَبُ بهنَّ إِن صَدَعَ. قَالَ ابْنُ الأَثير، قَالَ القُتَيْبي: الرِّوَايَةُ صَدَعَ، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا، فإِنه يُقَالُ صَدَعْت الزُّجاجة فصَدَعَت، كَمَا يُقَالُ جَبَرْت العَظْمَ فَجَبرَ، وإِلّا فإِنه صُدِعَ، أَو انْصَدَعَ. ورَأَبَ بَيْنَ القَوْمِ يَرْأَبُ رَأْباً: أَصلحَ مَا بَيْنَهم. وكُلُّ مَا أَصْلَحْتَه، فَقَدْ رَأَبْتَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ ارْأَبْ بينَهم أَي أَصلِحْ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ «1». طَعَنَّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِيهِمْ، ... حَرامٌ رَأْبُها حَتَّى المَمَاتِ

_ (1). قوله [كعب بن زهير إلخ] قال الصاغاني في التكملة ليس لكعب على قافية التاء شيء وإنما هو لكعب بن حرث المرادي.

وكلُّ صَدعٍ لأَمْتَه، فَقَدْ رأَبْتَه. والرُّؤْبةُ: القِطْعَةُ تُدْخَل فِي الإِناءِ لِيُرْأَب. والرُّؤْبةُ: الرُّقْعة الَّتِي يُرْقَعُ بِهَا الرَّحْلُ إِذا كُسِرَ. والرُّؤْبةُ، مهموزةٌ: مَا تُسَدُّ بِهِ الثَّلْمة؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِي: لَعَمْرِي، لَقَدْ خَلَّى ابنُ جَنْدَعَ ثُلْمةً، ... ومِنْ أَينَ إِن لَمْ يَرْأَب اللهُ تُرأَبُ؟ «1» قَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ مثلُ لَقَدْ خَلَّى ابنُ خَيْدَعَ ثُلْمةً. قَالَ: وخَيْدَعُ هِيَ امرأَة، وَهِيَ أُمُّ يَرْبُوعَ؛ يَقُولُ: مِنْ أَين تُسَدُّ تِلْكَ الثُّلْمةُ، إِن لَمْ يَسُدَّها اللهُ؟ ورُؤْبةُ: اسمُ رَجُلٍ. والرُّؤْبة: القِطْعة مِنَ الخَشَب يُشْعَب بِهَا الإِناءُ، ويُسَدُّ بِهَا ثُلْمة الجَفْنة، والجمعُ رِئابٌ. وَبِهِ سُمِّيَ رُؤْبة بْنُ العَجَّاج بْنِ رؤْبة؛ قَالَ أُميَّة يَصِفُ السماءَ: سَراةُ صَلابةٍ خَلْقاءَ، صِيغَتْ، ... تُزِلُّ الشمسَ، لَيْسَ لَهَا رِئابُ «2» أَي صُدُوعٌ. وَهَذَا رِئابٌ قَدْ جاءَ، وَهُوَ مهموزٌ: اسْمُ رجُلٍ. التَّهْذِيبُ: الرُّؤْبةُ الخَشَبة الَّتِي يُرْأَبُ بِهَا المشَقَّر، وَهُوَ القَدَحُ الكبيرُ مِنَ الخَشَب. والرُّؤْبةُ: القِطْعة مِنَ الحَجَر تُرْأَب بِهَا البُرْمة، وتُصْلَحُ بها. ربب: الرَّبُّ: هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، هُوَ رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وَلَهُ الرُّبوبيَّة عَلَى جَمِيعِ الخَلْق، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ. وَلَا يُقَالُ الربُّ فِي غَيرِ اللهِ، إِلّا بالإِضافةِ، قَالَ: وَيُقَالُ الرَّبُّ، بالأَلِف وَاللَّامِ، لغيرِ اللهِ؛ وَقَدْ قَالُوهُ فِي الجاهلية للمَلِكِ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة: وَهُوَ الرَّبُّ، والشَّهِيدُ عَلى يَوْمِ ... الحِيارَيْنِ، والبَلاءُ بَلاءُ والاسْم: الرِّبابةُ؛ قَالَ: يَا هِنْدُ أَسْقاكِ، بِلَا حِسابَهْ، ... سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ والرُّبوبِيَّة: كالرِّبابة. وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ: منسوبٌ إِلى الرَّبِّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَحَكَى أَحمد بْنُ يَحْيَى: لَا وَرَبْيِكَ لَا أَفْعَل. قَالَ: يريدُ لَا وَرَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ يَاءً، لأَجْلِ التَّضْعِيفِ. وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وَقِيلَ: صاحبُه. وَيُقَالُ: فلانٌ رَبُّ هَذَا الشيءِ أَي مِلْكُه لَهُ. وكُلُّ مَنْ مَلَك شَيْئًا، فَهُوَ رَبُّه. يُقَالُ: هُوَ رَبُّ الدابةِ، وربُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ، وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجالِ؛ وَيُقَالُ: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ ورَبٌ، مخفَّف؛ وأَنشد الْمُفَضَّلُ: وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه ... رَبٌ، غيرُ مَنْ يُعْطِي الحُظوظَ، ويَرْزُقُ وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: وأَن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّها، أَو رَبَّتَها. قَالَ: الرَّبُّ يُطْلَق فِي اللُّغَةِ عَلَى المالكِ، والسَّيِّدِ، والمُدَبِّر، والمُرَبِّي، والقَيِّمِ، والمُنْعِمِ؛ قَالَ: وَلَا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلّا عَلَى اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، وإِذا أُطْلِق عَلَى غيرِه أُضِيفَ، فقيلَ: ربُّ كَذَا. قَالَ: وَقَدْ جاءَ فِي الشِّعْر مُطْلَقاً عَلَى غيرِ اللَّهِ تَعَالَى،

_ (1). قوله [لعمري البيت] هكذا في الأَصل وقوله بعده قَالَ يَعْقُوبُ هُوَ مِثْلُ لَقَدْ خَلَّى ابْنُ خَيْدَعَ إلخ في الأَصل أيضاً. (2). قوله [لَيْسَ لَهَا رِئَابُ] قَالَ الصاغاني في التكملة الرواية ليس لها إياب.

وَلَيْسَ بالكثيرِ، وَلَمْ يُذْكَر فِي غَيْرِ الشِّعْر. قَالَ: وأَراد بِهِ فِي هَذَا الحديثِ المَوْلَى أَو السيِّد، يَعْنِي أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً، فَيَكُونُ كالمَوْلى لَهَا، لأَنَّه فِي الحَسَب كأَبيه. أَراد: أَنَّ السَّبْي يَكْثُر، والنِّعْمة تظْهَر فِي النَّاسِ، فتكثُر السَّراري. وَفِي حَدِيثِ إِجابةِ المُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدعوةِ أَي صاحِبَها؛ وَقِيلَ: المتَمِّمَ لَها، والزائدَ فِي أَهلها والعملِ بِهَا، والإِجابة لَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يَقُل المَمْلوكُ لسَيِّده: ربِّي ؛ كَرِهَ أَن يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبّاً لَهُ، لمُشاركَةِ اللَّهِ فِي الرُّبُوبيةِ؛ فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ؛ فإِنه خاطَبَهم عَلَى المُتَعارَفِ عِنْدَهُمْ، وَعَلَى مَا كَانُوا يُسَمُّونَهم بِهِ؛ وَمِنْهُ قولُ السامِرِيّ: وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الَّذِي اتَّخَذْتَه إِلهاً. فأَما الْحَدِيثُ فِي ضالَّةِ الإِبل: حَتَّى يَلْقاها رَبُّها ؛ فإِنَّ البَهائم غَيْرُ مُتَعَبَّدةٍ وَلَا مُخاطَبةٍ، فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الأَمْوالِ الَّتِي تَجوز إِضافةُ مالِكِيها إِليها، وجَعْلُهم أَرْباباً لَهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ. وَفِي حَدِيثِ عروةَ بْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قَوْمِهِ، دَخل مَنْزِلَهُ، فأَنكر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن يأْتِيَ الربَّةَ ، يَعْنِي اللَّاتَ، وَهِيَ الصخرةُ الَّتِي كَانَتْ تَعْبُدها ثَقِيفٌ بالطائفِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ ثَقِيفٍ: كَانَ لَهُمْ بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ، يُضاهِئُونَ بِهِ بَيْتَ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَه المُغِيرةُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فادْخُلي في عَبْدي؛ فِيمَنْ قرأَ بِهِ، فَمَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم: ارْجِعِي إِلى صاحِبِك الَّذِي خَرَجْتِ مِنْهُ، فادخُلي فِيهِ؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: إِن الْعَزِيزَ صاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يكونَ: اللهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ. والرَّبِيبُ: المَلِكُ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَمَا قاتلُوا عَنْ رَبِّهم ورَبِيبِهم، ... وَلَا آذَنُوا جَارًا، فَيَظْعَنَ سالمَا أَي مَلِكَهُمْ. ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً: مَلَكَه. وطالَتْ مَرَبَّتُهم الناسَ ورِبابَتُهم أَي مَمْلَكَتُهم؛ قَالَ علقمةُ بْنُ عَبَدةَ: وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِي، ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي، فَضِعتُ، رُبوبُ «3» ويُروى رَبُوب؛ وَعِنْدِي أَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وإِنه لَمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَمَمْلُوكٌ؛ والعِبادُ مَرْبُوبونَ للهِ، عَزَّ وَجَلَّ، أَي مَمْلُوكونَ. ورَبَبْتُ القومَ: سُسْتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: هُوَ مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لأَنْ يَرُبَّنِي فُلَانٌ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلَانٌ؛ يَعْنِي أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِي، وسَيِّداً يَمْلِكُنِي؛ وَرُوِيَ هَذَا عَنْ صَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ، أَنه قَالَ يومَ حُنَيْنٍ، عِنْدَ الجَوْلةِ الَّتِي كَانَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ أَبو سفيانَ: غَلَبَتْ واللهِ هَوازِنُ؛ فأَجابه صفوانُ وَقَالَ: بِفِيكَ الكِثْكِثُ، لأَنْ يَرُبَّنِي رجلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّني رجلٌ مِنْ هَوازِنَ. ابْنُ الأَنباري: الرَّبُّ يَنْقَسِم عَلَى ثَلَاثَةِ أَقسام: يَكُونُ الرَّبُّ المالِكَ، وَيَكُونُ الرَّبُّ السّيدَ المطاع؛

_ (3). قوله [وكنت امرأ إلخ] كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف. وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ. يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً ، أَي سَيِّدَه؛ وَيَكُونُ الرَّبُّ المُصْلِحَ. رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه؛ وأَنشد: يَرُبُّ الَّذِي يأْتِي منَ العُرْفِ أَنه، ... إِذا سُئِلَ المَعْرُوفَ، زادَ وتَمَّما وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: لأَن يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِي غيرُهم ، أَي يَكُونُونَ عليَّ أُمَراءَ وَسَادَةً مُتَقَدِّمين، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ، فإِنهم إِلى ابنِ عباسٍ فِي النَّسَبِ أَقْرَبُ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. يُقَالُ: رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كَانَ لَهُ رَبّاً. وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرضَ: ادَّعَى أَنه رَبُّهما. والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ كَانَتْ بنَجْرانَ لِمَذْحِج وبني الحَرث بْنِ كَعْب، يُعَظِّمها الناسُ. ودارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمةٌ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: وَفِي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ، خَزْرَجِيَّةٍ، ... وأَوْسِيَّةٍ، لِي فِي ذراهُنَّ والِدُ ورَبَّ ولَدَه والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً، ورَبَّبَه تَرْبِيباً وتَرِبَّةً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: بِمَعْنَى رَبَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ: لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها ، أَي تَحْفَظُها وتُراعِيها وتُرَبِّيها، كَمَا يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: أُسْدٌ تُرَبِّبُ، فِي الغَيْضاتِ، أَشْبالا أَي تُرَبِّي، وَهُوَ أَبْلَغ مِنْهُ وَمِنْ تَرُبُّ، بِالتَّكْرِيرِ الَّذِي فِيهِ. وتَرَبَّبَه، وارْتَبَّه، ورَبَّاه تَرْبِيَةً، عَلَى تَحْويلِ التَّضْعيفِ، وتَرَبَّاه، عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً: أَحسَنَ القِيامَ عَلَيْهِ، وَوَلِيَه حَتَّى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةَ، كَانَ ابْنَه أَو لَمْ يَكُنْ؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: تُرَبِّبُهُ، مِنْ آلِ دُودانَ، شَلّةٌ ... تَرِبَّةَ أُمٍّ، لَا تُضيعُ سِخَالَها وَزَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَنَّ رَبِبْتُه لغةٌ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ طِفْل مِنَ الْحَيَوَانِ، غَيْرَ الإِنسان؛ وَكَانَ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ: كَانَ لَنَا، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كَسَرَ حَرْفَ المُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثَانِيَ الْفِعْلِ الْمَاضِي مَكْسُورٌ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ؛ قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْلٍ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْفِعْلِ. والصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِيبٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ؛ والمَرْبُوب: المُرَبَّى؛ وَقَوْلُ سَلامَة بْنِ جَنْدَلٍ: لَيْسَ بأَسْفَى، وَلَا أَقْنَى، وَلَا سَغِلٍ، ... يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ، مَرْبُوبِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِمَرْبُوبٍ: الصَّبِيَّ، وأَن يَكُونَ أَراد بِهِ الفَرَس؛ وَيُرْوَى: مربوبُ أَي هُوَ مَرْبُوبٌ. والأَسْفَى: الخفيفُ الناصِيَةِ؛ والأَقْنَى: الَّذِي فِي أَنفِه احْديدابٌ؛ والسَّغِلُ: المُضْطَرِبُ الخَلْقِ؛ والسَّكْنُ: أَهلُ الدَّارِ؛ والقَفِيُّ والقَفِيَّةُ: مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبِيُّ؛ وَمَرْبُوبٌ مِنْ صِفَةِ حَتٍّ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ: مِنْ كلِّ حَتٍّ، إِذا مَا ابْتَلَّ مُلْبَدهُ، ... صافِي الأَديمِ، أَسِيلِ الخَدِّ، يَعْبُوب الحَتُّ: السَّريعُ. واليَعْبُوب: الفرسُ الكريمُ، وَهُوَ الواسعُ الجَرْي. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحيى للقَوْمِ الَّذِينَ اسْتُرْضِعَ فِيهِمُ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرِبَّاءُ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كأَنه جمعُ رَبِيبٍ، فَعِيلٍ بِمَعْنَى

فَاعِلٍ؛ وقولُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: ولأَنْتِ أَحسنُ، إِذْ بَرَزْتِ لَنَا ... يَوْمَ الخُروجِ، بِساحَةِ القَصْرِ، مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ، صافيةٍ، ... مِمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ يَعْنِي الدُّرَّةَ الَّتِي يُرَبِّيها الصَّدَفُ فِي قَعْرِ الماءِ. والحائرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، ورُفع لأَنه فَاعِلُ تَرَبَّبَ، والهاءُ العائدةُ عَلَى مِمَّا محذوفةٌ، تَقْدِيرُهُ مِمَّا تَرَبَّبه حائرُ البحرِ. يُقَالُ: رَبَّبَه وتَرَبَّبَه بِمَعْنًى: والرَّبَبُ: مَا رَبَّبَه الطّينُ، عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: فِي رَبَبِ الطِّينِ وَمَاءٍ حائِر والرَّبِيبةُ: واحِدةُ الرَّبائِب مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي يُرَبّيها الناسُ فِي البُيوتِ لأَلبانها. وغَنمٌ ربائِبُ: تُرْبَطُ قَريباً مِن البُيُوتِ، وتُعْلَفُ لَا تُسامُ، وَهِيَ الَّتِي ذَكَر إبراهيمُ النَّخْعِي أَنه لَا صَدَقةَ فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: لَيْسَ فِي الرَّبائبِ صَدَقةٌ. الرَّبائبُ: الغَنَمُ الَّتِي تكونُ فِي البَيْتِ، وَلَيْسَتْ بِسائمةٍ، وَاحِدَتُهَا رَبِيبَةٌ، بِمَعْنَى مَرْبُوبَةٍ، لأَن صاحِبَها يَرُبُّها. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ لَنَا جِيرانٌ مِن الأَنصار لَهُمْ رَبائِبُ، وَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا تَأْخُذِ الأَكُولَة، وَلَا الرُّبَّى، وَلَا الماخضَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ الَّتِي تُرَبَّى فِي الْبَيْتِ مِنَ الْغَنَمِ لأَجْل اللَّبن؛ وَقِيلَ هِيَ الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة، وَجَمْعُهَا رُبابٌ، بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: مَا بَقِيَ فِي غَنَمِي إِلّا فَحْلٌ، أَو شاةٌ رُبَّى. والسَّحَابُ يَرُبُّ المَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ. والرَّبابُ، بِالْفَتْحِ: سَحابٌ أَبيضُ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّحابُ، واحِدَتُه رَبابةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّحابُ المُتَعَلِّقُ الَّذِي تَرَاهُ كأَنه دُونَ السَّحاب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ المَعْرُوفُ، وَقَدْ يَكُونُ أَبيضَ، وَقَدْ يَكُونُ أَسْودَ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَظَرَ فِي الليلةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرَّبابةُ، بِالْفَتْحِ: السَّحابةُ الَّتِي قَدْ رَكِبَ بعضُها بَعْضاً، وَجَمْعُهَا رَبابٌ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المَرْأَةُ الرَّبابَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَقَى دارَ هِنْدٍ، حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى، ... مُسِفُّ الذُّرَى، دَانِي الرَّبابِ، ثَخِينُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رضي اللَّهُ عَنْهُمَا: أَحْدَقَ بِكُم رَبابه. قَالَ الأَصمعي: أَحسنُ بَيْتٍ، قَالَتْهُ الْعَرَبُ فِي وَصْفِ الرَّبابِ، قولُ عبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّان، عَلَى مَا ذَكَرَهُ الأَصمعي فِي نِسْبَةِ الْبَيْتِ إِليه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ورأَيت مَنْ يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمَةَ المازِنيّ: إِذا اللهُ لَمْ يُسْقِ إِلّا الكِرام، ... فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثّاً، غَزيرَ السَّحاب، ... هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب، ... وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ كأَنَّ الرَّبابَ، دُوَيْنَ السَّحاب، ... نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ وَالْمَطَرُ يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّيهِ. والمَرَبُّ:

الأَرضُ الَّتِي لَا يَزالُ بِهَا ثَرًى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: خَناطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ، ... مَرَبٍّ، نَفَتْ عَنْهَا الغُثاءَ الرّوائسُ وَهِيَ المَرَبَّة والمِرْبابُ. وَقِيلَ: المِرْبابُ مِنَ الأَرضِين الَّتِي كَثُرَ نَبْتُها ونَأْمَتُها، وكلُّ ذَلِكَ مِنَ الجَمْعِ. والمَرَبُّ: المَحَلُّ، ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ. والتَّرَبُّبُ: الاجْتِماعُ. ومَكانٌ مَرَبٌّ، بِالْفَتْحِ: مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَوَّلَ مَا هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ، ... بِأَجرَعَ مِحْلالٍ، مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ قَالَ: وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ للرّبابِ: رِبابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُمُّوا رَبَابًا، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ، فأَكلوا مِنْهُ، وغَمَسُوا فِيهِ أَيدِيَهُم، وتَحالفُوا عَلَيْهِ، وَهُمْ: تَيْمٌ، وعَدِيٌّ، وعُكْلٌ. والرِّبابُ: أَحْياء ضَبّةَ، سُمُّوا بِذَلِكَ لتَفَرُّقِهم، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ، وَلِذَلِكَ إِذا نَسَبْتَ إِلى الرِّباب قُلْتَ: رُبِّيٌّ، بِالضَّمِّ، فَرُدَّ إِلى وَاحِدِهِ وَهُوَ رُبَّةٌ، لأَنك إِذا نَسَبْتَ الشيءَ إِلى الْجَمْعِ رَدَدْتَه إِلى الْوَاحِدِ، كَمَا تَقُولُ فِي المساجِد: مَسْجِدِيٌّ، إِلا أَن تَكُونَ سَمَّيْتَ بِهِ رَجُلًا، فَلَا تَرُدَّه إِلى الْوَاحِدِ، كَمَا تَقُولُ فِي أَنْمارٍ: أَنْمارِيٌّ، وَفِي كِلابٍ: كِلابِيٌّ. قَالَ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وأَما أَبو عُبَيْدَةَ فإِنه قَالَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم؛ قَالَ الأَصمعي: سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم أَدخلوا أَيديهم فِي رُبٍّ، وتَعاقَدُوا، وتَحالَفُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سُموا «1» رِباباً، بِكَسْرِ الراءِ، لأَنهم تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً، وَهُمْ خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعوا فَصَارُوا يَدًا وَاحِدَةً؛ ضَبَّةُ، وثَوْرٌ، وعُكْل، وتَيْمٌ، وعَدِيٌّ. وَفُلَانٌ مَرَبٌّ أَي مَجْمعٌ يَرُبُّ الناسَ ويَجْمَعُهم. ومَرَبّ الإِبل: حَيْثُ لَزِمَتْه. وأَرَبَّت الإِبلُ بِمَكَانِ كَذَا: لَزِمَتْه وأَقامَتْ بِهِ، فَهِيَ إِبِلٌ مَرابُّ، لَوازِمُ. ورَبَّ بِالْمَكَانِ، وأَرَبَّ: لَزِمَه؛ قَالَ: رَبَّ بأَرضٍ لَا تَخَطَّاها الحُمُرْ وأَرَبَّ فُلَانٌ بِالْمَكَانِ، وأَلَبَّ، إِرْباباً، وإِلباباً إِذا أقامَ بِهِ، فَلَمْ يَبْرَحْه. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ، وفَقْرٍ مُرِبٍّ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَو قَالَ: مُلِبٍّ، أَي لازِمٍ غَيْرِ مُفارِقٍ، مِن أَرَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ إِذا أَقامَ بِهِ ولَزِمَه؛ وَكُلُّ لازِمِ شيءٍ مُرِبٌّ. وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دامَت. وأَرَبَّتِ السَّحابةُ: دامَ مَطَرُها. وأَرَبَّتِ الناقةُ أَي لَزِمَت الفحلَ وأَحَبَّتْه. وأَرَبَّتِ الناقةُ بِوَلَدِهَا: لَزِمَتْه وأَحَبَّتْه؛ وَهِيَ مُرِبٌّ كَذَلِكَ، هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ. ورَوْضاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْن: الرِّبابَ. والرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ: الحَبْرُ، ورَبُّ العِلْم، وَقِيلَ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يَعْبُد الرَّبَّ، زِيدت الأَلف وَالنُّونُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي النَّسَبِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: زَادُوا أَلفاً وَنُونًا فِي الرَّبَّاني إِذا أَرادوا تَخْصِيصًا بعِلْم الرَّبِّ دُونَ غَيْرِهِ، كأَن مَعْنَاهُ: صاحِبُ عِلْمٍ بالرَّبِّ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ العُلوم؛ وَهُوَ كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ شَعْرانِيٌّ، ولِحْيانِيٌّ، ورَقَبانِيٌّ إِذا خُصَّ بِكَثْرَةِ الشَّعْرِ، وَطُولِ اللِّحْيَة، وغِلَظِ الرَّقبةِ؛ فإِذا

_ (1). قوله [وقال ثعلب سموا إلخ] عبارة المحكم وَقَالَ ثَعْلَبٌ سُمُّوا رِبَابًا لأَنهم اجتمعوا رِبَّة رِبَّة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة (أي بالكسر) على فعال وَإِنَّمَا حُكْمُهُ أَنْ يَقُولَ رُبَّة رُبَّة انتهى أي بالضم.

نَسَبُوا إِلى الشَّعر، قَالُوا: شَعْرِيٌّ، وإِلى الرَّقبةِ قَالُوا: رَقَبِيٌّ، وإِلى اللِّحْيةِ: لِحْيِيٌّ. والرَّبِّيُّ: مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ. والرَّبَّانِيُّ: الْمَوْصُوفُ بِعِلْمِ الرَّبِّ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّبَّانِيُّ الْعَالِمُ المُعَلِّم، الَّذِي يَغْذُو الناسَ بِصغارِ الْعِلْمِ قبلَ كِبارها. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ لَمّا ماتَ عبدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اليومَ ماتَ رَبّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّة. ورُوي عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: الناسُ ثلاثةٌ: عالِمٌ ربَّانيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبيلِ نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أَتباعُ كلِّ نَاعِقٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ، بِزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الرَّبِّ، بِمَعْنَى التربيةِ، كَانُوا يُرَبُّونَ المُتَعَلِّمينَ بِصغار العُلوم، قبلَ كبارِها. والرَّبَّانِيُّ: الْعَالِمُ الرَّاسِخُ فِي العِلم وَالدِّينِ، أَو الَّذِي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللهِ، وَقِيلَ: العالِم، العامِلُ، المُعَلِّمُ؛ وَقِيلَ: الرَّبَّانِيُّ: الْعَالِي الدَّرجةِ فِي العِلمِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ رَجُلًا عَالِمًا بالكُتب يَقُولُ: الرَّبَّانِيُّون العُلَماءُ بالحَلال والحَرام، والأَمْرِ والنَّهْي. قَالَ: والأَحبارُ أَهلُ الْمَعْرِفَةِ بأَنْباءِ الأُمَم، وَبِمَا كَانَ وَيَكُونُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَحْسَب الكلمَة لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ، إِنما هِيَ عِبْرانية أَو سُرْيانية؛ وَذَلِكَ أَن أَبا عُبَيْدَةَ زَعَمَ أَن الْعَرَبَ لَا تَعْرِفُ الرَّبَّانِيّين؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما عَرَفَها الْفُقَهَاءُ وأَهل الْعِلْمِ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ لِرَئِيسِ المَلَّاحِينَ رُبَّانِيٌّ «2»؛ وأَنشد: صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُ ورُوي عَنْ زِرِّ بْنِ عبدِ اللَّهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ، قَالَ: حُكَماءَ عُلَماءَ. غَيْرُهُ: الرَّبَّانيُّ المُتَأَلِّه، العارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ . والرُّبَّى، عَلَى فُعْلى، بِالضَّمِّ: الشَّاةُ الَّتِي وضعَت حَدِيثًا، وَقِيلَ: هِيَ الشَّاةُ إِذا وَلَدَتْ، وإِن ماتَ ولدُها فَهِيَ أَيضاً رُبَّى، بَيِّنةُ الرِّبابِ؛ وَقِيلَ: رِبابُها مَا بَيْنها وَبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْمًا مِنْ وِلادتِها، وَقِيلَ: شَهْرَيْنِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْحَدِيثَةُ النِّتاج، مِن غَيْرِ أَنْ يَحُدَّ وَقْتاً؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُها ولدُها؛ وَقِيلَ: الرُبَّى مِنَ المَعز، والرَّغُوثُ مِنَ الضأْن، وَالْجَمْعُ رُبابٌ، بِالضَّمِّ، نَادِرٌ. تَقُولُ: أَعْنُزٌ رُبابٌ، وَالْمَصْدَرُ رِبابٌ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ قُرْبُ العَهْد بِالْوِلَادَةِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الرُّبَّى مِنَ الْمَعَزِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مِنَ الْمَعَزِ والضأْن جَمِيعًا، وَرُبَّمَا جاءَ فِي الإِبل أَيضاً. قَالَ الأَصمعي: أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ: حَنِينَ أُمِّ البَوِّ فِي رِبابِها قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا رُبَّى ورُبابٌ، حَذَفُوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه عَلَى هَذَا البناءِ، كَمَا أَلقوا الهاءَ مِنْ جَفْرة، فَقَالُوا جِفارٌ، إِلَّا أَنهم ضَمُّوا أَوَّل هَذَا، كَمَا قَالُوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَنَّ الشاةَ تُحْلَبُ فِي رِبابِها. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: غَنَمٌ رِبابٌ، قَالَ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ. وَقَالَ: رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا وَضَعَتْ، وَقِيلَ: إِذا عَلِقَتْ، وَقِيلَ: لَا فِعْلَ للرُّبَّى. والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن؛ قَالَ الأَعشى: حُرَّةٌ، طَفْلَةُ الأَنامِل، تَرْتَبُّ ... سُخاماً، تَكُفُّه بخِلالِ وكلُّ هَذَا من الإِصْلاحِ والجَمْع.

_ (2). قوله [وَكَذَلِكَ قَالَ شَمِرٌ يُقَالُ إلخ] كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ.

والرَّبِيبةُ: الحاضِنةُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لأَنها تُصْلِحُ الشيءَ، وتَقُوم بِهِ، وتَجْمَعُه. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: حَمْلُها رِبابٌ. رِبابُ المرأَةِ: حِدْثانُ وِلادَتِها، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي عَلَيْهَا شَهْرَانِ، وَقِيلَ: عِشْرُونَ يَوْمًا يُرِيدُ أَنها تَحْمِلُ بَعْدَ أَن تَلِد بِيَسِيرٍ، وَذَلِكَ مَذْمُوم فِي النساءِ، وإِنما يُحْمَد أَن لَا تَحْمِل بَعْدَ الْوَضْعِ، حَتَّى يَتِمَّ رَضاعُ وَلَدِهَا. والرَّبُوبُ والرَّبِيبُ: ابْنُ امرأَةِ الرَّجُلِ مِن غَيْرِهِ، وَهُوَ بِمَعْنَى مَرْبُوب. وَيُقَالُ للرَّجل نَفْسِه: رابٌّ. قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْس، يَذْكُرُ امرأَته، وذكَرَ أَرْضاً لَهَا: فإِنَّ بِهَا جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بِهَا: ... رَبِيبَ النَّبيِّ، وابنَ خَيْرِ الخَلائفِ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ أَبي سَلَمة، وَهُوَ ابنُ أُمِّ سَلَمةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب، وأَبوه أَبو سَلَمَة، وَهُوَ رَبِيبُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ والأُنثى رَبِيبةٌ. الأَزهري: رَبِيبةُ الرَّجُلِ بنتُ امرأَتِه مِنْ غَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنما الشَّرْطُ فِي الرَّبائبِ ؛ يُرِيدُ بَناتِ الزَّوْجاتِ مِنْ غَيْرِ أَزواجِهن الَّذِينَ مَعَهُنَّ. قَالَ: والرَّبِيبُ أَيضاً، يُقَالُ لِزَوْجِ الأُم لَهَا وَلَدٌ مِنْ غَيْرِهِ. وَيُقَالُ لامرأَةِ الرَّجُلُ إِذا كَانَ لَهُ ولدٌ مِنْ غَيْرِهَا: رَبيبةٌ، وَذَلِكَ مَعْنَى رابَّةٍ ورابٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّابُّ كافِلٌ ؛ وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ اليَتيم، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ، مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: كَانَ يَكْرَهُ أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه ، يَعْنِي امرأَة زَوْج أُمِّه، لأَنه كَانَ يُرَبِّيه. غَيْرُهُ: والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم. قَالَ أَبو الْحَسَنِ الرُّمَّانِيُّ: هُوَ كالشَّهِيدِ، والشاهِد، والخَبِير، والخابِرِ. والرَّابَّةُ: امرأَةُ الأَبِ. وَرَبَّ المعروفَ والصَّنِيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً، حَكَاهُمَا اللِّحْيَانِيُّ، ورَبَّبها: نَمَّاها، وزادَها، وأَتَمَّها، وأَصْلَحَها. ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ: كَذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: رَبْرَبَ الرجلُ، إِذا رَبَّى يَتيماً. وَرَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً: أَصْلَحْتُه ومَتَّنْتُه. ورَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَيَّبْتُه وأَجدتُه؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو بَعْضِ الرَّياحِينِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ فِيهِ رَبَّبْتُه. ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الحَبَّ الَّذِي اتُّخِذَ مِنْهُ بالطِّيبِ. والرُّبُّ: الطِّلاءُ الخاثِر؛ وَقِيلَ: هُوَ دبْسُ كُلِّ ثَمَرَة، وَهُوَ سُلافةُ خُثارَتِها بَعْدَ الِاعْتِصَارِ والطَّبْخِ؛ وَالْجَمْعُ الرُّبُوبُ والرِّبابُ؛ وَمِنْهُ: سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جَعَلْتَ فِيهِ الرُّبَّ، وأَصْلَحتَه بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ: ثُفْلُه الأَسود؛ وأَنشد: كَشائطِ الرُّبِّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبّاً يُؤْتَدَمُ بِهِ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ، والحُبَّ بالقِير والقارِ، أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً، ورَبَّبْتُه: متَّنْتُه؛ وَقِيلَ: رَبَبْتُه دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه. قَالَ عَمْرُو بْنُ شأْس يُخاطِبُ امرأَته، وَكَانَتْ تُؤْذِي ابْنَهُ عِراراً: فَإِنَّ عِراراً، إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ، ... فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ، ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ

فإِن كنتِ مِنِّي، أَو تُريدينَ صُحْبَتي، ... فَكُوني لَهُ كالسَّمْنِ، رُبَّ لَهُ الأَدَمْ أَرادَ بالأَدَم: النِّحْي. يَقُولُ لِزَوْجَتِهِ: كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ رُبَّ أَديمُه أَي طُلِيَ برُبِّ التَّمْرِ، لأَنَّ النِّحْي، إِذا أُصْلِحَ بالرُّبِّ، طابَتْ رائحتُه، ومَنَعَ السمنَ مِن غَيْرِ أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه. يُقَالُ: رَبَّ فُلَانٌ نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فِيهِ الرُّبَّ ومَتَّنه بِهِ، وَهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوب؛ وَقَوْلُهُ: سِلاءَها فِي أَديمٍ، غيرِ مَرْبُوبِ أَي غَيْرِ مُصْلَحٍ. وَفِي صِفَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ مِنْ مسْكٍ أَو عَنْبرٍ. الرُّبُّ: مَا يُطْبَخُ مِنَ التَّمْرِ، وَهُوَ الدِّبْسُ أَيضاً. وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق، قِيلَ: هُوَ السَّمْنُ لَا يَخُمُّ. والمُربَّبَاتُ: الأَنْبِجاتُ، وَهِيَ المَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، كالمُعَسَّلِ، وَهُوَ الْمَعْمُولُ بِالْعَسَلِ؛ وَكَذَلِكَ المُرَبَّياتُ، إِلا أَنها مِنَ التَّرْبيةِ، يُقَالُ: زَنْجَبِيلٌ مُرَبًّى ومُرَبَّبٌ. والإِربابُ: الدُّنوُّ مِن كُلِّ شيءٍ. والرِّبابةُ، بِالْكَسْرِ، جماعةُ السِّهَامِ؛ وَقِيلَ: خَيْطٌ تُشَدُّ بِهِ السهامُ؛ وَقِيلَ: خِرْقةٌ تُشَدُّ فِيهَا؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ السُّلْفةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا القِداحُ، شَبِيهَةٌ بالكِنانة، يَكُونُ فِيهَا السِّهَامُ؛ وَقِيلَ هِيَ شَبِيهَةٌ بالكنانةِ، يُجْمَعُ فِيهَا سهامُ المَيْسرِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ الْحِمَارَ وأُتُنَه: وكأَنهنَّ رِبابةٌ، وكأَنه ... يَسَرٌ، يُفِيضُ عَلَى القِداح، ويَصْدَعُ والرِّبابةُ: الجِلدةُ الَّتِي تُجْمع فِيهَا السِّهامُ؛ وَقِيلَ: الرِّبابةُ: سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بِهَا عَلَى يَدِ الرَّجُل الحُرْضَةِ، وَهُوَ الَّذِي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ للقِداح؛ وإِنما يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لِكَي لَا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ لَهُ فِي صاحِبِه هَوًى. والرِّبابةُ والرِّبابُ: العَهْدُ والمِيثاقُ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدةَ: وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِي، ... وقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ، رُبُوبُ وَمِنْهُ قِيلَ للعُشُور: رِبابٌ. والرَّبِيبُ: المُعاهَدُ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ إمرِئِ الْقَيْسِ: فَمَا قاتَلوا عَنْ رَبِّهِم ورَبِيبِهِمْ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: أَرِبَّةٌ جَمْعُ رِبابٍ، وَهُوَ العَهْدُ. قَالَ أَبو ذؤَيب يَذْكُرُ خَمْراً: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ، حِيناً، وتُؤْلِفُ ... الجِوارَ، ويُعْطِيها الأَمانَ رِبابُها قَوْلُهُ: تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ فِي مَكانَيْنِ. والرِّبابُ: العَهْدُ الَّذِي يأْخُذه صاحِبُها مِنَ النَّاسِ لإِجارتِها. وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: الرِّبابُ فِي بَيْتِ أَبي ذؤَيب جَمْعُ رَبٍّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يَقُولُ: إِذا أَجار المُجِيرُ هَذِهِ الخَمْر أَعْطَى صاحِبَها قِدْحاً ليَعْلَموا أَنه قَدْ أُجِيرَ، فَلَا يُتَعَرَّض لَهَا؛ كأَنه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ المَيْسِر. والأَرِبَّةُ: أَهلُ المِيثاق. قَالَ أَبو ذُؤَيب: كَانَتْ أَرِبَّتَهم بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوار، وَكَانُوا مَعْشَراً غُدُرا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَكُونُ التَّقْدِيرُ ذَوِي أَرِبَّتِهِم «1»؛ وبَهْزٌ: حَيٌّ مِنْ سُلَيْم؛ والرِّباب: العُشُورُ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي ذؤَيب: وَيُعْطِيهَا الأَمان رِبَابُهَا وَقِيلَ: رِبابُها أَصحابُها. والرُّبَّةُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ، قِيلَ: هِيَ عَشَرَةُ آلافٍ أَو نَحْوُهَا، وَالْجَمْعُ رِبابٌ. وَقَالَ يُونُسُ: رَبَّةٌ ورِبابٌ، كَجَفْرَةٍ وجِفار، والرَّبَّةُ كالرُّبَّةِ؛ والرِّبِّيُّ وَاحِدُ الرِّبِّيِّين: وَهُمُ الأُلُوف مِنَ النَّاسِ، والأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ: وَاحِدَتُهَا رَبَّةٌ. وَفِي التنزيلِ الْعَزِيزِ: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ؛ قَالَ الفراءُ: الرِّبِّيُّونَ الأُلوف. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: قَالَ الأَخفش: الرِّبيون مَنْسُوبُونَ إِلى الرَّبِّ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يَنْبَغِي أَن تُفْتَحَ الراءُ، عَلَى قَوْلِهِ، قَالَ: وَهُوَ عَلَى قَوْلِ الْفَرَّاءِ مِنَ الرَّبَّةِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رِبِّيُّون، بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا، وَهُمُ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ. وَقِيلَ: الرِّبِّيُّونَ الْعُلَمَاءُ الأَتقياءُ الصُّبُر؛ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَسَنٌ جميلٌ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: الرِّبِّيُّونَ الْجَمَاعَاتُ الْكَثِيرَةُ، الْوَاحِدَةُ رِبِّيٌّ. والرَّبَّانيُّ: الْعَالِمُ، وَالْجَمَاعَةُ الرَّبَّانِيُّون. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الرَّبَّانِيُّون الأُلوفُ، والرَّبَّانِيُّون: العلماءُ. قرأَ الْحَسَنُ: رُبِّيُّون، بِضَمِّ الرَّاءِ. وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَبِّيُّون، بِفَتْحِ الراءِ. والرَّبَبُ: الماءُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ، بِفَتْحِ الراءِ والباءِ، وَقِيلَ: العَذْب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والبُرَّةَ السَمْراء والماءَ الرَّبَبْ وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله؛ وَقِيلَ: برُبَّانِه: بجَمِيعِه وَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ الأَمْرَ بِرُبَّانه أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه؛ وَمِنْهُ قِيلَ: شاةٌ رُبَّى. ورُبَّانُ الشَّبابِ: أَوَّله؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه، ... وأَنْتَ، مِنْ أَفنانِه، مُفْتَقِر ويُروى: مُعْتَصِر؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: خَلِيلُ خَوْدٍ، غَرَّها شَبابُه، ... أَعْجَبَها، إِذْ كَبِرَتْ، رِبابُه أَبو عَمْرٍو: الرُّبَّى أَوَّلُ الشَّبابِ؛ يُقَالُ: أَتيته فِي رُبَّى شَبابِه، ورُبابِ شَبابِه، ورِبابِ شَبابِه، ورِبَّان شَبابه. أَبو عُبَيْدٍ: الرُّبَّانُ مِنْ كُلِّ شيءٍ حِدْثانُه؛ ورُبّانُ الكَوْكَب: مُعْظَمُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الرَّبَّانُ، بِفَتْحِ الراءِ: الجماعةُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: بِضَمِّ الراءِ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: الرُّبَّةُ الخَير اللَّازِمُ، بِمَنْزِلَةِ الرُّبِّ الَّذِي يَلِيقُ فَلَا يَكَادُ يَذْهَبُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَسأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا رُبَّةُ عَيْشٍ؟ قَالَ: طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه. وَقَالُوا: ذَرْهُ بِرُبَّان؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ، وإِلّا تَذَرْهُمُ ... يُذيقُوكَ مَا فِيهِمْ، وإِن كَانَ أَكثرا قَالَ وَقَالُوا فِي مَثَلٍ: إِن كنتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَك، فأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِن كنتَ بِي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ، مِن رُبَّى، أَزْرَكَ. يَقُولُ: إِن عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ أَنتَ واسْتَرِحْ. ورُبَّانُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ: اسْمُ رَجُلٍ.

_ (1). قوله [التقدير ذوي إلخ] أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه.

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه سُمي بِذَلِكَ. والرُّبَّى: الحاجةُ، يُقَالُ: لِي عِنْدَ فُلَانٍ رُبَّى. والرُّبَّى: الرَّابَّةُ. والرُّبَّى: العُقْدةُ المُحْكَمةُ. والرُّبَّى: النِّعْمةُ والإِحسانُ. والرِّبَّةُ، بالكسرِ: نِبْتةٌ صَيْفِيَّةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا اخْضَرَّ، فِي القَيْظِ، مِن جَمِيعِ ضُروب النَّبَاتِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضُروب مِنَ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ فَلَمْ يُحَدَّ، وَالْجَمْعُ الرِّبَبُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ: أَمْسَى، بِوَهْبِينَ، مُجْتازاً لِمَرْتَعِه، ... مِن ذِي الفَوارِسِ، يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ والرِّبَّةُ: شَجَرَةٌ؛ وَقِيلَ: إِنها شَجَرَةُ الخَرْنُوب. التَّهْذِيبُ: الرِّبَّةُ بَقْلَةٌ ناعمةٌ، وَجَمْعُهَا رِبَبٌ. وَقَالَ: الرِّبَّةُ اسْمٌ لِعدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ، لَا تَهِيج فِي الصَّيْفِ، تَبْقَى خُضْرَتُها شِتَاءً وصَيْفاً؛ وَمِنْهَا: الحُلَّبُ، والرُّخَامَى، والمَكْرُ، والعَلْقى، يُقَالُ لَهَا كُلِّهَا: رِبَّةٌ. التَّهْذِيبُ: قَالَ النَّحْوِيُّونَ: رُبَّ مِن حُرُوفِ المَعاني، والفَرْقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ كَمْ، أَنَّ رُبَّ لِلتَّقْلِيلِ، وكَمْ وُضِعت لِلتَّكْثِيرِ، إِذا لَمْ يُرَدْ بِهَا الاسْتِفهام؛ وَكِلَاهُمَا يَقَعُ عَلَى النَّكِرات، فيَخْفِضُها. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: مِنْ الخطإِ قَوْلُ الْعَامَّةِ: رُبَّما رأَيتُه كَثِيرًا، ورُبَّما إِنما وُضِعَت لِلتَّقْلِيلِ. غَيْرُهُ: ورُبَّ ورَبَّ: كَلِمَةُ تَقْلِيلٍ يُجَرُّ بِهَا، فَيُقَالُ: رُبَّ رجلٍ قَائِمٍ، ورَبَّ رجُلٍ؛ وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ، فَيُقَالُ: رُبَّتَ رجل، ورَبَّتَ رجل. الْجَوْهَرِيُّ: ورُبَّ حرفٌ خَافِضٌ، لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى النَّكِرَةِ، يشدَّد وَيُخَفَّفُ، وَقَدْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ، فَيُقَالُ: رُبَّ رَجُلٍ، ورُبَّتَ رَجُلٍ، وَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مَا، ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بِالْفِعْلِ بَعْدَهُ، فَيُقَالُ: رُبما. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ رَبَّما، بالفتح، وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما، ورُبَتَما وَرَبَتَما، وَالتَّثْقِيلُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَكثر فِي كَلَامِهِمْ، وَلِذَلِكَ إِذا صَغَّر سِيبَوَيْهِ رُبَّ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى رُبَّما يَوَدُّ، ردَّه إِلى الأَصل، فَقَالَ: رُبَيْبٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قرأَ الْكِسَائِيُّ وأَصحاب عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ: رُبَّما يودُّ، بِالتَّثْقِيلِ، وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ الْمَدِينَةِ وزِرُّ بْنُ حُبَيْش: رُبَما يَوَدُّ ، بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَالَ إِنَّ رُبَّ يُعنى بِهَا التَّكْثِيرُ، فَهُوَ ضِدُّ مَا تَعرِفه الْعَرَبُ؛ فإِن قَالَ قَائِلٌ: فلمَ جَازَتْ رُبَّ فِي قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ؛ وَرُبَّ لِلتَّقْلِيلِ؟ فَالْجَوَابُ فِي هَذَا: أَن الْعَرَبَ خُوطِبَتْ بِمَا تَعْلَمُهُ فِي التَّهْدِيدِ. وَالرَّجُلُ يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ، فَيَقُولُ لَهُ: لَعَلَّكَ سَتَنْدَم عَلَى فِعْلِكَ، وَهُوَ لَا يَشُكُّ فِي أَنه يَنْدَمُ، وَيَقُولُ: رُبَّما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ مَا صَنَعْتَ، وَهُوَ يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كَثِيرًا، ولكنْ مَجازُه أَنَّ هَذَا لَوْ كَانَ مِمَّا يُوَدُّ فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ مِنْ أَحوال الْعَذَابِ، أَو كَانَ الإِنسان يَخَافُ أَن يَنْدَمَ عَلَى الشيءِ، لوجَبَ عَلَيْهِ اجْتِنابُه؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه عَلَى مَعْنَى التَّهْدِيدِ قوله: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا؛ وَالْفَرْقُ بَيْنَ رُبَّما ورُبَّ: أَن رُبَّ لَا يَلِيهِ غَيْرُ الِاسْمِ، وأَما رُبَّما فإِنه زِيدَتْ مَا، مَعَ رُبَّ، ليَلِيَها الفِعْلُ؛ تَقُولُ: رُبَّ رَجُلٍ جاءَني، وَرُبَّمَا جاءَني زَيْدٌ، ورُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فِيهِ، ورُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها؛ وَيُقَالُ: رُبَّمَا جاءَني فُلَانٌ، وَرُبَّمَا حَضَرني زَيْدٌ، وأَكثرُ مَا يَلِيهِ الْمَاضِي، وَلَا يَلِيه مِن الغابرِ إِلَّا مَا كَانَ مُسْتَيْقَناً، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ، ووَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ*، كأَنه قَدْ كَانَ فَهُوَ بِمَعْنَى مَا مَضَى، وإِن كَانَ لَفْظُهُ مُسْتَقْبَلًا. وَقَدْ تَلي رُبَّمَا الأَسماءَ وَكَذَلِكَ رُبَّتَمَا؛

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ماوِيّ يَا رُبَّتَما غارةٍ ... شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِيسَمِ قَالَ الْكِسَائِيُّ: يَلْزَمُ مَن خَفَّف، فأَلقى إِحدى الباءَين، أَن يَقُولَ رُبْ رَجُلٍ، فيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات، كَمَا تَقُولُ: لِمَ صَنَعْتَ؟ ولِمْ صَنَعْتَ؟ وبِأَيِّمَ جِئْتَ؟ وبِأَيِّمْ جِئْتَ؟ وَمَا أَشبه ذَلِكَ؛ وَقَالَ: أَظنهم إِنما امْتَنَعُوا مِنْ جَزْمِ الباءِ لِكَثْرَةِ دُخُولِ التاءِ فِيهَا فِي قَوْلِهِمْ: رُبَّتَ رَجُلٍ، ورُبَتَ رَجُلٍ. يُرِيدُ الْكِسَائِيُّ: أَن تاءَ التأْنيث لَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلَّا مَفْتُوحًا، أَو فِي نِيَّةِ الْفَتْحِ، فَلَمَّا كَانَتْ تاءُ التأْنيث تَدْخُلُهَا كَثِيرًا، امْتَنَعُوا مِنْ إِسكان مَا قَبْلَ هاءِ التأْنيث، وَآثَرُوا النَّصْبَ، يَعْنِي بِالنَّصْبِ: الْفَتْحَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ لِي الْكِسَائِيُّ: إِنْ سَمِعتَ بِالْجَزْمِ يَوْمًا، فَقَدْ أَخبرتك. يُرِيدُ: إِن سَمِعْتَ أَحداً يَقُولُ: رُبْ رَجُلٍ، فَلَا تُنْكِرْه، فإِنه وَجْهُ الْقِيَاسِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَمْ يقرأْ أَحد رَبَّما، بِالْفَتْحِ، وَلَا رَبَما. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَرَبُ تَزِيدُ فِي رُبَّ هَاءً، وَتَجْعَلُ الهاءَ اسْمًا مَجْهُولًا لَا يُعرف، ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ، فَلَا يُخْفَضُ بِهَا مَا بَعْدَ الهاءِ، وإِذا فَرَقْتَ بَيْنَ كَمِ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ، بَطَلَ عَمَلُها؛ وأَنشد: كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه، ... ورُبَّه عَطِباً، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ نَصَبَ عَطِباً مِن أَجل الهاءِ الْمَجْهُولَةِ. وَقَوْلُهُمْ: رُبَّه رَجُلًا، ورُبَّها امرأَةً، أَضْمَرت فِيهَا الْعَرَبُ عَلَى غَيْرِ تقدّمِ ذِكْر، ثُمَّ أَلزَمَتْه التَّفْسِيرَ، وَلَمْ تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح مَا أَوْقَعت بِهِ الالتباسَ، ففَسَّروه بِذِكْرِ النَّوْعِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُمْ رَجُلًا وامرأَة. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي مَرَّةً: أَدخلوا رُبَّ عَلَى الْمُضْمَرِ، وَهُوَ عَلَى نِهَايَةِ الِاخْتِصَاصِ؛ وَجَازَ دُخُولُهَا عَلَى الْمَعْرِفَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، لمُضارَعَتِها النَّكِرَة، بأَنها أُضْمِرَت عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ، وَمِنْ أَجل ذَلِكَ احْتَاجَتْ إِلى التَّفْسِيرِ بِالنَّكِرَةِ الْمَنْصُوبَةِ، نَحْوُ رَجُلًا وامرأَةً؛ وَلَوْ كَانَ هَذَا الْمُضْمَرُ كَسَائِرِ الْمُضْمَرَاتِ لَمَا احْتَاجَتْ إِلى تَفْسِيرِهِ. وَحَكَى الْكُوفِيُّونَ: رُبَّه رَجُلًا قَدْ رأَيت، ورُبَّهُما رَجُلَيْنِ، ورُبَّهم رِجَالًا، ورُبَّهنَّ نِسَاءً، فَمَن وَحَّد قَالَ: إِنه كِنَايَةٌ عَنْ مَجْهُولٍ، ومَن لَمْ يُوَحِّد قَالَ: إِنه رَدُّ كَلَامٍ، كأَنه قِيلَ لَهُ: مَا لكَ جَوَارٍ؟ قَالَ: رُبَّهُنّ جَوارِيَ قَدْ مَلَكْتُ. وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: النَّحْوِيُّونَ كالمُجْمعِينَ عَلَى أَن رُبَّ جَوَابٌ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي جُمَادَى الأُولى رُبّاً ورُبَّى، وَذَا القَعْدةِ رُبَّة؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: رُبَّةُ ورُبَّى جَميعاً: جُمادَى الآخِرة، وإِنما كَانُوا يُسَمُّونَهَا بِذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. والرَّبْرَبُ: القَطِيعُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ، وَقِيلَ مِنَ الظِّباءِ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ؛ قَالَ: بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى، وَلَا أُمَّ شادِنٍ، ... غَضِيضَةَ طَرْفٍ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ وَقَالَ كُرَاعٌ: الرَّبْرَبُ جَمَاعَةُ الْبَقَرِ، مَا كان دون العشرة. رتب: رَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رتُوباً، وتَرَتَّبَ: ثَبَتَ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ. يُقَالُ: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَي انْتَصَبَ انْتِصابَه؛ ورَتَّبَه تَرتِيباً: أَثْبَتَه. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَيْ انْتَصَب كَمَا يَنْتَصِبُ الكَعْبُ إِذا رَمَيْتَه، وَصَفَهُ بالشَّهامةِ وحِدَّةِ النَّفْس؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ يُصَلّي فِي المسجدِ

الْحَرَامِ، وأَحجارُ المَنْجَنِيقِ تَمُرُّ عَلَى أُذُنِه، وَمَا يَلْتَفِتُ، كأَنه كَعْبٌ راتِبٌ. وعَيْشٌ راتِبٌ: ثابِتٌ دائمٌ. وأَمْرٌ راتِبٌ أَي دارٌّ ثابِت. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يُقَالُ مَا زِلْتُ عَلَى هَذَا راتِباً وراتِماً أَي مُقيماً؛ قَالَ: فَالظَّاهِرُ مِنْ أَمر هَذِهِ الْمِيمِ، أَن تَكُونَ بَدَلًا مِنَ الباءِ، لأَنه لَمْ يُسمع فِي هَذَا الْمَوْضِعِ رَتَمَ، مِثْلُ رَتَب؛ قَالَ: وَتَحْتَمِلُ الْمِيمُ عِنْدِي فِي هَذَا أَن تَكُونَ أَصلًا، غَيْرَ بَدَلٍ مِنَ الرَّتِيمَة، وسيأْتي ذِكْرُهَا. والتُّرْتُبُ والتُّرْتَبُ كلُّه: الشيءُ المُقِيم الثابِتُ. والتُّرْتُبُ: الأَمْرُ الثابِتُ. وأَمْرٌ تُرْتَبٌ، عَلَى تُفْعَلٍ، بِضَمِّ التاءِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ، أَي ثَابِتٌ. قَالَ زِيَادَةُ ابن زَيْدٍ العُذْرِيّ، وَهُوَ ابْنُ أُخْت هُدْبةَ: مَلَكْنا ولَمْ نُمْلَكْ، وقُدْنا ولَمْ نُقَدْ، ... وَكَانَ لَنا حَقّاً، عَلَى الناسِ، تُرْتَبا وَفِي كَانَ ضَمِيرٌ، أَي وَكَانَ ذَلِكَ فِينَا حَقّاً راتِباً؛ وَهَذَا الْبَيْتُ مَذْكُورٌ فِي أَكثر الْكُتُبِ: وَكَانَ لَنَا فَضْلٌ عَلَى الناسِ تُرْتَبا «2» أَي جَمِيعًا، وتاءُ تُرْتَبٍ الأُولى زَائِدَةً، لأَنه لَيْسَ فِي الأُصول مِثْلُ جُعْفَرٍ، وَالِاشْتِقَاقُ يَشهد بِهِ لأَنه مِنَ الشيءِ الرَّاتِب. والتُّرْتَبُ: العَبْدُ يَتوارَثُه ثلاثةٌ، لثَباتِه فِي الرِّقِّ، وإِقامَتِه فِيهِ. والتُّرْتَبُ: التُّرابُ «3» لثَباتِه، وطُولِ بَقائه؛ هاتانِ الأَخيرتان عَنْ ثَعْلَبٍ. والتُّرْتُبُ، بِضَمِّ التاءَين: الْعَبْدُ السُّوءُ. ورَتَبَ الرجلُ يَرْتُبُ رَتْباً: انْتَصَبَ. ورَتَبَ الكَعْبُ رُتُوباً: انْتَصَبَ وثَبَتَ. وأَرْتَبَ الغُلامُ الكَعْبَ إِرتاباً: أَثْبَتَه. التَّهْذِيبُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَرْتَبَ الرجلُ إِذا سأَل بعدَ غِنًى، وأَرْتَبَ الرجلُ إِذا انْتَصَبَ قَائِمًا، فَهُوَ راتِبٌ؛ وأَنشد: وإِذا يَهُبُّ مِنَ المَنامِ، رأَيتَه ... كرُتُوبِ كَعْبِ الساقِ، ليسَ بزُمَّلِ وصَفَه بالشَّهامةِ وحِدَّةِ النفسِ؛ يَقُولُ: هُوَ أَبداً مُسْتَيْقِظٌ مُنْتَصِبٌ. والرَّتَبَةُ: الْوَاحِدَةُ مِنْ رَتَباتِ الدَّرَجِ. والرُّتْبةُ والمَرْتَبةُ: المَنْزِلةُ عِنْدَ المُلوكِ وَنَحْوُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن ماتَ عَلَى مَرْتَبةٍ مِنْ هَذِهِ المَراتِبِ، بُعِثَ عَلَيْهَا ؛ المَرْتَبةُ: المَنْزِلةُ الرَّفِيعةُ؛ أَراد بِهَا الغَزْوَ والحجَّ، وَنَحْوَهُمَا مِنَ الْعِبَادَاتِ الشَّاقَّةِ، وَهِيَ مَفْعلة مِن رَتَبَ إِذا انْتَصَبَ قَائِمًا، والمَراتِبُ جَمْعُها. قَالَ الأَصمعي: والمَرْتبةُ المَرْقَبةُ وَهِيَ أَعْلَى الجَبَل. وَقَالَ الْخَلِيلُ: المَراتِبُ فِي الجَبل والصَّحارِي: هِيَ الأَعْلامُ الَّتِي تُرَتَّبُ فِيهَا العُيُونُ والرُّقَباءُ. والرَّتَبُ: الصُّخُورُ المُتقارِبةُ، وبعضُها أَرفعُ مِنْ بَعْضٍ، وَاحِدَتُهَا رَتَبةٌ، وَحُكِيَتْ عَنْ يَعْقُوبَ، بِضَمِّ الراءِ وَفَتْحِ التاءِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، قَالَ يومَ الدَّارِ: أَما إِنَّهُ سيكُونُ لَهَا وقَفَاتٌ ومَراتِبُ، فَمَنْ ماتَ فِي وقَفاتِها خيرٌ ممَّن ماتَ فِي مَراتِبها ؛ المَراتِبُ: مَضايِقُ الأَوْدية فِي حُزُونةٍ. والرَّتَبُ: مَا أَشرفَ مِنَ الأَرضِ، كالبَرْزَخِ؛

_ (2). قوله [وكان لنا فضل] هو هكذا في الصحاح وقال الصاغاني والصواب في الإعراب فضلًا. (3). قوله [والترتب التراب] في التكملة هو بضم التاءَين كالعبد السوء ثم قال فيها والترتب الأَبد والترتب بمعنى الجميع بفتح التاء الثانية فيهما.

يُقَالُ: رَتَبةٌ ورَتَبٌ، كَقَوْلِكَ دَرَجةٌ ودَرَجٌ. والرَّتَبُ: عَتَبُ الدَّرَجِ. والرَّتَب: الشدّةُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ: تَقَيَّظَ الرَّمْلَ، حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَه ... ترَوُّحُ البَرْدِ، مَا فِي عَيْشِه رَتَبُ أَي تَقَيَّظ هَذَا الثورُ الرَّمْل، حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَه، وَهُوَ النباتُ الَّذِي يَكُونُ فِي أَدبارِ القَيْظِ؛ وَقَوْلُهُ مَا فِي عَيْشِه رَتَب أَي هُوَ فِي لِينٍ مِنَ العيشِ. والرَّتْباءُ: الناقةُ المُنْتَصِبةُ فِي سَيْرِها. والرَّتَبُ: غِلَظُ العَيْشِ وشِدَّتُه؛ وَمَا فِي عَيْشِه رَتَبٌ وَلَا عَتَبٌ أَي لَيْسَ فِيهِ غِلَظٌ وَلَا شِدّةٌ أَي هُوَ أَمْلَسُ. وَمَا فِي هَذَا الأَمر رَتَبٌ وَلَا عَتَبٌ أَي عَناءٌ وشِدّةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي هُوَ سَهْلٌ مُستقِيمٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ بِمَعْنَى النَّصَب والتَّعَب؛ وَكَذَلِكَ المَرْتبةُ، وكلُّ مَقامٍ شديدٍ مَرْتَبةٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: ومَرْتبة لَا يُسْتَقالُ بِهَا الرَّدَى، ... تَلَاقَى بِهَا حِلْمِي، عَنِ الجَهْلِ، حَاجِزُ والرَّتَبُ: الفَوْتُ بَيْنَ الخِنْصِرِ والبِنْصِر، وَكَذَلِكَ بَيْنَ البِنْصِر والوُسْطَى؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ السَّبَّابة والوُسْطَى، وَقَدْ تُسَكَّنُ. رجب: رَجِبَ الرجلُ رَجَباً: فَزِعَ. ورَجِبَ رَجَباً، ورَجَبَ يَرْجُبُ: اسْتَحْيا؛ قَالَ: فَغَيْرُكَ يَسْتَحيِي، وغيرُكَ يَرْجُبُ ورَجِبَ الرجلَ رَجَباً، ورَجَبَه يرجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبه، وتَرَجَّبَه، وأَرْجَبَه، كلُّه: هابَه وعَظَّمه، فَهُوَ مَرْجُوبٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: أَحْمَدُ رَبّي فَرَقاً وأَرْجَبُهْ أَي أُعَظِّمُه، وَمِنْهُ سُمِّيَ رَجَبٌ؛ ورَجِبَ، بِالْكَسْرِ، أَكثر؛ قَالَ: إِذا العَجوزُ اسْتَنْخَبَتْ، فانْخَبْها، ... وَلَا تَهَيَّبْها، وَلَا تَرْجَبْها وَهَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ؛ وَرِوَايَةُ يَعْقُوبَ فِي الأَلفاظ: وَلَا تَرَجَّبْها وَلَا تَهَبْها شَمِرٌ: رَجِبْتُ الشيءَ: هِبْتُه، ورَجَّبْتُه: عَظَّمْتُه. ورَجَبٌ: شَهْرٌ سَمَّوْهُ بِذَلِكَ لِتَعْظِيمِهِمْ إِيَّاه فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنِ القتالِ فِيهِ، وَلَا يَسْتَحِلُّون القتالَ فِيهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وشعبانَ ؛ قَوْلُهُ: بَيْنَ جُمادَى وشعبانَ، تأْكيد للبَيانِ وإِيضاحٌ لَهُ، لأَنهم كَانُوا يؤَخرونه مِنْ شَهْرٍ إِلى شَهْرٍ، فيَتَحَوَّل عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي يَخْتَصُّ بِهِ، فَبَيَّنَ لَهُمْ أَنه الشَّهْرُ الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وشعبانَ، لَا مَا كَانُوا يُسَمُّونَهُ عَلَى حِساب النَّسِيءِ، وإِنما قِيلَ: رَجَبُ مُضَرَ، إِضافة إِليهم، لأَنهم كَانُوا أَشدّ تَعْظِيمًا لَهُ مِنْ غَيْرِهِمْ، فكأَنهم اخْتَصُّوا بِهِ، وَالْجَمْعُ: أَرْجابٌ. تَقُولُ: هَذَا رَجَبٌ، فإِذا ضَمُّوا لَهُ شَعْبانَ، قَالُوا: رَجَبانِ. والتَّرْجِيبُ: التعظيمُ، وإِن فُلَانًا لَمُرَجَّبٌ، وَمِنْهُ تَرْجِيبُ العَتِيرةِ، وَهُوَ ذَبحُها فِي رَجَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلْ تَدْرُون مَا العَتِيرةُ؟ هِيَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ، كَانُوا يَذْبحون فِي شَهْرِ رَجَبٍ ذَبيحَةً، ويَنْسبُونَها إِليه. والتَّرْجِيبُ: ذَبْحُ النَّسائكِ فِي رَجَبٍ؛ يُقَالُ: هَذِهِ أَيَّامُ تَرْجِيبٍ وتَعْتارٍ. وَكَانَتِ العربُ تُرَجِّبُ، وَكَانَ ذَلِكَ لَهُمْ

نُسُكاً، أَو ذَبائحَ فِي رَجَبٍ. أَبو عَمْرٍو: الرَّاجِبُ المُعَظِّم لِسَيِّدِهِ؛ وَمِنْهُ رَجِبَهُ يَرْجَبُه رَجَباً، ورَجَبَهُ يَرْجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَه تَرْجيباً، وأَرْجَبَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الحُباب: عُذَيْقُها المُرَجَّبُ. قَالَ الأَزهري: أَما أَبو عُبَيْدَةَ والأَصمعي، فإِنهما جَعلاه مِنَ الرُّجْبةِ، لَا مِن التَّرْجِيبِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى التَّعْظِيمِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيب: فَشَرَّجَها مِنْ نُطْفةٍ رَجَبِيَّةٍ، ... سُلاسِلَةٍ مِنْ ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ يَقُولُ: مَزَجَ العَسَلَ بماءِ قَلْتٍ، قَدْ أَبْقاها مَطَرُ رَجَبٍ هُنالك؛ وَالْجَمْعُ: أَرْجابٌ ورُجُوبٌ، ورِجابٌ ورَجَباتٌ. والتَّرْجِيبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشجرةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُها لِئَلَّا تَتَكسَّرَ أَغْصانُها. ورجَّبَ النخلةَ: كَانَتْ كَرِيمَةً عَلَيْهِ فمالَتْ، فبَنَى تحتَها دُكَّاناً تَعْتَمِد عَلَيْهِ لضَعْفِها؛ والرُّجْبةُ: اسْمُ ذَلِكَ الدُّكَّان، وَالْجَمْعُ رُجَبٌ، مِثْلُ رُكْبةٍ ورُكَبٍ. والرُّجَبِيَّةُ مِنَ النَّخْلِ مَنْسُوبَةٌ إِليه. ونَخْلَةٌ رُجَبِيَّةٌ ورُجَّبِيَّةٌ: بُنِيَ تَحْتَهَا رُجْبةٌ، كِلاهُما نَسَبٌ نادِرٌ، وَالتَّثْقِيلُ أَذهَبُ فِي الشُّذُوذ. التَّهْذِيبُ: والرُّجْبَةُ والرُّجْمةُ أَن تُعْمَدَ النخلةُ الكريمةُ إِذا خِيفَ عَلَيْهَا أَن تَقَعَ لطُولها وَكَثْرَةِ حَمْلِها، بِبِناءٍ مِنْ حِجارة تُرَجَّبُ بِهَا أَي تُعْمَدُ بِهِ، وَيَكُونُ تَرْجِيبُها أَن يُجْعَلَ حَوْلَ النَّخْلَةِ شَوْكٌ، لِئَلَّا يَرْقَى فِيهَا راقٍ، فيَجْنِي ثَمَرَهَا. الأَصمعي: الرُّجْمةُ، بِالْمِيمِ، الْبِنَاءُ مِنَ الصَّخْرِ تُعْمَدُ بِهِ النخلةُ؛ والرُّجْبةُ أَن تُعمد النَّخْلَةُ بخَشبةٍ ذاتِ شُعْبَتَيْنِ؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ سُوَيْدِ بْنِ صامِتٍ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا: لَيْسَتْ بِسَنْهاءٍ، وَلَا رُجَّبِيَّةٍ، ... ولكِنْ عَرايا فِي السِّنينَ الجَوائِح يَصِفُ نَخْلة بالجَوْدةِ، وأَنها لَيْسَ فِيهَا سَنْهاءُ؛ والسنهاءُ: الَّتِي أَصابتها السَّنةُ، يَعْنِي أَضَرَّ بِهَا الجَدْبُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ سَنَةً وتَترك أُخرى؛ والعَرايا: جَمْعُ عَرِيَّةٍ، وَهِيَ الَّتِي يُوهَبُ ثَمرُها. والجَوائحُ: السِّنونُ الشِّدادُ الَّتِي تُجِيحُ المالَ؛ وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ: أَدِينُ، وَمَا دَيْنِي عَلَيْكُم بِمَغْرَمٍ، ... ولكِنْ عَلى الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ أَي إِنما آخُذُ بدَيْنٍ، عَلَى أَن أُؤَدِّيَه مِنْ مَالِي وَمَا يَرْزُقُ اللَّهُ مِنْ ثَمَرة نَخْلي، وَلَا أُكلِّفُكم قَضاءَ دَيْني عَنِّي. والشُّمُّ: الطِّوالُ. والجِلادُ: الصَّابِراتُ عَلَى العَطَشِ والحَرِّ والبَرْدِ. والقَراوِحُ: الَّتِي انْجَرَدَ كَرَبُها، واحِدها قِرْواحٌ، وَكَانَ الأَصل قَراويحَ، فحَذَفَ الياءَ لِلضَّرُورَةِ. وَقِيلَ: تَرْجِيبُها أَن تُضَمَّ أَعْذاقُها إِلى سَعَفاتِها، ثُمَّ تُشَدُّ بالخُوصِ لِئَلَّا يَنْفُضَها الرِّيحُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُوضَعَ الشَّوْكُ حَوالي الأَعْذاقِ لِئَلَّا يَصِلَ إِليها آكلٌ فَلَا تُسْرَق، وَذَلِكَ إِذا كَانَتْ غَريبةً طَريفةً، تَقُولُ: رَجَّبْتُها تَرْجِيباً. وَقَالَ الحُبابُ ابن المُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: التَّرْجِيبُ هُنَا إِرفادُ النَّخلةِ مِنْ جَانِبٍ، لِيَمْنَعَها مِنَ السُّقوط، أَي إِن لِي عَشِيرةً تُعَضِّدُني، وتَمْنَعُني، وتُرْفِدُني. والعُذَيْقُ: تَصْغِيرُ عَذْقٍ، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ النَّخْلَةُ؛ وَقَدْ وَرَدَ فِي حَديث السَّقِيفَةِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ ؛ وَهُوَ تَصْغِيرُ تَعْظِيمٍ، وَقِيلَ: أَراد بالتَّرْجِيبِ التَّعْظِيمَ.

ورَجِبَ فلانٌ مَوْلَاهُ أَي عَظَّمَه، وَمِنْهُ سُمِّيَ رَجَبٌ لأَنه كَانَ يُعَظَّم؛ فأَما قَوْلُ سَلامةَ بْنِ جَنْدَلٍ: والعادِياتُ أَسابِيُّ الدِّماءِ بِها، ... كأَنَّ أَعْناقَها أَنْصابُ تَرْجِيبِ فإِنه شَبَّهَ أَعْناقَ الْخَيْلِ بِالنَّخْلِ المُرَجَّبِ؛ وَقِيلَ: شبَّه أَعْناقَها بِالْحِجَارَةِ الَّتِي تُذْبَح عَلَيْهَا النَّسائِكُ. قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قولِ مَن جَعل التَّرجِيبَ دَعْماً لِلنَّخْلَةِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُفَسِّر هَذَا البيتَ تَفْسيرانِ: أَحدهما أَنت يَكُونَ شبَّه انْتِصابَ أَعْناقِها بِجِدارِ تَرْجِيبِ النَّخْلِ، والآخَرُ أَن يَكُونَ أَراد الدِّماءَ الَّتِي تُراقُ فِي رَجَبٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رُجِّبَ الكَرْمُ: سُوِّيت سُرُوغُه، ووُضِعَ مَواضِعَه مِنَ الدَّعَمِ والقِلالِ. ورَجَبَ العُودُ: خَرج مُنْفَرداً. والرُّجْبُ: مَا بَيْنَ الضِّلَعِ والقَصِّ. والأَرْجابُ: الأَمْعاءُ، وَلَيْسَ لَهَا وَاحِدٌ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ كُرَاعٌ: وَاحِدُهَا رَجَبٌ، بِفَتْحِ الراءِ وَالْجِيمِ. وَقَالَ ابْنُ حَمْدُوَيْهِ: وَاحِدُهَا رِجْبٌ، بِكَسْرِ الراءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ. والرَّواجِبُ: مَفاصِلُ أُصولِ الأَصابع الَّتِي تَلِي الأَنامل؛ وَقِيلَ: هِيَ بَواطِنُ مَفاصِلِ أُصولِ الأَصابِع؛ وَقِيلَ: هِيَ قَصَبُ الأَصابع؛ وَقِيلَ: هِيَ ظُهُورُ السُّلاميَّات؛ وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ البَراجِم مِنَ السُّلاميَّات؛ وَقِيلَ: هِيَ مَفاصِلُ الأَصابع، وَاحِدَتُهَا راجِبةٌ، ثُمَّ البَراجِمُ، ثُمَّ الأَشاجِعُ اللَّاتِي تَلِي الكَفَّ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّاجِبةُ البُقْعَةُ المَلْساء بينَ البراجِمِ؛ قَالَ: والبراجِمُ المُشَنَّجاتُ فِي مَفاصِل الأَصابع، فِي كُلِّ إِصْبَعٍ ثَلاثُ بُرْجُماتٍ، إِلَّا الإِبهامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا تُنَقُّونَ رواجِبَكم؟ هِيَ مَا بَيْنَ عُقد الأَصابع مِنْ دَاخِلٍ، وَاحِدُهَا راجِبةٌ. والبراجِمُ: العُقَد المُتَشَنِّجَةُ فِي ظاهِر الأَصابعِ. اللَّيْثُ: راجِبةُ الطائِر الإِصْبَعُ الَّتِي تَلِي الدَّائِرةَ مِن الْجَانِبَيْنِ الوَحْشِيَّيْن مِن الرِّجْلَيْن؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: تَمَلَّى بِهَا طُولَ الحياةِ، فَقَرْنُه ... لَهُ حَيَدٌ، أَشْرافُها كالرَّواجِبِ شَبَّه مَا نتأَ مِنْ قَرْنِه، بِمَا نَتَأَ مِنْ أُصُولِ الأَصابع إِذا ضُمَّت الكَفُّ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: وَاحِدَتُهَا رُجْبةٌ؛ قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ، لأَنَّ فُعْلة لَا تُكَسَّرُ عَلَى فَواعِلَ. أَبو الْعَمَيْثَلِ: رَجَبْتُ فُلَانًا بقَوْلِ سَيِّئٍ ورَجَمْتُه بِمَعْنَى صكَكْتُه. والرَّواجِبُ مِنَ الحِمار: عُروقُ مَخارج صَوْتِه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: طَوَى بَطنَه طُولُ الطِّراد، فأَصْبَحَتْ ... تَقَلْقَلُ، مِنْ طُولِ الطِّرادِ، رَواجِبُهْ والرُّجْبةُ: بناءٌ يُبْنى، يُصَادُ بِهِ الذِّئْبُ وَغَيْرُهُ، يُوضَعُ فِيهِ لَحْمٌ، ويُشَدُّ بخَيْط، فإِذا جَذَبه سَقَط عَلَيْهِ الرُّجْبةُ. رحب: الرُّحْبُ، بِالضَّمِّ: السَّعةُ. رَحُبَ الشيءُ رُحْباً ورَحابةً، فَهُوَ رَحْبٌ ورَحِيبٌ ورُحابٌ، وأَرْحَبَ: اتَّسَعَ. وأَرْحَبْتُ الشيءَ: وسَّعْتُه. قَالَ الحَجّاجُ، حِينَ قَتَلَ ابْنَ القِرِّيَّة: أَرْحِبْ يَا غُلامُ جُرْحَه وَقِيلَ لِلْخَيْلِ: أَرْحِبْ، وأَرْحِبي أَي تَوَسَّعِي وتَباعَدي

وتَنَحِّي؛ زَجْرٌ لَهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ مَعْرُوفٍ: نُعَلِّمُها: هَبي، وهَلًا، وأَرْحِبْ، ... وَفِي أَبْياتِنا ولَنا افْتُلِينا وَقَالُوا: رَحُبَتْ عليكَ وطُلَّتْ أَي رَحُبَتِ البِلادُ عَلَيْكَ وطُلَّتْ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: رَحُبَتْ بِلادُكَ وطُلَّت أَي اتَّسَعَتْ وأَصابَها الطَّلُّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: عَلَى طريقٍ رَحْبٍ أَي واسِعٍ. ورجُل رَحْبُ الصَّدْرِ، ورُحْبُ الصَّدْرِ، ورحِيبُ الجَوْفِ: واسِعُهما. وَفُلَانٌ رحِيبُ الصَّدْر أَي وَاسِعُ الصَّدْرِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَلِّدوا أَمْرَكُم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القُوَّةِ عِنْدَ الشَّدائد. ورَحُبَت الدَّارُ وأَرْحَبَتْ بِمَعْنًى أَي اتَّسَعَتْ. وامرأَةٌ رُحابٌ أَي واسِعةٌ. والرَّحْبُ، بِالْفَتْحِ، والرَّحِيبُ: الشَّيْءُ الواسِعُ، تَقُولُ مِنْهُ: بَلَدٌ رَحْبٌ، وأَرضٌ رَحْبةٌ؛ الأَزهري: ذَهَبَ الْفَرَّاءُ إِلى أَنه يُقَالُ بَلَدٌ رَحْبٌ، وبِلادٌ رَحْبةٌ، كَمَا يُقَالُ بَلَدٌ سَهْلٌ، وبِلادٌ سَهْلة، وَقَدْ رَحُبَت تَرْحُبُ، ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْباً ورَحابةً، ورَحِبَتْ رَحَباً؛ قَالَ الأَزهري: وأَرْحَبَتْ، لُغَةٌ بِذَلِكَ الْمَعْنَى. وقِدْرٌ رُحابٌ أَي واسِعةٌ. وَقَوْلُ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ: ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ؛ أَي عَلَى رُحْبِها وسَعَتها. وَفِي حَدِيثِ كَعْب بْنِ مَالِكٍ: فنحنُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ. وأَرضٌ رَحِيبةٌ: واسِعةٌ. ابْنُ الأَعرابي: والرَّحْبةُ مَا اتَّسع مِنَ الأَرض، وجمعُها رُحَبٌ، مِثْلَ قَرْيةٍ وقُرًى؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَجِيءُ شَاذًّا فِي بَابِ النَّاقِصِ، فأَما السَّالِمُ فَمَا سَمِعْتُ فَعْلةً جُمعت عَلَى فُعَلٍ؛ قَالَ: وَابْنُ الأَعرابي ثِقَةٌ، لَا يَقُولُ إِلا مَا قَدْ سَمِعَه. وَقَوْلُهُمْ فِي تَحِيَّةِ الْوَارِدِ: أَهْلًا ومَرْحَباً أَيْ صادَفْتَ أَهْلًا ومَرْحباً. وَقَالُوا: مَرْحَبَك اللهُ ومَسْهَلَكَ. وَقَوْلُهُمْ: مَرْحَباً وأَهْلًا أَي أَتَيْتَ سَعَةً، وأَتَيْتَ أَهْلًا، فاسْتَأْنِس وَلَا تَسْتَوْحِشْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَى قَوْلِ الْعَرَبِ مَرْحَباً: انْزِلْ فِي الرَّحْب والسَّعةِ، وأَقِمْ، فلَكَ عِندنا ذَلِكَ. وَسُئِلَ الْخَلِيلُ عَنْ نَصْبِ مَرْحَباً، فَقَالَ: فِيهِ كَمِينُ الفِعْل؛ أَراد: بِهِ انْزِلْ أَو أَقِمْ، فنُصِب بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ، فَلَمَّا عُرِف مَعْنَاهُ الْمُرَادُ بِهِ، أُمِيتَ الفِعلُ. قَالَ الأَزهري، وَقَالَ غَيْرُهُ، فِي قَوْلِهِمْ مَرْحَباً: أَتَيْتَ أَو لَقِيتَ رُحْباً وسَعةً، لَا ضِيقاً؛ وَكَذَلِكَ إِذا قَالَ: سَهْلًا، أَراد: نَزَلْت بلَداً سَهْلًا، لَا حَزْناً غَلِيظاً. شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: مَرْحَبَكَ اللهُ ومَسْهَلَكَ ومَرْحَباً بِكَ اللهُ؛ ومَسْهَلًا بِكَ اللهُ وَتَقُولُ الْعَرَبُ: لَا مَرْحَباً بِكَ أَي لَا رَحُبَتْ عَلَيْكَ بلادُك قَالَ: وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي تَقَعُ فِي الدُّعاءِ لِلرَّجُلِ وَعَلَيْهِ، نَحْوَ سَقْياً ورَعْياً، وجَدْعاً وعَقْراً؛ يُرِيدُونَ سَقاكَ اللهُ ورَعاكَ اللهُ؛ وَقَالَ الفراءُ: مَعْنَاهُ رَحَّبَ اللهُ بِكَ مَرْحَباً؛ كأَنه وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِيبِ. ورَحَّبَ بِالرَّجُلِ تَرْحِيباً: قَالَ لَهُ مَرْحَباً؛ ورَحَّبَ بِهِ دَعَاهُ إِلى الرَّحْبِ والسَّعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِخُزَيمةَ بْنِ حُكَيْمٍ: مَرْحَباً ، أَي لَقِيتَ رَحْباً وسَعةً؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ رَحَّبَ اللهُ بِكَ مَرْحَباً؛ فجعلَ المَرْحَبَ مَوْضِعَ التَّرْحِيب. ورَحَبَةُ المسجِد والدارِ، بِالتَّحْرِيكِ: ساحَتُهما ومُتَسَعُهما. قَالَ سِيبَوَيْهِ: رَحَبَةٌ ورِحابٌ،

كرَقَبةٍ ورِقابٍ، ورَحَبٌ ورَحَباتٌ. الأَزهري، قَالَ الفراءُ: يُقَالُ للصَّحْراءِ بَيْنَ أَفْنِيَةِ الْقَوْمِ والمَسْجِد: رَحْبَةٌ ورَحَبَةٌ؛ وَسُمِّيَتِ الرَّحَبَةُ رَحَبَةً، لسَعَتِها بِمَا رَحُبَتْ أَي بِمَا اتَّسَعَتْ. يُقَالُ: مَنْزِلٌ رَحِيبٌ ورَحْبٌ. ورِحابُ الوادِي: مَسايِلُ الماءِ مِنْ جانِبَيْه فِيهِ، وَاحِدَتُهَا رَحَبةٌ. ورَحَبَةُ الثُّمام: مُجْتَمَعُه ومَنْبِتُه. ورَحائبُ التُّخوم: سَعةُ أَقْطارِ الأَرض. والرَّحَبةُ: مَوضِعُ العِنَبِ، بِمَنْزِلَةِ الجَرينِ للتَّمر، وكلُّه مِنْ الِاتِّسَاعِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّحْبَةُ والرَّحَبةُ، وَالتَّثْقِيلُ أَكثر: أَرض واسِعةٌ، مِنْباتٌ، مِحْلالٌ. وَكَلِمَةٌ شَاذَّةٌ تُحْكَى عَنْ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: أَرَحُبَكُم الدُّخولُ فِي طاعةِ ابْنِ الكِرْمانِي أَي أَوَسِعَكم، فعَدَّى فَعُلَ، وَلَيْسَتْ مُتَعدِّيةً عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، إِلا أَن أَبا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ حَكَى أَن هُذَيْلًا تُعَدِّيهَا إِذا كَانَتْ قَابِلَةً لِلتَّعَدِّي بِمَعْنَاهَا؛ كَقَوْلِهِ: وَلَمْ تَبْصُرِ العَيْنُ فِيهَا كِلابا قَالَ فِي الصِّحَاحِ: لَمْ يجئْ فِي الصَّحِيحِ فَعُلَ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، مُتَعَدِّيًا غَيْرُ هَذَا. وأَمَّا الْمُعْتَلُّ فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَصل قُلْتُه قَوُلْتُه، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يَجُوزُ ذَلِكَ، لأَنه لَا يَتَعَدَّى، وَلَيْسَ كَذَلِكَ طُلْته، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ طَوِيلٌ؟ الأَزهري، قَالَ اللَّيْثُ: هَذِهِ كَلِمَةٌ شَاذَّةٌ عَلَى فَعُلَ مُجاوِزٌ، وفَعُلَ لَا يَكُونُ مُجاوِزاً أَبداً. قَالَ الأَزهري: لَا يَجُوزُ رَحُبَكُم عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، وَنَصَرَ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. والرُّحْبَى، عَلَى بناءِ فُعْلَى: أَعْرَضُ ضِلَعٍ فِي الصدرِ، وإِنما يَكُونُ الناحِزُ فِي الرُّحْبَيَيْنِ، وَهُمَا مَرْجِعا المِرْفقين. والرُّحْبَيانِ: الضِّلَعانِ اللَّتَانِ تَلِيانِ الإِبْطَيْنِ فِي أَعْلَى الأَضْلاع؛ وَقِيلَ: هُمَا مَرْجِعا المِرْفقين، وَاحِدُهُمَا رُحْبَى. وَقِيلَ: الرُّحْبى مَا بَيْنَ مَغْرِز العُنق إِلى مُنْقَطَعِ الشَّراسِيف؛ وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ ضِلَعَي أَصل العُنق إِلى مَرْجع الكَتِف. والرُّحْبى: سِمةٌ تَسِمُ بِهَا العرَبُ عَلَى جَنْبِ البَعِير. والرُّحَيْباءُ مِنَ الْفَرَسِ: أَعْلَى الكَشْحَيْنِ، وَهُمَا رُحَيْباوانِ. الأَزهري: الرُحْبَى مَنْبِضُ القَلْبِ مِنَ الدَّوابِّ والإنسانِ أَي مكانُ نَبْض قَلْبِهِ وخَفَقانِه. ورَحْبةُ مَالِكِ بْنِ طَوْقٍ: مَدينةٌ أَحْدَثَها مالكٌ عَلَى شاطِئِ الفُراتِ. ورُحابةُ: موضعٌ معروفٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الرِّحابُ فِي الأَودية، الْوَاحِدَةُ رحْبةٌ، وَهِيَ مَوَاضِعُ مُتَواطِئةٌ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وَهِيَ أَسْرَعُ الأَرض نَبَاتًا، تَكُونُ عِنْدَ مُنْتَهَى الوادِي، وَفِي وَسَطِه، وَقَدْ تَكُونُ فِي المكانِ المُشْرِف، يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وَمَا حَوْلَها مُشْرِفٌ عَلَيْهَا، وإِذا كَانَتْ فِي الأَرضِ المُسْتَوِيَةِ نزلَها الناسُ، وإِذا كَانَتْ فِي بَطْنِ المَسايِل لَمْ يَنْزلْها الناسُ؛ فإِذا كَانَتْ فِي بَطْنِ الْوَادِي، فَهِيَ أُقْنَةٌ أَي حُفْرةٌ تُمْسِكُ الماءَ، لَيْسَتْ بالقَعِيرة جِدّاً، وسَعَتُها قَدْرُ غلْوةٍ، والناسُ يَنْزِلُون نَاحِيَةً مِنْهَا، وَلَا تَكُونُ الرِّحابُ فِي الرَّمل، وَتَكُونُ فِي بُطُونِ الأَرضِ، وَفِي ظَواهِرِها. وبنُو رَحْبةَ: بَطْنٌ مِن حِمْيَر. وبنُو رَحَبٍ: بَطْن مِنْ هَمْدانَ.

وأَرْحَبُ: قَبِيلَةٌ مِنْ هَمْدانَ. وبنُو أَرْحَبَ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، إِليهم تُنْسَبُ النَّجائبُ الأَرْحَبِيَّةُ. قَالَ الْكُمَيْتُ، شَاهِدًا عَلَى الْقَبِيلَةِ بَنِي أَرْحَبَ. يَقُولونَ: لَمْ يُورَثْ، ولَوْلا تُراثُه، ... لَقَدْ شَرِكَتْ فِيهِ بَكِيلٌ وأَرْحَبُ اللَّيْثُ: أَرْحَبُ حَيٌّ، أَو مَوْضِعٌ يُنْسَبُ إِليه النَّجائبُ الأَرْحَبِيَّةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ أَرْحَبُ فَحْلًا تُنْسَبُ إِليه النَّجَائِبُ، لأَنها مِنْ نَسْلِه. والرَّحِيبُ: الأَكُولُ. ومَرْحَبٌ: اسْمٌ. ومَرْحَبٌ: فَرَسُ عبدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ. والرُّحابةُ: أُطُمٌ بِالْمَدِينَةِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: وبعضُ الأَخِلَّاءِ، عِنْدَ البَلاءِ ... والرُّزْءِ، أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ وكيفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلالَتُه كأَبِي مَرْحَبِ؟ أَراد كخَلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ، يَعْنِي به الظِّلَّ. ردب: الإِرْدَبُّ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ لأَهلِ مِصْر؛ قِيلَ: يَضُمُّ أَربعةً وَعِشْرِينَ صَاعًا؛ قَالَ الأَخطل: قَوْمٌ، إِذا اسْتَنْبَحَ الأَضْيافُ كَلْبَهُمُ، ... قَالُوا لأُمِّهِم: بُولي عَلَى النَّارِ والخُبزُ كالعَنْبرِ الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ، ... والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِينارِ قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: البَيْتُ الأَوَّل مِنْ هَذَيْنِ البَيْتَيْنِ أَهْجَى بَيْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ، لأَنه جَمَع ضُرُوباً مِنَ الهِجاءِ، لأَنه نَسَبَهم إِلى البُخْل، لِكَوْنِهِمْ يُطْفِئُون نارَهم مَخافةَ الضِّيفان، وكونِهم يَبْخَلُون بالماءِ فيُعَوِّضُونَ عَنْهُ البولَ، وكونِهم يَبْخَلُون بالحَطَبِ فنارُهُمْ ضَعِيفَةٌ يُطْفِئُها بَوْلَة، وكونِ تلكَ البَوْلَة بَوْلَة عَجُوزٍ، وَهِيَ أَقلُّ مِن بَوْلَةِ الشَّابَّةِ؛ ووصَفَهم بامْتِهانِ أُمِّهم، وَذَلِكَ لِلُؤْمِهِم، وأَنهم لَا خَدَم لَهم. قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ الإِرْدَبُّ مِكْيالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْر، لَيْسَ بِصَحِيحٍ، لأَنَّ الإِرْدَبَّ لَا يُكال بِهِ، وإِنما يُكالُ بالوَيْبَةِ، والإِرْدَبُّ بِهَا سِتُّ وَيْباتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمَها وقَفِيزَها، ومَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها، وعُدْتُم مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ. الأَزهري: الإِرْدَبُّ مِكْيالٌ مَعْرُوفٌ لأَهْلِ مِصْرَ، يُقَالُ إِنه يَأْخُذُ أَرْبَعَةً وعِشرينَ صَاعًا مِن الطَّعامِ بصاعِ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ والقَنْقَل: نِصفُ الإِرْدَبّ. قَالَ: والإِرْدَبُّ أَربعةٌ وستُّون مَنّاً بمَنِّ بَلَدِنا. وَيُقَالُ للبالُوعةِ مِنَ الخَزَف الواسِعَةِ: إِرْدَبَّة؛ شُبِّهَتْ بالإِرْدَبِّ المكيالِ، وَجَمْعُ الإِرْدَبِّ: أَرادِبُّ. والإِرْدَبُّ: القَناةُ الَّتِي يَجْري فِيهَا الماءُ عَلَى وجهِ الأَرضِ. والإِرْدَبَّةُ: القِرْمِيدَةُ. وَفِي الصِّحَاحِ: الإِرْدَبَّة القِرْمِيدُ، وَهُوَ الآجُرُّ الكبيرُ. رزب: المِرْزَبَة والإِرْزَبَّة: عُصَيَّة مِنْ حديدٍ. والإِرْزَبَّة: الَّتِي يُكْسر بِهَا المَدَرُ، فإِن قُلْتَها بِالْمِيمِ، خَفَّفْتَ الباءَ، وقُلْتَ المِرْزَبَة؛ وأَنشد الفراءُ: ضَرْبك بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ

وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ: فإِذا رجلٌ أَسودُ يَضْرِبُه بمِرْزَبةٍ. المِرْزَبة، بالتخفيفِ: المِطْرَقةُ الكبيرةُ الَّتِي تَكُونُ للحدَّادِ. وَفِي حَدِيثِ المَلك: وبيدِه مِرْزَبَة. وَيُقَالُ لَهَا: الإِرْزَبَّة أَيضاً، بِالْهَمْزِ والتشديدِ. ورجلٌ إِرْزَبٌّ، مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْلٍ: قصيرٌ غليظٌ شديدٌ. وفَرْجٌ إِرْزَبٌّ: ضَخْمٌ؛ وَكَذَلِكَ الرَّكَب؛ قَالَ: إِنَّ لَهَا لرَكَباً إِرْزَبَّا، ... كأَنه جَبْهَةُ ذَرَّى حبَّا والإِرْزَبُّ: فَرْجُ المرأَةِ، عَنْ كُرَاعٍ، جَعَلَه اسْمًا لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: رَكَبٌ إِرْزَبٌّ أَي ضَخْمٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَزّ المُحَيَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ وَرَجُلٌ إِرْزَبٌّ: كبيرٌ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الإِرْزَبُّ الْعَظِيمُ الجسيمُ الأَحْمَق؛ وأَنشد الأَصمعي: كَزّ المُحَيَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ والمِرْزابُ: لُغَةٌ فِي الميزابِ، وَلَيْسَتْ بِالْفَصِيحَةِ، وأَنْكَرَه أَبو عُبَيْدٍ. والمِرزابُ: السَّفِينَةُ الْعَظِيمَةُ، والجمعُ المرازيبُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَنْهَسْنَ مِنْ كلِّ مَخْشِيِّ الرَّدَى قُذُفٍ، ... كَمَا تَقاذَف، فِي اليَمِّ، المَرازيبُ الْجَوْهَرِيُّ: المرازِيبُ السُّفُنُ الطِّوالُ. وأَما المَرازِبةُ مِنَ الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ، الواحِدُ مَرْزُبانٌ، بِضَمِّ الزَّايِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتيتُ الحِيرَة فرأَيْتُهم يسْجُدون لمَرْزُبانٍ لَهُمْ : هُوَ، بِضَمِّ الزَّايِ، أَحَدُ مَرَازِبة الفُرْسِ، وَهُوَ الفارِسُ الشُّجاعُ، المقدّمُ عَلَى القَوْمِ دُونَ المَلِك، وَهُوَ مُعَرَّب؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ للأَسَدِ: مَرْزُبان الزَّأْرَةِ، والأَصل فِيهِ أَحَدُ مَرازِبة الفُرْسِ؛ قَالَ أَوسُ بْنُ حَجَر، فِي صفَةِ أَسَد: لَيْثٌ، عَلَيْهِ، مِنَ البَرْدِيِّ، هِبْرِيةٌ، ... كالمَرْزُبانيِّ، عَيَّالٌ بأَوْصالِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والهِبْرِيةُ مَا سَقَط عَلَيْهِ مِنْ أَطْرافِ البَرْدِيِّ؛ وَيُقَالُ للحَزازِ فِي الرأْس: هِبْرِية وإِبْرِية. والعَيَّالُ: المُتَبَخْتِرُ فِي مَشْيِه، وَمَنْ رَوَاهُ: عَيَّارٌ، بالراءِ، فَمَعْنَاهُ: أَنه يَذْهَب بأَوْصالِ الرِّجالِ إِلى أَجَمَتِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا أَدْرِي أَيُّ الرِّجالِ عارَه أَي ذَهَبَ بِهِ؛ والمَشهورُ فِيمَنْ رَوَاهُ: عَيَّالٌ، أَن يَكُونَ بعدَه بآصالِ، لأَن العَيَّال المُتَبَختر أَي يخرُج العَشِيَّاتِ، وَهِيَ الأَصائلُ، متَبَخْتِراً؛ وَمَنْ رَوَاهُ: عَيَّار، بالراءِ، قَالَ الَّذِي بعدَه بأَوْصالِ. وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَيَّالٌ بأَوْصالِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِي شِعْرِهِ، إِنما هُوَ عَلَى مَا قَدَّمنا ذِكره. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرَوَاهُ المفَضَّل كالمَزبراني، بِتَقْدِيمِ الزَّايِ، عَيّارٌ بأَوْصال، بالراءِ، ذَهَبَ إِلى زُبْرَةِ الأَسَد، فَقَالَ لَهُ الأَصْمَعي: يَا عَجَباهْ الشيءُ يُشَبَّه بنفسِه، وإِنما هُوَ المَرْزُبانيُّ؛ وَتَقُولُ: فلانٌ عَلَى مَرْزَبة كَذَا، وَلَهُ مَرْزَبة كَذَا، كَمَا تَقُولُ: لَهُ دَهْقَنة كَذَا. ابْنُ بَرِّيٍّ: حُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه يُقَالُ لِلرَّئِيسِ مِنَ الْعَجَمِ مَرْزُبان ومَزْبُران، بالراءِ وَالزَّايِ، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ مَا رَوَاهُ المُفَضَّل. رسب: الرُّسُوبُ: الذَّهابُ فِي الماءِ سُفْلًا. رَسَبَ «4» الشيءُ فِي الماءِ يَرْسُب رُسُوباً، ورَسُبَ: ذهَبَ سُفلًا. ورَسَبَتْ عَيْناه: غارَتَا. وَفِي حَدِيثِ

_ (4). قوله [رسب] في القاموس أنه على وزن صرد وسبب.

الْحَسَنِ يَصِفُ أَهلَ النَّارِ: إِذا طَفَتْ بِهِمُ النارُ، أَرْسَبَتْهُم الأَغْلالُ ، أَي إِذا رَفَعَتْهم وأَظْهَرَتْهُم، حَطَّتْهم الأَغْلالُ بثِقَلِها إِلى أَسْفَلِها. وسَيْفٌ رَسَبٌ ورَسُوبٌ: ماضٍ، يَغِيبُ فِي الضَّريبةِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَبيض كالرَّجْعِ، رَسُوب، إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ، يَخْتَلِي وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَيْفٌ يُقَالُ لَهُ رَسُوبٌ أَي يَمْضِي فِي الضَّريبةِ ويَغِيبُ فِيهَا. وَكَانَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ سَيْفٌ سَمَّاه مِرْسَباً، وَفِيهِ يَقُولُ: ضَرَبْتُ بالمِرْسَبِ رأْسَ البِطْريقِ، ... بصارِمٍ ذِي هَبَّةٍ فَتِيقِ «1» كأَنه آلةٌ للرُّسوبِ. وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قُبِّحْت مِنْ سالِفةٍ، ومِن قَفا ... عَبْدٍ، إِذا مَا رَسَبَ القَوْمُ، طَفَا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَن الحُلَماءَ إِذا مَا تَرَزَّنوا فِي مَحافِلِهم، طَفا هُوَ بجَهْلِه، أَي نَزَا بجَهْلِه. والمَراسِبُ: الأَواسِي. والرَّسوبُ: الْحَلِيمُ. وَفِي النَّوَادِرِ: الرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهِيةُ. والرَّسُوب: الكَمَرة، كأَنها لِمَغيبِها عِنْدَ الجماعِ. وجَبَل راسِبٌ: ثابتٌ. وبَنُو راسبٍ: حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. قَالَ: وَفِي العربِ حَيَّانِ يُنْسبان إِلى راسبٍ: حَيٌّ فِي قُضاعة، وحيٌّ فِي الأَسْد الَّذِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الراسبِي. رشب: التهذيبُ، أَبو عَمْرٍو: المَراشِبُ: جَعْوُ رُؤُوسِ الخُروسِ؛ والجَعْوُ: الطينُ، والخُرُوسُ: الدِّنانُ. رضب: الرُّضابُ: مَا يَرْضُبُه الإِنسانُ مِنْ رِيقِه كأَنه يَمْتَصُّه، وإِذا قَبَّل جاريَتَه رَضَبَ رِيقَها. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنِّي أَنْظُر إِلى رُضابِ بُزاقِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. البُزاقُ: مَا سالَ؛ والرُّضابُ مِنْهُ: مَا تَحَبَّبَ وانْتَشر؛ يُرِيدُ: كأَني أَنْظُر إِلى مَا تحَبَّبَ وانْتَشَر مِنْ بُزَاقِه، حِينَ تَفَلَ فِيهِ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وإِنما أَضاف فِي الْحَدِيثِ الرُّضابَ إِلى البُزاقِ، لأَن البُزاقَ مِنَ الريقِ مَا سالَ. وَقَدْ رَضَبَ ريقَها يَرْضُبُه رَضْباً، وتَرَضَّبَه: رَشَفَه. والرُّضابُ: الريقُ؛ وَقِيلَ: الريقُ المَرْشُوف؛ وَقِيلَ: هُوَ تَقَطُّع الريقِ فِي الفَمِ، وكثْرةُ ماءِ الأَسنانِ، فعُبِّر عَنْهُ بالمَصْدرِ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا؛ وَقِيلَ: هُوَ قِطَعُ الرِّيقِ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا أَيضاً. والمَراضِب: الأَرْياق الْعَذْبَةُ. والرُّضَاب: قطَع الثَّلْجِ والسُّكَّر والبَرَد، قَالَهُ عُمارة بْنُ عَقِيل. والرُّضَابُ: لُعَابُ العَسَل، وَهُوَ رَغْوته. ورُضَاب المِسْك: قِطَعه. والرُّضابُ: فُتاتُ المِسْكِ؛ قَالَ: وإِذَا تَبْسِمُ، تُبْدِي حَبَباً، ... كرُضابِ المِسْكِ بِالمَاءِ الخَصِرْ ورُضابُ الفَمِ: مَا تَقَطَّع مِنْ رِيقِه. ورُضابُ

_ (1). قوله: [ضَرَبْتُ بِالْمُرْسَبِ رَأْسَ الْبِطْرِيقِ بصارم إلخ] أورد الصاغاني في التكملة بين هذين المشطورين ثالثاً وهو [علوت منه مجمع الفروق] ثم قال: وبين أضرب هذه المشاطير تعاد لأَن الضرب الأَول مقطوع مذال والثاني والثالث مخنونان مقطوعان انتهى وفيه مع ذلك أن القافية في الأَول مقيدة وفي الأَخيرين مطلقة.

النَّدَى: مَا تَقَطَّع مِنْهُ عَلَى الشَّجَرِ. والرَّضْب: الفِعْل. وماءٌ رُضابٌ: عَذْبٌ؛ قَالَ رُؤْبة: كالنَّحْلِ فِي المَاءِ الرُّضَابِ، العَذْبِ وَقِيلَ: الرُّضابُ هَاهنا: البَرْدُ؛ وَقَوْلُهُ: كالنَّحْلِ أَي كَعَسَلِ النَّحْل؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ: كاليَهُودِيِّ مِنْ نَطَاةَ الرِّقالِ أَراد: كنَخْلِ اليَهُوديّ؛ أَلا تَرى أَنه قَدْ وَصَفَها بالرِّقَالِ، وَهِيَ الطِّوالُ مِنَ النَّخْلِ؟ ونَطَاةُ: خَيْبَر بعَيْنِها. وَيُقَالُ لحَبّ الثَّلْجِ: رُضَاب الثَّلْج وَهُوَ البَرَدُ. والرَّاضِبُ مِنَ المَطَرِ: السَّحُّ. قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ أَنس يَصِفُ ضَبُعًا فِي مَغَارَةٍ: خُنَاعَةُ ضَبْعٌ، دَمَّجَتْ فِي مَغارَةٍ، ... وأَدْرَكَها، فِيها، قِطارٌ ورَاضِبُ أَراد: ضَبُعاً، فأَسْكَن الْبَاءَ؛ وَمَعْنَى دَمَّجَتْ، بِالْجِيمِ: دَخَلَت، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو دَمَّحَتْ، بالحاءِ، أَي أَكَبَّتْ؛ وخُناعَة: أَبو قَبِيلَة، وَهُوَ خُناعَةُ بنُ سَعْدِ بنِ هُذَيل بْنِ مُدْرِكَة. وَقَدْ رَضَبَ المَطَر وأَرْضَب؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الإِرْضابْ، ... رَوَّى قِلاتاً، فِي ظِلالِ الأَلْصَابْ أَبو عَمْرٍو: رَضَبَتِ السَّماءُ وهَضَبَتْ. ومَطَرٌ راضِبٌ أَي هَاطِلٌ. والرَّاضِبُ: ضَرْبٌ مِنَ السِّدْرِ، وَاحِدَتُهُ رَاضِبة ورَضَبة، فإِنْ صَحَّت رَضَبَة، فَراضِبٌ فِي جَمِيعِها اسمٌ لِلْجَمْعِ. ورَضَبَتِ الشَّاةُ كرَبَضَت، قَلِيلَةٌ. رطب: الرَّطْبُ، بالفَتْحِ: ضدُّ اليابسِ. والرَّطْبُ: النَّاعِمُ. رَطُبَ، بالضَّمِّ، يَرْطُب رُطوبَةً ورَطابَةً، ورَطِبَ فَهُوَ رَطْبٌ ورَطِيبٌ، ورَطَّبْتُه أَنا تَرْطِيباً. وجارِيَةٌ رَطْبَة: رَخْصَة. وَغُلَامٌ رَطْبٌ: فِيهِ لِينُ النساءِ. وَيُقَالُ للمرْأَةِ: يَا رَطَابِ تُسَبُّ بِهِ. والرُّطُبُ: كلُّ عُودٍ رَطْبٍ، وَهُوَ جَمْعُ رَطْبٍ. وغُصنٌ رَطِيبٌ، ورِيشٌ رَطِيبٌ أَي ناعِمٌ. والمَرْطُوبُ: صاحِبُ الرُّطُوبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآن رَطْباً أَي لَيِّناً لَا شِدَّةَ فِي صَوْتِ قَارِئِه. والرُّطْبُ والرُّطُبُ: الرِّعْيُ الأَخْضَرُ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنَ البَقْلِ وَالشَّجَرِ، وَهُوَ اسْمٌ للجِنْسِ. والرُّطْبُ، بالضمِّ، ساكِنَةَ الطاءِ: الكَلأُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: حَتى إِذا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ، ... بأَجَّةٍ، نَشَّ عَنْها المَاءُ والرُّطْبُ وَهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ، أَراد: هَيْجَ كُلِّ عُودٍ رَطْبٍ، والرُّطْبُ: جَمعُ رَطْبٍ؛ أَراد: ذَوَى كُلُّ عُودٍ رَطْبٍ فَهاجَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرُّطْب جَمَاعَةُ العُشْبِ الرَّطْبِ. وأَرْضٌ مُرْطِبةٌ أَي مُعْشِبَةٌ، كَثِيرةُ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ. والرَّطْبة: رَوْضَة الفِصْفِصَة مَا دامَتْ خَضْراءَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الفِصْفِصَةُ نَفْسُها، وجمعُها رِطابٌ.

ورَطَبَ الدَّابَّة: عَلَفها رَطْبَةً. وَفِي الصِّحَاحِ: الرَّطبة، بالفَتْح: القَضْبُ خَاصَّة، مَا دامَ طَرِيّاً رَطْباً؛ تَقُولُ مِنْهُ: رَطَبْتُ الفَرَس رَطْباً ورُطوباً، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرَأَةً قَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبائِنَا وأَبْنائِنَا، فَمَا يَحِلُّ لَنا منْ أَمْوالِهِمْ؟ فقال: الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه وتُهْدِينَه ؛ أَراد: مَا لَا يُدَّخَر، وَلَا يَبْقَى كالفواكهِ والبُقول؛ وإِنما خَصَّ الرَّطْبَ لأَنَّ خَطْبَه أَيْسَر، والفسادَ إِليه أَسرَعُ، فإِذا تُرِكَ وَلَمْ يُؤْكَلْ، هَلَك ورُمِيَ، بخلافِ الْيَابِسِ إِذا رُفِعَ وادُّخِرَ، فوَقَعَتِ المُسامَحة فِي ذَلِكَ بتركِ الاسْتِئْذانِ، وأَن يَجْرِيَ عَلَى العادةِ المُسْتحسَنةِ فِيهِ؛ قَالَ: وَهَذَا فِيمَا بَيْنَ الآباءِ والأُمَّهاتِ والأَبناءِ، دُونَ الأَزواجِ والزَّوجاتِ، فَلَيْسَ لأَحدِهما أَن يَفعل شَيْئًا إِلَّا بإِذنِ صاحبِه. والرُّطَبُ: نَضِيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، وَاحِدُ اللَّفْظِ مُذَكَّر؛ يَقُولُونَ: هَذَا الرُّطَب، وَلَوْ كَانَ تَكْسيراً لأَنَّثوا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرُّطَب البُسْرُ إِذا انهَضَم فَلانَ وحَلا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الرُّطَبُ مِنَ التَّمْرِ معروفٌ، الْوَاحِدَةُ رُطَبة، وَجَمْعُ الرُّطَبِ أَرْطابٌ ورِطابٌ أَيضاً، مثلُ رُبَعٍ ورِباعٍ، وجمعُ الرُّطَبةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ. ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ ورَطَّبَ وأَرْطَبَ: حانَ أَوانُ رُطَبِه. وتَمرٌ رَطِيبٌ: مُرْطِبٌ. وأَرْطَبَ البُسْر: صَارَ رُطَباً. وأَرْطَبَتِ النَّخْلَةُ، وأَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم وَصَارَ مَا عَلَيْهِ رُطَباً. ورَطَبَهم: أَطْعَمَهم الرُّطَب. أَبو عَمْرٍو: إِذا بلَغ الرُّطَب اليَبِيس، فوُضِعَ فِي الجِرارِ، وصُبَّ عَلَيْهِ الماءُ، فَذَلِكَ الرَّبيطُ؛ فإِنْ صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ، فَهُوَ المُصَقَّر. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للرَّطْبِ: رَطِبَ يَرْطَبُ، ورَطُبَ يَرْطُبُ رُطُوبة؛ ورَطَّبَتِ البُسرة وأَرْطَبَت، فَهِيَ مُرَطِّبةٌ ومُرْطِبة. والرَّطْبُ: المُبْتَلُّ بالماءِ. ورَطَّبَ الثوْبَ وَغيرَه وأَرْطَبَه كِلاهما: بَلَّه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: بشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيب، بدُوره ... أَرْطَى، يَعُوذُ بِهِ، إِذا مَا يُرطَبُ رعب: الرُّعْبُ والرُّعُبُ: الفَزَع والخَوْفُ. رَعَبَه يَرْعَبُه رُعْباً ورُعُباً؛ فَهُوَ مَرْعُوبٌ ورَعِيبٌ: أَفْزَعَه؛ وَلَا تَقُل: أَرْعَبَه ورَعَّبَه تَرْعِيباً وتَرْعاباً، فَرَعَب رُعْباً، وارْتَعَبَ فَهُوَ مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهرٍ ؛ كَانَ أَعداءُ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ أَوْقَعَ اللهُ فِي قلوبِهمُ الخَوْفَ مِنْهُ، فإِذا كَانَ بينَه وبينَهم مَسِيرَةُ شَهْرٍ، هابُوه وفَزِعُوا مِنْهُ؛ وَفِي حَدِيثِ الخَنْدَق: إِنَّ الأُولى رَعَّبُوا عَلَيْنا قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، والمشهورُ بَغَوْا مِنَ البَغْيِ، قَالَ: وَقَدْ تَكَرَّرَ الرُّعْب فِي الْحَدِيثِ. والتِّرْعابةُ: الفَروقة مِنْ كلِّ شيءٍ. والمَرْعَبة: القَفْرة المُخِيفة، وأَن يَثِب الرجُلُ فيَقْعُدَ بجَنْبِكَ، وأَنتَ عَنْهُ غافِلٌ، فتَفْزَعَ.

ورَعَبَ الحَوْضَ يَرْعَبُه رَعْباً: مَلأَه. ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ يَرْعَبُه: مَلأَه، وهُو مِنْهُ. وسَيْلٌ راعِبٌ: يَمْلأُ الوادِيَ؛ قَالَ مُلَيْحُ بنُ الحَكَم الهُذَلي: بِذِي هَيْدَبٍ، أَيْمَا الرُّبى تحتَ وَدْقِه، ... فتَرْوى، وأَيْمَا كلُّ وادٍ فيَرْعَبُ ورَعَبَ: فِعْلٌ مُتَعَدٍّ، وغيرُ متعدٍّ؛ تَقُولُ: رَعَبَ الْوَادِي، فَهُوَ راعِبٌ إِذا امْتَلأَ بالماءِ؛ ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ: إِذا مَلأَهُ، مِثْلُ قَوْلِهم: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه، فَمَنْ رَوَاهُ: فيَرْعَبُ، بِضَمِّ لَامِ كُلٍّ، وَفَتْحِ يَاءِ يَرْعَب، فَمَعْنَاهُ فيَمْتَلِئُ؛ وَمَنْ رَوَى: فيُرْعَب، بِضَمِّ الْيَاءِ، فَمَعْنَاهُ فيُمْلأُ؛ وَقَدْ رُوِيَ بِنَصْبِ كلٍّ، عَلَى أَن يكونَ مَفْعُولًا مقدَّماً لِيَرْعَبُ، كَقَوْلِكَ أَمَّا زَيْدًا فضَرَبْت، وَكَذَلِكَ أَمَّا كُلُّ وادٍ فيَرْعَب؛ وَفِي يَرْعَبُ ضميرُ السَّيْلِ والمطَرِ، وَرُوِيَ فيُرْوِي، بِضَمِّ الياءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ، بَدَلَ قَوْلِهِ فتَرْوَى، فالرُّبى عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بيُرْوِي، وَفِي يُرْوي ضميرُ السَّيْل أَو المطَر، ومَن رَوَاهُ فتَرْوَى رَفَع الرُّبى بالابتداءِ وتَرْوَى خَبره. والرَّعِيبُ: الَّذِي يَقْطُر دَسَماً. ورَعَّبَتِ الحمامةُ: رَفَعَت هَديلَها وشَدَّتْه. والرَّاعِبيُّ: جِنْسٌ مِنَ الحَمَامِ. وحَمامةٌ راعِبِيَّة: تُرَعِّبُ فِي صَوْتِها تَرْعِيباً، وَهُوَ شِدّة الصَّوْتِ، جاءَ عَلَى لفظِ النَّسَب، وَلَيْسَ بِهِ؛ وقيلَ: هُوَ نَسَبٌ إِلى موضِعٍ، لَا أَعرِفُ صِيغة اسمِه. وَتَقُولُ: إِنه لشَدِيدُ الرَّعْبِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا أُجِيبُ الرَّعْبَ إِن دُعِيتُ ويُرْوى إِنْ رُقِيتُ. أَراد بالرَّعْب: الْوَعِيدَ؛ إِن رُقِيتُ، أَي خُدِعْتُ بالوعيدِ، لَمْ أَنْقَدْ وَلَمْ أَخَفْ. والسِّنامُ المُرَعَّبُ: المُقَطَّع. ورَعَب السَّنامَ وغيرَهُ، يَرْعَبُه، ورَعَّبَه: قَطَعَه. والتِّرعِيبةُ، بِالْكَسْرِ: القِطْعَةُ مِنْهُ، والجمعُ تِرْعِيبٌ؛ وَقِيلَ: التِّرْعِيبُ السنامُ المُقَطَّع شَطَائِبَ مُسْتَطِيلَةً، وَهُوَ اسمٌ لَا مَصدر. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: التِّرْعِيبَ فِي التَّرعِيبِ، عَلَى الإِتباعِ، وَلَمْ يَحْفِلْ بالساكِنِ لأَنه حاجِزٌ غيرُ حَصِينٍ. وسَنامٌ رَعِيبٌ أَي مُمْتَلِئٌ سَمِينٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: تَرْعِيبُه ارتِجاجُه وسِمَنُه وغِلَظُه، كأَنه يَرْتَجُّ مِنْ سِمَنِه. والرُّعْبُوبَة: كالتِّرْعِيبةِ، وَيُقَالُ: أَطْعَمَنا رُعْبُوبةً مِنْ سنامٍ عندَه، وَهُوَ الرُّعْبَبُ. وجاريةٌ رُعْبوبةٌ ورُعْبوبٌ ورِعْبيبٌ: شَطْبة تارَّةٌ، الأَخيرة عَنِ السِّيرَافِيِّ مِنْ هَذَا، وَالْجَمْعُ الرَّعابِيبُ؛ قَالَ حُمَيْد: رَعابِيبُ بِيضٌ، لَا قِصارٌ زَعانِفٌ، ... وَلَا قَمِعات، حُسْنُهُنَّ قَرِيبُ أَي لَا تَسْتَحْسِنُها إِذا بَعُدَتْ عَنْك، وإِنما تَسْتَحْسِنُها عِنْدَ التأَمُّلِ لدَمامَة قامتِها؛ وَقِيلَ: هِيَ البيضاءُ الحَسَنةُ، الرَّطْبة الحُلْوة؛ وَقِيلَ: هِيَ البيضاءُ فَقَطْ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: ثُمَّ ظَلِلْنا فِي شِواءٍ، رُعْبَبُه ... مُلَهْوَجٌ، مِثل الكُشَى نُكَشِّبُهْ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ البيضاءُ النَّاعِمَةُ. وَيُقَالُ لأَصلِ الطَّلْعَةِ: رُعْبوبة أَيضاً. والرُّعْبُوبة: الطَّوِيلَةُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَنَاقَةٌ رُعْبوبة ورُعْبوبٌ: خَفِيفَةٌ

طَيَّاشة؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: إِذا حَرَّكَتْها الساقُ قُلْتُ: نَعامَةٌ، ... وإِن زُجِرَتْ، يَوْمًا، فلَيْسَتْ برُعْبُوبِ والرُّعْبوبُ: الضعِيفُ الْجَبَانُ. والرَّعْب: رُقْيةٌ مِنَ السِّحْر، رَعَبَ الرَّاقي يَرْعَب رَعْباً. ورجلٌ رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ مِنْ ذَلِكَ. والأَرْعَبُ: القَصِيرُ، وَهُوَ الرَّعيبُ أَيضاً، وجَمْعُه رُعُبٌ ورُعْبٌ؛ قَالَتِ امرأَة: إِني لأَهْوَى الأَطْوَلِين الغُلْبا، ... وأُبْغِضُ المُشَيَّبِينَ الرُّعْبا والرَّعْباءُ: موضِعٌ، وَلَيْسَ بثَبَتٍ. رغب: الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ، والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ، والرُّغْبَى والرَّغْبَى، والرَّغْبَاءُ: الضَّراعة والمسأَلة. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: رَغْبَةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، وَلَوْ أَعْمَلَهُما مَعاً، لَقَالَ: رَغْبة إِليكَ ورَهْبة منكَ، وَلَكِنْ لمَّا جمَعَهُما فِي النَّظْمِ، حَمَل أَحدَهما عَلَى الآخَرِ؛ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ: وزَجَّجْنَ الحَواجِبَ والعُيونا وَقَوْلُ الْآخَرِ: مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالُوا لَهُ عِنْدَ موتِه: جزاكَ اللهُ خَيْرًا، فعَلْتَ وفَعَلْتَ؛ فَقَالَ: راغِبٌ وراهِبٌ ؛ يَعْنِي: إنَّ قولَكم لِي هَذَا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فِيمَا عِنْدِي، أَو راهِبٍ منِّي؛ وَقِيلَ: أَراد إِنَّنِي راغِبٌ فِيمَا عندَ اللَّهِ، وراهِبٌ مِنْ عذابِه، فَلَا تَعْويلَ عِنْدِي عَلَى مَا قُلتم مِنَ الْوَصْفِ والإِطْراءِ. وَرَجُلٌ رَغَبُوت: مِنَ الرَّغْبَةِ. وَقَدْ رَغِبَ إِليه ورَغَّبَه هُوَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا مالَتِ الدُّنْيا عَلَى المَرْءِ رَغَّبَتْ ... إِليه، ومالَ الناسُ حيثُ يَمِيلُ وَفِي الْحَدِيثِ أَن أَسماءَ بنتَ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي راغِبةً فِي العَهْدِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبينَ قريشٍ، وَهِيَ كافِرة، فسأَلَتْنِي، فسأَلت النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصِلُها؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ الأَزهري: قولُها أَتَتْنِي أُمِّي راغِبةً، أَي طَائِعَةً، تَسْأَلُ شَيْئًا. يُقَالُ: رَغِبْتُ إِلى فلانٍ فِي كَذَا وَكَذَا أَي سأَلتُه إِيَّاه. ورُوِي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: كيفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ الدِّينُ، وظَهَرَتِ الرَّغْبة؟ وَقَوْلُهُ: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر السُّؤال وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الحِرْصُ عَلَى الجَمْع، مَعَ مَنْعِ الحَقِّ. رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ عَلَى الشيءِ، وطَمِعَ فِيهِ. والرَّغْبة: السُّؤالُ والطَّمَع. وأَرْغَبَنِي فِي الشَّيءِ ورغَّبَنِي، بِمَعْنًى. ورَغَّبَه: أَعْطاه مَا رَغِبَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: لَقُلْتُ لدَهْري: إِنَّه هُوَ غَزْوَتي، ... وإِنِّي، وإِنْ رَغَّبْتَني، غيرُ فاعِلِ والرَّغِيبةُ مِنَ العَطاءِ: الكثيرُ، والجمعُ الرَّغائبُ؛ قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: لَا تَغْضَبَنَّ عَلَى امْرِئٍ فِي مَالِهِ، ... وَعَلَى كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ

ومَتى تُصِبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنى، ... وإِلى الَّذي يُعْطِي الرَّغائبَ، فارْغَبِ وَيُقَالُ: إِنه لَوَهُوبٌ لكلِّ رَغِيبةٍ أَي لكلِّ مَرْغُوبٍ فِيهِ. والمَراغِبُ: الأَطْماعُ. والمَراغِبُ: المُضْطَرَباتُ للمَعاشِ. ودَعا اللهَ رَغْبةً ورُغْبةً، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي التنزيل العزيز: يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ رُغْباً ورُهْباً؛ قَالَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَداً قَرَأَ بِهَا، ونُصِبَا عَلَى أَنهما مفعولٌ لَهُمَا؛ وَيَجُوزُ فِيهِمَا الْمَصْدَرُ. ورَغِبَ فِي الشيءِ رَغْباً ورَغْبةً ورَغْبَى، عَلَى قِيَاسِ سَكْرَى، ورَغَباً بِالتَّحْرِيكِ: أَراده، فَهُوَ راغِبٌ؛ وارْتَغَبَ فِيهِ مثلُه. وَتَقُولُ: إِليك الرَّغْبَاءُ ومنكَ النَّعْماءُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: الرُغْبَى والرَّغْبَاءُ مِثْلُ النُّعْمَى والنَّعْمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ ابنَ عُمرَ كَانَ يَزِيدُ فِي تَلْبِيتِه: والرُّغْبَى إِليكَ والعَمَل. وَفِي رِوَايَةٍ: والرَّغْباءُ بِالْمَدِّ، وَهُمَا مِنَ الرَّغْبة، كالنُّعْمى والنَّعْماءِ مِنَ النِّعْمةِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للبَخِيل يُعْطِي مِنْ غيرِ طَبْعِ جُودٍ، وَلَا سَجِيَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خير من رُغْباكَ؛ يَقُولُ: فَرَقُه منكَ خيرٌ لَكَ، وأَحْرى أَنْ يُعْطِيَكَ عَلَيْهِ مِنْ حُبّه لَكَ. قَالَ ومثَلُ العامَّة فِي هَذَا: فَرَقٌ خيرٌ مِنْ حُبٍّ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يَقُولُ لأَنْ تُرْهَبَ، خيرٌ مِنْ أَن يُرْغَبَ فيكَ. قَالَ: وفعلتُ ذَلِكَ رُهْباكَ أَي مِنْ رَهْبَتِك. قَالَ وَيُقَالُ: الرُّغْبَى إِلى اللَّهِ تَعَالَى والعملُ أَي الرَّغْبة؛ وأَصَبْتُ مِنْكَ الرُّغْبَى أَي الرَّغْبة الكَثيرة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَا تَدَعْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فإِنَّ فِيهِمَا الرَّغائِبَ ؛ قَالَ الْكِلَابِيُّ: الرَّغائِبُ مَا يُرْغَبُ فِيهِ مِنَ الثوابِ العظيمِ، يُقَالُ: رَغيبة ورَغائِب؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ مَا يَرْغَبُ فِيهِ ذُو رَغَبِ النفسِ، ورَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الْكَثِيرِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغيبةٌ؛ والرَّغيبةُ: الأَمرُ المَرْغوبُ فِيهِ. ورَغِبَ عَنِ الشيءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، وزَهِدَ فِيهِ وَلَمْ يُرِدْهُ. ورَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ: رأَى لنفسِه عَلَيْهِ فَضْلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني لأَرْغَبُ بِكَ عَنِ الأَذانِ. يُقَالُ: رَغِبْتُ بفلانٍ عَنْ هَذَا الأَمرِ إِذا كَرِهْتَه لَهُ، وزَهِدتَ لَهُ فِيهِ. والرُّغْبُ، بِالضَّمِّ: كَثْرَةُ الأَكلِ، وَشِدَّةُ النَّهْمة والشَّرَهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرُّغْبُ شُؤْمٌ ؛ وَمَعْنَاهُ الشَّرَه والنَّهْمة، والحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا، والتَّبَقُّرُ فِيهَا؛ وَقِيلَ: سَعَة الأَمَل وطَلَبُ الْكَثِيرِ. وَقَدْ رَغُبَ، بِالضَّمِّ، رُغْباً ورُغُباً، فَهُوَ رَغِيبٌ. التَّهْذِيبِ: ورُغْبُ البطنِ كثرةُ الأَكلِ؛ وَفِي حَدِيثِ مازنٍ: وَكُنْتُ امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً أَي بسَعَةِ البطنِ، وكثرةِ الأَكلِ؛ ورُوِي بِالزَّايِ، يَعْنِي الْجِمَاعَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ نَظَرٌ. والرَّغابُ، بِالْفَتْحِ: الأَرضُ اللَّيِّنة. وأَرضٌ رَغابٌ ورُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثيرَ، وَلَا تَسيلُ إِلّا مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ اللَّيِّنَةُ الْوَاسِعَةُ، الدَّمِثةُ. وَقَدْ رَغُبَتْ رُغْباً. والرَّغيب: الْوَاسِعُ الجوفِ. ورجلٌ رَغيبُ الجَوْفِ إِذا كَانَ أَكُولًا. وَقَدْ رَغُبَ يَرْغُب رَغابةً: يُقَالُ: حَوْضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وادٍ رَغيبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كَثِيرُ الأَخذِ للماءِ، ووادٍ زَهيدٌ: قليلُ الأَخْذِ. وَقَدْ

رَغُبَ رُغْباً ورُغُباً: وكلُّ مَا اتَّسَع فَقَدِ رَغُبَ رُغْباً. ووادٍ رُغُبٌ: واسعٌ. وَطَرِيقٌ رَغِبٌ: كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ رُغُبٌ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قَدْ جَعَلَتْ ... أَيْدي المَطِيِّ بِهِ عاديَّةً رُغُبا ويُروى رُكُبا، جَمْعُ رَكُوبٍ، وَهِيَ الطريقُ الَّتِي بِهَا آثارٌ. وتراغَبَ المكانُ إِذا اتَّسَع، فَهُوَ مُتَراغِبٌ. وحِمْلٌ رَغِيبٌ ومُرْتَغِبٌ: ثقِيلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جؤَيَّة: تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لِحَمْل، ... عَلَى مَا كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِيلُ وفَرَسٌ رَغِيبُ الشَّحْوة: كَثيرُ الأَخذِ مِنَ الأَرضِ بِقَوائِمِه، والجمعُ رِغَابٌ. وإِبِلٌ رِغابٌ: كَثِيرَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنَّها ... أشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَجادِلُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِيبِ، وَهُوَ الواسِعُ. جَوْفٌ رَغيبٌ: وَوَادٍ رَغيبٌ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفة: ظَعَنَ بِهِمْ أَبو بَكْرٍ ظَعْنَةً رَغيبةً، ثُمَّ ظَعَنَ بِهِمْ عُمَرُ كَذَلِكَ أَي ظَعْنَةً وَاسِعَةً كَثِيرَةً؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: هُوَ إِن شَاءَ اللَّهُ تَسْيِير أَبي بَكْرٍ الناسَ إِلى الشَّامِ، وفتحه إِيَّاها بهم، وتَسْيِيرُ عُمَرَ إِيَّاهم إِلى الْعِرَاقِ، وفتْحُها بِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلى الدِّينِ: قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبَطْنٌ رَغِيبٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ لمَّا أَراد قَتْلَ سعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ائتُوني بسيفٍ رَغِيبٍ أَي واسِعِ الحدَّينِ، يأْخُذُ فِي ضَرْبَتِه كَثِيرًا مِنَ المَضْرِب. ورجلٌ مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غَنيٌّ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلا لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَوامِهِ ... سَوامُ أَخٍ، دَانِي القَرابةِ، مُرْغِبِ شَمِرٌ: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَي مُوسِرٌ، لَهُ مالٌ كثيرٌ رَغِيبٌ. والرُّغْبانةُ مِنَ النَّعْل: العُقْدَة الَّتِي تحتَ الشِّسْع. وراغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبانُ: أَسْماء. ورَغباء: بِئرٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ كثَيّر عَزَّةَ: إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، فِي يومِ وِرْدِها، ... قَلُوصِي، دَعَا إِعْطاشَه وتَبَلَّدَا والمِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة. ومَرْغابِينُ: موضعٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اسْمٌ لنَهْرٍ بالبَصْرة. رقب: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: الرَّقِيبُ: وَهُوَ الحافظُ الَّذِي لَا يَغيبُ عَنْهُ شيءٌ؛ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: ارْقُبُوا مُحَمَّداً فِي أَهل بَيْتِهِ أَي احفَظُوه فِيهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِن نَبيٍّ إِلّا أُعْطِيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يَكُونُونَ مَعَهُ. والرَّقيبُ: الحَفِيظُ. ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه. والتَّرَقُّبُ: الِانْتِظَارُ، وَكَذَلِكَ الارْتِقابُ. وقوله تعالى: لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ؛ مَعْنَاهُ لَمْ تَنتَظِرْ قَوْلِي. والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ.

ورَقِيبُ الجَيْشِ: طَلِيعَتُهم. ورَقِيبُ الرجُلِ: خَلَفُه مِنْ ولدِه أَو عشِيرتِه. والرَّقِيبُ: المُنْتَظِرُ. وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا. والمَرْقَبُ والمَرْقَبةُ: الموضعُ المُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عَلَيْهِ الرَّقِيبُ، وَمَا أَوْفَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ عَلَمٍ أَو رابِيةٍ لتَنْظُر مِنْ بُعْدٍ. وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قَالَ: بالجِدِّ حيثُ ارْتَقَبَتْ مَعْزاؤُه أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هُنَا: الجَدَدُ مِنَ الأَرض. شَمِرٌ: المَرْقَبة هِيَ المَنْظَرةُ فِي رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه مَراقِبُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَراقِبُ: مَا ارتَفَعَ مِنَ الأَرض؛ وأَنشد: ومَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، ... أُقَلِّبُ طَرْفي فِي فَضاءٍ عَريضِ ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: يُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الحُوتِ يَصِفُ رَفِيقاً لَهُ، يَقُولُ: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً عَلَى الرَّحِيلِ كحِرْصِ الحُوتِ عَلَى الماءِ؛ يَنْظُرُ النَّجْمَ حِرْصاً عَلَى طُلوعِه، حَتَّى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ. والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ. ورَقِيبُ القومِ: حارِسُهم، وَهُوَ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى مَرْقَبةٍ ليَحْرُسَهم. والرَّقِيبُ: الحارِسُ الحافِظُ. والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الَّذِي يَرْقُب لِلْقَوْمِ رَحْلَهم، إِذا غابُوا. والرَّقِيبُ: المُوَكَّل بالضَّريبِ. ورَقِيبُ القِداحِ: الأَمِينُ عَلَى الضَّريبِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَمِينُ أَصحابِ المَيْسِرِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: لَهَا خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، ... مكانَ الرَّقِيبِ مِنَ الياسِرِينا وَقِيلَ: هُوَ الرجُلُ الَّذِي يَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَة فِي المَيْسِرِ، وَمَعْنَاهُ كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التَّهْذِيبُ، وَيُقَالُ: الرَّقِيبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ مِنْ قِدَاحِ المَيْسِرِ؛ وأَنشد: كَمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ ... للضُّرَباءِ، أَيْديهِمْ نَواهِدْ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيهِ ثلاثةُ فُروضٍ، وَلَهُ غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباءَ إِن لَمْ يَفُزْ. وَفِي حَدِيثِ حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهُمُ اللهِ ذِي الرَّقِيبِ ؛ الرَّقِيبُ: الثالِثُ مِنْ سِهام الْمَيْسِرِ. والرَّقِيبُ: النَّجْمُ الَّذِي فِي المَشْرِق، يُراقِبُ الغارِبَ. ومنازِلُ القمرِ، كُلُّ واحدٍ مِنْهَا رَقِيبٌ لِصاحِبِه، كُلَّما طَلَع مِنْهَا واحِدٌ سقَطَ آخَرُ، مِثْلُ الثُّرَيَّا، رَقِيبُها الإِكلِيلُ إِذا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا. ورَقِيبُ النَّجْمِ: الَّذِي يَغِيبُ بِطُلُوعِه، مِثْلُ الثُّرَيَّا رَقِيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَحَقّاً، عبادَ اللَّهِ، أَنْ لَسْتُ لاقِياً ... بُثَيْنَةَ، أَو يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيبُها؟ وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ. وَيُقَالُ: إِنَّ رَقِيبَ الثُرَيَّا مِنَ الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حَتَّى تَغِيبَ؛ كَمَا أَنَّ الغَفْرَ رَقِيبُ الشَّرَطَيْنِ، لَا يَطْلُع الغَفْرُ

حَتَّى يَغِيبَ الشَّرَطانِ؛ وَكَمَا أَن الزُّبانيَيْن رَقِيبُ البُطَيْنِ، لَا يَطْلُع أَحدُهما إِلَّا بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه، فَلَا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وَكَذَلِكَ الشَّوْلَةُ رَقِيبُ الهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِيبُ الهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِيبُ الذِّرَاعِ. وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِيهاً برَقِيبِ المَيْسِرِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابئِ ... الضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لَا يَتَتَلَّع النَّجْمُ هَاهُنَا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ. والرَّقِيب: نَجْمٌ مِنْ نُجومِ المَطَرِ، يُراقبُ نجْماً آخَر. وراقبَ اللهَ تَعَالَى فِي أَمرِهِ أَي خافَه. وابنُ الرَّقِيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقان بْنِ بَدْرٍ، كأَنه كَانَ يُراقِبُ الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه. والرُّقْبى: أَن يُعْطِيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ دَارًا أَو أَرْضاً، فأَيُّهما ماتَ، رَجَعَ ذَلِكَ المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وَهِيَ مِنَ المُراقَبَة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه. وَقِيلَ: الرُّقْبَى: أَن تَجْعَلَ المَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ مِنْهُمَا يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه. وَقَدْ أَرْقَبه الرُّقْبَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَى، ولِعَقبِه بَعْدَهُ بمنزلةِ الوقفِ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَرْقَبْتُه دَارًا أَو أَرضاً إِذا أَعطيتَه إِياها فَكَانَتْ لِلْبَاقِي مِنْكُما؛ وقُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فَهِيَ لَكَ، وإِن مُتَّ قَبْلِي، فَهِيَ لِي؛ والاسمُ الرُّقْبى: وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي العُمْرَى والرُّقْبَى: أَنَّهَا لِمَنْ أُعْمِرَها، وَلِمَنْ أُرْقِبَها، ولوَرَثَتِهِما مِنْ بعدِهِما. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي ابنُ عُلَيَّة، عَنْ حجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عَنِ الرُّقْبَى، فَقَالَ: هُوَ أَن يَقُولَ الرَّجُلَ لِلرَّجُلِ، وَقَدْ وَهَبَ لَهُ دَارًا: إِنْ مُتَّ قَبْلِي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فَهِيَ لَكِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصلُ الرُّقْبَى مِنَ المُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا، إِنما يَرْقُبُ مَوْتَ صاحِبِه؛ أَلا تَرَى أَنه يَقُولُ: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فَهِيَ لَكَ؟ فَهَذَا يُنْبِئك عَنِ المُراقَبة. قَالَ: وَالَّذِي كَانُوا يُريدون مِنْ هَذَا أَن يَكُونَ الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل عَلَى صاحِبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِعَ بِهِ مَا دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ لَهُ، لَمْ يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ مِنْهُ شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بنَقْضِ ذَلِكَ، أَنه مَنْ مَلَك شَيْئًا حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ مِنْ بَعْدِه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ فُعْلى مِنَ المُراقَبَةِ. والفُقهاءُ فِيهَا مُختَلِفون: مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِيكاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قَالَ: وَجَاءَ فِي هَذَا الْبَابِ آثارٌ كثيرةٌ، وَهِيَ أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشَّرْطَ باطِلٌ. وَيُقَالُ: أَرْقَبْتُ فُلَانًا دَارًا، وأَعْمَرْتُه دَارًا إِذا أَعْطَيْته إِيَّاها بِهَذَا الشَّرْطِ، فَهُوَ مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ. وَيُقَالُ: وَرِثَ فلانٌ مَالًا عَنْ رِقْبَةٍ أَي عَنْ كلالةٍ، لَمْ يَرِثْهُ عَنْ آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عَنْ رِقْبَةٍ إِذا لَمْ يَكُنْ آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كَانَ السَّدَى والنَّدى مَجْداً ومَكْرُمَةً، ... تِلْكَ المَكارِمُ لَمْ يُورَثْنَ عَنْ رِقَبِ أَي وَرِثَها عَنْ دُنًى فدُنًى مِنْ آبائِهِ، وَلَمْ يَرِثْهَا مِنْ وراءُ وراءُ.

والمُراقَبَة، فِي عَرُوضِ المُضارِعِ والمُقْتَضَبِ، أَن يَكُونَ الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن آخرَ السَّببِ الَّذِي فِي آخِرِ الجزءِ، وَهُوَ النُّونُ مِنْ مَفاعِيلُن، لَا يَثْبُتُ مَعَ آخِر السَّببِ الَّذِي قَبْلَه، وَهُوَ الياءُ فِي مَفاعِيلُن، وَلَيْسَتْ بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ المُراقَبَة لَا يَثْبُت فِيهَا الْجُزْآنِ المُتراقِبانِ، وإِنما هُوَ مِنَ المُراقَبَة المُتَقَدّمة الذِّكْر، والمُعاقَبة يَجْتمعُ فِيهَا المُتعاقِبانِ. التَّهْذِيبُ، اللَّيْثُ: المُراقَبَة فِي آخِرِ الشِّعْرِ عِنْدَ التَّجْزِئَة بَيْنَ حَرْفَيْنِ، وَهُوَ أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، وَلَا يَسْقُطانِ مَعاً، وَلَا يَثْبُتان جَمِيعاً، وَهُوَ فِي مَفاعِيلُن الَّتِي للمُضارع لَا يَجُوزُ أَن يتمَّ، إِنما هُوَ مَفاعِيلُ أَو مَفاعِلُنْ. والرَّقِيبُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِيباتٌ. والرَّقِيب والرَّقُوبُ مِن النِّساءِ: الَّتِي تُراقِبُ بَعْلَها لِيَمُوت، فَتَرِثَه. والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: الَّتِي لَا تَدْنُو إِلى الحوضِ مِنَ الزِّحامِ، وَذَلِكَ لكَرَمِها، سُميت بِذَلِكَ، لأَنها تَرقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هِيَ. والرَّقُوبُ مِنَ الإِبل والنِّساءِ: الَّتِي لَا يَبْقَى لَهَا وَلَدٌ؛ قال عبيد: لأَنها شَيْخَةٌ رَقُوبُ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي ماتَ وَلَدُها، وَكَذَلِكَ الرجُل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمْ يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمِّنا، ... وَلَا كأَبِينا عاشَ، وَهُوَ رَقُوبُ وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: مَا تَعُدُّون الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا يَبْقى لَه ولَد؛ قَالَ: بَلِ الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّم مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ مَعْنَاهُ فِي كلامِهِم، إِنما هُوَ عَلى فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ ... بوَاحِدِها، إِذا يَغْزُو، تُضِيفُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَكَأَنَّ مَذْهَبُه عِنْدَهُمْ عَلَى مَصائِب الدُّنْيَا، فجَعَلَها رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى فَقْدِهِم فِي الْآخِرَةِ؛ وَلَيْسَ هَذَا بخلافِ ذَلِكَ فِي الْمَعْنَى، وَلَكِنَّهُ تحويلُ الْمَوْضِعِ إِلى غيرِه، نَحْوُ حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وَلَيْسَ هَذَا أَن يكونَ مِنْ سُلِبَ مالَه، لَيْسَ بمحْروبٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الرَّقُوبُ فِي اللُّغَةِ: الرَّجُلُ والمرأَة إِذا لَمْ يَعِشْ لَهُمَا وَلَدٌ، لأَنه يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عَلَيْهِ، فنَقَلَه النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى الَّذِي لَمْ يُقَدِّم مِنْ الْوَلَدِ شَيْئًا أَي يموتُ قَبْلَهُ تَعْرِيفًا، لأَن الأَجرَ والثوابَ لِمَنْ قَدَّم شَيْئًا مِنَ الْوَلَدِ، وأَن الاعتِدادَ بِهِ أَعظم، والنَّفْعَ بِهِ أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كَانَ فِي الدُّنْيَا عَظِيمًا، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ عَلَى الصبرِ، وَالتَّسْلِيمِ للقضاءِ فِي الْآخِرَةِ، أَعظم، وأَنَّ الْمُسْلِمَ وَلَدُه فِي الْحَقِيقَةِ مَنْ قَدَّمه واحْتَسَبَه، وَمَنْ لَمْ يُرزَق ذلك، فهو كالذي لَا وَلدَ لَهُ؛ وَلَمْ يَقُلْهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِبطالًا لِتَفْسِيرِهِ اللُّغَوِيِّ، إِنما هُوَ كقولِه: إِنما المَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه ، لَيْسَ عَلَى أَن مَنْ أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ. والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وَقِيلَ: أَعلاها؛ وَقِيلَ: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة عَلَى طَرْح الزائِدِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرِدْ بِنَا، فِي سَمَلٍ لَمْ يَنْضُبِ ... مِنْهَا، عِرَضناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فَقَالَ: تَظَلُّ، عَلَى الثَّمْراءِ، مِنْهَا جَوارِسٌ، ... مَراضيعُ، صُهْبُ الريشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً. وَهُوَ أَرْقَب: بَيِّن الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً عَلَى غَيْرِ قياسٍ. والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ المَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ. وَيُقَالُ للأَمَةِ الرَّقَبانِيَّةِ: رَقْباءُ لَا تُنْعَتُ بِهِ الحُرَّة. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، وَلَا يُقَالُ للمرأَة رَقَبانِيَّة. والمُرَقَّبُ: الجلدُ الَّذِي سُلِخَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لَمْ تُضِفْ إِليه إِلّا عَلَى القياسِ. ورَقَبَه: طَرَحَ الحَبْلَ فِي رَقَبَتِه. والرَّقَبةُ: الْمَمْلُوكُ. وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً. وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الْجُمْلَةُ باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ: وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ ؛ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ فِي الرقابِ إِنهم المُكاتَبون، وَلَا يُبْتَدَأُ مِنْهُ مَمْلُوكٌ فيُعْتَقَ. وَفِي حَدِيثِ قَسْم الصَّدَقاتِ: وَفِي الرِّقابِ ، يريدُ المُكاتَبين مِنَ الْعَبِيدِ، يُعْطَوْنَ نَصِيباً مِنَ الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِيهم. اللَّيْثُ يُقَالُ: أَعتق اللهُ رَقَبَتَه، وَلَا يُقَالُ: أَعْتَقَ اللَّهُ عُنُقَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تكَرَّرَتِ الأَحاديث فِي ذِكْرِ الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وَهِيَ فِي الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عَنْ جَمِيعِ ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قَالَ: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قَالَ: أَعْتِقْ عَبْدًا أَو أَمَة؛ وَمِنْهُ قولُهم: دَيْنُه فِي رَقَبَتِه. وَفِي حَدِيثِ ابنِ سِيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ ، أَي نَفْس الأَرضِ، يَعْنِي مَا كَانَ مِنْ أَرضِ الخَراجِ فَهُوَ لِلْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لأَصحابهِ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً. وَفِي حَدِيثِ بِلالٍ: والرَّكائِب المُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وَمَا عليهِنَ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ. وَفِي حَدِيثِ الخَيْلِ: ثُمَّ لمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقابِها وظُهورِها ؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الحَمْلَ عَلَيْهَا. وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ الْعَرَبِ، وَهُوَ لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كَانَ أَوْقَصَ، وَهُوَ الَّذِي أَسَرَ حاجبَ بْنَ زُرارة يَوْمَ جَبَلَة. والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ مِنْ فُرْسانِ العَرَب. وَفِي حَدِيثِ عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذِي الرَّقِيبة وَهُوَ، بِفَتْحِ الراءِ وكسرِ القافِ، جَبَل بخَيْبَر. ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عَلَيْهَا، وَالِاسْمُ الرِّكْبة، بِالْكَسْرِ، والرَّكْبة مرَّةٌ واحدةٌ. وكلُّ مَا عُلِيَ فَقَدْ رُكِبَ وارْتُكِبَ. والرِّكْبَةُ، بِالْكَسْرِ: ضَرْبٌ مِنَ الرُّكوبِ، يُقَالُ: هُوَ حَسَنُ الرِّكْبَةِ. ورَكِبَ فلانٌ فُلاناً بأَمْرٍ، وارْتَكَبَه، وكلُّ شيءٍ عَلا شَيْئًا: فَقَدْ رَكِبَه؛ ورَكِبَه الدَّيْنُ، ورَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونحوَهما مَثَلًا بِذَلِكَ. ورَكِب مِنْهُ أَمْراً قَبِيحًا، وارْتَكَبَه، وَكَذَلِكَ رَكِب الذَّنْبَ، وارْتَكَبَه، كلُّه عَلَى المَثَل.

وارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْيانُها. وَقَالَ بعضُهم: الراكِبُ للبَعِير خَاصَّةً، وَالْجَمْعُ رُكَّابٌ، ورُكْبانٌ، ورُكُوبٌ. ورجلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ، الأُولى عَنْ ثَعْلَب: كثيرُ الرُّكوبِ، والأُنْثَى رَكَّابة. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ: تَقُولُ: مَرَّ بِنَا راكبٌ، إِذا كَانَ عَلَى بعيرٍ خاصَّة، فإِذا كَانَ الراكبُ عَلَى حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قُلْتَ: مَرَّ بِنَا فارِسٌ عَلَى حِمارٍ، ومَرَّ بِنَا فارسٌ عَلَى بغلٍ؛ وَقَالَ عُمارة: لَا أَقولُ لصاحِبِ الحِمارِ فارسٌ، وَلَكِنْ أَقولُ حَمَّارٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قولُ ابنِ السِّكِّيتِ: مَرَّ بِنَا راكبٌ، إِذا كَانَ عَلَى بَعيرٍ خاصَّة، إِنما يُريدُ إِذا لَمْ تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جَازَ أَن يكونَ للبعيرِ والحِمارِ والفرسِ والبغلِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ فَتَقُولُ: هَذَا راكِبُ جَمَلٍ، وراكبُ فَرَسٍ، وراكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لَمْ تُضِفْه، كَقَوْلِكَ رَكْبٌ ورُكْبان، لَا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، وَلَا رُكْبان إِبل، لأَن الرَّكْبَ والرُّكْبانَ لَا يَكُونُ إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ. غَيْرُهُ: وأَما الرُّكَّاب فَيَجُوزُ إِضافتُه إِلى الخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهما، كَقَوْلِكَ: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبانِ. قَالَ: وأَما قولُ عُمارَة: إِني لَا أَقول لراكبِ الحِمارِ فارِسٌ؛ فَهُوَ الظَّاهِرُ، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ مِنَ الفَرَس، وَمَعْنَاهُ صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْلِهِم: لابِنٌ، وتامِرٌ، ودارِعٌ، وسائِفٌ، ورامِحٌ إِذا كَانَ صاحبَ هَذِهِ الأَشْياءِ؛ وَعَلَى هَذَا قَالَ الْعَنْبَرِيُّ: فَلَيْتَ لِي بِهِمْ قَوْماً، إِذا رَكِبُوا، ... شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً ورُكْبانا فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ، والرُّكْبانُ الجَماعة مِنْهُمْ. قَالَ: والرَّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بتكسيرِ راكِبٍ. والرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ فِي السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ وَقَالَ الأَخفش: هُوَ جَمْعٌ وهُم العَشَرة فَمَا فوقَهُم، وأُرى أَن الرَّكْبَ قَدْ يكونُ للخَيْل والإِبِلِ. قَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَة، وَكَانَ فرَسُه قَدْ عَطِبَ أَوْ عُقِرَ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا فَقْرِي إِلَيْه، ... إِذا مَا الرَّكْبُ، فِي نَهْبٍ، أَغاروا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ؛ فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونُوا رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يَكُونُوا رَكْبَ إِبِلٍ، وَقَدْ يجوزُ أَن يكونَ الجيشُ مِنْهُمَا جَمِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: بَشِّرْ رَكِيبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّمَ مِثْلِ قُورِ حِسْمَى. الرَّكِيبُ، بِوَزْنِ القَتِيلِ: الراكِبُ، كالضَّريبِ وَالصَّرِيمِ للضارِبِ والصارِم. وفلانٌ رَكِيبُ فلانٍ: لِلَّذِي يَرْكَبُ مَعَهُ، وأَراد برَكِيبِ السُّعاةِ مَنْ يَرْكَبُ عُمَّال الزَّكَاةِ بالرَّفْعِ عَلَيْهِمْ، ويَسْتَخِينُهم، ويَكْتُبُ عَلَيْهِمْ أَكثَر مِمَّا قبَضُوا، ويَنْسُب إِليهم الظُّلْمَ فِي الأَخْذِ. قَالَ: ويجوزُ أَن يُرادَ مَنْ يَركَبُ مِنْهُمُ الناسَ بالظُّلْم والغَشْم، أَو مَنْ يَصْحَبُ عُمَّال الجَور، يَعْنِي أَن هَذَا الوَعِيدَ لِمَنْ صَحِبَهم، فَمَا الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيَأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بِهِمْ ؛ يريدُ عُمَّال الزَّكَاةِ، وجَعَلَهم مُبْغِضِينَ، لِما فِي نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ مِنْ حُبِّها وكَراهَةِ فِراقِها.

والرُّكَيْبُ: تصغيرُ رَكْبٍ؛ والرَّكْبُ: اسمٌ مِنْ أَسماءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ ورَهْطٍ؛ قَالَ: وَلِهَذَا صَغَّرَه عَلَى لفظِه؛ وَقِيلَ: هُوَ جمعُ راكِبٍ، كصاحِبٍ، وصَحْبٍ؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَالَ فِي تَصْغِيرِهِ: رُوَيْكِبُونَ، كَمَا يُقَالُ: صُوَيْحِبُونَ. قَالَ: والرَّكْبُ فِي الأَصْلِ، هُوَ راكبُ الإِبِل خاصَّة، ثُمَّ اتُّسِعَ، فأُطْلِقَ عَلَى كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. وقولُ عليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَانَ مَعَنا يومئذٍ فَرَسٌ إِلا فَرَسٌ عَلَيْهِ المِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ ، يُصَحِّحُ أَن الرَّكْبَ هَاهُنَا رُكّابُ الإِبِلِ، والجمعُ أَرْكُبٌ ورُكوبٌ. والرَّكَبةُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَقَلُّ مِنَ الرَّكْبِ. والأُرْكُوبُ: أَكثرُ مِنَ الرَّكْبِ. قَالَ أَنشده ابْنُ جِنِّي: أَعْلَقْت بالذِّئب حَبْلًا، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ... الْحَقْ بأَهْلِكَ، واسْلَمْ أَيُّها الذِّيبُ أَما تقولُ بِهِ شاةٌ فيأْكُلُها، ... أَو أَن تَبِيعَهَ فِي بعضِ الأَراكِيب أَرادَ تَبِيعَها، فحَذف الأَلف تَشْبِيهاً لَهَا بالياءِ وَالْوَاوِ، لِما بينَهما وَبَيْنَهَا مِنَ النِّسْبة، وَهَذَا شاذٌّ. والرِّكابُ: الإِبلُ الَّتِي يُسار عَلَيْهَا، واحِدَتُها راحِلَةٌ، وَلَا واحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِها، وَجَمْعُهَا رُكُبٌ، بِضَمِّ الْكَافِ، مِثْلُ كُتُبٍ؛ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذا سافرْتُم فِي الخِصْب فأَعْطُوا الرِّكابَ أَسِنَّتَها أَي أَمْكِنُوها مِنَ المَرْعَى؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الْحَدِيثَ: فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرُّكُبُ جمعُ الرِّكابِ «2»، ثُمَّ يُجمَع الرِّكابُ رُكُباً؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرُّكُبُ لَا يكونُ جمعَ رِكابٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بعيرٌ رَكُوبٌ وَجَمْعُهُ رُكُب، ويُجْمع الرِّكابُ رَكائبَ. ابْنُ الأَعرابي: راكِبٌ ورِكابٌ، وهو نَادِرٌ «3». ابْنُ الأَثير: الرُّكُبُ جمعُ رِكابٍ، وَهِيَ الرَّواحِلُ مِنَ الإِبِلِ؛ وَقِيلَ: جمعُ رَكُوبٍ، وَهُوَ مَا يُركَبُ مِنْ كلِّ دابَّةٍ، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعولٍ. قَالَ: والرَّكُوبة أَخَصُّ مِنْهُ. وزَيْتٌ رِكابيٌّ أَي يُحمل عَلَى ظُهورِ الإِبِل مِنَ الشَّامِ. والرِّكابُ للسَّرْجِ: كالغَرْزِ للرَّحْلِ، وَالْجَمْعُ رُكُبٌ. والمُرَكَّبُ: الَّذِي يَسْتَعيرُ فَرَساً يَغْزُو عَلَيْهِ، فَيَكُونُ نِصْفُ الغَنِيمَةِ لَهُ، ونِصْفُها للمُعِيرِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لبعضِ مَا يُصِيبُ مِنَ الغُنْمِ؛ ورَكَّبَهُ الفَرَسَ: دَفَعَهُ إِليه عَلَى ذَلِكَ؛ وأَنشد: لَا يَرْكَبُ الخَيْلَ، إِلا أَن يُرَكَّبَها، ... وَلَوْ تَناتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ، ومِنْ سُودِ وأَرْكَبْتُ الرَّجُلَ: جَعَلْتُ لَهُ مَا يَرْكَبُه. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حَانَ أَن يُرْكَبَ، فَهُوَ مُرْكِبٌ. ودابَّةٌ مُرْكِبةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزى عَلَيْهَا.

_ (2). قوله [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الرَّكْبُ جمع إلخ] هي بعض عبارة التهذيب وأصلها الركب جمع الركاب وَالرِّكَابُ الإِبل الَّتِي يُسَارُ عليها ثم تجمع إلخ. (3). وقول اللسان بعد ابْنُ الأَعرابي رَاكِبٌ وَرِكَابٌ وهو نادر هذه أيضاً عبارة التهذيب أوردها عند الكلام على الراكب للإِبل وأن الركب جمع له أو اسم جمع.

ابْنُ شُمَيْلٍ، فِي كتابِ الإِبِل: الإِبِل الَّتِي تُخْرَجُ لِيُجاءَ عَلَيْهَا بالطَّعامِ تُسَمَّى رِكاباً، حِين تَخْرُج وبعدَ ما تَجِيءُ، وتُسَمَّى عِيراً عَلَى هاتينِ المَنزِلَتَيْن؛ وَالَّتِي يُسافَرُ عَلَيْهَا إِلى مَكَّةَ أَيضاً رِكابٌ تُحْمَل عَلَيْهَا المَحامِلُ، وَالَّتِي يُكْرُون ويَحْمِلُونَ عَلَيْهَا مَتاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّها رِكابٌ وَلَا تُسمّى عِيراً، وإِن كَانَ عَلَيْهَا طعامٌ، إِذا كانت مؤاجَرَةً بِكِراءٍ، وَلَيْسَ العِيرُ الَّتِي تَأْتي أَهلَها بالطَّعامِ، وَلَكِنَّهَا رِكابٌ، والجماعةُ الرَّكائِبُ والرِّكاباتُ إِذا كَانَتْ رِكابٌ لِي، ورِكابٌ لَكَ، ورِكابٌ لِهَذَا، جِئنا فِي رِكاباتِنا، وَهِيَ رِكابٌ، وإِن كَانَتْ مَرْعِيَّة؛ تَقُولُ: تَرِدُ عَلَيْنَا اللَّيلَةَ رِكابُنا، وإِنما تُسَمَّى رِكَابًا إِذا كَانَ يُحَدِّثُ نَفْسَه بأَنْ يَبْعَثَ بِهَا أَو يَنْحَدِرَ عَلَيْهَا، وإِن كَانَتْ لَمْ تُرْكَبْ قَطُّ، هَذِهِ رِكابُ بَني فلانٍ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفة: إِنما تَهْلِكُون إِذا صِرْتُمْ تَمْشُون الرَّكَباتِ كأَنكم يَعاقِيبُ الحَجَلِ، لَا تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَلَا تُنْكِرُونَ مُنْكَراً ؛ مَعْنَاهُ: أَنكم تَرْكَبُون رُؤُوسَكُمْ فِي الباطِلِ وَالْفِتَنِ، يَتْبَعُ بَعْضُكم بَعْضًا بِلا رَوِيَّةٍ. والرِّكابُ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ القومَ، وَهِيَ رِكابُ الْقَوْمِ إِذا حَمَلَتْ أَوْ أُرِيدَ الحَمْلُ عَلَيْهَا، سُمِّيت رِكاباً، وَهُوَ اسمُ جَماعَةٍ. قَالَ ابنُ الأَثير: الرَّكْبَة المَرَّة مِنَ الرُّكُوبِ، وجَمْعُها رَكَباتٌ، بالتَّحْريك، وَهِيَ مَنْصوبة بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هُوَ حالٌ مِنْ فاعِلِ تَمْشُون؛ والرَّكَباتِ واقعٌ مَوقِعَ ذَلِكَ الفعلِ، مُسْتَغْنًى بِهِ عَنْهُ، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكَباتِ، مثلُ قولِهم أَرْسَلَها العِرَاكَ أَي أَرسَلَها تَعْتَرِكُ العِراكَ، وَالْمَعْنَى تَمْشُونَ رَاكِبِينَ رُؤُوسَكُمْ، هائمِينَ مُسْتَرْسِلينَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي لَكُم، كأَنَّكم فِي تَسَرُّعِكُمْ إِليهِ ذُكُورُ الحَجَلِ فِي سُرْعَتِها وتَهافُتِها، حَتَّى إِنها إِذا رَأَت الأُنْثَى مَعَ الصائِد أَلْقَتْ أَنْفُسَها عَلَيْها، حَتَّى تَسْقُط فِي يَدِه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا شَرَحَه الزَّمَخْشَرِيُّ. قَالَ وَقَالَ القُتَيْبي: أَرادَ تَمْضُونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ مِنْ غَيْر تَثَبُّتٍ. والمَرْكَبُ: الدَّابة. تَقُولُ: هَذَا مَرْكَبي، والجَمْع المراكِبُ. والمَرْكَبُ: المَصْدَرُ، تَقُول: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً. والمَرْكَبُ: الموْضِعُ. وَفِي حَدِيثِ السَّاعَة: لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً، لَمْ يُرْكِبْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. يُقَالُ: أَرْكَبَ المُهْرَ يُرْكِبُ، فَهُوَ مُرْكِبٌ، بكَسْرِ الْكَافِ، إِذا حانَ لَهُ أَنْ يُرْكَبَ. والمَرْكَبُ: واحِدُ مَراكِبِ البرِّ والبَحْرِ. ورُكَّابُ السّفينةِ: الَّذِينَ يَرْكَبُونَها، وَكَذَلِكَ رُكَّابُ الماءِ. اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تُسَمِّي مَن يَرْكَبُ السَّفينة، رُكَّابَ السَّفينةِ. وأَما الرُّكْبانُ، والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ: فراكِبُو الدوابِّ. يُقَالُ: مَرُّوا بنَا رُكُوباً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جَعَلَ ابْنُ أَحمر رُكَّابَ السَّفِينَةِ رُكْباناً؛ فَقَالَ: يُهِلُّ، بالفَرْقَدِ، رُكْبانُها، ... كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ يَعْنِي قَوْمًا رَكِبُوا سَفِينَةً، فغُمَّتِ السماءُ وَلَمْ يَهْتَدُوا، فَلَمَّا طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّروا، لأَنهم اهْتَدَوْا للسَّمْتِ الَّذِي يَؤُمُّونَه. والرَّكُوبُ والرَّكوبة مِنَ الإِبِلِ: الَّتِي تُرْكَبُ؛ وَقِيلَ: الرَّكُوبُ كلُّ دابَّة تُركب.

والرَّكُوبة: اسْمٌ لِجَمِيعِ مَا يُرْكَب، اسْمٌ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمِيعِ؛ وَقِيلَ: الرَّكوبُ المَركوبُ؛ والرَّكوبة: المُعَيَّنة للرُّكوبِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُلْزَمُ العَمَل مِنْ جميعِ الدوابِّ؛ يُقَالُ: مَا لَه رَكُوبةٌ وَلَا حمولةٌ وَلَا حلوبةٌ أَي مَا يَرْكَبُه ويَحْلُبُه ويَحْمِلُ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ القُرَّاءُ عَلَى فَتْحِ الراءِ، لأَن الْمَعْنَى فَمِنْهَا يَرْكَبُون، ويُقَوِّي ذَلِكَ قولُ عَائِشَةَ فِي قِرَاءَتِهَا: فَمِنْهَا رَكُوبَتُهم. قَالَ الأَصمعي: الرَّكُوبةُ مَا يَرْكَبون. وناقةٌ رَكُوبةٌ ورَكْبانةٌ ورَكْباةٌ أَي تُرْكَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبْغِني نَاقَةً حَلْبانة رَكْبانةً أَي تَصْلُح للحَلْب والرُّكُوبِ، الأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ للمُبالغة، ولتُعْطِيا مَعْنَى النَّسَب إِلى الحَلْب والرُّكُوبِ. وَحَكَى أَبو زيدٍ: ناقةٌ رَكَبُوتٌ، وطريقٌ رَكوبٌ: مَرْكُوبٌ مُذَلَّل، وَالْجَمْعُ رُكُبٌ، وعَوْدٌ رَكُوبٌ كَذَلِكَ. وَبَعِيرٌ رَكُوبٌ: بِهِ آثَارُ الدَّبَر والقَتَب. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِذا عُمَرُ قَدْ رَكِبني أَي تَبعَني وجاءَ عَلَى أَثَري، لأَنَّ الراكبَ يَسير بِسَيْرِ المَرْكُوبِ؛ يقال: ركِبتُ أَثَره وطريقَه إِذا تَبِعْتَه مُلْتَحِقاً بِهِ. والرَّاكِبُ والراكِبةُ: فَسيلةٌ تكونُ فِي أَعلى النَّخْلَةِ متَدَلِّيةً لَا تَبْلُغُ الأَرض. وَفِي الصِّحَاحِ: الرَّاكِبُ مَا يَنْبُتُ مِنَ الفَسِيلِ فِي جُذوعِ النخلِ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الأَرضِ عِرْقٌ، وَهِيَ الراكوبةُ والراكوبُ، وَلَا يُقَالُ لَهَا الركَّابةُ، إِنما الركَّابة المرأَة الكثيرةُ الرُّكُوبِ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ، هَذَا قَوْلُ بَعْضِ اللُّغَويِّين. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّكَّابة الفَسِيلةُ، وَقِيلَ: شبْهُ فَسِيلةٍ تَخْرُجُ فِي أَعْلَى النَّخْلَةِ عِنْدَ قِمَّتِها، ورُبَّما حَمَلَتْ مَعَ أُمِّها، وإِذا قُلِعَت كَانَ أَفضل للأُمِّ، فأَثْبَتَ مَا نَفى غيرُه مِنَ الرَّكَّابة، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الأَصمعي يَقُولُ: إِذا كانتِ الفَسِيلة فِي الجِذْعِ وَلَمْ تَكُنْ مُسْتَأْرِضةً، فَهِيَ مِنْ خَسِيسِ النَّخْلِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيها الرَّاكِبَ؛ وَقِيلَ فِيهَا الراكوبُ، وجَمْعُها الرَّواكِيبُ. والرِّياحُ رِكابُ السَّحابِ فِي قولِ أُمَيَّة: تَرَدَّدُ، والرِّياحُ لَهَا رِكابُ وَتَراكَبَ السَّحابُ وتَراكَم: صَارَ بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ. وَفِي النوادِرِ: يُقَالُ رَكِيبٌ مِنْ نَخْلٍ، وَهُوَ مَا غُرِسَ سَطْراً عَلَى جَدْوَلٍ، أَو غيرِ جَدْوَلٍ. ورَكَّبَ الشيءَ: وَضَعَ بَعضَه عَلَى بعضٍ، وَقَدْ تَرَكَّبَ وتَراكَبَ. والمُتراكِبُ مِنَ القافِيَةِ: كلُّ قافِيةٍ تَوَالَتْ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ متحركةٍ بَيْنَ ساكنَين، وَهِيَ مُفاعَلَتُن ومُفْتَعِلُن وفَعِلُنْ لأَنَّ فِي فَعِلُنْ نُونًا سَاكِنَةً، وَآخِرُ الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ فَعِلُنْ نُونٌ سَاكِنَةٌ، وفَعِلْ إِذا كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى حَرْفٍ مُتَحَرِّك نَحْوَ فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ الأَخيرة سَاكِنَةٌ، والواوُ فِي فَعُولُ سَاكِنَةٌ. والرَّكِيبُ: يَكُونُ اسْمًا للمُرَكَّبِ فِي الشيءِ، كالفَصِّ يُرَكَّب فِي كِفَّةِ الخاتَمِ، لأَن المُفَعَّل والمُفْعَل كلٌّ يُرَدُّ إِلى فَعِيلٍ. وثَوْبٌ مُجَدَّدٌ جَديدٌ، وَرَجُلٌ مُطْلَق طَلِيقٌ، وشيءٌ حَسَنُ التَّرْكِيبِ. وتقولُ فِي تَركِيبِ الفَصِّ فِي الخاتَمِ، والنَّصْلِ فِي السَّهْم: رَكَّبْتُه فَترَكَّبَ، فَهُوَ مُرَكَّبٌ ورَكِيبٌ. والمُرَكَّبُ أَيضاً: الأَصلُ والمَنْبِتُ؛ تَقُولُ

فلانٌ كرِيمُ المُرَكَّبِ أَي كرِيمُ أَصلِ مَنْصِبِه فِي قَوْمِهِ. ورُكْبانُ السُّنْبُل: سوابِقُه الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ فِي أَوَّلِه. يُقَالُ: قَدْ خَرَجَتْ فِي الحَبّ رُكْبانُ السُّنْبُل. وروَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرائِقُ بعضُها فوقَ بعضٍ، فِي مُقدّمِ السَّنامِ؛ فأَمَّا الَّتِي فِي المُؤَخَّرِ فَهِيَ الرَّوادِفُ، واحِدَتُها رَاكِبةٌ ورادِفةٌ. والرُّكْبَتانِ: مَوْصِلُ مَا بينَ أَسافِلِ أَطْرافِ الفَخِذَيْنِ وأَعالي الساقَيْنِ؛ وَقِيلَ: الرُّكْبةُ موصِلُ الوظِيفِ والذِّراعِ، ورُكبةُ البعيرِ فِي يدِهِ. وَقَدْ يُقَالُ لذواتِ الأَربعِ كُلها مِنَ الدَّوابِّ: رُكَبٌ. ورُكْبَتا يَدَيِ الْبَعِيرِ: المَفْصِلانِ اللَّذانِ يَليانِ البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَما المَفْصِلانِ الناتِئَانِ مِنْ خَلْفُ فَهُمَا العُرْقُوبانِ. وكُلُّ ذِي أَربعٍ، رُكْبَتاه فِي يَدَيْهِ، وعُرْقُوباهُ فِي رِجْلَيه، والعُرْقُوبُ: مَوْصِلُ الوظِيفِ. وَقِيلَ: الرُّكْبةُ مَرْفِقُ الذِّراعِ مِنْ كلِّ شيءٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بعيرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّكَبِ؛ كأَنه جعلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رُكْبةً ثُمَّ جَمَع عَلَى هَذَا، والجمعُ فِي القِلَّة: رُكْباتٌ، ورُكَبات، ورُكُباتٌ، وَالْكَثِيرُ رُكَبٌ، وَكَذَلِكَ جَمْعُ كلِّ مَا كَانَ عَلَى فُعْلَةٍ، إِلا فِي بناتِ الياءِ فإِنهم لَا يُحَرِّكونَ مَوْضِعَ العينِ مِنْهُ بِالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ فِي المُضاعَفة. والأَرْكَبُ: العظِيمُ الرُّكْبة، وَقَدْ رَكِبَ رَكَباً. وبعيرٌ أَرْكَبُ إِذا كَانَتْ إِحدى رُكْبَتَيْهِ أَعظمَ مِنَ الأُخرى. والرَّكَب: بياضٌ فِي الرُّكْبةِ. ورُكِبَ الرجلُ: شَكَا رُكْبته. ورَكَبَ الرجلُ يَرْكُبُه رَكْباً، مثالُ كَتَب يَكْتُبُ كَتْباً: ضَرَبَ رُكْبَته؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا ضَرَبَه برُكْبتِه؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا أَخذ بفَوْدَيْ شَعَرِه أَو بشعرِه، ثُمَّ ضَرَبَ جَبْهَتَه برُكْبتِه؛ وَفِي حَدِيثِ المُغيرة مَعَ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ رَكَبْتُ أَنفه برُكْبَتِي ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَما تَعْرِفُ الأَزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ الأَزدَ، لَا يأْخُذوكَ فيركُبُوكَ أَي يَضربُوك برُكَبِهِم، وَكَانَ هَذَا مَعْرُوفًا فِي الأَزد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن المُهَلَّب بْنَ أَبي صُفْرَةَ دَعا بمُعاويةَ بْنِ أَبي عَمْرو، فجَعَلَ يَرْكُبُه بِرِجْلِه، فَقَالَ: أَصلحَ اللهُ الأَمِير، أَعْفِني مِنْ أُمّ كَيْسانَ ، وهي كُنْيةُ الرُّكْبة، بِلُغَةِ الأَزد. وَيُقَالُ للمصلِّي الَّذِي أَثَّر السُّجودُ فِي جَبْهَتِه بَيْنَ عَيْنَيْه: مثلُ رُكْبةِ العَنزِ؛ وَيُقَالُ لكلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيانِ ويَتكافآنِ: هُما كَرُكْبَتَي العنزِ، وَذَلِكَ أَنهما يَقَعانِ مَعًا إِلى الأَرض مِنْهَا إِذا رَبَضَتْ. والرَّكِيبُ: المَشارةُ؛ وَقِيلَ: الجَدولُ بَيْنَ الدَّبْرَتَيْنِ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الحائطينِ مِنَ الكَرْمِ والنَّخْل؛ وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ النَّهْرَين مِنَ الكرمِ، وَهُوَ الظَّهْرُ الَّذِي بَيْنَ النَّهْرَيْنِ؛ وَقِيلَ: هِيَ المَزرعة. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ يُقَالُ للقَراحِ الَّذِي يُزْرَعُ فِيهِ: رَكِيبٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تأَبَّطَ شَرّاً: فيَوْماً عَلَى أَهْلِ المَواشِي، وَتَارَةً ... لأَهْلِ رَكِيبٍ ذِي ثَمِيلٍ، وسُنْبُلِ الثَّمِيلُ: بَقِيَّةُ ماءٍ تَبْقَى بَعْدَ نُضُوبِ المياهِ؛ قَالَ: وأَهل الرَّكِيبِ هُم الحُضَّار، والجمعُ رُكُبٌ. والرَّكَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَانَةُ؛ وَقِيلَ: مَنْبِتُها؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا انحدرَ عَنِ البطنِ، فَكَانَ تحتَ الثُّنَّةِ،

وفوقَ الفَرْجِ، كلُّ ذَلِكَ مذكَّرٌ صرَّح بِهِ اللِّحْيَانِيُّ؛ وَقِيلَ الرَّكَبانِ: أَصْلا الفَخِذَيْنِ، اللذانِ عَلَيْهِمَا لَحْمُ الْفَرْجِ مِنَ الرجُل والمرأَة؛ وَقِيلَ: الرَّكَبُ ظاهرُ الفَرْج؛ وَقِيلَ: هُوَ الفَرْج نَفْسُه؛ قَالَ: غَمْزَكَ بالكَبْساءِ، ذاتِ الحُوقِ، ... بينَ سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ وَالْجَمْعُ أَرْكابٌ وأَراكِيبُ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: يَا لَيْتَ شِعري عَنْكِ، يَا غَلابِ، ... تَحمِلُ مَعْها أَحْسَنَ الأَركابِ أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلابِ، ... كجَبْهةِ التُّركيِّ فِي الجِلْبابِ قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ للمرأَةِ خاصَّةً. وَقَالَ الفراءُ: هُوَ للرجُلِ والمرأَة؛ وأَنشد الفراءُ: لَا يُقْنِعُ الجاريةَ الخِضابُ، ... وَلَا الوِشَاحانِ، وَلَا الجِلْبابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكابُ، ... ويَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعابُ التَّهْذِيبُ: وَلَا يُقَالُ رَكَبٌ للرجُلِ؛ وَقِيلَ: يَجُوزُ أَن يُقَالَ رَكَبٌ للرجُلِ. والرَّاكِبُ: رأْسُ الجَبلِ. والراكبُ: النخلُ الصِّغارُ تخرُج فِي أُصُولِ النخلِ الكِبارِ. والرُّكْبةُ: أَصلُ الصِّلِّيانةِ إِذا قُطِعَتْ ورَكُوبةٌ ورَكُوبٌ جَميعاً: ثَنِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ صَعْبة سَلَكَها النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: ولكنَّ كَرّاً، فِي رَكُوبةَ، أَعْسَرُ وَقَالَ عَلْقَمَةُ: فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ رِحْلةُ: هَضْبةٌ أَيضاً؛ وَرِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ: رِحْلةٌ فرُكوبُ أَي أَن تُرْحَلَ ثُمَّ تُرْكَبَ. ورَكُوبة: ثَنِيَّةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، عِنْدَ العَرْجِ، سَلَكَها النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مُهاجَرَتِه إِلى الْمَدِينَةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَبَيْتٌ برُكْبَةَ أَحبُّ إِليَّ مِنْ عَشرةِ أَبياتٍ بالشامِ ؛ رُكْبة: موضعٌ بالحِجازِ بينَ غَمْرَةَ وذاتِ عِرْقٍ. قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنس: يريدُ لطُولِ الأَعْمارِ والبَقاءِ، ولشِدَّةِ الوَباءِ بِالشَّامِ. ومَرْكُوبٌ: موضعٌ؛ قَالَتْ جَنُوبُ، أُختُ عَمْروٍ ذِي الكَلْبِ: أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَني مُغَلْغَلَةً، ... والقَوْمُ مِنْ دونِهِمْ سَعْيا فمَرْكُوبُ رنب: الأَرْنَبُ: معروفٌ، يكونُ للذكَرِ والأُنثى. وَقِيلَ: الأَرْنَبُ الأُنْثى، والخُزَزُ الذَّكر، والجمعُ أَرانِبُ وأَرانٍ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. فأَما سِيبَوَيْهِ فَلَمْ يُجِزْ أَرانٍ إِلَّا فِي الشِّعْر؛ وأَنشد لأَبي كَاهِلٍ اليَشْكُريّ، يشَبِّه ناقَتَه بعُقابٍ: كأَنَّ رَحْلي، عَلَى شَغْواءَ حادِرَةٍ، ... ظَمْياءَ، قَدْ بُلَّ مِن طَلّ خَوافِيها لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ، تُتَمِّرُهُ ... منَ الثَّعالي، وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها يُرِيدُ الثَّعالِبَ والأَرانِبَ، ووَجَّهه فَقَالَ: إِن الشَّاعِرَ لَمَّا احتاجَ إِلى الوَزْنِ، واضْطُرَّ إِلى الياءِ، أَبْدَلَها مِنَ الباءِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَبدلَ مِنَ الباءِ حرفَ اللِّينِ. والشَّغْواءُ: العُقابُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ مِنَ الشَّغَى،

وَهُوَ انْعِطافُ مِنْقارِها الأَعْلى. والحادِرة: الْغَلِيظَةُ. والظَّمْياءُ: الْمَائِلَةُ إِلى السَّوادِ. وخَوافِيها: يريدُ خَوَافيَ رِيشِ جَنَاحَيْها. والأَشاريرُ: جمعُ إِشْرارَةٍ، وَهِيَ اللحمُ المُجَفَّف. وتُتَمِّرُه: تُقَطِّعُه. واللحمُ المُتَمَّر: المُقَطَّع؛ والوَخْزُ: شيءٌ مِنْهُ، لَيْسَ بالكثيرِ. وكِساءٌ مَرْنَبانيٌّ: لوْنُه لونُ الأَرْنَبِ. ومُؤَرْنَبٌ ومُرْنَبٌ: خُلِطَ فِي غَزْلِه وَبَرُ الأَرْنَبِ؛ وَقِيلَ: المؤَرْنَبُ كالمَرْنَبانيّ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة تَصِفُ قَطَاةً تَدَلَّت عَلَى فِراخِها، وَهِيَ حُصُّ الرُّؤوسِ، لَا رِيشَ عَلَيْهَا: تَدَلَّتْ، على حُصِّ الرُّؤُوسِ، كأَنها ... كُراتُ غُلامٍ، مِنْ كِساءٍ مُؤَرْنَبِ وَهُوَ أَحَدُ مَا جاءَ عَلَى أَصْلِهِ، مثلُ قولِ خِطام الْمُجَاشِعِيِّ: لَمْ يَبْقَ مِنْ آيٍ، بِهَا يُحَلَّيْنْ، ... غيرُ خِطامٍ، ورَمادٍ كِنفَيْنْ وغيرُ وَدٍّ جاذِلٍ، أَو وَدَّيْنْ، ... وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ أَي لَمْ يَبْقَ مِنْ هَذِهِ الدارِ الَّتِي خَلَت مِنْ أَهلها، مِمَّا تُحَلَّى بِهِ وتُعْرَفُ، غيرُ رَمادِ القِدْرِ والأَثافي؛ وَهِيَ حِجارةُ القِدْرِ والوَتِدِ الَّذِي تُشَدُّ إِليه حِبالُ البُيوت؛ والوَدُّ: الوَتِدُ إِلّا أَنه أَدْغَم التاءَ فِي الدالِ، فَقَالَ وَدٍّ. والجاذِلُ: المنتصِبُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ ومثلُه قولُ الْآخَرِ: فإِنه أَهْلٌ لأَنْ يُؤَكْرَمَا والمعروفُ فِي كلامِ العَرَب: لأَنْ يُكْرَمَ؛ وَكَذَلِكَ هُوَ مَعَ حروفِ المُضارَعَة نَحْوَ أُكْرِمُ، ونُكْرِمُ، وتُكْرِمُ، ويُكْرِمُ؛ قَالَ: وَكَانَ قِيَاسُ يُؤَثْفَيْن عِنْدَهُ يُثْفَيْن، مِنْ قَوْلِكَ أَثْفَيْتُ القِدْر إِذا جَعَلْتَها عَلَى الأَثافيِّ، وَهِيَ الحِجارةُ. وأَرضٌ مُرْنِبَة ومُؤَرْنِبَة، بِكَسْرِ النونِ، الأَخيرة عَنْ كُراع: كثيرةُ الأَرانِبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كُراتُ غُلامٍ مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ قَالَ: كَانَ فِي العَرَبِيَّة مُرْنَبِ، فرُدَّ إِلى الأَصْل. قَالَ اللَّيْثُ: أَلِفُ أَرْنَبٍ زَائِدَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ عندَ أَكثرِ النَّحوِيِّين قَطْعِيَّة. وَقَالَ اللَّيْثُ: لَا تجيءُ كَلِمةٌ فِي أَوَّلِها أَلِفٌ، فَتَكُونُ أَصْلِيَّة، إِلّا أَن تَكُونَ الكَلِمَةُ ثَلاثَة أَحْرُفٍ مِثْلَ الأَرض والأَرْش والأَمْر. أَبو عَمْرٍو: المَرْنَبَةُ القَطِيفَةُ ذاتُ الخَمْلِ. والأَرْنَبَةُ: طَرَفُ الأَنْفِ، وجَمْعُها الأَرانبُ. يُقَالُ: هُمْ شُمُّ الأُنُوفِ، وارِدَةٌ أَرانِبُهمْ. وَفِي حَدِيثِ الخُدْريّ: فَلَقَدْ رأَيتُ عَلَى أَنْفِ رسولِ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَرْنَبَتِهِ أَثَرَ الطِّينِ. الأَرْنَبَةُ: طَرَفُ الأَنْف؛ وَفِي حَدِيثِ وَائِلٍ: كَانَ يسجدُ عَلَى جَبْهَتِهِ وأَرْنَبَتِه. واليَرْنَبُ والمَرْنَبُ: جُرَذٌ، كاليَرْبُوعِ، قَصِيرُ الذَّنَبِ. والأَرْنَبُ: موضِعٌ؛ قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدي كَرِب: عَجَّتْ نِساءُ بَني زُبَيْدٍ عَجَّةً، ... كَعَجِيجِ نِسْوَتِنا، غداةَ الأَرْنَبِ والأَرْنَبُ: ضَرْبٌ مِنَ الحُلِيِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وعَلَّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ ونَخْلِ

والأُرَيْنِبَةُ: عُشْبةٌ شَبِيهةٌ بالنَّصِيِّ، إِلّا أَنها أَرَقُّ وأَضْعَفُ وأَليَنُ، وَهِيَ ناجِعةٌ فِي المالِ جِدّاً، وَلَهَا، إِذا جَفَّتْ، سَفًى، كُلَّما حُرِّكَ تَطايَرَ فارْتَزَّ فِي العُيونِ والمَناخِر؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ اسْتِسْقاءِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَتَّى رأَيت الأَرْنَبَةَ تأْكلها صِغَارَ الإِبل. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يَرْوِيهِ أَكثر المحدِّثين، وَفِي مَعْنَاهَا قَوْلَانِ، ذَكَرَهُمَا الْقُتَيْبِيُّ فِي غَرِيبِهِ: أَحدهما أَنها وَاحِدَةُ الأَرانِب، حَملَها السَّيْلُ، حَتَّى تَعَلقت فِي الشَّجَرِ، فأُكِلَتْ؛ قَالَ: وَهُوَ بَعِيدٌ لأَن الإِبل لَا تأْكل اللَّحْمَ. وَالثَّانِي: أَن مَعْنَاهُ أَنها نَبْتٌ لَا يَكَادُ يَطُولُ، فأَطاله هَذَا الْمَطَرُ حَتَّى صَارَ للإِبل مَرْعًى. وَالَّذِي عَلَيْهِ أَهل اللُّغَةِ: أَن اللَّفْظَةَ إِنما هِيَ الأَرِينةُ، بياءٍ تَحْتَهَا نُقْطتانِ، وَبَعْدَهَا نُونٌ، وَهُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، يُشْبِه الخِطْمِيَّ، عَرِيضُ الوَرقِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي أَرن. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ قَالَ بَعْضُهُمْ: سأَلت الأَصمعي عَنِ الأَرْنَبةِ، فَقَالَ: نَبْت؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهُوَ عِنْدِي الأَرِينةُ، سَمِعْتُ فِي الْفَصِيحِ مِنْ أَعْرابِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، بِبَطْنِ مَرٍّ، قَالَ: ورأَيته نَباتاً يُشْبِه الخِطْمِيَّ، عَرِيضَ الوَرَقِ. قَالَ شَمِرٌ: وَسَمِعْتُ غيرَه مِنْ أَعْرابِ كِنانةَ يَقُولُ: هُوَ الأَرِينُ. وَقَالَتْ أَعْرابِيَّةٌ، مِنْ بَطْنِ مَرٍّ: هِيَ الأَرِينةُ، وَهِيَ خِطْمِيُّنا، وغسُولُ الرأْسِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ شَمِرٌ صَحِيحٌ، وَالَّذِي رُوي عَنِ الأَصمعي أَنه الأَرنبة مِنَ الأَرانِبِ غَيْرُ صَحِيحٌ؛ وَشَمِرٌ مُتْقِنٌ، وَقَدْ عُنِيَ بِهَذَا الحَرْفِ، فسأَل عَنْهُ غَيْرَ واحدٍ مِنَ الأَعْراب حَتَّى أَحْكَمَه، والرُّواةُ رُبَّما صَحّفُوا وغَيَّرُوا؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع الأَرْنبة، فِي بَابِ النَّباتِ، مِنْ واحِد، وَلَا رأَيتُه فِي نُبُوتِ البادِية. قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ عِنْدِي. قَالَ: وأَحْسَبُ القُتَيْبيَّ ذَكَرَ عَنِ الأَصمعي أَيضاً الأَرْنَبةَ، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ. وأَرْنَبُ: اسْمُ امرأَةٍ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْس: مَتى تَأْتِهِمْ، تَرْفَعْ بَناتي بِرَنَّةٍ، ... وتَصْدَحْ بِنَوْحٍ، يُفْزِعُ النَّوحَ، أَرْنَبُ رهب: رَهِبَ، بِالْكَسْرِ، يَرْهَبُ رَهْبةً ورُهْباً، بِالضَّمِّ، ورَهَباً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي خافَ. ورَهِبَ الشيءَ رَهْباً ورَهَباً ورَهْبةً: خافَه. وَالِاسْمُ: الرُّهْبُ، والرُّهْبى، والرَّهَبوتُ، والرَّهَبُوتى؛ ورَجلٌ رَهَبُوتٌ. يُقَالُ: رَهَبُوتٌ خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، أَي لأَن تُرْهَبَ خَيرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. وتَرَهَّبَ غيرَه إِذا تَوَعَّدَه؛ وأَنشد الأَزهري لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه: تُعْطِيهِ رَهْباها، إِذا تَرَهَّبَا، ... عَلَى اضْطِمَارِ الكَشْحِ بَوْلًا زَغْرَبا «4»، عُصارةَ الجَزْءِ الَّذِي تَحَلَّبا رَهْباها: الَّذِي تَرْهَبُه، كَمَا يُقَالُ هالكٌ وهَلْكَى. إِذا تَرَهَّبا إِذا تَوعَّدا. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّهْبُ، جَزْمٌ، لُغَةٌ فِي الرَّهَب، قَالَ: والرَّهْباءُ اسْمٌ مِنَ الرَّهَبِ، تَقُولُ: الرَّهْباءُ مِنَ اللهِ، والرَّغْباءُ إِليه. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاءِ: رَغْبةً ورَهْبةً إِليك. الرَّهْبةُ: الخَوْفُ والفَزَعُ، جَمَعَ بَيْنَ الرَّغْبةِ والرَّهْبةِ، ثُمَّ أَعمل الرَّغْبةَ وَحْدَهَا، كَمَا تَقدَّم فِي الرَّغْبةِ. وَفِي حَدِيثِ رَضاعِ الْكَبِيرِ: فبَقِيتُ سنَةً لَا أُحَدِّثُ بِهَا رَهْبَتَه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي روايةٍ، أَي مِنْ أَجل رَهبَتِه، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَفْعُولِ لَهُ. وأَرْهَبَه ورَهَّبَه واستَرْهَبَه: أَخافَه وفَزَّعه.

_ (4). قوله [الكشح] هو رواية الأَزهري وفي التكملة اللوح.

واسْتَرْهَبَه: اسْتَدْعَى رَهْبَتَه حَتَّى رَهِبَه الناسُ؛ وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ؛ أَي أَرْهَبُوهم. وَفِي حَدِيثِ بَهْز بْنِ حَكِيم: إِني لأَسمع الرَّاهِبةَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ الْحَالَةُ الَّتِي تُرْهِبُ أَي تُفْزِعُ وتُخَوِّفُ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَسْمَعُك راهِباً أَي خَائِفًا. وتَرَهَّب الرَّجُلُ إِذا صَارَ راهِباً يَخْشَى اللَّهَ. والرَّاهِبُ: المُتَعَبِّدُ فِي الصَّوْمعةِ، وأَحدُ رُهْبانِ النَّصَارَى، وَمَصْدَرُهُ الرَّهْبةُ والرَّهْبانِيّةُ، وَالْجَمْعُ الرُّهْبانُ، والرَّهابِنَةُ خطأٌ، وَقَدْ يَكُونُ الرُّهْبانُ وَاحِدًا وَجَمْعًا، فَمَنْ جَعَلَهُ وَاحِدًا جَعَلَهُ عَلَى بِناءِ فُعْلانٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ فِي القُلَلْ، ... لانْحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسْعَى، فنَزَلْ قَالَ: ووجهُ الْكَلَامِ أَن يَكُونَ جَمْعًا بِالنُّونِ؛ قَالَ: وإِن جَمَعْتَ الرُّهبانَ الْوَاحِدَ رَهابِينَ ورَهابِنةً، جَازَ؛ وإِن قُلْتَ: رَهْبانِيُّون كَانَ صَوَابًا. وَقَالَ جَرِيرٌ فِيمَنْ جَعَلَ رُهْبَانَ جَمْعًا: رُهْبانُ مَدْيَنَ، لَوْ رَأَوْكَ، تَنَزَّلُوا، ... والعُصْمُ، مِنْ شَعَفِ العقُولِ، الفادِرُ وَعِلٌ عاقِلٌ صَعِدَ الْجَبَلَ؛ والفادِرُ: المُسِنُّ مِنَ الوُعُول. والرَّهْبانيةُ: مَصْدَرُ الرَّاهِبِ، وَالِاسْمُ الرَّهْبانِيَّةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها، مَا كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ . قَالَ الْفَارِسِيُّ: رَهْبانِيَّةً ، مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ، كأَنه قَالَ: وابْتَدَعُوا رَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها، وَلَا يَكُونُ عَطْفًا عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الْمَنْصُوبِ فِي الْآيَةِ، لأَن مَا وُضِعَ فِي الْقَلْبِ لَا يُبْتَدَعُ. وَقَدْ تَرَهَّبَ. والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ، وَقِيلَ: التَّعَبُّدُ فِي صَوْمَعَتِه. قَالَ: وأَصلُ الرَّهْبانِيَّة مِنَ الرَّهْبةِ، ثُمَّ صَارَتِ اسْمًا لِما فَضَل عَنِ المقدارِ وأَفْرَطَ فِيهِ؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ، قَالَ أَبو إِسحاق: يَحتمل ضَرْبَيْن: أَحدهما أَن يَكُونَ الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ [وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها] وَابْتَدَعُوا رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا، كَمَا تَقُولُ رأَيتُ زَيْدًا وَعَمْرًا أَكرمته؛ قَالَ: وَيَكُونُ [مَا كَتَبْناها عَلَيْهِمْ] مَعْنَاهُ لَمْ تُكتب عَلَيْهِمُ البَتَّةَ. وَيَكُونُ [إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ] بدلَا مِنَ الهاءِ والأَلف، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: مَا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ إِلا ابتغاءَ رِضوانِ اللَّهِ. وابتغاءُ رِضوانِ اللَّهِ، اتِّباعُ مَا أَمَرَ بِهِ، فَهَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، وَجْهٌ؛ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ: ابْتَدَعُوهَا، جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنهم كَانُوا يَرَوْن مِنْ مُلُوكِهِمْ مَا لَا يَصْبِرُون عَلَيْهِ، فَاتَّخَذُوا أَسراباً وصَوامِعَ وَابْتَدَعُوا ذَلِكَ، فَلَمَّا أَلزموا أَنفسهم ذَلِكَ التَّطَوُّعَ، ودَخَلُوا فِيهِ، لَزِمَهم تمامُه، كَمَا أَن الإِنسانَ إِذا جَعَلَ عَلَى نفسِه صَوْماً، لَمْ يُفْتَرَضْ عَلَيْهِ، لَزِمَهُ أَن يُتِمه. والرَّهْبَنَةُ: فَعْلَنَةٌ مِنْهُ، أَو فَعْلَلَةٌ، عَلَى تَقْدِيرِ أَصْلِيَّةِ النُّونِ وَزِيَادَتِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والرَّهْبانِيَّةُ مَنْسوبة إِلى الرَّهْبَنةِ، بِزِيَادَةِ الأَلف. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رَهْبانِيَّةَ فِي الإِسلام ، هِيَ كالاخْتِصاءِ واعْتِناقِ السَّلاسِلِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ، مِمَّا كَانَتِ الرَّهابِنَةُ تَتَكَلَّفُه، وَقَدْ وَضَعَهَا اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، عَنِ أُمة مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ مِنْ رَهْبَنةِ النَّصَارَى. قَالَ: وأَصلها مِنَ الرَّهْبةِ: الخَوْفِ؛ كَانُوا يَتَرَهَّبُون بالتَّخَلي

مِنْ أَشْغالِ الدُّنْيَا، وتَرْكِ مَلاذِّها، والزُّهْدِ فِيهَا، والعُزلةِ عَنْ أَهلِها، وتَعَهُّدِ مَشاقِّها، حَتَّى إِنَّ مِنْهُمْ مَن كَانَ يَخْصِي نَفْسَه ويَضَعُ السِّلسلةَ فِي عُنقه وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنواع التَّعْذِيبِ، فَنَفَاهَا النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الإِسلام، وَنَهَى الْمُسْلِمِينَ عَنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فإِنه رَهْبانِيَّة أُمتي ؛ يُريد أَنَّ الرُّهْبانَ، وإِن تَرَكُوا الدُّنْيَا وزَهِدُوا فِيهَا، وتَخَلَّوْا عَنْهَا، فَلَا تَرْكَ وَلَا زُهْدَ وَلَا تَخَلِّيَ أَكثرُ مِنْ بَذْلِ النَّفْسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ وَكَمَا أَنه لَيْسَ عِنْدَ النَّصَارَى عَمَلٌ أَفضلُ مِنَ التَّرَهُّب، فَفِي الإِسلام لَا عَمَلَ أَفضلُ مِنَ الْجِهَادِ؛ وَلِهَذَا قَالَ ذِرْوة: سَنامُ الإِسلام الجِهادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ورَهَّبَ الجَمَلُ: ذَهَبَ يَنْهَضُ ثُمَّ برَكَ مِن ضَعْفٍ بصُلْبِه. والرَّهْبَى: الناقةُ المَهْزُولةُ جِدّاً؛ قَالَ: ومِثْلِكِ رَهْبَى، قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً، ... تُقَلِّبُ عَيْنَيْها، إِذا مَرَّ طائِرُ وَقِيلَ: رَهْبَى هَاهُنَا اسْمُ نَاقَةٍ، وإِنما سَمَّاهَا بِذَلِكَ. والرَّهْبُ: كالرَّهْبَى. قَالَ الشَّاعِرُ: وأَلْواحُ رَهْبٍ، كأَنَّ النُّسوعَ ... أَثْبَتْنَ، فِي الدَّفِّ مِنْهَا، سِطارا وَقِيلَ: الرَّهْبُ الْجَمَلُ الَّذِي استُعْمِلَ فِي السَّفر وكَلَّ، والأُنثى رَهْبةٌ. وأَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْباً، وَهُوَ الجَمَلُ الْعَالِي؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَا بُدَّ مِن غَزْوَةٍ، بالمَصِيفِ، ... رَهْبٍ، تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا فإِنَّ الرَّهْبَ مِن نَعْت الغَزْوَةِ، وَهِيَ الَّتِي كَلَّ ظَهْرُها وهُزِلَ. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: رَهَّبَتْ ناقةُ فُلَانٍ فقَعَد عليها يُحايِيها، أَي جَهَدَها السَّيرُ، فعَلَفَها وأَحْسَنَ إِليها حَتَّى ثابَتْ إِليها نفْسُها. وناقةٌ رَهْبٌ: ضامِرٌ؛ وَقِيلَ: الرَّهْبُ الجَمَلُ العَريضُ العِظامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ؛ قَالَ: رَهْبٌ، كبُنْيانِ الشَّآمي، أَخْلَقُ والرَّهْبُ: السَّهمُ الرَّقيقُ؛ وَقِيلَ: العظيمُ. والرَّهْبُ: النَّصْلُ الرقيقُ مِن نِصالِ السِّهام، والجمعُ رِهابٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فَدَنا لَهُ رَبُّ الكِلابِ، بكَفِّه ... بِيضٌ رِهابٌ، رِيشُهُنّ مُقَزَّعُ وَقَالَ صَخْر الغَيّ الهُذَليّ: إِني سيَنْهَى عَنّي وَعِيدَهُمُ ... بِيضٌ رِهابٌ، ومُجْنَأٌ أُجُدُ وصارِمٌ أُخْلِصَت خَشِيبتُه، ... أَبيضُ مَهْوٌ، فِي مَتْنِه رُبَدُ المُجْنَأُ: التُّرْسُ. والأُجْدُ: المُحْكَمُ الصَّنعةِ، وَقَدْ فسَّرْناه فِي تَرْجَمَةِ جنأَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ؛ قَالَ أَبو إِسحق: مِنَ الرُّهْبِ. والرَّهَبِ إِذا جَزَمَ الهاءَ ضَمَّ الراءَ، وإِذا حَرَّكَ الهاءَ فَتَحَ الراءَ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ مِثْلُ الرُّشْدِ والرَّشَدِ. قَالَ: وَمَعْنَى جَناحَك هَاهُنَا يُقَالُ: العَضُدُ، وَيُقَالُ: اليدُ كلُّها جَناحٌ. قَالَ الأَزهري وَقَالَ مُقَاتِلٌ في قوله: مِنَ الرَّهْبِ ؛ الرَّهَبُ كُمُّ مَدْرَعَتِه. قَالَ

الأَزهري: وأَكثرُ النَّاسِ ذَهَبُوا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: مِنَ الرَّهْبِ ، أَنه بِمَعْنَى الرَّهْبةِ؛ وَلَوْ وَجَدْتُ إِماماً مِنَ السَّلَفِ يَجْعَلُ الرَّهَبَ كُمّاً لَذَهَبْتُ إِليه، لأَنه صَحِيحٌ فِي العَربية، وَهُوَ أَشبه بِسِيَاقِ الْكَلَامِ والتفسيرِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. والرُّهْبُ: الكُمُّ «5». يُقَالُ وَضَعْتُ الشيءَ فِي رُهْبِي أَي فِي كُمِّي. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِكُمِّ القَمِيصِ: القُنُّ والرُّدْنُ والرَّهَبُ والخِلافُ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْهَبَ الرجلُ إِذا أَطالَ رَهَبَه أَي كُمَّه. والرُّهابةُ، والرَّهابة عَلَى وَزْنِ السَّحابةِ: عُظَيْمٌ فِي الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلَى الْبَطْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مِثلُ اللِّسان؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: كأَنه طرَف لِسَانِ الكَلْبِ، وَالْجَمْعُ رَهابٌ. وَفِي حَدِيثِ عَوْف ابن مَالِكٍ: لأَنْ يَمْتَلِئَ مَا بَيْنَ عانَتي إِلى رَهابَتي قَيْحاً أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَمْتَلئَ شِعْراً. الرَّهابةُ، بِالْفَتْحِ: غُضْرُوفٌ، كاللِّسان، مُعَلَّق فِي أَسْفَلِ الصَّدْرِ، مُشْرِفٌ عَلَى الْبَطْنِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَهُوَ غَلَط. وَفِي الْحَدِيثِ: فَرَأَيْتُ السَّكاكِينَ تَدُورُ بَيْنَ رَهابَتِه ومَعِدَتِه. ابْنُ الأَعرابي: الرَّهابةُ طَرَفُ المَعِدة، والعُلْعُلُ: طَرَفُ الضِّلَع الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الرَّهابةِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فِي قَصِّ الصدْرِ رَهابَتُه؛ قَالَ: وَهُوَ لِسانُ القَصِّ مِنْ أَسْفَل؛ قَالَ: والقَصُّ مُشاشٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ البَخِيل: يُعْطِي مِنْ غَيْرِ طَبْعِ جُودٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي مِثْلِ هَذَا: رَهْباك خَيرٌ من رَغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ مِنْ حُبِّهِ، وأَحْرَى أَن يُعْطِيَكَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَمِثْلُهُ الطَّعْنُ يَظْأَرُ غَيْرَهُ. وَيُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ رُهْباكَ أَي مِنْ رَهْبَتِك، والرُّغْبَى الرَّغْبةُ. قَالَ وَيُقَالُ: رُهْباكَ خيرٌ مِنْ رُغْباكَ، بِالضَّمِّ فِيهِمَا. ورَهْبى: موضعٌ. ودارةُ رَهْبَى: مَوْضِعٌ هناك. ومُرْهِبٌ: اسم. روب: الرَّوْبُ: اللَّبنُ الرائبُ، وَالْفِعْلُ: رابَ اللَّبن يَرُوبُ رَوْباً ورُؤُوباً: خَثُرَ وأَدْرَكَ، فَهُوَ رائبٌ؛ وَقِيلَ: الرائبُ الَّذِي يُمْخَضُ فيُخْرَجُ زُبْدُه. ولبَنٌ رَوْبٌ ورائبٌ، وَذَلِكَ إِذا كَثُفَتْ دُوايَتُه، وتكَبَّدَ لبَنُه، وأَتى مَخْضُه؛ وَمِنْهُ قِيلَ: اللَّبَنُ المَمْخُوض رائبٌ، لأَنه يُخْلَط بالماءِ عِنْدَ المَخْضِ ليُخْرَجَ زُبْدُه. تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا عِنْدِي شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ؛ فالرَّوْبُ: اللَّبنُ الرائبُ، والشَّوْبُ: العَسَلُ المَشُوبُ؛ وَقِيلَ: الرَّوْبُ اللَّبن، والشَّوْبُ العَسَلُ، مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدَّا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ فِي البيعِ والشِّراءِ. تَقُولُ ذَلِكَ فِي السِّلْعةِ تَبِيعُها أَي إِني بَريءٌ مِنْ عَيْبِها، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَي لَا غِشَّ وَلَا تَخْلِيطَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّبَنِ المَمْخُوضِ: رائبٌ، كَمَا تقدَّم. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي الَّذِي يُخْطِئُ ويُصِيب: هُوَ يَشُوبُ ويَروب؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَى يَشُوبُ يَنْضَحُ ويَذُبُّ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نَضَح عَنْ صَاحِبِهِ: قَدْ شَوَّب عَنْهُ، قَالَ: ويَرُوبُ أَي يَكْسَل. والتَّشْويبُ: أَنْ يَنْضَحَ نَضْحاً غَيْرَ مُبالَغٍ فيه،

_ (5). قوله [والرهب الكم] هو في غير نسخة من المحكم كما ترى بضم فسكون وأَما ضبطه بالتحريك فهو الذي في التهذيب والتكملة وتبعهما المجد.

فَهُوَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ يَشُوبُ أَي يُدافِعُ مُدافعةً لَا يُبالِغُ فِيهَا، وَمَرَّةً يَكْسَلُ فَلَا يُدافِعُ بَتَّةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقِيلَ فِي قَوْلِهِمْ: هُوَ يَشُوبُ أَي يَخْلِطُ الماءَ بِاللَّبَنِ فيُفْسِدُه؛ ويَرُوبُ: يُصْلِحُ، مِنْ قَوْلِ الأَعرابي: رابَ إِذا أَصْلَح؛ قَالَ: والرَّوْبةُ إِصْلاحُ الشأْن والأَمر، ذَكَرَهُمَا غَيْرَ مَهْمُوزَيْنِ، عَلَى قَوْلِ مَنْ يُحَوِّل الهمزةَ وَاوًا. ابْنُ الأَعرابي: رابَ إِذا سَكَنَ؛ ورابَ: اتَّهَمَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذا كَانَ رابَ بِمَعْنَى أَصْلَحَ، فأَصْله مَهْمُوزٌ، مِنْ رَأَبَ الصَّدْعَ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُا. ورَوَّبَ اللبنَ وأَرابه: جَعله رائِباً. وَقِيلَ: المُرَوَّبُ قَبْلَ أَن يُمْخَضَ، والرَّائِبُ بَعْدَ المَخْضِ وإِخْراجِ الزُّبْدِ. وَقِيلَ: الرَّائبُ يَكُونُ مَا مُخِضَ، وَمَا لَمْ يُمْخَضْ. قَالَ الأَصمعي: الرائبُ الَّذِي قَدْ مُخِضَ وأُخْرِجَتْ زُبْدَتُه. والمُروَّبُ الَّذِي لَمْ يُمْخَضْ بَعْدُ، وَهُوَ فِي السقاءِ، لَمْ تُؤْخَذْ زُبْدَتُه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا خَثُرَ اللَّبَنُ، فَهُوَ الرَّائبُ، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ اسمَه حَتَّى يُنْزَعَ زُبده، وَاسْمُهُ عَلَى حَالِهِ، بِمَنْزِلَةِ العُشَراءِ مِنَ الإِبل، وَهِيَ الْحَامِلُ، ثُمَّ تَضَعُ، وَهُوَ اسْمُهَا؛ وأَنشد الأَصمعي: سَقاك أَبو ماعزٍ رَائباً، ... ومَنْ لَكَ بالرائِبِ الخاثِرِ؟ يَقُولُ: إِنما سَقاكَ المَمْخُوضَ، ومَن لَكَ بِالَّذِي لمْ يُمْخَضْ وَلَمْ يُنْزَعْ زُبْدُه؟ وإِذا أَدْرَكَ اللَّبَنُ ليُمْخَضَ، قِيلَ: قَدْ رابَ. أَبو زَيْدٍ: التَّرْويبُ أَن تَعْمِدَ إِلى اللَّبَنِ إِذا جَعَلْته فِي السِّقاءِ، فَتُقَلِّبَه ليُدْرِكَه المَخْضُ، ثُمَّ تَمْخَضُه وَلَمْ يَرُبْ حَسَناً، هَذَا نَصُّ قَوْلِهِ؛ وأَراد بِقَوْلِهِ حَسَناً نِعِمّا. والمِرْوَبُ: الإِناءُ والسِّقاءُ الَّذِي يُرَوَّبُ فِيهِ اللبنُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِناءٌ يُرَوَّبُ فِيهِ اللَّبَنُ. قَالَ: عُجَيِّزٌ منْ عَامِرِ بْنِ جَنْدَبِ، ... تُبْغِضُ أَن تَظْلِمَ مَا فِي المِرْوَبِ وسِقاءٌ مُرَوَّبٌ: رُوِّبَ فِيهِ اللبَنُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَلْعَرَبُ أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ. وأَصله: السِّقاءُ يُلَفُّ حَتَّى يَبْلُغ أَوانَ المَخْضِ، والمَظْلُومُ: الَّذِي يُظْلَم فيُسْقَى أَو يُشْرَب قَبْلَ أَن تَخْرُجَ زُبْدَتُه. أَبو زَيْدٍ فِي بَابِ الرَّجُلِ الذَّلِيلِ المُسْتَضْعَفِ: أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ. وظَلَمْتُ السِّقاءَ إِذا سَقَيْتُه قَبْلَ إِدْراكِه. والرَّوْبَةُ: بَقِيةُ اللَّبَنِ المُرَوَّب، تُتْرَكُ فِي المِرْوَبِ حَتَّى إِذا صُبَّ عَلَيْهِ الحَليبُ كَانَ أَسْرَعَ لرَوْبِه. والرُّوبةُ والرَّوْبةُ: خَميرةُ اللَّبَنِ، الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ. ورَوْبةُ اللَّبَنِ: خَمِيرة تُلْقَى فِيهِ مِنَ الحامِض ليَرُوبَ. وَفِي الْمَثَلِ: شُبْ شَوْباً لَكَ رُوبَتُه، كَمَا يُقَالُ: احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُه. غَيْرُهُ: الرَّوْبَةُ خَمِيرُ اللَّبَنِ الَّذِي فِيهِ زُبْدُه، وإِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فَهُوَ رَوْبٌ، وَيُسَمَّى أَيضاً رَائِبًا، بِالْمَعْنَيَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ: أَتَجْعَلُونَ فِي النَّبِيذِ الدُّرْدِيَّ؟ قِيلَ: وَمَا الدُّرْدِيُّ؟ قَالَ الرُّوبةُ. الرُّوبةُ، فِي الأَصل: خَمِيرةُ اللَّبَنِ، ثُمَّ يُسْتَعمَلُ فِي كُلِّ مَا أَصْلَحَ شَيْئًا، وَقَدْ تُهْمَزُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رُوِيَ عَنْ أَبي بَكْرٍ فِي وَصِيَّتِه لعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَلَيْكَ بالرَّائِبِ مِن الأُمورِ، وإِيَّاكَ والرَّائِبَ

مِنْهَا ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا مَثَل؛ أَراد؛ عَلَيْكَ بالأَمْرِ الصَّافِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شُبْهَةٌ، وَلَا كَدَرٌ، وإِيَّاكَ والرَّائبَ أَي الأَمْرَ الَّذِي فِيهِ شُبْهَةٌ وكَدَرٌ. ابْنُ الأَعرابي: شابَ إِذا كَذَبَ؛ وشابَ إِذا خَدَع فِي بَيْعٍ أَو شِراءٍ. والرُّوبةُ والرَّوْبةُ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: جِمامُ ماءِ الفَحْلِ، وَقِيلَ: هُوَ اجْتِماعُه، وقيل: هُوَ ماؤُه فِي رَحِمِ الناقةِ، وَهُوَ أَغْلَظُ مِنَ المَهاةِ، وأَبْعَدُ مَطْرَحاً. وَمَا يَقُومُ بِرُوبةِ أَمْرِه أَيْ بِجِماعِ أَمْرِه أَي كأَنه مِنْ رُوبةِ الْفَحْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: ورُوبةُ الْفَرَسِ: ماءُ جِمامِه؛ يُقَالُ: أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِك، ورُوبةَ فَحْلِك، إِذا اسْتَطْرَقْته إِياه. ورُوبةُ الرَّجُلِ: عَقْلُه؛ تَقُولُ: وَهُوَ يُحدِّثُني، وأَنا إِذ ذَاكَ غُلَامٌ لَيْسَتْ لِي رُوبةٌ. والرُّوبةُ: الحاجةُ؛ وَمَا يَقُومُ فُلَانٌ برُوبةِ أَهله أَي بشأْنِهم وصَلاحِهم؛ وَقِيلَ: أَي بِمَا أَسْنَدوا إِليه مِنْ حَوائِجهم؛ وَقِيلَ: لا يَقومُ بقُوتهم ومَؤُونَتهم. والرُّوبةُ: إِصْلاحُ الشأْنِ والأَمرِ. والرُّوبةُ: قِوامُ العَيْشِ. والرُّوبةُ: الطائفةُ مِن الليلِ. ورُوبةُ بْنُ الْعَجَّاجِ: مُشْتَقٌّ مِنْهُ، فِيمَنْ لَمْ يَهْمِزْ، لأَنه وُلِدَ بَعْدَ طائفةٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رُؤْبةُ بْنُ الْعَجَّاجِ، مَهْمُوزٌ. وَقِيلَ: الرُّوبةُ الساعةُ مِنَ اللَّيْلِ؛ وَقِيلَ مَضت رُوبةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي ساعةٌ؛ وبَقِيَتْ رُوبةٌ مِنَ اللَّيْلِ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: هَرِّق عَنَّا مِنْ رُوبةِ اللَّيْلِ، وقَطِّعِ اللحمَ رُوبةً رُوبةً أَي قِطْعةً قِطْعةً. ورابَ الرَّجلُ رَوْباً ورُؤُوباً: تَحَيَّر وفَتَرَتْ نَفْسُه مِنْ شِبَعٍ أَو نُعاسٍ؛ وَقِيلَ: سَكِرَ مِنَ النَّوم؛ وَقِيلَ: إِذا قَامَ مِنَ النَّوْمِ خاثِرَ البدَنِ والنَّفْسِ؛ وَقِيلَ: اخْتَلَطَ عَقْلُه، ورَأْيُه وأَمْرُه. ورَأَيت فُلَانًا رَائِبًا أَي مُخْتَلِطاً خائِراً. وَقَوْمٌ رُوَباءُ أَي خُثَراء الأَنْفُسِ مُخْتَلِطُون. ورَجلٌ رائبٌ، وأَرْوَبُ، ورَوْبانُ، والأُنثى رائِبةٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، مِنْ قَوْمٍ رَوبى: إِذا كَانُوا كَذَلِكَ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هُمُ الَّذِينَ أَثْخَنَهُم السفَرُ والوَجَعُ، فاسْتَثْقَلُوا نَوْمًا. وَيُقَالُ: شَرِبُوا مِنَ الرَّائبِ فسَكِرُوا؛ قَالَ بِشْرٌ: فأَمَّا تَمِيمٌ، تَمِيمُ بنُ مُرٍّ، ... فأَلْفاهُمُ القومُ رَوْبى نِياما وَهُوَ، فِي الْجَمْعِ، شَبِيهٌ بِهَلْكَى وسَكْرَى، وَاحِدُهُمْ رَوْبانُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: وَاحِدُهُمْ رائبٌ مِثْلُ مائقٍ ومَوْقَى، وهالِكٍ وهَلْكَى. ورابَ الرَّجُلُ ورَوَّبَ: أَعيا، عَنْ ثَعْلَبٍ. والرُّوبةُ: التَّحَيُّر والكَسَلُ مِنْ كثرةِ شُرْبِ اللَّبَنِ. ورابَ دَمُه رَوْباً إِذا حانَ هَلاكُه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: دَعِ الرَّجلَ فَقَدْ رابَ دَمُه يَرُوبُ رَوْباً أَي قَدْ حَانَ هلاكُه؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِذا تَعَرَّضَ لِمَا يَسْفِكُ دَمَه. قَالَ وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: فُلَانٌ يَحْبِسُ نَجِيعَه ويَفُورُ دَمُه. ورَوَّبَت مَطِيَّةُ فُلَانٍ تَرْويباً إِذا أَعْيَتْ. والرُّوبةُ: مَكرمَةٌ مِنَ الأَرض، كَثِيرَةُ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ، هِيَ أَبْقَى الأَرضِ كَلأً، وَبِهِ سُمِّي رُوبةُ بْنُ العَجّاج. قَالَ: وَكَذَلِكَ رُوبةُ القَدَحِ مَا يُوصَلُ بِهِ، وَالْجَمْعُ رُوَبٌ. والرُّوبةُ: شَجَرُ النِّلْك. والرُّوبةُ: كَلُّوبٌ يُخْرَجُ بِهِ الصَّيْدُ مِنَ الجُحْر، وَهُوَ المِحْرَشُ. عَنْ أَبي الْعَمَيْثَلِ الأَعرابي. ورُوَيْبةُ: أَبو بَطْنٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَاللَّهُ أَعلم.

ريب: الرَّيْبُ: صَرْفُ الدَّهْرِ. والرَّيْبُ والرِّيبةُ: الشَّكُّ، والظِّنَّةُ، والتُّهمَةُ. والرِّيبةُ، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ رِيَبٌ. والرَّيْبُ: مَا رابَك مِنْ أَمْرٍ. وَقَدْ رابَنِي الأَمْر، وأَرابَنِي. وأَرَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ فِيهِ رِيبةً. ورِبْتُه: أَوصَلْتُ إِليه الرِّيبةَ. وَقِيلَ: رابَني: عَلِمْتُ مِنْهُ الرِّيبة، وأَرابَنِي؛ أَوهَمَني الرِّيبةَ، وظننتُ ذَلِكَ بِهِ. ورابَنِي فُلَانٌ يَريبُني إِذا رَأَيتَ مِنْهُ مَا يَريبُك، وتَكْرَهُه. وَهُذَيْلٌ تَقُولُ: أَرابَنِي فُلَانٌ، وارْتابَ فِيهِ أَي شَكَّ. واسْتَرَبْتُ بِهِ إِذا رأَيتَ مِنْهُ مَا يَريبُك. وأَرابَ الرجلُ: صَارَ ذَا رِيبةٍ، فَهُوَ مُريبٌ. وَفِي حَدِيثِ فاطمةَ: يُريبُني مَا يُريبُها أَي يَسُوءُني مَا يَسُوءُها، ويُزْعِجُني مَا يُزْعِجُها؛ هُوَ مِنْ رابَني هَذَا الأَمرُ وأَرابني إِذا رأَيتَ مِنْهُ مَا تَكْرَهُ. وَفِي حَدِيثِ الظَّبْي الحاقِفِ: لَا يَريبُه أَحدٌ بِشَيْءٍ أَي لَا يَتَعَرَّضُ لَهُ ويُزْعِجُه. ورُوي عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: مَكْسَبَةٌ فِيهَا بعضُ الرِّيبةِ خيرٌ مِنْ مسأَلةِ الناسِ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الرِّيبةُ والرَّيبُ الشَّكُّ؛ يَقُولُ: كَسْبٌ يُشَكُّ فِيهِ، أَحَلالٌ هُوَ أَم حرامٌ، خيرٌ مِنْ سُؤَالِ الناسِ، لِمَنْ يَقْدِرُ عَلَى الكَسْبِ؛ قَالَ: وَنَحْوُ ذَلِكَ المُشْتَبهاتُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا رَيْبَ فِيهِ* . مَعْنَاهُ: لَا شَكَّ فِيهِ. ورَيْبُ الدهرِ: صُرُوفُه وحَوادِثُه. ورَيْبُ المَنُونِ: حَوادِثُ الدَّهْر. وأَرابَ الرجلُ: صَارَ ذَا رِيبةٍ، فَهُوَ مُريبٌ. وأَرابَنِي: جعلَ فيَّ رِيبةً، حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: أَرابَ الرجلُ يُريبُ إِذا جاءَ بِتُهمَةٍ. وارْتَبْتُ فُلَانًا أَي اتَّهَمْتُه. وَرَابَنِي الأَمرُ رَيْباً أَي نابَنِي وأَصابني. وَرَابَنِي أَمرُه يَريبُني أَي أَدخل عليَّ شَرّاً وخَوْفاً. قَالَ: وَلُغَةٌ رَدِيئَةٌ أَرابني هَذَا الأَمرُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الرَّيْب، وَهُوَ بِمَعْنَى الشَّكِّ مَعَ التُّهمَةِ؛ تَقُولُ: رَابَنِي الشيءُ وأَرابني، بِمَعْنَى شَكَّكَنِي؛ وَقِيلَ: أَرابني فِي كَذَا أَي شَكَّكَنِي وأَوهَمَني الرِّيبةَ فِيهِ، فإِذا اسْتَيْقَنْتَه، قُلْتَ: رابنِي، بِغَيْرِ أَلف. وَفِي الْحَدِيثِ: دَعْ مَا يُريبُك إِلى مَا لَا يُرِيبُكَ ؛ يُرْوَى بِفَتْحِ الياءِ وَضَمِّهَا، أَي دَعْ مَا تَشُكُّ فِيهِ إِلى مَا لَا تَشُكُّ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، فِي وَصِيَّتِه لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ لِعُمَرَ: عَلَيْكَ بالرّائبِ مِنَ الأُمور، وإِيَّاك والرائبَ مِنْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: الرائبُ مِنَ اللبَنِ مَا مُخِضَ فأُخِذَ زُبْدُه؛ الْمَعْنَى: عَلَيْكَ بِالَّذِي لَا شُبْهةَ فِيهِ كالرّائبِ مِنَ الأَلْبانِ، وَهُوَ الصَّافي؛ وإِياك والرائبَ مِنْهَا أَي الأَمر الَّذِي فِيهِ شُبْهَةٌ وكَدَرٌ؛ وَقِيلَ الْمَعْنَى: إِن الأَوَّلَ مِنْ رابَ اللبنُ يَرُوبُ، فَهُوَ رائِبٌ، وَالثَّانِي مِنْ رَابَ يَريبُ إِذا وَقَعَ فِي الشَّكِّ؛ أَي عَلَيْكَ بِالصَّافِي مِنَ الأُمورِ، وَدَعِ المُشْتَبِهَ مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا ابْتَغَى الأَميرُ الرّيبةَ فِي الناسِ أَفْسَدَهم ؛ أَي اتَّهَمَهم وجاهَرهم بسُوءِ الظنِّ فِيهِمْ، أَدّاهم ذَلِكَ إِلى ارتكابِ مَا ظَنَّ بِهِمْ، ففَسَدُوا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ قَدْ رابَنِي أَمرُه يَريبُني رَيْباً ورِيبَةً؛ هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ، إِذا كَنَوْا أَلْحَقُوا الأَلف، وإِذا لَمْ يَكْنُوا أَلْقَوا الأَلفَ. قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ فِيمَا يُوقَع أَن تَدْخُلَ الأَلف، فَتَقُولُ: أَرابني الأَمرُ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْر الهُذَلي: يَا قَوْمِ مَا لِي وأَبا ذُؤَيبِ، ... كنتُ، إِذا أَتَيْتُه مِنْ غَيْبِ،

فصل الزاي المعجمة

يَشَمُّ عِطْفِي، ويَبُزُّ ثَوْبي، ... كأَنَّني أَرَبْتُه بِرَيْبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا أَنَّ رَابَنِي بِمَعْنَى شَكَّكَني وأَوْجَبَ عِنْدِي رِيبةً؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: قَدْ رابَني مِنْ دَلْوِيَ اضْطرابُها وأَمّا أَراب، فإِنه قَدْ يأْتي مُتَعَدِّياً وَغَيْرَ مُتَعَدٍّ، فَمَنْ عَدَّاه جَعَلَهُ بِمَعْنَى رابَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ خَالِدٍ: كأَنَّني أَرَبْتُه بِرَيْبِ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي الطِّيبِ: أَتَدرِي مَا أَرابَكَ مَنْ يُرِيبُ وَيُرْوَى: كأَنني قَدْ رِبْتُه بِرَيْبِ فَيَكُونُ عَلَى هَذَا رابَني وأَرابَني بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأَما أَرابَ الَّذِي لَا يَتَعَدَّى، فَمَعْنَاهُ: أَتى برِيبةٍ، كَمَا تَقُولُ: أَلامَ، إِذا أَتى بِمَا يُلامُ عَلَيْهِ، وَعَلَى هَذَا يتوَجَّهُ الْبَيْتُ الْمَنْسُوبُ إِلى المُتَلمِّس، أَو إِلى بَشَّار بْنِ بُرْدٍ، وَهُوَ: أَخُوكَ الَّذِي إِنْ رِبْتَه، قَالَ: إِنَّما ... أَرَبْتَ، وإِنْ لايَنْتَه، لانَ جانِبُهْ وَالرِّوَايَةُ الصحيحةُ فِي هَذَا الْبَيْتِ: أَرَبْتُ، بِضَمِّ التاءِ؛ أَي أَخُوكَ الَّذِي إِنْ رِبْتَه برِيبةٍ، قَالَ: أَنا الَّذِي أَرَبْتُ أَي أَنا صاحِبُ الرِّيبَةِ، حَتَّى تُتَوَهَّمَ فِيهِ الرِّيبةُ، وَمَنْ رَوَاهُ أَرَبْتَ، بِفَتْحِ التاءِ، فإِنه زَعَمَ أَن رِبْتَه بِمَعْنَى أَوْجَبْتَ لَهُ الرِّيبةَ؛ فأَما أَرَبْتُ، بِالضَّمِّ، فَمَعْنَاهُ أَوْهَمْتُه الرِّيبةَ، وَلَمْ تَكُنْ واجِبةً مَقْطُوعاً بِهَا. قَالَ الأَصمعي: أَخبرني عِيسَى بْنُ عُمَرَ أَنه سَمِع هُذَيْلًا تَقُولُ: أَرابَني أَمْرُه؛ وأَرابَ الأَمْرُ: صَارَ ذَا رَيْبٍ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ؛ أَي ذِي رَيْبٍ. وأَمْرٌ رَيَّابٌ: مُفْزِعٌ. وارْتابَ بِهِ: اتَّهَمَ. والرَّيْبُ: الحاجةُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مالِكٍ الأَنصاريّ: قَضَيْنا مِنْ تِهامةَ كُلَّ رَيْبٍ، ... وخَيْبَرَ، ثُمَّ أَجْمَمْنا السُّيُوفا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ اليَهُودَ مَرُّوا بِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بعضُهم: سَلُوه، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا رَابُكُمْ إِليه؟ أَي مَا إِرْبُكُم وحاجَتُكم إِلى سُؤَالِه؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا رابُكَ إِلى قَطْعِها؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا يَرْوُونه، يَعْنِي بِضَمِّ الباءِ، وإِنما وَجْهُه: مَا إِرْبُكَ؟ أَي مَا حاجَتُكَ؟ قَالَ أَبو مُوسَى: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الصوابُ مَا رابَكَ؟ بِفَتْحِ الباءِ، أَي مَا أَقْلَقَكَ وأَلجأَكَ إِليه؟ قَالَ: وَهَكَذَا يَرْوِيهِ بَعْضُهُمْ. والرَّيْبُ: اسْمُ رَجُل. والرَّيبُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فَسارَ بِه، حَتَّى أَتى بَيْتَ أُمِّه، ... مُقِيماً بأَعْلى الرَّيْبِ، عِنْدَ الأَفاكِلِ فصل الزاي المعجمة زأب: زأَبَ القِرْبةَ، يَزْأَبُها زَأْباً، وازْدَأَبها: حَمَلَها، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا سَرِيعاً. والازْدِئابُ: الاحْتِمالُ. وكلُّ مَا حَمَلْتَه بِمَرَّةٍ، شِبْهَ الاحْتِضانِ، فَقَدْ زَأَبْتَه. وزَأَبَ الرَّجُلُ وازْدَأَبَ إِذا حَمَل مَا

يُطِيقُ وأَسْرَعَ فِي الْمَشْيِ، قَالَ: وازْدَأَبَ القِرْبَةَ، ثُمَّ شَمَّرا وزَأَبْتُ القِرْبةَ وزَعَبْتُها، وَهُوَ حَمْلُكها مُحْتَضِناً. والزَّأْبُ: أَن تَزْأَبَ شَيْئًا فتَحْمِلَه بمرّةٍ وَاحِدَةٍ. وزَأَبَ الرَّجلُ إِذا شَرِبَ شُرْباً شَديداً. الأَصمعي: زَأَبْتُ وقَأَبْتُ أَي شَرِبْتُ، وزَأَبْتُ بِهِ زَأْباً وازْدأَبْتُه. وزَأَبَ بِحِمْلِه: جَرَّه. زأنب: الزَّآنِبُ: القَوارِيرُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ونحْنُ بَنُو عَمٍّ عَلَى ذَاكَ، بَيْنَنا ... زآنِبُ، فِيهَا بِغْضةٌ وتَنافُسُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا. زبب: الزَّبَبُ: مَصْدَرُ الأَزَبِّ، وَهُوَ كَثرة شَعَر الذّراعَيْنِ وَالْحَاجِبَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ، والجمعُ الزُّبُّ. والزَّبَبُ: طولُ الشعَرِ وكَثرتُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الزَّبَبُ الزَّغَب، والزَّبَبُ فِي الرَّجُلِ: كثرةُ الشَّعَرِ وطُولُه، وَفِي الإِبل: كَثْرَةُ شَعَرِ الْوَجْهِ والعُثْنُونِ؛ وَقِيلَ: الزَّبَبُ فِي النَّاسِ كَثرَةُ الشَّعَرِ فِي الأُذنين وَالْحَاجِبَيْنِ، وَفِي الإِبل: كَثرةُ شَعَرِ الأُذنين وَالْعَيْنَيْنِ؛ زَبَّ يَزُبُّ زَبِيباً، وَهُوَ أَزَبُّ. وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وَقَالَ الأَخطل: أَزَبُّ الحاجِبين بِعَوْفِ سَوءٍ، ... مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ بأَزْقُبانِ وَقَالَ الْآخَرُ: أَزَبُّ القَفا والمَنْكِبَيْنِ، كأَنه، ... مِنَ الصَّرْصَرانِيَّاتِ، عَوْدٌ مُوَقَّعُ وَلَا يكادُ يَكُونُ الأَزَبُّ إِلَّا نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ عَلَى حاجِبَيْهِ شُعَيْراتٌ، فإِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ نَفَرَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَو يَتَناسَى الأَزَبُّ النُّفورا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْعَجُزُ مُغَيَّرٌ «6»، والبيتُ بكمالِه: بَلَوْناكَ مِنْ هَبَواتِ العَجَاج، ... فَلَمْ تَكُ فِيهَا الأَزَبَّ النَّفُورا ورأَيت، فِي نُسْخَةِ الشَّيْخِ ابْنِ الصَّلَاحِ المُحَدِّث، حاشِيةً بِخَطِّ أَبيه، أَنَّ هَذَا الشِّعْرَ: رَجائيَ، بالعَطْفِ، عَطْفَ الحُلُوم، ... ورَجْعةَ حَيرانَ، إِن كَانَ حَارَا وخَوْفيَ بالظَّنِّ، أَنْ لا ائْتِلافَ، ... أَو يَتناسَى الأَزَبُّ النُّفُورا وَبَيْنَ قَوْلِ ابْنِ بَرِّيٍّ وَهَذِهِ الْحَاشِيَةِ فَرْقٌ ظَاهِرٌ. والزَّبَّاءُ: الِاسْتُ لِشَعَرِهَا. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كثيرةُ الشَّعَر. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: كَانَ إِذا سُئِلَ عَنْ مسأَلةٍ مُعْضِلَةٍ، قَالَ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، لَوْ سُئِل عَنْهَا أَصحابُ رسولِ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَعْضَلَتْ بِهِمْ. يُقَالُ للدَّاهيةِ الصَّعْبةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، يَعْنِي أَنها جَمَعَتْ بَيْنَ الشَّعَر والوَبَرِ، أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ، شبَّهها بِالنَّاقَةِ النَّفُور، لصُعُوبَتِها. وداهيةٌ زبَّاءُ: شَدِيدَةٌ، كَمَا قَالُوا شَعْراءُ. وَيُقَالُ للدَّاهية المُنْكَرةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْكَثِيرَةِ الوبَر: زَبَّاءُ، والجملُ أَزبُّ. وعامٌ أَزَبُّ: مُخْصِبٌ، كَثِيرُ النباتِ.

_ (6). قوله [مغير] لم يخطئ الصاغاني فيه إلا النفورا، فقال الصواب النفارا، وأورد صدره وسابقه ما أورده ابن الصلاح.

وزَبَّتِ الشمسُ زَبّاً، وأَزَبَّتْ، وزَبَّبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، لأَنها تَتَوارَى كَمَا يَتَوارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعر. وَفِي حَدِيثِ عُروةَ: يَبْعَثُ أَهلُ النَّارِ وَفْدَهُم فَيَرْجِعُون إِليهم زُبّاً حُبْناً ؛ الزُّبُّ: جَمْعُ الأَزَبِّ، وَهُوَ الَّذِي تَدِقُّ أَعاليه ومَفاصِلُه، وتَعْظُم سُفْلَتُه؛ والحُبْنُ: جَمع الأَحْبَنِ، وَهُوَ الَّذِي اجتمعَ فِي بطنِه الماءُ الأَصفر. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، بِلُغَةِ أَهل اليَمَنِ، وخصَّ ابْنُ دُرَيْدٍ بِهِ ذَكَرَ الإِنسان، وَقَالَ: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ؛ وأَنشد: قَدْ حَلَفَتْ باللهِ: لَا أُحِبُّهْ، ... أَن طالَ خُصْياهُ، وقَصرَ زُبُّهْ وَالْجَمْعُ: أَزُبٌّ وأَزْبابٌ وزَبَبَةٌ. والزُّبُّ: اللِّحْيَةُ، يَمانِيَّةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مُقَدَّم اللِّحْية، عِنْدَ بَعْضِ أَهل الْيَمَنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ففاضَتْ دُمُوع الجَحْمَتَيْنِ بِعَبْرةٍ ... عَلَى الزُّبِّ، حَتَّى الزُّبُّ، فِي الماءِ، غامِسُ قَالَ شَمِرٌ: وَقِيلَ الزُّبُّ الأَنْف، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. والزَّبُّ مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إِلى رَأْسِها؛ يُقَالُ: زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ. والزَّبِيبُ: السَّمُّ فِي فَمِ الحيَّةِ. والزَّبِيبُ: زَبَدُ الْمَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: حَتَّى إِذا تَكَشَّفَ الزَّبِيبُ والزَّبِيبُ: ذاوِي العِنَب، مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ زَبِيبَةٌ؛ وَقَدْ أَزَبَّ العِنَبُ؛ وزَبَّبَ فُلَانٌ عِنَبَهُ تَزْبِيباً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَاسْتَعْمَلَ أَعرابي، مِنْ أَعرابِ السَّراة، الزَّبِيبَ فِي التِّينِ، فَقَالَ: الفَيْلَحانِيُّ تِينٌ شَديدُ السَّوادِ، جَيِّدُ الزَّبِيبِ، يَعْنِي يابِسَه، وَقَدْ زَبَّبَ التِّينُ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ أَيضاً. والزَّبِيبةُ: قُرْحَةٌ تَخرُج فِي اليَد، كالعَرْفَةِ؛ وَقِيلَ: تُسَمَّى العَرْفةَ. والزَّبِيبُ: اجتماعُ الرِّيقِ فِي الصِّماغَيْنِ. والزَّبِيبَتانِ: زَبَدَتانِ فِي شِدْقَي الإِنسان، إِذا أَكثرَ الكلام. وقد زَبَّبَ شِدْقاه: اجْتَمَعَ الرِّيقُ فِي صامِغَيْهِما؛ واسمُ ذَلِكَ الرِّيقِ: الزَّبِيبَتانِ. وزَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَيْظِ إِذا رأَيتَ لَهُ زَبِيبَتَيْنِ فِي جَنْبَيْ فيهِ، عِنْدَ مُلْتَقَى شَفَتَيْه مِمَّا يَلِي اللِّسَانَ، يَعْنِي رِيقًا يَابِسًا. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ القُرَشِيِّينَ: حَتَّى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي خرَج زَبَدُ فِيكَ في جانِبَيْ شَفَتَيْكَ. وَتَقُولُ: تكَلَّمَ فُلَانٌ حَتَّى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خَرج الزَّبَدُ عَلَيْهِمَا. وتزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْتَلأَ غَيْظاً؛ وَمِنْهُ: الحيَّةُ ذُو الزَّبِيبَتَيْنِ؛ وَقِيلَ: الحيَّةُ ذاتُ الزَّبِيبَتَيْنِ الَّتِي لَهَا نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَيْنَيْها. وَفِي الْحَدِيثِ: يَجيءُ كَنْزُ أَحَدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتانِ. الشُّجاعُ: الحيَّةُ؛ والأَقْرَعُ: الَّذِي تمَرَّطَ جِلْدُ رأْسِه. وَقَوْلُهُ زَبِيبَتانِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النُّكْتَتانِ السَّوْداوانِ فَوْقَ عَيْنَيْهِ، وَهُوَ أَوْحَشُ مَا يَكُونُ مِنَ الحيَّاتِ وأَخْبَثُه. قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّ الزَّبِيبَتَيْنِ هُمَا الزَّبَدَتانِ تَكُونَانِ فِي شِدْقَي الإِنسان، إِذا غَضِبَ وأَكثرَ الكلامَ حَتَّى يُزْبِدَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الزَّبِيبَةُ نُكْتَةٌ سَوْداءُ فَوْقَ عَيْنِ الحيَّةِ، وَهُمَا نُقْطَتانِ تَكْتَنِفانِ فَاهَا، وَقِيلَ: هُمَا زَبَدَتانِ فِي شِدْقَيْها. وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ غَيْلان بنتِ جَريرٍ، أَنها قَالَتْ: رُبَّما أَنشَدْتُ أَبي حَتَّى يَتَزَبَّبَ شِدقاي؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِنِّي، إِذا مَا زَبَّبَ الأَشْداقُ، ... وكَثُرَ الضِّجاجُ واللَّقْلاقُ، ثَبْتُ الجَنانِ، مِرْجَمٌ وَدَّاقُ أَي دانٍ مِنَ العَدُوِّ. ودَقَ أَي دَنا. والتَّزَبُّبُ: التَّزَيُّدُ فِي الْكَلَامِ. وزَبْزَبَ إِذا غَضِبَ. وزَبْزَبَ إِذا انْهَزَمَ فِي الحَرْب. والزَّبْزَبُ: ضَرْبٌ من السُّفُن. والزَّبابُ: جِنْس مِنَ الفَأْر، لَا شعرَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ فأْر عَظِيمٌ أَحمر، حَسَن الشعرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ فأْرٌ أَصَمُّ؛ قَالَ الحرِث بنِ حِلِّزَةَ: وهُمُ زَبابٌ حائرٌ، ... لَا تَسْمَع الآذانُ رَعْدا أَي لَا تسمعُ آذانُهم صوتَ الرعْد، لأَنهم صُمٌّ طُرْشٌ، وَالْعَرَبُ تضْرِب بِهَا المَثَل فَتَقُولُ: أَسْرَقُ مِنْ زَبابة؛ ويُشَبَّه بِهَا الجاهلُ، وَاحِدَتُهُ زَبابة، وَفِيهَا طَرَش، وَيُجْمَعُ زَباباً وزَباباتٍ؛ وَقِيلَ: الزَّبابُ ضَرْب مِنَ الجِرْذانِ عِظَامٌ؛ وأَنشد: وثْبةَ سُرْعُوبٍ رَأَى زَبابا السُّرْعُوب: ابنُ عُرْس، أَي رأَى جُرَذاً ضَخْماً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه، أَنا إِذاً، واللهِ، مثلُ الَّذِي أُحيطَ بِهَا، فقيلَ زَبابِ زَبابِ، حَتَّى دَخَلَت جُحْرها، ثُمَّ احْتُفِرَ عَنْهَا فاجْتُرَّ برِجلِها، فذُبِحَت ، أَرادَ الضَّبُعَ، إِذا أَرادوا صَيْدَها، أَحاطُوا بِهَا فِي جُحْرِها، ثُمَّ قَالُوا لَهَا: زَبابِ زَبابِ، كأَنهم يُؤْنِسُونَها بِذَلِكَ. قَالَ: والزَّبابُ جِنسٌ مِنَ الفَأْرِ لَا يَسْمَعُ، لَعَلَّها تأْكُله كَمَا تأْكُلُ الجرادَ؛ الْمَعْنَى: لَا أَكون مِثْلَ الضَّبُعِ تُخادَعُ عَنْ حَتْفِها. والزَّبَّاءُ: اسْمُ المَلِكَةِ الرُّومِيَّةِ، يُمَدُّ ويُقْصَر، وَهِيَ مَلكة الجزيرةِ، تُعَدُّ مِن مُلوكِ الطَّوائف. والزَّبَّاء: شُعْبَةُ مَاءٍ لِبَني كُلَيْبٍ؛ قَالَ غَسّانُ السَّلِيطِيُّ يَهجُو جَرِيرًا: أَمَّا كُلَيْبٌ، فإِنَّ اللُّؤْمَ حالَفها، ... مَا سَالَ فِي حَقْلةِ الزَّبَّاءِ وادِيها وَاحِدَتُهُ زَبَابَةٌ «1». وَبَنُو زَبِيبةَ: بَطْنٌ. وزبَّانُ: اسْمٌ، فَمَن جَعَلَ ذَلِكَ فَعَّالًا مِنْ زَبَنَ، صرَفَه، وَمَنْ جَعَلَهُ فَعْلانَ مَنْ زَبَّ، لَمْ يَصْرِفْه. وَيُقَالُ: زَبَّ الحِملَ وَزأَبه وازْدَبَّه إِذا حَمَلَه. زجب: مَا سَمِعْت لَهُ زُجْبةً أَي كلمةً. زحب: زَحَب إِليه زَحْباً: دَنا. ابْنُ دُرَيْدٍ: الزَّحْبُ الدُّنُوُّ مِنَ الأَرض؛ زَحَبْتُ إِلى فُلَانٍ وزَحَبَ إِليَّ إِذا تَدانَيْنا. قَالَ الأَزهري: جَعَلَ زَحَبَ بِمَعْنَى زَحَفَ؛ قَالَ: ولَعَلَّها لُغَةٌ، وَلَا أَحفظها لغيره. زحزب: الزُّحْزُبُّ: الَّذِي قَدْ غَلُظَ وقَوِيَ واشْتَدَّ. الأَزهري: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْحَرْفَ، فِي كِتَابِهِ، بالخاءِ، زُخْزُبٌّ، وجاءَ بِهِ فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ، وَهُوَ الزُّخْزُب للحُوار الَّذِي قَدْ عَبُلَ، واشْتَدَّ لَحْمه. قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَالْحَاءُ عِنْدَنَا تصحيف. زخب: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الزَّخْباءُ الناقةُ الصُّلْبةُ على السَّيْر.

_ (1). قوله [واحدته زبابة] كذا في النسخ ولا محل له هنا فإِن كان المؤلف عنى أَنه واحد الزباب كسحاب الذي هو الفأر فقد تقدم وسابق الكلام في الزباء وهي كما ترى لفظ مفرد علم على شيء بعينه اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي الْكَلَامِ سقط.

زخزب: الزُّخْزُبُّ، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: القَويُّ الشديدُ؛ وَقِيلَ: الغليظُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَولاد الإِبل، الَّذِي قَدْ غَلُظَ جِسْمُه واشتدَّ لَحْمُهُ. يُقَالُ: صَارَ وَلَدُ النَّاقَةِ زُخْزُبّاً إِذا غَلُظَ جسمُه واشتدَّ لَحْمُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنِ الفَرَعِ وذَبْحِه، فَقَالَ: هُوَ حقٌّ، ولأَن تَتْرُكَه حَتَّى يَكُونَ ابنَ مَخاضٍ، أَو ابنَ لَبونٍ زُخْزُبّاً، خيرٌ مِنْ أَن تَكْفَأَ إِناءَكَ، وتُوَلِّهَ ناقَتَكَ ؛ الفَرَعُ: أَوَّلُ مَا تَلِده الناقةُ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ فكَرِهَ ذَلِكَ، وَقَالَ: لأَنْ تَتْرُكَه حَتَّى يَكْبَر، ويُنْتَفَعَ بِلَحْمِهِ خيرٌ مِنْ أَن تَذْبحَه فيَنْقَطِعَ لبنُ أُمِّه، فتَكُبَّ إِناءَكَ الَّذِي كُنْتَ تَحْلُبُ فِيهِ، وتَجْعَلَ ناقَتَكَ والِهَةً بِفَقْدِ وَلَدِهَا. زخلب: فُلانٌ مُزَخْلِبٌ: يَهْزَأُ بالناس. زرب: الزَّرْبُ: المَدْخَلُ. والزَّرْبُ والزِّرْبُ: موضعُ الْغَنَمِ، وَالْجَمْعُ فِيهِمَا زُرُوبٌ؛ وَهُوَ الزَّرِيبَةُ أَيضاً. والزَّرْبُ والزَّرِيبةُ: حَظيرةُ الْغَنَمِ مِنْ خَشَبٍ. تَقُولُ: زَرَبْتُ الغنمَ، أَزْرُبُها زَرْباً، وَهُوَ مِنَ الزَّرْبِ الَّذِي هُوَ المَدْخَلُ. وانْزَرَب فِي الزَّرْبِ انْزِراباً إِذا دَخَلَ فِيهِ. والزَّرْبُ والزَّرِيبةُ: بِئْرٌ يَحْتَفِرُها الصائدُ، يَكْمُن فِيهَا للصَّيْد؛ وَفِي الصِّحَاحِ: قُترةُ الصائِدِ. وانْزَرَبَ الصائدُ فِي قُتْرَتِه: دَخَلَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وبالشَّمائِلِ، مِنْ جَلَّانَ، مُقْتَنِصٌ، ... رَذْلُ الثِّيابِ، خَفيُّ الشخصِ، مُنْزَرِبُ وجَلَّانُ: قَبيلةٌ. والزَّرْبُ: قُتْرةُ الرَّامِي؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي الزَّرْبِ لَوْ يَمْضَغُ شَرْباً مَا بَصَقْ والزَّريبةُ: مَكْتَنُّ السَّبُع؛ وَفِي الصِّحَاحِ: زَريبةُ السَّبُعِ، بالإِضافة إِلى السَّبُعِ: مَوْضِعُهُ الَّذِي يَكْتَنُّ فِيهِ. والزَّرابيُّ: البُسُطُ؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا بُسِطَ واتُّكِئَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الطَّنافِسُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: النَّمارِقُ، وَالْوَاحِدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ زَرْبِيَّةٌ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ؛ الزَّرابيُّ البُسُطُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ الطَّنافِسُ، لَهَا خَمْلٌ رقيقٌ. وَرُوِيَ عَنِ الْمُؤَرِّجِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ؛ قَالَ: زَرابيُّ النَّبْت إِذا اصْفَرَّ واحْمَرَّ وَفِيهِ خُضْرةٌ، وَقَدِ ازْرَبَّ، فَلَمَّا رأَوا الأَلوانَ فِي البُسُطِ والفُرُش شبَّهُوها بزَرابيِّ النَّبْتِ؛ وَكَذَلِكَ العَبْقَرِيُّ مِنَ الثِّياب والفُرُشِ؛ وَفِي حَدِيثِ بَنِي الْعَنْبَرِ: فأَخَذوا زِرْبِيَّةَ أُمِّي، فأَمرَ بِهَا فرُدَّتْ. الزِّرْبيَّةُ: الطِّنْفِسةُ، وَقِيلَ: البِساطُ ذُو الخَمْلِ، وتُكْسَرُ زايُها وَتُفْتَحُ وَتُضَمُّ، وَجَمْعُهَا زَرابيُّ. والزِّرْبِيَّةُ: القِطْعُ الحِيريُّ، وَمَا كَانَ عَلَى صَنْعَتِه. وأَزْرَبَ البَقْلُ إِذا بَدَا فِيهِ اليُبْسُ بخُضرة وصُفْرة. وذاتُ الزَّرابِ: مِن مَساجِد سيِّدنا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ مَكةَ والمدينة. والزِّرْبُ: مَسِيلُ الْمَاءِ. وزَرِبَ الماءُ وسَرِبَ إِذا سالَ. ابْنُ الأَعرابي: الزِّرْيابُ الذَّهَبُ، والزِّرْيابُ: الأَصْفَر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ للمِيزاب: المِزْرابُ والمِرْزابُ؛ قال: والمِزرابُ لُغَةٌ فِي المِيزابِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المِئْزابُ، وَجَمْعُهُ مآزِيبُ،

وَلَا يُقَالُ المِزْرابُ، وَكَذَلِكَ الفراء وأَبو حَاتِمٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيْلٌ للعَرب مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، وَيْلٌ للزِّرْبِيَّةِ قِيلَ: وَمَا الزِّرْبِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَدخُلون عَلَى الأُمراءِ، فإِذا قَالُوا شَرًّا، أَو قَالُوا شَيْئًا، قَالُوا: صَدقَ شبَّهَهُم فِي تلَوُّنهم بواحِدة الزَّرابيِّ، وَمَا كَانَ عَلَى صَنْعَتِها وأَلوانِها، أَو شبَّههم بالغَنَمِ المَنْسُوبةِ إِلى الزَّرب والزِّرْبِ، وَهُوَ الحظِيرةُ الَّتِي تأْوي إِليها، فِي أَنهم يَنْقادون للأُمراءِ، ويَمْضُون عَلَى مِشْيَتِهم انْقِيَادَ الغَنمِ لراعِيها؛ وَفِي رَجَزِ كَعْبٍ: تَبِيتُ بينَ الزِّرْبِ والكَنِيفِ وَتُكْسَرُ زَاؤُهُ وتُفتح. والكَنِيفُ: المَوْضِعُ السَّاتِرُ، يُرِيدُ أَنها تُعْلَفُ فِي الحَظائر والبُيوتِ، لَا بالكَلإِ ولا بالمَرعَى. زردب: زَرْدَبَه: خَنَقَه، وزَرْدَمَه كذلك. زرغب: الزَّرْغَبُ: الكَيْمَخْتُ. زرنب: الزَّرْنَبُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّباتِ طَيِّبُ الرَّائحة، وَهُوَ فَعْلَلٌ؛ وَقِيلَ: الزَّرْنَبُ ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ؛ وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيح. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: المَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ والرِّيحُ ريحُ زَرْنَبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: هُوَ الزَّعْفرانُ، وَيَجُوزُ أَن يُعْنى طِيبُ رائحتِه، وَيَجُوزُ أَن يُعْنى طِيبُ ثَنَائِهِ فِي النَّاسِ؛ قال الراجز: وا بِأَبي ثَغْرُكِ ذَاكَ الأَشْنَبُ، ... كأَنما ذُرَّ علَيه الزَّرْنَبُ والزَّرْنَبُ: فَرْجُ المرأَةِ، وَقِيلَ: هُوَ فَرْجُها إِذا عَظُمَ، وَهُوَ أَيضاً ظاهِرُه. ابْنُ الأَعرابي: الكَيْنَةُ لَحْمَةٌ داخلَ الزَّرَدان، والزَّرْنبةُ، خَلْفَها، لَحْمةٌ أُخرى. زعب: زَعَبَ الإِناءَ، يَزْعَبُهُ زَعْباً: ملأَه. ومَطَرٌ زاعِبٌ: يَزْعَبُ كلَّ شَيْءٍ أَي يَمْلؤُه؛ وأَنشد يَصِفُ سَيْلًا: مَا جازَتِ العُفْرُ مِنْ ثُعالةَ، ... فالرَّوْحاء مِنْهُ مَزْعُوبةُ المُسُلِ أَي مَملوءَةٌ. وزَعَبَ السَّيْلُ الواديَ يَزعَبُه زَعْباً: ملأَه. وزَعَبَ الْوَادِي نفسُه يَزْعَبُ: تَمَّلأَ ودَفَعَ بعضُه بَعْضًا. وسَيْلٌ زَعُوبٌ: زاعِبٌ. وجاءَنا سَيْلٌ يَزْعَبُ زَعْباً أَي يَتدافَعُ فِي الْوَادِي ويجْري؛ وإِذا قُلْتَ يَرْعَبُ، بالراءِ، تَعْنِي يَملأُ الوادِيَ. وزَعَبَ المرأَةَ يَزْعَبُها «1» زَعْباً: جامَعها فملأَ فَرْجها بِفَرْجِه. وَقِيلَ: مَلأَ فَرْجَها مَاءً؛ وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الزَّعْبُ إِلَّا منْ ضِخَمٍ. وازْدَعَبْتُ الشَّيْءَ إِذا حَمَلْتَه؛ يُقَالُ: مَرَّ بِهِ فازْدَعَبَه. وقِرْبةٌ مَزْعُوبةٌ وممْزُورَةٌ: مملوءَةٌ. وزَعَبَ القِربةَ: مَلأَها؛ وأَنشد: مِنَ الفُرْنيِّ يَزْعَبُها الجَميلُ أَي يَمْلَؤُها. وزَعَبَ القِرْبَةَ: احْتَمَلَها وَهِيَ مُمتلِئةٌ. يُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ يَزْعَبُها ويَزْأَبُها أَي يَحْمِلُها مملوءَةً. وزَعَبَتِ القِرْبةُ: دَفَعَتْ مَاءَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْهَيْثَمِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جاءَ

_ (1). قوله [يزعبها] وقع في مادتي فرن وجمل يرعبها بالراء.

بقِرْبَةٍ يَزْعَبُها أَي يَتَدافَعُ بِهَا، ويَحْمِلُها لثِقَلها؛ وَقِيلَ: زَعَبَ بحِمْلِه إِذا اسْتَقَامَ. وزَعَبَ بحملِه يَزْعَبُ، وازْدَعَبَ: تَدافَعَ. ومَرَّ يَزْعبُ بِهِ: مَرَّ سَرِيعًا. وزَعَبَ البعيرُ بحملِه يَزْعَبُ بِهِ: مَرَّ بِهِ مُثْقَلًا. وزعَبْتُه عَنِّي زَعْباً: دفَعْتُه. والزَّاعِبيُّ مِنَ الرِّماح: الَّذِي إِذا هُزَّ تَدافَعَ كلُّه كأَنَّ آخِرَه يَجْري فِي مُقَدَّمِه. والزاعِبِيَّةُ: رِماحٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى زاعِبٍ، رجلٍ أَو بلَدٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ «2»: وأَجْوِبةٌ، كالزَّاعِبِيَّة وخْزُها، ... يُبادهُها شَيْخُ العِراقَينِ، أَمْرَدا وَقَالَ المبردُ: تُنْسَبُ إِلى رَجُلٍ مِنَ الخزْرَج، يُقَالُ لَهُ: زاعِبٌ، كَانَ يَعْمَلُ الأَسِنَّةَ؛ وَيُقَالُ: سِنانٌ زاعِبيٌّ. وَقَالَ الأَصمعي: الزاعِبيُّ: الَّذِي إِذا هُزَّ كأَنَّ كُعُوبَه يَجرِي بعضُها فِي بَعْضٍ، للِينِه، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: مَرَّ يَزْعَبُ بحِمْلِه إِذا مَرَّ مَرّاً سَهْلًا؛ وأَنشد: ونَصْل، كنَصْلِ الزَّاعِبيِّ، فَتِيق أَراد كنَصْلِ الرُّمْحِ الزاعِبيِّ. وَيُقَالُ: الزَّاعِبِيَّةُ الرِّماحُ كلُّها. والزَّاعِبُ: الْهَادِي، السَّيَّاحُ فِي الأَرض؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: يَكادُ يَهْلِكُ فِيهَا الزَّاعِبُ الْهَادِي وزَعَبَ الرَّجلُ فِي قَيْئه إِذا أَكثر حَتَّى يَدْفَعَ بعضُه بَعْضًا. وزَعَبَ لَهُ مِنَ المالِ قَلِيلًا: قَطَع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لعَمْرو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِني أَرْسَلْتُ إِليْكَ لِأَبْعَثَكَ فِي وَجْهٍ، يُسَلِّمُكَ اللهُ ويُغَنِّمُكَ، وأَزْعَبُ لَكَ زَعْبةً مِنَ المالِ ؛ أَي أُعْطِيكَ دُفْعةً مِنَ المالِ؛ والزَّعْبةُ: الدُّفْعةُ مِنَ الْمَالِ. قَالَ: وأَصل الزَّعْبِ الدَّفْعُ والقَسْمُ؛ يُقَالُ: زَعَبْتُ لَهُ زَعْبةً مِنَ الْمَالِ وزُعْبةً، وزَهبْتُ زُهْبَةً: دَفَعْتُ لَهُ قِطْعةً وافِرةً مِن المالِ. وأَصلُ الزَّعْبِ: الدَّفْعُ والقَسْمُ. يُقَالُ: أَعْطاه زِعْباً مِن مالِه، فازْدَعَبَه وزِهْباً مِنْ مالِه فازْدَهَبَه أَي قِطْعةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، وعَطِيَّتِه: أَنه كَانَ يَزْعَبُ لِقَوْمٍ، ويُخَوِّصُ لآخَرينَ. الزَّعْبُ: الكَثْرَةُ. وزَعَبَ النَّحْلُ يَزْعَبُ زَعْباً: صَوَّتَ. والزَّعِيبُ والنَّعِيبُ: صَوْتُ الغُرابِ؛ وَقَدْ زَعَبَ ونَعَبَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ: زَعَبَ الغُرابُ، ولَيْتَه لَمْ يَزْعَبِ يَكُونُ زَعَبَ بِمَعْنَى زعَم، أَبدل الْمِيمَ بَاءً مِثْلَ عَجْبِ الذَّنَبِ وعَجْمِه. وزَعَبَ الشَّرابَ يَزْعَبُه زَعْباً. شَرِبَه كلَّه. ووَتَرٌ أَزْعَبُ: غَلِيظٌ. وذَكَرٌ أَزْعَبُ: كَذَلِكَ. والأَزْعَبُ والزُّعْبُوبُ: القَصِيرُ مِنَ الرجال. وقال ابن السكيت: الزُّعْبُ اللِّئامُ القِصارُ، وَاحِدُهُمْ زُعْبُوبٌ؛ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد الفراءُ فِي الزُّعْبِ: مِنَ الزُّعْبِ لَمْ يَضْرِبْ عَدُوّاً بسَيْفِه، ... وبالفَأْسِ ضَرَّابٌ رُؤُوسَ الكَرانِفِ

_ (2). قوله [قال الطرماح] تبع المؤلف الجوهري وفي التكملة ردّاً على الجوهري وليس البيت للطرماح.

وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ مُجْتَزِئٌ بزَعْبِه وزَهْبِه أَي بنَفْسِه. والتَّزَعُّب: النَّشاطُ والسُّرْعةُ. والتَّزَعُّبُ: التَّغَيُّظُ. وزُعَيْبٌ: اسْمٌ. وزُعْبةُ: اسْمُ حِمار مَعْرُوفٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: زُعْبةَ والشَّحاجَ والقُنابِلا وَفِي حَدِيثِ سِحْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ تحتَ زَعُوبةٍ أَو زَعُوفةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِمَعْنَى راعُوفة، وَهِيَ صَخْرة تَكُونُ فِي أَسفل الْبِئْرِ، إِذا حُفِرَتْ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ وَفِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَوْثُوقِ بِهَا. وزَعْبان: اسْمُ رَجُلٍ. زغب: الزَّغَبُ: الشُّعَيْرات الصُّفْرُ عَلَى رِيشِ الْفَرْخِ؛ وَقِيلَ: هُوَ صِغارُ الشَّعَر والرِّيشِ ولَيِّنه؛ وَقِيلَ: هُوَ دُقاق الرِّيشِ الَّذِي لَا يَطُولُ وَلَا يَجُودُ. والزَّغَبُ: مَا يَعْلُو رِيشَ الْفَرْخِ؛ وَقِيلَ: الزَّغَبُ أَوَّل مَا يَبْدُو مِنَ شَعَر الصَّبِيِّ، والمُهْرِ، وريشِ الفَرْخِ، وَاحِدَتُهُ زَغَبةٌ: وأَنشد: كَانَ لَنَا، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُه، ... مُجَعْثَنُ الخَلْقِ، يَطِيرُ زَغَبُه «1» وَقَالَ أَبو ذؤَيب: نَظَلُّ، عَلَى الثَّمْراءِ مِنْهَا، جَوارِسٌ ... مَراضِيعُ، صُهْبُ الرِّيش، زُغُبٌ رِقابُها والفِراخُ زُغْبٌ، وَقَدْ زَغَّبَ الفَرْخُ تَزْغِيباً، ورَجُل زَغِبُ الشَّعَر، ورَقَبةٌ زَغْباءُ. والزَّغَبُ: مَا يَبْقَى فِي رأْس الشَّيْخِ عِنْدَ رِقّةِ شَعَرِه، والفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه: زَغِبَ زَغَباً، فَهُوَ زَغِبٌ، وزَغَّبَ وازْغابَّ. وأَزْغَبَ الكَرْمُ وازْغابَّ: صارَ فِي أُبَنِ الأَغْصانِ الَّتِي تَخرُج مِنْهَا العَناقِيدُ مِثْلُ الزَّغَبِ. قَالَ: وَذَلِكَ بَعْدَ جَرْيِ الماءِ فِيهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي المُصَنَّفِ، فِي بَابِ الكَمْأَةِ: بناتُ أَوْبَرَ، وَهِيَ المُزَغِّبَة؛ فَجَعَلَ الزَّغَب لِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الكَمْأَة، واستَعمل منها فِعْلًا. والزُّغابةُ: أَقَلُّ مِنَ الزَّغَبِ، وَقِيلَ: أَصغَر مِنَ الزَّغَبِ. وَمَا أَصَبْتُ مِنْهُ زُغابةً أَي قَدْرَ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنْ التِّينِ الأَزْغَبُ، وَهُوَ أَكبر مِنَ الوَحْشِيِّ، عَلَيْهِ زَغَبٌ، فإِذا جُرِّدَ مِنْ زَغَبِه، خَرَجَ أَسْوَدَ، وَهُوَ تِين غَلِيظ حُلوٌ، وَهُوَ دَنِيُّ التِّينِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُهْدِيَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِناعٌ مِنْ رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغْب. فالقِناعُ: الطَّبَقُ؛ والأَجْري هَاهُنَا: صِغارُ القِثَّاءِ، شُبِّهت بِصغارِ أَولاد الكِلاب لنَعْمَتِها، وَاحِدُهَا جروٌ، كَذَلِكَ جِراءُ الحَنْظَل: صِغارُها؛ والزُّغْبُ مِنَ القِثَّاءِ: الَّتِي يَعْلُوهَا مِثْلُ زَغَب الْوَبَرِ، فإِذا كَبِرت القِثَّاءُ، تَساقَط زَغَبُها وامْلاسَّتْ، وَوَاحِدُ الزُّغْبِ: أَزْغَبُ وزَغْباء؛ شبَّه مَا عَلَى القِثاءِ مِنَ الزَّغَبِ، بِصِغارِ الرِّيشِ أَوَّلَ مَا تَطْلُع. وازْدَغَبَ مَا عَلَى الخِوانِ: اجْتَرَفَه، كازْدَغَفَه. والزُّغْبةُ: دُويْبَّةٌ تُشْبِه الفأْرة. وزُغْبةُ: مَوْضِعٌ، عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ مِنَ القَوْم، لَمْ يَكُنْ ... طَعامُهمُ حَبّاً، بِزُغْبَة، أَسْمرا

_ (1). قوله [نِرْبَبُهْ] كَسَرَ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ وفتح الباء الأَولى لغة هذيل فيه بل في كل فعل مضارع ثاني ماضيه مكسور كعلم كما تقدم في ربب عن ابن دريد معبراً بزعم وضبط في التكملة بفتحه وضم الباء الأولى.

وزُغْبةُ: مِنْ حُمُرِ جَرير بْنِ الخَطَفَى؛ قَالَ: زُغْبةُ لَا يُسْأَلُ إِلَّا عاجِلا، ... يَحْسَبُ شَكْوى الموجَعاتِ باطِلا، قَدْ قَطَعَ الأَمْراسَ والسَّلاسِلا وزُغْبةُ وزُغَيْبٌ: اسْمَانِ. وزُغابةُ: موضع بقُرْب المدينة. زغدب: الزَّغْدَبُ والزُّغادِبُ: الهَديرُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَرُجُّ زَأْراً وهَديراً زَغْدَبا وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَحْلًا: وزَبَداً، مِنْ هَدْرِه، زُغادِبا والزَّغْدَبُ: مِنْ أَسماءِ الزَّبَد. والزَّغْدَبُ: الإِهالةُ؛ أَنشد ثعلب: وأَتَتْه بزَغْدَبٍ وحَتِيٍّ، ... بعدَ طِرْمٍ، وتامِكٍ، وثُمالِ أَراد: وسَنامٍ تامِكٍ. وَذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلى أَن الباءَ، مِنْ زَغْدَب، زَائِدَةٌ، وأَخَذَه مِنْ زَغْدِ الْبَعِيرِ فِي هَديره. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كلامٌ تَضِيقُ عَنِ احتمالِه المَعاذيرُ، وأَقْوَى مَا يُذْهَبُ إِليه فِيهِ أَن يَكُونَ أَرادَ أَنهما أَصلانِ مُتَقارِبانِ كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وإِن أَراد ذَلِكَ أَيضاً فإِنه قَدْ تَعَجْرَفَ. والزُّغادِبُ: الضَّخْمُ الوجهِ، السَّمِجُه، العظيمُ الشَّفَتَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ العظيمُ الجسْمِ. وزَغْدَبَ عَلَى النَّاسِ: أَلحفَ في المَسأَلةِ. زغرب: البُحُور الزَّغارِبُ: الكَثِيرةُ المِياهِ. وَبَحْرٌ زَغْرَبٌ: كَثِيرُ الماءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَفِي الحَكَمِ بْنِ الصَّلْتِ مِنْكَ مخِيلةٌ ... نَراها، وبَحْرٌ، مِنْ فَعالِكَ، زَغْرَبُ الفَعالُ لِلْوَاحِدِ، والفَعالُ لِلِاثْنَيْنِ. وَيُقَالُ: بَحْرٌ زَغْرَبٌ وزَغْرَفٌ، بالباءِ والفاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الفاءِ. والزَّغْرَبُ: الماءُ الْكَثِيرُ. وعَيْنٌ زَغْرَبةٌ: كَثِيرَةُ الماءِ، وَكَذَلِكَ الْبِئْرُ. وماءٌ زَغْرَبٌ: كَثِير؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَشِّرْ بَنِي كَعْبٍ بِنَوْءِ العَقْرَبِ، ... مِنْ ذِي الأَهاضِيبِ بِماءِ زَغْرَبِ وبَوْلٌ زَغْرَبٌ: كَثيرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَى اضْطِمارِ اللَّوحِ بَوْلًا زَغْرَبا ورَجُل زَغْرَبٌ بالمَعْرُوفِ، عَلَى الْمَثَلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُل زَغْرَبُ المَعْروفِ: كَثيرُه. زغلب: «1»: الأَزهري: لَا يَدْخُلَنَّك مِنْ ذَلِكَ زُغْلُبةٌ أَي لَا يَحِيكَنَّ فِي صَدْرِكَ مِنْهُ شَكٌّ وَلَا وَهْم. زقب: زَقَبْتُه فِي جُحْرِهِ، وزَقَبْتُ الجُرَذَ فِي الكُوَّةِ فانْزَقَبَ أَي أَدْخَلْتُه فدَخَل. وانْزَقَب فِي جُحْره: دَخَل، وزَقَبَه هُوَ. التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ انْزَبَق وانْزَقَب إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ. والزَّقَبُ: الطَّريقُ. والزَّقَبُ: الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ، وَاحِدَتُهَا زَقَبةٌ؛ وقيل: الواحد والجمع

_ (1). قوله [زغلب] هذه المادة أوردها المؤلف في باب الباء ولم يوافقه على ذلك أحد وقد أوردها في باب الميم على الصواب كما في تهذيب الأَزهري وغيره.

سواءٌ. وطريقٌ زَقَبٌ أَي ضيِّقٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: ومَتْلَفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، تَخْلُجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ «1» أَبدل زَقَباً مِن مَطارِبَ. قال أَبو عبيد: المَطارِبُ طُرُقٌ ضَيِّقةٌ، وَاحِدَتُهَا مَطْرَبةٌ. والزَّقَبُ: الضَّيِّقةُ، وَيُرْوَى: زُقُبٌ، بِالضَّمِّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: طَريقٌ زَقَبٌ ضَيِّقٌ، فَجَعَلَهُ صِفَةً؛ فزَقَبٌ عَلَى هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: مَطارِبٌ زَقَبٌ: نَعْت لِمَطارِبَ، وإِن كَانَ لَفْظُهُ لفظَ الْوَاحِدِ، وَيُرْوَى: زُقُبٌ بِالضَّمِّ. وأَزْقُبانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَخطل: أَزَبُّ الحاجِبَيْنِ بِعَوْفِ سَوْءٍ، ... مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ بأَزْقُبانِ أَبو زَيْدٍ: زَقَّبَ المُكَّاءُ تَزْقِيباً إِذا صَاحَ؛ وأَنشد: وَمَا زَقَّبَ المُكَّاءُ فِي سَوْرَةِ الضُّحَى ... بنَوْرٍ، مِنَ الوَسْمِيِّ يَهتَزُّ، مائدِ زكب: ابْنُ الأَعرابي: الزَّكْبُ إِلقاءُ المرأَةِ وَلدَها بِزَحْرةٍ وَاحِدَةٍ. يُقَالُ: زَكَبَتْ بِهِ وأَزْلَخَتْ وأَمْصَعَتْ بِهِ وحَطَأَتْ بِهِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: زَكَبَتِ المرأَةُ وَلَدَهَا: رَمَتْ بِهِ عِنْدَ الوِلادةِ، والإِناءَ: مَلأَتْه، وَزَكَبَ المرأَةَ: نَكَحَها. وزَكَبَتْ بِهِ أُمُّه زَكْباً: رَمَتْه. وزَكَبَ بنُطْفَتِه زَكْباً، وزَكَمَ بِهَا: رَمَى بِهَا وأَنْفَصَ بِهَا. والزُّكْبةُ: النُّطْفةُ. والزُّكْبةُ: الوَلد، لأَنه عَنِ النُّطْفةِ يَكُونُ، وَهُوَ أَلأَمُ زُكْبةٍ فِي الأَرض وزُكْمَةٍ أَي أَلأَمُ شيءٍ لَفَظَه شيءٌ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الباءَ هُنَا بَدَلٌ مِنْ مِيمِ زُكْمةٍ. والزَّكْبُ: النِّكاحُ. وانْزَكَب البحرُ: اقْتَحَم فِي وَهْدةٍ أَو سَرَب. والزَّكْبُ: المَلْءُ. وزَكَبَ إِناءَه يَزْكُبُهُ زَكْباً وزُكُوباً: مَلأَه. والمَزْكُوبةُ: المَلْقُوطةُ مِنَ النساءِ. والمَزْكُوبة مِنَ الجَواري «2»: الخِلاسِيَّةُ فِي لونِها. زلب: رأَيت فِي أَصل مِنْ أُصول الصِّحَاحِ، مقروءٍ عَلَى الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: زَلِبَ الصَّبيُّ بأُمه، يَزْلَبُ زلَباً: لَزِمَها وَلَمْ يُفارِقْها، عَنِ الْجَرَشِيِّ: اللَّيْثُ: ازْدَلَبَ فِي مَعْنَى اسْتَلَبَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيَّةٌ. زلدب: زَلْدَبَ اللّقْمة: ابْتَلَعَها، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ قَالَ: وليس بثَبت. زلعب: ازْلِعْبابُ السَّيْلِ: كثرتُه وتدافُعُه. سَيْلٌ مُزْلَعِبٌّ: كثيرٌ قَمْشُه. والمُزْلَعِبُّ أَيضاً: الفَرْخ إِذا طَلَع رِيشُه، وَالْغَيْنُ أَعلى. وازْلَعَبَّ السَّحابُ: كَثُفَ؛ وأَنشد: تَبْدُو، إِذا رَفَعَ الضَّبابُ كُسُورَه، ... وإِذا ازْلَعَبَّ سَحابُه، لَمْ تَبْدُ لِي

_ (1). قوله [تخلجه] ضبط فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ بضم اللام وقال في المصباح: خلجت الشيء خلجاً، من باب قتل: انتزعته وقال المجد خلج يخلج: جذب وغمز وانتزع، وقاعدته إِذا ذكر المضارع فالفعل من باب ضرب. (2). قوله [والمزكوبة من الجواري] هذه العبارة أوردها في التهذيب في مقلوب المزكوبة بلفظ المكزوبة بتقديم الكاف على الزاي فليست من هذا الفصل فزل القلم فأوردها هنا كما ترى. نعم في نسخة من التهذيب كما ذكر المؤلف لكن لم يوردها أحد إلا في فصل الكاف.

زلغب: ازْلَغَبَّ الطائرُ: شَوَّكَ رِيشُه قَبْلَ أَن يَسْوَدَّ. والمُزْلَغِبُّ: الفَرْخ إِذا طَلَعَ رِيشُه. وازْلَغَبَّ الفَرْخُ: طَلَعَ رِيشُه، بِزِيَادَةِ اللَّامِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: ازْلَغَبَّ الطيرُ والرِّيشُ، فِي كلٍّ يُقَالُ، إِذا شَوَّكَ؛ وَقَالَ: تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِبّاً، تَرَى لَهُ ... أَنابِيبَ، مِن مُسْتَعْجِلِ الرِّيش، جَمَّما «1» وازْلَغَبَّ الشعَرُ: وَذَلِكَ فِي أَوَّل مَا يَنْبُتُ لَيِّناً. وازْلَغَبَّ شعَرُ الشَّيخ: كازْغابَّ. وازْلَغَبَّ الشعَرُ إِذا نَبَتَ بَعْدَ الحَلْقِ. زنب: زُنابةُ العَقْرب وزُناباها: كِلْتَاهُمَا إِبْرتُها الَّتِي تَلْدَغُ بِهَا. والزُّنابى: شِبْهُ المُخاطِ يَقَعُ مِنْ أُنوف الإِبل، فُعالى، هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، وَالصَّوَابُ الذُّنابى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وزَنْبةُ وزَيْنَبُ: كِلْتَاهُمَا امرأَة. وأَبو زُنَيبةَ: كُنيةٌ مِنْ كُناهم؛ قَالَ: نَكِدْتَ أَبا زُنَيْبةَ، أَن سَأَلْنا ... بحاجَتنا، وَلَمْ يَنْكَدْ ضَبابُ وَهُوَ تَصْغِيرُ زَيْنَبَ، بَعْدَ التَّرْخِيمِ. فأَما قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا: فَجُنِّبْتَ الجُيُوشَ، أَبا زُنَيْبٍ، ... وجادَ عَلَى مَنازِلِكَ السَّحابُ فإِنما أَراد أَبا زُنَيْبةَ، فرَخَّمه فِي غَيْرِ النداءِ اضْطِرَارًا، عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ يَا حارُ. أَبو عمرو: الأَزْنَبُ الْقَصِيرُ السَّمِينُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة زَيْنَبَ. وَقَدْ زَنِبَ يَزْنَبُ زَنَباً إِذا سَمِنَ. والزَّنَبُ: السِّمَنُ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّيْنَبُ شَجَرٌ حَسَنُ المَنْظَر، طَيِّبُ الرَّائِحَةِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة، وَوَاحِدُ الزَّيْنَبِ لِلشَّجَرِ زَيْنَبة. زنجب: أَبو عَمْرٍو: الزُّنْجُبُ والزَّنْجُبانُ المِنْطَقة. والزُّنْجُبُ ثَوْبٌ تَلْبَسُه المرأَة تَحْتَ ثِيَابِهَا إِذا حاضت. زنقب: زُنْقُبٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ: شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما، وزُنْقُبُ، ... والنَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ النَّبَوانُ: ماءٌ أَيضاً. والقَصَب هُنَا: مَخارجُ ماءِ العُيونِ. ومُثَقَّبٌ: مفتوحٌ، يَخْرُجُ مِنْهُ الماءُ؛ وَقِيلَ يَتَثَقَّبُ بالماءِ، وَهُوَ تَعْبِيرٌ ضَعِيفٌ، لأَن الرَّاجِزَ إِنما قَالَ مُثَقَّب لَا مُتَثَقِّبٌ، فالحُكْمُ أَن يُعَبَّر عَنِ اسْمِ الْمَفْعُولِ بالفعل المصوغ للمفعُول. زهب: الأَزهري عَنِ الْجَعْفَرِيِّ: أَعطاه زِهْباً مِنْ مَالِهِ فازْدَهَبَه إِذا احْتَمَلَهُ؛ وازْدَعَبَه مثله. زهدب: زَهْدَبٌ: اسم. زهلب: رجلٌ زَهْلَبٌ: خفيفُ اللِّحية، زعموا. زوب: التَّهْذِيبِ، الفراءُ: زابَ يَزُوبُ إِذا انْسَلَّ هَرَباً. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: زابَ إِذا جَرَى؛ وسابَ إِذا انْسَلَّ فِي خَفاءٍ. زيب: الأَزْيَبُ: الجَنُوبُ، هُذَلِيّة، أَو هِيَ النَّكْباءُ الَّتِي تَجْري بَيْنَ الصَّبا والجَنُوب. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِلَّهِ تَعَالَى رِيحًا، يُقَالُ لَهَا الأَزْيَبُ،

_ (1). قوله [جمما] هو هكذا في التهذيب بالجيم.

فصل السين المهملة

دُونَهَا بابٌ مُغْلَقٌ، مَا بَيْنَ مِصْراعَيْه مسيرةُ خَمْسِمِائَةِ عام، فرياحُكم هذه مَا يَتَفَصَّى مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ، فإِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فُتِح ذَلِكَ البابُ، فَصَارَتِ الأَرضُ وَمَا عَلَيْهَا ذَرْواً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَهلُ مَكَّةَ يَستعملون هَذَا الِاسْمَ كَثِيرًا. وَفِي رِوَايَةٍ: اسمُها عِنْدَ اللَّهِ الأَزْيَب، وَهِيَ فِيكُمُ الجَنُوبُ. قَالَ شَمِرٌ: أَهلُ الْيَمَنِ وَمَنْ يَرْكَبُ البَحر، فِيمَا بَيْنَ جُدَّة وعَدَن، يُسَمُّون الجَنُوبَ الأَزْيَبَ، لَا يَعْرِفُونَ لَهَا اسْمًا غَيْرَهُ، وَذَلِكَ أَنها تَعْصِفُ الرِّياحَ، وتُثيرُ الْبَحْرَ حَتَّى تُسَوِّده، وتَقْلب أَسفلَه، فَتَجْعَلَهُ أَعلاه؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كلُّ ريحٍ شَدِيدَةٍ ذاتُ أَزْيَب، فإِنما زَيَبُها شدَّتُها. والأَزْيَبُ: الماءُ الْكَثِيرُ، حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ؛ وأَنشد: أَسْقانيَ اللهُ رَواءً مَشْرَبُهْ، ... ببطْنِ كَرٍّ، حِينَ فَاضَتْ حِبَبُهْ، عَنْ ثَبَج البحرِ يَجِيشُ أَزْيَبُه الكَرُّ: الحِسْيُ. والحِبَبَةُ: جَمْعُ حُبٍّ، لخابيةِ الْمَاءِ. والأَزْيَبُ، عَلَى أَفْعَل: السُّرعة وَالنَّشَاطُ، مؤَنث. يُقَالُ: مَرَّ فلانٌ وَلَهُ أَزْيَبٌ مُنْكَرةٌ إِذا مَرَّ مَرّاً سَرِيعًا مِنَ النَّشاط. والأَزْيَبُ: النَّشيطُ. وأَخذَه الأَزْيَبُ أَي الفَزَعُ. والأَزْيَبُ: الرجلُ المُتقارِبُ المَشْيِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ، المُتقارِبِ الخَطْوِ: أَزْيَب. والأَزْيَبُ: العَداوة. والأَزْيَبُ: الدَّعِيُّ. قَالَ الأَعشى يَذْكُر رَجُلًا مِنْ قَيْس عَيْلانَ كَانَ جَارًا لِعَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ، وَكَانَ اتَّهمَ هَدَّاجاً، قَائِدَ الأَعشى، بأَنه سَرَقَ رَاحِلَةً لَهُ، لأَنه وَجَد بَعْضَ لَحْمِهَا فِي بَيْتِه، فأُخِذَ هَدَّاجٌ وضُرِبَ، والأَعْشى جالسٌ، فَقَامَ ناسٌ مِنْهُمْ، فأَخَذوا مِنَ الأَعْشى قيمةَ الرَّاحِلَةِ؛ فَقَالَ الأَعشى: دَعا رَهْطَه حَوْلي، فجاؤُوا لنَصْرِه، ... ونادَيْتُ حَيّاً، بالمُسَنَّاةِ، غُيَّبا فأَعْطَوْهُ مِني النِّصْفَ، أَو أَضْعَفُوا لَهُ، ... وَمَا كنتُ قُلًّا، قبلَ ذَلِكَ، أَزْيَبا أَي كنتُ غَريباً فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، لَا نَاصِرَ لِي؛ وَقَالَ قَبْلَ ذَلِكَ: وَمَنْ يَغْتَرِبْ عَنْ قَوْمِه، لَا يَزَلْ يَرَى ... مَصارِعَ مَظْلومٍ، مَجَرّاً ومَسْحَبا وتُدْفَنُ مِنْهُ الصالحاتُ، وإِن يُسئْ ... يَكُنْ مَا أَساءَ النارَ فِي رأْسِ كَبْكَبا والنِّصْفُ: النَّصَفة؛ يَقُولُ: أَرْضَوْه وأَعْطَوه النِّصْفَ، أَو فَوْقَه. وامرأَةٌ إِزْيَبَّة: بَخِيلَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الأَزْيَبُ: القُنْفُذ. والأَزْيَبُ: مِنْ أَسماءِ الشَّيْطَانِ. والأَزْيَبُ: الدَّاهِيَةُ؛ وَقَالَ أَبو الْمَكَارِمِ: الأَزْيَبُ البُهْثةُ، وَهُوَ وَلَدُ المُساعاة؛ وأَنشد غَيْرُهُ: وَمَا كنتُ قُلًّا، قَبْلَ ذَلِكَ، أَزْيَبا وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ أَزْبة، وَقَوْمٌ أَزْبٌ إِذا كَانَ جَلْداً، وَرَجُلٌ زَيْبٌ أَيضاً. وَيُقَالُ: تَزَيَّبَ لحمُه وتَزَيَّم إِذا تَكَتَّلَ واجْتَمع، وَاللَّهُ أَعلم. فصل السين المهملة سأب: سَأَبه يَسْأَبُه سَأْباً: خَنَقَه؛ وَقِيلَ: سَأبه خَنَقَه حَتَّى قَتَلَه. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: فأَخذ جبريلُ بحَلْقِي، فسأَبَني حَتَّى أَجْهَشْتُ بالبكاءِ ؛

أَراد خَنَقَني؛ يُقَالُ سأَبْتُه وسَأَتُّه إِذا خَنَقْتَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: السَّأْبُ: العَصْر فِي الحَلْق، كالخَنْق؛ وسَئِبْتُ مِنَ الشَّرَابِ. وسَأَبَ مِنَ الشَّرَابِ يَسْأَبُ سَأْباً، وسَئِبَ سَأَباً: كِلَاهُمَا رُويَ. والسَّأْبُ: زِقُّ الخَمْر، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ مِنْهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ الزِّقُّ أَيّاً كَانَ؛ وَقِيلَ: هُوَ وعاءٌ مِنْ أَدمٍ، يُوضع فِيهِ الزِّقُّ، وَالْجَمْعُ سُؤُوبٌ؛ وَقَوْلُهُ: إِذا ذُقْتَ فَاهَا، قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ، ... أُريدَ بِهِ قَيْلٌ، فغُودِرَ فِي سَابِ إِنما هُوَ فِي سَأْبٍ، فأَبدل الْهَمْزَةَ إِبدالًا صَحِيحًا، لإِقامة الرِّدْف. والمِسْأَبُ: الزِّقُّ، كالسَّأْب؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهذلي: مَعَهُ سِقاءٌ، لَا يُفَرِّطُ حَمْلَه، ... صُفْنٌ، وأَخراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ صُفْنٌ بدلٌ، وأَخراصٌ مَعْطُوفٌ عَلَى سِقاء؛ وَقِيلَ: هُوَ سِقاءُ الْعَسَلِ. قَالَ شَمِرٌ: المِسْأَب أَيضاً وِعاءٌ يُجْعَل فِيهِ العسلُ. وَفِي الصِّحَاحِ: المِسْأَبُ سِقاءُ الْعَسَلِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ، يَصِفُ مُشْتار العَسَل: تأَبَّطَ خَافَةً، فِيهَا مِسابٌ، ... فأَصْبَحَ يَقْتَري مَسَداً بشِيقِ أَراد مِسْأَباً، بِالْهَمْزِ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ عَلَى قَوْلِهِمْ فِيمَا حَكَاهُ صَاحِبُ الْكِتَابِ: المراةُ والكَماة؛ وأَراد شِيقاً بمَسَدٍ، فقَلب. والشِّيقُ: الجَبَل. وسأَبْتُ السِّقاءَ: وسَّعْتُه. وإِنه لَسُؤْبانُ مالٍ أَي حَسَنُ الرِّعْية والحِفْظ لَهُ وَالْقِيَامِ عَلَيْهِ؛ هَكَذَا حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، قَالَ: وَهُوَ فُعْلانٌ، مِنَ السَّأْبِ الَّذِي هُوَ الزِّقُّ، لأَن الزِّقَّ إِنما وُضِعَ لحِفْظِ مَا فيه. سبب: السَّبُّ: القَطْعُ. سَبَّه سَبّاً: قَطَعه؛ قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيُّ: فَمَا كَانَ ذَنْبُ بَني مالِكٍ، ... بأَنْ سُبَّ مِنْهُمْ غُلامٌ، فَسَبْ «2» عَراقِيبَ كُومٍ، طِوالِ الذُّرَى، ... تَخِرُّ بَوائِكُها للرُّكَبْ بأَبْيضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ، ... يَقُطُّ العِظَامَ، ويَبْري العَصَبْ البَوائِكُ: جَمْعُ بَائِكَةٍ، وَهِيَ السَّمِينةُ. يريدُ مُعاقَرةَ أَبي الفَرَزْدق غالِب بْنِ صَعْصعة لسُحَيْم بْنِ وَثِيلٍ الرِّياحِيّ، لَمَّا تَعاقَرا بصَوْأَر، فعَقَرَ سُحَيْم خَمْسًا، ثُمَّ بَدَا لَهُ وعَقرَ غالبٌ مِائَةً. التَّهْذِيبِ: أَراد بِقَوْلِهِ سُبَّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ، فسَبَّ عَراقيبَ إِبله أَنَفةً مِمَّا عُيِّر بِهِ، كَالسَّيْفِ يُسَمَّى سَبَّابَ العَراقيب لأَنه يَقْطَعُها. التَّهْذِيبِ: وسَبْسَبَ إِذا قَطَع رَحِمه. والتَّسابُّ: التَّقاطُعُ. والسَّبُّ: الشَّتْم، وَهُوَ مَصْدَرُ سَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: شَتَمَه؛ وأَصله مِنْ ذَلِكَ. وسَبَّبه: أَكثر سَبَّه؛ قَالَ: إِلّا كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ، ... عَمْداً، يُسَبِّبُني عَلَى الظُّلْمِ أَراد إِلا مُعْرِضاً، فَزَادَ الْكَافَ، وهذا من الاستثناءِ

_ (2). قوله [بأن سب] كذا في الصحاح، قال الصاغاني وليس من الشتم في شيء. والرواية بأن شب بفتح الشين المعجمة.

الْمُنْقَطِعِ عَنِ الأَوَّل؛ وَمَعْنَاهُ: لَكِنَّ مُعْرِضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: سِبابُ المُسْلِم فُسوقٌ، وقِتاله كُفرٌ. السَّبُّ: الشَّتْم، قِيلَ: هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ سَبَّ أَو قاتَلَ مُسْلِمًا، مِنْ غَيْرِ تأْويل؛ وَقِيلَ: إِنما قَالَ ذَلِكَ عَلَى جِهَةِ التَّغْلِيظِ، لَا أَنه يُخْرِجُه إِلى الفِسْقِ وَالْكُفْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَا تَمْشِيَنَّ أَمام أَبيك، وَلَا تجْلِسْ قَبْله، وَلَا تَدْعُه بِاسْمِهِ، وَلَا تَسْتَسِبَّ لَهُ ، أَي لَا تُعَرِّضْه للسَّبِّ، وتَجُرَّه إِليه، بأَن تَسُبَّ أَبا غَيْرك، فيَسُبَّ أَباك مُجازاةً لَكَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جاءَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إنَّ مِنْ أَكبر الْكَبَائِرِ أَن يَسُبَّ الرجلُ وَالِدَيْهِ؛ قِيلَ: وَكَيْفَ يَسُبُّ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ أَبا الرجلِ، فيسُبُّ أَباه، ويَسُبُّ أُمَّه، فيَسُبُّ أُمَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِن فِيهَا رُقُوءَ الدَّم. والسَّبَّابةُ: الإِصْبَعُ الَّتِي بَيْنَ الإِبهام والوُسْطى، صفةٌ غَالِبَةٌ، وَهِيَ المُسَبِّحَةُ عِنْدَ المُصَلِّين. والسُّبَّة: العارُ؛ وَيُقَالُ: صَارَ هَذَا الأَمر سُبَّةً عَلَيْهِمْ، بِالضَّمِّ، أَي عَارًا يُسبُّ بِهِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُسْبوبة يَتَسابُّونَ بِهَا أَي شَيْءٌ يَتشاتَمُونَ بِهِ. والتَّسابُّ: التَّشاتُم. وتَسابُّوا: تَشاتَمُوا. وسابَّه مُسابَّةً وسِباباً: شاتَمه. والسَّبِيبُ والسَّبُّ: الَّذِي يُسابُّكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: وسِبُّكَ الَّذِي يُسابُّكَ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ، يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارِميَّ: لَا تَسُبَّنَّنِي، فَلسْتَ بِسِبِّي، ... إِنَّ سِبِّي، مِنَ الرِّجالِ، الكَرِيمُ وَرَجُلٌ سِبٌّ: كثيرُ السِّبابِ. ورجلٌ مِسَبٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: كثيرُ السِّبابِ. وَرَجُلٌ سُبَّة أَي يَسُبُّه الناسُ؛ وسُبَبَة أَي يَسُبُّ الناسَ. وإِبِلٌ مُسَبَّبَة أَي خِيارٌ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عندَ الإِعْجابِ بِهَا: قاتلَها اللَّهُ وَقَوْلُ الشَّمَّاخ، يَصِفُ حُمُر الوَحْشِ وسِمَنَها وجَوْدَتَها: مُسَبَّبَة، قُبّ البُطُونِ، كأَنها ... رِماحٌ، نَحاها وجْهَة الريحِ راكزُ يقولُ: مَنْ نَظَر إِليها سَبَّها، وَقَالَ لَهَا: قاتَلها اللهُ مَا أَجودَها والسِّبُّ: السِّتْرُ. والسِّبُّ: الخمارُ. والسِّبُّ: العِمامة. والسِّبُّ: شُقَّة كَتَّانٍ رقِيقة. والسَّبِيبَةُ مِثلُه، وَالْجَمْعُ السُّبُوبُ، والسَّبائِبُ. قَالَ الزَّفَيانُ السَّعْدِي، يَصِفُ قَفْراً قَطَعَه فِي الْهَاجِرَةِ، وَقَدْ نَسَجَ السَّرابُ بِهِ سَبائِبَ يُنيرُها، ويُسَدِّيها، ويُجيدُ صَفْقَها: يُنيرُ، أَو يُسْدي بِهِ الخَدَرْنَقُ ... سَبائِباً، يُجِيدُها، ويصْفِقُ والسِّبُّ: الثَّوْبُ الرَّقِيقُ، وجَمْعُه أَيضاً سُبُوبٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: السُّبُوبُ الثِّيابُ الرِّقاقُ، واحدُها سِبٌّ، وَهِيَ السَّبائِبُ، واحدُها سَبيبَة؛ وأَنشد: ونَسَجَتْ لوامِعُ الحَرُورِ ... سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ وَقَالَ شَمِرٌ: السَّبائِب متاعُ كَتَّانٍ، يُجاءُ بِهَا مِنْ نَاحِيَةِ النيلِ، وَهِيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخِ عِنْدَ التُّجّار، وَمِنْهَا مَا يُعْملُ بِمصْر، وَطُولُهَا ثمانٌ فِي سِتٍّ. والسَّبِيبَة: الثوبُ الرقِيقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ فِي السُّبوبِ زَكاةٌ ، وَهِيَ الثِّيابُ الرِّقاقُ، الواحِدُ سِبٌّ، بالكسرِ، يَعْنِي إِذا

كَانَتْ لِغَيْرِ التجارةِ؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ السُّيُوبُ، بالياءِ، وَهِيَ الرِّكازُ لأَن الرِّكَازَ يَجِبُ فِيهِ الخُمس، لَا الزكاةُ. وَفِي حَدِيثِ صِلَة بْنِ أَشْيَمَ: فإِذا سِبٌّ فِيهِ دَوْخَلَّةُ رُطَبٍ أَي ثوبٌ رَقِيقٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه سُئِلَ عَنْ سَبائِبَ يُسْلَفُ فِيهَا. السَّبائِبُ: جَمْعُ سَبِيبَةٍ وَهِيَ شُقَّة مِنَ الثِّيابِ أَيَّ نوعٍ كَانَ؛ وَقِيلَ: هِيَ منَ الكتَّانِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فعَمَدَتْ إِلى سَبِيبةٍ مِنْ هَذِهِ السَّبائبِ، فَحَشَتْها صُوفًا، ثُمَّ أَتتني بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلْتُ عَلَى خَالِدٍ، وَعَلَيْهِ سَبِيبة ؛ وَقَوْلِ الْمُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ: أَلم تَعْلَمِي، يَا أُمَّ عَمْرَةَ، أَنني ... تخَاطأَني رَيْبُ الزَّمانِ لأَكْبَرا وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً، ... يحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وأَشْهَدَ بنَصْبِ الدالِ. والحُلولُ: الأَحْياءُ المجتمعةُ، وَهُوَ جَمْعُ حالٍّ، مثلُ شاهِدٍ وشُهودٍ. وَمَعْنَى يَحُجُّون: يَطْلُبونَ الاختلافَ إِليه، ليَنْظُروه؛ وَقِيلَ: يَعْنِي عمامَتَه؛ وَقِيلَ: يَعْنِي اسْتَه، وَكَانَ مَقروفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ. والمُزَعْفَر: المُلَوَّن بالزَّعْفَران؛ وَكَانَتْ سادةُ الْعَرَبِ تَصْبُغُ عَمائمَها بالزَّعْفَرانِ. والسَّبَّةُ: الاسْتُ. وسَأَلَ النُّعمانُ بنُ المُنْذِرِ رجُلًا طَعَنَ رجُلًا، فَقَالَ: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ فَقَالَ طَعَنْتُه فِي الكَبَّةِ طَعْنةً فِي السَّبَّة، فأَنْفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة. فَقُلْتُ لأَبي حاتمٍ: كَيْفَ طَعَنَه فِي السَّبَّة وَهُوَ فَارِسٌ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ: انْهَزَم فاتَّبَعه، فَلَمَّا رَهِقَه أَكبَّ ليَأْخُذَ بمَعْرَفَةِ فَرَسِه، فَطَعَنَه فِي سَبَّتِه. وسَبَّه يَسُبُّه سَبّاً: طَعَنَه فِي سَبَّتِه. وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هُنَا بَيْتَ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلامٌ فَسَبْ ثُمَّ قَالَ مَا هَذَا نَصُّهُ: يَعْنِي مُعاقَرَة غالِبٍ وسُحَيْمٍ، فَقَوْلُهُ سُبّ: شُتِمَ، وسَبَّ: عَقَرَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ فَسَّرَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى غَيْرِ مَا قَدَّم فِيهِ مِنَ الْمَعْنَى، فَيَكُونُ شَاهِدًا عَلَى سَبَّ بِمَعْنَى عَقَر، لَا بِمَعْنَى طَعَنه فِي السَّبَّة وَهُوَ الصَّحِيحُ، لأَنه يُفَسَّر بِقَوْلِهِ فِي البَيْتِ الثَّانِي: عَراقِيبَ كُومٍ طوالِ الذُّرَى وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنه عَقْرٌ، نَصْبُه لِعَراقيبَ، وَقَدْ تقدَّمَ ذَلِكَ مُستَوْفًى فِي صدْر هَذِهِ التَّرْجَمَةِ. وقالت بَعْضُ نساءِ العرَب لأَبِيها، وَكَانَ مَجْرُوحاً: أَبَتَ، أَقَتَلُوكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِي بُنَيَّة وسبُّوني، أَي طَعَنُوه فِي سَبَّتِه. الأَزهري: السَّبُّ الطِّبِّيجاتُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الأَزهري: جَعَلَ السَّبَّ جمعَ السَّبَّة، وَهِيَ الدُّبرُ. ومَضَتْ سَبَّة وسَنْبَة مِنَ الدَّهْر أَي مُلاوَةٌ؛ نونُ سَنْبةٍ بَدَلٌ مِنْ باءِ سَبَّة، كإِجّاصٍ وإِنجاصٍ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ [س ن ب]. الْكِسَائِيُّ: عِشْنا بِهَا سَبَّة وسَنْبَة، كَقَوْلِكَ: بُرهةً وحِقْبَةً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدهرُ سَبّاتٌ أَي أَحوالٌ، حالٌ كَذَا، وحالٌ كَذَا. يُقَالُ: أَصابَتْنَا سَبَّة مِنْ بَرْدٍ فِي الشِّتاءِ، وسَبَّةٌ مِنْ صَحْوٍ، وسَبَّةٌ مِنْ حَرٍّ، وسَبَّةٌ مِنْ رَوْحٍ إِذا دامَ ذَلِكَ أَيَّاماً. والسِّبُّ والسَّبِيبةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الشُّقَّة البَيْضاء؛ وقولُ عَلْقَمَة بنِ عَبَدة: كأَنَّ إِبريقَهُم ظَبيٌ عَلَى شَرَفٍ، ... مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتَّانِ، مَلْثُومُ

إِنما أَراد بِسَبائِب فحَذف، وَلَيْسَ مُفَدَّمٌ مِنْ نَعْت الظَّبْي، لأَنَّ الظَّبيَ لَا يُفَدَّم؛ إِنما هُوَ فِي مَوْضِعِ خَبرِ المُبتَدَإِ، كأَنه قَالَ: هُوَ مُفَدَّمٌ بسَبا الكَتّانِ. والسَّبَبُ: كلُّ شيءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلى غَيْرِهِ؛ وَفِي نُسخةٍ: كلُّ شيءٍ يُتَوَسَّل بِهِ إِلى شيءٍ غيرِه، وَقَدْ تَسَبَّبَ إِليه، والجمعُ أَسْبابٌ؛ وكلُّ شيءٍ يُتَوصّلُ بِهِ إِلى الشيءِ، فَهُوَ سَبَبٌ. وجَعَلْتُ فُلاناً لِي سَبَباً إِلى فُلانٍ فِي حاجَتي وَوَدَجاً أَي وُصْلة وذَريعَة. قَالَ الأَزهري: وتَسَبُّبُ مالِ الفَيءِ أُخِذَ مِنْ هَذَا، لأَنَّ المُسَبَّبَ عَلَيْهِ المالُ، جُعِلَ سَبَباً لوُصول الْمَالِ إِلى مَن وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهل الفَيءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: المودّةُ. وَقَالَ مجاهدٌ: تواصُلُهم فِي الدُّنْيَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَسبابُ المنازلُ، وَقِيلَ المودّةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وتقَطَّعَتْ أَسبابُها ورِمامُها فِيهِ الْوَجْهَانِ مَعاً. الْمَوَدَّةُ، والمنازِلُ. وَاللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، مُسَبِّبُ الأَسْبابِ، وَمِنْهُ التَّسْبِيبُ. والسَّبَبُ: اعْتِلاقُ قَرابة. وأَسبابُ السَّمَاءِ: مَراقِيها؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ومَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلْقَها، ... وَلَوْ رَامَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّم والواحدُ سَبَبٌ؛ وَقِيلَ: أَسبابُ السماءِ نَوَاحِيهَا؛ قَالَ الأَعشى: لَئِنْ كنتَ فِي جُبٍّ ثمانينَ قَامَةً، ... ورُقِّيتَ أَسبابَ السماءِ بسُلَّمِ لَيَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حَتَّى تَهُرَّه، ... وتَعْلَمَ أَني لستُ عنكَ بمُحْرِمِ والمُحْرِمُ: الَّذِي لَا يَسْتَبيح الدِّماءَ. وتَهُرّه: تَكْرَهه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ ؛ قَالَ: هِيَ أَبوابُها. وارْتَقَى فِي الأَسبابِ إِذا كَانَ فاضِل الدِّينِ. والسِّبُّ: الحَبْلُ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ؛ وَقِيلَ: السِّبُّ الوَتِد؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْب يَصِفُ مُشْتارَ العَسَل: تَدَلَّى عَلَيْهَا، بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطةٍ، ... بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها قِيلَ: السِّبُّ الحَبْل، وقيل الوَتِدُ، وسيأتي فِي الخَيْطة مثلُ هَذَا الِاخْتِلَافِ، وإِنما يَصِفُ مُشْتارَ العَسَل؛ أَراد: أَنه تَدَلَّى مِنْ رأْسِ جبلٍ عَلَى خلِيَّةِ عَسَلٍ ليَشْتارَها بحَبْلٍ شدَّه فِي وَتِدٍ أَثْبَته فِي رأْس الجبَل، وَهُوَ الخَيْطة، وجَمْع السِّبِّ أَسبابٌ. والسَّبَبُ: الحَبْلُ كالسِّبِّ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والسُّبوبُ: الحِبال؛ قَالَ سَاعِدَةُ: صَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبوبَ بطَغْيةٍ، ... تُنْبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ . مَعْنَاهُ: مَنْ كَانَ يَظُنّ أَن لَنْ يَنْصُرَ اللهُ، سُبْحَانَهُ، مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يُظْهِرَه عَلَى الدِّينِ كلِّه، فلْيَمُتْ غَيظاً، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ؛ والسَّبَبُ: الحَبْل. والسماءُ: السَّقْف؛ أَي فلْيَمْدُدْ حَبْلًا فِي سَقفِهِ، ثُمَّ

ليَقْطَعْ، أَي ليَمُدَّ الحَبْل حَتَّى ينْقَطِع، فيَموتَ مختَنِقاً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: السَّببُ كلُّ حَبْل حَدَرْتَه مِنْ فَوْقُ. وَقَالَ خالدُ بنُ جَنَبَة: السَّبَب مِنَ الحِبال القويُّ الطويلُ. قَالَ: وَلَا يُدعى الحبلُ سَبباً حَتَّى يُصْعَد بِهِ، ويُنْحَدَرَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ سببٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلّا سَبَبي ونَسَبي ؛ النَّسَبُ بالولادةِ، والسَّبَبُ بِالزَّوَاجِ، وَهُوَ مِنَ السَّبَبِ، وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُتَوَصَّل بِهِ إِلى الماءِ، ثُمَّ اسْتُعِير لِكُلِّ مَا يُتوصَّل بِهِ إِلى شيءٍ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ ، أَي الوُصَل والمَوَدَّاتُ. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وإِن كَانَ رزْقُه فِي الأَسباب ، أَي فِي طُرُقِ السماءِ وأَبوابها. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رأَى فِي المنامِ كأَنَّ سَبباً دُلِّيَ مِنَ السماءِ ، أَي حَبْلًا. وَقِيلَ: لَا يُسَمَّى الحبلُ سَبَبًا حَتَّى يكونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بالسَّقْفِ أَو نحوِه. والسببُ، مِنْ مُقَطَّعات الشِّعْرِ: حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وحرفٌ ساكنٌ، وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْن: سَبَبانِ مَقرونانِ، وسَببانِ مَفْروقان؛ فالمقْرونانِ مَا توالَتْ فِيهِ ثلاثُ حَرَكاتٍ بعدَها ساكِنٌ، نَحْوَ مُتَفَا مِنْ مُتَفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ مِنْ مُفاعَلَتُن، فَحَرَكَةُ التَّاءِ مِنْ مُتَفا، قَدْ قَرَنَت السَّبَبَين، وَكَذَلِكَ حركةُ اللامِ مِنْ عَلَتُنْ، قَدْ قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أَيضاً؛ والمَفْرُوقان هُمَا اللذانِ يقومُ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا بنفسِه أَي يكونُ حرفٌ متحركٌ وحرفٌ ساكنٌ، ويَتْلُوه حرفٌ مُتَحَرِّكٌ، نَحْوَ مُسْتَفْ، مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ؛ وَنَحْوَ عِيلُنْ، مِن مَفاعِيلُنْ، وَهَذِهِ الأَسبابُ هِيَ الَّتِي يَقَع فِيهَا الزِّحافُ عَلَى مَا قَدْ أَحْكَمَته صِناعةُ العَروض، وَذَلِكَ لأَن الجُزْءَ غيرُ مُعْتَمِدٍ عَلَيْهَا؛ وَقَوْلُهُ: جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بِالسَّبَبْ يَجُوزُ أَن يكونَ الحَبْلَ، وأَن يكونَ الخَيْطَ؛ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هَذِهِ امرأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَها بخَيْطٍ، وَهُوَ السَّبَبُ، ثُمَّ أَلْقَتْه إِلى النساءِ لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَتْ، فَغَلَبَتْهُنّ. وقَطَعَ اللَّهُ بِهِ السببَ أَي الحَياة. والسَّبِيبُ مِنَ الفَرَس: شَعَر الذَّنَبِ، والعُرْفِ، والنَّاصِيَةِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: السبِيبُ شَعَر الناصِيةِ، والعُرْفِ، والذَّنَبِ؛ وَلَمْ يَذْكُر الفَرَس. وَقَالَ الرياشِيُّ: هُوَ شَعْرُ الذَّنَب، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ شَعَر الناصِية؛ وأَنشد: بِوافي السَّبِيبِ، طَوِيلِ الذَّنَبْ والسَّبِيبُ والسَّبِيبَةُ: الخُصْلة مِنَ الشَّعَر. وَفِي حديثِ استسْقاءِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَيتُ العباسَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ طالَ عُمَرَ، وعَيْناه تَنْضَمَّان، وسَبائِبُهُ تَجُولُ عَلَى صَدْرِه ؛ يَعْنِي ذَوائِبَهُ، واحدُها سَبِيبٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي كِتَابِ الهَرَوِيّ، عَلَى اختلافِ نُسَخِهِ: وَقَدْ طالَ عُمْرُه، وإِنما هُوَ طَالَ عُمَرَ، أَي كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ لأَنَّ عُمَرَ لمَّا استَسْقَى أَخَذَ الْعَبَّاسَ إِليه، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوسَّل إِليك بعَمِّ نَبِيِّكَ ، وَكَانَ إِلى جانِبِه، فرآهُ الرَّاوِي وَقَدْ طالَه أَي كَانَ أَطولَ مِنْهُ. والسَّبِيبة: العِضاهُ، تَكْثُرُ في المكانِ. سبسب: السَّباسِبُ والسَّبْسَبُ: شجرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ السهامُ؛ قالَ يَصِفُ قانِصاً: ظَلّ يُصادِيها، دُوَيْنَ المَشْرَبِ، ... لاطٍ بصَفْراءَ، كَتُومِ المَذْهَبِ، وكلِّ جَشْءٍ مِنْ فُروعِ السَّبْسَبِ

أَرادَ لاطِئاً، فأَبدَل مِنَ الهمزِ يَاءً، وجَعَلَها مِنْ بابِ قاضٍ، للضَّرورة. وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: راحتْ، وراحَ كعصَا السَّبْسابِ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ السَّبْسابُ فِيهِ لُغَةً فِي السَّبْسَبِ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد السَّبْسَب، فَزَادَ الأَلف لِلْقَافِيَّةِ، كَمَا قَالَ الْآخَرُ: أَعوذ باللهِ مِنَ العَقْرابِ، ... الشائِلاتِ عُقَدَ الأَذْنابِ قَالَ: الشائِلاتِ، فوصَفَ بِهِ العَقْرَبَ، وَهُوَ واحدٌ لأَنه عَلَى الجنْسِ. وسَبْسَبَ بَوْلَه: أَرْسَلَه. والسَّبْسَبُ: المَفازَة. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: فبَيْنا أَنا أَجُولُ سَبْسَبَها ؛ السَّبْسَبُ: القَفْرُ والمَفازة. قَالَ ابنُ الأَثير: ويُرْوَى بَسْبَسَها، قَالَ: وهُما بِمَعْنًى. والسَّبْسَبُ: الأَرضُ المُسْتَوِية الْبَعِيدَةُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّبْسَب الأَرض القَفْرُ الْبَعِيدَةُ، مُسْتَوِيَةً وغيرَ مستويةٍ، وغَليظة وغيرَ غليظةٍ، لَا ماءَ بِهَا وَلَا أَنِيسَ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّباسِبُ والبَسابِسُ القِفارُ، واحِدُها سَبْسَبٌ وبَسْبَسٌ، وَمِنْهُ قِيلَ للأَباطيل: التُّرَّهات البَسابِسُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بلدٌ سَبْسَبٌ وبَلَد سَباسِبُ، كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منهُ سَبْسَباً، ثُمَّ جَمَعُوه عَلَى هَذَا. وَقَالَ أَبو خَيْرة: السَّبْسَبُ الأَرْضُ الجَدْبة. أَبو عَمْرٍو: سَبْسَبَ إِذا سَارَ سَيْراً ليِّناً. وسَبْسَبَ إِذا قَطَعَ رَحِمَه، وسَبْسَبَ إِذا شَتَم شَتْماً قَبِيحًا. والسَّباسِبُ: أَيامُ السَّعانينِ، أَنْبأَ بِذَلِكَ أَبو العَلاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ تعالى أَبْدَلَكُمْ بيومِ السَّباسِب، يومَ العيدِ. يومُ السَّباسِبِ: عيدٌ للنصارَى، ويسمُّونَه يومَ السَّعانِينِ؛ وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ: رِقاقُ النِّعالِ، طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ، ... يُحَيّونَ بالرَّيْحان، يومَ السَّباسِبِ فإِنما يَعْني عِيداً لَهم. والسَّيْسَبانُ والسَّيْسَبَى، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: شجرٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّيْسَبانُ شجرٌ يَنْبُتُ مِنْ حَبَّة ويَطولُ وَلَا يَبْقَى عَلَى الشتاءِ، لَهُ ورقٌ نَحْوَ وَرَقِ الدِّفْلَى، حَسَنٌ، والناسُ يَزْرَعُونَه فِي البَساتِينِ، يُرِيدُونَ حُسْنَه، وَلَهُ ثمرٌ نَحْوَ خَرائط السِّمْسِم إِلَّا أَنها أَدَقّ. وَذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي الأَبْنِيَة، وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ يصفُ أَنه إِذا جَفَّتْ خَرائِطُ ثَمَرِه خَشْخَشَ كالعِشْرِق؛ قَالَ: كأَنَّ صَوْتَ رَأْلِها، إِذا جَفَلْ، ... ضَرْبُ الرِّياحِ سَيْسباناً قَدْ ذَبَلْ قَالَ: وَحَكَى الْفَرَّاءُ فِيهِ سَيْسَبَى، يذكَّر ويؤَنث، وَيُؤْتَى بِهِ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: السَّيْسَبُ؛ وَقَالَ: طَلْق وعِتْق مثلُ عُودِ السَّيْسَبِ وأَما أَحمد بْنَ يَحْيَى فَقَالَ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: وَقَدْ أُناغي الرَّشَأَ المُرَبَّبا، ... خَوْداً ضِنَاكاً، لَا تَمُدُّ العُقَبا يَهْتَزُّ مَتْناها، إِذا مَا اضْطَرَبَا، ... كهَزِّ نَشْوانٍ قَضِيبَ السَّيْسَبَى إِنما أَراد السَّيْسَبانَ، فحَذف لِلضَّرُورَةِ.

سحب: السَّحْبُ: جَرُّكَ الشيءَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، كَالثَّوْبِ وَغَيْرِهِ. سَحَبَه يَسْحَبُه سَحْباً، فانْسَحَبَ: جَرَّه فانْجَرَّ. والمرأَةُ تَسْحَبُ ذَيْلَها. والريحُ تَسْحَبُ التُّراب. والسَّحابةُ: الغَيْمُ. والسحابةُ: الَّتِي يَكُونُ عَنْهَا الْمَطَرُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْسِحابِها فِي الهواءِ، وَالْجَمْعُ سَحائبُ وسَحابٌ وسُحُبٌ؛ وخَلِيقٌ أَن يكونَ سُحُبٌ جمعَ سَحابٍ الَّذِي هُوَ جمعُ سَحابةٍ، فيكونَ جمعَ جمعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كانَ اسمُ عِمامَتِه السَّحابَ ، سُمِّيَتْ بِهِ تَشْبِيهًا بسَحابِ الْمَطَرِ، لانْسِحابِه فِي الهواءِ. وَمَا زِلْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ سَحابةَ يَومِي أَي طُولَه؛ قَالَ: عَشِيَّةَ سَالَ المِرْبَدانِ كِلاهُما، ... سَحابةَ يَومٍ، بالسُّيوفِ الصَّوارِمِ وتسَحَّب عَلَيْهِ أَي أَدَلَّ. الأَزهري: فلانٌ يَتَسَحَّبُ عَلَيْنَا أَي يَتَدَلَّلُ؛ وَكَذَلِكَ يَتَدَكَّلُ ويَتَدَعَّبُ. وَفِي حَدِيثِ سعيدٍ وأَرْوَى: فَقَامَتْ فتسَحَّبَتْ فِي حَقِّه ، أَي اغْتَصَبَتْه وأَضافَتْه إِلى حَقِّها وأَرْضِها. والسَّحْبةُ: فَضْلَةُ ماءٍ تَبْقَى فِي الغَدِير؛ يُقَالُ: مَا بَقِيَ فِي الغَديرِ إِلّا سُحَيْبةٌ مِنْ ماءٍ أَي مُوَيْهَةٌ قليلةٌ. والسَّحْبُ: شدَّة الأَكْلِ والشُّرْبِ. ورجلٌ أُسْحُوبٌ أَي أَكُولٌ شَرُوبٌ؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي عَرَفْناه وحَصَّلْناه: رَجُلٌ أُسْحُوتٌ، بالتَّاء، إِذا كَانَ أَكُولًا شَرُوباً، ولَعَلَّ الأُسْحُوبَ، بالبَاءِ، بِهَذَا الْمَعْنِيِّ، جائزٌ. ورجلٌ سَحْبانُ أَي جُرَافٌ، يَجْرُف كُلَّ مَا مَرَّ بِهِ؛ وَبِهِ سُمِّيَ سَحْبانُ. وسَحْبانُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ وائِلٍ، كَانَ لَسِناً بَلِيغاً، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي البَيانِ والفَصَاحةِ، فَيُقَالُ: أَفْصَحُ مِنْ سَحْبانِ وائِلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَمِنَ شِعْرِ سَحْبانَ قَوْلُهُ: لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ اليَمَانونَ أَنَّنِي ... إِذا قُلْتُ: أَمَّا بعدُ، أَنِّي خَطِيبُها وسَحابَةُ: اسمُ امْرَأَةٍ؛ قَالَ: أَيا سَحابُ بَشِّري بِخَيْرِ سحتب: السَّحْتَبُ: الجَريءُ الْمَاضِي. سخب: السِّخابُ: قِلادَةٌ تُتَّخَذُ مِنْ قَرَنْفُلٍ، وسُكٍّ، ومَحْلَبٍ، لَيْسَ فِيهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَالْجَوْهَرِ شيءٌ، والجمعُ سُخُبٌ. الأَزهري: السِّخابُ: عِنْدَ الْعَرَبِ: كُلُّ قِلادَةٍ كَانَتْ ذاتَ جَوْهَرٍ، أَو لَمْ تَكُنْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ويومُ السِّخَابِ، مِنْ تَعاجِيبِ رَبِّنا، ... عَلى أَنَّه، مِنْ بَلْدَة السُّوءِ، نَجَّانِي وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَضَّ النساءَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَت المَرْأَةُ تُلْقِي الخُرْصَ والسِّخَابَ ، يَعْنِي القِلادَةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ خَيْطٌ يُنْظَمُ فِيهِ خَرَزٌ، وتُلْبَسُه الصِّبْيانُ والجَواري؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بُدِئَ بِتَفْسِيرِهِ. وَفِي حَدِيثِ فاطمَة: فَأَلْبَسَتْهُ سِخَاباً ، يَعْنِي ابْنَها الحُسَيْنَ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنَّ قَوْماً فَقَدوا سِخَابَ فَتَاتهِمْ، فاتَّهَمُوا بِهِ امْرَأَةً. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْمُنَافِقِينَ: خُشُبٌ بالليلِ سُخُبٌ بِالنَّهَارِ ؛ يَقُولُ: إِذا جنَّ عليهمُ الليلُ سَقَطُوا

نِياماً كأَنهم خُشُبٌ، فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا عَلَى الدُّنيا شُحّاً وحِرْصاً. والسَّخَب والصَّخَب بِمَعْنَى الصِّيَاحِ، والصادُ والسينُ يجوزُ فِي كُلِّ كَلِمَة فِيهَا خاءٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: فكأَنهم صِبْيانٌ يَمْرُثونَ سُخُبَهُم ؛ هُوَ جمعُ سِخَاب: الخَيْطُ الَّذِي نُظِمَ فِيهِ الخَرَزُ. والسَّخَبُ لُغَةٌ في الصَّخَبِ، مضارعة. سرب: السَّرْبُ: المالُ الرَّاعي؛ أَعْني بِالْمَالِ الإِبِلَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّرْبُ الماشيَةُ كُلُّها، وجمعُ كلِّ ذَلِكَ سُروبٌ. تَقُولُ: سَرِّبْ عليَّ الإِبِلَ أَي أَرْسِلْهَا قِطْعَةً قِطْعَة. وسَرَب يَسْرُب سُرُوباً: خَرَجَ. وسَرَبَ فِي الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ ؛ أَي ظاهرٌ بالنهارِ فِي سِرْبِه. وَيُقَالُ: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه، فَالْمَعْنَى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ، والمُسْتَخْفِي في الظُّلُماتِ، والجاهرُ بنُطْقِه، والمُضْمِرُ فِي نفسِه، عِلْمُ اللهِ فِيهِمْ سواءٌ. ورُوي عَنِ الأَخفش أَنه قَالَ: مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ أَي ظاهرٌ، والساربُ المُتواري. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الْمُسْتَخْفِي المُسْتَتِر؛ قَالَ: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ، عِنْدَهُ واحدٌ. وَقَالَ قُطْرب: سارِبٌ بِالنَّهَارِ مُسْتَتِرٌ. يُقَالُ انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دَخَلَ فِي كِناسِه. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ الْعَرَبُ: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ، وسَرَبَ الْفَحْلُ سُروباً أَي مَضَتْ فِي الأَرضِ ظَاهِرَةً حيثُ شاءَتْ. والسارِبُ: الذاهبُ عَلَى وجهِه فِي الأَرض؛ قَالَ قَيْس بْنُ الخَطيم: أَنَّى سرَبْتِ، وكنتِ غيرَ سَرُوبِ، ... وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: سَرَبْتِ، بباءٍ مُوَحَّدَةٍ، لِقَوْلِهِ: وكنتِ غيرَ سَروب. وَمَنْ رَوَاهُ: سَرَيْت، بِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ، فَمَعْنَاهُ كَيْفَ سَرَيْت لَيْلًا، وأَنتِ لَا تَسرُبِينَ نَهاراً. وسَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً، فَهُوَ ساربٌ إِذا توجَّه للمَرْعَى؛ قَالَ الأَخْنَسُ بْنُ شِهَابٍ التَّغْلبي: وكلُّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ، ... ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه، فَهُوَ سارِبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصْمعي: هَذَا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا فِي موضِعٍ واحدٍ، لَا يَجْتَرِئون عَلَى النُّقْلة إِلى غَيْرِهِ، وقارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عَنْ أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم، خَوْفًا أَن يُغَارَ عَلَيْهَا؛ وَنَحْنُ أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ، نَذْهَبُ فِيهَا حَيْثُ شِئْنا، فَنَحْنُ قَدْ خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حَيْثُ شَاءَ، فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه. وظَبْية سارِبٌ: ذَاهِبَةٌ فِي مَرْعاها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ عُقابٍ: فخاتَتْ غَزالًا جاثِماً، بَصُرَتْ بِهِ، ... لَدَى سَلَماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ سارِبِ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: سالِبِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَرَبَ فِي حَاجَتِهِ: مضَى فِيهَا نَهَارًا، وعَمَّ بِهِ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنه لقَرِيبُ السُّرْبةِ أَي قريبُ الْمَذْهَبِ يُسرِعُ فِي حَاجَتِهِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وَيُقَالُ أَيضاً: بعيدُ السُّرْبة أَي بعيدُ المَذْهَبِ فِي الأَرض؛ قَالَ الشَّنْفَرى، وَهُوَ ابْنِ أُخْت تأَبَّط شَرّاً:

خرَجْنا مِنَ الْوَادِي الَّذِي بينَ مِشْعَلٍ، ... وبينَ الجَبَا، هَيْهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي «3» أَي مَا أَبْعَدَ الموضعَ الَّذِي مِنْهُ ابتَدَأْت مَسِيري ابْنُ الأَعرابي: السَّرْبة السَّفَرُ القريبُ، والسُّبْأَةُ: السَّفَرُ البَعيد. والسَّرِبُ: الذاهِبُ الْمَاضِي، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والانْسِرابُ: الدُّخُولُ فِي السَّرَب. وَفِي الْحَدِيثِ مَنْ أَصْبَحَ آمِناً في سَرْبِه ، بِالْفَتْحِ، أَي مَذْهَبِه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السِّرْب النَّفْسُ، بِكَسْرِ السِّينِ. وَكَانَ الأَخفش يَقُولُ: أَصْبَح فلانٌ آمِناً فِي سَرْبِه، بِالْفَتْحِ، أَي مَذْهَبِه ووجهِه. والثِّقاتُ مِنْ أَهل اللُّغَةِ قَالُوا: أَصْبَح آمِناً فِي سِرْبِه أَي فِي نَفْسِه؛ وَفُلَانٌ آمِن السَّرْبِ: لَا يُغْزَى مالُه ونَعَمُه، لعِزِّه؛ وَفُلَانٌ آمِنٌ فِي سِرْبِه، بِالْكَسْرِ، أَي فِي نَفْسِه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ جماعةٍ مِنْ أَهل اللُّغَةِ، وأَنكر ابنُ دَرَسْتَوَيْه قولَ مَنْ قَالَ: فِي نَفْسِه؛ قَالَ: وإِنما الْمَعْنَى آمِنٌ فِي أَهلِه ومالِه وولدِه؛ وَلَوْ أَمِنَ عَلَى نَفْسِه وَحْدَها دُونَ أَهله ومالِه وولدِه، لَمْ يُقَلْ: هُوَ آمِنٌ فِي سِرْبِه؛ وإِنما السِّرْبُ هاهنا مَا للرجُل مِنْ أَهلٍ ومالٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ قَطِيعُ البَقَرِ، والظِّباءِ، والقَطَا، والنساءِ سِرْباً. وَكَانَ الأَصلُ فِي ذَلِكَ أَن يَكُونَ الراعِي آمِناً فِي سِرْبِه، والفحلُ آمِنًا فِي سِرْبِه، ثُمَّ استُعْمِلَ فِي غَيْرِ الرُّعاةِ، استعارةً فِيمَا شُبِّهَ بِهِ، وَلِذَلِكَ كُسرت السِّينُ، وَقِيلَ: هُوَ آمِنٌ فِي سِرْبِه أَي فِي قومِه. والسِّرْبُ هُنَا: القَلْبُ. يُقَالُ: فلانٌ آمِنُ السِّرْبِ أَي آمِنُ القَلْبِ، وَالْجَمْعُ سِرابٌ، عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد: إِذا أَصْبَحْتُ بينَ بَني سُلَيمٍ، ... وبينَ هَوازِنٍ، أَمِنَتْ سِرابي والسِّرْب، بِالْكَسْرِ: القَطِيعُ مِنَ النساءِ، والطَّيرِ، والظِّباءِ، والبَقَرِ، والحُمُرِ، والشاءِ، واستعارَه شاعِرٌ مِنَ الجِنِّ، زَعَمُوا، للعظاءِ فَقَالَ، أَنشده ثَعْلَبٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: رَكِبْتُ المَطايا كُلَّهُنَّ، فَلَمْ أَجِدْ ... أَلَذَّ وأَشْهَى مِن جِناد الثَّعالِبِ وَمِنْ عَضْرَفُوطٍ، حَطَّ بِي فَزَجَرْتُه، ... يُبادِرُ سِرْباً مِنْ عَظاءٍ قَوارِبِ الأَصمعي، السِّرْبُ والسُّرْبةُ مِنَ القَطَا، والظِّباءِ والشاءِ: القَطيعُ. يُقَالُ: مَرَّ بِي سِرْبٌ مِنْ قَطاً وظِباءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أَي قَطِيعٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَيُقَالُ للجماعةِ مِنَ النخلِ: السِّرْبُ، فِيمَا ذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ. قَالَ أَبو الحَسَنِ: وأَنا أَظُنُّه عَلَى التَّشبِيه، والجمعُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ أَسْرابٌ؛ والسُّرْبةُ مِثلُه. ابْنُ الأَعرابي: السُّرْبةُ جَمَاعَةٌ يَنْسَلُّونَ مِنَ العَسْكَرِ، فيُغيرون ويَرْجعُون. والسُّرْبة: الْجَمَاعَةُ مِنَ الخيلِ، مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلى الثلاثينَ؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ العشرةِ إِلى العشرينَ؛ تَقُولُ: مَرَّ بِي سُرْبة، بِالضَّمِّ، أَي قِطْعة مِنْ قَطاً، وخَيْلٍ، وحُمُرٍ، وظِباءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ مَاءً: سِوَى مَا أَصابَ الذِّئْبُ مِنْهُ، وسُرْبةٍ ... أَطافَتْ بِهِ مِنْ أُمَّهاتِ الجَوازِلِ وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنهم سِرْبٌ ظِباءٍ ؛ السِّرْبُ،

_ (3). قوله [وبين الجبا] أورده الجوهري وبين الحشا بالحاء المهملة والشين المعجمة وقال الصاغاني الرواية وبين الجبا بالجيم والباء وهو موضع.

بالكسرِ، والسُّرْبة: القَطِيعُ مِنَ الظِّباءِ وَمِنَ النِّساءِ عَلَى التَّشْبيه بالظِّباء. وَقِيلَ: السُّرْبةُ الطَّائِفَةُ مِنَ السِّرْبِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسَرِّبُهُنَّ إِليَّ، فيَلْعَبْنَ مَعِي أَي يُرْسلُهُنَّ إِليَّ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عليٍّ: إِني لأُسَرِّبُه عَلَيْهِ أَي أُرْسِلُه قِطْعةً قِطْعةً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فإِذا قَصَّرَ السَّهْمُ قَالَ: سَرِّبْ شَيْئًا أَي أَرْسِلْه؛ يُقَالُ: سَرَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا أَرْسَلْتَه وَاحِدًا وَاحِدًا؛ وَقِيلَ: سِرْباً سِرباً، وَهُوَ الأَشْبَه. وَيُقَالُ: سَرَّبَ عَلَيْهِ الخيلَ، وَهُوَ أَن يَبْعَثَها عَلَيْهِ سُرْبةً بعدَ سُربةٍ. الأَصمعي: سَرِّبْ عليَّ الإِبلَ أَي أَرْسِلْها قِطْعةً قِطْعةً. والسَّرْبُ: الطريقُ. وخَلِّ سَرْبَه، بِالْفَتْحِ، أَي طريقَه ووجهَه؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: خَلِّ سِرْبَ الرجلِ، بالكسرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: خَلَّى لَها سِرْبَ أُولاها، وهَيَّجَها، ... مِنْ خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ، هِمْهِيمُ قَالَ شِمْرٌ: أَكثر الرِّوَايَةِ: خَلَّى لَها سَرْبَ أُولاها، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمِعْتُ العربَ تَقُولُ: خلِّ سَرْبَه أَي طَريقَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِذا ماتَ المؤمنُ يُخَلَّى لَهُ سَرْبُه، يَسْرَحُ حيثُ شاءَ أَي طريقُه ومذهبُه الَّذِي يَمُرُّ بِهِ. وإِنه لواسعُ السِّرْبِ أَي الصَّدْرِ، والرأْي، والهَوَى، وَقِيلَ: هُوَ الرَّخِيُّ البال، وَقِيلَ: هُوَ الواسعُ الصَّدْرِ، البَطِيءُ الغَضَب؛ ويُروى بِالْفَتْحِ، واسعُ السَّرْبِ، وَهُوَ المَسْلَك والطريقُ. والسَّرْبُ، بِالْفَتْحِ: المالُ الرَّاعِي؛ وَقِيلَ: الإِبل وَمَا رَعَى مِنَ المالِ. يُقَالُ: أُغِيرَ عَلَى سَرْبِ القومِ؛ وَمِنْهُ قولُهم: اذْهَب فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكَ أَي لَا أَرُدُّ إِبلكَ حَتَّى تَذْهَب حيثُ شاءَت، أَي لَا حَاجَةَ لِي فِيكَ. وَيَقُولُونَ للمرأَة عِنْدَ الطلاقِ: اذْهَبي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فتَطْلُق بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَكَانُوا فِي الجاهليةِ يَقُولُونَ فِي الطَّلاقِ، فَقَيَّده بالجاهليةِ. وأَصْلُ النَّدْهِ: الزَّجْرُ. الفراءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ؛ قَالَ: كَانَ الحُوت مَالِحًا، فَلَمَّا حَيِيَ بالماءِ الَّذِي أَصابَه مِنَ العَينِ فوقَع فِي البحرِ، جَمَد مَذْهَبُه فِي البحرِ، فَكَانَ كالسَّرَبِ، وَقَالَ أَبو إِسحاق: كَانَتْ سَمَكَةً مَمْلُوحَةً، وَكَانَتْ آيَةً لِمُوسَى فِي الموضعِ الَّذِي يَلْقَى الخَضِرَ، فَاتَّخَذَ سبيلَه فِي الْبَحْرِ سَرَباً؛ أَحْيا اللَّهُ السَّمَكَةَ حَتَّى سَرَبَتْ في البحر. قال: وسَرَباً منصوبٌ عَلَى جهتَين: عَلَى المفعولِ، كَقَوْلِكَ اتخذْتُ طريقِي فِي السَّرَب، واتخذتُ طَرِيقِي مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فَيَكُونُ مَفْعُولًا ثَانِيًا، كَقَوْلِكَ اتَّخَذْتُ زَيْدًا وَكَيْلًا؛ قَالَ وَيَجُوزُ أَن يكونَ سَرَباً مَصْدَرًا يَدُلُّ عَلَيْهِ اتَّخَذَ سبيلَه فِي الْبَحْرِ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: نَسِيَا حُوتَهما، فجَعَل الحوتُ طريقَه فِي الْبَحْرِ؛ ثُمَّ بَيَّن كَيْفَ ذَلِكَ، فكأَنه قَالَ: سَرِبَ الحوتُ سَرَباً؛ وَقَالَ المُعْتَرِض الظَّفَرِي فِي السَّرَب، وجعله طريقاً: تَرَكْنا الضَّبْع سارِبةً إِليهم، ... تَنُوبُ اللحمَ فِي سَرَبِ المَخِيمِ قِيلَ: تَنُوبُه تأْتيه. والسَّرَب: الطريقُ. وَالْمُخَيَّمُ: اسْمُ وادٍ؛ وَعَلَى هَذَا مَعْنَى الْآيَةِ: فَاتَّخَذَ سبيلَه فِي الْبَحْرِ سَرَباً، أَي سَبِيلَ الْحُوتِ طَرِيقًا لنفسِه، لَا يَحِيدُ عَنْهُ. الْمَعْنَى: اتَّخَذَ الحوتُ سبيلَه الَّذِي سَلَكَه طَرِيقًا طَرَقَه. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: اتَّخَذَ طريقَه فِي الْبَحْرِ

سَرباً، قَالَ: أَظُنُّه يُرِيدُ ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كَقَوْلِكَ يَذهَب ذَهاباً. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ الْخَضِرِ وَمُوسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَباً ؛ السَّرَب، بِالتَّحْرِيكِ: المَسْلَك فِي خُفْيةٍ. والسُّرْبة: الصَّفُّ مِنَ الكَرْمِ. وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ. والسُّرْبة، والمَسْرَبةُ، والمَسْرُبة، بِضَمِّ الراءِ، الشَّعَر المُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الشَّعَر المُسْتَدِقُّ، الَّذِي يأْخذ مِنَ الصدرِ إِلى السُّرَّة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتِ المَسْرُبة عَلَى الْمَكَانِ وَلَا المصدرِ، وإِنما هِيَ اسْمٌ للشَّعَر؛ قَالَ الْحَرْثِ بنُ وَعْلة الذُّهْلي: أَلآنَ لمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي، ... وعَضَضْتُ، مِنْ نَابِي، عَلَى جِذْمِ وحَلَبْتُ هَذَا الدَّهْرَ أَشْطُرَه، ... وأَتَيْتُ مَا آتِي عَلَى عِلْمِ تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لَهَا، ... هَذَا تَخَيُّلُ صاحبِ الحُلْمِ قَوْلُهُ: وعَضَضْتُ، مِنْ نَابِي، عَلى جِذْمِ أَي كَبِرْتُ حَتَّى أَكَلْت عَلَى جِذْم نَابِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الشِّعْرُ ظنَّه قوم للحرث بْنِ وَعْلة الجَرْمي، وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنما هُوَ للذُّهلي، كَمَا ذَكَرْنَا. والمَسْرَبة، بِالْفَتْحِ: وَاحِدَةُ المَسارِبِ، وَهِيَ المَراعِي. ومَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها. أَبو عُبَيْدٍ: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِيهِ مِنْ لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها فِي بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد: جَلال، أَبوهُ عَمُّه، وَهُوَ خالُه، ... مَسارِبُهُ حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ قَالَ: أَقْرابُه مَراقُّ بُطُونه. وَفِي حَدِيثِ صفةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ دَقِيقَ المَسْرُبَة ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كانَ ذَا مَسْرُبَة. وفلانٌ مُنْساحُ السِّرْبِ: يُريدون شَعر صَدْرِه. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِنْجاءِ بالحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْهِ بحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ المَسْرُبة ؛ يريدُ أَعْلى الحَلْقَة، هُوَ بِفَتْحِ الراءِ وضمِّها، مَجْرَى الحَدَث مِنَ الدُّبُر، وكأَنها مِنَ السِّرْب المَسْلَك. وَفِي بَعْضِ الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه ؛ هِيَ مثلُ الصُّفَّة بَيْنَ يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ الَّتِي بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ. والسَّرابُ: الآلُ؛ وَقِيلَ: السَّرابُ الَّذِي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لَاصِقًا بِهَا، كأَنه ماءٌ جارٍ. والآلُ: الَّذِي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالمَلا، بينَ السماءِ والأَرض. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّرابُ الَّذِي يَجْرِي عَلَى وجهِ الأَرض كأَنه الماءُ، وَهُوَ يكونُ نصفَ النهارِ. الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فَقَالَ: الآلُ مِنَ الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صَلَاةِ الْعَصْرِ؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الْآلَ يرفعُ كلَّ شيءٍ حَتَّى يصِير آلًا أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حَتَّى يَصِيرَ لازِقاً بالأَرض،، لَا شَخْصَ لَهُ. وَقَالَ يُونُسُ: تَقُولُ الْعَرَبُ: الآلُ مِنْ غُدوة إِلى ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثُمَّ هُوَ سرابٌ سائرَ اليومِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الآلُ الَّذِي يَرْفَع الشُّخوصَ، وَهُوَ يَكُونُ بالضُّحَى؛ والسرابُ الَّذِي يَجْري عَلَى وجهِ الأَرض، كأَنه الماءُ، وَهُوَ نصفُ النهارِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الَّذِي رأَيتُ الْعَرَبَ بِالْبَادِيَةِ يَقُولُونَهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛

يُقَالُ: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً. والسَّريبة: الشَّاةُ الَّتِي تُصْدِرُهَا، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها. والسَّرَبُ: حَفِير تحتَ الأَرض؛ وَقِيلَ: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وَقَدْ سَرَّبْتُه. وتَسْريبُ الحَافِرِ: أَخْذُه فِي الحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة. الأَصمعي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حَفر: قَدْ سَرَب أَي أَخذ يَمِينًا وَشِمَالًا. والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ. والسَّرَب: الموضعُ الَّذِي قَدْ حَلَّ فِيهِ الوحشِي، وَالْجَمْعُ أَسْرابٌ. وانْسَرَب الوَحْشِي فِي سَرَبه، وَالثَّعْلَبُ فِي جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دَخَلَ. ومَسارِب الحَيَّاتِ: مَواضِعُ آثَارِهَا إِذا انْسابَتْ فِي الأَرض عَلَى بُطُونِها. والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ الَّتِي يَدْخُلُ مِنْهَا الماءُ الحائِطَ. والسَّرَب، بِالتَّحْرِيكِ: الماءُ السائِلُ. ومِنهم مَن خَصَّ فَقَالَ: السائِلُ مِنَ المَزادَة وَنَحْوِهَا. سَرِبَ سَرَباً إِذا سالَ، فَهُوَ سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هُوَ، وسَرَّبَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَا بالُ عَيْنِكَ، مِنْهَا الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ ... كأَنَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَيُرْوَى بِكَسْرِ الراءِ؛ تَقُولُ مِنْهُ سَرِبَت المَزادة، بِالْكَسْرِ، تَسْرَب سرَباً، فَهِيَ سَرِبَةٌ إِذا سَالَت. وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فِيهَا الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها. وَيُقَالُ: خرجَ الماءُ سَرِباً، وَذَلِكَ إِذا خَرَجَ مِنْ عُيونِ الخُرَزِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، وتَسَرَّبَت: سالَتْ. والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ فِي القِرْبة الْجَدِيدَةِ، أَوِ المَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حَتَّى يَنْتَفِخَ، فتَسْتَدَّ مَوَاضِعُ الخَرْزِ؛ وَقَدْ سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً. وَيُقَالُ: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فِيهَا مَاءً حَتَّى تَنْتَفِخَ عيونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قَالَ جَرِيرٌ: نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ، ... كَمَا عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا أَبو مَالِكٍ: تَسَرَّبْتُ مِنَ الماءِ وَمِنَ الشَّرابِ أَي تَمَّلأْتُ. وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فِيهِ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ: فِي ذَاتِ رَيْدٍ، كَزَلَقِ الرُّخِّ مُشْرِفَةٍ، ... طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ «4» وتَسَرَّبُوا فِيهِ: تَتابَعُوا. والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عَنْ كُراعٍ. والسَّرْبةُ: الخَرْزة. وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قَرِيبًا، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. شِمْرٌ: الأَسْرابُ مِنَ الناسِ: الأَقاطِيعُ، وَاحِدُهَا سِرْبٌ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ سِرْباً فِي الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قَالَ: ورُبَّ أَسْرابِ حَجِيجٍ نظمِ والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِيٌّ، وَهُوَ فِي الأَصْل سُرْبْ. والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ فِي الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ،

_ (4). قوله [كزلق الرخ إلخ] هكذا في الأَصل ولعله كرأس الزج.

ورُبَّما ماتَ. وَقَدْ سُرِبَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مَسْروبٌ سَرْباً. وَقَالَ شِمْرٌ: الأُسْرُبُ، مخفَّف الباءِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ سُرْبْ، والله أَعلم. سرحب: السُّرْحُوبُ: الطويلُ، الحَسَنُ الجسْمِ، والأُنثى سُرْحُوبةٌ، وَلَمْ يَعْرِفْه الكِلابِيُّون فِي الإِنْسِ. والسُّرْحُوبةُ مِنَ الإِبل: السَّريعةُ الطَّوِيلَةُ، وَمِنَ الخيلِ: العَتِيقُ الخفيفُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَكثرُ مَا يُنْعَتُ بِهِ الخيلُ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الأُنثى مِنَ الْخَيْلِ، وَقِيلَ: فَرَسٌ سُرْحوبٌ: سُرُحُ اليَدَيْن بالعَدْوِ؛ وفَرَسٌ سُرْحُوبٌ: طَوِيلَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَفِي الصِّحَاحِ: تُوصَفُ بِهِ الإِناثُ دُونَ الذُّكور. سردب: قَالَ ابْنُ أَحمر: هي السِّرْدابُ «1». سرعب: السُّرعُوبُ: ابنُ عِرْسٍ؛ أَنشد الأَزهري: وَثْبة سُرْعُوبٍ رأَى زَبَابَا أَي رأَى جُرَذاً ضَخْماً، ويُجْمَع سَراعِيبَ. سرندب: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: سَرَنْديبُ بَلَدٌ مَعْرُوفٌ بناحيةِ الهِنْدِ. سرهب: أَبو زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبا الدُّقَيْش يَقُولُ: امرأَةٌ سَرْهَبةٌ، كالسَّلْهَبَةِ مِنَ الخيلِ، فِي الجِسمِ والطُّول. سطب: ابْنُ الأَعرابي: المَساطِبُ سَنادينُ الحَدّادينَ. أَبو زَيْدٍ: هِيَ المَسْطَبةُ والمِسطَبة، وَهِيَ المَجَرَّة. وَيُقَالُ للدُّكَّانِ يَقْعُدُ الناسُ عَلَيْهِ مَسْطَبة، قَالَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ الْعَرَبِ. سعب: السَّعابِيبُ الَّتِي تَمْتَدُّ شِبْهَ الخُيُوطِ مِنَ العَسَل والخِطْمِيّ ونَحْوِه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَعْلُون، بالمَرْدَقُوشِ، الوَرْدَ ضَاحِيَةً، ... عَلَى سَعابِيبِ ماءِ الضالةِ اللَّجِنِ يَقُولُ: يَجْعَلْنَه ظَاهِرًا فوقَ كلِّ شيءٍ، يَعْلُون بِهِ المُشْطَ. وَقَوْلُهُ: ماءِ الضالةِ، يُريدُ ماءَ الآسِ، شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَةِ ماءِ السِّدْرِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ وقَعَ فِي الصِّحاحِ، وأَظُنُّه فِي المُحْكَم أَيضاً مَاءُ الضالَة اللَّجِزِ، بِالزَّايِ؛ وفَسَّره فَقَالَ: اللجِزُ المُتَلَزِّجُ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَراد اللَّزِجَ، فَقَلَبه، وَلَمْ يَكْفِه أَنْ صَحَّف، إِلى أَنْ أَكَّد التَّصْحيف بِهَذَا القَوْل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا تَصْحِيفٌ تَبع فِيهِ الْجَوْهَرِيُّ ابْنَ السِّكِّيتِ، وإِنما هُوَ اللَّجِن بالنونِ، مِنْ قَصِيدَةٍ نُونِيَّةٍ؛ وقَبْلَه: مِن نِسْوةٍ شُمُسٍ، لَا مَكْرَهٍ عُنُفٍ، ... وَلَا فَواحِشَ فِي سِرٍّ، وَلَا عَلَنِ قَوْلُهُ: ضاحِيةً، أَراد أَنها بارِزة للشمسِ. والضَّالَة: السِّدْرة، أَراد ماءَ السِّدْرِ، يُخْلَطُ بِهِ المَرْدَقوشُ ليُسَرِّحْن بِهِ رؤُوسَهنّ. والشُّمُس: جَمْعُ شَمُوسٍ، وَهِيَ النافِرة مِنَ الرِّيبةِ والخَنَا. والمَكْرَه: الكَريهاتُ المَنْظَرِ، وَهُوَ مِمَّا يوصَف بِهِ الواحدُ والجمعُ. وَسَالَ فَمُه سَعابِيبَ وثَعابِيبَ: امْتَدَّ لُعابُه كالخُيوطِ؛ وَقِيلَ: جَرى مِنْهُ ماءٌ صافٍ فِيهِ تَمدُّدٌ، وَاحِدُهَا سُعْبُوبٌ. وانْسَعَبَ الماءُ وانْثَعَبَ إِذا سالَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّعابِيبُ مَا أَتْبَعَ يَدَكَ مِنَ اللَّبنِ عِنْدَ الحَلْبِ، مثلَ النُّخاعة يَتَمَطَّطُ، والواحدةُ سُعْبُوبةٌ.

_ (1). قوله [هي السرداب] هكذا في الأَصل وليس بعده شيء وعبارة القاموس وشرحه (السرداب بالكسر خباء تحت الأَرض للصيف) كالزرداب والأَول عن الأَحمر والثاني تقدم بيانه وهو معرب إلى آخر عبارته انتهى.

وتَسَعَّبَ الشيءُ: تَمَطَّطَ. والسَّعْبُ: كلُّ مَا تَسَعَّبَ مِنْ شرابٍ أَو غيرِه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فلانٌ مُسَعَّبٌ لَهُ كَذَا وَكَذَا. ومُسَغَّبٌ ومُسَوَّعٌ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ومُسَوَّغٌ ومُرَغَّب، كلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى واحدٍ «1». سغب: سَغِبَ الرجلُ يَسْغَب، وسَغَبَ يَسْغُبُ سَغْباً وسَغَباً وسَغابةً وسُغُوباً ومَسْغَبةً: جاعَ. والسَّغْبة: الجُوعُ، وَقِيلَ: هُوَ الجوعُ مع التَّعَب؛ وَرُبَّمَا سُمِّيَ العَطَش سَغَباً، وَلَيْسَ بمُسْتعمَلٍ. ورجلٌ ساغِبٌ لاغِبٌ: ذُو مَسْغَبة؛ وسَغِبٌ وسَغْبانُ لَغْبانُ: جَوْعانُ أَو عَطْشانُ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ، أَي مَجاعةٍ. وأَسْغَبَ الرجلُ، فَهُوَ مُسْغِبٌ إِذا دخَل فِي المَجاعةِ، كَمَا تقولُ أَقْحطَ الرجلُ إِذا دخَل فِي القَحْط. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَطعمته إِذ كَانَ ساغِباً ، أَي جَائِعًا. وَقِيلَ: لَا يكونُ السَّغَبُ إِلَّا مَعَ التَّعَب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَدِم خَيْبَر بأَصحابِه وَهُمْ مُسْغِبُون ، أَي جِياعٌ. وامرأَةٌ سَغْبَى، وجَمْعُها سِغابٌ. ويَتِيمٌ ذُو مَسْغَبةٍ أَي ذو مَجاعةٍ. سقب: السَّقْبُ: ولدُ الناقةِ، وَقِيلَ: الذكَرُ مِنْ ولدِ الناقةِ، بِالسِّينِ لَا غَيْرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ سَقْبٌ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه. قَالَ الأَصمعي: إِذا وَضَعَتِ الناقةُ ولدَها، فَوَلَدُهَا ساعةَ تَضَعُه سَليلٌ قَبْلَ أَن يُعْلَم أَذَكَرٌ هُوَ أَم أُنثى، فإِذا عُلم فإِن كانَ ذَكَراً، فَهُوَ سَقْبٌ، وأُمُّه مِسْقَبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ للأُنثى سَقْبةٌ، وَلَكِنْ حائلٌ؛ فأَما قَوْلُهُ، أَنشده سِيبَوَيْهِ: وساقِيَيْنِ، مثلِ زَيْدٍ وجُعَلْ، ... سَقْبانِ، مَمْشُوقانِ مَكْنوزا العضَلْ فإِنَّ زَيْدًا وجُعَلًا، هَاهُنَا، رجُلان. وَقَوْلُهُ سَقْبانِ، إِنما أَراد هُنَا مثلُ سَقْبَيْن فِي قوَّة الغَناءِ، وَذَلِكَ لأَنَّ الرجُلَين لَا يَكُونَانِ سَقْبَيْنِ، لأَنَّ نَوْعًا لَا يَسْتَحِيلُ إِلى نوعٍ، وإِنما هُوَ كَقَوْلِكَ مررْت برجلٍ أَسَدٍ شِدَّةً أَي هُوَ كأَسَدٍ فِي الشِّدَّة، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ حَقِيقَةً، لأَن الأَنْواع لَا تَسْتَحِيلُ إِلى الأَنواع، فِي اعتقادِ أَهلِ الإِجماع. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وتقولُ مررتُ برجلٍ الأَسَدُ [الأَسَدِ] شِدَّة، كَمَا تقولُ مررتُ برجُلٍ كامِلٍ، لأَنك أَردتَ أَن تَرْفَعَ شأْنَه؛ وإِن شِئْتَ اسْتَأْنَفْتَ، كأَنه قِيلَ لَهُ مَا هُوَ؛ وَلَا يكونُ صِفَةً، كَقَوْلِكَ مَرَرْتُ برجُلٍ أَسَدٍ شِدَّةً، لأَن الْمَعْرِفَةَ لَا تُوصَفُ بِهَا النَّكِرةُ، وَلَا يَجُوزُ نَكِرةً أَيضاً لِمَا ذكَرْتُ لَكَ. وَقَدْ جاءَ فِي صِفَةِ النَّكِرَةِ، فَهُوَ فِي هَذَا أَقوى، ثُمَّ أَنشد مَا أَنْشَدتُكَ مِنْ قولِه. وجَمْعُ السَّقْبِ أَسْقُبٌ، وسُقُوبٌ، وسِقابٌ وسُقْبَانٌ؛ والأُنثى سَقْبَةٌ، وأُمُّها مِسْقَبٌ ومِسْقَابٌ. والسَّقْبَةُ عِنْدَهُمْ: هِيَ الجَحشَة. قَالَ الأَعشى، يَصِفُ حِماراً وَحْشِيّاً: تَلا سَقْبَةً قَوْداءَ، مَهْضُومَةَ الحَشَا، ... مَتى مَا تُخَالِفْهُ عَنِ الْقَصْدِ يَعْذِمِ وناقةٌ مِسْقابٌ إِذا كَانَتْ عادتُها أَن تَلِدَ الذُّكورَ. وَقَدْ أَسْقَبَتِ الناقةُ إِذا وَضَعَتْ أَكثَرَ مَا تَضَعُ الذُّكورَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ أَبَوَيْ رَجُلٍ مَمدُوحٍ: وكانتِ العِرْسُ الَّتِي تَنَخَّبا، ... غَرَّاءَ مِسْقاباً، لفَحْلٍ أَسْقَبا

_ (1). أي مُعطى له عطاءً خالصاً.

قَوْلُهُ أَسقَبا: فِعْلٌ مَاضٍ، لَا نَعْتٌ لفَحْلٍ، عَلَى أَنه اسمٌ مثلُ أَحْمَر، وإِنما هُوَ فِعْلٌ وفاعِلٌ فِي مَوْضِعِ النَّعْتِ لَهُ. واسْتَعْمَل الأَعشى السَّقْبَةَ للأَتانِ، فَقَالَ: لاحَه الصَّيْفُ والغِيارُ، وإِشْفاقٌ ... عَلَى سَقْبَةٍ، كَقَوْسِ الضَّالِ الأَزهري: كانتِ المرأَة فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِذا ماتَ زَوْجُها، حَلَقَتْ رَأْسَها، وخَمَشَتْ وجْهَها، وحَمَّرَتْ قُطْنةً مِنْ دمِ نفسِها، ووضَعَتها عَلَى رأْسِها، وأَخرجت طَرف قُطْنتِها مِن خَرْقِ قِناعِها، ليَعْلم الناسُ أَنها مُصابة؛ ويُسَمى ذَلِكَ السِّقابَ، وَمِنْهُ قَوْلُ خَنْساءَ: لمَّا اسْتَبانَتْ أَن صاحِبَها ثَوَى، ... حَلَقَتْ، وعَلَّتْ رَأْسَها بِسِقابِ والسَّقَبُ: القُرْبُ. وَقَدْ سَقِبَتِ الدَّارُ، بِالْكَسْرِ، سُقُوباً أَي قَرُبَتْ، وأَسْقَبَتْ؛ وأَسْقَبْتُها أَنا: قرَّبتها. وأَبْياتُهم مُتساقِبة أَي مُتدانِية. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الجارُ أَحقُّ بِسَقَبِه. السَّقَبُ، بِالسِّينِ وَالصَّادِ، فِي الأَصل: القُرْب. يُقَالُ: سَقِبَتِ الدارُ وأَسْقَبَتْ إِذا قَرُبَتْ. ابْنُ الأَثير: ويَحْتَجُّ بِهَذَا الحديثِ مَنْ أَوجبَ الشُّفْعَة للجارِ، وإِن لَمْ يَكُنْ مقاسِماً، أَي إِن الجارَ أَحقُّ بالشُّفْعَةِ مِنَ الَّذِي لَيْسَ بجارٍ، ومَنْ لَمْ يُثْبِتْها للجارِ تأَوَّلَ الجارَ عَلَى الشَّرِيكِ، فإِنَّ الشَّريكَ يُسَمَّى جَارًا؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يكونَ أَرادَ: أَنه أَحقّ بالبِرِّ والمعونةِ بِسَبَبِ قُرْبه مِنْ جارِه، كَمَا جاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَن رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن لِي جارَيْنِ، فإِلى أَيهما أُهدي؟ قَالَ: إِلى أَقْرَبِهِما مِنْكَ بَابًا. والسَّقْبُ والصَّقْبُ والسَّقِيبَة: عَمُودُ الخِباءِ. وسُقُوبُ الإِبِل: أَرْجُلُها، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَهَا عَجُزٌ رَيَّا، وسَاقٌ مُشِيحَةٌ ... عَلَى البِيدِ، تَنْبُو بالمَرادِي سُقُوبُها والصادُ، فِي كلِّ ذَلِكَ، لُغَةٌ. والسَّقْبُ: الطَّويلُ مِنْ كلِّ شيءٍ، مَعَ تَرَارَةٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَقَب: يُقَالُ للْغُصْنِ الرَّيَّانِ الغَلِيظِ الطَّويلِ سَقْبٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَقْبانِ لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ قَالَ: وَسُئِلَ أَبو الدُّقَيْشِ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ الَّذِي قَدِ امتلأَ، وَتَمَّ عامٌّ فِي كلِّ شيءٍ مِنَ نحوِه «2»؛ شَمِرٌ: فِي قَوْلِهِ سَقْبانِ أَي طَويلانِ، ويقال صَقْبَانِ. سقعب: السَّقْعَبُ: الطَّويلُ مِنَ الرجال، بالسينِ والصاد. سقلب: السَّقْلَبُ: جِيلٌ مِنَ الناسِ. وسَقْلَبَه: صَرَعَهُ. سكب: السَّكْبُ: صَبُّ الماءِ. سَكَبَ الماءَ والدَّمْعَ ونحوَهما يَسْكُبُه سَكْباً وتَسْكاباً، فسَكَبَ وانْسَكَبَ: صَبَّه فانْصَبَّ. وسَكَبَ الماءُ بنفسِه سُكوباً، وتَسْكاباً، وانْسَكَبَ بِمَعْنًى. وأَهلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: اسْكُبْ عَلَى يَدِي. وماءٌ سَكْبٌ، وساكِبٌ، وسَكُوبٌ، وسَيْكَبٌ، وأُسْكُوبٌ: مُنْسَكِبٌ، أَو مَسكُوبٌ يَجْرِي عَلَى وجهِ الأَرضِ مِنْ غَيرِ حَفر.

_ (2). قوله [من نحوه] الضمير يعود إلى الغصن في عبارة الأَزهري التي قبل هذه.

ودمْعٌ ساكِبٌ، وماءٌ سَكْبٌ: وُصِفَ بالمصدرِ، كقولِهم ماءٌ صَبٌّ، وماءٌ غَوْرٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: بَرْقٌ، يُضِيءُ أَمامَ البَيْتِ، أُسْكوبُ كأَنَّ هَذَا البَرْقَ يَسْكُب المطَر؛ وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كَذَلِكَ؛ وسَحابٌ أُسْكُوبٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّكْبُ والأُسْكوبُ الهَطَلانُ الدَّائمُ. وماءٌ أُسْكُوبٌ أَي جارٍ؛ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عمرٍو ذِي الْكَلْبِ، تَرثِيه: والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ، يَتْبَعها ... مُثْعَنْجِرٌ، مِنْ دَمِ الأَجْوافِ، أُسْكوبُ وَيُرْوَى: مِنْ نَجِيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ والنَّجْلاءُ: الْوَاسِعَةُ. والمُثْعَنْجِرُ: الدَّمُ الَّذِي يَسِيلُ، يَتْبَعُ بعضُه بَعْضاً. والنَّجِيعُ: الدَّمُ الخالِصُ. والأُثْعْوبُ، مِنَ الإِثْعابِ: وَهُوَ جَرْي الماءِ فِي المَثْعَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي، فِيمَا بَيْنُ العشاءِ إِلى انْصِداعِ الفَجر، إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فإِذا سَكَبَ المُؤَذِّنُ بالأُولى مِنْ صلاةِ الفجْرِ، قامَ فرَكَعَ رَكْعَتَيْن خَفِيفَتَيْنِ ؛ قَالَ سُوَيْدٌ: سَكَبَ، يريدُ أَذَّنَ، وأَصْلُه مِنْ سَكْبِ الماءِ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَخَذَ فِي خُطْبَة فسَحَلَها. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَرادت إِذا أَذَّن، فاسْتُعِيرَ السَّكْبُ للإِفاضَةِ فِي الكلامِ، كَمَا يُقَالُ أَفْرَغَ فِي أُذُني حَدِيثًا أَيْ أَلْقَى وصَبَّ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: مَا أَنا بِمُنْطٍ عَنْكَ شَيئاً يَكُونُ عَلَى أَهل بَيْتِكَ سُنَّةً سَكْباً. يُقَالُ: هَذَا أَمرٌ سَكْبٌ أَي لازِمٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّا نُمِيطُ عنكَ شَيْئًا. وفَرَسٌ سَكْبٌ: جوادٌ كَثِيرُ العَدْوِ ذَرِيعٌ، مثلُ حَتٍّ. والسَّكْبُ: فَرَسُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ كُمَيْتاً، أَغَرَّ، مُحَجَّلًا، مُطْلَقَ اليُمْنَى، سُمِّيَ بالسَّكْبِ مِنَ الخيْلِ؛ وَكَذَلِكَ فَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ. وغُلامٌ سَكْبٌ إِذا كَانَ خَفِيفَ الرُّوحِ نَشِيطاً فِي عَمَلِه. وَيُقَالُ: هَذَا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازمٌ. ويقالُ: سُنَّةٌ سَكْبٌ. وَقَالَ لَقِيطُ بنُ زُرارَة لأَخيه مَعْبَدٍ، لَمَّا طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بِمِائَتَيْنِ مِنَ الإِبل، وَكَانَ أَسيراً: مَا أَنا بِمُنْطٍ عَنْكَ شَيْئًا يَكُونُ عَلَى أَهل بيتِك سُنَّةً سَكْباً، ويَدْرَبُ الناسُ لَهُ بِنا دَرْباً. والسَّكْبَةُ: الكُرْدَة العُلْيا الَّتِي تُسقى بِهَا الكُرودُ مِنَ الأَرض؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّتِي يُسْقَى مِنْهَا كُرْدُ الطِّبابَةِ مِنَ الأَرض. والسَّكْبُ: النُّحاسُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والسَّكْبُ: ضَرْبٌ مِنَ الثيابِ رَقِيقٌ. والسَّكْبَةُ: الخِرْقَةُ الَّتِي تُقَوَّر للرأْس، كالشَّبَكَة، مِنْ ذَلِكَ. التَّهْذِيبِ: السَّكْبُ ضربٌ مِنَ الثيابِ رَقِيقٌ، كأَنه غُبارٌ مِنْ رِقَّتِه، وكأَنه سَكْبُ ماءٍ مِنَ الرِّقَّة، والسَّكْبَة مِنْ ذَلِكَ اشْتُقَّتْ: وَهِيَ الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْسِ، تُسَمِّيها الفُرْسُ الشُّسْتَقَةَ. ابْنُ الأَعرابي: السَّكَبُ ضَرْبٌ مِنَ الثِّياب، مُحَرَّكُ الْكَافِ. والسَّكَبُ: الرَّصاصُ. وْ السَّكْبة: الغِرْسُ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى الوَلَد، أُرى مِنْ ذَلِكَ. والسَّكبَة: الهِبْرِية الَّتِي فِي الرأْس. والأُسْكُوب والإِسْكاب: لُغَةٌ فِي الإِسكاف. وأُسكُبَّة الْبَابِ: أُسْكُفَّته.

والإِسْكابة: الفَلْكَةُ الَّتِي تُوضَعُ فِي قِمَع الدُّهْنِ وَنَحْوِهِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الفَلْكةُ الَّتِي يُشْعَبُ بِهَا خَرْقُ القِرْبةِ. والإِسْكابةُ: خَشَبة عَلَى قدرِ الفَلْس، إِذا انْشَقَّ السِّقاءُ جَعَلُوهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ صَرُّوا عَلَيْهَا بسَيْرٍ حَتَّى يَخْرُزوه مَعَهُ، فَهِيَ الإِسكابةُ. يُقَالُ: اجعلْ لِي إِسكابةً، فيُتَّخَذُ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: الإِسكابة والإِسكابُ قِطْعَةٌ مِنْ خَشَبٍ تُدْخَلُ فِي خَرْقِ الزِّقِّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قُمَّرِزٌ آذانُهُم كالإِسْكاب وَقِيلَ: الإِسْكابُ هُنَا جمعُ إِسكابةٍ، وَلَيْسَ بلُغةٍ فِيهِ؛ أَلا تَرَاهُ قَالَ آذانُهُم؟ فتَشْبِيهُ الْجَمْعِ بِالْجَمْعِ، أَسْوَغُ مِنْ تَشْبِيهِه بِالْوَاحِدِ. والسَّكَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ، كأَنَّ ريحَه رِيحُ الخَلُوقِ، يَنْبُتُ مُسْتَقِلًّا عَلَى عِرْقٍ واحدٍ، لَهُ زَغَبٌ ووَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الصَّعْتَر، إِلا أَنه أَشدُّ خُضْرةً، يَنْبُتُ فِي القِيعانِ والأَودِيَة، ويَبيسُه لَا يَنْفَعُ أَحداً، وَلَهُ جَنًى يُؤْكَلُ، ويَصْنَعُه أَهل الحِجازِ نَبيذاً، وَلَا يَنْبُتُ جَنَاهُ فِي عَامِ حَياً، إِنما يَنْبُتُ فِي أَعوامِ السنينَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّكَبُ عُشْبٌ يرتفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ، وَلَهُ ورقٌ أَغْبَر شبيهٌ بِوَرَقِ الهِنْدباءِ، وَلَهُ نَوْرٌ أَبيضُ شديدُ البياضِ، فِي خِلْقة نَوْرِ الفِرْسِكِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشيّاً: كأَنه منْ نَدَى العَرارِ معَ ... القُرَّاصِ، أَو مَا يُنَفِّضُ السَّكَبُ الْوَاحِدَةُ سَكَبة. الأَصمعي: مِنْ نباتِ السهلِ السَّكَبُ؛ وَقَالَ غيرُه: السَّكَبُ بَقْلَةٌ طَيِّبة الريحِ، لها زَهْرةٌ صَفراءُ، وَهِيَ مِنْ شَجَرِ القَيْظِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للسِّكَّةِ مِنَ النخلِ أُسْلُوبٌ وأُسْكُوبٌ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ النَّخْلِ، قِيلَ لَهُ أُنْبوبٌ ومِدادٌ؛ وَقِيلَ: السَّكْبُ ضربٌ مِنَ النباتِ. وسَكاب: اسْمُ فرسِ عُبيدةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَغَيْرِهِ. قَالَ: وسَكابِ اسمُ فرسٍ؛ مثلُ قَطامِ وحَذامِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، إِنَّ سَكابِ عِلْقٌ ... نفيسٌ لَا تُعارُ ولا تُباعُ سلب: سَلَبَه الشيءَ يَسْلُبُه سَلْباً وسَلَباً، واسْتَلَبَه إِياه. وسَلَبُوتٌ، فَعَلوتٌ: مِنه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ سَلَبوتٌ، وامرأَةٌ سَلَبوتٌ كَالرَّجُلِ. وَكَذَلِكَ رجلٌ سَلَّابةٌ، بالهاءِ، والأُنثى سَلَّابة أَيضاً. والاسْتِلابُ: الاختِلاس. والسَّلَب: مَا يُسْلَبُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا يُسْلَبُ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَسلابٌ. وَكُلُّ شيءٍ عَلَى الإِنسانِ مِنَ اللباسِ فَهُوَ سَلَبٌ، وَالْفِعْلُ سَلَبْتُه أَسْلُبُه سَلْباً إِذا أَخَذْتَ سَلَبَه، وسُلِبَ الرجلُ ثِيَابَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَرَاعُ سَيْرٍ كَالْيَرَاعِ للأَسلاب «1» اليَراعُ: القَصَب. والأَسْلابُ: الَّتِي قَدْ قُشِرَتْ، وواحدُ الأَسْلابِ سَلَبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن قَتَل قَتيلًا، فَلَهُ سَلَبُه. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ السَّلَب، وَهُوَ مَا يأْخُذُه أَحدُ القِرْنَيْن فِي الحربِ مِنْ قِرْنِه، مِمَّا يكونُ عَلَيْهِ وَمَعَهُ مِنْ ثِيابٍ وسلاحٍ ودابَّةٍ، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مفعولٍ أَي مَسْلُوب. والسَّلَبُ، بالتحريك: المَسْلُوب، وَكَذَلِكَ السَّلِيبُ. ورجلٌ سَلِيبٌ مُسْتَلَب الْعَقْلِ، وَالْجَمْعُ سَلْبى.

_ (1). قوله [يراع سير إلخ] هو هكذا في الأَصل.

وَنَاقَةٌ سالِبٌ وسَلُوبٌ: ماتَ وَلَدُها، أَو أَلْقَتْهُ لِغَيْرِ تَمامٍ؛ وَكَذَلِكَ المرأَة، وَالْجَمْعُ سُلُبٌ وسَلائبُ، وَرُبَّمَا قَالُوا امرأَة سُلُب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا بالُ أَصْحابِكَ يُنْذِرُونَكا؟ ... أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُباً، يَرْمُونَكا؟ وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: ناقةٌ عُلُطٌ بِلَا خِطامٍ، وفَرس فُرُطٌ متَقَدِّمة. وَقَدْ عَمِلَ أَبو عُبَيْدٍ فِي هَذَا بَابًا، فأَكْثَرَ فِيهِ مِنْ فُعُلٍ، بِغَيْرِ هاءٍ للمُؤَنَّث. والسَّلُوب، مِنَ النُّوق: الَّتِي أَلْقَتْ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمامٍ. والسَّلُوب، مِنَ النُّوق: الَّتِي تَرْمي وَلَدها. وأَسْلَبت النَّاقَةُ فَهِيَ مُسْلِبٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها مِنْ غيرِ أَن يَتِمَّ، وَالْجَمْعُ السَّلائِبُ؛ وَقِيلَ أَسْلَبَت: سُلِبَتْ وَلَدَها بِمَوتٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ. وظَبيةٌ سَلُوبٌ وسالِبٌ: سُلِبَتْ وَلَدَها؛ قَالَ صَخْرُ الغيِّ: فَصادَتْ غَزالًا جَاثِمًا، بَصُرَتْ بِهِ ... لَدَى سَلَماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ، سالِبِ وشَجَرةٌ سَلِيبٌ: سُلِبَتْ وَرَقَها وأَغصانَها. وفي حديث صِلَةَ: خَرَجْتُ إِلى جَشَرٍ لَنا، والنخلُ سُلُبٌ أَي لَا حَمْلَ عَلَيْهَا، وَهُوَ جمعُ سَلِيبٍ. الأَزهري: شَجَرَةٌ سُلُبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ قَالَ شَمِرٌ: هَيْشَرٌ سُلُبٌ، لَا قِشْرَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: اسْلُبْ هَذِهِ الْقَصَبَةَ أَي قَشِّرْها. وسَلَبَ القَصَبَةَ والشَجَرَة: قَشَّرَهَا. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ مَكَّةُ، شرَّفها اللَّهُ تَعَالَى: وأَسْلَب ثُمامُها أَي أَخْرَجَ خُوصَه. وسَلَبُ الذَّبيحَةِ: إِهابُها، وأَكراعُها، وبطْنُهَا. وفَرَسٌ سَلْبُ القَوائم «1»: خَفيفُها فِي النَّقل، وَقِيلَ: فَرَسٌ سَلِب القَوائم أَي طَويلُها؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صحيحٌ. والسَّلْبُ: السيرُ الخفيفُ السريعُ؛ قَالَ رؤْبة: قَدْ قَدَحَتْ، مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا، ... قارُورَةُ العينِ، فَصَارَتْ وَقْبَا وانْسَلَبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت فِي سَيْرِهَا حَتَّى كأَنها تَخْرُج مِنْ جِلْدِها. وثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بِالقَرْنِ، ورجُلٌ سَلِبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطَّعْنِ: خَفيفُهما. ورُمْحٌ سَلِبٌ: طَويلٌ؛ وَكَذَلِكَ الرجلُ، والجمعُ سُلُب؛ قَالَ: ومَنْ رَبَطَ الجِحاشَ، فإِنَّ فِينا ... قَناً سُلُباً، وأَفْراساً حِسانا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السُّلْبَةُ الجُرْدَةُ، يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ سُلْبَتَها وجُرْدَتَها. والسَّلِبُ، بِكَسْرِ اللَّامِ: الطَّوِيلُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامَةِ: كأَنَّ أَعناقَها كُرّاثُ سائِفَةٍ، ... طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ وَيُرْوَى سُلُب، بِالضَّمِّ، مِنْ قَوْلِهِمْ نَخْلٌ سُلُب: لَا حَمْلَ عَلَيْهِ. وشَجَرٌ سُلُبٌ: لَا وَرَق عَلَيْهِ، وَهُوَ جَمْعُ سَلِيبٍ، فعيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والسِّلابُ والسُّلُب: ثِيابٌ سودٌ تَلْبَسُها النساءُ في

_ (1). قوله [سلب القوائم] هو بسكون اللام في القاموس، وفي المحكم بفتحها.

المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَبة. وسَلَّبَتِ المرأَةُ، وَهِيَ مُسَلِّبٌ إِذا كَانَتْ مُحِدًّا، تَلْبَس الثًّيابَ السُّودَ للحِدادِ. وتَسَلَّبت: لَبِسَتِ السِّلابَ، وَهِيَ ثِيابُ المأْتَمِ السُّودُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ، ... فِي السُّلُبِ السودِ، وَفِي الأَمساحِ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس: أَنها قَالَتْ لمَّا أُصيبَ جعفرٌ: أَمَرَني رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: تَسَلَّبي ثَلَاثًا، ثُمَّ اصْنَعِي بعدُ مَا شِئْتِ ؛ تَسَلَّبي أَي الْبَسِي ثِيابَ الحِدادِ السُّودَ، وَهِيَ السِّلاب. وتَسَلَّبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْهُ، وَهُوَ ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّي بِهِ المُحِدُّ رَأْسَها. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنها بَكَتْ عَلَى حَمْزَةَ ثَلَاثَةَ أَيامٍ، وتَسَلَّبَتْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُسَلِّب، والسَّلِيبُ، والسَّلُوبُ: الَّتِي يموتُ زَوجُها أَو حَمِيمُها، فتَسَلَّبُ عَلَيْهِ. وتَسَلَّبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ. وَقِيلَ: الإِحدادُ عَلَى الزَّوْجِ، والتَّسَلُّبُ قَدْ يَكُونُ عَلَى غيرِ زَوجٍ. أَبو زيدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا لِي أَراكَ مُسْلَباً؟ وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَأْلَفْ أَحداً، وَلَا يَسْكُن إِليه أَحد، وإِنما شبِّه بالوَحْش؛ وَيُقَالُ: إِنه لوَحْشِيٌّ مُسْلَبٌ أَي لَا يأْلفُ، وَلَا تَسْكُنُ نفسُه. وَالسَّلِبَةُ: خَيْطٌ يُشَدُّ عَلَى خَطْمِ البعيرِ دونَ الخِطامِ. وَالسَّلِبَةُ: عَقَبَةٌ تُشَدُّ عَلَى السَّهْمِ. والسِّلْبُ: خَشَبَةٌ تُجمَع إِلى أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها فِي ثَقْبِ اللُّؤَمةِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السِّلْبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفَدَّانِ؛ وأَنشد: يَا لَيْتَ شعْري، هلْ أَتى الْحَسَّانَا، ... أَنَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شَانَا؟ السِّلْبَ، واللُّؤْمةَ، وَالْعِيَانَا وَيُقَالُ للسَّطْر مِنَ النَّخِيلِ: أُسْلوبٌ. وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ، فَهُوَ أُسلوبٌ. قَالَ: والأُسْلوبُ الطَّرِيقُ، والوجهُ، والمَذْهَبُ؛ يُقَالُ: أَنتم فِي أُسْلُوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِيبَ. والأُسْلُوبُ: الطريقُ تأْخذ فِيهِ. والأُسْلوبُ، بِالضَّمِّ: الفَنُّ؛ يُقَالُ: أَخَذ فلانٌ فِي أَسالِيبَ مِنَ الْقَوْلِ أَي أَفانِينَ مِنْهُ؛ وإِنَّ أَنْفَه لَفِي أُسْلُوبٍ إِذا كَانَ مُتكبِّراً؛ قَالَ: أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، فِي أُسْلُوبِ، ... وشَعَرُ الأَسْتاهِ بالجَبوبِ يَقُولُ: يتكبَّرون وَهُمْ أَخِسَّاء، كَمَا يُقَالُ: أَنْفٌ فِي السماءِ واسْتٌ فِي الماءِ. والجَبوبُ: وجهُ الأَرضِ، وَيُرْوَى: أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، فِي أُسْلُوبِ أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ. والسَّلَبُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ ينبُتُ مُتَناسقاً، ويَطولُ فيُؤخَذُ ويُمَلُّ، ثُمَّ يُشَقَّقُ، فتخرجُ مِنْهُ مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ، واحدتُه سَلَبةٌ، وَهُوَ منْ أَجودِ مَا يُتخذ مِنْهُ الْحِبَالُ. وَقِيلَ: السَّلَبُ لِيفُ المُقْلِ، وَهُوَ يُؤْتى بِهِ مِنْ مَكَّةَ. اللَّيْثُ: السَّلَبُ ليفُ المُقْل، وَهُوَ أَبيض؛ قَالَ الأَزهري: غَلِطَ اللَّيْثُ فِيهِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلَبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الَّذِي يُسْتَصْبَحُ بِهِ فِي خِلْقَتِه، إِلَّا أَنه أَعظمُ وأَطولُ، يُتَّخَذ مِنْهُ الحبالُ عَلَى كُلِّ ضَرب. والسَّلَبُ: لِحاءُ شجرٍ مَعْرُوفٍ بِالْيَمَنِ،

تُعْمَلُ مِنْهُ الحبالُ، وَهُوَ أَجفَى مِنْ ليفِ المُقْلِ وأَصْلَبُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُتوسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَم، حَشْوُها لِيفٌ أَو سَلَبٌ ، بِالتَّحْرِيكِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سأَلتُ عَنِ السَّلَبِ، فَقِيلَ: لَيْسَ بلِيفِ المُقْلِ، وَلَكِنَّهُ شَجَرٌ معروفٌ باليمن، تُعْمَلُ منه الحبالُ، وَهُوَ أَجفى مِنْ لِيفِ المُقْلِ وأَصْلَبُ؛ وَقِيلَ هُوَ ليفُ المُقْل؛ وَقِيلَ: هُوَ خُوصُ الثُّمام. وبالمَدينة سُوقٌ يُقَالُ لَهُ: سوقُ السَّلَّابِين؛ قَالَ مُرَّة بْنُ مَحْكان التَّميمي: فنَشْنَشَ الجِلدَ عَنْها، وهْيَ بارِكةٌ، ... كَمَا تُنَشْنِشُ كفَّا فاتِلٍ سَلَبا تُنَشْنِشُ: تحرِّكُ. قَالَ شَمِرٌ: والسَّلَب قِشْرٌ مِنْ قُشورِ الشَّجَر، تُعْمَلُ منهُ السِّلالُ، يُقَالُ لسُوقِهِ سُوقُ السَّلَّابِينَ، وَهِيَ بمكَّة معروفَةٌ. وَرَوَاهُ الأَصْمعي: فَاتِل، بالفاءِ؛ وَابْنُ الأَعرابي: قَاتِل، بالقافِ. قال ثَعْلَبٌ: وَالصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ الأَصمعي، وَمِنْهُ قَولُهم أَسْلَبَ الثُّمامُ. قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ بالفاءِ، فإِنه يريدُ السَّلَب الَّذِي تُعْمَلُ مِنْهُ الحِبال لَا غَيْرَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ بِالْقَافِ، فإِنه يُرِيدُ سَلَبَ القَتِيل؛ شَبَّه نَزْع الجازِرِ جِلْدَها عَنْهَا بأَخْذِ القاتِل سَلَبَ المَقْتُول، وإِنما قَالَ: بارِكَة، وَلَمْ يَقُلْ: مُضْطَجِعَة، كَمَا يُسْلَخُ الحَيوانُ مُضْطَجِعاً، لأَن الْعَرَبَ إِذا نَحَرَتْ جَزُوراً، تركُوها بَارِكَةً عَلَى حَالِهَا، ويُرْدِفُها الرجالُ مِنْ جانِبَيْها، خَوْفًا أَن تَضْطَجِعَ حِينَ تَمُوتُ؛ كلُّ ذَلِكَ حِرْصًا عَلَى أَن يَسْلُخوا سَنامَها وَهِيَ بَارِكَةٌ، فيأْتي رجلٌ مِنْ جانِبٍ، وآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ؛ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ فِي الكَتِفَين والفَخِذَين، وَلِهَذَا كَانَ سَلْخُها بَارِكَةً خَيْرًا عِنْدَهُمْ مِنْ سَلْخِها مُضْطَجِعَةً. والأُسْلُوبةُ: لُعْبَةٌ للأَعراب، أَو فَعْلَةٌ يَفْعَلُونَهَا بَيْنَهُمْ، حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ، وَقَالَ: بَيْنَهُمْ أُسْلُوبة. سلحب: المُسْلَحِبُّ: المُنْبَطِحُ. والمُسْلَحِبُّ: الطَّريقُ البَيِّنُ المُمتَدُّ. وطريقٌ مُسْلَحِبٌّ أَي مُمْتَدٌّ. والمُسْلَحِبُّ: المُسْتَقِيمُ، مثلُ المُتْلَئِبِّ. وَقَدِ اسْلَحَبَّ اسْلِحْباباً؛ قَالَ جِرانُ العَوْد: فَخَرَّ جِرانٌ مُسْلَحِبّاً، كأَنه ... عَلَى الدَّفِّ ضِبْعانٌ تَقَطَّرَ أَمْلَحُ والسُّلْحُوبُ مِنَ النساءِ: الماجِنة، قَالَ ذَلِكَ أَبو عَمْرٍو. وَقَالَ خَلِيفَةُ الحُصَيْنِيُّ: المُسْلَحِبُّ: المُطْلَحِبُّ المُمْتَدُّ. وسمعتُ غَيْرِ واحدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: سِرْنا مِنْ مَوْضِعِ كَذَا غُدْوَةً، فظَلَّ يَوْمُنا مُسْلَحِبّاً أَي مُمْتدّاً سَيْرُه، والله أَعلم. سلقب: سَلْقَبٌ: اسمٌ. سلهب: السَّلْهَبُ: الطويلُ، عامَّةً؛ وَقِيلَ: هُوَ الطويلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطويلُ مِنَ الخيلِ وَالنَّاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّلْهَبُ مِنَ الخيلِ: الطويلُ عَلَى وجهِ الأَرض، وَرُبَّمَا جاءَ بالصادِ، وَالْجَمْعُ السَّلاهِبَةُ. والسَّلْهَبةُ مِنَ النساءِ: الجَسيمةُ، وَلَيْسَتْ بِمدْحَةٍ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ سَلْهَبٌ وسَلْهَبةٌ للذَّكَر إِذا عَظُم وطالَ، وطالَتْ عِظَامُه. وفَرَسٌ مُسْلَهِبٌّ: ماضٍ؛ وَمِنْهُ قولُ الأَعرابيِّ فِي صِفَةِ الفَرَس: وإِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قُيِّدَ اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ، وَاللَّهُ أَعلم.

سنب: السَّنْبةُ: الدَّهْرُ. وعِشْنا بذلك سَنْبةً وسَنْبَتةً أَي حِقْبةً؛ التاءُ فِي سَنْبَتةٍ مُلْحَقةٌ عَلَى قَوْلِ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: يدُلُّ عَلَى زِيادةِ التاءِ، أَنك تَقُولُ سَنْبةٌ، وَهَذِهِ التاءُ تَثبُتُ فِي التَّصْغِيرِ، تَقُولُ سُنَيْبِتَةٌ، لِقَوْلِهِمْ فِي الْجَمْعِ سَنابِتُ. وَيُقَالُ: مَضَى سَنْبٌ مِنَ الدَّهْر، أَو سَنْبةٌ أَي بُرْهةٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوانَ سَنْبَتِه والسَّنْباتُ والسَّنْبةُ: سُوءُ الخُلُقِ، وسُرْعةُ الغَضَبِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَدْ شِبْتُ قَبْلَ الشَّيْبِ مِنْ لِداتي، ... وذاكَ مَا أَلْقَى مِنَ الأَذاةِ، مِنْ زَوْجةٍ كثيرةِ السَّنْباتِ أَراد السَّنَباتِ، فخفَّف لِلضَّرُورَةِ؛ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَبَتْ ذِكْرَ مَنْ عوَّدْنَ أَحْشاءَ قلْبِه ... خُفوقاً، ورَقْصاتِ الهَوى فِي المَفاصِل ورجُل سَنُوبٌ أَي مُتَغَضِّبٌ. والسِّنْبابُ: الرَّجل الْكَثِيرُ الشَّرِّ. قَالَ: والسَّنُوبُ: الرَّجل الكَذَّابُ المُغْتابُ. والمَسْنَبةُ: الشِّرَّةُ. ابْنُ الأَعرابي: السَّنْباءُ الاسْتُ. وفرسٌ سَنِبٌ، بِكَسْرِ النُّونِ، أَي كَثِيرُ الجَرْي، وَالْجَمْعُ سُنُوبٌ. الأَصمعي: فَرَسٌ سَنِبٌ إِذا كَانَ كثيرَ العَدْوِ، جواداً. سنتب: أَبو عَمْرٍو: السَّنْتَبةُ الغِيبةُ المُحْكَمةُ. سندب: جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ: شديدٌ صُلْب، وشكَّ فِيهِ ابْنُ دريد. سنطب: السَّنْطَبةُ: طُولٌ مُضْطَرِبٌ. التهذيب: والسِّنْطابُ مِطْرَقةُ الحَدَّادِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. سهب: السَّهْبُ، والمُسْهَبُ، والمُسْهِبُ: الشديدُ الجَرْيِ، البَطِيءُ العَرَقِ مِنَ الخَيْل؛ قَالَ أَبو دواد: وقد أَغْدُو بِطِرْفٍ ... هَيْكَلٍ، ذِي مَيْعَةٍ، سَهْبِ والسَّهْبُ: الفرسُ الواسعُ الجَرْيِ. وأَسْهَبَ الفرسُ: اتَّسَعَ فِي الجَرْيِ وسَبَقَ. والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الكثيرُ الكلامِ؛ قَالَ الجعْدِيُّ: غَيْرُ عَيِيٍّ، وَلَا مُسْهِب وَيُرْوَى مُسْهَب. قَالَ: وَقَدِ اختُلف فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، فَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المُسْهِبُ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَسْهَب الرجلُ أَكثرَ الْكَلَامَ، فَهُوَ مُسْهَب، بِفَتْحِ الهاءِ، وَلَا يُقَالُ بِكَسْرِهَا، وَهُوَ نَادِرٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ: رَجُلٌ مُسْهَبٌ، بِالْفَتْحِ، إِذا أَكثر الْكَلَامَ فِي الخطإِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فِي صَوَابٍ، فَهُوَ مُسْهِبٌ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ؛ وَمِمَّا جاءَ فِيهِ أَفْعَلَ فَهُوَ مُفْعَلٌ: أَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ، وأَلْفَجَ فَهُوَ مُلْفَجٌ إِذا أَفْلَس، وأَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَنٌ؛ وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيا: أَكَلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا أَي أَكثَروا وأَمْعَنُوا. أَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ، بِفَتْحِ الهاءِ، إِذا أَمْعَنَ فِي الشيءِ وأَطال، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قِيلَ لَهُ: ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: أَكْرَه أَن أَكونَ مِنَ المُسْهَبِين ، بِفَتْحِ الهاءِ، أَي الكَثِيري الْكَلَامِ؛ وأَصله مِنَ السَّهْب،

وَهُوَ الأَرضُ الواسِعةُ، ويُجمع عَلَى سُهُبٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وفرَّقَها بسُهُبِ بِيدِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ خَيْلًا، فأَسْهَبَتْ شَهْراً ؛ أَي أَمْعَنَتْ فِي سَيْرِها. والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الَّذِي لَا تَنْتَهِي نَفْسُه عَنْ شيءٍ، طَمَعاً وشَرَهاً. ورَجل مُسْهَبٌ: ذاهِبُ العَقْلِ مِنْ لَدْغِ حَيَّةٍ أَو عَقْرَبٍ؛ تَقُولُ مِنْهُ أُسْهِبَ، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ؛ وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يَهْذي مِنْ خَرَفٍ. والتَّسْهِيبُ: ذَهابُ الْعَقْلِ، والفعلُ مِنْهُ مُماتٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: أَمْ لَا تُذَكَّرُ سَلْمَى، وهْيَ نازِحةٌ، ... إِلَّا اعْتَراكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِيبِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وضُرِبَ عَلَى قَلْبِه بالإِسْهابِ ؛ قِيلَ: هُوَ ذَهابُ الْعَقْلِ. ورجُل مُسْهَبُ الجسْمِ إِذا ذَهَبَ جِسمُهُ مِن حُبٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مُسْهَبُ الْعَقْلِ، بِالْفَتْحِ، ومُسْهَمٌ عَلَى الْبَدَلِ؛ قال: وكذلك الجسْم إِذا ذَهَبَ مِن شِدّةِ الحُبِّ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: أُسْهِبَ السَّلِيمُ إِسْهاباً، فَهُوَ مُسْهَبٌ إِذا ذَهَبَ عَقْلُه وعاشَ؛ وأَنشد: فباتَ شَبْعانَ، وَبَاتَ مُسْهَبَا وأَسْهَبْتُ الدَّابَّةَ إِسْهاباً إِذا أَهْمَلْتَها تَرْعَى، فَهِيَ مُسْهَبةٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ: نَزائِعَ مَقْذُوفاً عَلَى سَرَواتِها، ... بِما لَمْ تُخالِسْها الغُزاةُ، وتُسْهَبُ أَي قَدْ أُعْفِيَتْ، حَتَّى حَمَلَتِ الشَّحْمَ عَلَى سَرَواتِها. قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْ هَذَا قِيلَ للمِكْثارِ: مُسْهَبٌ، كأَنه تُرِكَ وَالْكَلَامَ، يَتَكَلَّمُ بِمَا شاءَ كأَنه وُسِّعَ عَلَيْهِ أَن يَقُولَ مَا شاءَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا أَعْطَى الرجلُ فأَكثرَ، قِيلَ: قَدْ أَسْهَبَ. ومَكانٌ مُسْهِبٌ: لَا يَمْنَع الماءَ وَلَا يُمْسِكُه. والمُسْهَبُ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ مِن حُبٍّ، أَو فَزَعٍ، أَو مَرَضٍ. والسُّهْبُ مِن الأَرضِ: المُسْتَوي فِي سُهُولَةٍ، وَالْجَمْعُ سُهُوبٌ. والسَّهْبُ: الفَلاةُ؛ وَقِيلَ: سُهُوبُ الفَلاةِ نَواحِيها الَّتِي لَا مَسْلَكَ فِيهَا. والسَّهْبُ: مَا بَعُدَ مِنَ الأَرضِ، واسْتَوَى فِي طُمَأْنِينَةٍ، وَهِيَ أَجْوافُ الأَرضِ، وطُمَأْنِينَتُها الشيءَ القَلِيلَ تَقُودُ الليلةَ واليومَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَهُوَ بُطُونُ الأَرضِ، تَكُونُ فِي الصَّحارِي والمُتُونِ، وَرُبَّمَا تَسِيلُ، وَرُبَّمَا لَا تَسِيلُ، لأَنَّ فِيهَا غِلَظاً وسُهُولًا، تُنْبِتُ نَباتاً كَثِيرًا، وَفِيهَا خَطَراتٌ مِنْ شَجَرٍ أَي أَماكِنُ فِيهَا شَجَرٌ، وأَماكِنُ لَا شَجَرَ فِيهَا. وَقِيلَ: السُّهُوبُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: السُّهُوبُ الواسِعةُ مِنَ الأَرضِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَبارِقُ، إِن يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمةً، ... يَدَعْ بارِقاً، مِثْلَ اليَبابِ مِنَ السَّهْبِ وبِئْرٌ سَهْبةٌ: بَعِيدَةُ القَعْر، يَخْرُجُ مِنْهَا الريحُ، ومُسْهَبةٌ أَيضاً، بِفَتْحِ الهاءِ. والمُسْهَبةُ مِنَ الآبارِ: الَّتِي يَغْلِبُكَ سِهْبَتُها، حَتَّى لَا تَقْدِرَ عَلَى الماءِ وتُسْهِلَ. وَقَالَ شَمِرٌ: المُسْهَبةُ مِنَ الرَّكايا: الَّتِي يَحْفِرُونَها، حَتَّى يَبْلُغوا تُراباً مَائِقًا، فيَغْلِبُهم

تَهَيُّلًا، فيَدَعُونَها. الْكِسَائِيُّ: بِئْرٌ مُسْهَبةٌ الَّتِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُها وماؤُها. وأَسْهَبَ القومُ: حَفَروا فهَجَمُوا عَلَى الرَّمْلِ أَو الرِّيحِ؛ قَالَ الأَزهري: وإِذا حَفَر القومُ، فهَجَمُوا عَلَى الرِّيحِ، وأَخْلَفَهُم الماءُ، قِيلَ: أَسْهَبُوا؛ وأَنشد فِي وصْفِ بِئر كَثِيرَةِ الماءِ: حَوْضٌ طَوِيٌّ، نِيلَ مِنْ إِسْهابِها، ... يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبابِها قَالَ: وَهِيَ المُسْهَبةُ، حُفِرت حَتَّى بَلَغَتْ عَيْلَم الماءِ. أَلا تَرَى أَنه قَالَ: نِيلَ مِن أَعْمَقِ قَعْرِها. وإِذا بلغَ حافِرُ البئرِ إِلى الرَّمْل، قِيلَ: أَسْهَبَ. وحَفَر القومُ حَتَّى أَسْهَبُوا أَي بَلَغُوا الرَّمْل وَلَمْ يَخْرُجِ الماءُ، وَلَمْ يُصِيبوا خَيْرًا، هَذِهِ عَنِ اللحياني. والمُسْهِبُ: الْغَالِبُ المُكْثِرُ فِي عَطائِه. ومَضى سَهْبٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ. والسَّهْباءُ: بِئر لِبَنِي سَعْدٍ، وَهِيَ أَيضاً رَوْضةٌ مَعْروفة مَخْصوصة بِهَذَا الِاسْمِ. قَالَ الأَزهري: ورَوْضةٌ بالصَّمَّان تُسَمَّى السَّهْباءَ. والسَّهْبى: مفازةٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: سارُوا إِليكَ مِنَ السَّهْبى، ودُونَهُمُ ... فَيْجانُ، فالحَزْنُ، فالصَّمَّانُ، فالوَكَفُ والوَكَفُ: لبني يَرْبُوعٍ. سوب: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ذكْرُ السُّوبِيةِ، وَهِيَ بِضَمِّ السِّينِ، وَكَسْرِ الباءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَبَعْدَهَا ياءٌ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ: نَبِيذٌ مَعْرُوفٌ يُتَّخذ مِنَ الحِنْطة، وَكَثِيرًا مَا يَشْرَبُه أَهلُ مِصر. سيب: السَّيْبُ: العَطاءُ، والعُرْفُ، والنافِلةُ. وَفِي حَدِيثِ الاستسقاءِ: واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً أَي عَطاءً، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ مَطَراً سَائِبًا أَي جَارِيًا. والسُّيُوبُ: الرِّكاز، لأَنها مِنْ سَيْبِ اللهِ وَعَطَائِهِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ المَعادِنُ. وَفِي كِتَابِهِ لوائلِ بْنِ حُجْرٍ: وَفِي السُّيُوبِ الخُمُسُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السُّيُوبُ: الرِّكازُ؛ قَالَ: وَلَا أُراه أُخِذَ إِلا مِنَ السَّيبِ، وَهُوَ العطاءُ؛ وأَنشد: فَمَا أَنا، منْ رَيْبِ المَنُونِ، بجُبَّإٍ، ... وَمَا أَنا، مِنْ سَيْبِ الإِلهِ، بآيِسِ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: السُّيُوبُ عُروق مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، تَسِيبُ فِي المَعْدِن أَي تَتكون فِيهِ «2» وتَظْهَر، سُمِّيَتْ سُيوباً لانْسِيابِها فِي الأَرض. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: السُّيُوبُ جَمْعُ سَيْبٍ، يُرِيدُ بِهِ المالَ الْمَدْفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَو المَعْدِن لأَنه، مِنْ فضلِ اللَّهِ وعَطائه، لِمَنْ أَصابَه. وسَيْبُ الفرَس: شَعَرُ ذَنَبِه. والسَّيْبُ: مُرديُّ السَّفينة. والسَّيْبُ مَصْدَرُ سَابَ الماءُ يَسِيبُ سَيْباً: جَرى. والسِّيبُ: مَجْرَى الماءِ، وجَمْعُه سُيُوبٌ. وسابَ يَسِيبُ: مَشَى مُسرِعاً. وسابَتِ الحَيَّةُ تَسِيبُ إِذا مَضَتْ مُسْرِعةً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَتَذْهَبُ سَلْمَى فِي اللِّمامِ، فَلَا تُرَى، ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثُ شاءَ يَسِيبُ؟ وَكَذَلِكَ انْسابَتْ تَنْسابُ. وسابَ الأَفْعَى وانْسابَ إِذا خرَج مِنْ مَكْمَنِه. وفي الحديث:

_ (2). قوله [أي تتكون إلخ] عبارة التهذيب أي تجري فيه إلخ.

أَن رَجلًا شَرِبَ مِنْ سِقاءٍ؛ فانْسابَتْ فِي بَطنِه حَيَّةٌ، فَنُهِيَ عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقاءِ ، أَي دخَلَتْ وجَرَتْ مَعَ جَرَيانِ الماءِ. يُقَالُ: سابَ الماءُ وانْسابَ إِذا جرَى. وانْسابَ فُلَانٌ نحوكُم: رجَعَ. وسَيَّبَ الشيءَ: تركَه. وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِيبُ حَيْثُ شاءَ. وكلُّ دابَّةٍ تركْتَها وسَوْمَها، فَهِيَ سائبةٌ. والسائبةُ: العَبْدُ يُعْتَقُ عَلَى أَن لَا وَلاءَ لَهُ. والسائبةُ: البعيرُ يُدْرِكُ نِتاجَ نِتاجِه، فيُسَيَّبُ، وَلَا يُرْكَب، وَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ. والسائِبَةُ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ ؛ كَانَ الرجلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَعيدٍ، أَو بَرِئَ مِنْ عِلَّةٍ، أَو نَجَّتْه دابَّةٌ مِنْ مَشَقَّةٍ أَو حَرْبٍ قَالَ: ناقَتي سائبةٌ أَي تُسَيَّبُ فَلَا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا، وَلَا تُحَلَّأُ عَنْ ماءٍ، وَلَا تُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ، وَلَا تُركَب؛ وَقِيلَ: بَلْ كَانَ يَنْزِعُ مِنْ ظَهْرِها فَقَارَةً، أَو عَظْماً، فتُعْرَفُ بِذَلِكَ؛ فأُغِيرَ عَلَى رَجل مِنَ الْعَرَبِ، فَلَمْ يَجِدْ دابَّةً يركبُها، فرَكِب سَائِبَةً، فَقِيلَ: أَتَرْكَبُ حَراماً؟ فَقَالَ: يَركَبُ الحَرامَ مَنْ لَا حَلالَ لَهُ، فذهَبَتْ مَثَلًا. وَفِي الصِّحَاحِ: السائبةُ الناقةُ الَّتِي كَانَتْ تُسَيَّبُ، فِي الجاهِلِيَّةِ، لِنَذْرٍ وَنَحْوِهِ؛ وَقَدْ قِيلَ: هِيَ أُمُّ البَحِيرَةِ؛ كانتِ الناقةُ إِذا ولَدَتْ عَشْرَةَ أَبْطُن، كُلُّهنَّ إِناثٌ، سُيِّبَتْ فَلَمْ تُرْكَبْ، وَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ولَدُها أَو الضَّيْفُ حَتَّى تَمُوتَ، فإِذا ماتتْ أَكَلَها الرجالُ والنساءُ جَميعاً، وبُحِرَتْ أُذن بِنْتِها الأَخيرةِ، فَتُسَمَّى البَحِيرةَ، وَهِيَ بمَنْزلةِ أُمِّها فِي أَنها سائبةٌ، وَالْجَمْعُ سُيَّبٌ، مثلُ نائمٍ ونُوَّمٍ، ونائحةٍ ونُوَّحٍ. وَكَانَ الرَّجلُ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً وَقَالَ: هُوَ سائبةٌ، فَقَدْ عَتَقَ، وَلَا يَكُونُ وَلاؤُه لِمُعتِقِه، ويَضَعُ مالَه حَيْثُ شاءَ، وَهُوَ الَّذِي وردَ النَّهْيُ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ السَّائبةِ والسَّوائِبِ؛ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذا نذَرَ لقُدُومٍ مِن سَفَرٍ، أَو بُرْءٍ مِنْ مَرَضٍ، أَو غَيْرُ ذَلِكَ قَالَ: ناقَتي سائبةٌ، فَلَا تُمْنَعُ مِن ماءٍ، وَلَا مَرْعًى، وَلَا تُحْلَبُ، وَلَا تُرْكَب؛ وَكَانَ إِذا أَعْتَقَ عَبْداً فَقَالَ: هُوَ سائِبةٌ، فَلَا عَقْل بَيْنَهُمَا، وَلَا مِيراثَ؛ وأَصلُه مِنْ تَسْيِيبِ الدَّوابِّ، وَهُوَ إِرسالُها تَذْهَبُ وتجيءُ، حَيْثُ شاءَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيتُ عَمْرو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَه فِي النَّارِ ؛ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوائِب، وَهِيَ الَّتِي نَهى اللهُ عَنْهَا بِقَوْلِهِ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ ؛ فالسَّائبة: أُمُّ البَحِيرَةِ، وَهُوَ مَذْكور فِي مَوْضِعِهِ. وَقِيلَ: كَانَ أَبو العالِيةِ سَائِبَةً، فَلَمَّا هَلَكَ، أُتِيَ مَولاه بميراثِه، فَقَالَ: هُوَ سائبةٌ، وأَبى أَنْ يأْخُذَه. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذا أَعْتَقَ عَبْدَه سَائِبَةً، فَمَاتَ العبدُ وخَلَّفَ مَالًا، وَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا غَيْرَ مَوْلَاهُ الَّذِي أَعْتَقَه، فميراثُه لمُعْتِقِه، لأَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ الوَلاءَ لُحْمةً كَلُحْمةِ النَّسَب، فَكَمَا أَنَّ لُحْمةَ النَّسبِ لَا تَنْقَطِعُ، كَذَلِكَ الوَلاءُ؛ وَقَدْ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: السَّائِبةُ والصَّدقةُ ليومِهِما. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ، فِي قَوْلِهِ ليَوْمهما، أَي يَوْمِ القيامةِ، واليَوْمِ الَّذِي كَانَ أَعْتَقَ سائِبتَه، وَتَصَدَّقَ بصدقتِه فِيهِ. يَقُولُ: فَلَا يَرجِعُ إِلى الانتِفاع بشيءٍ مِنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ كالرَّجل

فصل الشين المعجمة

يُعْتِقُ عَبْدَه سَائِبَةً، فيَمُوتُ العَبْدُ ويَتْرُك مَالًا، وَلَا وارثَ لَهُ، فَلَا يَنْبَغِي لِمُعتقه أَن يَرْزَأَ مِنْ مِيراثِه شَيْئًا، إِلا أَن يَجْعَلَهُ فِي مِثْله. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ الصَّدَقةُ والسَّائبةُ ليومِهما، أَي يُرادُ بِهِمَا ثوابُ يومِ القيامةِ؛ أَي مَن أَعْتَقَ سائِبَتَه، وتَصَدَّقَ بِصَدقةٍ، فَلَا يَرْجِعُ إِلى الانْتِفاعِ بشيءٍ مِنْهَا بعدَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا، وإِن وَرِثَهما عَنْهُ أَحدٌ، فَلْيَصْرِفْهُما فِي مِثْلِهما، قَالَ: وَهَذَا عَلَى وَجْهِ الفَضْلِ، وطَلَبِ الأَجْرِ، لَا عَلَى أَنه حرامٌ، وإِنما كَانُوا يَكْرَهُونَ أَن يَرْجِعُوا فِي شيءٍ، جَعَلُوه لِلَّهِ وطَلَبُوا بِهِ الأَجر. وَفِي حَدِيثِ عبدِ اللَّهِ: السَّائبةُ يَضعُ مالَه حيثُ شاءَ ؛ أَي العَبْدُ الَّذِي يُعْتَقُ سائِبةً، وَلَا يَكُونُ ولاؤُه لِمُعْتِقِه، وَلَا وارِثَ لَهُ، فيَضَعُ مالَه حيثُ شاءَ، وَهُوَ الَّذِي ورَدَ النَّهْيُ عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُرِضَتْ عَليَّ النارُ فرأَيتُ صاحِبَ السَّائِبَتَيْنِ يُدْفَعُ بِعَصاً ، السَّائِبتانِ: بَدَنَتان أَهْداهما النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى البَيْت، فأَخذهما رَجلٌ مِن الْمُشْرِكِينَ فذَهَبَ بِهِمَا؛ سمَّاهُما سائِبَتَيْنِ لأَنه سَيَّبَهُما لِلَّهِ تَعَالَى. وَفِي حديثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ الحيلةَ بالمَنْطِقِ أَبْلَغُ مِنَ السُّيُوبِ فِي الكَلِمِ ؛ السُّيُوبُ: مَا سُيِّبَ وخُلِّي فسابَ، أَي ذَهَبَ. وسابَ فِي الْكَلَامِ: خاضَ فِيهِ بهَذْرٍ؛ أَي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ مِنْهُ أَبلَغُ مِنَ الإِكثارِ. وَيُقَالُ سابَ الرَّجُل فِي مَنْطِقِه إِذا ذَهَبَ فِيهِ كلَّ مذهبٍ. والسَّيَابُ، مِثْلُ السَّحابِ: البَلَحُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ البُسْر الأَخضرُ، وَاحِدَتُهُ سَيابةٌ؛ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجل؛ قَالَ أُحَيْحةُ: أَقْسَمْتُ لَا أُعْطِيكَ، فِي ... كَعْب ومَقْتَلِه، سَيابَهْ فإِذا شَدَّدْته ضَمَمْتَه، فَقُلْتَ: سُيَّابٌ وسُيّابةٌ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: أَيَّامَ تَجْلُو لَنَا عَنْ بارِدٍ رَتِلٍ، ... تَخالُ نَكْهَتَها، باللَّيْلِ، سُيَّابَا أَراد نَكْهةَ سُيَّابٍ وسُيَّابةٍ أَيضاً. الأَصمعي: إِذا تَعَقَّدَ الطَّلْعُ حَتَّى يَصِيرَ بَلَحًا، فَهُوَ السَّيابُ، مُخَفَّف، وَاحِدَتُهُ سَيابةٌ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ السَّدَى والسَّداءُ، مَمْدُودٌ بِلُغَةِ أَهل الْمَدِينَةِ؛ وَهِيَ السَّيابةُ، بلغةِ وَادِي القُرَى؛ وأَنشد للَبيدٍ: سَيابةٌ مَا بِهَا عَيْبٌ، وَلَا أَثَرُ قَالَ: وَسَمِعْتُ الْبَحْرَانِيِّينَ تَقُولُ: سُيَّابٌ وسُيَّابةٌ. وَفِي حَدِيثِ أُسَيْد بْنِ حُضَيْرٍ: لَوْ سَأَلْتَنا سَيابةً مَا أَعْطَيْناكَها ، هِيَ بِفَتْحِ السِّينِ وَالتَّخْفِيفِ: البَلحَةُ، وَجَمْعُهَا سَيابٌ. والسِّيبُ: التُّفَّاحُ، فارِسيّ؛ قَالَ أَبو العلاءِ: وَبِهِ سُمِّيَ سِيبَوَيْهِ: سِيب تُفَّاحٌ، وَوَيْه رائحتُه، فكأَنه رَائِحَةُ تُفَّاحٍ. وسائبٌ: اسمٌ مِنْ سابَ يَسِيبُ إِذا مَشى مُسْرِعاً، أَو مِنْ سابَ الماءُ إِذا جَرى. والمُسَيَّبُ: مِنْ شُعَرائِهم. والسُّوبانُ: اسْمُ وادٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل الشين المعجمة شأب: الشَّآبِيبُ مِن المَطر: الدُّفعاتُ. وشُؤْبُوبُ العَدْوِ مِثْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الشُّؤْبُوبُ: الدُّفْعةُ مِنَ الْمَطَرِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَر

أَهاضيبِه ودُفَعَ شآبيبِه ؛ الشَّآبيبُ: جَمْعُ شُؤْبُوبٍ، وَهُوَ الدُّفْعةُ مِنَ المَطر وَغَيْرِهِ. أَبو زَيْدٍ: الشُّؤْبُوبُ: الْمَطَرُ يُصيبُ الْمَكَانَ ويُخْطئُ الْآخَرَ، وَمِثْلُهُ النَّجوُ والنَّجاءُ. وشُؤْبُوبُ كُلِّ شيءٍ: حَدُّه، وَالْجَمْعُ الشَّآبِيب؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهير، يَذْكُرُ الحِمار والأُتُن: إِذا مَا انتحاهُنَّ شُؤْبُوبُه، ... رأَيْتَ، لجاعِرَتَيْه، غُضونا شُؤْبُوبه: دُفْعَتُه. يَقُولُ: إِذا عَدا واشتَدَّ عَدوُه، رأَيتَ لجاعِرَتَيْهِ تَكَسُّراً. وَلَا يُقَالُ للمَطر شُؤْبُوبٌ إِلا وَفِيهِ بَرَدٌ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ: إِنها لَحَسنة شَآبِيبِ الْوَجْهِ، وَهُوَ أَول مَا يَظْهَر مِنْ حُسْنِها، فِي عَيْنِ النَّاظِرِ إِليها. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ غَفَرَ: قَالَتِ الغَنويَّةُ مَا سالَ مِنَ المُغْفُر، فبَقِيَ شِبْهُ الخُيُوطِ، بَيْنَ الشَّجَرِ والأَرض، يُقَالُ لَهُ شآبِيب الصَّمْغِ؛ وأَنشدت: كأَنَّ سَبْلَ مَرْغِه المُلعْلعِ، ... شُؤْبُوبُ صَمْغٍ، طَلْحُه لَمْ يُقْطعِ شبب: الشَّباب: الفَتاء والحداثةُ. شبَّ يشِبُّ شَبَابًا وَشَبِيبَةً. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: تجوزُ شهادةُ الصِّبيان عَلَى الْكِبَارِ يُسْتشَبُّون أَي يُسْتشْهَدُ مَنْ شبَّ مِنْهُمْ وكَبر إِذا بَلَغ، كأَنه يَقُولُ: إِذا تحمَّلوها فِي الصِّبا، وأَدَّوْها فِي الكِبر، جَازَ. وَالِاسْمُ الشَّبيبةُ، وَهُوَ خِلافُ الشَّيبِ. وَالشَّبَابُ: جَمْعُ شابٍّ، وَكَذَلِكَ الشُّبان. الأَصمعي: شَبَّ الغلامُ يَشِبُّ شَباباً وشُبوباً وشَبِيباً، وأَشَبَّه اللهُ وأَشَبَّ اللَّهُ قَرْنَه، بِمَعْنَى؛ والقَرْنُ زِيَادَةٌ فِي الْكَلَامِ؛ وَرَجُلٌ شابٌّ، وَالْجَمْعُ شُبَّانٌ؛ سِيبَوَيْهِ: أُجري مَجْرَى الِاسْمِ، نَحْوَ حاجِرٍ وحُجْرانٍ؛ والشَّبابُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ: وَلَقَدْ غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ، ... ومَعِي شَبابٌ، كُلُّهُمْ أَخْيَل وامرأَة شابَّةٌ مِن نِسوةٍ شَوابَّ. زَعَمَ الْخَلِيلِ أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً فَصيحاً يَقُولُ: إِذا بَلَغَ الرَّجل سِتِّينَ، فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُل شَبٌّ، وامرأَةٌ شَبَّةٌ، يَعْنِي مِنَ الشَّبابِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يَجُوزُ نِسوةٌ شَبائِبُ، فِي مَعْنَى شَوابَّ؛ وأَنشد: عَجائِزاً يَطْلُبْنَ شَيْئًا ذَاهِبَا، ... يَخْضِبْنَ، بالحنَّاءِ، شَيْباً شائِبا، يَقُلْنَ كُنَّا، مَرَّةً، شَبائِبا قَالَ الأَزهري: شَبائِبُ جَمْعُ شبَّةٍ، لَا جَمْعُ شابَّةٍ، مِثْلُ ضَرَّةٍ وضَرائِرَ. وأَشَبَّ الرَّجُل بَنِينَ إِذا شَبَّ ولَده. وَيُقَالُ: أَشَبَّتْ فُلانةُ أَولاداً إِذا شَبَّ لَهَا أَولادٌ. ومرَرْت بِرِجَالِ شَبَبةٍ أَي شُبَّانٍ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: لَمَّا بَرَز عُتْبةُ وشَيْبةُ والولِيدُ بَرَزَ إِليهم شَبَبةٌ مِنَ الأَنصار ؛ أَي شُبَّانٌ، وَاحِدُهُمْ شابٌّ، وَقَدْ صَحَّفه بَعْضُهُمْ سِتّة، وَلَيْسَ بشيءٍ. وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كنتُ أَنا وابنُ الزُّبَيْر فِي شَبَبةٍ معَنا. وقِدْحٌ شابٌّ: شديدٌ، كَمَا قَالُوا فِي ضِدِّهِ: قِدْحٌ هَرِمٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعْيَيْتَنِي مِن شُبَّ إِلى دُبَّ، وَمِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍّ؛ أَي مِنْ لَدُنْ شَبَبْتُ إِلى أَن دَبَبْتُ عَلَى العَصا؛ يُجعَل ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الِاسْمِ، بإِدخال مِن عَلَيْهِ، وإِن كَانَ فِي الأَصل فِعْلًا. يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ والمرأَة، كَمَا قِيلَ: نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قِيلَ وقالَ، وما زالَ عَلَى خُلُقٍ واحدٍ

مِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍ ؛ قَالَ: قَالَتْ لَها أُخْتٌ لَها نَصَحَتْ: ... رُدِّي فُؤَادَ الهائمِ الصَّبِ قَالَتْ: ولِمْ؟ قَالَتْ: أَذَاكَ وقَدْ ... عُلِّقْتُكُمْ شُبّاً إِلى دُبِ وَيُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ فِي شَبِيبَتِه، ولَقِيتُ فُلَانًا فِي شَبابِ النَّهَارِ أَي فِي أَوَّله؛ وجِئتُك فِي شَبابِ النهارِ، وبِشَبابِ نَهارٍ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي أَوَّله. والشَّبَبُ والشَّبُوبُ والمِشَبُّ: كُلُّهُ الشَّابُّ مِنَ الثِّيرانِ والغَنَمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِمَورِكَتَيْن مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ، ... مِنَ الثِّيران، عَقْدُهما جَمِيلُ الْجَوْهَرِيُّ: الشَّبَبُ المُسِنُّ مِنْ ثِيرانِ الوحشِ، الَّذِي انْتَهَى أَسنانه؛ وقال أَبو عبيدة: الشَّبَبُ الثَّوْرُ الَّذِي انْتَهَى شَباباً؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي انْتَهَى تمامُه وذَكاؤُه، مِنْهَا؛ وَكَذَلِكَ الشَّبُوبُ، والأُنثى شَبُوبٌ، بِغَيْرِ هاءٍ؛ تَقُولُ مِنْهُ: أَشَبَّ الثَّوْرُ، فَهُوَ مُشِبٌّ، وَرُبَّمَا قَالُوا: إِنه لَمِشَبٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للثَّوْرِ إِذا كَانَ مُسِنّاً: شَبَبٌ، وشَبُوبٌ، ومُشِبٌّ؛ وَنَاقَةٌ مُشِبَّةٌ، وَقَدْ أَشَبَّت؛ وَقَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: أَقامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها ... بَواذِخَ، يَقْتَسِرُونَ الصِّعابا أَي أَقاموا هَذِهِ الإِبل عَلَى القَصْدِ. أَبو عَمْرٍو: القَرْهَبُ المُسِنُّ مِنَ الثيرانِ، والشَّبوبُ: الشابُّ. قَالَ أَبو حاتم وابن شُمَيْلٍ: إِذا أَحالَ وفُصِلَ، فَهُوَ دَبَبٌ، والأُنثَى دَبَبَةٌ، وَالْجَمْعُ دِبابٌ؛ ثُمَّ شَبَبٌ، والأُنثى شَبَبةٌ. وتَشْبِيبُ الشِّعْر: تَرْقِيقُ أَوَّله بِذِكْرِ النساءِ، وَهُوَ مِنْ تَشْبِيبِ النَّارِ، وتأْرِيثِها. وشَبَّبَ بالمرأَة: قَالَ فِيهَا الغَزَل والنَّسِيبَ؛ وَهُوَ يُشَبِّبُ بِهَا أَي يَنْسُبُ بِهَا. والتَّشْبِيبُ: النَّسِيبُ بالنساءِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه كَانَ يُشَبِّبُ بلَيْلَى بنتِ الجُودِيّ فِي شِعْرِه. تَشْبِيبُ الشِّعْر: تَرْقِيقُه بِذِكْرِ النساءِ. وشَبَّ النارَ والحَرْبَ: أَوقَدَها، يَشُبُّها شَبّاً، وشُبُوباً، وأَشَبَّهَا، وشَبَّتْ هِيَ تَشِبُّ شَبّاً وشُبُوباً. وشَبَّةُ النارِ: اشْتِعالُها. والشِّبابُ والشَّبُوبُ: مَا شُبَّ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّبوبُ، بِالْفَتْحِ: مَا يُوقَدُ بِهِ النارُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ العلاءِ، أَنه قَالَ: شُبَّتِ النارُ وشَبَّتْ هِيَ نفسُها؛ قَالَ وَلَا يُقَالُ: شابَّةٌ، وَلَكِنْ مَشْبُوبةٌ. وَتَقُولُ: هَذَا شَبُوبٌ لِكَذَا أَي يَزيدُ فِيهِ ويُقَوّيهِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: فَلَمَّا سَمِعَ حَسَّانُ شِعْر الهاتِفِ، شَبَّبَ يُجاوِبُه أَي ابتدأَ فِي جَوابِه، مِنْ تَشْبِيبِ الكُتُبِ، وَهُوَ الابتداءُ بِهَا، والأَخْذُ فِيهَا، وَلَيْسَ مِنْ تَشْبِيبٍ بالنساءِ فِي الشِّعْرِ، وَيُرْوَى نَشِبَ بِالنُّونِ أَي أَخذ فِي الشِّعْر، وعَلِقَ فِيهِ. وَرَجُلٌ مَشْبوبٌ: جميلٌ، حسنُ الوَجْهِ، كأَنه أُوقِد؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضحَى كأَنه، ... عَلَى الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ، أَحْمَقُ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ قرَيْشٍ كلِّ مَشْبوبٍ أَغرّ. ورجلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كَانَ ذَكِيَّ الفؤَادِ، شَهْماً؛

وأَورد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ. تَقُولُ: شَعَرُها يَشُبّ لوْنَها أَي يُظْهِرُه ويُحَسِّنُه، ويُظْهِرُ حُسْنَه وبَصِيصَه. والمَشْبوبَتانِ: الشِّعْرَيانِ، لاتِّقادِهِما؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وعَنْسٍ كأَلْواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها، ... إِذا قيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ، هُما هُما وشَبَّ لَوْنَ المرأَةِ خِمارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْهُ أَي زَادَ فِي بياضِها وَلَوْنِهَا، فحَسَّنَها، لأَنَّ الضِّدَّ يَزِيدُ فِي ضِدِّهِ، ويُبْدي مَا خَفِيَ مِنْهُ، وَلِذَلِكَ قَالُوا: وبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشْياءُ قَالَ رَجُلٌ جَاهِلِيٌّ مِنْ طيئٍ: مُعْلَنْكِسٌ، شَبَّ لَها لَوْنَها، ... كَمَا يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلامِ يَقُولُ: كَمَا يَظْهَرُ لَوْنُ البدرِ فِي الليلةِ المظلمةِ. وَهَذَا شَبُوبٌ لِهَذَا أَي يَزِيدُ فِيهِ، ويُحَسِّنُه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ مُطَرِّف: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ائْتَزَرَ ببُرْدَةٍ سَوْداءَ، فجعلَ سَوادُها يَشُبُّ بياضَه، وَجَعَلَ بياضُه يَشُبُّ سَوادَها ؛ قَالَ شَمِرٌ: يَشُبُّ أَي يَزْهاه ويُحَسِّنُه وَيُوقِدُهُ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه لَبِسَ مِدْرَعةً سوداءَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا أَحْسَنَها عَلَيْكَ يَشُبُّ سوادُها بياضَك، وبياضُك سوادَها أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها. وَرَجُلٌ مَشْبُوبٌ إِذا كَانَ أَبْيضَ الوَجْهِ أَسْوَدَ الشَّعَرِ، وأَصْلُه مَنْ شَبَّ النارَ إِذا أَوْقَدَها، فتَلأْلأَتْ ضِياءً ونُوراً. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حِينَ تُوفِّيَ أَبو سَلَمَةَ، قَالَتْ: جعَلْتُ عَلَى وَجْهِي صَبِراً، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إِنه يَشُبُّ الوجهَ، فَلَا تَفْعَلِيه ؛ أَي يُلَوِّنُه ويُحَسِّنُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْجَوَاهِرِ الَّتِي جَاءَتْهُ مِنْ فَتْحِ نَهاوَنْدَ: يَشُبُّ بعضُها بَعْضًا. وَفِي كتابِه لوائِل بْنِ حُجْرٍ: إِلى الأَقيالِ العَباهِلةِ، والأَرْواعِ المَشابِيبِ أَي السادةِ الرُّؤُوسِ، الزُّهْرِ الأَلْوانِ، الحِسانِ المَناظِرِ، واحدُهم مشبوبٌ، كأَنما أُوقِدَتْ أَلوانُهم بِالنَّارِ؛ وَيُرْوَى: الأَشِبَّاءُ، جَمْعُ شَبِيبٍ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والشِّبابُ، بِالْكَسْرِ: نَشاطُ الفرَس، ورَفْعُ يَدَيْه جَمِيعًا. وشَبَّ الفرسُ، يَشِبُّ ويَشُبُّ شِباباً، وشَبِيباً وشُبوباً: رَفَعَ يَديه جَمِيعًا، كأَنه يَنْزُو نَزَواناً، ولَعِبَ وقَمَّصَ. وأَشْبَيْتُه إِذا هَيَّجْتَه؛ وَكَذَلِكَ إِذا حَرَنَ تَقُولُ: بَرِئْتُ إِليك مِنَ شِبابِه وشَبِيبه، وعِضاضِه وعَضِيضِه وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الشَّبِيبُ الَّذِي تجوزُ رِجْلاه يَدَيْهِ، وَهُوَ عَيْبٌ، والصحيحُ الشَّئيتُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِه. وَفِي حَدِيثِ سُراقةَ: اسْتَشِبُّوا عَلَى أَسْوُقِكُم فِي البَوْلِ ، يَقُولُ: اسْتَوفِزُوا عَلَيْهَا، وَلَا تَسْتَقِرُّوا عَلَى الأَرضِ بجَميعِ أَقْدامِكُم، وتَدْنُو مِنْهَا، هُوَ مِنْ شَبَّ الفَرسُ إِذا رَفَع يَدَيْهِ جَمِيعاً مِنَ الأَرض. وأُشِبَّ لِيَ الرَّجُلُ إِشْباباً إِذا رَفَعْتَ طَرْفَكَ، فرأَيتَه مِنْ غَيْرِ أَن تَرْجُوَه، أَو تَحْتَسِبَه؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: حتَّى أُشِبَّ لَها رامٍ بِمُحْدَلةٍ، ... نَبْعٍ وبِيضٍ، نَواحيهنَّ كالسَّجَمِ السَّجَمُ: ضَرْبٌ مِنَ الْوَرَقِ شَبَّه النِّعالَ بِهَا.

والسَّجَمُ: الماءُ أَيضاً. وأُشِبَّ لِي كَذَا أَي أُتِيحَ لِي، وشُبَّ أَيضاً عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه فِيهِمَا. والشَّبُّ: ارْتِفاعُ كلِّ شيءٍ. أَبو عَمْرٍو: شَبْشَبَ الرَّجل إِذا تَمَّمَ، وشُبَّ إِذا رُفِعَ، وشَبَّ إِذا أَلْهَبَ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسْماءِ العَقْرب الشَّوْشَبُ. وَيُقَالُ لِلْقَمْلَةِ: الشَّوشَبةُ. وشَبَّذَا زَيْدٌ أَي حَبَّذا، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. والشَّبُّ: حِجارةٌ يُتَّخذ مِنْهَا الزَّاجُ وَمَا أَشْبَهَه، وأَجْوَدُه مَا جُلِبَ مِنَ اليَمَن، وَهُوَ شَبٌّ أَبيضُ، لَهُ بَصِيصٌ شَديدٌ؛ قَالَ: أَلا لَيْتَ عَمِّي، يَوْمَ فَرَّقَ بَيْنَنا، ... سَقَى السُّمَّ مَمْزوجاً بِشَبٍّ يَمَانِي «3» وَيُرْوَى: بِشَبٍّ يَمانِي؛ وَقِيلَ: الشَّبُّ دواءٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقِيلَ: الشَّبُّ شيءٌ يُشْبِهُ الزَّاجَ. وَفِي حَدِيثِ أَسماء، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها دَعَتْ بِمِرْكَنٍ، وشَبٍّ يَمانٍ ؛ الشَّبُّ: حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الزَّاجَ، يُدْبَغُ بِهِ الجُلُود. وعَسَلٌ شَبابِيٌّ: يُنْسَبُ إِلى بَنِي شَبابةَ، قَوْمٌ بالطَّائفِ مِنْ بَني مَالِكِ بْنِ كِنانةَ، يَنْزِلُونَ الْيَمَنَ. وشَبَّةُ وشَبِيبٌ: اسْمَا رَجُلَيْنِ. وبنُو شَبابةَ: قَوْم مِن فَهْم بْنِ مَالِكٍ، سَمَّاهم أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: بَنُو شَبابةَ قَوْمٌ بالطَّائفِ، وَاللَّهُ أَعلم. شجب: شَجَبَ، بِالْفَتْحِ، يَشْجُبُ، بِالضَّمِّ، شُجُوباً، وشَجِبَ، بِالْكَسْرِ، يَشْجَبُ شَجَباً، فَهُوَ شاجِبٌ وشَجِبٌ: حَزِنَ أَو هَلَكَ. وشَجَبَه اللهُ، يَشْجُبُه شَجْباً أَي أَهْلَكَه؛ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ يُقَالُ: مَا لَهُ شَجَبَه اللهُ أَي أَهْلَكَه؛ وشَجَبَه أَيضاً يَشْجُبُه شَجْباً: حَزَنَه. وشَجَبَه: شَغَله. وَفِي الْحَدِيثِ: الناسُ ثلاثةٌ: شاجِبٌ، وغانِمٌ، وسالِمٌ؛ فالشاجِبُ: الَّذِي يَتَكَلَّم بالرَّدِيءِ، وَقِيلَ: الناطِقُ بالخَنا، المُعِينُ عَلَى الظُّلْمِ؛ والغانِمُ: الَّذِي يَتَكَلَّم بالخَيْرِ، ويَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فيَغْنَمُ؛ والسالِمُ: الساكتُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الشاجِبُ الهالِكُ الآثِمُ. قَالَ: وشَجَبَ الرجلُ، يَشْجُبُ شُجُوباً إِذا عَطِبَ وهَلَكَ فِي دِينٍ أَو دُنْيا. وَفِي لُغَةٍ: شَجِبَ يَشْجَبُ شَجَباً، وَهُوَ أَجْوَدُ اللُّغَتين، قَالَهُ الْكِسَائِيُّ؛ وأَنشد للكُمَيْت: لَيْلَك ذَا لَيْلَكَ الطويلَ، كَمَا ... عالَجَ تَبْريحَ غُلِّه الشَّجِبُ وامرأَةٌ شَجُوبٌ: ذاتُ هَمٍّ، قَلْبُها مُتَعَلِّقٌ بِهِ. والشَّجَبُ: العَنَتُ يُصِيبُ الإِنسانَ مِنْ مَرَضٍ، أَو قِتال. وشَجَبُ الإِنسانِ: حاجتُه وهَمُّه، وَجَمْعُهُ شُجُوبٌ، والأَعرف شَجَنٌ، بِالنُّونِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. الأَصمعي: يُقَالُ إِنك لتَشْجُبُني عَنْ حَاجَتِي أَي تَجْذِبُني عَنْهَا؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: هُوَ يَشْجُبُ اللِّجامَ أَي يَجْذِبُه. والشَّجَبُ: الهَمُّ والحَزَنُ. وأَشْجَبه الأَمْرُ، فشَجِبَ لَهُ شَجَباً: حَزِنَ. وَقَدْ أَشْجَبَك الأَمْرُ، فشَجِبْتَ شَجَباً. وشَجَبَ الشيءُ، يَشْجُبُ شَجْباً وشُجُوباً: ذَهَبَ. وشَجَبَ الغُرابُ، يَشْجُبُ شَجِيباً: نَعَقَ بالبَيْنِ. وغرابٌ شاجِبٌ: يَشْجُبُ شَجِيباً، وهو الشديدُ

_ (3). قوله [سقى السم] ضبط في نسخة عتيقة من المحكم بصيغة المبني للفاعل كما ترى.

النَّعِيقِ الَّذِي يَتَفَجَّعُ مِنْ غِرْبانِ البَيْنِ؛ وأَنشد: ذَكَّرْن أَشْجاناً لِمَنْ تَشَجَّبا، ... وهِجْنَ أَعْجاباً لِمَنْ تَعَجَّبا والشِّجابُ: خَشَباتٌ مُوَثَّقةٌ منصوبةٌ، تُوضَعُ عَلَيْهَا الثِّيابُ وتُنْشَر، وَالْجَمْعُ شُجُبٌ؛ والمِشْجَبُ كالشِّجابِ. وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ: وثَوْبهُ عَلَى المِشْجَبِ وَهُوَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، عِيدانٌ يُضَمُّ رُؤُوسها، ويُفَرَّجُ بَيْنَ قَوائمِها، وتُوضَعُ عَلَيْهَا الثِّيابُ. وَقَدْ تُعَلَّقُ عَلَيْهَا الأَسْقِيةُ لتَبْريدِ الماءِ؛ وَهُوَ مِنْ تَشاجَبَ الأَمْرُ إِذا اخْتَلَطَ. والشُّجُبُ: الخَشَباتُ الثلاثُ الَّتِي يُعَلِّق عَلَيْهَا الراعِي دَلْوَه وسِقاءَه. والشُّجْبُ: عَمُود مِنْ عُمُدِ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ شُجُوب؛ قَالَ أَبو وِعاسٍ الهُذَلي يَصِفُ الرِّماح: كأَنَّ رِماحَهم قَصْباءُ غِيلٍ، ... تَهَزْهَزُ مِن شَمالٍ، أَو جَنُوبِ فَسامُونا الهِدانةَ مِن قَريبٍ، ... وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّجُوبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لأُسامةَ بن الحَرثِ الْهُذَلِيِّ. وهُنَّ: ضميرُ الرِّماح الَّتِي تقدّمَت فِي الْبَيْتِ الأَوَّل. وسامُونا: عَرضُوا عَلَيْنَا. والهِدانةُ: المُهادَنةُ والمُوادَعةُ. والشَّجْبُ: سِقاءٌ يابسٌ يُجعلُ فِيهِ حَصى ثُمَّ يُحَرَّكُ، تُذْعَرُ بِهِ الإِبل. وسِقاءٌ شاجِبٌ أَي يابسٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَوْ أَنّ سَلْمَى ساوَقَتْ رَكائِبي، ... وشَرِبَتْ مِن ماءِ شَنٍّ شاجِبِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه باتَ عِنْدَ خالتِه مَيْمونةَ، قَالَ: فَقَامَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إِلى شَجْبٍ، فاصْطَبَّ مِنْهُ الماءَ، وتَوَضَّأَ ؛ الشَّجْبُ: بِالسُّكُونِ، السِّقاءُ الَّذِي أَخْلَقَ وبَلِيَ، وصارَ شَنّاً، وَهُوَ مِنَ الشَّجْبِ، الهلاكِ، وَيُجْمَعُ عَلَى شُجُبٍ وأَشْجابٍ. قَالَ الأَزهري: وسمعتُ أَعرابياً مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ: الشَّجْب مِنَ الأَساقِي مَا تَشَنَّنَ وأَخْلَقَ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا قُطِعَ فَمُ الشَّجْبِ، وجُعِلَ فِيهِ الرُّطَبُ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الشَّجْبُ تَداخُلُ الشيءِ بَعْضِهِ فِي بعضٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فاسْتَقَوْا مِنْ كُلِّ بِئرٍ ثلاثَ شُجُبٍ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ يُبَرّدُ، لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَاءَ فِي أَشْجابِه. وشَجَبَه بِشِجابٍ أَي سَدَّه بِسِدادٍ. وبَنُو الشَّجْبِ: قبيلةٌ مِنْ كَلْبٍ؛ قَالَ الأَخطل: ويامَنَّ عَنْ نَجدِ العُقابِ، وياسَرَتْ ... بِنا العِيسُ، عَنْ عَذْراءَ دارِ بَني الشَّجْبِ ويَشْجُبُ: حَيٌّ، وَهُوَ يَشْجُبُ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطانَ، والله أَعلم. شحب: شَحَبَ لَوْنُه وجِسْمُه، يَشْحَبُ ويَشْحُبُ، بِالضَّمِّ، شُحُوباً، وشَحُبَ شُحُوبةً: تَغَيَّرَ مِنْ هُزالٍ، أَو عَمَلٍ، أَو جُوعٍ، أَو سَفَرٍ، وَلَمْ يُقَيِّد فِي الصِّحَاحِ التَّغَيُّرَ بسَبَب، بَلْ قَالَ: شَحُبَ جِسْمُه إِذا تغَيَّرَ؛ وأَنشد لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: وَفِي جِسْمِ راعِيها شُحُوبٌ، كأَنه ... هُزالٌ، وَمَا مِنْ قِلَّةِ الطُّعمِ يُهْزَلُ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي الأَوَّل:

رَأَتْني قَدْ شَحَبْتُ، وسَلَّ جِسْمي ... طِلابُ النّازِحاتِ مِنَ الهُمومِ وَقَوْلُ تَأَبَّطَ شَرّاً: ولكِنَّني أُرْوِي مِنَ الخَمْرِ هامَتي، ... وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ والمُتَشَلْشِلُ، عَلَى هَذَا: الَّذِي تَخَدَّدَ لَحْمُه وقلَّ؛ وَقِيلَ: الشاحِبُ هُنَا السَّيْفُ، يَتَغَيَّرُ لوْنُه بِمَا يَبِسَ عَلَيْهِ مِنَ الدَّم، فالمُتَشَلْشِلُ، عَلَى هَذَا، هُوَ الَّذِي يَتَشَلْشَلُ بِالدَّمِ. وأَنْضُو: أَنزِعُ وأَكشِفُ. والشّاحِبُ: المَهْزولُ؛ قَالَ: وقَد يَجْمَعُ المالَ الفَتى، وَهُوَ شاحِبٌ، ... وَقَدْ يُدْرِكُ المَوْتُ السَّمِينَ البَلَنْدَحا وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَرَّه أَن يَنظُرَ إِليَّ فلْيَنْظُر إِلى أَشْعَثَ شاحِبٍ ؛ والشّاحِبُ: المُتَغَيِّر اللَّونِ، لعارضٍ مِنْ مَرَضٍ أَو سَفَرٍ، أَو نَحْوِهِمَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الأَكْوَعِ: رَآنِي رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شاحِباً شَاكِيًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَلْقَى شَيْطانُ الكافرِ شَيطانَ المؤْمِن شاحِباً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَا تَلْقَى المُؤْمِنَ إِلّا شاحِباً ؛ لأَنَّ الشُّحوبَ مِنْ آثَارِ الخَوفِ وقِلَّةِ المأْكل والتَّنَعُّم. وشَحَبَ وَجْهَ الأَرضِ، يَشْحَبُه شَحْباً: قَشَرَه، يمانِيةٌ. شخب: الشَّخْبُ والشُّخْبُ: مَا خَرَجَ مِن الضَّرْعِ مِن اللَّبن إِذا احْتُلِبَ؛ والشَّخْبُ، بِالْفَتْحِ، الْمَصْدَرُ. وَفِي الْمَثَلِ: شُخْبٌ فِي الإِناءِ وشُخْبٌ فِي الأَرض؛ أَي يُصِيبُ مَرَّة ويُخْطِئُ أُخرى. والشُّخْبةُ: الدُّفْعة، مِنْهُ، وَالْجَمْعُ شِخابٌ؛ وَقِيلَ الشُّخْبُ، بِالضَّمِّ، مِنَ اللَّبَنِ: مَا امْتَدَّ مِنْهُ حِينَ يُحْلَبُ مُتَّصِلًا بَيْنَ الإِناءِ والطُّبْيِ. شَخَبَه شَخْباً، فانْشَخَبَ. وَقِيلَ: الشَّخْبُ صوتُ اللَّبنِ عِنْدَ الحَلبِ. شَخَبَ اللبنُ، يَشْخُبُ ويَشْخَبُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: وَوَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها، ... ولمْ يَكُ، فِي النُّكْدِ المَفالِيتِ، مَشْخَبُ والأُشْخُوبُ: صوتُ الدِّرَّة. يُقَالُ: إِنها لأُشْخُوب الأَحالِيلِ. وَفِي حَدِيثِ الحَوض: يَشْخُبُ فِيهِ مِيزابانِ مِنَ الْجَنَّةِ ؛ والشَّخْبُ: الدَّمُ؛ وَكُلُّ مَا سالَ، فَقَدْ شَخَبَ. وشَخَبَ أَوداجَه دَماً، فانشَخَبَت: قطَعَها فسالتْ؛ ووَدَجٌ شَخِيبٌ: قُطِعَ، فانْشَخَبَ دَمُه؛ قَالَ الأَخطل: جادَ القِلالُ لَهُ بذاتِ صُبابةٍ ... حَمْراء، مِثْلِ شَخِيبةِ الأَوْداجِ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ شَخِيبة، هُنَا، فِي مَعْنَى مَشْخوبةٍ، وَثَبَتَتِ الْهَاءُ فِيهِمَا، كَمَا تثبُت فِي الذَّبيحةِ، وَفِي قَوْلِهِمْ: بئسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنَبُ. وانْشَخَبَ عِرْقُه دَماً إِذا سَالَ؛ وَقَوْلُهُمْ عُروقُه تَنْشخِبُ دَمًا أَي تتفَجَّر. وَفِي الْحَدِيثِ: يُبْعَثُ الشَّهِيدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وجُرْحُه يَشْخُب دَماً. الشَّخْبُ: السَّيَلانُ، وأَصلُ الشَّخْبِ، مَا يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ يدِ الحالِبِ، عِنْدَ كُلِّ غَمْزَةٍ وعَصْرَة لضَرعِ الشاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أنَّ المَقْتولَ يجيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَشْخُب أَوداجُه دَماً. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فأَخَذَ مشاقِصَ، فقَطَع بَراجِمَه، فشَخَبَت يداهُ حَتَّى ماتَ. والشِّخابُ: اللبَنُ، يمانِيةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. شخدب: شُخْدُبٌ: دُوَيْبَّةٌ مِنْ أَحْناشِ الأَرض.

شخرب: شَخْرَبٌ وشُخارِبٌ. غليظٌ شديد. شخلب: قَالَ اللَّيْثُ: مَشْخَلَبةٌ كَلِمَةٌ عِراقِيةٌ، لَيْسَ عَلَى بِنَائِهَا شَيْءٌ مِنَ العَرَبِيَّة، وَهِيَ تُتَّخَذ مِنَ اللِّيفِ والخَرَزِ، أَمثالَ الحُلِيِّ. قَالَ: وَهَذَا حديثٌ فاشٍ فِي النَّاسِ: يَا مَشْخَلَبهْ، مَاذَا الجَلَبهْ؟ تَزَوَّجَ حَرْمله، بعَجُوزٍ أَرْمَلَه؛ قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى الجاريةُ مَشْخَلَبةً، بِمَا يُرى عَلَيْهَا مِنَ الخَرَزِ، كالحُلِيِّ. شذب: الشَّذَبُ: قِطَعُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدَةُ شَذَبةٌ؛ وَهُوَ أَيضاً قِشْرُ الشَّجَرِ؛ والشَّذْبُ الْمَصْدَرُ، وَالْفِعْلُ يَشْذُبُ، وَهُوَ القَطْعُ عَنِ الشَّجَرِ. وَقَدْ شَذَب اللِّحاءَ يَشْذُبُه ويَشْذِبُه، وشَذَّبَه: قَشَره. وشَذَبَ العُودَ، يَشْذُبُه شَذْباً. أَلقَى مَا عَلَيْهِ مِنَ الأَغْصانِ حَتَّى يَبْدُوَ؛ وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ نُحِّي عَنْ شيءٍ، فَقَدْ شُذِبَ عَنْهُ؛ كَقَوْلِهِ: نَشْذِبُ عَنْ خِنْدِفَ، حَتَّى تَرْضَى أَي نَدْفَعُ عَنْهَا العِدا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَشْذِبُ أُولاهُنَّ عَنْ ذاتِ النَّهَقْ «4» أَي يَطْرد. والشَّذَبةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا يُقْطَعُ مِمَّا تفرَّق مِنْ أَغصان الشَّجَرِ وَلَمْ يَكُنْ فِي لُبّه، وَالْجَمْعُ الشَّذَبُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بَلْ أَنتَ فِي ضِئْضِئِ النُّضارِ مِنَ ... النَّبْعَةِ، إِذ حَظُّ غيرِك الشَّذَبُ الشَّذَبُ: القُشورُ، والعِيدانُ المتفرّقةُ. وشَذَّبَ الشجرةَ تَشْذِيبًا. وجِذْعٌ مُشَذَّبٌ أَي مُقَشَّر، إِذا قَشَرْتَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّوْكِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رجلٌ شاذِبٌ إِذا كَانَ مُطَّرَحاً، مَأْيوساً مِنْ فَلاحِه، كأَنه عَرِيَ مِنَ الخَير، شُبِّهَ بالشَّذَبِ، وَهُوَ مَا يُلْقَى مِنَ النخلةِ مِنَ الكرانِيفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَالَ شَمِرٌ: شَذَبْتُه أَشْذِبُه شَذْباً، وشلَلْتُه شَلًّا، وشَذَّبْتُه تَشْذِيباً، بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ بُرَيقٌ الهُذليُّ: يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقرانَه، ... إِذْ فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الفَيْلَمُ وأَنشد شَمِرٌ قَوْلَ ابْنِ مُقْبِلٍ: تَذُبُّ عَنْهُ بلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ، ... يَحْمِي أَسِرَّةَ، بَين الزَّوْرِ والثَّفَنِ بِلِيفٍ أَي بذَنَبٍ. والشَّمِلُ: الرَّقِيقُ. والأَسِرَّةُ: الخُطوطُ، وَاحِدُهَا سِرَرٌ. وشَذَّبَ الجِذْعَ: أَلقَى مَا عَلَيْهِ مِنَ الكَرَبِ. والمِشْذَبُ: المِنْجَلُ الَّذِي يُشَذَّبُ بِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّشْذيبُ فِي القِدْحِ العَملُ الأَوَّلُ، والتهذيبُ العملُ الثَّانِي؛ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وشَذَّبَه عَنِ الشَّيْءِ: طَرَده؛ قَالَ: أَنا أَبو ليْلى وسَيْفِي المَعْلُوبْ، ... هَلْ يُخْرِجَنْ ذَوْدَكَ ضَرْبٌ تَشذيبْ، ونَسَبٌ، فِي الحَيِّ، غَيرُ مَأْشُوبْ أَراد: ضَرْبٌ ذُو تَشْذيبٍ؛ والتَّشْذِيبُ: التَّفريقُ والتَّمزيقُ فِي الْمَالِ وَنَحْوِهِ. الْقُتَيْبِيُّ: شذَّبْتُ المالَ إِذا فرَّقْته، وكأَنَّ المُفْرِطَ فِي الطُّول، فُرِّقَ خَلْقُه وَلَمْ يُجْمَع، وَلِذَلِكَ قِيلَ

_ (4). قوله [أُولاهن] كذا في النسخ تبعاً للتهذيب والذي في التكملة أُخراهن.

لَهُ: مُشَذَّبٌ؛ وكلُّ شَيْءٍ تَفَرَّقَ شُذِّبَ، قَالَ ابْنُ الأَنباري: غَلِطَ الْقُتَيْبِيُّ فِي المُشَذّب، أَنه الطويلُ البائنُ الطُّول، وأَن أَصله مِنَ النَّخْلَةِ الَّتِي شُذِّبَ عَنْهَا جَريدها أَي قُطِّعَ وفُرِّقَ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ للبائنِ الطُّول إِذا كَانَ كَثِيرَ اللَّحْمِ مُشذَّبٌ حَتَّى يَكُونَ فِي لَحْمِهِ بعضُ النُّقْصان؛ يُقَالُ: فرسٌ مُشَذَّبٌ إِذا كَانَ طَوِيلًا، لَيْسَ بِكَثِيرِ اللَّحْمِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، شَذَّبهم عَنا تَخَرُّم الْآجَالِ. وشَذَبَ عَنْهُ شَذْباً أَي ذَبَّ. والشَّاذِبُ: المُتَنَحِّي عَنْ وَطَنِهِ. وَيُقَالُ: الشَّذَبُ المُسَنَّاة. وَرَجُلٌ شَذْبُ العُروقِ أَي ظاهِرُ العُرُوقِ. وأَشْذابُ الكلإِ وغيرِه، بَقاياه، الْوَاحِدُ شَذَبٌ، وَهُوَ المأْكول؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلائِفِه، ... يَرْتادُ أَحْلِيَةً، أَعْجازُها شَذَبُ والشَّذَبُ: مَتاعُ البيتِ، مِنَ القُماشِ وَغَيْرِهِ. وَرَجُلٌ مُشَذَّبٌ: طَويلٌ، وَكَذَلِكَ الفَرس؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: دَلوٌ تَمَأّى، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، ... بَلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ والشَّوْذَبُ مِنَ الرِّجَالِ: الطويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ أَطْولَ مِنَ المَرْبوعِ وأَقصَرَ مِنَ المُشَذَّبِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُشَذَّبُ المُفْرِطُ فِي الطُّول؛ وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ جَرِيرٌ: أَلوى بِهَا شَذْبُ العُروقِ مُشَذَّبٌ، ... فكأَنها وكَنَتْ عَلَى طِرْبالِ رَوَاهُ شَمِرٌ: أَلوَى بِهَا شَنِقُ العُروقِ مُشَذَّبٌ. والشَّوْذَبُ: الطويلُ النَّجِيبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وشَوْذبٌ: اسم. شرب: الشَّرْبُ: مَصْدَرُ شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً. ابْنُ سِيدَهْ: شَرِبَ الماءَ وَغَيْرَهُ شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ؛ بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُموي: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يقرأُ: فشارِبون شَرْبَ الهِيمِ؛ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ، إِنما هِيَ: شُرْبَ الْهِيمِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ يَرْفَعُونَ الشِّينَ. وَفِي حَدِيثِ أَيّامِ التَّشْريق: إِنها أَيامُ أَكل وشُربٍ ؛ يُروى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، وَهُمَا بِمَعْنًى؛ وَالْفَتْحُ أَقل اللُّغَتَيْنِ، وَبِهَا قرأَ أَبو عَمْرِو: شَرْب الهِيمِ؛ يُرِيدُ أَنها أَيام لَا يَجُوزُ صَومُها، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الشَّرْبُ، بِالْفَتْحِ، مَصْدَرٌ، وَبِالْخَفْضِ وَالرَّفْعِ، اسْمَانِ مِنْ شَرِبْت والتَّشْرابُ: الشُّرْبُ؛ فأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: شَرِبنَ بماءِ البحرِ، ثُمَّ تَرَفَّعَتْ، ... مَتى حَبَشِيَّاتٍ، لَهُنَّ نئِيجُ «1» فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ مَاءَ الْبَحْرِ، ثُمَّ تَصَعَّدْنَ، فأَمْطَرْن ورَوَّيْنَ؛ وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ بِمَاءِ الْبَحْرِ زَائِدَةٌ، إِنما هُوَ شَرِبنَ مَاءَ الْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ الحالِ، والعُدُولُ عَنْهُ تَعَسُّفٌ؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ شَرِبنَ مِن مَاءِ الْبَحْرِ، فأَوْقَع الْبَاءَ مَوْقِعَ مِنْ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنه لَمَّا كَانَ شَرِبنَ فِي مَعْنَى رَوِينَ، وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يتعدَّى بالباءِ، عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ؛ مِنْهُ مَا مَضَى، ومنه ما

_ (1). قوله [متى حبشيات] هو كذلك في غير نسخة من المحكم.

سيأْتي، فَلَا تَسْتَوْحِش مِنْهُ. وَالِاسْمُ: الشِّرْبةُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَقِيلَ: الشَّرْبُ الْمَصْدَرُ، والشِّرْبُ الِاسْمُ. والشِّرْبُ: الْمَاءُ، وَالْجَمْعُ أَشرابٌ. والشَّرْبةُ مِنَ الماءِ: مَا يُشْرَبُ مَرَّةً. والشَّرْبةُ أَيضاً: المرةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الشُّرْبِ. والشِّرْبُ: الحَظُّ مِنَ الماءِ، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْمَثَلِ: آخِرُها أَقَلُّها شِرْباً؛ وأَصلُهُ فِي سَقْيِ الإِبل، لأَنَّ آخِرَها يُرَدُّ، وَقَدْ نُزِفَ الحوْضُ؛ وَقِيلَ: الشِّرْبُ هُوَ وقتُ الشُّرْبِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الشِّرْبُ المَوْرِد، وَجَمْعُهُ أَشْرابٌ. قَالَ: والمَشْرَبُ الْمَاءُ نَفسُه. والشَّرابُ: مَا شُرِب مِنْ أَيِّ نوْعٍ كَانَ، وَعَلَى أَيّ حَالٍ كَانَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرابُ، والشَّرُوبُ، والشَّرِيبُ وَاحِدٌ، يَرْفَع ذَلِكَ إِلى أَبي زَيْدٍ. ورَجلٌ شارِبٌ، وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ: مُولَع بالشَّرابِ، كخِمِّيرٍ. التَّهْذِيبُ: الشَّرِيبُ المُولَع بالشَّراب؛ والشَّرَّابُ: الكثيرُ الشُّرْبِ؛ وَرَجُلٌ شَروبٌ: شديدُ الشُّرْب. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبها فِي الْآخِرَةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ فِي الْبَيَانِ؛ أَراد: أَنه لَمْ يَدْخُلِ الجنَّةَ، لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ، فإِذا لَمْ يَشْرَبْها فِي الْآخِرَةِ، لَمْ يَكن قَدْ دَخَلَ الجنةَ. والشَّرْبُ والشُّرُوبُ: القَوم يَشْرَبُون، ويجْتَمعون عَلَى الشَّراب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما الشَّرْبُ، فَاسْمٌ لِجَمْعِ شارِب، كرَكْبٍ ورَجْلٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ. وأَما الشُّروب، عِنْدِي، فَجَمْعُ شاربٍ، كشاهدٍ وشُهودٍ، وَجَعَلَهُ ابْنُ الأَعرابي جَمْعَ شَرْبٍ؛ قَالَ: وَهُوَ خطأٌ؛ قَالَ: وَهَذَا ممَّا يَضِيقُ عَنْهُ عِلْمُه لِجَهْلِهِ بِالنَّحْوِ؛ قَالَ الأَعشى: هُوَ الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُوبَ ... بَين الحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَحْسَبُ أَطْمَاري عَليَّ جُلُبا، ... مِثلَ المَناديلِ، تُعاطَى الأَشرُبا «1» يَكُونُ جَمْعَ شَرْبٍ، كَقَوْلِ الأَعشى: لَهَا أَرَجٌ، فِي البَيْتِ، عالٍ، كأَنما ... أَلمَّ بهِ، مِن تَجْرِ دارِينَ، أَرْكُبُ فأَرْكُبٌ: جَمْعُ رَكْبٍ، وَيَكُونُ جَمْعَ شَارِبٍ وراكِبٍ، وَكِلَاهُمَا نَادِرٌ، لأَنَّ سِيبَوَيْهِ لَمْ يَذْكُرْ أَن فَاعِلًا قَدْ يُكَسَّر عَلَى أَفْعُلٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنصار ؛ الشَّرْبُ، بِفَتْحِ الشِّينِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الْجَمَاعَةُ يَشْرَبُونَ الخمْر. التَّهْذِيبُ، ابْنُ السِّكِّيتِ: الشِّرْبُ: الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ. والشِّرْبُ: النَّصِيبُ مِنَ الْمَاءِ. والشَّريبةُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تُصْدِرُها إِذا رَوِيَتْ، فتَتْبَعُها الغَنمُ، هَذِهِ فِي الصِّحَاحِ؛ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ حاشيةٌ: الصَّوَابُ السَّريبةُ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً. شَرِبَ مَعَهُ، وَهُوَ شَرِيبي؛ قَالَ: رُبَّ شَرِيبٍ لكَ ذِي حُساسِ، ... شِرابُه كالحَزِّ بالمَواسي والشَّرِيبُ: صاحِبُكَ الَّذِي يُشارِبُكَ، ويُورِدُ إِبلَه معَكَ، وَهُوَ شَرِيبُك؛ قَالَ الراجز:

_ (1). قوله [جلبا] كذا ضبط بضمتين فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ.

إِذا الشَّريبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، ... فخلِّه، حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلَهُ: رُبَّ شَرِيب لَكَ ذِي حُساس قَالَ: الشَّرِيبُ هُنَا الَّذِي يُسْقَى مَعَك. والحُساسُ: الشُّؤْم والقَتْلُ؛ يَقُولُ: انتِظارُك إِيَّاه عَلَى الحوضِ، قَتْلٌ لَكَ ولإِبلِك. قَالَ: وأَما نَحْنُ ففَسَّرْنا الحُساسَ هُنَا، بأَنه الأَذَى والسَّوْرَةُ فِي الشَّراب، وَهُوَ شَرِيبٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفاعِل، مِثْلُ نَديم وأَكِيل. وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ، وأَشْرَبَ الإِبل حَتَّى شَرِبَتْ، وأَشْرَبْنَا نَحْنُ: رَوِيَتْ إِبلُنا، وأَشْرَبْنا: عَطِشْنا، أَو عَطِشَت إِبلُنا؛ وَقَوْلُهُ: اسْقِنِي، فإِنَّنِي مُشْرِب رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَفَسَّرَهُ بأَنَّ مَعْنَاهُ عَطْشَانُ، يَعْنِي نَفْسَهُ، أَو إِبله. قَالَ وَيُرْوَى: فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قَدْ وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ. التَّهْذِيبُ: المُشْرِبُ العَطْشان. يُقَالُ: اسْقِنِي، فإِنِّي مُشْرِب. والمُشْرِبُ: الرجُل الَّذِي قَدْ عَطِشَت إِبلُه أَيضاً. قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: رَجل مُشْرِبٌ قَدْ شَرِبَت إِبله. وَرَجُلٌ مُشرِبٌ: حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ. قَالَ: وَهَذَا عِنْدَهُ مِنَ الأَضداد. والمَشْرَبُ: الْمَاءُ الَّذِي يُشْرَبُ. والمَشْرَبةُ: كالمَشْرَعةِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَلْعُونٌ ملعونٌ مَنْ أَحاطَ عَلَى مَشْرَبةٍ ؛ المَشْرَبة، بِفَتْحِ الراءِ مِنْ غَيْرِ ضَمٍّ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ كالمَشْرَعةِ؛ وَيُرِيدُ بالإِحاطة تَملُّكَه، ومنعَ غَيْرِهِ مِنْهُ. والمَشْرَبُ: الوجهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ، وَيَكُونُ مَوْضِعًا، وَيَكُونُ مَصْدَرًا؛ وأَنشد: ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمامي، كأَنه ... خَصِيٌّ، أَتَى للماءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْب؛ والمَشْرَبُ: شَرِيعةُ النَّهر؛ والمَشْرَبُ: المَشْروبُ نفسُه. والشَّرابُ: اسْمٌ لِمَا يُشْرَبُ. وكلُّ شَيْءٍ لَا يُمْضَغُ، فإِنه يُقَالُ فِيهِ: يُشْرَبُ. والشَّرُوبُ: مَا شُرِبَ. وَالْمَاءُ الشَّرُوب والشَّريبُ: الَّذِي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْح؛ وَقِيلَ: الشَّروب الَّذِي فِيهِ شَيْءٌ مِنْ عُذوبةٍ، وَقَدْ يَشْرَبُه النَّاسُ، عَلَى مَا فِيهِ. والشَّرِيبُ: دُونَهُ فِي العُذوبةِ، وَلَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلّا عِنْدَ ضَرُورَةٍ، وَقَدْ تَشْرَبُه الْبَهَائِمُ؛ وَقِيلَ: الشَّرِيبُ العَذْبُ؛ وَقِيلَ: الْمَاءُ الشَّرُوب الَّذِي يُشْرَبُ. والمأْجُ: المِلْحُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: فإِنَّكَ، بالقَريحةِ، عامَ تُمْهى، ... شَروبُ الْمَاءِ، ثُمَّ تَعُودُ مَأْجا قَالَ: هَكَذَا أَنشده أَبو عُبَيْدٍ بالقَريحة، وَالصَّوَابُ كالقَرِيحةِ. التَّهْذِيبُ أَبو زَيْدٍ: الْمَاءُ الشَّريبُ الذي ليس فِيهِ عُذوبةٌ، وَقَدْ يَشْرَبُه الناسُ عَلَى مَا فِيهِ. والشَّرُوبُ: دُونهُ فِي العُذوبةِ، وَلَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلّا عِنْدَ الضَّرُورة. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَاءٌ شَرِيبٌ وشَرُوب فِيهِ مَرارةٌ ومُلُوحة، وَلَمْ يَمْتَنِعْ مِنَ الشُّرْب؛ وَمَاءٌ شَرُوبٌ وَمَاءٌ طَعِيمٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى: جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ ؛ الشَّرُوبُ مِنَ الماءِ: الَّذِي لَا يُشْرَب إِلّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَلِهَذَا وَصَفَ بِهِ الجُرْعةَ؛ ضُرِبَ الْحَدِيثُ

مَثَلًا لِرَجُلَيْنِ: أَحدهما أَدْوَنُ وأَنفعُ، وَالْآخَرُ أَرفعُ وأَضرُّ. وماءٌ مُشْرِبٌ: كَشَروبٍ. وَيُقَالُ فِي صِفَةِ بَعيرٍ: نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هَذَا؛ يَقُولُ: يَكْتَفِي إِلى مَنْزِلِهِ الَّذِي يريدُ بشَرْبةٍ وَاحِدَةٍ، لَا يَحْتاجُ إِلى أُخرى. وَتَقُولُ: شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَي أَطْعَمه الناسَ وسَقاهُم بِهِ؛ وظَلَّ مَالِي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شاءَ. وَرَجُلٌ أُكَلةٌ وشُرَبةٌ، مِثَالُ هُمَزةٍ: كَثِيرُ الأَكل والشُّرب، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. ورجلٌ شَرُوبٌ: شديدُ الشُّرْبِ، وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ. ويومٌ ذُو شَرَبةٍ: شديدُ الحَرِّ، يُشْرَبُ فِيهِ الماءُ أَكثر مِمَّا يُشْرَب عَلَى هَذَا الْآخَرِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَمْ تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ هَذَا اليومَ أَي عَطَشٌ. التَّهْذِيبِ: جاءَت الإِبل وَبِهَا شَرَبةٌ أَي عطَش، وَقَدِ اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو إِنه لَذُو شَرَبةٍ إِذا كَانَ كَثِيرَ الشُّرب. وطَعامٌ مَشْرَبةٌ: يُشْرَبُ عَلَيْهِ الْمَاءُ كَثِيرًا، كَمَا قَالُوا: شَرابٌ مَسْفَهةٌ. وطَعامٌ ذُو شَرَبة إِذا كَانَ لَا يُرْوَى فِيهِ مِنَ الماءِ. والمِشْرَبةُ، بِالْكَسْرِ: إِناءٌ يُشْرَبُ فِيهِ. والشَّارِبةُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ مَسْكَنُهُمْ عَلَى ضَفَّة النَّهْرِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَهُمْ مَاءُ ذَلِكَ النَّهْرِ. والشَّرَبةُ: عَطَشُ المالِ بعدَ الجَزءِ، لأَنَّ ذَلِكَ يَدْعُوها إِلى الشُّرْب. والشَّرَبةُ، بِالتَّحْرِيكِ: كالحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ وَالشَّجَرَةِ، ويُمْلأُ مَاءً، فَيَكُونُ رَيَّها، فتَتَرَوَّى مِنْهُ، وَالْجَمْعُ شَرَبٌ وشَرَباتٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ، مَاؤُهَا طَحِلٌ، ... عَلَى الجُذوعِ، يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مِثْلُ النَّخِيلِ يُرَوِّي، فَرْعَها، الشَّرَبُ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ مِنَ الشَّرَباتِ، فادْلُكْ رأْسَك حَتَّى تُنَقِّيَه. الشَّرَبة، بِفَتْحِ الراءِ: حَوْضٌ يَكُونُ فِي أَصل النَّخْلَةِ وحَوْلَها، يُمْلأُ مَاءً لِتَشْرَبه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتانا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَدَلَ إِلى الرَّبِيع، فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ ؛ الرَّبِيعُ: النهرُ. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: ثُمَّ أَشْرَفْتُ عَلَيْهَا، وَهِيَ شَرْبةٌ وَاحِدَةٌ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: إِن كَانَ بِالسُّكُونِ، فإِنه أَراد أَن الْمَاءَ قَدْ كَثُرَ، فَمِنْ حَيْثُ أَردت أَن تَشْرَبَ شَرِبْتَ، وَيُرْوَى بالياءِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والشَّرَبةُ: كُرْدُ الدَّبْرَةِ، وَهِيَ المِسْقاةُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ شَرَباتٌ وشَرَبٌ. وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ: جَعَلَ لَهَا شَرَباتٍ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: مِنَ الغُلْبِ، مِن عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ لِلنَّواضِحِ بِئْرُها وكلُّ ذَلِكَ مِنَ الشُّرْب. والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ فِي الحَلْقِ؛ وَقِيلَ: الشَّوارِبُ عُروقٌ فِي الحَلْقِ تَشْرَبُ الْمَاءَ؛ وَقِيلَ: هِيَ عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالحُلْقوم، وأَسْفَلُها بالرِّئةِ؛ وَيُقَالُ: بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِين، وَلَهَا قَصَبٌ مِنْهُ يَخْرُجُ الصَّوْت؛ وَقِيلَ: الشَّوارِبُ مَجاري الْمَاءِ فِي العُنُقِ؛ وَقِيلَ: شَوارِبُ الفَرَسِ

ناحِيةُ أَوْداجِه، حَيْثُ يُوَدِّجُ البَيْطارُ، واحِدُها، فِي التَّقْدِيرِ، شارِبٌ؛ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ، مِن هَذَا، أَي شَديدُ النَّهِيقِ. الأَصمعي، فِي قَوْلِ أَبي ذؤَيب: صَخِبُ الشَّوارِبِ، لَا يَزالُ كأَنَّه ... عَبْدٌ، لآلِ أَبي رَبِيعةَ، مُسْبَعُ قَالَ: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ فِي الحَلْقِ، وإِنما يُرِيدُ كَثرةَ نُهاقِه؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ عُرُوقُ باطِن الحَلْقِ. والشَّوارِبُ: عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُومِ؛ يُقَالُ: فِيهَا يَقَعُ الشَّرَقُ؛ وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ عُرُوق تأْخذ الْمَاءَ، وَمِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ فِي الْعَيْنِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ فِي الْعَيْنِ الَّتِي تَفُور فِي الأَرض، لَا مَجارِيَ ماءِ عَيْنِ الرأْس. والمَشْرَبةُ: أَرضٌ لَيِّنةٌ لَا يَزالُ فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيّانُ. والمَشْرَبةُ والمَشْرُبَةُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: الغُرْفةُ؛ سِيبَوَيْهِ: وَهِيَ المَشْرَبةُ، جَعَلُوهُ اسْمًا كالغُرْفةِ؛ وَقِيلَ: هِيَ كالصُّفَّةِ بَيْنَ يَدَي الغُرْفةِ. والمَشارِبُ: العَلاليُّ، وَهُوَ فِي شِعْرِ الأَعشى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِي مَشْرَبةٍ لَهُ أَي كَانَ فِي غُرْفةٍ؛ قَالَ: وَجَمْعُهَا مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ. والشارِبانِ: مَا سالَ عَلَى الفَم مِنَ الشَّعر؛ وَقِيلَ: إِنما هُوَ الشَّارِبُ، وَالتَّثْنِيَةُ خطأٌ. والشَّارِبان: مَا طالَ مِن ناحِيةِ السَّبَلةِ، وَبَعْضُهُمْ يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها شارِباً وَاحِدًا، وَلَيْسَ بِصَوَابٍ، وَالْجَمْعُ شَوارِبُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالُوا إِنه لَعَظِيمُ الشَّواربِ. قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ، فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ مِنْهُ شارِباً، ثُمَّ جُمِع عَلَى هَذَا. وَقَدْ طَرَّ شارِبُ الغُلامِ، وَهُمَا شارِبانِ. التَّهْذِيبُ: الشارِبانِ مَا طالَ مِنْ ناحِيةِ السَّبَلةِ، وَبِذَلِكَ سُمِّي شارِبا السيفِ؛ وشارِبا السيفِ: مَا اكْتَنَفَ الشَّفْرةَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشارِبانِ فِي السيفِ، أَسْفَلَ القائِم، أَنْفانِ طَويلانِ: أَحدُهما مِنْ هَذَا الْجَانِبِ، والآخَرُ مِنْ هَذَا الجانِب. والغاشِيةُ: مَا تحتَ الشَّارِبَين؛ والشارِبُ والغاشيةُ: يَكُونَانِ مِنْ حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ. وأَشْرَبَ اللَّونَ: أَشْبَعَه؛ وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر، فَقَدْ أُشْرِبَه. وَقَدِ اشْرابَّ: عَلَى مِثالِ اشْهابَّ. والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ فِي الثوبِ، والثوبُ يَتَشَرَّبُه أَي يَتَنَشَّفُه. والإِشْرابُ: لَوْنٌ قَدْ أُشْرِبَ مِنْ لَونٍ؛ يُقَالُ: أُشْرِبَ الأَبيضُ حُمْرةً أَي عَلاه ذَلِكَ؛ وَفِيهِ شُرْبةٌ مِنْ حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ. ورجُل مُشْرَبٌ حُمْرةً، وإِنه لَمَسْقِيُّ الدَّم مِثْلُهُ، وَفِيهِ شُرْبةٌ مِنَ الحُمْرةِ إِذا كَانَ مُشْرَباً حُمْرَةً وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً. الإِشْرابُ: خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ. كأَنَّ أَحد اللَّوْنَينِ سُقِيَ اللونَ الآخَرَ؛ يُقَالُ: بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مُخَفَّفًا، وإِذا شُدّد كَانَ لِلتَّكْثِيرِ وَالْمُبَالَغَةِ. وَيُقَالُ أَيضاً: عِنْدَهُ شُربةٌ مِنْ ماءٍ أَي مِقدارُ الرِّيِّ؛ وَمِثْلُهُ الحُسْوةُ، والغُرْفةُ، واللُّقْمةُ. وأُشْرِبَ فُلَانٌ حُبَّ فلانةَ أَي خالَطَ قَلْبَه. وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّةَ هَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ؛ أَي حُبَّ العِجْلِ، فحذَف المضافَ، وأَقامَ المضافَ

إِليه مُقامَه؛ وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ العِجْلُ هُوَ المُشْرَبَ، لأَنَّ العِجْلَ لَا يَشْرَبُه القَلْبُ؛ وَقَدْ أُشْرِبَ فِي قَلْبِه حُبّه أَي خالَطَه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ سُقُوا حُبَّ العِجْلِ، فَحُذِفَ حُبَّ، وأُقِيمَ العِجْلُ مُقامَه؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرِ: وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلالَتُه، كأَبي مَرْحَبِ؟ أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ. والثَّوْبُ يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ: يَتَنَشَّفُه. وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فِيهِ: سَرَى. واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً: اشْتَدَّت حُمْرَتُها؛ وذلك إِذا كانت من الشِّرْبانِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مِنَ المُشْرَبةِ حُروف يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْدَ الوُقوفِ عَلَيْهَا نَحْوَ النَّفْخِ، إِلَّا أَنها لَمْ تُضْغَطْ ضَغْطَ المَحْقُورَةِ، وَهِيَ الزَّايُ والظاءُ وَالذَّالُ وَالضَّادُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وبعضُ الْعَرَبِ أَشَدُّ تَصْوِيبًا مِنْ بَعْضٍ. وأُشْرِبَ الزَّرْعُ: جَرى فِيهِ الدَّقيقُ؛ وَكَذَلِكَ أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ، عَدَّاه أَبو حَنِيفَةَ سَمَاعًا مِنَ الْعَرَبِ أَو الرُّواة. وَيُقَالُ لِلزَّرْعِ إِذا خَرَجَ قَصَبُه: قَدْ شَرِبَ الزرعُ فِي القَصَبِ، وشَرَّبَ قَصَبُ الزرعِ إِذا صارَ الماءُ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الشُّرْبُبُ الغَمْلى مِنَ النَّبَاتِ. وَفِي حَدِيثِ أُحد: إنَّ الْمُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهلِ المدينةِ، وخَلَّوا فِيهِ ظَهْرهم، وَقَدْ شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع، وقُرْبِ إِدْراكِه. يُقَالُ: شَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْعِ إِذا صارَ الماءُ فِيهِ؛ وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إِذا صارَ فِيهِ طُعْمٌ؛ والشُّرْبُ فِيهِ مستعارٌ، كأَنَّ الدَّقِيقَ كَانَ مَاءً، فَشَرِبَه. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: لَقَدْ سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم ، أَي سُقِيَتْهُ كَمَا يُسْقَى العَطْشانُ الْمَاءَ؛ يُقَالُ: شَرِبْتُ الماءَ وأُشْرِبْتُه إِذا سُقِيتَه. وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا، أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّراب، أَو اخْتَلَطَ بِهِ، كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بِالثَّوْبِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ. أَبو عُبَيْدٍ: وشَرَّبَ القِرْبةَ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا كَانَتْ جَدِيدَةً، فَجَعَلَ فِيهَا طِيبًا وَمَاءً، لِيَطِيبَ طَعْمُها؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ الإِبل بِكَثْرَةِ أَلبانها: ذَوارِفُ عَيْنَيْها، منَ الحَفْلِ، بالضُّحَى، ... سُجُومٌ، كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّب هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ وَتَفْسِيرُهُ، وَقَوْلُهُ: كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّبِ؛ إِنما هُوَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ؛ قَالَ: وَرِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ خَطَأٌ. وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ: نَشِفَه. وضَبَّةٌ شَرُوبٌ: تَشْتَهِي الْفَحْلَ، قَالَ: وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ. وشَرِبَ بِالرَّجُلِ، وأَشْرَبَ بِهِ: كَذَبَ عَلَيْهِ؛ وَتَقُولُ: أَشْرَبْتَني مَا لَمْ أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ مَا لَمْ أَفْعَلْ. والشَّرْبةُ: النَّخْلة الَّتِي تَنبُتُ مِنَ النَّوى، وَالْجَمْعُ الشَّرَبَّاتُ، والشَّرائِبُ، والشَّرابِيبُ

«2». وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الحَبْلَ: وَضَعَه فِي عُنُقها؛ قَالَ: يَا آلَ وَزْرٍ أَشْرِبُوها الأَقْرانْ وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جَعَلْتُ الحِبالَ فِي أَعْناقِها؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ، حَتَّى أَنَخْتُها ... بِقُرْح، وَقَدْ أَلقَيْنَ كُلَّ جَنِينِ وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لِكُلِّ جَمَلٍ قَريناً؛ وَيَقُولُ أَحدهم لِنَاقَتِهِ: لأُشْرِبَنَّكِ الحِبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا. والشَّارِبُ: الضَّعْفُ، فِي جَمِيعِ الْحَيَوَانِ؛ يُقَالُ: فِي بعيرِك شارِبُ خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ؛ ونِعْم البعيرُ هَذَا لَوْلَا أَن فِيهِ شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ. قَالَ: وشَرِبَ إِذا رَوِيَ، وشَرِبَ إِذا عَطِشَ، وشَرِبَ إِذا ضَعُفَ بَعيرُه. وَيُقَالُ: مَا زالَ فُلَانٌ عَلَى شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي عَلَى أَمرٍ وَاحِدٍ. أَبو عَمْرٍو: الشَّرْبُ الْفَهْمُ. وَقَدْ شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إِذا فَهِمَ؛ وَيُقَالُ لِلْبَلِيدِ: احْلُبْ ثُمَّ اشْرُبْ أَي ابْرُك ثُمَّ افْهَمْ. وحَلَبَ إِذا بَرَكَ. وشَرِيبٌ، وشُرَيْبٌ، والشُّرَّيْبُ، بِالضَّمِّ، والشُّرْبُوبُ، والشُّرْبُبُ: كُلُّهَا مَوَاضِعُ. والشُّرْبُبُ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ، بالهاءِ؛ قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ الدَّار بسَفْحِ الشُّرْبُبَه؟ والشُّرْبُبُ: اسْمُ وادٍ بعَيْنِه. والشَّرَبَّةُ: أَرض لَيِّنَة تُنْبِتُ العُشْبَ، وَلَيْسَ بِهَا شَجَرٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وإِلَّا فإِنَّا بالشَّرَبَّةِ، فاللِّوى، ... نُعَقِّر أُمّاتِ الرِّباع، ونَيْسِرُ وشَرَبَّةُ، بِتَشْدِيدِ الباءِ بِغَيْرِ تَعْرِيفٍ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: بِشَرَبَّةٍ دَمِث الكَثِيبِ، بدُورِه ... أَرْطًى، يَعُوذُ بِهِ، إِذا مَا يُرْطَبُ يُرْطَبُ: يُبَلُّ؛ وَقَالَ دَمِث الكَثِيب، لأَنَّ الشُّرَبَّةَ مَوْضِعٌ أَو مكان؛ ليس فِي الْكَلَامِ فَعَلَّةٌ إِلَّا هَذَا، عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ جاءَ لَهُ ثَانٍ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: جَرَبَّةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. واشْرَأَبَّ الرَّجُلُ للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وَقِيلَ: هُوَ إِذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ وَالِاسْمُ: الشُّرَأْبِيبةُ، بِضَمِّ الشِّينِ، مِنِ اشْرَأَبَّ. وَقَالَتْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اشْرَأَبَّ النِّفاقُ، وارْتَدَّت العربُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اشْرَأَبَّ ارتفعَ وَعَلَا؛ وكلُّ رافِعٍ رأْسَه: مُشْرَئِبٌّ. وَفِي حَدِيثٍ: يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ: يَا أَهلَ الجنةِ، وَيَا أَهلَ النَّارِ، فيَشْرَئِبُّون لِصَوْتِهِ ؛ أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم ليَنْظُروا إِليه؛ وكلُّ رَافِعٌ رأْسه مشرئبٌّ؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيةَ، ورَفْعَها رأْسَها: ذَكَرْتُكِ، إِذْ مَرَّتْ بِنا أُمُّ شادِنٍ، ... أَمامَ المَطايا، تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ قَالَ: اشْرأَبَّ مأْخوذ مِنَ المَشْرَبة، وهي الغُرْفةُ. شرجب: الشَّرْجَبُ: الطَّوِيلُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنَ الرِّجَالِ الطَّوِيلُ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فعارَضَنا رجُل شَرْجَبٌ ؛ الشَّرْجَبُ: الطَّوِيلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطويلُ القوائمِ، الْعَارِي أَعالي العِظام.

_ (2). قوله [وَالْجَمْعُ الشربَّات وَالشَّرَائِبُ وَالشَّرَابِيبُ] هذه الجموع الثلاثة إِنما هي لشربة كجربة أَي بالفتح وشدّ الباء كما في التهذيب ومع ذلك فالسابق واللاحق لابن سيدة وهذه العبارة متوسطة أوهمت أنها جمع للشربة النخلة فلا يلتفت إلى من قلد اللسان.

والشَّرْجَبُ: نَعت الفَرس الجَوادِ؛ وَقِيلَ: الشَّرْجَبُ الفَرسُ الكَريمُ. والشَّرْجَبانُ: شَجَرَةٌ يُدْبَغ بِهَا، وَرُبَّمَا خُلِطَت بالغَلْقةِ، فدُبِغَ بِهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرْجَبانُ شُجَيرةٌ كشجَرةِ الباذِنجانِ، غَيْرَ أَنه أَبيضُ، وَلَا يؤْكل. ابْنُ الأَعرابي: الشُّرْجُبانُ شَجَرَةٌ مُشْعانَّةٌ طَوِيلَةٌ «1»، يَتَحَلَّبُ مِنْهَا كالسَّمِّ، وَلَهَا أَغصانٌ. شرعب: الشَّرْعَبُ: الطَّوِيلُ. رجُل شَرْعَبٌ: طويلٌ خفيفُ الجسمِ، والأُنثى بالهاءِ. والشَّرْعَبِيُّ: الطويلُ، الحَسَنُ الجسمِ. وشَرْعَبَ الشيءَ: طَوَّلَه؛ قَالَ طُفَيْلٌ: أَسِيلةُ مَجْرَى الدَّمْعِ، خُمْصانةُ الحَشَى، ... بَرُودُ الثَّنايا، ذاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ والشَّرْعَبةُ: شَقُّ اللحمِ والأَديمِ طُولًا. وشَرْعَبَه: قطَعَه طُولًا. والشَّرْعَبةُ: القِطْعةُ مِنْهُ. والشَّرْعَبِيُّ والشَّرْعَبِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُودِ؛ أَنشد الأَزهري: كالبُستانِ والشَّرْعَبَى، ذَا الأَذْيال «2» وَقَالَ رؤْبة يَصِفُ نَابَ الْبَعِيرِ: قَدًّا بخَدّادٍ، وهَذًّا شَرْعَبَا والشَّرْعَبِيَّةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَخطل: ولَقَدْ بَكَى الجَحَّافُ ممَّا أَوْقَعَتْ ... بالشَّرْعَبِيَّةِ، إِذْ رَأَى الأَطْفالا شزب: الشَّازِبُ: الضامِرُ اليابِسُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ وأَكثرُ مَا يُستعمل فِي الخيلِ وَالنَّاسِ. وَقَالَ الأَصمعي: الشازِبُ الَّذِي فِيهِ ضُمور، وإِن لَمْ يَكُنْ مَهْزُولًا؛ والشَّاسِفُ والشاسِبُ: الَّذِي قَدْ يَبِسَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ مَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ: أَيْنُقاً شُزُباً، إِنما قَالَ أَعْنُزاً شُسُباً، وَلَيْسَتِ الزَّايُ وَلَا السِّينُ، بَدَلًا إِحداهما مِنَ الأُخرى، لتَصَرُّفِ الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ: شُزَّبٌ وشَوازِبٌ. وَقَدْ شَزَبَ الفرسُ يَشْزُبُ شَزَباً وشُزُوباً. وخَيْلٌ شُزَّبٌ أَي ضَوامِرُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، يَرْثي عُرْوةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ: بالخيلِ عابِسةً، زُوراً مَناكِبُها، ... تَعْدُو شَوازِبَ، بالشُّعْثِ الصَّناديدِ والشَّوازِبُ: المُضَمَّراتُ، جَمْعُ شازِبٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى شُزَّبٍ أَيضاً. وأَتانٌ شَزْبةٌ: ضامِرةٌ. التَّهْذِيبِ: الشَّوزَبُ والمَئِنَّةُ: العَلامةُ؛ وأَنشد: غُلامٌ بَينَ عَيْنَيْه شَوْزَبُ والشَّزِيبُ: القَضِيبُ مِنَ الشَّجَرِ، قَبْلَ أَن يُصْلح، وَجَمْعُهُ شُزُوبٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وقَوْسٌ شَزْبةٌ: لَيْسَتْ بجَديدٍ، وَلَا خَلَقٍ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: وَقَدْ تَوَشَّحَ بِشَزْبةٍ كَانَتْ معَه. الشَّزْبةُ: مِنْ أَسْماءِ القَوْسِ، وَهِيَ الَّتِي لَيْسَتْ بجَديد، وَلَا خَلَقٍ، كأَنها الَّتِي شَزَبَ قَضِيبُها، أَي ذَبَلَ، وَهِيَ الشَّزيبُ أَيضاً. وَمَكَانٌ شازِبٌ أَي خَشِنٌ. شسب: الشَّاسِبُ: لُغَةٌ فِي الشَّازِبِ، وَهُوَ النَّحِيف اليابِسُ مِنَ الضُّمْر، الَّذِي قَدْ يَبِسَ جلده عليه؛

_ (1). قوله [ابن الأَعرابي الشرجبان إلخ] عبارة التكملة، قال ابن الأَعرابي الشرجبانة، بالضم وقد تفتح: شجرة مشعانة إلى آخر ما هنا. (2). قوله [كالبستان إلخ] كذا هو في التهذيب

قَالَ لَبِيدٌ: أَتِيكَ أَمْ سَمْحَجٌ تَخَيَّرَهَا ... عِلْجٌ، تَسَرَّى نَحائِصاً شُسُبا؟ وَقَالَ أَيضاً: تَتَّقِي الأَرضَ بِدَفٍّ شاسِبٍ، ... وضُلُوعٍ، تَحْتَ زَوْرٍ قَدْ نَحَلْ وَهُوَ المَهْزُول، مِثْلُ الشَّاسِفِ، وَلَيْسَ مِثْلُ الشَّازِبِ؛ قَالَ الوَقَّافُ العُقَيْلِيُّ: فَقُلْتُ لَه: حانَ الرَّواحُ، ورُعْتُه ... بأَسْمَرَ مَلْوِيٍّ، مِنَ القِدِّ، شاسِبِ وَالْجَمْعُ شُسُبٌ. وشَسَبَ شُسُوباً وشَسُبَ. والشَّسِيبُ: القَوْسُ. شصب: الشِّصْب، بِالْكَسْرِ: الشِّدَّةُ والجَدْبُ، وَالْجَمْعُ أَشْصابٌ، وَهِيَ الشَّصِيبةُ؛ وكَسَّر كُراع الشَّصِيبةَ، الشِّدَّةَ، عَلَى أَشصابٍ فِي أَدنَى الْعَدَدِ، قَالَ: وَالْكَثِيرُ شَصائِبُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْهُ خطأٌ وَاخْتِلَاطٌ. وشَصِبَ الأَمْرُ، بِالْكَسْرِ: اشْتَدَّ. ابْنُ هَانِئٍ: إِنه لَشَصِبٌ لَصِبٌ وَصِبٌ إِذا أُكِّدَ النَّصِب. وشَصِبَ المَكانُ شَصَباً: أَجْدَبَ. والشَّصِيبةُ: شِدَّةُ الْعَيْشِ. وعيْش شاصِبٌ وشِصْبٌ؛ وشَصِبَ عَيْشُه شَصَباً وشَصْباً، وشَصَبَ، بِالْفَتْحِ، يَشْصُبُ، بِالضَّمِّ، شُصُوباً، فَهُوَ شَصِبٌ وشاصِبٌ، وأَشْصَبَهُ اللهُ، وأَشْصَبَ اللهُ عَيْشَه؛ قَالَ جَرِيرٌ: كِرامٌ يَأْمَنُ الجِيرانُ فِيهِمْ، ... إِذا شَصَبَتْ بِهِمْ إِحدى اللَّيَالِي وشَصَبَ الشَّاةَ: سَلَخَها. أَبو الْعَبَّاسِ: المَشْصُوبةُ الشاةُ المَسْمُوطَةُ. وَيُقَالُ للقَصَّاب: شَصَّابٌ. والشَّصْبُ: السَّمْطُ. والشَّصائِبُ: عِيدانُ الرَّحْلِ، وَلَمْ يُسمع لَهَا بِوَاحِدٍ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وَذَا شَصَائِبَ، فِي أَحْنائِهِ شَمَمٌ، ... رِخْوَ المِلاطِ، رَبِيطاً فَوقَ صُرْصورِ وَرَجُلٌ شَصِيبٌ أَي غَريبٌ. اللَّيْثُ: الشَّيْصَبانُ الذَّكَرُ مِن النَّمْلِ؛ وَيُقَالُ: هُوَ جُحْرُ النَّمل. الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْرِيِّين: قَالُوا هُوَ الشَّيْطانُ الرَّجِيمُ. والشَّيْصَبانُ، والبَلْأَزُ، والجَلْأَزُ، والجَانُّ، والقازُّ، والخَيْتَعُورُ: كُلُّهَا مِنْ أَسماءِ الشَّيْطَانِ. والشَّيْصَبان: أَبو حَيّ مِنَ الجِنِّ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: وكانتِ السِّعْلاةُ لَقِيَتْه، فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ المَدينةِ، فَصَرَعَتْهُ وقَعَدَت عَلَى صَدْرِه، وَقَالَتْ لَهُ: أَنتَ الَّذِي يأْمُل قَوْمُكَ أَن تكون شاعِرَهم؟ فقال: نَعَم؛ قَالَتْ: واللهِ لَا يُنْجِيكَ مِنِّي إِلَّا أَن تَقُولَ ثَلَاثَةَ أَبيات، عَلَى رَوِيٍّ وَاحِدٍ؛ فَقَالَ حَسَّانُ: إِذا مَا تَرَعْرَعَ، فِينَا، الغُلامْ، ... فَمَا إِنْ يقالُ لَهُ: مَنْ هُوَهْ؟ فَقَالَتْ: ثَنِّه؛ فَقَالَ: إِذا لَمْ يَسُدْ، قبلَ شَدِّ الإِزارْ، ... فَذَلِكَ فِينا الَّذِي لَا هُوَهْ فَقَالَتْ: ثلِّثْه؛ فَقَالَ: وَلِي صاحِبٌ، مِنْ بَني الشَّيْصَبان، ... فَطَوْراً أَقُولُ، وطَوْراً هُوَهْ

هَذَا قَوْلُ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، وَحَكَى الأَثرم فَقَالَ: أَخبرني عُلَمَاءُ الأَنصار، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، بعد ما ضُرَّ بَصَرُه، مَرَّ بابنِ الزِّبَعْرَى، وعبدِ اللَّهِ بْنِ أَبي طَلْحَةَ بْنِ سهلِ بْنِ الأَسود بْنِ حَرام، وَمَعَهُ ولدُه يَقُوده، فَصاحَ بِهِ ابْنُ الزِّبَعْرَى، بعد ما ولَّى: يَا أَبا الْوَلِيدِ، مَن هَذَا الغُلامُ؟ فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثابِتٍ الأَبيات. شصلب: شَصْلَبٌ: شَديدٌ قوِيٌّ. شطب: الشَّطْبُ، مِنَ الرِّجَالِ والخَيْلِ: الطويلُ، الحَسَنُ الخَلْقِ. وجارِيةٌ شِطْبةٌ وشَطْبةٌ: طَويلةٌ، حَسَنَةٌ، تارَّةٌ، غَضَّةٌ، الْكَسْرُ عَنِ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَالْفَتْحُ أَعلى. وَيُقَالُ: غُلامٌ شَطْبٌ: حَسَنُ الخَلْقِ، لَيْسَ بِطَوِيلٍ، وَلَا قَصِيرٍ. ورَجل مَشْطُوبٌ ومُشَطَّبٌ إِذا كَانَ طَوِيلًا. وفَرَسٌ شِطْبةٌ: سَبِطَةُ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: طَوِيلَةٌ، وَالْكَسْرُ لُغَةٌ، وَلَا يُوصَفُ بِهِ الذَّكَرُ. والشَّطْب، مَجْزُومٌ: السَّعَف الأَخضر، الرَّطْبُ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، وَاحِدَتُهُ شَطْبةٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: كَمَسَلِّ شَطْبةٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشَّطْبةُ مَا شُطِبَ مِنْ جَريد النَّخْلِ، وَهُوَ سَعَفُه، شَبَّهته بِتِلْكَ الشَّطْبة، لِنَعْمَتِه، واعْتِدالِ شَبابِه؛ وَقِيلَ: أَرادت أَنه مَهْزول، كأَنه سَعَفَةٌ فِي دِقَّتِها؛ أَرادت أَنه قَلِيلُ اللَّحْمِ، دَقِيقُ الخَصْر، فشبَّهته بالشَّطْبةِ أَي موضِعُ نومِه دَقِيقٌ لنَحافَتِه؛ وَقِيلَ: أَرادت سَيْفاً سُلَّ مِنْ غِمْدِه؛ والمَسَلُّ: مَصْدَرٌ، بِمَعْنَى السَّلّ، أُقِيمَ مُقامَ الْمَفْعُولِ، أَي كَمَسْلُول الشَّطْبة، يَعْنِي مَا سُلَّ مِنْ قِشره أَو غِمْده؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الشَّطْبةُ: السيفُ، أَرادت أَنه كالسَّيْفِ يُسَلُّ مِنْ غِمْده؛ كَمَا قَالَ العُجَيْرُ السَّلُولي يَرْثِي أَبا الحَجناء: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ، لَا مُتآزِفٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وأَباجلُه ابْنُ الأَعرابي: الشَّطائِبُ دُونَ الكَرانِيفِ، الْوَاحِدَةُ شَطِيبةٌ؛ والشَّطْبُ دُونَ الشَّطائِب، الْوَاحِدَةُ شَطْبةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّاطِبةُ الَّتِي تَعْمَلُ الحُصْر مِنَ الشَّطْب، الْوَاحِدَةُ شَطْبة، وَهِيَ السَّعَفُ. والشُّطُوبُ: أَن تأْخُذَ قِشْرَه الأَعلى. قَالَ: وتَشْطُبُ وتَلْحَى وَاحِدٌ. والشَّواطِبُ مِنَ النساءِ: اللَّوَاتِي يَشْقُقْنَ الخُوصَ، ويَقْشُرْنَ العُسُبَ، لِيَتَّخِذْنَ مِنْهُ الحُصْر، ثُمَّ يُلْقِينَها إِلى المُنَقِّيات؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى، كأَنها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ تَقُولُ مِنْهُ: شَطَبَتِ المَرأَةُ الجَريدَ شَطْباً شَقَّتْه، فَهِيَ شاطِبةٌ، لِتَعْمَلَ مِنْهُ الْحُصْرَ. الأَصمعي: الشَّاطِبةُ الَّتِي تَقْشُر العَسِيبَ، ثُمَّ تُلْقِيه إِلى المنَقِّيةِ، فتأْخُذ كُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهِ بِسِكِّينها، حَتَّى تَتْرُكَهُ رقِيقاً، ثُمَّ تُلْقِيه المُنَقِّيةُ إِلى الشَّاطِبَةِ ثَانِيَةً، وَهُوَ قَوْلُهُ: تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وشُطُوبُ السَّيْفِ وشُطُبُه، بِضم الشِّينِ وَالطَّاءِ، وشُطَبُه: طَرائقُه الَّتِي فِي مَتْنِهِ، وَاحِدَتُهُ شُطْبةٌ، وشُطَبةٌ، وشِطْبةٌ. وَسَيْفٌ مُشَطَّبٌ ومَشْطُوبٌ: فِيهِ شُطَبٌ. وثوبٌ مُشَطَّبٌ: فِيهِ طَرائقُ. والشَّطائبُ مِنَ الناسِ وَغَيْرِهِمْ: الفِرَقُ والضُّرُوبُ المختلفةُ؛ قَالَ الرَّاعِي: فهاجَ بِهِ، لمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى، ... شَطائِبُ شَتَّى، مِنْ كِلابٍ ونابلِ

وسَيْفٌ مُشَطَّب: فِيهِ طَرائِقُ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مُرْتَفِعةً ومُنْحَدِرَةً. ابْنُ شُمَيْلٍ: شُطْبةُ السَّيْفِ: عَموده الناشِزُ فِي متْنِه. الشَّطبةُ والشِّطْبةُ: قِطْعةٌ مِنْ سَنام الْبَعِيرِ، تُقْطَع طُولًا. وكلُّ قِطْعة مِنْ ذَلِكَ أَيضاً تُسَمَّى: شَطِيبةً؛ وَقِيلَ: شَطِيبةُ اللَّحْمِ الشَّرِيحةُ مِنْهُ. وشَطَّبه: شَرَّحه. وَيُقَالُ: شَطَبْتُ السَّنَامَ والأَديمَ أَشْطُبه شَطْباً. أَبو زَيْدٍ: شُطَبُ السَّنامِ أَن تُقَطِّعَه قِدَداً، وَلَا تُفَصِّلَها، وَاحِدَتُهَا شُطْبةٌ، وَقَالُوا أَيضاً شَطِيبة، وَجَمْعُهَا شَطائِبُ. وكلُّ قِطْعَةِ أَديمٍ تُقَدُّ طُولًا شَطِيبةٌ. وشَطَبَ الأَديمَ والسَّنام، يَشْطُبهما شَطْباً: قَطَعَهما. وشَطِيبةٌ مِن نَبْع يُتَّخَذُ مِنْهَا القَوْسُ. والشَّواطِبُ مِنَ النساءِ: اللَّوَاتِي يَقْدُدْنَ الأَدِيمَ، بعد ما يَخْلُقْنَه. وَنَاقَةٌ شَطِيبةٌ: يابِسةٌ. وفَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْن والكَفَل: انْتَبَر مَتْناه سِمَناً، وتَبايَنَتْ غُرورُه؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: مِثلُ هِمْيانِ العَذارَى، بَطْنُه ... أَبْلَقُ الحقْوَينِ، مَشْطوبُ الكَفَلْ وَرَجُلٌ شاطِب المَحَلِّ: بعيدُه، مِثْلُ شاطِنٍ. والانْشِطابُ: السَّيَلانُ. والمُنْشَطِبُ: السائِلُ «3» مِنَ الماءِ وَغَيْرِهِ. والمُنْشَطِبُ السَّائِلُ. وطريقٌ شاطِبٌ: مائِلٌ. وشَطَبَ عَنِ الشيءِ: عَدَلَ عَنْهُ. الأَصمعي: شَطَفَ وشَطَبَ إِذا ذَهَبَ وتباعَد. وَفِي النَّوَادِرِ: رَمْيةٌ شاطِفةٌ، وشاطِبةٌ، وصائِفةٌ إِذا زَلَّت عَنِ المَقْتَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَمَلَ عامِرُ بنُ رَبِيعةَ عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، فطَعَنَه، فشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَله ؛ هُوَ مِنْ شَطَبَ، بِمَعْنَى بَعُدَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الحَرْبيُّ: شَطَبَ الرُّمح عَنْ مَقْتَله أَي لَمْ يَبْلُغْه. الأَصمعي: شَطَفَ وشَطَبَ إِذا عَدَل ومالَ. أَبو الْفَرَجِ: الشَّطائبُ والشَّصائبُ الشَّدائدُ. وشَطِبٌ: جبلٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: كأَنَّ أَقْرابَه، لمَّا عَلا شَطِباً، ... أَقْرابُ أَبْلَقَ، يَنْفِي الخيْلَ، رمّاحِ وَفِي الصِّحَاحِ: شَطِيبٌ: اسْمُ جَبَل. ورأَيت فِي حَوَاشِي نُسْخَةٍ مَوْثُوقٍ بِهَا: هَكَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي أَورده الْفَارَابِيُّ فِي دِيوَانِ الأَدب، وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَابْنُ فَارِسٍ: شَطِبٌ، عَلَى فَعِلٍ: اسْمُ جَبل، والله أَعلم. شعب: الشَّعْبُ: الجَمعُ، والتَّفْريقُ، والإِصلاحُ، والإِفْسادُ: ضدٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: وشَعْبٌ صَغِيرٌ مِنْ شَعْبٍ كبيرٍ أَي صَلاحٌ قلِيلٌ مِنْ فَسادٍ كَثِيرٍ. شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً، فانْشَعَبَ، وشَعَّبَه فَتَشَعَّب؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِعَلِيِّ بنِ غَديرٍ الغَنَويِّ فِي الشَّعْبِ بِمَعْنَى التَّفْريق: وإِذا رأَيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَهُ، ... شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ فِي العِصْيانِ قَالَ: مَعْنَاهُ يُفَرِّقُ أَمْرَه. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: شَعَبَ الرَّجُلُ أَمْرَهُ إِذا شَتَّتَه

_ (3). قوله [والمنشطب السائل] هذه العبارة الثانية للأَزهري والأَولى لابن سيدة، جمع المؤلف بين عبارتيهما.

وفَرَّقَه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيت فِي الشَّعْبِ: إِنه يكونُ بمَعْنَيَيْنِ، يكونُ إِصْلاحاً، ويكونُ تَفْريقاً. وشَعْبُ الصَّدْعِ فِي الإِناءِ: إِنما هُوَ إِصلاحُه ومُلاءَمَتُه، ونحوُ ذَلِكَ. والشَّعْبُ: الصَّدْعُ الَّذِي يَشْعَبُهُ الشَّعّابُ، وإِصْلاحُه أَيضاً الشَّعْبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّخَذَ مكانَ الشَّعْبِ سِلْسلةً ؛ أَي مكانَ الصَّدْعِ والشَّقِّ الَّذِي فِيهِ. والشَّعَّابُ: المُلَئِّمُ، وحِرْفَتُه الشِّعابةُ. والمِشْعَبُ: المِثْقَبُ المَشْعُوبُ بِهِ. والشَّعِيبُ: المَزادةُ المَشْعُوبةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي مِنْ أَديمَين؛ وَقِيلَ: مِنْ أَدِمَينِ يُقابَلان، لَيْسَ فيهما فِئامٌ في زَواياهُما؛ والفِئامُ فِي المَزايدِ: أَن يُؤْخَذَ الأَديمُ فيُثْنى، ثُمَّ يُزادُ فِي جَوانِبِها مَا يُوَسِّعُها؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلًا تَرعَى فِي العَزيبِ: إِذا لمْ تَرُحْ، أَدَّى إِليها مُعَجِّلٌ، ... شَعِيبَ أَديمٍ، ذَا فِراغَينِ مُتْرَعا يَعْنِي ذَا أَدِيمَين قُوبِلَ بَيْنَهُمَا؛ وَقِيلَ: الَّتِي تُفْأَمُ بجِلْدٍ ثالِثٍ بَيْنِ الجِلْدَين لتَتَّسِعَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي مِنْ قِطْعَتَينِ، شُعِبَتْ إِحداهُما إِلى الأُخرى أَي ضُمَّتْ، وَقِيلَ: هِيَ المَخْرُوزَةُ مِنْ وَجْهينِ؛ وكلُّ ذَلِكَ مِنَ الجمعِ. والشَّعِيبُ أَيضاً: السِّقاءُ الْبَالِي، لأَنه يُشْعَب، وجَمْعُ كلِّ ذَلِكَ شُعُبٌ. والشَّعِيبُ، والمَزادةُ، والراويَةُ، والسَّطيحةُ: شيءٌ واحدٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ، لأَنه ضُمَّ بعضُه إِلى بعضٍ. ويقال: أَشْعَبُه فَمَا يَنْشَعِبُ أَي فَمَا يَلْتَئِمُ. ويُسَمَّى الرحلُ شَعِيباً؛ وَمِنْهُ قولُ المَرّار يَصِفُ نَاقَةً: إِذا هِيَ خَرَّتْ، خَرَّ، مِن عَنْ يمينِها، ... شَعِيبٌ، بِهِ إِجْمامُها ولُغُوبُها «1» يَعْنِي الرحْل، لأَنه مَشْعوب بعضُه إِلى بعضٍ أَي مضمومٌ. وَتَقُولُ: التَأَمَ شَعْبُهم إِذا اجْتَمَعُوا بَعْدَ التفَرُّقِ؛ وتَفَرَّقَ شَعْبُهم إِذا تَفَرَّقُوا بَعْدَ الاجتماعِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ عَجَائِبِ كلامِهم؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: شَتَّ شَعْبُ الحيِّ بعد التِئامِ، ... وشَجاكَ، اليَوْمَ، رَبْعُ المُقامِ أَي شَتَّ الجميعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي شَعَبْتَ بِهَا الناسَ؟ أَي فرَّقْتَهم. والمُخاطَبُ بِهَذَا الْقَوْلِ ابنُ عباسٍ، فِي تحليلِ المُتْعةِ، والمُخاطِبُ لَهُ بِذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْم. والشَّعْبُ: الصدعُ والتَّفَرُّقُ فِي الشيءِ، والجمْع شُعوبٌ. والشُّعْبةُ: الرُّؤْبةُ، وَهِيَ قِطْعةٌ يُشْعَب بِهَا الإِناءُ. يُقَالُ: قَصْعةٌ مُشَعَّبةٌ أَي شُعِبَتْ فِي مواضِعَ مِنْهَا، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَوَصَفَتْ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَرْأَبُ شَعْبَها أَي يَجْمَعُ مُتَفَرِّقَ أَمْرِ الأُمّةِ وكلمَتَها؛ وَقَدْ يكونُ الشَّعْبُ بِمَعْنَى الإِصلاحِ، فِي غَيْرِ هَذَا، وَهُوَ مِنَ الأَضْدادِ. والشَّعْبُ: شَعْبُ الرَّأْسِ، وَهُوَ شأْنُه الَّذِي يَضُمُّ قَبائِلَه،

_ (1). قوله [من عن يمينها] هكذا في الأَصل والجوهري والذي في التهذيب من عن شمالها.

وَفِي الرأْسِ أَربَعُ قَبائل؛ وأَنشد: فإِنْ أَوْدَى مُعَاوِيَةُ بنُ صَخْرٍ، ... فبَشِّرْ شَعْبَ رَأْسِكَ بانْصِداعِ وَتَقُولُ: هُمَا شَعْبانِ أَي مِثْلانِ. وتَشَعَّبَتْ أَغصانُ الشَّجَرَةِ، وانْشَعَبَتْ: انْتَشَرَت وتَفَرَّقَتْ. والشُّعْبة مِنَ الشَّجَرِ: مَا تَفَرَّقَ مِنْ أَغصانها؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَسْلُبُ الكانِسَ، لَمْ يُؤْرَ بِهَا، ... شُعْبةَ الساقِ، إِذا الظّلُّ عَقَل شُعْبةُ الساقِ: غُصْنٌ مِنْ أَغصانها. وشُعَبُ الغُصْنِ: أَطرافُه المُتَفَرِّقَة، وكلُّه راجعٌ إِلى مَعْنَى الافتراقِ؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ كلِّ غُصْنَيْن شُعْبةٌ؛ والشُّعْبةُ، بِالضَّمِّ: وَاحِدَةُ الشُّعَبِ، وَهِيَ الأَغصانُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ عَصاً فِي رأْسِها شُعْبَتانِ؛ قَالَ الأَزهري: وسَماعي مِنَ الْعَرَبِ: عَصاً فِي رَأْسِها شُعْبانِ، بِغَيْرِ تَاءٍ. والشُّعَبُ: الأَصابع، والزرعُ يكونُ عَلَى ورَقة، ثُمَّ يُشَعِّبُ. وشَعَّبَ الزرعُ، وتَشَعَّبَ: صَارَ ذَا شُعَبٍ أَي فِرَقٍ. والتَّشَعُّبُ: التفرُّق. والانْشِعابُ مِثلُه. وانْشَعَبَ الطريقُ: تَفَرَّقَ؛ وَكَذَلِكَ أَغصانُ الشَّجَرَةِ. وانْشَعَبَ النَّهْرُ وتَشَعَّبَ: تفرَّقَتْ مِنْهُ أَنهارٌ. وانْشَعَبَ بِهِ القولُ: أَخَذَ بِهِ مِنْ مَعْنًى إِلى مَعْنًى مُفارِقٍ للأَولِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةُ: هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، ... وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ قِيلَ: تَشْعَبُ تَصْرِفُ وتَمْنَع؛ وَقِيلَ: لَا تجيءُ عَلَى القصدِ. وشُعَبُ الجبالِ: رؤُوسُها؛ وَقِيلَ: مَا تفرَّقَ مِنْ رؤُوسِها. الشُّعْبةُ: دُونَ الشِّعْبِ، وَقِيلَ: أُخَيَّة الشِّعْب، وَكِلْتَاهُمَا يَصُبُّ مِنَ الْجَبَلِ. والشِّعْبُ: مَا انْفَرَجَ بَيْنَ جَبَلَينِ. والشِّعْبُ: مَسِيلُ الْمَاءِ فِي بطنٍ مِنَ الأَرضِ، لَهُ حَرْفانِ مُشْرِفانِ، وعَرْضُه بَطْحةُ رجُلٍ، إِذا انْبَطَح، وَقَدْ يَكُونُ بَيْنَ سَنَدَيْ جَبَلَين. والشُّعْبةُ: صَدْعٌ فِي الجبلِ، يأْوي إِليه الطَّيرُ، وَهُوَ مِنْهُ. والشُّعْبةُ: المَسيلُ فِي ارتفاعِ قَرارَةِ الرَّمْلِ. والشُّعْبة: المَسِيلُ الصغيرُ؛ يُقَالُ: شُعْبةٌ حافِلٌ أَي مُمتلِئة سَيْلًا. والشُعْبةُ: مَا صَغُرَ عَنِ التَّلْعة؛ وَقِيلَ: مَا عَظُمَ مِنَ سَواقي الأَوْدِيةِ؛ وَقِيلَ: الشُّعْبة مَا انْشَعَبَ مِنَ التَّلْعة وَالْوَادِي، أَي عَدَل عَنْهُ، وأَخَذ فِي طريقٍ غيرِ طريقِه، فتِلك الشُّعْبة، وَالْجَمْعُ شُعَبٌ وشِعابٌ. والشُّعْبةُ: الفِرْقة وَالطَّائِفَةُ مِنَ الشيءِ. وَفِي يَدِهِ شُعْبةُ خيرٍ، مَثَلٌ بِذَلِكَ. وَيُقَالُ: اشْعَبْ لِي شُعْبةً مِنَ المالِ أَي أَعْطِني قِطعة مِنْ مالِكَ. وَفِي يَدِي شُعْبةٌ مِنْ مالٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحياءُ شُعْبةٌ مِنَ الإِيمانِ أَي طائفةٌ مِنْهُ وقِطعة؛ وإِنما جَعَلَه بعضَ الإِيمان، لأَنَّ المُسْتَحِي يَنْقَطِعُ لِحيائِه عَنِ الْمَعَاصِي، وإِن لَمْ تَكُنْ لَهُ تَقِيَّةٌ، فَصَارَ كالإِيمانِ الَّذِي يَقْطَعُ بينَها وبينَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: الشَّبابُ شُعْبة مِنَ الجُنونِ ، إِنما جَعَله شُعْبةً مِنْهُ، لأَنَّ الجُنونَ يُزِيلُ العَقْلَ، وَكَذَلِكَ الشَّبابُ قَدْ يُسْرِعُ إِلى قِلَّةِ العَقْلِ، لِما فِيهِ مِنْ كثرةِ المَيْلِ إِلى الشَّهَوات، والإِقْدامِ عَلَى المَضارّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ إِنَّ النارَ يومَ الْقِيَامَةِ، تَتَفَرَّقُ إِلى ثلاثِ فِرَقٍ، فكُلَّما ذهبُوا

أَن يخرُجوا إِلى موضعٍ، رَدَّتْهُم. ومعنى الظِّلِّ هاهنا أَن النارَ أَظَلَّتْه، لأَنَّه لَيْسَ هُنَاكَ ظِلٌّ. وشُعَبُ الفَرَسِ وأَقْطارُه: مَا أَشرَفَ مِنْهُ، كالعُنُقِ والمَنْسِج؛ وَقِيلَ: نواحِيه كُلُّهَا؛ وَقَالَ دُكَينُ بنُ رَجَاءٍ: أَشَمّ خِنْذِيذٌ، مُنِيفٌ شُعَبُهْ، ... يَقْتَحِمُ الفارِسَ، لَوْلَا قَيْقَبُه الخِنْذِيذُ: الجَيِّدُ مِنَ الخَيْلِ، وَقَدْ يَكُونُ الخصِيَّ أَيضاً. وأَرادَ بقَيْقَبِه: سَرْجَه. والشَّعْبُ: القَبيلةُ العظيمةُ؛ وَقِيلَ: الحَيُّ العظيمُ يتَشَعَّبُ مِنَ القبيلةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ القبيلةُ نفسُها، وَالْجَمْعُ شُعوبٌ. والشَّعْبُ: أَبو القبائِلِ الذي يَنْتَسِبُون إِليه أَي يَجْمَعُهُم ويَضُمُّهُم. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضي اللَّهُ عَنْهُ، فِي ذَلِكَ: الشُّعُوبُ الجُمّاعُ، والقبائلُ البُطُونُ، بُطونُ الْعَرَبِ، والشَّعْبُ مَا تَشَعَّبَ مِنْ قَبائِل الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ. وكلُّ جِيلٍ شَعْبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا أَحْسِبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدَّةً، أَبداً، ... وَلَا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِدًا، شُعَبُ والجَمْعُ كالجَمْعِ. ونَسَب الأَزهري الاستشهادَ بِهَذَا الْبَيْتِ إِلى اللَّيْثِ، فَقَالَ: وشُعَبُ الدَّهْر حالاتُه، وأَنشد الْبَيْتَ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي ظَنَنْت أَن لَا يَنْقَسِمَ الأَمرُ الْوَاحِدُ إِلى أُمورٍ كثيرةٍ؛ ثُمَّ قَالَ: لَمْ يُجَوِّد الليثُ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ، وَمَعْنَاهُ: أَنه وصفَ أَحياءً كَانُوا مُجتَمِعينَ فِي الربيعِ، فَلَمَّا قَصَدُوا المَحاضِرَ، تَقَسَّمَتْهُم الْمِيَاهُ؛ وشُعَب القومِ نِيّاتُهم، فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَكَانَتْ لكلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ نِيَّة غيرُ نِيّة الآخَرينَ، فَقَالَ: مَا كنتُ أَظُنُّ أَنَّ نِيَّاتٍ مختَلِفةً تُفَرِّقُ نِيَّةً مُجْتمعةً. وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا فِي مُنْتَواهُمْ ومُنْتَجَعِهم مُجْتَمِعِينَ عَلَى نِيَّةٍ واحِدةٍ، فَلَمَّا هاجَ العُشْبُ، ونَشَّتِ الغُدرانُ، توزَّعَتْهُم المَحاضِرُ، وأَعْدادُ المِياهِ؛ فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: وَلَا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِدًا شُعَبُ وَقَدْ غَلَبَتِ الشُّعوبُ، بلفظِ الجَمْعِ، عَلَى جِيلِ العَجَمِ، حَتَّى قِيلَ لمُحْتَقرِ أَمرِ الْعَرَبِ: شُعُوبيٌّ، أَضافوا إِلى الجمعِ لغَلَبَتِه عَلَى الجِيلِ الواحِد، كقولِهم أَنْصاريٌّ. والشُّعوبُ: فِرقَةٌ لَا تُفَضِّلُ العَرَبَ عَلَى العَجَم. والشُّعوبيٌّ: الَّذِي يُصَغِّرُ شأْنَ العَرَب، وَلَا يَرَى لَهُمْ فَضْلًا عَلَى غيرِهم. وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ مَسْروق: أَنَّ رَجلًا مِنَ الشُّعوبِ أَسلم، فَكَانَتْ تؤخذُ مِنْهُ الجِزية، فأَمرَ عُمَرُ أَن لَا تؤخذَ مِنْهُ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الشعوبُ هاهنا الْعَجَمُ، ووجهُه أَن الشَّعْبَ مَا تَشَعَّبَ مِنْ قَبائِل الْعَرَبِ، أَو الْعَجَمِ، فخُصَّ بأَحَدِهِما، ويجوزُ أَن يكونَ جمعَ الشُّعوبيِّ، وَهُوَ الَّذِي يصَغِّرُ شأْنَ الْعَرَبِ، كقولِهم اليهودُ والمجوسُ، فِي جَمْعِ اليهوديِّ وَالْمَجُوسِيِّ. والشُّعَبُ: القبائِل. وَحَكَى ابْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبيه: الشَّعْبُ أَكبرُ مِنَ القبيلةِ، ثُمَّ الفَصيلةُ، ثُمَّ العِمارةُ، ثُمَّ البطنُ، ثُمَّ الفَخِذُ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ فِي هَذَا مَا رَتَّبَه الزُّبَيرُ بنُ بكَّارٍ: وَهُوَ الشَّعْبُ، ثُمَّ القبيلةُ، ثُمَّ العِمارةُ، ثُمَّ البطنُ، ثُمَّ الفَخِذُ، ثُمَّ الْفَصِيلَةُ؛ قَالَ أَبو أُسامة: هَذِهِ الطَّبَقات عَلَى ترتِيب خَلْق الإِنسانِ، فالشَّعبُ أَعظمُها، مُشْتَقٌّ مِنْ شَعْبِ الرَّأْسِ، ثُمَّ القبيلةُ مِنْ قبيلةِ الرّأْسِ لاجْتماعِها، ثُمَّ العِمارةُ وَهِيَ الصَّدرُ،

ثُمَّ البَطنُ، ثُمَّ الفخِذُ، ثُمَّ الْفَصِيلَةُ، وَهِيَ الساقُ. والشعْبُ، بالكسرِ: مَا انْفَرَجَ بينَ جَبَلَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّريقُ فِي الجَبَلِ، والجمعُ الشِّعابُ. وَفِي المَثَل: شَغَلَتْ شِعابي جَدْوايَ أَي شَغَلَتْ كَثرةُ المؤُونة عَطائي عَنِ الناسِ؛ وَقِيلَ: الشِّعْبُ مَسِيلُ الماءِ، فِي بَطْنٍ منَ الأَرضِ، لهُ جُرْفانِ مُشْرِفانِ، وعَرْضُهُ بطْحَةُ رَجُلٍ. والشُّعْبة: الفُرْقة؛ تَقُولُ: شَعَبَتْهم الْمَنِيَّةُ أَي فرَّقَتْهم، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمَنِيَّةُ شَعُوبَ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِفُ، وَلَا تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ. وَقِيلَ: شَعُوبُ والشَّعُوبُ، كِلْتاهُما المَنِيَّة، لأَنها تُفَرِّقُ؛ أَمّا قَوْلُهُمْ فِيهَا شَعُوبُ، بِغَيْرِ لامٍ، والشَّعوبُ بِاللَّامِ، فَقَدْ يُمْكِنُ أَن يكونَ فِي الأَصل صِفَةً، لأَنه، مِنْ أَمْثِلَةِ الصِّفاتِ، بِمَنْزِلَةِ قَتُولٍ وضَروبٍ، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ، فاللامُ فِيهِ بمنزلتِها فِي العَبّاسِ والحَسَنِ والحَرِثِ؛ ويؤَكِّدُ هَذَا عندَكَ أَنهم قَالُوا فِي اشْتِقاقِها، إِنها سُمِّيَتْ شَعُوبَ، لأَنها تَشْعَبُ أَي تُفَرِّقُ، وَهَذَا الْمَعْنَى يؤَكِّدُ الوَصْفِيَّةَ فِيهَا، وَهَذَا أَقْوى مِنْ أَن تُجْعَلَ اللَّامُ زَائِدَةً. ومَن قَالَ شَعُوبُ، بِلا لامٍ، خَلَصَتْ عندَه اسْماً صَرِيحًا، وأَعْراها فِي اللَّفْظِ مِن مَذْهَبِ الصفةِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُلْزمْها اللَّامَ، كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ قَالَ عباسٌ وحَرِثٌ، إِلَّا أَنَّ روائِحَ الصفةِ فِيهِ عَلَى كلِّ حالٍ، وإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ لامٌ، أَلا تَرَى أَنَّ أَبا زيدٍ حَكَى أَنهم يُسَمُّونَ الخُبزَ جابِرَ بْنَ حبَّة؟ وإِنما سَمَّوهُ بِذَلِكَ، لأَنه يَجْبُر الجائِعَ؛ فَقَدْ تَرَى مَعْنَى الصِّفَةِ فِيهِ، وإِن لَمْ تَدْخُلْهُ اللامُ. ومِن ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: واسِطٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَمَّوهُ واسِطاً، لأَنه وَسَطَ بينَ العِراقِ والبَصْرَة، فَمَعْنَى الصِّفَةِ فِيهِ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِي لفظِه لامٌ. وشاعَبَ فلانٌ الحياةَ، وشاعَبَتْ نَفْسُ فلانٍ أَي زَايَلَتِ الحَياةَ وذَهَبَت؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ويَبْتَزُّ فِيهِ المرءُ بَزَّ ابْنِ عَمِّهِ، ... رَهِيناً بِكَفَّيْ غَيْرِه، فَيُشاعِبُ يشَاعِبُ: يفَارِق أَي يُفارِقُه ابنُ عَمِّه؛ فَبزُّ ابنِ عَمِّه: سِلاحُه. يَبْتَزُّه: يأْخُذُه. وأَشْعَبَ الرجلُ إِذا ماتَ، أَو فارَقَ فِراقاً لَا يَرْجِعُ. وَقَدْ شَعَبَتْه شَعُوبُ أَي المَنِيَّة، تَشْعَبُه، فَشَعَب، وانْشَعَب، وأَشْعَبَ أَي ماتَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أَقَامَتْ بِهِ مَا كانَ، فِي الدَّارِ، أَهْلُها، ... وكانُوا أُناساً، مِنْ شَعُوبَ، فأَشْعَبُوا تَحَمَّلَ منْ أَمْسَى بِهَا، فَتَفَرَّقُوا ... فَريقَيْن، مِنْهُمْ مُصْعِدٌ ومُصَوِّبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوابُ إِنْشادِه، عَلَى مَا رُوِيَ فِي شِعْرِهِ: وَكَانُوا شُعُوباً مِنْ أُناسٍ أَي ممَّنْ تَلْحَقُه شَعُوبُ. وَيُرْوَى: مِنْ شُعُوب، أَي كانوا من الناس الذين يَهْلِكُون فَهَلَكُوا. وَيُقَالُ للمَيِّتِ: قَدِ انْشَعَبَ؛ قَالَ سَهْم الْغَنَوِيُّ: حَتَّى تُصادِفَ مَالًا، أَو يُقَالَ فَتًى ... لاقَى الَّتِي تشْعَبُ الفِتْيانَ، فانْشَعَبَا وَيُقَالُ: أَقَصَّتْه شَعُوب إِقْصاصاً إِذا أَشْرَفَ عَلَى المَنِيَّة، ثُمَّ نَجَا. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: فَمَا زِلْتُ واضِعاً رِجْلِي عَلَى خَدِّه حَتَّى أَزَرْتُه شَعُوبَ ؛ شَعُوبُ: مِنْ أَسماءِ المَنِيَّةِ، غيرَ مَصْروفٍ، وسُمِّيَتْ شعُوبَ، لأَنَّها تُفَرِّقُ. وأَزَرْتُه: مِنَ الزيارةِ. وشَعَبَ إِليهم فِي عَدَدِ كَذَا: نَزَع، وفارَقَ صَحْبَهُ.

والمَشْعَبُ: الطَّريقُ. ومَشْعَبُ الحَقِّ: طَريقُه المُفَرِّقُ بينَه وَبَيْنَ الباطلِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا لِيَ، إِلَّا آلَ أَحْمَد، شِيعةٌ، ... وَمَا لِيَ، إِلَّا مَشْعَبَ الحقِّ، مَشْعَبُ والشُّعْبةُ: ما بين القَرْنَيْنِ، لتَفْريقِها بَيْنَهُمَا؛ والشَّعَبُ: تَباعُدُ مَا بَيْنَهُمَا؛ وَقَدْ شَعِبَ شَعَباً، وَهُوَ أَشْعَبُ. وظَبْيٌ أَشْعَبُ: بَيِّنُ الشَّعَب، إِذا تَفَرَّقَ قَرْناه، فتَبايَنَا بينُونةً شَدِيدَةً، وَكَانَ مَا بَيْنَ قَرْنَيْه بَعِيدًا جِدًّا، وَالْجَمْعُ شُعْبٌ؛ قَالَ أَبو دُوادٍ: وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْساءِ، ... نَبَّاجٍ مِنَ الشُّعْبِ وتَيْسٌ أَشْعَبُ إِذا انْكَسَرَ قَرْنُه، وعَنْزٌ شَعْبَاءُ. والشَّعَبُ أَيضاً: بُعْدُ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، والفِعلُ كالفِعلِ. والشاعِبانِ: المَنْكِبانِ، لتَباعُدِهِما، يَمانِيَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا قَعَدَ الرَّجُلُ مِنَ المرأَةِ مَا بَيْنَ شُعَبِها الأَرْبعِ، وَجَبَ عَلَيْهِ الغُسْلُ. شُعَبُها الأَرْبعُ: يَداها ورِجْلاها؛ وَقِيلَ: رِجْلاها وشُفْرا فَرْجِها؛ كَنى بِذَلِكَ عَنْ تَغْيِيبِه الحَشَفَة فِي فَرْجِها. وماءٌ شَعْبٌ: بعيدٌ، وَالْجَمْعُ شُعُوبٌ؛ قَالَ: كَمَا شَمَّرَتْ كَدْراءُ، تَسْقِي فِراخَها ... بعَرْدَةَ، رِفْهاً، والمياهُ شُعُوبُ وانْشَعَبَ عنِّي فُلانٌ: تباعَدَ. وشاعَبَ صاحبَه: باعَدَه؛ قَالَ: وسِرْتُ، وَفِي نَجْرانَ قلْبي مُخَلَّفٌ، ... وجِسْمي، ببَغْدادِ العِراقِ، مُشاعِبُ وشَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً إِذا صَرَفَه. وشَعَبَ اللجامُ الفَرَسَ إِذا كَفَّه؛ وأَنشد: شاحِيَ فِيهِ واللِّجامُ يَشْعَبُهْ وشَعْبُ الدَّارِ: بُعْدُها؛ قَالَ قيسُ بنُ ذُرَيْحٍ: وأَعْجَلُ بالإِشْفاقِ، حَتَّى يَشِفَّنِي، ... مَخافة شَعْبِ الدَّارِ، والشَّمْلُ جامِعُ وشَعْبانُ: اسمٌ للشَّهْرِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لتَشَعُّبِهم فِيهِ أَي تَفَرُّقِهِم فِي طَلَبِ المِياهِ، وَقِيلَ فِي الغاراتِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ إِنما سُمِّيَ شَعبانُ شَعبانَ لأَنه شَعَبَ، أَي ظَهَرَ بَيْنَ شَهْرَيْ رمضانَ ورَجَبٍ، وَالْجَمْعُ شَعْباناتٌ، وشَعابِينُ، كرمضانَ ورَمَاضِينَ. وشَعبانُ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، تَشَعَّب منَ اليَمَنِ؛ إِليهم يُنْسَبُ عامِرٌ الشَّعْبِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَلَى طَرْحِ الزائدِ. وَقِيلَ: شَعْبٌ جبلٌ باليَمَنِ، وَهُوَ ذُو شَعْبَيْنِ، نَزَلَه حَسَّانُ بنُ عَمْرو الحِمْيَرِيُّ وَولَدُه، فنُسِبوا إِليه؛ فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ بِالْكُوفَةَ، يُقَالُ لَهُمُ الشَّعْبِيُّونَ، مِنْهُمْ عامرُ بنُ شَراحِيلَ الشَّعْبِيُّ، وعِدادُه فِي هَمْدانَ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ بالشامِ، يقالُ لَهُمُ الشَّعْبانِيُّون؛ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ باليَمَن، يقالُ لَهُمْ آلُ ذِي شَعْبَيْنِ، ومَن كَانَ مِنْهُمْ بمصْرَ والمَغْرِبِ، يُقَالُ لَهُمُ الأُشْعُوبُ. وشَعَب البعيرُ يَشْعَبُ شَعْباً: اهْتَضَمَ الشجرَ مِنْ أَعْلاهُ. قَالَ ثعلبٌ، قَالَ النَّضْر: سمعتُ أَعرابياً حِجازيّاً باعَ بَعِيرًا لَهُ، يقولُ: أَبِيعُكَ،

هُوَ يَشْبَعُ عَرْضاً وشَعْباً؛ العَرْضُ: أَن يَتَناوَلَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْراضِه. وَمَا شَعَبَك عَنِّي؟ أَي مَا شَغَلَكَ؟ والشِّعْبُ: سِمَةٌ لبَنِي مِنْقَرٍ، كهَيْئةِ المِحْجَنِ وصُورَتِه، بِكَسْرِ الشِّينِ وَفَتْحِهَا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الشِّعابُ سِمَةٌ فِي الفَخِذ، فِي طُولِها خَطَّانِ، يُلاقى بَيْنَ طَرَفَيْهِما الأَعْلَيَيْنِ، والأَسْفَلانِ مُتَفَرِّقانِ؛ وأَنشد: نَارٌ علَيْها سِمَةُ الغَواضِرْ: ... الحَلْقَتانِ والشِّعابُ الفاجِرْ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التذكِرةِ: الشَّعْبُ وسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسفلُه، مُتَفَرِّقٌ أَعلاه. وجَمَلٌ مَشْعُوبٌ، وإِبلٌ مُشَعَّبةٌ: مَوْسُومٌ بِهَا. والشَّعْبُ: موضعٌ. وشُعَبَى، بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ، مقصورٌ: اسمُ موضعٍ فِي جَبَلِ طَيِّئٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الْعَبَّاسَ بْنَ يَزِيدَ الكِنْدي: أَعَبْداً حَلَّ، فِي شُعَبَى، غَريباً؟ ... أَلُؤْماً، لَا أَبا لَكَ، واغْتِرابا قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تقولُ أَبي لكَ وشَعْبي لكَ، مَعْنَاهُ فَدَيْتُك؛ وأَنشد: قالَتْ: رأَيتُ رَجُلًا شَعْبي لَكْ، ... مُرَجَّلًا، حَسِبْتُه تَرْجِيلَكْ قَالَ: مَعْنَاهُ رأَيتُ رجُلًا فدَيْتُك، شَبَّهتُهُ إِيَّاك. وشعبانُ: موضعٌ بالشامِ. والأَشْعَب: قَرْيةٌ باليَمامَةِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدي: فَلَيْتَ رسُولًا، لَهُ حاجةٌ ... إِلى الفَلَجِ العَوْدِ، فالأَشْعَبِ وشَعَبَ الأَمِيرُ رَسُولًا إِلى موضعِ كَذَا أَي أَرسَلَه. وشَعُوبُ: قَبِيلة؛ قَالَ أَبو خِراشٍ: مَنَعْنا، مِنْ عَدِيِّ، بَني حُنَيْفٍ، ... صِحابَ مُضَرِّسٍ، وابْنَيْ شَعُوبَا فأَثْنُوا، يَا بَنِي شِجْعٍ، عَلَيْنا، ... وحَقُّ ابْنَيْ شَعُوبٍ أَن يُثِيبا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا وَجَدْنَا شَعُوبٍ مَصْروفاً فِي الْبَيْتِ الأَخِير، وَلَوْ لمْ يُصْرَفْ لاحْتَمل الزّحافَ. وأَشْعَبُ: اسمُ رجُلٍ كَانَ طَمَّاعاً؛ وَفِي المَثَل: أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَبَ. وشُعَيْبٌ: اسمٌ. وغَزالُ شعبانَ: ضَرْبٌ مِنَ الجَنادِب، أَو الجَخادِب. وشَعَبْعَبُ: مَوْضِعٌ. قَالَ الصِّمَّةُ بنُ عبدِ اللهِ القُشَيْرِي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كثيرٌ مِمَّنْ يَغْلَطُ فِي الصِّمَّة فيقولُ القَسْري، وَهُوَ القُشَيْرِي لَا غَيْرُ، لأَنه الصِّمَّةُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ طُفَيْلِ بْنِ قُرَّةَ بنِ هُبَيْرةَ بْنِ عامِر بْنِ سَلَمةِ الخَير بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعبٍ: يَا لَيْتَ شِعْرِيَ، والأَقْدارُ غالِبةٌ، ... والعَيْنُ تَذْرِفُ، أَحياناً، مِنَ الحَزَنِ هَلْ أَجْعَلَنَّ يَدِي، للخَدِّ، مِرْفَقَةً ... عَلَى شَعَبْعَبَ، بينَ الحَوْضِ والعَطَنِ؟ وشُعْبةُ: موضعٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمَغَازِي: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يريدُ قُريْشاً، وسَلَكَ شُعْبة ، بِضَمِّ الشِّينِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، موضعٌ قُرْب يَلْيَل، وَيُقَالُ لَهُ شُعْبةُ بنِ عبدِ الله. شعصب: الشَّعْصَبُ: العاسِي. وشَعْصَبَ: عَسَا.

شعنب: الأَزهري: يُقَالُ للتَّيْسِ إِنه لمُعَنْكِبُ القَرْنِ، وَهُوَ المُلْتَوِي القَرْنِ حَتَّى يصيرَ كأَنه حلْقةٌ. والمُشَعْنِبُ: المُسْتَقِيمُ. وَقَالَ النَّضْرُ: الشَّعْنَبَةُ أَن يَسْتَقِيمَ قَرنُ الكبشِ ثُمَّ يَلْتَوِيَ عَلَى رَأْسِهِ قبلَ أُذُنِه، قَالَ: وَيُقَالُ تَيْسٌ مُشَعْنِبُ القَرْنِ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، والفتح والكسر. شغب: الشَّغْبُ، والشَّغَبُ، والتَّشْغِيبُ: تَهْيِيجُ الشَّرِّ، وأَنشد اللَّيْثُ: وإِني، عَلَى مَا نالَ مِنِّي بصَرْفِهِ، ... عَلَى الشَّاغِبِينَ، التارِكِي الحَقِّ، مِشْغَبُ وَقَدْ شَغَبَهم وشَغَب عَلَيْهِمْ، وَالْكَسْرُ فِيهِ لُغَةٌ، وَهُوَ شَغْبُ الجُنْدِ، وَلَا يُقَالُ شَغَبٌ؛ وتقول منه: شَغَبْتُ عَلَيْهِمْ، وشَغَبْت بِهِم، وشَغَبْتُهُم أَشْغَبُ شَغْباً: كُلُّه بِمَعْنًى؛ قَالَ لَبِيدٌ: ويُعابُ قائِلُهُم، وإِن لَمْ يَشْغَبِ أَي وإِن لَمْ يَجُرْ عَنِ الطريقِ والقَصْدِ. شَمِرٌ: شَغَبَ فلانٌ عَنِ الطريقِ، يَشْغَبُ شَغْباً، وفلانٌ مِشْغَبٌ إِذا كَانَ عانِداً عَنِ الحَقِّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَرُدُّونَ الحُلُومَ إِلى جِبالٍ، ... وإِن شاغَبْتَهم وجَدوا شِغابَا أَي وإِن خالَفْتَهم عَنِ الْحُكْمِ إِلى الْجَوْرِ، وتركِ الْقَصْدِ إِلى العُنودِ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْغَبُ أَي تَجُورُ بِكَ عَنْ طَرِيقِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قِيلَ لَهُ مَا هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي شَغَبَتْ فِي الناسِ؟ الشَّغْبُ، بِسُكُونِ الْغَيْنِ: تَهْيِيجُ الشَّرِّ والفِتْنَةِ والخِصام، والعامَّة تَفْتَحُها؛ تقولُ: شَغَبْتُهم، وَبِهِمْ، وَفِيهِمْ، وَعَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ المُشاغَبَةِ ، أَي المُخاصَمَة والمُفاتَنَة. وَيُقَالُ للأَتانِ إِذا وحِمَتْ، فاسْتَصْعَبت عَلَى الفَحلِ: إِنها ذَاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ «2»، يَرْثي ابْنَ أَخيه: كَانَ عَنِّي يَرُدُّ دَرْؤُكَ، بعدَ ... اللَّهِ، شَغْبَ المُسْتَصْعِبِ، المِرِّيدِ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ قَوْلَ الْعَجَّاجِ: كأَنَّ، تَحْتي، ذاتَ شَغْبٍ سَمْحَجا، ... قَوْداءَ، لَا تَحْمِلُ إِلّا مُخْدَجا قَالَ: الشَّغْبُ الخِلافُ، أَي لَا تُواتِيهِ وتَشْغَبُ عَلَيْهِ؛ يَعْنِي أَتاناً سَمْحَجاً طَوِيلَةٌ عَلَى وجهِ الأَرض، قَوْداءَ طويلةَ العُنُقِ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ: فإِن تَشْغَبي، فالشَّغْبُ، مِنِّي، سَجِيَّةٌ، ... إِذا شِيمَنِي مَا يؤْت مِنْهَا سَجِيحُهَا «3» تَشْغَبي: أَي تُخالِفِيني وتَفْعَلي مَا لَا يُقامِيني أَي مَا لَا يُوافِقُني؛ وأَنشد لهِمْيانَ: إِنَّ جِرانَ الجَمَلِ المُسِنِّ، ... يَكْسِرُ شَغْبَ النَّافِرِ، المُصِنِ يَعْنِي بجِران الجَمَلِ: سَوْطاً سُوِّيَ مِنْ جِرانِهِ. والشَّغْبُ: الخِلافُ، قَالَهُ الْبَاهِلِيُّ: وشَغِبْتُ عَلَيْهِمْ، بِالْكَسْرِ، أَشْغَبُ شَغَباً، لغةٌ

_ (2). قوله [أبو زيد] هكذا في الأَصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح وفي بعضها أبو زبيد. (3). قوله [إذا شيمني إلخ] هكذا في الأَصل.

فِيهِ ضَعِيفَةٌ، وشاغَبَه، فَهُوَ شَغَّابٌ، ومُشَغِّبٌ، وَرَجُلٌ شَغِبٌ، ومِشْغَبٌ، ومُشاغِبٌ، وَذُو مَشاغِبَ، وَرَجُلٌ شِغَبٌّ؛ قَالَ هِمْيانٌ: نَدْفَعُ عَنها المُترَفَ، الغُضُبَّا، ... ذَا الخُنْزُوانِ، العَرِكَ، الشِّغَبَّا وأَبو الشَّغْبِ: كُنْيَة بعضِ الشُّعَراء. وشَغْبٌ: موضِعٌ بينَ الْمَدِينَةِ والشامِ. وَفِي حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: أَنه كَانَ لَهُ مالٌ بِشَغْبٍ وبَدا ؛ هُمَا مَوْضِعانِ بِالشَّامِ، وَبِهِ «1» كَانَ مُقام عليِّ بْنِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ وأَولادِهِ، إِلى أَن وَصَلَت إِليهم الخِلافة، وَهُوَ بسكونِ الْغَيْنِ. وشَغَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: اسمُ امْرَأَةٍ، لَا ينصَرفُ فِي الْمَعْرِفَةِ. شغزب: الشَّغْزَبَة: الأَخْذُ بالعُنْفِ. وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ: شَغْزَبيٌّ. ومَنْهَلٌ شَغْزَبيٌّ: مُلْتَوٍ عَن الطَّريق؛ وقالَ العجاجُ يَصِفُ مَنْهَلًا: مُنْجَرِدٌ، أَزْوَرُ، شَغْزَبيُ وتَشَغْزَبَتِ الرِّيحُ: التَوَتْ فِي هُبُوبِهَا. والشَّغْزَبِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الحِيلَةِ فِي الصِّراعِ، وَهِيَ أَن تَلْوِيَ رِجلَهُ بِرجْلِكَ؛ تَقُولُ: شَغْزَبْتُه شَغْزَبَةً، وأَخَذْتُه بالشَّغْزَبِيَّةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ولَبَّسَ بَين أَقْوامي، ... فكُلٌّ أَعَدَّ لَهُ الشَّغازِبَ، والمِحالا وَقِيلَ: الشَّغْزَبِيَّةُ والشَغْزَبيُّ اعتِقالُ المُصارِعِ رِجْلَه بِرِجْل آخَرَ، وإِلْقاؤُه إِيَّاهُ شَزْراً، وصَرعُه إِيَّاهُ صَرعاً؛ قَالَ: عَلَّمَنا أَخْوالُنَا، بنُو عِجِلْ، ... الشَّغْزَبيَّ، واعْتِقالًا بالرِّجِلْ تقولُ: صَرَعْتُه صَرْعَةً شَغْزَبِيَّةً. أَبو زَيْدٍ: شَغْزَبَ الرَّجلُ الرَّجلَ، وشَغْرَبَهُ، بِمَعْنًى واحدٍ، وَهُوَ إِذا أَخَذَه العُقَيلَى؛ وأَنشد: بَيْنَا الفَتى يَسْعَى إِلى أُمْنِيَّهْ، ... يَحْسِبُ أَنَّ الدَّهْرَ سُرْجُوجِيَّهْ، عَنَّتْ لَهُ داهِيَةٌ دُهْوِيَّهْ، ... فاعْتَقَلَتْه عُقْلَة شَزْرِيَّهْ، لَفْتَاءَ عَنْ هَواه شَغْزَبِيَّهْ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يكونَ شُغْزُبّاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ أَبو دَاوُدَ فِي السننِ. قَالَ الحَرْبيُّ: وَالَّذِي عِنْدي أَنه زُخْزُبّاً، وَهُوَ الَّذِي اشْتَدَّ لحمُه وغَلُظَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الزَّايِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَيُحْتَمَلُ أَن تكونَ الزايُ أُبْدِلَت شِيناً، والخاءُ غَيْناً، تَصْحِيفًا، وَهَذَا مِنْ غَرِيبِ الإِبدال. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَعْمرٍ: أَنه أَخَذَ رَجُلًا بِيَدِهِ الشَّغْزَبِيَّةَ ؛ قِيلَ: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ الصُّراعِ، وَهُوَ اعْتِقالُ المُصارع رِجْلَه برِجْلِ صاحِبِه، ورَمْيُه إِلى الأَرض. قَالَ: وأَصلُ الشَّغْزَبِيَّةِ الالْتِواءُ والمَكْرُ، وكلُّ أَمرٍ مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبيٌّ. والشَّغْبَزُ «2»: ابْنُ آوى. شغنب: الشُّغْنُوبُ: أَعالي الأَغْصانِ؛ تَقُولُ للغُصْنِ النَّاعِم: شُغْنُوبٌ وشُنْغُوبٌ، وَكَذَلِكَ الشُّنْغُبُ والشُّنْغُوب. الأَزهري فِي شنعبَ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ: هِيَ أَن يَسْتَقيمَ قَرْنُ الكَبْشِ، ثُمَّ يَلْتَوِيَ عَلَى رَأْسِهِ قِبَلَ أُذُنِهِ؛ قال: ويقال تَيْسٌ مُشَعْنِب، بالعينِ والغينِ، والفتحِ والكسرِ.

_ (1). أراد: وبالشَّغْب. (2). قوله [والشغبز إلخ] هكذا في الأَصل وأورده في التهذيب في مقلوب شغزب بالزاي وقال الصواب أنه شغبر بالراء المهملة.

شقب: الشَّقْبُ والشِّقْبُ: مَهْواةُ مَا بينَ كلِّ جَبَلَينِ؛ وَقِيلَ: هُوَ صَدْعٌ يكونُ فِي لُهُوبِ الجبَالِ، ولُصُوبِ الأَوْدِيَةِ، دونَ الكَهْفِ، يُوكِرُ فِيهِ الطَّير؛ وَقِيلَ: هُوَ كالفأْرِ أَو كالشَّقِّ فِي الْجَبَلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مكانٌ مُطْمَئِنٌّ، إِذا أَشْرَفْتَ عَلَيْهِ، ذَهَب فِي الأَرض، والجمعُ: شِقابٌ، وشُقُوبٌ، وشِقَبَةٌ. التَّهْذِيبُ، اللَّيْثُ: الشِّقْبُ مَواضِعُ، دُونَ الغِيرانِ، تَكُونُ فِي لُهُوبِ الجِبالِ، ولُصُوبِ الأَوْدِية، يُوكِرُ فِيهَا الطَّيرُ؛ وأَنشد: فصَبَّحَتْ، والطَّيرُ، فِي شِقَابها، ... جُمَّة تَيَّارٍ، إِذا ظَمَا بِها الأَصمعي: الشِّقْبُ كالشَّقِّ يكونُ فِي الجِبالِ، وجَمْعُه شِقَبَةٌ. واللِّهْبُ: مَهْواةُ مَا بَيْنَ كلِّ جَبَلَين. واللِّصْبُ: الشِّعْبُ الصَّغيرُ فِي الجبلِ. والشَّقَبُ والشِّقْبُ: شَجَرٌ لَه غِصنةٌ وَورَقٌ، يَنْبُتُ كَنِبْتَةِ الرُّمَّانِ، وَوَرَقُه كَوَرَقِ السِّدرِ، وجَنَاتُه كالنَّبِقِ، وَفِيهِ نَوًى، واحدَتُه شَقَبة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ شجرٌ مِنْ شجرِ الجبالِ، يَنبُتُ، فِيمَا زَعَموا، فِي شِقَبَتِها؛ وَقَالَ مرَّة: هُوَ مِنْ عُتْقِ العِيدانِ. والشَّوْقَبُ: الطَّويلُ مِنَ الرجالِ، والنَّعامِ، والإِبِل. وحافِر شَوقَبٌ: واسعٌ، عَنْ كُراعٍ. والشَّوْقَبَانِ: خَشَبَتَا القَتَبِ، اللَّتانِ تُعَلَّقُ بِهِمَا الحِبالُ. والشَّقَبَانُ: طائِرٌ نَبَطِيٌّ. شقحطب: كَبْشٌ شَقَحْطَبٌ: ذُو قَرْنَينِ مُنْكَرَينِ، كأَنه شِقُّ حَطَبٍ. أَبو عَمْرٍو: الشَّقَحْطَبُ الكَبْشُ الَّذِي لَهُ أَربعةُ قُرون. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا حَرْفٌ صحيحٌ. شكب: التَّهْذِيبِ: رَوَى بَعْضُهُمْ قَوْلَ وِعاس «1»: وهُنَّ، مَعًا، قِيامٌ كالشُّكُوبِ وَقَالَ: هِيَ الكَراكيُّ؛ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: كالشُّجُوبِ، وَهِيَ عَمَد مِنْ أَعمِدَةِ الْبَيْتِ. الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ: والشُّكْبانُ شِباكٌ يُسَوِّيها الحَشَّاشونَ فِي البادِية مِنَ اللِّيفِ والخُوصِ، تُجْعَلُ لَهَا عُرًى واسعةٌ، يَتَقَلَّدُها الحَشَّاشُ، فيَضَعُ فِيهَا الحَشيشَ؛ والنُّونُ فِي شُكْبان نونُ جَمْعٍ، وكأَنها فِي الأَصل شُبْكَانٌ، فقُلِبَت إِلى الشُّكْبان؛ وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: الشُّكْبانُ ثوبٌ يُعْقَدُ طَرَفاهُ مِنْ وراءِ الحِقْوَينِ، والطَّرفانِ فِي الرأْسِ، يَحُشُّ فِيهِ الحَشَّاشُ عَلَى الظَّهْر، ويُسَمَّى الحالَ؛ قَالَ أَبو سُلَيْمَانَ الفَقْعَسِي: لمَّا رأَيتُ جَفْوَةَ الأَقارِبِ، ... تُقَلِّبُ الشُّقْبانَ، وهْوَ رَاكِبي، أَنتَ خَليلٌ، فالْزَمَنَّ جانِبي وإِنما قَالَ: وَهُوَ راكِبي، لأَنه عَلَى ظَهرِه؛ ويقالُ لَهُ: الرِّفَلُّ، وَقَالَهُ بِالْقَافِ، وهُما لُغتان: شُكْبان وشُقْبان؛ قَالَ: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الأَعراب شُكْبان. والشُّكْبُ: لُغَةٌ فِي الشُّكْمِ، وَهُوَ الجَزاءُ؛ وقيل: العَطاءُ. شلخب: رَجُلٌ شَلْخَبٌ: فَدْمٌ. شنب: الشَّنَبُ: ماءٌ ورِقَّةٌ يَجْرِي عَلَى الثَّغْرِ؛ وَقِيلَ: رِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذوبةٌ فِي الأَسنان؛ وقيل:

_ (1). قوله [قول وعاس] هكذا في الأَصل والذي في التكملة وشرح القاموس أبي سهم الهذلي.

الشَّنَبُ نُقَطٌ بيضٌ فِي الأَسنانِ؛ وَقِيلَ: هُوَ حِدَّةُ الأَنياب كالغَرْبِ، تَراها كالمِئْشار. شَنِبَ شَنَباً، فَهُوَ شانِبٌ وشَنيبٌ وأَشْنَبُ؛ والأُنْثَى شَنْباءُ، بَيِّنَةُ الشَّنَبِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: شَمْباءُ وشُمْبٌ، عَلَى بدلِ النُّونِ مِيمًا، لِما يُتَوَقَّعُ مِنْ مَجيءِ الباءِ مِنْ بعدِها. قَالَ الْجَرْمِيُّ: سَمِعْتُ الأَصمعي يقولُ الشَّنَبُ بَرْدُ الفَمِ والأَسنانِ، فقلتُ: إِنَّ أَصحابَنا يَقُولُونَ هُوَ حِدَّتُها حِينَ تَطْلُع؛ فيُرادُ بِذَلِكَ حَداثَتُها وطَراءَتُها، لأَنَّها إِذا أَتَتْ عَلَيْهَا السِّنون، احْتَكَّتْ، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلّا بَرْدُها؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: لَمْياءُ، فِي شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، ... وَفِي اللِّثاتِ، وَفِي أَنْيابِها، شَنَبُ يُؤَيِّدُ قولَ الأَصمَعي، لأَنَّ اللِّثَة لَا تكونُ فِيهَا حِدَّةٌ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: اخْتَلَفوا فِي الشَّنَب، فَقَالَتْ طائفةٌ: هُوَ تَحزيزُ أَطرافِ الأَسنانِ؛ وَقِيلَ: هُوَ صفاؤُها ونَقاؤُها؛ وَقِيلَ: هُوَ تَفْلِيجُها؛ وَقِيلَ: هُوَ طِيبُ نَكْهَتِها. وَقَالَ الأَصمعي: الشَّنَبُ البَرْدُ والعُذوبةُ فِي الفَمِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّنَبُ فِي الأَسنانِ أَن تَراها مُسْتَشْرِبة شَيْئًا مِنْ سَوادٍ، كَمَا تَرى الشَّيءَ مِنَ السَّوادِ فِي البَرَدِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَصِفُ الأَسنانَ: مُنَصَّبُها حَمْشٌ، أَحَمُّ، يَزينُه ... عَوارِضُ، فِيهَا شُنْبةٌ وغُروبُ والغَرْبُ: ماءُ الأَسْنانِ. والظَّلْم: بَيَاضُهَا، كأَنه يَعْلُوهُ سَوَادٌ. والمَشانِبُ: الأَفْواهُ الطيِّبةُ. ابْنُ الأَعرابي: المِشْنَبُ الغلامُ الحَدَث، المُحَدَّدُ الأَسْنانِ، المُؤَشَّرُها فَتاءً وحداثَةً. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَلِيع الفَمِ أَشْنَب. الشَّنَبُ: البَياضُ والبَريقُ، والتَّحْديدُ فِي الأَسْنانِ. ورُمَّانةٌ شَنْباءُ: إِمْلِيسِيَّةٌ وَلَيْسَ فِيهَا حَبٌّ، إِنما هِيَ ماءٌ فِي قِشْرٍ، عَلَى خِلْقةِ الحَبِّ مِنْ غَيْرِ عَجم. قَالَ الأَصمعي: سَأَلت رؤْبَة عَنِ الشَّنَب، فأَخَذ حَبَّةَ رُمَّانٍ، وأَوْمَأَ إِلى بَصِيصِها. وشَنِبَ يومُنا، فَهُوَ شَنِبٌ وشانِبٌ: بَرَدَ. شنخب: الشُّنْخُوب: فَرْعُ الكاهِل. والشُّنْخُوبةُ والشُّنْخُوبُ والشِّنْخابُ: أَعْلى الجَبَلِ. وشَناخِيبُ الجبالِ: رُؤُوسُها، واحِدتُها شُنْخُوبةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الشُّنْخوبة والشُّنْخوبُ والشِّنْخابُ: واحِدُ شَناخِيبِ الجَبلِ، وهي رُؤُوسُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ذَوات الشَّناخِيبِ الصُّمِ ؛ هي رؤُوسُ الجبالِ الْعَالِيَةِ. والشُّنْخوب: فِقْرَةُ ظَهْر البَعير. رجلٌ شَنْخَبٌ: طويلٌ. شنزب: الشَّنْزَبُ: الصُّلْبُ الشديدُ، عربيٌّ. شنظب: الشُّنْظُب: جُرُفٌ فِيهِ ماءٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كلُّ جُرُفٍ فِيهِ ماءٌ. والشُّنْظُبُ: الطَّويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ. والشُّنْظُبُ: موضعٌ بالباديةِ. شنعب: الشِّنْعابُ مِنَ الرِّجَالِ، كالشِّنْعافِ: وَهُوَ الطويلُ العاجزُ. والشِّنْعابُ: رأْسُ الجَبَل، بالباءِ. شنغب: الشُّنْغُبُ والشُّنْغُوب: أَعالي الأَغْصانِ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ شَرَعَ: تَرَى الشَّرائع تَطْفُو فَوْقَ ظاهِرِه، ... مُسْتَحْضراً، ناظِراً نحْو الشَّناغِيبِ

تَقُولُ للغُصْن الناعِمِ: شُنْغُوبٌ وشُغْنُوبٌ؛ قَالَ الأَزهري: ورأَيتُ فِي الْبَادِيَةِ رجُلًا يُسَمَّى شُنْغُوباً، فسأَلتُ غُلاماً مِنْ بَني كُلَيْبٍ عَنْ مَعْنى اسْمِه، فَقَالَ: الشُّنْغُوبُ الغُصْنُ الناعِمُ الرَّطْبُ؛ وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ الأَعرابي. والشُّنْغُب: الطويلُ مِنْ جميعِ الحَيَوانِ. والشِّنْغابُ: الطويلُ الدَّقيقُ مِنَ الأَرْشِيةِ والأَغْصانِ وَنَحْوِهَا. والشِّنْغابُ: الرِّخْوُ العاجِزُ. والشُّنْغُوبُ: عِرْقٌ طويلٌ مِنَ الأَرض، دَقيقٌ. شهب: الشَّهَبُ والشُّهْبةُ: لَونُ بَياضٍ، يَصْدَعُه سَوادٌ فِي خِلالِه؛ وأَنشد: وعَلا المَفارِقَ رَبْعُ شَيْبٍ أَشْهَبِ والعَنْبَرُ الجَيِّدُ لَوْنُه أَشْهَبُ؛ وَقِيلَ: الشُّهْبة البَياضُ الَّذِي غَلَبَ عَلَى السَّوادِ. وَقَدْ شَهُبَ وشَهِبَ شُهْبةً، واشْهَبَّ، وجاءَ فِي شِعْرِ هُذيلٍ شاهِبٌ؛ قَالَ: فَعُجِّلْتُ رَيْحانَ الجِنانِ، وعُجِّلُوا ... رَمَاريمَ فَوَّارٍ، مِنَ النَّارِ، شاهِبِ وفَرَسٌ أَشْهَبُ، وقدِ اشْهَبَّ اشْهِباباً، واشْهابَّ اشْهيباباً، مِثْلُهُ. وأَشْهَبَ الرجلُ إِذا كَانَ نَسْلُ خَيْلِه شُهْباً؛ هَذَا قولُ أَهلِ اللُّغَةِ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ الأَعرابي قَالَ: لَيْسَ فِي الخَيْلِ شُهْبٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الشُّهْبَة فِي أَلوانِ الخَيْلِ، أَن تَشُقَّ مُعْظَمَ لَوْنِه شَعْرَةٌ، أَو شَعَراتٌ بِيضٌ، كُمَيْتاً كَانَ، أَو أَشْقَرَ، أَو أَدْهَمَ. واشْهابَّ رأْسُه واشْتَهَب: غَلَبَ بياضُه سوادَه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: قالتِ الخَنْساءُ، لمَّا جِئْتُها: ... شابَ، بَعْدي، رَأْسُ هَذَا، واشْتَهَبْ وكَتِيبةٌ شَهْباءُ: لِمَا فِيهَا مِنْ بَياضِ السِّلاحِ والحديدِ، فِي حَالِ السَّواد؛ وَقِيلَ: هِيَ البَيْضاءُ الصافيةُ الحديدِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَكَتِيبَةٌ شِهَابَةٌ «1»؛ وَقِيلَ: كَتِيبةٌ شَهْباءُ إِذا كَانَتْ عِلْيَتُها بياضَ الْحَدِيدِ. وسنَةٌ شَهْباءُ إِذا كَانَتْ مُجْدِبَةً، بيضاءَ مِنَ الجَدْبِ، لَا يُرَى فِيهَا خُضْرَة؛ وَقِيلَ: الشَّهْباءُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مطرٌ، ثُمَّ البَيْضاءُ، ثُمَّ الحَمْراءُ؛ وأَنشد الجوهريُّ وغيرُه، فِي فَصْلِ جَحَرَ، لِزُهَيْرِ بْنُ أَبي سُلْمَى: إِذا السَّنَة الشَّهْباءُ، بالناسِ، أَجْحَفَتْ، ... ونالَ كرامَ المالِ، فِي الجَحْرَةِ، الأَكلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّهْباءُ البَيْضاءُ، أَي هِيَ بَيْضاءُ لكَثْرَة الثَّلْج، وعَدَمِ النَّبات. وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بِهم، وأَهْلَكَتْ أَموالَهم. وَقَوْلُهُ: ونالَ كِرامَ المالِ، يريدُ كَرائمَ الإِبِل، يَعْنِي أَنها تُنْحَر وتُؤْكَل، لأَنهم لَا يَجدُونَ لَبناً يُغْنِيهِم عَنْ أَكْلِها. والجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَجْحَر الناسَ فِي البُيوت. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ، قالَ يومَ الفتحِ: يَا أَهلَ مَكَّةَ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا، فقَدِ اسْتَبْطَنْتُمْ بأَشْهَبَ بازِلٍ ؛ أَي رُمِيتُمْ بأَمْرٍ صَعْبٍ، لَا طَاقةَ لَكُم بِهِ. ويومٌ أَشْهَبُ، وسَنَةٌ شَهْباءُ، وجَيْشٌ أَشْهَبُ أَي قَوِيٌّ شديدٌ. وأَكثرُ مَا يُسْتَعْمل فِي الشِّدَّة والكَراهَة؛ جعلَه بازِلًا لأَن بُزُولَ الْبَعِيرِ نِهايَتُه فِي القُوَّة.

_ (1). قوله [وكتيبة شهابة] هكذا في الأَصل وشرح القاموس.

وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَة: خَرَجْتُ فِي سَنَةٍ شَهْباءَ أَي ذاتِ قَحْطٍ وجَدْبٍ. والشَّهْباءُ: الأَرضُ البيضاءُ الَّتِي لَا خُضْرة فِيهَا لقِلَّة المَطَر، مِنَ الشُّهْبَة، وَهِيَ البياضُ، فسُمِّيَت سَنَةُ الجَدْب بِهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثعلبٌ: أَتانا، وَقَدْ لَفَّتْه شَهْباءُ قَرَّة، ... عَلَى الرَّحْلِ، حَتَّى المَرْءُ، فِي الرَّحْلِ، جانِحُ فسَّره فَقَالَ: شَهْباءُ ريحٌ شديدةُ البَرْدِ؛ فَمِنْ شِدّتِها هُوَ مائِلٌ فِي الرَّحْلِ. قَالَ: وَعِنْدِي أَنها رِيحُ سَنَةٍ شَهْباءَ، أَو رِيحٌ فِيهَا بَرْدٌ وثَلْج؛ فكأَن الريحَ بَيْضاءُ لِذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: شَهَّبَ البَرْدُ الشَّجَرَ إِذا غَيَّرَ أَلْوانَها، وشَهَّبَ الناسَ البَرْدُ. ونَصْلٌ أَشْهَبُ: بُرِدَ بَرْداً خَفِيفاً، فَلَمْ يَذْهَبْ سوادُه كُلُّهُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشد: وَفِي اليَدِ اليُمْنَى، لمُسْتَعيرِها، ... شَهْباءُ، تُرْوي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يَعْنِي أَنها تَغِلُّ فِي الرَّمِيَّةِ حَتَّى يَشْرَبَ ريشُ السَّهْمِ الدَّمَ. وَفِي الصِّحَاحِ: النَّصْلُ الأَشْهَبُ الَّذِي بُرِدَ فَذَهَبَ سَوادُه. وغُرَّةٌ شَهْباءُ: وَهُوَ أَن يكونَ فِي غُرَّةِ الْفَرَسِ شَعَر يُخالِفُ البياضَ. والشَّهْباءُ مِنَ المَعَزِ: نحوُ المَلْحاءِ مِن الضأْنِ. واشْهَابَّ الزَّرْعُ: قَارَبَ الهَيْجَ فابْيَضَّ، وَفِي خِلالِه خُضْرةٌ قليلةٌ. وَيُقَالُ: اشْهابَّت مَشافِرُه. والشَّهابُ: اللبنُ الضَّيَاحُ؛ وَقِيلَ اللبنُ الَّذِي ثُلْثاهُ ماءٌ، وثُلثُه لبنٌ، وَذَلِكَ لتَغَيُّرِ لونِه؛ وَقِيلَ الشَّهاب والشُّهابَة، بالضَّمِّ، عَنْ كُرَاعٍ: اللبنُ الرَّقِيقُ الكَثِيرُ الماءِ، وَذَلِكَ لتَغَيُّرِ لَوْنِه أَيضاً، كَمَا قِيلَ لَهُ الخَضارُ؛ قَالَ الأَزهري: وسَمِعْتُ غيرَ واحِدٍ مِنَ العَرَبِ يقولُ للَّبنِ المَمْزوجِ بالماءِ: شَهابٌ، كَمَا تَرَى، بفَتْحِ الشِّينِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ الشُّهابَةُ، بضَمِّ الشِّين، وَهُوَ الفَضِيخُ، والخَضارُ، والشَّهابُ، والسَّجاجُ، والسَّجارُ «1»، والضَّياحُ، والسَّمارُ، كلُّه وَاحِدٌ. ويومٌ أَشْهَبُ: ذُو رِيحٍ بارِدَةٍ؛ قَالَ: أُراهُ لِمَا فِيه منَ الثَّلْجِ والصَّقيعِ والبَرْدِ. وليلَةٌ شَهْباءُ كَذَلِكَ. الأَزهري: وَيَوْمٌ أَشْهَبُ: ذُو حَلِيتٍ وأَزيزٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ: فِدًى، لِبَني ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ، ناقَتي، ... إِذا كانَ يومٌ ذُو كَواكِبَ، أَشْهَبُ يَجُوزُ أَن يكونَ أَشْهَبَ لبياضِ السِّلاحِ، وأَن يكونَ أَشْهَبَ لمَكانِ الغُبارِ. والشِّهابُ: شُعْلَةُ نارٍ ساطِعَةٌ، وَالْجَمْعُ شُهُبٌ وشُهْبانٌ وأَشْهَبُ «2»؛ وأَظُنُّه اسْمًا للجَمْعِ؛ قَالَ: تُرِكْنا، وخَلَّى ذُو الهَوادَةِ بَيْنَنا، ... بأَشْهَبِ نارَيْنَا، لدَى القَوْمِ نَرْتَمِي وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: نَوَّن عاصِمٌ والأَعْمَشُ فِيهِما؛ قَالَ وأَضَافه أَهلُ المَدينَةِ [بِشِهابِ قبسٍ]؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ إِضافة الشَّيءِ إِلى نفسِه، كَمَا قَالُوا: حَبَّةُ الخَضْراءِ، ومَسْجِدُ الجامِع، يُضَافُ الشَّيءُ إِلى نَفْسِهِ، ويُضافُ أَوائِلُها إِلى ثوانِيهَا، وهِيَ هِيَ فِي الْمَعْنَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ.

_ (1). قوله [والسجار] هو هكذا في الأَصل وشرح القاموس. (2). قوله [وأشهب] هو هكذا بفتح الهاء في الأَصل والمحكم. وقال شارح القاموس: وأشهب، بضم الهاء، قال ابن منظور وأظنه اسماً للجمع.

وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، قَالَ: الشِّهابُ العُودُ الَّذِي فِيهِ نارٌ؛ قَالَ وَقَالَ أَبو الهَيْثم: الشِّهابُ أَصْلُ خَشَبَةٍ أَو عودٍ فِيهَا نارٌ ساطِعَة؛ وَيُقَالُ لِلْكَوْكَبِ الَّذِي يَنْقَضُّ عَلَى أَثر الشَّيْطان بالليْلِ: شِهابٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ . والشُّهُبُ: النُّجومُ السَّبْعَة، المعْروفَة بالدَّراري. وَفِي حَدِيثِ اسْتِراقِ السَّمْعِ: فَرُبَّما أَدْرَكَه الشِّهابُ، قَبْلَ أَن يُلْقِيَها ؛ يَعْنِي الكَلِمَة المُسْتَرَقَة؛ وأَراد بالشِّهابِ: الَّذِي يَنْقَضُّ باللَّيْلِ شِبْهَ الكَوكَبِ، وَهُوَ، فِي الأَصل، الشُّعْلَة مِنَ النَّارِ؛ وَيُقَالُ للرجُلِ الْمَاضِي فِي الْحَرْبِ: شِهابُ حَرْبٍ أَي ماضٍ فِيهَا، عَلَى التَّشْبيهِ بِالكَوْكَبِ فِي مُضِيِّه، والجمعُ شُهُبٌ وشُهْبانٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا عَمَّ داعِيها، أَتَتْهُ بمالِكٍ، ... وشُهْبانِ عَمْرٍو، كلُّ شَوْهاءَ صِلْدِمِ عَمَّ داعِيها: أَي دَعا الأَبَ الأَكْبَر. وأَرادَ بشُهْبانِ عَمْرٍو: بَني عَمْرو بنِ تَميمٍ. وأَما بَنُو المُنْذِرِ، فإِنَّهُم يُسَمَّوْنَ الأَشاهِبَ، لجمالِهِمْ؛ قَالَ الأَعشى: وبَني المُنْذِرِ الأَشاهِب، بالحيرَةِ، ... يَمْشُونَ، غُدْوَةً، كالسُّيوفِ والشَّوْهَبُ: القُنْفُذُ. والشَّبَهانُ والشَّهَبانُ: شجرٌ معروفٌ، يُشبِه الثُّمامَ؛ أَنشد الْمَازِنِيُّ: وَمَا أَخَذَ الدِّيوانَ، حَتَّى تَصَعْلَكَا، ... زَماناً، وحَثَّ الأَشْهَبانِ غِناهُما الأَشْهَبانِ: عامانِ أَبيضانِ، لَيْسَ فِيهِمَا خُضْرَةٌ مِنَ النَّباتِ. وسَنَةٌ شَهْباءُ: كَثِيرَةُ الثَّلْجِ، جَدْبةٌ؛ والشَّهْباءُ أَمْثَلُ مِنَ البَيْضاءِ، والحَمْراءُ أَشدُّ مِنَ البَيْضاءِ؛ وَسَنَةٌ غَبراءُ: لَا مَطَرَ فِيهَا؛ وَقَالَ: إِذا السَّنَةُ الشَّهْباءُ حَلَّ حَرامُها أَي حَلَّت المَيْتَةُ فيها. شهرب: الشَّهْرَبةُ والشَّهْبَرةُ: العَجوزُ الْكَبِيرَةُ؛ قَالَ: أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ، ... تَرْضى، مِنَ الشاةِ، بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ اللامُ مُقْحَمَة فِي لَعَجوز، وأَدْخَلَ اللامَ فِي غيرِ خَبَر إِنَّ ضَرُورَةً، وَلَا يُقاسُ عَلَيْهِ؛ وَالْوَجْهُ أَن يُقَالَ: لأُمُّ الحُلَيْس عجوزٌ شَهْرَبَهْ، كَمَا يُقَالُ: لَزَيدٌ قائِمٌ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: خَالِي لأَنتَ ومَن جَريرٌ خالُه، ... يَنَلِ العَلاءَ، ويُكْرِمِ الأَخْوالا قَالَ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَمرين: أَحدهما أَن يكونَ أَراد لَخالي أَنْتَ، فأَخَّر اللامَ إِلى الخَبَر ضَرُورَةً، والآخَرُ أَن يكونَ أَرادَ لأَنْتَ خَالِي، فقَدَّمَ الْخَبَرَ عَلَى المبتدإِ، وإِن كَانَتْ فِيهِ اللامُ ضَرُورَةً، وَمَنْ رَوى فِي البيتِ المتقدِّم شَهْبَرَه، فإِنه خطأٌ، لأَنَّ هاءَ التأْنيثِ لَا تكونُ رَوِيّاً، إِلَّا إِذا كُسِرَ مَا قَبْلَها. وشَيْخٌ شَهْرَبٌ، وشَيْخٌ شَهْبَرٌ، عَنْ يَعْقُوبَ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الشَّهْرَبة الحُوَيْضُ الَّذِي يَكُونُ أَسفلَ النَّخْلَةِ، وَهِيَ الشَّرَبة، فزِيدَتِ الهاءُ. شوب: الشَّوْبُ: الخَلْطُ. شابَ الشيءَ شَوْباً: خَلَطَه. وشُبْتُه أَشُوبُه: خَلَطْتُه، فَهُوَ مَشُوبٌ.

واشْتابَ، هُوَ، وانْشابَ: اخْتَلَط؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: جادَتْ، مَنَاصِبَه، شَفَّانُ غادِيةٍ، ... بسُكَّرٍ، ورَحِيقٍ شيبَ، فاشْتابا وَيُرْوَى: فانْشابا، وَهُوَ أَذْهَبُ فِي بابِ المُطاوَعَة. والشَّوْبُ والشِّيابُ: الخَلْطُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب: وأَطْيِبْ براحِ الشامِ، جاءَتْ سَبيئَةً، ... مُعَتَّقَةً، صِرْفاً، وتِلكَ شِيابُها وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ: فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً، وَهَذِهِ ... مُعَتَّقَةٌ، صَهْباءُ، وهْيَ شِيابُها «3» قَالَ: هَكَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ، وَقَدْ خلَّط فِي الرِّوَايَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ؛ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً؛ يُقَالُ للمُخَلِّطِ فِي القولِ أَو العَمَلِ: هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ. أَبو حَاتِمٍ: سأَلت الأَصمعي عَنِ المَشاوِبِ، وَهِيَ الغُلُفُ، فَقَالَ: يُقَالُ لِغِلافِ الْقَارُورَةِ مُشاوَبٌ، عَلَى مُفاعَل، لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ، وصُفْرةٍ، وخُضْرَةٍ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يجوزُ أَنْ يُجْمَع المُشاوَبُ عَلَى مَشاوِبَ. والمُشاوَبُ، بِضَمِّ الْمِيمِ وفتحِ الواوِ: غِلافُ الْقَارُورَةِ لأَنَّ فِيهِ أَلواناً مُخْتَلِفَةً. والشِّيابُ: اسمُ مَا يُمْزَجُ. وسَقاه الذَّوْبَ بالشَّوْبِ؛ الذَّوْبُ: العَسَلُ؛ والشَّوْبُ: مَا شُبْتَه بِهِ مِنْ ماءٍ أَو لَبنٍ. وَحَكَى ابنُ الأَعرابي: مَا عِنْدِي شَوْبٌ وَلَا رَوْبٌ؛ فالشَّوْبُ العَسَل، والرَّوْبُ اللَّبنُ الرَّائبُ؛ وَقِيلَ: الشَّوْبُ العَسَلُ، والرَّوْبُ اللَّبَنُ، مِنْ غيرِ أَن يُحَدَّا؛ وَقِيلَ: لَا مَرَقٌ وَلَا لَبَنٌ. وَيُقَالُ: سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب، فالشَّوْبُ اللبنُ، والذَّوْبُ العَسَل، قَالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ. الْفَرَّاءُ: شابَ إِذا خانَ، وباشَ إِذا خَلَطَ. الأَصمعي، فِي بَابِ إِصابةِ الرجلِ فِي مَنْطِقِه مَرَّة، وإِخطائِه أُخْرى: هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نَضَحَ عَنِ الرَّجُلِ: قَدْ شابَ عَنْهُ ورابَ، إِذا كَسِلَ. قَالَ: والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فِيهِ، فَمَعْنَى قَوْلِهِمْ: هُوَ يشُوبُ ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدَافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فِيهَا، ومَرَّة يَكْسَلُ فَلَا يُدافِعُ البَتَّة. قَالَ غيرُه: يَشُوبُ مِنْ شَوْبِ اللَّبنِ، وَهُوَ خَلْطُه بالماءِ ومَذْقُه؛ ويَرُوبُ أَرادَ أَن يَقُولَ يُرَوِّب أَي يَجْعلُه رائِباً خاثِراً، لَا شَوْبَ فِيهِ، فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الْكَلَامِ، كَمَا قَالُوا: هُوَ يَأْتيه الغَدايا والعَشايا، والغَدايا لَيْسَ بِجمْعٍ للغَداة، فجاءَ بِهَا عَلَى وَزْنِ العَشايا. أَبو سَعِيدٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ: رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عَنْ أَصحابه إِذا دافَعَ عَنْهُمْ شَيْئًا مِنْ دِفاعٍ. قَالَ: وَلَيْسَ قولُهم هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ مِنَ اللَّبنِ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ رجلٌ يَرُوبُ أَحياناً، فَلَا يتَحَرَّك وَلَا يَنْبَعِث، وأَحياناً يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عَنْ نفسِه، غيرَ مُبالغٍ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: شابَ إِذا كَذَب، وشابَ: خَدَع فِي بَيْعٍ أَو شِراءٍ. ابْنُ الأَعرابي: شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ؛ وَمِنْهُ الخَبرُ: لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ أَي لَا غِشَّ وَلَا تَخْلِيطَ فِي بَيعٍ أَو شِراءٍ. وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ، والرَّوْبُ مِنَ اللَّبنِ الرائِبِ، لخَلْطِه بالماءِ. وَيُقَالُ للمُخَلِّط فِي كَلَامِهِ: هُوَ يَشُوبُ ويرُوبُ. وَقِيلَ: مَعْنَى لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ أَنَّكَ

_ (3). قوله [وهذه معتقة إلخ] هكذا في الأَصل وفي بعض نسخ المحكم: وهاده معتقة إلخ بالنصب مفعولًا لهاده.

بريءٌ مِنْ هَذِهِ السِّلْعَة. ورُوِي عَنْهُ «1» أَنه قَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ: لَا شَوْبَ وَلَا رَوْبَ فِي البَيْعِ والشِّراءِ فِي السِّلْعَةِ تَبِيعُها أَي إَنَّكَ بَريءٌ مِنْ عَيْبِها. وَفِي الْحَدِيثِ: يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ، فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ ؛ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لمَا يَجْرِي بَينهُم مِنَ الكَذِب والرِّبا، والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ فِي القولِ، لتكُونَ كَفَّارةً لِذَلِكَ؛ وقولُ سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي: سَيَكْفِيكَ، صَرْبَ القَوْمِ، لَحْمٌ مُعَرَّصٌ، ... وماءُ قُدُورٍ، فِي القِصاعِ، مَشِيبُ إِنما بناهُ عَلَى شِيب الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوط بالتَّوابِلِ والصِّباغِ. والصَّرْبُ: اللبنُ الحامِضُ. ومُعَرَّصٌ: مُلْقًى فِي العَرْصَةِ ليَجِفَّ، وَيُرْوَى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ؛ وَيُرْوَى مُعَرَّضٌ أَي لَمْ يَنْضَجْ بعدُ، وَهُوَ المُلَهْوَجُ. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ يَشُوبُ ويَرُوبُ، يُضرب مَثَلًا لمَنْ يَخْلِطُ فِي القولِ والعَمَلِ. وَفِي فُلَانٍ شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ، وَفِي فُلَانٍ ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ ظاهِرةٌ. واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّينَ الشَّوْبَ فِي الحركاتِ، فَقَالَ: أَمَّا الفَتْحَة المَشُوبَة بالكسرةِ، فالفَتْحة الَّتِي قَبْلَ الإِمالةِ، نَحْوَ فَتْحة عَين عَابِدٍ وعَارِفٍ؛ قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ الإِمالة إِنما هِيَ أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة، فتُمِيلَ الأَلِفَ نحوَ الْيَاءِ، لِضَرْبٍ مِنْ تَجانُسِ الصَّوْتِ، فَكَمَا أَنَّ الحركَةَ لَيْسَتْ بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ، كَذَلِكَ الأَلِفُ الَّتِي بعدَها لَيْسَتْ أَلِفاً مَحْضَةً، وَهَذَا هُوَ القياسُ، لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة، فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة، فَكَذَلِكَ الأَلِفُ اللَّاحقة لَها. والشَّوْبُ: القِطْعَة مِنَ العَجِينِ. وباتَتِ المَرْأَةُ بلَيْلَةِ شَيْباءَ؛ قِيلَ: إِنَّ الياءَ فِيهَا مُعاقِبَة، وإِنما هُوَ مِنَ الواوِ، لأَنَّ ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ. والشَّائِبَة: واحِدة الشَّوائِبِ، وهيَ الأَقْذَارُ والأَدْناسُ. وشَيْبانُ: قَبيلَة؛ قِيلَ ياؤُه بدَلٌ مِنَ الوَاوِ، لقَولِهِم الشَّوابِنَة. وشَابَةُ: مَوْضِعٌ بنَجْدٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الياءِ، لأَنَّ هَذِهِ الأَلف تَكُونُ منقَلِبة عَنْ ياءٍ وَعَنْ واوٍ، لأَنّ فِي الكلامِ ش وب، وَفِيهِ ش ي ب، وَلَوْ جُهِل انْقِلابُ هَذِهِ الأَلِف لَحُمِلَتْ عَلَى الواوِ، لأَنَّ الأَلِف هاهنا عَين، وانْقلابُ الأَلِفِ إِذا كَانَتْ عَيْناً عَنِ الواوِ أَكثر مِنِ انقلابِها عَنِ الياءِ؛ قَالَ: وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ، ... حَنْظَل شَابَةَ، يَجْني هَبِيدا شوشب: قَالَ فِي تَرْجَمَةٍ فَوْلَفٍ: وَمِمَّا جاءَ عَلَى بِناءِ فَوْلَفٍ شَوْشَبٌ: اسمٌ للعَقْرَبِ. شيب: الشَّيْبُ: مَعْرُوفٌ، قَلِيلُه وكَثِيرُه بَياضُ الشَّعَر، والمَشِيبُ مِثْلُه، ورُبَّما سُمِّيَ الشَّعَرُ نَفْسُه شيْباً. شَابَ يَشِيبُ شَيْباً، ومَشِيباً وشَيبةً، وَهُوَ أَشْيَبُ، عَلَى غيرِ قياسٍ، لأَنَّ هَذَا النَّعْتَ إِنما يكونُ مِنْ بَابِ فَعِلَ يَفعَلُ، وَلَا فَعْلاءَ لَهُ. قيلَ: الشَّيْبُ بياضُ الشَّعَر. وَيُقَالُ: عَلاهُ الشَّيْبُ. وَيُقَالُ: رَجلٌ أَشْيَبُ، وَلَا يُقَالُ: امْرَأَةٌ شَيْباءُ، لَا تُنْعَتُ بِهِ المَرْأَةُ، اكْتَفوا بالشَّمْطاءِ عَن الشَّيْباءِ، وَقَدْ يُقَالُ: شَابَ رَأْسُها. والمَشِيبُ: دُخُولُ الرَّجُلِ فِي حَدِّ الشَّيْبِ من

_ (1). قوله [وروي عنه] أي عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي عبارة التهذيب.

الرِّجالِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ عَدِيّ: تَصْبُو، وأَنَّى لَكَ التَّصابي؟ ... والرأْسُ قَدْ شابَهُ المَشِيبُ يَعْنِي بَيَّضَه المَشِيبُ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ خَالَطَه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيتُ زَعَم الْجَوْهَرِيُّ أَنه لعَدِيٍّ، وَهُوَ لعَبِيدِ بنِ الأَبرَصِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ رابَه، ولِمِثْلِ ذلِكَ رَابَهُ، ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلى السَّوادِ، فشَابَهُ أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه. والأَشْيَبُ: المُبْيَضُّ الرأْس. شَيَّبَه الحُزْنُ، وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه، وبرأْسِهِ، وأشابَ رَأْسَه وبِرَأْسِه، وقَوْمٌ شِيبٌ، وَيَجُوزُ فِي الشِّعر شُيُبٌ، عَلَى التَّمامِ؛ هَذَا قولُ أَهلِ اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِندِي أَنَّ شُيُباً إِنما هُوَ جمعُ شَائِبٍ، كَمَا قَالُوا بازِلٌ وبُزُلٌ، أَو جَمْعُ شَيُوبٍ، عَلَى لُغةِ الحجازيِّين، كَمَا قَالُوا دُجاجَةٌ بَيُوضٌ، ودُجاجٌ بُيُضٌ؛ وَقَوْلُ الرَّائِدِ: وجَدْتُ عُشْباً وتَعَاشِيب، وكَمْأَةً شِيب، إِنما يَعْنِي بِهِ البِيضَ الكِبارَ. والشِّيبُ: جمعُ أَشْيَبَ. والشِّيبُ: الجِبالُ يَسْقُطُ عَلَيْهَا الثَّلْجُ، فتَشِيبُ بِهِ؛ وَقَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ: أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ، بَاتَ فيهِ ... بَوارِقُ، يَرْتَقِينَ رُؤُوسَ شِيبِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الشِّيبُ هاهنا سَحائِبُ بيضٌ، واحِدُها أَشْيَبُ؛ وَقِيلَ: هِيَ جِبالٌ مُبْيَضَّةٌ منَ الثَّلْجِ، أَو مِنَ الغُبارِ؛ وَقِيلَ: شِيبٌ اسمُ جَبَلٍ، ذَكَرَهُ الكُمَيْت، فَقَالَ: وَمَا فُدُرٌ عَواقِلُ أَحْرَزَتْها ... عَمَاية، أَوْ تَضَمَّنَهُنَّ شِيبُ وشَيْبٌ شائِبٌ: أَرادُوا بِهِ المبالغةَ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِم: شِعْرٌ شاعِرٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ، نَصْبٌ عَلَى التَّمْييز؛ وَقِيلَ عَلَى الْمَصْدَرِ، لأَنه حِينَ قَالَ: اشْتَعَلَ كأَنه قَالَ شابَ فَقَالَ شَيْباً. وأَشابَ الرَّجُلُ: شابَ وَلَدُه، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تقولُ للبِكْرِ إِذا زُفَّتْ إِلى زَوْجِها، فدَخَلَ بِهَا وَلَمْ يَفْتَرِعْها ليلةَ زِفافِها: بَاتَتْ بلَيلةِ حُرَّةٍ؛ وإِن افْتَرَعَها تِلْكَ اللَّيْلَةَ، قَالُوا: باتَتْ بلَيلَةِ شَيْباءَ؛ وَقَالَ عُرْوةُ بنُ الوَرْد: كلَيْلَةِ شَيْباءَ، الَّتِي لَسْتُ ناسِياً، ... ولَيْلَتِنا، إِذْ مَنَّ، مَا مَنَّ، قَرْمَلُ فَكُنْتُ كليلةِ الشَّيْباءِ، هَمَّتْ ... بِمَنْعِ الشَّكْرِ، أَتْأَمَها القَبِيلُ وَقِيلَ: ياءُ شَيْباءَ بَدلٌ مِنْ واوٍ، لأَنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأَةِ، غيرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهم قَالُوا بليلةِ شَوْباءَ؛ جَعَلوا هَذَا بَدلًا لازِماً كعِيدٍ وأَعيادٍ. وليلةُ شَيْباءَ: آخِرُ ليلةٍ مِنَ الشهرِ، ويومٌ أَشْيَبُ شَيْبان: فِيهِ غَيْمٌ وصُرَّادٌ وبَرْدٌ. وشِيبانُ ومِلْحانُ: شَهْرا قِماحٍ، وَهُمَا أَشدُّ شهورِ الشِّتاءِ بَرْداً، وَهُمَا اللَّذان يقولُ مَن لَا يَعْرِفُهما: كانونٌ وكانُونُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبانَ، أَو مِلْحانَ، واليَوْمُ أَشْهَبُ أَي مِنَ الثَّلْج؛ هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ سَلَمة، بِكَسْرِ الشينِ

فصل الصاد المهملة

وَالْمِيمِ، وإِنما سُمِّيا بِذَلِكَ لابْيضاضِ الأَرض بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الثَّلْج والصَّقيعِ، وَهُمَا عِنْدَ طلوعِ العَقْرَبِ والنَّسْرِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ: شابَ الغُرابُ، وَلَا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ، وَلَا عِتابُك يُعْتَبُ أَراد: طالَ عَلَيْكَ الأَمرُ حَتَّى كَانَ مَا لَا يَكُونُ أَبداً، وَهُوَ شَيْبُ الغُرابِ. وشَيبانُ: قَبِيلةٌ، وَهُمُ الشَّيَابِنة. وشَيْبانُ: حيٌّ مِنْ بَكْرٍ، وَهُمَا شَيْبانانِ: أَحدهما شَيْبانُ بنُ ثَعْلَبة بنِ عُكابةَ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيِّ بنِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، والآخَر شيبانُ بنُ ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبة بنِ عُكابة. وشَيْبةُ: اسمُ رَجُلٍ، مِفْتاحُ الكَعْبةِ فِي وَلَده، وَهُوَ شيبةُ بنُ عثمانَ بنِ طَلْحَةَ بْنِ عبدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. والشِّيبُ، بِالْكَسْرِ، حِكَايَةُ صَوْتِ مَشافِرِ الإِبِل عِنْدَ الشُّرْبِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وَوَصَفَ إِبِلًا تَشْرَبُ فِي حَوْضٍ متثَلِّمٍ، وأَصواتُ مَشافِرِها شِيبْ شِيبْ: تَدَاعَيْنَ، باسمِ الشِّيبِ، فِي مُتَثَلِّمٍ، ... جَوانِبُه مِنْ بَصْرةٍ وسِلامِ وشِيبا السَّوْط: سَيْرانِ فِي رأْسِه، وشِيبُ السَّوْطِ: مَعْرُوفٌ؛ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وشِيبٌ والشِّيبُ، وشابةُ: جَبَلان مَعْرُوفَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ، بَينَ تُضارعٍ ... وشابةَ، بَرْكٌ، مِن جُذَامَ، لَبِيجُ وَفِي الصِّحَاحِ: شابةُ، فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ: اسمُ جَبَلٍ بِنَجْدٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تكونَ أَلِفُ شابةَ مُنْقَلبةً عَنْ واوٍ لأَنَّ في الكلام ش وب كَمَا أَن فِيهِ ش ي ب. التَّهْذِيبُ: شابةُ اسمُ جبلٍ بناحيةِ الحِجاز، والله، سبحانه، أَعلم. فصل الصاد المهملة صأب: صَئِبَ مِنَ الشَّراب صأَباً: رَوِيَ وامتَلأَ، وأَكثر مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. وصَئِبَ مِنَ الماءِ إِذا أَكثر شُرْبَهُ، فَهُوَ رَجُلٌ مِصْأَبٌ، على مِفْعَل. والصُّؤَابُ والصُّؤَابة، بِالْهَمْزِ: بَيْضُ الْبُرْغُوثِ وَالْقَمْلِ، وَجَمْعُ الصؤَاب صِئبان؛ قَالَ جَرِيرٌ: كَثِيرَةُ صِئْبانِ النِّطاقِ كأَنها، ... إِذا رَشَحَتْ مِنْهَا المعابِنُ، كِيرُ وَفِي الصِّحَاحِ: الصُّؤَابة، بِالْهَمْزِ، بيضَةُ الْقَمْلَةِ، وَالْجَمْعُ الصُّؤَاب والصِّئبان؛ وَقَدْ غَلِطَ يَعْقُوبُ فِي قَوْلِهِ: وَلَا تَقُلْ صِئْبَانٌ. وَقَدْ صَئِبَ رأْسُه، وأَصْأَبَ أَيضاً، إِذا كَثُرَ صِئْبانُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَا ربِّ أَوجِدْني صُؤَاباً حَيَّا، ... فَمَا أَرَى الطَّيَّارَ يُغْني شَيَّا أَي أَوجدني كالصؤَاب مِنَ الذَّهَبِ، وَعَنَى بِالْحَيِّ الصَّحِيحَ الَّذِي لَيْسَ بِمُرْفَتٍّ وَلَا مُنْفَتٍّ، والطَّيَّارُ: مَا طَارَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنْ دَقِيقِ الذَّهَبِ. أَبو عُبَيْدٍ: الصِّئْبانُ مَا يُتَحَبَّبُ مِنَ الْجَلِيدِ كَاللُّؤْلُؤِ الصِّغار؛ وأَنشد: فأَضحَى، وصِئْبانُ الصَّقيع كأَنه ... جُمانٌ، بضاحي متْنِه، يَتَحدَّرُ

صبب: صبَّ الماءَ وَنَحْوَهُ يَصُبُّه صَبًّا فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ: أَراقه، وصَبَبْتُ الماءَ: سَكَبْتُه. وَيُقَالُ: صَبَبْتُ لِفُلَانٍ مَاءً فِي القَدَح لِيَشْرَبَهُ، واصْطَبَبْتُ لِنَفْسِي مَاءً مِنَ القِربة لأَشْرَبه، واصْطَبَبْتُ لِنَفْسِي قَدَحًا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَامَ إِلى شَجْبٍ فاصطَبَّ مِنْهُ الماءَ ؛ هُوَ افْتَعَلَ مِنَ الصَّبِّ أَي أَخذه لِنَفْسِهِ. وتاءُ الِافْتِعَالِ مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً ليَسْهُل النُّطْقُ بِهَا، وَهُمَا مِنْ حُرُوفِ الإِطباق. وَقَالَ أَعرابي: اصطَبَبْتُ مِنَ المَزادة مَاءً أَي أَخذته لِنَفْسِي، وَقَدْ صَبَبْتُ الْمَاءَ فاصطَبَّ بِمَعْنَى انصَبَّ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَيتَ بُنيِّي قَدْ سَعَى وشبَّا، ... ومَنَعَ القِرْبَةَ أَن تَصْطَبَّا وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ نَحْوَهُ. وَقَالَ هِيَ جَمْعُ صَبوبٍ أَو صابٍّ «1». قَالَ الأَزهري وَقَالَ غَيْرُهُ: لَا يَكُونُ صَبٌّ جَمْعًا لِصَابٍّ أَو صَبوب، إِنما جَمْعُ صَبوب أَو صابٍّ: صُبُبٌ، كَمَا يُقَالُ: شَاةٌ عَزُوز وعُزُز وجَدُودٌ وجُدُد. وَفِي حَدِيثِ بَرِيرَةَ: إِن أَحَبَّ أَهْلُكِ أَن أَصُبَّ لَهُمْ ثَمَنَكِ صَبَّةً وَاحِدَةً أَي دَفعَة وَاحِدَةً، مِن صَبَّ الْمَاءَ يَصُبُّه صَبًّا إِذا أَفرغه. وَمِنْهُ صِفَةُ عَلِيٍّ لأَبي بَكْرٍ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، حِينَ مَاتَ: كنتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبّاً ؛ هُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ أَو الْمَفْعُولِ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: تَصَبَّبْتُ عَرَقاً أَي تَصَبَّبَ عَرَقي، فَنُقِلَ الْفِعْلُ فَصَارَ فِي اللَّفْظِ لَيٌّ، فَخَرَجَ الْفَاعِلُ فِي الأَصل مُمَيِّزًا. وَلَا يَجُوزُ: عَرَقاً تَصَبَّبَ، لأَنَّ هَذَا المميِّز هُوَ الْفَاعِلُ فِي الْمَعْنَى، فَكَمَا لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْفَاعِلِ عَلَى الْفِعْلِ، كَذَلِكَ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْمُمَيِّزِ إِذا كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ فِي الْمَعْنَى عَلَى الْفِعْلِ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي. وماءٌ صَبٌّ، كَقَوْلِكَ: ماءٌ سَكْبٌ وماءٌ غَوْر؛ قَالَ دُكَيْنُ بْنُ رَجَاءٍ: تَنْضَحُ ذِفْراهُ بماءٍ صَبِّ، ... مِثْلِ الكُحَيْلِ، أَو عَقِيدِ الرُّبِ والكُحَيْلُ: هُوَ النِّفْط الَّذِي يُطْلَى بِهِ الإِبلُ الجَربى. واصطَبَّ الماءَ: اتَّخذه لِنَفْسِهِ، عَلَى مَا يَجِيءُ عَلَيْهِ عَامَّةُ هَذَا النَّحْوِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. والماءُ يَنْصَبُّ من الجبل، ويَتَصَبَّبُ مِنَ الْجَبَلِ أَي يَتَحَدَّر. والصُبَّة: مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ وَغَيْرِهِ مُجْتَمِعًا، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الصُّبَّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. والصُّبَّة: السُّفرة لأَن الطَّعَامَ يُصَبُّ فِيهَا؛ وَقِيلَ: هِيَ شِبْهُ السُّفْرة. وَفِي حَدِيثِ واثلَةَ بْنِ الأَسْقَع فِي غَزْوَةِ تَبُوك: فَخَرَجْتُ مَعَ خَيْرِ صَاحِبِ زَادِي فِي صُبَّتي وَرَوِيتُ صِنَّتي، بِالنُّونِ، وَهُمَا سَوْآءُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الصُّبَّة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هِيَ شَيْءٌ يشبه السُّفْرة. قال يزيد: كُنْتُ آكُلُ مَعَ الرُّفْقَةِ الَّذِينَ صَحِبْتُهُمْ، وَفِي السُّفْرة الَّتِي كَانُوا يأْكلون مِنْهَا. قَالَ: وَقِيلَ إِنما هِيَ الصِّنَّة، بِالنُّونِ، وَهِيَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، شِبْهُ السَّلَّة، يُوضَعُ فِيهَا الطَّعَامُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَتَسْمَعُ آيَةً خيرٌ مِنْ صَبيبٍ ذَهباً ؛ قِيلَ: هُوَ ذَهَبٌ كَثِيرٌ مصْبُوب غَيْرُ مَعْدُودٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَقِيلَ: يُحتمل أَن يَكُونَ اسْمَ جَبَلٍ، كَمَا قَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: خَير مِنْ صَبيرٍ ذَهَبًا. والصُّبَّة: القِطْعة مِنَ الإِبل وَالشَّاءِ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ، والصِّرمة مِنَ الإِبل، والصُّبَّة، بِالضَّمِّ، مِنَ الخيل كالسُّرْبَة؛ قال:

_ (1). قوله [وَقَالَ هِيَ جَمْعُ صَبُوبٍ أو صاب] كذا بالنسخ وفيه سقط ظاهر، ففي شرح القاموس ما نصه وفي لسان العرب عن أَبي عبيدة وقد يكون الصب جَمْعُ صَبُوبٍ أَوْ صَابٍّ.

صُبَّةٌ، كَالْيَمَامِ، تَهْوِي سِراعاً، ... وعَدِيٌّ كمِثْلِ شِبْهِ المَضِيق والأَسْيَق صُبَبٌ كَالْيَمَامِ، إِلّا أَنه آثَرَ إِتْمَامَ الْجُزْءِ عَلَى الْخَبْنِ، لأَن الشُّعَرَاءَ يَخْتَارُونَ مِثْلَ هَذَا؛ وإِلّا فَمُقَابَلَةُ الْجَمْعِ بِالْجَمْعِ أَشكل. وَالْيَمَامُ: طَائِرٌ. والصُّبَّة مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ: مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلى الثَّلَاثِينَ والأَربعين؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين. وَفِي الصِّحَاحِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الصُّبَّة مِنَ الْمَعَزِ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين؛ وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الإِبل مَا دُونَ الْمِائَةِ، كالفِرْق مِنَ الْغَنَمِ، فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ الفِرْقَ مَا دُونَ الْمِائَةِ. والفِزْرُ مِنَ الضأْنِ: مِثلُ الصُّبَّة مَنِ المِعْزَى؛ والصِّدْعَةُ نَحْوُهَا، وَقَدْ يُقَالُ فِي الإِبل. والصُّبَّة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ شَقِيقٍ، قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: أَلم أُنَبَّأْ أَنكم صُبَّتان؟ صُبَّتان أَي جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا هلْ عَسَى أَحد مِنْكُمْ أَن يَتَّخِذ الصُّبَّة مِنَ الْغَنَمِ؟ أَي جَمَاعَةً مِنْهَا، تَشْبِيهًا بِجَمَاعَةِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ اختُلِف فِي عَدِّهَا فَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلى الأَربعين مِنَ الضأْن وَالْمَعَزِ، وَقِيلَ: مِنَ الْمَعَزِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: نَحْوَ الْخَمْسِينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلى السَّبْعِينَ. قَالَ: والصُّبَّة مِنَ الإِبل نَحْوَ خَمْسٍ أَو سِتٍّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: اشْتَرَيْتُ صُبَّة مِنْ غَنَمٍ. وَعَلَيْهِ صُبَّة مِنْ مَالٍ أَي قَلِيلٌ. والصُّبَّة والصُّبَابة، بِالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَغَيْرِهِمَا تَبْقَى فِي الإِناء وَالسِّقَاءِ؛ قَالَ الأَخطل فِي الصَّبَابَةِ: جَادَ القِلالُ لَهُ بذاتِ صُبابةٍ، ... حمراءَ، مِثلِ شَخِيبَةِ الأَوداجِ الْفَرَّاءُ: الصُّبَّة والشَّول وَالْغَرَضُ «2»: الْمَاءُ الْقَلِيلُ. وتصابَبْت الْمَاءَ إِذا شَرِبْتَ صُبابته. وَقَدِ اصطَبَّها وتَصَبَّبَها وتَصابَّها. قَالَ الأَخطلُ، وَنَسَبَهُ الأَزهريّ لِلشَّمَّاخِ: لَقَوْمٌ، تَصابَبْتُ المعِيشَةَ بعدَهم، ... أَعزُّ عَلَيْنَا مِنْ عِفاءٍ تَغَيَّرا جَعَلَهُ لِلْمَعِيشَةِ «3» صُباباً، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ؛ أَي فَقْدُ مَنْ كُنْتُ مَعَهُ أَشدُّ عليَّ مِنِ ابْيِضَاضِ شَعَرِي. قَالَ الأَزهري: شَبَّهَ مَا بَقِيَ مِنَ الْعَيْشِ بِبَقِيَّةِ الشراب يَتَمَزَّزُه ويَتَصابُّه. وَفِي حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزوان أَنه خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: أَلا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْم وولَّتْ حَذَّاء، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبابَةٌ كصُبابَة الإِناءِ ؛ حَذَّاء أَي مُسرِعة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّبَابَةُ البَقِيَّة الْيَسِيرَةُ تَبْقَى فِي الإِناءِ مِنَ الشَّرَابِ، فإِذا شَرِبَهَا الرَّجُلُ قَالَ تَصابَبْتُها؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: ولَيْلٍ، هَدَيْتُ بِهِ فِتْيَةً، ... سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيد قَالَ: قَدْ يَجُوزُ أَنه أَراد بصُبابة الكَرَى فَحَذَفَ الْهَاءَ؛ كَمَا قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَلا ليتَ شِعْري هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ ... عِيادي عَلَى الهِجْرانِ، أَم هُوَ بائسُ؟ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَجْعَلَهُ جَمْعَ صُبابة، فَيَكُونُ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بالهاءِ كَشُعَيْرَةٍ وَشَعِيرٍ. وَلَمَّا اسْتَعَارَ السَّقْيَ لِلْكَرَى، اسْتَعَارَ الصُّبابة لَهُ أَيضاً، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. وَيُقَالُ: قد تَصابَّ فلان

_ (2). قوله [والغرض] كذا بالنسخ التي بأيدينا وشرح القاموس ولعل الصواب البرض بموحدة مفتوحة فراء ساكنة. (3). وقوله [جعله للمعيشة إلخ] كذا بالنسخ وشرح القاموس ولعل الأَحسن جعل للمعيشة.

المعِيشَةَ بَعْدَ فُلَانٍ أَي عَاشَ. وَقَدْ تَصابَبْتهم أَجمعين إِلا وَاحِدًا. وَمَضَتْ صُبَّة مِنَ اللَّيْلِ أَي طَائِفَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه ذَكَرَ فِتَنًا فَقَالَ: لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبّاً، يضْرِبُ بعضُكم رِقابَ بَعْضٍ. والأَساود: الحيَّات. وَقَوْلُهُ صُبّاً، قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَهُوَ رَاوِي الْحَدِيثِ: هُوَ مِنَ الصَّبِّ. قَالَ: وَالْحَيَّةُ إِذا أَراد النَّهْش ارْتَفَعَ ثُمَّ صَبَّ عَلَى الْمَلْدُوغِ؛ وَيُرْوَى صُبَّى بِوَزْنِ حُبْلى. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ أَساوِدَ صُبّاً جَمْعُ صَبُوب وصَبِب، فَحَذَفُوا حَرَكَةَ الْبَاءِ الأُولى وأَدغموها فِي الباءِ الثَّانِيَةِ فَقِيلَ صَبٌّ، كَمَا قَالُوا: رَجُلٌ صَبٌّ، والأَصل صَبِبٌ، فأَسقطوا حَرَكَةَ الْبَاءِ وأَدغموها، فَقِيلَ صَبٌّ كَمَا قَالَ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَنباري، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ. وَقَدْ قَالَهُ الزُّهْرِيُّ، وَصَحَّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ وَابْنِ الأَعرابي وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ. وَرُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ فِي كِتَابِ الْفَاخِرِ فَقَالَ: سُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ قَوْلِهِ أَساوِدَ صُبّاً، فَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه كَانَ يَقُولُ: أَساوِدَ يُرِيدُ بِهِ جماعاتٍ سَواد وأَسْوِدَة وأَساوِد، وصُبّاً: يَنْصَبُّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقَتْلِ. وَقِيلَ: قَوْلُهُ أَساود صُبّاً عَلَى فُعْل، مِنْ صَبا يَصْبو إِذا مَالَ إِلى الدُّنْيَا، كَمَا يُقَالُ: غازَى وغَزا؛ أَراد لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَساود أَي جَمَاعَاتٍ مُخْتَلِفِينَ وطوائفَ مُتَنَابِذِينَ، صَابِئِينَ إِلى الفِتْنة، مَائِلِينَ إِلى الدُّنْيَا وزُخْرُفها. قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ رَوَى عَنْهُ، وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يَقُولُ: أَصله صَبَأَ عَلَى فَعَل، بِالْهَمْزِ، مِثْلُ صَابئٍ مِنْ صَبَا عَلَيْهِ إِذا زَرَى عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُهُ، ثُمَّ خَفَّفَ هَمَزَهُ ونوَّن، فَقِيلَ: صُبّاً بِوَزْنِ غُزًّا. يُقَالُ: صُبَّ رِجْلا فُلَانٍ فِي الْقَيْدِ إِذا قُيِّد؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَمَا صَبَّ رِجْلي فِي حَدِيدِ مُجاشِع، ... مَعَ القَدْرِ، إِلّا حاجَة لِي أُرِيدُها والصَّبَبُ: تَصَوُّبُ نَهر أَو طَرِيقٍ يَكُونُ فِي حَدورٍ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ إِذا مَشَى كأَنه يَنْحَطُّ فِي صَبَب أَي فِي مَوْضِعٍ مُنْحدر؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَراد بِهِ أَنه قَوِيُّ الْبَدَنِ، فإِذا مَشَى فكأَنه يَمْشِي عَلَى صَدْر قَدَمَيْهِ مِنَ الْقُوَّةِ؛ وأَنشد: الواطِئِينَ عَلَى صُدُورِ نِعالِهم، ... يَمْشونَ فِي الدّفْئِيِّ والإِبْرادِ وَفِي رِوَايَةٍ: كأَنما يَهْوِي مِنْ صبَب «1»؛ ويُروى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَالْفَتْحُ اسْمٌ لِما يُصَبُّ عَلَى الإِنسان مِنْ ماءٍ وَغَيْرِهِ كالطَّهُور والغَسُول، وَالضَّمُّ جَمْعُ صَبَبٍ. وَقِيلَ: الصَّبَبُ والصَّبُوبُ تَصوُّبُ نَهر أَو طَرِيقٍ. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ: حَتَّى إِذا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي أَي انْحَدَرَتَا فِي السَّعْيِ. وَحَدِيثُ الصَّلَاةِ: لَمْ يُصْبِ رأْسَه أَي يُمَيِّلْه إِلى أَسفل. وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسامة: فَجَعَلَ يَرْفَعُ يَدَهُ إِلى السماءِ ثُمَّ يَصُبُّها عَلَيَّ، أَعرِف أَنه يَدْعُو لِي. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ: أَنه صَبَّ فِي ذَفِرانَ ، أَي مَضَى فِيهِ مُنْحَدِرًا وَدَافِعًا، وَهُوَ مَوْضِعٌ عِنْدَ بَدْرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وسُئِلَ أَيُّ الطُّهُور أَفضل؟ قَالَ: أَن تَقُوم وأَنت صَبٌ ، أَي تَنْصَبُّ مِثْلَ الْمَاءِ؛ يَعْنِي يَنْحَدِرُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ أَصباب؛ قَالَ رؤْبة: بَلْ بَلَدٍ ذِي صُعُدٍ وأَصْبابْ وَيُقَالُ: صَبَّ ذُؤَالةُ عَلَى غَنَمِ فُلَانٍ إِذا عَاثَ فِيهَا؛ وصبَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سَوْطَ عَذَابِهِ إِذا عَذَّبَهُمْ؛ وصَبَّت الحيَّةُ عَلَيْهِ إِذا ارْتَفَعَتْ فَانْصَبَّتْ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ. والصَّبُوب مَا انْصَبَبْتَ فِيهِ وَالْجَمْعُ صُبُبٌ.

_ (1). قوله [يَهْوِي مِنْ صَبَبٍ] وَيُرْوَى بالفتح كذا بالنسخ التي بأَيدينا وفيها سقط ظاهر وعبارة شارح القاموس بعد أن قال يهوي من صبب كالصبوب ويروى إلخ.

وصَبَبٌ وَهِيَ كالهَبَط وَالْجَمْعُ أَصْباب. وأَصَبُّوا: أَخذوا فِي الصَّبِّ. وصَبَّ فِي الْوَادِي: انْحَدر. أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للحَدُور: الصَّبوب، وَجَمْعُهَا صُبُب، وَهِيَ الصَّبِيبُ وَجَمْعُهُ أَصباب؛ وَقَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ: فأَوْرَدْتُها مَاءً، كأَنَّ جِمامَه، ... مِنَ الأَجْن، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبيبُ قِيلَ: هُوَ الْمَاءُ المَصْبوب، وَقِيلَ: الصَّبِيبُ هُوَ الدَّمُ، وَقِيلَ: عُصارة العَنْدم، وَقِيلَ: صِبْغ أَحمر. والصَّبيبُ: شَجَرٌ يُشْبِهُ السَّذاب يُخْتضب بِهِ. وَالصَّبِيبُ السَّناءُ الَّذِي يَخْتَضِبُ بِهِ اللِّحاء كالحِنَّاء. وَالصَّبِيبُ أَيضاً: مَاءُ شَجَرَةِ السِّمْسِمِ. وَقِيلَ: مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنه كَانَ يَخْتَضِبُ بالصَّبِيب ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ إِنه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَو غَيْرِهِ مِنْ نَبَاتِ الأَرض؛ قال: وقد وُصِف لِي بِمِصْرَ وَلَوْنُ مَائِهِ أَحمر يَعْلُوهُ سَوَادٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ الْبَيْتَ الْمُتَقَدِّمَ، وَقِيلَ: هُوَ عُصارة وَرَقِ الحنَّاء وَالْعُصْفُرِ. والصَّبِيبُ: الْعُصْفُرُ الْمُخْلِصُ؛ وأَنشد: يَبْكُونَ، مِن بعْدِ الدُّموعِ الغُزَّر، ... دَماً سِجالًا، كَصَبِيبِ العُصْفُر وَالصَّبِيبُ: شَيْءٌ يُشْبِهُ الوَسْمَة. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ للعَرَق صَبيب؛ وأَنشد: هَواجِرٌ تَجْتلِبُ الصَّبِيبَا ابْنُ الأَعرابي: ضَرَبَهُ ضَرْبًا صَبّاً وحَدْراً إِذا ضَرَبَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ: ضَرَبَهُ مِائَةً فَصَبًّا منوَّنٌ؛ أَي فَدُونَ ذَلِكَ، وَمِائَةً فَصَاعِدًا أَي مَا فَوْقَ ذَلِكَ. وَفِي قَتْلِ أَبي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ: فَوَضَعْتُ صَبيبَ السَّيْفِ فِي بَطنِه أَي طَرَفه، وآخِرَ مَا يَبْلُغُ سِيلانه حِينَ ضَرَبَ، وَقِيلَ: سِيلانه مُطْلَقًا. والصَّبابة: الشَّوْقُ؛ وَقِيلَ: رِقَّتُهُ وَحَرَارَتُهُ. وَقِيلَ: رِقَّةُ الْهَوَى. صَبِبْتُ إِليه صَبَابة، فأَنا صَبٌّ أَي عَاشِقٌ مُشْتَاقٌ، والأُنثى صَبَّة. سِيبَوَيْهِ: وَزْنُ صَبَّ فَعِل، لأَنَّك تَقُولُ: صَبِبْتَ، بِالْكَسْرِ، يَا رَجُلُ صَبابة، كَمَا تَقُولُ: قَنِعْتَ قَنَاعَةً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِيمَا يَقُولُهُ نساءُ الأَعراب عِنْدَ التأْخِيذِ بالأُخَذِ: صَبٌّ فاصْبَبْ إِليه، أَرِقٌ فارْقَ إِليه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ولَسْتَ تَصَبُّ إِلى الظَّاعِنِينْ، ... إِذا مَا صَدِيقُك لَمْ يَصْبَبِ ابْنُ الأَعرابي: صَبَّ الرَّجُلُ إِذا عَشِقَ يَصَبُّ صَبابة، وَرَجُلٌ صَبٌّ، وَرَجُلَانِ صَبَّان، وَرِجَالُ صَبُّون، وامرأَتان صَبَّتان، وَنِسَاءٌ صَبَّات، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ قَالَ: رَجُلٌ صَبٌّ، بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ رَجُلٌ فَهِمٌ وحَذِرٌ. وأَصله صَبِبٌ فَاسْتَثْقَلُوا الْجَمْعَ بَيْنَ باءَين مُتَحَرِّكَتَيْنِ، فأَسقطوا حَرَكَةَ الْبَاءِ الأُولى وأَدغموها فِي الباءِ الثَّانِيَةِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ رَجُلٌ صَبٌّ، وَهُوَ يَجْعَلُ الصَّبَّ مَصْدَرَ صَبِبْتَ صَبّاً، عَلَى أَن يَكُونَ الأَصل فِيهِ صَبَباً ثُمَّ لَحِقَهُ الإِدغام، قَالَ فِي التَّثْنِيَةِ: رَجُلَانِ صَبٌّ وَرِجَالٌ صَبٌّ وامرأَة صَبٌّ. أَبو عَمْرٍو: الصَّبِيبُ الجَليدُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ الشِّتَاءِ: وَلَا كَلْبَ، إِلّا والِجٌ أَنْفَه اسْتَه، ... وَلَيْسَ بِهَا، إِلا صَباً وصَبِيبُها والصَّبِيبُ: فَرس مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ، عَنْ أَبي زَيْدٍ. وصَبْصَبَ الشيءَ: مَحَقه وأَذْهبه. وبصْبَصَ الشيءُ:

امَّحَق وذَهَب. وصُبَّ الرجلُ والشيءُ إِذا مُحِقَ. أَبو عَمْرٍو: والمُتَصَبْصِبُ الذَّاهِبُ المُمَّحِقُ. وتَصَبْصَبَ اللَّيْلُ تَصَبْصُباً: ذَهَبَ إِلا قَلِيلًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا الأَداوى، ماؤُها تَصَبْصَبا الْفَرَّاءُ: تَصَبْصَبَ مَا فِي سِقَائِكَ أَي قَلَّ؛ وَقَالَ الْمَرَّارُ: تَظَلُّ نِساءُ بَنِي عامِرٍ، ... تَتَبَّعُ صَبْصابَه كُلَّ عَامِ صَبْصابهُ: مَا بَقِيَ مِنْهُ، أَو مَا صُبَّ مِنْهُ. والتَّصَبْصُبُ: شِدَّةُ الخِلاف والجُرْأَة. يُقَالُ: تَصَبْصَبَ عَلَيْنَا فُلَانٌ، وتَصَبْصَبَ النهارُ: ذَهَبَ إِلا قَلِيلًا؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا مَا يَومُها تَصَبْصَبا قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَي ذَهَبَ إِلا قَلِيلًا. وتصَبْصب: الحرُّ: اشْتَدَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذا مَا يومها تَصَبْصَبَا أَي اشْتَدَّ عَلَيْهَا الْحَرُّ ذَلِكَ الْيَوْمَ. قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ أَبي زَيْدٍ أَحب إِليَّ. وَتَصَبْصَبَ أَي مَضَى وَذَهَبَ؛ وَيُرْوَى: تَصَبَّبَا؛ وَبَعْدَهُ قَوْلُهُ: مِنْ صادِرٍ أَو وارِدٍ أَيدي سَبَا وتصَبْصَب الْقَوْمُ: تَفَرَّقُوا. أَبو عَمْرٍو: صَبْصَبَ إِذا فرَّق جَيشاً أَو مَالًا. وقَرَبٌ صَبْصاب: شَدِيدٌ. صَبصابٌ مِثْلُ بَصْباص. الأَصمعي: خِمْسٌ صبْصاب وبَصْباص وحَصْحاص: كُلُّ هَذَا السَّيْرِ الَّذِي لَيْسَتْ فِيهِ وَثِيرة وَلَا فُتور. وَبَعِيرٌ صَبْصَب وصُباصِبٌ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. صحب: صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بِالضَّمِّ، وصَحابة، بِالْفَتْحِ، وَصَاحَبَهُ: عَاشَرَهُ. والصَّحْب: جَمْعُ الصَّاحِبِ مِثْلِ رَاكِبٍ وَرَكْبٍ. والأَصْحاب: جَمَاعَةُ الصَّحْب مِثْلَ فَرْخ وأَفْراخ. وَالصَّاحِبُ: المُعاشر؛ لَا يتعدَّى تَعَدِّيَ الْفِعْلِ، أَعني أَنك لَا تَقُولُ: زَيْدٌ صاحِبٌ عَمْراً، لأَنهم إِنما اسْتَعْمَلُوهُ اسْتِعْمَالَ الأَسماء، نَحْوَ غُلَامِ زَيْدٍ؛ وَلَوِ اسْتَعْمَلُوهُ اسْتِعْمَالَ الصِّفَةِ لَقَالُوا: زَيْدٌ صاحِبٌ عَمْرًا، أَو زَيْدٌ صاحبُ عَمْرو، عَلَى إِرادة التَّنْوِينِ، كَمَا تَقُولُ: زَيْدٌ ضاربٌ عَمْرًا، وَزَيْدٌ ضاربُ عمْرٍو؛ تُرِيدُ بِغَيْرِ التَّنْوِينِ مَا تُرِيدُ بِالتَّنْوِينِ؛ وَالْجَمْعُ أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحْبان، مِثْلُ شَابٍّ وشُبّان، وصِحاب مِثْلُ جَائِعٌ وجِياع، وصَحْب وصَحابة وصِحابة، حَكَاهَا جَمِيعًا الأَخفش، وأَكثر النَّاسِ عَلَى الْكَسْرِ دُونَ الهاءِ، وَعَلَى الْفَتْحِ مَعَهَا، وَالْكَسْرُ مَعَهَا عَنِ الْفَرَّاءِ خَاصَّةً. وَلَا يَمْتَنِعُ أَن تَكُونَ الْهَاءُ مَعَ الْكَسْرِ مِنْ جِهَةِ الْقِيَاسِ، عَلَى أَن تُزَادَ الْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: خَرَجْتُ أَبتغي الصَّحابة إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ هُوَ بِالْفَتْحِ جَمْعُ صَاحِبٍ، وَلَمْ يُجْمَعْ فاعِل عَلَى فَعالة إِلا هَذَا؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فكانَ تَدانِينا وعَقْدُ عِذارهِ، ... وقال صِحابي: قَدْ شَأَونَك، فاطْلُب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَغنى عَنْ خَبَرِ كَانَ الْوَاوُ الَّتِي فِي مَعْنَى مَعَ، كأَنه قَالَ: فَكَانَ تَدَانِينَا مَعَ عَقْدِ عِذَارِهِ، كَمَا قَالُوا: كُلُّ رَجُلٍ وضَيْعَتُه؛ فَكُلُّ مُبْتَدَأٌ، وَضَيْعَتُهُ مَعْطُوفٌ عَلَى كُلُّ، ولم يأت له بِخَبَرٍ، وإِنما أَغنى عَنِ الْخَبَرِ كَوْنُ الْوَاوِ فِي مَعْنَى مَعَ، وَالضَّيْعَةُ هُنَا: الْحِرْفَةُ، كأَنه قَالَ: كُلُّ رَجُلٍ مَعَ حِرْفَتِهِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: كُلُّ رَجُلِ وشأْنه. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّحابة، بِالْفَتْحِ:

الأَصْحاب، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، وَجَمْعُ الأَصْحاب أَصاحِيب. وأَما الصُّحْبة والصَّحْب فَاسْمَانِ لِلْجَمْعِ. وَقَالَ الأَخفش: الصَّحْبُ جَمْعٌ، خِلَافًا لِمَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ، وَيُقَالُ: صَاحِبٌ وأَصْحاب، كَمَا يُقَالُ: شاهِد وأَشهاد، وناصِر وأَنْصار. وَمَنْ قَالَ: صَاحِبٌ وصُحْبة، فَهُوَ كَقَوْلِكَ فارِه وفُرْهَة، وغلامٌ رائِق، وَالْجَمْعُ رُوقَة؛ والصُّحْبَةُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: صَحِبَ يَصْحَبُ صُحْبَةً. وَقَالُوا فِي النساءِ: هنَّ صواحِبُ يُوسُفَ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي الْحَسَنِ: هُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، جَمَعُوا صَواحِبَ جَمْعَ السَّلَامَةِ، كَقَوْلِهِ: فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها وَقَوْلِهِ: جَذْب الصَّرارِيِّين بالكُرور والصِّحابَة: مَصْدَرُ قَوْلِكَ صاحبَك اللهُ وأَحْسَن صحابَتَك. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ عِنْدَ التَّوْدِيعِ: مُعاناً مُصاحَباً. وَمَنْ قَالَ: مُعانٌ مَصاحَبٌ، فَمَعْنَاهُ: أَنت مُعَانٌ مُصاحَب. وَيُقَالُ: إِنه لَمِصْحاب لَنَا بِمَا يُحَبّ؛ وَقَالَ الأَعشى: فَقَدْ أَراكَ لَنَا بالوُدِّ مصْحابا وفُلانٌ صاحِبُ صِدْقٍ. واصْطَحَب الرَّجُلَانِ، وَتَصَاحَبَا، واصْطَحَبَ الْقَوْمُ: صَحِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ وأَصله اصْتَحَب، لأَن تَاءَ الِافْتِعَالِ تَتَغَيَّرُ عِنْدَ الصَّادِ مِثْلَ اصْطَحَبَ، وَعِنْدَ الضَّادِ مِثْلَ اضْطَربَ، وَعِنْدَ الطَّاءِ مِثْلَ اطَّلَب، وَعِنْدَ الظَّاءِ مِثْلَ اظَّلَم، وَعِنْدَ الدَّالِ مِثْلَ ادَّعى، وَعِنْدَ الذَّالِ مِثْلَ اذّخَر، وَعِنْدَ الزَّايِ مِثْلَ ازْدَجَر، لأَن التَّاءَ لانَ مَخْرَجُها فَلَمْ تُوَافِقْ هَذِهِ الْحُرُوفَ لِشِدَّةِ مَخَارِجَهَا، فأُبْدِلَ مِنْهَا مَا يُوَافِقُهَا، لِتَخِفَّ عَلَى اللِّسَانِ، ويَعْذُبَ اللَّفْظُ بِهِ. وحمارٌ أَصْحَبُ أَي أَصْحَر يَضْرِبُ لَوْنُهُ إِلى الْحُمْرَةِ. وأَصْحَبَ: صَارَ ذَا صَاحِبٍ وَكَانَ ذَا أَصحاب. وأَصْحَبَ: بَلَغَ ابْنُهُ مَبْلَغَ الرِّجَالِ، فَصَارَ مِثْلَهُ، فكأَنه صَاحِبُهُ. واسْتَصْحَبَ الرجُلَ: دَعاه إِلى الصُّحْبة؛ وَكُلُّ مَا لَازَمَ شَيْئًا فَقَدِ اسْتَصْحَبَهُ؛ قَالَ: إِنّ لَكَ الفَضْلَ عَلَى صُحْبَتي، ... والمِسْكُ قدْ يَسْتَصْحِبُ الرّامِكا الرامِك: نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ رَدِيءٌ خَسِيسٌ. وأَصْحَبْتُه الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ لَهُ صَاحِبًا، وَاسْتَصْحَبْتُهُ الْكِتَابَ وَغَيْرَهُ. وأَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه: حَفِظَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اصْحَبْنا بِصُحْبَةٍ واقلِبْنا بِذِمَّةٍ ؛ أَي احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ فِي سَفَرنا، وأَرجِعنا بأَمانتك وعَهْدِك إِلى بَلَدِنَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ؛ قَالَ: يَعْنِي الْآلِهَةَ لَا تَمْنَعُ أَنفسنا، وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ : يُجَارُونَ أَي الْكُفَّارُ؛ أَلا تَرَى أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: أَنا جارٌ لَكَ؛ وَمَعْنَاهُ: أُجِيرُك وأَمْنَعُك. فَقَالَ: يُصْحَبون بالإِجارة. وَقَالَ قَتَادَةُ: لَا يُصْحَبُون مِنَ اللهِ بِخَيْرٍ؛ وَقَالَ أَبو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ: أَصْحَبْتُ الرجلَ أَي مَنَعْتُه؛ وأَنشد قَوْلَ الهُذَليّ: يَرْعَى بِرَوْضِ الحَزْنِ، مِنْ أَبِّه، ... قُرْبانَه، فِي عابِه، يُصْحِبُ يُصْحِبُ: يَمْنَعُ ويَحْفَظُ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ أَي يُمْنعون. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِ صَحِبَك اللَّهُ أَي حَفِظَكَ وكان لك جَارًا؛ وَقَالَ: جارِي وَمَوْلايَ لَا يَزْني حَريمُهُما، ... وصاحِبي منْ دَواعي السُّوءِ مُصْطَحَبُ

وأَصْحبَ البعيرُ والدابةُ: انْقَادَا. وَمِنْهُمْ مَن عَمَّ فَقَالَ: وأَصْحَبَ ذلَّ وَانْقَادَ مِنْ بَعْدِ صُعوبة؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ولَسْتُ بِذِي رَثْيَةٍ إِمَّرٍ، ... إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحبا الإِمَّرُ: الَّذِي يأْتَمِرُ لِكُلِّ أَحد لضَعْفِه، والرَّثْيَةُ: وجَع الْمَفَاصِلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَصْحَبَت الناقةُ أَي انْقَادَتْ، وَاسْتَرْسَلَتْ، وَتَبِعَتْ صَاحِبَهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: صحِبْتُ الرجُلَ مِنَ الصُّحْبة، وأَصْحَبْتُ أَي انْقَدْتُ لَهُ؛ وأَنشد: تَوالى بِرِبْعِيِّ السّقابُ، فأَصْحَبا والمُصْحِبُ المُستَقِيمُ الذَّاهِبُ لَا يَتَلَبَّث؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَا ابْنَ شهابٍ، لَسْتَ لِي بِصاحِب، ... مَعَ المُماري ومَعَ المُصاحِب فَسَّرَهُ فَقَالَ: المُماري المُخالِفُ، والمُصاحِبُ المُنْقاد، مِنَ الإِصْحابِ. وأَصْحَبَ الماءُ: عَلَاهُ الطُّحْلُب والعَرْمَضُ، فَهُوَ ماءٌ مُصْحِبٌ. وأَدِيمٌ مُصْحِبٌ عَلَيْهِ صُوفُه أَو شَعره أَو وبَرُه، وَقَدْ أَصْحَبْته: تَرَكْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وقِربَةٌ مُصْحِبَة: بَقِيَ فِيهَا مِنْ صُوفِهَا شَيْءٌ وَلِمَ تُعْطَنْهُ. والحَمِيتُ: مَا لَيْسَ عَلَيْهِ شَعَرٌ. وَرَجُلٌ مُصْحِب: مَجْنُونٌ. وصَحَبَ المَذْبوحَ: سلَخه فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وتَصَحَّب مِنْ مُجالَسَتِنا: استَحْيا. وَقَالَ ابْنُ بِرَزْحٍ «2» إِنه يَتَصَحَّبُ مِنْ مُجَالَسَتِنَا أَي يستَحْيِي مِنْهَا. وإِذا قِيلَ: فُلَانٌ يتسَحَّب عَلَيْنَا، بِالسِّينِ، فَمَعْنَاهُ: أَنه يَتمادَحُ ويَتَدَلَّل. وَقَوْلُهُمْ فِي النداءِ: يَا صاحِ، مَعْنَاهُ يَا صَاحِبِي؛ وَلَا يَجُوزُ تَرْخِيمُ الْمُضَافِ إِلّا فِي هَذَا وَحْدَهُ، سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ مُرخَّماً. وَبَنُو صُحْب: بَطْنان، واحدٌ فِي باهِلَة، وَآخَرُ فِي كلْب. وصَحْبانُ: اسْمُ رجلٍ. صخب: الصَّخَبُ: الصِّياحُ والجلَبة، وَشِدَّةُ الصَّوْتِ واختلاطُهُ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ فِي التَّوْرَاةِ: محمدٌ عَبْدِي لَيْسَ بفَظٍّ وَلَا غَلِيظ، وَلَا صَخُوبٍ فِي الأَسواق ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَا صَخَّاب. الصَّخَب والسَّخَب: الضجَّة وَاخْتِلَاطُ الأَصوات للخِصام؛ وفَعُول وفَعّال: لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ: لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَب. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ أَيمن: وَهِيَ تَصْخَب وتَذْمُر عَلَيْهِ. وَقَدْ صَخِب، بِالْكَسْرِ، يَصْخَب صخَباً. والسَّخَب: لُغَةٌ فِيهِ رَبَعِيَّة قَبِيحَةٌ. وَرَجُلٌ صَخَّاب وصَخِبٌ وصَخُوبٌ وصَخْبانُ: شَدِيدُ الصخَب كَثِيرُهُ، وَجَمْعُ الصَّخْبان: صُخْبان عَنْ كُرَاعٍ، والأُنثى صَخِبَة وصَخّابة وصُخُبَّة وصَخُوب؛ قَالَ: فَعَلَّكَ لوْ تُبَدِّلُنا صَخُوباً، ... تَرُدُّ الأَمْرَدَ المخْتارَ كَهْلا وَقَوْلُ أُسامة الْهُذَلِيِّ: إِذا اضْطَرَبَ المُمَرُّ بجانِبَيْها، ... تَرَنَّمُ قَيْلَةٌ صَخِبٌ طَروب «3» حَمَلَهُ عَلَى الشَّخْصِ فذكَّر، إِذ لَا يُعْرَف فِي الْكَلَامِ: امرأَة فَعِلٌ، بِلَا هَاءٍ. واصْطَخَب: افتَعل، مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الضّفادِعَ، فِي الغُدْرانِ، تَصْطَخِب

_ (2). قوله [برزح] هكذا في النسخ المعتمدة بيدنا. (3). قوله [قيلة] كذا بالنسخ التي بأيدينا باللام وفي شرح القاموس قينة بالنون وهو أَليق بقوله ترنم وبقول المصنف لا يعرف إلخ.

وَفِي حَدِيثِ الْمُنَافِقِينَ: صخبٌ بِالنَّهَارِ أَي صَيَّاحُونَ فِيهِ وَمُتَجَادِلُونَ. وَعَيْنٌ صَخْبَةٌ: مُصْطَفِقَة عِنْدَ الجَيَشانِ. واصْطَخَب الْقَوْمُ وتَصاخَبُوا إِذا تَصَايَحُوا وَتَضَارَبُوا. وَمَاءٌ صَخِبُ الآذِيِّ ومُصْطَخِبُه إِذا تَلَاطَمَتْ أَمواجُه أَي لَهُ صَوْتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُفْعَوْعِمٌ، صَخِبُ الآذِيِّ، مُنْبَعِق واصْطِخابُ الطَّيْرِ: اخْتِلَاطُ أَصواتها. وَحِمَارٌ صَخِبُ الشوارِبِ: يُرَدِّدُ نُهاقَه فِي شَوَارِبِهِ. والشوارِبُ: مَجَارِي الْمَاءِ فِي الحَلْق؛ قَالَ: صَخِبُ الشوارِبِ لَا يَزال، كأَنه ... عبْدٌ، لآلِ أَبي رَبيعةَ، مُسْبَعُ والصَّخْبَة: العَطْفة. صرب: الصَّرْبُ والصَّرَبُ: اللَّبَنُ الحَقينُ الحامِض. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ حُقِنَ أَياماً فِي السقاءِ حَتَّى اشتدَّ حَمَضُه، وَاحِدَتُهُ: صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ. يُقَالُ: جَاءَنَا بِصَربة تَزْوي الْوَجْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: فيأْتي بالصَّربة مِنَ اللَّبَنِ ؛ هُوَ اللَّبَنُ الْحَامِضُ. وصَربه يَصْرُبُه صَرْباً، فَهُوَ مَصْروب وصَريب. وصَرَبه: حَلَبَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ وَتَرَكَهُ يَحْمَضُ. وَقِيلَ: صَرَب اللبنَ والسمنَ فِي النِّحْي. الأَصمعي: إِذا حُقِن اللَّبَنُ أَياماً فِي السقاءِ حَتَّى اشتَدَّ حَمَضُه، فَهُوَ الصرْب والصرَب؛ وأَنشد: فالأَطْيَبانِ بِهَا الطُّرْثوثُ والصّرَب قَالَ أَبو حَاتِمٍ: غَلِطَ الأَصمعي فِي الصَّرْبِ أَنه اللَّبَنُ الْحَامِضُ؛ قَالَ وَقُلْتُ لَهُ: الصَّرب الصمْغ والصَّرب اللَّبَنُ، فَعَرَفَهُ، وَقَالَ: كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: صَرَب اللبنَ فِي السقاءِ. ابْنُ الأَعرابي: الصِّرْبُ الْبُيُوتُ الْقَلِيلَةُ مِنْ ضَعْفَى الأَعراب. قَالَ الأَزهري: والصِّرْم مِثْلُ الصِّرْب، قَالَ: وَهُوَ بِالْمِيمِ أَعرب «1». وَيُقَالُ: كَرَصَ فُلَانٌ فِي مِكْرَصه، وصَرَبَ فِي مِصْرَبه، وقَرَعَ فِي مِقْرَعه: كُلُّه السِّقَاءُ يُحْقن فِيهِ اللَّبَنُ. وَقَدِمَ أَعرابي عَلَى أَعرابية، وَقَدْ شَبِقَ لِطُولِ الْغَيْبَةِ، فَرَاوَدَهَا فأَقبلت تُطَيِّبُ وتُمتعه، فَقَالَ: فَقَدْتُ طَيِّباً فِي غَيْرِ كُنْهه أَي فِي غَيْرِ وَجْهِهِ وَمَوْضِعِهِ، فَقَالَتِ المرأَة: فقدْتَ صرْبة مُسْتَعْجِلًا بِهَا؛ عَنَتْ بِالصَّرْبَةِ: الْمَاءُ الْمُجْتَمِعُ فِي الظَّهْرِ. وإِنما هُوَ عَلَى الْمَثَلِ بِاللَّبَنِ الْمُجْتَمِعِ فِي السقاءِ. والمِصْرَب: الإِناءُ الَّذِي يُصرَب فِيهِ اللَّبَنُ أَي يُحْقَن، وَجَمْعُهُ الْمَصَارِبُ. تَقُولُ: صَرَبْتُ اللَّبَنَ فِي الوَطْب واصْطَرَبْتُه إِذا جَمَعْتَهُ فِيهِ شَيْئًا بَعْدَ شيءٍ وتركْتَه ليَحْمَض. والصَّرْب: مَا يُزَوَّدُ مِنَ اللَّبَنِ فِي السقاءِ، حَلِيبًا كَانَ أَو حازِراً. وَقَدِ اصْطَرَبَ صَرْبة، وصرَبَ بولَه يَصْرُبه ويَصْرِبه صَرْبًا: حقنَه إِذا طَالَ حَبْسُهُ؛ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْفَحْلَ مِنَ الإِبل، وَمِنْهُ قِيلَ للبَحِيرة: صَرْبى عَلَى فَعْلى، لأَنهم كَانُوا لَا يَحْلُبونها إِلا لِلضَّيْفِ، فَيَجْتَمِعُ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: البَحِيرة الَّتِي يُمْنع دَرُّها لِلطَّوَاغِيتِ، فَلَا يحلُبها أَحد مِنَ النَّاسَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عَنْ أَبيه قَالَ: هَلْ تُنْتَج إِبلُك وافِيةً أَعينها وآذانُها فتَجْدَعُها وَتَقُولُ صَرْبَى؟ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: قَوْلُهُ صَرْبى مِثْلَ سَكْرَى، مِنْ صَرَبْت اللَّبَنَ فِي الضَّرْعِ إِذا جَمَعْتَهُ وَلَمْ تَحْلِبْهُ، وَكَانُوا إِذا جَدَعُوهَا أَعْفَوْها مِنَ الحلْب. وَقَالَ بعضهم:

_ (1). قوله [أعرب] كذا في نسخة وفي أخرى وشرح القاموس أعرف بالفاء.

تجعلُ الصَّرْبَى مِنَ الصَّرْم، وَهُوَ الْقَطْعُ، بِجَعْلِ الباءِ مُبدلَة مِنَ الْمِيمِ، كَمَا يُقَالُ ضرْبَةُ لازِم وَلَازِبٍ؛ قَالَ: وكأَنه أَصح التَّفْسِيرَيْنِ لِقَوْلِهِ فتجْدع هَذِهِ فَتَقُولُ صَرْبى. ابْنُ الأَعرابي الصَّرْبُ: جَمْعُ صَرْبَى، وَهِيَ الْمَشْقُوقَةُ الأُذن مِنَ الإِبل، مِثْلُ الْبَحِيرَةِ أَو الْمَقْطُوعَةِ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى عَنْ أَبي الأَحوص أَيضاً عَنْ أَبيه قَالَ: أَتيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا قَشِف الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: هَلْ تُنْتَج إِبلك صِحاحاً آذانُها، فتَعْمِدَ إِلى المُوسَى فتقطَعَ آذانَها، فَتَقُولُ: هَذِهِ بَحِيرة، وَتَشُقُّهَا فَتَقُولُ: هَذِهِ صَرْم فَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَهلك؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا آتَاكَ اللَّهُ لَكَ حِلٌّ، وساعِدُ اللَّهِ أَشدّ، ومُوساه أَحدّ. قَالَ: فَقَدْ بَيَّنَ بِقَوْلِهِ صَرْمٌ مَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي الصَّرْب: إِنَّ الْبَاءَ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْمِيمِ. وصَرَبَ الصبيُّ: مَكَثَ أَياماً لَا يُحْدِث، وصَرَبَ بَطْنُ الصَّبِيِّ صَرْباً إِذا عَقَد لِيَسْمَنَ، وَهُوَ إِذا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِه فَيَمْكُثُ يَوْمًا لَا يُحْدِثُ، وَذَلِكَ إِذا أَراد أَن يَسْمَن. والصَّرْب والصَّرَب: الصَّمْغُ الأَحمر؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ الْبَادِيَةَ: أَرْضٌ، عَنِ الخيْرِ والسُّلْطانِ، نائِيَةٌ، ... فالأَطْيَبانِ بِهَا الطُّرثُوثُ والصَّرَبُ وَاحِدَتُهُ صَرْبَةٌ، وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى صِراب؛ وَقِيلَ: هُوَ صَمْغُ الطَّلْح والعُرْفُط، وَهِيَ حُمْرٌ كأَنها سَبَائِكُ تُكْسَرُ بِالْحِجَارَةِ. وَرُبَّمَا كَانَتِ الصَّرْبَةُ مِثْلَ رأْس السِّنَّوْر، وَفِي جَوْفِهَا شَيْءٌ كالغِراءِ والدِّبْس يُمَصُّ ويؤْكَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَيَكْفِيكَ صَرْبُ القَوْمِ، لحْمٌ مُغَرّضٌ، ... وماءُ قُدورٍ، فِي الجِفانِ، مَشُوب قَالَ: والصَّرْب الصَّمْغُ الأَحمر، صَمْغُ الطلْح. والصَّرَبَةُ: مَا يُتَخير مِنَ الْعُشْبِ وَالشَّجَرِ بَعْدَ الْيَابِسِ، وَالْجَمْعُ صَرَبٌ وَقَدْ صَرِبت الأَرضُ، واصْرَأَبَّ الشيءُ: امْلاسَّ وَصَفَا؛ وَمَنْ رَوَى بَيْتَ إمرئِ القَيس: صَرَابَةَ حَنْظَل، أَراد الصَّفَاءَ وَالْمُلُوسَةَ؛ وَمَنْ رَوَى: صَرايةَ، أَراد نَقِيعَ مَاءِ الْحَنْظَلِ، وهو أَحمر صاف. صطب: «1»: التَّهْذِيبُ ابْنُ الأَعرابي: المِصْطَب سَنْدان الحَدَّاد. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابياً مِنْ بَنِي فَزارَةَ يَقُولُ لِخَادِمٍ لَهُ: أَلا وَارْفَعْ لِي عَنْ صَعِيد الأَرض مِصْطَبة أَبِيتُ عَلَيْهَا بِاللَّيْلِ، فَرَفَعَ لَهُ مِنَ السَّهْلةِ شِبْهَ دُكَّانٍ مُرَبَّعٍ، قَدْرَ ذِرَاعٍ مِنَ الأَرض، يَتَّقِي بِهَا مِنَ الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ آخَرَ مِنْ بَنِي حَنْظلة سَمَّاهَا المصْطَفَّة، بالفاءِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنه قَالَ: إِني كُنْتُ لَا أُجالسكم مَخَافَةَ الشُّهْرَةِ، حَتَّى لَمْ يَزَلْ بِيَ الْبَلَاءُ حَتَّى أَخذ بِلِحْيَتِي وأَقمت عَلَى مَصْطَبة بِالْبَصْرَةِ. وَقَالَ أَبو الهيثمِ: المَصْطَبَّة والمِصْطَبَّة بِالتَّشْدِيدِ مُجْتَمَعُ النَّاسِ، وَهِيَ شِبْهُ الدُّكَّانِ يُجْلس عَلَيْهَا. والأُصْطُبَّة: مُشاقة الكَتَّان. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت أَبا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَيْهِ إِزار فِيهِ عَلَقٌ، قَدْ خيَّطه بالأُصْطُبَّة ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الغَريبين. صعب: الصَّعْبُ: خِلَافُ السَّهْل، نَقِيضُ الذَّلُول؛ والأُنثى صَعْبَة، بالهاءِ، وَجَمْعُهُمَا صِعاب؛ ونساءٌ صَعْبات، بِالتَّسْكِينِ لأَنه صِفَةٌ. وصَعُب الأَمر وأَصْعَبَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، يَصْعُب صُعوبة: صَارَ صَعْباً. واسْتَصْعَب وتَصَعَّب وصعَّبه وأَصْعَبَ الأَمرَ:

_ (1). قوله [صطب] أهمل الجوهري والمؤلف قبله مادة ص ر خ ب والصرخبة فسرها ابن دريد بالخفة والنزق كالصربخة، أفاده شارح القاموس.

وَافَقَهُ صَعْباً؛ قَالَ أَعْشى بَاهِلَةَ: لَا يُصْعِبُ الأَمرَ، إِلّا رَيْثَ يَرْكَبُه، ... وَكُلَّ أَمرٍ، سِوى الفَحْشاء، يأْتَمِرُ واسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ الأَمرُ أَي صَعُب. واستصْعَبه: رَآهُ صَعْباً؛ وَيُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ بكْراً مِنَ الإِبل ليقتَضِيَه، فاستَصعَب عَلَيْهِ استِصعاباً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا رَكِبَ الناسُ الصَّعْبَة والذلُولَ، لَمْ نأْخذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نعرِفُ أَي شدائدَ الأُمور وسُهُولَها. وَالْمُرَادُ: تَرَكَ المُبالاةَ بالأَشياءِ وَالِاحْتِرَازَ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. والصَّعْبُ مِنَ الدَّوَابِّ: نَقِيضُ الذَّلُول؛ والأُنثى: صَعْبة، وَالْجَمْعُ صِعاب. وأُصْعِبَ الجمَلُ: لَمْ يُرْكب قَطُّ؛ وأَصْعَبه صاحبُه: تَرَكَهُ وأَعفاه مِنَ الرُّكُوبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سَنامُه فِي صُورةٍ مِنْ ضُمْرِهِ، ... أَصعَبَه ذُو جِدَةٍ فِي دَثْره قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ فِي صُورَةٍ حَسَنَة مِنْ ضُمْره أَي لَمْ يَضَعْهُ أَن كَانَ ضَامِرًا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: تَرَكَهُ فَلَمْ يَرْكَبْهُ، وَلَمْ يَمْسَسْه حَبْل حَتَّى صَارَ صَعْباً. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْرٍ: مَنْ كَانَ مُصْعِباً فَلْيَرْجِعْ أَي مَنْ كَانَ بَعِيرُهُ صَعْبًا غَيْرَ مُنْقَادٍ وَلَا ذَلُولٍ. يُقال: أَصْعَب الرَّجُلُ فَهُوَ مُصْعِب. وَجَمَلٌ مُصْعَب إِذا لَمْ يَكُنْ مُنَوَّقاً، وَكَانَ مُحَرَّم الظَّهْرِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المُصْعَبُ الْفَحْلُ الَّذِي يُودَعُ مِنَ الرُّكُوبِ وَالْعَمَلِ للفِحْلة. والمُصْعَب: الَّذِي لَمْ يَمْسَسْهُ حَبْلٌ، وَلَمْ يُركب. والقَرْم: الْفَحْلُ الَّذِي يُقْرَم أَي يُودَعُ ويُعْفَى مِنَ الرُّكُوبِ، وَهُوَ المُقْرَمُ والقَريعُ والفَنِيقُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: كَأَنَّ مَصاعِيبَ، زُبِّ الرُّؤوسِ، ... فِي دارِ صَرْمٍ تَلاقَى، مُريحا أَراد: مَصاعِب جَمْعُ مُصْعَب، فَزَادَ الياءَ لِيَكُونَ الجزءُ فَعُولُنْ، وَلَوْ لَمْ يأْتِ بالياءِ لَكَانَ حَسَنًا. وَيُقَالُ: جِمَالٌ مَصاعِبُ ومَصاعِيبُ. وقوله: تَلاقى مُريحا، إِنما ذكَّرَ عَلَى إِرادة الْقَطِيعِ. وَفِي حَدِيثِ حَنْفَانَ: صَعابِيبُ، وَهُمْ أَهل الأَنابيب. الصَّعَابِيبُ: جَمْعُ صُعْبوب، وَهُمُ الصِّعاب أَي الشَّدَائِدُ. والصَّاعِبُ: مِنَ الأَرضين ذاتُ النَّقَل وَالْحِجَارَةُ تُحْرَثُ. والمُصْعَبُ: الْفَحْلُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ مُصْعَباً. وَرَجُلٌ مُصْعَب: مسوَّد، مِنْ ذَلِكَ. وَمُصَعِّبٌ: اسْمُ رَجُلٍ، مِنْهُ أَيضاً. وصَعْب: اسْمُ رَجُلٍ غَلَبَ عَلَى الْحَيِّ. وصَعْبَة وصُعَيْبَة: اسْمَا امرأَتين. وَبَنُو صَعْب: بَطْن. والمُصْعَبان: مُصْعَب بنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُهُ عِيسَى بنُ مُصْعَب. وَقِيلَ: مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وأَخوه عَبْدُ اللَّهِ. وَكَانَ ذُو الْقَرْنَيْنِ المُنْذِرُ بْنُ ماءِ السماءِ يُلَقَّبُ بالصَّعْب؛ قَالَ لَبِيدٌ: والصَّعْبُ، ذُو القَرْنَينِ، أَصْبَح ثاوِياً ... بالحِنو، فِي جَدَثٍ، أُمَيْمَ، مُقِيم وعَقَبَة صَعْبَة إِذا كانت شاقة. صعرب: الصُّعْرُوبُ: الصغيرُ الرأسِ من الناس وغيرهم. صعنب: الصَّعْنَبُ: الصَّغِيرُ الرأْس؛ قَالَ الأَزهري أَنشد أَبو عَمْرٍو: يَتْبَعْنَ عَوْداً، كاللِّواءِ، مِسْأَبا، ... ناجٍ، عَفَرْنَى، سَرَحاناً أَغْلَبا رَحْبَ الفُروجِ، ذَا نَصِيعٍ مِنْهَبا، ... يُحْسَبُ، بِاللَّيْلِ، صُوًى مُصَعْنَبا

أَي يأْتي منزلهُ. الصُّوَى: الْحِجَارَةُ المجموعةُ، الْوَاحِدَةُ صُوَّة. والمُصَعْنَب: الَّذِي حُدِّدَ رأْسُه. يُقَالُ: إِنه لَمُصَعْنَبُ الرَّأْسِ إِذا كَانَ مُحَدَّدَ الرأْس. وَقَوْلُهُ: ناجٍ، أَراد نَاجِيًا. والمِنْهَب: السريعُ. وَقَدْ أَجُوبُ ذَا السِّماطَ السَّبْسَبَا، ... فَمَا تَرَى إِلَّا السِّراجَ اللَّغبا، فإِنْ تَرَى الثَّعْلَبَ يَعْفُو مُحَرَّبَا وصَعنَبَى: قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وصَعْنَبى أَرض؛ قَالَ الأَعشى: وَمَا فَلَجٌ، يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبى، ... لَهُ شَرَعٌ سَهْلٌ عَلَى كلِّ مَوْرِدِ والصَّعْنَبَةُ: أَن تُصَعْنَبَ الثَّريدَةُ، تُضَمَّ جَوانِبُها، وتُكَوَّمَ صَوْمَعَتُها، ويُرْفَعَ رَأْسُها؛ وَقِيلَ: رَفْعُ وسَطِها، وقَوْرُ رَأْسِها؛ يُقَالُ: صَعْنَبَ الثَّريدة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَوّى ثَريدَة فلَبَّقَها بِسَمْن ثُمَّ صَعْنَبَها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي رَفَعَ رَأْسَها؛ وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَعْنِي جَعَلَ لَهَا ذُرْوَة؛ وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ أَن يَضُمَّ جَوانِبَها، ويُكَوِّمَ صَوْمَعَتَها. والصَّعْنَبَةُ: انْقِباضُ البَخيلِ عِندَ المَسْأَلَةِ. وعمَّ ابْنُ سِيدَهْ فَقَالَ: الصَّعْنَبَةُ الانْقِباض. صغب: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الباهليَّ يَقُولُ: يُقالُ لِبَيْضَةِ القَمْلَةِ: صُغاب وصُؤَابٌ. صقب: الصَّقْب والصَّقَب، لُغَتَانِ، الطَّويلُ التارُّ مِنْ كُلِّ شيءٍ، وَيُقَالُ لِلْغُصْنِ الرَّيَّانِ الغَلِيظِ الطَّويلِ. وصَقْبُ النَّاقَةِ وَلَدُها وجَمْعُه صِقابٌ وصِقْبانٌ. والصَّقْبُ عَمُودٌ يُعْمَدُ بِهِ البَيْتُ؛ وَقِيلَ: هُو العَمُودُ الأَطوَلُ فِي وَسَطِ البَيْتِ وَالْجَمْعُ صُقُوبٌ. وصَقَبَ البِناءَ وغَيْرَه رَفَعَه. وصُقُوبُ الإِبِلِ: أَرْجُلُها، لُغَةٌ فِي سُقُوبِها؛ حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي. قَالَ: وَأَرَى ذَلِكَ لِمَكَانِ الْقَافِ، وضَعُوا مَكانَ السِّينِ صَادًا، لأَنَّها أَفْشَى مِنَ السِّينِ، وَهِيَ موافِقَةٌ للقافِ فِي الإِطْباقِ ليَكون العَمَلُ مِن وَجْهٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَهَذَا تعليلُ سِيبويْه فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ المُضارَعَةِ. والصَّقَبُ: القُرْب. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الظُّروفِ الَّتِي عَزَلَها مِمَّا قَبْلَها لِيُفَسِّرَ معانِيها لأَنَّها غَرائِبُ: هُوَ صَقَبُك، وَمَعْنَاهُ القُرْب؛ ومكانٌ صَقَبٌ وصَقِبٌ: قَرِيبٌ. وَهَذَا أَصْقَبُ مِنْ هَذَا أَي أَقْرَبُ. وأَصْقَبَتْ دارُهم وصَقِبَت، بِالْكَسْرِ، وأَسْقَبَتْ: دَنتْ وقَرُبَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: الجارُ أَحقُّ بِصَقَبه ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: أَراد بالصَّقَب المُلاصَقَة والقُرْب وَالْمُرَادُ بِهِ الشُّفْعَةُ كأَنه أَرادَ بِمَا يَلِيه؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرادَ الشَّريكَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرادَ المُلاصِقَ؛ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْني القُرْبَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّه كَانَ إِذا أُتِيَ بالقَتِيلِ قَدْ وُجِدَ بَيْنَ القَرْيَتَيْنِ، حُمِلَ عَلَى أَصْقَبِ القَريَتَيْنِ إِليه أَي أَقْربِهِما، وَيُرْوَى بِالسِّينِ؛ وأَنشد لِابْنِ الرُّقَيَّاتِ: كُوفِيَّةٌ، نازِحٌ مَحِلَّتُها، ... لَا أَمَمٌ دارُها وَلَا صَقَبُ قَالَ: مَعْنَى الحَديثِ أَنَّ الجارَ أَحَقُّ بالشُّفْعَة مِنَ الَّذِي لَيْسَ بِجَارٍ. وَدَارِي مِن دارِه بسَقَبٍ وصَقَبٍ وزَمَمٍ وأَمَمٍ وصَدَدٍ أَي قَريبٌ. وَيُقَالُ: هُوَ جَارِي مُصاقِبي، ومُطانبي، ومُؤَاصِري

أَي صَقْبُ دارِه «2» وإِصارهُ وطُنُبُه بِحِذَاءِ صَقْب بَيْتِي وإِصاري. وَقِيلَ: أَصْقَبَك الصَّيْدُ فارْمِه أَي دَنا مِنْكَ وأَمْكَنَكَ رَمْيُه. وَتَقُولُ: أَصْقَبَه فَصَقِب أَي قَرَّبهُ فَقَرُب. وصاقَبْناهُم مُصاقَبَةً وصِقاباً: قارَبْناهُمْ. ولَقِيتُه مُصاقَبَةً، وصِقاباً وصِفاحاً مِثلَ الصِّراح أَي مُواجَهَة. والصَّقْب: الجَمْعُ. وصقَبَ قفَاهُ: ضَربَه بِصَقْبِه. والصَّقْب: الضَّرْبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُصْمَتٍ يابِس. وصَقَبَ الطائرُ: صَوَّتَ؛ عَنْ كُراع. والصَّاقِبُ: جَبَل مَعْرُوفٌ، زَادَ ابْنُ بَري فِي بِلَادِ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: رُمِيَتْ بأَثْقَلَ مِن جِبالِ الصَّاقِبِ وَالسِّينُ «3» فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. صقعب: الصَّقْعَب: الطَّويلُ مِن الرّجالِ، بالصادِ والسينِ؛ وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ: الطَّويلُ مُطْلَقاً، مِن غير تَقْييدٍ. صقلب: بَعِيرٌ صِقْلابٌ: شَديدُ الأَكْل. ابْنُ الأَعرابي: الصِّقْلابُ الرجلُ الأَبْيَضُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الأَحْمَرُ؛ وأَنشد لِجَنْدَلٍ: بَيْنَ مَقَذَّى رأْسِه الصِّقْلاب قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصقالِبَةُ جِيلٌ حُمْرُ الأَلوان، صُهْبُ الشُّعُور، يُتاخِمُون الخَزَر وبَعْضَ جِبالِ الرُّوم. وَقِيلَ للرَّجُلِ الأَحمرِ: صِقْلابٌ تَشْبِيهاً بهم. صلب: الصُّلْبُ والصُّلَّبُ: عَظْمٌ مِنْ لَدُنِ الكاهِل إِلى العَجْب، وَالْجَمْعُ: أَصْلُب وأَصْلاب وصِلَبَةٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَما تَرَيْني، اليَوْمَ، شَيْخاً أَشْيَبَا، ... إِذا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَصْلُبا جَمَعَ لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِن صُلْبه صُلْباً؛ كَقَوْلِ جَرِيرٍ: قَالَ العَواذِلُ: مَا لِجَهْلِكَ بَعْدَ ما ... شابَ المَفارِقُ، واكْتَسَيْنَ قَتِيرا وَقَالَ حُمَيْدٌ: وانْتَسَفَ، الحالِبَ مِنْ أَنْدابِه، ... أَغْباطُنا المَيْسُ عَلى أَصْلابِه كأَنه جَعَلَ كلَّ جُزْءٍ مِنَ صُلْبِه صُلْباً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عنِ الْعَرَبِ: هَؤُلَاءِ أَبناء صِلَبَتِهِمْ. والصُّلْب مِنَ الظَّهْر، وكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الظَّهْر فِيهِ فَقَارٌ فَذَلِكَ الصُّلْب؛ والصَّلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ، لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ العَجاج يَصِفُ امرأَة: رَيَّا العظامِ، فَخْمَة المُخَدَّمِ، ... فِي صَلَبٍ مثْلِ العِنانِ المُؤدَم، إِلى سَواءٍ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: فِي الصُّلْب الديةُ. قَالَ القُتَيْبِيُّ: فِيهِ قَوْلَانِ أَحدُهما أَنَّه إِنْ كُسِرَ الصُّلْبُ فحَدِبَ الرَّجُلُ فَفِيهِ الديةُ، والآخَرُ إِنْ أُصِيبَ صُلْبه بشيءٍ ذَهَبَ بِهِ

_ (2). قوله [صقب داره] أي عمود بيته بحذاء عمود بيتي. وإصاره: أي الحبل القصير يُشَدُّ بِهِ أَسْفَلُ الْخِبَاءِ إلى الوتد بحذاء حبل بيتي القصير أو الوتد بحذاء وتد بيتي وطنبه: أي حبل بيته الطويل بحذاء حبل بيتي الطويل. هذا هو المناسب ولا يغتر بما للشارح. (3). قوله [والسين إلخ]: سقط قبله من النسخ التي بأيدينا بعد قوله من جبال الصاقب ما صرح به شارح القاموس نقلًا عن اللسان ما نصه، وقال غيره: عَلَى السَّيِّدِ الصَّعْبِ لَوْ أَنه ... يَقُومُ عَلَى ذِرْوَةِ الصاقب

الجِماعُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيهِ، فَسُمِّيَ الجِماعُ صُلْباً، لأَنَّ المَنِيَّ يَخْرُجُ منهُ. وقولُ العَباسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ يَمدَحُ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُنْقَلُ مِنْ صَالَبٍ إِلى رَحِم، ... إِذا مَضَى عالَمٌ بَدا طَبَق قِيلَ: أَراد بالصَّالَب الصُّلْب، وَهُوَ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ. وَيُقَالُ للظَّهْر: صُلْب وصَلَب وصالَبٌ؛ وأَنشد: كأَنَّ حُمَّى بكَ مَغْرِيَّةٌ، ... بَيْنَ الحَيازيم إِلى الصَّالَبِ وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ للجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَها لَهُم، وهُمْ فِي أَصلاب آبائِهِم. الأَصْلابُ: جَمْعُ صُلْب وَهُوَ الظَّهْرُ. والصَّلابَةُ: ضدُّ اللِّين. صَلُبَ الشيءُ صَلابَةً فَهُوَ صَلِيبٌ وصُلْب وصُلَّب وَصُلْبٌ «1» أَي شَدِيدٌ. وَرَجُلٌ صُلَّبٌ: مِثْلُ القُلَّبِ والحُوَّل، وَرَجُلٌ صُلْبٌ وصَلِيبٌ: ذُو صَلَابَةٍ؛ وَقَدْ صَلُب، وأَرض صُلْبَة، وَالْجُمَعُ صِلَبَة. وَيُقَالُ: تَصَلَّبَ فُلَانٌ أَي تَشَدَّدَ. وَقَوْلُهُمْ فِي الرَّاعِي: صُلْبُ العَصا وصَلِيبُ العَصا، إِنما يَرَوْنَ أَنه يَعْنُفُ بالإِبل؛ قَالَ الرَّاعِي: صَلِيبُ العَصا، بادِي العُروقِ، تَرَى لَهُ، ... عَلَيْها، إِذا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ، إِصْبَعا وأَنشد: رَأَيْتُكِ لَا تُغْنِينَ عنِّي بِقُرَّةٍ، ... إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكُ فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ، مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِنْ رجالِكِ أَصْلُ هَذَا أَن رَجُلًا واعَدَتْه امْرَأَةٌ، فعثَرَ عَليها أَهْلُها، فَضَرَبُوهُ بعِصِيِّ التَّنْضُب. وَكَانَ شَجَرُ أَرضها إِنما كَانَ التنضبَ فَضَرَبُوهُ بِعِصِيِّها. وصَلَّبَه: جَعَلَهُ صُلْباً وشدَّه وقوَّاه؛ قَالَ الأَعشى: مِن سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ، ... وَرَعْيُ الحِمى، وطُولُ الحِيالِ أَي شَدَّهَا. وسَراةُ الْمَالِ: خِياره، الْوَاحِدُ سَرِيّ؛ يُقَالُ: بعيرٌ سَرِيّ، وَنَاقَةٌ سَرِيَّة. والهِجانُ: الخِيارُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ يُقال: نَاقَةٌ هِجانٌ، وجَمَل هِجانٌ، ونوقٌ هِجان. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الناقَةُ الهِجانُ هِيَ الأَدْماءُ، وَهِيَ البَيْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ. والعُضُّ: عَلَفُ الأَمْصار مِثْلُ القَتِّ والنَّوَى. وَقَوْلُهُ: رَعْي الحِمى يُريدُ حِمى ضَرِيَّة، وَهُوَ مَرْعَى إِبل الْمُلُوكِ، وحِمَى الرَّبَذَةِ دُونَه. والحِيال: مَصْدَرُ حَالَتِ النَّاقَةُ إِذا لَمْ تَحْمِلْ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: إِنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللهِ مَغْلُوب أَي قُوَّةَ اللهِ. وَمَكَانٌ صُلْب وصَلَبٌ: غَليظٌ حَجِرٌ، وَالْجَمْعُ: صِلَبَةٌ. والصُّلْبُ مِنَ الأَرض: المَكانُ الغَلِيظُ المُنْقاد، وَالْجَمْعُ صِلَبَةٌ، مِثْلُ قُلْب وقِلَبَة. والصَّلَب أَيضاً: مَا صَلُبَ مِنَ الأَرض. شَمِرٌ: الصَّلَب نَحْوٌ مَنِ الحَزيزِ الغَلِيظِ المُنْقادِ. وقال

_ (1). قوله [وصلب] هو كسكر ولينظر ضبط ما بعده هل هو بفتحتين لكن الجوهري خصه بما صلب من الأَرض أو بضمتين الثانية للإتباع إلا أن المصباح خصه بكل ظهر له فقار أو بفتح فكسر ويمكن أن يرشحه ما حكاه ابن القطاع والصاغاني عَنِ ابْنِ الأَعرابي مِنْ كسر عين فعله.

غَيْرُهُ: الصَّلَب مِنَ الأَرض أَسْناد الْآكَامِ والرَّوابي، وَجَمْعُهُ أَصْلاب؛ قَالَ رُؤْبَةُ: نَغْشَى قَرًى، عَارِيَةً أَقْراؤُه، ... تَحْبُو، إِلى أَصْلابِه، أَمْعاؤه الأَصمعي: الأَصْلابُ هِيَ مِنَ الأَرض الصَّلَب الشديدُ المُنْقادُ، والأَمْعاءُ مَسايِلُ صِغار. وَقَوْلُهُ: تَحْبُو أَي تَدْنو. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأَصلاب: مَا صَلُب مِنَ الأَرض وارْتَفَعَ، وأَمْعاؤُه: مَا لانَ مِنْهُ وانْخَفَضَ. والصُّلْب: مَوْضِعٌ بالصَّمَّان، أَرْضُهُ حجارةٌ، مِنْ ذَلِكَ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الصِّفَةُ، وَبَيْنَ ظَهراني الصُّلْب وقِفافِه، رياضٌ وقِيعانٌ عَذْبَةُ المَنابِتِ «1» كَثِيرةُ العُشْبِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: الصُّلْبانِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سُقْنا بِهِ الصُّلْبَيْنِ، فالصَّمَّانا فإِما أَن يَكُونَ أَراد الصُّلْب، فَثَنَّى لِلضَّرُورَةِ، كَمَا قَالُوا: رامَتانِ، وإِنما هِيَ رَامَّةٌ وَاحِدَةٌ. وإِما أَن يَكُونَ أَراد مَوْضِعَيْن يَغْلِبُ عَلَيْهِمَا هَذِهِ الصِّفَةُ، فَيُسَمَّيانِ بِهَا. وصَوْتٌ صَلِيبٌ وجَرْيٌ صَلِيب، عَلَى الْمَثَلِ. وصَلُبَ عَلَى المالِ صَلابة: شَحَّ بِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَإِن كُنْتَ ذَا لُبٍّ يَزِدْكَ صَلابَةً، ... عَلَى المالِ، مَنْزورُ العَطاءِ، مُثَرِّبُ اللَّيْثُ: الصُّلْبُ مِنَ الجَرْي وَمِنَ الصَّهِيلِ الشَّديدُ؛ وأَنشد: ذُو مَيْعَة، إِذا تَرَامَى صُلْبُه والصُّلَّبُ والصُّلَّبِيُّ والصُّلَّبَة والصُّلَّبِيَّة: حِجَارَةُ المِسَنِّ؛ قَالَ امْرُؤُ القَيْس: كحَدِّ السِّنان الصُّلَّبِيِّ النَّحِيض أَراد بِالسِّنَانِ المِسَنَّ. وَيُقَالُ: الصُّلَّبِيُّ الَّذِي جُليَ، وشُحِذ بِحِجَارَةِ الصُّلَّبِ، وَهِيَ حِجَارَةٌ تُتَخَذُ منها المِسانُّ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وكأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِه وجَنِينِه، ... لمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوق والصُّلُّبُ: الشَّدِيدُ مِنِ الْحِجَارَةِ، أَشَدُّها صَلابَةً. ورُمْحٌ مُصَلَّبٌ: مَشْحوذ بالصَّلَّبيّ. وَتَقُولُ: سِنانٌ صُلُّبِيٌّ وصُلَّبٌ أَيضاً أَي مَسْنُون. والصَّلِيب: الْوَدَكُ، وَفِي الصِّحَاحِ: ودكُ العِظامِ. قَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذْلِيُّ يَذْكُرُ عُقاباً شَبَّه فَرسَهُ بِهَا: كأَني، إِذْ غَدَوْا، ضَمَّنْتُ بَزِّي، ... مِنَ العِقْبانِ، خائِتَةً طَلُوبا جَرِيمَةَ ناهِضٍ، فِي رأْسِ نِيقٍ، ... تَرى، لِعِظامِ مَا جَمَعَتْ، صَلِيبا أَي ودَكاً، أَي كأَني إِذْ غَدَوْا لِلْحَرْبِ ضَمَّنْتُ بَزِّي أَي سِلَاحِي عُقاباً خائِتَةً أَي مُنْقَضَّةً. يُقَالُ خاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ. وجَرِيمَة: بِمَعْنَى كاسِبَة، يُقَالُ: هُوَ جَرِيمَةُ أَهْلِه أَي كاسِبُهُم. والناهِضُ: فَرْخُها. وَانْتُصَابُ قَوْلِهِ طَلُوبا: عَلَى النَّعْتِ لخائتَة. والنِّيقُ: أَرْفَعُ مَوْضِعٍ فِي الجَبَل. وصَلَبَ العِظامَ يَصْلُبُها صَلْباً واصْطَلَبَها: جَمَعَها وطَبَخَها واسْتَخْرَجَ وَدَكَها لِيُؤْتَدَم

_ (1). قوله [عذبة المنابت] كذا بالنسخ أيضاً والذي في المعجم لياقوت عذبة المناقب أي الطرق فمياه الطرق عذبة.

بِهِ، وَهُوَ الاصْطِلابُ، وَكَذَلِكَ إِذا شَوَى اللَّحْمَ فأَسالَه، قَالَ الكُمَيْتُ الأَسَدِيّ: واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَه، ... وَبَاتَ شَيْخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ احْتَلَّ: بِمَعْنَى حَلَّ. والبَرْكُ: الصَّدْرُ، واسْتَعارَهُ للشِّتاءِ أَي حَلَّ صَدْرُ الشِّتاء ومُعْظَمُه فِي مَنْزِلِهِ: يَصِفُ شِدَّةَ الزَّمَانِ وجَدْبَه، لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنما يَكُونُ فِي زَمَن الشِّتاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتاه أَصحابُ الصُّلُب ؛ قِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَجْمَعُون العِظام إِذا أُخِذَت عَنْهَا لُحومُها فيَطْبُخونها بالماءِ، فإِذا خَرَجَ الدَّسَمُ مِنْهَا جَمَعُوهُ وائْتَدَمُوا بِهِ. يُقَالُ: اصْطَلَبَ فلانٌ العِظام إِذا فَعَل بِهَا ذَلِكَ. والصُّلُبُ جَمْعُ صَليب، والصَّلِيبُ: الوَدَكُ. والصَّلِيبُ والصَّلَبُ: الصَّدِيدُ الَّذِي يَسيلُ مِنَ الْمَيِّتِ. والصَّلْبُ: مَصْدَرُ صَلَبَه يَصْلُبه، صَلْباً وأَصله مِنَ الصَّلِيب وَهُوَ الوَدَكُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه اسْتُفْتِيَ فِي اسْتِعْمَالِ صَلِيبِ المَوْتَى فِي الدِّلاءِ والسُّفُن، فَأَبى عَلَيْهِمْ ، وَبِهِ سُمِّي المَصْلُوب لِمَا يَسِيلُ مِنْ وَدَكه. والصَّلْبُ، هَذِهِ القِتْلة الْمَعْرُوفَةُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، لأَن وَدَكه وَصَدِيدَهُ يَسِيل. وَقَدْ صَلَبه يَصْلِبُه صَلْباً، وصَلَّبه، شُدِّدَ لِلتَّكْثِيرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ . وَفِيهِ: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ؛ أَي عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ. والصَّلِيبُ: المَصْلُوبُ. والصَّليب الَّذِي يَتَّخِذُهُ النَّصَارَى عَلَى ذَلِكَ الشَّكْل. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّلِيبُ مَا يَتَّخِذُهُ النَّصَارَى قِبْلَةً، والجَمْعُ صُلْبان وصُلُبٌ؛ قَالَ جَريرٌ: لَقَدْ وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، ... عَلَى بابِ اسْتِها صُلُبٌ وشامُ وصَلَّب الراهبُ: اتَّخَذ فِي بِيعَته صَليباً؛ قَالَ الأَعشى: وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ، ... بَناهُ وصَلَّبَ فِيهِ وَصَارَا صارَ: صَوَّرَ. عَنْ أَبي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ: وَثَوْبٌ مُصَلَّبٌ فِيهِ نَقْشٌ كالصَّلِيبِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا رَأَى التَّصْلِيبَ فِي ثَوْب قَضَبه ؛ أَي قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِيبِ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ المُصَلَّبِ ؛ هو الَّذِي فِيهِ نَقشٌ أَمْثال الصُّلْبان. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَيضاً: فَناوَلْتُها عِطافاً فرَأَتْ فِيهِ تَصْلِيباً، فَقَالَتْ: نَحِّيه عَني. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَنها كَانَتْ تَكرَه الثيابَ المُصَلَّبةَ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: رأَيتُ عَلَى الحسنِ ثَوْبًا مُصَلَّباً. والصَّلِيبانِ: الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ عَلَى الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ؛ وَقَدْ صَلَبَ الدلْو وصَلَّبَها. وَفِي مَقْتَلِ عُمَرَ: خَرَج ابنُه عُبيدُ اللَّهِ فَضَرَب جُفَيْنَةَ الأَعْجَمِيَّ، فَصَلَّب بَيْنَ عَيْنَيْه ، أَي ضَرْبَهُ عَلَى عُرْضِهِ، حَتَّى صَارَتِ الضَّرْبة كالصَّلِيب. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: صَلَّيْتُ إِلى جَنْبِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوضَعْتُ يَدِي عَلَى خاصِرتي، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ. كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يَنْهَى عَنْهُ أَي إِنه يُشْبِه الصَّلْبَ لأَنَّ الرَّجُلَ إِذا صُلِبَ مُدَّ يَدُه، وباعُهُ عَلَى الجِذْعِ.

وهيئةُ الصَّلْب فِي الصَّلَاةِ: أَن يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى خاصِرتيه، ويُجافيَ بَيْنَ عَضُدَيْه فِي الْقِيَامِ. والصَّلِيبُ: ضَرْبٌ مِنْ سِماتِ الإِبل. قَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: الصَّليبُ قَدْ يَكُونُ كَبِيرًا وَصَغِيرًا وَيَكُونُ فِي الخَدَّين والعُنُق وَالْفَخِذَيْنِ. وَقِيلَ: الصَّلِيبُ مِيسَمٌ فِي الصُّدْغِ، وَقِيلَ فِي العُنقِ خَطَّانِ أَحدهما عَلَى الْآخَرِ. وَبَعِيرٌ مُصَلَّبٌ ومَصْلُوب: سِمَتُه الصَّليب. وَنَاقَةٌ مَصْلُوبة كَذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: سَيَكْفِي عَقِيلًا رِجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ، ... تَمَطَّت بِهِ مَصْلُوبةٌ لَمْ تُحارِدِ وإِبلٌ مُصَلَّبة. أَبو عَمْرٍو: أَصْلَبَتِ الناقةُ إِصْلاباً إِذا قَامَتْ ومَدَّتْ عُنُقَهَا نحوَ السماءِ، لتَدِرَّ لِوَلَدِهَا جَهْدَها إِذا رَضَعَها، وَرُبَّمَا صَرَمَها ذَلِكَ أَي قَطَع لبَنَها. والتَّصْلِيبُ: ضَربٌ مِنَ الخِمْرةِ للمرأَة. وَيُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَن يُصَلِّي فِي تَصْلِيبِ العِمامة، حَتَّى يَجْعَله كَوْراً بعضَه فَوْقَ بَعْضٍ. يُقَالُ: خِمار مُصَلَّبٌ، وَقَدْ صَلَّبَتِ المرأَة خمارَها، وَهِيَ لِبْسةٌ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ النساءِ. وصَلَّبَتِ التَّمْرَةُ: بَلَغَت اليُبْسَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ شَيْخٌ مِنَ الْعَرَبِ أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَيْحانِيَّةٌ مُصَلِّبةٌ، هَكَذَا حَكَاهُ مُصَلِّبةٌ، بالهاءِ. وَيُقَالُ: صَلَّبَ الرُّطَبُ إِذا بَلَغَ اليَبِيسَ، فَهُوَ مُصَلِّب، بِكَسْرِ اللَّامِ، فإِذا صُبَّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ لِيَلِينَ، فَهُوَ مُصَقِّر. أَبو عَمْرٍو: إِذا بَلَغ الرُّطَبُ اليُبْسَ فَذَلِكَ التَّصْلِيب، وَقَدْ صَلَّبَ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: مُصَلِّبة مِنْ أَوْتَكى القاعِ كُلَّمَا ... زَهَتْها النُّعامى خِلْتَ، مِنْ لَبَنٍ، صَخْرا أَوْتَكَى: تَمر الشِّهْريزِ. ولَبَنٌ: اسْمُ جَبَلٍ بعَيْنِه. شَمِرٌ: يُقَالُ صَلَبَتْه الشَّمسُ تَصْلِبُه وتَصلُبُه صَلْباً إِذا أَحْرَقته، فَهُوَ مَصْلُوب: مُحْرَق؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب: مُسْتَوْقِدٌ فِي حَصاهُ الشمسُ تَصْلِبُه، ... كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: تَمْرُ ذَخِيرةَ مُصَلِّبةٌ أَي صُلْبة. وَتَمُرُّ الْمَدِينَةِ صُلْبٌ. وَيُقَالُ: تَمْرٌ مُصَلِّب، بِكَسْرِ اللَّامِ، أَي يَابِسٌ شَدِيدٌ. والصالِبُ مِنَ الحُمَّى الحارَّةُ غَيْرُ النَّافِضِ، تذكَّر وتؤَنث. وَيُقَالُ: أَخَذَتْه الحُمَّى بصالِبٍ، وأَخذته حُمَّى صالِبٌ، والأَول أَفصح، وَلَا يَكَادُونَ يُضِيفون؛ وَقَدْ صَلَبَتْ عَلَيْهِ، بِالْفَتْحِ، تَصْلِبُ، بِالْكَسْرِ، أَي دَامَتْ وَاشْتَدَّتْ، فَهُوَ مَصْلوب عَلَيْهِ. وإِذا كَانَتِ الحُمَّى صالِباً قِيلَ: صَلَبَتْ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الصالِبَ مِنَ الصُّداعِ؛ وأَنشد: يَرُوعُكَ حُمَّى مِنْ مُلالٍ وصالِبِ وَقَالَ غَيْرُهُ: الصالِبُ الَّتِي مَعَهَا حرٌّ شَدِيدٌ، وَلَيْسَ مَعَهَا بَرْدٌ. وأَخذه صالِبٌ أَي رِعْدة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: عُقاراً غَذاها البحرُ مِنْ خَمْرِ عانةٍ، ... لَهَا سَوْرَةٌ، فِي رأْسِه، ذاتُ صالِبِ والصُّلْبُ: القُوَّة. والصُّلْبُ: الحَسَبُ. قَالَ

عَدِيّ بْنِ زَيْدٍ: اجْلَ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ، ... فَوقَ مَا أَحْكَى بصُلْبٍ وإِزارْ فُسِّر بِهِمَا جَمِيعًا. والإِزار: العَفاف. وَيُرْوَى: فوقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بإِزارْ أَي شَدَّ صُلْباً: يَعْنِي الظَّهْرَ. بإِزار: يَعْنِي الَّذِي يُؤْتَزَر بِهِ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الأَنْجُمَ الأَربعة الَّتِي خَلْفَ النَّسرِ الواقِعِ: صَلِيباً. ورأَيت حَاشِيَةً فِي بَعْضِ النُّسَخِ، بِخَطِّ الشَّيْخِ ابْنِ الصَّلَاحِ المحدِّث، مَا صُورَتُهُ: الصَّوَابُ فِي هَذِهِ الأَنجمِ الأَربعة أَن يُقال خَلْف النَّسرِ الطائِرِ لأَنها خَلْفَه لَا خَلْفَ الْوَاقِعِ، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا وَهِمَ فِيهِ الجوهريُّ. الليثُ: والصَّوْلَبُ والصَّوْليبُ هُوَ البَذْرُ الَّذِي يُنْثَر عَلَى الأَرض ثُمَّ يُكْرَبُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَا أُراه عَرَبِيًّا: والصُّلْبُ: اسمُ أَرض؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنه، كلَّما ارْفَضَّتْ حَزيقَتُها، ... بالصُّلْبِ، مِن نَهْسِه أَكْفالَها، كَلِبُ والصُّلَيبُ: اسمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ سَلامة بْنُ جَنْدَلٍ: لِمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكتابِ المُنَمَّقِ، ... عَفا عَهْدُه بَيْنَ الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ صلهب: الصَّلْهَبُ مِنَ الرِّجَالِ: الطويلُ، وَكَذَلِكَ السَّلْهَبُ. وَهُوَ أَيضاً البيتُ الكبيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشادَ عَمْرٌو لكَ بَيْتاً صَلْهَبا، ... واسِعةً أَظْلالُه مُقَبَّبا والصَّلْهَبُ والصَّلَهْبَى مِنَ الإِبل: الشَّدِيدُ، والياءُ للإِلحاق، وَكَذَلِكَ الصَّلَخْدَى، والأُنثى: صَلْهَبَةٌ وصَلَهْباة. أَبو عَمْرٍو: الصَّلاهِبُ مِنَ الإِبل: الشدادُ. وحَجَر صَلْهَبٌ وصُلاهِبٌ: شَديد صُلْبٌ. والمُصْلَهِبُّ: الطويلُ. صنب: الصِّنابُ: صِباغٌ يُتَّخذُ من الخَرْدَلِ وَالزَّبِيبُ. وَمِنْهُ قِيلَ للبِرذَوْنِ: صِنابيٌّ، شُبِّهَ لَونُه بِذَلِكَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُكَلِّفُني مَعِيشةَ آلِ زيدٍ، ... وَمَنْ لِي بالصَّلائقِ والصِّنابِ والمِصْنَبُ: المُولَعُ بأَكلِ الصِّناب، وَهُوَ الخَرْدَلُ بِالزَّبِيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاه أَعرابي بأَرْنَب قَدْ شَواها، وجاءَ مَعَهَا بصِنابها أَي بصِباغها، وَهُوَ الخَرْدَل الْمَعْمُولُ بِالزَّبِيبِ، وَهُوَ صِباغٌ يُؤْتَدَمُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَوْ شئتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ وصِنابٍ. والصِّنابيُّ مِنَ الإِبل وَالدَّوَابِّ: الَّذِي لَوْنُهُ مِنَ الحُمْرة والصُّفْرة، مَعَ كَثْرَةِ الشَّعَر وَالْوَبَرِ. وَقِيلَ: الصِّنابيّ هُوَ الكُمَيْتُ أَو الأَشْقَرُ إِذا خَالَطَ شُقْرَتَه شَعْرةٌ بَيْضَاءُ؛ يُنسب إِلى الصِّنابِ. والله أَعلم. صنخب: ابْنُ الأَعرابي: الصِّنْخابُ الجمل الضَّخْمُ. صهب: الصُّهْبةُ: الشُّقْرة فِي شَعْرِ الرأْس، وَهِيَ الصُّهُوبةُ. الأَزهري: الصَّهَبُ والصُّهْبة: لونُ حمْرةٍ فِي شَعَرِ الرأْس وَاللِّحْيَةِ، إِذا كَانَ فِي الظَّاهِرِ حُمْرةٌ، وَفِي الْبَاطِنِ اسودادٌ، وَكَذَلِكَ فِي لَوْنِ الإِبل؛ بعيرٌ أَصْهَبُ وصُهابيٌّ وَنَاقَةٌ صَهْباء وصُهابِيَّةٌ؛ قَالَ طَرَفة: صُهابِيَّةُ العُثْنُونِ، مُؤْجَدَةُ القَرَا، ... بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ، مَوَّارَةُ اليَدِ

الأَصمعي: الأَصْهَبُ: قريبٌ مِنَ الأَصْبَح. والصَّهَبُ والصُّهْبَة: أَن يَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ، وأُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُيِّل إِليك أَنه أَسود. وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْمَرَّ الشَّعَرُ كُلُّهُ. صَهِبَ صَهَباً واصْهَبَّ واصْهابَّ وَهُوَ أَصْهَبُ. وَقِيلَ: الأَصْهَبُ مِنَ الشَّعر الَّذِي يُخالط بياضَه حمرةٌ. وَفِي حَدِيثِ اللِّعانِ: إِن جاءَت بِهِ أَصْهَبَ فَهُوَ لِفُلَانٍ ؛ هُوَ الَّذِي يَعْلُو لونَه صُهْبَةٌ، وَهِيَ كالشُّقْرة، قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ. وَالْمَعْرُوفُ أَن الصُّهْبة مُخْتَصَّةٌ بِالشِّعْرِ، وَهِيَ حُمْرَة يَعْلُوهَا سَوَادٌ. والأَصْهَبُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَيْسَ بِشَدِيدِ الْبَيَاضِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ: قُريشُ «2». الإِبل صُهْبُها وأُدْمُها؛ يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلى تَشْرِيفِهَا عَلَى سَائِرِ الإِبل. وَقَدْ أَوضحوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ: خيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فَجَعَلُوهَا خَيْرَ الإِبل، كَمَا أَن قُرَيْشًا خيرُ النَّاسِ عِنْدَهُمْ. وَقِيلَ: الأَصْهَبُ مِنَ الإِبل الَّذِي يُخَالِطُ بياضَه حُمرةٌ، وَهُوَ أَن يَحْمَرَّ أَعلى الوَبَر وتَبْيَضَّ أَجْوافُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: وليستْ أَجوافُه بالشديدةِ البياضِ، وأَقْرابُه ودُفُوفه فِيهَا تَوضِيحٌ أَي بَياض. قَالَ: والأَصْهَبُ أَقلُّ بَيَاضًا مِنَ الآدَم، فِي أَعاليه كُدْرة، وَفِي أَسافله بياضٌ. ابْنُ الأَعرابي: الأَصْهَبُ مِنَ الإِبل الأَبيضُ. الأَصمعي: الآدَمُ مِنَ الإِبل: الأَبيضُ، فإِن خَالَطَتْهُ حُمْرة، فَهُوَ أَصْهَبُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ حُنَيْفُ الحَناتِم، وَكَانَ آبَلَ النَّاسَ: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، والحَمْراءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والصَّهْبَاءُ سُرْعَى. قَالَ: والصُّهْبَةُ أَشْهَرُ الأَلوان وأَحسنُها، حِينَ تَنْظُر إِليها؛ ورأَيتُ فِي حاشيةٍ: البُهْيا تأْنيث البَهِيَّةِ، وَهِيَ الرَّائِعَةُ. وجَمَلٌ صُهابيٌّ أَي أَصْهَبُ اللَّوْنِ، وَيُقَالُ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى صُهابٍ: اسْمُ فَحل أَو مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: وإِبل صُهابِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْلٍ اسْمُهُ صُهابٌ. قَالَ: وإِذا لَمْ يُضِيفُوا الصُّهابِيَّة، فَهِيَ مِنْ أَولاد صُهابٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: صُهابِيَّةٌ غُلْبُ الرِّقابِ، كأَنَّما ... يُناطُ بأَلْحِيها فَراعِلَةٌ غُثْرُ قِيلَ: نُسبت إِلى فَحْل فِي شِقِّ الْيَمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَرْمي الجِمارَ عَلَى ناقةٍ لَهُ صَهْباء. وَيُقَالُ للأَعداء: صُهْبُ السِّبالِ، وسُود الأَكباد، وإِن لَمْ يَكُونُوا صُهْبَ السِّبال، فَكَذَلِكَ يُقَالُ لَهُمْ؛ قَالَ: جاؤوا يَجُرُّونَ الحَديدَ جَرَّا، ... صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُونَ الشَّرَّا وإِنما يريد أَنَّ عداوتهم لَنَا كَعَدَاوَةِ الرُّومِ. والرومُ صُهْبُ السِّبال وَالشُّعُورِ، وإِلّا فَهُمْ عَرَبٌ، وأَلوانهم: الأُدْمَةُ والسُّمْرةُ والسَّوادُ؛ وَقَالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: فَظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسِي، ... واعْتِناقي فِي القَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ وَيُقَالُ: أَصله لِلرُّومِ، لأَن الصُّهُوبةَ فِيهِمْ، وَهُمْ أَعداءُ الْعَرَبِ. الأَزهري: وَيُقَالُ للجَراد صُهابِيَّةٌ؛ وأَنشد: صُهابِيَّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسيرُها والصَّهْباءُ: الخَمْر؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلَوْنِهَا. قِيلَ: هِيَ الَّتِي عُصِرَت مِنْ عِنَبٍ أَبيضَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي

_ (2). قوله [قريش الإِبل إلخ] بإضافة قريش للإِبل كما ضبطه في المحكم ولا يخفى وجهه

تَكُونُ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ، وَذَلِكَ إِذا ضَرَبَتْ إِلى البَياض؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّهْباءُ اسْمٌ لَهَا كالعَلَم، وَقَدْ جاءَ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ لأَنها فِي الأَصل صِفَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: وصَهْباءَ طافَ يَهودِيها، ... وأَبْرَزَها، وَعَلَيْهَا خَتَمْ وَيُقَالُ للظَّلِيم: أَصْهَبُ البَلَدِ أَي جِلْدُه. والموتُ الصُّهابيُّ: الشَّدِيدُ كَالْمَوْتِ الأَحمر؛ قَالَ الجَعْدِيُّ: فَجِئْنا إِلى المَوتِ الصُّهابيِّ بعد ما ... تَجَرَّدَ عُرْيانٌ، مِنَ الشَّرِّ، أَحدَبُ وأَصْهَبَ الرجلُ: وُلِدَ لَهُ أَولادٌ صُهْبٌ. والصُّهابيُّ: كالأَصْهَب؛ وقولُ هِمْيانَ: يُطيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهَابِجَا أَراد الصُّهَابيَّ، فخفَّف وأَبدل؛ وَقَوْلُ الْعَجَاجِ: بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ إِنما عَنَى بِهِ المِشْفَرَ وحدَه، وَصَفَهُ بِمَا تُوصَفُ بِهِ الْجُمْلَةُ. وصُهْبى: اسْمُ فرسِ النَّمِر بْنِ تَوْلَب، وإِياها عَنَى بِقَوْلِهِ: لَقَدْ غَدَوْتُ بصُهْبَى وَهِيَ مُلْهِبَةٌ، ... إِلْهابُها كضِرامِ النارِ فِي الشِّيحِ قَالَ: وَلَا أَدري أَشْتَقَّه مِنَ الصَّهَبِ، الَّذِي هُوَ اللَّوْنُ، أَم ارْتَجَلَه عَلَماً. والصُّهَابيُّ: الْوَافِرُ الَّذِي لَمْ يَنْقُصْ. ونَعَمٌ صُهَابيٌّ: لَمْ تُؤْخَذْ صَدَقتُه بَلْ هُوَ بِوَفْرِه. والصُّهَابيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا دِيوَانَ لَهُ. ورَجُلٌ صَيْهَبٌ: طَويلٌ. التَّهْذِيبُ: جَمَلٌ صَيْهَبٌ، وَنَاقَةٌ صَيْهَبَة إِذا كَانَا شَدِيدَيْنِ، شُبِّها بالصَّيْهَبِ، الحِجارةِ؛ قَالَ هِمْيَانُ: حَتَّى إِذا ظَلْماؤُها تَكَشَّفَتْ ... عَنِّي، وعَنْ صَيْهَبَةٍ قَدْ شَدِفَتْ أَي عَنْ ناقةٍ صُلْبَةٍ قَدْ تَحَنَّتْ. وصَخرةٌ صَيْهَبٌ: صُلْبَة. والصَّيْهَبُ الْحِجَارَةُ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ؛ قَالَ القُطاميّ: حَدا، فِي صَحَارَى ذِي حماسٍ وعَرْعَرٍ، ... لِقاحاً يُغَشِّيها رُؤُوسَ الصَّياهِب «1» قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ الصَّيْهَبُ الْمَوْضِعُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ كَثِيرٌ: عَلَى لاحِبٍ، يَعْلُو الصَّيَاهِبَ، مَهْيَعِ ويومٌ صَيْهَبٌ وصَيْهَدٌ: شَديد الحَرِّ. والصَّيْهَبُ شِدَّةُ الحَرِّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ وَلَمْ يَحْكِهِ غيرهُ إِلا وَصْفاً. وصُهابُ: مَوْضِعٌ جَعَلُوهُ اسْمًا للبُقْعة؛ أَنشد الأَصمعي: وأَبي الَّذِي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهم، ... بصُهابِ هامِدةٍ، كأَمْسِ الدَّابِر وَبَيْنَ البَصْرة وَالْبَحْرَيْنِ عينٌ تُعرف بِعَيْنِ الأَصْهَبِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، فَجَمَعَهُ عَلَى الأَصْهَبِيَّات: دَعاهُنَّ مِنْ ثَأْجٍ، فأَزْمَعْنَ وِرْدَه، ... أَو الأَصْهَبِيَّات، العُيُونُ السَّوائحُ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الصَّهْباءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ عَلَى رَوْحةٍ من خَيْبَر.

_ (1). [ذي حماس وعرعر] موضعان كما في ياقوت والبيت في التكملة أيضاً.

وصُهَيْبُ بْنُ سِنانٍ: رَجُلٌ، وَهُوَ الَّذِي أَراده الْمُشْرِكُونَ مَعَ نَفَرٍ مَعَهُ عَلَى تَرْكِ الإِسلام، وَقَتَلُوا بَعْضَ النَّفَرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالَ لَهُمْ صُهَيْبٌ: أَنا شَيْخٌ كَبِيرٌ، إِنْ كنتُ عَلَيْكُمْ لَمْ أَضُرَّكُم، وإِن كنتُ مَعَكُمْ لَمْ أَنفعكم، فخَلُّوني وَمَا أَنا عَلَيْهِ، وخُذُوا مَالِي. فقَبلوا مِنْهُ، وأَتى المدينةَ فَلَقِيَهُ أَبو بَكْرٍ الصديقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: رَبِحَ الْبَيْعُ يَا صُهَيْبُ. فَقَالَ لَهُ: وأَنتَ رَبِحَ بيعُك يَا أَبا بَكْرٍ. وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ. وَفِي حاشيةٍ: والمُصَهَّبُ: صَفِيفُ الشِّواءِ والوَحْشِ المُخْتَلِطُ. صوب: الصَّوْبُ: نُزولُ المَطَر. صَابَ المَطَرُ صَوْباً، وانْصابَ: كِلَاهُمَا انْصَبَّ. ومَطَرٌ صَوْبٌ وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: الصَّيِّبُ هُنَا الْمَطَرُ، وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبه اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُنَافِقِينَ، كأَنّ الْمَعْنَى: أَو كأَصْحابِ صَيِّبٍ؛ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لَهُمْ مَثَلًا فِيمَا ينالُهم فِيهِ مِنَ الخَوْفِ وَالشَّدَائِدِ، وجَعَلَ مَا يَسْتَضِيئُون بِهِ مِنَ الْبَرْقِ مَثَلًا لِمَا يستضيئُون بِهِ مِنَ الإِسلام، وَمَا يَنَالُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ فِي الْبَرْقِ بِمَنْزِلَةِ مَا يَخَافُونَهُ مِنَ الْقَتْلِ. قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ. وكُلُّ نازِلٍ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، فَقَدْ صابَ يَصُوبُ؛ وأَنشد: كأَنَّهمُ صابتْ عَلَيْهِمْ سَحابَةٌ، ... صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ «1» وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّوْبُ الْمَطَرُ. وصابَ الغيثُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ: جادَتْها. وصابَ الماءَ وصوَّبه: صبَّه وأَراقَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ ساقيتين: وحَبَشِيَّينِ، إِذا تَحَلَّبا، ... قَالَا نَعَمْ، قَالَا نَعَمْ، وصَوَّبا والتَّصَوُّبُ: حَدَبٌ فِي حُدُورٍ، والتَّصَوُّبُ: الِانْحِدَارُ. والتَّصْويبُ: خِلَافُ التَّصْعِيدِ. وصَوَّبَ رأْسَه: خَفَضَه. التَّهْذِيبُ: صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الْخَشَبَةِ تَصْويباً إِذا خَفَضْته؛ وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ فِي الصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ اللَّهُ رأْسَه فِي النَّارِ ؛ سُئِلَ أَبو دَاوُدَ السِّجسْتانيّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هُوَ مُخْتَصَر، وَمَعْنَاهُ: مَنْ قَطَعَ سِدْرةً فِي فَلَاةٍ، يَسْتَظِلُّ بِهَا ابنُ السَّبِيلِ، بِغَيْرِ حَقٍّ يَكُونُ لَهُ فِيهَا، صَوَّبَ اللَّهُ رأْسَه أَي نكَّسَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها. والإِصابةُ: خلافُ الإِصْعادِ، وَقَدْ أَصابَ الرجلُ؛ قَالَ كُثَيِّر عَزَّةَ: ويَصْدُرُ شتَّى مِنْ مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ، ... إِذا مَا خَلَتْ، مِمَّنْ يَحِلُّ، المنازِلُ والصَّيِّبُ: السحابُ ذُو الصَّوْبِ. وصابَ أَي نَزَلَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ وَلَكِنْ لمْلأَكٍ، ... تَنَزَّلَ، مِنْ جَوِّ السماءِ، يَصوبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البيتُ لرجلٍ مِنْ عبدِ الْقَيْسِ يمدَحُ النُّعْمانَ؛ وَقِيلَ: هُوَ لأَبي وجزَة يَمْدَحُ عبدَ اللَّهِ بْنِ الزُّبير؛ وَقِيلَ: هُوَ لعَلْقَمَة بْنِ عَبْدَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي هَذَا البيتِ شاهدٌ عَلَى أَن قولَهم مَلَك حُذِفت مِنْهُ هَمْزَتُهُ وخُفِّفَت بِنَقْلِ حركتِها عَلَى مَا

_ (1). عجز هذا البيت غامض.

قبلَها، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مَلائكة، فأُعيدت الْهَمْزَةُ فِي الْجَمْعِ، وَبِقَوْلِ الشَّاعِرِ: وَلَكِنْ لمْلأَك، فأَعاد الْهَمْزَةَ، والأَصل فِي الْهَمْزَةِ أَن تَكُونَ قَبْلَ اللَّامِ لأَنه مِنَ الأَلُوكَة، وَهِيَ الرِّسَالَةُ، فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يَكُونَ مأْلَكاً، وإِنما أَخروها بَعْدَ اللَّامِ لِيَكُونَ طَرِيقًا إِلى حَذْفِهَا، لأَن الْهَمْزَةَ مَتَى مَا سَكَنَ مَا قَبْلَهَا، جَازَ حَذْفُهَا وإِلقاء حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا. والصَّوْبُ مِثْلُ الصَّيِّبِ، وَتَقُولُ: صابَهُ المَطَرُ أَي مُطِرَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ اسقِنا غَيْثًا صَيِّباً ؛ أَي مُنْهَمِراً مُتَدَفِّقًا. وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته فِي الجَرْيِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَصَوَّبْتُه، كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ، ... عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي، إِذا سِيطَ أَحْضَرا والصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ. وصَوَّبه: قَالَ لَهُ أَصَبْتَ. وأَصابَ: جاءَ بِالصَّوَابِ. وأَصابَ: أَراد الصوابَ؛ وأَصابَ فِي قَوْلِهِ، وأَصابَ القِرْطاسَ، وأَصابَ فِي القِرْطاس. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: كَانَ يُسْأَلُ عَنِ التَّفْسِيرِ، فَيَقُولُ: أَصابَ اللهُ الَّذِي أَرادَ ، يَعْنِي أَرادَ اللهُ الَّذِي أَرادَ؛ وأَصله مِنَ الصَّوَابِ، وَهُوَ ضدُّ الخطإِ. يُقَالُ أَصاب فلانٌ فِي قَوْلِهِ وفِعْلِه؛ وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لَمْ يُخْطِئْ؛ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ الْجَوَابَ؛ مَعْنَاهُ أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده، فأَخْطَأَ مُرادَه، وَلَمْ يَعْمِدِ الخطأَ وَلَمْ يُصِبْ. وَقَوْلُهُمْ: دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي؛ قَالَ أَوسُ بْنُ غَلْفاء: أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ، ... تَقَطَّع، بابنِ غَلْفاءَ، الحِبالُ: دَعِيني إِنما خَطَئي وصَوْبي ... عليَّ، وإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مالُ وإِنَّ مَا: كَذَا مُنْفَصِلَةٌ. قَوْلُهُ: مالُ، بِالرَّفْعِ، أَي وإِنَّ الَّذِي أَهلكتُ إِنما هُوَ مالٌ. واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه: رَآهُ صَواباً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اسْتَصَبْتُه قياسٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك. وأَصابه بِكَذَا: فَجَعَه بِهِ. وأَصابهم الدهرُ بِنُفُوسِهِمْ وأَموالهم. جاحَهُم فِيهَا فَفَجَعَهم. ابْنُ الأَعرابي: مَا كنتُ مُصاباً وَلَقَدْ أُصِبْتُ. وإِذا قَالَ الرجلُ لِآخَرَ: أَنتَ مُصابٌ، قَالَ: أَنتَ أَصْوَبُ مِني؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَصابَتْهُ مُصِيبةٌ فَهُوَ مُصابٌ. والصَّابةُ والمُصِيبةُ: مَا أَصابَك مِنَ الدَّهْرِ، وَكَذَلِكَ المُصابةُ والمَصُوبة، بِضَمِّ الصَّادِ، وَالتَّاءِ لِلدَّاهِيَةِ أَو لِلْمُبَالَغَةِ، وَالْجَمْعُ مَصاوِبُ ومَصائِبُ، الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِيلة الَّتِي لَيْسَ لَهَا فِي الياءِ وَلَا الْوَاوِ أَصل. التَّهْذِيبُ: قَالَ الزجَّاج أَجمع النَّحْوِيُّونَ عَلَى أَنْ حَكَوْا مَصائِبَ فِي جَمْعِ مُصِيبة، بِالْهَمْزِ، وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ، وإِنما مَصائبُ عِنْدَهُمْ بِالْهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ. قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي إِنما هُوَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ، كَمَا قَالُوا وِسَادَةٌ وإِسادة؛ قَالَ: وَزَعَمَ الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ فِيهَا بَدَلًا مِنَ الْوَاوِ، لأَنها أُعِلَّتْ فِي مُصِيبة. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا رَدِيءٌ لأَنه يَلْزَمُ أَن يُقَالَ فِي مَقَام مَقَائِم، وَفِي مَعُونة مَعائِن. وَقَالَ أَحمدُ بْنُ يَحْيَى: مُصِيبَة كَانَتْ فِي الأَصل مُصْوِبة. وَمِثْلُهُ: أَقيموا الصَّلَاةَ، أَصله أَقْوِمُوا، فأَلْقَوْا حركةَ الْوَاوِ عَلَى الْقَافِ فَانْكَسَرَتْ، وَقَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِكَسْرَةِ الْقَافِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُجْمَعُ

الفُواق أَفْيِقَةً، والأَصل أَفْوِقةٌ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: تركتُ الناسَ عَلَى مَصاباتِهم أَي عَلَى طَبقاتِهم ومَنازِلهم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ ، أَي ابْتَلَاهُ بِالْمَصَائِبِ لِيُثِيبَهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ الأَمر الْمَكْرُوهُ يَنْزِلُ بالإِنسان. يُقَالُ أَصابَ الإِنسانُ مِنَ الْمَالِ وَغَيْرِهِ أَي أَخَذَ وتَنَاول؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يُصِيبونَ مَا أَصابَ الناسُ أَي يَنالون مَا نَالُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُصِيبُ مِنْ رأْس بَعْضِ نِسَائِهِ وَهُوَ صَائِمٌ ؛ أَراد التقبيلَ. والمُصابُ: الإِصابةُ؛ قَالَ الحرثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ: أَسُلَيْمَ إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلًا ... أَهْدَى السَّلامَ، تحيَّةً، ظُلْمُ أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ، ... إِذْ جاءَكُمْ، فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ لَيْسَ للعَرْجِيِّ، كَمَا ظَنَّهُ الْحَرِيرِيُّ، فَقَالَ فِي دُرَّة الْغَوَّاصِ: هُوَ للعَرْجِيِّ. وَصَوَابُهُ: أَظُلَيْم؛ وظُلَيم: تَرْخِيمُ ظُلَيْمة، وظُلَيْمة: تَصْغِيرُ ظَلُوم تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ. وَيُرْوَى: أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم. وظُلَيْمُ: هِيَ أُمُّ عمْران، زوجةُ عبدِ اللَّهِ بنُ مُطِيعٍ، وكان الحرثُ يَنْسِبُ بِهَا، وَلَمَّا مَاتَ زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا. وَرَجُلًا: منصوبٌ بمُصابٍ، يَعْنِي: إِنَّ إِصابَتَكم رَجُلًا؛ وظُلْم: خَبَرُ إِنَّ. وأَجمعت الْعَرَبُ عَلَى هَمْزِ المَصائِب، وأَصله الْوَاوُ، كأَنهم شَبَّهُوا الأَصليّ بِالزَّائِدِ. وقولُهم للشِّدة إِذا نزلتْ: صَابَتْ بقُرٍّ أَي صَارَتِ الشِّدَّة فِي قَرارِها. وأَصابَ الشيءَ: وَجَدَه. وأَصابه أَيضاً: أَراده. وَبِهِ فُسِّر قولُه تَعَالَى: تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ ؛ قَالَ: أَراد حَيْثُ أَراد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وغَيَّرها مَا غَيَّر الناسَ قَبْلَها، ... فناءَتْ، وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِيبُها أَراد: تُريدها؛ وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصَابَ، مِنَ الصَّواب الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخطإِ، لأَنه لَا يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً فِي حَالٍ وَاحِدٍ. وصابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِيَّةِ يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد وَلَمْ يَجُزْ؛ وَقِيلَ: صَابَ جاءَ مِنْ عَلُ، وأَصابَ: مِنَ الإِصابةِ، وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً، لُغَةٌ فِي أَصابه. وإِنه لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلسَّائِرِ فِي فَلاة يَقْطَعُ بالحَدْسِ، إِذا زاغَ عَنِ القَصْدِ: أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك. وَفُلَانٌ مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لَمْ يَزِغْ عَنْ قَصْدِه يَمِينًا وَشِمَالًا فِي مَسِيره. وَفِي الْمَثَلِ: مَعَ الخَوَاطِئِ سهمٌ صائبٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها، ... كعَنْزِ الفَلاةِ، مُسْتَدِرٌّ صِيابُها أَرادَ جمعَ صَائِبٍ، كصاحِب وصِحابٍ، وأَعَلَّ العينَ فِي الْجَمْعِ كَمَا أَعَلَّها فِي الْوَاحِدِ، كَصَائِمٍ وصِيامٍ وَقَائِمٍ وقِيامٍ، هَذَا إِن كَانَ صِيابٌ مِنَ الْوَاوِ وَمِنَ الصَّوابِ فِي الرَّمْيِ، وإِن كَانَ مِنْ صَابَ السَّهمُ الهَدَفَ يَصِيبُه، فالياء فيه أَصل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي، ... وصَبْرِي إِذا مَا النَّفْسُ صِيبَ حَمِيمُها فَسَّرَهُ فَقَالَ: صِيبَ كقولكَ قُصِدَ؛ قَالَ: وَيَكُونُ

عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ: صَاب السَّهْمُ. قَالَ: وَلَا أَدْري كَيْفَ هَذَا، لأَن صَابَ السهمُ غَيْرُ متعدٍّ. قَالَ: وَعِنْدِي أَن صِيبَ هاهنا مِنْ قَوْلِهِمْ: صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ، فكأَنَّ المنيةَ كَانَتْ صابَتِ الحَميمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها. وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ: صائبٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ نَعْلَمْ فِي اللُّغَةِ صِفَةً عَلَى فَعِيلٍ مِمَّا صَحَّتْ فاؤُه وَلَامُهُ، وَعَيْنُهُ وَاوٌ، إِلَّا قَوْلَهُمْ طَوِيلٌ وقَوِيم وصَوِيب؛ قَالَ: فأَما العَوِيصُ فَصِفَةٌ غَالِبَةٌ تَجْرِي مَجْرى الِاسْمِ. وَهُوَ فِي صُوَّابةِ قَوْمِهِ أَي فِي لُبابهم. وصُوَّابةُ الْقَوْمِ: جَماعتُهم، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الياءِ لأَنها يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. ورجلٌ مُصابٌ، وَفِي عَقْل فُلَانٍ صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ وطَرَفٌ مِنَ الجُنون؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كأَنه مَجْنُونٌ. وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ: مُصابٌ. والمُصابُ: قَصَب السُّكَّر. التَّهْذِيبُ، الأَصمعي: الصَّابُ والسُّلَعُ ضَرْبَانِ، مِنَ الشَّجَرِ، مُرَّان. والصَّابُ عُصارة شَجَرٍ مُرٍّ؛ وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِرَ خَرَج مِنْهُ كَهَيْئَةِ اللَّبَن، وَرُبَّمَا نَزَت مِنْهُ نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فَتَقَعُ فِي الْعَيْنِ كأَنها شِهابُ نارٍ، وَرُبَّمَا أَضْعَفَ الْبَصَرَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب الهُذَلي: إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً، ... كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصّابُ مَذْبُوحُ «2» وَيُرْوَى: نَامَ الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً والمُشْتَجِرُ: الَّذِي يَضَعُ يَدَهُ تَحْتَ حَنَكِه مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه. وَقِيلَ: الصَّابُ شَجَرٌ مُرٌّ، وَاحِدَتُهُ صابَةٌ. وَقِيلَ: هُوَ عُصارة الصَّبِرِ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: عَيْنُ الصَّابِ واوٌ، قِيَاسًا وَاشْتِقَاقًا، أَما الْقِيَاسُ فلأَنها عَيْنٌ والأَكثر أَن تَكُونَ وَاوًا، وأَما الِاشْتِقَاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذا أَصاب الْعَيْنَ حَلَبها، وَهُوَ أَيضاً شَجَرٌ إِذا شُقَّ سالَ مِنْهُ الماءُ. وَكِلَاهُمَا فِي مَعْنَى صابَ يَصُوبُ إِذا انْحَدر. ابْنُ الأَعرابي: المِصْوَبُ المِغْرَفَةُ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيُّ: صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ، ... حتَّى كأَن عَلَيْهِمْ جابِياً لُبَدَا صابُوا بِهِمْ: وَقَعوا بِهِمْ. وَالْجَابِي: الجَراد. واللُّبَدُ: الْكَثِيرُ. والصُّوبةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الطَّعَامِ. والصُّوبةُ: الكُدْسةُ مِنَ الحِنْطة وَالتَّمْرِ وَغَيْرِهِمَا. وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ، عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ، وَهُوَ مَوْضِعُ التَّمْرِ. والصُّوبةُ: الكُثْبة مِنْ تُراب أَو غَيْرِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي الدِّينَارِ الأَعرابي: دَخَلْتُ عَلَى فُلَانٍ فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ أَي كُدْسٌ مُجْتَمِعٌ مَهِيلةٌ؛ ومَن رَوَاهُ: فإِذا الدِّينَارُ، ذَهَبَ بِالدِّينَارِ إِلى مَعْنَى الْجِنْسِ، لأَن الدِّينَارَ الْوَاحِدَ لَا يَكُونُ صُوبةً. والصَّوْبُ: لَقَبُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنْهُمْ. وبَنُو الصَّوْبِ: قَوْمٌ مِنْ بَكْر بْنِ وَائِلٍ. وصَوْبةُ: فَرَسُ العباسِ بْنِ مِرْداس. وصَوْبة أَيضاً: فرس لبني سَدُوسٍ. صيب: الصُّيَّابُ والصُّيَّابة «3»: أَصلُ الْقَوْمِ. والصُّيَابةُ والصُّيَابُ: الخالِصُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ؛ أَنشد ثعلب:

_ (2). قوله [مشتجراً] مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان. (3). قوله الصياب والصيابة [إلخ] بشد التحتية وتخفيفها على المعنيين المذكورين كما في القاموس وغيره.

فصل الضأب

إِني وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا، ... صُيَّابَها، والعَدَدَ المُحَجَّلا وَقَالَ الفرَّاء: هُوَ فِي صُيَّابة قَوْمِهِ وصُوَّابة قَوْمِهِ أَي فِي صَمِيمِ قَوْمِهِ. والصُّيَّابة: الخِيارُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُسْتَشْحِجاتٍ للفِراقِ، كأَنها ... مَثاكِيلُ، مِنْ صُيَّابة النُّوبِ، نُوَّح المُسْتَشْحِجات: الغِرْبانُ؛ شَبَّهَها بالنُّوبة فِي سَوادها. وَفُلَانٌ مِنْ صُيَّابةِ قَوْمِهِ وصُوَّابةِ قَوْمِهِ أَي مِنْ مُصاصِهم وأَخْلَصِهم نَسَباً. وَفِي الْحَدِيثِ: يُولَدُ فِي صُيَّابة قَوْمِهِ ؛ يُريد النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي صَمِيمِهم وخالِصِهم وخِيارِهم. يُقَالُ: صُوَّابةُ الْقَوْمِ وصُيَّابتهم، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ «1» فِيهِمَا. وصُيَّابةُ الْقَوْمِ: جَمَاعَتُهُمْ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَوْمٌ صُيَّابٌ أَي خِيَارٌ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حُصَيْنٍ، وَيُقَالُ هُوَ لأَبيه عُبَيْدٍ الرَّاعِي يَهْجُو ابنَ الرِّقاعِ: جُنادِفٌ، لاحِقٌ بالرأْسِ مَنْكِبُه، ... كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ مِنْ مَعْشَرٍ، كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعينُهم، ... قُفْدِ الأَكُفِّ، لِئامٍ، غيرِ صُيَّابِ جُنَادِفٌ أَي قَصِيرٌ؛ أَراد أَنه أَوْقَصُ. والكَوْدَنُ: البِرْذَون. ويُوشَى: يُسْتَحَثُّ ويُسْتَخْرَجُ مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَرْي. والأَقْفَدُ الْكَفُّ: المائِلُها. والصُّيَّابةُ: السَّيِّدُ. وصَاب السهمُ يَصِيبُ كيَصُوب: أَصابَ. وَسَهْمٌ صَيُوبٌ، وَالْجَمْعُ صُيُبٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَسْهُمُها الصَّائِداتُ والصُّيُبْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل الضأب ضأب: «2»: الضَّيْأَبُ: الَّذِي يَقْتَحِمُ فِي الأُمور؛ عَنْ كُراع؛ وَهُوَ الضَّيْأَزُ. وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: الضَّيْأَنُ. وجَمَلٌ ضُؤْبان: سَمِينٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ زِيادٌ المِلْقَطِيُّ: عَلَى كلِّ ضُؤْبانٍ، كأَنَّ صَرِيفَه ... بِنابَيْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَغَرِّدِ «3» وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَمَّا رأَيتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفاني، ... قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ، كُلَّ نِيافِيِّ القَرَى ضُؤْبانِ أَنشده أَبو زَيْدٍ. ضُؤْبان: بالهمز والضاد. ضبب: الضَّبُّ: دُوَيْبَّة مِنَ الْحَشَرَاتِ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ يُشْبِهُ الوَرَلَ؛ وَالْجَمْعُ أَضُبٌّ مِثْلُ كَفٍّ وأَكُفٍّ، وضِبابٌ وضُبَّانٌ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَذَلِكَ إِذا كَثُرَتْ جِدّاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا الْفَرْقُ، لأَنَّ فِعَالًا وفُعْلاناً سَوَاءٌ فِي أَنهما بناءَان مِنْ أَبنية الْكَثْرَةِ، والأُنثى: ضَبَّة. وأَرض مَضَبَّةٌ وضَبِبَةٌ: كثيرةُ الضِّباب. التَّهْذِيبَ: أَرضٌ ضَبِبَةٌ؛ أَحدُ مَا جاءَ عَلَى أَصله. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الوَرَلُ سَبْطُ الخَلْق، طويلُ

_ (1). قوله [بالضم والتشديد] ثبت التخفيف أيضاً في القاموس وغيره. (2). ضأب استخفى وضأب قتل عدواً. اه. التهذيب. (3). قوله [المتغرد] الذي في التهذيب المترنم.

الذَّنَب، كأَنَّ ذَنبه ذنبُ حَيَّة؛ ورُبَّ وَرَلٍ يُرْبي طُولُه عَلَى ذِرَاعَيْنِ. وذَنَبُ الضَّبِّ ذُو عُقَد، وأَطولُه يَكُونُ قَدْرَ شِبْر. وَالْعَرَبُ تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وَتَسْتَقْذِرُهُ وَلَا تأْكله، وأَما الضَّبُّ فإِنهم يَحْرِصُون عَلَى صَيْده وأَكله؛ والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب، خَشِنُه، مُفَقَّرُه، ولونُه إِلى الصُّحْمَةِ، وَهِيَ غُبْرَة مُشْرَبةٌ سَوَادًا؛ وإِذا سَمِنَ اصفَرَّ صَدْرُه، وَلَا يأْكل إِلَّا الجَنادِبَ والدَّبى والعُشْبَ، وَلَا يَأْكُلُ الهَوامَّ؛ وأَما الوَرَلُ فإِنه يأْكل الْعَقَارِبَ، وَالْحَيَّاتِ، والحَرابِيَّ، وَالْخَنَافِسَ، وَلَحْمُهُ دُرْياق، وَالنِّسَاءُ يَتَسَمَّنَّ بِلَحْمِهِ. وضَبِبَ البلدُ «1»، وأَضَبَّ: كثُرَت ضِبابُه؛ وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ عَلَى الأَصْل مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. وَيُقَالُ: أَضَبَّتْ أَرضُ بَنِي فلانٍ إِذا كَثُرَ ضِبابُها. وأَرضٌ مُضِبَّةٌ ومُرْبِعةٌ: ذَاتُ ضِبابٍ ويَرابِيعَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ضَبِبَ البلدُ كثُرَتْ ضِبابُه؛ ذَكَرَهُ فِي حُرُوفٍ أَظهر فِيهَا التَّضْعِيفَ، وَهِيَ مُتَحَرِّكَةٌ، مِثْلَ قَطِطَ شعرُه ومَشِشَتِ الدابةُ وأَلِلَ السِّقاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً أَتى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِني فِي غَائطٍ مُضِبَّةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي الرِّوَايَةِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الضَّادِ، وَالْمَعْرُوفُ بِفَتْحِهِمَا، وَهِيَ أَرْضٌ مَضَبَّة مِثْلُ مَأْسَدَة ومَذْأَبة ومَرْبَعَة أَي ذَاتُ أُسود وذِئاب ويَرابِيعَ؛ وَجَمْعُ المَضَبَّة مَضَابُّ. فأَما مُضِبَّة: فَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَضَبَّ، كأَغَدَّتْ، فَهِيَ مُغِدَّة. فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَهِيَ بِمَعْنَاهَا. قَالَ: ونحوُ هَذَا الْبِنَاءِ الحديثُ الْآخَرُ: لَمْ أَزَلْ مُضِبّاً بَعْدُ ؛ هُوَ مِنَ الضَّبِّ: الغَضَب والحِقْد أَي لَمْ أَزل ذَا ضَبٍّ. وَوَقَعْنَا فِي مَضابَّ مُنْكَرةٍ: وَهِيَ قِطَع مِنَ الأَرض كثيرةُ الضَّباب، الْوَاحِدَةُ مَضَبَّة. قَالَ الأَصمعي: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ مِنَ العربِ يَقُولُ: خَرَجْنَا نَصْطَادُ المَضَبَّة أَي نَصيدُ الضِّبابَ، جَمَعُوهَا عَلَى مَفْعَلة، كَمَا يُقَالُ للشُّيوخ مَشْيَخة، وللسُّيوف مَسْيَفَةٌ. والمُضَبِّبُ: الحارِشُ الَّذِي يَصُبُّ الْمَاءَ فِي جُحْرِه حَتَّى يَخرُجَ ليأْخذَه. والمُضَبِّبُ: الَّذِي يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرة الضِّبَاب حَتَّى يُذْلِقَها فَتَبرُزَ فيَصِيدَها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بغَبْيَةِ صَيْفٍ لَا يُؤَتِّي نِطافَها ... لِيَبْلُغَها، مَا أَخْطَأْتْهُ، المُضَبِّبُ يَقُولُ: لَا يَحْتَاجُ المُضَبِّبُ أَن يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرتها حَتَّى يَسْتَخْرِجَ الضِّبابَ ويَصِيدَها، لأَن الماءَ قَدْ كَثُرَ، والسيلُ قَدْ عَلَا الزُّبى، فَكَفَاهُ ذَلِكَ. وضَبَّبْتُ عَلَى الضَّبِّ إِذا حَرَشْتَه، فخرَجَ إِليك مُذَنِّباً، فأَخَذْتَ بذَنَبه. والضَّبَّةُ: مَسْكُ الضَّبِّ يُدْبَغُ فيُجْعَلُ فِيهِ السَّمْن. وَفِي الْمَثَلِ: أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ، لأَنه رُبَّمَا أَكل حُسُولَه. وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفْعَلُه حَتَّى يَحنَّ الضَّبُّ فِي أَثَر الإِبل الصَّادِرَة، وَلَا أَفْعَلُه حَتَّى يَرِدَ الضَّبُّ الماءَ؛ لأَن الضبَّ لَا يَشْرَبُ الماءَ. وَمِنْ كَلَامِهِمُ الَّذِي يَضَعُونه عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ، قَالَتِ السمكةُ: وِرْداً يَا ضَبُّ؛ فَقَالَ: أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدا، ... لَا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا، إِلَّا عَراداً عَرِدا، ... وصِلِّياناً بَرِدَا «2»، وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا والضَّبُّ يُكَنَّى أَبا حِسْلٍ؛ وَالْعَرَبُ تُشَبِّه كَفَ

_ (1). قوله [وضبب البلد] كفرح وكرم اه القاموس. (2). قوله [وصلياناً بردا] قال في التكملة تصحيف من القدماء فتبعهم الخلف. والرواية زرداً أي بوزن كتف وهو السريع الازدراد.

الْبَخِيلِ إِذا قَصَّرَ عَنِ العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: مَناتِينُ، أَبْرامٌ، كأَنَّ أَكُفَّهُم ... أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ فِي الحَبائِلِ وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَن الضَّبَّ لَيَموتُ هُزالًا فِي جُحْرِه بذَنْبِ ابْنِ آدَمَ أَي يُحْبَسُ الْمَطَرُ عَنْهُ بشُؤْم ذُنُوبِهِمْ. وإِنما خَصَّ الضَّبَّ، لأَنَّه أَطْوَلُ الْحَيَوَانِ نَفَساً وأَصْبَرُها عَلَى الجُوع. وَيُرْوَى: أَن الحُبارَى بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطَّيْرِ نَجْعَةً. وَرَجُلٌ خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ. والضَّبُّ والضِّبُّ: الغَيْظُ والحِقْدُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضِّغْن والعَداوة، وجَمْعه ضِباب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني، ... وتُخْرِجُ، مِنْ مَكامِنها، ضِبابي وَتَقُولُ: أَضَبَّ فلانٌ عَلَى غِلٍّ فِي قَلْبِهِ أَي أَضْمره. وأَضَبَّ الرجلُ عَلَى حِقْدٍ فِي الْقَلْبِ، وَهُوَ يُضِبُّ إِضْباباً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ خَبّاً مَنُوعاً: إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ. قَالَ: والضَّبُّ الحِقْد فِي الصَّدْر. أَبو عَمْرٍو: ضَبَّ إِذا حَقَد. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كلٌّ مِنْهُمَا حاملُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: فغَضِبَ القاسمُ وأَضَبَّ عَلَيْهَا. وضَبَّ ضَبّاً، وأَضَبَّ بِهِ: سَكَتَ مثلُ أَضْبَأَ، وأَضَبَّ عَلَى الشيءِ، وضَبَّ: سَكَتَ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَضَبَّ إِذا تَكَلَّمَ، وضَبَّ عَلَى الشيءِ وأَضَبَّ وضَبَّبَ: احْتواه. وأَضَبَّ الشيءَ: أَخفاه. وأَضَبَّ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ: أَمسكه. وأَضَبَّ القومُ: صَاحُوا وجَلَّبُوا؛ وَقِيلَ: تَكَلَّمُوا أَو كَلَّم بعضُهم بَعْضًا. وأَضَبُّوا فِي الْغَارَةِ: نَهَدوا واسْتَغارُوا. وأَضَبُّوا عَلَيْهِ إِذا أَكثروا عَلَيْهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ أَي أَكثروا. وَيُقَالُ: أَضَبُّوا إِذا تَكَلَّمُوا مُتَتَابِعًا، وإِذا نَهَضُوا فِي الأَمر جَمِيعًا. وأَضَبَّ فُلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ أَي سَكَتَ. الأَصمعي: أَضَبَّ فلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ أَي أَخرجه. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَضَبَّ القومُ إِذا سَكَتُوا وأَمسكوا عَنِ الْحَدِيثِ، وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّموا وأَفاضُوا فِي الْحَدِيثِ؛ وَزَعَمُوا أَنه مِنَ الأَضداد. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَضَبَّ الرَّجلُ إِذا تَكَلَّمَ، وَمِنْهُ يُقَالُ: ضَبَّتْ لِثَتُه دَمًا إِذا سالتْ، وأَضْبَبْتُها أَنا إِذا أَسَلْتُ مِنْهَا الدَّمَ، فكأَنه أَضَبَّ الْكَلَامَ أَي أَخرجه كَمَا يُخْرجُ الدَّمَ. وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقبلَ وَفِيهِ تَفَرُّقٌ. والضَّبُّ والتَّضْبيبُ: تَغْطِيَةُ الشَّيْءِ وَدُخُولُ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. والضَّبابُ: نَدًى كَالْغَيْمِ. وَقِيلَ: الضَّبابةُ سَحَابَةٌ تُغَشِّي الأَرضَ كَالدُّخَانِ، وَالْجَمْعُ: الضَّبابُ. وَقِيلَ: الضَّبابُ والضَّبابةُ نَدًى كالغُبار يُغشِّي الأَرضَ بالغَدَواتِ. وَيُقَالُ: أَضَبَّ يَومُنا، وسماءٌ مُضِبَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بَيْنَ النَّاسِ ؛ هِيَ البُخار المُتَصاعِدُ مِنَ الأَرض فِي يَوْمِ الدَّجْنِ، يَصِيرُ كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لِظُلْمَتِهَا. وَقِيلَ: الضَّبابُ هُوَ السَّحَابُ الرَّقِيقُ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَغطيته الأُفُق، واحدتُه ضَبابة. وَقَدْ أَضَبَّتِ السَّماءُ إِذا كَانَ لَهَا ضَبَابٌ. وأَضَبَّ الغيمُ: أَطْبَقَ. وأَضَبَّ يومُنا: صَارَ ذَا ضَبابٍ. وأَضَبَّتِ الأَرضُ: كَثُرَ نباتُها. ابْنُ بُزُرْج:

أَضَبَّتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ: طَلَعَ نباتُها جَمِيعًا. وأَضَبَّ القومُ: نَهَضوا فِي الأَمر جَمِيعًا. وأَضَبَّ الشَّعَرُ: كَثُرَ. وأَضَبَّ السِّقاءُ: هُريقَ ماؤُه مِنْ خَرْزَةٍ فِيهِ، أَو وَهْيَةٍ. وأَضْبَبْتُ عَلَى الشيءِ: أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ أَن أَظْفَرَ بِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ ضَبَأَ يَضْبَأُ، وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الْمُضَاعَفِ. وَقَدْ جاءَ بِهِ اللَّيْثُ فِي بَابِ الْمُضَاعَفِ. قَالَ: وَالصَّوَابُ الأَول، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وأَضَبَّ عَلَى الشَّيءِ: لَزِمَه فَلَمْ يُفارقْه، وأَصلُ الضَّبِّ اللُّصُوق بالأَرض. وضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها: جَمَعَ خِلْفَيْها فِي كَفِّه للحَلْب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَمَعْتُ لَهُ كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طاعِناً، ... كَمَا جَمَعَ الخِلْفَينِ، فِي الضَّبِّ، حالِبُ وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَضُبُّ ناقَتَه، بِالضَّمِّ، إِذا حَلبَها بِخَمْسِ أَصابعَ. والضَّبُّ أَيضاً: الحَلْبُ بالكَفِّ كُلِّهَا؛ وَقِيلَ: هَذَا هُوَ الضَّفُّ، فأَما الضَّبُّ فأَن تَجْعَل إِبْهامَكَ عَلَى الخِلْفِ، ثُمَّ تَرُدَّ أَصابعك عَلَى الإِبهام والخِلْفِ جَمِيعًا؛ هَذَا إِذا طالَ الخِلْفُ، فإِن كَانَ وَسَطاً، فالبَزْمُ بمَفْصِل السبَّابة وطَرَفِ الإِبهام، فإِن كَانَ قَصيراً، فالفَطْرُ بطَرفِ السبَّابة والإِبهام. وَقِيلَ: الضَّبُّ أَنْ تَضُمَّ يَدَكَ عَلَى الضَّرْع وتُصَيِّر إِبهامَك فِي وَسَطِ رَاحَتِكَ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وشُعَيب، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: لَيْسَ فِيهَا ضَبُوبٌ وَلَا ثَعُولٌ. الضَّبُوب: الضَّيِّقَة ثَقْبِ الإِحْليل. والضَّبَّةُ: الحَلْبُ بِشِدَّةِ الْعَصْرِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنما بَقِيَتْ مِنَ الدُّنْيا مِثْلُ ضَبَابةٍ ؛ يَعْنِي فِي القِلَّةِ وسُرعَةِ الذَّهَابِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: إِنما بَقِيَتْ مِنَ الدُّنْيَا صُبَابةٌ كصُبابة الإِناء ، بِالصَّادِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ. والضَّبُّ: القَبْضُ عَلَى الشَّيْءِ بالكَف. ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّضْبيب شِدَّةُ الْقَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِهِ؛ يُقَالُ: ضَبَّبْتُ عَلَيْهِ تَضبيباً. والضَّبُّ: دَاءٌ يأْخذ فِي الشَّفَةِ، فترمُ، أَو تَجْسَأُ، أَو تَسيلُ دَمًا؛ وَيُقَالُ تَجْسَأُ بِمَعْنَى تَيْبَسُ وتَصْلُب. والضَّبِيبَةُ: سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَل لِلصَّبِيِّ فِي العُكَّةِ يُطْعَمُه. وضَبَّبْتُه وضَبَّبْتُ لَهُ: أَطْعَمْتُه الضَّبيبةَ؛ يُقَالُ: ضَبِّبُوا لصَبيِّكم. وضَبَّبْتُ الخَشَبَ وَنَحْوَهُ: أَلْبَسْته الحَديدَ. والضَّبَّةُ: حديدةٌ عَريضةٌ يُضَبَّبُ بِهَا البابُ والخَشَبُ، وَالْجَمْعُ ضِبابٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ لَهَا الضَّبَّةُ والكتيفةُ، لأَنها عَريضَة كَهَيْئَةِ خَلْقِ الضَّبِّ؛ وَسُمِّيَتْ كَتيفة لأَنها عُرِّضَتْ عَلَى هَيْئَةِ الكَتِفِ. وضَبَّ الشيءُ ضَبّاً: سالَ كَبَضَّ. وضَبَّتْ شفَتُه تَضِبُّ ضَبّاً وضُبوباً: سالَ مِنْهَا الدمُ، وانحلبَ رِيقُها. وَقِيلَ: الضَّبُّ دُونَ السَّيلانِ الشَّدِيدِ. وضَبَّتْ لِثَتُهُ تَضِبُّ ضَبّاً: انْحَلَبَ رِيقُها؛ قَالَ: أَبَيْنا، أَبَيْنا أَنْ تَضِبَّ لِثاتُكُمْ، ... عَلَى خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّباءِ، وجامِلِ وَجَاءَ: تَضِبُّ لِثَتُه، بِالْكَسْرِ، يُضْرَبُ ذَلِكَ مَثَلًا لِلْحَرِيصِ عَلَى الأَمر؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِم: وبَني تميمٍ، قَدْ لَقِينا منْهُمُ ... خَيْلًا، تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسِيلُ وتَقْطُر. وتَرَكْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِيباً مِنَ الدَّمِ إِذا سالتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا زَالَ مُضِبّاً مُذِ اليومِ أَي إِذا تَكَلَّمَ ضَبَّتْ لِثاتُه دَمًا. وضَبَّ فَمُه يَضِبُّ ضَبّاً: سَالَ رِيقُهُ. وضَبَّ الماءُ والدَّمُ يَضِبُّ، بِالْكَسْرِ، ضَبِيباً: سالَ. وأَضْبَبْتُه أَنا، وجاءَنا فلانٌ تَضِبُّ لِثَتُه إِذا وُصِفَ بشِدَّةِ النَّهَمِ للأَكل والشَّبَقِ للغُلْمة، أَو الحِرْصِ عَلَى حَاجَتِهِ وَقَضَائِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبينا، أَبينا أَن تَضِبَّ لِثاتُكم، ... عَلَى مُرْشِقات، كالظِّباءِ، عَواطِيا يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِلْحَرِيصِ النَّهِم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُفْضِي بِيَدَيْهِ إِلى الأَرض إِذا سَجَدَ، وَهُمَا تَضِبَّانِ دَماً أَي تَسِيلان؛ قَالَ: والضَّبُّ دُونَ السَّيَلانِ، يَعْنِي أَنه لَمْ يَرَ الدَّمَ القاطرَ ناقِضاً لِلْوُضُوءِ. يُقَالُ: ضَبَّتْ لِثاتُه دَمًا أَي قَطَرَتْ. والضَّبُوبُ مِنَ الدَّوابِّ: الَّتِي تَبُول وَهِيَ تَعْدو؛ قَالَ الأَعشى: مَتَّى تَأْتِنا، تَعْدُو بِسَرجِكَ لَقْوةٌ ... ضَبُوبٌ، تُحَيِّينا، ورأْسُك مَائِلُ وَقَدْ ضَبَّتْ تَضِبُّ ضُبوباً. والضَّبُّ: وَرَمٌ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ: وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها، ... فإِذا تَحَزْحَزُ عَنْ عِدَاءٍ، ضَجَّتِ وَقِيلَ: هُوَ أَن يحزَّ مِرْفَقُ الْبَعِيرِ فِي جِلْدِه؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْحَرِفَ المِرفَقُ حَتَّى يَقع فِي الْجَنْبِ فيَخْرِقَه؛ قَالَ: لَيْسَ بِذي عَرْكٍ، وَلَا ذِي ضَبِ والضَّبُّ أَيضاً: وَرَمٌ يَكُونُ فِي خُفِّ الْبَعِيرِ، وَقِيلَ: فِي فِرْسِنه؛ تَقُولُ مِنْهُ: ضَبَّ يَضَبُّ؛ بِالْفَتْحِ، فَهُوَ بَعِيرٌ أَضَبُّ، وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ. والتَّضَبُّب: انْفِتاقٌ مِنَ الإِبطِ وكثرةٌ مِنَ اللَّحْمِ؛ تَقُولُ: تَضَبَّبَ الصبيُّ أَي سَمِنَ، وانْفَتَقَتْ آباطُه وقَصُرَ عُنُقه. الأُمَوِيُّ: بَعِيرٌ أَضَبُّ وَنَاقَةٌ ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ، وَهُوَ وجَع يأْخذ فِي الفِرْسِنِ. وَقَالَ العَدَبَّسُ الكِنانِيُّ: الضاغِطُ والضَّبُّ شيءٌ وَاحِدٌ، وَهُمَا انْفِتاقٌ مِنَ الإِبط وكثرةٌ مِنَ اللَّحْمِ. والتَّضَبُّبُ: السِّمَنُ حِينَ يُقْبِلُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ يَكُونُ فِي الْبَعِيرِ والإِنسان. وضَبَّبَ الغلامُ: شَبَّ. والضَّبُّ والضَّبَّةُ: الطَّلْعةُ قبلَ أَن تَنْفَلِقَ عَنِ الغَريضِ، والجمعُ ضِبابٌ؛ قَالَ البَطِينُ التَّيْمِيُّ، وَكَانَ وصَّافاً للنَّحل: يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ ... بُطُونُ المَوالي، يومَ عِيدٍ، تَغَدَّتِ يَقُولُ: طَلْعُها ضَخْمٌ كأَنه بُطونُ موالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا. وضَبَّةُ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ: عَمُّ تَميم بْنِ مُرٍّ. الأَزهري، فِي آخِرِ الْعَيْنِ مَعَ الْجِيمِ: قَالَ مُدرِكٌ الجَعْفَريّ: يُقَالُ فَرِّقُوا لِضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِبُّونَ لَهَا أَي يَشْمَعِطُّونَ؛ فسُئِل عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَضَبُّوا لفُلانٍ أَي تَفَرَّقُوا فِي طَلَبه؛ وَقَدْ أَضَبَّ القومُ فِي بُغْيَتِهم أَي فِي ضالَّتِهم أَي تفَرَّقوا فِي طَلَبِهَا. وضَبٌّ: اسْمُ رَجُلٍ. وأَبو ضَبٍّ: شَاعِرٌ مِنْ هُذَيْل.

والضِّبابُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ أَبو بَطْنٍ، سُمِّيَ بِجَمْعِ الضَّبِّ؛ قَالَ: لَعَمْري لقَد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوهُ، ... وبعضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعالُ والنَّسَبُ إِلَيْهِ ضِبابيٌّ، وَلَا يُرَدُّ فِي النَّسَب إِلى وَاحِدِهِ لأَنه جُعِل اسْمًا لِلْوَاحِدِ كَمَا تَقُولُ فِي النَّسَبِ إِلى كِلابٍ: كِلابيّ. وضَبابٌ والضَّبابُ: اسْمُ رَجُلٍ أَيضاً، الأَول عَنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: نَكِدْتَ أَبَا زَبِينةَ، إِذ سأَلْنا ... بحاجَتِنا، وَلَمْ يَنْكَدْ ضَبابُ وَرُوِيَ بَيْتُ إمرئِ الْقَيْسِ: وعَلَيْكِ، سَعْدَ بنَ الضَّبابِ، فسَمِّحِي ... سَيْراً إِلى سَعْدٍ، عَلَيْكِ بسَعْدِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده ابْنُ جِنِّي، بِفَتْحِ الضَّادِ. وأَبو ضَبٍّ مِنْ كُناهم. والضُّبَيْبُ: فرسٌ مَعْرُوفٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ، وَلَهُ حَدِيثٌ. وضُبَيْبٌ: اسْمُ وادٍ. وامرأةٌ ضِبْضِبٌ: سَمِينَةٌ. ورجلٌ ضُباضِبٌ، بِالضَّمِّ: غَلِيظٌ سَمِينٌ قصيرٌ فَحَّاش جَرِيءٌ. والضُّباضِبُ: الرجلُ الجَلْد الشَّدِيدُ؛ وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي الْبَعِيرِ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ ضِبْضِبٌ، وامرأَةٌ ضِبْضِبةٌ، وَهُوَ الجريءُ عَلَى مَا أَتى؛ وَهُوَ الأَبلَخُ أَيضاً، وامرأَة بَلْخاءُ: وَهِيَ الجَرِيئَة الَّتِي تَفْخَرُ عَلَى جِيرَانِهَا. وضَبٌّ: اسْمُ الجَبَل الَّذِي مسجدُ الخَيْفِ فِي أَصْلِه، والله أَعلم. ضرب: الضَّرْبُ مَعْرُوفٌ، والضَّرْبُ مَصْدَرُ ضَرَبْتُه؛ وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَه. وَرَجُلٌ ضارِبٌ وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: شديدُ الضَّرْب، أَو كَثِيرُ الضَّرْب. والضَّريبُ: المَضْروبُ. والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جَمِيعًا: مَا ضُرِبَ بِهِ. وضَارَبَهُ أَي جالَدَه. وتَضاربا واضْطَرَبا بمَعنًى. وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً: دَقَّه حَتَّى رَسَب فِي الأَرض. ووَتِدٌ ضَرِيبٌ: مَضْرُوبٌ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وضَرُبَتْ يَدُه: جَادَ ضَرْبُها. وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً: طَبَعَه. وَهَذَا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمير، ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ؛ وَصَفُوه بالمَصْدَر، ووَضَعُوه موضعَ الصِّفَةِ، كَقَوْلِهِمْ ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ. وإِن شِئْتَ نَصَبْتَ عَلَى نيَّة الْمَصْدَرِ، وَهُوَ الأَكثر، لأَنه لَيْسَ مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَه وَلَا هُوَ هُوَ. واضْطَرَبَ خاتَماً: سأَل أَن يُضْرَبَ لَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اضْطَرَبَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَب أَي أَمَرَ أَن يُضْرَبَ لَهُ ويُصاغَ؛ وَهُوَ افْتَعَل مِنَ الضَّرْبِ: الصِّياغةِ، والطاءُ بَدَلٌ مِنَ التاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَضْطَرِبُ بِنَاءً فِي الْمَسْجِدِ أَي يَنْصِبه ويُقِيمه عَلَى أَوتادٍ مَضْروبة فِي الأَرض. ورجلٌ ضَرِبٌ: جَيِّدُ الضَّرْب. وضَرَبَتْ العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً: لَدَغَتْ. وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً: نَبَضَ وخَفَقَ. وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْق ضَرَباناً إِذا آلَمَهُ. والضَّارِبُ: المُتَحَرِّك. والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بَعْضًا.

وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ. والاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الْوَلَدِ فِي البَطْنِ. وَيُقَالُ: اضْطَرَبَ الحَبْل بَيْنَ الْقَوْمِ إِذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم. واضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ. والاضْطِرابُ: الحركةُ. والاضطِرابُ: طُولٌ مَعَ رَخاوة. ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَويلٌ غَيْرُ شَدِيدِ الأَسْرِ. واضْطَرَبَ البرقُ فِي السَّحَابِ: تَحَرَّكَ. والضَّريبُ: الرأْسُ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ اضْطِرابه. وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه ومَضْرِبَتُه: حَدُّه؛ حَكَى الأَخيرتين سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ: جَعَلُوهُ اسْمًا كالحَديدةِ، يَعْنِي أَنهما لَيْسَتَا عَلَى الْفِعْلِ. وَقِيلَ: هُوَ دُون الظُّبَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ نحوٌ مَنِ شِبْرٍ فِي طَرَفِه. والضَّريبةُ: مَا ضَرَبْتَه بالسيفِ. والضَّريبة: المَضْروبُ بِالسَّيْفِ، وإِنما دَخَلَتْهُ الهاءُ، وإِن كَانَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنه صَارَ فِي عِدادِ الأَسماءِ، كالنَّطِيحةِ والأَكِيلَة. التَّهْذِيبَ: والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك مِنْ حيٍّ أَو مَيْتٍ. وأَنشد لِجَرِيرٍ: وإِذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعْتَها، ... فمَضَيْتَ لَا كَزِماً، وَلَا مَبْهُورا «3» ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً. وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ: رُمِيَ بِهَا، لأَن ذَلِكَ ضَرْبٌ. وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كَذَا أَي خولِطَتْ. وَلِذَلِكَ قَالَ اللغَويون: الجَوْزاءُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ، مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها. وضَرَبَ فِي الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً ومَضْرَباً، بِالْفَتْحِ، خَرَجَ فِيهَا تاجِراً أَو غازِياً، وَقِيلَ: أَسْرَعَ، وَقِيلَ: ذَهَب فِيهَا، وَقِيلَ: سارَ فِي ابْتِغاءِ الرِّزْقِ. يُقَالُ: إِن لِي فِي أَلف دِرْهَمٍ لمَضْرَباً أَي ضَرْباً. والطيرُ الضَّوارِبُ: الَّتِي تَطْلُبُ الرِّزْقَ. وضَرَبْتُ فِي الأَرض أَبْتَغِي الخَيْرَ مِنَ الرِّزْقِ؛ قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ ؛ أَي سَافَرْتُمْ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ . يُقَالُ: ضَرَبَ فِي الأَرض إِذا سَارَ فِيهَا مُسَافِرًا فَهُوَ ضارِبٌ. والضَّرْبُ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الأَعمال، إِلا قَلِيلًا. ضَرَبَ فِي التِّجَارَةِ وَفِي الأَرض وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وضارَبه فِي الْمَالِ، مِنَ المُضارَبة: وَهِيَ القِراضُ. والمُضارَبةُ: أَن تُعْطِيَ إِنساناً مِنْ مَالِكَ مَا يَتَّجِرُ فِيهِ عَلَى أَن يَكُونَ الربحُ بَيْنَكُمَا، أَو يكونَ لَهُ سهمٌ معلومٌ مِنَ الرّبْح. وكأَنه مأْخوذ مِنَ الضَّرْب فِي الأَرض لِطَلَبِ الرِّزْقِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ؛ قَالَ: وَعَلَى قِيَاسِ هَذَا الْمَعْنَى، يُقَالُ لِلْعَامِلِ: ضارِبٌ، لأَنه هُوَ الَّذِي يَضْرِبُ فِي الأَرضِ. قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رَبِّ الْمَالِ وَمِنَ الْعَامِلِ يُسَمَّى مُضارباً، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُضارِبُ صاحِبَه، وَكَذَلِكَ المُقارِضُ. وَقَالَ النَّضْرُ: المُضارِبُ صاحبُ الْمَالِ وَالَّذِي يأْخذ المالَ؛ كِلَاهُمَا مُضارِبٌ: هَذَا يُضارِبُه وَذَاكَ يُضارِبُه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْسِبُه ويَطْلُبُه؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: رَحْبُ الفِناءِ، اضْطِرابُ المَجْدِ رَغْبَتُه، ... والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لمُضْطَرِبِ

_ (3). قوله لا كزماً بالزاي المنقوطة أي خائفاً.

وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: لَا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حَرَامٌ. قَالَ: المُضارَبة أَن تُعْطِيَ مَالًا لِغَيْرِكَ يَتَّجِرُ فِيهِ فَيَكُونَ لَهُ سَهْمٌ معلومٌ مِنَ الرِّبْحِ؛ وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ الضَّرْب فِي الأَرض والسَّيرِ فِيهَا لِلتِّجَارَةِ. وضَرَبَت الطيرُ: ذَهَبَتْ. والضَّرْب: الإِسراع فِي السَّير. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلَّا إِلى ثَلَاثَةِ مساجدَ أَي لَا تُرْكَبُ وَلَا يُسارُ عَلَيْهَا. يُقَالُ: ضَرَبْتُ فِي الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِي الرزقَ. والطَّيْرُ الضَّوارِبُ: المُخْتَرِقاتُ فِي الأَرضِ، الطالِباتُ أَرزاقَها. وضَرَبَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَضْرِبُ ضَرْباً: نَهَضَ. وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً: أَقام، فَهُوَ ضِدٌّ. وضَرَبَ البعيرُ فِي جَهازِه أَي نَفَرَ، فَلَمْ يَزَلْ يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حَتَّى طَوَّحَ عَنْهُ كلَّ مَا عَلَيْهِ مِنْ أَداتِه وحِمْلِه. وضَرَبَتْ فِيهِمْ فلانةُ بعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ أَي التِباسٍ أَي أَفْسَدَتْ نَسَبَهُم بولادَتِها فِيهِمْ، وَقِيلَ: عَرَّقتْ فِيهِمْ عِرقَ سَوْءٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ: إِذا كَانَ كَذَا، وذكَرَ فِتْنةً، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَي أَسْرَع الذهابَ فِي الأَرض فِرَارًا مِنَ الْفِتَنِ؛ وَقِيلَ: أَسرع الذهابَ فِي الأَرض بأَتْباعه، ويُقالُ للأَتْباع: أَذْنابٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع؛ وَقَالَ المُسَيَّب: فإِنَّ الَّذِي كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ، ... أَتَتْنا عُيونٌ بِهِ تَضْرِبُ قَالَ وأَنشدني بَعْضُهُمْ: ولكنْ يُجابُ المُسْتَغيثُ وخَيْلُهم، ... عَلَيْهَا كُماةٌ، بالمَنِيَّة، تَضْرِبُ أَي تُسْرِعُ. وضَرَبَ بيدِه إِلى كَذَا: أَهْوَى. وضَرَبَ عَلَى يَدِه: أَمْسَكَ. وضَرَبَ عَلَى يَدِه: كَفَّهُ عَنِ الشيءِ. وضَرَبَ عَلَى يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كَذَا، وضَرَبَ عَلَى يَدِ فُلانٍ إِذا مَنَعَهُ مِنْ أَمرٍ أَخَذَ فِيهِ، كَقَوْلِكَ حَجَرَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ عَلَى يَدِه أَي أَعْقِدَ مَعَهُ الْبَيْعَ، لأَن مِنْ عَادَةِ الْمُتَبَايِعَيْنِ أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه فِي يَدِ الْآخَرِ، عِنْدَ عَقْدِ التَّبايُع. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ أَي رَوِيَتْ إِبلُهم حَتَّى بَرَكَتْ، وأَقامت مكانَها. وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِراباً وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بعضُهم بَعْضًا. وضارَبَني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه: كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً مِنْهُ. وضَرَبَتِ المَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها، ثُمَّ ضَرَبَتْ بِهَا فُروجَها ومَشَت، فَهِيَ ضَوارِبُ. وَنَاقَةٌ ضاربٌ وَضَارِبَةٌ: فضارِبٌ، عَلَى النَّسَب؛ وضاربةٌ، عَلَى الفِعْل. وَقِيلَ: الضَّوارِبُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَمْتَنِعُ بَعْدَ اللِّقاح، فتُعِزُّ أَنْفُسَها، فَلَا يُقْدَرُ عَلَى حَلْبها. أَبو زَيْدٍ: نَاقَةٌ ضاربٌ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ ذَلُولًا، فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها مِنْ قُدَّامها؛ وأَنشد: بأَبوال المَخاضِ الضَّوارِبِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَراد جَمْعَ ناقةٍ ضارِب، رَوَاهُ ابنُ هَانِئٍ. وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ يضْرِبُها ضِراباً: نَكَحَهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كَالنِّكَاحِ، قَالَ:

وَالْقِيَاسُ ضَرْباً، وَلَا يَقُولُونَهُ كَمَا لَا يَقُولُونَ: نَكْحاً، وَهُوَ الْقِيَاسُ. وناقةٌ ضارِبٌ: ضَرَبها الفحلُ، عَلَى النَّسب. وناقةٌ تَضْرابٌ: كضارِبٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي ضُرِبَتْ، فَلَمْ يُدْرَ أَلاقِحٌ هِيَ أَم غَيْرُ لَاقِحٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عَنْ ضِرابِ الجَمَل ، هُوَ نَزْوُه عَلَى الأُنثى، وَالْمُرَادُ بِالنَّهْيِ: مَا يؤْخذ عَلَيْهِ مِنَ الأُجرة، لَا عَنْ نَفْسِ الضِّرابِ، وتقديرُه: نَهى عَنْ ثَمَنِ ضِرابِ الجمَل، كَنَهْيِهِ عَنْ عَسِيبِ الفَحْل أَي عَنْ ثَمَنِهِ. يُقَالُ: ضَرَبَ الجَملُ الناقةَ يَضْرِبُها إِذا نَزا عَلَيْهَا؛ وأَضْرَبَ فلانٌ ناقتَه أَي أَنْزَى الفَحْلَ عَلَيْهَا. وَمِنْهُ الحديثُ الآخَر: ضِرابُ الفَحْلِ مِنَ السُّحْتِ أَي إِنه حَرَامٌ، وَهَذَا عامٌّ فِي كُلِّ فَحْلٍ. والضَّارِبُ: النَّاقَةُ الَّتِي تَضْرِبُ حالبَها. وأَتَتِ الناقةُ عَلَى مَضْرِبها، بِالْكَسْرِ، أَي عَلَى زَمَنِ ضِرابها، وَالْوَقْتِ الَّذِي ضَرَبَها الفحلُ فِيهِ. جَعَلُوا الزَّمَانَ كَالْمَكَانِ. وَقَدْ أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ فضَرَبها، وأَضْرَبْتُها إِياه؛ الأَخيرةُ عَلَى السَّعة. وَقَدْ أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ الناقةَ، فضَرَبها ضِراباً. وضَريبُ الحَمْضِ: رَدِيئُه وَمَا أُكِلَ خَيْرُه وبَقِيَ شَرُّه وأُصولُه، وَيُقَالُ: هُوَ مَا تَكَسَّر مِنْهُ. والضَّريبُ: الصَّقِيعُ والجَليدُ. وضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْباً وجُلِدَتْ وصُقِعَتْ: أَصابها الضَّريبُ، كَمَا تَقُولُ طُلَّتْ مِنَ الطَّلِّ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فَهُوَ ضَرِبٌ: ضَرَبَه البَرْدُ، فأَضَرَّ بِهِ. وأَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إِذا أَنْشَفَتْه حَتَّى تُسْقِيَهُ الأَرضَ. وأَضْرَبَ البَرْدُ والريحُ النَّباتَ، حَتَّى ضَرِبَ ضَرَباً فَهُوَ ضَرِبٌ إِذا اشتَدَّ عَلَيْهِ القُرُّ، وضَرَبَهُ البَرْدُ حَتَّى يَبِسَ. وضُرِبَتِ الأَرضُ، وأَضْرَبَها الضَّريبُ، وضُرِبَ البقلُ وجُلِدَ وصُقِعَ، وأَصْبَحَتِ الأَرضُ جَلِدَة وصَقِعَةً وضَرِبَةً. وَيُقَالُ لِلنَّبَاتِ: ضَرِبٌ ومَضْرب؛ وضَرِبَ البقلُ وجَلِدَ وصَقِعَ، وأَضْرَبَ الناسُ وأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا: كُلُّ هَذَا مِنَ الضَّريبِ والجَلِيدِ والصَّقِيعِ الَّذِي يَقَعُ بالأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: ذاكرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ، وَسَطَ الشَّجَر الَّذِي تَحاتَّ مِنَ الضَّريبِ ، وَهُوَ الأَزيزُ أَي البَرْدُ والجَلِيدُ. أَبو زَيْدٍ: الأَرضُ ضَرِبةٌ إِذا أَصابها الجَلِيدُ فأَحْرَقَ نَباتَها، وَقَدْ ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَباً، وأَضْرَبَها الضَّريب إِضْراباً. والضَّرَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: العَسل الأَبيض الْغَلِيظُ، يُذَكَّرُ ويؤَنث؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب الهُذَلي فِي تأْنيثه: وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ؛ أَعْيا، بِراقٍ ونازِلِ وخَبَرُ مَا فِي قَوْلِهِ: بأَطْيَبَ مِن فِيهَا، إِذا جِئْتَ طارِقاً، ... وأَشْهَى، إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل يَأْوي مَلِيكُها أَي يَعْسُوبُها؛ ويَعْسوب النَّحْلِ: أَميره؛ والطُّنُفُ: حَيَدٌ يَنْدُر مِنَ الجَبَل، قَدْ أَعْيا بِمَنْ يَرْقَى وَمَنْ يَنْزِلُ. وَقَوْلُهُ: كلابُ الأَسافل: يُرِيدُ أَسافلَ الحَيِّ، لأَن مَواشيَهم لَا تَبِيتُ مَعَهُمْ فرُعاتُها، وأَصحابُها لَا يَنَامُونَ إِلا آخِرَ مَنْ يَنامُ، لِاشْتِغَالِهِمْ بحَلْبها.

وَقِيلَ: الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: كأَنَّ عُيونَ النَّاظِرينَ يَشُوقُها، ... بِهَا ضَرَبٌ طابَتْ يَدا مَنْ يَشُورُها والضَّرْبُ، بِتَسْكِينِ الرَّاءِ: لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَذَاكَ قَلِيلٌ. والضَّرَبَةُ: الضَّرَبُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الطَّائِفَةُ مِنْهُ. واسْتَضْرَبَ العسلُ: غَلُظَ وابْيَضَّ وَصَارَ ضَرَباً، كَقَوْلِهِمْ: اسْتَنْوَقَ الجملُ، واسْتَتْيَسَ العَنْزُ، بِمَعْنَى التَّحَوُّلِ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ؛ وأَنشد: .......... كأَنَّما ... رِيقَتُه مِسْكٌ، عَلَيْهِ ضَرَب والضَّريبُ: الشَّهْدُ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ قولَ الجُمَيْح: يَدِبُّ حُمَيَّا الكَأْسِ فِيهِمْ، إِذا انْتَشَوا، ... دَبِيبَ الدُّجَى، وَسْطَ الضَّريبِ المُعَسَّلِ وعسلٌ ضَريبٌ: مُسْتَضْرِبٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ ؛ هُوَ بِفَتْحِ الراءِ: الْعَسَلُ الأَبيض الْغَلِيظُ، وَيُرْوَى بِالصَّادِ: وَهُوَ الْعَسَلُ الأَحمر. والضَّرْبُ: المَطَر الْخَفِيفُ. الأَصمعي: الدِّيمَةُ مَطَر يَدُوم مَعَ سُكُونٍ، والضَّرْبُ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلًا. والضَّرْبةُ: الدَّفْعَةُ مِنَ الْمَطَرِ وَقَدْ ضَرَبَتْهم السماءُ. وأَضْرَبْتُ عَنِ الشيءِ: كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ. وضَرَبَ عَنْهُ الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عَنْهُ: صَرَفَه. وأَضْرَبَ عَنْهُ أَي أَعْرَض. وقولُه عَزَّ وَجَلَّ: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً ؟ أَي نُهْمِلكم، فَلَا نُعَرِّفُكم مَا يَجب عليكم، ل أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ أَي لأَنْ أَسْرَفْتُمْ. والأَصل فِي قَوْلِهِ: ضَرَبْتُ عَنْهُ الذِّكْرَ، أَن الرَّاكِبَ إِذا رَكِبَ دَابَّةً فأَراد أَن يَصْرِفَه عَنْ جِهَتِه، ضَرَبه بعَصاه، ليَعْدِلَه عَنِ الْجِهَةِ الَّتِي يُريدها، فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ. يُقَالُ: ضَرَبْتُ عَنْهُ وأَضْرَبْتُ. وَقِيلَ فِي قَولِهِ: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً : إِن مَعْنَاهُ أَفَنَضْرِبُ القرآنَ عَنْكُمْ، وَلَا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان بِهِ صَفْحاً أَي مُعْرِضين عَنْكُمْ. أَقامَ صَفْحاً وَهُوَ مَصْدَرٌ مقامَ صافِحين. وَهَذَا تَقْريع لَهُمْ، وإِيجابٌ لِلْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، وإِن كَانَ لَفْظُهُ لَفْظَ اسْتِفْهَامٍ. وَيُقَالُ: ضَرَبْتُ فُلَانًا عَنْ فُلَانٍ أَي كَفَفْتُهُ عَنْهُ، فأَضْرَبَ عَنْهُ إِضْراباً إِذا كَفَّ. وأَضْرَبَ فلانٌ عَنِ الأَمر فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ عَنْ طَلَبِ المَعِيشةِ مُضْرِباً، ... لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ مالِي وَمِثْلُهُ: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً؟ وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ. تَقُولُ رأَيتُ حَيَّةً مُضْرِباً إِذا كَانَتْ سَاكِنَةً لَا تَتَحَرَّكُ. والمُضْرِبُ: المُقِيمُ فِي الْبَيْتِ؛ وأَضْرَبَ الرجلُ فِي الْبَيْتِ: أَقام؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُهَا مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الأَعراب. وَيُقَالُ: أَضْرَبَ خُبْزُ المَلَّةِ، فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذا نَضِجَ، وآنَ لَهُ أَنْ يُضْرَبَ بالعَصا، ويُنْفَضَ عَنْهُ رَمادُه وتُرابُه، وخُبْزٌ مُضْرِبٌ ومَضْرُوبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ خُبْزَةً: ومَضْرُوبةٍ، فِي غيرِ ذَنْبٍ، بَريئةٍ، ... كَسَرْتُ لأَصْحابي، عَلَى عَجَلٍ، كَسْرَا وَقَدْ ضَرَبَ بالقِداحِ، والضَّريبُ والضَّارِبُ: المُوَكَّلُ بالقِداحِ، وَقِيلَ: الَّذِي يَضْرِبُ بِهَا؛

قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، يُقَالُ: هُوَ ضَريبُ قداحٍ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ طَريفِ بْنِ مَالِكٍ العَنْبَريّ: أَوَكُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلةٌ، ... بَعَثُوا إِليَّ عَريفَهم يَتَوَسَّمُ إِنما يُرِيدُ عارِفَهم. وَجَمْعُ الضَّريب: ضُرَبَاءُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب: فَوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رابئِ ... الضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ لَا يَتَتَلَّعُ والضَّريب: القِدْحُ الثَّالِثِ مِنْ قِداحِ المَيْسر. وَذَكَرَ اللِّحْيَانِيُّ أَسماءَ قِداحِ المَيْسر الأَول وَالثَّانِي، ثُمَّ قَالَ: وَالثَّالِثُ الرَّقِيبُ، وبعضُهم يُسميه الضَّريبَ، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ فُرُوضٍ وَلَهُ غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن لَمْ يَفُزْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: ضَريبُ القِداحِ: هُوَ المُوَكَّل بِهَا؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: وعَدَّ الرقيبُ خِصالَ الضَّريب، ... لَا عَنْ أَفانِينَ وَكْساً قِمارَا وضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته: خَلَطْتُه. وضَرَبْتُ بَيْنَهُمْ فِي الشَّرِّ: خَلَطْتُ. والتَّضريبُ بَيْنَ الْقَوْمِ: الإِغْراء. والضَّريبة: الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش ثُمَّ يُدْرَجُ ويُشَدُّ بِخَيْطٍ ليُغْزَل، فَهِيَ ضَرائب. وَالضَّرِيبَةُ: الصوفُ يُضْرَبُ بالمِطْرَقِ. غَيْرُهُ: الضَّريبةُ القِطْعة مِنَ القُطْنِ، وَقِيلَ مِنَ الْقُطْنِ وَالصُّوفِ. وضَريبُ الشَّوْلِ: لَبَنٌ يُحْلَبُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ فَهُوَ الضريبُ. ابْنُ سِيدَهْ: الضَّريبُ مِنَ اللَّبَنِ: الَّذِي يُحْلَب مِنْ عِدَّةِ لِقاح فِي إِناء وَاحِدٍ، فيُضْرَبُ بعضُه بِبَعْضٍ، وَلَا يُقَالُ ضَريبٌ لأَقَلَّ مِنْ لبنِ ثلاثِ أَنْيُقٍ. قَالَ بَعْضُ أَهل الْبَادِيَةِ: لَا يَكُونُ ضَريباً إِلا مِنْ عِدَّة مِنَ الإِبل، فَمِنْهُ مَا يَكُونُ رَقيقاً وَمِنْهُ مَا يَكُونُ خاثِراً؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَمَا كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ... ضَريبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً وصافِيا أَي سَبَبُ مَنِيَّتِي فَحَذَف. وَقِيلَ: هُوَ ضَريبٌ إِذا حُلِبَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ حُلِبَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ، فضُرِبَ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّريبُ: الشَّكْلُ فِي القَدِّ والخَلْقِ. وَيُقَالُ: فلانٌ ضَريبُ فلانٍ أَي نَظِيرُهُ، وضَريبُ الشيءِ مثلُه وَشَكْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ، وَجَمْعُهُ ضُرُوبٌ. وَهُوَ الضَّريبُ، وَجَمْعُهُ ضُرَباء. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذا ذَهَبَ هَذَا وضُرَباؤُه : هُمُ الأَمْثالُ والنُّظَراء، وَاحِدُهُمْ ضَريبٌ. والضَّرائبُ: الأَشْكالُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ ؛ أَي يُمَثِّلُ اللهُ الحقَّ والباطلَ، حَيْثُ ضَرَبَ مَثَلًا لِلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْكَافِرِ وَالْمُؤْمِنِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا ؛ أَي اذْكُرْ لَهُمْ ومَثِّلْ لَهُمْ. يُقَالُ: عِنْدِي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ شيءٌ كَثِيرٌ أَي مِنْ هَذَا المِثالِ. وَهَذِهِ الأَشياءُ عَلَى ضَرْبٍ واحدٍ أَي عَلَى مِثالٍ. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشَّيْءِ بغيرِه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ اذْكُرْ لَهُمْ مَثَلًا. وَيُقَالُ: هَذِهِ الأَشياء عَلَى هَذَا الضَّرْب أَي عَلَى هَذَا المِثالِ، فَمَعْنَى اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا : مَثِّلْ لَهُمْ مَثَلًا؛ قَالَ: ومَثَلًا مَنْصُوبٌ لأَنه مَفْعُولٌ بِهِ، ونَصَبَ قَوْلُهُ أَصْحابَ الْقَرْيَةِ، لأَنه بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ مَثَلًا، كأَنه قَالَ: اذْكُرْ لَهُمْ أَصحابَ الْقَرْيَةِ أَي خَبَر أَصحاب الْقَرْيَةِ.

والضَّرْبُ مِنْ بَيْتِ الشِّعْر: آخرُه، كَقَوْلِهِ: [فَحَوْمَلِ] مِنْ قَوْلِهِ: بسقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ وَالْجَمْعُ: أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ. والضَّوارِبُ: كالرِّحابِ فِي الأَوْدية، وَاحِدُهَا ضارِب. وَقِيلَ: الضارِبُ الْمَكَانُ المُطمئِنّ مِنَ الأَرضِ بِهِ شَجَرٌ، والجمعُ كالجَمع، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَدِ اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دُونَها ... ضَواربُ، مِنْ غَسَّانَ، مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا «4» وَقِيلَ: الضارِبُ قِطْعة مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ، تَسْتَطِيلُ فِي السَّهْل. والضارِبُ: المكانُ ذُو الشَّجَرِ. والضَّارِبُ: الْوَادِي الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الشَّجَرُ. يُقَالُ: عَلَيْكَ بِذَلِكَ الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ وأَنشد: لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الَّذِي ... رَأَيتَ، وإِنْ لَمْ آتِه، لِيَ شَائِقُ والضاربُ: السابحُ فِي الماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِينِي فأَتْبَعُه، ... كأَنَّنِي ضارِبٌ فِي غَمْرةٍ لَعِبُ والضَّرْبُ: الرَّجل الخفيفُ اللَّحْمِ؛ وَقِيلَ: النَّدْبُ الْمَاضِي الَّذِي لَيْسَ برَهْل؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَنا الرجلُ الضَّرْبُ، الَّذِي تَعْرِفُونَه، ... خَشاشٌ كرأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ وَفِي صِفَةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَنه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ؛ هُوَ الْخَفِيفُ اللَّحْمِ، المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ. وَفِي رِوَايَةٍ: فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ ، وَهُوَ مُفتَعلٌ مِنَ الضَّرْبِ، وَالطَّاءُ بَدَلٌ مِنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ. وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: طُوَالٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ؛ وَقَوْلُ أَبي العِيالِ: صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْهُمُ، ... ومَصَالِتٌ ضُرُبُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ضُرُبٌ جَمْعُ ضَرْبٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ضَرُوب. وضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها. والضَّريبة: الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّة، وَهَذِهِ ضَريبَتُه الَّتِي ضُرِبَ عَلَيْهَا وضُرِبَها. وضُرِبَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَي طُبِعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِيبَتِه أَي سَجِيَّته وَطَبِيعَتِهِ. تَقُولُ: فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة، ولَئيم الضَّرِيبةِ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوس؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ. والضَّريبةُ: الخلِيقةُ. يُقَالُ: خُلِقَ الناسُ عَلَى ضَرَائبَ شَتَّى. وَيُقَالُ: إِنه لكريمُ الضَّرائبِ. والضَّرْبُ: الصِّفَة. والضَّرْبُ: الصِّنْفُ مِنَ الأَشياءِ. وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ ضَرْبِ ذَلِكَ أَي مِنْ نَحْوِهِ وصِنْفِه، وَالْجَمْعُ ضُروبٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَراكَ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي يَجْمَعُ الهَوَى، ... وحَوْلَكَ نِسْوانٌ، لَهُنَّ ضُرُوبُ وَكَذَلِكَ الضَّرِيبُ. وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا* أَي وَصَفَ وبَيَّن، وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبَ لَهُ المثلَ بِكَذَا، إِنما مَعْنَاهُ بَيَّن لَهُ ضَرْباً مِنَ الأَمثال أَي صِنْفاً مِنْهَا. وَقَدْ تَكَرَّر فِي الْحَدِيثِ

_ (4). قوله [من غسان] الذي في المحكم من خفان بفتح فشدّ أيضاً ولعله روي بهما إذ هما موضعان كما في ياقوت وأنشده في ك ف ل تجتابه سدرا وأنشده في الأَساس مجتابة سدراً.

ضَرْبُ الأَمْثالِ، وَهُوَ اعْتبارُ الشَّيْءِ بِغَيْرِهِ وتمثيلُه بِهِ. والضَّرْبُ: المِثالُ. والضَّريبُ: النَّصِيبُ. والضَّرِيبُ: البَطْنُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. والضَّرِيبةُ: واحدةُ الضَّرائِبِ الَّتِي تُؤْخَذ فِي الأَرْصاد والجِزْية وَنَحْوِهَا؛ وَمِنْهُ ضَريبة العَبْدِ: وَهِيَ غَلَّتُه. وَفِي حَدِيثِ الحَجَّامِ: كَمْ ضَرِيبَتُكَ؟ الضَّريبة: مَا يؤَدِّي العبدُ إِلى سَيِّدِهِ مِنَ الخَراجِ المُقَرَّرِ عَلَيْهِ؛ وَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعولة، وتُجْمَعُ عَلَى ضرائبَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِماءِ اللَّاتِي كَانَ عليهنَّ لمَواليهنَّ ضَرائبُ. يُقَالُ: كَمْ ضَرِيبةُ عَبْدِكَ فِي كُلِّ شَهْرٍ؟ والضَّرَائبُ: ضَرائِبُ الأَرَضِينَ، وَهِيَ وظائِفُ الخَراجِ عَلَيْهَا. وضَرَبَ عَلَى العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْباً: أَوْجَبَها عَلَيْهِ بالتأْجيل. وَالِاسْمُ: الضَّرِيبةُ. وضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ فِي مَالِهِ إِذا اتَّجَرَ فِيهِ، وقارَضَه. وَمَا يُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ ومَضرِبُ عَسَلَةٍ، وَلَا يُعْرَفُ فِيهِ مَضْرَبُ ومَضرِبُ عَسَلةٍ أَي مِنَ النَّسبِ وَالْمَالِ. يُقَالُ ذَلِكَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسَبٌ مَعْروفٌ، وَلَا يُعْرَفُ إِعْراقُه فِي نَسَبه. ابْنُ سِيدَهْ: مَا يُعْرَفُ لَهُ مَضْرِبُ عَسَلة أَي أَصْلٌ وَلَا قَوْمٌ وَلَا أَبٌ وَلَا شَرَفٌ. والضارِبُ: الليلُ الَّذِي ذَهَبَتْ ظُلْمته يَمِينًا وَشِمَالًا ومَلأَتِ الدُّنْيَا. وضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه: أَقْبَلَ؛ قَالَ حُمَيد: سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ ضارِبٌ ... بأَرْواقِه، والصُّبْحُ قَدْ كادَ يَسْطَعُ وَقَالَ: يَا ليتَ أُمَّ الغَمْرِ كانَتْ صاحِبي، ... ورَابَعَتْني تَحْتَ ليلٍ ضارِبِ، بسَاعِدٍ فَعْمٍ، وكَفٍّ خاضِبِ والضَّارِبُ: الطَّويلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَرَابَعَتْنِي تَحْتَ لَيْلٍ ضَارِبِ وضَرَبَ الليلُ عَلَيْهِمْ طَالَ؛ قَالَ: ضَرَبَ الليلُ عليهمْ فَرَكَدْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا، وَالْمَعْنَى: أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن يَسْمَعُوا، لأَن النَّائِمَ إِذا سَمِعَ انْتَبه. والأَصل فِي ذَلِكَ: أَنَّ النَّائِمَ لَا يَسْمَعُ إِذا نَامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَتهم أَي نامُوا فَلَمْ يَنْتَبِهُوا، والصِّمَاخُ: ثَقْبُ الأُذُن. وَفِي الْحَدِيثِ: فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ ؛ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ النَّوْمِ؛ وَمَعْنَاهُ: حُجِبَ الصَّوتُ والحِسُّ أَنْ يَلِجا آذانَهم فيَنْتَبهوا، فكأَنها قَدْ ضُرِبَ عَلَيْهَا حِجابٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ: ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتهم، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحدٌ. وَقَوْلُهُمْ: فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه، كَقَوْلِهِمْ: فَقَضَى مِنَ القَضَاءِ، وضَرَبَ الدهْرُ مِنْ ضَرَبانِه أَنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ضَرَبَ الدهْرُ بَيْنَنا أَي بَعَّدَ مَا بَيْنَنا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فإِنْ تَضْرِبِ الأَيامُ، يَا مَيّ، بينَنا، ... فَلَا ناشِرٌ سِرّاً، وَلَا مُتَغَيِّرُ وَفِي الْحَدِيثِ: فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه ، وَيُرْوَى: مِنْ ضَرْبِه أَي مَرَّ مِنْ مُروره وذَهَبَ بعضُه. وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَي مُنْفَرِداً مُنْهَزِماً. وضَرَّبَتْ عينُه: غارَتْ كَحجَّلَتْ.

والضَّرِيبةُ: اسمُ رجلٍ مِنَ الْعَرَبِ. والمَضْرَبُ: العَظْمُ الَّذِي فِيهِ مُخٌّ؛ تَقُولُ لِلشَّاةِ إِذا كَانَتْ مَهْزُولةً: مَا يُرِمُّ مِنْهَا مَضْرَبٌ أَي إِذا كُسِرَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهَا أَو قَصَبِها، لَمْ يُصَبْ فِيهِ مُخٌّ. والمِضْرابُ: الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ العُود. وَفِي الْحَدِيثِ: الصُّداعُ ضَرَبانٌ فِي الصُّدْغَيْنِ. ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً وضَرَباناً إِذا تحرَّك بقوَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: عَتَبُوا عَلَى عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ وَالْعَصَا أَي كَانَ مَنْ قَبْلَه يَضْرِبُ فِي الْعُقُوبَاتِ بالدِّرَّة والنَّعْل، فَخَالَفَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّهْيُ عَنْ ضَرْبةِ الغائِص هُوَ أَن يَقُولَ الغائِصُ فِي الْبَحْرِ لِلتَّاجِرِ: أَغُوصُ غَوْصَةً، فَمَا أَخرجته فَهُوَ لَكَ بِكَذَا، فيتفقان عَلَى ذَلِكَ، ونَهَى عَنْهُ لأَنه غَرَر. ابْنُ الأَعرابي: المَضارِبُ الحِيَلُ فِي الحُروب. والتَّضْريبُ: تَحْريضٌ للشُّجاعِ فِي الْحَرْبِ. يُقَالُ: ضَرَّبه وحَرَّضَه. والمِضْرَبُ: فُسْطاط المَلِك. والبِساطُ مُضَرَّبٌ إِذا كَانَ مَخِيطاً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا خافَ شَيْئًا، فَخَرِق فِي الأَرض جُبْناً: قَدْ ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ؛ قَالَ الرَّاعِي يصِفُ غِرباناً خافَتْ صَقْراً: ضَوارِبُ بالأَذْقانِ مِنْ ذِي شَكِيمةٍ، ... إِذا مَا هَوَى، كالنَّيْزَكِ المُتَوَقِّدِ أَي مِنْ صَقْر ذِي شَكِيمَةٍ، وَهِيَ شِدَّةُ نَفَسِهِ. وَيُقَالُ: رأَيت ضَرْبَ نساءٍ أَي رأَيت نِسَاءً؛ وَقَالَ الرَّاعِي: وضَرْبَ نِساءٍ لَوْ رآهنَّ ضارِبٌ، ... لَهُ ظُلَّةٌ فِي قُلَّةٍ، ظَلَّ رانِيا «5» قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ ضَرَبْتُ لَهُ الأَرضَ كلَّها أَي طَلَبْتُه فِي كُلِّ الأَرض. وَيُقَالُ: ضَرَبَ فلانٌ الْغَائِطَ إِذا مَضَى إِلى مَوْضِعٍ يَقْضِي فِيهِ حاجتَه. وَيُقَالُ: فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلًا مِنْ ضارِبٍ، يُرِيدُونَ هَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ الأَعرابي: ضَرْبُ الأَرضِ البولُ «6» والغائطُ فِي حُفَرها. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْطَلَقَ حَتَّى تَوارَى عَنِّي، فضَرَبَ الخَلَاءَ ثُمَّ جَاءَ يُقَالُ: ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ والخلاءَ والأَرْضَ إِذا ذَهَبَ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يَذْهَب الرَّجُلانِ يَضرِبانِ الغائطَ يَتَحَدَّثان. ضغب: الضَّاغِبُ: الرَّجُل. وَفِي الْمُحْكَمِ: الضَّاغِبُ الَّذِي يَخْتَبِئُ فِي الخَمَرِ، فيُفْزِعُ الإِنسانَ بمِثلِ صَوْتِ السَّبُع أَو الأَسد أَو الْوَحْشِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشد: يَا أَيُّها الضاغِبُ بالغُمْلُولْ، ... إِنَّكَ غُولٌ، وَلَدَتْكَ غُولْ هَكَذَا أَنشده بالإِسكان، وَالصَّحِيحُ بالإِطلاق، وإِن كَانَ فِيهِ حِينَئِذٍ إِقْواء. وَقَدْ ضَغَبَ فَهُوَ ضاغِبٌ. والضَّغِيبُ والضُّغابُ: صَوْتُ الأَرنب وَالذِّئْبِ؛ ضَغَبَ يَضْغَبُ ضَغِيباً؛

_ (5). قوله [وَقَالَ الرَّاعِي: وَضَرْبَ نِسَاءٍ] كذا أنشده في التكملة بنصب ضرب وروي راهب بدل ضارب. (6). قوله [ضرب الأَرض البول إلخ] كذا بهذا الضبط في التهذيب.

وَقِيلَ: هُوَ تَضَوُّر الأَرْنب عِنْدَ أَخذها، وَاسْتَعَارَهُ بعضُ الشُّعَرَاءِ للَّبَن، فَقَالَ أَنشده ثَعْلَبٌ: كأَنَّ ضَغِيبَ المَحْضِ فِي حَاويائِه، ... مَعَ التَّمْرِ أَحْياناً، ضَغِيبُ الأَرانِبِ والضَّغِيبُ: صوتُ تَقَلْقُل الجُرْدانِ فِي قُنْبِ الفَرَسِ، وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَرضٌ مُضْغَبَةٌ كثيرةُ الضَّغابِيس، وَهِيَ صِغار القِثَّاء. وَرَجُلٌ ضَغْبٌ «1»، وامرأَة ضَغْبةٌ إِذا اشْتهيا الضَّغابِيسَ، أُسْقِطَتِ السينُ مِنْهُ لأَنها آخِرُ حُرُوفِ الِاسْمِ، كَمَا قِيلَ فِي تَصْغِيرِ فرَزْدَقٍ: فُرَيْزِدٌ. وَمِنْ كَلَامِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: وإِنْ ذَكَرْتِ الضَّغابِيسَ فإِنّي ضَغِبةٌ. ولَيْسَتِ الضَّغِبة مِنْ لَفْظِ الضُّغْبُوسِ، لأَن الضَّغِبَةَ ثُلاثِيٌّ، والضُّغْبوسُ رُباعيّ، فَهُوَ إِذَنْ مِنْ بابِ لأْآلٍ. ضنب: ضَنَبَ بِهِ الأَرضَ ضَنْباً: ضَرَبها بِهِ، وضَبَنَ بِهِ ضَبْناً: قبَضَ عَلَيْهِ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. ضهب: تَضْهِيبُ القَوْسِ والرُّمْح: عَرْضُهما عَلَى النَّارِ عِنْدَ التَّثْقيف. وضَهَّبه بِالنَّارِ: لَوَّحَه وغَيَّره. وضَهَّبَ اللَّحْمَ: شَوَاه عَلَى حِجارةٍ مُحْماة، فَهُوَ مُضَهَّبٌ. وَقِيلَ: ضَهَّبَه شَواه وَلَمْ يُبالغ فِي نُضْجِه. أَبو عَمْرٍو: لَحْمٌ مُضَهَّبٌ مَشْوِيٌّ عَلَى النَّارِ وَلَمْ يَنْضَجْ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: نَمُشُّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا، ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ أَبو عَمْرٍو: إِذا أَدْخَلْتَ اللحمَ النارَ، وَلَمْ تُبالغ فِي نُضْجِه، قلتَ: ضَهَّبْتُه فَهُوَ مُضَهَّبٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّحْمُ المُضَهَّبُ الَّذِي قَدْ شُوِيَ عَلَى جَمْرٍ مُحْمًى. ابْنُ الأَعرابي: الضَّهْباء القَوْسُ الَّتِي عَمِلَتْ فِيهَا النارُ، والضَّبْحاءُ مِثْلُها. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ هَضَبَ وَفِي النَّوَادِرِ: هَضَبَ القومُ، وضَهَّبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبُوا: كلُّه الإِكثارُ والإِسْراعُ. والضَّيْهَبُ: كُلّ قُفٍّ أَو حَزْنٍ أَو مَوْضِعٍ مِنَ الجَبَل، تَحْمَى عَلَيْهِ الشَّمسُ حَتَّى يَنْشَوِيَ عَلَيْهِ اللحمُ؛ وأَنشد: وَغْر تَجيشُ قُدورُه بضَياهِبِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي أَراد الليثُ إِنما هُوَ الصَّيْهَبُ، بِالصَّادِ، وَكَذَلِكَ هُوَ في البيت: [تجيش قُدورُه بصَياهِب] جمعُ الصَّيْهب، وَهُوَ الْيَوْمُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ؛ قاله أَبو عمرو. ضوب: الضَّوْبانُ والضُّوبان: الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِيّ الضَّخْمُ، واحدُه وجمعُه سَوَاءٌ؛ قَالَ: فقَرّبْتُ ضُوباناً قَدِ اخْضَرَّ نابُه، ... فَلا ناضِحِي وانٍ، وَلَا الغَرْبُ واشِلُ وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَا الغَرْبُ شَوَّلا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ، أَوَّمَه ... رَوْضُ القِذافِ، رَبِيعاً، أَيَّ تَأْوِيمِ وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ [ضَبَنَ] قَالَ: مَنْ قَالَ ضَوْبان، احْتَمَلَ أَن تَكُونَ اللَّامُ لَامَ الْفِعْلِ، وَيَكُونَ عَلَى مِثَالِ فَوْعال، وَمَنْ قَالَ ضُوبانٌ، جَعَلَهُ مِنْ ضابَ يَضُوب؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضُّوبانُ

_ (1). قوله [ورجل ضغب إلخ] ضبط في المحكم بكسر الغين المعجمة وفي القاموس بسكونها.

فصل الطاء المهملة

مِنَ الْجِمَالِ السمينُ الشديدُ؛ وأَنشد: عَلَى كلِّ ضُوبانٍ، كأَنَّ صَريفَهُ، ... بنابَيْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَرَنِّمِ وَقَالَ: لَمَّا رأَيْتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفاني، ... قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ، كلَّ نِيافِيِّ القَرى ضُوبانِ وأَنشده أَبو زيد: ضُؤْبان، بالهمز. الْفَرَّاءُ: ضابَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَى. ابْنُ الأَعرابي: ضابَ إِذا خَتَلَ عَدُوًّا. ضيب: الضَّيْبُ: شَيْءٌ مِنْ دوابِّ البَرِّ عَلَى خِلْقةِ الكلبِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنِي أَن الضَّيْبَ شَيْءٌ مِنْ دوابِّ الْبَحْرِ، قَالَ: ولسْتُ عَلَى يَقينٍ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو الْفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبا الهَمَيْسَع يُنْشِدُ: إِنْ تَمْنَعي صَوبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ، ... يَجْري عَلَى الخَدِّ كضَيْبِ الثَّعْثَعِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الثَّعثَعُ الصَّدَفة. وضَيْبُه: مَا فِي جوفِه مِنْ حَبِّ اللُّؤْلُؤ، شَبَّه قَطَرات الدَّمْعِ بِهِ. فصل الطاء المهملة طبب: الطِّبُّ: علاجُ الْجِسْمِ والنَّفسِ. رَجُلٌ طَبٌّ وطَبِيبٌ: عَالِمٌ بالطِّبِّ؛ تَقُولُ: مَا كنتَ طَبيباً، وَلَقَدْ طَبِبْتَ، بالكَسر «1» والمُتَطَبِّبُ: الَّذِي يَتعاطى عِلم الطِّبِّ. والطَّبُّ، والطُّبُّ، لُغَتَانِ فِي الطِّبِّ. وَقَدْ طَبَّ يَطُبُّ ويَطِبُّ، وتَطَبَّبَ. وَقَالُوا تَطَبَّبَ لَهُ: سأَل لَهُ الأَطِبَّاءَ. وجمعُ الْقَلِيلِ: أَطِبَّةٌ، وَالْكَثِيرِ: أَطِبَّاء. وَقَالُوا: إِن كنتَ ذَا طِبٍّ وطُبٍّ وطَبٍّ فطُبَّ فطِبَّ لعَيْنِك. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِن كنتَ ذَا طِبٍّ، فَطِبَّ لنَفسِكَ أَي ابْدأْ أَوَّلًا بإِصلاح نفسكَ. وسمعتُ الكِلابيّ يَقُولُ: اعْمَلْ فِي هَذَا عَمَلَ مَن طَبَّ، لِمَنْ حَبَّ. الأَحمر: مِنْ أَمثالهم فِي التَّنَوُّق فِي الْحَاجَةِ وتحْسينها: اصْنَعْه صَنْعَة مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ أَي صَنْعَة حاذِقٍ لِمَنْ يُحِبُّه. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأَى بَيْنَ كتِفَيْه خَاتَمَ النُّبُوَّة، فَقَالَ: إِنْ أَذِنْتَ لِي عالجتُها فإِني طبيبٌ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طَبيبُها الَّذِي خَلَقَها ، مَعْنَاهُ: العالمُ بِهَا خالقُها الَّذِي خَلَقها لَا أَنت. وجاءَ يَسْتَطِبُّ لوجَعه أَي يَسْتَوصِفُ الدواءَ أَيُّها يَصْلُح لِدَائِهِ. والطِّبُّ: الرِّفْقُ. والطَّبِيبُ: الرَّفِيقُ؛ قَالَ الْمَرَّارُ بْنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ، يَصِفُ جَمَلًا، وَلَيْسَ للمَرّار الحَنظلي: يَدِينُ لِمَزْرورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقةٍ، ... مِنَ الشِّبْهِ، سَوّاها برفْقٍ طَبيبُها وَمَعْنَى يَدِينُ: يُطيع. والمَزرورُ: الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: حَلْقة مِنَ الشِّبه، وَهُوَ الصُّفْر، أَي يُطيع هَذِهِ الناقةَ زِمامُها المربوطُ إِلى بُرَةِ أَنفِها. والطَّبُّ والطَّبيبُ: الْحَاذِقُ مِنَ الرِّجَالِ، الماهرُ بِعِلْمِهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ غِراسةِ نَخْلٍ: جاءتْ عَلَى غَرْسِ طَبيبٍ ماهِرِ

_ (1). قوله بالكسر زاد في القاموس الفتح.

وَقَدْ قِيلَ: إِن اشتقاقَ الطَّبِيبِ مِنْهُ، وَلَيْسَ بقويٍّ. وكلُّ حاذقٍ بعمَله: طبيبٌ عِنْدَ الْعَرَبِ. وَرَجُلُ طَبٌّ، بِالْفَتْحِ، أَي عَالِمٌ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي عَالِمٌ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمان وأَبي الدَّرْدَاءِ: بَلَغَنِي أَنك جُعِلْتَ طَبيباً. الطَّبيبُ فِي الأَصل: الحاذقُ بالأُمور، الْعَارِفُ بِهَا، وَبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعالج المَرْضى، وكُنِيَ بِهِ هَاهُنَا عَنِ الْقَضَاءِ والحُكْمِ بَيْنَ الْخُصُومِ، لأَن مَنْزِلَةَ الْقَاضِي مِنَ الْخُصُومِ، بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ مِنْ إِصلاح البَدَن. والمُتَطَبِّبُ: الَّذِي يُعاني الطِّبَّ، وَلَا يَعْرِفُهُ مَعْرِفَةً جَيِّدَةً. وفَحْلٌ طَبٌّ: ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب، يعرفُ اللاقِح مِنَ الْحَائِلِ، والضَّبْعَة مِنَ المَبْسورةِ، ويَعرفُ نَقْصَ الْوَلَدِ فِي الرَّحِمِ، ويَكْرُفُ ثُمَّ يعودُ ويَضْرِبُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي: وَوصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: كَانَ كالجَمَلِ الطَّبِ ، يَعْنِي الحاذقَ بالضِّرابِ. وَقِيلَ: الطَّبُّ مِنَ الإِبل الَّذِي لَا يَضَعُ خُفَّه إِلا حيثُ يُبْصِرُ، فَاسْتَعَارَ أَحدَ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ لأَفْعاله وخِلاله. وَفِي الْمَثَلِ: أَرْسِلْه طَبّاً، وَلَا تُرْسِلْهُ طَاطًا. وَبَعْضُهُمْ يَرْويه: أَرْسِلْه طَابًا. وَبَعِيرٌ طَبٌّ: يتعاهدُ مَوْضِعَ خُفِّه أَينَ يَطَأُ بِهِ. والطِّبُّ والطُّبُّ: السِّحْر؛ قَالَ ابْنُ الأَسْلَت: أَلا مَن مُبْلِغٌ حسّانَ عَنِّي، ... أَطُبٌّ [طِبٌ]، كانَ دَاؤُكَ، أَم جُنونُ؟ وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ: أَسِحْرٌ كَانَ طِبُّكَ [طُبُّكَ]؟ وَقَدْ طُبَّ الرجلُ. والمَطْبوبُ: المَسْحورُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِنما سُمِّيَ السِّحْرُ طُبّاً عَلَى التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه الحِذْقُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه احْتَجَمَ بقَرْنٍ حِينَ طُبَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: طُبَّ أَي سُحِرَ. يُقَالُ مِنْهُ: رجُل مَطْبوبٌ أَي مَسْحور، كَنَوْا بالطِّبِّ عَنِ السِّحْر، تَفاؤُلًا بالبُرءِ، كَمَا كَنَوْا عَنِ اللَّديغ، فَقَالُوا سليمٌ، وَعَنِ المَفازة، وَهِيَ مَهْلكة، فَقَالُوا مَفازة، تَفاؤُلًا بالفَوز والسَّلامة. قَالَ: وأَصلُ الطَّبِّ: الحِذْق بالأَشياءِ والمهارةُ بِهَا؛ يُقَالُ: رَجُلٌ طَبٌّ وطَبِيبٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وإِن كَانَ فِي غَيْرِ عِلَاجِ الْمَرَضِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِن تُغْدِفي دُونِي القِناعَ، فإِنَّني، ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم وَقَالَ عَلْقَمَةُ: فإِن تَسْأَلوني بالنساءِ، فإِنَّني ... بَصيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَعَلَّ طَبّاً أَصابَه أَي سِحراً. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِنه مَطْبوبٌ. وَمَا ذاكَ بِطِبِّي أَي بدهْري وَعَادَتِي وشأْني. والطِّبُّ: الطَّويَّة وَالشَّهْوَةُ والإِرادة؛ قَالَ: إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ، فإِن البَينَ ... أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ وَقَوْلُ فَرْوةَ بنَ مُسَيْكٍ المُرادِي: فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلّابونَ، قِدْماً، ... وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِينا فَمَا إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ، وَلَكِنْ ... مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا كَذَاكَ الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ، ... تَكُرُّ صُروفُه حِيناً فَحِينَا

يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ: مَا دَهْرُنا وشأْنُنا وعادَتُنا، وأَن يَكُونَ مَعْنَاهُ: شهوتُنا. وَمَعْنَى هَذَا الشِّعْرِ: إِن كَانَتْ هَمْدانُ ظَهرت عَلَيْنَا فِي يَوْمِ الرَّدْم فَغَلَبَتْنَا، فَغَيْرُ مُغَلَّبين. والمُغَلَّبُ: الَّذِي يُغْلَبُ مِراراً أَي لَمْ نُغْلَب إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً. والطِّبَّةُ والطِّبابة والطَّبيبة: الطريقةُ الْمُسْتَطِيلَةُ مِنَ الثَّوْبِ، وَالرَّمْلِ، وَالسَّحَابِ، وشُعاعِ الشمسِ، وَالْجَمْعُ: طِبابٌ وطِبَبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ: حَتَّى إِذا مالَها فِي الجُدْرِ وانحَدَرَتْ ... شمسُ النهارِ شُعاعاً، بَيْنَها طِبَبُ الأَصمعي الخِبَّة والطِّبَّة والخَبيبة والطِّبابَةُ: كُلُّ هَذَا طَرَائِقُ فِي رَمْل وسحابٍ. والطِّبَّةُ: الشُّقَّةُ الْمُسْتَطِيلَةُ مِنَ الثَّوْبِ، وَالْجَمْعُ: الطِّبَبُ؛ وَكَذَلِكَ طِبَبُ شُعاع الشَّمْسِ، وَهِيَ الطَّرَائِقُ الَّتِي تُرَى فِيهَا إِذا طَلَعَت، وَهِيَ الطِّباب أَيضاً. والطُّبَّة: الجِلْدةُ الْمُسْتَطِيلَةُ، أَو الْمُرَبَّعَةُ، أَو الْمُسْتَدِيرَةُ فِي المَزادة، والسُّفْرَة، والدَّلْو وَنَحْوِهَا. والطِّبابةُ: الجِلْدة الَّتِي تُجْعَل عَلَى طَرَفَي الجِلْدِ فِي القِرْبة، والسِّقاءِ، والإِداوة إِذا سُوِّيَ، ثُمَّ خُرِزَ غيرَ مَثْنِيٍّ. وَفِي الصِّحَاحِ: الجِلدةُ الَّتِي تُغَطَّى بِهَا الخُرَزُ، وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ مَثْنِيَّةٌ، كالإِصْبَع عَلَى موضِع الخَرْزِ. الأَصمعي: الطِّبابةُ الَّتِي تُجْعَل عَلَى مُلْتَقَى طَرَفي الجِلدِ إِذا خُرِزَ فِي أَسفلِ القِربة والسِّقاءِ والإِداوة. أَبو زَيْدٍ: فإِذا كَانَ الجِلدُ فِي أَسافل هَذِهِ الأَشياء مَثْنِيّاً، ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ، فَهُوَ عِراقٌ، وإِذا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ غيرَ مَثْنِيٍّ، فَهُوَ طِبابٌ. وطَبيبُ السِّقاءِ: رُقْعَتُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الطِّبابة مِنَ الخُرَزِ: السَّيرُ بَيْنَ الخُرْزَتَين. والطُّبَّةُ: السَّيرُ الَّذِي يَكُونُ أَسفلَ القرْبة، وَهِيَ تَقارُبُ الخُرَز. ابْنُ سِيدَهْ: والطِّبابة سَير عَرِيضٌ تَقَعُ الكُتَب والخُرَزُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ: طِبابٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: بَلى، فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَير نَزْرٍ، ... كَمَا عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبابا وَقَدْ طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبّاً، وَكَذَلِكَ طَبَّ السِّقاءَ وطَبَّبَهُ، شُدِّد لِلْكَثْرَةِ؛ قَالَ الكُمَيتُ يَصِفُ قَطاً: أَو الناطِقات الصَّادِقَاتِ، إِذا غَدَتْ ... بأَسْقِيَةٍ، لَمْ يَفْرِهِنَّ المُطَبِّبُ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ القِطْعةُ الَّتِي تُخْرَزُ عَلَى حَرْفِ الدَّلْوِ أَو حَاشِيَةِ السُّفْرة طُبَّة؛ وَالْجَمْعُ طُبَبٌ وطِبابٌ. وَالتَّطْبِيبُ: أَن يُعَلَّقَ السِّقاءُ فِي عَمود الْبَيْتِ، ثُمَّ يُمْخَضَ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع التَّطبيبَ بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وأَحْسِبُه التَّطْنِيبَ كَمَا يُطَنَّبُ البيتُ. وَيُقَالُ: طَبَّبْتُ الديباجَ تَطْبيباً إِذا أَدْخَلْتَ بَنِيقةً تُوسِعُهُ بِهَا. وطِبابةُ السَّمَاءِ وطِبابُها: طُرَّتُها الْمُسْتَطِيلَةُ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الْهُذَلِيُّ: أَرَتْهُ مِنَ الجَرْباءِ، فِي كلِّ مَوطِنٍ، ... طِباباً، فَمَثْواه، النَّهارَ، المَراكِدُ «2» يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ خافَ الطِّرادَ فَلَجأَ إِلى جَبل،

_ (2). قوله [أرته من الجرباء إلخ] أنشده في جرب وركد غير أنه قال هناك يَصِفُ حِمَارًا طَرَدَتْهُ الْخَيْلُ، تبعاً للصحاح، وهو مخالف لما نقله هنا عن الأَزهري.

فَصَارَ فِي بعضِ شِعابه، فَهُوَ يَرَى أُفُقَ السماءِ مُسْتَطِيلًا؛ قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ أَن الأُتُنَ أَلجأَت المِسْحَلَ إِلى مَضِيقٍ فِي الْجَبَلِ، لَا يَرَى فِيهِ إِلا طُرَّةً مِنَ السَّمَاءِ. والطِّبابَةُ، مِنَ السَّمَاءِ: طَريقُه وطُرَّتهُ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إِلا طِبابَةً، ... كَتُرْسِ المُرامي، مُسْتَكِنّاً جُنوبُها فالحِمارُ رأَى السَّمَاءَ مُستطيلة لأَنه فِي شِعْب، وَالرَّجُلُ رَآهَا مُسْتَدِيرَةً لأَنه فِي السِّجْنِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطِّبَّة والطَّبيبةُ والطِّبابةُ: المستطيلُ الضَّيِّقُ مِنَ الأَرض، الكثيرُ النَّبَاتِ. والطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ تَلاطُمِ السَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُ الْمَاءِ إِذا اضْطَرَب واصْطَكَّ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ صَوْتَ الماءِ، فِي أَمْعائها، ... طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلى جِوائها عَدَّاهُ بإِلى لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى تَشَكَّى المِيث. وطَبْطَبَ الماءَ إِذا حَرَّكَهُ. اللَّيْثُ: طَبْطَبَ الْوَادِي طَبْطَبَةً إِذا سالَ بالماءِ، وَسَمِعْتَ لِصَوْتِهِ طَباطِبَ. والطَّبْطَبَةُ: شيءٌ عَريض يُضْرَبُ بعضُه بِبَعْضٍ. الصِّحَاحُ: الطَّبْطَبَة صوتُ الماءِ وَنَحْوِهِ، وَقَدْ تَطَبْطَبَ؛ قَالَ: إِذا طَحَنَتْ دُرْنِيَّةٌ لِعيالِها، ... تَطَبْطَبَ ثَدْياها، فَطار طَحِينُها والطَّبْطابَةُ: خَشَبَةٌ عَريضَةٌ يُلْعَبُ بِهَا بالكُرَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: يَلْعَبُ الفارسُ بِهَا بالكُرَة. ابْنُ هَانِئٍ، يُقَالُ: قَرُبَ طِبٌّ، وَيُقَالُ: قَرُبَ طِبّاً، كَقَوْلِكَ: نِعْمَ رَجلًا، وَهَذَا مَثَلٌ يُقَالُ لِلرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنِ الأَمر الَّذِي قَدْ قَرُبَ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن رَجُلًا قَعَدَ بَيْنَ رِجْلي امرأَةٍ، فَقَالَ لَهَا: أَبِكر أَم ثَيِّب؟ فَقَالَتْ لَهُ: قَرُبَ طِبٌّ. طبطب: الطَّباطِبُ: العَجَم. طحرب: مَا عَلَى فُلَانٍ طُحْرُبة، بِضَمِّ الطاءِ والراءِ: يَعْنِي مِنَ اللِّبَاسِ، وَقَالَ أَبو الجَرّاح: طَحْرِبةٌ، بِفَتْحِ الطاءِ وَكَسْرِ الراءِ، وطَحْرَبةٌ وطِحْرِبةٌ أَي قِطْعَةٌ مِنْ خِرقة. قَالَ شَمِرٌ: وَسَمِعْتُ طَحْرَبةً وطَحْمَرةً، وَكُلُّهَا لُغَاتٌ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمانَ، وذكَر يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: تَدْنُو الشمسُ من رؤُوس النَّاسِ، وَلَيْسَ عَلَى أَحد مِنْهُمْ طُحْرُبة ، بِضَمِّ الطاءِ والراءِ، وَكَسْرِهِمَا، وبالحاءِ والخاءِ: اللِّبَاسُ، وَقِيلَ: الْخِرْقَةُ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي النَّفْيِ. وَمَا فِي السماءِ طِحْرِبةٌ أَي قِطْعة مِنَ السَّحَابِ. وَقِيلَ: لَطْخةُ غَيمٍ. وأَما أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ السِّكِّيتِ فخَصّاها بالجَحْدِ. وَاسْتَعْمَلَهَا بَعْضُهُمْ فِي النَّفْيِ والإِيجاب. والطِّحْرِبَة الطَّحْرَبَة الفَسْوَةُ؛ قَالَ: وحاصَ مِنّا فَرِقاً وطَحْرَبا وَمَا عَلَيْهِ طِحْرِمة، كطِحْرِبة أَي لَطْخٌ مِنْ غَيْمٍ. وطِحْرمةٌ: أَصلها طِحْرِبة؛ وَقَالَ نُصَيْبٌ: سَرَى فِي سَوادِ الليلِ، يَنْزِلُ خَلْفَه ... مَواكِفُ لَمْ يَعْكُفْ عَلَيْهِنَّ طِحْربُ قَالَ: والطِّحْرِبُ هاهُنا: الغُثاء مِنَ الجَفيف، ووالِه الأَرض. والمَواكِفُ: مَواكِفُ الْمَطَرِ. وطَحْرَبَ القِربةَ: ملأَها. وطَحْرَبَ إِذا عَدَا فَارًّا. طحلب: الطُّحْلُبُ والطِّحْلِبُ والطِّحْلَبُ: خُضْرَة تَعْلو الْمَاءَ المُزمِنَ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي

يَكُونُ عَلَى الماءِ، كأَنه نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ. والقِطعة مِنْهُ: طُحْلُبة وطِحْلِبَة. وطَحْلَبَ الماءُ: عَلَاهُ الطُّحْلُبُ. وعينٌ مُطَحْلَبَة، وماءٌ مُطَحْلَب: كَثِيرُ الطُّحْلُب، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَحُكِيَ غَيْرُهُ: مُطَحْلَبٌ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: عَيْناً مُطَلْحَبَةَ الأَرجاءِ طَامِيَةً، ... فِيهَا الضَّفادِعُ والحِيتانُ تَصْطَخِبُ يُرْوى بالوجْهين جَمِيعًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ قَدْ حَكى الطُّلْحُب فِي الطُّحْلُب. وطَحْلَبت الأَرض: أَوَّلُ مَا تَخْضَرُّ بالنَّبات؛ وطَحْلَبَ الغَديرُ، وعينٌ مُطَحْلَبَةُ الأَرجاءِ. والطَّحْلَبة: القَتْلُ. طخرب: جاءَ وَمَا عَلَيْهِ طَخْرَبة أَي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ. ويُروى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: وَلَيْسَ عَلَى أَحد مِنْهُمْ طَخْرَبة ، وطِخْرِبَة، وَقَدْ شَرَحْنَاهُ فِي [طَحْرَبَ] لأَنه يُقَالُ بالحاءِ والخاءِ. طرب: الطَّرَبُ: الفَرَح والحُزْنُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقِيلَ: الطَّرَبُ خِفَّةٌ تَعْتَري عِنْدَ شدَّة الفَرَح أَو الحُزن وَالْهَمِّ. وَقِيلَ: حُلُولُ الفَرَح وذهابُ الحُزن؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ فِي الْهَمِّ: سَأَلَتْني أَمتي عَنْ جارَتي، ... وإِذا مَا عَيَّ ذُو اللُّبِّ سَأَلْ سَأَلَتْني عَنْ أُناسٍ هَلَكوا، ... شَرِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ وأَكلْ وأَراني طَرِباً، فِي إِثْرِهِمْ، ... طَرَبَ الوالِهِ أَو كالمُخْتَبَلْ والوالِهُ: الثاكِلُ. والمُخْتَبَلُ: الَّذِي اخْتُبِلَ عَقْله أَي جُنَّ. وأَطْرَبَهُ هُوَ، وتَطَرَّبه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمْ تُلْهِني دارٌ وَلَا رَسْمُ مَنزِلٍ، ... وَلَمْ يَتَطَرَّبني بَنانٌ مُخَضَّبُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الطَّرَبُ عِنْدِي هُوَ الْحَرَكَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف ذَلِكَ. والطَّرَبُ: الشَّوقُ، وَالْجَمْعُ، مِنْ ذَلِكَ، أَطْرابٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: اسْتَحْدَثَ الرَّكْب، عَنْ أَشياعِهِم، خَبَراً، ... أَم راجَعَ القلبَ، مِنْ أَطرابه، طَرَبُ وَقَدْ طَرِبَ طَرَباً، فَهُوَ طَرِبٌ، مِنْ قَوْمٍ طِرابٍ. وقولُ الهُذَليّ: حَتَّى شَآها كَليلٌ؛ مَوْهِناً، عَمِلٌ، ... بانَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لَمْ يَنَمِ يَقُولُ: بَاتَتْ هَذِهِ البَقَر العِطاشُ طِراباً لِمَا رَأَته مِنَ البَرْقِ، فَرَجَتْه مِنَ الْمَاءِ. وَرَجُلٌ طَروبٌ ومِطْرابٌ ومِطرابةٌ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كثيرُ الطَّرَبِ؛ قَالَ: وَهُوَ نادرٌ. واسْتَطْرَب: طَلَبَ الطَّرب واللَّهْوَ. وطَرَّبه هُوَ، وطَرَّب: تَغَنَّى؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ، فِي كلِّ سُدْفَةٍ، ... تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدامى المُطَرِّبِ وَيُقَالُ: طَرَّب فلانٌ فِي غِنائِه تَطْريباً إِذا رَجَّع صوتَه وزيَّنَه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَمَا طَرَّبَ الطَّائرُ المُسْتَحِرْ أَي رجَّع. والتَّطْريب فِي الصَّوْتِ: مَدُّه وتَحْسينُه. وطَرَّبَ فِي قِرَاءَتِهِ: مَدَّ ورجَّع. وطَرَّبَ الطائِرُ فِي صَوْتِهِ،

كَذَلِكَ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ المُكَّاء. وقول سَلْمى «1» ابنِ المُقْعَدِ: لَمَّا رأَى أَن طَرَّبوا مِنْ ساعَةٍ، ... أَلْوى بِرَيْعانِ العِدى وأَجْذَما قَالَ السُّكَّريُّ: طَرَّبوا صاحُوا سَاعَةً بَعْدَ ساعةٍ. والأَطْرابُ: نُقاوَةُ الرَّياحينِ؛ وَقِيلَ: الأَطْرابُ الرَّياحينُ وأَذْكاؤُها. وإِبلٌ طرابٌ تَنزِعُ إِلى أَوْطانِها، وَقِيلَ: إِذا طَرِبَتْ لِحُداتها. واستَطْرَبَ الحُداةُ الإِبلَ إِذا خَفَّتْ فِي سَيْرِهَا، مِنْ أَجلِ حُداتِها؛ وَقَالَ الطِّرمَّاحُ: واسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهُم، لَمَّا احْزَأَلَّ بهمْ ... آلُ الضُّحى ناشِطاً مِنْ داعِباتِ دَدِ «2» يَقُولُ: حَملَهم عَلَى الطَّرَبِ شوقٌ نازعٌ؛ وقولُ الكُمَيْت: يُريد أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله ... عندَ الإِدامَة، حَتَّى يَرْنَأَ الطَّرِبُ «3» فإِنما عَنى بالطَّرِبِ السَّهْم؛ سَمَّاهُ طَرِباً لِتَصْويته إِذا دُوِّم أَي فُتِلَ بالأَصابع. والمَطْرَبُ والمَطْربةُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، والجمعُ المَطارِبُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: ومَتْلَفٍ مثلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، تَخْلِجُه ... مَطارِبٌ، زَقَبٌ أَميالُها فيحُ ابْنُ الأَعرابي: المَطْرَبُ والمَقْرَبُ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، والمَتْلَفُ: القَفْر؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه فِي الأَكثر كَمَا سَمُّوا الصَّحراءَ بَيْداء لأَنها تُبيدُ سالِكَها. والزَّقَبُ: الضَّيِّقَةُ. وَقَوْلُهُ: مِثْلِ فَرْقِ الرأْس أَي مِثْلِ فَرْقِ الرأْس فِي ضِيقِهِ. وتَخْلِجُهُ أَي تَجْذِبهُ هَذِهِ الطرقُ إِلى هَذِهِ، وَهَذِهِ إِلى هَذِهِ. وأَميالُها فَيْحُ أَي وَاسِعَةٌ، والميلُ: الْمَسَافَةُ مِنَ العَلَم إِلى العَلَم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللهُ مَنْ غيَّر المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَة. المَطْرَبَة: وَاحِدَةُ الْمَطَارِبِ، وَهِيَ طُرُقٌ صِغار تَنْفُذُ إِلى الطرقِ الكبارِ، وَقِيلَ: المطارِبُ طُرُقٌ متَفرقة، واحدتُها مَطْربة ومَطْرَبٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ الطُّرُقُ الضَّيِّقَةُ الْمُنْفَرِدَةُ. يُقَالُ: طَرَّبْتُ عَنِ الطَّرِيقِ: عدَلْتُ عَنْهُ. والطَّرَبُ: اسْمُ فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وطَيْروب: اسم. طرطب: طَرْطَبَ بالغَنم: أَشْلاها؛ وَقِيلَ: الطَّرْطَبةُ بالشَّفَتَين؛ قَالَ ابْنُ حَبْناءَ: فإِنَّ اسْتَكَ الكَوماءَ عَيْبٌ وعَورَةٌ، ... يُطَرْطِبُ فِيهَا ضاغِطانِ وناكِثُ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: دخلتُ عَلَى أُحَيْوِلٍ يُطَرْطِبُ شُعَيْراتٍ لَهُ. يُرِيدُ: يَنْفُخُ بِشَفَتَيْهِ فِي شَارِبِهِ غَيْظًا وكِبراً. والطَّرْطَبَةُ: الصَّفير بالشَّفَتَين للضأْن. أَبو زَيْدٍ: طَرْطَبَ بِالنَّعْجَةِ طَرْطَبَةً إِذا دَعَاهَا. وطَرْطَبَ الحالِبُ بالمِعْزى إِذا دَعَاهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الطَّرْطَبةُ صوتُ الْحَالِبِ لَلْمَعْزِ يُسَكِّنها بِشَفَتَيْهِ. وَقَدْ طَرْطَبَ بِهَا طَرْطَبَةً إِذا دَعَاهَا. والطَّرْطَبَةُ: اضطِرابُ الماءِ فِي الْجَوْفِ

_ (1). قوله [وقول سلمى إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [من داعبات] كذا بالأَصل كالتهذيب بالموحدة بعد العين والذي في الأَساس بالمثناة التحتية ثم قال أي سألته أن يطرب ويغني وهو من داعيات دد أي من دواعيه وأسبابه يعني الناشط وهو الحادي لأَنه ينشط مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ. (3). قوله [يريد أهزع إلخ] أنشده في دوم يستل أهزع إلخ والأَهزع بالزاي السريع.

أَو الْقِرْبَةِ. والطُرْطُبُّ؛ بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الباءِ «1»: الثَّدْيُ الضَّخْمُ المُسْترخي الطَّوِيلُ؛ يُقَالُ: أَخْزَى اللَّهُ طُرْطُبَّيْها. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: طُرْطُبَّة، لِلْوَاحِدَةِ، فِيمَنْ يُؤَنِّثُ الثَّدي. وَفِي حَدِيثِ الأَشْتَر فِي صِفَةِ امرأَة: أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُباً. الطُّرْطُبُ: الْعَظِيمَةُ الثَّدْيَيْنِ. وَالْبَعْضُ يَقُولُ لِلْوَاحِدَةِ: طُرْطُبَى، فِيمَنْ يُؤَنِّثُ الثَّدْيَ. والطُّرْطُبَّةُ: الطَّوِيلَةُ الثَّدْيَين؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَيْسَتْ بقَتَّاتةٍ سَبَهْلَلَةٍ، ... وَلَا بطُرطُبَّةٍ لَهَا هُلْبُ وامرأَة طُرطُبَّةٌ: مُسْتَرْخِيَةُ الثَّدْيَيْنِ؛ وأَنشد: أُفٍّ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّه، ... العَنْقَفيرِ الجَلْبَحِ الطُّرطُبَّه والطُّرطُبَةُ: الضرْعُ الطَّوِيلُ، يَمَانِيَةٌ عَنْ كُرَاعٍ. والطُّرطُبانيَّة مِنَ المَعَز: الطويلةُ شطرَيِ الضَّرع. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ [قَرْطَبَ] قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رَآنِي قَدْ أَتَيْتُ قَرطَبَا، ... وجالَ فِي جِحَاشِهِ وطَرطَبا قَالَ: الطَّرطَبةُ دُعاءُ الحُمُر. أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُهْزأُ مِنْهُ: دُهْدُرَّين وطُرطُبَّين. رأَيت فِي حاشيةِ نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ يُوثَقُ بِهَا: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: طَرْطَبَ، غَيْرُ ذِي تَرْجَمَةٍ فِي الأُصول، وَالَّذِي يَنْبَغِي إِفْرَادُهَا فِي تَرْجَمَةٍ، إِذ هِيَ لَيْسَتْ مِنْ فَصْلِ [طَرَبَ] وَهُوَ مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ في الرباعي. طسب: المَطاسِبُ: المياهُ السُّدْمُ، الواحد سَدومٌ. طعب: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا بِهِ مِنَ الطَّعْبِ شيءٌ أَي مَا بِهِ شَيْءٌ مِنَ اللَّذة والطِّيبِ. طعزب: الطَّعْزبة: الهُزْءُ والسُّخْرية، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري ما حقيقته. طعسب: طَعْسَبَ: عَدا مُتَعَسِّفاً. طعشب: طَعْشَبٌ: اسْمٌ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبَتٍ. طلب: الطَّلَبُ: مُحاوَلَةُ وِجْدانِ الشَّيءِ وأَخْذِه. والطِّلْبَةُ: مَا كَانَ لكَ عِنْدَ آخرَ مِنْ حَقٍّ تُطالِبه بِهِ. والمُطالَبة: أَن تُطالِبَ إِنساناً بِحَقٍّ لَكَ عِنْدَهُ، وَلَا تَزَالُ تَتَقاضاه وتُطالبه بِذَلِكَ. وَالْغَالِبُ فِي بَابِ الهَوى الطِّلابُ. وطَلَبَ الشَّيءَ يَطْلُبه طَلَباً، واطَّلَبه، عَلَى افْتَعَلَهُ، وَمِنْهُ عبدُ المُطَّلِب بْنُ هَاشِمٍ؛ والمُطَّلِبُ أَصلهُ: مُتْطَلِبٌ فأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي الطَّاءِ، وشُدِّدَت، فَقِيلَ: مُطَّلِب، وَاسْمُهُ عَامِرٌ. وتَطلَّبه: حَاوَلَ وُجُودَه وأَخْذَهُ. والتَّطَلُّبُ: الطَّلَبُ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. والتَّطَلُّبُ: طَلَبٌ فِي مُهْلة مِنْ مَوَاضِعَ. وَرَجُلٌ طالبٌ مِنْ قَوْمٍ طُلَّب وطُلَّاب وطَلَبَةٍ، الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وطَلوبٌ مِنْ قومٍ طُلُبٍ. وطَلَّابٌ مِنْ قَوْمٍ طَلَّابين. وطَليبٌ مِنْ قَوْمٍ طُلَباءَ؛ قَالَ مُلَيح الهُذليّ: فَلَمْ تَنْظُري دَيْناً وَلِيتِ اقتِضاءَه، ... وَلَمْ يَنْقَلِبْ مِنْكُمْ طَلِيبٌ بطائِل وطَلَّبَ الشيءَ: طَلَبَهُ فِي مُهْلة، عَلَى مَا يَجِيءُ عَلَيْهِ هَذَا النحوُ بالأَغلب.

_ (1). قوله [بالضم وتشديد الباء] زاد في القاموس تخفيفها.

وَطَالَبَهُ بِكَذَا مُطالَبة وطِلاباً: طَلَبَه بِحُقٍّ؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ: الطَّلَبُ والطِّلْبةُ: والطَّلَبُ جَمْعُ طَالِبٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فانْصاعَ جانِبُه الوَحْشيُّ، وانكَدَرَتْ ... يَلْحَبنَ، لَا يأْتَلي المَطلوبُ والطَّلَبُ وطَلَبَ إِليَّ طَلَباً: رَغِبَ. وأَطْلَبَه: أَعطاه مَا طَلَب؛ وأَطْلَبَه: أَلجأَه إِلى أَن يَطْلُب، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والطَّلِبة، بِكَسْرِ اللَّامِ: مَا طَلَبْته مِنْ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ نُقادَةَ الأَسَديّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اطْلُبْ إِليَّ طَلِبةً، فإِني أُحب أَن أُطْلِبَكَها. الطَّلِبَةُ: الحاجةُ، وإِطْلابُها: إِنجازُها وقضاؤُها. يُقَالُ طَلَبَ إِليَّ فأَطْلَبْته أَي أَسْعَفْتُه بِمَا طَلب. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: لَيْسَ لِي مُطْلِبٌ سِوَاكَ وكَلَّأ مُطْلِبٌ : بَعيد المَطْلَبِ يُكَلِّفُ أَن يُطْلَب. وَمَاءٌ مُطْلِبٌ: كَذَلِكَ؛ وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْمَاءِ والكَلإِ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَهاجَكَ بَرْقٌ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُطْلِبٌ وَقِيلَ: مَاءٌ مُطْلِبٌ: بعيدٌ مِنَ الكَلإِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَضَلَّه، رَاعِيًا، كَلْبِيةٌ صَدراً ... عن مُطْلِبٍ قارِبٍ؛ وُرَّادُهُ عُصُبُ ويُرْوى: عن مُطْلِبٍ وطُلى الأَعناقِ تَضْطَرِبُ يَقُولُ: بَعُدَ الماءُ عَنْهُمْ حَتَّى أَلجَأَهم إِلى طَلَبه. وَقَوْلُهُ: رَاعِيًا كَلْبيةٌ يَعْنِي إِبلًا سُودًا مِنْ إِبل كَلْب. وَقَدْ أَطْلَبَ الكَلأُ: تباعَدَ، وطَلَبه الْقَوْمُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ماءٌ قاصدٌ كَلَؤُهُ قَرِيبٌ؛ وَمَاءٌ مُطلِبٌ: كَلَؤُه بعيدٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَاءٌ مُطلِبٌ إِذا بَعُدَ كَلَؤُهُ بقَدْر مِيلَين أَو ثَلَاثَةٍ، فإِذا كَانَ مسيرةَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ، فَهُوَ مُطْلِبُ إِبلٍ. غَيْرُهُ: أَطْلَبَ الماءُ إِذا بَعُد فَلَمْ يُنَلْ إِلّا بطَلَبٍ، وَبِئْرٌ طَلوبٌ: بعيدةُ الْمَاءِ، وآبارٌ طُلُبٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: وإِذا تَكَلَّفْتُ المَديحَ لغَيره، ... عالَجْتُها طُلُباً هُناك نِزاحا وأَطْلَبه الشيءَ: أَعانه عَلَى طَلَبه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اطْلُبْ لِي شَيْئًا: ابْغِه لِي. وأَطْلِبني: أَعِنِّي عَلَى الطَّلَب. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: قَالَ سُراقَةُ: فَاللَّهُ لَكُما أَن أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَب. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ طَالِبٍ، أَو مصدرٌ أُقيم مُقامه، أَو عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَي أَهلَ الطَّلَب. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ فِي الْهِجْرَةِ، قَالَ لَهُ: أَمْشي خَلْفَكَ أَخْشى الطَّلَب. ابْنُ الأَعرابي: الطَّلَبةُ الجماعةُ مِنَ النَّاسِ، والطُّلْبة: السَّفْرة الْبَعِيدَةُ. وطَلِبَ إِذا اتَّبَعَ، وطَلِبَ إِذا تَباعَدَ، وإِنه لَطِلْبُ نساءٍ: أَي يَطْلُبهن، وَالْجَمْعُ أَطْلاب وطِلبَة، وَهِيَ طِلْبُه وطِلْبَتُه، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: إِذا كَانَ يَطْلُبها ويَهْواها. ومَطْلُوب اسْمُ مَوْضِعٍ. قَالَ الأَعشى: يَا رَخَماً قاظَ عَلَى مَطْلُوب وَيُقَالُ: طالبٌ وطَلَبٌ، مِثْلُ خَادِمٍ وخَدَم، وطالِبٌ ومُطَّلِبٌ وطُلَيْبٌ وطَلَبةُ وطَلَّابٌ: أَسماء. طنب: الطُّنْبُ والطُّنُبُ مَعًا: حَبْل الخِباءِ والسُّرادقِ وَنَحْوُهُمَا.

وأَطنابُ الشَّجَرِ: عروقٌ تَتَشَعَّبُ مِنْ أَرُومَتِها. والأَواخِيُّ: الأَطْنابُ، واحدتُها أَخِيَّةٌ. والأَطْنابُ: الطوالُ مِنْ حِبالِ الأَخْبيةِ؛ والأُصُرُ: القِصارُ، وَاحِدُهَا: إِصار. والأَطْنابُ: مَا يُشَدُّ بِهِ البيتُ مِنَ الْحِبَالِ بَيْنَ الأَرض وَالطَّرَائِقِ. ابْنُ سِيدَهْ: الطُّنْبُ حَبْلٌ طَوِيلٌ يُشَدُّ بِهِ البيتُ والسُّرادقُ، بَيْنَ الأَرض وَالطَّرَائِقِ. وَقِيلَ: هُوَ الوَتِدُ، وَالْجَمْعُ: أَطنابٌ وطِنَبَةٌ. وطَنَّبَه: مَده بأَطنابه وشَدَّه. وخِباءٌ مُطَنَّبٌ: ورِواقٌ مُطَنَّب أَي مَشْدُودٌ بالأَطْناب. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا بَيْنَ طُنْبَي الْمَدِينَةِ أَحْوجُ مِنِّي إِليها أَي مَا بَيْنَ طَرَفيها. والطُّنُب: واحدُ أَطناب الخَيْمَة، فَاسْتَعَارَهُ للطَّرَف وَالنَّاحِيَةِ. والطُنْبُ: عِرْق الشَّجَرِ وعَصَبُ الجَسَد. ابْنُ سِيدَهْ: أَطْنابُ الْجَسَدِ عَصَبُه الَّتِي تَتَّصِلُ بِهَا المفاصِلُ وَالْعِظَامُ وتَشُدُّها. والطُّنْبانِ: عَصَبتانِ مُكْتَنِفتان ثَغْرة النَّحْر، تَمْتَدَّانِ إِذا تَلَفَّتَ الإِنسانُ. والمِطْنَبُ والمَطْنَبُ أَيضاً: المَنْكِبُ والعاتِقُ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وإِذْ هِيَ سَوْداءُ مِثلُ الفَحِيمِ، ... تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا والمَطْنَبُ: حَبْلُ العاتِق، وَجَمْعُهُ مَطانِبُ. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذا تَقَضَّبَتْ عِنْدَ طُلوعها: لَهَا أَطْنابٌ، وَهِيَ أَشِعَّة تمتدُّ كأَنَّها القُضُبُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَن الأَشْعَثَ بْنَ قَيْس تَزَوَّجَ امرأَةً عَلَى حُكْمِها، فَردَّها عُمَرُ إِلى أَطنابِ بيتِها ؛ يَعْنِي: رَدَّها إِلى مَهْرِ مِثلها مِنْ نِسَائِهَا؛ يُرِيدُ إِلى مَا بُنِيَ عَلَيْهِ أَمْرُ أَهْلِها، وامتدَّت عَلَيْهِ أَطنابُ بيوتِهم. وَيُقَالُ: هُوَ جَارِي مُطانِبِي أَي طُنُبُ بَيْتِهِ إِلى طُنُبِ بَيْتِي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّبٌ ببيتِ محمدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني أَحْتَسِبُ خُطايَ. مُطَنَّبٌ: مَشْدُودٌ بالأَطناب؛ يَعْنِي: مَا أُحِبُّ أَن يَكُونَ بَيْتِي إِلى جَانِبِ بَيْتِهِ، لأَني أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللَّهِ كثرةَ خُطايَ مِنْ بَيْتِي إِلى الْمَسْجِدِ. والمِطْنَبُ: المِصْفاةُ. والطَّنَبُ: طُول فِي الرِّجْلَيْنِ فِي اسْتِرْخاء. والطُّنُب والإِطْنابةُ جَمِيعًا: سَيْرٌ يُوصَلُ بوَتَرِ القَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ يُدارُ عَلَى كُظْرِها. وَقِيلَ: إِطْنابةُ القَوْسِ: سَيْرُها الَّذِي فِي رِجْلِها يُشَدُّ مِنَ الوَتَر عَلَى فُرضَتِها، وَقَدْ طَنَّبْتُها. الأَصمعي: الإِطْنابةُ السَّيْرُ الَّذِي عَلَى رأْس الوَتَر مِنَ الْقَوْسِ؛ وقوسٌ مُطَنَّبة؛ والإِطْنابةُ سَيْرٌ يُشَدُّ فِي طَرَفِ الحِزام لِيَكُونَ عَوْناً لسَيْرِه إِذا قَلِقَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ خَيْلًا: فهُنَّ مُسْتَبْطِناتٌ بَطْنَ ذِي أُرُلٍ، ... يَرْكُضْن، قَدْ قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطانيبِ والإِطْنابَةُ: سَير الحِزام الْمَعْقُودِ إِلى الإِبزِيمِ، وجمعُه الأَطانيبُ. وَقَالَ سَلَّامَةُ «2»: حَتَّى اسْتَغَثْنَ بأَهْلِ المِلْحِ، ضاحِيةً، ... يَرْكُضْن، قَدْ قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطانِيبِ وَقِيلَ: عَقْدُ الأَطانِيبِ الأَلْبابُ والحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَتْ. والإِطْنابَةُ: المِظَلَّة. وابنُ الإِطْنابة: رَجُلٌ شَاعِرٌ، سُمِّيَ بِوَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ؛ والإِطْنابةُ أُمُّه، وَهِيَ امرأَة مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بْنِ الْقَيْسِ بْنِ جَسْرِ بْنِ

_ (2). قوله [وقال سلامة] كذا بالأَصل والذي في الأَساس قال النابغة.

قُضاعة، وَاسْمُ أَبيه زَيْدُ مَناةَ. والطَّنَبُ، بِالْفَتْحِ: اعْوجاج فِي الرُّمْح. وطَنَّبَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وعَسْكرٌ مُطَنِّبٌ: لَا يُرَى أَقصاه مِنْ كَثْرَتِهِ. وجَيْشٌ مِطْنابٌ: بعيدُ مَا بَيْنَ الطَّرَفين لَا يَكاد ينقطعُ؛ قَالَ الطِّرِمّاحُ: عَمِّي الَّذِي صَبَح الحَلائبَ، غُدْوَةً، ... مِنْ نَهْروانَ، بجَحْفَلٍ مِطنابِ أَبو عَمْرٍو: التَّطْنِيبُ أَنْ تعلِّقَ السِّقاءَ فِي عَمُود الْبَيْتِ، ثُمَّ تَمْخَضَهُ. والإِطْنابُ: الْبَلَاغَةُ فِي المَنْطِق والوَصْفِ، مَدْحًا كَانَ أَو ذَمًّا. وأَطْنَبَ فِي الْكَلَامِ: بالَغَ فِيهِ. والإِطْنابُ: الْمُبَالَغَةُ فِي مَدْحٍ أَو ذَمٍّ والإِكثارُ فِيهِ. والمُطْنِبُ: المَدَّاحُ لِكُلِّ أَحد. ابْنُ الأَنباري: أَطْنَبَ فِي الْوَصْفِ إِذا بَالَغَ واجْتَهد؛ وأَطْنَبَ فِي عَدْوه إِذا مَضى فِيهِ بِاجْتِهَادٍ وَمُبَالَغَةٍ. وَفَرَسٌ فِي ظَهْرِه طَنَبٌ أَي طولٌ؛ وَفَرَسٌ أَطْنَبُ إِذا كَانَ طويلَ القَرَى، وَهُوَ عَيْبٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: لَقَدْ لَحِقْتُ بأُولى الخَيْلِ تَحْمِلُنِي ... كَبْداءُ، لَا شَنَجٌ فِيهَا وَلَا طَنَبُ وطَنِبَ الفرسُ طَنَباً، وَهُوَ أَطْنَبُ، والأُنثى طَنْباءُ: طَالَ ظهرُه. وأَطْنَبَتِ الإِبلُ إِذا تَبِعَ بعْضُها بَعْضًا فِي السَّيْرِ. وأَطْنَبَتِ الريحُ إِذا اشتَدَّتْ فِي غُبارٍ. وخَيْلٌ أَطانيبُ: يَتْبَعُ بعضُها بَعْضًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَقَدْ رَأَى مُصْعَبٌ، فِي ساطِعٍ سَبِطٍ، ... مِنْهَا سَوابقَ غاراتٍ أَطَانِيبِ يُقَالُ: رَأَيت إِطْنابةً مِنْ خَيْلٍ وطَيْرٍ؛ وَقَالَ النمرُ بْنُ تَوْلَبٍ: كأَنَّ امْرَأً فِي الناسِ، كنتَ ابْنَ أُمّه، ... عَلَى فَلَجٍ، مِنْ بَطْنِ دِجْلَةَ، مُطْنِبِ وفَلَجٌ: نَهْرٌ. ومُطْنِبٌ: بعيدُ الذَّهَابِ، يَعْنِي هَذَا النَّهْرَ؛ وَمِنْهُ أَطْنَبَ فِي الْكَلَامِ إِذا أَبْعَدَ؛ يَقُولُ: مَنْ كنتَ أَخاه، فإِنما هُوَ عَلَى بَحْر مِنَ البُحور، مِنَ الخِصْبِ والسَّعَةِ. والطُّنُبُ: خَبْراءُ مِنْ وَادِي ماوِيَّةَ؛ وماوِيَّةُ: ماءٌ لَبَنِي العَنْبر بِبَطْنِ فَلْج؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وأَنشد: لَيْسَتْ مِنَ اللَّائِي تَلَهَّى بالطُّنُبْ، ... وَلَا الخَبِيراتِ مَعَ الشَّاءِ المُغِبّ الخَبيراتُ: خَبْراواتٌ بالصَّلْعاءِ، صَلْعاء ماوِيَّة؛ سُمِّينَ بِذَلِكَ لأَنهنَّ انْخَبَرْنَ فِي الأَرض أَي انْخَفَضْنَ فاطْمَأَنَنَّ فِيهَا. وطَنَّبَ الذِّئبُ: عَوَى، عَنِ الهَجَريّ، قَالَ واسْتَعاره الشَّاعِرُ للسَّقْب فَقَالَ: وطَنَّبَ السَّقْبُ كَمَا يَعْوي الذِّيبُ طهلب: الطَّهْلَبَةُ: الذَّهَابُ فِي الأَرض، عن كراع. طوب: يُقَالُ لِلدَّاخِلِ: طَوْبَةً وأَوْبَةً، يُريدونَ الطَّيِّبَ فِي الْمَعْنَى دُونَ اللَّفظ، لأَن تِلْكَ ياءٌ وَهَذِهِ وَاوٌ. والطُّوبَةُ: الآجُرَّة، شَامِيَّةٌ أَو رُومِيَّةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: لَوْ أَمْكَنْتُ مِنْ نَفْسي مَا تَركُوا لِي طُوبَةً، يَعْنِي آجُرَّةً. الْجَوْهَرِيُّ: والطُّوبُ الْآجُرُّ. بِلُغَةِ أَهل مِصْرَ، والطُّوبَةُ الآجُرَّة، ذَكَرَهَا الشَّافِعِيُّ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فُلَانٌ لَا آجُرَّة لَهُ وَلَا طُوبَة؛ قَالَ: الآجر الطين.

طيب: الطِّيبُ، عَلَى بِنَاءِ فِعْل، والطَّيِّب، نَعْتٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الطَّيِّبُ خِلَافُ الخَبيث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَمر كَمَا ذُكِرَ، إِلا أَنه قَدْ تَتَّسِعُ مَعَانِيهِ، فَيُقَالُ: أَرضٌ طَيِّبة لِلَّتِي تَصْلُح لِلنَّبَاتِ؛ ورِيحٌ طَيِّبَةٌ إِذا كَانَتْ لَيِّنةً لَيْسَتْ بِشَدِيدَةٍ؛ وطُعْمة طَيِّبة إِذا كَانَتْ حَلَالًا؛ وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كَانَتْ حَصاناً عَفِيفَةً، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ؛ وكلمةٌ طَيِّبة إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَكْرُوهٌ؛ وبَلْدَة طَيِّبة أَي آمنةٌ كثيرةُ الْخَيْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ؛ ونَكْهة طَيِّبة إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا نَتْنٌ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهَا رِيحٌ طَيِّبة كرائحةِ العُود والنَّدِّ وَغَيْرِهِمَا؛ ونَفْسٌ طَيِّبة بِمَا قُدِّرَ لَهَا أَي رَاضِيَةٌ؛ وحِنْطة طَيِّبة أَي مُتَوَسِّطَة فِي الجَوْدَةِ؛ وتُرْبة طَيِّبة أَي طَاهِرَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً* ؛ وزَبُونٌ طَيِّبٌ أَي سَهْل فِي مُبايعَته؛ وسَبْيٌ طَيِّبٌ إِذا لَمْ يَكُنْ عَنْ غَدْر وَلَا نَقْض عَهْدٍ؛ وطعامٌ طَيِّب لِلَّذِي يَسْتَلِذُّ الآكلُ طَعْمه. ابْنُ سِيدَهْ: طَابَ الشيءُ طِيباً وطَاباً: لذَّ وزكَا. وطابَ الشيءُ أَيضاً يَطِيبُ طِيباً وطِيَبَةً وتَطْياباً؛ قَالَ عَلْقَمة: يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً، نَضْخُ العَبيرِ بِهَا، ... كَأَنَّ تَطْيابَها، فِي الأَنْفِ، مَشْمومُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ؛ مَعْنَاهُ كُنْتُمْ طَيِّبين فِي الدُّنْيَا فادخُلوها. والطَّابُ: الطَّيِّبُ والطِّيبُ أَيضاً، يُقالان جَمِيعًا. وشيءٌ طابٌ أَي طَيِّبٌ، إِما أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، وإِما أَن يَكُونَ فِعْلًا؛ وَقَوْلُهُ: يَا عُمَرَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابْ، ... مُقابِلَ الأَعْراقِ فِي الطَّابِ الطَّابْ بَينَ أَبي العاصِ وآلِ الخَطَّابْ، ... إِنَّ وقُوفاً بفِناءِ الأَبْوابْ، يَدْفَعُني الحاجِبُ بعْدَ البَوَّابْ، ... يَعْدِلُ عندَ الحُرِّ قَلْعَ الأَنْيابْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما ذَهَبَ بِهِ إِلى التأْكيد وَالْمُبَالَغَةِ. وَيُرْوَى: فِي الطيِّب الطَّاب. وَهُوَ طَيِّبٌ وطابٌ والأُنثى طَيِّبَةٌ وطابَةٌ. وَهَذَا الشِّعْرُ يقوله كُثَيِّر ابنُ كُثَيِّر النَّوفَليُّ يمدحُ بِهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ مُقابِلَ الأَعْراقِ أَي هُوَ شريفٌ مِنْ قِبَل أَبيه وأُمه، فَقَدْ تَقابلا فِي الشَّرَفِ وَالْجَلَالَةِ، لأَنَّ عُمَرَ هُوَ ابْنُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ بْنِ أَبي الْعَاصِ، وأُمه أُم عَاصِمٍ بِنْتُ عَاصِمِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَدُّه مِنْ قِبل أَبيه أَبو الْعَاصِ جَدُّ جَدِّه، وجَدُّه مِنْ قِبل أُمه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؛ وقولُ جَنْدَلِ بْنِ الْمُثَنَّى: هَزَّتْ بَراعيمَ طِيابِ البُسْرِ إِنما جُمِعَ طِيباً أَو طَيِّباً. والكلمةُ الطَّيِّبةُ: شهادةُ أَنْ لَا إِله إِلّا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولِ اللَّهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الطَّيِّبِ والطَّيِّبات، وأَكثر مَا يَرِدُ بِمَعْنَى الْحَلَالِ، كَمَا أَن الْخَبِيثَ كِنَايَةٌ عَنِ الْحَرَامِ. وَقَدْ يَرِدُ الطَّيِّبُ بِمَعْنَى الطَّاهِرِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّهُ قَالَ لِعَمَّار مَرحباً بالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ أَي الطَّاهِرِ المُطَهَّرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ «1»، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بأَبي أَنتَ وأُمي، طِبْتَ حَيّاً، وطِبْتَ مَيِّتاً أَي طَهُرتَ. والطَّيِّباتُ فِي التَّحِيَّاتِ أَي الطَّيِّباتُ من الصلاة

_ (1). قوله [ومنه حديث علي إلخ] المشهور حديث أبي بكر كذا هو في الصحيح انتهى. من هامش النهاية.

والدعاءِ وَالْكَلَامِ مصروفاتٌ إِلى اللَّهِ تَعَالَى. وفلانٌ طَيِّبُ الإِزار إِذا كَانَ عَفِيفًا؛ قَالَ النَّابِغَةِ: رِقاقُ النِّعالِ، طَيِّبٌ حُجُزاتُهم أَراد أَنهم أَعِفَّاءُ عَنِ الْمَحَارِمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْحَسَنُ. وَكَذَلِكَ قولُه تَعَالَى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ؛ إِنما هُوَ الكَلِم الحَسَنُ أَيضاً كَالدُّعَاءِ وَنَحْوِهِ، وَلَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ هَذِهِ الأَخيرة. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْكَلِمُ الطَّيِّبُ توحيدُ اللَّهِ، وَقَوْلُ لَا إِله إِلَّا اللَّهُ، والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ أَي يَرْفَعُ الكَلِمَ الطَّيِّبَ الَّذِي هُوَ التوحيدُ، حَتَّى يَكُونَ مُثبِتاً لِلْمُوَحِّدِ حقيقةَ التَّوْحِيدِ. وَالضَّمِيرُ فِي يَرْفَعُهُ عَلَى هَذَا رَاجِعٌ إِلى التَّوْحِيدِ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ ضَمِيرَ العملِ الصَّالِحِ أَي العملُ الصالحُ يَرْفَعُهُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ أَي لَا يُقْبَلُ عملٌ صالحٌ إِلَّا مِنْ مُوَحِّدٍ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اللهُ تَعَالَى يَرْفَعُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ، وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الطَّيِّبات مِنَ الْكَلَامِ، لِلطَّيِّبِينَ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الطيِّبات مِنَ النساءِ، للطيِّبين مِنَ الرِّجَالِ. وأَما قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ؟ قُلْ: أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ ؛ الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْعَرَبُ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَقْذِرُ أَشياء كَثِيرَةً فَلَا تأْكلها، وَتَسْتَطِيبُ أَشياءَ فتأْكلها، فأَحلَّ اللَّهُ لَهُمْ مَا اسْتَطَابُوهُ، مِمَّا لَمْ يَنْزِلُ بِتَحْرِيمِهِ تِلاوةٌ مِثْل لُحُومِ الأَنعام كُلِّهَا وأَلبانها، وَمِثْلُ الدَّوَابِّ الَّتِي كَانُوا يأْكلونها، مِنَ الضِّباب والأَرانب وَالْيَرَابِيعِ وَغَيْرِهَا. وفلانٌ فِي بيتٍ طَيِّبٍ: يُكَنَّى بِهِ عَنْ شَرَفِهِ وَصَلَاحِهِ وطِيبِ أَعْراقِه. وَفِي حَدِيثِ طَاوُوسٍ: أَنه أَشْرَفَ عَلَى عليِّ بْنِ الحُسَين سَاجِدًا فِي الحِجْر، فقلتُ: رجلٌ صَالِحٌ مِنْ بَيْتٍ طَيِّبٍ. والطُّوبى: جَمَاعَةُ الطَّيِّبة، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا الكُوسى فِي جَمْعِ كَيِّسَة، والضُّوقى فِي جمع ضَيِّقة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنه تأْنيثُ الأَطْيَبِ والأَضْيَقِ والأَكْيَسِ، لأَنَّ فُعْلى ليسَت مِنْ أَبنية الْجُمُوعِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: وَلَمْ يَقُولُوا الطِّيبى، كَمَا قَالُوا الكِيسَى فِي الْكُوسَى، والضِّيقَى فِي الضُّوقى. والطُّوبى: الطيِّبُ، عَنِ السَّيْرَافِيِّ. وطُوبى: فُعْلى مِنَ الطِّيبِ؛ كأَن أَصله طُيْبَى، فَقَلَبُوا الْيَاءَ وَاوًا لِلضَّمَّةِ قَبْلَهَا؛ وَيُقَالُ: طُوبى لَك وطُوبَاك، بالإِضافة. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُل طُوبِيكَ، بِالْيَاءِ. التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ طُوبى لك، ولا تقل طُوبَاك. وَهَذَا قَوْلُ أَكثر النَّحْوِيِّينَ إِلا الأَخفش فإِنه قَالَ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُضيفها فَيَقُولُ: طُوباك. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: طُوباكَ إِن فَعَلْتَ كَذَا، قَالَ: هَذَا مِمَّا يَلْحَنُ فِيهِ الْعَوَامُّ، وَالصَّوَابُ طُوبى لَكَ إِن فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا. وطُوبى: شَجَرَةٌ فِي الْجِنَّةُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ . وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ بِالْآيَةِ مَذْهبَ الدُّعاء، قَالَ: هُوَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ يَدُلُّكَ عَلَى رَفْعِهِ رفعُ: وَحُسْنُ مَآبٍ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وقُرِئَ طُوبى لَهُمْ وحُسْنَ مآبٍ، فَجَعَلَ طُوبى مَصْدَرًا كَقَوْلِكَ: سَقْياً لَهُ. وَنَظِيرُهُ مِنَ الْمَصَادِرِ الرُّجْعَى، وَاسْتَدَلَّ عَلَى أَن مَوْضِعَهُ نَصْبٌ بِقَوْلِهِ وحُسْنَ مآبٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَحَكَى أَبو حَاتِمٍ سهلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتاني، فِي كِتَابِهِ الْكَبِيرِ فِي القراءَات، قَالَ: قرأَ عليَّ أَعرابي بِالْحَرَمِ: طِيبَى لَهُمْ، فأَعَدْتُ فقلتُ: طُوبى، فَقَالَ: طِيبى، فأَعَدْتُ فَقُلْتُ: طُوبى، فَقَالَ: طِيبَى. فَلَمَّا طال عليَّ قلت: طُوطُو، فَقَالَ: طِي طِي. قَالَ الزَّجَّاجُ:

جاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَن طُوبى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ. وَقِيلَ: طُوبى لَهُمْ حُسْنَى لَهُمْ، وَقِيلَ: خَيْر لَهُمْ، وَقِيلَ: خِيرَةٌ لَهُمْ. وَقِيلَ: طُوبى اسْمُ الْجَنَّةِ بالهِنْدية «1». وَفِي الصِّحَاحِ: طُوبى اسْمُ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ أَبو إِسحاق: طُوبى فُعْلى مِنَ الطِّيبِ، وَالْمَعْنَى أَن العيشَ الطَّيِّبَ لَهُمْ، وكلُّ مَا قِيلَ مِنَ التَّفْسِيرِ يُسَدِّد قولَ النَّحْوِيِّينَ إِنها فُعْلى مِنَ الطِّيبِ. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنه قَالَ: طُوبى اسْمُ الْجَنَّةِ بِالْحَبَشِيَّةِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: طُوبى لَهُمْ مَعْنَاهُ الحُسْنَى لَهُمْ. وَقَالَ قَتَادَةُ: طُوبى كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ، تَقُولُ الْعَرَبُ: طُوبى لَكَ إِن فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؛ وأَنشد: طُوبى لِمَنْ يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى، ... ورِسْلًا بيَقْطِينِ العِراقِ وفُومها الرِّسْلُ: اللَّبَنُ. والطَّوْدُ الجَبلُ. واليَقْطِينُ: القَرْعُ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: كُلُّ وَرَقَةٍ اتَّسَعَتْ وسَتَرَتْ فَهِيَ يَقطِينٌ. والفُوم: الخُبْزُ والحِنْطَةُ؛ وَيُقَالُ: هُوَ الثُّومُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الإِسلام بَدأَ غَرِيبًا، وسَيَعُود غَرِيبًا كَمَا بدأَ، فطُوبى للغُرباءِ ؛ طُوبى: اسْمُ الْجَنَّةِ، وَقِيلَ: شَجَرَةٌ فِيهَا، وأَصلها فُعْلى مِنَ الطِّيبِ، فَلَمَّا ضُمَّتِ الطَّاءُ، انْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا. وَفِي الْحَدِيثِ: طُوبى للشَّأْمِ لأَن الْمَلَائِكَةَ باسطةٌ أَجنحتَها عليها ؛ المراد بِهَا هَاهُنَا: فُعْلى مِنَ الطِّيبِ، لَا الْجَنَّةُ وَلَا الشَّجَرَةُ. واسْتَطَابَ الشيءَ: وجَدَه طَيِّباً. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَطْيَبَه، وَمَا أَيْطَبه، مقلوبٌ مِنْهُ. وأَطْيِبْ بِهِ وأَيْطِبْ بِهِ، كُلُّهُ جَائِزٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: اسْتَطْيَبَه، قَالَ: جاءَ عَلَى الأَصل، كَمَا جاءَ اسْتَحْوَذَ؛ وَكَانَ فِعْلُهُمَا قَبْلَ الزِّيَادَةِ صَحِيحًا، وإِن لَمْ يُلفظ بِهِ قَبْلَهَا إِلا مُعْتَلًّا. وأَطابَ الشيءَ وطَيَّبَه واسْتَطَابه: وجَدَه طَيِّباً. والطِّيبُ: مَا يُتَطَيَّبُ بِهِ، وَقَدْ تَطَيَّبَ بالشيءِ، وطَيَّبَ الثوبَ وطابَهُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ: فكأَنَّها تُفَّاحةٌ مَطْيُوبة جاءَت عَلَى الأَصل كمَخْيُوطٍ، وَهَذَا مُطَّرِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَهِدْتُ، غُلَامًا، مَعَ عُمومتي، حِلْفَ المُطَيَّبِين. اجتمَع بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُو زُهْرَة، وتَيْمٌ فِي دارِ ابْنِ جُدْعانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَجَعَلُوا طِيباً فِي جَفْنةٍ، وغَمَسُوا أَيديَهم فِيهِ، وتَحالفُوا عَلَى التَّنَاصُرِ والأَخذ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ، فسُمُّوا المُطَيَّبين ؛ وَسَنَذْكُرُهُ مُسْتَوْفىً فِي حَلَفَ. وَيُقَالُ: طَيَّبَ فلانٌ فُلَانًا بالطِّيب، وطَيَّبَ صَبِيَّه إِذا قارَبه وَنَاغَاهُ بِكَلَامٍ يُوَافِقُهُ. والطِّيبُ والطِّيبَةُ: الحِلُّ. وَقَوْلُ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ، وَهُوَ مَحْصُورٌ: الْآنَ طَابَ القِتالُ أَي حَلَّ؛ وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى، فَقَالَ: الْآنَ طابَ امْضَرْبُ ؛ يُرِيدُ طابَ الضَّربُ والقتلُ أَي حَلَّ القتالُ، فأَبدل لَامَ التَّعْرِيفِ مِيمًا، وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ أَي كُلُوا مِنَ الْحَلَالِ، وكلُّ مأْكولٍ حلالٍ مُسْتَطابٌ؛ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي هَذَا. وإِنما خُوطب بِهَذَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ؛ فتَضَمَّنَ الخطابُ أَن الرُّسُلَ جَمِيعًا كَذَا أُمِرُوا. قَالَ الزَّجَّاجُ: ورُوي أَن عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانَ يأْكل مِنْ غَزْلِ أُمِّه. وأَطْيَبُ الطَّيِّبات: الغَنائمُ. وَفِي حَدِيثِ هَوازِنَ: مَنْ أَحَبَّ أَن يُطَيِّبَ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَي يُحَلِّله ويُبِيحَه.

_ (1). قوله [بالهندية] قال الصاغاني فعلى هذا يكون أصلها توبى بالتاء فعربت فإنه ليس في كلام أهل الهند طاء.

وسَبْيٌ طِيبةٌ، بِكَسْرِ الطاءِ وَفَتْحِ الياءِ: طَيِّبٌ حِلٌّ صحيحُ السِّبَاءِ، وَهُوَ سَبْيُ مَنْ يَجُوزُ حَرْبُه مِنَ الِكُفَّارِ، لَمْ يَكُنْ عَنْ غَدْرٍ وَلَا نَقْضِ عَهْدٍ. الأَصمعي: سَبْيٌ طِيَبة أَي سَبْيٌ طَيِّبٌ، يَحِلُّ سَبْيُه، لَمْ يُسْبَوْا وَلَهُمْ عَهْدٌ أَو ذِمَّةٌ؛ وَهُوَ فِعَلَة مِنَ الطِّيبِ، بِوَزْنِ خِيَرةٍ وتِوَلةٍ؛ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ كَذَلِكَ. والطِّيبُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: أَفضَلُه. والطَّيِّباتُ مِنَ الْكَلَامِ: أَفضَلُه وأَحسنُه. وطِيَبَةُ الكَلإِ: أَخْصَبُه. وطِيَبَةُ الشَّرابِ: أَجمُّه وأَصْفاه. وطابَت الأَرضُ طِيباً: أَخْصَبَتْ وأَكْلأَتْ. والأَطْيَبانِ: الطعامُ والنكاحُ، وَقِيلَ: الفَمُ والفَرْجُ؛ وَقِيلَ: هُمَا الشَّحْمُ والشَّبابُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وذهَبَ أَطْيَباه: أَكْلُه ونِكاحُه؛ وَقِيلَ: هُمَا النَّوم والنكاحُ. وطايَبه: مازَحَه. وشَرابٌ مَطْيَبةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِيبُ النفسُ إِذا شَرِبَتْهُ. وَطَعَامٌ مَطْيَبةٌ لِلنَّفْسِ أَي تَطِيبُ عَلَيْهِ وَبِهِ. وَقَوْلُهُمْ: طِبْتُ بِهِ نَفْسًا أَي طابَتْ نَفْسِي بِهِ. وَطَابَتْ نَفْسُه بالشيءِ إِذا سَمَحَت بِهِ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ وَلَا غَضَب. وَقَدْ طابَتْ نَفْسِي عَنْ ذَلِكَ تَرْكاً، وطابَتْ عَلَيْهِ إِذا وافقَها؛ وطِبْتُ نَفْساً عَنْهُ وَعَلَيْهِ وَبِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً . وفَعَلْتُ ذَلِكَ بِطِيبةِ نَفْسِي إِذا لَمْ يُكْرِهْك أَحدٌ عَلَيْهِ. وَتَقُولُ: مَا بِهِ مِنَ الطِّيبِ، وَلَا تَقُلْ: مِنَ الطِّيبَةِ. وماءٌ طُيَّابٌ أَي طَيِّبٌ، وشيءٌ طُيَّابٌ، بِالضَّمِّ، أَي طَيِّبٌ جِدًّا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نحنُ أَجَدْنا دُونَها الضِّرَابا، ... إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُيَّابا واسْتَطَبْناهم: سأَلْناهُم مَاءً عَذْبًا؛ وَقَوْلُهُ: فَلَمَّا اسْتَطابُوا، صَبَّ فِي الصَّحْنِ نِصْفَهُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ ذاقُوا الْخَمْرَ فاسْتَطابوها، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ: اسْتَطَبْناهم أَي سأَلْناهم مَاءً عَذْبًا؛ قَالَ: وَبِذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي. وماءٌ طَيِّبٌ إِذا كَانَ عَذْبًا، وطَعامٌ طَيِّبٌ إِذا كَانَ سَائِغًا فِي الحَلْق، وفلانٌ طَيِّبُ الأَخلاق إِذا كَانَ سَهْلَ المُعاشرة، وبلدٌ طَيِّبٌ لَا سِباخَ فِيهِ، وماءٌ طَيِّبٌ أَي طَاهِرٌ. ومَطايِبُ اللحْم وَغَيْرِهِ: خِيارُه وأَطْيَبُه؛ لَا يُفْرَدُ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ مَحاسِنَ ومَلامِحَ؛ وَقِيلَ: وَاحِدُهَا مَطابٌ ومَطابةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ مِنْ مَطايِبِ الرُّطَبِ، وأَطَايِبِ الجَزُور. وَقَالَ يَعْقُوبُ: أَطْعِمنا مِنْ مَطايِبِ الجَزُور، وَلَا يُقَالُ مِنْ أَطايِبِ. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: أَنه سأَل بَعْضَ الْعَرَبِ عَنْ مَطَايِبِ الجَزُور، مَا وَاحِدُهَا؟ فَقَالَ: مَطْيَبٌ، وضَحِكَ الأَعرابي مِنْ نَفْسِهِ كَيْفَ تَكَلَّفَ لَهُمْ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَطْعَمَنا فلانٌ مِنْ أَطايِبِ الجَزُور، جَمْعُ أَطْيَبَ، وَلَا تَقُلْ: مِنْ مَطايِبِ الجَزُور؛ وَهَذَا عَكْسُ مَا فِي الْمُحْكَمِ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ ذَكَرَ الجَرْمِيُّ فِي كِتَابِهِ المعروف بالفَرْق، فِي بابِ مَا جاءَ جَمْعُه عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ الْمُسْتَعْمَلِ، أَنه يُقَالُ: مَطايِبُ وأَطايِبُ، فَمَنْ قَالَ: مَطايِبُ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ الْمُسْتَعْمَلِ، وَمَنْ قَالَ: أَطايب، أَجراه عَلَى وَاحِدِهِ الْمُسْتَعْمَلِ. الأَصمعي: يُقال أَطْعِمْنا مِنْ مَطَايِبِهَا وأَطَايِبها، واذكُرْ مَنانَتها وأَنانَتَها، وامرأَة حَسَنَة المَعاري، والخيلُ تجْري عَلَى مَساويها؛ الواحدةُ مَسْواة، أَي عَلَى مَا فِيهَا مِنَ السُّوءِ، كَيْفَمَا

تَكُونُ عَلَيْهِ مِنْ هُزالٍ أَو سُقوطٍ مِنْهُ. والمحاسِنُ والمَقالِيدُ: لَا يُعرف لِهَذِهِ وَاحِدَةٌ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: وَاحِدُ المَطايِب مَطْيَبٌ، وَوَاحِدُ المَعاري مَعْرًى، وَوَاحِدُ المَسَاوي مَسْوًى. وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الأَطايِبَ للكَلإِ فَقَالَ: وإِذا رَعَتِ السائمةُ أَطايبَ الكَلإِ رَعْياً خَفِيفًا. والطَّابة: الخَمْر؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنها بِمَعْنَى طَيِّبة، والأَصل طَيِّبةٌ. وَفِي حَدِيثِ طَاوُوسٍ: سُئِلَ عَنِ الطَّابَةِ تُطْبَخُ عَلَى النِّصْفِ ؛ الطَّابةُ: العَصِيرُ؛ سُمِّيَ بِهِ لطِيبِه؛ وإِصلاحه عَلَى النِّصْفِ: هُوَ أَن يُغْلى حَتَّى يَذْهَب نِصْفه. والمُطِيبُ، والمُسْتَطِيبُ: الْمُسْتَنْجِي، مُشتق مِنَ الطِّيبِ؛ سُمِّيَ اسْتِطَابة، لأَنه يَطِيبُ جَسَدُه بِذَلِكَ مِمَّا عَلَيْهِ مِنَ الْخَبَثِ. والاسْتِطابة: الاسْتِنْجاء. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى أَن يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ ؛ الاستطابةُ والإِطَابةُ: كِنَايَةٌ عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ؛ وَسُمِّيَ بِهِمَا مِنَ الطِّيبِ، لأَنه يُطِيبُ جَسَدَه بإِزالة مَا عَلَيْهِ مِنَ الخَبَث بالاستنجاءِ أَي يُطَهِّره. وَيُقَالُ مِنْهُ: استطابَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُسْتَطِيب، وأَطابَ نَفْسَه فَهُوَ مُطِيب؛ قَالَ الأَعشى: يَا رَخَماً قاظَ عَلى مَطْلُوبِ، ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ «2» وَفِي الْحَدِيثِ: ابْغِني حَديدَةً أَسْتَطِيبُ بِهَا ؛ يريد حَلْقَ العانة، لأَنه تَنْظِيفٌ وإِزالة أَذىً. ابْنُ الأَعرابي: أَطابَ الرجلُ واسْتَطابَ إِذا اسْتَنْجَى، وأَزالَ الأَذى. وأَطابَ إِذا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ طَيِّب. وأَطابَ: قَدَّمَ طَعَامًا طَيِّباً. وأَطابَ: ولَدَ بَنِينَ طَيِّبِين. وأَطابَ: تزَوَّجَ حَلالًا؛ وأَنشدت امرأَة: لَما ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً، ... وَلَا زُرْتَنا، إِلا وأَنتَ مُطِيبُ أَي مُتَزَوِّجٌ؛ هَذَا قَالَتْهُ امرأَة لخِدْنِها. قَالَ: وَالْحَرَامُ عِنْدَ العُشَّاق أَطْيَب؛ وَلِذَلِكَ قَالَتْ: وَلَا زُرْتَنَا، إِلا وأَنت مُطِيب وطِيبٌ وطَيْبةٌ: مَوْضِعَانِ. وَقِيلَ: طَيْبةُ وطَابةُ الْمَدِينَةُ، سَمَّاهَا بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: سَمَّاهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعدّةِ أَسماء وَهِيَ: طَيْبة، وطَيِّبةُ، وطابَةُ، والمُطَيَّبة، والجابِرةُ، والمَجْبورة، والحَبِيبة، والمُحَبَّبة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصْبحَ مَيْموناً بطَيْبةَ راضِيا وَلَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ أَسمائها سِوَى طَيْبة، بِوَزْنِ شَيْبة. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر أَنْ تُسَمّى الْمَدِينَةُ طَيْبةَ وطابَة ، هُمَا مِنَ الطِّيبِ لأَن الْمَدِينَةَ كَانَ اسْمُهَا يَثْرِبَ، والثَّرْبُ الْفَسَادُ، فنَهى أَن تُسَمَّى بِهِ، وَسَمَّاهَا طابةَ وطَيْبةَ، وَهُمَا تأْنيثُ طَيْبٍ وَطَابٍ، بِمَعْنَى الطِّيبِ؛ قَالَ: وَقِيلَ هُوَ مِنَ الطَّيِّبِ الطَّاهِرِ، لِخُلُوصِهَا مِنَ الشِّرْكِ، وَتَطْهِيرِهَا مِنْهُ. وَمِنْهُ: جُعِلَتْ لِي الأَرضُ طَيِّبةً طَهُوراً أَي نَظِيفَةً غَيْرَ خَبِيثَةٍ. وعِذْقُ ابْنِ طابٍ: نخلةٌ بِالْمَدِينَةِ؛ وَقِيلَ: ابنُ طابٍ: ضَرْبٌ مِنَ الرُّطَبِ هُنَالِكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: وتمر بالمدينة يُقَالُ لَهُ عِذْقُ ابْنِ طابٍ، ورُطَبُ ابْنِ طابٍ. قَالَ: وعِذْقُ ابْنِ طابٍ، وعِذْقُ ابْنِ زَيْدٍ ضَرْبانِ مِنَ التَّمْرِ. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيا: رأَيتُ كأَننا فِي دارِ ابنِ زَيْدٍ، وأُتِينَا بِرُطَبِ ابنِ طَابٍ ؛ قال ابن

_ (2). قوله [على مطلوب] كذا بالتهذيب أيضاً ورواه في التكملة على ينخوب.

فصل الظاء المعجمة

الأَثير: هُوَ نوعٌ مِنَ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، منسوبٌ إِلى ابْنِ طابٍ، رجلٍ مِنْ أَهلها. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابنِ طابٍ. والطِّيَابُ: نَخْلَةٌ بِالْبَصْرَةِ إِذا أَرْطَبَتْ، فَتُؤخّر عَنِ اخْتِرافِها، تَساقَطَ عَنْ نَواه فبَقِيتِ الكِباسَةُ لَيْسَ فِيهَا إِلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كِبارٌ. قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا اخْتُرِفَتْ وَهِيَ مُنْسَبتَة لَمْ تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الظاء المعجمة ظأب: الظَّأْبُ: الزَّجَلُ. والظَّأْبُ والظَّأْمُ، مَهْمُوزَانِ: السِّلْفُ. تَقُولُ: هُوَ ظَأْبُه وظَأْمُه؛ وَقَدْ ظاءَبه وظَاءَمَه، وتَظاءَبا، وتَظاءَما إِذا تَزَوَّجْتَ أَنت امرأَة، وَتَزَوَّجَ هُوَ أُختها. اللِّحْيَانِيُّ: ظاءَبني فُلانٌ مُظاءَبةً، وظاءَمَني إِذا تَزَوَّجْتَ أَنت امرأَة وَتَزَوَّجَ هُوَ أُختها. وفلانٌ ظَأْبُ فلانٍ أَي سلْفُه، وَجَمْعُهُ أَظْؤُبٌ. وحُكي عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ فِي جَمْعِهِ ظُؤُوبٌ. والظَّأْبُ: الكلامُ والجَلَبةُ والصَّوْتُ. ابْنُ الأَعرابي: ظَأَب إِذا جَلَّبَ، وظَأَب إِذا تَزَوَّجَ، وظَأَب إِذا ظَلَم. والأَعْرَفُ أَن الظَّأْب السِّلْفُ، مَهْمُوزٌ، وأَن الصوتَ والجَلَبة وصِياحَ التَّيْسِ، كُلُّ ذَلِكَ مَهْمُوزٌ. الأَصمعي قَالَ: سَمِعْتُ ظَأْبَ تَيْسِ فلانٍ وظَأْمَ تيسِه، وَهُوَ صياحُه فِي هِياجِه؛ وأَنشد لأَوْس بْنِ حَجَرٍ: يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ، ... لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَرِيمُ قَالَ: وَلَيْسَ أَوْسُ بنُ حَجَر هَذَا هُوَ التَّيْمِيَّ، لأَن هَذَا لَمْ يَجِئْ فِي شِعْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت للمُعَلَّى بْنِ جَمالٍ العَبْدي. يَصُوعُ أَي يَسُوقُ ويَجْمَعُ. وعُنُوق: جَمْعُ عَناقٍ، للأُنثى مِنْ وَلد المَعزِ. والأَحْوى: أَراد بِهِ تَيْساً أَسْوَدَ. والحُوَّةُ: سوادٌ يَضْرِبُ إِلى حُمْرةٍ. والزَّنيم: الَّذِي لَهُ زَنَمتانِ في حَلْقه. ظبب: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: فَوَضَعْتُ ظَبِيبَ السَّيْفِ فِي بَطْنِه ؛ قَالَ: قَالَ الحَرْبِيُّ هَكَذَا رُوِي وإِنما هُوَ ظُبَةُ السَّيْفِ، وَهُوَ طَرَفُه، ويُجْمع عَلَى الظُّباةِ والظُّبِينَ. وأَما الضَّبِيبُ، بِالضَّادِ: فسيلانُ الدَّمِ مِنَ الْفَمِ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ أَبو مُوسَى إِنما هُوَ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ. ظبظب: التَّهْذِيبَ: أَما ظَبَّ فإِنه لَمْ يُستعمل إِلَّا مكرَّراً. والظَّبْظَابُ: كلامُ المُوعِدِ بِشَرٍّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُواغِدٌ جاءَ لَهُ ظَبْظابُ قَالَ: والمُواغِدُ، بِالْغَيْنِ: المُبادِرُ المُتَهَدِّدُ. أَبو عَمْرٍو: ظَبْظَبَ إِذا صَاحَ. وَلَهُ ظَبْظابٌ أَي جَلَبةٌ؛ وأَنشد: جاءَتْ، معَ الصُّبْحِ، لَهَا ظَبَاظِبُ، ... فغَشِيَ الذَّارَةَ مِنها عَاكِبُ ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ مَا بِهِ ظَبْظابٌ أَي مَا بِهِ قَلَبَةٌ. وَقِيلَ: مَا بِهِ شيءٌ مِنَ الوَجَع؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ بِي سُلًّا، وَمَا بِيَ ظَبْظابْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده [وَمَا مِنْ ظَبْظَابْ] وَبَعْدَهُ: بِي، والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ قَالَ ابْنُ بَري: وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى صِحَّةِ السِّلِّ، لأَنَّ الْحَرِيرِيَّ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ دُرَّة الغَوَّاص، أَنه مِنْ غَلَطِ الْعَامَّةِ، وصوابُه عِنْدَهُ السُّلال. وَلَمْ يُصِبْ

فِي إِنكاره السِّلَّ، لِكَثْرَةِ مَا جاءَ فِي أَشْعار الفُصحاءِ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ أَيضاً. والأَوْصابُ: الأَسقام، الْوَاحِدُ وَصَبٌ. والأَصل فِي الظَّبْظاب بَثْرٌ يَخْرُجُ بَيْنَ أَشفار الْعَيْنِ، وَهُوَ القَمَعُ، يُدَاوى بِالزَّعْفَرَانِ. وَقِيلَ مَا بِهِ ظَبْظابٌ أَي مَا بِهِ عَيْب؛ قَالَ: بُنَيَّتِي لَيْسَ بِهَا ظَبْظابُ والظَّبْظابُ: البَثْرة فِي جَفْن الْعَيْنِ، تُدْعَى الجُدْجُدَ؛ وَقِيلَ: هُوَ بَثْرٌ يَخْرُجُ بِالْعَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: الظَّبْظابُ الْبَثْرَةُ الَّتِي تَخْرُجُ فِي وُجُوهِ المِلاحِ. والظَّبْظابُ: دَاءٌ يُصِيبُ الإِبلَ. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّبْظابُ أَصواتُ أَجْواف الإِبل من شدَّة الْعَطَشِ، حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي. والظَّبْظابُ: الصياحُ والجَلَبة. وظَباظِبُ الغَنم: لَبالِبُها، وَهِيَ أَصواتُها وجَلَبَتُها؛ وَقَوْلُهُ: [جاءَتْ معَ الشَّرْبِ لَهَا ظباظِبُ] يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ أَصواتَ أَجواف الإِبل من الْعَطَشِ، وَيَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهَا أَصوات مَشْيِهَا؛ وَقَوْلُهُ أَيضاً: [مُواغِدٌ جاءَ لَهُ ظَباظِبُ] فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بالجَلَبة، وبأَنَّ ظَباظِبَ جمعُ ظَبْظَبَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ظَبْظابٍ، عَلَى حَذْفِ الياءِ لِلضَّرُورَةِ؛ كَقَوْلِهِ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا ظرب: الظَّرِبُ، بِكَسْرِ الراءِ: كلُّ مَا نَتأَ مِنَ الْحِجَارَةِ، وحُدَّ طَرَفُه؛ وَقِيلَ: هو الجَبَل المُنْبَسِط؛ وَقِيلَ: هُوَ الجَبَلُ الصَّغِيرُ؛ وَقِيلَ: الرَّوابي الصِّغَارُ، والجمعُ: ظِرابٌ؛ وَكَذَلِكَ فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ: الشَّمْسُ عَلَى الظِّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ الاستسقاءِ: اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، والظِّرابِ، وبُطونِ الأَوْدية، والتِّلالِ. والظِّرابُ: الرَّوابي الصِّغارُ، وَاحِدُهَا ظَرِبٌ، بِوَزْنِ كَتِفٍ، وَقَدْ يُجْمَعَ، فِي الْقِلَّةِ، عَلَى أَظْرُبٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيْنَ أَهْلُكَ يَا مَسْعُودُ؟ فَقَالَ: بِهَذِهِ الأَظْرُبِ السَّوَاقِطِ ؛ السَّواقِطُ: الخاشعةُ المنخفضةُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: رأَيتُ كأَني عَلَى ظَرِبٍ. ويُصَغَّر عَلَى ظُرَيْبٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامة فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ: حَتَّى ينزلَ عَلَى الظُّرَيْبِ الأَحمر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا غَسَقَ الليلُ عَلَى الظِّرابِ ؛ إِنما خَصَّ الظِّراب لِقَصرها؛ أَراد أَنّ ظُلْمة اللَّيْلِ تَقْرُبُ مِنَ الأَرض. اللَّيْثُ: الظَّرِبُ مِنَ الْحِجَارَةِ مَا كَانَ ناتِئاً فِي جَبَلٍ، أَو أَرضٍ خَرِبةٍ، وَكَانَ طَرَفُه الثَّانِي مُحَدَّداً، وإِذا كَانَ خِلْقَةُ الجَبَلِ كَذَلِكَ، سُمِّيَ ظَرِباً. وَقِيلَ: الظَّرِبُ أَصْغَرُ الإِكامِ وأَحَدُّه حَجراً، لَا يَكُونُ حَجَرُه إِلَّا طُرَراً، أَبيضُه وأَسْودُه وكلُّ لونٍ، وَجَمْعُهُ: أَظْرابٌ. والظَّرِبُ: اسْمُ رَجُلٍ، مِنْهُ. وَمِنْهُ سُمِّي عامِرُ بْنُ الظَّرِبِ العَدْوانيّ، أَحدُ فُرسانِ بَنِي حِمَّانَ بنِ عبدِ العُزَّى؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَحَدُ حُكَّامِ العَرَب. قَالَ مَعْدِيكرب، المعروفُ بغَلْفاءَ، يَرْثِي أَخاه شُرَحْبيلَ، وَكَانَ قُتِلَ يومَ الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبِي عَنِ الفِراشِ لَنابِ، ... كَتَجافي الأَسَرّ فَوْقَ الظِّرابِ مِنْ حديثٍ نَمَى إِليَّ، فَمَا تَرْقأُ ... عَيْني، وَلَا أُسِيغُ شَرابِي مِنْ شُرَحْبيلَ، إِذ تَعاوَرَهُ الأَرْماحُ ... فِي حالِ صَبْوةٍ وشَبَاب والكُلابُ: اسمُ ماءٍ. وَكَانَ ذَلِكَ اليومَ رَئِيسَ بَكْرٍ. والأَسَرُّ: الْبَعِيرُ الَّذِي فِي كِرْكِرَتِه

دَبْرَةٌ؛ وَقَالَ المُفَضَّلُ: المُظَرَّبُ الَّذِي لَوَّحَتْهُ الظِّرابُ؛ قَالَ رؤُبة: شَدَّ الشَّظِيُّ الجَنْدَلَ المُظَرَّبا وَقَالَ غَيْرُهُ: ظُرِّبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَظْريباً، فَهِيَ مُظَرَّبة، إِذا صَلُبَتْ واشْتَدَّتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَهُ فرسٌ يُقَالُ لَهُ الظَّرِبُ ، تَشْبِيهًا بالجُبَيْل، لقُوَّته. وأَظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ الَّتِي فِي أَطْرافِ الحَديدِ؛ قَالَ: بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ وَهَذَا البيتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ: والأَظْرابُ أَسْناخُ الأَسْنانِ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِحٍ، ... بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للَبيد يَصِفُ فَرَسًا، وَلَيْسَ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَكَذَلِكَ أَورده الأَزهري لِلَبِيدٍ أَيضاً، وَقَالَ: يَقُولُ يُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، وتَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِئَ عَلَى الظِّرابِ أَي كَلَح. يَقُولُ: هُوَ هَكَذَا، وَهَذِهِ قُوَّتُه، قَالَ: وَصَوَابُهُ ومُقَطِّعٌ، بِالرَّفْعِ، لأَن قَبْلَهُ: تَهْدي أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ، ... جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ والنَّواجذُ، هَاهُنَا: الضَّواحِكُ؛ وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الْهَرَوِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نواجذُه ؛ قَالَ: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كَانَ التَّبَسُّمَ. والنواجذُ: هُنَا: آخِرُ الأَضراس، وَذَلِكَ لَا يَبينُ عِنْدَ الضَّحِك. وَيُقَوِّي أَن الناجذَ الضاحكُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَلَوْ سأَلَتْ عنِّي النَّوارُ وقَوْمُها، ... إِذَنْ لَمْ تُوارِ الناجِذَ الشَّفَتانِ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ المَوْتُ، ... عَلَى مُصْطَلاهُ، أَيَّ بُرودِ والظُّرُبُّ، عَلَى مِثَالِ عُتُلٍّ: الْقَصِيرُ الغليظُ اللَّحِيمُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد: يَا أُمَّ عبدِ اللهِ أُمَّ العبدِ، ... يَا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ، لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ أَبو زَيْدٍ: الظَّرِباءُ، مَمْدُودٌ عَلَى فَعِلاءَ «3»: دَابَّةٌ شِبْهُ الْقِرْدِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الظَّرِبانُ، بِالنُّونِ، وَهُوَ عَلَى قَدْرِ الهِرِّ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هُوَ الظَّرِبَى، مَقْصُورٌ، والظَّرِباءُ، مَمْدُودٌ، لَحْنٌ؛ وأَنشد قَوْلَ الْفَرَزْدَقِ: فَكَيْفَ تُكَلِّمُ الظَّرِبَى، عَلَيْهَا ... فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا قَالَ: والظَّرِبَى جَمْعٌ، عَلَى غَيْرِ مَعْنَى التَّوْحِيدِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الظَّرِبَى، مَقْصُورٌ، كَمَا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي زَيْدٍ: هِيَ الظَّرِبانُ، وَهِيَ الظَّرابِيُّ، بِغَيْرِ نُونٍ، وَهِيَ الظِّرْبَى، الظَّاءُ مَكْسُورَةٌ، وَالرَّاءُ جَزْمٌ، وَالْبَاءُ مَفْتُوحَةٌ، وَكِلَاهُمَا جِماعٌ: وَهِيَ دَابَّةٌ تُشْبِهُ الْقِرْدَ؛ وأَنشد: لَوْ كنتُ فِي نارٍ جحيمٍ، لأَصْبَحَت ... ظَرابِيُّ، مِنْ حِمّانَ، عنِّي تُثيرُها

_ (3). قوله [الظرباء ممدود إلخ] أي بفتح الظاء وكسر الراء مخفف الباء ويقصر كما في التكملة، وبكسر الظاء وسكون الراء ممدوداً ومقصوراً كما في الصحاح والقاموس.

قَالَ أَبو زَيْدٍ: والأُنثى ظَرِبانةٌ؛ وَقَالَ البَعِيثُ: سَواسِيَةٌ سُودُ الوجوهِ، كأَنهم ... ظَرابِيُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ والظَّرِبانُ: دُوَيْبَّة شِبْهُ الْكَلْبِ، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ الْبَطْنِ، كَثِيرُ الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرَّائِحَةِ، يَفْسُو فِي جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ مِنْ خُبْث رَائِحَتِهِ، فيأْكله. وَتَزْعُمُ الأَعراب: أَنها تَفْسُو فِي ثَوْبِ أَحدهم، إِذا صَادَهَا، فَلَا تَذْهَبُ رَائِحَتُهُ حَتَّى يَبْلى الثوبُ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ هُوَ أَفْسى مِنَ الظَّرِبانِ؛ وَذَلِكَ أَنها تَفْسُو عَلَى بَابِ جُحْرِ الضَّبِّ حَتَّى يَخْرُجَ، فيُصادَ. الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمَثَلِ: فَسا بَيْنَنا الظَّرِبانُ؛ وَذَلِكَ إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ هِيَ دَابَّةٌ شِبْهُ القِرْد، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى قَدْرِ الهِرِّ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبيّ: أَلا أَبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني ... ضَرَبْتُ كَثِيراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ يَعْنِي كَثِيرَ بْنَ شهاب المَذْحِجيّ، وكان معاويةُ وَلَّاهُ خُراسان، فاحْتازَ مَالًا، وَاسْتَتَرَ عِنْدَ هَانِئِ بْنِ عُروة المُراديّ، فأَخذه مِنْ عِنْدِهِ وَقَتَلَهُ. وَقَوْلُهُ مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أَي ضَرَبْتُه فِي وَجْهِهِ، وَذَلِكَ أَن للظَّرِبان خَطّاً فِي وَجْهِهِ، فشَبَّه ضَرْبَتَهُ فِي وَجْهِهِ بالخَطِّ الَّذِي فِي وَجْهِ الظَّرِبانِ؛ وَبَعْدَهُ: فَيَا لَيْتَ لَا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه، ... يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ، كُلُّ يَمانِ قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ ضَرَبْتُ عُبَيْداً، فَلَيْسَ هُوَ لعبد الله ابن حَجَّاج، وإِنما هُوَ لأَسَدِ بن ناغِصةَ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عُبيداً بأَمر النُّعْمان يَوْمَ بُوسَةَ؛ وَالْبَيْتُ: أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنَّني ... ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ غَداةَ تَوَخَّى المُلْكَ، يَلتَمِسُ الحِبا، ... فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ الأَزهري: قَالَ قرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ، قَالَ: الظِّربانُ دَابَّةٌ صَغِيرُ الْقَوَائِمِ، يَكُونُ طُولُ قَوَائِمِهِ قَدْرَ نِصْفِ إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شِبْرًا أَو فِتْرًا، وطُولُه مِقْدَارُ ذِرَاعٍ، وَهُوَ مُكَربَسُ الرأْس أَي مُجْتَمِعُهُ؛ قَالَ: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وَجَمْعُهُ الظِّرْبَى. وَقِيلَ: الظِّرْبَى الواحدُ، وَجَمْعُهُ ظِرْبانٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والجمعُ ظَرابينُ وظَرابِيُّ؛ الْيَاءُ الأُولى بَدَلٌ مِنَ الأَلف، وَالثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي إِنسانٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الظِّرْبَى عَلَى فِعْلَى، جَمْعٌ مِثْلُ حِجْلَى جَمْعُ حَجَلٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَمَا جَعَلَ الظِّرْبَى، القِصارُ أُنوفُها، ... إِلى الطِّمِّ مِنْ مَوْجِ البحارِ الخَضارمِ وَرُبَّمَا مُدَّ وجُمع عَلَى ظَرابِيّ، مِثْلَ حِرْباءٍ وحَرابيّ، كأَنه جَمْعُ ظِرْباء؛ وَقَالَ: وَهَلْ أَنتُم إِلّا ظَرابِيُّ مَذْحِجٍ، ... تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي بآنُفِها الطُّخْمِ وظِرْبَى وظِرْباء: اسْمَانِ لِلْجَمْعِ، ويُشْتَمُ بِهِ الرجلُ، فَيُقَالُ: يَا ظَرِبانُ. وَيُقَالُ: تَشاتَما فكأَنما جَزَرا بَيْنَهُمَا ظَرِباناً؛ شَبَّهوا فُحْشَ تَشَاتُمِهِمَا بنَتْنِ الظَّربان. وَقَالُوا: هُمَا يَتنازعان جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي يَتَسابَّانِ، فكَأَنَّ بَيْنَهُمَا جِلْدَ ظَرِبانٍ، يَتَناولانِه ويَتَجاذَبانِه. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَمثالهم: هُمَا يَتَماشَنانِ جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي

فصل العين المهملة

يَتَشاتمان. والمَشْنُ: مَسْحُ الْيَدَيْنِ بالشيءِ الخَشِنِ. ظنب: الظُّنْبة: عَقَبةٌ تُلَفُّ عَلَى أَطرافِ الرِّيش مِمَّا يَلي الفُوقَ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والظُّنْبوبُ: حَرْفُ الساقِ اليابِسُ مِنْ قُدُمٍ، وَقِيلَ: هُوَ ظاهرُ السَّاقِ، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمه؛ قَالَ يَصِفُ ظَلِيمًا: عارِي الظَّنَابيبِ، مُنْحَصٌّ قَوادِمُه، ... يَرْمَدُّ حَتَّى تَرَى، فِي رَأْسِه، صَتَعا أَي التِواءً. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: عَارِيَةُ الظُّنْبوبِ هُوَ حَرْفُ الْعَظْمِ اليابِسُ مِنَ السَّاقِ أَي عَرِيَ عَظْمُ ساقِها مِنَ اللَّحْم لهُزالها. وقَرَع لِذَلِكَ الأَمْر ظُنْبُوبَه: تَهَيَّأَ لَهُ؛ قالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدل: كُنَّا، إِذا مَا أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ، ... كانَ الصُّراخُ لَهُ قَرْعَ الظَّنابِيبِ وَيُقَالُ: عَنَى بِذَلِكَ سُرْعةَ الإِجابة، وجَعَل قَرْعَ السَّوْطِ عَلَى ساقِ الخُفِّ، فِي زجْر الْفَرَسِ، قَرْعاً للظُّنْبوبِ. وقَرَعَ ظَنابِيبَ الأَمْر: ذلَّلَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَرَعْتُ ظَنابِيبَ الهَوَى، يومَ عالِجٍ، ... ويومَ اللِّوَى، حَتَّى قَسَرْتُ الهَوَى قَسْرا فإِنْ خِفْتَ يَوْماً أَن يَلِجَّ بكَ الهَوَى، ... فإِنَّ الهوَى يَكْفِيكَهُ مِثلُه صَبرَا يَقُولُ: ذَلَّلْتُ الهوَى بقَرْعي ظُنْبوبَه كَمَا تَقْرَعُ ظُنْبوبَ الْبَعِيرِ، ليَتَنَوَّخَ لَكَ فتَرْكَبَه، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى المَثَل؛ فإِن الهوَى وغيرَه مِنَ الأَعْراض لَا ظُنْبوبَ لَهُ. والظُّنْبوب: مِسْمارٌ يَكُونُ فِي جُبَّةِ السِّنانِ، حيثُ يُرَكَّبُ فِي عاليةِ الرُّمح، وَقَدْ فُسِّرَ بِهِ بيتُ سَلامةَ. وَقِيلَ: قَرْعُ الظُّنْبوبِ أَن يَقْرَعَ الرَّجلُ ظُنْبوبَ رَاحِلَتِهِ بعَصاه إِذا أَناخَها لِيَرْكَبَهَا رُكوبَ المُسْرِعِ إِلى الشيءِ. وَقِيلَ: أَن يَضْرِبَ ظُنْبوبَ دابته بسَوْطِه لِيُنزِقَه، إِذا أَراد رُكوبَه. وَمِنْ أَمثالهم: قَرَعَ فُلانٌ لأَمْرِه ظُنْبوبَه إِذا جَدَّ فِيهِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا يُقَالُ لذواتِ الأَوْظِفَة ظُنْبوبٌ. ابْنُ الأَعرابي: الظِّنْبُ أَصلُ الشَّجَرَةِ؛ قَالَ: فلَوْ أَنها طافَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ، ... نَفَى الرِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، فَهْوَ كالِحُ لَجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بجَّها ... عَسالِيجَه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ يَصِفُ مِعْزَى بحُسْنِ القَبول وَقِلَّةِ الأَكل. والمُعَجَّم: الَّذِي قَدْ أُكِلَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلٌ. والرِّقُّ: وَرَقُ الشَّجَرِ. والكالِحُ: المُقَشَّرُ مِنَ الجَدْبِ. والقَسْوَرُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَر. ظوب: ظابُ التَّيْسِ: صِياحُه عِنْدَ الْهِيَاجِ، ويُستعمل فِي الإِنسان؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حجرٍ: يَصُوعُ عُنوقَها أَحْوى زَنِيمُ، ... لَهُ ظَابٌ، كَمَا صَخِبَ الغَريمُ والظَّابُ: الكلامُ والجَلَبَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَاهُ عَلَى الْوَاوِ، لأَنا لَا نَعْرِفُ لَهُ مادَّةً، فإِذا لَمْ تُوجَدُ لَهُ مادَّة، وَكَانَ انقِلابُ الأَلف عَنِ الْوَاوِ عَيْنًا أَكثر، كَانَ حَمْلُه عَلَى الواو أَولى. فصل العين المهملة عبب: العَبُّ: شُرْبُ الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ؛ وَقِيلَ: أَن يَشْرَبَ الماءَ وَلَا يَتَنَفَّس، وَهُوَ يُورِثُ الكُبادَ. وَقِيلَ: العَبُّ أَن يَشْرَبَ الماءَ دَغْرَقَةً بِلَا غَنَثٍ. الدَّغْرَقَةُ: أَن يَصُبَّ الماءَ مَرَّةً وَاحِدَةً. والغَنَثُ:

أَن يَقْطَعَ الجَرْعَ. وَقِيلَ: العَبُّ الجَرعُ، وَقِيلَ: تَتابُعُ الجَرْعِ. عَبَّه يَعُبُّه عَبّاً، وعَبَّ فِي الماءِ أَو الإِناءِ عَبّاً: كرَع؛ قَالَ: يَكْرَعُ فِيهَا فَيَعُبُّ عَبّا، ... مُحَبَّباً، فِي مَائِهَا، مُنْكَبَّا «1» وَيُقَالُ فِي الطَّائِرِ: عَبَّ، وَلَا يُقَالُ شرِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مُصُّوا الماءَ مَصّاً، وَلَا تَعُبُّوه عَبّاً ؛ العَبُّ: الشُّرْبُ بِلَا تَنَفُّس، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الكُبادُ مِنَ العبِّ. الكُبادُ: داءٌ يَعْرِضُ للكَبِدِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: يَعُبُّ فِيهِ مِيزابانِ أَي يَصُبّانِ فَلَا يَنْقَطِعُ انْصِبابُهما؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ؛ وَالْمَعْرُوفُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقَهَا. والحمامُ يَشْرَبُ الْمَاءَ عَبًّا، كَمَا تَعُبُّ الدَّوابُّ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: الحمامُ مِنَ الطَّيْرِ مَا عَبَّ وهَدَر؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَمَامَ يَعُبُّ الْمَاءَ عَبّاً وَلَا يَشرب كَمَا يَشْرَبُ الطَّير شَيْئًا فَشَيْئًا. وعَبَّتِ الدَّلْوُ: صَوَّتَتْ عِنْدَ غَرْفِ الْمَاءِ. وتَعَبَّبَ النبيذَ: أَلَحَّ فِي شُرْبه، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَعَبَّبُ النَّبِيذَ أَي يَتَجَرَّعُه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: إِذا أَصابت الظِّباءُ الماءَ، فَلَا عَبابَ، وإِن لَمْ تُصِبْهُ فَلَا أَباب أَي إِن وَجَدَتْه لَمْ تَعُبَّ، وإِن لَمْ تَجِدْهُ لَمْ تَأْتَبَّ لَهُ، يَعْنِي لَمْ تَتَهَيَّأْ لِطَلَبِهِ وَلَا تَشْرَبْهُ؛ مِنْ قَوْلِكَ: أَبَّ للأَمر وائْتَبَّ لَهُ: تَهَيَّأَ. وَقَوْلُهُمْ: لَا عَبابَ أَي لَا تَعُبّ فِي الْمَاءِ، وعُبَابُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّا حَيٌّ مِنْ مَذحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها. عُبابُ الماءِ: أَوَّلهُ ومُعْظَمُه. وَيُقَالُ: جاؤوا بعُبابهِم أَي جاؤوا بأَجمعهم. وأَراد بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهِمْ، أَو مَا سَلَفَ مِنْ عِزِّهم ومَجْدِهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: طِرْتَ بعُبابها وفُزْتَ بِحَبَابِهَا أَي سبَقْتَ إِلى جُمَّة الإِسلام، وأَدْرَكْتَ أَوائلَه، وشَرِبتَ صَفْوَه، وحَوَيْتَ فَضائِلَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرج الْحَدِيثَ الهَرَوي والخَطَّابيُّ وغيرُهما مِنْ أَصحاب الْغَرِيبِ. وَقَالَ بعضُ فُضلاء المتأَخرين: هَذَا تَفْسِيرُ الْكَلِمَةِ عَلَى الصَّوَابِ، لَوْ ساعدَ النقلُ. وَهَذَا هُوَ حَدِيثُ أُسَيْدِ بنِ صَفْوانَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبو بَكْرٍ، جاءَ عليٌّ فَمَدَحَهُ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: طِرْتَ بِغَنائها، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالنُّونِ، وفُزْتَ بحِيائها ، بالحاءِ الْمَكْسُورَةِ وَالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا؛ هَكَذَا ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طُرُق فِي كِتَابِ: مَا قَالَتِ الْقَرَابَةُ فِي الصَّحَابَةِ، وَفِي كِتَابِهِ الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابنُ بَطَّة فِي الإِبانةِ. والعُبابُ: الخُوصَةُ؛ قَالَ المَرّارُ: رَوافِعَ للحِمَى مُتَصَفِّفاتٍ، ... إِذا أَمْسى، لصَيِّفه، عُبابُ والعُبابُ: كَثْرَةُ الماءِ. والعُبابُ: المَطَرُ الْكَثِيرُ. وعَبَّ النَّبْتُ أَي طَالَ. وعُبابُ السَّيْل: مُعْظمُه وارتفاعُه وَكَثْرَتُهُ؛ وَقِيلَ: عُبابُه مَوجُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: العُبابُ مُعْظَمُ السَّيْلِ. ابْنُ الأَعرابي: العُبُبُ المياهُ الْمُتَدَفِّقَةُ. والعُنْبَبُ «2»: كَثْرَةُ الْمَاءِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تُقَضِّبِ، ... عَيْناً، بغَضْيانَ، ثَجُوجَ العُنْبَبِ

_ (1). قوله [محبباً في مائها إلخ] كذا في التهذيب محبباً، بالحاء المهملة بعدها موحدتان. ووقع في نسخ شارح القاموس مجبأ، بالجيم وهمز آخره ولا معنى له هنا وهو تحريف فاحش وكان يجب مراجعة الأصول. (2). قوله [والعَنْبَب] وعُنْبَب كذا بضبط المحكم بشكل القلم بفتح العين في الأَول محلى بأل وبضمها في الثاني بدون أل والموحدة مفتوحة فيهما انتهى.

ويُرْوى: نَجُوجَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ العُنْبَبَ، الفُنْعَلَ، مِنَ العَبِّ، وَالنُّونُ لَيْسَتْ أَصلية، وَهِيَ كَنُونِ العُنْصَل. والعَنْبَبُ وعُنْبَبٌ: كِلَاهُمَا وادٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَعُبُّ الماءَ، وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: العُبَبُ عِنَبُ الثَّعلب، قَالَ: وشجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا الرَّاءُ، مَمْدُودٌ؛ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: هُوَ العُبَبُ؛ وَمَنْ قَالَ عِنَبُ الثعلبِ، فَقَدْ أَخطأَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: عِنَبُ الثَّعْلَبِ صَحِيحٌ لَيْسَ بخطإٍ. والفُرْسُ تُسَمِّيهِ: رُوسْ أَنْكَرْدَهْ. ورُوسْ: اسْمُ الثَّعْلَبِ؛ وأَنْكَرْدَهْ: حَبُّ العِنَب. ورُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الفَنا، مَقْصُورٌ، عِنَبُ الثَّعْلَبِ، فَقَالَ عِنَبُ وَلَمْ يَقُلْ عُبَبُ؛ قَالَ الأَزهري: وجَدْتُ بَيْتًا لأَبي وَجْزَة يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَهُوَ: إِذا تَرَبَّعْتَ، مَا بَينَ الشُّرَيْقِ إِلى ... أَرْضِ الفِلاجِ، أُولاتِ السَّرْحِ والعُبَبِ «1» والعُبَبُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ؛ زَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَنه مِنَ الأَغلاثِ. وبَنُو العَبّابِ: قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم خالَطوا فارِسَ، حَتَّى عَبَّتْ خيلُهم فِي الفُرات. واليَعْبوبُ: الفَرَسُ الطويلُ السَّرِيعُ؛ وَقِيلَ: الكَثير الجَرْيِ؛ وَقِيلَ: الجوادُ السَّهْل فِي عَدْوه؛ وَهُوَ أَيضاً: الجَوادُ البعيدُ القَدْرِ فِي الجَرْي. واليَعْبُوبُ: فرسُ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ، صفةٌ غَالِبَةٌ. واليَعْبُوبُ: الجَدْوَلُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، الشديدُ الجِريةِ، وَبِهِ شُبِّه الفَرَسُ الطويلُ اليَعْبُوبُ؛ وَقَالَ قُسٌّ: عِذْقٌ بساحَةِ حائِرٍ يَعْبُوبِ الْحَائِرُ: الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ الوَسَطِ، المرتفعُ الحُروف، يَكُونُ فِيهِ الماءُ، وَجَمْعُهُ حُورانٌ. واليَعْبوبُ: الطويلُ؛ جَعَلَ يَعْبوباً مِنْ نَعْتِ حَائِرٍ. واليَعبوبُ: السَّحابُ. والعَبِيبةُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّعام. والعَبيبةُ أَيضاً: شرابٌ يُتَّخَذُ مِنَ العُرْفُطِ، حُلْوٌ. وَقِيلَ: العَبيبةُ الَّتِي تَقْطُرُ مِنْ مَغافِيرِ العُرْفُطِ. وعَبيبةُ اللَّثَى: غُسالَتُه؛ واللَّثَى: شيءٌ يَنْضَحُه الثُّمامُ، حُلْوٌ كالناطِفِ، فإِذا سَالَ مِنْهُ شيءٌ فِي الأَرض، أُخِذَ ثُمَّ جُعِلَ فِي إِناءٍ، وَرُبَّمَا صُبَّ عَلَيْهِ ماءٌ، فشُرِب حُلْواً، وَرُبَّمَا أُعْقِدَ. أَبو عُبَيْدٍ: العَبِيبةُ الرَّائِبُ مِنَ الأَلبان؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَر. وَالَّذِي أَقرأَني الإِياديُّ عَنْ شَمِرٍ لأَبي عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْمُؤْتَلِفِ: الغَبيبةُ، بَالِغِينَ مُعْجَمَةٌ: الرَّائِبُ مِنَ اللَّبَنِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للَّبنِ البَيُّوتِ فِي السِّقاءِ إِذا رابَ مِنَ الغَدِ: غَبِيبةٌ؛ والعَبيبةُ، بِالْعَيْنِ، بِهَذَا الْمَعْنَى، تَصْحِيفٌ فَاضِحٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رأَيتُ بِالْبَادِيَةِ جِنْسًا مِنَ الثُّمام، يَلْثَى صَمْغاً حُلْواً، يُجْنى مِنْ أَغصانِه وَيُؤْكَلُ، يُقَالُ لَهُ: لَثَى الثُّمام، فإِن أَتَى عَلَيْهِ الزمانُ، تَناثر فِي أَصل الثُّمام، فيؤخَذُ بتُرابه، ويُجْعَلُ فِي ثَوْبٍ، ويُصَبُّ عَلَيْهِ الماءُ ويُشْخَلُ بِهِ أَي يُصَفَّى، ثُمَّ يُغْلى بالنارِ حَتَّى يَخْثرَ، ثُمَّ يُؤكل؛ وَمَا سَالَ مِنْهُ فَهُوَ العَبِيبَة؛ وَقَدْ تَعَبَّبْتُها أَي شَرِبْتُها. وَقِيلَ: هُوَ عِرْقُ الصَّمْغِ، وَهُوَ حُلْو يُضْرَبُ بمِجْدَحٍ، حَتَّى يَنْضَجَ ثُمَّ يُشْرَبَ. والعَبِيبةُ: الرِّمْثُ إِذا كَانَ فِي وَطاءٍ مِنَ الأَرض. والعُبَّى، عَلَى مِثَالِ فُعْلى، عَنْ كُرَاعٍ: المرأَةُ الَّتِي لَا تَكادُ يموتُ لَهَا ولدٌ. والعُبِّيَّة والعِبِّيَّةُ: الكِبْرُ والفَخْرُ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هَذِهِ عُبِّيَّةُ قُريشٍ وعِبِّيَّةُ. وَرَجُلٌ فِيهِ

_ (1). قوله [ما بين الشريق] بالقاف مصغراً، والفلاج بكسر الفاء وبالجيم: واديان ذكرهما ياقوت بهذا الضبط، وأنشد البيت فيهما فلا تغتر بما وقع من التحريف في شرح القاموس انتهى.

عُبِّيَّة وعِبِّيَّة أَي كِبر وَفَخْرٌ. وعُبِّيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ: نَخْوَتُها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ وضَعَ عَنْكم عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وتَعَظُّمَها بِآبَائِهَا ، يَعْنِي الكِبْرَ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، وتُكْسَر. وَهِيَ فُعُّولة أَو فُعِّيلة، فإِن كَانَ فُعُّولة، فَهِيَ مِنَ التَّعْبِيةِ، لأَن الْمُتَكَبِّرَ ذُو تَكَلُّفٍ وتَعْبِيَةٍ، خلافُ المُسترسِل عَلَى سَجِيَّتِه؛ وإِن كَانَتْ فُعِّيلَة، فَهِيَ مِنْ عُباب الماءِ، وَهُوَ أَوَّلُه وارتفاعُه؛ وَقِيلَ: إِن الباءَ قُلِبَتْ يَاءً، كَمَا فَعَلوا فِي تَقَضَّى الْبَازِي. والعَبْعَبُ: الشَّبابُ التامُّ. والعَبْعَبُ: نَعْمَةُ الشَّبابِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَعْدَ الجَمالِ والشَّبابِ العَبْعَبِ وشبابٌ عَبْعَبٌ: تامٌّ. وشابٌّ عَبْعَبٌ: مُمْتَلِئُ الشَّباب. والعَبْعَبُ: ثَوْبٌ واسِعٌ. والعَبْعَبُ: كِساءٌ غَلِيظٌ، كَثِيرُ الغَزْلِ، ناعمٌ يُعْمَلُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَبْعَبُ مِنَ الأَكْسِية، الناعمُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بُدِّلْتِ، بعدَ العُرْي والتَّذَعْلُبِ، ... ولُبْسِكِ العَبْعَبَ بعدَ العَبْعَبِ، نَمارِقَ الخَزِّ، فَجُرِّي واسْحَبي وَقِيلَ: كِساءٌ مُخَطَّطٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَخَلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبْعَبا وَقِيلَ: هُوَ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ. والعَبْعَبَةُ: الصوفةُ الْحَمْرَاءُ. والعَبْعَبُ: صَنَمٌ، وَقَدْ يُقَالُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَرُبَّمَا سُمِّيَ موضعُ الصَّنَمِ عَبْعَباً. والعَبْعَبُ والعَبْعابُ: الطويلُ مِنَ النَّاسِ.، والعَبْعَبُ: التَّيسُ مِنَ الظِّباءِ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَعَبْعَبْتُ الشيءَ، وتَوَعَّبْتُه، واستوعبْتُه، وتَقَمْقَمْتُه، وتَضَمَّمْتُه إِذا أَتيتَ عَلَيْهِ كُلِّهِ. ورجلٌ عَبْعابٌ قَبْقابٌ إِذا كَانَ واسِعَ الحَلْقِ والجَوْفِ، جليلَ الْكَلَامِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: بَعْدَ شَبابٍ عَبْعَبِ التَّصْوِيرِ يَعْنِي ضَخمَ الصُّورة، جليلَ الْكَلَامِ. وعَبْعَبَ إِذا انْهَزَمَ، وعَبَّ إِذا شَرِبَ، وعَبَّ إِذا حَسُنَ وجهُه بَعْدَ تَغيُّر، وعَبُ الشمسِ: ضُوءُها، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ: ورَأْسُ عَبِ الشَّمْسِ المَخُوفُ ذِماؤُها «2» وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَبُّ الشمسِ، فيشدِّد الْبَاءَ. الأَزهري: عَبُّ الشمسِ ضَوءُ الصُّبْح. الأَزهري، فِي تَرْجَمَةِ عَبْقَرَ، عِنْدَ إِنشاده: كأَنَّ فَاهَا عَبُّ قُرٍّ بارِدِ قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ عَبْشَمْسٌ؛ وَقَوْلُهُمْ: عَبُّ شمسٍ؛ أَرادوا عَبْدَ شَمْسٍ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي سَعْدٍ: بَنُو عَبِّ الشَّمْسِ، وَفِي قريشٍ: بَنُو عبدِ الشمسِ. ابْنُ الأَعرابي: عُبْ عُبْ إِذا أَمرته أَن يَسْتَتِر. وعُباعِبُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى: صَدَدْتَ، عَنِ الأَعْداءِ يومَ عُباعِبٍ، ... صُدودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ وعَبْعَبٌ: اسم رجل. عبرب: العَبْرَبُ: السُّمّاقُ، وَهُوَ العَبْرَبُ والعَرَبرَبُ. وطَبَخ قِدْراً عَرَبْرَبِيَّةً أَي سُمّاقيَّة. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ، قَالَ لطَبّاخِه: اتَّخِذْ لَنَا عَبرَبيَّةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها ؛ والفَيْجَن: السَّذابُ.

_ (2). قوله [المخوف ذماؤها] الذي في التكملة المخوف ونابها.

عتب: العَتَبَةُ: أُسْكُفَّةُ البابِ الَّتِي تُوطأُ؛ وَقِيلَ: العَتَبَةُ العُلْيا. والخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ الأَعلى: الحاجِبُ؛ والأُسْكُفَّةُ: السُّفْلى؛ والعارِضَتانِ: العُضادَتانِ، وَالْجَمْعُ: عَتَبٌ وعَتَباتٌ. والعَتَبُ: الدَّرَج. وعَتَّبَ عَتَبةً: اتَّخَذَهَا. وعَتَبُ الدَّرَجِ: مَراقِيها إِذا كَانَتْ مِنْ خَشَب؛ وكلُّ مِرْقاةٍ مِنْهَا عَتَبةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ النَّحّام، قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّة، وَهُوَ يُحدِّثُ بدَرَجاتِ المُجاهد. مَا الدَّرَجةُ؟ فَقَالَ: أَما إِنَّها ليستْ كعَتَبةِ أُمِّك أَي إِنها لَيْسَتْ بالدَّرَجة الَّتِي تَعْرِفُها فِي بيتِ أُمِّكَ؛ فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ، كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وعَتَبُ الجبالِ والحُزون: مَراقِيها. وَتَقُولُ: عَتِّبْ لِي عَتَبةً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِذا أَردت أَنْ تَرْقى بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ تَصعَدُ فِيهِ. والعَتَبانُ: عَرَجُ الرِّجْل. وعَتَبَ الفحلُ يَعْتِبُ ويَعْتُبُ عَتْباً وعَتَباناً وتَعْتاباً: ظَلَع أَو عُقِلَ أَو عُقِرَ، فَمَشَى عَلَى ثلاثِ قوائمَ، كأَنه يَقْفِزُ قَفْزاً؛ وَكَذَلِكَ الإِنسانُ إِذا وثَبَ بِرِجْلٍ وَاحِدَةٍ، وَرَفَعَ الأُخرى؛ وَكَذَلِكَ الأَقْطَع إِذا مَشَى عَلَى خَشَبَةٍ، وَهَذَا كُلُّهُ تَشْبِيهٌ، كأَنه يَمْشِي عَلَى عَتَب دَرَج أَو جَبَل أَو حَزْنٍ، فيَنْزُو مِنْ عَتَبةٍ إِلى أُخرى. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ فِي رَجُلٍ أَنْعَلَ «1» دابةَ رَجُلٍ فعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ؛ وَيُرْوَى عَنِتَتْ، بِالنُّونِ، وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وعَتَبُ العُودِ: مَا عَلَيْهِ أَطراف الأَوْتار مِنْ مُقَدَّمِه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: وثَنَى الكَفَّ عَلَى ذِي عَتَبٍ، ... صَحِلِ الصَّوْتِ بِذِي زِيرٍ أَبَحّ «2» العَتَبُ: الدَّسْتاناتُ: وَقِيلَ: العَتَبُ: العِيدانُ الْمَعْرُوضَةُ عَلَى وجْه العُودِ، مِنْهَا تمدُّ الأَوتار إِلى طَرَفِ العُودِ. وعَتَبَ البرقُ عَتَباناً: بَرَق بَرْقاً وِلاءً. وأُعْتِبَ العظمُ: أُعْنِتَ بعدَ الجَبْرِ، وَهُوَ التَّعْتابُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: كلُّ عظمٍ كُسِر ثُمَّ جُبِرَ غَيْرُ منقوصٍ وَلَا مُعْتَبٍ، فَلَيْسَ فِيهِ إِلا إِعْطاءُ المُداوِي، فإِن جُبِرَ وَبِهِ عَتَبٌ، فإِنه يُقَدَّر عَتَبُهُ بِقِيمَةِ أَهل البَصر. العَتَب، بِالتَّحْرِيكِ: النقصُ، وَهُوَ إِذا لَمْ يُحْسِنْ جَبْره، وَبَقِيَ فِيهِ ورَم لَازِمٌ أَو عَرَجٌ. يُقَالُ فِي الْعَظْمِ الْمَجْبُورِ: أُعْتِبَ، فَهُوَ مُعْتَبٌ. وأَصلُ العَتَبِ: الشدَّة؛ وحُمِلَ عَلَى عَتَبٍ مِنَ الشَّرِّ وعَتَبةٍ أَي شدَّة؛ يُقَالُ: حُمِلَ فلانٌ عَلَى عَتَبةٍ كريهةٍ، وَعَلَى عَتَبٍ كريهٍ مِنَ البلاءِ والشرِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُعْلى عَلَى العَتَبِ الكَريهِ ويُوبَسُ وَيُقَالُ: مَا فِي هَذَا الأَمر رَتَبٌ، وَلَا عَتَبٌ أَي شِدَّة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا: إِنَّ عَتَبات الموتِ تأْخُذُها ، أَي شدائدَه. والعَتَبُ: مَا دَخَلَ فِي الأَمر مِنَ الفَساد؛ قَالَ: فَمَا فِي حُسْنِ طاعَتِنا، ... وَلَا فِي سَمْعِنا عَتَبُ وَقَالَ: أَعْدَدْتُ، للحَرْبِ، صارِماً ذكَراً، ... مُجَرَّبَ الوَقْعِ، غَيْرَ ذِي عَتَبِ

_ (1). قوله [في رجل أنعل إلخ] تمامه كما بهامش النهاية إن كان ينعل فلا شيء عليه وإن كان ذلك الإِنعال تكلفاً وليس من عمله ضمن. (2). قوله [صحل الصوت] كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يصل الصوت.

أَي غيرَ ذِي التواءٍ عِنْدَ الضَّريبة، وَلَا نَبْوة. وَيُقَالُ: مَا فِي طاعةِ فُلَانٍ عَتَبٌ أَي التِواءٌ وَلَا نَبْوةٌ؛ وَمَا فِي مَوَدَّته عَتَبٌ إِذا كَانَتْ خَالِصَةً، لَا يَشُوبها فسادٌ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ عَلْقَمَةَ: لَا فِي شَظاها وَلَا أَرْساغِها عَتَبُ «1» أَي عَيْبٌ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: لَا يُتَعَتَّبُ عَلَيْهِ فِي شيءٍ. والتَّعَتُّبُ: التَّجَنِّي؛ تَعَتَّبَ عَلَيْهِ، وتَجَنَّى عَلَيْهِ، بِمَعْنًى واحدٍ؛ وتَعَتَّبَ عَلَيْهِ أَي وَجَدَ عَلَيْهِ. والعَتْبُ: المَوْجِدَةُ. عَتَبَ عَلَيْهِ يَعْتِبُ ويَعْتُبُ عَتْباً وعِتاباً ومَعْتِبة ومَعْتَبَةً ومَعْتَباً أَي وَجَدَ عَلَيْهِ. قَالَ الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ، وَهُوَ مِنْ بَنِي شُقْرة بنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلبة بْنِ ضَبَّة، والغَطَمَّشُ الظالِمُ الْجَائِرُ: أَقُولُ، وَقَدْ فَاضَتْ بعَيْنِيَ عَبْرةٌ: ... أَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى، والأَخِلَّاءُ تَذْهَبُ أَخِلَّايَ لَوْ غَيْرُ الحِمام أَصابَكُمْ، ... عَتَبْتُ، ولكنْ ليسَ للدَّهْرِ مَعْتَبُ وقَصَرَ أَخِلَّايَ ضَرُورَةً، ليُثْبِتَ باءَ الإِضافة، وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: أَخِلَّاءَ، بِالْمَدِّ، وَحَذْفِ يَاءِ الإِضافة، وَمَوْضِعُ أَخِلَّاءَ نصبٌ بِالْقَوْلِ، لأَن قَوْلَهُ أَرى الدَّهْرَ يَبْقَى، متصلٌ بِقَوْلِهِ أَقول وَقَدْ فَاضَتْ؛ تَقْدِيرُهُ أَقُولُ وَقَدْ بَكَيْتُ، وأَرى الدهرَ بَاقِيًا، والأَخِلَّاءَ ذَاهِبِينَ، وَقَوْلُهُ عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ، أَي لَوْ أُصِبْتُمْ فِي حَرْب لأَدْركنا بثأْركم وَانْتَصَرْنَا، وَلَكِنَّ الدهرَ لَا يُنْتَصَرُ مِنْهُ. وعاتَبهُ مُعاتَبَةً وعِتاباً: كلُّ ذَلِكَ لَامَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُعاتِبُ ذَا المَودَّةِ مِنْ صَديقٍ، ... إِذا مَا رَابَني مِنْهُ اجْتِنابُ إِذا ذَهَبَ العِتابُ، فَلَيْسَ وُدٌّ، ... ويَبْقَى الوُدُّ مَا بَقِيَ العِتابُ وَيُقَالُ: مَا وَجَدْتُ فِي قوله عِتْباناً [عُتْباناً]؛ وَذَلِكَ إِذا ذَكَرَ أَنه أَعْتَبَكَ، وَلَمْ تَرَ لِذَلِكَ بَياناً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا وَجَدْتُ عِنْدَهُ عَتْباً وَلَا عِتاباً؛ بِهَذَا الْمَعْنَى. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع العَتْبَ والعُتْبانَ والعِتاب بِمَعْنَى الإِعْتابِ، إِنما العَتْبُ والعُتْبانُ لومُك الرجلَ عَلَى إِساءَة كَانَتْ لَهُ إِليك، فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا. وكلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يَخْلُصُ للعاتِب، فإِذا اشْتَرَكَا فِي ذَلِكَ، وذَكَّرَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِليه مِنَ الإِساءَة، فَهُوَ العِتابُ والمُعاتَبة. فأَمَّا الإِعْتابُ والعُتْبَى: فَهُوَ رُجوعُ المَعْتُوب عَلَيْهِ إِلى مَا يُرْضِي العاتِبَ. والاسْتِعْتابُ: طَلَبُك إِلى المُسِيءِ الرُّجُوعَ عَنْ إِساءَته. والتَّعَتُّبُ والتَّعاتُبُ والمُعاتَبَةُ: تَوَاصُفُ الموجِدَة. قَالَ الأَزهري: التَّعَتُّبُ والمُعاتَبَةُ والعِتابُ: كُلُّ ذَلِكَ مُخاطَبَةُ الإِدْلالِ وكلامُ المُدِلِّينَ أَخِلَّاءَهم، طَالِبِينَ حُسْنَ مُراجعتهم، وَمُذَاكَرَةَ بعضِهم بَعْضًا مَا كَرِهُوه مِمَّا كسبَهم المَوْجِدَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنا عِنْدَ المَعْتِبَة: مَا لَهُ تَرِبَتْ يمينُه؟ رَوَيْتُ المعْتَبَة، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، مِنَ المَوْجِدَة. والعِتْبُ: الرجلُ الَّذِي يُعاتِبُ صاحِبَه أَو صديقَه فِي كُلِّ شيءٍ، إِشفاقاً عَلَيْهِ ونصيحة له.

_ (1). قوله [لا في شظاها إلخ] عجزه كما في التكملة: ولا السنابك أفناهن تقليم ويروى عنت، بالنون والمثناة الفوقية

والعَتُوبُ: الَّذِي لَا يَعْمَلُ فِيهِ العِتابُ. وَيُقَالُ: فلانٌ يَسْتَعْتِبُ مِنْ نَفْسه، ويَسْتَقِيلُ مِنْ نَفْسِهِ، ويَسْتَدْرِك مِنْ نَفْسِهِ إِذا أَدْرَكَ بِنَفْسِهِ تَغْييراً عَلَيْهَا بحُسْن تَقْدِيرٍ وَتَدْبِيرٍ. والأُعْتُوبةُ: مَا تُعُوتِبَ بِهِ، وَبَيْنَهُمْ أُعْتُوبة يَتَعاتَبُون بِهَا. وَيُقَالُ إِذا تَعاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُمُ العتابُ. والعُتْبَى: الرِّضا. وأَعْتَبَه: أَعْطاه العُتْبَى ورَجَع إِلى مَسَرَّته؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: شابَ الغُرابُ، وَلَا فُؤادُك تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ، وَلَا عِتابُك يُعْتَبُ أَي لَا يُسْتَقْبَلُ بعُتْبَى. وَتَقُولُ: قَدْ أَعْتَبني فلانٌ أَي تَرَكَ مَا كنتُ أَجد عَلَيْهِ مِنْ أَجلِه، ورَجَع إِلى مَا أَرْضاني عَنْهُ، بَعْدَ إِسْخاطِه إِيَّايَ عَلَيْهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الدرداءِ أَنه قَالَ: مُعاتَبة الأَخِ خيرٌ مِنْ فَقْدِه. قَالَ: فإِن اسْتُعْتِبَ الأَخُ، فَلَمْ يُعْتِبْ، فإِنَّ مَثَلَهم فِيهِ، كَقَوْلِهِمْ: لَكَ العُتْبَى بأَنْ لَا رَضِيتَ ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا إِذا لَمْ تُرِدِ الإِعْتابَ؛ قَالَ: وَهَذَا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عَنْ مَوْضِعِهِ، لأَن أَصْلَ العُتْبَى رجوعُ المُسْتَعتِبِ إِلى مَحبَّةِ صَاحِبِهِ، وَهَذَا عَلَى ضدِّه. تَقُولُ: أُعْتِبُكَ بِخِلَافِ رِضاكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بِشْر بْنُ أَبي خازمٍ. غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ، ... يومَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ أَي أَعْتَبْناهم بالسَّيْف، يَعْنِي أَرْضَيْناهم بالقَتْل؛ وَقَالَ شَاعِرٌ: فَدَعِ العِتابَ، فَرُبَّ شَرٍّ ... هاجَ، أَوَّلهُ، العِتاب والعُتْبَى: اسْمٌ عَلَى فُعْلى، يُوضَعُ مَوْضِعَ الإِعْتاب، وَهُوَ الرجوعُ عَنِ الإِساءَة إِلى مَا يُرْضِي العاتِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُعاتَبُونَ فِي أَنفسهم ، يَعْنِي لعِظَمِ ذُنُوبهم وإِصْرارِهم عَلَيْهَا، وإِنما يُعاتَبُ مَنْ تُرْجَى عِنْدَهُ العُتْبَى أَي الرُّجوعُ عَنِ الذَّنْبِ والإِساءَة. وَفِي الْمَثَلِ: مَا مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: عاتِبُوا الخَيْلَ فإِنها تُعْتِبُ؛ أَي أَدِّبُوها ورَوِّضُوها للحَرْبِ والرُّكُوبِ، فإِنها تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتابَ. واسْتَعْتَبَه: كأَعْتَبه. واسْتَعْتَبه: طَلب إِليه العُتْبَى؛ تَقُولُ: اسْتَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي اسْتَرْضَيْته فأَرْضاني. واسْتَعْتَبْتُه فَمَا أَعْتَبَني، كَقَوْلِكَ: اسْتَقَلْته فَمَا أَقالَني. والاستِعتابُ: الاستِقالة. واسْتَعْتَب فلانٌ إِذا طَلب أَن يُعْتَبَ أَي يُرْضَى والمُعْتَبُ: المُرْضَى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَتَمَنَّيَن أَحدُكم الموتَ، إِما مُحْسِناً فلَعَلَّه يَزْداد، وإِمّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ ؛ أَي يرْجِعُ عَنِ الإِساءَة ويَطْلُبُ الرِّضَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَلَا بَعْدَ الموْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ ؛ أَي لَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنِ اسْتِرْضاءٍ، لأَن الأَعمال بَطَلَتْ، وانْقَضَى زَمانُها، وَمَا بَعْدَ الموْت دارُ جزاءٍ لَا دارُ عَمَلٍ؛ وَقَوْلُ أَبي الأَسْود: فأَلْفَيْتُه غيرَ مُسْتَعْتِبٍ، ... وَلَا ذَاكِرَ اللهِ إِلا قَلِيلَا يَكُونُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ قَالَ الْحَسَنُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً؛ قَالَ: مَنْ فاتَهُ عَمَلُه مِنَ الذِّكْر والشُّكْر بِالنَّهَارِ كَانَ لَهُ

فِي اللَّيْلِ مُسْتَعْتَبٌ، وَمَنْ فَاتَهُ بِاللَّيْلِ كَانَ لَهُ فِي النَّهَارِ مُسْتَعْتَبٌ. قَالَ: أُراه يَعْنِي وقتَ اسْتِعْتابٍ أَي وقتَ طَلَبِ عُتْبى، كأَنه أَراد وَقْتَ اسْتِغفار. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وإِن يُسْتَعْتبُوا فَمَا هُمْ مِنَ المُعْتِبين ؛ مَعْنَاهُ: إِن أَقالَهُم اللهُ تَعَالَى، وردَّهم إِلى الدُّنْيَا لَمْ يُعْتِبُوا؛ يَقُولُ: لَمْ يَعْمَلُوا بطاعةِ اللهِ لِما سَبَقَ لَهُمْ فِي عِلْمِ اللهِ مِنَ الشَّقاءِ. وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ؛ وَمَنْ قرأَ: وإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ المُعْتَبِين ؛ فَمَعْنَاهُ: إِن يَسْتَقِيلُوا رَبَّهُمْ لَمْ يُقِلْهم. قَالَ الفراءُ: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذا رَجعَ عَنْ أَمر كَانَ فِيهِ إِلى غَيْرِهِ؛ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَكَ العُتْبَى أَي الرجوعُ مِمَّا تَكْرَهُ إِلى مَا تُحِبُّ. والاعْتِتابُ: الانْصِرافُ عَنِ الشيءِ. واعْتَتَبَ عَنِ الشيءِ: انْصَرَف؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ عن فُؤَادِيَ، والشِّعْرُ ... إِلى مَنْ إِليه مُعْتَتَبُ واعْتَتَبْتُ الطريقَ إِذا تركتَ سَهْلَهُ وأَخَذْتَ فِي وَعْرِه. واعْتَتَبَ أَي قَصَدَ؛ قَالَ الحُطَيْئةُ: إِذا مَخارِمُ أَحْناءٍ عَرَضْنَ لَهُ، ... لَمْ يَنْبُ عَنْهَا وخافَ الجَوْرَ فاعتَتَبا مَعْنَاهُ: اعْتَتَبَ مِنَ الْجَبَلِ أَي رَكِبَهُ وَلَمْ يَنْبُ عَنْهُ؛ يَقُولُ: لَمْ يَنْبُ عَنْهَا وَلَمْ يَخَفِ الجَوْرَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مَضَى سَاعَةً ثُمَّ رَجَع: قَدِ اعْتَتَبَ فِي طَرِيقِهِ اعْتِتاباً، كأَنه عَرَضَ عَتَبٌ فتَراجَعَ. وعَتيبٌ: قَبِيلَةٌ. وَفِي أَمثال الْعَرَبِ: أَوْدَى كَمَا أَوْدَى عَتِيبٌ؛ عَتِيبٌ: أَبو حيٍّ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ عَتِيبُ بنُ أَسْلَمَ بْنِ مَالِكِ بن شَنُوءَةَ بن تَديلَ، وَهُمْ حَيٌّ كَانُوا فِي دِينِ مالكٍ، أَغارَ عَلَيْهِمْ بعضُ الملوكِ فَسَبَى الرجالَ وأَسَرَهم واسْتَعْبَدَهُم، فَكَانُوا يَقُولُونَ: إِذا كَبِرَ صِبيانُنا لَمْ يَتْرُكُونَا حَتَّى يَفْتَكُّونا، فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى هَلَكُوا، فضَرَبَتْ بِهِمُ العربُ مَثَلًا لِمَنْ ماتَ وَهُوَ مَغْلُوبٌ، وَقَالَتْ: أَوْدَى عَتيبٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيّ بْنِ زَيْدٍ: تُرَجِّيها، وَقَدْ وقَعَت بقُرٍّ، ... كَمَا تَرْجو أَصاغِرَها عَتِيبُ ابْنُ الأَعرابي: الثُّبْنة مَا عَتَّبْتَه مِنْ قُدَّام السَّرَاوِيلِ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمان: أَنه عَتَّبَ سراويلَه فتَشَمَّرَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّعْتِيبُ أَن تُجْمَعَ الحُجْزَةُ وتُطْوى مِنْ قُدَّام. وعَتَّبَ الرجلُ: أَبْطَأَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأُرى الباءَ بَدَلًا مِنْ مِيمِ عَتَّمَ. والعَتَبُ: مَا بَيْنَ السَّبَّابة والوُسْطَى؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْوُسْطَى والبِنْصِر. والعِتْبانُ: الذَّكَرُ مِنَ الضِّباع، عَنْ كُرَاعٍ. وأُمُّ عِتْبانٍ وأُمُّ عَتَّابٍ: كِلْتَاهُمَا الضَّبُعُ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لعَرَجها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحُقُّه. وعَتَبَ مِنْ مكانٍ إِلى مكانٍ، وَمِنْ قولٍ إِلى قولٍ إِذا اجْتَازَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، وَالْفِعْلُ عَتَبَ يَعْتِبُ. وعَتَبَةُ الْوَادِي: جَانِبُهُ الأَقصى الَّذِي يَلي الجَبَلَ. والعَتَبُ: مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. والعربُ تَكْنِي عَنِ المرأَة «2» بالعَتَبةِ، والنَّعْلِ، وَالْقَارُورَةِ، وَالْبَيْتِ، والدُّمْيةِ، والغُلِّ، والقَيْدِ. وعَتِيبٌ: قَبِيلَةٌ. وعَتَّابٌ وعِتْبانٌ ومُعَتِّبٌ وعُتْبة وعُتَيْبةُ: كلُّها أَسماءٌ.

_ (2). قوله [وَالْعَرَبُ تَكْنِي عَنِ الْمَرْأَةِ إلخ] نقل هذه العبارة الصاغاني وزاد عليها الريحانة والقوصرة والشاة والنعجة.

وعُتَيْبَةُ وعَتَّابةُ: مِنْ أَسماءِ النساءِ. والعِتابُ: ماءٌ لِبَنِي أَسدٍ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ الأَفوه: فأَبْلِغْ، بالجنابةِ، جَمْعَ قَوْمِي، ... ومَنْ حَلَّ الهِضابَ على العِتابِ عتلب: بالتاءِ الْمُثَنَّاةِ. جَبَلٌ مُعَتْلَبٌ: رِخْوٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُلاحِمُ القارةِ لَمْ يُعَتْلَبِ عثب: عَوْثَبانُ: اسْمُ رَجُلٍ. عثرب: العُثْرُبُ: شَجَرٌ نحوُ شَجَرِ الرُّمَّان فِي القدرِ، وورقُه أَحمر مثلُ وَرَقِ الحُمّاضِ، تَرِقُّ عَلَيْهِ بطونُ الْمَاشِيَةِ أَوَّل شيءٍ، ثُمَّ تَعْقِدُ عَلَيْهِ الشَّحْمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَهُ عسالِيجُ حُمْرٌ، وَلَهُ حَبٌّ كحَبِّ الحُمَّاضِ، وَاحِدَتُهُ عُثْرُبة؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. عثلب: عَثْلَب زَنْدَهُ: أَخَذَه مِنْ شَجَرَةٍ لَا يَدرِي أَيُصْلِدُ أَم يُوري. وعَثْلَبَ الحَوْضَ وجِدارَ الحَوْضِ ونحوَه: كسَرَه وهَدَمَه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وسُفْعٌ عَلَى آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ «1» أَي مَهْدومٌ. وأَمْرٌ مُعَثْلِبٌ إِذا لَمْ يُحْكَم. ورُمْح مُعَثْلِبٌ: مَكْسُورٌ. وَقِيلَ: المُعَثْلِبُ الْمَكْسُورُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وعَثْلَبَ عَمَلَه: أَفْسَدَه. وعَثْلَبَ طَعامَه: رَمَّدَه أَو طَحَنَه، فَجَشَّشَ طَحْنَه. وعَثْلَبٌ: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الشَّمَّاخ: وصَدَّتْ صُدوداً عَنْ شريعةِ عَثْلَبٍ، ... ولابْنَيْ عِياذٍ، فِي الصُّدُورِ، حَوامِزُ «2» وشَيْخ مُعَثْلِبٌ إِذا أَدْبَرَ كِبَراً. عجب: العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ لقِلَّةِ اعْتِيادِه؛ وجمعُ العَجَبِ: أَعْجابٌ؛ قَالَ: يَا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ، ... الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيابِ وَقَدْ عَجِبَ مِنْهُ يَعْجَبُ عَجَباً، وتَعَجَّبَ، واسْتَعْجَبَ؛ قَالَ: ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى مِنْ أَناتِنا، ... وَلَوْ زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ والاسْتِعْجابُ: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ. وَفِي النوادر: تَعَجَّبنِي فلانٌ وتَفَتَّنَني أَي تَصَبَّاني؛ وَالِاسْمُ: العَجِيبةُ، والأُعْجُوبة. والتَّعاجِيبُ: العَجائبُ، لَا واحدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومنْ تَعاجِيبِ خَلْقِ اللهِ غَاطِيةٌ، ... يُعْصَرُ مِنْها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ الغَاطِيَةُ: الكَرْمُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ؛ قرأَها حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِضَمِّ التاءِ، وَكَذَا قِرَاءَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ؛ وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وأَبو عَمْرٍو: بَلْ عَجِبْتَ، بِنَصْبِ التاءِ. الفراءُ: العَجَبُ، وإِن أُسْنِدَ إِلى اللَّهِ، فَلَيْسَ مَعْنَاهُ مِنَ اللَّهِ، كَمَعْنَاهُ مِنَ الْعِبَادِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: أَصلُ العَجَبِ فِي اللُّغَةِ، أَن الإِنسان إِذا رأَى مَا يُنْكِرُهُ ويَقِلُّ مِثْلُه، قَالَ: قَدْ عَجِبْتُ مِنْ كَذَا. وَعَلَى هَذَا مَعْنَى قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ بِضَمِّ التاءِ، لأَن الْآدَمِيَّ إِذا فَعَلَ مَا يُنْكِرُه اللهُ، جَازَ أَن يَقُولَ فِيهِ عَجِبْتُ، وَاللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ عَلِمَ مَا أَنْكَره قَبْلَ كَوْنِهِ، وَلَكِنِ الإِنكارُ والعَجَبُ الذي تَلْزَمُ به

_ (1). قوله [ونؤي معثلب] ضبطه المجد كالذي بعده بكسر اللام وضبط فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الخط كالتهذيب بفتحها ولا مانع منه حيث يقال عثلبت جدار الحوض إذا كسرته، وعثلبت زنداً أخذته لا أدري أيوري أم لا بل هو الوجيه. (2). قوله [في الصدور حوامز] كذا بالأَصل كالتهذيب والذي في التكملة: في الصدور حزائز.

الحُجَّة عِنْدَ وُقُوعِ الشيءِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ: بَلْ عَجِبْتُ ؛ أَخْبَر عَنْ نَفْسِهِ بالعَجَب. وَهُوَ يُرِيدُ: بَلْ جازَيْتُهم عَلَى عَجَبِهم مِنَ الحَقِّ، فَسَمّى فِعْلَه باسمِ فِعْلهم. وَقِيلَ: بَلْ عَجِبْتَ ، مَعْنَاهُ بَلْ عَظُمَ فِعْلُهم عِنْدَكَ. وَقَدْ أَخبر اللَّهُ عَنْهُمْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ بالعَجَب مِنَ الحَقِّ؛ قَالَ: أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً ؛ وَقَالَ: بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ؛ وَقَالَ الْكَافِرُونَ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ . ابْنُ الأَعرابي: العَجَبُ النَّظَرُ إِلى شيءٍ غَيْرِ مأْلوف وَلَا مُعتادٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ؛ الخطابُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي هَذَا موضعُ عَجَبٍ حَيْثُ أَنكروا البعْثَ، وَقَدْ تَبَيَّنَ لَهُمْ مِنْ خَلْقِ السمواتِ والأَرض مَا دَلَّهم عَلَى البَعْث، والبعثُ أَسهلُ فِي القُدْرة مِمَّا قَدْ تَبَيَّنُوا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمْسَكَ اللَّهُ تَعَالَى جرْيَةَ البَحْرِ حَتَّى كَانَ مثلَ الطاقِ فَكَانَ سَرَباً، وَكَانَ لِمُوسَى وَصَاحِبِهِ عَجَباً. وَفِي الْحَدِيثِ: عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْمٍ يُقادُونَ إِلى الجنةِ فِي السلاسِل ؛ أَي عَظُمَ ذَلِكَ عِنْدَهُ وكَبُرَ لَدَيْهِ. أَعلم اللَّهُ أَنه إِنما يَتَعَجَّبُ الآدميُّ مِنَ الشيءِ إِذا عَظُمَ مَوْقِعُه عِنْدَهُ، وخَفِيَ عَلَيْهِ سببُه، فأَخبرهم بِمَا يَعْرِفون، لِيَعْلَمُوا مَوْقعَ هَذِهِ الأَشياء عِنْدَهُ. وَقِيلَ: مَعْنَى عَجِبَ رَبُّكَ أَي رَضِيَ وأَثابَ؛ فَسَمَّاهُ عَجَباً مَجَازًا، وَلَيْسَ بعَجَبٍ فِي الْحَقِيقَةِ. والأَولُ الْوَجْهُ كَمَا قَالَ: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ؛ مَعْنَاهُ ويُجازيهم اللَّهُ عَلَى مَكْرِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَجِبَ رَبُّكَ مَنْ شَابٍّ ليستْ لَهُ صَبْوَةٌ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ إِلِّكم وقُنُوطِكم. قَالَ ابْنُ الأَثير: إِطْلاقُ العَجَب عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مَجَازٌ، لأَنه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَسبابُ الأَشياء؛ والتَّعَجُّبُ مِمَّا خَفِيَ سَبَبُهُ وَلَمْ يُعْلَم. وأَعْجَبَه الأَمْرُ: حَمَلَهُ عَلَى العَجَبِ مِنْهُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: يَا رُبَّ بَيْضَاءَ عَلَى مُهَشَّمَهْ، ... أَعْجَبَها أَكْلُ البَعيرِ اليَنَمَهْ هَذِهِ امرأَةٌ رأَتِ الإِبلَ تأْكل، فأَعْجَبها ذَلِكَ أَي كَسَبها عَجَباً؛ وَكَذَلِكَ قولُ ابنِ قَيسِ الرُّقَيَّاتِ: رَأَتْ فِي الرأْسِ منِّي شَيْبَةً، ... لَسْتُ أُغَيِّبُها فقالتْ لِي: ابنُ قَيْسٍ ذَا ... وبَعْضُ الشَّيْءِ يُعْجِبُها أَي يَكْسِبُها التَّعَجُّبَ. وأُعْجِبَ بِهِ: عَجِبَ. وعَجَّبَه بالشيءِ تَعْجِيباً: نَبَّهَهُ عَلَى التَّعَجُبِ مِنْهُ. وقِصَّةٌ عَجَبٌ، وَشَيْءٌ مُعْجِبٌ إِذا كَانَ حَسَناً جِدًّا. والتَّعَجُّبُ: أَن تَرَى الشيءَ يُعْجِبُكَ، تَظُنُّ أَنك لَمْ تَرَ مِثلَه. وقولهم: لله زيدٌ كأَنه جاءَ بِهِ اللَّهُ مِنْ أَمْرٍ عَجِيبٍ، وكذلك قولهم: لله دَرّهُ أَي جاءَ اللهُ بدَرِّه مِنْ أَمْرٍ عَجِيبٍ لِكَثْرَتِهِ. وأَمر عُجَابٌ وعُجَّابٌ وعَجَبٌ وعَجِيبٌ وعَجَبٌ عاجِبٌ وعُجَّابٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، يُؤَكَّدُ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجابٌ ؛ قرأَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: إِن هَذَا لَشَيْءٌ عُجَّابٌ ، بِالتَّشْدِيدِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ كَرِيمٌ، وكُرامٌ وكُرَّامٌ، وكَبيرٌ وكُبَارٌ وكُبَّارٌ، وعُجَّاب، بِالتَّشْدِيدِ، أَكثر مِنْ عُجَابٍ. وَقَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: بَيْنَ العَجِيب والعُجَاب فَرْقٌ؛ أَمَّا العَجِيبُ، فالعَجَبُ يَكُونُ مثلَه، وأَمَّا العُجَاب فَالَّذِي تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ. وأَعْجَبَهُ الأَمْرُ: سَرَّه. وأُعْجِبَ بِهِ كَذَلِكَ، عَلَى

لَفْظِ مَا تَقَدَّم فِي العَجَبِ. والعَجِيبُ: الأَمْرُ يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. وأَمْرٌ عَجِيبٌ: مُعْجِبٌ. وَقَوْلُهُمْ: عَجَبٌ عاجِبٌ، كَقَوْلِهِمْ: لَيْلٌ لائِلٌ، يُؤَكَّدُ بِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وَمَا البُخْلُ يَنْهاني وَلَا الجُودُ قادَني، ... ولكنَّها ضَرْبٌ إِليَّ عَجيبُ أَرادَ يَنْهاني ويَقُودُني، أَو نَهاني وقَادَني؛ وإِنما عَلَّقَ عَجِيبٌ بإِليَّ، لأَنه فِي مَعْنَى حَبِيب، فكأَنه قَالَ: حَبِيبٌ إِليَّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُجْمَعُ عَجَبٌ وَلَا عَجِيبٌ. وَيُقَالُ: جمعُ عَجِيب عَجائبُ، مِثْلَ أَفِيل وأَفائِل، وتَبيع وتَبائعَ. وَقَوْلُهُمْ: أَعاجِيبُ كأَنه جَمْعُ أُعْجُوبةٍ، مِثْلِ أُحْدُوثةٍ وأَحاديثَ. والعُجْبُ: الزُّهُوُّ. وَرَجُلٌ مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بِمَا يَكُونُ مِنْهُ حَسَناً أَو قَبِيحاً. وَقِيلَ: المُعْجَبُ الإِنسانُ المُعْجَبُ بِنَفْسِهِ أَو بالشيءِ، وَقَدْ أُعْجِبَ فلانٌ بِنَفْسِهِ، فَهُوَ مُعْجَبٌ برأْيه وَبِنَفْسِهِ؛ وَالِاسْمُ العُجْبُ، بِالضَّمِّ. وَقِيلَ: العُجْب فَضْلَةٌ مِنَ الحُمْق صَرَفْتَها إِلى العُجْبِ. وقولُهم مَا أَعجَبَه برأْيه، شَاذٌّ لَا يُقاس عَلَيْهِ. والعُجْب: الَّذِي يُحِبُّ محادثةَ النِّسَاءِ وَلَا يأْتي الرِّيبَةَ. والعُجْبُ والعَجْبُ والعِجْبُ: الَّذِي يُعْجِبُه القُعُود مَعَ النساءِ. والعَجْبُ والعُجْبُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ «1»: مَا انْضَمَّ عَلَيْهِ الوَرِكان مِنْ أَصل الذَّنَبِ المَغْروز فِي مُؤَخَّرِ العَجُز؛ وَقِيلَ: هُوَ أَصلُ الذَّنَبِ كُلُّه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَصْلُ الذَّنَبِ وعَظْمُه، وَهُوَ العُصْعُصُ؛ والجمعُ أَعْجابٌ وعُجُوبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ ابنِ آدمَ يَبْلَى إِلا العَجْبَ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إِلَّا عَجْبَ الذَّنَب. العَجْبُ، بِالسُّكُونِ: الْعَظْمِ الَّذِي فِي أَسفل الصُّلْب عِنْدَ العَجُز، وَهُوَ العَسِيبُ مِنَ الدَّوابِّ. وَنَاقَةٌ عَجْباءُ: بَيِّنَةُ العَجَبِ، غلِيظةُ عَجْبِ الذَّنَب، وَقَدْ عَجِبَتْ عَجَباً. وَيُقَالُ: أَشَدُّ مَا عَجُبَتِ الناقةُ إِذا دَقَّ أَعْلى مُؤَخَّرِها، وأَشْرَفَتْ جاعِرَتاها. والعَجْباءُ أَيضاً: الَّتِي دَق أَعلى مُؤَخَّرها، وأَشرَفَتْ جاعِرَتاها، وَهِيَ خلْقَةٌ قَبِيحَةٌ فِيمَنْ كَانَتْ. وعَجْبُ الكَثِيبِ: آخِرُه المُسْتَدِقُّ مِنْهُ، والجمعُ عُجُوب؛ قَالَ لَبِيَدٌ: يَجْتابُ أَصْلًا قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيامُها وَمَعْنَى يَجتابُ: يَقْطَع؛ وَمَنْ رَوَى يَجْتافُ، بالفاءِ، فَمَعْنَاهُ يَدْخُلُ؛ يَصِفُ مَطَرًا. والقالِصُ: المرتفعُ. والمُتَنَبِّذُ: المُتَنَحِّي نَاحِيَةً. والهَيَامُ: الرَّمْل الَّذِي يَنْهار. وَقِيلَ: عَجْبُ كُلِّ شيءٍ مُؤَخَّرُه. وبَنُو عَجْبٍ: قَبِيلَةٌ؛ وَقِيلَ: بَنُو عَجْبٍ بَطْنٌ. وَذَكَرَ أَبو زَيْدٍ خارجةُ بنُ زيدٍ أَن حَسَّان بنَ ثابتٍ أَنشد قَوْلَهُ: انْظُرْ خَليلِي ببَطْنِ جِلَّقَ هلْ ... تُونِسُ، دونَ البَلْقاءِ، مِن أَحَدِ فَبَكَى حَسَّان بذِكْرِ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ صِحَّة البصر والشَّبابِ، بعد ما كُفَّ بَصَرُه، وَكَانَ ابْنُهُ عبدُ الرَّحْمَنِ حاضِراً فسُرَّ ببكاءِ أَبيه. قَالَ خارجةُ: يَقُولُ عَجِبْتُ مِنْ سُروره ببكاءِ أَبيه؛ قَالَ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: فقالتْ لِي: ابنُ قَيْسٍ ذَا ... وبعضُ الشَّيءِ يُعْجِبُها

_ (1). قوله [وَالْعَجْبُ وَالْعُجْبُ مِنْ كُلِّ دابة إلخ] كذا بالأَصل وهذه عبارة التهذيب بالحرف وليس فيها ذكر العجب مرتين بل قال وَالْعُجْبُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ إلخ. وضبطه بشكل القلم بفتح فسكون كالصحاح والمحكم وصرح به المجد والفيومي وصاحب المختار لا سيما وأُصول هذه المادة متوفرة عندنا فتكرار العجب في نسخة اللسان ليس إلا من الناسخ اغتر به شارح القاموس فقال عند قول المجد: العجب، بالفتح وبالضم، مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مَا انضم إلى آخر ما هنا ولم يساعده على ذلك أصل صحيح، إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ.

أَي تَتَعَجَّبُ مِنْهُ. أَرادَ أَابنُ قَيْسٍ، فتَرك الأَلفَ الأُولى. عدب: العَدَابُ مِنَ الرَّمْل كالأَوْعَسِ، وَقِيلَ: هُوَ المُسْتَدِقُّ مِنْهُ، حَيْثُ يَذْهبُ مُعظَمُه، ويَبْقَى شَيْءٌ مِنْ لَيْنِه قَبْلَ أَن يَنْقَطِعَ؛ وَقِيلَ: هُوَ جانِبُ الرَّمْلِ الَّذِي يَرِقُّ مِنْ أَسْفَل الرَّمْلَةِ، ويَلي الجَدَدَ مِنَ الأَرض؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كثَوْرِ العَدَاب الفَرْدِ يَضْربُه النَّدَى، ... تَعَلَّى النَّدَى، فِي مَتْنِه، وتَحَدَّرا الواحدُ والجمعُ سواءٌ؛ وأَنشد الأَزهري: وأَقْفَرَ المُودِسُ مِنْ عَدَابِها يَعْنِي الأَرضَ الَّتِي قَدْ أَنبتت أَوّلَ نَبْتٍ ثُمَّ أَيْسَرَتْ. والعَدُوبُ: الرَّمْلُ الْكَثِيرُ. قَالَ الأَزهري: والعُدَبيُّ مِنَ الرِّجَالِ الكريمُ الأَخْلاق؛ قَالَ كَثِير بنُ جَابِرٍ المُحاربيُّ، لَيْسَ كُثَيِّرَ عَزَّةَ: سَرَتْ مَا سَرَتْ مِنْ ليلِها، ثُمَّ عَرَّسَتْ ... إِلى عُدَبيٍّ ذِي غَناءٍ وَذِي فَضْلِ وَهَذَا الْحَرْفُ ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَهْذِيبِهِ هُنَا فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي صِحَاحِهِ فِي تَرْجَمَةِ عَذَبَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. والعَدَابةُ: الرَّحِمُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فكُنْتُ كذاتِ العَرْك لَمْ تُبْقِ ماءَها، ... وَلَا هِيَ، مِنْ ماءِ العَدَابةِ، طاهِرُ وَقَدْ رُوِيَتِ العَذَابَة، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا هِيَ مِمَّا بالعَدَابةِ طَاهِرُ وَكَذَلِكَ وَجَدْتُهُ فِي عِدَّةِ نُسَخ. عذب: العَذْبُ مِنَ الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. والعَذْبُ: الماءُ الطَّيِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِيَّة عَذْبَةٌ. وَفِي الْقُرْآنِ: هَذَا عَذْبٌ فُراتٌ* . وَالْجَمْعُ: عِذَابٌ وعُذُوبٌ؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّميري: فَبَيَّتْنَ مَاءً صافِياً ذَا شَريعةٍ، ... لَهُ غَلَلٌ، بَيْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، وَلِذَلِكَ جَمَع الصِّفَةَ. والعَذْبُ: الْمَاءُ الطَّيِّبُ. وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فَهُوَ عَذْبٌ طَيِّبٌ. وأَعْذَبَه اللَّهُ: جَعَلَه عَذْباً؛ عَنْ كُراع. وأَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم. واستَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا مَاءً عَذْباً. واستعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له مَاءً عَذْباً. واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً. واستَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً. ويُستَعْذَبُ لِفُلَانٍ مِنْ بِئْرِ كَذَا أَي يُسْتَقى لَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُسْتَعْذَبُ لَهُ الماءُ مِنْ بيوتِ السُّقْيا أَي يُحْضَرُ لَهُ مِنْهَا الماءُ العَذْبُ، وَهُوَ الطَّيِّبُ الَّذِي لَا مُلوحة فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي التَّيّهان: أَنه خَرَجَ يَسْتَعذبُ الماءَ أَي يَطْلُبُ الماءَ العَذْبَ. وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ يَذُمُّ الدُّنْيَا: اعْذَوْذَبَ جانبٌ مِنْهَا واحْلَوْلَى ؛ هُمَا افْعَوعَلَ من العُذُوبة والحَلاوة، هو مِنْ أَبنية الْمُبَالِغَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: ماءٌ عِذَابٌ. يُقَالُ: ماءَةٌ عَذْبَةٌ، وَمَاءٌ عِذَابٌ، عَلَى الْجَمْعِ، لأَن الْمَاءَ جِنْسٌ لِلْمَاءَةِ. وامرأَةٌ مِعْذابُ الرِّيقِ: سائغَتُه، حُلْوَتُه؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: إِذا تَطَنَّيْتَ، بَعْدَ النَّوْمِ، عَلَّتَها، ... نَبَّهْتَ طَيِّبةَ العَلَّاتِ مِعْذابا والأَعْذَبان: الطعامُ وَالنِّكَاحُ، وَقِيلَ: الْخَمْرُ والريقُ؛ وَذَلِكَ لعُذوبَتهما.

وإِنه لَعَذْبُ اللِّسَانِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: شُبِّهَ بالعَذْبِ مِنَ الماءِ. والعَذِبَةُ، بِالْكَسْرِ «1»، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: أَرْدَأُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الطَّعَامِ، فيُرْمَى بِهِ. والعَذِبَة والعَذْبَةُ: القَذاةُ، وَقِيلَ: هِيَ القَذاةُ تَعْلُو الماءَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَذَبَةُ، بِالْفَتْحِ: الكُدْرةُ مِنَ الطُّحْلُب والعَرْمَضِ وَنَحْوِهِمَا؛ وَقِيلَ: العَذَبة، والعَذِبة، والعَذْبةُ: الطُّحْلُب نفسُه، والدِّمْنُ يَعْلُو الماءَ. وماءٌ عَذِبٌ وَذُو عَذَبٍ: كَثِيرُ القَذى والطُّحْلُب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه عَلَى النَّسَبِ، لأَني لَمْ أَجد لَهُ فِعْلًا. وأَعْذَبَ الحَوْضَ: نَزَع مَا فِيهِ مِنَ القَذَى والطُّحْلُبِ، وكَشَفَه عَنْهُ؛ والأَمرُ مِنْهُ: أَعْذِبْ حوضَك. وَيُقَالُ: اضْرِبْ عَذَبَة الحَوْضِ حَتَّى يَظْهَر الْمَاءُ أَي اضْرِبْ عَرْمَضَه. وَمَاءٌ لَا عَذِبَةَ فِيهِ أَي لَا رِعْيَ فِيهِ وَلَا كَلأَ. وَكُلُّ غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ. والعَذِبُ: مَا أَحاطَ بالدَّبْرةِ. والعاذِبُ والعَذُوبُ: الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السماءِ سِتْر؛ قَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيّاً بَاتَ فَرْداً لَا يذُوقُ شَيْئًا: فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ، كأَنَّه ... سُهَيْلٌ، إِذا مَا أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ وعَذَبَ الرجلُ والحِمارُ والفرسُ يَعْذِبُ عَذْباً وعُذُوباً، فَهُوَ عاذِبٌ وَالْجَمْعُ عُذُوبٌ، وعَذُوبٌ والجمعُ عُذُبٌ: لَمْ يأْكل مِنْ شِدَّةِ العطَشِ. ويَعْذِبُ الرجلُ عَنِ الأَكل، فَهُوَ عاذِب: لَا صَائِمٌ وَلَا مُفْطِرٌ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ وَغَيْرِهِ: باتَ عَذُوباً إِذا لَمْ يأْكل شَيْئًا وَلَمْ يَشْرَبْ. قَالَ الأَزهري: الْقَوْلُ فِي العَذُوب والعاذِب أَنَّهُ الَّذِي لَا يأْكل وَلَا يَشْرَبُ، أَصْوَبُ مِنَ الْقَوْلِ فِي العَذُوب أَنَّهُ الَّذِي يَمْتَنِعُ عَنِ الأَكل لعَطَشِه. وأَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ: امْتَنَعَ. وأَعْذَبَ غيرَه: مَنَعَهُ؛ فَيَكُونُ لَازِمًا وَوَاقِعًا، مِثْلَ أَمْلَقَ إِذا افْتَقَرَ، وأَمْلَقَ غيرَه. وأَما قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ: وجمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ، فخطأٌ، لأَنَّ فَعولًا لَا يُكَسَّر عَلَى فُعولٍ. والعاذِبُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ: الَّذِي لَا يَطْعَمُ شَيْئًا، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْخَيْلِ والإِبل، وَالْجَمْعُ عُذُوبٌ، كساجدٍ وسُجُود. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العَذُوب مِنَ الدوابِّ وَغَيْرِهَا: الْقَائِمُ الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه، فَلَا يأْكل وَلَا يَشْرَبُ، وَكَذَلِكَ العاذِبُ، وَالْجَمْعُ عُذُب. والعاذِبُ: الَّذِي يَبِيتُ لَيْلَهُ لَا يَطْعَم شَيْئًا. وَمَا ذاقَ عَذُوباً: كَعَذُوفٍ. وعَذَبَه عَنْهُ عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذاباً، وعَذَّبَه تَعْذيباً: مَنَعه وفَطَمه عَنِ الأَمر. وَكُلُّ مَنْ مَنَعْتَهُ شَيْئًا، فَقَدَ أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته. وأَعْذَبه عَنِ الطَّعَامِ: مَنْعَهُ وكَفَّه. واسْتَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ: انْتَهَى. وعَذَب عَنِ الشَّيْءِ وأَعْذَب واسْتَعْذَبَ: كُلُّه كَفَّ وأَضْرَب. وأَعْذَبَه عَنْهُ: مَنَعَهُ. وَيُقَالُ: أَعْذِبْ نَفْسَك عَنْ كَذَا أَي اظْلِفْها عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه شَيَّعَ سَرِيَّةً فَقَالَ: أَعْذِبُوا، عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ، أَنْفُسَكم، فإِن ذَلِكَ يَكْسِرُكم عَنِ الغَزْو ؛ أَي امْنَعوها عَنْ ذِكْرِ النساءِ وشَغْل القُلوب بهنَّ. وكلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيْئًا فَقَدَ أَعْذَبْتَه. وأَعْذَبَ: لَازِمٌ ومُتَعَدٍّ. والعَذَبُ: ماءٌ يَخْرُجُ عَلَى أَثرِ الوَلَدِ مِنَ الرَّحِم. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: العَذَابَةُ الرَّحِمُ؛ وأَنشد: وكُنْتُ كذاتِ الحَيْضِ لَمْ تُبْقِ ماءَها، ... وَلَا هِيَ، مِنْ ماءِ العَذَابةِ، طاهِرُ

_ (1). قوله [بالكسر] أي بكسر الذال كما صرح به المجد.

قَالَ: والعَذَابةُ رَحِمُ المرأَة. وعَذَبُ النَّوائح: هِيَ المَآلي، وَهِيَ المَعاذِبُ أَيضاً، وَاحِدَتُهَا: مَعْذَبةٌ. وَيُقَالُ لِخِرْقَةِ النَّائِحَةِ: عَذَبَةٌ ومِعْوَزٌ، وجمعُ العَذَبةِ مَعاذِبُ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والعَذَابُ: النَّكَالُ والعُقُوبة. يُقَالُ: عَذَّبْتُه تَعْذِيباً وعَذَاباً، وكَسَّرَه الزَّجَّاجُ عَلَى أَعْذِبَةٍ، فَقَالَ فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري، أَهذا نَصُّ قولِ أَبي عُبَيْدَةَ، أَم الزجاجُ اسْتَعْمَلَهُ. وَقَدْ عَذَّبَه تَعْذِيباً، وَلَمْ يُسْتَعمل غيرَ مَزِيدٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي أُخذُوا بِهِ الجُوعُ. واسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِيبَ فِيمَا لَا حِسَّ لَهُ؛ فَقَالَ: لَيْسَتْ بِسَوْداءَ مِنْ مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ، ... وَلَمْ تُعَذَّبْ بإِدْناءٍ مِنَ النارِ ابْنُ بُزُرْجَ: عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِينَ، وأَصابه مِنِّي عَذَابُ عِذَبِينَ، وأَصابه مِنِّي العِذَبونَ أَي لَا يُرْفَعُ عَنْهُ العَذابُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله عَلَيْهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا مِنَ حَيْثُ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ والنَّوح عَلَيْهِمْ، وإِشاعةِ النَّعْيِ فِي الأَحياءِ، وَكَانَ ذَلِكَ مَشْهُورًا مِنْ مَذَاهِبِهِمْ، فَالْمَيِّتُ تُلْزِمُهُ العقوبةُ فِي ذَلِكَ بِمَا تَقَدَّم مِنْ أَمره بِهِ. وعَذَبةُ اللِّسَانِ: طَرَفُه الدَّقِيقُ. وعَذَبَةُ السَّوْطِ: طَرَفُه، وَالْجَمْعُ عَذَبٌ. والعَذَبةُ: أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْط. وأَطْرافُ السُّيوفِ: عَذَبُها وعَذَباتُها. وعَذَّبْتُ السَّوْطَ، فَهُوَ مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ لَهُ عِلاقَةً؛ قَالَ: وعَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِيَةٌ، ... مِثْلُ السَّراحِينِ، فِي أَعْنَاقِها العَذَبُ يَعْنِي أَطرافَ السُّيُور. وعَذَبةُ الشَّجَرِ: غُصْنُه. وعَذَبةُ قَضِيبِ الجَمَل: أَسَلَتُه، المُسْتَدِقُّ فِي مُقَدَّمِه، وَالْجَمْعُ العَذَبُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَذَبةُ الْبَعِيرِ طَرَفُ قَضِيبِه. وَقِيلَ: عَذَبةُ كُلِّ شَيْءٍ طرفُه. وعَذَبَةُ شِرَاكِ النَّعْلِ: المُرْسَلةُ مِنَ الشِّرَاك. والعَذَبَةُ: الجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ مِنْ أَعْلاه. وعَذَبَةُ الرُّمْح: خِرقة تُشَدُّ عَلَى رأْسه. والعَذَبة: الغُصْنُ، وَجَمْعُهُ عَذَبٌ. والعَذَبة: الخَيْطُ الَّذِي يُرْفَعُ بِهِ المِيزانُ، والجمعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَذَبٌ. وعَذَباتُ النَّاقَةِ: قَوَائِمُهَا. وعاذِبٌ: اسْمُ مَوْضِع؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي: تَأَبَّدَ، مِنْ لَيْلى، رُماحٌ فعاذِبُ، ... فأَقْفَر مِمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ والعُذَيْبُ: مَاءٌ لبَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: لَعَمْرِي لئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَتْ، ... وأَخْلَتْ لِخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَراد العُذَيْبةَ، فَحَذَفَ الْهَاءَ كَمَا قَالَ: أَبْلِغ النُّعْمانَ عَنّي مَأْلُكاً قَالَ الأَزهري: العُذَيْبُ مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ القادِسيَّةِ ومُغِيثَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذِكْرُ العُذَيْبِ، وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ عَلَى مَرْحلة مِنَ الْكُوفَةِ، مُسَمّى بِتَصْغِيرِ العَذْبِ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه طَرَفُ أَرض الْعَرَبِ مِنَ العَذَبة، وَهِيَ طَرَفُ الشَّيْءِ. وعاذِبٌ: مكانٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: العُذَبِيُّ الكَرِيمُ الأَخْلاق، بِالذَّالِ مُعْجَمَةٌ؛ وأَنشد لكثيرٍ: سَرَتْ مَا سَرَتْ مِنْ لَيْلِها، ثُمَّ أَعْرَضَتْ ... إِلى عُذَبِيٍّ، ذِي غَناءٍ وَذِي فَضْلِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ هَذَا كُثَيِّر عَزَّة، إِنما هُوَ كُثَيِّرُ بْنُ جَابِرٍ المُحارِبيُّ، وَهَذَا الْحَرْفُ فِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ عدب، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَالَ: هُوَ العُدَبِيُّ، وضبطه كذلك. عرب: العُرْبُ والعَرَبُ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، خِلافُ العَجَم، وَهُمَا واحدٌ، مِثْلُ العُجُم والعَجَم، مؤَنث، وَتَصْغِيرُهُ بِغَيْرِ هَاءٌ نَادِرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: العُرَيْبُ تَصْغِيرُ العَرَبِ، قَالَ أَبو الهِنْدِيّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ المؤْمن ابن عَبْدِ القُدُّوس: فأَمَّا البَهَطُّ وحِيتَانُكُمْ، ... فَمَا زِلْتُ فِيهَا كثيرَ السَّقَمْ وَقَدْ نِلْتُ مِنْهَا كَمَا نِلْتُمُ، ... فلَمْ أَرَ فِيهَا كَضَبِّ هَرِمْ وَمَا فِي البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج، ... وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْبِ، ... لَا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ صَغَّرهم تَعْظِيمًا، كَمَا قَالَ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ. والعَرَبُ العارِبة: هُمُ الخُلَّصُ مِنْهُمْ، وأُخِذ مِنْ لَفْظه فأُكِّدَ بِهِ، كَقَوْلِكَ لَيْلٌ لائِلٌ، تَقُولُ: عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ: صُرَحاءُ. ومُتَعَرِّبةٌ ومُسْتَعْرِبةٌ: دُخَلاءُ، لَيْسُوا بخُلَّصٍ. والعَرَبيُّ مَنْسُوبٌ إِلى العَرَب، وإِن لَمْ يَكُنْ بَدَوِيّاً. والأَعْرابيُّ: البَدَوِيُّ، وَهُمُ الأَعْرابُ، والأَعارِيبُ: جَمْعُ الأَعْرابِ. وجاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ الأَعارِيبُ، وَقِيلَ: لَيْسَ الأَعْرابُ جَمْعًا لِعَربٍ، كَمَا كَانَ الأَنْبَاطُ جَمْعًا لنَبَطٍ، وإِنما العَرَبُ اسْمُ جِنْسٍ. والنَّسَبُ إِلى الأَعْرابِ: أَعْرابِيٌّ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما قِيلَ فِي النَّسَبِ إِلى الأَعْراب أَعْرابيّ، لأَنه لَا وَاحِدَ لَهُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى. أَلا تَرى أَنك تَقُولُ العَرَبُ، فَلَا يَكُونُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى؟ فَهَذَا يُقَوِّيهِ. وعَرَبِيٌّ: بَيِّنُ العُروبةِ والعُرُوبِيَّة، وَهُمَا مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا. وَحَكَى الأَزهري: رَجُلٌ عَرَبيٌّ إِذا كَانَ نَسَبُهُ فِي العَرَب ثَابِتًا، وإِن لَمْ يَكُنْ فَصِيحًا، وَجَمْعُهُ العَرَبُ، كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ مَجُوسِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، وَالْجَمْعُ، بِحَذْفِ يَاءِ النِّسْبَةِ، اليَهُودُ والمجوسُ. وَرَجُلٌ مُعْرِبٌ إِذا كَانَ فَصِيحًا، وإِن كَانَ عَجَمِيَّ النَّسب. وَرَجُلٌ أَعْرَابيٌّ، بالأَلف، إِذا كَانَ بَدَوِياً، صاحبَ نَجْعَةٍ وانْتواءٍ وارْتيادٍ للكلإِ، وتَتَبُّعٍ لمَساقِطِ الغَيْث، وَسَوَاءٌ كَانَ مِنَ العَرَب أَو مِنَ مَواليهم. ويُجْمَعُ الأَعرابيُّ عَلَى الأَعْراب والأَعارِيب. والأَعْرابيُّ إِذا قِيلَ لَهُ: يَا عَرَبيُّ! فَرِحَ بِذَلِكَ وهَشَّ لَهُ. والعَرَبيُّ إِذا قِيلَ لَهُ: يَا أَعْرابيُّ! غَضِبَ لَهُ. فَمَن نَزَل الْبَادِيَةَ، أَو جاوَرَ البَادِينَ وظعَنَ بظَعْنِهم، وانْتَوَى بانْتِوائهِم: فَهُمْ أَعْرابٌ، ومَن نَزَلَ بلادَ الرِّيفِ واسْتَوْطَنَ المُدُنَ والقُرى العَربيةَ وَغَيْرَهَا مِمَّنْ يَنْتمِي إِلى العَرَب: فَهُمْ عَرَب، وإِن لَمْ يَكُونُوا فُصَحاءَ. وَقَوْلُ اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا، قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا، وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا . فَهؤُلاء قَوْمٌ مِنْ بَوادي العَرَب قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، المدينةَ، طَمَعاً فِي الصَّدَقات، لَا رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، فَسَمَّاهُمُ اللَّه تَعَالَى الأَعْرابَ، وَمِثْلُهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّه فِي سُورَةِ التَّوْبَةِ، فَقَالَ: الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ، الْآيَةَ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي لَا يَفْرِقُ بَيْنَ العَرَبِ والأَعْراب والعَرَبيِّ والأَعْرابيِّ، رُبَّمَا تَحامَلَ عَلَى العَرَب بِمَا يتأَوّله فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَهُوَ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ العَرَبِ والأَعْراب، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ للمهاجرين و

الأَنصار أَعرابٌ، إِنما هُمْ عَرَبٌ لأَنهم اسْتَوطَنُوا القُرَى العَرَبية، وسَكَنُوا المُدُنَ، وسواء مِنْهُمُ النَّاشِئُ بالبَدْوِ ثُمَّ اسْتَوْطَنَ القُرَى، والنَّاشِئُ بِمَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرَ إِلى الْمَدِينَةِ، فإِن لَحِقَتْ طائفةٌ مِنْهُمْ بأَهل البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهِمْ، واقْتَنَوْا نَعَماً، ورَعَوْا مَسَاقِطَ الغَيْث بعد ما كَانُوا حاضِرَةً أَو مُهاجِرَةً، قِيلَ: قَدْ تَعَرَّبوا أَي صاروا أَعْراباً، بعد ما كَانُوا عَرَباً. وَفِي الْحَدِيثِ: تَمَثَّل فِي خُطْبتِه مُهاجِرٌ لَيْسَ بِأَعْرابيّ ، جَعَلَ المُهاجِرَ ضِدَّ الأَعْرابيِّ. قَالَ: والأَعْراب سَاكِنُو الْبَادِيَةِ مِنَ العَرَب الَّذِينَ لَا يُقِيمُونَ فِي الأَمصارِ، وَلَا يَدْخُلُونَهَا إِلّا لِحَاجَةٍ. والعَرَب: هَذَا الْجِيلُ، لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَسَوَاءٌ أَقام بِالْبَادِيَةِ والمُدُن، والنسبةُ إِليهما أَعْرابيٌّ وعَرَبيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلاثٌ «2» مِنَ الْكَبَائِرِ، مِنْهَا التَّعَرُّبُ بَعْدَ الهِجْرة : هُوَ أَن يَعُودَ إِلَى الْبَادِيَةِ ويُقِيمَ مَعَ الأَعْراب، بَعْدَ أَن كَانَ مُهاجراً. وَكَانَ مَنْ رَجَع بَعْدَ الهِجْرة إِلى مَوْضِعِهِ مِن غَيْرِ عُذْر، يَعُدُّونه كالمُرْتد. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الأَكْوَعِ: لَمَّا قُتِلَ عثمانُ خَرَج إِلى الرَّبَذة وأَقام بِهَا، ثُمَّ إِنه دَخَلَ عَلَى الحَجَّاج يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الأَكْوَع ارتددتَ على عَقِبك وتَعَرَّبْتَ ، قَالَ: وَيُرْوَى بِالزَّايِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ: والعَرَبُ أَهلُ الأَمصار، والأَعْرابُ مِنْهُمْ سُكَّانُ الْبَادِيَةِ خَاصَّةً. وتَعَرَّبَ أَي تَشَبَّه بالعَرب، وتَعَرَّبَ بَعْدَ هِجْرَتِهِ أَي صَارَ أَعرابياً. والعَرَبِيَّةُ: هِيَ هَذِهِ اللُّغَةُ. واخْتَلَفَ الناسُ فِي العَرَبِ لمَ سُمُّوا عَرَباً فَقَالَ بعضُهم: أَوَّلُ مَنْ أَنطق اللَّهُ لسانَه بِلُغَةِ الْعَرَبِ يَعْرُبُ بنْ قَحْطانَ، وَهُوَ أَبو اليَمن كُلِّهِمْ، وهمْ العَرَبُ الْعَارِبَةُ، ونَشأَ إِسْمَاعِيلُ بنُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، مَعَهُمْ فتَكلَّم بِلِسَانِهِمْ، فَهُوَ وأَولاده: العَرَبُ المُستَعربة، وَقِيلَ: إِن أَولاد إسماعيل نَشَؤُوا بعَرَبَة، وَهِيَ مِنْ تِهامة، فنُسِبُوا إِلى بَلَدِهم. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: خمسةُ أَنبياءَ مِنَ العَرب، وَهُمْ: مُحَمَّدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَشُعَيْبٌ، وَصَالِحٌ، وَهُودٌ، صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لسانَ الْعَرَبِ قَدِيمٌ. وَهَؤُلَاءِ الأَنبياء كُلُّهُمْ كَانُوا يَسْكُنُونَ بلادَ العَرَب، فَكَانَ شُعَيْبٌ وقومُه بأَرْضِ مَدْيَنَ، وَكَانَ صَالِحٌ وقومُه بأَرْضِ ثَمُودَ يَنْزِلُونَ بِنَاحِيَةِ الحِجْر، وَكَانَ هُودٌ وقومُه عادٌ يَنْزِلُونَ الأَحْقافَ مِنْ رِمالِ اليَمن، وَكَانُوا أَهل عَمَدٍ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالنَّبِيُّ المصطفَى مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّه عليهم وَسَلَّمَ، مِنْ سُكَّانِ الحَرم. وكلُّ مَن سَكَنَ بلادَ الْعَرَبِ وجَزيرَتَها، ونَطَقَ بلسانِ أَهلها، فَهُمْ عَرَبٌ يَمَنُهم ومَعَدُّهم. قَالَ الأَزهري: والأَقرب عِنْدِي أَنهم سُمُّوا عَرَباً بِاسْمِ بَلَدِهِمُ الْعَرَبَاتِ. وَقَالَ إسحاقُ بْنُ الفَرَج: عَرَبةُ باحَةُ العَرب، وباحةُ دارِ أَبي الفَصاحة، إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَفِيهَا يَقُولُ قَائِلُهُمْ: وعَرْبةُ أَرضٌ مَا يُحِلُّ حَرامَها، ... مِنَ النَّاسِ، إِلَّا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِل يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُحِلَّتْ لَهُ مَكةُ سَاعَةً مِنْ نَهار، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: واضطرَّ الشَّاعِرُ إِلى تَسْكِينِ الرَّاءِ مِنْ عَرَبة، فَسَكَّنَهَا، وأَنشد قَوْلَ الْآخَرِ: ورُجَّتْ باحةُ العَرَباتِ رَجًّا، ... تَرَقْرَقُ، فِي مَناكِبها، الدماءُ

_ (2). قوله [وفي الحديث ثلاث إلخ] كذا بالأصل والذي في النهاية وقيل ثلاث إلخ.

قَالَ: وأَقامتْ قُرَيْشٌ بعَرَبَةَ فَتَنَخَّتْ بِهَا، وانتَشَرَ سَائِرُ الْعَرَبِ فِي جَزِيرَتِهَا، فنُسِبوا كلُّهم إِلى عَرَبةَ، لأَنَّ أَباهم إسماعيلَ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَا نَشأَ، ورَبَلَ أَولادُه فِيهَا، فَكَثُروا، فَلَمَّا لَمْ تَحْتَملهم البلادُ، انْتَشَرُوا وأَقامت قُرَيْشٌ بِهَا. وَرُوِيَ عَنْ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ: قريشٌ هُمْ أَوْسَطُ العَرَبِ فِي العَرب دَارًا، وأَحْسَنُه جِواراً، وأَعْرَبه أَلسِنةً. وَقَالَ قتادةُ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَجْتَبي، أَي تَختار، أَفضل لغاتِ العَرب، حَتَّى صَارَ أَفضلَ لغاتِها لغَتُها، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا. قَالَ الأَزهري: وجعلَ اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، القرآنَ المُنزَلَ عَلَى النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَرَبيّاً، لأِنه نسَبه إِلَى العَرب الَّذِينَ أَنزله بِلِسَانِهِمْ، وَهُمُ النَّبِيُّ وَالْمُهَاجِرُونَ والأَنصار الَّذِينَ صيغَة لِسَانِهِمْ لغةُ الْعَرَبِ، فِي بَادِيَتِهَا وَقُرَاهَا، الْعَرَبِيَّةُ، وجعَل النبيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَربيّاً لأَنه مِنْ صَرِيحِ الْعَرَبِ، وَلَوْ أَنَّ قَوْماً مِنَ الأَعراب الَّذِينَ يَسْكُنون الباديةَ حضَروا الْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ وَغَيْرَهَا، وتَناءَوا مَعَهُمْ فِيهَا، سُمُّوا عَرَباً وَلَمْ يُسَمُّوا أَعْراباً. وَتَقُولُ: رجلٌ عَرَبيُّ اللسانِ إِذا كَانَ فَصِيحًا، وَقَالَ اللَّيْثُ: يَجُوزُ أَن يُقَالَ رجلٌ عَرَبانيُّ اللِّسَانِ. قَالَ: والعَرَبُ المُسْتَعْربةُ هُمُ الَّذِينَ دَخَلُوا فِيهِمْ بعدُ، فاستَعْربوا. قَالَ الأَزهري: المُسْتَعْربةُ عِنْدِي قومٌ مِنَ الَعَجم دَخَلُوا فِي العَرب، فتَكَلَّموا بلِسانهم، وحَكَوا هَيئاتِهم، وَلَيْسُوا بصُرَحاء فِيهِمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَعَرَّبوا مِثْلُ اسْتَعْرَبوا. قَالَ الأَزهري: وَيَكُونُ التَّعَرُّبُ أَنْ يَرجِعَ إِلى البادية، بعد ما كَانَ مُقيماً بالحَضَر، فيُلْحَقَ بالأَعْراب. وَيَكُونُ التَّعَرُّبُ المُقامَ بِالْبَادِيَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَعَرَّب آبَائِي! فهلَّا وقاهُمُ، ... مِنَ المَوتِ، رَمْلا عالِجٍ وزَرودِ يَقُولُ: أَقام آبَائِي بِالْبَادِيَةِ، وَلَمْ يَحْضُروا القُرى. ورُوي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الثَّيِّبُ تُعْربُ عَنْ نَفسها أَي تُفْصِحُ. وَفِي حَديث آخَرَ: الثَّيِّبُ يُعْربُ عَنْهَا لِسَانُهَا، والبِكرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا الحَرفُ جاءَ فِي الْحَدِيثِ يُعربُ، بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما هُوَ يُعَرِّب، بِالتَّشْدِيدِ. يُقال: عَرَّبْتُ عَنِ الْقَوْمِ إِذا تكلمتَ عَنْهُمْ، واحْتَجَجْتَ لَهُمْ، وَقِيلَ: إن أَعربَ بمعنى عَرَّبَ. وَقَالَ الأَزهري: الإِعْرابُ والتَّعْريبُ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِبانةُ، يُقَالُ: أَعْرَبَ عَنْهُ لِسانهُ وعَرَّبَ أَي أَبانَ وأَفصَحَ. وأَعْرَبَ عَنِ الرَّجل: بَيَّنَ عَنْهُ. وعَرَّبَ عَنْهُ: تَكَلَّمَ بِحُجَّتِه. وَحَكَى ابْنُ الأَثير عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ: الصوابُ يُعْرِبُ عَنْهَا، بِالتَّخْفِيفِ. وإِنما سُمِّيَ الإِعراب إِعراباً، لِتَبْيِينِهِ وإِيضاحه، قَالَ: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لُغَتَانِ مُتَسَاوِيَتَانِ، بِمَعْنَى الإِبانة والإِيضاح. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فإِنما كَانَ يُعْربُ عَمَّا فِي قَلْبِهِ لِسَانُهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّيْمي: كَانُوا يَسْتَحِبُّون أَن يُلَقِّنوا الصَّبيَّ، حِينَ يُعَرِّبُ، أَن يَقُولُ: لَا إِله إِلّا اللَّه، سَبْعَ مَرَّاتٍ أَي حِينَ يَنْطِقُ وَيَتَكَلَّمُ. وَفِي حَدِيثِ السَّقيفةِ: أَعْربُهم أَحساباً أَي أَبْيَنُهم وأَوضَحُهم. وَيُقَالُ: أَعْربْ عَمَّا فِي ضَمِيرِكَ أَي أَبِنْ. وَمِنْ هَذَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي أَفْصَحَ بِالْكَلَامِ: أَعْرَبَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ الأَنصاري: يُقَالُ أَعْربَ الأَعجَمِيُّ إِعْراباً، وتَعَرَّبَ تَعَرُّباً، واستَعْرَبَ استِعْراباً: كلُّ ذَلِكَ للأَغْتَمِ دُونَ

الصَّبِيِّ. قَالَ: وأفصَحَ الصَّبيُّ فِي منطِقه إِذا فهِمْتَ مَا يَقُولُ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّم. وأَفصَحَ الأَغْتَمُ إِفْصَاحًا مِثْلُهُ. وَيُقَالُ للعَربي: أَفصِحْ لِي أَي أَبِنْ لِي كَلَامَكَ. وأَعْرَبَ الكلامَ، وأَعْرَبَ بِهِ: بيَّنه، أَنشد أَبو زِيَادٍ: وإِني لأَكني عَنْ قَذورَ بِغَيْرِهَا، ... وأُعْربُ أَحياناً، بِهَا، فأُصارِحُ وعَرَّبَه: كأَعْرَبَه. وأَعْرَبَ بِحُجَّتِه أَي أَفصَحَ بِهَا وَلَمْ يَتَّقِ أَحداً، قَالَ الْكُمَيْتُ: وجَدْنا لكُمْ، فِي آلِ حَم، آيَةً، ... تَأَوَّلَها مِنَّا تَقيٌّ مُعَرِّبُ هَكَذَا أَنشَدَه سِيبَوَيْهِ كَمُكَلِّم. وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ" تَقِيٌّ ومُعْرِبُ" وَقَالَ: تَقِيٌّ يَتَوقَّى إِظهاره، حَذَرَ أَن يَنالَهُ مكروهٌ مِنْ أَعدائكم ومُعْربٌ أَي مُفْصِحٌ بِالْحَقِّ لَا يَتَوقَّاهم. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مُعْرِبٌ مُفْصِحٌ بِالتَّفْصِيلِ، وتَقيٌّ ساكتٌ عَنْهُ للتَّقيَّة. قَالَ الأَزهري: والخطابُ فِي هَذَا لِبَنِي هَاشِمٍ، حِينَ ظَهَروا عَلَى بَنِي أُمَيَّة، والآيةُ قولُه عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى. عَرَّبَ مَنْطِقَه أَي هَذَّبه مِنَ اللَّحْن. والإِعْراب الَّذِي هُوَ النَّحْوُ، إِنما هُوَ الإِبانَةُ عَنِ الْمَعَانِي بالأَلفاظ. وأَعْرَبَ كلامَه إِذا لَمْ يَلْحَنْ فِي الإِعراب. وَيُقَالُ: عرَّبْتُ لَهُ الكلامَ تَعْريباً، وأَعْرَبْتُ لَهُ إِعراباً إِذا بيَّنته لَهُ حَتَّى لَا يَكُونَ فِيهِ حَضْرَمة. وعَرُبَ الرجلُ «3» يَعْرُبُ عُرْباً وعُرُوباً، عَنْ ثَعْلَبٍ، وعُروبةً وعَرابةً وعُرُوبِيَّة، كفَصُحَ. وعَرِبَ إِذا فَصُحَ بَعْدَ لُكْنَةٍ فِي لِسانِه. وَرَجُلٌ عَريبٌ مُعْرِبٌ. وعَرَّبه: عَلَّمه العَرَبيَّةَ. وَفِي حَدِيثِ الحسنِ أَنه قَالَ لَهُ البَتِّيُّ: مَا تَقولُ فِي رَجُلٍ رُعِفَ فِي الصلاةِ؟ فَقَالَ الحسنُ: إنَّ هَذَا يُعَرِّبُ الناسَ، وَهُوَ يَقُولُ رُعِفَ ، أَي يُعلِّمهم الْعَرَبِيَّةَ ويَلْحَنُ، إِنما هُوَ رَعُفَ. وَتَعْرِيبُ الِاسْمِ الأَعجمي: أَن تَتَفَوَّه بِهِ العربُ عَلَى مِنهاجها، تَقُولُ: عَرَّبَتْه العربُ، وأَعْرَبَ أَيضاً، وأَعْرَبَ الأَغْتَمُ، وعَرُبَ لِسَانُهُ، بِالضَّمِّ، عُرُوبةً أَي صَارَ عَرَبِيًّا، وتَعَرَّبَ واسْتَعْرَبَ أَفصَحَ، قَالَ الشَّاعِرُ: مَاذَا لَقِينا مِنَ المُستَعرِبينَ، وَمِنْ ... قِياسِ نَحْوِهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتَدَعُوا وأَعْرَبَ الرجلُ أَي وُلِدَ لَهُ ولَدٌ عربيُّ اللَّوْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَنْقُشوا فِي خَواتمكم عَربيّاً أَي لَا تَنْقُشُوا فِيهَا محمدٌ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنه كَانَ نَقْشَ خاتَمِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَا تَنْقُشوا فِي خَواتمكم العَربيَّةَ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَنْقُشَ فِي الخاتمِ القرآنَ. وعَرَبِيَّةُ الفَرَسِ: عِتْقُه وسلامَتُه مِنَ الهُجْنَةِ. وأَعْرَبَ: صَهَلَ، فعُرفَ عِتْقُهُ بصَهيلِه. والإِعْراب: مَعْرفَتُك بالفَرسِ الْعَرَبِيِّ مِنَ الهَجين، إِذا صَهَلَ. وخَيْلٌ عِرابٌ مُعْرِبَةٌ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: والمُعرِبُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عِرْقُ هَجِينٍ، والأُنثى مُعرِبةٌ، وإِبلٌ عِرابٌ كَذَلِكَ، وَقَدْ قَالُوا: خيلٌ أَعرُبٌ، وإِبلٌ أَعْرُبٌ، قَالَ: مَا كَانَ إِلَّا طَلَقُ الإِهْمادِ، ... وكَرُّنا بالأَعْرُبِ الجِيادِ

_ (3). قوله [وعرب الرجل إلخ] بضم الراء كفصح وزناً ومعنى قوله وَعَرِبَ إِذَا فَصُحَ بَعْدَ لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول وصرح به في المصباح.

حَتَّى تَحاجَزْنَ عَنِ الرُّوَّادِ، ... تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكادِ حَوَّلَ الإِخْبارَ إِلى المُخاطَبة، وَلَوْ أَراد الإِخْبارَ فاتَّزَنَ لَهُ، لَقال: وَلَمْ تَكَدْ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: تَقودُ خَيْلًا عِراباً أَي عَرَبِيَّةً مَنْسُوبةً إِلى العَرب. وَفَرَّقُوا بَيْنَ الْخَيْلِ وَالنَّاسِ، فَقَالُوا فِي النَّاسِ: عَرَبٌ وأَعْرابٌ، وَفِي الخيلِ: عِرابٌ. والإِبل العِراب، والخيلُ العِرابُ، خِلَافُ البَخاتيِّ والبراذِينِ. وأَعْرَبَ الرجلُ: مَلَكَ خَيْلًا عِراباً، أَو إِبِلًا عِرابا، أَو اكتَسبها، فَهُوَ مُعْرِبٌ، قَالَ الجَعْدِيّ ويَصْهَلُ فِي مِثْلِ جَوْفِ الطَّوِيّ، ... صَهِيلًا تَبَيَّنَ للمُعْرِبِ يَقُولُ: إِذا سمِعَ صَهيلَهُ مَنْ لَهُ خَيْلٌ عِرابٌ، عرَفَ أَنه عَرَبيّ. والتعريبُ: أَن يَتَّخِذَ فَرَسًا عَربِيّاً. وَرَجُلٌ مُعْرِب: مَعَهُ فَرَسٌ عَربيّ. وَفَرَسٌ مُعْرِبٌ: خَلَصَتْ عَرَبِيَّته. وعرَّبَ الفرسَ: بَزَّغَه، وَذَلِكَ أَن تَنْسِفَ أَسْفَلَ حافِره، وَمَعْنَاهُ أَنه قَدْ بانَ بِذَلِكَ مَا كَانَ خَفِيّاً مِنْ أَمره، لِظُهُورِهِ إِلى مَرْآة العَين، بعد ما كَانَ مَسْتُورا، وَبِذَلِكَ تُعْرَفُ حالُه أَصُلْبٌ هُوَ أَم رِخْوٌ، وَصَحِيحٌ هُوَ أَمْ سَقِيم. قَالَ الأَزهري: والتَّعْريبُ، تَعْريبُ الفَرس، وَهُوَ أَن يُكْوَى عَلَى أَشاعِر حافِره، فِي مواضعَ، ثُمَّ يُبزَغَ بمِبْزَغٍ بَزْغاً رَفِيقًا، لَا يُؤَثِّر فِي عَصَبِه، ليَشْتَدَّ أَشْعَرُه. وعَرَّبَ الدّابةَ: بَزغها عَلَى أَشاعرها، ثُمَّ كَوَاهَا. والإِعْراب والتَّعْريبُ: الفُحْشُ. والتَّعْرِيبُ، والإِعْرابُ، والإِعْرابة، والعَرابة، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: مَا قَبُحَ مِنَ الْكَلَامِ. وأَعْربَ الرجلُ: تَكَلَّمَ بالفُحْشِ. وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ، هُوَ العِرابةُ فِي كَلَامِ العَرَب. قَالَ: والعِرابَةُ كأَنه اسْمٌ مَوْضُوعٌ مِنَ التَّعْريب، وَهُوَ مَا قَبُحَ مِنَ الْكَلَامِ. يُقَالُ مِنْهُ: عَرَّبْتُ وأَعْرَبْت. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ: أَنه كرِهَ الإِعْرابَ للمُحْرِم ، وَهُوَ الإِفْحاشُ فِي الْقَوْلِ، والرَّفَثُ. وَيُقَالُ أَراد بِهِ الإيضاحَ والتصريحَ بالهُجْر مِنَ الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: لَا تَحِلُّ العِرَابَةُ للْمُحْرم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَ يَسُبُّ النبيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: واللَّه لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمه، أَوْ لأُرَحِّلَنَّكَ بِسَيْفِي هَذَا، فَلَمْ يَزْدَدْ إِلا اسْتِعْراباً، فحمَلَ عَلَيْهِ فَضَربه، وتَعاوى عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ فَقَتَلُوهُ. الاسْتِعْرابُ: الإِفْحاشُ فِي الْقَوْلِ. وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ نِسَاءً: جَمَعْنَ العَفافَ عِنْدَ الغُرباء، والإِعْرابَ عِنْدَ الأَزْواج، وَهُوَ مَا يُسْتَفْحَشُ مِنْ أَلفاظ النِّكَاحِ وَالْجِمَاعِ، فَقَالَ: والعُرْبُ فِي عَفافة وإِعْراب وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: خيرُ النِّسَاءِ المُتَبَذِّلةُ لِزَوْجِهَا، الخَفِرَةُ فِي قَوْمها. وعَرَّبَ عَلَيْهِ: قَبَّحَ قولَه وفِعلَه، وغَيَّره عَلَيْهِ ورَدَّهُ عَلَيْهِ. والإِعْرابُ كالتَّعْريبِ. والإِعرابُ: رَدُّك الرجلَ عَنِ القَبيح. وعَرَّبَ عَلَيْهِ: منَعَه. وأَما حديثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَكم إِذا رأَيتم الرجلَ يُخَرِّقُ أَعراضَ النَّاسِ، أَن لَا تُعَرِّبوا عَلَيْهِ ، فَلَيْسَ مِنَ التَّعريب الَّذِي جاءَ فِي الخَبر، وإِنما هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: عَرَّبْتُ عَلَى الرَّجُلِ قولَه إِذا قَبَّحته عَلَيْهِ. وَقَالَ الأَصمعي وأَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: أَن لَا تُعَرِّبوا عَلَيْهِ، مَعْنَاهُ أَن لَا تُفْسدوا عَلَيْهِ كَلَامَهُ

وتُقَبِّحوه، وَمِنْهُ قولُ أَوس بنِ حَجَر: ومِثْلُ ابنِ عَثْمٍ إِنْ ذُحُولٌ تُذُكِّرَتْ، ... وقَتْلى تِياسٍ، عَنْ صِلاحٍ، تُعَرِّبُ وَيُرْوَى: يُعَرِّبُ، يَعْنِي أَن هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قُتِلوا مِنَّا، وَلَمْ نَثَّئِرْ بِهِمْ، وَلَمْ نَقْتُل الثَّأْر، إِذا ذُكِرَ دِماؤُهم أَفْسَدَتِ المُصالحَةَ ومَنَعَتْنا عَنْهَا. والصِّلاحُ: المُصالحَةُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّعْريبُ التَّبْيينُ والإِيضاحُ، فِي قَوْلِهِ: الثَّيِّبُ تُعَرِّبُ عن نفسها، أَي مَا يَمْنَعُكُمْ أَن تُصرِّحوا لَهُ بالإِنكار، والرَّدِّ عَلَيْهِ، وَلَا تَستأْثروا. قَالَ: والتَّعْريبُ الْمَنْعُ وَالْإِنْكَارُ، فِي قَوْلِهِ أَن لَا تُعَرِّبوا أَي لَا تَمْنَعوا. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَنْ صِلاحٍ تُعَرِّبُ أَي تَمْنع. وَقِيلَ: الفُحْشُ والتَّقْبيحُ، مَنْ عَرِبَ الجُرْحُ إِذا فَسَدَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخي عَرِبَ بَطنُه أَي فَسَد، فَقَالَ: اسْقِهِ عَسَلًا. وَقَالَ شَمِرٌ: التَّعْريبُ أَن يَتَكلم الرجُلُ بِالْكَلِمَةِ، فيُفْحِشَ فِيهَا، أَوْ يُخْطِئَ، فَيَقُولَ لَهُ الآخرُ: لَيْسَ كَذَا، وَلَكِنَّهُ كَذَا لِلَّذِي هُوَ أَصوبُ. أَراد مَعْنَى حَدِيثِ عُمَرَ أَن لَا تُعَرِّبوا عَلَيْهِ. قَالَ: والتَّعريب مثلُ الإِعْراب مِنَ الفُحْش فِي الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ بعضِهم: مَا أُوتِيَ أَحدٌ مِنْ مُعَارَبةِ النِّسَاءِ مَا أُوتِيتُه أَنا ، كأَنه أَراد أَسباب الْجِمَاعِ ومُقَدَّماتِه. وعَرِبَ الرجلُ عَرَباً، فَهُوَ عَرِبٌ: اتَّخَمَ. وعَرِبَتْ مَعِدَتُه، بِالْكَسْرِ، عَرَباً: فسَدَتْ، وَقِيلَ: فَسَدَتْ مِمَّا يَحْمِلُ عَلَيْهَا، مِثْلُ ذَرِبَتْ ذرَباً، فَهِيَ عَرِبَةٌ وذَرِبةٌ. وعَرِبَ الجُرْحُ عَرَباً، وحَبِطَ حَبطاً: بَقِيَ فِيهِ أَثرٌ بَعْدَ البُرْءِ، ونُكْسٌ وغُفْرٌ. وعَرِبَ السَّنامُ عَرَباً إِذا وَرِمَ وتَقَيَّح. والتَّعْريبُ: تَمْريضُ العَرِبِ، وَهُوَ الذَّرِبُ المَعِدةِ، قَالَ: الأَزهري: ويُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ التَّعْرِيبُ عَلَى مَن يَقُولُ بِلِسَانِهِ المُنْكَر مِنْ هَذَا، لأَنه يُفْسِدُ عَلَيْهِ كَلَامُهُ، كَمَا فَسَدَت مَعدَتُه. قَالَ أَبو زَيْدٍ الأَنصاري: فعلتُ كَذَا وَكَذَا، فَمَا عَرَّبَ عليَّ أَحَدٌ أَي مَا غَيَّرَ عليَّ أَحدٌ. والعِرابة والإِعْرابُ: النِّكَاحُ، وَقِيلَ: التَّعْريضُ بِهِ. والعَرِبةُ والعَرُوبُ: كِلْتَاهُمَا المرأَة الضَّحَّاكة، وَقِيلَ: هِيَ المُتَحَبِّبةُ إِلى زَوجها، المُظهِرة لَهُ ذَلِكَ، وَبِذَلِكَ فُسِّر قولُه، عَزَّ وَجَلَّ: عُرُباً أَتْراباً ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَاشِقَةُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجارِيةِ العَرِبةِ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ الحَريصة عَلَى اللَّهْو، فأَما العُرُب: فَجَمْعُ عَروب، وَهِيَ المرأَة الحَسْناءُ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلى زَوْجِهَا، وَقِيلَ: العُرُبُ الغَنِجاتُ، وَقِيلَ: المُغْتَلِمات، وَقِيلَ: العَواشِقُ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّكِلاتُ، بلُغةِ أَهلِ مَكة، والمَغْنُوجات، بلُغةِ أَهلِ الْمَدِينَةِ. والعَرُوبةُ: مِثْلُ العَرُوب فِي صفةِ النساءِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ العاشِقُ الغَلِمةُ، وَهِيَ العَرُوبُ أَيضا. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: العَرُوبُ المُطِيعةُ لِزَوْجِهَا، المُتَحَبِّبَةُ إِليه. قَالَ: والعَرُوب أَيضاً العاصِيةُ لِزَوْجِهَا، الخائنةُ بفَرْجها، الفاسدةُ فِي نَفْسها، وأَنشد: فَمَا خَلَفٌ، مِنْ أُمِّ عِمْرانَ، سَلْفَعٌ، ... مِنَ السُّودِ، وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ «1» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنشد ثَعْلَبٌ هَذَا الْبَيْتَ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن عَرُوب في هذا البيت

_ (1). قوله" ورهاء العنان" هو من المعانة، وهي المعارضة من عنّ لي كذا أي عرض لي، قاله في التكملة.

الضَّحَّاكة، وَهُمْ يَعِيبُون النساءَ بالضَّحِك الْكَثِيرِ. وَجَمْعُ العَرِبة: عَرِباتٌ، وجمعُ العَرُوب: عُرُبٌ، قَالَ: أَعْدَى بِهَا العَرِباتُ البُدَّنُ العُرُبُ وتَعَرَّبَتِ المرأَةُ لِلرَّجُلِ: تَغَزَّلَتْ. وأَعْرَبَ الرجلُ: تَزَوَّجَ امرأَة عَرُوباً. والعَرَبُ: النَّشاطُ والأَرَنُ. وعَرِبَ عَرابةً: نشِطَ، قَالَ: كلُّ طِمِرٍّ غَذَوانٍ عَرَبُه ويُروى: عَدَوانٍ. وماءٌ عَرِبٌ: كثيرٌ. والتَّعْريبُ: الإِكثارُ مِنْ شُرْب العَرِبِ، وَهُوَ الْكَثِيرُ مِنَ الماءِ الصَّافِي. ونَهْر عَرِبٌ: غَمْرٌ. وَبِئْرٌ عَرِبة: كثيرةُ الماءِ، والفعلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَرِبَ عَرَباً، فَهُوَ عارِبٌ وعارِبةٌ. والعَرَبةُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّهْرُ الشَّدِيدُ الجَريِ. والْعَرَبةُ أَيضاً: النَّفْسُ، قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: لمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجُو فَضْلَ نائِلِكُمْ، ... نَفَحْتَني نَفْحةً طابتْ لَهَا العَرَبُ «1» والعَرَباتُ: سُفُن رواكدُ، كَانَتْ فِي دِجْلَة، واحِدَتُها، عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ، عَرَبَةٌ. والتَّعْريبُ: قَطْع سَعَفِ النَّخْلِ، وَهُوَ التَّشْذيبُ. والعِرْبُ: يَبيسُ البُهْمَى خاصَّة، وَقِيلَ: يَبيسُ كلِّ بَقْلٍ، الْوَاحِدَةُ عِرْبة، وَقِيلَ: عِرْبُ البُهْمى شَوْكُها. والعَرَبيّ: شَعِيرٌ أَبيضُ، وسُنْبُله حَرْفان عَريض، وحَبُّه كِبارٌ، أَكبر مِنْ شَعِيرِ العِراق، وَهُوَ أَجودُ الشَّعِيرِ. وَمَا بِالدَّارِ عَريبٌ ومُعْرِبٌ أَي أَحَدٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سواءٌ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ النَّفْيِ. وأَعْرَبَ سَقْيُ الْقَوْمِ إِذا كَانَ مَرَّةً غِبّاً، وَمَرَّةً خِمساً، ثُمَّ قَامَ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: العَرَّاب الَّذِي يَعْمَلُ العَراباتِ، واحِدَتُها عَرابة، وَهِيَ شُمُلُ ضُروعِ الغَنَمِ. وعَرِبَ الرجلُ إِذا غَرِقَ فِي الدُّنيا. والعُرْبانُ والعُرْبُونُ والعَرَبُونُ: كلُّه مَا عُقِدَ بِهِ البَيْعَةُ مِنَ الثَّمَنِ، أَعْجَمِيٌّ أُعْرِب. قَالَ الفراءُ: أَعْرَبْتُ إِعْراباً، وعَرَّبْت تَعْريبا إِذا أَعْطَيْتَ العُرْبانَ. وَرُوي عَنْ عَطَاءٍ أَنه كَانَ يَنْهى عَنْ الإِعراب فِي الْبَيْعِ. قَالَ شَمِرٌ: الإِعراب فِي الْبَيْعِ أَن يَقُولَ الرجلُ لِلرَّجُلِ: إِن لَمْ آخُذْ هَذَا الْبَيْعَ بِكَذَا، فَلَكَ كَذَا وَكَذَا مِنْ مَالِي. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ العُرْبانِ ، هُوَ أَن يَشْتَري السِّلْعةَ، ويَدْفَعَ إِلَى صَاحِبِهَا شَيْئًا عَلَى أَنه إِن أَمضَى البيعَ حُسِبَ مِنَ الثَّمَنِ، وإِن لَمْ يُمْضِ البيعَ كَانَ لصاحِبِ السِّلْعةِ، وَلَمْ يَرْتَجِعْه الْمُشْتَرِي. يُقَالُ: أَعْرَبَ فِي كَذَا، وعَرَّبَ، وعَرْبَنَ، وَهُوَ عُرْبانٌ، وعُرْبُون، وعَرَبُون، وَقِيلَ: سُمي بِذَلِكَ، لأَن فِيهِ إِعراباً لعَقْدِ الْبَيْعِ أَي إِصلاحا وإِزالةَ فسادٍ لِئَلَّا يملكُه غيرُه بِاشْتِرَائِهِ، وَهُوَ بَيْعٌ بَاطِلٌ عِنْدَ الفقهاءِ، لِما فِيهِ مِنَ الشَّرْطِ والغَرَر، وأَجازه أَحمد، ورُوي عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِجازتُه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وحديثُ النَّهْي مُنْقَطِعٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: أَنَّ عَامِلَهُ بِمَكَّةَ اشْتَرى داراً للسِّجْنِ بأَربعة

_ (1). قوله [لما أتيتك إلخ] كذا أَنشده الجوهري. وقال الصاغاني: البيت مغير وهو لابن ميادة يمدح الوليد بن يزيد، والرواية: لَمَّا أَتَيْتُكَ مِنْ نَجْدٍ وساكنه ... نفحت لي نفحة طارت بها العرب

آلَافٍ، وأَعْرَبوا فِيهَا أَربعَمائة أَي أَسْلَفُوا، وَهُوَ مِنَ العُرْبانِ. وَفِي حَدِيثِ عطاءٍ: أَنه كَانَ يَنْهَى عَنْ الإِعرابِ فِي الْبَيْعِ. وَيُقَالُ: أَلْقَى فُلَانٌ عَرَبُونه، إِذا أَحدَثَ. وعَروبَةُ والعَرُوبَةُ: كِلْتَاهُمَا الجُمعة. وَفِي الصِّحَاحِ: يَوْمُ العَروبة، بالإِضافة، وَهُوَ مِنْ أَسمائهم الْقَدِيمَةِ، قَالَ: أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ، وأَنَّ يَومِي ... بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالِي دُبارِ، فإِنْ أَفُتْهُ، ... فَمُؤْنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيارِ أَراد: فبِمُؤْنِس، وترَكَ صَرْفَه عَلَى اللُّغَةِ العادِيَّةِ الْقَدِيمَةِ. وإِن شئْتَ جَعَلْتَه عَلَى لُغَةِ مَن رَأَى تَرْكَ صَرْفِ مَا يَنْصَرف، أَلا تَرَى أَن بعضَهم قَدْ وَجَّه قولَ الشاعر: ........ وممن وَلَدُوا: ... عامِرُ ذُو الطُّولِ وَذُو العَرْضِ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ أَبو مُوسَى الحامِضُ: قُلْتُ لأَبي الْعَبَّاسِ: هَذَا الشِّعْرُ مَوْضُوعٌ. قَالَ: لمَ؟ قُلْتُ: لأَن مُؤْنِساً، وجُباراً، ودُباراً، وشِياراً تَنْصَرفُ، وَقَدْ تَرَكَ صَرْفَها. فَقَالَ: هَذَا جَائِزٌ فِي الْكَلَامِ، فَكَيْفَ فِي الشَّعَرِ؟ وَفِي حَدِيثِ الْجُمْعَةِ: كَانَتْ تُسَمَّى عَرُوبةَ ، هُوَ اسْمٌ قَدِيمٌ لَهَا، وكأَنه لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. يُقال: يومُ عَروبةٍ، وَيَوْمُ العَرُوبةِ، والأَفصحُ أَن لَا يَدْخُلُهَا الأَلفُ وَاللَّامُ. قَالَ السُّهَيلي فِي الرَّوْض الأُنُفِ: كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ جَدّ سَيِّدِنَا رسولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ يَوْمَ العَروبة، وَلَمْ تُسَمَّ العَروبة، إِلا مُذْ جاءَ الإِسلام، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَمَّاهَا الْجُمُعَةَ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَجْتَمِعُ إِليه فِي هَذَا الْيَوْمِ، فيَخْطُبُهم ويُذكِّرُهم بمَبْعثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُعْلِمهم أَنه مِنْ وَلَدِهِ، ويَأْمُرهم باتِّباعه والإِيمان بِهِ، وَيُنْشِدُ فِي هَذَا أَبياتاً، مِنْهَا: يَا لَيْتَني شاهدٌ فَحْواءَ دَعْوَتهِ، ... إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الخَلْقَ خِذْلانا قَالَ ابْنُ الأَثير: وعَرُوباً اسْمُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. والعَبْرَبُ: السُمَّاقُ. وَقِدْرٌ عَرَبْرَبِيَّة وعَبْرَبِية أَي سُمَّاقِيَّةٌ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ، قَالَ لطبّاخِه: اتّخِذْ لَنا عَبْرَبيةً وأَكْثِر فَيْجَنَها. العَبْرَبُ: السُّمَّاقُ، والفَيْجَنُ: السَّذَابُ. والعَرَابُ: حَمْل الخَزَمِ، وَهُوَ شَجَر يُفْتَلُ مِنْ لِحائِه الحِبالُ، الواحدةُ عَرابةٌ، تأْكله القُرود، وَرُبَّمَا أَكله الناسُ فِي المَجاعة. والعَرَباتُ: طريقٌ فِي جَبَلٍ بِطَرِيقِ مِصْرَ. وعَرِيبٌ: حَيٌّ مِنَ اليَمَن. وَابْنُ العَرُوبةِ: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: ابْنُ أَبي العَرُوبةِ، بالأَلف وَاللَّامِ. ويَعْرُبُ: اسْمٌ. وعَرَابَة، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الأَنصار مِنَ الأَوْس، قَالَ الشَّمَّاخُ: «1» إِذا مَا رايةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ. ... تَلَقَّاها عَرابةُ باليَمينِ «2» عرتب: العَرْتَبةُ: الأَنْفُ، وَقِيلَ: مَا لانَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هِيَ الدائرةُ تَحْتَهُ فِي وَسَطِ الشفةِ. الأَزهري:

_ (1). قوله [قال الشماخ] ذكر المبرد وغيره أَن الشماخ خرج يريد المدينة، فلقيه عرابة بن أوس، فسأَله عما أقدمه المدينة فقال: أردت أن أمتار لأَهلي، وكان معه بعيران فأوقرهما عرابة تمراً وبراً، وكساه وأكرمه، فخرج من المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يقول فيها: رَأَيْتُ عَرَابَةَ الأَوسيّ يَسْمُو ... إِلَى الْخَيْرَاتِ، مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ (2). [إذا ما راية إلخ] فالبيت ليس للحطيئة كما زعم الجوهري، أفاده الصاغاني.

وَيُقَالُ لِلدَّائِرَةِ الَّتِي عِنْدَ الأَنف، وَسَطَ الشَّفَةِ العُلْيا: العَرْتَمَةُ، والعَرْتَبةُ، لُغَةٌ فِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: سأَلتُ عَنْهَا أَعرابياً مِنْ أَسَد، فوَضَع أُصْبُعَه على وَتَرةِ أَنفه. عرزب: العَرْزَبُ: المُخْتَلِطُ الشَّديد. والعَرْزَبُ: الصُّلْبُ. عرطب: العَرْطَبةُ: طَبْلُ الحَبَشة. والعَرْطَبَة والعُرْطُبة، جَمِيعًا: اسْمٌ للعُود، عُودِ اللَّهْوِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِكُلِّ مُذْنِبٍ، إِلَّا لِصَاحِبِ عَرْطَبةٍ أَو كُوبةٍ ؛ العَرْطَبة، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: العُود، وَقِيلَ: الطُّنْبورُ. عرقب: العُرْقُوب: العَصَبُ الغليظُ، المُوَتَّرُ، فَوْقَ عَقِبِ الإِنسان. وعُرْقُوبُ الدَّابَّةِ فِي رِجْلِهَا، بِمَنْزِلَةِ الرُّكْبة فِي يَدِهَا؛ قَالَ أَبو دُواد: حَديدُ الطَّرْفِ والمَنْكِبِ ... والعُرْقُوب والقَلْبِ قَالَ الأَصمعي: وَكُلُّ ذِي أَربع، عُرْقُوباه فِي رِجْلَيْهِ، ورُكبتاه فِي يَدَيْهِ. والعُرْقُوبانِ مِنَ الْفَرَسِ: مَا ضَمَّ مُلْتَقَى الوَظِيفَين والساقَيْن مِنْ مآخِرِهما، مِنَ العَصَب؛ وَهُوَ مِنِ الإِنسان، مَا ضَمَّ أَسفَل الساقِ والقَدَم. وعَرْقَبَ الدَّابَّةَ: قَطَعَ عُرْقُوبَها. وتَعَرْقَبَها: رَكِبَهَا مِنْ خَلْفها. الأَزهري: العُرْقُوب عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الْكَعْبَيْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ويْلٌ للعَراقِيبِ مِنَ النارِ ، يَعْنِي فِي الوُضوءِ. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ، كَانَ يَقُولُ للجَزَّارِ: لَا تُعَرْقِبْها أَي لَا تَقْطَعْ عُرْقُوبَها، وَهُوَ الوَتَرُ الَّذِي خَلْفَ الْكَعْبَيْنِ مِن مَفْصِل الْقَدَمِ وَالسَّاقِ، مِنْ ذَوَاتِ الأَربع؛ وَهُوَ مِنِ الإِنسان فُوَيْقَ العَقِب. وعُرْقُوبُ القَطا: ساقُها، وَهُوَ مِمَّا يُبالَغُ بِهِ فِي القِصَر، فَيُقَالُ: يومٌ أَقْصَرُ مِنْ عُرقُوبِ القَطا؛ قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ: ونَبْلِي وفُقَاها كعَراقِيبِ ... قَطاً طُحْلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ، فِي أَخبار النَّحْوِيِّينَ، أَن هَذَا الْبَيْتَ لإمرئِ الْقَيْسِ بْنِ عَابِسٍ؛ وذَكَر قَبْلَهُ أَبياتاً وَهِيَ: أَيا تَمْلِكُ يَا تَمْلِي ... ذَريني وذَري عَذْلي، ذَريني وسِلاحي، ثُم ... شُدِّي الكَفَّ بالعُزلِ، ونَبْلِي وفُقاها كعَراقيبِ ... قَطاً طُحْلِ، وثَوْبايَ جَديدانِ، ... وأُرخي شَرَكَ النَّعْلِ، وَمِنِّي نظْرَةٌ خَلْفي، ... ومِنِّي نَظْرةٌ قبْلي، فإِمَّا مِتُّ يَا تَمْلِي، ... فَمُوتِي حُرَّةً مِثْلي وَزَادَ فِي هَذِهِ الأَبيات غَيْرُهُ: وَقَدْ أَخْتَلِسُ الضَّرْبَةَ، ... لَا يَدْمَى لَهَا نَصْلي وقد أَخْتَلِسُ الطَّعْنَةَ، تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ ... كَجَيْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْهاءِ، رِيعَتْ وَهِيَ تَسْتَفْلِي قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ فِي تَارِيخِ النَّحْوِيِّينَ: سَنَنَ الرِّجْل، بالراءِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَن الدَّمَ يَسِيلُ عَلَى رِجْله، فيُخْفِي آثارَ وَطْئِها. وعُرْقُوبُ الوادِي: مَا انْحَنَى مِنْهُ والتَوَى، والعُرْقُوبُ مِن الْوَادِي: مَوْضِعٌ فِيهِ انْحِناءٌ والتِواءٌ شديدٌ. والعُرْقُوب: طَريقٌ فِي الجَبل؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقال مَا أَكْثَرَ عَراقيبَ هَذَا الْجَبَلِ، وَهِيَ الطُّرُقُ الضَّيِّقةُ فِي مَتْنِه، قَالَ الشَّاعِرُ: ومَخُوفٍ، مِنَ المناهِلِ، وَحْشٍ ... ذِي عَراقيبَ، آجِنٍ مِدْفانِ

والعُرْقُوبُ: طريقٌ ضَيّقٌ يَكُونُ فِي الوَادي البعيدِ القَعْرِ، لَا يَمْشِي فِيهِ إِلا واحدٌ. أَبو خَيْرة: العُرْقُوبُ والعَراقِيبُ، خَياشيم الجبالِ وأَطرافُها، وَهِيَ أَبْعدُ الطُّرق، لأَنك تَتَّبِع أَسْهَلَها أَيْنَ كَانَ. وتَعَرقَبْتُ إِذا أَخَذْتَ فِي تِلْكَ الطُّرُق. وتَعَرْقَبَ لخصْمِه إِذا أَخَذَ فِي طَريق تَخْفى عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا حَبَا قُفٌّ لَهُ تَعَرْقَبا مَعْنَاهُ: أَخَذَ فِي آخَرَ، أَسْهَلَ مِنْهُ؛ وأَنشد: إِذا مَنْطِقٌ زَلَّ عَنْ صاحِبي، ... تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ أَي أَخَذْتُ فِي مَنْطِقٍ آخَرَ أَسْهَلَ مِنْهُ. ويُرْوَى تَعَقَّبْتُ. وعَراقيبُ الأُمور، وعَراقيلُها: عظامُها، وصعابُها، وعَصاويدُها، وَمَا دَخَلَ مِنَ اللَّبْس فِيهَا، واحدُها عُرْقُوب. وَفِي الْمَثَلِ: الشَّرُّ أَلْجأَهُ إِلى مُخِّ العُرْقُوبِ. وَقَالُوا: شَرٌّ مَا أَجاءَك إِلى مُخَّة عُرْقُوبٍ؛ يُضْرَبُ هَذَا، عِنْدَ طَلبِكَ إِلى اللَّئِيم، أَعْطاكَ أَو مَنَعك. وَفِي النَّوَادِرِ: عَرْقَبْتُ لِلْبَعِيرِ، وعَلَّيْتُ لَهُ إِذا أَعَنْتَه بِرَفْعٍ. ويُقال: عَرْقِبْ لبعيرِك أَي ارْفَعْ بعُرْقُوبِه حَتَّى يقُومَ. والعَرَبُ تُسَمِّي الشِّقِرَّاقَ: طَيْرَ العَراقيبِ، وَهُمْ يَتَشاءَمون بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ، ابنَ مُدْرِكٍ، ... فلاقَيْتِ مِن طَيرِ العَراقيبِ أَخْيَلا وَتَقُولُ العربُ إِذا وقَعَ الأَخْيَلُ عَلَى البَعِير: لَيُكْسَفَنَّ عُرْقوباه. أَبو عَمْرٍو: تَقُولُ إِذا أَعْياكَ غَريمُكَ فَعَرْقِبْ أَي احْتَلْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَا يُعْيِيكَ عُرْقُوبٌ لِوَأْيٍ، ... إِذا لَمْ يُعْطِكَ، النَّصَفَ، الخَصِيمُ وَمِنْ أَمثالهم فِي خُلْفِ الوَعْدِ: مواعِيدُ عُرْقوب. وعُرْقُوبٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ العَمالِقة؛ قيل هُوَ عُرْقُوبُ بْنُ مَعْبَدٍ، كَانَ أَكذبَ أَهل زَمَانِهِ؛ ضَرَبَتْ بِهِ العَرَبُ المَثَلَ فِي الخُلْف، فَقَالُوا: مَواعِيدُ عُرْقوبٍ. وَذَلِكَ أَنه أَتاه أَخٌ لَهُ يسأَله شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْقوبٌ: إِذا أَطْلَعَتْ هَذِهِ النخلةُ، فلكَ طَلْعُها؛ فَلَمَّا أَطْلَعَتْ، أَتاه للعِدَةِ، فَقَالَ لَهُ: دَعْها حَتَّى تصيرَ بَلَحاً، فَلَمَّا أَبْلَحَتْ قَالَ: دَعْها حَتَّى تَصيرَ زَهْواً، فَلَمَّا أَبْسَرَتْ قَالَ: دَعْها حَتَّى تَصير رُطَباً، فَلَمَّا أَرْطَبَتْ قَالَ: دَعْها حَتَّى تَصِيرَ تَمْرًا، فَلَمَّا أَتْمَرَتْ عَمدَ إِليها عُرْقُوبٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَجَدَّها، وَلَمْ يُعْطِ أَخاه مِنْهُ شَيْئًا، فَصَارَتْ مَثَلًا فِي إِخْلاف الْوَعْدِ؛ وَفِيهِ يَقُولُ الأَشْجَعي: وعَدْتَ، وَكَانَ الخُلْفُ منكَ سَجِيَّةً، ... مَواعيدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بيَتْرَبِ بالتاءِ، وَهِيَ بِالْيَمَامَةِ؛ وَيُرْوَى بيَثْرِبِ وَهِيَ الْمَدِينَةُ نَفسُها؛ والأَوَّلُ أَصَحّ، وَبِهِ فُسِّر قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: كانتْ مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا، ... وَمَا مَواعِيدُها إِلَّا الأَباطيلُ وعُرْقُوبٌ: فَرَسُ زيدِ الفَوارِسِ الضَّبِّيِّ: عزب: رَجُلٌ عَزَبٌ ومِعْزابة: لَا أَهل لَهُ؛ ونظيرهُ: مِطْرابة، ومِطْواعة، ومِجْذامة، ومِقْدامة. وامرأَة عَزبَةٌ وعَزَبٌ: لَا زَوْجَ لَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي صِفَةِ امرأَة «3»:

_ (3). قوله [قَالَ الشَّاعِرُ فِي صِفَةِ امرأة إلخ] هو العجير السلولي، بالتصغير.

إِذا العَزَبُ الهَوْجاءُ بالعِطْرِ نافَحَتْ، ... بَدَتْ شَمْسُ دَجْنٍ طَلَّةً مَا تَعَطَّرُ وَقَالَ الرَّاجِزُ: يَا مَنْ يَدُلُّ عَزَباً عَلَى عَزَبْ، ... عَلَى ابْنَةِ الحُمارِسِ الشَّيْخِ الأَزَبّ قَوْلُهُ: الشَّيْخُ الأَزَبّ أَي الكَريهُ الَّذِي لَا يُدْنى مِنْ حُرْمَتِه. وَرَجُلَانِ عَزَبانِ، وَالْجُمَعُ أَعْزابٌ. والعُزَّابُ: الَّذِينَ لَا أَزواجَ لَهُمْ، مِنَ الرِّجَالِ والنساءِ. وَقَدْ عَزَبَ يَعْزُبُ عُزوبةً، فَهُوَ عازِبٌ، وَجَمْعُهُ عُزّابٌ، وَالِاسْمُ العُزْبة والعُزُوبة، وَلَا يُقال: رَجُلٌ أَعْزَبُ، وأَجازه بَعْضُهُمْ. ويُقال: إِنه لَعَزَبٌ لَزَبٌ، وإِنها لَعَزَبة لَزَبة. والعَزَبُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، كخادمٍ وخَدَمٍ، ورائِحٍ ورَوَحٍ؛ وَكَذَلِكَ العَزيبُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كالغَزِيِّ. وتَعَزَّبَ بَعْدَ التأَهُّلِ، وتَعَزَّبَ فلانٌ زَمَانًا ثُمَّ تأَهل، وتَعَزَّبَ الرَّجُلُ: تَرَك النكاحَ، وَكَذَلِكَ المرأَةُ. والمِعْزابةُ: الَّذِي طالتْ عُزُوبَتُه، حَتَّى مَا لَه فِي الأَهلِ مِنْ حَاجَةٍ؛ قَالَ: وَلَيْسَ فِي الصفاتِ مِفْعالة غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا كَانَ مِنْ مِفْعالٍ، كَانَ مؤَنثه بِغَيْرِ هَاءٍ، لأَنه انْعَدَلَ عَنِ النُّعوت انْعِدالًا أَشدَّ مِنْ صَبُورٍ وَشَكُورٍ، وَمَا أَشبههما، مِمَّا لَا يُؤَنَّثُ، ولأَنه شُبِّهَ بِالْمَصَادِرِ لدخولِ الهاءِ فِيهِ؛ يُقَالُ: امرأَة مِحْماقٌ ومِذْكار ومِعطارٌ. قَالَ وَقَدْ قِيلَ: رَجُلٌ مِجْذامةٌ إِذا كَانَ قَاطِعًا للأُمور، جاءَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وإِنما زَادُوا فِيهِ الْهَاءَ، لأَن العَرَبَ تُدْخِل الْهَاءَ فِي الْمُذَكَّرِ، عَلَى جِهَتَيْنِ: إِحداهما الْمَدْحُ، والأُخرى الذَّمُّ، إِذا بُولِغَ فِي الْوَصْفِ. قَالَ الأَزهري: والمِعْزابة دَخَلَتْهَا الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ أَيضاً، وَهُوَ عِنْدِي الرَّجُلُ الَّذِي يُكثر النُّهوضَ فِي مالِه العَزيبِ، يَتَتَبَّعُ مَساقطَ الغَيْثِ، وأُنُفَ الكَلإِ؛ وَهُوَ مدْحٌ بالِغٌ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى. والمِعْزابَةُ: الرجلُ يَعْزُبُ بِمَاشِيَتِهِ عَنِ النَّاسِ فِي المَرْعَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ بَعْثاً فَأَصْبَحوا بأَرْضٍ عَزُوبة بَجْراءَ أَي بأَرضٍ بعيدةِ المَرْعَى، قليلَتِه؛ وَالْهَاءُ فِيهَا لِلْمُبَالَغَةِ، مثلُها فِي فَرُوقَةٍ ومَلُولة. وعازِبةُ الرَّجُل «1»، ومِعْزَبَتُه، ورُبْضُه، ومُحَصِّنَتُه، وحاصِنَته، وحاضِنَتُه، وقابِلَتُه، ولِحافُه: امرأَتُه. وعَزَبَتْه تَعزُبه، وعَزَّبَتْه: قَامَتْ بأُموره. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَا تَكُونُ المُعَزِّبةُ إِلّا غَرِيبَةً؛ قَالَ الأَزهري: ومُعَزِّبةُ الرَّجُلِ: امرأَتُه يَأْوي إِليها، فَتَقُومُ بإِصلاح طَعَامِهِ، وحِفظِ أَداته. وَيُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ مُعَزِّبة تُقَعِّدُه. وَيُقَالُ: لَيْسَ لِفُلَانٍ امرأَة تُعَزِّبه أَي تُذْهِبُ عُزُوبتَه بِالنِّكَاحِ؛ مِثْلُ قَوْلِكَ: هِيَ تُمَرِّضُه أَي تَقُوم عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فلانٌ يُعَزِّبُ فلاناً، ويُرْبِضُه، ويُرَبِّصُه: يَكُونُ لَهُ مثلَ الْخَازِنِ. وأَعْزَبَ عَنْهُ حِلْمُه، وعَزَبَ عَنْهُ يَعْزُبُ عُزوباً: ذهَب. وأَعْزَبَه اللهُ: أَذْهَبَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: عالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ ؛ مَعْنَاهُ لَا يَغِيبُ عَنْ عِلْمِه شيءٌ. وَفِيهِ لُغَتَانِ: عَزَبَ يَعْزُب، ويَعْزِبُ إِذا غابَ؛ وأَنشد: وأَعْزَبْتَ حِلْمِي بعد ما كان أَعْزَبا

_ (1). قوله [وعازبة الرجل] امرأته أو أمته، وضُبطت المعزبة بكسر فسكون كمِغرفة، وبضم ففتح فكسر مثقلًا كما في التهذيب والتكملة، واقتصر المجد على الضبط الأَول والجمع المعازب، وأشبع أبو خراش الكسرة فولد ياء حيث يقول: بصاحب لا تنال الدهر غرّته إذا افتلى الهدف القنَّ المعازيب افتلى: اقتطع. والهدف: الثقيل أي إذا شغل الإِماء الهدف القنّ انتهى. التكملة.

جَعل أَعْزَبَ لَازِمًا وَوَاقِعًا، وَمِثْلُهُ أَمْلَقَ الرجلُ إِذا أَعْدَم، وأَمْلَقَ مالَه الحوادثُ. والعازِبُ مِنَ الكَلإِ: البعيدُ المَطْلَب؛ وأَنشد: وعازِبٍ نَوَّرَ فِي خَلائِه والمُعْزِبُ: طالِبُ الكَلإِ. وكَلأٌ عازِبٌ: لَمْ يُرْعَ قَطُّ، وَلَا وُطِئَ. وأَعْزَبَ القومُ إِذا أَصابوا كَلأً عازِباً. وعَزَبَ عَنِّي فلانٌ، يَعْزُبُ ويَعْزِبُ عُزوباً: غابَ وبَعُدَ. وَقَالُوا: رجلٌ عَزَبٌ للَّذي يَعْزُبُ فِي الأَرضِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرّ: كُنتُ أَعْزُبُ عَنِ الماءِ أَي أُبْعِدُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ: فهُنَّ هَواءٌ، والحُلُومُ عَوازِبُ جَمْعُ عَازِبٍ أَي إِنها خَالِيَةٌ، بعيدةُ العُقُول. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكْوَع، لَمَّا أَقامَ بالرَّبَذَةِ، قَالَ لَهُ الحجاجُ: ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ تَعَزَّبْتَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَذِنَ لِي فِي البَدْوِ. وأَراد: بَعُدْتَ عَنِ الْجَمَاعَاتِ والجُمُعاتِ بسُكْنى الْبَادِيَةِ؛ ويُروى بالراءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَا تَتراءَوْنَ الكَوْكَبَ العازِبَ فِي الأُفُق ؛ هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ أَي البعيدَ، وَالْمَعْرُوفُ الغارِب، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ، وَالْغَابِرِ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. وعَزَبَتِ الإِبلُ: أَبْعَدَتْ فِي المَرعَى لَا تَرُوحُ. وأَعْزَبَها صاحِبُها، وعَزَّبَ إِبلَه، وأَعْزَبَها: بَيَّتها فِي المَرْعَى، وَلَمْ يُرِحْها. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: كَانَ لَهُ غَنَمٌ، فأَمَرَ عامرَ بْنَ فُهَيْرة أَن يَعْزُبَ بِهَا أَي يُبْعدَ بِهَا فِي المَرْعى. وَيُرْوَى يُعَزّبَ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي يَذْهَبَ بِهَا إِلى عازبٍ مِنَ الكَلإِ. وتَعَزَّب هُوَ: باتَ مَعَهَا. وأَعْزَبَ القومُ، فَهُمْ مُعْزِبون أَي عَزَبَتْ إِبلُهم. وعَزَبَ الرجلُ بإِبله إِذا رَعَاهَا بَعِيدًا مِنَ الدَّارِ الَّتِي حَلَّ بِهَا الحَيُّ، لَا يأْوي إِليهم؛ وَهُوَ مِعْزابٌ ومِعْزابة، وكلُّ مُنْفرد عَزَبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم كَانُوا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فسَمِعَ مُنَادِيًا، فَقَالَ: انْظُروه تَجِدوه مُعْزِباً، أَو مُكْلِئاً؛ قَالَ: هُوَ الَّذِي عَزَبَ عَنْ أَهله فِي إِبله أَي غَابَ. والعَزِيبُ: المالُ العازبُ عَنِ الحَيّ؛ قال الأَزهري: سمعته من الْعَرَبِ. وَمِنْ أَمثالِهِم: إِنما اشْتَرَيْتُ الغَنَمَ حِذارَ العازِبةِ؛ والعازبةُ الإِبلُ. قَالَهُ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ إِبل فَبَاعَهَا، وَاشْتَرَى غَنَمًا لِئَلَّا تَعْزِبَ عَنْهُ، فعَزَبَتْ غَنَمُهُ، فعاتَبَ عَلَى عُزُوبها؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ تَرَفَّقَ أَهْوَنَ الأُمورِ مَؤونةً، فلَزِمَه فِيهِ مشقةٌ لَمْ يَحْتَسِبْها. والعَزيبُ، مِنَ الإِبل والشاءِ: الَّتِي تَعْزُبُ عَنْ أَهلها فِي المَرْعَى؛ قَالَ: وَمَا أَهْلُ العَمُودِ لنَا بأَهْلٍ، ... وَلَا النَّعَمُ العَزِيبُ لَنَا بمالِ وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبدٍ: والشاءُ عازِبٌ حِيَالٌ أَي بَعِيدَةُ المَرْعَى، لَا تأْوي إِلى الْمَنْزِلِ إِلَّا فِي اللَّيْلِ. والحِيالُ: جَمْعٌ حَائِلٌ، وَهِيَ الَّتِي لَمْ تَحْمِلْ. وإِبل عَزِيبٌ: لَا تَرُوحُ عَلَى الحَيِّ، وَهُوَ جَمْعُ عَازِبٍ، مِثْلِ غازٍ وغَزِيٍّ. وسَوَامٌ مُعَزَّبٌ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا عُزِّبَ بِهِ عَنِ الدَّارِ، والمِعْزابُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي تَعَزَّبَ عَنْ أَهلِه فِي مَالِهِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: إِذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رأْسَه، ... وأَعْجَبه ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْلِ وهِراوةُ الأَعْزاب: هِرَاوة الَّذِينَ يُبْعِدُون بإِبلهم

فِي المَرْعَى، ويُشَبَّهُ بِهَا الفَرَسُ. قَالَ الأَزهري: وهِرَاوةُ الأَعْزَابِ فَرسٌ كَانَتْ مَشْهُورَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ذَكَرَهَا لبيدٌ «1» وَغَيْرُهُ مِنْ قُدَماءِ الشُّعَرَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَربعين لَيْلَةً، فَقَدْ عَزَّبَ أَي بَعُدَ عَهْدُه بِمَا ابْتَدَأَ مِنْهُ، وأَبْطَأَ فِي تِلاوَتهِ. وعَزَبَ يَعْزُبُ، فَهُوَ عازِبٌ: أَبْعَدَ. وعَزَبَ طُهْرُ المرأَةِ إِذا غابَ عَنْهَا زَوْجُهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبيانيّ: شُعَبُ العِلافِيَّاتِ بَيْنَ فُروجِهِمْ، ... والمُحْصَنَاتُ عَوَازِبُ الأَطْهارِ العِلافِيَّاتُ: رِحال مَنْسُوبَةٌ إِلى عِلافٍ، رَجُلٍ مِنْ قُضاعةَ كَانَ يَصْنَعُها. والفُروج: جَمْعُ فَرْج، وَهُوَ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ. يُرِيدُ أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ عَلَى أَطْهارِ نِسَائِهِمْ. وعَزَبَتِ الأَرضُ إِذا لَمْ يَكُنْ بِهَا أَحدٌ، مُخْصِبةً كَانَتْ، أَو مُجْدِبةً. عزلب: العَزْلَبَةُ: النِّكَاحُ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَحُقُّه. عسب: العَسْبُ: طَرْقُ الفَحْلِ أَي ضِرابُه. يُقَالُ: عَسَبَ الفَحلُ الناقةَ يَعْسِبُها، وَيُقَالُ: إِنه لَشَدِيدُ العَسْب، وَقَدْ يُسْتَعار لِلنَّاسِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ فِي عبدٍ لَهُ يُدْعَى يَساراً؛ أَسَرَه قومٌ، فهَجَاهم: وَلَوْلَا عَسْبُه لرَدَدْتُموه، ... وشَرُّ مَنِيحةٍ أَيْرٌ مُعارُ «2» وَقِيلَ: العَسْبُ مَاءُ الفَحْلِ، فَرَسًا كَانَ، أَو بَعِيرًا، وَلَا يَتَصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ. وقَطَعَ اللهُ عَسْبَه وعُسْبَه أَي ماءَه ونَسْلَه. وَيُقَالُ للوَلد: عَسْبٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ خَيْلًا، أَزْلَقَتْ مَا فِي بُطُونِها مِن أَولادها، مِنَ التَّعَب: يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيِّ وناصِحٍ، ... تَخُصُّ بِهِ أُمُّ الطَّرِيقِ عِيالَها العَسْبُ: الوَلَدُ، أَو ماءُ الفَحْل. يَعْنِي: أَن هَذِهِ الخيلَ تَرْمي بأَجِنَّتِها مِنْ هَذَيْنِ الفَحْلين، فتأْكلُها الطَّيْرُ والسباعُ. وأُمُّ الطَّرِيقِ، هُنَا: الضَّبُعُ. وأُمُّ الطَّرِيقِ أَيضاً: مُعْظَمُه. وأَعْسَبَهُ جَمَلَه: أَعارَه إِياه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واسْتَعْسَبه إِياه: اسْتَعاره مِنْهُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: أَقْبَلَ يَردي مُغارَ ذِي الحِصانِ إِلى ... مُسْتَعْسِبٍ، أَرِبٍ مِنْهُ بتَمْهِينِ والعَسْبُ: الكِراء الَّذِي يُؤْخَذ عَلَى ضَرْبِ الفَحْل. وعَسَبَ الرجلَ يَعْسِبُه عَسْباً: أَعطاه الكِراءَ عَلَى الضِّرابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَسْبِ الفَحْل. تَقُولُ: عَسَبَ فَحْلَه يَعْسِبُه أَي أَكراه. عَسْبُ الفَحْل: ماؤُه، فَرَسًا كَانَ أَو بَعِيرًا، أَو غَيْرَهُمَا. وعَسْبُه: ضِرابُه، وَلَمْ يَنْهَ عَن واحدٍ مِنْهُمَا، وإِنما أَراد النَّهْيَ عَنِ الْكِرَاءِ الَّذِي يُؤْخَذ عَلَيْهِ، فإِن إِعارة الْفَحْلِ مَنْدُوبٌ إِليها. وَقَدْ جاءَ فِي الْحَدِيثِ: ومِن حَقِّها إِطْراقُ فَحْلِها. ووَجْهُ الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ كِرَاءِ عَسْبِ الفَحْل، فحُذِفَ المضافُ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ. وَقِيلَ: يُقَالُ لِكِرَاءِ الْفَحْلِ عَسْبٌ، وإِنما نَهَى عَنْهُ للجَهالة الَّتِي فِيهِ، وَلَا بُدَّ فِي الإِجارة مِنْ تَعْيينِ الْعَمَلِ، ومَعْرِفةِ مِقْدارِه. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُعَاذٍ: كنتُ تَيَّاساً، فَقَالَ لِي البَراءُ بنُ عَازِبٍ: لَا يَحِلُّ لَكَ عَسْبُ الفَحْل. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى العَسْبِ في

_ (1). قوله [ذكرها لبيد] أي في قوله: تَهْدِي أَوَائِلَهُنَّ كُلُّ طِمِرَّةٍ ... جَرْدَاءُ مِثْلُ هِرَاوَةِ الأَعزاب (2). قوله [لرددتموه] كذا في المحكم ورواه في التهذيب لتركتموه.

الْحَدِيثِ الكِراءُ. والأَصل فِيهِ الضِّرابُ، والعَرَبُ تُسَمِّي الشيءَ بِاسْمِ غَيْرِهِ إِذا كَانَ مَعَهُ أَو مِنْ سَببه، كَمَا قَالُوا للمَزادة راوِية، وإِنما الرَّاوية البعيرُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ. والكَلْبُ يَعْسِبُ أَي يَطْرُدُ الكلابَ للسِّفادِ. واسْتَعْسَبَتِ الفرسُ إِذا اسْتَوْدَقَتْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اسْتَعْسَبَ فلانٌ اسْتِعْسابَ الكَلْب، وَذَلِكَ إِذا مَا هَاجَ واغْتَلَم؛ وَكَلْبٌ مُسْتَعْسِبٌ. والعَسِيبُ والعَسِيبةُ: عَظْمُ الذَّنَب، وَقِيلَ: مُسْتَدَقُّهُ، وَقِيلَ: مَنْبِتُ الشَّعَرِ مِنْهُ، وَقِيلَ: عَسِيبُ الذَّنَبِ مَنْبِتُه مِنَ الجِلْدِ وَالْعَظْمِ. وعَسِيبُ القَدَم: ظاهرُها طُولًا، وعَسِيبُ الرِّيشةِ: ظاهرُها طُولًا أَيضاً، والعَسِيبُ: جَرِيدَةٌ مِنَ النَّخْلِ مُسْتَقِيمَةٌ، دَقِيقَةٌ يُكْشَطُ خُوصُها؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: وقَلَّ لَهَا مِنِّي، عَلَى بُعْدِ دارِها، ... قَنا النَّخْلِ أَو يُهْدَى إِليكِ عسِيبُ قَالَ: إِنما اسْتَهْدَتْهُ عَسِيباً، وَهُوَ القَنا، لتَتَّخِذ مِنْهُ نِيرةً وحَفَّة؛ وَالْجُمَعُ أَعْسِبَةٌ وعُسُبٌ وعُسُوبٌ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وعِسْبانٌ وعُسْبانٌ، وَهِيَ العَسِيبة أَيضاً. وَفِي التَّهْذِيبِ: العَسِيب جَرِيدُ النَّخْلِ، إِذا نُحِّيَ عَنْهُ خُوصه. والعَسِيبُ مِنَ السَّعَفِ: فُوَيْقَ الكَرَبِ، لَمْ يَنْبُتْ عَلَيْهِ الخوصُ؛ وَمَا نَبَت عَلَيْهِ الخُوصُ، فَهُوَ السَّعَفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ وَفِي يَدِهِ عَسِيبٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي جريدَةٌ من النخل، وهي السَّعَفَة، مِمَّا لَا يَنْبُتُ عَلَيْهِ الخُوصُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْلة: وَبِيَدِهِ عُسَيِّبُ نخلةٍ، مَقْشُوٌّ ؛ كَذَا يُرْوَى مُصَغَّرًا، وَجَمْعُهُ: عُسُبٌ، بِضَمَّتَيْنِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ القرآنَ مِنَ العُسُبِ واللِّخَافِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: قُبِضَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقرآنُ فِي العُسُبِ والقُضُم ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: عَلَى مَثاني عُسُبٍ مُسَاطِ فَسَّرَهُ، فَقَالَ: عَنَى قَوائمه. والعَسْبَةُ والعَسِبَةُ والعَسِيبُ: شَقٌّ يَكُونُ فِي الجَبل. قَالَ المُسَيَّب بْنُ عَلَسٍ، وَذَكَرَ العاسِلَ، وأَنه صَبَّ العَسلَ فِي طَرَفِ هَذَا العَسِيبِ، إِلى صَاحِبٍ لَهُ دُونَهُ، فتَقَبَّله مِنْهُ: فهَراقَ فِي طَرَفِ العَسِيبِ إِلى ... مُتَقَبِّلٍ لنَواطِفٍ صُفْرِ وعَسِيبٌ: اسمُ جَبَل. وَقَالَ الأَزهري: هُوَ جَبَل، بعالِيةِ نَجْدٍ، مَعْرُوفٌ. يُقَالُ: لَا أَفْعَلُ كَذَا مَا أَقَامَ عَسِيبٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَجارَتَنا إِنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ، ... وإِنِّي مُقيمٌ مَا أَقامَ عَسِيبُ واليَعْسُوب: أَمير النَّحْلِ وذكَرُها، ثُمَّ كَثُر ذَلِكَ حَتَّى سَمَّوْا كُلَّ رَئيسٍ يَعْسُوباً. وَمِنْهُ حديثُ الدَّجَّالِ: فتَتْبَعُه كُنُوزُها كيَعاسِيبِ النَّحْل ، جَمْعُ يَعْسُوبٍ، أَي تَظْهَر لَهُ وَتَجْتَمِعُ عِنْدَهُ، كَمَا تَجْتَمِعُ النحلُ عَلَى يَعاسِيبها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كنتَ للدِّينِ يَعْسُوباً أَوَّلًا حِينَ نَفَر الناسُ عَنْهُ. اليَعْسُوب: السَّيِّدُ والرئيسُ والمُقَدَّمُ، وأَصله فَحْلُ النَّحْلِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه ذَكرَ فِتْنَةً فَقَالَ: إِذا كَانَ ذَلِكَ، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه، فيَجْتَمِعُونَ إِليه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَريفِ ؛ قَالَ الأَصمعي: أَراد بِقَوْلِهِ يَعْسُوبُ الدِّينِ، أَنه سَيِّدُ الناسِ فِي الدِّين يومئذٍ. وَقِيلَ: ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بِذَنَبِهِ أَي فارَقَ الفتنةَ وأَهلَها، وضرَبَ فِي

الأَرض ذاهِباً فِي أَهْلِ دِينِه؛ وذَنَبُه: أَتْباعُه الَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ عَلَى رَأْيه، ويَجْتَنِبُونَ اجْتِنابَهُ مِنَ اعْتزالِ الفِتَنِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: ضَرَبَ أَي ذَهَبَ فِي الأَرض؛ يُقَالُ: ضَرَب فِي الأَرض مُسافِراً، أَو مُجاهِداً. وضَرَبَ فلانٌ الغائطَ إِذا أَبْعَدَ فِيهَا للتَّغَوُّطِ. وَقَوْلُهُ: بِذَنْبِهِ أَي فِي ذَنَبِه وأَتباعِه، أَقامَ الباءَ مُقَامَ فِي، أَو مُقامَ مَعَ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الضَّرْبُ بالذَّنَب، هَاهُنَا، مَثَلٌ للإِقامة والثَّباتِ؛ يَعْنِي أَنه يَثْبُتُ هُوَ وَمَنْ تَبِعَه عَلَى الدِّينِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَراد بِقَوْلِهِ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بذَنَبه: أَراد بيَعْسُوب الدِّينِ ضعيفَه، ومُحْتَقَره، وذليلَه، فَيَوْمَئِذٍ يَعْظُم شأْنُه، حَتَّى يَصِيرَ عَيْنَ اليَعْسُوب. قَالَ: وضَرْبُه بذَنَبِه، أَن يَغْرِزَه فِي الأَرضِ إِذا باضَ كَمَا تَسْرَأُ الْجَرَادُ؛ فَمَعْنَاهُ: أَن الْقَائِمَ يَوْمَئِذٍ يَثْبُتُ، حَتَّى يَثُوبَ الناسُ إِليه، وَحَتَّى يَظْهَرَ الدينُ ويَفْشُوَ. وَيُقَالُ للسَّيِّد: يَعْسُوبُ قَوْمِهِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: أَنا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، والمالُ يَعْسُوبُ الْكُفَّارِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ الْمُنَافِقِينَ أَي يَلُوذُ بِي المؤمِنونَ، ويَلُوذ بالمالِ الكفارُ أَو الْمُنَافِقُونَ، كَمَا يَلُوذُ النَّحْلُ بيَعْسُوبِها، وَهُوَ مُقَدَّمُها وسيدُها، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه مَرَّ بعبد الرحمن ابن عَتَّابِ بنِ أُسَيْدٍ مَقْتُولًا، يَوْمَ الجَمل، فَقَالَ: لَهْفِي عَلَيْكَ، يَعْسُوبَ قُرَيْشٍ، جَدَعْتُ أَنْفي، وشَفَيْتُ نَفْسِي ؛ يَعْسُوبُ قُرَيْشٍ: سَيِّدُها. شَبَّهه فِي قُرَيش بالفَحْلِ فِي النَّحْلِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَقَوْلُهُ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُسَيْدٍ عَلَى التَّحْقِير لَهُ، والوَضْعِ مِنْ قَدْرِه، لَا عَلَى التَّفْخِيمِ لأَمره. قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ هَذَا القولُ بِشَيْءٍ؛ وأَمَّا مَا أَنشده المُفَضَّلُ: وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ، لَا يَزالُ كأَنه ... مَحِلَّةُ يَعْسُوبٍ برأْسِ سِنَانِ فإِن مَعْنَاهُ: أَن الرَّئِيسَ إِذا قُتِلَ، جُعِلَ رأسُه عَلَى سِنانٍ؛ يَعْنِي أَن العَيْشَ إِذا كَانَ هَكَذَا، فَهُوَ الموتُ. وسَمَّى، فِي حَدِيثٍ آخَرَ، الذَّهَبَ يَعْسُوباً، عَلَى المَثَل، لِقوامِ الأُمُورِ بِهِ. واليَعْسُوبُ: طَائِرٌ أَصْغَرُ مِنَ الجَرادة، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقِيلَ: أَعظمُ مِنَ الْجَرَادَةِ، طويلُ الذَّنَب، لَا يَضُمُّ جَنَاحَيْهِ إِذا وَقَع، تُشَبَّه بِهِ الخَيْلُ فِي الضُّمْرِ؛ قَالَ بِشْر: أَبُو صِبْيةٍ شُعْثٍ، يُطِيفُ بشَخْصِه ... كَوالِحُ، أَمثالُ اليعاسِيبِ، ضُمَّرُ وَالْيَاءُ فِيهِ زَائِدَةً، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُول، غَيْرُ صَعْقُوقٍ. وَفِي حَدِيثِ مِعْضَدٍ: لَوْلَا ظَمَأُ الهَواجر، مَا باليْتُ أَن أَكونَ يَعْسُوباً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ، هَاهُنَا، فَراشَةٌ مُخْضَرَّةٌ تطِيرُ فِي الرَّبِيعِ؛ وَقِيلَ: إِنه طَائِرٌ أَعظمُ مِنَ الجَرادِ. قَالَ: وَلَوْ قِيلَ إِنه النَّحْلةُ، لَجاز. واليَعْسُوبُ: غُرَّةٌ، فِي وجْهِ الْفَرَسِ، مُسْتَطيلَةٌ، تَنْقَطِعُ قَبْلَ أَن تُساوِيَ أَعْلى المُنْخُرَيْنِ، وإِن ارْتَفَعَ أَيضاً عَلَى قَصَبة الأَنف، وعَرُضَ واعْتَدلَ، حَتَّى يُبَلِّغَ أَسفلَ الخُلَيْقَاءِ، فَهُوَ يَعْسُوب أَيضاً، قلَّ أَو كَثُر، مَا لَمْ يَبْلُغِ العَيْنَيْنِ. واليَعْسُوبُ: دائرةٌ فِي مَرْكَضِ الفارِسِ، حَيْثُ يَرْكُضُ بِرِجْلِهِ مِنْ جَنْبِ الْفَرَسِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ. اليَعْسُوب، عِنْدَ أَبي عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِ: خَطٌّ مِنْ بَياضِ الغُرَّةِ، يَنْحَدِرُ حَتَّى يَمَسَّ خَطْمَ الدَّابَّةِ، ثُمَّ ينقطعُ. واليَعْسُوب: اسْمُ فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

واليَعْسُوبُ أَيضاً: اسْمُ فَرَسِ الزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. عسقب: العِسْقِبُ والعِسْقِبةُ: كِلَاهُمَا عُنَيْقِيدٌ صَغِيرٌ يَكُونُ مُنْفَرِدًا، يَلْتَصِقُ بأَصْل العُنْقُود الضَّخْمِ، وَالْجَمْعُ: العَساقِبُ. والعَسْقَبَةُ: جُمُودُ الْعَيْنِ فِي وَقْتِ البُكاء. قَالَ الأَزهري: جَعَلَهُ اللَّيْثُ العَسْقَفةَ، بالفاءِ؛ والباءُ، عِنْدِي، أَصوب. عشب: العُشْبُ: الكَلأُ الرَّطْبُ، وَاحِدَتُهُ عُشْبَةٌ، وَهُوَ سَرَعانُ الكَلإِ فِي الرَّبِيعِ، يَهِيجُ وَلَا يَبْقَى. وجمعُ العُشْب: أَعْشابٌ. والكَلأُ عِنْدَ الْعَرَبِ، يَقَعُ عَلَى العُشْبِ وَغَيْرِهِ. والعُشْبُ: الرَّطْبُ مِنَ البُقول البَرِّيَّة، يَنْبُتُ فِي الرَّبِيعِ. وَيُقَالُ رَوض عاشِبٌ: ذُو عُشْبٍ، وروضٌ معْشِبٌ. وَيَدْخُلُ فِي العُشْب أَحرارُ البُقول وذكورُها؛ فأَحرارُها مَا رَقَّ مِنْهَا، وَكَانَ نَاعِمًا؛ وذكورُها مَا صَلُبَ وغَلُظَ مِنْهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُشْبُ كُلُّ مَا أَبادَهُ الشتاءُ، وَكَانَ نَباته ثَانِيَةً مِنْ أَرُومةٍ أَو بَذْرٍ. وأَرضٌ عاشِبَةٌ، وعَشِبَةٌ، وعَشِيبةٌ، ومُعْشِبَةٌ: بَيِّنةُ العَشابةِ، كَثِيرَةُ العُشْبِ. ومكانٌ عَشِيبٌ: بَيِّنُ العَشابة. وَلَا يُقَالُ: عَشَبَتِ الأَرضُ، وَهُوَ قياسٌ إِن قِيلَ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: يَقُلْنَ للرائدِ أَعْشَبْتَ انْزِلِ وأَرضٌ مِعْشابة، وأَرَضُونَ مَعاشِيبُ: كريمةٌ، مَنابيتُ؛ فإِما أَن يَكُونَ جمعَ مِعْشاب، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَدْ عَشَّبَتْ وأَعْشَبَتْ واعْشَوْشَبَتْ إِذا كَثُر عُشْبها. وَفِي حَدِيثِ خُزَيمة: واعْشَوْشَبَ مَا حَوْلَها أَي نَبَتَ فِيهِ العُشْبُ الْكَثِيرُ. وافْعَوْعَلَ مِنْ أَبنية المُبالغة، كأَنه يُذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى الْكَثْرَةِ وَالْمُبَالَغَةِ، والعُموم عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ، كَقَوْلِكَ: خَشُنَ واخْشَوْشَنَ. وَلَا يُقَالُ لَهُ: حَشيش حَتَّى يَهِيجَ. تَقُولُ: بَلَدٌ عاشِبٌ، وَقَدْ أَعْشَبَ؛ وَلَا يُقَالُ فِي مَاضِيهِ إِلا أَعْشَبَتِ الأَرضُ إِذا أَنبتت العُشْبَ. ويُقال: أَرض فِيهَا تَعاشِيبُ إِذا كَانَ فِيهَا أَلوانُ العُشْبِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّعاشِيبُ: العُشْبُ النَّبْذُ المُتَفَرِّقُ، لَا واحدَ لَهُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِ الرائِد: عُشْباً وتَعاشيبْ، وكَمْأَةً شِيبْ، تُثِيرُها بأَخْفافِها النِّيبْ؛ إِن العُشْبَ مَا قَدْ أَدْرَكَ، والتَّعاشِيبُ مَا لَمْ يُدْرك؛ وَيَعْنِي بالكَمْأَةِ الشِّيبِ البِيضَ، وَقِيلَ: البِيضُ الكِبارُ؛ والنِّيبُ: الإِبلُ المَسَانُّ الإِناثُ، وَاحِدُهَا نابٌ ونَيُوبٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فِي الأَرض تَعاشِيبُ؛ وَهِيَ القِطَعُ المُتَفَرِّقَة مِنَ النَّبْتِ؛ وَقَالَ أَيضاً: التَّعاشِيبُ الضروبُ مِنَ النَّبْت؛ وَقَالَ فِي قولِ الرائدِ: عُشْباً وتَعاشِيبْ؛ العُشْبُ: المُتَّصِلُ، والتَّعاشِيبُ: المتفَرِّق. وأَعْشَبَ القومُ، واعْشَوْشَبُوا: أَصابُوا عُشْباً. وبعيرٌ عاشِبٌ، وإِبِلٌ عاشِبَةٌ: تَرْعَى العُشْبَ. وتَعَشَّبَت الإِبل: رَعَتِ العُشْبَ؛ قَالَ: تَعَشَّبَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّعَشُّبِ، ... بينَ رِماحِ القَيْنِ وابْنَيْ تَغْلِبِ وتَعَشَّبَتِ الإِبلُ، واعْتَشَبَتْ: سَمِنَتْ عَنِ العُشْب. وعُشْبَةُ الدَّارِ: الَّتِي تَنْبُتُ فِي دِمْنَتها، وحَوْلَها عُشْبٌ فِي بَياضٍ مِنَ الأَرض والتُّراب الطَّيِّبِ. وعُشْبةُ الدارِ: الهَجينَةُ، مَثَلٌ بِذَلِكَ، كَقَوْلِهِمْ: خَضْراءُ الدِّمَنِ. وَفِي بَعْضِ الوَصاةِ: يَا بُنَيَّ، لَا تَتَّخِذْها حَنَّانةً، وَلَا مَنَّانة، وَلَا عُشْبةَ الدَّارِ،

وَلَا كَيَّةَ القَفَا. وعَشِبَ الخُبْزُ: يَبِسَ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَرَجُلٌ عَشَبٌ: قَصِيرٌ دَمِيمٌ، والأُنثى، بالهاءِ؛ وَقَدْ عَشُبَ عَشابةً وعُشوبةً، وَرَجُلٌ عَشَبٌ، وامرأَة عَشَبةٌ: يابسٌ مِنَ الهُزال؛ أَنشد يَعْقُوبُ: جَهِيزَ يَا ابْنةَ الكِرامِ أَسْجِحِي، ... وأَعْتِقِي عَشَبةً ذَا وَذَحِ والعَشَبة، بِالتَّحْرِيكِ: النابُ الْكَبِيرَةُ، وَكَذَلِكَ العَشَمة، بِالْمِيمِ. يُقَالُ: شَيْخٌ عَشَبَة، وعَشَمة، بِالْمِيمِ والباءِ. يُقَالُ: سأَلتُه فأَعْشَبَنِي أَي أَعْطانِي نَاقَةً مُسِنَّة. وعِيالٌ عَشَبٌ: لَيْسَ فِيهِمْ صَغِيرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَمَعْت مِنْهُمْ عَشَباً شَهابِرا وَرَجُلٌ عَشَبَةٌ: قَدِ انْحَنى، وضَمَر وكَبِرَ، وَعَجُوزٌ عَشَبة كَذَلِكَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَشَبةُ أَيضاً: الْكَبِيرَةُ المُسِنَّة مِنَ النِّعاج. عشرب: العَشْرَبُ: الخَشِنُ. وأَسَدٌ عَشْرَبٌ: كعَشَرَّبٍ. وَرَجُلٌ عُشارِبٌ: جَريءٌ ماضٍ. الأَزهري: والعَشْرَبُ والعَشْرَمُ السَّهْمُ الماضي. عشزب: أَسَدٌ عَشْزَبٌ: شديدٌ. عصب: العَصَبُ: عَصَبُ الإِنسانِ والدابةِ. والأَعْصابُ: أَطنابُ المَفاصل الَّتِي تُلائمُ بينَها وتَشُدُّها، وَلَيْسَ بالعَقَب. يَكُونُ ذَلِكَ للإِنسان، وَغَيْرِهِ كالإِبل، وَالْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ، والنعَم، والظِّباءِ، والشاءِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، الْوَاحِدَةُ عَصَبة. وسيأْتي ذِكْرُ الْفَرْقِ بَيْنَ العَصَب والعَقَب. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لثَوْبانَ: اشْتَرِ لفاطمةَ قِلادةً مِنْ عَصْبٍ، وسِوارَيْنِ مِنْ عَاجٍ ؛ قَالَ الخَطَّابيُّ فِي المَعالم: إِن لَمْ تَكُنِ الثيابَ الْيَمَانِيَةَ، فَلَا أَدري مَا هُوَ، وَمَا أَدري أَن الْقِلَادَةَ تَكُونُ مِنْهَا؛ وَقَالَ أَبو مُوسَى: يُحتَمَل عِنْدِي أَن الرِّوَايَةَ إِنما هِيَ العَصَب، بِفَتْحِ الصَّادِ، وَهِيَ أَطنابُ مَفَاصِلِ الْحَيَوَانَاتِ، وَهُوَ شَيْءٌ مُدَوَّر، فيُحتَمَلُ أَنهم كَانُوا يأْخذون عَصَبَ بعضِ الحيواناتِ الطَّاهِرَةِ، فَيَقْطَعُونَهُ، وَيَجْعَلُونَهُ شِبْه الْخَرَزِ، فإِذا يَبِسَ يَتَّخِذُونَ مِنْهُ القلائدَ؛ فإِذا جَازَ، وأَمْكَنَ أَن يُتَّخَذَ مِنْ عِظام السُّلَحْفاة وَغَيْرِهَا الأَسْوِرةُ، جَازَ وأَمكن أَن يُتَّخَذ مِنْ عَصَبِ أَشْباهِها خَرَزٌ يُنْظَمُ منها القلائدُ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ لِي بعضُ أَهل الْيَمَنِ أَن العَصْب سِنُّ دابةٍ بَحْرِيَّةٍ تُسَمَّى فَرَسَ فِرْعَوْنَ، يُتَّخَذُ مِنْهَا الخَرزُ وغيرُ الخَرز، مِن نِصابِ سكِّين وَغَيْرِهِ، وَيَكُونُ أَبيضَ. وَلَحْمٌ عَصِبٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ، كَثِيرُ العَصَبِ. وعَصِبَ اللحمُ، بِالْكَسْرِ، أَي كَثُرَ عَصَبُه. وانْعَصَبَ: اشْتَدَّ. والعَصْبُ: الطيُّ الشديدُ. وعَصَبَ الشيءَ يَعْصِبُه عَصْباً: طَواه ولَواه؛ وَقِيلَ: شَدَّه. والعِصابُ والعِصابةُ: مَا عُصِبَ بِهِ. وعَصَبَ رأْسَه، وعَصَّبَه تَعْصيباً: شدَّه، وَاسْمُ مَا شُدَّ بِهِ: العِصابةُ. وتَعَصَّبَ أَي شَدَّ العِصابةَ. والعِصابةُ: العِمامةُ، مِنْهُ. والعَمائمُ يُقَالُ لَهَا العَصائبُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَرَكْبٍ، كأَنَّ الرِّيحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ ... لَهَا سَلَباً مِنْ جَذْبِها بالعَصائبِ أَي تَنْفُضُ لَيَّ عَمائمهم مِنْ شِدَّتِها، فكَأَنها تَسْلُبهم إِياها، وَقَدِ اعْتَصَبَ بِهَا. والعِصابة: الْعِمَامَةُ، وكلُّ مَا يُعَصَّبُ بِهِ الرأْسُ؛ وَقَدِ اعْتَصَبَ بِالتَّاجِ وَالْعِمَامَةِ. والعِصْبةُ: هيئةُ الاعْتِصاب، وكلُّ مَا عُصِبَ بِهِ كَسْرٌ أَو قَرْحٌ،

مِنْ خِرْقة أَو خَبيبَةٍ، فَهُوَ عِصابٌ لَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَخَّصَ فِي المَسْح عَلَى العَصائِب، والتَّساخِينِ ، وَهِيَ كلُّ مَا عَصَبْتَ بِهِ رأْسَك مِنْ عِمامة أَو مِنْديل أَو خِرقة. وَالَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ بَدْرٍ، قَالَ عُتْبة بْنُ رَبِيعَةَ: ارْجِعوا وَلَا تُقاتِلوا، واعْصِبوها برأْسي ، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ السُّبَّةَ الَّتِي تَلْحَقُهم بِتَرْكِ الْحَرْبِ، والجُنوح إِلى السِّلم، فأَضْمَرها اعْتِمَادًا عَلَى مَعْرِفَةِ الْمُخَاطَبِينَ، أَي اقْرُنوا هَذِهِ الحالَ بِي وانْسبُوها إِليَّ، وإِن كانتْ ذَميمة. وعَصَبَ الشجرةَ يَعْصِبُها عَصْباً: ضَمَّ مَا تَفَرَّق مِنْهَا بِحَبْلٍ، ثُمَّ خَبَطَها لِيُسْقِطَ وَرقُها. ورُوي عَنِ الحجاج، أَنه خَطَب الناسَ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: لأَعْصِبَنَّكمْ عَصْبَ السَّلَمَةِ السَّلَمَةُ: شَجَرَةٌ مِنِ العِضاهِ، ذاتُ شَوْكٍ، وَوَرَقُها القَرَظُ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ الأَدَمُ، ويَعْسُر خَرْطُ ورَقها، لِكَثْرَةِ شَوْكِهَا، فتُعْصَبُ أَغْصانُها، بأَن تُجْمَعَ، ويُشَدَّ بعضُها إِلى بَعْضٍ بحَبْلٍ شَدًّا شَدِيدًا، ثُمَّ يَهْصُرها الخابطُ إِليه، ويَخْبِطُها بعَصاه، فَيَتَنَاثَرُ ورقُها لِلْمَاشِيَةِ، وَلِمَنْ أَراد جَمْعَهُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا يُفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ إِذا أَرادوا قَطْعَهَا، حَتَّى يُمْكِنَهم الْوُصُولُ إِلى أَصلها. وأَصْلُ العَصْب: اللَّيُّ، وَمِنْهُ عَصْبُ التَّيْسِ والكبشِ، وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْبَهَائِمِ، وَهُوَ أَن تُشَدَّ خُصْياه شَدَّا شَدِيدًا، حَتَّى تَنْدُرا مِنْ غَيْرِ أَن تُنزَعا نَزْعاً، أَو تُسَلَّا سَلًّا، يُقَالُ: عَصَبْتُ التَّيْسَ أَعْصِبُه، فَهُوَ مَعْصُوب. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: فلانٌ لَا تُعْصَبُ سَلَماتُه. يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الشَّدِيدِ الْعَزِيزِ الَّذِي لَا يُقْهَر وَلَا يُسْتَذَلّ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَا سَلَماتي فِي بَجِيلَةَ تُعْصَبُ وعَصَبَ النَّاقَةَ يَعْصِبُها عَصْباً وعِصاباً: شَدَّ فَخِذَيها، أَو أَدْنى مُنْخُرَيها بحَبْل لتَدِرَّ. وَنَاقَةٌ عَصُوبٌ: لَا تَدِرُّ إِلا عَلَى ذَلِكَ، قَالَ الشَّاعِرُ: فإِنْ صَعُبَتْ عَلَيْكُمْ فاعْصِبُوها ... عِصاباً، تُسْتَدَرُّ بِهِ، شَدِيدا وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: العَصوب النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى تُعْصَبَ أَداني مُنْخُرَيها بخيطٍ، ثُمَّ تُثَوَّرُ، وَلَا تُحَلُّ حَتَّى تُحْلَبَ. وَفِي حَدِيثِ عمرو وَمُعَاوِيَةَ: أَنَّ العَصُوبَ يَرْفُقُ بِهَا حالبُها، فتَحْلُب العُلْبةَ. قَالَ: العَصُوبُ الناقةُ الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى يُعْصَبَ فَخِذاها أَي يُشَدَّا بالعِصابة. والعِصابُ: مَا عَصَبَها بِهِ. وأَعْطَى عَلَى العَصْبِ أَي عَلَى الْقَهْرِ، مَثَلٌ بِذَلِكَ، قَالَ الحُطَيْئَةُ: تَدِرُّونَ إِنْ شُدَّ العِصابُ عليكُم، ... ونَأْبَى، إِذَا شُدَّ العِصابُ، فَلَا نَدِرّ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ شديدَ أَسْرِ الخَلْقِ، غيرَ مُسْتَرْخي اللحمِ: إِنه لمَعْصُوبٌ مَا حُفْضِجَ. وَرَجُلٌ مَعْصُوبُ الخَلْقِ: شديدُ اكْتِنازٍ اللحمِ، عُصِبَ عَصْباً، قَالَ حَسَّانُ: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً، ... إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ وجاريةٌ مَعْصوبة: حَسَنَةُ العَصْبِ أَي اللَّيِّ، مَجْدُولة الخَلْق. وَرَجُلٌ مَعْصُوب: شَدِيدٌ. والعَصُوبُ مِنَ النساءِ: الزَّلَّاء الرَّسْحاءُ، عَنْ كُراع. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: والعَصُوبُ، والرَّسْحاءُ، والمَسْحاءُ، والرَّصْعاءُ، والمَصْواءُ، والمِزْلاق، والمِزْلاجُ، والمِنْداصُ. وتَعَصَّبَ بالشيءِ، واعْتَصَبَ: تَقَنَّع بِهِ وَرَضِي. والمَعْصوبُ: الجائِعُ الَّذِي كادَتْ أَمعاؤُهُ تَيْبَسُ

جُوعاً. وخَصَّ الجوهريُّ هُذَيلًا بِهَذِهِ اللُّغَةِ. وَقَدْ عَصَبَ يَعْصِبُ عُصُوباً. وَقِيلَ: سَمِّي مَعْصُوباً، لأَنه عَصَبَ بَطْنَهُ بحَجَر مِنَ الْجُوعِ. وعَصَّبَ القومَ: جَوَّعَهم. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الجائِع، يشتدُّ عَلَيْهِ سَخْفَةُ الجُوعِ فَيُعَصِّبُ بَطْنَهُ بِحَجَرٍ: مُعَصَّبٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: «3» فَفِي هَذَا فَنَحْنُ لُيوثُ حَرْبٍ، ... وَفِي هَذَا غُيوثُ مُعَصَّبينا وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: فإِذا هُوَ مَعْصُوب الصَّدْرِ ، قِيلَ: كَانَ مِنْ عَادَتِهِمْ إِذا جَاعَ أَحدُهم، أَن يَشُدَّ جَوْفَه بِعِصَابَةٍ، وَرُبَّمَا جَعَلَ تَحْتَهَا حَجَرًا. والمُعَصَّبُ: الَّذِي عَصَبَتْه السِّنونَ أَي أَكلت مالَه. وعَصَبَتْهم السِّنُونَ: أَجاعتهم. والمُعَصَّبُ: الَّذِي يَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ مِنَ الجُوعِ. وعَصَّبَ الدَّهْرُ مالَه: أَهلكه. وَرَجُلٌ مُعَصَّبٌ: فَقِيرٌ. وعَصَبَهم الجَهْدُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ: يومٌ عَصِيبٌ. وعَصَّبَ الرجلَ: دَعَاهُ مُعَصَّباً، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّتْ حَلُوبَتُه، ... وهَلْ يُعَصَّبُ ماضِي الهَمِّ مِقْدامُ؟ وَيُقَالُ: عَصَبَ الرجلُ بَيْتَه أَي أَقام فِي بَيْتِهِ لَا يَبرَحُه، لَازِمًا لَهُ. ويُقال: عَصَبَ القَينُ صَدْعَ الزُّجاجة بضَبَّةٍ مِنْ فِضَّةٍ إِذا لأَمها مُحِيطةً بِهِ. والضَّبَّةُ: عِصابُ الصَّدْع. وَيُقَالُ لأَمْعاءِ الشَّاةِ إِذا طُوِيَتْ وجُمِعَتْ، ثُمَّ جُعِلَتْ فِي حَوِيَّةٍ مِنْ حَوايا بَطْنِهَا: عُصُبٌ؛ وَاحِدُهَا عَصِيبٌ. والعَصِيبُ مِنْ أَمعاءِ الشاءِ: مَا لُوِيَ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ أَعْصِبةٌ وعُصُبٌ. والعَصِيبُ: الرِّئَةُ تُعَصَّبُ بالأَمْعاءِ فتُشْوَى، قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ، وَقِيلَ هُوَ للصِّمَّةِ بْنُ عَبْدِ اللَّه القُشَيْريّ: أُولئك لَمْ يَدْرِينَ مَا سَمَكُ القُرَى، ... وَلَا عُصُبٌ، فِيهَا، رِئاتُ العَمارِسِ والعَصْبُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرود الْيَمَنِ، سُمِّي عَصْباً لأَن غزلهُ يُعْصَبُ، أَي يُدْرَجُ، ثُمَّ يُصْبَغُ، ثُمَّ يُحاكُ، وَلَيْسَ مِنْ بُرُودِ الرَّقْم، وَلَا يُجْمَعُ، إِنما يُقَالُ: بُرْدُ عَصْبٍ، وبُرودُ عَصْبٍ، لأَنه مُضَافٌ إِلى الْفِعْلِ. وَرُبَّمَا اكْتَفَوْا بأَن يَقُولُوا: عَلَيْهِ العَصْبُ، لأَن البُرْدَ عُرِفَ بِذَلِكَ الِاسْمِ، قَالَ: يَبْتَذِلْنَ العَصْبَ والخَزْ زَمعاً والحَبِراتِ وَمِنْهُ قِيلَ للسَّحابِ كاللَّطْخ: عَصْبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُعْتدَّة لَا تَلْبَسُ المُصَبَّغَةَ، إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ. العَصْبُ: بُرُودٌ يمنِيَّة يُعْصَبُ غزلُها أَي يُجْمَعُ ويُشَدُّ، ثُمَّ يُصْبغُ ويُنْسَجُ، فيأْتي مَوشِيّاً لِبَقَاءٍ مَا عُصِبَ مِنْهُ أَبيضَ، لَمْ يأْخذه صِبْغٌ، وَقِيلَ: هِيَ بُرودٌ مُخَطَّطة. والعَصْبُ: الفَتْلُ. والعَصَّابُ: الغَزَّالُ. فَيَكُونُ النهيُ لِلْمُعْتَدَّةِ عَمَّا صُبِغَ بَعْدَ النَّسْج. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَراد أَن يَنْهَى عَنْ عَصْبِ اليَمَن، وَقَالَ: نُبِّئْتُ أَنه يُصْبَغُ بالبَوْل، ثُمَّ قَالَ: نُهِينا عَنِ التَّعَمُّق. والعَصْبُ: غَيْم أَحمر تَرَاهُ فِي الأُفُقِ الغَرْبِيِّ، يَظْهَرُ فِي سِنِيّ الجَدْبِ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا العَصْبُ أَمْسَى فِي السماءِ، كأَنه ... سَدَى أُرجُوانٍ، واسْتَقَلَّتْ عُبورُها وَهُوَ العِصَابةُ أَيضاً، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

_ (3). قوله [معصب ومنه قوله إلخ] ضبط معصب في التهذيب والمحكم والصحاح بفتح الصاد مثقلا كمعظم، وضبطه المجد بكسرها كمحدث وقال شارحه ضبطه غيره كمعظم.

أَعَيْنَيَّ! لَا يَبْقَى، عَلَى الدَّهْرِ، فادِرٌ ... بِتَيْهُورةٍ تحتَ الطِّخَافِ العَصَائِب وَقَدْ عَصَبَ الأُفُقُ يَعْصِبُ أَي احْمَرَّ. وعَصَبَةُ الرَّجلِ: بَنوه وقَرابتُه لأَبيه. والعَصَبة: الَّذِينَ يَرِثُونَ الرجلَ عَنْ كَلالة، مِنْ غَيْرِ وَالِدٍ وَلَا وَلَدَ. فأَما فِي الْفَرَائِضِ، فكلُّ مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ فريضةٌ مسماةٌ، فَهُوَ عَصَبةٌ، إِن بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ الْفَرَائِضِ أَخَذَ. قَالَ الأَزهري: عَصَبةُ الرجلِ أَولياؤُه الذُّكُورُ مِنْ ورَثَته، سُمُّوا عَصَبةً لأَنهم عَصَبُوا بنَسبه أَي اسْتَكَفُّوا بِهِ، فالأَبُ طَرَفٌ، وَالِابْنُ طَرَفٌ، والعَمُّ جانبٌ، والأَخُ جانِبٌ، وَالْجَمْعُ العَصَباتُ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي قَراباتِ الرجلِ: أَطْرافَه، وَلِمَا أَحاطتْ بِهِ هَذِهِ القراباتُ، وعَصَبَت بنَسبه، سُموا عَصَبةً. وَكُلُّ شَيْءٍ اسْتَدارَ بِشَيْءٍ، فَقَدْ عَصَبَ بِهِ. والعمائمُ يُقَالُ لَهَا: العَصائب، واحدتُها عِصابة، مِنْ هَذَا قَالَ: وَلَمْ أَسمع للعَصَبة بواحدٍ، وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ عاصِباً، مِثْلَ طالِبٍ وطَلَبةٍ، وَظَالِمٍ وظَلَمة. وَيُقَالُ: عَصِبَ [عَصَبَ] القومُ «1» بِفُلَانٍ أَي اسْتَكَفُّوا حَولَه. وعَصِبَتِ [عَصَبَتِ] الإِبلُ بعَطَنِها إِذا اسْتَكَفَّتْ بِهِ، قَالَ أَبو النَّجْمِ: إِذ عَصَبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ يَعْنِي المُدَقَّق ترابُه. والعُصْبةُ والعِصابةُ: جماعةُ مَا بَيْنَ العَشَرة إِلى الأَربعين. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَحْنُ عُصْبَةٌ* . قَالَ الأَخفش: والعُصْبة والعِصَابة جَمَاعَةٌ لَيْسَ لَهَا وَاحِدٌ. قَالَ الأَزهري: وَذَكَرَ ابْنُ المُظَفَّر فِي كِتَابِهِ حَدِيثًا: أَنه يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ، يُقال لَهُ أَمير العُصَب ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ عُصْبةٍ. قَالَ الأَزهري: وَجَدْتُ تَصْديقَ هَذَا الْحَدِيثِ، فِي حَدِيثٍ مَروِيٍ عَنْ عُقْبة بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ، أَنه قَالَ: وجدتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ، يَوْمَ اليَرْمُوكِ: أَبو بَكْرٍ الصديقُ أَصَبْتُم اسْمَه، عُمَرُ الفاروقُ قَرْناً مِنْ حديدٍ أَصَبْتُم اسْمَه، عثمانُ ذُو النُّورَيْنِ كِفْلَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ، لأَنه يُقْتلُ مَظْلُوماً أَصَبْتُم اسْمَه. قَالَ: ثُمَّ يَكُونُ مَلِكُ الأَرض المُقَدَّسةِ وابنُه. قَالَ عُقْبة: قلتُ لِعَبْدِ اللَّه: سَمِّهما. قَالَ: معاويةُ وابنُه، ثُمَّ يَكُونَ سَفَّاحٌ، ثُمَّ يَكُونُ مَنْصور، ثُمَّ يَكُونُ جابرٌ، ثُمَّ مَهْديّ، ثُمَّ يَكُونُ الأَمينُ، ثُمَّ يكونُ سِينٌ وَلَامٌ، يَعْنِي صَلاحاً وعاقِبةً، ثُمَّ يَكُونُ أُمَراءُ العُصَب: سِتَّةٌ مِنْهُمْ مِنْ وَلَد كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ، ورجلٌ مِنْ قَحْطانَ، كُلُّهُمْ صالِحٌ لَا يُرَى مِثْلُه. قَالَ أَيوب: فَكَانَ ابنُ سِيرِينَ إِذا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: يَكُونُ عَلَى النَّاسِ مُلُوكٌ بأَعمالهم. قَالَ الأَزهري: هَذَا حَدِيثٌ عجيبٌ، وإِسنادُه صَحِيحٌ، واللَّه عَلَّامُ الغُيُوب. وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ، قَالَ: فإِذا رَأَى الناسُ ذَلِكَ، أَتته أَبدالُ الشامِ، وعصَائبُ العِرَاق فيَتَّبِعُونه. العَصائبُ: جَمْعُ عِصَابة، وَهِيَ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: الأَبْدالُ بِالشَّامِ، والنُّجَباءُ بمِصْرَ، والعَصائبُ بالعِراق. أَراد أَن التَّجَمُّعَ للحُروب، يَكُونُ بالعِراقِ. وَقِيلَ: أَراد جَمَاعَةً مِنَ الزُّهَّادِ، سَمَّاهم بالعَصائب، لأَنه قَرَنَهم بالأَبدال والنُّجَباءِ. وكلُّ جماعةِ رجالٍ وخيلٍ بفُرْسانِها، أَو جماعةِ طَيْرٍ أَو غَيْرِهَا: عُصْبة وعِصابَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: عِصابةُ طَيْرٍ تَهْتَدي بعَصَائِبِ

_ (1). قوله [ويقال عصب القوم إلخ] بابه كالذي بعده سمع وضرب وباب ما قبله ضرب كما في القاموس وغيره.

واعْتَصَبُوا: صَارُوا عُصْبَةً، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: هَبَطْنَ بَطْنَ رهاطٍ واعْتَصَبْنَ، كَمَا ... يَسْقِي الجُذُوعَ، خِلالَ الدُّورِ، نَضَّاحُ والتَّعَصُّبُ: مِنَ العَصَبِيَّة. والعَصَبِيَّةُ: أَن يَدْعُوَ الرجلَ إِلى نُصْرةِ عَصَبَتِه، والتَّأَلُّبِ مَعَهُمْ، عَلَى مَنْ يُناوِيهم، ظَالِمِينَ كانوا أَو مَظْلُومِينَ. وَقَدْ تَعَصَّبُوا عَلَيْهِمْ إِذا تَجَمَّعُوا، فإِذا تَجَمَّعُوا عَلَى فَرِيقٍ آخَرَ، قِيلَ: تَعَصَّبُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: العَصَبِيُّ مَنْ يُعِين قومَه عَلَى الظُّلْم. العَصَبِيُّ هُوَ الَّذِي يَغْضَبُ لعَصَبتِه، ويُحامي عَنْهُمْ. والعَصَبةُ: الأَقاربُ مِنْ جِهَةِ الأَب، لأَنهم يُعَصِّبونه، ويَعْتَصبُ بِهِمْ أَي يُحِيطُون بِهِ، ويَشْتَدُّ بِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعا إِلى عَصَبِيَّةٍ أَو قاتَلَ عَصَبِيَّةً. العَصَبِيَّةُ والتَّعَصُّبُ: المُحاماةُ والمُدافعةُ. وتَعَصَّبْنا لَهُ وَمَعَهُ: نَصَرناه. وعَصَبةُ الرَّجُل: قومُه الَّذِينَ يَتَعَصَّبونَ لَهُ، كأَنه عَلَى حَذْفِ الزائدِ. وعَصَبُ الْقَوْمِ: خِيارُهم. وعَصَبُوا بِهِ: اجْتَمَعُوا حَوْلَه، قَالَ سَاعِدَةُ: ولكنْ رأَيتُ القومَ قَدْ عَصَبوا بِهِ، ... فَلَا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ واعْصَوصَبُوا: اسْتَجمعوا، فإِذا تَجَمَّعُوا عَلَى فريقٍ آخرَ، قِيلَ: تَعَصَّبُوا. واعْصَوصَبُوا: اسْتَجْمَعُوا وَصَارُوا عِصابةً وعَصائِبَ. وَكَذَلِكَ إِذا جَدُّوا فِي السَّيْر. واعْصَوصَبَتِ الإِبلُ وأَعْصَبَتْ: جَدَّتْ فِي السَّيْر. واعْصَوْصَبَتْ وعَصَبَتْ وعَصِبَتْ: اجتمعتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ فِي مَسِيرٍ، فَرَفَعَ صَوْتَه، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَه، اعْصَوْصَبُوا أَي اجْتَمَعُوا، وَصَارُوا عِصابةً واحِدةً، وجَدُّوا في السَّيْر. واعْصَوْصَبَ السَّيْر: اشْتَدَّ كأَنه مِنَ الأَمْرِ العَصِيبِ، وَهُوَ الشديدُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي سَوَّدَه قَوْمُه: قَدْ عَصَّبُوه، فَهُوَ مُعَصَّبٌ وَقَدْ تَعَصَّبَ، وَمِنْهُ قَوْلُ المُخَبَّلِ فِي الزِّبْرِقانِ: رَأَيْتُك هَرَّيْتَ العِمامةَ، بعدَ ما ... أَراكَ، زَماناً، حاسِراً لَمْ تَعَصَّبِ وَهُوَ مأْخوذٌ مِنِ العِصابة، وَهِيَ الْعِمَامَةُ. وَكَانَتِ التِّيجانُ لِلْمُلُوكِ، والعمائمُ الحُمْرُ لِلسَّادَةِ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ الأَزهري: وَكَانَ يُحْمل إِلى الْبَادِيَةِ مِنْ هَراةَ عَمَائِمُ حُمْرٌ يَلْبَسُها أَشرافُهم. وَرَجُلٌ مُعَصَّبٌ ومُعَمَّم أَي مُسَوَّدٌ، قال عمرو ابن كُلْثُومٍ: وسَيَّدِ مَعْشَرٍ قَدْ عَصَّبُوه ... بتاجِ المُلْكِ، يَحْمي المُحْجَرينا فَجَعَلَ المَلِكَ مُعَصَّباً أَيضاً، لأَنَّ التَّاجَ أَحاطَ برأْسه كالعِصابة الَّتِي عَصَبَتْ برأْسِ لَابِسِهَا. وَيُقَالُ: اعتَصَبَ التاجُ عَلَى رأْسه إِذا اسْتَكَفَّ بِهِ، ومِنه قَوْلُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ: يَعْتَصِبُ التَّاجُ، فَوْقَ مَفْرِقه، ... على جَبينٍ كأَنه الذَّهَبُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه شَكا إِلى سَعْدِ بنِ عُبادة، عَبْدَ اللَّه بنَ أُبَيٍّ، فَقَالَ: اعْفُ عَنْهُ، يَا رَسُولَ اللَّه، فَقَدْ كَانَ اصْطَلَحَ أَهلُ هَذِهِ البُحَيرة، عَلَى أَن يُعَصِّبُوه بالعِصابة، فَلَمَّا جاءَ اللَّهُ بالإِسلام شَرِقَ لِذَلِكَ. يُعَصِّبُوه أَي يُسَوِّدُوه ويُمَلِّكوه، وَكَانُوا يُسَمُّونَ السيدَ المُطاعَ: مُعَصَّباً، لأَنه يُعَصَّبُ بِالتَّاجِ، أَو تُعَصَّبُ بِهِ أُمورُ النَّاسِ أَي تُرَدُّ إِليه، وتُدارُ بِهِ. وَالْعَمَائِمُ تِيجانُ الْعَرَبِ، وَتُسَمَّى العصائبَ، واحِدتها عِصابَةٌ.

واعْصَوْصَبَ اليومُ والشَّرُّ: اشْتَدَّ وتَجَمَّع. وَفِي التَّنْزِيلِ: هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ . قَالَ الفراءُ: يَوْمٌ عَصِيبٌ، وعَصَبْصَبٌ: شَدِيدٌ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الحرِّ، وَلَيْلَةٌ عَصِيبٌ، كَذَلِكَ. وَلَمْ يَقُولُوا: عَصَبْصَبة. قَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِكَ: عَصَبْتُ الشيءَ إِذا شَدَدْته، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ، أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِبل سُقِيَتْ: يَا رُبَّ يومٍ، لَكَ مِنْ أَيامِها، ... عَصَبْصَبِ الشَّمْسِ إِلى ظَلامِها وَقَالَ الأَزهري: هُوَ مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ: عَصَبَ القومَ أَمْرٌ يَعْصِبُهم عَصْباً إِذا ضَمَّهم، واشْتَدَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ ابْنُ أَحمر: يَا قومِ! مَا قَومي عَلَى نَأْيِهم، ... إِذ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وقُرُّ وَقَوْلُهُ: مَا قَومي عَلَى نأْيِهِم، تَعَجُّبٌ مِنْ كَرَمهم. وَقَالَ: نِعْمَ القومُ هُمْ فِي المَجاعة إِذ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وقُرٌّ أَي أَطافَ بِهِمْ، وشَمِلَهم بَرْدُها. وَقَالَ أَبو العَلاءِ: يومٌ عَصَبْصَبٌ باردٌ ذُو سَحابٍ كَثِيرٍ، لَا يَظْهَر فِيهِ مِنَ السماءِ شيءٌ. وعَصَبَ [عَصِبَ] الفَمُ يَعْصِبُ يَعْصَبُ عَصْباً وعُصُوباً: اتَّسَخَت أَسنانُه مِنْ غُبار، أَو شِدَّةِ عَطَشٍ، أَو خَوْفٍ، وَقِيلَ: يَبِسَ ريقُه. وفُوه عاصبٌ، وعَصَبَ الريقُ بِفيه، بِالْفَتْحِ، يعْصِبُ عَصْباً، وعَصِبَ: جَفَّ ويَبِس عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ أَحمر: يُصَلِّي، عَلَى مَنْ ماتَ مِنَّا، عَريفُنا، ... ويَقْرَأُ حتى يَعْصِبَ [يَعْصَبَ] الرِّيقُ بالفَمِ وَرَجُلٌ عاصبٌ: عَصَبَ الريقُ بِفِيهِ، قال أَشْرَسُ ابن بَشَّامة الحَنْظَليُّ: وإِنْ لَقِحَتْ أَيْدي الخُصُوم وجَدْتَني ... نَصُوراً، إِذا مَا اسْتَيْبَسَ الرِّيقَ عاصِبُه لَقِحَتْ: ارْتَفَعَتْ، شَبَّه الأَيْديَ بأَذنابِ اللَّواقِحِ مِنِ الإِبل. وعَصَبَ الريقُ فَاهُ يَعْصِبُه عَصْباً: أَيْبَسَه، قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ: يَعْصِبُ، فَاهُ، الريقُ أَيَّ عَصْبِ، ... عَصْبَ الجُبابِ بشِفاهِ الوَطْبِ الجُبابُ: شِبْه الزُّبْدِ فِي أَلبانِ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: لَمَّا فَرَغَ مِنْهَا، أَتاه جبريلُ، وَقَدْ عَصَبَ رأْسَه الغُبارُ أَي رَكِبه وعَلِقَ بِهِ، مِنْ عَصَبَ الريقُ فَاهُ إِذا لَصِقَ بِهِ. ورَوى بعضُ المُحَدِّثِين: أَن جِبْرِيلَ جاءَ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى فَرَسٍ أُنْثَى، وَقَدْ عَصَم، بثَنيَّتيه، الغُبارُ. فإِن لَمْ يَكُنْ غَلَطًا مِنَ المُحَدِّثِ، فَهِيَ لُغَةٌ فِي عَصَبَ، والباءُ وَالْمِيمُ يَتَعَاقَبَانِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لقرْب مخرجيهما. يقال: ضَرْبةُ لازِبٍ ولازمٍ، وسَبَّدَ رأْسه وسَمَّدَه. وعَصَبَ الماءَ: لَزِمه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: وعَصَبَ الماءَ، طِوالٌ كُبْدُ وعَصَبَتِ الإِبلُ بالماءِ إِذا دارَتْ بِهِ، قَالَ الفراءُ: عَصَبَتِ الإِبل، وعَصِبَتْ، بِالْكَسْرِ، إِذا اجْتَمَعَتْ. والعَصْبة والعَصَبة والعُصْبةُ، الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: كُلُّ ذَلِكَ شَجَرَةٌ تَلْتَوِي عَلَى الشَّجَرِ، وَتَكُونُ بَيْنَهَا، وَلَهَا ورَقٌ ضَعِيف، وَالْجَمْعُ عَصْبٌ وعَصَبٌ، قَالَ: إِنَّ سُلَيْمَى عَلِقَتْ فُؤَادي، ... تَنَشُّبَ العَصْبِ فُروعَ الْوَادِي وَقَالَ مُرَّة: العَصْبةُ مَا تَعَلَّقَ بِالشَّجَرِ، فَرَقِيَ

فِيهِ، وعَصَبَ بِهِ. قَالَ: وسمعتُ بعضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: العَصْبةُ هِيَ اللَّبْلابُ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ العوَّام، لَمَّا أَقْبَلَ نَحْوَ البَصْرة وسُئِل عَنْ وَجْهِه ، فَقَالَ: عَلِقْتُهم، إِني خُلِقْتُ عُصْبَهْ، ... قَتَادَةً تَعَلَّقَتْ بنُشْبَه قَالَ شَمِرٌ: وَبَلَغَنِي أَن بعضَ العربِ قَالَ: غَلَبْتُهم، إِني خُلِقْتُ عُصْبه، ... قَتَادَةً مَلْوِيَّةً بنُشْبه قَالَ: والعُصْبة نَبات يَلْتَوي عَلَى الشَّجَرِ، وَهُوَ اللَّبْلابُ. والنُّشْبةُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي إِذا عَلِقَ بشيءٍ لَمْ يَكَدْ يُفارِقه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّدِيدِ المِراسِ: قَتادةٌ لُوِيَتْ بعُصْبةٍ. وَالْمَعْنَى: خُلِقْتُ عُلْقةً لخُصومي، فَوَضَعَ العُصْبة مَوْضِعَ العُلْقة، ثُمَّ شَبَّه نَفْسَه فِي فَرْطِ تَعَلُّقِه وتَشَبُّثِه بِهِمْ، بالقَتادةِ إِذا اسْتَظْهَرتْ فِي تَعَلُّقها، واسْتَمْسَكَتْ بنُشْبةٍ أَي شيءٍ شَدِيدٍ النُّشُوبِ، والباءُ الَّتِي فِي قَوْلِهِ بنُشْبةٍ لِلِاسْتِعَانَةِ، كَالَّتِي فِي كَتَبْتُ بِالْقَلَمِ، وأَما قَوْلُ كُثَيِّرٍ: بادِيَ الرَّبْعِ والمعارِفِ مِنْهَا، ... غَيْرَ رَسْمٍ كعُصْبةِ الأَغْيالِ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الجَرَّاح أَنه قَالَ: العُصْبةُ هَنَة تَلْتَفُّ عَلَى القَتادَةِ، لَا تُنزَع عَنْهَا إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ، وأَنشدَ: تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي وَلَحْمِي، ... تَلَبُّسَ عُصْبةٍ بفُروعِ ضالِ وعَصَبَ الغبارُ بالجَبل وَغَيْرِهِ: أَطافَ. والعَصَّابُ: الغَزَّالُ، قَالَ رُؤْبة: طَيَّ القَسامِيِّ بُرودَ العَصَّابْ القَسامِيُّ: الَّذِي يَطْوِي الثيابَ فِي أَوَّلِ طَيِّها، حَتَّى يَكْسِرها عَلَى طَيِّها. وعَصَبَ الشيءَ: قَبَضَ عَلَيْهِ. والعِصابُ: القَبْضُ، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وكنَّا يَا قُرَيشُ! إِذا عَصَبْنَا، ... تَجِيءُ عِصابُنا بدَمٍ عَبيطِ عِصابُنا: قَبْضُنا عَلَى مَنْ يُغادِي بالسُّيُوف. والعَصْبُ فِي عَرُوض الْوَافِرِ: إِسكانُ لامِ مُفاعَلتن، ورَدُّ الجُزْءِ بِذَلِكَ إِلى مَفاعيلن. وإِنما سُمِّيَ عَصْباً لأَنه عُصِبَ أَن يَتَحَرَّك أَي قُبِضَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وجهَه: فِرُّوا إِلى اللَّه، وقُوموا بِمَا عَصَبَه بِكُمْ أَي بِمَا افترَضَه عَلَيْكُمْ، وقَرَنه بِكُمْ مِنْ أَوامره وَنَوَاهِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُهَاجِرِينَ إِلى الْمَدِينَةِ: فَنَزَلُوا العُصْبَة ، مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ قُباء، وضَبَطَهُ بعضُهم بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالصَّادِ. عصلب: العَصْلَبُ «2» والعَصْلَبيُّ والعُصْلُوبُ: كُلُّه الشديدُ الخَلْق، العظيمُ؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: مِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: قَدْ حَسَّها الليلُ بعَصْلَبيِّ، ... أَرْوَعَ خَرَّاج مِنَ الدَّوِّيِّ، مُهاجِرٍ لَيْسَ بأَعْرابيِ وَالَّذِي وَرَدَ فِي خُطْبَةُ الْحَجَّاجِ: قَدْ لَفَّها الليلُ بعَصْلَبيِ وَالضَّمِيرُ فِي لَفَّها للإِبل أَي جَمَعها الليلُ بسائِقٍ شديدٍ؛ فَضَرَبَهُ مَثَلًا لِنَفْسِهِ وَرَعِيَّتِهِ. اللَّيْثُ: العَصْلَبيُّ الشَّدِيدُ الْبَاقِي عَلَى الْمَشْيِ وَالْعَمَلِ؛ قال: وعَصْلَبَتُهُ شِدَّةُ غَضَبه. ورجل عُصْلُبٌ: مُضْطرب.

_ (2). قوله [العصلب إلخ] ضبط بضم العين واللام وبفتحهما بالأُصول كالتهذيب والمحكم والصحاح وصرح به المجد.

عضب: العَضْبُ: الْقَطْعُ. عَضَبَه يَعْضِبُه عَضْباً. قَطَعه. وَتَدْعُو العربُ عَلَى الرَّجُلِ فَتَقُولُ: مَا لَهُ عَضَبَه اللهُ؟ يَدْعونَ عَلَيْهِ بقَطْعِ يَدِهِ وَرِجْلِهِ. والعَضْبُ: السيفُ الْقَاطِعُ. وسَيْفٌ عَضْبٌ: قَاطِعٌ؛ وُصِف بِالْمَصْدَرِ. ولسانٌ عَضْبٌ: ذَلِيقٌ، مَثَلٌ بِذَلِكَ. وعَضَبَه بِلِسَانِهِ: تَناوَلَه وشَتمه. وَرَجُلٌ عَضَّابٌ: شَتَّام. وعَضُبَ لسانُه، بِالضَّمِّ، عُضُوبة: صَارَ عَضْباً أَي حَديداً فِي الْكَلَامِ. ويُقال: إِنه لَمَعْضُوب اللسانِ إِذا كَانَ مَقْطُوعاً، عَيِيّاً، فَدْماً. وَفِي مَثَل: إِنَّ الحاجةَ ليَعْضِبُها طَلَبُها قَبْلَ وقْتِها؛ يَقُولُ: يَقْطَعُها ويُفْسدها. وَيُقَالُ: إِنك لتَعْضِبُني عَنْ حَاجَتِي أَي تَقْطَعُني عَنْهَا. والعَضَبُ فِي الرُّمْحِ: الكسرُ. ويُقال: عَضَبْتُه بالرُّمْحِ أَيضاً: وَهُوَ أَن تَشْغَلَه عَنْهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَضَبَ عَلَيْهِ أَي رَجَعَ عَلَيْهِ؛ وَفُلَانٌ يُعاضِبُ فُلَانًا أَي يُرادُّه؛ وَنَاقَةٌ عَضْباءُ: مَشْقُوقة الأُذُن، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ؛ وجَملٌ أَعْضَبُ: كَذَلِكَ. والعَضْباءُ مِنْ آذانِ الخَيْل: الَّتِي يُجاوز القَطْعُ رُبْعَها. وَشَاةٌ عَضْباءُ: مَكْسُورَةُ القَرْن، والذَّكر أَعْضَبُ. وَفِي الصِّحَاحِ: العَضْباءُ الشاةُ المكسورةُ القَرْنِ الداخلِ، وَهُوَ المُشاشُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي انْكَسَرَ أَحدُ قَرْنيها، وَقَدْ عَضِبَتْ، بِالْكَسْرِ، عَضَباً وأَعْضَبَها هُوَ. وعَضَبَ القَرْنَ فانْعَضَبَ: قَطَعه فانْقَطَعَ؛ وَقِيلَ: العَضَبُ يَكُونُ فِي أَحد القَرْنَينِ. وكَبْشٌ أَعْضَبُ: بَيِّنُ العَضَبِ؛ قَالَ الأَخطل: إِنَّ السُّيُوفَ، غُدُوَّها ورَوَاحَها، ... تَرَكَتْ هَوَازنَ مثلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ ويُقال: عَضِبَ قَرْنُه عَضَباً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهى أَن يُضَحَّى بالأَعْضَبِ القَرْنِ والأُذُنِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَعْضَبُ المكسورُ القَرْنِ الداخلِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ العَضَبُ فِي الأُذن أَيضاً، فأَما الْمَعْرُوفُ، فَفِي القَرْن، وَهُوَ فِيهِ أَكثر. والأَعْضَبُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَخٌ، وَلَا أَحَدٌ؛ وَقِيلَ: الأَعْضَبُ الَّذِي مَاتَ أَخوه؛ وَقِيلَ: الأَعْضَبُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا ناصِرَ لَهُ. والمَعضوبُ: الضعِيفُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: عَضَبَه؛ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْمَنَاسِكِ: وإِذا كَانَ الرَّجُلُ مَعْضُوباً، لَا يَسْتَمْسِكُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَحَجَّ عَنْهُ رجلٌ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ، فإِنه يُجْزِئه. قَالَ الأَزهري: والمَعْضُوب فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: المَخْبُولُ الزَّمِنُ الَّذِي لَا حَرَاكَ بِهِ؛ يُقَالُ: عَضَبَتْهُ الزَّمانةُ تَعْضِبُه عَضْباً إِذا أَقْعَدَتْه عَنِ الحَرَكة وأَزمَنَتْه. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العَضَبُ الشَّللُ والعَرَجُ والخَبَلُ. وَيُقَالُ: لَا يَعْضِبُكَ اللهُ، وَلَا يَعْضِبُ اللهُ فُلَانًا أَي لَا يَخْبِلُه اللَّهُ. والعَضْبُ: أَن يَكُونَ البيتُ، مِنَ الْوَافِرِ، أَخْرَمَ. والأَعْضَب: الجُزءُ الَّذِي لَحِقَه العَضَبُ، فَيَنْقُلُ مُفَاعَلَتُنْ إِلى مُفْتَعِلُنْ؛ وَمِنْهُ قولُ الحُطَيْئَة: إِن نَزَلَ الشتاءُ بِدَارِ قَومٍ، ... تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشتاءُ والعَضْباءُ: اسْمُ نَاقَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْمٌ، لَهَا، عَلَمٌ، وَلَيْسَ مِنَ العَضَب الَّذِي هُوَ الشَّقُّ فِي الأُذُن. إِنما هُوَ اسْمٌ لَهَا سُمِّيَتْ بِهِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ لَقَبُهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ تَكُنْ مَشْقُوقَة الأُذُن، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنها كَانَتْ مشقوقةَ الأُذُن، والأَولُ أَكثر؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مَنْقُولٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ عَضْباءُ، وَهِيَ القصيرةُ اليَد. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ الحادِّ الرأْس الخَفيفِ

الْجِسْمِ عَضْبٌ ونَدْبٌ وشَطْبٌ وشَهْبٌ وعَصْبٌ وعَكْبٌ وسَكْبٌ. الأَصمعي: يُقَالُ لِوَلَدِ الْبَقَرَةِ إِذا طَلَعَ قَرنُه، وَذَلِكَ بعد ما يأْتي عَلَيْهِ حَولٌ: عَضْبٌ، وَذَلِكَ قَبْلَ إِجْذاعِه؛ وَقَالَ الطائفيُّ: إِذا قُبِضَ عَلَى قَرنه، فَهُوَ عَضْبٌ، والأُنثى عَضْبةٌ، ثُمَّ جَذَعٌ، ثُمَّ ثَنيٌّ، ثُمَّ رَباعٌ، ثُمَّ سَدَسٌ، ثُمَّ التَّمَمُ والتَّمَمَةُ، فإِذا اسْتَجْمَعَتْ أَسنانُه فَهُوَ عَمَمٌ. عطب: العَطَبُ: الْهَلَاكُ، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. عَطِبَ، بِالْكَسْرِ، عَطَباً، وأَعْطَبه: أَهْلَكه. والمَعاطِبُ: المَهالِكُ، واحدُها مَعْطَبٌ. وعَطِبَ الفَرَسُ والبعيرُ: انْكَسَرَ، أَو قامَ عَلَى صاحِبه. وأَعْطَبْته أَنا إِذا أَهلكته. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ عَطَبِ الهَدْيِ، وَهُوَ هَلاكُه، وَقَدْ يُعَبَّر بِهِ عَنِ آفةٍ تَعتَريه، تَمْنَعُهُ عَنِ السَّيْرِ، فيُنْحَرُ. وَاسْتَعْمَلَ أَبو عُبَيْدٍ العَطَبَ فِي الزَّرْع فَقَالَ: فنَرَى أَنَّ نَهْيَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ المُزارعة، إِنما كَانَ لِهَذِهِ الشُّرُوطِ، لأَنها مَجْهُولَةٌ، لَا يُدْرَى أَتَسْلَم أَم تَعْطَبُ. والعَوْطَبُ: الداهيةُ، والعَوْطَبُ: لُجَّةُ البَحْرِ؛ قَالَ الأَصمعي: هُمَا مِنَ العَطَب. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَوْطَبُ أَعْمَقُ مَوْضِعٍ فِي الْبَحْرِ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: العَوْطَبُ المُطْمَئِنُّ بَيْنَ المَوجَتَيْن. والعُطُبُ والعُطْبُ: القُطْنُ مِثْلُ عُسُرٍ وعُسْر، واحِدتُهُ عُطْبة. وَفِي التَّهْذِيبِ: العَطْبُ لِينُ القُطْن «1» والصُّوفِ. وفي حديث طاووسٍ أَو عِكْرمة: لَيْسَ فِي العُطْب زَكَاةٌ ، هُوَ القطْن؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنه، فِي ذُرَى عَمائِمهم، ... مُوَضَّعٌ مِنْ مَنادِفِ العُطُب والعُطْبة: قِطْعَةٌ مِنْهُ. وَيُقَالُ: عَطَبَ يَعْطُبُ عَطْباً وعُطُوباً: لَانَ. وَهَذَا الكَبْشُ أَعْطَبُ مِنْ هَذَا أَي أَلْيَنُ. وعَطَّبَ الكَرمُ: بَدَتْ زَمَعاتُه. والعُطْبة: خِرقة تؤْخَذُ بِهَا النارُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: نَارًا مِنَ الحَرب، لَا بالمَرْخِ ثَقَّبَها، ... قَدْحُ الأَكُفِّ، وَلَمْ تُنْفَخْ بِهَا العُطَبُ وَيُقَالُ: أَجد رِيحَ عُطْبةٍ أَي قُطْنةٍ أَو خِرقَةٍ مُحتَرِقةٍ. والتَّعْطِيبُ: علاجُ الشَّراب لتطِيبَ ريحُه؛ يُقَالُ: عَطَّبَ الشَّرَابَ تَعْطِيباً؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: إِذا أَرْسَلَت كفُّ الوليدِ عِصامَهُ، ... يَمُجُّ سُلَافًا مِنْ رَحِيقٍ مُعَطَّبِ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: مِنْ رحِيق مُقَطَّبِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ المَمْزوجُ، وَلَا أَدري مَا المُعَطَّب. عظب: عَظَبَ الطّائِرُ يَعْظِبُ عَظْباً: حَرَّكَ زِمِكَّاهُ بِسُرْعَة. وحَظَبَ عَلَى العَمل، وعَظَبَ «2» يَعْظِبُ عَظْباً وعُظُوباً: لَزِمَهُ وصَبَر عَلَيْهِ. وعَظَّبَه عَلَيْهِ: مَرَّنَه وصَبَّره. وعَظَبَتْ يَدُه إِذا غَلُظَتْ عَلَى الْعَمَلِ. وعَظَبَ جِلْدُه إِذا يَبِسَ. وإِنه لَحَسَنُ العُظُوبِ عَلَى المُصِيبة إِذا نزلتْ بِهِ؛ يَعْنِي أَنه حَسَنُ التَّصبُّر، جميلُ العَزاء. وَقَالَ مُبْتكرٌ الأَعرابي: عَظَبَ

_ (1). قوله [العطب لين إلخ] أي بفتح فسكون بضبط المجد والصاغاني والتهذيب وأما القطن نفسه فهو العطب بضم أوله وسكون ثانيه وفتحه كما ضبطوه. (2). قوله [وَحَظَبَ عَلَى الْعَمَلِ وَعَظَبَ إلخ] العظب بمعنى الصبر على الشيء من بابي ضرب ونصر وما قبله من باب ضرب فقط وبمعنى سمن من باب فرح كما ضبطوه كذلك وصرح به المجد.

فلانٌ عَلَى مَالِهِ، وَهُوَ عاظِبٌ، إِذا كَانَ قَائِمًا عَلَيْهِ، وَقَدْ حَسُنَ عُظُوبُه عَلَيْهِ. والمُعَظِّبُ والمُعَظَّبُ: المُعَوَّدُ للرِّعْيَةِ والقيامِ عَلَى الإِبل، الملازمُ لِعَمَلِهِ، القَوِيُّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: اللَّازِمُ لِكُلِّ صَنْعة. ابْنُ الأَعْرابي: والعَظُوبُ السَّمِينُ. يُقَالُ: عَظِبَ يَعْظَبُ عَظَباً إِذا سَمِن. وَفِي النَّوَادِرِ: كُنْتُ الْعَامَ عَظِباً، وعاظِباً، وعَذِباً، وشَطِفاً، وصَامِلًا، وشَذِياً، وشَذِباً: وَهُوَ كُلُّه نُزُولُهُ الفَلاةَ ومَواضِعَ اليَبِيس. والعُنْظَبُ، والعُنْظُبُ، والعُنْظابُ، والعِنْظابُ، الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، والعُنظُوبُ، والعُنْظُباء: كُلُّه الجَرادُ الضَّخْمُ؛ وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ الْجَرَادِ الأَصْفَر، وَفَتْحُ الظَّاءِ فِي العُنْظَب لُغَةٌ؛ والأُنثى: عُنْظُوبة، وَالْجَمْعُ: عَناظِبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: غَدا كالعَمَلَّسِ فِي خافَةٍ، ... رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعُنْجُدِ العَمَلَّسُ: الذئبُ. والخَافَةُ: خريطةٌ مِنْ أَدَمٍ. والعُنْجُدُ: الزَّبيبُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ ذَكَرُ الجَرادِ الأَصْفَرِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُنْظُبانُ ذَكَرُ الجَراد. وعُنْظُبة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ، ... مِنْ قُلَلِ الشِّحْرِ، فَذاتِ العُنْظُبهْ جَرَّتْ عَلَيها، إِذ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها، ... أَذْيالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ العَصُوفُ: الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ، والحَصِبَةُ: ذَاتُ الحَصْباءِ. عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِبتُه، وعاقِبُه، وعُقْبَتُه، وعُقْباه، وعُقْبانُه: آخِرُه؛ قَالَ خالدُ ابن زُهَيْر الهُذلي: فإِنْ كنتَ تَشْكُو مِنْ خَليلٍ مَخافةً، ... فتِلْكَ الجوازِي عُقْبُها ونُصُورُها يَقُولُ: جَزَيْتُكَ بِمَا فَعَلْتَ بِابْنِ عُوَيْمر. والجمعُ: العَواقِبُ والعُقُبُ. والعُقْبانُ، والعُقْبَى: كالعاقبةِ، والعُقْبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا يَخافُ عُقْباها ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَا يَخافُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عاقِبةَ مَا عَمِلَ أَن يَرجعَ عَلَيْهِ فِي العاقبةِ، كَمَا نَخافُ نحنُ. والعُقْبُ والعُقُبُ: العاقبةُ، مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ. ومِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى: هُوَ خَيْرٌ ثَواباً، وَخَيْرٌ عُقْباً أَي عاقِبةً. وأَعْقَبه بِطَاعَتِهِ أَي جَازَاهُ. والعُقْبَى جَزاءُ الأَمْر. وَقَالُوا: العُقبى لَكَ فِي الخَيْر أَي العاقبةُ. وَجَمْعُ العَقِبِ والعَقْبِ: أَعقابٌ، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. الأَزهري: وعَقِبُ القَدَم وعَقْبُها: مؤَخَّرُها، مُؤَنَّثَةٌ، مِنْه؛ وثلاثُ أَعْقُبٍ، وَتُجْمَعُ عَلَى أَعْقاب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ لَهُ امرأَةً، فَقَالَ: انْظُري إِلى عَقِبَيْها، أَو عُرْقُوبَيها ؛ قِيلَ: لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِباها، اسودَّ سائرُ جَسَدها. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ عَقِبِ الشيطانِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: عُقْبةِ الشيطانِ فِي الصَّلَاةِ ؛ وَهُوَ أَن يَضَعَ أَلْيَتَيْه عَلَى عَقِبَيْه، بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ الإِقْعاءَ. وَقِيلَ: أَن يَترُكَ عَقِبَيْه غيرَ مَغْسُولَين فِي الوُضوءِ، وجمعُها أَعْقابٌ، وأَعْقُبٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فُرْقَ المَقاديمِ قِصارَ الأَعْقُبِ

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ إِني أُحِبُّ لكَ مَا أُحِبُّ لنَفْسي، وأَكْرَه لَكَ مَا أَكره لِنَفْسِي؛ لَا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ، وَلَا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك، وَلَا تُقْعِ عَلَى عَقِبَيْك فِي الصَّلَاةِ، فإِنها عَقِبُ الشَّيْطَانِ، وَلَا تَعْبَثْ بالحَصَى وأَنت فِي الصَّلَاةِ، وَلَا تَفْتَحْ عَلَى الإِمام. وعَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً: ضَرَب عَقِبَه. وعُقِبَ عَقْباً: شَكا عَقِبَه. وَفِي الْحَدِيثِ: وَيْلٌ للعَقِبِ مِنَ النَّارِ، ووَيْلٌ للأَعْقابِ مِنَ النَّارِ ؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن المَسْحَ عَلَى القَدَمَيْن غيرُ جَائِزٍ، وأَنه لَا بُدَّ مِنْ غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين، لأَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُوعِدُ بِالنَّارِ، إِلا فِي تَرْكِ العَبْد مَا فُرِضَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ الْعِلْمِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما خَصَّ العَقِبَ بِالْعَذَابِ، لأَنه العُضْوُ الَّذِي لَمْ يُغْسَلْ، وَقِيلَ: أَراد صاحبَ العَقِب، فَحَذَفَ الْمُضَافَ؛ وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَنهم كَانُوا لَا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم فِي الوضوءِ. وعَقِبُ النَّعْلِ: مُؤَخَّرُها، أُنْثى. ووَطِئُوا عَقِبَ فلانٍ: مَشَوْا فِي أَثَرِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن نَعْلَه كانتْ مُعَقَّبةً، مُخَصَّرةً، مُلَسَّنةً. المُعَقَّبةُ: الَّتِي لَهَا عَقِبٌ. ووَلَّى عَلَى عَقِبِه، وعَقِبَيْه إِذا أَخَذَ فِي وجْهٍ ثُمَّ انثَنَى. والتَّعْقِيبُ: أَن يَنْصَرِفَ مِنْ أَمْرٍ أَراده. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَرُدَّهم عَلَى أَعْقابِهِم أَي إِلى حَالَتِهِمُ الأُولى مِنْ تَرْكِ الهِجْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا زالُوا مُرْتَدِّين عَلَى أَعقابهم أَي رَاجِعِينَ إِلى الْكُفْرِ، كأَنهم رَجَعُوا إِلى وَرَائِهِمْ. وجاءَ مُعَقِّباً أَي فِي آخرِ النهارِ. وجِئْتُكَ فِي عَقِبِ الشَّهْرِ، وعَقْبِه، وَعَلَى عَقِبِه أَي لأَيامٍ بَقِيَتْ مِنْهُ عشرةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ فِي عُقْبِ الشهرِ، وَعَلَى عُقْبِه، وعُقُبِه، وعُقْبانِه أَي بَعْدَ مُضِيِّه كلِّه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جِئتُك عُقُبَ رمضانَ أَي آخِرَه. وجِئتُ فُلَانًا عَلَى عَقْبِ مَمَرِّه، وعُقُبه، وعَقِبِه، وعَقْبِه، وعُقْبانِه أَي بَعْدَ مُرورِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه سَافَرَ فِي عَقِب رمضانَ أَي فِي آخِرِهِ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَتَيْتُك عَلَى عُقُبِ ذاك، وعُقْبِ ذاك، وعَقِبِ ذاكَ، وعَقْبِ ذاكَ، وعُقْبانِ ذَاكَ، وجِئتُكَ عُقْبَ قُدُومِه أَي بَعْدَهُ. وعَقَبَ فلانٌ عَلَى فُلَانَةٍ إِذا تزوَجها بَعْدَ زَوْجِهَا الأَوَّل، فَهُوَ عاقِبٌ لَهَا أَي آخِرُ أَزواجها. والمُعَقِّبُ: الَّذِي أُغِيرَ عَلَيْهِ فَحُرِب، فأَغارَ عَلَى الَّذِي كَانَ أَغارَ عَلَيْهِ، فاسْتَرَدَّ مالَه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ: يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ، ويُرْضِيكَ ... عِقاباً إِنْ شِيتَ أَو نَزَقا قَالَ: عِقَاباً يُعَقِّبُ عَلَيْهِ صاحبُه أَي يَغْزُو مَرَّةً بَعْدَ أُخرى؛ قَالَ: وَقَالُوا عِقاباً أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ جَمْعُ عَقِبٍ. وعَقَّبَ فلانٌ فِي الصَّلَاةِ تَعْقيباً إِذا صَلَّى، فأَقامَ فِي مَوْضِعِهِ يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَقَّبَ فِي صلاةٍ، فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ أَي أَقام فِي مُصَلَّاه، بعد ما يَفرُغُ مِنَ الصَّلَاةِ؛ وَيُقَالُ: صلَّى القَوْمُ وعَقَّبَ فُلَانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: التَّعْقيبُ فِي الْمَسَاجِدِ انتظارُ الصلواتِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ. وَحَكَى اللِّحيانيُّ: صَلَّيْنَا عُقُبَ الظُّهْر، وَصَلَّيْنَا أَعقابَ الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بَعْدَهَا. وعَقَبَ هَذَا هَذَا إِذا جاءَ بَعْدَهُ، وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الأَوَّل شيءٌ؛ وَقِيلَ: عَقَبَه إِذا جاءَ بَعْدَهُ. وعَقَبَ

هَذَا هَذَا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ. وكلُّ شيءٍ جاءَ بَعْدَ شَيْءٍ، وخَلَفه، فَهُوَ عَقْبُه، كماءِ الرَّكِيَّةِ، وهُبوبِ الرِّيحِ، وطَيرانِ القَطا، وعَدْوِ الفَرس. والعَقْبُ، بِالتَّسْكِينِ: الجَرْيُ يَجِيءُ بعدَ الجَري الأَوَّل؛ تَقُولُ: لِهَذَا الْفَرَسِ عَقْبٌ حَسَن؛ وفَرَسٌ ذُو عَقِب وعَقْبٍ أَي لَهُ جَرْيٌ بَعْدَ جَرْيٍ؛ قَالَ إمْرُؤُ القَيْس: عَلَى العَقْبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ، ... إِذا جاشَ فِيهِ حَمْيُهُ، غَلْيُ مِرْجَل «1» وفرسٌ يَعْقوبٌ: ذُو عَقْبٍ، وَقَدْ عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْباً. وَفَرَسٌ مُعَقِّبٌ فِي عَدْوِه: يَزْدادُ جَودةً. وعَقَبَ الشَّيْبُ يَعْقِبُ ويَعْقُبُ عُقُوباً، وعَقَّبَ: جاءَ بَعْدَ السَّوادِ؛ ويُقال: عَقَّبَ فِي الشَّيْبِ بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ. والعَقِبُ، والعَقْبُ، والعاقِبةُ: ولَدُ الرجلِ، ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بَعْدَهُ. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة. وَقَوْلُهُمْ: ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَي لَيْسَ لَهُ ولَد؛ وقولُ العَرَبِ: لَا عَقِبَ لَهُ أَي لَمْ يَبْقَ لَهُ وَلَدٌ ذَكَر؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ، أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَعْنِي: لَا يَزَالُ مِنْ وَلَدِهِ مَنْ يُوَحِّدُ اللَّهَ. وَالْجَمْعُ: أَعقاب. وأَعْقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك عَقِباً أَي وَلَدًا؛ يُقَالُ: كَانَ لَهُ ثلاثةُ أَولادٍ، فأَعْقَبَ مِنْهُمْ رَجُلانِ أَي تَرَكا عَقِباً، ودَرَجَ واحدٌ؛ وَقَوْلُ طُفَيْل الغَنَوِيِّ: كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ، لَمْ تَدْعُ هالِكاً ... مِنَ القَومِ هُلْكاً، فِي غَدٍ، غيرَ مُعْقِبِ يَعْنِي: أَنه إِذا هَلَكَ مِنْ قَوْمِها سَيِّدٌ، جاءَ سَيِّدٌ، فَهِيَ لَمْ تَنْدُبْ سَيِّداً وَاحِدًا لَا نَظِيرَ لَهُ أَي إِنّ لَهُ نُظَراء مِنْ قومِه. وَذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه إِذا خَلَفه، وَهُوَ مثْلُ عَقَبه. وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْباً وعاقِبة، وعَقَّبَ إِذا خَلَف؛ وَكَذَلِكَ عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً، الأَوّل لَازِمٌ، وَالثَّانِي مُتَعَدّ، وكلُّ مَنْ خَلَف بَعْدَ شَيْءٍ فَهُوَ عاقبةٌ، وعاقِبٌ لَهُ؛ قَالَ: وَهُوَ اسْمٌ جاءَ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؛ وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه، وَهُوَ مثلُ عَقَبه؛ وَيُقَالُ لِوَلَدِ الرَّجُلِ: عَقِبُه وعَقْبُه، وَكَذَلِكَ آخرُ كلِّ شَيْءٍ عَقْبُه، وَكُلُّ مَا خَلَف شَيْئًا، فَقَدْ عَقَبَه، وعَقَّبه. وعَقَبُوا مِنْ خَلْفِنا، وعَقَّبُونا: أَتَوا. وعَقَبُونا مِنْ خَلْفِنا، وعَقَّبُونا أَي نَزَلُوا بعد ما ارتَحَلْنا. وأَعْقَبَ هَذَا هَذَا إِذا ذَهَبَ الأَولُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ، وصارَ الآخَرُ مكانَه. والمُعْقِبُ: نَجْمٌ يَعْقُب نَجْماً أَي يَطْلُع بَعْدَهُ. وأَعْقَبَه نَدَماً وغَمّاً: أَوْرَثَه إِياه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب: أَودَى بَنِيَّ وأَعْقَبُوني حَسْرَةً، ... بعدَ الرُّقادِ، وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ وَيُقَالُ: فَعَلْتُ كَذَا فاعْتَقَبْتُ مِنْهُ نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَتِه نَدَامَةً. وَيُقَالُ: أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْقَبَتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه. وَيُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ عُقْبةَ الضَّبُع، كَمَا يُقَالُ: لَقيتُ مِنْهُ اسْتَ الكَلْب أَي لقِيتُ مِنْهُ الشِّدَّة. وعاقَبَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً، وبالآخَر أُخْرَى. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عُقْبَةُ بَنِي فلانٍ أَي آخِرُ مَنْ بَقيَ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ مُنْقَطِعَ الْكَلَامِ: لو كان له

_ (1). قوله [على العقب جياش إلخ] كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.

عَقْبٌ لَتَكلم أَي لَوْ كَانَ لَهُ جوابٌ. والعاقِبُ: الَّذِي دُون السَّيِّدِ؛ وَقِيلَ: الَّذِي يَخْلُفُه. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَصارى نَجْرَانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ ؛ فالعاقِبُ: مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ بَعْدَهُ. والعاقِبُ والعَقُوبُ: الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَهُ فِي الخَيْرِ. والعاقِبُ: الْآخَرُ. وَقِيلَ: السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم، وأَصحاب مَرَاتِبِهِمْ، والعاقبُ يَتْلُو السَّيِّدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا العاقِبُ أَي آخِرُ الرُّسُلِ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِي خمسةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ، وأَنا أَحمدُ، والمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الكُفْرَ، والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ عَلَى قَدَمِي، والعاقِبُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العاقِبُ آخِرُ الأَنبياء؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: آخرُ الرُّسُل. وفلانٌ يَسْتَقي عَلَى عَقِبِ آلِ فُلان أَي فِي إِثْرهم؛ وَقِيلَ: عَلَى عُقْبتهم أَي بَعْدَهم. والعَاقِبُ والعَقُوب: الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَهُ فِي الخَيْر. والمُعَقِّبُ: المُتَّبِعُ حَقّاً لَهُ يَسْتَرِدُّه. وَذَهَبَ فلانٌ وعَقَّبَ فلانٌ بعْدُ، وأَعْقَب. والمُعَقِّبُ: الَّذِي يَتْبَعُ عَقِبَ الإِنسانِ فِي حَقٍّ؛ قَالَ لبيدٌ يصفُ حِمَارًا وأَتانَهُ: حتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّواحِ، وهاجَهُ ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ وَهَذَا البيتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى قَوْلِهِ: عَقَّبَ فِي الأَمْر إِذا تَرَدَّد فِي طَلَبِهِ مُجِدّاً، وأَنشده؛ وَقَالَ: رَفْعُ الْمَظْلُومِ، وَهُوَ نعتٌ للمُعَقِّبِ، عَلَى الْمَعْنَى، والمُعَقِّبُ خَفْضٌ فِي اللَّفْظِ وَمَعْنَاهُ أَنه فَاعِلٌ. وَيُقَالُ أَيضاً: المُعَقِّبُ الغَريمُ المُماطل. عَقَّبَني حَقِّي أَي مَطَلَني، فَيَكُونُ المظلومُ فَاعِلًا، والمُعَقِّبُ مَفْعُولًا. وعَقَّبَ عَلَيْهِ: كَرَّ ورَجَع. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ* . وأَعْقَبَ عَنِ الشيءِ: رَجَعَ. وأَعْقَبَ الرجلُ: رَجَعَ إِلى خَيْر. وقولُ الحرث بْنِ بَدْر: كنتُ مَرَّةً نُشْبه وأَنا الْيَوْمَ عُقْبه؛ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان لَقِيَ مِنِّي شَرّاً، فَقَدْ أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَعْقَبْتُ مِنْهُ ضَعْفاً. وَقَالُوا: العُقْبَى إِلى اللَّهِ أَي المَرْجِعُ. والعَقْبُ: الرُّجُوع؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ صِياحَ الكُدْرِ، يَنْظُرْنَ عَقْبَنا، ... تَراطُنَ أَنْباطٍ عَلَيْهِ طَغَامُ مَعْنَاهُ: يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا. والمُعَقِّبُ: المُنْتَظِرُ. والمُعَقِّبُ: الَّذِي يغْزُو غَزوةً بَعْدَ غَزْوةٍ، ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ، وَلَا يُقِيمُ فِي أَهله بَعْدَ القُفُولِ. وعَقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ، وغَزاةٍ بَعْدَ غزاةٍ: وَالى. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بعضُها بَعْضًا أَي يكونُ الغَزوُ بَيْنَهُمْ نُوَباً، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثُمَّ عَادَتْ، لَمْ تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثَانِيَةً، حَتَّى تَعْقُبَها أُخْرى غيرُها. وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُعَقِّبُ الجيوشَ فِي كُلِّ عَامٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن؛ إِلا أَنها كَانَتْ عُقَباً أَي تُصَلي طائفةٌ بَعْدَ طَائِفَةٍ، فَهُمْ يَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يغْزو غَزْواً بَعْدَ غَزْوٍ، وَلِلَّذِي يتقاضَى الدَّيْنَ، فيعودُ إِلى غَرِيمِهِ فِي تَقَاضِيهِ. مُعَقِّبٌ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ والمُعَقِّبُ: الَّذِي يَكُرُّ عَلَى الشيءِ، وَلَا يَكُرُّ أَحدٌ عَلَى مَا أَحكمَه اللَّهُ، وَهُوَ قَوْلُ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدل:

إِذا لَمْ يُصِبْ فِي أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا أَي غَزا غَزوةً أُخْرى. وعَقَّبَ فِي النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: كَانَ هُوَ وامرأَته وخادِمُه يَعْتَقِبونَ اللَّيْلَ أَثلاثاً أَي يَتَناوَبُونه فِي الْقِيَامِ إِلى الصَّلَاةِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس بْنِ مَالِكٍ: أَنه سُئِلَ عَنِ التَّعْقِيبِ فِي رَمَضانَ، فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا فِي البُيوت. وَفِي التَّهْذِيبِ: فَقَالَ إِنهم لَا يَرْجِعُون إِلا لِخَيْرٍ يَرْجُونَه، أَو شَرٍّ يَخافُونَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّعْقِيبُ هُوَ أَن تَعْمَلَ عَمَلًا، ثُمَّ تَعُودَ فِيهِ؛ وأَراد بِهِ هَاهُنَا صلاةَ النَّافِلَةِ، بَعْدَ التَّرَاوِيحِ، فكَرِهَ أَن يُصَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ، وأَحَبَّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ فِي الْبُيُوتِ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ إِسحاق بْنِ رَاهُويَهْ: إِذا صَلَّى الإِمامُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِالنَّاسِ تَرْويحةً، أَو تَرويحتين، ثُمَّ قَامَ الإِمام مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فأَرسل إِلى قَوْمٍ فاجْتمعوا فصَلى بهم بعد ما نَامُوا، فإِن ذَلِكَ جَائِزٌ إِذا أَراد بِهِ قيامَ مَا أُمِرَ أَن يُصَلى مِنَ التَّرويح، وأَقلُّ ذَلِكَ خَمْسُ تَرويحات، وأَهلُ الْعِرَاقِ عَلَيْهِ. قَالَ: فَإِمَّا أَن يَكُونَ إِمام صَلَّى بِهِمْ أَوَّلَ اللَّيْلِ التَّرْوِيحَاتِ، ثمَّ رَجَعَ آخِرَ اللَّيْلِ ليُصليَ بِهِمْ جَمَاعَةً، فإِن ذَلِكَ مَكْرُوهٌ، لِمَا رُوِيَ عَنْ أَنس وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِنْ كَرَاهِيَتِهِمَا التَّعْقِيبَ؛ وَكَانَ أَنس يأْمُرُهم أَن يُصَلُّوا فِي بُيوتهم. وَقَالَ شَمِرٌ: التَّعْقِيبُ أَن يَعْمَلَ عَمَلًا مِنْ صَلَاةٍ أَو غَيْرِهَا، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِ مِنْ يَوْمِهِ؛ يُقَالُ: عَقَّبَ بِصَلَاةٍ بَعْدَ صَلَاةٍ، وَغَزْوَةٍ بَعْدَ غَزْوَةٍ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: هُوَ الَّذِي يفعلُ الشيءَ ثُمَّ يَعُود إِليه ثَانِيَةً. يُقَالُ: صَلى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَقَّبَ، أَي عَادَ فِي تِلْكَ الصَّلَاةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُعَقِّبُ الجُيوشَ فِي كُلِّ عَامٍ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ أَنه يَرُدُّ قَوْمًا ويَبْعَثُ آخَرِينَ يُعاقِبُونَهم. يُقَالُ: عُقِّبَ الغازيةُ بأَمثالهم، وأُعْقِبُوا إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم. والتَّعْقِيبُ: أَن يَغْزُوَ الرجلُ، ثُمَّ يُثَنِّي مِنْ سَنَته؛ قَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ الْخَيْلَ: طِوالُ الهَوادي، والمُتُونُ صَلِيبةٌ، ... مَغاويرُ فِيهَا للأَميرِ مُعَقَّبُ والمُعَقَّبُ: الرجلُ يُخْرَجُ «2» مِنْ حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ قَدْرًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وإِنْ تَبْغِني فِي حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني، ... وإِنْ تَلْتَمِسْني فِي الحَوانيتِ تَصْطَدِ أَي لَا أَكونُ مُعَقَّباً. وعَقَّبَ وأَعْقَبَ إِذا فَعَلَ هَذَا مرَّةً، وَهَذَا مَرَّةً. والتَّعْقِيبُ فِي الصَّلاةِ: الجلوسُ بَعْدَ أَن يَقْضِيَها لدُعاءٍ أَو مَسْأَلة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَقَّبَ فِي صَلَاةٍ، فَهُوَ فِي الصلاةِ. وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ أَي اسْتِثْنَاءٌ. وأَعْقَبَه الطائفُ إِذا كَانَ الجُنُون يُعاوِدُه فِي أَوْقاتٍ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا: ويَخْضِدُ فِي الْآرِيِّ، حَتى كأَنَّه ... بِهِ عُرَّةٌ، أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ وإِبلٌ مُعاقِبةٌ: تَرْعَى مَرَّةً فِي حَمْضٍ، وَمَرَّةً فِي خُلَّةٍ. وأَما الَّتِي تَشْرَبُ الماءَ، ثُمَّ تَعُودُ إِلى المَعْطَنِ، ثُمَّ تَعُودُ إِلى الماءِ، فَهِيَ العواقِبُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَقَبَتِ الإِبلُ مِنْ مكانٍ إِلى مكانٍ تَعْقُبُ عَقْباً، وأَعْقَبَتْ: كلاهما تحوّلَتْ

_ (2). قوله [والمعقب الرجل يخرج إلخ] ضبط المعقب في التكملة كمعظم وضبط يخرج بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المعقب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء للفاعل وكلا الضبطين وجيه.

مِنْهُ إِليه تَرْعَى. ابْنُ الأَعرابي: إِبلٌ عاقِبةٌ تَعْقُب فِي مَرْتَعٍ بَعْدَ الحَمْضِ، وَلَا تَكُونُ عَاقِبَةً إِلا فِي سنةٍ جَدْبة، تأْكل الشَّجَر ثُمَّ الحَمْضَ. قَالَ: وَلَا تَكُونُ عاقِبةً فِي العُشْبِ. والتَّعاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. والمُعَقِّباتُ: اللَّواتي يَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجازِ الإِبل المُعْتَرِكاتِ عَلَى الحَوْض، فإِذا انْصَرَفَتْ ناقةٌ دَخَلَتْ مكانَها أُخرى، وَهِيَ الناظراتُ العُقَبِ. والعُقَبُ: نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بَعْدَهَا فَشَرِبَتْ، فَذَلِكَ عُقْبَتُها. وعُقْبةُ الْمَاشِيَةِ فِي المَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُقْبةً، ثُمَّ تُحَوَّل إِلى الحَمْضِ، فالحَمْضُ عُقْبَتُها؛ وَكَذَلِكَ إِذا حُوِّلَتْ مِنَ الحَمْض إِلى الخُلَّة، فالخُلَّة عُقْبَتُها؛ وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد ذُو الرُّمَّةِ بِقَوْلِهِ يَصِفُ الظَّلِيمَ: أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه ... من لائحِ المَرْوِ، والمَرعى لَهُ عُقَبُ وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمِعْقَابُ: المرأَة الَّتِي مِنْ عَادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَكَرًا ثُمَّ أُنْثَى. ونخلٌ مُعاقِبةٌ: تَحْمِلُ عَامًا وتُخْلِفُ آخَرَ. وعِقْبةُ القَمَرِ: عَوْدَتُه، بِالْكَسْرِ. وَيُقَالُ: عَقْبةُ، بِالْفَتْحِ، وَذَلِكَ إِذا غَابَ ثُمَّ طَلَع. ابْنُ الأَعرابي: عُقْبَةُ الْقَمَرِ، بِالضَّمِّ، نَجْمٌ يُقارِنُ القَمَرَ فِي السَّنةِ مَرَّةً؛ قَالَ: لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافورَ، لِمَّتُه، ... وَلَا الذَّريرَةَ، إِلا عُقْبةَ القَمَرِ هُوَ لِبَعْضِ بَنِي عَامِرٍ، يَقُولُ: يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الحَوْلِ مَرَّةً؛ وَرِوَايَةُ اللِّحْيَانِيِّ عِقْبَةَ، بِالْكَسْرِ، وَهَذَا مَوْضِعُ نَظَرٍ، لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً. وَمَا أَعْلَمُ مَا مَعْنَى قَوْلِهِ: يُقارن الْقَمَرَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً. وَفِي الصِّحَاحِ يُقَالُ: مَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلا عُقْبةَ القَمر إِذا كَانَ يَفْعَلُهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً. والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ: التَّداوُل. والعَقِيبُ: كلُّ شيءٍ أَعْقَبَ شَيْئًا. وَهُمَا يَتَعاقَبانِ ويَعْتَقِبانِ أَي إِذا جاءَ هَذَا، ذَهَب هَذَا، وَهُمَا يَتَعاقَبانِ كلَّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، والليلُ والنهارُ يَتَعاقَبانِ، وَهُمَا عَقيبان، كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبِهِ. وعَقِيبُك: الَّذِي يُعاقِبُك فِي العَمَل، يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح: أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ الدَّابَّةِ بِرِجْلِهَا، وَهُوَ رَفْسُها، كانَ لَا يُلْزِمُ صاحِبَها شَيْئًا إِلا أَن تُتْبِعَ ذَلِكَ رَمْحاً. وعَقَبَ الليلُ النهارَ: جاءَ بعدَه. وعاقَبه أَي جاءَ بعَقِبه، فَهُوَ مُعاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيضاً؛ والتَّعْقِيبُ مِثْلُهُ. وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَهُ فلانٌ بعدُ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه. وَهُمَا يُعَقِّبانِه ويَعْتَقِبانِ عَلَيْهِ ويَتَعاقَبانِ: يَتَعاونانِ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّعامَةُ تَعْقُبُ فِي مَرْعًى بَعْدَ مَرْعًى، فمرَّةً تأْكل الآءَ، ومَرة التَّنُّوم، وتَعْقُبُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي حِجَارَةِ المَرْوِ، وَهِيَ عُقْبَته، وَلَا يَغِثُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنَ المَرْتَع، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: ........... وعُقْبَتُه ... مِنْ لائِحِ المَرْوِ، والمَرْعَى له عُقَبُ وَقَدْ ذُكِرَ فِي صَدْرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ. واعْتَقَبَ بِخَيْرٍ، وتَعَقَّبَ: أَتى بِهِ مرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وأَعْقَبه اللهُ بإِحسانه خَيْراً؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ العُقْبَى،

وَهُوَ شِبْهُ العِوَضِ، واسْتَعْقَبَ مِنْهُ خَيْرًا أَو شَرّاً: اعْتاضَه، فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَهُ وأَبدله. وَهُوَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ: ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطاعَتِه، ... كَمَا أَطاعَكَ، وادْلُلْهُ عَلَى الرَّشَدِ وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع مِنْ شَرٍّ إِلى خَيْرٍ. واسْتَعْقَبْتُ الرجلَ، وتَعَقَّبْتُه إِذا طَلَبْتَ عَوْرَتَهُ وعَثْرَته. وَتَقُولُ: أَخَذْتُ مِنْ أَسِيري عُقْبةً إِذا أَخَذْتَ مِنْهُ بَدَلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: سَأُعْطيكَ مِنْهَا عُقْبَى أَي بَدَلًا عَنِ الإِبقاءِ والإِطلاق. وَفِي حَدِيثِ الضِّيَافَةِ: فإِن لَمْ يَقْرُوه، فَلَهُ أَن يُعْقِبَهُم بمثْل قِراهُ أَي يأْخذ مِنْهُمْ عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه مِنَ القِرَى. وَهَذَا فِي المُضْطَرِّ الَّذِي لَا يَجِدُ طَعَامًا، وَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ التَّلَفَ. يُقَالُ: عَقَبَهم وعَقَّبهم، مُشَدَّداً وَمُخَفَّفًا، وأَعْقَبَهم إِذا أَخذ مِنْهُمْ عُقْبَى وعُقْبةً، وَهُوَ أَن يأْخذ مِنْهُمْ بَدَلًا عَمَّا فَاتَهُ. وتَعَقَّبَ مِنْ أَمره: نَدِمَ؛ وَتَقُولُ: فعلتُ كَذَا فاعْتَقَبْتُ مِنْهُ نَدَامَةً أَي وجدْتُ في عاقبته ندامة. وأَعْقَبَ الرجلَ: كَانَ عَقِيبَه؛ وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقاباً وعُقْباناً «1» وعُقْبَى حسَنةً أَو سَيِّئَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْبَى مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَحمد عُقْباناً أَي عَاقِبَةً. وأُعْقِبَ عِزُّه ذُلًّا: أُبْدِلَ؛ قَالَ: كَمْ مِنْ عزيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه، ... فأَصْبَحَ مَرْحُوماً، وَقَدْ كَانَ يُحْسَدُ وَيُقَالُ: تَعَقَّبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ مَنْ كنتَ سأَلته أَوَّل مَرَّةٍ. وَيُقَالُ: أَتَى فلانٌ إِليَّ خَيْرًا فعَقَبَ بِخَيْرٍ مِنْهُ؛ وأَنشد: فَعَقَبْتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ وَيُقَالُ: رأَيتُ عَاقِبَةً مِنْ طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَعْقُبُ بعضُها بَعْضًا، تَقَعُ هَذِهِ فَتَطِيرُ، ثُمَّ تَقَعُ هَذِهِ مَوْقِعَ الأُولى. وأَعْقَبَ طَيَّ الْبِئْرِ بِحِجَارَةٍ مِنْ وَرَائِهَا: نَضَدَها. وكلُّ طَرِيقٍ بعضُه خَلْفَ بعضٍ: أَعْقابٌ، كأَنها مَنْضُودة عَقْباً عَلَى عَقْبٍ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ فِي وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ عَلَى ظَهْرِ النَّاقَةِ: إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ ... أَعقابُ نَيٍّ، عَلَى الأَثْباجِ، مَنْضُودِ والأَعْقابُ: الخَزَفُ الَّذِي يُدْخَلُ بَيْنَ الآجُرِّ فِي طَيِّ الْبِئْرِ، لِكَيْ يَشْتَدَّ؛ قَالَ كُراع: لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُقابُ الخَزَفُ بَيْنَ السَّافَاتِ؛ وأَنشد فِي وَصْفِ بِئْرٍ: ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ ويُروى: وذاتَ حَمّ، أَراد وذاتَ حَمْءٍ، ثُمَّ اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى مَا قَبْلَهَا، فَقَالَ: وذاتَ حَمّ. وأَعقابُ الطَّيِّ: دوائرُه إِلى مؤَخَّره. وَقَدْ عَقَّبْنا الرَّكِيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر مِنْ وراءِ حَجَرٍ. والعُقابُ: حَجَرٌ يَسْتَنْثِلُ عَلَى الطَّيِّ فِي الْبِئْرِ أَي يَفْضُل. وعَقَبْتُ الرجلَ: أَخذتُ مِنْ مَالِهِ مثلَ مَا أَخَذَ

_ (1). قوله [وعقباناً] ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها إتباعاً، فانظر من أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً. وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء، وبالجملة فشرحه غير محرر.

مِنِّي، وأَنا أَعْقُب، بِضَمِّ الْقَافِ، وَيُقَالُ: أَعْقَبَ عَلَيْهِ يَضْرِبُه. وعَقَبَ الرَّجُلَ فِي أَهله: بَغَاهُ بشَرٍّ وخَلَفَه. وعَقَبَ فِي أَثر الرَّجُلِ بِمَا يَكْرَهُ يَعْقُبُ عَقْباً: تَنَاوَلَهُ بِمَا يَكْرَهُ وَوَقَعَ فِيهِ. والعُقْبةُ: قدرُ فَرسخين؛ والعُقْبَة أَيضاً: قَدْرُ مَا تَسِيرُه، والجمعُ عُقَبٌ؛ قَالَ: خَوْداً ضِناكاً لَا تَسِير العُقَبا أَي إِنها لَا تَسير مَعَ الرِّجَالِ، لأَنها لَا تَحْتَملُ ذَلِكَ لنَعْمتها وتَرَفِها؛ كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: فَلَمْ تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، ... وَلَا لَيْلَ عِيسٍ فِي البُرِينَ خَواضِعُ والعُقْبةُ: الدُّولةُ؛ والعُقْبةُ: النَّوْبةُ؛ تَقُولُ: تَمَّتْ عُقْبَتُكَ؛ والعُقبة أَيضاً: الإِبل يَرْعاها الرجلُ، ويَسْقيها عُقْبَتَه أَي دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سُمِّيَتْ بِاسْمِ الدُّولَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِيها، ... لَسْتُ بناسِيها وَلَا مُنْسِيها أَي أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِي، وأُحْسِنُ رَعْيَها. وَقَوْلُهُ: لستُ بناسِيها وَلَا مُنْسِيها. يَقُولُ: لستُ بتاركِها عَجْزاً وَلَا بِمُؤَخِّرِها؛ فَعَلَى هَذَا إِنما أَراد: وَلَا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ يَاءً، لإِقامة الرِّدْفِ. والعُقْبةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُرْكَبُ فِيهِ. وتَعاقَبَ المُسافرانِ عَلَى الدَّابَّةِ: رَكِبَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُقْبةً. وَفِي الْحَدِيثِ: فَكَانَ الناضِحُ يَعْتَقِبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه فِي الرُّكوبِ وَاحِدًا بعدَ واحدٍ. يُقال: جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَشى عَنْ دَابَّتِهِ عُقْبةً، فَلَهُ كَذَا ، أَي شَوْطاً. ويُقال: عاقَبْتُ الرجلَ، مِن العُقْبة، إِذا راوَحْتَه فِي عَمل، فَكَانَتْ لَكَ عُقْبةٌ وَلَهُ عُقْبةٌ؛ وَكَذَلِكَ أَعْقَبْتُه. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لزَمِيله: أَعْقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حَتَّى أَرْكَبَ عُقْبتِي؛ وَكَذَلِكَ كلُّ عَمل. وَلَمَّا تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الْهَاشِمِيِّينَ عَنْ بَنِي أُمَيَّة، قَالَ سُدَيْفٌ شاعرُ بَنِي العباسِ: أَعْقِبِي آلَ هاشِمٍ، يا مَيَّا يَقُولُ: انْزِلي عَنِ الخِلافةِ حَتَّى يَرْكَبَها بَنُو هَاشِمٍ، فَتَكُونَ لَهُمُ العُقْبةُ عَلَيْكُمْ. واعْتَقَبْتُ فُلَانًا مِنَ الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ. وأَعْقَبْتُ الرجلَ وعاقَبْتُه فِي الرَّاحِلَةِ إِذا رَكِبَ عُقْبةً، ورَكِبْتَ عُقْبةً، مثلُ المُعاقَبةِ. والمُعاقَبةُ فِي الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الْيَاءَ مِنْ مَفَاعِيلُنْ وتُبْقي النونَ، أَو تَحْذِفَ النُّونَ وتُبْقي الْيَاءَ، وَهُوَ يَقَعُ فِي جُمْلَةِ شُطُورٍ مِنْ شُطُورِ العَروض. وَالْعَرَبُ تُعْقِبُ بَيْنَ الْفَاءِ وَالثَّاءِ، وتُعاقِبُ، مِثْلُ جَدَثٍ وجَدَفٍ. وعاقَبَ: رَاوَحَ بَيْنَ رِجْليْه. وعُقْبةُ الطَّائِرِ: مَسَافَةُ مَا بَيْنَ ارْتِفَاعِهِ وانْحطاطِه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ، ... قَدْ مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا ثُمَّ آلتْ لَا تُكَلِّمُنا، ... كلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا مَعْنَى قَوْلِهِ: مُعْقَبٌ أَي يَصِيرُ إِلى غَيْرِ حَالَتِهِ الَّتِي كانَ عَلَيْهَا. وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ: وَهُوَ المُعادُ فِي الرِّبابة مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة، تَيمُّناً بفَوْزِه؛ وأَنشد: بمَثْنى الأَيادِي والمَنيحِ المُعَقَّبِ

وجَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا كَانَ سَمِينًا؛ وأَنشد: بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ المُعَقَّبِ وتَعَقَّبَ الخَبَر: تَتَبَّعَه. وَيُقَالُ: تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذا تَدَبَّرْته. والتَّعَقُّبُ: التَّدَبُّرُ، والنظرُ ثَانِيَةً؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيّ: فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فِينَا مَسَبَّةً، ... إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا بالتَّعَقُّب يَقُولُ: إِذا تَعَقَّبوا أَيامَنا، لَمْ يَجِدُوا فِينَا مَسَبَّة. وَيُقَالُ: لَمْ أَجد عَنْ قَوْلِكَ مُتَعَقَّباً أَي رُجوعاً أَنظر فِيهِ أَي لَمْ أُرَخِّصْ لِنَفْسِيَ التَّعَقُّبَ فِيهِ، لأَنْظُرَ آتِيه أَم أَدَعُه. وَفِي الأَمر مُعَقَّبٌ أَي تَعَقُّبٌ؛ قَالَ طُفَيْل: مَغَاويرُ، مِنْ آلِ الوَجِيهِ ولاحقٍ، ... عَناجيجُ فِيهَا للأَريبِ مُعَقَّبُ وَقَوْلُهُ: لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه أَي لَا رادَّ لقضائِه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ* ؛ أَي لَمْ يَعْطِفْ، وَلَمْ يَنْتَظِرْ. وَقِيلَ: لَمْ يمكُثْ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ قَتَادَةُ: لَمْ يَلْتَفِتْ؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَمْ يَرْجِعْ. قَالَ شَمِرٌ: وكُلُّ رَاجِعٍ مُعَقِّبٌ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: وإِنْ تَوَنَّى التَّالِياتُ عَقَّبا أَي رَجَعَ. واعْتَقَبَ الرجلَ خَيْرًا أَو شَرًّا بِمَا صَنَع: كافأَه بِهِ. والعِقابُ والمُعاقَبة أَن تَجْزي الرجلَ بِمَا فَعل سُوءًا؛ والاسمُ العُقُوبة. وعاقَبه بِذَنْبِهِ معاقَبة وعِقاباً: أَخَذَه بِهِ. وتَعَقَّبْتُ الرجلَ إِذا أَخَذْتَه بذَنْبٍ كَانَ مِنْهُ. وتَعَقَّبْتُ عَنِ الْخَبَرِ إِذا شَكَكْتَ فِيهِ، وعُدْتَ للسُّؤَال عَنْهُ؛ قَالَ طُفَيل: تَأَوَّبَنِي، هَمٌّ مَعَ الليلِ مُنْصِبُ، ... وجاءَ مِنَ الأَخْبارِ مَا لَا أُكَذِّبُ تَتابَعْنَ حَتَّى لَمْ تَكُنْ لِيَ ريبةٌ، ... وَلَمْ يَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ وتَعَقَّبَ فلانٌ رَأْيَه إِذا وَجَد عَاقِبَتَه إِلى خَيْر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ ؛ هَكَذَا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، وفَسَّرَها: فَغَنِمْتم. وقرأَها حُمَيْد: فعَقَّبْتُم ، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهِيَ بِمَعْنَى عَاقَبْتُم، قَالَ: وَهِيَ كَقَوْلِكَ: تَصَعَّرَ وتَصَاعَرَ، وتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ، فِي مَاضِي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ؛ وقُرِئَ فعَقَبْتُم ، خَفِيفَةً. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: مَنْ قرأَ فَعاقَبْتُمْ ، فَمَعْنَاهُ أَصَبْتُموهم فِي الْقِتَالِ بالعُقُوبة حَتَّى غَنِمْتم؛ وَمَنْ قرأَ فَعَقَبْتم ، فَمَعْنَاهُ فَغَنمتم؛ وعَقَّبْتُم أَجودُها فِي اللُّغَةِ؛ وعَقَبْتُم جَيِّدٌ أَيضاً أَي صارَتْ لَكُمْ عُقْبَى، إِلا أَن التَّشْدِيدَ أَبلغ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: فَعَقَبْتُمْ بِذُنُوبٍ غَيْرَ مَرّ قَالَ: وَالْمَعْنَى أَن مَنْ مَضَت امرأَتُه مِنْكُمْ إِلى مَنْ لَا عَهْدَ بَيْنِكُمْ وَبَيْنَهُ، أَو إِلى مَنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ عهدٌ، فنَكَثَ فِي إِعْطاءِ المَهْرِ، فغَلَبْتُمْ عَلَيْهِ، فَالَّذِي ذَهَبَتِ امرأَتُه يُعْطَى مِنَ الْغَنِيمَةِ المَهْرَ مِن غَيْرِ أَن يُنْقَصَ مِنْ حَقِّه فِي الْغَنَائِمِ شيءٌ، يُعْطَى حَقَّه كَمَلًا، بَعْدَ إِخْراج مُهورِ النِّسَاءِ. والعَقْبُ والمُعاقِبُ: المُدْرِكُ بالثَّأْر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فَارِسًا، ... جَزاءَ العُطاسِ، لَا يَمُوتُ المُعاقِبُ أَي لَا يَمُوتُ ذِكْرُ ذَلِكَ المُعاقِبِ بَعْدَ مَوْتِهِ.

وَقَوْلُهُ: جَزَاءَ العُطاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّأْرِ، قَدْرَ مَا بَيْنَ التَّشْمِيتِ والعُطاسِ. وَعَنِ الأَصمعي: العَقْبُ: العِقَابُ؛ وأَنشد: لَيْنٌ لأَهْلِ الحَقِّ ذُو عَقْبٍ ذَكَرْ ويُقال: إِنه لَعَالِم بعُقْمَى الكلام، وعُقْبَى الكلام، وهو غامضُ الْكَلَامِ الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ، وَهُوَ مِثْلُ النَّوَادِرِ. وأَعْقَبه عَلَى مَا صَنَع: جَازَاهُ. وأَعْقَبه بِطَاعَتِهِ أَي جَازَاهُ، والعُقْبَى جَزاءُ الأَمر. وعُقْبُ كُلِّ شَيْءٍ، وعُقْباه، وعُقْبانُه، وعاقِبَتُه: خاتِمتُه. والعُقْبى: المَرْجِعُ. وعَقَبَ الرجلُ يَعْقُبُ عَقْباً: طَلب مَالًا أَو غَيْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: المِعْقَبُ الخِمار؛ وأَنشد: كمِعْقَبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ قَالَ: وسُمِّيَ الخِمار مِعْقَباً، لأَنه يَعْقُبُ المُلاءَة، يَكُونُ خَلَفاً مِنْها. والمِعْقَبُ: القُرْطُ. والمِعْقَبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق. والمِعْقَب: بَعِيرُ العُقَبِ. والمِعْقَبُ: الَّذِي يُرَشَّحُ للخِلافة بَعْدَ الإِمام. والمُعْقِبُ: النَّجْمُ «2» الَّذِي يَطْلعُ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ المُعاقِبُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ، ... أَو شادِنٌ ذُو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ أَبو عُبَيْدَةَ: المِعْقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ بِهِ الزَّميلانِ فِي السَّفَرِ، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر، رَكِبَ الَّذِي كَانَ يَمْشِي. وعُقْبَةُ القِدْرِ: مَا الْتَزَقَ بأَسْفَلِها مِنْ تابلٍ وَغَيْرِهِ. والعُقْبة: مَرقَة تُرَدُّ فِي القِدْرِ الْمُسْتَعَارَةِ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، وأَعْقَبَ الرجُلَ: رَدَّ إِليه ذَلِكَ؛ قَالَ الكُمَيْت: وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، وَلَمْ يكنْ، ... لعُقْبةِ قِدْرِ المُستَعِيرين، مُعْقِبُ وَكَانَ الْفَرَّاءُ يُجيزها بِالْكَسْرِ، بِمَعْنَى البَقِيَّة. وَمَنْ قَالَ عُقْبة، بِالضَّمِّ، جَعَلَهُ مِنِ الاعْتِقاب. وَقَدْ جَعَلَهَا الأَصمعي وَالْبَصْرِيُّونَ، بِضَمِّ الْعَيْنِ. وقَرارَةُ القِدْرِ: عُقْبَتُها. والمُعَقِّباتُ: الحَفَظةُ، مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَهُ مُعَقِّباتٌ «3» مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ. والمُعَقِّبات: ملائكةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، لأَنهم يَتَعاقبون، وإِنما أُنِّثَتْ لِكَثْرَةِ ذَلِكَ مِنْهَا، نَحْوُ نَسّابة وعَلَّامةٍ وَهُوَ ذَكَرٌ. وَقَرَأَ بَعْضُ الأَعراب: لَهُ مَعاقِيبُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: المُعَقِّباتُ الملائكةُ، ملائكةُ الليلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النَّهَارِ، وملائكةُ النَّهَارِ تُعَقِّبُ ملائكةَ اللَّيْلِ. قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الفراءُ عَقَّبَ بِمَعْنَى عاقَبَ، كَمَا يُقَالُ: عاقَدَ وعَقَّدَ، وضاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ مَلَائِكَةَ النهارِ تَحْفَظُ الْعِبَادَ، فإِذا جاءَ اللَّيْلُ جاءَ مَعَهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وصَعِدَ ملائكةُ النَّهَارِ، فإِذا أَقبل النَّهَارُ عَادَ مَنْ صَعِدَ؛ وصَعِدَ ملائكةُ اللَّيْلِ، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً. وكلُّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا ثُمَّ عَادَ إِليه فَقَدْ عَقَّبَ. وملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ، ومُعَقِّباتٌ جمعُ الْجَمْعِ؛ وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُعَقِّباتٌ لَا يَخِيبُ قائلُهُنَّ، وَهُوَ أَن يُسَبِّحَ فِي دُبر صَلَاتِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، ويَحْمَده ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَيُكَبِّرُهُ أَربعاً وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً ؛ سُمِّيَتْ مُعَقِّباتٍ، لأَنها

_ (2). قوله [والمعقب النجم إلخ] ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل. (3). قوله [له معقبات إلخ] قال في المحكم أي للإِنسان معقبات أي ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بعقب بعض يحفظونه مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَيْ مما أمرهم الله به كما تقول يحفظونه عن أمر الله وبأمر الله لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر الله.

عادَتْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، أَو لأَنها تُقال عَقِيبَ الصَّلَاةِ. وَقَالَ شَمِرٌ: أَراد بِقَوْلِهِ مُعَقِّباتٌ تَسْبِيحات تَخْلُفُ بأَعْقابِ الناسِ؛ قَالَ: والمُعَقِّبُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: مَا خَلَفَ بِعَقِبِ مَا قَبْلَهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: ولَسْتُ بشَيْخٍ، قَدْ تَوَجَّهَ، دالفٍ، ... ولكنْ فَتًى مِنْ صالحِ الْقَوْمِ عَقَّبا يَقُولُ: عُمِّرَ بعدَهم وبَقي. والعَقَبة: وَاحِدَةُ عَقَباتِ الْجِبَالِ. والعَقَبةُ: طريقٌ، فِي الجَبَلِ، وَعْرٌ، وَالْجَمْعُ عَقَبٌ وعِقابٌ. والعَقَبَة: الجبَل الطويلُ، يَعْرِضُ لِلطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ، وَهُوَ طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ، وإِن كَانَتْ خُرِمَتْ بَعْدَ أَن تَسْنَدَ وتَطُولَ فِي السماءِ، فِي صُعود وهُبوط، أَطْوَلُ مِنَ النَّقْبِ، وأَصْعَبُ مُرْتَقًى، وَقَدْ يكونُ طُولُهما وَاحِدًا. سَنَدُ النَّقْبِ فِيهِ شيءٌ مِنِ اسْلِنْقاء، وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كَهَيْئَةِ الجِدار. قَالَ الأَزهري: وَجَمْعُ العَقَبةِ عِقابٌ وعَقَباتٌ. وَيُقَالُ: مِنْ أَين كانتْ عَقِبُكَ أَي مَنْ أَين أَقْبَلْتَ؟ والعُقابُ: طَائِرٌ مِنَ العِتاقِ مؤنثةٌ؛ وَقِيلَ: العُقابُ يَقَع عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، إِلا أَن يَقُولُوا هَذَا عُقابٌ ذكَر؛ وَالْجَمْعُ: أَعْقُبٌ وأَعْقِبةٌ؛ عَنْ كُراع؛ وعِقْبانٌ وعَقابينُ: جمعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ: عَقابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ وَقِيلَ: جَمْعُ العُقاب أَعْقُبٌ؛ لأَنها مُؤَنَّثَةٌ. وأَفْعُلٌ بِنَاءٌ يَخْتَصُّ بِهِ جمعُ الإِناث، مِثْلُ عَناقٍ وأَعْنُقٍ، وَذِرَاعٍ وأَذْرُعٍ. وعُقابٌ عَقَنْباةٌ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الرُّبَاعِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: عِتاقُ الطَّيْرِ العِقْبانُ، وسِباعُ الطَّيْرِ الَّتِي تَصِيدُ، وَالَّذِي لَمْ يَصِدْ الخَشاشُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنْ العِقبان عِقبانٌ تُسَمَّى عِقبانَ الجِرْذانِ، لَيْسَتْ بسُودٍ، وَلَكِنَّهَا كُهْبٌ، وَلَا يُنْتَفَعُ بِرِيشِهَا، إِلَّا أَن يَرْتاشَ بِهِ الصبيانُ الجمامِيحَ. والعُقابُ: الرَّايَةُ. والعُقابُ: الحَرْبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعُقابُ: عَلَم ضَخْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ اسْمُ رَايَتِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، العُقابَ ، وَهِيَ العَلَمُ الضَّخْمُ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الناقةَ السوداءَ عُقاباً، عَلَى التَّشْبِيهِ. والعُقابُ الَّذِي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطَّائِرِ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ أَيضاً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَلَا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِيئَةً، ... لَهَا غايةٌ تَهْدِي، الكرامَ، عُقابُها عُقابُها: غايَتُها، وحَسُنَ تكرارُه لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ، وجَمْعُها عِقْبانٌ. والعُقابُ: فَرَسُ مِرْداس بْنِ جَعْوَنَةَ. والعُقابُ: صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ فِي الْبِئْرِ، تَخْرِقُ الدِّلاءَ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْ قِبَلِ الطَّيِّ؛ وَذَلِكَ أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عَنْ مَوْضِعِهَا، وَرُبَّمَا قَامَ عَلَيْهَا المُسْتَقي؛ أُنثى، وَالْجَمْعُ كالجَمْعِ. وَقَدْ عَقَّبها تَعْقِيباً: سَوّاها. والرجُل الَّذِي يَنْزِلُ فِي الْبِئْرِ فيَرْفَعُها، يُقَالُ لَهُ: المُعَقِّبُ. ابْنُ الأَعرابي: القَبِيلَة صَخْرَةٌ عَلَى رأْس الْبِئْرِ، والعُقابانِ مِنْ جَنَبَتَيْها يَعْضُدانِها. وَقِيلَ: العُقابُ صَخْرَةٌ نَاتِئَةٌ فِي عُرْضِ جَبل، شِبْهُ مِرْقاة. وَقِيلَ: العُقابُ مَرْقًى فِي عُرْضِ الجَبَل. والعُقابانِ: خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ بَيْنَهُمَا الجِلْدَ. والعُقاب: خَيْطٌ صغيرٌ، يُدْخَلُ فِي خُرْتَيْ حَلْقَةِ القُرْطِ، يُشَدُّ بِهِ. وعَقَبَ القُرْطَ: شَدَّه بعَقَبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ؛ قَالَ سَيّارٌ الأَبانِيُّ:

كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ ... عَلَى دَباةٍ، أَو عَلَى يَعْسُوبِ جَعلَ قُرْطَها كأَنه عَلَى دَباة، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة، فوصَفَها بالوَقصِ. والخَوْقُ: الحَلْقَةُ. واليَعْسوبُ: ذَكَرُ النَّحْلِ. والدَّباةُ: وَاحِدَةُ الدَّبى، نَوْعٌ مِنَ الجَراد. قَالَ الأَزهري: العُقابُ الخيطُ الَّذِي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط. والمِعْقَبُ: القُرْطُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ مِنَ الحَجَل والقَطَا، وَهُوَ مَصْرُوفٌ لأَنه عَرَبِيٌّ لَمْ يُغَيَّرْ، وإِن كَانَ مَزيداً فِي أَوَّله، فَلَيْسَ عَلَى وَزْنِ الْفِعْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عالٍ يُقَصِّرُ دُونَهُ اليَعْقُوبُ وَالْجَمْعُ: اليعاقيبُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى أَنه شَاهِدٌ عَلَى اليَعْقُوبِ، لذَكَر الحَجَل، والظَّاهر فِي اليَعْقُوبِ هَذَا أَنه ذَكَر العُقاب، مِثْل اليَرْخُوم، ذَكَرِ الرَّخَم، واليَحْبُورِ، ذَكَرِ الحُبارى، لأَن الحَجَلَ لَا يُعْرَفُ لَهَا مِثلُ هَذَا العُلُوِّ فِي الطَّيران؛ وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: يَوْمًا تَرَكْنَ، لإِبْراهِيمَ، عافِيَةً ... مِنَ النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب فَذَكَرَ اجْتماعَ الطَّيْرِ عَلَى هَذَا القَتِيل مِنَ النُّسور واليَعاقيب، وَمَعْلُومٌ أَن الحَجَلَ لَا يأْكل القَتْلى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اليَعْقُوبُ ذَكَرُ القَبْجِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدْرِي مَا عَنى بالقَبْجِ: الحَجَلَ، أَم القَطا، أَم الكِرْوانَ؛ والأَعْرَفُ أَن القَبْجَ الحَجَلُ. وَقِيلَ: اليَعاقِيبُ مِنَ الخَيل، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بيَعاقِيبِ الحَجَل لسُرْعتها؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَل: وَلَّى حَثِيثاً، وَهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، ... لَوْ كَانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِيبِ «1» قِيلَ: يَعْنِي اليَعاقِيبَ مِنَ الخَيْل؛ وَقِيلَ: ذُكُورَ الحجَل. والاعْتِقابُ: الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّناوُبُ. واعتَقَبَ الشيءَ: حَبَسه عِنْدَهُ. واعْتَقَبَ البائِعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عَنِ المُشتري حَتَّى يقبضَ الثَّمَنَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ إِبراهيم النَّخَعِيّ: المُعْتَقِبُ ضامِنٌ لِمَا اعْتَقَبَ؛ الاعْتِقابُ: الحْبس والمنعُ. يُرِيدُ أَنَّ الْبَائِعَ إِذا بَاعَ شَيْئًا، ثُمَّ مَنَعَهُ المشتريَ حَتَّى يَتْلَفَ عِنْدَ الْبَائِعِ، فَقَدْ ضَمِنَ. وَعِبَارَةُ الأَزهري: حَتَّى تَلِفَ عِنْدَ الْبَائِعِ هَلكَ مِنْ مَالِهِ، وضمانُه مِنْهُ. وَعَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: يُقَالُ بَاعَنِي فلانٌ سِلْعَةً، وَعَلَيْهِ تَعْقِبةٌ إِن كَانَتْ فِيهَا، وَقَدْ أَدْرَكَتْني فِي تِلْكَ السِّلْعة تَعْقِبَةٌ. وَيُقَالُ: مَا عَقَّبَ فِيهَا، فَعَلَيْكَ فِي مَالِكَ أَي مَا أَدركني فِيهَا مِنْ دَرَكٍ فَعَلَيْكَ ضمانُه. وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَه ؛ عُقُوبَتُه: حَبْسُه، وعِرْضُه: شِكايتُه؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَفَسَّرَهُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ. واعْتَقَبْتُ الرجُلَ: حَبَسْتُه. وعِقْبَةُ السَّرْو، والجَمالِ، والكَرَمِ، وعُقْبَتُه، وعُقْبُه: كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَي سِيماهُ وَعَلَامَتُهُ؛ قَالَ: والكَسْرُ أَجْوَدُ. ويُقال: عَلَى فُلَانٍ عِقْبةُ السَّرْوِ والجَمال، بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَ عَلَيْهِ أَثَرُ ذَلِكَ. والعِقْبَةُ: الوَشْيُ كالعِقْمةِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الباءَ بَدَلٌ مِنَ الْمِيمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العِقْبة ضَرْبٌ مِنْ ثِياب الهَوْدَجِ مُوَشًّى.

_ (1). قوله [يتبعه] كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه، وجوّز في ركض الرفع والنصب.

ويُقال: عَقْبة وعَقْمَة، بِالْفَتْحِ. والعَقَبُ: العَصَبُ الَّذِي تُعْمَلُ مِنْهُ الأَوتار، الْوَاحِدَةُ عَقَبَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَضَغَ عَقَباً وَهُوَ صَائِمٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ، بِفَتْحِ الْقَافِ، العَصَبُ والعَقَبُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: عَصَبُ المَتْنَيْنِ، وَالسَّاقَيْنِ، والوَظِيفَين، يَخْتَلِطُ بِاللَّحْمِ يُمْشَقُ مِنْهُ مَشْقاً، ويُهَذَّبُ ويُنَقَّى مِنَ اللَّحْمِ، ويُسَوَّى مِنْهُ الوَتَر؛ وَاحِدَتُهُ عَقَبةٌ، وَقَدْ يَكُونُ فِي جَنْبَيِ الْبَعِيرِ. والعَصَبُ: العِلْباءُ الْغَلِيظُ، وَلَا خَيْرَ فِيهِ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ العَقَبِ والعَصَبِ: أَن العَصَبَ يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَقَب يَضْرِبُ إِلى الْبَيَاضِ، وَهُوَ أَصْلَبُها وأَمْتَنُها. وأَما العَقَبُ، مُؤَخَّرُ القَدَم: فَهُوَ مِنَ العَصَب لَا مِنَ العَقَب. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ: العَقَبُ عَقَبُ المَتْنَيْنِ مِنَ الشاةِ والبَعيرِ وَالنَّاقَةِ وَالْبَقَرَةِ. وعَقَبَ الشيءَ يَعْقِبه ويَعْقُبه عَقْباً، وعَقَّبَه: شَدَّه بعَقَبٍ. وعَقَبَ الخَوْقَ، وَهُوَ حَلْقَةُ القُرْطِ، يَعْقُبُه عَقْباً: خافَ أَن يَزيغَ فَشَدَّه بعَقَبٍ، وَقَدْ تقدَّم أَنه مِنَ العُقاب. وعَقَبَ السَّهْمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَى شَيْئًا مِنَ العَقَبِ عَلَيْهِ؛ قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ: وأَسْمَرَ مِنْ قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، ... بِهِ عَلَمانِ مِنْ عَقَبٍ وضَرْسِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صوابُ هَذَا الْبَيْتِ: وأَصْفَرَ مِنْ قِداحِ النَّبعِ؛ لأَنَّ سِهَامَ المَيْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة؛ كَقَوْلِ طَرَفَةَ: وأَصفَرَ مَضبُوحٍ، نَظَرْتُ حُوارَه ... عَلَى النَّارِ، واستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ وعَقَبَ قِدْحَه يَعقُبه عَقْباً: انكَسرَ فشَدَّه بعَقَبٍ، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا انكَسَر فشُدَّ بعَقَبٍ. وعَقَبَ فلانٌ يَعقُبُ عَقْباً إِذا طَلَب مَالًا أَو شَيْئًا غَيْرَهُ. وعَقِبَ النَّبْتُ يَعقَبُ عَقَباً: دَقَّ عُودُه واصفَرَّ ورَقُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَقَّبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثَمَرَتُهُ، وَحَانَ يُبسه. وَكُلُّ شَيْءٍ كانَ بَعْدَ شَيْءٍ، فَقَدْ عَقَبه؛ وَقَالَ: عَقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم، فكأَنما ... بَسَطَ الشَّواطِبُ، بينهنَّ، حَصيرا والعُقَيب، مُخَفَّفُ الْيَاءِ: مَوْضِعٌ. وعَقِبٌ: موضِعٌ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: حَوَّزَها مِنْ عَقِبٍ إِلى ضَبُع، ... فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ ومُعَقِّبٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: رَعَتْ، بمُعَقِّب فالبُلْقِ، نَبْتاً، ... أَطارَ نَسِيلَها عَنْهَا فَطارا والعُقَّيْبُ: طَائِرٌ، لَا يُستعمل إِلّا مُصَغَّرًا. وكَفْرُ تِعْقابٍ، وكفرُ عاقِبٍ: مَوْضِعَانِ. وَرَجُلٌ عِقَّبانٌ: غليظٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ: وَالْجَمْعُ عِقْبانٌ؛ قَالَ: وَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْحَرْفِ عَلَى ثِقَة. ويَعْقُوب: اسْمُ إِسرائيل أَبي يُوسُفَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، لَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ، لِلْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ، لأَنه غُيِّرَ عَنْ جِهَتِهِ، فَوَقَعَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ غَيْرَ معروفِ الْمَذْهَبِ. وسُمِّيَ يَعْقُوبُ بِهَذَا الِاسْمِ، لأَنه وُلِدَ مَعَ عِيصَوْ فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ. وُلِدَ عِيصَوْ قَبْلَهُ، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَقِبه، خَرَجا مَعًا، فعِيصَوْ أَبو الرُّوم. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ إِبراهيم وامرأَته، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ، وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ؛ قُرِئَ يعقوبُ، بِالرَّفْعِ، وقُرِئَ يَعْقُوبَ ، بِفَتْحِ الباءِ، فَمَنْ رَفَع، فَالْمَعْنَى: وَمِنْ وراءِ إِسحق يعقوبُ مُبَشَّر بِهِ؛ ومَن فَتَحَ يَعْقُوبَ، فإِن أَبا زَيْدٍ والأَخفش زَعَمَا أَنه مَنْصُوبٌ، وَهُوَ فِي موضعِ الخفضِ عَطْفًا عَلَى

قَوْلِهِ بِإِسْحاقَ، وَالْمَعْنَى: بَشَّرْنَاهَا بإِسحاق، ومِنْ وراءِ إِسحاق بِيَعْقُوبَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَيْرُ جَائِزٍ عِنْدَ حُذَّاق النَّحْوِيِّينَ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ. وأَما أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى فإِنه قَالَ: نُصِبَ يعقوبُ بإِضمار فِعْلٍ آخَرَ، كأَنه قَالَ: فَبَشَّرْنَاهَا بإِسحاقَ وَوَهَبْنَا لَهَا مِنْ وراءِ إِسحاق يعقوبَ، ويعقوبُ عِنْدَهُ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ، لَا فِي مَوْضِعِ الْخَفْضِ، بِالْفِعْلِ الْمُضْمَرِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عَطَفَ يَعْقُوبَ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي فِي قَوْلِهِ فَبَشَّرْناها، كأَنه قَالَ: وَهَبْنَا لَهَا إِسحاق، ومِن وراءِ إِسحاق يعقوبَ أَي وَهَبْنَاهُ لَهَا أَيضاً؛ قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ الأَنباري، وَقَوْلُ الْفَرَّاءِ قَرِيبٌ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ الأَخفش وأَبي زَيْدٍ عِنْدَهُمْ خَطَأٌ. ونِيقُ العُقابِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. ونَجْدُ العُقابِ: مَوْضِعٌ بدِمَشْق؛ قَالَ الأَخطل: ويامَنَّ عَنْ نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ ... بِنَا العِيسُ عَنْ عَذْراءِ دارِ بني السَّحْبِ عقرب: العَقْرَبُ: واحدةُ العَقارِب مِنَ الهَوامِّ، يكونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، والغالبُ عَلَيْهِ التأْنيث، وَقَدْ يُقَالُ للأُنثى عَقْرَبة وعَقْرَباءُ، مَمْدُودٌ غَيْرُ مَصْرُوفٍ. والعُقْرُبانُ والعُقْرُبَّانُ: الذَّكَرُ مِنْهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَكَ فِيهِ أَمْران: إِن شئتَ قلتَ إِنه لَا اعْتِدادَ بالأَلف وَالنُّونِ فِيهِ، فيَبْقَى حِينَئِذٍ كأَنه عُقْرُبٌّ، بِمَنْزِلَةِ قُسْقُبٍّ، وقُسْحُبٍّ، وطُرْطُبٍّ، وإِن شئتَ ذهبتَ مَذْهَباً أَصْنَعَ مِنْ هَذَا، وَذَلِكَ أَنه قَدْ جَرَتِ الأَلفُ والنونُ، مِنْ حيثُ ذَكَرْنَا فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِمْ، مُجْرَى مَا لَيْسَ مَوْجُودًا عَلَى مَا بَيَّنا، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ، كَانَتِ الباءُ لِذَلِكَ كأَنها حرفُ إِعراب، وحرفُ الإِعراب قَدْ يَلحقُه التَّثْقِيلُ فِي الْوَقْفِ، نَحْوُ: هَذَا خالدٌّ، وَهُوَ يَجْعَلُّ؛ ثُمَّ إِنه قَدْ يُطْلَقُ ويُقَرُّ تَثْقِيلُهُ عَلَيْهِ، نَحْوُ: الأَضْخَمّا وعَيْهَلّ. فَكأَنَّ عُقْرُباناً لِذَلِكَ عُقْرُبٌ، ثُمَّ لَحِقَهَا التَّثْقِيلُ لتصَوُّرِ مَعْنَى الْوَقْفِ عَلَيْهَا، عِنْدَ اعْتِقَادِ حَذْفِ الأَلف وَالنُّونِ مِنْ بَعْدِهَا، فَصَارَتْ كأَنها عُقْرُبٌّ، ثُمَّ لَحِقَتِ الأَلف وَالنُّونُ، فَبَقِيَ عَلَى تَثْقِيلِهِ، كَمَا بَقِيَ الأَضْخَمّا عِنْدَ انْطِلَاقِهِ عَلَى تَثْقِيلِهِ، إِذْ أُجْرِيَ الوصلُ مُجْرَى الوقفِ، فَقِيلَ عُقْرُبَّانٌ؛ قَالَ الأَزهري: ذَكَرُ العَقارِبِ عُقْرُبانٌ، مُخَفَّف الْبَاءِ. وأَرض مُعَقْرِبة، بِكَسْرِ الراءِ: ذاتُ عَقارِبَ؛ وَكَذَلِكَ مُثَعْلِبَةٌ: ذاتُ ثَعالِبَ؛ وَكَذَلِكَ مُضَفْدِعة، ومُطَحْلِبة. ومكانٌ مُعَقْرِبٌ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: ذُو عَقارِبَ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَرضٌ مَعْقَرة، كأَنه رَدَّ العَقْرَبَ إِلى ثلاثةِ أَحرف، ثُمَّ بَنى عَلَيْهِ. وعَيْشٌ ذُو عَقارِبَ إِذا لَمْ يَكُنْ سَهْلًا، وَقِيلَ: فِيهِ شَرٌّ وخُشُونة؛ قَالَ الأَعْلم: حَتَّى إِذا فَقَدَ الصَّبُوحَ ... يقولُ: عيْشٌ ذُو عَقارِبْ والعَقارِبُ: المِننُ. عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: عليَّ لِعَمْرٍو نِعْمةٌ، بَعْدَ نِعْمة ... لوالِدِه، لَيْسَتْ بذاتِ عَقارِبِ أَي هَنِيئة غيرُ ممْنُونةٍ. والعُقْرُبَّانُ: دُوَيبَّة تدخلُ الأُذُنَ، وَهِيَ هَذِهِ الطَّوِيلَةُ الصَّفْراء، الْكَثِيرَةُ الْقَوَائِمِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ دَخَّالُ الأُذُنِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ دَابَّةٌ لَهُ أَرْجُلٌ طِوالٌ، وَلَيْسَ ذَنَبهُ كذَنَبِ العَقارِبِ؛ قَالَ إِياسُ بنُ الأَرَتِّ: كأَنَّ مَرْعَى أُمِّكُمْ، إِذ غَدَتْ، ... عَقْرَبةٌ يَكُومُها عُقْرُبان ومَرْعَى: اسْمُ أمِّهم، ويُرْوى إِذ بَدَتْ. رَوَى

ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي حَاتِمٍ قَالَ: لَيْسَ العُقْرُبانُ ذَكَرَ العَقاربِ، إِنما هُوَ دَابَّةٌ لَهُ أَرْجُلٌ طِوالٌ، وَلَيْسَ ذَنَبُه كذَنَبِ العَقارِبِ. ويَكُومُها: يَنكِحُها. والعَقارِبُ: النَّمائمُ، ودَبَّتْ عَقارِبُه، مِنْهُ عَلَى المَثَل؛ ويُقالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَقترِضُ أَعراضَ الناسِ: إِنه لتَدِبُّ عَقارِبُه؛ قَالَ ذُو الإِصبَعِ العَدوانيُّ: تَسرِي عَقارِبه إِلَيَّ، ... وَلَا تَدِبُّ لَهُ عَقارِبْ أَرَادَ: وَلَا تَدِبُّ لَهُ مِني عَقَاربي. وصُدْغٌ مُعَقْرَبٌ، بِفَتْحِ الراءِ، أَي مَعْطُوفٌ. وشيءٌ مُعَقْرَبٌ: مُعوَجٌّ. وعَقَارِبُ الشِّتاءِ: شدائدُه. وأَفرده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه، فَقَالَ: عَقرَبُ الشِّتاءِ صَوْلَتُه، وشِدَّةُ بَرْدِهِ. والعَقْرَبُ: بُرْجٌ مِنْ بُرُوجِ السماءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَهُ مِنَ الْمَنَازِلِ الشَّوْلةُ، والقَلْب، والزُّبانى. وَفِيهِ يَقُولُ ساجعُ الْعَرَبِ: إِذا طَلَعت العَقرَب، حَمِسَ المِذْنَب، وقُرَّ الأَشْيَب، وماتَ الجُنْدَب؛ هَكَذَا قَالَهُ الأَزهري فِي تَرْتِيبِ الْمَنَازِلِ، وَهَذَا عَجِيبٌ. والعَقرَبُ: سَيرٌ مَضفُور فِي طَرَفِه إِبزيمٌ، يُشَدُّ بِهِ ثَفَرُ الدابةِ فِي السَّرْجِ. والعَقربة: حَدِيدَةٌ نَحْوُ الكُلَّابِ، تُعَلَّقُ بالسَّرْج والرَّحل. وعَقرَبُ النَّعل: سَيرٌ مِنْ سُيُوره. وعَقرَبةُ النَّعلِ: عَقدُ الشِّراكِ. والمُعَقرَبُ: الشديدُ الخَلْقِ المُجتَمِعُه. وحِمار مُعَقْرَبُ الخَلْقِ: مُلَزَّزٌ، مُجتَمِع، شَدِيدٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَرْدَ التَّرَاقِي حَشْوَراً مُعَقرَبا والعَقرَبة: الأَمَة العاقِلةُ الخَدُومُ. وعَقرَباءُ: مَوْضِعٌ. وعَقرَبُ بنُ أَبي عَقرَبٍ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ تُجَّار الْمَدِينَةِ مشهورٌ بالمَطْلِ؛ يُقال فِي الْمَثَلِ: هُوَ أَمْطَلُ مِنْ عَقرَبٍ، وأَتجر مِنْ عَقربٍ؛ حَكَى ذَلِكَ الزبيرُ بْنُ بَكَّار، وَذَكَرَ أَنه عامَلَ الفَضْلَ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتْبة بْنِ أَبي لَهَب، وَكَانَ الفضلُ أَشَدَّ الناسِ اقتِضاءً، وذَكَر أَنه لَزِمَ بَيتَ عَقرَبٍ زَمَانًا، فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا؛ فَقَالَ فِيهِ: قَدْ تَجِرَتْ فِي سُوقِنا عَقرَبٌ، ... لَا مَرْحَباً بالعَقْرَبِ التاجِرَهْ كُلُّ عَدُوٍّ يُتَّقَى مُقْبِلا، ... وعَقْرَبٌ يُخْشَى مِنَ الدَّابِرَه إِنْ عادَتِ العَقْرَبُ عُدْنا لَهَا، ... وكانَتِ النَّعْلُ لَهَا حاضِرَه كُلُّ عَدُوٍّ كَيْدُه فِي اسْتِه، ... فغَيْر مَخْشِيٍّ وَلَا ضائرَه عقنب: عُقابٌ عَقَنْباةٌ، وعَبَنْقاة، وقَعَنْباة، وبَعَنْقاة، عَلَى القَلْبِ: حديدةُ المَخالِبِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ ذاتُ المَخالِبِ المُنْكَرةِ، الخَبيثة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ، وَقِيلَ هُوَ لجِرانِ العَوْدِ: عُقابٌ عَقَنْباةٌ، كأَنَّ وَظِيفَها ... وخُرْطُومَها الأَعْلى، بِنارٍ، مُلَوَّحُ وَقِيلَ: هِيَ السَّرِيعَةُ الخَطْفِ، المُنْكَرةُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَمَا قَالُوا: أَسَدٌ أَسِدٌ، وكَلْبٌ كَلِبٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَقَنْباةُ الداهِيةُ مِنَ العِقْبان، وجَمْعُه عَقَنْبَيات. عكب: العَكَبُ: تَداني أَصابِعِ الرِّجْلِ بعضِها إِلى بَعْضٍ. والعَكَبُ: غِلَظٌ فِي لَحْيِ الإِنسان وشَفته. وأَمةٌ عَكْباءُ: عِلْجةٌ جافِيةُ الخَلْقِ، مِنْ آمٍ عُكُبٍ.

وعَكَبَتِ الطيرُ تَعْكُبُ عُكُوباً: عَكَفَتْ. وعَكَبَتِ القِدْرُ تَعْكُبُ عُكُوباً إِذا ثارَ عُكَابُها، وَهُوَ بُخارُها وشِدَّةُ غَلَيانِها؛ وأَنشد: كأَنَّ مُغِيراتِ الجُيُوشِ التَقَتْ بِهَا، ... إِذا اسْتَحْمَشَتْ غَلْياً، وفاضَتْ عُكُوبُها والعُكَابُ: الدُّخَانُ. والعَكْبُ: الغُبارُ، ومِنْه قِيلَ لِلأَمةِ عَكْباء. والعَكُوبُ والعَكُّوبُ، بِالْفَتْحِ: الغُبار؛ قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ: نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها، ... عَلَى كُلِّ مَعْلُوبٍ يَثُورُ عَكُوبُها والمَعْلُوبُ: الطريقُ الَّذِي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْهِ؛ والعاكُوبُ: لُغَةٌ فِيهِ، عَنِ الهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: وإِنْ جاءَ، يَوْمًا، هاتِفٌ مُتَنَجِّدُ، ... فَلِلْخَيْلِ عاكوبٌ، مِنَ الضَّحْلِ، سانِدُ والعاكِبُ: كالعَكُوب؛ قَالَ: جاءَتْ، مَعَ الرَّكْبِ، لَهَا ظَباظبُ، ... فَغَشِيَ الذَّادَة مِنْهَا عاكِبُ واعْتَكَبَ المكانُ: ثَارَ فِيهِ العَكُوبُ. والعاكِبُ مِنَ الإِبل: الكثيرةُ؛ وللإِبل عُكُوبٌ عَلَى الحَوْضِ أَي ازْدِحَامٌ. واعْتَكَبَتِ الإِبل: اجْتَمَعَتْ فِي مَوْضِعٍ، فأَثارَتْ الغُبار فِيهِ؛ قَالَ: إِنّي، إِذا بَلَّ النَّفِيُّ غارِبي، ... واعْتَكَبَتْ، أَغْنَيْتُ عنكَ جانِبي والعاكِبُ: الجمعُ الْكَثِيرُ. والعُكُوبُ، عُكُوفُ الطَّيْرِ الْمُجْتَمِعَةِ، وعُكُوبُ الوِرْدِ، وعُكُوبُ الجماعَةِ. وعَكَفَتِ الخيلُ عُكوفاً، وعكَبَتْ عُكُوباً: بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَطَيْرٌ عُكُوبٌ وعُكُوفٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ لمُزاحم العُقَيْلِيّ: تَظَلُّ نُسُورٌ مِنْ شَمَامٍ عليهمُ ... عُكُوباً مَعَ العِقْبانِ، عِقْبانِ يَذْبُلِ قَالَ: وَالْبَاءُ لُغَةُ بَنِي خَفَاجَة مِنْ بَنِي عُقَيْل، والبيتُ لمُزاحِم العُقَيْلي. ابْنُ الأَعرابي: غُلَامُ عَصْبٌ وعَضْبٌ، بِالصَّادِ وَالضَّادُ، وعَكْبٌ إِذا كانَ خَفيفاً نَشيطاً فِي عَمَله. والعِكَابُ والعُكْبُ والأَعْكُبُ: كُلُّهُ اسْمٌ لِجَمْعِ العَنْكَبُوتِ، وَلَيْسَ بجَمْع، لأَن العَنْكَبُوتَ رباعِيٌّ. والعِكَبُّ: الَّذِي لأُمِّه زَوْجٌ. ورجلٌ عِكَبٌّ، مِثَالُ هِجَفّ، أَي قَصير ضَخْمٌ جافٍ؛ وَكَذَلِكَ الأَعْكَبُ. والعِكَبُّ العِجْليُّ: شَاعِرٌ. وعِكَبٌّ وعُكَابة: اسمانِ. وعُكَابة: أَبو حَيٍّ مِنْ بَكْرٍ، وَهُوَ عُكَابة بْنِ صَعْب بْنِ عَليِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ؛ وأَما قَوْلُ المنخَّل اليَشْكُرِيّ: يُطَوِّفُ بِي عِكَبٌّ فِي مَعَدٍّ، ... ويَطْعُنُ بالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا فَهُوَ عِكَبٌّ اللَّخْمِيُّ، صاحبُ سِجْنِ النُّعْمان بْنِ الْمُنْذِرِ. والعَكْبُ: الشِّدَّةُ فِي الشَّرِّ، والشَّيْطَنَةُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَارِدِ مِنَ الجِنِّ والإِنس: عِكَبٌّ. وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ، المقروءَةِ عَلَى عدَّة مَشَايِخَ، حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الْمَشَايِخِ: وعِكَبٌّ: اسم إِبليس «2»

_ (2). قوله [وعكب اسم إبليس] قال شارح القاموس وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي نقله القزاز في جامعه، وأنشد: رأيتك أكذب الثقلين رأياً ... أبا عمرو وأعصى من عكب فليت الله أبدلني بزيد ... ثلاثة أعنز أو جرو كلب ومثله قال ابن القطاع في كتاب الأَوزان. وفي بعض الأَمثال: من يطع عكباً يمس مكباً؛ قاله شيخنا.

عكدب: قَالَ الأَزهري «1»: يُقَالُ لبيْت العَنْكَبُوتِ العُكْدُبة. عكشب: الأَزهري: عَكْبَشَهُ وعَكْشَبه: شَدَّه وَثاقاً. علب: عَلِبَ النباتُ عَلَباً، فَهُوَ عَلِبٌ: جَسَأَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: عَلِبَ، بِالْكَسْرِ. واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِباً. واسْتَعْلَبَتِ الماشيةُ البَقْلَ إِذا ذَوَى، فأَجَمَتْه واسْتَغْلَظَته. وعَلِبَ اللحمُ عَلَباً، واسْتَعْلَب: اشتَدَّ وغَلُظَ. وعَلَبَ أَيضاً، بِالْفَتْحِ، يَعْلُبُ: غَلُظَ وصَلُبَ، وَلَمْ يَكُنْ رَخْصاً. ولحمٌ عَلِبٌ وعَلْبٌ: وَهُوَ الصُّلْبُ. وعَلِبَ عَلَباً تَغَيَّرَتْ رائحتُه، بَعْدَ اشْتِدَادِهِ. وعَلِبَتْ يَدُه: غَلُظَتْ. واسْتَعْلَبَ الجلدُ: غَلُظَ واشْتدَّ. والعَلِبُ: المكانُ الغليظُ الشَّديدُ الَّذِي لَا يُنْبِتُ البَتَّةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: العِلْبُ مِنَ الأَرض المكانُ الغليظُ الَّذِي لَوْ مُطِرَ دَهْرًا، لَمْ يُنْبِتْ خَضراء. وَكُلُّ مَوْضِعٍ صُلْبٍ خَشنٍ مِنَ الأَرض: فَهُوَ عِلْبٌ. والاعْلِنْباءُ: أَن يُشرِفَ الرَّجُلُ، ويُشْخِصَ نفسَه، كَمَا يفعلُ عِنْدَ الخُصومة والشَّتم. يُقَالُ: اعْلَنْبَى الديكُ والكلبُ والهِرُّ وغيرُها إِذا انتَفَشَ شَعَرُه، وتَهَيَّأَ للشَّرِّ وَالْقِتَالِ. وَقَدْ يُهْمزُ، وأَصله مِنْ عِلْباءِ العُنُق، وَهُوَ مُلحَقٌ بافْعَنْلَلَ، بِيَاءٍ. والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّبُّ الضَّخْمُ المُسِنُّ لشدَّته. وتيْسٌ عَلِبٌ، ووَعْلٌ عَلِبٌ أَي مُسِنٌّ جاسِئٌ. وَرَجُلٌ عِلْبٌ: جافٍ غَليظٌ. وَرَجُلٌ عِلْبٌ: لَا يُطْمَع فِيمَا عِنْدَهُ مِنْ كَلِمَةٍ أَو غَيْرِهَا. وإِنه لَعِلْبُ شَرٍّ أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ، كَقَوْلِكَ: إِنه لَحِكُّ شَرٍّ. وَيُقَالُ: تَشَنَّجَ عِلْباءُ الرجُل إِذا أَسنَّ؛ والعِلباءُ، مَمْدُودٌ: عَصَبُ العُنُق؛ قَالَ الأَزهري: الغليظُ، خَاصَّةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ العَقَبُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العِلباءُ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ. وَهُمَا عِلْباوانِ، يِمِينًا وَشِمَالًا، بَيْنَهُمَا مَنْبِتُ العُنُق؛ وإِن شِئْتَ قُلْتَ: عِلْباءَان، لأَنها هَمْزَةٌ مُلحقةٌ شُبهت بِهَمْزَةِ التأْنيث الَّتِي فِي حَمْرَاءَ، أَو بالأَصلية الَّتِي فِي كِسَاءٍ، وَالْجَمْعُ: العَلابيُّ. وعَلَبَ السيفَ والسِّكِّينَ والرُّمْحَ، يَعْلُبه ويَعْلِبُه عَلْباً، فَهُوَ مَعْلُوبٌ، وعَلَّبَه: حَزَمَ مَقْبِضَه بعِلْباءِ الْبَعِيرِ، فَهُوَ مُعَلَّبٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَقَدْ فَتَحَ الفُتُوحَ قومٌ، مَا كانتْ حِلْية سُيوفِهم الذَّهَبَ والفضةَ ، إِنما كَانَتْ حِلْيتُها العَلابيَّ والآنكَ؛ هُوَ جمعُ العِلْباء، وَهُوَ العَصَبُ؛ قَالَ: وَبِهِ سُمِّي الرجلُ عِلْباءً. ابْنُ الأَثير: هُوَ عَصَبٌ فِي العُنق، يأْخذ إِلى الْكَاهِلِ، وَكَانَتِ العربُ تَشُدُّ عَلَى أَجْفانِ سُيوفها العَلابيَّ الرَّطْبةَ، فَتَجِفُّ عَلَيْهَا وتَشُدُّ بِهَا الرِّماح إِذا تَصَدَّعَتْ فتَيْبَسُ، وتَقْوَى عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فظَلَّ، لثِيرانِ الصَّريم، غَماغِمٌ ... يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ المُعَلَّبِ وَرُمْحٌ مُعَلَّبٌ: إِذا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْباء. قَالَ القُتَيْبي: وَبَلَغَنِي أَن العَلابيَّ الرَّصاصُ؛ قَالَ: ولستُ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَلابيُّ الرَّصاصُ أَو جِنْسٌ مِنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً قَالَهُ، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. وَفِي حديث عُتْبة:

_ (1). قوله [عكدب قال الأَزهري إلخ] إن كان مراده في التهذيب كما هو المتبادر، فليس فيه إلا كعدبة بتقديم الكاف بهذا المعنى ولم يتعرض لها أحد بتقديم العين أصلًا كالمجد تبعاً للمحكم والتكملة التابعة للأَزهري. وإن تعرّض لها شارح القاموس فهو مقلد لما وقع في اللسان من غير سلف.

كُنْتُ أَعْمِدُ إِلى البَضْعَةِ أَحْسِبُها سَناماً، فإِذا هِيَ عِلْباءُ عُنُقٍ. وعَلِبَ البعيرُ عَلَباً، وَهُوَ أَعْلَبُ وعَلِبٌ: وَهُوَ داءٌ يأْخذه فِي عِلْباوَيِ العُنُقِ، فتَرِمُ مِنْهُ الرَّقَبةُ، وتَنْحنِي. والعِلابُ: سِمَةٌ فِي طُول العُنق عَلَى العِلْباءِ؛ وَنَاقَةٌ مُعَلَّبة. وعَلْبَى عَبْدَه إِذا ثَقَبَ عِلْباءَه، وجَعَل فِيهِ خَيْطًا. وعَلْبَى الرجلُ: انْحَطَّ عِلْباواهُ كِبَراً؛ قَالَ: إِذا المَرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أَصبَح جِلْدُه ... كرَحْضِ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّن أَرْوَحُ التَّيَمُّنُ: أَن يُوضَع عَلَى يَمِينِهِ فِي الْقَبْرِ. وعِلْباء: اسْمُ رَجُلٍ، سُمِّيَ بِعِلْباءِ العُنُق؛ قَالَ: إِنّي، لِمَنْ أَنْكرنِي، ابنُ اليَثْرِبِ، ... قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَملِ، وابْناً لِصَوْحانَ عَلَى دِينِ علِي أَراد: ابنَ اليَثْرِبِيِّ، والجَمَلِيِّ، وعلِيّ، فَخَفَّفَ بِحَذْفِ الياءِ الأَخيرة. والعُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم مِنْ جُلُودِ الإِبل. وَقِيلَ: العُلْبة مِنْ خَشَبٍ، كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فِيهَا. وَقِيلَ: إِنها كهيئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد، وَلَهَا طَوْق مِنْ خَشَبٍ. وَقِيلَ: مِحْلَبٌ مِنْ جِلْدٍ. وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فِيهَا ماءٌ ؛ العُلْبة: قدحٌ مِنْ خَشَبٍ؛ وَقِيلَ: مِنْ جلدٍ وخشبٍ يُحْلَبُ فِيهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ خَالِدٍ: أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ أَي القَدَحَ الَّذِي يُحْلَبُ فِيهِ؛ والجمعُ: عُلَبٌ وعِلابٌ. وَقِيلَ: العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فِيهَا الناقةُ؛ قَالَ: صاحِ، يَا صاحِ هَلْ سمعْتَ بِراعٍ ... ردَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي العِلابِ؟ ويُرْوى: فِي الحِلاب. والمُعَلِّب: الَّذِي يَتَّخِذُ العُلْبة؛ قَالَ الكُمَيْتُ، يَصِفُ خَيْلًا: سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً، وَتَارَةً ... صَبُوحاً، لَهُ أَقتارُ الجلُودِ المُعَلَّبِ «2» قَالَ الأَزهري: العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ مِنْ جَنْبِ جِلْدِ الْبَعِيرِ إِذا سُلِخَ وَهُوَ فَطِيرٌ، فتُسَوَّى مُسْتَدِيرَةً، ثُمَّ تُمْلأُ رَمْلًا سَهْلًا، ثُمَّ تُضَمُّ أَطرافُها، وتُخَلّ بخلالٍ، ويُوكَى عَلَيْهَا مَقْبُوضَةً بحَبْل، وتُتْرَكُ حَتَّى تَجِفَّ وتَيْبَسَ، ثُمَّ يُقْطَعُ رأْسُها، وَقَدْ قَامَتْ قَائِمَةً لجَفافِها، تُشْبِه قَصْعَةً مُدَوَّرَةً، كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً، أَو خُرِطَتْ خَرْطاً، ويُعَلِّقُها الرَّاعِي والراكبُ فَيَحْلُب فِيهَا، ويَشْرَبُ بِهَا، وللبَدَوِيِّ فِيهَا رِفْقُ خِفَّتِها، وأَنها لَا تَنْكَسِرُ إِذا حَرَّكها البعيرُ أَو طَاحَتْ إِلى الأَرض. وعَلَبَ الشيءَ يَعْلُبه، بِالضَّمِّ، عَلْباً وعُلُوباً: أَثَّرَ فِيهِ ووسَمَه، أَو خَدَشَه. والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ عُلُوبٌ. يُقَالُ ذَلِكَ فِي أَثر المِيسَمِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاعِ يَصِفُ الرِّكاب: يَتْبَعْنَ ناجِيةً، كأَنَّ بدَفِّها ... مِنْ غَرْضِ نَسْعَتِها، عُلُوبَ مَواسِمِ وَقَالَ طَرَفة: كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَياتِها ... مَوارِدُ، مِنْ خَلْقاءَ، فِي ظَهر قَرْدَدِ وَكَذَلِكَ التَّعْلِيبُ. قَالَ الأَزهَري: العَلْبُ تأْثير كأَثرِ العِلابِ. قَالَ وَقَالَ شَمِرٌ: أَقْرَأَني ابْنُ الأَعرابي لطُفَيْلٍ

_ (2). قوله [لَهُ أَقْتَارُ الْجُلُودِ الْمُعَلَّبِ] كذا أنشده في المحكم وضبط لام المعلب بالفتح والكسر.

الغَنَويّ: نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّياتِ وحَمْلِها، ... وثِقْلُ الَّذِي يَجْنِي بمَنْكِبِه لَعْبُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَعْبٌ أَراد بِهِ عَلْبٌ، وَهُوَ الأَثَرُ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: يَقُولُ الأَمْرُ الَّذِي يَجنِي عَلَيْهِ، وَهُوَ بِمَنْكِبِهِ، خَفيفٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه رأَى رجُلًا بأَنْفه أَثر السُّجود، فَقَالَ: لَا تَعْلُبْ صورتَك ؛ يَقُولُ: لَا تُؤَثر فِيهَا أَثراً، بشِدّةِ اتِّكائِك عَلَى أَنفِك فِي السُّجود. وطريقٌ مَعْلوبٌ: لاحِبٌ؛ وَقِيلَ: أَثَّرَ فِيهِ السابلةُ؛ قَالَ بِشْرٌ: نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها ... عَلَى كُلِّ مَعْلُوبٍ، يَثُورُ عَكُوبُها العَكوب، بِالْفَتْحِ: الغُبارُ. يَقُولُ: كُنَّا مُقْتَدِرِينَ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ لَنَا أَذِلَّاء، كَاقْتِدَارِ الْكِلَابِ عَلَى جَرَّائِهَا. والمَعْلوبُ: الطَّرِيقُ الَّذِي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْه، وَمِثْلُهُ المَلْحُوبُ. والعِلْبةُ: غُصنٌ عَظِيمٌ تُتَّخَذ مِنْهُ مِقْطَرةٌ؛ قَالَ: فِي رِجْلِه عِلْبةٌ خَشْناءُ مِنْ قَرَظٍ، ... قَدْ تَيَّمَتْه، فَبالُ المَرْءِ مَتْبُولُ ابْنُ الأَعرابي: العُلَبُ جَمْعُ عُلْبة، وَهِيَ الجَنْبة والدَسْماءُ والسَّمْراءُ. قَالَ: والعِلْبة، وَالْجَمْعُ عِلَبٌ، أُبْنَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الشَّجَرِ، تُتَّخَذ مِنْهَا المِقْطرة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ، والواحِدُ عِلْبٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَي خِيارُهم. وعَلِبَ السيفُ عَلَباً: تَثَلَّمَ حَدُّه. والمَعْلُوب: اسمُ سَيْفِ الحَرِثِ بْنِ ظَالِمٍ المُرِّيِّ، صفةٌ لازمَة. فإِما أَن يَكُونَ مِنَ العَلْبِ الَّذِي هُوَ الشَّدُّ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ التَّثَلُّم، كأَنه عُلِبَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وسَيْفُ الحَرِث المَعْلُوبُ أَرْدَى ... حُصَيْناً فِي الجَبابِرة الرَّدِينا وَيُقَالُ: إِنما سَمَّاهُ مَعْلُوباً لِآثَارٍ كَانَتْ فِي مَتْنِه؛ وَقِيلَ: لأَنه كَانَ انْحَنَى مِنْ كَثْرَةِ مَا ضَرَبَ بِهِ، وَفِيهِ يَقُولُ: أَنا أَبو لَيْلى، وسَيْفِي المَعْلُوبْ وعِلْباءٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً، ... وَلَوْ أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ وعُلَيْبٌ وعِلْيَبٌ: وادٍ معروفٌ، عَلَى طَرِيقِ الْيَمَنِ؛ وَقِيلَ: مَوْضِعٌ، وَالضَّمُّ أَعلى، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَيْلٌ، بِضَمِّ الفاءِ وَتَسْكِينِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْيَاءِ غَيْرُهُ؛ قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ: والأَثْل مِنْ سَعْيَا وحَلْيةَ مَنْزِلٍ ... والدَّوْمَ جاءَ بِهِ الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ واشْتَقَّه ابنُ جِنِّيٍّ مِنَ العَلْبِ الَّذِي هُوَ الأَثَرُ والحَزُّ، وَقَالَ: أَلا تَرَى أَن الوادِيَ له أَثَرٌ؟ علنب: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: اعْلَنْبأَ بالحِمْلِ أَي نَهَضَ بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: واعْلَنْبَى الدِّيكُ والكلبُ والهِرُّ: تَهَيَّأَ للشر، وقد يهمز. علهب: العَلْهَبُ: التَّيْسُ مِنَ الظباءِ، الطويلُ القَرْنَيْن مِنَ الوَحْشيَّة والإِنْسِيَّة؛ قَالَ: وعَلْهَباً مِنَ التُّيُوسِ عَلَّا

عَلًّا أَي عَظِيماً. وَقَدْ وُصِفَ بِهِ الظَّبْيُ والثورُ الوَحْشِي؛ وأَنشد الأَزهري: مُوَشَّى أَكارِعُه عَلْهَبا والجمعُ عَلاهِبةٌ، زَادُوا الهاءَ عَلَى حَدِّ القَشاعِمَةِ؛ قَالَ: إِذا قَعِسَتْ ظُهورُ بَناتِ تَيْمٍ، ... تَكَشَّفُ عَنْ عَلاهِبةِ الوُعُولِ يقولُ: بطونُهن مِثْلُ قُرونِ الوُعُول. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلذَّكَرِ مِنَ الظِّباء: تَيْسٌ، وعَلْهَبٌ، وهَبْرَجٌ. والعَلْهَبُ: الرجلُ الطويلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ المُسِنُّ مِنَ النَّاسِ والظِّباءِ، والأُنثى بالهاءِ. عنب: العِنَبُ: مَعْرُوفٌ، واحدتُه عِنَبة؛ ويُجْمَعُ العِنبُ أَيضاً عَلَى أَعناب. وَهُوَ العِنَباءُ، بِالْمَدِّ، أَيضاً؛ قَالَ: تُطْعِمْنَ أَحياناً، وحِيناً تَسْقِينْ ... العِنَباءَ المُتَنَقَّى والتِّينْ، كأَنها مِنْ ثَمَر البساتِينْ، ... لَا عَيْبَ، إِلَّا أَنَّهنَّ يُلْهِينْ عَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا وَعَنْ بعضِ الدِّينْ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا السِّيَراء، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْبُرُودِ، هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَبَّةُ مِنَ العِنَبِ عِنَبةٌ، وَهُوَ بِنَاءٌ نَادِرٌ لأَن الأَغْلَبَ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ الجمعُ نَحْوُ قِرْد وقِرَدة، وفِيلٍ وفِيَلة، وثَوْر وثِوَرَة، إِلَّا أَنه قَدْ جاءَ لِلْوَاحِدِ، وَهُوَ قَلِيلٌ، نَحْوُ العِنَبة، والتِّوَلة، والحِبَرة، والطِّيَبة، والخِيَرة، والطِّيَرة؛ قَالَ: وَلَا أَعرف غَيْرَهُ، فإِن أَردتَ جمعَه فِي أَدنى الْعَدَدِ، جَمَعْتَهُ بالتاءِ فَقُلْتَ: عِنَبات؛ وَفِي الْكَثِيرِ: عِنَبٌ وأَعنابٌ. والعِنَبُ: الخَمْر؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ، وَزَعَمَ أَنها لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ؛ كَمَا أَنّ الخمرَ العِنَبُ أَيضاً، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ؛ قَالَ الرَّاعِي فِي الْعِنَبِ الَّتِي هِيَ الْخَمْرُ: ونازَعَني بِهَا إِخوانُ صِدْقٍ ... شِواءَ الطَّيْرِ، والعِنَبَ الحَقِينَا وَرَجُلٌ عَنَّابٌ: يَبِيعُ العِنَب. وعانِبٌ: ذُو عِنَب؛ كَمَا يَقُولُونَ: تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذُو لَبَن وتَمْر. وَرَجُلٌ مُعَنَّبٌ، بِفَتْحِ النُّونِ: طَوِيلٌ. وإِذا كَانَ القَطِرانُ غَلِيظًا فَهُوَ: مُعَنَّبٌ؛ وأَنشد: لَوْ أَنّ فِيهِ الحَنْظَلَ المُقَشَّبا، ... والقَطِرانَ العاتِقَ المُعَنَّبا والعِنَبةُ: بَثْرة تَخْرُجُ بالإِنسان تُعْدِي «1». وَقَالَ الأَزهري: تَسْمَئِدُّ، فتَرِمُ، وتَمْتَلِئُ مَاءً، وتُوجِع؛ تأْخُذُ الإِنسانَ فِي عَيْنه، وَفِي حَلْقه؛ يُقَالُ: فِي عَيْنِهِ عِنَبة. والعُنَّابُ: مِنَ الثَّمَر، مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ عُنَّابةٌ. وَيُقَالُ لَهُ: السَّنْجَلانُ، بِلِسَانِ الْفُرْسِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ ثَمر الأَراك عُنَّاباً. والعُنَّابُ: العَبِيراءُ، والعُنَابُ: الجُبَيْلُ «2» الصَّغِيرُ الدقيقُ، المنتصبُ الأَسْوَدُ. والعُنَابُ: النَّبكةُ الطويلةُ فِي السماءِ الْفَارِدَةُ، المُحدَّدةُ الرأْس، يَكُونُ أَسودَ وأَحمر، وَعَلَى كُلِّ لَوْنٍ يَكُونُ؛ والغالبُ عَلَيْهِ السُّمْرة، وَهُوَ جبلٌ طَوِيلٌ فِي السماءِ، لَا يُنْبت شَيْئًا، مُسْتدير. قَالَ: والعُنابُ واحدٌ. قَالَ: وَلَا تَعُمّه أَي لَا تَجْمعه، وَلَوْ جَمَعْتَ لقلتَ: العُنُب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَمَرَةٌ كأَنها العُنابُ

_ (1). قوله [تعدي] كذا بالمحكم بمهملتين من العدوى وفي شرح القاموس تغذي بمعجمتين من غذي الجرح إِذا سال. (2). قوله [والعناب الجبيل إلخ] هذا وما بعده بوزن غراب وما قبله بوزن رمان كما في القاموس وغيره.

والعُنَاب: وادٍ. والعُنَابُ: جَبَلٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ؛ قَالَ المَرَّار: جَعَلْنَ يَمينَهُنّ رِعانَ حَبْسٍ، ... وأَعْرَضَ، عَنْ شَمائِلها، العُنَابُ «1» والعُنَابُ، بِالتَّخْفِيفِ: الرجلُ العظيمُ الأَنْفِ؛ قَالَ: وأَخْرَقَ مَبْهُوتِ التَّراقِي، مُصَعَّدِ البَلاعِيمِ، ... رِخْوِ المَنْكِبَيْنِ، عُنَاب والأَعْنَبُ: الأَنفُ الضَّخْم السَّمِجُ. والعُنَابُ: العَفَلُ. وعُنابُ المرأَة: بَظْرُها؛ قَالَ: إِذا دَفَعَتْ عَنْهَا الفَصيلَ برجْلِها، ... بَدَا، مِنْ فُروجِ البُرْدَتَيْنِ، عُنابُها وَقِيلَ: هُوَ مَا يُقْطَعُ مِنَ البَظْرِ. وظَبْيٌ عَنَبانٌ: نشيطٌ؛ قَالَ: كَمَا رأَيتَ العَنَبانَ الأَشْعَبا، ... يَوْمًا، إِذا رِيعَ يُعَنِّي الطَّلَبا الطَّلَب: اسمُ جَمْعِ طالبٍ. وَقِيلَ: العَنَبانُ الثَّقيلُ مِنَ الظِّباءِ، فَهُوَ ضِدّ؛ وَقِيلَ: هُوَ المُسِنُّ مِنَ الظِّباءِ، وَلَا فِعْلَ لَهُمَا؛ وَقِيلَ: هُوَ تَيْسُ الظِّباءِ، وجمعُه عِنْبانٌ. والعُنْبَبُ: كثرةُ الماءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تَقَضَّبِ، ... عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجَ العُنْبَبِ وَيُرْوَى: تُقَضِّبِ، ويُرْوَى: نَجُوج. وعُنْبَبٌ: مَوْضِعٌ؛ وَقِيلَ: وادٍ؛ ثلاثيٌّ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَحَمَلَهُ ابْنُ جِنِّي عَلَى أَنه فُنْعَل؛ قَالَ: لأَنه يَعُبُّ الماءَ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي عَبَبَ. وعَنَّابٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وعَنَّابُ بْنُ أَبي حَارِثَةَ «2»: رجلٌ مِنْ طَيٍّ. والعُنابةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ عَزَّةَ: وقُلْتُ، وَقَدْ جَعَلْنَ بِراقَ بَدْرٍ ... يَميناً والعُنابةَ عَنْ شِمالِ وَبِئْرُ أَبي عِنَبة، بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ النُّونِ، وَرَدَتْ فِي الْحَدِيثِ: وَهِيَ بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ، عَرَضَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَصحابَه عندَها لمَّا سَارَ إِلى بَدْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ عُنابةَ بِالتَّخْفِيفِ: قارةٌ سوداءُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، كَانَ زينُ الْعَابِدِينَ يَسْكُنُهَا. عندب: الأَزهري: المُعَنْدِبُ الغَضْبانُ؛ وأَنشد: لَعَمْرُكَ إِنِّي، يومَ واجَهْتُ عِيرَها ... مُعِيناً، لَرَجْلٌ ثابتُ الحِلْمِ كاملُه وأَعرَضْتُ إِعراضاً جَمِيلًا مُعَنْدِباً بعُنْقٍ، ... كَشُعْرورٍ، كثيرٍ مَواصِلُه قَالَ: الشُّعْرورُ القِثَّاء. وقالتِ الكِلابية: المُعَنْدِبُ الغَضْبانُ؛ قَالَ: وَهِيَ أَنشدتني هَذَا الشِّعْرَ لِعَبْدٍ يُقال له وفِيقٌ. عندلب: العَنْدَلِيبُ: طائرٌ يُصَوِّتُ أَلواناً؛ وَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ عَنْدَلَ، لأَنه رُبَاعِيٌّ عِنْدَ الأَزهري. عنظب: اللَّيْثُ: العُنْظُبُ الجَرادُ الذَّكَر. الأَصمعي: الذَّكَرُ مِنَ الجَراد هُوَ الحُنْظُبُ والعُنْظُبُ.

_ (1). قوله [رعان حبس] بكسر الحاء وفتحها كما ضبط بالشكل في المحكم وبالعبارة في ياقوت وقال هو جبل لبني أسد. ثم قال قال الأَصمعي فِي بِلَادِ بَنِي أَسَدٍ الحبس والقنان وأبان أي كسحاب فيهما إلى الرمة والحميان حمى ضرية وحمى الربذة والدو والصمان والدهناء في شق بني تميم فارجع إليه. (2). قوله [وَعَنَّابُ بْنُ أَبِي حَارِثَةَ] كذا في الصحاح أيضاً وقال الصاغاني: هو تصحيف. والصواب عتاب بمثناة فوقية وتبعه المجد.

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ العُنْظُب، والعُنْظَابُ، والعُنْظُوبُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ العُنْظُبُ، فأَما الحُنْظَبُ فذَكَرُ الخَنافس. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ عُنْظُبٌ وعُنْظَبٌ وعُنْظابٌ وعِنْظابٌ: وَهُوَ الْجَرَادُ الذَّكَرُ؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي عظب. عنكب: العَنْكَبُوتُ: دُوَيْبَّة تَنْسُجُ، فِي الهواءِ وَعَلَى رأْس الْبِئْرِ، نَسْجاً رَقِيقًا مُهَلْهَلًا، مؤَنثة، وَرُبَّمَا ذُكِّرت فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: مِمَّا يُسَدِّي العَنْكَبُوتُ إِذ خَلا قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَظنه إِذ خَلا المَكانُ، والموضعُ؛ وأَما قَوْلُهُ: كأَنَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ المُرْمِلِ فإِنما ذَكَّره لأَنه أَراد النَّسْجَ، وَلَكِنَّهُ جَرَّه عَلَى الجِوارِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: العَنْكَبُوت أُنثى، وَقَدْ يُذَكِّرها بَعْضُ الْعَرَبِ؛ وأَنشد قَوْلُهُ: عَلَى هَطَّالِهم مِنْهُمْ بُيوتٌ، ... كأَنَّ العَنْكَبُوتَ هُوَ ابْتَناها «1» قَالَ: والتأْنيث فِي الْعَنْكَبُوتِ أَكثر؛ وَالْجَمْعُ: العَنْكبوتاتُ، وعَنَاكِبُ، وعَنَاكِيبُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَتَصْغِيرُهَا: عُنَيْكِبٌ وعُنَيْكِيبٌ، وَهِيَ بِلُغَةِ الْيَمَنِ: عَكَنْباةٌ؛ قَالَ: كأَنما يَسْقُطُ، مِنْ لُغامِها، ... بَيْتُ عَكَنْباةٍ عَلَى زِمامِها وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: عَنْكَباه وعَنْكَبُوه. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: عَنْكَباء، مُسْتَشْهِدًا عَلَى زِيَادَةِ التاءِ فِي عَنْكَبُوتٍ، فَلَا أَدري أَهو اسمٌ لِلْوَاحِدِ، أَم لِلْجَمْعِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَنْكَبُ الذَّكَرُ مِنْهَا، والعَنْكَبةُ الأُنثى. وَقِيلَ: العَنْكَبُ جِنْسُ العَنْكَبُوت، وَهُوَ يُذَكَّرُ ويؤَنث، أَعني العَنْكَبُوتَ. قَالَ المُبَرِّدُ: العَنْكَبُوتُ أُنثى، ويذكَّر. والعَنْزَروت أُنثى وَيُذَكَّرُ، والبُرْغُوثُ أُنثى وَلَا يُذَكَّرُ، وَهُوَ الْجَمَلُ الذَّلول؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جؤَية: مَقَتَّ نِساءً، بِالْحِجَازِ، صَوالِحاً، ... وإِنَّا مَقَتْنا كلَّ سَوْداءَ عَنْكَبِ قَالَ السُّكَّرِيُّ: العَنْكَبُ، هُنَا، الْقَصِيرَةُ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: يَجُوزُ أَن يَكُونَ العَنْكَبُ، هَاهُنَا، هُوَ العَنْكَبُ الَّذِي ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَنه لُغَةٌ فِي عَنْكَبُوت، وذَكَر مَعَهُ أَيضاً العَنْكَباء، إِلَّا أَنه وُصِفَ بِهِ، وإِن كَانَ اسْمًا لِمَا كَانَ فِيهِ مَعْنَى الصِّفَةِ مِنَ السَّوادِ والقِصَر، ومثلُه مِنَ الأَسماءِ المُجْراة مُجْرَى الصِّفَةِ، قَوْلُهُ: لَرُحْتَ، وأَنتَ غِربالُ الإِهابِ وَالْعَنْكَبُوتِ: دودٌ يَتَوَلَّدُ فِي الشُّهْد، ويَفْسُدُ عَنْهُ العَسل؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. الأَزهري: يُقَالُ للتَّيْس إِنه لمُعَنْكَبُ القَرْنِ، حَتَّى صَارَ كأَنه حَلْقةٌ. والمُشَعْنِبُ [المُشَعْنَبُ]: المُسْتقيم. الْفَرَّاءُ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ، كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً ؛ قَالَ: ضَرَبَ اللهُ بيتَ العَنْكَبُوتِ مَثَلًا لِمَنِ اتَّخَذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَليّاً أَنه لَا ينفعُه وَلَا يضرُّه، كَمَا أَن بَيْتَ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَقيها حَرّاً وَلَا بَرْداً. وَيُقَالُ لبيتِ العنكبوتِ: العُكْدُبةُ. عهب: عِهِبَّى: المُلْكِ وعِهِبَّاؤُه: زَمَانُهُ. وعِهِبَّى الشَّبابِ وعِهِبَّاؤُه: شَرْخُه. يُقَالُ: أَتيته فِي رُبَّى شَبابه، وحِدْثَى شَبابه، وعِهِبَّى شَبابه، وعِهِبَّاءِ

_ (1). قوله [على هطالهم] قال في التكملة هطال كشداد: جبل.

شبابِه، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، أَي أَوّله؛ وأَنشد: عَهْدي بسَلْمَى، وَهِيَ لَمْ تَزَوَّجِ، ... عَلَى عِهِبَّى عَيْشِها المُخَرْفَجِ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ عَوْهَبَه، وعَوْهَقَه إِذا ضَلَّله؛ وَهُوَ العِيهابُ والعِيهاقُ، بِالْكَسْرِ. أَبو زَيْدٍ: عَهِبَ الشيءَ وغَهِبَه، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا جَهِلَه؛ وأَنشد: وكائنْ تَرَى مِنْ آمِلٍ جَمْعَ هِمَّةٍ، ... تَقَضَّتْ لَيالِيه، وَلَمْ تُقْضَ أَنْحُبُهْ لُمِ المَرْءَ إِنْ جاءَ الإِساءَةَ عامِداً، ... وَلَا تُحْفِ لَوْماً إِن أَتى الذَّنْبَ يَعْهَبُهْ أَي يَجْهَلُه. وكأَنَّ العَيْهَبَ مأْخوذٌ مِنْ هَذَا؛ وَقَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِي هَذَا الْغَيْنُ الْمُعْجَمَةِ، وسيُذكر فِي مَوْضِعِهِ. والعَيْهَبُ: الضعيفُ عَنْ طَلَبِ وِتْرِه، وَقَدْ حُكِيَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ أَيضاً، وَقِيلَ: هُوَ الثَّقِيلُ مِنْ الرِّجَالِ، الوَخِمُ؛ قَالَ الشُّوَيْعِرُ: حَلَلْتُ بِهِ وِتْرِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي، ... إِذا مَا تَناسَى، ذَحْلَهُ، كلُّ عَيْهَبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشُوَيْعِرُ هَذَا، مُحَمَّدُ بن حُمْرانَ ابن أَبي حُمْران الجُعْفِيِّ، وَهُوَ أَحد مَنْ سُمِّي فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمُحَمَّدٍ، وَلَيْسَ هُوَ الشُّوَيْعِرَ الْحَنَفِيَّ؛ وَالشُّوَيْعِرُ الْحَنَفِيُّ اسْمُهُ: هَانِئُ بْنُ تَوبة الشَّيْباني، وَقَدْ تُكَلَّمْنَا عَلَى المُحَمَّدِين فِي تَرْجَمَةِ حَمَدٍ؛ ورأَيت فِي بَعْضِ حَوَاشِي نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَوْثُوقِ بِهَا: وكساءٌ عَيْهَبٌ أَي كَثِيرُ الصُّوفِ. عيب: ابْنُ سِيدَهْ: العَابُ والعَيْبُ والعَيْبَةُ: الوَصْمة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمالوا العابَ تَشْبِيهًا لَهُ بأَلف رَمَى، لأَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ؛ وَهُوَ نَادِرٌ؛ وَالْجَمْعُ: أَعْيابٌ وعُيُوبٌ؛ الأَول عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: كَيْما أَعُدَّكُمُ لأَبْعَدَ منكُمُ، ... وَلَقَدْ يُجاءُ إِلى ذَوِي الأَعْيابِ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: إِلى ذَوِي الأَلباب. والمَعابُ والمَعِيبُ: العَيْبُ؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ الطَّائيّ: إِذا اللَّثى رَقَأَتْ بعدَ الكَرى وذَوَتْ، ... وأَحْدَثَ الرِّيقُ بالأَفْواه عَيَّابا يَجُوزُ فِيهِ أَن يَكُونَ العَيَّابُ اسْمًا للعَيْبِ، كالقَذَّافِ والجَبَّانِ؛ وَيَجُوزُ أَن يُريدَ عَيْبَ عَيَّابٍ، فحَذَفَ الْمُضَافَ، وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقامه. وعابَ الشيءُ والحائِطُ عَيْباً: صَارَ ذَا عَيْبٍ. وعِبْتُه أَنا، وَعَابَهُ عَيْباً وَعَابًا، وعَيَّبه وتَعَيَّبه: نَسَبه إِلى العَيب، وَجَعَلَهُ ذَا عَيْبٍ؛ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ قَالَ الأَعشى: وَلَيْسَ مُجِيراً، إِنْ أَتى الحَيَّ خائفٌ؛ ... وَلَا قائِلًا، إِلَّا هُوَ المُتَعَيَّبا أَي وَلَا قَائِلًا القولَ المَعِيبَ إِلَّا هُوَ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها ؛ أَي أَجْعَلَها ذاتَ عَيْب، يَعْنِي السفينةَ؛ قَالَ: والمُجاوِزُ وَاللَّازِمُ فِيهِ وَاحِدٌ. وَرَجُلٌ عَيَّابٌ وعَيَّابة وعُيَبة: كَثِيرُ العَيْبِ لِلنَّاسِ؛ قَالَ: اسْكُتْ وَلَا تَنْطِقْ، فأَنْتَ خَيّابْ، ... كُلُّك ذُو عَيْبٍ، وأَنتَ عَيَّابْ وأَنشد ثَعْلَبٌ: قَالَ الجَواري: مَا ذَهَبْتَ مَذْهَبا، ... وعِبْنَني وَلَمْ أَكُنْ مُعَيَّبا

فصل الغين المعجمة

وَقَالَ: وصاحِبٍ لِي، حَسَنِ الدُّعابه، ... لَيْسَ بِذِي عَيْبٍ، وَلَا عَيَّابَه والمَعايبُ: العُيوبُ. وشيءٌ مَعِيبٌ ومَعْيُوبٌ، عَلَى الأَصل. وَتَقُولُ: مَا فِيهِ مَعابة ومَعابٌ أَي عَيْبٌ. وَيُقَالُ: موضعُ عَيْبٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنا الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ عِبْتُموه، ... وَمَا فيهِ لعَيَّابٍ مَعابُ لأَن المَفْعَلَ، مِنْ ذواتِ الثَّلَاثَةِ نَحْوَ كالَ يَكِيلُ، إِن أُريد بِهِ الِاسْمُ، مَكْسُورٌ، والمصدرُ مفتوحٌ، وَلَوْ فتحتَهما أَو كسرتَهما فِي الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ جَمِيعًا، لجازَ، لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: المَسارُ والمَسِيرُ، والمَعاشُ والمَعِيشُ، والمَعابُ والمَعِيبُ. وعابَ الماءُ: ثَقَبَ الشَّطَّ، فَخَرَجَ مُجاوزَه. والعَيْبة: وِعاءٌ مِنْ أَدَم، يَكُونُ فِيهَا الْمَتَاعُ، وَالْجَمْعُ عِيابٌ وعِيَبٌ، فأَما عِيابٌ فَعَلَى الْقِيَاسِ، وأَما عِيَبٌ فكأَنه إِنما جاءَ عَلَى جَمْعِ عِيبة، وَذَلِكَ لأَنه مِمَّا سَبِيلُهُ أَن يأْتي تَابِعًا لِلْكَسْرَةِ؛ وَكَذَلِكَ كلُّ مَا جاءَ مِنْ فِعْلِهِ مِمَّا عَيْنُهُ يَاءٌ عَلَى فِعَلٍ. والعَيْبَةُ أَيضاً: زَبِيل مِنْ أَدَم يُنْقَلُ فِيهِ الزرعُ المحصودُ إِلى الجَرين، فِي لُغَةِ هَمْدان. والعَيْبَةُ: مَا يُجْعَلُ فِيهِ الثِّيَابُ. وَفِي الْحَدِيثِ، أَنه أَمْلى فِي كتابِ الصُّلْح بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُفَّارِ أَهل مَكَّةَ بالحُدَيْبية: لَا إِغْلالَ وَلَا إِسلالَ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ عَيْبةٌ مَكفوفةٌ. قَالَ الأَزهري: فَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ الإِغْلالَ والإِسلالَ، وأَعرضَ عَنْ تَفْسِيرِ العَيْبة المكفُوفةِ. ورُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ أَن بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي هَذَا الصُّلْحِ صَدْراً مَعْقُوداً عَلَى الوفاءِ بِمَا فِي الْكِتَابِ، نَقِيّاً مِنَ الغِلِّ والغَدْرِ والخَداعِ. والمَكْفُوفةُ: المُشرَجَةُ المَعْقُودة. والعربُ تَكني عَنِ الصُّدُور والقُلُوب الَّتِي تَحْتوي عَلَى الضَّمَائِرِ المُخْفاةِ: بالعِيابِ. وَذَلِكَ أَن الرجلَ إِنما يَضَعُ فِي عَيْبَته حُرَّ مَتاعِه، وصَوْنَ ثِيَابِهِ، ويَكتُم فِي صَدْرِه أَخَصَّ أَسراره الَّتِي لَا يُحِبُّ شيوعَها، فسُمِّيت الصُّدُورُ والقلوبُ عِياباً، تَشْبِيهًا بعِيابِ الثِّيَابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وكادَتْ عِيابُ الوُدِّ منَّا ومِنكُمُ، ... وإِن قيلَ أَبناءُ العُمومَة، تَصْفَرُ أَرادَ بعِيابِ الوُدِّ: صُدُورَهم. قَالَ الأَزهري وقرأْتُ بخَطِّ شَمِر: وإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفةً. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَراد بِهِ: الشَّرُّ بَيْنَنَا مَكْفُوف، كَمَا تُكَفُّ العَيْبةُ إِذا أُشرِجَتْ؛ وَقِيلَ: أَراد أَن بَيْنَهُمْ مُوادَعَةً ومُكافَّة عَنِ الْحَرْبِ، تَجْريانِ مُجْرى المَوَدَّة الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ المُتَصافِينَ الَّذِينَ يَثِقُ بعضُهم بِبَعْضٍ. وعَيْبةُ الرَّجُلِ: موضعُ سِرِّه، عَلَى المَثل. وَفِي الْحَدِيثِ: الأَنصارُ كَرِشي وعَيْبَتي أَي خاصَّتي وموضعُ سِرِّي؛ وَالْجَمْعُ عِيَبٌ مِثْلُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وعِيابٌ وعَيْباتٌ. والعِيابُ: المِنْدَفُ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، فِي إِيلاءِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى نِسَائِهِ، قَالَتْ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لمَّا لامَها: مَا لِي ولكَ، يَا ابنَ الخَطَّاب، عَلَيْكَ بعَيْبَتِكَ أَي اشْتَغِلْ بأَهْلِكَ ودَعْني. والعائبُ: الْخَاثِرُ مِنَ اللَّبَنِ؛ وَقَدْ عاب السِّقاءُ. فصل الغين المعجمة غبب: غِبُّ الأَمْرِ ومَغَبَّتُه: عاقبتُه وآخِرُه. وغَبَّ الأَمرُ: صارَ إِلى آخِرِهِ؛ وَكَذَلِكَ غَبَّتِ

الأُمورُ إِذا صارتْ إِلى أَواخرها؛ وأَنشد: غِبَّ الصَّباحِ يَحمَدُ القومُ السُّرى وَيُقَالُ: إِن لِهَذَا العِطرِ مَغَبَّةً طَيِّبَةً أَي عَاقِبَةً. وغَبَّ: بِمَعْنَى بَعُدَ. وغِبُّ كلِّ شيءٍ: عاقبتُه. وجئتُه غِبَّ الأَمر أَي بَعْدَه. والغِبُّ: وِرْدُ يَوْمٍ، وظِمءُ آخرَ؛ وَقِيلَ: هُوَ لِيَوْمٍ وَلَيْلَتَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن تَرعى يَوْمًا، وتَرِدَ مِنَ الغَدِ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ وظاهرةَ الفَرس؛ فغِبُّ الْحِمَارِ: أَن يَرعى يَوْمًا ويَشرَبَ يَوْمًا، وظاهرةُ الفرَس: أَن تَشرَبَ كلَّ يَوْمٍ نصفَ النَّهَارِ. وغَبَّتِ الماشيةُ تَغبُّ غَبّاً وغُبوباً: شَرِبَت غِبّاً؛ وأَغَبَّها صاحبُها؛ وإيلُ بَنِي فُلَانٍ غابَّةٌ وغَوابُّ. الأَصمعي: الغِبُّ إِذا شَرِبَت الإِبلُ يَوْمًا، وغَبَّتْ يَوْمًا؛ يُقَالُ: شَرِبَتْ غِبّاً؛ وَكَذَلِكَ الغِبُّ مِنَ الحُمَّى. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ مُغِبُّون إِذا كَانَتْ إِبلُهم تَرِدُ الغِبَّ؛ وبعيرٌ غابٌ، وإِبلٌ غَوابُّ إِذا كَانَتْ تَرِدُ الغِبَّ. وغَبَّتِ الإِبلُ، بِغَيْرِ أَلف، تَغِبُّ غِبّاً إِذا شَرِبَتْ غِبّاً؛ وَيُقَالُ للإِبل بَعْدَ العِشر: هِيَ تَرْعى عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً، ثُمَّ كَذَلِكَ إِلى العِشرين. والغِبُّ، مِنْ وِرْدِ الماءِ: فَهُوَ أَن تَشرَبَ يَوْمًا، وَيَوْمًا لا. وغَبَّتِ الإِبلُ: مِنْ غِبِّ الوِرْدِ. والغِبُّ مِنَ الحُمَّى: أَن تأْخذ يَوْمًا وتَدَعَ آخرَ؛ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ غِبِّ الوِرْدِ، لأَنها تأْخذ يَوْمًا، وتُرَفِّه يَوْمًا؛ وَهِيَ حُمَّى غِبٌّ: عَلَى الصِّفَةِ للحُمَّى. وأَغَبَّته الحُمَّى، وأَغَبَّتْ عَلَيْهِ، وغَبَّتْ غِبّاً وغَبّاً. وَرَجُلٌ مُغِبٌّ: أَغَبَّتْهُ الحُمَّى؛ كَذَلِكَ رُوي عَنْ أَبي زَيْدٍ، عَلَى لَفْظِ الْفَاعِلِ. وَيُقَالُ: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً. وَيُقَالُ: مَا يُغِبُّهُم بِرِّي. وأَغبَّتِ الحُمَّى وغَبَّتْ: بِمَعْنًى. وغَبَّ الطعامُ والتمرُ يَغِبُّ غَبّاً وغِبّاً وغُبُوباً وغُبُوبَةً، فَهُوَ غابٌّ: باتَ لَيْلَةً فَسَدَ أَو لَمْ يَفْسُدْ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ اللحمَ. وَقِيلَ: غَبَّ الطعامُ تغيرتْ رَائِحَتُهُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الأَخطل: والتَّغْلَبِيَّةُ، حِينَ غَبَّ غَبِيبُها، ... تَهْوي مَشافِرُها بشَرِّ مَشافِر أَراد بِقَوْلِهِ: غَبَّ غَبِيبُها، مَا أَنْتَنَ مِنْ لُحوم مَيْتتها وخَنازيرها. وَيُسَمَّى اللَّحْمُ البائتُ غَابًّا وغَبِيباً. وغَبَّ فلانٌ عِنْدَنَا غَبّاً وغِبّاً، وأَغَبَّ: باتَ، وَمِنْهُ سُمِّيَ اللحمُ البائتُ: الغابَّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رُوَيْدَ الشِّعرِ يُغِبَّ وَلَا يكونُ يُغِبُّ؛ مَعْنَاهُ: دَعْه يمكثْ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ؛ وَقَالَ نَهْشَل بنُ جُرَيٍّ: فَلَمَّا رَأَى أَنْ غَبَّ أَمْرِي وأَمْرُه، ... ووَلَّتْ، بأَعجازِ الأُمورِ، صُدُورُ التَّهْذِيبُ: أَغَبَّ اللحمُ، وغَبَّ إِذا أَنْتَن. وَفِي حديثِ الغِيبةِ: فقاءَتْ لَحْمًا غَابًّا أَي مُنْتِناً. وغَبَّتِ الحُمَّى: مِنَ الغِبِّ، بِغَيْرِ أَلف. وَمَا يُغِبُّهم لُطْفِي أَي مَا يتأَخر عَنْهُمْ يَوْمًا بَلْ يأْتيهم كلَّ يَوْمٍ؛ قَالَ: عَلَى مُعْتَفِيه مَا تُغِبُّ فَواضلُه وفلانٌ ما يُغِبُّنا عَطاؤُه أَي لَا يأْتينا يَوْمًا دُونَ يَوْمٍ، بَلْ يأْتينا كلَّ يَوْمٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزُ: وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُ أَي كلَّ ساعةٍ. والغِبُّ: الإِتيانُ فِي الْيَوْمَيْنِ، وَيَكُونُ أَكثر.

وأَغَبَّ القومَ، وغَبَّ عَنْهُمْ: جاءَ يَوْمًا وَتَرَكَ يَوْمًا. وأَغَبَّ عَطاؤُه إِذا لَمْ يأْتنا كلَّ يَوْمٍ. وأَغَبَّتِ الإِبلُ إِذا لَمْ تأْتِ كلَّ يَوْمٍ بلَبن. وأَغَبَّنا فلانٌ: أَتانا غِبّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَغِبُّوا فِي عِيادَة الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا ؛ يَقُولُ: عُدْ يَوْمًا، ودَعْ يَوْمًا، أَو دَعْ يَوْمَيْنِ، وعُدِ اليومَ الثالثَ أَي لَا تَعُدْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ، لِما يَجِدُهُ مِنْ ثِقَل العُوَّاد. الْكِسَائِيُّ: أَغْبَبْتُ القومَ وغَبَبْتُ عَنْهُمْ، مِنَ الغِبِّ: جئْتُهم يَوْمًا، وَتَرَكْتُهُمْ يَوْمًا، فإِذا أَردت الدَّفْعَ، قُلْتَ: غَبَّبْتُ عَنْهُمْ، بِالتَّشْدِيدِ. أَبو عَمْرٍو: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زَائِرًا يَوْمًا بَعْدَ أَيام؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: غَبَّ الشيءُ فِي نَفْسِهِ يَغِبُّ غَبّاً، وأَغَبَّني: وَقَعَ بِي. وغَبَّبَ عَنِ الْقَوْمِ: دَفَع عَنْهُمْ. والغِبُّ فِي الزِّيَارَةِ، قَالَ الْحَسَنُ: فِي كُلِّ أُسبوع. يُقَالُ: زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: نُقِل الغِبُّ مِنْ أَوراد الإِبل إِلى الزِّيَارَةِ. قَالَ: وإِن جاءَ بَعْدَ أَيام يُقَالُ: غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زَائِرًا بَعْدَ أَيام. وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ: كَتَبَ إِليه يُغَبِّب عَنْ هَلاك الْمُسْلِمِينَ أَي لَمْ يُخْبِرْه بِكَثْرَةِ مَنْ هَلَك مِنْهُمْ؛ مأْخوذ مِنَ الغِبِّ الوِرْدِ، فَاسْتَعَارَهُ لِمَوْضِعِ التَّقْصِيرِ فِي الإِعلام بكُنْه الأَمر. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الغُبَّةِ، وَهِيَ البُلْغَةُ مِنَ العَيْش. قَالَ: وسأَلتُ فُلَانًا حَاجَةً، فَغَبَّبَ فِيهَا أَي لَمْ يُبَالِغْ. والمُغَبَّبةُ: الشاةُ تُحْلَبُ يَوْمًا، وتُتْرَك يَوْمًا. والغُبَبُ: أَطْعمة النُّفَساءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغَبِيبَةُ، مِنْ أَلبان الْغَنَمِ: مثلُ المُرَوَّبِ؛ وَقِيلَ: هُوَ صَبُوحُ الْغَنَمِ غُدْوةً، يُتْركُ حَتَّى يَحْلُبوا عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَمْخَضُوه مِنَ الغَدِ. وَيُقَالُ لِلرَّائِبِ مِنَ اللَّبَنِ: الغَبِيبةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الغَبِيبةُ مِنْ أَلبان الإِبل، يُحْلَبُ غُدْوة، ثُمَّ يُحْلَبُ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يُمْخَضُ مِنَ الْغَدِ. وَيُقَالُ: مياهٌ أَغْبابٌ إِذا كَانَتْ بَعِيدَةً؛ قَالَ: يَقُولُ: لَا تُسْرِفُوا فِي أَمْرِ رِيِّكُمُ ... إِنَّ المِياهَ، بجَهْدِ الرَّكْبِ، أَغْبابُ هؤُلاءِ قومٌ سَفْر، وَمَعَهُمْ مِنَ الماءِ مَا يَعْجِزُ عَنْ رِيِّهِم، فَهُمْ يَتَواصَوْن بِتَرْكِ السَّرَفِ فِي الماءِ. والغَبِيبُ: المسيلُ الصَّغِيرُ الضَّيِّقُ مِنْ مَتْنِ الْجَبَلِ، ومَتْنِ الأَرض؛ وَقِيلَ: فِي مُسْتَواها. والغُبُّ: الغامِضُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: كأَنَّها، فِي الغُبِّ ذِي الغِيطانِ، ... ذِئابُ دَجْنٍ دَائِمِ التَّهْتانِ وَالْجَمْعُ: أَغبابٌ وغُبوبٌ وغُبَّانٌ؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: أَصابنا مطرٌ سَالَ مِنْهُ الهُجَّانُ والغُبَّانُ. والهُجَّانُ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والغُبُّ: الضاربُ مِنَ الْبَحْرِ «2» حَتَّى يُمْعِنَ فِي البَرِّ. وغَبَّبَ فلانٌ فِي الْحَاجَةِ: لمْ يُبَالِغْ فِيهَا. وغَبَّبَ الذئبُ عَلَى الْغَنَمِ إِذا شَدَّ عَلَيْهَا ففَرَسَ. وغَبَّبَ الفَرَسُ: دَقَّ العُنُقَ؛ والتَّغْبِيبُ أَن يَدَعَها وَبِهَا شيءٌ مِنَ الْحَيَاةِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: لَا تُقْبل شهادةُ ذِي تَغِبَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَهِيَ تَفْعِلَة، مِن غَبَّب الذِّئبُ فِي الغَنم إِذا عاثَ فِيهَا، أَو مِن غَبَّبَ، مُبَالَغَةً فِي غَبَّ الشيءُ إِذا فَسَد. والغُبَّةُ: البُلْغة مِنَ العَيْش، كالغُفَّة. أَبو عَمْرٍو: غَبْغَبَ إِذا خَانَ فِي شِرائه وبَيعِه.

_ (2). قوله [وَالْغُبُّ الضَّارِبُ مِنَ الْبَحْرِ] قال الصاغاني هُوَ مِنَ الأَسماء الَّتِي لَا تصريف لها.

الأَصمعي: الغَبَبُ والغَبْغَبُ الجِلْدُ الَّذِي تَحْتَ الحَنَك. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَبَبُ لِلْبَقَرِ والشاءِ مَا تَدَلَّى عِنْدَ النَّصيل تَحْتَ حَنَكها، والغَبْغَبُ للدِّيكِ وَالثَّوْرِ. والغَبَبُ والغَبْغَبُ: مَا تَغَضَّنَ مِنْ جِلْدِ مَنْبِتِ العُثْنُونِ الأَسْفَلِ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ الدِّيَكة والشاءَ وَالْبَقَرَ؛ وَاسْتَعَارَهُ الْعَجَّاجُ فِي الفَحل، فَقَالَ: بذاتِ أَثناءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبا يَعْنِي شِقْشِقة الْبَعِيرِ. وَاسْتَعَارَهُ آخَرُ للحِرْباءِ؛ فَقَالَ: إِذا جَعلَ الحِرْباءُ يَبْيَضُّ رأْسُه، ... وتَخْضَرُّ مِنْ شمسِ النَّهَارِ غَباغِبُهْ الفراءُ: يُقَالُ غَبَبٌ وغَبْغَبٌ. الْكِسَائِيُّ: عَجُوزٌ غَبْغَبُها شِبْر، وَهُوَ الغَبَبُ. والنَّصِيلُ: مَفْصِلُ مَا بَيْنَ العُنُقِ والرأْس مِنْ تَحْتِ اللِّحْيَيْن. والغَبْغَبُ: المَنْحَر بِمِنًى. وَقِيلَ: الغَبْغَبُ نُصُبٌ كانَ يُذْبَحُ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَقِيلَ: كلُّ مَذْبَحٍ بِمِنًى غَبْغَبٌ. وَقِيلَ: الغَبغَبُ المَنْحَر بِمِنًى، وَهُوَ جَبَل فَخَصَّصَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والراقِصات إِلى مِنًى فالغَبْغَبِ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَبْغَبٍ، بِفَتْحِ الْغَيْنَيْنِ، وَسُكُونِ الباءِ الأُولى: مَوْضِعُ الْمَنْحَرِ بِمِنًى؛ وَقِيلَ: الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللاتُ بِالطَّائِفِ. التَّهْذِيبُ، أَبو طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: رُبَّ رَمْيةٍ مِنْ غَيْرِ رامٍ؛ أَوَّلُ مَنْ قَالَهُ الحَكَمُ بنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَكَانَ أَرْمَى أَهلِ زَمَانِهِ، فَآلَى لَيَذْبَحَنَّ عَلَى الغَبْغَب مَهاةً، فَحَمَل قوسَه وكنانتَه، فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، فَقَالَ: لأَذْبَحَنَّ نَفْسِي فَقَالَ لَهُ أَخوه: اذْبَحْ مَكَانَهَا عَشْراً مِنَ الإِبل، وَلَا تَقْتُلْ نَفْسَك فَقَالَ: لَا أَظلم عَاتِرَةً، وأَتْرُكُ النافرةَ. ثُمَّ خرجَ ابنُه مَعَهُ، فرمَى بَقَرَةً فأَصابها؛ فَقَالَ أَبوه: رُبَّ رَمْيةٍ مِنْ غَير رامٍ. وغُبَّةُ، بِالضَّمِّ: فَرْخُ عُقابٍ كَانَ لَبَنِي يَشْكُر، وَلَهُ حَدِيثٌ، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. غثلب: غَثْلَبَ الماءَ: جَرَعَه «3» جَرْعاً شديداً. غدب: الغُدبة: لُحْمَةٌ غَليظة شَبِيهَةٌ بالغُدَّةِ. ورجلٌ غُدُبٌّ: جافٍ غليظٌ. غرب: الغَرْبُ والمَغْرِبُ: بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، وَهُوَ المَغْرِبُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ؛ أَحدُ المَغْرِبين: أَقْصَى مَا تَنْتَهي إِليه الشمسُ فِي الصَّيْفِ، والآخَرُ: أَقْصَى مَا تَنْتَهِي إِليه فِي الشتاءِ؛ وأَحدُ المَشْرقين: أَقْصى مَا تُشرِقُ مِنْهُ الشمسُ فِي الصَّيْفِ، وأَقْصَى مَا تُشْرِقُ مِنْهُ فِي الشتاءِ؛ وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ الأَقْصَى والمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وَثَمَانُونَ مَغْرباً، وَكَذَلِكَ بَيْنَ المَشْرقين. التَّهْذِيبُ: لِلشَّمْسِ مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ: فأَحدُ مَشْرِقَيْهَا أَقْصَى المَطالع فِي الشتاءِ، والآخَرُ أَقصى مَطالعها فِي القَيْظ، وَكَذَلِكَ أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى المَغارب فِي الشِّتاءِ، وَكَذَلِكَ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ. وَقَوْلُهُ جَلَّ ثناؤُه: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ؛ جَمعَ، لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ مِنْ مَوْضِعٍ، وتَغْرُبُ فِي مَوْضِعٍ، إِلى انتهاءِ السَّنَةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يَوْمٍ ومَغْرِبَه، فَهِيَ مِائَةٌ وَثَمَانُونَ مَشْرقاً، ومائة وثمانون مغْرِباً.

_ (3). قوله [غثلب الماء جرعه إلخ] انفرد بهذه العبارة صاحب المحكم، فذكرها في رباعي الغين المعجمة، وتبعه ابن منظور هنا وكذلك شارح القاموس، وذكرها المجد في العين المهملة تبعاً للصاغاني التابع للتهذيب فلعله سمع بهما.

والغُرُوبُ: غُيوبُ الشَّمْسِ. غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً: غابَتْ فِي المَغْرِبِ؛ وَكَذَلِكَ غَرَبَ النجمُ، وغَرَّبَ. ومَغْرِبانُ الشمسِ: حَيْثُ تَغرُبُ. وَلَقِيتُهُ مَغرِبَ الشمسِ ومُغَيْرِبانَها ومُغَيرِباناتِها أَي عِنْدَ غُروبها. وقولُهم: لَقِيتُهُ مُغَيْرِبانَ الشمسِ، صَغَّروه على غير مُكَبَّره، كأَنهم صَغَّرُوا مَغرِباناً؛ وَالْجَمْعُ: مُغَيْرِباناتُ، كَمَا قَالُوا: مَفارِقُ الرأْس، كأَنهم جَعَلُوا ذَلِكَ الحَيِّز أَجزاءً، كُلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ مِنْهَا جُزْءٌ، فَجَمَعُوه عَلَى ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم فِي آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم، كَمَا بَيْنَ صلاةِ العَصْر إِلى مُغَيْربانِ الشَّمْسِ أَي إِلى وَقتِ مَغِيبها. والمَغرِبُ فِي الأَصل: مَوْضِعُ الغُروبِ ثُمَّ استُعْمِل فِي الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ، وقياسُه الْفَتْحُ، وَلَكِنِ استُعْمِل بِالْكَسْرِ كالمَشْرِق والمسجِد. وَفِي حَدِيثِ أَبي سعيدٍ: خَطَبَنا رسولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى مُغَيربانِ الشمسِ. والمُغَرِّبُ: الَّذِي يأْخُذُ فِي نَاحِيَةِ المَغْرِبِ؛ قَالَ قَيْسُ بنُ المُلَوّح: وأَصْبَحْتُ مِنْ لَيلى، الغَداة، كناظِرٍ ... مَعَ الصُّبْح فِي أَعْقابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ وَقَدْ نَسَبَ المُبَرِّدُ هَذَا البيتَ إِلى أَبي حَيَّةَ النُّمَيْري. وغَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا فِي المَغْرِبِ؛ وأَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ؛ وتَغَرَّبَ: أَتَى مِنْ قِبَلِ الغَرْب. والغَرْبيُّ مِنَ الشَّجَرِ: مَا أَصابته الشمسُ بحَرِّها عِنْدَ أُفُولها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ . والغَرْبُ: الذهابُ والتَّنَحِّي عَنِ الناسِ. وَقَدْ غَرَبَ عَنَّا يَغْرُبُ غَرْباً، وغَرَّبَ، وأَغْرَبَ، وغَرَّبه، وأَغْرَبه: نَحَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَر بتَغْريبِ الزَّانِي سَنَةً إِذا لَمْ يُحْصَنْ ؛ وَهُوَ نَفْيُه عَنْ بَلَده. والغَرْبة والغَرْبُ: النَّوَى والبُعْد، وَقَدْ تَغَرَّب؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة يَصِفُ سَحَابًا: ثُمَّ انْتَهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً، ... مِنْه لنَجْدٍ، طَائفٌ مُتَغَرِّبُ وَقِيلَ: مُتَغَرِّبٌ هُنَا أَي مِنْ قِبَل المَغْرب. وَيُقَالُ: غَرَّبَ فِي الأَرض وأَغْرَبَ إِذا أَمْعَنَ فِيهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَدْنَى تَقاذُفِه التَّغْريبُ والخَبَبُ ويُروى التَّقْريبُ. ونَوًى غَرْبةٌ: بَعِيدَةٌ. وغَرْبةُ النَّوى: بُعْدُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشَطَّ وليُ النَّوَى، إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ، ... تَيَّاحةٌ غَرْبةٌ بالدَّارِ أَحْيانا النَّوَى: المكانُ الَّذِي تَنْوي أَنْ تَأْتِيَه فِي سَفَرك. ودارُهم غَرْبةٌ: نائِيَةٌ. وأَغْرَبَ القومُ: انْتَوَوْا. وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّبٌ، بِفَتْحِ الراءِ: بَعِيدٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: عَهْدَك مِنْ أُولَى الشَّبِيبةِ تَطْلُبُ ... عَلَى دُبُرٍ، هيهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وَقَالُوا: هَلْ أَطْرَفْتَنا مِنْ مُغَرِّبةِ خَبَرِ؟ أَي هَلْ مِنْ خَبَر جاءَ مِنْ بُعْدٍ؟ وَقِيلَ إِنما هُوَ: هَلْ مِنْ مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ وَقَالَ يَعْقُوبُ إِنما هُوَ: هَلْ جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ؟ يَعْنِي الخَبَر الَّذِي يَطْرَأُ عَلَيْكَ مِنْ بلَدٍ سوَى بلدِك. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَا

عِنْدَه مِنْ مُغَرِّبةِ خَبرٍ، تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِي ذَلِكَ عَنْهُ أَي طَريفةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ الأَطْرافِ: هَلْ مِنْ مُغَرِّبةِ خَبَر؟ أَي هَلْ مِنْ خبَرٍ جديدٍ جاءَ مِنْ بلدٍ بعيدٍ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ بِكَسْرِ الراءِ وَفَتْحِهَا، مَعَ الإِضافة فِيهِمَا. وَقَالَهَا الأُمَوِيُّ، بِالْفَتْحِ، وأَصله فِيمَا نُرَى مِنَ الغَرْبِ، وَهُوَ البُعْد؛ وَمِنْهُ قِيلَ: دارُ فلانٍ غَرْبةٌ. والخبرُ المُغْرِبُ: الَّذِي جاءَ غَرِيبًا حَادِثًا طَرِيفًا. والتغريبُ: النفيُ عَنِ الْبَلَدِ. وغَرَبَ أَي بَعُدَ؛ وَيُقَالُ: اغْرُبْ عَنِّي أَي تباعَدْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه أَمَرَ بتَغْريبِ الزَّانِي ؛ التغريبُ: النفيُ عَنِ الْبَلَدِ الَّذِي وَقَعَتِ الجِنايةُ فِيهِ. يُقَالُ: أَغرَبْتُه وغَرَّبْتُه إِذا نَحَّيْتَه وأَبْعَدْتَه. والتَّغَرُّبُ: البُعْدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِنَّ امرأَتي لَا تَرُدُّ يدَ لامِس، فَقَالَ: غرِّبْها أَي أَبْعِدْها؛ يريدُ الطَّلَاقَ. وغَرَّبَت الكلابُ: أَمْعَنَتْ فِي طَلَبِ الصَّيْدِ. وغَرَّبه وغَرَّبَ عَلَيْهِ: تَرَكه بُعْداً. والغُرْبةُ والغُرْب: النُّزوحُ عَنِ الوَطَن والاغْتِرابُ؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ: أَلا أَبْلِغا أَفناءَ سَعدِ بْنِ مالكٍ ... رِسالةَ مَن قَدْ صَارَ، فِي الغُرْبِ، جانِبُهْ والاغْتِرابُ والتغرُّب كَذَلِكَ؛ تَقُولُ مِنْهُ: تَغَرَّبَ، واغْتَرَبَ، وَقَدْ غَرَّبه الدهرُ. وَرَجُلٌ غُرُب، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَالرَّاءِ، وغريبٌ: بَعِيدٌ عَنْ وَطَنِه؛ الْجَمْعُ غُرَباء، والأُنثى غَريبة؛ قَالَ: إِذا كَوْكَبُ الخَرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ ... سُهَيْلٌ، أَذاعَتْ غَزْلَها فِي الغَرائبِ أَي فَرَّقَتْه بَيْنَهُنَّ؛ وَذَلِكَ أَن أَكثر مَنْ يَغْزِل بالأُجرة، إِنما هِيَ غريبةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنِ الغُرباء، فَقَالَ: الَّذِينَ يُحْيُونَ مَا أَماتَ الناسُ مِنْ سُنَّتِي. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِنّ الإِسلامَ بَدأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدأَ، فطوبَى للغُرباءِ ؛ أَي إِنه كَانَ فِي أَوّلِ أَمْرِه كالغريبِ الوحيدِ الَّذِي لَا أَهل لَهُ عِنْدَهُ، لِقِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ؛ وسيعودُ غَرِيبًا كَمَا كَانَ أَي يَقِلُّ الْمُسْلِمُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَيَصِيرُونَ كالغُرباء، فطُوبى للغُرَباء؛ أَي الجنةُ لأُولئك الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا فِي أَوّل الإِسلام، وَيَكُونُونَ فِي آخِرِهِ؛ وإِنما خَصَّهم بِهَا لصبْرهم عَلَى أَذى الْكُفَّارِ أَوَّلًا وَآخِرًا، ولُزومهم دينَ الإِسلام. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أُمَّتِي كَالْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُها خَيْرٌ أَو آخِرُها. قَالَ: وَلَيْسَ شيءٌ مِنَ هَذِهِ الأَحاديث مُخَالِفًا لِلْآخَرِ، وإِنما أَراد أَن أَهلَ الإِسلام حِينَ بَدأَ كَانُوا قَلِيلًا، وَهُمْ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَقِلُّون إِلَّا أَنهم خيارٌ. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الحديثُ الْآخَرُ: خِيارُ أُمَّتِي أَوَّلُها وآخِرُها، وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَبَجٌ أَعْوَجُ لَيْسَ منكَ ولَسْتَ مِنْهُ. ورَحَى اليدِ يُقال لَهَا: غَريبة، لأَنّ الْجِيرَانَ يَتعاورُونها بَيْنَهُمْ؛ وأَنشد بعضُهم: كأَنَّ نَفِيَّ مَا تَنْفي يَداها، ... نَفِيُّ غريبةٍ بِيَدَيْ مُعِينِ والمُعينُ: أَن يَسْتعينَ المُدير بِيَدِ رَجُلٍ أَو امرأَة، يَضَعُ يَدَهُ عَلَى يَدِهِ إِذا أَدارها. واغْتَرَبَ الرجلُ: نَكَح فِي الغَرائبِ، وتَزَوَّجَ إِلى غَيْرِ أَقاربه. وَفِي الْحَدِيثِ: اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا أَي لَا يَتَزَوَّجُ الرجلُ الْقَرَابَةَ القريبةَ، فيجيءَ ولدُه ضاوِيّاً. والاغْتِرابُ: افتِعال مِنَ الغُرْبة؛ أَراد: تَزَوَّجُوا إِلى الْغَرَائِبِ مِنَ النساءِ غَيْرِ الأَقارب، فإِنه

أَنْجَبُ للأَولاد. وَمِنْهُ حَدِيثُ المُغِيرة: وَلَا غريبةٌ نَجِيبةٌ أَي إِنها مَعَ كَوْنِهَا غَرِيبَةً، فإِنها غيرُ نَجيبةِ الأَولاد. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّ فِيكُمْ مُغَرِّبين؛ قِيلَ: وَمَا مُغَرِّبون؟ قَالَ: الَّذِينَ يَشترِكُ فِيهِمُ الجنُ ؛ سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنه دَخَلَ فِيهِمْ عِرْقٌ غريبٌ، أَو جاؤُوا مِنْ نَسَبٍ بَعِيدٍ؛ وَقِيلَ: أَراد بِمُشَارَكَةِ الْجِنِّ فِيهِمْ أَمْرَهم إِياهم بِالزِّنَا، وتحسينَه لَهُمْ، فَجَاءَ أَولادُهم عَنْ غَيْرِ رِشْدة، وَمِنْهُ قولُه تَعَالَى: وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ. ابْنُ الأَعرابي: التغريبُ أَن يأْتي ببنينَ بِيضٍ، والتغريبُ أَن يأْتِيَ ببَنينَ سُودٍ، والتغريبُ أَن يَجْمَعَ الغُرابَ، وَهُوَ الجَلِيدُ والثَّلْج، فيأْكلَه. وأَغْرَبَ الرجلُ: صَارَ غَرِيبًا؛ حَكَاهُ أَبو نَصْرٍ. وقِدْحٌ غريبٌ: لَيْسَ مِنَ الشَّجَرِ الَّتِي سائرُ القِداحِ مِنْهَا. وَرَجُلٌ غريبٌ: لَيْسَ مِنَ الْقَوْمِ؛ ورجلٌ غريبٌ وغُرُبٌ أَيضاً، بِضَمِّ الْغَيْنِ والراءِ، وَتَثْنِيَتُهُ غُرُبانِ؛ قَالَ طَهْمانُ بْنُ عَمْرو الكِلابيّ: وإِنيَ والعَبْسِيَّ، فِي أَرضِ مَذْحِجٍ، ... غَريبانِ، شَتَّى الدارِ، مُخْتلِفانِ وَمَا كَانَ غَضُّ الطَّرْفِ منا سَجِيَّةً، ... ولكننا فِي مَذْحِجٍ غُرُبانِ والغُرباءُ: الأَباعِدُ. أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ غَريبٌ وغَربيٌّ وشَصِيبٌ وطارِيٌّ وإِتاويٌّ، بِمَعْنًى. والغَريبُ: الغامِضُ مِنَ الْكَلَامِ؛ وكَلمة غريبةٌ، وَقَدْ غَرُبَتْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفَرَسٌ غَرْبٌ: مُتَرامٍ بِنَفْسِهِ، مُتَتابعٌ فِي حُضْره، لَا يُنْزِعُ حَتَّى يَبْعَدَ بِفَارِسِهِ. وغَرْبُ الفَرَسِ: حِدَّتُه، وأَوَّلُ جَرْيِه؛ تَقُولُ: كفَفْتُ مِنْ غَرْبه؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: والخَيْلُ تَمْزَعُ غرْباً فِي أَعِنَّتِها، ... كالطَّيْرِ يَنْجُو مِنَ الشُّؤبُوبِ ذِي البَرَدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صوابُ إنشادِهِ: والخيلَ، بِالنَّصْبِ، لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى الْمِائَةَ مِنْ قَوْلِهِ: الواهِبِ المائةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها، ... سَعْدانٌ تُوضِحَ، فِي أَوبارِها اللِّبَدِ والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ مِنَ المَطر الَّذِي يَكُونُ فِيهِ البَرَدُ. والمَزْعُ: سُرْعةُ السَّيْر. والسَّعْدانُ: تَسْمَنُ عَنْهُ الإِبل، وتَغْزُر أَلبانُها، ويَطِيبُ لَحْمُهَا. وتُوضِحُ: مَوْضِعٌ. واللِّبَدُ: مَا تَلَبَّدَ مِنَ الوَبر، الواحدةُ لِبْدَة، التَّهْذِيبُ: يُقَالُ كُفَّ مِنْ غَرْبك أَي مِنْ حِدَّتك. والغَرْبُ: حَدُّ كلِّ شَيْءٍ، وغَرْبُ كلِّ شيءٍ حَدُّه؛ وَكَذَلِكَ غُرابه. وفرسٌ غَرْبٌ: كثيرُ العَدْوِ؛ قَالَ لبِيد: غَرْبُ المَصَبَّةِ، مَحْمودٌ مَصارِعُه، ... لَاهِي النَّهارِ لسَيْرِ الليلِ مُحْتَقِرُ أَراد بِقَوْلِهِ غرْبُ المَصَبَّة: أَنه جَوَادٌ، واسِعُ الخَيْر والعَطاء عِنْدَ المَصَبَّة أَي عِنْدَ إِعْطاءِ الْمَالِ، يُكْثِرُه كَمَا يُصَبُّ الماءُ. وعينٌ غَرْبةٌ: بعيدةُ المَطْرَح. وإِنه لغَرْبُ العَين أَي بعيدُ مَطْرَح الْعَيْنِ؛ والأُنثى غَربةُ الْعَيْنِ؛ وإِياها عَنَى الطِّرمَّاحُ بِقَوْلِهِ: ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانَةٌ، ... غَرْبةُ العَيْنِ جَهادُ المَسَامْ وأَغْرَبَ الرجلُ: جاءَ بشيءٍ غَرِيبٍ. وأَغْرَب عَلَيْهِ، وأَغْرَب بِهِ: صَنَع بِهِ صُنْعاً قَبِيحًا. الأَصمعي: أَغْرَب الرجلُ فِي مَنْطِقِه إِذا لَمْ يُبْقِ شَيْئاً إِلَّا تَكَلَّمَ

بِهِ. وأَغْرَبَ الفرسُ فِي جَرْيه: وَهُوَ غَايَةُ الْإِكْثَارِ. وأَغْرَبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وجَعُه مِنْ مرضٍ أَو غَيْرِهِ. قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: وكُلُّ مَا وَاراك وسَتَرك، فَهُوَ مُغْرِبٌ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ الهُذَليُّ: مُوَكَّلٌ بسُدُوف الصَّوْم، يُبْصِرُها ... مِنَ المَغارِبِ، مَخْطُوفُ الحَشَا، زَرِمُ وكُنُسُ الوَحْش: مَغارِبُها، لِاسْتِتَارِهَا بِهَا. وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاءُ مُغْرِبٍ، عَلَى الإِضافة، عَنْ أَبي عَلِيٍّ: طائرٌ عَظِيمٌ يَبْعُدُ فِي طَيرانه؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الأَلفاظِ الدالةِ عَلَى غَيْرِ مَعْنًى. التَّهْذِيبُ: والعَنْقاءُ المُغْرِبُ؛ قَالَ: هَكَذَا جاءَ عَنِ العَرَب بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهِيَ الَّتِي أَغْرَبَتْ فِي البلادِ، فَنَأَتْ وَلَمْ تُحَسَّ وَلَمْ تُرَ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: العَنْقاءُ المُغْرِبُ رأْسُ الأَكمَة فِي أَعْلى الجَبَل الطَّوِيلِ؛ وأَنْكر أَن يَكُونَ طَائِرًا؛ وأَنشد: وَقَالُوا: الْفَتَى ابنُ الأَشْعَرِيَّةِ، حَلَّقَتْ، ... بِهِ، المُغْرِبُ العَنْقاءُ، إِنْ لَمْ يُسَدَّدِ وَمِنْهُ قَالُوا: طارَتْ بِهِ العَنْقاءُ المُغْرِبُ؛ قَالَ الأَزهري: حُذفت هَاءُ التأْنيث مِنْهَا، كَمَا قَالُوا: لِحْيةٌ ناصِلٌ، وَنَاقَةٌ ضَامِرٌ، وامرأَة عَاشِقٌ. وَقَالَ الأَصمعي: أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إِذا جاءَ بأَمر غَرِيبٍ. وأَغْرَبَ الدابَّةُ إِذا اشْتَدَّ بياضُه، حَتَّى تَبْيَضَّ مَحاجِرُه وأَرْفاغُه، وَهُوَ مُغْرِبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: طارتْ بِهِ عَنْقاءُ مُغْرِبٌ أَي ذَهَبَتْ بِهِ الداهيةُ. والمُغْرِبُ: المُبْعِدُ فِي الْبِلَادِ. وأَصابه سَهْمُ غَرْبٍ وغَرَبٍ إِذا كَانَ لَا يَدْري مَن رَماه. وَقِيلَ: إِذا أَتاه مِن حيثُ لَا يَدْرِي؛ وَقِيلَ: إِذا تَعَمَّد بِهِ غيرَه فأَصابه؛ وَقَدْ يُوصَف بِهِ، وَهُوَ يسكَّن وَيُحَرَّكُ، وَيُضَافُ وَلَا يُضَافُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ والأَصمعي: بِفَتْحِ الراءِ؛ وَكَذَلِكَ سَهْمُ غَرَضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ واقِفاً مَعَهُ فِي غَزاةٍ، فأَصابَه سَهْمُ غَرْبٍ أَي لَا يُعْرَفُ رَامِيهِ؛ يُقَالُ: سَهْمُ غَرْبٍ وسهمٌ غَربٌ، بِفَتْحِ الراءِ وَسُكُونِهَا، بالإِضافة وَغَيْرِ الإِضافة؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالسُّكُونِ إِذا أَتاه مِن حيثُ لَا يَدْرِي، وَبِالْفَتْحِ إِذا رَمَاهُ فأَصاب غَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير وَالْهَرَوِيُّ: لَمْ يَثْبُتْ عَنِ الأَزهري إِلا الْفَتْحُ. والغَرْبُ والغَرْبة: الحِدَّةُ. وَيُقَالُ لِحَدِّ السَّيْفِ: غَرْبٌ. وَيُقَالُ: فِي لِسَانِهِ غَرْبٌ أَي حِدَّة. وغَرْبُ اللسانِ: حِدَّتُه. وسيفٌ غَرْبٌ: قَاطِعٌ حَدِيدٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَيْفًا: غَرْباً سَرِيعًا فِي العِظامِ الخُرْسِ وَلِسَانٌ غَرْبٌ: حَديدٌ. وغَرْبُ الْفَرَسِ: حِدَّتُه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ذَكَر الصِّدِّيقَ، فَقَالَ: كانَ واللهِ بَرّاً تَقِيّاً يُصَادَى غَرْبُه ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: يُصَادَى مِنْهُ غَرْبٌ ؛ الغَرْبُ: الحِدَّةُ؛ وَمِنْهُ غَرْبُ السَّيْفِ؛ أَي كانَتْ تُدَارَى حِدَّتُه وتُتَّقَى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: فَسَكَّنَ مِنْ غَرْبه ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَنْ زَيْنَبُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُلُّ خِلالِها مَحْمودٌ، مَا خَلا سَوْرَةً مِنْ غَرْبٍ، كَانَتْ فِيهَا ؛ وَفِي حَدِيثِ الحَسَن: سُئل عَنِ القُبلة لِلصَّائِمِ، فَقَالَ: إِني أَخافُ عَلَيْكَ غَرْبَ الشَّباب أَي حِدَّته. والغَرْبُ: النَّشاط والتَّمادِي. واسْتَغْرَب فِي الضَّحِك، واسْتُغْرِبَ: أَكْثَرَ مِنْهُ. وأَغْرَبَ: اشْتَدَّ ضَحِكُه ولَجَّ فِيهِ. واسْتَغْرَبَ عَلَيْهِ الضحكُ، كَذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ضَحِكَ حَتَّى استَغْرَبَ أَي بالَغَ فِيهِ. يُقال: أَغْرَبَ فِي ضَحِكه، واسْتَغْرَبَ، وكأَنه مِنَ الغَرْبِ البُعْدِ؛

وَقِيلَ: هُوَ القَهْقهة. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحِكاً فِي الصَّلَاةِ، أَعادَ الصلاةَ ؛ قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي حَنِيفَةَ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ إِعادةَ الْوُضُوءِ. وَفِي دُعاءِ ابنِ هُبَيْرَة: أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شيطانٍ مُسْتَغْرِبٍ، وكُلِّ نَبَطِيٍّ مُسْتَعْرِبٍ؛ قَالَ الحَرْبيُّ: أَظُنُّه الَّذِي جاوَزَ القَدْرَ فِي الخُبْثِ، كأَنه مِنَ الاسْتِغْراب فِي الضَّحِك، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى المُتَناهِي فِي الحِدَّةِ، مِنَ الغَرْبِ: وَهِيَ الحِدَّةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلَّا تَبَسُّماً، ... وَلَا يَنْسُبُونَ القولَ إِلَّا تَخَافِيَا شَمِرٌ: أَغْرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه. والغَرْبُ: الرَّاوِيَةُ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَاءُ. والغَرْبُ: دَلْو عَظِيمَةٌ مِنْ مَسكِ ثَوْرٍ، مُذَكَّرٌ، وجمعهُ غُروبٌ. الأَزهري، اللَّيْثُ: الغَرْبُ يومُ السَّقْيِ؛ وأَنشد: فِي يَوْمِ غَرْبٍ، وماءُ الْبِئْرِ مُشْتَرَكُ قَالَ: أُراه أَراد بِقَوْلِهِ فِي يَوْمِ غَربٍ أَي فِي يَوْمٍ يُسْقَى فِيهِ بالغَرْبِ، وَهُوَ الدَّلْوُ الْكَبِيرُ، الَّذِي يُسْتَقَى بِهِ عَلَى السَّانِيَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: فصَرَفْتُ قَصْراً، والشُّؤُونُ كأَنها ... غَرْبٌ، تَخُبُّ بِهِ القَلُوصُ، هَزِيمُ وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَرْبُ، فِي بَيْتِ لبيدٍ: الرَّاوية، وإِنما هُوَ الدَّلْو الكبيرةُ. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ، فاسْتَحالَتْ فِي يَدِه غَرْباً ؛ الغَرْبُ، بِسُكُونِ الراءِ: الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تُتَّخَذُ مِنْ جلدِ ثَوْرٍ، فإِذا فَتَحْتَ الرَّاءَ، فَهُوَ الْمَاءُ السَّائِلُ بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ، وَهَذَا تَمْثِيلٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمَعْنَاهُ أَن عُمَرَ لَمَّا أَخذ الدَّلْوَ لِيَسْتَقِيَ عَظُمَتْ فِي يَدِهِ، لأَن الفُتُوح كَانَ فِي زمنه أَكْثَرَ منه فِي زَمَنِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَمَعْنَى اسْتَحالَتْ: انقلبتْ عَنِ الصِّغَر إِلى الكِبَر. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: وَمَا سُقِيَ بالغَرْبِ، فَفِيهِ نِصْفُ العُشْر. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَنَّ غَرْباً مِنْ جَهَنَّمَ جُعِلَ فِي الأَرض، لَآذَى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّة حَرِّه مَا بَيْنَ المَشْرق وَالْمَغْرِبِ. والغَرْبُ: عِرْقٌ فِي مَجْرَى الدَّمْع يَسْقِي وَلَا يَنْقَطِع، وَهُوَ كالناسُور؛ وَقِيلَ: هُوَ عرقٌ فِي الْعَيْنِ لَا يَنْقَطِعُ سَقْيُه. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ: بِعَيْنِهِ غَرْبٌ إِذا كانت تسيل، وَلَا تَنْقَطع دُمُوعُها. والغَرْبُ: مَسِيلُ الدَّمْع، والغَرْبُ: انْهِمالُه مِنَ الْعَيْنِ. والغُرُوبُ: الدُّموع حِينَ تَخْرُجُ مِنَ الْعَيْنِ؛ قَالَ: مَا لكَ لَا تَذْكُر أُمَّ عَمْرو، ... إِلَّا لعَيْنَيْكَ غُروبٌ تَجْرِي واحِدُها غَرْبٌ. والغُروبُ أَيضاً: مَجارِي الدَّمْعِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَجارِي العَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: ذَكَر ابنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: كَانَ مِثَجّاً يَسِيلُ غَرْباً. الغَرْبُ: أَحدُ الغُرُوبِ، وَهِيَ الدُّمُوع حِينَ تَجْرِي. يُقال: بعينِه غَرْبٌ إِذا سالَ دَمْعُها، وَلَمْ ينقطعْ، فشَبَّه بِهِ غَزَارَة عِلْمِهِ، وأَنه لَا يَنْقَطِعُ مَدَدُه وجَرْيُه. وكلُّ فَيْضَة مِنَ الدَّمْع: غَرْبٌ؛ وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الْخَمْرِ. واسْتَغْرَبَ الدمعُ: سَالَ. وغَرْبَا الْعَيْنِ: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها. وَلِلْعَيْنِ غَرْبانِ: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها. والغَرْبُ: بَثْرة تَكُونُ فِي الْعَيْنِ، تُغِذُّ وَلَا تَرْقأُ.

وغَرِبَت العينُ غَرَباً: وَرِمَ مَأْقُها. وَبِعَيْنِهِ غَرَبٌ إِذا كَانَتْ تَسِيلُ، فَلَا تَنْقَطِعُ دُموعُها. والغَرَبُ، مُحَرَّك: الخَدَرُ فِي الْعَيْنِ، وَهُوَ السُّلاقُ. وغَرْبُ الْفَمِ: كثرةُ ريقِه وبَلَلِه؛ وَجَمْعُهُ: غُرُوبٌ. وغُروبُ الأَسنانِ: مَناقِعُ ريقِها؛ وَقِيلَ: أَطرافُها وحِدَّتُها وماؤُها؛ قَالَ عَنترة: إِذْ تَستَبِيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ، ... عَذْبٍ مُقَبَّلُه، لَذِيذ المَطْعَمِ وغُروبُ الأَسنانِ: الماءُ الَّذِي يَجرِي عَلَيْهَا؛ الْوَاحِدُ: غَرْبٌ. وغُروبُ الثَّنايا: حدُّها وأُشَرُها. وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ: تَرِفُّ غُروبُه ؛ هِيَ جَمْعُ غَرْب، وَهُوَ مَاءُ الْفَمِ، وحِدَّةُ الأَسنان. والغَرَبُ: الماءُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الدَّلْو؛ وَقِيلَ: هُوَ كلُّ مَا انصَبَّ مِنَ الدَّلْوِ، مِنْ لَدُنْ رأْسِ الْبِئْرِ إِلى الحوضِ. وَقِيلَ: الغَرَبُ الماءُ الَّذِي يَقْطُر مِنَ الدِّلاءِ بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ، وَتَتَغَيَّرُ ريحُه سَرِيعًا؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ، أَو حَوْلَهُما مِنَ الماءِ وَالطِّينِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأُدْرِكَ المُتَبَقَّى مِنْ ثَميلَتِه، ... وَمِنْ ثَمائِلها، واسْتُنشِئَ الغَرَبُ وَقِيلَ: هُوَ رِيحُ الْمَاءِ وَالطِّينِ لأَنه يَتَغَيَّرُ ريحُهُ سَرِيعًا. وَيُقَالُ للدَّالج بَيْنَ الْبِئْرِ والحوْض: لَا تُغْرِبْ أَي لَا تَدْفُقِ الماءَ بَيْنَهُمَا فتَوْحَل. وأَغْرَبَ الحَوضَ والإِناءَ: ملأَهما؛ وَكَذَلِكَ السِّقاءَ؛ قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خازِم: وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ، غَداةَ تَحَمَّلُوا، ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ فِي خَليجٍ مُغْرَبِ وأَغربَ السَّاقِي إِذا أَكثر الغَرْبَ. والإِغرابُ: كثرةُ الْمَالِ، وحُسْنُ الْحَالِ مِنْ ذَلِكَ، كأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكِه، وحُسنَ الْحَالِ يَمْلأُ نفسَ ذِي الْحَالِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيّ: أَنتَ مِمَّا لَقِيتَ، يُبْطِرُكَ الإِغرابُ ... بالطَّيشِ، مُعْجَبٌ مَحبُورُ والغَرَبُ: الخَمْرُ؛ قَالَ: دَعِيني أَصْطَبِحْ غَرَباً فأُغْرِبْ ... مَعَ الفِتيانِ، إِذ صَبَحوا، ثُمُودا والغَرَبُ: الذَّهَبُ، وَقِيلَ: الفضَّة؛ قَالَ الأَعشى: إِذا انْكَبَّ أَزْهَرُ بَيْنَ السُّقاة، ... تَرامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضارا نَصَبَ غَرَباً عَلَى الْحَالِ، وإِن كَانَ جَوْهراً، وَقَدْ يَكُونُ تَمْيِيزًا. وَيُقَالُ الغَرَب: جامُ فِضَّةٍ؛ قَالَ الأَعشى: فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كَمَا ... دَعْدَعَ سَاقِي الأَعاجِمِ الغَرَبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت لِلَبِيدٍ، وَلَيْسَ للأَعشى، كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ، والرَّكاء، بِفَتْحِ الراءِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: ومِن الناسِ مَن يَكْسِرُ الرَّاءَ، وَالْفَتْحُ أَصح. وَمَعْنَى دَعدَعَ: مَلأَ. وصَفَ ماءَينِ التَقَيا مِنَ السَّيل، فَمَلَآ سُرَّة الرَّكاء كَمَا ملأَ سَاقِي الأِعاجمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً؛ قَالَ: وأَما بَيْتُ الأَعشى الَّذِي وَقَعَ فِيهِ الغَرَبُ بِمَعْنَى الْفِضَّةِ فَهُوَ قَوْلُهُ: تَرامَوا بِهِ غَرَباً أَو نُضارا والأَزهر: إِبريقٌ أَبيضُ يُعْمَلُ فِيهِ الخمرُ، وانكبابُه إِذا صُبَّ مِنْهُ فِي القَدَح. وتَراميهم بالشَّراب: هُوَ مُناوَلةُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا أَقداحَ الخَمْر. والغَرَبُ:

الْفِضَّةُ. والنُّضارُ: الذَّهَبُ. وَقِيلَ: الغَرَبُ والنُّضار: ضَرْبَانِ مِنَ الشَّجَرِ تُعمل مِنْهُمَا الأَقْداحُ. التَّهْذِيبُ: الغَرْبُ شَجَرٌ تُسَوَّى مِنْهُ الأَقْداحُ البِيضُ؛ والنُّضار: شَجَرٌ تُسَوَّى مِنْهُ أَقداح صُفْر، الواحدةُ: غَرْبَةٌ، وَهِيَ شَجَرة ضَخْمةٌ شَاكَّةٌ خَضراءُ، وَهِيَ الَّتِي يُتَّخَذُ مِنْهَا الكُحَيلُ، وَهُوَ القَطِرانُ، حِجازية. قَالَ الأَزهري: والأَبهَلُ هُوَ الغَرْبُ لأَنَّ القَطِرانَ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والغَرْبُ، بِسُكُونِ الراءِ: شَجَرَةٌ ضَخْمة شَاكَّةٌ خَضْراءُ حِجازِيَّة، وَهِيَ الَّتِي يُعْمَلُ مِنْهَا الكُحيلُ الَّذِي تُهْنأُ بِهِ الإِبلُ، واحِدَتُه غَرْبة. والغَرْبُ: القَدَح، وَالْجَمْعُ أَغْراب؛ قَالَ الأَعشى: باكَرَتْهُ الأَغْرابُ فِي سِنَةِ النَّوْمِ، ... فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيالِ ويُروى باكَرَتْها. والغَرَبُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَاحِدَتُهُ غَرَبَةٌ؛ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ «4»؛ وأَنشد: عُودُكَ عُودُ النُّضارِ لَا الغَرَبُ قَالَ: وَهُوَ اسْبِيدْدارْ، بِالْفَارِسِيَّةِ. والغَرَبُ: دَاءٌ يُصِيبُ الشاةَ، فيتَمَعَّط خُرْطُومُها، ويَسْقُطُ مِنْهُ شَعَرُ العَين؛ والغَرَبُ فِي الشَّاةِ: كالسَّعَفِ فِي النَّاقَةِ؛ وَقَدْ غَرِبَت الشاةُ، بِالْكَسْرِ. والغارِبُ: الكاهِلُ مِنَ الخُفِّ، وَهُوَ مَا بَيْنَ السَّنام والعُنُق، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَبْلُكِ عَلَى غارِبكِ. وَكَانَتِ العربُ إِذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته، فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ لَهَا: حَبْلُك عَلَى غارِبك أَي خَلَّيتُ سَبِيلَكِ، فاذْهَبي حيثُ شِئْتِ. قَالَ الأَصمعي: وَذَلِكَ أَنَّ النَّاقَةَ إِذا رَعَتْ وَعَلَيْهَا خِطامُها، أُلْقِيَ عَلَى غارِبها وتُرِكَتْ لَيْسَ عَلَيْهَا خِطام، لأَنها إِذا رأَت الخِطامَ لَمْ يُهْنِها المَرْعى. قَالَ: مَعْنَاهُ أَمْرُكِ إِلَيكِ، اعمَلي مَا شِئْتِ. والغارِب: أَعْلى مُقَدَّم السَّنام، وإِذا أُهْمِلَ البعيرُ طُرِحَ حَبلُه عَلَى سَنامه، وتُرِكَ يَذْهَبُ حَيْثُ شاءَ. وَتَقُولُ: أَنتَ مُخَلًّى كَهَذَا الْبَعِيرِ، لَا يُمْنَعُ مِنْ شيءٍ، فَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يُطَلِّقونَ بِهَذَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ ليَزيدَ بْنِ الأَصَمِّ: رُمِيَ بِرَسَنِك عَلَى غارِبك أَي خُلِّيَ سَبِيلُك، فَلَيْسَ لَكَ أَحدٌ يَمْنَعُكَ عَمَّا تُرِيدُ؛ تَشْبيهاً بِالْبَعِيرِ يُوضَعُ زِمامُه عَلَى ظهرِه، ويُطْلَقُ يَسرَح أَين أَراد فِي المرْعى. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ: حَبْلُكِ عَلَى غارِبِك أَي أَنتِ مُرْسَلةٌ مُطْلَقة، غَيْرُ مَشْدُودَةٍ وَلَا مُمْسَكة بعَقْدِ النِّكَاحِ. والغارِبانِ: مُقَدَّمُ الظهْر ومُؤَخَّرُه. وغَوارِبُ الماءِ: أَعاليه؛ وَقِيلَ: أَعالي مَوْجِه؛ شُبِّهَ بغَوارِبِ الإِبل. وَقِيلَ: غاربُ كلِّ شيءٍ أَعْلاه. اللَّيْثُ: الغارِبُ أَعْلى المَوْج، وأَعلى الظَّهر. والغارِبُ: أَعلى مُقَدَّمِ السَّنام. وبعيرٌ ذُو غارِبَين إِذا كَانَ مَا بَينَ غارِبَيْ سَنامِه مُتَفَتِّقاً، وأَكثرُ مَا يَكُونُ هَذَا فِي البَخاتِيِّ الَّتِي أَبوها الفالِجُ وأُمها عَرَبِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: فَمَا زَالَ يَفْتِلُ فِي الذِّرْوَةِ والغارِب حَتَّى أَجابَتْه عائشةُ إِلى الخُروج. الغاربُ: مُقَدَّمُ السَّنام؛ والذِّرْوَةُ أَعلاه. أَراد: أَنه مَا زَالَ يُخادِعُها ويَتَلطَّفُها حَتَّى أَجابَتهُ؛ والأَصل فِيهِ: أَن الرَّجُلُ إِذا أَراد أَن يُؤَنِّسَ البعيرَ الصَّعْبَ، لِيَزُمَّه ويَنْقاد لَهُ، جَعَل يُمِرُّ يَدَه عَلَيْهِ، ويَمسَحُ غاربَه، ويَفتِلُ وبَرَه حَتَّى يَسْتَأْنِسَ، ويَضَعَ فِيهِ الزِّمام.

_ (4). قوله [قاله الجوهري] أي وضبطه بالتحريك بشكل القلم وهو مقتضى سياقه فلعله غير الغرب الذي ضبطه ابن سيدة بسكون الراء.

والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِكَينِ الأَسْفَلانِ اللَّذان يَلِيانِ أَعالي الفَخِذَين؛ وَقِيلَ: هُمَا رُؤُوس الوَرِكَين، وأَعالي فُرُوعهما؛ وَقِيلَ: بَلْ هُمَا عَظْمانِ رَقيقانِ أَسفل مِنَ الفَراشة. وَقِيلَ: هُمَا عَظْمانِ شاخصانِ، يَبْتَدّانِ الصُّلْبَ. والغُرابانِ، مِنَ الفَرس وَالْبَعِيرِ: حَرفا الوَرِكينِ الأَيْسَرِ والأَيمنِ، اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب، حَيْثُ التَقَى رأْسا الوَرِكِ اليُمْنى واليُسْرى، وَالْجَمْعُ غِربانٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ، ... خَمْسَةُ غِرْبانٍ عَلَى غُرابِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائلَ، بَعْد مَا ... تَقَوَّبَ، عَنْ غِرْبان أَوْراكها، الخَطْرُ أَراد: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عَنِ الخَطْرِ، فَقَلَبَهُ لأَن الْمَعْنَى مَعْرُوفٌ؛ كَقَوْلِكَ: لَا يَدْخُلُ الخاتَمُ فِي إِصْبَعِي أَي لَا يَدْخُلُ إِصْبَعي فِي خاتَمي. وَقِيلَ: الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سأَرْفَعُ قَوْلًا للحُصَينِ ومُنْذِرٍ، ... تَطِيرُ بِهِ الغِرْبانُ شَطْرَ المَواسم قَالَ: الغِرْبانُ هُنَا أَوْراكُ الإِبِلِ أَي تَحْمِلُه الرواةُ إِلى الْمَوَاسِمِ. والغِرْبانُ: غِرْبانُ الإِبِلِ، والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِك، اللَّذانِ يَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ؛ وَالْمَعْنَى: أَن هَذَا الشِّعْرَ يُذْهَبُ بِهِ عَلَى الإِبِل إِلى المَواسم، وَلَيْسَ يُرِيدُ الغِربانَ دونَ غيرِها؛ وَهَذَا كَمَا قَالَ الْآخَرُ: وإِنَّ عِتاقَ العِيسِ، سَوْفَ يَزُورُكُمْ ... ثَنائي، عَلَى أَعْجازِهِنَّ مُعَلَّقُ فَلَيْسَ يُرِيدُ الأَعجاز دُونَ الصُّدور. وَقِيلَ: إِنما خصَّ الأَعْجازَ والأَوْراكَ، لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها فِي قَعْبَةٍ احْتَقَبها، وشدَّها عَلَى عَجُز بَعِيرِهِ. والغُرابُ: حَدُّ الوَرك الَّذِي يَلِي الظهْرَ. والغُرابُ: الطائرُ الأَسْوَدُ، وَالْجَمْعُ أَغْرِبة، وأَغْرُبٌ، وغِرْبانٌ، وغُرُبٌ؛ قَالَ: وأَنْتُم خِفافٌ مِثْلُ أَجْنحةِ الغُرُبْ وغَرابِينُ: جمعُ الْجَمْعِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فلانٌ أَبْصَرُ مِنْ غُرابٍ، وأَحْذَرُ مِنْ غُرابٍ، وأَزْهَى مِنْ غُرابٍ، وأَصْفَى عَيْشاً مِنْ غُرابٍ، وأَشدُّ سَوَادًا مِنْ غُرابٍ. وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ، قَالُوا: وَقَعَ فِي أَرْضٍ لَا يَطِير غُرابُها. وَيَقُولُونَ: وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ؛ وَذَلِكَ أَنه يتَّبِعُ أَجودَ التَّمْر فيَنْتَقِيه. وَيَقُولُونَ: أَشْأَمُ مِنْ غُرابٍ، وأَفْسَقُ مِنْ غُراب. وَيَقُولُونَ: طارَ غُرابُ فلانٍ إِذا شَابَ رأْسُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ولمَّا رَأَيْتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَايةٍ أَراد بابْنِ دايةٍ الغُرابَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه غيَّرَ اسمَ غُرابٍ، لمَا فِيهِ مِنَ البُعْدِ، ولأَنه مِنْ أَخْبَث الطُّيور. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، لَمَّا نَزَلَ قولُه تَعَالَى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ: فأَصْبَحْنَ عَلَى رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ. شَبَّهَتِ الخُمُرَ فِي سَوَادِهَا بالغِرْبان، جَمْعِ غُراب؛ كَمَا قَالَ الْكُمَيْتُ: كغِرْبانِ الكُروم الدوالِجِ وَقَوْلُهُ: زَمانَ عَليَّ غُرابٌ غُدافٌ، ... فطَيَّرَهُ الشَّيْبُ عنِّي فَطَارَا إِنما عَنى بِهِ شِدَّةَ سوادِ شَعَرِهِ زمانَ شَبابِه. وَقَوْلُهُ:

فَطَيَّرَه الشَّيْبُ، لَمْ يُرِدْ أَن جَوْهَرَ الشَّعر زَالَ، لَكِنَّهُ أَراد أَنّ السَّوادَ أَزالَه الدهرُ فبَقِي الشعرُ مُبْيَضّاً. وغُرابٌ غاربٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَمَا قَالُوا: شِعْرٌ شاعِرٌ، ومَوتٌ مائِتٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فازْجُرْ مِنَ الطَّيرِ الغُرابَ الغارِبا والغُرابُ: قَذالُ الرأْس؛ يُقَالُ: شابَ غُرابُه أَي شَعَرُ قَذالِه. وغُرابُ الفأْسِ: حَدُّها؛ وَقَالَ الشَّمّاخ يَصِفُ رَجُلًا قَطَعَ نَبْعةً: فأَنْحَى، عَلَيْهَا ذاتَ حَدٍّ، غُرابُها ... عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضاهِ، مُشارِزُ وفأْسٌ حديدةُ الغُرابِ أَي حديدةُ الطَّرَف. والغرابُ: اسْمُ فرسٍ لغَنِيٍّ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالغُرابِ مِنَ الطَّيرِ. ورِجْلُ الغُراب: ضَرْبٌ مِنْ صَرِّ الإِبلِ شديدٌ، لَا يَقْدِرُ الفَصِيلُ عَلَى أَن يَرْضَعَ مَعَهُ، وَلَا يَنْحَلُّ. وأَصَرَّ عَلَيْهِ رِجْلَ الغرابِ: ضاقَ عَلَيْهِ الأَمْرُ؛ وَكَذَلِكَ صَرَّ عليه رِجلَ الغُرابِ؛ قَالَ الكُمَيْتُ: صَرَّ، رِجْلَ الغُرابِ، مُلْكُكَ في الناسِ ... عَلَى مَنْ أَرادَ فِيهِ الفُجُورا وَيُرْوَى: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ . ورجلَ الغرابِ: مُنْتَصِبٌ عَلَى المَصْدَر، تَقْدِيرُهُ صَرّاً، مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الْغُرَابِ. وإِذا ضاقَ عَلَى الإِنسان معاشُه قِيلَ: صُرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ الغُرابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا رِجْلُ الغُرابِ عليَّ صُرَّتْ، ... ذَكَرْتُكَ، فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِيرُ وأَغرِبةُ العَرَبِ: سُودانُهم، شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ فِي لَوْنِهِم. والأَغْرِبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: عَنْترةُ، وخُفافُ بْنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ، وأَبو عُمَيرِ بنُ الحُبابِ السُّلَمِيُّ أَيضاً، وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وهشامُ بنُ عُقْبة بنِ أَبي مُعَيْطٍ، إِلا أَنَّ هِشَامًا هَذَا مُخَضْرَمٌ، قَدْ وَلِيَ فِي الإِسلام. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وأَظُنُّهُ قَدْ وَلِيَ الصائفَةَ وبعضَ الكُوَر؛ وَمِنَ الإِسلاميين: عبدُ اللَّهِ بنُ خَازِمٍ، وعُمَيْرُ بنُ أَبي عُمَير بنِ الحُبابِ السُّلَمِيُّ، وهمّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِيّ، ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ، ومَطَرُ بْنُ أَوْفى المازِنيّ، وتأَبَّطَ شَرّاً، والشّنْفَرَى «1»، وحاجِزٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ: وَلَمْ يَنْسُبْ حَاجِزًا هَذَا إِلى أَب وَلَا أُم، وَلَا حيٍّ وَلَا مكانٍ، وَلَا عَرَّفَه بأَكثر مِنْ هَذَا. وَطَارَ غرابُها بجَرادتِكَ: وَذَلِكَ إِذا فَاتَ الأَمْرُ، وَلَمْ يُطْمَعْ فِيهِ؛ حكاهُ ابنُ الأَعرابي. وأَسودُ غُرابيٌّ وغِرْبيبٌ: شديدُ السوادِ؛ وقولُ بِشْر بْنُ أَبي خَازِمٍ: رأَى دُرَّة بَيْضاءَ، يَحْفِلُ لَوْنَها ... سُخامٌ، كغِرْبانِ البَريرِ، مُقَصَّبُ يَعْنِي بِهِ النَّضِيجَ مِنْ ثَمَر الأَراك. الأَزهري: وغُرابُ البَرِيرِ عُنْقُودُه الأَسْوَدُ، وَجَمْعُهُ غِرْبانٌ، وأَنشد بَيْتَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ؛ وَمَعْنَى يَحْفِلُ لَوْنَها: يَجْلُوه؛ والسُّخَامُ: كُلُّ شيءٍ لَيِّن مِنْ صُوفٍ، أَو قُطْنٍ، أَو غَيْرِهِمَا، وأَراد بِهِ شِعْرَهَا؛ والمُقَصَّبُ: المُجَعَّدُ. وإِذا قُلْتَ: غَرابيبُ سُودٌ، تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلًا مِنْ غَرابيب لِأَن تَوْكِيدَ الأَلوان لَا يتقدَّم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ يُبْغِضُ الشيخَ الغِرْبِيبَ ؛ هو

_ (1). ليس تأبّط شراً والشنفرى من الإِسلاميين وإنما هما جاهليّان.

الشديدُ السَّوَادِ، وجمعُه غَرابيبُ؛ أَراد الَّذِي لَا يَشيبُ؛ وَقِيلَ: أَراد الَّذِي يُسَوِّدُ شَيْبَه. والمَغارِبُ: السُّودانُ. والمَغارِبُ: الحُمْرانُ. والغِرْبِيبُ: ضَرْبٌ مِنَ العِنَب بِالطَّائِفِ، شديدُ السَّوادِ، وَهُوَ أَرَقُّ العِنَب وأَجْوَدُه، وأَشَدُّه سَواداً. والغَرَبُ: الزَّرَقُ فِي عَيْنِ الفَرس مَعَ ابْيضاضِها. وعينٌ مُغْرَبةٌ: زَرْقاءُ، بيضاءُ الأَشْفارِ والمَحاجِر، فإِذا ابْيَضَّتْ الحَدَقةُ، فَهُوَ أَشدُّ الإِغرابِ. والمُغْرَبُ: الأَبيضُ؛ قَالَ مُعَاوية الضَّبِّيُّ: فَهَذَا مَكاني، أَو أَرَى القارَ مُغْرَباً، ... وَحَتَّى أَرَى صُمَّ الجبالِ تَكَلَّمُ وَمَعْنَاهُ: أَنه وَقَعَ فِي مَكَانٍ لَا يَرْضاه، وَلَيْسَ لَهُ مَنْجًى إِلّا أَن يَصِيرَ القارُ أَبيضَ، وَهُوَ شِبه الزِّفْتِ، أَو تُكَلِّمَه الجبالُ، وَهَذَا مَا لَا يَكُونُ وَلَا يَصِحُّ وُجُودُهُ عَادَةً. ابْنُ الأَعرابي: الغُرْبةُ بَيَاضٌ صِرْفٌ، والمُغْرَبُ مِنَ الإِبل: الَّذِي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيْه، وحَدَقَتاه، وهُلْبُه، وكلُّ شَيْءٍ مِنْهُ. وَفِي الصِّحَاحِ: المُغْرَبُ الأَبيضُ الأَشْفارِ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَرِيجَانِ مِنْ لَوْنَيْنِ خِلْطانِ، مِنْهُمَا ... سَوادٌ، وَمِنْهُ واضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ والمُغْرَبُ مِنَ الخَيل: الَّذِي تَتَّسِعُ غُرَّتُه فِي وجهِه حَتَّى تُجاوِزَ عَيْنَيْه. وَقَدْ أُغْرِبَ الفرسُ، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، إِذا أَخَذَتْ غُرَّتُه عَيْنَيْهِ، وابْيَضَّت الأَشفارُ؛ وَكَذَلِكَ إِذا ابيضتْ مِنَ الزَّرَق أَيضاً. وَقِيلَ: الإِغرابُ بياضُ الأَرْفاغ، مِمَّا يَلي الخاصرةَ. وَقِيلَ: المُغْرَب الَّذِي كلُّ شَيْءٍ مِنْهُ أَبيضُ، وَهُوَ أَقْبَحُ الْبَيَاضِ. والمُغْرَبُ: الصُّبْح لِبَيَاضِهِ، والغُرابُ: البَرَدُ، لِذَلِكَ. وأُغْرِبَ الرجلُ: وُلِدَ لَهُ وَلدٌ أَبيضُ. وأُغْرِبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وَجَعُه؛ عَنِ الأَصمعي: والغَرْبِيُّ: صِبْغٌ أَحْمَرُ. والغَرْبيُّ: فَضِيخُ النبيذِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَرْبِيُّ يُتَّخَذُ مِنَ الرُّطَب وَحْده، وَلَا يَزال شارِبُه مُتَماسِكاً، مَا لَمْ تُصِبْه الريحُ، فإِذا بَرَزَ إِلى الهواءِ، وأَصابتْه الريحُ، ذَهَبَ عقلُه؛ وَلِذَلِكَ قَالَ بعضُ شُرَّابه: إِنْ لَمْ يكنْ غَرْبِيُّكُم جَيِّداً، ... فنحنُ باللهِ وبالرِّيحِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: اخْتُصِمَ إِليه فِي مَسيلِ المَطَر، فَقَالَ: المَطَرُ غَرْبٌ، والسَّيْلُ شَرْقٌ ؛ أَراد أَن أَكثر السَّحاب يَنْشَأُ مِنْ غَرْبِ القِبْلَة، والعَيْنُ هُنَاكَ، تَقُولُ العربُ: مُطِرْنا بالعَيْن إِذا كَانَ السحابُ نَاشِئًا مِنْ قِبْلة العِراق. وَقَوْلُهُ: والسَّيْل شَرْقٌ ، يُرِيدُ أَنه يَنْحَطُّ مِنْ ناحيةِ المَشْرِقِ، لأَن ناحيةَ الْمَشْرِقِ عاليةٌ، وَنَاحِيَةَ الْمَغْرِبِ مُنْحَطَّة، قَالَ ذَلِكَ القُتَيْبي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ شَيْءٌ يَخْتَصُّ بِتِلْكَ الأَرض، الَّتِي كَانَ الخِصام فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ ؛ قِيلَ: أَراد بِهِمْ أَهلَ الشَّامِ، لأَنهم غَرْبُ الْحِجَازِ؛ وَقِيلَ: أَراد بِالْغَرْبِ الحِدَّةَ والشَّوْكَةَ، يُرِيدُ أَهلَ الْجِهَادِ؛ وَقَالَ ابْنُ الْمَدَائِنِيِّ: الغَرْبُ هُنَا الدَّلْوُ، وأَراد بِهِمُ العَرَبَ لأَنهم أَصحابها، وَهُمْ يَسْتَقُون بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: لأَضْرِبَنَّكم ضَرْبةَ غَرائبِ الإِبلِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبه لنَفْسه مَعَ رَعِيَّتِهِ يُهَدِّدُهم، وَذَلِكَ أَن الإِبل إِذا وَرَدَتِ الْمَاءَ، فدَخَلَ

عَلَيْهَا غَريبةٌ مِنْ غَيْرِهَا، ضُرِبَتْ وطُرِدَتْ حَتَّى تَخْرُجَ عَنْهَا. وغُرَّبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ ابْنُ سِيدَهْ: وغُرَّبٌ: بِالتَّشْدِيدِ، جَبَلٌ دُونَ الشَّامِ، فِي بِلَادِ بَنِي كَلْبٍ، وَعِنْدَهُ عَيْنُ مَاءٍ يُقَالُ لَهَا: الغُرْبة، والغُرُبَّةُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. والغُراب: جَبَلٌ؛ قَالَ أَوْسٌ: فَمُنْدَفَعُ الغُلَّان غُلَّانِ مُنْشِدٍ، ... فنَعْفُ الغُرابِ، خُطْبُه فأَساوِدُهْ والغُرابُ والغَرابةُ: مَوْضعان «2»؛ قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ: تذَكَّرْتُ مَيْتاً، بالغَرابةِ، ثاوِياً، ... فَمَا كانَ لَيْلِي بَعْدهُ كادَ يَنْفَدُ وَفِي تَرْجَمَةِ غرن فِي النِّهَايَةِ ذِكْرُ غُران: هُوَ بِضَمِّ الْغَيْنِ، وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ: وادٍ قريبٌ مِنَ الحُدَيْبية، نَزَلَ بِهِ سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسِيرِهِ، فأَما غُرابٌ بالباءِ، فَجَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الشَّامِ. والغُرابُ: فرسُ البَراءِ بنِ قَيْسٍ. والغُرابِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حنيفة. غسلب: الغَسْلَبة: انْتِزاعُكَ الشيءَ مِنْ يَدِ الإِنسان، كالمُغْتَصِبِ له. غشب: الغَشْبُ: لُغَةٌ فِي الغَشْم؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسب أَن الغَشَبَ مَوْضِعٌ، لأَنهم قَدْ سَمَّوْا غَشَبِيّاً، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَنْسُوبًا إِليه. غشرب: الغَشَرَّبُ: الأَسد. ورجلٌ غُشارِبٌ: جَريءٌ ماضٍ، وَالْعَيْنُ لُغَةٌ فِي ذَلِكَ وَقَدْ تقدّم. غصب: الغَصْبُ: أَخْذُ الشيءِ ظُلْماً. غَصَبَ الشيءَ يَغْصِبُه غَصْباً، واغْتَصَبَه، فَهُوَ غاصِبٌ، وغَصَبه عَلَى الشيءِ: قَهَره، وغَصَبَه مِنْهُ. والاغْتِصابُ مِثْلُه، والشَّيْءُ غَصْبٌ ومَغْصُوب. الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: غَصَبْتُ الجِلْدَ غَصْباً إِذا كَدَدْتَ عَنْهُ شَعَرَه، أَو وَبَره قَسْراً، بِلا عَطْن فِي الدِّباغِ، وَلَا إِعْمالٍ فِي نَدًى أَو بَوْلٍ، وَلَا إِدراج. وَتَكَرَّرَ فِي الحديثِ ذِكْرُ الغَصْبِ، وَهُوَ أَخْذُ مالِ الغَيْرِ ظُلْماً وعُدْواناً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه غَصَبَها نَفْسَها : أَراد أَنه واقَعَها كُرْهاً، فاستعاره للجِماعِ . غضب: الغَضَبُ: نَقِيضُ الرِّضَا. وَقَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ غَضَباً ومَغْضَبَةً، وأَغْضَبْتُه أَنا فَتَغَضَّبَ. وغَضِبَ لَهُ: غَضِبَ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ أَجله، وَذَلِكَ إِذا كَانَ حَيّاً، فإِن كَانَ مَيِّتًا قُلْتَ: غَضِبَ بِهِ؛ قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة يَرْثِي أَخاه عَبْدَ اللَّهِ: فإِن تُعْقِب الأَيامُ والدَّهْرُ، فاعْلَمُوا، ... بَنِي قَارِبٍ، أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ «3» وإِنْ كانَ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مَكانَه، ... فَمَا كانَ طَيَّاشاً وَلَا رَعِشَ اليَدِ قَوْلُهُ مَعْبد يَعْنِي عبدَ اللَّهِ، فاضْطُرَّ. ومَعْبَدٌ: مُشْتَقٌّ مِنَ العَبْدِ، فَقَالَ: بمَعْبَدٍ، وإِنما هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصِّمَّة أَخوه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ يَعْنِي اليهود.

_ (2). قوله [والغُراب والغَرابة موضعان] كذا ضبط ياقوت الأَول بضمه والثاني بفتحه وأنشد بيت ساعدة. (3). قوله [فاعلموا] كذا أنشده في المحكم وأنشده في الصحاح والتهذيب تعلموا.

قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الغَضَبُ، مِنَ الْمَخْلُوقِينَ، شيءٌ يُداخِل قُلُوبَهم؛ وَمِنْهُ مَحْمُودٌ وَمَذْمُومٌ، فَالْمَذْمُومُ مَا كَانَ فِي غَيْرِ الْحَقِّ، وَالْمَحْمُودُ مَا كَانَ فِي جَانِبِ الدِّينِ وَالْحَقِّ؛ وأَما غَضَبُ اللَّهِ فَهُوَ إِنكاره عَلَى مَنْ عَصَاهُ، فَيُعَاقِبُهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمَفَاعِيلُ، إِذا وَلِيَتْها الصفاتُ، فإِنك تُذَكِّر الصِّفَاتِ وَتَجْمَعُهَا وَتُؤَنِّثُهَا، وَتَتْرُكُ الْمَفَاعِيلَ عَلَى أَحوالها؛ يُقَالُ: هُوَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ، وَهِيَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ الْغَضَبُ فِي الْحَدِيثِ مِن اللَّهِ ومِن النَّاسِ، وَهُوَ مِن اللَّهِ سُخْطُه عَلَى مَن عَصاه، وإِعْراضُه عَنْهُ، وَمُعَاقَبَتُهُ لَهُ. ورجلٌ غَضِبٌ، وغَضُوبٌ، وغُضُبٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وغُضُبَّة وغَضُبَّة؛ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ، وغَضْبانُ: يَغْضَبُ سَرِيعًا، وَقِيلَ: شَدِيدُ الغَضَب. والأُنثى غَضْبَى وغَضُوبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ «1» وَالْجَمْعُ: غِضَابٌ وغَضَابَى، عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وغُضابَى مِثْلُ سَكْرَى وسُكارى؛ قَالَ: فإِنْ كُنْتُ لَمْ أَذكُرْكِ، والقومُ بَعْضُهُمْ ... غُضَابَى عَلَى بَعْضٍ، فَما لِي وذَائِمُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فلانٌ غَضْبانُ إِذا أَردتَ الحالَ، وَمَا هُوَ بغَاضِبٍ عَلَيْكَ أَن تَشْتِمَه. قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ، وَمَا أَشبهها، إِذا أَردتَ أفْعَلُ ذَاكَ، إِن كنتَ تُريدُ أَن تَفْعَلَ. وَلُغَةُ بَنِي أَسد: امرأَةٌ غَضْبَانةٌ ومَلآنة، وأَشباهُها. وَقَدْ أَغْضَبَه، وغاضَبْتُ الرجلَ أَغْضَبْتُه، وأَغْضَبَنِي، وغَاضَبه: راغَمه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ؛ قِيلَ: مُغاضِباً لِرَبِّهِ، وَقِيلَ: مُغاضِباً لِقَوْمِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَوَّل أَصَحُّ لأَن العُقُوبة لَمْ تَحِلَّ بِهِ إِلَّا لمُغاضَبَتِه رَبَّه؛ وَقِيلَ: ذَهَبَ مُراغِماً لِقَوْمِهِ. وامرأَةٌ غَضُوبٌ أَي عَبُوس. وَقَوْلُهُمْ: غَضَبَ الخَيْلُ عَلَى اللُّجُم؛ كَنَوْا بغَضَبِها، عَنْ عَضِّها عَلَى اللُّجُم، كأَنها إِنما تَعَضُّها لِذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: تَغْضَبُ أَحْياناً عَلَى اللِّجامِ، ... كغَضَبِ النارِ عَلَى الضِّرَامِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: تَعَضُّ عَلَى اللِّجامِ مِنْ مَرَحِها، فكأَنها تَغْضَبُ، وجَعَلَ لِلنَّارِ غَضَباً، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، أَيضاً، وإِنما عَنى شِدَّةَ الْتِهَابِهَا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً؛ أَي صَوْتاً كصَوْتِ المُتَغَيِّظ، وَاسْتَعَارَهُ الرَّاعِي للقِدْرِ، فَقَالَ: إِذا أَحْمَشُوها بالوَقودِ تَغَضَّبَتْ ... عَلَى اللَّحْمِ، حَتَّى تَتْرُكَ العَظْمَ بادِيا وإِنما يُرِيدُ: أَنها يَشتَدُّ غَلَيانُها، وتُغَطْمِطُ فيَنضَجُ مَا فِيهَا حَتَّى يَنْفَصِلَ اللحمُ مِنَ الْعَظْمِ. وَنَاقَةٌ غَضُوبٌ: عَبُوسٌ، وَكَذَلِكَ غَضْبى؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ، ... زَيَّافةٍ مِثلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ وَقَالَ أَيضاً: هِرٌّ جَنِيبٌ، كلَّما عَطَفَتْ لَهُ ... غَضْبى، اتَّقاها باليَدَيْنِ وبالفَمِ والغَضُوبُ: الحَيَّة الْخَبِيثَةُ. والغُضابُ: الجُدَرِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ آخَرُ يَخرُجُ وَلَيْسَ بالجُدَرِيِّ.

_ (1). قوله [وحب من إلخ] ضبط في التكملة حب بفتح الحاء ووضع عليها صح.

وَقَدْ غَضِبَ جِلدُه غَضَباً، وغُضِبَ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وغُضِبَ؛ بِصِيغَةِ فُعِلَ الْمَفْعُولِ، أَكثر. وَإِنَّهُ لَمَغْضُوبُ البَصَر أَي الجِلدِ، عَنْهُ. وأَصْبَح جِلدُه غَضَبةً وَاحِدَةً، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: غَضَبةً وَاحِدَةً وغَضْبةً وَاحِدَةً أَي أَلبَسَه الجُدَرِيُّ. الْكِسَائِيُّ: إِذا أَلبَسَ الجُدَرِيُّ جِلدَ المَجدُورِ، قِيلَ: أَصبحَ جِلدُه غَضْبةً وَاحِدَةً؛ قَالَ شَمِرٌ: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْحَرْفَ، غَضْنةً، بِالنُّونِ، وَالصَّحِيحُ غَضْبةً بِالْبَاءِ، وجَزْم الضَّادِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَغْضُوبُ الَّذِي قَد رَكِبَه الجُدَرِيُّ. وغُضِبَ بَصَرُ فُلَانٍ إِذا انْتَفَخَ مِنْ داءٍ يُصيبه، يُقَالُ لَهُ: الغُضابُ والغِضابُ. والغَضْبةُ بَخْصةٌ تَكُونُ فِي الجَفْنِ الأَعْلى خِلْقةً. وغَضِبَتْ عينُه وغُضِبَتْ «1»: وَرِمَ مَا حَوْلها. الْفَرَّاءُ: الغُضابيُّ الكَدِرُ فِي مُعاشَرته ومُخالَقته، مأْخوذ مِنَ الغُضاب، وَهُوَ القَذَى فِي الْعَيْنَيْنِ. والغَضْبةُ: الصَّخْرةُ الصُّلْبةُ المُرَكَّبةُ فِي الجَبلِ، المُخالِفَةُ لَهُ؛ قَالَ: أَو غَضْبة فِي هَضْبةٍ مَا أَرْفَعا وَقِيلَ: الغَضْبُ والغَضْبةُ صَخْرة رَقِيقَةٌ؛ والغَضْبةُ: الأَكَمة؛ والغَضْبة: قِطْعةٌ مِنْ جِلْدِ الْبَعِيرِ، يُطْوَى بعضُها إِلى بَعْضٍ، وتُجْعَلُ شَبِيهًا بالدَّرَقة. التَّهْذِيبُ: الغَضْبةُ جنَّة تُتَّخذ مِنْ جُلود الإِبل، تُلْبَسُ لِلْقِتَالِ. والغَضْبةُ: جِلْدُ المُسِنِّ مِنَ الوُعُول، حِينَ يُسْلَخ؛ وَقَالَ البُرَيْقُ الهُذَليُّ: فَلَعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّماحِ، كَمَا ... غَضِبَ الشِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ وَرَجُلٌ غُضَابٌ: غَلِيظُ الجِلْدِ. والغَضْبُ: الثَّوْرُ. والغَضْبُ: الأَحمر الشَّدِيدُ الحُمْرة. وأَحمرُ غَضْبٌ: شديدُ الحُمْرة؛ وَقِيلَ هُوَ الأَحْمر فِي غِلَظٍ؛ ويُقَوِّيه مَا أَنشده ثَعْلَبٌ: أَحْمَرُ غَضْبٌ لَا يُبالي مَا اسْتَقَى، ... لَا يُسْمِعُ الدَّلْوَ، إِذا الوِرْدُ التَقَى قَالَ: لَا يُسْمِعُ الدَّلْوَ: لَا يُضَيِّقُ فِيهَا حَتَّى تَخِفَّ، لأَنه قَوِيٌّ عَلَى حَمْلها. وَقِيلَ: الغَضْبُ الأَحْمَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وغَضُوبُ والغَضُوبُ: اسْمُ امرأَة؛ وأَنشد بَيْتَ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، ... وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ وَقَالَ: شابَ الغُرابُ، وَلَا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ، وَلَا عِتابك يُعْتِبُ فمَن قَالَ غَضُوب، فَعَلَى قولِ مَنْ قَالَ حَارِثٌ وعَبَّاس، ومَن قَالَ الغَضُوب، فَعَلَى مَنْ قَالَ الْحَارِثُ وَالْعَبَّاسُ. ابْنُ سِيدَهْ: وغَضْبَى اسْمٌ لِلْمِائَةِ مِنَ الإِبل، حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ فِي نَوَادِرِهِ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ لَا تُنوَّن، وَلَا يَدخلُها الأَلف وَاللَّامُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ومُسْتَخْلِفٍ، مِنْ بَعْدِ غَضْبَى، صَريمةً، ... فأَحْرِ بِهِ لِطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيا وَقَالَ: أَراد النُّونَ الْخَفِيفَةَ فَوَقَفَ. وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ حَاشِيَةً: هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَصْحِيفٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ ومِن جَمَاعَةٍ، وأَنها غَضْيا، بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا مَقْصُورَةً، كأَنها شُبِّهَتْ فِي كَثْرَتِهَا بِمَنْبَتٍ، وَنُسِبَ هَذَا التَّشْبِيهُ لِيَعْقُوبَ. وَعَنْ أَبي عَمْرٍو: الغَضْيا،

_ (1). قوله و [غَضِبَتْ عينه وغُضِبَتْ] أي كسَمِعَ وعُنِيَ كما في القاموس وغيره.

وَاسْتَشْهَدَ بِالْبَيْتِ أَيضاً. والغِضابُ: مَكَانٌ بِمَكَّةَ؛ قَالَ رَبِيعَةُ بنُ الحَجْدَر الْهُذَلِيُّ: أَلا عادَ هَذَا القلبَ مَا هُوَ عائدُه، ... وراثَ، بأَطْرافِ الغِضابِ، عَوائدُه غطرب: الغطْرَبُ: الأَفْعى، عَنْ كراع. غلب: غَلَبه يَغْلِبُه غَلْباً وغَلَباً، وَهِيَ أَفْصَحُ، وغَلَبةً ومَغْلَباً ومَغْلَبةً؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ: رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ، مَنَّاعُ مَغْلَبةٍ، ... رَكَّابُ سَلْهبةٍ، قَطَّاعُ أَقْرانِ وغُلُبَّى وغِلِبَّى، عَنْ كُرَاعٍ. وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً، الأَخيرةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: قَهَره. والغُلُبَّة، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الباءِ: الغَلَبةُ؛ قَالَ المَرَّار: أَخَذْتُ بنَجْدٍ مَا أَخَذْتُ غُلُبَّةً، ... وبالغَوْرِ لِي عِزٌّ أَشَمُّ طَويلُ وَرَجُلٌ غُلُبَّة أَي يَغْلِبُ سَريعاً، عَنِ الأَصمعي. وَقَالُوا: أَتَذْكر أَيامَ الغُلُبَّةِ، والغُلُبَّى، والغِلِبَّى، أَي أَيامَ الغَلَبة وأَيامَ مَنْ عَزَّ بَزَّ. وَقَالُوا: لمنِ الغَلَبُ والغَلَبةُ؟ وَلَمْ يَقُولُوا: لِمَنِ الغَلْبُ؟ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ؛ وَهُوَ مِنْ مَصَادِرِ الْمَضْمُومِ الْعَيْنِ، مِثْلُ الطَّلَب. قَالَ الفراءُ: وَهَذَا يُحْتَمَلُ أَن يكونَ غَلَبةً، فَحُذِفَتِ الهاءُ عِنْدَ الإِضافة، كَمَا قَالَ الفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُتْبة اللِّهْبيّ: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا، ... وأَخْلَفُوكَ عِدَا الأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا أَراد عِدَةَ الأَمر، فَحَذَفَ الهاءَ عِنْدَ الإِضافة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَا اجْتَمَعَ حلالٌ وحرامٌ إِلا غَلَبَ الحَرامُ الحَلالَ أَي إِذا امْتَزَجَ الحرامُ بالحَلال، وتَعَذَّرَ تَمْييزهما كالماءِ وَالْخَمْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، صَارَ الْجَمِيعُ حَرَامًا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبي ؛ هُوَ إِشارة إِلى سَعَةِ الرَّحْمَةِ وَشُمُولِهَا الخَلْقَ، كَمَا يُقال: غَلَبَ عَلَى فُلَانٍ الكَرَمُ أَي هُوَ أَكثر خِصَالِهِ. وإِلا فرحمةُ اللَّهِ وغَضَبُه صفتانِ رَاجِعَتَانِ إِلى إِرادته، لِلثَّوَابِ والعِقاب، وصفاتُه لَا تُوصَفُ بغَلَبَةِ إِحداهما الأُخرى، وإِنما عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَرَجُلٌ غالِبٌ مِن قَوْمٍ غَلَبةٍ، وغلَّاب مِنْ قَوْمٍ غَلَّابينَ، وَلَا يُكَسَّر. وَرَجُلٌ غُلُبَّة وغَلُبَّة: غالِبٌ، كَثِيرُ الغَلَبة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَدِيدُ الغَلَبة. وَقَالَ: لَتَجِدَنَّه غُلُبَّة عَنْ قَلِيلٍ، وغَلُبَّة أَي غَلَّاباً. والمُغَلَّبُ: المَغْلُوبُ مِراراً. والمُغَلَّبُ مِنَ الشعراءِ: الْمَحْكُومُ لَهُ بِالْغَلَبَةِ عَلَى قِرْنه، كأَنه غَلَب عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهلُ الجنةِ الضُّعَفاءُ المُغَلَّبُونَ. المُغَلَّبُ: الَّذِي يُغْلَبُ كَثِيرًا. وَشَاعِرٌ مُغَلَّبٌ أَي كَثِيرًا مَا يُغْلَبُ؛ والمُغَلَّبُ أَيضاً: الَّذِي يُحْكَمُ لَهُ بالغَلَبة، وَالْمُرَادُ الأَوَّل. وغُلِّبَ الرجلُ، فَهُوَ غالِبٌ: غَلَبَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وغُلِّبَ عَلَى صَاحِبِهِ: حُكِمَ لَهُ عَلَيْهِ بالغلَبة؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وإِنَّكَ لَمْ يَفْخَرْ عليكَ كفاخِرٍ ... ضَعِيفٍ؛ وَلَمْ يَغْلِبْكَ مِثْلُ مُغَلَّبِ وَقَدْ غالبَه مُغالبة وغِلاباً؛ والغِلابُ: المُغالَبة؛ وأَنشد بَيْتَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: هَمَّتْ سَخِينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها، ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ

والمَغْلبة: الغَلَبة؛ قَالَتْ هِنْدُ بنتُ عُتْبة تَرْثي أَباها: يَدْفَعُ يومَ المَغْلَبَتْ، ... يُطْعِمُ يومَ المَسْغَبَتْ وتَغَلَّبَ عَلَى بَلَدِ كَذَا: اسْتَوْلَى عَلَيْهِ قَهْراً، وغَلَّبْتُه أَنا عَلَيْهِ تَغْليباً. محمدُ بنُ سَلَّامٍ: إِذا قَالَتِ الْعَرَبُ: شَاعِرٌ مُغَلَّبٌ، فَهُوَ مَغْلُوبٌ؛ وإِذا قَالُوا: غُلِّبَ فلانٌ، فَهُوَ غَالِبٌ. وَيُقَالُ: غُلِّبَتْ ليْلى الأَخْيَليَّة عَلَى نابِغة بَنِي جَعْدَة، لأَنها غَلَبَتْه، وَكَانَ الجَعْدِيُّ مُغَلَّباً. وَبَعِيرٌ غُلالِبٌ: يَغْلِبُ الإِبل بسَيْرِه، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واسْتَغْلَبَ عَلَيْهِ الضحكُ: اشتدَّ، كاسْتَغْرَبَ. والغَلَبُ: غِلَظُ العُنق وعِظَمُها؛ وَقِيلَ غِلَظُها مَعَ قِصَرٍ فِيهَا؛ وَقِيلَ: مَعَ مَيَلٍ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ داءٍ أَو غَيْرِهِ. غَلِبَ غَلَباً، وَهُوَ أَغْلَبُ: غليظُ الرَّقَبة. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَ أَغْلَبَ، وَلَقَدْ غَلِبَ غَلَباً، يَذْهَبُ إِلى الِانْتِقَالِ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَدْ يُوصَفُ بِذَلِكَ العُنُق نَفْسُهُ، فَيُقَالُ: عُنُق أَغْلَبُ، كَمَا يُقَالُ: عُنقٌ أَجْيَدُ وأَوْقَصُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: بِيضٌ مَرازبةٌ غُلْبٌ جَحاجحة ؛ هِيَ جَمْعُ أَغْلَب، وَهُوَ الْغَلِيظُ الرَّقَبة، وَهُمْ يَصِفُون أَبداً السادةَ بغِلَظِ الرَّقبة وطُولِها؛ والأُنثى: غَلْباءُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرَةٌ . وَقَدْ يُسْتَعْمَل ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْحَيَوَانِ، كَقَوْلِهِمْ: حَديقةٌ غَلْباءُ أَي عظيمةٌ مُتكاثفة مُلْتفَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَحَدائِقَ غُلْباً . وَقَالَ الرَّاجِزُ: أَعْطَيْت فِيهَا طائِعاً، أَوكارِها، ... حَديقةً غَلْباءَ فِي جِدارِها الأَزهري: الأَغْلَبُ الغَلِيظُ القَصَرَةِ. وأَسَدٌ أَغْلَبُ وغُلُبٌّ: غَلِيظُ الرَّقَبة. وهَضْبةٌ غَلْباءُ: عَظِيمةٌ مُشْرِفة. وعِزَّةٌ غَلْباءُ كَذَلِكَ، عَلَى الْمِثْلِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وقَبْلَكَ مَا اغْلَولَبَتْ تَغْلِبٌ، ... بغَلْباءَ تَغْلِبُ مُغْلَولِبينا يَعْنِي بِعِزَّة غَلْباءَ. وقَبيلة غَلْباءُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: عَزيزةٌ ممتنعةٌ؛ وَقَدْ غَلِبَتْ غَلَباً. واغْلَولَبَ النَّبْتُ: بَلَغَ كلَّ مَبْلَغٍ والتَفَّ، وخَصَّ اللحيانيُّ بِهِ العُشْبَ. واغْلَولَبَ العُشْبُ، واغْلَولَبَتِ الأَرضُ إِذا التَفَّ عُشْبُها. واغْلَولَبَ القومُ إِذا كَثُرُوا، مِنِ اغْلِيلابِ العُشْبِ. وحَديقَةٌ مُغْلَولِبَة: ملْتفّة. الأَخفش: فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَدائِقَ غُلْباً ؛ قَالَ: شَجَرَةٌ غَلْباءُ إِذا كَانَتْ غَلِيظَةً؛ وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وشَبَّهْتُهُمْ فِي الآلِ، لمَّا تَحَمَّلُوا، ... حَدائِقَ غُلْباً، أَو سَفِيناً مُقَيَّرا والأَغْلَبُ العِجْليُّ: أَحَدُ الرُّجَّاز. وتَغْلِبُ: أَبو قَبِيلَةٍ، وَهُوَ تَغْلِبُ بنُ وَائِلِ بْنِ قَاسِطٍ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَديلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنُ ربيعةَ بْنِ نِزار بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنانَ. وَقَوْلُهُمْ: تَغْلِبُ بنتُ وائِل، إِنما يَذْهَبُون بالتأْنيث إِلى الْقَبِيلَةِ، كَمَا قَالُوا تميمُ بنتُ مُرٍّ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبة، وَكَانَ وَليَ صَدَقات بَنِي تَغْلِبَ: إِذا مَا شَدَدْتُ الرأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ، ... فَغَيَّكِ عَنِّي، تَغْلِبَ ابنةَ وائِل وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَوْلَا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنةِ وائِلٍ، ... ورَدَ العَدُوُّ عَلَيْكَ كلَّ مَكانِ

وَكَانَتْ تَغْلِبُ تُسَمَّى الغَلْباءَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَوْرَثَني بَنُو الغَلْباءِ مَجْداً ... حَديثاً، بعدَ مَجْدِهِمُ القَديمِ وَالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا: تَغْلَبيٌّ، بِفَتْحِ اللَّامِ، اسْتِيحاشاً لتَوالي الْكَسْرَتَيْنِ مَعَ ياءِ النَّسَبِ، وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ، لأَن فِيهِ حَرْفَيْنِ غَيْرَ مَكْسُورَيْنِ، وَفَارَقَ النِّسْبَةَ إِلى نَمِر. وَبَنُو الغَلْباءِ: حَيٌّ؛ وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً: وأَوْرَثَني بنُو الغَلْباءِ مَجْداً وغالِبٌ وغَلَّابٌ وغُلَيْبٌ: أَسماءٌ. وغَلابِ، مِثْلُ قَطامِ: اسْمُ امرأَة؛ مِن الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيه عَلَى الكسرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُجْريه مُجْرى زَيْنَبَ. وغالِبٌ: موضعُ نَخْلٍ دُونَ مِصْرَ، حَماها اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: يَجُوزُ بِيَ الأَصْرامَ أَصْرامَ غالِبٍ، ... أَقُولُ إِذا مَا قِيلَ أَيْنَ تُريدُ: أُريدُ أَبا بكرٍ، ولَوْ حالَ، دُونَه، ... أَماعِزُ تَغْتالُ المَطِيَّ، وَبِيدُ والمُغْلَنْبي: الَّذِي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ. غنب: ابْنُ الأَعرابي: الغُنَبُ داراتُ أَوساطِ الأَشْداقِ؛ قَالَ: وإِنما يَكُونُ فِي أَوساط أَشداقِ الغِلْمانِ المِلاح. وَيُقَالُ: بَخَصَ غُنْبَتَه، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي وَسَط خَدِّ الغُلام المَلِيح. غندب: الغُنْدُبة والغُنْدُوبُ: لَحْمَةٌ صُلْبة حَوالي الحُلْقوم، وَالْجَمْعُ غَنادِبُ. قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا اللَّهاةُ بَلَّتِ الغَباغِبا، ... حَسِبْتَ فِي أَرْآدِه غَنادِبا وَقِيلَ: الغُنْدُبَتانِ: شِبْهُ غُدَّتَيْنِ فِي النَّكَفَتَيْنِ، فِي كُلِّ نَكَفَةٍ غُنْدُبةٌ، والمُسْتَرَطُ بَيْنَ الغُنْدُبَتَيْنِ؛ وَقِيلَ: الغُنْدُبَتانِ لَحْمَتان قَدِ اكتَنَفتا اللَّهاةَ، وَبَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ؛ وَقِيلَ: هُمَا اللَّوْزَتانِ؛ وَقِيلَ: غُنْدُبَتا العُرْشَيْنِ اللَّتانِ تَضُمَّانِ العُنُقَ يَمِينًا وشِمالًا؛ وَقِيلَ: الغُنْدُبَتانِ عُقْدَتانِ فِي أَصْلِ اللِّسَانِ. واللَّغانِينُ: الغَنادِبُ بِمَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ حَوْلَ اللَّهاةِ، واحدَتُها لُغْنُونَةٌ، وَهِيَ النَّغانِغُ، واحدَتُها نُغْنُغةٌ. غهب: اللَّيْثُ: الغَيْهَبُ شِدَّةُ سَوادِ اللَّيْلِ والجَملِ وَنَحْوِهِ؛ يُقَالُ جَمَلٌ غَيْهَبٌ: مُظْلِم السَّواد، قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: تَلافَيْتُها، والبُومُ يَدْعُو بِهَا الصَّدَى، ... وَقَدْ أُلْبِسَتْ أَقْراطُها ثِنْيَ غَيْهَبِ وَقَدِ اغْتَهَبَ الرجلُ: سَارَ فِي الظُّلمة؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: فذَاكَ شَبَّهْته المُذَكَّرَةَ الْوَجْناءَ ... فِي البِيدِ، وَهِيَ تَغْتَهِبُ أَي تُباعِدُ فِي الظُّلَم، وتَذْهَبُ. اللِّحْيَانِيُّ: أَسْوَدُ غَيْهَبٌ وغَيْهَمٌ. شَمر: الغَيْهَبُ مِنَ الرِّجَالِ الأَسْوَدُ، شُبِّه بغَيْهب اللَّيْلِ. وأَسودُ غَيْهَبٌ: شديدُ السَّوَادِ. وليلٌ غَيْهَبٌ: مُظْلِم. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَرْقُبُ الكَوْكَب، وأَرْعَى الغَيْهَب. الغَيْهَبُ: الظُّلْمة، وَالْجَمْعُ الغَياهِبُ، وَهُوَ الغَيْهَبانُ. وفرسٌ أَدْهَمُ غَيْهَبٌ إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهُ. أَبو عُبَيْدٍ: أَشَدُّ الخَيْلِ دُهْمةً، الأَدْهَمُ الغَيْهَبِيُّ، وَهُوَ أَشَدُّ الْخَيْلِ سَواداً؛ والأُنثى: غَيْهَبةٌ، وَالْجَمْعُ: غَياهِبُ. قَالَ: والدَّجُوجِيُّ:

دُونَ الغَيْهَبِ فِي السَّوادِ، وَهُوَ صَافِي لَوْنِ السَّواد. وغَهِبَ عَنِ الشيءِ غَهَباً وأَغْهَبَ عَنْهُ: غَفَل عَنْهُ، ونَسِيَه. والغَهَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: الغَفْلة. وَقَدْ غَهِبَ، بِالْكَسْرِ. وأَصاب صَيْداً غَهَباً أَي غَفْلة مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئِلَ عَطاءٌ عَنْ رَجُلٍ أَصابَ صَيْداً غَهَباً، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: عَلَيْهِ الجَزاءُ. الغَهَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يُصِيبَ الشيءَ غَفْلَةً مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ. وكساءٌ غَيْهَبٌ: كَثِيرُ الصُّوف. والغَيْهَبُ: الثَّقِيلُ الوَخِمُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْبَلِيدُ؛ وَقِيلَ: الغَيْهَب الَّذِي فِيهِ غَفْلة، أَو هَبْتَةٌ؛ وأَنشد: حَلَلْتُ بهِ وِتْري وأَدْرَكْتُ ثُؤرَتي، ... إِذا مَا تَناسَى ذَحْلَهُ كلُّ غَيْهَبِ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْلٍ يَصِفُ الظَّليمَ: غَيْهَبٌ هَوْهاءَةٌ مُخْتَلِطٌ، ... مُسْتَعارٌ حِلْمُه غَيْرُ دَئِلْ والغَيْهَبُ: الضعيفُ مِنَ الرِّجَالِ. والغَيْهَبانُ: البَطْنُ. والغَيْهَبةُ: الجَلَبة في القتال. غيب: الغَيْبُ: الشَّكُّ، وَجَمْعُهُ غِيابٌ وغُيُوبٌ؛ قَالَ: أَنْتَ نَبيٌّ تَعْلَمُ الغِيابا، ... لَا قَائِلًا إِفْكاً وَلَا مُرْتابا والغَيْبُ: كلُّ مَا غَابَ عَنْكَ. أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ؛ أَي يُؤْمِنُونَ بِمَا غابَ عَنْهُمْ، مِمَّا أَخبرهم بِهِ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، مِنْ أَمرِ البَعْثِ والجنةِ وَالنَّارِ. وكلُّ مَا غابَ عَنْهُمْ مِمَّا أَنبأَهم بِهِ، فَهُوَ غَيْبٌ؛ وَقَالَ ابن الأَعرابي: يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ. قَالَ: والغَيْبُ أَيضاً مَا غابَ عَنِ العُيونِ، وإِن كَانَ مُحَصَّلًا فِي الْقُلُوبِ. ويُقال: سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ وَرَاءِ الغَيْب أَي مِنْ مَوْضِعٍ لَا أَراه. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْغَيْبِ، وَهُوَ كُلُّ مَا غَابَ عَنِ الْعُيُونِ، سَوَاءٌ كَانَ مُحَصَّلًا فِي الْقُلُوبِ، أَو غَيْرَ مُحَصَّلٍ. وغابَ عَنِّي الأَمْرُ غَيْباً، وغِياباً، وغَيْبَةً، وغَيْبُوبةً، وغُيُوباً، ومَغاباً، ومَغِيباً، وتَغَيَّب: بَطَنَ. وغَيَّبه هُوَ، وغَيَّبه عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا هَجا حَسَّانُ قُرَيْشًا، قَالَتْ: إِن هَذَا لَشَتْمٌ مَا غابَ عَنْهُ ابنُ أَبي قُحافة ؛ أَرادوا: أَن أَبا بَكْرٍ كَانَ عَالِمًا بالأَنْساب والأَخبار، فَهُوَ الَّذِي عَلَّم حَسَّانَ؛ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لحسَّانَ: سَلْ أَبا بَكْرٍ عَنْ مَعايِب الْقَوْمِ؛ وَكَانَ نَسَّابةً عَلَّامة. وَقَوْلُهُمْ: غَيَّبه غَيَابُه أَي دُفِنَ فِي قَبْرِه. قَالَ شَمِرٌ: كلُّ مَكَانٍ لَا يُدْرَى مَا فِيهِ، فَهُوَ غَيْبٌ؛ وَكَذَلِكَ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا يُدْرَى مَا وَرَاءَهُ، وَجَمْعُهُ: غُيُوبٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْهِ، ومَطْرِفُه ... مُغْضٍ، كَمَا كَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ وغابَ الرجلُ غَيْباً ومَغِيباً وتَغَيَّبَ: سافرَ، أَو بانَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَلَا أَجْعَلُ المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ، ... وَلَا عِدَةً، فِي الناظِرِ المُتَغَيَّبِ إِنما وَضعَ فِيهِ الشاعرُ المُتَغَيَّبَ موضعَ المُتَغَيِّبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَكَذَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ الْحَامِضِ، وَالصَّحِيحُ المُتَغَيِّب، بِالْكَسْرِ. والمُغَايَبةُ: خلافُ المُخاطَبة. وتَغَيَّبَ عَنِّي فلانٌ. وجاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ تَغَيَّبَنِي؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فظَلَّ لَنَا يومٌ لَذيذٌ بنَعْمةٍ، ... فَقِلْ فِي مَقِيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبُ

وَقَالَ الفراءُ: المُتَغَيِّبُ مَرْفُوعٌ، وَالشِّعْرُ مُكْفَأٌ. وَلَا يَجُوزُ أَن يَرِدَ عَلَى المَقيلِ، كَمَا لَا يَجُوزُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبوه قَائِمٍ. وَفِي حَدِيثِ عُهْدَةِ الرَّقيقِ: لَا داءَ، وَلَا خُبْنَة، وَلَا تَغْييبَ. التَّغْيِيب: أَن لَا يَبيعه ضالَّةً، وَلَا لُقَطَة. وقومٌ غُيَّبٌ، وغُيَّابٌ، وغَيَبٌ: غائِبُون؛ الأَخيرةُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَصَحَّتِ الياءُ فِيهَا تَنْبِيهًا عَلَى أَصل غابَ. وإِنما ثَبَتَتْ فِيهِ الْيَاءُ مَعَ التَّحْرِيكِ لأَنه شُبِّهَ بصَيَدٍ، وإِن كَانَ جَمْعًا، وصَيَدٌ: مصدرُ قولِك بعيرٌ أَصْيَدُ، لأَنه يَجُوزُ أَن تَنْوِيَ بِهِ الْمَصْدَرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: إِن سَيِّدَ الحيِّ سَلِيمٌ، وإِن نَفَرنا غَيَبٌ أَي رجالُنا غَائِبُونَ. والغَيَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ غائبٍ كخادمٍ وخَدَمٍ. وامرأَةٌ مُغِيبٌ، ومُغْيِبٌ، ومُغِيبةٌ: غابَ بَعْلُها أَو أَحدٌ مِن أَهلها؛ وَيُقَالُ: هِيَ مُغِيبةٌ، بِالْهَاءِ، ومُشْهِدٌ، بِلَا هَاءٍ. وأَغابَتِ المرأَةُ، فَهِيَ مُغِيبٌ: غابُوا عَنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمْهِلُوا حَتَّى تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبةُ ، هِيَ الَّتِي غَابَ عَنْهَا زوجُها. وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاس: أَنَّ امرأَةً مُغِيبةً أَتَتْ رَجُلًا تَشْتَري مِنْهُ شَيْئًا، فَتَعَرَّضَ لَهَا، فقالتْ لَهُ: وَيْحَكَ إِني مُغِيبٌ فتَرَكها. وَهُمْ يَشْهَدُون أَحْياناً، ويَتَغايَبُونَ أَحْياناً أَي يَغِيبُون أَحْياناً. وَلَا يُقَالُ: يَتَغَيَّبُونَ. وغابَتِ الشمسُ وغيرُها مِنَ النُّجوم، مَغِيباً، وغِياباً، وغُيوباً، وغَيْبُوبة، وغُيُوبةً، عَنِ الهَجَري: غَرَبَتْ. وأَغابَ القومُ: دَخَلُوا فِي المَغِيبِ. وبَدَا غَيَّبانُ العُود إِذا بَدَتْ عُروقُه الَّتِي تَغَيَّبَتْ مِنْهُ؛ وَذَلِكَ إِذا أَصابه البُعَاقُ مِنَ المَطر، فاشْتَدَّ السيلُ فحَفَر أُصولَ الشَّجر حَتَّى ظَهَرَتْ عُروقُه، وَمَا تَغَيَّبَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْعَرَبُ تُسَمِّي مَا لَمْ تُصِبْه الشمسُ مِنَ النَّبات كُلِّه الغَيْبانَ، بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ؛ والغَيَابة: كالغَيْبانِ. أَبو زِيَادٍ الكِلابيُّ: الغَيَّبانُ، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، مِنَ النَّبَاتِ مَا غَابَ عَنِ الشَّمْسِ فَلَمْ تُصِبْه؛ وَكَذَلِكَ غَيَّبانُ العُروق. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَدَا غَيْبانُ الشَّجرة، وَهِيَ عُرُوقها الَّتِي تَغَيَّبَتْ فِي الأَرض، فحَفَرْتَ عَنْهَا حَتَّى ظَهَرَتْ. والغَيْبُ مِنَ الأَرض: مَا غَيَّبك، وَجَمْعُهُ غُيُوب؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذَا كَرِهُوا الجَمِيعَ، وحَلَّ مِنْهُمْ ... أَراهطُ بالغُيُوبِ وبالتِّلاعِ والغَيْبُ: مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ غُيوب. قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ بَقَرَةَ، أَكل السبعُ وَلَدَهَا فأَقبلت تَطُوف خَلْفَهُ: وتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ، فَراعَها ... عَنْ ظهرِ غَيْبٍ، والأَنِيسُ سَقامُها تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ أَي صوتَ الصَّيَّادِينَ، فَرَاعَهَا أَي أَفزعها. وَقَوْلُهُ: والأَنيسُ سَقامُها أَي أَنَّ الصَّيَّادِينَ يَصِيدُونها، فَهُمْ سَقامُها. ووقَعْنا فِي غَيْبة مِنَ الأَرض أَي فِي هَبْطةٍ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ووَقَعُوا فِي غَيابةٍ مِنَ الأَرض أَي فِي مُنْهَبِط مِنْهَا. وغَيابةُ كلِّ شَيْءٍ: قَعْرُه، مِنْهُ، كالجُبِّ وَالْوَادِي وَغَيْرِهِمَا؛ تَقُولُ: وَقَعْنا فِي غَيْبةٍ وغَيابةٍ أَي هَبْطة مِنَ الأَرض؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فِي غَياباتِ الجُبِّ. وغابَ الشيءُ فِي الشيءِ غِيابةً، وغُيُوباً، وغَياباً، وغِياباً، وغَيْبةً، وَفِي حرفِ أُبَيٍّ، فِي غَيْبةِ الجُبِّ.

والغَيْبَةُ: مِنَ الغَيْبُوبةِ. والغِيبةُ: مِنَ الاغْتِيابِ. واغْتابَ الرجلُ صاحبَه اغْتِياباً إِذا وَقَع فِيهِ، وَهُوَ أَن يَتَكَلَّمَ خَلْفَ إِنْسَانٍ مَسْتُورٍ بِسُوءٍ، أَو بِمَا يَغُمُّه لَوْ سَمِعَهُ وإِن كَانَ فِيهِ، فإِن كَانَ صِدْقًا، فَهُوَ غِيبةٌ؛ وإِن كَانَ كَذِبًا، فَهُوَ البَهْتُ والبُهْتانُ؛ كَذَلِكَ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا مِنْ وَرَائِهِ ، وَالِاسْمُ: الغِيبةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ؛ أَي لَا يَتَناوَلْ رَجُلًا بظَهْرِ الغَيْبِ بِمَا يَسُوءُه مِمَّا هُوَ فِيهِ. وإِذا تَنَاوَلَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ بَهْتٌ وبُهْتانٌ. وَجَاءَ المَغْيَبانُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه سَمِعَ: غَابَهُ يَغِيبُهُ إِذا عَابَهُ، وذكَر مِنْهُ مَا يَسُوءُه. ابْنُ الأَعرابي: غابَ إِذا اغْتَابَ. وغابَ إِذا ذَكَرَ إِنساناً بخيرٍ أَو شَرٍّ؛ والغِيبَةُ: فِعْلَةٌ مِنْهُ، تَكُونُ حَسَنةً وقَبِيحةً. وغائِبُ الرجلِ: مَا غابَ مِنْهُ، اسْمٌ، كالكاهِل وَالْجَامِلِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ويُخْبِرُني، عَنْ غَائبِ المَرْءِ، هَدْيُه، ... كفَى الهَدْيُ، عَمَّا غَيَّبَ المَرْءُ، مُخبرا والغَيْبُ: شحمُ ثَرْبِ الشَّاةِ. وَشَاةٌ ذاتُ غَيْبٍ أَي ذاتُ شَحْمٍ لتَغَيُّبه عَنِ الْعَيْنِ؛ وَقَوْلُ ابْنِ الرِّقَاعِ يَصِفُ فَرَسًا: وتَرَى لغَرِّ نَساهُ غَيْباً غامِضاً، ... قَلِقَ الخَصِيلَةِ، مِن فُوَيْقِ الْمِفْصَلِ قَوْلُهُ: غَيْباً، يَعْنِي انْفَلَقَتْ فَخِذَاه بِلَحْمَتَيْنِ عِنْدَ سِمَنِه، فَجَرَى النَّسا بَيْنَهُمَا واسْتَبان. والخَصِيلَةُ: كُلُّ لَحْمة فِيهَا عَصَبة. والغَرُّ: تَكَسُّر الجِلْد وتَغَضُّنُه. وَسُئِلَ رَجُلٌ عَنْ ضُمْرِ الفَرس، قال: إِذا بُلَّ فَريرهُ، وتَفَلَّقَتْ غُرورُه، وَبَدَا حَصِيرُه، واسْتَرْخَتْ شاكِلَتُه. وَالشَّاكِلَةُ: الطِّفْطِفَةُ. وَالْفَرِيرُ: موضعُ المَجَسَّة مِنْ مَعْرَفَتِه. والحَصِيرُ: العَقَبة الَّتِي تَبْدُو فِي الجَنْبِ، بَيْنَ الصِّفاقِ ومَقَطِّ الأَضْلاع. الهَوَازنيُّ: الْغَابَةُ الوَطَاءَةُ مِنَ الأَرض الَّتِي دُونَهَا شُرْفَةٌ، وَهِيَ الوَهْدَة. وَقَالَ أَبو جَابِرٍ الأَسَدِيُّ: الغابَةُ الجمعُ مِنَ الناسِ؛ قَالَ وأَنشدني الهَوَازِنيُّ: إِذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغَابٍ، ... حَسِبْتَ رِماحَهُمْ سَبَلَ الغَوادي وَالْغَابَةُ: الأَجَمَةُ الَّتِي طالتْ، وَلَهَا أَطْراف مُرْتَفِعَةٌ باسِقَة؛ يُقَالُ: ليثُ غابةٍ. والغابُ: الْآجَامُ، وَهُوَ مِنَ الْيَاءِ. والغابةُ: الأَجَمة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغابةُ أَجَمة القَصَب، قَالَ: وَقَدْ جُعِلَتْ جماعةَ الشَّجَرِ، لأَنه مأْخوذ مِنَ الغَيابةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ مِنْبَر سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مِنْ أَثْلِ الغابةِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ طَرْفاءِ الْغَابَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَثْلُ شَجَرٌ شبيهٌ بالطَّرْفاءِ، إِلَّا أَنه أَعظم مِنْهُ؛ والغابةُ: غَيْضَةٌ ذَاتُ شَجَرٍ كَثِيرٍ، وَهِيَ عَلَى تسعةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: هِيَ موضعٌ قريبٌ مِن الْمَدِينَةِ، مِن عَواليها، وَبِهَا أَموال لأَهلها. قَالَ: وَهُوَ المذكور في حديث فِي حَدِيثِ السِّباق، وَفِي حَدِيثِ تَرِكَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَالْغَابَةُ: الأَجمة ذاتُ الشَّجَرِ المُتَكاثف، لأَنها تُغَيِّبُ مَا فِيهَا. والغابةُ مِنَ الرِّماحِ: مَا طَالَ مِنْهَا، وَكَانَ لَهَا أَطراف تُرى كأَطراف الأَجَمة؛ وَقِيلَ: هِيَ المُضْطَرِبةُ مِنَ الرماحِ فِي الرِّيحِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الرماحُ إِذا اجْتَمَعَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْغَابَةِ الَّتِي هِيَ الأَجمة؛ والجمعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ: غاباتٌ

فصل الفاء

وغابٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهَه: كلَيْثِ غاباتٍ شديدِ القَسْوَرَهْ. أَضافه إِلى الْغَابَاتِ لشدّتِه وَقُوَّتِهِ، وأَنه يَحْمِي غاباتٍ شَتَّى. وغابةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْحِجَازِ. فصل الفاء فرب: التَّفْريبُ والتَّفْريمُ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ: تَضْييقُ المرأَة فَلْهَمَها بعَجَم الزَّبِيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فِرْياب، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: مَدِينَةٌ بِبِلَادِ التُّرْك؛ وَقِيلَ: أَصلها فِيرِيابٌ بِزِيَادَةِ يَاءٍ بَعْدَ الْفَاءِ، ويُنسَبُ إِلَيْها بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ. فرقب: الفُرْقُبِيَّةُ والثُّرْقُبِيَّة: ثيابُ كَتَّانٍ بيضٌ؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ. ثَوْبٌ فُرْقُبيٌّ وثُرْقُبيٌّ: بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ إِسلام عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَقبل شيخٌ عَلَيْهِ حِبَرةٌ وَثَوْبٌ فُرْقُبيٌ ، وَهُوَ ثَوْبٌ أَبيض مِصْرِيٌّ مِنْ كَتَّانٍ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الفُرْقُبِيَّةُ والثُّرْقُبِيَّة: ثِيَابٌ مِصْرِيَّةٌ مِنْ كَتَّان. ويُرْوَى بِقَافَيْنِ، مَنْسُوبٌ إِلى قُرْقُوبٍ، مَعَ حَذْفِ الْوَاوِ فِي النَّسَبِ، كسابُرِيٍّ فِي سابُورٍ. الْفَرَّاءُ: زُهَيْرٌ الفُرْقُبيُّ رَجُلٌ مِنْ أَهل الْقُرْآنِ، مَنْسُوبٌ إِلى مَوْضِعٍ. والفُرْقُبُ: الصِّغار مِنَ الطَّيْرِ نحوٌ مِنَ الصَّعْوِ. فرنب: الفِرْنِبُ: الفأْرة، والفِرْنِبُ: وَلَد الفَأْرة مِنَ اليَرْبُوع. وَفِي التَّهْذِيبِ: الفِرْنِبُ الفأْر؛ وأَنشد: يَدِبُّ بالليلِ إِلى جارِهِ، ... كَضَيْوَنٍ دَبَّ إِلى فِرْنِبِ فصل القاف قَأَبَ: قَأَب الطعامَ: أَكَله. وقَأَبَ الماءَ: شَرِبه؛ وَقِيلَ: شَرِبَ كلَّ مَا فِي الإِناء؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَة: أَشْلَيْتُ عَنْزِي، وَمَسَحْتُ قعْبي، ... ثُمَّ تَهَيَّأْتُ لِشُرْبِ قأْبِ وقَئِبْتُ مِنَ الشَّراب أَقْأَبُ قَأْباً إِذا شَرِبْتَ مِنْهُ. اللَّيْثُ: قَئِبْتُ مِنَ الشَّراب، وقَأَبْتُ، لُغَةٌ، إِذا امْتَلأْتَ مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: قَئِبَ الرجلُ إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. وقَئِبَ مِنَ الشَّرَابِ قَأْباً، مِثْلَ صَئِبَ: أَكثر وتَمَّلأَ. وَرَجُلٌ مِقْأَبٌ، عَلَى مِفْعَل، وقَؤُوبٌ: كَثِيرُ الشُّرْب. وَيُقَالُ: إِناء قَوْأَبٌ: وقَوْأَبيٌّ: كَثِيرُ الأَخْذ لِلْمَاءِ؛ وأَنشد: مُدٌّ مِنَ المِدَادِ قَوْأَبيٌ قَالَ شَمِرٌ: القَوْأَبيُّ الكثير الأَخْذِ. قبب: قَبَّ القومُ يَقِبُّون قَبّاً: صَخِبُوا فِي خُصومة أَو تَمَارٍ. وقَبَّ الأَسَدُ والفَحْلُ يَقِبُّ قَبّاً وقَبِيباً إِذا سَمِعْتَ قَعْقَعةَ أَنْيابه. وقَبَّ نابُ الْفَحْلِ والأَسَد قَبّاً وقَبِيباً كَذَلِكَ يُضيفُونه إِلى النَّابِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ مُحَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنازِلُهُمْ، لنابَيْهِ قَبِيبُ وَقَالَ فِي الْفَحْلِ: أَرَى ذُو كِدْنةٍ، لنابَيْه قَبِيبُ «2» وَقَالَ بَعْضُهُمْ: القَبِيبُ الصوتُ، فعَمَّ بِهِ. وَمَا سَمِعْنَا الْعَامَ قابَّةً أَي صوتَ رَعْدٍ، يُذْهَبُ بِهِ إِلى الْقَبِيبِ؛ ذَكَرَه ابْنُ سِيدَهْ، وَلَمْ يَعْزُه إِلى أَحد؛ وَعَزَاهُ الْجَوْهَرِيُّ إِلى الأَصمعي. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَمْ يَرْوِ أَحدٌ هَذَا الْحَرْفَ، غَيْرُ الأَصمعي، قَالَ: والناسُ على خلافه.

_ (2). قوله [أرى ذو كدنة إلخ] كذا أنشده في المحكم أيضاً.

وَمَا أَصابتهم قابَّةٌ أَي قَطْرَة. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا أَصابَتْنا العامَ قَطْرَةٌ، وَمَا أَصابتنا العامَ قابَّةٌ: بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الأَصمعي: قَبَّ ظهرُه يَقِبُّ قُبوباً إِذا ضُرِبَ بالسَّوْطِ وَغَيْرِهِ فجَفَّ، فَذَلِكَ القُبوبُ. قَالَ أَبو نَصْرٍ: سَمِعْتُ الأَصمعي يَقُولُ: ذُكِرَ عَنْ عمَر أَنه ضَرَبَ رَجُلًا حَدًّا، فَقَالَ: إِذا قَبَّ ظهرُه فرُدُّوه إِليَ أَي إِذا انْدَمَلَتْ آثارُ ضَرْبه وجفَّتْ؛ مِنْ قَبَّ اللَّحْمُ والتَّمْرُ إِذا يَبِسَ ونَشِفَ. وقَبَّه يَقُبُّه قَبّاً، واقْتَبَّه قَطَعَه؛ وَهُوَ افْتَعَل؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَقْتَبُّ رَأْسَ العَظْمِ دونَ المَفْصِلِ، ... وإِنْ يُرِدْ ذَلِكَ لَا يُخَصِّلِ أَي لَا يَجْعَلُهُ قِطَعاً؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ قَطْعَ الْيَدِ. يُقَالُ: اقْتَبَّ فلانٌ يَدَ فُلان اقْتِباباً إِذا قَطَعها، وَهُوَ افْتِعَالٌ، وَقِيلَ: الاقْتِبابُ كلُّ قَطْعٍ لَا يَدَعُ شَيْئًا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانَ العُقَيْلِيُّ لَا يَتَكَلَّمُ بشيءٍ إِلَّا كَتَبْتُه عَنْهُ، فَقَالَ: مَا تَرَكَ عِنْدِي قابَّةً إِلا اقْتَبَّها، وَلَا نُقارةً إِلا انْتَقَرَها؛ يَعْنِي مَا تَرَكَ عِنْدِي كَلِمَةً مُسْتَحْسنةً مُصْطَفاةً إِلَّا اقْتَطَعَها، وَلَا لَفْظَةً مُنْتَخَبة مُنْتَقاةً إِلَّا أَخَذها لِذَاتِهِ. والقَبُّ: مَا يُدْخَلُ فِي جَيْبِ القَميصِ مِنَ الرِّقاعِ. والقَبُّ: الثَّقْبُ الَّذِي يَجْرِي فِيهِ المِحْوَرُ مِنَ المَحالَةِ؛ وَقِيلَ: القَبُّ الخَرْقُ الَّذِي فِي وَسَط البَكَرة؛ وَقِيلَ: هُوَ الْخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَ أَسنان المَحالة؛ وَقِيلَ: هُوَ الخَشَبَةُ المَثْقُوبة الَّتِي تَدور فِي المِحْوَر؛ وَقِيلَ: القَبُّ الخَشَبة الَّتِي فِي وَسَط البَكَرة وَفَوْقَهَا أَسنان مِنْ خَشَبٍ، والجمعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَقُبٌّ، لَا يُجاوَزُ بِهِ ذَلِكَ. الأَصمعي: القَبُّ هُوَ الخَرْقُ فِي وَسَط البَكَرَة، وَلَهُ أَسنان مِنْ خَشَبٍ. قَالَ: وتُسَمَّى الخَشَبَةُ الَّتِي فَوْقَهَا أَسنانُ المَحالة القَبَّ، وَهِيَ البكَرة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كانتْ دِرْعُه صَدْراً لَا قَبَّ لَهَا ، أَي لَا ظَهْر لَهَا؛ سُمِّيَ قَبّاً لأَن قِوامها بِهِ، مِنْ قَبِّ البَكَرَة، وَهِيَ الخشبةُ الَّتِي فِي وَسَطِهَا، وَعَلَيْهَا مَدارُها. والقَبُّ: رئيسُ الْقَوْمِ وسَيِّدُهم؛ وَقِيلَ: هُوَ المَلِكُ؛ وَقِيلَ: الخَليفة؛ وَقِيلَ: هُوَ الرَّأْسُ الأَكْبر. ويُقال لِشَيْخِ الْقَوْمِ: هُوَ قَبُّ القَوْمِ؛ وَيُقَالُ: عَلَيْكَ بالقَبِّ الأَكْبر أَي بالرأْس الْأَكْبَرِ؛ قَالَ شَمِرٌ: الرأْسُ الأَكبر يُرادُ بِهِ الرئيسُ. يُقَالُ: فلانٌ قَبُّ بَني فلانٍ أَي رئيسُهم. والقَبُّ: مَا بَين الوَرِكَينِ. وقَبُّ الدُّبُر: مَفْرَجُ مَا بَيْنَ الأَلْيَتَيْنِ. والقِبُّ، بِالْكَسْرِ: العَظم النَّاتِئُ مِنَ الظَّهْرِ بَيْنَ الأَلْيَتَيْن؛ يُقَالُ: أَلزِقْ قِبَّكَ بالأَرض. وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ، بِخَطِّ الأَزهري: قَبَّكَ، بِفَتْحِ الْقَافِ. والقَبُّ: ضَرْبٌ مِنَ اللُّجُم، أَصْعَبُها وأَعظمها. والأَقَبُّ: الضَّامِرُ، وَجَمْعُهُ قُبٌّ؛ وَفِي الحديثِ: خَيرُ الناسِ القُبِّيُّون. وَسُئِلَ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ القُبِّيِّين، فَقَالَ: إِنْ صَحَّ فَهُمُ الَّذِينَ يَسْرُدُونَ الصَّوْمَ حَتَّى تَضْمُرَ بُطُونُهُم. ابْنُ الأَعرابي: قُبَّ إِذا ضُمِّر للسِّباق، وقَبَّ إِذا خَفَّ. والقَبُّ والقَبَبُ: دِقَّةُ الخَصْر وضُمُورُ البَطْن ولُحوقه. قَبَّ يَقَبُّ قَبَباً، وَهُوَ أَقَبُّ، والأُنثى قَبَّاءُ بيِّنة القَبَبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا: اليَدُّ سابحَةٌ والرِّجْلُ طامِحةٌ، ... والعَيْنُ قادِحةٌ والبطنُ مَقْبُوبُ «1»

_ (1). قوله [والعين قادحة] بالقاف وقد أنشده في الأَساس في مادة ق د ح بتغيير في الشطر الأَول.

أَي قُبَّ بَطْنُه، وَالْفِعْلُ: قَبَّه يقُبُّه قَبّاً، وَهُوَ شِدَّة الدَّمْجِ لِلِاسْتِدَارَةِ، وَالنَّعْتُ: أَقَبُّ وقَبّاءُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي صِفَةِ امرأَة: إِنها جَدّاءُ قَبّاءُ ؛ القَبّاءُ: الخَميصةُ البَطْنِ. والأَقَبُّ: الضّامِرُ البَطْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ النَّاسِ القُبِّيُّون ؛ سُئل عَنْهُ ثَعْلَبٌ، فَقَالَ: إِن صَحَّ فَهُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ يسْردون الصومَ حَتَّى تَضْمُر بُطُونُهُم. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: قَبِبَتِ المرْأَةُ، بإِظهار التَّضْعيف، وَلَهَا أَخواتٌ، حَكَاهَا يَعْقُوبُ عَنِ الْفَرَّاءِ، كَمَشِشَتِ الدابةُ، ولَحِحَتْ عينُه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَبَّ بَطْنُ الفَرس، فَهُوَ أَقَبُّ، إِذا لَحِقَت خَاصِرَتَاهُ بحالِبَيْه. والخَيْلُ القُبُّ: الضَّوامِرُ. والقَبْقَبةُ: صَوْتُ جَوْف الْفَرَسِ، وَهُوَ القَبِيبُ. وسُرَّةٌ مَقْبوبةٌ، ومُقَبَّبةٌ: ضَامِرَةٌ؛ قَالَ: جاريةٌ مِنْ قَيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ، ... بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبه، كأَنها حِلْيةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ وقَبَّ التَّمْرُ واللحمُ والجِلْدُ يَقِبُّ قُبوباً: ذَهَبَ طَراؤُه ونُدُوَّتُه وذَوَى؛ وَكَذَلِكَ الجُرْحُ إِذا يَبِسَ، وذهَبَ ماؤُه وجَفَّ. وَقِيلَ: قَبَّت الرُّطَبةُ إِذا جَفَّتْ بعضَ الجُفوف بعْدَ التَّرْطِيب. وقَبَّ النَّبْتُ يَقُبُّ ويَقِبُّ قَبّاً: يَبِسَ، وَاسْمُ مَا يَبِسَ مِنْهُ القَبِيبُ، كالقَفِيفِ سَوَاءٌ. والقَبيبُ مِنَ الأَقِط: الَّذِي خُلِطَ يابسُه برَطْبِه. وأَنْفٌ قُبابٌ: ضَخْم عَظِيمٌ. وقَبَّ الشيءَ وقَبَّبَهُ: جَمَعَ أَطرافَهُ. والقُبَّةُ مِنَ الْبِنَاءِ: معروفة، وقيل هي البناء مِنَ الأَدَم خاصَّةً، مشتقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ قُبَبٌ وقِبابٌ. وقَبَّبها: عَمِلَها. وتَقبَّبها: دَخَلَها. وبيتٌ مُقَبَّبٌ: جُعِلَ فَوْقَهُ قُبَّةٌ؛ والهوادجُ تُقَبَّبُ. وقَبَبْتُ قُبَّة، وقَبَّبْتها تَقبيباً إِذا بَنَيْتَها. وقُبَّةُ الإِسلام: البَصْرة، وَهِيَ خِزانة الْعَرَبِ؛ قَالَ: بَنَتْ، قُبَّةَ الإِسلامِ، قَيْسٌ، لأَهلِها ... وَلَوْ لَمْ يُقيموها لَطالَ الْتِواؤُها وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: رأَى قُبَّةً مَضْرُوبَةً فِي الْمَسْجِدِ. القُبَّة مِنَ الخِيام: بيتٌ صَغِيرٌ مُسْتَدِيرٌ، وَهُوَ مِنْ بُيُوتِ الْعَرَبِ. والقُبابُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَك «2»، يُشْبِه الكَنْعَد؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَا تَحْسَبَنَّ مِراسَ الحَرْبِ، إِذ خَطَرَتْ، ... أَكْلَ القُبابِ، وأَدْمَ الرُّغْفِ بالصَّيرِ وحِمارُ قَبَّانَ: هُنَيٌّ أُمَيْلِسُ أُسَيْدٌ، رأْسُه كرأْسِ الخُنْفُساءِ، طوالٌ قَوائمهُ نحوُ قَوَائِمِ الخُنْفُساء، وَهِيَ أَصغر مِنْهَا. وَقِيلَ: عَيْرُ قَبّانَ: أَبْلَقُ مُحَجَّلُ القَوائم، لَهُ أَنْفٌ كأَنف القُنْفُذ إِذا حُرِّكَ تماوَتَ حَتَّى تَراه كأَنه بَعْرةٌ، فإِذا كُفَّ الصَّوْتُ انْطَلَق. وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَّةٌ، وَهُوَ فَعْلانُ مِن قَبَّ، لأَنَّ الْعَرَبَ لَا تَصْرِفُهُ؛ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ عِنْدَهُمْ، وَلَوْ كَانَ فَعَّالًا لَصَرَفَتْهُ، تَقُولُ: رأَيت قَطِيعاً مِنْ حُمُرِ قَبّانَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا عَجبا لَقَدْ رأَيتُ عَجبا، ... حمارَ قَبّانَ يَسُوقُ أَرْنبا وقَبْقَبَ الرجلُ: حَمُقَ. والقَبْقَبةُ والقَبِيبُ: صوتُ جَوْف الْفَرَسِ. والقَبْقَبةُ والقَبْقابُ: صوتُ أَنياب الْفَحْلِ، وهديرُه؛ وَقِيلَ: هُوَ تَرْجِيعُ الهَدِير. وقَبْقَبَ الأَسدُ وَالْفَحْلُ قَبْقَبةً إِذا هَدَر.

_ (2). قوله [والقباب ضرب] بضم القاف كما في التهذيب بشكل القلم وصرح به في التكملة وضبطه المجد بوزن كتاب.

والقَبْقابُ: الْجَمَلُ الهَدَّار. ورجلٌ قَبقابٌ وقُباقِبٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ، أَخطأَ أَو أَصابَ؛ وَقِيلَ: كَثِيرُ الْكَلَامِ مُخَلِّطُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَو سَكَتَ القومُ فأَنتَ قَبقابْ وقَبْقَبَ الأَسد: صَرَفَ نابَيْه. والقَبْقَبُ: سَيْرٌ يَدُور عَلَى القَرَبُوسَين كِلَيْهِمَا، وَعِنْدَ الْمُوَلَّدِينَ: سَيْرٌ يَعْتَرض وَرَاءَ القَرَبُوس الْمُؤَخَّرِ. والقَبْقَبُ: خَشَبُ السَّرْج؛ قَالَ: يُطيِّرُ الفارسَ لَوْلَا قَبْقَبُه والقَبْقَبُ: البطْنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كُفِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبِه وذَبْذَبِه، فَقَدْ وُقِيَ. وَقِيلَ: للبَطْنِ: قَبْقَبٌ، مِن القَبْقَبَةِ، وَهِيَ حِكَايَةُ صَوْتِ البَطْنِ. والقَبْقابُ: الكذَّابُ. والقَبْقابُ: الخَرَزَة الَّتِي تُصْقَلُ بِهَا الثِّياب. والقَبْقابُ: النَّعْلُ الْمُتَّخَذَةُ مِنْ خَشَب، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. والقَبْقابُ: الْفَرْجُ. يُقال: بَلَّ البَوْلُ مَجامِع قَبْقابِه. وَقَالُوا: ذَكَرٌ قَبْقابٌ، فوَصَفُوه بِهِ؛ وأَنشد أَعرابي فِي جَارِيَةٍ اسْمُهَا لَعْساء: لَعْساءُ يَا ذاتَ الحِرِ القَبْقابِ فسُئِلَ عَنْ مَعْنَى القَبْقابِ، فَقَالَ: هُوَ الْوَاسِعُ، الْكَثِيرُ الْمَاءِ إِذا أَوْلَج الرجلُ فِيهِ ذَكَرَهُ. قَبْقَبَ أَي صَوَّتَ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: لكَمْ طَلَّقَتْ، فِي قَيْسِ عَيْلانَ، مِنْ حِرٍ، ... وَقَدْ كَانَ قَبْقاباً، رِماحُ الأَراقِمِ وقُباقِبٌ، بِضَمِ الْقَافِ: الْعَامُ الَّذِي يَلِي قابِلَ عامِك، اسْمُ عَلَم لِلْعَامِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: العامُ والمُقْبِلُ والقُباقِبُ وَفِي الصِّحَاحِ: القُباقِبُ، بالأَلف وَاللَّامِ. تَقُولُ: لَا آتيكَ العامَ وَلَا قابِلَ وَلَا قُباقِبَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ الْمَعْرُوفُ؛ قَالَ: أَعني قَوْلَهُ إِنّ قُباقِباً هُوَ الْعَامُ الثَّالِثُ. قَالَ: وأَما الْعَامُ الرَّابِعُ، فَيُقَالُ لَهُ المُقَبْقِبُ. قَالَ: ومِنهم مَن يَجْعَلُ القابَّ العامَ الثَّالِثَ، والقُباقِبَ العامَ الرَّابِعَ، والمُقَبْقِبَ العامَ الخامسَ. وحُكِيَ عَنْ خالدِ بْنِ صَفوان أَنه قَالَ لابْنِهِ: إِنك لَا تُفْلِحُ العامَ، وَلَا قابِلَ، وَلَا قابَّ، وَلَا قُباقِبَ، وَلَا مُقَبْقِبَ. زَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ سيدة في حكاية خَالِدٌ: انْظُرْ قابَّ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ، فِيمَا حَكَاهُ، قَالَ: كلُّ كَلِمَةٍ مِنْهَا اسْمُ السَّنَةِ بَعْدَ السَّنَةِ. وَقَالَ: حَكَاهُ الأَصمعي وَقَالَ: وَلَا يَعْرِفون مَا وَرَاءَ ذَلِكَ. والقَبَّابُ: والمُقَبْقِبُ: الأَسد. وقَبْ قَبْ: حِكَايَةُ وَقْعِ السَّيْفِ. وقِبَّةُ الشَّاةِ أَيضاً: ذاتُ الأَطْباقِ، وَهِيَ الحِفْثُ. وَرُبَّمَا خُفِّفَتْ. قتب: القِتْبُ والقَتَبُ: إِكافُ الْبَعِيرِ، وَقَدْ يُؤَنِّثُ، وَالتَّذْكِيرُ أَعم، وَلِذَلِكَ أَنثوا التَّصْغِيرَ، فَقَالُوا: قُتَيبة. قَالَ الأَزهري: ذَهَبَ اللَّيْثُ إِلى أَن قُتَيْبة مأْخوذ مِنَ القِتْب. قَالَ: وقرأْتُ فِي فُتوحِ خُراسانَ: أَن قُتَيبة بْنَ مُسْلِمٍ، لَمَّا أَوقع بأَهل خُوارَزْمَ، وأَحاط بِهِمْ، أَتاه رَسُولُهُمْ، فسأَله عَنِ اسْمِهِ، فَقَالَ: قُتَيبة، فَقَالَ لَهُ: لستَ تفتَحها، إِنما يفتحُها رَجُلٌ اسْمُهُ إِكاف، فَقَالَ قُتَيبة: فَلَا يَفْتَحُهَا غَيْرِي، وَاسْمِي إِكاف. قَالَ: وَهَذَا يُوَافِقُ مَا قَالَ اللَّيْثُ. وَقَالَ الأَصمعي: قَتَبُ الْبَعِيرِ مُذكَّر لَا يُؤَنَّثُ، وَيُقَالُ لَهُ: القِتْبُ، وإِنما يَكُونُ لِلسَّانِيَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وأُلْقِيَ قِتْبُها المَخْزومُ

ابْنُ سِيدَهْ: القِتْبُ والقَتَبُ إِكاف الْبَعِيرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الإِكاف الصَّغِيرُ الَّذِي عَلَى قَدْرِ سَنام الْبَعِيرِ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَحْلٌ صغيرٌ عَلَى قَدْر السَّنام. وأَقْتَبَ البعيرَ إِقْتاباً إِذا شَدَّ عَلَيْهِ القَتَبَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَا تَمْنَعُ المرأَة نَفْسَهَا مِنْ زَوْجِهَا ، وإِن كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ؛ القَتَبُ للجمَل كالإِكافِ لِغَيْرِهِ؛ وَمَعْنَاهُ: الحَثُّ لهنَّ عَلَى مطاوَعة أَزواجهن، وأَنه لَا يَسَعُهُنَّ الِامْتُنَاعُ فِي هَذِهِ الْحَالِ، فَكَيْفَ فِي غَيْرِهَا. وَقِيلَ: إِن نِسَاءَ الْعَرَبِ كُنَّ إِذا أَرَدْنَ الوِلادَةَ، جَلَسْنَ عَلَى قَتَبٍ، ويَقُلْنَ: إِنه أَسْلَسُ لِخُرُوجِ الْوَلَدِ، فأَرادت تِلْكَ الحالةَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كُنَّا نَرى أَن الْمَعْنَى وَهِيَ تَسِيرُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، فجاءَ التَّفْسِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ. والقِتْبُ، بِالْكَسْرِ: جميعُ أَداة السَّانِيَةِ مِنْ أَعلاقها وَحِبَالِهَا؛ والجمعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ: أَقتابٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يجاوِزوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ. والقَتُوبةُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يُقْتَبُ بالقَتَبِ إِقْتاباً؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مَا أَمكنَ أَن يُوضَعَ عَلَيْهِ القَتَب، وإِنما جاءَ بالهاءِ، لأَنها للشيءِ مِمَّا يُقْتَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا صَدَقَةَ فِي الإِبل القَتوبة ؛ القَتُوبة، بِالْفَتْحِ: الإِبل الَّتِي توضَعُ الأَقْتابُ عَلَى ظُهُورِهَا، فَعولة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، كالرَّكُوبة والحَلوبة. أَراد: لَيْسَ فِي الإِبل الْعَوَامِلِ صَدَقَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِن شِئْتَ حَذَفْتَ الْهَاءَ، فَقُلْتَ القَتُوبُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ كُلُّ فَعُولَةٍ مِنْ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الأَسماءِ. والقَتُوب: الرَّجل المُقْتِبُ. التَّهْذِيبِ: أَقْتَبْتُ زَيْدًا يَمِينًا إِقتاباً إِذا غَلَّظْتَ عَلَيْهِ اليمينَ، فَهُوَ مُقْتَبٌ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: ارْفُقْ بِهِ، وَلَا تُقْتِبْ عَلَيْهِ فِي الْيَمِينِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِليكَ أَشْكو ثِقْلَ دَينٍ أَقْتَبا ... ظَهْرِي بأَقْتابٍ تَرَكْنَ جُلَبا ابْنُ سِيدَهْ: القِتْبُ والقَتَبُ: المِعَى، أُنثى، وَالْجَمْعُ أَقْتابٌ؛ وَهِيَ القِتْبَةُ، بالهاءِ، وَتَصْغِيرُهَا قُتَيْبةٌ. وقُتَيْبةُ: اسْمُ رَجُلٍ، مِنْهَا؛ وَالنِّسْبَةُ إِليه قُتَبِيّ، كَمَا تَقُولُ جُهَنِيّ. وَقِيلَ: القِتْبُ مَا تحَوَّى مِنَ الْبَطْنِ، يَعْنِي اسْتَدَارَ، وَهِيَ الحَوايا. وأَما الأَمْعاء، فَهِيَ الأَقْصاب. وجمعُ القِتْب: أَقْتابٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطنِه ؛ وَقَالَ الأَصمعي: وَاحِدُهَا قِتْبَة، قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ قُتَيْبةَ، وَهُوَ تصغيرها. قحب: قَحَبَ يَقْحُبُ قُحاباً وقَحْباً إِذا سَعَلَ؛ وَيُقَالُ: أَخذه سُعالٌ قاحِبٌ. والقَحْبُ: سُعالُ الشَّيخ، وسُعال الْكَلْبِ وَمِنْ أَمراض الإِبل القُحابُ: وَهُوَ السُّعالُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القُحابُ سُعال الْخَيْلِ والإِبل، وَرُبَّمَا جُعِل لِلنَّاسِ. الأَزهري: القُحابُ السُّعال، فعَمَّ وَلَمْ يُخَصِّصْ. ابْنُ سِيدَهْ: قَحَبَ البعيرُ يَقْحُبُ قَحْباً وقُحاباً: سَعَلَ؛ وَلَا يَقْحُبُ مِنْهَا إِلَّا الناحِزُ أَو المُغِدُّ. وقَحَبَ الرجلُ والكلبُ، وقَحَّبَ: سَعَل. وَرَجُلٌ قَحْبٌ، وامرأَة قَحْبة: كَثِيرَةُ السُّعال مَعَ الهَرَم؛ وَقِيلَ: هُمَا الْكَثِيرَا السُّعال مَعَ هَرَم أَو غَيْرِ هَرَم؛ وَقِيلَ: أَصل القُحاب فِي الإِبل، وَهُوَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مُسْتَعَارٌ. وَبِالدَّابَّةِ قَحْبة أَي سُعال. وسُعال قاحبٌ: شَدِيدٌ. والقُحابُ: فَسَادُ الجَوْف. الأَزهري: أَهل الْيَمَنِ يُسَمّون المرأَةَ المُسِنَّة قَحْبةً. ويُقال لِلْعَجُوزِ: القَحْبةُ والقَحْمَةُ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِكُلِّ كَبِيرَةٍ مِنَ الْغَنَمِ مُسِنَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: القَحْبةُ المُسنة مِنَ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا؛ والقحْبةُ كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ. قَالَ الأَزهري: قِيلَ للبَغِيِّ قَحْبة، لأَنها كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُؤْذِن

طُلَّابَها بقُحابها، وَهُوَ سُعالها. ابْنُ سِيدَهْ: القَحْبة الْفَاجِرَةُ، وأَصلُها مِنَ السُّعال، أَرادوا أَنها تَسْعُلُ، أَو تَتَنَحْنَحُ تَرمُزُ بِهِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَجُوزٌ قَحْبةٌ، وَشَيْخٌ قَحْبٌ، وَهُوَ الَّذِي يأْخذه السُّعال؛ وأَنشد غَيْرُهُ: شَيَّبني قبلَ إِنَى وَقْتِ الهَرَمْ، ... كلُّ عَجُوزٍ قَحْبةٍ فِيهَا صَمَمْ وَيُقَالُ: أَتَينَ نساءٌ يَقْحُبنَ أَي يَسْعُلن؛ وَيُقَالُ لِلشَّابِّ إِذا سَعَل: عُمْراً وشَباباً، وَلِلشَّيْخِ: وَرْياً وقُحاباً. وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ للبغيضِ إِذا سَعَلَ وَرْياً وقُحاباً؛ وللحَبِيبِ إِذا سَعَل: عُمْراً وشَباباً. قحرب: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ، يُقَالُ لِلْعَصَا: الغِرْزَحْلة، والقَحْرَبةُ «1»، والقِشْبارة، والقِسْبارةُ، وَاللَّهُ أَعلم. قحطب: قَحْطَبَه بِالسَّيْفِ عَلاه وَضَرَبَهُ وطَعَنه فقَرْطَبَه، وقَحْطَبَه إِذا صَرَعَه. وقَحْطَبَه: صَرَعَه. وقَحْطَبة: اسم رجل. قدحب: الأَزهري، حَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي نَوَادِرِهِ: ذَهَبَ الْقَوْمُ بقِنْدَحْبَةَ، وقِنْدَحْرَة، وقِدَّحْرَةَ: كُلُّ ذلك إِذا تَفَرَّقوا. قرب: القُرْبُ نقيضُ البُعْدِ. قَرُبَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، يَقْرُبُ قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً أَي دَنا، فَهُوَ قريبٌ، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمِيعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ؛ جاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أُخِذُوا مِنْ تحتِ أَقدامهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ؛ ذَكَّر قَرِيبًا لأَن تأْنيثَ الساعةِ غيرُ حَقِيقِيٍّ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُذَكَّر لأَن الساعةَ فِي مَعْنَى الْبَعْثِ. وَقَوْلُهُ تعالى: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ؛ أَي يُنادي بالحَشْرِ مِنْ مكانٍ قَرِيبٍ، وَهِيَ الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ المَقْدِس؛ وَيُقَالُ: إِنها فِي وَسَطِ الأَرض؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّ قُرْبَك زَيْدًا، وَلَا تَقُولُ إِنَّ بُعْدَك زَيْدًا، لأَن القُرب أَشدُّ تَمكُّناً فِي الظَّرْفِ مِنَ البُعْد؛ وَكَذَلِكَ: إِنَّ قَرِيبًا مِنْكَ زَيْدًا، وأَحسنُه أَن تَقُولَ: إِن زَيْدًا قَرِيبٌ مِنْكَ، لأَنه اجْتَمَعَ مَعْرِفَةٌ وَنَكِرَةٌ، وَكَذَلِكَ البُعْد فِي الْوَجْهَيْنِ؛ وَقَالُوا: هُوَ قُرابتُك أَي قَريبٌ مِنْكَ فِي الْمَكَانِ؛ وَكَذَلِكَ: هُوَ قُرابَتُك فِي الْعِلْمِ؛ وَقَوْلُهُمْ: مَا هُوَ بشَبِيهِكَ وَلَا بِقُرَابة مِن ذَلِكَ، مَضْمُومَةُ الْقَافِ، أَي وَلَا بقَريبٍ مِنْ ذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: يَقُولَ الرجلُ لِصَاحِبِهِ إِذا اسْتَحَثَّه: تَقَرَّبْ أَي اعْجَلْ؛ سمعتُه مِنْ أَفواههم؛ وأَنشد: يَا صاحِبَيَّ تَرحَّلا وتَقَرَّبا، ... فلَقَد أَنى لمُسافرٍ أَن يَطْرَبا التَّهْذِيبِ: وَمَا قَرِبْتُ هَذَا الأَمْرَ، وَلَا قَرَبْتُه؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ* ؛ وقال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ؛ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ قَرِبتُ أَقْرَبُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَقْرُبُ أَمْراً أَي يَغْزُوه، وَذَلِكَ إِذا فَعَلَ شَيْئًا أَو قَالَ قَوْلًا يَقْرُبُ بِهِ أَمْراً يَغْزُوه؛ ويُقال: لَقَدْ قَرَبْتُ أَمْراً مَا أَدْرِي مَا هُوَ. وقَرَّبَه مِنْهُ، وتَقَرَّب إِليه تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً، واقْتَرَب وَقَارَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عارِمٍ: فَلَمْ يَزَلِ الناسُ مُقارِبينَ لَهُ أَي يَقْرُبُونَ حَتَّى جاوزَ بلادَ بَنِي عَامِرٍ، ثُمَّ جَعل الناسُ يَبْعُدونَ مِنْهُ. وافْعَلْ ذَلِكَ بقَرابٍ، مفتوحٌ، أَي بقُرْبٍ؛ عن

_ (1). قوله [يقال للعصا إلخ] ذكر لها أربعة أسماء كلها صحيحة وراجعنا عليها التهذيب وغيره إلا القحربة التي ترجم لأَجلها فخطأ وتبعه شارح القاموس. وصوابها القحزنة، بالزاي والنون، كما في التهذيب وغيره.

ابْنِ الأَعرابي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ؛ وَلَمْ يَقُلْ قَريبةٌ، لأَنه أَراد بِالرَّحْمَةِ الإِحسانَ ولأَن مَا لَا يَكُونُ تأْنيثه حَقِيقِيًّا، جَازَ تَذْكِيرُهُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِنما قِيلَ قريبٌ، لأَن الرَّحْمَةَ، والغُفْرانَ، والعَفْو فِي مَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ تأْنيثٍ لَيْسَ بِحَقِيقِيٍّ؛ قَالَ: وَقَالَ الأَخفش جَائِزٌ أَن تَكُونَ الرَّحْمَةُ هَاهُنَا بِمَعْنَى المَطَر؛ قَالَ: وَقَالَ بعضُهم هَذَا ذُكِّر ليَفْصِلَ بَيْنَ الْقَرِيبِ مِنَ القُرْب، والقَريبِ مِنَ القَرابة؛ قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ، كلُّ مَا قَرُبَ مِنْ مكانٍ أَو نَسَبٍ، فَهُوَ جارٍ عَلَى مَا يُصِيبُهُ مِنَ التَّذْكِيرِ والتأْنيث؛ قَالَ الفراءُ: إِذا كَانَ القريبُ فِي مَعْنَى الْمَسَافَةِ، يذكَّر ويؤَنث، وإِذا كَانَ فِي مَعْنَى النَّسَب، يؤَنث بِلَا اخْتِلَافٍ بَيْنَهُمْ. تَقُولُ: هَذِهِ المرأَة قَريبتي أَي ذاتُ قَرابتي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الفراءُ أَنَّ العربَ تَفْرُقُ بَيْنَ القَريب مِنَ النَّسَبِ، والقَريب مِنَ الْمَكَانِ، فَيَقُولُونَ: هَذِهِ قَريبتي مِنَ النَّسَبِ، وَهَذِهِ قَرِيبي مِنَ الْمَكَانِ؛ وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِهِ قولُ إمرئِ الْقَيْسِ: لَهُ الوَيْلُ إِنْ أَمْسَى، وَلَا أُمُّ هاشمٍ ... قَريبٌ، وَلَا البَسْباسةُ ابنةُ يَشْكُرا فذكَّر قَريباً، وَهُوَ خَبَرٌ عَنْ أُم هَاشِمٍ، فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ: قريبٌ مِنِّي، يُرِيدُ قُرْبَ المَكان، وقَريبة مِنِّي، يُرِيدُ قُرْبَ النَّسب. وَيُقَالُ: إِنَّ فَعِيلًا قَدْ يُحْمل عَلَى فَعُول، لأَنه بِمَعْنَاهُ، مِثْلُ رَحيم ورَحُوم، وفَعُول لَا تَدْخُلُهُ الهاءُ نَحْوَ امرأَة صَبُور؛ فَلِذَلِكَ قَالُوا: رِيحٌ خَريقٌ، وكَنِيبة خَصِيفٌ، وفلانةُ مِنِّي قريبٌ. وَقَدْ قِيلَ: إِن قَرِيبًا أَصلهُ فِي هَذَا أَن يكونَ صِفةً لِمَكَانٍ؛ كَقَوْلِكَ: هِيَ مِنِّي قَريباً أَي مَكَانًا قَرِيبًا، ثُمَّ اتُّسِعَ فِي الظَّرْفِ فَرُفِع وجُعِلَ خَبَرًا. التَّهْذِيبِ: والقَريبُ نقيضُ البَعِيد يَكُونُ تَحْويلًا، فيَستوي فِي الذَّكَرِ والأُنثى وَالْفَرْدِ وَالْجَمِيعِ، كَقَوْلِكَ: هُوَ قَريبٌ، وَهِيَ قريبٌ، وَهُمْ قريبٌ، وهنَّ قَريبٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ الْعَرَبُ هُوَ قَريبٌ مِنِّي، وَهُمَا قَريبٌ مِنِّي، وَهُمْ قَرِيبٌ مِنِّي؛ وَكَذَلِكَ المؤَنث: هِيَ قَرِيبٌ مِنِّي، وَهِيَ بَعِيدٌ مِنِّي، وَهُمَا بَعِيدٌ، وَهُنَّ بَعِيدٌ مِنِّي، وَقَرِيبٌ؛ فتُوَحِّدُ قَرِيبًا وتُذَكِّرُه لأَنه إِن كَانَ مَرْفُوعًا، فإِنه فِي تأْويل هُوَ فِي مَكَانٍ قَرِيبٍ مِنِّي. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . وَقَدْ يَجُوزُ قريبةٌ وبَعيدة، بالهاءِ، تَنْبِيهًا عَلَى قَرُبَتْ، وبَعُدَتْ، فَمَنْ أَنثها فِي المؤَنث، ثَنَّى وجَمَع؛ وأَنشد: لياليَ لَا عَفْراءُ، منكَ، بعيدةُ ... فتَسْلى، وَلَا عَفْراءُ منكَ قَريبُ واقْتَرَبَ الوعدُ أَي تَقارَبَ. وقارَبْتُه فِي الْبَيْعِ مُقاربة. والتَّقارُبُ: ضِدُّ التَّباعد. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا تَقاربَ الزمانُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا اقْترَبَ الزَّمَانُ، لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المؤْمِن تَكْذِبُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد اقترابَ السَّاعَةِ، وَقِيلَ اعتدالَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؛ وَتَكُونُ الرؤْيا فِيهِ صَحِيحَةً لاعْتِدالِ الزَّمَانِ. واقْتَربَ: افْتَعَلَ، مِنَ القُرْب. وتَقارَب: تَفاعَلَ، مِنْهُ، وَيُقَالُ للشيءِ إِذا وَلَّى وأَدْبَر: تَقارَبَ. وَفِي حَدِيثِ المَهْدِيِّ: يَتَقارَبُ الزمانُ حَتَّى تَكُونَ السنةُ كَالشَّهْرِ ؛ أَراد: يَطِيبُ الزمانُ حَتَّى لَا يُسْتَطالَ؛ وأَيام السُّرور وَالْعَافِيةِ قَصيرة؛ وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ قِصَر الأَعْمار وَقِلَّةِ الْبَرَكَةِ. وَيُقَالُ: قَدْ حَيَّا وقَرَّب إِذا قَالَ: حَيَّاكَ اللَّهُ، وقَرَّبَ دارَك. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَقَرَّب إِليَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِليه ذِراعاً ؛ المرادُ بقُرْبِ الْعَبْدِ

منَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، القُرْبُ بالذِّكْر وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، لَا قُرْبُ الذاتِ وَالْمَكَانِ، لأَن ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الأَجسام، وَاللَّهُ يَتَعالى عَنْ ذَلِكَ ويَتَقَدَّسُ. وَالْمُرَادُ بقُرْبِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْعَبْدِ، قُرْبُ نعَمِه وأَلطافه مِنْهُ، وبِرُّه وإِحسانُه إِليه، وتَرادُف مِنَنِه عِنْدَهُ، وفَيْضُ مَواهبه عَلَيْهِ. وقِرابُ الشيءِ وقُرابُه وقُرابَتُه: مَا قاربَ قَدْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لَقِيتَني بقُراب الأَرضِ خَطِيئَةً أَي بِمَا يقارِبُ مِلأَها، وَهُوَ مصدرُ قارَبَ يُقارِبُ. والقِرابُ: مُقاربة الأَمر؛ قَالَ عُوَيْفُ القَوافي يَصِفُ نُوقاً: هُوَ ابْنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً ... يَزِدْنَ عَلَى العَديد قِرابَ شَهْرِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: يَرِدْنَ عَلَى الغَديرِ قِرابَ شَهْرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده يَزِدْنَ عَلَى العَديد، مِنْ مَعْنَى الزِّيَادَةِ عَلَى العِدَّة، لَا مِنْ مَعْنَى الوِرْدِ عَلَى الغَدير. والمُنَضِّجةُ: الَّتِي تأَخرت وَلَادَتُهَا عَنْ حِينِ الْوِلَادَةِ شَهْرًا، وَهُوَ أَقوى لِلْوَلَدِ. قَالَ: والقِرابُ أَيضاً إِذا قاربَ أَن يمتلئَ الدلوُ؛ وَقَالَ العَنْبَرُ بْنُ تَمِيمٍ، وَكَانَ مُجَاوِرًا فِي بَهْراءَ: قَدْ رَابَنِي منْ دَلْوِيَ اضْطِرابُها، ... والنَّأْيُ مِنْ بَهْراءَ واغْتِرابُها، إِلَّا تَجِي مَلأَى يَجِي قِرابُها ذَكَرَ أَنه لَمَّا تزوَّجَ عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ أُمَّ خارجةَ، نقَلَها إِلى بَلَدِهِ؛ وَزَعَمَ الرواةُ أَنها جاءَت بالعَنْبَر مَعَهَا صَغِيرًا فأَولدها عَمرو بْنُ تَمِيمٍ أُسَيْداً، والهُجَيْم، والقُلَيْبَ، فَخَرَجُوا ذاتَ يَوْمٍ يَسْتَقُون، فَقَلَّ عَلَيْهِمُ الماءُ، فأَنزلوا مَائِحًا مِنْ تَمِيمٍ، فَجَعَلَ الْمَائِحُ يملأُ دَلْوَ الهُجَيْم وأُسَيْد والقُلَيْبِ، فإِذا وردَتْ دَلْوُ العَنْبر تَرَكَهَا تَضْطَربُ، فَقَالَ العَنْبَر هَذِهِ الأَبيات: وَقَالَ اللَّيْثُ: القُرابُ والقِرابُ مُقارَبة الشيءِ. تَقُولُ: مَعَهُ أَلفُ دِرْهَمٍ أَو قُرابه؛ وَمَعَهُ مِلْءُ قَدَح ماءٍ أَو قُرابُه. وَتَقُولُ: أَتيتُه قُرابَ العَشِيِّ، وقُرابَ الليلِ. وإِناءٌ قَرْبانُ: قارَب الامْتِلاءَ، وجُمْجُمةٌ قَرْبَى: كَذَلِكَ. وَقَدْ أَقْرَبَه؛ وَفِيهِ قَرَبُه وقِرابُه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْفِعْلُ مِنْ قَرْبانَ قارَبَ. قَالَ: وَلَمْ يَقُولُوا قَرُبَ اسْتِغْنَاءً بِذَلِكَ. وأَقْرَبْتُ القَدَحَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَدَح قَرْبانُ إِذا قارَبَ أَن يمتلئَ؛ وقَدَحانِ قَرْبانانِ وَالْجَمْعُ قِرابٌ، مِثْلُ عَجْلانَ وعِجالٍ؛ تَقُولُ: هَذَا قَدَحٌ قَرْبانُ مَاءً، وَهُوَ الَّذِي قَدْ قارَبَ الامتِلاءَ. وَيُقَالُ: لَوْ أَنَّ لِي قُرابَ هَذَا ذَهَباً أَي مَا يُقارِبُ مِلْأَه. والقُرْبانُ، بِالضَّمِّ: مَا قُرِّبَ إِلى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ. وتَقَرَّبْتَ بِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: قَرَّبْتُ لِلَّهِ قُرْباناً. وتَقَرَّبَ إِلى اللَّهِ بشيءٍ أَي طَلَبَ بِهِ القُرْبة عِنْدَهُ تَعَالَى. والقُرْبانُ: جَلِيسُ الْمَلِكَ وخاصَّتُه، لقُرْبِه مِنْهُ، وَهُوَ وَاحِدُ القَرابِينِ؛ تَقُولُ: فلانٌ مِنْ قُرْبان الأَمير، وَمِنْ بُعْدانِه. وقَرابينُ المَلِكِ: وُزَراؤُه، وجُلساؤُه، وخاصَّتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً . وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ . وَكَانَ الرجلُ إِذا قَرَّبَ قُرْباناً، سَجَد لِلَّهِ، فَتَنْزِلُ النارُ فتأْكل قُرْبانَه، فَذَلِكَ علامةُ قَبُولِ القُرْبانِ، وَهِيَ

ذَبَائِحُ كَانُوا يَذْبَحُونَهَا. اللَّيْثُ: القُرْبانُ مَا قَرَّبْتَ إِلى اللَّهِ، تَبْتَغِي بِذَلِكَ قُرْبةً وَوَسِيلَةً. وَفِي الْحَدِيثِ صِفَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي التَّوْرَاةِ: قُرْبانُهم دماؤُهم. القُرْبان مَصْدَرُ قَرُبَ يَقْرُب أَي يَتَقَرَّبُون إِلى اللَّهِ بإِراقة دِمَائِهِمْ فِي الْجِهَادِ. وَكَانَ قُرْبان الأُمَم السالفةِ ذَبْحَ الْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ، والإِبل. وَفِي الْحَدِيثِ: الصّلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِيٍ أَي إِنَّ الأَتْقِياءَ مِنَ النَّاسِ يَتَقَرَّبونَ بِهَا إِلى اللَّهُ تَعَالَى أَي يَطْلُبون القُرْبَ مِنْهُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: مَن رَاحَ فِي الساعةِ الأُولى، فكأَنما قَرَّبَ بَدَنَةً أَي كأَنما أَهْدى ذَلِكَ إِلى اللَّهِ تَعَالَى كَمَا يُهْدى القُرْبانُ إِلى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ. الأَحمر: الخيلُ المُقْرَبة الَّتِي تَكُونَ قَريبةً مُعَدَّةً. وَقَالَ شَمِرٌ: الإِبل المُقْرَبة الَّتِي حُزِمَتْ للرُّكوب، قالَها أَعرابيٌّ مِن غَنِيٍّ. وَقَالَ: المُقْرَباتُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي ضُمِّرَت للرُّكوب. أَبو سَعِيدٍ: الإِبل المُقْرَبةُ الَّتِي عَلَيْهَا رِحالٌ مُقْرَبة بالأَدَم، وَهِيَ مَراكِبُ المُلوك؛ قَالَ: وأَنكر الأَعرابيُّ هَذَا التَّفْسِيرَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: مَا هَذِهِ الإِبلُ المُقْرِبةُ؟ قَالَ: هَكَذَا رُوي، بِكَسْرِ الراءِ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْفَتْحِ، وَهِيَ الَّتِي حُزِمَتْ للرُّكوب، وأَصلُه مِنَ القِرابِ. ابْنُ سِيدَهْ: المُقْرَبةُ والمُقْرَب مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي تُدْنَى، وتُقَرَّبُ، وتُكَرَّمُ، وَلَا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: إِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ بالإِناث، لِئَلَّا يَقْرَعَها فَحْلٌ لَئِيمٌ. وأَقْرَبَتِ الحاملُ، وَهِيَ مُقْرِبٌ: دَنَا وِلادُها، وَجَمْعُهُا مَقاريبُ، كأَنهم تَوَهَّمُوا واحدَها عَلَى هَذَا، مِقْراباً؛ وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ وَالشَّاةُ، وَلَا يُقَالُ للناقةِ إِلّا أَدْنَتْ، فَهِيَ مُدْنٍ؛ قَالَتْ أُمُّ تأَبَّطَ شَرّاً، تُؤَبِّنُه بَعْدَ مَوْتِهِ: وابْناه وابنَ اللَّيْل، ... لَيْسَ بزُمَّيْل شَروبٍ للقَيْل، يَضْرِبُ بالذَّيْل كمُقْرِبِ الخَيْل لأَنها تُضَرِّجُ مَنْ دَنا مِنْهَا؛ ويُرْوى كمُقْرَب الْخَيْلِ، بِفَتْحِ الراءِ، وَهُوَ المُكْرَم. اللَّيْثُ: أَقْرَبَتِ الشاةُ والأَتانُ، فَهِيَ مُقْرِبٌ، وَلَا يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِلّا أَدْنَتْ، فَهِيَ مُدْنٍ. العَدَبَّسُ الكِنانيُّ: جَمْعُ المُقْرِبِ مِنَ الشاءِ: مَقاريبُ؛ وَكَذَلِكَ هِيَ مُحْدِثٌ وجمعُه مَحاديثُ. التَّهْذِيبِ: والقَريبُ والقَريبة ذُو القَرابة، وَالْجَمْعُ مِن النساءِ قَرائِبُ، ومِن الرِّجَالِ أَقارِبُ، وَلَوْ قِيلَ قُرْبَى، لَجَازَ. والقَرابَة والقُرْبَى: الدُّنُوُّ فِي النَّسب، والقُرْبَى فِي الرَّحِم، وَهِيَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى . وَمَا بَيْنَهُمَا مَقْرَبَةٌ ومَقْرِبَة ومَقْرُبة أَي قَرابةٌ. وأَقارِبُ الرجلِ، وأَقْرَبوه: عَشِيرَتُه الأَدْنَوْنَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ . وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، صَعِدَ الصَّفا، وَنَادَى الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ، فَخِذاً فَخِذاً. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا عباسُ، يَا صفيةُ: إِني لَا أَملك لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، سَلُوني مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ ؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ. وَتَقُولُ: بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَرابة، وقُرْبٌ، وقُرْبَى، ومَقْرَبة، ومَقْرُبة، وقُرْبَة، وقُرُبَة، بِضَمِّ الراءِ، وَهُوَ قَريبي، وَذُو قَرابَتي، وَهُمْ أَقْرِبائي، وأَقارِبي. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: هُوَ قَرابَتي، وَهُمْ قَراباتي. وقولُه تَعَالَى: قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ؛ أَي إِلا أَن تَوَدُّوني فِي قَرابتي أَي فِي قَرابتي مِنْكُمْ. وَيُقَالُ: فلانٌ ذُو قَرابتي، وَذُو

قَرابةٍ مِني، وَذُو مَقْرَبة، وَذُو قُرْبَى مِنِّي. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ . قَالَ: ومِنهم مَن يُجيز فُلَانٌ قَرابتي؛ والأَوَّلُ أَكثر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِلَّا حامَى عَلَى قَرابته ؛ أَي أَقارِبه، سُمُّوا بِالْمَصْدَرِ كَالصَّحَابَةِ. والتَّقَرُّبُ: التَّدَنِّي إِلَى شَيءٍ، والتَّوَصُّلُ إِلى إِنسان بقُرْبةٍ، أَو بحقٍّ. والإِقْرابُ: الدُّنُوُّ. وتَقارَبَ الزرعُ إِذا دَنا إِدراكُه. ابْنُ سِيدَهْ: وقارَبَ الشيءَ دَانَاهُ. وتَقَارَبَ الشيئانِ: تَدانَيا. وأَقْرَبَ المُهْرُ والفصيلُ وغيرُه إِذا دَنَا للإِثناءِ أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَسْنانِ. والمُتَقارِبُ فِي العَروض: فَعُولُن، ثَمَانِيَ مَرَّاتٍ، وَفَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعَلْ، مَرَّتَيْنِ، سُمِّي مُتَقارِباً لأَنه لَيْسَ فِي أَبنية الشِّعْرِ شيءٌ تَقْرُبُ أَوْتادُه مِنْ أَسبابه، كقُرْبِ المتقارِبِ؛ وَذَلِكَ لأَن كُلَّ أَجزائه مَبْنِيٌّ عَلَى وَتِدٍ وسببٍ. ورجلٌ مُقارِبٌ، ومتاعٌ مُقارِبٌ: لَيْسَ بنَفيسٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دَيْنٌ مُقارِبٌ، بِالْكَسْرِ، ومتاعٌ مُقارَبٌ، بِالْفَتْحِ. الْجَوْهَرِيُّ: شيءٌ مقارِبٌ، بِكَسْرِ الراءِ، أَي وَسَطٌ بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّدِيءِ؛ قَالَ: وَلَا تَقُلْ مُقارَبٌ، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ رَخيصاً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: تَقارَبَتْ إِبلُ فلانٍ أَي قَلَّتْ وأَدْبَرَتْ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: غَرَّكِ أَن تَقارَبَتْ أَباعِري، ... وأَنْ رَأَيتِ الدَّهْرَ ذَا الدَّوائِر وَيُقَالُ للشيءِ إِذا وَلى وأَدبر: قَدْ تَقارَبَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ: مُتقارِبٌ، ومُتَآزِفٌ. الأَصمعي: إِذا رفَعَ الفَرَسُ يَدَيْه معا ووَضَعَهما معا، فَذَلِكَ التقريبُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا رَجَمَ الأَرضَ رَجْماً، فَهُوَ التقريبُ. يُقَالُ: جاءَنا يُقَرِّبُ بِهِ فرسُه. وقارَبَ الخَطْوَ: دَانَاهُ. والتَّقريبُ فِي عَدْوِ الْفَرَسِ: أَن يَرْجُمَ الأَرض بِيَدَيْهِ، وَهُمَا ضَرْبانِ: التقريبُ الأَدْنَى، وَهُوَ الإِرْخاءُ، والتقريبُ الأَعْلى، وَهُوَ الثَّعْلَبِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: التقريبُ ضَربٌ مِنَ العَدْوِ؛ يُقَالُ: قَرَّبَ الفرسُ إِذا رَفَعَ يَدَيْهِ مَعًا وَوَضْعَهُمَا مَعًا، فِي الْعَدْوِ، وَهُوَ دُونَ الحُضْر. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: أَتَيْتُ فرسِي فَرَكِبْتُهَا، فرفَعْتُها تُقَرِّبُ بِي. قَرَّبَ الفرسُ، يُقَرِّبُ تَقْرِيبًا إِذا عَدا عَدْواً دُونَ الإِسراع. وقَرِبَ الشيءَ، بِالْكَسْرِ، يَقْرَبُه قُرْباً وقِرْباناً: أَتاه، فقَرُبَ وَدَنَا مِنْهُ. وقَرَّبْتُه تَقْرِيبًا: أَدْنَيْتُه. والقَرَبُ: طلبُ الماءِ لَيْلًا؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَكُونَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الماءِ إِلا لَيْلَةٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا كَانَ بَيْنَ الإِبل وَبَيْنَ الماءِ يَوْمَانِ، فأَوَّلُ يَوْمٍ تَطلبُ فِيهِ الماءَ هُوَ القَرَبُ، وَالثَّانِي الطَّلَقُ. قَرِبَتِ الإِبلُ تَقْرَبُ قُرْباً، وأَقْرَبَها؛ وَتَقُولُ: قَرَبْتُ أَقْرُبُ قِرابةً، مثلُ كتبتُ أَكْتُبُ كِتَابَةً، إِذا سِرْتَ إِلى الماءِ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَيْلَةٌ. قَالَ الأَصمعي: قلتُ لأَعْرابِيٍّ مَا القَرَبُ؟ فَقَالَ: سَيْرُ اللَّيْلِ لِورْدِ الغَدِ؛ قلتُ: مَا الطَّلَق؟ فَقَالَ: سَيْرُ اللَّيْلِ لِوِرْدِ الغِبِّ. يُقَالُ: قَرَبٌ بَصْباصٌ، وَذَلِكَ أَن الْقَوْمَ يُسِيمُونَ الإِبلَ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَسِيرُونَ نَحْوَ الماءِ، فإِذا بقيَت بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الماءِ عشيةٌ، عَجَّلوا نحوهُ، فَتِلْكَ الليلةُ ليلةُ القَرَب. قَالَ الْخَلِيلُ: والقارِبُ طالِبُ الماءِ لَيْلًا، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِطالِب الماءِ نَهَارًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: القارِبُ

الَّذِي يَطلُبُ الماءَ، وَلَمْ يُعَيِّنْ وَقْتاً. اللَّيْثُ: القَرَبُ أَن يَرْعَى القومُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الموْرد؛ وَفِي ذَلِكَ يَسِيرُونَ بعضَ السَّيْر، حَتَّى إِذا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الماءِ ليلةٌ أَو عَشِيَّة، عَجَّلُوا فَقَرَبُوا، يَقْرُبونَ قُرْباً؛ وَقَدْ أَقْرَبُوا إِبلَهم، وقَرِبَتِ الإِبلُ. قَالَ: وَالَحْمِارُ القارِب، والعانَةُ القَوارِبُ: وَهِيَ الَّتِي تَقْرَبُ القَرَبَ أَي تُعَجِّلُ ليلةَ الوِرْدِ. الأَصمعي: إِذا خَلَّى الرَّاعِي وُجُوهَ إِبله إِلى الماءِ، وتَرَكَها فِي ذَلِكَ تَرعى ليلَتَئذٍ، فَهِيَ ليلةُ الطَّلَق؛ فإِن كَانَ الليلةَ الثَّانِيَةَ، فَهِيَ ليلةُ القَرَب، وَهُوَ السَّوْقُ الشَّدِيدُ. وَقَالَ الأَصمعي: إِذا كانتْ إِبلُهم طَوالقَ، قِيلَ أَطْلَقَ القومُ، فَهُمْ مُطْلِقُون، وإِذا كَانَتْ إِبلُهم قَوارِبَ، قَالُوا: أَقْرَبَ القومُ، فَهُمْ قارِبون؛ وَلَا يُقَالُ مُقْرِبُون، قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ شَاذٌّ. أَبو زَيْدٍ: أَقْرَبْتُها حَتَّى قَرِبَتْ تَقْرَبُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي الإِقْرابِ والقَرَب مِثْلَهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بِهَا، ... لَمْ تُمْسِ مِني نَوْباً وَلَا قَرَبا قَالَ ابْنُ الأَعْرابي: القَرَبُ والقُرُبُ وَاحِدٌ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: القَرَبُ فِي ثَلَاثَةِ أَيام أَو أَكثر؛ وأَقْرَب الْقَوْمُ، فَهُمْ قارِبون، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، إِذا كَانَتْ إِبلُهم مُتَقارِبةً، وَقَدْ يُستعمل القَرَبُ فِي الطَّيْرِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لخَليج الأَعْيَويّ: قَدْ قلتُ يَوْمًا، والرِّكابُ كأَنَّها ... قَوارِبُ طَيْرٍ حانَ مِنْهَا وُرُودُها وَهُوَ يَقْرُبُ حَاجَةً أَي يَطلُبها، وأَصلها مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِنْ كُنَّا لنَلتَقي فِي الْيَوْمِ مِراراً، يسأَل بعضُنا بَعْضًا، وإِن نَقْرُبُ بِذَلِكَ إِلى أَن نَحْمَدَ اللَّهُ تَعَالَى ؛ قَالَ الأَزهري: أَي مَا نَطلُبُ بِذَلِكَ إِلَّا حمدَ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الخَطَّابي: نَقرُبُ أَي نَطلُب، والأَصلُ فِيهِ طَلَبُ الْمَاءِ، وَمِنْهُ ليلةُ القَرَبِ: وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُصْبِحُونَ مِنْهَا عَلَى الماءِ، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فَقِيلَ: فُلانٌ يَقْرُبُ حاجتَه أَي يَطلُبها؛ فَأَنِ الأُولى هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَالثَّانِيَةُ نَافِيَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا لِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ أَي مَا لَهُ وارِدٌ يَرِدُ الْمَاءَ، وَلَا صادِرٌ يَصدُرُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَمَا كنتُ إِلَّا كقارِبٍ وَرَدَ، وطالبٍ وَجَد. وَيُقَالُ: قَرَبَ فلانٌ أَهلَه قُرْباناً إِذا غَشِيَها. والمُقارَبة والقِرابُ: المُشاغَرة لِلنِّكَاحِ، وَهُوَ رَفْعُ الرِّجْلِ. والقِرابُ: غِمْدُ السَّيف وَالسِّكِّينِ، وَنَحْوِهِمَا؛ وجمعُه قُرُبٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: قِرابُ السيفِ غِمْدُه وحِمالَتُه. وَفِي الْمَثَلِ: الفِرارُ بقِرابٍ أَكْيَسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْمَثَلُ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ بَعْدَ قِرابِ السَّيْفِ عَلَى مَا تَرَاهُ، وَكَانَ صَوَابُ الْكَلَامِ أَن يَقُولَ قَبْلَ الْمَثَلِ: والقِرابُ القُرْبُ، وَيَسْتَشْهِدَ بِالْمَثَلِ عَلَيْهِ. والمثلُ لِجَابِرِ بْنِ عَمْرٍو المُزَنِيّ؛ وَذَلِكَ أَنه كَانَ يَسِيرُ فِي طَرِيقٍ، فرأَى أَثرَ رَجُلَيْن، وَكَانَ قَائِفًا، فَقَالَ: أَثَرُ رَجُلَيْنِ شديدٍ كَلَبُهما، عَزيزٍ سَلَبُهما، والفِرارُ بقِرابٍ أَكْيَسُ أَي بِحَيْثُ يُطْمَعُ فِي السَّلَامَةِ مِنْ قُرْبٍ. وَمِنْهُمْ مَن يَرويه بقُراب، بِضَمِّ الْقَافِ. وَفِي التَّهْذِيبِ الفِرارُ قبلَ أَن يُحاطَ بِكَ أَكْيَسُ لَكَ. وقَرَبَ قِراباً، وأَقرَبَهُ: عَمِلَهُ. وأَقْرَبَ السيفَ وَالسِّكِّينَ: عَمِل لَهَا قِراباً. وقَرَبَهُ: أَدْخَلَه فِي القِرابِ. وَقِيلَ: قَرَبَ السيفَ جعلَ لَهُ قِراباً؛ وأَقْرَبَه: أَدْخَله فِي قِرابِه. الأَزهري: قِرابُ السيفِ شِبْه جِرابٍ مِنْ أَدَمٍ،

يَضَعُ الراكبُ فِيهِ سيفَه بجَفْنِه، وسَوْطه، وَعَصَاهُ، وأَداته. وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: لِكُلِّ عَشْرٍ مِنَ السَّرايا مَا يَحْمِلُ القِرابُ مِنَ التَّمْرِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ شِبْه الجِراب، يَطْرَحُ فِيهِ الراكبُ سَيْفَهُ بغِمْدِه وسَوْطِه، وَقَدْ يَطْرَحُ فِيهِ زادَه مِن تَمْرٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ الرِّوَايَةُ بالباءِ؛ هَكَذَا قَالَ وَلَا مَوْضِعَ لَهُ هَاهُنَا. قَالَ: وأُراه القِرافَ جَمْعَ قَرْفٍ، وَهِيَ أَوْعِيَةٌ مِنْ جُلُود يُحْمَلُ فِيهَا الزادُ لِلسَّفَرِ، ويُجْمَع عَلَى قُروف أَيضاً. والقِرْبةُ مِنَ الأَساقي. ابْنُ سِيدَهْ: القِرْبةُ الوَطْبُ مِنَ اللَّبَن، وَقَدْ تَكُونُ للماءِ؛ وَقِيلَ: هِيَ المَخْروزة مِنْ جانبٍ وَاحِدٍ؛ وَالْجَمْعُ فِي أَدْنى الْعَدَدِ: قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ، وَالْكَثِيرُ قِرَبٌ؛ وَكَذَلِكَ جمعُ كلِّ مَا كَانَ عَلَى فِعْلة، مِثْلُ سِدْرة وفِقْرَة، لَكَ أَن تَفْتَحَ العينَ وَتَكْسِرَ وَتُسَكِّنَ. وأَبو قِرْبةَ: فَرَسُ عُبَيْدِ بْنِ أَزْهَرَ. والقُرْبُ: الخاصِرة، وَالْجَمْعُ أَقرابٌ؛ وَقَالَ الشَّمَرْدَلُ: يَصِفُ فَرَسًا: لاحِقُ القُرْبِ، والأَياطِلِ نَهْدٌ، ... مُشْرِفُ الخَلْقِ فِي مَطَاه تَمامُ التَّهْذِيبِ: فرسٌ لاحِقُ الأَقْراب، يَجْمَعُونه؛ وإِنما لَهُ قُرُبانِ لسَعته، كَمَا يُقَالُ شَاةٌ ضَخْمَةُ الخَواصِر، وإِنما لَهَا خاصرتانِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بعضُهم لِلنَّاقَةِ فَقَالَ: حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَربعةٍ، ... فِي لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ فانْشَمَلا أَراد: حَتَّى دَلَّ، فوضعَ الْآتِي موضعَ الْمَاضِي؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحمارَ والأُتُنَ: فبَدا لَهُ أَقْرابُ هَذَا رائِغاً ... عَنْهُ، فعَيَّثَ فِي الكِنَانةِ يُرْجِعُ وَقِيلَ: القُرْبُ والقُرُبُ، مِنْ لَدُنِ الشاكلةِ إِلى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وَكَذَلِكَ مِنْ لَدُنِ الرُّفْغ إِلى الإِبْطِ قُرُبٌ مِنْ كلِّ جَانِبٍ. وَفِي حَدِيثِ المَوْلِدِ: فخرَجَ عبدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبو النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذاتَ يَوْمٍ مُتَقَرِّباً، مُتَخَصِّراً بالبَطْحاءِ، فبَصُرَتْ بِهِ لَيْلَى العَدَوِيَّة ؛ قَوْلُهُ مُتَقَرِّباً أَي وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى قُرْبِه أَي خاصِرَته وَهُوَ يَمْشِي؛ وَقِيلَ: هُوَ الموضعُ الرقيقُ أَسفل مِنَ السُّرَّة؛ وَقِيلَ: مُتَقَرِّباً أَي مُسْرِعاً عَجِلًا، ويُجْمَع عَلَى أَقراب؛ وَمِنْهُ قصيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: يَمْشِي القُرادُ عَلَيْهَا، ثُمَّ يُزْلِقُه ... عَنْهَا لَبانٌ وأَقرابٌ زَهالِيلُ التَّهْذِيبِ: فِي الْحَدِيثِ ثلاثٌ لَعيناتٌ: رجلٌ غَوَّرَ الماءَ المَعِينَ المُنْتابَ، ورجلٌ غَوَّرَ طريقَ المَقْرَبةِ، وَرَجُلٌ تَغَوَّطَ تَحْتَ شَجرةٍ ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: المَقْرَبةُ الْمَنْزِلُ، وأَصله مِنَ القَرَبِ وَهُوَ السَّيْر؛ قَالَ الرَّاعِي: فِي كلِّ مَقْرَبةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا وَجَمْعُهُا مَقارِبُ. والمَقْرَبُ: سَير اللَّيْلِ؛ قَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ الْخَيْلَ: مُعَرَّقَة الأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُها، ... تُثِير القَطا فِي مَنْهلٍ بعدَ مَقْرَبِ وَفِي الْحَدِيثِ: مَن غَيَّر المَقْرَبةَ والمَطْرَبة، فَعَلَيْهِ لعنةُ اللَّهِ. المَقْرَبةُ: طريقٌ صَغِيرٌ يَنْفُذُ إِلى طَرِيقٍ كَبِيرٍ، وجمعُها المَقارِبُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القَرَب، وَهُوَ السَّيْرُ بِاللَّيْلِ؛ وَقِيلَ: السَّيْرُ إِلى الماءِ. التَّهْذِيبِ، الْفَرَّاءُ جاءَ فِي الْخَبَرِ: اتَّقُوا قُرابَ المُؤْمن أَو قُرابَتَه، فإِنه يَنْظُر بنُور اللَّهِ ، يَعْنِي فِراسَتَه

وظَنَّه الَّذِي هُوَ قَريبٌ مِنَ العِلم والتَّحَقُّقِ لصِدْقِ حَدْسِه وإِصابتِه. والقُراب والقُرابةُ: القريبُ؛ يُقَالُ: مَا هُوَ بِعَالِمٍ، وَلَا قُرابُ عَالِمٍ، وَلَا قُرابةُ عالمٍ، وَلَا قَريبٌ مِنْ عَالِمٍ. والقَرَبُ: الْبِئْرُ الْقَرِيبَةُ الْمَاءِ، فإِذا كَانَتْ بعيدةَ الْمَاءِ، فَهِيَ النَّجاءُ؛ وأَنشد: يَنْهَضْنَ بالقَوْمِ عَلَيْهِنَّ الصُّلُبْ، ... مُوَكَّلاتٌ بالنَّجاءِ والقَرَبْ يَعْنِي: الدِّلاء. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: سَدِّدوا وقارِبُوا ؛ أَي اقْتَصِدوا فِي الأُمورِ كلِّها، واتْرُكوا الغُلُوَّ فِيهَا وَالتَّقْصِيرَ؛ يُقَالُ: قارَبَ فلانٌ فِي أُموره إِذا اقْتَصَدَ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنه سَلَّم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فأَخذني مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ ؛ يُقَالُ للرجُل إِذا أَقْلَقَه الشيءُ وأَزْعَجَه: أَخذه مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَمَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ؛ كأَنه يُفَكِّرُ ويَهْتَمُّ فِي بَعيدِ أُمورِه وقَريبِها، يَعْنِي أَيُّها كَانَ سَبَباً فِي الِامْتِنَاعِ مِنْ ردِّ السَّلَامِ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صلاةَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ ، أَي لآتِيَنَّكم بِمَا يُشْبِهُها، ويَقْرُبُ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إِني لأَقْرَبُكم شَبَهاً بصلاةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والقارِبُ: السَّفينةُ الصَّغِيرَةُ، مَعَ أَصحاب السُّفُنِ الْكِبَارِ الْبَحْرِيَّةِ، كالجَنائب لَهَا، تُسْتَخَفُّ لِحَوَائِجِهِمْ، والجمعُ القَوارِبُ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ ، واحدُها قارِبٌ، وَجَمْعُهُ قَوارِب؛ قَالَ: فأَما أَقْرُبٌ، فإِنه غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي جَمْعِ قارِب، إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وَقِيلَ: أَقْرُبُ السفينةِ أَدانِيها أَي مَا قارَبَ إِلى الأَرض مِنْهَا. والقَريبُ: السَّمَك المُمَلَّحُ، مَا دَامَ فِي طَراءَته. وقَرَبَتِ الشمسُ لِلْمَغِيبِ: ككَرَبَتْ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الْقَافَ بَدَلٌ مِن الْكَافِ. والمَقارِبُ: الطُّرُقُ. وقُرَيْبٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وقَرِيبةُ: اسْمُ امرأَة. وأَبو قَرِيبةَ: رَجُلٌ مِنْ رُجَّازِهم. والقَرَنْبَى: نَذْكُرُهُ فِي ترجمة قرنب. قرشب: القِرْشَبُّ، بِكَسْرِ الْقَافِ: الضَّخْم الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَكولُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الرَّغِيبُ البَطْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّيِّئُ الْحَالِ، عَنْ كُرَاعٍ؛ وَهُوَ أَيضاً المُسِنُّ، عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كيفَ قَرَيْتَ شَيْخَكَ الأَزَبَّا، ... لمَّا أَتاكَ يابِساً قِرْشَبَّا، قُمْتَ إِليه بالقَفِيلِ ضَرْبَا قرصب: قَرْصَبَ الشيءَ: قَطَعه، والضاد أَعلى. قرضب: القَرْضبَة: شِدَّة القَطْعِ. قَرْضَبَ الشيءَ، ولَهْذَمَه: قَطَعه، وَبِهِ سُمِّي اللُّصُوصُ لَهاذِمةً وقَراضِبةً، مِن لَهْذَمْتُه وقَرْضَبْتُه إِذا قَطَعْتَه. وسيفٌ قُرْضُوبٌ، وقِرْضابٌ، ومُقَرْضِبٌ: قَطَّاع. وَفِي الصِّحَاحِ: القُرْضُوب والقِرْضابُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ يَقْطَعُ الْعِظَامَ؛ قَالَ لبيد: ومُدَجَّجِينَ، تَرَى المَعاوِلَ وَسْطَهُم ... وذُبابَ كُلّ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ

والقُرْضُوبُ والقِرْضابُ: اللِّصُّ، وَالْجَمْعُ القَراضِبةُ. والقُرْضُوبُ والقِرْضابُ أَيضاً: الْفَقِيرُ. والقِرْضابُ: الْكَثِيرُ الأَكل. والقَراضِبةُ: الصَّعاليك، واحدُهم قُرْضُوبٌ. والقُرْضُوبُ، والقِرْضابُ، والقِرْضابة، والقُراضِبُ، والمُقَرْضِبُ: الَّذِي لَا يَدَعُ شَيْئًا إِلَّا أَكله. وَقِيلَ: القَرْضَبةُ أَن لَا يُخَلِّصَ الرَّطْبَ مِنَ الْيَابِسِ، لشدَّةِ نَهَمه. وقَرْضَبَ الرجلُ إِذا أَكل شَيْئًا يَابِسًا، فَهُوَ قِرْضابٌ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وأَنشد: وعامُنا أَعْجَبنا مُقَدَّمُه، ... يُدْعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُه، مُبْتَرِكاً لكُلِّ عَظْمٍ يَلْحَمُه وقَرْضَبَ اللحمَ: أَكل جميعَهُ؛ وَكَذَلِكَ قَرْضَبَ الشاةَ الذِّئْبُ. وقَرْضَبَ اللحمَ فِي البُرْمة: جَمَعه. وقَرْضَبَ الشيءَ: فَرَّقه، فَهُوَ ضِدٌّ. وقُراضِبةُ، بِضَمِ الْقَافِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرٌ: وحَلَّ الحَيُّ حَيُّ بَنِي سُبَيْعٍ ... قُراضِبةً، وَنَحْنُ لَهُمْ إِطارُ قرطب: القُرْطُبُ «2» والقُرْطُوبُ: الذَّكَرُ مِنَ السَّعالي؛ وَقِيلَ: هُمْ صِغارُ الجِنِّ؛ وَقِيلَ: القَراطِبُ صِغارُ الكِلابِ، واحدُهم قُرْطُبٌ. وقَرْطَبه: صَرَعَه عَلَى قَفاه وطَعَنَه. وقَرْطَبه وقَحْطَبَه إِذا صَرعَه؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ: والضَّرْبُ قَرْطَبةٌ بكُلِّ مُهَنَّدٍ ... تَرَكَ المَداوِسُ مَتْنَه مَصْقُولا قَالَ الفراءُ: قَرْطَبْتُه إِذا صَرَعْتَه. والقُرْطُبَى: السيفُ، قَالَهُ أَبو تُرَابٍ؛ وَسَيْفٌ مَعْرُوفٌ؛ وأَنشد لِابْنِ الصَّامِتِ الجُشَمِيِّ: رَفَوْني وَقَالُوا: لا تُرَعْ يا ابنَ صامِتٍ، ... فَظَلْتُ أُنادِيهمْ بثَدْيٍ مُجَدَّدِ وَمَا كنتُ مُغْتَرّاً بأَصْحابِ عامِرٍ ... مَعَ القُرْطُبَى، بَلَّتْ بقَائمه يَدِي وقَرْطَبَه فتَقَرْطَبَ عَلَى قَفَاهُ: انْصَرَع؛ وَقَالَ: فَرُحْتُ أَمْشِي مشيَةَ السَّكرانِ، ... وزَلَّ خُفَّايَ فَقَرْطَبَاني وقَرْطَبَ: غَضِبَ؛ قَالَ: إِذا رَآنِي قَدْ أَتَيْتُ قَرْطَبا ... وجالَ فِي جِحَاشِه وطَرْطَبا والطَّرْطَبَةُ: دُعاءُ الحُمُر. والمُقَرْطِبُ: الغَضْبانُ؛ وأَنشد: إِذا رَآنِي قَدْ أَتَيْتُ قَرْطَبا والقَرْطَبَةُ: العَدْوُ، لَيْسَ بِالشَّدِيدِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقِيلَ: قَرْطَبَ هَرَبَ. أَبو عَمْرٍو: وقَرْطَبَ الرجلُ إِذا عَدَا عَدْواً شَدِيدًا. والقِرْطِبَّى، بِتَشْدِيدِ الباءِ: ضَرْبٌ مِنَ اللَّعِب. التَّهْذِيبُ: وأَما القَرْطَبانُ الَّذِي تَقُولُهُ العامَّةُ لِلَّذي لَا غَيْرَة لَهُ، فَهُوَ مُغَيَّر عَنْ وَجْهِهِ. قَالَ الأَصمعي: الكَلْتَبانُ مأْخوذٌ مِنَ الكَلَب،

_ (2). قوله [القرطب إلى قوله واحدهم قرطب] هذا سهو من المؤلف وتبعه شارح القاموس ولم يراجع الأُصول بل تهافت بالاستدراك الموقع في الدرك وصوابه القطرب إلخ بتقديم الطاء وسيأتي ذكره، وسبب السهو أن صاحبي المحكم والتهذيب ذكرا في رباعي القاف والراء قطرب بهذا المعنى ثم قلباه إلى قرطب فقالا وقرطبه صرعه إلى آخر ما هنا فسبق قلم المؤلف وجل من لا يسهو.

وَهُوَ القِيادَةُ، وَالتَّاءُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. قَالَ: وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ هِيَ الْقَدِيمَةُ عَنِ الْعَرَبِ، وغَيَّرَتْها العامَّةُ الأُولى فَقَالَتْ: القَلْطَبانُ: قال: وجاءت عامَّةٌ سُفْلَى، فَغَيَّرَتْ عَلَى الأُولى فَقَالَتْ: القَرْطَبانُ. وقَرْطَبَ فلانٌ الجَزُور إِذا قَطع عِظامَها ولحمها. والقُراطِبُ: القَطَّاع. قرطعب: مَا عَلَيْهِ قِرْطَعْبَةٌ أَي قِطْعةُ خِرْقَةٍ. وَمَا لَهُ قُرَطْعَبَةٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ؛ وأَنشد: فَمَا عَلَيْهِ مِنْ لباسٍ طِحْرِبَهْ، ... وَمَا لهُ مِنْ نَشَبٍ قُرَطْعَبَهْ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ مَا عِنْدَهُ قِرْطَعْبَةٌ، وَلَا قُذَعْمِلَة، وَلَا سَعْنَة، وَلَا مَعْنَة أَي شَيْءٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَا وجَدْنا أَحداً يَدْرِي أُصولَها. قرعب: اقْرَعَبَّ يَقْرَعِبُّ اقْرِعْباباً: تَقَبَّضَ مِنَ البَرْد. والمُقْرَعِبُّ: المُتَقَبِّضُ مِنَ البَرْدِ. وَيُقَالُ: مَا لَكَ مُقْرَعِبّاً أَي مُلْقِياً برأْسك إِلى الأَرض غَضَباً. قرقب: القُرْقُبُّ: البَطْن، يَمَانِيَةٌ عَنْ كُرَاعٌ، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِهِ، إِلَّا طُرْطُبٌّ، وَهُوَ الضَّرْعُ الطَّوِيلُ، ودُهْدُنٌّ، وَهُوَ الْبَاطِلُ. والقَرْقَبةُ: صوتُ البَطْن؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: صَوْتُ البَطْنِ إِذا اشْتَكَى. يُقَالُ: أَلْقَى طَعامَه فِي قُرْقُبِّه، وجَمْعُه القَراقِبُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَقْبل شيخٌ عَلَيْهِ قميصٌ قُرْقُبيٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى قُرْقُوبٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ ثِيَابُ كَتَّانٍ بيضٌ، وَيُرْوَى بالفاءِ، وقد تقدم. قرنب: القَرْنَبُ: اليَرْبوع؛ وَقِيلَ: الفأْرة؛ وَقِيلَ: القَرْنَبُ وَلَدُ الفأْرة مِنَ اليَرْبُوع. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: القَرَنْبَى، مَقْصُورٌ، فَعَنْلى مُعْتَلًا. حَكَى الأَصمعي: أَنَّهُ دُوَيْبَّة شِبْهُ الخُنْفُساءِ أَو أَعظم مِنْهَا شَيْئًا، طَوِيلَةُ الرِّجْلِ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: تَرَى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى ... إِلى تَيْمِيَّةٍ، كعَصا المَلِيلِ وَفِي الْمَثَلِ: القَرَنْبَى فِي عَيْنِ أُمها حَسَنَةٌ؛ والأُنثى بالهاءِ؛ وَقَالَ يَصِفُ جَارِيَةً وبعلَها: يَدِبُّ إِلى أَحْشائها، كُلَّ ليلةٍ، ... دَبِيبَ القَرَنْبَى باتَ يَعْلُو نَقاً سَهْلا ابْنُ الأَعرابي: القُرْنُبُ الخَاصِرَةُ المُسْتَرْخِيَة. قرهب: القَرْهَب مِنَ الثِّيرَانِ: المُسِنُّ الضَّخْمُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: منَ الأَرْحَبِيَّاتِ العِتاقِ، كأَنها ... شَبُوبُ صِوَارٍ فَوْقَ عَلْياءَ قَرْهَبُ وَاسْتَعَارَهُ صَخْرُ الغَيِّ للوَعِل المُسِنِّ الضَّخْمِ؛ فَقَالَ يَصِفُ وَعْلًا: بِهِ كانَ طِفْلًا ثُمَّ أَسْدَسَ فاسْتَوَى، ... فأَصْبَح لِهْماً فِي لُهُوم قَراهِبِ الأَزهري: القَرْهَبُ العَلْهَبُ، وَهُوَ التَّيْسُ المُسِنُّ. قَالَ: وأَحْسِبُ القَرْهَب المُسِنَّ، فعَمَّ بِهِ لَفْظاً. وَقَالَ يَعْقُوبُ: القَرهَبُ مِن الثِّيرَانِ الْكَبِيرُ الضَّخْم، وَمِنَ الْمَعْزِ: ذواتُ الأَشْعار، هَذَا لَفْظُهُ. والقَرْهَبُ: السيد؛ عن اللحياني. قزب: قَزِبَ الشيءُ قَزَباً: صَلُبَ واشْتَدَّ، يمانيةٌ. ابْنُ الأَعرابي: القَازِبُ التَّاجِرُ الحَريصُ مَرَّةً فِي البَرِّ، ومرَّة فِي البحرِ. والقِزْبُ: اللَّقَبُ.

قسب: القَسْب: التَّمْرُ اليابسُ يَتَفَتَّتُ فِي الْفَمِ، صُلْبُ النَّواة؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رُمْحًا: وأَسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعُوبَه ... نَوى القَسْبِ قَدْ أَرْمى ذِرَاعًا عَلَى العَشْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ يُذكَر أَنه لِحَاتِمٍ الطَّائِيِّ، وَلَمْ أَجده فِي شِعْرِهِ. وأَرْمَى وأَرْبى، لُغَتَانِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمَنْ قَالَهُ بِالصَّادِ، فَقَدْ أَخطأَ. ونَوَى القَسْبِ: أَصْلَبُ النَّوى. والقُسابة: رَدِيءُ التَّمْرِ. والقَسْبُ: الصُّلْب الشَّدِيدُ؛ يُقَالُ إِنه لقَسْبُ العِلْباء: صُلْبُ العَقَب والعَصَب؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَسْبُ العَلابي جِرَاءُ الأَلْغاد وَقَدْ قَسُبَ قُسُوبةً وقُسُوباً. وذَكَرٌ قَيْسَبَانٌ إِذا اشْتَدَّ وغَلُظَ؛ قَالَ: أَقْبَلْتُهُنَّ قَيْسَباناً قارِحَا والقَسْبُ والقِسْيَبُّ: الطويلُ الشديدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: أَلا أَراك يَا ابنَ بِشْرٍ خَبَّا، ... تَخْتِلُها خَتْلَ الوَليدِ الضَّبَّا حَتَّى سَلَكْتَ عَرْدَكَ القِسْيَبَّا ... فِي فَرْجِها، ثُمَّ نَخَبْتَ نَخْبا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُكَيْمٍ: أَهْدَيْتُ إِلى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، جِراباً مِنْ قَسْبِ عَنْبر ؛ القَسْبُ: الشديد اليابس مسن كُلِّ شيءٍ؛ وَمِنْهُ قَسْبُ التَّمْرِ، ليُبْسِه. والقَسْبُ: الطويلُ مِنَ الرِّجَالِ. والقَسِيبُ: صَوْتُ الْمَاءِ؛ قَالَ عَبِيد: أَو فَلَج ببَطْن وادٍ، ... للماءِ مِنْ تَحْتِه قَسِيبُ «1» قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَرَرْتُ بِالنَّهْرِ وَلَهُ قَسِيبٌ أَي جَرْية. وَقَدْ قَسَبَ يَقْسِبُ. التَّهْذِيبُ: القَسِيبُ صوتُ الْمَاءِ، تحتَ وَرَقٍ أَو قُماش؛ قَالَ عَبِيدٌ: أَو جَدْوَلٍ فِي ظِلالِ نَخْلٍ، ... لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِه قَسيبُ وَسَمِعْتُ قَسِيبَ الْمَاءَ وخَريرَه أَي صَوْتَهُ. والقَسُّوبُ: الخِفاف، هَكَذَا وَقَعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع بِالْوَاحِدِ مِنْهُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: تَرَى فَوْقَ أَذْنابِ الرَّوابي، سَواقِطاً، ... نِعالًا وقَسُّوباً ورَيْطاً مُعَضَّدَا ابْنُ الأَعرابي: القَسُوبُ الخُفُّ، وَهُوَ القَفْشُ والنِّخَافُ. والقاسِبُ: الغُرْمُول المُتْمَهِلُّ. والقَيْسَبُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَفضل الحَمْضِ. وَقَالَ مَرَّة: القَيْسَبةُ، بالهاءِ، شُجَيْرة تَنْبُتُ خُيوطاً مِن أَصل وَاحِدٍ، وتَرْتَفع قَدْرَ الذِّرَاعِ، ونَوْرَتُها كَنَوْرَةِ البَنَفْسَج، ويُسْتَوْقَدُ برُطُوبتها، كَمَا يُسْتَوْقَدُ اليَبِيسُ. وقَيْسَبٌ: اسْمٌ. وقَسَبَتِ الشمسُ: أَخذتْ في المَغِيب. قسحب: القُسْحُبُّ: الضَّخْمُ؛ مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. قسقب: القُسْقُبُّ: الضَّخْمُ، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (1). قوله [أَوْ فَلَجٌ بِبَطْنِ وَادٍ إلخ] أنشده المؤلف كالجوهري في ف ل ج وقال: وَلَوْ رُوِيَ فِي بُطُونِ واد لاستقام الوزن.

قشب: القِشْبُ: الْيَابِسُ الصُّلْب. وقِشْبُ الطَّعَامِ: مَا يُلْقَى مِنْهُ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ. والقَشْبُ، بِالْفَتْحِ: خَلْطُ السُّمِّ بِالطَّعَامِ. ابْنُ الأَعرابي: القَشْب خَلْطُ السُّمِّ وإِصلاحُه حَتَّى يَنْجَعَ فِي البَدن ويَعْمَلَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُخْلَط للنَّسْر فِي اللَّحْمِ حَتَّى يَقْتُلَهُ. وقَشَبَ الطعامَ يَقْشِبُه قَشْباً، وَهُوَ قَشِيبٌ، وقَشَّبَه: خَلَطَه بالسمِّ. والقَشْبُ: الخَلْط، وكلُّ مَا خُلِطَ، فَقَدْ قُشِبَ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يُخْلَطُ بِهِ شَيْءٌ يُفْسِدُه؛ تَقُولُ: قَشَّبْتُه؛ وأَنشد: مُرٌّ إِذا قَشَّبَه مُقَشِّبُه وأَنشد الأَصمعي لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: فَبِتُّ كأَنَّ العائداتِ فَرَشْنَنِي ... هَراساً، بِهِ يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ ونَسْرٌ قَشِيبٌ: قُتِلَ بالغَلْثَى أَو خُلِطَ لَهُ، فِي لَحْمٍ يأْكُلُه، سُمٌّ، فإِذا أَكلهُ قتَله، فيُؤْخَذ ريشُه؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَليّ: بِه نَدَعُ الكَمِيَّ، عَلَى يَدَيْهِ، ... يَخرُّ، تَخالهُ نَسْراً قَشِيبا وَقَوْلُهُ بِهِ: يَعْنِي بِالسَّيْفِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ؛ وَهُوَ: وَلَوْلَا نحنُ أَرْهَقَه صُهَيْبٌ، ... حُسامَ الحَدّ مُطَّرِداً خَشِيبا والقِشْبُ والقَشَبُ: السُّمُّ، وَالْجَمْعُ أَقْشابٌ. يُقَالُ: قَشَبْتُ للنَّسْر، وَهُوَ أَن تَجْعل السُّمَّ عَلَى اللَّحْمِ، فيأْكله فَيَمُوتُ، فَيُؤْخَذُ رِيشُهُ. وقَشَّبَ لَهُ: سَقاه السُّمَّ. وقَشَبَه قَشْباً: سَقاه السُّمَّ. وقَشَّبني ريحُه تَقْشِيباً أَي آذَانِي، كأَنه قَالَ: سَمَّني ريحُه. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا يَمُرُّ عَلَى جِسْر جَهَنَّمَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَشَّبَنِي ريحُها ؛ مَعْنَاهُ: سَمَّني ريحُها؛ وكلُّ مَسْمُومٍ قَشِيبٌ ومُقَشَّبٌ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه وَجَدَ مِنْ مُعاوية ريحَ طِيبٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: مَنْ قَشَبَنا؟ أَراد أَن ريحَ الطَّيِّبِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ مَعَ الإِحرام ومُخالَفةِ السَّنَةِ قَشْبٌ، كَمَا أَن رِيحَ النَّتْن قَشْبٌ، وكلُّ قَذَرٍ قَشْبٌ وقَشَبٌ. وقَشِبَ الشيءَ «2» واسْتَقْشَبه: اسْتَقْذَره. وَيُقَالُ: مَا أَقْشَبَ بَيْتَهم أَي مَا أَقْذَر مَا حولَه مِنَ الغَائط وقَشُبَ الشيءُ: دَنُسَ. وقَشَّبَ الشيءَ: دَنَّسَه. وَرَجُلٌ قِشْبٌ خِشْبٌ، بِالْكَسْرِ: لَا خَيْرَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: اغْفِرْ للأَقْشاب ، جَمْعُ قِشْبٍ، وَهُوَ مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ. وقَشَبه بِالْقَبِيحِ، قَشْباً: لَطَّخَه بِهِ، وعَيَّرَه، وَذَكَرَهُ بسُوء. التَّهْذِيبُ: والقَشْبُ مِن الْكَلَامِ الفِرَى؛ يُقَالُ: قَشَّبَنا فلانٌ أَي رَمانا بأَمر لَمْ يَكُنْ فِينَا؛ وأَنشد: قَشَّبْتَنا بفَعالٍ لَسْتَ تارِكَه، ... كَمَا يُقَشِّبُ ماءَ الجُمَّةِ الغَرَبُ وَيُرْوَى مَاءَ الحَمَّة، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَهِيَ الْغَدِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: القاشِبُ الَّذِي يَعِيبُ الناسَ بِمَا فِيهِ؛ يُقَالُ: قَشَبَه بعَيْبِ نَفْسه. والقاشِبُ: الَّذِي قِشْبُه ضَاوِيٌّ أَي نَفْسُه. والقاشِبُ: الخَيَّاط الَّذِي يَلْقُطُ أَقشابه، وَهِيَ عُقَدُ الخُيوط، ببُزاقه إِذا لَفظ بِهَا. وَرَجُلٌ مُقَشَّبٌ: مَمْزُوجُ الحَسَبِ باللُّؤْم، مَخْلوط

_ (2). قوله [وقشب الشيء] ضبط بالأَصل والمحكم قشب كسمع. ومقتضى القاموس أنه من باب ضرب.

الحَسَب. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ مُقَشَّبُ الحَسَب إِذا مُزِجَ حَسَبُه. وقَشَبَ الرجلُ يَقْشِبُ قَشْباً وأَقْشَبَ واقْتَشَبَ: اكْتَسَبَ حَمْداً أَو ذَمّاً. وقَشَبه بشَرٍّ إِذا رَمَاهُ بِعَلَامَةٍ مِنَ الشَّرِّ، يُعْرَفُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِبَعْضِ بَنِيهِ: قَشَبَكَ المالُ أَي أَفْسَدَك وذَهَبَ بعَقْلك. والقَشِبُ والقَشِيبُ: الجَديدُ والخَلَقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ وَعَلَيْهِ قُشْبَانِيَّتانِ ؛ أَي بُرْدتانِ خَلَقانِ، وَقِيلَ: جَدِيدَتَانِ. والقَشِيبُ: مِنَ الأَضداد، وكأَنه مَنْسُوبٌ إِلى قُشْبانٍ، جَمْعُ قَشِيبٍ، خَارِجًا عَنِ الْقِيَاسِ، لأَنه نُسِبَ إِلى الْجَمْعِ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كَوْنُهُ مَنْسُوبًا إِلى الْجَمْعِ غَيْرُ مَرْضِيٍّ، وَلَكِنَّهُ بَنَّاءٌ مُسْتَطْرَفٌ لِلنَّسَبِ كالأَنْبَجانيّ. وَيُقَالُ: ثَوْبٌ قَشِيبٌ، ورَيْطَةٌ قَشِيبٌ أَيضاً، وَالْجَمْعُ قُشُبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنها حُلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ وَقَدْ قَشُبَ قَشابةً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَشُبَ الثوبُ: جَدَّ ونَظُفَ. وَسَيْفٌ قَشِيبٌ: حَدِيثُ عَهْدٍ بالجِلاءِ. وكلُّ شيءٍ جديدٍ: قَشيبٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فالماءُ يَجْلُو مُتُونَهُنَّ، كَمَا ... يَجْلُو التلاميذُ لُؤْلُؤاً قَشِبا والقِشْبُ: نَبَاتٌ يُشْبِهُ المَقِرَ «1»، يَسْمُو مِنْ وَسَطِه قَضيبٌ، فإِذا طَالَ تَنَكَّسَ مِنْ رُطُوبته، وَفِي رأْسه ثَمرةٌ يُقْتَلُ بِهَا سِباعُ الطَّيْرِ. والقِشْبة: الخَسيسُ مِنَ النَّاسِ، يَمانية. والقِشْبةُ: وَلَدُ القِرْدِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صحّتُه، وَالصَّحِيحُ القِشَّةُ، وسيأْتي ذكره. قشلب: القُشْلُبُ والقِشْلِبُ: نَبْتٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بثَبَتٍ. قصب: القَصَبُ: كلُّ نَباتٍ ذِي أَنابيبَ، واحدتُها قَصَبةٌ؛ وكلُّ نباتٍ كَانَ ساقُه أَنابيبَ وكُعوباً، فَهُوَ قَصَبٌ. والقَصَبُ: الأَباء. والقَصْباءُ: جماعةُ القَصَب، واحدتُها قَصَبة وقَصباءةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ، والحَلْفاءُ، والقَصْباءُ، وَنَحْوُهَا اسْمٌ واحدٌ يَقَعُ عَلَى جَمِيعٍ، وَفِيهِ علامةُ التأْنيث، وواحدُه عَلَى بِنَائِهِ وَلَفْظِهِ، وَفِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث الَّتِي فِيهِ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ لِلْجَمِيعِ حَلْفاء، وَلِلْوَاحِدَةِ حَلْفاء، لَمَّا كَانَتْ تَقَعُ لِلْجَمِيعِ، وَلَمْ تَكُنِ اسْمًا مُكَسَّراً عَلَيْهِ الواحدُ؛ أَرادوا أَن يَكُونَ الواحدُ مِنْ بناءٍ فِيهِ علامةُ التأْنيث، كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي الأَكثر الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث، وَيَقَعُ مُذَكَّرًا نَحْوَ التَّمْرِ والبُسْر والبُرّ والشَّعيرِ، وأَشباه ذَلِكَ؛ وَلَمْ يُجاوِزوا الْبِنَاءَ الَّذِي يَقَعُ لِلْجَمِيعِ حيثُ أَرادوا وَاحِدًا، فِيهِ عَلَامَةُ تأْنيث لأَنه فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث، فَاكْتَفَوْا بِذَلِكَ، وبَيَّنُوا الْوَاحِدَةَ بِأَن وَصَفُوهَا بِوَاحِدَةٍ، وَلَمْ يَجِيئُوا بعَلامة سِوَى الْعَلَامَةِ الَّتِي فِي الْجَمْعِ، ليُفْرَقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الِاسْمِ، الَّذِي يَقَعُ لِلْجَمِيعِ، وَلَيْسَ فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث نَحْوَ التَّمْرِ والبُسْر. وَتَقُولُ: أَرْطى وأَرْطاةٌ، وعَلْقَى وعَلْقاة، لأَن الأَلِفات لَمْ تُلْحَقْ للتأْنيث، فَمِن ثَمَّ دَخَلَتِ الْهَاءُ؛ وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ حلف، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. والقَصْباءُ: هُوَ القَصَبُ النَّابِتُ، الْكَثِيرُ فِي مَقْصَبته. ابْنُ سِيدَهْ: القَصْباءُ مَنْبِتُ القَصَب. وَقَدْ أَقصَبَ المكانُ، وأَرض مُقْصِبة وقَصِبةٌ: ذاتُ قَصَبٍ.

_ (1). قوله [يشبه المقر] كذا بالأَصل والمحكم بالقاف والراء وهو الصبر وزناً ومعنى. ووقع في القاموس المغد بالغين المعجمة والدال وهو تحريف لم يتنبه له الشارح يظهر لك ذلك بمراجعة المادّتين.

وقَصَّبَ الزرعُ تَقْصيباً، وأَقْصَبَ: صَارَ لَهُ قَصَبٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ التَّفْريخ. والقَصَبة: كلُّ عظمٍ ذِي مُخٍّ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالقَصَبة، وَالْجَمْعُ قَصَبٌ. والقَصَبُ: كُلُّ عظمٍ مُسْتَدِيرٍ أَجْوَفَ، وكلُّ مَا اتُّخِذَ مِنْ فِضَّةٍ أَو غَيْرِهَا، الْوَاحِدَةُ قَصَبةٌ. والقَصَبُ: عِظَامُ الأَصابع مِنَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ كُلِ مَفْصِلَيْن مِنَ الأَصابع، وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبْطُ القَصَب. القَصَبُ مِنَ الْعِظَامِ: كلُّ عَظْمٍ أَجوفَ فِيهِ مُخٌّ، واحدتُه قَصَبة، وكلُّ عظمٍ عَريضٍ لَوْحٌ. والقَصْبُ: القَطْع. وقَصَبَ الجزارُ الشاةَ يَقْصِبُها قَصْباً: فَصَل قَصَبَها، وَقَطَّعَهَا عُضْواً عُضْواً. ودِرَّة قَاصِبَةٌ إِذا خَرَجَتْ سَهْلة كأَنها قضِيبُ فِضَّةٍ. وقَصَبَ الشيءَ يَقْصِبُه قَصْباً، واقْتَصَبَه: قطَعه. والقاصِبُ والقَصَّابُ: الجَزَّارُ وحِرْفَته القِصَابةُ. فإِما أَن يَكُونَ مِنَ القَطْع، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ أَنه يأْخذ الشاةَ بقَصَبَتِها أَي بساقِها؛ وسُمِّي القَصَّابُ قَصَّاباً لتَنْقيته أَقْصابَ البَطْن. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لَئِنْ وَلِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ، لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ ؛ يريدُ اللُّحومَ الَّتِي تَعَفَّرَتْ بِسُقُوطِهَا فِي التُّراب؛ وَقِيلَ: أَراد بالقصَّاب السَّبُعَ. والتِّراب: أَصلُ ذِرَاعِ الشاةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي فَصْلِ التاءِ مَبْسُوطًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَخَذ الرجُل الرجلَ فقَصَّبه؛ والتَّقْصِيبُ أَن يَشُدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقه، وَمِنْهُ سُمي القَصَّابُ قَصَّاباً. والقاصِبُ: الزامِرُ. والقُصَّابة: المِزْمارُ «1» وَالْجَمْعُ قُصَّابٌ؛ قَالَ الأَعشى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِينُ ... والمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها وَقَالَ الأَصمعي: أَراد الأَعشى بالقُصَّاب الأَوْتارَ الَّتِي سُوِّيَتْ مِنَ الأَمْعاءِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الْمَزَامِيرُ، والقاصِبُ والقَصَّاب النافخُ فِي القَصَب؛ قَالَ: وقاصِبُونَ لَنَا فِيهَا وسُمَّارُ والقَصَّابُ، بِالْفَتْحِ: الزَّمَّارُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْحِمَارَ: فِي جَوْفِه وَحْيٌ كوَحْيِ القَصَّاب يَعْنِي عَيراً يَنْهَقُ. وَالصَّنْعَةُ القِصابةُ والقُصَّابة والقَصْبة والقَصِيبة والتَّقْصِيبة والتَّقْصِبةُ: الخُصْلة المُلْتَوِيةُ مِنَ الشَّعَر؛ وَقَدْ قَصَّبه؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها ... سُخامٌ، كغِرْبانِ البريرِ، مُقَصَّبُ والقَصائبُ: الذَّوائبُ المُقَصَّبةُ، تُلْوى لَيّاً حَتَّى تَتَرَجَّلَ، وَلَا تُضْفَرُ ضَفْراً؛ وَهِيَ الأُنْبوبة أَيضاً. وشَعْر مُقَصَّبٌ أَي مُجَعَّدٌ. وقَصَّبَ شَعره أَي جَعَّدَه. وَلَهَا قُصَّابَتانِ أَي غَديرتانِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: القَصْبة خُصْلة مِنَ الشَّعَرِ تَلْتَوي، فإِنْ أَنتَ قَصَّبْتَها كَانَتْ تَقْصِيبة، وَالْجَمْعُ التَّقاصِيبُ؛ وتَقْصِيبُك إِيّاها لَيُّك الخُصلة إِلى أَسْفلها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِحُ وَقَدْ صَارَتْ تَقاصِيبَ، كأَنها بلابِلُ جاريةٍ. أَبو زَيْدٍ: القَصائبُ الشَّعَر المُقَصَّبُ، واحدتُها قَصِيبة. والقَصَبُ: مَجاري الماءِ مِنَ الْعُيُونِ، واحدتُها قَصَبة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَقامتْ بِهِ، فابْتَنَتْ خَيْمةً ... عَلَى قَصَبٍ وفُراتٍ نَهَرْ

_ (1). قوله [والقصابة المزمار إلخ] أي بضم القاف وتشديد الصاد كما صرح به الجوهري وإن وقع في القاموس إطلاق الضبط المقتضي الفتح على قاعدته وسكت عليه الشارح.

وَقَالَ الأَصمعي: قَصَبُ البَطْحاءِ مِياهٌ تَجْرِي إِلى عُيونِ الرَّكايا؛ يَقُولُ: أَقامتْ بَيْنَ قَصَبٍ أَي رَكايا وماءٍ عَذْبٍ. وَكُلُّ ماءٍ عذبٍ: فراتٌ؛ وكلُّ كثيرٍ جَرى فَقَدْ نَهَرَ واسْتَنْهَرَ. والقَصَبةُ: الْبِئْرُ الحديثةُ الحَفْرِ. التَّهْذِيبُ، الأَصمعي: القَصَبُ مَجاري ماءِ الْبِئْرِ مِنَ الْعُيُونِ. والقَصَبُ: شُعَبُ الحَلْق. والقَصَبُ: عُروق الرِّئَة، وَهِيَ مَخارِجُ الأَنْفاس وَمَجَارِيهَا. وقَصَبةُ الأَنْفِ: عَظْمُه. والقُصْبُ: المِعَى، وَالْجَمْعُ أَقْصابٌ. الْجَوْهَرِيُّ: القُصْبُ، بِالضَّمِّ: المِعَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَمْرو ابنَ لُحَيٍّ أَوَّلُ مَنْ بَدَّل دينَ إِسماعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فرأَيتُه يَجُرُّ قُصْبَه فِي النَّارِ ؛ قِيلَ: القُصْبُ اسْمٌ للأَمْعاءِ كُلِّها؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ أَسْفَلَ البَطْن مِنَ الأَمْعاءِ؛ وَمِنْهُ الحديثُ: الَّذِي يَتَخَطَّى رِقابَ الناسِ يومَ الْجُمُعَةِ، كالجارِّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: تَكْسُو المَفارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ، ... مِنْ قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ قَالَ: وأَما قَوْلُ إمرئِ الْقَيْسِ: والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ فَيُرِيدُ بِهِ الخَصْرَ، وَهُوَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، وَالْجَمْعُ أَقْصابٌ؛ وأَنشد بيتَ الأَعشى: والمُسْمِعاتُ بأَقْصابِها وَقَالَ: أَي بأَوتارها، وَهِيَ تُتَّخَذُ مِنَ الأَمْعاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ أَنَّ قَوْلَ الشَّاعِرِ: والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمتنُ مَلْحوبُ لإمرئِ الْقَيْسِ؛ قَالَ: وَالْبَيْتُ لإِبراهيم بْنِ عِمْرَانَ الأَنصاري؛ وَهُوَ بِكَمَالِهِ: والماءُ مُنْهَمِرٌ، والشَّدُّ مُنْحَدِرٌ، ... والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ، والمَتْنُ مَلْحوبُ وَقَبْلَهُ: قَدْ أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعواءَ، تَحْمِلُني ... جَرْداءُ مَعْروفَةُ اللَّحْيَيْن، سُرْحُوبُ إِذا تَبَصَّرَها الرَّاؤُونَ مُقْبِلةً، ... لاحَتْ لَهُمْ، غُرَّةٌ، منْها، وتَجْبِيبُ رَقاقُها ضَرِمٌ، وجَرْيُها خَذِمٌ، ... ولَحْمها زِيَمٌ، والبَطْنُ مَقْبُوبُ والعَينُ قادِحَةٌ، واليَدُّ سابِحَةٌ، ... والرِّجْلُ ضارِحةٌ، واللَّوْنُ غِرْبيبُ والقَصَبُ مِنَ الجَوْهر: مَا كَانَ مُسْتَطِيلًا أَجْوَفَ؛ وَقِيلَ: القَصَبُ أَنابِيبُ مِنْ جَوْهَرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ جبريلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَب فِيهِ وَلَا نَصَب ؛ ابْنُ الأَثير: القَصَبُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف واسعٌ، كالقَصْرِ المُنيف. والقَصَبُ مِنَ الْجَوْهَرِ: مَا اسْتطالَ مِنْهُ فِي تَجْويف. وسأَل أَبو الْعَبَّاسِ ابنَ الأَعرابي عَنْ تَفْسِيرِهِ؛ فَقَالَ: القَصَبُ، هَاهُنَا: الدُّرُّ الرَّطْبُ، والزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بِالْيَاقُوتِ؛ قَالَ: والبَيتُ هَاهُنَا بِمَعْنَى القَصْر وَالدَّارِ، كَقَوْلِكَ بَيْتُ المَلِك أَي قَصْرُه. والقَصَبةُ: جَوْفُ القَصْرِ؛ وَقِيلَ: القَصْرُ. وقَصَبةُ البَلد: مَدينَتُه؛ وَقِيلَ: مُعْظَمُه. وقَصَبة السَّوادِ: مَدينتُها. والقَصَبَةُ: جَوْفُ الحِصْن، يُبْنى فِيهِ بناءٌ، هُوَ أَوسَطُه. وقَصَبةُ الْبِلَادِ:

مَدينَتُها. والقَصَبة: القَرية. وقَصَبةُ القَرية: وسَطُها. والقَصَبُ: ثيابٌ، تُتَّخَذ مِنْ كَتَّان، رِقاقٌ ناعمةٌ، واحدُها قَصَبيٌّ، مِثْلَ عَربيٍّ وعَرَبٍ. وقَصَبَ البعيرُ الماءَ يَقْصِبُه قَصْباً: مَصَّه. وَبَعِيرٌ قَصِيبٌ، يَقصِبُ الماءَ، وقاصِبٌ: مُمْتَنِعٌ مِنْ شُرْب الماءِ، رافعٌ رأْسه عَنْهُ؛ وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَدْ قَصَبَ يَقْصِبُ قَصْباً وقُصُوباً، وقَصَبَ شُرْبَه إِذا امْتَنَعَ مِنْهُ قَبْلَ أَن يَرْوَى. الأَصمعي: قَصَبَ البعيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ إِذا أَبى أَن يَشْرَب. والقومُ مُقْصِبِونَ إِذا لَمْ تَشْرَب إِبِلُهم. وأَقْصَبَ الرَّاعِي: عافَتْ إِبلُه الماءَ. وَفِي الْمَثَلِ: رَعَى فأَقْصَبَ، يُضْرَب لِلرَّاعِي، لأَنه إِذا أَساءَ رَعْيَها لَمْ تَشْرَبِ الماءَ، لأَنها إِنما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ مِنَ الكَلإِ. ودَخَلَ رُؤْبة عَلَى سُلَيْمَانِ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ وَالِي الْبَصْرَةِ؛ فَقَالَ: أَين أَنْتَ مِنَ النساءِ؟ فَقَالَ: أُطِيلُ الظِّمْءَ، ثُمَّ أَرِدُ فأُقْصِبُ. وَقِيلَ: القُصُوبُ الرِّيُّ مِنْ وُرود الماءِ وَغَيْرِهِ. وقَصَبَ الإِنسانَ والدَّابةَ والبعيرَ يَقْصِبُهُ قَصْباً: مَنَعَهُ شُرْبَه، وقَطَعه عَلَيْهِ، قَبْلَ أَن يَرْوَى. وبعيرٌ قاصِبٌ، وَنَاقَةٌ قاصِبٌ أَيضاً؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وأَقْصَبَ الرجلُ إِذا فَعَلَت إِبلُه ذَلِكَ. وقَصَبَه يَقْصِبُه قَصْباً، وقَصَّبه: شَتَمَه وَعَابَهُ، ووَقعَ فِيهِ. وأَقْصَبَهُ عِرْضَه: أَلْحَمَه إِياه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وكنتُ لَهُمْ، مِنْ هؤلاكَ وهؤُلا، ... مُحِبّاً، عَلَى أَنِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ ورجلٌ قَصّابَةٌ لِلنَّاسِ إِذا كَانَ يَقَعُ فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: هَلْ سمعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نساءَنا؟ قَالَ: لَا. والقِصابةُ: مُسَنَّاة تُبْنى فِي اللَّهْج «1»، كراهيةَ أَن يَسْتَجْمِعَ السيلُ فيُوبَلَ الحائطُ أَي يَذْهَبَ بِهِ الوَبْلُ، ويَنْهَدِمَ عِراقُه. والقِصابُ: الدِّبارُ، واحِدَتُها قَصَبَة. والقاصِبُ: المُصَوِّتُ مِنَ الرَّعْدِ. الأَصمعي فِي بَابِ السَّحاب الَّذِي فِيهِ رَعْدٌ وبَرْقٌ: مِنْهُ المُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والمُدَوِّي، والمُرْتَجِسُ؛ الأَزهري: شَبَّه السَّحابَ ذَا الرَّعْدِ بالقاصبِ أَي الزَّامِرِ. وَيُقَالُ للمُراهِنِ إِذا سَبَقَ: أَحْرَزَ قَصَبَة السَّبْق. وَفَرَسٌ مُقَصِّبٌ: سابقٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ذِمارَ العَتِيك بالجَوادِ المُقَصِّبِ وَقِيلَ لِلسَّابِقِ: أَحْرَزَ القَصَبَ، لأَنَّ الْغَايَةَ الَّتِي يَسْبِقُ إِليها، تُذْرَعُ بالقَصَبِ، وتُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عِنْدَ مُنْتَهى الْغَايَةِ، فَمَنْ سَبَقَ إِليها حَازَهَا واسْتَحَقَّ الخَطَر. وَيُقَالُ: حازَ قَصَبَ السَّبْق أَي اسْتَولى عَلَى الأَمَد. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: أَنه سَبَقَ بَيْنَ الخَيْل فِي الْكُوفَةِ، فَجَعلها مِائَةَ قَصَبةٍ وجَعَل لأَخيرها قَصَبَةً أَلفَ دِرْهَمٍ؛ أَراد: أَنه ذَرَع الْغَايَةَ بالقَصَبِ، فجَعَلَها مِائَةَ قَصَبةٍ. والقُصَيْبَة: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وهَلْ لِيَ، إِنْ أَحْبَبْتُ أَرضَ عَشِيرتي ... وأَحْبَبْتُ طَرْفاءَ القُصَيْبة، مِنْ ذنْب؟

_ (1). قوله [تبنى في اللهج] كذا في المحكم أيضاً مضبوطاً ولم نجد له معنى يناسب هنا. وفي القاموس تبنى في اللحف أي بالحاء المهملة. قال شارحه وفي بعض الأمهات في اللهج انتهى. ولم نجد له معنى يناسب هنا أيضاً والذي يزيل الوقفة إن شاء الله أن الصواب تبنى في اللجف بالجيم محركاً وهو محبس الماء وحفر في جانب البئر. وقوله والقصاب الدبار إلخ بالباء الموحدة كما في المحكم جمع دبرة كتمرة. ووقع في القاموس الديار بالمثناة من تحت ولعله محرف عن الموحدة.

قصلب: القُصْلُبُ: القَوِيُّ الشديدُ كالعُصلُبِ. قضب: القَضْبُ: القَطْعُ. قَضَبَه يَقْضِبه قَضْباً، واقْتَضَبَه، وقَضَّبه، فانْقَضَبَ وتَقَضَّب: انْقَطَعَ؛ قَالَ الأَعشى: ولَبُونِ مِعْزابٍ حَوَيْتُ، فأَصْبَحَتْ ... نُهْبَى، وآزِلَةٍ قَضَبْتُ عِقالَها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: قَضَبْتَ عِقالَها، بِفَتْحِ التاءِ، لأَنه يُخاطِبُ الممدوحَ؛ والآزِلة: الناقَةُ الضامزَة الَّتِي لَا تَجْتَرُّ؛ وَكَانُوا يَحْبِسُون إِبلَهم مخافةَ الْغَارَةِ، فَلَمَّا صَارَتْ إِليك أَيها الممْدوحُ، اتَّسَعَت فِي المَرْعى، فكأَنها كَانَتْ مَعْقُولة، فقَضَبْتَ عِقالَها. قَضَبْت عقالَها، واقْتَضَبْته: اقْتَطَعْته مِنَ الشيءِ؛ والقَضْبُ: قَضْبُك القَضِيبَ وَنَحْوَهُ. والقَضْبُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى مَا قَضَبْتَ مِنْ أَغصانٍ لتَتَّخِذَ مِنْهَا سِهاماً أَو قِسِيّاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وفارِجاً مِنْ قَضْبِ مَا تَقَضَّبا «2» وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ إِذا رأَى التَّصْلِيبَ فِي ثوبٍ، قَضَبَه ؛ قَالَ الأَصمعي: يَعْنِي قَطَع موضعَ التَّصْلِيب مِنْهُ. وَمِنْهُ قِيلَ: اقْتَضَبْتُ الحديثَ، إِنما هُوَ انْتَزَعْتُه واقْتَطَعْتُه، وإِياه عَنَى ذُو الرُّمَّةِ بِقَوْلِهِ، يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: كأَنه كوكَبٌ فِي إِثرِ عِفْرِيَةٍ، ... مُسَوَّمٌ، فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، مُنْقَضِبُ أَي مُنْقَضٌّ مِنْ مَكَانِهِ. وانْقَضَبَ الكَوكبُ مِنْ مَكَانِهِ؛ وَقَالَ القُطاميُّ يصف الثَّور: فعَدا صَبيحةَ صَوْبها مُتَوَجِّساً، ... شَئِزَ القِيام، يُقَضِّبُ الأَغْصانا وَيُقَالُ للمِنْجَلِ: مِقْضَبٌ ومِقْضابٌ. وقُضابةُ الشَّيْءِ: مَا اقْتُضِبَ مِنْهُ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ مَا سَقَط مِنْ أَعالي العِيدان المُقْتَضَبة. وقُضابةُ الشَّجر: مَا يَتَساقَطُ مِنْ أَطراف عِيدَانِهَا إِذا قُضِبَت. والقَضِيبُ: الغُصْنُ. والقَضِيبُ: كلُّ نَبْتٍ مِنَ الأَغصان يُقْضَبُ، وَالْجَمْعُ قُضُبٌ وقُضْبٌ، وقُضْبانٌ وقِضْبانٌ. الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وقَضَبَه قَضْباً: ضَرَبه بالقضِيب. والمُقْتَضَبُ مِنَ الشِّعْر: فاعلاتُ مُفْتعلن مَرَّتَيْنِ؛ وَبَيْتُهُ: أَقْبَلَتْ، فَلاحَ لَهَا ... عارِضانِ كالْبرَدِ وإِنما سُمِّي مُقْتَضَباً، لأَنه اقْتُضِبَ مَفْعُولَاتُ، وَهُوَ الْجُزْءُ الثَّالِثُ مِنَ الْبَيْتِ، أَي قُطِعَ. وقَضَّبَتِ الشمسُ وتَقَضَّبَتْ: امْتَدَّ شُعاعُها مثلَ القُضْبانِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تُقَضِّبِ، ... عَيْنًا بغَضْيانَ ثَجُوجَ المَشْرَبِ ويُروى: لَمْ تَقَضَّبِ؛ وَيُرْوَى: ثَجُوجَ العُنْبَبِ. يَقُولُ: ورَدَتْ والشمسُ لَمْ يَبْدُ لَهَا شُعاعٌ، إِنما طَلَعَت كأَنها تُرْسٌ، لَا شُعاعَ لَهَا. والعُنْبَبُ: كثرةُ الْمَاءِ، قَالَ: أَظنُّ ذَلِكَ. وغَضْيانُ: موضعٌ. وقَضَّبَ الكَرْمَ تَقْضِيباً: قَطَعَ أَغصانَه وقُضبانَه فِي أَيام الرَّبِيعِ. وَمَا فِي فَمِي قاضِبةٌ أَي سِنٌّ تَقْضِبُ شَيْئًا، فتُبِينُ أَحدَ نِصْفَيْهِ مِنَ الْآخَرِ.

_ (2). قوله [وفارجاً إلخ] أراد بالفارج القوس. وعجز البيت: تُرِنُّ إِرْنَانًا إِذَا مَا أنضبا

وَرَجُلٌ قَضّابة: قَطَّاعٌ للأُمور، مُقْتَدِرٌ عَلَيْهَا. وسيفٌ قاضِبٌ، وقَضَّابٌ، وقَضَّابة، ومِقْضَبٌ، وقَضِيبٌ: قَطَّاع. وَقِيلَ: القضيبُ مِنَ السُّيُوفِ اللطيفُ. وَفِي مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَجَعَلَ ابنُ زِيَادٍ يَقْرَعُ فَمه بقَضيبٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالقَضِيب السيفَ اللطيفَ الدقيقَ؛ وَقِيلَ: أَرادَ الْعُودَ، وَالْجَمْعُ قواضِبُ وقُضُبٌ «1»، وَهُوَ ضِدُّ الصفيحةِ. والقَضيبُ مِنَ القِسِيِّ: الَّتِي عُمِلَتْ مِنْ غُصْنٍ غَيْرِ مشْقوق. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَضيبُ القَوْسُ الْمَصْنُوعَةُ مِنَ القَضيب بِتَمَامِهِ؛ وأَنشد للأَعشى: سَلاجِمُ، كالنحلِ، أَنْحَى لَهَا ... قضيبَ سَراءٍ قَليلَ الأُبَنْ قَالَ: والقَضْبةُ كالقَضِيبِ؛ وأَنشد للطِّرِمَّاح: يَلْحَسُ الرَّضْفَ، لَهُ قَضْبةٌ ... سَمحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطامْ والقَضْبةُ: قِدْحٌ مِنْ نَبْعَةٍ يُجْعَلُ مِنْهُ سَهْمٌ، وَالْجَمْعُ قَضباتٌ. والقَضْبةُ والقَضْبُ: الرَّطْبةُ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً ؛ القَضْبُ: الرَّطْبةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِذا أَرْوَوْا بِهَا زَرْعاً وقَضْباً، ... أَمالوها عَلَى خُورٍ طِوالِ قَالَ: وأَهل مَكَّةَ يُسَمون القَتَّ القَضْبةَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَضْبُ مِنَ الشَّجَرِ كلُّ شَجَرٍ سَبِطَتْ أَغصانُه، وَطَالَتْ. والقَضْبُ: مَا أُكِلَ من النبات المُقْتَضَبِ غَضّاً؛ وَقِيلَ هُوَ الفُصافِصُ، واحدتُها قَضْبة، وَهِيَ الإِسْفِسْتُ، بِالْفَارِسِيَّةِ؛ والمَقْضَبةُ: مَوْضِعُهُ الَّذِي يَنبُتُ فِيهِ. التَّهْذِيبُ: المَقْضَبة مَنْبِتُ القَضْبِ، ويُجْمَعُ مَقاضِبَ ومَقاضِيبَ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الوَرْد: لَسْتُ لِمُرَّةَ، إِنْ لَمْ أُوفِ مَرْقَبةً، ... يَبْدو لِيَ الحَرْثُ مِنْهَا، والمَقاضِيبُ والمِقْضابُ: أَرضٌ تُنْبِتُ القَضْبة؛ قَالَتْ أُخْتُ مُفَصَّصٍ الباهليَّةُ: فأَفَأْتُ أُدْماً، كالهِضابِ، وجامِلًا ... قَدْ عُدْنَ مِثلَ عَلائفِ المِقْضابِ وَقَدْ أَقْضَبَتِ الأَرضُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: القَضْبُ شَجَرٌ سُهْلِيٌّ يَنْبُتُ فِي مَجامِع الشَّجَرِ، لَهُ وَرَقٌ كورقِ الكُمَّثْرَى إِلَّا أَنه أَرَقُّ وأَنْعم، وشجرُه كَشَجَرِهِ، وتَرْعى الإِبلُ ورقَه وأَطرافَه، فإِذا شَبِعَ مِنْهُ الْبَعِيرُ، هجَره حِينًا، وَذَلِكَ أَنه يُضَرِّسُه، ويُخَشِّنُ صَدرَهُ، ويورِثُه السُّعال. النَّضْرُ: القَضْبُ شَجر تُتَّخذ مِنْهُ القِسِيُّ؛ قَالَ أَبو دُواد: رَذايا كالبَلايا، أَو ... كعيدانٍ مِنَ القَضْبِ وَيُقَالُ: إِنه مِنْ جِنْسِ النَّبْع؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُعِدُّ زُرْقٍ هَدَتْ قَضْباً مُصَدَّرةً الأَصمعي: القَضَبُ السِّهامُ الدِّقاقُ «2»، واحدُها قَضِيبٌ، وأَراد قَضَباً فسكَّن الضَّادَ، وَجَعَلَ سَبِيلَهُ سَبِيلَ عَديم وعَدَم، وأَديم وأَدَم. وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمَعَ

_ (1). قوله [والجمع قواضب وقضب] الأَول جمع قاضب والثاني جمع قضيب وهو راجع لقوله وسيف قاضب إلخ لا أنه من كلام النهاية حتى يتوهم أنهما قضيب فقط إذ لم يسمع. (2). قوله [الأَصمعي القضب السهام إلخ] هذه عبارة المحكم بهذا الضبط.

قَضِيباً عَلَى قَضْب، لمَّا وجَد فَعْلًا فِي الْجَمَاعَةِ مُسْتَمِرًّا. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَضْبة شَجَرَةٌ يُسَوَّى مِنْهَا السَّهمُ. يُقَالُ: سَهْمُ قَضْبٍ، وسهمُ نَبْع، وَسَهْمُ شَوْحَطٍ. والقَضيبُ مِنَ الإِبل: الَّتِي رُكِبَتْ، وَلَمْ تُلَيَّنْ قَبْلَ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: القَضِيبُ الناقةُ الَّتِي لَمْ تُرَضْ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ تَمْهَرِ الرياضةَ، الذكرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: مُخَيَّسةٌ ذُلًّا، وتَحْسِبُ أَنها، ... إِذا مَا بَدَتْ للناظِرِينَ، قَضِيبُ يَقُولُ: هِيَ رَيِّضةٌ ذَليلةٌ، ولعِزَّةِ نفْسها يَحْسِبُها الناظرُ لَمْ تُرَضْ؛ أَلا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا: كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فؤادُها ... فصَعْبٌ، وأَما ظَهْرُها فرَكُوبُ وقَضَبْتُها واقْتَضَبْتُها: أَخذتُها مِنَ الإِبل قَضِيباً، فَرُضْتُها. واقْتَضَبَ فلانٌ بَكْراً إِذا رَكِبَهُ ليُذِلَّه، قَبْلَ أَن يُراضَ. وناقةٌ قَضيبٌ وبَكْرٌ قَضِيبٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وقَضَبْتُ الدابةَ واقْتَضَبْتُها إِذا رَكِبْتَهَا قَبْلَ أَن تُراضَ، وَكُلُّ مَنْ كلَّفته عَمَلًا قَبْلَ أَن يُحْسِنَه، فَقَدِ اقْتَضَبْتَه، وَهُوَ مُقْتَضَبٌ فِيهِ. واقْتِضابُ الْكَلَامِ: ارْتجالُه؛ يُقَالُ: هَذَا شعرٌ مُقْتَضَبٌ، وَكِتَابٌ مُقْتَضَبٌ. واقْتَضَبْتُ الحديثَ والشِّعْرَ: تَكلمْتُ بِهِ مِنْ غَيْرِ تهيئةٍ أَو إِعْدادٍ لَهُ. وقَضِيبٌ: رجُلٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لأَنْتُم، يومَ جاءَ القومُ سَيْراً ... عَلَى المَخْزاةِ، أَصْبَرُ مِنْ قَضِيبِ هَذَا رَجُلٌ لَهُ حديثٌ ضَرَبه مَثَلًا فِي الإِقامة عَلَى الذُّلِّ أَي لَمْ تَطْلُبوا بقَتْلاكم، فأَنتم فِي الذُّلِّ كَهَذَا الرَّجُلِ. وقَضِيبٌ: وادٍ معروفٌ بأَرض قَيْسٍ، فِيهِ قَتَلَتْ مُرادُ عَمْرو بنَ أُمامة؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ طَرَفَةُ: أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ، حَيّاً وهالِكاً، ... ببَطْنِ قَضِيبٍ عارِفاً ومُناكِرا وقَضِيبُ الحمارِ وَغَيْرِهِ. أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ لذَكَر الثَّوْر: قَضِيبٌ وقَيْصومٌ. التَّهْذِيبُ: وَيُكَنَّى بالقَضيبِ عَنْ ذَكَرِ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ. والقُضَّابُ نَبْتٌ، عَنْ كراع. قطب: قَطَبَ الشيءَ يَقْطِبُهُ قَطْباً: جَمَعه. وقَطَبَ يَقْطِبُ قَطْباً وقُطوباً، فَهُوَ قاطِبٌ وقَطُوبٌ. والقُطوبُ: تَزَوِّي مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، عِنْدَ العُبوس؛ يُقَالُ: رأَيتُه غَضْبانَ قاطِباً، وَهُوَ يَقْطِبُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَطْباً وقُطوباً، ويُقَطِّبُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ تَقْطِيبًا. وقَطَبَ يَقْطِبُ: زَوَى مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وعَبَس، وكَلَح مِنْ شَرابٍ وَغَيْرِهِ، وامرأَة قَطُوبٌ. وقَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَي جَمعَ كَذَلِكَ. والمُقَطَّبُ والمُقَطِّبُ والمُقْطِبُ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ. وقَطَّبَ وجهَه تَقْطيباً أَي عَبَسَ وغَضِبَ. وقَطَّب بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَي جَمعَ الغُضُونَ. أَبو زَيْدٍ فِي الجَبِينِ: المُقَطِّبُ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بنَبيذٍ فشَمَّه فقَطَّبَ أَي قَبَضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، كَمَا يَفْعَلُهُ العَبُوسُ، وَيُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: مَا بالُ قُرَيْشٍ يَلْقَوْننا بوُجُوهٍ قاطبةٍ؟ أَي مُقَطَّبة. قَالَ: وَقَدْ يجيءُ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ؛ قَالَ: والأَحسن أَن يَكُونَ فَاعِلٌ، عَلَى بَابِهِ، مِنْ

قَطَبَ، الْمُخَفَّفَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: دائمةُ القُطوب أَي العُبُوس. يُقَالُ: قَطَبَ يَقْطِبُ قُطوباً، وقَطَبَ الشرابَ يَقْطِبُه قَطْباً وقَطَّبه وأَقْطَبه: كلُّه مَزَجه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: أَناةٌ، كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها، ... يُقَطِّبُه، بالعَنْبَرِ الوَرْدِ، مُقْطِبُ «1» وشَرابٌ قَطِيبٌ: مَقْطُوبٌ. والقِطابُ: المِزاجُ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْجَمْعِ. التَّهْذِيبُ: القَطْبُ المَزْجُ، وَذَلِكَ الخَلْطُ، وَكَذَلِكَ إِذا اجْتَمَعَ القومُ وَكَانُوا أَضيافاً، فاختلَطوا، قِيلَ: قَطبوا، فَهُمْ قاطِبون؛ وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: جاءَ القومُ قاطِبَةً أَي جَمِيعًا، مُخْتَلِطٌ بعضُهم بِبَعْضٍ. اللَّيْثُ: القِطابُ المِزاجُ فِيمَا يُشْرَبُ وَلَا يُشْرَبُ، كَقَوْلِ الطَّائِفِيَّةِ فِي صَنْعَةِ غِسْلَة؛ قَالَ أَبو فَرْوة: قَدِمَ فَرِيغُونُ بِجَارِيَةٍ، قَدِ اشْتَرَاهَا مِنَ الطَّائِفِ، فصيحةٍ، قَالَ: فدخلتُ عَلَيْهَا وَهِيَ تُعالِجُ شَيْئًا، فقلتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: هَذِهِ غِسْلة. فقلتُ: وَمَا أَخلاطُها؟ فَقَالَتْ: آخُذُ الزبيبَ الجَيِّدَ، فأُلْقِي لَزَجَه، وأُلَجِّنُه وأُعَبِّيه بالوَخِيف، وأَقْطِبه؛ وأَنشد غَيْرَهُ: يَشرَبُ الطِّرْمَ والصَّريفَ قِطابا قَالَ: الطِّرْم العَسل، والصَّريفُ اللَّبن الحارُّ، قِطاباً: مِزاجاً. والقَطْبُ: القَطْع، وَمِنْهُ قِطابُ الجَيب؛ وقِطابُ الجَيْب: مَجمَعُه؛ قَالَ طَرَفَةُ: رَحِيبُ قِطابِ الجَيبِ مِنْهَا، رَقيقَةٌ ... بجَسِّ النَّدامى، بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ يَعْنِي مَا يَتَضامُّ مِنْ جَانِبِي الجَيب، وَهِيَ اسْتِعَارَةٌ؛ وكلُّ ذَلِكَ مِنَ القَطْبِ الَّذِي هُوَ الْجَمْعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: قِطابُ الجَيبِ أَسفلُه. والقَطِيبَةُ: لَبَنُ المِعْزى والضأْن يُقْطَبانِ أَي يُخلَطانِ، وَهِيَ النَّخِيسَةُ؛ وَقِيلَ: لبنُ النَّاقَةِ وَالشَّاةِ يُخلَطان ويُجمَعان؛ وَقِيلَ اللبنُ الْحَلِيبُ أَو الحَقِينُ، يُخلَطُ بالإِهالة. وَقَدْ قَطَبْتُ لَهُ قَطِيبةً فشَرِبَها؛ وكلُّ مَمْزوج قَطِيبَةٌ. والقَطِيبة: الرَّثِيئَةُ. وجاءَ القومُ بقَطِيبِهم أَي بجَماعَتهم. وجاؤُوا قاطِبةً أَي جَمِيعًا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُستعمل إِلَّا حَالًا، وَهُوَ اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الْعُمُومِ. اللَّيْثُ: قَاطِبَةٌ اسْمٌ يَجْمَعُ كلَّ جِيل مِنَ النَّاسِ، كَقَوْلِكَ: جاءَت العربُ قَاطِبَةً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمَّا قُبِضَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارْتَدَّتِ العَرَبُ قَاطِبَةً أَي جميعُهم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي الْحَدِيثِ، نَكِرَةً مَنْصُوبَةً، غَيْرَ مُضَافَةٍ، وَنَصْبُهَا عَلَى الْمَصْدَرِ أَو الْحَالِ. والقَطْبُ أَن تُدْخَلَ إِحْدى عُرْوَتي الجُوالِقِ فِي الأُخرى عِنْدَ العَكْم، ثُمَّ تُثْنى، ثُمَّ يُجمَع بَيْنَهُمَا، فإِن لَمْ تُثْنَ، فَهُوَ السَّلْقُ؛ قَالَ جَنْدَلٌ الطُّهَويّ: وحَوْقَلٍ ساعِدُه قَدِ انْمَلَقْ، ... يَقُولُ: قَطْباً ونِعِمّا، إِنْ سَلَقْ وَمِنْهُ يُقَالُ: قَطَبَ الرجلُ إِذا ثَنَى جِلْدةَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وقَطَبَ الشيءَ يَقْطِبُه قَطْباً: قَطَعه. والقُطَابة: القِطْعة مِنَ اللَّحْمِ، عَنْ كُراع. وقِرْبة مَقْطُوبة أَي مملوءَة، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقُطْبُ والقَطْبُ والقِطْبُ والقُطُبُ: الحديدة

_ (1). قوله [تحت ثيابها] رواه في التكملة دون ثيابها. وقال: ويروى يبكله أي بدل يقطبه.

الْقَائِمَةُ الَّتِي تَدُورُ عَلَيْهَا الرَّحَى. وَفِي التَّهْذِيبِ: القُطْبُ الْقَائِمُ الَّذِي تَدُور عَلَيْهِ الرَّحَى، فَلَمْ يَذْكُرِ الْحَدِيدَةَ. وَفِي الصِّحَاحِ: قُطْبُ الرَّحى الَّتِي تَدُورُ حَوْلَها العُلْيا. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: وَفِي يَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَى ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ الْحَدِيدَةُ الْمُرَكَّبَةُ فِي وَسَطِ حجَر الرَّحَى السُّفْلى، وَالْجَمْعُ أَقْطابٌ وقُطُوبٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى أَنَّ أَقْطاباً جَمْعُ قُطْبٍ وقُطُبٍ وقِطْبٍ، وأَنَّ قُطُوباً جمعُ قَطْبٍ. والقَطْبة: لُغة فِي القُطْب، حَكَاهَا ثَعْلَبٌ. وقُطْبُ الفَلَك وقَطْبُه وقِطْبُه: مَدَاره؛ وَقِيلَ القُطْبُ: كوكبٌ بَيْنَ الجَدْيِ والفَرْقَدَيْن يَدُورُ عَلَيْهِ الفَلَكُ، صَغِيرٌ أَبيضُ، لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ أَبداً، وإِنما شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَى، وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي الطَّبَقِ الأَسْفَل مِنَ الرَّحَيَيْنِ، يَدُورُ عَلَيْهَا الطَّبَقُ الأَعْلى، وتَدُور الكواكبُ عَلَى هَذَا الْكَوْكَبِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: القُطْبُ. أَبو عَدْنان: القُطْب أَبداً وَسَطُ الأَربع مِنْ بَنَات نَعْش، وَهُوَ كَوْكَبٌ صَغِيرٌ لَا يَزُولُ الدَّهْرَ، والجَدْيُ والفَرْقدانِ تَدُور عَلَيْهِ. ورأَيت حَاشِيَةً فِي نُسْخَةِ الشَّيْخِ ابْنِ الصَّلَاحِ الْمُحَدِّثِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: القَطْبُ لَيْسَ كَوْكَبًا، وإِنما هُوَ بُقْعَةٌ مِنَ السماءِ قَرِيبَةٌ مِنَ الجَدْي. والجَدْيُ: الْكَوْكَبُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ القِبلة فِي الْبِلَادِ الشَّمالية. ابْنَ سِيدَهْ: القُطْبُ الَّذِي تُبْنَى عَلَيْهِ القِبْلَة. وقُطْبُ كُلِّ شَيْءٍ: مِلاكُه. وصاحبُ الْجَيْشِ قُطْبُ رَحَى الحَرْب. وقُطْبُ الْقَوْمِ: سيدُهم. وَفُلَانٌ قُطْبُ بَنِي فُلَانٍ أَي سيدُهم الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهِ أَمرهم. والقُطْبُ: مِنْ نِصالِ الأَهْداف. والقُطْبةُ: نَصْلُ الهَدَفِ. ابْنُ سِيدَهْ: القُطْبةُ نَصْلٌ صَغِيرٌ، قَصِيرٌ، مُرَبَّع فِي طَرَف سَهْمٍ، يُغْلى بِهِ فِي الأَهْداف؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهُوَ مِنَ المَرامي. قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ طَرَفُ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمى بِهِ فِي الغَرَض. النَّضْرُ: القُطْبةُ لَا تُعَدُّ سَهْماً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَافِعِ بْنِ خَديج، ورُمِيَ بِسَهْمٍ فِي ثَنْدُوَتِه: إِن شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ، وتركتُ القُطْبة، وشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنك شهيدُ القُطْبة. والقُطْبُ: نصلُ السَّهْمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فيأْخذ سهمَه، فَيَنْظُرُ إِلى قُطْبه، فَلَا يَرَى عَلَيْهِ دَماً. والقُطْبة والقُطْبُ: ضَرْبَانِ مِنَ النَّبَاتِ؛ قِيلَ: هِيَ عُشْبة، لَهَا ثَمَرَةٌ وحَبٌّ مِثْلُ حَبِّ الهَراسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ ضربٌ مِنَ الشَّوْك يَتَشَعَّبُ مِنْهَا ثلاثُ شَوْكات، كأَنها حَسَكٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُطْبُ يَذْهَبُ حِبالًا عَلَى الأَرض طُولًا، وَلَهُ زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ وشَوْكةٌ إِذا أَحْصَدَ ويَبِسَ، يَشُقُّ عَلَى النَّاسِ أَن يطؤُوها مُدَحْرَجة، كأَنها حَصاةٌ؛ وأَنشد: أَنْشَيْتُ بالدَّلْوِ أَمْشِي نحوَ آجنةٍ، ... مِنْ دونِ أَرْجائِها، العُلَّامُ والقُطَبُ واحدتُه قُطْبةٌ، وَجَمْعُهَا قُطَبٌ، وورَقُ أَصلِها يُشْبِهُ وَرَقَ النَّفَل والذُّرَقِ؛ والقُطْبُ ثَمرُها. وأَرض قَطِبةٌ: يَنْبُتُ فِيهَا ذَلِكَ النَّوْعُ مِنَ النَّبَاتِ. والقِطِبَّى: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُصْنَعُ مِنْهُ حَبْل كَحَبْلِ النارَجيلِ، فَيَنْتَهي ثمنُه مائةَ دِينَارٍ عَيْناً، وَهُوَ أَفضل مِنَ الكِنْبارِ. والقَطَبُ المنهيُّ عَنْهُ: هُوَ أَن يأْخذَ الرجلُ الشَّيْءَ، ثُمَّ يأْخذ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَتَاعِ، عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ بِغَيْرِ وَزْنٍ، يُعْتَبر فِيهِ بالأَول؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَطِيبُ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ.

والقُطَيبُ: فرسُ سابقِ بْنِ صُرَدَ. وقُطْبَة وقُطَيْبة: اسْمَانِ. والقُطَيْبِيَّةُ: ماءٌ بِعَيْنِهِ؛ فأَما قَوْلُ عَبيدٍ فِي الشِّعْرِ الَّذِي كَسَّرَ بعضَه: أَقْفَرَ، مِنْ أَهْلِه، مَلْحُوبُ، ... فالقُطَبِيَّاتُ، فالذَّنُوبُ إِنما أَراد القُطَبِيَّة هَذَا الماءَ، فَجَمَعَهُ بِمَا حَوْلَه. وهَرمُ بنُ قُطْبَةَ الفَزاريّ: الَّذِي نافَرَ إِليه عامِرُ بنُ الطُّفيل وعَلْقَمةُ بنُ عُلاثَةَ. قطرب: القُطْرُبُ: دُوَيْبَةٌ كانتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، يَزْعُمُونَ أَنها لَيْسَ لَهَا قَرارٌ الْبَتَّةَ؛ وَقِيلَ: لَا تَسْتَريح نهارَها سَعْياً؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا أَعْرِفَنَّ أَحدكم جيفَةَ لَيْل، قُطْرُبَ نَهارٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ إِن القُطْرُبَ لَا تَسْتَرِيحُ نَهَارَهَا سَعْياً؛ فشَبَّه عبدُ اللَّهِ الرجلَ يَسْعى نَهارَه فِي حَوَائِجِ دُنْياه، فإِذا أَمْسَى أَمْسَى كَالًّا تَعِباً، فينامُ ليلَتَه حَتَّى يُصْبِح كالجِيفة لَا يَتحرك، فَهَذَا جِيفةُ ليلٍ، قُطْرُبُ نَهار. والقُطْرُبُ: الْجَاهِلُ الَّذِي يَظْهَرُ بجَهْله. والقُطْرُب: السَّفِيهُ. والقَطارِيبُ: السُّفَهاء، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: عادٌ حُلُوماً، إِذا طاشَ القَطارِيبُ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ وَاحِدًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وخَلِيقٌ أَن يَكُونَ واحدُه قُطْرُوباً، إِلَّا أَن يَكُونَ ابنُ الأَعرابي أَخَذ القَطارِيبَ مِن هَذَا الْبَيْتِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ، فَقَدْ يَكُونُ واحدُه قُطْرُوباً، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا تَثْبُتُ الياءُ فِي جَمْعِه رَابِعَةً مِن هَذَا الضَّرْبِ، وَقَدْ يَكُونُ جمعَ قُطْرُب، إِلَّا أَن الشَّاعِرَ احْتَاجَ فأَثبت الْيَاءَ فِي الْجَمْعِ؛ كَقَوْلِهِ: نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّياريفِ وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَن القُطْرُبَ: الْخَفِيفُ، وَقَالَ عَلَى إِثْر ذَلِكَ: إِنه لَقُطْرُبُ لَيْلٍ؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنها دُوَيْبَةٌ، وَلَيْسَ بِصِفَةٍ كَمَا زَعَمَ. وقُطْرُبٌ: لقبُ مُحَمَّدِ بْنِ المُسْتَنِير النَّحْوِيّ، وَكَانَ يُبَكِّر إِلى سِيبَوَيْهِ، فيَفْتَحُ سِيبَوَيْهِ بَابَهُ فيَجِدُه هُنَالِكَ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَنتَ إِلَّا قُطْرُبُ لَيْلٍ، فلُقِّبَ قُطْرُباً لِذَلِكَ. وتَقَطْرَبَ الرجلُ: حَرَّك رأْسَه؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وأَنشد: إِذا ذَاقَها ذُو الحِلْمِ منهمْ تَقَطْرَبا وقيل تَقَطْرَب، هاهنا: صَارَ كالقُطْرُب الَّذِي هُوَ أَحدُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. والقُطْرُبُ: ذَكَرُ الغِيلانِ. اللَّيْثُ: القُطْرُبُ والقُطْرُوبُ الذَّكَرُ مِنَ السَّعالي. والقُطْرُبُ: الصغيرُ مِنَ الكِلاب. والقُطْرُبُ: اللِّصُّ الفارِهُ فِي اللُّصُوصِيَّة. والقُطْرُبُ: طَائِرٌ. والقُطْرُبُ: الذئبُ الأَمْعَط. والقُطْرُبُ: الجَبانُ، وإِن كَانَ عَاقِلًا. والقُطْرُبُ: المَصْرُوعُ مِنْ لَمَمٍ أَو مِرارٍ، وجمعُها كُلُّهَا قَطارِيبُ، والله أَعلم. قعب: القَعْبُ: القَدَح الضَّخْمُ، الغلِيظُ. الْجَافِي؛ وَقِيلَ: قَدَح مِنْ خَشَب مُقَعَّر؛ وَقِيلَ: هُوَ قَدَحٌ إِلى الصِّغَر، يُشَبَّه بِهِ الحافرُ، وَهُوَ يُرْوِي الرجلَ. وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ: أَقْعُبٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا مَا أَتَتْكَ العِيرُ فانْصَحْ فُتُوقَها، ... وَلَا تَسْقِيَنْ جارَيْكَ مِنْهَا بأَقْعُبِ وَالْكَثِيرُ: قِعَابٌ وقِعَبةٌ، مِثْلَ جَبْءٍ وجِبَأَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَوَّلُ الأَقداح الغُمَرُ، وَهُوَ الَّذِي

لَا يَبْلُغُ الرِّيَّ، ثُمَّ القَعْبُ، وَهُوَ قَدْ يُرْوِي الرجلَ، وَقَدْ يُرْوِي الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، ثُمَّ العُسُّ. وَحَافِرٌ مُقَعِّبٌ: كأَنه قَعْبةٌ لِاسْتِدَارَتِهِ، مُشَبَّهٌ بالقَعْب. والتَّقْعِيبُ: أَن يَكُونَ الْحَافِرُ مُقَبَّباً، كالقَعْبِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ورُسُغاً وحافِراً مُقَعَّبا وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبا، ... بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا والقَعْبةُ: حُقَّةٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: شِبْهُ حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يَكُونُ فِيهَا سَوِيقُ المرأَة؛ وَلَمْ يُخَصِّصْ فِي الْمُحْكَمِ بِسَوِيقِ المرأَة. والقاعِبُ: الذئبُ الصَّيَّاحُ. والتَّقْعِيبُ فِي الْكَلَامِ: كالتَّقْعِير. قَعَّبَ فلانٌ فِي كَلَامِهِ وقَعَّر، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَهَذَا كَلَامٌ لَهُ قَعْبٌ أَي غَوْرٌ؛ وَفِي تَرْجَمَةِ قَنَعَ: بمُقْنَعاتٍ كقِعابِ الأَوْراقْ قَالَ قِعابُ الأَوْراق: يَعْنِي أَنها أَفتاء، فأَسْنانُها بيضٌ. والقَعِيبُ: الْعَدَدُ؛ قَالَ الأَفْوَه الأَوْديّ: قَتَلْنا منهمُ أَسلافَ صِدْقٍ، ... وأُبْنَا بالأُسارَى والقَعِيبِ قعثب: القَعْثَبُ: والقَعْثَبان: الكثيرُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّة «2»، كالخُنْفُساءِ، تَكُونُ على النَّبات. قعسب: القَعْسَبَة: عَدْوٌ شديدٌ بفَزَعٍ. قعضب: القَعْضَبُ: الضَّخْمُ الشديدُ الجَريءُ. وخِمْسٌ قَعْضَبِيٌّ: شَدِيدٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا مَا مَرَّ خِمْسٌ قَعْضَبِيّ وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: قَعْطَبِيٌّ، بالطاءِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ قَرَبٌ مُقَعِّطٌ. والقَعْضَبَة: اسْتِئْصالُ الشَّيْءِ؛ تَقُولُ: قَعْضَبَه أَي استأْصله. والقَعْضَبَةُ: الشِّدَّة. وقَرَبٌ قَعْضَبِيٌّ، وقَعْطَبِيٌّ، ومُقَعِّطٌ: شَدِيدٌ. وقَعْضَبٌ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يَعْمَلُ الأَسِنَّة فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِليه تُنْسَبُ أَسِنَّةُ قَعْضَبٍ. قعطب: قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعْضَبِيٌّ ومُقَعِّطٌ: شَدِيدٌ. وخِمْسٌ قَعْطَبِيٌّ: شَديدٌ، كخِمْسٍ بَصْباصٍ، لَا يُبْلَغُ إِلَّا بالسَّيْر الشَّديدِ. وقَعْطَبَه قَعْطَبَةً: قَطَعَه وضَرَبه فقَعْطَبَه أَي قَطَعَه. قعنب: الأَزهري: القُعْنُبُ الأَنْفُ المُعْوَجُّ. والقَعْنَبةُ: اعْوِجاجٌ فِي الأَنف. والقَعْنَبة: المرأَةُ القَصِيرَةُ. وعُقَابٌ عَقَنْباة وعَبَنْقاةٌ وقَعَنْباةٌ وبَعَنْقاةٌ: حديدةُ المَخالِبِ؛ وَقِيلَ: هِيَ السَّرِيعَةُ الخَطْفِ المُنْكَرةُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَمَا قَالُوا أَسَدٌ أَسِدٌ، وكلْبٌ كَلِبٌ. والقَعْنَبُ: الصُّلْبُ الشَّديدُ مِن كُلِّ شيءٍ. وقَعْنَبٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنْظلة، بِزِيَادَةِ النُّونِ. وَفِي حَدِيثِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ: أَقبلتُ مُجْرَمِّزاً حَتَّى اقْعَنْبَيْتُ بَيْنَ يَدَيِ الحَسَنِ. اقْعَنْبَى الرجلُ إِذا جَعَلَ يَدَيْه عَلَى الأَرض، وقَعَدَ مُسْتَوْفِزاً.

_ (2). قوله [وقيل هي دويبة إلخ] في القاموس إن هذه الدويبة قعثبان بضم أوله وثالثه ومثله في التكملة.

ققب: القَيْقَبُ: سَيرٌ يَدُورُ عَلَى القَرَبُوسَيْنِ كلَيْهما. والقَيْقَبُ والقَيْقَبانُ، عِنْدَ الْعَرَبِ: خَشَبٌ تُعمل مِنْهُ السُّرُوجُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ آزاذْدِرَخْت، وَهُوَ عِنْدُ المُوَلَّدين سَيْرٌ يَعْتَرضُ وراءَ القَرَبُوسِ المُؤَخَّر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَزِلُّ لِبْدُ القَيْقَبِ المِركاحِ، ... عَنْ مَتْنِه، مِنْ زَلَقٍ رَشَّاحِ فَجَعَلَ القَيْقَبَ السَّرْجَ نَفْسَهُ، كَمَا يُسَمُّونَ النَّبْل ضَالًا، والقوسَ شَوْحَطاً. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: القَيْقَبُ شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ السُّروجُ؛ وأَنشد: لَوْلا حِزَاماهُ ولَوْلا لَبَبُهْ، ... لقَحَّمَ الفارِسَ لَوْلَا قَيْقَبُه، والسَّرْجُ حَتَّى قَدْ وَهَى مُضَبِّبُه وَهِيَ الدُّكَيْنُ. قَالَ: واللِّجامُ حَدائِدُ قَدْ يَشْتَبك بعضُها فِي بَعْضٍ، مِنْهَا العِضَادَتانِ والمِسْحَلُ، وَهُوَ تَحْتَ الَّذِي فِيهِ سَيْر العِنانِ، وَعَلَيْهِ يَسِيلُ زَبَدُ فَمِه ودَمُه، وَفِيهِ أَيضاً فأْسُه، وأَطرافُه الحدائدُ الناتئةُ عِنْدَ الذَّقَن، وَهُمَا رأْسا العِضَادَتَيْنِ؛ والعِضَادَتانِ: نَاحِيَتَا اللِّجَامِ. قَالَ: والقَيْقَبُ الَّذِي فِي وَسَطِ الفأْس؛ وأَنشد: إِنيَ منْ قومِيَ فِي مَنْصِبٍ، ... كمَوْضِعِ الفَأْس مِنَ القَيْقَبِ فَجَعَلَ القَيْقَبَ حَدِيدَةً فِي فأْس اللِّجامِ. والقَيْقَبانُ: شجر معروف. قلب: القَلْبُ: تَحْويلُ الشيءِ عَنْ وَجْهِهِ. قَلَبه يَقْلِبُه قَلْباً، وأَقْلَبه، الأَخيرةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ ضَعِيفَةٌ. وَقَدِ انْقَلَب، وقَلَبَ الشيءَ، وقَلَّبه: حَوَّله ظَهْراً لبَطْنٍ. وتَقَلَّبَ الشيءُ ظَهْرًا لبَطْنٍ، كالحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ عَلَى الرَّمْضاءِ. وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بِيَدِي تَقْلِيباً، وَكَلَامٌ مَقْلوبٌ، وَقَدْ قَلَبْتُه فانْقَلَب، وقَلَّبْتُه فَتَقَلَّب. والقَلْبُ أَيضاً: صَرْفُكَ إِنْساناً، تَقْلِبُه عَنْ وَجْهه الَّذِي يُريده. وقَلَّبَ الأُمورَ: بَحَثَها، ونَظَر فِي عَواقبها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ ؛ وكُلُّه مَثَلٌ بِمَا تَقَدَّم. وتَقَلَّبَ فِي الأُمور وَفِي الْبِلَادِ: تَصَرَّف فِيهَا كَيْفَ شاءَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ . مَعْنَاهُ: فَلَا يَغْرُرْكَ سَلامَتُهم فِي تَصَرُّفِهم فِيهَا، فإِنَّ عَاقِبَةَ أَمْرهم الهلاكُ. وَرَجُلٌ قُلَّبٌ: يَتَقَلَّبُ كَيْفَ شاءَ. وتَقَلَّبَ ظَهْرًا لبطْنٍ، وجَنْباً لجَنْبٍ: تَحوَّل. وقولُهم: هُوَ حُوَّلٌ قُلَّبٌ أَي مُحتالٌ، بَصِيرٌ بتَقْليبِ الأُمور. والقُلَّبُ الحُوَّلُ: الَّذِي يُقَلِّبُ الأُمورَ، ويحْتال لَهَا. وَرُوِيَ عَنْ مُعاوية، لَمَّا احْتُضِرَ: أَنه كَانَ يُقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ فِي مَرَضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنكم لتُقَلِّبُونَ حُوَّلًا قُلَّباً، لَوْ وُقيَ هَوْلَ المُطَّلَعِ ؛ وَفِي النِّهَايَةِ: إِن وُقيَ كُبَّةَ النَّارِ، أَي رَجُلًا عَارِفًا بالأُمور، قَدْ رَكِبَ الصَّعْبَ والذَّلُول، وقَلَّبهما ظَهْراً لبَطْنٍ، وَكَانَ مُحْتالًا فِي أُموره، حَسَنَ التَّقَلُّبِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ تَرْجُف وتَخِفُّ مِنَ الجَزَع والخَوْفِ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَن مَنْ كانَ قَلْبُه مُؤْمِناً بالبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ، ازدادَ بَصِيرَةً، ورأَى مَا وُعِدَ بِهِ، وَمَنْ كانَ قَلْبُهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، رأَى مَا يُوقِنُ مَعَهُ أَمْرَ الْقِيَامَةِ والبَعْث، فعَلِم ذَلِكَ بِقَلْبِهِ،

وشاهَدَه بِبَصَرِهِ؛ فَذَلِكَ تَقَلُّبُ القُلُوب والأَبصار. وَيُقَالُ: قَلَبَ عَيْنَه وحِمْلاقَه، عِنْدَ الوَعيدِ والغَضَبِ؛ وأَنشد: قالبُ حِمْلاقَيْهِ قَدْ كادَ يُجَنّ وقَلَب الخُبْزَ ونحوَه يَقْلِبه قَلْباً إِذا نَضِج ظاهرُه، فَحَوَّله ليَنْضَجَ باطنُه؛ وأَقْلَبها: لُغَةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ ضَعِيفَةٌ. وأَقْلَبَتِ الخُبْزَةُ: حَانَ لَهَا أَن تُقْلَبَ. وأَقْلَبَ العِنَبُ: يَبِسَ ظاهرُه، فَحُوِّلَ. والقَلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: انْقِلابٌ فِي الشَّفَةِ العُلْيا، واسْتِرخاءٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: انْقِلابُ الشَّفَةِ، وَلَمْ يُقَيِّدْ بالعُلْيا. وشَفَة قَلْباءُ: بَيِّنَةُ القَلَب، وَرَجُلٌ أَقْلَبُ. وَفِي الْمَثَلِ: اقْلِبي قَلابِ؛ يُضْرَب لِلرَّجُلِ يَقْلِبُ لسانَه، فيَضَعُه حَيْثُ شاءَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: بَيْنا يُكَلِّمُ إِنساناً إِذ اندفَعَ جرير يُطْرِيه ويُطْنِبُ، فأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا جَرِيرُ؟ وعَرَفَ الغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: ذكرتُ أَبا بَكْرٍ وَفَضْلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: اقْلِبْ قَلَّابُ، وسكتَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ تَكُونُ مِنْهُ السَّقْطة، فَيَتَدَارَكُهَا بأَن يَقْلِبَها عَنْ جِهتها، ويَصْرِفَها إِلى غَيْرِ مَعْنَاهَا؛ يُرِيدُ: اقْلِبْ يَا قَلَّابُ فأَسْقَطَ حرفَ النِّدَاءِ، وَهُوَ غَرِيبٌ؛ لأَنه إِنما يُحْذَفُ مَعَ الأَعْلام. وقَلَبْتُ القومَ، كَمَا تقولُ: صَرَفْتُ الصبيانَ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وقَلَبَ المُعَلِّم الصِّبْيَانَ يَقْلِبُهم: أَرسَلَهم، ورَجَعَهُم إِلى مَنَازِلِهِمْ؛ وأَقْلَبَهم: لغةٌ ضعيفةٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، عَلَى أَنه قَدْ قَالَ: إِن كَلَامَ الْعَرَبِ فِي كُلِّ ذَلِكَ إِنما هُوَ: قَلَبْتُه، بِغَيْرِ أَلف. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَانَ يقالُ لمُعَلِّم الصِّبْيَانِ: اقْلِبْهم أَي اصْرفهُمْ إِلى مَنَازِلِهِمْ. والانْقِلابُ إِلى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، المصيرُ إِليه، والتَّحَوُّلُ، وَقَدْ قَلَبه اللهُ إِليه؛ هَذَا كلامُ الْعَرَبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيِّ: أَقْلَبه؛ قَالَ وَقَالَ أَبو ثَرْوانَ: أَقْلَبَكُم اللهُ مَقْلَب أَوليائه، ومُقْلَبَ أَوليائه، فَقَالَهَا بالأَلف. والمُنْقَلَبُ يَكُونُ مَكَانًا، وَيَكُونُ مَصْدَرًا، مِثْلُ المُنْصَرَف. والمُنْقَلَبُ: مَصِيرُ العِبادِ إِلى الْآخِرَةِ. وَفِي حَدِيثِ دعاءِ السَّفَرِ: أَعوذُ بِكَ مِنْ كَآبَةِ المُنْقَلَب أَي الانْقِلابِ مِنَ السَّفَرِ، والعَوْدِ إِلى الوَطَن؛ يَعْنِي أَنه يَعُودُ إِلى بَيْتِهِ فَيرى فِيهِ مَا يَحْزُنه. والانْقِلابُ: الرجوعُ مُطْلَقًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُنْذِرِ ابن أَبي أَسِيدٍ، حِينَ وُلِدَ: فاقْلِبُوه، فَقَالُوا: أَقْلَبْناه يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَصَوَابُهُ قَلَبْناه أَي رَدَدْناه. وقَلَبه عَنْ وَجْهِهِ: صَرَفَه؛ وَحَكَى اللحيانيُّ: أَقْلَبه، قَالَ: وَهِيَ مَرْغوبٌ عَنْهَا. وقَلَبَ الثوبَ، والحديثَ، وكلَّ شيءٍ: حَوَّله؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِيهِمَا أَقْلَبه. وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن الْمُخْتَارَ عِنْدَهُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ قَلَبْتُ. وَمَا بِالْعَلِيلِ قَلَبةٌ أَي مَا بِهِ شَيْءٌ، لَا يُسْتَعْمَل إِلا فِي النَّفْيِ، قَالَ الفراءُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ القُلابِ: داءٍ يأْخذ الإِبل فِي رؤُوسها، فيَقْلِبُها إِلى فَوْقُ؛ قَالَ النَّمِرَ: أَوْدَى الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلِبه، ... وَقَدْ بَرِئْتُ، فَمَا بالقلبِ مِنْ قَلَبَهْ أَي بَرِئْتُ مِنْ داءِ الحُبِّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي:

مَعْنَاهُ لَيْسَتْ بِهِ عِلَّةٌ، يُقَلَّبُ لَهَا فيُنْظَرُ إِليه. تَقُولُ: مَا بِالْبَعِيرِ قَلَبة أَي لَيْسَ بِهِ داءٌ يُقْلَبُ لَهُ، فيُنْظَرُ إِليه؛ وَقَالَ الطَّائِيُّ: مَعْنَاهُ مَا بِهِ شيءٌ يُقْلِقُه، فَيَتَقَلَّبُ مِنْ أَجْلِه عَلَى فِرَاشِهِ. اللَّيْثُ: مَا بِهِ قَلَبة أَي لَا داءَ وَلَا غَائِلَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فانْطَلَق يَمشي، مَا بِهِ قَلَبة أَي أَلمٌ وَعِلَّةٌ؛ وَقَالَ الفراءُ: مَعْنَاهُ مَا بهِ عِلَّةٌ يُخْشى عَلَيْهِ مِنْهَا، وَهُوَ مأْخوذ مِن قَوْلِهِمْ: قُلِبَ الرجلُ إِذا أَصابه وَجَعٌ فِي قَلْبِهِ، وَلَيْسَ يَكادُ يُفْلِتُ مِنْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَصلُ ذَلِكَ فِي الدَّوابِّ أَي مَا بِهِ داءٌ يُقْلَبُ مِنْهُ حافرُه؛ قَالَ حميدٌ الأَرْقَطُ يَصِفُ فَرَسًا: وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، ... وَلَا لِحَبْلَيْه بِهَا حَبارُ أَي لَمْ يَقْلِبْ قَوائمَها مِنْ عِلَّة بِهَا. وَمَا بالمريضِ قَلَبَة أَي عِلَّةٌ يُقَلَّبُ مِنْهَا. والقَلْبُ: مُضْغةٌ مِنَ الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ. ابْنُ سِيدَهْ: القَلْبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر، صَرَّح بِذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ، وَالْجَمْعُ: أَقْلُبٌ وقُلوبٌ، الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ نَزَلَ بِهِ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَيْكَ، فَوَعاه قَلْبُك، وثَبَتَ فَلَا تَنْساه أَبداً. وَقَدْ يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عَنِ العَقْل، قَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ؛ أَي عَقْلٌ. قَالَ الفراءُ: وجائزٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ أَن تقولَ: مَا لَكَ قَلْبٌ، وَمَا قَلْبُك مَعَكَ؛ تَقُولُ: مَا عَقْلُكَ معكَ، وأَين ذَهَبَ قَلْبُك؟ أَي أَين ذَهَبَ عَقْلُكَ؟ وَقَالَ غَيْرُهُ: لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَي تَفَهُّمٌ وتَدَبُّرٌ. ورُوي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَتاكم أَهل اليَمن، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً ، فوَصَفَ القلوبَ بالرِّقة، والأَفْئِدَةَ باللِّين. وكأَنَّ القَلْبَ أَخَصُّ مِنَ الفؤَاد فِي الِاسْتِعْمَالِ، وَلِذَلِكَ قَالُوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قلبِه، وسُوَيْداءَ قَلْبِهِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: لَيْتَ الغُرابَ رَمى حَماطَةَ قَلْبهِ ... عَمْرٌو بأَسْهُمِه الَّتِي لَمْ تُلْغَبِ وَقِيلَ: القُلُوبُ والأَفْئِدَةُ قريبانِ مِنَ السواءِ، وكَرَّرَ ذِكْرَهما، لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ تأْكيداً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُمِّي القَلْبُ قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد: مَا سُمِّيَ القَلْبُ إِلَّا مِنْ تَقَلُّبه، ... والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ . قَالَ الأَزهري: ورأَيت بعضَ الْعَرَبِ يُسَمِّي لحمةَ القَلْبِ كُلها، شَحْمَها وحِجابَها: قَلْباً وفُؤَاداً، قَالَ: وَلَمْ أَرهم يَفْرِقُونَ بَيْنَهُمَا؛ قَالَ: وَلَا أُنْكِر أَن يَكُونَ القَلْبُ هِيَ العَلَقة السوداءُ فِي جَوْفِهِ. وقَلَبه يَقْلِبُه ويَقْلُبه قَلْباً، الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وحدَه: أَصابَ قَلْبَه، فَهُوَ مَقْلُوب، وقُلِبَ قَلْباً: شَكا قَلْبه. والقُلابُ: داءٌ يأْخذ فِي القَلْبِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقُلابُ: داءٌ يأْخُذُ الْبَعِيرَ، فَيَشْتَكِي مِنْهُ قَلْبَه فيموتُ مِنْ يَوْمِهِ، يُقَالُ: بَعِيرٌ مَقْلُوبٌ، وَنَاقَةٌ مَقْلوبة. قَالَ كُرَاعٌ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسمُ داءٍ اشْتُقَّ مِنِ اسمِ العِضْو إِلا القُلاب مِنَ القَلْب، والكُباد مِنَ الكَبِدِ، والنُّكاف مِنَ النَّكَفَتَيْن، وَهُمَا غُدَّتانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ مِنْ أَصل اللَّحْي.

وَقَدْ قُلِبَ قِلاباً؛ وَقِيلَ: قُلِبَ الْبَعِيرُ قِلاباً عاجَلَتْه الغُدَّة، فَمَاتَ. وأَقْلَبَ القومُ: أَصابَ إِبلَهم القُلابُ. الأَصمعي: إِذا عاجَلَتِ الغُدَّةُ البعيرَ، فَهُوَ مَقْلُوب، وَقَدْ قُلِبَ قِلاباً. وقَلْبُ النخلةِ وقُلْبُها وقِلْبُها: لُبُّها، وشَحْمَتُها، وَهِيَ هَنةٌ رَخْصةٌ بَيْضاءُ، تُمْتَسخُ فتُؤْكل، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ مَرَّة: القُلْبُ أَجْوَدُ خُوصِ النَّخْلَةِ، وأَشدُّه بَيَاضًا، وَهُوَ الخُوص الَّذِي يَلِي أَعلاها، وَاحِدَتُهُ قُلْبة، بِضَمِّ الْقَافِ، وَسُكُونِ اللَّامِ، وَالْجَمْعُ أَقْلابٌ وقُلُوبٌ وقِلَبةٌ. وقَلَبَ النَّخْلَةَ: نَزَع قُلْبَها. وقُلُوبُ الشَّجَرِ: مَا رَخُصَ مِنْ أَجوافِها وعُروقها الَّتِي تَقُودُها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، كَانَ يأْكل الجرادَ وقُلُوبَ الشَّجَرِ ؛ يَعْنِي الَّذِي يَنْبُتُ فِي وَسَطها غَضّاً طَريّاً، فَكَانَ رَخْصاً مِنَ البُقولِ الرَّطْبة، قَبْلَ أَن يَقْوَى ويَصْلُبَ، واحدُها قُلْبٌ، بِالضَّمِّ، للفَرْق. وقَلْبُ النَّخْلَةِ: جُمَّارُها، وَهِيَ شَطْبة بيضاءُ، رَخْصَة فِي وَسَطِها عِنْدَ أَعلاها، كأَنها قُلْبُ فِضَّةٍ رَخْصٌ طَيِّبٌ، سُمِّيَ قَلْباً لِبَيَاضِهِ. شَمِرٌ: يُقَالُ قَلْبٌ وقُلْبٌ لقَلْبِ النَّخْلَةِ، ويُجْمَع قِلَبةً. التَّهْذِيبُ: القُلْبُ، بِالضَّمِّ، السَّعَفُ الَّذِي يَطْلُع مِنَ القَلْب. والقَلْبُ: هُوَ الجُمَّارُ، وقَلْبُ كُلِّ شيءٍ: لُبُّه، وخالِصُه، ومَحْضُه؛ تَقُولُ: جئْتُك بِهَذَا الأَمرِ قَلْباً أَي مَحْضاً لَا يَشُوبُه شيءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لكلِّ شيءٍ قَلْباً، وقلبُ الْقُرْآنِ يس. وقَلْبُ العقْرب: مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ القَمَر، وَهُوَ كَوْكَبٌ نَيِّرٌ، وبجانِبَيْه كَوْكَبَانِ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ عَرَبِيٌّ قَلْبٌ، وَعَرَبِيَّةٌ قَلْبة وقَلْبٌ أَي خَالِصٌ، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ قَلْبٌ، وَكَذَلِكَ هُوَ عربيٌّ مَحْضٌ؛ قَالَ أَبو وجْزَة يَصِفُ امرأَة: قَلْبٌ عَقيلةُ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ، ... يُرْمَى المَقانبُ عَنْهَا والأَراجِيلُ وَرَجُلٌ قَلْبٌ وقُلْبٌ: مَحْضُ النَسبِ، يَسْتَوِي فِيهِ المؤَنث، وَالْمُذَكَّرُ، وَالْجَمْعُ، وإِن شِئْتَ ثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ، وإِن شِئْتَ تَرَكْتَهُ فِي حَالِ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، والأُنثى قَلْبٌ وقَلْبةٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هَذَا عَرَبيٌّ قَلْبٌ وقَلْباً، عَلَى الصِّفَةِ وَالْمَصْدَرِ، وَالصِّفَةُ أَكثرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عليٌّ قُرَشياً قَلْباً أَي خَالِصًا مِنْ صَمِيمِ قُرَيْشٍ. وَقِيلَ: أَراد فَهِماً فَطِناً، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ . والقُلْبُ مِنَ الأَسْوِرَة: مَا كَانَ قَلْداً وَاحِدًا، وَيَقُولُونَ: سِوارٌ قُلْبٌ؛ وَقِيلَ: سِوارُ المرأَة. والقُلْبُ: الحيةُ البيضاءُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالقُلْب مِنَ الأَسْورة. وَفِي حَدِيثِ ثَوْبانَ: أَن فَاطِمَةَ حَلَّتِ الحسنَ وَالْحُسَيْنَ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، بقُلْبَيْن مِنْ فِضَّةٍ ؛ القُلْبُ: السِّوَارُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه رأَى فِي يَدِ عَائِشَةَ قُلْبَيْن. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها؛ قَالَتْ: القُلْبُ، والفَتَخَةُ. والمِقْلَبُ: الحديدةُ الَّتِي تُقْلَبُ بِهَا الأَرضُ لِلزِّرَاعَةِ. وقَلَبْتُ المَمْلوكَ عِنْدَ الشراءِ أَقْلِبُه قَلْباً إِذا كَشَفْتَه لِتَنْظُرَ إِلى عُيوبه. والقُلَيْبُ، عَلَى لَفْظِ تَصْغِيرِ فَعْلٍ: خَرَزة يُؤَخَّذُ بِهَا، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقِلِّيبُ، والقَلُّوبُ، والقِلَّوْبُ، والقَلُوبُ،

والقِلابُ: الذئبُ، يَمانية؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: أَيا جَحْمَتا بَكّي عَلَى أُم واهبٍ، ... أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ بِبَعْضِ المَذانبِ والقَلِيبُ: البئرُ مَا كَانَتْ. والقليبُ: الْبِئْرُ، قَبْلَ أَن تُطْوَى، فإِذا طُوِيَتْ، فَهِيَ الطَّوِيُّ، وَالْجَمْعُ القُلُبُ. وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ العاديَّةُ القديمةُ، الَّتِي لَا يُعْلم لَهَا رَبٌّ، وَلَا حافِرٌ، تكونُ بالبَراري، تُذكَّر وتؤَنث؛ وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ الْقَدِيمَةُ، مَطْويَّةً كَانَتْ أَو غَيْرَ مَطْويَّةٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَلِيبُ اسْمٌ مِنْ أَسماءِ الرَّكِيّ، مَطْويَّةٌ أَو غَيْرُ مَطْوية، ذاتُ ماءٍ أَو غيرُ ذاتِ ماءٍ، جَفْرٌ أَو غيرُ جَفْرٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: القَلِيبُ اسمٌ مِنْ أَسماءِ الْبِئْرِ البَديءِ والعادِيَّة، وَلَا يُخَصُّ بِهَا العاديَّةُ. قَالَ: وَسُمِّيَتْ قَليباً لأَنه قُلِبَ تُرابُها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَلِيبُ مَا كَانَ فِيهِ عَيْنٌ وإِلا فَلَا، وَالْجَمْعُ أَقْلِبةٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ يَصِفُ جُعَلًا: كأَنَّ مُؤَشَّرَ العضُدَيْنِ حَجْلًا، ... هَدُوجاً بينَ أَقْلِبةٍ مِلاحِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ. القَلِيبُ: الْبِئْرُ لَمْ تُطْوَ، وَجَمْعُ الْكَثِيرِ: قُلُبٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وَمَا دامَ غَيْثٌ، مِنْ تِهامةَ، طَيِّبٌ، ... بِهَا قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ والكِرارُ: جمعُ كَرٍّ للحِسْيِ. والعاديَّة: القديمةُ، وَقَدْ شَبَّه العجاجُ بِهَا الجِراحاتِ فَقَالَ: عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ وَقِيلَ: الْجَمْعُ قُلُبٌ، فِي لُغَةِ مَنْ أَنَّثَ، وأَقْلِبةٌ وقُلُبٌ جَمِيعًا، فِي لُغَةِ مَن ذَكَّر؛ وَقَدْ قُلِبَتْ تُقْلَبُ. وقَلَبَتِ البُسْرَةُ إِذا احْمَرَّتْ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُلْبةُ الحُمْرَةُ. الأُمَوِيُّ فِي لُغَةُ بَلْحرث بْنِ كَعْبٍ: القالِبُ، بِالْكَسْرِ، البُسْرُ الأَحمر؛ يُقَالُ مِنْهُ: قَلَبَتِ البُسْرةُ تَقْلِبُ إِذا احْمَرَّتْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة كلُّها، فَهِيَ القالِبُ. وَشَاةٌ قالِبُ لونٍ إِذا كَانَتْ عَلَى غَيْرِ لونِ أُمِّها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُوسَى لَمَّا آجَرَ نَفْسَه مِنْ شُعَيْبٍ، قَالَ لِمُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامِ: لَكَ مِنْ غَنَمِي مَا جاءَت بِهِ قالِبَ لونٍ؛ فجاءَتْ بِهِ كُلِّه قالِبَ لونٍ، غيرَ واحدةٍ أَو اثْنَتَيْنِ. تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنها جاءَت بِهَا عَلَى غَيْرِ أَلوانِ أُمَّهاتها، كأَنَّ لونَها قَدِ انْقَلَب. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهَه، فِي صِفَةِ الطُّيُورِ: فَمِنْهَا مغموس في قالَبِ [قالِبِ] لونٍ، لَا يَشُوبُه غيرُ لونِ مَا غُمِسَ فِيهِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَلِيغِ مِنَ الرِّجَالِ: قَدْ رَدَّ قالِبَ الكلامِ، وَقَدْ طَبَّقَ المَفْصِلَ، ووَضَع الهِناءَ مواضِعَ النَّقْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ نساءُ بَنِي إِسرائيل يَلْبَسْنَ القَوالِبَ ؛ جَمْعُ قالَبٍ، وَهُوَ نَعْل مِنْ خَشَب كالقَبْقابِ، وتُكسَر لَامُهُ وَتُفْتَحُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ مُعَرَّب. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَتِ المرأَةُ تَلْبَسُ القالِبَيْنِ، تطاولُ بِهِمَا. والقالِبُ والقالَبُ: الشيءُ الَّذِي تُفْرَغُ فِيهِ الجواهِرُ، لِيَكُونَ مِثالًا لِمَا يُصاغُ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قالِبُ الخُفِّ وَنَحْوُهُ، دَخِيل. وَبَنُو القلَيْب: بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ، وَهُوَ القُلَيْبُ بنُ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وأَبو قِلابةَ: رجلٌ من المحدّثين. قلتب: التَّهْذِيبُ: قَالَ وأَما القَرْطَبانُ الَّذِي تَقُوله الْعَامَّةُ لِلَّذِي لَا غَيْرةَ لَهُ، فَهُوَ مُغَيَّر عَنْ وَجْهِهِ. الأَصمعي: القَلْتَبانُ مأْخوذ مِنَ الكَلَبِ، وَهِيَ

القِيادَةُ، وَالتَّاءُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ؛ قَالَ: وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ هِيَ الْقَدِيمَةُ عَنِ الْعَرَبِ. قَالَ: وغَيَّرتها العامّةُ الأُولى، فَقَالَتْ: القَلْطَبانُ؛ قال: وجاءَت عامة سُفْلى، فَغَيَّرَتْ عَلَى الأُولى فقالت: القَرْطبانُ. قلطب: القَلْطَبانُ: أَصلها القَلْتبانُ، لَفْظَةٌ قَدِيمَةٌ عَنِ الْعَرَبِ، غَيَّرَتْهَا الْعَامَّةُ الأُولى فَقَالَتْ: القَلْطَبان، وجاءَت عَامَّةٌ سُفْلَى، فَغَيَّرَتْ عَلَى الأُولى، فَقَالَتْ: القَرْطَبان. قلهب: اللَّيْثُ: القَلْهَبُ الْقَدِيمُ الضَّخْمُ مِنَ الرجال. قنب: القُنْبُ: جِرَابُ قَضِيبِ الدَّابَّةِ. وَقِيلَ: هُوَ وِعاء قَضِيبِ كُلِّ ذِي حَافِرٍ؛ هَذَا الأَصلُ، ثُمَّ استُعمِل فِي غَيْرِ ذَلِكَ. وقُنْبُ الجَمل: وِعاءُ ثِيلِه. وقُنْبُ الحِمارِ: وِعاءُ جُرْدَانِه. وقُنْبُ المرأَة: بَظْرُها. وأَقْنَبَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَى مِنْ سُلْطان أَو غَرِيمٍ. والمِقْنَبُ: كَفُّ الأَسَد. وَيُقَالُ: مِخْلَبُ الأَسَدِ فِي مِقْنَبه، وَهُوَ الغِطاء الَّذِي يَسْتُره فِيهِ. وَقَدْ قَنَبَ الأَسدُ بمِخْلَبه إِذا أَدْخَلَه فِي وِعائه، يَقْنِبُه قَنْباً. وقُنْبُ الأَسد: مَا يُدْخِلُ فِيهِ مَخالِبَه مِنْ يَدِه، وَالْجَمْعُ قُنُوبٌ، وَهُوَ المِقْنابُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الصَّقْر والبازِي. وقَنَّبَ الزرعُ تَقْنِيباً إِذا أَعْصَفَ. وقِنَابَةُ الزَّرْعِ وقُنَّابُه: عَصِيفَتُه عِنْدَ الإِثْمار؛ والعَصِيفة: الورقُ المجتمعٌ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّنْبل، وَقَدْ قَنَّبَ. وقَنَّبَ العنبَ: قَطَع عَنْهُ مَا يُفْسِدُ حَمْلَه. وقَنَّبَ الكرمَ: قَطَعَ بعضَ قُضْبانه، لِلتَّخْفِيفِ عَنْهُ، وَاسْتِيفَاءِ بَعْضِ قُوَّتِهِ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ النَّضْر: قَنَّبُوا العنبَ إِذا مَا قَطَعُوا عَنْهُ مَا لَيْسَ يحْمِل، وَمَا قَدْ أَدَّى حَمْلَهُ يُقْطَع مِنْ أَعلاه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حِينَ يُقْضَبُ عَنْهُ شَكِيرُه رَطْباً. والقَانِبُ: الذِّئْبُ العَوَّاءُ. والقَانِبُ: الفَيْج المُنْكَمِشُ. والقَيْنابُ: الفَيْجُ النَّشيطُ، وَهُوَ السِّفْسِيرُ. وقَنَّبَ الزَّهْرُ: خَرَج عَنْ أَكمامه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُنُوبُ بَراعِيمُ النَّبَاتِ، وَهِيَ أَكِمَّةُ زَهَرِه، فإِذا بَدَتْ، قِيلَ: قَدْ أَقْنَبَ. وقَنَبَتِ الشَّمسُ تَقْنِبُ قُنُوباً: غَابَتْ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ. والقُنْبُ: شِراعٌ ضَخْمٌ مِنْ أَعظم شُرُعِ السَّفِينَةِ. والمِقْنَبُ: شَيْءٌ يَكُونُ مَعَ الصَّائِدِ، يَجْعَلُ فِيهِ مَا يَصيده، وَهُوَ مَشْهُورٌ شِبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَريطة؛ وأَنشد: أَنْشَدْتُ لَا أَصْطادُ مِنْهَا عُنْظُبا، ... إِلَّا عَوَاساء تَفاسَى مُقْرِبا، ذاتَ أَوانَيْنِ تُوَقِّي المِقْنَبا والمِقْنَب مِنَ الْخَيْلِ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلى الأَربعين، وقيل: زُهاءُ ثلاثمائة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، واهْتمامِه بِالْخِلَافَةِ: فذُكِرَ لَهُ سَعْدٌ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: ذَاكَ إِنما يَكُونُ فِي مِقْنَبٍ مِنْ مَقانِبكم ؛ المِقْنَبُ: بِالْكَسْرِ، جماعةُ الْخَيْلِ والفُرْسانِ، وَقِيلَ: هِيَ دُونَ الْمِائَةِ؛ يُرِيدُ أَنه صاحبُ حَرْبٍ وجُيوشٍ، وَلَيْسَ بِصَاحِبِ هَذَا الأَمر. وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ: كَيْفَ بِطَيِّئٍ ومَقانِبها؟ وقَنَّبَ القومُ وأَقْنَبُوا إِقْناباً وتَقْنِيباً إِذا صَارُوَا مِقْنَباً؛ قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَية الهُذَليّ:

عَجِبْتُ لقَيْسٍ، والحوادثُ تُعْجِبُ، ... وأَصحابِ قَيْسٍ يومَ ساروا وقَنَّبُوا وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَصحابِ قيسٍ يومَ سَارُوا وأَقنبوا أَي بَاعَدُوا فِي السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ تَقَنَّبُوا. والقَنِيبُ: جماعةُ النَّاسِ؛ وأَنشد: ولعبدِ القَيسِ عِيصٌ أَشِبٌ، ... وقَنِيبٌ وهِجاناتٌ زُهُرْ وَجَمْعُ المِقْنَب: مقَانِبُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وإِذا تَواكَلَتِ المَقانِبُ لَمْ يَزَلْ، ... بالثَّغْرِ مِنَّا، مِنْسَرٌ [مَنْسَرٌ] مَعْلُومُ قَالَ أَبو عمرو: المِنْسَرُ [المَنْسَرُ] مَا بَيْنَ ثَلَاثِينَ فَارِسًا إِلى أَربعين. قَالَ: وَلَمْ أَره وَقَّتَ فِي المِقْنَبِ شَيْئًا. والقَنِيبُ: السحابُ. والقِنَّبُ: الأَبَق، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. والقِنَّبُ والقُنَّبُ: ضَرْبٌ مِنَ الكَتَّانِ؛ وقولُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ: فظَلَّ يَذُودُ، مثلَ الوَقْفِ، عِيطاً ... سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْراكِ القِنَابِ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: يُريدُ القِنَّبَ، وَلَا أَدري أَهي لُغَةٌ فِيهِ أَم بَنَى مِنَ القِنَّبِ فِعالًا؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: مِنْ نَسْج داودَ أَبي سَلَّامْ وأَراد سُلَيْمانَ. والقُنَابة والقُنَّابة: أُطُمٌ مِنْ آطامِ المَدينة، والله أَعلم. قهب: القَهْبُ: المُسِنُّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِنَّ تَمِيمًا كَانَ قَهْباً مِنْ عادْ وَقَالَ: إِنَّ تَمِيماً كَانَ قَهْباً قَهْقَبَا أَي كَانَ قَديمَ الأَصل عادِيَّهُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذا أَسَنَّ: قَحْرٌ وقَحْبٌ وقَهْبٌ. والقَهْبُ مِنَ الإِبل: بَعْدَ الْبَازِلِ. والقَهْبُ: الْعَظِيمُ. وَقِيلَ: الطويلُ مِنَ الْجِبَالِ، وجمعُه قِهابٌ. وَقِيلَ: القِهابُ جِبَالٌ سُود تُخالِطُها حُمْرة. والأَقْهَبُ: الَّذِي يَخْلِطُ بياضَه حُمْرة. وَقِيلَ: الأَقْهَبُ الَّذِي فِيهِ حُمْرَة إِلى غُبْرة؛ وَيُقَالُ: هُوَ الأَبيضُ الأَكْدَرُ؛ وأَنشد لإمرئ الْقَيْسِ: وأَدْرَكَهُنّ، ثانِياً مِنْ عِنانِه، ... كغَيْثِ العَشِيِّ الأَقْهَبِ المُتَوَدِّقِ الضَّمِيرُ الْفَاعِلُ فِي أَدْرَكَ يَعُودُ عَلَى الْغُلَامِ الراكبِ الْفَرَسَ لِلصَّيْدِ، وَالضَّمِيرُ المؤَنث المنصوبُ عَائِدٌ عَلَى السِّرْبِ، وَهُوَ القَطِيعُ مِنَ البَقر والظباءِ وَغَيْرِهِمَا؛ وَقَوْلُهُ: ثَانِيًا مِنْ عِنانِه أَي لَمْ يُخْرِجْ مَا عِنْدَ الْفَرَسِ مِنْ جَرْيٍ، وَلَكِنَّهُ أَدْرَكَهُنَّ قَبْلَ أَن يَجْهَدَ؛ والأَقْهَبُ: مَا كَانَ لَوْنُه إِلى الكُدْرة مَعَ الْبَيَاضِ لِلسَّوَادِ. والأَقْهَبانِ: الفِيلُ والجامُوسُ؛ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَقْهَبُ، لِلَونه؛ قَالَ رؤْبة يَصِفُ نَفْسَه بالشدَّة: لَيْثٌ يَدُقُّ الأَسدَ الهَمُوسا، ... والأَقْهَبَيْنِ: الفِيلَ والجامُوسا وَالِاسْمُ القُهْبة؛ والقُهْبة: لَوْنُ الأَقْهَبِ، وَقِيلَ: هُوَ غُبْرة إِلى سَواد، وَقِيلَ: هُوَ لونٌ إِلى الغُبْرة مَا هُوَ، وَقَدْ قَهِبَ قَهَباً. والقَهْبُ: الأَبيضُ تَعْلوه كُدْرة، وَقِيلَ: الأَبيضُ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الأَبيضَ مِنْ أَولاد المَعَز وَالْبَقَرِ.

يُقَالُ: إِنه لقَهْبُ الإِهابِ، وقُهابُه، وقُهَابِيُّه، والأُنثى قَهْبةٌ لَا غَيْرُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وقَهْباء أَيضاً. الأَزهري: يُقَالُ إِنه لقَهْبُ الإِهابِ، وإِنه لقُهابٌ وقُهابيٌّ. والقَهْبِيُّ: اليَعْقُوب، وَهُوَ الذَّكَر مِنَ الحَجَل؛ قَالَ: فأَضْحَتِ الدارُ قَفْراً، لَا أَنِيسَ بِهَا، ... إِلا القُهَابُ مَعَ القَهْبيّ، والحَذَفُ والقُهَيْبةُ: طَائِرٌ يَكُونُ بتِهامةَ، فِيهِ بياضٌ وخُضْرة، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الحَجَل. والقَهَوْبَةُ والقَهَوْباةُ «3» مِنْ نِصَالِ السِّهامِ: ذاتُ شُعَبٍ ثلاثٍ، وَرُبَّمَا كانَتْ ذاتَ حَديدَتَيْنِ، تَنْضَمَّانِ أَحْياناً، وتَنْفَرِجانِ أُخْرى. قَالَ ابْنُ جِنِّي: حُكِيَ أَبو عُبَيْدَةَ القَهَوْباةُ، وَقَدْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَوْلى، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يُحْتَجَّ لَهُ، فَيُقَالُ: قَدْ يُمْكِنُ أَن يأْتي مَعَ الْهَاءِ مَا لَوْلَا هِيَ لَمَا أَتى، نَحْوَ تَرْقُوَةٍ وحِذْرِيَةٍ، وَالْجَمْعُ القَهَوْبات. والقَهُوبات: السِّهامُ الصِّغارُ المُقَرْطِساتُ، وَاحِدُهَا قَهُوبَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي تَفْسِيرِ القَهُوبَة؛ وَقَالَ رؤْبة: عَنْ ذِي خَناذيذَ قُهَابٍ أَدْلَمُه قَالَ أَبو عَمْرٍو: القُهْبَةُ سَواد فِي حُمْرة. أَقْهَبُ: بَيِّنُ القُهْبة. والأَدْلَم: الأَسْوَدُ. فالقَهْبُ: الأَبيضُ، والأَقْهَبُ: الأَدْلَم، كما تَرى. قهزب: القَهْزَبُ: القصير. قهقب: القَهْقَبُّ أَو القَهْقَمُّ: الْجَمَلُ الضَّخْم. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَهْقَبُ، بِالتَّخْفِيفِ: الطَّوِيلُ الرَّغِيبُ. وَقِيلَ: القَهْقَبُ، مثالُ قَرْهَبٍ، الضَّخْمُ المُسِنُّ. والقَهْقَبُّ: الضَّخْمُ؛ مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ، وفَسَّره السِّيرَافِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَهْقَبُ البَاذِنْجَانُ. الْمُحْكَمُ: القَهْقَبُ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. الأَزهري: القَهْقَابُ الارمى «4». قوب: القَوْبُ: أَن تُقَوِّبَ أَرْضاً أَو حُفْرةً شِبْهَ التَّقْوير. قُبْتُ الأَرضَ أَقُوبُها إِذا حَفَرْتَ فِيهَا حُفْرة مُقَوَّرة، فانْقَابَتْ هِيَ. ابْنُ سِيدَهْ: قابَ الأَرضَ قَوْباً، وقَوَّبَها تَقْويباً: حَفَر فِيهَا شِبْهَ التَّقْويرِ. وَقَدِ انْقَابَتْ، وتَقَوَّبَتْ، وتَقَوَّبَ مِنْ رأْسه مواضعُ أَي تَقَشَّرَ. والأَسْوَدُ المُتَقَوِّبُ: هُوَ الَّذِي سَلخَ جِلْدَه مِنَ الحَيَّات. اللَّيْثُ: الجَرَبُ يُقَوِّبُ جِلْدَ الْبَعِيرِ، فتَرى فِيهِ قُوباً قَدِ انْجَرَدَتْ مِنَ الوَبَر، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ القُوَباءُ الَّتِي تَخْرُجُ فِي جِلْدِ الإِنسان، فتُداوَى بالرِّيق؛ قَالَ: وَهَلْ تُدَاوَى القُوَبا بالرِّيقَهْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: القُوباء تؤَنث، وَتُذَكَّرُ، وتُحرَّك، وتسكَّن، فَيُقَالُ: هَذِهِ قُوَباءُ، فَلَا تُصْرَفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، وَتُلْحَقُ بِبَابِ فُقَهاءَ، وَهُوَ نَادِرٌ. وَتَقُولُ فِي التَّخْفِيفِ: هَذِهِ قُوباءُ، فَلَا تُصْرَفُ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَتُصْرَفُ فِي النَّكِرَةِ. وَتَقُولُ: هَذِهِ قُوباءٌ، تَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ، وتُلْحقُ بِبَابِ طُومارٍ؛ وأَنشد: بِهِ عَرَصاتُ الحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَه، ... وجَرَّدَ، أَثْباجَ الجَراثِيم، حاطِبُه

_ (3). قوله [والقهوبة والقهوباة] ضبطا بالأَصل والتهذيب والقاموس بفتح أولهما وثانيهما وسكون ثالثهما لكن خالف الصاغاني في القهوبة فقال بوزن ركوبة أي بفتح فضم. (4). قوله [القهقاب الارمى] كذا بالأَصل ولم نجده في التهذيب ولا في غيره.

قَوَّبْنَ مَتْنَه أَي أَثَّرْنَ فِيهِ بمَوْطئِهم ومَحَلِّهم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ عَرَصاتِ الحَيِّ أَمْسَتْ قُوبا أَي أَمْسَتْ مُقَوَّبة. وتَقَوَّبَ جِلْدُه: تَقَلَّعَ عَنْهُ الجَرَبُ، وانْحَلَق عَنْهُ الشَّعَرُ، وَهِيَ القُوبةُ والقُوَبةُ والقُوباءُ والقُوَباءُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُوباء واحدةُ القُوبةِ والقُوَبةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْري كَيْفَ هَذَا؟ لأَن فُعْلَة وفُعَلَةً لا يَكُونَانِ جَمْعًا لفُعْلاء، وَلَا هُمَا مِنْ أَبنية الْجَمْعِ، قَالَ: والقُوَبُ جَمْعُ قُوبةٍ وقُوَبة؛ قال: وهذا بَيِّن، لأَن فُعَلًا جَمْعٌ لفُعْلة وفُعَلَةٍ. والقُوباءُ والقُوَباءُ: الَّذِي يَظْهَر فِي الْجَسَدِ ويخرُج عَلَيْهِ، وَهُوَ داءٌ مَعْرُوفٌ، يَتَقَشَّر ويتسعُ، يُعَالَجُ ويُدَاوى بِالرِّيقِ؛ وَهِيَ مؤَنثة لَا تَنْصَرِفُ، وَجَمْعُهَا قُوَبٌ؛ وَقَالَ ابْنُ قَنَانٍ الرَّاجِزُ: يَا عَجَبَا لِهَذِهِ الفَلِيقَهْ ... هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءُ الريقَهْ؟ الفليقةُ: الدَّاهِيَةُ. وَيُرْوَى: يَا عَجَباً، بِالتَّنْوِينِ، عَلَى تأْويل يَا قَوْمُ اعْجَبُوا عَجَباً؛ وإِن شئتَ جَعَلْتَهُ مُنادى مَنْكُورًا، وَيُرْوَى: يَا عَجَبَا، بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، يُرِيدُ يَا عَجَبي، فأَبدَل مِنَ الياءِ أَلِفاً؛ عَلَى حَدِّ قَوْلِ الْآخَرِ: يَا ابْنَةَ عَمَّا لَا تلُومي واهْجَعِي وَمَعْنَى رَجَزِ ابْنِ قَنانٍ: أَنه تَعَجَّبَ مِنْ هَذَا الحُزاز الخَبيث، كَيْفَ يُزيلُه الريقُ، وَيُقَالُ: إِنه مُخْتَصٌّ بِرِيقِ الصائِم، أَو الجائِع؛ وَقَدْ تُسَكَّنُ الْوَاوُ مِنْهَا اسْتِثْقَالًا لِلْحَرَكَةِ عَلَى الْوَاوِ، فإِن سَكَّنْتَهَا، ذَكَّرْتَ وصَرَفْتَ، وَالْيَاءُ فِيهِ للإِلحاق بقِرْطاس، وَالْهَمْزَةُ مُنْقلبة مِنْهَا. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعْلاء، مَضْمُومَةُ الْفَاءِ سَاكِنَةُ الْعَيْنِ، مَمْدُودَةُ الْآخِرِ، إِلَّا الخُشَّاءَ وَهُوَ العظمُ النَّاتِئُ وَرَاءَ الأُذن وقُوباءَ؛ قَالَ: والأَصل فِيهِمَا تَحْرِيكُ الْعَيْنِ، خُشَشَاءُ وقَوَباءُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمُزَّاءُ عِنْدِي مثلُهما «5»؛ فَمَنْ قَالَ: قُوَباء، بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ فِي تَصْغِيرِهِ: قُوَيْباء، وَمَنْ سَكَّنَ، قَالَ: قُوَيْبيٌّ؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: مِنْ ساحرٍ يُلْقي الحَصى فِي الأَكْوابْ، ... بنُشْرَةٍ أَثَّارةٍ كالأَقْوابْ فإِنه جَمَعَ قُوباءَ، عَلَى اعتِقادِ حَذْفِ الزِّيَادَةِ عَلَى أَقوابٍ. الأَزهري: قابَ الرجلُ: تَقَوَّب جِلْدُه، وقابَ يَقُوبُ قَوْباً إِذا هَرَبَ. وقابَ الرَّجُلُ إِذا قَرُبَ. وَتَقُولُ: بَيْنَهُمَا قابُ قَوْسٍ، وقِيبُ قَوسٍ، وقادُ قَوْسٍ، وقِيدُ قَوس أَي قَدْرُ قَوْسٍ. والقابُ: مَا بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَة. وَلِكُلِّ قَوْس قابانِ، وَهُمَا مَا بَيْنَ المَقْبِضِ والسِّيَةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ؛ أَراد قابَيْ قوْس، فَقَلَبَه. وَقِيلَ: قابَ قَوْسَيْن، طُولَ قَوْسَين. الْفَرَّاءُ: قابَ قَوْسَين أَي قَدْرَ قَوْسين، عَرَبِيَّتَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقابُ قَوسِ أَحدكم، أَو موضعُ قِدِّه مِنَ الْجَنَّةِ، خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: القابُ والقِيبُ بِمَعْنَى القَدْرِ، وعينُها وَاوٌ مِن قَوْلِهِمْ: قَوَّبوا فِي الأَرض أَي أَثَّروا فِيهَا بوَطْئِهم، وجعَلوا فِي مَساقيها عَلَامَاتٍ. وقَوَّبَ الشيءَ: قَلَعَه مِنْ أَصله. وتَقَوَّبَ الشيءُ إِذا انْقَلَعَ مَنْ أَصله. وقابَ الطائرُ بيضَتَه أَي فَلَقَها، فانْقابت البيضةُ؛ وتَقَوَّبَتْ بمعنًى.

_ (5). قوله [والمزاء عندي مثلهما إلخ] تصرف في المزاء في بابه تصرفاً آخر فارجع إليه.

فصل الكاف

والقائبةُ والقابَةُ: البَيْضة. والقُوبُ، بِالضَّمِّ: الفَرْخُ. والقُوبِيُّ: المُولَعُ بأَكل الأَقْوابِ، وَهِيَ الفِراخُ؛ وأَنشد: لهُنَّ وللمَشِيبِ ومَنْ عَلاهُ، ... مِنَ الأَمْثالِ، قائِبَةٌ وقُوبُ مَثَّلَ هَرَبَ النساءِ مِنَ الشُّيُوخِ بهَرَبِ القُوبِ، وهو الفَرْخُ، من القائبةِ، وَهِيَ البَيْضة، فَيَقُولُ: لَا تَرْجِعُ الحَسْناءُ إِلى الشَّيْخِ، كَمَا لَا يَرْجِعُ الفرخُ إِلى الْبَيْضَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: تَخَلَّصَتْ قائبةٌ مِنْ قُوبٍ، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ إِذا انْفَصَلَ مِنْ صَاحِبِهِ. قَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي أَسَدٍ لتاجرٍ اسْتَخْفَره: إِذا بَلَغْتُ بِكَ مَكَانَ كَذَا، فَبَرِئَتْ قائِبةٌ مِنْ قُوبٍ أَي أَنا بريءٌ مِنْ خُفارَتِكَ [خِفَارَتِكَ]. وتَقَوَّبَتِ البيضةُ إِذا تَفَلَّقَتْ عَنْ فَرْخها. يُقَالُ: انْقَضَتْ قائبةٌ مِنْ قُوبِها، وانْقَضَى قُوبِيٌّ مِنْ قاوِبَةٍ؛ مَعْنَاهُ: أَن الفَرْخ إِذا فارقَ بيضَتَه، لَمْ يَعُدْ إِليها؛ وَقَالَ: فقائِبةٌ مَا نَحْنُ يَوْمًا، وأَنْتُمُ، ... بَني مالكٍ، إِن لَمْ تَفيئوا وقُوبُها يُعاتِبُهم عَلَى تَحَوُّلِهم بنسَبهم إِلى الْيَمَنِ؛ يَقُولُ: إِن لَمْ تَرْجِعُوا إِلى نَسَبِكُمْ، لَمْ تَعُودُوا إِليه أَبداً. فَكَانَتْ ثلْبةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. وسُمِّيَ الفَرْخُ قُوباً لانقِيابِ البيضةِ عَنْهُ. شَمِرٌ: قِيبَتِ البيضةُ، فَهِيَ مَقُوبة إِذا خَرَجَ فرْخُها. وَيُقَالُ: قَابَةٌ وقُوبٌ، بِمَعْنَى قائبةٍ وقُوبٍ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: القُوَبُ قُشْوُرُ الْبَيْضِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يصِف بيضَ النَّعامِ. عَلَى تَوائِم أَصْغَى مِنْ أَجِنَّتِها، ... إِلى وَساوِس، عَنْهَا قابتِ القُوَبُ قَالَ: القُوَبُ: قُشُورُ الْبَيْضِ. أَصْغَى مِنْ أَجنتها، يَقُولُ: لَمَّا تحرَّك الْوَلَدُ فِي الْبَيْضِ، تَسَمَّع إِلى وسْواس؛ جَعَلَ تِلْكَ الْحَرَكَةَ وَسْوَسَةً. قَالَ: وقابَتْ تَفَلَّقَت. والقُوبُ: البَيْضُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه نَهَى عَنِ التَّمَتُّع بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ، وَقَالَ: إِنكم إِن اعْتَمَرْتُمْ فِي أَشهر الْحَجِّ، رأَيتموها مُجْزئةً مِنْ حَجِّكُمْ، فَفَرَغَ حَجكم، وَكَانَتْ قائِبةً مِنْ قُوبٍ ؛ ضُرِبَ هَذَا مَثَلًا لخَلاء مَكَّةَ مِنَ الْمُعْتَمِرِينَ سَائِرَ السَّنَةِ. وَالْمَعْنَى: أَن الْفَرْخَ إِذا فَارَقَ بَيْضَتَهُ لَمْ يَعُدْ إِليها، وَكَذَا إِذا اعْتَمروا فِي أَشهر الْحَجِّ، لَمْ يَعُودُوا إِلى مَكَّةَ. وَيُقَالُ: قُبْتُ البَيْضة أَقُوبُها قَوْباً، فانْقابَتِ انقِياباً. قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لِلْبَيْضَةِ قائِبةٌ، وَهِيَ مَقُوبة، أَراد أَنها ذاتُ فَرْخٍ؛ وَيُقَالُ لَهَا قاوِبةٌ إِذا خَرَجَ مِنْهَا الفَرْخُ، والفرخُ الْخَارِجُ يُقَالُ لَهُ: قُوبٌ وقُوبيّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَفْرَخَ منْ بيضِ الأَنوقِ مَقُوبُها وَيُقَالُ: انْقابَ المكانُ، وتَقَوَّبَ إِذا جُرِّدَ فِيهِ مواضعُ مِنَ الشَّجَرِ والكلإِ. وَرَجُلٌ مَليءٌ قُوَبَةٌ، مِثْلُ هُمَزة: ثابتُ الدارِ مُقِيمٌ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلَّذِي لَا يَبْرَحُ مِنَ الْمَنْزِلِ. وقَوِبَ مِنَ الغُبار أَي اغْبرَّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمُقَوَّبةُ مِنَ الأَرضين: الَّتِي يُصِيبُها المطرُ فيبقَى فِي أَماكِنَ مِنْهَا شجرٌ كَانَ بِهَا قَدِيمًا؛ حَكَاهُ أَبو حنيفة. فصل الكاف كأب: الكآبةُ: سُوءُ الحالِ، والانكِسارُ مِنَ الحُزن. كَئِبَ يَكْأَبُ كَأْباً وكأْبةً وَكَآبَةً، كنَشْأَةٍ ونشاءَة، ورَأْفَةٍ ورَآفة، واكْتَأَبَ اكتِئاباً: حَزِنَ واغْتَمَّ وَانْكَسَرَ، فَهُوَ كَئِبٌ وكَئِيبٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذُ بِكَ مِنْ كآبةِ المُنْقَلَبِ. الكآبةُ: تَغَيُّر النَّفْس بِالِانْكِسَارِ، مِن شِدَّةِ الهمِّ والحُزْن، وَهُوَ كَئِيبٌ ومُكْتَئِبٌ. الْمَعْنَى: أَنه يَرْجِعُ مِنْ سَفَرِهِ بأَمر يَحْزُنه، إِما أَصابه مِنْ سَفَرِهِ وإِما قَدِمَ عَلَيْهِ مثلُ أَن يعودَ غَيْرَ مَقضِيِّ الْحَاجَةِ، أَو أَصابت مالَه آفةٌ، أَو يَقْدَمَ عَلَى أَهله فيجدَهم مَرْضَى، أَو فُقِدَ بَعْضُهُمْ. وامرأَةٌ كَئِيبةٌ وكَأْباءُ أَيضاً؛ قَالَ جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى: عَزَّ عَلَى عَمِّكِ أَنْ تَأَوَّقي، ... أَو أَن تَبِيتي لَيْلَةً لَمْ تُغْبَقي، أَو أَنْ تُرَيْ كَأْباء لَمْ تَبْرَنشِقي الأَوْقُ: الثِّقَلُ؛ والغَبُوقُ: شُرْبُ العَشِيِّ؛ والإِبْرِنْشاقُ: الفَرَح والسُّرور. وَيُقَالُ: مَا أَكْأَبَكَ والكَأْباءُ: الحُزْنُ الشَّدِيدُ، عَلَى فَعْلاء. وأَكْأَبَ: دَخَل فِي الكَآبة. وأَكْأَبَ: وَقَعَ فِي هَلَكة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَسِيرُ الدَّليلُ بِهَا خِيفةً، ... وَمَا بِكآبَتِه مِنْ خَفاءْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: قَدْ ضَلَّ الدليلُ بِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الكآبةَ، هَاهُنَا، الحُزْنُ، لأَن الخائفَ مَحْزُونٌ. ورَمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ: إِذا ضَرَبَ إِلى السَّواد، كَمَا يَكُونُ وَجْهُ الكَئِيبِ. كبب: كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه، وكَبْكَبَه: قَلَبه. وكَبَّ الرجلُ إِناءَه يَكُبُّه كَبّاً، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي أَكَبَّهُ؛ وأَنشد: يَا صاحبَ القَعْوِ المُكَبِّ المُدْبِرِ، ... إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي وكَبَّه لِوَجْهِهِ فانْكَبَّ أَي صَرَعَه. وأَكَبَّ هُوَ عَلَى وجْهه. وَهَذَا مِنَ النَّوَادِرِ أَن يُقَالَ: أَفْعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غَيْرِي. يُقَالُ: كَبَّ اللهُ عَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يُقَالُ أَكَبَّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: فأَكَبُّوا رواحِلَهم عَلَى الطَّرِيقِ ، هَكَذَا الروايةُ؛ قِيلَ والصوابُ: كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ. يُقَالُ: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ عَلَى عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ بَابِ حَذْفِ الجارِّ، وإِيصال الْفِعْلِ، فَالْمَعْنَى: جَعَلُوها مُكِبَّةً عَلَى قَطْع الطَّرِيقِ أَي لَازِمَةً لَهُ غيرَ عادلةٍ عَنْهُ. وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُها عَلَى وجْهِها، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كَذَلِكَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فكَبَّه بالرُّمْح فِي دِمائِه وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: إِنكم لَتُقَلِّبونَ حُوَّلًا قُلَّباً إِنْ وُقِيَ كَبَّةَ النَّارِ ؛ الكَبَّة، بِالْفَتْحِ: شِدَّة الشَّيْءِ ومُعْظَمُه. وكَبَّةُ النَّارِ: صَدْمَتُها. وأَكَبَّ عَلَى الشيءِ: أَقبلَ عَلَيْهِ يَفْعَلُهُ؛ ولَزِمَه؛ وانْكَبَّ بِمَعْنًى؛ قَالَ لَبِيدٌ: جُنُوحَ الهالِكيِّ عَلَى يَدَيهِ ... مُكِبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ وأَكَبَّ فلانٌ عَلَى فلانٍ يُطالِبُه. والفرسُ يَكُبُّ الحِمارَ إِذا أَلقاه عَلَى وَجْهِهِ؛ وأَنشد: فَهُوَ يَكُبُّ العِيطَ مِنْهَا للذَّقَنْ والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طَعَنَهَا فأَلقاها عَلَى وُجُوهِهَا. وكَبَّ فلانٌ الْبَعِيرَ إِذا عَقَرَه؛ قَالَ: يَكُبُّونَ العِشارَ لِمَنْ أَتاهم، ... إِذا لَمْ تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا

أَي يَعْقِرُونَها. وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا مَا نَكَّسَ. وأَكَبَّ عَلَى الشيءِ: أَقبل عَلَيْهِ وَلَزِمَهُ. وأَكَبَّ للشَّيء: تَجانَأَ. وَرَجُلٌ مُكِبٌّ ومِكْبابٌ: كَثِيرُ النَّظَر إِلى الأَرض. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ . وكَبْكَبه أَي كَبَّه، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَكُبْكِبُوا فِيها . والكُبَّةُ، بِالضَّمِّ: جماعةُ الْخَيْلِ، وَكَذَلِكَ الكَبْكَبةُ. وكُبَّةُ الخيلِ: مُعْظَمُها، عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ أَبو رياشٍ: الكُبَّة إِفْلاتُ الْخَيْلِ «1»، وَهِيَ عَلَى المُقَوَّسِ للجَرْي، أَو لِلْحَمْلَةِ. والكَبَّةُ، بِالْفَتْحِ: الحَمْلةُ فِي الْحَرْبِ، والدَّفْعة فِي الْقِتَالِ والجَرْي، وشدَّتُه؛ وأَنشد: ثارَ غُبَارُ الكَبَّة المائرُ وَمِنْ كَلَامِ بَعْضِهِمْ لبعضِ الْمُلُوكِ: طَعَنْتُه فِي الكَبَّة، طَعْنةً فِي السَّبَّة، فأَخرجْتُها مِنَ اللَّبَّة. والكَبْكَبة: كالكَبَّةِ. وَرَمَاهُمْ بكَبَّتِه أَي بِجَمَاعَتِهِ ونَفْسِه وثِقْلِه. وكَبَّةُ الشِّتاءِ: شدَّته ودَفْعَتُه. والكَبَّةُ: الزِّحام. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فَلَمَّا رأَى الناسُ المِيضأَة تَكابُّوا عَلَيْهَا أَي ازْدَحَموا، وَهِيَ تَفَاعَلُوا مِنَ الكُبَّةِ، بِالضَّمِّ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه رأَى جَمَاعَةً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فَقَالَ: إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ أَي جماعةَ السُّوق. والكُبُّ: الشيءُ المُجْتَمِعُ مِنْ ترابٍ وَغَيْرِهِ. وكُبَّةُ الْغَزْلِ: مَا جُمِعَ مِنْهُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. الصِّحاح: الكُبَّةُ الجَرَوْهَقُ مِنَ الغزلِ، تَقُولُ مِنْهُ: كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً. ابْنُ سِيدَهْ: كَبَّ الغَزْلَ: جَعَله كُبَّةً. والكُبَّةُ: الإِبلُ الْعَظِيمَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّكَ لَكَالْبَائِعِ الكُبَّةَ بالهُبَّة؛ الهُبَّةُ: الريحُ. وَمِنْهُمْ مَن رَوَاهُ: لَكَالْبَائِعِ الكُبَةَ بالهُبَة، بِتَخْفِيفِ الباءَين مِنَ الْكَلِمَتَيْنِ؛ جَعَلَ الكُبَة مِنَ الْكَابِي، والهُبَة مِنَ الْهَابِي. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي هَذَا الْمَثَلِ، شَدَّدَ الباءَين مِنَ الكُبَّة والهُبَّةِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ عَلَيْهِ كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عَلَيْهِ عِيالٌ. ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا مِنْ كَثْرَتِهِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كُبابٌ مِنَ الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ ... عَلَيْهَا، فأَوْدَى الظِّلْفُ مِنْهُ وجامِلُهْ والكُبابُ: الكثيرُ مِنَ الإِبل، وَالْغَنَمِ وَنَحْوِهِمَا؛ وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: نَعَمٌ كُبابٌ. وتَكَبَّبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ مِنْ داءٍ أَو هُزال. والكُبابُ: التُّراب؛ والكُبابُ: الطِّينُ اللازِبُ؛ والكُبابُ: الثَّرَى؛ والكُبابُ، بِالضَّمِّ: مَا تَكَبَّبَ مِنَ الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فِيهِ مِنَ الحَرِّ: تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حَتَّى كأَنما ... يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عَنْ مَتنِ مِحْمَلِ هَكَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ يُثِرْنَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده: يُثِيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه. والمِحْمَل: مِحْمَلُ السيفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى بِهِ. وَيُقَالُ: تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد، وَمِنْهُ سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل.

_ (1). قوله [والكبة إفلات إلخ] وقوله فيما بعد، والكبكبة كالكبة: بضم الكاف وفتحها فيهما كما في القاموس.

والكُبابُ: الثَّرى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الْكَثِيرُ الَّذِي قَدْ لَزمَ بعضُه بَعْضًا؛ وَقَالَ أُمَيَّة يَذْكُرُ حمامةَ نوحٍ: فجاءَت بعد ما ركَضَتْ بقطْفٍ، ... عَلَيْهِ الثَّأْطُ والطينُ الكُبابُ والكَبَابُ: الطَّباهِجَةُ، وَالْفِعْلُ التَّكْبِيبُ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وكَبَّ الكَبَابَ: عَمِلَهُ. والكُبُّ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْضِ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ، يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وَلَهُ كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، يَنْبُتُ فِيمَا رَقَّ مِنَ الأَرض وسَهُلَ، واحدَتُه: كُبَّة؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ نَجِيلِ العَلاةِ «1»؛ وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ. ابْنُ الأَعرابي: مِنَ الحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ؛ وأَنشد: يَا إِبلَ السَّعْدِيِّ لَا تَأْتَبِّي ... لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِ أَبو عَمْرٍو: كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، وَهُوَ شَجَرٌ جَيِّدُ الوَقُود، وَالْوَاحِدَةُ كُبَّة. وكُبَّ إِذا قُلِبَ. وكَبَّ إِذا ثَقُلَ. وأَلْقَى عَلَيْهِ كُبَّتَه أَي ثِقْلَه. قَالَ: والمُكَبَّبة حِنْطة غَبْراء، وسُنْبُلُها غليظٌ، أَمثالُ الْعَصَافِيرِ، وتِبْنُها غَليظٌ لَا تَنشَطُ لَهُ الأَكَلة. والكُبَّة: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وصَاحَ مَنْ صاحَ فِي الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ، ... وعاثَ فِي كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِيرِ وَقَالَ آخَرُ: تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ، ... وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ: كالكُبَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَبْكَبَةٌ مِن بَنِي إِسرائيل أَي جماعةٌ. والكَبابةُ: دَوَاءٌ. والكَبْكَبَةُ: الرَّمْيُ فِي الهُوَّةِ، وَقَدْ كَبْكَبَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ؛ قَالَ الليثُ: أَي دُهْوِرُوا، وجُمِعُوا، ثُمَّ رُمِيَ بِهِمْ فِي هُوَّةِ النَّارِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُبْكِبُوا طُرحَ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ؛ وَقَالَ أَهلُ اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ دُهْوِرُوا، وحقيقةُ ذَلِكَ فِي اللُّغَةِ تَكْرِيرُ الانْكِبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِيَ يَنْكَبُّ مَرَّةً بَعْدَ مرَّة، حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِيهَا، نَسْتَجيرُ بِاللَّهِ مِنْهَا؛ وَقِيلَ قَوْلُهُ: فَكُبْكِبُوا فِيها أَي جُمِعُوا، مأْخوذ مِنَ الكَبْكَبة. وكَبْكَبَ الشيءَ: قَلَبَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ. وَرَجُلٌ كُباكِبٌ: مُجْتَمِعُ الخَلْق. وَرَجُلٌ كُبَكِبٌ «2»: مُجْتَمِعُ الخَلْق شَدِيدٌ؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ: كَثِيرٌ. وجاءَ مُتَكَبْكِباً فِي ثِيَابِهِ أَي مُتَزَمِّلًا. وكَبْكَبٌ: اسْمُ جَبَلٍ بِمَكَّةَ، وَلَمْ يُقَيِّده فِي الصِّحَاحِ بِمَكَانٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَكُنْ مَا أَساءَ النارَ فِي رَأْسِ كَبْكَبَا وَقِيلَ: هُوَ ثَنِيَّة؛ وَقَدْ صَرَفَه إمْرؤ الْقَيْسِ فِي قَوْلِهِ: غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ، ... وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه فِي قَوْلِهِ: ومَنْ يَغْتَرِبْ عَنْ قَوْمِهِ، لَا يَزَلْ يَرَى ... مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا

_ (1). قوله [من نجيل العلاة] كذا بالأَصل والذي في التهذيب من نجيل العداة أي بالدال المهملة. (2). قوله [ورجل كبكب] ضبط في المحكم كعلبط وفي القاموس والتكملة والتهذيب كقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا الميزان.

وتُدْفَنُ مِنْهُ الصالحاتُ، وإِن يُسِئْ ... يكنْ مَا أَساءَ النارَ فِي رأْسِ كَبْكَبا وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ السَّمِينَةِ «3»: كَبْكابة وبَكْباكَةٌ. وكَبابٌ وكُبابٌ وكِبابٌ: اسْمُ مَاءٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ ... عَلَى كُبابٍ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ وَقِيلَ: كُبابٌ اسْمُ بئرٍ بعَيْنها. وقَيْسُ كُبَّةَ: قبيلةٌ مَنْ بُنِيَ بَجيلةَ؛ قَالَ الرَّاعِي يَهْجُوهم: قُبَيِّلَةٌ مِنْ قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها، ... إِلى أَهلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها وافْتِقارُها وَفِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، وكَرْكَرْتُه إِذا جَمَعْتَهُ، ورَدَدْتَ أَطْرافَ مَا انْتَشرَ مِنْهُ؛ وكذلك كَبْكَبْتُه. كتب: الكِتابُ: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ كُتُبٌ وكُتْبٌ. كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً، وكَتَّبه: خَطَّه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ، ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ فِي الطَّريقِ لامَ الِفْ قَالَ: ورأَيت فِي بَعْضِ النسخِ تِكِتِّبانِ، بِكَسْرِ التَّاءِ، وَهِيَ لُغَةُ بَهْرَاءَ، يَكْسِرون التَّاءَ، فَيَقُولُونَ: تِعْلَمُونَ، ثُمَّ أَتْبَعَ الكافَ كسرةَ التَّاءِ. والكِتابُ أَيضاً: الاسمُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري: الكِتابُ اسْمٌ لِمَا كُتب مَجْمُوعاً؛ والكِتابُ مَصْدَرٌ؛ والكِتابةُ لِمَنْ تكونُ لَهُ صِناعةً، مِثْلُ الصِّياغةِ والخِياطةِ. والكِتْبةُ: اكْتِتابُك كِتاباً تَنْسَخُهُ. وَيُقَالُ: اكْتَتَبَ فلانٌ فُلَانًا أَي سأَله أَن يَكْتُبَ لَهُ كِتاباً فِي حَاجَةٍ. واسْتَكْتَبه الشيءَ أَي سأَله أَن يَكْتُبَه لَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: اكْتَتَبَه ككَتَبَه. وَقِيلَ: كَتَبَه خَطَّه؛ واكْتَتَبَه: اسْتَمْلاه، وَكَذَلِكَ اسْتَكْتَبَه. واكْتَتَبه: كَتَبه، واكْتَتَبْته: كَتَبْتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ؛ أَي اسْتَكْتَبَها. وَيُقَالُ: اكْتَتَبَ الرجلُ إِذا كَتَبَ نفسَه فِي دِيوانِ السُّلْطان. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رجلٌ إِنَّ امرأَتي خَرَجَتْ حاجَّةً، وإِني اكْتُتِبْت فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا ؛ أَي كَتَبْتُ اسْمِي فِي جُمْلَةِ الغُزاة. وَتَقُولُ: أَكْتِبْنِي هَذِهِ القصيدةَ أَي أَمْلِها عليَّ. والكِتابُ: مَا كُتِبَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن نَظَرَ فِي كِتابِ أَخيه بِغَيْرِ إِذنه، فكأَنما يَنْظُرُ فِي النَّارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا تَمْثِيلٌ، أَي كَمَا يَحْذر النارَ، فَلْيَحْذَرْ هَذَا الصنيعَ، قَالَ: وَقِيلَ مَعْنَاهُ كأَنما يَنْظُر إِلى مَا يوجِبُ عَلَيْهِ النَّارَ؛ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنه أَرادَ عُقوبةَ البَصرِ لأَن الْجِنَايَةَ مِنْهُ، كَمَا يُعاقَبُ السمعُ إِذا اسْتَمع إِلى قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كارهُونَ؛ قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ محمولٌ عَلَى الكِتابِ الَّذِي فِيهِ سِرٌّ وأَمانة، يَكْرَه صاحبُه أَن يُطَّلَع عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ عامٌّ فِي كُلِّ كِتَابٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَكْتُبوا عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجْهُ الجَمْعِ بَيْنَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَبَيْنَ إِذْنِهِ فِي كِتَابَةِ الحديث

_ (3). قوله [ويقال للجارية السمينة إلخ] مثله في التهذيب. زاد في التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة، وضبطها كلها بفتح أولها وسكون ثانيها.

عَنْهُ، فإِنه قَدْ ثَبَتَ إِذنه فِيهَا، أَن الإِذْنَ، فِي الْكِتَابَةِ، نَاسِخٌ لِلْمَنْعِ مِنْهَا بِالْحَدِيثِ الثَّابِتِ، وبإِجماع الأُمة عَلَى جَوَازِهَا؛ وَقِيلَ: إِنما نَهى أَن يُكْتَبَ الْحَدِيثُ مَعَ الْقُرْآنِ فِي صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ، والأَوَّل الْوَجْهُ. وَحَكَى الأَصمعي عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ العَلاء: أَنه سَمِعَ بعضَ العَرَب يَقُولُ، وذَكَر إِنساناً فَقَالَ: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَتْهُ كتَابي فاحْتَقَرَها، فقلتُ لَهُ: أَتَقُولُ جاءَته كِتابي؟ فَقَالَ: نَعَمْ؛ أَليس بِصَحِيفَةٍ فقلتُ لَهُ: مَا اللَّغُوبُ؟ فَقَالَ: الأَحْمَقُ؛ وَالْجَمْعُ كُتُبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِمَّا اسْتَغْنَوْا فِيهِ ببناءِ أَكثرِ العَدَدِ عَنْ بِنَاءِ أَدْناه، فَقَالُوا: ثلاثةُ كُتُبٍ. والمُكاتَبَة والتَّكاتُبُ، بِمَعْنًى. والكِتابُ، مُطْلَقٌ: التوراةُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ الزَّجَّاجُ قولَه تَعَالَى: نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ . وَقَوْلُهُ: كِتابَ اللَّهِ ؛ جَائِزٌ أَن يَكُونَ القرآنَ، وأَن يَكُونَ التوراةَ، لأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ نَبَذُوا التوراةَ. وقولُه تَعَالَى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ. قِيلَ: الكِتابُ مَا أُثْبِتَ عَلَى بَنِي آدَمَ مِنَ أَعْمالهم. والكِتابُ: الصَّحِيفَةُ والدَّواةُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَقَدْ قُرِئَ وَلَمْ تَجدوا كِتاباً وكُتَّاباً وكاتِباً؛ فالكِتابُ مَا يُكْتَبُ فِيهِ؛ وَقِيلَ الصَّحِيفَةُ والدَّواةُ، وَأَمَّا الكاتِبُ والكُتَّاب فمعروفانِ. وكَتَّبَ الرجلَ وأَكْتَبَه إِكْتاباً: عَلَّمَه الكِتابَ. وَرَجُلٌ مُكْتِبٌ: لَهُ أَجْزاءٌ تُكْتَبُ مِنْ عِنْدِهِ. والمُكْتِبُ: المُعَلِّمُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ المُكَتِّبُ الَّذِي يُعَلِّم الكتابَة. قَالَ الْحَسَنُ: كَانَ الْحَجَّاجُ مُكْتِباً بِالطَّائِفِ، يَعْنِي مُعَلِّماً؛ وَمِنْهُ قِيلَ: عُبَيْدٌ المُكْتِبُ، لأَنه كَانَ مُعَلِّماً. والمَكْتَبُ: مَوْضِعُ الكُتَّابِ. والمَكْتَبُ والكُتَّابُ: مَوْضِعُ تَعْلِيم الكُتَّابِ، وَالْجَمْعُ الكَتَاتِيبُ والمَكاتِبُ. المُبَرِّدُ: المَكْتَبُ مَوْضِعُ التَّعْلِيمِ، والمُكْتِبُ المُعَلِّم، والكُتَّابُ الصِّبيان؛ قَالَ: وَمَنْ جَعَلَ الموضعَ الكُتَّابَ، فَقَدْ أَخْطأَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِصِبْيَانِ المَكْتَبِ الفُرْقانُ أَيضاً. ورجلٌ كاتِبٌ، وَالْجَمْعُ كُتَّابٌ وكَتَبة، وحِرْفَتُه الكِتابَةُ. والكُتَّابُ: الكَتَبة. ابْنُ الأَعرابي: الكاتِبُ عِنْدَهم الْعَالِمُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ؟ * وَفِي كِتَابِهِ إِلى أَهل الْيَمَنِ: قَدْ بَعَثْتُ إِليكم كاتِباً مِنْ أَصحابي ؛ أَراد عَالِمًا، سُمِّي بِهِ لأَن الغالبَ عَلَى مَنْ كَانَ يَعْرِفُ الكتابةَ، أَن عِنْدَهُ الْعِلْمَ وَالْمَعْرِفَةَ، وَكَانَ الكاتِبُ عِنْدَهُمْ عَزِيزًا، وَفِيهِمْ قَلِيلًا. والكِتابُ: الفَرْضُ والحُكْمُ والقَدَرُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: يَا ابْنَةَ عَمِّي كِتابُ اللهِ أَخْرَجَني ... عَنْكُمْ، وَهَلْ أَمْنَعَنَّ اللهَ مَا فَعَلا؟ والكِتْبة: الحالةُ. والكِتْبةُ: الاكْتِتابُ فِي الفَرْضِ والرِّزْقِ. وَيُقَالُ: اكْتَتَبَ فلانٌ أَي كَتَبَ اسمَه فِي الفَرْض. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَنِ اكْتَتَبَ ضَمِناً، بعَثَه اللَّهُ ضَمِناً يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، أَي مَنْ كَتَبَ اسْمَه فِي دِيوانِ الزَّمْنَى وَلَمْ يَكُنْ زَمِناً، يَعْنِي الرَّجُلَ مِنْ أَهلِ الفَيْءِ فُرِضَ لَهُ فِي الدِّيوانِ فَرْضٌ، فَلَمَّا نُدِبَ للخُروجِ مَعَ الْمُجَاهِدِينَ، سأَل أَن يُكْتَبَ فِي الضَّمْنَى، وَهُمُ الزَّمْنَى، وَهُوَ صَحِيحٌ. والكِتابُ يُوضَع مَوْضِعَ الفَرْض. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى . وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ ؛ مَعْنَاهُ: فُرِضَ.

وَقَالَ: وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَي فَرَضْنا. وَمِنْ هَذَا قولُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِرَجُلَيْنِ احتَكما إِليه: لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بكتابِ اللَّهِ أَي بحُكْم اللهِ الَّذِي أُنْزِلَ فِي كِتابه، أَو كَتَبَه عَلَى عِبادِه، وَلَمْ يُرِدِ القُرْآنَ، لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لَا ذِكْر لَهُما فِيهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي بفَرْضِ اللَّهِ تَنْزيلًا أَو أَمْراً، بَيَّنه عَلَى لسانِ رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقولُه تَعَالَى: كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ؛ مصْدَرٌ أُريدَ بِهِ الفِعل أَي كَتَبَ اللهُ عَلَيْكُمْ؛ قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ «1». وَفِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ النَّضْر، قَالَ لَهُ: كِتابُ اللَّهِ القصاصُ أَي فَرْضُ اللَّهِ عَلَى لسانِ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقِيلَ: هُوَ إِشارة إِلى قَوْلَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ: وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ بَريرَةَ: مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطاً لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَي لَيْسَ فِي حُكْمِهِ، وَلَا عَلَى مُوجِبِ قَضاءِ كتابِه، لأَنَّ كتابَ اللَّهِ أَمَرَ بِطَاعَةِ الرَّسُولِ، وأَعْلَم أَنَّ سُنَّته بيانٌ لَهُ، وَقَدْ جَعَلَ الرسولُ الوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، لَا أَنَّ الوَلاءَ مَذْكور فِي الْقُرْآنِ نَصًّا. والكِتْبَةُ: اكْتِتابُكَ كِتاباً تَنْسَخُه. واسْتَكْتَبه: أَمَرَه أَن يَكْتُبَ لَهُ، أَو اتَّخَذه كاتِباً. والمُكاتَبُ: العَبْدُ يُكاتَبُ عَلَى نَفْسه بِثَمَنِهِ، فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ. وَفِي حَدِيثِ بَريرَة: أَنها جاءَتْ تَسْتَعِينُ بِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي كِتَابَتِهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: الكِتابةُ أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه عَلَى مالٍ يُؤَدِّيه إِليه مُنَجَّماً، فإِذا أَدَّاه صَارَ حُرّاً. قَالَ: وَسُمِّيَتْ كِتَابَةً، بِمَصْدَرِ كَتَبَ، لأَنه يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ لِمَوْلَاهُ ثَمَنه، ويَكْتُبُ مَوْلَاهُ لَهُ عَلَيْهِ العِتْقَ. وَقَدْ كاتَبه مُكاتَبةً، والعبدُ مُكاتَبٌ. قَالَ: وإِنما خُصَّ العبدُ بِالْمَفْعُولِ، لأَن أَصلَ المُكاتَبة مِنَ المَوْلى، وَهُوَ الَّذِي يُكاتِبُ عَبْدَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: كاتَبْتُ العبدَ: أَعْطاني ثَمَنَه عَلَى أَن أُعْتِقَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً . مَعْنَى الكِتابِ والمُكاتَبةِ: أَن يُكاتِبَ الرجلُ عبدَه أَو أَمَتَه عَلَى مالٍ يُنَجِّمُه عَلَيْهِ، ويَكْتُبَ عَلَيْهِ أَنه إِذا أَدَّى نُجُومَه، فِي كلِّ نَجْمٍ كَذَا وَكَذَا، فَهُوَ حُرٌّ، فإِذا أَدَّى جَمِيعَ مَا كاتَبه عَلَيْهِ، فَقَدْ عَتَقَ، وولاؤُه لِمَوْلَاهُ الَّذِي كاتَبهُ. وَذَلِكَ أَن مَوْلَاهُ سَوَّغَه كَسْبَه الَّذِي هُوَ فِي الأَصْل لِمَوْلَاهُ، فَالسَّيِّدُ مُكاتِب، والعَبدُ مُكاتَبٌ إِذا عَقَدَ عَلَيْهِ مَا فارَقَه عَلَيْهِ مِنْ أَداءِ الْمَالِ؛ سُمِّيت مُكاتَبة لِما يُكْتَبُ لِلْعَبْدِ عَلَى السَّيِّدِ مِنَ العِتْق إِذا أَدَّى مَا فُورِقَ عَلَيْهِ، ولِما يُكتَبُ لِلسَّيِّدِ عَلَى الْعَبْدِ مِنَ النُّجُوم الَّتِي يُؤَدِّيها فِي مَحِلِّها، وأَنَّ لَهُ تَعْجِيزَه إِذا عَجَزَ عَنْ أَداءِ نَجْمٍ يَحِلُّ عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: الكُتْبةُ الخُرزَةُ المضْمومة بالسَّيْرِ، وَجَمْعُهَا كُتَبٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الكُتْبَةُ، بِالضَّمِّ، الخُرْزَة الَّتِي ضَمَّ السيرُ كِلا وَجْهَيْها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكُتْبة السَّيْر الَّذِي تُخْرَزُ بِهِ المَزادة والقِرْبةُ، وَالْجَمْعُ كُتَبٌ، بِفَتْحِ التاءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها ... مُشَلْشَلٌ، ضَيَّعَتْه بَيْنَهَا الكُتَبُ

_ (1). قوله [وَهُوَ قَوْلُ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ] هذه عبارة الأَزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني في تكملته، ثم قال: وقال الكوفيون هو منصوب على الإغراء بعليكم وهو بعيد، لأَن ما انتصب بالإغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا الموضع. ولو كان النص عليكم كتاب الله لكان نصبه على الإغراء أحسن من المصدر.

الوَفْراءُ: الوافرةُ. والغَرْفيةُ: المَدْبُوغة بالغَرْف، وَهُوَ شجرٌ يُدبغ بِهِ. وأَثْأَى: أَفْسَدَ. والخَوارِزُ: جَمْعُ خارِزَة. وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزادة والقِرْبة، يَكْتُبه كَتْباً: خَرَزَه بِسَيرين، فَهِيَ كَتِيبٌ. وَقِيلَ: هُوَ أَن يَشُدَّ فمَه حَتَّى لَا يَقْطُرَ مِنْهُ شَيْءٌ. وأَكْتَبْتُ القِرْبة: شَدَدْتُها بالوِكاءِ، وَكَذَلِكَ كَتَبْتُها كَتْباً، فَهِيَ مُكْتَبٌ وكَتِيبٌ. ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ: أَكْتَبْتُ فمَ السِّقاءِ فَلَمْ يَسْتَكْتِبْ أَي لَمْ يَسْتَوْكِ لجَفائه وغِلَظِه. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: وَقَدْ تَكَتَّبَ يُزَفُّ فِي قَوْمِهِ أَي تَحَزَّمَ وجَمَعَ عَلَيْهِ ثيابَه، مِنْ كَتَبْتُ السقاءَ إِذا خَرَزْتَه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اكْتُبْ قِرْبَتَك اخْرُزْها، وأَكْتِبْها: أَوكِها؛ يَعْنِي: شُدَّ رأْسَها. والكَتْبُ: الْجَمْعُ، تَقُولُ مِنْهُ: كَتَبْتُ البَغْلة إِذا جمَعْتَ بَيْنَ شُفْرَيْها بحَلْقَةٍ أَو سَيْرٍ. والكُتْبَةُ: مَا شُدَّ بِهِ حياءُ الْبَغْلَةِ، أَو النَّاقَةِ، لِئَلَّا يُنْزَى عَلَيْهَا. وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وكَتَبَ الدابةَ وَالْبَغْلَةَ والناقةَ يَكْتُبها، ويَكْتِبُها كَتْباً، وكَتَبَ عَلَيْهَا: خَزَمَ حياءَها بحَلْقةِ حديدٍ أَو صُفْرٍ تَضُمُّ شُفْرَيْ حيائِها، لِئَلَّا يُنْزَى عَلَيْهَا؛ قَالَ: لَا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً، خَلَوْتَ بِهِ، ... عَلَى بَعِيرِك واكْتُبْها بأَسْيارِ وَذَلِكَ لأَنَّ بَنِي فَزَارَةَ كَانُوا يُرْمَوْنَ بغِشْيانِ الإِبل. والبعيرُ هُنَا: الناقةُ. ويُرْوَى: عَلَى قَلُوصِك. وأَسْيار: جَمْعُ سَيْر، وَهُوَ الشَّرَكَةُ. أَبو زَيْدٍ: كَتَّبْتُ الناقةَ تَكْتيباً إِذا صَرَرْتَها. والناقةُ إِذا ظَئِرَتْ عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا، كُتِبَ مَنْخُراها بخَيْطٍ، قبلَ حَلِّ الدُّرْجَة عَنْهَا، ليكونَ أَرْأَم لَهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وكَتَبَ النَّاقَةَ يَكْتُبُها كَتْباً: ظَأَرها، فَخَزَمَ مَنْخَرَيْها بشيءٍ، لِئَلَّا تَشُمَّ البَوَّ، فَلَا تَرْأَمَه. وكَتَّبَها تَكْتيباً، وكَتَّبَ عَلَيْهَا: صَرَّرها. والكَتِيبةُ: مَا جُمِعَ فَلَمْ يَنْتَشِرْ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْجَمَاعَةُ المُسْتَحِيزَةُ مِنَ الخَيْل أَي فِي حَيِّزٍ عَلَى حِدَةٍ. وَقِيلَ: الكَتيبةُ جَمَاعَةُ الخَيْل إِذا أَغارت، مِنَ الْمِائَةِ إِلى الأَلف. والكَتيبة: الْجَيْشُ. وَفِي حَدِيثِ السَّقيفة: نَحْنُ أَنصارُ اللَّهِ وكَتيبة الإِسلام. الكَتيبةُ: القِطْعة العظيمةُ مِنَ الجَيْش، وَالْجَمْعُ الكَتائِبُ. وكَتَّبَ الكَتائِبَ: هَيَّأَها كَتِيبةً كَتِيبَةً؛ قَالَ طُفَيْل: فأَلْوَتْ بَغَايَاهُمْ بِنَا، وتَباشَرَتْ ... إِلى عُرْضِ جَيْشٍ، غيرَ أَنْ لَمْ يُكَتَّبِ وتَكَتَّبَتِ الخيلُ أَي تَجَمَّعَتْ. قَالَ شَمِرٌ: كُلُّ مَا ذُكِرَ فِي الكَتْبِ قريبٌ بعضُه مِنْ بعضٍ، وإِنما هُوَ جَمْعُكَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. يُقَالُ: اكْتُبْ بَغْلَتَك، وَهُوَ أَنْ تَضُمَّ بَيْنَ شُفْرَيْها بحَلْقةٍ، وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَتِ الكَتِيبةُ لأَنها تَكَتَّبَتْ فاجْتَمَعَتْ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: كَتَبْتُ الكِتابَ لأَنه يَجْمَع حَرْفاً إِلى حَرْفٍ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: لَا يُكْتَبُون وَلَا يُكَتُّ عَدِيدُهم، ... جَفَلَتْ بساحتِهم كَتائِبُ أَوعَبُوا قِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَكْتُبُهم كاتبٌ مِنْ كَثْرَتِهِمْ، وَقَدْ قِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يُهَيَّؤُونَ. وتَكَتَّبُوا: تَجَمَّعُوا. والكُتَّابُ: سَهْمٌ صَغِيرٌ، مُدَوَّرُ الرأْس، يَتَعَلَّم بِهِ الصبيُّ الرَّمْيَ، وبالثاءِ أَيضاً؛ وَالتَّاءُ فِي هَذَا الْحَرْفِ أَعلى مِنَ الثاءِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: الكُتَيْبةُ أَكْثَرُها عَنْوةٌ،

وَفِيهَا صُلْحٌ. الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً: اسْمٌ لِبَعْضِ قُرى خَيْبَر؛ يَعْنِي أَنه فتَحَها قَهْراً، لَا عَنْ صُلْحٍ. وبَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ، وَاللَّهُ أَعلم. كثب: الكَثَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: القُرْبُ. وَهُوَ كَثَبَك أَي قُرْبَكَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُستعمل إِلَّا ظَرْفًا. وَيُقَالُ: هُوَ يَرْمِي مِنْ كَثَبٍ، ومِنْ كَثَمٍ أَي مِنْ قُرْبٍ وتَمَكُّنٍ؛ أَنشد أَبو إِسحاق: فهذانِ يَذُودانِ، ... وَذَا، مِنْ كَثَبٍ، يَرْمِي وأَكْثَبَك الصيدُ والرَّمْيُ، وأَكْثَبَ لَكَ: دَنَا منكَ وأَمْكَنَك، فارْمِه. وأَكْثَبُوا لَكُمْ: دَنَوْا مِنْكُمْ. النَّضْرُ: أَكْثَبَ فلانٌ إِلى الْقَوْمِ أَي دَنَا مِنْهُمْ؛ وأَكْثَبَ إِلى الجَبل أَي دَنَا مِنْهُ. وكاثَبْتُ القومَ أَي دَنَوْتُ مِنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: إِنْ أَكْثَبَكُمُ القومُ فانْبِلوهم ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا كَثَبُوكم فارْمُوهُمْ بالنَّبْل مِنْ كَثَب. وأَكْثَبَ إِذا قارَبَ، وَالْهَمْزَةُ فِي أَكْثَبكم لِتَعْدِيَةِ كَثَبَ، فَلِذَلِكَ عَدّاها إِلى ضَمِيرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وظَنَّ رجالٌ أَنْ قَدْ أَكْثَبَتْ أَطْماعُهم أَي قَرُبَتْ. وَيُقَالُ: كَثَبَ القومُ إِذا اجتَمعوا، فَهُمْ كاثِبُون. وكَثَبُوا لَكُمْ: دخَلوا بَيْنَكُمْ وَفِيكُمْ، وَهُوَ مِنَ القُرْب. وكَثَبَ الشيءَ يَكْثِبُه ويَكْثُبه كَثْباً: جَمَعَه مِنْ قُرْبٍ وصبَّه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى، ... مكانَ النبيِّ من الكائِبِ قَالَ: يُرِيدُ بالنبيِّ، مَا نَبا مِنَ الحَصَى إِذا دُقَّ فَنَدَر. والكاثِبُ: الجامِعُ لِمَا ندَر مِنْهُ؛ وَيُقَالُ: هُمَا مَوْضِعَانِ، وسيأْتي فِي أَثناء هَذِهِ التَّرْجَمَةِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: كنتُ فِي الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النبيُّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بتَمْرِ عَجْوةٍ فكُثِبَ بَيْنَنَا، وَقِيلَ: كُلُوه وَلَا تُوَزِّعُوه أَي تُرِكَ بَيْنَ أَيدينا مَجْموعاً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: جئتُ عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ قَرَنْفُلٌ مَكْثوبٌ أَي مَجْمُوعٌ. وانْكَثَبَ الرَّمْلُ: اجْتَمع. والكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ: القِطْعةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبةً. وَقِيلَ: هُوَ مَا اجتَمع واحْدَوْدَبَ، وَالْجَمْعُ: أَكْثِبةٌ وكُثُبٌ وكُثْبانٌ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَهِيَ تلالُ الرَّمْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا . قَالَ الْفَرَّاءُ: الكَثيبُ الرَّمْل. والمَهِيلُ: الَّذِي تُحَرِّكُ أَسْفَلَه، فيَنْهالُ عَلَيْكَ مِنْ أَعلاه. اللَّيْثُ: كَثَبْتُ الترابَ فانْكَثَب إِذا نَثَرْتَ بعضَه فوقَ بَعْضٍ. أَبو زَيْدٍ: كَثَبْتُ الطعامَ أَكْثُبه كَثْباً، ونَثَرْتُه نَثْراً، وَهُمَا واحدٌ. وكلُّ مَا انْصَبَّ فِي شيءٍ وَاجْتَمَعَ، فَقَدِ انْكَثَب فِيهِ. والكُثْبة مِنَ الْمَاءِ واللَّبن. القَلِيلُ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ الجَرْعَةِ تَبْقَى فِي الإِناءِ؛ وَقِيلَ: قَدْرُ حَلْبة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: ملْءُ القَدَح مِنَ اللَّبن؛ وَمِنْهُ قولُ الْعَرَبِ، فِي بَعْضِ مَا تَضَعُه عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ، قَالَتِ الضَّائنةُ: أُوَلَّدُ رُخالًا، وأُجَزُّ جُفَالًا، وأُحْلَبُ كُثَباً ثِقالًا، وَلَمْ تَرَ مِثْلي مَالًا. وَالْجَمْعُ الكُثَبُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خطَّابُ الكُثَبْ، ... يقولُ: إِني خاطِبٌ وَقَدْ كَذَبْ، وإِنما يَخْطُبُ عُسّاً منْ حَلَبْ

يَعْنِي الرجلَ يَجيءُ بعِلَّةِ الخِطْبةِ، وإِنما يُريدُ القِرَى. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للرَّجُل إِذا جاءَ يَطْلُبُ القِرَى، بعِلَّةِ الخِطْبة: إِنه ليَخْطُبُ كُثْبةً؛ وأَنشد الأَزهري لِذِي الرُّمَّةِ: مَيْلاءَ، مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرانِ، قاصِيَةً، ... أَبْعارُهُنَّ عَلَى أَهْدافِها كُثَبُ وأَكْثَبَ الرجلَ: سَقَاهُ كُثْبةً مِنْ لَبَن. وكلُّ طائفةٍ مِنْ طَعَامٍ أَو تَمْرٍ أَو تُرَابٍ أَو نَحْوِ ذَلِكَ، فَهُوَ كُثْبةٌ، بَعْدَ أَن يَكُونَ قَلِيلًا. وَقِيلَ: كلُّ مُجْتَمِعٍ مِنْ طعامٍ، أَو غَيْرِهِ، بَعْدَ أَن يَكُونَ قَلِيلًا، فَهُوَ كُثْبةٌ. وَمِنْهُ سُمِّيَ الكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ، لأَنه انْصَبَّ فِي مكانٍ فَاجْتَمَعَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثلاثةٌ عَلَى كُثُبِ المِسْكِ ، وَفِي رِوَايَةٍ عَلَى كُثْبانِ المِسْك ، هُمَا جَمْعُ كَثِيبٍ. والكَثِيبُ: المُسْتَطيلُ المُحْدَوْدِبُ. وَيُقَالُ للتَّمْر، أَو للبُرِّ وَنَحْوِهِ إِذا كَانَ مَصْبوباً فِي مَوَاضِعَ، فكُلُّ صُوبةٍ مِنْهَا: كُثْبة. وَفِي حَدِيثِ ماعزِ بْنِ مالكٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَر بِرَجْمِه حِينَ اعْتَرَفَ بِالزِّنَى، ثُمَّ قَالَ: يَعْمِدُ أَحَدُكم إِلى المرأَة المُغِيبَة، فيَخْدَعُها بالكُثْبَة، لَا أُوتى بأَحدٍ مِنْهُمْ فَعَلَ ذَلِكَ، إِلَّا جعلْتُه نَكالًا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ قَالَ شُعْبةُ: سأَلتُ سِماكاً عَنِ الكُثْبة، فَقَالَ: القليلُ مِنَ اللَّبن؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ كَذَلِكَ فِي غَيْرِ اللَّبَنِ. أَبو حَاتِمٍ: احْتَلَبوا كُثَباً أَي مِنْ كلِّ شاةٍ شَيْئًا قَلِيلًا. وَقَدْ كَثَبَ لَبَنُها إِذا قَلَّ إِمَّا عِنْدَ غزارةٍ، وإِما عِنْدَ قِلَّةِ كَلإٍ. والكُثْبة: كلُّ قَلِيلٍ جَمَعْتَه مِنْ طَعَامٍ، أَو لَبَنٍ، أَو غَيْرِ ذَلِكَ. والكَثْباءُ، مَمْدُودٌ: التُّرابُ. ونَعَمٌ كُثابٌ: كَثِيرٌ. والكُثَّابُ: السَّهْمُ «2» عامَّةً، وَمَا رَمَاهُ بكُثَّابٍ أَي بسَهْمٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ مِنَ السِّهام هَاهُنَا. الأَصمعي: الكُثَّابُ سَهْمٌ لَا نَصْلَ لَهُ، وَلَا ريشَ، يَلْعَبُ بِهِ الصِّبيان؛ قَالَ الرَّاجِزُ فِي صِفَةِ الْحَيَّةِ. كأَنَّ قُرْصاً مِنْ طَحِينٍ مُعْتَلِثْ، ... هامَتُه فِي مِثْلِ كُثَّابِ العَبِثْ وجاءَ يَكْثُبه أَي يَتْلُوه. والكاثِبةُ مِنَ الفَرس: المَنْسِجُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنْ المَنْسِج؛ وَقِيلَ: هُوَ مُقَدَّمُ المَنْسِج، حَيْثُ تَقَع عَلَيْهِ يَدُ الفارِس، والجمعُ الكواثِبُ؛ وَقِيلَ: هِيَ مِنْ أَصل العُنُق إِلى مَا بَيْنَ الكَتِفَيْن؛ قَالَ النَّابِغَةُ: لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عادةٌ قَدْ عَرَفْنَها، ... إِذا عُرِضَ الخَطِّيُّ فَوْقَ الكَواثِبِ وَقَدْ قِيلَ فِي جَمْعِهِ: أَكْثابٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَضَعُونَ رِماحَهم عَلَى كَواثِبِ خَيْلِهِمْ ، وَهِيَ مِنَ الفَرس، مُجْتَمع كَتِفَيْه قُدَّامَ السَّرْج. والكاثِبُ: موضعٌ، وَقِيلَ: جَبَلٌ؛ قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَر يَرْثي فَضالةَ بنَ كِلْدَة الأَسَدِيَّ: عَلَى السَّيِّدِ الصَّعْبِ، لَوْ أَنه ... يَقُوم عَلَى ذِرْوَةِ الصَّاقِبِ لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصى، ... مَكانَ النَّبِيِّ مِنَ الكاثِبِ النبيُّ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا نَبا وارْتَفَع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النبيُّ رَمْل مَعْرُوفٌ؛ وَيُقَالُ: هُوَ جمع

_ (2). قوله [والكثاب السهم إلخ] ضبطه المجد كشداد ورمان.

نابٍ، كغازٍ وغَزِيٍّ. وَقَوْلُهُ: لأَصْبَحَ، هُوَ جَوَابُ لَوْ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ؛ يَقُولُ: لَوْ عَلا فَضالةُ هَذَا عَلَى الصاقِبِ، وَهُوَ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ فِي بِلَادِ بَنِي عَامِرٍ، لأَصْبَحَ مَدْقُوقاً مَكْسُورًا، يُعَظِّم بِذَلِكَ أَمْرَ فَضالةَ. وَقِيلَ: إِن قَوْلَهُ يقوم، بمعنى يُقاومُه. كثعب: الكَثْعَبُ والكَعْثَبُ: الرَّكَبُ الضَّخْم المُمْتَلِئُ الناتِئُ. وامرأَة كَثْعَبٌ وكَعْثَبٌ: ضَخْمة الرَّكَب، يعني الفَرْجَ. كحب: الكَحْبُ والكَحْمُ: الحِصْرِمُ، وَاحِدَتُهُ كَحْبةٌ، يَمَانِيَةٌ. وَقَدْ كَحَّبَ الكَرْمُ إِذا ظَهَرَ كَحْبُه، وَهُوَ البَرْوَقُ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: ثُمَّ يأْتي الخِصْبُ، فيُعَقِّلُ الكَرْمُ ثُمَّ يُكَحِّبُ أَي تَخْرُجُ عَناقيدُ الحِصْرِم، ثُمَّ يَطيبُ طَعْمُه. قَالَ اللَّيْثُ: الكَحْبُ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ: الْعَوْرَةُ؛ والحَبَّةُ مِنْهُ: كَحْبَةٌ. قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ: وَيُقَالُ كَحَّبَ العِنَبُ تَكْحِيباً إِذا انْعَقَدَ بَعْدَ تَفْقيح نَوْره، وَرَوَى سَلَمة عَنِ الْفَرَّاءِ، يُقَالُ: الدَّراهمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كاحِبةٌ إِذا واجَهَتْكَ كَثِيرَةً. قَالَ: وَالنَّارُ إِذا ارْتَفَعَ لَهَبُها، فَهِيَ كاحِبةٌ. والكَحْبُ بِلُغَتِهِمْ أَيضاً: الدُّبُر. وَقَدْ كَحَبَه: ضَرَبَ ذلك منه. وكَوْحَبٌ: موضع. كحكب: كَحْكَبٌ: موضع. كحلب: كَحْلَبٌ: اسم. كدب: الكَدْبُ والكَدِبُ والكَدَبُ: البياضُ فِي أَظفار الأَحداث، وَاحِدَتُهُ كَدْبَةٌ وكَدَبة وكَدِبة، فإِذا صحَّت كَدْبة، بِسُكُونِ الدَّالِ، فَكَدْبٌ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. ابْنُ الأَعرابي: المَكْدُوبة مِنَ النساءِ النَّقِيَّةُ البَياضِ. والكَدِبُ: الدَّمُ الطَّرِيُّ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: وجاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بدَمٍ كَدِبٍ «1». وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ بدمٍ كَدِبٍ، بِالدَّالِ الْيَابِسَةِ، فَقَالَ: إِن قرأَ بِهِ إِمامٌ فَلَهُ مَخْرَج، قِيلَ لَهُ: فَمَا هُوَ وَلَهُ إِمام؟ فَقَالَ: الدَّمُ الكَدِبُ الَّذِي يَضْرِبُ إِلى البَياض ، مأْخوذ مِنْ كَدَب الظُّفْر، وَهُوَ وَبَشُ بَياضِه، وَكَذَلِكَ الكُدَيْباءُ، فكأَنه قَدْ أَثَّرَ فِي قَمِيصِهِ، فلَحِقَتْه أَعراضُه كالنَّقْشِ عليه. كذب: الكَذِبُ: نقيضُ الصِّدْقِ؛ كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِباً «2» وكِذْباً وكِذْبةً وكَذِبةً: هَاتَانِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وكِذاباً وكِذَّاباً؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: نادَتْ حَليمةُ بالوَداع، وآذَنَتْ ... أَهْلَ الصَّفَاءِ، ووَدَّعَتْ بكِذَابِ وَرَجُلٌ كاذِبٌ، وكَذَّابٌ، وتِكْذابٌ، وكَذُوبٌ، وكَذُوبةٌ، وكُذَبَةٌ مِثَالُ هُمَزة، وكَذْبانٌ، وكَيْذَبانٌ، وكَيْذُبانٌ، ومَكْذَبانٌ، ومَكْذَبانة، وكُذُبْذُبانٌ «3»، وكُذُبْذُبٌ، وكُذُّبْذُبٌ؛ قال

_ (1). قوله [وقرأ بعضهم إلخ] عبارة التكملة وقرأ ابن عباس وأبو السمّال (أي كشداد) والحسن وسئل إلخ. (2). قوله [كذباً] أي بفتح فكسر، ونظيره اللعب والضحك والحبق، وقوله وكذباً، بكسر فسكون، كما هو مضبوط في المحكم والصحاح، وضبط في القاموس بفتح فسكون، وليس بلغة مستقلة بل بنقل حركة العين إلى الفاء تخفيفاً، وقوله: وكذبة وكذبة كفرية وفرحة كما هو بضبط المحكم ونبه عليه الشارح وشيخه. (3). قوله [وكذبذبان] قال الصاغاني وزنه فعلعلان بالضمات الثلاث ولم يذكره سيبويه في الأَمثلة التي ذكرها. وقوله: وإذا سمعت إلخ نسبه الجوهري لأَبي زيد وهو لجريبة بن الأَشيم كما نقله الصاغاني عن الأَزهري، لكنه في التهذيب قد بعتكم وفي الصحاح قد بعتها؛ قال الصاغاني والرواية قد بعته يعني جمله وقبله: قد طال إيضاعي المخدّم لا أرى ... في الناس مثلي في معدّ يخطب حتى تأَوَّبت البيوت عشية ... فحططت عنه كوره يتثأب

جُرَيْبَةُ بنُ الأَشْيَمِ: فإِذا سَمِعْتَ بأَنَّنِي قَدْ بِعْتُكم ... بوِصالِ غَانيةٍ، فقُلْ كُذُّبْذُبُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما كُذُبْذُبٌ خَفِيفٌ، وكُذُّبْذُبٌ ثَقِيل، فهاتانِ بناءَانِ لَمْ يَحْكِهما سِيبَوَيْهِ. قَالَ: ونحوُه مَا رَوَيْتُه عَنْ بَعْضِ أَصحابنا، مِن قَوْلِ بَعْضِهِمْ ذُرَحْرَحٌ، بِفَتْحِ الراءَين. والأُنثى: كاذِبةٌ وكَذَّابة وكَذُوبٌ. والكُذَّب: جَمْعُ كاذبٍ، مِثْلُ راكِعٍ ورُكَّعٍ؛ قَالَ أَبو دُواد الرُّؤَاسِي: مَتَى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقوامَ قَوْلَتُه، ... إِذا اضْمَحَلَّ حديثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ أَلَيْسَ أَقْرَبَهُم خَيْراً، وأَبعدَهُم ... شَرّاً، وأَسْمَحَهُم كَفّاً لمَنْ مُنِعَه لَا يَحْسُدُ الناسَ فَضْلَ اللَّهِ عندهُمُ، ... إِذا تَشُوهُ نُفُوسُ الحُسَّدِ الجَشِعَهْ الوَلَعَةُ: جَمْعُ والِعٍ، مِثْلُ كَاتِبٍ وكَتَبة. وَالْوَالِعُ: الْكَاذِبُ، والكُذُبُ جَمْعُ كَذُوب، مِثْلُ صَبُور وصُبُر، ومِنه قَرَأَ بعضُهم: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلسِنتُكُم الكُذُبُ ، فَجَعَلَهُ نَعْتًا للأَلسنة. الْفَرَّاءُ: يُحْكَى عَنِ الْعَرَبِ أَن بني نُمير ليس لَهُمْ مَكْذُوبةٌ. وكَذَبَ الرجلُ: أَخْبَر بالكَذِبِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَيْسَ لمَكْذُوبٍ رَأْيٌ. ومِنْ أَمثالهم: المَعاذِرُ مَكاذِبُ. وَمِنْ أَمثالهم: أَنَّ الكَذُوبَ قَدْ يَصْدُقُ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: مَعَ الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ تِكِذَّابٌ وتِصِدَّاقٌ أَي يَكْذِبُ ويَصْدُق. النَّضْرُ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي يَضْرِبُها الفَحْلُ فتَشُولُ، ثُمَّ تَرْجِعُ حَائِلًا: مُكَذِّبٌ وكاذِبٌ، وَقَدْ كَذَّبَتْ وكَذَبَتْ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُصاحُ بِهِ وَهُوَ ساكتٌ يُري أَنه نَائِمٌ: قَدْ أَكْذَب، وَهُوَ الإِكْذابُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا اسْتَيْأَسَ الرُّسلُ وظَنُّوا أَنهم قَدْ كُذِّبُوا؛ قراءَةُ أَهلِ المدينةِ، وَهِيَ قِراءَةُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، بِالتَّشْدِيدِ وَضَمِّ الْكَافِ. رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: اسْتَيْأَسَ الرسلُ مِمَّنْ كَذَّبَهم مِنْ قَوْمِهِمْ أَن يُصَدِّقُوهم، وظَنَّتِ الرُّسُلُ أَن مَنْ قَدْ آمَنَ مِنْ قَوْمِهِمْ قَدْ كَذَّبُوهم جَاءَهُمْ نَصْرُ اللهِ ، وَكَانَتْ تَقْرؤُه بِالتَّشْدِيدِ، وَهِيَ قراءَة نَافِعٍ، وَابْنِ كَثِيرٍ، وأَبي عَمْرٍو، وَابْنِ عَامِرٍ؛ وقرأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: كُذِبُوا، بِالتَّخْفِيفِ. ورُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: كُذِبُوا، بِالتَّخْفِيفِ، وَضَمِّ الْكَافِ. وَقَالَ: كَانُوا بَشَراً ، يَعْنِي الرُّسُلَ؛ يَذْهَبُ إِلى أَن الرُّسُلَ ضَعُفُوا، فَظَنُّوا أَنهم قَدْ أُخْلِفُوا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِن صَحَّ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فوَجْهُه عِنْدِي، وَاللَّهُ أَعلم، أَن الرُّسُلَ خَطَر فِي أَوهامهم مَا يَخْطُر فِي أَوهامِ الْبَشَرِ، مِن غَيْرِ أَن حَقَّقُوا تِلْكَ الخَواطرَ وَلَا رَكَنُوا إِليها، وَلَا كَانَ ظَنُّهم ظَنّاً اطْمَأَنُّوا إِليه، وَلَكِنَّهُ كَانَ خَاطِرًا يَغْلِبُه اليقينُ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: تَجاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمتي مَا حدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَها. مَا لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لسانٌ أَو تَعْمله يَدٌ ، فَهَذَا وَجْهُ مَا رُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَدْ رُوي عَنْهُ أَيضاً: أَنه قرأَ حَتَّى إِذا اسْتَيْأَسَ الرسلُ مِنْ قَوْمهم الإِجابةَ، وظَنَّ قَوْمُهُم أَن الرُّسُل قَدْ كذَبهم الوعيدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ أَسلم، وَبِالظَّاهِرِ أَشْبَهُ؛ وَمِمَّا يُحَقّقها مَا رُوي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر أَنه قَالَ: اسْتيأَسَ الرسلُ مِنْ قَوْمِهِمْ، وظنَّ قومُهم أَن الرُّسُلَ

قَدْ كُذِّبُوا، جاءَهم نَصْرُنا ؛ وَسَعِيدٌ أَخذ التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: وظَنُّوا أَنهم قَدْ كَذَبوا أَي ظَنَّ قَوْمُهم أَن الرسلَ قَدْ كَذَبُوهُمْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصَحُّ الأَقاويل مَا رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وبقراءَتها قرأَ أَهلُ الْحَرَمَيْنِ، وأَهلُ الْبَصْرَةِ، وأَهلُ الشَّامِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي لَيْسَ يَرُدُّها شيءٌ، كَمَا تَقُولُ حَمْلَةُ فُلَانٍ لَا تَكْذِبُ أَي لَا يَرُدُّ حَمْلَتُه شَيْءٌ. قَالَ: وكاذِبةٌ مَصْدَرٌ، كَقَوْلِكَ: عَافَاهُ اللهُ عافِيةً، وعاقَبَه عاقِبةً، وَكَذَلِكَ كَذَبَ كَاذِبَةً؛ وَهَذِهِ أَسماء وُضِعَتْ مَوَاضِعَ الْمُصَادَرِ، كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْبَاقِيَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ؟ أَي بقاءٍ. وَقَالَ الفراءُ: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ أَي لَيْسَ لَهَا مَرْدُودٌ وَلَا رَدٌّ، فَالْكَاذِبَةُ، هَاهُنَا، مَصْدَرٌ. يُقَالُ: حَمَلَ فَمَا كَذَبَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ؛ يَقُولُ: مَا كَذَبَ فؤَادُ محمدٍ مَا رَأَى؛ يَقُولُ: قَدْ صَدَقَه فُؤَادُه الَّذِي رأَى. وقرئَ: مَا كَذَّبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى ، وَهَذَا كُلُّه قَوْلُ الْفَرَّاءِ. وَعَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: أَي لَمْ يَكْذِب الفُؤَادُ رُؤْيَتَه، وَمَا رَأَى بِمَعْنَى الرُّؤْية، كَقَوْلِكَ: مَا أَنْكَرْتُ مَا قَالَ زيدٌ أَي قَوْلَ زِيدٍ. وَيُقَالُ: كَذَبَني فلانٌ أَي لَمْ يَصْدُقْني فَقَالَ لِيَ الكَذِبَ؛ وأَنشد للأَخطل: كَذَبَتْكَ عَيْنُك، أَم رأَيتَ بواسطٍ ... غَلَسَ الظَّلامِ، مِن الرَّبابِ، خَيَالا؟ مَعْنَاهُ: أَوْهَمَتْكَ عَيْنُكَ أَنها رَأَتْ، وَلَمْ تَرَ. يَقُولُ: مَا أَوْهَمه الفؤَادُ أَنه رأَى، وَلَمْ يَرَ، بَلْ صَدَقه الفُؤَادُ رُؤْيَتَه. وَقَوْلُهُ: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ أَي صاحِبُها كاذِبٌ، فأَوْقَعَ الجُزْءَ مَوْقِعَ الجُملة. ورُؤْيَا كَذُوبٌ: كَذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَحَيَّتْ فَحَيَّاها فَهَبَّ فَحَلَّقَتْ، ... معَ النَّجْمِ رُؤْيا، فِي المَنامِ، كَذُوبُ والأُكْذُوبةُ: الكَذِبُ. والكاذِبةُ: اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ، كالعَافية. وَيُقَالُ: لَا مَكْذَبة، وَلَا كُذْبى، وَلَا كُذْبانَ أَي لَا أَكْذُبك. وكَذَّبَ الرجلَ تَكْذيباً وكِذَّاباً: جَعَلَهُ كاذِباً، وَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ؛ وَكَذَلِكَ كَذَّب بالأَمر تَكْذيباً وكِذَّاباً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً . وَفِيهِ: لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً أَي كَذِباً. عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ الفراءُ: خَفَّفَهما عليُّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عليه السَّلَامُ، جَمِيعًا، وثَقَّلَهما عاصمٌ وأَهل الْمَدِينَةِ، وَهِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ فَصِيحَةٌ. يَقُولُونَ: كَذَّبْتُ بِهِ كِذَّاباً، وخَرَّقْتُ القميصَ خِرَّاقاً. وكلُّ فَعَّلْتُ فمصدرُه فِعَّالٌ، فِي لُغَتِهِمْ، مُشدّدةً. قال: وقال لي أَعرابي مَرَّةً عَلَى المَرْوَة يَسْتَفْتيني: أَلْحَلْقُ أَحَبُّ إِليك أَم القِصَّار؟ وأَنشدني بعضُ بَنِي كُلَيْب: لقدْ طالَ مَا ثَبَّطْتَني عَنْ صَحابتي، ... وَعَنْ حِوَجٍ، قِضَّاؤُها منْ شِفائيا وَقَالَ الفرَّاءُ: كَانَ الْكِسَائِيُّ يُخَفِّفُ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذاباً ، لأَنها مُقَيَّدَة بفِعْلٍ يُصَيِّرُها مَصْدَرًا، ويُشَدِّدُ: وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ؛ لأَن كَذَّبُوا يُقَيِّدُ الكِذَّابَ. قَالَ: وَالَّذِي قَالَ حَسَنٌ، وَمَعْنَاهُ: لَا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً أَي بَاطِلًا، وَلا كِذَّاباً أَي لَا يُكَذِّبُ بَعْضُهم

بَعْضاً «1»، غَيْرُهُ. وَيُقَالُ للكَذِبِ: كِذابٌ؛ ومِنه قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذاباً أَي كَذِباً؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ قولَ أَبي دُوادٍ: قُلْتُ لمَّا نَصَلا منْ قُنَّةٍ: ... كَذَبَ العَيْرُ وإِنْ كانَ بَرَحْ قَالَ مَعْنَاهُ: كَذَبَ العَيْرُ أَنْ يَنْجُوَ مِنِّي أَيَّ طَريقٍ أَخَذَ، سانِحاً أَو بارِحاً؛ قَالَ: وَقَالَ الفراءُ هَذَا إِغراءٌ أَيضاً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَهلُ الْيَمَنِ يَجْعَلُونَ مصدرَ فَعَّلْتُ فِعَّالًا، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعَرَبِ تَفْعِيلًا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كِذَّاباً أَحد مَصَادِرِ المشدَّد، لأَن مَصْدَرَهُ قَدْ يجيءُ عَلَى التَّفْعِيلِ مِثْلَ التَّكْلِيم، وَعَلَى فِعَّالٍ مِثْلَ كِذَّابٍ، وَعَلَى تَفعِلَة مِثْلَ تَوْصِيَة، وَعَلَى مُفَعَّلٍ مِثْلَ: وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ. والتَّكاذُبُ مِثْلُ التَّصادُق. وتكَذَّبُوا عَلَيْهِ: زَعَمُوا أَنه كاذِبٌ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ الصدِّيق، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رسُولٌ أَتاهم صادِقٌ، فَتَكَذَّبُوا ... عَلَيْهِ وقالُوا: لَسْتَ فِينَا بماكِثِ وتَكَذَّبَ فلانٌ إِذا تَكَلَّفَ الكَذِبَ. وأَكْذَبَه: أَلْفاه كاذِباً، أَو قَالَ لَهُ: كَذَبْتَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ ؛ قُرِئَتْ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ. وَقَالَ الفراءُ: وقُرِئَ لَا يُكْذِبُونَكَ ، قَالَ: وَمَعْنَى التَّخْفِيفِ، وَاللَّهُ أَعلم، لَا يَجْعَلُونَكَ كذَّاباً، وأَن مَا جئتَ بِهِ باطلٌ، لأَنهم لَمْ يُجَرِّبُوا عَلَيْهِ كَذِباً فَيُكَذِّبُوه، إِنما أَكْذَبُوه أَي قَالُوا: إِنَّ مَا جِئْتَ بِهِ كَذِبٌ، لَا يَعْرِفونه مِنَ النُّبُوَّة. قَالَ: والتَّكْذيبُ أَن يُقَالَ: كَذَبْتَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى كَذَّبْتُه، قلتُ لَهُ: كَذَبْتَ؛ وَمَعْنَى أَكْذَبْتُه، أَرَيْتُه أَن مَا أَتى بِهِ كَذِبٌ. قَالَ: وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ لَا يُكَذِّبُونَكَ ، لَا يَقْدِرُونَ أَن يَقُولُوا لَكَ فِيمَا أَنْبَأْتَ بِهِ مِمَّا فِي كُتُبِهِمْ: كَذَبْتَ. قَالَ: ووَجْهٌ آخَرُ لَا يُكَذِّبُونَكَ بِقُلُوبِهِمْ، أَي يَعْلَمُونَ أَنك صَادِقٌ؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ أَي أَنت عِنْدَهُمْ صَدُوق، وَلَكِنَّهُمْ جَحَدُوا بأَلسنتهم، مَا تَشْهَدُ قُلُوبُهم بِكَذِبِهِمْ فِيهِ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ؛ يَقُولُ فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بأَن الناسَ يُدانونَ بأَعمالهم، كأَنه قَالَ: فَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِنَا بالثواب والعقاب، بعد ما تَبَيَّنَ لَهُ خَلْقُنا للإِنسان، عَلَى مَا وَصَفْنَا لَكَ؟ وَقِيلَ: قَوْلُهُ تَعَالَى: فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ؛ أَي مَا يَجْعَلُكَ مُكَذِّباً، وأَيُّ شيءٍ يَجْعَلُك مُكَذِّباً بالدِّينِ أَي بِالْقِيَامَةِ؟ وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ. رُوِي فِي التَّفْسِيرِ أَن إِخوةَ يُوسُفَ لَمَّا طَرَحُوه فِي الجُبِّ، أَخَذُوا قميصَه، وذَبَحُوا جَدْياً، فلَطَخُوا القَمِيصَ بدَمِ الجَدْي، فَلَمَّا رأَى يعقوبُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، القَميصَ، قَالَ: كَذَبْتُمْ، لَوْ أَكَلَه الذِّئبُ لمَزَّقَ قَمِيصَهُ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بِدَمٍ كَذِبٍ ؛ مَعْنَاهُ مَكْذُوبٍ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للكَذِبِ: مَكْذُوبٌ، وللضَّعْف مَضْعُوفٌ، وللْجَلَد: مَجْلُود، وَلَيْسَ لَهُ مَعْقُودُ رَأْيٍ، يُرِيدُونَ عَقْدَ رَأْيٍ، فيجعلونَ المصادرَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ مَفْعُولًا. وحُكي عَنْ أَبي ثَرْوانَ أَنه قَالَ: إِن بَنِي نُمَيْرٍ ليس لحَدِّهم مَكْذُوبةٌ

_ (1). زاد في التكملة: وعن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كذاباً، بضم الكاف وبالتشديد، ويكون صفة على المبالغة كوضاء وحسان، يقال كذب، أي بالتخفيف، كذاباً بالضم مشدداً أي كذباً متناهياً.

أَي كَذِبٌ. وقال الأَخفش: بِدَمٍ كَذِبٍ ، جَعَلَ الدمَ كَذِباً، لأَنه كُذِبَ فِيهِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هَذَا مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ، أَراد بدَمٍ مَكْذُوب. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بدَمٍ كذِبٍ أَي ذِي كَذِب؛ وَالْمَعْنَى: دَمٍ مَكْذُوبٍ فِيهِ. وقُرِئَ بدَمٍ كَدِبٍ ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ كَدَبَ. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ ، قَالَ: سأَل سَائِلٌ كَيْفَ خَبَّر عَنْهُمْ أَنهم لَا يُكَذِّبُونَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانُوا يُظْهِرون تَكْذيبه ويُخْفُونه؟ قَالَ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال: أَحدها فإِنهم لَا يُكَذِّبُونَك بِقُلُوبِهِمْ، بَلْ يُكَذِّبُونَكَ بأَلسنتهم؛ وَالثَّانِي قراءَة نَافِعٍ وَالْكِسَائِيِّ، ورُويَتْ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فإِنهم لَا يُكْذِبُونَك ، بِضَمِّ الياءِ، وَتَسْكِينِ الْكَافِ، عَلَى مَعْنَى لَا يُكَذِّبُونَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ، إِنما يَجْحدون بِآيَاتِ اللَّهِ ويَتَعَرَّضُون لعُقوبته. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَحْتَجُّ لِهَذِهِ القراءَة، بأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: كَذَّبْتُ الرجلَ إِذا نَسَبَتْهُ إِلى الكَذِبِ؛ وأَكْذَبْتُه إِذا أَخبرت أَن الَّذِي يُحَدِّثُ بِهِ كَذِبٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ: فإِنهم لَا يُكْذِبُونَكَ، بِمَعْنَى لَا يَجدونَكَ كَذَّاباً، عِنْدَ البَحْث والتَّدَبُّر والتَّفْتيش. وَالثَّالِثُ أَنهم لَا يُكَذِّبُونَك فِيمَا يَجِدونه مُوَافِقًا فِي كِتَابِهِمْ، لأَن ذَلِكَ مِنْ أَعظم الْحُجَجِ عَلَيْهِمْ. الْكِسَائِيُّ: أَكْذَبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه جاءَ بالكَذِبِ، وَرَوَاهُ: وكَذَّبْتُه إِذا أَخْبَرْتَ أَنه كاذِبٌ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَكْذَبه وكَذَّبَه، بِمَعْنًى؛ وَقَدْ يَكُونُ أَكْذَبَه بِمَعْنَى بَيَّن كَذِبَه، أَو حَمَلَه عَلَى الكَذِب، وَبِمَعْنَى وجَدَه كَاذِبًا. وكاذَبْتُه مُكاذَبةً وكِذاباً: كَذَّبْتُه وكَذَّبني؛ وَقَدْ يُستعمل الكَذِبُ فِي غَيْرِ الإِنسان، قَالُوا: كَذَبَ البَرْقُ، والحُلُمُ، والظَّنُّ، والرَّجاءُ، والطَّمَعُ؛ وكَذَبَتِ العَيْنُ: خَانَهَا حِسُّها. وكذَبَ الرأْيُ: تَوهَّمَ الأَمرَ بخلافِ مَا هُوَ بِهِ. وكَذَبَتْهُ نَفْسُه: مَنَّتْهُ بِغَيْرِ الْحَقِّ. والكَذوبُ: النَّفْسُ، لِذَلِكَ قَالَ: إِني، وإِنْ مَنَّتْنيَ الكَذُوبُ، ... لَعالِمٌ أَنْ أَجَلي قَريبُ أَبو زَيْدٍ: الكَذُوبُ والكَذُوبةُ: مِنْ أَسماءِ النَّفْس. ابْنُ الأَعرابي: المَكْذُوبة مِنَ النساءِ الضَّعيفة. والمَذْكُوبة: المرأَة الصَّالِحَةُ. ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ الْعَرَبُ للكَذَّابِ: فلانٌ لَا يُؤَالَفُ خَيْلاه، وَلَا يُسايَرُ خَيْلاه كَذِباً؛ أَبو الْهَيْثَمِ، أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ لَبِيدٌ: أَكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها يَقُولُ: مَنِّ نَفْسَكَ العَيْشَ الطويلَ، لتَأْمُلَ الآمالَ الْبَعِيدَةَ، فتَجِدَّ فِي الطَّلَب، لأَنَّك إِذا صَدَقْتَها، فقلتَ: لَعَلَّكِ تموتينَ اليومَ أَو غَدًا، قَصُرَ أَمَلُها، وضَعُفَ طَلَبُها؛ ثُمَّ قَالَ: غَيْرَ أَنْ لَا تَكْذِبَنْها فِي التُّقَى أَي لَا تُسَوِّفْ بِالتَّوْبَةِ، وتُصِرَّ عَلَى المَعْصية. وكَذَبَتْهُ عَفَّاقَتُه، وَهِيَ اسْتُه وَنَحْوُهُ كَثِيرٌ. وكَذَّبَ عَنْهُ: رَدَّ، وأَراد أَمْراً، ثُمَّ كَذَّبَ عَنْهُ أَي أَحْجَم. وكَذَبَ الوَحْشِيُّ وكَذَّبَ: جَرى شَوْطاً، ثُمَّ وَقَفَ لِيَنْظُرَ مَا وَرَاءَهُ. وَمَا كَذَّبَ أَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَكْذيباً أَي مَا كَعَّ وَلَا لَبِثَ. وحَمَلَ عَلَيْهِ فَمَا كَذَّبَ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي

مَا انْثَنى، وَمَا جَبُنَ، وَمَا رَجَعَ؛ وَكَذَلِكَ حَمَلَ فَمَا هَلَّلَ؛ وحَمَلَ ثُمَّ كَذَّبَ أَي لَمْ يَصْدُقِ الحَمْلَة؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرجالَ، إِذا ... مَا الليثُ كَذَّبَ عَنْ أَقْرانه صَدَقا وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه حمَلَ يومَ اليَرْمُوكِ عَلَى الرُّوم، وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: إِن شَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَلَا تُكَذِّبُوا أَي لَا تَجْبُنُوا وتُوَلُّوا. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حَملَ ثُمَّ وَلَّى وَلَمْ يَمْضِ: قَدْ كَذَّبَ عَنْ قِرْنه تَكْذيباً، وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ. والتَّكْذِيبُ فِي الْقِتَالِ: ضِدُّ الصِّدْقِ فِيهِ. يُقَالُ: صَدَقَ القِتالَ إِذا بَذَلَ فِيهِ الجِدَّ. وكَذَّبَ إِذا جَبُن؛ وحَمْلةٌ كاذِبةٌ، كَمَا قَالُوا فِي ضِدِّها: صادقةٌ، وَهِيَ المَصْدوقةُ والمَكْذُوبةُ فِي الحَمْلةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخِيك ؛ اسْتُعْمِلَ الكَذِبُ هَاهُنَا مَجَازًا، حَيْثُ هُوَ ضِدُّ الصِّدْقِ، والكَذِبُ يَخْتَصُّ بالأَقوال، فجعَل بطنَ أَخيه حَيْثُ لَمْ يَنْجَعْ فِيهِ العَسَلُ كَذِباً، لأَنَّ اللَّهَ قَالَ: فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ صلاةِ الوِتْرِ: كَذَبَ أَبو مُحَمَّدٍ أَي أَخْطأَ؛ سَمَّاهُ كَذِباً، لأَنه يُشْبهه فِي كَوْنِهِ ضِدَّ الصَّوَابِ، كَمَا أَن الكَذِبَ ضدُّ الصِّدْقِ، وإِنِ افْتَرَقا مِنْ حَيْثُ النيةُ والقصدُ، لأَن الكاذبَ يَعْلَمُ أَن مَا يَقُولُهُ كَذِبٌ، والمُخْطِئُ لَا يَعْلَمُ، وَهَذَا الرَّجُلُ لَيْسَ بمُخْبِرٍ، وإِنما قَالَهُ بِاجْتِهَادٍ أَدَّاه إِلى أَن الْوَتْرَ وَاجِبٌ، وَالِاجْتِهَادُ لَا يَدْخُلُهُ الكذبُ، وإِنما يدخله الخطَأُ؛ وأَبو مُحَمَّدٍ صَحَابِيٌّ، وَاسْمُهُ مَسْعُودُ بْنُ زَيْدٍ؛ وَقَدِ اسْتَعْمَلَتِ العربُ الكذِبَ فِي مَوْضِعِ الخطإِ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَخطل: كَذَبَتْكَ عينُكَ أَم رأَيتَ بواسِطٍ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَمَا فِي سَمْعِهِ كَذِبُ وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ، قِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبِثَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ: كَذَبَ ، أَي أَخْطَأَ. وَمِنْهُ قَوْلُ عِمْرانَ لسَمُرَة حِينَ قَالَ: المُغْمَى عَلَيْهِ يُصَلِّي مَعَ كُلِّ صلاةٍ صَلَاةً حَتَّى يَقْضِيَها، فَقَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّهُ يُصَلِّيهن مَعًا ، أَي أَخْطَأْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَصْلُحُ الكذِبُ إِلا فِي ثَلَاثٍ ؛ قِيلَ: أَرادَ بِهِ مَعارِيضَ الْكَلَامِ الَّذِي هُوَ كَذِبٌ مِنْ حَيْثُ يَظُنُّه السامعُ، وصِدْقٌ مِنْ حيثُ يقوله القائلُ، كَقَوْلِهِ: إِنَّ فِي المَعاريض لَمَنْدوحةً عَنِ الكَذِب، وَكَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنه كَانَ إِذا أَراد سَفَرًا ورَّى بِغَيْرِهِ. وكَذَبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ، والحجَّ؛ مَنْ رَفَعَ، جَعَلَ كَذَبَ بِمَعْنَى وَجَبَ، ومَن نَصَبَ، فعَلى الإِغراءِ، وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ آتٍ، وَلَا مصدرٌ، وَلَا اسْمُ فَاعِلٍ، وَلَا مفعولٌ، وَلَهُ تعليلٌ دَقِيقٌ، ومعانٍ غامِضةٌ تجيءُ فِي الأَشعار. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ، كَذَبَ عَلَيْكُمُ العُمْرةُ، كَذَبَ عَلَيْكُمُ الجِهادُ، ثلاثةُ أَسفارٍ كَذَبْنَ عَلَيْكُمْ ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كأَن كَذَبْنَ، هَاهُنَا، إِغْراءٌ أَي عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الأَشياءِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ: وَكَانَ وجهُه النصبَ عَلَى الإِغراءِ، وَلَكِنَّهُ جاءَ شَاذًّا مَرْفُوعًا؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: وَجَبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: الحَثُّ والحَضُّ. يَقُولُ: إِنَّ الحجَّ ظنَّ بِكُمْ حِرصاً عَلَيْهِ، ورَغبةً فِيهِ، فكذَبَ ظَنُّه لِقِلَّةِ رَغْبَتِكُمْ فِيهِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَى كَذَبَ عَلَيْكُمُ الحجُّ عَلَى كلامَين: كأَنه قَالَ كَذَب الحجُّ عليكَ الحجُّ أَي ليُرَغِّبْك الحجُّ؛ هُوَ واجبٌ عَلَيْكَ؛ فأَضمَر الأَوَّل لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ؛ ومَن نَصَبَ الحجَّ،

فَقَدْ جَعَلَ عَلَيْكَ اسمَ فِعْلٍ، وَفِي كذَبَ ضَمِيرُ الحجِّ، وَهِيَ كلمةٌ نادرةٌ، جاءَت عَلَى غَيْرِ القِياس. وقيل: كَذَب عليكم الحَجُّ أَي وَجَبَ عَلَيْكُمُ الحَجُّ. وَهُوَ فِي الأَصل، إِنما هُوَ: إِن قِيلَ لَا حَجَّ، فَهُوَ كَذِبٌ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: كذبَك الحجُّ أَي أَمكَنَك فحُجَّ، وكذَبك الصَّيدُ أَي أَمكنَك فارْمِه؛ قَالَ: ورفْعُ الْحَجِّ بكَذَبَ مَعْنَاهُ نَصْبٌ، لأَنه يُرِيدُ أَن يَأْمُر بِالْحَجِّ، كَمَا يُقَالُ أَمْكَنَك الصَّيدُ، يريدُ ارْمِه؛ قَالَ عَنْتَرَةُ يُخاطبُ زَوْجَتَهُ: كَذَبَ العَتيقُ، وماءُ شَنٍّ بارِدٌ، ... إِنْ كُنْتِ سائِلَتي غَبُوقاً، فَاذْهَبِي يَقُولُ لَهَا: عليكِ بأَكل العَتيق، وَهُوَ التَّمْرُ الْيَابِسُ، وشُرْبِ الماءِ الْبَارِدِ، وَلَا تتعرَّضي لغَبُوقِ اللَّبن، وَهُوَ شُرْبه عَشِيّاً، لأَنَّ اللَّبَنَ خَصَصْتُ بِهِ مُهري الَّذِي أَنتفع بِهِ، ويُسَلِّمُني وإِياكِ مِنْ أَعدائي. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: شَكَا إِليه عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ أَو غَيْرُهُ النِّقْرِسَ، فَقَالَ: كذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عَلَيْكَ بِالْمَشْيِ فِيهَا؛ وَالظَّهَائِرُ جَمْعُ ظَهِيرَةٍ، وَهِيَ شِدَّةُ الْحَرِّ. وَفِي رِوَايَةٍ: كَذَبَ عَلَيْكَ الظواهرُ ، جَمْعُ ظَاهِرَةٍ، وَهِيَ مَا ظَهَرَ مِنَ الأَرض وارْتَفَع. وَفِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ: إِن عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكَرِبَ شَكا إِليه المَعَص، فَقَالَ: كَذَبَ عَلَيْكَ العَسَلُ ، يُرِيدُ العَسَلانَ، وَهُوَ مَشْيُ الذِّئب، أَي عَلَيْكَ بسُرعةِ الْمَشْيِ؛ والمَعَصُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمِلَةِ، التواءٌ فِي عصَبِ الرِّجل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كذَبَتْكَ الحارقَةُ أَي عَلَيْكَ بمثْلِها؛ والحارِقةُ: المرأَة الَّتِي تَغْلِبُها شهوَتُها، وَقِيلَ: الضَّيِّقَةُ الفَرْج. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي مَعْنَى كذَبَ عَلَيْكُمْ، مَعنى الإِغراء، أَي عَلَيْكُمْ بِهِ؛ وكأَن الأَصلَ فِي هَذَا أَن يكونَ نَصْباً، وَلَكِنَّهُ جاءَ عَنْهُمْ بِالرَّفْعِ شَاذًّا، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ: وَمِمَّا يُحَقِّقُ ذَلِكَ أَنه مَرفوعٌ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كَذَبْتُ عَلَيكَ لَا تزالُ تَقوفُني، ... كَمَا قافَ، آثارَ الوَسيقةِ، قائفُ فَقَوْلُهُ: كذَبْتُ عَلَيْكَ، إِنما أَغْراه بِنَفْسِهِ أَي عَليكَ بِي، فَجَعَلَ نَفْسَه فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، أَلا تَرَاهُ قَدْ جاءَ بالتاءِ فَجَعَلها اسْمَه؟ قَالَ مُعَقِّرُ بْنُ حِمَارٍ البارقيُّ: وذُبْيانيَّة أَوصَتْ بَنِيها ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ فِي هَذَا حَرْفًا مَنْصُوبًا إِلا فِي شيءٍ كَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَحْكِيهِ عَنْ أَعرابيٍّ نَظر إِلى نَاقَةٍ نِضْوٍ لِرَجُلٍ، فَقَالَ: كذَبَ عليكَ البَزْرُ والنَّوَى؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِير فِي قَوْلِهِ: كذَبْتُ عَلَيْكَ لَا تزالُ تقُوفُني أَي ظَنَنْتُ بِكَ أَنك لَا تَنامُ عَنْ وِتْري، فَكَذَبْتُ عَلَيْكُمْ؛ فأَذَلَّه بِهَذَا الشِّعْرِ، وأَخْمَلَ ذِكْرَه؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: بأَن كَذَبَ القَراطِفُ والقُروفُ قَالَ: القَراطِفُ أَكْسِيَةٌ حُمْر، وَهَذِهِ امرأَة كَانَ لَهَا بَنُونَ يركَبُونَ فِي شَارَةٍ حَسَنةٍ، وَهُمْ فُقَراء لَا يَمْلكُون وراءَ ذَلِكَ شَيْئًا، فساءَ ذَلِكَ أُمَّهُم لأَنْ رأَتْهم فُقراءَ، فَقَالَتْ: كَذَبَ القَراطِفُ أَي إِنَّ زِينَتهم هَذِهِ كاذبةٌ، لَيْسَ وراءَها عِنْدَهُمْ شيءٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا أَمَرْتَه بشيءٍ وأَغْرَيْته: كَذَب علَيك كَذَا وَكَذَا أَي عليكَ بِهِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ نادرةٌ؛ قَالَ وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي

لخِداشِ بْنِ زُهَير: كَذَبْتُ عَلَيْكُمْ، أَوْعِدُوني وعَلِّلُوا ... بيَ الأَرضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظِبِ أَي عَلَيْكُمْ بِي وَبِهِجَائِي إِذا كُنْتُمْ فِي سَفَرٍ، واقْطَعُوا بِذِكْري الأَرضَ، وأَنْشِدوا القومَ هِجَائِي يَا قِرْدانَ مَوْظِبٍ. وكَذَبَ لَبنُ النَّاقَةِ أَي ذهَبَ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكَذَبَ البعيرُ فِي سَيره إِذا ساءَ سيرُه؛ قَالَ الأَعشى: جُمالِيَّةٌ تَغْتَلي بالرِّداف، ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجيرا ابْنُ الأَثير فِي الْحَدِيثِ: الحجامةُ عَلَى الرِّيق فِيهَا شِفاءٌ وبَرَكة، فَمَنِ احْتَجَمَ فيومُ الأَحدِ والخميسِ كَذَباك أَو يومُ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ ؛ مَعْنَى كَذَباك أَي عَلَيْكَ بِهِمَا، يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هَذِهِ كلمةٌ جَرَتْ مُجْرى المَثَل فِي كَلَامِهِمْ، فَلِذَلِكَ لَمْ تُصَرَّفْ، ولزِمَتْ طَريقةً وَاحِدَةً، فِي كَوْنِهَا فِعْلًا مَاضِيًا مُعَلَّقاً بالمُخاطَب وحْدَه، وَهِيَ فِي مَعْنَى الأَمْرِ، كَقَوْلِهِمْ فِي الدعاءِ: رَحِمَك اللَّهُ أَي لِيَرْحَمْكَ اللهُ. قَالَ: وَالْمُرَادُ بِالْكَذِبِ الترغيبُ والبعثُ؛ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: كَذَبَتْه نَفْسُه إِذا مَنَّتْه الأَمانيَّ، وخَيَّلَت إِليه مِنَ الْآمَالِ مَا لَا يكادُ يَكُونُ، وَذَلِكَ مِمَّا يُرَغِّبُ الرجلَ فِي الأُمور، ويَبْعَثُه عَلَى التَّعرُّض لَهَا؛ وَيَقُولُونَ فِي عَكْسِهِ صَدَقَتْه نَفْسُه، وخَيَّلَتْ إِليه العَجْزَ والنَّكَدَ فِي الطَّلَب. ومِن ثَمَّ قَالُوا للنَّفْسِ: الكَذُوبُ. فَمَعْنَى قَوْلِهِ كذَباك أَي ليَكْذِباك ولْيُنَشِّطاكَ ويَبْعَثاك عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ أَطْنَبَ فِيهِ الزَّمَخْشَرِيُّ وأَطالَ، وَكَانَ هَذَا خلاصةَ قَوْلِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كأَنَّ كَذَبَ، هَاهُنَا، إِغراءٌ أَي عَلَيْكَ بِهَذَا الأَمر، وَهِيَ كَلِمَةٌ نَادِرَةٌ، جاءَت عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. يُقَالُ: كَذَبَ عَلَيْكَ أَي وَجَبَ عَلَيْكَ. والكَذَّابةُ: ثوبٌ يُصْبغ بأَلوانٍ يُنْقَشُ كأَنه مَوْشِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ المَسْعُودِيِّ: رأَيتُ فِي بَيْتِ الْقَاسِمِ كَذَّابَتَين فِي السَّقْفِ ؛ الكَذَّابةُ: ثوبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَقُ بسَقْفِ الْبَيْتِ؛ سُميت بِهِ لأَنها تُوهم أَنها فِي السَّقْف، وإِنما هِيَ فِي الثَّوْب دُونَه. والكَذَّابُ: اسمٌ لِبَعْضِ رُجَّازِ العَرب. والكَذَّابانِ: مُسَيْلِمةُ الحَنَفِيُّ والأَسوَدُ العَنْسِيُّ. كرب: الكَرْبُ: عَلَى وَزْن الضَّرْبِ مَجْزُومٌ: الحُزْنُ والغَمُّ الَّذِي يأْخذُ بالنَّفْس، وَجَمْعُهُ كُرُوبٌ. وكَرَبه الأَمْرُ والغَمُّ يَكْرُبهُ كَرْباً: اشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَهُوَ مَكْرُوبٌ وكَرِيبٌ، وَالِاسْمُ الكُرْبة؛ وإِنه لمَكْرُوبُ النَّفْسِ. والكَرِيبُ: المَكْروبُ. وأَمْرٌ كارِبٌ. واكْترَبَ لِذَلِكَ: اغْتَمَّ. والكَرائبُ: الشدائدُ، الواحدةُ كَرِيبةٌ؛ قَالَ سَعْدُ بْنُ ناشِبٍ المازِنيُّ: فيالَ رِزامٍ رَشِّحُوا بِي مُقَدَّماً ... إِلى المَوْتِ، خَوّاضاً إِليه الكَرائِبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُقَدَّماً مَنْصُوبٌ برَشِّحُوا، عَلَى حَذْفٍ مَوْصُوفٍ، تَقْدِيرُهُ: رَشِّحُوا بِي رَجُلًا مُقَدَّماً؛ وأَصل التَّرْشيح: التَّرْبِيَةُ والتَّهْيِئَةُ؛ يُقَالُ: رُشِّحَ فلانٌ للإِمارة أَي هُيِّئَ لَهَا، وَهُوَ لَهَا كُفؤٌ. وَمَعْنَى رَشِّحُوا بِي مُقَدَّماً أَي اجْعَلُوني كُفؤاً مُهَيَّأً لِرَجُلٍ شُجاع؛ وَيُرْوَى: رَشِّحُوا بِي مُقَدِّماً أَي رَجُلًا مُتَقَدِّماً، وَهَذَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ وَجَّهَ فِي مَعْنَى توجَّه، ونَبَّه فِي مَعْنَى تَنَبَّه، ونَكَّبَ فِي مَعْنَى تَنكَّبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا أَتاه الوحيُ كُرِبَ

لَهُ «2» أَي أَصابَهُ الكَرْبُ، فَهُوَ مَكْروبٌ. وَالَّذِي كَرَبه كارِبٌ. وكَرَبَ الأَمْرُ يَكْرُبُ كُرُوباً: دَنا. يُقَالُ كَرَبَتْ حياةُ النارِ أَي قَرُبَ انْطِفاؤُها؛ قَالَ عبدُ القيسِ بنُ خُفافٍ البُرْجُمِيُّ «3»: أَبُنَيَّ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ، ... فإِذا دُعِيتَ إِلى المَكارِمِ فاعْجَلِ أُوصِيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ، لَكَ، ناصِحٍ، ... طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ اللهَ فاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ، ... وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ، فإِنَّ مَبِيتَه ... حَقٌّ، وَلَا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِرُ أَهْلِه ... بمَبِيتِ لَيْلَتِه، وإِنْ لَمْ يُسْأَلِ وَصِلِ المُواصِلَ مَا صَفَا لَكَ وُدُّه، ... واجْذُذْ حِبالَ الخَائِن المُتَبَذِّلِ واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لَا تَحْلُلْ بِهِ، ... وإِذا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ واسْتَأْنِ حِلْمَكَ فِي أُمورِكَ كُلِّها، ... وإِذا عَزَمْتَ عَلَى الْهَوَى فَتَوَكَّلِ واسْتَغْنِ، مَا أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَى، ... وإِذا تُصِبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ وإِذا افْتَقَرْتَ، فَلَا تُرَى مُتَخَشِّعاً ... تَرْجُو الفَواضلَ عِنْدَ غيرِ المِفْضَلِ وإِذا تَشاجَرَ فِي فُؤَادِك، مَرَّةً، ... أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ، ... وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى النَّدَى ... غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ بِمَا يَسَرُوا بِهِ، ... وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ وَيُرْوَى: فابْشَرْ بِمَا بَشِرُوا بِهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي التَّرْجَمَتَيْنِ. وكُلُّ شيءٍ دَنا: فَقَدْ كَرَبَ. وَقَدْ كَرَبَ أَن يَكُونَ، وكَرَبَ يكونُ، وَهُوَ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، أَحدُ الأَفعال الَّتِي لَا يُستعمل اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهَا موضعَ الْفِعْلِ الَّذِي هُوَ خَبَرُهَا؛ لَا تَقُولُ كَرَب كَائِنًا؛ وكَرَبَ أَن يَفْعَلَ كَذَا أَي كادَ يَفْعَلُ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ للمَغِيب: دَنَتْ؛ وكَرَبَتِ الشمسُ: دَنَتْ للغُروب؛ وكَرَبَتِ الجاريةُ أَن تُدْرِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا اسْتَغْنَى أَو كَرَبَ اسْتَعَفَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَرَبَ أَي دَنا مِنْ ذَلِكَ وقَرُبَ. وكلُّ دانٍ قريبٍ، فَهُوَ كارِبٌ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: أَيْفَعَ الغُلامُ أَو كَرَبَ أَي قارَبَ الإِيفاع. وكِرابُ المَكُّوكِ وَغَيْرِهِ مِنَ الآنِيَةِ: دونَ الجِمام. وإِناءٌ كَرْبانُ إِذا كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِئَ؛ وجُمْجُمَة كَرْبى، وَالْجَمْعُ كَرْبى وكِرابٌ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن كافَ كَرْبانَ بَدَلٌ مِنْ قَافِ قَرْبانَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بشيءٍ.

_ (2). قوله [إِذَا أَتَاهُ الْوَحْيُ كُرِبَ له] كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال: وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث إلخ مغتراً بضبط شكل محرف في بعض الأَصول فجعله أصلًا برأسه وليس بالمنقول (3). قوله [قال عبد القيس إلخ] كذا في التهذيب. والذي في المحكم قَالَ خُفَافُ بْنُ عَبْدِ القيس البرجمي.

الأَصمعي: أَكْرَبْتُ السِّقاءَ إِكْراباً إِذا مَلأْتَه؛ وأَنشد: بَجَّ المَزادِ مُكْرَباً تَوْكِيرَا وأَكْرَبَ الإِناءَ: قارَبَ مَلأَه. وَهَذِهِ إِبلٌ مائةٌ أَو كَرْبُها أَي نحوُها وقُرابَتُها. وقَيْدٌ مَكْرُوبٌ إِذا ضُيِّقَ. وكَرَبْتُ القَيْدَ إِذا ضَيَّقْتَه عَلَى المُقَيَّدِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمَة الضَّبِّيُّ: ازْجُرْ حِمارَك لَا يَرْتَعْ برَوْضَتِنا، ... إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ ضَرَبَ الحمارَ ورَتْعَه فِي رَوْضتِهم مَثَلًا أَي لَا تَعَرَّضَنّ لشَتْمِنا، فإِنا قَادِرُونَ عَلَى تَقْيِيدِ هَذَا العَيْرِ ومَنْعه مِنَ التَّصَرُّفِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي شِعْرِهِ: أُرْدُدْ حِمارَك لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه، ... إِذاً يُرَدُّ، وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ والسَّويَّةُ: كِساءٌ يُحْشَى بثُمام وَنَحْوِهِ كالبَرْذَعَة، يُطْرَحُ عَلَى ظَهْرِ الْحِمَارِ وَغَيْرِهِ، وَجَزْمُ يَنْزِعْ عَلَى جَوَابِ الأَمر، كأَنه قَالَ: إِنْ تَرْدُدْهُ لَا يَنْزِعْ سَوِيَّتَه الَّتِي عَلَى ظَهْرِهِ. وَقَوْلُهُ: إِذاً يُرَدُّ جوابٌ، عَلَى تَقْدِيرِ أَنه قَالَ: لَا أَرُدُّ حِمارِي، فَقَالَ مُجِيبًا لَهُ: إِذاً يُرَدُّ. وكَرَبَ وظِيفَيِ الْحِمَارِ أَو الْجَمَلِ: دَانَى بَيْنَهُمَا بِحَبْلٍ أَو قَيْدٍ. وكارَبَ الشيءَ: قارَبه. وأَكْرَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ. وخُذْ رِجْلَيْكَ بأَكْرابٍ إِذا أُمِرَ بالسُّرْعة، أَي اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: أَكْرَبَ الرجلُ إِذا أَخذ رِجْلَيْه بأَكْرابٍ، وقَلَّما يُقَالُ: وأَكْرَبَ الفرسُ وغيرُه مِمَّا يَعْدُو: أَسْرَعَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. أَبو زَيْدٍ: أَكْرَبَ الرجلُ إِكْراباً إِذا أَحْضَرَ وعَدا. وكَرَبْتُ الناقةَ: أَوقَرْتُها. الأَصمعي: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هِيَ الكَرانِيفُ، واحدتُها كِرْنافةٌ، والعَريضَة الَّتِي تَيْبَسُ فتصيرُ مِثلَ الكَتِفِ، هِيَ الكَرَبة. ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ كَرَبُ النَّخْلِ كَرَباً لأَنه اسْتُغْنِيَ عَنْهُ، وكَرَبَ أَن يُقْطَعَ ودَنا مِنْ ذَلِكَ. وكَرَبُ النخلِ: أُصُولُ السَّعَفِ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: الكَرَبُ أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ الَّتِي تَيْبَسُ فتصيرُ مثلَ الكَتِفِ، واحدتُها كَرَبةٌ. وَفِي صِفَةِ نَخْلِ الْجَنَّةِ: كَرَبُها ذَهَبٌ، هو بِالتَّحْرِيكِ، أَصلُ السَّعَفِ؛ وَقِيلَ: مَا يَبْقَى مِنْ أُصوله فِي النَّخْلَةِ بَعْدَ الْقَطْعِ كالمَراقي؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا وَفِي الْمَثَلِ: مَتَّى كَانَ حُكمُ اللَّهِ فِي كَرَبِ النخلِ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ هَذَا الشَّاهِدُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مَثَلًا، وإِنما هُوَ عَجُزُ بَيْتٍ لِجَرِيرٍ؛ وَهُوَ بِكَمَالِهِ: أَقولُ وَلَمْ أَمْلِكْ سَوابقَ عَبْرةٍ: ... مَتَى كَانَ حُكْمُ اللهِ فِي كَرَبِ النخلِ؟ قَالَ ذَلِكَ لَمَّا بَلَغه أَنَّ الصَّلَتانَ العَبْدِيَّ فَضَّلَ الفرزدقَ عَلَيْهِ فِي النَّسِيب، وفَضَّلَ جَرِيرًا عَلَى الْفَرَزْدَقِ فِي جَوْدَةِ الشِّعْر فِي قَوْلِهِ: أَيا شاعِراً لَا شاعِرَ اليومَ مِثْلُه، ... جَريرٌ، وَلَكِنْ فِي كُلَيْبٍ تَواضُعُ فَلَمْ يَرْضَ جريرٌ قولَ الصَّلَتان، ونُصْرَتَه الفرزدقَ. قُلْتُ: هَذِهِ مشاحَّةٌ مِنَ ابْنِ بَرِّيٍّ لِلْجَوْهَرِيِّ فِي قَوْلِهِ: لَيْسَ هَذَا الشاهدُ مَثَلًا، وإِنما هُوَ عَجُزُ بَيْتٍ لِجَرِيرٍ. والأَمثال قَدْ وَرَدَتْ شِعْراً، وغيرَ شِعْرٍ، وَمَا يَكُونُ شِعْرًا لَا يَمْتَنِعُ أَن يَكُونَ مَثَلًا. والكَرَابة والكُرابَة: التَّمْر الَّذِي يُلْتَقَطُ مِنْ

أُصول الكَرَب، بَعْدَ الجَدَادِ، والضمُّ أَعْلى، وَقَدْ تَكَرَّبَها. الْجَوْهَرِيُّ: والكُرَابة، بِالضَّمِّ، مَا يُلْتَقَطُ مِنَ التَّمْر فِي أُصُول السَّعَفِ بعد ما تَصَرَّمَ. الأَزهري: يُقَالُ تَكَرَّبْتُ الكُرَابَةَ إِذا تَلَقَّطْتَها، مِنَ الكَرَب. والكَرَبُ: الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ عَلَى الدَّلْو، بَعْدَ المَنِينِ، وَهُوَ الحَبْل الأَوّل، فإِذا انْقَطَع المنِينُ بَقِيَ الكَرَبُ. ابْنُ سِيدَهْ: الكَرَبُ حَبْل يُشَدُّ عَلَى عَرَاقي الدَّلْو، ثُمَّ يُثْنى، ثُمَّ يُثَلَّثُ، وَالْجَمْعُ أَكْرابٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: ثُمَّ يُثْنى، ثُمَّ يُثَلَّثُ ليكونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَن الحَبْلُ الْكَبِيرُ. رأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ الْمَوْثُوقِ بِهَا قولَ الْجَوْهَرِيِّ: لِيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَن الحَبْلُ الْكَبِيرُ، إِنما هُوَ مِنْ صِفَةِ الدَّرَك، لَا الكَرَبِ. قُلْتُ: الدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ الْحَاشِيَةِ أَن الْجَوْهَرِيَّ ذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ دَرَكَ هَذِهِ الصُّورَةَ أَيضاً، فَقَالَ: والدَّرَكُ قطعةُ حَبْل يُشَدُّ فِي طَرَفِ الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدَّلْوِ، لِيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الماءَ، فَلَا يَعْفَنُ الرِّشاءُ. وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: قَوْمٌ، إِذا عَقَدوا عَقْداً لجارِهمُ، ... شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا، فَوْقَه، الكَرَبَا ودَلْو مُكْرَبة: ذاتُ كَرَب؛ وَقَدْ كَرَبَها يَكْرُبُها كَرْباً، وأَكْرَبَهَا، فَهِيَ مُكْرَبةٌ، وكَرَّبَها؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: كالدَّلْوِ بُتَّتْ عُراها وَهِيَ مُثْقَلَةٌ، ... وَخَانَهَا وَذَمٌ مِنْهَا وتَكْريبُ عَلَى أَنَّ التَّكْريبَ قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هُنَا اسْمًا، كالتَّنْبِيتِ والتَّمْتين، وَذَلِكَ لعَطْفِها عَلَى الوَذَم الَّذِي هُوَ اسْمٌ، لكنَّ البابَ الأَوَّلَ أَشْيَعُ وأَوْسَعُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني أَن يَكُونَ مَصْدَرًا، وإِن كَانَ مَعْطُوفًا عَلَى الِاسْمِ الَّذِي هُوَ الوَذَمُ. وكلُّ شديدِ العَقْدِ، مِنْ حَبْل، أَو بناءٍ، أَو مَفْصِل: مُكْرَبٌ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِكُلِّ شيءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ إِذا كَانَ وَثيقَ المَفاصِل: إِنه لمَكْروب المفاصِل. وَرَوَى أَبو الرَّبيع عَنْ أَبي الْعَالِيَةِ، أَنه قَالَ: الكَروبيُّون سادَةُ الملائكةِ، منهم جبريلُ ومِيكائيلُ وإِسرافيل، هُمُ المُقَرَّبُونَ ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأُمَيَّة: كَرُوبِيَّةٌ مِنْهُمْ رُكُوعٌ وسُجَّدُ وَيُقَالُ لِكُلِّ حيوانٍ وَثِيقِ المَفاصِلِ: إِنه لَمُكْرَبُ الخَلْقِ إِذا كَانَ شَديدَ القُوى، والأَول أَشبه؛ ابْنُ الأَعرابي: الكَريبُ الشُّوبَقُ، وَهُوَ الفَيْلَكُونُ؛ وأَنشد: لَا يَسْتَوي الصَّوْتانِ حينَ تَجاوَبا، ... صَوْتُ الكَريبِ وصَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِر والكَرْبُ: القُرْبُ. وَالْمَلَائِكَةُ الكَرُوبِيُّونَ: أَقْرَبُ الْمَلَائِكَةِ إِلى حَمَلَةِ العَرْش. ووَظِيفٌ مُكْرَبٌ: امْتَلأَ عَصَباً، وحافرٌ مُكْرَبٌ: صُلْبٌ؛ قَالَ: يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا، ... بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا والمُكْرَبُ: الشديدُ الأَسْرِ مِنَ الدَّوابِّ، بِضَمِّ الْمِيمِ، وَفَتْحِ الراءِ. وإِنه لمُكْرَبُ الخَلْق إِذا كَانَ شديدَ الأَسْر. أَبو عَمْرٍو: المُكْرَبُ مِنَ الْخَيْلِ الشديدُ الخَلْق والأَسْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: وفرسٌ مُكْرَبٌ شديدٌ. وكَرَبَ الأَرضَ يَكْرُبُها كَرْباً وكِراباً:

قَلَبها للحَرْثِ، وأَثارَها للزَّرْع. التَّهْذِيبُ: الكِرابُ: كَرْبُكَ الأَرضَ حَتَّى تَقلِبَها، وَهِيَ مَكْرُوبة مُثَارَة. التَّكْريبُ: أَن يَزْرَع فِي الكَريبِ الجادِسِ. والكَريبُ: القَراحُ؛ والجادِسُ: الَّذِي لَمْ يُزْرَعْ قَطُّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ جَرْوَ الوَحْشِ: تَكَرَّبنَ أُخرى الجَزْءِ، حَتَّى إِذا انْقَضَتْ ... بَقاياه والمُسْتَمْطَراتُ الرَّوائِحُ وَفِي الْمَثَلِ: الكِرابُ عَلَى البَقَرِ لأَنها تَكْرُبُ الأَرضَ أَي لَا تُكْرَبُ الأَرضُ إِلا بالبَقَر. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَن يَقُولُ: الكِلابَ عَلَى الْبَقَرِ، بِالنَّصْبِ، أَي أَوْسِدِ الكِلابَ عَلَى بَقَرِ الوَحْشِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْمَثَلُ هُوَ الأَول. والمُكْرَباتُ: الإِبلُ الَّتِي يُؤْتى بِهَا إِلى أَبواب البُيوت فِي شِدَّة الْبَرْدِ، ليُصِيبها الدُّخانُ فتَدْفأَ. والكِرابُ: مَجاري الماءِ فِي الْوَادِي. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ صُدُورُ الأَوْدية؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب يَصِفُ النَّحْلَ: جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ دَوائِباً، ... وتَنْصَبُّ أَلْهاباً، مَصِيفاً كِرابُها وَاحِدَتُهَا كَرْبَة. المَصِيفُ: المُعْوَجُّ، مِن صافَ السَّهْمُ؛ وَقَوْلُهُ: كأَنما مَضْمَضَتْ مِنْ ماءِ أَكْربةٍ، ... عَلَى سَيابةِ نَخْلٍ، دُونه مَلَقُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَكْرِبةُ هَاهُنَا شِعافٌ يسيلُ مِنْهَا ماءُ الجبالِ، واحدَتُها كَرْبةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بقويٍّ، لأَن فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْعِلَةٍ. وَقَالَ مرَّة: الأَكْرِبَةُ جَمْعُ كُرابةٍ، وَهُوَ مَا يَقَعُ مِنَ ثَمَرِ النَّخْلِ فِي أُصول الكَرَبِ؛ قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عِنْدِي غَلَط أَيضاً، لأَن فُعالَةَ لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْعِلَة، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، فَيَكُونُ كأَنه جَمَعَ فُعالًا. وَمَا بِالدَّارِ كَرَّابٌ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي أَحَدٌ. والكَرْبُ: الفَتْلُ؛ يُقَالُ: كَرَبْتُه كَرْباً أَي فَتَلْتُه؛ قَالَ: فِي مَرْتَعِ اللَّهْو لَمْ يُكْرَبْ إِلى الطِّوَلِ والكَريبُ: الكَعْبُ مِنَ القَصَبِ أَو القَنا؛ والكَريبُ أَيضاً: الشُّوبَقُ، عَنْ كُرَاعٍ. وأَبو كَرِبٍ اليَمانيُّ، بِكَسْرِ الراءِ: مَلِكٌ مِنْ مُلوكِ حِمْير، وَاسْمُهُ أَسْعَدُ بْنُ مالكٍ الحِمْيَريُّ، وَهُوَ أَحد التَّبَابِعَةِ. وكُرَيْبٌ ومَعْدِيكرِبَ: اسمانِ، فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: معديكربُ بِرَفْعِ الباءِ، لَا يُصرف، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: معديكربٍ يُضيف ويَصْرِفُ كَرِباً، ومنهم من يقول: معديكربَ، يُضيف وَلَا يَصرف كَرِبًا، يَجْعَلُهُ مؤَنثاً مَعْرِفَةً، والياءُ مَنْ مَعْدِيكَرِبَ سَاكِنَةٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ. وإِذا نَسَبْتَ إِليه قُلْتَ: مَعْديّ، وَكَذَلِكَ النَّسَبُ فِي كُلَّ اسْمَيْنِ جُعلا وَاحِدًا، مِثْلُ بَعْلَبَكَّ وخَمْسَةَ عَشَر وتَأَبَّطَ شَرّاً، تُنْسَبُ إِلى الِاسْمِ الأَول؛ تَقُولُ بَعْليٌّ وخَمْسِيٌّ وتَأَبَّطيٌّ، وَكَذَلِكَ إِذا صَغَّرْتَ، تُصَغِّرُ الأَوَّل، والله أَعلم. كرتب: يُقَالُ تَكَرْتَبَ فلانٌ عَلَيْنَا، بالتاءِ، أَي تَغَلَّبَ. كرشب: الكِرْشَبُّ: المُسِنُّ، كالقِرْشَبِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الكِرْشَبُّ المُسِنُّ الجافي. والقِرْشَبُّ: الأَكُولُ.

كرنب: الكُرُنْبُ: بَقْلَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكُرُنْبُ هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ السِّلْق، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبَ: الكِرْنِيبُ والكِرْنابُ: التَّمْر باللَّبَن. ابْنُ الأَعرابي: الكَرْنِيبُ المَجِيع، وَهُوَ الكُدَيْراءُ، يُقَالُ: كَرنِبُوا لضَيْفِكم، فإِنه لَتْحانُ. كزب: الكُزْبُ: لُغَةٌ فِي الكُسْبِ، كالكُسْبَرة والكُزْبَرَة، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَزَبُ صِغَر مُشْطِ الرِّجْل وتَقَبُّضُه، وهو عَيْبٌ. كسب: الكَسْبُ: طَلَبُ الرِّزْقِ، وأَصلُه الْجَمْعُ. كَسَبَ يَكْسِبُ كَسْباً، وتَكَسَّبَ واكْتَسَب. قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَبَ أَصابَ، واكْتَسَب: تَصَرَّف واجْتَهَد. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قولُه تَعَالَى: لَها مَا كَسَبَتْ، وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ؛ عَبَّر عَنِ الْحَسَنَةِ بِكَسَبَتْ، وَعَنِ السَّيِّئَةِ باكْتَسَبَتْ، لأَن مَعْنَى كَسَبَ دُونَ مَعْنَى اكْتَسَبَ، لِما فِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ، وَذَلِكَ أَن كَسْبَ الْحَسَنَةِ، بالإِضافة إِلى اكْتِسابِ السَّيِّئَةِ، أَمْرٌ يَسِيرٌ ومُسْتَصْغَرٌ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ، عَزَّ اسْمُه: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها؛ أَفلا تَرى أَن الحسنةَ تَصْغُر بإِضافتها إِلى جَزائها، ضِعْف الواحدِ إِلى الْعَشَرَةِ؟ وَلَمَّا كَانَ جَزاءُ السَّيِّئَةِ إِنما هُوَ بِمِثْلِهَا لَمْ تُحْتَقَرْ إِلى الجَزاءِ عَنْهَا، فعُلم بِذَلِكَ قُوَّةُ فِعْلِ السَّيِّئَةِ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنَةِ، فإِذا كَانَ فِعْل السَّيِّئَةِ ذَاهِبًا بِصَاحِبِهِ إِلى هَذِهِ الْغَايَةِ الْبَعِيدَةِ المُتَرامِيَة، عُظِّمَ قَدْرُها وفُخِّمَ لَفْظُ الْعِبَارَةِ عَنْهَا، فَقِيلَ: لَها مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ، فزيدَ فِي لَفْظِ فِعْل السَّيِّئَةِ، وانْتُقِصَ مِنْ لَفْظِ فِعْل الْحَسَنَةِ، لِمَا ذَكَرْنا. وقولهُ تَعَالَى: مَا أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ ؛ قِيلَ: مَا كَسَبَ، هنا، ولَدُه، إِنه لَطَيِّبُ الكَسْب، والكِسْبة، والمَكْسِبَة، والمَكْسَبَةِ، والكَسِيبةِ، وكَسَبْت الرجلَ خَيْرًا فكَسَبَه وأَكْسَبَه إِياه، والأُولى أَعلى؛ قَالَ: يُعاتِبُني فِي الدَّيْنِ قَوْمي، وإِنما ... دُيونيَ فِي أَشياءَ تَكْسِبُهم حَمْدا ويُروى: تُكْسِبُهم، وَهَذَا مِمَّا جاءَ عَلَى فَعَلْتُه ففَعَل، وَتَقُولُ: فلانٌ يَكْسِبُ أَهلَه خَيْراً. قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى، كلُّ النَّاسِ يَقُولُ: كَسَبَكَ فلانٌ خَيْراً، إِلا ابنَ الأَعرابي، فإِنه قَالَ: أَكْسَبَكَ فلانٌ خَيْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَطْيَبُ مَا يأْكلُ الرجلُ مِنْ كسْبه، ووَلَدُه مِنْ كَسْبِه. قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما جَعَلَ الوَلَد كَسْباً، لأَن الوالدَ طَلَبه، وسَعَى فِي تَحْصِيلِهِ؛ والكَسْبُ: الطَّلَبُ والسَّعْيُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ والمَعيشةِ؛ وأَراد بالطَّيِّب هَاهُنَا الحَلالَ؛ ونفقةُ الوالِدَيْن وَاجِبَةٌ عَلَى الْوَلَدِ إِذا كانا محتاجَيْنِ عاجِزَيْن عَنِ السَّعْي، عِنْدَ الشَّافِعِيِّ؛ وغيرُه لَا يُشْتَرَطُ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ: إِنك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ. ابْنُ الأَثير: يُقَالُ: كَسَبْتُ زَيْدًا مَالًا، وأَكْسَبْتُ زَيْدًا مَالًا أَي أَعَنْتُه عَلَى كَسْبه، أَو جَعَلْتُه يَكْسِبُه، فإِن كَانَ مِنَ الأَوّل، فتُريدُ أَنك تَصِلُ إِلى كلِّ مَعْدوم وتَنالُه، فَلَا يَتَعَذَّرُ لبُعْدِه عَلَيْكَ، وإِن جَعَلْتَهُ متعدِّياً إِلى اثْنَيْنِ، فتُريدُ أَنك تُعْطِي النَّاسَ الشيءَ المعدومَ عِنْدَهُمْ، وتُوَصِّلُه إِليهم. قَالَ: وَهَذَا أَوْلَى القَوْلَين، لأَنه أَشبه بِمَا قَبْلَهُ، فِي بَابِ التَّفَضُّل والإِنْعامِ، إِذ لَا إِنْعام فِي أَن يَكْسِبَ هُوَ لِنَفْسِهِ مَالًا كَانَ مَعْدُومًا عِنْدَهُ، وإِنما الإِنعام أَن يُولِيَه غيرَه. وَبَابُ الحظِّ وَالسَّعَادَةِ فِي الِاكْتِسَابِ، غيرُ

بابِ التَّفَضُّلِ والإِنعام. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ كَسْب الإِماءِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ مُطْلَقًا فِي رِوَايَةِ أَبي هُرَيْرَةَ، وَفِي رِوَايَةِ رَافِعِ بْنِ خَديج مُقَيَّداً، حَتَّى يُعْلَم مِنْ أَين هُوَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: إِلا مَا عَمِلَتْ بِيَدِهَا ، ووجهُ الإِطلاق أَنه كَانَ لأَهل مَكَّةَ والمدينة إِماءٌ، عليهنَّ ضَرائِبُ، يَخْدُمْنَ الناسَ ويأْخُذْنَ أَجْرَهُنَّ، ويُؤَدِّينَ ضَرائبَهن، وَمَنْ تَكُونُ مُتَبَذِّلة دَاخِلَةً خَارِجَةً وَعَلَيْهَا ضريبةٌ فَلَا يُؤْمَنُ أَن تَبْدُرَ مِنْهَا زَلَّة، إِما لِلِاسْتِزَادَةِ فِي الْمَعَاشِ، وإِما لشَهوة تَغلِبُ، أَو لِغَيْرِ ذَلِكَ، والمعصومُ قَلِيلٌ؛ فنَهَى عَنْ كَسْبِهنَّ مُطْلَقًا تَنَزُّهاً عَنْهُ، هَذَا إِذا كَانَ للأَمة وجهٌ معلومٌ تَكْسِبُ مِنْهُ، فَكَيْفَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا وَجْهٌ مَعْلُومٌ؟ وَرَجُلٌ كَسُوبٌ وكَسَّابٌ، وتَكَسَّبَ أَي تَكَلَّف الكَسْبَ. والكَواسِبُ: الجوارحُ. وكَسابِ: اسْمٌ لِلذِّئْبِ، وَرُبَّمَا جاءَ فِي الشِّعر كُسَيباً. الأَزهري: وكَسابِ اسْمُ كَلْبة. وَفِي الصِّحَاحِ: كَسابِ مِثْلُ قَطامِ، اسْمُ كَلْبَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وكَسابِ مِنْ أَسماءِ إِناث الْكِلَابِ، وَكَذَلِكَ كَسْبةُ؛ قَالَ الأَعشى: ولَزَّ كَسْبةَ أُخْرى، فَرْعُها فَهِقُ وكُسَيْبٌ: مِنْ أَسماءِ الْكِلَابِ أَيضاً، وكلُّ ذَلِكَ تَفَؤُّلٌ بالكَسْب والاكتِسابِ. وكُسَيْبٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ: هُوَ جَدُّ العَجَّاج لأُمِّه؛ قَالَ لَهُ بعضُ مُهاجِيه، أُراه جَرِيرًا: يَا ابْنَ كُسَيْبٍ مَا عَلَيْنَا مَبْذَخُ، ... قَدْ غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ يَعْنِي بِالْكَاعِبِ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة، لأَنها هاجتِ العَجَّاجَ فَغَلَبَتْه. والكُسْبُ: الكُنْجارَقُ، فارسيةٌ؛ وبعضُ أَهل السَّواد يُسَمِّيه الكُسْبَجَ. والكُسْبُ، بِالضَّمِّ: عُصارةُ الدُّهْن. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الكُسْبُ مُعَرَّبٌ وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كُشْبٌ، فقُلِبَت الشِّينُ سِينًا، كَمَا قَالُوا سابُور، وأَصله شَاهْ بُور أَي مَلِكُ بُور. وبُورُ: الابْنُ، بِلِسَانِ الفُرْس؛ والدَّشْت أُعْرِبَ، فَقِيلَ الدَّسْتُ الصَّحْراءُ. وكَيْسَبٌ: اسْمٌ. وابنُ الأَكْسَبِ: رَجل مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَنِيعُ بْنُ الأَكْسَب بْنِ المُجَشَّر، مَنْ بني قَطَن ابن نَهْشَل. كشب: الكَشْبُ: شِدَّةُ أَكْلِ اللحمِ وَنَحْوِهِ، وَقَدْ كَشَبه. الأَزهري: كَشَبَ اللحمَ كَشْباً: أَكله بشِدَّة. والتَّكْشِيبُ لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ: ثُمَّ ظَلِلْنا فِي شِواءٍ، رُعْبَبُهْ ... مُلَهْوَجٍ مِثلِ الكُشَى نُكَشِّبُهْ الكُشَى: جمعُ كُشْية، وَهِيَ شَحْمةُ كُلْية الضَّبِّ. وكُشُبٌ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ اسْمُ جَبَلٍ فِي الْبَادِيَةِ. كظب: ابْنُ الأَعرابي: حَظَبَ يَحْظُبُ حُظوباً، وكَظَبَ يَكْظُبُ كُظُوباً إِذا امْتَلأَ سِمَناً. كَعْبٍ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ؛ قرأَ ابنُ كَثِيرٍ، وأَبو عَمْرٍو: وأَبو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ وَحَمْزَةَ: وأَرجلِكم، خَفْضًا؛ والأَعشى عَنْ أَبي بَكْرٍ، بِالنَّصْبِ مِثْلَ حَفْصٍ؛ وقرأَ يعقوبُ وَالْكِسَائِيُّ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ: وأَرجلَكم؛ نَصْبًا ؛ وَهِيَ قراءَة ابْنِ عَبَّاسٍ، رَدَّه إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَاغْسِلُوا

وُجُوهَكُمْ، وَكَانَ الشافعيُّ يقرأُ: وأَرجلَكم. وَاخْتَلَفَ الناسُ فِي الْكَعْبَيْنِ بِالنَّصْبِ، وسأَل ابنُ جَابِرٍ أَحمدَ بْنُ يَحْيَى عَنِ الكَعْب، فأَوْمَأَ ثعلبٌ إِلى رِجْله، إِلى المَفْصِل مِنْهَا بسَبَّابَتِه، فوضَعَ السَّبَّابةَ عليه، ثُمَّ قَالَ: هَذَا قولُ المُفَضَّل، وَابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ إِلى الناتِئَين، وَقَالَ: هَذَا قَوْلُ أَبي عَمْرِو بْنِ العَلاء، والأَصمعي. قَالَ وكلٌّ قَدْ أَصابَ. والكَعْبُ: العظمُ لِكُلِّ ذِي أَربع. والكَعْبُ: كلُّ مَفْصِلٍ لِلْعِظَامِ. وكَعْبُ الإِنسان: مَا أَشْرَفَ فَوْقَ رُسْغِه عِنْدَ قَدَمِه؛ وَقِيلَ: هُوَ العظمُ الناشزُ فَوْقَ قدمِه؛ وَقِيلَ: هُوَ الْعَظْمُ النَّاشِزُ عِنْدَ مُلْتَقَى الساقِ والقَدَمِ. وأَنكر الأَصمعي قولَ الناسِ إِنه فِي ظَهْر القَدَم. وَذَهَبَ قومٌ إِلى أَنهما العظمانِ اللذانِ فِي ظَهْرِ القَدم، وَهُوَ مَذْهَبُ الشِّيعة؛ وَمِنْهُ قولُ يَحْيَى بْنِ الحرث: رأَيت القَتْلى يومَ زيدِ بنِ عليٍّ، فرأَيتُ الكِعابَ فِي وَسْطِ القَدَم. وَقِيلَ: الكَعْبانِ مِنَ الإِنسان العظمانِ النَّاشِزَانِ مِنْ جَانِبَيِ الْقَدَمِ. وَفِي حَدِيثِ الإِزارِ: مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبين، فَفِي النَّارِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الكَعْبانِ العظمانِ الناتئانِ، عِنْدَ مَفْصِلِ الساقِ والقَدم، عَنِ الْجَنْبَيْنِ، وَهُوَ مِنَ الفَرس مَا بَيْنَ الوَظِيفين والساقَيْنِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ عَظْمِ الوَظِيف وعظمِ الساقِ، وَهُوَ الناتِئُ مِنْ خَلْفِه، وَالْجَمْعُ أَكْعُبٌ وكُعُوبٌ وكِعابٌ. ورجلٌ عَالِي الكَعْب: يُوصَفُ بالشَّرف والظَّفَر؛ قَالَ: لَمَّا عَلا كَعْبُك بِي عَلِيتُ أَرادَ: لَمَّا أَعْلاني كَعْبُك. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَعْبُ والكَعْبةُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ، وجمعُ الكَعْبِ كِعابٌ، وَجَمْعُ الكَعبة كَعْبٌ وكَعَباتٌ، لَمْ يَحْكِ ذَلِكَ غيرُه، كَقَوْلِكَ جَمْرة وجَمَراتٌ. وكَعَّبْتُ الشيءَ: رَبَّعْتُه. والكعبةُ: البيتُ المُرَبَّعُ، وجمعُه كِعابٌ. والكعبةُ: البيتُ الْحَرَامُ، مِنْهُ، لتَكْعِيبها أَي تَرْبِيعِهَا. وَقَالُوا: كَعْبةُ الْبَيْتِ فأُضِيفَ، لأَنهم ذَهَبُوا بكَعْبتِه إِلى ترَبُّعِ أَعلاه، وسُمِّيَ كَعْبةً لِارْتِفَاعِهِ وترَبُّعه. وَكُلُّ بيتٍ مُرَبَّعٍ، فَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ: كَعْبةٌ. وَكَانَ لربيعةَ بيتٌ يَطُوفون بِهِ، يُسَمُّونه الكَعَباتِ. وَقِيلَ: ذَا الكَعَباتِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ فِي شِعره، فَقَالَ: والبيتِ ذِي الكَعَباتِ مِنْ سِنْدادِ والكعبةُ: الغُرفة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه لتَرَبُّعها أَيضاً. وثوبٌ مُكَعَّبٌ: مَطْوِيٌّ شديدُ الأَدْراجِ فِي تَرْبيعٍ. وَمِنْهُمْ مَن لَمْ يُقَيِّدْه بالترْبيع. يُقَالُ: كَعَّبْتُ الثوبَ تَكْعيباً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بُرْدٌ مُكَعَّبٌ، فِيهِ وَشيٌ مُرَبَّع. والمُكَعَّبُ: المُوَشَّى، وَمِنْهُمْ مَن خَصَّصَ فَقَالَ: مِنَ الثِّيَابِ. والكَعْبُ: عُقْدَةُ مَا بَيْنَ الأُنْبُوبَيْنِ مِنَ القَصَبِ والقَنا؛ وَقِيلَ: هُوَ أُنْبوبُ مَا بَيْنَ كلِّ عُقْدتين؛ وَقِيلَ: الكعبُ هُوَ طَرَفُ الأُنْبوبِ الناشِزُ، وَجَمْعُهُ كُعُوب وكِعابٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَلْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً، ... يُبارينَ الأَعِنَّةَ كالكِعابِ يَعْنِي أَن بعضَها يَتْلو بَعْضًا، ككِعابِ الرُّمْح؛ ورُمْحٌ بكَعْبٍ واحدٍ: مُسْتَوِي الكُعُوب، لَيْسَ لَهُ كَعب أَغْلَظُ مِنْ آخَرَ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر يَصِفُ قَناةً مُسْتَوية الكُعُوبِ، لَا تَعادِيَ فِيهَا،

حَتَّى كأَنها كَعْبٌ وَاحِدٌ: تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ، وتَلَذُّه ... يَداكَ، إِذا مَا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ وكَعَّبَ الإِناءَ وغيرَه: مَلأَه. وكَعَبَتِ الجاريةُ، تَكْعُبُ وتَكْعِبُ، الأَخيرةُ عَنْ ثعلبٍ، كُعُوباً وكُعُوبةً وكِعابةً وكَعَّبَت: نَهَدَ ثَدْيُها. وَجَارِيَةٌ كَعابٌ ومُكَعِّبٌ وكاعِبٌ، وجمعُ الكاعِبِ كَواعِبُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكَواعِبَ أَتْراباً . وكِعابٌ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: نَجِيبةُ بَطَّالٍ، لَدُنْ شَبَّ هَمُّه، ... لِعابُ الكِعابِ والمُدامُ المُشَعْشَعُ ذَكَّرَ المُدامَ، لأَنه عَنى بِهِ الشَّرابَ. وكَعَبَ الثَّدْيُ يَكْعُبُ، وكَعَّبَ، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ: نَهَدَ. وكَعَبَتْ تَكْعُبُ، بِالضَّمِّ، كُعُوباً، وكَعَّبَت، بِالتَّشْدِيدِ: مِثْلُهُ. وثَدْيٌ كاعِبٌ ومُكَعِّبٌ ومُكَعَّبٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ، ومُتَكَعِّبٌ: بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقِيلَ: التَّفْلِيكُ، ثُمَّ النُّهودُ، ثُمَّ التَّكْعِيبُ. ووجهٌ مُكَعِّبٌ إِذا كَانَ جافِياً ناتِئاً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جاريةٌ دَرْماءُ الكُعُوبِ إِذا لَمْ يكن لرؤوسِ عِظامِها حَجْمٌ؛ وَذَلِكَ أَوْثَرُ لَهَا؛ وأَنشد: سَاقًا بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فجثَتْ فَتاةٌ كَعابٌ عَلَى إِحدى رُكْبَتيها ، قَالَ: الكَعابُ، بِالْفَتْحِ: المرأَةُ حِينَ يَبْدو ثَدْيُها للنُّهود. والكَعْبُ: الكُتْلةُ مِنَ السَّمْن. والكَعْب مِنَ اللَّبن والسَّمْنِ: قَدْرُ صُبَّةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، قَالَ: نَزَلْتُ بِقَوْمٍ، فأَتَوْني بقوسٍ، وثَوْرٍ، وكَعْبٍ، وتِبْنٍ فِيهِ لَبَنٌ. فالقَوْسُ: مَا يَبْقَى فِي أَصل الجُلَّة مِنَ التَّمْر؛ والثَّوْر: الكُتْلة مِنَ الأَقِطِ؛ والكَعْبُ: الصُّبَّةُ مِنَ السَّمْن؛ والتِّبْنُ: القَدَحُ الْكَبِيرُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِن كَانَ لَيُهْدَى لَنَا القِناعُ، فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إِهالة، فنَفْرَحُ بِهِ أَي قِطْعَةٌ مِنَ السَّمْن والدُّهن. وكَعَبه كَعْباً: ضَرَبه عَلَى يابسٍ، كالرأْس وَنَحْوِهِ. وكَعَّبْتُ الشيءَ تَكْعيباً إِذا مَلأْته. أَبو عَمْرٍو، وابنُ الأَعرابي: الكُعْبةُ عُذْرةُ الْجَارِيَةِ؛ وأَنشد: أَرَكَبٌ تَمَّ، وتمَّتْ رَبَّتُهْ، ... قَدْ كانَ مَخْتوماً، ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ وأَكْعَبَ الرجلُ: أَسْرَعَ؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا انْطَلَقَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلى شيءٍ. وَيُقَالُ: أَعْلى اللَّهُ كَعْبَه أَي أَعْلى جَدَّه. وَيُقَالُ: أَعْلى اللَّهُ شَرَفَه. وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ: وَاللَّهِ لَا يَزالُ كَعْبُك عَالِيًا ، هُوَ دُعاء لَهَا بالشَّرَف والعُلُوِّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَصل فِيهِ كَعْبُ القَناة، وَهُوَ أُنْبُوبُها، وَمَا بَيْنَ كلِّ عُقْدَتَين مِنْهَا كَعْبٌ، وكلُّ شيءٍ عَلَا وَارْتَفَعَ، فَهُوَ كَعْبٌ. أَبو سَعِيدٍ: أَكْعَبَ الرجلُ إِكْعاباً، وَهُوَ الَّذِي يَنْطَلِقُ مُضارّاً، لَا يُبالي مَا وَراءه، وَمِثْلُهُ كَلَّل تَكْليلًا. والكِعابُ: فُصوصُ النَّرْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ الضَّرْب بالكِعابِ ؛ واحدُها كَعْبٌ وكَعْبةٌ، واللَّعِبُ بِهَا حَرَامٌ، وكَرِهَها عامةُ الصَّحَابَةِ. وَقِيلَ: كَانَ ابنُ مُغَفَّلٍ يَفْعَلُهُ مَعَ امرأَته، عَلَى غَيْرِ قِمارٍ. وَقِيلَ: رَخَّص فِيهِ ابنُ الْمُسَيَّبِ، عَلَى غَيْرِ قِمَارٍ أَيضاً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يُقَلِّبُ

كَعَباتِها أَحَدٌ، يَنْتَظِرُ مَا تجيءُ بِهِ، إِلا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، هِيَ جَمْعُ سَلَامَةٍ للكَعْبة. وكَعْبٌ: اسْمُ رَجُلٍ. والكَعْبانِ: كَعْبُ بْنُ كِلابٍ، وكَعْبُ بْنُ ربيعةَ بْنِ عُقَيل بنِ كَعْبِ بْنِ ربيعةَ بْنِ عامِر بْنِ صَعْصَعَة؛ وَقَوْلُهُ: رأَيتُ الشَّعْبَ مِنْ كَعْبٍ، وَكَانُوا ... مِنَ الشَّنَآنِ قَدْ صَارُوا كِعابا قَالَ الْفَارِسِيُّ: أَرادَ أَنَّ آراءَهم تَفَرَّقَت وتَضادَّتْ، فَكَانَ كلُّ ذِي رأْيٍ مِنْهُمْ قَبيلًا عَلَى حِدَتِه، فَلِذَلِكَ قَالَ: صَارُوا كِعاباً. وأَبو مُكَعِّبٍ الأَسَدِيُّ، مُشَدَّد الْعَيْنِ: مِنْ شُعَرائهم؛ وَقِيلَ: إِنه أَبو مُكْعِتٍ، بِتَخْفِيفِ الْعَيْنِ، وبالتاءِ ذَاتِ النُّقْطَتَيْنِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَيُقَالُ للدَّوْخَلَّة: المُكَعَّبةُ، والمُقْعَدَة، والشَّوْغَرَةُ، والوَشيجَةُ. كعثب: الكَعْثَبُ والكَثْعَبُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ المُمْتَلِئُ الناتِئُ؛ قَالَ: أَرَيْتَ إِن أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا وامرأَة كَعْثَبٌ وكَثْعَبٌ: ضَخْمة الرَّكَب، يَعْنِي الفرجَ. وتَكَعْثَبَت العَرارَةُ، وَهِيَ نبتٌ: تجمَّعتْ وَاسْتَدَارَتْ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لقُبلِ المرأَة: هُوَ كَعْثَبُها وأَجَمُّها وشَكْرُها. قَالَ الْفَرَّاءُ، وأَنشدني أَبو ثَرْوانَ: قَالَ الجَوارِي: مَا ذَهَبْتَ مَذْهَبا ... وعِبْنَني، وَلَمْ أَكُنْ مُعَيَّبا أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا، ... أَذاكَ، أَمْ نُعْطِيكَ هَيْداً هَيْدَبا؟ أَرادَ بالكَعْثَب: الرَّكَبَ الشاخِصَ المُكْتَنِزَ، والهَيْدُ الهَيْدَبُ: الَّذِي فِيهِ رخَاوَة مِثْلُ رَكَبِ العَجائز المُسْتَرْخي، لكِبرِها. ورَكَبٌ كَعْثَبٌ: أَي ضَخْمٌ. كعدب: الكَعْدَبُ والكَعْدَبة: كِلَاهُمَا الفَسْل مِنَ الرِّجَالِ. والكُعْدُبة: الحَجَاة والحَبَابة. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو أَنه قَالَ لمُعَاوية: لقَد رأَيتُك بالعِراق، وإِنَّ أَمْرَكَ كَحُقِّ الكُهول، أَو كالكُعْدُبة، ويُرْوى الجُعْدُبةِ. قَالَ: وَهِيَ نُفَّاخةُ الْمَاءِ الَّتِي تَكُونُ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ، وَقِيلَ: بيتُ الْعَنْكَبُوتِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِبَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ الكُعْدُبةُ، والجُعْدُبة. كعسب: كَعْسَبَ فلانٌ ذاهِباً إِذا مَشَى مِشْيةَ السَّكْران. وكَعْسَبٌ: اسْمٌ. وكَعْسَبَ وكَعْسَمَ إِذا هَرَبَ. وكَعْسَبَ يُكَعْسِبُ إِذا عَدا عَدْواً شَدِيدًا، مثل كَعْظَل يُكَعْظِلُ. كعنب: كَعانِبُ الرأْس: عُجَرٌ تَكُونُ فِيهِ. وَرَجُلٌ كَعْنَبٌ: ذُو كَعانِبَ فِي رأْسه. الأَزهري: رَجُلٌ كَعْنَبٌ: قَصِيرٌ. كوكب: التَّهْذِيبُ: ذَكَرَ اللَّيْثُ الكَوْكَبَ فِي بَابِ الرُّبَاعِيِّ، ذَهَبَ أَن الْوَاوَ أَصلية؛ قَالَ: وَهُوَ عِنْدَ حُذَّاق النَّحْوِيِّينَ مِنَ هَذَا الْبَابِ، صُدِّر بكافٍ زائدةٍ، والأَصلُ وَكَبَ أَو كَوَبَ، وَقَالَ: الكَوْكَبُ، مَعْرُوفٌ، مِنْ كَواكِبِ السماءِ، ويُشَبَّه بِهِ النَّور، فيُسَمى كَوْكَباً؛ قَالَ الأَعشى: يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ، ... مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ، مُكْتَهِلُ

ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الكَوْكَبُ والكَوْكَبةُ: النَّجْم، كَمَا قَالُوا عَجوزٌ وعَجوزة، وبَياضٌ وبَياضةٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ للزُّهَرة، مِنْ بَيْنِ النُّجوم: الكَوْكَبةُ، يُؤَنثونها، وسائرُ الكَواكبِ تُذَكَّر، فَيُقَالُ: هَذَا كَوكَبُ كَذَا وَكَذَا. والكَوْكَبُ والكَوْكَبةُ: بياضٌ فِي الْعَيْنِ. أَبو زَيْدٍ: الكَوْكَبُ البياضُ فِي سَواد الْعَيْنِ، ذَهَب البَصَرُ لَهُ، أَو لَمْ يَذْهَب. والكَوْكَبُ مِنَ النَّبْت: مَا طَالَ. وكَوْكَبُ الرَّوْضة: نَوْرُها. وكَوْكَبُ الْحَدِيدِ: بَريقُه وتوَقُّدُه، وَقَدْ كَوْكَبَ؛ وَيُقَالُ للأَمْعَزِ إِذا توَقَّدَ حَصاه ضَحاءً: مُكَوْكِبٌ؛ قَالَ الأَعشى يَذْكر نَاقَتَهُ: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوكِبَ وَخْداً، ... بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغالِ ويومٌ ذُو كَواكِبَ إِذا وُصِفَ بالشدَّة، كأَنه أَظْلَمَ بِمَا فِيهِ مِنَ الشَّدَائِدِ، حَتَّى ريئَتْ كَواكِبُ السماءِ. وغلامٌ كَوْكَبٌ ممتلئٌ إِذا تَرَعْرَعَ وحَسُنَ وجهُه؛ وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ لَهُ: بَدْرٌ. وكَوْكَبُ كلِّ شيءٍ: مُعْظَمُه، مِثْلَ كَوْكَبِ العُشْبِ، وكَوكَبِ الماءِ، وكَوكَبِ الجَيْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ كَتيبةً: ومَلْمُومةٍ لَا يَخْرِقُ الطَّرْفُ عَرْضَها، ... لَهَا كَوْكَبٌ فَخْمٌ، شَديدٌ وُضُوحُها المُؤَرِّجُ: الكَوْكَبُ: الماءُ. والكَوْكَبُ: السَّيْفُ. والكَوْكَبُ: سَيِّدُ الْقَوْمِ. والكَوْكَبُ: الفُطْرُ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ: ولا أَذْكُرُه عَنْ عَالِمٍ، إِنما الكَوْكَبُ نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ، لَمْ يُحَلَّ، يُقَالُ لَهُ: كَوْكَبُ الأَرض. والكَوْكَبُ: قَطَراتٌ تَقَعُ بِاللَّيْلِ عَلَى الْحَشِيشِ. والكَوْكَبةُ: الجماعةُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ يُسْتعمل كلُّ ذَلِكَ إِلَّا مَزِيدًا، لأَنا لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ كَبْكَبةٍ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كَبْداءُ جاءَتْ مِنْ ذُرَى كُواكِبِ أَراد بالكَبْداءِ: رَحًى تُدار بِالْيَدِ، نُحِتَتْ مِنْ جَبَلِ كُواكِبَ، وَهُوَ جَبَلٌ بِعَيْنِهِ تُنْحَتُ مِنْهُ الأَرْحِيَة. وكَوْكَبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَخطل: شَوْقاً إِليهم ووَجْداً، يومَ أُتْبِعُهُم ... طَرْفي، وَمِنْهُمْ، بجَنْبَيْ كَوكَبٍ، زُمَرُ التَّهْذِيبُ: وكَوْكَبَى، عَلَى فَوْعَلى: موضعٌ. قَالَ الأَخطل: بجَنْبَيْ كَوْكَبَى زُمَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَعا دَعْوةً كَوكَبِيَّةً ؛ قِيلَ: كَوْكَبٌ قَرْيَةٌ ظَلَم عاملُها أَهلَها، فدَعَوْا عَلَيْهِ دَعْوةً، فَلَمْ يَلْبَثْ أَن مَاتَ، فَصَارَتْ مَثَلًا؛ وَقَالَ: فَيَا رَبَّ سَعْدٍ، دَعْوةً كَوْكَبِيَّةً، ... تُصادِفُ سَعْداً أَو يُصادِفُها سَعْدُ أَبو عُبَيْدَةَ: ذَهَبَ القومُ تحتَ كلِّ كَوْكَبٍ أَي تَفَرَّقُوا. والكَوْكَبُ: شِدَّةُ الحَرِّ ومُعْظَمُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ويَوْمٍ يَظَلُّ الفَرْخُ فِي بَيْتِ غَيْرِهِ، ... لَهُ كَوْكَبٌ فوقَ الحِدابِ الظَّواهِرِ وكُوَيْكِبٌ: مِنْ مَسَاجِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وتَبُوك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عُثْمَانَ دُفِنَ بحُشِّ كَوْكَبٍ ؛ كَوْكَبُ: اسْمُ رَجُلٍ، أُضيف إِليه الحُشُّ، وَهُوَ البُسْتانُ. وكَوْكَبٌ أَيضاً: اسْمُ فُرْسٍ لِرَجُلٍ جاءَ يَطُوفُ عَلَيْهِ بِالْبَيْتِ، فكُتِبَ فِيهِ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، فقال: امْنَعُوه.

كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللهِ؟ فجاءَ الأَسدُ لَيْلًا فاقْتَلَعَ هامَتَه مِنْ بَيْنِ أَصحابه. والكَلْب، معروفٌ، واحدُ الكِلابِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ غَلَبَ الكلبُ عَلَى هَذَا النَّوْعِ النَّابِحِ، وَرُبَّمَا وُصِفَ بِهِ، يُقَالُ: امرأَةٌ كَلْبة؛ وَالْجَمْعُ أَكْلُبٌ، وأَكالِبُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَالْكَثِيرُ كِلابٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الأَكالِبُ جَمْعُ أَكْلُبٍ. وكِلابٌ: اسمُ رَجُلٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ، ثُمَّ غَلَبَ عَلَى الْحَيِّ وَالْقَبِيلَةِ؛ قَالَ: وإِنّ كِلاباً هَذِهِ عَشْرُ أَبطُنٍ، ... وأَنتَ بَريءٌ مِنْ قَبائِلها العَشْرِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَي إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: كِلابٌ اسْمٌ لِلْوَاحِدِ، والنسبُ إِليه كِلابيٌّ، يَعْنِي أَنه لَوْ لَمْ يَكُنْ كِلابٌ اسْمًا لِلْوَاحِدِ، وَكَانَ جَمْعًا، لَقِيلَ فِي الإِضافة إِليه كَلْبيٌّ، وَقَالُوا فِي جَمْعِ كِلابٍ: كِلاباتٌ؛ قَالَ: أَحَبُّ كَلْبٍ فِي كِلاباتِ الناسْ، ... إِليَّ نَبْحاً، كَلْبُ أُمِّ العباسْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ثلاثةُ كلابٍ، عَلَى قَوْلِهِمْ ثلاثةٌ مِنَ الكِلابِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونُوا أَرادوا ثَلَاثَةَ أَكْلُبٍ، فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عَنْ أَقلّه. والكَلِيبُ والكالِبُ: جماعةُ الكِلابِ، فالكَليبُ كالعبيدِ، وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ مَفازة: كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها ... مُكاءُ المُكَلِّبِ، يَدْعُو الكَلِيبَا والكالِبُ: كالجامِلِ والباقِر. وَرَجُلٌ كالِبٌ وكَلَّابٌ: صاحبُ كِلابٍ، مِثْلَ تامرٍ ولابِنٍ؛ قَالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْريُّ: سَدَا بيَدَيْهِ، ثُمَّ أَجَّ بسَيْرِه، ... كأَجِّ الظَّليمِ مِنْ قَنيصٍ وكالِبِ وَقِيلَ: سائِسُ كِلابٍ. ومُكَلِّبٌ: مُضَرٍّ للكِلابِ عَلَى الصَّيْدِ، مُعَلِّمٌ لَهَا؛ وَقَدْ يكونُ التَّكْليبُ وَاقِعًا عَلَى الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ؛ فَقَدْ دخَل فِي هَذَا: الفَهْدُ، وَالْبَازِي، والصَّقْرُ، والشاهينُ، وجميعُ أَنواعِ الجَوارح. والكَلَّابُ: صاحبُ الكِلاب. والمُكَلِّبُ: الَّذِي يُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصيدِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّيْدِ: إِنَّ لِي كِلاباً مُكَلَّبةً، فأَفْتِني فِي صَيدها. المُكَلَّبةُ: المُسَلَّطة عَلَى الصَّيْدِ، المُعَوَّدة بِالِاصْطِيَادِ، الَّتِي قَدْ ضَرِيَتْ بِهِ. والمُكَلِّبُ، بِالْكَسْرِ: صاحِبُها، وَالَّذِي يصطادُ بِهَا. وَذُو الكَلْبِ: رجلٌ؛ سُمي بِذَلِكَ لأَنه كَانَ لَهُ كَلْبٌ لَا يُفارقه. والكَلْبةُ: أُنْثى الكِلابِ، وَجَمْعُهَا كَلْباتٌ، وَلَا تُكَسَّرُ. وَفِي الْمَثَلِ: الكِلابُ عَلَى الْبَقَرِ، تَرْفَعُها وتَنْصِبُها أَي أَرسِلْها عَلَى بَقَر الوَحْش؛ وَمَعْنَاهُ: خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَه. وأُمُّ كَلْبةَ: الحُمَّى، أُضِيفَتْ إِلى أُنثى الكِلابِ. وأَرض مَكْلَبة: كثيرةُ الكِلابِ. وكَلِبَ الكَلْبُ، واسْتَكْلَبَ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ النَّاسِ. وكَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً، فَهُوَ كَلِبٌ: أَكَلَ لَحْمَ الإِنسان، فأَخذه لِذَلِكَ سُعارٌ وداءٌ شِبْهُ الجُنون. وَقِيلَ: الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنُونِ، وَلَمْ يَخُصَّ الكِلاب.

اللَّيْثُ: الكَلْبُ الكَلِبُ: الَّذِي يَكْلَبُ فِي أَكْلِ لُحومِ النَّاسِ، فيَأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَر إِنساناً، كَلِبَ المَعْقُورُ، وأَصابه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْبِ، ويُمَزِّقُ ثيابَه عَنْ نَفْسِهِ، ويَعْقِرُ مَنْ أَصاب، ثُمَّ يَصِيرُ أَمْرُه إِلى أَن يأْخذه العُطاشُ، فيموتَ مِنْ شِدَّةِ العَطَش، وَلَا يَشْرَبُ. والكَلَبُ: صِياحُ الَّذِي قَدْ عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ. قَالَ: وَقَالَ المُفَضَّل أَصْلُ هَذَا أَنَّ دَاءً يَقَعُ عَلَى الزَّرْعِ، فَلَا يَنْحَلُّ حَتَّى تَطْلُع عَلَيْهِ الشمسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ منه المالُ قَبْلَ ذَلِكَ مَاتَ. قَالَ: وَمِنْهُ مَا رُوي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنْ سَوْم اللَّيْلِ أَي عَنْ رَعْيِه، وَرُبَّمَا نَدَّ بعيرٌ فأَكَلَ مِنْ ذَلِكَ الزَّرْعِ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فإِذا أَكله مَاتَ، فيأْتي كَلْبٌ فيأْكلُ مِنْ لَحْمِهِ، فيَكْلَبُ، فإِنْ عَضَّ إِنساناً، كَلِبَ المَعْضُوضُ، فإِذا سَمِعَ نُباحَ كَلْبٍ أَجابه. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتي أَقوامٌ تَتَجارَى بِهِمُ الأَهْواءُ، كَمَا يَتَجارَى الكَلَبُ بِصَاحِبِهِ ؛ الكَلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان، مِن عَضِّ الكَلْب الكَلِب، فيُصيبُه شِبْهُ الجُنُونِ، فَلَا يَعَضُّ أَحَداً إِلا كَلِبَ، ويَعْرِضُ لَهُ أَعْراضٌ رَديئَة، ويَمْتَنِعُ مِنْ شُرْب الماءِ حَتَّى يَمُوتَ عَطَشاً؛ وأَجمعت العربُ عَلَى أَن دَواءَه قَطْرَةٌ مِنْ دَمِ مَلِكٍ يُخْلَطُ بماءٍ فيُسْقاه؛ يُقَالُ مِنْهُ: كَلِبَ الرجلُ كَلَباً: عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ، فأَصابه مثلُ ذَلِكَ. ورَجُلٌ كَلِبٌ مِن رجالٍ كَلِبِينَ، وكَلِيبٌ مِنْ قَوْم كَلْبَى؛ وقولُ الكُمَيْت: أَحْلامُكُمْ، لِسَقَامِ الجَهْلِ، شَافِيَةٌ، ... كَمَا دِماؤُكُمُ يُشْفَى بِهَا الكَلَبُ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِن الرجلَ الكَلِبَ يَعضُّ إِنساناً، فيأْتون رجلٍا شَرِيفًا، فيَقْطُرُ لَهُمْ مِنْ دَمِ أُصْبُعِه، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبرأُ. والكَلابُ: ذَهابُ العَقْلِ «4» مِنَ الكَلَب، وَقَدْ كُلِبَ. وكَلِبَتِ الإِبلُ كَلَباً: أَصابَها مثلُ الجُنون الَّذِي يَحْدُثُ عَنِ الكَلَب. وأَكْلَبَ القومُ: كَلِبَتْ إِبلُهم؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: وقَوْمٍ يَهِينُونَ أَعْراضَهُمْ، ... كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المُكْلِبِ والكَلَبُ: العَطَشُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، لأَن صَاحِبَ الكَلَبِ يَعْطَشُ، فإِذا رأَى الماءَ فَزِعَ مِنْهُ. وكَلِبَ عَلَيْهِ كَلَباً: غَضِبَ فأَشْبَهَ الرجلَ الكَلِبَ. وكَلِبَ: سَفِهَ فأَشبه الكَلِبَ. ودَفَعْتُ عَنْكَ كَلَبَ فُلَانٍ أَي شَرَّه وأَذاه. وكَلَبَ الرَّجُلُ يَكْلِبُ، واسْتَكْلَبَ إِذا كَانَ فِي قَفْرٍ «5»، فيَنْبَحُ لِتَسْمَعَهُ الكِلابُ فتَنْبَحَ فيَسْتَدِلَّ بِهَا؛ قَالَ: ونَبْحُ الكِلابِ لمُسْتَكْلِبٍ والكَلْبُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَك، عَلَى شَكْلِ الكَلْبِ. والكَلْبُ مِنَ النُّجُومِ: بحِذاءِ الدَّلْو مِنْ أَسْفَلَ، وَعَلَى طَرِيقَتِهِ نجمٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ الرَّاعِي. والكَلْبانِ: نَجْمَانِ صَغِيرَانِ كالمُلْتَزِقَيْن بَيْنَ الثُّرَيَّا والدَّبَرانِ. وكِلابُ الشتاءِ: نُجومٌ، أَوَّلَه، وَهِيَ: الذراعُ والنَّثْرَةُ والطَّرْفُ والجَبْهة؛ وكُلُّ هَذِهِ النجومِ، إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ بالكِلابِ. وكَلْبُ الْفَرَسِ: الخَطُّ الَّذِي فِي وَسَطِ ظَهْرِه،

_ (4). قوله [والكلاب ذهاب العقل] بوزن سحاب وقد كلب كعني كما في القاموس. (5). قوله [وكلب الرجل إِذَا كَانَ فِي قَفْرٍ إلخ] من باب ضرب كما في القاموس.

تَقُولُ: اسْتَوَى عَلَى كَلْبِ فَرَسه. ودَهْرٌ كَلِبٌ: مُلِحٌّ عَلَى أَهله بِمَا يَسُوءُهم، مُشْتَقٌّ مِنَ الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا لِيَ أَرى الناسَ، لا أَبا لَهُمُ ... قَدْ أَكَلُوا لَحْمَ نابِحٍ كَلِبِ وكُلْبَةُ الزَّمان: شِدَّةُ حَالِهِ وضِيقُه، مِنْ ذَلِكَ. والكُلْبةُ، مِثلُ الجُلْبةِ. والكُلْبة: شِدَّةُ البرْد، وَفِي الْمُحْكَمِ شِدَّةُ الشتاءِ، وجَهْدُه، مِنْهُ أَيضاً؛ أَنشد يَعْقُوبُ: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ، وكانَتْ ... قَدْ أَقامَتْ بكُلْبةٍ وقِطارِ وَكَذَلِكَ الكَلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَقَدْ كَلِبَ الشتاءُ، بِالْكَسْرِ. والكَلَبُ: أَنْفُ الشِّتاءِ وحِدَّتُه؛ وبَقِيَتْ عَلَيْنَا كُلْبةٌ مِنَ الشتاءِ؛ وكَلَبةٌ أَي بَقِيَّةُ شِدَّةٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكُلْبةُ كُلُّ شِدَّةٍ مِنْ قِبَلِ القَحْط والسُّلْطان وَغَيْرِهِ. وَهُوَ فِي كُلْبة مِنَ العَيْش أَي ضِيقٍ. وَقَالَ النَّضْرُ: الناسُ فِي كُلْبةٍ أَي فِي قَحْطٍ وشِدَّة مِنَ الزَّمَانِ. أَبو زَيْدٍ: كُلْبةُ الشِّتَاءِ وهُلْبَتُه: شِدَّتُه. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَصابتهم كُلْبةٌ مِنَ الزَّمَانِ، فِي شِدَّةِ حَالِهِمْ، وعَيْشِهم، وهُلْبةٌ مِنَ الزَّمَانِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ هُلْبة وجُلْبة مِنَ الحَرِّ والقُرِّ. وعامٌ كلِبٌ: جَدْبٌ، وكُلُّه مِنَ الكَلَب. والمُكالَبةُ: المُشارَّة وَكَذَلِكَ التَّكَالُبُ؛ يُقَالُ: هُمْ يَتَكَالبُونَ عَلَى كَذَا أَي يَتَواثَبُون عَلَيْهِ. وكالَبَ الرجلَ مُكالَبةً وكِلاباً: ضايَقَه كمُضايَقَة الكِلاب بَعْضِها بَعْضاً، عِنْدَ المُهارشة؛ وقولُ تَأَبَّطَ شَرّاً: إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ، فَوَلِّها ... كَلِيبَكَ واعْلَم أَنها سَوْفَ تَنْجَلِي قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه أَراد بالكَلِيب المُكالِبَ الَّذِي تَقَدَّم، والقولُ الآخرُ أَن الكَلِيبَ مَصْدَرُ كَلِبَتِ الحَرْبُ، والأَوَّل أَقْوَى. وكَلِبَ عَلَى الشيءِ كَلَباً: حَرَصَ عَلَيْهِ حِرْصَ الكَلْبِ، واشْتَدَّ حِرْصُه. وَقَالَ الحَسَنُ: إِنَّ الدُّنْيَا لَمَّا فُتِحَتْ عَلَى أَهلها، كَلِبُوا عَلَيْهَا أَشَدَّ الكَلَبِ، وعَدَا بعضُهم عَلَى بَعْضٍ بالسَّيْفِ؛ وَفِي النِّهَايَةِ: كَلِبُوا عَلَيْهَا أَسْوَأَ الكَلَبِ، وأَنْتَ تَجَشَّأُ مِنَ الشِّبَع بَشَماً، وجارُك قَدْ دَمِيَ فُوه مِنَ الْجُوعِ كَلَباً أَي حِرصاً عَلَى شيءٍ يُصِيبه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَتَبَ إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ حِينَ أَخَذَ مِنْ مَالِ البَصْرَة: فَلَمَّا رأَيتَ الزمانَ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ، وَالْعَدُوُّ قَدْ حَرِبَ ؛ كَلِبَ أَي اشْتَدَّ. يُقَالُ: كَلِبَ الدَّهْرُ عَلَى أَهله إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِمْ، واشْتَدَّ. وتَكالَبَ الناسُ عَلَى الأَمر: حَرَصُوا عَلَيْهِ حَتَّى كأَنهم كِلابٌ. والمُكالِبُ: الجَرِيءُ، يَمانية؛ وَذَلِكَ لأَنه يُلازِمُ كمُلازمَة الكِلابِ لِمَا تَطْمَعُ فِيهِ. وكَلِبَ الشَّوْكُ إِذا شُقَّ ورَقُه، فَعَلِقَ كَعَلَقِ الكِلابِ. والكَلْبَةُ والكَلِبَةُ مِنَ الشِّرْسِ: وَهُوَ صِغَارُ شَجَرِ الشَّوْكِ، وَهِيَ تُشْبِه الشُّكَاعَى، وَهِيَ مِنَ الذُّكُورِ، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرة شاكَةٌ مِنَ العِضاهِ، لَهَا جِراءٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ بالكَلْب. وَقَدْ كَلِبَتْ إِذا انْجَرَدَ ورَقُها، واقْشَعَرَّتْ، فَعَلِقَت الثيابَ وآذَتْ مَن مَرَّ بِهَا، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو الدُّقَيْش كَلِبَ الشجرُ، فَهُوَ كَلِبٌ إِذا لَمْ يَجِدْ رِيَّهُ، فَخَشُنَ مِنْ غَيْرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُه، فعَلِقَ ثَوْبَ مَن مَرَّ بِهِ كالكَلْب.

وأَرض كَلِبةٌ إِذا لَمْ يَجِدْ نباتُها رِيّاً، فَيَبِسَ. وأَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر إِذا لَمْ يُصِبْها الربيعُ. أَبو خَيْرة: أَرضٌ كَلِبةٌ أَي غَلِيظةٌ قُفٌّ، لَا يَكُونُ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا كَلأٌ، وَلَا تكونُ جَبَلًا، وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ. أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ، لَمْ يُصِبْها الربيعُ بَعْدُ، وَلَمْ تَلِنْ. والكَلِبةُ مِنَ الشَّجَرِ أَيضاً: الشَّوْكةُ العارِيةُ مِنَ الأَغْصان، وَذَلِكَ لِتَعَلُّقِهَا بِمَنْ يَمُرُّ بِهَا، كَمَا تَفْعل الكِلابُ. وَيُقَالُ لِلشَّجَرَةِ العارِدة الأَغْصانِ «1» والشَّوْكِ اليابسِ المُقْشَعِرَّةِ: كَلِبةٌ. وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِيعانِ وَبِلَادِ نَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ إِذا يَبِسَتْ، تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الحَيوانيِّ، وَمَا دامتْ خَضْراء، فَهِيَ الكَفْنةُ. وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكةٌ؛ تَنْبُتُ فِي غَلْظِ الأَرض وَجِبَالِهَا، صفراءُ الورقِ، خَشْناء، فإِذا حُرِّكَتْ، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها؛ سُميت بِذَلِكَ لمكانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنها تُنْتِنُ كَالْكَلْبِ إِذا أَصابه المَطَرُ. والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وَكَذَلِكَ الكُلَّابُ، وَالْجَمْعُ الكَلالِيبُ، وَيُسَمَّى المِهْمازُ، وَهُوَ الحَديدةُ الَّتِي عَلَى خُفِّ الرَّائِضِ، كُلَّاباً؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الرَّاعِي يَهْجو ابنَ الرِّقاعِ؛ وَقِيلَ هُوَ لأَبيه الرَّاعِي: خُنادِفٌ لاحِقٌ، بالرأْسِ، مَنْكِبُه، ... كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ وكَلَبه: ضَرَبه بالكُلَّابِ؛ قَالَ الكُمَيْتُ: ووَلَّى بأجْرِيّا ولافٍ، كأَنه ... عَلَى الشَّرَفِ الأَقْصَى يُساطُ ويُكلَبُ والكُلَّابُ والكَلُّوبُ: السَّفُّودُ، لأَنه يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّله، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والكَلُّوبُ والكُلَّابُ: حديدةٌ مَعْطُوفَةٌ، كالخُطَّافِ. التَّهْذِيبُ: الكُلَّابُ والكَلُّوبُ خَشَبةٌ فِي رأْسها عُقَّافَةٌ مِنْهَا، أَو مِنْ حديدٍ. فأَمَّا الكَلْبَتانِ: فالآلةُ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الحَدَّادين. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدٍ ؛ الكَلُّوبُ، بِالتَّشْدِيدِ: حديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس. وكَلاليب الْبَازِي: مَخالِبُه، كلُّ ذَلِكَ عَلَى التَّشْبيه بمَخالِبِ الكِلابِ والسِّباعِ. وكلاليبُ الشَّجَرِ: شَوْكُه كَذَلِكَ. وكالَبَتِ الإِبلُ: رَعَتْ كلالِيبَ الشَّجَرِ، وَقَدْ تَكُونُ المُكالَبةُ ارتِعاءَ الخَشِنِ اليابسِ، وَهُوَ مِنْهُ؛ قَالَ: إِذا لَمْ يَكُنْ إِلا القَتادُ، تَنَزَّعَتْ ... مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَب والكلْبُ: الشَّعِيرةُ. والكلْبُ: المِسْمارُ الَّذِي فِي قَائِمِ السَّيْفِ، وَفِيهِ الذُّؤابة لِتُعَلِّقَه بِهَا؛ وَقِيلَ كَلْبُ السَّيْفِ: ذُؤَابتُه. وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: أَنَّ فَرَساً ذبَّ بذَنبه، فأَصابَ كُلَّابَ سَيْفٍ، فاسْتَلَّه. الكُلَّابُ والكَلْبُ: الحَلْقَةُ أَو المِسمار الَّذِي يَكُونُ فِي قَائِمِ السَّيْفِ، تَكُونُ فِيهِ عِلاقَتُه. والكَلْبُ: حديدةٌ عَقْفاءُ تكونُ فِي طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فِيهَا المَزادُ والأَدَاوى؛ قَالَ يَصِفُ سِقاء: وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ، رَمَتْ بِهِ، ... عَلَى الماءِ، إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسُ فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَيَّانَ، بَعْدَ ما ... أَطالَ بِهِ الكَلْبُ السُّرَى، وَهُوَ ناعِسُ والكُلَّابُ: كالكَلْبِ، وكلُّ مَا أُوثِقَ بِهِ شيءٌ،

_ (1). قوله [العاردة الأَغصان] كذا بالأَصل والتهذيب بدال مهملة بعد الراء، والذي في التكملة: العارية بالمثناة التحتية بعد الراء.

فَهُوَ كَلْبٌ، لأَنه يَعْقِلُه كَمَا يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَه. والكَلْبتانِ: الَّتِي تكونُ مَعَ الحَدَّاد يأْخُذُ بِهَا الْحَدِيدَ المُحْمَى، يُقَالُ: حديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْن، وحديدتانِ ذَوَاتَا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذواتُ كَلْبتين، فِي الْجَمْعِ، وكلُّ مَا سُمِّي بِاثْنَيْنِ فَكَذَلِكَ. والكَلْبُ: سَير أَحمر يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَي الأَديم. والكَلْبَةُ: الخُصْلة مِنَ اللِّيفِ، أَو الطاقةُ مِنْهُ، تُسْتَعْمَل كَمَا يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الَّذِي فِي رأْسه جُحْر، ثُمَّ يُجْعَلُ السيرُ فِيهِ؛ كَذَلِكَ الكُلْبةُ يُجْعَلُ الخَيْطُ أَو السَّيْرُ فِيهَا، وَهِيَ مَثْنِيَّةٌ، فتُدخَلُ فِي مَوْضع الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَه فِي الإِداوةِ، ثُمَّ يَمُدُّه. وكَلَبَتِ الخارِزةُ السَّيْرَ تَكْلُبُه كلْباً: قَصُرَ عَنْهَا السيرُ، فثَنَتْ سَيراً يَدْخُلُ فِيهِ رأْسُ الْقَصِيرِ حَتَّى يَخْرُج مِنْهُ؛ قَالَ دُكَينُ بنُ رجاءٍ الفُقَيْميُّ يَصِفُ فَرَسًا: كأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ، إِذْ نَجْنُبُهْ، ... سَيرُ صَناعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِهَذَا عَلَى قَوْلِهِ: الكَلْبُ سَير يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَي الأَديمِ إِذا خُرِزا؛ تَقُولُ مِنْهُ: كَلَبْتُ المَزادَةَ، وغَرُّ مَتْنِه مَا تَثَنَّى مِنْ جِلده. ابْنُ دُرَيْدٍ: الكَلْبُ أَنْ يَقْصُرَ السيرُ عَلَى الْخَارِزَةِ، فتُدْخِلَ فِي الثَّقْبِ سَيْرًا مَثْنِيّاً، ثُمَّ تَرُدَّ رأْسَ السَّير النَّاقِصَ فِيهِ، ثُمَّ تُخْرِجَهُ وأَنشد رَجَزَ دُكَينٍ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: الكَلْبُ خَرْزُ السَّير بَينَ سَيرَينِ. كلَبْتُه أَكْلُبه كَلْباً، واكْتَلَبَ الرجلُ: استَعمَلَ هَذِهِ الكُلْبَةَ، هَذِهِ وَحْدَهَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: والكُلْبَةُ: السَّير وراءَ الطاقةِ مِنَ اللِّيفِ، يُستَعمَل كَمَا يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الَّذِي فِي رأْسه جُحْرٌ، يُدْخَلُ السَّيرُ أَو الخَيْطُ فِي الكُلْبة، وَهِيَ مَثْنِيَّة، فَيَدْخُلُ فِي مَوْضِعِ الخَرْز، ويُدْخِلُ الخارِز يدَه فِي الإِداوة، ثُمَّ يَمُدُّ السَّيرَ أَو الْخَيْطَ. والخارِزُ يُقَالُ لَهُ: مُكْتَلِبٌ. ابْنُ الأَعرابي: والكَلْبُ مِسمارٌ يَكُونُ فِي روافِدِ السَّقْبِ، تُجْعَلُ عَلَيْهِ الصُّفْنةُ، وَهِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجْمَعُ بالخَيْط. قَالَ: والكَلْبُ أَوَّلُ زيادةِ الْمَاءِ فِي الْوَادِي. والكَلْبُ: مِسْمارٌ عَلَى رأْسِ الرَّحْل، يُعَلِّقُ عَلَيْهِ الراكبُ السَّطِيحةَ. والكَلْبُ: مسْمارُ مَقْبضِ السَّيْفِ، وَمَعَهُ آخرُ، يُقَالُ لَهُ: العجوزُ. وكَلَبَ البعيرَ يَكْلُبه كَلْباً: جمعَ بَيْنَ جَريرِه وزِمامِه بخَيطٍ فِي البُرَةِ. والكَلَبُ: الأَكْلُ الْكَثِيرُ بِلَا شِبَعٍ. والكَلَبُ: وقُوعُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكَرة، وَهُوَ المرْسُ، والحَضْبُ، والكَلْب القِدُّ. ورَجلٌ مُكَلَّبٌ: مَشدودٌ بالقِدِّ، وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيُّ: فباءَ بِقَتْلانا مِنَ الْقَوْمِ مِثْلُهم، ... وَمَا لَا يُعَدُّ مِنْ أَسِيرٍ مُكَلَّبِ «2» وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ عَنِ مُكَبَّلٍ. وَيُقَالُ: كَلِبَ عَلَيْهِ القِدُّ إِذا أُسِرَ بِهِ، فَيَبِسَ وعَضَّه. وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ ومُكَبَّلٌ أَي مُقَيَّدٌ. وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ: مَأْسُورٌ بالقِدِّ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: يَبْدو فِي رأْسِ يَدَيهِ شُعَيراتٌ، كأَنها كُلْبَةُ كَلْبٍ ، يَعْنِي مَخالِبَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ الْهَرَوِيُّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كأَنها كُلْبةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبةُ سِنَّوْرٍ، وَهِيَ الشَّعَرُ النابتُ فِي جانِبَيْ خَطْمِه.

_ (2). قوله [فباء بقتلانا إلخ] كذا أنشده في التهذيب. والذي في الصحاح أَبَاءَ بِقَتْلَانَا مِنَ الْقَوْمِ ضعفهم، وكل صحيح المعنى، فلعلهما روايتان.

وَيُقَالُ للشَّعَر الَّذِي يَخْرُزُ بِهِ الإِسْكافُ: كُلْبةٌ. قَالَ: وَمَنْ فَسَّرها بالمَخالب، نَظَرًا إِلى مَجيءِ الكَلالِيبِ فِي مَخالِبِ البازِي، فَقَدْ أَبْعَد. ولِسانُ الكَلْبِ: اسمُ سَيْفٍ كَانَ لأَوْسِ بْنِ حارثةَ ابنَ لأْمٍ الطَّائِيِّ؛ وَفِيهِ يَقُولُ: فإِنَّ لِسانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتي، ... إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفناء بُحْتُرِ ورأْسُ الكَلْبِ: اسمُ جَبَلٍ مَعْرُوفٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: ورأْسُ كَلْبٍ: جَبَلٌ. والكَلْبُ: طَرَفُ الأَكَمةِ. والكُلْبةُ: حانوتُ الخَمَّارِ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وكَلْبٌ وبنُو كَلْبٍ وبنُو أَكْلُبٍ وَبَنُو كَلْبةَ: كلُّها قبائلُ. وكَلْبٌ: حَيٌّ مِنْ قُضاعة. وكِلابٌ: فِي قُرَيْشٍ، وَهُوَ كِلابُ بنُ مُرَّةَ. وكِلابٌ: فِي هَوازِنَ، وَهُوَ كِلابُ بْنِ ربيعةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعة. وقولُهم: أَعزُّ مِنْ كُلَيْبِ وائلٍ، هُوَ كُلَيْبُ بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي تَغلِبَ بنِ وَائِلٍ. وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جريرٍ الشَّاعِرِ، فَهُوَ كُلَيْبُ بْنُ يَرْبُوع بْنِ حَنْظَلة. والكَلْبُ: جَبَل بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ الأَعشى: إِذْ يَرْفَعُ الْآلُ رأْس الكَلْبِ فارْتَفَعا هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ. والكَلْبُ: جَبَلٌ بِالْيَمَامَةِ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ: رأْس الكَلْب. والكَلْباتُ: هَضَباتٌ مَعْرُوفَةٌ هُنَالِكَ. والكُلابُ، بِضَمِّ الْكَافِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ: اسْمُ مَاءٍ، كَانَتْ عِنْدَهُ وَقْعَةُ العَرَب؛ قَالَ السَّفَّاح بْنِ خَالِدٍ التَّغْلَبيُّ: إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، ... وساجِراً، وَاللَّهِ، لَنْ تَحُلُّوهْ وساجرٌ: اسْمُ مَاءٍ يَجْتَمِعُ مِنَ السَّيْلِ. وَقَالُوا: الكُلابُ الأَوَّلُ، والكُلابُ الثَّانِي، وَهُمَا يَوْمَانِ مَشْهُورَانِ لِلْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَرْفَجَة: أَنَّ أَنْفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذ أَنْفاً مِنْ فِضَّةٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كُلابٌ الأَوَّلُ، وكُلابٌ الثَّانِي يَوْمَانِ، كَانَا بَيْنَ مُلوكِ كنْدة وَبَنِي تَمِيم. قَالَ: والكُلابُ مَوْضِعٌ، أَو مَاءٌ، مَعْرُوفٌ، وَبَيْنَ الدَّهْناء وَالْيَمَامَةِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ الكُلابُ أَيضاً. والكَلْبُ: فرسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْل. والكَلَبُ: القِيادةُ، والكَلْتَبانُ: القَوَّادُ؛ مِنْهُ، حَكَاهُمَا ابْنُ الأَعرابي، يَرْفَعُهُمَا إِلى الأَصمعي، وَلَمْ يَذْكُرْ سِيبَوَيْهِ فِي الأَمثلة فَعْتَلاناً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَمْثَلُ مَا يُصَرَّفُ إِليه ذَلِكَ، أَن يَكُونَ الكَلَبُ ثُلَاثِيًّا، والكَلْتَبانُ رُبَاعِيًّا، كَزَرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَادَّ. وكلْبٌ وكُلَيْبٌ وكِلابٌ: قَبَائِلُ معروفة. كلتب: الكَلْتَبانُ: مأْخوذ مِنَ الكَلَب؛ وَهِيَ القيادةُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَلْتَبةُ القِيادة، وَاللَّهُ أَعلم. كلحب: كَلْحَبه بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ. وكَلْحَبةُ والكَلْحَبةُ: مِنْ أَسماءِ الرِّجَالِ. والكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ: اسْمُ هُبَيرة بْنُ عَبْدِ مَنافٍ. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُدْرَى مَا هُوَ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الكَلْحَبةُ صوتُ النَّارِ ولهِيبُها، يُقَالُ: سَمِعْتُ حَدَمةَ النَّارِ وكَلْحَبَتَها. كنب: كَنَبَ يَكْنُبُ كُنُوباً: غَلُظَ؛ وأَنشد لدُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّة: وأَنتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ، ... مِنَ الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ أَي شَعَرُ لِحْيته مُتَقَبِّضٌ لَمْ يُسَرَّحْ، وكُلُّ شيءٍ مُتَقَبِّضٍ، فَهُوَ مُتَعَكِّسٌ.

وأَكْنَبَ: كَكَنَبَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: كانِب كانِزٌ، يُقَالُ: كَنَب فِي جِرابه شَيْئًا إِذا كَنزَه فِيهِ. والكَنَبُ: غِلَظٌ يَعْلُو الرِّجْلَ والخُفَّ والحافِرَ واليَدَ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ اليَدَ إِذا غَلُظَتْ مِنَ العَمَل؛ كَنِبَتْ يَدُه وأَكْنَبَتْ، فَهِيَ مُكْنِبة. وَفِي الصِّحَاحِ: أَكْنَبَتْ، وَلَا يُقَالُ: كَنِبَتْ؛ وأَنشد أَحمد بْنُ يَحْيَى: قَدْ أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ، ... وبعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبرِ والمُرُونِ والمَضْنُونُ: جنسٌ مِنَ الطِّيبِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: قَدْ أَكْنَبَتْ نُسورُه وأَكْنَبا أَي غَلُظَتْ وعَسَتْ. وَفِي حَدِيثِ سَعدٍ: رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَكْنَبَتْ يَدَاهُ، فَقَالَ لَهُ: أَكنَبَتْ يَداك؛ فَقَالَ: أُعالِجُ بالمَرِّ والمِسْحاةِ؛ فأَخذ بِيَدِهِ وَقَالَ: هَذِهِ لَا تَمَسُّها النارُ أَبداً. أَكْنَبتِ اليدُ إِذا ثَخُنَتْ وغَلُظَ جِلْدُها، وتَعَجَّرَ مِنْ مُعاناة الأَشياءِ الشاقَّةِ. والكَنَبُ فِي الْيَدِ: مثلُ المَجَلِ، إِذا صَلُبَت مِنَ العَمل. والمِكْنَبُ: الغليظُ مِنَ الْحَوَافِرِ. وخُفٌّ مُكْنَبٌ، بِفَتْحِ النُّونِ: كمُكْنِبٍ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بكُلِّ مَرثُومِ النَّواحِي مُكْنَبِ وأَكْنَبَ عَلَيْهِ بَطْنُه: اشْتدَّ. وأَكْنَبَ عَلَيْهِ لسانُه: احْتَبَس. وكَنَبَ الشيءَ يَكْنِبه كَنْباً: كَنَزَه. والكانِبُ: المُمْتَلِئُ شِبَعاً. والكِنابُ، بِالْكَسْرِ، والعاسِي: الشِّمراخُ. والكَنيبُ: اليبيسُ مِنَ الشَّجَرِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَنِبُ، بِغَيْرِ يَاءٍ، شَبِيهٌ بقَتادِنا هَذَا، الَّذِي يَنْبُت عِنْدَنَا، وَقَدْ يُحْصَف عِنْدَنَا بلِحائِه، ويُفْتلُ مِنْهُ شُرُطٌ باقيةٌ عَلَى النَّدى. وَقَالَ مرَّة: سأَلتُ بعضَ الأَعراب عَنِ الكَنِبِ، فأَراني شِرْسَةً مُتَفرِّقَةً مِنْ نَبات الشَّوْك، بيضاءَ العيدانِ، كثيرةَ الشَّوْك، لَهَا فِي أَطرافها بَراعِيمُ، قَدْ بَدَتْ مِنْ كُلِّ بُرْعُومة شَوْكاتٌ ثلاثٌ. والكَنِبُ: نَبْتٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُعالِياتٌ، عَلَى الأَريافِ، مَسْكَنُها ... أَطْرافُ نَجْدٍ، بأَرضِ الطَّلْحِ والكَنِبِ اللَّيْثُ: الكَنِبُ شَجَرٌ؛ قَالَ: فِي خَضَدٍ مِنَ الكَراثِ والكَنِبْ وكُنَيْبٌ، مُصَغَّرًا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: زيدُ بنُ بَدْرٍ حاضِرٌ بعُراعِرٍ، ... وَعَلَى كُنَيْبٍ مالكُ بنُ حِمارِ كنثب: ابْنُ الأَعرابي: الكِنْثابُ الرمل المُنْهال. كنخب: الكَنْخَبة: اختلاطُ الْكَلَامِ مِنَ الخطإِ، حَكَاهُ يُونُسُ. كهب: الكُهْبَةُ: غُبرة مُشْرَبةٌ سَوَادًا فِي أَلوان الإِبل، زَادَ الأَزهري: خَاصَّةً. بَعِيرٌ أَكْهَبُ: بَيِّن الكَهَب، وَنَاقَةٌ كَهْباء. الْجَوْهَرِيُّ: الكُهْبة لونٌ مِثْلُ القُهبة. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الكُهبة لَوْنٌ لَيْسَ بخالصٍ فِي الحُمرة، وَهُوَ فِي الحُمْرة خاصَّةً. وَقَالَ يَعْقُوبُ: الكُهْبة لونٌ إِلى الغُبرة مَا هُوَ، فَلَمْ يَخُصَّ شَيْئًا دُونَ شَيْءٍ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الكُهْبة فِي أَلوان الإِبل، لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُ يُسْتَعْمَلُ فِي أَلوان الثيابِ. الأَزهري: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَقِيلَ الكَهَبُ لونُ الجاموسِ، والكُهْبةُ: الدُّهْمة؛ وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ

فصل اللام

كَهِبَ وكَهُبَ كَهَباً وكُهْبةً، فَهُوَ أَكْهَبُ، وَقَدْ قِيلَ: كاهِبٌ؛ وَرَوَى بَيْتَ ذِي الرُّمَّة: جَنُوحٌ عَلَى باقٍ سَحِيقٍ، كأَنَّهُ ... إِهابُ ابنِ آوَى كاهِبُ اللَّوْنِ أَطْحَلُهْ ويروى: أَكْهَبُ. كهدب: كَهْدَبٌ: ثَقِيلٌ وَخْمٌ. كهكب: التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ كَهْكَمَ: ابْنُ الأَعرابي: الكَهْكَمُ والكَهْكَبُ الباذِنجانُ. كوب: الكُوبُ: الكُوزُ الَّذِي لَا عُرْوَةَ لَهُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: مُتَّكِئاً تَصْفِقُ أَبوابُه، ... يَسْعَى عَلَيْهِ العَبْدُ بالكُوبِ وَالْجَمْعُ أَكْوابٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ . وَفِيهِ: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ . قَالَ الْفَرَّاءُ: الكُوبُ الكوزُ المستديرُ الرأْسِ الَّذِي لَا أُذُن لَهُ؛ وَقَالَ يَصِفُ مَنْجَنوناً: يَصُبُّ أَكْواباً عَلَى أَكوابِ، ... تَدَفَّقَتْ مِنْ مَائِهَا الجَوابي ابْنُ الأَعرابي: كابَ يَكُوب إِذا شَرِبَ بالكُوبِ «1». والكَوَبُ: دِقَّة العُنق وعِظَمُ الرأْس. والكُوبة: الشِّطْرَنْجَةُ. والكُوبَةُ: الطَّبْل والنَّرْدُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الطَّبْلُ الصَّغير المُخَصَّرُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَما الكُوبة، فإِن مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ أَخبرني أَن الكُوبةَ النَّرْدُ فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ، الكُوبَةُ: الطَّبْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ النَّرْدُ؛ وَقِيلَ: الطَّبْل؛ وَقِيلَ: البَرْبَطُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبةِ، والكِنَّارَة، والشِّياع. فصل اللام لبب: لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبابُه: خالِصُه وخِيارُه، وَقَدْ غَلَبَ اللُّبُّ عَلَى مَا يُؤْكَلُ داخلُه، ويُرْمى خارجُه مِنَ الثَّمر. ولُبُّ الجَوْز واللَّوز، وَنَحْوُهُمَا: مَا فِي جَوْفه، والجمعُ اللُّبُوبُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: أَلَبَّ الزَّرْعُ، مِثْلَ أَحَبَّ، إِذا دَخَلَ فِيهِ الأُكلُ. ولَبَّبَ الحَبُّ تَلْبِيباً: صَارَ لَهُ لُبٌّ. ولُبُّ النَّخلةِ: قَلْبُها. وخالِصُ كلِّ شيءٍ: لُبُّه. اللَّيْثُ: لُبُّ كلِّ شيءٍ مِنَ الثِّمَارِ داخلُه الَّذِي يُطْرَحُ خارجُه، نَحْوَ لُبِّ الجَوْز واللَّوز. قَالَ: ولُبُّ الرَّجُل: مَا جُعِل فِي قَلْبه مِنَ العَقْل. وشيءٌ لُبابٌ: خالِصٌ. ابْنُ جِنِّي: هُوَ لُبابُ قَومِه، وَهُمْ لُبابُ قَوْمِهِمْ، وَهِيَ لُبابُ قَوْمها؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً ... عَلَى بَشَرٍ، وآنِسَةٌ لُبابُ والحَسَبُ: اللُّبابُ الخالصُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المرأَة لُبابَة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّا حَيٌّ مِنْ مَذْحجٍ، عُبابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها. اللُّبابُ: الخالِصُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، كاللُّبِّ. واللُّبابُ: طَحِينٌ مُرَقَّقٌ. ولَبَّبَ الحَبُّ: جَرَى فِيهِ الدَّقيقُ. ولُبابُ القَمْح، ولُبابُ الفُسْتُقِ، ولُبابُ الإِبلِ: خِيارُها. ولُبابُ: الحَسَبِ: مَحْضُه. واللُّبابُ: الخالِصُ مِنْ كلِّ شيءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَحْلًا مِئناثاً: سِبَحْلًا أَبا شِرْخَينِ أَحْيا بَناتِه ... مَقالِيتُها، فَهِيَ اللُّبابُ الحَبائسُ

_ (1). قوله [كاب يكوب إذا إلخ] وكذلك اكتاب يكتاب كما يقال: كاز واكتاز إذا شرب بالكوز انتهى. تكملة.

وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ فِي الفالوذَج: لُبابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل. ولُبُّ كلِّ شيءٍ: نفسُه وحَقِيقَتُه. وَرُبَّمَا سُمِّيَ سمُّ الحيةِ: لُبّاً. واللُّبُّ: العَقْلُ، وَالْجَمْعُ أَلبابٌ وأَلْبُبٌ؛ قَالَ الكُمَيْتُ: إِليكُمْ، بَنِي آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ مِنْ قَلْبي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ وَقَدْ جُمعَ عَلَى أَلُبٍّ، كَمَا جُمِعَ بُؤْسٌ عَلَى أَبْؤُس، ونُعْم عَلَى أَنْعُم؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ: قلْبي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِ واللَّبابةُ: مصدرُ اللَّبِيب. وَقَدْ لَبُبْتُ أَلَبُّ، ولَبِبْتَ تَلَبُّ، بِالْكَسْرِ، لُبّاً ولَبّاً ولَبابةً: صِرْتَ ذَا لُبٍّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: حَكَى لَبُبْتُ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ نَادِرٌ، لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمُضَاعَفِ. وَقِيلَ لِصَفِيَّة بِنْتِ عَبَدِ المطَّلب، وضَرَبَت الزُّبَير: لِمَ تَضْرِبينَهُ؟ فقالتْ: لِيَلَبَّ، ويقودَ الجَيشَ ذَا الجَلَب أَي يَصِيرُ ذَا لُبٍّ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: أَضْرِبُه لكيْ يَلَبَّ، ويَقودَ الجَيشَ ذَا اللَّجَب. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ لغةُ أَهلِ الحِجاز؛ وأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ: لَبَّ يَلِبُّ بِوَزْنِ فَرَّ يَفِرُّ. وَرَجُلٌ ملبوبٌ: مَوْصُوفٌ باللَّبابة. ولَبيبٌ: عاقِلٌ ذُو لُبٍّ، مِن قَوْمٍ أَلِبَّاء؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، والأُنثى لبيبةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: رجلٌ لَبيبٌ، مثلُ لَبٍّ؛ قَالَ المُضَرِّبُ بْنُ كَعْب: فقلتُ لَهَا: فِيئي إِلَيكِ، فإِنَّني ... حَرامٌ، وإِني بَعْدَ ذاكَ لَبِيبُ التَّهْذِيبُ: وَقَالَ حَسَّانُ: وجارِيَةٍ مَلْبُوبةٍ ومُنَجَّسٍ ... وطارِقةٍ، فِي طَرْقِها، لَمْ تُشَدِّدِ واسْتَلَبَّهُ: امْتَحَنَ لُبَّهُ. وَيُقَالُ: بناتُ أَلْبُبٍ عُروق فِي القَلْبِ، يَكُونُ مِنْهَا الرِّقَّةُ. وَقِيلَ لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها: مَا لَكِ لَا تَدْعِينَ عَلَيْهِ؟ قَالَتْ: تَأْبى لَهُ ذَلِكَ بناتُ أَلْبُبي. الأَصمعي قَالَ: كَانَ أَعرابيٌّ عِنْدَهُ امرأَة فَبَرِمَ بِهَا، فأَلقاها فِي بِئرٍ غَرَضاً بِهَا، فمَرَّ بِهَا نَفَرٌ فسَمِعوا هَمْهَمَتَها مِنَ الْبِئْرِ، فاسْتَخْرجوها، وَقَالُوا: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكَ؟ فَقَالَتْ: زَوْجِي، فَقَالُوا ادعِي اللهَ عَلَيْهِ، فقالَتْ: لَا تُطاوعُني بناتُ أَلبُبي. قَالُوا: وبَناتُ أَلبُبٍ عُروقٌ مُتَّصِلَةٌ بِالْقَلْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ عَلِمَتْ بِذَلِكَ بَناتُ أَلبُبِه؛ يَعْنونَ لُبَّه، وَهُوَ أَحدُ مَا شَذَّ مِنْ المُضاعَف، فجاءَ عَلَى الأَصل؛ هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ يَعْنُونَ لُبَّه؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: قَدْ عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَلبَبِهْ يريدُ بَناتِ أَعْقَلِ هَذَا الحَيِّ، فإِن جمعت أَلبُباً، قلتَ: أَلابِبُ، والتصغير أُلَيبِبٌ، وَهُوَ أَولى مِنْ قَوْلِ مَنْ أَعَلَّها. واللَّبُّ: اللَّطِيفُ القَريبُ مِنَ النَّاسِ، والأُنْثى: لَبَّةٌ، وَجَمْعُهَا لِبابٌ. واللَّبُّ: الحادِي اللَّازم لسَوقِ الإِبل، لَا يَفْتُر عَنْهَا وَلَا يُفارِقُها. ورجلٌ لَبٌّ: لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لَا يُفَارِقُهَا. وَيُقَالُ: رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ أَي لازِمٌ للأَمرِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لَبّاً، بأَعْجازِ المَطِيِّ، لَاحِقَا ولَبَّ بِالْمَكَانِ لَبّاً، وأَلَبَّ: أَقام بِهِ ولزمَه. وأَلَبَّ عَلَى الأَمرِ: لَزِمَه فَلَمْ يفارقْه.

وقولُهم: لَبَّيكَ ولَبَّيهِ، مِنه، أَي لُزوماً لطاعَتِكَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي أَنا مُقيمٌ عَلَى طاعَتك؛ قَالَ: إِنَّكَ لَوْ دَعَوتَني، وَدُونِي ... زَوراءُ ذاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ، لَقُلْتُ: لَبَّيْهِ، لمَنْ يَدعُوني أَصله لَبَّبْت فعَّلْت، مِنْ أَلَبَّ بِالْمَكَانِ، فأُبدلت الْبَاءَ يَاءً لأَجلِ التَّضْعِيفِ. قَالَ الْخَلِيلُ، هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَارُ فُلَانٍ تُلِبُّ دَارِي أَي تُحاذيها أَي أَنا مُواجِهُكَ بِمَا تُحِبُّ إِجابةً لَكَ، وَالْيَاءُ لِلتَّثْنِيَةِ، وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى النَّصْبِ للمَصدر. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: انْتَصَب لَبَّيْكَ، عَلَى الفِعْل، كَمَا انْتَصَبَ سبحانَ اللَّهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: نُصِبَ عَلَى المصدر، كقولك: حَمْداً لله وَشُكْرًا، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يُقَالَ: لَبّاً لكَ، وثُنِّي عَلَى مَعْنَى التَّوْكِيدِ أَي إِلْباباً بِكَ بَعْدَ إِلبابٍ، وإِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَبا الْفَضْلِ المُنْذِرِيَّ يَقُولُ: عُرضَ عَلَى أَبي الْعَبَّاسِ مَا سمعتُ مِنْ أَبِي طَالِبٍ النَّحْوِيِّ فِي قَوْلِهِمْ لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى لَبَّيْكَ، إِجابةً لَكَ بَعْدَ إِجابة؛ قَالَ: وَنَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ. قَالَ: وَقَالَ الأَحْمَرُ: هُوَ مأْخوذٌ مِنْ لَبَّ بِالْمَكَانِ، وأَلَبَّ بِهِ إِذا أَقام؛ وأَنشد: لَبَّ بأَرضٍ مَا تَخَطَّاها الغَنَمْ قَالَ وَمِنْهُ قَوْلُ طُفَيْل: رَدَدْنَ حُصَيْناً مِنْ عَدِيٍّ ورَهْطِهِ، ... وتَيْمٌ تُلَبِّي في العُروجِ، وتَحْلُبُ أَي تُلازمُها وتُقيمُ فِيهَا؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ قَوْلُهُ: وَتَيَّمَ تُلَبِّي فِي الْعُرُوجِ، وَتَحْلُبُ أَي تَحْلُبُ اللِّبَأَ وتَشْرَبهُ؛ جَعَلَهُ مِنَ اللِّبإِ، فَتَرَكَ هَمْزَهُ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ لَبَّ بِالْمَكَانِ وأَلَبَّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ أَصوبُ. لِقَوْلِهِ بَعْدَهُ وتَحْلُبُ. قَالَ وَقَالَ الأَحمر: كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ بِكَ، لَبَّبَ بِكَ، فَاسْتَثْقَلُوا ثَلَاثَ باءَات، فَقَلَبُوا إِحداهن يَاءً، كَمَا قَالُوا: تَظَنَّيْتُ، مِنَ الظَّنِّ. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: أَصله مِنْ أَلبَبْتُ بِالْمَكَانِ، فإِذا دَعَا الرجلُ صاحبَه، أَجابه: لَبَّيْكَ أَي أَنا مُقِيمٌ عِنْدَكَ، ثُمَّ وَكَّدَ ذَلِكَ بلَبَّيكَ أَي إِقامةً بَعْدَ إِقامة. وَحُكِيَ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: هُوَ مأْخوذ مِنَ قَوْلِهِمْ: أُمٌّ لَبَّةٌ أَي مُحِبَّة عَاطِفَةٌ؛ قَالَ: فإِن كَانَ كَذَلِكَ، فَمَعْنَاهُ إِقْبالًا إِليك ومَحَبَّةً لَكَ؛ وأَنشد: وكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ، طَعَنَ ابْنُها ... إِليها، فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بساعِدِ قَالَ، وَيُقَالُ: هُوَ مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: دَارِي تَلُبُّ دارَك، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ: اتِّجاهي إِليك وإِقبالي عَلَى أَمرك. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّبُّ الطاعةُ، وأَصله مِنَ الإِقامة. وَقَوْلُهُمْ: لَبَّيْكَ، اللَّبُّ واحدٌ، فإِذا ثَنَّيْتَ، قُلْتَ فِي الرَّفْعِ: لَبَّانِ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ: لَبَّينِ؛ وَكَانَ فِي الأَصل لَبَّيْنِكَ أَي أَطَعْتُكَ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ حُذِفَت النُّونُ للإِضافة أَي أَطَعْتُكَ طَاعَةً، مُقِيمًا عِنْدَكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامة. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَن لَبَّيْكَ اسْمٌ مُفْرَدٌ، بِمَنْزِلَةِ عَلَيكَ، وَلَكِنَّهُ جاءَ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ فِي حَدِّ الإِضافة، وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنها تَثْنِيَةٌ، كأَنه قَالَ: كُلَّمَا أَجَبْتُكَ فِي شيءٍ، فأَنا فِي الْآخَرِ لَكَ مُجِيبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: ويَدُلُّك عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ الْخَلِيلِ قولُ بَعْضِ الْعَرَبِ: لَبِّ، يُجْريه مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ؛ قَالَ: ويَدُلُّك عَلَى أَن لبَّيكَ لَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ عَلَيْكَ، أَنك إِذا أَظهرت الِاسْمَ، قُلْتَ:

لَبَّيْ زَيْدٍ؛ وأَنشد: دَعَوْتُ لِمَانا بَني مِسْوَراً، ... فَلَبَّى، فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ فَلَوْ كَانَ بِمَنْزِلَةِ عَلَى لقلتَ: فَلَبَّى يَدَيْ، لأَنك لَا تقول: عَليْ زَيدٍ إِذا أَظهرتَ الِاسْمَ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: الأَلف فِي لَبَّى عِنْدَ بَعْضِهِمْ هِيَ يَاءُ التَّثْنِيَةِ فِي لَبَّيْكَ، لأَنهم اشْتَقُّوا مِنَ الِاسْمِ الْمَبْنِيِّ الَّذِي هُوَ الصَّوْتُ مَعَ حَرْفِ التَّثْنِيَةِ فِعْلًا، فَجَمَعُوهُ مِنْ حُرُوفِهِ، كَمَا قَالُوا مِن لَا إِله إِلا اللَّهُ: هَلَّلْتُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَاشْتَقُّوا لبَّيتُ مِنْ لَفْظِ لبَّيكَ، فجاؤُوا فِي لَفْظِ لبَّيْت بالياءِ الَّتِي لِلتَّثْنِيَةِ فِي لبَّيْكَ، وَهَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ: وأَما يُونُسُ فَزَعَمَ أَن لبَّيْكَ اسْمٌ مُفْرَدٌ، وأَصله عِنْدَهُ لَبَّبٌ، وَزْنُهُ فَعْلَل، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن تَحْمِلَه عَلَى فَعَّلَ، لِقِلَّةِ فَعَّلَ فِي الْكَلَامِ، وَكَثْرَةِ فَعْلَلَ، فقُلِبَت الْبَاءُ، الَّتِي هِيَ اللَّامُ الثَّانِيَةُ مِنْ لَبَّبٍ، يَاءً، هَرباً مِنَ التَّضْعِيفِ، فَصَارَ لَبَّيٌ، ثُمَّ أَبدل الْيَاءُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، فَصَارَ لَبَّى، ثُمَّ إِنه لَمَّا وُصِلَتْ بِالْكَافِ فِي لبَّيْك، وبالهاءِ فِي لَبَّيْه، قُلِبَت الأَلفُ يَاءً كَمَا قُلِبَتْ فِي إِلى وعَلى ولدَى إِذا وَصَلْتَهَا بِالضَّمِيرِ، فَقُلْتَ إِليك وَعَلَيْكَ وَلَدَيْكَ؛ وَاحْتَجَّ سِيبَوَيْهِ عَلَى يُونُسَ فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ ياءُ لَبَّيْكَ، بِمَنْزِلَةِ يَاءِ عَلَيْكَ وَلَدَيْكَ، لَوَجَبَ، مَتى أَضَفْتَها إِلى المُظْهَر، أَن تُقِرَّها أَلِفاً، كَمَا أَنك إِذا أَضَفْتَ عَلَيْكَ وأُختيها إِلى المُظْهَرِ، أَقْرَرْتَ أَلفَها بِحَالِهَا، ولكُنْتَ تَقُولُ عَلَى هَذَا: لَبَّى زيدٍ، ولَبَّى جَعْفَرٍ، كَمَا تَقُولُ: إِلى زيدٍ، وَعَلَى عَمْرٍو، ولدَى خالدٍ؛ وأَنشد قَوْلَهُ: فلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ؛ قَالَ: فَقَوْلُهُ لَبَّيْ، بالياءِ مَعَ إِضافته إِلى المُظْهَر، يَدُلُّ عَلَى أَنه اسْمٌ مُثَنَّى، بِمَنْزِلَةِ غلامَيْ زيدٍ، ولَبَّاهُ قالَ: لَبَّيْكَ، ولَبَّى بالحَجِّ كَذَلِكَ؛ وقولُ المُضَرِّبِ بْنِ كعبٍ: وإِني بَعْدَ ذاكَ لَبيبُ إِنما أَراد مُلَبٍّ بالحَج. وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَاكَ أَي مَعَ ذَاكَ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لَبَّأْتُ بِالْحَجِّ. قَالَ: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ: لَبَّيْتُ بِالْحَجِّ. وَلَكِنَّ الْعَرَبَ قَدْ قَالَتْهُ بِالْهَمْزِ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. وَفِي حَدِيثِ الإِهْلالِ بِالْحَجِّ: لَبَّيْكَ اللهمَّ لبَّيْكَ ، هُوَ مِنَ التَّلْبية، وَهِيَ إِجابةُ المُنادِي أَي إِجابَتي لَكَ يَا ربِّ، وَهُوَ مأْخوذٌ مِمَّا تَقَدَّمَ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِخلاصِي لَكَ؛ مِن قَوْلِهِمْ: حَسَبٌ لُبابٌ إِذا كَانَ خَالِصًا مَحْضاً، وَمِنْهُ لُبُّ الطَّعام ولُبابُه. وَفِي حَدِيثِ عَلْقمة أَنه قَالَ للأَسْوَدِ: يَا أَبا عَمْرو. قَالَ: لبَّيْكَ قَالَ: لبَّى يَدَيكَ. قَالَ الخَطّابي: مَعْنَاهُ سَلِمَتْ يَدَاكَ وصَحَّتا، وإِنما تَرَكَ الإِعراب فِي قَوْلِهِ يَدَيْكَ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ: يَدَاكَ، لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّيْكَ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَى لَبَّى يَدَيْك أَي أُطيعُكَ، وأَتَصَرَّفُ بإِرادتك، وأَكونُ كالشيءِ الَّذِي تُصَرِّفُه بِيَدَيْكَ كَيْفَ شِئْتَ. ولَبابِ لَبَابِ يُريدُ بِهِ: لَا بأْس، بِلُغَةِ حِمْيَرَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي مِمَّا تقدم، كأَنه إِذا نَفَى البأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته. واللَّبَبُ: معروف، وهو ما يُشدُّ على صَدْر الدابة أَو النَّاقَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وغيرُه: يكونُ للرَّحْل والسَّرْج يمنعهما من الاستئخار، والجمعُ أَلبابٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا البناءَ. وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ: عَمِلْتُ له لَبَباً. وأَلْبَبْتُ الفرسَ، فهو مُلْبَبٌ، جاءَ على الأَصل، وهو نادر، جَعَلْتُ له لَبَباً. قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ، بإِظهار التضعيف. وقال ابن كَيْسان: هو غلط، وقياسُه مُلَبٌّ، كما يقال مُحَبٌّ، مِن

أَحْبَبْتُه، ومنه قولهم: فلان في لَبَبٍ رخِيٍّ إِذا كَانَ فِي حَالِ واسعة؛ ولَبَبْتُهُ، مخفف، كَذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: واللَّبَبُ: البالُ، يُقَالُ: إِنه لَرَخِيُّ اللَّبَبِ. التَّهْذِيبُ، يُقَالُ: فلانٌ فِي بالٍ رَخِيٍّ ولَبَبٍ رَخِيٍّ أَي فِي سَعَة وخِصْب وأَمْنٍ. واللَّبَبُ مِنَ الرَّمْل: مَا اسْتَرَقَّ وانحَدَرَ مِنْ مُعْظَمه، فَصَارَ بَيْنَ الجَلَد وغَلْظِ الأَرضِ؛ وَقِيلَ: لَبَبُ الكَثِيبِ: مُقَدَّمُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَرَّاقةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ واضحةٌ، ... كأَنها ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِهَا لَبَبُ قَالَ الأَحمر: مُعْظَمُ الرَّمْلِ العَقَنْقَلُ، فإِذا نَقَصَ قِيلَ: كَثِيبٌ؛ فإِذا نقَص قِيلَ: عَوْكَلٌ؛ فإِذا نَقَصَ قِيلَ: سِقْطٌ؛ فإِذا نَقَصَ قِيلَ: عَدابٌ؛ فإِذا نقَص قِيلَ: لَبَبٌ. التَّهْذِيبُ: واللَّبَبُ مِنَ الرَّمْلِ مَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ حَبْل الرَّمْل. واللَّبَّةُ: وَسَطُ الصَّدْر والمَنْحَر، وَالْجَمْعُ لَبَّاتٌ ولِبابٌ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنها لَحَسنةُ اللَّبَّاتِ؛ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ مِنْهَا لَبَّةً، ثُمَّ جَمَعُوا عَلَى هَذَا. واللَّبَبُ كاللَّبَّةِ: وَهُوَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الصَّدْرِ مِنْ كُلِّ شيءٍ، وَالْجَمْعُ الأَلْبابُ؛ وأَما مَا جاءَ فِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ مَنَعَ مِنِّي بَني مُدْلِجٍ لصلَتِهِم الرَّحِم، وطَعْنِهم فِي أَلْبابِ الإِبل ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: فِي لَبَّاتِ الإِبل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ رَوَاهُ فِي أَلباب الإِبلِ، فَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ أَراد جمعَ اللُّبِّ، ولُبُّ كلِّ شيءٍ خالصُه، كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم وَكَرَائِمِهَا، وَالْمَعْنَى الثَّانِي أَنه أَراد جمعَ اللَّبَب، وَهُوَ مَوْضِعُ المَنْحَر مِنْ كُلِّ شيءٍ. قَالَ ونُرَى أَن لَبَبَ الْفَرَسِ إِنما سُمِّيَ بِهِ، وَلِهَذَا قِيلَ: لَبَّبْتُ فُلَانًا إِذا جَمَعْتَ ثيابَه عِنْدَ صَدْره ونحْره، ثُمَّ جَرَرْتَه؛ وإِن كَانَ المحفوظُ اللَّبَّات، فَهِيَ جمعُ اللَّبَّةِ، وَهِيَ اللِّهْزِمةُ الَّتِي فَوْقَ الصَّدْرِ، وَفِيهَا تُنْحَرُ الإِبل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي. ولَبَبْتُه لَبّاً: ضَرَبْتُ لَبَّتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَما تكونُ الذكاةُ إِلَّا فِي الحَلْقِ واللَّبَّة. ولَبَّه يَلُبُّه لَبّاً: ضَرَبَ لَبَّتَه. ولَبَّةُ الْقِلَادَةِ: واسطتُها. وتَلَبَّبَ الرجلُ: تَحَزَّم وتَشَمَّر. والمُتَلَبِّبُ: المُتَحَزِّمُ بِالسِّلَاحِ وَغَيْرِهِ. وَكُلُّ مُجَمِّعٍ لثيابِه: مُتَلَبِّبٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِني أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِيلَتي: ... هَذَا غُبارٌ ساطِعٌ، فَتَلَبَّبِ وَاسْمُ مَا يُتَلَبَّبُ: اللَّبابَةُ؛ قَالَ: ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَومَ طِرادِها، ... فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبابةِ المُتَمَطِّر وتَلَبُّب المرأَة بمِنْطَقَتِها: أَن تَضَعَ أَحد طَرَفَيْهَا عَلَى مَنكِبها الأَيسر، وتُخْرِجَ وسطَها مِنْ تَحْتِ يَدِهَا الْيُمْنَى، فتُغَطِّيَ بِهِ صَدرَها، وتَرُدَّ الطَّرَفَ الْآخَرَ عَلَى مَنكِبِها الأَيسر. والتَّلْبيبُ مِنَ الإِنسان: مَا فِي مَوْضِعِ اللَّبَبِ مِنْ ثِيَابِهِ. ولَبَّبَ الرجلَ: جَعَلَ ثِيَابَهُ فِي عُنقِه وَصَدْرِهِ فِي الْخُصُومَةِ، ثُمَّ قَبَضَه وجَرَّه. وأَخَذَ بتَلْبيبِه كَذَلِكَ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّمْتِينِ. التَّهْذِيبُ، يُقَالُ: أَخَذ فلانٌ بتَلْبِيبِ فُلَانٍ إِذا جمَع عَلَيْهِ ثَوْبَهُ الَّذِي هُوَ لَابِسُهُ عِنْدَ صَدْرِهِ، وقَبَض عَلَيْهِ يَجُرُّه. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخَذْتُ بتَلْبيبِه وجَرَرْتُه ؛

يُقَالُ لَبَّبَه: أَخذَ بتَلْبيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عِنْدَ نَحْره وصَدْره، ثُمَّ جَرَرْته، وَكَذَلِكَ إِذا جعلتَ فِي عُنقه حَبْلًا أَو ثَوْبًا، وأَمْسَكْتَه بِهِ. والمُتَلَبَّبُ: موضعُ القِلادة. واللَّبَّة: موضعُ الذَّبْح، وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ. وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ: أَخَذَ كلٌّ مِنْهُمَا بلَبَّةِ صاحِبه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فِي ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً بِهِ. المُتَلَبِّبُ: الَّذِي تَحَزَّم بِثَوْبِهِ عِنْدَ صَدْرِهِ. وكلُّ مَنْ جَمَعَ ثَوْبَهُ مُتَحَزِّماً، فَقَدْ تَلَبَّبَ بِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وتَمِيمَةٍ مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، ... فِي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلَّذِي لَبِسَ السلاحَ وتَشَمَّر لِلْقِتَالِ: مُتَلَبِّبٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ المُتَنَخِّل: واسْتَلأَموا وتَلَبَّبوا، ... إِنَّ التَّلَبُّبَ للمُغِير وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا خَاصَمَ أَباه عِنْدَهُ، فأَمَرَ بِهِ فلُبَّ لَهُ. يُقَالُ: لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُه إِذا جعلتَ فِي عُنقه ثَوْبًا أَو غَيْرَهُ، وجَرَرْتَه بِهِ. والتَّلْبيبُ: مَجْمَعُ مَا فِي مَوْضِعِ اللَّبَب مِنْ ثِيَابِ الرَّجُلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر بإِخراج الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَامَ أَبو أَيُّوبَ إِلى رَافِعِ بْنِ وَدِيعةَ، فلَبَّبَه بِرِدَائِهِ، ثُمَّ نَتَره نَتْراً شَدِيدًا. واللَّبيبةُ: ثوبٌ كالبَقِيرة. والتَّلْبيبُ: التَّرَدُّد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حُكِيَ، وَلَا أَدرِي مَا هُوَ. اللَّيْثُ: والصَّريخ إِذا أَنذر القومَ واسْتَصْرَخَ: لَبَّبَ، وَذَلِكَ أَن يَجْعل كِنانَته وقَوْسَه فِي عُنقه، ثُمَّ يَقْبِضَ عَلَى تَلْبيبِ نَفْسِه؛ وأَنشد: إِنا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا وَيُقَالُ: تَلْبيبُه تَرَدُّدُه. ودارُه تُلِبُّ دَارِيَ أَي تَمتَدُّ مَعَهَا. وأَلَبَّ لَكَ الشيءُ: عَرَضَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وإِنْ قَراً أَو مَنْكِبٌ أَلَبَّا واللَّبْلَبةُ: لَحْسُ الشَّاةِ ولدَها، وقيل: هو أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها، وَيَكُونُ مِنْهَا صوتٌ، كأَنها تَقول: لَبْ لَبْ. واللَّبْلَبة: الرِّقَّة عَلَى الْوَلَدِ، وَمِنْهُ: لَبْلَبَتِ الشاةُ عَلَى وَلَدِهَا إِذا لَحِسَتْه، وأَشْبَلَتْ عَلَيْهِ حِينَ تضَعُه. واللَّبْلَبة: فِعْلُ الشاةِ بِوَلَدِهَا إِذا لَحِسَتْه بِشَفَتِهَا. التَّهْذِيبُ، أَبو عَمْرٍو: اللَّبْلَبَةُ التَّفَرُّق؛ وَقَالَ مُخَارِقُ بنُ شِهَابٍ فِي صِفَةِ تَيْسِ غَنَمِه: وراحَتْ أُصَيْلاناً، كأَنَّ ضُروعَها ... دِلاءٌ، وَفِيهَا واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ أَراد باللَّبْلَب: شَفَقَتَه عَلَى المِعْزى الَّتِي أُرْسِلَ فِيهَا، فَهُوَ ذُو لَبْلَبةٍ عَلَيْهَا أَي ذُو شَفَقةٍ. ولَبالِبُ الغَنم: جَلَبَتُها وصَوتها. واللَّبْلَبَة: عَطْفُك عَلَى الإِنسان ومَعُونتُه. واللَّبْلَبة: الشَّفَقة عَلَى الإِنسان، وَقَدْ لَبْلَبْتُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومِنَّا، إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ، ... علَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ وحُكيَ عَنْ يُونُسَ أَنه قَالَ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ تَعْطِفُ عَلَيْهِ: لَبابِ، لَبابِ، بِالْكَسْرِ، مِثْلَ حَذامِ وقَطامِ. واللَّبْلَبُ: النَّحْرُ. ولَبْلَبَ التَّيْسُ عِنْدَ السِّفادِ: نَبَّ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِلظَّبْيِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هُوَ يَرى التُّيوسَ تَلِبُّ، أَو

تَنِبُّ عَلَى الغَنم ؛ قَالَ: هُوَ حِكَايَةُ صوتِ التُّيوس عِنْدَ السِّفادِ؛ لَبَّ يَلِبُّ، كَفَرَّ يَفِرُّ. واللَّبابُ مِنَ النَّبات: الشيءُ الْقَلِيلُ غَيْرُ الْوَاسِعِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. واللَّبْلابُ: حَشيشة. واللَّبْلابُ: نَبْتٌ يَلْتَوي عَلَى الشَّجَرِ. واللَّبْلابُ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ يُتَداوَى بِهَا. ولُبابةُ: اسْمُ امرأَة. ولَبَّى ولُبَّى ولِبَّى: موضعٌ؛ قَالَ: أَسيرُ وَمَا أَدْرِي، لَعَلَّ مَنِيَّتي ... بلَبَّى، إِلى أَعْراقِها، قد تَدَلَّتِ لتب: اللَّاتِبُ: الثابتُ، تَقُولُ مِنْهُ: لَتَبَ يَلْتُبُ لَتْباً ولُتوباً، وأَنشد أَبو الجَرَّاح: فإِن يَكُ هَذَا مِنْ نَبيذٍ شَرِبْتُه، ... فإِنيَ، مِنْ شُرْبِ النَّبيذِ، لَتائِبُ صُداعٌ وتَوصِيمُ العِظامِ وفَتْرَةٌ ... وغَمٌّ مَعَ الإِشْراقِ، فِي الجوفِ، لاتِبُ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ طِينٍ لازِبٍ، قَالَ: اللَّازبُ واللاتِبُ واحدٌ. قَالَ: وَقَيْسٌ تَقُولُ طينٌ لاتِبٌ، واللاتِبُ اللازِقُ مثلُ اللازبِ. وَهَذَا الشيءُ ضَرْبةُ لاتِبٍ، كضَرْبةِ لازِبِ. وَيُقَالُ: لَتَبَ عَلَيْهِ ثِيابَه ورتَبَها إِذا شَدَّها عَلَيْهِ. ولَتَّبَ عَلَى الْفَرَسِ جُلَّه إِذا شَدَّه عَلَيْهِ، وَقَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرة: «2» فَلَهُ ضَريبُ الشَّوْلِ إِلا سُؤْرَهُ ... والجُلُّ، فَهُوَ مُلَتَّبٌ لَا يُخْلَعُ يَعْنِي فَرَسَهُ. والمِلْتَبُ: اللازِم لِبَيْتِهِ فِراراً مِنَ الفِتَن. وأَلْتَبَ عَلَيْهِ الأَمرَ إِلْتباباً أَي أَوجَبه، فَهُوَ مُلْتَبٌ [مُلْتِبٌ]. ولَتَبَ فِي سَبَلة الناقةِ ومَنْحَرِها يَلْتُبُ لَتْباً: طَعَنَها ونَحَرها، مِثْلُ لَتَمْتُ. ولَتَبَ عَلَيْهِ ثَوْبَهُ، والتَتَبَ: لَبِسه، كأَنه لَا يُريد أَن يَخْلَعه. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّتْبُ اللُّبْسُ، والمَلاتِبُ: الجِبابُ الخُلْقانُ. لجب: اللَّجَبُ: الصَّوْتُ والصِّياحُ والجَلَبة، تَقُولُ: لَجِبَ، بِالْكَسْرِ. واللَّجَبُ: ارتفاعُ الأَصواتِ واخْتِلاطُها؛ قَالَ زُهَيْرٌ: عزيزٌ إِذا حَلَّ الحَليفانِ حَولَهُ، ... بذِي لَجَبٍ لَجَّاتُه وصَواهِلُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَثُرَ عِنْدَهُ اللَّجَبُ ، هُوَ، بِالتَّحْرِيكِ، الصوتُ والغَلَبة مَعَ اخْتلاطٍ، وكأَنه مَقْلُوبُ الجَلَبة. واللَّجَبُ: صوتُ العَسْكر. وعَسْكَرٌ لَجِبٌ: عَرَمْرَمٌ وَذُو لَجَبٍ وكثرةٍ. ورَعْدٌ لَجِبٌ، وسحابٌ لَجِبٌ، بالرَّعْد، وغَيْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْد، وكلُّه عَلَى النَّسَب. واللَّجَبُ: اضْطرابُ مَوْجِ الْبَحْرِ. وَبَحْرٌ ذُو لَجَبٍ إِذا سُمِع اضْطرابُ أَمواجه، ولَجَبُ الأَمْواج، كَذَلِكَ. وشاةٌ لَجْبَة «3» ولُجْبة ولِجْبة ولَجَبَة ولَجِبةٌ ولِجَبَةٌ، الأَخيرتان عَنْ ثَعْلَبٍ: مُوَلِّيَةُ اللَّبنِ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ المِعْزَى. الأَصمعي: إِذا أَتى عَلَى الشَّاءِ بَعْدَ نِتاجها أَربعةُ أَشهر فجَفَّ لبنُها وقَلَّ، فَهِيَ لِجابٌ؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: لَجُبَت لُجُوبةً. وشِياهٌ لَجَباتٌ، وَيَجُوزُ لَجَّبَتْ. ابْنُ السِّكِّيتِ: اللَّجَبةُ

_ (2). 1 قوله" وقال مالك إلخ" الذي في التكملة وقال متمم بن نويرة فله إلخ. وقال شدد للمبالغة ويروى مربب. (3). قوله [وشاة لجبة] أي بتثليث أوله، وكقصبة وفرحة وعنبة كما في القاموس وغيره.

النَّعْجَةُ الَّتِي قَلَّ لبَنُها؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْعَنْزِ لَجْبَةٌ؛ وَجَمْعُ لَجَبةٍ لَجَباتٌ، عَلَى الْقِيَاسِ؛ وَجَمْعُ لَجْبةٍ لَجَباتٌ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ شَاذٌّ، لأَن حَقَّهُ التَّسْكِينُ، إِلَّا أَنه كَانَ الأَصل عِنْدَهُمْ أَنه اسْمٌ وُصِفَ بِهِ، كَمَا قَالُوا: امرأَة كَلْبة، فَجَمَعَ عَلَى الأَصل، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَجْبَة ولَجباتٌ نَادِرٌ، لأَن الْقِيَاسَ الْمُطَّرِدَ فِي جَمْعِ فَعْلة، إِذا كَانَتْ صِفَةً، تَسْكِينُ الْعَيْنِ، وَالتَّكْسِيرُ لِجابٌ؛ قَالَ مُهَلْهِلُ بْنُ رَبِيعَةَ: عَجِبَتْ أَبناؤُنا مِنْ فِعْلِنا، ... إِذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالمِعْزى اللِّجابْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا شِياهٌ لَجَباتٌ، فحرَّكوا الأَوسَطَ لأَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: شاةٌ لَجَبة، فإِنما جاؤُوا بِالْجَمْعِ عَلَى هَذَا؛ وَقَوْلُ عَمْرٍو ذِي الْكَلْبِ: فاجْتالَ مِنْهَا لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ، ... حاشِكةَ الدِّرَّةِ، وَرْهاءَ الرَّخَمْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ هَذِهِ الشاةُ لَجْبةً فِي وَقْتٍ، ثُمَّ تَكُونُ حاشِكةَ الدِّرَّة فِي وَقْتٍ آخَرَ؛ وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ اللَّجْبةُ مِنَ الأَضْداد، فَتَكُونُ هُنَا الغزيرةَ، وَقَدْ لَجُبَتْ لُجُوبَةً، بِالضَّمِّ، ولَجَّبَتْ تَلْجِيباً. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ، فقلتُ: ففِيمَ حَقُّكَ؟ قَالَ: فِي الثَّنِيَّة والجَذَعة. اللَّجْبة، بِفَتْحِ اللَّامِ وَسُكُونِ الْجِيمِ: الَّتِي أَتى عَلَيْهَا مِنْ الْغَنَمِ بَعْدَ نِتاجِها أَربعةُ أَشهر فخَفَّ لبَنُها؛ وَقِيلَ: هِيَ مِنَ العَنز خَاصَّةً؛ وَقِيلَ: فِي الضأْن خَاصَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: يَنْفَتِحُ لِلنَّاسِ مَعدِنٌ، فيَبْدو لَهُمْ أَمثالُ اللَّجَبِ مِنَ الذَّهَبِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الحَربيُّ: أَظُنُّه وهَماً، إِنما أَراد اللَّجَنَ، لأَنَّ اللُّجَيْنَ الفِضة؛ قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بشيءٍ، لأَنه لَا يُقَالُ أَمثالُ الْفِضَّةِ مِنَ الذَّهَبِ. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: لَعَلَّهُ أَمثالُ النُّجُب، جَمْعُ النَّجيب مِنَ الإِبل، فَصَحَّفَ الرَّاوِي. قَالَ: والأَولى أَن يَكُونَ غيرَ مَوْهُومٍ، وَلَا مُصَحَّفٍ، وَيَكُونُ اللَّجَبُ جَمْعَ لَجَبةٍ، وَهِيَ الشاةُ الْحَامِلُ الَّتِي قَلَّ لبنُها، أَو تَكُونُ، بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِ الْجِيمِ، جَمْعُ لَجْبة كقَصْعةٍ وقِصَعٍ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: ابْتَعْتُ مِنْ هَذَا شَاةً فَلَمْ أَجدْ لَهَا لَبَنًا؛ فَقَالَ لَهُ شُرَيْح: لَعَلَّهَا لَجَّبَتْ أَي صَارَتْ لَجْبة. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: والحَجَرِ فلَجَبه ثلاثَ لَجَباتٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير، قَالَ أَبو مُوسَى: كَذَا فِي مُسْنَد أَحمد بْنِ حَنْبَلٍ؛ قَالَ: وَلَا أَعرف وَجْهَهُ، إِلَّا أَن يَكُونَ بالحاءِ والتاءِ مِنَ اللَّحْتِ، وَهُوَ الضَّرْبُ، ولَحَتَه بِالْعَصَا أَي ضَرَبه. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّال: فأَخذَ بلَجَبَتَيِ البابِ فَقَالَ: مَهْيَمْ ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا رُوِيَ، وَالصَّوَابُ بالفاءِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ لَجَفَ: وَيُرْوَى بالباءِ، وَهُوَ وَهَمٌ. وسَهْمٌ ملْجابٌ: رِيشَ وَلَمْ يُنْصَلْ بَعْدُ؛ قَالَ: مَاذَا تقولُ لأَشياخٍ أُولي جُرُمٍ ... سُودِ الوُجوهِ، كأَمثالِ المَلاجيبِ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومِنْجابٌ أَكثر، قَالَ: وأُرى اللامَ بَدَلًا من النون. لحب: اللَّحْبُ: قَطْعُكَ اللَّحْمَ طُولًا. والمُلَحَّبُ: المُقَطَّعُ. ولَحَبَه ولَحَّبه: ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، أَو جَرَحَه، عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ أَبو خِراشٍ: تُطِيفُ عَلَيْهِ الطيْرُ، وَهُوَ مُلَحَّبٌ، ... خِلافَ البُيوتِ عِنْدَ مُحْتَمِل الصِّرْمِ الأَصمعي: المُلَحَّبُ نَحْوٌ مَنِ المُخَذَّمِ. ولَحَبَ مَتْنُ الْفَرَسِ وعَجُزُه: امْلاسَّ فِي حُدُورٍ، ومَتْنٌ

مَلْحُوبٌ، قَالَ الشَّاعِرُ: فالعَيْنُ قادِحةٌ، والرِّجْلُ ضارِحةٌ، ... والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ، والمَتْنُ مَلْحوبُ ورَجُل مَلْحوبٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ، كأَنه لُحِبَ، قَالَ أَبو ذؤَيب: أَدْرَكَ أَرْبابَ النَّعَمْ، ... بكلِّ مَلْحوبٍ أَشَمْ واللَّحِيبُ مِنَ الإِبل: الْقَلِيلَةُ لَحْمِ الظَّهْرِ. ولَحَبَ الجَزَّارُ مَا عَلَى ظَهْر الجَزُور: أَخَذَه. ولَحَبَ اللَّحمَ عَنِ الْعَظْمِ يَلْحَبُه لَحْباً: قَشَره، وَقِيلَ: كُلُّ شيءٍ قُشِرَ فَقَدْ لُحِبَ. واللَّحْبُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، واللاحِبُ مِثْلُهُ، وَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَلْحوب، تَقُولُ مِنْهُ: لَحَبَه يَلْحَبُه لَحْباً إِذا وَطِئَه ومَرَّ فِيهِ، وَيُقَالُ أَيضاً: لَحَبَ إِذا مَرَّ مَرّاً مُسْتقيماً. ولَحَبَ الطريقُ يَلْحُبُ لُحوباً: وَضَحَ كأَنه قَشَر الأَرضَ. ولَحَبَه يَلْحَبُه لَحْباً: بيَّنه، وَمِنْهُ قَوْلُ أُم سَلَمة لِعُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَا تُعَفِّ طَريقاً كَانَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَحَبَها أَي أَوْضَحها ونَهَجَها. وَطَرِيقٌ مُلَحَّبٌ: كلاحِب، أَنشد ثَعْلَبٌ: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ، ... باتَتْ عَلَى مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ اللَّيْثُ: طريقٌ لاحِبٌ، ولَحْبٌ، ومَلْحوب إِذا كَانَ وَاضِحًا، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: التَحَبَ فُلَانٌ مَحَجَّةَ الطَّرِيقِ، ولَحَبها والْتَحَبَها إِذا رَكِبَها، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: فانْصاعَ جانِبُه الوَحْشيُّ، وانْكَدَرَتْ ... يَلْحَبْنَ، لَا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ أَي يَرْكَبْنَ اللاحِبَ، وَبِهِ سُمِّي الطريقُ المُوَطَّأُ لاحِباً، لأَنه كأَنه لُحِبَ أَي قُشِرَ عَنْ وَجْههِ التُّراب، فَهُوَ ذُو لَحْبٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي زِمْل الجُهَنيِّ: رأَيتُ الناسَ عَلَى طَرِيق رَحْب لاحِبٍ. اللاحِبُ: الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ المُنْقادُ الَّذِي لَا يَنْقَطِع. ولَحَّبَ الشيءَ: أَثَّرَ فِيهِ، قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ يَصِفُ سَيْلًا: لَهُمْ عِدْوَةٌ كالقِضافِ الأَتيِّ، ... مُدَّ بِهِ الكَدِرُ اللاحِبُ ولَحَّبَه: كَلَحَبَه. ولَحَبه بالسِّياط: ضَرَبه، فأَثَّرَتْ فِيهِ. ولَحَبَ بِهِ الأَرض أَي صَرَعه. ومَرَّ يَلْحَبُ لَحْباً أَي يُسْرِع. ولَحَبَ يَلْحَبُ لَحْباً: نَكَحَ. التَّهْذِيبُ: المِلْحَبُ اللِّسان الفَصِيح. والمِلْحَبُ: الحَديدُ الْقَاطِعُ، وَفِي الصِّحَاحِ: كُلُّ شيءٍ يُقْشَرُ بِهِ ويُقْطَعُ، قَالَ الأَعشى: وأَدْفَعُ عَنْ أَعْراضِكُم، وأُعِيرُكُمْ ... لِساناً، كمِقْراضِ الخَفاجِيِّ، مِلْحَبا وَقَالَ أَبو دُواد: رَفَعْناها ذَمِيلًا فِي ... مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ وَرَجُلٌ مِلْحَبٌ إِذا كَانَ سَبَّاباً بَذيءَ اللِّسان. وَقَدْ لَحِبَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَنْحَلَه الكِبَر، قَالَ الشَّاعِرُ: عَجُوزٌ تُرَجِّي أَن تَكُونَ فَتِيَّةً، ... وَقَدْ لَحِبَ الجَنْبانِ، واحْدَوْدَبَ الظهرُ ومَلْحُوبٌ: مَوْضِعٌ، قَالَ عَبيدٌ:

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِه مَلْحوبُ، ... فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ «4» لخب: لَخَبَ المرأَةَ يَلْخُبُها ويَلْخَبُها لَخْباً: نَكَحَهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ عَنْ يَعْقُوبَ وَغَيْرِهِ: نَخَبها. واللَّخَبُ: شَجَرُ المُقْلِ؛ قَالَ: مِنْ أَفيح ثُنَّة لَخَبٍ عَمِيمِ «5» ابْنُ الأَعرابي: المَلاخِبُ المَلاطِمُ. والمُلَخَّبُ: المُلَطَّم فِي الخُصومات. واللِّخابُ: اللِّطامُ. لذب: لَذَبَ بالمَكان لُذُوباً، ولاذَبَ: أَقامَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُه. لزب: اللَّزَبُ: الضِّيقُ. وعَيْشٌ لَزِبٌ: ضَيِّقٌ. واللِّزْبُ: الطريقُ الضَّيِّقُ. وماءٌ لَزِبٌ: قليلٌ، وَالْجَمْعُ لِزابٌ. واللُّزُوبُ: الْقَحْطُ. واللَّزْبةُ: الشِّدَّةُ، وَجَمْعُهَا لِزَبٌ؛ حَكَاهَا ابْنُ جِنِّي. وسَنَةٌ لَزْبةٌ: شَديدَةٌ، وَيُقَالُ: أَصابَتْهم لَزْبةٌ، يَعْنِي شِدَّةَ السَّنَةِ، وَهِيَ القَحْط. والأَزْمَةُ والأَزْبَةُ واللَّزْبَةُ: كُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالْجَمْعُ اللَّزْباتُ، بِالتَّسْكِينِ، لأَنه صِفَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَحْوَصِ: فِي عامِ أَزْبةٍ أَو لَزْبة ؛ اللَّزْبة: الشدَّةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا الأَمر ضربَةُ لازِبٍ أَي لازمٍ شَدِيدٍ. ولَزَب الشيءُ يَلْزُب، بِالضَّمِّ، لَزْباً ولُزُوباً: دخَل بعضُه فِي بعضٍ. ولَزَبَ الطينُ يَلْزُبُ لُزُوباً، ولَزُبَ: لَصِقَ وصَلُبَ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: ولاطَها بالبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ أَي لَصِقَتْ ولَزِمَتْ. وطِينٌ لازِبٌ أَي لازِقٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مِنْ طِينٍ لازِبٍ . قَالَ الفراءُ: اللَّازِبُ واللَّاتِبُ واللَّاصِقُ واحدٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَيْسَ هَذَا بضَرْبةِ لازِمٍ ولازِبٍ، يُبْدِلُونَ الباءَ مِيمًا، لتَقارُبِ المَخارِج. قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ مَا هَذَا بضَرْبَةِ لازِبٍ أَي مَا هَذَا بلازِمٍ واجِبٍ أَي مَا هَذَا بضرْبةِ سَيْفٍ لازِبٍ، وَهُوَ مَثَلٌ. واللازِبُ: الثابتُ، وَصَارَ الشيءُ ضَرْبةَ لازِبٍ أَي لَازِمًا؛ هَذِهِ اللُّغَةُ الجيِّدة، وَقَدْ قَالُوهَا بِالْمِيمِ، والأَوَّل أَفصح؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَلَا تَحْسَبُونَ الخَيْرَ لَا شَرَّ بَعْدَه، ... وَلَا تَحْسَبُونَ الشَّرَّ ضَرْبةَ لازِبِ ولازِمٌ، لُغَيَّةٌ؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ فأَبدل: فَمَا وَرَقُ الدُّنْيا بباقٍ لأَهْلِهِ، ... وَلَا شِدَّةُ البَلْوَى بضَرْبةِ لازِم وَرَجُلٌ عَزَبٌ لَزَبٌ، وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج مثلَه. وامرأَةٌ عَزَبةٌ لَزَبةٌ إِتْباعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والمِلْزابُ البَخِيلُ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لَا يَفْرَحُون، إِذا مَا نَضْخَةٌ وَقَعَتْ، ... وهُمْ كِرامٌ، إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ ولَزَبَتْه العَقْرَبُ لَزْباً: لَسَعَتْه كلَسَبَتْه؛ عَنْ كُرَاعٍ. لسب: لَسَبَتْه الحَيَّة والعَقْربُ والزُّنْبورُ، بِالْفَتْحِ، تَلْسِبُه وتَلْسَبُه لَسْباً: لَدَغَتْه، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي العقرب.

_ (4). 1 قَوْلِهِ" أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ إلخ" هكذا أنشده هنا وفي مادة قطب كالمحكم، وقال فيها: قال عَبِيدٍ فِي الشِّعْرِ الَّذِي كسر بعضه. وكذا أنشده ياقوت في موضعين من معجمه كذلك. (5). قوله [من أفيح ثنة إلخ] كذا بالأَصل ولم نجده في الأَصول التي بأيدينا.

وَفِي صِفَةِ حَيَّاتِ جَهَنَّمَ: أَنْشَأْنَ بِهِ لَسْباً. اللَّسْبُ واللَّسْعُ واللَّدْغُ: بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُستعمل فِي غَيْرِ ذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِتْنا عُذُوباً، وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا، ... نَشْوي القَراحَ كأَنْ لَا حَيَّ بِالْوَادِي يَعْنِي بالبَقِّ: البَعُوضَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْسِيرَ نَشْوي القَراحَ فِي مَوْضِعِهِ. ولَسِبَ بالشيءِ: مثلُ لَصِبَ بِهِ أَي لَزِقَ. ولَسَبَه أَسواطاً أَي ضَرَبه؛ ولَسِبَ العسلَ والسمْنَ وَنَحْوَهُ، بِالْكَسْرِ، يَلْسَبُه لَسْباً: لَعِقَه. واللُّسْبة، منه، كاللُّعْقة «1». لصب: لَصِبَ الجِلْدُ بِاللَّحْمِ يَلْصَبُ لَصَباً، فَهُوَ لَصِبٌ: لَزِقَ بِهِ مِنَ الهُزال. ولَصِبَ جِلْدُ فُلانٍ: لَصِقَ بِاللَّحْمِ مِنَ الهُزال. ولَصِبَ السيفُ فِي الغِمْد لَصَباً: نَشِبَ فِيهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ. وَهُوَ سَيْفٌ مِلْصابٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. ولَصِبَ الخاتمُ فِي الإِصْبع؛ وَهُوَ ضدُّ قَلِقَ. وَرَجُلٌ لَصِبٌ: عَسِرُ الأَخلاق، بَخِيل. وَفُلَانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ: لَا يَكَادُ يُعْطي شَيْئًا. واللِّصْبُ: مَضِيق الْوَادِي، وَجَمْعُهُ لُصُوبٌ ولِصابٌ. واللِّصْبُ: شَقٌّ فِي الْجَبَلِ، أَضْيَقُ مِنَ اللِّهْبِ، وأَوسَعُ مِنَ الشِّعْبِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والْتَصَبَ الشيءُ: ضَاقَ؛ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو دُوَادَ: عَنْ أَبْهَرَيْنِ، وَعَنْ قَلْبٍ يُوَفِّرُه ... مَسْحُ الأَكُفِّ بفَجٍّ غَيْرِ مُلْتَصِبِ وَطَرِيقٌ مُلْتَصِبٌ: ضَيِّقٌ. واللَّواصِب، فِي شِعْرِ كُثَيِّر «2»: الآبارُ الضَّيِّقةُ، البعيدةُ القَعْر. الأَصمعي: اللِّصْبُ، بِالْكَسْرِ، الشِّعْبُ الصَّغِيرُ فِي الجَبَل، وكلُّ مَضِيقٍ فِي الْجَبَلِ، فَهُوَ لِصْبٌ، وَالْجَمْعُ لِصابٌ ولُصوبٌ. واللَّصِبُ: ضَرْبٌ مِنَ السُّلْت، عَسِر الاستِنْقاءِ، يَنْداسُ مَا يَنْداسُ، ويَحْتاجُ الْبَاقِي إِلى المناحيز. لعب: اللَّعِبُ واللَّعْبُ: ضدُّ الجِدِّ، لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِباً ولَعْباً، ولَعَّبَ، وتَلاعَبَ، وتَلَعَّبَ مَرَّة بَعْدَ أُخرى؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: تَلَعَّبَ باعِثٌ بذِمَّةِ خالدٍ، ... وأَوْدى عِصامٌ فِي الخُطوبِ الأَوائل وَفِي حَدِيثِ تَميم والجَسَّاسَة: صادَفْنا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَم، فلَعِبَ بِنَا المَوْجُ شَهْرًا ؛ سَمَّى اضْطِرَابَ المَوْج لَعِباً، لَمَّا لَمْ يَسِرْ بِهِمْ إِلى الوجْه الَّذِي أَرادوه. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَا يُجْدي عَلَيْهِ نَفْعاً: إِنما أَنتَ لاعِبٌ. وَفِي حَدِيثِ الاستنجاءِ: إِن الشيطانَ يَلْعَبُ بمقاعِدِ بَنِي آدَمَ أَي أَنَّهُ يحضُر أَمكنة الاستنجاءِ ويَرْصُدُها بالأَذَى وَالْفَسَادِ، لأَنها مَوَاضِعُ يُهْجَرُ فِيهَا ذِكْرُ اللَّهِ، وتُكْشَف فِيهَا العوراتُ، فأُمرَ بسَتْرها وَالِامْتِنَاعِ مِنَ التَعَرُّض لبَصَر النَّاظِرِينَ ومَهابِّ الرِّيَاحِ ورَشاش الْبَوْلِ، وكلُّ ذَلِكَ مِنْ لَعِبِ الشَّيْطَانِ. والتَّلْعابُ: اللَّعِبُ، صيغةٌ تدلُّ على تكثير

_ (1). زاد في التكملة: ما ترك فلان كسوباً ولا لسوباً أي شيئاً. وقد ذكره في كسب بالكاف أيضاً وضبطه في الموضعين بوزن تنور. إذا علمت هذا فما وقع في القاموس باللام فيهما تحريف وكذلك تحرف على الشارح. (2). قوله [واللواصب في شعر إلخ] هو أحد قولين الثَّانِي مَا قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو أنه أراد بها إبلًا قد لصبت جلودها أي لصقت من العطش، والبيت: لواصب قد أصبحت وانطوت ... وقد أطول الحيّ عنها لباثا انتهى تكملة وضبط لباثا كسحاب.

الْمَصْدَرِ، كفَعَّل فِي الفِعْل عَلَى غَالِبِ الأَمر. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ مَا تُكَثِّر فِيهِ المصدرَ مِنْ فَعَلْتُ، فتُلْحِقُ الزَّوَائِدَ، وتَبْنيه بِنَاءً آخَر، كَمَا أَنك قلتَ فِي فَعَلْتُ: فَعَّلْتُ، حِينَ كَثَّرْتَ الفعلَ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جاءَت عَلَى التَّفْعال كالتَّلْعاب وَغَيْرِهِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ شيءٌ مِنَ ذَلِكَ مَصْدَرُ فَعَلْتُ، وَلَكِنْ لَمَّا أَردت التَّكْثِيرَ، بَنَيْتَ الْمَصْدَرَ عَلَى هَذَا، كَمَا بَنَيْتَ فَعَلْتُ عَلَى فَعَّلْتُ. وَرَجُلٌ لاعِبٌ ولَعِبٌ ولِعِبٌ، عَلَى مَا يَطَّرِد فِي هَذَا النَّحْوِ، وتِلْعابٌ وتِلْعابة، وتِلِعَّابٌ وتِلِعَّابة، وَهُوَ مِنَ المُثُل الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما تِلِعَّابة، فإِن سِيبَوَيْهِ، وإِن لَمْ يَذْكُرْهُ فِي الصفاتِ، فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الْمَصَادِرِ، نَحْوَ تَحَمَّلَ تِحِمَّالًا، وَلَوْ أَرَدْتَ المرَّةَ الواحدةَ مِنْ هَذَا لوَجَبَ أَن تَكُونَ تِحِمَّالةً، فإِذا ذَكَر تِفِعَّالًا فكأَنه قَدْ ذَكَّرَهُ بالهاءِ، وَذَلِكَ لأَن الهاءَ فِي تَقْدِيرِ الِانْفِصَالِ عَلَى غَالِبِ الأَمر، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي تِلِقَّامةٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَن يَدَّعيَ أَن تِلِعَّابة وتِلِقَّامةً فِي الأَصل المرَّة الْوَاحِدَةُ، ثُمَّ وُصِفَ بِهِ كَمَا قَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْمَصْدَرِ، نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً؛ أَي غائِراً، وَنَحْوِ قَوْلِهِ: فإِنما هِيَ إِقْبالٌ وإِدْبارُ؛ مِنْ قِبَلِ أَنَّ مَنْ وَصَفَ بِالْمَصْدَرِ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ زَوْرٌ وصَوْمٌ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فإِنما صَارَ ذَلِكَ لَهُ، لأَنه أَراد الْمُبَالَغَةَ، وَيَجْعَلُهُ هُوَ نَفْسَ الحدَث، لِكَثْرَةِ ذَلِكَ مِنْهُ، والمرَّة الْوَاحِدَةُ هِيَ أَقل الْقَلِيلِ مِنْ ذَلِكَ الْفِعْلِ، فَلَا يَجُوزُ أَن يُرِيدَ مَعْنَى غايةِ الكَثْرة، فيأْتي لِذَلِكَ بلفظِ غايةِ القِلَّةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُجِيزوا: زَيْدٌ إِقْبالةٌ وإِدبارة، عَلَى زيدٌ إِقْبالٌ وإِدْبارٌ، فَعَلَى هَذَا لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُمْ: رَجُلٌ تِلِعَّابة وتِلِقَّامة، عَلَى حَدِّ قَوْلِكَ: هَذَا رجلٌ صَومٌ، لَكِنَّ الهاءَ فِيهِ كالهاءِ فِي عَلَّامة ونَسَّابة لِلْمُبَالَغَةِ؛ وقولُ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ: تَجَنَّبْتُها، إِني امْرُؤٌ فِي شَبِيبَتي ... وتِلْعابَتي، عَنْ رِيبةِ الجارِ، أَجْنَبُ فإِنه وَضَعَ الاسمَ الَّذِي جَرى صِفَةً مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ، وَكَذَلِكَ أُلْعُبانٌ، مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَقَالَ الأَزهري: رَجُلٌ تِلْعابة إِذا كَانَ يَتَلَعَّبُ، وَكَانَ كثيرَ اللَّعِبِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: زَعَمَ ابنُ النَّابِغَةَ أَني تِلْعابةٌ ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّ عَليّاً كَانَ تِلْعابةً أَي كثيرَ المَزْحِ والمُداعَبة، والتاءُ زَائِدَةٌ. وَرَجُلٌ لُعَبةٌ: كَثِيرُ اللَّعِب. ولاعَبه مُلاعبةً ولِعاباً: لَعِبَ مَعَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ جَابِرٍ: مَا لكَ وللعَذارى ولِعابَها؟ اللِّعابُ، بِالْكَسْرِ: مثلُ اللَّعِبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَأْخُذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخيه لاعِباً جَادًّا ؛ أَي يأْخذه وَلَا يُرِيدُ سَرِقَتَهُ وَلَكِنْ يُرِيدُ إِدخال الْهَمِّ وَالْغَيْظِ عَلَيْهِ، فَهُوَ لاعبٌ فِي السَّرِقَةِ، جادٌّ فِي الأَذِيَّة. وأَلْعَبَ المرأَةَ: جَعَلَها تَلْعَبُ. وأَلْعَبها: جاءَها بِمَا تَلْعَبُ بِهِ؛ وقولُ عَبِيد بْنِ الأَبْرَص: قَدْ بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وتُلْعِبُني، ... ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَهِيَ منِّي عَلَى بالِ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا. وجاريةٌ لَعُوبٌ: حَسَنةُ الدَّلِّ، والجمعُ لَعائبُ. قَالَ الأَزهري: ولَعُوبُ اسمُ امرأَة، سُمِّيَتْ لَعُوبَ لِكَثْرَةِ لَعِبها، وَيَجُوزُ أَن تُسَمَّى لَعُوبَ، لأَنه يُلْعَبُ بِهَا. والمِلْعَبَة: ثوبٌ لَا كُمَّ لَهُ «3»، يَلْعَبُ فِيهِ الصبيُّ.

_ (3). قوله [والملعبة ثوب إلخ] كذا ضبط بالأَصل والمحكم، بكسر الميم، وضبطها المجد كمحسنة، وقال شارحه وفي نسخة بالكسر.

واللَّعَّابُ: الَّذِي حِرْفَتُه اللَّعِبُ. والأُلْعوبةُ: اللَّعِبُ. وَبَيْنَهُمْ أُلْعُوبة، مِن اللَّعِبِ. واللُّعْبةُ: الأَحْمَق الَّذِي يُسْخَرُ بِهِ، ويُلْعَبُ، ويَطَّرِدُ عَلَيْهِ بابٌ. واللُّعْبةُ: نَوْبةُ اللَّعِبِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَعِبْتُ لَعْبةً وَاحِدَةً؛ واللِّعْبةُ، بِالْكَسْرِ: نَوْعٌ مِنَ اللَّعِبِ. تَقُولُ: رَجُلٌ حَسَنُ اللِّعْبة، بِالْكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: حسَنُ الجِلْسة. واللُّعْبةُ: جِرْم مَا يُلْعَبُ بِهِ كالشِّطْرَنْج وَنَحْوِهِ. واللُّعْبةُ: التِّمْثالُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا رأَيت لكَ لُعْبةً أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. ابْنُ السكيت تقول: لِمن اللُّعْبةُ؟ فَتَضُمُّ أَوَّلَها، لأَنها اسمٌ. والشِّطْرَنْجُ لُعْبةٌ، والنَّرْدُ لُعْبة، وكلُّ مَلْعوب بِهِ، فَهُوَ لُعْبة، لأَنه اسْمٌ. وَتَقُولُ: اقْعُدْ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ هَذِهِ اللُّعْبةِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مِنْ هَذِهِ اللَّعْبةِ، بِالْفَتْحِ، أَجودُ لأَنه أَراد الْمَرَّةَ الواحدةَ مِنَ اللَّعِب. ولَعِبَت الريحُ بِالْمَنْزِلِ: دَرَسَتْه. ومَلاعِبُ الرِّيحِ: مَدارِجُها. وتركتُه فِي مَلاعِب الْجِنِّ أَي حَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ. ومُلاعِبُ ظِلِّه: طائرٌ بِالْبَادِيَةِ، وَرُبَّمَا قِيلَ خاطِفُ ظِلِّه؛ يُثَنَّى فِيهِ المضافُ والمضافُ إِليه، ويُجْمَعانِ؛ يُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ: ملاعِبا ظِلِّهِما، وَلِلثَّلَاثَةِ: مُلاعِباتُ أَظْلالِهِنّ، وَتَقُولُ: رأَيتُ مُلاعِباتِ أَظْلالٍ لهُنَّ، وَلَا تَقُلْ أَظْلالِهنّ، لأَنه يَصِيرُ مَعْرِفَةً. وأَبو بَرَاء: هُوَ مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عامِرُ بْنِ مَالِكِ بْنِ جعفرِ بْنِ كِلابٍ، سُمي بِذَلِكَ يَوْمَ السُّوبان، وَجَعَلَهُ لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لِحَاجَتِهِ إِلى الْقَافِيَةِ؛ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ حَيّاً مُدْرِكَ الفَلاحِ، ... أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ واللَّعَّابُ: فرسٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ، مَعْرُوفٍ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وطابَ عَنِ اللَّعَّابِ نَفْساً ورَبَّةً، ... وغادَرَ قَيْساً فِي المَكَرِّ وعَفْزَرا ومَلاعِبُ الصبيانِ وَالْجَوَارِي فِي الدَّارِ مِنْ دِياراتِ الْعَرَبِ: حَيْثُ يَلْعَبُونَ، الواحدُ مَلْعَبٌ. واللُّعَابُ: مَا سَالَ مِنَ الْفَمِ. لَعَبَ يَلْعَبُ، ولَعِبَ، وأَلْعَبَ: سالَ لُعابُه، والأُولى أَعلى. وخَصَّ الجوهريُّ بِهِ الصبيَّ، فَقَالَ: لَعَبَ الصبيُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَعَبْتُ عَلَى أَكْتافِهِمْ وحُجورِهِمْ ... وَلِيداً، وسَمَّوْني لَبِيداً وعاصِمَا وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: لَعِبْتُ عَلَى أَكتافهم وَصُدُورِهِمْ، وَهُوَ أَحسنُ. وثَغْرٌ مَلْعُوبٌ أَي ذُو لُعَاب. وَقِيلَ لَعَبَ الرجلُ: سالَ لُعابُه، وأَلْعَبَ: صارَ لَهُ لُعابٌ يَسِيلُ مِنْ فَمِهِ. ولُعَابُ الْحَيَّةِ والجَرادِ: سَمُّهما. ولُعاب النَّحْلِ: مَا يُعَسِّلُه، وَهُوَ العَسَلُ. ولُعَابُ الشَّمْس: شَيْءٌ تَراه كأَنه يَنْحَدِر مِنَ السماءِ إِذا حَمِيَتْ وقامَ قائمُ الظَّهِيرة؛ قَالَ جَرِيرٌ: أُنِخْنَ لتَهْجِيرٍ، وقَدْ وَقَدَ الحَصَى، ... وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوْقَ الْجَمَاجِمِ قَالَ الأَزهري: لُعَابُ الشَّمْسِ هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مُخَاطُ الشَّيْطانِ، وَهُوَ السَّهَام، بِفَتْحِ السِّينِ، وَيُقَالُ لَهُ: رِيقُ الشَّمْسِ، وَهُوَ شِبْهُ الخَيْطِ، تَراه فِي الهَواءِ إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ ورَكَدَ الهَواءُ؛ ومَن قَالَ: إِن لُعَابَ الشَّمْسِ السَّرَابُ، فَقَدْ أَبطلَ؛ إِنما السَّرَابُ الَّذِي يُرَى كأَنه ماءٌ جارٍ نِصْفَ النَّهَارِ، وإِنما يَعْرِفُ هَذِهِ الأَشْياءَ مَن لَزِمَ الصَّحارِي

والفَلَوات، وَسَارَ فِي الهَواجر فِيهَا. وقِيل: لُعابُ الشَّمْسِ مَا تَرَاهُ فِي شِدَّة الْحَرِّ مِثْلَ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ؛ وَيُقَالُ: هُوَ السَّرابُ. والاسْتِلْعابُ فِي النَّخْلِ: أَن يَنْبُتَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ البُسْر، بعد الصِّرام. قال أَبو سعيد: اسْتَلْعَبَتِ النخلةُ إِذا أَطْلَعَتْ طَلْعاً، وَفِيهَا بقيةٌ مِنْ حَمْلها الأَوَّل؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ نَخْلَةً: أَلْحَقَتْ مَا اسْتَلْعَبَتْ بِالَّذِي ... قَدْ أَنى، إِذْ حانَ وقتُ الصِّرام واللَّعْباءُ: سَبِخةٌ مَعْرُوفَةٌ بِنَاحِيَةِ الْبَحْرَيْنِ، بحِذاءِ القَطِيفِ، وسِيفِ البحرِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اللَّعْباءُ مَوْضِعٌ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ قَصْراً، ... وأَعْجَلْنا إِلاهةَ أَنْ تَؤُوبا وَيُرْوَى: الإِلهةَ، وَقَالَ إِلاهةُ اسم للشمس. لغب: اللُّغُوبُ: التَّعَبُ والإِعْياءُ. لَغَبَ يَلْغُبُ، بِالضَّمِّ، لُغُوباً ولَغْباً ولَغِبَ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ: أَعْيا أَشدَّ الإِعْياءِ. وأَلْغَبْتُه أَنا أَي أَنْصَبْتُه. وَفِي حَدِيثِ الأَرْنَب: فسَعَى القومُ فلَغِبُوا وأَدْركْتُها أَي تَعِبُوا وأَعْيَوْا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ . وَمِنْهُ قِيلَ: فلانٌ ساغِبٌ لاغِبٌ أَي مُعْيٍ. وَاسْتَعَارَ بعضُ العربِ ذَلِكَ لِلرِّيحِ، فَقَالَ، أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وبَلْدَةٍ مَجْهَلٍ تُمْسِي الرِّياحُ بِهَا ... لَواغِباً، وَهِيَ ناءٍ عَرْضُها، خاوِيَهْ وأَلْغَبَه السيرُ، وتَلَغَّبه: فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ وأَتْعَبَه؛ قَالَ كُثَيِّر عَزَّةَ: تَلَغَّبَها دونَ ابنِ لَيْلى، وشَفَّها ... سُهادُ السُّرى، والسَّبْسَبُ المتماحِلُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: بَلْ سَوْفَ يَكْفِيكَها بازٍ تَلَغَّبها، ... إِذا الْتَقَتْ، بالسُّعُودِ، الشمسُ والقمرُ أَي يَكْفِيكَ المُسْرفين بازٍ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرة. قَالَ: وتَلَغَّبها، تَولَّاها فَقَامَ بِهَا وَلَمْ يَعْجِزْ عَنْهَا. وتَلَغَّبَ سَيْرَ القومِ: سارَ بِهِمْ حَتَّى لَغِبُوا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: وحَيٍّ كِرامٍ، قَدْ تَلَغَّبْتُ سَيْرَهم ... بمَرْبُوعةٍ شَهْلاءَ، قَدْ جُدِلَتْ جَدْلا والتَّلَغُّبُ: طُولُ الطِّرادِ؛ وَقَالَ: تَلَغَّبَني دَهْرِي، فَلَمَّا غَلَبْتُه ... غَزاني بأَولادي، فأَدْرَكَني الدَّهْرُ والمَلاغِبُ: جَمْعُ المَلْغَبة، مِن الإِعْياءِ. ولَغَبَ عَلَى الْقَوْمِ يَلْغَب، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا، لَغْباً: أَفْسَدَ عَلَيْهِمْ. ولَغَبَ القومَ يَلْغَبُهم لَغْباً: حَدَّثَهم حَدِيثًا خَلْفاً؛ وأَنشد: أَبْذُلُ نُصْحِي وأَكُفُّ لَغْبي وَقَالَ الزِّبْرِقانُ: أَلَمْ أَكُ باذِلًا وُدِّي ونَصْرِي، ... وأَصْرِفُ عنكُمُ ذَرَبي ولَغْبي وكلامٌ لَغْبٌ: فاسِدٌ، لَا صائِبٌ وَلَا قاصِدٌ. وَيُقَالُ: كُفَّ عَنَّا لَغْبَك أَي سَيِّئَ كلامِك. ورجلٌ لَغْبٌ، بِالتَّسْكِينِ، ولَغُوبٌ، ووَغْبٌ: ضعيفٌ أَحمَقُ، بيِّنُ اللَّغَابةِ. حَكَى أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ عَنْ أَعرابي مِنْ أَهل الْيَمَنِ: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَته كِتَابِي فاحْتَقَرَها؛ قلتُ: أَتقول جاءَته كِتَابِي؟ فَقَالَ: أَليس هُوَ الصحيفةَ؟ قلتُ: فَمَا اللَّغُوبُ؟ قَالَ: الأَحْمق. وَالِاسْمُ اللَّغابة واللُّغُوبةُ. واللَّغْبُ: الرِّيش الفاسِدُ مِثْلُ البُطْنانِ، مِنْهُ.

وسَهْمٌ لَغْبٌ ولُغابٌ: فاسِدٌ لَمْ يُحْسَنْ عَمَلُه؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ريشُه بُطْنانٌ؛ وَقِيلَ: إِذا الْتَقَى بُطْنانٌ أَو ظُهْرانٌ، فهو لُغابٌ ولَغْبٌ. وَقِيلَ: اللُّغابُ مِنَ الرِّيشِ البَطْنُ، واحدتُه لُغابةٌ، وَهُوَ خلافُ اللُّؤَام. وَقِيلَ: هُوَ ريشُ السَّهْم إِذا لَمْ يَعْتَدِلْ، فإِذا اعْتَدَلَ فَهُوَ لُؤَامٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: فإِنَّ الوائِليَّ أَصابَ قَلْبي ... بسَهْمٍ ريشَ، لَمْ يُكْسَ اللُّغابا وَيُرْوَى: لَمْ يَكُنْ نِكْساً لُغابَا. فإِما أَن يَكُونَ اللُّغابُ مِنْ صِفاتِ السَّهم أَي لَمْ يَكُنْ فَاسِدًا، وإِما أَن يَكُونَ أَراد لَمْ يَكُنْ نِكساً ذَا ريشٍ لُغابٍ؛ وَقَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا: وَمَا وَلَدَتْ أُمِّي مِنَ القومِ عَاجِزًا، ... وَلَا كَانَ رِيشِي مِنْ ذُنابى وَلَا لَغْبِ وَكَانَ لَهُ أَخٌ يُقَالُ لَهُ: ريشُ لَغْبٍ، وَقَدْ حَرَّكه الكُمَيْتُ فِي قَوْلِهِ: لَا نَقَلٌ ريشُها وَلَا لَغَبْ مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ، لأَجل حَرْفِ الحَلْق. وأَلْغَبَ السَّهْمَ: جَعَلَ ريشَه لُغاباً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَيْتَ الغُرابَ رَمَى حَمَاطَةَ قَلْبه ... عَمْرٌو بأَسْهُمِه، الَّتِي لَمْ تُلْغَب وريشٌ لَغِيبٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ فِي الذِّئْبِ: أَشْعَرْتُه مُذَلَّقاً مَذْرُوبا، ... رِيشَ بِرِيشٍ لَمْ يَكُنْ لَغِيبَا قَالَ الأَصمعي: مِن الرِّيشِ اللُّؤَامُ واللُّغابُ؛ فاللُّؤَامُ مَا كَانَ بَطْنُ القُذَةِ يَلي ظَهْرَ الأُخْرَى، وَهُوَ أَجْوَدُ مَا يكونُ، فإِذا الْتَقَى بُطْنانٌ أَو ظُهْرانٌ، فَهُوَ لُغابٌ ولَغْبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْدَى مَكْسُومٌ أَخُو الأَشْرَم إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سِلَاحًا فِيهِ سَهْمٌ لَغْبٌ ؛ سَهْمٌ لَغْبٌ إِذا لَمْ يَلْتَئِم ريشُه ويَصْطَحِبْ لرداءَته، فإِذا التأَم، فَهُوَ لُؤَام. واللَّغْباءُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر: حَتَّى إِذا كَرَبَتْ، والليلُ يَطْلُبها، ... أَيْدي الرِّكابِ مِن اللَّغْباءِ تَنْحَدِرُ واللَّغْبُ: الرَّدِيءُ مِنَ السِّهَام الَّذِي لَا يَذْهَبُ بَعيداً. ولَغَّبَ فلانٌ دابَّته إِذا تَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى أَعْيَا. وتَلَغَّبَ الدابةَ: وَجَدَها لاغِباً. وأَلْغَبها إِذا أَتْعَبَها. لقب: اللَّقَبُ: النَّبْزُ، اسمٌ غَيْرُ مُسَمًّى بِهِ، وَالْجَمْعُ أَلْقَابٌ. وَقَدْ لَقَّبَه بِكَذَا فَتَلَقَّبَ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ؛ يَقُولُ: لَا تَدْعوا الرجلَ إِلا بأَحَبّ أَسمائِه إِليه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ يَقُولُ: لَا يَقُولُ المسلمُ لِمَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا فأَسلم: يَا يَهُودِيُّ يَا نَصْرَانِيُّ، وَقَدْ آمَنَ. يُقَالُ: لَقَّبْتُ فُلاناً تَلْقِيباً، ولَقَّبْتُ الاسْمَ بالفِعل تَلْقيباً إِذا جَعَلْتَ لَهُ مِثَالًا مِنَ الْفِعْلِ، كقولك لجَوْرَبٍ فَوْعَل. لكب: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو أَنه قَالَ: المَلْكَبَةُ النَّاقَةُ الكثيرةُ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ. والمَلْكَبَةُ: القِيادة، والله أَعلم. لهب: اللَّهَبُ واللَّهيبُ واللُّهابُ واللَّهَبَانُ: اشْتِعَالُ النَّارِ إِذا خَلَصَ مِنَ الدُّخَانِ. وَقِيلَ: لَهِيبُ النَّارِ حَرُّها. وَقَدْ أَلْهَبها فالْتَهَبَتْ، ولَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ: أَوْقَدَها؛ قَالَ: تَسْمَعُ مِنْها، فِي السَّلِيقِ الأَشْهَبِ، ... مَعْمعَةً مِثْلَ الضِّرَامِ المُلْهَبِ

واللَّهَبانُ، بِالتَّحْرِيكِ: تَوَقُّدُ الجمْر بِغَيْرِ ضِرامٍ، وَكَذَلِكَ لَهَبَانُ الحَرِّ فِي الرَّمْضاءِ؛ وأَنشد: لَهَبَانٌ وقَدَتْ حِزَّانُه، ... يَرْمَضُ الْجُنْدَبُ مِنْهُ فَيَصِرّ «1» واللَّهَبُ: لَهَبُ النَّارِ، وَهُوَ لِسانُها. والْتَهَبَتِ النارُ وتَلَهَّبَتْ أَي اتَّقَدَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّهَبَانُ شِدَّةُ الحَرِّ فِي الرَّمْضَاءِ وَنَحْوِهَا. ويومٌ لَهَبانٌ: شَدِيدُ الْحَرِّ؛ قَالَ: ظَلَّتْ بيومٍ لَهَبَانٍ ضَبْحِ، ... يَلْفَحُها المِرْزَمُ أَيَّ لَفْحِ، تَعُوذُ مِنْه بِنَواحي الطَّلْحِ واللُّهْبَةُ: إِشْراقُ اللَّوْنِ مِنَ الجسَد. وأَلْهَبَ البَرْقُ إِلْهاباً؛ وإِلهابُهُ: تَدَارُكه، حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَ البَرْقَتَيْنِ فُرْجَة. واللُّهابُ واللَّهَبانُ واللُّهْبَةُ، بِالتَّسْكِينِ: العَطَشُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فصَبَّحَتْ بَيْنَ المَلا وثَبْرَهْ، ... جُبّاً تَرَى جِمامَهُ مُخْضَرَّهْ، وبَرَدَتْ مِنْهُ لِهابُ الحَرَّهْ وَقَدْ لَهِبَ، بِالْكَسْرِ، يَلْهَبُ لَهَباً، فَهُوَ لَهْبانُ. وامرأَة لَهْبَى، وَالْجَمْعُ لِهابٌ. والْتَهَب عَلَيْهِ: غَضِبَ وتَحَرَّقَ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: وإِنَّ أَباكَ قَدْ لاقاهُ خِرْقٌ ... مِنَ الفِتْيانِ، يَلْتَهِبُ الْتِهابا وَهُوَ يَتَلَهَّبُ جُوعاً ويَلْتَهِبُ، كَقَوْلِكَ يَتَحَرَّقُ ويَتَضَرَّمُ. واللَّهَبُ: الغُبار الساطعُ. الأَصمعي: إِذا اضْطَرَمَ جَرْيُ الْفَرَسِ، قِيلَ: أَهْذَبَ إِهْذاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الشَّدِيدِ الجرْي، المُثِير للغُبار: مُلْهِبٌ، وَلَهُ أُلْهوبٌ. وَفِي حَدِيثِ صَعْصَعة، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِني لأَتْرُكُ الكلامَ، فَمَا أُرْهِفُ بِهِ وَلَا أُلْهِب فِيهِ أَي لَا أُمْضِيه بسُرْعة؛ قَالَ: والأَصلُ فِيهِ الجَرْيُ الشَّديدُ الَّذِي يُثير اللَّهَبَ، وَهُوَ الغُبار السَّاطع، كالدُّخان الْمُرْتَفِعِ مِنَ النَّارِ. والأُلْهُوبُ: أَن يَجْتَهِدَ الفرسُ فِي عَدْوه حَتَّى يُثِيرَ الغُبارَ، وَقِيلَ: هُوَ ابْتداءُ عَدْوِه، ويوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: شَدٌّ أُلْهُوبٌ. وَقَدْ أَلْهَبَ الفرسُ: اضْطَرَمَ جَرْيهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ لِلْفَرَسِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَعْدُو؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فللسَّوْطِ أُلْهُوبٌ، وللسَّاقِ دِرَّةٌ، ... وللزَّجْرِ مِنْهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ واللُّهَابَةُ: كِساءٌ «2» يوضَع فِيهِ حَجَر فيُرَجَّحُ بِهِ أَحَدُ جَوانِبِ الهَوْدَج أَو الحِمْلِ، عَنِ السِّيرَافِيِّ، عَنْ ثَعْلَبٍ. واللِّهْبُ، بِالْكَسْرِ: الفُرْجَة والهوَاء بَيْنَ الجبَلين، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَهْواةُ مَا بَيْنَ كُلِّ جَبَلَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّدْعُ فِي الْجَبَلِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشِّعْبُ الصَّغِيرُ فِي الْجَبَلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ وَجْهٌ مِنَ الجَبل كَالْحَائِطِ لَا يُستطاعُ ارْتِقاؤُه، وَكَذَلِكَ لِهْبُ أُفُقِ السماءِ، وَالْجَمْعُ أَلْهابٌ ولُهُوبٌ ولِهَابٌ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر: فأَبْصَر أَلْهاباً مِنَ الطَّوْدِ، دُونها ... يَرَى بَيْنَ رَأْسَيْ كُلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا

_ (1). قوله [لهبان إلخ] كذا أنشده في التهذيب وتحرف في شرح القاموس. (2). قوله [واللهابة كساء إلخ] كذا ضبط بالأَصل، وقال شارح القاموس: اللهابة، بالضم، كساء إلخ انتهى. وأصل النقل من المحكم لكن ضبطت اللهابة في النسخة التي بأيدينا منه بشكل القلم، بكسر اللام، فحرره ولا تغتر بتصريح الشارح، بالضم، فكثيراً ما يصرح بضبط لم يسبق لغيره.

وَقَالَ أَبو ذؤَيب: جَوارِسُها تَأْري الشُّعوفَ دَوائِباً، ... وتَنْصَبُّ، أَلْهَاباً مَصِيفاً، كِرابُها والجَوارِسُ: الأَوَاكِلُ مِن النَّحْل، تَقُولُ: جَرَسَتِ النَّحْلُ الشَّجرَ إِذا أَكَلَتْهُ. وتَأْرِي: تُعَسِّل. والشُّعوفُ: أَعالي الجِبال. والكِرَابُ: مَجَارِي الماءِ، واحدتُها كَرَبَةٌ. واللِّهْبُ: السَّرَبُ فِي الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: المِلْهَبُ: الرَّائعُ الجَمال. والمِلْهَبُ: الْكَثِيرُ الشَّعَر مِنَ الرِّجَالِ. وأَبو لَهَبٍ: كنيةُ بعضِ أَعمام النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: كُنِيَ أَبو لَهَبٍ لِجَمَالِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ؛ فَكَنَّاهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِهَذَا، وَهُوَ ذَمٌّ لَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ اسْمَهُ كَانَ عَبْدَ العُزَّى، فَلَمْ يُسَمِّه، عَزَّ وَجَلَّ، باسْمِه لأَن اسْمه مُحالٌ. وَبَنُو لِهْبٍ: قومٌ مِنَ الأَزْدِ. ولِهْبٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ فِيهَا عِيَافَةٌ وزَجرٌ. وَفِي الْمُحْكَمِ: لِهْبٌ قَبِيلَةٌ، زَعَمُوا أَنها أَعْيَفُ الْعَرَبِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: اللِّهْبِيُّون. واللَّهَبَة: قَبِيلَةٌ أَيضاً. واللِّهابُ واللَّهباءُ: مَوْضِعَانِ. واللَّهِيبُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَفْوه: وجَرَّدَ جَمْعُها بِيضاً خِفافاً ... عَلَى جَنْبَيْ تُضارِعَ، فاللَّهِيب ولَهْبانُ: اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ. واللِّهابةُ: وادٍ بناحيةِ الشَّواجِن، فِيهِ رَكايا عَذْبةٌ، يَخْتَرِقُه طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ، وكأَنَّه جمعُ لِهْبٍ «1» لهذب: أَلْزَمَه لَهْذَباً وَاحِدًا؛ عَنْ كُراع أَي لِزَازاً ولِزاماً. لوب: اللَّوْبُ واللُّوبُ واللُّؤُوبُ واللُّوَابُ: العَطَش، وَقِيلَ: هُوَ استدارةُ الحَائِم حَوْلَ الماءِ، وَهُوَ عَطشان، لَا يَصِل إِليه. وَقَدْ لَابَ يَلُوبُ لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً أَي عَطِشَ، فَهُوَ لائِبٌ؛ والجمع، لُؤُوب، مِثْلُ: شاهدٍ وشُهُود؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: حَتَّى إِذا مَا اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ، ... ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْل بسَحَرْ والنَّجَرُ: عَطَشٌ يُصيب الإِبلَ مِنْ أَكْلِ الحِبَّة، وَهِيَ بُزُور الصَّحْراء؛ قَالَ الأَصمعي: إِذا طَافَتِ الإِبل عَلَى الْحَوْضِ، وَلَمْ تَقْدِرْ عَلَى الماءِ، لِكَثْرَةِ الزِّحَامِ، فَذَلِكَ اللَّوْبُ. يُقال: تَرَكْتُها لَوَائِبَ عَلَى الْحَوْضِ، وإِبِل لُوبٌ، ونخلٌ لَوَائِبُ، ولُوبٌ: عِطاشٌ، بَعِيدَةٌ مِنَ الماءِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: لابَ يَلُوبُ إِذا حامَ حَوْلَ الْمَاءِ مِنَ الْعَطَشِ؛ وأَنشد: بأَلذَّ مِنكِ مُقَبَّلًا لِمُحَلَّإٍ ... عَطشَانَ، دَاغَشَ ثُمَّ عادَ يَلُوبُ وأَلابَ الرجلُ، فَهُوَ مُلِيبٌ إِذا حامَتْ إِبلُه حولَ الماءِ مِنَ الْعَطَشِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقال مَا وَجَدَ لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقَةٍ مِنَ الطَّعام يَلُوكُها؛ قَالَ: واللَّيابُ أَقل مِنْ مِلْءِ الْفَمِ. واللُّوبةُ: القومُ يَكُونُونَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَا يُسْتَشارون فِي خَيْرٍ وَلَا شَرٍّ. واللَّابةُ واللُّوبةُ: الحَرَّة، وَالْجَمْعُ لابٌ ولُوبٌ ولاباتٌ، وَهِيَ الحِرَارُ. فأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَ اللُّوبَ جَمْعَ لابةٍ كقَارة وقُور. وَقَالُوا: أَسْوَدُ لُوبيٌّ ونُوبيٌّ، مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبة والنُّوبةِ،

_ (1). قوله [وكأنه جمع لهب] أي كأنَ لهابة، بالكسر، في الأَصل جمع لهب بمعنى اللصب، بكسر فسكون فيهما مثل الألهاب واللهوب فنقل للعلمية. قلت ويجوز أن يكون منقولًا من المصدر. قال في التكملة: واللهابة أي بالكسر، فعالة من التلهب.

وَهُمَا الحَرَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَرَّمَ مَا بَيْنَ لابَتَي الْمَدِينَةِ ؛ وَهُمَا حَرَّتانِ تَكْتَنِفانها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَدِينَةُ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْن عَظِيمَتَيْنِ؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ الأَرضُ الَّتِي قَدْ أَلبَسَتْها حجارةٌ سُود، وَجَمْعُهَا لاباتٌ، مَا بَيْنَ الثلاثِ إِلى العَشْر، فإِذا كُثِّرَت، فَهِيَ اللَّابُ واللُّوبُ؛ قَالَ بشْر يَذْكُرُ كَتِيبَةً «2»: مُعالِيةٌ لَا هَمَّ إِلّا مُحَجِّرٌ، ... وحَرَّةُ لَيْلَى السَّهْلُ مِنْهَا فَلُوبُها يُريدُ جَمْعَ لُوبة؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قارةٌ وقُورٌ، وساحةٌ وسُوحٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: اللُّوبة تَكُونُ عَقَبَةً جَواداً أَطْوَلَ مَا يَكُونُ، وَرُبَّمَا كَانَتْ دَعْوَةً. قَالَ: واللُّوبةُ مَا اشْتَدَّ سوادُه وغَلُظَ وانْقادَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَلَيْسَ بالطَّويل فِي السماءِ، وَهُوَ ظَاهِرٌ عَلَى مَا حَوْله؛ والحَرَّةُ أَعظمُ مِنَ اللُّوبة، وَلَا تَكُونُ اللُّوبةُ إِلا حِجَارَةً سُوداً، وَلَيْسَ فِي الصَّمَّانِ لُوبةٌ، لأَن حِجَارَةَ الصَّمَّانِ حُمْرٌ، وَلَا تَكُونُ اللُّوبة إِلا فِي أَنْفِ الجَبلِ، أَو سِقْطٍ أَو عُرْض جَبَل. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، ووصَفَتْ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بَعِيدُ مَا بَيْنَ اللَّابَتَيْنِ ؛ أَرادَتْ أَنه واسعُ الصَّدْر، واسعُ العَطَنِ، فاسْتعارتْ لَهُ اللَّابةَ، كَمَا يُقَالُ: رَحْبُ الفِناءِ واسعُ الجَنابِ. واللَّابةُ: الإِبل المُجْتمعةُ السُّودُ. واللُّوبُ: النَّحْلُ، كالنُّوبِ؛ عَنْ كُراع. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ تَتَقَيَّأْه لُوبٌ، وَلَا مَجَّتْه نُوبٌ. واللُّوباءُ، مَمْدُودٌ، قِيلَ: هُوَ اللُّوبِياءُ؛ يُقَالُ: هُوَ اللُّوبِياءُ، واللُّوبِيا، واللُّوبِياجُ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ، يُمَدُّ ويُقْصَر. والمَلابُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ، فَارِسِيٌّ؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: كالخَلُوقِ. غَيْرُهُ: المَلابُ نوعٌ مِنَ العِطْرِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للزَّعْفَرانِ الشَّعَرُ، والفَيْدُ، والمَلابُ، والعَبِيرُ، والمَرْدَقُوشُ، والجِسادُ. قَالَ: والمَلَبَةُ الطاقَةُ مِنْ شَعَرِ الزَّعْفرانِ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو نساءَ بَنِي نُمَير: وَلَوْ وَطِئَتْ نِساءُ بَنِي نُمَيْرٍ ... عَلَى تِبْراك، أَخْبَثْنَ التُّرابا تَطلَّى، وَهِيَ سَيِّئَةُ المُعَرَّى، ... بصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابا وشيءٌ مُلَوَّبٌ أَي مُلَطَّخٌ بِهِ. ولَوَّبَ الشَّيءَ: خَلَطَه بالملابِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ: أَبِيتُ عَلَى مَعاريَ واضِحاتٍ، ... بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كدَمِ العِباطِ وَالْحَدِيدُ المُلَوَّبُ: المَلْويُّ، تُوصَفُ بِهِ الدِّرْع. الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وأَما المِرْوَدُ ونحوُه، فَهُوَ المُلَوْلَبُ، على مفوعل. لولب: التَّهْذِيبُ فِي الثُّنَائِيِّ فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ لَبَبَ: وَيُقَالُ للماءِ الْكَثِيرِ يَحْمِلُ منه المِفْتَحُ مَا يَسَعُه، فيَضِيقُ صُنْبُورُه عَنْهُ مِنْ كَثْرَتِهِ، فَيَسْتَدِيرُ الماءُ عِنْدَ فَمِهِ، وَيَصِيرُ كأَنه بُلْبُلُ آنِيةٍ: لَولَبٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَدري أَعربي، أَم مُعَرَّب، غَيْرَ أَن أَهل العراقِ وَلِعُوا بِاسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ لَوَبَ: وأَما المِروَدُ ونحوُه فَهُوَ المُلَولَبُ، عَلَى مُفَوْعَل، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةٍ فَوْلَفٍ: وَمِمَّا جاءَ عَلَى بناءِ

_ (2). قوله [يذكر كتيبة] كذا قال الجوهري أيضاً قال: في التكملة غلط ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة أنها معالية أي تقصد العالية وارتفع قوله معالية على أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ويجوز انتصابه على الحال.

فصل الميم

فَوْلَفٍ: لَوْلَبُ الماءِ. ليب: اللَّيابُ: أَقَلُّ مِنْ مِلْءِ الْفَمِ مِنَ الطَّعَامِ، يُقَالُ: مَا وَجَدْنا لَياباً أَي قَدْرَ لُعْقة مِنَ الطَّعَامِ نَلُوكُها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والله أَعلم. فصل الميم مرب: مَأْرِبُ: بلادُ الأَزْدِ الَّتِي أَخْرَجَهُم مِنْهَا سَيْلُ العَرِم، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ، كَانَتْ بها بَلْقِيسُ. مرنب: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ مَرِنَ: قرأْت فِي كِتَابِ اللَّيْثُ، فِي هَذَا الْبَابِ: المِرْنِبُ جُرَذٌ فِي عِظَم اليَرْبُوع، قَصِيرُ الذَّنَب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خطأٌ، وَالصَّوَابُ الفِرْنِبُ، بالفاءِ مَكْسُورَةً، وَهُوَ الفأْر، ومَن قَالَ مِرْنِبٌ، فَقَدْ صَحَّفَ. ميب: المَيْبَةُ: شيءٌ مِنَ الأَدوية، فارسيٌّ. فصل النون نبب: نَبَّ التَّيْسُ يَنِبُّ نَبّاً ونَبِيباً ونُباباً، ونَبْنَبَ صاحَ عِنْدَ الهِيَاجِ. وَقَالَ عُمَرُ لوفْدِ أَهلِ الْكُوفَةِ، حِينَ شَكَوْا سَعْداً: لِيُكَلِّمْني بعضُكم، وَلَا تَنِبُّوا عِنْدِي نَبِيبَ التُّيوسِ أَي تَصيحوا. ونَبْنَبَ الرجلُ إِذا هَذَى عِنْدَ الْجِمَاعِ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدُودِ: يَعْمِدُ أَحدُهم، إِذا غَزَا الناسُ، فيَنِبُّ كَنَبِيبِ التَّيْسِ ؛ النَّبِيبُ: صَوْتُ التَّيْسِ عِنْدَ السِّفادِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمر: أَنه أَتى الطائفَ، فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ أَو تَنِبُّ عَلَى الغَنم. ونَبْنَبَ إِذا طَوَّلَ عَمَلَه وحَسَّنَه. ونَبَّ عَتُود فُلان إِذا تَكَبَّر؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ: وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ نَبَّ عَتُودُه، ... ضَرَبْناهُ تَحْتَ الأُنْثَيَين عَلَى الكَرْدِ اللَّيْثُ: الأُنْبُوبُ والأُنْبُوبة: مَا بَيْنَ العُقْدتين فِي الْقَصَبِ والقَناةِ، وَهِيَ أُفْعُولة، وَالْجُمَعُ أُنْبُوبٌ وأَنابيبُ. ابْنُ سِيدَهْ: أُنْبُوبُ القَصَبة والرُّمْح: كعبُهما. ونَبَّبَتِ العِجْلَةُ، وَهِيَ بَقلَة مُسْتَطِيلَةٌ مَعَ الأَرض: صَارَتْ لَهَا أَنابيبُ أَي كُعُوبٌ؛ وأُنْبُوبُ النَّبَاتِ، كَذَلِكَ. وأَنابيبُ الرِّئَةِ: مخارجُ النَّفَس مِنْهَا، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَصْهَبُ هدَّارٌ لكُلِّ أَرْكُبِ، ... بِغِيلَةٍ تَنْسَلُّ بَيْنَ الأَنْبُبِ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِالأَنْبُبِ أَنابيبَ الرِّئةِ، كأَنه حَذَفَ زَوَائِدَ أُنبوب، فَقَالَ نَبٌّ؛ ثُمَّ كَسَّره عَلَى أَنُبٍّ، ثُمَّ أَظْهر التَّضْعِيفَ، وَكُلُّ ذَلِكَ لِلضَّرُورَةِ. وَلَوْ قَالَ: بَيْنَ الأُنْبُبِ، فَضَمَّ الْهَمْزَةَ، لَكَانَ جَائِزًا ولَوَجَّهْناه عَلَى أَنه أَراد الأُنْبُوبَ، فَحَذَفَ، ولَساغ لَهُ أَن يَقُولَ: بَيْنَ الأُنْبُبِ، وإِن كَانَ بيْن يَقْتَضِي أَكثر مِنْ وَاحِدٍ، لأَنه أَراد الْجِنْسَ، فكأَنه قَالَ: بَيْنَ الأَنابيب. وأُنْبُوبُ القَرْن: مَا فَوْقَ العُقَدِ إِلى الطَّرف؛ وأَنشد: بسَلِبٍ أُنْبُوبُه مِدْرَى والأُنْبُوبُ: السَّطر مِنَ الشَّجَرِ. وأُنْبُوبُ الجَبل: طَرِيقَةٌ فِيهِ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعيّ «1»: فِي رأْسِ شاهِقةٍ، أُنْبُوبُها خَصِرٌ، ... دونَ السَّماءِ لَهَا فِي الجَوِّ قُرناسُ الأُنْبُوبُ: طريقةٌ نادرةٌ فِي الجَبَل. وخَصِرٌ: باردٌ. وقُرْناسٌ: أَنْفٌ مُحَدَّدٌ مِنَ الجَبَل. وَيُقَالُ لأَشْرافِ الأَرض إِذا كانتْ رَقاقاً مُرْتفعةً. أَنابيبُ؛

_ (1). قوله [الخناعي] بالنون كما في التكملة، ووقع في شرح القاموس الخزاعي بالزاي تقليداً لبعض نسخ محرفة. ونسخة التكملة التي بأيدينا بلغت من الصحة الغاية وعليها خط مؤلفها والمجد والشارح نفسه.

وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ورُودَ العَيْر الماءَ: بكُلِّ أُنْبُوبٍ لَهُ امْتِثالُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا احْتَفَّتِ الأَعْلامُ بالآلِ، والْتَقَتْ ... أَنابيبُ تَنْبُو بالعُيونِ العَوارِفِ «1» أَي تُنْكِرُها عَينٌ كانَتْ تَعْرِفُها. الأَصمعي: يُقَالُ الْزَم الأُنْبُوبَ، وَهُوَ الطريقُ، والزَم المَنْحَر، وَهُوَ القَصْدُ. نتب: الْجَوْهَرِيُّ: نَتَبَ الشيءُ نُتُوباً، مِثْلُ نَهَدَ؛ وَقَالَ: أَشْرَفَ ثَدْياها عَلَى التَّريبِ؛ ... لَمْ يَعْدُوَا التَّفْلِيكَ فِي النُّتُوبِ نجب: فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ كلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَباءَ رُفَقاءَ. ابْنُ الأَثير: النَّجيبُ الفاضلُ مِنْ كلِّ حيوانٍ؛ وَقَدْ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجَابَةً إِذا كَانَ فَاضِلًا نَفيساً فِي نَوْعِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن اللَّهَ يُحِبُّ التاجِرَ النَّجِيبَ أَي الْفَاضِلَ الكَريم السَّخِيَّ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: الأَنعامُ مِنْ نَجائبِ القُزَانِ، أَو نواجِبِ الْقُرْآنِ أَي مِنْ أَفاضل سُوَره. فالنَّجائِبُ جَمْعُ نَجيبةٍ، تأْنيثُ النَّجِيبِ. وأَما النَّواجِبُ، فَقَالَ شَمِر: هِيَ عِتاقُه، مِنْ قَوْلِهِمْ: نَجَبْتُهُ إِذا قَشَرْتَ نَجَبَه، وَهُوَ لِحاؤُه وقِشْرُه، وتَرَكْتَ لُبابَه وخالصَه. ابْنُ سِيدَهْ: النَّجِيبُ مِنَ الرِّجَالِ الكريمُ الحَسِيبُ، وَكَذَلِكَ البعيرُ والفرسُ إِذا كَانَا كَرِيمَيْنِ عَتِيقين، وَالْجَمْعُ أَنجاب ونُجَباءُ ونُجُبٌ. وَرَجُلٌ نَجِيبٌ أَي كِرِيمٌ، بَيِّنُ النَّجابة. والنُّجَبةُ، مثالُ الهُمَزة: النَّجِيبُ. يُقَالُ: هُوَ نُجَبَةُ القَوم إِذا كَانَ النَّجِيبَ مِنْهُمْ. وأَنْجَبَ الرجلُ أَي ولَدَ نَجِيباً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنْجَبَ أَزْمانَ والداهُ بِهِ، ... إِذ نَجَلاهُ، فنِعْمَ مَا نَجَلا والنَّجيبُ مِنَ الإِبل، وَالْجَمْعُ النُّجُبُ والنَّجائبُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّجِيبِ مِنَ الإِبل، مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا، وَهُوَ القويُّ مِنْهَا، الْخَفِيفُ السَّرِيعُ، وناقَةٌ نَجِيبٌ ونجيبةٌ. وَقَدْ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وأَنجَبَ، وأَنجَبَتِ المرأَةُ، فَهِيَ مُنْجِبةٌ، ومِنْجابٌ. وَلَدَتِ النُّجَبَاءَ؛ ونسوةٌ مَناجِيبُ، وَكَذَلِكَ الرجلُ. يُقَالُ: أَنجَبَ الرجلُ والمرأَةُ إِذا وَلَدَا وَلَدًا نَجِيباً أَي كَرِيماً. وامرأَة مِنْجابٌ. ذَاتُ أَولادٍ نجَباء. ابْنُ الأَعرابي: أَنجَبَ الرجلُ جاءَ بِوَلَدٍ نَجِيبٍ. وأَنجَبَ: جاءَ بِوَلَدٍ جَبانٍ، قَالَ: فَمَنْ جَعَلَهُ ذَمّاً، أَخَذَه مِنَ النَّجَب، وَهُوَ قِشْرُ الشَّجَرِ. والنَّجابةُ: مَصْدَرُ النَّجِيبِ مِنَ الرِّجال، وَهُوَ الْكَرِيمُ ذُو الحَسَب إِذا خَرَج خُروجَ أَبيه فِي الكَرَم؛ والفِعْلُ نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً، وَكَذَلِكَ النَّجابةُ فِي نجائبِ الإِبل، وَهِيَ عِتاقُها الَّتِي يُسابَقُ عَلَيْهَا. والمُنْتَجَبُ: المُختارُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ وَقَدْ انْتَجَبَ فلانٌ فُلَانًا إِذا اسْتَخْلَصَه، واصْطَفاه اخْتياراً عَلَى غَيْرِهِ. والمِنْجابُ: الضَّعِيفُ، وَجَمْعُهُ مَناجيبُ؛ قَالَ عُرْوة بنُ مُرَّة الهُذَليُّ: بَعَثْتُه فِي سَوادِ اللَّيلِ يَرْقُبُني، ... إِذ آثَرَ النَّومَ والدِّفْءَ المَناجيبُ وَيُرْوَى المَناخِيبُ، وَهِيَ كالمَناجيب، وَهُوَ مذكور

_ (1). قوله [وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ إِذَا احتفت إلخ] وبعده كما في التكملة: عسفت اللواتي تهلك الريح بينها ... كلالا وجنّان الهبلّ المسالف أي البلاد اللواتي. وجنان، بكسر أوله وتشديد ثانيه. والهبل كهجف أي الشياطين الضخام، والمسالف اسم فاعل الذي قد تقدم.

فِي مَوْضِعِهِ. والمِنْجابُ مِنَ السِّهَامِ: مَا بُرِيَ وأُصْلِحَ وَلَمْ يُرَشْ وَلَمْ يُنْصَلْ، قَالَهُ الأَصمعي. الْجَوْهَرِيُّ: المِنْجابُ السَّهْمُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ رِيشٌ وَلَا نَصلٌ. وإِناءٌ مَنْجُوبٌ: واسعُ الْجَوْفِ، وَقِيلَ: وَاسِعُ القَعْر، وَهُوَ مَذْكُورٌ بالفاءِ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّوَابُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْبَاءُ وَالْفَاءُ تَعَاقَبَتَا، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي الفاءِ أَيضاً. والنَّجَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: لِحَاءُ الشَّجَرِ؛ وَقِيلَ: قِشْرُ عُرُوقِهَا؛ وَقِيلَ: قِشرُ مَا صَلُبَ مِنْهَا. وَلَا يُقَالُ لِمَا لانَ مِنْ قُشُور الأَغصانِ نَجَبٌ، وَلَا يُقَالُ: قِشْرُ العُروق، وَلَكِنْ يقالُ: نَجَبُ العُروق، وَالْوَاحِدَةُ نَجَبةٌ. والنَّجْبُ، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ نَجَبْتُ الشَّجَرَةَ أَنْجُبُها وأَنجِبُها إِذا أَخذت قِشرَة ساقِها. ابْنُ سِيدَهْ: ونَجَبه يَنْجُبُه، ويَنْجِبُه نَجْباً، ونجَّبه تَنْجِيباً، وانْتَجَبَه: أَخذه. وذَهَبَ فلانٌ يَنتَجِبُ أَي يجْمَعُ النَّجَبَ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: المُؤْمنُ لَا تُصيبُه ذَعْرة، وَلَا عَثْرة، وَلَا نَجْبةُ نملةٍ إِلَّا بذَنْبٍ ؛ أَي قَرْصَةُ نملةٍ، مِن نَجَبَ العُودَ إِذا قَشَرَه؛ والنَّجَبَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: القِشرَةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى هاهنا، وَيُرْوَى بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وأَما قَوْلُهُ: يَا أَيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ، ... وأَنني غَيرَ عِضاهي أَنْتَجِبْ فَمَعْنَاهُ أَنني أَجْتَلِبُ الشِّعْرَ مِنْ غَيري، فكأَني إِنما آخُذُ القِشْرَ لأَدْبُغَ بِهِ مِنْ عِضاهٍ غَيْرِ عِضاهي. الأَزهري: النَّجَبُ قُشُورُ السِّدْر، يُصْبَغُ بِهِ، وَهُوَ أَحمر. وسِقاءٌ مَنْجوبٌ ونَجَبيٌّ: مَدْبُوغٌ بالنَّجَب، وَهِيَ قُشور سُوق الطَّلْح، وَقِيلَ: هِيَ لِحَاءُ الشَّجَر، وسِقاءٌ نَجَبيٌّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو مِسْحَل: سِقاءٌ مِنْجَبٌ مَدْبُوغٌ بالنَّجَب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بشيءٍ، لأَن مِنْجَباً مِفْعَلٌ، ومِفْعَلٌ لَا يُعَبَّرُ عَنْهُ بِمَفْعُولٍ. والمَنجوبُ: الجلْدُ الْمَدْبُوغُ بقُشور سُوق الطَّلْح. والمَنْجُوبُ: القَدَحُ الواسِع. ومِنْجابٌ ونَجَبةُ: اسْمَانِ. والنَّجَبَةُ: موضعٌ بِعَيْنِهِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فنحنُ فُرْسانٌ غَداةَ النَّجَبَهْ، ... يومَ يَشُدُّ الغَنَوِيُّ أُرَبَهْ، عَقْداً بعَشْرِ مائةٍ لَنْ تُتْعِبَهْ قَالَ: أَسَرُوهم، ففَدَوْهُم بأَلْفِ ناقةٍ. والنَّجْبُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ القَتَّالُ الكِلابيُّ «1»: عَفا النَّجْبُ بَعْدي فالعُرَيْشانِ فالبُتْرُ، ... فبُرْقُ نِعاجٍ مِنْ أُمَيْمَة فالحِجْرُ ويومُ ذِي نَجَبٍ: يومٌ مِنْ أَيام الْعَرَبِ مشهور. نحب: النَّحْبُ والنَّحِيبُ: رَفْعُ الصَّوتِ بالبكاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَشدُّ البكاءِ. نحَبَ يَنْحِبُ بِالْكَسْرِ «2»، نحِيباً، والانْتِحابُ مِثْلُهُ، وانتَحَبَ انتِحاباً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ لَمَّا نُعِيَ إِليه حُجْرٌ: غَلَب عَلَيْهِ النَّحِيبُ ؛ النَّحِيبُ: البكاءُ بصَوْتٍ طَويلٍ ومَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ الأَسْوَدِ بْنِ المُطَّلِبِ: هَلْ أُحِلَّ النَّحْبُ؟ أَي أُحِلَّ البُكاءُ. وَفِي حَدِيثِ مجاهدٍ: فنَحَبَ نَحْبَةً هاجَ مَا ثَمَّ مِنَ البَقْل. وَفِي حديث عليٍّ:

_ (1). قوله [قال القتال الكلابي] وبعده كما في ياقوت: إلى صفرات الملح ليس بجوّها ... أنيس ولا ممن يحل بها شفر شفر كقفل أي أحد. يقال ما بها شفر ولا كتيع كرغيف ولا دبيج كسكين. (2). قوله [نَحَبَ يَنْحِبُ، بالكسر] أي من باب ضرب كما في المصباح والمختار والصحاح، وكذا ضبط في المحكم. وقال في القاموس النحب أشد البكاء وقد نَحَبَ كمَنَعَ.

فَهَلْ دَفَعَتِ الأَقاربُ، ونَفَعَتِ النَّواحِبُ؟ أَي الَبَوَاكِي، جَمْعُ ناحِبةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ مَحْكان: زَيَّافَةٌ لَا تُضِيعُ الحَيَّ مَبْرَكَها، ... إِذا نَعَوها لِرَاعِي أَهْلِها انْتَحَبا ويُرْوَى: لَمَّا نَعَوْها؛ ذكَر أَنه نَحَر نَاقَةً كَرِيمَةً عَلَيْهِ، قَدْ عُرِفَ مَبرَكُها، كَانَتْ تُؤتى مِرَارًا فتُحْلَبُ للضَّيْف والصَّبيِّ. والنَّحْبُ: النَّذْرُ، تَقُولُ مِنْهُ: نَحَبْتُ أَنْحُبُ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ: فإِني، والهِجاءَ لآِلِ لأْمٍ، ... كذاتِ النَّحْبِ تُوفي بالنُّذورِ وَقَدْ نَحَبَ يَنْحُبُ؛ قَالَ: يَا عَمْرُو يَا ابنَ الأَكْرَمينَ نسْبا، ... قَدْ نَحَبَ المَجْدُ عَلَيْكَ نَحْبا أَراد نَسَباً، فخَفَّفَ لِمَكَانِ نَحْبٍ أَي لَا يُزايِلُك، فَهُوَ لَا يَقْضي ذَلِكَ النَّذْرَ أَبَداً. والنَّحْبُ: الخطَرُ الْعَظِيمُ. وناحَبَهُ عَلَى الأَمر: خاطَرَه؛ قَالَ جَرِيرٌ: بِطَخْفَة جالَدْنا المُلوكَ، وخَيْلُنا، ... عَشِيَّةَ بَسْطامٍ، جَرَينَ عَلَى نَحْبِ أَي عَلَى خَطَر عَظِيمٍ. وَيُقَالُ: عَلَى نَذْرٍ. والنَّحْبُ: المُراهَنة وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ «3». والنَّحْبُ: الهِمَّة. والنَّحْبُ: البُرْهانُ. والنَّحْبُ: الْحَاجَةُ. والنَّحْبُ: السُّعَالُ. الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: مِنْ أَمراض الإِبل النُّحابُ، والقُحابُ، والنُّحازُ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ السُّعال. وَقَدْ نَحَبَ البعيرُ يَنحِبُ نُحاباً إِذا أَخَذه السُّعال. أَبو عَمْرٍو: النَّحْبُ النَّومُ؛ والنَّحْبُ: صَوْتُ البكاءِ؛ والنَّحْبُ: الطُّولُ؛ والنَّحْبُ: السِّمَنُ؛ والنَّحْبُ: الشِّدَّة؛ والنَّحْبُ: القِمارُ، كُلُّهَا بِتَسْكِينِ الحاءِ. وَرُوِيَ عَنِ الرِّياشيِّ: يومٌ نَحْبٌ أَي طويلٌ. والنَّحْبُ: الموتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: قُتِلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فأَدْرَكوا مَا تَمَنَّوْا، فَذَلِكَ قَضاءُ النَّحْب. وَقَالَ الزَّجَّاجُ وَالْفَرَّاءُ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَه أَي أَجَلَه. والنَّحْبُ: المدَّةُ وَالْوَقْتُ. يُقَالُ قَضى فلانٌ نَحْبَه إِذا مَاتَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسحاق فِي قَوْلِهِ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ، قَالَ: فَرَغَ مِنْ عَمَلِه، وَرَجَعَ إِلى رَبِّهِ؛ هَذَا لِمَنْ اسْتُشْهِدَ يومَ أُحُدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ مَا وَعَدَه اللَّهُ تَعَالَى مِن نَصْرِه، أَو الشَّهَادَةِ، عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَصْحابُه ؛ وَقِيلَ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نحْبه أَي قَضى نَذْره، كأَنه أَلْزَم نَفْسَه أَن يموتَ، فوَفَّى بِهِ. وَيُقَالُ: تَناحَبَ القومُ إِذا تَوَاعَدُوا لِلْقِتَالِ أَيَّ وقتٍ، وَفِي غَيْرِ الْقِتَالِ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: طَلْحةُ مِمَّنْ قَضى نَحْبَه ؛ النَّحْبُ: النَّذْرُ، كأَنه أَلزم نَفْسَهُ أَن يَصْدُقَ الأَعْداءَ فِي الحرْب، فوفَّى بِهِ وَلَمْ يَفْسَخْ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّحْبِ الْمَوْتِ، كأَنه يُلْزِمُ نَفْسَهُ أَن يُقاتِلَ حَتَّى يموتَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّحْبُ النَّفْسُ، عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. والنَّحْبُ: السَّيرُ السَّرِيعُ، مِثْلَ النَّعْبِ. وسَيرٌ مُنَحِّبٌ: سَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ونَحَّبَ القومُ تَنْحِيباً: جَدُّوا فِي عَمَلهم؛ قَالَ طُفَيْلٌ: يَزُرْنَ أَلالًا، مَا يُنَحِّبْنَ غَيرَه، ... بكُلِّ مُلَبٍّ أَشْعَثِ الرَّأْسِ مُحْرِمِ وسارَ فلانٌ عَلَى نَحْبٍ إِذا سَارَ فأَجْهَدَ السَّيرَ، كَأَنه خاطَرَ عَلَى شَيْءٍ، فَجَدَّ؛ قَالَ الشاعر:

_ (3). قوله [والفعل كالفعل] أي فعل النحب بمعنى المراهنة كفعل النحب بمعنى الخطر والنذر وفعلهما كنصر وقوله والنحب الهمة إلخ. هذه الأَربعة من باب ضرب كما في القاموس.

ورَدَ القَطا مِنْهَا بخَمْسٍ نَحْبِ أَي دَأَبَتْ. والتَّنْحِيبُ: شِدَّةُ القَرَبِ للماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورُبَّ مَفازةٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ، ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا والقَذَفُ: البرِّيَّةُ الَّتِي تَقاذَفُ بِسَالِكِهَا. وتَغول: تُهْلِكُ. وسِرْنا إِليها ثلاثَ ليالٍ مُنَحِّباتٍ أَي دائباتٍ. ونحَّبْنا سَيْرَنا: دَأَبناهُ؛ وَيُقَالُ: سارَ سَيْرًا مُنَحِّباً أَي قَاصِدًا لَا يُريد غيرَه، كأَنه جَعَلَ ذَلِكَ نَذراً عَلَى نَفْسِهِ لَا يُرِيدُ غَيْرَهُ؛ قَالَ الكُمَيْت: يَخِدْنَ بِنَا عَرْضَ الفَلاةِ وطولَها، ... كَمَا صارَ عَنْ يُمْنى يَدَيه المُنَحِّبُ المُنَحِّبُ: الرجلُ؛ قَالَ الأَزهري: يَقُولُ إِن لَمْ أَبْلُغْ مَكانَ كَذَا وَكَذَا، فَلَكَ يَمِيني. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي هَذَا الْبَيْتِ: أَنشده ثَعْلَبٌ وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ حَلَف إِن لَمْ أَغْلِبْ قَطَعْتُ يَدِي، كأَنه ذهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى النَّذْرِ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنّ هَذَا الرَّجُلَ جَرَتْ لَهُ الطَّيرُ مَيامينَ، فأَخَذ ذَاتَ اليمينِ عِلْماً مِنْهُ أَن الخَيرَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يريدَ كَمَا صارَ بيُمْنى يَدَيه أَي يَضْرِبُ يُمْنى يَدَيْه بالسَّوْط لِلنَّاقَةِ؛ التَّهْذِيبُ، وَقَالَ لَبِيدٌ: أَلا تَسْأَلانِ المَرْءَ مَاذَا يحاوِلُ: ... أَنَحْبٌ فيُقْضَى أَمْ ضلالٌ وباطِلُ يَقُولُ: عَلَيْهِ نَذْرٌ فِي طُول سَعْيه. ونَحَبَه السَّيرُ: أَجْهَدَه. وناحَبَ الرجلَ: حاكمَه وفاخَرَه. وناحَبْتُ الرجلَ إِلى فلانٍ، مثلُ حاكمْتُه. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لكَ أَن أُناحِبَكَ وتَرْفَعَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الأَصمعي: ناحَبْتُ الرَّجلَ إِذا حاكمْتَه أَو قاضيتَه إِلى رَجُلٍ. قَالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ناحَبْتُه، ونافَرْتُه مثلُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد طلحةُ هَذَا الْمَعْنَى، كأَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أُنافِرك أَي أُفاخِرك وأُحاكمُكَ، فَتَعُدُّ فَضائِلَكَ وحَسَبَكَ، وأَعُدُّ فَضائلي؛ وَلَا تَذْكُرْ فِي فَضَائِلِكَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقُرْبَ قَرَابَتِكَ مِنْهُ، فإِن هَذَا الفضلَ مُسَلَّم لَكَ، فارْفَعْه مِنَ الرأْس، وأُنافرُكَ بِمَا سِوَاهُ؛ يَعْنِي أَنه لَا يَقْصُرُ عَنْهُ، فِيمَا عَدَا ذَلِكَ مِنَ المَفاخر. والنُّحْبةُ: القُرْعة، وَهُوَ مِن ذَلِكَ لأَنها كَالْحَاكِمَةِ فِي الاسْتِهامِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَوْ عَلِم النَّاسُ مَا فِي الصفِّ الأَوَّل، لاقْتَتَلوا عَلَيْهِ، وَمَا تَقَدَّموا إِلَّا بِنُحْبَةٍ أَي بقُرْعةٍ. والمُناحَبَةُ: المُخاطَرَة والمراهَنة. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي مُناحَبَةِ: الم غُلِبَتِ الرُّومُ ؛ أَي مُراهَنَتِه لقُرَيْشٍ، بَيْنَ الرُّومِ والفُرْس. وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَذان «1»: اسْتَهَموا عَلَيْهِ. قَالَ: وأَصله مِنَ المُناحبَة، وَهِيَ المُحاكمة. قَالَ: وَيُقَالُ للقِمار: النَّحْب، لأَنه كالمُساهَمَة. التَّهْذِيبُ، أَبو سَعِيدٍ: التَّنْحِيبُ الإِكْبابُ عَلَى الشيءِ لَا يُفَارِقُهُ، وَيُقَالُ: نَحَّبَ فُلان عَلَى أَمْره. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي أَصابته شَوكةٌ، فَنَحَّبَ عَلَيْهَا يَسْتَخْرِجُها أَي أَكَبَّ عَلَيْهَا؛ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شيءٍ، وَهُوَ مُنَحِّبٌ فِي كَذَا، وَاللَّهُ أَعلم. نخب: انْتَخَبَ الشيءَ: اختارَه. والنُّخْبَةُ: مَا اخْتَارَهُ، مِنْهُ. ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم:

_ (1). قوله [وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَذان اسْتَهَمُوا عليه إلخ] كذا بالأَصل ولا شاهد فيه إلا أن يكون سقط منه محل الشاهد فحرره ولم يذكر في النهاية، ولا في التهذيب ولا في المحكم ولا في غيرها مما بأيدينا من كتب اللغة.

خِيارُهم. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ هُمْ نُخَبة الْقَوْمِ، بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الخاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: يُقَالُ نُخْبة، بإِسكان الخاءِ، وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ مَا اخْتَارَهُ الأَصمعي. وَيُقَالُ: جاءَ فِي نُخَبِ أَصحابه أَي فِي خِيَارِهِمْ. ونَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه. والنَّخْبُ: النَّزْعُ. والانْتِخابُ: الانتِزاع. والانتخابُ: الاختيارُ والانتقاءُ؛ وَمِنْهُ النُّخَبةُ، وَهُمُ الْجَمَاعَةُ تُخْتارُ مِنَ الرِّجَالِ، فتُنْتَزَعُ مِنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ عُمَر: وخَرَجْنا فِي النُّخْبةِ ؛ النُّخْبة، بِالضَّمِّ: المُنْتَخَبُون مِنَ النَّاسِ، المُنْتَقَوْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكْوَع: انْتَخَبَ مِنَ الْقَوْمِ مائةَ رَجُلٍ. ونُخْبةُ المَتاع: المختارُ يُنْتَزَعُ مِنْهُ. وأَنْخَبَ الرجلُ: جاءَ بِوَلَدٍ جَبان؛ وأَنْخَبَ: جاءَ بِوَلَدٍ شُجَاعٍ، فالأَوَّلُ مِنَ المَنْخُوب، وَالثَّانِي مِنَ النُّخْبة. اللَّيْثُ: يُقَالُ انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهم نُخْبَةً، وانْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُمْ. والنَّخْبُ: الجُبْنُ وضَعْفُ الْقَلْبِ. رجل نَخْبٌ، ونَخْبةٌ، ونَخِبٌ، ومُنْتَخَبٌ، ومَنْخُوبٌ، ونِخَبٌّ، ويَنْخُوبٌ، ونَخِيبٌ، وَالْجَمْعُ نُخَبٌ: جَبَانٌ كأَنه مُنْتَزَعُ الفُؤَادِ أَي لَا فُؤَادَ لَهُ؛ وَمِنْهُ نَخَبَ الصَّقْرُ الصيدَ إِذا انْتَزَعَ قَلْبَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداءِ: بِئْسَ العَوْنُ عَلَى الدِّين قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبَطْنٌ رَغِيبٌ ؛ النَّخِيبُ: الجبانُ الَّذِي لَا فُؤَادَ لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الفاسدُ الفِعْل؛ والمَنْخُوبُ: الذاهبُ اللَّحْم المَهْزولُ؛ وَقَوْلُ أَبي خِراشٍ: بَعَثْتُه فِي سَوادِ اللَّيْل يَرْقُبُني، ... إِذْ آثَرَ، الدِّفْءَ والنَّوْمَ، المناخيبُ قِيلَ: أَراد الضِّعافَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ لَا خَيْرَ عِنْدَهُمْ، واحدُهم مِنْخابٌ؛ ورُوي المَناجِيبُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ للمَنْخوب: النِّخَبُّ، النُّونُ مَكْسُورَةٌ، وَالْخَاءُ مَنْصُوبَةٌ، وَالْبَاءُ شَدِيدَةٌ، وَالْجَمْعُ المَنْخُوبُونَ. قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ فِي الشَّعَرِ عَلَى مَفاعِلَ: مَناخبُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: يُقَالُ للجَبانِ نُخْبَةٌ، وللجُبَناءِ نُخَباتٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الْفَرَزْدَقَ: أَلم أَخْصِ الفَرَزْدَقَ، قَدْ عَلِمْتُمْ، ... فأَمْسَى لَا يَكِشُّ مَعَ القُرُوم؟ لَهُمْ مَرٌّ، وللنُّخَباتِ مَرٌّ، ... فقَدْ رَجَعُوا بِغَيْرِ شَظًى سَلِيم وكَلَّمْتُه فَنَخَبَ عَلَيَّ إِذا كَلَّ عَنْ جَوابك. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّخْبُ البِضاع؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النَّخْبُ: ضَرْبٌ مِنَ المُباضَعةِ، قَالَ: وعَمَّ بِهِ بعضُهم. نَخَبَها الناخِبُ يَنْخُبها ويَنْخَبُها نَخْباً، واسْتَنْخَبَتْ هِيَ: طَلَبَتْ أَن تُنْخَبَ؛ قَالَ: إِذا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَتْ فانْخُبْها، ... وَلَا تُرَجِّيها، وَلَا تَهَبْها والنَّخْبةُ: خَوْقُ الثَّفْر، والنَّخْبَةُ: الاسْتُ؛ قَالَ: واخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْح نَخْبةَ عامِرٍ، ... فَنَجا بِهَا، وأَقَصَّها القَتْلُ وَقَالَ جَرِيرٌ: وهَلْ أَنْتَ إِلّا نَخْبةٌ مِنْ مُجاشِعٍ؟ ... تُرى لِحْيَةً مِنْ غَيْرِ دِينٍ، وَلَا عَقْل وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ أَباكِ كانَ عَبْداً جازِرا، ... ويَأْكُلُ النَّخْبَةَ والمَشافِرا «1»

_ (1). قوله [وَقَالَ الرَّاجِزُ إِنَّ أَبَاكِ إلخ] عبارة التكملة وقالت امرأة لضرتها إن أباك إلخ وفيها أيضاً النخبة، بالضم، الشربة العظيمة.

واليَنْخُوبةُ: أَيضاً الاسْتُ «1»؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا طَرَقَتْ يَنْخُوبةٌ مِنْ مُجاشعٍ والمَنْخَبةُ: اسْمُ أُمّ سُوَيْدٍ «2». والنِّخابُ: جِلْدَةُ الفُؤَاد؛ قَالَ: وأُمُّكُمْ سارِقَةُ الحِجابِ، ... آكِلَةُ الخُصْيَيْنِ والنِّخاب وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَصابَ المؤْمنَ مِنْ مَكْرُوهٍ، فَهُوَ كَفَّارة لِخَطَايَاهُ، حَتَّى نُخْبةِ النَّملةِ ؛ النُّخْبةُ: العَضَّةُ والقَرْصة. يُقَالُ نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ. والنَّخْبُ: خَرْقُ الجِلْدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبَيّ: لَا تُصِيبُ المؤمنَ مُصيبةٌ ذَعْرَةٌ، وَلَا عَثْرَةُ قَدَمٍ، وَلَا اخْتِلاجُ عِرْقٍ، وَلَا نُخْبَةُ نَمْلَةٍ، إِلا بذَنبٍ، وما يَعْفُو اللهُ أَكثرُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ مَرْفُوعًا، وَرَوَاهُ بالخاءِ وَالْجِيمِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى بِهِمَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ لِيَّةَ، فاستقبلَ نَخِباً ببصره ؛ هو اسْمُ مَوْضِعٍ هُنَاكَ. ونَخِبٌ: وادٍ بأَرض هُذَيْل؛ قَالَ أَبو ذؤَيب «3»: لَعَمْرُك، مَا خَنْساءُ تَنْسَأُ شادِناً، ... يَعِنُّ لَهَا بالجِزْع مِنْ نَخِبِ النَّجلِ أَراد: مِنْ نَجْلِ نَخِبٍ، فقَلَبَ؛ لأَنَّ النَّجْلَ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ فِي بُطون الأَوْدية جِنْسٌ، وَمِنَ المُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلى الأَجْناس، وَاللَّهُ أَعلم. نخرب: النَّخارِبُ: خُرُوقٌ كبُيوتِ الزَّنَابِيرِ، واحدُها نُخْرُوبٌ. والنَّخاريبُ أَيضاً: الثُّقَبُ الَّتِي فِيهَا الزَّنَابِيرُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ مِنَ الشَّمَعِ، وَهِيَ الَّتِي تَمُجُّ النَّحْلُ العسلَ فِيهَا؛ تَقُولُ: إِنه لأَضْيَقُ مِنَ النُّخْرُوبِ؛ وَكَذَلِكَ الثَّقْبُ فِي كُلِّ شيءٍ نُخْروبٌ. ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبها؛ وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي ثُلَاثِيًّا مِنَ الخَرابِ. والنُّخْرُوبُ: وَاحِدُ النَّخاريبِ، وَهِيَ شُقُوقُ الحجَرِ. وشَجَرَةٌ مُنَخْربَة إِذا بَلِيَتْ وصارت فيها نَخاريبُ. ندب: النَّدَبَةُ: أَثَرُ الجُرْح إِذا لَمْ يَرْتَفِعْ عَنِ الْجِلْدِ، وَالْجَمْعُ نَدَبٌ، وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ: كِلَاهُمَا جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وَقِيلَ: النَّدَبُ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ أَنْدابٌ ونُدُوبٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ، فإِنه لَا بُدَّ مِنْ أَن يَنْتَدِبَ أَي يَظْهَرَ يَوْمًا مَا؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ومُكَبَّلٍ، تَرَك الحَديدُ بساقِه ... نَدَباً مِنَ الرَّسَفانِ فِي الأَحجالِ وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وإِنَّ بالحَجَر نَدَباً سِتَّةً أَو سَبْعَةً مِن ضَرْبِهِ إِياه ؛ فَشَبَّه أَثر الضَّرْبِ فِي الحَجر بأَثر الجَرْح. وَفِي حَدِيثِ مُجاهد: أَنه قرأَ سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ؛ فَقَالَ: لَيْسَ بالنَّدَب، وَلَكِنَّهُ صُفْرَةُ الوَجْهِ والخُشُوعُ ؛ وَاسْتَعَارَهُ بعضُ الشُّعَرَاءِ للعِرْضِ، فَقَالَ: نُبِّئْتُ قَافِيَةً قِيلَتْ، تَناشَدَها ... قومٌ سأَتْرُكُ، فِي أَعْراضِهِم، نَدَبا أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ، فيُغادِرُ فِيهَا ذَلِكَ الجَرْحُ نَدَباً.

_ (1). قوله [والينخوبة أيضاً الاست] وبغير هاء مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَعشى: يَا رَخَمًا قاظ على ينخوب (2). قوله [وَالْمَنْخَبَةُ اسْمُ أُمِّ سُوَيْدٍ] هي كنية الاست. (3). قوله [قال أبو ذؤيب] أي يصف ظبية وولدها، كما في ياقوت ورواه لعمرك ما عيساء بعين مهملة فمثناة تحتية.

ونَدِبَ جُرْحُه نَدَباً، وأَنْدَبَ: صَلُبَتْ نَدَبَتُه. وجُرْحٌ نَديبٌ: مَنْدُوبٌ. وجُرْحٌ نَديبٌ أَي ذُو ندَبٍ؛ وَقَالَ ابْنُ أُم حَزْنَةَ يَصِفُ طَعْنة: فإِن قَتَلَتْه، فلَم آلهُ، ... وإِنْ يَنْجُ مِنْهَا، فَجُرْحٌ نَديبْ ونَدِبَ ظَهْرُه نَدَباً ونُدوبةً، فَهُوَ نَدِبٌ: صَارَتْ فِيهِ نُدُوبٌ. وأَنْدَبَ بظَهْره وَفِي ظَهْره: غادرَ فِيهِ نُدوباً. ونَدَبَ الميتَ أَي بَكَى عَلَيْهِ، وعَدَّدَ مَحاسِنَه، يَنْدُبه نَدْباً؛ وَالِاسْمُ النُّدْبةُ، بِالضَّمِّ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَدَبَ الْمَيِّتَ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيِّد بِبُكَاءٍ، وَهُوَ مِنَ النَّدَب لِلْجِرَاحِ، لأَنه احْتِراقٌ ولَذْعٌ مِنَ الحُزْن. والنَّدْبُ: أَن تَدْعُوَ النادِبةُ الميتَ بحُسْنِ الثناءِ في قولها: وا فُلاناهْ وا هَناه وَاسْمُ ذَلِكَ الْفِعْلِ: النُّدْبةُ، وَهُوَ مِنْ أَبواب النَّحْوِ؛ كلُّ شيءٍ فِي نِدائه وَا فَهُوَ مِنْ بَابِ النُّدْبة. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ، إِلَّا نادِبةَ سَعْدٍ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وأَن تَذْكُرَ النائحةُ الميتَ بأَحسن أَوصافه وأَفعاله. وَرَجُلٌ نَدْبٌ: خَفِيفٌ فِي الْحَاجَةِ، سريعٌ، ظَريف، نَجِيبٌ؛ وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَالْجَمْعُ نُدوبٌ ونُدَباءُ، تَوَهَّمُوا فِيهِ فَعِيلًا، فكسَّروه عَلَى فُعَلاء، وَنَظِيرُهُ سَمْحٌ وسُمَحاء؛ وَقَدْ نَدُبَ نَدابةً، وَفَرَسٌ نَدْبٌ. اللَّيْثُ: النَّدْبُ الفرسُ الْمَاضِي، نَقِيضُ البَليدِ. والنَّدْبُ: أَن يَنْدُبَ إِنسانٌ قَوْمًا إِلى أَمر، أَو حَرْبٍ، أَو مَعُونةٍ أَي يَدْعُوهم إِليه، فيَنْتَدِبُون لَهُ أَي يُجِيبونَ ويُسارِعُون. ونَدَبَ القومَ إِلى الأَمْر يَنْدُبهم نَدْباً. دَعَاهُمْ وحَثَّهم. وانْتَدَبُوا إِليه: أَسْرَعُوا؛ وانْتَدَبَ القومُ مِنْ ذَوَاتِ أَنفسهم أَيضاً، دُونَ أَن يُنْدَبُوا لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: ندَبَه للأَمْر فانْتَدَبَ لَهُ أَي دَعاه لَهُ فأَجاب. وَفِي الْحَدِيثِ: انْتَدَبَ اللهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ أَي أَجابه إِلى غُفْرانه. يُقَالُ: نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَي بَعَثْتُه ودَعَوْتُه فأَجاب. وَتَقُولُ: رَمَيْنا نَدَباً أَي رَشْقاً؛ وارْتَمَى نَدَباً أَو نَدَبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ. ونَدَبُنا يومُ كَذَا أَي يومُ انْتِدابِنا للرَّمْي. وتكلَّم فانْتَدَبَ لَهُ فلانٌ أَي عارَضَه. والنَّدَبُ: الخَطَرُ. وأَنْدَبَ نَفْسَه وَبِنَفْسِهِ: خاطَر بِهِمَا؛ قَالَ عُرْوة بنُ الوَرْد: أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، وَلَمْ أَقُمْ ... عَلَى نَدَبٍ، يَوْمًا، وَلِي نَفْسُ مُخْطِر مُعْتَمٌّ وزيدٌ: بَطْنانِ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ، وَهُمَا جَدَّاه «1». وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّبَقُ، والخَطَرُ، والنَّدَبُ، والقَرَعُ، والوَجْبُ: كُلُّه الَّذِي يُوضَعُ فِي النِّضال والرِّهانِ، فَمَنْ سَبَقَ أَخذه؛ يُقَالُ فِيهِ كُلِّه: فَعَّلَ مُشَدَّداً إِذا أَخذه. أَبو عَمْرٍو: خُذْ مَا اسْتَبَضَّ، واسْتَضَبَّ، وانْتَدَمَ، وانْتَدَبَ، ودَمَع، ودَمَغ، وأَوْهَفَ، وأَزْهَفَ، وتَسَنَّى، وفَصَّ وإِن كَانَ يَسِيرًا. والنَّدَبُ: قَبِيلَةٌ. ونَدْبةُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ أُم خُفافِ بْنُ نَدْبةَ السُّلَمِيّ، وَكَانَتْ سَوْداءَ حَبَشِيَّةً. ومَنْدُوبٌ: فَرَسُ أَبي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْل، رَكِبَه سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ فِيهِ: إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ المَنْدُوبُ أَي الْمَطْلُوبُ، وهو من النَّدَبِ،

_ (1). قوله [وهما جداه] مثله في الصحاح وقال الصاغاني هو غلط وذلك أن زيداً جدّه ومعتم ليس من أجداده وساق نسبهما.

وَهُوَ الرَّهْنُ الَّذِي يُجْعَل فِي السِّباقِ؛ وَقِيلَ سُمِّيَ بِهِ لِنَدَبٍ كَانَ فِي جِسْمه، وَهِيَ أَثَرُ الجُرْح. نرب: النَّيْرَبُ: الشَّرُّ وَالنَّمِيمَةُ؛ قَالَ الشاعرُ عَدِيُّ بْنُ خُزاعِيٍّ: ولَسْتُ بِذِي نَيْرَبٍ فِي الصَّديقِ، ... ومَنَّاعَ خَيْرٍ، وسَبَّابَها وَالْهَاءُ لِلْعَشِيرَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَصَوَابُ إِنشاده: ولستُ بِذِي نَيْرَبٍ فِي الكَلامِ، ... ومَنَّاعَ قَوْمِي، وسَبَّابَها وَلَا مَنْ إِذا كانَ فِي مَعْشَرٍ، ... أَضاعَ العَشِيرةَ، واغْتابَها ولكِنْ أُطاوِعُ ساداتِها، ... وَلَا أُعْلِمُ الناسَ أَلْقابَها ونَيْرَبَ الرجلُ: سَعَى ونَمَّ. ونَيْرَبَ الكلامَ: خَلَطه. ونَيْرَبَ، فَهُوَ يُنَيْرِبُ: وَهُوَ خَلْطُ القَوْل، كَمَا تُنَيْربُ الريحُ الترابَ عَلَى الأَرض فَتَنْسُجُه؛ وأَنشد: إِذا النَّيْرَبُ الثَّرثارُ قَالَ فأَهْجَرا وَلَا تُطْرَح الْيَاءُ مِنْهُ، لأَنها جُعِلَتْ فَصْلًا بَيْنَ الراءِ وَالنُّونِ. والنَّيْرَبُ: الرجلُ الجَلِيدُ. ورجلٌ نَيْرَبٌ وَذُو نَيْرَب أَي ذُو شَرٍّ وَنَمِيمَةٍ، ومَرَةٌ نَيرَبةٌ. أَبو عَمْرٍو: المَيربةُ النَّميمة. نزب: النَّزيبُ: صوتُ تَيْسِ الظباءِ عِنْدَ السِّفاد. ونَزَبَ الظَّبْيُ يَنْزِبُ، بِالْكَسْرِ، فِي الْمُسْتَقْبَلِ، نَزْباً ونَزيباً ونُزاباً إِذا صَوَّت، وَهُوَ صوتُ الذَّكَرِ مِنْهَا خَاصَّةً. والنَّيْزَبُ: ذَكَرُ الظباءِ والبَقَر عَنِ الهَجَرِيّ؛ وأَنشد: وظَبْيةٍ للوَحْشِ كالمُغاضِبِ، ... فِي دَوْلَجٍ ناءٍ عَنِ النَّيازِبِ والنَّزَبُ: اللَّقَبُ، مثل النَّبَزِ. نسب: النَّسَبُ: نَسَبُ القَراباتِ، وَهُوَ واحدُ الأَنْسابِ. ابْنُ سِيدَهْ: النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ: القَرابةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ فِي الْآبَاءِ خاصَّةً؛ وَقِيلَ: النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ؛ والنُّسْبَةُ: الاسمُ. التَّهْذِيبُ: النَّسَبُ يَكُونُ بالآباءِ، ويكونُ إِلى الْبِلَادِ، وَيَكُونُ فِي الصِّناعة، وَقَدِ اضْطُرَّ الشَّاعِرُ فأَسكن السِّينَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا عَمْرُو، يَا ابنَ الأَكْرَمِينَ نَسْبا، ... قَدْ نَحَبَ المَجْدُ عَلَيْكَ نَحْبا النَّحْبُ هُنَا: النَّذْرُ، والمُراهَنة، والمُخاطَرة أَي لَا يُزايلُك، فَهُوَ لَا يَقْضِي ذَلِكَ النَّذْرَ أَبداً؛ وَجَمْعُ النَّسَب أَنْسابٌ. وانْتَسَبَ واسْتَنْسَبَ: ذَكَرَ نَسَبه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سُئِلَ عَنْ نَسَبه: اسْتَنْسِبْ لَنَا أَي انْتَسِبْ لَنَا حَتَّى نَعْرفَك. ونَسَبَه يَنْسُبُه ويَنْسِبُهُ «2» نَسَباً: عَزاه. ونَسَبه: سَأَله أَن يَنْتَسِبَ. ونَسَبْتُ فُلاناً إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِبُهُ نَسْباً إِذا رَفَعْتَ فِي نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر. الْجَوْهَرِيُّ: نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه، بِالضَّمِّ، نِسْبةً ونَسْباً إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه، وانْتَسَبَ إِلى أَبيه أَي اعْتَزَى. وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّها نَسَبَتْنا، فانْتَسَبْنا لها ،

_ (2). قوله [ونسبه ينسبه] بضم عين المضارع وكسرها والمصدر النسب والنسب كالضرب والطلب كما يستفاد الأَوّل من الصحاح والمختار والثاني من المصباح واقتصر عليه المجد ولعله أهمل الأَول لشهرته واتكالًا على القياس، هذا في نسب القرابات وأما في نسيب الشعر فسيأتي أن مصدره النسب محركة والنسيب.

رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وناسَبَه: شَرِكَه فِي نَسَبِه. والنَّسِيبُ: المُناسِبُ، وَالْجَمْعُ نُسَباءُ وأَنْسِباءُ؛ وفلانٌ يناسِبُ فُلَانًا، فَهُوَ نَسِيبه أَي قَريبه. وتَنَسَّبَ أَي ادَّعَى أَنه نَسِيبُكَ. وَفِي الْمَثَلِ: القَريبُ مَن تَقَرَّبَ، لَا مَنْ تَنَسَّبَ. وَرَجُلٌ نَسِيبٌ مَنْسُوب: ذُو حَسَبٍ ونَسَبٍ. وَيُقَالُ: فلانٌ نَسِيبي، وَهُمْ أَنْسِبائي. والنَّسَّابُ: الْعَالِمُ بالنَّسَب، وَجَمْعُهُ نَسَّابونَ؛ وَهُوَ النَّسَّابةُ؛ أَدخَلوا الهاءَ لِلْمُبَالَغَةِ وَالْمَدْحِ، وَلَمْ تُلْحَقْ لتأْنيثِ الْمَوْصُوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، وإِنما لَحِقَتْ لإِعْلام السَّامِعِ أَن هَذَا الموصوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قَدْ بَلَغَ الغايةَ وَالنِّهَايَةَ، فجَعَل تأْنيثَ الصِّفَةِ أَمارة لِما أُريد مِنْ تأْنيث الغايةِ والمبالغةِ، وَهَذَا القولُ مُسْتَقْصًى فِي عَلَّامة؛ وَتَقُولُ: عِنْدِي ثلاثةُ نَسَّاباتٍ وعَلَّاماتٍ، تُريد ثلاثةَ رجالٍ، ثُمَّ جئتَ بنَسَّاباتٍ نَعْتاً لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَكَانَ رَجُلًا نَسَّابةً ؛ النَّسَّابةُ: الْبَلِيغُ الْعَالِمُ بالأَنسابِ. وَتَقُولُ: لَيْسَ بَيْنَهُمَا مُناسَبة أَي مُشاكَلةٌ. ونَسَبَ بالنساءِ، يَنْسُبُ، ويَنْسِبُ نَسَباً ونَسِيباً، ومَنْسِبة: شَبَّبَ «1» بِهِنَّ فِي الشعْر وتَغزَّل، وَهَذَا الشِّعْر أَنْسَبُ مِنْ هَذَا أَي أَرَقُّ نَسِيباً، وكأَنهم قَدْ قَالُوا: نَسيبٌ ناسِبٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، فبُني هَذَا مِنْهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: النَّسِيبُ رَقيقُ الشِّعْر فِي النساءِ؛ وأَنشد: هَلْ فِي التَّعَلُّلِ مِنْ أَسْماءَ مَن حُوبِ، ... أَم فِي القَريضِ وإِهْداءِ المَناسِيبِ؟ وأَنْسَبَتِ الريحُ: اشْتَدَّتْ، واسْتافَتِ التُّرابَ والحَصى. والنَّيْسَبُ والنَّيْسَبانُ: الطريقُ الْمُسْتَقِيمُ الواضحُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطريقُ المُسْتَدِقُّ، كطَريق النَّمْل والحَيَّةِ، وطريقِ حُمُر الوَحْش إِلى مَواردها؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لدُكَينٍ: عَيْناً، تَرى الناسَ إِليه نَيْسَبا، ... مِنْ صادرٍ أَو وارِدٍ، أَيْدي سَبَا قَالَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: نَيْسَم، بِالْمِيمِ، وَهِيَ لُغَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّيْسَبُ الَّذِي تَرَاهُ كالطَّريق مِنَ النَّمْلِ نَفْسِهَا، وَهُوَ فَيْعَلٌ؛ وَقَالَ دُكَيْنُ بنُ رَجاء الفُقَيْميُّ: عَيْناً تَرَى الناسَ إِليها نَيْسَبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالَّذِي فِي رَجزه: مُلْكاً، تَرَى الناسَ إِليه نَيْسَبا، ... مِنْ داخِلٍ وخارجٍ، أَيْدي سَبَا «2» وَيُرْوَى مِنْ صَادِرٍ أَو وَارِدٍ. وَقِيلَ: النَّيْسَبُ مَا وُجِدَ مِنْ أَثر الطَّرِيقِ. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّيْسَبُ طريقُ النَّمْلِ إِذا جاءَ منها واحدٌ فِي إِثرِ آخَرَ. وَفِي النَّوَادِرِ: نَيْسَبَ فلانٌ بَيْنَ فلانٍ وفلانٍ نَيْسَبةً إِذا أَدْبَرَ وأَقْبَلَ بَيْنَهُمَا بِالنَّمِيمَةِ وَغَيْرِهَا. ونُسَيْبٌ: اسْمُ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ. نشب: نَشِبَ الشيءُ فِي الشيءِ، بِالْكَسْرِ، نَشَباً ونُشوباً ونُشْبةً: لَمْ يَنْفُذْ؛ وأَنْشَبَه ونَشَبَه؛ قَالَ: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا فِي صُدُورِهِم، ... وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِنْ حيثُ طائرُهْ

_ (1). قوله [ومنسبة شبب إلخ] عبارة التكملة المنسب والمنسبة (بكسر السين فيهما بضبطه) النسيب في الشعر. وشعر منسوب فيه نسيب والجمع المناسيب. (2). قوله [وقال ابن بري إلخ] وعبارة التكملة والرواية ملكاً إلخ أي أعطه ملكاً.

وأَنْشَبَ الْبَازِي مَخالِبَه فِي الأَخيذَة. ونَشِبَ فلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ إِذا وَقَعَ فِيمَا لَا مَخْلَص مِنْهُ؛ وأَنشد: وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، ... أَلْفَيْتَ كلَّ تَميمةٍ لَا تَنْفَعُ ونَشَّبَ فِي الشيءِ، كنَشَّمَ؛ حَكَاهُمَا اللِّحْيَانِيُّ، بَعْدَ أَن ضَعَّفَهما. قَالَ ابْنُ الأَعرابي قَالَ الحرث بْنُ بَدْرٍ الغُدانيُّ: كنتُ مَرَّةً نُشْبَةً، وأَنا الْيَوْمَ عُقْبَةٌ أَي كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِبْتُ أَي عَلِقْتُ بإِنسان لَقِيَ مِنِّي شَرًّا، فَقَدْ أَعْقَبْتُ اليومَ، ورَجَعْتُ. والمِنْشَبُ، والجمعُ المَناشِبُ: بُسْرُ الخَشْوِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المِنْشَبُ الخَشْوُ؛ يُقَالُ: أَتَوْنا بخَشْوٍ مِنْشَبٍ يأْخُذُ بالحَلْق. اللَّيْثُ: نَشِبَ الشيءُ فِي الشيءِ نَشَباً، كَمَا يَنْشَبُ الصَّيْدُ فِي الحِبالة. الْجَوْهَرِيُّ: نَشِبَ الشيءُ فِي الشيءِ، بِالْكَسْرِ، نُشوباً أَي عَلِقَ فِيهِ؛ وأَنْشَبْتُه أَنا فِيهِ أَي أَعْلَقْتُه، فانْتَشَب؛ وأَنْشَبَ الصائدُ: أَعْلَقَ. وَيُقَالُ: نَشِبَت الحربُ بَيْنَهُمْ؛ وَقَدْ ناشَبه الحرْبَ أَي نابَذَه. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ، يَوْمَ حُنَيْنٍ: حَتَّى تَناشَبُوا حَولَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي تَضامُّوا، ونَشِبَ بعضُهم فِي بَعْضٍ أَي دَخَلَ وتَعَلَّقَ. يُقَالُ: نَشِبَ فِي الشيءِ إِذا وَقَعَ فِيمَا لَا مَخْلَص لَهُ مِنْهُ. وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ فَعَل كَذَا أَي لَمْ يَلْبَثْ؛ وحقيقتُه لَمْ يَتَعَلَّقْ بشيءٍ غَيْرِهِ، وَلَا اشْتَغَلَ بِسِوَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عائشةَ وزينبَ: لَمْ أَنْشَبْ أَن أَثْخَنْتُ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: أَنَّ الناسَ نَشِبُوا فِي قَتْلِ عُثْمَانَ أَي عَلِقُوا. يُقَالُ: نَشِبَتِ الحرْبُ بَيْنَهُمْ نُشُوباً: اشْتَبَكَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لشُرَيح: اشتريتُ سِمْسِماً، فنَشِبَ فِيهِ رجلٌ ، يَعْنِي اشْتَرَاهُ؛ فَقَالَ شُرَيْحٌ: هُوَ للأَوَّل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وتِلْكَ بَنُو عَدِيٍّ قَدْ تَأَلَّوْا، ... فَيَا عَجَبا لناشبةِ المَحالِ «1» فَسَّرَهُ فَقَالَ: ناشِبةُ المَحالِ البَكْرَةُ الَّتِي لَا تجْري «2» أَي امْتَنَعُوا مِنَّا، فَلَمْ يُعِينُونا؛ شَبَّهَهُم فِي امتِناعِهِم عَلَيْهِ، بامتِناعِ البَكْرَة مِنَ الجَرْي. والنُّشَّابُ: النَّبْلُ، واحدتُه نُشَّابة. والناشِبُ: ذُو النُّشَّاب، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ ناشِباً. والناشِبةُ: قومٌ يَرْمونَ بالنُّشَّابِ. والنُّشَّابُ: السِّهامُ. وَقَوْمٌ نَشَّابة: يَرْمُونَ بالنُّشَّابِ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى النَّسَب لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ، والنَّشَّابُ مُتَّخِذُه. والنُّشَبةُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي إِذا نَشِبَ بشيءٍ، لَمْ يَكَدْ يُفارِقُه. والنَّشَبُ والمَنْشَبةُ: المالُ الأَصيلُ مِنَ الناطقِ وَالصَّامِتِ. أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ أَسماءِ المال عندهم، النَّشَبُ والنَّشَبَةُ؛ يُقَالُ: فلانٌ ذُو نَشَبٍ، وفلانٌ مَا لَهُ نَشَبٌ. والنَّشَبُ: المالُ والعَقارُ. وأَنْشَبَتِ الريحُ: اشْتَدَّتْ وسافتِ الترابَ. وانْتَشَبَ فلانٌ طَعَامًا أَي جَمَعَه، واتَّخذ مِنْهُ نُشَباً. وانْتَشَبَ حَطَباً: جَمَعَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَنْفَدَ النملُ بالصَّرائم مَا ... جَمَّعَ، والحاطِبون مَا انتَشَبوا ونُشْبَةُ: مِنْ أَسماءِ الذِّئْب. ونُشْبة، بِالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ نُشْبة بنُ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوف بنِ سعدِ بنِ ذِبْيانَ، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (1). قوله [قد تألوا إلخ] كذا بالأَصل ونقله عنه شارح القاموس والذي في التهذيب قد تولوا. (2). قوله [الْبُكْرَةُ الَّتِي لَا تَجْرِي] قال شارح القاموس ومنه يعلم ما في كلام المجد من الإطلاق في محل التقييد.

نصب: النَّصَبُ: الإِعْياءُ مِنَ العَناءِ. والفعلُ نَصِبَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، نَصَباً: أَعْيا وتَعِبَ؛ وأَنْصَبه هُوَ، وأَنْصَبَني هَذَا الأَمْرُ. وهَمٌّ ناصِبٌ مُنْصِبٌ: ذُو نَصَبٍ، مِثْلُ تامِرٍ ولابِنٍ، وَهُوَ فاعلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنه يُنْصَبُ فِيهِ ويُتْعَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُنْصِبُني مَا أَنْصَبَها أَي يُتْعِبُني مَا أَتْعَبَها. والنَّصَبُ: التَّعَبُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كِليني لهَمٍّ، يَا أُمَيْمَةَ، ناصِبِ قَالَ: ناصِب، بِمَعْنَى مَنْصُوب؛ وَقَالَ الأَصمعي: ناصِب ذِي نَصَبٍ، مثلُ لَيْلٌ نائمٌ ذُو نومٍ يُنامُ فِيهِ، وَرَجُلٌ دارِعٌ ذُو دِرْعٍ؛ وَيُقَالُ: نَصَبٌ ناصِبٌ، مِثْلُ مَوْتٌ مائِت، وشعرٌ شَاعِرٌ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هَمٌّ ناصبٌ، هُوَ عَلَى النَّسَب. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكرة: نَصَبه الهَمُّ؛ فناصِبٌ إِذاً عَلَى الفِعْل. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ناصِبٌ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِيهِ، لأَنه يُنْصَبُ فِيهِ ويُتْعَبُ، كَقَوْلِهِمْ: لَيْلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فِيهِ، وَيَوْمٌ عاصِفٌ أَي تَعْصِفُ فِيهِ الرِّيحِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قِيلَ غَيْرُ هَذَا الْقَوْلِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ أَن يَكُونَ ناصِبٌ بِمَعْنَى مُنْصِبٍ، مِثْلَ مَكَانٌ باقلٌ بِمَعْنَى مُبْقِل، وَعَلَيْهِ قَوْلُ النَّابِغَةِ؛ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: أَلا مَنْ لِهَمٍّ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُنْصِبِ قَالَ: فناصِبٌ، عَلَى هَذَا، ومُنْصِب بِمَعْنًى. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ ناصِبٌ بِمَعْنَى مَنْصوب أَي مَفْعُولٍ فِيهِ، فَلَيْسَ بشيءٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: فإِذا فرغتَ مِنْ صَلاتِكَ، فانْصَبْ فِي الدُّعاءِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ نَصِبَ يَنْصَبُ نَصَباً إِذا تَعِبَ؛ وَقِيلَ: إِذا فَرَغْتَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، فانْصَبْ فِي النَّافِلَةِ. وَيُقَالُ: نَصِبَ الرجلُ، فَهُوَ ناصِبٌ ونَصِبٌ؛ ونَصَبَ لهُمُ الهَمُّ، وأَنْصَبَه الهَمُّ؛ وعَيْشٌ ناصِبٌ: فِيهِ كَدٌّ وجَهْدٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ الأَصمعي قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ: وغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بعيشٍ ناصِبٍ، ... وإِخالُ أَني لاحِقٌ مُسْتَتْبِعُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ الأُمَوِيِّ إِن مَعْنَى ناصِبٍ تَرَكَني مُتَنَصِّباً، فَلَيْسَ بشيءٍ؛ وعَيْشٌ ذُو مَنْصَبةٍ كَذَلِكَ. ونَصِبَ الرجلُ: جَدَّ؛ وَرَوَى بيتُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا مَا رَكْبُها نَصِبُوا ونَصَبُوا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ ناصِب: نَصَب نَحْوي أَي جَدَّ. قَالَ اللَّيْثُ: النَّصْبُ نَصْبُ الدَّاءِ؛ يُقَالُ: أَصابه نَصْبٌ مِنَ الدَّاءِ. والنَّصْبُ والنُّصْبُ والنُّصُبُ: الداءُ والبَلاءُ والشرُّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ . والنَّصِبُ: المريضُ الوَجِعُ؛ وَقَدْ نَصَبه الْمَرَضُ وأَنْصَبه. والنَّصْبُ: وَضْعُ الشيءِ ورَفْعُه، نَصَبه يَنْصِبُه نَصْباً، ونَصَّبَه فانْتَصَبَ؛ قَالَ: فباتَ مُنْتَصْباً وَمَا تَكَرْدَسا أَراد: مُنْتَصِباً، فَلَمَّا رأَى نَصِباً مِنْ مُنْتَصِبٍ، كفَخِذٍ، خَفَّفَهُ تَخْفِيفَ فَخِذٍ، فَقَالَ: مُنْتَصْباً. وتَنَصَّبَ كانْتَصَبَ. والنَّصِيبةُ والنُّصُبُ: كلُّ مَا نُصِبَ، فجُعِلَ عَلَماً. وَقِيلَ: النُّصُب جَمْعُ نَصِيبةٍ، كَسَفِينَةٍ وسُفُن، وَصَحِيفَةٍ وصُحُفٍ. اللَّيْثُ: النُّصُبُ جَمَاعَةُ النَّصِيبة، وَهِيَ عَلَامَةٌ تُنْصَبُ لِلْقَوْمِ.

والنَّصْبُ والنُّصُبُ: العَلَم المَنْصُوب. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كأَنهم إِلى نَصْبٍ يُوفِضُونَ؛ قُرِئَ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَقِيلَ: النَّصْبُ الْغَايَةُ، والأَول أَصحّ. قَالَ أَبو إِسحاق: مَن قرأَ إِلى نَصْبٍ، فمعناه إِلى عَلَمٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُون إِليه؛ وَمَنْ قرأَ إِلى نُصُبٍ، فَمَعْنَاهُ إِلى أَصنام كَقَوْلِهِ: وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ: والنَّصْبُ واحدٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهُ الأَنْصابُ. واليَنْصُوبُ: عَلم يُنْصَبُ فِي الفلاةِ. والنَّصْبُ والنُّصُبُ: كلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْجَمْعُ أَنْصابٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النُّصُبُ جَمْعٌ، وَاحِدُهَا نِصابٌ. قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ وَاحِدًا، وَجَمْعُهُ أَنْصاب. الْجَوْهَرِيُّ: النَّصْبُ مَا نُصِبَ فعُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ النُّصْب، بِالضَّمِّ، وقد يُحَرّكُ مثل عُسْر؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ... لعافيةٍ، واللهَ رَبَّكَ فاعبُدا «3» أَراد: فاعبدنْ، فَوَقَفَ بالأَلف، كَمَا تَقُولُ: رأَيت زَيْدًا؛ وَقَوْلُهُ: وَذَا النُّصُبَ، بِمَعْنَى إِياك وَذَا النُّصُبَ؛ وَهُوَ لِلتَّقْرِيبِ، كَمَا قَالَ لَبِيدٌ: وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَياةِ وطولِها، ... وسُؤَالِ هَذَا الناسِ كَيْفَ لَبيدُ وَيُرْوَى عَجُزُ بَيْتِ الأَعشى: وَلَا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا التَّهْذِيبُ، قَالَ الْفَرَّاءُ: كأَنَّ النُّصُبَ الآلهةُ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ مِنْ أَحجار. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَعَلَ الأَعشى النُّصُبَ وَاحِدًا حَيْثُ يَقُولُ: وذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تَنْسُكَنَّه والنَّصْبُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهُ الأَنْصابُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: طَوَتْها بِنَا الصُّهْبُ المَهاري، فأَصْبَحَتْ ... تَناصِيبَ، أَمثالَ الرِّماحِ بِهَا، غُبْرا والتَّناصِيبُ: الأَعْلام، وَهِيَ الأَناصِيبُ، حجارةٌ تُنْصَبُ عَلَى رُؤُوسِ القُورِ، يُسْتَدَلُّ بِهَا؛ وَقَوْلُ الشاعر: وَجَبَتْ لَهُ أُذُنٌ، يُراقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ، كناصِبةِ الشُّجاعِ المُرْصَدِ يُرِيدُ: كَعَيْنِهِ الَّتِي يَنْصِبُها لِلنَّظَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والأَنْصابُ حِجَارَةٌ كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، تُنْصَبُ فيُهَلُّ عَلَيْهَا، ويُذْبَحُ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى. وأَنْصابُ الْحَرَمِ: حُدوده. والنُّصْبةُ: السَّارِية. والنَّصائِبُ: حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَولَ الحَوض، ويُسَدُّ مَا بَيْنَهَا مِنَ الخَصاص بالمَدَرة الْمَعْجُونَةِ، وَاحِدَتُهَا نَصِيبةٌ؛ وكلُّه مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ ، وَقَوْلُهُ: وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ؛ الأَنْصابُ: الأَوثان. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرْدِفي إِلى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصاب، فذَبحنا لَهُ شَاةً، وَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرتِنا، فلَقِيَنا زيدُ بْنُ عَمْرو، فقَدَّمْنا لَهُ السُّفرةَ، فَقَالَ: لَا آكُلُ مِمَّا ذُبحَ لِغَيْرِ اللَّهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَن زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَدَعَاهُ إِلى الطَّعَامِ فَقَالَ زيدٌ: إِنَّا لَا نأْكل مِمَّا ذُبحَ عَلَى النُّصُب. قَالَ ابْنُ الأَثير، قَالَ الحربيُّ: قَوْلُهُ ذَبحنا لَهُ شاةً له وجهان:

_ (3). قوله [لعافية] كذا بنسخة من الصحاح الخط وفي نسخ الطبع كنسخ شارح القاموس لعاقبة

أَحدهما أَن يَكُونَ زَيْدٌ فَعَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَا رِضاه، إِلَّا أَنه كَانَ مَعَهُ، فنُسِب إِليه، ولأَنَّ زَيْدًا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنَ العِصْمة، مَا كَانَ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالثَّانِي أَن يَكُونَ ذَبَحَهَا لِزَادِهِ فِي خُرُوجِهِ، فَاتَّفَقَ ذَلِكَ عِنْدَ صَنَمٍ كَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُ، لَا أَنه ذَبَحَهَا لِلصَّنَمِ، هَذَا إِذا جُعِلَ النُّصُب الصَّنم، فأَما إِذا جُعِلَ الْحَجَرَ الَّذِي يُذْبَحُ عِنْدَهُ، فَلَا كَلَامَ فِيهِ، فَظَنَّ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو أَن ذَلِكَ اللَّحْمَ مِمَّا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَذْبَحُهُ لأَنصابها، فَامْتَنَعَ لِذَلِكَ، وَكَانَ زَيْدٌ يُخَالِفُ قُرَيْشًا فِي كَثِيرٍ مِنْ أُمورها، وَلَمْ يَكُنِ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ زَيْدٌ. القُتَيْبيُّ: النُّصُب صَنَم أَو حَجَرٌ، وَكَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تَنْصِبُه، تَذْبَحُ عِنْدَهُ فيَحْمَرُّ للدمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ فِي إِسلامه، قَالَ: فخَررْتُ مَغْشِيّاً عَلَيَّ ثُمَّ ارْتَفَعْتُ كأَني نُصُبٌ أَحمر ؛ يُرِيدُ أَنهم ضَرَبُوه حَتَّى أَدْمَوْه، فَصَارَ كالنُّصُب المُحْمَرِّ بِدَمِ الذَّبَائِحِ. أَبو عُبَيْدٍ: النَّصائِبُ مَا نُصِب حَوْلَ الحَوْضِ مِنَ الأَحْجار؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَرَقْناهُ فِي بَادِي النَّشِيئةِ داثرٍ، ... قَديمٍ بعَهْدِ الماءِ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ والهاءُ فِي هَرَقْناه تَعُودُ عَلَى سَجْلٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّصِيبُ الحَوْضُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّصْبُ رَفْعُك شَيْئًا تَنْصِبُه قَائِمًا مُنْتَصِباً، والكلمةُ المَنْصوبةُ يُرْفَعُ صَوْتُها إِلى الْغَارِ الأَعْلى، وكلُّ شيءٍ انْتَصَبَ بشيءٍ فَقَدْ نَصَبَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّصْبُ مَصْدَرُ نَصَبْتُ الشيءَ إِذا أَقَمته. وصَفِيحٌ مُنَصَّبٌ أَي نُصِبَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. ونَصَّبَتِ الخيلُ آذانَها: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ أَو لِلْمُبَالَغَةِ. والمُنَصَّبُ مِنَ الخَيلِ: الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى خَلْقه كُلِّه نَصْبُ عِظامه، حَتَّى يَنْتَصِبَ مِنْهُ مَا يَحْتَاجُ إِلى عَطْفه. ونَصَبَ السَّيْرَ يَنْصِبه نَصْباً: رَفَعه. وَقِيلَ: النَّصْبُ أَن يسيرَ القومُ يَوْمَهُم، وَهُوَ سَيْرٌ لَيِّنٌ؛ وَقَدْ نَصَبوا نَصْباً. الأَصمعي: النَّصْبُ أَن يَسِيرَ القومُ يومَهم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ راكِبَها، يَهْوي بمُنْخَرَقٍ ... مِنَ الجَنُوبِ، إِذا ما رَكْبُها نَصَبوا قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ جَدُّوا السَّيْرَ. وَقَالَ النَّضْرُ: النَّصْبُ أَوَّلُ السَّيْر، ثُمَّ الدَّبيبُ، ثُمَّ العَنَقُ، ثُمَّ التَزَيُّدُ، ثُمَّ العَسْجُ، ثُمَّ الرَّتَكُ، ثُمَّ الوَخْدُ، ثُمَّ الهَمْلَجَة. ابْنُ سِيدَهْ: وكلُّ شيءٍ رُفِعَ واسْتُقْبِلَ بِهِ شيءٌ، فَقَدْ نُصِبَ. ونَصَبَ هُوَ، وتَنَصَّبَ فلانٌ، وانْتَصَبَ إِذا قَامَ رَافِعًا رأْسه. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: لَا يَنْصِبُ رأْسه وَلَا يُقْنِعُه أَي لَا يَرْفَعُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ، وَالْمَشْهُورُ: لَا يُصَبِّي ويُصَوِّبُ، وَهُمَا مَذْكُورَانِ فِي مَوَاضِعِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مِنْ أَقْذَرِ الذُّنوبِ رجلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَداقَها ؛ قِيلَ للَّيْثِ: أَنَصَبَ ابنُ عُمَرَ الحديثَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَمَا عِلْمُه، لَوْلَا أَنه سَمِعَهُ مِنْهُ أَي أَسنَدَه إِليه ورَفَعَه. والنَّصْبُ: إِقامةُ الشيءِ ورَفْعُه؛ وَقَوْلُهُ: أَزَلُّ إِنْ قِيدَ، وإِنْ قامَ نَصَبْ هُوَ مِنْ ذَلِكَ، أَي إِن قَامَ رأَيتَه مُشْرِفَ الرأْس والعُنُق. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا يَكُونُ النَّصْبُ إِلا بِالْقِيَامِ. وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نُصْبُ عَيْني، هَذَا فِي الشيءِ الْقَائِمِ

الَّذِي لَا يَخْفى عليَّ، وإِن كَانَ مُلْقًى؛ يَعْنِي بِالْقَائِمِ، فِي هَذِهِ الأَخيرة: الشيءَ الظاهرَ. الْقُتَيْبِيُّ: جَعَلْتُه نُصْبَ عَيْنِي، بِالضَّمِّ، وَلَا تَقُلْ نَصْبَ عَيْنِي. ونَصَبَ لَهُ الحربَ نَصْباً: وَضَعَها. وناصَبَه الشَّرَّ والحربَ والعَداوةَ مُناصبةً: أَظهَرَهُ لَهُ ونَصَبه، وكلُّه مِنَ الانتصابِ. والنَّصِيبُ: الشَّرَكُ المَنْصوب. ونَصَبْتُ للقَطا شَرَكاً. وَيُقَالُ: نَصَبَ فلانٌ لِفُلَانٍ نَصْباً إِذا قَصَدَ لَهُ، وَعَادَاهُ، وتَجَرَّدَ لَهُ. وتَيْسٌ أَنْصَبُ: مُنْتَصِبُ القَرْنَيْنِ؛ وعَنْزٌ نَصْباءُ: بَيِّنةُ النَّصَب إِذا انْتَصَبَ قَرْناها؛ وتَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حَوْلَ الحِمار. وَنَاقَةٌ نَصْباءُ: مُرْتَفِعةُ الصَّدْر. وأُذُنٌ نَصْباءُ: وَهِيَ الَّتِي تَنْتَصِبُ، وتَدْنُو مِنَ الأُخرى. وتَنَصَّبَ الغُبارُ: ارْتَفَعَ. وثَرًى مُنَصَّبٌ: جَعْدٌ. ونَصَبْتُ القِدْرَ نَصْباً. والمِنْصَبُ: شيءٌ مِنْ حَدِيدٍ، يُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ؛ ابْنُ الأَعرابي: المِنْصَبُ مَا يُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ إِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش: النَّصْبُ، فِي القَوافي، أَن تَسْلَمَ القافيةُ مِنَ الفَساد، وتكونَ تامَّةَ البناءِ، فإِذا جاءَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ المجزوءِ، لَمْ يُسَمَّ نَصْباً، وإِن كَانَتْ قَافِيَتُهُ قَدْ تَمَّتْ؛ قَالَ: سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ العربِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا سَمَّى الخليلُ، إِنما تؤْخَذ الأَسماءُ عَنِ الْعَرَبِ؛ انْتَهَى كَلَامُ الأَخفش كَمَا حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمَّا كَانَ مَعْنَى النَّصْبِ مِنَ الانْتِصابِ، وَهُوَ المُثُولُ والإِشْرافُ والتَّطاوُل، لَمْ يُوقَعْ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الشِّعْرِ مَجْزُوءًا، لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ وعَيْبٌ لَحِقَه، وَذَلِكَ ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطاوُل. والنَّصِيبُ: الحَظُّ مِنْ كلِّ شيءٍ. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ ؛ النَّصِيب هُنَا: مَا أَخْبَرَ اللهُ مِنْ جَزائهم، نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى؛ ونحوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً؛ وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ؛ وَنَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ، فَهَذِهِ أَنْصِبَتُهم مِنَ الْكِتَابِ، عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهم فِي كُفْرِهِمْ؛ وَالْجَمْعُ أَنْصِباءُ وأَنْصِبةٌ. والنِّصْبُ: لُغَةٌ فِي النَّصِيبِ. وأَنْصَبَه: جَعَلَ لَهُ نَصِيباً. وَهُمْ يَتَناصَبُونَه أَي يَقْتَسمونه. والمَنْصِبُ والنِّصابُ: الأَصل والمَرْجِع. والنِّصابُ: جُزْأَةُ السِّكِّين، وَالْجَمْعُ نُصُبٌ. وأَنْصَبَها: جَعَلَ لَهَا نِصاباً، وَهُوَ عَجْزُ السِّكِّينِ. ونِصابُ السِّكِّينِ: مَقْبِضُه. وأَنْصَبْتُ السِّكِّينَ: جَعَلْتُ لَهُ مَقْبِضاً. ونِصابُ كلِّ شيءٍ: أَصْلُه. والمَنْصِبُ: الأَصلُ، وَكَذَلِكَ النِّصابُ؛ يُقَالُ: فلانٌ يَرْجِعُ إِلى نِصاب صِدْقٍ، ومَنْصِبِ صِدْقٍ، وأَصْلُه مَنْبِتُه ومَحْتِدُه. وهَلَكَ نِصابُ مالِ فلانٍ أَي مَا اسْتَطْرفه. والنِّصابُ مِنَ الْمَالِ: القَدْرُ الَّذِي تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ إِذا بَلَغَه، نَحْوَ مائَتَيْ دِرْهَمٍ، وخَمْسٍ مِنَ الإِبل. ونِصابُ الشَّمْسِ: مَغِيبُها ومَرْجِعُها الَّذِي تَرْجِعُ إِليه. وثَغْرٌ مُنَصَّبٌ: مُسْتَوي النِّبْتةِ كأَنه نُصبَ فسُوِّيَ. والنَّصْبُ: ضَرْبٌ مِنْ أَغانيّ الأَعراب. وَقَدْ نَصَبَ الراكبُ نَصْباً إِذا غَنَّى النَّصْبَ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَصْبُ العربِ ضَرْبٌ مِنْ أَغانِيّها.

وَفِي حَدِيثِ نَائِلٍ «1»، مَوْلَى عُثْمَانَ: فَقُلْنَا لرباحِ بْنِ المُغْتَرِفِ: لَوْ نَصَبْتَ لَنَا نَصْبَ العَرب أَي لَوْ تَغَنَّيْتَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: لَوْ غَنَّيْتَ لَنَا غِناءَ العَرَب، وَهُوَ غِناءٌ لَهُمْ يُشْبِه الحُداءَ، إِلا أَنه أَرَقُّ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّصْبُ حُداءٌ يُشْبِهُ الغِناءَ. قَالَ شَمِرٌ: غِناءُ النَّصْبِ هُوَ غِناءُ الرُّكْبانِ، وَهُوَ العَقِيرةُ؛ يُقَالُ: رَفَعَ عَقيرته إِذا غَنَّى النَّصْبَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: غِناءُ النَّصْبِ ضَرْب مِنَ الأَلْحان؛ وَفِي حَدِيثِ السائبِ بْنِ يَزِيدَ: كَانَ رَباحُ بنُ المُغْتَرِفِ يُحْسِنُ غِناءَ النَّصْبِ ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ أَغانيّ العَرب، شَبيهُ الحُداءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أُحْكِمَ مِنَ النَّشِيد، وأُقِيمَ لَحْنُه ووزنُه. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّهم كَانَ يَنْصِبُ أَي يُغَنِّي النَّصْبَ. ونَصَبَ الْحَادِي: حَدا ضَرْباً مِنَ الحُداءِ. والنَّواصِبُ: قومٌ يَتَدَيَّنُونَ ببِغْضَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. ويَنْصُوبُ: مَوْضِعٌ. ونُصَيْبٌ: الشَّاعِرُ، مصغَّر. ونَصيبٌ ونُصَيْبٌ: اسْمَانِ. ونِصابٌ: اسْمُ فَرَسٍ. والنَّصْبُ، فِي الإِعْراب: كَالْفَتْحِ، فِي البناءِ، وَهُوَ مِنْ مُواضَعات النَّحْوِيِّينَ؛ تَقُولُ مِنْهُ: نَصَبْتُ الحرفَ، فانْتَصَبَ. وغُبار مُنْتَصِبٌ أَي مُرْتَفِع. ونَصِيبينَ: اسمُ بَلَدٍ، وَفِيهِ لِلْعَرَبِ مَذْهَبَانِ: مِنْهُمْ مَن يَجْعَلُهُ اسْمًا وَاحِدًا، ويُلْزِمُه الإِعرابَ، كَمَا يُلْزم الأَسماءَ المفردةَ الَّتِي لَا تَنْصَرِفُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ نَصِيبينُ، وَمَرَرْتُ بنَصِيبينَ، ورأَيتُ نَصِيبينَ، وَالنِّسْبَةُ نَصِيبيٌّ، وَمِنْهُمْ مَن يُجْريه مُجْرى الْجَمْعِ، فَيَقُولُ هَذِهِ نَصِيبُونَ، وَمَرَرْتُ بنَصِيبينَ، ورأَيت نَصِيبينَ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي يَبْرِينَ، وفِلَسْطِينَ، وسَيْلَحِينَ، وياسمِينَ، وقِنَّسْرينَ، وَالنِّسْبَةُ إِليه، عَلَى هَذَا: نَصِيبينيٌّ، ويَبْرينيٌّ، وَكَذَلِكَ أَخواتها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَنه يُقَالُ: هَذِهِ نَصِيبينُ ونَصِيبون، وَالنِّسْبَةُ إِلى قَوْلِكَ نَصِيبين، نصيبيٌّ، وإِلى قَوْلِكَ نَصِيبُونَ، نَصِيبِينِيٌّ؛ قَالَ: وَالصَّوَابُ عَكْسُ هَذَا، لأَن نَصِيبينَ اسْمٌ مُفْرَدٌ مُعْرَبٌ بِالْحَرَكَاتِ، فإِذا نسبتَ إِليه أَبقيته عَلَى حَالِهِ، فَقُلْتَ: هَذَا رجلٌ نَصِيبينيٌّ؛ وَمَنْ قَالَ نَصِيبُونَ، فَهُوَ مُعْرَبٌ إِعراب جُمُوعِ السَّلَامَةِ، فَيَكُونُ فِي الرَّفْعِ بِالْوَاوِ، وَفِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ بالياءِ، فإِذا نَسَبْتَ إِليه، قُلْتَ: هَذَا رَجُلٌ نَصِيبيّ، فَتَحْذِفُ الْوَاوَ وَالنُّونَ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ كلُّ مَا جَمَعْتَهُ جَمْعَ السَّلَامَةِ، تَرُدُّه فِي النَّسَبِ إِلى الْوَاحِدِ، فَتَقُولُ فِي زَيْدُونَ، اسْمُ رَجُلٍ أَو بَلَدٍ: زَيْدِيٌّ، وَلَا تَقُلْ زَيْدُونِيٌّ، فَتَجْمَعُ فِي الِاسْمِ الإِعرابَين، وَهُمَا الْوَاوُ وَالضَّمَّةُ. نضب: نَضَبَ الشيءُ: سالَ. ونَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ، بِالضَّمِّ، نُضوباً، ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ فِي الأَرض؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: غارَ وبَعُدَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَعْدَدْتُ للحَوْض، إِذا مَا نَضَبا، ... بَكْرَةَ شِيزى، ومُطاطاً سَلْهَبا ونُضُوبُ الْقَوْمِ أَيضاً: بُعْدُهم. والنَّاضِبُ: الْبَعِيدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا نَضَبَ عَنْهُ البحرُ، وَهُوَ حُيٌّ، فَمَاتَ، فكُلُوه ؛ يَعْنِي حيوانَ الْبَحْرِ أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ. وَفِي حَدِيثِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْس:

_ (1). قوله [وفي حديث نائل] كذا بالأَصل كنسخة من النهاية بالهمز وفي أخرى منها نابل بالموحدة بدل الهمز.

كُنَّا عَلَى شاطئِ النَّهْرِ بالأَهواز، وَقَدْ نَضَبَ عَنْهُ الماءُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُسْتَعَارُ لِلْمَعَانِي. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَضَبَ عُمْرُه، وضَحَى ظِلُّه أَي نَفِدَ عُمْرُه، وانْقَضَى. ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضوباً: غارَتْ؛ وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ عَيْنَ النَّاقَةِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَ ما ... يُرى، فِي فُروع المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ ونَضَبَتِ المَفازةُ نُضُوباً: بَعُدَتْ؛ قَالَ: إِذا تَغالَين بسَهْمٍ ناضِبِ وَيُرْوَى: بسهمٍ ناصبِ، يَعْنِي شَوْطاً وطَلَقاً بَعِيدًا، وكلُّ بعيدٍ ناضِبٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: جَريءٌ عَلَى قَرْعِ الأَساوِدِ وَطْؤُه، ... سميعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ، والكَلْبُ ناضِبُ وجَرْيٌ ناضِبٌ أَي بعيدٌ. الأَصمعي: الناضِبُ الْبَعِيدُ، وَمِنْهُ قِيلَ للماءِ إِذا ذَهَبَ: نَضَبَ أَي بَعُدَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِن فُلَانًا لَناضِبُ الخَير أَي قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقَدْ نَضَبَ خيرُه نُضوباً؛ وأَنشد: إِذا رَأَيْنَ غَفْلةً مِنْ راقِبِ، ... يُومِينَ بالأَعْينِ والحَواجِبِ، إِيماءَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناضِبِ ونَضَبَ الخِصْبُ: قَلَّ أَو انْقَطَعَ. ونَضَبَتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً: اشْتَدَّت. ونَضَبَ الدَّبَرُ إِذا اشْتَدَّ أَثَرُهُ فِي الظَّهْر. وأَنْضَبَ القَوْسَ، لغةٌ فِي أَنْبَضَها: جَبَذَ وتَرها لتُصَوِّتَ؛ وَقِيلَ: أَنْضَبَ القوسَ إِذا جَبَذَ وتَرها، بِغَيْرِ سَهْمٍ، ثُمَّ أَرسله. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَنْضَبَ فِي قَوْسِهِ إِنْضاباً، أَصاتَها؛ مَقْلُوبٌ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِن كَانَتْ أَنْضَبَ مَقْلُوبَةً، فَلَا مَصْدَرَ لَهَا، لأَن الأَفعال الْمَقْلُوبَةَ لَيْسَتْ لَهَا مَصَادِرُ لِعِلَّةٍ قَدْ ذَكَرَهَا النَّحْوِيُّونَ: سِيبَوَيْهِ، وأَبو عَلِيٍّ، وسائرُ الحُذَّاق؛ وإِن كَانَ أَنْضَبْتُ، لُغَةً فِي أَنْبَضْتُ، فَالْمَصْدَرُ فِيهِ سَائِغٌ حَسَنٌ؛ فأَما أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا ذَا مَصْدَرٍ، كَمَا زَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ، فَمُحَالٌ. الْجَوْهَرِيُّ: أَنْضَبْتُ وتَرَ القَوْس، مِثْلَ أَنْبَضْتُه، مَقْلُوبٌ مِنْهُ. أَبو عَمْرٍو: أَنْبَضْتُ القوسَ وانْتَضَبْتُها إِذا جَذَبْتَ وتَرَها لتُصَوِّتَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تُرِنُّ إِرناناً إِذا مَا أَنْضَبا وَهُوَ إِذا مَدَّ الوتَرَ، ثُمَّ أَرسله. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ. ونَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نِباضاً، وَهُوَ تَحَرُّكُه. شَمِرٌ: نَضَّبَتِ النَّاقَةُ؛ وتَنْضِيبُها: قلةُ لَبَنِهَا وَطُولُ فُواقِها، وإِبطاءُ دِرَّتِها. والتَّنْضُبُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالْحِجَازِ، وَلَيْسَ بِنَجْدٍ مِنْهُ شيءٌ إِلا جِزْعةً وَاحِدَةً بطَرَفِ ذِقانٍ، عِنْدَ التُّقَيِّدة، وَهُوَ يَنْبُتُ ضَخْماً عَلَى هَيْئَةِ السَّرْحِ، وعيدانُه بيضٌ ضَخمة، وَهُوَ مُحْتَظَر، وورقُه مُتَقَبِّضٌ، وَلَا تَرَاهُ إِلا كأَنه يَابِسٌ مُغْبَرٌّ وإِن كَانَ نَابِتًا، وَلَهُ شَوْكٌ مِثْلُ شَوْكِ العَوْسَج، وَلَهُ جَنًى مِثْلُ العِنَبِ الصِّغَارِ، يؤْكل وَهُوَ أُحَيْمِرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: دخانُ التَّنْضُب أَبيض فِي مِثْلِ لَوْنِ الْغُبَارِ، وَلِذَلِكَ شَبَّهَتِ الشعراءُ الغُبارَ به؛ قَالَ عُقَيْل بْنُ عُلَّفة المُرِّي: وَهَلْ أَشْهَدَنْ خَيلًا، كأَنَّ غُبارَها، ... بأَسفلِ علْكَدٍّ، دَواخِنُ تَنْضُبِ؟ وَقَالَ مرَّة: التَّنْضُبُ شَجَرٌ ضِخَامٌ، لَيْسَ لَهُ وَرَقٌ، وَهُوَ يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ لَهُ خَشَبٌ ضِخام وأَفنانٌ كَثِيرَةٌ، وإِنما ورقُه قُضْبان، تأْكله الإِبل وَالْغَنَمُ.

وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: التَّنْضُبُ شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ قِصارٌ، وَلَيْسَ مِنْ شَجَرِ الشَّواهِق، تأْلفه الحَرابِيُّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ: كأَنَّ الدُّخانَ، الَّذِي غادَرَتْ ... ضُحَيّاً، دواخِنُ مِنْ تَنْضُبِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما سُمِّي بِذَلِكَ لِقِلَّةِ مَائِهِ. وأَنشد أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ لِرَجُلٍ واعدتْه امرأَةٌ، فعَثَر عَلَيْهِ أَهلُها، فَضَرَبُوهُ بالعِصِيِّ؛ فَقَالَ: رأَيْتُكِ لَا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرَةً، ... إِذا اخْتَلَفَتْ فِيَّ الهَراوَى الدَّمامِكُ فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ، مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ، أَو ضَخْمُ العَصا مِنْ رِجالِكِ وَكَانَ التَّنْضُبُ قَدِ اعْتِيد أَن تُقْطَعَ مِنْهُ العِصِيُّ الجِيادُ، وَاحِدَتُهُ تَنْضُبة؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: أَنَّى أُتِيح لَهُ حِرْباء تَنْضُبةٍ، ... لَا يُرْسِلُ الساقَ، إِلَّا مُمْسِكاً سَاقَا التَّهْذِيبُ، أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنَ الأَشجار التَّنْضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ شَجَرَةٌ ضَخْمة، تُقطع مِنْهَا العُمُد للأَخْبِيَةِ، وَالتَّاءُ زَائِدَةً، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُل؛ وَفِي الْكَلَامِ تَفعُل، مِثْلَ تَقْتُل وتَخْرُجُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا حَنَّ بَيْنَ القَوْم نَبْعٌ وتَنْضُبُ قَالَ ابْنُ سَلَمَةَ: النَّبعُ شَجَرُ القِسِيّ، وتَنْضُبُ شَجَرٌ تُتَّخَذ منه السِّهامُ. نطب: النَّواطِبُ: خُروق تُجعل فِي مِبْزَلِ الشَّراب، وَفِيمَا يُصَفَّى بِهِ الشيءُ، فيُبْتَزَلُ مِنْهُ ويَتَصَفَّى، واحدتُه ناطبةٌ؛ قَالَ: تَحلَّبَ مِنْ نَواطِبَ ذِي ابْتِزالِ وخُروقُ المِصْفاةِ تُدْعَى النَّواطِبَ؛ وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً: ذِي نَواطِبَ وابْتِزال. والمَنْطَبَةُ والمِنْطَبَةُ والمَنْطَبُ والمِنطَبُ: المِصفاةُ. ونَطَبه يَنْطُبُه نَطْباً: ضَرَبَ أُذنه بأُصْبُعِه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الأَحْمق: مَنْطَبَةٌ؛ وَقَوْلُ الجُعَيْدِ المُرادي: نَحْنُ ضَرَبْناه عَلَى نِطابهِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد؛ والأَعْرَفُ: عَلَى تَطْيابه أَي عَلَى مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الطِّيبِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُعَرِّساً بامرأَة مِنْ مُرادٍ؛ وَقِيلَ: النِّطابُ هُنَا حَبْلُ العُنُق، حَكَاهُ أَبو عَدْنان، وَلَمْ يُسمع مِن غَيْرِهِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النِّطابُ الرأْس. ابْنُ الأَعرابي: النِّطابُ حَبْلُ العاتِق؛ وأَنشد: نحنُ ضَرَبْناهُ عَلَى نِطابِه، ... قُلْنا بهِ، قُلْنا بِهِ، قُلْنا بهِ قُلْنا بِهِ أَي قتَلْناه. أَبو عَمْرٍو: النَّطْبُ نَقْرُ الأُذُن؛ يُقَالُ: نَطَبَ أُذُنَه، ونَقَرَ، وبَلَّطَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الأَزهري: النَّطْمة النَّقْرةُ مِنَ الدِّيكِ، وَغَيْرِهِ، وَهِيَ النَّطْبة، بالباءِ أَيضاً. نعب: نَعَبَ الغرابُ وَغَيْرُهُ، يَنْعَب ويَنْعِبُ نَعْباً، ونَعِيباً، ونُعاباً، وتَنْعاباً، ونَعَباناً: صاحَ وصَوَّتَ، وَهُوَ صَوْتُه؛ وَقِيلَ: مَدَّ عُنقَه، وحَرَّك رأْسَه فِي صِيَاحِهِ. وَفِي دُعاءِ داودَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: يَا رازِقَ النَّعَّابِ في عُشِّه ؛ النَّعَّابُ: الغُراب. قِيلَ: إِنَّ فَرْخَ الغُراب إِذا خَرَجَ مِنْ بَيْضِه، يَكُونُ أَبيضَ كالشَّحْمة، فإِذا رآهُ الغُراب أَنكره وَتَرَكَهُ، وَلَمْ يَزُقَّه، فيسوقُ اللَّهُ إِليه البَقَّ، فيَقَعُ

عَلَيْهِ لزُهُومة رِيحِهِ، فيَلْقُطُها ويَعيشُ بِهَا إِلى أَن يَطْلُع ريشُه ويَسْوَدَّ، فيُعاوِدَه أَبوه وأُمُّه. وَرُبَّمَا قَالُوا: نَعَبَ الدِّيكُ، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقَهْوَةٍ صَهْباءَ، باكَرْتُها ... بجُهْمةٍ، والديكُ لَمْ يَنْعَبِ ونَعَبَ المُؤَذِّنُ كَذَلِكَ. وأَنْعَبَ الرجلُ إِذا نَعَرَ فِي الفِتَنِ. والنَّعِيبُ أَيضاً: صَوْتُ الْفَرَسِ. والنَّعْبُ: السيرُ السَّرِيعُ. وَفَرَسٌ مِنْعَبٌ: جَوادٌ، يَمُدُّ عُنُقَه، كَمَا يَفعَل الغُرابُ؛ وَقِيلَ: المِنْعَبُ الَّذِي يَسْطُو برأْسه، وَلَا يَكُونُ فِي حُضْرِه مَزيدٌ. والمِنْعَبُ: الأَحْمَقُ المُصَوِّتُ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فلِلسَّاقِ أُلْهُوبٌ، وللسَّوْطِ دِرَّةٌ، ... وللزَّجْرِ مِنه وَقْعُ أَهْوَجَ مِنْعَبِ والنَّعْبُ: مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ وَقِيلَ: النَّعْبُ أَن يُحَرِّكَ البعيرُ رأْسَه إِذا أَسرعَ، وَهُوَ مِنْ سَيْرِ النَّجائبِ، يَرْفَعُ رأْسه، فيَنْعَبُ نَعَباناً. ونَعَبَ البعيرُ يَنْعَبُ نَعْباً: وَهُوَ ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ، وَقِيلَ مِن السُّرْعة، كالنَّحْب. وَنَاقَةٌ ناعبةٌ، ونَعُوبٌ، ونَعَّابة، ومِنْعَبٌ: سَرِيعَةٌ، وَالْجَمْعُ نُعُبٌ؛ يُقَالُ: إِنَّ النَّعْبَ تحَرُّكُ رأْسِها، فِي المَشْيِ، إِلى قُدَّام. وريحٌ نَعْبٌ: سريعةُ المَرِّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: أَحْدَرْنَ، واسْتَوَى بهنَّ السَّهْبُ، ... وعارَضَتْهُنّ جَنُوبٌ نَعْبُ وَلَمْ يُفَسِّرْ هُوَ النَّعْبَ، وإِنما فَسَّرَهُ غَيْرُهُ: إِما ثعلبٌ، وإِما أَحدُ أَصحابه. وَبَنُو ناعِبٍ: حَيٌّ. وَبَنُو ناعِبةَ: بطنٌ منهم. نغب: نَغَبَ الإِنسانُ الرِّيقَ يَنْغَبُه ويَنْغُبه نَغْباً: ابْتلعه. ونَغَبَ الطائرُ يَنْغَبُ نَغْباً: حَسا مِنَ الماءِ؛ وَلَا يُقَالُ شَرِبَ. اللَّيْثُ: نَغَبَ الإِنسانُ يَنْغَبُ ويَنْغُب نَغْباً: وَهُوَ الابْتِلاعُ لِلرِّيقِ والماءِ نَغْبةً بَعْدَ نَغْبةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَغِبْتُ مِنَ الإِناءِ، بِالْكَسْرِ، نَغْباً أَي جَرَعْتُ مِنْهُ جَرْعاً. ونَغَبَ الإِنسانُ فِي الشُّرْب، يَنْغُبُ نَغْباً: جَرَعَ؛ وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ. والنَّغْبة والنُّغْبة، بِالضَّمِّ: الجَرْعة، وَجَمْعُهَا نُغَبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا زلَجَتْ عَنْ كلِّ حَنجَرَةٍ ... إِلى الغَليلِ، وَلِمَ يَقْصَعْنَه، نُغَبُ وَقِيلَ: النَّغْبة المَرَّة الواحدةُ. والنُّغْبة: الاسمُ، كَمَا فُرِقَ بَيْنَ الجَرْعةِ والجُرْعة، وسائِر أَخواتها بِمِثْلِ هَذَا؛ وَقَوْلُهُ: فَبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلى مُثابِرةً، ... حَتَّى اسْتَقَتْ، دُونَ مَحْنى جِيدِها، نُغَما إِنما أَراد نُغَباً، فأَبدل الْمِيمَ مِنَ الباءِ لِاقْتِرَابِهِمَا. والنَّغْبة: الجَوْعةُ، وإِقْفارُ الحَيِّ. وَقَوْلُهُمْ: مَا جُرِّبَتْ عَلَيْهِ نُغْبةٌ قَطُّ أَي فَعْلة قبيحةٌ. نقب: النَّقْبُ: الثَّقْبُ فِي أَيِّ شيءٍ كَانَ، نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً. وشيءٌ نَقِيبٌ: مَنْقُوب؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَرِقْتُ لذِكْرِه، مِنْ غيرِ نَوْبٍ، ... كَما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ يَعْنِي بالمَوْشِيِّ يَراعةً. ونَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً؛ وَاسْمُ تِلْكَ النَّقْبة نَقْبٌ أَيضاً. ونَقِبَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، إِذا رَقَّتْ أَخْفافُه. وأَنْقَبَ الرجلُ إِذا نَقِبَ بعيرُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ،

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتاه أَعرابيّ فَقَالَ: إِني عَلَى نَاقَةٍ دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ، واسْتَحْمَله فَظَنَّهُ كَاذِبًا، فَلَمْ يَحْمِلْه، فانطَلَقَ وَهُوَ يَقُولُ: أَقْسَمَ باللهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: ... مَا مَسَّها مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ أَراد بالنَّقَبِ هَاهُنَا: رِقَّةَ الأَخْفافِ. نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ، فَهُوَ نَقِبٌ. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ قَالَ لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ أَي نَقِبَ بعيرُك ودَبِرَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِع أَي يَرْفُقْ بِهِمَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الجَرَب. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: فنَقبَتْ أَقْدامُنا أَي رَقَّتْ جُلودُها، وتَنَفَّطَتْ مِنَ المَشْيِ. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً: تَخَرَّقَ، وَقِيلَ: حَفِيَ. ونَقِبَ خُفُّ الْبَعِيرِ نَقَباً إِذا حَفِيَ حَتَّى يَتَخَرَّقَ فِرْسِنُه، فَهُوَ نَقِبٌ؛ وأَنْقَبَ كَذَلِكَ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وَقَدْ أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبَ خُفُّها، ... مَناسِمُها لَا يَسْتَبِلُّ رَثِيمُها أَراد: ومَناسِمُها، فَحَذَفَ حَرْفَ الْعَطْفِ، كَمَا قَالَ: قَسَمَا الطَّارِفَ التَّلِيدَ؛ وَيُرْوَى: أَنْقَبُ خُفِّها مَناسِمُها. والمَنْقَبُ مِنَ السُّرَّة: قُدَّامُها، حَيْثُ يُنْقَبُ البَطْنُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْفَرَسِ؛ وَقِيلَ: المَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ الْفَرَسَ: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه، ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بتُرْسٍ، شَدِيدِ الصِّفَاقِ، ... مِنْ خَشَبِ الجَوْز، لَمْ يُثْقَبِ والمِنْقَبةُ: الَّتِي يَنْقُب بِهَا البَيْطارُ، نادرٌ. والبَيْطارُ يَنْقُبُ فِي بَطْنِ الدَّابَّةِ بالمِنْقَبِ فِي سُرَّته حَتَّى يَسيل مِنْهُ مَاءٌ أَصْفر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كالسِّيدِ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه، ... وَلَمْ يَسِمْه، وَلِمَ يَلْمِسْ لَهُ عَصَبا ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّة الدَّابَّةِ؛ وَتِلْكَ الحديدةُ مِنْقَبٌ، بِالْكَسْرِ؛ وَالْمَكَانُ مَنْقَبٌ، بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لمُرَّة بْنِ مَحْكَانَ: أَقَبّ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه، ... وَلَمْ يَدِجْهُ، وَلَمْ يَغْمِزْ لَهُ عَصَبا وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه اشْتَكَى عَيْنَه، فكَرِهَ أَنْ يَنْقُبَها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: نَقْبُ العَيْنِ هُوَ الَّذِي تُسَمِّيه الأَطباءُ القَدْح، وَهُوَ مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الَّذِي يَحْدُثُ فِي الْعَيْنِ؛ وأَصله أَن يَنْقُر البَيْطارُ حَافِرَ الدَّابَّةِ ليَخْرُجَ مِنْهُ مَا دَخل فِيهِ. والأَنْقابُ: الآذانُ، لَا أَعْرِفُ لَهَا وَاحِدًا؛ قَالَ القَطامِيُّ: كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً ... أَنْقابُهُنَّ، إِلى حُداءِ السُّوَّقِ وَيُرْوَى: أَنَقاً بِهنَّ أَي إِعْجاباً بِهنَّ. التَّهْذِيبُ: إِن عَلَيْهِ نُقْبةً أَي أَثَراً. ونُقْبةُ كُلِّ شيءٍ: أَثَرُه وهَيْأَتُهُ. والنُّقْبُ والنُّقَبُ: القِطَعُ المتفرّقَةُ مِنَ الجَرَب، الْوَاحِدَةُ نُقْبة؛ وَقِيلَ: هِيَ أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنَ الجَرَب؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: مُتَبَذِّلًا، تَبدُو مَحاسِنُه، ... يَضَعُ الهِناءَ مواضِعَ النُّقْبِ وَقِيلَ: النُّقْبُ الجَربُ عَامَّةً؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَ أَبي محمدٍ، الحَذْلَمِيِّ: وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عَنْ لِثامِها

يَقُولُ: تُبْرِئُ مِنَ الجَرَب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا يُعْدي شيءٌ شَيْئًا؛ فَقَالَ أَعرابيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النُّقْبةَ تَكُونُ بِمِشْفَرِ البَعيرِ، أَو بذَنَبِه فِي الإِبل الْعَظِيمَةِ، فتَجْرَبُ كُلُّها؛ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا أَعْدى الأَوّلَ؟ قَالَ الأَصمعي: النُّقْبةُ هِيَ أَوَّل جَرَبٍ يَبْدُو؛ يُقَالُ لِلْبَعِيرِ: بِهِ نُقْبة، وَجَمْعُهَا نُقْبٌ، بِسُكُونِ الْقَافِ، لأَنها تَنْقُبُ الجِلْد أَي تَخْرِقُه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والنُّقْبةُ، فِي غَيْرِ هَذَا، أَن تُؤْخذَ القِطْعةُ مِنَ الثَّوْبِ، قَدْرَ السَّراويلِ، فتُجْعل لَهَا حُجْزةٌ مَخِيطَةٌ، مِنْ غَيْرِ نَيْفَقٍ، وتُشَدّ كَمَا تُشَدُّ حُجْزةُ السَّرَاوِيلِ، فإِذا كَانَ لَهَا نَيْفَقٌ وساقانِ فَهِيَ سَرَاوِيلُ، فإِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا نَيْفَقٌ، وَلَا ساقانِ، وَلَا حُجْزة، فَهُوَ النِّطاقُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: النُّقْبَةُ أَوَّلُ بَدْءِ الجَرَب، تَرَى الرُّقْعَة مِثْلَ الكَفِّ بجَنْبِ البَعير، أَو وَرِكِه، أَو بِمِشْفَره، ثُمَّ تَتَمَشَّى فِيهِ، حتَّى تُشْرِيَه كُلَّهُ أَي تَمْلأَه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ فَحْلًا: فاسْوَدَّ، مِنْ جُفْرتِه، إِبْطاها، ... كَمَا طَلى، النُّقْبةَ، طالِياها أَي اسْوَدَّ مِنَ العَرَق، حينَ سَالَ، حَتَّى كأَنه جَرِبَ ذَلِكَ الموضعُ، فطُلِيَ بالقَطِرانِ فاسْوَدَّ مِنَ العَرَق؛ والجُفْرةُ: الوَسَطُ. والناقِبةُ: قُرْحة تَخْرُجُ بالجَنْب. ابْنُ سِيدَهْ: النُّقْب قرْحة تَخْرج فِي الجَنْب، وتَهْجُمُ عَلَى الْجَوْفِ، ورأْسُها مِنْ دَاخِلٍ. ونَقَبَتْه النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً: أَصابته فبَلَغَتْ مِنْهُ، كنَكَبَتْه. والناقبةُ: داءٌ يأْخذ الإِنسانَ، مِنْ طُول الضَّجْعة. والنُّقْبة: الصَّدَأُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والنُّقْبة صَدَأُ السيفِ والنَّصْلِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: جُنُوءَ الهالِكِيِّ عَلَى يَدَيْهِ، ... مُكِبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ وَيُرْوَى: جُنُوحَ الهالِكِيِّ. والنَّقْبُ والنُّقْبُ: الطريقُ، وَقِيلَ: الطريقُ الضَّيِّقُ فِي الجَبل، وَالْجَمْعُ أَنْقابٌ، ونِقابٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِابْنِ أَبي عَاصِيَةَ: تَطَاوَلَ لَيْلي بالعراقِ، وَلَمْ يَكُنْ ... عَليَّ، بأَنْقابِ الحجازِ، يَطُولُ وَفِي التَّهْذِيبِ، فِي جَمْعِهِ: نِقَبةٌ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ الجُرْفُ، وجَمْعُه جِرَفَةٌ. والمَنْقَبُ والمَنْقَبةُ، كالنَّقْبِ؛ والمَنْقَبُ، والنِّقابُ: الطَّرِيقُ فِي الغَلْظِ؛ قَالَ: وتَراهُنَّ شُزَّباً كالسَّعالي، ... يَتَطَلَّعْنَ مِنْ ثُغُورِ النِّقابِ يَكُونُ جَمْعًا، وَيَكُونُ وَاحِدًا. والمَنْقَبة: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ بَيْنَ دارَيْنِ، لَا يُسْتطاع سُلوكُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شُفْعةَ فِي فَحْل، وَلَا مَنْقَبةٍ ؛ فسَّروا المَنْقبةَ بِالْحَائِطِ، وسيأْتي ذِكْرُ الْفَحْلِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: لَا شُفْعةَ فِي فِناءٍ، وَلَا طريقٍ، وَلَا مَنْقَبة ؛ المَنْقَبةُ: هِيَ الطَّرِيقُ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، كأَنه نُقِبَ مِنْ هَذِهِ إِلى هَذِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ الَّتِي تَعْلُو أَنْشازَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنهم فَزِعُوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَقَالَ: أَرْجُو أَن لَا يَطْلُع إِلينا نِقابَها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جُمَعُ نَقْبٍ، وَهُوَ الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ أَراد أَنه لَا يَطْلُع إِلينا مِنْ طُرُق الْمَدِينَةِ، فأَضْمَر عَنْ غَيْرِ مَذْكُورٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: عَلَى أَنْقابِ المدينةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُها الطاعُونُ، وَلَا الدجالُ ؛ هُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ للنَّقْب.

والنَّقْبُ: أَن يَجْمَعَ الفرسُ قَوَائِمَهُ فِي حُضْرِه وَلَا يَبْسُطَ يَدَيْهِ، وَيَكُونَ حُضْرُه وَثْباً. والنَّقِيبةُ النَّفْسُ؛ وَقِيلَ: الطَّبيعَة؛ وَقِيلَ: الخَليقةُ. والنَّقِيبةُ: يُمْنُ الفِعْل. ابْنُ بُزُرْجَ: مَا لَهُمْ نَقِيبةٌ أَي نَفاذُ رَأْيٍ. وَرَجُلٌ مَيْمونُ النَّقِيبة: مباركُ النَّفْسِ، مُظَفَّرٌ بِمَا يُحاوِلُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ مَيْمونَ الأَمْرِ، يَنْجَحُ فِيمَا حاوَل ويَظْفَرُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا كَانَ مَيْمُون المَشُورة. وَفِي حَدِيثِ مَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو: أَنه مَيْمُونُ النَّقِيبة أَي مُنْجَحُ الفِعَال، مُظَفَّرُ المَطالب. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ عَرَكَ: يُقَالُ فُلَانٌ مَيْمُونُ العَريكَة، والنَّقِيبة، والنَّقِيمة، والطَّبِيعَةِ؛ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمَنْقَبة: كَرَمُ الفِعْل؛ يُقَالُ: إِنه لكريمُ المَناقِبِ مِنَ النَّجَدَاتِ وَغَيْرِهَا؛ والمَنْقَبةُ: ضِدُّ المَثْلَبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّقِيبةُ مِنَ النُّوقِ المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً، بَيِّنةُ النِّقابةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، إِنما هِيَ الثَّقِيبَةُ، وَهِيَ الغَزيرَةُ مِنَ النُّوق، بالثاءِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: نَاقَةٌ نَقِيبةٌ، عظيمةُ الضَّرْع. والنُّقْبةُ: مَا أَحاطَ بِالْوَجْهِ مِنْ دَوائره. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَقِيلَ لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليكِ؟ قَالَتِ: الحَديدَةُ الرُّكْبةِ، القَبيحةُ النُّقْبةِ، الحاضِرَةُ الكِذْبةِ؛ وَقِيلَ: النُّقْبة اللَّوْنُ والوَجْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا: ولاحَ أَزْهَرُ مَشْهُورٌ بنُقْبَتهِ، ... كأَنَّه، حِينَ يَعْلُو عاقِراً، لَهَبُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فلانٌ مَيْمُونُ النَّقِيبة والنَّقِيمة أَي اللَّوْنِ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ نِقابُ المرأَةِ لأَنه يَسْتُر نِقابَها أَي لَوْنَها بلَوْنِ النِّقابِ. والنُّقْبةُ: خِرْقةٌ يُجْعَلُ أَعلاها كَالسَّرَاوِيلِ، وأَسْفَلُها كالإِزار؛ وَقِيلَ: النُّقْبةُ مِثْلُ النِّطَاقِ، إِلا أَنه مَخِيطُ الحُزَّة نَحْوُ السَّراويلِ؛ وَقِيلَ: هِيَ سَرَاوِيلُ بِغَيْرِ ساقَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: النُّقْبة ثَوْبٌ كالإِزار، يُجْعَلُ لَهُ حُجْزة مَخِيطةٌ مِنْ غَيْرِ نَيْفَقٍ، ويُشَدُّ كَمَا يُشَدُّ السَّرَاوِيلُ. ونَقَبَ الثوبَ يَنْقُبه: جَعَلَهُ نُقْبة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها ؛ هِيَ السراويلُ الَّتِي تَكُونُ لَهَا حُجْزةٌ، مِنْ غَيْرِ نَيْفَقٍ، فإِذا كَانَ لَهَا نَيْفَقٌ، فَهِيَ سَراويلُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ مَوْلاةَ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَت مِنْ كُلِّ شيءٍ لَهَا، وكلِّ ثَوْبٍ عَلَيْهَا، حَتَّى نُقْبَتِها، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ. والنِّقابُ: القِناع عَلَى مارِنِ الأَنْفِ، وَالْجَمْعُ نُقُبٌ. وَقَدْ تَنَقَّبَتِ المرأَةُ، وانْتَقَبَتْ، وإِنها لَحَسَنة النِّقْبة، بِالْكَسْرِ. والنِّقابُ: نِقابُ المرأَة. التَّهْذِيبُ: والنِّقابُ عَلَى وُجُوهٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ نِقابَها إِلى عَيْنها، فَتِلْكَ الوَصْوَصَةُ، فإِن أَنْزَلَتْه دُونَ ذَلِكَ إِلى المَحْجِرِ، فَهُوَ النِّقابُ، فإِن كَانَ عَلَى طَرَفِ الأَنْفِ، فَهُوَ اللِّفَامُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النِّقابُ عَلَى مارِنِ الأَنْفِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِين: النِّقاب مُحْدَثٌ؛ أَراد أَنَّ النساءَ مَا كُنَّ يَنْتَقِبْنَ أَي يَخْتَمِرْن؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ هَذَا وجهَ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّ النِّقابُ، عِنْدَ الْعَرَبِ، هُوَ الَّذِي يَبْدُو مِنْهُ مَحْجِرُ الْعَيْنِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ إِبداءَهُنَّ المَحَاجِرَ مُحْدَثٌ، إِنما كَانَ النِّقابُ لاحِقاً بِالْعَيْنِ، وَكَانَتْ تَبْدُو إِحدى الْعَيْنَيْنِ، والأُخْرَى مَسْتُورَةٌ، والنِّقابُ لَا يَبْدُو مِنْهُ إِلا الْعَيْنَانِ، وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَهُمُ الوَصْوَصَةَ، والبُرْقُعَ، وَكَانَ مِنْ لباسِ النساءِ، ثُمَّ أَحْدَثْنَ النِّقابَ بعدُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ: بأَعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النُّقَبْ [النِّقَبْ]، ... شَكْلِ التِّجارِ، وحَلالِ المُكْتَسَبْ يُرْوَى: النُّقَبَ والنِّقَبَ؛ رَوَى الأُولى سِيبَوَيْهِ، وَرَوَى الثانيةَ الرِّياشِيُّ؛ فَمَن قَالَ النُّقَب، عَنَى

دوائرَ الْوَجْهِ، ومَن قَالَ النِّقَب، أَرادَ جمعَ نِقْبة، مِن الانتِقاب بالنِّقاب. والنِّقاب: الْعَالِمُ بالأُمور. وَمِنْ كَلَامِ الْحَجَّاجِ فِي مُناطَقَتِه للشَّعْبِيِّ: إِن كَانَ ابنُ عَبَّاسٍ لنِقاباً، فَمَا قَالَ فِيهَا؟ وَفِي رِوَايَةٍ: إِن كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لمِنْقَباً. النِّقابُ، والمِنْقَبُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ: الرَّجُلُ الْعَالِمُ بالأَشياءِ، الكثيرُ البَحْثِ عَنْهَا، والتَّنْقِيبِ عَلَيْهَا أَي مَا كَانَ إِلا نِقاباً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّقابُ هُوَ الرَّجُلُ العَلَّامة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الرَّجُل العالمُ بالأَشياءِ، المُبَحِّث عَنْهَا، الفَطِنُ الشَّديدُ الدُّخُولِ فِيهَا؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر يَمْدَحُ رَجُلًا: نَجِيحٌ جَوادٌ، أَخُو مَأْقِطٍ، ... نِقابٌ، يُحَدِّثُ بالغائِبِ وَهَذَا الْبَيْتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: كَرِيمٌ جَوَادٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالرِّوَايَةُ: نَجِيحٌ مَلِيحٌ، أَخو مأْقِطٍ قَالَ: وإِنما غَيَّرَهُ مَنْ غَيَّرَهُ، لأَنه زَعَمَ أَن الْمَلَاحَةَ الَّتِي هِيَ حُسْن الخَلْق، لَيْسَتْ بِمَوْضِعٍ لِلْمَدْحِ فِي الرِّجَالِ، إِذ كَانَتِ المَلاحة لَا تَجْرِي مَجْرَى الْفَضَائِلِ الْحَقِيقِيَّةِ، وإِنما المَليحُ هُنَا هُوَ المُسْتَشْفَى برأْيه، عَلَى مَا حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، قَالَ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قريشٌ مِلْح الناسِ أَي يُسْتَشْفَى بِهِمْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المَلِيحُ فِي بَيْتِ أَوْسٍ، يُرادُ بِهِ المُسْتَطابُ مُجالَسَتُه. ونَقَّبَ فِي الأَرض: ذَهَبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ؟ قَالَ الفَرَّاء: قرأَه القُراء فَنَقَّبوا «2»، مُشَدَّداً؛ يَقُولُ: خَرَقُوا البلادَ فَسَارُوا فِيهَا طَلَباً للمَهْرَبِ، فَهَلْ كَانَ لَهُمْ محيصٌ مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: وَمَنْ قرأَ فنَقِّبوا، بِكَسْرِ الْقَافِ، فإِنه كَالْوَعِيدِ أَي اذْهَبُوا فِي الْبِلَادِ وجِيئُوا؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فنَقِّبُوا، طَوِّفُوا وفَتِّشُوا؛ قَالَ: وقرأَ الْحَسَنُ فنَقَبُوا، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ نَقَّبْتُ فِي الآفاقِ، حَتَّى ... رَضِيتُ مِنَ السَّلامةِ بالإِيابِ أَي ضَرَبْتُ فِي البلادِ، أَقْبَلْتُ وأَدْبَرْتُ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْقَبَ الرجلُ إِذا سَارَ فِي الْبِلَادِ؛ وأَنْقَبَ إِذا صَارَ حاجِباً؛ وأَنْقَبَ إِذا صَارَ نَقِيباً. ونَقَّبَ عَنِ الأَخْبار وَغَيْرِهَا: بَحَثَ؛ وَقِيلَ: نَقَّبَ عَنِ الأَخْبار: أَخْبر بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني لَمْ أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلُوبِ الناسِ أَي أُفَتِّشَ وأَكْشِفَ. والنَّقِيبُ: عَريفُ الْقَوْمُ، والجمعُ نُقَباءُ. والنَّقيب: العَريفُ، وَهُوَ شاهدُ الْقَوْمِ وضَمِينُهم؛ ونَقَبَ عَلَيْهِمْ يَنْقُبُ نِقابةً: عَرَف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً . قَالَ أَبو إِسحاق: النَّقِيبُ فِي اللغةِ كالأَمِينِ والكَفِيلِ. وَيُقَالُ: نَقَبَ الرجلُ عَلَى القَومِ يَنْقُبُ نِقابةً، مِثْلَ كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً، فَهُوَ نَقِيبٌ؛ وَمَا كَانَ الرجلُ نَقِيباً، وَلَقَدْ نَقُبَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا أَردتَ أَنه لَمْ يَكُنْ نَقِيباً ففَعَل، قُلْتَ: نَقُبَ، بِالضَّمِّ، نَقابة، بِالْفَتْحِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: النِّقَابَةُ، بِالْكَسْرِ، الِاسْمُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ، مِثْلُ الوِلاية والوَلاية. وَفِي حَدِيثِ عُبادة بْنِ الصَّامِتِ: وَكَانَ مِنَ النُّقباءِ ؛ جَمْعُ نَقِيبٍ، وَهُوَ كالعَرِيف عَلَى الْقَوْمِ، المُقَدَّم عَلَيْهِمُ، الَّذِي يَتَعَرَّف أَخْبَارَهم، ويُنَقِّبُ عَنْ أَحوالهم أَي يُفَتِّشُ. وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ جَعلَ، ليلةَ العَقَبَةِ، كلَّ وَاحِدٍ مِنَ الجماعة الذين

_ (2). قوله [قرأه الفراء إلخ] ذكر ثلاث قراءات: نقبوا بفتح القاف مشددة ومخخفة وبكسرها مشددة، وفي التكملة رابعة وهي قراءة مقاتل بن سليمان فنقبوا بكسر القاف مخففة أي ساروا في الأنقاب حتى لزمهم الوصف به.

بَايَعُوهُ بِهَا نَقيباً عَلَى قَوْمِهِ وَجَمَاعَتِهِ، ليأْخُذوا عَلَيْهِمُ الإِسلامَ ويُعَرِّفُوهم شَرائطَه، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ نَقيباً كُلُّهُمْ مِنَ الأَنصار، وَكَانَ عُبادة بْنُ الصَّامِتِ مِنْهُمْ. وَقِيلَ: النَّقِيبُ الرئيسُ الأَكْبَرُ. وَقَوْلُهُمْ: فِي فلانٍ مَنَاقِب جميلةٌ أَي أَخْلاقٌ. وَهُوَ حَسَنُ النَّقِيبةِ أَي جميلُ الْخَلِيقَةِ. وإِنما قِيلَ للنَّقِيب نَقيبٌ، لأَنه يَعْلَمُ دخيلةَ أَمرِ الْقَوْمِ، وَيَعْرِفُ مَناقبهم، وَهُوَ الطريقُ إِلى مَعْرِفَةِ أُمورهم. قَالَ: وَهَذَا الْبَابُ كلُّه أَصلُه التأْثِيرُ الَّذِي لَهُ عُمْقٌ ودُخُولٌ؛ وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ: نَقَبْتُ الْحَائِطَ أَي بَلغت فِي النَّقْب آخرَه. وَيُقَالُ: كَلْبٌ نَقِيبٌ، وَهُوَ أَن يَنْقُبَ حَنْجَرَةَ الكلبِ، أَو غَلْصَمَتَه، ليَضْعُفَ صوتُه، وَلَا يَرْتَفِع صوتُ نُباحِه، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ البُخلاء مِنَ الْعَرَبِ، لِئَلَّا يَطْرُقَهم ضَيْفٌ، بِاسْتِمَاعِ نُباح الْكِلَابِ. والنِّقَابُ: البطنُ. يُقَالُ فِي المَثل، فِي الِاثْنَيْنِ يَتَشَابَهانِ: فَرْخَانِ فِي نِقابٍ. والنَّقِيبُ: المِزْمارُ. وناقَبْتُ فُلَانًا إِذا لَقِيتَه فَجْأَةً. ولَقِيتُه نِقاباً أَي مُواجَهة؛ وَمَرَرْتُ عَلَى طَرِيقٍ فَناقَبَني فِيهِ فلانٌ نِقاباً أَي لَقِيَني عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، وَلَا اعْتِمَادٍ. وورَدَ الماءَ نِقاباً، مِثْلُ التِقاطاً إِذا ورَد عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُرَ بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ. ونَقْبٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سُلَيْكُ بنُ السُّلَكَة: وهُنَّ عِجَالٌ مِنْ نُباكٍ، وَمِنْ نَقْبِ نكب: نَكَبَ عَنِ الشيءِ وَعَنِ الطَّرِيقِ يَنْكُب نَكْباً ونُكُوباً، ونَكِبَ نَكَباً، ونَكَّبَ، وتَنَكَّبَ: عَدَلَ؛ قَالَ: إِذا مَا كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى، ... فَنَكِّبْ كلَّ مُحْتِرةٍ صَناعِ وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَعراب، وَقَدْ كَبِرَ، وَكَانَ فِي دَاخِلِ بَيْتِهِ، ومَرَّتْ سَحابةٌ: كيفَ تَراها يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: أَراها قَدْ نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: هُمَا إِبلانِ، فِيهِمَا مَا عَلِمْتُمُ، ... فَعَنْ أَيِّها، مَا شِئْتُمُ، فتَنَكَّبُوا عدَّاه بِعَنْ، لأَن فِيهِ مَعْنَى اعْدلوا وتباعَدُوا، وَمَا زَائِدَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ نَكَبَ فلانٌ عَنِ الصَّوَابِ يَنْكُبُ نُكُوباً إِذا عَدَل عَنْهُ. ونَكَّبَ عَنِ الصَّوَابِ تَنْكِيبًا، ونَكَّبَ غيرَه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِهُنَيّ مَوْلَاهُ: نَكِّبْ عَنَّا ابْنِ أُمّ عَبدٍ أَي نَحِّه عَنَّا. وتَنَكَّبَ فلانٌ عَنَّا تَنَكُّباً أَي مَالَ عَنَّا. الْجَوْهَرِيُّ: نَكَّبه تَنْكيباً أَي عَدَل عَنْهُ وَاعْتَزَلَهُ. وتَنَكَّبَه أَي تَجَنَّبَه. ونَكَّبَه الطريقَ، ونَكَّبَ بِهِ: عَدَلَ. وطريقٌ يَنْكُوبٌ: عَلَى غَيْرِ قَصْدٍ. والنَّكَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَيَلُ فِي الشيءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: شِبْهُ مَيَل فِي المَشْي؛ وأَنشد: عَنِ الحَقِّ أَنْكَبُ أَي مائلٌ عَنْهُ؛ وإِنه لَمِنْكابٌ عَنِ الحَقِّ. وقامةٌ نَكْبَاءُ: مَائِلَةٌ، وقِيَمٌ نُكْبٌ. والقامةُ: البَكْرَةُ. وَفِي حَدِيثِ حَجَّة الْوَدَاعِ: فَقَالَ بأُصْبُعه السَّبَّابة يَرْفَعُها إِلى السماءِ، ويَنْكُبُها إِلى النَّاسِ أَي يُميلُها إِليهم؛ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَن يُشْهِدَ اللهَ عَلَيْهِمْ. يُقَالُ: نَكَبْتُ الإِناءَ نَكْباً ونَكَّبْتُه تَنْكيباً إِذا أَماله وكَبَّه. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: نَكِّبُوا عَنِ الطَّعام ؛ يُريد

الأَكُولةَ وذواتِ اللَّبَنِ ونحوَهما أَي أَعْرِضُوا عَنْهَا، وَلَا تأْخذوها فِي الزَّكَاةِ، ودَعُوها لأَهلها، فَيُقَالُ فِيهِ: نَكَبَ ونَكَّبَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: نَكِّبْ عَنْ ذَاتِ الدَّرِّ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ، قَالَ لوَحْشِيٍّ: تَنَكَّبْ عَنْ وَجْهي أَي تَنَحَّ، وأَعْرِضْ عَنِّي. والنَّكْبَاءُ: كلُّ ريحٍ؛ وَقِيلَ كلُّ رِيحٍ مِنَ الرِّيَاحِ الأَربع انْحَرَفَتْ ووقَعَتْ بَيْنَ رَيِحَيْنِ، وَهِيَ تُهلِكُ المالَ، وتحْبِسُ القَطْرَ؛ وَقَدْ نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النَّكْبَاءُ الَّتِي لَا يُخْتَلَفُ فِيهَا، هِيَ الَّتِي تَهُبُّ بَيْنَ الصَّبَا والشَّمَال. والجِرْبِيَاءُ: الَّتِي بينَ الجَنُوب والصَّبَا؛ وَحَكَى ثعلبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنَّ النُّكْبَ مِنَ الرِّيَاحِ أَربعٌ: فنَكْبَاءُ الصَّبا والجَنُوبِ مِهْيَافٌ مِلْوَاحٌ مِيباسٌ للبَقْلِ، وَهِيَ الَّتِي تجيءُ بَيْنَ الرِّيِحَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تُسَمَّى الأَزْيَبَ؛ ونَكْبَاءُ الصَّبا والشَّمَال مِعْجَاجٌ مِصْرَاد، لَا مَطَر فِيهَا وَلَا خَيْرَ عِنْدَهَا، وَتُسَمَّى الصَّابِيةَ، وَتُسَمَّى أَيضاً النُّكَيْبَاءَ، وإِنما صَغَّروها، وَهُمْ يُرِيدُونَ تَكْبِيرَهَا، لأَنهم يَسْتَبْرِدُونها جِدّاً؛ ونَكْبَاءُ الشَّمَال والدَّبُور قَرَّةٌ، وَرُبَّمَا كَانَ فِيهَا مَطَرٌ قَلِيلٌ، وَتُسَمَّى الجِرْبِياءَ، وَهِيَ نَيِّحَةُ الأَزْيَبِ؛ ونَكْبَاءُ الجَنُوبِ والدَّبُور حارَّة مِهْيافٌ، وَتُسَمَّى الهَيْفَ، وَهِيَ نَيِّحَةُ النُّكَيْبَاء، لأَن الْعَرَبَ تُناوِحُ بَيْنَ هَذِهِ النُّكْبِ، كَمَا ناوحُوا بَيْنَ القُوم مِنَ الرياحِ؛ وَقَدْ نَكَبَتْ تَنْكُبُ نُكُوباً. ودَبور نَكْبٌ: نَكْباءُ. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّكْباءُ الرِّيحُ النَّاكِبَةُ، الَّتِي تَنْكُبُ عَنْ مَهَابِّ الرياحِ القُومِ، والدَّبُور رِيحٌ مِنْ رِيَاحِ القَيْظِ، لَا تَكُونُ إِلا فِيهِ، وَهِيَ مِهْيَافٌ؛ والجَنوبُ تَهُبُّ كلَّ وَقْتٍ. وَقَالَ ابنُ كِناسَةَ: تَخرج النَّكْباءُ مَا بَيْنَ مَطْلَعِ الذِّراع إِلى القُطْب، وَهُوَ مَطْلَع الكَواكب الشَّامِيَّةِ، وجعَلَ مَا بَيْنَ القُطْبِ إِلى مَسْقَطِ الذِّرَاعِ، مَخْرَجَ الشَّمال، وَهُوَ مَسْقَطُ كُلِّ نَجْمٍ طَلَعَ مِنْ مَخْرج النَّكْباءِ، مِنَ الْيَمَانِيَةِ، وَالْيَمَانِيَةُ لَا يَنْزِلُ فِيهَا شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ، إِنما يُهْتَدَى بِهَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَهِيَ شَامِيَّةٌ. قَالَ شَمِرٌ: لِكُلِّ رِيحٍ مِنَ الرِّيَاحِ الأَربع نَكْباءُ تُنْسَبُ إِليها، فالنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الصَّبا هِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشَّمَالِ، وَهِيَ تُشْبِهُهَا فِي اللِّينِ، وَلَهَا أَحياناً عُرامٌ، وَهُوَ قَلِيلٌ، إِنما يَكُونُ فِي الدَّهْرِ مَرَّةً؛ والنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الشَّمال، وَهِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدَّبُور، وَهِيَ تُشْبِهها فِي البَرْد، وَيُقَالُ لِهَذِهِ الشَّمال: الشامِيَّةُ، كلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عِنْدَ الْعَرَبِ شَامِيَّةٌ؛ والنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الدَّبُور، هِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الجَنُوب، تجيءُ مِنْ مَغِيبِ سُهَيْل، وَهِيَ تُشْبِه الدَّبور فِي شِدَّتها وعَجاجِها؛ والنَّكْباءُ الَّتِي تُنْسَبُ إِلى الجَنوب، هِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّبا، وَهِيَ أَشْبَهُ الرِّياح بِهَا، فِي رِقَّتِهَا وَفِي لِينِهَا فِي الشتاءِ. وَبَعِيرٌ أَنْكَبُ: يَمْشي مُتَنَكِّباً. والأَنْكَبُ مِنَ الإِبل: كأَنما يَمْشِي فِي شِقٍّ؛ وأَنشد: أَنْكَبُ زَيَّافٌ، وَمَا فِيهِ نَكَبْ ومَنْكِبا كلِّ شيءٍ: مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ والكتِفِ، وحَبْلُ العاتِق مِنَ الإِنسانِ والطائرِ وكلِّ شيءٍ. ابْنُ سِيدَهْ: المَنْكِبُ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ: مُجْتَمَعُ رأْسِ الكَتِفِ والعَضُدِ، مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، حَكَى ذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ اسْمٌ للعُضْو، لَيْسَ عَلَى الْمَصْدَرِ وَلَا الْمَكَانِ، لأَن فِعْلَه نَكَبَ يَنكُبُ، يَعْنِي أَنه لَوْ كَانَ عَلَيْهِ، لَقَالَ: مَنْكَبٌ؛ قَالَ: وَلَا يُحْمَل عَلَى بَابِ مَطْلِع، لأَنه نَادِرٌ، أَعني بابَ مَطْلِع. وَرَجُلٌ شديدُ المَناكِبِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي يُفَرَّقُ فَيُجْعَلُ جَمِيعًا؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا، وقياسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ، أَن

يَكُونُوا ذَهَبُوا فِي ذَلِكَ إِلى تَعْظِيمِ الْعُضْوِ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ طَائِفَةٍ مِنْهُ مَنْكِباً. ونَكِبَ فلانٌ يَنْكَبُ نَكَباً إِذا اشْتَكى مَنْكِبَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: خِيارُكم أَلْيَنُكُمْ مَناكِبَ فِي الصَّلَاةِ؛ أَراد لزُومَ السَّكِينَةِ فِي الصَّلَاةِ؛ وَقِيلَ أَراد أَن لَا يَمْتَنِعَ عَلَى مَنْ يجيءُ لِيَدْخُلَ فِي الصَّفِّ، لِضِيقِ الْمَكَانِ، بَلْ يُمَكِّنُه مِنْ ذَلِكَ. وانْتَكَبَ الرجلُ كِنانَتَهُ وقَوْسَه، وتَنَكَّبها: أَلْقاها عَلَى مَنْكِبِه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا خَطَبَ بالمُصَلَّى، تَنَكَّبَ عَلَى قَوْسٍ أَو عَصاً أَي اتَّكأَ عَلَيْهَا؛ وأَصله مِن تَنَكَّبَ القوسَ، وانْتَكَبها إِذا عَلَّقها فِي مَنْكبه. والنَّكَبُ، بِفَتْحِ النُّونِ وَالْكَافِ: داءٌ يأْخذ الإِبلَ فِي مَناكبها، فَتَظْلَعُ مِنْهُ، وَتَمْشِي مُنْحَرِفةً. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّكَبُ ظَلَعٌ يأْخذ البعيرَ مِنْ وَجَع فِي مَنْكِبه؛ نَكِبَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يَنْكَبُ نَكَباً، وَهُوَ أَنْكَبُ؛ قَالَ: يَبْغِي فيُرْدِي وخَدانَ الأَنْكَبِ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ العَدَبَّسُ: لَا يَكُونُ النَّكَبُ إِلا فِي الكَتِفِ؛ وَقَالَ رجلٌ مِنْ فَقْعَسٍ: فهَلَّا أَعَدُّوني لمِثْلي تَفاقَدُوا، ... إِذا الخَصْمُ، أَبْزى، مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ قَالَ: وَهُوَ مِنْ صِفَةِ المُتَطاوِل الجائرِ. ومَناكِب الأَرضِ: جبالُها؛ وَقِيلَ: طُرُقها؛ وَقِيلَ: جَوانِبُها؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَامْشُوا فِي مَناكِبِها ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ فِي جَوَانِبِهَا؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ فِي جِبَالِهَا؛ وَقِيلَ: فِي طُرُقها. قَالَ الأَزهري: وأَشبَهُ التَّفْسِيرِ، وَاللَّهُ أَعلم، تَفْسِيرُ مَنْ قَالَ: فِي جِبَالِهَا، لأَن قَوْلَهُ: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا، مَعْنَاهُ سَهَّلَ لَكم السُّلوكَ فِيهَا، فأَمكنكم السُّلُوكُ فِي جِبَالِهَا، فَهُوَ أَبلغ فِي التَّذْلِيلِ. والمَنْكِبُ مِنَ الأَرض: الموضعُ الْمُرْتَفِعُ. وَفِي جَناح الطائرِ عِشْرُونَ رِيشَةً: أَوَّلُها القَوادِمُ، ثُمَّ المَناكِبُ، ثُمَّ الخَوافي، ثُمَّ الأَباهِرُ، ثُمَّ الكُلى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ للمَناكب مِنَ الرِّيشِ وَاحِدًا، غَيْرَ أَن قِيَاسَهُ أَن يَكُونَ مَنْكِباً. غَيْرُهُ: والمَناكِبُ فِي جَناحِ الطَّائِرِ أَربعٌ، بَعْدَ القَوادِم؛ ونَكَبَ عَلَى قَوْمِهِ يَنْكُبُ نِكابَةً ونُكوباً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، إِذا كَانَ مَنْكِباً لَهُمْ، يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ. وَفِي الْمُحْكَمِ عَرَفَ عَلَيْهِمْ؛ قَالَ: والمَنْكِبُ العَرِيفُ، وَقِيلَ: عَوْنُ العَريفِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَنْكِبُ الْقَوْمِ رأْسُ العُرَفاءِ، عَلَى كَذَا وَكَذَا عَرِيفًا مَنْكِبٌ، وَيُقَالُ لَهُ: النِّكابةُ فِي قَوْمِهِ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانَ يَتَوَسَّطُ العُرَفاءَ والمَناكِب ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المَناكِبُ قومٌ دُونَ العُرَفاءِ، واحدُهم مَنْكِبٌ؛ وَقِيلَ: المَنْكِبُ رأْسُ العُرفاءِ. والنِّكابةُ: كالعِرافَةِ والنِّقابة. ونَكَبَ الإِناءَ يَنْكُبُه نَكْباً: هَراقَ مَا فِيهِ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ شيءٍ غَيْرِ سَيّالٍ، كَالتُّرَابِ وَنَحْوِهِ. ونَكَبَ كِنانَتَه يَنْكُبُها نَكْباً: نَثَرَ مَا فِيهَا، وَقِيلَ إِذا كَبَّها ليُخْرِجَ مَا فِيهَا مِنَ السِّهام. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ، قَالَ يَوْمَ الشُّورَى: إِني نَكَبْتُ قرَني «3»، فأَخَذْتُ سَهْمِي الفالِجَ أَي كَبَبْتُ كِنانَتي. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَن أَمير المؤْمنين نَكَبَ كنانَتَه، فَعَجَم عِيدانَها. والنَّكْبَةُ: المُصيبةُ مِنْ مَصائب الدَّهْرِ، وإِحْدى

_ (3). قوله [إني نكبت قرني] القرن بالتحريك جعبة صغيرة تقرن إلى الكبيرة والفالج السهم الفائز في النضال. والمعنى إني نظرت في الآراء وقلبتها فاخترت الرأي الصائب منها وهو الرضى بحكم عبد الرحمن.

نَكَباتِه، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. والنَّكْبُ: كالنَّكْبَة؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْح: تَشَمَّمْنَه، لَوْ يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَه، ... إِذا سُفْنَهُ، يَزْدَدْنَ نَكْباً عَلَى نَكْبِ وَجَمْعُهُ: نُكُوبٌ. ونَكَبه الدهرُ يَنْكُبه نَكْباً ونَكَباً: بَلَغَ مِنْهُ وأَصابه بنَكْبةٍ؛ وَيُقَالُ: نَكَبَتْهُ حوادثُ الدَّهْر، وأَصابَتْه نَكْبَةٌ، ونَكَباتٌ، ونُكُوبٌ كَثِيرَةٌ، ونُكِبَ فلانٌ، فَهُوَ مَنْكُوبٌ. ونَكَبَتْه الحجارةُ نَكْباً أَي لَثَمَتْه. والنَّكْبُ: أَن يَنْكُبَ الحجرُ ظُفْراً، أَو حَافِرًا، أَو مَنْسِماً؛ يُقَالُ: مَنْسِمٌ مَنْكوبٌ، ونَكِيبٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وتَصُكُّ المَرْوَ، لمَّا هَجَّرَتْ، ... بِنَكِيبٍ مَعِرٍ، دَامِي الأَظَلّ الْجَوْهَرِيُّ: النَّكِيبُ دائرةُ الحافِر، والخُفِّ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: ونَكَبَ الحَجرُ رِجْلَهُ وظُفْره، فَهُوَ مَنْكُوبٌ ونَكِيبٌ: أَصابه. وَيُقَالُ: لَيْسَ دونَ هَذَا الأَمر نَكْبة، ولا ذُياحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: النَّكْبةُ أَن يَنْكُبه الحَجَرُ؛ والذُّياحُ: شَقٌّ فِي بَاطِنِ القَدَم. وَفِي حَدِيثِ قُدوم المُسْتَضْعَفين بِمَكَّةَ: فجاؤُوا يَسُوقُ بِهِمُ الوليدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَارَ ثَلَاثًا عَلَى قَدَمَيْه، وَقَدْ نَكَبَتْه الحَرَّةُ أَي نَالَتْهُ حجارتُها وأَصابته؛ وَمِنْهُ النَّكْبةُ، وَهُوَ مَا يُصيبُ الإِنسان مِنَ الحَوادث. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نُكِبَتْ إِصبَعُه أَي نَالَتْهَا الْحِجَارَةُ. ورجلٌ أَنْكَبُ: لَا قَوْسَ مَعَهُ. ويَنْكُوبٌ: ماءٌ معروفٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. نهب: النَّهْبُ: الغَنيمة. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُتِيَ بنَهْبٍ أَي بغَنيمة، وَالْجَمْعُ نِهابٌ ونُهُوبٌ؛ وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ: كانتْ نِهاباً، تَلافَيْتُها ... بِكَرِّي عَلَى المُهرِ، بالأَجرَعِ والانْتِهابُ: أَن يأْخُذَه مَنْ شاءَ. والإِنْهاب: إِباحَتُه لِمَنْ شاءَ. ونَهَبَ النَّهْبَ يَنْهَبُه نَهْباً وانْتَهَبَه: أَخذه. وأَنْهَبَه غَيرَه: عَرَّضَه لَهُ؛ يقالُ أَنْهَبَ الرجلُ مالَه، فانْتَهبوه ونَهَبُوه، وناهَبُوه: كلُّه بِمَعْنًى. ونَهَبَ الناسُ «1» فُلَانًا إِذا تَناولوه بِكَلَامِهِمْ؛ وَكَذَلِكَ الكلبُ إِذا أَخَذَ بعُرْقُوبِ الإِنسان، يُقَالُ: لَا تَدَعْ كلْبَك يَنْهَبِ الناسَ. والنُّهْبَة، والنُّهْبَى، والنُّهَيْبَى، والنُّهَّيْبَى: كلُّه اسمُ الانْتِهاب، والنَّهْبِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّهْبُ مَا انْتَهَبْتَ؛ والنُّهْبةُ والنُّهْبى: اسمُ الانْتِهابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَنتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ، يَرْفَعُ الناسُ إِليها أَبصارَهم، وَهُوَ مؤْمِنٌ. النَّهْبُ: الغارةُ والسَّلْبُ؛ أَي لَا يَخْتَلِسُ شَيْئًا لَهُ قيمةٌ عاليةٌ. وَكَانَ للفِزْرِ بَنُونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه، فتَواكلُوا يَوْمًا أَي أَبَوْا أَنْ يَسْرَحُوها، قَالَ: فساقَها، فأَخْرَجَها، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: هِيَ النُّهَّيْبَى، وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ أَي لَا يَحِلُّ لأَحدٍ أَن يأْخُذَ مِنْهَا أَكثر مِنْ واحدٍ؛ وَمِنْهُ المَثَلُ: لَا يَجْتَمِعُ ذَلِكَ حَتَّى تجْتَمِعَ مِعْزَى الفِزْر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نُثِرَ شيءٌ فِي إِمْلاكٍ، فَلَمْ يأْخُذُوه، فَقَالَ: مَا لَكَمَ لَا تَنْتَهِبُون؟ قَالُوا: أَوَليس قَدْ نَهَيْتَ عَنِ النُّهْبى؟ قَالَ: إِنما نَهَيْتُ عَنْ نُهْبى العساكِر، فانْتَهِبُوا. قَالَ ابْنُ الأَثير: النُّهْبَى بِمَعْنَى النَّهْبِ، كالنُّحْلى والنُّحْلِ، للعَطِيَّةِ. قال:

_ (1). قوله [ونهب الناس إلخ] مثله ناهب الناس فلاناً كما في التكملة.

وَقَدْ يَكُونُ اسمَ مَا يُنْهَبُ، كالعُمْرَى والرُّقْبى. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رضي اللَّهُ عَنْهُ: أَحْرَزْتُ نَهْبي وأَبْتَغِي النوافلَ أَي قَضَيْتُ مَا عَليَّ مِنَ الوِتْر، قَبْلَ أَنْ أَنامَ لِئَلَّا يَفُوتَني، فإِن انْتَبَهْتُ، تَنَفَّلْتُ بِالصَّلَاةِ؛ قَالَ: والنَّهْبُ هَاهُنَا بِمَعْنَى المَنْهوبِ، تَسميةً بِالْمَصْدَرِ؛ وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداسٍ: أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْدِ، ... بينَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟ عُبَيْدٌ، مصغَّر: اسْمُ فَرَسِهِ. وتَناهَبَتِ الإِبلُ الأَرضَ: أَخَذَتْ بقَوائمها مِنْهَا أَخْذاً كَثِيرًا. والمُناهَبَةُ: المُباراةُ فِي الحُضْرِ والجَرْيِ؛ فرسٌ يُناهِبُ فَرَسًا. وتَناهَبَ الفَرسانِ: ناهَبَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ناهَبْتُهم بنَيْطَلٍ جَرُوفِ وفرسٌ مِنْهَبٌ «1»، عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، أَو عَلَى أَنه نُوهِبَ، فَنَهَبَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه: وإِن تُناهِبْه، تَجِدْهُ مِنْهَبا ومِنْهَبٌ: فرسُ عُوَيَّة بنِ سَلْمى. وانْتَهَبَ الفرسُ الشَّوْطَ: اسْتَوْلَى عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للفَرَسِ الجَوادِ: إِنه لَيَنْهَبُ الغايةَ والشَّوطَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والخَرْقُ، دُونَ بَناتِ السَّهْبِ، مُنْتَهَبُ يَعْنِي فِي التَّباري بَيْنَ الظَّلِيم والنَّعامة. وَفِي النَّوَادِرِ: النَّهْبُ ضَرْبٌ مِنَ الرَّكْضِ. والنَّهْبُ: الْغَارَةُ «2». ومِنْهَبٌ: أَبو قَبِيلَةٍ. نوب: نابَ الأَمْرُ نَوْباً ونَوبةً: نزلَ. ونابَتْهم نَوائبُ الدَّهْر. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَر: قسَمها نِصْفَينِ: نِصْفاً لنَوائِبِه وحاجاتِه، ونِصفاً بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. النَّوائِبُ: جَمْعُ نائبةٍ، وَهِيَ مَا يَنُوبُ الإِنسانَ أَي يَنْزِلُ بِهِ مِنَ المُهمَّات والحَوادِثِ. والنَّائِبَةُ: المُصيبةُ، واحدةُ نوائبِ الدَّهْر. وَالنَّائِبَةُ: النازلةُ، وَهِيَ النَّوائِبُ والنُّوَبُ، الأَخيرةُ نَادِرَةٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَجِيءُ فَعْلةٍ عَلَى فُعَلٍ، يُرِيكَ كأَنها إِنما جاءَتْ عِنْدَهُمْ مِنْ فُعْلَة، فكأَنَّ نَوْبَةً نُوبَةٌ، وإِنما ذَلِكَ لأَن الْوَاوَ مِمَّا سَبِيلُهُ أَن يأْتي تَابِعًا لِلضَّمَّةِ؛ قَالَ: وَهَذَا يؤَكد عِنْدَكَ ضَعْفَ حُرُوفِ اللِّينِ الثَّلَاثَةِ، وَكَذَلِكَ القولُ فِي دَوْلَةٍ وجَوبةٍ، وكلٌّ مِنْهُمَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: أَصبَحْتَ لَا نَوْبةَ لَكَ أَي لَا قُوَّة لَكَ؛ وَكَذَلِكَ: ترَكْتُه لَا نَوْبَ لَهُ أَي لَا قُوَّةَ لَهُ. النَّضْرُ: يُقَالُ للمَطَرِ الجَوْد: مُنِيبٌ، وأَصابنا رَبيعٌ صِدْقٌ مُنِيبٌ، حَسَنٌ، وَهُوَ دُونُ الجَوْدِ. ونِعْمَ المَطَرُ هَذَا إِن كَانَ لَهُ تابعةٌ أَي مَطْرةٌ تَتْبَعه. ونابَ عَنِّي فلانٌ يَنُوبُ نَوْباً ومَناباً أَي قَامَ مَقَامِي؛ ونابَ عَني فِي هَذَا الأَمْرِ نِيَابَةً إِذا قَامَ مقامَك. والنَّوْب: اسْمٌ لِجَمْعِ نائبٍ، مثلُ زائرٍ وزَوْرٍ؛ وَقِيلَ هُوَ جَمْعٌ. والنَّوْبةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: انْقَطَع الرِّشاءُ، وانحَلَّ الثَّوْبْ، ... وجاءَ مِنْ بَناتِ وَطَّاءِ النَّوْبْ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ النَّوْبُ فِيهِ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفارق واحدَه إِلَّا بالهاءِ، وأَن يَكُونَ جمعَ نائبٍ، كزائرٍ وزَوْرٍ، عَلَى مَا تَقَدَّم. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ في السَّفَر: يَتَناوبونَ،

_ (1). قوله [وفرس منهب] أي كمنبر فائق في العدو. (2). قوله [والنهب الغارة] واسم موضع أيضاً. والنهبان، مثناه: جبلان بتهامة. والنهيب، كأمير: موضع، كما في التكملة.

ويَتَنازَلُونَ، ويَتَطاعَمُون أَي يأْكلون عِنْدَ هَذَا نُزْلةً وَعِنْدَ هَذَا نُزْلةً؛ والنُّزْلةُ: الطعامُ يَصْنَعه لَهُمْ حَتَّى يَشْبَعُوا؛ يُقَالُ: كَانَ اليومَ عَلَى فُلَانٍ نُزْلَتُنا، وأَكلْنا عِنْدَهُ نُزْلَتَنا؛ وَكَذَلِكَ النَّوْبة؛ والتَّناوُبُ عَلَى كُلِّ واحدٍ مِنْهُمْ نَوْبةٌ يَنُوبُها أَي طعامُ يومٍ، وجمعُ النَّوْبةِ نُوَبٌ. والنَّوْبُ: مَا كَانَ مِنْكَ مَسيرةَ يومٍ وليلةٍ، وأَصله فِي الوِرْدِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِحْدَى بَني جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بِهَا، ... لَمْ تُمْسِ نَوْباً مِني، وَلَا قَرَبا وَقِيلَ: مَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيام؛ وَقِيلَ: مَا كَانَ عَلَى فَرسخين، أَو ثَلَاثَةٍ؛ وَقِيلَ: النَّوْبُ، بِالْفَتْحِ، القُرْب، خِلافُ البُعْد؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَرِقْتُ لذكْرِهِ مِنْ غَير نَوْبٍ، ... كَمَا يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ أَراد بالمَوْشِيِّ الزَّمَّارةَ مِن القَصَبِ المُثَقَّبِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّوْبُ القَرَبُ «1». يَنُوبُها: يعهَدُ إِليها، يَنَالُهَا؛ قَالَ: والقَرَبُ والنَّوْبُ واحدٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَرَبُ أَن يأْتيَها فِي ثَلَاثَةِ أَيام مرَّة. ابْنُ الأَعرابي: والنَّوْبُ أَن يَطرُدَ الإِبلَ باكِراً إِلى الماءِ، فيُمْسي عَلَى الماءِ يَنْتابُه. والحُمَّى النائبةُ: الَّتِي تأْتي كلَّ يَوْمٍ. ونُبْتُه نَوْباً وانْتَبْتُه: أَتيتُه عَلَى نَوْب. وانْتابَ الرجلُ القومَ انْتياباً إِذا قصَدَهم، وأَتاهم مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة، وَهُوَ يَنتابُهم، وَهُوَ افْتِعال مِنَ النَّوبة. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: يَا أَرْحَمَ مَن انْتابه المُسْتَرحِمُون. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: كَانَ الناسُ يَنْتابونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنازِلهم ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: احْتاطُوا لأَهْلِ الأَمْوالِ فِي النَّائبة والواطِئَةِ أَي الأَضْيافِ الَّذِينَ يَنُوبونهم، ويَنْزلون بِهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُسامةَ الهُذَليّ: أَقَبُّ طَريدٌ، بِنُزْهِ الفَلاةِ، ... لَا يَرِدُ الماءَ إِلَّا انْتِيابا وَيُرْوَى: ائْتِيَابَا؛ وَهُوَ افْتِعال مِنْ آبَ يَؤُوبُ إِذا أَتى لَيْلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ يَصِفُ حمارَ وَحْشٍ. والأَقَبُّ: الضَّامِرُ البَطْنِ. ونُزْهُ الفَلاةِ: مَا تَباعَدَ مِنْهَا عَنِ الماءِ والأَرْياف. والنُّوبةُ، بِالضَّمِّ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ نَابَهُ أَمْرٌ، وانْتابه أَي أَصابه. وَيُقَالُ: المَنايا تَتَناوبُنا أَي تأْتي كُلًّا مِنَّا لنَوْبَتِه. والنَّوبة: الفُرْصة والدَّوْلة، وَالْجَمْعُ نُوَبٌ، نَادِرٌ. وتَناوَبَ القومُ الماءَ: تَقاسَمُوه عَلَى المَقْلةِ، وَهِيَ حَصاة القَسْم. التَّهْذِيبِ: وتَناوَبْنا الخَطْبَ والأَمرَ، نَتَناوَبه إِذا قُمنا بِهِ نَوبةً بَعْدَ نَوبة. الْجَوْهَرِيُّ: النَّوبةُ واحدةُ النُّوَبِ، تَقُولُ: جاءتْ نَوْبَتُكَ ونِيابَتُك، وَهُمْ يَتَناوبون النَّوبة فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي الماءِ وَغَيْرِهِ. ونابَ الشيءُ عَنِ الشيءِ، يَنُوبُ: قَامَ مَقامه؛ وأَنَبْتُه أَنا عَنْهُ. وناوَبه: عاقَبه. ونابَ فلانٌ إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وأَنابَ إِليه إِنابةً، فَهُوَ مُنِيبٌ: أَقْبَلَ وتابَ، ورجَع إِلى الطَّاعَةِ؛ وَقِيلَ: نابَ لَزِمَ الطَّاعَةَ، وأَنابَ: تابَ ورجَعَ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: وإِليك أَنَبْتُ. الإِنابةُ: الرجوعُ إِلى اللَّهِ بالتَّوبة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ* ؛ أَي رَاجِعِينَ إِلى مَا أَمَرَ بِهِ، غَيْرَ خَارِجِينَ عَنْ شيءٍ مِنْ أَمرِه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ؛ أَي تُوبوا إِليه وارْجِعُوا، وَقِيلَ إِنها نزلتْ فِي قَوْمٍ فُتِنُوا فِي دِينِهم، وعُذِّبُوا بِمَكَّةَ، فرجَعُوا عَنِ الإِسلام، فَقِيلَ: إِنَّ هؤُلاء لَا يُغْفَرُ لَهُمْ بَعْدَ رُجوعهم عَنِ الإِسلام، فأَعْلم اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ،

_ (1). قوله [ابْنُ الأَعرابي النَّوْبُ الْقَرَبُ إلخ] هكذا بالأَصل وهي عبارة التهذيب وليس معنا من هذه المادة شيء منه فانظره فإنه يظهر أن فيه سقطاً مِنْ شِعْرٍ أَوْ غَيْرِهِ.

أَنهم إِن تَابُوا وأَسلموا، غَفَرَ لَهُمْ. والنُّوبُ والنُّوبةُ أَيضاً: جِيلٌ مِنَ السُّودانِ، الْوَاحِدُ نُوبيّ. والنُّوبُ: النَّحْلُ، وَهُوَ جمعُ نائبٍ، مِثْلُ عائطٍ وعُوطٍ، وفارهٍ وفُرْه، لأَنها تَرْعى وتَنُوبُ إِلى مَكَانِهَا؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ النُّوبةِ الَّتِي تَنُوبُ الناسَ لِوَقْتٍ معروفٍ، وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ، لَمْ يَرْجُ لَسْعَها، ... وحالفَها فِي بَيْت نُوبٍ عَواسِلِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سميتْ نُوبًا، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُمِّيَتْ بِهِ لأَنها تَرْعَى ثُمَّ تَنُوبُ إِلى موضِعها؛ فمَن جَعَلَهَا مُشَبَّهةً بالنُّوبِ، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد، فَلَا وَاحِدَ لَهَا؛ ومَن سَمَّاهَا بِذَلِكَ لأَنها تَرْعى ثُمَّ تَنُوبُ، فواحدُها نائبٌ؛ شَبَّه ذَلِكَ بنَوبةِ الناسِ، والرجوعِ لوَقتٍ، مَرَّةً بَعْدَ مرَّة. والنُّوبُ: جَمْعُ نائبٍ مِنَ النَّحْلِ، لأَنها تَعُودُ إِلى خَلِيَّتها؛ وَقِيلَ: الدَّبْرُ تُسَمَّى نُوباً، لسوادِها، شُبِّهَتْ بالنُّوبةِ، وَهُمْ جِنْس مِنَ السُّودانِ. والمَنابُ: الطريقُ إِلى الماءِ. ونائِبٌ: اسمُ رجل. نيب: النَّابُ مُذَكَّرٌ «1»: مِنَ الأَسنانِ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّابُ هِيَ السِّنُّ الَّتِي خَلْفَ الرَّباعِيَةِ، وَهِيَ أُنثى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمالوا نَابًا، فِي حَدِّ الرَّفْعِ، تَشْبِيهًا لَهُ بأَلِف رَمَى، لأَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ ياءٍ، وَهُوَ نَادِرٌ؛ يَعْنِي أَن الأَلِف الْمُنْقَلِبَةُ عَنِ الياءِ وَالْوَاوِ، إِنما تُمَالُ إِذا كَانَتْ لَامًا، وَذَلِكَ فِي الأَفعال خَاصَّةً، وَمَا جَاءَ مِنْ هَذَا فِي الِاسْمِ، كالمَكا، نَادِرٌ؛ وأَشذُّ مِنْهُ مَا كَانَتْ أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ عَيْنًا، وَالْجَمْعُ أَنْيُبٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَنْيابٌ ونُيُوبٌ وأَناييبُ، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، جمعُ الْجَمْعِ كأَبْياتٍ وأَبايِيتَ. وَرَجُلٌ أَنْيَبُ: غَليظُ النابِ، لَا يَضْغَمُ شَيْئًا إِلَّا كَسَرَه، عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: فَقُلْتُ: تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نائمٍ ... إِلى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ، أَنْيَبا ونُيُوبٌ نُيَّبٌ: عَلَى المُبالغة؛ قَالَ: مَجُوبةٌ جَوْبَ الرَّحَى، لَمْ تُثْقَبِ، ... تَعَضُّ مِنْهَا بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ ونِبْتُه: أَصَبْتُ نَابَهُ، وَاسْتَعَارَ بعضُهم الأَنْيابَ للشَّرِّ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: أَفِرُّ حِذارَ الشَّرِّ، والشَّرُّ تارِكي، ... وأَطْعُنُ فِي أَنْيابِه، وَهُوَ كالِحُ والنَّابُ والنَّيُوبُ: الناقةُ المُسِنَّة، سَمَّوْها بِذَلِكَ حِينَ طَالَ نابُها وعَظُم، مؤَنثة أَيضاً، وَهُوَ مِمَّا سُمِّي فِيهِ الكُلُّ بِاسْمِ الجُزْءِ. وتصغيرُ النَّابِ مِنَ الإِبل: نُيَيْبٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهَذَا عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِمْ للمرأَة: مَا أَنتِ إِلَّا بُطَيْنٌ، وَلِلْمَهْزُولَةِ: إِبْرةُ الكَعْبِ وإِشْفَى المِرْفَقِ. والنَّيُوبُ: كالنَّابِ، وَجَمْعُهُمَا مَعًا أَنْيابٌ ونُيُوبٌ ونِيبٌ، فَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن نِيباً جمعُ نابٍ، وَقَالَ: بَنَوها عَلَى فُعْل، كَمَا بَنَوا الدارَ عَلَى فُعْل، كَرَاهِيَةَ نُيُوبٍ، لأَنها ضَمَّةٌ فِي ياءٍ، وَقَبْلَهَا ضَمَّةٌ، وَبَعْدَهَا وَاوٌ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا فِيهَا أَيضاً: أَنْيابٌ، كقَدَم وأَقْدامٍ؛ هَذَا قَوْلُهُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ أَنْياباً جَمْعُ نابٍ، عَلَى مَا فَعَلْتُ فِي هَذَا النَّحْوِ، كقَدَمٍ وأَقْدامٍ؛ وأَن نِيباً جَمْعُ نَيُوب، كَمَا حَكَى هُوَ عَنْ يُونُسَ، أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ صِيدٌ وبِيضٌ، فِي جَمْعِ صَيُود وبَيُوض، عَلَى مَنْ قَالَ رُسْل، وَهِيَ التميميَّة؛ وَيُقَوِّي مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ أَن نِيباً، لَوْ كَانَتْ جَمْعَ نَيُوبٍ، لكانتْ خَليقةً بِنُيُب، كَمَا قالوا في

_ (1). قوله [الناب مذكر] مثله في التهذيب والمصباح.

صَيُود صُيُد، وَفِي بَيُوض بُيُض، لأَنهم لَا يَكْرَهُونَ فِي الياءِ، مِنْ هَذَا الضَّرْبِ، كَمَا يَكْرَهُونَ فِي الْوَاوِ، لخفَّتها وَثِقَلِ الْوَاوِ، فإِن لَمْ يَقُولُوا نُيُب، دليلٌ عَلَى أَن نِيباً جمعُ نابٍ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، وَكِلَا الْمَذْهَبَيْنِ قياسٌ إِذا صَحَّتْ نَيُوب، وإِلَّا فنِيبٌ جَمْعُ نابٍ، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، قِيَاسًا عَلَى دُورٍ. وَنَابَهُ يَنِيبُه أَي أَصابَ نَابَهُ. ونَيَّبَ سَهْمَه أَي عَجمَ عُودَه، وأَثَّرَ فِيهِ بِنَابِهِ. والنَّابُ: المُسِنَّة مِنَ النُّوق. وَفِي الْحَدِيثِ: لَهُمْ مِنَ الصَّدَقةِ الثِّلْبُ والنَّابُ. وَفِي الْحَدِيثِ، أَنه قَالَ لقَيْسِ بْنِ عاصمٍ: كيفَ أَنْتَ عِنْدَ القِرَى؟ قَالَ: أُلْصِقُ بالنَّاب الفانيةِ ، وَالْجَمْعُ النِّيبُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ مَا حَنَّتِ النِّيبُ؛ قال مَنْظُورُ ابنُ مَرْثَدٍ الفَقْعَسِيُّ: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ، ... فَمَا تَكادُ نِيبُها تُوَلِّي أَي تَرْجِعُ مِنَ الضَّعْفِ، وَهُوَ فُعْلٌ، مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ، وإِنما كَسروا النُّونَ لِتَسْلَمَ الياءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: أَعْطاهُ ثلاثةَ أَنيابٍ جَزائر ؛ وَالتَّصْغِيرُ نُيَيْبٌ؛ يُقَالُ: سُمِّيَتْ لِطُولِ نابِها، فَهُوَ كَالصِّفَةِ، فَلِذَلِكَ لَمْ تَلْحقه الْهَاءُ، لأَن الهاءَ لَا تَلحقُ تَصْغِيرَ الصِّفَاتِ. تَقُولُ مِنْهُ: نَيَّبَتِ الناقةُ أَي صَارَتْ هَرِمَةً؛ وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ نابٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فِي تَصْغِيرِ نابٍ: نُوَيْبٌ، فيجيءُ بِالْوَاوِ، لأَن هَذِهِ الأَلف يَكْثُرُ انقلابُها مِنَ الْوَاوَاتِ، وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: هَذَا غَلَطٌ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ظَاهِرُ هَذَا اللَّفْظِ أَن ابْنَ السَّرَّاجِ غلَّط سِيبَوَيْهِ، فِيمَا حَكَاهُ، قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر كَذَلِكَ، وإِنما قَوْلُهُ: وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، مِنْ تَتِمَّةِ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: مِنْهُمْ؛ وغَيَّره ابْنُ السَّرَّاجِ، فَقَالَ: مِنْهُ، فإِن سِيبَوَيْهِ قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ مِنْهُمْ أَي مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَقُولُونَهُ كَذَلِكَ. وَقَوْلُ ابْنِ السَّرَّاجِ غَلَطٌ مِنْهُ، هُوَ بِمَعْنَى غَلَطٌ مِنْ قَائِلِهِ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، لَيْسَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ السَّرَّاجِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّابُ مِنَ الإِبل مؤَنثة لَا غَيْرَ، وَقَدْ نَيَّبَتْ وَهِيَ مُنَيِّبٌ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثابتٍ: أَن ذِئباً نَيَّبَ فِي شَاةٍ، فذَبَحُوها بمَرْوَة أَي أَنْشَبَ أَنْيابَه فِيهَا. والنَّابُ: السِّنُّ التي خلف الرَّباعِية. ونابُ الْقَوْمِ: سيدُهم. والنَّابُ: سيدُ الْقَوْمِ، وَكَبِيرُهُمْ؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ قولَ جَمِيلٍ: رَمَى اللهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى، ... وَفِي الغُرِّ مِنْ أَنْيابِها، بالقَوادِحِ قَالَ: أَنْيابُها ساداتُها أَي رَمَى اللهُ بِالْهَلَاكِ وَالْفَسَادِ فِي أَنيابِ قَومِها وساداتِها إِذ حَالُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ زِيَارَتِي؛ وَقَوْلُهُ: رَمَى اللهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنةَ بالقَذَى كَقَوْلِكَ: سُبحانَ اللهِ مَا أَحْسَنَ عَيْنَها. ونحوٌ مِنْهُ: قاتَله اللهُ مَا أَشْجَعه، وهَوَتْ أُمُّه مَا أَرْجَلَه. وَقَالَتِ الكِنْدِيَّة تَرْثي إِخْوَتَها: هَوَتْ أُمُّهُمْ، مَا ذامُهُمْ يَوْمَ صُرِّعُوا، ... بنَيْسانَ مِنْ أَنْيابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا وَيُقَالُ: فلانٌ جَبَلٌ مِنَ الجِبالِ إِذا كَانَ عَزِيزًا، وعِزُّ فلانٍ يُزاحِمُ الجِبالَ؛ وأَنشد: أَلِلبأْسِ، أَمْ لِلْجُودِ، أَمْ لمُقاوِمٍ، ... مِنَ العِزِّ، يَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّواسِيا؟ ونَيَّبَ النَّبْتُ وتَنَيَّبَ: خرجتْ أَرومَتُه، وَكَذَلِكَ الشَّيْبُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشبيه بالنَّابِ؛ قَالَ مُضَرِّسٌ:

فصل الهاء

فَقَالَتْ: أَما يَنْهاكَ عَنْ تَبَع الصِّبا ... مَعالِيكَ، والشَّيْبُ الذي قد تَنَيَّبا؟ فصل الهاء هبب: ابْنُ سِيدَهْ: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِيباً: ثارَتْ وهاجَتْ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هَبَّتْ هَبّاً، وَلَيْسَ بِالْعَالِي فِي اللُّغَةِ، يَعْنِي أَن الْمَعْرُوفَ إِنما هُوَ الهُبُوبُ والهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَبُوبةُ الرِّيحُ الَّتِي تُثِير الغَبَرة، وَكَذَلِكَ الهَبُوبُ والهَبيبُ. تَقُولُ: مِنْ أَين هَبَبْتَ يَا فُلَانُ؟ كأَنك قُلْتَ: مِنْ أَين جِئْتَ؟ مِنْ أَينَ انْتَبَهْتَ لَنَا؟ وهَبَّ مِنْ نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ، ... مَعَ النَّجْم، رُؤْيا فِي المَنام كَذُوبُ وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هُوَ مِنْ هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ. وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كَذَا، كَمَا تَقُولُ: طَفِقَ يَفْعَلُ كَذَا. وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الْجَوْهَرِيُّ: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه فِي الضَّريبة. وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِبَّةً إِذا قطَعَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِبَّتَه. وسَيْفٌ ذُو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ فِي الضَّرِيبَةِ؛ قَالَ: جَلا القَطْرُ عَنْ أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما ... جَلا القَيْنُ عَنْ ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ وإِنه لَذُو هَبَّةٍ إِذا كَانَتْ لَهُ وَقْعة شَدِيدَةٌ. شَمِرٌ: هَبَّ السيفُ، وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه. وهَبَّتِ الناقةُ فِي سَيرِها تَهِبُّ هِباباً: أَسْرَعَتْ. والهِبابُ: النَّشاطُ، مَا كَانَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هَبَّ البعيرُ، مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَلَهَا هِبابٌ فِي الزِّمامِ، كأَنها ... صَهْباءُ راحَ، مَعَ الجَنُوبِ، جَهامُها وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بِالْكَسْرِ، هَبّاً وهُبُوباً وهِباباً: نَشِطَ. يُونُسُ: يُقَالُ هَبَّ فلانٌ حِيناً، ثُمَّ قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثُمَّ قَدِمَ. وأَينَ هَبِبْتَ عَنَّا «2»؟ أَي أَينَ غِبْتَ عَنَّا؟ أَبو زَيْدٍ: غَنِينا بِذَلِكَ هِبَّةً مِنَ الدَّهْرِ أَي حِقْبةً. قَالَ الأَزهري: وكأَن الَّذِي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه مِنْ هِبَّة الدَّهْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ عِشْنا بِذَلِكَ هِبَّةً مِنَ الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كَمَا يُقَالُ سَبَّةً. والهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى مِنَ السَّحَر. وَرَوَى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْل، بإِسناده فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ رَغْبانَ، قَالَ: لَقَدْ رأَيتُ أَصحابَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَهُبُّونَ إِليهما، كَمَا يَهُبُّونَ إِلى الْمَكْتُوبَةِ ؛ يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والهِبابُ: النَّشاطُ. قَالَ النَّضْرُ: قَوْلُهُ يَهُبُّون أَي يَسْعَونَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه «3»، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ. والهِبَّةُ، بِالْكَسْرِ: هِياجُ الفَحْل. وهَبَّ التَّيْسُ يَهِبُّ [يَهُبُ] هَبّاً وهِباباً وهَبِيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وَقِيلَ: الهَبْهَبَةُ صَوْتُه عِنْدَ السِّفادِ. ابْنُ سِيدَهْ: وهَبَّ الفَحْلُ مِنَ الإِبلِ وَغَيْرِهَا يَهُبُّ هِباباً وهَبِيباً، واهْتَبَّ:

_ (2). قوله [وأين هببت عنا] ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد. (3). قوله [هب إذا نبه] أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة.

أَراد السِّفادَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لامرأَة رِفاعةَ: لَا، حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه، قَالَتْ: فإِنه يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جاءَني هَبَّةً أَي مَرَّةً وَاحِدَةً؛ مِنْ هِبابِ الفَحْل، وَهُوَ سِفادُه؛ وَقِيلَ: أَرادتْ بالهَبَّةِ الوَقْعَةَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: احْذَرْ هَبَّةَ السَّيْفِ أَي وَقْعَتَه. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: هَبَّ التَّيْسُ أَي هاجَ للسِّفادِ، وَهُوَ مِهْبابٌ ومِهْبَبٌ. وهَبْهَبْتُه: دَعَوْتُه «1» ليَنْزُوَ، فتَهَبْهَبَ تَزَعْزَعَ. وإِنه لحَسَن الهِبَّةِ: يُرادُ بِهِ الحالُ. والهِبَّةُ: القِطْعة مِنَ الثَّوْبِ. والهِبَّة: الخِرْقة؛ وَيُقَالُ لِقِطَع الثَّوْبِ: هِبَبٌ، مِثْلَ عِنَب؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: غَذاهُما بدِماءِ القَوْمِ، إِذْ شَدَنا، ... فَمَا يَزالُ لوَصْلَيْ راكِبٍ يَضَعُ عَلَى جَناجِنِه، مِن ثَوْبه، هِبَبٌ، ... وَفِيهِ، مِنْ صائكٍ مُسْتَكْرَهٍ، دُفَعُ يَصِفُ أَسَداً أَتى لشِبْلَيْه بوَصْلَيْ راكبٍ؛ والوَصْلُ: كلُّ مَفْصِلٍ تامٍّ، مِثْلَ مَفْصِل العَجُز مِنَ الظَّهْر؛ والهاءُ فِي جَناجِنِه تَعُودُ عَلَى الأَسد؛ والهاءُ فِي قَوْلِهِ مِنْ ثَوْبِهِ تَعُودُ عَلَى الرَّاكِبِ الَّذِي فَرَسَه، وأَخَذَ وَصْلَيْه؛ ويَضَعُ: يَعْدو؛ وَالصَّائِكُ: اللَّاصِقُ. وثَوْبٌ هَبايِبُ وخَبايِبُ، بِلَا هَمْزٍ فِيهِمَا، إِذا كَانَ مُتَقَطِّعاً. وتَهَبَّبَ الثوبُ: بَلي. وثَوْبٌ هِبَبٌ وأَهْبابٌ: مُخَرَّقٌ؛ وَقَدْ تَهَبَّبَ؛ وهَببه: خَرَّقَه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ، فِي قمِيصِه المُهَبَّبِ، ... أَشْهَبَ، مِنْ ماءِ الحديدِ الأَشْهَبِ وهَبَّ النجمُ: طَلَع. والهَبْهابُ: اسمٌ مِنْ أَسماءِ السَّراب. ابْنُ سِيدَهْ: الهَبْهابُ السَّرابُ. وهَبْهَبَ السَّرابُ هَبْهَبةً إِذا تَرَقْرَقَ. والهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ. والهَبْهَبُ والهَبْهَبِيُّ: الْجَمَلُ السَّرِيعُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ وَصَلْنا هَوْجَلًا بهَوْجَلِ، ... بالهَبْهَبِيَّاتِ العِتاقِ الزُّمَّلِ والاسْمُ: الهَبْهَبةُ. وناقةٌ هَبْهَبيَّةٌ: سريعةٌ خَفيفةٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحْمر: تَماثِيلَ قِرْطاسٍ عَلَى هَبْهَبيَّةٍ، ... نَضا الكُورُ عَنْ لَحْمٍ لَهَا، مُتَخَدِّدِ أَراد بِالتَّمَاثِيلِ: كُتُباً يَكْتُبُونَها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبٌ، يَسْكُنُه الجَبَّارُون. الهَبْهَبُ: السَّريعُ. وهَبْهَبَ السَّرابُ إِذا تَرَقْرَقَ. والهَبْهَبِيُّ: تَيْسُ الغَنَم؛ وَقِيلَ: رَاعِيهَا؛ قَالَ: كأَنه هَبْهَبيٌّ، نامَ عنْ غَنَمٍ، ... مُسْتَأْوِرٌ فِي سَوادِ الليلِ، مَذْؤُوبُ والهَبْهَبيُّ: الحَسَنُ الحُداءِ، وَهُوَ أَيضاً الحَسَنُ الخِدْمَةِ. وكلُّ مُحْسِنِ مهْنةٍ: هَبْهَبيٌّ؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ الطَّبَّاخَ والشَّوَّاءَ. والهَبْهابُ: لُعْبة لصِبيانِ العِراقِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ولُعْبةٌ لصِبْيانِ الأَعْرابِ يُسَمُّونَها: الهَبْهابَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَقُودُ بِهَا دليلَ القَوْمِ نَجْمٌ، ... كعَيْنِ الكَلْبِ، فِي هُبَّى قِباعِ قَالَ: هُبَّى مِنْ هُبُوب الرِّيحِ؛ وَقَالَ: كعَيْن الْكَلْبِ، لأَنه لَا يَقْدرُ أَن يَفْتَحَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا وَقَعَ فِي نَوَادِرِ ثعلب؛ قال: والصحيح

_ (1). قوله [وهبهبته دعوته] هذه عبارة الصحاح، وقال في التكملة: صوابه وهبهبت به دعوته. ثم قال والهباب الهباء أي كسحاب فيهما.

هُبًّى قِباع، مِنَ الهَبْوةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وهَبْهَبَ إِذا زَجَرَ. وهَبْهَبَ إِذا ذَبَح. وهَبْهَبَ إِذا انْتَبَه. ابْنُ الأَعرابي: الهَبْهَبيُّ القَصَّابُ، وَكَذَلِكَ الفَغْفَغِيُّ؛ قَالَ الأَخطل: عَلَى أَنَّها تَهْدي المَطِيَّ إِذا عَوَى، ... مِنَ اللَّيْلِ، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ أَراد بِهِ: الخَفيفَ مِنَ الذئاب. هدب: الهُدْبة والهُدُبةُ: الشَّعَرةُ النَّابِتةُ عَلَى شُفْر العَيْن، وَالْجَمْعُ هُدْبٌ وهُدُبٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُكسَّرُ لِقِلَّةِ فُعُلة فِي كَلَامِهِمْ، وَجَمْعُ الهُدْبِ والهُدُبِ: أَهْدابٌ. والهَدَبُ: كالهُدْب، وَاحِدَتُهُ هَدَبَةٌ. اللِّيْثُ: وَرَجُلٌ أَهْدَبُ طويلُ أَشْفارِ الْعَيْنِ، النَّابِتُ كثيرُها. قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد بأَشفار الْعَيْنِ الشعرَ النابتَ عَلَى حُرُوفِ الأَجْفانِ، وَهُوَ غَلَط؛ إِنما شُفْرُ الْعَيْنِ مَنْبِتُ الهُدْبِ مِنْ حَرْفَي الجَفْنِ، وَجَمْعُهُ أَشْفارٌ. الصِّحَاحُ: الأَهْدَبُ الْكَثِيرُ أَشْفار الْعَيْنِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَهْدَبَ الأَشْفار ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: هَدِبَ الأَشفار أَي طَويلَ شَعَر الأَجْفان. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: طَويلُ العُنُق أَهْدَبُ. وهَدِبَتِ العَيْنُ هَدَباً، وَهِيَ هَدْباءُ: طالَ هُدْبُها؛ وَكَذَلِكَ أُذُنٌ هَدْباءُ، ولِحْيةٌ هَدْباءُ. ونَسْرٌ أَهْدَبُ: سابِغُ الرِّيشِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ مُؤْمن يَمْرَضُ، إِلا حَطَّ اللهُ هُدْبةً مِنْ خَطاياه أَي قِطْعةً وَطَائِفَةً؛ وَمِنْهُ هُدْبةُ الثوبِ. وهُدْبُ الثَّوْبِ: خَمْلُه، والواحدُ كالواحدِ فِي اللُّغَتَيْنِ. وهَيْدَبُه كَذَلِكَ، واحدتُه هَيْدَبةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَني أَنْظُرُ إِلى هُدَّابِها ؛ هُدْبُ الثَّوْبِ، وهُدْبَتُه، وهُدَّابُه: طَرَفُ الثوبِ، مِمَّا يَلي طُرَّتَه. وَفِي حَدِيثِ امرأَةِ رِفاعةَ: أَنَّ مَا مَعَهُ مثلُ هُدْبةِ الثَّوْبِ ؛ أَرادت مَتاعَه، وأَنه رِخْوٌ مِثْلُ طَرَفِ الثَّوبِ، لَا يُغْني عَنْهَا شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: والهُدْبة الخَمْلَة، وَضَمُّ الدَّالِ لُغَةٌ. والهَيْدَبُ: السَّحَابُ الَّذِي يَتَدَلَّى وَيَدْنُو مِثلَ هُدْب القَطِيفةِ. وَقِيلَ: هَيْدَبُ السحابِ ذَيْلُه؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن تَراه يَتَسَلْسَلُ فِي وَجْهه للوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنه خُيُوطٌ مُتَّصِلة؛ الْجَوْهَرِيُّ: هَيْدَبُ السَّحابِ مَا تَهَدَّبَ مِنْهُ إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُيُوطٌ؛ وَقَالَ عَبيدُ بنُ الأَبْرَص: دَانٍ مُسِفٌّ، فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُه، ... يَكادُ يَدْفَعُه، مَن قَامَ، بالرَّاحِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البيتُ يُروى لعَبيد بْنِ الأَبْرص، ويُروى لأَوْسِ بْنِ حَجَر يَصِفُ سَحاباً كَثيرَ المَطَر. والمُسِفُّ: الَّذِي قَدْ أَسَفَّ عَلَى الأَرْضِ أَي دَنا مِنْهَا. والهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ مِنَ الأَرض، كأَنه مَتَدَلٍّ، يكادُ يُمْسِكُه، مَنْ قَامَ، بِرَاحَتِهِ. اللِّيْثُ: وَكَذَلِكَ هَيْدَبُ الدَّمْعِ؛ وأَنشد: بِدَمْعٍ ذِي حَزازاتٍ، ... عَلَى الخَدَّيْنِ، ذِي هَيْدَبْ وَقَوْلُهُ: أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبا، ... أَذاكَ، أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيدَبا؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ هَيْدَباً، إِنما فَسَّرَ هَيداً، فَقَالَ: هُوَ الكثِيرُ. ولِبْدٌ أَهْدَبُ: طالَ زِئْبِرُهُ؛ اللِّيْثُ: يُقَالُ للِّبْد وَنَحْوِهِ إِذا طَالَ زِئْبرُه: أَهْدَبُ؛ وأَنشد: عَنْ ذِي دَرانِيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا

الدُّرْنُوكُ: المِنْديلُ. وَفَرَسٌ هَدِبٌ: طَويلُ شَعَر النَّاصِيَةِ. وهَدَبُ الشَّجَرةِ: طُولُ أَغْصانِها، وتَدَلِّيها، وَقَدْ هَدِبَتْ هَدَباً، فَهِيَ هَدْباءُ. والهُدَّابُ والهَدَبُ: أَغْصانُ الأَرْطَى وَنَحْوِهِ مِمَّا لَا وَرَقَ لَهُ، واحدَتُه هَدَبةٌ، وَالْجَمْعُ أَهْدابٌ. والهَدَبُ مِنْ وَرَقِ الشجَر: مَا لَمْ يكنْ لَهُ عَيْرٌ، نحوُ الأَثْلِ، والطَّرْفاءِ، والسَّرْو، والسَّمُر. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ هُدْبٌ وهَدَبٌ لوَرَقِ السَّرْو والأَرْطَى وَمَا لَا عَيرَ لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَدَبُ، بِالتَّحْرِيكِ، كلُّ وَرَق لَيْسَ لَهُ عَرْضٌ، كَوَرَق الأَثْلِ، والسَّرْوِ، والأَرْطَى، والطَّرْفاءِ، وَكَذَلِكَ الهُدَّابُ؛ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ زَيْدٍ العَبَّادي يَصِفُ ظَبْياً فِي كِنَاسِهِ: فِي كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه ... مِنْ عَلُ، الشَّفَّانَ، هُدَّابُ الفَنَنْ الشَّفَّان: البَرَدُ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بإِسقاط حَرْفِ الجرِّ أَي يَسْتُرُه هُدَّابُ الفَنَن مِنَ الشَّفَّان. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ مَذْحِج: إِن لَنَا هُدَّابَها. الهُدَّابُ: وَرَقُ الأَرْطَى، وكلُّ مَا لَمْ يَنْبَسِطْ وَرَقُه. وهُدَّابُ النَّخْل: سَعَفُه. ابْنُ سِيدَهْ: الهُدَّابُ اسْمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ. وهَدَبَ الأَرْطَى؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيّاً: وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنه، فَجَفا ... بسَلْهَبَيْنِ، فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا والواحدةُ: هُدَّابةٌ وهُدْبةٌ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: مَناكِبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ وَيُقَالُ: هُدْبةُ الثوبِ والأَرْطَى، وهُدْبُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَعْلى ثَوْبِه هُدَبُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهَدَبُ مِنَ النَّبَاتِ مَا لَيْسَ بِوَرَقٍ، إِلا أَنه يَقُومُ مَقَامَ الوَرَق. وأَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة، وهَدِبَتْ، فَهِيَ هَدْباءُ: تَهَدَّلَتْ مِنْ نَعْمَتِها، واسْتَرْسَلَتْ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَيْسَ هَذَا مِنْ هَدَبِ الأَرْطَى وَنَحْوِهِ؛ والهَدَبُ: مَصْدَرُ الأَهْدَب والهَدْباءِ؛ وَقَدْ هَدِبَتْ هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها مِنْ حَوالَيْها. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: لَهُ أُذُنٌ هَدْباءُ أَي مُتَدَلِّية مُسْتَرْخِيَة. وهَدَبَ الشيءَ إِذا قَطَعَه. وهَدَّبَ الثمرةَ تَهْديباً، واهْتَدَبَها: جَناها. وَفِي حَدِيثِ خَبَّابٍ: ومنَّا مَن أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرتُه، فَهُوَ يَهْدِبُها ؛ مَعْنَى يَهْدِبُها أَي يَجْنِيها ويَقْطِفُها، كَمَا يَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا والأَرْطى. قَالَ الأَزهري: والعَبَلُ مثلُ الهَدَب سَوَاءً. وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احْتَلَبَها، والهَدْبُ، جَزْمٌ: ضَرْبٌ مِنَ الحَلَبِ؛ يُقَالُ: هَدَبَ الحالبُ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها؛ رَوَى الأَزهري ذَلِكَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ؛ وَقَوْلَ أَبي ذؤَيب: يَسْتَنُّ فِي عُرُضِ الصَّحْراءِ فائِرُه، ... كأَنَّه سَبِطُ الأَهْدابِ، مَمْلُوحُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، قِيلَ فِيهِ: الأَهْدابُ الأَكْتافُ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُه. الأَزهري: أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ، وَقَدْ هَدَبَ الهَدَبَ يَهْدِبُه إِذا أَخَذَه مِنْ شَجره؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ والهَيْدَبُ: ثَدْيُ المرأَة ورَكَبُها إِذا كَانَ مُسْتَرْخِياً، لَا انْتِصابَ لَهُ، شُبِّهَ بهَيْدَبِ السَّحابِ، وَهُوَ مَا تَدَلى مِنْ أَسافله إِلى الأَرض. قَالَ: وَلَمْ أَسمع الهَيْدَبَ فِي صِفَةِ الودْق المُتَّصِل،

وَلَا فِي نَعْتِ الدَّمْعِ، والبيتُ، الَّذِي احْتَجَّ بِهِ اللِّيْثُ، مَصْنُوع لَا حُجَّة بِهِ. وبيتُ عَبيدٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الهَيْدَبَ مِنْ نَعْتِ السَّحابِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه والهَيْدَبُ والهُدُبُّ مِنَ الرِّجَالِ: العَيِيُّ الثَّقيلُ، وَقِيلَ: الأَحْمَقُ؛ وَقِيلَ: الهَيْدَبُ الضَّعِيفُ. الأَزهري: الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الأَقْوام، الفَدْمُ الثَّقِيلُ؛ وأَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شَاهِدًا عَلَى العَبامِ العَيِيِّ الثَّقيل: وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ ... الأَقْوامِ، سَقْباً مُجَلِّلًا فَرَعا قَالَ: الهَيْدَبُ مِنَ الرِّجَالِ الْجَافِي الثقيلُ، الْكَثِيرُ الشَّعَر؛ وَقِيلَ: الهَيْدَبُ الَّذِي عَلَيْهِ أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ مِنْ بِجادٍ أَو غَيْرِهِ، كأَنها هَيْدَبٌ مِنْ سَحاب. والهَيْدَبى: ضَرْبٌ مِنْ مَشْي الخَيْل. والهُدْبةُ والهُدَبةُ، الأَخيرَةُ عَنْ كُرَاعٍ: طُوَيئِرٌ أَغْبَرٌ يُشْبِه الهامَة، إِلا أَنه أَصْغَرُ مِنْهَا. وهُدْبَةُ: اسْمُ رَجُل. وابنُ الهَيْدَبى: مِنْ شُعَراء الْعَرَبِ. وهَيْدَبٌ: فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ. وهِنْدَبٌ، وهِنْدَبا، وهِنْدَباة: بَقْلَةٌ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الهِنْدِبا، بِكَسْرِ الدال، يمدّ ويقصر. هذب: التَّهْذيبُ: كالتَّنْقِيةِ. هَذَبَ الشيءَ يَهْذِبُه هَذْباً، وهَذَّبه: نَقَّاه وأَخْلصه، وَقِيلَ: أَصْلَحه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّهْذيبُ فِي القِدْحِ العَملُ الثَّانِي، والتَّشْذيبُ الأَوَّل، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والمُهَذَّبُ مِنَ الرِّجَالِ: المُخَلَّصُ النَّقِيُّ مِنَ العُيوب؛ وَرَجُلٌ مُهَذَّبٌ أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ. وأَصلُ التهذيبِ: تَنْقِيةُ الحَنْظَل مِنْ شَحْمِه، ومُعالجَةُ حَبِّه، حَتَّى تَذْهَبَ مَرَارَتُه، ويَطيبَ لِآكِلِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسٍ: أَلم تَرَيا، إِذ جئْتُما، أَنَّ لَحْمَها ... بِهِ طَعْمُ شَرْيٍ، لَمْ يُهَذَّبْ، وحَنْظَلِ وَيُقَالُ: مَا فِي مَوَدَّته هَذَبٌ أَي صَفاءٌ وخُلُوصٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مَعْدِنُك الجَوهَرُ المُهَذَّبُ، ذُو ... الإِبْرِيزِ، بَخٍّ مَا فَوْقَ ذَا هَذَبُ وهَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّى عَنْهَا اللِّيفَ. وهَذَبَ الشيءُ يَهْذِبُ هَذْباً: سالَ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: دِيارٌ عَفَتْها، بَعْدَنا، كلُّ ديمةٍ ... دَرُورٍ، وأُخْرى، تُهْذِبُ الماءَ، ساجِرُ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة. والإِهذابُ والتَّهذيبُ: الإِسراعُ فِي الطَّيَران، والعَدْوِ، وَالْكَلَامِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وللزَّجْرِ مِنْهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ وأَهْذَبَ الإِنسانُ فِي مَشْيِه، والفَرسُ فِي عَدْوِه، والطائرُ فِي طَيَرانِه: أَسْرَعَ؛ وقولُ أَبي العِيالِ: ويَحْمِلُه حَمِيمٌ ... أَرْيَحِيٌّ، صادِقٌ هَذِبُ هُوَ عَلَى النَّسَب أَي ذُو هَذْبٍ؛ وَقَدْ قِيلَ فِيهِ: هَذَبَ وأَهْذَبَ وهَذَّبَ، كلُّ ذَلِكَ مِنَ الإِسراع. وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: إِني أَخْشَى عَلَيْكُمُ الطَّلَبَ، فَهَذِّبُوا أَي أَسْرِعوا السَّيْرَ؛ والاسمُ: الهَيْذَبَى: وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الهَيْذَبى أَن يَعْدُوَ فِي شِقّ؛ وأَنشد: مَشَى الهَيْذَبى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مَشَى الهِرْبِذا، وهو بِمَنْزِلَةِ الهَيْذَبى.

وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فِيهِ ويُتابعه. والهَيْذَبى: ضَرْبٌ مِنْ مَشْيِ الْخَيْلِ. الفراءُ: المُهْذِبُ السريعُ، وَهُوَ مِنْ أَسماءِ الشَّيْطانِ؛ وَيُقَالُ لَهُ: المُذْهِبُ أَي المُحَسِّنُ للمَعاصي. وإِبل مَهاذيبُ: سِراعٌ؛ وَقَالَ رؤْبة: ضَرْحاً، وَقَدْ أَنْجَدْنَ مِنْ ذاتِ الطُّوَقْ، ... صَوادِقَ العَقْبِ، مَهاذيبَ الوَلَقْ والطائرُ يُهاذِبُ فِي طَيَرانِه: يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ: يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ، فَهُوَ مُهاذِبٌ، ... يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ أَيضاً: فهَذَّبَ عَنْها مَا يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى ... طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ قَالَ السُّكَّرِيُّ: هَذَّبَ عنها فَرَّقَ. هذرب: الهَذْرَبَةُ «2»: كثرةُ الْكَلَامِ في سُرْعة. هرب: الهَرَبُ: الفِرارُ. هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، يَكونُ ذَلِكَ للإِنسان، وَغَيْرِهِ مِنَ أَنواع الْحَيَوَانِ. وأَهْرَبَ: جَدَّ فِي الذَّهابِ مَذْعُوراً؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا جَدَّ فِي الذَّهَابِ مَذْعُوراً، أَو غيرَ مَذْعور؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ للفَرَس وَغَيْرِهِ مِمَّا يَعْدُو؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً. وَقَالَ مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَي جَادًّا فِي الأَمْرِ؛ وَقِيلَ: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِبا فَزِعاً؛ وفلانٌ لَنَا مَهْرَبٌ. وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ فِي الأَرض؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فُلَانًا إِذا اضْطَرَّه إِلى الهَربِ. وَيُقَالُ: هَرَبَ مِنَ الوَتِدِ نِصْفُه فِي الأَرض أَي غابَ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: ومُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْضِ مُنْثَلِماً، ... ورُمَّةً نَشِبَتْ فِي هارِبِ الوَتِدِ «3» وساحَ فُلَانٌ فِي الأَرضِ وهَرَبَ فِيهَا. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ فِي الأَمْر. الأَصمعي، فِي نَفْيِ الْمَالِ: مَا لَه هارِبٌ وَلَا قارِبٌ أَي صادرٌ عَنِ الماءِ وَلَا وارِد؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَا لَهُ شيءٌ، وَمَا لَهُ قَوْمٌ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ مَا لَهُ سَعْنةٌ وَلَا مَعْنَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهارِبُ الَّذِي صَدَر عَنِ الماءِ؛ قَالَ: والقارِبُ الَّذِي يَطْلُبُ الماءَ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِمْ مَا لَه هارِبٌ وَلَا قارِبٌ: مَعْنَاهُ لَيْسَ لَهُ أَحَدٌ يَهْرُبُ مِنْهُ، وَلَا أَحدٌ يَقْرُبُ مِنْهُ أَي فَلَيْسَ هُوَ بشيءٍ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا لَه بَعِيرٌ يَصْدُرُ عَنِ الماءِ، وَلَا بَعِيرٌ يَقْرُبُ الماءَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا لِي وَلِعِيَالِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ غيرَها أَي مَا لِي بعيرٌ صادرٌ عَنِ الْمَاءِ، وَلَا واردٌ سِوَاهَا، يَعْنِي ناقتَه. ابْنُ الأَعرابي: هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ مَا عَلَى وجهِ الأَرض مِنْ التُّراب والقَمِيم وَغَيْرِهِ إِذا سَفَتْ بِهِ. والهُرْبُ: الثَّرْبُ، يَمَانِيَةٌ. وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ: اسْمَانِ. وهارِبةُ البَقْعاءِ: بَطْنٌ. هرجب: الهِرْجابُ مِنَ الإِبل: الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قَالَ رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج: تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرْتِيبُ إِنْشادِه فِي رَجَزِه: تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، ... مَضْبُورَةٍ، قَرْواءَ، هِرْجابٍ، فُنُقْ والمِغْلاةُ: الناقةُ الَّتِي تُبْعِدُ الخَطْوَ. والوَهَقُ:

_ (2). قوله [الهذربة] قال في التكملة: هي لغة في الهذرمة. (3). قوله [ومجنأ] أي نؤياً انتهى. تكملة.

المُباراةُ والمُسايرة. ومَضْبُورَةٌ: مجتمعةُ الخَلْقِ. والقَرْواءُ: الطويلَةُ القَرَى، وَهُوَ الظَّهْر. والفُنُقُ: الفَتِيَّةُ الضَّخْمة؛ وَالْهَاءُ فِي تَنَشَّطَتْه تَعُودُ عَلَى الخَرْق الَّذِي وُصِفَ قَبْلَ هَذَا فِي قَوْلِهِ: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وَمَعْنَى تَنَشَّطَتْهُ: قَطَعَتْهُ، وأَسْرَعَتْ قَطْعَه. والهَراجيبُ والهَراجيلُ من الإِبل: الضِّخام؛ قَالَ رؤْبة: مِنْ كُلِّ قَرْواءَ وهِرْجابٍ فُنُقْ وَهُوَ الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ وَقِيلَ: الهِرْجابُ الَّتِي امْتَدَّتْ مَعَ الأَرْضِ طُولًا؛ وأَنشد: ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ الهَراجِيبُ ونَخْلَةٌ هِرجابٌ، كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَنْصاري: تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ، كأَنَّها ... تَطَلَّى بقَارٍ، أَوْ بأَسْوَدَ ناتِحِ وهِرْجابٌ: اسْمُ مَوضِع؛ أَنشد أَبو الْحَسَنِ: بِهِرْجابَ، مَا دامَ الأَراكُ بِهِ خُضْرا الأَزهري: هِرْجابٌ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: فطافَتْ بِنا مُرْشِقٌ جَأْبَةٌ، ... بِهِرجابَ تَنْتابُ سِدْراً، وَضالا هردب: الهِرْدَبُّ والهِرْدَبَّةُ: الجَبانُ الضَّخْمُ، المُنْتَفِخُ الجوفِ الَّذِي لَا فُؤَاد لَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الجَبانُ الضَّخْمُ، القليلُ العَقْلِ. والهِرْدَبَّةُ: العجوزُ؛ قَالَ: أُفٍّ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ، ... العَنْقَفِيرِ، الجِلْبِحِ، الطُّرْطُبَّهْ العَنْقَفيرُ والجِلْبِح: المُسِنَّةُ. والطُّرْطُبَّة: الكبيرةُ الثَّدْيَيْنِ. الأَزهري: يُقَالُ لِلرَّجُلِ العَظيمِ الطويلِ الجسمِ هِرْطالٌ وهِرْدَبَّة وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ. والهَرْدَبةُ: عَدْوٌ فِيهِ ثِقَلٌ، وَقَدْ هَرْدَبَ. هرشب: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: عَجُوزٌ هِرْشَفَّة، وهِرْشَبَّةٌ، بالفاءِ، والباءِ: باليةٌ، كبيرة. هزب: الهَوْزَبُ: المُسِنُّ، الجَرِيءُ مِنَ الإِبِل؛ وَقِيلَ: الشَّديدُ، القَوِيُّ الجَرْيِ؛ قَالَ الأَعْشَى: أُزْجِي سَراعِيفَ كالقِسِيِّ مِنَ الشَوْحَطِ، ... صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا والهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِيهِ بِهَا، ... والعَنْتَريسَ الوَجْناءَ، والجَمَلا وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ بِهَا، تَعُودُ عَلَى سَراعيف. وأُزْجي: أَسُوقُ. والسَّراعِيفُ: الطِّوالُ مِنَ الإِبِل، الضَّوامِرُ، الخِفافُ، واحدُها سُرْعُوفٌ. وجَعَلها تَصُكُّ الأَرضَ بأَخْفافِها، كصَكِّ الصَّقْرِ المُسَفَّعِ الحَجَلَ. والوَجْناءُ: الغَليظةُ، مأْخوذةٌ مِنَ الوَجْن، وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض. والمُسَفَّعُ: الَّذِي فِي لَوْنِهِ سُفْعة. والهَوْزَبُ: النَّسْرُ، لِسِنِّهِ. والهازِبى: جنسٌ مِنَ السَّمَك. والهَيْزَبُ: الحديدُ. وهَزَّابٌ: اسم رجل. هضب: الهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ مِنْ صخرةٍ واحدةٍ؛ وَقِيلَ: كلُّ صخرةٍ راسيةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ وَقِيلَ: الهَضْبةُ والهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، يَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض؛ وَفِي التَّهْذِيبِ الهَضْبَةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الجبلُ الطويلُ، المُمْتَنِع، المُنْفَرِدُ، وَلَا تَكُونُ إِلا فِي حُمْرِ الْجِبَالِ، وَالْجَمْعُ هِضابٌ، وَالْجَمْعُ هَضْبٌ، وهِضَبٌ، وهِضابٌ؛ وَفِي حَدِيثٍ قُسٍّ: مَاذَا لنا بهَضْبةٍ؟ الهَضْبةُ: الرَّابِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعارِ: وأَهلُ جِنابِ الهَضْبِ ؛ الجِنابُ، بِالْكَسْرِ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والأُهْضُوبةُ: كالهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِيدٌ فِي قَوْلِهِ: نَحْنُ قُدْنا مِنْ أَهاضِيبِ المَلا الْخَيْلَ ... فِي الأَرْسانِ، أَمْثالَ السَّعالي

وَقَوْلُ الهُذَليِّ: لَعَمْرُ أَبي عَمْرو، لَقَدْ ساقَه المُنى ... إِلى جَدَثٍ، يُورَى لَهُ بالأَهاضِبِ أَراد: الأَهاضِيبَ، فحَذَفَ اضْطراراً. والهَضْبة: المَطْرَةُ الدَّائِمَةُ، العظيمةُ القَطْرِ؛ وَقِيلَ: الدُّفْعةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ هِضَبٌ، مِثْلُ بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادرٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فباتَ يُشْئِزهُ فَأْدٌ، ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ، والهِضَبُ وَيُرْوَى: والهَضَبُ، وَهُوَ جَمْعُ هاضِبٍ، مِثْلُ تابعٍ وتَبَعٍ، وباعدٍ وبَعَدٍ، وَهِيَ الأُهْضُوبةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والأَهاضِيبُ واحدُها هِضابٌ، وواحدُ الهِضابِ هَضْبٌ، وَهِيَ جَلَباتُ القَطْرِ، بَعْدَ القَطْرِ؛ وَتَقُولُ: أَصابتهم أُهْضوبةٌ مِنَ الْمَطَرِ، وَالْجَمْعُ الأَهاضِيبُ. وهَضَبَتْهم السماءُ أَي مَطَرَتْهم. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: فأَرْسِل السَّمَاءَ بهَضْبٍ أَي مَطَرٍ، ويُجْمَع عَلَى أَهْضابٍ ثُمَّ أَهاضِيبَ، كقَوْلٍ وأَقْوالٍ وأَقاويلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِيبِه ؛ وَفِي وَصْفِ بَنِي تَمِيمٍ: هَضْبةٌ حَمْراءُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَراد بالهَضْبة المَطْرةَ الْكَثِيرَةَ القَطر؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِ الرابيةَ. وهَضَبَتِ السماءُ: دامَ مَطَرُها أَياماً لَا يُقْلِعُ. وهَضَبَتْهُم: بلَّتْهم بَلَلًا شَدِيدًا. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الهَضْبَةُ دَفْعةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ مَطَرٍ، ثُمَّ تَسْكُن، وَكَذَلِكَ جَرْية واحدةٌ؛ وأَنشد للكُمَيْت يَصِفُ فَرَساً: مُخَيَّفٌ، بعضُه وَرْدٌ، وسائِرُهُ ... جَوْنٌ، أَفانِينُ إِجْرِيَّاه، لَا هَضَبُ وإِجْرِيَّاه: جَرْيُه، وعادَةُ جَرْيِهِ. أَفانينُ أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لَا هَضَبُ: لَا لَوْنٌ واحِدٌ. وهَضَبَ فلانٌ فِي الْحَدِيثِ إِذا انْدَفَعَ فِيهِ، فأَكثر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا أُكْثِرُ القَوْلَ فِيمَا يَهْضِبُونَ بِهِ، ... مِنَ الكلامِ، قليلٌ مِنْهُ يَكْفينِي وهَضَبَ القومُ واهْتَضَبوا فِي الْحَدِيثِ: خاضُوا فِيهِ دُفْعةً بَعْدَ دُفْعةٍ، وارْتَفَعَتْ أَصواتُهم؛ يُقَالُ: أَهْضِبُوا يَا قَوْم أَي تَكَلَّموا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَصحابَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا مَعَهُ فِي سَفَر، فعَرَّسوا وَلَمْ يَنْتبِهوا حَتَّى طَلَعَتِ الشمسُ، والنبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَائِمٌ، فَقَالُوا: أَهْضِبُوا ؛ مَعْنَى أَهْضِبُوا: تَكَلَّمُوا، وأَفِيضُوا فِي الْحَدِيثِ لِكَيْ يَنْتَبِهَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِكَلَامِهِمْ؛ يُقَالُ: هَضَبَ فِي الْحَدِيثِ وأَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فِيهِ؛ كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه، فأَرادوا أَن يَسْتَيْقِظَ بِكَلَامِهِمْ. وَيُقَالُ اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ؛ وَقَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ قَوْساً: فِي كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ، ... يَهْزِجُ إِنباضُها، ويَهْتَضِبُ أَي يُرِنُّ فيُسْمَعُ لرَنِينِه صَوْتٌ. أَبو عَمْرٍو: هَضَبَ وأَهْضَبَ، وضَبَّ وأَضَبَّ: كلُّه كلامٌ فِيهِ جَهارةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: هَضَبَ القومُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبوا: كلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ؛ وقولُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: تَصابَيْتُ حَتَّى الليلِ، منهنَّ رَغْبَتي، ... رَوانيَ فِي يَوْمٍ، مِنَ اللَّهْوِ، هاضِبِ مَعْنَاهُ: كَانُوا قَدْ هَضَبُوا فِي اللُّهْوِ؛ قَالَ: وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا عَلَى النَّسَب أَي ذِي هَضْبٍ. ورجلٌ هَضْبةٌ أَي كَثِيرُ الْكَلَامِ. والهَضْبُ: الضَّخْمُ مِنَ الضِّبابِ وَغَيْرِهَا. وسُرِقَ لأَعْرابيةٍ ضَبٌّ، فحُكِمَ

لَهَا بضَبٍّ مِثْلِهِ، فَقَالَتْ: لَيْسَ كَضَبِّي، ضَبِّي ضَبٌّ هِضَبٌّ؛ والهِضَبُّ: الشديدُ الصُّلْبُ مثلُ الهِجَفِّ. والهِضَبُّ مِنَ الخَيْل: الكثيرُ العَرَق؛ قَالَ طَرَفَةُ: منْ عَناجِيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ، ... وهِضَبَّاتٍ، إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ والوُقُح: جَمْعُ وَقاحٍ، لِلْحَافِرِ الصُّلْب. والعَناجِيجُ: الجِيادُ مِنَ الْخَيْلِ، واحدُها عُنْجُوجٌ. هقب: الهَقْبُ: السَّعَة. وَرَجُلٌ هِقَبٌّ: واسعُ الحَلْقِ، يَلْتَقِمُ كُلَّ شيءٍ. والهِقَبُّ: الضَّخْمُ فِي طُولٍ وجِسمٍ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الفَحْلَ مِنَ النَّعام. قَالَ الأَزهري، قَالَ اللَّيْثَ: الهِقَبُّ الضَّخْمُ الطويلُ مِنَ النَّعام؛ وأَنشد: مِنَ المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ وهِقَبْ: مِنْ زَجْرِ الْخَيْلِ. هكب: الأَزهري: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهَكْبُ الاسْتِهْزاءُ، أَصلُه هَكْمٌ، بِالْمِيمِ. هلب: الهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه؛ وَقِيلَ: هُوَ فِي الذَّنَبِ وحْدَه؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا غَلُظَ مِنَ الشعَر؛ زَادَ الأَزهري: كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزيرِ الَّذِي يُخْرَزُ بِهِ، وَالْجَمْعِ الهُلْبُ. والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكثيرُ الهُلْبِ. وَرَجُلٌ أَهْلَبُ: غليظُ الشَّعَر. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ أَهْلَبُ إِذا كَانَ شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً. والأَهْلَبُ: الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ. والهُلْبُ: أَيضاً: الشَّعَر النابتُ عَلَى أَجْفانِ العَيْنَيْن. والهُلْبُ: الشَّعَر تَنْتِفُه مِنَ الذَّنَب، واحدَتُه هُلْبة. والهُلَبُ: الأَذْنابُ والأَعْرافُ المَنْتُوفةُ. وهَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً، وهَلَّبَه: نَتَفَ هُلْبَه، فَهُوَ مَهْلُوبٌ ومُهَلَّبٌ. والمُهَلَّبُ: اسمٌ، وَهُوَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي المُهَلَّبُ بنُ أَبي صُفْرَة أَبو المَهالِبة. فمُهَلَّبٌ عَلَى حارثٍ وعباسٍ، والمُهَلَّبُ عَلَى الحَارث والعَبَّاس. وانْهَلَبَ الشَّعرُ، وتَهَلَّبَ: تَنَتَّفَ. وفرسٌ مَهْلُوبٌ: مُسْتَأْصَلُ شَعْرِ الذَّنَبِ، قَدْ هُلِبَ ذَنَبُه أَي اسْتُؤْصِلَ جَزّاً. وذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِعٌ؛ وأَنشد: وإِنَّهُمُ قدْ دَعَوْا دَعْوَةً، ... سَيَتْبَعُها ذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِعٌ عَنْكُمْ، كَقَوْلِهِ: الدُّنْيا وَلَّت حَذَّاءَ أَي مُنْقَطِعَةً. والأَهْلَبُ: الَّذِي لَا شَعَر عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ صاحبَ رايةِ الدَّجَّالِ، فِي عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْيةِ البَرَقِ، وَفِيهَا هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس أَي شَعَراتٌ، أَو خُصَلاتٌ مِنَ الشَّعر. وَفِي حَدِيثِ مُعاوية: أَفْلَت وانْحَصَّ الذَّنَب، فَقَالَ: كَلَّا إِنه لَبِهُلْبه ؛ وَفَرَسٌ أَهْلَبُ وَدَابَّةٌ هَلْباءُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ تَميم الدَّاريِّ: فلَقِيَهم دابةٌ أَهْلَبُ ؛ ذَكَّرَ الصفةَ، لأَنَّ الدَّابَّةَ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: الدابةُ الهَلْباءُ الَّتِي كَلَّمت تمِيماً هِيَ دابةُ الأَرضِ الَّتِي تُكَلِّمُ الناسَ ، يَعْنِي بِهَا الجَسَّاسةَ. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: ورَقَبَةٌ هَلْباءُ أَي كثيرةُ الشَّعر. وَفِي حَدِيثِ أَنسٍ: لَا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيل أَي لَا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع. والهَلَبُ: كثرةُ الشَّعَر؛ رجلٌ أَهْلَبُ وامرأَةٌ هَلْباءُ. والهَلْباءُ: الاسْتُ، اسْمٌ غالبٌ، وأَصلُه الصفةُ. ورجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: فِي اسْتِه شَعَرٌ، يُذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى اكتِهالِهِ وتَجْرِبَتِه؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعرابي، وأَنشد: مَهْلًا، بَني رُومانَ بعضَ وَعِيدِكُمْ ... وإِيَّاكُمُ والهُلْبَ مِنَّا عَضارِطا

وَرَجُلٌ هَلِبٌ: نابتُ الهُلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَنْ يَمْتَلِئَ مَا بَينَ عانَتي وهُلْبَتي ؛ الهُلْبة: مَا فوقَ العانةِ إِلى قَرِيبٍ مِنَ السُّرَّة. والهَلِبُ: رجلٌ كَانَ أَقْرَع، فمَسَح سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يدَه عَلَى رأْسه فنَبَت شَعَرُه. وهُلْبَةُ الشِّتاءِ: شِدَّتُه. وأَصابَتْهم هُلْبةُ الزَّمَانِ: مثلُ الكُلْبة، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَوَقَعْنا فِي هُلْبةٍ هَلباءَ أَي فِي داهيةٍ دَهْياءَ، مِثْلُ هُلْبة الشِّتاءِ. وعامٌ أَهْلَبُ أَي خَصِيبٌ، مثلُ أَزَبَّ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. والهَلَّابةُ: الرِّيحُ البارِدَةُ مَعَ قَطْرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والهَلَّابُ رِيحٌ بَارِدَةٌ مَعَ مَطَرٍ، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ مِنَ الأَسماءِ عَلَى فَعَّالٍ كالجَبَّانِ والقَذَّافِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ «4»: هَيْفاءُ مُقْبِلةً، عَجْزاءُ مُدْبرَةً، ... مَحْطُوطَةٌ، جُدِلَتْ، شَنْباءُ أَنْيابا تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزالٍ، تَحْتَ سِدْرَتِه ... أَحَسَّ، يَوْمًا، مِنَ المَشْتَاتِ، هَلَّابا هَلَّابا: هاهنا بدلٌ مِنْ يَوْمٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَتى سِيبَوَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ شَاهِدًا عَلَى نَصْبِ قَوْلِهِ أَنيابا، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ، أَو عَلَى التَّمْيِيزِ. وَمُقْبِلَةً نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، وَكَذَلِكَ مُدْبِرَةٌ، أَي هِيَ هَيْفَاءُ فِي حَالِ إِقبالها، عَجْزَاءُ فِي حَالِ إِدبارها، والهَيَفُ: ضُمْرُ البَطْن. والمَحْطوطة: المَصْقُولة؛ يُرِيدُ أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ. والمِحَطُّ: خَشَبَةٌ يُصْقَلُ بِهَا الجُلُود. والمَجْدُولةُ: الَّتِي لَيْسَتْ برَهْلة مُسْتَرْخيةِ اللَّحْمِ. والشَّنَبُ: بَرْدٌ فِي الأَسْنان، وعُذُوبةٌ فِي الرِّيقِ. والهَلَّابةُ: الرِّيحُ الباردةُ. وهَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً: بَلَّتْهم. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ «5»: مَا مِنْ عَمَلِي شيءٌ أَرْجى عِنْدي بَعْدَ لَا إِله إِلَّا اللَّهُ، مِنْ ليلةٍ بِتُّها، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي، والسماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وَقَدْ هَلَبَتْنا السماءُ إِذا مَطَرَتْ بجَودٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ هَلَبَتْنا السماءُ إِذا بَلَّتْهم بشيءٍ مِنْ نَدًى، أَو نَحْوِ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: الهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ مِنَ الْيَوْمِ الهَلَّابِ إِذا كَانَ مَطَرُه سَهْلًا لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ؛ والصِّفةُ المَذْمُومة أُخِذَتْ مِنَ الْيَوْمِ الهَلَّابِ إِذا كَانَ مَطَرُه ذَا رَعْدٍ، وبَرْقٍ، وأَهوالٍ، وهَدْم لِلْمَنَازِلِ. ويومٌ هَلَّابٌ، وعامٌ هَلَّابٌ: كَثِيرُ المَطَر وَالرِّيحِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حلب: يَوْمٌ حَلَّابٌ، وَيَوْمٌ هَلَّابٌ، وَيَوْمٌ هَمَّامٌ، وصَفْوانُ، ومِلْحانُ، وشِيبانُ؛ فأَمَّا الهَلَّابُ: فاليابِسُ بَرْداً، وأَما الحَلَّابُ: فَفِيهِ نَدًى، وأَما الهَمَّام: فَالَّذِي قَدْ هَمَّ بالبَرْد. قَالَ: والهَلْبُ تَتابُع القَطْر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والمُذْرِياتُ بالدَّوَارِي حَصْبا ... بِهَا جُلالا، ودُقاقاً هَلْبا وَهُوَ التَّتابُعُ والمَرُّ. الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه فِي هُلْبة الشِّتاءِ أَي فِي شِدَّة بَرْدِه. أَبو يَزيدَ الغَنَوِيُّ: فِي الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والمَرْقِيُّ فِي القَبْر، وَفِي الْكَانُونِ الثَّانِي هَلَّابٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِيبٌ يَكُنَّ فِي هُلْبةِ الشَّهْر أَي فِي آخِرِهِ. وَمِنْ أَيام الشتاءِ: هالِبُ الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ. قَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: لَهُ أُهْلُوبٌ أَي الْتِهابٌ في

_ (4). قوله [قال أبو زبيد] أي يصف امرأة اسمها خنساء كما في التكملة (5). قوله [وفي حديث خالد إلخ] عبارة التكملة وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الوليد أنه قال لما حضرته الوفاة: لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي إلخ.

الشَّدِّ وَغَيْرِهِ، مقلوبٌ عَنْ أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فِيهِ. وامرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ مِنْ زَوجِها وتُحِبُّه، وتُقْصِي غيرَه وتَتَباعَدُ عَنْهُ؛ وَقِيلَ: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِبُّه، وتُقْصِي زَوجَها، ضِدُّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ: رَحِمَ اللَّهُ الهَلوبَ؛ يَعني الأُولى، ولَعَنَ اللهُ الهَلُوبَ ؛ يَعْني الأُخرى؛ وَذَلِكَ مِنْ هَلَبْتُه بِلِسَانِيِّ إِذا نِلْتَ مِنْهُ نَيْلًا شَدِيدًا، لأَن المرأَة تَنالُ إِما مِنْ زَوْجِهَا وإِما مِنْ خِدْنِها، فتَرَحَّمَ عَلَى الأُولى ولَعَنَ الثانيةَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ إِنه ليَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إِذا كَانَ يَهْجُوهم ويَشْتُمهم. يُقَالُ: هُوَ هَلَّابٌ أَي هَجَّاءٌ، وَهُوَ مُهَلَّبٌ أَي مَهْجُوٌّ. وَقَالَ خَلِيفَةٌ الحُصَيْنِيُّ: يُقَالُ رَكِبَ كلٌّ مِنْهُمْ أُهْلُوباً مِنَ الثَّناءِ أَي فَنّاً، وَهِيَ الأَهالِيبُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الأَسالِيبُ، وَاحِدُهَا أُسْلُوبٌ. أَبو عُبَيْدٍ: الهُلابةُ غُسالة السَّلى، وَهِيَ فِي الحُوَلاءِ، والحُوَلاءُ رأْسُ السَّلى، وَهِيَ غِرْسٌ، كقَدْرِ القَارورةِ، تَراها خَضْراء بَعْدَ الوَلدِ، تُسَمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ. وَيُقَالُ: أَهْلَبَ فِي عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً، وعَدْوُه ذُو أَهالِيبَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: اهْتَلَبَ السيفَ مِنْ غِمْده وأَعْتَقَه وامْتَرقَه واخْتَرَطَه إِذا اسْتَلَّه. وأُهْلُوبٌ: فرسُ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو. هلجب: التَّهْذِيبُ: الهِلْجابُ الضَّخْمَةُ مِنَ القُدورِ، وَكَذَلِكَ العَيْلَمُ. هلقب: الأَزهري، أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ، وهِلَّقْبٌ أَي شديدٌ. هنب: امرأَة هَنْباءُ: وَرْهاءُ، يُمَدُّ ويُقْصَر؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي خَلِيفة أَن مُحَمَّدَ بْنَ سَلَّام أَنشده لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيِّ: وشَرُّ حشْوِ خِباءٍ، أَنتَ مُولِجُه، ... مَجْنُونةٌ هُنَّباءٌ، بنتُ مَجْنُونِ قَالَ: وهُنَّباءُ مِثْلُ فُعَّلاءُ، بِتَشْدِيدِ العينِ والمَدِّ؛ قَالَ: وَلَا أَعرف فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لَهُ نَظِيرًا. قَالَ: والهُنَّباءُ الأَحمق؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: امرأَة هُنَّبا وهُنَّباءُ، يُمَدُّ ويُقْصر. وهِنْبٌ، بِكَسْرِ الهاءِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ هِنْبُ بنُ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَديلةَ بْنِ أَسَد بْنُ ربيعةَ بْنِ نِزار بنِ مَعَدٍّ. وَبَنُو هِنْبٍ: حيٌّ مِنْ رَبيعة. والهَنَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: مصدرُ قَوْلِكَ امرأَةٌ هَنْباءُ أَي بَلْهاءُ بَيِّنَةُ الهَنَب. الأَزهري، ابْنُ الأَعرابي: المِهْنَبُ الْفَائِقُ الحُمْقِ؛ قَالَ: وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ هِنْباً. قَالَ: وَالَّذِي جاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفَى مُخَنَّثَيْن: أَحدهما هِيتٌ، والآخر ماتِعٌ ، إِنما هُوَ هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحابُ الْحَدِيثِ، قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ هِيتٌ، قَالَ: وأَظنه صَوَابًا. هندب: الهِنْدَبُ، والهِنْدَبا، والهِنْدِباءُ والهِنْدَباءُ: كُلُّ ذَلِكَ بَقْلَةٌ مِنْ أَحْرارِ البُقُول، يُمَدُّ ويُقْصر. وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ الهِنْدَبا، مَفْتُوحُ الدَّالِّ مَقْصُورٌ. والهِنْدَباءُ أَيضاً: مَفْتُوحُ الدَّالِ مَمْدُودٌ؛ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا. الأَزهري: أَكثر أَهل الْبَادِيَةِ يَقُولُونَ هِنْدَبٌ، وَكُلٌّ صَحِيحٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: هَذِهِ هِنْدَباءُ وباقِلاءُ، فأَنَّثُوا ومَدُّوا، وَهَذِهِ كَشُوثاءُ، مؤَنثة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَاحِدُ الهِنْدِباءِ هِنْدِباءَة. وهِنْدابَةُ: اسْمُ امرأَة. هنقب: الهَنْقَبُ: القَصير، وَلَيْسَ بثَبَتٍ. هوب: الهَوْبُ: الرجلُ الكثيرُ الْكَلَامِ، وَجَمْعُهُ أَهْوابٌ. والهَوْبُ: اسمُ النَّارِ. والهَوْبُ: اشْتِعالُ النارِ

ووَهَجُها؛ يَمَانِيَةٌ. وهَوْبُ الشمسِ: وهَجُها، بِلُغَتِهِمْ. وَتَرَكَتْهُ بِهَوْبٍ دابِرٍ، وهُوبٍ دابِرٍ أَي بِحَيْثُ لَا يُدْرَى أَين هُوَ. والهَوْبُ: البُعْدُ. هيب: الهَيْبةُ: المَهابةُ، وَهِيَ الإِجلالُ والمَخافة. ابْنُ سِيدَهْ: الهَيْبةُ التَّقِيَّةُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً، والأَمْرُ مِنْهُ هَبْ، بِفَتْحِ الهاءِ، لأَن أَصله هابْ، سَقَطَتِ الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وإِذا أَخبرت عَنْ نفسِك قلتَ: هِبْتُ، وأَصله هَيِبْتُ، بِكَسْرِ الياءِ، فَلَمَّا سَكَنَتْ سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ ونُقِلَت كَسْرَتُهَا إِلى مَا قَبِلَهَا، فَقِسْ عَلَيْهِ؛ وَهَذَا الشَّيْءُ مَهْيَبةٌ لكَ. وهَيَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته مَهيباً عِنْدَهُ. وَرَجُلٌ هائِبٌ، وهَيُوبٌ، وهَيَّابٌ، وهَيَّابة، وهَيُّوبة، وهَيِّبٌ، وهَيَّبانٌ، وهَيِّبانٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الهَيَّبانُ الَّذِي يُهابُ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ كَانَ الهَيَّبانُ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَكَذَلِكَ الهَيُوب قَدْ يَكُونُ الهائِبَ، وَقَدْ يَكُونُ المَهِيبَ. الصِّحَاحُ: رَجُلٌ مَهِيبٌ أَي يهابُه الناسُ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ مَهُوبٌ، ومكانٌ مَهُوب، بُنيَ عَلَى قَوْلِهِمْ: هُوبَ الرجلُ، لمَّا نُقِلَ مِنَ الياءِ إِلى الْوَاوِ، فِيمَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه؛ أَنشد الْكِسَائِيُّ لحُمَيْدِ بْنِ ثَور: ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ، دونَهُم ... فَلًا، لَا تَخَطَّاه الرِّفاقُ، مَهُوبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وتأْوي بالتاءِ، لأَنه يَصِفُ قَطاةً؛ وَقَبْلَهُ: فجاءَتْ، ومَسْقاها الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ، ... إِلى الزَّوْر، مَشْدودُ الوَثاقِ، كَتِيبُ والكَتِيبُ: مِنَ الكَتْبِ، وَهُوَ الخَرْزُ؛ وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ: تَعِيثُ بِهِ زُغْباً مساكينَ دونَهم ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ؛ قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَليُّ: أَلا يَا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ، ... أَرَّقَ مِنْ نازحٍ، ذِي دَلالْ، أَجازَ إِلينا، عَلَى بُعْدِهِ، ... مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْبَيْتُ الأَول مِنْ أَبياتِ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ، أَتى بِهِ شَاهِدًا عَلَى فَتْحِ اللَّامِ الأُولى، وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ، فَرْقًا بَيْنَ المُسْتغاث بِهِ وَالْمُسْتَغَاثِ مِنْ أَجله. والطَّيفُ: مَا يُطِيفُ بالإِنسان فِي الْمَنَامِ مِنْ خَيال مَحْبُوبَتِهِ. والنازحُ: الْبَعِيدُ. وأَرَّقَ: مَنَعَ النَّومَ. وأَجازَ: قَطَع، وَالْفَاعِلُ الْمُضْمَرُ فِيهِ يَعُودُ عَلَى الخَيال. ومَهابٌ: موضعُ هَيْبة. ومَهالٌ: مَوْضِعُ هَوْلٍ. والمَهاوِي: جمعُ مَهْوًى ومَهْواةٍ، لِمَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ وَنَحْوِهِمَا. والخَرْقُ: الفَلاةُ الْوَاسِعَةُ. والهَيَّبانُ: الجَبانُ. والهَيُوبُ: الجَبانُ الَّذِي يَهابُ الناسَ. وَرَجُلٌ هَيُوبٌ: جَبانٌ يَهابُ مِنْ كلِّ شيءٍ. وَفِي حَدِيثُ عُبَيدِ بْنِ عُمَيْرٍ: الإِيمانُ هَيُوبٌ أَي يُهابُ أَهْلُه، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَالنَّاسُ يَهابونَ أَهلَ الإِيمان لأَنهم يَهابونَ اللهَ ويَخافونَه؛ وَقِيلَ: هُوَ فَعُول بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَي إِن المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِيَ فيَتَّقِيها؛ قَالَ الأَزهري: فِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن الْمُؤْمِنَ يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِيه، وَالْآخَرُ: المؤمنُ هَيُوبٌ أَي مَهْيُوبٌ، لأَنه يَهابُ اللهَ تَعَالَى، فيَهابُه الناسُ، حَتَّى يُوَقِّرُوه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَمْ يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ أَي لَمْ يُعَظِّمْها. يُقَالُ: هَبِ الناسَ يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ.

يُقَالُ: هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا خافَه، وإِذا وَقَّرَه، وإِذا عظَّمَهُ. واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ؛ قَالَ: ومَرْقَبٍ، تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ، ... أَشْرَفْتُه مُسْفِراً، والشَّمسُ مُهْتابَهْ وَيُقَالُ: تَهَيَّبَني الشيءُ بِمَعْنَى تَهَيَّبْتُه أَنا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: تَهَيَّبْتُ الشيءَ وتَهَيَّبَني: خِفْتُه وخَوَّفَني؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: وَمَا تَهَيَّبُني المَوْماةُ، أَرْكَبُها، ... إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي لَا أَتَهَيَّبُها أَنا، فنَقَلَ الفِعلَ إِليها. وَقَالَ الجَرْمِيُّ: لَا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَي لَا تَمْلأُني مَهابةً. والهَيَّبانُ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبلِ. والهَيَّبانُ: الترابُ؛ وأَنشد: أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ؟ ... نحْنُ إِذاً، فِي الهَيَّبانِ، نَبْحَثُ والهَيَّبانُ: الرَّاعي؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والهَيَّبانُ: الكثيرُ مِن كُلِّ شيءٍ. والهَيَّبانُ: المُنْتَفِشُ الخَفيفُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَمُجُّ اللُّغامَ الهَيَّبانَ، كأَنهُ ... جَنَى عُشَرٍ، تَنْفيه أَشداقُها الهُدْلُ وَقِيلَ: الهَيَّبانُ، هُنَا، الْخَفِيفُ النَّحِزُ. وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل، فَقَالَ: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبلًا وإِزْبادها مشافِرَها. قال: وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صَغِيرَةٍ، فتَنْشَقُّ عَنْ مِثْلِ القَزّ، فَشَبَّه لُغامَها بِهِ، والبَوادي يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ بِهِ النارَ. وهابْ هابْ: مِن زَجْرِ الإِبل. وأَهابَ بالإِبل: دَعاها. وأَهابَ بصاحِبه: دَعاهُ، وأَصله فِي الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاءِ: وقَوَّيْتَني عَلَى مَا أَهَبْتَ بِي إِليه مِنْ طاعتِكَ. يُقَالُ: أَهَبْتُ بِالرَّجُلِ إِذا دَعَوْتَه إِليك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي بناءِ الْكَعْبَةِ. وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه. وأَهابَ الرَّاعِي بغَنَمِه أَي صَاحَ بِهَا لِتَقِفَ أَو لتَرْجِعَ. وأَهاب بِالْبَعِيرِ؛ وَقَالَ طَرَفةُ بْنُ الْعَبْدِ: تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ، وتَتَّقي، ... بذِي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ تَرِيعُ: تَرْجِعُ وتَعُودُ. وتتَّقِي بِذي خُصَل: أَراد بذَنَبٍ ذِي خُصَل. ورَوْعات: فَزَعات. والأَكلَفُ: الفَحْلُ الَّذِي يَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ. والمُلْبِدُ: الَّذِي يَخطِرُ بذَنَبِه، فيَتَلَبَّد البولُ عَلَى وَرِكَيْه. وهابِ: زَجْرٌ للخَيْل. وهَبِي: مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي، وهَلًا أَي قَرِّبي؛ قَالَ الكميت: نُعَلِّمها هَبِي وهَلًا وأَرْحِبْ والهابُ: زَجْرُ الإِبل عِنْدَ السَّوْق؛ يُقَالُ: هابِ هابِ، وَقَدْ أَهابَ بِهَا الرجلُ؛ قَالَ الأَعشى: ويَكْثُرُ فِيهَا هَبِي، واضْرَحِي، ... ومَرْسُونُ خَيْلٍ، وأَعطالُها وأَما الإِهابةُ فَالصَّوْتُ بالإِبل ودُعاؤها، قَالَ ذَلِكَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً، فتَحْسَبُه ... إِهابةَ القَسْرِ، لَيْلًا، حِينَ تَنْتَشِرُ وقَسْرٌ: اسمُ رَاعِي إِبل ابْنِ أَحمر قائلِ هَذَا الشِّعْرِ. قَالَ الأَزهري: وسمعتُ عُقَيْلِيّاً يَقُولُ لأَمَةٍ كَانَتْ تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ، فَجَفَلَتْ فِي يَوْمٍ عاصفٍ، فَقَالَ لَهَا: أَلا وأَهِيبي بِهَا، تَرِعْ إِليكِ؛ فجعَل دُعاءَ الْخَيْلِ إِهابةً أَيضاً. قَالَ: وأَما هابِ، فَلَمْ أَسْمَعْه إِلا فِي الْخَيْلِ دُونَ الإِبل؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: والزَّجْرُ هابِ وَهَلًا تَرَهَّبُهْ

فصل الواو

فصل الواو وأب: حافرٌ وأْبٌ: شديدٌ، مُنْضَمُّ السَّنابِك، خفيفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الجَيِّدُ القَدْرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ المُقَعَّبُ، الكثيرُ الأَخْذِ مِنَ الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضّاحِ، ... ليسَ بمُصْطَرٍّ، وَلَا فِرْشاحِ وَقَدْ وَأَبَ وَأْباً: التهذيبُ: حافِرٌ وَأْبٌ إِذا كَانَ قَدْراً، لَا وَاسِعًا عَريضاً، وَلَا مَصْرُوراً. الأَزهري: وأَبَ الحافِرُ يَأَبُ وَأْبَةً إِذا انضَمَّتْ سِنابِكُه. وإِنه لَوَأْبُ الْحَافِرِ؛ وحافِرٌ وَأْبٌ: حَفيظٌ. وقَدَحٌ وَأْبٌ: ضَخْمٌ، مُقَعَّب، واسعٌ. وإِناءٌ وَأْبٌ: واسعٌ، والجمعُ أَوْآبٌ؛ وقِدْرٌ وَأْبةٌ: كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: وقِدْرٌ وَئِيبةٌ، عَلَى فَعيلة، مِن الْحَافِرِ الوَأْبِ. وقِدْرٌ وَئيَّةٌ، بِياءَين، مِن الفَرَس الوَآةِ، وَسَيُذْكُرُ فِي الْمُعْتَلِّ. وَبِئْرٌ وَأْبةٌ: واسعةٌ بَعِيدَةٌ؛ وَقِيلَ: بعيدةُ القَعْرِ فَقَطْ. والوَأْبةُ: النقْرة فِي الصَّخْرَة تُمْسِكُ الْمَاءَ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَأْبُ الْبَعِيرُ الْعَظِيمُ. وناقَة وَأْبةٌ: قَصِيرَةٌ عَرِيضَةٌ، وَكَذَلِكَ المرأَة. والوَئيبُ: الرَّغِيبُ. والإِبةُ والتُؤَبةُ، عَلَى الْبَدَلِ، والمَوْئِبةُ: كُلُّهَا الخِزْيُ، والحَياءُ، والانْقِباضُ. والمُوئباتُ، مِثْلُ المُوغِبات، المُخْزِياتُ. والوَأْبُ: الانْقِباضُ والاسْتِحْياءُ. أَبو عُبَيْدٍ: الإِبةُ العَيْب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَهْجُو إمرَأَ القَيْسِ، رجُلًا كَانَ يُعادِيه: أَضَعْنَ مَواقِتَ الصَّلَواتِ عَمْداً، ... وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا إِذا المَرَئيُّ شَبَّ لَهُ بناتٌ، ... عَصَبْنَ برَأْسِه إِبةً وَعَارًا قَالَ ابنُ بَرِّيّ: المَرَئيُّ مَنْسُوب إِلى إمرئِ القَيس، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَكَأَنَّ قِيَاسَهُ مَرْئيّ، بِسُكُونِ الراءِ، عَلَى وَزْنِ مَرْعِيّ. والمَشاعِلُ: جَمْعُ مِشْعَل، وَهُوَ إِناءٌ مِنْ جُلُود، تُنْتَبَذُ فِيهِ الْخَمْرُ. أَبو عَمْرٍو الشَّيبانيُّ: التُّؤَبَةُ الاستحياءُ، وأَصلُها وُأَبة، مأْخوذٌ مِنَ الإِبَةِ، وَهِيَ العَيْبُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَغَدَّى عِنْدِي أَعرابيّ فَصِيحٌ، مِنْ بَنِي أَسَد، فَلَمَّا رَفَعَ يَدَهُ، قُلْتُ لَهُ: ازْدَدْ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا طعامُك يَا أَبا عَمْرٍو بِذِي تُؤَبةٍ أَي لَا يُسْتَحْيا مِنْ أَكْله، وأَصْلُ التاءِ وَاوٌ. ووَأَب مِنْهُ واتَّأَبَ: خَزِيَ واستَحْيا. وأَوْأَبه، وأَتْأَبَه: رَدَّه بِخِزْيٍ وَعَارٍ، وَالتَّاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. ونَكَحَ فلانٌ فِي إِبةٍ: وَهُوَ العارُ وَمَا يُسْتَحْيا مِنْهُ، والهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. وأَوْأَبْتُه: رَدَدْتُه عَنْ حَاجَتِهِ. التَّهْذِيبُ: وَقَدِ اتَّأَبَ الرجلُ مِنَ الشيءِ يَتَّئِبُ، فَهُوَ مُتَّئِبٌ: اسْتحيا، افْتِعالٌ؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ هَوْذَةَ بنَ عليٍّ الحَنَفِيِّ: مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيرَ مُتَّئِبٍ، ... إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاج، أَو وَضَعا التَّهْذِيبُ: وَهُوَ افْتِعالٌ، مِن الإِبةِ والوَأْبِ. وَقَدْ وَأَبَ يَئِبُ إِذا أَنِفَ، وأَوْأَبْتُ الرجلَ إِذا فَعَلْتَ بِهِ فِعْلًا يُسْتَحْيا مِنْهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وإِني لَكَيْءٌ عَنِ المُوئِبات، ... إِذا مَا الرَّطِيءُ انْمأَى مَرْتَؤُهْ الرَّطِيءُ: الأَحْمَقُ. مَرْتَؤُه: حُمْقُه. ووَئِبَ: غَضِبَ، وأَوْأَبْتُه أَنا. والوَأْبةُ، بالباءِ، المُقارِبة الخَلْقِ. وَبَبَ: التَّهْذِيبُ: الوَبُّ: التَّهَيُّؤُ للحَمْلة فِي الْحَرْبِ، يُقَالُ: هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلَة؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل فِيهِ أَبَّ، فقُلِبَت الْهَمْزَةُ واواً، وقد مضى.

وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ. وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً، ووثَباناً، ووُثوباً، ووِثاباً، ووَثيباً: طَفَرَ؛ قَالَ: وَزَعْتُ بكالهِراوة أَعْوَجِيّاً، ... إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا وَيُرْوَى وَثابا، عَلَى أَنه فَعَلَ، وَقَدْ تَقدَّم؛ وَقَالَ يَصِفُ كِبْرَهُ: وَمَا أُمِّي وأُمُّ الوحْش، لمَّا ... تَفَرَّعَ فِي مَفارِقِيَ المَشِيبُ؟ فَما أَرْمِي، فأَقْتُلَها بسَهْمِي، ... وَلَا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِيب يَقُولُ: مَا أَنا والوحشُ؟ يَعْنِي الجَواريَ، وَنَصَبَ أَقْتُلَها وأَدْركَ، عَلَى جَوَابِ الجَحْد بالفاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يومَ صِفِّينَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً، وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلًا ، أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها، وإِلَّا رَجَعَ وتَرَك. وَفِي حَدِيثِ هُذَيْل: أَيَتَوَثَّبُ أَبو بَكْرٍ عَلَى وَصِيِّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَدَّ أَبو بَكْرٍ أَنه وَجَدَ عَهْداً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عَلَيْهِ ويظلِمه مَعْنَاهُ: لَوْ كَانَ عَليٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَعْهوداً إِليه بِالْخِلَافَةِ، لَكَانَ فِي أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنَ الطَّاعَةِ والانْقياد إِليه، مَا يَكُونُ فِي الجَمَل الذَّلِيلِ، المُنْقاد بخِزامَتهِ. ووَثَبَ وثْبةً وَاحِدَةً، وأَوْثَبْتُه أَنا، وأَوْثَبَه الموضعَ: جَعله يَثِبُه. وواثبَه أَي ساوَرَه. وَيُقَالُ: تَوَثَّبَ فلانٌ فِي ضَيْعةٍ لِي أَي اسْتَوْلى عَلَيْهَا ظُلْمًا. والوَثَبَى: مِنَ الوَثْب. ومَرَةٌ وثَبى: سريعةُ الوَثْبِ. والوَثْبُ: القُعُود، بِلُغَةِ حِمْير. يُقَالُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ. ودَخَلَ رَجُل مِنَ العَرب عَلَى مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر، فَقَالَ لَهُ الملكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فَقَالَ الْمَلِكُ: لَيْسَ عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالحِمْيَرية؛ وَقَوْلُهُ: عَرَبِيَّت، يُريد العربيةَ، فَوَقَفَ عَلَى الهاءِ بالتاءِ. وَكَذَلِكَ لُغَتُهُمْ، وَرَوَاهُ بعضُهم: لَيْسَ عِنْدَنَا عَرَبيَّة كعَرَبِيَّتكُم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّوَابُ عِنْدِي، لأَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْرِجَ نَفْسَه مِنَ الْعَرَبِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والوِثابُ: الفِراشُ، بِلُغَتِهِمْ. وَيُقَالُ وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت لَهُ فِراشاً. وَتَقُولُ: وَثَّبَهُ تَوْثِيباً أَي أَقْعَدَه عَلَى وِسادة، وَرُبَّمَا قَالُوا وثَّبَه وِسَادَةً إِذا طَرَحها لَهُ، ليَقْعُدَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ فَارِعَةَ، أُخت أُمَيَّة بْنُ أَبي الصَّلْتِ، قَالَتْ: قَدِمَ أَخي مِنْ سَفَرٍ، فوَثَبَ عَلَى سَرِيرِي أَي قَعَدَ عَلَيْهِ واسْتَقَرَّ. والوُثوبُ، فِي غَيْرِ لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ. وقَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوَثَّبَ لَهُ وِسادةً أَي أَقعَدَه عَلَيْهَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها لَهُ. والمِيثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يصفُ نَعامة: قَرِيرَةُ عَينٍ، حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها ... خَراشِيَّ قَيْضٍ، بَيْنَ قَوْزٍ ومِيثَبِ ابْنُ الأَعرابي: المِيثَبُ: الجالسُ، والمِيثَبُ: القافِزُ. أَبو عَمْرٍو: المِيثَبُ الجَدْوَلُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: المِيثَبُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. والوِثابُ: السَّريرُ؛ وَقِيلَ: السَّرِيرُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ المَلِكُ عَلَيْهِ. وَاسْمُ الملِك: مُوثَبَان. والوِثابُ، بِكَسْرِ الْوَاوِ: المَقاعِدُ؛ قَالَ أُمية: بإِذنِ اللَّهِ، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ ... عَلَى مَلْكين، وهْي لهُمْ وِثابُ

يَعْنِي أَن السماءَ مقاعدُ لِلْمَلَائِكَةِ. والمُوثَبانُ بِلُغَتِهِمْ: الملِكُ الَّذِي يَقْعُد، ويَلْزَم السَّريرَ، وَلَا يَغْزو. والمِيثَبُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ: أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهاب ... فالأَوْرَقِ، فالمِلْحِ، فالمِيثَبِ وجب: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً أَي لزمَ. وأَوجَبهُ هُوَ، وأَوجَبَه اللَّهُ، واسْتَوْجَبَه أَي اسْتَحَقَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: غُسْلُ الجُمُعةِ واجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِم. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخَطَّابي: مَعْنَاهُ وُجُوبُ الاخْتِيار والاسْتِحْبابِ، دُونَ وُجُوب الفَرْض واللُّزوم؛ وإِنما شَبَّهَه بِالْوَاجِبِ تأْكيداً، كَمَا يَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ: حَقُّكَ عليَّ واجبٌ، وَكَانَ الحَسنُ يَرَاهُ لَازِمًا، وَحَكَى ذَلِكَ عَنْ مَالِكٍ. يُقَالُ: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً إِذا ثَبَتَ، ولزِمَ. والواجِبُ والفَرْضُ، عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، سواءٌ، وَهُوَ كُلُّ مَا يُعاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ؛ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبو حَنِيفَةَ، فالفَرْض عِنْدَهُ آكَدُ مِنَ الْوَاجِبِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَنه أَوجَبَ نَجِيباً أَي أَهْداه فِي حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ، كأَنه أَلزَمَ نَفْسَهُ بِهِ. والنَّجِيبُ: مِنْ خِيَارِ الإِبل. ووجَبَ البيعُ يَجبُ جِبَةً، وأَوجَبْتُ البيعَ فوَجَبَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَبَ البيعُ جِبَةً ووُجوباً، وَقَدْ أَوْجَبَ لَكَ البيعَ وأَوْجَبهُ هُوَ إِيجاباً؛ كلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَوْجَبَه البيعَ مُوَاجَبَةً، ووِجاباً، عَنْهُ أَيضاً. أَبو عَمْرٍو: الوَجِيبةُ أَن يُوجِبَ البَيْعَ، ثُمَّ يأْخذَه أَوَّلًا، فأَوَّلًا؛ وَقِيلَ: عَلَى أَن يأْخذ مِنْهُ بَعْضًا فِي كُلِّ يَوْمٍ، فإِذا فَرَغَ قِيلَ: اسْتَوْفى وَجِيبَتَه؛ وَفِي الصِّحَاحِ: فإِذا فَرَغْتَ قِيلَ: قَدِ استَوفيْتَ وَجِيبَتَك. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ البَيْعُ عَنْ خِيار فَقَدْ وجَبَ أَي تَمَّ ونَفَذ. يُقَالُ: وَجَبَ البيعُ يَجِبُ وُجُوبًا، وأَوْجَبَه إِيجاباً أَي لَزِمَ وأَلْزَمَه؛ يَعْنِي إِذا قَالَ بَعْدَ العَقْد: اخْتَرْ رَدَّ الْبَيْعِ أَو إِنْفاذَه، فاختارَ الإِنْفاذَ، لزِمَ وإِن لَمْ يَفْتَرِقا. واسْتَوْجَبَ الشيءَ: اسْتَحَقَّه. والمُوجِبةُ: الكبيرةُ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي يُسْتَوْجَبُ بِهَا العذابُ؛ وَقِيلَ: إِن المُوجِبَةَ تَكون مِنَ الحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَسأَلك مُوجِبات رَحْمَتِك. وأَوْجَبَ الرجلُ: أَتى بمُوجِبةٍ مِن الحَسناتِ أَو السَّيِّئَاتِ. وأَوْجَبَ الرجلُ إِذا عَمِلَ عَمَلًا يُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النارَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَقَدْ أَوْجَبَ أَي وَجَبَتْ لَهُ الجنةُ أَو النارُ. وفي الحديث: أَوْجَبَ طَلْحَةُ أَي عَمِل عَمَلًا أَوْجَبَ لَهُ الجنةَ. وَفِي حَدِيثِ مُعاذٍ: أَوْجَبَ ذُو الثَّلَاثَةِ وَالِاثْنَيْنِ أَي مَنْ قَدَّم ثَلَاثَةً مِنَ الْوَلَدِ، أَو اثْنَيْنِ، وَجَبَت له الجنةُ. وفي حديث طَلحة: كَلِمَةٌ سَمِعتُها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُوجِبةٌ لَمْ أَسأَله عَنْهَا، فَقَالَ عُمَرُ: أَنا أَعلم مَا هِيَ: لَا إِله إِلا اللَّهُ ، أَي كَلِمَةٌ أَوْجَبَتْ لِقَائِلِهَا الْجَنَّةَ، وجمعُها مُوجِباتٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانُوا يَرَوْنَ المشيَ إِلى المسجدِ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ، ذاتِ المَطَر وَالرِّيحِ، أَنها مُوجِبةٌ ، والمُوجِباتُ الكبائِرُ مِنَ الذُّنُوب الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ بِهَا النارَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا أَتَوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن صاحِباً لَنَا أَوْجَبَ أَي رَكِبَ خطيئةً اسْتَوْجَبَ بِهَا النارَ، فَقَالَ: مُرُوه فلْيُعْتِقْ رَقَبَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَتَبايعانِ شَاةً، فَقَالَ أَحدُهما: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى كَذَا، وَقَالَ الْآخَرُ: وَاللَّهِ لَا أَنقُصُ مِنْ كَذَا، فَقَالَ:

قَدْ أَوْجَبَ أَحدُهما أَي حَنِثَ، وأَوْجَبَ الإِثم والكَفَّارةَ عَلَى نَفْسِهِ. ووَجَبَ الرجلُ وُجُوباً: ماتَ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم يَصِفُ حَرْباً وَقَعَتْ بَيْنَ الأَوْسِ والخَزْرَج، فِي يَوْمِ بُعاثَ، وأَن مُقَدَّم بَنِي عَوْفٍ وأَميرَهم لَجَّ فِي المُحاربة، ونَهَى بَنِي عَوْفٍ عَنِ السِّلْمِ، حَتَّى كانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ: ويَوْمَ بُعاثٍ أَسْلَمَتْنا سيُوفُنا ... إِلى نَشَبٍ، فِي حَزْمِ غَسَّانَ، ثاقِبِ أَطاعتْ بَنُو عَوْفٍ أَمِيراً نَهاهُمُ ... عَنِ السِّلْمِ، حَتَّى كَانَ أَوَّلَ وَاجِبِ أَي أَوَّلَ مَيِّتٍ؛ وَقَالَ هُدْبة بْنُ خَشْرَم: فقلتُ لَهُ: لَا تُبْكِ عَيْنَكَ، إِنه ... بِكَفَّيَّ مَا لاقَيْتُ، إِذ حانَ مَوْجِبي أَي مَوْتِي. أَراد بالمَوْجِبِ مَوْتَه. يُقَالُ: وَجَبَ إِذا ماتَ مَوْجِباً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جاءَ يَعُودُ عبدَ اللَّهِ بنَ ثابتٍ، فوَجَدَه قَدْ غُلِبَ، فاسْتَرْجَعَ، وَقَالَ: غُلِبْنا عَلَيْكَ يَا أَبا الرَّبِيعِ، فصاحَ النساءُ وبَكَيْنَ، فَجعلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَ فَلَا تَبْكِيَنَّ باكيةٌ، فَقَالَ: مَا الوُجوبُ؟ قَالَ: إِذا ماتَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِذا وَجَبَ ونَضَبَ عُمْرُه. وأَصلُ الوُجُوبِ: السُّقوطُ والوقُوعُ. ووَجَبَ الميتُ إِذا سقَط وماتَ. وَيُقَالُ لِلْقَتِيلِ: واجِبٌ. وأَنشد: حَتَّى كانَ أَوَّلَ واجِبِ . والوَجْبة: السَّقطة مَعَ الهَدَّة. وَوجَبَ وجْبة: سَقَط إِلى الأَرض؛ لَيْسَتِ الفَعْلة فِيهِ للمرَّة الْوَاحِدَةِ، إِنما هُوَ مصدرُ كالوُجوب. ووَجَبَتِ الشمسُ وَجْباً، ووُجوباً: غَابَتْ، والأَوَّلُ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ سعيدٍ: لَوْلَا أَصْواتُ السافِرَة لسَمِعْتم وَجْبةَ الشَّمْسِ أَي سُقُوطَها مَعَ المَغيب. وَفِي حَدِيثِ صِلَةَ: فإِذا بوَجْبةٍ وَهِيَ صَوت السُّقُوط. ووَجَبَتْ عَيْنُه: غارَتْ، عَلَى المَثَل. ووَجَبَ الحائطُ يَجِبُ وَجْباً ووَجْبةً: سَقَطَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَبَ البيتُ وكلُّ شيءٍ: سَقَطَ وَجْباً ووَجْبَة. وَفِي الْمَثَلِ: بِجَنْبِه فلْتَكُنْ الوَجْبَة، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ؛ قِيلَ مَعْنَاهُ سَقَطَتْ جُنُوبها إِلى الأَرض؛ وَقِيلَ: خَرَجَت أَنْفُسُها، فسقطتْ هِيَ، فَكُلُوا مِنْها؛ وَمِنْهُ قولُهم: خَرَجَ القومُ إِلى مَواجِبِهِم أَي مَصارِعِهم. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُها أَي سَقَطَتْ إِلى الأَرض، لأَن الْمُسْتَحَبَّ أَن تُنْحَرَ الإِبل قِيَامًا مُعَقَّلةً. ووَجَّبْتُ بِهِ الأَرضَ تَوجيباً أَي ضَرَبْتُها بِهِ. والوَجْبَةُ: صوتُ الشيءِ يَسْقُطُ، فيُسْمَعُ لَهُ كالهَدَّة، ووَجَبَت الإِبلُ ووَجَّبَتْ إِذا لَمْ تَكَدْ تَقُومُ عَنْ مَبارِكها كأَنَّ ذَلِكَ مِنَ السُّقوط. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا بَرَكَ وَضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرضَ: قَدْ وَجَّبَ تَوْجِيباً. ووَجَّبَتِ الإِبل إِذا أَعْيَتْ. ووَجَبَ القلبُ يَجِبُ وَجْباً ووَجِيباً ووُجُوباً ووَجَباناً: خَفَق واضْطَرَبَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَبَ القَلْبُ وَجِيباً فَقَطْ. وأَوْجَبَ اللهُ قَلْبَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَحْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: سمعتُ لَهَا وَجْبَةَ قَلْبه أَي خَفَقانَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ ومُعاذٍ: إِنَّا نُحَذِّرُك يَوْمًا تَجِبُ فِيهِ القُلوبُ. والوَجَبُ: الخَطَرُ، وَهُوَ السَّبقُ الَّذِي يُناضَلُ عَلَيْهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ وَجَبَ الوَجَبُ وَجْباً، وأَوْجَبَ عَلَيْهِ: غَلَبه عَلَى الوَجَب. ابْنُ الأَعرابي: الوَجَبُ والقَرَعُ الَّذِي يُوضَع فِي النِّضال والرِّهان،

فَمَنْ سَبقَ أَخذَه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غالبٍ: أَنه كَانَ إِذا سَجَد، تَواجَبَ الفِتْيانُ، فَيَضَعُون عَلَى ظَهْره شَيْئًا، ويَذْهَبُ أَحدُهم إِلى الكَلَّاءِ، ويجيءُ وَهُوَ ساجدٌ. تَواجَبُوا أَي تَراهَنُوا، فكأَنَّ بعضَهم أَوْجَبَ عَلَى بَعْضٍ شَيْئًا، والكَلَّاءُ، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَرْبَطُ السُّفُن بِالْبَصْرَةِ، وَهُوَ بَعِيدٌ مِنْهَا. والوَجْبةُ: الأَكْلَة فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الوَجْبة أَكْلَةٌ فِي الْيَوْمِ إِلى مِثْلِهَا مِنَ الغَد؛ يُقَالُ: هُوَ يأْكلُ الوَجْبَةَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يأْكل وَجْبةً؛ كلُّ ذَلِكَ مَصْدَرٌ، لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الأَكل. وَقَدْ وَجَّبَ لِنَفْسِهِ تَوْجيباً، وَقَدْ وَجَّبَ نَفْسَه تَوجيباً إِذا عَوَّدَها ذَلِكَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَبَ الرجلُ، بِالتَّخْفِيفِ: أَكلَ أَكْلةً فِي الْيَوْمِ؛ ووَجَّبَ أَهلَه: فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَّبَ فلانٌ نفسَه وعيالَه وفرَسَه أَي عَوَّدَهم أَكْلَةً وَاحِدَةً فِي النَّهَارِ. وأَوْجَبَ هُوَ إِذا كَانَ يأْكل مَرَّةً. التَّهْذِيبُ: فلانٌ يَأْكُلُ كلَّ يَوْمٍ وَجْبةً أَي أَكْلَةً وَاحِدَةً. أَبو زَيْدٍ: وَجَّبَ فلانٌ عيالَه تَوْجيباً إِذا جَعَل قُوتَهم كلَّ يَوْمٍ وَجْبةً، أَي أَكلةً وَاحِدَةً. والمُوَجِّبُ: الَّذِي يأْكل فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَرَّةً. يُقَالُ: فلانٌ يأْكل وَجْبَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَة وأَنْجُو الوَقْعةَ ؛ الوَجْبةُ: الأَكلةُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، مَرَّةً وَاحِدَةً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ فِي كفَّارة الْيَمِينِ: يُطْعِمُ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ وَجْبةً وَاحِدَةً. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ معَد: إِنَّ مَنْ أَجابَ وَجْبةَ خِتان غُفِرَ لَهُ. ووَجَّبَ النَّاقَةَ، لَمْ يَحْلُبْها فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ إِلا مَرَّةً. والوَجْبُ: الجَبانُ؛ قَالَ الأَخْطَلُ: عَمُوسُ الدُّجَى، يَنْشَقُّ عَنْ مُتَضَرِّمٍ، ... طَلُوبُ الأَعادي، لا سَؤُومٌ وَلَا وَجْبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده وَلَا وجبِ؛ بِالْخَفْضِ؛ وَقَبْلَهُ: إِليكَ، أَميرَ المؤْمنين، رَحَلْتُها ... عَلَى الطائرِ المَيْمُونِ، والمَنْزِلِ الرَّحْبِ إِلى مُؤْمِنٍ، تَجْلُو صَفائِحُ وَجْهِهِ ... بلابلَ، تَغْشَى مِنْ هُمُومٍ، ومِنْ كَرْبِ قَوْلُهُ: عَموسُ الدُّجى أَي لَا يُعَرِّسُ أَبداً حَتَّى يُصْبِحَ، وإِنما يُريدُ أَنه ماضٍ فِي أُموره، غيرُ وانٍ. وَفِي يَنْشَقُّ: ضَمِيرُ الدُّجَى. والمُتَضَرِّمُ: المُتَلَهِّبُ غَيْظاً؛ والمُضْمَرُ فِي مُتَضَرِّم يَعُودُ عَلَى الْمَمْدُوحِ؛ والسَّؤُوم: الكالُّ الَّذِي أَصابَتْه السآمةُ؛ وَقَالَ الأَخطل أَيضاً: أَخُو الحَرْبِ ضَرَّاها، وَلَيْسَ بناكِلٍ ... جَبان، وَلَا وَجْبِ الجَنانِ ثَقِيلِ وأَنشد يَعْقُوبُ: قَالَ لَهَا الوَجْبُ اللئيمُ الخِبْرَهْ: ... أَما عَلِمْتِ أَنَّني مِنْ أُسْرَهْ لَا يَطْعَم الْجَادِي لَديْهم تَمْرَهْ؟ تَقُولُ مِنْهُ: وَجُبَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، وُجُوبةً. والوَجَّابةُ: كالوَجْبِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ولستُ بدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراشِ، ... ووَجَّابةٍ يَحْتَمي أَن يُجِيبا وَلَا ذِي قَلازِمَ، عِنْدَ الحِياضِ، ... إِذا مَا الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا قَالَ: وَجَّابةٌ فَرِقٌ. ودُمَّيْجة: يَنْدَمِج فِي الفِراشِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لرؤْبة: فجاءَ عَوْدٌ، خِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُهْ، ... مُوَجِّبٌ، عَارِي الضُّلُوعِ جَرْضَمُهْ وَكَذَلِكَ الوَجَّابُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَو أَقْدَمُوا يَوْمًا فأَنتَ وَجَّابْ

والوَجْبُ: الأَحْمَقُ، عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. والوَجْبُ: سِقاءٌ عَظِيمٌ مِنْ جلْد تَيْسٍ وافرٍ، وَجَمْعُهُ وِجابٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُوَجِّبُ مِنَ الدَّوابِّ الَّذِي يفْزَعُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعرفه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: وَجَبْتُه عَنْ كَذَا ووكَبْتُه إِذا رَدَدْتُه عَنْهُ حَتَّى طالَ وُجُوبُه ووكُوبُه عَنْهُ. ومُوجِبٌ: مِنْ أَسماءِ المُحَرَّم، عادِيَّةٌ. ودب: الوَدَبُ: سُوءُ الْحَالِ. وذب: الوِذابُ: خُرَبُ المَزادةِ، وَقِيلَ هِيَ الأَكراشُ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا اللَّبَنُ ثُمَّ تُقْطَعُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ. قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْديّ: وَوَلَّوْا هارِبينَ بكُلِّ فَجٍّ، ... كأَنَّ خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ ورب: الوَرْبُ: وِجارُ الوَحْشِيِّ. والوَرْبُ: العِضْوُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الأَصابع «6». يُقَالُ: عِضْوٌ مُوَرَّبٌ أَي مُوَفَّر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِهِمْ: الإِرْبُ العِضْوُ؛ قَالَ: وَلَا أُنْكِرُ أَن يَكُونَ الوِرْبُ لُغَةً، كَمَا يَقُولُونَ لِلْمِيرَاثِ: وِرْثٌ: وإِرثٌ. اللَّيْثُ: المُواربةُ المُداهاةُ والمُخاتَلَةُ. وَقَالَ بَعْضُ الحكماءِ: مُوارَبةُ الأَريبِ جَهْلٌ وعَناءٌ، لأَن الأَريبَ لَا يُخْدَعُ عَنْ عَقْله. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المُوارَبة مأْخوذة مِنَ الإِرْبِ، وَهُوَ الدَّهاءُ، فحُوِّلت الْهَمْزَةُ وَاوًا. والوَرْبُ: الفِتْرُ، وَالْجَمْعُ أَورابٌ. والوَرْبةُ: الحُفْرة الَّتِي فِي أَسفل الجَنْب، يَعْنِي الخاصِرَةَ. والوَرْبةُ: الاسْتُ. والوَرْبُ: الفَساد. ووَرِبَ جَوْفُه ورَباً: فَسَدَ. وعِرْقٌ وَرِبٌ: فاسدٌ؛ قَالَ أَبو ذَرَّةَ الْهُذَلِيُّ: إِنْ يَنْتَسِبْ، يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ، ... أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ وإِنه لَذُو عِرْقٍ وَرِبٍ أَي فاسدٍ. وَيُقَالُ: وَرِبَ العِرْقُ يَوْرَبُ أَي فَسَد؛ وَفِي الْحَدِيثِ: وإِن بايَعْتَهُم وَارَبُوكَ ؛ ابْنُ الأَثير: أَي خادَعُوكَ، مِنَ الوِرْبِ وَهُوَ الْفَسَادُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ من الإِرْبِ، وَهُوَ الدَّهاءُ، وقَلَبَ الهمزةَ وَاوًا. وَيُقَالُ: سَحابٌ وَرِبٌ واهٍ، مُسْتَرْخ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: صابَتْ بِهِ دَفَعاتُ اللَّامِعِ الوَرِبِ صابَتْ تَصُوبُ: وقَعَتْ. التَّهْذِيبُ: التَّوْريبُ أَن تُورِّيَ عَنِ الشيءِ بالمُعارَضاتِ والمُباحاتِ. وزب: التَّهْذِيبُ: وَزَبَ الشيءُ، يَزِبُ وزُوباً إِذا سالَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِيزابُ المِثْعَبُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب؛ قَالَ: وَقَدْ عُرِّبَ بِالْهَمْزِ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وَالْجَمْعُ مآزِيبُ إِذا هَمزت، ومَيازيبُ إِذا لَمْ تَهْمِزْ. وسب: الوِسْبُ: العُشْبُ واليَبيسُ. وسَبَتِ الأَرضُ وأَوْسَبَتْ: كَثُرَ عُشْبُها؛ وَيُقَالُ لنَباتِها: الوِسْبُ، بِالْكَسْرِ. والوَسْبُ: خَشَبٌ يُوضَع فِي أَسفل الْبِئْرِ لِئَلَّا تَنهالَ، وَجَمْعُهُ وُسُوبٌ. ابْنُ الأَعرابي: الوَسَبُ الوَسَخُ؛ وَقَدْ وَسِبَ وَسَباً، ووَكِبَ وَكَباً، وحَشِنَ حَشَناً، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وشب: الأَوْشابُ: الأَخْلاطُ مِنَ النَّاسِ والأَوْباشُ، واحدُهم وِشْبٌ. يُقَالُ: بِهَا أَوباشٌ مِنَ النَّاسِ، وأَوْشابٌ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ الضُّروبُ المُتَفَرِّقون.

_ (6). قوله [وَقِيلَ هُوَ مَا بَيْنَ الأَصابع] الذي في القاموس ما بين الضلعين. قال شارحه: ولعله ما بين إصبعين بدليل ما في اللسان فصحف الكاتب انتهى. لكن الذي في القاموس هو بعينه في التكملة بخط مؤلفها وكفى به حجة فإن لم يكن ما في اللسان تحريفاً فهما فائدتان ولا تصحف باللسان.

وَفِي حَدِيثِ الحُديبية: قَالَ لَهُ عُرْوةُ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفيُّ: وإِني لأَرى أَشْواباً مِنَ النَّاسِ لخَلِيقٌ أَن يَفِرُّوا ويَدَعُوك ؛ الأَشْوابُ والأَوْباشُ والأَوْشابُ: الأَخْلاطُ مِنَ النَّاسِ، والرَّعاعُ. وتَمْرَةٌ وَشْبةٌ: غليظةُ اللِّحاءِ، يمانية. وصب: الوَصَبُ: الوَجَعُ والمرضُ. وَالْجَمْعُ أَوْصابٌ. ووَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، فَهُوَ وَصِبٌ. وتَوَصَّبَ، ووَصَّبَ، وأَوْصَبَ، وأَوْصَبَه اللهُ، فَهُوَ مُوصَبٌ. والمُوَصَّبُ بِالتَّشْدِيدِ: الْكَثِيرُ الأَوْجاعِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنا وصَّبْتُ رسولَ الله، صلى الله وَسَلَّمَ ، أَي مَرَّضْتُه فِي وَصَبه؛ الوَصَب: دوامُ الوَجَع ولُزومه، كَمَرَّضْتُه مِنَ المرضِ أَي دَبَّرْته فِي مَرَضِه، وَقَدْ يُطْلَقُ الوَصَبُ عَلَى التَّعب والفُتُور فِي البَدَن. وَفِي حَدِيثِ فارعَةَ، أُختِ أُمَيَّة، قَالَتْ لَهُ: هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، إِلا تَوْصِيباً أَي فُتوراً؛ وَقَالَ رؤْبة: بِي والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ الأَوْصابُ: الأَسْقامُ، الواحدُ وَصَبٌ. ورجلٌ وَصِبٌ مِنْ قَوْمٍ وَصَابَى ووِصابٍ. وأَوْصَبَه الداءُ وأَوْبَرَ عَلَيْهِ: ثَابَرَ. والوُصُوبُ: دَيمومةُ الشيءِ. ووَصَبَ يَصِبُ وُصُوباً، وأَوْصَبَ: دامَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ؛ قَالَ أَبو إِسحاق قِيلَ فِي مَعْنَاهُ: دائِباً أَي طاعتُه دائمةٌ واجبةٌ أَبداً؛ قَالَ وَيَجُوزُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن يَكُونَ: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَي لَهُ الدينُ وَالطَّاعَةُ؛ رَضِيَ العبدُ بِمَا يُؤْمر بِهِ أَو لَمْ يَرْضَ بِهِ، سَهُلَ عَلَيْهِ أَو لَمْ يَسْهُلْ، فَلَهُ الدينُ وإِن كَانَ فِيهِ الوَصَبُ. والوَصَبُ: شِدَّة التَّعَب. وفيه: عَذابٌ واصِبٌ أَي دَائِمٍ ثَابِتٍ، وَقِيلَ: مُوجِعٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ: تَنَبَّهْ لِبرْقٍ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُوصِبٍ ... رَفيعِ السَّنا، يَبْدُو لَنا، ثُمَّ يَنْضُبُ أَي دَائِمٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَصَبَ الشحمُ دَامَ، وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى ذَلِكَ. وأَوْصَبَتِ الناقةُ الشَّحْمَ: ثَبَتَ شَحمُها، وَكَانَتْ مَعَ ذَلِكَ باقيةَ السِّمَن. وَيُقَالُ: واظَبَ عَلَى الشيءِ، وواصَبَ عَلَيْهِ إِذا ثابَرَ عَلَيْهِ. يُقَالُ وَصَبَ الرجلُ عَلَى الأَمْر إِذا وَاظَبَ عَلَيْهِ؛ وأَوْصَبَ القومُ عَلَى الشيءِ إِذا ثابَروا عَلَيْهِ؛ ووَصَبَ الرجلُ فِي مالِه وَعَلَى مالِه يَصِبُ، كوَعَدَ يَعِدُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ؛ ووَصِبَ يَصِبُ، بِكَسْرِ الصَّادِ فِيهِمَا جَمِيعًا، نادرٌ إِذا لَزِمَه وأَحْسَنَ القيامَ عَلَيْهِ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُراع، وقدَّمَ النادِرَ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَمْ يَذْكُرِ اللُّغَوِيُّونَ وَصِبَ يَصِبُ، مَعَ مَا حَكَوا مَنْ وَثِق يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، وَسَائِرُهُ. وفَلاةٌ واصِبةٌ: لَا غَايَةَ لَهَا مِن بُعْدها. ومَفازة واصِبَة: بعيدةٌ لا غاية لها. وطب: الوَطْبُ: سِقاءُ اللبنِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: سِقَاءُ اللَّبنِ خاصَّة، وَهُوَ جِلْدُ الجَذَعِ فَمَا فَوْقَهُ، وَالْجَمْعُ أَوْطُبٌ، وأَوْطابٌ، ووِطابٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضاً، ... وَلَوْ أَدْرَكْتُه، صَفِرَ الوِطابُ وأَواطِبُ: جَمْعُ أَوْطُبٍ كأَكالِبٍ فِي جَمْعِ أَكْلُبٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: تُحْلَبُ مِنْهَا سِتَّةُ الأَواطِبِ ولأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أَي لأَذْهَبَنَّ بِتِيهِكَ وكِبْرِك، وَهُوَ عَلَى المَثَل. وامرأَة وَطْباءُ: كَبِيرَةُ الثَّدْيَيْنِ، يُشَبَّهانِ بالوَطْبِ كأَنها تَحمِلُ وَطْباً مِنَ اللَّبَنِ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ماتَ أَو قُتِلَ: صَفِرَتْ وِطابُه أَي فَرَغَتْ وخَلَتْ؛ وَقِيلَ: إِنهم يَعْنُون بِذَلِكَ

خُروجَ دَمِه مِنْ جَسَدِه؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: وَلَوْ أَدركتُه صَفِرَ الوِطابُ وَقِيلَ: مَعْنَى صَفِرَ الوِطابُ: خَلا لِسَاقِيهِ مِنَ الأَلْبان الَّتِي يُحقَنُ فِيهَا لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَبقَ لَهُ حَلُوبة. وعِلباءُ فِي هَذَا الْبَيْتِ: اسْمُ رَجُلٍ. والجَرِيضُ: غُصَصُ الْمَوْتِ؛ يُقَالُ: أَفْلَتَ جَرِيضاً وَلَمْ يمُتْ بَعْدُ. وَمَعْنَى صَفِرَ وِطابُه أَي مَاتَ؛ جَعَلَ رُوحَه بِمَنْزِلَةِ اللَّبَنِ الَّذِي فِي الوِطَابِ، وَجَعَلَ الوَطْب بِمَنْزِلَةِ الجَسَد فَصَارَ خُلُوُّ الجَسَدِ مِنَ الرُّوح كخُلُوِّ الوَطْبِ مِنَ اللَّبَن؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تأَبط شَرًّا: أَقُولُ لِجنَّانٍ، وَقَدْ صَفِرَتْ لَهُمْ ... وِطابي، ويَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: خَرَجَ أَبو زَرْعٍ، والأَوْطابُ تُمْخَضُ، لِيَخْرُجَ زُبْدُها. الصِّحَاحُ: يُقَالُ لجِلْدِ الرَّضِيعِ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ اللَّبنُ شَكْوَةٌ، ولِجِلْدِ الفَطِيم بَدْرَةٌ، وَيُقَالُ لِمِثْلِ الشَّكْوَةِ مِمَّا يَكُونُ فِيهِ السمنُ عُكَّةٌ، ولمِثل البَدْرَةِ المِسْأَد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بوَطْبٍ فِيهِ لَبَنٌ ؛ الوَطْبُ: الزِّقُّ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السَّمْنُ واللَّبَنُ. والوَطْبُ: الرجلُ الجَافي. والوَطْبَاءُ: المرأَةُ الْعَظِيمَةُ الثَّدْيِ، كأَنها ذَاتُ وَطْبٍ. والطِّبَةُ: القِطْعَةُ الْمُرْتَفِعَةُ أَو الْمُسْتَدِيرَةُ مِنَ الأَدَم، لُغَةٌ فِي الطِّبَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري أَهو مَحْذُوفُ الْفَاءِ أَم مَحْذُوفُ اللَّامِ، فإِن كَانَ محذوفَ الْفَاءِ، فَهُوَ مِنَ الوَطْبِ، وإِن كَانَ مَحْذُوفَ اللَّامِ، فَهُوَ مَنْ طَبَيْتُ وطَبَوْتُ أَي دَعَوْتُ، وَالْمَعْرُوفُ الطِّبَّةُ، بِتَشْدِيدِ الباءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: نَزَلَ رسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى أَبي، فقرَّبْنا إِليه طَعَامًا، وَجَاءَهُ بوَطْبَةٍ، فأَكل مِنْهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رُوِيَ الحُميديُّ هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِهِ: فقَرَّبنا إِليه طَعَامًا ورُطَبَةً، فأَكل مِنْهَا ؛ وَقَالَ: هَكَذَا جاءَ فِيمَا رأَينا مِنْ نَسْخِ كِتَابِ مُسْلِمٍ، رُطبَة، بالراءِ، فأَكل؛ قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ مِنَ الرَّاوِي، وإِنما هُوَ بِالْوَاوِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبو مَسْعُودٍ الدِّمَشْقِيُّ، وأَبو بَكْرٍ البَرْقانيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا بِالْوَاوِ، وَفِي آخِرِهِ قَالَ النَّضْرُ: الوَطْبة الحَيْسُ يجمَعُ بَيْنَ التَّمْرِ والأَقِطِ وَالسَّمْنِ؛ وَنَقَلَهُ عَنْ شُعْبَةَ، عَلَى الصِّحَّةِ، بِالْوَاوِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي قرأْته فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ وَطْبة، بِالْوَاوِ، قَالَ: وَلَعَلَّ نَسْخَ الْحَمِيدِيِّ قَدْ كَانَتْ بالراءِ، كَمَا ذَكَرَهُ؛ وَفِي رِوَايَةٍ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَتَيْناه بوَطِيئة ، فِي بَابِ الْهَمْزِ، وَقَالَ: هِيَ طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ التَّمْرِ، كالحَيْس، ويُروى بالباءِ الْمُوَحَّدَةِ، وقيل: هو تصحيف. وظب: وَظبَ عَلَى الشيءِ، ووَظِبَه وُظُوباً، وواظَب: لَزِمَه، وَدَاوَمَهُ، وتَعَهَّدَه. اللَّيْثُ: وَظَب فلانٌ يَظِبُ وُظُوباً: دَامَ. والمُواظَبةُ: المُثابَرةُ عَلَى الشيءِ، والمُداومَة عَلَيْهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ فلانٌ مُواكِظٌ عَلَى كَذَا وَكَذَا، وواكِظٌ وواظِبٌ ومُواظِبٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي مُثابرٌ؛ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدل يَصِفُ وَادِيًا: شِيبِ المَبارِكِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه، ... هَابِي المَراغ، قليلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ أَراد: شِيب مَباركه، وَلِذَلِكَ جَمَعَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ مَوظُوب: قَدْ وُظِب عَلَيْهِ حَتَّى أُكِلَ مَا فِيهِ. وَقَوْلُهُ: هَابِي المَراغ أَي منتفخُ التُّراب، لَا يَتَمَرَّغ بِهِ بَعِيرٌ، قَدْ تُرِكَ لِخَوْفِهِ. وَقَوْلُهُ: مَدْرُوس مَدافِعُه أَي قَدْ دُقَّ، ووُطِئَ، وأُكِلَ نَبْتُه.

ومَدافِعُه: أَوْدِيَتُه شِيبُ المَبارك، قَدِ ابْيَضَّتْ مِنَ الجُدوبة. والمُواظَبة: المُثابرَةُ عَلَى الشيءِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: كُنَّ أُمَّهاتي يُواظِبْنَني عَلَى خِدْمَتِه أَي يَحْمِلْنَني ويَبْعَثْنَني عَلَى مُلَازَمَةِ خِدْمَتِهِ، والمُداومة عَلَيْهَا، ورُوي بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْهَمْزِ، مِنَ المواطأَة عَلَى الشيءِ. وأَرض مَوْظُوبةٌ، ورَوْضَةٌ مَوْظُوبة: تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ، وتُعُهِّدَت حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهَا كَلأٌ، ولَشَدَّ مَا وُطِئَتْ. ووادٍ مَوْظُوبٌ: مَعْرُوكٌ. والوَظْبَةُ: الحَياءُ مِنْ ذَواتِ الْحَافِرِ. ومَوْظَبٌ، بِفَتْحِ الظاءِ: أَرض مَعْرُوفَةٌ؛ وَقَالَ أَبو العَلاء: هُوَ مَوْضعُ مَبْرَكِ إِبل بَنِي سَعْد، مِمَّا يَلِي أَطرافَ مَكَّةَ، وَهُوَ شَاذٌّ كمَوْرَقٍ، وَكَقَوْلِهِمْ: ادْخُلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَقُّ هَذَا كُلِّهِ الْكَسْرُ، لأَنَّ آتِيَ الْفِعْلِ مِنْهُ، إِنما هُوَ عَلَى يَفْعِل، كيَعِد؛ قَالَ خِدَاش بْنِ زُهَير: كذَبْتُ عَلَيْكُمْ، أَوْعِدُوني وعَلِّلوا ... بِيَ الأَرضَ والأَقْوامَ، قِرْدَانَ مَوْظَبا أَي عَلَيْكُمْ بِي وَبِهِجَائِي يَا قِرْدَانَ مَوْظَبَ إِذا كنتُ فِي سَفَر، فاقْطَعُوا بذِكْري الأَرضَ؛ قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ، وقياسُه مَوْظِبٌ. وَيُقَالُ لِلرَّوْضَةِ إِذا أُلِحَّ عليها فِي الرَّعْي: قَدْ وُظِبَتْ، فَهِيَ مَوْظُوبة. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَظِبُ عَلَى الشيءِ، ويُواظِبُ عَلَيْهِ. ورجلٌ مَوْظُوبٌ إِذا تَدَاوَلَتْ مالَه النَّوائب؛ قَالَ سلامةُ بنُ جَنْدَلٍ: كُنَّا نَحُلُّ، إِذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ، ... بكلِّ وادٍ، حديثِ البَطْنِ، مَوْظُوبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: حَطِيبِ الجَوْنِ مَجْدُوبِ قَالَ: وأَما مَوْظُوبٌ، فَفِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ: شِيبِ المَباركِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه، ... هَابِي المَراغِ، قليلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي اسْتِشْهَادِ غَيْرِ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ. والمَجْدُوبُ: المُجْدِبُ، وَيُقَالُ: المَعِيبُ، مِنْ قَوْلِهِمْ جَدَبْتُه أَي عِبْتُه. وشِيبُ المَبارك: بيضُ الْمَبَارِكِ، لِغَلَبَةِ الجَدْب عَلَى الْمَكَانِ. والمَدافع: مواضعُ السَّيْلِ. ودُرِسَتْ أَي دُقَّتْ، يَعْنِي مَدافعُ الْمَاءِ إِلى الأَودية، الَّتِي هِيَ مَنابِتُ العُشب، قَدْ جَفَّتْ وأُكِلَ نَبْتُها، وَصَارَ تُرَابُهَا هابِياً. وَهَابِي المَراغِ: مثلُ قَوْلِكَ هَابِي التُّراب، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ أَيضاً فِي صَدْرِ التَّرْجَمَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. وعب: الوَعْبُ: إِيعابُكَ الشيءَ فِي الشيءِ، كأَنه يأْتي عَلَيْهِ كلِّه، وَكَذَلِكَ إِذا اسْتُؤْصِلَ الشيءُ، فَقَدِ اسْتُوعِبَ. وعَبَ الشيءَ وَعْباً، وأَوْعَبه، واسْتَوْعَبه: أَخَذَه أَجْمَعَ، واسْتَرَطَ مَوْزَةً فأَوْعَبَها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي لَمْ يَدَعْ مِنْهَا شَيْئًا. واسْتَوْعَبَ المكانُ والوِعاءُ الشيءَ: وَسِعَه، مِنْهُ. والإِيعابُ والاسْتِيعابُ: الاسْتِئْصالُ، والاستِقْصاءُ فِي كُلِّ شيءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ النِّعْمَةَ الواحدةَ تَسْتَوعِب جميعَ عَمَل الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَي تأْتي عَلَيْهِ؛ وَهَذَا عَلَى المَثَل. واسْتَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ. وَقَالَ حُذَيْفَة فِي الجُنُب: يَنام قَبْلَ أَن يَغْتَسِل، فَهُوَ أَوْعَبُ للغُسل ، يَعْنِي أَنه أَحْرَى أَن يُخْرِجَ كلَّ بَقِيَّة فِي ذَكرِهِ مِن الْمَاءِ، وَهُوَ حَدِيثٌ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير؛ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: نَوْمَةٌ بَعْدَ الْجِمَاعِ أَوْعَبُ لِلْمَاءِ أَي أَحْرَى أَن تُخْرِجَ كلَّ مَا بَقي مِنْهُ فِي الذَّكَر وتَسْتَقْصِيَه. وبيتٌ وعِيبٌ ووِعاءٌ وعِيبٌ: واسعٌ يَسْتَوْعِب

كلَّ مَا جُعِلَ فِيهِ. وطريقٌ وَعْبٌ: واسعٌ، وَالْجَمْعُ وِعابٌ؛ وَيُقَالُ لِهَنِ المرأَة إِذا كَانَ وَاسِعًا وَعِيبٌ. والوَعْبُ: مَا اتَّسَع مِنَ الأَرض، والجمعُ كَالْجَمْعِ. وأَوْعَبَ أَنْفَه: قَطَعه أَجْمَعَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَمْدَحُ رَجُلًا: يَجْدَعُ، مَنْ عَادَاهُ جَدْعاً مُوْعِبا، ... بَكْرٌ، وبَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا وأَوْعَبه: قَطَعَ لِسَانَهُ أَجْمَعَ. وَفِي الشَّتْم: جَدَعه اللهُ جَدْعاً مُوعِباً. وجَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَي استأْصَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّيةُ أَي إِذا لَمْ يُتْرَكْ مِنْهُ شيءٌ؛ وَيُرْوَى إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه أَي قُطِعَ جَمِيعه، وَمَعْنَاهُمَا اسْتُؤْصِلَ. وكلُّ شَيْءٍ اصْطُلِم فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَقَدْ أُوعِبَ واسْتُوعِبَ، فَهُوَ مُوعَبٌ. وأَوْعَبَ القومُ: حَشَدوا وجاؤُوا مُوعِبين أَي جَمَعوا مَا اسْتَطاعوا مِنْ جَمْعٍ. وأَوْعَبَ بَنو فُلَانٍ: جَلَوْا أَجمعون. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَوْعَبَ بَنُو فُلَانٍ جَلاءً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بِبَلَدِهِمْ أَحَدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَوْعَبَ بَنُو فُلَانٍ لفلانٍ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحدٌ إِلا جاءَه. وأَوْعَبَ بَنُو فلانٍ لِبَنِي فلانٍ: جَمَعُوا لَهُمْ جَمْعاً، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلى الغزْو. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُوعِبون فِي النَّفير مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي يَخرُجُون بأَجْمعهم فِي الغَزْو. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوْعَبَ الْمُهَاجِرُونَ والأَنصارُ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يومَ الْفَتْحِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَوْعَبَ الأَنصارُ مَعَ عليٍّ إِلى صِفِّين أَي لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحدٌ عَنْهُ؛ وَقَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرصِ فِي إِيعاب الْقَوْمِ إِذا نَفَرُوا جَمِيعًا: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنِي جَدِيلَةَ أَوعَبُوا، ... نُفَراء مِنْ سَلْمَى لَنَا، وتَكَتَّبُوا وانْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَي لَمْ يَدَعُوا مِنْهُمْ أَحداً. وأَوْعَبَ الشيءَ فِي الشيءِ: أَدْخَلَه فِيهِ. وأَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه فِي ظَبْيةِ الحِجْر، مِنْهُ. وأَوْعَبَ فِي مَالِهِ: أَسْلَف؛ وَقِيلَ: ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب فِي إِنفاقه. الْجَوْهَرِيُّ: جَاءَ الفرسُ برَكْضٍ وَعِيبٍ أَي بأَقْصَى مَا عِنْدَهُ. ورَكْضٌ وَعِيبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه. وَفِي الشَّتْم: جَدَعَه اللَّهُ جَدْعاً مُوعِباً أَي مُسْتَأْصِلًا، والله أَعلم. وغب: الوَغْبُ والوَغْدُ: الضَّعِيفُ فِي بَدَنه، وَقِيلَ: الأَحْمَقُ؛ قال رؤْبة: لا تَعْذِلِيني، واسْتَحي بإِزْبِ، ... كَزِّ المُحَيَّا، أُنَّحٍ، إِرْزَبِّ، وَلَا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ بَرْشَعَ: وَلَا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب؛ قَالَ: والبِرْشاعُ الأَهْوَجُ. وأَما البِرْشام، فَهُوَ حِدَّةُ النَّظر. والوِخامُ، جَمْعُ وَخْم: وَهُوَ الثَّقِيلُ. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقَصيرُ الغَليظُ. والأُنَّحُ: الْبَخِيلُ الَّذِي إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح. وجَمْعُ الوَغْب: أَوْغابٌ ووِغابٌ؛ والأُنثى: وَغْبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَف: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْغابِ ؛ هُمُ اللِّئام والأَوْغادُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ، فحرَّك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما حَرَّكَ، لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ. والوَغْبُ أَيضاً: سَقَطُ الْمَتَاعِ. وأَوْغابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتاعه، كالقَصْعة، والبُرْمة، والرَّحيَينِ، والعُمدِ، وَنَحْوِهَا. وأَوغابُ البُيوتِ: أَسْقاطُها، الواحدُ وَغْبٌ. والوَغْبُ أَيضاً: الْجَمَلُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد: أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلًّا وغْبا وَقَدْ وَغُبَ الجملُ، بِالضَّمِّ، وُغُوبةً ووَغابةً.

وقب: الأَوْقابُ: الكُوَى، واحدُها وَقْبٌ. والوَقْبُ فِي الجبَل: نُقْرة يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ. والوَقْبةُ: كُوَّة عَظِيمَةٌ فِيهَا ظِلٌّ. والوَقْبُ والوَقْبةُ: نَقْرٌ فِي الصَّخْرة يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ؛ وَقِيلَ: هِيَ نحوُ الْبِئْرِ فِي الصَّفَا، تَكُونُ قَامَةً أَو قَامَتَيْنِ، يَسْتَنْقِع فِيهَا ماءُ السَّمَاءِ. وكلُّ نَقْرٍ فِي الجَسدِ: وَقْبٌ، كنَقْرِ الْعَيْنِ والكَتِفِ. ووَقْبُ العَيْن: نُقْرَتُها؛ تَقُولُ: وَقَبَتْ عَيْناه، غارَتَا. وَفِي حَدِيثِ جَيْشِ الخَبَطِ: فاغْتَرَفْنا مِنْ وَقْبِ عَيْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ ؛ الوَقْبُ: هُوَ النُّقْرة الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الْعَيْنُ. والوَقْبانِ مِنَ الفَرس: هَزْمتانِ فَوْقَ عَيْنَيْه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ وُقوبٌ ووِقابٌ. ووَقْبُ المحالةِ: الثَّقْبُ الَّذِي يدخُل فِيهِ المِحْوَرُ. ووَقْبةُ الثَّريد والمُدْهُنِ: أُنْقُوعَتُه. اللَّيْثُ: الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة، كقَلْتٍ فِي فِهْر، وكوَقْبِ المُدْهُنةِ؛ وأَنشد: فِي وَقْبِ خَوْصاءَ، كوَقْبِ المُدْهُنِ الْفَرَّاءُ: الإِيقابُ إِدْخالُ الشيءِ فِي الوَقْبةِ. ووَقَبَ الشيءُ يَقِبُ وَقْباً: دَخَلَ، وَقِيلَ: دَخَل فِي الوَقْبِ. وأَوْقَبَ الشيءَ: أَدْخَلَه فِي الوَقْبِ. ورَكِيَّةٌ وَقْباءُ: غائرةُ الْمَاءِ. وامرأَة مِيقابٌ: واسعةُ الفَرْج. وبنُو المِيقابِ: نُسِبُوا إِلى أُمِّهم، يُرِيدُونَ سَبَّهم بِذَلِكَ. ووَقَبَ القمرُ وُقُوباً: دخَل فِي الظِّلِّ الصَّنَوبَريّ الَّذِي يَكْسِفُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ؛ الْفَرَّاءُ: الغاسِقُ اللَّيْلُ؛ إِذا وَقَبَ إِذا دخَل فِي كُلِّ شَيْءٍ وأَظْلَمَ. ورُوي عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا طَلَع القمرُ: هَذَا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ، فتَعَوَّذي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّه. وَفِي حديثٍ آخَرَ لِعَائِشَةَ: تَعَوَّذي بِاللَّهِ مِنْ هَذَا الغاسقِ إِذا وَقَبَ أَي اللَّيْلِ إِذا دخَلَ وأَقْبَلَ بظَلامِه. ووَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً ووُقُوباً: غابَتْ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: ودخَلَتْ مَوْضِعَها. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: فِي قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ دخَلَتْ موضِعَها، تَجَوُّزٌ فِي اللَّفْظِ، فإِنها لَا موضعَ لَهَا تَدْخُله. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا رَأَى الشمسَ قَدْ وَقَبَتْ قَالَ: هَذَا حِينُ حِلِّها ؛ وَقَبَتْ أَي غابَتْ؛ وحِينُ حِلِّها أَي الوَقْتُ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ أَداؤُها، يَعْنِي صلاةَ الْمَغْرِبِ. والوُقُوبُ: الدُّخُولُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا غابَ فَقَدْ وَقَبَ وقْباً. ووَقَبَ الظلامُ: أَقْبَلَ، ودخَل عَلَى النَّاسِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ؛ قَالَ الحسنُ: إِذا دخَل عَلَى النَّاسِ. والوَقْبُ: الرجلُ الأَحمقُ، مثلُ الوَغْبِ؛ قَالَ الأَسْوَد بنُ يَعْفُرَ: أَبَنِي نُجَيْحٍ، إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ «7» أَكَلَتْ خَبيثَ الزادِ، فاتَّخَمَتْ ... عَنْهُ، وشَمَّ خِمارَها الكَلْبُ ورجلٌ وَقْبٌ: أَحمقُ، وَالْجَمْعُ أَوْقابٌ، والأُنثى وَقْبة. والوُقْبيُّ: المُولَعُ «8» بصُحْبةِ الأَوْقابِ، وَهُمُ الحَمْقَى. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ ؛ هُمُ الحَمْقَى. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَقْبُ الدَّنِيءُ النَّذْلُ، مِن قَوْلِكَ وَقَبَ فِي الشَّيْءِ: دخَل فكأَنه يدخُل فِي الدَّناءَة، وَهَذَا مِنَ الِاشْتِقَاقِ الْبَعِيدِ. والوَقْبُ: صوتٌ يخرُج مِنْ قُنْبِ الفَرَس، وهو

_ (7). قوله [أبني نجيح] كذا بالأَصل كالصحاح والذي في التهذيب أبني لبينى. (8). قوله [والوقبي المولع إلخ] ضبطه المجد، بضم الواو، ككردي وضبطه في التكملة كالتهذيب، بفتحها.

وِعاءُ قَضِيبِه. ووَقَبَ الفرسُ يَقِبُ وقْباً ووَقيباً، وَهُوَ صَوْتُ قُنْبِه؛ وَقِيلَ: هُوَ صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الْفَرَسِ فِي قُنْبِه، وَلَا فِعْلَ لِشَيْءٍ مِنْ أَصواتِ قُنْبِ الدابةِ، إِلَّا هَذَا. والأَوْقابُ: قُماشُ الْبَيْتِ. والمِيقابُ: الرجلُ الكثيرُ الشُّرْبِ لِلنَّبِيذِ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرابي: إِنهم يَسِيرُونَ سَيْرَ المِيقابِ؛ وَهُوَ أَن يُواصِلُوا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. والمِيقَبُ: الوَدَعَةُ. وأَوْقَبَ القومُ: جاعُوا. والقِبَةُ: الَّتِي تَكُونُ فِي البَطْن، شِبْهُ الفِحْثِ. والقِبَةُ: الإِنْفَحةُ إِذا عَظُمَتْ مِنَ الشاةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الشاءِ. والوَقْباء: مَوْضِعٌ، يُمَدُّ ويُقْصَرُ، والمَدُّ أَعْرَفُ. الصِّحَاحُ: والوَقْبَى ماءٌ لَبَنِي مازِنٍ؛ قَالَ أَبو الغُول الطُّهَويُّ: هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بضَرْبٍ، ... يُؤَلِّفُ بَيْنَ أَشْتاتِ المَنُون قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صوابُ إِنْشادِه: حِمَى الوَقَبَى؛ بِفَتْحِ الْقَافِ. والحِمَى: الْمَكَانُ الْمَمْنُوعُ؛ يُقَالُ: أَحْمَيْتُ الموضعَ إِذا جَعَلْتَهُ حِمًى. فأَما حَمَيْتُه، فَهُوَ بِمَعْنَى حَفِظْته. والأَشْتاتُ: جَمْعُ شَتٍّ، وَهُوَ الْمُتَفَرِّقُ. وَقَوْلُهُ: يؤلِّف بَيْنَ أَشْتاتِ المَنُون، أَراد أَن هَذَا الضربَ جَمَعَ بينَ مَنايا قَوْمٍ مُتَفَرَّقِي الأَمكنة، لَوْ أَتَتْهُم مَناياهم فِي أَمكنتهم، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَتَتْهُم المنايا مجتمعة. وَكَبَ: المَوْكِبُ: بابةٌ مِنَ السَّيْر. وَكَبَ وُكُوباً ووَكَباناً: مَشَى فِي دَرَجانٍ، وَهُوَ الوَكَبانُ. تَقُولُ: ظَبْيةٌ وَكُوبٌ، وعَنْزٌ وَكُوبٌ، وَقَدْ وَكَبَت تَكِبُ وُكُوباً؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ اسمُ المَوكِبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ظَبْيَةً: لَهَا أُمٌّ مُوَقَّفةٌ وَكُوبٌ، ... بحيثُ الرَّقْوُ، مَرْتَعُها البَريرُ والمَوْكِبُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ رُكْباناً ومُشاةً، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: أَلا هَزِئَتْ بنا قُرْشِيَّةٌ، ... يَهْتَزُّ مَوْكِبُها والمَوْكِبُ: الْقَوْمُ الرُّكُوبُ عَلَى الإِبل لِلزِّينَةِ، وَكَذَلِكَ جَمَاعَةُ الفُرْسان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسِيرُ فِي الإِفاضةِ سَيْرَ المَوْكِب ؛ المَوْكِبُ: جماعةٌ رُكْبانٌ يَسِيرُونَ بِرِفْقٍ، وَهُمْ أَيضاً القومُ الرُّكُوبُ لِلزِّينَةِ والتَّنَزُّهِ، أَراد أَنه لَمْ يَكُنْ يُسْرعُ السَّيْرَ فِيهَا. وأَوْكَبَ البعيرُ: لَزِمَ المَوْكِبَ. وَنَاقَةٌ مُواكِبةٌ: تُسايِرُ المَوْكِبَ. وَفِي الصِّحَاحِ: ناقة مُواكِبَة، للتي تُعْنِقُ فِي سَيْرِهَا. وظَبْيةٌ وَكُوبٌ: لازِمةٌ لِسِرْبها. الرِّياشِيُّ: أَوْكَبَ الطائرُ إِذا نَهَضَ للطَّيران، وأَنشد: أَوْكَبَ ثُمَّ طَارَا. وَقِيلَ: أَوْكَبَ تَهَيَّأَ للطَّيران. وواكَبَ القومَ: بادَرَهُمْ. وَتَقُولُ: واكَبْتُ القَوم إِذا رَكِبْتَ مَعَهُمْ، وَكَذَلِكَ إِذا سابَقْتَهم. ووكَبَ الرجلُ عَلَى الأَمر، وواكَبَ إِذا واظَبَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: الوَكْبُ الانْتِصابُ، والواكِبةُ القائمةُ، وفلانٌ مُواكِبٌ عَلَى الأَمر، وواكِبٌ أَي مُثابر، مُواظِبٌ. والتَّوكِيبُ: المُقاربةُ فِي الصِّرار. والوَكَبُ: الوَسَخُ يَعْلُو الجِلْدَ والثَّوبَ؛ وَقَدْ وَكِبَ يَوكَبُ وَكَباً، وَوسِبَ وَسَباً، وحَشِنَ حَشَناً إِذا رَكبه الوَسَخُ والدَّرَنُ. والوَكَبُ: سَوادُ التَّمْرِ إِذا نَضجَ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي العِنَب. وَفِي التَّهْذِيبِ: الوَكَبُ سَوادُ

اللَّون، مِنْ عِنَبٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ إِذا نَضِجَ. ووَكَّبَ العِنَبُ تَوكيباً إِذا أَخذَ فِيهِ تَلوِينُ السَّوادِ، واسمُه فِي تِلْكَ الْحَالِ مُوَكِّبٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ فِي لَوْنِ العِنَبِ والرُّطَبِ إِذا ظَهَرَ فِيهِ أَدْنى سَواد التَّوكِيتُ، يُقَالُ: بُسْرٌ مُوَكِّتٌ؛ قَالَ: وَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَصحاب النَّخِيلِ فِي الْقُرَى الْعَرَبِيَّةِ. والمُوَكِّبُ: البُسْرُ يُطْعَنُ فِيهِ بالشَّوكِ حَتَّى يَنْضَجَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَاللَّهُ أَعلم. وَلَبَ: وَلَبَ فِي البيتِ والوجهِ: دخَل. والوالِبةُ: فِراخُ الزَّرْعِ، لأَنها تَلِبُ فِي أُصُول أُمَّهاتِه؛ وَقِيلَ: الوالِبةُ الزَّرْعةُ تَنْبُتُ مِنْ عُروق الزَّرعة الأُولى، تَخْرُجُ الوُسْطَى، فَهِيَ الأُمُّ، وتَخْرُجُ الأَوالِبُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَلاحَقُ. ووَالبةُ الْقَوْمِ: أَولادُهم ونَسْلُهُم. أَبو الْعَبَّاسِ، سمعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: الوالبةُ نَسْلُ الإِبل والغَنَم والقَومِ. ووَالبةُ الإِبلِ: نَسْلُها وأَوْلادُها. قَالَ الشَّيْباني: الوالِبُ الذاهِبُ فِي الشيءِ، الداخلُ فِيهِ؛ وَقَالَ عُبَيْدٌ القُشَيْرِيّ: رأَيتُ عُمَيراً والِباً فِي دِيارِهِمْ، ... وَبِئْسَ الفَتى، إِن نابَ دَهْرٌ بِمُعْظَمِ وَفِي رِوَايَةِ أَبي عَمْرٍو: رأَيتُ جُرَيّاً. ووَلَبَ إِليه الشيءُ يَلِبُ وُلوباً: وَصَلَ إِليه، كَائِنًا مَا كَانَ. ووالبةُ: اسْمُ مَوضِع؛ قَالَتْ خِرْنِقُ: مَنَتْ لَهُمُ بوالِبَةَ المَنايا ووالبةُ: اسمُ رجلٍ. وَنَبَ: وَنَّبه: لُغَةٌ فِي أَنَّبَهُ. وَهَبَ: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: الوَهَّابُ. الهِبةُ: العَطِيَّة الخاليةُ عَنِ الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً، وَهُوَ مِنْ أَبنية المُبالغة. غَيْرُهُ: الوَهَّابُ، مِنْ صفاتِ اللَّهِ، المُنعِمُ عَلَى الْعِبَادِ، واللهُ تَعَالَى الوهَّابُ الواهِبُ. وكلُّ مَا وُهِبَ لَكَ، مِنْ ولَد وَغَيْرِهِ: فَهُوَ مَوهُوبٌ. والوَهُوبُ: الرجلُ الكثيرُ الهِباتِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَهَبَ لَكَ الشيءَ يَهَبُه وَهْباً، ووَهَباً، بِالتَّحْرِيكِ، وهِبَةً؛ وَالِاسْمُ المَوهِبُ، والمَوهِبةُ، بِكَسْرِ الهاءِ فِيهِمَا. وَلَا يُقَالُ: وَهَبَكَه، هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أَنه سَمِعَ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ: انْطَلِقْ مَعِي، أَهَبْكَ نَبْلًا. ووَهَبْتُ لَهُ هِبةً، ومَوهِبَةً، ووَهْباً، ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ. ووهَبَ اللهُ لَهُ الشيءَ، فَهُوَ يَهَبُ هِبةً؛ وتَواهَبَ الناسُ بَيْنَهُمْ؛ وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: وَلَا التَّواهُبُ فِيمَا بينَهم ضَعَةٌ ؛ يَعْنِي أَنهم لَا يَهَبُونَ مُكْرَهِينَ. ورجلٌ واهِبٌ ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الهِبة لأَمْواله، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. والمَوهُوبُ: الولدُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وتَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لِبَعْضٍ. والاسْتِيهابُ: سُؤَالُ الهِبَةِ. واتَّهَبَ: قَبِلَ الهِبَةَ. واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، مِنَ الهِبَةِ. والاتِّهابُ: قَبُولُ الهِبة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَن لَا أَتَّهِبَ إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِيٍ أَي لَا أَقبلُ هِبَةً إِلَّا مِنْ هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُرًى، وَهُمْ أَعْرَفُ بِمَكَارِمِ الأَخلاق. وقال أَبو عُبَيْدٍ: رأَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَفاءً فِي أَخلاقِ الْبَادِيَةِ، وذَهاباً عَنِ المُروءَة، وطَلباً لِلزِّيَادَةِ عَلَى مَا وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِيَّةِ مِنْهُمْ، دُونَ أَهل الْبَادِيَةِ، لِغَلَبَةِ الجَفاء عَلَى أَخلاقهم، وبُعْدِهم مِنْ ذَوِي النُّهَى والعُقُولِ. وأَصلُه: اوْتَهَب، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً، وأُدغمت فِي تَاءِ الافتعالِ، مِثْلَ

اتَّزَن واتَّعَدَ، مِنَ الوَزْنِ والوَعْدِ. والمَوْهِبةُ: الهِبةُ، بِكَسْرِ الهاءِ، وجمعُها مواهبُ. وواهَبَه، فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِبُهُ: كَانَ أَكثر هِبةً مِنْهُ. والمَوْهِبةُ: العطيَّةُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا كَانَ مُعَدّاً عِنْدَ الرَّجُل، مِثْلَ الطَّعَامِ: هُوَ مُوهَبٌ، بِفَتْحِ الْهَاءِ. وأَصْبَحَ فُلَانٌ مُوهِباً، بِكَسْرِ الْهَاءِ، أَي مُعِدّاً قَادِرًا. وأَوهَبَ لَكَ الشيءَ: أَعدَّه. وأَوْهَبَ لَكَ الشيءُ: دامَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: أَوهَبَ الشيءُ إِذا دَامَ، وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كَانَ مُعَدّاً عِنْدَ الرَّجُلِ، فَهُوَ مُوهِب؛ وأَنشد: عَظِيمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ ... لَهُ عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ، وخَمِيرُ «1» وأَوهَبَ لَكَ الشيءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ. قَالَ وَلَمْ يَقُولُوا أَوهَبْتُه لك. والمَوهَبة والمَوهِبَةُ: غديرُ ماءٍ صغيرٌ؛ وَقِيلَ: نُقْرة فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِع فِيهَا الماءُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَما النُّقْرةُ فِي الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بِفَتْحِ الْهَاءِ، جَاءَ نَادِرًا؛ قَالَ: ولَفُوكِ أَطْيَبُ، إِن بَذَلْتِ لَنَا، ... مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، عَلَى خَمْر «2» أَي مَوْضُوعٍ عَلَى خَمْر، مَمْزُوجٌ بِمَاءٍ. والمَوهَبةُ: السَّحابةُ تَقَعُ حَيْثُ وَقَعَتْ، وَالْجَمْعُ مَواهِبُ. وَيُقَالُ: هَذَا وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ أَي كَثِيرُ الْحَطَبِ. وَتَقُولُ: هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً، بِمَعْنَى احْسُبْ، يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، وَلَا يَسْتَعْمِلُ مِنْهُ ماضٍ وَلَا مُسْتَقْبلٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: وهَبْني فَعَلْتُ ذَلِكَ أَي احْسُبْني واعْدُدْني، وَلَا يُقَالُ: هَبْ أَني فَعَلْتُ. وَلَا يُقَالُ فِي الْوَاجِبِ: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذَلِكَ، لأَنها كَلِمَةٌ وُضِعَتْ للأَمر؛ قَالَ ابْنُ هَمَّامٍ السَّلوليُّ: فقلتُ: أَجِرْني أَبا خالِدٍ، ... وإِلَّا فهَبْني امْرأً هالِكا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنشد الْمَازِنِيُّ: فكُنْتُ كَذِي داءٍ، وأَنْتَ شِفاؤُهُ، ... فهَبْني لِدائي، إِذ مَنَعْتَ شِفائِيا أَي احْسُبْني. قَالَ الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ: هَبْني ذَلِكَ أَي احْسُبْني ذَلِكَ، واعْدُدْني. قَالَ: وَلَا يُقَالُ: هَبْ، وَلَا يُقَالُ فِي الْوَاجِبِ: قَدْ وَهَبْتُكَ، كَمَا يُقَالُ: ذَرْني ودَعْني، وَلَا يُقَالُ: وَذَرْتُك. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: وَهَبَني اللهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك؛ ووُهِبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ. وَقَدْ سَمَّتْ وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، وواهِباً، ومَوْهَباً. قال سيبويه: جاؤوا بِهِ عَلَى مَفْعَلٍ، لأَنه اسْمٌ لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ، إِذ لَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ، لَكَانَ مَفْعِلًا، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الْعَلَمِيَّةِ، لأَنَّ الأَعلام مِمَّا تُغَيَّر عَنِ الْقِيَاسِ. وأُهْبانُ: اسمٌ، وَقَدْ ذُكِرَ تَعْلِيلُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وواهِبٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: كأَنَّها، بَعْدَ عَهْدِ العاهِدينَ بِهَا، ... بينَ الذَّنوبِ، وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ ومَوْهَبٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ: قَدْ أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بِهَا مُصِنُ قَالَ: وَهُوَ شاذٌّ، مِثْلَ مَوْحَدٍ. وَقَوْلُهُ مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عَلَيْهَا أَي هُوَ صَبُور عَلَى دَفْعِ النَّوْمِ، وإِن

_ (1). قوله [ضخم الخواصر] كذا بالمحكم والتهذيب والذي في الصحاح رخو الخواصر. (2). قوله [ولفوك أطيب إلخ] كذا أنشده في المحكم والذي في التهذيب كالصحاح ولفوك أشهى لو يحل لنا من ماء إلخ.

فصل الياء المثناة تحتها

كَانَ شَدِيدَ النُّعاس. ووَهْبُ بْنُ مُنَبِّه، تَسْكِينُ الْهَاءِ فِيهِ أَفصح. الأَزهري: ووَهْبِينُ جبلٌ مِنْ جِبال الدَّهْناء، قَالَ: وَقَدْ رأَيته. ابْنُ سِيدَهْ: وَهْبِينُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي، ... ومالُكَ أَنساني، بوَهْبِينَ، مالِيا وَيَبَ: وَيْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ. وَيْباً لِهَذَا الأَمْر أَي عَجَباً لَهُ. ووَيْبةً: كوَيْلَةٍ. تَقُولُ: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زيدٍ كَمَا تَقُولُ: وَيْلَك مَعْنَاهُ: أَلْزَمَكَ اللَّهُ وَيلًا نُصِبَ نَصْبَ الْمَصَادِرِ، فإِن جِئْتَ بِاللَّامِ رفعتَ، قُلْتَ: وَيْبٌ لِزَيْدٍ، ونَصَبتَ منوَّناً، فَقُلْتَ: وَيْلًا لِزَيْدٍ، فالرفعُ مَعَ اللَّامِ، عَلَى الِابْتِدَاءِ، أَجودُ مِنَ النَّصْبِ؛ والنصبُ مَعَ الإِضافة أَجودُ مِنَ الرَّفْعِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مِنَ الْعَرَبِ مَن يَقُولُ: وَيْبَكَ، ووَيْبَ غيرِك وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَيْباً لِزَيْدٍ كَقَوْلِكَ: وَيْلًا لزيدٍ وَفِي حَدِيثِ إِسلام كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: أَلا أَبْلِغا عَنِّي بُجَيراً رِسالةً: ... عَلَى أَيِّ شيءٍ، وَيبَ غَيرِكَ، دَلَّكا؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي حَاشِيَةِ الْكِتَابِ بَيْتٌ شَاهِدٌ عَلَى وَيْبٍ، بِمَعْنَى وَيْلٍ؛ وَهُوَ: حَسِبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَناقاً، ... وَمَا هِيَ، وَيْبَ غَيرِكَ، بالعَناقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرْ قَائِلَهُ، وَهُوَ لِذِي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه فِي طَرِيقِهِ؛ وَبَعْدَهُ: فَلَوْ أَني رَمَيْتُكَ مِنْ قَريبٍ، ... لَعاقَكَ، عَنْ دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ وَقَوْلُهُ: حَسِبْتُ بُغام رَاحِلَتِي عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فَحَذَفَ الْمُضَافَ، وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقَامَهُ، وَقَوْلُهُ عاقٍ: أَراد عَائِقٌ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: وَيْبِ فلانٌ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَرَفْعِ فُلَانٍ، إِلَّا بَنِي أَسَدٍ؛ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا فَسَّرَهُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: وَيْبِ فلانٍ، وَلَمْ يَزِدْ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنَ الوَيْبِ فِعْلًا، لِمَا كَانَ يَعْقُبُ مِنَ اجْتماع إِعلال فَائِهِ كوَعَد، وعَيْنِه كباعَ. وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي الوَيْح، والوَيْسِ، والوَيْلِ. والوَيْبةُ: مِكْيال مَعْرُوفٌ. فصل الياء المثناة تحتها يَبَبَ: أَرْضٌ يَبابٌ أَي خرابٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ خَرابٌ يَباب، وَلَيْسَ بِإِتْبَاعٍ. التَّهْذِيبُ: فِي قَوْلِهِمْ خَرابٌ يَبابٌ؛ اليَبابُ، عِنْدَ الْعَرَبِ: الذي لَيْسَ فِيهِ أَحد؛ وَقَالَ ابْنُ أَبي رَبِيعَةَ: مَا عَلَى الرَّسْمِ، بالبُلَيَّيْنِ، لَوْ بَيْيَنَ ... رَجْعَ السَّلامِ، أَو لَوْ أَجابا؟ فإِلى قَصْرِ ذِي العَشيرةِ، فالصَّالِفِ، ... أَمْسَى مِنَ الأَنِيسِ يَبابا مَعْنَاهُ: خَالِيًا لَا أَحد بِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: اليبابُ الْخَالِي لَا شَيْءَ بِهِ. يُقَالُ: خَرابٌ يَبابٌ، إِتباعٌ لخَرابٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بيَبابٍ مِنَ التَّنائِفِ مَرْتٍ، ... لَمْ تُمَخَّطْ بِهِ أُنوفُ السِّخالِ لَمْ تُمَخَّطْ أَي لَمْ تُمْسَحْ. والتَّمْخِيطُ: مَسْحُ مَا عَلَى الأَنف مِنَ السَّخْلة إِذا وُلِدَتْ. يَطِبْ: مَا أَيْطَبه: لُغَةٌ فِي مَا أَطْيَبه وأَقبلت الشاةُ فِي أَيْطَبَتِها أَي فِي شِدَّةِ اسْتِحْرامِها، وَرَوَاهُ أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: فِي أَيْطِبَّتها، مُشَدَّدًا، قَالَ: وإِنها أَفْعِلَّة، وإِن كَانَ بِنَاءً لَمْ يأْت، لِزِيَادَةِ الْهَمْزَةِ أَولًا، وَلَا يَكُونُ فَيْعِلَّة، لِعَدَمِ الْبِنَاءِ، وَلَا مِنْ بَابِ اليَنْجَلِبِ، وانْقَحْلٍ، لِعَدَمِ الْبِنَاءِ، وَتَلَافِي الزيادتين، والله أَعلم.

يُلَبِّ: اليَلَبُ: الدُّرُوع، يَمَانِيَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: اليَلَبُ التَّرِسَة؛ وَقِيلَ: الدَّرَقُ؛ وَقِيلَ: هِيَ البَيْضُ، تُصْنَع مِنْ جُلُودِ الإِبل، وَهِيَ نُسُوعٌ كَانَتْ تُتَّخَذ وتُنْسَجُ، وتُجْعَلُ عَلَى الرؤوس مكانَ البَيْض؛ وَقِيلَ: جُلود يُخْرَزُ بعضُها إِلى بَعْضٍ، تُلْبس على الرؤوس خَاصَّةً، وَلَيْسَتْ عَلَى الأَجساد؛ وَقِيلَ: هِيَ جُلودٌ تُلْبَس مِثْلَ الدُّروع؛ وَقِيلَ: جُلودٌ تُعْمل مِنْهَا دُروع، وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ، الواحدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ: يَلَبةٌ. واليَلَبُ: الفُولاذُ مِنَ الْحَدِيدِ؛ قَالَ: ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ مِنْ ماءِ اليَلَبْ وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. قَالَ: وأَما ابْنُ دُرَيْدٍ، فَحَمَلَهُ عَلَى الغَلطِ، لأَنَّ اليَلَبَ لَيْسَ عِنْدَهُ الحديدَ. التَّهْذِيبُ، ابْنُ شُمَيْلٍ: اليَلَبُ خَالِصُ الْحَدِيدِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: عَلَيْنَا البَيْضُ، واليَلَبُ الْيَمَانِيُّ، ... وأَسيافٌ يَقُمْنَ، ويَنْحَنِينا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعَهُ بَعْضُ الأَعراب، فَظَنَّ أَنّ اليَلَبَ أَجْوَدُ الْحَدِيدِ؛ فَقَالَ: ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ مِنْ ماءِ اليَلَبْ قَالَ: وَهُوَ خطأٌ، إِنما قَالَهُ عَلَى التَّوَهُّمِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ: اليَلَبُ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ جُنَنِ الجُلودِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْحَدِيدِ. قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ للدَّرَق: يَلَبٌ؛ وَقَالَ: عَلَيْهِمْ كلُّ سابغةٍ دِلاصٍ، ... وَفِي أَيديهمُ اليَلَبُ المُدارُ قَالَ: واليَلَبُ، فِي الأَصل، اسْمُ ذَلِكَ الْجِلْدِ؛ قَالَ أَبو دِهْبِلٍ الجُمَحِيُّ: دِرْعِي دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، ... وجَوْبُها القاتِرُ مِنْ سَيْرِ اليَلَبْ يَهَبُ: فِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ يِهَابٍ، وَيُرْوَى إِهابٍ «3»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تعالى.

_ (3). قوله [يهاب وإهاب] قال ياقوت بالكسر، انتهى. وكذا ضبطه القاضي عياض وصاحب المراصد كما في شرح القاموس وضبطه المجد تبعاً للصاغاني كسحاب.

ت

الجزء الثاني ت حرف التاء المثناة فوقها ت: التَّاءُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَهْمُوسَةِ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ النَّطْعِيَّة، وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالثَّاءُ، ثَلَاثَةٌ فِي حَيَّزٍ وَاحِدٍ. فصل الهمزة أبت: أَبَتَ اليومُ يَأْبِتُ ويَأْبُتُ أَبْتاً وأُبُوتاً، وأَبِتَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَبِتٌ وآبِتٌ وأَبْتٌ: كُلُّهُ بِمَعْنَى اشتدَّ حَرُّه وغَمُّه، وسَكَنَتْ رِيحُهُ؛ قَالَ رؤْبة: مِنْ سافعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ وَهُوَ يومٌ أَبْتٌ، وليلةٌ أَبْتَةُ، وَكَذَلِكَ حَمْتٌ، وحَمْتَةٌ، ومَحْتٌ، ومَحْتَةٌ: كُلُّ هَذَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ أَيضاً. وأَبْتَةُ الغَضَبِ: شدَّتُه وسَوْرَتُه. وتَأَبَّتَ الجَمْرُ: احْتَدَمَ. أتت: أَتَّهُ يَؤُتُّه أَتّاً: غَتَّه بِالْكَلَامِ، أَو كَبَتَهُ بالحُجَّةٍ وغَلَبَه. ومَئِتَّةً: مَفْعِلة. أرت: أَبو عَمْرٍو: الأُرْتَةُ الشَّعر الَّذِي عَلَى رأْس الحِرْباءِ. أست: تَرْجَمَهَا الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا زَالَ عَلَى اسْتِ الدَّهْر مَجْنُوناً أَي لَمْ يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون، وَهُوَ مثلُ أُسّ الدَّهْر، وَهُوَ القِدَمُ، فأَبدلوا مِنْ إِحدى السِّينَيْنِ تَاءً، كَمَا قَالُوا للطَّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد لأَبي نُخَيْلة: مَا زَالَ مُذْ كانَ عَلَى اسْتِ الدَّهْرِ، ... ذَا حُمُقٍ يَنْمِي، وعَقْلٍ يَحْرِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى يَحْري يَنْقُصُ. وَقَوْلُهُ: عَلَى اسْتِ الدَّهْر، يُرِيدُ مَا قَدُمَ مِنَ الدَّهْرِ؛ قَالَ: وَقَدْ وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ، بأَن جَعَلَ اسْتاً فِي فَصْلِ أَسَتَ، وإِنما حَقُّهُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ سَتَه، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيضاً هُنَاكَ. قَالَ: وَهُوَ الصحيحُ، لأَنَّ هَمْزَةَ اسْتٍ مَوْصُولَةٌ، بِإِجْمَاعٍ، وإِذا كَانَتْ مَوْصُولَةً فَهِيَ زَائِدَةٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ إِنهم أَبدلوا مِنَ السِّينِ فِي أُسٍّ التَّاءَ، كَمَا أَبدلوا مِنَ السِّينِ تَاءً فِي قَوْلِهِمْ طَسّ، فَقَالُوا طَسْتٌ، غَلَطٌ لأَنه كَانَ يَجِبُ أَن يُقَالَ فِيهِ

إِسْت، بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ: وَنَسَبَ هَذَا الْقَوْلَ إِلى أَبي زَيْدٍ وَلَمْ يَقُلْهُ، وإِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مَعَ أُسِّ الدَّهْرِ، لِاتِّفَاقِهِمَا فِي الْمَعْنَى لَا غَيْرُ، واللَّه أَعلم. أفت: أَفَتَه عَنْ كَذَا كأَفَكَه أَي صَرَفَه. والإِفْتُ: الْكَرِيمُ مِنَ الإِبل، وَكَذَلِكَ الأُنثى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِفْتُ الْكَرِيمُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الأَفْتُ، بِالْفَتْحِ، الناقةُ السَّرِيعَةُ، وَهِيَ الَّتِي تَغْلِبُ الإِبلَ عَلَى السَّيْرِ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: كأَنِّي لَمْ أَقُلْ: عاجِ لأَفْتٍ، ... تُراوِحُ بَعْدَ هِزَّتِها الرَّسِيما وَفِي نُسْخَةٍ: الإِفْتُ، بِالْكَسْرِ. التَّهْذِيبُ، وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: إِذا بَناتُ الأَرْحَبِيِّ الأَفْتِ «4» قال ابن الأَعرابي: الأَفْتُ يَعْنِي الناقةَ الَّتِي عِنْدَهَا مِنَ الصَّبْرِ والبقاءِ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهَا، كَمَا قَالَ ابْنُ أَحمر. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِفْتُ الكريم؛ قال: كَذَا فِي نُسْخَةٍ قُرِئَتْ عَلَى شَمِرٍ: إِذا بَنَاتُ الأَرْحَبِيِّ الإِفْتِ قال ابن الأَعرابي: فَلَا أَدري، أَهي لغة أَو خطأٌ. ألت: الأَلْتُ: الحَلِفُ. وأَلَتَه بيمينٍ أَلْتاً: شدَّد عَلَيْهِ. وأَلَتَ عَلَيْهِ: طلَب مِنْهُ حَلِفاً أَو شَهَادَةً، يَقُومُ له بها. ورُوي عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: اتَّق اللَّه يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، فسَمِعَها رجلٌ، فَقَالَ: أَتَأْلِتُ عَلَى أَمير الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْهُ، فَلَنْ يَزالُوا بخيرٍ مَا قَالُوهَا لَنَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى قَوْلِهِ أَتَأْلِتُه أَتَحُطُّه بِذَلِكَ؟ أَتَضَعُ مِنْهُ؟ أَتُنَقِّصُه؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِمَا أَراد الرَّجُلُ؛ رُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: أَلَتَه يَمِينًا يَأْلِته أَلْتاً إِذا أَحْلَفه، كأَنه لَمَّا قَالَ لَهُ: اتَّق اللَّهَ، فَقَدْ نَشَدَه باللَّه. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَلَتُّكَ باللَّه لمَا فعلْتَ كَذَا، مَعْنَاهُ: نَشَدْتُكَ باللَّه. والأَلْتُ: القَسَم؛ يُقَالُ: إِذا لَمْ يُعْطِكَ حَقَّكَ فَقَيِّدْه بالأَلْت. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأُلْتَةُ اليمينُ الغَموسُ. والأُلْتةُ: العَطِيَّةُ الشَّقْنَةُ. وأَلَته أَيضاً: حَبَسَهُ عَنْ وَجْهِه وصَرَفه مِثْلَ لاتَه يَلِيتُه، وَهُمَا لُغَتَانِ، حَكَاهُمَا الْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبي عَمْرِو ابن الْعَلَاءِ. وأَلتَه مالَه وحَقَّه يَأْلِتُه أَلْتاً، وأَلاتَهُ، وآلَتَه إِياه: نَقَصَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ . قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَلْتُ النَّقْص، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: وَمَا لِتْناهم، بِكَسْرِ اللَّامِ؛ وأَنشد فِي الأَلْتِ: أَبْلِغْ بَني ثُعَلٍ، عَنِّي، مُغَلْغَلَةً ... جَهْدَ الرِّسالَةِ، لَا أَلْتاً وَلَا كَذِبا أَلَتَه عَنْ وَجْهِه أَي حَبَسه. يَقُولُ: لَا نُقْصانَ وَلَا زِيَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَوْمَ الشُّورَى: وَلَا تَغْمِدُوا سيوفَكم عَنْ أَعدائِكم، فتُولِتُوا أَعمالكم ؛ قَالَ القُتَيبي: أَي تَنْقُصُوها؛ يُرِيدُ أَنهم كَانَتْ لَهُمْ أَعمال فِي الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإِذا هُمْ تَرَكوها، وأَغْمَدُوا سُيُوفَهم، واخْتَلَفوا، نَقَصُوا أَعمالَهم؛ يُقَالُ: لاتَ يَلِيتُ، وأَلَتَ يَأْلِتُ، وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع أَوْلَتَ يُولِتُ، إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.

_ (4). قوله [إِذا بنات إلخ] عجزه كما في التكملة [قاربن أَقصى غوله بالمت] والغول البعد، بالضم فيهما، والمت المد في السير.

قَالَ: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَلَتَ، وَمِنْ أَلاتَ، قَالَ: وَيَكُونُ أَلاتَهُ يُلِيتُه إِذا صَرَفه عَنِ الشيءِ. والأَلْتُ: البُهتان؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَلِّيتُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: برَوْضَةِ أَلِّيتَ وقَصْرِ خَناثَى قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا البناءُ عَزِيزٌ، أَو مَعْدُومٌ، إِلَّا مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَيْهِ سَكِّينَةٌ. أمت: أَمَتَ الشيءَ يَأْمِتُه أَمْتاً، وأَمَّتَه: قَدَّرَهُ وحَزَرَه. ويُقال: كَمْ أَمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الكُوفة؟ أَي قَدْرُ. وأَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتاً إِذا حَزَرْتَهم. وأَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إِذا قَدَّرْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي بَلْدةٍ يَعْيا بِهَا الخِرِّيتُ، ... رَأْيُ الأَدِلَّاءِ بِهَا شَتِيتُ، أَيْهاتَ مِنْهَا ماؤُها المَأْمُوتُ المَأْمُوتُ: المَحْزُورُ. والخِرِّيتُ: الدَّليلُ الحاذِقُ. والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّق، وعَنَى بِهِ هَاهُنَا المُخْتَلِفَ. الصِّحَاحُ: وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً قَصَدْته وقَدَّرْته؛ يُقال: هُوَ إِلى أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَي مَوْقوتٍ. وَيُقَالُ: امْتِ يَا فُلَانُ، هَذَا لِي، كَمْ هُوَ؟ أَي احْزِرْه كَمْ هُوَ؟ وَقَدْ أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً. والأَمْتُ: المكانُ الْمُرْتَفِعُ. وشيءٌ مأْمُوتٌ: مَعْرُوفٌ. والأَمْتُ: الانْخفاضُ، والارْتفاعُ، والاختلافُ فِي الشيءِ. وأُمِّتَ بالشَّرِّ: أُبِنَ بِهِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عِزَّةَ: يَئوب أُولُو الحاجاتِ مِنْهُ، إِذا بَدا ... إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ، غيرِ مُؤَمَّتِ والأَمْتُ: الطريقةُ الحَسَنة. والأَمْتُ: العِوَجُ. قال سيبويه: وقالوا أَمْتٌ فِي الحَجر لَا فيكَ أَي لِيَكُن الأَمْتُ فِي الْحِجَارَةِ لَا فِيكَ؛ وَمَعْنَاهُ: أَبقاكَ اللَّهُ بَعْدَ فَناءِ الْحِجَارَةِ، وَهِيَ مِمَّا يُوصَفُ بِالْخُلُودِ وَالْبَقَاءِ، أَلا تَرَاهُ كَيْفَ قَالَ: مَا أَنْعَمَ العَيْش لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ، ... تَنْبُو الحَوادِثُ عَنْهُ، وَهْوَ مَلْمُومُ ورَفعُوه وإِن كَانَ فِيهِ مَعْنَى الدعاءِ، لأَنه لَيْسَ بجارٍ عَلَى الفِعْل، وَصَارَ كَقَوْلِكَ التُّرابُ لَهُ، وحَسُنَ الابتداءُ بِالنَّكِرَةِ، لأَنه فِي قُوّة الدُّعاء. والأَمْتُ: الرَّوابي الصِّغارُ. والأَمْتُ: النَّبَكُ؛ وَكَذَلِكَ عَبَّرَ عَنْهُ ثَعْلَبٌ. والأَمْتُ: النِّبَاكُ، وَهِيَ التِّلالُ الصِّغار. والأَمْتُ: الوَهْدة بَيْنَ كُلِّ نَشْزَيْن. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ؛ أَي لَا انْخِفَاضَ فِيهَا، وَلَا ارْتفاعَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَمْتُ النَّبْكُ مِنَ الأَرض مَا ارْتَفَعَ، وَيُقَالُ مَسايِلُ الأَوْدية مَا تَسَفَّلَ. والأَمْتُ: تَخَلْخُلُ القِرْبة إِذا لَمْ تُحْكَمْ أَفْراطُها. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: قَدْ مَلأَ القِربة مَلأً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَيْسَ فِيهِ استرخاءٌ مِنْ شدَّة امْتِلائها. وَيُقَالُ: سِرْنا سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَا ضَعْفَ فِيهِ، وَلَا وَهْنَ. ابْنُ الأَعرابي: الأَمْتُ وَهْدَةٌ بَيْنَ نُشُوزٍ. والأَمْتُ: العَيْبُ فِي الفَم والثَّوْب وَالْحَجَرِ. والأَمْتُ: أَن تَصُبَّ فِي القِرْبة حَتَّى تَنْثنِي، وَلَا تَمْلأَها، فَيَكُونُ بعضُها أَشرف مِنْ بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ إِمَاتٌ وأُمُوتٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لَيْسَ فِي الخَمْر أَمْتٌ أَي لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ أَنها حَرَامٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ

فصل الباء الموحدة

الْخُدْرِيِّ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّم الخمرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا، وأَنا أَنْهى عَنِ السَّكَر والمُسْكِر؛ لَا أَمْتَ فِيهَا أَي لا عَيْبَ فيها. وقال الأَزهري: لَا شكَّ فِيهَا، وَلَا ارتيابَ أَنه مِنْ تَنْزِيلِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وَقِيلَ لِلشَّكِّ وَمَا يُرْتابُ فِيهِ: أَمْتٌ لأَنَّ الأَمْتَ الحَزْرُ والتَّقدِير، ويدخُلهما الظَّنُّ وَالشَّكُّ؛ وَقَوْلُ ابْنِ جَابِرٍ أَنشده شَمِرٌ: وَلَا أَمْتَ فِي جُمْلٍ، لياليَ ساعَفَتْ ... بِهَا الدارُ، إِلَّا أَنَّ جُمْلًا إِلى بُخْلِ قَالَ: لَا أَمْتَ فِيهَا أَي لَا عَيْب فِيهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِ أَبي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّه حَرَّم الْخَمْرَ، فَلَا أَمْتَ فِيهَا ، مَعْنَاهُ غَيْر مَعْنَى مَا فِي الْبَيْتِ؛ أَراد أَنه حَرَّمها تَحْرِيمًا لَا هَوادةَ فِيهِ وَلَا لِين، ولكنَّه شَدَّد فِي تَحْرِيمِهَا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ سِرْتُ سَيْراً لَا أَمْتَ فِيهِ أَي لَا وَهْنَ فِيهِ وَلَا ضَعْفَ؛ وجائزٌ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى أَنه حَرَّمها تَحْرِيمًا لَا شَكَ فِيهِ؛ وأَصله مِنَ الأَمْتِ بِمَعْنَى الحَزْر، وَالتَّقْدِيرُ، لأَنَّ الشَّكَّ يَدْخُلُهُمَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مَا فِي انْطِلاقِ رَكْبِهِ مِنْ أَمْتِ أَي مِنْ فُتورٍ واسْتِرْخاءٍ. أنت: الأَنِيتُ: الأَنِينُ؛ أَنَتَ يَأْنِتُ أَنِيتاً، كَنَأَتَ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ مَأْنُوتٌ، وَقَدْ أَنَته الناسُ يأْنِتونه إِذا حَسَدُوه، فَهُوَ مَأْنُوتٌ، وأَنِيتٌ أَي مَحْسُودٌ، واللَّه أَعلم. فصل الباء الموحدة بتت: البَتُّ: القَطْعُ المُسْتَأْصِل. يُقَالُ: بَتَتُّ الحبلَ فانْبَتَّ. ابْنُ سِيدَهْ: بَتَّ الشيءَ يَبُتُّه، ويَبِتُّه بَتّاً، وأَبَتَّه: قطَعه قَطْعاً مُسْتَأْصِلًا؛ قَالَ: فَبَتَّ حِبالَ الوصْلِ، بَيْنِي وبَيْنَها، ... أَزَبُّ ظُهُورِ السَّاعِدَيْنِ، عَذَوَّرُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ: بَتَّه يَبُتُّه قَالَ: وَهَذَا شَاذٌّ لأَنَّ بَابَ المُضاعف، إِذا كانَ يَفْعِل مِنْهُ مَكْسُورًا، لَا يجيءُ متعدِّياً إِلَّا أَحرفٌ مَعْدُودَةٌ، وَهِيَ بَتَّه يَبُتُّه وَيَبِتُّه، وعَلَّه فِي الشُّرب يَعُلُّه ويَعِلُّه، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، وشَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه، وحَبَّه يَحِبُّه؛ قَالَ: وَهَذِهِ وحدَها عَلَى لغةٍ واحدةٍ. قَالَ: وإِنما سَهَّلَ تَعَدِّيَ هَذِهِ الأَحْرُف إِلى الْمَفْعُولِ اشتراكُ الضَّمِّ وَالْكَسْرِ فِيهِنَّ؛ وبَتَّتَه تَبْتِيتاً: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ، وبَتَّ هُوَ يَبِتُّ ويَبُتُّ بَتّاً وأَبَتَّ. وَقَوْلُهُمْ: تَصَدَّقَ فلانٌ صَدَقَةً بَتاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً إِذا قَطَعَها المُتَصَدِّقُ بِهَا مِنْ مَالِهِ، فَهِيَ بَائِنَةٌ مِنْ صَاحِبِهَا، قَدِ انْقَطَعَتْ مِنْهُ؛ وَفِي النِّهَايَةِ: صَدَقَةٌ بَتَّةٌ أَي مُنْقَطِعَةٌ عَنِ الإِمْلاكِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَدْخَلَه اللَّهُ الجَنَّةَ البَتَّةَ. اللَّيْثُ: أَبَتَّ فُلانٌ طَلاقَ امرأَتِه أَي طَلَّقَها طَلاقاً بَاتًّا، والمُجاوزُ مِنْهُ الإِبْتاتُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُ اللَّيْثِ فِي الإِبْتاتِ والبَتِّ موافِقٌ قولَ أَبي زَيْدٍ، لأَنه جَعَل الإِبْتات مُجاوزاً، وَجَعَلَ البَتَّ لَازِمًا، وَكِلَاهُمَا مُتعدِّ؛ وَيُقَالُ: بَتَّ فلانٌ طَلاقَ امرأَتِه، بِغَيْرِ أَلف، وأَبَتَّه بالأَلف، وَقَدْ طَلَّقها البَتَّةَ. وَيُقَالُ: الطَّلْقةُ الْوَاحِدَةُ تَبُتُّ وتَبِتُّ أَي تَقطَعُ عِصْمةَ النِّكَاحِ، إِذا انْقَضَتِ العدَّة. وطَلَّقَها ثَلاثاً بَتَّةً وبَتاتاً أَي قَطْعاً لَا عَوْدَ فِيهَا؛ وَفِي

الْحَدِيثِ: طلَّقها ثَلَاثًا بَتَّةً أَي قَاطِعَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبِيتُ المَبْتُوتَةُ إِلَّا فِي بَيْتِهَا ، هِيَ المُطَلَّقة طَلاقاً بائِناً. وَلَا أَفْعَلُه البَتَّةَ: كأَنه قَطَعَ فِعْلَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا قَعَدَ البَتَّةَ مَصْدَرٌ مُؤَكِّد، وَلَا يُستعمل إِلا بالأَلف وَاللَّامِ. وَيُقَالُ: لَا أَفْعَلُه بَتَّةً، وَلَا أَفعلهُ البَتَّةَ، لِكُلِّ أَمرٍ لَا رَجْعة فِيهِ؛ ونَصْبُه عَلَى الْمَصْدَرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وأَصحابه أَن البَتَّةَ لَا تَكُونُ إِلَّا مَعْرِفَةً البَتَّةَ لَا غَيْرُ، وإِنما أَجازَ تَنْكِيرَه الفراءُ وَحْدَه، وَهُوَ كوفيٌّ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: الأُمورُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَنحاءٍ، يَعْنِي عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: شيءٌ يَكُونُ البَتَّةَ، وشيءٌ لَا يكونُ البَتَّةَ، وشيءٌ قَدْ يَكُونُ وَقَدْ لَا يَكُونُ. فأَما مَا لَا يَكُونُ، فَمَا مَضَى مِنَ الدَّهْرِ لَا يَرْجِعُ؛ وأَما مَا يَكُونُ البَتَّة، فالقيامةُ تَكُونُ لَا مَحالة؛ وأَما شيءٌ قَدْ يَكُونُ وَقَدْ لَا يَكُونُ، فمِثْل قَدْ يَمْرَضُ وَقَدْ يَصِحُّ. وبَتَّ عَلَيْهِ القضاءَ بَتّاً، وأَبَتَّه: قَطَعَهُ. وسكرانُ مَا يَبُتُّ كَلَامًا أَي مَا يُبَيِّنُه. وَفِي الْمُحْكَمِ: سَكْرانُ مَا يَبُتُّ كَلَامًا، وَمَا يَبِتُّ، وَمَا يُبِتُّ أَي مَا يَقْطَعُهُ. وسكرانُ باتٌّ: مُنْقَطِعٌ عَنِ الْعَمَلِ بالسُّكْر؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. الأَصمعي: سكرانُ مَا يَبُتُّ أَي مَا يَقْطَعُ أَمْراً؛ وَكَانَ يُنْكِرُ يُبِتُّ؛ وَقَالَ الفراءُ: هُمَا لُغَتَانِ، يُقَالُ بَتَتُّ عَلَيْهِ القضاءَ، وأَبْتَتُّه عَلَيْهِ أَي قَطَعْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا صِيامَ لِمَنْ لَمْ يُبِتَّ الصيامَ مِنَ اللَّيْلِ ؛ وَذَلِكَ مِنَ الجَزْم والقَطْع بِالنِّيَّةِ؛ وَمَعْنَاهُ: لَا صِيامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِه قَبْلَ الْفَجْرِ، فيَجْزِمْه ويَقْطَعْه مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي لَا صَوْم فِيهِ، وَهُوَ اللَّيْلُ؛ وأَصله مِنَ البَتّ القَطْعِ؛ يُقَالُ: بَتَّ الحاكمُ القضاءَ عَلَى فُلَانٍ إِذا قَطَعه وفَصَلَه، وسُمِّيَتِ النيَّةُ بَتّاً لأَنها تَفْصِلُ بَيْنَ الفِطْرِ وَالصَّوْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبِتُّوا نكاحَ هَذِهِ النساءِ أَي اقْطَعُوا الأَمْر فِيهِ، وأَحْكِمُوه بِشَرَائِطِهِ، وَهُوَ تَعْريضٌ بِالنَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ المُتْعةِ، لأِنه نكاحٌ غَيْرُ مَبْتُوتٍ، مُقَدَّرٌ بِمُدَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ جُوَيريةَ، فِي صَحِيحٍ مُسْلِمٍ: أَحْسِبُه قَالَ جُوَيرية أَو البَتَّةُ؛ قَالَ: كأَنه شَكَّ فِي اسْمِهَا، فَقَالَ: أَحْسِبُه جُوَيرية، ثُمَّ اسْتَدْرَكَ فَقَالَ: أَو أَبُتُّ أَي أَقْطَعُ أَنه قَالَ جُوَيرية، لَا أَحْسِبُ وأَظُنُّ. وأَبَتَّ يَمينَه: أَمْضاها. وبَتَّتْ هِيَ: وجَبَتْ، تَبُتُّ بُتُوتاً، وَهِيَ يَمين بَاتَّةٌ. وحَلَفَ عَلَى ذَلِكَ يَمِينًا بَتاً، وبَتَّةً، وبَتَاتاً: وكلُّ ذَلِكَ مِنَ القَطْع؛ وَيُقَالُ: أَعْطَيْتُه هَذِهِ القَطيعَةَ بَتّاً بَتْلًا. والبَتَّةُ اشتقاقُها مِنَ القَطْع، غَيْرَ أَنه يُستعمل فِي كُلِّ أَمْرٍ يَمضي لَا رَجْعَةَ فِيهِ، وَلَا الْتِواءَ. وأَبَتَّ الرجلُ بعيرَه مِنْ شِدَّة السَّير، وَلَا تُبِتَّه حَتَّى يَمْطُوَه السَّيرُ؛ والمَطْوُ: الجِدُّ فِي السَّير. والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. وَرَجُلٌ مُنْبَتٌّ أَي مُنْقَطَعٌ بِهِ. وأَبَتَّ بعيرَه: قَطَعَه بِالسَّيْرِ. والمُنْبَتُّ فِي حَدِيثِ الَّذِي أَتْعَبَ دابَّتَه حَتَّى عَطِبَ ظَهْرُه، فبَقِي مُنْقَطَعاً بِهِ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا انْقَطع فِي سَفَرِهِ، وعَطِبَتْ راحلَتُه: صَارَ مُنْبَتّاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُطَرِّفٍ: إِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضاً قَطَع، وَلَا ظَهْراً أَبْقى. غَيْرُهُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا انْقُطِعَ بِهِ فِي سَفَرِه،

وعَطِبَتْ راحِلَتُه: قَدِ انْبَتَّ مِنَ البَتِّ القَطْعِ، وَهُوَ مُطاوِعُ بَتَّ؛ يُقَالُ: بَتَّه وأَبَتَّه، يُرِيدُ أَنه بَقِيَ فِي طَرِيقِهِ عَاجِزًا عَنْ مَقْصِدِهِ، وَلَمْ يَقْضِ وَطَرَه، وَقَدْ أَعْطَب ظَهْرَه. الْكِسَائِيُّ: انْبَتَّ الرجلُ انْبِتاتاً إِذا انْقَطَعَ ماءُ ظَهْره؛ وأَنشد: لَقَدْ وَجَدْتُ رَثْيَةً مِنَ الكِبَرْ، ... عِنْدَ القيامِ، وانْبِتاتاً فِي السَّحَرْ وبَتَّ عَلَيْهِ الشهادةَ، وأَبَتَّها: قَطَع عَلَيْهِ بِهَا، وأَلزمه إِياها. وفلانٌ عَلَى بَتاتِ أَمرٍ إِذا أَشرف عَلَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وحاجةٍ كنتُ عَلَى بَتاتِها والباتُّ: المَهْزُول الَّذِي لَا يَقْدِرُ أَن يَقُومَ. وَقَدْ بَتَّ يَبِتُّ بُتُوتاً. وَيُقَالُ للأَحْمق المَهْزولِ: هُوَ باتٌّ. وأَحْمَقُ باتٌّ: شَديدُ الحُمْق. قَالَ الأَزهري: الَّذِي حَفِظْناه عَنِ الثِّقاتِ أَحْمَقُ تابٌّ مِن التَّبَابِ، وَهُوَ الخَسارُ، كَمَا قَالُوا أَحْمَقُ خاسِرٌ، دابرٌ، دامِرٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ انْقَطَعَ فلانٌ عَنْ فلانٍ، فانْبَتَّ حَبْلُه عَنْهُ أَي انْقَطَعَ وِصالُه وانْقَبض؛ وأَنشد: فَحَلَّ فِي جُشَمٍ، وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً ... بحَبْلهِ، مِنْ ذَوِي الغُرِّ الغَطاريفِ ابْنُ سِيدَهْ: والبَتُّ كِساءٌ غليظٌ، مُهَلْهَلٌ، مُرَبَّع، أَخْضرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ وَبَرٍ وصُوفٍ، وَالْجَمْعُ أَبُتٌّ وبِتاتٌ. التَّهْذِيبُ: البَتُّ ضرْبٌ مِنَ الطَّيالِسة، يُسَمَّى السَّاجَ، مُرَبَّعٌ، غَلِيظٌ، أَخضر، وَالْجَمْعُ: البُتُوتُ. الْجَوْهَرِيُّ: البَتُّ الطَّيْلَسانُ مِن خَزٍّ وَنَحْوِهِ؛ وَقَالَ فِي كِساءٍ مِنْ صُوف: مَن كَانَ ذَا بَتٍّ، فَهَذَا بَتِّي ... مُقيِّظٌ، مُصَيِّفٌ، مُشَتِّي، تَخِذْتُه مِنْ نَعَجاتٍ سِتِ والبَتِّيُّ الَّذِي يَعْمله أَو يَبِيعُهُ، والبتَّاتُ مثلُه. وَفِي حَدِيثِ دَارِ النَّدْوة وتَشاوُرِهم فِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاعْتَرَضَهُمْ إِبليس فِي صُورَةِ شَيْخٍ جَلِيلٍ عَلَيْهِ بَتٌ أَي كساءٌ غَلِيظٌ مُرَبَّعٌ، وَقِيلَ: طَيْلَسان مِنْ خَزٍّ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، عَلَيْهِ السلام: أَن طَائِفَةً جاءَت إِليه، فَقَالَ لقَنْبر: بَتِّتْهم أَي أَعْطِهم البُتُوتَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَينَ الَّذِينَ طَرَحُوا الخُزُوزَ والحِبَراتِ، ولَبِسُوا البُتُوتَ والنِّمَرَاتِ؟ وَفِي حَدِيثِ سُفْيان: أَجِدُ قَلْبي بَيْنَ بُتُوتٍ وعَباءٍ. والبَتَاتُ: متاعُ الْبَيْتِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَتَبَ لِحَارِثَةَ بنِ قَطَنٍ ومَن بدُومةِ الجَنْدَل مِنْ كَلْب: إِنَّ لَنَا الضاحِيَةَ مِنَ البَعْلِ، وَلَكُمُ الضامنةُ مِنَ النَّخْلِ، لَا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النَّباتُ، وَلَا يؤْخذ مِنْكُمْ عُشْرُ البَتاتِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُؤْخَذ مِنْكُمْ عُشْر البَتاتِ ، يَعْنِي الْمَتَاعُ لَيْسَ عَلَيْهِ زَكَاةٌ، مِمَّا لَا يَكُونُ لِلتِّجَارَةِ. والبَتاتُ: الزادُ والجِهَازُ، وَالْجَمْعُ أَبِتَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقبل فِي البَتاتِ الزَّادِ: أَشَاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَتاتٍ، ونِسْوةٌ ... بِكِرْمانَ، يُغْبَقْنَ السَّويقَ المُقَنَّدَا وبَتَّتُوه: زَوَّدُوه. وتَبَتَّتَ: تَزَوَّدَ وتمَتَّعَ. وَيُقَالُ: مَا لَه بَتاتٌ أَي مَا لَه زادٌ؛ وأَنشد: ويَأْتِيكَ بالأَنْباءِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ ... بَتاتاً، وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ وَهُوَ كَقَوْلِهِ: ويأْتيكَ بالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ

أَبو زَيْدٍ: طَحَنَ بالرَّحَى شَزْراً، وَهُوَ الَّذِي يَذْهَبُ بالرَّحَى عَنْ يَمِينِهِ، وبَتّاً، ابْتَدَأَ إِدارَتها عَنْ يَسَارِهِ؛ وأَنشد: ونَطْحَنُ بالرَّحَى شَزْراً وبَتّاً، ... وَلَوْ نُعْطَى المَغازِلَ، مَا عَيينَا بحت: البَحْتُ: الخالِصُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ يُقَالُ: عَرَبيٌّ بَحْتٌ، وأَعْرابيّ بَحْتٌ، وعَرَبيةٌ بَحْتةٌ، كَقَوْلِكَ مَحْضٌ. وخَمْرٌ بحْتٌ، وخُمُورٌ بَحْتةٌ، وَالتَّذْكِيرُ بَحْتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: عَرَبيٌّ بَحْت أَي مَحْضٌ، وَكَذَلِكَ المؤَنث وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ؛ وإِن شِئْتَ قُلْتَ: امرأَة عَرَبِيَّةٌ بَحْتة، وثَنَّيْتَ، وجَمَعْتَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُثَنَّى، وَلَا يُجْمَعُ، وَلَا يُحقَّر. وأَكلَ الخُبزَ بَحْتاً: بِغَيْرٍ أُدْم. وأَكل اللَّحْم بَحْتاً: بِغَيْرِ خُبز؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: كلُّ مَا أُكِلَ وحْدَه، مِمَّا يُؤْدَمُ، فَهُوَ بَحْتٌ، وَكَذَلِكَ الأُدْم دُونَ الخُبز، والبَحْتُ: الصِّرْفُ. وشَرابٌ بَحْتٌ: غَيْرُ مَمْزُوجٍ. وَقَدْ بَحُتَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، أَي صَارَ بَحْتاً. وَيُقَالُ: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتٌ أَي شَدِيدٌ. وَيُقَالُ: باحَتَ فلانٌ القِتالَ إِذا صَدَقَ القِتالَ وجَدَّ فِيهِ؛ وَقِيلَ: البَراكاءُ مُباحَتةُ القِتال. وباحَتَه الوُدَّ أَي خالَصَه؛ ابْنُ سِيدَهْ: وباحَتَه الوُدَّ، أَخْلَصَه لَهُ. وباحَتَ الرجلُ الرجلَ: كاشَفَه. وَفِي حَدِيثِ أَنس: اخْتَضَبَ عُمَرُ بالحِنَّاءِ بَحْتاً ؛ البَحْتُ: الْخَالِصُ الَّذِي لَا يُخالِطُه شيءٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه كَتَبَ إِليه أَحَدُ عُمَّاله مِنْ كُورةٍ، ذَكَرَ فِيهَا غَلاءَ العَسل، وكَرِهَ لِلْمُسْلِمِينَ مُباحَتةَ الماءِ أَي شُرْبه بَحْتاً، غَيْرَ مَمْزُوجٍ بعَسَلٍ أَو غَيْرِهِ؛ قِيلَ: أَراد بِذَلِكَ ليكونَ أَقوى لهم. بحرت: ابْنُ الأَعرابي: كَذِبٌ حِبريتٌ وبِحْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ مُجَرَّد، لَا يَسْتُرُهُ شيءٌ. بخت: البُخْت والبُخْتِيَّة: دَخِيل فِي الْعَرَبِيَّةِ، أَعجمي مُعَرَّبٌ، وَهِيَ الإِبل الخُراسانِيَّة، تُنْتَجُ مِنْ بَيْنِ عربيةٍ وفالِجٍ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: إِن البُخْتَ عَرَبيّ؛ ويُنْشِدُ لابنِ قَيس الرُّقَيَّات: لبَنُ البُخْتِ فِي قِصاعِ الخَلَنْجِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده لبنَ البُخْتِ، بِنَصْبِ النُّونِ؛ والأَبياتُ يَمدَحُ بِهَا مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ: إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ، فإِنَّا بخَيرٍ، ... قَدْ أَتَانا مِن عَيْشِنا مَا نُرَجِّي يَهَبُ الأَلْفَ والخُيُولَ، ويَسْقِي ... لَبنَ البُخْتِ، فِي قِصاع الخَلَنْجِ الواحد: بُخْتيٌّ، جَمَل بُخْتيّ وناقة بُخْتِيَّة. وفي الْحَدِيثِ: فأُتيَ بسارقٍ قَدْ سَرَقَ بُخْتِيَّةً ؛ البُخْتيَّةُ: الأُنثى مِنَ الْجِمَالِ البُخْتِ، وَهِيَ جمالٌ طوالُ الأَعْناق، ويُجْمَع عَلَى بُختٍ وبَخَاتٍ؛ وَقِيلَ: الْجَمْعُ بَخاتيُّ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ؛ وَلَكَ أَن تُخَفِّفَ الياءَ، فَتَقُولُ البَخَاتي، والأَثافي، والمَهارِي وأَما مَساجِدِيٌّ ومَدائِنيٌّ، فَمَصْرُوفَانِ، لأِن الياءَ فِيهِمَا غَيْرُ ثَابِتَةٍ فِي الْوَاحِدِ، كَمَا تَصْرِفُ المَهالبةَ والمَسامِعَة إِذا أَدخلت عَلَيْهَا هاءَ النَّسَبِ؛ وَيُقَالُ لِلَّذِي يَقْتَنِيهَا وَيَسْتَعْمِلُهَا: البَخَّاتُ؛ وَقِيلَ فِي جَمْعِهَا: بَخَاتي وبَخَاتٍ. والبَخْتُ: الجَدُّ، مَعْرُوفٌ، فارسيٌّ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا

أَدري أَعربيّ هُوَ أَم لَا؟ وَرَجُلٌ بخيتٌ: ذُو جَدٍّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحسبها فَصِيحَةً. والمَبْخُوتُ: المَجْدُودُ. برت: البُرْتُ والبَرْتُ: الفأْسُ، يَمَانِيَّةٌ؛ وَكُلُّ مَا قُطع بِهِ الشَّجَرُ: بَرْتٌ. والبَرْتُ، والبُرْتُ، والبِرْتُ: الرَّجُلُ الدَّليلُ، وَالْجَمْعُ أَبْراتٌ. والبُرْتُ، بِلُغَةِ الْيَمَنِ: السُّكَّرُ الطَّبَرْزَذُ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للسُّكَّرِ الطَّبرْزَذِ مِبرَتٌ ومِبَرَّتٌ، بِفَتْحِ الراءِ، مُشَدَّدَةً. أَبو عُبَيْدٍ: البِرِّيتُ الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: البِرِّيتُ فِي شِعْرِ رُؤْبَةَ فِعْلِيتٌ، مِنَ البِرِّ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلدَّلِيلِ الْحَاذِقِ البُرْتُ والبِرْتُ؛ وَقَالَهُ ابْنُ الأَعرابي أَيضاً، رَوَاهُ عَنْهُمَا أَبو الْعَبَّاسِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ جَمَلَهُ: أَدْأَبْتُهُ بمَهامِهٍ مَجْهولةٍ، ... لَا يَهْتدِي بُرْتٌ بِهَا أَن يَقْصِدَا يَصِفُ قَفْراً قَطَعه، لَا يَهْتَدِي بِهِ دليلٌ إِلى قصْدِ الطَّرِيقِ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: تَنْبو بإِصْغاءِ الدَّليلِ البُرْتِ وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ البِرِّيتُ والخِرِّيتُ. والبُرْتةُ: الحَذَاقَةُ بالأَمْر. وأَبْرَتَ إِذا حَذِقَ صِناعةً مَّا. والبِرِّيتُ: مَكَانٌ مَعْرُوفٌ، كَثِيرُ الرَّمْلِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ الحَزْن والبِرِّيتُ أَرضانُ بِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَيُقَالُ: البِرِّيتُ الجَدْبةُ الْمُسْتَوِيَةُ؛ وأَنشد: بِرِّيتُ أَرْضٍ، بعدَها بِرِّيتُ وَقَالَ اللَّيْثُ: البِرِّيتُ اسْمٌ اشْتُقَّ مِنَ البَرِّيَّة، فكأَنما سُكِّنَتِ الياءُ فَصَارَتِ الهاءُ تَاءً لَازِمَةً كأَنها أَصلية؛ كَمَا قَالُوا عِفْريتٌ، والأَصل عِفْرِيَةٌ. أَبو عَمْرٍو: بَرَتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر، وبَرَثَ، بالثاء، إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً وَاسِعًا. والبَرَنْتى: السَّيِءُ الخُلُق. والمُبْرَنْتي: القصيرُ المُخْتال فِي جِلْسته وركْبته المُنْتَصِبُ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فِيهِ، فَكَانَ يَحْتَمِلُهُ فِي فِعَالِهِ وسُودَده، فَهُوَ السَّيِّدُ. والمُبرَنْتي أَيضاً: الغَضْبانُ الَّذِي لَا يَنْظُرُ إِلى أَحد. والمُبرَنْتي: المُسْتَعِدُّ للأَمر. وابرَنْتَى للأَمْر: تَهَيَّأَ. أَبو زَيْدٍ: ابرَنْتَيْتُ للأَمر ابرِنْتاءً إِذا اسْتَعْدَدْتَ لَهُ، مُلْحقٌ بافْعَنْلَلَ بِيَاءٍ. اللِّحْيَانِيُّ: ابرَنْتى فلانٌ عَلَيْنَا يَبرَنْتي إِذا انْدَرَأَ عَلَيْنَا. وبَيرُوت: موضع. برهت: بَرَهُوتُ: وادٍ مَعْرُوفٌ، قِيلَ هُوَ بحَضْرَمَوْتَ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، عَلَيْهِ السلام: شَرُّ بئرٍ فِي الأَرض بَرَهُوتُ، هِيَ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالرَّاءِ، بئرٌ عَمِيقَةٌ بحَضْرَمَوْتَ، لَا يُسْتَطاعُ النُّزولُ إِلى قَعْرها. وَيُقَالُ: بُرْهُوتُ، بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، فَتَكُونُ تاؤُها عَلَى الأَول زَائِدَةً، وَعَلَى الثَّانِي أَصلية. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأَخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بست: البَسْتُ مِنَ السَّيرِ كالسَّبْتِ. والبُسْتانُ: الحَدِيقَةُ. وبُسْتُ: مَدِينَةٌ بخُراسان، واللَّه أَعلم. بغت: البَغْتُ والبَغْتَةُ: الفَجْأَة، وَهُوَ أَن يَفْجَأَكَ الشيءُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً أَي

فجأَةً؛ قَالَ يَزيد بْنُ ضَبَّةَ الثَّقَفِيُّ: ولكنَّهم ماتُوا، وَلَمْ أَدْرِ، بَغْتَةً، ... وأَفْظَعُ شيءٍ، حينَ يَفْجَؤُكَ، البَغْتُ وَقَدْ بَغَتَه الأَمرُ يَبْغَتُه بَغْتاً: فَجِئَه. وباغَتَه مُباغَتةً وبِغاتاً: فاجأَه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً أَي فَجْأَة. والمُباغَتةُ: المُفاجأَة. وتكرَّر ذِكر البَغْتةِ فِي الْحَدِيثِ. ولَقِيتُه بَغْتةً أَي فَجْأَةً؛ وَيُقَالُ: لَسْتُ آمَنُ مِنْ بَغَتَاتِ العَدُوِّ أَي فَجَآتِه. والباغُوتُ، أَعجمي مُعَرَّبٌ: عيدٌ لِلنَّصَارَى. وَفِي حَدِيثِ صُلْح نَصارَى الشَّامِ: وَلَا يُظْهِرُوا بَاغُوتًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، وَقَدْ رُوِيَ بَاعُوثًا، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وسيأْتي ذِكره. والباغُوتُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: لَيْسَتْ تَرَى حَوْلَها شَخْصاً، وراكِبُها ... نَشْوانُ، فِي جُوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ بكت: بَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً، وبَكَّتَه: ضَرَبه بِالسَّيْفِ وَالْعَصَا وَنَحْوِهِمَا. والتَّبْكِيتُ: كالتَّقْرِيعِ والتَّعْنِيفِ. اللَّيْثُ: بَكَّته بِالْعَصَا تَبْكِيتاً، وَبِالسَّيْفِ وَنَحْوِهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: بَكَّتَه تَبْكِيتاً إِذا قَرَّعَه بالعَذْل تَقْريعاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بِشَارِبٍ، فَقَالَ: بَكِّتُوه ؛ التَّبْكِيتُ: التَّقْرِيعُ والتَّوْبيخُ، يُقَالُ لَهُ: يَا فَاسِقُ، أَما اسْتَحَيْتَ؟ أَما اتَّقَيْتَ اللَّهَ؟ قَالَ الهَرَوِيّ: وَيَكُونُ بِالْيَدِ وَبِالْعَصَا وَنَحْوِهِ. وبَكَتَه بالحُجَّة أَي غَلَبه. وبَكَتَه يَبْكُتُه بَكْتاً، وبَكَّتَه: كِلَاهُمَا اسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَكْرَه. الأَصمعي: التَّبْكِيتُ والبَلْغُ أَن يَسْتَقْبِلَ الرجلَ بِمَا يَكْرَه. وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ؟ تُسْأَلُ تَبْكِيتاً لوائِدِها. بلت: البَلْتُ: القَطْعُ. بَلَتَ الشيءَ يَبْلَتُه، بِالْفَتْحِ «5»، بَلْتاً: قَطَعه. زَعَمَ أَهل اللُّغَةِ أَنه مَقلوب مَنْ بَتَلَه، وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِوُجُودِ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ الشَّنْفَرى: كأَنَّ لَهَا فِي الأَرْضِ نِسْياً تَقُصُّه ... عَلَى أَمِّها، وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَي تَبْلِتُ الْكَلَامَ بِمَا يَعْتَريها مِنَ البُهْرِ. والبَلَتُ، بِالتَّحْرِيكِ: الِانْقِطَاعُ. وَقِيلَ: تَبْلِتُ، فِي بَيْتِ الشَّنْفَرَى، تَفْصِلُ الكلامَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي تَنْقَطِعُ حَياءً؛ قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ تَبْلِتُ، بِالْكَسْرِ، يَعْنِي تَقْطَع وتَفْصِل وَلَا تُطَوِّلُ. وانْبَلَتَ الرجلُ: انْقَطَع فِي كُلِّ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وبَلَتَ الرجلُ يَبْلُتُ، وبَلِتَ، بِالْكَسْرِ، وأَبْلَتَ: انقَطَع مِنَ الْكَلَامِ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وبَلِتَ يَبْلَتُ إِذا لَمْ يتحرَّك وسَكَتَ، وَقِيلَ: بَلَتَ الحَياءُ الكلامَ إِذا قَطَعه. قَالَ، وَقَوْلُهُ: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلَتِ أَي يَنْقَطِعُ كلامُها مِنْ خَفَرِها. أَبو عَمْرٍو: البِلِّيتُ الرجلُ الزِّمِّيتُ؛ والبِلِّيتُ: الفَصِيحُ الَّذِي يَبْلِتُ الناسَ أَي يَقْطَعُهم؛ وَقِيلَ: البِلِّيتُ مِنَ الرِّجال: البَيِّنُ الفصِيحُ، اللَّبِيبُ، الأَرِيبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا أَرى ذَا الضَّعْفةِ الهَبِيتا، ... المُسْتَطَارَ قَلْبُه، المَسْحُوتا

_ (5). قوله: [يبلته بالفتح] الذي في القاموس والصحاح أن المتعدي من باب ضرب واللازم من بابي فرح ونصر.

يُشاهِلُ العَميْثَلَ البِلِّيتَا، ... الصَّمَكِيكَ، الهَشِمَ، الزِّمِّيتَا الهَبِيتُ: الأَحْمَق. والعَمَيْثَلُ: السَّيِّدُ الْكَرِيمُ. والمَسْحُوتُ: الَّذِي لَا يَشْبَعُ. والهَشِمُ: السَّخِيُّ. والزِّمِّيتُ: الْحَلِيمُ. والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيكُ: الصَّمَيَانُ مِنَ الرِّجَالِ، وَهُوَ الأَهْوَجُ الشديدُ، وَعَبَّرَ ابْنُ الأَعرابي عَنْهُ بأَنه التَّامُّ، وأَنشد: وصَاحِبٍ، صاحَبْتُه. زَمِيتِ ... مُيَمِّنٍ فِي قَوْلِهِ، ثَبِيتِ ليسَ عَلَى الزَّادِ بِمُسْتَمِيتِ قَالَ: وكأَنه ضِدّ، وإِن كَانَ الضِّدّانِ فِي التَّصْرِيفِ. وتَبّاً لَهُ بَلْتاً أَي قَطْعاً؛ أَراد قَاطِعًا، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ. وَيُقَالُ: لئِنْ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، لَيَكُونَنَّ بَلْتَة بَيْنِي وبينكَ إِذا أَوْعَدَه بالهجْرانِ؛ وَكَذَلِكَ بَتْلَة مَا بَيْني وبَيْنَك بِمَعْنَاهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ أَبْلَتُّه يَمِينًا إِذا أَحْلَفْته، وَالْفِعْلُ بَلَتَ بَلْتاً، وأَصْبَرْته أَي أَحْلَفْتُه، وَقَدْ صَبَرَ يَمِينًا، قَالَ: وأَبْلَتُّه أَنا يَمِينًا أَي حَلَفْتُ لَهُ. قَالَ الشَّنْفَرَى: وإِنْ تُحَدِّثْكَ تَبْلِتِ أَي تُوجِز. والمُبَلَّتُ: المَهْرُ الْمَضْمُونُ، حِمْيرية. ومَهْرٌ مُبَلَّتٌ، مِن ذَلِكَ؛ قَالَ: وَمَا زُوِّجَتْ إِلَّا بمَهْرٍ مُبَلَّتِ أَي مَضْمُونٌ، بِلُغَةِ حِمْيَرٍ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَفضل الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ: احْشُرُوا الطيْرَ، إِلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء «1»، والبُلَتَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: البُلَتُ طائرٌ مُحْتَرقُ الرِّيش، إِذا وَقَعَتْ ريشةٌ مِنْهُ في الطير أَحْرَقَتْه. بنت: أَبو عَمْرٍو: بَنَّتَ فلانٌ عَنْ فلانٍ تَبْنِيتاً إِذا اسْتَخبَر عَنْهُ، فَهُوَ مُبَنِّتٌ، إِذا أَكْثَر السُّؤَالَ عَنْهُ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتَ ذَا بَغْيٍ، وَذَا تَغَبُّشِ، ... مُبَنِّتاً عَنْ نَسَباتِ الحِرْبِشِ، وَعَنْ مَقالِ الكاذِبِ المُرَقِّشِ بهت: بَهَتَ الرجلَ يَبْهَتُه بَهْتاً، وبَهَتاً، وبُهْتاناً، فَهُوَ بَهَّات أَي قَالَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ، فَهُوَ مَبْهُوتٌ. وبَهَتَه بَهْتاً: أَخذه بَغْتَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ ؛ وأَما قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: سُبِّي الحَماةَ وابْهَتِي عَلَيْهَا «2» فإِنَّ عَلَى مُقْحَمَةٌ، لَا يُقَالُ بَهَتَ عَلَيْهِ، وإِنما الكلامُ بَهَتَه؛ والبَهِيتَةُ البُهْتانُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ أَنَّ عَلَى فِي الْبَيْتِ مُقْحَمَةٌ أَي زَائِدَةٌ؛ قَالَ: إِنما عَدَّى ابْهَتي بِعَلَى، لأَنه بِمَعْنَى افتَرِي عَلَيْهَا. والبُهْتانُ: افتراءٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ مِمَّا عُدِّيَ بِحَرْفِ الجَرِّ، حَمْلًا عَلَى مَعْنَى فِعْل يُقاربه بِالْمَعْنَى، قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ؛ تَقْدِيرُهُ: يَخْرُجون عَنْ أَمره، لأَنَّ المُخالفة خروجٌ عَنِ الطَّاعَةِ. قَالَ: وَيَجِبُ عَلَى قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ أَنْ تُجْعَلَ عَنْ فِي الْآيَةِ زَائِدَةً، كَمَا جُعِلَ عَلَى فِي الْبَيْتِ زَائِدَةً، وَعَنْ وَعَلَى لَيْسَتَا مِمَّا يُزَادُ كَالْبَاءِ. وباهَتَه: اسْتقْبله بأَمر يَقْذِفُه بِهِ، وَهُوَ منه بريء،

_ (1). قوله [إِلَّا الشَّنْقَاءَ] هِيَ الَّتِي تزق فراخها، والرنقاء القاعدة على البيض. اه. تكملة. (2). قوله [وابهتي عليها] قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف وتحريف، والرواية وانهتي عليها، بالنون من النهيت وهو الصوت اه.

لَا يَعْلَمُهُ فَيَبْهَتُ مِنْهُ، وَالِاسْمُ البُهْتانُ. وبَهَتُّ الرجلَ أَبْهَتُهُ بَهْتاً إِذا قَابَلْتُهُ بِالْكَذِبِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ؛ أَي مُباهِتين آثِمِين. قَالَ أَبو إِسحاق: البُهْتانُ الباطلُ الَّذِي يُتَحَيَّرُ مِنْ بُطْلانِه، وَهُوَ مِنَ البَهْتِ التَّحَيُّر، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ، وبُهْتاناً موضعُ الْمَصْدَرِ، وَهُوَ حَالٌ؛ المعنى: أَتأْخذونه مُباهِتين وآثِمِين؟ وبَهَتَ فلانٌ فُلَانًا إِذا كَذَب عَلَيْهِ، وبَهِتَ وبُهِتَ إِذا تَحَيَّر. وقولُه عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ ؛ أَي لا يأْتين بِوَلَدٍ عَنْ مُعَارَضَةٍ مِنْ غَيْرِ أَزواجهنّ، فيَنْسُبْنه إِلى الزَّوْجِ، فإِن ذَلِكَ بُهْتانٌ وفِرْيةٌ؛ وَيُقَالُ: كَانَتِ المرأَةُ تَلْتَقِطُه فتَتَبَنَّاه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ ؛ قَالَ: تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم بَغْتةً. والبَهُوتُ: المُباهِتُ، وَالْجَمْعُ بُهُتٌ وبُهوتٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن بُهُوتاً جَمْعُ باهِت، لَا جَمْعُ بَهُوت، لأَن فاعِلًا مِمَّا يُجْمَعُ عَلَى فُعُول، وَلَيْسَ فُعُولٌ مِمَّا يُجْمَع عَلَيْهِ. قَالَ: فأَما مَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، مِن أَن عُذُوباً جَمْعُ عَذُوبٍ فغَلَطٌ، إِنما هُوَ جَمْعُ عاذِبٍ، فأَما عَذوبٌ، فَجَمْعُهُ عُذُبٌ. والبُهْتُ والبَهِيتَةُ: الكَذِبُ. وَفِي حَدِيثِ الغِيبةِ: وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهِ ما نقول، فَقَدْ بَهَتَّه أَي كذَبْتَ وافْتَرَيْتَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلام فِي ذِكْرِ الْيَهُودِ: أَنهم قومٌ بُهْتٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ بَهُوتٍ، مِن بِنَاءِ الْمُبَالَغَةِ فِي البَهْتِ، مِثْلِ صَبُورٍ وصُبُرٍ، ثُمَّ يُسَكَّنُ تَخْفِيفًا. والبَهْتُ: الانقطاعُ والحَيْرَة. رأَى شَيْئًا فبُهِتَ: يَنْظُرُ نَظَر المُتَعَجِّب؛ وأَنشد: أَأَنْ رأَيْتَ هامَتِي كالطَّسْتِ، ... ظَلِلْتَ تَرْمِيني بقَوْلٍ بُهْتِ؟ وَقَدْ بَهُتَ وبَهِتَ وبُهِتَ الخَصْمُ: اسْتَوْلَتْ عَلَيْهِ الحجَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ؛ تأْويلُه: انْقَطَع وسكتَ مُتَحَيِّرًا عَنْهَا. ابْنُ جِنِّيٍّ: قرأَه ابْنُ السَّمَيْفَع: فبَهَتَ الَّذِي كَفَرَ؛ أَراد فبَهَتَ إِبراهيمُ الكافرَ، فَالَّذِي عَلَى هَذَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ. قَالَ: وقرأَه ابْنُ حَيْوَةَ فبَهُتَ، بِضَمِّ الْهَاءِ، لُغَةٌ فِي بَهِتَ. قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ بَهَتَ، بِالْفَتْحِ، لُغَةً فِي بَهِتَ. قَالَ: وَحَكَى أَبو الْحَسَنِ الأَخفشُ قِرَاءَةَ فبَهِتَ، كَخَرِقَ، ودَهِشَ؛ قَالَ: وبَهُتَ، بِالضَّمِّ، أَكثر مِنْ بَهِتَ، بِالْكَسْرِ، يَعْنِي أَن الضَّمَّةَ تَكُونُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَقَوْلِهِمْ لَقَضُوَ الرجلُ. الْجَوْهَرِيُّ: بَهِتَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، وعَرِسَ وبَطِرَ إِذا دَهِشَ وَتحَيَّر. وبَهُتَ، بِالضَّمِّ، مِثْلَهُ، وأَفصحُ مِنْهُمَا بُهِتَ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ؛ لِأَنه يُقَالُ رَجُلٌ مَبْهُوتٌ، وَلَا يُقَالُ باهِتٌ، وَلَا بَهِيتٌ. وبَهَتَ الفَحْلَ عَنِ النَّاقَةِ: نَحّاه ليَحْمِلَ عَلَيْهَا فَحْلٌ أَكرمُ مِنْهُ. وَيُقَالُ: يَا لِلْبَهِيتَةِ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَهُوَ اسْتِغَاثَةٌ. والبَهْتُ: حِسابٌ مِنْ حِسابِ النُّجُومِ، وَهُوَ مَسيرها المُسْتوي فِي يَوْمٍ؛ قَالَ الأَزهري: مَا أُراه عَرَبياً، وَلَا أَحْفَظُه لِغَيْرِهِ. والبَهْتُ: حَجَرٌ معروف. بوت: البُوتُ، بِضَمِّ الْبَاءِ: مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ، جَمْعُ بُوتَةٍ، ونَباتُه نَباتُ الزُّعْرور، وَكَذَلِكَ ثَمَرَتُهُ، إِلّا أَنها إِذا أَيْنَعَت اسْوَدَّت سَوَادًا شَدِيدًا، وحَلَتْ حَلاوةً شَدِيدَةً، وَلَهَا عَجَمة صغيرةٌ مُدَوَّرة، وَهِيَ تُسَوِّدُ فَمَ آكِلِهَا ويَدَ مُجْتَنِيها، وثمرتُها عناقيدُ كعناقيدِ الكَبَاثِ، وَالنَّاسُ يأْكلونها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وأَخبرني بذلك الأَعراب.

بيت: البَيْتُ مِنَ الشَّعَر: مَا زَادَ عَلَى طريقةٍ وَاحِدَةٍ، يَقَع عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ؛ وَقَدْ يُقَالُ لِلْمَبْنِيِّ مِنْ غَيْرِ الأَبنية الَّتِي هِيَ الأَخْبِيَةُ بَيْتٌ؛ والخِباءُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ مِنْ صُوفٍ أَو شَعْرٍ، فإِذا كَانَ أَكبرَ مِنَ الخِباء، فَهُوَ بيتٌ، ثُمَّ مِظَلَّة إِذا كَبِرَتْ عَنِ الْبَيْتِ، وَهِيَ تُسَمَّى بَيْتًا أَيضاً إِذا كَانَ ضَخْماً مُرَوَّقاً. الْجَوْهَرِيُّ: البيتُ مَعْرُوفٌ. التَّهْذِيبُ: وَبَيْتُ الرَّجُلِ دَارُهُ، وَبَيْتُهُ قَصْره، وَمِنْهُ قَوْلُ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَشِّرْ خَدِيجَةَ ببيتٍ مِنْ قَصَب ؛ أَراد: بَشِّرْها بِقَصْرٍ مِنْ لؤلؤةٍ مُجَوَّفةٍ، أَو بقصر من زُمُرُّذَة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ، مَعْنَاهُ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوهَا بِغَيْرِ إِذن؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه يَعْنِي بِهَا الْخَانَاتِ، وحوانيتَ التِّجارِ، والمواضعَ المباحةَ الَّتِي تُباع فِيهَا الأَشياء، ويُبيح أَهلُها دُخولَها؛ وَقِيلَ: إِنه يَعْنِي بِهَا الخَرِباتِ الَّتِي يَدْخُلُهَا الرجلُ لِبَوْلٍ أَو غَائِطٍ، وَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ: أَي إِمتاع لَكُمْ، تَتَفَرَّجُونَ بِهَا مِمَّا بِكُمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد المساجدَ، قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ يَعْنِي بِهِ بيتَ المَقْدس، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وجمعَه تَفْخِيمًا وَتَعْظِيمًا، وَكَذَلِكَ خَصَّ بناءَ أَكثر الْعَدَدِ. وَفِي مُتَّصِلَةٌ بِقَوْلِهِ كَمِشْكاة. وَقَدْ يَكُونُ البيتُ لِلْعَنْكَبُوتِ والضَّبِّ وَغَيْرِهِ مِنْ ذَوَاتِ الجِحَرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ فِيمَا تَضَعُه العربُ عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ، لضَبٍّ يُخاطِبُ ابْنَهُ: أَهْدَمُوا بَيْتَكَ، لَا أَبا لَكا ... وأَنا أَمْشِي، الدَّأَلَى، حَوالَكا ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ يَعْقُوبُ السُّرْفةُ دَابَّةٌ تَبْني لِنَفْسِهَا بَيْتًا مِنْ كِسارِ العِيدانِ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السُّرْفة دَابَّةٌ تَبْنِي بَيْتًا حَسَناً تَكُونُ فِيهِ، فجعَل لَهَا بَيْتًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً: الصَّيْدانيُّ دَابَّةٌ تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا بَيْتًا فِي جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه؛ قَالَ: وكلُّ ذَلِكَ أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ بِبَيْتِ الإِنسان، وجمعُ البَيْت: أَبياتٌ وأَباييتُ، مِثْلَ أَقوالٍ وأَقاويلَ، وبيُوتٌ وبُيوتاتٌ، وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ عَنِ الْفَرَّاءِ: أَبْياواتٌ، وَهَذَا نَادِرٌ؛ وَتَصْغِيرُهُ بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ، بِكَسْرِ أَوله، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: بُوَيْتٌ. قَالَ: وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي تَصْغِيرِ شَيْخ، وعَيْرٍ، وشيءٍ وأَشباهِها. وبَيَّتُّ البَيْتَ: بَنَيْتُه. والبَيْتُ مِنَ الشِّعْرِ مشتقٌّ مِنْ بَيْت الخِباء، وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، كَالرَّجَزِ وَالطَّوِيلِ، وَذَلِكَ لأَنه يَضُمُّ الْكَلَامَ، كَمَا يَضُمُّ البيتُ أَهلَه، وَلِذَلِكَ سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً، عَلَى التَّشْبِيهِ لَهَا بأَسباب الْبُيُوتِ وأَوتادها، وَالْجَمْعُ: أَبْيات. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِهِ بُيوتٌ، فتَبِعَه ابنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ، حِينَ أَنشد بَيْتَي العَجَّاج: يَا دارَ سَلْمى يَا اسْلَمِي ثُمَّ اسْلَمِي، ... فَخنْدِفٌ هامَةُ هَذَا العالَمِ جاءَ بالتأْسيس، وَلَمْ يجئْ بِهَا فِي شَيْءٍ مِنَ البُيوتِ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ؛ وإِذا كَانَ البَيْتُ مِنَ الشِّعْرِ مُشَبَّهاً بِالْبَيْتِ مِنَ الخِباءِ وَسَائِرِ البناءِ، لَمْ يَمْتَنِعْ أَن يُكَسَّرَ عَلَى مَا كُسِّرَ عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: والبَيْتُ مِنْ أَبيات الشِّعْر سُمِّيَ بَيْتًا، لأَنه كلامٌ جُمِعَ مَنْظُومًا، فَصَارَ كبَيْتٍ جُمِعَ مِنْ شُقَقٍ، وكِفاءٍ، ورِواقٍ، وعُمُد؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وبيتٍ، عَلَى ظَهْر المَطِيِّ، بَنَيْتُه ... بأَسمرَ مَشْقُوقِ الخَياشِيم، يَرْعُفُ

قَالَ: يَعْنِي بَيْتَ شِعْرٍ كتَبه بِالْقَلَمِ. وسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى الكعبةَ، شرَّفها اللَّه: البيتَ الحرامَ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَيْتُ اللَّهِ تَعَالَى الكعبةُ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَذَلِكَ كَمَا قِيلَ لِلْخَلِيفَةِ: عبدُ اللَّه، وَلِلْجَنَّةِ: دَارُ السَّلَامِ. قَالَ: والبيْتُ القَبْر، عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وصاحِبِ مَلْحُوبٍ، فُجِعْنا بِيَوْمِهِ، ... وعِنْدَ الرِّداعِ بَيتُ آخَرَ كَوْثَر «1» وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: كَيْفَ نَصْنَعُ إِذا مَاتَ النَّاسُ، حَتَّى يَكُونَ البيتُ بالوَصِيف؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالبَيْتِ هاهنا القَبْر؛ والوَصِيفُ: الغلامُ؛ أَراد: أَن مَوَاضِعَ القُبور تَضيقُ، فيَبتاعُوْنَ كلَّ قَبْرٍ بوَصِيفٍ. وَقَالَ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَفضلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، حينَ دَعا رَبَّه: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ، وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ؛ فسَمَّى سَفِينَته الَّتِي رَكبَها أَيام الطُّوفانِ بَيْتاً. وبَيْتُ الْعَرَبِ: شَرَفُها، وَالْجَمْعُ البُيوتُ، ثُمَّ يُجْمَعُ بُيوتاتٍ جَمْعُ الْجَمْعِ. ابْنُ سِيدَهْ: والبَيْتُ مِنْ بُيُوتات الْعَرَبِ: الَّذِي يَضُمُّ شَرَفَ الْقَبِيلَةِ كَآلِ حِصْنٍ الفَزاريِّين، وآلِ الجَدَّيْن الشَّيْبانِيّين، وَآلِ عَبْد المَدانِ الحارِثِيّين؛ وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ يَزْعُمُ أَن هَذِهِ البُيوتاتِ أَعْلى بُيوتِ الْعَرَبِ. وَيُقَالُ: بَيْتُ تَميم فِي بَنِي حَنْظلة أَي شَرَفُها؛ وَقَالَ الْعَبَّاسُ يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَتَّى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ منْ ... خِنْدِفَ، عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ جَعَلَها فِي أَعْلى خِنْدِفَ بَيْتًا؛ أَراد بِبَيْتِهِ: شَرَفَه العاليَ؛ والمُهَيْمِنُ: الشاهدُ بفَضْلك. وقولُه تَعَالَى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ إِنما يُرِيدُ أَهلَ بَيْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَزواجَه وبِنْتَه وعَلِيّاً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَكثر الأَسماء دُخُولًا فِي الِاخْتِصَاصِ بَنُو فلانٍ، ومَعْشَرٌ مُضَافَةٌ، وأَهلُ البيتِ، وَآلُ فلانٍ؛ يَعْنِي أَنك تَقُولُ نحنُ أَهْلَ البيتِ نَفْعَلُ كَذَا، فَتَنْصِبُهُ عَلَى الِاخْتِصَاصِ، كَمَا تَنْصِبُ الْمُنَادَى الْمُضَافَ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ هَذِهِ الأَربعة. وفلانٌ بَيْتُ قومِهِ أَي شَريفُهم؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وبَيْتُ الرجلُ: امرأَتُه، ويُكْنى عَنِ المرأَة بالبَيْتِ؛ وَقَالَ: أَلا يَا بَيْتُ، بالعَلْياءِ بَيْتُ، ... وَلَوْلَا حُبُّ أَهْلِكَ، ما أَتَيْتُ أَراد: لِي بالعَلْياءِ بَيْتٌ. ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَكْني عَنِ المرأَة بالبَيْت؛ قَالَهُ الأَصمعي وأَنشد: أَكِبَرٌ غَيَّرَني، أَم بَيْتُ؟ الْجَوْهَرِيُّ: البَيْتُ عِيالُ الرَّجُلِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا لِي، إِذا أَنْزِعُها، ... صَأَيْتُ؟ أَكِبَرٌ غَيَّرني، أَم بَيْتُ؟ والبَيْتُ: التَزْويجُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. يُقَالُ: باتَ الرجلُ يَبيتُ إِذا تَزَوَّجَ. وَيُقَالُ: بَنى فلانٌ عَلَى امرأَته بَيْتاً إِذا أَعْرَسَ بِهَا وأَدخلها بَيْتاً مَضْروباً، وَقَدْ نَقَل إِليه مَا يَحْتَاجُونَ إِليه مِنْ آلَةٍ وفِراشٍ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَه عَنْهَا: تَزَوَّجني رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى بَيْتٍ قِيمَتُه خَمْسُونَ دِرْهماً أَي متاعِ بَيْتٍ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ، وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه.

_ (1). قوله [وصاحب ملحوب] هو عَوْفُ بْنُ الأَحوص بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ مات بملحوب. وعند الرداع موضع مات فيه شريح بْنُ الأَحوص بْنِ جَعْفَرٍ بْنِ كِلَابٍ. اه. من ياقوت.

ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابت بَيْتاً وبَعْلًا. وَهُوَ جَارِي بَيْتَ بَيْتَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنَ الْعَرَبِ مَن يَبْنيه كَخَمْسَةَ عَشَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفه، إِلا فِي حَدِّ الْحَالِ؛ وَهُوَ جَارِي بَيْتاً لبَيْتٍ، وبيتٌ لِبَيْتٍ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ جَارِي بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا عَلَى الْفَتْحِ لأَنهما اسْمَانِ جُعِلا وَاحِدًا. ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ أَبِيتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ وَيُقَالُ: أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يُقَالُ: زالَ «2»، يُرِيدُونَ أَزال. قَالَ وَمِنْ كَلَامِ بَنِي أَسَد: مَا يَلِيق بِكَ الخَيْر وَلَا يعِيقُ، إِتباع. الصِّحَاحُ: باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة. ابْنُ سِيدَهْ: باتَ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يَفْعَلُهُ لَيْلًا، وَلَيْسَ مِنَ النَّوم، كَمَا يُقَالُ: ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا إِذا فَعَلَهُ بِالنَّهَارِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ مَنْ أَدركه الليلُ فَقَدْ باتَ، نَامَ أَو لَمْ يَنَم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً ؛ وَالِاسْمُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ البِيتةُ. التَّهْذِيبُ، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كُلَّهُ فِي طَاعَةِ اللَّه، أَو مَعْصِيَتِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَيْتُوتة دُخُولُك فِي اللَّيْلِ. يُقَالُ: بتُّ أَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَمَنْ قَالَ باتَ فلانٌ إِذا نَامَ، فَقَدْ أَخطأَ؛ أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ: بِتُّ أُراعي النجومَ؟ مَعْنَاهُ: بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فَكَيْفَ يَنَامُ وَهُوَ يَنْظُر إِليها؟ وَيُقَالُ: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صَالِحَةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: وأَباتَه اللَّهُ بخَيْر، وأَباتَه اللَّهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لَكِنَّهُ أَراد بِهِ الضَّرْبَ مِنَ التَّبْيِيت، فَبَنَاهُ عَلَى فِعْلِه، كَمَا قَالُوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما أَرادوا الضَّرْب الَّذِي أَصابه مِنَ الْقَتْلِ وَالْمَوْتِ. وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بِهِمْ، وبِتُّ عندَهم؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وبَيَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَه لَيْلًا، أَوْ دَبَّره لَيْلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ؛ وَفِيهِ: إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ : كلُّ مَا فُكِرَ فِيهِ أَو خِيضَ فِيهِ بلَيْل، فَقَدْ بُيِّتَ. وَيُقَالُ: هَذَا أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَوْلُهُ: وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ مِنَ السُّوءِ لَيْلًا. وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لَا يُبَيِّتُ مَالًا، وَلَا يُقَيِّلُه ؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لَا يُمْسِكُه إِلى اللَّيْلِ، وَلَا إِلى الْقَائِلَةِ، بَلْ يُعَجِّلُ قِسْمَته. وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ: أَوقع بِهِمْ لَيْلًا؛ والاسمُ البَياتُ. وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم فِي جوفِ اللَّيْلِ. وَيُقَالُ: بَيَّتَ فلانٌ بَنِي فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً، فكَبَسَهم وَهُمْ غارُّونَ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه سُئِل عَنْ أَهل الدَّارِ يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون لَيْلًا. وتَبْيِيتُ العَدُوِّ: هُوَ أَن يُقْصَدَ فِي اللَّيْلِ مِن غَيْرِ أَن يَعْلم، فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وَهُوَ البَياتُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذا بُيِّتُّمْ فَقُولُوا: هُمْ لَا يُنْصَرُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ : لَا صيامَ لِمَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيامَ أَي يَنْوِه مِنَ اللَّيْلِ. يُقَالُ: بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فِيهِ وخَمَّره؛ وكلُّ مَا دُبِّر فِيهِ، وفُكِّرَ بلَيْلٍ: فَقَدْ بُيِّتَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: هَذَا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ ، قَالَ ابْنُ

_ (2). قوله [وأزيل يقال زال] كذا بالأَصل وشرح القاموس.

فصل التاء المثناة

كَيْسانَ: باتَ يَجُوزُ أَن يَجْرِيَ مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قَالَهُ فِي كَانَ وأَخواتها، مَا زَالَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا بَرِحَ. وماءٌ بَيُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قَالَ غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ: كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها ... عُلالَةَ بَيُّوتٍ، مِنَ الماءِ، قارِسِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوتا قَالَ أُراه أَراد: قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فَقَلَبَ. والقَرَى: مَا يُجْمَعُ فِي الحَوْض مِنَ الْمَاءِ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صِفَةً لِلْمَاءِ خَيْرٌ مِنْ أَن يكونَ للحَوْضِ، إِذ لَا مَعْنَى لِوَصْفِ الْحَوْضِ بِهِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: اسْقِنِي مِنْ بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي مِنْ لَبَنٍ حُلِبَ لَيْلًا وحُقِنَ فِي السِّقاء، حَتَّى بَرَدَ فِيهِ لَيْلًا؛ وَكَذَلِكَ الْمَاءُ إِذا بَرَدَ فِي المَزادة لَيْلًا: بَيُّوتٌ. والبائِتُ: الغَابُّ؛ يُقَالُ: خُبْزٌ بائِتٌ، وَكَذَلِكَ البَيُّوتُ. والبَيُّوتُ أَيضاً: الأَمْرُ يُبَيِّتُ عَلَيْهِ صاحبُه، مُهْتمّاً بِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً، ... إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ وهَمٌّ بَيُّوتٌ: باتَ فِي الصَّدْر؛ وَقَالَ: عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ والمَبِيتُ: الموضعُ الَّذِي يُبَاتُ فِيهِ. وَمَا لَهُ بِيتُ ليلةٍ، وبِيتَةُ ليلةٍ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَي مَا عِنْدَهُ قُوتُ لَيْلة. وَيُقَالُ لِلْفَقِيرِ: المُسْتَبِيتُ. وَفُلَانٌ لَا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي لَيْسَ لَهُ بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ. والبِيتةُ: حَالُ المَبِيتِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ، ... بِبِيتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ وبيتٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ عَزَّةَ: بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا ... إِلى بَيْتٍ، إِلى بَرْكِ الغِمادِ [الغُماد] فصل التاء المثناة تبت: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ لَمْ يُتَرْجِمْ عَلَيْهَا أَحدٌ مِن مُصَنِّفي الأُصول، وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير لِمُرَاعَاتِهِ تَرْتِيبَهُ، فِي كِتَابِهِ، وَتَرْجَمْنَا نَحْنُ عَلَيْهَا لأَن الشَّيْخَ أَبا مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّه، قَالَ فِي تَرْجَمَةِ تَوَبَ، رَادًّا عَلَى الْجَوْهَرِيِّ لمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ فِي أَثنائها، قَالَ: إِن الْجَوْهَرِيَّ أَساء تَصْرِيفَهُ حَتَّى رَدَّهُ إِلى تَابُوتٍ، قَالَ: وَكَانَ الصَّوَابُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ تَبَتَ، لأِن تَاءَهُ أَصلية، وَوَزْنُهُ فَاعُولٌ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ هُنَاكَ فِي تَوَبَ؛ وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ تَبه، وَقَالَ: التابُوه لُغَةٌ فِي التَّابُوتِ، أَنصارية؛ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ تَبَهَ، وَلَمْ أَرَ فِي تَرْجَمَةِ تَبَتَ شَيْئًا فِي الأُصول، وَذَكَرْتُهَا أَنا هُنَا مُرَاعَاةً لِقَوْلِ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ: كَانَ الصَّوَابُ أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ تَبَتَ؛ وَلَمَّا ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير، قَالَ فِي حَدِيثِ دُعَاءِ قِيَامِ اللَّيْلِ : اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قَلْبِي نُورًا، وَذَكَرَ سَبْعًا فِي التَّابُوتِ. التَّابُوتُ: الأَضْلاعُ وَمَا تَحْويه كالقَلْب والكَبِد وَغَيْرِهِمَا، تَشْبِيهًا بالصُّنْدُوق الَّذِي يُحْرَزُ فِيهِ المَتاع أَي أَنه مَكْتُوبٌ مَوْضُوعٌ في الصُّنْدُوقِ. تحت: تَحْتَ: إِحْدى الجهاتِ السِّتِّ المُحيطة بالجِرْمِ، تَكُونُ مَرَّةً ظَرْفًا، ومرَّة اسْمًا، وَتُبْنَى فِي حَالِ

الِاسْمِيَّةِ عَلَى الضَّمِّ، فَيُقَالُ: مِنْ تَحْتُ. وتَحْتُ: نَقِيضُ فَوْقُ. وقومٌ تُحوتٌ: أَرذالٌ سَفِلةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تَظْهَرَ التُّحوتُ، ويَهْلِكَ الوُعُول ؛ يَعْنِي الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقدام الناسِ، لَا يُشعَرُ بِهِمْ وَلَا يُؤْبَه لَهُمْ لِحَقَارَتِهِمْ، وَهُمُ السِّفْلَةُ والأَنْذالُ؛ والوُعُولُ: الأَشْرافُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: جَعَلَ التَّحتَ الَّذِي هُوَ ظَرْفٌ اسْماً، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ لامَ التَّعْرِيفِ، وجَمَعه؛ وَقِيلَ: أَرادَ بِظُهُورِ التُحُوتِ، ظُهُورَ الكُنوز الَّتِي تَحْتَ الأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ، وذَكَرَ أَشْراطَ الساعةِ، فَقَالَ: وإِنَّ مِنْهَا أَن تَعْلُوَ التُحُوتُ الوُعولَ أَي يَغْلِبَ الضُّعَفاءُ مِنَ النَّاسِ أَقْوياءَهم، شَبَّه الأَشْرافَ بالوُعُول لارْتِفاع مَساكنها. وَالتَّحْتَحَةُ: الْحَرَكَةُ «1». وَمَا تَتَحْتحَ مِنْ مَكَانِهِ أَي مَا تَحَرَّكَ. قَالَ الأَزهري: لَوْ جَاءَ فِي الْحِكَايَةِ تَحْتَحَه تَشْبِيهًا بِشَيْءٍ، لَجَازَ وحسن. تخت: التَّخْتُ: وِعَاءٌ تُصانُ فِيهِ الثيابُ، فَارِسِيٌّ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ. توت: التُّوتُ: الفِرْصادُ، وَاحِدَتُهُ تُوتَةٌ، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ، وَلَا تَقُلِ التُّوثُ، بِالثَّاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو حَنِيفَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ أَنه بِالثَّاءِ؛ وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ أَيضاً، أَنه بِالثَّاءِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَمْ يُسمع فِي الشِّعْرِ إِلّا بِالثَّاءِ، وأَنشد لِمَحْبُوبِ بْنِ أَبي العَشنَّطِ النَهْشَلِيِّ. لَرَوْضَةٌ مِنْ رياضِ الحَزْنِ، أَوْ طَرَفٌ ... مِنَ القُرَيَّةِ، جَرْدٌ غيرُ مَحْروثِ لِلنَّوْرِ فِيهِ، إِذا مَجَّ النَّدَى، أَرَجٌ ... يَشْفي الصُّداعَ، ويُنْقي كلَّ مَمْغُوثِ أَحْلى وأَشْهَى لِعيني، إِن مَررتُ بِهِ، ... مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ، ذِي الرُّمَّانِ والتُّوثِ واللَّيْلُ نِصْفانِ: نِصْفٌ للهُمُومِ، فَمَا ... أَقْضِي الرُّقادَ، ونِصْفٌ للبراغِيثِ أَبِيتُ حَيْثُ تُسامِيني أَوائِلُها، ... أَنْزُو، وأَخْلِطُ تَسبيحاً بتَغْوِيثِ سُودٌ مَدالِيجُ فِي الظَّلْمَاء، مُؤْدَنَةٌ، ... وليسَ مُلْتَمَسٌ مِنْهَا بمَنْبُوثِ المُؤْدَنُ، بِالْهَمْزِ: الْقَصِيرُ العُنق. والمُودَنُ، بِغَيْرِ الْهَمْزِ: الَّذِي يُولدُ ضاوِيّاً؛ نَقَلْتُهُ مِنْ حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ وَمِنْ حواشٍ عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه بِالثَّاءِ فِي اللُّغَةِ الْفَارِسِيَّةِ، وَبِالتَّاءِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ. التَّهْذِيبُ: التُّوثُ كأَنه فَارِسِيٌّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: التُّوتُ، بِتَاءَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن ابْنَ الزُّبَيْرِ آثَرَ عَليَّ التُّوَيتَاتِ، والحُمَيْدَاتِ، والأُساماتِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: هُمْ أَحْياءٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: حُمَيْدُ بْنُ أُسامةَ بنِ زُهَيرِ بْنِ الحارث بنِ أَسَدِ ابن عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وتُوَيتُ بنُ حَبيب بنِ أَسدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وأُسامةُ بنُ زُهير بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَد بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. والتُّوتِياءُ: مَعْرُوفٌ، حَجَر يُكْتَحَلُ بِهِ، وَهُوَ مُعَرَّب. تيت: رَجُلٌ تَيْتاءُ وتِيتَاءُ: وهو مِثْلُ الزُّمَّلِقِ، وَهُوَ الَّذِي يَقْضِي شهوتَه قَبْلَ أَن يُفْضِيَ إِلى امرأَته. أَبو عَمْرٍو: التِّيتاءُ الرَّجُلُ الَّذِي إِذا أَتَى المرأَة أَحْدَثَ، وَهُوَ العِذْيَوطُ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التِّئْتاءُ الرجل

_ (1). قوله [والتحتحة الحركة] لم يذكر ذَلِكَ فِي حَرْفِ الْحَاءِ ظناً منه أَن موضعه حرف التاء وليس كذلك كما لا يخفى.

فصل الثاء المثلثة

الَّذِي يُنزِلَ قَبْلَ أَن يُولِجَ «1» فصل الثاء المثلثة ثبت: ثَبَتَ الشيءُ يَثْبُتُ ثَباتاً وثُبوتاً فَهُوَ ثابتٌ وثَبِيتٌ وثَبْتٌ، وأَثْبَتَه هُوَ، وثَبَّتَه بِمَعْنًى. وَشَيْءٌ ثَبْتٌ: ثابتٌ. وَيُقَالُ للجَرَاد إِذا رزَّ أَذْنابَه ليَبِيضَ: ثَبَتَ وأَثْبَتَ وثَبَّتَ. وَيُقَالُ: ثَبَتَ فلانٌ فِي المَكان يَثْبُتُ ثبُوتاً، فَهُوَ ثابتٌ إِذا أَقام بِهِ. وأَثْبَتَه السُّقْم إِذا لَمْ يُفارِقْهُ. وثَبَّتَه عَنِ الأَمْر كَثَبَّطه. وَفَرَسٌ ثَبْتٌ: ثَقِفٌ فِي عَدْوِه. وَرَجُلٌ ثَبْتُ الغَدْرِ إِذا كَانَ ثابِتاً فِي قِتَالٍ أَو كَلَامٍ؛ وَفِي الصِّحَاحِ؛ إِذا كَانَ لسانُه لَا يَزَالُ عِنْدَ الخُصُوماتِ؛ وَقَدْ ثَبُتَ ثَباتَةً وثُبوتةً. وتَثَبَّتَ فِي الأَمْر والرَّأْي، واستَثْبَتَ: تَأَنَّى فِيهِ وَلَمْ يَعْجَل. واسْتَثْبَتَ فِي أَمْرِه إِذا شَاوَرَ وفحَصَ عَنْهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي يُنْفِقونَها مُقِرِّين بأَنها مِمَّا يُثِيبُ اللَّهُ عَلَيْهَا. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ ؛ قَالَ: مَعْنَى تَثْبِيت الفُؤادِ تَسْكِينُ القَلْب، ههنا لَيْسَ لِلشَّكِّ، وَلَكِنْ كلَّمَا كَانَ البُرْهانُ والدِّلالةُ أَكْثَر عَلَى القَلْب، كَانَ القلبُ أَسْكَنَ وأَثْبَتَ أَبداً، كَمَا قَالَ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. وَرَجُلٌ ثَبْتٌ أَي ثابتُ القَلْب؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَعْمَرٍ: الحَمدُ للَّه الَّذِي أَعْطَى الخِيَرْ ... مَوَالِيَ الحَقِّ، إِنِ المَوْلى شَكَرْ عَهْدَ نَبِيٍّ، مَا عَفَا وَمَا دَثَرْ، ... وعَهْدَ صِدِّيقٍ رأَى بَرّاً، فَبرّ وعَهْدَ عُثمانَ، وعَهْداً مِنْ عُمَرْ، ... وعَهْدَ إِخْوانٍ، همُ كَانُوا الوَزَرْ وعُصْبةَ النَّبيِّ، إِذْ خافُوا الحَصَرْ، ... شَدُّوا لَهُ سُلْطانَه، حَتَّى اقْتَسَرْ بالقَتْلِ أَقْواماً، وأَقواماً أَسَرْ، ... تَحْتَ الَّتِي اخْتَارَ لَهُ اللَّهُ الشَّجَرْ مُحَمَّدًا، واخْتارَه اللَّهُ الخِيَرْ، ... فَمَا وَنَى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ لَهُ الإِلهُ مَا مَضَى، وَمَا غَبَرْ، ... أَن أَظْهَرَ الدِّينَ بِهِ، حَتى ظَهَرْ مِنْهَا: بكُلِّ أَخْلاقِ الرِّجالِ قَدْ مَهَرْ، ... ثَبْتٌ، إِذا مَا صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ وَرَجُلٌ ثَبْتُ المُقام: لَا يَبْرَحُ. والثَّبْتُ والثَّبِيتُ: الفارسُ الشُّجاع. والثَّبِيتُ: الثَّابتُ العَقْل؛ قَالَ طَرَفَةُ: فالهَبِيتُ لَا فُؤاد لَهُ، ... والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ تَقُولُ مِنْهُ: ثَبُتَ، بِالضَّمِّ، أَي صَارَ ثَبيتاً. والمُثْبَتُ: الَّذِي ثَقُلَ، فَلَمْ يَبْرَحِ الفِراش. والثِّباتُ: سَيْرٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْل، وجَمْعُه أَثْبِتة. ورَحْلٌ مُثْبَت: مَشْدُود بالثِّباتِ؛ قَالَ الأَعْشى:

_ (1). زاد في التكملة تيت بتسكين المثناة التحتية وبكسرها مشدَّدة كميت. وتيت جبل بالمدينة.

زَيَّافَةٌ، بالرَّحْلِ خَطَّارة، ... تَلْوي بشَرْخَيْ مُثْبَتٍ، قاتِرِ وَفِي حَدِيثِ مَشُورَة قُرَيْش فِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوه بالوَثاق. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتادة: فطَعَنْتُه فأَثْبَتُّه أَي حَبَسْتُه وجَعَلْتُه ثَابِتًا فِي مَكَانِهِ لَا يُفارقه. وأُثْبِتَ فلانٌ، فَهُوَ مُثْبَتٌ إِذا اشْتَدَّتْ بِهِ عِلَّتُه أَو أَثْبَتَته جِراحةٌ فَلَمْ يتَحَرَّك. وقَولهُ تَعَالَى: لِيُثْبِتُوكَ؛ أَي يَجْرحوك جِراحةً لَا تَقُوم مَعَهَا. وَرَجُلٌ لَهُ ثَبَتٌ عِنْدَ الحَمْلة، بِالتَّحْرِيكِ، أَي ثَبات؛ وَتَقُولُ أَيضاً: لَا أَحْكُم بِكَذَا، إِلا بثَبَتٍ أَي بحُجَّة. وَفِي حَدِيثِ صَوْمِ يَوْمِ الشَّكِّ: ثُمَّ جاءَ الثَّبَتُ أَنه مِنْ رَمَضَانَ ؛ الثَّبَتُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحُجَّةُ وَالْبَيِّنَةُ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمان: بِغَيْرِ بَيِّنَة وَلَا ثَبَتٍ. وثابَته وأَثْبَتَه: عَرَفَه حَقَّ المَعْرفة. وطَعَنه فأَثْبَت فِيهِ الرُّمْح أَي أَنْفَذَه. وأَثْبَتَ حُجَّتَهُ: أَقامها وأَوْضَحها. وقولٌ ثابتٌ: صَحِيحٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ؛ وكلُّه مِنَ الثَّبات. وثابتٌ وثَبِيتٌ: اسْمَانِ، ويُصغَّر ثابِتٌ، مِنَ الأَسماء، ثُبَيْتاً، فأَما الثابتُ إِذا أَرَدْتَ بِهِ نَعْتَ شَيْءٍ، فَتَصْغِيرُهُ: ثُوَيْبِتٌ. وإِثْبِيتُ: اسْمُ أَرض، أَو موضعٍ، أَو جَبَلٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: تُلاعِبُ أَوْلادَ المَها بكُراتِها، ... بإِثْبِيتَ، فَالجَرْعاءِ ذاتِ الأَباترِ ثتت: الأَزهري: اسْتَعْمَلَ مِنْهُ أَبو الْعَبَّاسِ الثَّتُّ: الشَّقُّ فِي الصَّخْرة؛ وَجَمْعُهُ ثُتُوتٌ. قَالَ: والثَّتُّ أَيضاً العِذْيَوْطُ، وَهُوَ الثَّمُوتُ، والذَّوْذَحُ، والوَحْواحُ، والنَّعْجة «1»، والزُّمَّلِقُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِي الصَّخْرَةِ ثَتٌّ، وفَتٌّ، وشَرْمٌ، وشَرْنٌ، وخَقٌّ، ولَقٌّ، وشِيقٌ، وشِرْيان. ثمت: أَهمله اللَّيْثُ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الثَّمُوتُ العِذْيَوْطُ، وَهُوَ الَّذِي إِذا غَشِيَ المرأَةَ أَحْدَثَ؛ وَهُوَ الثَّتُّ أَيضاً. ثنت: الثَّنِتُ: المُنْتِنُ. ثَنِتَ اللحمُ، بِالْكَسْرِ، ثَنَتاً: تغَيَّرَ وأَنْتَنَ، وَكَذَلِكَ الجُرْحُ. ولِثَةٌ ثَنِتَةٌ مسْتَرخِية دامِيَة، وَكَذَلِكَ الشَّفَةُ، وَقَدْ ثَنِتَتْ. ولَحْمٌ ثَنِتٌ: مُسْترْخٍ؛ ونَثِتَ مثلُه، بتقديم النون. ثهت: الثُّهاتُ: الصَّوتُ والدُّعاء. وَقَدْ ثَهِتَ ثَهَتاً: دَعا. والثَّاهِتُ: جُلَيْدةُ القَلْب، وَهِيَ جِرابُه؛ قَالَ: مُلِّئَ فِي الصَّدْرِ عَلَيْنَا ضَبَّا، ... حَتَّى وَرَى ثاهِتَهُ والخِلْبا الأَزهري، قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: مَا أَنت فِي ذَلِكَ الأَمر بالثاهِتِ وَلَا المَثْهُوتِ أَي بالداعِي وَلَا المَدْعُوِّ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رَوَاهُ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وانْحَطَّ داعِيكَ، بِلا إِسْكاتِ، ... مِنَ البُكاءِ الحَقِّ والثُّهاتِ

_ (1). قوله [والنعجة، وفيما بعد وشريان] كذا بالأَصل والتهذيب.

فصل الجيم

فصل الجيم جبت: الجِبْتُ: كلُّ مَا عُبِدَ مِن دُونِ اللَّه، وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَةٌ تَقَعُ عَلَى الصَّنَم وَالْكَاهِنِ وَالسَّاحِرِ، ونَحْوِ ذَلِكَ. الشَّعبيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ؛ قَالَ: الجِبْتُ السِّحْرُ «2»، والطَّاغُوتُ الشَّيْطَانُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الطَّاغُوت كَعْبُ بْنُ الأَشرف، والجِبْتُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ مِنَ الجِبْتِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا لَيْسَ مِنْ مَحْضِ الْعَرَبِيَّةِ، لِاجْتِمَاعِ الْجِيمِ وَالتَّاءِ فِي كَلِمَةٍ مِنْ غَيْرِ حَرْفٍ ذَولَقِيّ. جتت: التَّهْذيبُ: أَهمله اللَّيْثُ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الجَتُّ الجَسُّ للكَبْش لتَنْظُرَ أَسَمِينٌ أَم لا. جَفَتَ: فِي نَوَادِرِ الأَعراب: اجْتَفَتَ المالَ، واكْتَفَتَهُ، وازْدَفَتَهُ، وازْدَعَتَهُ إِذا اسْتَحَبَه أَجْمَعَ. جَلَتْ: الجَلِيتُ: لُغَةٌ فِي الجَلِيدِ، وَهُوَ مَا يَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ. وجالُوتُ: اسْمُ رَجُلٍ أَعجمي، لَا يَنْصَرِفُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ . وَيُقَالُ: جَلَتُّه عشرينَ سَوْطاً أَي ضَرَبْته؛ وأَصله جَلَدْتُه، فأُدْغِمَت الدَّالُ في التاء. جوت: جَوْتَ جَوْتَ: دُعاءُ الإِبل إِلى الماءِ؛ فإِذا أَدخلوا عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ، تَرَكُوهُ عَلَى حَالِهِ قَبْلَ دُخُولِهِمَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ، أَنشده الْكِسَائِيُّ: دَعاهُنَّ رِدْفِي، فارْعَوَيْنَ لِصَوْتِه، ... كَمَا رُعْتَ بالجَوْتَ الظِّماءَ الصَّوادِيا نَصْبَهُ مَعَ الأَلف وَاللَّامِ، عَلَى الْحِكَايَةِ: والرِّدْفُ: الصاحبُ والتابعُ، وكلُّ شَيْءٍ تَبِعَ شَيْئًا فَهُوَ رِدْفُه. وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَكْسِرُ التَّاءَ، مِنْ قَوْلِهِ بالجَوْتِ، وَيَقُولُ: إِذا أُدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ ذَهَبَتْ مِنْهُ الحكايةُ؛ والأَوَّل قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَالْكِسَائِيِّ. وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يُنْكِر النَّصْبَ، وَيَقُولُ: إِذا دَخَلَ عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ أُعرب، وَيُنْشِدُهُ: كَمَا رُعْتَ بالجَوْتِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَراد بِهِ الْحِكَايَةَ، مَعَ اللَّامِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ؛ وَالصَّحِيحُ أَن اللَّامَ هُنَا زَائِدَةٌ، كَزِيَادَتِهَا فِي قَوْلِهِ: وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَناتِ الأَوْبَرِ فَبَقِيَتْ عَلَى بِنَائِهَا؛ وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: كَمَا رُعْتَ بالجَوْت؛ وَالْقَوْلُ فِيهَا كَالْقَوْلِ فِي الجَوْتِ، وَقَدْ جاوَتَها؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ؛ الجُواتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جايَتَها، فهاجَها جُواتُه وَهَذَا إِنما هُوَ عَلَى المُعاقَبة؛ أَصلها جاوَتَها، لأَنه فاعَلَها مِن جَوْتِ جَوْتِ، وطَلَبَ الخِفَّةَ، فَقَلبَ الْوَاوَ يَاءً، أَلا تَرَاهُ رَجَع فِي قَوْلِهِ: فهاجَها جُواتُه، إِلى الأَصل الَّذِي هُوَ الْوَاوُ، وَقَدْ يَكُونُ شَاذًّا، نادراً. جيت: جايَتَ الإِبل: قَالَ لَهَا: جَوْتِ جَوْتِ، وَهُوَ دُعاؤُه إِياها إِلى الْمَاءِ؛ قَالَ: جايَتَها فهاجَها جُواتُه هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَهَذَا يُبْطِلُهُ التَّصْرِيفَ، لأَن جايتها من الياء، وجَوْتِ جَوْتِ مِنَ الْوَاوِ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ مُعاقَبةً حِجازِيَّةً، كقولهم:

_ (2). قوله [الجبت السحر إلخ] وعليه الشعبي وعطاء ومجاهد وأَبو العالية. وعن ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْجِبْتُ رَئِيسُ الْيَهُودِ: وَالطَّاغُوتُ رَئِيسُ النَّصَارَى: كذا في التهذيب.

فصل الحاء المهملة

الصُّياعُ فِي الصُّواعِ، والمَياثِقُ فِي المواثِقِ، أَو تَكُونَ لَفْظَةً عَلَى حِدَةٍ؛ وَالصَّحِيحُ: جاوَتَها، فهاجَها جُواتُه وَهَكَذَا رواه القَزَّازُ. فصل الحاء المهملة حبت: الأَزهري فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ بحت: وحِبْتَوْنُ اسْمُ جبل بناحية الموصل. حبرت: ابْنُ الأَعرابي: كَذِبٌ حِبْريتٌ وحَنْبَريتٌ أَي خالصٌ مُجَرَّد، لَا يَسْتُرُهُ شَيْءٌ. حتت: الحَتُّ: فَرْكُكَ الشيءَ اليابسَ عَنِ الثَّوْب، وَنَحْوِهِ. حَتَّ الشيءَ عَنِ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ يَحُتُّه حَتًّا: فَركَه وقَشَره، فانْحَتَّ وتَحاتَّ؛ واسمُ مَا تَحاتَّ مِنْهُ: الحُتاتُ، كالدُّقاقِ، وَهَذَا الْبِنَاءُ مِنَ الْغَالِبِ عَلَى مِثْلِ هَذَا وعامَّتِه الهاءُ. وكلُّ مَا قُشِرَ، فَقَدْ حُتَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لامرأَة سأَلته عَنِ الدَّمِ يُصيب ثَوبَها، فَقَالَ لَهَا: حُتِّيه وَلَوْ بضِلَعٍ ؛ مَعْنَاهُ: حُكِّيه وأَزِيليه. والضِّلَعُ: العُودُ. والحَتُّ والحَكُّ والقَشْرُ سَوَاءٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا أَخَذَ الدِّيوانَ، حَتَّى تَصَعْلَكا ... زَماناً، وحَتَّ الأَشْهبانِ غِناهُما حَتَّ: قَشَر وحَكَّ. وتَصَعْلَك: افْتَقَر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنَّ أَسْلَمَ كانَ يأْتيه بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْر، فَيَقُولُ: حُتَّ عَنْهُ قِشْرَه أَي اقْشِرْه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْب: يُبْعَثُ مِنْ بَقِيعِ الغَرْقَدِ سَبْعُونَ أَلفاً، هُمْ خِيارُ مَن يَنْحَتُّ عَنْ خَطْمه المَدَرُ أَي يَنْقَشِرُ ويَسْقُط عَنْ أُنوفهم المَدَرُ، وَهُوَ التُّراب. وحُتاتُ كُلّ شَيْءٍ: مَا تَحاتَّ مِنْهُ؛ وأَنشد: تَحُتُّ بِقَرنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ، ... وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طالَها والحَتُّ دُونَ النَّحْت. قَالَ شَمِرٌ: تَرَكْتُهم حَتًّا فَتًّا بَتًّا إِذا اسْتَأْصَلْتَهم. وَفِي الدُّعاء: تَرَكَه اللَّهُ حَتّاً فَتّاً لَا يَمْلأُ كَفًّا أَي مَحْتُوتاً أَو مُنْحَتّاً. والحَتُّ، والانْحِتاتُ، والتَّحاتُّ، والتَّحَتْحُتُ: سُقوطُ الْوَرَقِ عَنِ الغُصن وَغَيْرِهِ. والحَتُوتُ مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي يَتَناثَرُ بُسْرُها، وَهِيَ شَجَرَةٌ مِحْتاتٌ مِنْثارٌ. وتَحاتَّ الشيءُ أَي تَناثَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذاكرُ اللَّهِ فِي الغافِلينَ مَثَلُ الشَّجرة الخَضْراء وَسَطَ الشَّجَر الَّذِي تَحاتَّ وَرَقُه مِنَ الضَّريبِ ؛ أَي تَساقَطَ. والضَّريبُ: الصَّقِيعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَحاتَّتْ عَنْهُ ذُنُوبه أَي تَساقَطَتْ. والحَتَتُ: دَاءٌ يُصيب الشَّجَرَ، تَحاتُّ أَوراقُها مِنْهُ. وانْحَتَّ شَعَرُه عَنْ رأْسه، وانْحَصَّ إِذا تَساقَطَ. والحَتَّةُ: القَشْرَةُ. وحَتَّ اللَّهُ مَالَهُ حَتّاً: أَذْهَبَه، فأَفْقَره، عَلَى الْمِثْلِ. وأَحَتَّ الأَرْطى: يَبِسَ. والحَتُّ: العَجلَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وحَتَّه مائةَ سَوْطٍ: ضَربَه وعَجَّلَ ضَرْبَه. وحَتَّه دَرَاهِمَهُ: عَجَّل لَهُ النَّقْدَ. وَفَرَسٌ حَتٌّ: جَواد سَرِيعٌ، كَثِيرُ العَدْو؛ وَقِيلَ: سريعُ العَرَقِ، وَالْجَمْعُ أَحْتاتٌ، لَا يُجاوَزُ بِهِ هَذَا البناءُ. وبَعِير حَتٌّ وحَتْحَتٌ: سريعُ السَّيْرِ خفيفٌ، وَكَذَلِكَ الظَّلِيمُ؛ وَقَالَ الأَعْلم بْنُ عَبْدِ اللَّه الْهُذَلِيُّ: عَلَى حَتِّ البُرايةِ، زمْخَرِيِّ السَواعِدِ، ... ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ

وإِنما أَراد حَتّاً عِنْدَ البُرايةِ أَي سَريع عند ما يَبْريه مِنَ السَّفَر؛ وَقِيلَ: أَرادَ حَتَّ البَرْيِ، فَوَضَعَ الاسمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ وَخَالَفَ قَوْمٌ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ تَفْسِيرَ هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالُوا: يَعْنِي بَعِيرًا، فَقَالَ الأَصمعي: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ، وَهُوَ يَقُولُ قَبْلَهُ: كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِجَفٍّ، ... يَعِنُّ مَعَ العَشِيَّةِ للرِّئالِ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما هُوَ ظَلِيمٌ، شَبَّه بِهِ فَرَسَه أَو بعيرَه، أَلا تَراه قَالَ: هِجَفٍّ، وَهَذَا مِنْ صِفَةِ الظَّلِيمِ، وَقَالَ: ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ، والفرسُ أَو البَعِيرُ لَا يأْكلانِ الشَّرْيَ، إِنما يَهْتَبِدُه النَّعامُ، وَقَوْلُهُ: حَتِّ البُراية، لَيْسَ هُوَ مَا ذَهَبَ إِليه مِنْ قَوْلِهِ: إِنه سَرِيعٌ عند ما يَبْريه مِنَ السَّفَر، إِنما هُوَ مُنْحَتُّ الرِّيشِ لِمَا يَنْفُضُ عَنْهُ عِفاءَه مِنَ الرَّبِيعِ، ووَضَع الْمَصْدَرَ الَّذِي هُوَ الحَتُّ موضعَ الصِّفَةِ الَّذِي هُوَ المُنْحَتُّ؟ والبُراية: النُّحاتةُ. وزَمْخَريُّ السَّواعِدِ: طويلُها. والحَتُّ: السريعُ أَي هُوَ سَرِيعٌ عِنْدَمَا بَرَاهُ السَّيْرُ. والشَّرْيُ: شجرُ الحَنْظلِ، وَاحِدَتُهُ شَرْيَة. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الشَّرْيُ شَجَرٌ تُتَّخذ مِنْهُ القِسيُّ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ، يُريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالًا سَتَرْته فَزَادَ اسْتِيحاشُه، وَلَوْ كُنَّ قِصاراً لَسَرَّح بَصَرَه، وطابَتْ نفسُه، فَخَفَّضَ عَدْوَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي: شَبَّه فَرَسَهُ فِي عَدْوه وهَرَبِه بِالظَّلِيمِ، واسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ: كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِجَفٍ قَالَ: وَفِي أَصل النُّسْخَةِ شَبَّه نَفْسَه فِي عَدْوه، قَالَ: وَالصَّوَابُ شَبَّه فَرسَه. والحَتْحَتَةُ: السُّرْعة. والحَتُّ أَيضاً: الْكَرِيمُ العَتِيقُ. وحَتَّه عَنِ الشَّيْءِ يَحُتُّه حَتّاً: رَدَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لسَعْدٍ يَوْمَ أُحُدٍ: احْتُتْهم يَا سَعْدُ، فِداك أَبي وأُمي ؛ يَعْنِي ارْدُدْهم. قَالَ الأَزهري: إِن صَحَّت هَذِهِ اللفظةُ، فَهِيَ مأْخوذة مِنْ حَتَّ الشيءَ، وَهُوَ قَشْرُه شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ وحَكُّه. والحَتُّ: القَشْر. والحَتُّ: حَتُّكَ الورقَ مِنَ الغُصْن، والمَنِيَّ مِنَ الثَّوْبِ وَنَحْوُهُ. وحَتُّ الجَراد: مَيِّته. وَجَاءَ بتَمْرٍ حَتٍّ: لَا يَلْتَزِق بعضُه بِبَعْضٍ. والحُتاتُ مِنْ أَمراض الإِبل: أَن يأْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ، فَيَتَغَيَّرُ لَحمُه وطَرْقُه ولَوْنُه، ويَتَمعَّطُ شَعَرُه؛ عَنِ الهَجَرِيِّ. والحَتُّ: قَبِيلَةٌ مِنْ كِنْدَةَ، يُنْسَبون إِلى بَلَدٍ، لَيْسَ بأُمّ وَلَا أَب؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فإِنكَ واجِدٌ دُونِي صُعُوداً، ... جَراثِيمَ الأَقارِع والحُتاتِ فيَعْني بِهِ حُتاتَ بنَ زيْدٍ المُجاشِعيَّ؛ وأَورد هَذَا اللَّيْثُ فِي تَرْجَمَةِ قَرَع، وَقَالَ: الحُتاتُ بِشْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَلْقمة. وحَتِّ: زَجْرٌ لِلطَّيْرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَتَّى حرف من حروف الجر كإِلى، وَمَعْنَاهُ الْغَايَةُ، كَقَوْلِكَ: سِرْتُ اليومَ حَتَّى الليلِ أَي إِلى اللَّيْلِ، وَتَدْخُلُ عَلَى الأَفعال الْآتِيَةِ فَتَنْصِبُهَا بإِضمار أَن، وَتَكُونُ عَاطِفَةً؛ وَقَالَ الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ حَتَّى تَجِيءُ لِوَقْتٍ مُنْتَظَر، وَتَجِيءُ بِمَعْنَى إِلى، وأَجمعوا أَنَّ الإِمالة فِيهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ، وَكَذَلِكَ فِي عَلَى؛ ولِحَتى فِي الأَسماء والأَفعال أَعمالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْهَا فِي هَذَا الْمَكَانِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى فَعْلى مِنَ الحَتِّ، وَهُوَ الفَراغُ مِنَ الشَّيْءِ،

مِثْلُ شَتَّى مِنَ الشَّتِّ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ هَذَا الْقَوْلُ مِمَّا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ، لأَنها لَوْ كَانَتْ فَعْلى مِنَ الحتِّ، كَانَتِ الإِمالةُ جَائِزَةً، وَلَكِنَّهَا حرفُ أَداةٍ، وَلَيْسَتْ بِاسْمٍ، وَلَا فِعْلٍ؛ وقالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَتَّى فَعْلى، وَهِيَ حَرْفٌ، تَكُونُ جارَّةً بِمَنْزِلَةِ إِلى فِي الِانْتِهَاءِ وَالْغَايَةِ، وَتَكُونُ عَاطِفَةً بِمَنْزِلَةِ الْوَاوِ، وَقَدْ تَكُونُ حَرْفَ ابْتِدَاءٍ، يُسْتأْنف بِهَا الكلامُ بَعْدَهَا؛ كَمَا قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الأَخْطل، وَيَذْكُرُ إِيقاع الجَحَّافِ بِقَوْمِهِ: فَمَا زَالَتِ القَتْلى تَمُجُّ دماءَها ... بدِجْلَةَ، حَتَّى ماءُ دِجْلةَ أَشْكَلُ لَنَا الفَضلُ فِي الدُّنيا، وأَنْفُكَ راغِمٌ، ... ونحنُ لَكُمْ، يومَ القيامةِ، أَفْضَلُ والشَّكَلُ: حُمْرة فِي بَيَاضٍ؛ فإِن أَدخلتها عَلَى الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ، نَصَبْتَهُ بإِضمار أَن، تَقُولُ: سِرْتُ إِلى الْكُوفَةِ حَتَّى أَدخُلَها، بِمَعْنَى إِلى أَن أَدخلها؛ فإِن كنتَ فِي حالِ دخولٍ رَفَعْتَ. وَقُرِئَ: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ، ويقولُ، فمَن نَصَبَ جَعَلَهُ غَايَةً، ومَن رَفَعَ جَعَلَهُ حَالًا، بِمَعْنَى حَتَّى الرسولُ هَذِهِ حالهُ؛ وَقَوْلُهُمْ: حَتَّامَ، أَصلُه حَتَّى مَا، فَحُذِفَتْ أَلف مَا لِلِاسْتِفْهَامِ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ يُضَافُ فِي الِاسْتِفْهَامِ إِلى مَا، فإِن أَلف مَا تُحْذَفُ فِيهِ، كَقَوْلِهِ تعالى: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ؟ وفِيمَ كُنْتُمْ؟ ولِمَ تُؤْذُونَنِي؟ وعَمَّ يَتَساءَلُونَ؟ وهُذَيْلٌ تَقُولُ: عَتَّى في حتَّى. حذرفت: يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَمْلِكُ حَذْرَفوتاً أَي شَيْئًا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ أَي قِسْطاً، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَمْلِكُ إِلا قُلامَةَ ظُفْر. حرت: الحَرْتُ: الدَّلْكُ الشَّدِيدُ. حَرَتَ الشيءَ يَحْرُته حَرْتاً: دَلَكه دَلْكاً شَدِيدًا. وحَرَتَ الشيءَ يَحْرُته حَرْتاً: قَطَعه قَطْعاً مُسْتَديراً، كالفَلْكة وَنَحْوِهَا. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف مَا قَالَ اللَّيْثُ فِي الحَرْتِ، أَنه قَطْعُ الشَّيْءِ مُسْتَدِيرًا، قَالَ: وأَظنه تَصْحِيفًا، وَالصَّوَابُ خَرَتَ الشيءَ يَخْرُته، بِالْخَاءِ، لأَن الخُرْتة هِيَ الثَّقْبُ الْمُسْتَدِيرُ. ورُوي عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قَالَ: الحُرْتة؛ بِالْحَاءِ، أَخْذُ لَذْعةِ الخَرْدَل، إِذا أَخَذَ بالأَنف؛ قَالَ: والخُرْتةُ، بِالْخَاءِ، ثَقْبُ الشَّعِيرةِ، وَهِيَ المِسَلَّة. ابْنُ الأَعرابي: حَرِتَ الرجلُ إِذا سَاءَ خُلُقه. والمَحْروتُ: أَصلُ الأَنْجُذانِ، وَهُوَ نباتٌ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: قايَظْنَنا يأْكُلْن فِينا ... قِدًّا، ومَحْرُوتَ الخِمال وَاحِدَتُهُ: مَحْروتة؛ وَقَلَّمَا يَكُونُ مَفْعُولٌ اسْمًا، إِنما بَابُهُ أَن يَكُونَ صِفَةً، كالمَضْروب والمَشْؤُوم، أَو مَصْدَرًا كالمَعْقُول والمَيْسُور. ابْنُ شُمَيْلٍ: المَحْرُوتُ شجرةٌ بَيْضَاءُ، تُجْعَلُ فِي المِلْح، لَا تُخالِطُ شَيْئًا إِلَّا غَلَب رِيحُها عَلَيْهِ، وتَنْبُتُ فِي الْبَادِيَةِ، وَهِيَ ذَكِيَّةُ الرِّيحِ جِدًّا، وَالْوَاحِدَةُ مَحْرُوتة. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ حُرَتَةٌ: كَثِيرُ الأَكل، مثال هُمَزة. حفت: الحَفْتُ: الإهْلاكُ. حَفَته اللَّهُ حَفْتاً: أَهْلَكَه، ودَقَّ عُنُقَه؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع حَفَتَه بِمَعْنَى دَقَّ عُنُقَه لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْنَاهُ حَفَتَه ولَفَتَهُ إِذا لَوَى عُنُقَه وَكَسَرَهُ؛ فإِن جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ حَفَتَه بِمَعْنَى عَفَتَه، فَهُوَ صَحِيحٌ، ويُشْبِه أَن يَكُونَ صَحِيحًا لِتَعاقُبِ الْحَاءِ وَالْعَيْنِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ. وَنُقِلَ عَنِ الأَصمعي: إِذا كَانَ مَعَ قِصَرِ الرِّجْل سِمَنٌ، قِيلَ: رَجلٌ

حَفَيْتَأٌ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، وَمِثْلُهُ حَفَيسَأٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا تَجْعَلِيني وعُقَيلًا عِدْلَيْن، ... حَفَيسَأَ الشَّخْصِ، قَصِيرَ الرِّجْلَين الْجَوْهَرِيُّ: الحَفْتُ الدَّقّ، والحَفِتُ: لُغَةٌ فِي الفَحِثِ. وَرَجُلٌ حَفَيْتَأٌ، مَهْمُوزٌ غَيْرُ مَمْدُودٍ، وحَفَيْتَى: قَصِيرٌ لَئِيمُ الخِلْقة، وقيل: ضَخْم. حلت: الحَلِيتُ: الجَلِيدُ والصَّقِيعُ، بِلُغَةِ طيِّئٍ. والحِلْتِيتُ: عِقِّير مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِلْتِيتُ عَرَبِيٌّ، أَو مُعَرَّب، قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْني أَنه يَنْبُتُ بِبِلَادِ العرَب، وَلَكِنْ يَنْبُتُ بَيْنَ بُسْتَ وَبَيْنَ بلادِ القَيْقانِ؛ قَالَ: وَهُوَ نَبَاتٌ يَسْلَنْطِحُ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ وَسَطِهِ قَصَبةٌ، تَسْمُو فِي رأْسها كُعْبُرةٌ؛ قَالَ: والحِلْتِيتُ أَيضاً صَمْغٌ يَخْرُجُ فِي أُصول وَرَقِ تِلْكَ القَصَبة؛ قَالَ: وأَهلُ تِلْكَ الْبِلَادِ يَطْبُخُون بَقْلَة الحِلْتِيتِ، ويأْكلونها، وَلَيْسَتْ مِمَّا يَبْقَى عَلَى الشِّتَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحِلْتِيتُ صَمْغُ الأَنْجُذانِ؛ قَالَ: وَلَا تَقُلْ: حِلْثِيتٌ، بِالثَّاءِ؛ وَرُبَّمَا قَالُوا: حِلِّيتٌ، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ. الأَزهري: الحِلْتِيتُ الأَنْجَرُذُ؛ وأَنشد: عليكَ بقُنْأَةٍ، وبِسَنْدَرُوسٍ، ... وحِلْتِيتٍ، وشيْءٍ مِنْ كَنَعْدِ قَالَ الأَزهري: أَظن أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ قَالَ: وَالَّذِي حَفِظْتُهُ عَنِ البَحْرانيين: الخِلْتِيتُ، بِالْخَاءِ، الأَنْجَرُذُ، قَالَ: وَلَا أُراه عَرَبِيًّا مَحْضًا. ورُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: يومٌ ذُو حِلِّيتٍ إِذا كَانَ شديدَ البَرْد، والأَزِيزُ مِثْلُه. قَالَ: والحَلْتُ لُزُومُ ظَهْر الْخَيْلِ. وحَلَتُّ رأْسي: حَلَقْتُه. وحَلَتُّ دَيْني: قَضَيتُه. وحَلَتُّ الصوفَ: مَرَقْتُه. الأَزهري عَنِ اللِّحْيَانِي: حَلأْتُ الصُّوفَ عَنِ الشَّاةِ حَلأً، وَحَلَتُّه حَلْتاً، وَهِيَ الحُلاتةُ، والحُلاءَةُ: النُّتافةُ. وحَلَتُّ فُلَانًا: أَعطيته. قَالَ الأَصمعي: حَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ: جَلَدْتُه؛ وحَلَتُّه: ضَرَبْتُه، وَقِيلَ: حَلأْتُه. وحِلِّيتُ: موضع، وكذلك الحَلِّيتُ. حمت: يومٌ حَمْتٌ، بِالتَّسْكِينِ: شَدِيدُ الْحَرِّ، وَلَيْلَةٌ حَمْتَةٌ، ويومٌ مَحْتٌ، وَلَيْلَةٌ مَحْتَةٌ. وَقَدْ حَمُتَ يومُنا، بِالضَّمِّ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّهُ. وَقَدْ حَمُتَ ومَحُتَ: كلُّ هَذَا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ وأَنشد شَمِرٌ: مِنْ سافِعاتٍ، وهَجيرٍ حَمْتِ أَبو عَمْرٍو: الماحِتُ اليومُ الحارُّ. أَبو عَمْرٍو: الحامِتُ التمرُ الشَّدِيدُ الْحَلَاوَةِ. والحَمِيتُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: المَتِينُ، حَتَّى إِنهم لَيَقُولُونَ تَمْر حَمِيتٌ، وعَسل حَمِيتٌ، وَمَا أَكلتُ تَمْرًا أَحْمَتَ حَلَاوَةً مِنَ اليَعْضُوضِ أَي أَمْتن. ابْنُ شُمَيْلٍ: حَمَتَكَ اللهُ عَلَيْهِ أَي صَبَّكَ اللَّهُ عَلَيْهِ بحَمْتِكَ. وغَضَبٌ حَمِيت: شَدِيدٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى يَبُوخَ الغضَبُ الحَمِيتُ يَعْنِي الشَّدِيدَ أَي يَنْكَسِرَ ويَسْكُنَ. والحَمِيتُ: وِعَاءُ السَّمْن، كالعُكَّةِ، وَقِيلَ: وِعاءُ السَّمْنِ الَّذِي مُتِّنَ بالرُّبِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: الحَمِيتُ أَصغر منَ النِّحْيِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الزِّقّ الصَّغِيرُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حُمُتٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ أَتاه سَائِلًا فَقَالَ: هَلَكْتُ فَقَالَ لَهُ: أَهَلَكْتَ، وأَنتَ تَنِثُّ نَثِيثَ الحَمِيتِ؟ قَالَ الأَحمر: الحَمِيتُ الزِّقُّ المُشْعَرُ الَّذِي يُجْعَلُ

فِيهِ السَّمْنُ وَالْعَسَلُ وَالزَّيْتُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَمِيتُ الزِّقُّ الَّذِي لَا شَعْرَ عَلَيْهِ، وَهُوَ للسَّمْن. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فإِذا جُعِلَ فِي نِحْيِ السَّمْن الرُّبُّ، فَهُوَ الحَميتُ، وإِنما سُمِّيَ حَمِيتاً، لأِنه مُتِّنَ بالرُّبِّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: فإِذا حَمِيتٌ مِنْ سَمْنٍ ؛ قَالَ: هُوَ النِّحْيُ والزِّقُّ. وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيٍّ: كأَنه حَمِيتٌ أَي زِقٌّ. وَفِي حَدِيثِ هندٍ لمَّا أَخبرها أَبو سُفْيَانَ بِدُخُولِ النبي، صلى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، مكةَ، قَالَتِ: اقْتُلُوا الحَمِيتَ الأَسْوَدَ ؛ تَعْنِيهِ اسْتِعْظَامًا لقوله، حديث وَاجَهَهَا بِذَلِكَ. وحَمِتَ الجَوْزُ وَنَحْوُهُ: فَسَدَ وتَغَيَّر. والتَّحْمُوتُ: كالحَمِيتِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وتَمْرٌ حَمْتٌ، وحَمِيتٌ، وتَحْمُوتٌ: شديدُ الحَلاوة. وَهَذِهِ التَّمْرَةُ أَحْمَتُ حَلاوةً مِنْ هَذِهِ أَي أَصْدَقُ حلاوَةً، وأَشدُّ، وأَمْتَنُ. حنت: ابْنُ سِيدَهْ: الحانُوتُ، مَعْرُوفٌ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى حانوتِ الخَمَّار، وَهُوَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث؛ قَالَ الأَعشى: وَقَدْ غَدَوْتُ إِلى الحانوتِ، يَتْبَعُني ... شارٍ مُشِلٌّ، شَلُولٌ شُلْشُلٌ، شَوِلُ وَقَالَ الأَخطل: وَلَقَدْ شَرِبتُ الخَمْرَ فِي حانوتِها، ... وشَرِبْتُها بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّسَبُ إِلى الحانُوت حانيٌّ وحانَويٌّ؛ قَالَ الفرَّاءُ: وَلَمْ يَقُولُوا حانوتيٌّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَسَبٌ شَاذٌّ البتةَ، لَا أَشَذَّ مِنْهُ لأَنَّ حانُوتاً صَحِيحٌ، وَحَانِيٌّ وحانَوِيٌّ مُعْتَلٌّ، فَيَنْبَغِي أَن لَا يُعْتَدَّ بِهَذَا الْقَوْلِ. وَالْحَانُوتُ أَيضاً: الخَمَّارُ نَفْسُه؛ قَالَ القُطامِيّ: كُمَيْتٌ، إِذا مَا شَجَّها الماءُ، صَرَّحَتْ ... ذَخِيرةُ حانوتٍ، عَلَيْهَا تَناذُرُهْ وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: تَمَشَّى بَيْنَنَا حانوتُ خَمْرٍ، ... مِن الخُرْسِ الصَّراصِرَةِ القِطاطِ قِيلَ: أَي صاحبُ حانوتٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَحْرَقَ بيتَ رُوَيْشِدٍ الثَقَفِيِّ، وَكَانَ حَانُوتًا يُعاقَرُ فِيهِ الخَمرُ وَيُبَاعُ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي بيوتَ الخَمَّارين الحوانيتَ، وأَهلُ الْعِرَاقِ يُسَمُّونَهَا المَواخِيرَ، وَاحِدُهَا: حانوتٌ وماخُورٌ. والحانَة أَيضاً: مِثْلُهُ؛ وَقِيلَ: إِنهما مِنْ أَصل وَاحِدٍ، وإِن اخْتَلَفَ بناؤُهما، وأَصلها حانُوَةٌ، بِوَزْنِ تَرْقُوَة، فلَما سَكَنَتِ الْوَاوُ، انْقَلَبَتْ هَاءُ التأْنيث تَاءً. الأَزهري، أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ حِنْتَأْوٌ، وامرأَةٌ حِنْتَأْوة: وَهُوَ الَّذِي يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ وَهُوَ فِي أَعين النَّاسِ صَغِيرٌ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ حتأَ. الحِنْتَأْوُ: القَصِير الصَّغِيرُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. قَالَ الأَزهري: أَصلها ثُلَاثِيَّةٌ أُلحقت بِالْخُمَاسِيِّ بِهَمْزَةٍ وَوَاوٍ، زِيدَتَا فِيهَا. حنبرت: كَذِبٌ حَنْبَرِيتٌ: خالصٌ، وَكَذَلِكَ مَاءٌ حَنْبَرِيتٌ، وصُلْحٌ حَنْبريتٌ. وضاوِيٌّ حَنْبريتٌ: ضَعِيفٌ. وَيُقَالُ: جَاءَ بِكَذِبٍ سُمَّاقٍ، وباءَ بكَذِب حَنْبَريتٍ إِذا جَاءَ بكَذِبٍ خَالِصٍ، لَا يُخالِطُه صِدْق. حوت: الحُوتُ: السَّمَكَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الحُوتُ: السَّمَكُ، مَعْرُوفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا عظُمَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَحْواتٌ، وحِيتانٌ؛ وَقَوْلُهُ: وصاحِبٍ، لَا خَيرَ فِي شَبابه، ... أَصْبَحَ سَوْمُ العِيسِ قدْ رَمى بِهِ

فصل الخاء المعجمة

عَلَى سَبَنْدًى، طالَ مَا اغْتَلى بِهِ ... حُوتاً، إِذا مَا زادَنا حِئْنا بِهِ إِنما أَراد مِثْلَ حُوتٍ لَا يَكْفِيهِ مَا يَلْتَهِمُه ويَلْتَقِمُه، فنَصَبه عَلَى الْحَالِ، كَقَوْلِكَ مَرَرْتُ بزيدٍ أَسَداً شِدَّةً، وَلَا يَكُونُ إِلّا عَلَى تَقْدِيرِ مِثْلٍ وَنَحْوِهَا، لأِنَّ الحُوتَ اسْمُ جِنْسٍ لَا صفةٌ، فَلَا بُدَّ، إِذا كَانَ حَالًا، مِنْ أَن، يُقَدَّرَ فِيهِ هَذَا، وَمَا أَشبهه. والحُوتُ: بُرْجٌ فِي السَّمَاءِ. وحاوتَك فلانٌ إِذا راوَغَك. والمُحاوَتةُ: المُراوَغَة. وَهُوَ يُحاوِتُني أَي يُراوغُني؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ظَلَّتْ تُحاوِتُني رَمْداءُ داهيةٌ، ... يومَ الثَّوِيَّةِ، عَنْ أَهْلي، وَعَنْ مَالِي وحاتَ الطائرُ عَلَى الشَّيْءِ يَحُوتُ أَي حامَ حَوْله. والحَوْتُ والحَوَتانُ: حَوَمانُ الطَّائِرِ حَولَ الْمَاءِ، والوَحْشِيِّ حَوْلَ الشَّيْءِ، وَقَدْ حاتَ بِهِ يَحُوت؛ قَالَ طَرَفَة بْنُ العَبْد: مَا كنتُ مَجْدُوداً، إِذا غَدَوتُ، ... وَمَا لَقِيتُ مِثْلَ مَا لَقِيتُ، كطائرٍ ظَلَّ بِنَا يَحُوتُ، ... يَنْصَبُّ فِي اللُّوحِ فَمَا يَفُوتُ، يَكادُ مِن رَهْبَتِنا يَمُوتُ والحَوتاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمة الْخَاصِرَتَيْنِ، المُستَرْخيةُ اللَّحْمِ. وبَنُو حُوتٍ: بطنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ، قَالَ أَنس: جِئْتُ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَمِيصة حُوتِيَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ نُسَخِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: وَالْمَحْفُوظُ جَوْنِيَّة أَي سَوْدَاءُ، وأَما بِالْحَاءِ فَلَا أَعرفها، قَالَ: وطال ما بَحَثْتُ عَنْهَا، فَلَمْ أَقف لَهَا عَلَى مَعْنًى، وجاءَت فِي رِوَايَةٍ حَوْتَكِيَّة، لَعَلَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلى القِصَر، لأَن الحَوْتَكِيَّ الرجلُ الْقَصِيرُ الخَطْوِ، أَو هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى رَجُلٍ اسْمُهُ حَوْتَكٌ. والحائِتُ: الكثير العَذْلِ. فصل الخاء المعجمة خبت: الخَبْتُ: مَا اتَّسَعَ مِنْ بطُون الأَرْضِ، عَرَبِيَّةٌ مَحْضَةٌ، وَجَمْعُهُ: أَخْباتٌ وخُبوتٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخَبْتُ مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض واتَّسَعَ؛ وَقِيلَ: الخَبْتُ مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وغَمُضَ، فإِذا خَرَجْتَ مِنْهُ، أَفْضَيْتَ إِلى سَعَةٍ؛ وَقِيلَ: الخَبْتُ سَهْل فِي الحَرَّة؛ وَقِيلَ: هُوَ الْوَادِي العَميقُ الوَطيءُ، مَمْدُودٌ، يُنْبِتُ ضُروبَ العِضاه. وَقِيلَ: الخَبْتُ الخَفِيُّ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، فِيهِ رَمْلٌ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ يَثْرَبيّ: إِنْ رأَيتَ نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَة وزِناداً بِخَبْتِ الجَمِيشِ، فَلَا تَهِجْها. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: سأَلت الْحِجَازِيِّينَ، فأَخبروني أَن بَيْنَ الْمَدِينَةِ والحِجاز صَحْرَاءَ، تُعْرَف بالخَبْت. والجَميشُ: الَّذِي لَا يُنْبِتُ. وخبَتَ ذِكْرُهُ إِذا خَفِيَ؛ قَالَ: وَمِنْهُ المُخْبِتُ مِنَ النَّاسِ. وأَخْبَتَ إِلى رَبِّهِ أَي اطْمَأَنَّ إِليه. ورُوِي عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وبَشِّرِ المُخْبِتينَ؛ قَالَ: المُطْمَئِنِّين، وَقِيلَ: هُمُ المُتَواضِعون، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْلِهِ: وأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أَي تواضَعُوا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَي تَخَشَّعوا لِرَبِّهِمْ، قَالَ: والعَرَبُ تَجْعَلُ إِلى فِي مَوْضِعِ اللَّامِ. وَفِيهِ خَبْتَة أَي تَوَاضُعٌ. وأَخْبَتَ للَّه: خَشَعَ؛ وأَخْبَتَ: تواضَعَ، وَكِلَاهُمَا

مِنَ الخَبْتِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بأَنه التواضُع. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ : واجْعَلْني لَكَ مُخْبِتاً أَي خَاشِعًا مُطِيعًا. والإِخْباتُ: الخُشوع والتَّواضُع. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَيَجْعَلُهَا مُخْبِتةً مُنِيبةً ، وأَصل ذَلِكَ مِنَ الخَبْتِ الْمُطْمَئِنِّ مِنَ الأَرض. والخَبِيتُ: الحَقير الرَّديءُ مِنَ الأَشياء؛ قَالَ اليَهُودِيُّ «3» الخَيْبريّ: يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ مِنَ الرّزْقِ، ... وَلَا يَنْفَعُ الكَثيرُ الخَبِيتُ وسأَل الخليلُ الأَصْمَعيَّ عَنِ الخَبِيتِ، فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ: أَراد الخَبِيثَ وَهِيَ لُغَةُ خَيْبَر، فَقَالَ لَهُ الْخَلِيلُ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ لغَتَهم، لَقَالَ الْكَتِيرَ، وإِنما كَانَ يَنبغي لَكَ أَن تَقُولَ: إِنهم يَقْلِبُونَ الثَّاءَ تَاءً فِي بَعْضِ الْحُرُوفِ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي بَيْتِ الْيَهُودِيِّ أَيضاً: أَظن أَن هَذَا تَصْحِيفٌ، قَالَ: لأَن الشَّيْءَ الْحَقِيرَ الرَّدِيءَ إِنما يُقَالُ لَهُ الخَتِيتُ بتاءَين، وَهُوَ بِمَعْنَى الخسِيس، فَصَحَّفَهُ وجَعَله الخَبِيتَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عَامِرٍ الرَّاهِبِ: لَمَّا بَلَغه أَنَّ الأَنصار قَدْ بَايَعُوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَغَيَّرَ وخَبُتَ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا روِي بِالتَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ. يُقَالُ: رَجُلٌ خَبِيتٌ أَي فَاسِدٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ كالخَبيث، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْحَقِيرُ الرَّديء. والحَتِيت، بتاءَين: الخَسيسُ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ نَائِمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَدَفعه بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ عُوفِيت إِنَّهَا سَاعَةٌ تَكُونُ فِيهَا الخَبْتَةُ ؛ يُرِيدُ الخَبْطَةَ، بِالطَّاءِ، أَي يَتَخَبَّطه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبَل أَو جُنون، وَكَانَ فِي لِسَانِ مَكْحُولٍ لُكْنةٌ، فَجَعَلَ الطَّاءَ تَاءً. والخَبْتُ: ماء لكَلْبٍ. ختت: الخَتُّ: الطَّعْنُ بِالرِّمَاحِ مُدارَكاً. والخَتَتُ: فُتُور يَجِدُه الإِنسان فِي بَدَنِهِ. وأَخَتَّ الرجلُ: اسْتَحْيا وسَكَتَ. التَّهْذِيبُ: أَخَتَّ الرجلُ، فَهُوَ مُخِتٌّ إِذا انكسَرَ واسْتَحْيا إِذا ذُكِرَ أَبوه؛ قَالَ الأَخطل: فمنْ يَكُ عَنْ أَوائِله مُخِتّاً، ... فإِنَّكَ، يَا وَلِيدُ، بِهِمْ فَخُورُ والمُخِتُّ: الْمُنْكَسِرُ. والمُخْتَتي نَحْوُ المُخِتّ، وَهُوَ المُتصاغر الْمُنْكَسِرُ. وَرَجُلٌ مُخِتّ: خاضع مُسْتَحْيٍ؛ وَقِيلَ: لَهُ كلامٌ أَخَتّ، مِنْهُ، فَهُوَ مُخِتٌّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَنْدَلٍ: أَنه اخْتاتَ للضَّرْب حَتَّى خِيفَ عَلَيْهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا رُوِيَ، وَالْمَعْرُوفُ أَخَتَّ الرجلُ إِذا انْكَسَرَ واسْتَحْيا. ابْنُ سِيدَهْ: أَخَتَّه القولُ: أَحْشَمه. وأَخَتَّ اللَّهُ حَظَّه: أَخَسَّه، وَهُوَ خَتِيتٌ؛ قَالَ السَّمَوْأَلُ: لَيْسَ يُعْطَى القَوِيُّ فَضْلًا مِنَ المالِ، ... وَلَا يُحْرَمُ الضَّعِيفُ الخَتِيتُ بَلْ لكلٍّ مِنْ رزقِه، مَا قَضَى اللَّهُ، ... وإِنْ حُزَّ أَنْفُه المُسْتَمِيتُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ الضَّعيفُ السَّخِيتُ؛ والسَّخِيتُ: هُوَ الدقيقُ المَهْزولُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، لأَن الْمَعْنَى أَن الرِّزْقَ يأْتي الضَّعِيفَ، وَمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى التَّصَرُّفِ؛ وأَما الخَسيسُ القَدْر فَلَهُ قُدْرة عَلَى التَّصَرُّفِ، مَعَ خَساسته والمُسْتَمِيتُ:

_ (3). قوله [قال اليهودي] هو السموأَل، كما في التكملة.

الرجلُ المُسْتَقْتِل الَّذِي لَا يُبالي بِالْمَوْتِ إِذا حَارَبَ. والخَتِيتُ: الخَسيسُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ والخَتِيتُ والخَسيسُ وَاحِدٌ. وَشَهْرٌ خَتِيتٌ: ناقصٌ؛ عَنْ كراع. وخَتٌّ: موضع. خرت: الخَرْتُ والخُرْتُ: الثَّقْبُ فِي الأُذن، والإِبرة، والفأْس، وَغَيْرُهَا، وَالْجَمْعُ أَخْراتٌ وخُرُوتٌ؛ وَكَذَلِكَ خُرْتُ الحَلْقة. وفأْسٌ فِنْدَأْيةٌ:؛ ضَخْمة لَهَا خُرْتٌ وخُراتٌ، وَهُوَ خَرْقُ نِصابِها. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ لَمَّا احْتُضِرَ: كأَنما أَتَنَفَّسُ مِنْ خُرْتِ إِبْرة أَي ثَقْبها. وأَخْراتُ المَزادة: عُراها، واحدتُها خُرْتةٌ، فكأَنَّ جَمْعَهُ إِنما هُوَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ الَّذِي هُوَ الهاءُ. التَّهْذِيبُ: وَفِي المَزادة أَخْراتُها، وَهِيَ العُرى بَيْنَهَا القَصَبة الَّتِي تُحْمَلُ بِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا وَهَمٌ، إِنما هُوَ خُرَبُ المَزاد، الواحدةُ خُرْبة؛ وَكَذَلِكَ خُرْبةُ الأُذُن، بالباءِ، وغُلام أَخْرَبُ الأُذُن. قَالَ: والخُرْتةُ، بالتاءِ، فِي الْحَدِيدِ مِنَ الفأْس والإِبرة؛ والخُرْبةُ، بالباءِ، فِي الجِلْد. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخُرْتةُ ثَقْبُ الشَّغِيزة، وَهِيَ المِسَلَّة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وَقَالَ السَّلُوليّ: رادَ خُرْتُ الْقَوْمِ إِذا كَانُوا غَرِضين بِمَنْزِلِهِمْ لَا يَقِرُّونَ؛ ورادَتْ أَخْراتُهم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَقَدْ قَلِقَ الخُرْتُ إِلا انْتظارا والأَخْراتُ: الحَلَقُ فِي رؤُوس النُّسُوع. والخُرْتةُ: الحَلْقة الَّتِي تَجْرِي فِيهَا النِّسْعة، وَالْجَمْعُ خُرْتٌ وخُرَتٌ، والأَخْراتُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ: إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ المِيسِ مُسعِدةً، ... يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ وخَرَتَ الشيءَ: ثَقَبه. والمَخْروتُ: المَشقوقُ الشَّفَة. والمَخْروتُ مِنَ الإِبل: الَّذِي خَرَتَ الخِشاشُ أَنْفَه؛ قَالَ: وأَعْلَمُ مَخْروتٌ، مِنَ الأَنْفِ، مارِنٌ، ... دَقيقٌ، مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرضَ تَزْدَدِ يَعْنِي أَنفَ هَذِهِ النَّاقَةِ؛ يُقَالُ: جَمَل مَخْروتُ الأَنف. والخَراتانِ: نجمانِ مِنْ كَوَاكِبِ الأَسَدِ، وَهُمَا كَوكَبانِ، بَيْنَهُمَا قدرُ سَوْطٍ، وَهُمَا كَتِفا الأَسدِ، وَهُمَا زُبْرةُ الأَسد «1»؛ وَقِيلَ: سمِّيا بِذَلِكَ لنُفُوذِهما إِلى جَوْفِ الأَسد؛ وَقِيلَ: إِنهما معتلَّانِ، واحدتُهما خَراة؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ فِي الْمُعْتَلِّ؛ وأَنشد: إِذا رأَيتَ أَنْجُماً مِنَ الأَسَدْ: ... جَبْهَتَه أَو الخَراةَ والكَتَدْ، بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخ، ففَسَدْ، ... وطابَ أَلْبانُ اللِّقاحِ، فَبَرَدْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا كَانَ ذَلِكَ، فَهِيَ مِنْ [خ ر ي] أَو مِنْ [خ ر و]. والخِرِّيت: الدليلُ الحاذقُ بِالدِّلَالَةِ، كأَنه يَنْظُرُ فِي خُرْتِ الإِبْرة؛ قَالَ رؤْبة بْنُ الْعَجَّاجِ: أَرْمي بأَيْدي العِيسِ إِذ هَوِيتُ ... فِي بَلْدةٍ، يَعْيا بِهَا الخِرِّيتُ وَيُرْوَى: يَعْنَى، قَالَ ابْنُ بَري: وَهُوَ الصَّوَابُ. وَمَعْنَى يَعْنى بِهَا: يَضِلُّ بِهَا وَلَا يَهْتَدي؛ يقال:

_ (1). قوله [وهما زبرة الأَسد] وهي مواضع الشعر على أَكتافه، مشتق من الخرت وهو الثقب، فكأنهما ينخرتان إِلى جوف الأَسد أي ينفذان إِليه اه. تكملة.

عَنِيَ عَليه الأَمْرُ إِذا لَمْ يَهْتَدِ لَهُ؛ وَالْجَمْعُ: الخَرارِتُ؛ وَقَالَ: يَغْبَى عَلَى الدَّلامِزِ الخَرارِتِ والدَّلامِزُ، بِفَتْحِ الدَّالِ: جَمْعُ دُلامِزٍ، بِضَمِّ الدَّالِ، وَهُوَ الْقَوِيُّ الْمَاضِي. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ : فاستَأْجَرَ رَجُلًا، مِنْ بَنِي الدِّيلِ، هَادِيًا خِرِّيتاً. الخِرِّيتُ: الْمَاهِرُ الَّذِي يَهْتَدي لأَخْراتِ المَفاوِزِ، وَهِيَ طُرُقُها الْخَفِيَّةُ ومَضايقُها؛ وَقِيلَ: أَراد أَنه يَهْتَدي فِي مِثْلِ ثَقْبِ الإِبرة مِنَ الطَّرِيقِ. شَمِرٌ: دليلٌ خِرِّيتٌ بِرّيتٌ إِذا كَانَ مَاهِرًا بِالدِّلَالَةِ، مأْخوذ مِنَ الخُرْتِ، وإِنما سُمِّيَ خِرِّيتاً، لشَقِّه المَفازَةَ. وَيُقَالُ: طَرِيقٌ مَخْرَت ومَثْقَبٌ إِذا كَانَ مُسْتَقِيمًا بَيِّناً، وطُرُقٌ مَخارِتُ؛ وَسُمِّيَ الدَّلِيلُ خِرِّيتاً، لأَنه يَدُلُّ عَلَى المَخْرَتِ؛ وَسُمِّيَ مَخْرَتاً، لأَن لَهُ مَنْفَذاً لَا يَنْسَدُّ عَلَى مَنْ سَلَكه. الْكِسَائِيُّ: خَرَتْنا الأَرضَ إِذا عَرَفْناها، وَلَمْ تَخْفَ عَلَيْنَا طُرقُها؛ وَيُقَالُ: هَذِهِ الطَّرِيقُ تَخْرُتُ بِكَ إِلى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا أَي تَقْصِدُ بِكَ. والخُرْتُ: ضِلَعٌ صَغِيرَةٌ عِنْدَ الصَّدْر، وَجَمْعُهُ أَخْراتٌ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلُوفُه، ... وأَخْراتُه لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ قَالَ اللَّيْثُ: هِيَ أَضلاعٌ عِنْدَ الصَّدْر مَعاً، واحدُها خُرْتٌ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ خَرَطَ: وناقة خَراطةٌ وخَراتة: تَخْتَرِطُ فتَذْهَبُ عَلَى وَجْهها؛ وأَنشد: يَسوقُها خَراتةً أَبُوزا، ... يَجْعَلُ أَدْنى أَنْفِها الأُمْعُوزا وذِئبٌ خُرْتٌ: سَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ الْكَلْبُ أَيضاً. وخَرْتةُ: فَرسُ الهُمام. خفت: الخَفْتُ والخُفاتُ: الضَّعْفُ مِنَ الْجُوعِ وَنَحْوِهِ؛ وَقَدْ خُفِتَ. والخُفوتُ: ضَعْفُ الصَّوْت مِنْ شِدَّة الْجُوعِ؛ يُقَالُ: صَوْتٌ خَفيضٌ خَفيتٌ. وخَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سَكَنَ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِلْمَيِّتِ: خَفَتَ إِذا انْقَطَعَ كلامُه وَسَكَتَ، فَهُوَ خافِتٌ. والإِبل تُخافِتُ المَضْغَ إِذا اجتَرَّتْ. والمُخافَتةُ: إِخْفاءُ الصَّوْتِ. وخافَتَ بِصَوْتِهِ: خَفَّضَه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رُبَّمَا خَفَتَ النبيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقراءَته، وَرُبَّمَا جَهَر. وَحَدِيثُهَا الْآخَرُ : أُنْزِلَتْ [وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها] فِي الدُّعاء، وَقِيلَ فِي القراءَة ؛ والخَفْتُ: ضِدُّ الجَهْرِ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْجِنَازَةِ: كَانَ يقرأُ فِي الأُولى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مُخافَتَةً ، هُوَ مفاعَلة مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِهَا الْآخَرِ، نَظَرَتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يموتُ تَخافُتاً، فقالتْ: مَا لِهَذَا؟ فَقِيلَ: إِنه مِنَ القُرَّاء. التَّخافُتُ: تَكَلُّف الخُفُوتِ، وَهُوَ الضَّعْفُ والسُّكونُ، وإِظهارُه مِنْ غَيْرِ صِحَّةٍ. وخافَتَت الإِبلُ المَضْغَ: خَفَتَتْه. وخَفَتَ صَوْتُهُ يَخْفِتُ: رَقَّ. والمُخافَتَةُ والتَّخافُتُ: إِسْرار المَنْطِقِ، والخَفْتُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ، ... وشَتَّانَ بَيْنِ الجَهْر والمَنْطِقِ الخَفْتِ اللَّيْثُ: الرَّجُلُ يُخافِتُ بقراءَته إِذا لَمْ يُبَيِّنْ قراءَته بِرَفْعِ الصَّوْتِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها . وتَخافَتَ القومُ إِذا تشاوَرُوا سِرّاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً . وخَفَتَ الرجلُ خُفُوتاً: ماتَ.

والخُفات: مَوْتُ البَغْتة؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: ولَسْتُ، وإِن عَزُّوا عليَّ، بهالِكٍ ... خُفاتاً، وَلَا مُسْتَهْزِمٍ ذاهبِ العَقْلِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: خُفاتاً: فَجْأَةً. مُسْتَهْزِم: جَزوع. وَيُقَالُ: خَفَتَ مِنَ النُّعاس أَي سَكَن. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ خُفاتاً أَي ضَعْفاً وتَذَلُّلًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ماتَ: قَدْ خَفَتَ أَي انْقَطَعَ كَلَامُهُ. وخَفَتَ خُفاتاً أَي مَاتَ فَجأَةً؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: زَرْعٌ خافِتٌ أَي كأَنه بَقِيَ، فَلَمْ يَبْلُغْ غايةَ الطُّولِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: مَثَلُ المؤْمن الضَّعِيفِ، كَمَثل خافِتِ الزرْعِ، يَميلُ مرَّةً ويَعْتَدِلُ أُخرى ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كَمَثَلِ خافِتَةِ الزرعِ. الخافِتُ والخافِتَةُ: مَا لانَ وضَعُفَ مِنَ الزَّرْعِ الغَضِّ، ولُحُوق الهاءِ عَلَى تأْويل السُّنْبلة، وَمِنْهُ خَفَتَ الصوتُ إِذا ضَعُفَ وسَكَنَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالخافِتِ الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للمَيْتِ: قَدْ خَفَتَ إِذا انْقَطَعَ كَلَامُهُ؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا خَفَتَ الدُّعاءُ، وصُرِّعَتْ ... قَتْلى، كمُنْجَدِعٍ مِنَ الغُلّانِ وَالْمَعْنَى: أَن المؤْمنَ مُرَزَّأ فِي نَفْسِهِ وأَهله وَمَالِهِ، مَمْنُوٌّ بالأَحْداثِ فِي أَمر دُنْيَاهُ. وَيُرْوَى: كَمَثل خافَةِ الزَّرْع. وَفِي الْحَدِيثِ : نومُ المؤْمنِ سُباتٌ، وسَمْعُه خُفاتٌ أَي ضَعِيفٌ لَا حِسَّ لَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوية وَعَمْرُو بْنُ مَسْعُودٍ: سَمْعُه خُفاتٌ، وفَهمُه تاراتٌ. أَبو سَعِيدٍ: الخافِتُ السَّحَابُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ ماءٌ، قَالَ: وَمِثْلُ هَذِهِ السَّحَابَةِ لَا تَبْرَحُ مَكَانَهَا، إِنما يَسِيرُ، مِنَ السحابِ، ذُو الماءِ؛ قَالَ: وَالَّذِي يُومِضُ لَا يَكَادُ يَسِيرُ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ ثَعْلَبٌ أَنَّ ابْنَ الأَعرابي أَنشده: بضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوَّارهُ، ... وطَعْنٍ تَرى الدَّمعَ مِنْهُ رَشِيشا إِذا قَتَلوا منكُمُ فارِساً، ... ضَمِنَّا لَهُ خَلْفَه أَن يَعِيشا يَقُولُ: نُدْرِكُ بثأْره، فكأَنه لَمْ يُقْتَلْ. ويُخَفِّتُ فَوَّارهُ أَي أَنه وَاسِعٌ، فَدَمه يَسِيلُ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: والخَفُوت مِنَ النِّسَاءِ الْمَهْزُولَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَكادُ تَبِينُ مِنَ الهُزال؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَسْتَحْسِنُها مَا دامتْ وَحْدَها، فإِذا رأَيتها فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النِّسَاءِ، غَمَزْتَها. اللَّيْثُ: امرأَة خَفُوتٌ لَفُوتٌ؛ فالخَفُوتُ الَّتِي تأْخُذُها العينُ مَا دامتْ وَحْدَها، فَتَقْبَلُها، فإِذا صارتْ بَيْنَ النساءِ، غَمَزَتْها؛ واللَّفُوتُ الَّتِي فِيهَا التِواءٌ وانْقِباضٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع الخَفُوتَ فِي نَعْتِ النِّسَاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. والخُفْتُ: السَّذابُ، بِضَمِّ الخاءِ وَسُكُونِ الفاءِ، لغة في الخُتْفِ. خلت: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَلَتَ: اللَّيْثُ: الحِلْتِيتُ الأَنجَرُذُ؛ وأَنشد: عَلَيْكَ بقُنْأَةٍ، وبسَنْدَرُوسٍ، ... وحِلْتِيتٍ، وشيءٍ مِنْ كَنَعْدِ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ وَالَّذِي حَفِظْتُه مِنَ البَحْرانيين، الخِلْتِيتُ، بالخاءِ: الأَنْجَرُذ، قَالَ: وَلَا أُراه عَرَبِيًّا مَحْضًا. خمت: الخَمِيتُ: السَّمِينُ، حِمْيَرِيَّةٌ. خنت: الخِنَّوْتُ: العَيِيُّ الأَبْله. وخِنَّوْتٌ: لقبٌ. والخِنَّوتُ: دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ.

خنبت: الخُنْبُتُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرجال. خوت: خاتَه يَخُوتُه خَوْتاً: طَرَده. والخَواتُ والخَواتةُ: الصَّوْتُ، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالسَّيْلِ، وأَنشد لِابْنِ هَرْمَة: وَلَا حِسَّ إِلّا خَواتُ السُّيول وخَواتُ الطَّيْرِ: صَوْتُها؛ وَقَدْ خَوَّتَتْ؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا صَوَّتَ، فَقَدْ خَوَّت؛ وَقِيلَ: الخَواتُ لَفْظٌ مُؤَنَّثٌ، وَمَعْنَاهُ مُذَكَّرٌ، دَويُّ جَناح العُقاب. وخاتَتِ العُقابُ وَالْبَازِي تَخُوتُ خَواتاً وخَواتَةً، وانْخاتَتْ، واخْتاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ عَلَى الصَّيْدِ لتَأْخُذَه، فسمعتَ لجناحَيْها صَوْتاً. وَالْخَائِتَةُ: العُقابُ الَّتِي تَخْتاتُ، وَهُوَ صَوْتُ جَناحَيْها إِذا انْقَضَّتْ فَسمِعْتَ صَوْتَ انْقضاضها، وَلَهُ حَفيفٌ، وسمعتُ خَواتَها أَي حفيفَها وَصَوْتَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي الطُّفَيْل وبناءِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَسَمِعْنَا خَواتاً مِنَ السماءِ أَي صوْتاً مِثْلَ حَفِيف جَنَاحِ الطَّائِرِ الضَّخْمِ. وخاتَتْه العُقابُ تَخُوتُه. وتَخَوَّتَتْه: اخْتَطَفَتْه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب، أَو صَخْر الغَيِّ: فخاتَتْ غَزالًا جاثِماً بَصُرَتْ بِهِ ... لَدَى سَلَماتٍ، عنْد أَدْماءَ سارِبِ وتَخَوَّتَ الشيءَ: اخْتَطَفَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ ابْنُ رِبْعٍ الهُذَليّ، أَو الجَموحُ الهُذَليُّ: تَخُوتُ قُلُوبَ الطَّير مِنْ كلِّ جانبٍ، ... كَمَا خاتَ، طَيْرَ الماءِ، وَرْدٌ مُلَمَّعُ الأَصمعي: تَخُوتُ تَخْطَفُ. وَرْدٌ: صَقْر فِي لَوْنِهِ وُرْدَةٌ؛ وَقَالَ آخَرُ: وَمَا القومُ إِلا خَمْسَةٌ، أَو ثلاثةٌ، ... يَخُوتُونَ أُخْرى القومِ خَوْتَ الأَجادِلِ «2» الأَجادِلُ: جَمْعُ أَجْدَل، وَهُوَ الصَّقْر. والخَوَّاتُ، بِالتَّشْدِيدِ: الرجلُ الجَريءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا يَهْتَدي فِيهِ إِلَّا كلُّ مُنْصَلِتٍ، ... مِنَ الرِّجَالِ، زَمِيعِ الرَّأْي، خَوَّاتِ وخَوَّاتُ بْنُ جُبَير الأَنصاري. وتَخَوَّتَ مالَه مِثْلُ تَخَوَّفه أَي تَنَقَّصَه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَا زَالَ الذِّئْبُ يَخْتاتُ الشاةَ بَعْدَ الشَّاةِ أَي يَخْتِلها فيَسْرِقُها. وَفُلَانٌ يَخْتاتُ حديثَ الْقَوْمِ، ويَتَخَوَّتُ إِذا أَخَذَ مِنْهُ وتَخَطَّفَه. وإِنهم يَخْتاتونَ الليلَ أَي يَسِيرون ويَقْطَعُون الطريقَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: خاتَ الرجلُ إِذا أَخْلَفَ وعْدَه. وخاتَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ، حديثِ أَبي جَنْدَل بْنِ عَمْرو بْنِ سُهَيْل: أَنه اخْتاتَ للضَّرب، حَتَّى خِيفَ عَلَى عَقْله ؛ قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا رُوِيَ، وَالْمَعْرُوفُ أَخَتَّ الرجلُ، فَهُوَ مُخِتٌّ إِذا انْكَسَرَ واسْتَحْيا، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمُخْتَتي نَحْوُ المُخِتّ: وَهُوَ المُتَصاغِرُ المُنْكَسِرُ. خيت: خاتَ يَخِيتُ خَيْتاً وخُيُوتاً: صَوَّتَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فِي خَيْتةِ الطائِر رَيْثٌ عَجَلُهْ وَيُقَالُ: اخْتاتَ الذئبُ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ اخْتِياتاً إِذا اخْتَطَفَها؛ وَكَذَلِكَ اخْتاتَ الصَّقْرُ الطيرَ. وكلُّ اخْتِطافٍ اخْتياتٌ وخَوْتٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيلة: أَو كاخْتِياتِ الأَسَدِ الشَّوِيَّا

_ (2). قوله [أخرى القوم] الذي في الجوهري أخرى الخيل.

فصل الدال المهملة

فصل الدال المهملة دشت: الدَّشْتُ: الصَّحْراء؛ وأَنشد أَبو عُبيدة للأَعشَى: قَدْ عَلِمَتْ فارسٌ، وحِمْيرُ، والأَعْرابُ ... بالدَّشْتِ، أَيُّكم نَزَلا وَقَالَ الرَّاجِزُ: تَخِذْتُه مِنْ نَعَجاتٍ سِتِّ، ... سُودِ نِعاجٍ، كنِعاجِ الدَّشْتِ قَالَ: وَهُوَ فَارِسِيٌّ، أَو اتِّفاقٌ وَقَع بَيْنَ اللغتين. دعت: دَعَتَه يَدْعَتُه دَعْتاً: دَفَعه دَفْعاً عَنِيفاً؛ وَيُقَالُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. دغت: دَغَتَه دَغْتاً: حَنَقَه حَتَّى قَتَلَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. فصل الذال المعجمة ذأت: ذَأَته يَذْأَته ذَأْتاً: خَنَقَه، مِثْلَ دَغَته دَغْتاً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: ذَأَته إِذا خَنَقَه أَشَدَّ الخَنْقِ حتى أَدْلَع لسانَه. ذعت: ذَعَتَه فِي التُّرَابِ يَذْعَتُه ذَعْتاً: مَعَكَه مَعْكاً، كأَنه يَغُطُّه فِي الْمَاءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَشَدُّ الخَنْق. وذَعَتَه ذَعْتاً إِذا خَنَقَه. والذَّعْتُ: الدَّفْع العَنيف، والغَمْزُ الشَّدِيدُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ وَكَذَلِكَ زَمَته زَمْتاً إِذا خَنَقه، وذَعَتَه، وذَأَطَه، وذَعَطه إِذا خَنَقَه أَشَدَّ الخَنْقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي يَقْطَعُ صَلاتي، فأَمْكَنَني اللهُ مِنْهُ، فَذَعَتُّه أَي خَنَقْتُه. والذَّعْتُ والدَّعْتُ، بِالذَّالِ والدال: الدفع العنيف. ذعلت: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ ذَعْلَبَ: وأَما قَوْلُ أَعرابي مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ سَعْدٍ: صَفْقَةُ ذِي ذَعالِتٍ سَمُولِ، ... بَيْعَ امْرِئٍ ليس بمُسْتَقِيل وَقِيلَ: هُوَ يُرِيدُ الذَّعالِبَ، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَا لُغَتَيْنِ، وغيرُ بَعيدٍ أَن تُبْدَل التاءُ مِنَ الْبَاءِ، إِذ قَدْ أُبدلت مِنَ الْوَاوِ، وَهِيَ شَرِيكَةُ الْبَاءِ فِي الشَّفَةِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالْوَجْهُ أَن تَكُونَ التَّاءُ بَدَلًا مِنَ الْبَاءِ، لأَن الباءَ أَكثر اسْتِعْمَالًا، كَمَا ذَكَرْنَا أَيضاً مِنْ إِبدالهم الْيَاءَ مِنَ الْوَاوِ. ذمت: ذَمَتَ يَذْمِتُ ذَمْتاً: هُزِلَ وتَغَيَّر؛ عَنْ أَبي مالك. ذيت: أَبو عُبَيْدَةَ: يَقُولُونَ كَانَ مِنَ الأَمْر ذَيْتَ وذَيْتَ ذيتِ وذيتِ: مَعْنَاهُ كَيْتَ وكَيْتَ كيتِ وكيتِ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ والمرأَة وَالْمَزَادَتَيْنِ: كَانَ مِنْ أَمره ذَيْتَ وذَيْتَ، وَهِيَ مِنْ أَلفاظ الْكِنَايَاتِ. فصل الراء ربت: رَبَتَ الصبيَّ، ورَبَّتَه: رَبَّاه. ورَبَّتَه يُرَبِّتُه تَرْبيتاً: رَبَّاه تَرْبيةً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: سَمَّيتها، إِذ وُلِدَتْ، تَمُوتُ، ... والقَبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ، لَيْسَ لِمَنْ ضُمِّنَه تَرْبيتُ رتت: الرُّتَّة، بِالضَّمِّ: عَجَلة فِي الْكَلَامِ، وقِلَّة أَناةٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْلِبَ اللَّامَ يَاءً، وَقَدْ رَتَّ رَتَّةً، وَهُوَ أَرَتّ. أَبو عَمْرٍو: الرُّتَّة رَدَّة قَبِيحَةٌ فِي اللِّسَانِ مِنَ الْعَيْبِ؛ وَقِيلَ: هِيَ العُجْمة فِي الْكَلَامِ، والحُكْلة فِيهِ. وَرَجُلٌ أَرَتُّ: بَيِّنُ الرَّتَتِ. وَفِي لِسَانِهِ رُتَّة. وأَرَتَّه اللهُ، فَرَتَّ. وَفِي حَدِيثِ المِسْوَرِ: أَنه رأَى رَجُلًا أَرَتَّ يؤُمُّ الناسَ، فأَخَّرَه. الأَرَتُّ:

فصل الزاي

الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُقْدة وحُبْسة، ويَعْجَلُ فِي كَلَامِهِ، فَلَا يُطاوِعُه لسانُه. التَّهْذِيبُ: الغَمْغَمَةُ أَن تَسْمَعَ الصوتَ، وَلَا يَبينُ لَكَ تَقْطِيعُ الْكَلَامِ، وأَن يَكُونَ الكلامُ مُشْبِهاً لِكَلَامِ الْعَجَمِ. والرُّتَّة: كَالرِّيحِ، تَمْنَعُ مِنْهُ أَوَّلَ الْكَلَامِ، فإِذا جَاءَ مِنْهُ اتَّصَلَ بِهِ. قَالَ: والرُّتَّةُ غَرِيزَةٌ، وَهِيَ تَكْثُرُ فِي الأَشراف. أَبو عَمْرٍو: الرُّتَّى المرأَة اللَّثْغاء. ابْنُ الأَعرابي: رَتْرَتَ الرجلُ إِذا تَعْتَع فِي التَّاءِ وَغَيْرِهَا. والرَّتُّ: الرئيسُ مِنَ الرِّجَالِ فِي الشَّرَف وَالْعَطَاءِ، وجمعُه رُتوتٌ؛ وهؤُلاء رُتوتُ البلدِ. والرَّتُّ: شَيْءٌ يُشْبه الْخِنْزِيرَ البَرِّيَّ، وَجَمْعُهُ رُتوتٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْخَنَازِيرُ الذُّكُورُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَزَعَمُوا أَنه لَمْ يَجِئْ بِهَا أَحدٌ غَيْرُ الْخَلِيلِ. أَبو عَمْرٍو: الرَّتُّ الْخِنْزِيرُ المُجَلِّحُ، وَجَمْعُهُ رِتَتةٌ. وإِياسُ بْنُ الأَرَتِّ: مِنْ شُعَرائهم وَكُرَمَائِهِمْ؛ وخَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ، واللهُ أَعلم. رفت: رَفَتَ الشيءَ يَرْفُتُه ويَرْفِتُه رَفْتاً، ورِفْتةً قَبِيحَةً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وَهُوَ رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّه؛ وَيُقَالُ: رَفَتُّ الشيءَ وحَطَمْتُه وكَسَرتُه. والرُّفاتُ: الحُطام مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تكَسَّر. ورُفِتَ الشيءُ، فَهُوَ مَرْفوتٌ. ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ورَفَتَ العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صَارَ رُفاتاً. وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً* ؛ أَي دُقاقاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، لَمَّا أَراد هَدْمَ الْكَعْبَةِ، وبناءَها بالوَرْسِ، قِيلَ لَهُ: إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً. والرُّفاتُ: كُلُّ مَا دُقَّ فكُسِرَ. وَيُقَالُ: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كَسَرها ليَطْبُخَها، ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها. ابْنُ الأَعرابي: الرُّفَتُ التِّبنُ. وَيُقَالُ فِي مَثَلٍ: أَنا أَغْنى عَنْكَ مِنَ التُّفَهِ عَنِ الرُّفَتِ؛ والتُّفَهُ: عَناقُ الأَرض، وَهُوَ ذُو نَابٍ لَا يَرْزَأَ التِّبْنَ والكَلأَ؛ والتُّفَه يُكتب بِالْهَاءِ، والرُّفتُ بالتاء. فصل الزاي زتت: زَتَّ المرأَة والعَرُوسَ زَتّاً: زَيَّنَها. وتَزَتَّتَتْ هِيَ: تَزَيَّنَتْ؛ قَالَ: بَنِي تَميمٍ، زَهْنِعُوا فَتاتَكُمْ، ... إِنَّ فَتاتَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ أَبو عَمْرٍو: الزَّتَّةُ تَزْيينُ العَروس ليلةَ الزِّفافِ. وتَزَتَّتَ للسَّفَر: تَهَيَّأَ لَهُ. وأَخَذَ زَتَّته للسَّفَر أَي جِهازَه؛ لَمْ يُسْتَعْمَلِ الْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ إِلَّا مَزيداً، أَعني أَنهم لَمْ يَقُولُوا: زَتَّ. قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرف الزَّايَ مَعَ التَّاءِ مَوْصُولَةً، إِلّا زَتَّتْ. فأَما أَن يَكُونَ الزايُ مَفْصُولًا مِنَ التَّاءِ، فكثير. زرت: أَهمله اللَّيْثُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: زَرَدَه وزَرَتَه إِذا خَنَقَه. زفت: الزِّفْتُ؛ بِالْكَسْرِ: كالقِيرِ؛ وَقِيلَ: الزِّفْتُ القَار. وِعاءٌ مُزَفَّتٌ، وجَرَّةُ مزَفَّتة، مَطْلِيَّة بالزِّفْتِ. وَيُقَالُ لِبَعْضِ أَوعية الْخَمْرِ: المُزَفَّتُ، وَهُوَ المُقَيَّر. وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنْ هَذَا الوِعاءِ المُزَفَّتِ، أَن يُنْتَبذ فِيهِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَنه نَهَى عَنِ المُزَفَّتِ مِنَ الأَوعية ؛ قَالَ: هُوَ الإِناءُ الَّذِي طُليَ بالزِّفْتِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الْقَارِ، ثُمَّ انْتُبِذ فِيهِ. والزِّفْت: غَيْرُ القِيرِ الَّذِي تُقَيَّر بِهِ السُّفُن، إِنما هُوَ

شَيْءٌ أَسْودُ أَيضاً، تُمَتَّن بِهِ الزِّقاقُ لِلْخَمْرِ وَالْخَلِّ، وقِيرُ السُّفُن يُيَبَّسُ عَلَيْهِ، وزِفْتُ الحَمِيت لَا يُيَبَّسُ؛ والزِّفْتُ: شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنَ الأَرض، يَقَعُ فِي الأَودية، وَلَيْسَ هُوَ ذَلِكَ الزفتَ الْمَعْرُوفَ. التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: زَفَتَ فلانٌ فِي أُذنِ الأَصَمّ الحديثَ زَفْتاً، وكَتَّه كَتّاً، بمعنىً. زكت: زَكَتَ الإِناءَ زَكْتاً وزَكَّتَه: كِلَاهُمَا مَلأَه. وزَكَتَه الرَّبْوُ يَزْكُتُه: مَلأَ جَوفَه. الأَحمر: زَكَّتُّ السِّقاءَ والقِربةَ تَزْكِيتاً: مَلأْتُه، والسقاءُ مَزْكُوتٌ ومُزَكَّتٌ. ابْنُ الأَعرابي: زَكَّتَ فلانٌ فُلَانًا عَلَيَّ يُزَكِّتُه أَي أَسْخَطه. وأَزْكَتَتِ المرأَةُ بِغُلَامٍ: وَلَدَتْهُ، وقِربة مَزْكُوتة، ومَوكُوتةٌ، ومَزكُورةٌ، ومَوكُورة، بِمَعْنًى وَاحِدٍ: مَمْلُوءَةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: زَفَتَ فلانٌ فِي أُذنِ الأَصَمِّ الحديثَ زَفْتاً، وكَتَّه كَتَّاً، وزَكَتَه، بِمَعْنًى. وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه كَانَ مَزْكُوتاً أَي مَمْلُوءًا عِلْمًا؛ هُوَ مِنْ زَكَتُّ الإِناءَ إِذا ملأْته. وزَكَتَه الحديثَ زَكْتاً إِذا أَوعاه إِياه. وَقِيلَ: أَراد كَانَ مَذّاءً من المَذْيِ. زمت: الزَّمِيتُ والزِّمِّيتُ: الْحَلِيمُ السَّاكِنُ، الْقَلِيلُ الْكَلَامِ، كالصِّمِّيتِ؛ وَقِيلَ: الساكتُ، وَالِاسْمُ الزَّماتَةُ، وَقَدْ تَزَمَّتَ، وَمَا أَشدَّ تَزَمُّتَه. وَرَجُلٌ مُتَزَمِّتٌ، وزِمِّيتٌ، وَفِيهِ زَماتة. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ زَمِيتٌ وزِمِّيتٌ إِذا تَوَقَّر فِي مَجْلِسِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّمِّيتُ مِثَالُ الفِسِّيق، أَوقَرُ مِنَ الزِّمِيتِ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ مِنْ أَزْمَتِهم فِي الْمَجْلِسِ أَي مِنْ أَرْزَنِهم وأَوْقَرِهم. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؛ وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ، قَالَ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: كَانَ مِنْ أَفْكه الناسِ إِذا خَلا مَعَ أَهله، وأَزْمَتِهم فِي الْمَجْلِسِ ؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُمَا حَدِيثَانِ؛ وقال الشَّاعِرُ فِي الزِّمِّيت بِمَعْنَى السَّاكِنِ: والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ، ... لَيْسَ لمَنْ ضُمِّنَه تَزْبِيتٌ والزُّمَّتُ: طَائِرٌ أَسود، أَحمر الرِّجْلَيْنِ والمِنْقار، يَتَلوَّن فِي الشَّمْسِ أَلواناً، دُونَ الغُدافِ شَيْئًا، ويَدْعُوه الْعَامَّةُ: أَبا قَلَمُونَ. وَيُقَالُ: ازْمَأَتَّ يَزْمَئِتُّ ازْمِئْتاتاً، فَهُوَ مُزْمَئِتٌّ إِذا تَلوَّن أَلواناً مُتَغايرة. زيت: ابْنُ سِيدَهْ: الزَّيتُ مَعْرُوفٌ، عُصارة الزَّيْتون. والزَّيْتُون: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ، والزَّيْتُ: دُهْنه، وَاحِدَتُهُ زَيْتُونة، هَذَا فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَهُ فَعْلوتاً؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مثالٌ فائتٌ، وَمِنَ العَجب أَن يَفُوتَ الكتابَ، وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ، وَعَلَى أَفواه النَّاسِ، قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ تِينُكم هَذَا، وزَيْتُونكم هَذَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إِنهما مَسْجِدَانِ بالشأْم، أَحَدُهُمَا الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَهُ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَقِيلَ: الزَّيْتُونُ جِبَالُ الشأْم. وَيُقَالُ لِلشَّجَرَةِ نَفْسِهَا: زَيْتُونَةٌ، ولثَمرتها: زَيْتُونَةٌ، وَالْجَمْعُ: الزَّيْتون، وَلِلدُّهْنِ الَّذِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ: زَيْتٌ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَبِيعُ الزَّيْتَ: زَيَّاتٌ، وَلِلَّذِي يَعْتَصِره: زَيَّات. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّيْتُونُ مِنَ العِضاه. قَالَ الأَصمعي: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: تَبْقَى الزيتونةُ ثلاثةَ آلافِ سَنَةٍ. قَالَ: وكلُّ زَيْتُونةٍ بفلَسْطِينَ مِنْ غَرْس أُمَم قَبْلَ الرُّوم، يُقَالُ لَهُمُ

فصل السين المهملة

اليُونانِيُّون. وزِتُّ الثَّريدَ والطعامَ أَزِيتُه زَيْتاً، فَهُوَ مَزِيتٌ، عَلَى النَّقْصِ، ومَزْيُوتٌ، عَلَى التَّمام: عَمِلْتُه بالزَّيت؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي النُّقصان يَهْجُو ذَا الأَهْدام: وَلَمْ أَرَ سَوَّاقِينَ غُبْراً، كَساقةٍ ... يَسُوقونَ أَعْدالًا، يُدِلُّ بَعِيرُها جاؤُوا بِعِيرٍ، لَمْ تَكُنْ يَمَنِيَّةً، ... وَلَا حِنْطة الشأْمِ المَزِيتِ خَميرُها هَكَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ؛ وَالرِّوَايَةُ: أَتَتْهم بِعِيرٍ لَمْ تكنْ هَجَرِيَّةً لأَنه لَمَّا أَراد أَن يَنْفِي عَنْ عِيرِ جعفرٍ أَن تَجْلِبَ إِليهم تَمْرًا أَو حِنْطة، إِنما ساقتْ إِليهم السلاحَ والرجالَ فَقَتَلُوهُمْ؛ أَلا تَرَاهُ يَقُولُ قَبْلَ هَذَا: وَلَمْ يأْتِ عِيرٌ قبلَها بِالَّذِي أَتتْ ... بِهِ جَعْفَراً، يومَ الهُضَيْباتِ، عِيرُها أَتَتْهم بعَمْرو، والدُّهَيْمِ، وتِسْعةٍ ... وعِشْرينَ أَعْدالًا، تَمِيلُ أُيُورُها؟ أَي لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الأَعْدالُ الَّتِي حَمَلَتْها العِيرُ مِنْ ثيابِ اليَمن، وَلَا مِنْ حِنْطَةِ الشَّامِ. وَمَعْنَى يُدِلّ: يَذْهَبُ سَنامُه لثِقَلِ حِمْلِه. اللِّحْيَانِيُّ: زِتُّ الخُبْزَ والفَتُوتَ لتَتُّه بزَيْتٍ. وزِتُّ رأْسي ورأْسَ فلانٍ: دَهَنْتُه بِالزَّيْتِ. وازَّتُّ بِهِ: ادَّهَنْتُ. وزِتُّ القَومَ: جعلتُ أَديمهم الزَّيتَ. وزَيَّتُّهم إِذا زَوَّدْتَهم الزيتَ. وزاتَ القومَ يَزيتُهم زَيْتاً: أَطعمهم الزيتَ؛ هَذِهِ رِوَايَةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَزاتُوا: كثُر عِنْدَهُمُ الزيتُ، عَنْهُ أَيضاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذا أَردت أَطعمتهم، أَو وَهَبْتَ لَهُمْ، قُلْتَه: فَعَلْتهم، وإِذا أَردتَ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ كثُر عِنْدَهُمْ، قلتَ: قَدْ أَفْعَلُوا. وازْداتَ فلانٌ إِذا ادَّهَنَ بالزَّيْتِ، وَهُوَ مُزْداتٌ؛ وَتَصْغِيرُهُ بِتَمَامِهِ: مُزَيْتِيتٌ. وَجَاؤُوا يَسْتَزِيتون أَي يَسْتَوْهِبُون الزيتَ. فصل السين المهملة سأت: سَأَتَه يَسْأَتُه سأْتاً: خَنَقه بشدَّة، وَقِيلَ: إِذا خَنَقه حَتَّى يَقْتُلَهُ. الْفَرَّاءُ: السَّأَتانِ جَانِبَا الحُلْقوم، حَيْثُ يَقَعُ فِيهِمَا أَصْبَعَا الْخَانِقِ، وَالْوَاحِدُ سأَتٌ، بِالْفَتْحِ وَالْهَمْزِ. سبت: السِّبْتُ، بِالْكَسْرِ: كلُّ جلدٍ مَدْبُوغٍ، وَقِيلَ: هُوَ المَدْبُوغ بالقَرَظِ خاصَّةً؛ وخَصَّ بعضُهم بِهِ جُلودَ البَقر، مَدْبُوغَةً كَانَتْ أَم غيرَ مَدْبُوغَةٍ. ونِعالٌ سِبْتِيَّة: لَا شَعَرَ عَلَيْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: السِّبْتُ، بِالْكَسْرِ، جُلُودُ الْبَقَرِ المدبوغةُ بالقَرَظ، تُحْذَى مِنْهُ النِّعالُ السِّبْتِيَّة. وخرَج الحجاجُ يَتَوَذَّفُ فِي سِبْتِيَّتَيْنِ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ الْقُبُورِ فِي نَعْلَيْه، فَقَالَ: يَا صاحب السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكَ. قَالَ الأَصمعي: السِّبْتُ الجِلْدُ المدبوغُ، قَالَ: فإِن كَانَ عَلَيْهِ شَعَرٌ، أَو صُوفٌ، أَو وَبَرٌ، فَهُوَ مُصْحَبٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النِّعَالُ السِّبْتِيَّة هِيَ الْمَدْبُوغَةُ بالقَرَظ. قَالَ الأَزهري: وَحَدِيثُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدُلّ عَلَى أَن السِّبْتَ مَا لَا شَعْرَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُبَيْدَ بْنَ جُرَيْج قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: رأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فَقَالَ: رأَيتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَلْبَسُ النِّعال الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا شَعَرٌ، ويتوضأُ فِيهَا، فأَنا أُحِبُّ أَن أَلْبَسَها ؛ قَالَ: إِنما اعْتَرَضَ

عَلَيْهِ، لأَنها نِعَالُ أَهل النعْمة والسَّعَةِ. قَالَ الأَزهري: كأَنها سُمِّيَتْ سِبْتِيَّةً، لأِنَّ شَعْرَهَا قَدْ سُبِتَ عَنْهَا أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بعِلاج مِنَ الدِّبَاغِ، مَعْلُومٍ عِنْدَ دَبَّاغِيها. ابْنُ الأَعرابي: سَمِّيَتِ النِّعَالُ الْمَدْبُوغَةُ سِبْتِيَّة، لِأَنها انْسَبَتَت بِالدِّبَاغِ أَي لانَتْ. وَفِي تَسْمِيَةِ النَّعْلِ المُتَّخَذَة مِنَ السِّبْت سِبْتاً اتساعٌ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ يَلْبَسُ الصوفَ والقُطْنَ والإِبْرَيْسَمَ أَي الثِّيَابَ المُتَّخَذَة مِنْهَا. وَيُرْوَى: السِّبْتِيَّتَيْن، عَلَى النَّسب، وإِنما أَمره بالخَلْع احْتراماً لِلْمَقَابِرِ، لِأَنه يَمْشِي بَيْنَهَا؛ وَقِيلَ: كَانَ بِهَا قَذَر، أَو لاخْتياله فِي مَشْيِه. والسَّبْتُ والسُّباتُ: الدَّهْرُ. وابْنا سُباتٍ: اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فكُنَّا وَهُمْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا ... سِوًى، ثُمَّ كَانَا مُنْجِداً وتِهامِيَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ أَن ابْنَيْ سُباتٍ رجلانِ، رأَى أَحدُهما صاحبَه فِي الْمَنَامِ، ثُمَّ انْتَبَه، وأَحدُهما بنَجْدٍ وَالْآخَرُ بِتهامة. وَقَالَ غَيْرُهُ: ابْنَا سُبات أَخوانِ، مَضَى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ الشمسِ لِيَنْظُرَ مِنْ أَين تَطْلُعُ، وَالْآخَرُ إِلى مَغْرِبِ الشمسِ لِيَنْظُرَ أَين تَغْرُبُ. والسَّبْتُ: بُرْهةٌ مِنَ الدَّهْرِ؛ قَالَ لَبِيدٍ: وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ، ... لَوْ كَانَ، للنَّفْسِ اللَّجُوجِ، خُلودُ وأَقَمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسَنْبَتاً، وسَنْبَتَةً أَي بُرْهةً. والسَّبْتُ: الراحةُ. وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً: اسْتَراحَ وسَكَنَ. والسُّباتُ: نَوْمٌ خَفِيّ، كالغَشْيَةِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: السُّباتُ ابتداءُ النَّوْمِ فِي الرأْس حَتَّى يَبْلُغَ إِلى الْقَلْبِ. وَرَجُلٌ مَسْبُوتٌ، مِنَ السُّباتِ، وَقَدْ سُبِتَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وتَرَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا، ... قَدْ هَمَّ، لَمَّا نَامَ، أَنْ يَمُوتَا التَّهْذِيبِ: والسَّبْتُ السُّباتُ؛ وأَنشد الأَصمعي: يُصْبِحُ مَخْمُوراً، ويُمْسِي سَبْتا أَي مَسْبُوتاً. والمُسْبِتُ: الَّذِي لَا يَتَحَرَّكُ، وَقَدْ أَسْبَتَ. وَيُقَالُ: سُبِتَ المريضُ، فَهُوَ مَسْبُوت. وأَسْبَتَ الحَيَّةُ إِسْباتاً إِذا أَطْرَقَ لَا يَتَحَرَّكُ، وَقَالَ: أَصَمُّ أَعْمَى، لَا يُجِيب الرُّقَى، ... مِنْ طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْباتِ والمَسْبُوتُ: المَيِّتُ والمَغْشِيُّ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ الْعَلِيلُ إِذا كَانَ مُلْقىً كَالنَّائِمِ يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ فِي أَكثر أَحواله، مَسْبُوتٌ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا تَسْأَلُ عَنْ شَيْخٍ نومُه سُباتٌ، وليلُه هُباتٌ؟ السُّباتُ: نَوْمُ المريضِ والشيخِ المُسِنِّ، وَهُوَ النَّومةُ الخَفيفة، وأَصْلُه مِنَ السَّبْتِ، الراحةِ والسُّكونِ، أَو مِنَ القَطْع وتَرْكِ الأَعْمال. والسُّباتُ: النَّومُ، وأَصْلُه الراحةُ، تَقُولُ مِنْهُ: سَبَتَ يَسْبُتُ، هَذِهِ بِالضَّمِّ وَحْدَهَا. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً أَي قِطَعاً؛ والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنه إِذا نَامَ، فَقَدِ انْقَطَعَ عَنِ النَّاسِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: السُّباتُ أَن يَنْقَطِعَ عَنِ الْحَرَكَةِ، والروحُ فِي بَدَنِهِ، أَي جَعَلْنَا نَوْمَكُمْ رَاحَةً لَكُمْ. والسَّبْتُ: مِنْ أَيام الأُسبوع، وإِنما سُمِّيَ السابعُ مِنْ

أَيام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن اللَّهَ تَعَالَى ابتدأَ الْخَلْقَ فِيهِ، وَقَطَعَ فِيهِ بعضَ خَلْق الأَرض؛ وَيُقَالُ: أَمر فِيهِ بَنُو إِسرائيل بِقَطْعِ الأَعمال وَتَرْكِهَا؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: وإِنما سُمِّيَ سَبْتاً، لِأَن ابْتِدَاءَ الْخَلْقِ كَانَ مِنْ يَوْمِ الأَحد إِلى يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي السَّبْتِ شَيْءٌ مِنَ الْخَلْقِ، قَالُوا: فأَصبحتْ يومَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قَدْ تَمَّتْ، وانْقَطَع العملُ فِيهَا؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَن الْيَهُودَ كَانُوا يَنْقَطِعون فِيهِ عَنِ الْعَمَلِ وَالتَّصَرُّفِ، وَالْجَمْعُ أَسبُتٌ وسُبُوتٌ. وَقَدْ سَبَتُوا يَسْبِتُون ويَسْبُتون، وأَسْبَتُوا: دخَلُوا فِي السَّبْتِ. والإِسْباتُ: الدخولُ فِي السَّبْتِ. والسَّبْتُ: قيامُ الْيَهُودِ بأَمر سُنَّتِها. قَالَ تَعَالَى: وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً، والنَّوْمَ سُباتاً ؛ قَالَ: قَطْعاً لأَعْمالكم. قَالَ: وأَخطأَ مَنْ قَالَ: سُمِّيَ السَبْتَ، لِأَن اللَّهَ أَمر بَنِي إِسرائيل فِيهِ بِالِاسْتِرَاحَةِ؛ وخَلَق هُوَ، عَزَّ وَجَلَّ، السَّمَاوَاتِ والأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيام، آخِرُهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ اسْتَرَاحَ وَانْقَطَعَ الْعَمَلُ، فَسُمِّيَ السابعُ يَوْمَ السَّبْتِ. قَالَ: وَهَذَا خطأٌ لأَنه لَا يُعلم فِي كَلَامِ الْعَرَبِ سَبَتَ، بِمَعْنَى اسْتَراح، وإِنما مَعْنَى سَبَتَ: قَطَعَ، وَلَا يُوصَفُ اللَّهُ، تَعَالَى وتَقَدَّس، بِالِاسْتِرَاحَةِ، لأَنه لَا يَتْعَبُ، وَالرَّاحَةُ لَا تَكُونُ إِلا بَعْدَ تَعَبٍ وشَغَلٍ، وَكِلَاهُمَا زَائِلٌ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ: وَاتَّفَقَ أَهل الْعِلْمِ عَلَى أَن اللَّهَ تَعَالَى ابتدأَ الْخَلْقَ يَوْمَ السَّبْت، وَلَمْ يَخْلُقْ يومَ الْجُمُعَةِ سَمَاءً وَلَا أَرضاً. قَالَ الأَزهري: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ، مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ التُّربةَ يومَ السَّبْت، وَخَلَقَ الْحِجَارَةَ يَوْمَ الأَحد، وَخَلَقَ السَّحَابَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وخَلَق الكُرومَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الأَربعاء، وَخَلَقَ الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ وَغُرُوبِ الشَّمْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَمَا رأَينا الشمسَ سَبْتاً ؛ قِيلَ: أَراد أُسبوعاً مِنَ السَّبْت إِلى السَّبْت، فأَطلق عَلَيْهِ اسْمَ الْيَوْمِ، كَمَا يُقَالُ: عِشْرُونَ خَرِيفًا، ويرادُ عِشْرُونَ سَنَةً؛ وَقِيلَ: أَراد بالسَّبْتِ مُدَّةً مِنَ الأَزمان، قَلِيلَةً كَانَتْ أَو كَثِيرَةً. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَكُ سَبْتِيًّا أَي مِمَّنْ يَصُومُ السَّبْتَ وَحْدَهُ. وسَبَتَ عِلاوَتَه: ضَرَبَ عُنُقَه. والسَّبْتُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: ومَطْوِيَّةِ الأَقْرَابِ، أَما نَهارُها ... فسَبْتٌ، وأَما ليلُها فزَمِيلُ وسَبَتَت الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتاً، وَهِيَ سَبُوتٌ. والسَّبْت: سَيْر فَوْقَ العَنَقِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْر، وَفِي نُسْخَةٍ: سَيْرُ الإِبل؛ قَالَ رؤْبة: يَمْشِي بِهَا ذُو المِرَّةِ السَّبُوتُ، ... وهْوَ مِنَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ والسَّبْتُ أَيضاً: السَّبْقُ فِي العَدْوِ. وَفَرَسٌ سَبْتٌ إِذا كَانَ جَوَادًا، كَثِيرَ العَدْو. والسَّبْت: الحَلْقُ، وَفِي الصِّحَاحِ: حَلْقُ الرأْس. وسَبَتَ رأْسَهُ وشعرَه يسْبُتُه سَبْتاً، وسَلَتَه، وسَبَدَه: حَلَقَه؛ قَالَ: وسَبَدَه إِذا أَعْفَاه، وَهُوَ مِنَ الأَضدادِ. وسَبَتَ الشيءَ سَبْتاً وسَبَّتَه: قَطَعَه، وخَصَّ بِهِ اللِّحْيَانِيُّ الأَعناقَ. وسَبَتَت اللُّقْمةُ حَلْقي وسَبَّتَتْه: قَطَعَتْه، وَالتَّخْفِيفُ أَكثر. والسَّبْتاء مِنَ الأَرض: كالصَّحْراء، وَقِيلَ: أَرض سَبْتاء، لَا شَجَرَ فِيهَا. أَبو زَيْدٍ: السَّبْتاء الصَّحْرَاءُ، وَالْجَمْعُ سَباتي وَسَبَاتَى. وأَرضٌ سَبْتاء: مُستَوِية.

وانْسَبَتَتِ الرُّطَبة: جَرَى فِيهَا كُلِّهَا الإِرْطابُ. وانْسَبَتَ الرُّطَبُ: عَمَّه كلَّه الإِرْطابُ. ورُطَبٌ مُنسبِتٌ عَمَّه الإِرْطابُ. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ أَي لانَتْ. ورُطَبةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَي لَيِّنة؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: بَطَلٌ كأَنَّ ثِبابَه فِي سَرْحَةٍ، ... يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، لَيْسَ بتَوأَمِ مَدَحَهُ بأَربع خِصَالٍ كِرَامٍ: إِحداها أَنه جَعَلَهُ بَطَلًا أَي شُجَاعًا، الثَّانِيَةُ أَنه جَعَلَهُ طَوِيلًا، شَبَّهَهُ بالسَّرْحة، الثَّالِثَةُ أَنه جَعَلَهُ شَرِيفًا، للُبْسه نِعالَ السِّبْتِ، الرَّابِعَةُ أَنه جَعَلَهُ تامَّ الخَلْق نَامِيًا، لِأَن التَّوْأَم يَكُونُ أَنْقَصَ خَلْقاً وقوَّة وعَقْلًا وخُلُقاً. والسَّبْتُ: إِرسال الشَّعَرِ عَنِ العَقْصِ. والسُّبْتُ والسَّبْتُ: نَبات شِبْه الخِطْمِيِّ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ أَنشد قُطْرُبٌ: وأَرْضٍ يَحارُ بِهَا المُدْلِجُونْ، ... تَرَى السُّبْتَ فِيهَا كرُكنِ الكَثِيبْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السِّبِتُّ نَبْتٌ، معرَّب مِنْ شِبِتٍّ؛ قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنه السَّنُّوتُ. والسَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى: الجَرِيء المُقْدِم مِن كُلِّ شَيْءٍ، وَالْيَاءُ للإِلحاق لَا للتأْنيث، أَلا تَرَى أَن الْهَاءَ تَلْحَقُهُ وَالتَّنْوِينُ، وَيُقَالُ: سَبَنْتاة وسَبَنْداة؟ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ رَجُلًا: كأَنَّ الليلَ لَا يَغْسُو عَلَيْهِ، ... إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا يَعْنِي النَّاقَةَ. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ، ويُشْبِهُ أَن يكونَ سُمِّيَ بِهِ لجُرْأَتِه؛ وَقِيلَ: السَّبَنْتَى الأَسَدُ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَرْثِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ إِمامٍ، وبارَكَتْ ... يَدُ اللَّه فِي ذاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وَمَا كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ وفَاتُه ... بكَفَّيْ سَبَنْتَى، أَزْرَقِ العَيْنِ، مُطْرِقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لمُزَرِّدٍ «3»، أَخي الشَّماخ. يَقُولُ: مَا كنتُ أَخْشَى أَن يَقْتُلَهُ أَبو لُؤْلُؤَةَ، وأَن يَجْتَرِئَ عَلَى قَتْلِهِ. والأَزْرَقُ: العَدُوُّ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يَكُونُ أَزْرَقَ الْعَيْنِ، وَذَلِكَ يَكُونُ فِي العَجَم. والمُطْرِقُ: المُسْتَرْخي الْعَيْنِ. وَقِيلَ: السَّبَنْتَاة اللَّبُؤَةُ الجَريئة؛ وَقِيلَ: النَّاقَةُ الجَريئة الصَّدْرِ، وَلَيْسَ هَذَا الأَخير بِقَوِيٍّ، وَجَمْعُهَا سَبانتُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْمَعُهَا سَباتَى؛ وَيُقَالُ للمرأَة السَّلِيطة: سَبَنْتَاة؛ وَيُقَالُ: هِيَ سَبَنْتَاةٌ فِي جِلْدِ حَبَنْداة. سبخت: سُبُّخْتٌ: لَقَبُ أَبي عُبَيْدَةَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَخُذْ مِن سَلْح كَيْسانٍ، ... ومِنْ أَظْفَارِ سُبُّخْتِ سبرت: السُّبْرُوتُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. مالٌ سُبْرُوتٌ: قَلِيلٌ. والسُّبْرُتُ، والسُّبْرُوتُ، والسِّبْرِيتُ، والسِّبْراتُ: الْمُحْتَاجُ المُقِلُّ؛ وَقِيلَ: الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ. وَهُوَ السِّبْرِيتةُ، والأُنثى سِبْرِيتة أَيضاً. والسُّبْرُوتُ أَيضاً: المُفْلِسُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ سُبْرُوتٌ وسِبْرِيتٌ، وامرأَةٌ سُبْرُوتَةٌ وسِبْريتةٌ إِذا كَانَا فَقِيرَيْنِ، مِن رِجَالٍ ونساء سَبارِيتَ،

_ (3). قوله [البيت لمزرد] تبع في ذلك أَبا رياش. قال الصاغاني وليس له أَيضاً. وقال أَبو محمد الأَعرابي إنه لجزء أَخي الشماخ وهو الصحيح. وقيل إن الجن قد ناحت عليه بهذه الأبيات.

وَهُمُ الْمَسَاكِينُ وَالْمُحْتَاجُونَ. الأَصمعي: السُّبْرُوتُ الْفَقِيرُ. والسُّبْرُوت: الشَّيْءُ التَّافِهُ القَليلُ. والسُّبْروت: الْغُلَامُ الأَمْرد. والسُّبْرُوتُ: الأَرض الصَّفْصَف؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الأَرضُ القَفْر. والسُّبْرُوتُ: الْقَاعُ لَا نَبات فِيهِ؛ وأَرْضٌ سِبْراتٌ، وسِبْريتٌ، وسُبْرُوتٌ: لَا نَبَاتَ بِهَا؛ وَقِيلَ: لَا شَيْءَ فِيهَا، وَالْجَمْعُ سَباريتُ وسَبارٍ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الأَصمعي: أَرض بَنِي فُلَانٍ سُبرُوتٌ وسِبْريتٌ، لَا شَيْءَ فِيهَا. وَحَكَى: أَرضٌ سَباريتُ، كأَنه جَعَلَ كلَّ جُزء مِنْهَا سُبْرُوتاً، أَو سِبْرِيتاً. أَبو عُبَيْدٍ: السَّباريتُ الفَلَواتُ الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا؛ الأَصمعي: السَّباريتُ الأَرض الَّتِي لَا يَنْبُتُ فِيهَا شَيْءٌ، وَمِنْهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ المُعْدِم سُبْرُوتاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا ابْنَةَ شَيْخٍ مَا لَه سُبْرُوتُ والسُّبْرُوت: الطويلُ. ستت: التَّهْذِيبِ، اللَّيْثُ: السِّتُّ والسِّتَّة فِي التأْسيس عَلَى غَيْرِ لَفْظَيْهِمَا، وَهُمَا فِي الأَصل سِدْسٌ وسِدْسَةٌ، وَلَكِنَّهُمْ أَرادوا إِدغام الدَّالِ فِي السِّينِ، فَالْتَقَيَا عِنْدَ مَخْرَج التَّاءِ، فغَلَبَتْ عَلَيْهَا كَمَا غَلَبَتِ الحاءُ عَلَى الْعَيْنِ فِي لُغَةِ سَعْد، فَيَقُولُونَ: كنتُ مَحَهُمْ، فِي مَعْنَى مَعَهُم. وَبَيَانُ ذَلِكَ: أَنك تُصَغِّرُ سِتَّةً سُدَيْسةً، وَجَمِيعُ تَصْغِيرِهَا عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الأَسداس. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جاءَ فُلَانٌ خَامِسًا وَخَامِيًا، وَسَادِسًا وَسَادِيًا وَسَاتًّا؛ وأَنشد: إِذا مَا عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، ... فزَوْجُكِ خامِسٌ، وأَبوكِ سَادِي قَالَ: فَمَنْ قَالَ سَادِسًا، بَنَاهُ عَلَى السِّدْسِ، ومَن قَالَ سَاتًّا بَنَاهُ عَلَى لَفْظِ سِتَّة وسِتٍّ، والأَصْلُ سِدْسَة، فأَدغموا الدَّالَ فِي السِّينِ، فَصَارَتْ تَاءً مُشَدَّدَةً؛ وَمَنْ قَالَ سَادِيًا وخامِياً، أَبدل مِنَ السِّينِ يَاءً؛ وَقَدْ يُبَدِّلُونَ بَعْضَ الْحُرُوفِ يَاءً، كَقَوْلِهِمْ فِي إِما إِيما، وَفِي تَسَنَّن تَسَنَّى، وَفِي تَقَضَّضَ تَقَضَّى، وَفِي تَلَعَّعَ تَلَعَّى، وَفِي تَسَرَّرَ تَسَرَّى. الْكِسَائِيُّ: كَانَ القومُ ثَلَاثَةً فرَبَعْتُهم أَي صِرْتُ رابعَهم، وَكَانُوا أَربعة فَخَمَسْتُهم، وَكَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ، وَكَذَلِكَ إِذا أَخذتَ الثُّلُثَ مِنْ أَموالهم، أَو السُّدُسَ، قلتَ: ثَلَثْتهم، وَفِي الرُّبُع: رَبَعْتُهم، إِلى العُشْر؛ فإِذا جِئْتَ إِلى يَفْعل، قُلْتَ فِي الْعَدَدِ: يَخْمِسُ ويَثْلِثُ إِلى العَشْر إِلّا ثَلَاثَةَ أَحرف، فإِنها بِالْفَتْحِ فِي الْحَدَّيْنِ جَمِيعًا، يَرْبَعُ ويَسْبَعُ ويَتْسَعُ؛ وَتَقُولُ فِي الأَموال: يَثْلُث ويَخْمُس ويَسْدُسُ، بِالضَّمِّ، إِذا أَخذت ثُلُثَ أَموالهم، أَو خُمْسَها، أَو سُدْسَها؛ وَكَذَلِكَ عَشَرَهُمْ يَعْشُرهم إِذا أَخَذ مِنْهُمُ العُشْرَ، وعَشَرَهم يَعْشِرُهُمْ إِذا كَانَ عاشِرَهم. الأَصمعي: إِذا أَلْقَى البَعِيرُ السِّنَّ التي بعد الرَّباعِيَةِ، وَذَلِكَ فِي السَّنةِ الثامنةِ، فَهُوَ سَدَسٌ وسَديسٌ، وَهُمَا فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، بِغَيْرِ هَاءٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ عِنْدِي سِتَّةُ رجالٍ وسِتُّ نِسْوةٍ، وَتَقُولُ: عِنْدِي ستةُ رجالٍ ونِسْوةٍ أَي عِنْدِي ثلاثةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ، وثلاثٌ مِنْ هَؤُلَاءِ؛ وإِن شِئْتَ قُلْتَ: عِنْدِي ستةٌ رِجَالٍ ونِسْوةٌ، فَنَسَقْتَ بِالنِّسْوَةِ عَلَى السِّتَّةِ أَي عِنْدِي ستةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ، وَعِنْدِي نسوةٌ. وَكَذَلِكَ كلُّ عَدَدٍ احْتَمَلَ أَن يُفْرَدَ مِنْهُ جمعانِ، مِثْلَ السِّتِّ والسَّبْع وَمَا فَوْقَهُمَا، فَلَكَ فِيهِ الْوَجْهَانِ؛ فإِن كَانَ عَدَدٌ لَا يَحْتَمِلُ أَن يُفْرَدَ مِنْهُ جَمْعَانِ، مِثْلَ الخَمْسِ والأَرْبَعِ والثلاثِ، فَالرَّفْعُ لَا غَيْرَ، تَقُولُ:

عِنْدِي خمسةُ رِجَالٍ ونِسوةٌ، وَلَا يَكُونُ الخَفْضُ، وَكَذَلِكَ الأَربعة وَالثَّلَاثَةُ، وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ. والسِّتُّون: عَقْدٌ بَيْنَ عَقْدَي الْخَمْسِينَ وَالسَّبْعِينَ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى غَيْرِ لفظِ واحِده، والأَصلُ فِيهِ السِّتُّ؛ تَقُولُ: أَخذتُ مِنْهُ سِتِّينَ دِرْهَمًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سَعْداً خَطَبَ امرأَةً بِمَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ إِنها تَمْشِي عَلَى سِتٍّ إِذا أَقْبَلَتْ، وَعَلَى أَربع إِذا أَدْبَرَتْ ؛ يَعْنِي بالسِّتِّ يَدَيْهَا وثَدْيَيْها ورِجْلَيها أَي أَنها لعِظَم ثَدْيَيْهَا وَيَدَيْهَا، كأَنها تَمْشِي مُكِبَّةً، والأَربعُ رِجْلَاهَا وأَليتاها، وأَنهما كَادَتَا تَمَسَّان الأَرضَ لِعِظَمِهِمَا، وَهِيَ بنتُ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّةُ الَّتِي قِيلَ فِيهَا تُقْبِلُ بأَربع وتُدْبِرُ بثَمانٍ، وَكَانَتْ تحتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مُعْظَمَ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ فِي تَرْجَمَةِ سَدَسَ. ابْنُ الأَعرابي: السَّتُّ الكلامُ القبيحُ، يُقَالُ: سَتَّه وسَدَّه إِذا عَابَهُ. والسَّدُّ: العَيْبُ. وأَما اسْتٌ، فَيُذْكَرُ فِي بَابِ الْهَاءِ، لأَن أَصلها سَتَهٌ، بالهاء، والله أَعلم. سجست: سِجْسَتانُ وسَجِسْتانُ: كُورَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الرُّبَاعِيِّ. سحت: السُّحْتُ والسُّحُتُ: كلُّ حَرَامٍ قَبِيحِ الذِّكر؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا خَبُثَ مِنَ المَكاسب وحَرُم فلَزِمَ عَنْهُ العارُ، وقَبيحُ الذِّكْر، كَثَمن الْكَلْبِ وَالْخَمْرِ وَالْخِنْزِيرِ، والجمعُ أَسْحاتٌ؛ وإِذا وَقَع الرجلُ فِيهَا، قِيلَ: قَدْ أَسْحَتَ الرجلُ. والسُّحْتُ: الحرامُ الَّذِي لَا يَحِلُّ كَسْبُه، لأَنه يَسْحَتُ البركةَ أَي يُذْهِبُها. وأَسْحَتَتْ تجارتُه: خَبُثَتْ وحَرُمَتْ. وسَحَتَ فِي تِجَارَتِهِ، وأَسْحَتَ: اكْتَسَبَ السُّحْتَ. وسَحَتَ الشيءَ يَسْحَتُه سَحْتاً: قَشَره قَلِيلًا قَلِيلًا. وسَحَتُّ الشَّحْمَ عَنِ اللَّحْمِ: قَشَرْتُه عَنْهُ، مِثْلَ سَحَفْتُه. والسَحْتُ: العذابُ. وسَحَتْناهم: بَلَغْنا مَجْهُودَهم فِي المَشَقَّة عَلَيْهِمْ. وأَسْحَتْناهم: لُغَةٌ. وأَسْحَتَ الرجلَ: اسْتَأْصَلَ مَا عِنْدَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ ؛ قُرِئَ فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ ، ويَسْحَتَكم، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْحَاءِ؛ ويُسْحِتُ: أَكثر. فيَسْحَتكم: يَقْشِركم؛ ويُسْحِتَكُمْ: يَسْتَأْصِلكم. وسَحَتَ الحَجَّامُ الخِتانَ سَحْتاً، وأَسْحَتَه: اسْتَأْصله، وَكَذَلِكَ أَغْدَفَه. يُقَالُ: إِذا خَتَنْتَ فلا تُغْدِفْ، وَلَا تُسْحِتْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَحَتَ رأْسَه سَحْتاً وأَسْحَتَه: اسْتَأْصَلَه حَلْقاً. وأَسْحَتَ مالَه: اسْتَأْصَلَه وأَفْسَدَه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وعَضّ زمانٍ، يَا ابنَ مَرْوانَ، لَمْ يَدَعْ ... مِنَ المالِ إِلَّا مُسْحَتاً، أَو مُجَلَّفُ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ سَحَتَ وأَسْحَتَ، وَيُرْوَى: إِلا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّف، ومَن رَوَاهُ كَذَلِكَ، جَعَلَ مَعْنَى لَمْ يَدَعْ، لَمْ يَتَقارَّ؛ وَمَنْ رَوَاهُ: إِلا مُسْحَتاً، جَعَلَ لَمْ يَدَعْ، بِمَعْنَى لَمْ يَتْرُكْ، وَرَفَعَ قَوْلَهُ: أَو مُجَلَّفٌ بإِضمارٍ، كأَنه قَالَ: أَو هُوَ مُجَلَّف؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ قَوْلُ الْكِسَائِيِّ. ومالٌ مَسْحُوتٌ ومُسْحَتٌ أَي مُذْهَبٌ. والسَّحِيتَةُ مِنَ السَّحاب: الَّتِي تَجْرُفُ مَا مَرَّتْ بِهِ. وَيُقَالُ: مالُ فلانٍ سُحْتٌ أَي لا شيء على من اسْتَهْلَكه؛ ودَمُه سُحْتٌ أَي لا شيء على من سَفَكه، واشتقاقُه مِنَ السَّحْتِ، وَهُوَ الإِهلاكُ والاسْتئصال. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْمَى لجُرَشَ حِمًى، وكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ كِتَابًا فِيهِ: فَمَنْ رَعاه مِنَ النَّاسِ فمالُه سُحْتٌ أَي هَدَرٌ. وقرئَ: أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ، مُثَقَّلًا ومخفَّفاً،

وتأْويلُه أَن الرُّشَى الَّتِي يأْكلونها، يُعقِبُهم اللَّهُ بِهَا، أَن يُسْحِتَهم بِعَذَابٍ، كَمَا قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً، فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ رَواحة وخَرْصِ النَّخْل، أَنه قَالَ ليَهُودِ خَيْبَر، لَمَّا أَرادوا أَن يَرْشُوه: أَتُطْعِمُوني السُّحْتَ أَي الحرامَ؛ سَمَّى الرَّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ سُحْتاً. وَفِي الْحَدِيثِ: يأْتي عَلَى النَّاسِ زمانٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ كَذَا وَكَذَا. والسُّحْتُ: الهَدِيَّة أَي الرَّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ وَالشَّهَادَةِ وَنَحْوِهِمَا، ويَرِدُ فِي الْكَلَامِ عَلَى الْمَكْرُوهِ مَرَّةً، وَعَلَى الْحَرَامِ أُخرى، ويُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِالْقَرَائِنِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وأُسْحِتَ الرجلُ، عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْمَفْعُولِ: ذَهَبَ مالُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والسَّحْتُ: شِدَّةُ الأَكْل والشُّرْب. وَرَجُلٌ سُحْتٌ وسَحِيتٌ ومَسْحُوتٌ: رَغِيبٌ، واسعُ الْجَوْفِ، لَا يَشْبَعُ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ مَسْحُوتُ الجَوْف لَا يَشْبَعُ؛ وَقِيلَ: المَسْحوتُ الْجَائِعُ، والأُنثى مَسْحُوتة بِالْهَاءِ. وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ يونسَ، صلواتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، والحُوتَ الَّذِي الْتَهَمه: يُدْفَعُ عَنْهُ جَوْفُه المَسْحُوتُ يَقُولُ: نَحَّى اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، جَوانِبَ جَوْفِ الحوتِ عَنْ يونُس وَجَافَاهُ عَنْهُ، فَلَا يُصِيبه مِنْهُ أَذًى؛ ومَن رَوَاهُ: [يَدْفَعُ عَنْهُ جَوْفُه المَسْحُوتُ] يُرِيدُ أَن جوفَ الحُوت صَارَ وِقَايَةً لَهُ مِنَ الغَرق، وإِنما دَفَع اللهُ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِيَّ يَقُولُ: بَرْدٌ بَحْتٌ، وسَحْتٌ، ولَحْتٌ أَي صَادِقٌ، مِثْلَ ساحةِ الدَّارِ وباحَتِها. والسُّحْلُوتُ: الماجِنَةُ. سخت: السُّخْتُ: أَوّلُ مَا يَخْرُجُ مِنَ بَطْنِ ذِي الخُفِّ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه، قَبْلَ أَن يَأْكُلَ، والعِقْيُ مِنَ الصَّبِيِّ سَاعَةَ يولَدُ، وَهُوَ مِنَ الْحَافِرِ الرَّدَجُ. والسُّخْتُ مِنَ السَّلِيل: بِمَنْزِلَةِ الرَّدَج، يَخْرُجُ أَصْفَر فِي عِظَم النَّعْل. واسْخاتَّ الجُرْحُ اسْخِيتاتاً: سَكَنَ ورَمُه. وَشَيْءٌ سَخْتٌ وسِخْتِيتٌ: صُلْبٌ دقيقٌ، وأَصله فَارِسِيٌّ. والسِّخْتِيتُ: دُقاقُ التُّرَابِ، وَهُوَ الغُبار الشديدُ الِارْتِفَاعِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: جاءَتْ مَعاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتَا، ... وَهِيَ تُثِيرُ الساطِعَ السِّخْتِيتَا وَيُرْوَى: الشِّخْتِيتَا، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ دُقاق السَّويق؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّويقُ الَّذِي لَا يُلَتُّ بالأُدْم. الأَصمعي: يُسَمَّى السَّويقُ الدُّقاقُ السِّخْتِيتَ، وَكَذَلِكَ الدَّقِيقُ الحُوَّارى: سِخْتِيتٌ. وكَذِبٌ سِخْتِيتٌ: خَالِصٌ؛ قَالَ رؤْبة: هَلْ يُنْجِيَنِّي كَذِبٌ سِخْتِيتُ، ... أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي: سِخْتِيتٌ، بِالْكَسْرِ، أَي شَدِيدٌ؛ وأَنشد لرؤْبة: هَلْ يُنْجِيَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ قَالَ أَبو علي: سِخْتِيتٌ مِنَ السَّخْتِ، كزِحْلِيلٍ مِنَ الزَّحْلِ. والسَّخْتُ: الشَّدِيدُ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ هَذَا حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ أَي شَدِيدٌ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وهم ربما استعملوا بَعْضَ كَلَامِ الْعَجَمِ، كَمَا قَالُوا للمِسْحِ بِلاسٌ. أَبو عَمْرٍو: السِّخْتِيتُ الدَّقِيقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: وَلَوْ سَبَخْتَ الوَبَر العَمِيتَا،

وبِعْتَهم طَحِينَك السِّخْتِيتَا، ... إِذَنْ رَجَوْنا لكَ أَن تَلُوتَا اللَّوْتُ: الكِتمانُ. والسَّبْخُ: سَلُّ الصُّوفِ والقُطْنِ. التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: نَخَتَ فلانٌ لفلانٍ، وسَخَتَ لَهُ إِذا اسْتَقْصَى فِي القول. سفت: سَفِتَ الماءَ والشَّرابَ، بِالْكَسْرِ، يَسْفَتُه سَفْتاً: أَكثر مِنْهُ، فَلَمْ يَرْوَ. وسَفِتُّ الْمَاءَ أَسْفَتُه سَفْتاً، كَذَلِكَ؛ وَكَذَلِكَ سَفِهْتُه وسَفِفْتُه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: السَّفِتُ الطعامُ الَّذِي لَا برَكة فِيهِ. والسِّفْتُ لُغَةٌ فِي الزفْت؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. واسْتَفَتَ الشيءَ: ذَهَب بِهِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. سقت: سَقِتَ الطعامُ سَقْتاً وسَقَتاً، فَهُوَ سَقِتٌ: لَمْ تكن له بَرَكة. سكت: السَّكْتُ والسُّكُوتُ: خلافُ النُّطْقِ؛ وَقَدْ سَكَتَ يَسْكُتُ سَكْتاً وسُكاتاً وسُكوتاً، وأَسْكَتَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ سَكَتَ الصائتُ يَسْكُتُ سُكوتاً إِذا صَمَت؛ وَالِاسْمُ مِنْ سَكَت: السَّكْتةُ والسُّكْتةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: تَكَلَّم الرجلُ ثُمَّ سَكَت، بِغَيْرِ أَلف، فإِذا انْقَطَعَ كلامُه فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، قِيلَ: أَسْكَتَ؛ وأَنشد: قَدْ رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا، ... لَوْ كَانَ مَعْنِيًّا بنَا لَهَيَّتا وَقِيلَ: سَكَتَ تَعَمَّدَ السُّكُوتَ، وأَسْكَتَ: أَطْرَقَ مِنْ فِكْرة، أَو دَاءٍ، أَو فَرَق. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامة: وأَسْكَتَ واسْتَغْضَبَ ومَكَثَ طَوِيلًا أَي أَعْرَضَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ. وَيُقَالُ: ضَرَبْتُه حَتَّى أَسْكَتَ، وَقَدْ أَسْكَتَتْ حَرَكَتُه، فإِن طالَ سُكوتُه مِنْ شَرْبة أَو داءٍ، قِيلَ: بِهِ سُكات. وساكَتَني فَسَكتُّ، والسَّكْتَةُ، بِالْفَتْحِ: دَاءٌ. وأَخَذَهُ سَكْتٌ، وسَكْتةٌ، وسُكاتٌ، وَسَاكُوتَةٌ. وَرَجُلٌ ساكِتٌ، وسَكُوتٌ، وساكُوتٌ، وسِكِّيتٌ، وسِكْتِيتٌ؛ كَثِيرُ السُّكُوت. وَرَجُلٌ سَكْتٌ، بَيِّنُ السَّاكُوتةِ والسُّكُوتِ، إِذا كَانَ كثير السُّكُوت. ورجل سَكِتٌ: قليلُ الْكَلَامِ، فإِذا تَكَلَّمَ أَحسنَ. وَرَجُلٌ سَكِتٌ، وسِكِّيتٌ، وساكوتُ، وَسَاكُوتَةٌ إِذا كَانَ قَلِيلَ الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ عِيٍّ، فإِذا تَكَلَّم أَحْسَنَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قَيس يَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ سِكْتِيتٌ، بِمَعْنَى سِكِّيتٍ. وَرَمَاهُ اللهُ بسُكاتةٍ وسُكاتٍ، وَلَمْ يُفَسّروه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ: بهَمٍّ يُسْكِتُه، أَو بأَمْر يَسْكُت مِنْهُ. وأَصابَ فُلَانًا سُكاتٌ إِذا أَصابه دَاءٌ مَنَعَهُ مِنَ الْكَلَامِ. أَبو زَيْدٍ: صَمَتَ الرجلُ، وأَصْمَتَ، وسَكَتَ، وأَسْكتَ، وأَسْكَتَه اللهُ، وسَكَّته، بِمَعْنًى. ورَمَيْتُه بسُكاته أَي بِمَا أَسْكَتَه. ابْنُ سِيدَهْ: رَمَاهُ بصُماته وسُكاته أَي بِمَا صَمَتَ منه وسَكَتَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذكرتُ الصُّماتَ، هَاهُنَا، لأَنه قَلَّمَا يُتَكَلَّم بسُكاته، إِلّا مَعَ صُماته، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، إِن شَاءَ اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ ماعزٍ: فرمَيْناه بِجَلامِيدِ الحَرَّة حَتَّى سَكَت أَي مَاتَ. والسُّكْتة، بِالضَّمِّ: مَا أُسْكِتَ بِهِ صَبِيٌّ أَو غَيْرُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا لَهُ سِكْتة لِعيالِه وسُكْتة أَي مَا يُطْعِمُهم فيُسْكتُهم بِهِ. والسَّكُوتُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَرْغُو عِنْدَ الرَّحْلَة؛

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بالرَّحْلَةِ، هَاهُنَا، وَضْعَ الرَّحْلِ عَلَيْهَا؛ وَقَدْ سَكَتَتْ سُكُوتاً، وهُنَّ سُكُوتٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُوتَا، ... سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا قَالَ: وروايةُ أَبي العَلاء: يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتَا مِنْ قَوْلِكَ: سَفِتَ الماءَ إِذا شَرِبَ مِنْهُ كَثِيرًا، فَلَمْ يَرْوَ؛ وأَراد باردَ مائِه، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ؛ كَمَا قَالَ: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا، ... تَأْكُلُ بعدَ الخُضْرَةِ اليَبيسا وحَيَّةٌ سَكُوتٌ وسُكاتٌ إِذا لَمْ يَشعُرْ بِهِ الْمَلْسُوعُ حَتَّى يَلْسَعَه؛ وأَنشد يَذْكُرُ رَجُلًا دَاهِيَةً: فَمَا تَزْدَرِي مِنْ حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ، ... سُكاتٍ، إِذا مَا عَضَّ لَيْسَ بأَدْرَدا وَذَهَبَ بِالْهَاءِ إِلى تأْنيث لَفْظِ الْحَيَّةِ. والسَّكْتَة فِي الصَّلَاةِ: أَن يَسْكُتَ بَعْدَ الافْتِتاح، وَهِيَ تُسْتَحبُّ، وَكَذَلِكَ السَّكْتَة بَعْدَ الفَراغ مِنَ الْفَاتِحَةِ. التَّهْذِيبِ: السَّكْتَتان فِي الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَسْكُتَ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ سَكْتةً، ثُمَّ تَفتَتِح الْقِرَاءَةَ، فإِذا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، سَكَتَّ أَيضاً سَكْتَةً، ثُمَّ تَفْتَتح مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا تَقُولُ فِي إِسْكاتَتِك؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ إِفْعالة مِنَ السُّكوت، مَعْنَاهَا سُكوتٌ يَقْتَضِي بَعْدَهُ كَلَامًا، أَو قراءَةً مَعَ قِصَرِ المدَّة؛ وَقِيلَ: أَراد بِهَذَا السُّكوتِ تَرْكَ رَفْعِ الصَّوْت بِالْكَلَامِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ: مَا تَقُولُ فِي إِسْكاتَتِك؟ أَي سُكوتِكَ عَنِ الجَهْر، دُونَ السُّكوت عَنِ القراءَة وَالْقَوْلِ. والسَّكْتُ: مِنْ أَصوات الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بَيْنَ نَغْمَتين، وَهُوَ من السُّكوت. التهذيب: والسَّكْتُ مِنْ أُصول الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بَيْنَ نَغْمَتين مِن غَيْرِ تَنَفُّسٍ، يُراد بِذَلِكَ فَصْلُ مَا بَيْنَهُمَا. وسَكَتَ الغَضَبُ: مِثْلُ سَكَنَ فَتَر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ وَلَمَّا سَكَنَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَلَمَّا سَكَتَ موسَى عَنِ الغَضَبِ، عَلَى القَلب، كَمَا قَالُوا: أَدْخَلْتُ القَلَنْسُوة فِي رأْسي؛ وَالْمَعْنَى أَدْخَلْتُ رأْسي فِي القَلَنْسُوة. قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَوّل الَّذِي مَعْنَاهُ سَكَنَ، هُوَ قَوْلُ أَهل الْعَرَبِيَّةِ. قَالَ: وَيُقَالُ سَكَتَ الرجلُ يَسْكُتُ سَكْتاً إِذا سَكَنَ؛ وسَكَتَ يَسْكُتُ سُكوتاً وسَكْتاً إِذا قَطَع الْكَلَامَ؛ وسَكَتَ الحَرُّ: اشْتَدَّ، ورَكَدَت الرِّيحُ. وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه: سَكَنَتْ. وأَسْكَتَ عَنِ الشَّيْءِ: أَعرَضَ. والسُّكَيْتُ والسُّكَّيْتُ، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ: الَّذِي يَجِيءُ فِي آخِرِ الحَلْبة، آخِرَ الْخَيْلِ. اللَّيْثُ: السُّكَيْتُ مِثْلُ الكُمَيْتِ، خفيفٌ: العاشرُ الَّذِي يجيءُ فِي آخِرِ الْخَيْلِ، إِذا أُجْرِيَتْ، بَقِيَ مُسْكِتاً. وَفِي الصِّحَاحِ: آخِرُ مَا يجيءُ مِنَ الْخَيْلِ فِي الحَلْبة، مِنَ العَشْر الْمَعْدُودَاتِ؛ وَقَدْ يُشَدِّدُ، فَيُقَالُ السُّكَّيْتُ، وهو القاسُور والفِسْكِلُ أَيضاً، وَمَا جَاءَ بَعْدَهُ لَا يُعْتَدُّ بِهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سُكَيْتٌ تَرْخِيمُ سُكَّيتٍ، يَعْنِي أَن تَصْغِيرَ سُكَّيْتٍ إِنما هُوَ سُكَيْكيتٌ، فإِذا رُخِّمَ، حُذفت زَائِدَتَاهُ. وسَكَتَ الفرسُ: جاءَ سُكَيْتاً.

ورأَيتُ أَسْكاتاً مِنَ النَّاسِ أَي فِرَقاً مُتَفَرِّقَةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُمُ الأَوْباش، وَتَقُولُ: كُنْتُ عَلَى سُكَاتِ هَذِهِ الْحَاجَةِ أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْ إِدراكها. سلت: سَلَتَ المِعَى يَسْلِتُه سَلْتاً: أَخرجه بِيَدِهِ؛ والسُّلاتةُ: ما سُلِتَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: فيَنْفُذ الحَمِيم إِلى جَوْفِهِ، فَيَسْلِتُ مَا فِيهِ أَي يَقْطَعُه ويستأْصله. والسَّلْتُ: قَبْضُكَ عَلَى الشَّيْءِ، أَصابه قَذَر ولَطْخٌ، فَتَسْلِتُه عَنْهُ سَلْتاً. وانْسَلَتَ عنَّا: انْسَلَّ مِن غَيْرِ أَن يُعْلَم بِهِ. وَذَهَبَ مِنِّي الأَمْرُ فَلْتَةً وسَلْتَةً أَي سَبَقَني وفاتَني. وسَلَتَ أَنْفَه بِالسَّيْفِ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: وسَلَتَ أَنْفَه يَسْلِتُه ويَسْلُته سَلْتاً: جَدَعَه. وَالرَّجُلُ أَسْلَتُ إِذا أُوعِبَ جَدْعُ أَنفه. والأَسْلَتُ: الأَجْدَع، وبه سمِّي الرجل، وأَبو قَيْس بْنُ الأَسْلَتِ الشاعرُ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أَن عُمَرَ قَالَ مَن يأْخذها بِمَا فِيهَا؟ يَعْنِي الْخِلَافَةَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: مَن سَلَتَ اللهُ أَنفَه أَي جَدَعَه وقَطَعَه. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وأَزْدِ عُمانَ: سَلَتَ اللهُ أَقدامَها أَي قَطَعَها. وسَلَتَ يدَه بالسيف: قَطَعَها. يقال: سَلَتَ فلانٌ أَنف فلانٍ بِالسَّيْفِ سَلْتاً إِذا قطَعَه كُلَّه، وَهُوَ مِنَ الجُدْعانِ أَسْلَتُ. وسَلَتُّه مائةَ سَوْطٍ أَي جَلَدْتُهُ، مثلُ حَلَتُّه. وسَلَتَ دَمَ الْبَدَنَةِ: قَشَره بِالسِّكِّينِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، هَكَذَا حَكَاهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه قَشَر جِلْدَها بِالسِّكِّينِ حَتَّى أَظْهَر دَمها. وسَلَتَ شَعرَه: حَلَقه. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه لَعَنَ السَّلْتاء، والمَرْهاء ؛ السَّلْتاء مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تَخْتَضِبُ. وسَلَتَتِ المرأَةُ الخِضاب عَنْ يَدها إِذا مَسَحَتْهُ وأَلْقَتْه؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا أَلْقَتْ عَنْهَا العُصْمَ، والعُصْمُ: بقيةُ كُلِّ شَيْءٍ وأَثَرُه مِن القَطِرانِ والخِضابِ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وسُئِلَتْ عَنِ الخِضاب، فَقَالَتْ: اسْلِتيه وأَرْغِمِيه. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ سَلَتَ الدمَ عَنْهَا أَي أَماطَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: فَكَانَ يَحْمِلُه عَلَى عاتِقه، ويَسْلُتُ خَشَمَه أَي مُخاطَه عن أَنفه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَرْوِيًّا عَنْ عُمَرَ، وأَنه كَانَ يَحْمِل ابنَ أَمَته مَرْجانةَ. وأَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَحْمِل الحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقِهِ ويَسْلِتُ خَشَمه ؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُ حَدِيثٌ آخَرَ. قَالَ: وأَصلُ السَّلْتِ القَطْعُ. وسَلَتَ رأْسَه أَي حَلَقه. ورأْس مَسْلوتٌ، ومَحَلْوُتٌ، ومَحْلُوقٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وسَلَتَ الحَلَّاقُ رأْسه سَلْتاً، وسَبَتَه سَبْتاً إِذا حَلَقَه. وسَلَتُّ القَصعةَ مِنَ الثَّرِيدِ إِذا مَسَحْتَه. والسُّلاتةُ: مَا يُؤْخَذُ بالإِصبع مِنْ جَوَانِبِ القَصْعة لتَنْظُف. يُقَالُ: سَلَتُّ الْقَصْعَةَ أَسْلُتها سَلْتاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أُمِرْنا أَن نَسْلُتَ الصَّحْفَة أَي نَتَتَبَّعَ مَا بَقِيَ فِيهَا مِنَ الطَّعَامِ، ونَمْسَحَها بالأَصابِع. ومَرَةٌ سَلْتاء: لَا تَعَهَّدُ يَدَيها بالخِضابِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَخْتَضِبُ البتَّةَ. والسُّلْتُ، بِالضَّمِّ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّعِيرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشَّعِيرُ بِعَيْنِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشَّعِيرُ الْحَامِضُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّلْتُ شَعِيرٌ لَا قِشْرَ لَهُ أَجْرَدُ؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنه الْحِنْطَةُ؛ يَكُونُ بالغَوْر وَالْحِجَازِ،

يَتَبَرَّدون بسَويقه فِي الصَّيْف. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَنْ بَيْعِ البَيْضاء بالسُّلْتِ ؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الشَّعِيرِ أَبيضُ لَا قِشْرَ لَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الحِنْطة؛ والأَوّل أَصح، لأَن البيضاء الحنطة. سلحت: السُّلْحُوتُ: الماجِنَةُ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُها تأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ، ... تِلْكَ الخَرِيعُ والهَلُوكُ السُّلْحوتْ سلكت: السُّلْكُوتُ: طائر. سمت: السَّمْتُ: حُسْنُ النَّحْو فِي مَذْهَبِ الدِّينِ، والفعلُ سَمَتَ يَسْمِتُ [يسمُت] سَمْتاً، وإِنه لحَسَنُ السَّمْت أَي حَسَنُ القَصْدِ والمَذْهَب فِي دِينِهِ ودنْياه. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ سَمَتَ لَهُمْ يَسْمِتُ سَمْتاً إِذا هَيَّأَ لَهُمْ وَجْهَ العَمَل ووَجْهَ الْكَلَامِ والرأْي، وَهُوَ يَسْمِتُ سَمْتَه أَي يَنْحُو نَحْوَه. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: مَا أَعْلَم أَحداً أَشْبَهَ سَمْتاً وهَدْياً وَدْلًا بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ؛ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ. قَالَ خَالِدُ بنُ جَنْبةَ: السَّمْتُ اتِّباعُ الحَقِّ والهَدْيِ، وحُسْنُ الجِوارِ، وقِلةُ الأَذِيَّةِ. قَالَ: ودَلَّ الرَّجلُ حَسُنَ حديثُه ومَزْحُه عِنْدَ أَهله. والسَّمْتُ: الطريقُ؛ يُقَالُ: الْزَمْ هَذَا السَّمْتَ؛ وَقَالَ: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ، مَرَّتَيْن، ... قَطَعْتُه بالسَّمْتِ، لَا بالسَّمْتَيْن مَعْنَاهُ: قَطَعْتُه عَلَى طَرِيقٍ واحدٍ، لَا عَلَى طَريقَين؛ وَقَالَ: قَطَعْتُه، وَلَمْ يَقُلْ: قطَعْتُهما، لِأَنه عَنَى البلَد. وسَمْتُ الطريقِ: قَصْدُه. والسَّمْتُ: السَّيْرُ عَلَى الطَّريق بالظَّنّ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّيْرُ بالحَدْس وَالظَّنِّ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَيْسَ بِهَا رِيعٌ لِسَمْتِ السَّامِتِ وَقَالَ أَعرابيّ مِنْ قَيْسٍ: سَوْفَ تَجوبِين، بغَير نَعْتِ، ... تَعَسُّفاً، أَو هَكَذَا بالسَّمْتِ السَّمْتُ: القَصْدُ. والتَّعَسُّفُ: السَّير عَلَى غَيْرِ عِلْم، وَلَا أَثَرٍ. وسَمَتَ يَسْمُتُ، بِالضَّمِّ، أَي قَصَدَ؛ وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ تعمَّده تعمُّداً، وتَسَمَّتَه تَسَمُّتاً إِذا قَصَدَ نَحْوَه. وَقَالَ شَمِرٌ: السَّمْتُ تَنَسُّمُ القَصْدِ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: فَانْطَلَقْتُ لَا أَدري أَين أَذهَبُ، إِلّا أَنني أُسَمِّتُ أَي أَلْزَمُ سَمْتَ الطَّرِيقِ ؛ يَعْنِي قَصْدَه؛ وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى أَدْعُو اللهَ لَهُ. والتَّسْمِيتُ: ذِكْرُ اللَّهِ عَلَى الشيءِ؛ وَقِيلَ: التَسْمِيتُ ذِكْرِ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى كُلِّ حَالٍ. والتَّسْمِيتُ: الدُّعاء للعاطِس، وَهُوَ قَوْلُكَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ هَدَاك اللهُ إِلى السَّمْت؛ وَذَلِكَ لِمَا فِي الْعَاطِسِ مِنَ الانزِعاج والقَلَق؛ هَذَا قَوْلُ الْفَارِسِيِّ. وَقَدْ سَمَّتَه إِذا عَطَسَ، فَقَالَ لَهُ: يَرْحَمُك اللهُ؛ أُخِذَ مِنَ السَّمْتِ إِلى الطريقِ والقَصْدِ، كأَنه قَصَدَه بِذَلِكَ الدُّعَاءِ، أَي جَعَلَكَ اللهُ عَلَى سَمْتٍ حَسَنٍ، وَقَدْ يَجْعَلُونَ السِّينَ شِينًا، كسَمَّر السَّفِينَةَ وشَمَّرها إِذا أَرْساها. قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْل: التَّسْميتُ الدُّعَاءُ بالبَركة، يَقُولُ: بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يُقَالُ سَمَّتَ العاطِسَ تَسْميتاً، وشَمَّتَه تَشْميتاً إِذا دَعَا لَهُ بالهَدْيِ وقَصْدِ السَّمْتِ الْمُسْتَقِيمِ؛ والأَصل فِيهِ السِّينُ، فقُلِبَتْ شِينًا. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالِاخْتِيَارُ بِالسِّينِ، لِأَنه مأْخوذ مِنَ السَّمْتِ، وَهُوَ

القَصْدُ والمَحَجَّة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشِّينُ أَعلى فِي كَلَامِهِمْ، وأَكثر. وَفِي حَدِيثِ الأَكل: سَمُّوا اللهَ ودَنُّوا وسَمِّتُوا ؛ أَي إِذا فَرَغْتم، فادْعُوا بِالْبَرَكَةِ لِمَن طَعِمْتُم عِنْدَهُ. والسَّمْتُ: الدُّعاء. والسَّمْتُ: هَيْئَةُ أَهل الْخَيْرِ. يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ سَمْتَه أَي هَدْيه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَيَنْظُرُونَ إِلى سَمْتِه وهَدْيه أَي حُسْنِ هَيْئَتِهِ ومَنْظَرِه فِي الدِّينِ، وَلَيْسَ مِنَ الحُسْنِ وَالْجَمَالِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ السَّمْتِ الطريق. سمرت: ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ: السُّمْرُوتُ الرجلُ الطَّوِيلُ. سنت: رجلٌ سَنِتٌ: قَلِيلُ الخَير. ابْنُ سِيدَهْ: رجلٌ سَنِتُ الخَيرِ قليلُه، وَالْجَمْعُ سَنِتُونَ، وَلَا يُكَسَّر. وأَسْنَتُوا، فَهُمْ مُسْنِتُون: أَصابَتْهم سَنَةٌ وقَحْطٌ، وأَجْدَبُوا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الزِّبَعْرَى: عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَوْمِه، ... ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ وَهِيَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ عَلَى بَدَلِ التَّاءِ مِنَ الْيَاءِ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا قَوْلُهُمْ ثِنْتانِ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَصله مِنَ السَّنَةِ؛ قَلَبُوا الْوَاوَ تَاءً ليَفْرُقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْلِهِمْ: أَسْنى القومُ إِذا أَقاموا سَنَةً فِي مَوْضِعٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَوَهَّمُوا أَن الْهَاءَ أَصلية إِذ وَجَدُوها ثَالِثَةً فَقَلَبُوهَا تَاءً، تَقُولُ مِنْهُ: أَصابَهم السَّنة، بِالتَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ القومُ مُسْنِتِين أَي مُجْدِبينَ، أَصابَتْهم السنَةُ، وَهِيَ القَحْطُ والجَدْبُ. وأَسْنَتَ، فَهُوَ مُسْنِتٌ إِذا أَجْدَبَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي تَمِيمةَ: اللهُ الَّذِي إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لَكَ أَي إِذا أَجْدَبْتَ أَخْصَبَكَ. وَيُقَالُ: تَسَنَّتَ فلانٌ كريمةَ آلِ فلانٍ إِذا تَزَوَّجَها فِي سَنَة القَحْط. وَفِي الصِّحَاحِ: يُقَالُ تَسَنَّتَها إِذا تَزَوَّجَ رجلٌ لَئِيمٌ امرأَة كَرِيمَةً لِقِلَّةِ مَالِهَا، وَكَثْرَةِ مَالِهِ. والسَّنِتَةُ والمُسْنِتَةُ: الأَرضُ الَّتِي لَمْ يُصِبْها مَطَرٌ، فَلَمْ تُنْبِتْ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: فإِن كَانَ بِهَا يَبِيسٌ مِنْ يَبِيسِ عامٍ أَوَّلَ، فلَيْسَتْ بمُسْنِتةٍ، وَلَا تَكُونُ مُسْنِتَةً حَتَّى لَا يَكُونَ بِهَا شَيْءٌ، وَقَالَ: يُقَالُ أَرض سَنِتَةٌ ومُسْنِتَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا، إِلّا أَن يَخُصَّ الأَقَلَّ بالأَقلِّ حُروفاً، والأَكثر بالأَكثر حُرُوفًا. وَقَالَ: عامٌ سَنِيتٌ ومُسْنِتٌ: جَدْبٌ. وسانَتُوا الأَرضَ، تَتبَّعُوا نَباتَها. ورجل سَنُوتٌ: سَيّءُ الخُلُق، والسَّنُّوتُ: الرُّبُّ؛ وَقِيلَ: العَسَل. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: عَلَيْكُمْ بالسَّنا والسَّنُّوتِ ، قِيلَ: هُوَ العَسَلُ؛ وَقِيلَ: الرُّبُّ؛ وَقِيلَ: الكَمُّون، يَمَانِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِضَمِّ السِّينِ، وَالْفَتْحُ أَفصح. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَوْ كَانَ شَيْءٌ يُنْجِي مِنَ الْمَوْتِ لكانَ السَّنَا والسِّنَّوْت ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يُشْبِه الكَمُّونَ؛ وَقِيلَ: الرَّازِيانِجُ؛ وَقِيلَ: الشِّبِثُّ، وَفِيهَا لُغَةٌ أُخرى السَّنُّوتُ، بِفَتْحِ السِّينِ. وَيُقَالُ: سَنَّتُّ القِدْرَ تَسْنيتاً إِذا طَرَحْتَ فِيهَا الكَمُّونَ؛ وَقَوْلُ الحُصَيْن بْنِ القَعْقاعِ: جَزَى اللهُ عَنِّي بُحْتُرِيّاً، ورَهْطَهُ ... بَني عَبْدِ عَمْرٍو، مَا أَعَفَّ وأَمْجَدا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ، لَا أَلْسَ بَيْنَهُمُ، ... وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدا فَسَّرَهُ يَعْقُوبُ بأَنه الكَمُّونُ، وَفَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي

فصل الشين المعجمة

بأَنه نَبْتٌ يُشْبه الكَمُّون. والسِّنَّوْتُ: مِثالُ السِّنَّوْرِ، لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ويُقَرَّدُ: يُذَلَّلُ، وأَصله مِنْ تَقْريدِ البعِير، وَهُوَ أَن يُنَقَّى قُرادُه فيَسْتَكِينَ. والأَلْسُ: الْخِيَانَةُ؛ وَيُرْوَى: لَا أَلْسَ فِيهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: أَسْتَنَ الرَّجُلُ وأَسْنَتَ إِذا دَخَلَ فِي السنة. سنبت: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي: السِّنْبِتُ السَّيِءُ الخُلُق. فصل الشين المعجمة شأت: الشَّئِيتُ مِنَ الْخَيْلِ: العَثُورُ، وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ يَتَصَرَّفُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَقْصُر حافِرا رِجْلَيْه عَنْ حافِرَيْ يَدَيْه؛ قَالَ عَديُّ بنُ خَرْشَةَ الخَطْميُّ، وَقِيلَ هُوَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصار. وأَقْدَر مُشْرِف الصَّهَواتِ، سَاطٍ، ... كُمَيْت، لَا أَحَقُّ، وَلَا شَئِيتُ الشَّئِيتُ: كَمَا فَسَّرْنا. والأَقْدَرُ: بِعَكْسِ ذَلِكَ؛ وروايةُ ابْنِ دُرَيْدٍ: بأَجْرَدَ مِنْ عِتاقِ الخَيْل نَهْدٍ، ... جَوادٍ، لَا أَحَقُّ، وَلَا شَئِيتُ ابْنُ الأَعرابي: الأَحَقُّ الَّذِي يَضَعُ رِجْلَهُ فِي مَوْضِعِ يَدِهِ، والجمع شُؤُوتٌ. قَالَ الأَزهري: كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وأَبو عُبَيْدَةَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الشَّئِيتُ مِنَ الْخَيْلِ العَثُور. قَالَ: وَالصَّحِيحُ مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وأَبو عُبَيْدَةَ، لَا مَا قَالَهُ أَبو عَمْرٍو. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ شَرَحَ الأَصمعي بيتَ عَدِيِّ بْنِ خَرْشة، فَقَالَ: الأَقْدَرُ الَّذِي يَجُوزُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ حَافِرَيْ يَدَيْهِ. والشَّئِيتُ: الَّذِي يَقْصُر حَافِرَا رِجْلَيْهِ عَنْ حَافِرَيْ يَدَيْهِ. والأَحَقّ: الَّذِي يُطَبِّقُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ حَافِرَيْ يديه. شبت: الشِّبِتُّ: نَبْتٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَزَعَمَ أَنَّ الشِّبِتَّ معرّب عنه. شتت: الشَّتُّ: الِافْتِرَاقُ والتَّفْريقُ. شَتَّ شَعْبُهم يَشِتُّ شَتّاً وشَتاتاً، وانْشَتَّ، وتَشَتَّتَ أَي تَفَرَّقَ جمعُهم؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بَعْدَ التِئامِ، ... وشَجاكَ الرَّبْعُ، رَبْعُ المُقامِ وشَتَّته اللهُ وأَشَتَّه، وشَعْبٌ شَتِيتٌ مُشَتَّتٌ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ، بعد ما ... يَظُنَّانِ، كلَّ الظَّنِّ، أَنْ لَا تَلاقِيا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: أَي يَصْدُرُونَ متفرِّقين، مِنْهُمْ مَن عَمِلَ صَالِحًا، ومِنهم مَن عَمِلَ شَرًّا. الأَصمعي: شَّتَّ بِقَلْبِي كَذَا وَكَذَا أَي فَرَّقه. وَيُقَالُ: أَشَتَّ بِي قَوْمِي أَي فَرَّقُوا أَمْري. وَيُقَالُ: شَتُّوا أَمْرَهم أَي فَرَّقوه. وَقَدِ اسْتَشَتَّ وتَشَتَّتَ إِذا انْتَشَر. وَيُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ أَشْتاتاً، وشَتاتَ شَتاتَ. وَيُقَالُ: وَقَعُوا فِي أَمْرٍ شَتٍّ وشَتَّى. وَيُقَالُ: إِني أَخافُ عَلَيْكُمُ الشَّتاتَ أَي الفُرْقة. وثَغْرٌ شَتِيتٌ: مُفَرَّقٌ مُفَلَّج؛ قَالَ طَرَفَةُ: عَنْ شَتِيتٍ كأَقاحِ الرَّمْلِ غُرّ وأَمْرٌ شَتٌّ أَي مَتَفَرِّقٌ.

وشَتَّ الأَمْرُ يَشِتُّ شَتّاً وشَتاتاً: تَفَرَّقَ. واسْتَشَتَّ مثلُه، وَكَذَلِكَ التَّشَتُّتُ. وشَتَّته تَشْتِيتاً: فَرَّقه. والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّقُ؛ قَالَ رؤْبة يَصِفُ إِبلًا: جاءَتْ مَعاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا، ... وَهِيَ تُثِيرُ السَّاطِعَ السِّخْتِيتا وقومٌ شَتَّى: مُتَفَرِّقون؛ وأَشياء شَتَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: يَهْلِكُون مَهْلَكاً وَاحِدًا، ويَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتَّى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الأَنبياء: وأُمهاتُهُم شَتَّى أَي دينُهم واحدٌ وشرائعُهم مُخْتَلِفَةٌ؛ وَقِيلَ: أَراد اخْتِلَافَ أَزمانهم. وجاءَ القَوْم أَشْتاتاً: مُتَفَرِّقين، واحدُهم شَتٌّ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَعَنَا مِنْ شَتٍّ أَي تَفْرقةٍ. وإِنَّ الْمَجْلِسَ لَيَجْمَعُ شُتُوتاً مِنَ النَّاسِ وشَتَّى أَي فِرَقاً؛ وَقِيلَ: يَجْمَعُ نَاسًا لَيْسُوا مِنْ قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ. وشَتَّانَ مَا زيدٌ وعمرٌو، وشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا أَي بَعُدَ مَا بَيْنَهُمَا؛ وأَبَى الأَصمَعيُّ شَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ فأَنشدته قولَ ربيعةَ الرَّقِّيِّ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ اليَزِيدَينِ فِي النَّدَى: ... يَزيدِ سُلَيْمٍ، والأَغَرِّ بنِ حاتِم «4» فَقَالَ: لَيْسَ بِفَصِيحٍ يُلْتَفَتُ إِليه؛ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، إِنما هُوَ مولَّد؛ وَالْحُجَّةُ الجَيِّدُ قولُ الأَعشى: شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِها، ... ويَوْمُ حَيَّانَ، أَخي جابِرِ مَعْنَاهُ: تَباعَدَ الَّذِي بَيْنَهُمَا. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ شَتَّانَ مَا هُمَا. وَقَالَ الأَصْمَعي: لَا أَقول شَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي بَيْتِ رَبِيعَةَ الرَّقِّيِّ: إِنه يَمْدَحُ يزيدَ بنَ حاتِم بْنِ قَبِيصة بْنِ المُهَلَّبِ، ويهجُو يزيدَ بنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيّ؛ وَبَعْدَهُ: فَهَمُّ الفَتى الأَزْدِيّ إِتْلافُ مالِه، ... وهَمُّ الفَتى القَيْسِيِّ جمعُ الدَّراهِمِ فَلَا يَحْسَبُ التَّمْتامُ أَني هَجَوْتُه، ... ولكَنَّني فَضَّلْتُ أَهلَ المكارِمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الأَصمعي: لَا أَقول شَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا، لَيْسَ بشيءٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ قَدْ جَاءَ فِي أَشعار الفُصَحاء مِنَ الْعَرَبِ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ: فإِنْ أَعْفُ، يَوْمًا، عَنْ ذُنُوبٍ وتَعْتَدِي، ... فإِنَّ العَصا كانتْ لِغَيْرِكَ تُقْرَعُ وشَتَّانَ مَا بَيْنِي وبينَكَ، إِنَّني، ... عَلَى كلِّ حالٍ، أَسْتَقِيمُ، وتَظْلَعُ قَالَ: وَمِثْلُهُ قولُ البَعِيثِ: وشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ ابنِ خالدٍ، ... أُمَيَّةَ، فِي الرِّزْق الَّذِي يَتَقَسَّمُ وَقَالَ آخَرُ: شَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ رُعاتِها، ... إِذا صَرْصَرَ العُصْفُورُ فِي الرُّطَبِ الثَّعْدِ وَقَالَ الأَحْوَصُ: شَتَّانَ، حينَ يَنِثُّ [يَنُثٌ] الناسُ فِعْلَهُما، ... مَا بَيْنَ ذِي الذَّمِّ، والمحمودِ إِن حُمِدا قَالَ: وَيُقَالُ شَتَّانَ بَيْنَهُمَا، مِن غَيْرِ ذكر ما؛ قال

_ (4). قوله [يزيد سليم] كذا في التهذيب. والذي في المحكم: يزيد أُسيد انتهى. وضُبطا بالتصغير.

حَسَّان بْنُ ثَابِتٍ: وشَتَّانَ بَيْنَكُمَا فِي النَّدَى، ... وَفِي البأْسِ، والخُبْرِ والمَنظَرِ وَقَالَ آخَرُ: أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ، ... وشَتَّانَ بَيْنِ الجَهْرِ، والمَنْطِقِ الخَفْتِ وَقَالَ جَمِيلٌ: أُرِيدُ صَلاحَها، وتُريد قَتْلي، ... وشَتَّا بَيْنَ قَتْلي والصَّلاحِ فَحَذَفَ نُونَ شَتَّانَ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وشَتَّانَ: مَصْرُوفَةٌ عَنْ شَتُتَ، فَالْفَتْحَةُ الَّتِي فِي النُّونِ هِيَ الْفَتْحَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي التَّاءِ، وَتِلْكَ الْفَتْحَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنه مَصْرُوفٌ عَنِ الْفِعْلِ الْمَاضِي، وَكَذَلِكَ وَشْكانَ وسَرْعانَ مَصْرُوفٌ مِنْ وَشُكَ وسَرُعَ؛ تَقُولُ: وَشْكانَ ذَا خُروجاً، وسَرْعانَ ذَا خُروجاً وأَصله وَشُكَ ذَا خُروجاً، وسَرُع ذَا خُروجاً؛ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الأَصمعي. أَبو زَيْدٍ: شَتَّانَ مَنْصُوبٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، لأَنه لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: شَتَّانَ بَيْنُهُما فِي كلِّ مَنْزِلةٍ، ... هذا يُخافُ وَهَذَا يُرْتَجى أَبدا فَرَفَعَ الْبَيْنَ، لأَن الْمَعْنَى وقَع لَهُ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَنْصِبُ بَيْنَهُمَا، فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، فَيَقُولُ: شَتَّانَ بينَهما، ويُضْمِر مَا، كأَنه يَقُولُ شَتَّ الَّذِي بَيْنَهُمَا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: شَتَّانَ أَخوك وأَبوك، وشَتَّانَ مَا أَخوك وأَبوك، وشَتَّانَ مَا بَيْنَ أَخيك وأَبيك. فَمَنْ قَالَ: شَتَّانَ، رَفَعَ الأَخَ بشَتَّانَ، ونَسَقَ الأَبَ عَلَى الأَخ، وَفَتَحَ النُّونُ مِنْ شَتَّان، لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَشَبَّهَهُمَا بالأَدوات، وَمَنْ قَالَ: شَتَّانَ مَا أَخوك وأَبوك، رَفَعَ الأَخ بِشَّتَانَ، ونَسَقَ الأَبَ عَلَيْهِ، ودَخَلَ مَا صِلَةً، وَيَجُوزُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ شَتَّانِ، بِكَسْرِ النُّونِ، عَلَى أَنه تَثْنِيَةُ شَتٍّ. والشَّتُّ: المُتَفَرِّق، وَتَثْنِيَتُهُ: شَتَّانِ، وَجَمْعُهُ: أَشْتاتٌ. وَمَنْ قَالَ: شَتَّانَ مَا بَيْنَ أَخيك وأَبيك، رَفَعَ مَا بِشَّتَانَ عَلَى أَنها بِمَعْنَى الَّذِي، وَبَيْنَ صِلَةُ مَا؛ وَالْمَعْنَى شَتَّانَ الَّذِي بَيْنَ أَخيك وأَبيك؛ وَلَا يَجُوزُ فِي هَذَا الْوَجْهِ كَسْرُ النُّونِ، لأَنها رَفَعَتِ اسْمًا وَاحِدًا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: شَتَّانَ وشَتَّى، كسَرْعانَ وسَكْرى؛ يَعْنِي أَن شَتَّى لَيْسَ مؤنثَ شَتَّان، كَسَكْرانَ وسَكْرى، وإِنما هُمَا اسْمَانِ تَوَارَدَا وَتَقَابَلَا فِي عُرْضِ اللُّغَةِ، مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَلَا إِيثارٍ، لتَقاوُدِهما. شخت: الشَّخْتُ: الدَّقِيقُ مِنَ الأَصْل، لَا مِنَ الهُزال؛ وَقِيلَ: هُوَ الدَّقِيقُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، حَتَّى إِنه يُقَالُ لِلدَّقِيقِ العُنُقِ وَالْقَوَائِمِ: شَخْتٌ، والأُنثى: شَخْتة، وَجَمْعُهَا شِخاتٌ. وَقَدْ شَخُتَ، بِالضَّمِّ، شُخُوتةً، فَهُوَ شَخْتٌ وشَخِيتٌ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يُحَرِّكُ الخاءَ؛ وأَنشد: أَقاسيمُ جَزَّأَها صانِعٌ، ... فَمِنْهَا النَّبيلُ، وَمِنْهَا الشَّخَتْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِلْجِنِّيِّ: إِني أَراك ضَئيلًا شَخِيتاً ؛ الشَّخْتُ والشَّخِيتُ: النَّحيفُ الجسمِ، الدقيقُه. وَيُقَالُ للحَطب الدَّقِيقِ: شَخْتٌ. وَيُقَالُ: إِنه لَشَخْتُ الجُزارة إِذا كَانَ دقيقَ القَوائم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

شَخْتُ الجُزارةِ، مثلُ البيتِ، سائرُه ... مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ، شَوْقَبٌ، خَشِبُ وإِنه لَشَخْتُ العَطاءِ أَي قَلِيلُ الْعَطَاءِ. والشَّخِيتُ والشِّخْتِيتُ: الغُبارُ الساطِعُ، فِعْلِيلٌ مِنَ الشَّخْتِ الَّذِي هُوَ الضاويُّ الدقيقُ؛ وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّب؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَهِيَ تُثِيرُ السَّاطِعَ الشِّخْتِيتا وَالَّذِي رَوَاهُ يَعْقُوبُ: السِّخِّيتا والسِّخْتِيتا، لأَن العجم تقول: سَخْتٌ. شرت: الشَّرَنْتى: طائر. شمت: الشَّماتة: فَرَحُ الْعَدُوِّ؛ وَقِيلَ: الفَرَحُ بِبلِيَّة العَدُوِّ؛ وَقِيلَ: الفَرَحُ ببليَّة تَنْزِلُ بِمَنْ تُعَادِيهِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُمَا شَمِتَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، يَشْمَتُ شَماتةً وشَماتاً، وأَشْمَتَه اللهُ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ ؛ وَقَالَ الفراءُ: هُوَ مِنَ الشَّمْتِ. ورُوي عَنْ مُجَاهِدٍ أَنه قرأَ: فَلَا تُشَمِّتْ بِيَ الأَعْداءَ؛ قَالَ الفراءُ: لَمْ نَسْمَعْهَا مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَا أَدري لَعَلَّهُمْ أَرادوا فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْداءَ؛ فإِن تَكُنْ صَحِيحَةً، فَلَهَا نَظَائِرُ. الْعَرَبُ تَقُولُ: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ؛ فَمَنْ قال فَرِغْتُ، قال أَفْرَغُ، وَمَنْ قَالَ فَرَغْتُ، قَالَ أَفْرُغُ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: أَعوذُ بِكَ مِنْ شَماتة الأَعداءِ ؛ قَالَ: شَماتةُ الأَعداء فَرَح العَدُوِّ ببليَّةٍ تَنْزِلُ بِمَن يُعَادِيهِ. ورَجَعُوا شَماتى أَي خَائِبِينَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ مَا واحدُ الشَّماتى. وشَمَّتَه اللهُ: خَيَّبه؛ عَنْهُ أَيضاً: وأَنشد للشَّنْفَرى: وباضِعةٍ، حُمْرِ القِسِيِّ، بَعَثْتُها، ... وَمَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ وَيُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ فِي غَزاة، فقَفَلوا شَماتى ومتَشَمّتين؛ قَالَ: والتَّشَمُّتُ أَن يَرجِعُوا خائبين، لَمْ يَغْنَموا. يُقَالُ: رَجَعَ الْقَوْمُ شِماتاً مِنْ مُتَوَجَّههم، بِالْكَسْرِ، أَي خَائِبِينَ، وَهُوَ فِي شِعْرِ سَاعِدَةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ هُوَ فِي شِعْرِ سَاعِدَةَ، كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وإِنما هُوَ فِي شِعْرِ المُعَطَّل الهُذَليِّ، وَهُوَ: فأُبْنا، لَنَا مَجْدُ العَلاءِ وذِكْرُه، ... وَآبُوا، عَلَيْهِمْ فَلُّها وشِماتُها وَيُرْوَى: لَنَا رِيحُ العَلاءِ وذِكْرُه والرِّيحُ: الدَّوْلَة، هُنَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ؛ وَيُرْوَى: لَنَا مَجْدُ الحياةِ وذِكْرُها والفَلُّ: الهَزيمةُ. والشِّماتُ: الخَيْبة؛ وَاسْمُ الْفَاعِلِ: شامِتٌ، وجمعُ شامِتٍ شُمَّاتٌ. وَيُقَالُ: شُمِّتَ الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الخَيْبة. والشَّوامِتُ: قَوَائِمُ الدابةِ، وَهُوَ اسْمٌ لَهَا، واحدتُها شامِتةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لَا تَرَك اللهُ لَهُ شامتَةً أَي قَائِمَةً؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ، فباتَ لَهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ، وَمِنْ صَرَدِ وَيُرْوَى: طَوْعُ الشَّوامِتِ، بِالرَّفْعِ؛ يَعْنِي باتَ لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ مِنْ أَجله شُمَّاتُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي بَعْضِ نُسَخِ المُصَنَّفِ: بَاتَ لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ شُمَّاتُه. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: فباتَ لَهُ طَوْعُ الشَّوامِتِ، يَقُولُ: باتَ لَهُ مَا أَطاعَ شامِتَه مِنَ

فصل الصاد المهملة

البَرْدِ والخَوْف أَي باتَ لَهُ مَا تشْتَهي شَوامِتُه؛ قَالَ: وسُرورُها بِهِ هُوَ طَوْعُها، وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ: اللَّهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ بِي شامِتاً أَي لَا تَفْعَلْ بِي مَا يُحِبُّ، فَتَكُونَ كأَنك أَطَعْتَهُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَنْ رَفَع طَوْعُ، أَراد: باتَ لَهُ مَا يَسُرُّ الشَّوامِتَ اللَّواتي شَمَتْنَ بِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالنَّصْبِ أَراد بالشَّوامِتِ القَوائمَ، واسمُها الشَّوامِتُ، الْوَاحِدَةُ شامِتَةٌ، يَقُولُ: فباتَ لَهُ الثَّوْرُ طَوْعَ شَوامِتِه أَي قَوائمه أَي باتَ قَائِمًا. وَبَاتَ فلانٌ بليلةِ الشَّوامِت أَي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِتَ. وتَشْمِيتُ العاطسِ: الدُّعاءُ لَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: شَمَّتَ العاطِسَ؛ وسَمَّتَ عَلَيْهِ دَعا لَهُ أَن لَا يَكُونَ فِي حَالٍ يُشْمَتُ بِهِ فِيهَا؛ وَالسِّينُ لُغَةٌ، عَنْ يَعْقُوبَ. وَكُلُّ داعٍ لأَحدٍ بِخَيْرٍ، فَهُوَ مُشَمِّت لَهُ، ومُسَمِّتٌ، بِالشِّينِ وَالسِّينِ، والشينُ أَعلى وأَفْشَى فِي كَلَامِهِمْ. التَّهْذِيبُ: كلُّ دعاءٍ بخيرٍ، فَهُوَ تَشْمِيتٌ. وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فأَتاهما، فَدَعَا لَهُمَا، وشَمَّتَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرجَ. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: الأَصل فِيهَا السِّينُ، مِنَ السَّمْتِ، وَهُوَ القَصْدُ والهَدْيُ. وَفِي حَدِيثِ العُطاسِ: فشَمَّتَ أَحدَهما، وَلَمْ يُشَمِّت الآخرَ ؛ التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ: الدعاءُ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؛ والمعجمةُ أَعلاها. شَمَّته وشَمَّتَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الشَّوامِتِ الْقَوَائِمِ، كأَنه دُعاءٌ لِلْعَاطِسِ بِالثَّبَاتِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَبْعَدَك اللَّهُ عَنِ الشَّماتةِ، وجَنَّبك مَا يُشْمَتُ بِهِ عَلَيْكَ. والاشْتِماتُ: أَوَّلُ السِّمَنِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَرى إِبلي، بَعْدَ اشْتِماتٍ، كأَنما ... تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخرَ الليلِ، نِيبُها وإِبل مُشْتَمِتة إِذا كانتْ كذلك. شيت: الشَّيْتانُ مِنَ الجَرادِ: جماعةٌ غَيْرُ كَثِيرَةٍ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد: وخَيْلٍ كشَيْتانِ الجَرادِ، وزَعْتُها ... بطَعْنٍ، عَلَى اللَّبَّاتِ، ذِي نَفَيانِ فصل الصاد المهملة صتت: الصَّتُّ: شِبْه الصَّدْم، والدَّفْعِ بقَهْرٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ بِالْيَدِ، أَو الدَّفْعُ. وصَتَّه بِالْعَصَا صَتّاً: ضَرَبَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: طَأْطَأَ مَن شَيطانه التَعَتِّي، ... صَكِّي عَرانِينَ العِدى، وصَتِّي طَأْطَأَ: خَفَّضَ مِنْ أَمره. والتَعَتِّي: أَن يَعْتُوَ أَي صَكِّي طأْطأَ مِنْهُ العَرانينُ، وَهِيَ الأُنوفُ. وصَتِّي، مِنَ الضَّربِ؛ يُقَالُ: صَتَّه صَتّاً إِذا ضَرَبه. والصَّتِيتُ: الفِرْقة مِنَ النَّاسِ فِي جَلَبة وَنَحْوِهَا؛ وَتَرَكْتَهُمْ صَتِيتَيْنِ أَي فِرْقَتَيْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن بَنِي إِسرائيل، لَمَّا أُمروا أَن يَقْتُلُوا أَنفسهم، قَامُوا صِتَّيْنِ ؛ وأَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنْ قَتَادَةَ: أَن بَنِي إِسرائيل قَامُوا صَتِيتَيْن ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي جَماعَتَيْن. وَيُقَالُ: صاتَّ القومُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَا زِلْتُ أُصاتُّه وأُعاتُّه، صِتاتاً وعِتاتاً، وَهِيَ الْخُصُومَةُ. أَبو عَمْرٍو: الصُّتَّةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الصَّفُّ مِنْهُمْ. والصَّتِيتُ: الصَّوْتُ والجَلَبة؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تُيوساً، خيرُها تَيسٌ شآمٍ، ... لَهُ، بسَوائلِ المَرْعى صَتِيتُ أَي صوتٌ.

وصاتَّهُ مُصاتَّةَ وصِتاتاً: نازَعه وخاصَمه. وَرَجُلٌ مِصْتِيتٌ: ماضٍ مُنْكَمِشٌ. وَهُوَ بصَتَتِ كَذَا أَي بصَدَدِه صعت: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَلٌ صَعْتُ الرُّبَة إِذا كَانَ لَطِيفَ الجُفْرةِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: هَلْ لَكِ، يَا خَدْلةُ، فِي صَعْتِ الرُّبَهْ، ... مُعْرَنْزِمٍ، هامَتُه كالجُبْجُبَهْ؟ وَقَالَ: الرُّبَةُ العُقْدة، وَهِيَ هاهنا الكَوسَلة، وهي الحَشَفةُ. صفت: رَجُلٌ صِفْتِيتٌ وصِفْتاتٌ: قويٌّ جَسِيمٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الصِّفْتاتُ مِنَ الرِّجَالِ التارُّ اللَّحْمِ، المجتَمِع الخَلْق، الشديدُ المُكْتَنِز، والأُنثى: صِفْتاتٌ وصِفْتاتةٌ. وَقِيلَ: لَا تُنْعَتُ المرأَة بالصِّفْتاتِ، وَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ. والصِّفِتَّانُ: كالصِّفْتاتِ. وَرَجُلٌ صِفِتَّان عِفِتَّان: يُكْثِرُ الْكَلَامَ، وَالْجَمْعُ صِفْتانٌ وعِفْتانٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، قَالَ المُفَضَّلُ بنُ دالانَ: سأَلته عَنِ الَّذِي يَسْتَيْقِظُ فيَجِدُ بَلَّة، فَقَالَ: أَما أَنت فاغْتَسِلْ، وَرَآنِي صِفْتاتاً ؛ وَهُوَ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، المُكْتَنِزُه. صلت: الصَّلْتُ: البارِزُ المُسْتَوي. وسيفٌ صَلْتٌ، ومُنْصَلِتٌ، وإِصْلِيتٌ: مُنْجَرِدٌ، ماضٍ فِي الضَّريبة؛ وبعضٌ يَقُولُ: لَا يُقَالُ الصَّلْتُ إِلا لِمَا كَانَ فِيهِ طُولٌ. وَيُقَالُ: أَصْلَتُّ السيفَ أَي جَرَّدْتُه؛ وَرُبَّمَا اشْتَقُّوا نَعْتَ أَفْعَلَ مِنْ إِفْعيلٍ، مِثْلَ إِبْلِيسَ، لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَبْلَسَه. وَسَيْفٌ إِصْلِيتٌ أَي صَقِيلٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنى مُصْلَتٍ. وَفِي حَدِيثِ غَوْرَثٍ: فاخْتَرَط السيفَ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتاً أَي مُجَرَّداً. ابْنُ سِيدَهْ: أَصْلَتَ السيفَ جَرَّده مِنْ غِمْده، فَهُوَ مُصْلَتٌ. وضَرَبه بِالسَّيْفِ صَلْتاً وصُلْتاً أَي ضَرَبه بِهِ وَهُوَ مُصْلَتٌ. والصَّلْتُ والصُّلْتُ: السِكِّينُ المُصْلَتة؛ وَقِيلَ: هِيَ الْكَبِيرَةُ، وَالْجَمْعُ أَصْلاتٌ. أَبو عَمْرٍو: سكِّينٌ صَلْتٌ، وَسَيْفٌ صَلْتٌ، ومِخْيَطٌ صَلْتٌ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ غِلافٌ؛ وَقِيلَ: انْجَرَدَ مِنْ غِمْدِه. ورُوي عَنِ العُكْليّ أَو غيره: وجاؤُوا بصَلْتٍ مِثْلِ كَتِفِ النَّاقَةِ أَي بشَفْرة عظيمة. وانْصَلَتَ فِي الأَمر: انْجَرَدَ. أَبو عُبَيْدٍ: انْصَلَتَ يَعْدُو، وانْكَدَرَ يَعْدُو، وانْجَرَدَ إِذا أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع. والصَّلْتُ: الأَمْلَسُ؛ وَرَجُلٌ صَلْتُ الْوَجْهِ والخَدِّ؛ تَقُولُ مِنْهُ: صَلُتَ، بِالضَّمِّ، صُلُوتةً. وَرَجُلٌ صَلْتُ الجَبين: واضحُه. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ صَلْتَ الْجَبِينِ. قَالَ خالدُ بْنُ جَنْبَةَ: الصَّلْتُ الجبينِ الواسعُ الجَبينِ، الأَبيضُ الجَبينِ، الواضحُ؛ وَقِيلَ: الصَّلْتُ الأَمْلَس، وَقِيلَ: البارزُ. يُقَالُ: أَصْبَحَ صَلْتَ الجَبين، يَبْرُقُ؛ قَالَ: فَلَا يَكُونُ الأَسْوَدُ صَلْتاً. ابْنُ الأَعرابي: صَلْتُ الجَبين صُلْبٌ، صَحِيحَةٌ؛ قَالَ رؤْبة: وخُشْنَتي بعدَ الشَّبابِ الصَّلْتِ وكلُّ مَا انْجَرَدَ وبَرَزَ، فَهُوَ صَلْتٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَلْتُ الجبينِ المُسْتَوي. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّلْتُ الواسعُ المُسْتَوي الْجَمِيلُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كَانَ سَهْلَ الخَدَّيْنِ، صَلْتَهما.

وَرَجُلٌ صَلْتٌ، وأَصْلَتِيٌّ، ومُنْصَلِتٌ: صُلْبٌ، ماضٍ فِي الْحَوَائِجِ، خفيفُ اللِّبَاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مِصْلَتٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِذا كَانَ مَاضِيًا فِي الأُمور، وَكَذَلِكَ أَصْلَتيٌّ، ومُنْصَلِتٌ، وصَلْتٌ، ومِصْلات؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْل: وإِنَّا المَصالِيتُ، يَوْمَ الوَغَى، ... إِذا مَا المَغاويرُ لَمْ تَقْدَمِ والمُنْصَلِتُ: المُسْرِعُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. ونَهْر مُنْصَلِتٌ: شَدِيدُ الجِرْية؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَسْتَلُّها جَدْولٌ، كالسَّيفِ، مُنْصَلِتٌ ... بينَ الأَشاءِ، تَسامى حَوْلَه العُشُبُ والصَّلَتانُ مِنَ الرِّجَالِ والحُمُر: الشَّدِيدُ الصُّلْبُ، وَالْجَمْعُ صِلْتانٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ الأَصمعي: الصَّلَتانُ مِنَ الْحَمِيرِ المُنْجَرِدُ القَصير الشَّعْرِ، مِنْ قَوْلِكَ: هُوَ مِصْلاتُ العُنُق أَي بَارِزُهُ، مُنْجَرِدُه. الأَحْمرُ والفَرَّاءُ: الصَّلَتانُ، والفَلَتانُ، والبَزَوانُ، والصَّمَيانُ: كُلُّ هَذَا مِنَ التَّقَلُّبِ، والوَثْبِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّلَتانُ، مِنَ الحُمر: الشديدُ النَّشِيطُ، وَمِنَ الْخَيْلِ: الحَديدُ الْفُؤَادِ. وجاءَ بمَرق يَصْلِتُ، ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا كَانَ قَلِيلَ الدَّسَم، كثيرَ الماءِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ يَصْلِد، بِهَذَا الْمَعْنَى. وصَلَتُّ مَا فِي القَدَح إِذا صَبَبْتَه. وصَلَتُّ الفَرس إِذا رَكَضْتَه. وانْصَلَتَ فِي سَيره أَي مَضَى وسَبق. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّتْ سَحابةٌ، فَقَالَ: تَنْصَلِتُ أَي تَقْصد لِلْمَطَرِ. يُقَالُ: انْصَلَتَ يَنْصَلِتُ إِذا تَجَرّدَ وإِذا أَسْرَع فِي السَّيْرِ. ويُروى: تَنَصَّلَتْ، بِمَعْنَى أَقْبَلَتْ. والصَّلْتُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَاللَّهُ أَعلم. صمت: صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً «5» وصُمُوتاً وصُماتاً، وأَصْمَتَ: أَطالَ السكوتَ. والتَّصْميتُ: التَّسْكِيت. والتَّصْميتُ أَيضاً: السكوتُ. وَرَجُلٌ صِمِّيتٌ أَي سِكِّيتٌ. وَالِاسْمُ مِنْ صَمَتَ: الصُّمْتةُ؛ وأَصْمَتَه هُوَ، وصَمَّتَه. وَقِيلَ: الصَّمْتُ الْمَصْدَرُ؛ وَمَا سِوى ذَلِكَ، فَهُوَ اسْمٌ. والصُّمْتةُ، بِالضَّمِّ: مِثْلُ السُّكْتةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والصُّمْتة، والصِّمْتةُ: مَا أُصْمِتَ بِهِ. وصُمْتةُ الصَّبِيِّ: مَا أُسْكِتَ به؛ ومنه قَوْلُ بعضِ مُفَضِّلي التمْر عَلَى الزَّبِيبِ: وَمَا لَهُ صُمْتةٌ لعِيالِه، وصِمْتَةٌ؛ جَمِيعًا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي مَا يُطْعِمُهم، فيُصْمِتُهم بِهِ. والصُّمْتةُ: مَا يُصْمَتُ بِهِ الصبيُّ مِنْ تَمْرٍ أَو شَيْءٍ طريفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ التَّمْرَةِ: صُمْتةُ الصغيرِ ؛ يُرِيدُ أَنه إِذا بَكَى، أُصْمِتَ، وأُسْكِتَ بِهَا، وَهِيَ السُّكْتة، لِمَا يُسْكَتُ بِهِ الصَّبِيُّ. وَيُقَالُ: مَا ذُقْتُ صُماتاً أَي مَا ذُقْتُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: لَمْ يُصْمِتْه ذَاكَ أَي لَمْ يَكفِه؛ وأَصلُه فِي النَّفْي، وإِنما يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَا يُؤْكل أَو يُشْرَب. وَرَمَاهُ بصُماتِه أَي بِمَا صَمَتَ مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: رَمَيْتُه بصُماتِه وسُكاتِه أَي بِمَا صَمَتَ بِهِ وسكَتَ. الْكِسَائِيُّ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا صَمْتَ يَوْمًا إِلى اللَّيْلِ، ولا صَمْتَ يومٌ إِلى اللَّيْلِ، ولا صَمْتَ يومٍ إِلى اللَّيْلِ؛ فمَن نَصَبَ أَراد: لَا تَصْمُتْ يَوْمًا إِلى اللَّيْلِ؛ ومَن رَفَعَ أَراد: لَا يُصْمَتُ يومٌ إِلى اللَّيْلِ؛ ومَن خَفَضَ، فَلَا سُؤَالَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام:

_ (5). قوله [صمتاً وصمتاً] الأَول بفتح فسكون متفق عليه. والثاني بضم فسكون بضبط الأَصل والمحكم. وأَهمله المجد وغيره. قال الشارح: والضم نقله ابن منظور في اللسان وعياض في المشارق.

أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا رَضاع بَعْدَ فِصالٍ، وَلَا يُتْم بَعْدَ الحُلُم، وَلَا صَمْتَ يَوْمًا إِلى اللَّيْلِ ؛ اللَّيْثُ: الصَّمْتُ السكوتُ؛ وَقَدْ أَخَذه الصُّماتُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فَلَمْ يَتَكَلَّمْ: أَصْمَتَ، فَهُوَ مُصْمِتٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: مَا إِنْ رأَيتُ مِنْ مُعَنَّياتِ ... ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ، أَصْبَر منهنَّ عَلَى الصُّماتِ قَالَ: الصُّماتُ السكوتُ. وَرَوَاهُ الأَصمعي: مِنْ مُغَنِّياتِ؛ أَراد: مِنْ صَرِيفهِن. قَالَ: والصُّماتُ العَطَشُ هاهنا. وَفِي حَدِيثِ أُسامة بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ، يَعْنِي إِلى الْمَدِينَةِ، فدخلتُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يومَ أَصْمَتَ فَلَا يَتَكَلَّمُ، فَجَعَلَ يَرْفَع يَده إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ، أَعْرِفُ أَنه يَدْعُو لِي ؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ يومَ أَصْمَتَ؛ مَعْنَاهُ: لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ الرِّوَايَةُ يوم أَصْمَتَ، يقال: أَصْمَتَ العليلُ، فَهُوَ مُصْمِتٌ إِذا اعْتَقَل لسانُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ الْعَاصِ أَي اعْتَقَل لسانُها؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي، لِأَن فِي الْحَدِيثِ: يومَ أَصْمَتَ فَلَا يَتَكَلَّمُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً دَلِيلٌ أَظهر مِنْ هَذَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: يَرْفَعُ يَدَهُ إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ يَصُبُّها عليَّ، أَعرف أَنه يَدْعُو لِي ؛ وإِنما عَرَفَ أَنه يَدْعُو لَهُ بالإِشارة لَا بِالْكَلَامِ وَالْعِبَارَةِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَصِحَّ عَنْهُ أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَرَضِهِ اعْتَقَلَ يَوْمًا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَة مِنْ أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة أَي ساكتةَ لَا تَتَكَلَّمُ. وَلَقِيتُهُ بِبَلْدَةِ إِصْمِتَ: وَهِيَ القَفْر الَّتِي لَا أَحدَ بِهَا؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وقَطَع بَعْضُهُمُ الأَلفَ مِنْ إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ، فَقَالَ: بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن لَهُ ذُبابُ وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنما هُوَ بِبَلْدَةٍ إِصْمِتَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَولُ هُوَ الْمَعْرُوفُ. وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي حيثُ لَا يُدْرى أَينَ هُوَ. وتَرَكْتُه بِوَحْشٍ إِصْمِتَ، الأَلف مَقْطُوعَةٌ مَكْسُورَةٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتةَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه الفَلاةُ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَشْلى سَلُوقِيَّةً باتَت، وباتَ لهَا، ... بوَحْشِ إِصْمِتَ، فِي أَصْلابها، أَوَدُ وَلَقِيتُهُ بِبَلْدَةٍ إِصْمِتَ إِذا لَقِيتَهُ بمكانٍ قَفْرٍ، لَا أَنيسَ بِهِ، وَهُوَ غيرُ مُجْرًى. وَمَا لَه صامتٌ وَلَا ناطقٌ؛ الصامِتُ: الذَّهب وَالْفِضَّةُ، والناطقُ: الحيوانُ الإِبلُ وَالْغَنَمُ، أَي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى رقَبَتِه صامِتٌ ؛ يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةُ، خِلَافُ النَّاطِقِ، وَهُوَ الْحَيَوَانُ. ابْنُ الأَعرابي: جَاءَ بِمَا صاءَ وصَمَتَ؛ قَالَ: مَا صاءَ يَعْنِي الشاءَ والإِبلَ، وَمَا صَمَتَ يَعْنِي الذَّهَبَ والفضةَ. والصَّمُوتُ مِنَ الدُّروع: اللَّيِّنةُ المَسّ، لَيْسَتْ بخَشِنةٍ، وَلَا صَدِئَةٍ، وَلَا يَكُونُ لَهَا إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ، ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاء ذائِلِ قَالَ: والسيفُ أَيضاً يُقَالُ لَهُ: صَمُوتٌ، لرُسُوبه فِي

الضَّرِيبة، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ قَلَّ صَوتُ خُروجِ الدَّم؛ وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: ويَنْفِي الجاهِلَ المُخْتالَ عَنِّي ... رُقاقُ الحَدِّ، وَقْعَتُه صَمُوتُ وضَرْبةٌ صَمُوتٌ: تمرُّ فِي العِظام، لَا تَنْبُو عَنْ عَظْمٍ، فتُصَوِّتُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ بيتَ الزُّبَيْرِ أَيضاً عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ: ويُذْهِبُ، نَخْوةَ المُخْتالِ عَنِّي، ... رَقيقُ الحَدِّ، ضَرْبَتُه صَمُوتُ وصَمَّتَ الرجلَ: شَكَا إِليه، فنَزَع إِليه مِنْ شِكايتِه: قَالَ: إِنكَ لَا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتِ، ... فاصْبِرْ عَلَى الحِمْلِ الثَّقيلِ، أَو مُتِ التَّهْذِيبُ: وَمِنْ أَمثالهم: إِنك لَا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتٍ أَي لَا تَشْكُو إِلى مَنْ يَعْبَأُ بشَكْواكَ. وَجَارِيَةٌ صَمُوتُ الخَلْخالَيْن إِذا كَانَتْ غَليظةَ الساقَين، لَا يُسْمَعُ لِخَلْخالِها صوتٌ لغُموضه فِي رِجْلَيْهَا. وَالْحُرُوفُ المُصْمَتة: غيرُ حُرُوفِ الذَّلاقةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لأَنه صُمِتَ عَنْهَا أَن يُبْنَى مِنْهَا كَلِمَةٌ رُبَاعِيَّةٌ، أَو خُمَاسِيَّةً، مُعَوَّاة مِنْ حُرُوفِ الذَّلَاقَةِ. وَهُوَ بصِماتِه إِذا أَشْرَفَ عَلَى قَصْدِه. وَيُقَالُ: باتَ فلانٌ عَلَى صِماتِ أَمْره إِذا كَانَ مُعْتَزِماً عَلَيْهِ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: الصِّماتُ القَصْدُ، وأَنا عَلَى صِماتِ حَاجَتِي أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْ قَضَائِهَا، يُقَالُ: فُلَانٌ عَلَى صِماتِ الأَمْر إِذا أَشْرَف عَلَى قَضَائِهِ؛ قَالَ: وحاجةٍ بِتُّ عَلَى صِماتِها أَي عَلَى شَرَف قَضَائِهَا. وَيُرْوَى: بَتاتِها. وباتَ مِنَ الْقَوْمِ عَلَى صِماتٍ أَي بمَرأًى ومَسْمَع فِي القُرْبِ. والمُصْمَتُ: الَّذِي لَا جَوفَ لَهُ؛ وأَصْمَتُّه أَنا. وبابٌ مُصْمَتٌ، وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: مُبْهَم، قد أُبْهِمَ إِغْلاقُه؛ وأَنشد: وَمِنْ دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ وَثَوْبٌ مُصْمَتٌ: لونُه لونٌ واحدٌ، لَا يُخالطه لونٌ آخَرُ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: إِنما نَهَى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الثَّوبِ المُصْمَتِ مِنْ خَزٍّ ؛ هُوَ الَّذِي جَمِيعُهُ إبْرَيْسَمٌ، لَا يُخالطه قُطْنٌ وَلَا غَيْرُهُ. وَيُقَالُ للَونِ البَهيم: مُصْمَتٌ. وَفَرَسٌ مُصْمَتٌ، وَخَيْلٌ مُصْمَتاتٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا شِيَةٌ، وَكَانَتْ بُهْماً. وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ: لَا يخالطُه لونٌ غَيْرُ الدُّهْمةِ. الْجَوْهَرِيُّ: المُصْمَتُ مِنَ الْخَيْلِ البَهيمُ أَيَّ لونٍ كَانَ، لَا يُخالِطُ لونَه لونٌ آخَر. وحَلْيٌ مُصْمَتٌ إِذا كَانَ لَا يُخَالِطُهُ غيرُه؛ قَالَ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ: حَلْيٌ مُصْمَتٌ، مَعْنَاهُ قَدْ نَشِبَ عَلَى لَابِسِهُ، فَمَا يَتحرَّكُ وَلَا يَتَزَعْزَعُ، مثلُ الدُّمْلُج والحَجْل، وَمَا أَشبههما. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَعطيتُ فُلَانًا أَلفاً كَامِلًا، وأَلفاً مُصْمَتاً، وأَلفاً أَقْرَعَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأَلفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ، كمُصَتَّمٍ. والصُّماتُ: سُرعةُ الْعَطَشِ فِي النَّاسِ وَالدَّوَابِّ. والصامتُ مِنَ اللَّبَنِ: الخاثرُ. والصَمُوت: اسْمُ فُرْسِ المُثَلَّم بْنِ عَمْرٍو التَّنُوخيّ؛ وَفِيهِ يَقُولُ: حَتَّى أَرى فارسَ الصَّمُوتِ عَلَى ... أَكْساءِ خَيْلٍ، كأَنَّها الإِبِلُ مَعْنَاهُ: حَتَّى يَهْزِمَ أَعداءَه، فيَسُوقَهم مِنْ وَرَائِهِمْ، ويَطْرُدَهم كما تُساق الإِبل.

صمعت: الأَزهري: الصَّمْعَتُوتُ «6» الحديدُ الرأْس. صنت: الصِّنْتِيتُ: الصِّنْديدُ، وَهُوَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ؛ الأَصمعي: الصِّنْتِيتُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ. ابْنُ الأَعرابي: الصُّنْتُوتُ الفَرْدُ الحَريدُ. صوت: الصَّوتُ: الجَرْسُ، مَعْرُوفٌ، مُذَكَّرٌ؛ فأَما قَوْلُ رُوَيْشِدِ بْنِ كَثيرٍ الطَّائِيِّ: يَا أَيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، ... سائلْ بَني أَسَدٍ: مَا هَذِهِ الصَّوْتُ؟ فإِنَّما أَنثه، لأَنه أَراد بِهِ الضَّوضاءَ والجَلَبة، عَلَى مَعْنَى الصَّيْحةِ، أَو الِاسْتِغَاثَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قَبِيحٌ مِنَ الضَّرُورَةِ، أَعني تأْنيث الْمُذَكَّرِ، لأَنه خروجٌ عَنْ أَصلٍ إِلى فَرْعٍ، وإِنما المُسْتَجاز مِنْ ذَلِكَ رَدُّ التأْنيث إِلى التَّذْكِيرِ، لأَن التَّذْكِيرَ هُوَ الأَصْلُ، بِدَلَالَةِ أَن الشَّيْءَ مُذَكَّرٌ، وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، فعُلم بِهَذَا عُمومُ التَّذْكِيرِ، وأَنه هُوَ الأَصل الَّذِي لَا يُنْكَر؛ وَنَظِيرُ هَذَا فِي الشُّذُوذِ قَوْلُهُ، وَهُوَ مِنْ أَبيات الْكِتَابِ: إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، ... كفَى الأَيتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيم قَالَ: وَهَذَا أَسهل مِنْ تأْنيثِ الصوتِ، لأَن بعضَ السِّنِينَ: سَنَةٌ، وَهِيَ مؤَنثة، وَهِيَ من لفظ السِّنِينَ، وَلَيْسَ الصوتُ بعضَ الِاسْتِغَاثَةِ، وَلَا مِن لَفْظِهَا، والجمعُ أَصْواتٌ. وَقَدْ صاتَ يَصُوتُ ويَصاتُ صَوتاً، وأَصاتَ، وصَوَّتَ بِهِ: كلُّه نادَى. وَيُقَالُ: صَوَّتَ يُصَوِّتُ تصْويتاً، فَهُوَ مُصَوِّتٌ، وَذَلِكَ إِذا صَوَّت بإِنسانٍ فَدَعَاهُ. وَيُقَالُ: صاتَ يَصُوتُ صَوتاً، فَهُوَ صَائِتٌ، مَعْنَاهُ صَائِحٌ. ابْنُ السكين: الصوتُ صوتُ الإِنسان وَغَيْرِهِ. والصائتُ: الصَّائِحُ. ابْنُ بُزُرْجَ: أَصاتَ الرجلُ بِالرَّجُلِ إِذا شَهَّره بأَمر لَا يَشْتَهيه. وانْصاتَ الزمانُ بِهِ انْصِياتاً إِذا اشْتَهر. وَفِي الْحَدِيثِ: فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الصَّوتُ والدُّفُ ؛ يُرِيدُ إِعلانَ النِّكَاحِ. وذَهابَ الصَّوتِ، والذِّكرَ بِهِ فِي النَّاسِ؛ يُقَالُ: لَهُ صَوتٌ وصِيتٌ أَي ذِكْرٌ. والدُّفُّ: الَّذِي يُطَبَّلُ بِهِ، ويُفتح وَيُضَمُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم كَانُوا يَكْرَهُونَ الصَّوتَ عِنْدَ الْقِتَالِ ؛ هو أَن يُناديَ بعضُهم بَعْضًا، أَو يَفْعَلَ أَحدُهم فِعْلًا لَهُ أَثر، فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بِنَفْسِهِ عَلَى طَرِيقِ الفَخْر والعُجْب. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ الْعَبَّاسُ رَجُلًا صَيِّتاً أَي شديدَ الصَّوْتِ، عَالِيَهُ؛ يُقَالُ: هُوَ صيِّتٌ وصائِتٌ، كمَيِّتٍ ومائِتٍ، وأَصله الْوَاوُ، وبناؤُه فَيْعِلٌ، فَقُلِبَ وأُدغم؛ وَرَجُلٌ صَيِّتٌ وصاتٌ؛ وحمارٌ صاتٌ: شديدُ الصَّوتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ صاتٌ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، وأَن يَكُونَ فَعِلًا مَكْسُورَ الْعَيْنِ؛ قَالَ النَّظَّارُ الفَقْعَسِيّ: كأَنَّني فوقَ أَقَبّ سَهْوَقٍ ... جَأْبٍ، إِذا عَشَّرَ، صاتِ الإِرْنانْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا مَثَلٌ، كَقَوْلِهِمْ رجلٌ مالٌ: كثيرُ الْمَالِ، ورجلٌ نالٌ: كَثِيرٌ النَّوال، وكبشٌ صافٌ، وَيَوْمٌ طانٌ، وَبِئْرٌ ماهةٌ، وَرَجُلٌ هاعٌ لاعٌ، وَرَجُلٌ خَافٌ، قَالَ: وأَصل هَذِهِ الأَوصافِ كلِّها فَعِل، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَسمعُ صَوتاً وأَرى فَوتاً أَي

_ (6). قوله [الصمعتوت] كذا بالأَصل بمثناة فوقية قبل الواو. والذي في القاموس والتكملة بخط الصاغاني مؤلفها الصمعيوت بمثناة تحتية قبل الواو، ولولا معارضة الشارح للمجد بما في اللسان لجزمنا بما في القاموس لموافقته ما في التكملة.

فصل الضاد المعجمة

أَسْمَعُ صَوتاً وَلَا أَرى فِعلًا. وَمِثْلُهُ إِذا كنتَ تَسمعُ بِالشَّيْءِ ثُمَّ لَا تَرى تَحْقِيقاً؛ يُقَالُ: ذِكْرٌ وَلَا حِساسَ، يُنْصَبُ عَلَى التَّبْرِئَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لا حِساسٌ، ومنهم من يقول: لا حِساسٍ، ومنهم مَنْ يَقُولُ: ذِكْرٌ وَلَا حَسِيسَ، فَيُنْصَبُ بِغَيْرِ نُونٍ، وَيُرْفَعُ بِنُونٍ. وَمِنْ أَمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنَى: لَا خيرَ فِي رَزَمَة لَا دِرَّة مَعَهَا أَي لَا خَيْرَ فِي قَوْلِ وَلَا فِعْلَ مَعَهُ. وكلُّ ضَرْبٍ مِنَ الغِناء صوتٌ، وَالْجَمْعُ الأَصْوات. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ؛ قِيلَ: بأَصوات الغِناء والمَزامير. وأَصاتَ القَوسَ: جَعَلَها تُصَوِّتُ. والصِّيتُ: الذِّكْرُ؛ يُقَالُ: ذَهَب صِيتُه فِي النَّاسِ أَي ذِكْرُه. والصِّيتُ والصَّاتُ: الذِّكْرُ الحَسَنُ. الْجَوْهَرِيُّ: الصِّيتُ الذِّكْر الجميلُ الَّذِي يَنْتَشِرُ فِي النَّاسِ، دُونَ الْقَبِيحِ. يُقَالُ: ذَهَبَ صِيتُه فِي النَّاسِ، وأَصله مِنَ الْوَاوِ، وإِنما انْقَلَبَتْ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، كَمَا قَالُوا: رِيحٌ مِنَ الرُّوحِ، كأَنهم بَنَوه عَلَى فِعْلٍ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، لِلْفَرْقِ بَيْنَ الصَّوتِ الْمَسْمُوعِ، وَبَيْنَ الذِّكْر الْمَعْلُومِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: انْتَشَرَ صَوتُه فِي النَّاسِ، بِمَعْنَى الصِّيتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والصَّوْتُ لغةٌ فِي الصِّيتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ عبدٍ إِلّا لَهُ صِيتٌ فِي السَّمَاءِ أَي ذِكْرٌ وشُهْرة وعِرفان؛ قَالَ: وَيَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. والصِّيتَةُ، بِالْهَاءِ: مثلُ الصِّيتِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالهِ حُسنَ صِيتةٍ ... لآبائِهِ، فِي كلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ وانْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ. وقولُهم: دُعيَ فانْصاتَ أَي أَجابَ وأَقْبل، وَهُوَ انْفَعلَ مِن الصَّوْت. والمُنْصاتُ: القَويم الْقَامَةِ. وَقَدِ انْصاتَ الرجلُ إِذا اسْتَوَتْ قامَتُهُ بَعْدَ انْحنَاءٍ، كأَنه اقْتَبَل شَبابُهُ؛ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْبارِيُّ: ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها ... وتِسْعِينَ حَوْلًا، ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا وعادَ سوادُ الرأْسِ بَعْدَ ابْيضاضِه، ... وراجَعهُ شَرْخُ الشَّبابِ الَّذِي فاتَا وراجَعَ أَيْداً، بَعْدَ ضَعفٍ وقُوَّةٍ، ... وَلَكِنَّهُ، مِنْ بعدِ ذَا كلهِ، ماتَا فصل الضاد المعجمة ضغت: الضَّغْتُ: اللَّوْكُ بالأَنْياب والنَّواجِذِ. ضهت: ضَهَتَهُ يَضْهَتُه ضَهْتاً: وطِئه وطْئاً شديداً. ضوت: ضَوتٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. فصل الطاء المهملة طست: الطَّسْتُ: مِنْ آنِيَةِ الصُّفْر، أُنثى، وَقَدْ تُذَكَّر. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّسْتُ الطَّسُّ، بِلُغَةِ طَيِّئٍ، أُبدل مِنْ إِحدى السِّينَيْنِ تَاءً لِلِاسْتِثْقَالِ، فإِذا جَمَعْتَ أَو صَغَّرْتَ، رددتَ السِّينَ، لِأَنك فصَلْتَ بَيْنَهُمَا بأَلف أَو يَاءٍ، فَقُلْتَ: طِساسٌ، وطُسَيْسٌ. فصل العين المهملة عبت: الصِّحَاحُ فِي الْحَوَاشِي: عَبَتَ يَدَه عَبْتاً: لَوَاهَا، فَهُوَ عابتٌ، واليدُ مَعْبُوتة. عتت: العَتُّ: غَطُّ الرجلِ بالكلامِ وَغَيْرِهِ. وعَتَّه يَعُتُّه عَتًّا: رَدَّدَ عَلَيْهِ الكلامَ مرَّة بَعْدَ مرَّة، وَكَذَلِكَ عاتَّه. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَن رَجُلًا حَلَف أَيماناً، فَجَعَلُوا يُعَاتُّونَه، فَقَالَ: عَلَيْهِ كفَّارة أَي

يُرادُّونه فِي الْقَوْلِ ويُلِحُّونَ عَلَيْهِ فِيهِ، فيُكَرِّرُ الحَلِف. وعتَّه بالمسأَلة إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ. وعَتَّه بِالْكَلَامِ، يَعُتُّه عَتًّا: وَبَّخَه ووَقَمَه، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، وَقَدْ قِيلَ بِالثَّاءِ؛ وَمَا زِلْتُ أُعاتُّه مُعاتَّةً وعُتاتاً [عِتاتا]، وَهِيَ الخُصُومة. أَبو عَمْرٍو: مَا زِلْتُ أُعاتُّه وأُصاتُّه عِتاتاً وصِتاتاً، وَهِيَ الخُصومة. وتَعَتَّتَ فِي كَلَامِهِ تَعَتُّتاً: تَردَّد فِيهِ، وَلَمْ يَسْتَمِرَّ في كلامه. والعَتَتُ: شَبِيهٌ بغِلَظٍ فِي كلامٍ أَو غَيْرِهِ. والعُتْعُتُ: الطويلُ التامُّ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ المُضْطَرِبُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للشابِّ القويِّ الشَّدِيدِ عُتْعُتٌ؛ وأَنشد: لَمَّا رأَتْهُ مُودَناً عِظْيَرَّا، ... قَالَتْ: أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفِرَّا فَلَا سَقاها الوابلَ الجِوَرَّا ... إِلهُها، وَلَا وَقاها العَرَّا والعُتْعُتُ: الجَدْي؛ وَقِيلَ: العَتْعَتُ، بِالْفَتْحِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ العُتْعُتُ، والعُطْعُطُ، والعَريضُ، والإِمَّرُ، والهِلَّعُ، والطَّلِيُّ، واليَعْرُ، واليَعْمورُ، والرَّعَّامُ، والقَرَّامُ، والرَّغَالُ، واللَّسادُ. وعَتْعَتَ الرَّاعِي بالجَدْي: زَجَرَه؛ وَقِيلَ: عَتْعَتَ بِهِ دَعَاهُ، وَقَالَ لَهُ: عَتْعَتْ. وقرأَ ابْنُ مسْعود: عَتَّى حينٍ، فِي مَعْنَى حَتَّى حين. عرت: عَرِتَ الرُّمْحُ يَعْرَتُ عَرْتاً: صَلُبَ. ورُمْحٌ عَرَّاتٌ وعَرَّاصُ: شَدِيدُ الِاضْطِرَابِ؛ وَقَدْ عَرِتَ يَعْرَتُ وعَرِصَ يَعْرَصُ. وعَرِتَ الرُّمْحُ إِذا اضْطَرَب، وَكَذَلِكَ البَرْقُ إِذا لَمع واضْطَرَب؛ وَيُقَالُ: بَرْقٌ عَرَّاتٌ. قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَتَرَ: قَدْ صَحَّ عَتَر وعَرَتَ، ودلَّ اخْتِلَافُ بِنَائِهِمَا عَلَى أَن كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا غيرُ الْآخَرِ، وَلَمْ أَره تَرْجَمَ فِي كِتَابِهِ عَلَى عَرَتَ. والعَرْتُ: الدَّلْكُ. وعَرَتَ أَنْفَه يَعْرُتُه ويَعْرِتُه عَرْتاً: تناوَلَه بِيَدِهِ فَدَلَكه. عفت: العَفْتُ واللَّفْتُ: اللَّيُّ الشَّدِيدُ. عَفَتَه يَعْفِتُه عَفْتاً: لَوَاهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ ثَنَيْته: فَقَدْ عَفَتَّه تَعْفِتُه عَفْتاً. وإِنك لتَعْفِتُني عَنْ حَاجَتِي أَي تَثْنِيني عَنْهَا. وعَفَتَ يَدَه يَعْفِتُها عَفْتاً: لَواها ليَكْسِرها. وعَفَتَه يَعْفِتُه عَفْتاً: كسَرَه؛ وَقِيلَ: كسَرَه كَسْراً لَيْسَ فِيهِ ارْفِضَاضٌ، يَكُونُ فِي الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ. وعَفَتَ عُنُقَه، كَذَلِكَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَفَتَ كلامَه يَعْفِتُه عَفْتاً: وَهُوَ أَن يَلْفِتَه، ويَكْسِرَه مِنَ اللُّكْنة، وَهِيَ عَرَبِيَّةٌ كَعَرَبِيَّةِ الأَعجمي وَنَحْوِهِ إِذا تكلَّفَ الْعَرَبِيَّةَ. والعَفْتُ: اللُّكْنة. وَرَجُلٌ عَفَّاتٌ: ألْكَنُ. وعَفَتَ فلانٌ عَظْمَ فُلَانٍ يَعْفِتُه عَفْتاً إِذا كسَره. والأَعْفَتُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: الأَعْسَرُ؛ قِيلَ: هِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ. والأَلْفَتُ أَيضاً: الأَعْسَرُ. والأَعْفَتُ: الْكَثِيرُ التَّكَشُّفِ إِذا جَلَسَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ أَعْفَتَ ؛ حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ بِالتَّاءِ؛ وَقِيلَ: الأَعْفَتُ والعَفِتُ الأَحْمَقُ، والأُنثى مِنَ الأَعْفَت: عَفْتاء، وَمِنَ العَفِتِ: عَفِتَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: امرأَة عَفْتَاءُ وعَفْكاء ولَفْتَاءُ، وَرَجُلٌ أَعْفَتُ أَعْفَكُ أَلْفَتُ، وَهُوَ الأَخْرَقُ. وَرَجُلٌ عِفِّتَانٌ وعِفِتَّانٌ: جافٍ، جَلْدٌ، قَوِيٌّ؛

قَالَ الشَّاعِرُ «1»: بَعْدَ أَزابِيِّ العِفِتَّانِ الغَلِثْ وَيُرْوَى: بَعْدَ أَزَابي العِفِّتَانيِّ. قَالَ الأَزهري: وَمِثَالُ عِفِّتَانٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ سِلِّجَانٌ؛ يُقَالُ: أَلقاه فِي سِلِّجانِه أَي فِي حَلْقِه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ عِفِتَّانٌ وعِفِّتَانٌ جافٍ قوِيٌّ جَلْد، وَجَمْعُ الأَخيرة عِفْتانٌ، عَلَى حَدِّ دِلاصٍ وهِجَانٍ، لَا حَدِّ جُنُبٍ، لِأَنهم قَدْ قَالُوا: عِفْتانانِ، فتَفَهَّمه. وَيُقَالُ لِلْعَصِيدَةِ: عَفِيتَةٌ، ولَفِيتةٌ. علفت: فِي الرُّبَاعِيِّ: العِلْفِتانُ الضَّخْم مِن الرِّجَالِ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد: يَضْحَكُ مِنِّي مَنْ يَرَى تَكَرْكُسِي ... مِنْ فَرَقي، مِنْ عِلْفِتانٍ أَدْبَسِ، أَخْبَثِ خَلْقِ اللهِ عِنْدَ المَحْمِس التَّكَرْكُسُ: التَّلَوُّثُ والتَّرَدُّدُ. والمَحْمِسُ: موضِع القِتالِ، وَاللَّهُ أَعلم. عمت: عَمَتَ الصُّوفَ والوَبَرَ يَعْمِتُه عَمْتاً: لَفَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ مُسْتَطِيلًا وَمُسْتَدِيرًا حَلْقةً فَغَزَلَهُ؛ وَقَالَ الأَزهري: كَمَا يَفْعَلُهُ الغَزَّالُ الَّذِي يَغْزِلُ الصُّوفَ، فيُلْقيه فِي يَدِهِ؛ قَالَ: وَالِاسْمُ العَمِيتُ؛ وأَنشد: يَظَلُّ فِي الشَّاءِ يَرْعاها ويَحْلبُها، ... ويَعْمِتُ الدَّهْرَ، إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ وَيُقَالُ: عَمَّتَ العَمِيتَ يُعَمِّته تَعْمِيتاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ وراجلةٍ، ... ويَكْفِتُ الدَّهْرَ، إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ قَالَ: يَعْمِتُ يَغْزِلُ، مِنَ العَميتَة، وَهِيَ القِطْعة مِنَ الصُّوف. ويَكْفِتُ: يَجْمَع ويَحْرِصُ، إِلا ساعةَ يَقْعُد يَطْبُخُ الهَبِيدَ. وَالرَّاجِلَةُ: كَبْشُ الرَّاعِي، يَحْمِلُ عَلَيْهِ مَتاعَه؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: عَمَتَ فلانٌ الصوفَ يَعْمِتُه عَمْتاً إِذا جَمَعه بعد ما يَطْرُقُه ويَنْفِشُه، ثُمَّ يَعْمِتُه ليَلْوِيَه عَلَى يَدِهِ، ويَغْزِلَه بالمَدَرة؛ قَالَ: وَهِيَ العَمِيتة؛ والعَمائتُ جماعةٌ. والعَمْتُ والعَمِيتةُ: مَا غُزِلَ، فَجُعِلَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ أَعْمِتَةٌ وعُمُتٌ، هَذِهِ حِكَايَةُ أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن أَعْمِتَةً جمعُ عَميتٍ، الَّذِي هُوَ جمعُ عَمِيتةٍ، لِأَن فَعِيلةً لَا تُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلةٍ؛ والعَمِيتةُ مِنَ الْوَبَرِ: كالفَليلة مِنَ الشَّعَرِ؛ وَيُقَالُ: عَمِيتةٌ مِنْ وَبَر أَو صُوفٍ، كَمَا يُقَالُ: سَبِيخَةٌ مِنْ قُطْنٍ، وسَليلةٌ مِنْ شَعَر: وعَمَتَ الرجلُ حَبْلَ القَتِّ، فهو مَعْموتٌ وعَمِيتٌ: قَتَلَه ولَوَاه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وقِطَعاً مِنْ وَبَرٍ عَمِيتا يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَمِيتاً حَالًا مِن وَبَر، وأَن يَكُونَ جَمْعَ عَمِيتةٍ، فَيَكُونَ نَعْتًا لقِطَع. ورجلٌ عَمِيتٌ: ظَريفٌ، جَريء؛ وَقَالَ الأَزهري: العَمِيتُ الْحَافِظُ الْعَالِمُ الفَطِنُ؛ قَالَ: وَلَا تَبَغَّ الدَّهْرَ مَا كُفِيتا، ... وَلَا تُمارِ الفَطِنَ العَمِيتا قَالَ: والعِمِّيتُ، بِالتَّشْدِيدِ، الرَّقيبُ الظريفُ،

_ (1). قوله [قال الشاعر] صدره كما في التكملة: حتى يظل كالخفاء المنجئث والأَزابي: النشاط. والغلث ككتف: الشديد العلاج. والمنجئث: المصروع.

وَيُقَالُ: الْجَاهِلُ الضَّعِيفُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كالخُرْسِ العَمامِيت والعِمِّيتُ أَيضاً: الَّذِي لَا يَهْتَدي لجهةٍ. وفلانٌ يَعْمِتُ أَقرانه إِذا كَانَ يَقْهَرُهم ويَلُفُّهم، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الحَرْب، وجَودة الرَّأْيِ، وَالْعِلْمِ بأَمر العَدُوِّ وإِثْخَانِه؛ وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ للفَائف الصُّوف: عُمُتٌ، لِأَنها تُعْمَتُ أَي تُلَفُّ. عنت: العَنَتُ: دُخُولُ المَشَقَّةِ عَلَى الإِنسان، ولقاءُ الشدَّةِ؛ يُقَالُ: أَعْنَتَ فلانٌ فُلَانًا إِعناتاً إِذا أَدْخَل عَلَيْهِ عَنَتاً أَي مَشَقَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: الباغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَنَتُ المَشَقَّةُ، وَالْفَسَادُ، والهلاكُ، والإِثم، والغَلَطُ، والخَطَأُ، وَالزِّنَا: كلُّ ذَلِكَ قَدْ جَاءَ، وأُطْلِقَ العَنَتُ عَلَيْهِ، والحديثُ يَحْتَمِلُ كلَّها؛ والبُرَآء جَمْعُ بَريءٍ، وَهُوَ والعَنَتُ مَنْصُوبَانِ مَفْعُولَانِ لِلْبَاغِينَ؛ يُقَالُ: بَغَيْتُ فُلَانًا خَيْرًا، وبَغَيْتُك الشيءَ: طلبتُه لَكَ، وبَغَيْتُ الشيءَ: طَلَبْتُه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فيُعنِتُوا عَلَيْكُمْ دينَكم أَي يُدْخِلوا عَلَيْكُمُ الضَّرَر فِي دِينِكُمْ؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى تُعْنِتَه أَي تشُقَّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما طَبيب تَطَبَّبَ، وَلَمْ يَعْرفْ بالطِّبِّ فأَعْنَتَ، فَهُوَ ضامِنٌ ؛ أَي أَضَرَّ المريضَ وأَفسده. وأَعْنَتَه وتَعَنَّته تَعَنُّتاً: سأَله عَنْ شَيْءٍ أَراد بِهِ اللَّبْسَ عَلَيْهِ والمَشَقَّةَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَرَدْتَ أَن تُعْنِتَني أَي تَطْلُبَ عَنَتِي، وتُسْقِطَني. والعَنَتُ الهَلاكُ. وأَعْنَتَه أَوْقَعَه فِي الهَلَكة؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ؛ أَي لَوْ أَطاعَ مثلَ المُخْبِرِ الَّذِي أَخْبَره بِمَا لَا أَصلَ لَهُ، وَقَدْ كانَ سَعَى بِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنّهم ارْتَدُّوا، لوقَعْتُم فِي عَنَتٍ أَي فِي فَساد وَهَلَاكٍ. وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ، فَتُصْبِحُوا عَلى مَا فَعَلْتُمْ نادِمِينَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ . وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ؛ مَعْنَاهُ: لَوْ شَاءَ لَشَدَّد عَلَيْكُمْ، وتَعَبَّدكم بِمَا يَصْعُبُ عَلَيْكُمْ أَداؤُه، كَمَا فَعَل بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. وَقَدْ يُوضَع العَنَتُ موضعَ الهَلاكِ، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ: لَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْنَتَكُم أَي لأَهْلَككم بحُكْمٍ يَكُونُ فِيهِ غيرَ ظَالم. قَالَ ابْنُ الأَنباري: أَصلُ التَّعَنُّتِ التَّشْدِيدُ، فإِذا قَالَتِ العربُ: فُلَانٌ يتعَنَّتُ فُلَانًا ويُعْنِتُه، فَمُرَادُهُمْ يُشَدِّدُ عَلَيْهِ، ويُلزِمُه بِمَا يَصعُب عَلَيْهِ أَداؤُه؛ قَالَ: ثُمَّ نُقِلَتْ إِلى مَعْنَى الْهَلَاكِ، والأَصل مَا وَصَفْنا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِعْناتُ تَكْلِيفُ غيرِ الطاقةِ. والعَنَت: الزِّنَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ؛ يَعْنِي الفُجُورَ وَالزِّنَا؛ وَقَالَ الأَزهري: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيمَنْ لَمْ يَسْتَطِع طَوْلًا أَي فَضْلَ مالٍ يَنْكِحُ بِهِ حُرَّةً، فَلَهُ أَن يَنْكِحَ أَمَةً؛ ثُمَّ قَالَ: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ، وَهَذَا يُوجِبُ أَن مَنْ لَمْ يَخْشَ العَنَتَ، وَلَمْ يَجِدْ طَوْلًا لحُرَّة، أَنه لَا يَحِلُّ لَهُ أَن يَنْكِحَ أَمة؛ قَالَ: واخْتَلَفَ الناسُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ أَن يَحْمِلَه شدّةُ الشَّبَقِ والغُلْمةِ عَلَى الزِّنَا، فيَلْقى العذابَ الْعَظِيمَ فِي الْآخِرَةِ، والحَدَّ فِي الدُّنْيَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَن يَعْشِقَ أَمَةً؛ وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ ذِكْرُ عِشْقٍ، وَلَكِنَّ ذَا العِشْقِ يَلْقَى عَنَتاً؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَاليّ: العَنَتُ،

هَاهُنَا، الْهَلَاكُ؛ وَقِيلَ: الْهَلَاكُ فِي الزِّنَا؛ وأَنشد: أُحاولُ إِعْنَاتي بِمَا قالَ أَو رَجا أَراد: أُحاولُ إِهلاكي. وَرَوَى المُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الهَيْثَم أَنه قَالَ: العَنَتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الجَوْرُ والإِثم والأَذى؛ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ التَّعَنُّتُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ؛ يُقَالُ: تَعَنَّتَ فلانٌ فُلَانًا إِذا أَدخَلَ عَلَيْهِ الأَذى؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاجُ: العَنَتُ فِي اللُّغَةِ المَشَقَّة الشَّدِيدَةُ، والعَنَتُ الوُقوع فِي أَمرٍ شاقٍّ، وَقَدْ عَنِتَ، وأَعْنَتَه غيرهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو إِسحاق صَحِيحٌ، فإِذا شَقَّ عَلَى الرَّجُلِ العُزْبة، وغَلَبَتْه الغُلْمَة، وَلَمْ يَجِدْ مَا يَتَزَوَّجُ بِهِ حُرَّة، فَلَهُ أَن يَنْكِحَ أَمة، لِأَنَّ غَلَبَة الشهْوَة، واجتماعَ الْمَاءِ فِي الصُّلْب، رُبَّمَا أَدَّى إِلى العلَّة الصَّعبة، وَاللَّهُ أَعلم؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَنَتُ الإِثم؛ وَقَدْ عَنِتَ الرجلُ. قَالَ تَعَالَى: عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ عَزِيزٌ عَلَيْهِ عَنَتُكم، وَهُوَ لقاءُ الشِّدَّة والمَشَقَّة؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ عَزِيزٌ أَي شديدٌ مَا أَعْنَتَكم أَي أَوْرَدَكم العَنَتَ والمَشَقَّة. وَيُقَالُ: أَكَمةٌ عَنُوتٌ طويلةٌ شاقَّةُ المَصْعَد، وَهِيَ العُنْتُوتُ أَيضاً؛ قَالَ الأَزهري: والعَنَتُ الكسرُ، وَقَدْ عَنِتَتْ يَدُه أَو رجْلُه أَي انْكَسرتْ، وَكَذَلِكَ كلُّ عَظْم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَداوِ بها أَضْلاعَ جَنْبَيْكَ بَعْد ما ... عَنِتنَ، وأَعْيَتْكَ الجَبائرُ مِنْ عَلُ وَيُقَالُ: عَنِتَ العظمُ عَنَتاً، فَهُوَ عَنِتٌ: وَهَى وَانْكَسَرَ؛ قَالَ رؤْبة: فأَرْغَمَ اللهُ الأُنُوفَ الرُّغَّما: ... مَجْدُوعَها، والعَنِتَ المُخَشَّما وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَثْءُ لَيْسَ بعَنَتٍ؛ لَا يَكُونُ العَنَتُ إِلَّا الكَسْرَ؛ والوَثْءُ الضَّرْبُ حَتَّى يَرْهَصَ الجِلدَ واللحمَ، ويَصِلَ الضربُ إِلى الْعَظْمِ، مِنْ غَيْرِ أَن يَنْكَسِرَ. وَيُقَالُ: أَعْنَتَ الجابرُ الكَسِيرَ إِذا لَمْ يَرْفُقْ بِهِ، فَزَادَ الكَسْرَ فَساداً، وَكَذَلِكَ راكبُ الدَّابَّةِ إِذا حَمَلَه عَلَى مَا لَا يَحْتَمِلُه مِنَ العُنْفِ حَتَّى يَظْلَع، فَقَدْ أَعْنَته، وَقَدْ عَنِتَت الدابةُ. وجملةُ العَنَت: الضَّرَرُ الشاقُّ المُؤْذي. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: فِي رَجُلٍ أَنْعَلَ دابَّةً فَعَنِتَتْ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، أَي عَرِجَتْ؛ وَسَمَّاهُ عَنَتاً لأَنه ضَرَرٌ وفَساد. وَالرِّوَايَةُ: فَعَتِبَتْ، بِتَاءٍ فَوْقَهَا نُقْطَتَانِ، ثُمَّ بَاءٍ تَحْتَهَا نُقْطَةٌ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: والأَوَّلُ أَحَبُّ الْوَجْهَيْنِ إِليَّ. وَيُقَالُ لِلْعَظْمِ الْمَجْبُورِ إِذا أَصابه شَيْءٌ فَهاضَه: قَدْ أَعْنَتَه، فَهُوَ عَنِتٌ ومُعْنِتٌ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنه يَهِيضُه، وَهُوَ كَسْرٌ بعدَ انْجِبارٍ، وَذَلِكَ أَشَدُّ مِنَ الكَسر الأَوّلِ. وعَنِتَ عَنَتاً: اكْتَسَبَ مَأْثَماً. وجاءَني فلانٌ مُتَعَنِّتاً إِذا جاءَ يَطْلُب زَلَّتَكَ. والعُنْتُوتُ: جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ فِي السَّمَاءِ، وَقِيلَ: دُوَيْنَ الحَرَّة؛ قَالَ: أَدْرَكْتُها تَأْفِرُ دونَ العُنْتُوتْ، ... تِلْكَ الهَلُوكُ والخَريعُ السُّلْحُوتْ الأَفْرُ: سَيْرٌ سَرِيعٌ. والعُنْتُوتُ: الحَزّ فِي القَوْس؛ قَالَ الأَزهري: عُنْتُوتُ القَوْس هُوَ الحزُّ الَّذِي تُدْخَلُ فِيهِ الغانةُ، والغانةُ: حَلْقةُ رأْس الوتر. عهت: رَوَى أَبو الْوَازِعِ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: فُلَانٌ مُتَعَهِّتٌ: ذُو نِيقَةٍ وتَخَيُّرٍ، كأَنه مَقْلُوبٌ عَنِ المُتَعَتِّهِ.

فصل الغين المعجمة

فصل الغين المعجمة غتت: غَتَّ الضَّحِكَ يَغُتُّه غَتًّا: وَضَع يدَه أَو ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ، ليُخْفِيَهُ. وغَتَّ فِي الْمَاءِ يَغُتُّ غَتّاً: وَهُوَ مَا بَيْنَ النَّفَسين مِنَ الشُّرْب، والإِناءُ عَلَى فِيهِ. أَبو زَيْدٍ: غَتَّ الشاربُ يَغُتُّ غَتّاً، وَهُوَ أَن يَتَنَفَّسَ مِنَ الشَّراب، والإِناءُ عَلَى فِيهِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ: شَدَّ الضُّحَى، فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ، ... غَتَّ الغَطَاطِ مَعاً عَلَى إِعْجالِ أَي شَرِبْنَ أَنْفاساً غَيْرَ بَواضِعٍ أَي غَيْرَ رِواءٍ. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: فأَخَذَني جبريلُ فغَتَّني ؛ الغَتُّ والغَطُّ سَوَاءٌ، كأَنه أَراد عَصَرني عَصْراً شَدِيدًا حَتَّى وَجَدْتُ مِنْهُ المَشَقَّةَ، كَمَا يَجِدُ مَنْ يُغْمَسُ فِي الْمَاءِ قَهْراً. وغَتَّهُ خَنِقاً يَغُتُّه غَتّاً: عَصَر حَلْقَه نفَساً، أَو نَفَسين، أَو أَكثر مِنْ ذَلِكَ. وغَتَّه فِي الماءِ يَغُتُّه غَتّاً: غَطَّه، وَكَذَلِكَ إِذا أَكرهه عَلَى الشَّيْءِ حَتَّى يَكْرُبَه. وَيُقَالُ: غَتَّه الكلامَ غَتّاً إِذا بَكَّتَه تَبْكيتاً. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: يَا مَنْ لَا يَغُتُّه دعاءُ الداعِينَ أَي يَغْلِبُه ويَقْهَرُه. وَفِي حَدِيثِ ثَوْبانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي، أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لأَهل اليَمن أَي لأَذُودَهم بعَصايَ حَتَّى يَرْفَضُّوا عَنْهُ، وإِنه ليَغُتُّ فِيهِ ميزابانِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحدُهما مِنْ وَرِقٍ، والآخرُ مِنْ ذهبٍ، طولُه مَا بَيْنَ مُقامِي إِلى عُمانَ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الغَتُّ كالغَطِّ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ أَيضاً عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي الحَوْض يَغُتُّ فِيهِ ميزابانِ، مِدادُهما مِنَ الْجَنَّةِ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسحاق يَغُتُّ، بِضَمِّ الْغَيْنِ، قَالَ: وَمَعْنَى يَغُتُّ، يَجْري جَرْياً لَهُ صَوْتٌ وخَريرٌ؛ وَقِيلَ: يَغُطُّ؛ قَالَ: وَلَا أَدري مِمَّنْ حَفِظَ هَذَا التَّفْسِيرَ. قَالَ الأَزهري: وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ، لَقِيلَ يَغُتُّ ويَغِطُّ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، وَمَعْنَى يَغُتُّ يُتابعُ الدَّفْقَ فِي الْحَوْضِ لَا يَنْقَطِعُ، مأْخوذ مِنْ غَتَّ الشاربُ الماءَ جَرْعاً بَعْدَ جَرْع، ونَفَساً بَعْدَ نَفَس، مِنْ غَيْرِ إِبانةِ الإِناء عَنْ فِيهِ؛ قَالَ: فَقَوْلُهُ يَغُتُّ فِيهِ مِيزابانِ أَي يَدْفُقانِ فِيهِ الماءَ دَفْقاً مُتتابعاً دَائِمًا، مِن غَيْرِ أَن يَنْقَطِعَ، كَمَا يَغُتُّ الشاربُ الماءَ، ويَغُتُّ مُتَعَدٍّ هَاهُنَا، لأَن المُضاعف إِذا جَاءَ عَلَى فَعَلَ يَفْعُل، فَهُوَ مُتَعَدٍّ، وإِذا جَاءَ عَلَى فَعَلَ يَفْعِلُ، فهو لَازِمٌ، إِلا مَا شَذَّ عَنْهُ؛ قَالَ ذَلِكَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: غُتَّ، فَهُوَ مَغْتُوتٌ؛ وغُمَّ، فَهُوَ مَغْمومٌ، قَالَ رؤْبة يَذْكُرُ يُونُسَ والحُوتَ: وجَوْشَنُ الحُوتِ لَهُ مَبيتُ، ... يُدْفَع عَنْهُ جوفُه المَسْحُوتُ كِلاهُما مُغْتَمِسٌ مَغْتُوتُ، ... والليلُ فَوْقَ الْمَاءِ مُسْتَمِيتُ «2» قَالَ: والمَغْتُوت المَغْموم. وغَتَّ الدابةَ طَلَقاً أَو طَلَقَيْن يَغُتُّها: رَكَضَها، وجَهَدَها، وأَتْعَبها. وغَتَّهم اللهُ بِالْعَذَابِ غَتّاً كَذَلِكَ. وغَتَّ القَوْلَ بالقَوْل، والشُّربَ بالشُّرْب، يَغُتُّه غَتّاً: أَتْبَعَ بَعْضَه بَعْضًا. وغَتَّه بالأَمْر: كَدَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: يَغُتُّهم اللهُ فِي الْعَذَابِ أَي يَغْمِسُهم فِيهِ غَمْساً مُتَتابعاً. قَالَ: والغَتُّ أَن تُتْبِعَ القولَ القَوْلَ، أَو الشُّرْبَ الشُّرْبَ؛ وأَنشد: فغَتَتْنَ غَيْرَ بَواضِعٍ أَنفاسَها، ... غَتَّ الغَطاطِ مَعاً عَلَى إِعْجالِ

_ (2). قوله [المسحوت] أَي الذي لا يشبع، وقوله مستميت أَي خاشع خاضع.

فصل الفاء

وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: وَلَا تُغَتِّتْ طَعامَنا تَغْتيتاً ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ أَي لَا تُفْسده. يُقَالُ: غَتَّ الطعامُ يَغُتُّ، وأَغْتَتُّه أَنا، وغَتَّ الكلامُ: فَسَدَ؛ قال قَبْسُ بْنُ الخَطيم: وَلَا يَغُتُّ الحديثُ إِذْ نَطَقَتْ، ... وَهُوَ، بفِيها، ذُو لَذَّةٍ طَرَبُ غلت: الغَلَتُ والغَلَطُ سَوَاءٌ؛ وَقَدْ غَلِتَ. وَرَجُلٌ غَلُوتٌ فِي الْحِسَابِ: كثيرُ الغَلَط؛ قال رؤْبة: إِذا اسْتَدار البَرِمُ الغَلُوتُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الغَلَتُ فِي الْحِسَابِ، والغَلَطُ فِي سِوَى ذَلِكَ. وَقِيلَ: الغَلَطُ فِي الْقَوْلِ، وَهُوَ أَن يُرِيدَ أَن يَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فيَغْلَطَ، فَيَتَكَلَّمُ بِغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا غَلَتَ فِي الإِسلام. قَالَ اللَّيْثُ: غَلِتَ فِي الْحِسَابِ غَلَتاً، وَيُقَالُ: غَلِتَ فِي مَعْنَى غَلِطَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَلَط فِي المَنْطِق، والغَلَتُ فِي الْحِسَابِ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ؛ وَجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ وَقَالَ رؤْبة: إِذا اسْتَدَرَّ البَرِمُ الغَلُوتُ والغَلوت: الْكَثِيرُ الغَلَط؛ قَالَ: واسْتِدْراره كثرةُ كَلَامِهِ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح: كَانَ لَا يُجِيزُ الغَلَتَ ؛ قَالَ: هُوَ أَن يَقُولَ الرَّجُلَ اشْتَرَيْتُ هَذَا الثَّوْبَ بِمِائَةٍ، ثُمَّ تَجِدُهُ اشْتَرَاهُ بأَقل، فيَرجِعُ إِلى الْحَقِّ ويَتْرُكُ الغَلَتَ. وَفِي حَدِيثِ النَخَعِيّ: لَا يَجُوزُ التَغَلُّتُ ؛ هُوَ تَفَعُّلٌ مِنَ الغَلَتِ. تَقُولُ: تَغَلَّتُّه أَي طَلَبْتُ غَلَته، وتَغَلَّتني فلانٌ واغتَلَتني إِذا أَخذه عَلَى غِرَّةٍ. والغَلْتُ: الإِقالة فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ. وغَلْتَةُ الليلِ: أَوّله؛ قال: وجِىءْ غَلْتةً فِي ظُلْمةِ الليلِ، وارْتَحِلْ ... بيومِ مُحَاقِ الشَّهْرِ والدَّبَرانِ واغْلَنْتَى القومُ عَلَى فلانٍ اغْلِنْتاءً: عَلَوْه بالشَّتْم والضَّرْب والقَهْر، مِثْلُ الاغْرِنْداء. غمت: الغَمَتُ والفَقَمُ: التُّخَمة. غَمَته الطعامُ يَغْمِتُه غَمْتاً: أَكله دَسِماً، فغَلَبَ عَلَى قَلْبِهِ، وثَقُلَ واتَّخَم؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ أَن يَسْتَكْثِرَ مِنْهُ حَتَّى يَتَّخِم. وَقَالَ شَمِرٌ: غَمَتَه الوَدَكُ يَغْمِتُه إِذا صَيَّره كالسَّكْرانِ. وغَمَتَه إِذا غَطَّاه. وغَمَتَه فِي الْمَاءِ يَغْمِته غَمْتاً: غَطَّه فِيهِ. فصل الفاء فأت: افْتَأَتَ عليَّ مَا لَمْ أَقُلْ: اخْتَلَقه. أَبو زَيْدٍ: افْتَأَتَ الرجلُ عَليَّ افتِئاتاً، وَهُوَ رَجُلٌ مُفْتَئِتٌ، وَذَلِكَ إِذا قَالَ عَلَيْكَ الباطلَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ المَنْطِق: افْتَأَتَ فلانٌ عَلَيْنَا يَفْتَئِتُ إِذا اسْتَبَدَّ عَلَيْنَا برأْيه؛ جَاءَ بِهِ فِي بَابِ الْهَمْزِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: افْتَأَتَ بأَمره ورأْيه إِذا اسْتَبَدَّ بِهِ وَانْفَرَدَ. قَالَ الأَزهري: قَدْ صَحَّ الْهَمْزُ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ، وَابْنِ السِّكِّيتِ فِي هَذَا الْحَرْفِ، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ الْهَمْزَ فِيهِ أَصليّاً. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ سُمِعَ مَهْمُوزًا، ذَكَرَهُ أَبو عمرو، وأَبو زَيْدٍ، وَابْنُ السُّكَيْتِ، وَغَيْرُهُمْ: فَلَا يَخْلُو إِما أَن يَكُونُوا قَدْ هَمَزُوا مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ، كَمَا قَالُوا: حَلأْتُ السَّويقَ، ولَبَّأْتُ بِالْحَجِّ، ورَثَأْتُ الميتَ، أَو يَكُونَ أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ غير الفَوْت. فتت: فَتَّ الشيءَ يَفُتُّه فَتّاً، وفَتَّتَه: دَقَّه. وَقِيلَ: فَتَّه كَسَره؛ وَقِيلَ: كَسَرَهُ بأَصابعه. قَالَ اللَّيْثُ: الفَتُّ أَن تأْخذ الشَّيْءَ بإِصبعك،

فَتُصَيِّرَه فُتاتاً أَي دُقاقاً، فَهُوَ مَفْتُوتٌ وفَتِيتٌ. وَفِي الْمَثَلِ: كَفّاً مُطْلَقةً تَفُتُّ اليَرْمَعَ؛ اليَرْمَع: حِجَارَةٌ بِيضٌ تُفَتُّ بِالْيَدِ؛ وَقَدِ انْفَتَّ وتَفَتَّتَ. والفُتاتُ: مَا تَفَتَّت؛ وفُتاتُ الشَّيْءِ: مَا تَكَسَّرَ مِنْهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنَّ فُتاتَ العِهْنِ، فِي كُلِّ مَنْزِلٍ ... نَزَلْنَ بِهِ، حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وفُتاتُ العِهْنِ وَالصُّوفِ مَا تَسَاقَطَ مِنْهُ. والفَتُّ والثَّتُّ: الشَّقُّ فِي الصَّخْرة، وَهِيَ الفُتُوتُ والثُّتُوتُ. والتَفَتُّتُ: التَّكَسُّر. والانْفِتاتُ: الِانْكِسَارُ. والفَتِيتُ والفَتُوتُ: الشيءُ المَفْتُوتُ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى مَا فُتَّ مِنَ الخُبْز؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلا أَنهم خَصُّوا الخُبْز المَفْتُوتَ بالفَتِيتِ. والفَتِيتُ: الشيءُ يَسْقُطُ فيَتَقَطَّعُ ويَتَفَتَّتُ. وكلَّمه بشيءٍ ففَتَّ فِي سَاعِدِهِ أَي أَضْعَفَه وأَوْهَنَه. وَيُقَالُ: فَتَّ فلانٌ فِي عَضُدِي، وهَدَّ رُكْني. وفَتَّ فلانٌ فِي عَضُدِ فلانٍ، وعَضُدُه أَهلُ بيتِه، إِذا رَامَ إِضْرارَه بتَخَوُّنِه إِياهم. والفُتَّة: الكُتْلةُ مِنَ التَّمْرِ. الْفَرَّاءُ: أُولئك أَهلُ بيتٍ فَتٍّ وفُتٍّ وفِتٍّ إِذا كَانُوا مُنْتَشرين، غَيْرَ مُجْتَمِعِينَ. ابْنُ الأَعرابي: فَتْفَتَ الرَّاعِي إِبلَه إِذا رَدَّها عَنِ الْمَاءِ، وَلَمْ يَقْصَعْ صَوَّارها. والفُتَّة: بَعْرة، أَو رَوْثة مَفْتوتة، تُوضَع تحتَ الزَّنْدِ عِنْدَ القَدْح. الْجَوْهَرِيُّ: الفُتَّةُ مَا يُفَتُّ ويوضَع تَحْتَ الزَّنْدِ. فخت: الفاخِتةُ: وَاحِدَةُ الفَواخِتِ، وَهِيَ ضَرْبٌ مِنَ الحَمام المُطَوَّق. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ الجَوالِيقيِّ أَن الْفَاخِتَةَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الفَخْتِ الَّذِي هُوَ ظِلُّ القَمَر. وفَخَّتَتِ الفاختةُ: صَوَّتَتْ. وتَفَخَّتَت المرأَةُ: مَشَتْ مِشْية الْفَاخِتَةِ. اللَّيْثُ: إِذا مشَت المرأَة مُجْنِحةً، قِيلَ: تَفَخَّتَتْ تَفَخُّتاً؛ قَالَ: أَظنُّ ذَلِكَ مُشْتَقّاً مِنْ مَشْي الْفَاخِتَةِ، وَجَمْعُ الفاخِتةِ فَواخِتُ. قَوْلُهُ مُجْنِحةً إِذا تَوَسَّعَتْ فِي مَشْيِها، وفرَّجَتْ يَدَيْها مِنْ إِبْطَيْها. والفَخْتُ: ضَوْءُ الْقَمَرِ أَوَّلَ مَا يَبْدُو، وعَمَّ بِهِ بعضُهم؛ يُقَالُ: جَلَسْنا فِي الفَخْت؛ وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع الفَخْتَ إِلّا هَاهُنَا. قَالَ أَبو إِسحاق: قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: الفَخْتُ، لَا أَدْرِي اسْمُ ضَوْئه، أَم اسمُ ظُلْمته. واسمُ ظُلْمة ظِلِّه عَلَى الْحَقِيقَةِ: السَّمَر؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِلْمُتَحَدِّثِينَ لَيْلًا: سُمَّار؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الصَّوَابُ فِيهِ ظِلُّ الْقَمَرِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: الصَّوَابُ مَا قَالَهُ، لأَن الفاخِتَةَ بلَوْنِ الظِّلِّ، أَشْبَهُ مِنْهَا بلَوْنِ الضَّوْء. وفَخَتَ رأْسَه بِالسَّيْفِ فَخْتاً: قَطَعَه. وفَخَتَ الإِناءَ فَخْتاً: كَشَفَه. والفَخْتُ: نَشْلُ الطَّبَّاخ الفِدْرة مِنَ القِدْر. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَفَخَّتُ أَي يَتَعَجَّبُ، فَيَقُولُ: مَا أَحْسَنَه. فرت: الفُراتُ: أَشَدُّ الْمَاءِ عُذوبةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَذَا عَذْبٌ فُراتٌ، وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ . وَقَدْ فَرُتَ الماءُ يَفْرُتُ فُروتةً إِذا عَذُبَ، فَهُوَ فُراتٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَرِتَ الرجلُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، إِذا ضَعُفَ عقلُه بَعْدَ مُسْكَةٍ. والفُراتانِ: الفُراتُ ودُجَيْلٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب:

فَجاءَ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ، ... يَدُومُ الفُراتُ فَوْقَها ويَمُوجُ لَيْسَ هُنَالِكَ فُراتٌ، لأَن الدُّرَّ لَا يَكُونُ فِي الْمَاءِ الْعَذْبِ، وإِنما يَكُونُ فِي الْبَحْرِ. وَقَوْلُهُ: مَا شِئْتَ، فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، أَي جَاءَ بِهَا كَامِلَةَ الحُسْن، أَو بالغةَ الحُسْن، وَقَدْ تَكُونُ فِي مَوْضِعِ جَرّ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْهَاءِ أَي فَجَاءَ بِمَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّة. ومياهٌ فِرْتانٌ وفُراتٌ: كالواحدِ، وَالِاسْمُ الفُروتَةُ. والفُراتُ: اسْمُ نَهَرِ الْكُوفَةِ، مَعْرُوفٌ. وفَرْتَنى: المرأَةُ الفاجرةُ؛ ذَهَبَ ابْنُ جِنِّي فِيهِ إِلى أَن نُونَهُ زَائِدَةٌ، وَحَكَى فَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً: فَجر؛ وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا. والفِرْتُ: لغةٌ فِي الفِتْر؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، كأَنه مقلوب عنه. فلت: أَفْلَتَني الشيءُ، وتَفَلَّت مِنِّي، وانْفَلَت، وأَفْلَتَ فلانٌ فُلَانًا: خَلَّصه. وأَفْلَتَ الشيءُ وتَفَلَّتَ وانْفَلَتَ، بِمَعْنًى؛ وأَفْلَتَه غيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: تَدارَسُوا القرآنَ، فَلهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتاً مِن الإِبل مِنْ عُقُلِها. التَّفَلُّتُ، والإِفْلاتُ، والانْفِلاتُ: التَّخَلُّص مِنَ الشَّيْءِ فَجْأَةً، مِنْ غَيْرِ تَمَكُّثٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن عِفْريتاً مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البارحةَ أَي تَعَرَّضَ لِي فِي صَلاتي فَجْأَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا شَرِبَ خَمْرًا فسَكِرَ، فانْطُلِقَ بِهِ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا حَاذَى دَارَ الْعَبَّاسِ، انْفَلَتَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فذَكَر ذَلِكَ لَهُ، فضحِكَ وَقَالَ: أَفَعَلَها؟ وَلَمْ يأْمر فِيهِ بِشَيْءٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَنا آخُذُ بحُجَزكم، وأَنتم تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي أَي تَتَفَلَّتُونَ، فَحَذَفَ إِحدى التاءَين تَخْفِيفًا. وَيُقَالُ: أَفْلَتَ فلانٌ بِجُرَيْعة الذَّقَن. يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُشْرِفُ عَلَى هَلَكة، ثُمَّ يُفْلِتُ، كأَنه جَرَع الموتَ جَرْعاً، ثُمَّ أَفْلَتَ مِنْهُ. والإِفْلاتُ: يَكُونُ بِمَعْنَى الانْفِلاتِ، لَازِمًا، وَقَدْ يَكُونُ وَاقِعًا. يُقَالُ: أَفْلَتُّه مِنَ الهَلَكة أَي خَلَّصْتُه؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: وأَفْلَتَني مِنْهَا حِماري وجُبَّتي، ... جَزى اللهُ خَيْرًا جُبَّتي وحِماريا أَبو زَيْدٍ، مِنْ أَمثالهم فِي إِفْلاتِ الجَبانِ: أَفْلَتَني جُرَيْعةَ الذَّقَنِ؛ إِذا كَانَ قَرِيبًا كقُرْبِ الجُرْعةِ مِنَ الذَّقَن، ثُمَّ أَفْلَتَه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى أَفْلَتَني أَي انْفَلَت مِنِّي. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لَيْسَ لَكَ مِنْ هَذَا الأَمر فَلْتٌ أَي لَا تَنْفَلِتُ مِنْهُ. وَقَدْ أَفْلَتَ فلانٌ مِنْ فُلَانٍ، وانْفَلَتَ، ومرَّ بِنَا بعيرٌ مُنْفَلِتٌ، وَلَا يُقَالُ: مُفْلِتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ يُمْلي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذا أَخَذَه لَمْ يُفْلِتْه، ثُمَّ قرأَ: وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ. قَوْلُهُ: لَمْ يُفْلِتْه أَي لَمْ يَنْفَلتْ مِنْهُ، وَيَكُونُ مَعْنَى لَمْ يُفْلِتْه، لَمْ يُفْلتْه أَحدٌ أَي لَمْ يُخَلِّصْه شيءٌ. وتَفَلَّتَ إِلى الشيءِ وأَفْلَتَ: نَازَعَ. والفَلَتانُ: المُتَفَلِّتُ إِلى الشرِّ؛ وَقِيلَ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. والفَلَتانُ: السريعُ، وَالْجَمْعُ فِلْتانٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفَرَسٌ فَلَتانٌ أَي نَشيطٌ، حَدِيدُ الفؤَاد مثلُ الصَّلَتانِ. التَّهْذِيبُ: الفَلَتانُ والصَّلَتان، مِنَ التَّفَلُّتِ والانْفِلاتِ، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الشَّدِيدِ الصُّلْبِ. وَرَجُلٌ فَلَتانٌ: نَشِيطٌ، حَدِيدُ الفؤَاد. وَرَجُلٌ فَلَتانٌ أَي جريءٌ وامرأَة فَلَتانَةٌ.

وافْتَلَتَ الشيءَ: أَخَذَه فِي سُرْعة؛ قال قيس ابن ذُرَيْح: إِذا افْتَلَتَتْ مِنْكَ النَّوى ذَا مَوَدَّةٍ ... حَبيباً، بتَصْداعٍ مِنَ البَيْنِ ذِي شَعْبِ، أَذاقَتْكَ مُرَّ العَيْشِ، أَو مُتَّ حَسْرَةً، ... كَمَا ماتَ مَسْقِيُّ الضَّياحِ عَلَى الأَلْب وَكَانَ ذَلِكَ فَلْتةً أَي فَجْأَة. يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ الأَمرُ فَلْتةً أَي فَجأَة إِذا لَمْ يَكُنْ عَنْ تَدَبُّر وَلَا تَرَدُّدٍ. والفَلْتة: الأَمر يَقَعُ مِنْ غَيْرِ إِحكام. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنَّ بَيْعَةَ أَبي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتةً، وَقى اللهُ شَرَّها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد فجأَة، وَكَانَتْ كَذَلِكَ لأَنها لَمْ يُنْتَظَرْ بِهَا العوامُّ، إِنما ابْتَدَرَها أَكابرُ أَصحاب سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَعَامَّةِ الأَنصار، إِلا تِلْكَ الطِّيرةَ الَّتِي كَانَتْ مِنْ بَعْضِهِمْ، ثُمَّ أَصْفَقَ الكلُّ لَهُ، بِمَعْرِفَتِهِمْ أَن لَيْسَ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُنازع وَلَا شَرِيكٌ فِي الْفَضْلِ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْتَاجُ فِي أَمره إِلى نَظَرٍ، وَلَا مُشاورة؛ وَقَالَ الأَزهري: إِنما مَعْنَى فَلْتةً البَغْتَة؛ قَالَ: وإِنما عُوجل بِهَا، مُبادَرةً لانْتشارِ الأَمر، حَتَّى لَا يَطْمَعَ فِيهَا مَنْ لَيْسَ لَهَا بِمَوْضِعٍ؛ وَقَالَ حُصَيبٌ الهُذَليُّ: كَانُوا خَبيئةَ نَفْسي، فافْتُلِتُّهمُ، ... وكلُّ زادٍ خَبيءٍ، قَصْرُه النَّفَدُ قَالَ: افْتُلِتُّهم، أُخِذوا مِنِّي فَلْتة. زادٌ خبيءٌ: يُضَنُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَراد بالفَلْتةِ الفَجْأَة، ومثلُ هَذِهِ البَيْعةِ جَديرةٌ بأَن تكونَ مُهَيِّجةً للشرِّ والفِتنة، فعَصَم اللهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ ووَقى. قَالَ: والفَلْتةُ كُلُّ شيءٍ فُعِلَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وإِنما بُودِرَ بِهَا خَوْفَ انْتِشَارِ الأَمر؛ وَقِيلَ: أَراد بالفَلْتة الخَلْسةَ أَي أَن الإِمامة يَوْمَ السَّقيفةِ، مالَت الأَنْفُسُ إِلى تَوَلِّيها، وَلِذَلِكَ كَثُرَ فِيهَا التشاجُر، فَمَا قُلِّدَها أَبو بَكْرٍ إِلا انْتِزاعاً مِنَ الأَيْدي واختِلاساً؛ وَقِيلَ: الفَلْتَةُ هُنَا مُشْتَقَّةٌ مِنَ الفَلْتة، آخِرُ ليلةٍ مِنَ الأَشْهُر الحُرُم، فيَخْتَلِفون فِيهَا أَمِنَ الحِلِّ هِيَ أَم مِنَ الحَرَم؟ فيُسارِعُ المَوْتُور إِلى دَرْكِ الثأْر، فَيَكْثُرُ الْفَسَادُ، وتُسْفَكُ الدماءُ؛ فشبَّه أَيام النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالأَشهر الْحُرُمِ، وَيَوْمَ مَوْتِهِ بالفَلْتة فِي وُقوع الشَّرّ، مِنِ ارْتِدَادِ الْعَرَبِ، وَتَوَقُّفِ الأَنصار عَنِ الطَّاعَةِ، ومَنْع مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ والجَرْي، عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي أَن لَا يَسُودَ القبيلةَ إِلا رجلٌ مِنْهَا. والفَلْتة: آخرُ ليلةٍ مِنَ الشَّهْرِ. وَفِي الصِّحَاحِ: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ؛ وَقِيلَ: الفَلْتة آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ الَّذِي بَعْدَهُ الشهرُ الْحَرَامُ، كَآخِرِ يَوْمٍ مِنْ جُمادى الْآخِرَةِ؛ وَذَلِكَ أَن يَرى فِيهِ الرَّجُلُ ثأْرَه، فَرُبَّمَا تَوانَى فِيهِ، فإِذا كَانَ الغَدُ، دَخَلَ الشهرُ الحرامُ، ففاتَه. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كَانَ لِلْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سَاعَةٌ يُقَالُ لَهَا: الفَلْتة، يُغِيرون فِيهَا، وَهِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيام جُمادى الْآخِرَةِ، يُغيرون تِلْكَ السَّاعَةَ، وإِن كَانَ هلالُ رَجَب قَدْ طَلَع تِلْكَ الساعةَ، لأَن تِلْكَ السَّاعَةَ مِنْ آخِرِ جُمادى الْآخِرَةِ، مَا لَمْ تَغِبِ الشَّمسُ؛ وأَنشد: والخيلُ ساهِمةُ الوُجُوهِ، ... كأَنما يَقْمُصْنَ مِلْحا، صادَفْنَ مُنْصُلَ أَلَّةٍ ... فِي فَلْتَةٍ، فَحَوَيْنَ سَرْحا وَقِيلَ: ليلةٌ فَلْتة، هِيَ الَّتِي يَنْقُصُ بِهَا الشهرُ ويَتم،

فرما رأَى قومٌ الهلالَ، وَلَمْ يُبْصِرْه آخَرُونَ، فيُغِير هؤُلاءِ عَلَى أُولئك، وَهُمْ غارُّونَ، وَذَلِكَ فِي الشَّهْرِ؛ وَسُمِّيَتْ فَلْتةً، لأَنها كالشيءِ المُنْفَلِتِ بَعْدَ وَثاق؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَغَارَةٍ، بينَ اليَوْم والليلِ، فَلْتَة، ... تَدارَكْتُها رَكْضاً بسِيدٍ عَمَرَّدِ شَبَّهَ فَرَسَهُ بالذِّئب؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: بفَلْتةٍ، بَيْنَ إِظلامٍ وإِسْفار وَالْجَمْعُ فَلَتاتٌ، لَا يُتَجاوَزُ بِهَا جَمْعُ السَّلَامَةِ. وَفِي حَدِيثِ صفةِ مَجْلِس النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا تُنْثى فلَتاتُه أَي زَلَّاتُه. الفَلَتاتُ: الزَّلَّاتُ؛ وَالْمَعْنَى أَنه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ فِي مَجْلِسِهِ فَلَتاتٌ أَي زَلَّاتٌ فَتُنْثى أَي تُذْكَرَ أَو تُحْفَظَ وتُحْكى، لأَن مَجْلِسَهُ كَانَ مَصُوناً عَنِ السَّقَطاتِ واللَّغْو، وإِنما كَانَ مَجْلِسَ ذِكْرٍ حَسَنٍ، وحِكَمٍ بالغةٍ، وكلامٍ لَا فُضُولَ فِيهِ. وافْتُلِتَتْ نَفْسُه: ماتَ فَلْتةً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْمَوْتِ الفَجْأَةِ الموتُ الأَبْيضُ، والجارفُ، واللافِتُ، والفاتِلُ. يُقَالُ: لَفَته الموتُ، وفَتَله، وافْتَلَتَه؛ وَهُوَ الموتُ الفَوات والفُوات: وَهُوَ أَخْذةُ الأَسف، وَهُوَ الوَحيُّ؛ والموتُ الأَحْمر: القتلُ بِالسَّيْفِ. والموتُ الأَسْود: هُوَ الغَرَقُ والشَّرَقُ. وافْتُلِتَ فلانٌ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلهُ، أَي مَاتَ فجْأَةً. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن رَجُلًا أَتاه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن أُمي افْتُلِتَتْ نَفْسُها فماتَتْ، وَلَمْ تُوصِ، أَفأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: افْتُلِتَتْ نفسُها، يَعْنِي ماتَتْ فجأَة، وَلَمْ تَمْرَضْ فتُوصِيَ، وَلَكِنَّهَا أُخِذَتْ نَفْسُها فَلْتةً. يُقَالُ: افْتَلَتَه إِذا اسْتَلَبه. وافْتُلِتَ فلانٌ بِكَذَا أَي فوجِئَ بِهِ قَبْلَ أَن يَسْتَعِدَّ لَهُ. وَيُرْوَى بِنَصْبِ النَّفْسِ وَرَفْعِهَا؛ فَمَعْنَى النَّصْبِ افْتَلَتها اللهُ نَفْسها، يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، كَمَا تَقُولُ اخْتَلَسه الشيءَ واسْتَلَبَه إِياه، ثُمَّ بُني الْفِعْلُ لِما لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، فَتَحَوَّلَ الْمَفْعُولُ الأَول مُضْمَرًا، وَبَقِيَ الثَّانِي مَنْصُوبًا، وَتَكُونُ التاءُ الأَخيرة ضَمِيرُ الأُم أَي افْتُلِتَتْ هِيَ نَفْسَها؛ وأَما الرَّفْعُ فَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا إِلى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ أَقامه مَقَامَ الْفَاعِلِ، وَتَكُونُ التاءُ لِلنَّفْسِ أَي أُخِذَتْ نفسُها فَلْتةً، وكلُّ أَمر فُعِلَ عَلَى غيرِ تَلَبُّثٍ وتَمَكُّثٍ، فَقَدِ افْتُلِتَ، وَالِاسْمُ الفَلْتة. وكِساءٌ فَلُوت: لَا يَنْضَمُّ طَرَفَاهُ عَلَى لَابَسِهِ مِنْ صِغَرِهِ. وَثَوْبٌ فَلوت: لَا يَنْضَمُّ طَرَفَاهُ فِي الْيَدِ؛ وَقَوْلُ مُتَمِّم فِي أَخيه مَالِكٍ: عَلَيْهِ الشَّمْلةُ الفَلُوتُ يَعْنِي الَّتِي لَا تَنْضَمُّ بَيْنَ المَزادتين. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَمَعَهُ جَمَل جَزورٌ وبُرْدة فَلُوتٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد أَنها صَغِيرَةٌ، لَا يَنْضَمُّ طرفاها، فهي تُفْلِتُ من يَدِهِ إِذا اشْتَمَلَ بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الفَلُوتُ الثوبُ الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى صَاحِبِهِ، لِلينه أَو خُشُونته. وَفِي الْحَدِيثِ: وَهُوَ فِي بُرْدةٍ لَهُ فَلْتةٍ أَي ضَيِّقَةٍ صَغِيرَةٍ لَا يَنْضَمُّ طرفاها، فهي تَفَلَّتُ من يَدِهِ إِذا اشْتَمَلَ بِهَا، فَسَمَّاهَا بالمَرَّة مِنَ الانْفلات؛ يُقَالُ: بُرْد فَلْتة وفَلُوتٌ. وافْتَلَتَ الكلامَ واقْتَرحه إِذا ارْتَجله، وافْتَلَتَ عَلَيْهِ: قضَى الأَمْر دونَه. والفَلَتان: طَائِرٌ زَعَمُوا أَنه يَصِيدُ القِرَدة.

وأَفْلَتُ وفُلَيْتٌ: اسمان. فوت: الفَوْتُ: الفَواتُ. فاتَني كَذَا أَي سَبَقَني، وفُتُّه أَنا. وَقَالَ أَعرابي: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُفات وَلَا يُلاتُ. وفاتَني الأَمرُ فَوْتاً وفَواتاً: ذهَب عَنِّي. وفاتَه الشيءُ، وأَفاتَه إِياه غَيْرَهُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: إِذا أَرَنَّ عَلَيْهَا طارِداً، نَزِقَتْ، ... والفَوْتُ، إِن فاتَ، هَادِي الصَّدْرِ والكَتَدُ يَقُولُ: إِن فاتَتْه، لَمْ تَفُتْه إِلا بقَدْرِ صَدْرها ومَنكِبها، فالفَوْتُ فِي مَعْنَى الْفَائِتِ. وَلَيْسَ عِنْدَهُ فَوْتٌ وَلَا فَواتٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَفَوَّتَ الشيءُ، وتَفاوَتَ تَفاوُتاً، وتَفاوَتاً، وتَفاوِتاً: حَكَاهُمَا ابْنُ السِّكِّيتِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ ؛ الْمَعْنَى: مَا تَرى فِي خَلْقِه تَعَالَى السماءَ اختِلافاً، وَلَا اضْطراباً. وَقَدْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْمَصَادِرِ تَفاعَلٌ وَلَا تَفاعِلٌ. وتَفاوَتَ الشَّيْئَانِ أَي تَباعد مَا بَيْنَهُمَا تَفاوُتاً، بِضَمِّ الْوَاوِ؛ وَقَالَ الْكِلَابِيُّونَ فِي مَصْدَرِهِ: تَفاوَتاً، فَفَتَحُوا الْوَاوَ؛ وَقَالَ الْعَنْبَرِيُّ: تَفاوِتاً، بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن الْمَصْدَرَ مِنْ تَفاعل يَتَفاعَلُ تَفاعُلٌ، مَضْمُومُ الْعَيْنِ، إِلَّا مَا رُوِيَ مِنْ هَذَا الْحَرْفِ. اللَّيْثُ: فاتَ يَفُوتُ فَوْتاً، فَهُوَ فائتٌ، كَمَا يَقُولُونَ: بَوْنٌ بائنٌ، وَبَيْنَهُمْ تَفاوُتٌ وتَفَوُّتٌ. وقرئَ: مَا تَرَى فِي خلقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ وتَفَوُّتٍ؛ فالأُولى قراءَة أَبي عَمْرٍو؛ قَالَ قَتَادَةُ: الْمَعْنَى مِنِ اخْتلافٍ؛ وَقَالَ السُّدِّيُّ: مِن تَفَوُّتٍ: مِن عَيْبٍ، فَيَقُولُ النَّاظِرُ: لَوْ كان كذا وكذا، كان أَحسنَ؛ وَقَالَ الفراءُ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَبَيْنَهُمَا فَوْتٌ فائتٌ، كَمَا يُقَالُ بَوْنٌ بائنٌ. وَهَذَا الأَمْرُ لَا يُفْتاتُ أَي لَا يَفُوتُ، وافْتاتَ عَلَيْهِ فِي الأَمْرِ: حكَمَ. وكلُّ مَنْ أَحدَثَ دُونَكَ شَيْئًا: فَقَدْ فاتَكَ بِهِ، وافْتاتَ عَلَيْكَ فِيهِ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ يُعاتِبُ امرأَته: فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَريبٌ، ... وإِنَّكِ، بالمَلامة، لنْ تُفاتي أَي لَا أَفُوتُك، وَلَا يَفوتُك مَلامي إِذا أَصْبَحْت، فدَعِيني ونَومي إِلى أَن نُصْبِحَ، وَفُلَانٌ لَا يُفْتاتُ عَلَيْهِ أَي لَا يُعْمَلُ شيءٌ دُونَ أَمره. وزَوَّجَتْ عائشةُ ابنةَ أَخيها عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ، وَهُوَ غَائِبٌ، مِن الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبير، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ غَيبته، قَالَ: أَمِثْلي يُفْتاتُ عَلَيْهِ فِي أَمْر بناتِه؟ أَي يُفْعَلُ فِي شَأْنهن شيءٌ بِغَيْرِ أَمره؛ نَقِمَ عَلَيْهَا نكاحَها ابْنَته دُونَهُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ أَحْدَثَ شَيْئًا فِي أَمْرِكَ دُونَكَ: قَدِ افْتاتَ عَلَيْكَ فِيهِ؛ وَرَوَى الأَصمعي بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ: يَا حُرُّ أَمْسَيْتُ شَيْخًا قَدْ وَهَى بَصَري، ... وافْتِيتَ، مَا دُونَ يومِ البَعْثِ، مِنْ عُمُري قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ الفَوْتِ. قَالَ: والافْتِيات الفَراغ. يُقَالُ: افْتاتَ بأَمره أَي مَضى عَلَيْهِ، وَلَمْ يَسْتَشِرْ أَحداً؛ لَمْ يَهْمِزْهُ الأَصمعي. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ وَابْنِ السِّكِّيتِ: افْتَأَت فلانٌ بأَمره، بِالْهَمْزِ، إِذا اسْتَبَدَّ بِهِ. قَالَ الأَزهري: قَدْ صَحَّ الْهَمْزُ عَنْهُمَا فِي هَذَا الْحَرْفِ، وَمَا عَلِمْتُ الْهَمْزَ فِيهِ أَصليّاً، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي الْهَمْزِ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: الافْتِياتُ افْتِعالٌ مِنَ الفَوْت، وَهُوَ السَّبْقُ إِلى الشيءِ دُونَ ائْتِمار مَنْ يُؤْتَمر. تَقُولُ: افْتاتَ عَلَيْهِ بأَمر كَذَا

فصل القاف

أَي فاتَه بِهِ، وتَفَوَّتَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ أَي فَاتَهُ بِهِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ رَجُلًا تَفَوَّتَ عَلَى أَبيه فِي مَالِهِ، فأَتى أَبوه النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذَكَر لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: ارْدُدْ عَلَى ابْنِكَ مالَه، فإِنما هُوَ سَهْمُ مِنْ كِنانَتِك ؛ قَوْلُهُ: تَفَوَّتَ، مأْخوذٌ مِنَ الفَوْت، تَفَعَّلَ مِنْهُ؛ وَمَعْنَاهُ: أَنَّ الابنَ لَمْ يَسْتَشِرْ أَباه، وَلَمْ يستأْذنه فِي هِبَةِ مَالِ نَفْسِهِ، فأَتى الأَبُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَخبره، فَقَالَ: ارْتَجِعْه مِنَ المَوْهُوب لَهُ، وارْدُدْه عَلَى ابْنِكَ، فإِنه وَمَا فِي يَدِهِ تَحْتَ يَدِكَ، وَفِي مَلَكَتِك، فَلَيْسَ لَهُ أَن يَسْتَبِدَّ بأَمْرٍ دُونَكَ، فَضَرَب، كونَه سَهماً مِنْ كِنَانَتِهِ، مَثَلًا لِكَوْنِهِ بعضَ كَسْبِهِ، وأَعلمه أَنه لَيْسَ لِلِابْنِ أَن يَفتات عَلَى أَبيه بِمَالِهِ، وَهُوَ مِنَ الفَوْت السَّبقِ. تَقُولُ: تَفَوَّتَ فلانٌ عَلَى فُلَانٍ فِي كَذَا، وافتاتَ عَلَيْهِ إِذا انْفَرَدَ برأْيه دُونَهُ فِي التَّصَرُّفِ فِيهِ. ولمَّا ضُمِّنَ مَعْنَى التَّغَلُّبِ عُدِّيَ بِعَلَى. وَرَجُلٌ فُوَيْتٌ، مُنْفَرِدٌ برأْيه، وَكَذَلِكَ الأُنثى. وزَعَمُوا أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ أَهله، فَلَمَّا رَجَع قَالَتْ لَهُ امرأَتُه: لَوْ شَهِدْتَنا لأَخْبَرناك، وحَدَّثْناك بِمَا كَانَ، فَقَالَ لَهَا: لَنْ تُفاتي، فَهَاتِي. والفَوْتُ: الخَلَل والفُرْجَةُ بَيْنَ الأَصابع، وَالْجَمْعُ أَفْواتٌ. وَهُوَ مِنِّي فَوْتَ اليدِ أَي قَدْرَ مَا يَفُوتُ يَدِي؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ فِي الظُّرُوفِ الْمَخْصُوصَةِ. وَقَالَ أَعرابي لِصَاحِبِهِ: ادْنُ دُونَك، فَلَمَّا أَبطَأَ قَالَ لَهُ: جَعَلَ اللَّهُ رِزْقكَ فَوْتَ فمِكَ أَي تَنْظُر إِليه قَدْرَ مَا يَفوتُ فَمَكَ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ؛ وَتَقُولُ: هُوَ مِنِّي فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حَيْثُ لَا يَبْلُغه. ومَوْتُ الفَواتِ: مَوْتُ الفَجْأَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تحتَ جِدارٍ مائِلٍ، فأَسْرَعَ المَشْيَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْرَعْتَ المَشْيَ، فقال: إِني أَكْرَه موتَ الفَواتِ ، يَعْنِي مَوْتَ الفُجاءَة؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَخافُ موتَ الفَواتِ ؛ هُوَ مِن قَوْلِكَ: فَاتَنِي فُلَانٌ بِكَذَا أَي سَبَقَني بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِمَوتِ الفَجْأَةِ: المَوتُ الأَبْيضُ، والجارِفُ، واللَّافِتُ، والفاتِلُ، وَهُوَ المَوْتُ الفَواتُ والفُوَاتُ، وَهُوَ أَخْذَةُ الأَسَفِ، وَهُوَ الوَحِيّ؛ وَيُقَالُ: مَاتَ فلانٌ مَوْتَ الفَواتِ أَي فُوجِئَ. فصل القاف قتت: القَتُّ: الكَذِبُ المُهَيَّأُ، وَالنَّمِيمَةُ. قَتَّ يَقُتُّ قَتًّا، وقَتَّ بَيْنَهُمْ قَتًّا: نَمَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ ، هُوَ النَّمَّام. والقِتِّيتَى، مثالُ الهِجِّيرَى: تَتَبُّعُ النَّمائم، وَهِيَ النَّمِيمَةُ. وَرَجُلٌ قَتُوتٌ، وقَتَّاتٌ، وقِتِّيتى: نَمَّام، يَقُتُّ الأَحاديثَ قَتًّا أَي يَنِمُّها نَمّاً؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْتَمِعُ أَحاديثَ النَّاسِ مِن حيثُ لَا يَعْلَمُونَ، نَمَّها أَو لَمْ يَنُمَّها. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: القَتَّاتُ الَّذِي يَتَسَمَّعُ أَحاديثَ النَّاسِ، فيُخْبر أَعداءهم؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَكُونُ مَعَ الْقَوْمِ يَتَحَدَّثون فَيَنِمُّ عَلَيْهِمْ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَتَسَمَّع عَلَى الْقَوْمِ، وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ فيَنِمُّ عَلَيْهِمْ. وامرأَة قَتَّاتةٌ، وقَتُوتٌ: نَمُومٌ. والقَسَّاسُ: الَّذِي يَسْأَلُ عَنِ الأَخْبار، ثُمَّ يَنِمُّها. وقولٌ مَقْتُوتٌ: مكذوبٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قُلْتُ، وقَوْلي عِنْدهُمْ مَقْتُوتُ أَي كَذِبٌ؛ وَقِيلَ: مقْتُوتٌ مَوْشِيٌّ بِهِ، مَنْقُولٌ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ أَمْري عِنْدَهُمْ زَرِيٌّ، كالنَّميمة

والكَذِب. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ حَسَنُ القَدِّ، وحَسَنُ القَتِّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: كأَنَّ ثَدْيَيْها، إِذا مَا ابْرَنْتى، ... حُقَّانِ مِنْ عاجٍ، أُجِيدا قَتَّا قَوْلُهُ: إِذا مَا ابْرَنْتَى أَي انْتَصَبَ، جَعَلَه فِعْلًا للثَّدْيِ. وقَتَّ أَثَرَهُ يَقُتُّه قَتًّا: قَصَّه. وتَقَتَّتَ الحديثَ: تَتَبَّعه، وتَسَمَّعَه، وَقِيلَ: إِن القَتَّ، الَّذِي هُوَ النميمةُ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وقَتَّ الشَّيءَ يَقُتُّهُ قَتًّا: هَيَّأَه. وقَتَّه: جَمَعَه قَلِيلًا قَلِيلًا. وقَتَّه: قَلَّلَه. واقْتَتَّهُ: اسْتَأْصَلَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سِوَى أَنْ تَرى سَوداءَ مِنْ غيرِ خِلْقةٍ ... تَخاطأَها، واقْتَتَّ جاراتِها النَّغَلْ والقَتُّ: الفِصْفِصَةُ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ اليابسةَ مِنْهَا، وَهُوَ جَمْعٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، واحدتُه قَتَّةٌ؛ قَالَ الأَعشى: ونَأْمُرُ للمَحْمُومِ، كلَّ عَشِيَّةٍ، ... بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فَقَدْ كَانَ يَسْنَقُ وَفِي التَّهْذِيبِ: القَتُّ الفِسْفِسةَ، بِالسِّينِ. والقَتُّ يَكون رَطْبًا وَيَكُونُ يَابِسًا، الْوَاحِدَةُ: قَتَّةٌ، مِثَالُ تَمْرة وتَمْر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلَامٍ: فإِن أَهْدى إِليك حِمْلَ تِبْنٍ، أَو حِملَ قَتٍّ، فإِنه رِبًا. القَتُّ: الفِصْفِصةُ، وَهِيَ الرَّطْبةُ مِنْ عَلَف الدَّواب. ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ: مُطَيَّبٌ مَطْبُوخٌ بِالرَّيَاحِينِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَخْلُوطٌ بِغَيْرِهِ مِنَ الأَدهان المُطَيَّبة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه ادَّهَنَ بزَيْتٍ غيرِ مُقَتَّتٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَوْلُهُ غَيْرُ مُقَتَّت أَي غَيْر مُطَيَّبٍ؛ وَقِيلَ: المُقَتَّتُ الَّذِي فِيهِ الرَّياحين، يُطْبَخُ بِهَا الزَّيْتُ بَحْتاً، لَا يُخالِطُه طِيبٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ الرياحينُ حَتَّى تَطِيبَ ريحُه، ويُتَعالَجُ بِهِ للرِّياح. والمُقَتَّتُ مِنَ الزَّيْتُ: الَّذِي أُغْلِيَ بِالنَّارِ وَمَعَهُ أَفواهُ الطِّيبِ. ومُقَتَّتُ الْمَدِينَةِ لَا يُوفي بِهِ شيءٌ أَي لَا يَغلُو بِشَيْءٍ. والتَّقتِيتُ: جمعُ الأَفاويه كُلِّها فِي القِدْر وطَبْخُها؛ وَلَا يُقَالُ قُتِّتَ، إِلّا الزَّيتُ، عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ؛ وَقَالَ: يُنَشُّ بِالنَّارِ كَمَا يُنَشُّ الشَّحمُ والزُّبْدُ، قَالَ: والأَفْواه مِنَ الطِّيبِ كثيرةٌ. وقَتَّةُ: اسمُ أُمِّ سُلَيْمان بن قَتَّةَ: نُسِبَ إِلى أُمه. قرت: قَرَتَ الدَّمُ يَقْرِتُ ويَقْرُتُ قَرْتاً وقُرُوتاً، وقَرِتَ: يَبِسَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ، أَو ماتَ فِي الجُرْحِ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَب: يُشَنُّ عَلَيْهَا الزَّعْفرانُ، كأَنه ... دَمٌ قارِتٌ، تُعْلى بِهِ ثُمَّ تُغْسَلُ وَدَمٌ قارِتٌ: قَدْ يَبسَ بَيْنَ الجِلدِ وَاللَّحْمِ. وقَرِتَ الظُّفْرُ: ماتَ فِيهِ الدَّمُ. وقَرِتَ جِلدُه: اخْضَرَّ عَنِ الضَّرْبِ. ومِسْك قارِتٌ وقَرَّاتٌ: وَهُوَ أَجَفُّ المِسْك وأَجْوَدُه؛ قَالَ: يُعَلُّ بقَرَّاتٍ، مِنَ المِسْكِ، فاتِقِ أَي مَفْتوقٍ، أَو ذِي فَتْقٍ. وقَرِتَ وجهُه تَغَيَّرَ. وقَرَتَ قُرُوتاً: سَكَتَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تُمَاضِرَ امرأَةِ زُهَيْر بْنِ جَذيمَة لأَخيها الْحَرْثِ: إِنه لَيَريبُني اكتِباناتُكَ «3» وقُرُوتُكَ. قربت: القَرَبُوتُ: القَرَبُوسُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى التَّاءَ بَدَلًا مِنَ السِّينِ فِي قَرَبُوسِ السَّرْج.

_ (3). هكذا في الأَصل ولعلها: إِكبانك من أَكبن لسانه عنه: كفه.

قلت: القَلْتُ، بإِسكان اللَّامِ: النُّقْرةُ فِي الجَبَل تُمْسكُ الماءَ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كالنُّقْرة تَكُونُ فِي الْجَبَلِ، يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، والوَقْبُ نحوٌ منه؛ كذلك كلُّ نُقْرة فِي أَرضٍ أَو بَدَنٍ؛ أُنثى، وَالْجَمْعُ قِلاتٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وقِلاتُ الصَّمَّانِ نُقَرٌ فِي رؤوس قِفافِها، يَملأُها ماءُ السَّمَاءِ فِي الشِّتَاءِ؛ قَالَ: وَقَدْ وَردْتُها، وَهِيَ مُفْعَمةٌ، فوجدتُ القَلْتةَ مِنْهَا تأْخُذُ مِلْءَ مائةِ رَاوِيَةً وأَقلَّ وأَكثَرَ، وَهِيَ حُفَرٌ خَلَقَها اللَّهُ فِي الصُّخور الصُّمِّ. والقَلْتُ: حُفْرَة يَحْفِرها ماءٌ واشلٌ، يَقْطُرُ مِنْ سَقْفِ كَهْفٍ، عَلَى حَجَرٍ لَيِّنٍ، فيُوَقِّبُ عَلَى مَرِّ الأَحْقابِ فِيهِ وَقْبةً مُسْتَدِيرَةً. وَكَذَلِكَ إِن كَانَ فِي الأَرض الصُّلْبة، فَهُوَ قَلْتٌ، كقَلْتِ الْعَيْنِ، وَهُوَ وَقْبَتُها. وَفِي الْحَدِيثِ، ذِكْرُ قِلاتِ السَّيْل ، هِيَ جَمْعُ قَلْتٍ، وَهُوَ النُّقْرة فِي الْجَبَلِ، يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ إِذا انْصَبَّ السَّيْلُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: القَلْت المطمئنُّ فِي الْخَاصِرَةِ. والقَلْتُ: مَا بَيْنَ التَّرْقُوَة والعُنُق. وقَلْتُ الْعَيْنِ: نُقْرَتُها. وقَلْتُ الكَفِّ: مَا بَيْنَ عَصَبة الإِبهام والسَّبَّابة، وَهِيَ البُهْرة الَّتِي بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ نُقْرة التَّرقُوة قَلْتٌ، وعينُ الرُّكْبَة قَلْتٌ. وقَلْتُ الفَرسِ: مَا بَيْنَ لَهَواتِه إِلى مُحَنَّكِه. وقَلْتُ الثَّريدةِ: الوَقْبةُ، وَهِيَ أُنْقُوعَتُها. وقَلْتُ الإِبهام: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي أَسفلها. وقَلْتُ الصُّدْغِ. والقَلَتُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْهَلَاكُ؛ قَلِتَ، بِالْكَسْرِ، يَقْلَتُ قَلَتاً، وأَقْلَتَهُ اللهُ. وَتَقُولُ: مَا انْفَلَتُوا، وَلَكِنْ قَلَتُوا. وَقَالَ أَعرابيٌّ: إِن الْمُسَافِرَ ومَتاعَه لَعَلى قَلَتٍ، إِلَّا مَا وَقَى اللهُ. وأَقْلَتَه فلانٌ: أَهْلَكه. ابْنُ سِيدَهْ: أَقْلَتَ فلانٌ فُلَانًا: عَرَّضَه للهَلَكة. والمَقْلَتة: المَهْلَكة، والمكانُ المَخُوفُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مِجْلَز: لَوْ قُلْتَ لِرَجُلٍ، وَهُوَ عَلَى مَقْلَتَةٍ: اتَّقِ اللهَ، فَصُرِعَ، غَرِمْتَه ؛ أَي عَلَى مَهْلَكةٍ، فهَلَك، غَرِمْتَ دِيَتَه. وأَصبح عَلَى قَلَتٍ أَي عَلَى شَرَفِ هَلاكٍ، أَو خَوْفِ شَيْءٍ يَغِرُهُ بشَرٍّ. وأَمْسَى عَلَى قَلَتٍ أَي عَلَى خَوْفٍ. وأَقْلَتَتِ المرأَةُ إِقْلاتاً، فَهِيَ مُقْلِتٌ ومِقْلاتٌ إِذا لَمْ يَبْقَ لَهَا ولدٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَظَلُّ مَقالِيتُ النساءِ يَطَأْنَه، ... يَقُلْنَ: أَلا يُلْقَى عَلَى المَرءِ مِئْزَرُ؟ وَكَانَتِ العربُ تَزْعُمُ أَن المِقْلاتَ، إِذا وَطِئَتْ رَجُلًا كَرِيمًا قُتِلَ غَدْراً، عاشَ ولَدُها. والمِقْلاتُ: الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، وَقَدْ أَقْلَتَتْ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَلِدُ وَاحِدًا، ثُمَّ لَا تَلِدُ بَعْدَ ذَلِكَ؛ وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ كلُّ أُنثى إِذا لَمْ يَبْقَ لَهَا ولَدٌ؛ ويُقَوِّي ذَلِكَ قولُ كُثَيِّرٍ أَو غَيْرِهِ. بُغاثُ الطيرِ أَكثرُها فِراخاً، ... وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي الطَّيْرِ، كأَنه أَشْعَر أَنه يُسْتَعْمَلُ فِي كلِّ شَيْءٍ؛ وَالِاسْمُ: القَلَتُ. اللَّيْثُ: ناقةٌ بِهَا قَلَتٌ أَي هِيَ مِقْلاتٌ، وَقَدْ أَقْلَتَتْ، وَهُوَ أَن تَضَعَ وَاحِدًا، ثُمَّ تَقْلَتُ رَحِمُها، فَلَا تَحْمِلُ؛ وأَنشد: لَنا أُمٌّ، بِهَا قَلَتٌ ونَزْرٌ، ... كأُمِّ الأُسْدِ، كاتِمَةُ الشَّكاةِ قَالَ: وامرأَةٌ مِقْلاتٌ، وَهِيَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا إِلا وَلَدٌ

وَاحِدٌ؛ وأَنشد: وَجْدِي بِهَا وَجْدُ مِقْلاتٍ بواحِدها، ... وَلَيْسَ يَقْوَى مُحِبٌّ فوقَ مَا أَجِدُ وأَقْلَتَتِ المرأَةُ إِذا هَلَك وَلَدُهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَكُونُ المرأَة مِقْلاتاً، فتَجْعَلُ عَلَى نَفْسِها، إِن عاشَ لَهَا وَلَدٌ، أَن تُهَوِّدَه ؛ لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَثير بِغَيْرِ قَوْلِهِ: مَا تَزْعُم العربُ مِنْ وَطْئها الرجلَ الْكَرِيمَ المقتولَ غَدْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الحَزاءَة يَشْتَرِيهَا أَكائسُ النِّسَاءِ لِلْخَافِيَةِ والإِقْلاتِ ؛ الخافِيةُ: الجنُّ. التَّهْذِيبُ: والقَلَتُ مُؤَنَّثَةٌ، تَصْغِيرُهَا قُلَيْتةٌ. وأَقْلَتَهُ فقَلِتَ أَي أَفْسَدَه ففَسَدَ. وَرَجُلٌ قَلْتٌ وقَلِتٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ودارةُ القَلْتَيْن: موضعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: سمعتُ بدارةِ القَلْتَيْنِ صَوْتاً ... لحَنْتَمَةَ، الفُؤادُ بِهِ مَضُوعُ والخُنْعُبة والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمة والوَهْدة والقَلْتةُ: مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشاربَيْن بحِيالِ الوَتَرة، وَاللَّهُ أَعلم. قلعت: اقْلَعَتَّ الشَّعَرُ، كاقْلَعَدَّ: جَعُدَ. قلهت: قَلْهَتٌ وقِلْهاتٌ: مَوْضِعَانِ، كَذَا حَكَاهُ أَهل اللُّغَةِ فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه وَهَماً، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فِعْلالٌ إِلا مُضاعَفاً غير الخِزْعالِ. قنت: القُنوتُ: الإِمساكُ عَنِ الْكَلَامِ، وَقِيلَ: الدعاءُ فِي الصَّلَاةِ. والقُنُوتُ: الخُشُوعُ والإِقرارُ بالعُبودية، والقيامُ بِالطَّاعَةِ الَّتِي لَيْسَ مَعَهَا مَعْصِيَةٌ؛ وَقِيلَ: القيامُ، وَزَعَمَ ثعلبٌ أَنه الأَصل؛ وَقِيلَ: إِطالةُ الْقِيَامِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ . قَالَ زيدُ بنُ أَرْقَم: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى نزلتْ: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ؛ فأُمِرْنا بالسُّكوتِ، ونُهِينا عَنِ الْكَلَامِ، فأَمْسَكنا عَنِ الْكَلَامِ ؛ فالقُنوتُ هَاهُنَا: الإِمساك عَنِ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ. ورُوِي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَنَتَ شَهْرًا فِي صلاةِ الصُّبْحِ، بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وذَكْوانَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصلُ القُنوت فِي أَشياء: فَمِنْهَا الْقِيَامُ، وَبِهَذَا جاءَت الأَحاديثُ فِي قُنوت الصَّلَاةِ، لِأَنه إِنما يَدْعُو قَائِمًا، وأَبْيَنُ مِنْ ذَلِكَ حديثُ جَابِرٍ، قَالَ: سُئل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضلُ؟ قَالَ: طُولُ القُنوتِ ؛ يُرِيدُ طُولَ الْقِيَامِ. وَيُقَالُ لِلْمُصَلِّي: قانِتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ المُجاهدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَثلِ القانِتِ الصَّائِمِ أَي المُصَلِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: تَفَكُّرُ ساعةٍ خيرٌ مِنْ قُنوتِ ليلةٍ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. ويَرِدُ بمعانٍ متعدِّدة: كالطاعةِ، والخُشوع، وَالصَّلَاةِ، وَالدُّعَاءِ، وَالْعِبَادَةِ، وَالْقِيَامِ، وَطُولِ الْقِيَامِ، وَالسُّكُوتِ؛ فيُصْرَفُ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَعَانِي إِلى مَا يَحتَملُه لفظُ الْحَدِيثِ الْوَارِدِ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: القُنوتُ عَلَى أَربعةِ أَقسام: الصَّلَاةِ، وَطُولِ الْقِيَامِ، وإِقامة الطَّاعَةِ، وَالسُّكُوتِ. ابْنُ سِيدَهْ: القُنوتُ الطاعةُ، هَذَا هُوَ الأَصل، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ ؛ ثُمَّ سُمِّيَ القيامُ فِي الصَّلَاةِ قُنوتاً، وَمِنْهُ قُنوتُ الوِتْر. وقَنَت اللهَ يَقْنُتُه: أَطاعه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ* أَي مُطيعون؛ وَمَعْنَى الطَّاعَةِ هَاهُنَا: أَن مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ مَخلُوقون كإِرادة اللَّهِ تَعَالَى، لَا يَقْدرُ أَحدٌ عَلَى تَغْيِيرِ الخِلْقةِ، وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فآثارُ الصَّنْعَة والخِلْقةِ تَدُلُّ عَلَى الطَّاعَةِ، وَلَيْسَ يُعْنى بِهَا طَاعَةَ الْعِبَادَةِ، لأَنَّ فِيهِمَا

مُطيعاً وغَيرَ مُطيع، وَإِنَّمَا هِيَ طَاعَةُ الإِرادة وَالْمَشِيئَةِ. والقانتُ: المُطيع. والقانِتُ: الذَّاكِرُ لِلَّهِ تَعَالَى، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً ؟ وَقِيلَ: القانِتُ العابدُ. والقانِتُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ؛ أَي مِنَ الْعَابِدِينَ. والمشهورُ فِي اللُّغَةِ أَن القُنوتَ الدعاءُ. وَحَقِيقَةُ القانتِ أَنه القائمُ بأَمر اللَّهِ، فَالدَّاعِي إِذا كَانَ قَائِمًا، خُصَّ بأَن يقالَ لَهُ قانتٌ، لأَنه ذَاكِرٌ لِلَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رِجْلَيْهِ، فحقيقةُ القُنوتِ العبادةُ والدعاءُ لِلَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي حَالِ الْقِيَامِ، وَيَجُوزُ أَن يَقَعَ فِي سَائِرِ الطَّاعَةِ، لِأَنه إِن لَمْ يَكُنْ قيامٌ بالرِّجلين، فَهُوَ قِيَامٌ بالشيءِ بِالنِّيَّةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقانتُ القائمُ بِجَمِيعِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وجمعُ القانتِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه: قُنَّتٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: رَبُّ البِلادِ والعِبادِ القُنَّتِ وقَنَتَ لَهُ: ذَلَّ. وقَنَتَتِ المرأَةُ لبَعْلها: أَقَرَّتْ «4». والاقْتِناتُ: الانْقِيادُ. وامرأَةٌ قَنِيتٌ: بَيِّنةُ الْقَنَاتَةِ قليلةُ الطَّعْم، كقَتِينٍ. قنعت: رَجُلٌ قِنْعاتٌ: كَثِيرُ شَعَر الوجه والجَسَد. قوت: القُوتُ: مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الرِّزْق. ابْنُ سِيدَهْ: القُوتُ، والقِيتُ، والقِيتَةُ، والقائِتُ: المُسْكة مِنَ الرِّزْقِ. وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ مَا يَقُوم بِهِ بَدَنُ الإِنسان مِنَ الطَّعَامِ؛ يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ قُوتُ ليلةٍ، وقِيتُ ليلةٍ، وقِيتَةُ ليلةٍ؛ فَلَمَّا كُسِرتِ القافُ صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً، وَهِيَ البُلْغة؛ وَمَا عَلَيْهِ قُوتٌ وَلَا قُواتٌ، هذانِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَعِنْدِي أَنه مِنَ القُوت. والقَوْتُ: مصدرُ قاتَ يَقُوتُ قَوْتاً وقِياتَةً. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قاتَه ذَلِكَ قَوْتاً وقُوتاً، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. وتَقَوَّتَ بِالشَّيْءِ، واقْتاتَ بِهِ واقْتاتَهُ: جَعَلَه قُوتَهُ. وَحَكَى ابنُ الأَعرابي: أَن الاقْتِياتَ هُوَ القُوتُ، جَعَلَهُ اسْمًا لَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كيفَ ذَلِكَ؛ قَالَ وَقَوْلُ طُفَيلٍ: يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ قَالَ: عِنْدِي أَنَّ يَقْتاته هُنَا يأْكله، فَيَجْعَلُهُ قُوتاً لِنَفْسِهِ؛ وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ يَذْهَبُ بِهِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الَّذِي حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، إِلّا فِي هَذَا الْبَيْتِ وَحْدَهُ، فَلَا أَدْري أَتَأَوُّلٌ مِنْهُ، أَم سماعٌ سَمِعَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وحَلَفَ العُقَيْليُّ يَوْمًا، فَقَالَ: لَا، وَقائتِ نَفَسِي القَصير؛ قَالَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِ: يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ قَالَ: والاقْتِياتُ والقَوتُ واحدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا، وقائِتِ نَفَسِي؛ أَراد بنَفَسِه روحَه؛ وَالْمَعْنَى: أَنه يَقْبِضُ رُوحَه، نَفَساً بَعْدَ نَفَسٍ، حَتَّى يَتَوفَّاه كلَّه؛ وَقَوْلُهُ: يَقْتاتُ فَضْلَ سَنامِها الرَّحْلُ أَي يأْخذ الرحلُ، وأَنا راكبُه، شَحْمَ سَنام الناقةِ قَلِيلًا قَلِيلًا، حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شيءٌ، لأَنه يُنْضِيها. وأَنا أَقُوتُه أَي أَعُولُه برزقٍ قليلٍ. وقُتُّه فاقتاتَ، كَمَا تَقُولُ رَزَقْتُه فارْتَزَقَ، وَهُوَ فِي قائِتٍ مِنَ العَيْش أَي فِي كِفايةٍ. واسْتَقاتَه: سأَله القُوتَ؛ وفلانٌ يَتَقَوَّتُ بِكَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ محمدٍ قُوتاً أَي بقَدْرِ مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ من المَطْعَم.

_ (4). أَي سكنت وانقادت.

وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: وجَعَلَ لكل مِنْهُمْ قِيتَةً مَقْسومةً مِنْ رِزْقِه ، هِيَ فِعْلَة مِنَ القَوْتِ، كمِيتَة مِنَ المَوتِ. ونَفَخَ فِي النَّارِ نَفْخاً قُوتاً، واقْتاتَ لَهَا: كِلَاهُمَا رَفَقَ بِهَا. واقْتَتْ لنارِك قِيتةً أَي أَطْعِمْها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فقلتُ لَهُ: خُذْها إِليكَ، وأَحْيِها ... بروحِكَ، واقْتَتْه لَهَا قِيتةً قَدْرا وإِذا نَفَخَ نافخٌ فِي النَّارِ، قِيلَ لَهُ: انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً، واقْتَتْ لَهَا نَفْخَك قِيتةً؛ يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ الْقَلِيلِ. وأَقاتَ الشيءَ وأَقاتَ عَلَيْهِ: أَطاقَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وبِما أَسْتَفِيدُ، ثم أُقِيتُ المالَ، ... إِني امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ وَفِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: المُقِيتُ، هو الحَفِيظ، وَقِيلَ: المُقْتَدِرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُعْطِي أَقْواتَ الْخَلَائِقِ؛ وَهُوَ مِن أَقاتَه يُقِيتُه إِذا أَعطاه قُوتَه. وأَقاته أَيضاً: إِذا حَفِظَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً . الْفَرَّاءُ: المُقِيتُ المُقْتَدِرُ والمُقَدِّرُ، كَالَّذِي يُعْطِي كلَّ شيءٍ قوتَه. وَقَالَ الزجاجُ: المُقِيتُ القَديرُ، وَقِيلَ: الْحَفِيظُ؛ قَالَ: وَهُوَ بِالْحَفِيظِ أَشبه، لأَنه مُشْتَقٌّ من القُوتِ. يُقَالُ: قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه قَوْتاً إِذا حَفِظْتَ نَفْسَه بِمَا يَقُوته. والقُوتُ: اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه، وَلَا فَضْلَ فِيهِ عَلَى قَدْرِ الحِفْظِ، فَمَعْنَى المُقِيتِ: الحفيظُ الَّذِي يُعْطِي الشيءَ قَدْرَ الحاجة، من الحِفْظِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المُقِيتُ المُقْتَدِرُ، كَالَّذِي يُعْطِي كلَّ رَجُلٍ قُوتَه. وَيُقَالُ: المُقِيتُ الحافِظُ لِلشَّيْءِ والشاهِدُ لَهُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ للسَّمَوْأَل بْنِ عادِياء: رُبَّ شَتْمٍ سَمِعْتُه وتَصامَمْتُ، ... وعِيٍّ تَرَكْتُه. فكُفِيتُ لَيتَ شِعْري وأَشْعُرَنَّ إِذا مَا ... قَرَّبُوها مَنْشُورةً، ودُعِيتُ أَلِيَ الفَضْلُ أَمْ عَليَّ، إِذا حُوسِبْتُ؟ إِني عَلى الحِسابِ مُقِيتُ أَي أَعْرِفُ مَا عَمِلْتُ مِنَ السُّوء، لأَن الإِنسان عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي سَعِيدٍ السِّيرَافِيِّ، قَالَ: الصَّحِيحُ رِوَايَةُ مَنْ رَوَى: رَبِّي عَلَى الحِسابِ مُقِيتُ قَالَ: لأَن الخاضعَ لربِّه لَا يَصِفُ نفسَه بِهَذِهِ الصِّفَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَمَلَ السيرافيَّ عَلَى تَصْحِيحِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، أَنه بَنَى عَلَى أَن مُقِيتاً بِمَعْنَى مُقْتَدِرٍ، وَلَوْ ذَهَبَ مَذْهَبَ مَنْ يَقُولُ إِنه الْحَافِظُ لِلشَّيْءِ وَالشَّاهِدُ لَهُ، كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، لَمْ يُنْكِر الروايةَ الأَوَّلَة. وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاجُ: إِن المُقِيتَ بِمَعْنَى الْحَافِظِ وَالْحَفِيظِ، لأَنه مُشْتَقٌّ مِنَ القَوتِ أَي مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: قُتُّ الرجلَ أَقُوتُه إِذا حَفِظْتَ نَفْسَهُ بِمَا يَقُوتُه. والقُوتُ: اسمُ الشيء الذي يَحْفَظُ نَفْسَه، قَالَ: فَمَعْنَى المُقِيت عَلَى هَذَا: الحفيظُ الَّذِي يُعْطِي الشيءَ عَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ، مِن الحِفْظ؛ قَالَ: وَعَلَى هَذَا فُسِّرَ قولُه عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً أَي حَفِيظًا. وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ السَّمَوأَل: إِني عَلَى الحِسابِ مُقِيتُ؛ أَي مَوقوفٌ عَلَى الْحِسَابِ؛ وَقَالَ آخَرُ: ثُمَّ بَعْدَ المَماتِ يَنشُرني مَن ... هُو عَلَى النَّشْرِ، يَا بُنَيَّ، مُقِيتُ

فصل الكاف

أَي مُقْتَدِرٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُقِيتُ، عِنْدَ الْعَرَبِ، المَوقُوفُ عَلَى الشَّيْءِ. وأَقاتَ عَلَى الشَّيْءِ: اقْتَدَرَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ رِفاعة، وَقَدْ رُوِيَ أَنه للزبَير بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَمِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وأَنشده الْفَرَّاءُ: وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ، ... وكنتُ عَلَى مَساءَتِه مُقِيتا «1» وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: كفَى بِالْمَرْءِ إِثماً أَن يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ؛ أَراد مَنْ يَلْزَمُهُ نَفَقَتُه مِنْ أَهله وَعِيَالِهِ وَعَبِيدِهِ؛ وَيُرْوَى: مَنْ يَقِيتُ، عَلَى اللُّغَةِ الأُخْرى. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قُوتوا طعامَكم يُبارَك لَكُمْ فِيهِ ؛ سئِلَ الأَوزاعِيُّ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ صِغَرُ الأَرغِفَةِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: كِيلُوا طعامَكم. فصل الكاف كبت: الكَبْتُ: الصَّرْعُ؛ كَبَتَه يَكْبِتُه كَبْتاً، فانْكَبَتَ؛ وَقِيلَ: الكَبْتُ صَرْعُ الشَّيْءِ لِوَجْهِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ كَبَتَ الكافرَ أَي صَرَعَه وخَيَّبَه. وكَبَتَه اللهُ لوجْهه كَبْتاً أَي صَرَعَه اللهُ لِوَجْهِهِ، فَلَمْ يَظْفَرْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ؛ وَفِيهِ: أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى كُبِتُوا أُذِلُّوا وأُخِذُوا بِالْعَذَابِ بأَن غُلِبُوا، كَمَا نزلَ بِمَنْ كَانَ قبلَهم مِمَّنْ حادَّ اللهَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُبِتُوا أَي غِيظُوا وأُحْزنُوا يَوْمَ الخَنْدَقِ، كَمَا كُبِتَ مَن قاتَلَ الأَنبياءَ قَبْلَهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَ مَنِ احْتَجَّ لِلْفِرَّاءِ: أَصلُ الكَبْتِ الكَبْدُ، فَقُلِبَتِ الدَّالُ تَاءً، أُخذ مِنَ الكَبِدِ، وَهُوَ مَعْدِنُ الغَيْظ والأَحْقادِ، فكأَن الغَيْظَ، لَمَّا بَلَغَ بِهِمْ مَبْلَغه، أَصابَ أَكبادَهم فأَحْرَقَها، وَلِهَذَا قِيلَ للأَعداء: هُمْ سُودُ الأَكْباد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى طلحةَ حَزيناً مَكْبُوتاً أَي شديدَ الحُزْن؛ قِيلَ: الأَصل فِيهِ مَكْبُودٌ، بِالدَّالِ، أَي أَصابَ الحُزْنُ كَبِدَه، فَقُلِبَ الدَّالُ تَاءً. الْجَوْهَرِيُّ: الكَبْتُ الصَرْفُ والإِذْلال، يُقَالُ: كَبَتَ اللهُ العدُوَّ أَي صَرَفَه وأَذَلَّه، وكَبَتَه: أَي صَرَعَه لِوَجْهِهِ. والكَبْتُ: كَسْرُ الرجُلِ وإِخزاؤُه. وكَبَتَ اللهُ العَدُوَّ كَبْتاً: رَدَّه بغيظِه. كبرت: الكِبْريتُ: مِنَ الْحِجَارَةِ المُوقَد بِهَا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عربيا صَحِيحًا. اللَّيْثُ: الكِبْريت عَينٌ تجْري، فإِذا جَمَدَ ماؤُها صارَ كِبْريتاً أَبيضَ وأَصفَرَ وأَكْدَرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ كَبْرَتَ فلانٌ بعيرَه إِذا طَلاه بالكِبْريتِ مَخلُوطاً بالدَّسم. التَّهْذِيبُ: والكِبْريتُ الأَحمرُ يُقَالُ هُوَ مِنَ الجَوْهر، ومَعْدِنُه خَلْفَ بلادِ التُّبَّتِ، وَادِي النَّمْلِ الَّذِي مَرَّ بِهِ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَيُقَالُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كِبْريتٌ، وَهُوَ يُبْسُه، مَا خَلَا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فإِنه لَا يَنْكَسِرُ، فإِذا صُعِّدَ، أَي أُذِيبَ، ذهَبَ كِبْريتُه. والكِبْريتُ: الياقوتُ الأَحمرُ. والكِبْريتُ: الذهبُ الأَحمر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ، ... أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ظَنَّ رؤبةُ أَن الكِبْريتَ ذهبٌ.

_ (1). قوله [على مساءته مقيتا] تبع الجوهري، وقال في التكملة: الرواية أُقيت أَي بضم الهمزة، قال والقافية مضمومة وبعده: يبيت الليل مرتفقاً ثقيلًا على فرش القناة وما أَبيت تعن إلي منه مؤذيات كما تبري الجذامير البروت والبروت جمع برت، فاعل تبري كترمي. والجذامير مفعوله على حسب ضبطه.

كتت: كَتَّتِ القِدْرُ والجَرَّةُ ونحوُهما تَكِتُّ كَتِيتاً إِذا غَلَتْ، وَهُوَ صوتُ الغَلَيان؛ وَقِيلَ: هُوَ صوتُها إِذا قَلَّ ماؤُها، وَهُوَ أَقَلُّ صَوْتاً وأَخْفَضُ حَالًا مِنْ غَلَيانها إِذا كثُر ماؤُها، كأَنها تَقُولُ: كَتْ كَتْ، وكذلك الجَرَّة الحديدُ إِذا صُبَّ فِيهَا الماءُ. وكَتَّ النبيذُ وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً: ابْتَدأَ غَلَيانُه قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ. والكَتِيتُ: صوتُ البَكْرِ، وَهُوَ فَوْقَ الكَشِيشِ. وكَتَّ البَكْرُ يَكِتُّ كَتّاً وكَتِيتاً إِذا صاحَ صِياحاً لَيِّناً، وَهُوَ صَوتٌ بَيْنَ الكَشِيشِ والهَديرِ. وَقِيلَ: الكَتِيتُ ارْتِفَاعُ البَكْرِ عَنِ الكَشِيشِ، وَهُوَ أَوَّل هَديره. الأَصمعي: إِذا بَلَغَ الذَّكَرُ مِنَ الإِبل الهَدير، فأَوّله الكَشِيشُ، فإِذا ارْتَفع قَلِيلًا، فَهُوَ الكَتِيتُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: يَكِتُّ، ثُمَّ يَكِشُّ، ثُمَّ يَهْدِرُ. قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ مَا قَالَ الأَصمعي. والكَتِيتُ: صوتٌ فِي صَدْر الرَّجُلِ يُشْبِهُ صوتَ البَكارة، مِنْ شدَّةِ الغَيْظ؛ وكَتَّ الرجُلُ مِنَ الغَضَب. وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيٍّ ومَقْتلِ حَمْزَةَ، وَهُوَ مُكَبِّسٌ: لَهُ كَتِيتٌ أَي هديرٌ وغَطيط. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فتَكاتَّ الناسُ عَلَى المِيضَأَة، فَقَالَ: أَحْسِنُوا المَلْءَ، فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى. التَّكاتُّ: التَّزاحُمُ مَعَ صَوتٍ، وَهُوَ مِنَ الكَتِيتِ الهَدير والغَطِيط. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَشَرَحَهُ، والمحفوظُ تَكابَّ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. وكَتَّ القومَ يَكُتُّهم كَتّاً: عَدَّهم وأَحْصاهم، وأَكثرُ مَا يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي النَّفْيِ، يُقَالُ: أَتانا فِي جَيشٍ مَا يُكَتُّ أَي مَا يُعْلَمُ عَدَدُهم وَلَا يُحْصَى؛ قَالَ: إِلَّا بِجَيْشٍ، مَا يُكَتُّ عَدِيدُه، ... سُودِ الجُلُودِ، مِنَ الحديدِ، غِضابِ وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَكُتُّه أَو تَكُتُّ النجومَ أَي لَا تَعُدُّه وَلَا تُحْصِيه. ابْنُ الأَعرابي: جَيْشٌ لَا يُكَتُّ أَي لَا يُحْصَى، وَلَا يُسْهَى أَي لَا يُحْزَرُ، وَلَا يُنْكَفُ أَي لَا يُقْطَعُ. وَفِي حَدِيثِ حُنَين: قَدْ جَاءَ جَيْشٌ لَا يُكَتُّ، وَلَا يُنْكَفُ أَي لَا يُحْصى، وَلَا يُبْلَغُ آخِرُه. والكَتُّ: الإِحْصاءُ. وفَعَل بِهِ مَا كَتَّه أَي مَا ساءَه. وَرَجُلٌ كَتٌّ: قليلُ اللَّحْمِ؛ ومَرْأَةٌ كَتٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَرَجُلٌ كَتِيتٌ: بَخِيلٌ؛ قَالَ عَمْرِو بْنِ هُمَيْل اللِّحْيَانِيِّ: تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَى أُناسٍ ... وأَوضَعَه، خُزاعِيٌّ كَتِيتُ إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قَالَ: أَوكي ... عَلَى مَا فِي سِقائِكِ، قَدْ رَوِيتُ وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ الكَتِيتة واللَّوِيَّة والمَعْصُودة والضَّويطَة؛ والكَتِيتُ: الرجلُ البخيلُ السَّيِّءُ الخُلُق المُغْتاظُ؛ وأَورد هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَنَسَبَهُمَا لِبَعْضِ شُعَرَاءِ هُذَيل، وَلَمْ يُسَمِّه. وَيُقَالُ: إِنه لكَتِيتُ اليَدَين أَي بخيلٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَصلُ ذَلِكَ مِنَ الكَتيتِ الَّذِي هُوَ صَوتُ غَلَيانِ القِدْرِ. وكَتَّ الكلامَ فِي أُذنه يَكُتُّه كَتّا: سارَّه بِهِ، كَقَوْلِكَ: قَرَّ الكلامَ فِي أُذُنِه. وَيُقَالُ: كُتَّني الحديثَ وأَكِتَّنِيه، وقُرَّني وأَقِرَّنِيه أَي أَخْبرْنِيه كَمَا سمعتَه. ومِثْله فِرَّني وأَفِرَّنِيه، وقُذَّنِيه. وَتَقُولُ: اقْتَرَّه مِنِّي يَا فلانُ، واقْتَذَّه، واكْتَتَّه أَي اسْمَعْهُ مِنِّي كَمَا سمِعتُه. التَّهْذِيبُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ عَنْ أَعرابي فَصِيحٍ، قَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بِي؟ قَالَ: مَا كَتَّكَ وعَظاكَ وأَوْرَمَك وأَرْغَمكَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والكَتْكَتةُ: صَوْتُ الحُبَارَى.

وَرَجُلٌ كَتْكاتٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ، يُسْرِعُ الكلامَ ويُتْبِعُ بعضَه بَعْضًا. والكَتِيتُ والكَتْكَتَةُ: المَشْيُ رُوَيْداً. والكَتِيتُ والكَتْكَتة: تَقَارُبُ الخَطْوِ فِي سُرْعةٍ، وإِنه لكَتْكاتٌ، وَقَدْ تَكَتْكَتَ. والكَتْكَتةُ فِي الضَّحِكِ: دُونَ القَهْقَهة. وكَتْكَتَ الرجلُ: ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ مثلُ الخَنين. الأَحمر: كَتْكَتَ فلانٌ بِالضَّحِكِ كَتْكَتَةً، وَهُوَ مِثْلُ الخَنينِ. الْفَرَّاءُ: الكُتَّة شَرَطُ الْمَالِ وقَزَمُه، وَهُوَ رُذالُه. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ كُتاتَة، وَهِيَ بِضَمِّ الْكَافِ، وَتَخْفِيفِ التَّاءِ الأُولى: نَاحِيَةٌ مِنْ أَعراض الْمَدِينَةِ لِآلِ جَعْفر بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ وعليهم السلام. كرت: سَنَة كَرِيتٌ، وحَوْلُ كَريتٌ أَي تامُّ العددِ، وَكَذَلِكَ اليومُ والشهرُ. وتَكْريتُ: أَرضٌ؛ قَالَ: لَسْنا كَمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دارَها ... تكريتَ، تَرْقُبُ حَبَّها أَن يُحْصَدا قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: تَقْدِيرُ لَسْنَا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٌ دَارَهَا؛ أَي كإِيادٍ الَّتِي حَلَّتْ ثُمَّ فَلَّتْ مِنْ بَعْد أَنْ حَلَّت دارَها، فَدَلَّ حَلَّتْ فِي الصِّلَةِ عَلَى حَلَّتْ هَذِهِ الَّتِي نَصَبَتْ دارَها؛ وَقِيلَ: تَكْريتُ موضع. كست: الكُسْتُ: الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، لُغَةٌ فِي الكُسْطِ والقُسْطِ؛ كلُّ ذَلِكَ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ غُسْل الحيضِ: نُبْذَةٌ مِنْ كُسْتِ أَظْفارٍ ؛ هُوَ القُسْطُ الهِنْدِيّ عُقَارٌ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كُسْطِ، بِالطَّاءِ، وَهُوَ هُوَ؛ وَالْكَافُ وَالْقَافُ يُبَدَّلُ أَحدهما من الآخر. كعت: الكُعَيْتُ: البُلْبُل، مَبْنِيٌّ عَلَى التَّصْغِيرِ، كَمَا تَرَى، وَالْجَمْعُ: كِعْتانٌ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الكُعَيْت، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ عُصْفُور، وأَهل الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهُ النُّغَرَ، وَقِيلَ: هُوَ البُلْبُلُ. وأَبو مُكْعِتٍ، عَلَى مِثَالِ مُلْجِمٍ: شاعرٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ كَعْتٌ وامرأَة كَعْتة، وَهُمَا الْقَصِيرَانِ؛ ورأَيت فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَوْثُوقِ بِهَا: والكُعْتةُ طَبَقُ القارُورةِ. كفت: الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشيءَ عَنْ وَجْهه. كَفَته يَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَي رَجَعَ رَاجِعًا. وكَفَتَه عَنْ وَجْهه أَي صَرَفه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: صلاةُ الأَوَّابين مَا بَيْنَ أَن يَنْكَفِتَ أَهلُ المَغْرب إِلى أَن يَثُوبَ أَهلُ العُشَراء أَي يَنْصرِفوا إِلى مَنازلهم. وكَفَتَ يَكْفِتُ كَفْتاً وكَفَتاناً وكِفاتاً: أَسْرَع فِي العَدْوِ والطَّيَرانِ وتَقَبَّضَ فِيهِ. والكَفَتانُ مِنَ العَدْوِ وَالطَّيَرَانِ: كالحَيَدانِ فِي شِدَّة. وفرسٌ كَفْتٌ: سَرِيعٌ؛ وفَرَسٌ كَفِيتٌ وقَبيضٌ؛ وعَدْوٌ كَفيتٌ أَي سَريع؛ قَالَ رؤْبة: تَكادُ أَيْديها تَهاوى فِي الزَّهَقْ، ... مِنْ كَفْتِها شَدًّا، كإِضْرامِ الحَرَقْ قَالَ الأَزهري: والكَفْتُ فِي عَدْوِ ذِي الْحَافِرِ سُرْعةُ قَبْضِ اليَدِ. الْجَوْهَرِيُّ: الكَفْتُ السَّوْقُ الشَّديد. وَرَجُلٌ كَفْتٌ وكَفِيتٌ: سَرِيعٌ خفيفٌ دَقيقٌ، مثلُ كَمْشٍ وكَمِيشٍ. وعَدْوٌ كَفِيتٌ وكِفاتٌ: سريعٌ. ومَرٌّ كَفِيتٌ وكِفاتٌ: سريعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مَرًّا كِفاتاً، إِذا مَا الماءُ أَسْهَلَها، ... حَتَّى إِذا ضُرِبَتْ بالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ

وكافَتَهُ: سابَقَهُ. والكَفِيتُ: الصَّاحِبُ الَّذِي يُكافِتُكَ أَي يُسابِقُك. والكَفِيتُ: القُوتُ مِنَ العَيْش؛ وَقِيلَ: مَا يُقِيمُ العَيْشَ. والكَفِيتُ: القُوَّةُ عَلَى النِّكَاحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: حُبِّبَ إِليّ النساءُ والطِّيبُ، ورُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي مَا أَكْفِتُ بِهِ مَعِيشَتي أَي أَضُمُّها وأُصْلِحُها؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ رُزِقْتُ الكَفِيتَ أَي القُوَّة عَلَى الْجِمَاعِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ رُزِقْتُ الكَفِيتَ: إِنها قِدْرٌ أُنزلت لَهُ مِنَ السَّمَاءِ، فأَكل مِنْهَا وقَوِيَ عَلَى الْجِمَاعِ، كَمَا يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الَّذِي يَرْوِي أَنه قَالَ: أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ يقالُ لَهَا الكَفِيتُ، فوَجَدْتُ قوَّة أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ. والكِفْتُ، بِالْكَسْرِ: القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ: أُعْطِيَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الكَفِيتَ؛ قِيلَ للحَسَنِ: وَمَا الكَفِيتُ؟ قَالَ: البِضَاعُ. الأَصمعي: إِنه ليَكْفِتُني عَنْ حاجَتي ويَعْفِتُني عَنْهَا أَي يَحْبِسُني عَنْهَا. وكَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه كَفْتاً، وكَفَّتَه: ضَمَّه وقَبَضَه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَتَوْها بِريحٍ حاوَلَتْهُ، فأَصْبَحَتْ ... تُكَفَّتُ قَدْ حَلَّتْ، وساغَ شَرابُها وَيُقَالُ: كَفَتَه اللهُ أَي قَبَضه اللهُ. والكِفاتُ: الموضعُ الَّذِي يُضَمُّ فِيهِ الشيءُ ويُقْبَضُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن الكِفاتَ هُنَا مَصْدَرٌ مِنْ كَفَتَ إِذا ضَمَّ وقَبَضَ، وأَنَّ أَحْياءً وأَمواتاً مُنْتَصِبٌ بِهِ أَي ذاتَ كِفاتٍ للأَحياء والأَموات. وكِفاتُ الأَرضِ: ظَهْرُها للأَحْياءِ، وبَطْنُها للأَمْواتِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْمَنَازِلِ: كِفاتُ الأَحياء، وَلِلْمَقَابِرِ: كِفاتُ الأَمْواتِ. التَّهْذِيبُ: يُريد تَكْفِتُهم أَحياءً عَلَى ظَهْرها فِي دُورهم ومَنازلهم، وتَكْفِتُهم أَمواتاً فِي بَطْنها أَي تَحْفَظُهم وتُحْرِزهم، ونَصَبَ أَحياءً وأَمواتاً بوُقُوع الكِفاتِ عَلَيْهِ، كأَنك قُلْتَ: أَلم نَجْعَلِ الأَرضَ كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ؟ فإِذا نَوَّنْتَ، نَصَبْتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَقُولُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِلْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ: إِذا مَرِضَ عَبْدي فاكْتُبوا لَهُ مِثْل مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتهِ، حَتَّى أُعافِيَه أَو أَكْفِتَه أَي أَضُمَّه إِلى الْقَبْرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى أُطْلِقَه مِنْ وَثاقي، أَو أَكْفِتَه إِليّ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَنه كَانَ بظَهْر الكُوفةِ فالْتَفَتَ إِلى بُيوتها، فَقَالَ: هَذِهِ كِفاتُ الأَحْياء، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى المَقْبُرة، فَقَالَ: وَهَذِهِ كِفاتُ الأَموات ؛ يُرِيدُ تأْويلَ قَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً . وبَقِيعُ الغَرْقَد يُسَمَّى: كَفْتة، لأَنه يُدْفَنُ فِيهِ، فيَقْبِضُ ويَضُمُّ. وكافِتٌ: غارٌ كَانَ فِي جَبَلٍ يَأْوِي إِليه اللُّصوصُ، يَكْفِتُون فِيهِ المتاعَ أَي يَضُمُّونه، عَنْ ثَعْلَبٍ، صفةٌ غَالِبَةٌ. وَقَالَ: جاءَ رجالٌ إِلى إِبراهيم بْنِ المُهاجِرِ العَرَبيّ، فَقَالُوا: إِننا نَشْكو إِليك كافِتاً؛ يَعْنُونَ هَذَا الغارَ. وكَفَتُّ الشيءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نَفْسِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُهِينا أَن نَكْفِتَ الثِّيابَ فِي الصَّلَاةِ أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها مِنْ الِانْتِشَارِ، يُرِيدُ جمعَ الثَّوْب باليدين، عند الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. وَهَذَا جِرابٌ كَفِيتٌ إِذا كَانَ لَا يُضَيِّعُ شَيْئًا مِمَّا يُجْعَل فِيهِ؛ وجِرابٌ كِفْتٌ، مِثْلُهُ. وتَكَفَّتَ ثَوْبِي إِذا تَشَمَّر وقَلَصَ. وَفِي حَدِيثِ

النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اكْفِتُوا صبيانَكم، فإِن لِلشَّيْطَانِ خَطْفةً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي ضُمُّوهم إِليكم، واحْبِسُوهم فِي الْبُيُوتِ؛ يُرِيدُ عِنْدَ انْتِشار الظَّلَامِ. وكَفَتَ الدِّرْعَ بِالسَّيْفِ يَكْفِتُها، وكَفَّتها: عَلَّقَها بِهِ، فضَّمَها إِليه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: خَدْباءُ يَكْفِتُها نِجادُ مُهَنَّدِ وكلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَه إِليكَ، فَقَدَ كَفَتَّه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ومُفاضةٍ، كالنِّهْيِ تَنْسُجُه الصَّبا، ... بَيْضاءَ، كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ يَصِفُ دِرْعاً عَلَّق لابسُها، بِالسَّيْفِ، فُضُولَ أَسافِلها، فضَمَّها إِليه؛ وشَدَّده لِلْمُبَالَغَةِ. قَالَ الأَزهري: المُكْفِتُ الَّذِي يَلْبَسُ دِرْعاً طَوِيلَةً، فيَضُمُّ ذَيْلَها بمعاليقَ إِلى عُرًى فِي وَسَطها، لتَشَمَّرَ عَنْ لَابِسِهَا. والمُكْفِتُ: الَّذِي يَلْبَسُ دِرْعَين، بَيْنَهُمَا ثوبٌ. والكَفْتُ: تَقَلُّبُ الشَّيْءِ ظَهْراً لبَطْنٍ، وبَطْناً لظَهْر. وانْكَفَتُوا إِلى مَنَازِلِهِمِ: انْقَلَبُوا. والكَفْتُ: المَوْتُ؛ يُقَالُ: وقَعَ فِي النَّاسِ كَفْتٌ شَدِيدٌ أَي مَوْتٌ. والكِفْتُ، بِالْكَسْرِ: القِدْر الصَّغِيرَةُ. أَبو الْهَيْثَمِ فِي الأَمثال لأَبي عُبَيْدٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَمثالهم فِيمَنْ يَظْلِمُ إِنساناً ويُحَمِّلُه مَكْرُوهًا ثُمَّ يَزيدُه: كِفْتٌ إِلى وَئِيَّةٍ أَي بَلِيَّةٌ إِلى جَنْبِها أُخْرَى؛ قَالَ: والكِفْتُ فِي الأَصل هِيَ القِدْر الصَّغِيرَةُ، والوَئِيَّةُ هِيَ الْكَبِيرَةُ مِنَ القُدور؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ كِفْتٌ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَقَالَهُ الْفَرَّاءُ كَفْتٌ، بِفَتْحِ الْكَافِ، للقِدْر؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا لُغَتَانِ، كَفْتٌ وكِفْتٌ. والكَفِيتُ: فرسُ حَسَّانَ بن قَتادة. كلت: كَلَتَ الشيءَ كَلْتاً: جَمَعَه، كَكَلَده. وامرأَةٌ كَلُوتٌ: جَمُوعٌ. والكَلِيتُ: الحَجر الَّذِي يُسَدُّ بِهِ وجارُ الضَّبُع، ثُمَّ يُحْفَرُ عَنْهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ حَجَر مُسْتَطيل كالبِرْطِيل، يُسْتَرُ بِهِ وجارُ الضَّبُع كالكِلِّيتِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: وصاحبٍ، صاحَبْتُه، زِمِّيتِ، ... مُنْصَلِتٍ بالقَوْم كالكِلِّيتِ والكُلْتةُ: النَّصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. الثَّعْلَبِيُّ: فَرَسٌ فُلَّتٌ كُلَّتٌ، وفُلَتٌ كُلَتٌ إِذا كَانَ سَرِيعًا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: إِنه لكُلَتةٌ فُلَتةٌ كُفَتَةٌ أَي يَثِبُ جَمِيعًا، فَلَا يُسْتَمْكَنُ مِنْهُ لاجْتماع وَثْبه. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ خُذْ هَذَا الإِناءَ فاقْمَعْه فِي فَمِهِ، ثُمَّ اكْلِتْه فِي فِيهِ، فإِنه يَكْتَلِتُه؛ وَذَلِكَ أَنه وَصَفَ رَجُلًا يَشْرَبُ النبيذَ يَكْلِتُه كَلْتاً ويَكْتَلِتُه. والكالِتُ: الصَّابُّ. والمُكْتَلِتُ: الشاربُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: أَخَذْتُ قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ فكَلَتُّه فِي آخَرَ. أَبو مِحْجَنٍ وغيرُه: صَلَتُّ الفرسَ وكَلَتُّه إِذا رَكَضْتَه؛ قَالَ: وصَبَبْتُه مثلهُ. وَرَجُلٌ مِصْلَتٌ مِكْلَت إِذا كَانَ مَاضِيًا فِي الأُمور. قَالَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَالَ أَبو بَكْرٍ الأَنباريُّ: كِلْتا لَا تُمال لأَن أَلفها أَلف تَثْنِيَةٍ، كأَلف غُلَامًا وَذَوَا؛ قَالَ: وَوَاحِدُ كِلْتَا كِلْتٌ، ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ وَقَفَ عَلَى كِلْتَا، بالإِمالة، قَالَ: كِلْتَى، اسْمُ وَاحِدٍ عُبِّر بِهِ عَنِ التَّثْنِيَةِ، بِمَنْزِلَةِ شِعْرَى وذِكْرَى؛

وَقَالَ أَيضاً فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ وُكَلة تُكَلَةإِذا كَانَ عَاجِزًا يَكِلُ أَمْرَه إِلى غَيْرِهِ، ويَتَّكِلُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالتَّاءُ فِي تُكَلَةٍ أَصلها الْوَاوُ، قُلِبَتْ تَاءً؛ وَكَذَلِكَ التُكْلانُ أَصله وُكْلانٌ. كمت: الكُمَيْتُ: لونٌ لَيْسَ بأَشْقَر وَلَا أَدْهَم؛ وَكَذَلِكَ الكُمَيْتُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ فِيهَا حُمرة وَسَوَادٌ، وَالْمَصْدَرُ الكُمْتَة. ابْنُ سِيدَهْ: الكُمْتةُ لونٌ بَيْنَ السَّوادِ والحُمْرة، يَكُونُ فِي الْخَيْلِ والإِبل وَغَيْرِهِمَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكُمْتةُ كُمْتَتانِ: كُمْتةُ صُفْرةٍ، وكُمْتَة حُمْرةٍ. وَقَدْ كَمُتَ كَمْتاً وكُمْتةً وكَماتَةً، واكْماتَّ. والكُمَيْتُ مِنَ الْخَيْلِ، يَسْتَوي فِيهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث، ولَوْنُه الكُمْتَة، وَهِيَ حُمْرة يَدْخُلُها قُنُوءٌ؛ تَقُولُ مِنْهُ: اكْمَتَّ الفرسُ اكْمِتاتاً، واكْماتَّ اكْمِيتاتاً، مثلُه، وَفَرَسٌ كُمَيْتٌ، وَبَعِيرٌ كُمَيْتٌ؛ وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الكَلْحبةُ: كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ بِهِ الأَديمُ يَعْنِي أَنها خَالِصَةُ اللَّوْنِ، لَا يُحْلَفُ عَلَيْهَا أَنها لَيْسَتْ كَذَلِكَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: يَقُولُ هَذِهِ الْفَرَسُ بَيِّنٌ أَنها إِلى الحُمْرة لَا إِلى السَّواد. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْ كُمَيْتٍ، فَقَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ جُمَيلٍ، يَعْنِي الَّذِي هُوَ البُلْبُلُ، وَقَالَ. إِنما هِيَ حُمْرة يُخالِطُها سوادٌ، وَلَمْ تَخْلُصْ، وإِنما حَقَّروها لأَنها بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ وَلَمْ تَخْلُصْ لواحد منهما فيقالَ لَهُ أَسْوَدُ أَو أَحمر، فأَرادوا بِالتَّصْغِيرِ أَنه مِنْهُمَا قَرِيبٌ، وإِنما هَذَا كَقَوْلِكَ: هُوَ دُوَيْنُ ذَاكَ، انْتَهَى كَلَامُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ المَواتُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَظَلَّانِ، النهارَ، برأْسِ قُفٍّ ... كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذِي فَلَكٍ رفيعِ قَالَ: وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي التِّين، فَقَالَ فِي صِفَةِ بَعْضِ التِّين: هُوَ أَكْبَر تِينٍ رَآهُ الناسُ أَحْمَرُ كُمَيْتٌ، وَالْجَمْعُ كُمْتٌ، كَسَّروه عَلَى مُكَبَّره المُتَوَهَّم، وإِن لَمْ يُلْفَظ بِهِ، لأَن المُلَوَّنة يَغْلِبُ عَلَيْهَا هَذَا البِناء الأَحْمَرُ والأَشْقر؛ قَالَ طُفَيْل: وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها ... جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرْقُ مَا بَيْنَ الكُمَيْتِ والأَشْقَر فِي الْخَيْلِ بالعُرْفِ والذَّنَبِ، فإِن كَانَا أَحْمَرَين، فَهُوَ أَشْقَرُ، وإِن كَانَا أَسودين، فَهُوَ كُمَيْتٌ، قَالَ: والوَرْدُ بَيْنَهُمَا؛ والكُمَيْتُ لِلذَّكَرِ والأُنثى سَوَاءٌ. يُقَالُ مُهْرة كُمَيْتٌ؛ جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ مُصَغَّراً، كَمَا تَرى. قَالَ الأَصمعي فِي أَلوان الإِبل: بَعِيرٌ أَحمر إِذا لَمْ يُخالِطْ حُمْرتَه شَيْءٌ، فإِن خَالَطَ حُمْرَتَه قُنوءٌ، فَهُوَ كُمَيْتٌ، وَنَاقَةٌ كُمَيْتٌ؛ فإِن اشْتَدَّت الكُمْتَةُ حَتَّى يدخلَها سوادٌ، فَتِلْكَ الرُّمْكَة؛ وَبَعِيرٌ أَرْمَكُ، فإِن كَانَ شديدَ الْحُمْرَةِ يَخْلِطُ حُمْرَتَه سوادٌ لَيْسَ بخالصٍ، فتِلْكَ الكُلْفَة؛ وَهُوَ أَكلَفُ، وَنَاقَةٌ كَلْفاء. والعَرَب تَقُولُ: الكُمَيْتُ أَقْوَى الْخَيْلِ، وأَشَدُّها حوافِرَ؛ وَقَوْلُهُ: فُلْوٌ تَرَى فيهنَّ سِرَّ العِتْقِ، ... بَيْنَ كَماتِيٍّ، وحُوٍّ بُلْقِ جَمْعُهُ عَلَى كَمْتاءَ، وإِن لَمْ يُلْفَظْ بِهِ، بَعْدَ أَن جَعَلَهُ اسْمًا كصَحْراء. والكُمَيْتُ: فَرَسُ المُعْجَبِ بْنِ سُفْيان، صفةٌ غَالِبَةٌ. والكُمَيْتُ: مِنْ أَسْمَاءِ الْخَمْرِ، لِمَا فِيهَا مِنْ سَوَادٍ

فصل اللام

وحُمْرة؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: الكُمَيْتُ الْخَمْرُ الَّتِي فِيهَا سَواد وحُمْرة، والمصْدَر: الكُمْتَةُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ اسْمٌ لَهَا كالعَلَم، يُرِيدُ أَنه قَدْ غَلَب عَلَيْهَا غَلَبةَ الاسمِ العَلَمِ، وإِن كَانَ فِي أَصله صِفَةً، وَقَدْ كُمِّتَتْ: صُيِّرتْ بالصَّنْعة كُمَيْتاً؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: إِذا مَا لَوَى صِنْعٌ بِهِ عَرَبِيَّةً، ... كَلَوْنِ الدِّهانِ، وَرْدَةً لَمْ تُكَمَّتِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ تَمْرة كُمَيْتٌ فِي لَوْنِهَا، وَهِيَ مِنْ أَصلَبِ التُّمْرانِ لِحاءً، وأَطْيَبِها مَمْضَغَةً؛ قَالَ الشَّاعِرُ «2»: بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ ابْنُ الأَعرابي: الكَمِيتُ الطويلُ التَّامُّ مِنَ الشُّهُورِ والأَعْوام. والكُمَيْتُ بنُ مَعْروفٍ: شَاعِرٌ مَعْروف. كنبت: «3»: ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ كُنْبُتٌ وكُنابِتٌ: مُنْقَبض بَخِيل. قَالَ: وتَكَنْبَتَ الرجلُ إِذا تَقَبَّض. وَرَجُلٌ كُنْبُتٌ: وَهُوَ الصُّلْبُ الشديد. كنعت: الكَنْعَتُ: ضَرْبٌ مِنْ سَمَك الْبَحْرِ، كالكَنْعَد، وأُرى تاءَه بدَلًا. كوت: الكُوتِيُّ: القصير. كيت: التَّكْيِيتُ: تَيْسِيرُ الجَهازِ [الجِهازِ]. وكَيَّتَ الجَهازَ: يَسَّرَهُ. وتقول: كَيِّتْ جِهازَكَ [جَهازَكَ]؛ قَالَ: كَيِّت جَهازَكَ، إِمَّا كُنْتَ مُرْتَحِلًا، ... إِني أَخافُ عَلَى أَذوادِكَ السَّبُعا وَكَانَ مِنَ الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ التَّاءَ، وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ القِصَّة أَو الأُحْدوثة؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. قَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ كانَ مِنَ الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، قَالَ؛ وَهَذِهِ التَّاءُ فِي الأَصل هَاءٌ، مِثْلَ ذَيْتَ وذَيْتَ، وأَصلها كَيَّه وَذيَّه، بِالتَّشْدِيدِ، فَصَارَتْ تَاءً فِي الْوَصْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بِئْسَمَا لأَحدِكم أَن يقولَ: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الأَمر، نَحْوَ كَذَا وَكَذَا. وَفِي النَّوَادِرِ: كَيَّتَ الوِكاءَ تَكْييتاً وحَشاه، بمعنى واحدٍ. فصل اللام لبت: لَبَتَ يَدَه لَبْتاً: لَواها. واللَّبْتُ أَيضاً: ضَرْبُ الصَّدْرِ والبَطْنِ والأَقرابِ بالعَصا. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ بأَس: إِذا قَالَ الرَّجُلُ لِعَدُوِّه: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، فَقَدْ أَمَّنه، لأَنه نَفى البأْس عَنْهُ، وَهُوَ فِي لُغَةِ حِمْيَر، لَباتِ أَي لَا بأْسَ؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: شَرِبنا، اليَومَ، إِذ عَصَبَتْ غَلابِ، ... بتَسْهِيدٍ، وعَقْدٍ غَيْرِ بَيْنِ تَنادَوا، عِنْدَ غَدْرِهمُ: لَباتِ، ... وَقَدْ بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ ولَباتِ بِلُغَتِهِمْ: لَا بأْسَ، قَالَ: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ شمر. لتت: لَتَّ السَّوِيقَ والأَقِطَ ونحوَهما، يَلُتُّه لَتًّا: جَدَحَه، وَقِيلَ: بَسَّه بِالْمَاءِ وَنَحْوِهِ: أَنشد

_ (2). قوله [قال الشاعر] هو الأسود بن يعفر وصدره كما في التكملة: [وَكُنْتُ إِذا مَا قُرِّبَ الزاد مولعاً] ومعنى لَمْ تُوَسَّفْ: لَمْ تُقَشَّرْ. (3). قوله [كنبت] أَثبتها بالتاء المثناة من فوق، ولا أَصل لها بل هي بالمثلثة في رباعي المحكم والمجد والتكملة والتهذيب. ولم يذكر هنا مادة ك ن ت وذكرها في ك ون مخالفاً للجماعة.

ابْنُ الأَعرابي: سَفَّ العَجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا واللُّتَاتُ: مَا لُتَّ بِهِ. اللَّيْثُ: اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيق، والبَسُّ أَشَدُّ مِنْهُ. يُقَالُ: لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّه، ولَتَّ الشيءَ يلُتُّهُ إِذا شَدَّه وأَوثَقَه؛ وَقَدْ لُتَّ فلَانٌ بفلانٍ إِذا لُزَّ بِهِ وقُرِنَ مَعَهُ. واللَّاتُّ، فِيمَا زَعَمَ قومٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: صَخْرَةٌ كَانَ عِنْدَهَا رجلٌ يَلُتُّ السَّويقَ للحاجِّ، فَلَمَّا مَاتَ، عُبِدَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّةُ ذَلِكَ، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّاتِ، بِالتَّخْفِيفِ، فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ: اللَّتُّ الفِعْلُ مِنَ اللُّتاتِ، وكلُّ شَيْءٍ يُلَتُّ بِهِ سَوِيقٌ أَو غَيْرُهُ، نَحْوُ السَّمْن ودُهْنِ الأَلْيَةِ. وَفِي حَدِيثِ مجاهدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى؟ قَالَ: كَانَ رجلٌ يَلُتُّ السويقَ لَهُمْ، وقرأَ: أَفرأَيتم اللَّاتَّ والعُزَّى؟ بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْقِرَاءَةُ اللَّاتَ، بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، قَالَ: وأَصلُه اللاتَّ، بِالتَّشْدِيدِ، لأَن الصَّنَمَ إِنما سُمِّيَ بَاسِمِ اللَّاتِّ الَّذِي كَانَ يَلُتُّ عِنْدَ هَذِهِ الأَصنام لَهَا السويقَ أَي يَخْلِطُه، فَخُفِّفَ وَجُعِلَ اسْمًا لِلصَّنَمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَ أَن التَّاءَ فِي الأَصل مُخَفَّفَةٌ للتأْنيث، وَلَيْسَ هَذَا بَابَهَا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقِفُ عَلَى اللَّاه، بالهاءِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَهَذَا قياسٌ، والأَجْوَدُ اتِّباعُ الْمُصْحَفِ، وَالْوُقُوفُ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ الْكِسَائِيِّ يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَجْعَلْهَا مِنَ اللَّتِّ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ عَبَدُوهَا عارَضُوا بِاسْمِهَا اسْمَ اللَّهِ، تَعَالَى اللهُ عُلُوًّا كَبِيرًا عَنْ إِفكهم ومُعارضتهم وإِلْحادهم فِي اسْمِهِ الْعَظِيمِ. واللُّتَاتُ: مَا فُتَّ من قُشور الخَشَب. ابْنُ الأَعرابي: اللَّتُّ الفَتّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الحُمُر: تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ رَزينةٍ ... مَوارِنَ، لَا كُزْمٍ وَلَا مَعِراتِ قَالَ: تَلُتُّ أَي تَدُقُّ. والسُّمْرُ: الحَوافِرُ. والكُزْمُ: القِصارُ؛ وَقَالَ هِمْيانُ فِي اللَّتِّ، بِمَعْنَى الدَّقِّ: حَطْماً عَلَى الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبا، ... وبالعَصَا لَتّاً، وخَنْقاً سَأْبا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَرْفٌ صَحِيحٌ. ورُوِي عَنِ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ فِي بَابِ التَّيَمُّمِ: وَلَا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بلُتَاتِ الشَّجَرِ ، وَهُوَ مَا فُتَّ مِنْ قِشْره الْيَابِسِ الأَعْلى؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري لُتاتٌ أَم لِتاتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَبْقَى مِنِّي إِلا لُتاتاً ؛ اللُّتاتُ: مَا فُتَّ مِنْ قُشُور الشَّجَرِ، كأَنه قَالَ: مَا أَبْقَى مِنِّي المرضُ إِلا جِلْداً يَابِسًا كقِشْرَةِ الشَّجَرَةِ. لحت: لَحَته لَحْتاً: بَشَره وقَشَرَه، كنَحَتَه نَحْتاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ لَا يَضِيرُك عَلَيْهِ نَحْتاً ولَحْتاً أَي مَا يَزيدُك عَلَيْهِ نَحْتاً للشِّعْر، ولَحْتاً لَهُ. الأَزهري: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتُ أَي بَرْدٌ صَادِقٌ. ولَحَتَ فلانٌ عَصاه لَحْتاً إِذا قَشَرها؛ ولَحَتَهُ بالعَذْلِ لَحْتاً، مثلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا الأَمْرَ لَا يزالُ فِيكُمْ، وأَنتم وُلاتُه، مَا لَمْ تُحْدِثُوا أَعمالًا، فإِذا فَعَلْتم كَذَا بَعَثَ اللهُ عَلَيْكُمْ شَرَّ خَلقِه فلَحَتُوكم كَمَا يُلْحَتُ القَضِيبُ ؛ اللَّحْتُ: القَشرُ. ولَحَتَ العَصا إِذا قَشَرها. ولَحَته إِذا أَخَذَ مَا عِنْدَهُ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُ شَيْئًا. واللَّحْتُ واللَّتْحُ:

واحدٌ، مَقْلُوبٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فالْتَحَوكُم كَمَا يُلْتَحى القضيبُ ؛ يُقَالُ: الْتَحَيْتُ القَضيبَ ولَحَوْتُه إِذا أَخَذْتَ لِحاءَه. لخت: يُقَالُ: حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ: شديدٌ. اللَّيْثُ: اللَّخْتُ العظيمُ الجسْمِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مُعَرَّباً، وَاللَّهُ أَعلم. لصت: اللَّصْتُ، بِفَتْحِ اللَّامِ: اللِّصُّ فِي لُغَةِ طَيّئ، وَجَمْعُهُ لُصُوت، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ للطَّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلَا أَبناؤُهُمْ، ... وبَنِي كِنانةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: ولكنَّا خُلِقْنا، إِذْ خُلِقْنا، ... لَنا الحِبَراتُ، والمِسْكُ الفَتِيتُ وصَبْرٌ فِي المَواطنِ، كلَّ يَوْمٍ، ... إِذا خَفَّتْ مِنَ الفَزَع البُيوتُ فأَفْسَدَ بَطْنَ مكةَ، بَعْدَ أُنْسٍ، ... قَراضِبةٌ، كأَنهم اللُّصُوتُ لفت: لَفَتَ وجهَه عَنِ الْقَوْمِ: صَرَفَه، والْتَفَتَ التِفاتاً، والتَّلَفُّتُ أَكثرُ مِنْهُ. وتَلَفَّتَ إِلى الشَّيْءِ والْتَفَتَ إِليه: صَرَفَ وجْهَه إِليه؛ قَالَ: أَرَى المَوْتَ، بَيْنَ السَّيْفِ والنِّطْع، كامِناً، ... يُلاحِظُنِي مِنْ حيثُ مَا أَتَلَفَّتُ وَقَالَ: فَلَمَّا أَعادَتْ مِنْ بعيدٍ بنَظْرةٍ ... إِليَّ الْتِفاتاً، أَسْلَمَتْها المَحاجِرُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ؛ أُمِرَ بتَرْكِ الالْتِفاتِ، لِئَلَّا يَرَى عظيمَ مَا يَنْزلُ بِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِذا الْتَفَتَ، الْتَفَتَ جَمِيعًا ؛ أَراد أَنه لَا يُسارِقُ النَّظَرَ؛ وَقِيلَ: أَراد لَا يَلْوي عُنُقَه يَمْنةً ويَسْرةً إِذا نظَر إِلى الشيءِ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ الطائشُ الخَفيفُ، وَلَكِنْ كَانَ يُقْبِلُ جَمِيعًا ويُدْبِرُ جَمِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: فكانتْ مِنِّي لَفْتةٌ ؛ هِيَ المَرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ الالْتِفاتِ. واللَّفْتُ: اللَّيُّ. ولَفَتَه يَلْفِتُه لَفْتاً: لَوَاهُ عَلَى غَيْرِ جِهَتِهِ؛ وَقِيلَ: اللَّيُّ هُوَ أَن تَرْمِيَ بِهِ إِلى جَانِبِكَ. ولَفَتَه عَنِ الشَّيْءِ يَلْفِتُه لَفْتاً: صَرفه. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا؟ اللَّفْتُ: الصَّرْفُ؛ يُقَالُ: مَا لَفَتَك عَنْ فلانٍ أَي مَا صَرَفَك عَنْهُ؟ واللَّفْتُ: لَيُّ الشيءِ عَنْ جهتِه، كَمَا تَقْبِضُ عَلَى عُنُق إِنسانٍ فتَلْفِتُه؛ وأَنشد: ولفَتْنَ لَفْتاتٍ لَهُنَّ خَضادُ ولَفَتُّ فُلَانًا عَنْ رأْيه أَي صَرَفْتُه عَنْهُ، وَمِنْهُ الالْتِفاتُ. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة: إِنَّ مِن أَقْرَإِ الناسِ لِلْقُرْآنِ مُنافِقاً لَا يَدَعُ مِنْهُ وَاوًا وَلَا أَلِفاً، يَلْفِتهُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَلْفِتُ البَقرةُ الخَلى بِلِسَانِهَا ؛ اللَّفْتُ: اللَّيُّ. ولَفَتَ الشيءَ، وفَتَلَه إِذا لَوَاهُ، وَهَذَا مَقْلُوبٌ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَلْفِتُ الكلامَ لَفْتاً أَي يُرْسِلُه وَلَا يُبالي كَيْفَ جاء. والمعنى أَنه يَقْرَأَه مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وَلَا تَبَصُّرٍ وتعَمُّدٍ للمأْمور بِهِ، غيرَ مُبالٍ بِمَتْلُوِّه كَيْفَ جَاءَ، كَمَا تَفْعَلُ البقرةُ بالحَشيش إِذا أَكَلَتْه. وأَصلُ اللَّفْتِ: لَيُّ الشَّيْءِ

عَنِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَليغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَلْفِتُ الكلامَ كَمَا تَلْفِتُ البقرةُ الخَلى بِلِسَانِهَا ؛ يُقَالُ: لَفَتَه يَلْفِتُه إِذا لَوَاهُ وفَتَلَه؛ ولَفَتَ عُنُقَه: لَوَاهَا. اللِّحْيَانِيُّ: ولِفْتُ الشيءِ شِقُّه، ولِفْتاه: شِقَّاه؛ واللِّفْتُ: الشِّقُّ؛ وقد أَلْفَته وتَلَفَّته. ولِفْتُه مَعَك أَي صَغْوُه. وَقَوْلُهُمْ: لَا يُلْتَفَتُ لِفْتُ فلانٍ أَي لَا يُنْظَرُ إِليه. واللَّفُوتُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُكْثِرُ التَّلَفُّتَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَمُوتُ زَوْجُهَا أَو يُطَلِّقُهَا ويَدَعُ عَلَيْهَا صِبْياناً، فَهِيَ تُكثِر التَّلَفُّتَ إِلى صِبْيانها؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ، وَلَهَا وَلَدٌ مِنْ غَيْرِهِ، فَهِيَ تَلَفَّتُ إِلى ولَدها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ لَفُوتاً ؛ هِيَ الَّتِي لَهَا وَلَدٌ مِنْ زَوْجٍ آخَرَ، فَهِيَ لَا تَزَالُ تَلْتَفِتُ إِليه وتَشْتَغِلُ بِهِ عَنِ الزَّوْج. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ أَنه قَالَ لامرأَة: إِنكِ كَتُونٌ لفوتٌ أَي كَثِيرَةُ التَّلَفُّتِ إِلى الأَشياء. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اللَّفُوتُ هِيَ الَّتِي عَيْنُها لَا تَثْبُتُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، إِنما هَمُّها أَن تَغْفُلَ عَنْهَا، فتَغْمِز غيركَ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا الْتِواءٌ وانْقِباضٌ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر: اللَّفُوتُ الَّتِي إِذا سمعتْ كلامَ الرجُل التَفَتَتْ إِليه؛ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِه إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ القَطُوبَ اللَّفُوتَ؛ الرَّقُوبُ: الَّتِي تُراقِبُه أَن يموتَ فَترِثَه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ وصَفَ نَفْسَه بِالسِّيَاسَةِ، فَقَالَ: إِني لأُرْبِعُ، وأُشْبِعُ، وأَنْهَزُ اللَّفُوتَ «4»، وأَضُمُّ العَنُودَ، وأُلْحِقُ العَطُوفَ، وأَزْجُرُ العَرُوضَ. قَالَ أَبو جَميلٍ الكِلابيّ: اللَّفُوتُ الناقةُ الضَّجُورُ عِنْدَ الحَلَبِ، تَلْتَفِتُ إِلى الحالِبِ فتَعَضُّه، فيَنْهَزُها بِيَدِهِ فَتَدِرُّ، وَذَلِكَ لتَفْتَدِيَ باللَّبن مِنَ النَّهْزِ، وَهُوَ الضَّرْبُ، فَضَرَبها مَثَلًا لِلَّذِي يَسْتَعْصِي ويَخْرُج عَنِ الطاعَة. والمُتَلَفَّتَةُ: أَعْلى عَظْمِ العاتِقِ مِمَّا يَلي الرَّأْسَ. والأَلْفَتُ: القَوِيُّ اليَدِ الَّذِي يَلْفِتُ مَنْ عالجَه أَي يَلْويه. والأَلْفَتُ والأَلْفَكُ فِي كَلَامِ تَميم: الأَعْسَرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَعْملُ بجانِبه الأَمْيَل؛ وَفِي كَلَامِ قَيْسٍ: الأَحْمَقُ، مِثْلُ الأَعْفَتِ، والأُنْثَى: لَفْتاءُ. وكُلُّ مَا رَمَيْتَهُ لِجانِبكَ: فقدْ لَفَتَّه. واللَّفاتُ أَيضاً: الأَحْمَقُ. واللَّفُوتُ: العَسِرُ الخُلُق. الْجَوْهَرِيُّ: واللَّفاتُ الأَحْمَقُ العَسِرُ الخُلُق. ولَفَتَ الشيءَ يَلْفِتهُ لَفْتاً: عَصَدَه، كَمَا يُلْفَتُ الدقيقُ بالسَّمْن وَغَيْرِهِ. واللَّفِيتَةُ: أَن يُصَفَّى ماءُ الحَنْظَلِ الأَبْيَضِ، ثُمَّ تُنْصَبَ بِهِ البُرْمةُ، ثُمَّ يُطْبَخَ حَتَّى يَنْضَجَ ويَخْثُر، ثُمَّ يُذَرَّ عَلَيْهِ دقيقٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. واللَّفِيتَةُ: العَصِيدة المُغَلَّظةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَرَقة تُشْبهُ الحَيْسَ؛ وَقِيلَ: اللَّفْتُ كالفَتْلِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْعَصِيدَةُ لَفِيتَةً، لأَنها تُلْفَتُ أَي تُفْتَلُ وتُلْوَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه ذَكَرَ أَمره فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وأَن أُمه اتَّخَذتْ لَهُمْ لَفِيتَةً مِنَ الهَبِيدِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّفِيتَةُ العَصِيدة المُغَلَّظةُ، وَقِيلَ: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّبيخ، لَا أَقِفُ عَلَى حَدِّه؛ وَقَالَ: أُراه الحِساءَ ونحْوَه. والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ. وتَيْسٌ أَلْفَتُ: مُعْوَجُّ القَرْنَيْن. اللَّيْثُ: والأَلْفَتُ مِنَ التُّيوسِ الَّذِي اعْوَجَّ قَرْناه والتَوَيا. وتَيْسٌ أَلْفَتُ: بَيِّن اللَّفَتِ إِذا كان مُلْتَوِيَ

_ (4). قوله [وأَنهز اللفوت] الذي في النهاية وأَردَّ اللفوت. وكتب بهامشها: وفي رواية وأَنهز اللفوت.

أَحَدِ القَرْنَيْنِ عَلَى الْآخَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: واللِّفْتُ، بِالْكَسْرِ، السَّلْجم؛ الأَزهري: السَّلْجَمُ يُقَالُ لَهُ اللِّفْتُ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَعَرَبيٌّ هُوَ أَم لَا؟ ولَفَتَ اللِّحَاءَ عَنِ الشَّجر لَفْتاً: قَشَرَهُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ العُقَيْلي: وعَدْتَني طَيْلَساناً ثُمَّ لَفَتَّ بِهِ فُلَانًا أَي أَعْطَيْتَه إِياه. ولِفْتٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلدٍ: نَزِيعاً مُحْلِباً مِنْ آلِ لِفْتٍ ... لحَيٍّ، بَيْنَ أَثْلَة، فالنِّجَامِ وَفِي الْحَدِيثِ: ذِكرُ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ؛ وَهِيَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: واخْتُلِفَ فِي ضَبْط الْفَاءِ، فسُكِّنَتْ وفُتِحَتْ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَسَرَ اللام مع السكون. لكت: اللَّكَتُ «1»: تَشَقُّقٌ فِي مِشْفَرِ البعير. لوت: لاتَه يَلُوتُه لَوْتاً: نَقَصَه حَقَّه؛ وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي لَيْتَ. ولاتَ: كلمةٌ مَعْنَاهَا لَيْسَ، تَقَعُ عَلَى لَفْظِ الحِينِ خاصَّةً، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، فَتَنْصِبُهُ؛ وَقَدْ يُجَرُّ بِهَا ويُرْفَعُ، إِلا أَنك إِذا لَمْ تُعْمِلْها فِي الْحِينِ خاصَّةً، لَمْ تُعْمِلها فِيمَا سِوَاهُ؛ وزَعَمُوا أَنها لَا، زِيدتْ عَلَيْهَا التَّاءُ، والله أَعلم. ليت: لاتَه حَقَّه يَليتُه لَيْتاً، وأَلاتَه: نَقَصه، والأُولى أَعلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَنْقُصْكم، وَلَا يَظْلِمْكم مِنْ أَعمالكم شَيْئًا، وَهُوَ مِنْ لاتَ يَلِيتُ؛ قَالَ: والقُرَّاءُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهَا. قَالَ الزَّجَّاجُ: لاتَه يَلِيتُه، وأَلاتَه يُلِيتُه، وأَلَته يَأْلِتُه إِذا نَقَصَه، وقُرئ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا لِتْناهم، بِكَسْرِ اللَّامِ، مِن عَمَلِهمْ مِن شَيْءٍ؛ قَالَ: لاتَه عَنْ وَجْهه أَي حَبَسَه؛ يَقُولُ: لَا نُقْصانَ وَلَا زِيَادَةَ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: وَما أَلَتْناهُمْ ؛ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَلَتَ وَمِنْ أَلاتَ؛ قَالَ: وَيَكُونُ لاتَه يَلِيتُه إِذا صَرَفه عَنِ الشَّيْءِ؛ وَقَالَ عُرْوة بْنِ الوَرْد: ومُحْسِبةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَها، ... تَنَفَّسَ عنْها حَيْنُها، فَهِيَ كالشَّوي فأَعْجَبَنِي إِدامُها وسَنامُها، ... فبِتُّ أُلِيتُ الحَقَّ، والحَقُّ مُبْتَلِي أَنشده شَمِرٌ وَقَالَ: أُلِيتُ الحقَّ أُحِيلُه وأَصْرِفُه، ولاتَه عَنْ أَمْره لَيْتاً وأَلاتَهُ: صَرَفه. ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُفاتُ وَلَا يُلاتُ وَلَا تَشْتَبهُ عَلَيْهِ الأَصوات؛ يُلاتُ: مِنْ أَلاتَ يُلِيتُ، لُغَةٌ فِي لاتَ يَلِيتُ إِذا نَقَصَ، وَمَعْنَاهُ: لَا يُنْقَصُ وَلَا يُحْبسُ عَنْهُ الدُّعاء؛ وَقَالَ خَالِدُ بنُ جَنْبةَ: لَا يُلاتُ أَي لَا يَأْخُذُ فِيهِ قولُ قَائِلٍ أَي لَا يُطيعُ أَحَداً. قَالَ: وَقِيلَ للأَسدِيَّة مَا المُداخَلَةُ؟ فَقَالَتْ: أَن تُلِيتَ الإِنسانَ شَيْئًا قَدْ عَمِلَهُ أَي تَكْتُمَه وتأْتي بِخَبرٍ سِوَاهُ. ولاتَه لَيْتاً: أَخْبَرَه بِالشَّيْءِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُعَمِّيَ عَلَيْهِ الخَبَر، فيُخْبرَه بِغَيْرِ مَا سأَله عَنْهُ: قَالَ الأَصمعي: إِذا عَمَّى عَلَيْهِ الخَبَر، قِيلَ: قَدْ لاتَه يَليتُه لَيْتاً: وَيُقَالُ: مَا أَلاتَه مِنْ عَمَله شَيْئًا أَي مَا نَقَصَه، مِثْلَ أَلَته؛ عَنْهُ، وأَنشد

_ (1). قوله [اللكت] أَي بالمثناة الفوقية محركاً. أَثبته ابن سيدة وحده في المحكم وأَهمله المجد وأثبته بالمثلثة تبعاً للصاغاني والتهذيب.

لعَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: ويَاْكُلْنَ مَا أَعْنَى الوَلِيُّ فَلَمْ يُلِتْ، ... كأَنَّ، بِحافاتِ النِّهاءِ، المَزَارِعَا قَوْلُهُ: أَعْنَى أَنْبَتَ. والوَلِيُّ: المَطَرُ تَقَدَّمه مطَرٌ، وَالضَّمِيرُ فِي يَأْكُلْنَ يَعُودُ عَلَى حُمُرٍ، ذَكَرَهَا قَبْلَ الْبَيْتِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ؛ قَالَ الأَخْفَش: شَبَّهوا لاتَ بلَيْسَ، وأَضمروا فِيهَا اسمَ الْفَاعِلِ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ لاتَ إِلَّا مَعَ حِينَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْقَوْلُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للأَخفش، وَهُوَ لِسِيبَوَيْهِ لأَنه يَرَى أَنها عَامِلَةٌ عَمَلَ لَيْسَ، وأَما الأَخفش فَكَانَ لَا يُعْمِلُها، ويَرْفَعُ مَا بَعْدَهَا بِالِابْتِدَاءِ إِن كَانَ مَرْفُوعًا، وَيَنْصِبُهُ بإِضمار فعلٍ إِن كَانَ مَنْصُوبًا؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ حَذْفُ حِينَ مِنَ الشِّعْرِ «1»؛ قَالَ مازنُ بْنُ مَالِكٍ: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكَ مَقْرُوع . فَحَذَفَ الْحِينَ وَهُوَ يُرِيدُهُ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: ولاتَ حِينُ مَنَاصٍ؛ فَرَفَعَ حِينَ، وأَضْمَر الخَبر؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَا، وَالتَّاءُ إِنما زِيدت فِي حِينَ، وَكَذَلِكَ فِي تَلانَ وأَوانَ؛ كُتِبَتْ مُفْرَدَةً؛ قَالَ أَبو وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُطْعِمُونَ زَمانَ أَينَ المُطْعِمُ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: العاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُنْعِمُونَ زَمانَ أَيْنَ المُنْعِمُ؟ واللَّاحِفُونَ جِفانَهُمْ قَمْعَ الذُّرَى، ... والمُطْعِمُونَ زَمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ؟ قَالَ المُؤَرِّجُ: زِيدَتِ التَّاءُ فِي لَاتَ، كَمَا زِيدَتْ فِي ثُمَّت ورُبَّت. واللِّيتُ، بِالْكَسْرِ: صَفْحة العُنُق؛ وَقِيلَ: اللِّيتان صَفْحَتا العُنُق؛ وَقِيلَ: أَدْنَى صَفْحَتَي العُنُق مِنَ الرأْس، عَلَيْهِمَا يَنْحَدِرُ القُرْطَانِ، وَهُمَا وَرَاءَ لِهْزِمَتَي اللَّحْيَيْن؛ وَقِيلَ: هُمَا مَوْضِعُ المِحْجَمَتَيْن؛ وَقِيلَ: هُمَا مَا تَحْتَ القُرْطِ مِنَ العُنُق، وَالْجَمْعُ أَلْياتٌ ولِيتَةٌ. وَفِي الْحَدِيثُ: يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسمَعُه أَحدٌ إِلا أَصْغَى لِيتاً أَي أَمَالَ صَفْحة عُنُقِه. ولِيتُ الرَّمْلِ: لُعْطُه، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْهُ وطالَ أَكثر مِنَ الإِبطِ. واللِّيتُ: ضَربٌ مِنَ الخَزَمِ. ولَيْتَ، بِفَتْحِ اللَّامِ: كلمةُ تَمنٍّ؛ تَقُولُ: لَيْتَنِي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ النَّاصِبَةِ، تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الْخَبَرَ، مِثْلَ كأَنَّ وأَخواتها، لِأَنها شَابَهَتِ الأَفعال بقوَّة أَلفاظها وَاتِّصَالِ أَكثر الْمُضْمَرَاتِ بِهَا وَبِمَعَانِيهَا، تَقُولُ: لَيْتَ زَيْدًا ذاهبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا لَيْتَ أَيامَ الصِّبا رَواجِعَا فإِنما أَراد: يَا لَيْتَ أَيام الصِّبا لَنَا رَوَاجِعَ، نَصَبَهُ عَلَى الْحَالِ؛ قَالَ: وَحَكَى النَّحْوِيُّونَ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَسْتَعْمِلُهَا بِمَنْزِلَةِ وَجَدْتُ، فيُعَدِّيها إِلى مَفْعُولَيْنِ، ويُجْريها مُجْرَى الأَفعال، فَيَقُولُ: لَيْتَ زَيْدًا شَاخِصًا، فَيَكُونُ الْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ؛ وَيُقَالُ: لَيْتي ولَيْتَنِي، كَمَا قَالُوا: لعَلِّي ولَعَلَّنِي، وإِنِّي وإِنَّنِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ لَيْتي؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لزيدِ الخَيْلِ: تَمَنَّى مِزْيَدٌ زَيْداً، فلاقَى ... أَخاً ثِقَةً، إِذا اخْتَلَفَ العَوَالي كمُنْيَةِ جابرٍ إِذ قَالَ: لَيْتِي ... أُصادِفُه، وأُتْلِفُ جُلَّ مَالِي

_ (1). قوله [من الشعر] كذا قال الجوهري أيضاً. وقال في المحكم إنه ليس بشعر.

فصل الميم

ولاتَهُ عَنْ وَجْهِه يَلِيتُه ويَلُوتُه لَيْتاً أَي حَبَسه عَنْ وَجْهه وصَرَفه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وليلةٍ ذاتِ نَدًى سَرَيْتُ، ... وَلَمْ يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ وَقِيلَ: مَعْنَى هَذَا لَمْ يَلِتْني عَنْ سُراها أَنْ أَتَنَدَّم فأَقول لَيْتَني مَا سَرَيْتُها؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يَصْرِفْني عَنْ سُراها صارِفٌ إِن لَمْ يَلِتْني لائِت، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِن لَمْ يَثْنِني عَنْهَا نَقْصٌ، وَلَا عَجْزٌ عَنْهَا، وَكَذَلِكَ: أَلاته عَنْ وَجْهه، فَعَلَ وأَفْعَلَ، بمعنًى. فصل الميم متت: اللَّيْثُ: متَّى اسْمٌ أَعجمي. والمَتُّ كالمَدّ، إِلا أَن المَتَّ يُوصَلُ بقَرابةٍ ودالةٍ يُمَتُّ بِهَا؛ وأَنشد: إِن كنتَ فِي بَكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً، ... فأَنا المُقَابَلُ فِي ذُرَى الأَعْمامِ والمَاتَّة: الحُرْمةُ والوَسِيلَةُ، وجمْعُها مَوَاتُّ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَمُتُّ إِليك بقَرابةٍ. والمَوَاتُّ: الوسائلُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: مَتَّ إِليه بِالشَّيْءِ يَمُتُّ مَتًّا: تَوَسَّلَ، فَهُوَ ماتٌّ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: نَمُتُّ بأَرْحامٍ، إِليك، وَشِيجَةٍ، ... وَلَا قُرْبَ بالأَرْحَامِ مَا لَمْ تُقَرَّبِ والمَتَاتُ: مَا مُتَّ بِهِ. ومَتَّه: طَلَبَ إِليه المَتاتَ. ابْنُ الأَعرابي: مَتْمَتَ الرجلُ إِذا تَقَرَّبَ بِمَوَدَّةٍ أَو قَرَابة. قَالَ النَّضْر: مَتَتُّ إِليه برَحِمٍ أَي مَدَدْتُ إِليه وتَقَرَّبْتُ إِليه؛ وَبَيْنَنَا رَحِمٌ ماتَّةٌ أَي قَرِيبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: لَا يَمُتَّانِ إِلى اللَّهِ بِحَبْلٍ، وَلَا يَمُدَّانِ إِليه بِسَبَبٍ ؛ المَتُّ: التَّوَسُّلُ والتَّوصُّلُ بحُرْمةٍ أَو قرَابة أَو غَيْرِ ذَلِكَ. ومَتَّ فِي السَّير: كمَدَّ. والمَتُّ: المَدُّ، مَدُّ الحَبْل وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: مَتَّ ومَطَّ، وقَطَلَ «2» ومَغَطَ، وشبَحَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ومتَّ الشيءَ مَتًّا: مدَّه. وتَمَتَّى فِي الحَبْل: اعْتَمَدَ فِيهِ ليَقْطَعَه أَو يَمُدَّه. وتَمَتَّى: لُغَةٌ كتَمَطَّى فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وأَصلُهما جَمِيعًا تَمَتَّتَ، فَكَرِهُوا تَضْعِيفَهُ، فأُبْدلَتْ إِحدى التَّاءَيْنِ يَاءً، كَمَا قَالُوا: تَظَنَّى، وأَصله تَظَنَّن، غَيْرُ أَنه سُمع تَظَنَّنَ، وَلَمْ يُسْمع تمَتَّتَ فِي الحَبْل. ومتٌّ: اسْمٌ. ومتَّى: أَبو يونُسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُرْيانيّ؛ وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ مَتْثَى، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ حَرْفِ الثَّاءِ؛ الأَزهري: يُونُسُ بنُ مَتَّى نبيٌّ، كَانَ أَبوه يُسَمَّى مَتَّى، عَلَى فَعْلَى؛ فُعِل ذَلِكَ لأَنهم لَمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِي كَلَامِهِمْ فِي إِجراء الِاسْمِ بَعْدَ فَتْحِهِ عَلَى بِنَاءِ مَتَّى، حَمَلُوا الْيَاءَ عَلَى الْفَتْحَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، فَجَعَلُوهَا أَلفاً، كَمَا يَقُولُونَ: مِنْ غَنَّيْتُ غَنَّى، وَمِنْ تَغَنَّيْتُ تَغَنَّى، وَهِيَ بِلُغَةِ السُّرْيَانِيَّةِ مَتَّى؛ وأَنشد أَبو حَاتِمٍ قَوْلَ مُزاحم العُقَيْليِّ: أَلم تَسْأَلِ الأَطْلالَ: متَّى عُهودُها؟ ... وهلْ تَنْطِقَنْ بَيْداءُ قَفْرٌ صَعِيدُها؟ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت الأَصمعي عَنْ مَتَّى فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالَ: لَا أَدري وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: ثَقَّلَها كَمَا تُثَقَّلُ رُبَّ وَتُخَفَّفُ، وَهِيَ مَتَى خَفِيفَةٌ فثَقَّلَها؛

_ (2). قوله [وقطل] كذا بالأَصل والتهذيب، ولعله محرف عن معط، بالميم والعين المهملة.

قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وإِن كَانَ يُرِيدُ مَصْدَرَ مَتَتُّ مَتًّا أَي طَويلًا أَو بعِيداً عُهودُها بِالنَّاسِ، فَلَا أَدري. والمَتُّ: النَّزْعُ عَلَى غير بَكَرةٍ. محت: عَرَبيٌّ مَحْتٌ بَحْتٌ أَي خَالِصٌ. وَيَوْمٌ مَحْتٌ: شديدُ الحَرِّ، مثلُ حَمْتٍ. وَلَيْلَةٌ مَحْتةٌ، وَقَدْ مَحُتَا. والمَحْتُ: الْعَاقِلُ اللبيبُ؛ وَقِيلَ: المجتمعُ القلبِ الذَّكِيُّه، وجَمْعُه مُحُوتٌ، ومُحَتاء، كأَنهم توهَّمُوا فِيهِ مَحِيتاً، كَمَا قَالُوا سَمْحٌ وسُمَحَاءُ. والمَحْتُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. مرت: المَرْتُ: مَفَازَةٌ لَا نَبَاتَ فِيهَا. أَرْضٌ مَرْتٌ، وَمَكَانٌ مَرتٌ: قَفْرٌ لَا نَبَاتَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: الأَرضُ الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا؛ وَقِيلَ: المَرْتُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَجفُّ ثَرَاه، وَلَا يَنْبُت مَرْعاه. وَقِيلَ: المَرْتُ الأَرضُ الَّتِي لَا كلأَ بِهَا وإِن مُطِرَتْ، وَالْجَمْعُ أَمْراتٌ ومُرُوتٌ؛ قَالَ خِطامٌ المُجاشِعِيُّ: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنِ، ... ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن، جُبْتُهما بالنَّعْتِ لَا بالنَّعْتَيْن وَالِاسْمُ: المُروتةُ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وقَحَّمَ سَيْرَنا مِنْ قُورِ حِسْمَى ... مَرُوتُ الرِّعْيِ، ضاحيةُ الظِّلالِ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّري بِالْفَتْحِ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيه مُرُوتُ الرِّعْيِ، بِالضَّمِّ؛ وَقِيلَ أَيضاً: أَرضٌ مَمْرُوتةٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: كَمْ قَدْ طَوَيْنَ، إِليك، مِنْ مَمْرُوتَةٍ ... ومَناقِلٍ مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ وأَرضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ، فإِنْ مُطِرَتْ فِي الشِّتَاءِ فإِنها لَا يُقَالُ لَهَا مَرْتٌ، لِأَن بِهَا حِينَئِذٍ رَصَداً؛ والرَّصَدُ الرَّجاءُ لَهَا، كَمَا تُرْجَى الْحَامِلَةُ؛ وَيُقَالُ: أَرضٌ مُرْصِدة، وَهِيَ قَدْ مُطِرَتْ، وَهِيَ تُرْجَى لأَن تُنْبِتَ؛ قَالَ رؤْبة: مَرْتٌ ينَاصِي خَرْقَها مَرُوتُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: يَطْرَحْنَ، بالمهَارِقِ الأَغْفَالِ، ... كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ حَيِّ الشَّهِيقِ، مَيِّتِ الأَوْصالِ، ... مَرْتِ الحَجاجَيْنِ مِنَ الإِعْجالِ يَصِفُ إِبلًا أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات الوَبر عَلَيْهَا، يَقُولُ: لَمْ يَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَيْهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّ التَّاءَ مُبْدَلَةٌ مِنَ المَرْثِ. ورجلٌ مَرْتُ الْحَاجِبِ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَى حَاجِبِهِ شَعْرٌ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: مَرْتِ الحَجاجَينِ مِنَ الإِعْجالِ والمَرُّوتُ: بَلَدٌ لباهلةَ، وعَزاه الفَرَزدَقُ والبَعِيثُ إِلى كُلَيْبٍ؛ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَقُولُ كليبٌ، حينَ مَتَّتْ جُلُودُها، ... وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ وَقَالَ البَعِيثُ: أَأَنْ أَخْصَبَتْ مِعْزَى عَطِيَّةَ، وارْتَعَتْ ... تِلاعاً مِنَ المَرُّوتِ أَحْوَى جَمِيمُها إِلى أَبيات كَثِيرَةٍ نَسَبَا فِيهَا المَرُّوت إِلى كُلَيْبٍ. الصِّحَاحُ: المَرُّوتُ، بِالتَّشْدِيدِ، اسْمُ وادٍ؛ قَالَ أَوسٌ: وَمَا خَليجٌ مِنَ المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ، ... يَرْمِي الضَّريرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ

وَمِنْهُ: يَوْمُ المَرُّوت، بَيْنَ بَنِي قُشَيرٍ وتَميم. ومَرَتَ الخُبْزَ فِي الْمَاءِ: كمَرَدَه، حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ وَفِي المُصَنَّف: مَرَثَه، بِالثَّاءِ. والمَرْمَريتُ: الداهيةُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ التاءَ بدل من السين. مصت: مَصَتَ الرجلُ المرأَةَ مَصْتاً: نَكَحَها، كمَصَدَها. غَيْرُهُ: المَصْتُ لُغَةٌ فِي المَصْدِ، فإِذا جَعَلُوا مكانَ السِّينِ صَادًا، جَعَلُوا مَكَانَ الطَّاءِ تَاءً، وَهُوَ أَن يُدْخِلَ يَدَه فيَقْبِضَ عَلَى الرَّحِم، فيَمْصُتَ مَا فِيهَا مَصْتاً. ابْنُ سِيدَهْ: مَصَتَ الناقَةَ مَصْتاً: قَبَضَ عَلَى رَحِمها، وأَدخل يَده فاستخرجَ ماءَها. والمَصْتُ: خَرْطُ مَا فِي المَعي بالأَصابع لإِخراج مَا فيه. معت: مَعَتَ الأَدِيمَ يَمْعَتُه مَعْتاً: دَلَكه، وَهُوَ نحوٌ من الدَّلْكِ. مقت: المُقِيتُ: الحافِظُ. الأَزهري: المُقِيتُ، الْمِيمُ فِيهِ مَضْمُومَةٌ وَلَيْسَتْ بأَصلية، وَهُوَ فِي الْمُعْتَلَّاتِ. ابْنُ سِيدَهْ: المَقْتُ أَشَدُّ الإِبْغاضِ. مَقُتَ مَقاتَةً، ومَقَتَه مَقْتاً: أَبْغضه، فَهُوَ مَمْقُوتٌ ومَقِيتٌ، ومَقَّتَه؛ قَالَ: وَمَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ، يَا حُرُّ، لَا يَزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصَّدِيقِ، ويَصْفَحُ وَمَا أَمْقَتَه عِنْدِي وأَمْقَتَني لَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ هُوَ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: إِذا قُلْتَ مَا أَمْقَتَه عِنْدِي، فإِنما تُخْبر أَنه مَمْقُوتٌ؛ وإِذا قلتَ مَا أَمْقَتَني لَهُ، فإِنما تُخْبر أَنك ماقِتٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ؛ قَالَ: يَقُولُ لمَقْتُ اللهِ إِياكم حِينَ دُعِيتُم إِلى الإِيمان فَلَمْ تؤْمنوا، أَكبرُ مِنْ مَقْتكُم أَنفسَكم حِينَ رأَيتم الْعَذَابَ. قَالَ اللَّيْثُ: المَقْتُ بُغْضٌ عَنْ أَمر قَبِيحٍ رَكِبَه، فَهُوَ مَقِيتٌ؛ وَقَدْ مَقُتَ إِلى النَّاسِ مَقاتةً. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى. وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا ؛ قَالَ: المَقْتُ أَشدّ البُغْض. الْمَعْنَى: أَنهم أُعْلِمُوا أَن ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يُقَالُ لَهُ مَقْتٌ، وَكَانَ الْمَوْلُودُ عَلَيْهِ يُقَالُ لَهُ المَقْتيُّ، فأُعْلِمُوا أَن هَذَا الَّذِي حُرّم عَلَيْهِمْ مِنْ نِكَاحِ امرأَةِ الأَبِ لَمْ يَزَلْ مُنْكَراً فِي قُلُوبِهِمْ، مَمْقُوتاً عِنْدَهُمْ. ابْنُ سِيدَهْ: المَقْتِيُّ الَّذِي يَتَزَوَّجُ امرأَة أَبيه، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ وتَزويجُ المَقْتِ فِعْلُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يُصِبْنا عيبٌ مِنْ عُيوب الْجَاهِلِيَّةِ فِي نِكَاحِهَا ومَقْتها ؛ المَقْتُ، فِي الأَصل: أَشدُّ البُغْض، ونكاحُ المَقْتِ: أَن يَتَزَوَّجَ الرجلُ امرأَةَ أَبيه إِذا طَلَّقها أَو ماتَ عَنْهَا، وَكَانَ يُفْعل فِي الجاهلية، وحَرَّمه الإِسلامُ. مكت: مَكَتَ بِالْمَكَانِ: أَقام، كمَكَدَ؛ الأَزهري فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ مَكَّتْ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافتَحْه؛ والعُدُّ: البَثْرة، واسْتِمْكاتُها: أَن تَمْتلئَ قَيحاً، وفَتْحُها: شَقُّها وكَسْرُها. ملت: ابْنُ سِيدَهْ: مَلَته يَمْلِته مَلْتاً، كمَتَله أَي زَعْزَعَه أَو حَرَّكه. قَالَ الأَزهري: لَا أَحفظ لأَحد مِنَ الأَئمة فِي مَلَت شَيْئًا؛ وَقَدْ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ: مَلَتُّ الشيءَ مَلْتاً، ومَتَلْتُه مَتْلًا إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكته؛ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. موت: الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: المَوْتُ خَلْقٌ مِنْ خَلق اللهِ تَعَالَى. غَيْرُهُ: المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الْحَيَاةِ.

والمُواتُ، بِالضَّمِّ: المَوْتُ. ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً، ويَمات، الأَخيرة طائيَّة؛ قَالَ: بُنَيَّ، يَا سَيِّدةَ البَناتِ، ... عِيشي، وَلَا يُؤْمَنُ أَن تَماتي «1» وَقَالُوا: مِتَّ تَموتُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا مِنَ الْمُعْتَلِّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: اعْتَلَّتْ مِنْ فَعِلَ يَفْعُلُ، وَلَمْ تُحَوَّلْ كَمَا يُحَوَّلُ، قَالَ: وَنَظِيرُهَا مِنَ الصَّحِيحِ فَضِلَ يَفْضُل، وَلَمْ يَجِئْ عَلَى مَا كَثُر واطَّرَدَ فِي فَعِل. قَالَ كُرَاعٌ: ماتَ يَمُوتُ، والأَصْلُ فِيهِ مَوِتَ، بِالْكَسْرِ، يَمُوتُ؛ وَنَظِيرُهُ: دِمْتَ تَدومُ، إِنما هُوَ دَوِمَ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَيْتةُ. وَرَجُلٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ؛ وَقِيلَ: المَيْتُ الَّذِي ماتَ، والمَيِّتُ والمائِتُ: الَّذِي لَمْ يَمُتْ بَعْدُ. وَحَكَى الجوهريُّ عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ لمنْ لَمْ يَمُتْ إِنه مائِتٌ عَنْ قَلِيلٍ، ومَيِّتٌ، وَلَا يَقُولُونَ لِمَنْ ماتَ: هَذَا مائِتٌ. قِيلَ: وَهَذَا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُحُ لِما قَدْ ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ؛ وَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء، فَقَالَ: لَيْسَ مَن مَاتَ فاسْتراحَ بمَيْتٍ، ... إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنما المَيْتُ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً، ... كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ فأُناسٌ يُمَصَّصُونَ ثِماداً، ... وأُناسٌ حُلُوقُهمْ فِي الماءِ فجعلَ المَيْتَ كالمَيِّتِ. وقومٌ مَوتى وأَمواتٌ ومَيِّتُون ومَيْتون. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كَانَ بابُه الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، لأَن الْهَاءَ تَدْخُلُ فِي أُنثاه كَثِيرًا، لكنَّ فَيْعِلًا لمَّا طابَقَ فَاعِلًا فِي العِدَّة وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، كَسَّرُوه عَلَى مَا قَدْ يُكْسَّرُ عَلَيْهِ، فأُعِلَّ كشاهدٍ وأَشهاد. والقولُ فِي مَيْتٍ كَالْقَوْلِ فِي مَيِّتٍ، لأَنه مُخَفَّفٌ مِنْهُ، والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَافَقَ الْمُذَكَّرَ، كَمَا وَافَقَهُ فِي بَعْضِ مَا مَضى، قَالَ: كأَنه كُسِّرَ مَيْتٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ مَيْتاً لأَن مَعْنَى الْبَلْدَةِ وَالْبَلَدِ وَاحِدٌ؛ وَقَدْ أَماتَه اللهُ. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَهل التَّصْرِيفِ مَيِّتٌ، كأَنَّ تصحيحَه مَيْوِتٌ عَلَى فَيْعِل، ثُمَّ أَدغموا الْوَاوَ فِي الْيَاءِ، قَالَ: فَرُدَّ عَلَيْهِمْ وَقِيلَ إِن كَانَ كَمَا قُلْتُمْ، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ مَيِّتٌ عَلَى فَعِّلٍ، فَقَالُوا: قَدْ عَلِمْنَا أَن قِيَاسَهُ هَذَا، وَلَكِنَّا تَرَكْنَا فِيهِ القياسَ مَخافَة الِاشْتِبَاهِ، فَرَدَدْنَاهُ إِلى لَفْظِ فَيْعِلٍ، لأَن مَيِّت عَلَى لَفْظِ فَيعِل. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنما كَانَ فِي الأَصل مَوْيِت، مِثْلِ سَيِّد سَوْيدٍ، فأَدغمنا الْيَاءَ فِي الْوَاوِ، وَنَقَلْنَاهُ فَقُلْنَا مَيِّت. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِيلَ مَيْت، وَلَمْ يَقُولُوا مَيِّتٌ، لأَن أَبنية ذَوَاتِ الْعِلَّةِ تُخَالِفُ أَبنية السَّالِمِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: المَيْتُ المَيِّتُ بِالتَّشْدِيدِ، إِلَّا أَنه يُخَفَّفُ، يُقَالُ: مَيْتٌ ومَيِّتٌ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث؛ قَالَ تَعَالَى: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ، وَلَمْ يَقُلْ مَيْتةً؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ ؛ إِنما مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَسباب الْمَوْتِ، إِذ لَوْ جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ بِهِ لَا مَحالَة. وموتٌ مائتٌ، كَقَوْلِكَ ليلٌ لائلٌ؛ يؤْخذ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ مَا يُؤَكَّدُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ شِعارُنا يَا مَنْصُورُ: أَمِتْ أَمِتْ،

_ (1). قوله [بني يا سيدة إلخ] الذي في الصحاح بنيتي سيدة إلخ. ولا نأمن إلخ.

هُوَ أَمر بِالْمَوْتِ؛ والمُراد بِهِ التَّفاؤُل بالنَّصر بَعْدَ الأَمر بالإِماتة، مَعَ حُصُولِ الغَرضِ للشِّعار، فإِنهم جَعَلُوا هَذِهِ الْكَلِمَةَ عَلَامَةً يَتعارفُون بِهَا لأَجل ظُلْمَةُ اللَّيْلِ؛ وَفِي حَدِيثِ الثُّؤْم والبَصلِ: مَنْ أَكلَهما فلْيُمِتْهما طَبْخاً أَي فلْيُبالغ فِي طَبْخِهِمَا لِتَذْهَبَ حِدَّتُهما وَرَائِحَتُهُمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: إِن قَالَ قَائِلٌ كَيْفَ يَنْهَاهُمْ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُمْ إِنما يُماتون؟ قِيلَ: إِنما وَقَعَ هَذَا عَلَى سِعَةِ الْكَلَامِ، وَمَا تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى الزَمُوا الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صَادَفَكُمْ مُسْلِمِينَ. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ مِنَ المَوْت. غَيْرُهُ: والمِيتةُ الْحَالُ مِنْ أَحوال المَوْت، كالجِلْسة والرِّكْبة؛ يُقَالُ: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً؛ وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: فَقَدْ ماتَ مِيتةً جَاهِلِيَّةً ، هِيَ، بِالْكَسْرِ، حالةُ الموتِ أَي كَمَا يموتُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الضَّلَالِ والفُرقة، وجمعُها مِيَتٌ. أَبو عَمْرٍو: ماتَ الرجلُ وهَمَدَ وهَوَّم إِذا نامَ. والمَيْتةُ: مَا لَمْ تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّكونُ. وكلُّ مَا سَكنَ، فَقَدْ ماتَ، وَهُوَ عَلَى المَثَل. وماتَتِ النارُ مَوتاً: بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْجَمْرِ شَيْءٌ. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ وسَكَنَتْ؛ قَالَ: إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ، ... فأَسْكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ وَيُرْوَى: فأَقْعُدَ الْيَوْمَ. وناقَضُوا بِهَا فَقَالُوا: حَيِيَتْ. وماتَت الخَمْرُ: سَكَنَ غَلَيانُها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وماتَ الماءُ بِهَذَا الْمَكَانِ إِذا نَشَّفَتْه الأَرضُ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ دُعاء الانتباهِ: الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحيانا بَعْدَمَا أَماتنا، وإِليه النُّشُور. سُمِّيَ النومُ مَوْتاً لأَنه يَزولُ مَعَهُ العَقْلُ والحركةُ، تَمْثِيلًا وتَشْبيهاً، لَا تَحْقِيقًا. وَقِيلَ: المَوتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى السُّكون؛ يُقَالُ: مَاتَتِ الريحُ أَي سَكَنَتْ. قَالَ: والمَوْتُ يَقَعُ عَلَى أَنواع بِحَسَبِ أَنواع الْحَيَاةِ: فَمِنْهَا مَا هُوَ بإِزاء القوَّة النَّامِيَةِ الموجودةِ فِي الحَيوانِ والنبات، كقوله تعالى: يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها* ؛ وَمِنْهَا زوالُ القُوَّة الحِسِّيَّة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ؛ وَمِنْهَا زوالُ القُوَّة الْعَاقِلَةِ، وَهِيَ الْجَهَالَةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ، وإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتى * ؛ وَمِنْهَا الحُزْنُ وَالْخَوْفُ المُكَدِّر لِلْحَيَاةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ ؛ وَمِنْهَا المَنام، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها ؛ وَقَدْ قيل: المَنام الموتُ الخفيفُ، والموتُ: النوم الثقيل؛ وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ والسُّؤَالِ والهَرَم وَالْمَعْصِيَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَوّلُ مَنْ ماتَ إِبليس لأَنه أَوّل مَنْ عَصَى. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قِيلَ لَهُ: إِن هَامَانَ قَدْ ماتَ، فلَقِيَه فسأَل رَبَّه، فَقَالَ لَهُ: أَما تَعْلَمُ أَن مَنْ أَفْقَرْتُه فَقَدْ أَمَتُّه؟ وَقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْحَدِيثِ: اللَّبَنُ لَا يموتُ ؛ أَراد أَن الصَّبِيَّ إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً، حَرُمَ عَلَيْهِ مِنْ وَلَدِهَا وَقَرَابَتِهَا مَا يَحْرُم عَلَيْهِ مِنْهُمْ، لَوْ كَانَتْ حَيَّةً وَقَدْ رَضِعَها؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذا فُصِلَ اللبنُ مِنَ الثَّدْي، وأُسْقِيه الصبيُّ، فإِنه يَحْرُمُ بِهِ مَا يَحْرُمُ بِالرَّضَاعِ، وَلَا يَبْطُل عملُه بِمُفَارَقَةِ الثَّدْي، فإِنَّ كلَّ مَا انْفَصل مِنَ الحَيّ مَيِّتٌ، إِلا اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ، لِضَرُورَةِ الِاسْتِعْمَالِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَحْرِ: الحِلُّ مَيْتَتُه ، هُوَ بِالْفَتْحِ، اسْمُ

مَا مَاتَ فِيهِ مِنْ حَيَوَانِهِ، وَلَا تُكْسَرُ الْمِيمُ. والمُواتُ والمُوتانُ والمَوْتانُ: كلُّه المَوْتُ، يَقَعُ فِي الْمَالِ وَالْمَاشِيَةِ. الْفَرَّاءُ: وَقَع فِي الْمَالِ مَوْتانٌ ومُواتٌ، وَهُوَ الموتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يكونُ فِي النَّاسِ مُوتانٌ كقُعاصِ الْغَنَمِ. المُوتانُ، بِوَزْنِ البُطْلانِ: الموتُ الْكَثِيرُ الْوُقُوعِ. وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً، ... فَهَا أَنا ذَا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ ومَوَّتَت الدوابُّ: كثُر فِيهَا الموتُ. وأَماتَ الرجلُ: ماتَ وَلَدُه، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا مَاتَ لَهُ ابنٌ أَو بَنُونَ. ومَرَةٌ مُمِيتٌ ومُمِيتةٌ: ماتَ ولدُها أَو بَعْلُها، وَكَذَلِكَ الناقةُ إِذا مَاتَ ولدُها، وَالْجَمْعُ مَمَاويتُ. والمَوَتانُ مِنَ الأَرض: مَا لَمْ يُسْتَخْرج وَلَا اعْتُمِر، عَلَى المَثل؛ وأَرضٌ مَيِّتةٌ ومَواتٌ، مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَوَتانُ الأَرضِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، فَمَنْ أَحيا مِنْهَا شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ. المَواتُ مِنَ الأَرضِ: مثلُ المَوَتانِ، يَعْنِي مَواتَها الَّذِي لَيْسَ مِلْكاً لأَحَدٍ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: سُكُونُ الْوَاوِ، وَفَتْحُهَا مَعَ فَتْحِ الْمِيمِ، والمَوَتانُ: ضِدُّ الحَيَوانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَحيا مَواتاً فَهُوَ أَحق بِهِ ؛ المَواتُ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَلَمْ تُعْمَرْ، وَلَا جَرى عَلَيْهَا مِلكُ أَحد، وإِحْياؤُها مُباشَرة عِمارتِها، وتأْثير شَيْءٍ فِيهَا. وَيُقَالُ: اشْتَرِ المَوَتانَ، وَلَا تشْتَرِ الحَيَوانَ؛ أَي اشْتَرِ الأَرضين والدُّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الرَّقِيقَ والدوابَّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَوَتانُ مِنَ الأَرض الَّتِي لَمْ تُحيَ بعْد. وَرَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ: وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ الْمَتَاعَ وكلَّ شَيْءٍ غَيْرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا رُوحٍ فَهُوَ الْحَيَوَانُ. والمَوات، بِالْفَتْحِ: مَا لَا رُوح فِيهِ. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَلَا يَنْتَفِع بِهَا أَحدٌ. وَرَجُلٌ مَوْتانُ الفؤَاد: غَيْرُ ذَكِيٍّ وَلَا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَمْوَتَه إِنما يُراد بِهِ مَا أَمْوَتَ قَلْبَه، لأَن كلَّ فِعْلٍ لَا يَتَزَيَّدُ، لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. والمُوتةُ، بِالضَّمِّ: جِنْسٌ مِنَ الجُنُونِ والصَّرَع يَعْتَري الإِنسانَ، فإِذا أَفاقَ، عَادَ إِليه عَقْلُه كَالنَّائِمِ وَالسَّكْرَانِ. والمُوتة: الغَشْيُ. والمُوتةُ: الجُنونُ لأَنه يَحْدُثُ عَنْهُ سُكوتٌ كالمَوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كانَ يتَعوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وهَمْزه ونَفْثِه ونَفْخِه، فَقِيلَ لَهُ: ما هَمْزُه؟ قَالَ: المُوتةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُوتَةُ الجُنونُ، يُسَمَّى هَمْزاً لأَنه جَعَله مِنَ النَّخْس والغَمْزِ، وكلُّ شيءٍ دفَعْتَه فَقَدَ هَمَزْتَه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلِ: المُوتةُ الَّذِي يُصْرَعُ مِنَ الجُنونِ أَو غَيْرِهِ ثُمَّ يُفِيقُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُوتةُ شِبْهُ الغَشْية. وماتَ الرجلُ إِذا خَضَعَ للحَقِّ. واسْتَماتَ الرجلُ إِذا طابَ نَفْساً بِالْمَوْتِ. والمُسْتَمِيتُ: الَّذِي يَتَجانُّ وَلَيْسَ بمَجْنون. والمُسْتَميتُ: الَّذِي يَتَخاشَعُ ويَتواضَعُ لِهَذَا حَتَّى يُطْعمه، وَلِهَذَا حَتَّى يُطْعِمه، فإِذا شَبِعَ كفَر النِّعْمَةَ. وَيُقَالُ: ضَرَبْتُه فتَماوَتَ، إِذا أَرى أَنه مَيِّتٌ، وَهُوَ حيٌّ. والمُتَماوِتُ: مِنْ صفةِ الناسِك المُرائي؛ وقال نُعَيْم ابن حَمَّاد: سَمِعْتُ ابنَ المُبارك يقول: المُتماوتُونَ المُراؤُونَ.

وَيُقَالُ: اسْتَمِيتُوا صَيْدَكم أَي انْظُروا أَماتَ أَم لَا؟ وَذَلِكَ إِذا أُصِيبَ فَشُكَّ فِي مَوْته. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: المُسْتَمِيتُ الَّذِي يُرى مِنْ نَفْسِه السُّكونَ والخَيْرَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سلمَة: لَمْ يَكُنْ أَصحابُ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتَحَزِّقينَ وَلَا مُتَماوِتين. يُقَالُ: تَماوَتَ الرجلُ إِذا أَظْهَر مِنْ نَفْسِه التَّخافُتَ والتَّضاعُفَ، مِن الْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ وَالصَّوْمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَى رجُلًا مُطأْطِئاً رأْسَه فَقَالَ: ارْفَعْ رأْسَك، فإِنَّ الإِسلام لَيْسَ بِمَرِيضٍ؛ ورأَى رَجُلًا مُتَماوِتاً، فَقَالَ: لَا تُمِتْ عَلَيْنَا دِينَنَا، أَماتكَ اللهُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَظَرَتْ إِلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخافُتاً، فَقَالَتْ: مَا لِهَذَا؟ قِيلَ: إِنه مِنَ القُرَّاءِ، فَقَالَتْ: كَانَ عُمر سَيِّدَ القُرَّاءِ، وَكَانَ إِذا مَشَى أَسْرَعَ، وإِذا قَالَ أَسْمَعَ، وإِذا ضَرَبَ أَوْجَع. والمُسْتَمِيتُ: الشُّجاع الطالبُ لِلْمَوْتِ، عَلَى حدِّ مَا يجيءُ عَلَيْهِ بعضُ هَذَا النَّحْوِ. واسْتماتَ الرجلُ: ذَهَبَ فِي طَلَبِ الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قَالَ: وإِذْ لَمْ أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، وَلَمْ أُضِعْ ... سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ يَعْنِي الَّذِي قَدِ اسْتَماتَ فِي طَلَبِ الصِّبا واللَّهْو والنساءِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ اسْتَماتَ الشيءُ فِي اللِّين والصَّلابة: ذَهَبَ فِيهِمَا كلَّ مَذْهَب؛ قَالَ: قامَتْ تُرِيكَ بَشَراً مَكْنُونا، ... كغِرْقِئِ البَيْضِ اسْتَماتَ لِينا أَي ذَهَبَ فِي اللِّينِ كلَّ مَذْهَب. والمُسْتَميتُ للأَمْر: المُسْتَرْسِلُ لَهُ؛ قَالَ رؤْبة: وزَبَدُ البحرِ لَهُ كَتِيتُ، ... والليلُ، فوقَ الماءِ، مُسْتَمِيتُ وَيُقَالُ: اسْتماتَ الثَّوبُ ونامَ إِذا بَليَ. والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالي، فِي الْحَرْبِ، الموتَ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: أَرى القومَ مُسْتَمِيتين أَي مُسْتَقْتِلين، وَهُمُ الَّذِينَ يُقاتِلون عَلَى الْمَوْتِ. والاسْتِماتُ: السِّمَنُ بَعْدَ الهُزال، عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: أَرى إِبِلي، بَعْدَ اسْتماتٍ ورَتْعَةٍ، ... تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخِرَ الليلِ، نِيبُها جاءَ بِهِ عَلَى حَذْفِ الهاءِ مَعَ الإِعلال، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَقامَ الصَّلاةَ*. ومُؤْتة، بِالْهَمْزِ: اسْمُ أَرْضٍ؛ وقُتِلَ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ مُوتة، مِنْ بِلَادِ الشَّامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: غَزْوة مُؤْتة ، بِالْهَمْزِ. وشيءٌ مَوْمُوتٌ: مَعْرُوفٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ أَمَتَ. ميت: دَارِي بِميتاءِ دَارِهِ أَي بِحذائِها. وَيُقَالُ: لَمْ أَدْرِ مَا مِيداءُ الطَّرِيقِ ومِيتاؤُه؛ أَي لَمْ أَدْرِ مَا قَدْرُ جَانِبَيْهِ وبُعْدِه؛ وأَنشد: إِذا اضْطَمَّ مِيتاءُ الطريقِ عَلَيْهِمَا، ... مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجبالِ زَهُوقُ وَيُرْوَى مِيداءُ الطَّرِيقِ. والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمَةُ مِنَ النُّوقِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ثَعْلبة الخُشَنِيّ: أَنه اسْتَفْتَى رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي اللُّقَطة، قَالَ: مَا وَجَدْتَ فِي طَريقٍ مِيتاءٍ فَعَرِّفْه سَنَةً. قَالَ شَمِرٌ: مِيتاءُ الطَّرِيقِ ومِيداؤُه ومَحَجَّتُه واحدٌ،

فصل النون

وَهُوَ ظَاهِرُهُ المسلوكُ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لِابْنِهِ إِبراهيم وَهُوَ يَجود بنَفْسه: لَوْلَا أَنه طَريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنَّا عَلَيْكَ أَكثر مِمَّا حَزِنَّا ؛ أَراد أَنه طَرِيقٌ مَسْلُوكٍ، وَهُوَ مِفْعال مِنَ الإِتْيان، فإِن قلتَ طريقٌ مَأْتِيٌّ، فَهُوَ مَفْعُولٌ مِنْ أَتَيْتُه. فصل النون نأت: نَأَتَ يَنْئِتُ ويَنْأَت نأْتاً ونَئِيتاً، وأَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً، بِمَعْنًى واحدٍ، غَيْرَ أَن النَّئيتَ أَجْهَرُ مِنَ الأَنين. ونَأَتَ إِذا أَنَّ، مِثْلُ نَهَتَ. وَرَجُلٌ نَأْآتٌ: مِثْلِ نَهَّاتٍ. ونَأَتَ نَأْتاً: سَعى سَعْياً بطِيئاً. نبت: النَّبْتُ: النَّباتُ. اللَّيْثُ: كلُّ مَا أَنْبَتَ اللَّهُ فِي الأَرض، فَهُوَ نَبْتٌ؛ والنَّباتُ فِعْلُه، ويَجري مُجْرى اسمِه. يُقَالُ: أَنْبَتَ اللهُ النَّبات إِنْباتاً؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الفرَّاءُ: إِنَّ النَّبات اسْمٌ يَقُومُ مقامَ المَصْدَر. قال اللهُ تعالى: وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً . ابْنُ سِيدَهْ: نَبَتَ الشيءُ يَنْبُت نَبْتاً ونَباتاً، وتَنَبَّتَ؛ قَالَ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّقِ فالِجٍ، ... فَلُبونُه جَرِبَتْ مَعًا، وأَغَدَّتِ إِلَّا كناشِرَةِ الَّذِي ضَيَّعْتُمُ، ... كالغُصْنِ فِي غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ وَقِيلَ: المُتَنَبِّتُ هُنَا المُتَأَصِّلُ. وَقَوْلُهُ إِلَّا كناشِرة: أَراد إِلّا ناشِرة، فَزَادَ الْكَافَ، كَمَا قَالَ رؤْبة: لواحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ أَراد فِيهَا المَقَقُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ: أَنْبَتَ بِمَعْنَى نَبَتَ، وأَنكره الأَصمعي، وأَجازه أَبو عُبَيْدَةَ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ زُهَيْرٍ: حَتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ، أَي نَبَتَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ؛ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو الحَضْرَميُّ تُنْبِتُ، بِالضَّمِّ فِي التَّاءِ، وَكَسْرِ الْبَاءِ؛ وقرأَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ عَامِرٍ تَنْبُتُ ، بِفَتْحِ التاءِ؛ وَقَالَ الفراءُ: هُمَا لُغَتَانِ نَبَتَتِ الأَرضُ، وأَنْبَتَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَما تُنْبِتُ فذهبَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ إِلى أَن مَعْنَاهُ تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجرَ الدُّهْن أَو حَبَّ الدُّهْن، وأَن الباءَ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ قَالُوا: أَراد شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْن. قَالَ: وَهَذَا عِنْدَ حُذَّاقِ أَصحابنا عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الزِّيَادَةِ، وإِنما تأْويله، وَاللَّهُ أَعلم، تُنْبِتُ مَا تُنْبِتُه والدُّهْنُ فِيهَا، كَمَا تَقُولُ: خَرَجَ زيدٌ بِثِيَابِهِ أَي وثيابُه عَلَيْهِ، ورَكِبَ الأَمير بِسَيْفِهِ أَي وَسَيْفُهُ مَعَهُ؛ كَمَا أَنشد الأَصمعي: ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ، ... قَدْ قَطَّعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ أَي قَطَع الحَبْلَ ومِرْوَدُه فِيهِ؛ وَنَحْوُ هَذَا قَوْلُ أَبي ذُؤَيْب يَصِفُ الْحَمِيرَ: يَعْثُرْنَ فِي حَدِّ الظُّباةِ، كأَنما ... كُسِيتْ بُرودَ بَنِي تَزيدَ الأَذْرُعُ أَي يَعْثُرْنَ، وهُنَّ مَعَ ذَلِكَ قَدْ نَشِبْنَ فِي حَدِّ الظُّباة، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَين، إِنما الْبَاءُ فِي مَعْنَى فِي، كَمَا تَقُولُ: شَرِبْتُ بِالْبَصْرَةِ وَبِالْكُوفَةِ أَي فِي الْبَصْرَةِ وَفِي الْكُوفَةِ، أَي شَرِبَتْ

وَهِيَ بماءِ الدُّحْرُضَين، كَمَا تَقُولُ: ورَدْنا صَدْآءَ، ووافَينا شَحاةَ، ونَزَلْنا بواقِصَةَ. ونَبَت البَقْلُ، وأَنْبَتَ، بِمَعْنَى؛ وأَنشد لِزُهَيْرِ بْنُ أَبي سُلْمَى: إِذا السنةُ الشَهْباءُ، بِالنَّاسِ، أَجْحَفَتْ، ... وَنَالَ كرامَ النَّاسِ، فِي الجَحْرةِ، الأَكلُ رأَيتَ ذَوِي الحاجاتِ، حَوْلَ بُيوتِهم، ... قَطِيناً لَهُمْ، حَتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ أَي نَبَتَ. يَعْنِي بِالشَّهْبَاءِ: البيضاءَ، مِنَ الجَدْبِ، لأَنها تَبْيَضُّ بِالثَّلْجِ أَو عَدَمِ النَّبَاتِ. والجَحْرَةُ: السَّنةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَحْجُرُ الناسَ فِي بُيُوتِهِمْ، فيَنْحَرُون كرائمَ إِبلهم ليأْكلوها. والقَطينُ: الحَشَمُ وسُكَّانُ الدَّارِ. وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بِهِمْ وأَهلكت أَموالهم. قَالَ: ونَبَتَ وأَنْبَتَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ مَطَرَت السماءُ وأَمْطَرَتْ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ: أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ والصَّبيَّ نَباتاً. قَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أَنْبتها نَباتاً حَسَناً أَي جَعَلَ نَشْوَها نَشْواً حَسَناً، وجاءَ نَباتاً عَلَى لَفْظِ نَبَتَ، عَلَى مَعْنَى نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً. ابْنُ سِيدَهْ: وأَنبَته اللَّهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً ؛ جاءَ الْمَصْدَرُ فِيهِ عَلَى غَيْرِ وَزْنِ الْفِعْلِ، وَلَهُ نَظَائِرُ. والمَنْبِتُ: موضعُ النَّبَاتِ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْب، وقياسُه المَنْبَتُ. وَقَدْ قِيلَ: حَكَى أَبو حَنِيفَةَ: مَا أَنْبَتَ هَذِهِ الأَرضَ فتَعَحَّبَ مِنْهُ، بِطَرْحِ الزَّائِدِ. والمَنْبِتُ: الأَصْلُ. والنِّبْتة: شَكْلُ النباتِ وحالتُه الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا. والنِّبْتة: الواحدةُ مِنَ النَّبات؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، فَقَالَ: العُقَيْفاءُ نِبْتَةٌ، ورَقُها مِثْلُ وَرَق السَّذاب؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِنما قدَّمناها لِئَلَّا يُحْتَاجَ إِلى تَكْرِيرِ ذَلِكَ عِنْدَ ذِكْرِ كُلِّ نَبْتٍ، أَراد عِنْدَ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّبْت. ونَبَّتَ فلانٌ الحَبَّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: نَبَّتَ الزرعَ والشَجر تَنْبِيتاً إِذا غَرَسَه وزَرَعه. ونَبَّتُّ الشجرَ تَنْبيتاً: غَرَسْتُه. والنَّابتُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: الطَّريُّ حِينَ يَنْبُتُ صَغِيرًا؛ وَمَا أَحْسَنَ نابتةَ بَنِي فُلَانٍ أَي مَا يَنْبُتُ عَلَيْهِ أَموالُهم وأَولادُهم. ونَبَتَتْ لَهُمْ نابتةٌ إِذا نَشأَ لَهُمْ نَشءٌ صغارٌ. وإِنَّ بَنِي فُلَانٍ لنابتةُ شَرٍّ. والنوابتُ، مِنَ الأَحداثِ: الأَغْمارُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ثَعْلَبَةَ قَالَ: أَتيتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: نُوَيْبِتةُ، فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُوَيْبتةُ خَيْرٍ، أَو نُوَيْبتة شَرٍّ؟ النُّوَيْبِتة: تصغيرُ نابتةٍ؛ يُقَالُ: نَبَتَتْ لَهُمْ نَابِتَةٌ أَي نَشأَ فِيهِمْ صغارٌ لَحِقوا الكِبار، وَصَارُوا زِيَادَةً فِي الْعَدَدِ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: أَن مُعَاوِيَةَ قَالَ لِمَنْ بِبَابِهِ: لَا تَتَكَلَّموا بِحَوَائِجِكُمْ، فَقَالَ: لَوْلَا عزْمةُ أَمير المؤْمنين، لأَخْبَرْتُه أَنَّ دافَّةً دَفَّتْ، وأَنَّ نَابِتَةً لَحِقَتْ. وأَنْبَتَ الغلامُ: راهقَ، واسْتَبانَ شَعَرُ عانتِه ونَبَتَ. وَفِي حَدِيثِ بَنِي قُرَيْظةَ: فكلُّ مَنْ أَنْبَتَ مِنْهُمْ قُتل ؛ أَراد نباتَ شَعْرِ الْعَانَةِ، فَجَعَلَهُ عَلَامَةً لِلْبُلُوغِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ حَدّاً عِنْدَ أَكثر أَهل الْعِلْمِ، إِلا فِي أَهل الشِّرْكِ، لأَنه لَا يُوقَفُ عَلَى بُلُوغِهِمْ مِنْ جِهَةِ السِّنِّ، وَلَا يُمْكِنُ الرُّجُوعُ إِلى أَقوالهم، للتُّهمة فِي دَفْعِ الْقَتْلِ، وأَداءِ الْجِزْيَةِ. وَقَالَ أَحمد: الإِنبات حَدٌّ مُعْتَبَرٌ تُقَامُ بِهِ الحُدود عَلَى مَنْ أَنْبَتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ويُحْكى مثلُه عَنْ مَالِكٍ. ونَبَّتَ الجاريةَ: غَذَّاها، وأَحْسنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا،

رجاءَ فَضْلِ رِبحها. ونَبَّتُّ الصَّبيَّ تَنْبيتاً: رَبَّيته. يُقَالُ: نَبِّتْ أَجَلَك بَيْنَ عَيْنَيْكَ. والتَّنْبِيتُ: أَوَّل خُرُوجِ النَّبَاتِ. وَالتَّنْبِيتُ أَيضاً: مَا نَبَتَ عَلَى الأَرض مِنَ النَّبات مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ وكِباره؛ قَالَ: بَيْداءُ لَمْ يَنْبُتْ بِهَا تَنْبِيتُ والتَّنْبِيتُ: لغةٌ فِي التَّبْتيتِ، وَهُوَ قِطَعُ السَّنام. والتَّنْبِيتُ: مَا شُذِّب عَلَى النَّخْلَةِ مِنْ شَوْكِهَا وسَعَفها، لِلتَّخْفِيفِ عَنْهَا، عَزَاهَا أَبو حَنِيفَةَ إِلى عِيسَى ابن عُمَرَ. والنَّبائتُ: أَعْضادُ الفُلْجان، وَاحِدَتُهَا نَبيتة. واليَنْبُوتُ: شَجَرُ الخَشخاش؛ وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ شاكةٌ، لَهَا أَغْصان وورقٌ، وَثَمَرَتُهَا جِرْوٌ أَي مُدَوَّرة، وتُدْعى: نَعْمان الغافِ، واحدتُها يَنْبوتة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اليَنْبوت ضَرْبَانِ أَحدهما هَذَا الشَّوكُ القِصارُ الَّذِي يُسَمَّى الخَرُّوبَ، لَهُ ثَمَرَةٌ كأَنها تُفَّاحَةٌ فِيهَا حَبٌّ أَحمر، وَهِيَ عَقُولٌ للبَطْنِ يُتَداوى بِهَا؛ قَالَ: وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَهَا النَّابِغَةُ، فَقَالَ: يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ، ... فِيهِ حُطامٌ مِنَ اليَنْبوتِ، والخَضَدِ والضَّرْبُ الْآخَرُ شجرٌ عِظَامٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَخبرني بعضُ أَعراب رَبِيعَةَ قَالَ: تَكُونُ اليَنْبوتةُ مِثْلَ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ الْعَظِيمَةِ، وَوَرَقُهَا أَصغر مِنْ وَرَقِ التُّفَّاحِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ أَصغر مِنَ الزُّعْرور، شَدِيدَةُ السَّواد، شَدِيدَةُ الْحَلَاوَةِ، وَلَهَا عَجَم يُوضَعُ فِي الْمَوَازِينِ. والنَّبيتُ: أَبو حَيٍّ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: حَيّ مِنَ اليَمن. ونُباتةُ، ونَبْتٌ، ونابِتٌ: أَسماء. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ خَبيتٌ نَبِيتٌ إِذا كَانَ خَسِيسًا فَقِيرًا، وَكَذَلِكَ شَيْءٌ خبيثٌ نَبيثٌ. وَيُقَالُ: إِنه لَحسَنُ النِّبْتة أَي الْحَالَةِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا؛ وإِنه لَفِي مَنْبِتِ صِدْقٍ أَي فِي أَصلِ صِدْقٍ، جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَالْقِيَاسُ مَنْبَتٌ، لأَنه مِنْ نَبَتَ يَنْبُتُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ أَحرف مَعْدُودَةٌ جَاءَتْ بِالْكَسْرِ، مِنْهَا: المسجِد، والمَطْلِع، والمَشْرِقُ، والمَغْرِبُ، والمَسْكِنُ، والمَنْسِك. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ: أَنتم أَهلُ بَيْتٍ أَو نَبْتٍ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ أَهلُ بَيتٍ وأَهلُ نَبْتٍ أَي نَحْنُ فِي الشَّرَفِ نِهَايَةٌ. وَفِي النَّبْتِ نِهَايَةٌ، أَي يَنْبُتُ الْمَالُ عَلَى أَيدينا، فأَسْلَموا. ونُباتَى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فالسِّدْرُ مُخْتَلِجٌ، فَغُودِرَ طافِياً، ... مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلى نُباتى الأَثْأَبِ وَيُرْوَى: نَباةَ كحَصاةٍ، عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش. نتت: نَتَّ مُنْخُره مِنَ الْغَضَبِ: انْتَفَخ. أَبو تُراب عَنْ عَرَّام: ظَلَّ لبَطْنه نَتِيتٌ ونَفِيتٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: نَتْنَتَ الرجلُ إِذا تَقَذَّر بعدَ نَظافة. نثت: نَثِتَ اللحمُ: تَغَيَّرَ، وَكَذَلِكَ الجُرْحُ. ولِثةٌ نَثِتةٌ: مُسْتَرْخِية دَامِيَةٌ، وَكَذَلِكَ الشَّفَةُ. نحت: النَّحْتُ: النَّشْرُ والقَشْر. والنَّحْتُ: نَحْتُ النَّجَّارِ الخَشَبَ. نَحَت الخشبةَ ونحوَها يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً، فانْتَحَتَتْ. والنُّحاتة: مَا نُحِتَ مِنَ الخَشَب. ونَحَتَ الجبلَ يَنْحِتُه: قَطَعَه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ [آمنين].

والنَّحائِتُ: آبَارٌ مَعْرُوفَةٌ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأَنها نُحِتَتْ أَي قُطِعَتْ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت، مَنْ ... صَفَوَا أُولاتِ الضالِ والسِّدْرِ وَيُرْوَى: مَنْ ضَفَوى. ونَحَتَ السَّفَرُ البعيرَ والإِنسانَ: نَقَصه، وأَرَقَّه عَلَى التَّشْبِيه. وجَمَل نَحِيتٌ: انْتُحِتَتْ مَناسِمُه؛ قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ والنَّحِيتةُ: جِذْمُ شجرةٍ يُنْحَتُ، فيُجَوَّفُ كَهَيْئَةِ الحُبِّ للنَّحْلِ، وَالْجَمْعُ نُحُتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: نَحَتَه يَنْحِتُه، بِالْكَسْرِ، نَحْتاً أَي بَراه. والنُّحاتَةُ: البُرايةُ. والمِنْحَتُ: مَا يُنْحَتُ بِهِ. والنَّحِيتُ: الدَّخِيلُ فِي الْقَوْمِ؛ قَالَتِ الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفةَ: الضارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهم، ... والطاعِنِينَ، وخَيْلُهم تَجْرِي الخالِطينَ نَحِيتَهم بنُضارِهِمْ ... وذَوي الغِنى مِنْهُمْ بِذي الفَقْرِ هذا ثَنائِي مَا بَقِيتُ لَهُمْ، ... فإِذا هَلَكْتُ، أَجَنَّني قَبْري قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وَالْخَالِطِينَ، بِالْوَاوِ. والنُّضارُ: الخالصُ النَّسَب. وأَرادت بِالْبَيْتِ الثَّالِثِ أَنها قَدْ قَامَ عُذْرُها فِي تَرْكِهَا الثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ إِذا مَاتَتْ، فَهَذَا مَا وُضِعَ فِيهِ السببُ موضعَ المُسَبَّب، لأَن الْمَعْنَى: فإِذا هَلَكْتُ انْقَطَعَ ثَنَائِي؛ وإِنما قَالَتْ: أَجَنَّنِي قَبْرِي، لأَن مَوْتَهَا سَبَبُ انْقِطَاعِ الثَّنَاءِ. وَيُرْوَى بَيْتُ الِاسْتِشْهَادِ لِحَاتِمِ طَيِّئ، وَهُوَ الْبَيْتُ الثَّانِي. والحافرُ النَّحِيتُ: الَّذِي ذَهَبَتْ حُروفه. والنَّحِيتة: الطَّبِيعَةُ الَّتِي نُحِتَ عَلَيْهَا الإِنسانُ أَي قُطِعَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الطَّبِيعَةُ والأَصل. والكَرَمُ مِنْ نَحْتِه أَي أَصلِه الَّذِي قُطِعَ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ: إِنه لكَريمُ الطَّبيعة والنَّحِيتة والغَريزة، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَرَمُ مِنْ نَحْتِه ونِحاسِه، وَقَدْ نُحِتَ عَلَى الكَرَم وطُبِعَ عَلَيْهِ. ونَحَتَه بِلِسَانِهِ يَنْحِتُه ويَنْحَتُهُ نَحْتاً: لَامَهُ وشَتَمه. والنَّحِيتُ: الرَّديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ونَحَته بِالْعَصَا، يَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبه بِهَا، ونَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً: زحَرَ. ونَحَتَ المرأَةَ يَنْحِتُها: نكَحَها، والأَعْرَفُ لَحَتَها. نخت: التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: نَخَتَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ، وسَخَتَ لَهُ إِذا اسْتَقْصَى فِي الْقَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: وَلَا نَخْتة نَمْلةٍ إِلا بذَنْبٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. والنَّخْتُ والنَّتْفُ وَاحِدٌ؛ يُرِيدُ قَرْصة نَمْلَةٍ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَبِالْجِيمِ، وَقَدْ ذُكِرَ. نصت: نَصَتَ الرجلُ يَنْصِتُ نَصْتاً، وأَنْصَتَ، وَهِيَ أَعْلى، وانْتَصَتَ: سكَتَ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي الانْتِصاتِ: يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى، ... ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِنِ يُنْصِتْنَ لِلسَّمْعِ أَي يَسْكُتْنَ لِكَيْ يَسْمَعْنَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ إِذا قرأَ الإِمام، فَاسْتَمِعُوا إِلى قراءَته، وَلَا تَتَكَلَّمُوا.

والنُّصْتةُ: الِاسْمُ مِنَ الإِنْصاتِ؛ ومنه قول عثمان لأُم سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لكِ عليَّ حَقُّ النُصْتةِ. وأَنْصَتَه وأَنْصَتَ لَهُ: مِثْلُ نَصَحَه ونَصَحَ لَهُ، وأَنْصَتُّه ونَصَتُّ لَهُ: مِثْلَ نَصَحْتُه ونَصَحْتُ لَهُ. والإِنْصاتُ: هُوَ السكوتُ والاسْتِماعُ لِلْحَدِيثِ؛ يَقُولُ: أَنْصِتُوه وأَنْصِتُوا لَهُ؛ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ لوُشَيْمِ بْنِ طارقٍ، وَيُقَالُ للُحَيْمِ بْنِ صَعْبٍ: إِذا قَالَتْ حَذامِ، فأَنْصِتُوها؛ ... فإِنَّ القولَ مَا قالَتْ حَذامِ وَيُرْوَى: فَصَدِّقُوها بَدَلَ فأَنْصِتوها. وحَذامِ: اسْمُ امرأَة الشَّاعِرِ، وَهِيَ بنتُ العَتِيكِ بْنِ أَسْلَم بْنِ يَذْكُرَ بْنِ عَنزَة. وَيُقَالُ: أَنْصَتَ إِذا سَكَتَ؛ وأَنْصَتَ غيرَه إِذا أَسْكَتَه. شَمِرٌ: أَنْصَتُّ الرَّجُلَ إِذا سَكَتَّ لَهُ؛ وأَنْصَتُّه إِذا أَسْكَتَّه، جَعَلَهُ مِنَ الأَضداد؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: صَهٍ أَنْصِتُونا بالتَّحاوُرِ، واسْمَعُوا ... تَشَهُّدَها مِنْ خُطْبةٍ وارْتِجالِها أَراد: أَنْصِتُوا لَنَا؛ وَقَالَ آخَرُ فِي الْمَعْنَى الثَّانِي: أَبوكَ الَّذِي أَجْدَى عَليَّ بنَصْرِه، ... فأَنْصَتَ عَنِّي بعدَه كُلَّ قَائِلِ قَالَ الأَصمعي: يُرِيدُ فأَسْكَتَ عَنِّي. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: وأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ. أَنْصَتَ يُنْصِتُ إِنْصاتاً إِذا سَكَتَ سُكوتَ مُسْتَمع؛ وَقَدْ أَنْصَتَ وأَنْصَتَه إِذا أَسْكَته، فَهُوَ لَازِمٌ ومُتَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ: أَنْشُدُك اللهَ، لَا تَكُنْ أَوَّلَ مَنْ غَدَر. فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنْصِتُوني، أَنْصِتُوني قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَنْصِتُوني مِنَ الإِنْصاتِ، قَالَ: وتَعَدِّيه بإِلى فَحَذَفَهُ أَي اسْتَمِعُوا إِليَّ. وأَنْصَتَ الرجلُ للَّهْو: مالَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. نعت: النَّعْتُ: وَصْفُكَ الشيءَ، تَنْعَتُه بِمَا فِيهِ وتُبالِغُ فِي وَصْفه؛ والنَّعْتُ: مَا نُعِتَ بِهِ. نَعَته يَنْعَتُه نَعْتاً: وَصَفَهُ. وَرَجُلٌ ناعِتٌ مِن قَوم نُعَّاتٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنْعَتُها، إِنِّيَ مِنْ نُعَّاتِها ونَعَتُّ الشيءَ وتَنَعَّتُّه إِذا وصَفْته. قَالَ: واسْتَنْعَتُّه أَي اسْتَوْصَفْتُه. واسْتَنْعَتَه: اسْتَوْصَفه. وجمعُ النَّعْتِ: نُعُوت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. والنَّعْتُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: جَيِّدُه؛ وَكُلُّ شَيْءٍ كَانَ بَالِغًا تَقُولُ: هَذَا نَعْتٌ أَي جَيِّدٌ. قَالَ: والفَرَسُ النَّعْتُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ غَايَةً فِي العِتْقِ. وَمَا كَانَ نَعْتاً؛ وَلَقَدْ نَعُتَ يَنْعُتُ نَعاتةً؛ فإِذا أَرَدْتَ أَنه تَكَلَّف فِعْلَه، قُلْتَ: نَعِتَ. يُقَالُ: فَرَسٌ نَعْتٌ ونَعْتة، ونَعِيتة ونَعِيتٌ: عَتيقةٌ، وَقَدْ نَعُتَتْ نَعاتَةً. وَفَرَسٌ نَعْتٌ ومُنْتَعِتٌ إِذا كَانَ مَوْصُوفًا بالعِتْقِ والجَوْدَةِ والسَّبْقِ؛ قَالَ الأَخْطل: إِذا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَهُ ... بمُنْتَعِتاتٍ، لَا بِغالٍ وَلَا حُمُرْ والمُنْتَعِتُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ: الموصوفُ بِمَا يَفْضَلُه عَلَى غَيْرِهِ مِنْ جِنْسِهِ، وَهُوَ مُفْتَعِل، مِنَ النَّعْتِ. يُقَالُ: نَعَتُّه فانْتَعَتَ، كَمَا يُقَالُ: وَصَفْتُه فاتَّصَفَ؛ وَمِنْهُ قَوْلِ أَبي دُوادٍ الإِيادِيّ: جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ الَّذِي اتَّصَفا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنْعَتَ إِذا حَسُنَ وَجْهُه حَتَّى يُنْعَتَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ

ناعتُه: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّعْتُ وَصْفُ الشَّيْءَ بِمَا فِيهِ مِنَ حُسْن، وَلَا يُقَالُ فِي الْقَبِيحِ إِلا أَن يَتَكَلَّف مُتَكَلِّف، فَيَقُولُ نَعْتَ سَوْءٍ؛ والوَصْفُ يُقَالُ فِي الحَسَن والقَبيح. وناعِتون وناعِتينَ، جَمِيعًا: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: حَيِّ الدِّيارَ، دِيارَ أُمِّ بَشِيرِ، ... بِنُوَيْعِتِينَ، فَشاطِئِ التَّسْريرِ إِنما أَراد ناعِتينَ «2»، فَصَغَّره. نفت: نَفَتَ الرجلُ يَنفِتُ نَفْتاً ونَفِيتاً ونُفاتاً ونَفَتاناً: غَضِبَ؛ وَقِيلَ: النَّفَتانُ شَبِيهٌ بالسُّعالِ والنَّفخ عند الغضب. وَيُقَالُ: إِنه لَيَنْفِتُ عَلَيْهِ غَضَبًا ويَنْفِطُ، كَقَوْلِكَ: يَغْلي عَلَيْهِ غَضباً. ونَفَتَتِ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفْتاً ونَفَتاناً ونَفِيتاً إِذا كانتْ تَرْمِي بِمِثْلِ السِّهَامِ مِنَ الغَليِ، وَقِيلَ: نَفَتَتِ القِدْرُ إِذا غَلى المَرقُ فِيهَا، فلَزِقَ بجَوانب القِدْر مَا يَبِسَ عَلَيْهِ، فَذَلِكَ النَّفْتُ. قَالَ: وَانْصِمَامُهُ النَّفَتان «3» حَتَّى تَهِمَّ القِدْرُ بالغَلَيان. والقِدْرُ تَنافَتُ وتَنافَطُ، ومِرْجَل نَفُوتٌ. ونَفَتَ الدقيقُ ونحوُه يَنْفِتُ نَفْتاً إِذا صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فتَنَفَّخَ. والنَّفِيتةُ: الحَريقَة، وَهِيَ أَن يُذَرَّ الدقيقُ عَلَى مَاءٍ أَو لَبَنٍ حليبٍ حَتَّى تَنْفِتَ، ويُتَحَسَّى مِنْ نَفْتِها، وَهِيَ أَغلظ مِنَ السَّخِينة، يَتَوسَّعُ بِهَا صاحبُ العيالِ لِعِيَالِهِ إِذا غَلَب عَلَيْهِ الدَّهْرُ، وإِنما يأْكلون النَّفِيتةَ والسَّخِينةَ فِي شِدَّة الدَّهْر، وغَلاء السِّعْر، وعَجَفِ الْمَالِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَذْرَقَ: السَّخِينةُ دَقِيقٌ يُلْقَى عَلَى مَاءٍ أَو لَبن فيُطْبَخُ، ثُمَّ يؤْكل بِتَمْرٍ أَو بحَساءٍ، وَهُوَ الحَساءُ، قَالَ: وَهِيَ السَّخُونة أَيضاً، والنَّفِيتةُ، والحُدْرُقَّة، والخَزيرة، والحريرةُ أَرَقُّ مِنْهَا، والنَّفِيتةُ: حَساءٌ بين الغَليظة والرَّقيقةِ. نقت: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبي العَمَيْثل: يُقَالُ نُقِتَ العظمُ، ونُكِتَ إِذا أُخْرجَ مُخُّه؛ وأَنشد: وكأَنها، فِي السِّبِّ، مُخَّةُ آدِبٍ ... بيضاءُ، أُدِّبَ بَدْؤُها المَنْقُوتُ الْجَوْهَرِيُّ: نَقَتُّ المُخَّ أَنْقُته نَقْتاً: لُغَةٌ فِي نَقَوْتُه إِذا استَخرجته، كأَنهم أَبدلوا الْوَاوَ تاء. نكت: اللَّيْثُ: النَّكْتُ أَن تَنْكُتَ بقَضيبٍ فِي الأَرْضِ، فتُؤَثِّرَ بطَرَفهِ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضيبٍ أَي يَضْرِبُ الأَرض بطَرَفه. ابْنُ سِيدَهْ: النَّكْتُ قَرْعُكَ الأَرضَ بعُود أَو بإِصْبَع. وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَا هُوَ يَنْكُت إِذ انْتَبه ؛ أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نفسَه، وأَصلُه مِنَ النَّكْتِ بالحَصى. ونَكَتَ الأَرضَ بِالْقَضِيبِ: وَهُوَ أَن يؤَثر فِيهَا بِطَرَفِهِ، فِعْلَ المُفَكِّر الْمَهْمُومِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: دَخَلْتُ المسجدَ فإِذا الناسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى أَي يَضْرِبُونَ بِهِ الأَرضَ. والنَّاكتُ: أَن يَحُزَّ مِرْفَقُ البَعير فِي جَنْبِهِ. العَدَبَّس الكنانيُّ: النَّاكتُ أَن يَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حَتَّى يَقَع فِي الجَنْب فيَخْرِقَه. ابْنِ الأَعرابي قَالَ: إِذا أَثَّرَ فِيهِ قِيلَ بِهِ ناكتٌ، فإِذا حَزَّ فِيهِ قِيلَ بِهِ حازٌّ. اللَّيْثُ: الناكِتُ بِالْبَعِيرِ شِبْهُ الناحِز، وَهُوَ أَنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حَرْفَ كِرْكِرَته، تَقُولُ بِهِ ناكتٌ.

_ (2). قوله [إِنما أراد ناعتين إلخ] كذا قال في المحكم. وجرى ياقوت في معجمه على أَنه مثنى نويعة مصغراً: موضع بعينه. (3). قوله [وانصمامه النفتان] كذا بالأَصل.

وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّكَّاتُ الطَّعَّانُ فِي النَّاسِ مِثْلُ النَّزَّاك والنَّكَّازِ. والنَّكِيتُ: المَطْعُون فِيهِ. الأَصمعي: طَعَنَه فنَكَتَه إِذا أَلقاه عَلَى رأْسه؛ وأَنشد: مُنْتَكِتُ الرأْسِ، فِيهِ جائفةٌ ... جَيَّاشةٌ، لَا تَرُدُّها الفُتُلُ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ طَعَنه فنكَتَه أَي أَلْقاه عَلَى رأْسه فانْتَكَتَ هُوَ. ومَرَّ الفرسُ يَنْكُتُ، وَهُوَ أَن يَنْبُوَ عَنِ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: ثُمَّ لأَنْكُتَنَّ بِكَ الأَرض أَي أَطْرَحكَ عَلَى رأْسك. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه ذَرَقَ عَلَى رأْسه عُصْفور فنَكَتَه بِيَدِهِ أَي رَمَاهُ عَنْ رأْسه إِلى الأَرض. وَيُقَالُ للعَظْمِ المَطْبوخ فِيهِ المُخُّ، فيُضْرَبُ بطَرَفه رغيفٌ أَو شيءٌ ليَخْرُجَ مُخُّه: قَدْ نُكِتَ، فَهُوَ مَنْكُوتٌ. وكُلُّ نَقْط فِي شَيْءٍ خَالَفَ لَوْنَه: نَكْتٌ. ونَكَتَ فِي الْعِلْمِ، بِمُوَافَقَةِ فُلَانٍ، أَو مُخالفة فُلَانٍ: أَشار؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ فِي قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش: قَدْ نَكَتَ فِيهِ، بِخِلَافِ الْخَلِيلِ. والنُّكْتَة: كالنُّقْطَة. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: فإِذا فِيهَا نُكْتة سَوْداء أَي أَثر قَلِيلٌ كالنُّقْطة، شِبْهُ الوَسَخ فِي الْمِرْآةِ وَالسَّيْفِ وَنَحْوِهِمَا. والنُّكْتةُ: شِبْهُ وَقْرة فِي الْعَيْنِ. والنُّكْتة أَيضاً: شِبْه وسَخٍ فِي المِرْآة، ونُقْطَةٌ سوداءُ فِي شَيْءٍ صافٍ. والظَّلِفَةُ المُنْتَكِتَة: هِيَ طَرَفُ الحِنْوِ مِنَ القَتب والإِكافِ إِذا كانتْ قَصِيرَةً فنَكَتَتْ جَنْبَ الْبَعِيرِ إِذا عَقَرَتْه. ورُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ إِذا بَدَا فيها الإِرْطاب. نمت: النَّمْتُ: ضَرْب مِنَ النَّبْتِ لَهُ ثَمر يؤْكل. نهت: النَّهِيتُ والنُّهاتُ: الصيَاح؛ وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الزَّحير والطَّحِير؛ وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ مِنْ الصَّدْرِ عِنْدَ المَشَقَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أُرِيتُ الشيطانَ فرأَيته يَنْهِتُ كَمَا يَنْهِتُ القِرْدُ أَي يُصَوِّتُ. والنَّهِيتُ أَيضاً: صَوْتُ الأَسدِ دُونَ الزَّئِيرِ؛ نَهَتَ الأَسدُ فِي زَئِيرِهِ يَنْهِتُ، بِالْكَسْرِ، وأَسَدٌ نَهَّاتٌ، ومُنَهِّتٌ؛ قَالَ: ولأَحْمِلَنْكَ عَلَى نَهابِرَ، إِنْ تَثِبْ ... فِيهَا، وإِنْ كنْتَ المُنَهِّتَ، تَعْطَبِ أَي وإِن كنتَ الأَسدَ فِي القوَّة والشِّدَّة. وَقَدِ اسْتُعِيرَ لِلْحِمَارِ: حِمَارٌ نَهَّاتٌ أَي نَهَّاقٌ، وَرَجُلٌ نَهَّاتٌ أَي زَحَّارٌ. نوت: ناتَ الرجلُ نَوْتاً: تَمايلَ، وَهُوَ أَيضاً فِي نيت. والنُّوتِيُّ: المَلَّاحُ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّواتِيُّ الملَّاحُونَ فِي الْبَحْرِ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهل الشَّامِ، واحدُهم نُوتيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلَعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه ؛ النُّوتِيُّ: المَلَّاحُ الَّذِي يُدَبِّرُ السَّفِينَةَ فِي الْبَحْرِ. وَقَدْ ناتَ يَنُوتُ إِذا تَمايلَ مِنَ النُّعاس، كأَنَّ النُّوتِيَّ يُمِيلُ السَّفِينَةَ مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ؛ إِنهم كَانُوا نَوَّاتِينَ أَي مَلَّاحين، تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ؛ وأَما قَوْلُ عِلْباء بْنِ أَرْقَم: يَا قَبَّحَ اللهُ بَني السِّعلاةِ، ... عَمْرو بنَ يَرْبُوع، شِرارَ النَّاتِ، ليسُوا أَعِفَّاءَ، وَلَا أَكْياتِ فإِنما يُرِيدُ النَّاسَ وأَكياس، فَقَلَبَ السِّينَ تَاءً، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، عَنْ أَبي زَيْدٍ. نيت: ناتَ نَيْتاً: تَمايلَ.

فصل الهاء

فصل الهاء هبت: الهَبْتُ: الضَّرْبُ. والهَبْتُ حُمْقٌ وتَدْلِيهٌ. وَفِيهِ هَبْتةٌ أَي ضَرْبةُ حُمْقٍ؛ وَقِيلَ: فِيهِ هَبْتةٌ لِلَّذِي فِيهِ كالغَفْلة، وَلَيْسَ بِمُسْتَحْكِم العَقْل. وَفِي الصِّحَاحِ: الهَبِيتُ الجَبانُ الذاهبُ العَقْلِ. وَقَدْ هُبِتَ الرجلُ أَي نُحِبَ، فَهُوَ مَهْبُوتٌ وهَبيتٌ، لَا عَقْلَ لَهُ؛ قَالَ طَرَفة: فالهَبِيتُ لَا فؤَادَ لَهُ، ... والثَّبِيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: تُرِيكَ قَذًى بِهَا، إِن كَانَ فِيهَا ... بُعَيْدَ النَّوْم، نَشْوَتُها هَبِيتُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ، وَعِنْدِي أَنه فَعِيلٌ فِي مَعْنَى فَاعِلٍ أَي نَشْوَتُها شَيْءٌ يَهْبِتُ أَي يُحمِّقُ ويُحَيِّر، ويُسَكِّنُ ويُنَوِّمُ. وَرَجُلٌ مَهْبُوتُ الفُؤَادِ: فِي عَقْلِهِ هَبْتة أَي ضَعْفٌ. وهَبَتَهُ يَهْبِتُه هَبْتاً أَي ضَرَبه. والمَهْبُوتُ: المَحْطُوطُ. وهَبَتَ الرجلَ يَهْبِتُه هَبْتاً: ذَلَّلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَن عُثْمَانَ بنَ مَظْعُون لمَّا مَاتَ عَلَى فراشهِ، هَبَتَه الموتُ عِنْدِي مَنْزلةً، حَيْثُ لَمْ يَمُتْ شَهِيدًا؛ فَلَمَّا مَاتَ سيدُنا رسولُ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى فِرَاشِهِ، وأَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى فِرَاشِهِ علمتُ أَنَّ مَوْتَ الأَخْيارِ عَلَى فُرُشهم ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هَبَتَه الموتُ عِنْدِي مَنْزِلَةً، يَعْنِي طَأْطَأَه ذَلِكَ، وحَطَّ مِنْ قَدْره عِنْدِي. وكلُّ مَحْطُوطٍ شَيْئًا: فَقَدْ هُبِتَ بِهِ، فَهُوَ مَهْبُوتٌ؛ قَالَ وأَنشدني أَبو الجَرَّاح: وأَخْرَقَ مَهْبُوتِ التَّراقي، مُصَعَّدِ الْبلاعِيمِ، ... رِخْوِ المَنْكِبَيْنِ، عُنَابِ قَالَ: والمَهْبُوتُ التَّراقي المَحْطُوطُها الناقِصُها. وهَبَتَ وهَبَطَ أَخوانِ. والهَبِيتُ: الَّذِي بِهِ الخَوْلَعُ، وَهُوَ الفَزَعُ والتَلَبُّد. وَقَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي أُمَيَّة بْنِ خَلَفٍ وَابْنِهِ: فَهَبَتُوهُما حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُمَا؛ يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَي ضَرَبُوهُما بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلُوهُمَا؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الهَبْتُ الضَّرْبُ بِالسَّيْفِ، فكأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ فَهَبَتُوهما بِالسَّيْفِ أَي ضَرَبُوهُمَا حَتَّى وَقَذُوهما؛ يُقَالُ: هَبَتَه بِالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ يَهْبِتُه هَبْتاً. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: نَوْمُه سُباتٌ وليلُه هُباتٌ ؛ هُوَ مِنَ الهَبْتِ اللِّين والاسْتِرخاء. يُقَالُ: فِي فُلَانٍ هَبْتةٌ أَي ضَعْف. والمَهْبُوت: الطَّائِرُ يُرْسَلُ عَلَى غَيْرِ هِداية؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبها مولَّدة. هتت: هَتَّ الشيءَ يَهُتُّه هَتًّا، فَهُوَ مَهْتُوتٌ وهَتِيتٌ، وهَتْهَتَه: وَطِئَه وَطْأً شَدِيدًا، فكسَّره. وَتَرَكَهُمْ هَتًّا بَتًّا أَي كَسَّرهم، وَقِيلَ: قَطَّعهم. والهَتُّ: كَسْرُ الشَّيْءِ حَتَّى يَصِيرَ رُفاتاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْلِعُوا عَنِ الْمَعَاصِي قَبْلَ أَن يَأْخُذَكم اللَّهُ فيدَعَكُمْ هَتًّا بَتًّا. الهَتُّ: الكَسْر. وهَتَّ ورَقَ الشَّجر إِذا أَخذه. والبَتُّ: القطْعُ؛ أَي قَبْلَ أَن يَدَعَكُمْ هَلْكى مَطْرُوحِينَ مَقْطُوعين. وهَتُّ قوائِم الْبَعِيرِ: صَوْتُ وَقْعِها.

وهَتَّ البَكْرُ يَهِتُّ هَتِيتاً. والهَتُّ: شِبْهُ العَصْر للصَّوْت؛ الأَزهري: يُقَالُ للبَكْرِ يَهِتُّ هَتِيتاً، ثُمَّ يَكِشُّ كَشِيشاً، ثُمَّ يَهْدِرُ إِذا بَزَلَ هَدِيراً؛ وهَتَّ الهَمْزةَ يَهُتُّها هَتًّا: تَكَلَّمَ بِهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: الهَمْزَةُ صَوْتٌ مَهْتُوتٌ فِي أَقصى الحَلْق يَصِيرُ هَمْزَةً، فإِذا رُفِّهَ عَنِ الْهَمْزِ، كَانَ نَفَساً يُحَوَّل إِلى مَخْرج الْهَاءِ، فَلِذَلِكَ اسْتَخَفَّتِ العربُ إِدخال الْهَاءِ عَلَى الأَلف الْمَقْطُوعَةِ، نَحْوَ أَراق وهَرَاق، وأَيْهاتَ وهيهاتَ، وأَشباه ذَلِكَ كثيرٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنَ الْحُرُوفِ المَهْتُوتُ، وَهُوَ الْهَاءُ، وَذَلِكَ لِما فِيهَا مِنَ الضَّعْفِ وَالْخَفَاءِ. وَفِي حَدِيثِ إِراقة الْخَمْرِ: فَهَتَّها فِي البطْحاء أَي صبَّها عَلَى الأَرض حَتَّى سُمِعَ لَهَا هَتِيتٌ أَي صَوْتٌ. وَرَجُلٌ هَتَّاتٌ ومِهَتٌّ وهَتْهَاتٌ: خَفِيفٌ، كَثِيرُ الْكَلَامِ. وهَتَّ القرآنَ هَتًّا: سَرَدَهُ سَرْداً. وفلانٌ يَهُتُّ الْحَدِيثَ هَتًّا إِذا سَرَدَه وتابَعه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْب وفلانٌ يَهُتَّانِ الكلامَ ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ جَيِّدَ السِّياق لِلْحَدِيثِ: هُوَ يَسْرُدُه سرْداً، ويَهُتُّه هَتًّا. والسَّحابة تَهُتُّ المَطَر إِذا تابَعتْ صَبَّه. والهَتُّ: الصَبُّ. هَتَّ المَزادة وبَعَّها إِذا صَبَّها. وهَتَّ الشيءَ يَهُتُّه هَتّاً: صَبَّ بَعْضَهُ فِي إِثْر بَعْض. وهَتَّتِ المرأَةُ غَزْلَها تَهُتُّه هَتًّا: غَزَلَتْ بعضَه فِي إِثر بَعْضٍ. الأَزهري: المرأَةُ تَهُتُّ الغَّزْل إِذا تَابَعَتْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سُقُيَا مُجَلِّلَةٍ، يَنْهَلُّ رَيِّقُها ... مِنْ باكِرٍ مُرْثَعِنِّ الوَدْق، مَهْتُوتِ ابْنُ الأَعرابي: الهَتُّ تَمْزِيقُ الثَّوْبِ والعِرْضِ. والهَتُّ: حَطُّ المَرْتَبَة فِي الإِكرام. ابْنُ الأَعرابي: قولُهم أَسْرَعُ مِنَ المُهَتْهِتة؛ يُقَالُ: هَتَّ فِي كَلَامِهِ، وهَتْهَتَ إِذا أَسْرَعَ. وَمِنْ أَمثالهم: إِذا وقَفْتَ العَيْرَ عَلَى الرَّدْهةِ فَلَا تَقُلْ لَه هَتْ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: فَلَا تُهَتْهِتْ بِهِ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الهَتْهَتةُ أَن تَزْجُرَه عِنْدَ الشُّرْب؛ قَالَ: وَمَعْنَى الْمَثَلِ إِذا أَرَيْتَ الرجلَ رُشْدَه، فَلَا تُلِحَّ عَلَيْهِ، فإِنَّ الإِلحاحَ فِي النصحية يَهْجِم بِكَ عَلَى الظِّنَّة. والهَتْهَتةُ مِنَ الصَّوْتِ: مِثْلُ الهَتِيتِ؛ الأَزهري: الهَتْهَتَةُ والتَّهْتَهَةُ أَيضاً فِي التِواء اللِّسان عِنْدَ الْكَلَامِ. وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: وَاللَّهِ مَا كَانُوا بالهَتَّاتين، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُون الكلامَ ليُعْقَلَ عَنْهُمْ. يُقَالُ: رجلٌ مِهَتٌّ وهَتَّاتٌ إِذا كَانَ مِهْذاراً، كثير الكلام. هرت: هَرَتَ عِرْضَه، وهَرَطَه، وهَرَدَه؛ ابْنُ سِيدَهْ: هَرَتَ عِرضَه وثَوْبه يَهْرُته ويَهْرِتُه هَرْتاً، فَهُوَ هريتٌ. مَزَّقه وطَعَنَ فِيهِ، لغاتٌ كُلُّهَا؛ الأَزهري: هَرَتَ ثوبَه هَرْتاً إِذا شَقَّه. وَيُقَالُ لِلْخَطِيبِ مِنَ الرِّجَالِ: أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبل: هُرْت الشَّقَاشِق، ظَلَّامُونَ للجُزُرِ والهَرَتُ: سَعَةُ الشِّدْقِ. والهَرِيتُ: الواسعُ الشِّدْقَيْن؛ وَقَدْ هَرِتَ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَهْرَتُ الشِّدْقِ وهَرِيتُه. وَفِي حَدِيثُ رَجاء بْنِ حَيْوة: لَا تُحَدِّثْنا عَنْ مُتهارِتٍ أَي مُتَشَدِّقٍ مُتَكاثِر، مِن هَرَتِ الشِّدْقِ، وَهُوَ سَعَتُه. وَرَجُلٌ أَهْرَتُ، وَفَرَسٌ هَرِيتٌ وأَهْرَتُ: متَّسِعُ مَشَقِّ الفَمِ. وجَمَلٌ هَريتٌ، كَذَلِكَ؛ وحيَّة هَرِيتُ الشِّدْقِ، ومَهْرُوتَتُه؛ أَنشد يَعْقُوبُ فِي

صِفَةِ حَيَّةٍ: مَهْرُوتَةُ الشِّدْقَيْن، حَولاءُ النَّظَرْ والهَرَتُ: مصدرُ الأَهْرَتِ الشِّدْق. وأَسَدٌ أَهْرَتُ: بَيِّنُ الهَرَتِ، وهَريتٌ ومُنْهَرِتٌ؛ الأَزهري: أَسَدٌ هَرِيتُ الشِّدْقِ أَي مَهْرُوتٌ ومُنْهَرِتٌ، وَهُوَ مَهرُوتُ الْفَمِ، وكلابٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ. والهَرْتُ: شَقُّك الشيءَ لتُوَسِّعَه، وَهُوَ أَيضا جَذْبُك الشِّدْقَ نحوَ الأُذن؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الهَرْتُ هَرْتُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذن. وامرأَة هَرِيتٌ وأَتُومٌ: مُفْضاةٌ؛ وَرَجُلٌ هَريتٌ: لَا يَكْتُم سِرًّا؛ وَقِيلَ: لَا يَكتُم سِرًّا، وَيَتَكَلَّمُ مَعَ ذَلِكَ بِالْقَبِيحِ. وهَرَتَ اللحمَ: أَنْضَجَه وطَبَخَه حَتَّى تَهرَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَكلَ كَتِفاً مُهَرَّتةً ومَسَح يَدَه فَصَلَّى ؛ لَحْمٌ مُهَرَّتٌ ومُهَرَّدٌ إِذا نَضِجَ؛ أَراد قَدْ تَقَطَّعَتْ مِنْ نُضْجِها؛ وَقِيلَ: إِنها مُهَرَّدَة بِالدَّالِ. وهاروتُ: اسْمُ مَلَك أَو مَلِك، والأَعْرَف أَنه اسْمُ مَلَك. هرمت: هَراميتُ: آبارٌ مُجْتَمِعَةٌ بِنَاحِيَةِ الدَّهْناء، زَعموا أَن لُقْمَانَ بْنَ عَادٍ احْتفَرَها؛ الأَصمعي عَنْ يسارِ ضَريَّة؛ وَهِيَ قريةٌ رَكايا، يُقَالُ لَهَا هَراميتُ، وحولَها جِفار؛ وأَنشد: بَقايا جِفَارٍ مِنْ هَرامِيتَ نُزَّحِ «4» النَّضْرُ: هِيَ رَكايا خاصَّةٌ. هفت: هَفَتَ يَهْفِتُ هَفْتاً: دقَّ. والهَفْتُ: تساقطُ الشَّيْءِ قِطْعَةً بَعْدَ قِطْعَةٍ كَمَا يَهْفِتُ الثَّلْجُ والرَّذَاذُ، وَنَحْوُهُمَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ، ... بَعْدَ رَذاذِ الدِّيمةِ الدَّيْجورِ، عَلَى قَراهُ فِلَقُ الشُّذورِ والقِطْقِطُ: أَصغَرُ الْمَطَرِ. وقَراه: ظَهْره، يَعْنِي الثَّوْرَ. والشُّذور: جَمْعُ شَذْر، وَهُوَ الصَّغِيرُ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَقَدْ تَهافَتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتَهافَتُون فِي النَّارِ أَي يَتَساقَطُون؛ مِن الهَفْتِ، وَهُوَ السُّقُوطُ. وأَكثر مَا يُستعمل التَّهافُتُ فِي الشَّرِّ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْب بْنِ عُجْرة: والقملُ يَتَهافَت عَلَى وجْهي أَي يَتَساقَطُ. وتهافتَ الثَّوْبُ تَهافُتاً إِذا تَساقَطَ وَبَلِيَ. وهَفَتَ الشيءُ هَفْتاً وهُفَاتاً أَي تَطايرَ لِخِفَّتِهِ. وكلُّ شَيْءٍ انْخَفَضَ واتَّضعَ، فَقَدْ هَفَتَ، وانْهَفَتَ. الأَزهري: والهَفْتُ مِنَ الأَرض مِثْلُ الهَجْل، وَهُوَ الجَوُّ المُتَطامِنُ فِي سَعةٍ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: رأَيتُ جِمَالًا يَتَهادَرْنَ فِي ذَلِكَ الهَفْتِ. والهَفْتُ مِنَ المَطر: الَّذِي يُسْرِعُ انْهلالهُ. وكلامٌ هَفْتٌ إِذا كَثُرَ بِلَا رَوِيَّةٍ فِيهِ. والتَّهافُتُ: التَّسَاقُطُ قِطْعَةً قِطْعَةً. وتهافَتَ الفَراشُ فِي النَّارِ: تَساقَط؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ فَحْلًا: يَهْفِتُ عَنهُ زَبَداً وبَلْغَما وتَهافَتَ القَوْمُ تَهافتاً إِذا تَساقطُوا مَوْتاً. وتَهافَتُوا عَلَيْهِ: تَتَابَعُوا. اللَّيْثُ: حَبٌّ هَفُوتٌ إِذا صَارَ إِلى أَسْفَلِ القِدْر وانْتَفَخ سَرِيعًا.

_ (4). وقوله [بقايا جفار] الذي في ياقوت بقايا نطاف. ويوم الهراميت كان بين الضباب وجعفر بن كلاب؛ كان القتال بسبب بئر أَراد أَحدهما أَن يحتفرها.

ابْنُ الأَعرابي: الهَفْتُ الحُمْقُ الجَيِّدُ. والهَفَاتُ: الأَحْمَقُ. وَيُقَالُ: ورَدَتْ هَفِيتةٌ مِنَ النَّاسِ، للذين أَقْحَمَتْهم السَّنَةُ. هلت: هَلَتَ دَمَ البَدَنة إِذا خَدَشَ جِلْدَها بسكِّينٍ حَتَّى يَظْهَر الدمُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الفَرج: سمعتُ وَاقِعًا يَقُولُ: انْهَلَتَ يَعْدُو، وانْسَلَتَ يَعْدو؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَلَتَه وهَلَتَهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَلَتَ الدمَ وهَلَته أَي قَشَره بِالسِّكِّينِ. والهَلْتَى، عَلَى فَعْلَى: نَبْتٌ إِذا يَبِسَ صارَ أَحْمر، وإِذا أُكل ونَبَتَ سُمِّي: الجَمِيمَ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَلْتَى، عَلَى فَعْلَى: شَجَرَةٌ، وَهُوَ كنَباتِ الصِّلِّيانِ، إِلا أَن لَوْنَهُ إِلى الحُمْرة؛ ابْنُ سِيدَهْ: الهَلْتَى نَبْتٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ: مِنَ الطَريفة الهَلْتَى، وَهُوَ نَبت أَحْمَر، يَنْبُتُ نَباتَ الصِّلِّيان والنَّصِيِّ، ولونُه أَحْمَر فِي رطُوبته، وَيَزْدَادُ حُمْرَة إِذا يَبِس، وَهُوَ مَائِيٌّ لَا تَكادُ الماشيةُ تَأْكُلُه مَا وجَدت شَيْئًا مِنَ الكلإِ يَشْغَلُها عَنْهُ. والهِلْتاءَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يُقِيمون ويَظْعَنون؛ هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي زَيْدٍ، وَرَوَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ بالثاء. هَوَتْ: الهَوْتَةُ والهُوتة، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرض واطْمَأَنَّ. وَفِي الدُّعاء: صَبَّ اللَّهُ عَلَيْهِ هَوْتَةً ومَوْتَةً ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي مَا هَوْتة هُنَا. ومضَى هِيتَاءٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ مِنْهُ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هُوَ عِنْدِي فِعْلاء، مُلْحق بِسرْداح، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الهَوْتة، وَهُوَ الوَهْدَةُ وَمَا انْخَفَضَ عَنْ صَفْحة المُسْتَوَى. وَقِيلَ لأُم هِشامٍ البَلَوِيَّة: أَين مَنْزِلُك؟ فَقَالَتْ: بهاتَا الهُوتَةِ؛ قِيلَ: وَمَا الهُوتة؟ قالتْ: بهاتَا الوَكْرةِ؛ قِيلَ: وَمَا الوَكْرَةُ؟ قَالَتْ: بهاتَا الصُّدَّاد؛ قِيلَ: وَمَا الصُّدَّاد؟ قَالَتْ: بِهَاتَا المَوْرِدَة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَهَذَا كلُّه الطريقُ المُنْحَدِرُ إِلى الْمَاءِ. وَرُويَ عَنْ عُثْمَانَ أَنه قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ العَدُوِّ هَوْتَةً لَا يُدْرَكُ قَعْرُها إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ الهَوْتَة، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: الهُوَّةُ مِنَ الأَرض، وَهِيَ الوَهْدة العَمِيقةُ؛ قَالَ ذَلِكَ حِرْصاً عَلَى سَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ، وحَذَراً مِنَ الْقِتَالِ؛ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَدِدْتُ أَن مَا وَراء الدَّرب جَمْرةٌ واحدةٌ ونارٌ تَوَقَّدُ، تأْكلونَ مَا وَراءه وتأْكلُ مَا دُونه. هيت: هَيْتَ: تَعَجُّبٌ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: هَيْتَ للحِلْم وهَيْتَ لَكَ وهِيتَ لكَ أَي أَقْبِلْ. وَقَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، حِكَايَةً عَنْ زَلِيخا أَنها قَالَتْ، لَمَّا راوَدَت يوسفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ نَفْسه: وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ أَي هَلُمَّ وَقَدْ قِيلَ: هَيْتُ لَكَ، وهَيْتِ، بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِهَا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وأَكثرها هَيْتَ لَكَ، بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ؛ قَالَ: ورُوِيَتْ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: هِيتُ لكَ ، قَالَ: ورُوِيَتْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هِئْتُ لَكَ ، بِالْهَمْزِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، مِنَ الهَيئة، كأَنها قَالَتْ: تَهَيَّأْتُ لَكَ قَالَ: فأَما الْفَتْحُ مِنْ هَيْتَ فلأَنها بِمَنْزِلَةِ الأَصوات، لَيْسَ لَهَا فِعْل يَتَصَرَّفُ مِنْهَا، وَفُتِحَتِ التَّاءُ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْيَاءِ، واخْتِير الفتح لأَني قَبْلَهَا يَاءً، كَمَا فَعَلُوا فِي أَيْنَ، ومَن كَسَرَ التَّاءَ فلأَن أَصل الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ حَرَكَةُ الْكَسْرِ، ومَن قَالَ هَيْتُ، ضمَّها لأَنها فِي مَعْنَى الْغَايَاتُ، كأَنها قَالَتْ: دُعائي لكَ؛ فَلَمَّا حُذِفَتِ الإِضافة، وَتَضَمَّنَتْ هَيْتُ مَعْنَاهَا، بُنِيَتْ عَلَى الضَّمِّ

كَمَا بُنِيَتْ حَيْثُ؛ وقراءةُ علي، عليه السلام: هِيتُ لَكَ ، بِمَنْزِلَةِ هَيْتُ لَكَ، وَالْحُجَّةُ فِيهِمَا وَاحِدَةٌ. الْفَرَّاءُ فِي هَيْتَ لَكَ: يُقَالُ إِنها لُغَةٌ، لأَهل حَوْرانَ، سَقَطَتْ إِلى مَكَّةَ فَتَكَلَّمُوا بِهَا، قَالَ: وأَهلُ الْمَدِينَةِ يقرؤُون هِيتَ لكَ، يَكْسِرُونَ الْهَاءَ وَلَا يَهْمِزُونَ؛ قَالَ: وذُكِرَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنهما قَرَآ: هِئْتُ لَكَ ، يُرَادُ بِهِ فِي الْمَعْنَى: تَهَيَّأْتُ لَكَ، وأَنشد الْفَرَّاءُ فِي الْقِرَاءَةِ الأُولى لِشَاعِرٍ فِي أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَبْلِغْ أَميرَ المُؤمِنِينَ، ... أَخا العراقِ إِذا أَتَيْتا: إِنَّ العِراقَ وأَهْلَهُ ... سِلْمٌ إِليكَ، فهَيْتَ، هَيْتا وَمَعْنَاهُ: هَلُمَّ، هَلُمَّ وهَلُمَّ وتَعالَ، يَسْتَوِي فِيهِ الواحدُ وَالْجَمْعُ والمؤَنث وَالْمُذَكَّرُ إِلّا أَن الْعَدَدَ فِيمَا بَعْدَهُ، تَقُولُ: هَيْتَ لَكُمَا، وهَيْتَ لكنَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وُجِدَ الشعرُ بِخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ إِن الْعِرَاقَ، بِكَسْرِ إِنَّ، وَيُرْوَى بِفَتْحِهَا؛ وَيُرْوَى: عُنُقٌ إِليك، بِمَعْنَى مَائِلُونَ إِليك؛ قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ جِنِّي أَن هَيْتَ فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى أَسْرِعْ، قَالَ: وَفِيهِ أَربع لُغَاتٍ: هَيْتَ، بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالتَّاءِ، وهِيتَ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ التَّاءِ، وهَيْتُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ، وهِيتُ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَضَمِّ التَّاءِ. الْفَرَّاءُ فِي الْمَصَادِرِ: مَن قرأَ هَيْتَ لكَ: هَلُمَّ لكَ، قَالَ: وَلَا مَصْدَرَ لِهَيْتَ، وَلَا يُصَرَّفُ. الأَخفش: هَيْتَ لكَ، مَفْتُوحَةٌ، مَعْنَاهَا: هَلُمَّ لكَ؛ قَالَ: وكَسَرَ بعضُهم التَّاءَ، وَهِيَ لُغَةٌ، فَقَالَ: هَيْتِ لَكَ، وَرَفَعَ بعضٌ التَّاءَ، فَقَالَ: هَيْتُ لَكَ، وَكَسَرَ بَعْضُهُمُ الْهَاءَ وَفَتَحَ التَّاءَ، فَقَالَ: هِيتَ لَكَ، كلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٌ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: هَيْتَ لكَ، بالعِبرانية هَيْتالَجْ أَي تعالَ؛ أَعربه الْقُرْآنُ. وهَيَّتَ بِالرَّجُلِ، وهَوَّتَ بِهِ: صَوَّتَ بِهِ وَصَاحَ، وَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: هَيْتَ هَيْتَ؛ قَالَ: قَدْ رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتا، ... لَوْ كَانَ مَعْنِيّاً بِهَا لَهَيَّتَا وَقَالَ آخَرُ: تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ، ... وأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ، يَحْدُو بِهَا كلُّ فَتًى هَيَّاتِ وَفِي الْحَدِيثِ أَنه لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ؛ باتَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُفَخِّذُ عَشيرتَه، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَقَدْ باتَ يُهَوِّتُ أَي يُنادي عَشيرتَه. والتَهْييتُ: الصوتُ بِالنَّاسِ، وَهُوَ فِيمَا قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَن يَقُولَ يَا هَياه. وَيُقَالُ: هَيَّتَ بِالْقَوْمِ تَهْييتاً، وهَوَّتَ بِهِمْ تَهْويتاً إِذا نَادَاهُمْ؛ وهَيَّتَ النذيرُ، والأَصلُ فِيهِ حكايةُ الصَّوْتِ، كأَنهم حَكَوْا فِي هَوَّتَ: هَوْتَ هَوْتَ، وَفِي هَيَّتَ: هَيْتَ هَيْتَ. يُقَالُ: هَوَّتَ بِهِمْ، وهَيَّتَ بِهِمْ إِذا نَادَاهُمْ، والأَصل فِيهِ حِكَايَةُ الصَّوْتِ؛ وَقِيلَ هُوَ أَن يَقُولَ: ياهْ ياهْ، وَهُوَ نداءُ الرَّاعِي لِصَاحِبِهِ مِنْ بَعِيدٍ. ويَهْيَهْتُ بالإِبل إِذا قلتَ لَهَا: ياهْ ياهْ. والعربُ تَقُولُ لِلْكَلْبِ إِذا أَغْرَوْه بِالصَّيْدِ: هَيْتاهْ هَيْتاهْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُرُ الذِّئْبَ: جاءَ يُدِلُّ كَرشاءِ الغَرْبِ، ... وقُلْتُ: هَيْتاهُ، فَتاه كَلْبي

فصل الواو

ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للمَهْواة هَوْتة وهُوَّة وهُوتَةٌ؛ وَجَمْعُ الهُوتةِ: هُوتٌ. وَيُقَالُ: هاتِ يَا رَجُلُ، بِكَسْرِ التَّاءِ، أَي أَعطني، وللإِثنين: هاتِيا، مِثْلُ آتِيا، وَلِلْجَمْعِ: هاتُوا، وللمرأَة: هَاتِي، بِالْيَاءِ، وللمرأَتين: هاتِيا، وَلِلنِّسَاءِ: هاتِينَ، مِثْلُ عاطِينَ. وَتَقُولُ: هَاتِ لَا هاتَيْتَ، وهاتِ إِن كَانَتْ بِكَ مُهاتاةٌ، وَمَا أُهاتِيك كَمَا تَقُولُ: مَا أُعاطِيكَ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ: هاتَيْتُ، وَلَا يُنْهى بِهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: أَصل هاتِ مِن آتَى يُؤَاتِي، فَقُلِبَتِ الأَلف هَاءً. والهِيتُ: الهُوةُ القَعِرةُ مِنَ الأَرض. وهِيتُ، بِالْكَسْرِ: بَلَدٌ عَلَى شَاطِئِ الفُرات، أَصلها مِنَ الهُوَّة؛ قَالَ: طِرْ بجنَاحَيْكَ، فَقَدْ دُهِيتا، ... حَرَّانَ حَرَّانَ، فهِيتاً هِيتا وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اذْهَبْ فِي الأَرض. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يَاءُ هِيتَ، الَّتِي هِيَ أَرضٌ، واوٌ، وَقَدْ ذُكِرَتْ. التَّهْذِيبُ: هِيتٌ مَوْضِعٌ عَلَى شَاطِئِ الفُرات؛ قَالَ رؤْبة: والحُوتُ فِي هِيتَ، رَداها هِيتُ قَالَ الأَزهري: وإِنما قَالَ رُؤْبَةُ: وصاحبُ الحُوتِ، وأَينَ الحُوتُ؟ ... فِي ظُلُماتٍ، تَحْتَهُنَّ هِيتُ ابْنُ الأَعرابي: هِيتُ أَي هُوَّة مِنَ الأَرض، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الهُوتَةُ؛ وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: سُمِّيَتْ هِيتَ لأَنها فِي هُوَّة مِنَ الأَرض، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ إِلى الْيَاءِ، لِكَسْرَةِ الْهَاءِ؛ وَالَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفَى مُخَنَّثَيْن: أَحدهما هِيتٌ والآخر ماتِعٌ ، إِنما هُوَ هِنْبٌ، فصحَّفه أَصحاب الْحَدِيثِ. قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ هِيتٌ؛ قَالَ: وأَظُنُّه صَوَابًا. فصل الواو وَبَتَ: وَبَتَ بَالْمَكَانَ وَبْتاً: أَقام. وتت: أَبو عَمْرٍو: الوَتُّ والوَتَّةُ صياحُ الوَرَشان. وأَوْتى إِذا صاحَ صِياحَ الوَرَشانِ؛ قاله ابن الأَعرابي. وحت: طَعَامٌ وَحْتٌ: لَا خير فيه. وقت: الوَقْتُ: مقدارٌ مِنَ الزمانِ، وكلُّ شَيْءٍ قَدَّرْتَ لَهُ حِيناً، فَهُوَ مُؤَقَّتٌ، وَكَذَلِكَ مَا قَدَّرْتَ غايتَه، فَهُوَ مُؤَقَّتٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَقْتُ مِقْدَارٌ مِنَ الدَّهْرِ مَعْرُوفٌ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي الْمَاضِي، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، واسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ لَفَظَ الوَقْتِ فِي الْمَكَانِ، تَشْبِيهًا بِالْوَقْتِ فِي الزَّمَانِ، لأَنه مِقْدَارٌ مِثْلُهُ، فَقَالَ: ويَتَعَدَّى إِلى مَا كَانَ وَقْتًا فِي الْمَكَانِ، كمِيلٍ وفَرْسخ وبَرِيد، وَالْجَمْعُ: أَوْقاتٌ، وَهُوَ المِيقاتُ. ووَقْتٌ مَوْقُوتٌ ومُوَقَّتٌ: مَحْدُود. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ؛ أَي مُؤَقَّتاً مُقَدَّراً؛ وَقِيلَ: أَي كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ فِي أَوقاتٍ مُوَقَّتة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مَفْروضات فِي الأَوْقات؛ وَقَدْ يَكُونُ وَقَّتَ بِمَعْنَى أَوْجَبَ عَلَيْهِمُ الإِحرامَ فِي الْحَجِّ، وَالصَّلَاةِ عِنْدَ دُخُولِ وقْتِها. والمِيقاتُ: الوَقْتُ المضْروبُ لِلْفِعْلِ وَالْمَوْضِعِ. يُقَالُ: هَذَا مِيقاتُ أَهلِ الشأْم، لِلْمَوْضِعِ الَّذِي يُحْرِمُون مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَقَّتَ لأَهل الْمَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ التَّوْقيت والمِيقاتُ، قَالَ: فالتَّوْقِيتُ والتَّأْقِيتُ: أَن يُجْعَل للشيءِ وَقْتٌ يختض بِهِ، وَهُوَ بيانُ مِقْدَارِ المُدَّة. وَتَقُولُ: وقَّتَ الشيءَ يُوَقِّته، ووَقَتَهُ يَقِتُه إِذا بَيَّنَ حَدَّه، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُطْلِقَ عَلَى الْمَكَانِ،

فَقِيلَ لِلْمَوْضِعِ: مِيقاتٌ، وَهُوَ مِفْعال مِنْهُ، وأَصله مِوْقاتٌ، فقُلبت الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْمِيمُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمْ يَقِتْ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْخَمْرِ حَدًّا أَي لَمْ يُقَدِّرْ، وَلَمْ يَحُدَّه بِعَدَدٍ مَخْصُوصٍ. والمِيقاتُ: مَصْدَرُ الوَقْتِ. والآخرةُ: مِيقاتُ الْخَلْقِ. ومواضعُ الإِحرام: مواقيتُ الحاجِّ. والهلالُ: ميقاتُ الشَّهْرِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ كَذَلِكَ. وَتَقُولُ: وَقَتَه، فَهُوَ مَوْقُوت إِذا بَيَّن لِلْفِعْلِ وَقْتاً يُفْعَلُ فِيهِ. والتَّوْقيت: تحديدُ الأَوقات. وَتَقُولُ: وَقَّتُّه لِيَوْمِ كَذَا مِثْلَ أَجَّلْته. والمَوْقِتُ، مَفْعِلٌ: مِن الوَقْت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والجامعُ الناسِ لِيَوْمِ المَوْقِتِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ . قَالَ الزَّجَّاجُ: جُعل لَهَا وَقْتٌ وَاحِدٌ للفَصْل فِي الْقَضَاءِ بَيْنَ الأُمة؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جُمِعَتْ لِوَقْتِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ واجْتَمع القُرّاء عَلَى هَمْزِهَا، وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: وُقِّتَتْ، وقرأَها أَبو جَعْفَرٍ المَدَنيُّ وُقِتَتْ، خَفِيفَةً بِالْوَاوِ، وإِنما هُمِزَتْ لأَن الْوَاوَ إِذا كَانَتْ أَولَ حَرْفٍ وضُمَّتْ، هُمِزت؛ يُقَالُ: هَذِهِ أُجُوهٌ حسانٌ بِالْهَمْزِ، وَذَلِكَ لأَن ضَمَّةَ الْوَاوِ ثَقِيلَةٌ، وأُقِّتَتْ لُغَةٌ، مِثْلُ وُجُوه وأُجُوه. وَكَتَ: الوَكْتُ: الأَثر الْيَسِيرُ فِي الشَّيْءِ. والوَكْتَةُ: شِبْهُ النُّقطة فِي الْعَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَكْتَةُ فِي الْعَيْنِ نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ فِي بَيَاضِهَا، قِيلَ: فإِن غُفِلَ عَنْهَا صَارَتْ وَدْقةً؛ وَقِيلَ: هِيَ نُقْطة بَيْضَاءُ فِي سَوَادِهَا. وَعَيْنٌ مَوْكُوتةٌ: فِيهَا وَكْتة، إِذا كَانَ فِي سَوَادِهَا نُقْطةُ بياضٍ. غَيْرُهُ: الوَكْتة: كَالنُّقْطَةِ فِي الشَّيْءِ، يُقَالُ: فِي عَيْنِهِ وَكْتة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحْلِفُ أَحدٌ وَلَوْ عَلَى مِثل جَناحِ بَعوضة، إِلَّا كَانَتْ وكْتةً فِي قَلْبِهِ. الوَكْتة: الأَثَرُ فِي الشَّيْءِ، كالنُّقْطة، مِنْ غَيْرِ لَوْنِهِ، وَالْجَمْعُ وَكْتٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للبُسْر إِذا وَقَعَتْ فِيهِ نُقْطة مِنَ الإِرْطاب: قَدْ وَكَتَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ؛ ويَظلُّ أَثَرُها كأَثَر الوَكْتِ. وَوَكَتَ الكتابَ وَكْتاً: نَقَطَه. والوَكْتة والوَكْتُ فِي الرُّطَبة: نُقْطة تَظْهَر فِيهَا مِنَ الإِرْطاب. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا بَدَا فِي الرُّطَب نُقَط مِنَ الإِرْطاب، قِيلَ: قَدْ وَكَّتَ، فإِذا أَتاها التَّوْكيتُ مِنْ قِبَلِ ذَنَبها، فَهِيَ مُذَنِّبَةٌ. الْمُحْكَمُ: ووَكَّتَتِ البُسْرة تَوْكِيتاً: صَارَ فِيهَا نُقَطٌ مِنَ الإِرْطابِ؛ وَهِيَ بُسْرة مُوَكِّتة ومُوَكِّتٌ؛ الأَخيرة عَنِ السِّيرَافِيِّ. وَوكَتَتِ الدابةُ وَكْتاً: أَسْرَعَتْ رفْع قَوَائِمِهَا ووَضْعَها. وَوكتَ المَشْيَ وَكْتاً ووَكَتاناً: وَهُوَ تَقارُبُ الخَطْو فِي ثِقَل وقُبْحِ مَشْيٍ؛ قَالَ: ومَشْيٍ كهَزِّ الرُّمْحِ، بادٍ جَمالُه، ... إِذا وَكَتَ المَشْيَ القِصارُ الدَّحادِحُ وَوكَّتَ فِي سَيْره، وَهُوَ صِنْفٌ مِنْهُ. وَرَجُلٌ وَكَّاتٌ؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن وَكَّاتاً، عَلَى وَكَتَ المَشْيَ، وَلَوْ كَانَ عَلَى مَا حَكَاهُ كُرَاعٌ لَكَانَ مُوَكِّتاً. شَمِرٌ: الوَكْتُ فِي المَشْي هِيَ القَرْمَطَةُ، وَالشَّيْءُ الْيَسِيرُ. وقِرْبَةٌ مَوْكُوتة: مَمْلُوءَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ مَزكُوتة. الْفَرَّاءُ: وَكَتَ القَدَحَ، ووَكَّته، وزَكَتَه، وزَكَّتَه إِذا ملأَه. وَلَتَ: ولَتَه حَقَّه وَلْتاً: نَقَصَه. وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى: وتُولِتُوا أَعْمالكم أَي تَنْقُصوها؛ يُقَالُ:

فصل الياء المثناة تحتها

لاتَ يَلِيتُ، وأَلَتَ يَأْلِتُ، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ أَوْلَتَ يُولِتُ، أَو مِنْ آلَتَ يُؤْلِتُ إِن كَانَ مَهْمُوزًا؛ قَالَ الْقُتِيبِيُّ: وَلَمْ أَسمع هَذِهِ اللُّغَةَ إِلا من هذا الحديث. وَهَتَ: وَهَتَ الشيءَ وَهْتاً: داسَه دَوساً شَدِيدًا. والوَهْتةُ: الهَبْطَةُ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهَا وَهْتٌ. وَقَدْ وَهَتَه يَهِتُه وَهْتاً إِذا ضَغَطَه، فَهُوَ مَوْهُوت. وأَوْهَتَ اللحمُ يُوهِتُ، لُغَةٌ فِي أَيْهَتَ: أَنْتَنَ؛ وإِنما صَارَتِ الْيَاءُ فِي يُوهِتُ وَاوًا لِضَمِّ مَا قَبْلَهَا. الأُمَوِيُّ: المُوهِتُ اللَّحْمُ المُنْتنُ، وَقَدْ أَيْهَتَ إِيهاتاً، والله أَعلم. فصل الياء المثناة تحتها يَقِتُ: الْجَوْهَرِيُّ: الياقُوتُ، يُقَالُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ فاعُول، الْوَاحِدَةُ: يَاقُوتَةٌ، وَالْجَمْعُ: الْيَوَاقِيتُ. يَنْبُتُ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ، أَبو زَيْدٍ: وَمِنَ العِضِّ اليَنْبُوت، وَالْوَاحِدَةُ: يَنْبوتة، وَهِيَ شَجَرَةٌ شَاكَّةٌ ذاتُ غِصَنَةٍ ووَرَقٍ، وثمرُها جَرْوٌ، والجَرْوُ: وِعاء بَذْرِ الكَعابير الَّتِي في رؤوس الْعِيدَانِ، وَلَا يَكُونُ فِي غير الرؤوس إِلا فِي مُحَقَّراتِ الشَّجَرِ، وإِنما سُمِّيَ جَرْواً لأَنه مُدَحْرَجٌ، وَهُوَ مِنَ الشِّرْسِ والعِضِّ، وَلَيْسَ مِنَ العِضاهِ. يَهِتُ: أَيْهَتَ الجُرْحُ يُوهِتُ، وكذلك اللحم: أَنْتَنَ.

فصل الثاء المثلثة

فصل الثاء المثلثة ث: الثَّاءُ مِنَ الْحُرُوفِ اللِّثَوِيَّة، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَهْمُوسَةِ، وَهِيَ وَالظَّاءُ وَالذَّالُ فِي حيز واحد. أبث: أَبَثَ عَلَى الرَّجُلِ يَأْبِثُ أَبْثاً: سَبَّه عِنْدَ السُّلْطَانِ خَاصَّةً. التَّهْذِيبُ: الأَبْثُ الفَقْر؛ وَقَدْ أَبَثَ يَأْبِثُ أَبْثاً. الْجَوْهَرِيُّ: الأَبِثُ الأَشِرُ النَّشِيطُ؛ قَالَ أَبو زُرارة النَّصْرِيُّ: أَصْبَحَ عَمَّارٌ نَشِيطاً أَبِثا، ... يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً، قَدْ كَبِثا كَبِثَ: أَنْتَنَ وأَرْوَحَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَبِثَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَأْبَثُ: وَهُوَ أَن يَشْرَبَ اللبَن حَتَّى يَنْتَفِخَ ويأْخذَه كَهَيْئَةِ السُّكْر؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا مِنْ أَلبان الإِبل. أثث: الأَثاثُ والأَثاثةُ والأُثوثُ: الْكَثْرَةُ والعِظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ أَثَّ يَأَثُّ ويَئِثُّ ويَؤُثُّ أَثًّا وأَثاثةً، فَهُوَ أَثٌّ، مَقْصُورٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه فَعْلٌ، وَكَذَلِكَ أَثِيثٌ، والأُنثى أَثِيثة، وَالْجَمْعُ أَثائِثُ وأَثايِثُ. وَيُقَالُ: أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أَثاثةً أَي كثُر والتَفَّ، وَهُوَ أَثِيثٌ، وَيُوصَفُ بِهِ الشَّعَر الكثير، والنباتُ المُلْتف؛ قال امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَثِيثٌ كَقِنْوِ النَّخْلة المُتَعَثْكِلِ وشَعَر أَثِيثٌ: غَزِيرٌ طَوِيلٌ، وَكَذَلِكَ النَّبَاتُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ ولِحْية أَثَّة كَثَّة: أَثِيثة. وأَثَّتِ المرأَةُ تَئِثُّ أَثًّا: عَظُمَتْ عجيزتُها؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّتْ، وإِنْ هِيَ أَقْبَلَتْ، ... فَرُؤْدُ الأَعالي، شَخْتةُ المُتَوَشَّحِ وامرأَةٌ أَثِيثةٌ: أَثِيرة، كَثِيرَةُ اللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ إِثاثٌ وأَثائثُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَمِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائثُ، ... تُمِيلُها أَعجازُها الأَواعِثُ

وأَثَّثَ الشيءَ: وَطَّأَه ووثَّرَه. والأَثاثُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَالِ؛ وَقِيلَ: كثرةُ الْمَالِ؛ وَقِيلَ: المالُ كلُّه والمتاعُ مَا كَانَ مِنْ لِباسٍ، أَو حَشْوٍ لفراشٍ، أَو دِثارٍ، واحدتُه أَثاثةٌ؛ وَاشْتَقَّهُ ابْنُ دُرَيْدٍ مِنَ الشَّيْءِ المُؤَثَّثِ أَي المُوَثَّر. وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: أَثاثاً وَرِءْياً ؛ الْفَرَّاءُ: الأَثاثُ المَتاع، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ. والأَثاثُ: المالُ أَجمع، الإِبل وَالْغَنَمُ وَالْعَبِيدُ وَالْمَتَاعُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَثاثُ لَا وَاحِدَ لَهَا، كَمَا أَن المَتاع لَا واحدَ لَهُ، قَالَ: وَلَوْ جمعتَ الأَثاثَ، لَقُلْتَ: ثلاثةُ آثَّةٍ، وأُثُثٌ كَثِيرَةٌ. والأَثاثُ: أَنواعُ المَتاع مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ وَنَحْوِهِ. وتأَثَّثَ الرجلُ: أَصابَ خَيْرًا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَصابَ رِياشاً. وأُثاثةُ: اسْمُ رَجُلٍ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسِبُ أَن اشْتِقَاقَهُ من هذا. أرث: أَرَّثَ بَيْنَ الْقَوْمِ: أَفْسَدَ. والتَّأْرِيثٌ: الإِغْراء بَيْنَ الْقَوْمِ. والتَّأْرِيثُ أَيضاً: إِيقادُ النَّارِ. وأَرَّثَ النارَ: أَوْقَدها؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَلَهَا ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها، ... عاقِدٌ فِي الجِيدِ تِقْصارا وتَأَرَّثَتْ، هِيَ: اتَّقَدَتْ؛ قَالَ: فإِنَّ، بأَعْلى ذِي المَجازة، سَرْحةً ... طَويلًا، عَلَى أَهل المَجازة، عارُها ولو ضَرَبُوها بالفُؤُوسِ، وحَرَّقُوا ... عَلَى أَصْلِها، حَتَّى تَأَرَّثَ نارُها وَفِي حَدِيثِ أَسلم، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وإِذا نارٌ تُؤَرَّثُ بصِرارٍ. التأْريثُ: إِيقادُ النَّارِ وإِذْكاؤُها. والإِراثُ والأَرِيثُ: النارُ. وصِرارٌ، بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. والإِراثُ: مَا أُعِدَّ لِلنَّارِ مِنْ حُراقةٍ وَنَحْوِهَا؛ وَقِيلَ: هِيَ النارُ نفْسُها؛ قَالَ: مُحَجَّلُ رِجْلَيْنِ، طَلْقُ اليَدَيْن، ... لَهُ غُرَّةٌ مثلُ ضَوْءِ الإِراثِ وَيُقَالُ: أَرَّثَ فلانٌ بَيْنَهُمُ الشَّرَّ والحَرْبَ تَأْرِيثاً، وأَرَّجَ تَأْرِيجاً إِذا أَغرى بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، وَهُوَ إِيقادُها؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لعدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: وَلَهَا ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها والأُرْثةُ، بِالضَّمِّ: عُودٌ أَو سِرْجِينٌ يُدْفَنُ فِي الرَّماد، وَيُوضَعُ عِنْدَهُ لِيَكُونَ ثُقوباً لِلنَّارِ، عُدَّةً لَهَا إِذا احْتِيج إِليها. والإِراثُ: الرَّماد؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤية: عَفَا غيْرَ إِرْثٍ مِنْ رَماد، كأَنه ... حَمامٌ، بأَلبادِ القِطارِ، جُثُومُ قَالَ السُّكَّرِيُّ: أَلباد القِطار مَا لَبَّدَهُ القَطْر. والإِرْثُ: الأَصلُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِرْثُ فِي الحَسَب، والوِرثُ فِي الْمَالِ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: إِنه لَفِي إِرْثِ مَجْدٍ وإِرْفِ مَجْدٍ، عَلَى الْبَدَلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِرْثُ المِيراثُ، وأَصل الْهَمْزَةِ فِيهِ وَاوٌ. يُقَالُ: هُوَ فِي إِرْثِ صِدْقٍ أَي فِي أَصلِ صِدْقٍ، وَهُوَ عَلَى إِرثٍ مِنْ كَذَا أَي عَلَى أَمر قَدِيمٍ تَوارَثه الآخِرُ عَنِ الأَوَّل. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: إِنكم عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرث أَبيكم إِبراهيم ، يُرِيدُ بِهِ ميراثَهم مِلَّته، ومن هاهنا لِلتَّبْيِينِ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ. وأَصلُ هَمْزَتِهِ وَاوٌ، لأَنه مِنْ وَرِثَ

يَرِثُ. والإِرْثُ مِنَ الشَّيْءِ: الْبَقِيَّةُ مِنْ أَصله، وَالْجَمْعُ إِراث؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فأَوْرَدَهُنَّ مِنَ الدَّوْنَكَيْن، ... حَشارِجَ يَحْفِرْنَ مِنْهَا إِراثا والأُرْثة: سوادٌ وَبَيَاضٌ. كبشٌ آرَثُ وَنَعْجَةٌ أَرْثاء: وَهِيَ الرَّقْطاء، فِيهَا سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. والأُرَثُ والأُرَفُ: الحُدودُ بَيْنَ الأَرضين، وَاحِدَتُهَا أُرْثة وأُرْفة. ابْنُ سِيدَهْ: والأُرْثة الحَدُّ بَيْنَ الأَرْضَين، وأَرَّثَ الأَرْضَيْن: جَعَلَ بَيْنَهُمَا أُرْثة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُرْثَة المكانُ ذُو الأَراضَة السَّهْلُ؛ قَالَ: والأُرْثُ شَبِيهٌ بالكُعْر، إِلَّا أَن الكْعرَ أَبْسَطُ مِنْهُ، قَالَ: وَلَهُ قَضِيبٌ واحدٌ فِي وَسَطِهِ وَفِي رأْسه، مثلُ الفِهْر المُصَعْنَب، غَيْرَ أَن لَا شَوْك فِيهِ، فإِذا جَفَّ تطايرَ لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ مَرْعًى للإِبل خَاصَّةً تَسْمَنُ عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنه يُورِثُها الجَرَبَ، ومنابتُه غَلْظُ الأَرض. والأُرْثة: الأَكَمَةُ الحمراء. أنث: الأُنْثى: خلافُ الذَّكَرِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ إِناثٌ؛ وأُنُثٌ: جَمْعُ إِناث، كَحِمَارٍ وحُمُر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً ؛ وَقُرِئَ: إِلا أُنُثاً، جَمْعَ إِناث، مِثْلَ تِمارٍ وتُمُر؛ ومَن قرأَ إِلا إِناثاً، قِيلَ: أَراد إِلا مَواتاً مِثْلَ الحَجَر والخَشَب وَالشَّجَرِ والمَوات، كلُّها يُخْبَرُ عَنْهَا كَمَا يُخْبر عَنِ المُؤَنث؛ وَيُقَالُ للمَوات الَّذِي هُوَ خِلَافُ الحَيوان: الإِناثُ. الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ: اللَّاتُ والعُزَّى وأَشباهُها مِنَ الْآلِهَةِ المؤَنثة؛ وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِن يَدْعون مِنْ دُونِهِ إِلا أُثُناً ؛ قَالَ الفراءُ: هُوَ جَمْعُ الوَثَنْ فَضَمَّ الْوَاوَ وَهَمَزَهَا. كَمَا قَالُوا: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. والمُؤَنَّث: ذَكَرٌ فِي خَلْق أُنْثى؛ والإِناثُ: جَمَاعَةُ الأُنْثى ويجيءُ فِي الشِّعْرِ أَناثى. وإِذا قُلْتَ للشيءِ تُؤَنِّثه، فالنَّعْتُ بِالْهَاءِ، مِثْلُ المرأَة، فإِذا قُلْتَ يُؤَنث، فَالنَّعْتُ مِثْلُ الرَّجُلِ بِغَيْرِ هاءٍ، كَقَوْلِكَ مؤَنثة ومؤَنث. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: أَنَّثْتُ تَأْنيثاً أَي لِنْتَ لَهُ، وَلَمْ تَتَشَدَّد. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: تَأَنَّثَ فِي أَمره وتَخَنَّثَ. والأَنِيثُ مِنَ الرِّجَالِ: المُخَنَّثُ، شِبْه المرأَة؛ وقال الْكُمَيْتُ فِي الرَّجُلِ الأَنيثِ: وشَذَّبْتَ عَنْهُمْ شَوْكَ كلِّ قَتادةٍ ... بفارسَ، يَخْشاها الأَنِيثُ المُغَمَّزُ والتأْنِيثُ: خلافُ التَّذْكِيرِ، وَهِيَ الأَناثةُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ امرأَة أُنثى إِذا مُدِحَتْ بأَنها كَامِلَةٌ مِنَ النِّسَاءِ، كَمَا يُقَالُ: رَجَلٌ ذَكَر إِذا وُصِفَ بِالْكَمَالِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هَذَا طائرٌ وأُنْثاه، وَلَا يُقَالُ: وأُنْثاتُه. وتأْنيثُ الِاسْمِ: خلافُ تَذْكِيرِهِ؛ وَقَدْ أَنَّثْته، فتَأَنَّثَ. والأُنثَيان: الخُصْيتانِ، وَهُمَا أَيضاً الأُذُنانِ، يَمَانِيَّةٌ؛ وأَنشد الأَزهري لِذِي الرُّمَّةِ: وكُنَّا، إِذا القَيْسيُّ نَبَّ عَتُودُه، ... ضَرَبْناه فوقَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَكُنَّا، إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّه، ... ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيينِ عَلَى الكَرْد قَالَ: يَعْنِي الأُذُنَيْن، لأَنَّ الأُذُنَ أُنثى. وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ عَلَى مَا أَورده الأَزهري لذي الرُّمَّةِ، وَلَمْ يَنْسُبْه لأَحد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ

لِلْفَرَزْدَقِ، قَالَ وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: وَكُنَّا إِذا الجَبَّار صَعَّرَ خَدَّه كَمَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ. والكَرْدُ: أَصل العُنق؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجُ: وكلُّ أُنْثى حَمَلَتْ أَحجارا يَعْنِي المِنْجَنيقَ لأَنها مؤَنثة؛ وَقَوْلُهَا «5» فِي صِفَةِ فَرَسٍ: تَمَطَّقَتْ أُنْثَياها بالعَرَقْ، ... تَمَطُّقَ الشَّيْخِ العَجُوزِ بالمَرَقْ عَنَتْ بأُنْثَييها: رَبَلَتَيْ فَخِذَيْها. والأُنْثَيان: مِنْ أَحياءِ الْعَرَبِ بَجيلة وقُضاعة، عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: فَيَا عَجَبا للأُنْثَيَيْن تَهادَتا ... أَذاتيَ، إِبْراقَ البَغايا إِلى الشَّرْبِ وآنَثَتِ المرأَةُ، وَهِيَ مُؤْنِثٌ: وَلَدَتِ الإِناثَ، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً، فَهِيَ مِئْناثٌ، والرجلُ مِئْناثٌ أَيضا، لأَنهما يَسْتَوِيَانِ فِي مِفْعال. وَفِي حَدِيثِ المُغيرةِ: فُضُلٌ مِئْناثٌ. المئْناثُ: الَّتِي تَلِدُ الإِناثَ كَثِيرًا، كالمِذْكارِ: الَّتِي تَلِدُ الذُّكُورَ. وأَرض مِئْناثٌ وأَنيثةٌ: سَهْلة مُنْبِتة، خَلِيقةٌ بالنَّبات، لَيْسَتْ بِغَلِيظَةٍ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: تُنْبتُ البَقْلَ سَهْلةٌ. وبلدٌ أَنِيثٌ: لَيِّنٌ سَهْل؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. ومكانٌ أَنِيثٌ إِذا أَسْرَع نباتُه وكَثُر؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بمَيْثٍ أَنيثٍ فِي رياضٍ دَمِيثةٍ، ... يُحيلُ سَوافِيها بماءِ فَضِيضِ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: بَلَدٌ دَمِيثٌ أَنِيثٌ طَيِّبُ الرَّيْعةِ، مَرْتُ العُودِ. وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن المرأَة إِنما سُمِّيَتْ أُنثى، مِنَ الْبَلَدِ الأَنيث، قَالَ: لأَن المرأَة أَلْيَنُ مِنَ الرَّجُلِ، وَسُمِّيَتْ أُنثى لِلِينِهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَصْلُ هَذَا الْبَابِ، عَلَى قَوْلِهِ، إِنما هُوَ الأَنيثُ الَّذِي هُوَ اللَّيِّنُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني أَبو الْهَيْثَمِ: كأَنَّ حَصانا فَصٌّها التينُ، حُرَّةً، ... عَلَى حيثُ تَدْمى بالفِناءِ حَصيرُها قَالَ، يَقُولُهُ الشَّمَّاخُ: والحَصانُ هَاهُنَا الدُّرَّة مِنَ الْبَحْرِ فِي صَدَفَتِها تُدْعَى التِّينَ. والحَصِيرُ: موضعُ الحَصِير الَّذِي يُجْلَس عَلَيْهِ، شَبَّه الجاريةَ بالدُّرَّة. والأَنِيثُ: مَا كَانَ مِنَ الحَديد غيرَ ذَكَر. وحديدٌ أَنيثٌ: غَيْرُ ذَكِير. والأَنيثُ مِنَ السُّيوف: الَّذِي مِنْ حديدٍ غَيْرُ ذَكَر؛ وَقِيلَ: هُوَ نحوٌ مَنِ الكَهام؛ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: فيُعْلِمهُ بأَنَّ العَقْل عِنْدي ... جُرازٌ، لَا أَفَلُّ، وَلَا أَنِيثُ أَي لَا أُعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ القاطعَ، وَلَا أُعْطيه الدِّيةَ. والمُؤَنَّثُ: كالأَنِيث؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَمَا يَسْتَوي سَيْفانِ: سَيْفٌ مُؤَنَّثٌ، ... وسَيْفٌ، إِذا مَا عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّما وسيفٌ أَنِيثٌ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِقَاطِعٍ. وَسَيْفٌ مِئْناثٌ ومِئناثة، بالهاءِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ إِذا كَانَتْ حَديدتُه لَيِّنة، تأْنِيثُه عَلَى إِرادة الشَّفْرة، أَو الْحَدِيدَةِ، أَو السِّلَاحِ. الأَصمعي: الذَّكَرُ مِنَ السُّيوف شَفْرَتُه حَدِيدٌ ذَكَرٌ، ومَتْناه أَنيثٌ، يَقُولُ الناسُ إِنها مِنْ عَمَل الْجِنِّ. وَرَوَى إِبراهيم النحعي أَنه قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ مِنَ الطِّيب،

_ (5). هكذا وردت مؤنثةً.

فصل الباء الموحدة

وَلَا يَرَوْنَ بذُكُورته بأْساً ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَراد بالمُؤَنَّثِ طِيبَ النساءِ، مِثْلَ الخَلُوق والزَّعْفران، وَمَا يُلَوِّنُ الثيابَ، وأَما ذُكورةُ الطِّيبِ، فَمَا لَا لَوْنَ لَهُ، مثلُ الْغَالِيَةِ وَالْكَافُورِ والمِسْكِ والعُود والعَنْبَر، وَنَحْوِهَا مِنَ الأَدهان التي لا تُؤَثِّرُ. فصل الباء الموحدة بثث: بَثَّ الشيءَ والخَبَرَ يَبُثُّه ويَبِثُّه بَثّاً، وأَبَثَّه، بِمَعْنَى، فانْبَثَّ: فَرَّقه فتَفَرَّقَ، ونَشَره؛ وَكَذَلِكَ بَثَّ الخيلَ فِي الْغَارَةِ يَبُثُّها بَثّاً فانْبَثَّتْ، وبَثَّ الصيادُ كلابَه يَبُثُّها بَثّاً؛ وانْبَثَّ الجَرادُ فِي الأَرض: انْتَشَر؛ وخَلَقَ اللهُ الخلْقَ، فبَثَّهم فِي الأَرض. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً ؛ أَي نَشَر وكَثَّر؛ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: زَوْجي لَا أَبُثُّ خَبَره أَي لَا أَنْشُره لقُبْح آثَارِهِ. وبُثَّت البُسُطُ إِذا بُسِطَتْ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ؛ قَالَ الفراءُ: مَبْثُوثة كَثِيرَةٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ؛ أَي غُباراً مُنتَشِراً. وتَمْرٌ بَثٌّ إِذا لَمْ يُجَوَّدْ كَنْزُه فتَفَرَّقَ؛ وَقِيلَ: هُوَ المنْتَثِرُ الَّذِي لَيْسَ فِي جِرابٍ، وَلَا وِعَاءٍ كَفَثٍّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: ماءٌ غَوْرٌ؛ قَالَ الأَصمعي: تَمْرٌ بَثٌّ إِذا كَانَ منْثُوراً مُتَفَرِّقاً بعضُه مِنْ بَعْضٍ. وبَثْبَثَ الترابَ: اسْتَثاره وكَشَفَه عَمَّا تَحْتَه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: فَلَمَّا حَضَرَ اليهوديَّ المَوْتُ، قَالَ: بَثْبِثُوه أَي كَشِّفُوه؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَهُوَ مِنَ البَثِّ إِظهارِ الْحَدِيثِ، والأَصلُ فِيهِ بَثِّثُوه، فأُبدل مِنَ الثَّاءِ الْوُسْطَى بَاءً تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا فِي حَثَّثْتُ: حَثْحَثْتُ. وأَبَثَّه الحديثَ: أَطْلَعه عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَلَا أَبُثُّكَ حِيبَتي، ... رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ أَراد: وَلَا أُخْبِرُك بِكُلِّ سُوء حَالَتِي. والبَثُّ: الحالُ والحُزْنُ، يُقَالُ: أَبْثَثْتُك أَي أَظْهَرْتُ لَكَ بَثِّي. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَا تَبُثُّ حديثَنا تَبْثيثاً ؛ وَيُرْوَى تَنُثُّ، بِالنُّونِ، بِمَعْنَاهُ. واسْتَبَثَّه إِياه: طَلَبَ إِليه أَن يَبُثَّه إِياه. والبَثُّ: الحُزْنُ والغَمُّ الَّذِي تُفْضِي بِهِ إِلى صَاحِبِكَ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَم البَثَ ؛ قَالَ: البَثُّ فِي الأَصل شدَّة الحُزْن، والمرضُ الشديدُ، كأَنه مِنْ شدَته يَبُثُّه صاحبَه. الْمَعْنَى: أَنه كَانَ بِجَسَدِهَا عَيْبٌ أَو دَاءٌ، فَكَّانِ لَا يُدْخِلُ يَدَه فِي ثَوْبِهَا فيَمَسَّه، لعِلْمِه أَن ذَلِكَ يُؤْذيها؛ تَصِفُه باللُّطْفِ؛ وَقِيلَ: إِن ذَلِكَ ذَمٌّ لَهُ أَي لَا يَتَفَقَّد أُمورَها ومصالحَها، كَقَوْلِهِمْ: مَا أُدْخِلُ يَدِي فِي هَذَا الأَمْر أَي لَا أَتَفَقَّدُه. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فَلَمَّا تَوَجَّه قافِلًا مِنْ تبوكَ حَضَرني بَثِّي أَي اشْتَدَّ حُزْني. وَيُقَالُ: أَبْثَثْتُ فُلَانًا سِرِّي، بالأَلف، إِبْثاثاً أَي أَطْلَعْتُه عَلَيْهِ وأَظْهَرْته لَهُ. وبَثَّثْتُ الخَبر، شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ، فانْبَثَّ أَي انْتَشَر. وبَثْبَثْتُ الأَمْرَ إِذا فَتَّشْتَ عَنْهُ وتَخَبَّرْته. وبَثْبَثْتُ الخَبَر بَثْبَثةً: نَشَرْتُه، والغُبارَ: هَيَّجتُه. بحث: البَحْثُ: طَلَبُكَ الشيءَ فِي التُّراب؛ بَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً، وابْتَحَثَه. وَفِي الْمَثَلِ: كالباحِثِ عَنِ الشَّفْرة. وَفِي آخَرَ: كباحِثةٍ

عَنْ حَتْفها بظِلْفها؛ وَذَلِكَ أَن شَاةً بَحَثَتْ عَنْ سِكِّين فِي التُّرَابِ بظِلْفِها ثُمَّ ذُبِحَتْ بِهِ. الأَزهري: البَحُوثُ مِنَ الإِبل الَّتِي إِذا سارتْ بَحَثَتِ الترابَ بأَيديها أُخُراً أَي ترمِي إِلى خَلْفِها؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو. والبَحوثُ: الإِبلُ تَبْتَحثُ الترابَ بأَخْفافِها، أُخُراً فِي سَيرها. والبَحْثُ: أَن تَسْأَل عَنْ شَيْءٍ، وتَسْتَخْبر. وبَحَثَ عَنِ الخَبر وبَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً: سأَل، وَكَذَلِكَ اسْتَبْحَثَه، واسْتَبْحَثَ عَنْهُ. الأَزهري: اسْتَبْحَثْتُ وابْتَحَثْتُ وتَبَحَّثْتُ عَنِ الشَّيْءِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي فَتَّشْتُ عَنْهُ. والبَحْث: الحَيَّةُ الْعَظِيمَةُ لأَنها تَبْحَثُ التُّرابَ. وتَرَكْتُه بمباحِثِ البَقَر أَي بِالْمَكَانِ القَفْر؛ يَعْنِي بحيثُ لَا يُدْرى أَين هُوَ. والباحِثاء، مِنْ جِحَرة الْيَرَابِيعِ: تُرابٌ يُخَيَّلُ إِليكَ أَنه القاصِعاء، وَلَيْسَ بِهَا، والجمعُ باحِثاواتُ. وسُورةُ بَراءةَ كَانَ يُقَالُ لَهَا: البُحُوثُ، سمِّيت بِذَلِكَ لأَنها بَحَثَتْ عَنِ الْمُنَافِقِينَ وأَسرارهم أَي اسْتَثارتْها وفَتَّشَتْ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ المِقداد: أَبَتْ عَلَيْنَا سُورةُ البُحوثِ، انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا ؛ يَعْنِي سورةَ التَّوْبَةِ. والبُحوثُ: جَمْعُ بَحْثٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ورأَيت فِي الْفَائِقِ سُورَةَ البَحُوث، بِفَتْحِ الْبَاءِ، قَالَ: فإِن صَحَّتْ، فَهِيَ فَعُول مِنْ أَبنية الْمُبَالِغَةِ، وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، كامرأَة صَبور، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ إِضافة الْمَوْصُوفِ إِلى الصِّفَةِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: البُحَّيْثى مِثَالُ خُلَّيْطَى: لُعْبة يَلْعَبون بِهَا بِالتُّرَابِ كالبُحْثَة. وَقَالَ شَمِرٌ: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَن غُلامين كَانَا يَلْعَبانِ البُحْثَةَ «6»، وَهُوَ لعبٌ بِالتُّرَابِ. قَالَ: البَحْثُ المَعْدِنُ يُبْحَثُ فِيهِ عَنِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ. قَالَ: والبُحاثَة التُّراب الَّذِي يُبْحَثُ عَمَّا يُطْلَبُ فِيهِ. برث: البَرْثُ: جبلٌ مِنْ رَمْلٍ، سَهْلُ التُّرَابِ، لَيِّنه. والبَرْثُ: الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنة. والبَرْثُ: أَسهلُ الأَرض وأَحسَنُها. أَبو عَمْرٍو: سَمِعْتُ ابنَ الفَقْعَسِيِّ يَقُولُ، وسأَلته عَنْ نَجْد، فَقَالَ: إِذا جاوزتَ الرَّمْلَ فصِرْتَ إِلى تِلْكَ البِراثِ، كأَنها السَّنامُ المُشَقَّقُ. الأَصمعي وَابْنُ الأَعرابي: البَرْثُ أَرضٌ لَيِّنَةٌ مُسْتَوِيَةٌ تُنْبِتُ الشَّعَر؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلفاً لَا حسابَ عَلَيْهِمْ، وَلَا عذابَ، فِيمَا بَيْنَ البَرْثِ الأَحْمَر وَبَيْنَ كَذَا ؛ البَرْثُ: الأَرضُ اللَّيِّنة؛ قَالَ: يُرِيدُ بِهِ أَرضاً قَرِيبَةً مِنْ حِمْصٍ، قُتِلَ بِهَا جماعةٌ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: بَيْنَ الزَّيْتُونِ إِلى كَذَا بَرْثٌ أَحْمَرُ ؛ والبَرْثُ: مكانٌ ليِّنٌ سهْلٌ يُنْبِتُ النَّجْمة والنَّصِيَّ، والجمعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ؛ بِراثٌ، وأَبْراثٌ، وبُروثٌ؛ فأَما قَوْلُ رؤْبة: أَقْفَرَتِ الوَعْساءُ، فالعُثاعِثُ ... مِنْ أَهْلِها، فالبُرَقُ البَرارِثُ فإِن الأَصمعي قَالَ: جَعَلَ وَاحِدَتَهَا بَرْثِيةً، ثُمَّ جَمَع وَحَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: فَلَا أَدري مَا هَذَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَراد أَن يَقُولَ بِراث فَقَالَ بَرارِثُ؛ وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ: يُقَالُ إِنه خطأٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما غَلِطَ رؤْبة فِي قَوْلِهِ فالبُرَقُ البَرارِثُ، مِنْ جِهَةِ أَن بَرْثاً اسْمٌ ثُلَاثِيٌّ، قَالَ: وَلَا يُجْمَعُ الثُّلَاثِيُّ عَلَى مَا جَاءَ عَلَى زِنَةِ فَعالل، قَالَ: وَمَنِ انْتَصَرَ لِرُؤْبَةَ قَالَ يجيءُ الْجَمْعُ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ الْمُسْتَعْمَلِ

_ (6). قوله [يلعبان البحثة] ضبطت البحثة، بضم الموحدة، بالأَصل كالنهاية وضبطت في القاموس كالتكملة والتهذيب بفتحها.

كضَرَّة وضَرائر، وحُرَّة وحَرائر، وكَنَّة وكَنائِن، وَقَالُوا: مَشابِهَ ومَذاكِر فِي جَمْعِ شِبْه وَذكر، وإِنما جَاءَ جَمْعًا لمُشْبِه ومِذْكار، وإِن كَانَا لَمْ يُستعملا؛ وَكَذَلِكَ بَرارِثُ، كأَنَّ واحدَه بُرَّثةٌ وبَرِّيثةٌ، وإِن لَمْ يُستعمل؛ قَالَ: وشاهدُ البَرْثِ لِلْوَاحِدِ قولُ الجَعْديّ: عَلَى جانِبَيْ حائِرٍ مُفْرَطٍ، ببَرْثٍ، تَبَوَّأْنه، مُعْشِبِ والحائرٌ: مَا أَمْسَك الماءَ. والمُفْرَطُ: المَمْلُوء. والبَرْثُ: الأَرض الْبَيْضَاءُ، الرَّقِيقَةُ، السَّهْلة، السَّرِيعَةُ النَّبَاتِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وجمعُها بِراثٌ وبِرَثَة. وتَبَوَّأْنَه: أَقَمْنَ بِهِ. وَالضَّمِيرُ فِي تَبَوَّأْنَ يَعُودُ عَلَى نِسَاءٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُنَّ؛ وَقَبْلَهُ: فلمَّا تَخَيَّمْنَ تَحْتَ الأَراكِ، ... والأَثْلِ مِنْ بَلَدٍ طَيِّبِ أَي ضَرَبْنَ خِيامَهُنَّ فِي الأَراك. والوَعْساءُ: الأَرض اللَّيِّنَةُ ذاتُ الرَّمْلِ. والعَثاعِثُ: جمعُ عَثْعثَة، وَهِيَ الأَرضُ اللَّيِّنَةُ الْبَيْضَاءُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ النَّضْرُ: البَرِثَة إِنما تَكُونُ بَيْنَ سُهُولة الرَّمْل وحُزونة القُفِّ، وَقَالَ: أَرض بَرِثَة، عَلَى مِثَالِ مَا تَقَدَّمَ، مَرِيعةٌ تَكُونُ فِي مَسَاقط الْجِبَالِ. ابْنُ الأَعرابي: البُرْثُ، بِالضَّمِّ: الرجلُ الدَّليلُ الحاذِقُ. التَّهْذِيبُ فِي بَرَتٍ، أَبو عمرو: بَرِتَ الرجلُ إِذا تَحَيَّر؛ وبَرِثَ، بالثاء، إِذا تَنَعَّم تَنَعُّماً وَاسِعًا. برعث: البُرْعُثُ: الاسْتُ، كالبُعْثُطِ. وبَرْعَثٌ: مكانٌ. برغث: البَرْغَثَة: لونٌ شَبِيهٌ بالطُّحْلَة. والبُرْغُوثُ: دُوَيبَّة شِبْهُ الحُرْقُوص، والبُرْغوثُ واحدُ البَراغيث. بعث: بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ بِهِ: أَرسله مَعَ غَيْرِهِ. وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، شَهِيدُك يومَ الدِّينِ، وبَعِيثُك نعْمة ؛ أَي مَبْعُوثك الَّذِي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها ؛ يُقَالُ: انْبَعَثَ فلانٌ لشأْنه إِذا ثَارَ ومَضَى ذَاهِبًا لِقَضَاءِ حاجَته. والبَعْثُ: الرسولُ، وَالْجَمْعُ بُعْثانٌ، والبَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْو. والبَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، وَيُقَالُ: هُمُ البَعْثُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إِذا أَرسَلوا إِليها رُكَّاباً لِلْمِيرَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: يَا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ ؛ أَي المَبْعُوث إِليها مِنْ أَهلها، وَهُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْمَفْعُولِ بِالْمَصْدَرِ. وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ البَعْثُ والبَعِيثُ، وَجَمْعُ البَعْثِ: بُعُوث؛ قَالَ: ولكنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَلَيْنَا، ... فَصِرْنا بينَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وَجَمْعُ البَعِيثِ: بُعُثٌ. والبَعْثُ: يَكُونُ بَعْثاً لِلْقَوْمِ يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، مِثْلَ السَّفْر والرَّكْب. وَقَوْلُهُمْ: كنتُ فِي بَعْثِ فلانٍ أَي فِي جَيْشِهِ الَّذِي بُعِثَ مَعَهُ. والبُعُوثُ: الجُيوش. وبَعَثَه عَلَى الشَّيْءِ: حَمَلَهُ عَلَى فِعْله. وبَعَثَ عَلَيْهِمُ البَلاء: أَحَلَّه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَعَثْنا عَلَيْكُمْ

عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ. وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّ عَبْدَ المَلِك خَطَبَ فَقَالَ: بَعَثْنا عَلَيْكُمْ مُسلِمَ بْنَ عُقْبة، فَقَتلَكم يَوْمَ الحَرَّة. وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع. وبَعَثَه مِنْ نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني مِنْ نَوْمِي. وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ مَا كَانَ يَحْبِسُه عَنِ التَّصَرُّف والانْبِعاثِ. وانْبَعَثَ فِي السَّيْر أَي أَسْرَع. ورجلٌ بَعِثٌ: كَثِيرُ الانْبِعاثِ مِنْ نَوْمِهِ. وَرَجُلٌ بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ: لَا تَزَالُ هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه مِنْ نَوْمِهِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر: تَعْدُو بأَشْعَثَ، قَدْ وَهَى سِرْبالُه، ... بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فيَسْهَرُ وَالْجَمْعُ: أَبْعاث: وَفِي التنزيل: قالُوا يَا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟ هَذَا وَقْفُ التَّمام، وَهُوَ قَوْلُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ النُّشور. وقولُه عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛ وَهَذَا رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ، والخَبَرُ مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ؛ وَقُرِئَ: يَا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟ أَي مِن بَعْثِ اللَّهِ إِيَّانا مِنْ مَرْقَدِنا. والبَعْثُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما الإِرْسال، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى * ؛ مَعْنَاهُ أَرسلنا. والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ، تَقُولُ: بَعَثْتُ الْبَعِيرَ فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار. والبَعْثُ أَيضاً: الإِحْياء مِنَ اللَّهِ للمَوْتى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ : أَي أَحييناكم. وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم لِيَوْمِ البَعْثِ. وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ مِنْ ذَلِكَ. وَفَتْحُ الْعَيْنِ فِي الْبَعَثِ كُلُّهُ لُغَةٌ. وَمِنْ أَسمائه عَزَّ وَجَلَّ: الباعِثُ، هُوَ الَّذِي يَبْعَثُ الخَلْقَ أَي يُحْييهم بَعْدَ الْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كَانَ بَارِكًا فَهاجَهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فَمَنِ اسْتَطاعَ أَن يَمُوتَ فِي وَقَفاتِها فَلْيَفعل. قوله: بَعَثات أَي إِثارات وتَهْييجات، جَمْعُ بَعْثَةٍ. وكلُّ شَيْءٍ أَثَرْته فَقَدْ بَعَثْته؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تَحْتَهُ. والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذَلِكَ: أَنشد ابْنُ الأَعرابيّ: أَصْدَرها، عَنْ كَثْرَةِ الدَّآثِ، ... صاحبُ لَيْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ وتَبَعَّثَ مِنِّي الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ. ويومُ بُعاثٍ، بِضَمِّ الْبَاءِ: يَوْمٌ مَعْرُوفٌ، كَانَ فِيهِ حَرْبٌ بَيْنَ الأَوْسِ والخَزْرج فِي الجَاهلية، ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسحاق فِي كِتَابَيْهِمَا؛ قَالَ الأَزهري: وذكَرَ ابْنُ المُظَفَّر هَذَا فِي كِتَابِ الْعَيْنِ، فجعلَه يومَ بُغَاث وصَحَّفَه، وَمَا كَانَ الخليلُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، لِيَخفَى عَلَيْهِ يومُ بُعاثٍ، لأَنه مِنْ مَشَاهِيرِ أَيام الْعَرَبِ، وإِنما صحَّفه الليثُ وَعَزَاهُ إِلى الخَليل نفسِه، وَهُوَ لسانُه، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ تُغَنِّيانِ بِمَا قِيل يومَ بُعَاثٍ ؛ هُوَ هَذَا الْيَوْمُ. وبُعاثٌ: اسْمُ حِصن للأَوْس. وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسْمَانِ. والبَعِيثُ: اسْمُ شَاعِرٍ مَعْرُوفٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، اسْمُهُ خِدَاشُ بْنُ بَشيرٍ، وَكُنْيَتُهُ أَبو مَالِكٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: تَبَعَّثَ مِنِّي ما تَبَعَّثَ، بعد ما اسْتَمرَّ ... فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الْبَيْتَ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبة وَغَيْرُهُ: واستَمَرَّ عَزِيمي، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ: أَنه قَالَ الشِّعْرَ بعد ما أَسَنَّ وكَبِرَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا صالَحَ نصارَى الشَّامِ، كَتَبُوا لَهُ؛ إِنَّا لَا نُحْدِثُ كَنِيسَةً وَلَا قَلِيَّة، وَلَا نُخْرِج سَعانِينَ، وَلَا بَاعُوثًا ؛ الباعوثُ للنَّصارى: كَالِاسْتِسْقَاءِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ اسْمٌ سُرْيَانِيٌّ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالتَّاءِ فَوْقَهَا نُقْطَتَانِ. وباعِيثا: موضع معروف. بغث: البَغَثُ والبُغْثة: بياضٌ يَضرِبُ إِلى الخُضرة؛ وَقِيلَ: بَيَاضٌ يَضرِبُ إلىِ الحُمْرة، الذَّكَرُ أَبْغَثُ، والأُنثَى بَغْثاء. والأَبغَثُ: طائرٌ غَلَبَ عَلَيْهِ غَلَبَة الأَسماء، وأَصلُه الصفةُ لِلَوْنِهِ. التَّهْذِيبُ: البُغَاثُ والأَبغَثُ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، كَلَوْنِ الرَّمَادِ، طَوِيلُ العُنق؛ وَالْجَمْعُ البُغْثُ والأَبَاغِثُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الليثُ البُغاثَ والأَبغَثَ شَيْئًا وَاحِدًا، وَجَعَلَهُمَا مَعًا مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، قَالَ: والبُغاثُ، عِنْدِي، غيرُ الأَبغَثِ؛ فأَما الأَبغَثُ، فَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، مَعْرُوفٌ، وَسُمِّيَ أَبْغَثَ لِبُغْثَتِه، وَهُوَ بَيَاضٌ إِلى الخُضرة؛ وأَما البُغاثُ: فكلُّ طَائِرٍ لَيْسَ مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ؛ يُقَالُ: هُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ مِنَ الطَّيْرِ الَّذِي يُصادُ. والأَبْغَثُ: قريبٌ مِنَ الأَغْبَر. ابْنُ سِيدَهْ: وبَغاثُ الطَّيْرِ وبُغاثها: أَلائِمها وشِرارُها، وَمَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا، واحدتُها بَغاثة، بِالْفَتْحِ، الذَّكر والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ جَعَلَ البَغاثَ وَاحِدًا، فَجَمْعُهُ بِغْثانٌ، مِثْلُ غَزال وغِزلانٍ؛ وَمَنْ قَالَ لِلذَّكَرِ والأُنثى بَغاثة، فَجَمْعُهُ بَغاثٌ، مِثْلُ نَعامة ونَعام، وَتَكُونُ النَّعَامَةُ لِلذَّكَرِ والأُنثى؛ سِيبَوَيْهِ: بُغاثٌ، بِالضَّمِّ، وبِغثانٌ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو: رأَيت وَحْشِيّاً، فإِذا شَيْخٌ مثلُ البَغَاثة : هِيَ الضَّعِيفُ مِنَ الطَّيْرِ، وَجَمْعُهَا بَغاثٌ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: فِي بُغَاثِ الطيرِ مُدٌّ أَي إِذا صادَه الْمُحْرِمُ: وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة يَصِفُ امرأَة: كأَنها بَغاثٌ ؛ والبَغَاثُ طائرٌ أَبيض، وَقِيلَ: أَبْغَثُ إِلى الغُبْرة، بطيءُ الطيرانِ، صَغِيرُ دُوَيْنَ الرَّخَمَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ ابْنِ السَّكِّيتِ: البَغاثُ طائرٌ أَبْغَثُ إِلى الغُبْرةِ دُونَ الرَّخَمة، بطيءُ الطَّيَرَانِ؛ قَالَ: هَذَا غَلَطٌ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحدهما أَنَّ البَغَاثَ اسْمُ جِنْسٍ، وَاحِدَتُهُ بَغاثة، مِثْلُ حَمام وحَمامة، وأَبْغَثُ صِفَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ: أَبْغَثُ بَيِّنُ البُغْثَة، كَمَا تَقُولُ: أَحْمَر بَيِّنُ الحُمْرة؛ وَجَمْعُهُ: بُغْثٌ، مِثْلُ أَحْمَر وحُمر؛ قَالَ: وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَباغِثَ لمَّا اسْتُعمِل استِعمالَ الأَسماء، كَمَا قَالُوا: أَبْطَحُ وأَباطِحُ، وأَجْرَعُ وأَجَارِعُ؛ وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَن البُغَاثَ مَا لَا يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ، وأَما الأَبْغَثُ مِنَ الطَّيْرِ، فَهُوَ مَا كَانَ لَوْنُهُ أَغْبَر، وَقَدْ يَكُونُ صَائِدًا وَغَيْرَ صَائِدٍ. قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: وأَما الصُّقورُ فَمِنْهَا أَبْغَثُ وأَحْوَى، وأَخْرَجُ وأَبيض، وَهُوَ الَّذِي يَصيدُ بِهِ الناسُ عَلَى كُلِّ لَوْنٍ، فجَعَل الأَبْغَثَ صِفَةً لِمَا كَانَ صَائِدًا أَوْ غَيْرَ صَائِدٍ، بِخِلَافِ البَغاثِ الَّذِي لَا يَكُونُ مِنْهُ شيءٌ صَائِدًا؛ وَقِيلَ: البَغَاث أَولادُ الرَّخَم والغِرْبان. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: البَغاثُ الرَّخَمُ، واحدتُها بَغاثة؛ قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَنه يُقَالُ لَهُ البِغاثُ والبُغاثُ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، الْوَاحِدَةُ: بِغاثة وبُغاثة. والبُغاثُ: طَيْرٌ مثلُ السَّوَادِقِ لَا يَصِيدُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كالباشِقِ لَا يَصِيدُ شَيْئًا مِنَ الطَّيْرِ، الْوَاحِدَةُ بُغاثة، وَيُجْمَعُ عَلَى البِغْثان؛ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْداس:

بغاثُ الطَيْر أَكثَرُها فِراخاً، ... وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاةٌ نَزُورُ وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ البِغاثَ بأَرضنا يَسْتَنْسِرُ يُضربُ مَثَلًا للَّئيم يَرْتَفِعُ أَمره؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي مَنْ جاوَرَنا عَزَّ بِنا. قَالَ الأَزهري: سَمِعْنَاهُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، قَالَ: وَيُقَالُ بَغاث، بِفَتْحِ الْبَاءِ؛ قَالَ: والبَغاثُ الطَّيْرُ الَّذِي يُصاد ويَسْتَنْسِرُ أَي يَصِيرُ كالنَّسْر الَّذِي يَصيدُ وَلَا يُصاد. والبَغْثاءُ مِنَ الضأْن، مِثْلُ الرَّقْطاء: وَهِيَ الَّتِي فِيهَا سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَبَيَاضُهَا أَكثر مِنْ سَوَادِهَا. والبَغِيثُ: الطعامُ المخلوطُ يُغَشُّ بالشَّعير كاللَّغِيثِ، عَنْ ثَعْلَبٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ البَغِيثَ واللَّغيثَ سِيَّان والبَغْثاءُ: أَخلاطُ النَّاسِ. ودَخَلَ فِي بَغْثاءِ النَّاسِ وبَرْشاءِ النَّاسِ أَي جَمَاعَتِهِمْ. وبُغاثٌ: مَوْضِعٌ، عَنْ ثَعْلَبٍ. اللَّيْثُ: يومُ بُغاثٍ: يومُ وَقْعَةٍ كَانَتْ بَيْنَ الأَوْس والخَزْرج؛ قَالَ الأَزهري: إِنما هُوَ بُعاث، بِالْعَيْنِ، وَقَدْ مرَّ تَفْسِيرُهُ، وَهُوَ مِنْ مَشَاهِيرِ أَيام الْعَرَبِ، وَمَنْ قَالَ بُغاث، فَقَدْ صحَّف. والأَبْغَثُ: مكانٌ ذُو رَمْلٍ وحجارة. بقث: بَقَثَ أَمرَه وحديثَه، وطعامَه وغيره ذلك: خَلَطَه. بلث: البَلِيثُ: نبْتٌ؛ قَالَ: رَعَيْنَ بَلِيثاً سَاعَةً، ثُمَّ إِننا ... قَطَعْنا عليهنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسَا بلكث: البَلاكِثُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بعض القُرَشِيِّيين «7»: بينما نحنُ بالبَلاكِثِ، بِالقاعِ، ... سِراعاً، والعِيسُ تَهْوِي هُوِيَّا بهث: البَهْثُ: البِشْرُ وحُسْنُ اللِّقَاءِ. وَقَدْ بَهَثَ إِليه وتَبَاهَثَ. وَفُلَانٌ لِبُهْثةٍ أَي لِزِنْيَةٍ. والبُهْثةُ: ابْنُ البَغِيِّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ لأَبي المَكارم: مَا الأَزْيَب؟ فَقَالَ: البُهْثةُ. قُلْتُ: وَمَا البُهْثةُ؟ قَالَ: وَلَدُ المُعارَضةِ، وَهِيَ المُيافعَة والمُساعاة. وَبَنُو بُهْثةَ: بَطْنانِ، بُهْثَةُ مِنْ بَنِي سُلَيْم، وبُهْثةُ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: بُهْثَة، بِالضَّمِّ، أَبو حَيٍّ مِنْ سُلَيم، وَهُوَ بُهْثةُ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ؛ قَالَ عَبْدُ الشَّارِقِ بْنُ عَبْدِ العُزَّى الجُهَنيُّ: تَنادَوْا يالَ بُهْثَةَ، إِذ رأَوْنا، ... فَقُلنا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا «8» والمَلأُ الخُلُق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم ، أَي أَخلاقكم. والبُهْثةُ، مِنَ البَهْثِ: وَهُوَ البِشْرُ وحُسْنُ المَلْقَى. والبُهْثةُ: الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ؛ قَالَ: كأَنها بُهْثةٌ تَرْعَى بأَقْرِيةٍ، ... أَو شِقَّةٌ خَرجَتْ مِنْ جوف سَاهورِ بهكث: البَهْكَثةُ: السُّرْعة فِيمَا أُخِذَ فِيهِ مِنْ عَمَلٍ.

_ (7). قوله [قال بعض القرشيين] قال في التكملة هو أَبو بكر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المسور بن مخرمة في امرأته صالحة بنت أبي عبيدة ابن المنذر، وبعد البيت: خَطَرَتْ خَطْرَةٌ عَلَى الْقَلْبِ من ذكراك ... وَهْنًا فَمَا اسْتَطَعْتُ مُضِيًّا قلت: لبيك إذ دعاني لك الشوق وللحاديين كرّا المطيا (8). قوله [تنادوا يال إلخ] قال في التكملة: الرواية فنادوا، بالفاء، مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ وهو: فجاؤوا عارضاً برداً وجئنا، ... كمثل السيل، نركب وازعينا

فصل التاء المثناة فوقها

بوث: باثَ الشيءَ وَغَيْرَهُ يَبُوثُهُ بَوْثاً، وأَباثه: بَحَثه؛ وَفِي الصِّحَاحِ: بَحَثَ عَنْه. وباثَ المَكانَ بَوْثاً: حَفَر فِيهِ، وخَلَط فِيهِ تُراباً، وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي بِيثَ، لأَنها كَلِمَةٌ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وباثَ الترابَ يَبُوثُه بَوْثاً إِذا فَرَّقه. وباثَ متاعَه يَبُوثُهُ بَوْثاً إِذا بَدَّدَ مَتاعَه ومالَه. وحاثِ باثِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ: قُماشُ النَّاسِ، وَهُوَ فِي الْيَاءِ أَيضاً. وتَرَكَهُم حَوْثاً بَوْثاً، وجئْ بِهِ مِنْ حَوْثَ بَوْثَ أَي مِنْ حيثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ. وجاءَ بحَوْثَ بَوْثَ إِذا جَاءَ بِالشَّيْءِ الْكَثِيرِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تَرَكَهُم حاثِ باثِ، إِذا تَفَرَّقوا. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وبِثَة حرفٌ ناقصٌ، كأَنَّ أَصله بِوْثَة، مِنْ باثَ الريحُ الرمادَ يَبُوثه إِذا فَرَّقه كأَنَّ الرَّمادَ سُمِّي بِثَةً لأَن الرِّيحَ يَسْفِيها. بيث: باثَ الترابَ بَيْثاً، واسْتَباثَه: اسْتَخْرَجَهُ. أَبو الجَرَّاح: الاسْتِباثَةُ اسْتِخْراجُ النَّبيثةِ مِنَ الْبِئْرِ. والاسْتِباثَة: الِاسْتِخْرَاجُ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم الهُذَلي، وَعَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى صَخْرِ الغَيِّ، وَهُوَ سَهْو حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ: لَحَقُّ بَنِي شِعارةَ أَنْ يَقُولُوا ... لِصَخْرِ الغَيِّ: مَاذَا تَسْتَبِيثُ؟ وَمَعْنَى تَسْتَبيثُ: تَستَثِير مَا عِنْدَ أَبي المُثَلَّم مِن هِجَاءٍ وَنَحْوِهِ. وباثَ وأَباثَ واسْتَباثَ ونَبَثَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وباثَ المكانَ بَيْثاً إِذا حَفَر فِيهِ وخَلَطَ فِيهِ تُرَابًا. وحاثِ باثِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ: قُماشُ الناسِ. بينيث: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ، ابْنُ الأَعرابي: البَيْنِيثُ ضَرْبٌ مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: البَيْنيثُ بِوَزْنِ فَيْعيل غَيْرُ اليَنْبِيث، قَالَ: وَلَا أَدري أَعربيٌّ هُوَ أَم دَخِيل؟ فصل التاء المثناة فوقها تفث: التَّفَثُ: نَتْفُ الشَّعَر، وقَصُّ الأَظْفار، وتَنَكُّبُ كُلِّ مَا يَحْرُم عَلَى المُحْرم، وكأَنه الخُروجُ مِنَ الإِحرام إِلى الإِحْلال. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: لَا يَعْرِفُ أَهلُ اللُّغَةِ التَّفَثَ إِلَّا مِنَ التَّفْسِيرِ. ورُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: التَّفَثُ الحَلْق والتَّقْصير، والأَخْذُ مِنَ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبِ والإِبط، والذبحُ والرَّمْيُ ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: التَّفَثُ نَحْرُ البُدْنِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبَقْرِ وَالْغَنَمِ، وحَلْقُ الرأْس، وَتَقْلِيمُ الأَظفار وأَشباهه. الْجَوْهَرِيُّ: التَّفَثُ فِي الْمَنَاسِكِ مَا كَانَ مِن نَحْوِ قَصِّ الأَظْفار وَالشَّارِبِ، وحَلْقِ الرأْسِ وَالْعَانَةِ، وَرَمْيِ الجِمار، ونَحْرِ البُدْن، وأَشباه ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَمْ يجئْ فِيهِ شِعْرٌ يُحْتَجُّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: ذِكْرُ التَّفَثِ، وَهُوَ مَا يَفْعَلُهُ الْمُحْرِمُ بِالْحَجِّ، إِذا حَلَّ كقَصِّ الشَّارِبِ والأَظفار، ونَتْف الإِبط، وحَلْق الْعَانَةِ. وَقِيلَ: هُوَ إِذْهابُ الشَّعَث والدَّرَن، والوَسَخ مُطْلَقًا؛ والرجلُ تَفِثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَفَّثَت الدماءُ مَكَانَهُ أَي لَطَّخَتْه، وَهُوَ مأْخوذ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّفَثُ النُّسُك، مِن مَنَاسِكِ الْحَجِّ. وَرَجُلٌ تَفِثٌ أَي مُتَغَيِّرٌ شَعِثٌ، لَمْ يَدَّهِنْ، وَلَمْ يَسْتَحِد. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يُفَسِّرْ أَحدٌ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ التَّفَث، كَمَا فَسَّرَهُ ابْنُ شُمَيْلٍ؛ جَعَلَ التَّفَثَ التَّشَعُّثَ، وجعلَ إِذْهابَ الشَّعَثِ بالحَلْق قَضاءً، وَمَا أَشْبهه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ثُمَّ ليَقْضُوا تَفَثَهم؛ قَالَ: قَضاءُ

فصل الثاء المثلثة

حَوائجهم مِن الحَلْق والتَّنْظِيفِ. تلث: التَّلِيثُ: مِنْ نَجِيل السِّباخ. توث: التُّوثُ: الفِرْصادُ، واحدتُه تُوثةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بتاءَين. وكَفْرُتُوثا: موضع. فصل الثاء المثلثة ثلث: الثَّلاثة: مِن الْعَدَدِ، فِي عَدَدِ الْمُذَكَّرِ، مَعْرُوفٌ، والمؤَنث ثَلَاثٌ. وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً: صَارَ لَهُمَا ثَالِثًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إِذا كنتَ ثالِثَهم. وكَمَّلْتَهم ثَلَاثَةً بِنَفْسِكَ، وَكَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ، إِلَّا أَنك تَفْتَحُ أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم وأَتْسَعُهم فِيهَا جَمِيعًا، لِمَكَانِ الْعَيْنِ، وَتَقُولُ: كَانُوا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ فثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بِهِمْ تمامَ ثَلَاثِينَ، وَكَانُوا تِسْعَةً وَثَلَاثِينَ فربَعْتُهم، مِثْلَ لَفْظِ الثَّلَاثَةِ والأَربعة، كَذَلِكَ إِلى الْمِائَةِ. وأَثْلَثَ القومُ: صَارُوا ثَلَاثَةً؛ وَكَانُوا ثَلَاثَةً فأَرْبَعُوا؛ كَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ، مُضَافٌ إِلى الْعَشَرَةِ، وَلَا يُنَوَّنُ، فإِن اخْتَلَفَا، فإِن شِئْتَ نوَّنت، وإِن شِئْتَ أَضفت، قُلْتُ: هُوَ رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثَلَاثَةً، كَمَا تَقُولُ: ضاربُ زيدٍ، وضاربٌ زَيْدًا، لأَن مَعْنَاهُ الْوُقُوعُ أَي كَمَّلَهم بِنَفْسِهِ أَربعة؛ وإِذا اتَّفَقَا فالإِضافة لَا غَيْرُ لأَنه فِي مَذْهَبِ الأَسماء، لأَنك لَمْ ترِد مَعْنَى الْفِعْلِ، وإِنما أَردت: هُوَ أَحد الثَّلَاثَةِ وبعضُ الثَّلَاثَةِ، وَهَذَا مَا لَا يَكُونُ إِلا مُضَافًا، وَتَقُولُ: هَذَا ثالثُ اثْنَيْنِ، وثالثٌ اثْنَيْنِ، بِمَعْنَى هَذَا ثَلَّثَ اثْنَيْنِ أَي صَيَّرهما ثَلَاثَةً بِنَفْسِهِ؛ وَكَذَلِكَ هُوَ ثالثُ عَشَر، وثالثَ عَشَرَ، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ، فَمَنْ رَفَعَ، قَالَ: أَردتُ ثالثٌ ثَلَاثَةَ عَشر؛ فحذفتُ الثَّلَاثَةَ، وتركتُ ثَالِثًا عَلَى إِعرابه؛ وَمَنْ نَصَبَ قَالَ: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فَلَمَّا أَسقطتُ مِنْهَا الثَّلَاثَةَ أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن هَاهُنَا شَيْئًا مَحْذُوفًا. وَتَقُولُ: هَذَا الْحَادِي عَشَرَ، وَالثَّانِي عَشَرَ، إِلى الْعِشْرِينَ مَفْتُوحٌ كُلُّهُ، لِما ذَكَرْنَاهُ. وَفِي المؤَنث: هَذِهِ الحاديةَ عَشْرَة، وَكَذَلِكَ إِلى الْعِشْرِينَ، تَدْخُلُ الْهَاءُ فِيهِمَا جَمِيعًا، وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ: أَتَوْني ثلاثَتَهم وأَرْبَعَتَهم إِلى الْعَشَرَةِ، فَيَنْصِبُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّثُ أَتَيْنَني ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ؛ وغيرُهم يُعْربه بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ، يَجْعَلُهُ مثلَ كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لَمْ يَكُنْ إِلا النصبَ، تَقُولُ: أَتوني أَحَدَ عَشرَهُم، وتسعةَ عشرَهُم، وَلِلنِّسَاءِ أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ، وثمانيَ عَشْرَتَهنَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ آنِفًا: هَذَا ثالثُ اثْنين، وثالثٌ اثْنَيْنِ، وَالْمَعْنَى هَذَا ثَلَّثَ اثْنَيْنِ أَي صَيَّرهما ثَلَاثَةً بِنَفْسِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَيضاً: هَذَا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر، بِضَمِّ الثَّاءِ وَفَتْحِهَا، إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ: ثالثُ اثنينِ، بِالرَّفْعِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ثَلَّثَ اثْنين وَهَمٌ، وَصَوَابُهُ: ثَلَثَ، بِتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: هُوَ ثالثُ عَشَر، بِضَمِّ الثَّاءِ، وَهَمٌ لَا يُجيزه الْبَصْرِيُّونَ إِلَّا بِالْفَتْحِ، لأَنه مُرَكَّبٌ؛ وأَهل الْكُوفَةِ يُجيزونه، وَهُوَ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ غَلَطٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَفْديكِ يَا زُرْعَ أَبي وَخَالِي، ... قَدْ مَرَّ يومانِ، وَهَذَا الثَّالِي وأَنتِ بالهِجْرانِ لَا تُبالي فإِنه أَراد الثَّالِثَ، فأَبدل الْيَاءَ مِنَ الثَّاءِ. وأَثْلَثَ القومُ: صَارُوا ثَلَاثَةً، عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً ؛ أَي ثلاثٌ وَثَلَاثُونَ حُقَّةً، وثلاثٌ وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وأربعٌ وَثَلَاثُونَ ثَنِيَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحد، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ؛ جَعَلَهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، لأَن الْقُرْآنَ الْعَزِيزَ لَا يَتَجاوز ثلاثةَ أَقسام، وَهِيَ: الإِرْشاد إِلى مَعْرِفَةِ ذَاتِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَتَقْدِيسِهِ أَو مَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وأَسمائه، أَو مَعْرِفَةِ أَفعاله، وسُنَّته فِي عِبَادِهِ، وَلَمَّا اشْتَمَلَتْ سُورَةُ الإِخلاص عَلَى أَحد هَذِهِ الأَقسام الثَّلَاثَةِ، وَهُوَ التَّقْدِيسُ، وازَنَها سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بثُلُثِ الْقُرْآنِ، لأَن مُنْتَهى التَّقْدِيسِ أَن يَكُونَ وَاحِدًا فِي ثَلَاثَةِ أُمور، لَا يَكُونُ حَاصِلًا مِنْهُ مَنْ هُوَ مِنْ نَوْعِهِ وشِبْهه، ودَلَّ عَلَيْهِ قولُه: لَمْ يَلِدْ؛ وَلَا يَكُونُ هُوَ حَاصِلًا مِمَّنْ هُوَ نَظِيرُهُ وشبهه، ودلَّ عليه قوله: وَلَمْ يُولَدْ؛ وَلَا يَكُونُ فِي دَرَجَتِهِ وإِن لَمْ يَكُنْ أَصلًا لَهُ وَلَا فَرْعًا مَن هُوَ مِثْلُهُ، وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. وَيَجْمَعُ جَمِيعَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؛ وجُمْلَتُه تفصيلُ قَوْلِكَ: لَا إِله إِلا اللَّهُ؛ فَهَذِهِ أَسرار الْقُرْآنِ، وَلَا تَتناهَى أَمثالُها فِيهِ، فَلَا رَطْب وَلَا يَابِسَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ لَا يَثْني وَلَا يَثْلِثُ أَي هُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ، فإِذا أَراد النُّهوضَ لَمْ يَقْدِرْ فِي مرَّة، وَلَا مَرَّتَيْنِ، وَلَا فِي ثَلَاثٍ. وَالثَّلَاثُونَ مِنَ الْعَدَدِ: لَيْسَ عَلَى تَضْعِيفِ الثَّلَاثَةِ، وَلَكِنْ عَلَى تَضْعِيفِ الْعَشَرَةِ، وَلِذَلِكَ إِذا سَمَّيْتَ رَجُلًا ثَلَاثِينَ، لَمْ تَقُلْ ثُلَيِّثُون، وَلَكِنْ ثُلَيْثُونَ؛ عَلَّل ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ. وَقَالُوا: كَانُوا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ لَهُمْ مَقام الثَّلَاثِينَ. وأَثْلَثوا: صَارُوا ثَلَاثِينَ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى لَفْظِ الثَّلَاثَةِ، وَكَذَلِكَ جميعُ العُقود إِلى الْمِائَةِ، تصريفُ فِعْلِهَا كَتَصْرِيفِ الْآحَادِ. والثَّلاثاء: مِنَ الأَيام؛ كَانَ حَقُّه الثَّالِثَ، ولكنَّه صِيغَ لَهُ هَذَا الْبِنَاءُ ليَتَفَرَّد بِهِ، كَمَا فُعِلَ ذَلِكَ بالدَّبَرانِ. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: مَضَت الثَّلاثاءُ بِمَا فِيهَا فأَنَّث. وَكَانَ أَبو الْجَرَّاحِ يَقُولُ: مَضَت الثلاثاءُ بِمَا فِيهِنَّ، يُخْرِجُها مُخْرَج الْعَدَدِ، وَالْجَمْعُ ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ؛ حَكَى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ، عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَكُنْ ثَلاثاوِيّاً أَي مِمَّنْ يَصُومُ الثَّلاثاءَ وَحْدَهُ. التَّهْذِيبِ: والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسْمًا، جُعلت الْهَاءُ الَّتِي كَانَتْ فِي الْعَدَدِ مَدَّة فَرْقًا بَيْنَ الْحَالَيْنِ، وَكَذَلِكَ الأَرْبِعاء مِنَ الأَرْبعة؛ فَهَذِهِ الأَسماء جُعلت بِالْمَدِّ تَوْكِيدًا لِلِاسْمِ، كَمَا قَالُوا: حَسَنةٌ وحَسْناء، وقَصَبة وقَصْباء، حَيْثُ أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الِاسْمِ، وَكَذَلِكَ الشَّجْراء والطَّرْفاء، والواحدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِوَزْنِ فَعَلَةٍ. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ، أَنشده ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَهْجُو طَيِّئاً: فإِنْ تَثْلِثُوا نَرْبَعْ، وإِن يَكُ خامِسٌ، ... يكنْ سادِسٌ، حَتَّى يُبِيرَكم القَتْلُ أَراد بِقَوْلِهِ: تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثَالِثًا؛ وَبَعْدَهُ: وإِن تَسْبَعُوا نَثْمِنْ، وإِن يَكُ تاسِعٌ، ... يكنْ عاشرٌ، حَتَّى يكونَ لَنَا الفَضْلُ يَقُولُ: إِن صرْتم ثَلَاثَةً صِرْنا أَربعة، وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خَمْسَةً، فَلَا نَبْرَحُ نَزيد عَلَيْكُمْ أَبداً. وَيُقَالُ: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مُضَافٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ . قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا يَكُونُ إِلا مُضَافًا، وَلَا يَجُوزُ التَّنْوِينُ فِي ثَالِثٍ، فَتُنْصَبُ الثلاثةَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ثانيَ اثْنَين، لَا يَكُونُ إِلا مُضَافًا، لأَنه فِي مَذْهَبِ

الِاسْمِ، كأَنك قُلْتَ وَاحِدٌ مِنِ اثْنَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْ ثَلَاثَةٍ، أَلا تَرَى أَنه لَا يَكُونُ ثَانِيًا لِنَفْسِهِ، وَلَا ثَالِثًا لِنَفْسِهِ؟ وَلَوْ قُلْتَ: أَنت ثالثُ اثْنَيْنِ، جَازَ أَن يُقَالَ ثالثٌ اثْنَيْنِ، بالإِضافة وَالتَّنْوِينِ ونَصْب الِاثْنَيْنِ؛ وَكَذَلِكَ لَوْ قُلْتَ: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثَلَاثَةً، جَازَ ذَلِكَ لأَنه فِعْلٌ وَاقِعٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ. كَانُوا اثْنَيْنِ فثَلَثْتُهما، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا كَانَ النَّحْوِيُّونَ يَخْتارونه. وَكَانُوا أَحد عَشَرَ فثَنَيْتُهم، وَمَعِي عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، واثْنِيهِنَّ، واثْلِثْهُنَّ؛ هَذَا فِيمَا بَيْنَ اثْنَيْ عَشَرَ إِلى الْعِشْرِينَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ هُوَ ثالثُ ثلاثةٍ، وَهِيَ ثالثةُ ثلاثٍ، فإِذا كَانَ فِيهِ مُذَكَّرٌ، قُلْتَ: هِيَ ثالثُ ثلاثةٍ، فيَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ. وَتَقُولُ: هُوَ ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ يَعْنِي هُوَ أَحدهم، وَفِي المؤَنث: هُوَ ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لَا غَيْرُ، الرَّفْعُ فِي الأَوّل. وأَرضٌ مُثَلَّثة: لَهَا ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فَمِنْهَا المُثَلَّثُ الحادُّ، وَمِنْهَا المُثَلَّثُ الْقَائِمُ. وَشَيْءٌ مُثَلَّثٌ: مَوْضُوعٌ عَلَى ثلاثِ طاقاتٍ. ومَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ عَلَى ثلاثِ قُوًى؛ وَكَذَلِكَ فِي جَمِيعِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى الْعَشَرَةِ، إِلا الثَّمَانِيَةَ وَالْعَشَرَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: شَيْءٌ مُثَلَّث أَي ذُو أَركان ثَلَاثَةٍ. اللَّيْثُ: المُثَلَّثُ مَا كَانَ مِنَ الأَشياء عَلَى ثلاثةِ أَثْناءٍ. والمَثْلُوثُ مِنَ الْحِبَالِ: مَا فُتِلَ عَلَى ثلاثِ قُوًى، وَكَذَلِكَ مَا يُنْسَجُ أَو يُضْفَر. وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ فِي الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، وَالثَّانِي: المُصَلِّي، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ: ثِلْثٌ، ورِبْعٌ، وخِمْسٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وثَلَّثَ الفرسُ: جَاءَ بَعْدَ المُصَلِّي، ثُمَّ رَبَّعَ، ثُمَّ خَمَّسَ. وَقَالَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَبَقَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثَنَّى أَبو بَكْرٍ، وثَلَّثَ عمرُ، وخَبَطَتْنا فتنةٌ مِمَّا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع فِي سَوَابِقِ الْخَيْلِ مِمَّنْ يُوثَقُ بِعِلْمِهِ اسْمًا لِشَيْءٍ مِنْهَا، إِلَّا الثانيَ والعاشِرَ، فإِن الثانيَ اسْمُهُ المُصَلِّي، والعاشرَ السُّكَيْتُ، وَمَا سِوَى ذَيْنِكَ إِنما يُقَالُ: الثالثُ والرابعُ وَكَذَلِكَ إِلى التَّاسِعِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: أَسماءُ السُّبَّقِ مِنَ الْخَيْلِ: المُجَلِّي، والمُصَلِّي، والمُسَلِّي، وَالتَّالِي، والحَظِيُّ، والمُؤمِّلُ، والمُرْتاحُ، والعاطِفُ، واللَّطِيمُ، والسُّكَيْتُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَحفظها عَنْ ثِقَةٍ، وَقَدْ ذَكَرَهَا ابْنُ الأَنباري، وَلَمْ يَنْسُبْهَا إِلى أَحد؛ قَالَ: فَلَا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم لَا؟ والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى، بَعْدَ الثُّنْيا. والثُّلاثيُّ: منسوب إِلى الثَّلاثة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. التَّهْذِيبِ: الثُّلاثيُّ يُنْسَبُ إِلى ثَلَاثَةِ أَشياء، أَو كَانَ طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ، وَكَذَلِكَ الْغُلَامُ، يُقَالُ: غُلَامٌ خُماسِيٌّ، وَلَا يُقَالُ سُداسِيٌّ، لأَنه إِذا تَمَّتْ لَهُ خَمْسٌ، صَارَ رَجُلًا. والحروفُ الثُّلاثيَّة: الَّتِيِ اجْتَمَعَ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَحرف. وَنَاقَةٌ ثَلُوثٌ: يَبِسَتْ ثلاثةٌ مِنْ أَخْلافها، وَذَلِكَ أَن تُكْوَى بِنَارٍ حَتَّى يَنْقَطِعَ خِلْفُها وَيَكُونُ وَسْماً لَهَا، هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللهُ بثالِثةِ الأَثافي، وَهِيَ الداهيةُ الْعَظِيمَةُ، والأَمْرُ الْعَظِيمُ، وأَصلُها أَن الرَّجُلَ إِذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ، وَلَمْ يَجِدِ الثالثةَ، جَعَلَ رُكْنَ الْجَبَلِ ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن. وثالثةُ الأَثافي: الحَيْدُ النادِرُ مِنَ الْجَبَلِ، يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان، ثُمَّ يُنْصَبُ عَلَيْهَا القِدْرُ. والثَّلُوثُ مِنَ النُّوق: الَّتِي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إِذا حُلِبَتْ، وَلَا يَكُونُ أَكثر مِنْ ذَلِكَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ يَعْنِي لَا يَكُونُ المَلْءُ أَكثَر مِنْ ثَلَاثَةٍ.

وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي صُرِمَ خِلْفٌ مِنْ أَخْلافها، وتَحْلُب مِنْ ثَلَاثَةِ أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَيضاً؛ وأَنشد الهُذَلي: أَلا قُولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ الصَّحِيحةَ ... لَا تُحالِبها الثَّلُوثُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصَّحِيحَةُ الَّتِي لَهَا أَربعة أَخْلاف؛ والثَّلُوث: الَّتِي لَهَا ثَلاثةُ أَخْلاف. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَاقَةٌ ثَلُوثُ إِذا أَصاب أَحد أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ أَيضاً. والمُثَلَّثُ مِنَ الشَّرَابِ: الَّذِي طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثاه؛ وَكَذَلِكَ أَيضاً ثَلَّثَ بِنَاقَتِهِ إِذا صَرَّ مِنْهَا ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفين، قِيلَ: شَطَّرَ بِهَا؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً وَاحِدًا، قِيلَ: خَلَّفَ بِهَا؛ فإِن صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، قِيلَ: أَجْمَعَ بِنَاقَتِهِ وأَكْمَش. التَّهْذِيبِ: النَّاقَةُ إِذا يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ مِنْهَا، فَهِيَ ثَلُوثٌ. وناقةٌ مُثَلَّثَة: لَهَا ثَلَاثَةُ أَخْلافٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فتَقْنَعُ بِالْقَلِيلِ، تَراه غُنْماً، ... وتَكْفيكَ المُثَلَّثَةُ الرَّغُوثُ ومَزادة مَثْلُوثة: مِنْ ثَلَاثَةِ آدِمةٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: المَثْلُوثة مَزادة تَكُونُ مِنْ ثَلَاثَةِ جُلُودٍ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةَ آنيةٍ، فَهِيَ ثَلُوثٌ. وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثَلَاثَةً. والثُّلاثةُ، بِالضَّمِّ: الثَّلاثة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَمَا حَلَبَتْ إِلّا الثُّلاثةَ والثُّنَى، ... ولا قُيِّلَتْ إِلَّا قَريباً مَقالُها هَكَذَا أَنشده بِضَمِّ الثَّاءِ: الثُّلاثة، وَفَسَّرَهُ بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ قُيِّلَتْ، بِضَمِّ الْقَافِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ قَيَّلَتْ، بِفَتْحِهَا، وَفَسَّرَهُ بأَنها الَّتِي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل، وَهُوَ شُرْبُ النَّهَارِ فَالْمَفْعُولُ، عَلَى هَذَا مَحْذُوفٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ؛ مَعْنَاهُ: اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لَمْ يَنْصَرِفْ لِجِهَتَيْنِ، وَذَلِكَ أَنه اجْتَمَعَ عِلَّتَانِ: إِحداهما أَنه مَعْدُولٌ عَنِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وثَلاثٍ ثَلاثٍ، وَالثَّانِيَةُ أَنه عُدِلَ عَنْ تأْنيثٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وثُلاثُ ومَثْلَثُ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِلْعَدْلِ وَالصِّفَةِ، لأَنه عُدِلَ مِنْ ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث، وَهُوَ صِفَةٌ، لأَنك تَقُولُ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مَثْنَى وثُلاثَ. قَالَ تَعَالَى: أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ؛ فوُصِفَ بِهِ؛ وَهَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما لَمْ يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فِيهِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى، لأَنه عُدِلَ عَنْ لَفْظِ اثْنَيْنِ إِلى لَفْظِ مَثْنى وثُناء، عَنْ مَعْنَى اثْنَيْنِ إِلى مَعْنَى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، إِذا قُلْتَ جَاءَتِ الخيلُ مَثْنَى؛ فَالْمَعْنَى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين؛ وَكَذَلِكَ جميعُ معدولِ العددِ، فإِن صَغَّرته صَرَفْته فَقُلْتَ: أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ، لأَنه مثلُ حَمَيِّرٍ، فَخَرَجَ إِلى مِثَالِ مَا يَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ أَحمد وأَحْسَن، لأَنه لَا يَخْرُجُ بِالتَّصْغِيرِ عَنْ وَزْنِ الْفِعْلِ، لأَنهم قَدْ قَالُوا فِي التَّعَجُّبِ: مَا أُمَيْلِحَ زَيْدًا وَمَا أُحَيْسِنَهُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَكِنِ اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ، وسَمُّوا اللَّهَ تَعَالَى. يُقَالُ: فَعَلْتُ الشَّيْءَ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ، غَيْرُ مَصْرُوفَاتٍ، إِذا فَعَلْتَهُ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَثَلَاثًا ثَلَاثًا، وأَربعاً أَربعاً. والمُثَلِّثُ: السَّاعِي بأَخيه. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ أَنه قَالَ لِعُمَرَ: أَنْبِئْني مَا المُثَلِّثُ؟ فَقَالَ: وَمَا المُثَلِّثُ؟ لَا أَبا لكَ فَقَالَ: شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ ؛

يَعْنِي السَّاعِي بأَخيه إِلى السُّلْطَانِ يُهْلِك ثَلَاثَةً: نفسَه، وأَخاه، وإِمامه بِالسَّعْيِ فِيهِ إِليه. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ؛ دَعَاهُ عمرُ إِلى الْعَمَلِ بَعْدَ أَن كَانَ عَزَلَه، فَقَالَ: إِني أَخاف ثَلَاثًا وَاثْنَتَيْنِ. قَالَ: أَفلا تَقُولُ خَمْسًا؟ قَالَ: أَخاف أَن أَقولَ بِغَيْرِ حُكم، وأَقْضِيَ بِغَيْرِ عِلْم، وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري، وأَن يُشْتَم عِرْضي، وأَن يُؤْخَذَ مَالِي، الثَّلاثُ وَالِاثْنَتَانِ ؛ هَذِهِ الْخِلَالُ الَّتِي ذَكَرَهَا، وإِنما لَمْ يَقُلْ خَمْسًا، لأَن الخَلَّتين الأَوَّلَتَين مِنَ الحقِّ عَلَيْهِ، فَخَافَ أَن يُضِيعَه، والخِلالُ الثلاثُ مِنَ الحَقِّ لَهُ، فَخاف أَن يُظْلَم، فَلِذَلِكَ فَرَّقَها. وثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، وأَطْرَده ثَعْلَبُ فِي وَلَد كُلِّ أُنثى. وَقَدْ أَثْلَثَتْ، فَهِيَ مُثْلِثٌ، وَلَا يُقَالُ: ناقةٌ ثِلْث. والثُّلُثُ والثَّلِيثُ مِنَ الأَجزاء: مَعْرُوفٌ، يَطَّرِدُ ذَلِكَ، عِنْدَ بَعْضِهِمْ، فِي هَذِهِ الْكُسُورِ، وجمعُها أَثلاثٌ. الأَصمعي: الثَّلِيثُ بِمَعْنَى الثُّلُثِ، وَلَمْ يَعْرِفْه أَبو زَيْدٍ؛ وأَنشد شِمْرٌ: تُوفي الثَّلِيثَ، إِذا مَا كانَ فِي رَجَبٍ، ... والحَيُّ فِي خاثِرٍ مِنْهَا، وإِيقَاعِ قَالَ: ومَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنى، مِثْلُ ثُلاثَ ثُلاثَ. الْجَوْهَرِيُّ: الثُّلُثُ سَهْمٌ مِنْ ثَلاثةٍ، فإِذا فَتَحْتَ الثَّاءَ زَادَتْ يَاءٌ، فَقُلْتَ: ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ؛ وأَنكر أَبو زَيْدٍ مِنْهَا خَمِيساً وثَلِيثاً. وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً: أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، وَكَذَلِكَ جميعٌ الْكُسُورِ إِلى العَشْرِ. والمَثْلُوثُ: مَا أُخِذَ ثُلُثه؛ وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ وَقِيلَ: المَثْلُوثُ مَا أُخِذَ ثُلُثه، والمَنْهوكُ مَا أُخِذَ ثُلُثاه، وَهُوَ رَأْيُ العَروضِيِّين فِي الرَّجَزِ وَالْمُنْسَرِحِ. والمَثْلُوثُ مِنَ الشِّعْرِ: الَّذِي ذَهَبَ جُزْآنِ مِنْ سِتَّةِ أَجزائه. والمِثْلاثُ مِنَ الثُّلُثِ: كالمِرْباع مِنَ الرُّبُع. وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، وأُكِلَ ثُلُثاه. وثَلَّثَ البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه. وإِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الشَّرَابِ وَغَيْرِهِ. والثَّلِثانُ: شَجَرَةُ عِنبِ الثَّعْلب. الْفَرَّاءُ: كِساءٌ مَثْلُوثٌ مَنْسُوجٌ مِنْ صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ؛ وأَنشد: مَدْرَعَةٌ كِساؤُها مَثْلُوثُ وَيُقَالُ لوَضِين البَعير: ذُو ثُلاثٍ؛ قَالَ: وَقَدْ ضُمِّرَتْ، حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها، ... إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءِ شَعْبِ السَّناسِنِ وَيُقَالُ ذُو ثُلاثها: بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة الَّتِي تُقْشَر بَعْدَ السَّلْخ. الْجَوْهَرِيُّ: والثِّلْثُ، بِالْكَسْرِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: هُوَ يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ؛ وَلَا يُستعمل الثِّلْثُ إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؛ وَلَيْسَ فِي الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، وَهُوَ أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يَوْمٍ؛ ثُمَّ الغِبُّ، وَهُوَ أَن تَرِدَ يَوْمًا وتَدعَ يَوْمًا؛ فإِذا ارْتَفَعَ مِنَ الغِبّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثُمَّ الخِمْسُ، وَكَذَلِكَ إِلى العِشْر؛ قَالَهُ الأَصمعي. وتَثْلِيثُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وَقِيلَ: تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مَشْهُورٌ؛ قَالَ الأَعشى: كخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ، مِن تَثْلِيثَ، ... قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ ثوث: بُرْدٌ ثُوثِيٌّ: كَفُوفيٍّ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن ثَاءَهُ بدل.

فصل الجيم

فصل الجيم جأث: جَئِثَ الرجلُ جَأَثاً: ثَقُلَ عِنْدَ الْقِيَامِ أَو حَمْلِ شَيْءٍ ثَقِيلٍ، وأَجْأَثَهُ الحِمْلُ. اللَّيْثُ: الجَأْثُ ثِقَلُ المَشْي؛ يُقَالُ: أَثْقَلَه الحِمْلَ حَتَّى جَأَثَ. غَيْرُهُ: الجَأَثانُ ضَرْبٌ مِنَ المَشْي؛ وأَنشد: عَفَنْجَجٌ، فِي أَهله، جَأْآثُ وجَأَثَ البعيرُ بحملِه يَجْأَثُ: مَرَّ بِهِ مُثقَلًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو زَيْدٍ: جأَثَ البعيرُ جَأْثاً، وَهُوَ مِشْيَتُه مُوقَراً حَمْلًا. وجُئِثَ جَأْثاً: فَزِعَ. وَقَدْ جُئِثَ إِذا أُفْزِعَ، فهو مَجْؤُوثٌ أَي مَذْعُور. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رأَى حبريلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: فجُئِثْتُ مِنْهُ فَرَقاً حِينَ رأَيتُه أَي ذُعِرْتُ وخِفْتُ. الأَصمعي: جَأَثَ يَجْأَثُ جَأْثاً إِذا نَقَلَ الأَخبار؛ وأَنشد: جَأْآثُ أَخْبارٍ، لَهَا، نَبَّاثُ ورجلٌ جَأْآثٌ: سَيِءُ الخُلُقِ. وانْجَأَثَ النخلُ: انْصَرَع. وجُؤْثة: قَبِيلَةٌ، إِليها نُسِبَ تَمِيمٌ. وجُؤَاثَى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: ورُحْنا، كأَني مِنْ جُؤَاثَى، عَشِيَّةً، ... نُعالي النِّعاجَ بَيْنَ عِدْلٍ ومُحْقِبِ وَضَبَطَهُ عليُّ بْنُ حَمْزة فِي كِتَابِ النَّبَاتِ جُواثَى، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ، وإِما أَن يَكُونَ أَصله ذَلِكَ. وَقِيلَ: جُواثَى قَرْيَةٌ بالبحرين معروفة. جبقث: الجُنْبَقْثَةُ: نَعْتُ سَوْءٍ للمرأَة. والجُنْبَقْثةُ: المرأَة السَّوْدَاءُ؛ رُبَاعِيٌّ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مثل جُرْدَحْلٍ. جثث: الجَثُّ: القَطْعُ؛ وَقِيلَ: قَطْعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصله؛ وَقِيلَ: انتزاعُ الشَّجَرِ مِنْ أُصوله؛ والاجْتثاث أَوْحى مِنْهُ؛ يُقَالُ: جَثَثْتُه، واجْتَثَثْتُه، فانجَثَّ. ابْنُ سِيدَهْ: جَثَّه يَجُثُّه جَثّاً، واجْتَثَّه فانجَثَّ، واجْتَثَّ. وَشَجَرَةٌ مُجْتَثَّة: لَيْسَ لَهَا أَصل فِي الأَرض. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَها مِنْ قَرارٍ ؛ فُسِّرَتْ بأَنها المُنْتزَعة المُقْتَلَعة، قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي اسْتُؤْصِلَتْ مِنْ فَوْقِ الأَرض. وَمَعْنَى اجْتُثَّ الشيءُ فِي اللُّغَةِ: أُخِذَتْ جُثَّتُه بِكَمَالِهَا. وجَثَّه: قَلَعه. واجْتَثَّه: اقْتَلَعه. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا نُرى هَذِهِ الكَمْأَة إِلّا الشجَرة الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فوق الأَرض؟ فقال: بَلْ هِيَ مِنَ المَنّ. اجْتُثَّتْ: قُطِعَتْ. والمُجْتَثُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْعُرُوضِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، كأَنه اجْتُثَّ مِنَ الْخَفِيفِ أَي قُطع؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: سُمِّيَ مُجْتَثّاً، لأَنك اجْتَثَثْتَ أَصلَ الجُزء الثَّالِثِ وَهُوَ [مَفْ] فَوَقَعَ ابْتِدَاءُ الْبَيْتِ مِنْ [عُولَاتٍ مُسْ]. الأَصمعي: صِغارُ النخلِ أَوّلَ مَا يُقْلَعُ مِنْهَا شَيْءٌ مِنْ أُمه، فَهُوَ الجَثيثُ، والوَدِيُّ والهِراء والفَسِيل. أَبو عَمْرٍو: الجَثِيثةُ النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَتْ نَواةً، فحُفِرَ لَهَا وحُمِلَتْ بجُرْثُومَتها، وَقَدْ جُثَّتْ جَثّاً. أَبو

الْخَطَّابِ: الجَثِيثةُ مَا تَساقط مِنْ أُصول النَّخْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: والجَثِيثُ مِنَ النَّخْلِ الفَسيل، والجَثيثة الْفَسِيلَةُ؛ وَلَا تَزالُ جَثيثة حَتَّى تُطْعِم، ثُمَّ هِيَ نَخْلَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَثيثُ أَولُ مَا يُقْلَعُ مِنَ الفَسيل مِنْ أُمه، واحدتُه جَثيثة؛ قَالَ: أَقْسَمْتُ لَا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها، ... أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها البَعْلُ مِنَ النَّخْلِ: مَا اكْتَفَى بِمَاءِ السَّمَاءِ. والجَعْلُ: مَا نَالَتْهُ اليَدُ مِنَ النَّخْلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَثيثُ مَا غُرِسَ مِنْ فِراخِ النَّخْل، وَلَمْ يُغْرَسْ مِنَ النَّوى. الْجَوْهَرِيُّ: المِجَثَّة والمِجْثاثُ حَدِيدَةٌ يُقْلَع بِهَا الْفَسِيلُ. ابْنُ سِيدَهْ: المِجَثُّ والمِجْثاثُ مَا جُثَّ بِهِ الجَثِيثُ. والجَثِيثُ: مَا يَسْقُط مِنَ الْعِنَبِ فِي أُصول الْكَرْمِ. والجُثَّةُ: شَخْصُ الإِنسان، قَاعِدًا أَو نَائِمًا؛ وَقِيلَ جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ لَهُ جُثَّة، إِلّا أَن يَكُونَ قَاعِدًا أَو نَائِمًا، فأَما الْقَائِمُ فَلَا يُقَالُ جُثَّتُه، إِنما يُقَالُ قِمَّتُه؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ جُثَّةٌ إِلّا أَن يَكُونَ عَلَى سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ؛ قَالَ: وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ غَيْرِهِ، وَجَمْعُهَا جُثَثٌ وأَجْثاثٌ، الأَخيرة عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الَّذِي هُوَ جمعُ جُثَّة، فَيَكُونَ عَلَى هَذَا جمعَ جمعٍ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عَنْ جُثَّتِه أَي جَسَدِه. والجُثُّ: مَا أَشرف مِنَ الأَرض فَصَارَ لَهُ شَخْصٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض حَتَّى يَكُونَ لَهُ شَخْصٌ مِثْلُ الأَكَمَة الصَّغِيرَةِ؛ قَالَ: وأَوْفَى عَلَى جُثٍّ، ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ ... عَلَى الأُفْقِ، لَمْ يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ والجَثُّ: خِرْشاءُ الْعَسَلِ، وَهُوَ مَا كَانَ عَلَيْهَا مِنْ فِرَاخِهَا أَو أَجْنِحَتِها. ابْنُ الأَعرابي: جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه، وَهُوَ مَا مَاتَ مِنَ النَّحْلِ فِي الْعَسَلِ. وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَذْكُرُ المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل: فَمَا بَرِحَ الأَسْبابُ، حَتَّى وَضَعْنَهُ ... لَدَى الثَّوْلِ، يَنْفِي جَثَّها، ويَؤُومُها يَصِفُ مُشْتارَ عَسَلٍ رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، وَهِيَ الحبالُ، ودَلَّوْه مِنْ أَعلى الْجَبَلِ إِلى مَوْضِعِ خَلايا النَّحْلِ. وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ عَلَيْهَا بالأُيام، والأُيامُ: الدُّخانُ. والثَّوْلُ: جَمَاعَةُ النَّحْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَثُّ، بِالْفَتْحِ، الشَّمَعُ «9»؛ وَيُقَالُ: هُوَ كلُّ قَذى خالَطَ الْعَسَلَ مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها. والجُثُّ: غِلافُ التَّمْرة. وجَثُّ الجرادِ: مَيِّتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الْكِسَائِيُّ: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، وجُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ. وَفِي حَدِيثِ بدءِ الوَحْي: فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا المَلَك الَّذِي جاءَني بحِراءٍ، فجُثِثْتُ مِنْهُ أَي فَزعْتُ مِنْهُ وخِفْتُ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُلِعْتُ مِنْ مَكَانِي؛ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ؛ وقال

_ (9). قوله [الجث، بالفتح، الشمع إلخ] بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس أنه بالضم. وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً، غير أَن في القاموس غلاف الثمرة المثلثة، والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية.

الحَرْبيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فَجَعَلَ مَكَانَ الْهَمْزَةِ ثَاءً، وَقَدْ تقدَّم. وتَجَثْجَثَ الشَّعَرُ: كثُرَ. وشَعَرٌ جَثْجاثٌ وجُثاجِثٌ. والجَثْجاثُ: نَبات سُهْليٌّ رَبيعي إِذا أَحَسَّ بِالصَّيْفِ وَلَّى وجَفَّ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَثْجاثُ مِنْ أَحرار الشَّجَرِ، وَهُوَ أَخضر، يَنْبُتُ بالقَيْظ، لَهُ زَهْرَةٌ صَفْراء كأَنها زَهْرةُ عَرْفَجةٍ طيبةُ الرِّيحِ تأْكله الإِبل إِذا لَمْ تَجِدْ غَيْرَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا رَوْضَةٌ بالحَزْن طَيِّبةُ الثَّرى، ... يَمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها وعَرارُها، بأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا، إِذا جِئْتَ طارِقاً، ... وقَدْ أُوقِدَتْ بالمِجْمرِ اللَّدْنِ نارُها واحدتُه جَثْجاثَةٌ. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: وعَرَصاتِ جَثْجاثٍ ، الجَثْجاثُ: شَجر أَصفرُ مُرٌّ طَيِّبُ الرِّيحِ، تَسْتَطِيبُه العربُ وَتُكْثِرُ ذِكْرَهُ فِي أَشعارها. وجَثْجَتَ البعيرُ: أَكل الجَثْجاثَ. وَبَعِيرٌ جُثاجِثٌ أَي ضَخْم. وشَعَرٌ جُثاجثٌ، بِالضَّمِّ، وَنَبْتٌ جُثاجث أَي مُلْتَفٌّ. جدث: الجَدَثُ: القَبْر. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فِي جَدَثٍ يَنْقَطِعُ فِي ظُلْمته آثارُها أَي فِي قَبْرٍ، وَالْجَمْعُ أَجْداثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُبَوِّئهم أَجْداثَهم أَي نُنْزِلُهم قبورَهم؛ وَقَدْ قَالُوا: جَدَفٌ، فَالْفَاءُ بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ، لأَنهم قَدْ أَجمعوا فِي الْجَمْعِ عَلَى أَجْداثٍ، وَلَمْ يَقُولُوا أَجْداف. وأَجْدُثٌ: موضِع؛ قَالَ المُتَنَخِّلُ الهذَليُّ: عَرَفْتُ بأَجْدُثٍ، فنِعافِ عِرْقٍ، ... علاماتٍ، كتَحْبير النِّماطِ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ أَفْعُلٌ مِنْ أَبنية الْوَاحِدِ، فَيَجِبُ أَن يُعَدَّ هَذَا فِيمَا فَاتَهُ مِنْ أَبنية كَلَامِ الْعَرَبِ، إِلا أَن يَكُونَ جَمَعَ الجَدَثَ الَّذِي هُوَ الْقَبْرُ عَلَى أَجْدُثٍ، ثُمَّ سَمَّى بِهِ الْمَوْضِعَ. وَيُرْوَى: أَجْدُف، بِالْفَاءِ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِ الجَدَث القبرِ: أَجْدُث. وأَنشد بين الْمُتَنَخِّلَ شَاهِدًا عَلَيْهِ. واجْتَدَثَ: اتخذ جَدَثاً. جرث: الجِرِّيثُ، بِالتَّشْدِيدِ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ مَعْرُوفٌ، وَيُقَالُ لَهُ: الجِرِّيُّ. رُوِيَ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنِ الجِرِّيِّ فَقَالَ: لَا بأْس، إِنما هُوَ شيءٌ حرَّمه الْيَهُودُ. وَرُوِيَ عَنْ عَمّار: لَا تأْكلوا الصِّلَّوْرَ والأَنْقَلِيسَ. قَالَ أَحمدُ بنُ الحَريش: قَالَ النَّضْر الصِّلَّوْرُ الجِرِّيثُ، والأَنْقَلِيسُ المارْماهي. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه أَباحَ أَكْلَ الجِرِّيث ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه كَانَ يَنْهَى عَنْهُ ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ السَّمَكِ يُشْبه الحَيّاتِ، وَيُقَالُ له بالفارسية: المارْماهِي. جنث: الجِنْثُ: أَصلُ الشَّيْءِ، والجمعُ أَجناثٌ وجُنُوثٌ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ جِنْثِك وجِنْسِك أَي مِنْ أَصلك، لُغَةٌ أَو لَثْغة. والجُنْثِيُّ والجِنْثِيُّ: الزَّرَّادُ؛ وَقِيلَ: الحَدَّاد، وَالْجَمْعُ أَجْناثٌ، عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. والجِنْثِيُّ والجُنْثِيُّ: السيفُ؛ قَالَ: ولكِنَّها سُوقٌ، يكونُ بِياعُها ... بجُنْثِيَّةٍ، قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي بِهِ السُّيوف أَو الدُّرُوعَ. والجُنْثِيُّ والجِنْثِيُّ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: مِنْ أَجود الْحَدِيدِ؛ الأَصمعي عَنْ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ

فصل الحاء المهملة

تُنْشِدُ بَيْتَ لَبيد: أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ، مِنْ عَوْراتِها، ... كلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِه صَلْ قال: الجُنْثِيُّ [الجِنْثِيُ] السيفُ بِعَيْنِهِ. أَحْكَمَ أَي رَدَّ الحِرْباءَ، وَهُوَ المسمارُ. مِنْ عَوْراتها، السيفُ «1»؛ وأَنشد: وليستْ بأَسْواقٍ، يكونُ بِياعُها ... بِبِيضٍ، تُشافُ بالجِيادِ المَناقِلِ ولكنَّها سُوقٌ، يكونُ بِياعُها ... بجِنْثِيَّةٍ، قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ قَالَ: مَنْ رَوَى أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِنْ عَوْراتها كلَّ حِرْبَاءَ، قَالَ: الجنْثِيُّ الحدَّاد إِذا أَحْكَم عَوْرات الدُّروع لَمْ يَدَعْ فِيهَا فَتْقاً، وَلَا مَكَانًا ضَعيفاً. والجِنْثُ: أَصلُ الشَّجَرَةِ، وَهُوَ العِرْق المستقيمُ أَرومَتُه فِي الأَرض؛ وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ مِنْ ساقِ الشَّجَرَةِ مَا كَانَ فِي الأَرض فوقَ العُروق. الأَصمعي: جِنْثُ الإِنسان أَصلهُ؛ وإِنه لَيَرْجِعُ إِلى جِنْثِ صِدْقٍ. ابْنُ الأَعرابي: التَّجَنُّثُ أَن يَدَّعِيَ الرجلُ غير أَصله. جهث: جَهَثَ الرجلُ يَجْهَثُ جَهْثاً: استخفَّه الفزعُ أَو الغَضَبُ؛ عَنْ أَبي مَالِكٍ. جوث: الجَوَثُ: اسْتِرخاءُ أَسفلِ البَطْنِ. وَرَجُلٌ أَجْوَثُ. والجَوْثاءُ، بِالْجِيمِ: الْعَظِيمَةُ البَطْن عِنْدَ السُّرَّة؛ وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ كَبَطْنِ الحُبْلى. اللَّيْثُ: الجَوَثُ عِظَمٌ فِي أَعلى البَطْن كأَنه بَطْنُ الحُبْلى؛ والنَّعْتُ: أَجْوَثُ وجَوْثاءُ. والجَوْثُ والجَوْثاءُ: القِبَةُ؛ قَالَ: إِنَّا وَجَدْنا زادَهم رَدِيَّا: ... الكِرْشَ، والجَوْثاءَ، والمَرِيَّا وَقِيلَ: هِيَ الحَوْثاء، بالحاءِ الْمُهْمَلَةِ. وجُوثةُ: حَيٌّ أَو مَوْضِعٌ، وَتَمِيمُ جُوثة مَنْسُوبُونَ إِليهم. الْجَوْهَرِيُّ: جُوَاثَى: اسْمُ حِصْن بِالْبَحْرِينِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ جُمْعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ الْمَدِينَةِ بجُوَاثَى ؛ هُوَ اسْمُ حِصْنٍ بِالْبَحْرِينِ. وَفِي حَدِيثِ الثَّلِبِ: أَصابَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جُوثَةٌ. هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَتِهِ؛ قَالُوا: وَالصَّوَابُ حُوبَةٌ، وهي الفاقَةُ. فصل الحاء المهملة حتث: التَحْتِيثُ: التَّكَسُّرُ والضَّعْفُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. حثث: الحَثُّ: الإِعْجالُ فِي اتِّصالٍ؛ وَقِيلَ: هَوَ الاستعجالُ مَا كَانَ. حَثَّهُ يَحُثُّهُ حَثّاً. واسْتَحَثَّه واحْتَثَّه، والمُطاوع مِنْ كُلِّ ذَلِكَ احْتَثَّ. والحِثِّيثَى: الاسْمُ نَفْسُه؛ يُقَالُ: اقْبَلُوا دِلِّيلى رَبِّكُمْ وحِثِّيثاهُ إِياكم. وَيُقَالُ: حَثَثْتُ فُلَانًا، فاحْتَثَّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِثِّيثَى الحَثُّ، وَكَذَلِكَ الحُثْحُوثُ. وحَثْحَثَه كحَثَّه، وحَثَّثَه أَي حَضَّه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما قَوْلِ مَنْ قَالَ فِي قَوْلِ تأَبط شَرًّا: كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذِي شَثٍّ وطُبّاقِ إِنه أَراد حَثَّثُوا، فأَبدل مِنَ الثَّاءِ الوُسْطَى حَاءً، فمردودٌ عِنْدَنَا؛ قَالَ: وإِنما ذَهَبَ إِلى هَذَا الْبَغْدَادِيُّونَ، قَالَ: وسأَلت أَبا عَلِيٍّ عَنْ فسادِه، فَقَالَ: الْعِلَّةُ أَن أَصل الْبَدَلِ فِي الْحُرُوفِ إِنما هُوَ فِيمَا تَقَارَبَ مِنْهَا، وَذَلِكَ نَحْوُ الدَّالِ وَالطَّاءِ، وَالتَّاءِ وَالظَّاءِ، وَالذَّالِ وَالثَّاءِ، وَالْهَاءِ وَالْهَمْزَةِ، وَالْمِيمِ وَالنُّونِ، وَغَيْرِ ذلك مما

_ (1). هكذا في الأَصل، والظاهر أَن في الكلام تحريفاً.

تَدَانَتْ مَخَارِجُهُ. وأَما الْحَاءُ فَبَعِيدَةٌ مِنَ الثَّاءِ، وَبَيْنَهُمَا تَفَاوُتٌ يَمْنَعُ مِنْ قَلْبِ إِحداهما إِلى أُختها. وحَثَّثَهُ تَحْثِيثاً، وحَثْحَثَه، بِمَعْنًى. وَولَّى حَثِيثاً أَي مُسْرِعاً حَريصاً. وَلَا يَتَحاثُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ أَي لَا يَتَحاضُّون. وَرَجُلٌ حَثيثٌ ومَحْثُوثٌ: حادٌّ سَريعٌ فِي أَمره كأَنَّ نَفْسَه تَحُثُّه. وَقَوْمٌ حِثاثٌ، وامرأَة حَثِيثة فِي موضعِ حاثَّةٍ، وحَثِيثٌ فِي موضعِ مَحْثُوثةٍ؛ قَالَ الأَعشى: تَدَلَّى حَثِيثاً، كأَنَّ الصُّوارَ ... يَتْبَعُه أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ شبَّه الْفَرَسَ فِي السُّرْعة بِالْبَازِي. والطائرُ يَحُثُّ جَناحَيْه فِي الطَّيَران: يُحَرِّكُهما؛ قَالَ أَبو خِراشٍ: يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْلِ، فَهُوَ مُهابِدٌ، يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ وَمَا ذُقْتُ حَثاثاً وَلَا حِثاثاً أَي مَا ذُقْتُ نَوْماً. وَمَا اكْتَحَلْتُ حَثاثاً وحِثاثاً، بِالْكَسْرِ، أَي نَوْمًا. قَالَ أَبو عُبيد: وَهُوَ بِالْفَتْحِ أَصحُّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وللهِ مَا ذاقَتْ حَثَاثاً مَطِيَّتي، ... وَلَا ذُقْتُه، حَتَّى بَدا وَضَح الفَجْر وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: نَوْمٌ حِثاثٌ أَي قليلٌ، كَمَا يُقَالُ: نومٌ غِرارٌ. وَمَا كُحِلَتْ عَيْنِي بِحَثاث أَي بنَوْم. وَقَالَ الزُّبَيْر: الحَثْحاثُ والحُثْحُوثُ: النَّوْمُ: وأَنشد: مَا نِمْتُ حُثْحُوثاً، وَلَا أَنامُه ... إِلا عَلَى مُطَرَّدٍ زِمامُه وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كَثْوَةَ: مَا جَعَلْتُ فِي عَيْني حِثَاثاً؛ عِنْدَ تأْكيد السَّهَرِ. وحَثَّثَ الرجلُ إِذا نَامَ. والحِثاثَةُ، بِالْكَسْرِ: الحَرُّ والخُشُونة يَجدُها الإِنسانُ فِي عَيْنَيْه. قَالَ راويةُ أَمالي ثَعْلَب: لَمْ يَعْرِفها أَبو الْعَبَّاسِ. والحُثُّ: الرَّمْلُ الغَلِيظُ اليابِسُ الخَشِنُ؛ قَالَ: حَتَّى يُرَى فِي يابِس الثَّرْياء حُثّ، ... يَعْجِزُ عَنْ رِيِّ الطُّلَيِّ المُرْتَغِثْ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ الأَصمعي. وسَوِيقٌ حُثٌّ: لَيْسَ بدَقِيقِ الطَّحْنِ، وَقِيلَ: غيرُ مَلْتُوتٍ؛ وكُحْلٌ حُثٌّ، مِثلُه؛ وَكَذَلِكَ مِسْكٌ حُثٌّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنّ بأَعْلاكَ لَمِسْكاً حُثَّا، ... وغَلَبَ الأَسْفَلُ إِلَّا خُبْثا عَدَّى غَلَبَ هُنَا، لأَن فِيهِ مَعْنَى أَبى. وَمَعْنَاهُ: أَنه كَانَ إِذا أَخَذَه وحَمله سَلَحَ عَلَيْهِ. والحُثُّ، بِالضَّمِّ: حُطامُ التِّبْنِ، والرملُ الخَشِنُ، والخُبْزُ القَفارُ. وتَمْرٌ حُثٌّ: لَا يَلْزَقُ بَعْضُه بِبَعْضٍ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ: وَجَاءَنَا بتَمْرٍ فَذٍّ، فَضٍّ، وحُثٍّ أَي لَا يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. والحَثْحَثَةُ: الاضطرابُ؛ وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اضطرابَ البَرْق فِي السَّحاب، وانْتِخالَ الْمَطَرِ وَالْبَرَدِ وَالثَّلْجِ مِنْ غَيْرِ انْهِمار. وخِمْسٌ حَثْحاثٌ، وحَذْحاذ، وقَسْقاسٌ، كلُّ ذَلِكَ: السَّيْرُ الَّذِي لَا وَتِيرة فِيهِ. وقَرَبٌ حَثْحاث، وثَحْثاحٌ، وحَذْحاذٌ، ومُنَحِّبٌ أَي شَدِيدٌ. وقَرَبٌ حَثْحاثٌ أَي سَرِيعٌ، لَيْسَ فِيهِ فُتُور. وخِمْس قَعْقاع وحَثْحاث إِذا كَانَ بَعِيدًا والسيرُ فِيهِ

مُتْعِباً لَا وَتِيرَةَ فِيهِ أَي لَا فُتُور فِيهِ. وَفَرَسٌ جَوادُ المَحَثَّة أَي إِذا حُثَّ جَاءَهُ جَريٌ بَعْدَ جَرْيٍ. والحَثْحَثَة: الْحَرَكَةُ المُتَداركة. وحَثْحَثَ المِيلَ فِي الْعَيْنِ: حَرَّكه؛ يُقَالُ: حَثْحَثوا ذَلِكَ الأَمْرَ ثُمَّ تَركُوه أَي حَرَّكُوه. وحَيَّة حَثْحاثٌ ونَضْناضٌ: ذُو حَرَكَةٍ دَائِمَةٍ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَن أَي حُثَّ وأُسْرِعَ. يُقَالُ: حَثَّه عَلَى الشيءِ وحَثْحَثَه، بِمَعْنًى. وَقِيلَ: الْحَاءُ الثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنْ إِحدى الثاءَين. والحُثْحُوث: الدَّاعِي بسُرْعة، وَهُوَ أَيضاً السَّرِيعُ مَا كَانَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحُثْحُوثُ الكَتيبة. أُرَى: والحُثُّ المَدْقُوق مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. حدث: الحَدِيثُ: نقيضُ الْقَدِيمِ. والحُدُوث: نقيضُ القُدْمةِ. حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً، وأَحْدَثه هُوَ، فَهُوَ مُحْدَثٌ وحَديث، وَكَذَلِكَ اسْتَحدثه. وأَخذني مِنْ ذَلِكَ مَا قَدُمَ وحَدُث؛ وَلَا يُقَالُ حَدُث، بِالضَّمِّ، إِلَّا مَعَ قَدُم، كأَنه إِتباع، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُضَمُّ حَدُثَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ إِلا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ قَدُمَ عَلَى الازْدواج. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه سَلَّمَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السلامَ، قَالَ: فأَخذني مَا قَدُمَ وَمَا حَدُث ، يعْني هُمُومَهُ وأَفكارَه القديمةَ والحديثةَ. يُقَالُ: حَدَثَ الشيءُ، فإِذا قُرِن بقَدُم ضُمَّ، للازْدواج. والحُدُوثُ: كونُ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ. وأَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ. وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع. ومُحْدَثاتُ الأُمور: مَا ابتدَعه أَهلُ الأَهْواء مِنَ الأَشياء الَّتِي كَانَ السَّلَف الصالحُ عَلَى غَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم ومُحْدَثاتِ الأُمور ، جمعُ مُحْدَثَةٍ بِالْفَتْحِ، وَهِيَ مَا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفاً فِي كِتَابٍ، وَلَا سُنَّة، وَلَا إِجماع. وَفِي حَدِيثِ بَنِي قُرَيظَة: لَمْ يَقْتُلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلا امْرأَةً وَاحِدَةً كانتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً ؛ قِيلَ: حَدَثُها أَنها سَمَّتِ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ مُحْدَثَةٍ بدْعَةٌ، وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ: مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً، أَو آوَى مُحْدِثاً ؛ الحَدَثُ: الأَمْرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الَّذِي لَيْسَ بمعتادٍ، وَلَا مَعْرُوفٍ فِي السُّنَّة، والمُحْدِثُ: يُروى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا عَلَى الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ، فَمَعْنَى الْكَسْرِ مَن نَصَرَ جَانِيًا، وَآوَاهُ وأَجاره مِنْ خَصْمه، وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَن يَقْتَصَّ مِنْهُ؛ وَبِالْفَتْحِ، هُوَ الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه، وَيَكُونُ مَعْنَى الإِيواء فِيهِ الرِّضَا بِهِ، وَالصَّبْرَ عَلَيْهِ، فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعة، وأَقرّ فاعلَها وَلَمْ يُنْكِرْهَا عَلَيْهِ، فَقَدْ آوَاهُ. واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَدِيدًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياعهم خَبَراً، ... أَم راجَعَ القَلْبَ، مِنْ أَطْرابه، طَرَبُ؟ وَكَانَ ذَلِكَ فِي حِدْثانِ أَمْرِ كَذَا أَي فِي حُدُوثه. وأَخذَ الأَمْر بحِدْثانِه وحَدَاثَته أَي بأَوّله وَابْتِدَائِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: لَوْلَا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْر، لَهَدَمْتُ الكعبةَ وبَنَيْتُها. حِدْثانُ الشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ: أَوّلهُ، وَهُوَ مَصْدَرُ حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً؛ وَالْمُرَادُ بِهِ قُرْبُ عَهْدِهِمْ بِالْكُفْرِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، والدُّخولِ فِي الإِسلام، وأَنه لَمْ يَتَمَكَّنِ الدينُ مِنْ قُلُوبِهِمْ، فَلَوْ هَدَمْتُ الْكَعْبَةَ

وغَيَّرْتُها، رُبَّمَا نَفَرُوا مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ حُنَين: إِني لأُعْطِي رِجَالًا حَديثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهم ، وَهُوَ جمعُ صحةٍ لحديثٍ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أُناسٌ حَديثةٌ أَسنانُهم ؛ حَداثةُ السِّنِّ: كِنَايَةٌ عَنِ الشَّباب وأَوّلِ الْعُمُرِ؛ وَمِنْهُ حديثُ أُم الفَضْل: زَعَمَت امرأَتي الأُولى أَنها أَرْضَعَت امرأَتي الحُدْثى ؛ هِيَ تأْنيثُ الأَحْدَث، يُرِيدُ المرأَة الَّتِي تَزَوَّجَها بَعْدَ الأُولى. وحَدَثانُ الدَّهْر «2» وحَوادِثُه: نُوَبُه، وَمَا يَحْدُث مِنْهُ، واحدُها حادِثٌ؛ وَكَذَلِكَ أَحْداثُه، واحِدُها حَدَثٌ. الأَزهري: الحَدَثُ مِنْ أَحْداثِ الدَّهْرِ: شِبْهُ النَّازِلَةِ. والأَحْداثُ: الأَمْطارُ الحادثةُ فِي أَوّل السَّنَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَوَّى مِنَ الأَحْداثِ، حَتَّى تَلاحَقَتْ ... طَرائقُه، واهتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ أَي مَعَ الشِّرْشِر؛ فأَما قَوْلُ الأَعشى: فإِمَّا تَرَيْني ولِي لِمَّةٌ، ... فإِنَّ الحَوادث أَوْدى بِهَا فإِنه حَذْفٌ لِلضَّرُورَةِ، وَذَلِكَ لمَكان الْحَاجَةِ إِلى الرِّدْف؛ وأَما أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ فَذَهَبَ إِلى أَنه وَضَعَ الحَوادِثَ مَوْضِعَ الحَدَثانِ، كَمَا وَضَع الآخرُ الحَدَثانَ موضعَ الْحَوَادِثِ فِي قَوْلِهِ: أَلا هَلَكَ الشِّهابُ المُسْتَنِيرُ، ... ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ، إِذا نُغِيرُ ووَهَّابُ المِئِينَ، إِذا أَلَمَّتْ ... بِنَا الحَدَثانُ، وَالْحَامِي النَّصُورُ الأَزهري: وَرُبَّمَا أَنَّثت العربُ الحَدَثانَ، يَذْهَبُونَ بِهِ إِلى الحَوادث، وأَنشد الفراءُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ أَيضاً، وَقَالَ عِوَضَ قَوْلِهِ ووهَّابُ المِئين: وحَمَّالُ المِئين، قَالَ: وَقَالَ الفراءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ أَهلكتْنا الحَدَثانُ؛ قَالَ: وأَما حِدْثانُ الشَّباب، فَبِكَسْرِ الحاءِ وَسُكُونِ الدَّالِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيباني: تَقُولُ أَتيته فِي رُبَّى شَبابه، ورُبَّانِ شَبابه، وحُدْثى شَبَابِهِ، وحديثِ شَبَابِهِ، وحِدْثان شَبَابِهِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَةُ والحَدَثانُ، كُلُّهُ بِمَعْنًى. والحَدَثان: الفَأْسُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بحَدَثان الدَّهْر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ فِيهِ، ... إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا، أَجابا الأَزهري: أَراد بِجَوْنٍ جَبَلًا. وَقَوْلُهُ أَجابا: يَعْنِي صَدى الجَبل يَسْمَعُه. والحَدَثانُ: الفأْس الَّتِي لَهَا رأْس واحدة. وَسَمَّى سِيبَوَيْهِ المَصْدَر حَدَثاً، لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة، وكَسَّره عَلَى أَحْداثٍ، قَالَ: وأَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ مِنْ أَحْداثِ الأَسماء. الأَزهري: شابٌّ حَدَث فَتِيُّ السِّنِّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها: بيِّن الحَداثة والحُدُوثة. وَرِجَالٌ أَحْداثُ السِّنِّ، وحُدْثانُها [حِدْثانُها]، وحُدَثاؤُها. وَيُقَالُ: هؤُلاء قومٌ حُدْثانٌ [حِدْثانٌ]، جمعُ حَدَثٍ، وَهُوَ الفَتِيُّ السِّنِّ. الْجَوْهَرِيُّ: ورجلٌ حَدَثٌ أَي

_ (2). قوله [وحدثان الدهر إلخ] كذا ضبط بفتحات في الصحاح والمحكم والتهذيب والتكملة والنهاية وصرح به صاحب المختار. فقول المجد: ومن الدهر نوبه، صوابه: والحدثان، بفتحات، من الدهر نوبه إلخ ليوافق أصوله، ولكن نشأ له ذلك من الاختصار، ويؤيد ما قلناه أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِ المادة. وأوس بن الحدثان محركة صحابي. فقال شارحه: منقول من حدثان الدهر أَي صروفه ونوائبه نعوذ بالله منها.

شابٌّ، فإِن ذَكَرْتَ السِّنَّ قُلْتَ: حَدِيثُ السِّنِّ، وهؤلاءِ غلمانٌ حُدْثانٌ أَي أَحْداثٌ. وكلُّ فَتِيٍّ مِنَ النَّاسِ والدوابِّ والإِبل: حَدَثٌ، والأُنثى حَدَثةٌ. وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ الأَعرابي الحَدَثَ فِي الوَعِل، فَقَالَ: إِذا كَانَ الوَعِلُ حَدَثاً، فَهُوَ صَدَعٌ. والحديثُ: الجديدُ مِنَ الأَشياء. وَالْحَدِيثُ: الخَبَرُ يأْتي عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، وَالْجَمْعُ: أَحاديثُ، كَقَطِيعٍ وأَقاطِيعَ، وَهُوَ شاذٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ قَالُوا فِي جَمْعِهِ: حِدْثانٌ وحُدْثانٌ، وَهُوَ قَلِيلٌ؛ أَنشد الأَصمعي: تُلَهِّي المَرْءَ بالحِدْثانِ لَهْواً، ... وتَحْدِجُه، كَمَا حُدِجَ المُطِيقُ وبالحُدْثانِ أَيضاً؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: بالحَدَثانِ، وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: إِذَا أَصابه حَدَثانُ الدَّهْرِ مِنْ مَصائِبه ومَرازِئه، أَلْهَتْه بدَلِّها وحَدِيثها عَنْ ذَلِكَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ؛ عَنَى بِالْحَدِيثِ الْقُرْآنَ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. والحديثُ: مَا يُحَدِّثُ بِهِ المُحَدِّثُ تَحْديثاً؛ وَقَدْ حَدَّثه الحديثَ وحَدَّثَه بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: المُحادثة والتَّحادُث والتَّحَدُّثُ والتَّحْديثُ: مَعْرُوفَاتٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ سِيبَوَيْهِ فِي تَعْلِيلِ قَوْلِهِمْ: لَا تأْتيني فتُحَدِّثَني، قَالَ: كأَنك قُلْتَ لَيْسَ يكونُ مِنْكَ إِتيانٌ فحديثٌ، إِنما أَراد فتَحْديثٌ، فوَضَع الِاسْمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ، لأَن مَصْدَرَ حَدَّث إِنما هُوَ التحديثُ، فأَما الحديثُ فَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ؛ أَي بَلِّغْ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ، وحَدِّث بِالنُّبُوَّةِ الَّتِي آتَاكَ اللهُ، وَهِيَ أَجلُّ النِّعَم. وَسَمِعْتُ حِدِّيثى حَسنَةً، مثل خِطِّيبيى، أَي حَديثاً. والأُحْدُوثةُ: مَا حُدِّثَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الفراءُ: نُرى أَن وَاحِدَ الأَحاديث أُحْدُوثة، ثُمَّ جَعَلُوهُ جَمْعًا للحَديث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ الأَمر كَمَا زَعَمَ الفراءُ، لأَن الأُحْدُوثةَ بِمَعْنَى الأُعْجوبة، يُقَالُ: قَدْ صَارَ فلانٌ أُحْدُوثةً. فأَما أَحاديث النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يَكُونُ وَاحِدُهَا إِلا حَديثاً، وَلَا يَكُونُ أُحْدوثةً، قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ مَا جاءَ جَمْعُهُ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ الْمُسْتَعْمَلِ، كعَرُوض وأَعاريضَ، وَبَاطِلٍ وأَباطِيل. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: أَنها جاءَت إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدّاثاً أَي جَمَاعَةً يَتَحَدَّثُون؛ وَهُوَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، حَمْلًا عَلَى نَظِيرِهِ، نَحْوَ سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِن السُّمّارَ المُحَدِّثون. وَفِي الْحَدِيثِ: يَبْعَثُ اللهُ السَّحابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ ويَتَحَدَّث أَحْسَن الحَديث. قَالَ ابْنُ الأَثير: جاءَ فِي الْخَبَرِ أَن حَديثَه الرَّعْدُ، وضَحِكَه البَرْقُ ، وشَبَّهه بِالْحَدِيثِ لأَنه يُخْبِر عَنِ الْمَطَرِ وقُرْبِ مَجِيئِهِ، فَصَارَ كالمُحَدِّث بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نُصَيْب: فعاجُوا، فأَثْنَوْا بِالَّذِي أَنتَ أَهْلُه، ... وَلَوْ سَكَتُوا، أَثْنَتْ عليكَ الحَقائبُ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِالضَّحِكِ: افْتِرارَ الأَرض بِالنَّبَاتِ وَظُهُورَ الأَزْهار، وَبِالْحَدِيثِ: مَا يَتَحدَّثُ بِهِ الناسُ فِي صِفَةِ النَّبَاتِ وذِكْرِه؛ وَيُسَمَّى هَذَا النوعُ فِي عِلْمِ الْبَيَانِ: المجازَ التَّعْليقِيَّ، وَهُوَ مِنْ أَحْسَن أَنواعه. وَرَجُلٌ حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ ومُحَدِّثٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ: كثيرُ الحَديثِ، حَسَنُ السِّياق لَهُ؛ كلُّ هَذَا عَلَى النَّسَب وَنَحْوِهِ. والأَحاديثُ، فِي الْفِقْهِ وَغَيْرِهِ، مَعْرُوفَةٌ.

وَيُقَالُ: صَارَ فلانٌ أُحْدُوثةً أَي أَكثروا فِيهِ الأَحاديثَ. وفلانٌ حِدْثُك أَي مُحَدِّثُك، والقومُ يَتحادَثُون ويَتَحَدَّثُون، وَتَرَكْتُ البلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فِيهَا دَويّاً؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَرَجُلٌ حِدِّيثٌ، مِثَالُ فِسِّيق أَي كثيرُ الحَديث. وَرَجُلٌ حِدْثُ مُلوك، بِكَسْرِ الحاءِ، إِذا كَانَ صاحبَ حَدِيثهم وسَمَرِهِم؛ وحِدْثُ نساءٍ: يَتَحَدَّثُ إِليهنّ، كَقَوْلِكَ: تِبْعُ نساءٍ، وزيرُ نساءٍ. وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ الأَمْر بحِدْثانِه وبحَدَثانه أَي أَوّله وطَراءَته. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الصَّادِقِ الظَّنِّ: مُحَدَّثٌ، بِفَتْحِ الدَّالِ مشدَّدة. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدْ كَانَ فِي الأُمم مُحَدَّثون، فإِن يَكُنْ فِي أُمتي أَحَدٌ، فعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ؛ جاءَ فِي الْحَدِيثِ: تَفْسِيرُهُ أَنهم المُلْهَمُون ؛ والمُلْهَم: هُوَ الَّذِي يُلْقَى فِي نَفْسِهِ الشيءُ، فيُخْبِرُ بِهِ حَدْساً وفِراسةً، وَهُوَ نوعٌ يَخُصُّ اللهُ بِهِ مَن يشاءُ مِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى مِثْلِ عُمر، كأَنهم حُدِّثوا بشيءٍ فَقَالُوهُ. ومُحادَثةُ السَّيْفِ: جِلاؤُه. وأَحْدَثَ الرجلُ سَيْفَه، وحادَثَه إِذا جَلاه. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: حادِثُوا هَذِهِ القُلوبَ بِذِكْرِ اللَّهِ، فإِنها سريعةُ الدُّثورِ ؛ مَعْنَاهُ: اجْلُوها بالمَواعظ، واغْسِلُوا الدَّرَنَ عَنْهَا، وشَوِّقُوها حَتَّى تَنْفُوا عَنْهَا الطَّبَع والصَّدَأَ الَّذِي تَراكَبَ عَلَيْهَا مِنَ الذُّنُوبِ، وتَعاهَدُوها بِذَلِكَ، كَمَا يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كنَصْلِ السَّيْف، حُودِث بالصِّقال والحَدَثُ: الإِبْداءُ؛ وَقَدْ أَحْدَث: منَ الحَدَثِ. وَيُقَالُ: أَحْدَثَ الرجلُ إِذا صَلَّعَ، أَو فَصَّعَ، وخَضَفَ، أَيَّ ذَلِكَ فَعَلَ فَهُوَ مُحْدِثٌ؛ قَالَ: وأَحْدَثَ الرجلُ وأَحْدَثَتِ المرأَةُ إِذا زَنَيا؛ يُكنى بالإِحْداثِ عَنِ الزِّنَا. والحَدَثُ مِثْل الوَليِّ، وأَرضٌ مَحْدُوثة: أَصابها الحَدَثُ. والحَدَثُ: مَوْضِعٌ مُتَّصِلٌ ببلاد الرُّوم، مؤَنثة. حرث: الحَرْثُ والحِراثَةُ: العَمل فِي الأَرض زَرْعاً كَانَ أَو غَرْساً، وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع، وَبِهِ فَسَّر الزجاجُ قَوْلَهُ تعالى: صابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ . حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً. الأَزهري: الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ فِي الأَرض لازْدِراعٍ، والحَرْثُ: الزَّرْع. والحَرَّاثُ: الزَّرَّاعُ. وَقَدْ حَرَث واحْتَرثَ، مِثْلُ زَرَعَ وازْدَرَع. والحَرْثُ: الكَسْبُ، والفعلُ كَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَهُوَ أَيضاً الاحْتِراثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ ؛ لأَن الحارِثَ هُوَ الكاسِبُ. واحْتَرَثَ المالَ: كَسَبه؛ والإِنسانُ لَا يَخْلُو مِنَ الكَسْب طَبْعًا واخْتياراً. الأَزهري: والاحْتِراثُ كَسْبُ الْمَالِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يُخَاطِبُ ذِئْبًا: وَمَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ والحَرْثُ: العَمَلُ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: احْرُثْ لدُنْياك كأَنك تَعيش أَبداً، واعْمل لِآخِرَتِكَ كأَنك تَموتُ غَداً ؛ أَي اعْمَلْ لدُنْياك، فخالَفَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالظَّاهِرُ مِنْ لَفْظِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَمّا فِي الدُّنْيَا فالحَثُّ عَلَى عِمَارَتِهَا، وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُنَ فِيهَا، ويَنْتَفِع بِهَا مَنْ يجيءُ بَعْدَكَ كَمَا انْتَفَعْتَ أَنتَ بِعَمَلِ مَن كَانَ

قَبْلَكَ وسَكَنْتَ فِيمَا عَمَر، فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه أَحْكَم مَا يَعْمله، وحَرَصَ عَلَى مَا يَكْتَسبه؛ وأَما فِي جَانِبِ الْآخِرَةِ، فإِنه حَثٌّ عَلَى الإِخلاص فِي الْعَمَلِ، وَحُضُورِ النيَّة وَالْقَلْبِ فِي الْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ، والإِكثار مِنْهَا، فإِن مَنْ يَعْلَمُ أَنه يَمُوتُ غَدًا، يُكثر مِنْ عِبَادَتِهِ، ويُخْلِصُ فِي طَاعَتِهِ، كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: صَلِّ صلاةَ مُودِّع ؛ وَقَالَ بعضُ أَهل الْعِلْمِ: الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غيرُ السَّابِقِ إِلى الْفَهْمِ مِنْ ظَاهِرِهِ، لأَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِنما نَدَبَ إِلى الزُّهْد فِي الدُّنْيَا، وَالتَّقْلِيلِ مِنْهَا، ومِن الِانْهِمَاكِ فِيهَا، وَالِاسْتِمْتَاعِ بِلَذَّاتِهَا، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أَوامره وَنَوَاهِيهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا، فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمارتها وَالِاسْتِكْثَارِ مِنْهَا؟ وإِنما أَراد، وَاللَّهُ أَعلم، أَن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَعِيشُ أَبداً، قَلَّ حِرْصُه، وَعَلِمَ أَن مَا يُرِيدُهُ لَا يَفُوته تَحْصِيلُه بِتَرْكِ الحِرْص عَلَيْهِ والمُبادرةِ إِليه، فإِنه يَقُولُ: إِن فَاتَنِي اليومَ أَدركته غَداً، فإِني أَعيش أَبداً، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَظُنُّ أَنه يُخَلَّد، فَلَا تَحْرِصْ فِي الْعَمَلِ؛ فَيَكُونُ حَثّاً لَهُ عَلَى التَّرْكِ، وَالتَّقْلِيلِ بِطَرِيقٍ أَنيقةٍ مِنَ الإِشارة وَالتَّنْبِيهِ، وَيَكُونُ أَمره لِعَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى ظَاهِرِهِ، فيَجْمَع بالأَمرين حَالَةً وَاحِدَةً، وَهُوَ الزهدُ وَالتَّقْلِيلُ، لَكِنْ بِلَفْظَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ؛ قَالَ: وَقَدِ اخْتَصَرَ الأَزهري هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ: مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ تقديمُ أَمر الْآخِرَةِ وأَعمالها، حِذارَ الْمَوْتِ بالفَوْت، عَلَى عَمل الدُّنْيَا، وتأْخيرُ أَمر الدُّنْيَا، كراهيةَ الاشْتغال بِهَا عَنْ عَمَلِ الْآخِرَةِ. والحَرْثُ: كَسْبُ الْمَالِ وجَمْعُه. والمرأَةُ حَرْثُ الرَّجُلِ أَي يَكُونُ وَلَدُه مِنْهَا، كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ . قَالَ الزَّجَّاجُ: زَعَمَ أَبو عُبَيْدَةَ أَنه كِنَايَةٌ؛ قَالَ: وَالْقَوْلُ عِنْدِي فِيهِ أَن مَعْنَى حَرْثٌ لَكُمْ: فيهنَّ تَحْرُثُون الوَلَد واللِّدَة، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ أَي ائْتُوا مواضعَ حَرْثِكم، كَيْفَ شِئْتُم، مُقْبِلةً ومُدْبرةً. الأَزهري: حَرَثَ الرجلُ إِذا جَمَع بَيْنَ أَربع نِسْوَةٍ. وحَرَثَ أَيضاً إِذا تَفَقَّه وفَتَّشَ. وحَرَثَ إِذا اكْتَسَبَ لِعِيَالِهِ واجْتَهَدَ لَهُمْ، يُقَالُ: هُوَ يَحْرُث لِعِيَالِهِ ويَحْتَرثُ أَي يَكْتَسِب. ابن الأَعرابي: الحَرْثُ الْجِمَاعُ الْكَثِيرُ. وحَرْثُ الرَّجُلُ: امرأَتُه؛ وأَنشد المُبَرّد: إِذا أَكلَ الجَرادُ حُروثَ قَوْمٍ، ... فَحَرْثي هَمُّه أَكلُ الجَرادِ والحَرْثُ: مَتاعُ الدُّنْيَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا ؛ أَي مَنْ كَانَ يُرِيدُ كَسْبَ الدُّنْيَا. والحَرْثُ: الثَّوابُ والنَّصِيبُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ . وحَرَثْتُ النَّارَ: حَرَّكْتها. والمِحْراثُ: خَشبة تُحَرَّك بِهَا النارُ فِي التَّنُّور. والحَرْثُ: إِشْعالُ النَّارِ، ومِحْراثُ النَّارِ: مِسْحَاتُها الَّتِي تُحَرَّك بِهَا النَّارُ. ومِحْراثُ الحَرْب: مَا يُهَيِّجها. وحَرَثَ الأَمْرَ: تَذَكَّره واهْتاجَ لَهُ؛ قَالَ رؤْبة: والقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذا لَمْ يُحْرَثِ والحَرَّاثُ: الْكَثِيرُ الأَكل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وحَرَثَ الإِبلَ والخَيْلَ، وأَحرَثَها: أَهْزَلها. وحَرَثَ ناقتَه حَرْثاً وأَحْرَثَها إِذا سَارَ عَلَيْهَا حَتَّى تُهْزَلَ.

وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: اخْرُجُوا إِلى مَعايشكم وحَرائِثكم ، واحدُها حَريثةٌ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحَرائِثُ أَنْضاءُ الإِبل؛ قَالَ: وأَصله فِي الْخَيْلِ إِذا هُزِلَتْ، فَاسْتُعِيرَ للإِبل؛ قَالَ: وإِنما يُقَالُ فِي الإِبل أَحْرَفْناها، بِالْفَاءِ؛ يُقَالُ: نَاقَةٌ حَرْفٌ أَي هَزيلةٌ؛ قَالَ: وَقَدْ يُرَادُ بالحرائثِ المَكاسِبُ، مِنَ الاحْتراثِ الِاكْتِسَابِ؛ وَيُرْوَى حَرَائبكم، بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، جمعُ حَريبةٍ، وَهُوَ مالُ الرَّجُلِ الَّذِي يَقُومُ بأَمره، وَقَدْ تقدَّم، وَالْمَعْرُوفُ بِالثَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَنه قَالَ للأَنصار: مَا فَعَلَتْ نواضِحُكم؟ قَالُوا: حَرَثْناها يَوْمَ بَدْرٍ ؛ أَي أَهْزَلناها؛ يُقَالُ: حَرَثْتُ الدابةَ وأَحْرَثْتُها أَي أَهْزَلْتها، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ الْخَطَّابِيِّ، وأَراد مُعَاوِيَةُ بِذِكْرِ النَّواضِح تَقْريعاً لَهُمْ وَتَعْرِيضًا، لأَنهم كَانُوا أَهل زَرْع وسَقْيٍ، فأَجابوه بِمَا أَسْكتَه، تَعْرِيضًا بِقَتْلِ أَشياخه يَوْمَ بَدْر. الأَزهري: أَرض مَحْروثة ومُحْرَثة: وَطِئَها الناسُ حَتَّى أَحْرَثُوها وحَرَثُوها، ووُطِئَتْ حَتَّى أَثاروها، وَهُوَ فسادٌ إِذا وُطِئَتْ، فَهِيَ مُحْرَثة ومَحْروثة تُقْلَبُ للزَرْع، وَكِلَاهُمَا يُقَالُ بَعْدُ. والحَرْثُ: المَحَجَّةُ المَكْدُودة بِالْحَوَافِرِ. والحُرْثةُ: الفُرضةُ الَّتِي فِي طَرَف القَوْس للوَتر. وَيُقَالُ: هُوَ حَرْثُ القَوْسِ والكُظْرة، وَهُوَ فُرْضٌ، وَهِيَ مِنَ الْقَوْسِ حَرْثٌ. وَقَدْ حَرَثْتُ القَوسَ أَحْرُثُها إِذا هيَّأْتَ مَوْضِعاً لعُرْوة الوَتَر؛ قَالَ: والزَّنْدة تُحْرَثُ ثُمَّ تُكْظَرُ بَعْدَ الحَرْثِ، فَهُوَ حَرْثٌ مَا لَمْ يُنْفَذ، فإِذا أُنْفِذَ، فَهُوَ كُظْر. ابْنُ سِيدَهْ: والحَرَاثُ مَجْرى الوَتَر فِي الْقَوْسِ، وَجَمْعُهُ أَحْرِثة. وَيُقَالُ: احْرُثِ الْقُرْآنَ أَي ادْرُسْه وحَرَثْتُ الْقُرْآنَ أَحْرُثُه إِذا أَطَلْتَ دِراستَه وتَدَبَّرْتَه. والحَرْثُ: تَفْتِيشُ الْكِتَابِ وتَدبُّره؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ: احْرُثُوا هَذَا الْقُرْآنَ أَي فَتِّشُوه وثَوِّروه. والحَرْثُ: التَّفْتِيش. والحُرْثَةُ: مَا بَيْنَ مُنْتَهى الكَمَرة ومَجْرَى الخِتان. والحُرْثَة أَيضاً: المَنْبِتُ، عن ثعلب؛ الأَزهري: الحَرْثُ أَصلُ جُرْدانِ الْحِمَارِ؛ والحِرَاثُ: السَّهم قَبْلَ أَن يُراش، وَالْجَمْعُ أَحْرِثة؛ الأَزهري الحُرْثة: عِرقٌ فِي أَصل أُدافِ الرَّجل. والحارِثُ: اسْمٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالَ الْخَلِيلُ إِن الذين قالوا الحَرث، إِنما أَرادوا أَن يَجْعَلُوا الرَّجُلَ هُوَ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ، وَلَمْ يَجْعَلُوهُ سُمِّيَ بِهِ، وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوهُ كأَنه وَصفٌ لَهُ غَلَب عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَمَنْ قَالَ حارِثٌ، بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، فَهُوَ يُجْريه مُجْرى زيدٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِثْلَ ذَلِكَ فِي الْحَسَنِ اسْمَ رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: إِنما تَعَرَّفَ الحَرثُ ونحوُه مِنَ الأَوْصاف الْغَالِبَةِ بالوَضْع دُونَ اللَّامِ، وإِنما أُقِرَّتِ اللامُ فِيهَا بَعْدَ النَّقْل وَكَوْنُهَا أَعلاماً، مُرَاعَاةً لِمَذْهَبِ الْوَصْفِ فِيهَا قَبْلَ النَّقْلِ، وَجَمْعُ الأَول: الحُرَّثُ والحُرَّاثُ، وَجَمْعُ حارِث حُرَّثٌ وحَوارِثُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمَنْ قَالَ حَارِثٌ، قَالَ فِي جَمْعِهِ: حَوارِث، حَيْثُ كَانَ اسْمًا خَاصًّا، كزَيْد، فَافْهَمْ. وحُوَيْرِثٌ، وحُرَيثٌ وحُرْثانُ، وحارِثةُ، وحَرَّاثٌ، ومُحَرَّثٌ: أَسماءٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ اسْمُ جَدِّ صَفْوانَ بْنِ أُمية بْنِ مُحَرَّثٍ، وصَفوانُ هَذَا أَحدُ حُكَّامِ كِنانَة، وأَبو الْحَارِثِ: كنيةُ الأَسَد. والحارثُ: قُلَّة مِنْ قُلَلِ الجَوْلانِ، وَهُوَ جَبَلٌ بالشأْم فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ الذبْياني يَرْثِي النُّعمان

ابن الْمُنْذِرِ: بكَى حارِثُ الجَوْلانِ مِنْ فَقْدِ رَبِّه، ... وحَوْرانُ مِنْهُ خائفٌ مُتضَائِلُ قَوْلُهُ: مِنْ فَقْد رَبِّه، يَعْنِي النُّعْمَانَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَوْلُهُ: وحَوْرانُ مِنْهُ خائفٌ مُتَضائل كَقَوْلِ جَرِيرٍ: لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَوَاضَعَتْ ... سُورُ الْمَدِينَةِ، والجِبالُ الخُشَّعُ وَالْحَارِثَانِ: الحارثُ بْنُ ظَالِمِ بْنِ حَذيمةَ بْنِ يَرْبُوع بْنِ غَيْظِ بنِ مُرَّة، والحارثُ بْنُ عوفِ بْنِ أَبي حارثة ابن مُرَّة بْنِ نُشْبَة بْنِ غَيْظِ بنِ مرَّة، صَاحِبُ الحَمَالة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْحَارِثَيْنِ الحارِثَ بن ظالم بن حَذيمة بِالْحَاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. ابْنَ يَرْبُوع قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ جَذيمة، بِالْجِيمِ. والحارِثان فِي بَاهِلَةَ: الحارِثُ بْنُ قُتَيْبة، والحارثُ بْنُ سَهْم بْنِ عَمْرو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْم بْنِ قُتَيْبة. وَقَوْلُهُمْ: بَلْحَرث، لبَني الحرث بْنِ كَعْب، مِن شواذِّ الإِدغام، لأَن النُّونَ وَاللَّامَ قَرِيبَا المَخْرَج، فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُمُ الإِدغامُ بِسُكُونِ اللَّامِ، حَذَفُوا النُّونَ كَمَا قَالُوا: مَسْتُ وظَلْتُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بِكُلِّ قَبِيلَةٍ تَظْهَر فِيهَا لَامُ الْمَعْرِفَةِ، مِثْلُ بَلْعنبر وبَلْهُجَيم، فأَما إِذا لَمْ تَظْهَر اللامُ، فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي بَعْضِ طُرُق الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ؛ قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى حُرَيْثٍ، رجلٍ مِنْ قُضاعة؛ قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ جُونِيَّةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. حربث: الحُثْرُبُ والحُرْبُثُ، بِالضَّمِّ: نَبْتٌ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: نَبات سُهْلِيٌّ؛ وَقِيلَ: لَا يَنْبُتُ إِلا فِي جَلَدٍ، وَهُوَ أَسود، وزَهْرته بَيْضَاءُ، وَهُوَ يتَسَطَّحُ قُضْباناً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: غَرَّكَ مِنِّي شَعَثِي ولَبَثِي، ... ولِمَمٌ حَوْلَكَ، مِثْلُ الحُرْبُثِ قَالَ: شَبَّه لِمَمَ الصِّبيانِ فِي سَوادها بالحُرْبُث. والحُرْبُثُ: بَقْلَةٌ نَحْوُ الأَيْهُقانِ صَفراء غَبْرَاء تُعْجِبُ المالَ، وَهِيَ مِنْ نَبات السَّهْل؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُرْبُث نَبْتٌ يَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض، لَهُ وَرَق طوالٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ الطُّوَال وَرَقٌ صغارٌ؛ وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: الحُرْبُثُ عُشْبٌ مِنْ أَحْرار البَقل؛ الأَزهري: الحُرْبُثُ مِنْ أَطْيَب الْمَرَاعِي؛ وَيُقَالُ: أَطْيَبُ الغَنم لَبَنًا مَا أَكلَ الحُرْبُثَ والسَّعْدانَ. حفث: الحَفِثَة والحِفْثُ والحَفِثُ: ذاتُ الطَّرَائِقِ مِنَ الكَرش؛ زَادَ الأَزهري: كأَنها أَطْباقُ الفَرْثِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: لَا تُكْرِبَنَّ بَعْدَهَا خُرْسِيَّا، ... إِنَّا وجَدْنا لَحْمَهَا رَدِيّا: الكِرْشَ، والحِفْثَةَ، والمَرِيَّا وَقِيلَ: هِيَ هَنةٌ ذاتُ أَطْباقٍ، أَسْفَلَ الكَرِشِ إِلى جَنْبها، لا يَخْرُجُ مِنْهَا الفَرْثُ أَبداً، يَكُونُ للإِبل وَالشَّاءِ وَالْبَقَرِ؛ وخَصَّ ابنُ الأَعرابي بِهِ الشَّاءَ وَحْدَها، دُونَ سَائِرِ هَذِهِ الأَنواع، والجمعُ أَحْفاثٌ: الْجَوْهَرِيُّ: الحَفِثُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، الكَرِشُ، وَهِيَ القِبَةُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَفِثُ والفَحِثُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ الْكِرْشِ، وَهُوَ يُشْبهها؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الفَحِثُ ذَاتُ الطَّرَائِقِ، والقِبَة الأُخرَى إِلى جَنْبه وَلَيْسَ فِيهَا طَرائق؛ قَالَ: وَفِيهَا لُغَاتٌ: حَفِثٌ، وحَثِفٌ، وحِفْثٌ، وحِثْفٌ؛

وَقِيلَ: فِثْحٌ وثِحْف، ويُجْمَعُ الأَحْثافَ، والأَفْثاحَ، والأَثْحافَ، كلٌّ قَدْ قِيلَ. والحَفِثُ: حَيَّة عَظِيمَةٌ كالحِرابِ. والحُفَّاثُ: حَيَّة كأَعْظَم مَا يَكُونُ مِنَ الحَيَّات، أَرْقَشُ أَبْرَشُ، يأْكل الحشيشَ، يَتَهَدَّدُ وَلَا يَضُرُّ أَحداً؛ الْجَوْهَرِيُّ: الحُفَّاثُ حَيَّة تَنفُخُ وَلَا تُؤْذِي؛ قَالَ جَرِير: أَيُفايِشُونَ، وَقَدْ رَأَوْا حُفَّاثَهم ... قَدْ عَضَّه، فقَضَى عَلَيْهِ الأَشْجَعُ؟ الأَزهري، شَمِرٌ: الحُفَّاثُ حَيَّة ضَّخْمٌ، عظيمُ الرأْس، أَرْقَشُ أَخْمَرُ أَكْدَرُ، يُشْبهُ الأَسْودَ وَلَيْسَ بِهِ، إِذا حَرَّبْتَه انْتَفَخَ وَريدُه؛ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنَ الأَرْقَم، ورَقَشُه مثلُ رَقَش الأَرْقَم، لَا يَضُرُّ أَحداً، وجمعُه حَفافِيثُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ الحَفافِيثَ عِندي، يَا بَنِي لَجَإٍ، ... يُطْرِقْنَ، حينَ يَصُولُ الحَيَّةُ الذَّكَرُ وَيُقَالُ للغَضْبان إِذا انْتَفَخَتْ أَوْداجُه: قَدِ احْرَنفشَ حُفَّاثُه، عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي النَّوَادِرِ: افْتَحَثْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ، وابْتَحَثْتُ، بمعنى واحد. حلتث: الحِلْتِيثُ: لُغَةٌ فِي الحِلْتِيت، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. حنث: الحِنْثُ: الخُلْفُ فِي الْيَمِينِ. حَنِثَ فِي يَمِينِهِ حِنْثاً وحَنَثاً: لَمْ يَبَرَّ فِيهَا، وأَحْنَثه هُوَ. تَقُولُ: أَحْنَثْتُ الرجلَ فِي يَمِينِهِ فَحَنِثَ إِذا لَمْ يَبَرَّ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْيَمِينُ حِنْثٌ أَو مَنْدَمَة ؛ الحِنْثُ فِي الْيَمِينِ: نَقْضُها والنَّكْثُ فِيهَا، وَهُوَ مِنَ الحِنْثِ: الْإِثْمُ؛ يَقُولُ: إِما أَنْ يَنْدَمَ عَلَى مَا حَلَفَ عَلَيْهِ، أَو يَحْنَثَ فتلزمَه الكفارةُ. وحَنِثَ فِي يَمِينِهِ أَي أَثِمَ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: الحِنْثُ أَن يَقُولَ الإِنسانُ غَيْرَ الْحَقِّ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: عَلَى فلانٍ يَمينٌ قَدْ حَنِثَ فِيهَا، وَعَلَيْهِ أَحْناثٌ كَثِيرَةٌ؛ وَقَالَ: فإِنما اليمينُ حِنْثٌ أَو نَدَم. والحِنْثُ: حِنْثُ الْيَمِينِ إِذا لَمْ تَبَرَّ. والمَحانِثُ: مَوَاقِعُ الحِنْث. والحِنْث: الذَّنْبُ العَظيم والإِثْمُ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ؛ يُصِرُّونَ أَي يدُومُون؛ وَقِيلَ: هُوَ الشِّرْكُ، وَقَدْ فُسِّرت بِهِ هَذِهِ الْآيَةُ أَيضاً؛ قَالَ: مَنْ يَتَشاءَمْ بالهُدَى، فالحِنْثُ شَرٌّ أَي الشِّرْك شَرٌّ. وتَحَنَّثَ: تَعَبَّد واعْتَزَل الأَصنامَ، مِثْلَ تَحَنَّف. وبَلَغ الغلامُ الحِنْثَ أَي الإِدْراك وَالْبُلُوغَ؛ وَقِيلَ إِذا بَلَغَ مَبْلَغاً جَرَى عَلَيْهِ القَلَم بِالطَّاعَةِ والمعصِية؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ماتَ له ثلاثةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغوا الحِنْثَ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبواب الْجَنَّةِ شاءَ ؛ أَي لَمْ يَبْلُغوا مَبْلَغَ الرِّجَالِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِمُ القَلَم فيُكْتَبُ عَلَيْهِمُ الحِنْثُ والطاعةُ: يُقَالُ: بَلَغَ الغلامُ الحِنثَ أَي المعصِيةَ والطاعةَ. والحِنْثُ: الإثْمُ؛ وَقِيلَ: الحِنْثُ الحُلُم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ، قَبْلَ أَن يُوحَى إِليه، يأْتي حِراءً، وَهُوَ جبلٌ بِمَكَّةَ فِيهِ غَارٌ، وكان يَتَحَنَّثُ فيه اللَّيَالِي أَي يَتعَبَّد. وَفِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ يَخْلُو بغارِ حِرَاءٍ، فيَتَحَنَّثُ فِيهِ ؛ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذواتِ العَدد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا عِنْدِي عَلَى السَّلْب،

كأَنه يَنْفِي بِذَلِكَ الحِنْثَ الَّذِي هُوَ الْإِثْمُ، عَنْ نَفْسِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ، أَي انْفِ الهُجودَ عَنْ عَيْنك؛ ونظيرُه: تَأَثَّم وتَحَوَّب أَي نَفَى الإثمَ والحُوبَ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ ثَاءُ يَتَحَنَّثُ بَدَلًا مِنْ فَاءِ يَتَحَنَّف. وَفُلَانٌ يَتَحَنَّثُ مِنْ كَذَا أَي يَتَأَثَّم مِنْهُ؛ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ يَتَحَنَّثُ أَي يَفْعَلُ فِعْلًا يَخْرُج بِهِ مِنَ الحِنْث، وَهُوَ الْإِثْمُ والحَرَجُ؛ وَيُقَالُ: هُوَ يَتَحَنَّثُ أَي يَتَعَبَّدُ لِلَّهِ؛ قَالَ: وَلِلْعَرَبِ أَفعال تُخالِفُ مَعَانِيهَا أَلفاظَها، يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَنَجَّس إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَخْرُج بِهِ مِنَ النَّجَاسَةِ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّج إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الإِثم والحَرَج. وَرُوِيَ عَنْ حَكِيم بْنِ حِزامٍ أَنه قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرأَيْتَ أُمُوراً كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صلَةِ رحِمٍ وصَدَقةٍ، هَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْر؟ فَقَالَ لَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْلمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْر ؛ أَي أَتَقَرَّب إِلى اللَّهِ بأَفعال فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: كنتُ أَتَحَنَّثُ أَي أَتَعَبَّدُ وأُلقي بِهَا الحِنْثَ أَي الإِثم عَنْ نَفْسِي. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَخْتَلِفُ الناسُ فِيهِ فَيَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: مُحْلِفٌ، ومُحْنِثٌ. والحِنْثُ: الرجوعُ فِي الْيَمِينِ. والحِنْثُ: المَيْلُ مِنْ بَاطِلٍ إِلى حقٍّ، وَمِنْ حَقٍّ إِلى بَاطِلٍ. يُقَالُ: قَدْ حَنِثْتُ أَي مِلْتُ إِلى هَواكَ عَليَّ، وَقَدْ حَنِثْتُ معَ الْحَقِّ عَلَى هَوَاكَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلى نَذْرِي أَي لَا أَكْتَسِبُ الحِنْثَ، وَهُوَ الذَّنْبُ، وَهَذَا بِعَكْسِ الأَول؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يَكْثُر فِيهِمْ أَولادُ الحِنْثِ أَي أَولادُ الزِّنَا، مِنَ الحِنْث الْمَعْصِيَةُ، وَيُرْوَى بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. حنبث: حَنْبَثٌ: اسم. حوث: حَوْثُ: لُغَةٌ فِي حَيْثُ، إِما لُغَةُ طَيِّئٍ وإِما لُغَةُ تَمِيمٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ لُغَةُ طَيِّئٍ فَقَطْ، يَقُولُونَ حَوْثُ عبدُ اللهِ زيدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ أَعلمتك أَن أَصل حَيْثُ؛ إِنما هُوَ حَوْثُ، عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ حَيْثُ؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ حَوْثَ فَيَفْتَحُ، رَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، كَمَا أَن مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: حَيْثَ. رَوَى الأَزهري بإِسناده عَنِ الأَسود قَالَ: سأَل رَجُلٌ ابنَ عُمَرَ: كَيْفَ أَضَعُ يَدَيَّ إِذا سَجَدْتُ؟ قَالَ: ارْمِ بِهِمَا حَوْثُ وقَعَتا ؛ قَالَ الأَزهري: كَذَا رَوَاهُ لَنَا، وَهِيَ لُغَةٌ صَحِيحَةٌ. حَيْثُ وحَوْثُ: لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ، وَالْقُرْآنُ نَزَلَ بِالْيَاءِ، وَهِيَ أَفصح اللُّغَتَيْنِ. والحَوْثاءُ: الكَبِدُ، وَقِيلَ: الكَبِدُ وَمَا يَلِيهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّا وجَدْنا لَحْمها طَرِيَّا: ... الكِرْشَ، والحَوْثاء، والمَرِيَّا وامرأَة حَوْثاء: سَمِينَةٌ تارَّة. وأَحاثَهُ: حَرَّكَه وفَرَّقه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ: بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثا، ... مَوْرُ الكَثِيبِ، فَجَرى وَحَاثَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه أَراد وأَحاثا أَي فَرَّقَ وحَرَّكَ، فَاحْتَاجَ إِلى حَذْفِ الْهَمْزَةِ فَحَذَفَهَا؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ وحَثَا، فقَلَبَ. وأَوقع بِهِمْ فلانٌ فَتركهم حَوْثاً بَوثاً أَي فَرَّقهم؛ وَتَرَكَهُمْ حَوْثاً بَوْثاً أَي مُخْتَلِفِينَ. وحاثِ باثِ، مَبْنِيَّانِ عَلَى الْكَسْرِ: قُماشُ النَّاسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تركتُه حاثِ باثِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَلف حاثِ أَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ، وإِن لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ

مَا اشْتُقَّتْ مِنْهُ، لأَن انْقِلَابَ الأَلف إِذا كَانَتْ عَيْنًا عَنِ الْوَاوِ، أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ تركتُهم حَوْثاً بَوْثاً، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ، وحاثِ باثِ، وحاثَ باثَ إِذا فَرَّقهم وبَدَّدهم؛ وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ إِذا أَذْلَلْتَهم ودقَقْتَهم؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهَا إِذا تَرَكْتَه مُخْتَلِطَ الأَمرِ؛ فأَما حاثِ باثِ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذَامِ، وأَما حِيثَ بِيثَ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ حِيصَ بِيصَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تركتُهم حاثِ باثِ إِذا تفَرَّقوا؛ قَالَ: وَمِثْلُهُمَا فِي الْكَلَامِ مُزْدَوِجاً: خاقِ باقِ، وَهُوَ صوتُ حركةِ أَبي عُمَيْر فِي زَرْنَبِ الفَلْهم، قَالَ: وخاشِ ماشِ: قماشُ البيت، وخازِ بازِ: ورَمٌ، وَهُوَ أَيضاً صوتُ الذُّبَابِ. وتركتُ الأَرضَ حاثِ باثِ إِذا دَقَّتْها الخيلُ، وَقَدْ أَحاثَتْها الخيلُ. وأَحَثْتُ الأَرضَ وأَبَثْتُها. الْفَرَّاءُ: أَحثَيْتُ الأَرضَ وأَبْثَيْتُها، فَهِيَ مُحْثاةٌ ومُبْثاة. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَحَثْتُ الأَرضَ وأَبَثْتُها، فَهِيَ مُحَاثة ومُبَاثةٌ. والإِحاثةُ، والاسْتِحاثةُ، والإِباثةُ، والاستِباثة، واحدٌ. الْفَرَّاءُ: تركتُ البلادَ حَوْثا بَوْثاً، وحاثِ باثِ، وحَيْثَ بَيْثَ، لَا يُجْرَيانِ إِذا دَقَّقُوها. والاسْتِحاثةُ مثلُ الاسْتِباثة: وَهِيَ الِاسْتِخْرَاجُ. تَقُولُ: استَحَثْتُ الشيءَ إِذا ضاعَ فِي التراب فَطلبْتَه. حَيْثُ: حَيْثُ: ظَرْفٌ مُبْهم مِنَ الأَمْكِنةِ، مَضموم، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَفْتَحُهُ، وَزَعَمُوا أَن أَصلها الْوَاوُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً طلبَ الخِفَّةِ، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ قَوِيٍّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَجمعت العربُ عَلَى رَفْعِ حيثُ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَذَلِكَ أَن أَصلها حَوْثُ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَى الْوَاوِ، فَقِيلَ: حَيْثُ، ثُمَّ بُنِيَتْ عَلَى الضَّمِّ، لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَاخْتِيرَ لَهَا الضَّمُّ لِيُشْعِرَ ذَلِكَ بأَن أَصلها الْوَاوُ، وَذَلِكَ لأَن الضَّمَّةَ مجانسةٌ لِلْوَاوِ، فكأَنهم أَتْبَعُوا الضَّمَّ الضَّمَّ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَقَدْ يكونُ فِيهَا النصبُ، يَحْفِزُها مَا قَبْلَهَا إِلى الْفَتْحِ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ فِي بَنِي تَمِيمٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوع وطُهَيَّةَ مَنْ يَنْصِبُ الثَّاءَ، عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي الْخَفْضِ وَالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ، فَيَقُولُ: حَيْثَ التَقَيْنا، وَمِنْ حيثَ لَا يَعْلَمُونَ، وَلَا يُصيبه الرفعُ فِي لُغَتِهِمْ. قَالَ: وَسَمِعْتُ فِي بَنِي أَسد بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَفِي بَنِي فَقْعَس كلِّها يَخْفِضُونَهَا فِي مَوْضِعِ الْخَفْضِ، وَيَنْصِبُونَهَا فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ، فَيَقُولُ مِنْ حيثِ لَا يَعْلَمُونَ، وَكَانَ ذَلِكَ حيثَ التَقَيْنا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ أَيضاً أَن مِنْهُمْ مَنْ يخفضُ بِحَيْثُ؛ وأَنشد: أَما تَرَى حَيْثَ سُهَيْلٍ طالِعا؟ قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ: بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثَاثَا، ... مَوْرُ الكَثِيبِ، فَجَرى وَحَاثَا قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد وحَثَا فقَلَب. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: لِلْعَرَبِ فِي حَيْثُ لُغَتَانِ: فَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ حيثُ، الثَّاءُ مَضْمُومَةٌ، وَهُوَ أَداةٌ لِلرَّفْعِ يَرْفَعُ الِاسْمَ بَعْدَهُ، وَلُغَةٌ أُخرى: حَوْثُ، رِوَايَةً عَنِ الْعَرَبِ لِبَنِي تَمِيمٍ، يَظُنُّونَ حَيْثُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، يَقُولُونَ: الْقَهْ حيثُ لَقِيتَه، وَنَحْوُ ذَلِكَ كَذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ كَيْسانَ: حيثُ حَرْفٌ مبنيٌّ عَلَى الضَّمِّ، وَمَا بَعْدَهُ صِلَةٌ لَهُ يَرْتَفِعُ الِاسْمُ بَعْدَهُ عَلَى الِابْتِدَاءِ، كَقَوْلِكَ: قُمْتُ حيثُ زيدٌ قائمٌ. وأَهلُ الْكُوفَةِ يُجيزون حَذْفَ قَائِمٍ، وَيَرْفَعُونَ زَيْدًا بحيثُ، وَهُوَ صِلَةٌ لَهَا، فإِذا أَظْهَروا قَائِمًا بَعْدَ زيدٍ، أَجازوا فِيهِ الْوَجْهَيْنِ: الرفعَ، والنصبَ، فَيَرْفَعُونَ الِاسْمَ أَيضاً

فصل الخاء المعجمة

وَلَيْسَ بِصِلَةٍ لَهَا، ويَنْصِبُونَ خَبَرَه وَيَرْفَعُونَهُ، فَيَقُولُونَ: قامتْ مقامَ صِفَتَيْنِ؛ وَالْمَعْنَى زيدٌ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ عَمْرٌو، فَعَمْرٌو مُرْتَفِعٌ بِفِيهِ، وَهُوَ صِلَةٌ لِلْمَوْضِعِ، وزيدٌ مرتفعٌ بِفِي الأُولى، وَهِيَ خَبره وَلَيْسَتْ بِصِلَةٍ لِشَيْءٍ؛ قَالَ: وأَهل الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ حيثُ مُضافةٌ إِلى جُمْلَةٍ، فَلِذَلِكَ لَمْ تُخْفَضْ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ بَيْتًا أَجاز فِيهِ الْخَفْضَ، وَهُوَ قَوْلُهُ: أَما تَرَى حيثَ سُهَيْلٍ طالِعا؟ فَلَمَّا أَضافها فَتَحَهَا، كَمَا يَفْعَلُ بِعِنْد وخَلْف، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: حَيْثُ ظرفٌ مِنَ الظُّرُوفِ، يَحْتاجُ إِلى اسْمٍ وَخَبَرٍ، وَهِيَ تَجْمَعُ مَعْنَى ظَرْفَيْنِ كَقَوْلِكَ: حيثُ عبدُ اللَّهِ قاعدٌ، زيدٌ قائمٌ؛ الْمَعْنَى: الموضعُ الَّذِي فِيهِ عبدُ اللَّهِ قاعدٌ زيدٌ قائمُ. قَالَ: وحيثُ مِنْ حُرُوفِ الْمَوَاضِعِ لَا مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي، وإِنما ضُمَّت، لأَنها ضُمِّنَتِ الِاسْمَ الَّذِي كَانَتْ تَسْتَحِقُّ إِضافَتَها إِليه؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنما ضُمَّتْ لأَن أَصلَها حَوْثُ، فَلَمَّا قَلَبُوا وَاوَهَا يَاءً، ضَمُّوا آخرَها؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَهَذَا خطأٌ، لأَنهم إِنما يُعْقِبون فِي الْحَرْفِ ضَمَّةً دالَّةً عَلَى وَاوٍ سَاقِطَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: حَيْثُ كلمةٌ تدلُّ عَلَى الْمَكَانِ، لأَنه ظرفٌ فِي الأَمكنة، بِمَنْزِلَةِ حِينَ فِي الأَزمنة، وَهُوَ اسمٌ مبنيٌّ، وإِنما حُرِّك آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ؛ فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيهَا عَلَى الضَّمِّ تَشْبِيهًا بِالْغَايَاتِ، لأَنها لَمْ تجئْ إِلَّا مُضَافَةً إِلى جُمْلَةٍ، كَقَوْلِكَ أَقومُ حيثُ يَقُومُ زيدٌ، وَلَمْ تَقُلْ حيثُ زيدٍ؛ وَتَقُولُ حيثُ تَكُونُ أَكون؛ وَمِنْهُمْ مَن يَبْنِيهَا عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ كَيْفَ، اسْتِثْقَالًا لِلضَّمِّ مَعَ الْيَاءِ وَهِيَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَا يُجازَى بِهَا إِلا مَعَ مَا، تَقُولُ حَيْثُمَا تجلسْ أَجْلِسْ، فِي مَعْنَى أَينما؛ وقولُه تَعَالَى: وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى ؛ وَفِي حِرَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَينَ أَتى. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جئتُ مِنْ أَيْنَ لَا تَعْلَمُ أَي مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَم. قَالَ الأَصمعي: وَمِمَّا تُخْطئُ فِيهِ العامَّةُ والخاصَّة بَابُ حِينَ وحيثُ، غَلِطَ فِيهِ العلماءُ مِثْلُ أَبي عُبَيْدَةَ وَسِيبَوَيْهِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: رأَيت فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ أَشياء كَثِيرَةً يَجْعَلُ حِينَ حَيْثُ، وَكَذَلِكَ فِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدَةَ بِخَطِّهِ، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَاعْلَمْ أَن حِين وحَيْثُ ظرفانِ، فَحِينَ ظَرْفٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَحَيْثُ ظَرْفٌ مِنَ الْمَكَانِ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حدٌّ لَا يُجَاوِزُهُ، والأَكثر مِنَ النَّاسِ جَعَلُوهُمَا مَعًا حَيْثُ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن تَقُولَ رأَيتُك حيثُ كنتَ أَي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ، وَاذْهَبْ حيثُ شئتَ أَي إِلى أَيّ موضعٍ شئتَ؛ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما . وَيُقَالُ: رأَيتُكَ حِينَ خَرَجَ الحاجُّ أَي فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَهَذَا ظَرْفٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَلَا يَجُوزُ حيثُ خَرَجَ الحاجُّ؛ وَتَقُولُ: ائتِني حينَ يَقْدَمُ الحاجُّ، وَلَا يَجُوزُ حيثُ يَقْدَمُ الحاجُّ، وَقَدْ صَيَّر الناسُ هَذَا كلَّه حَيْثُ، فَلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامَهُ. فإِذا كَانَ موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيَّ موضعٍ فَهُوَ حيثُ، لأَن أَيْنَ مَعْنَاهُ حَيْثُ؛ وَقَوْلُهُمْ حيثُ كَانُوا، وأَيْنَ كَانُوا، مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَلَكِنْ أَجازوا الجمعَ بَيْنَهُمَا لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ. وَاعْلَمْ أَنه يَحْسُنُ فِي مَوْضِعِ حِينَ: لَمَّا، وإِذ، وإِذا، ووقتٌ، ويومٌ، وساعةٌ، ومَتَى. تَقُولُ: رأَيتُكَ لَمَّا جِئْتَ، وَحِينَ جِئْتَ. وإِذ جِئْتَ. وَيُقَالُ: سأُعْطيك إِذ جئتَ، ومتى جئتَ. فصل الخاء المعجمة خبث: الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ مِنَ الرِّزْق والولدِ والناسِ؛ وَقَوْلُهُ:

أَرْسِلْ إِلى زَرْع الخَبِيِّ الوالِجِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد إِلى زَرْع الخَبِيثِ، فأَبدل الثَّاءَ يَاءً، ثُمَّ أَدغم، والجمعُ: خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعيل يُجْمَعُ عَلَى فَعَلَة غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنهم تَوَهَّمُوا فِيهِ فَاعِلًا، وَلِذَلِكَ كَسَّروه عَلَى فَعَلة. وحَكى أَبو زَيْدٍ فِي جَمْعِهِ: خُبُوثٌ، وَهُوَ نَادِرٌ أَيضاً، والأُنثى: خَبِيثةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ . وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، فَهُوَ خَبيثٌ أَي خَبٌّ رَدِيءٌ. اللَّيْثُ: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خَباثَةً وخُبْثاً، فَهُوَ خَبيثٌ، وَبِهِ خُبْثٌ وخَباثَةٌ؛ وأَخْبَثَ، فَهُوَ مُخْبِثٌ إِذا صَارَ ذَا خُبْثٍ وشَرٍّ. والمُخْبِثُ: الَّذِي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ. وأَجاز بعضُهم أَن يُقَالَ لِلَّذِي يَنْسُبُ الناسَ إِلى الخُبْثِ: مُخْبِثٌ؛ قَالَ الكُمَيْتُ: فطائفةٌ قَدْ أَكْفَرُوني بِحُبِّكُمْ، ... وطائِفَةٌ قَالُوا: مُسِيءٌ ومُذْنِبُ أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا أَراد الخَلاءَ، قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الخُبْثِ والخَبائِثِ ؛ وَرَوَاهُ الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم فلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الخُبْثِ والخَبائِثِ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِقَوْلِهِ مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والحُشُوشُ: مواضعُ الْغَائِطِ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: الخُبْثُ الكُفْرُ؛ والخَبائِثُ: الشَّيَاطِينُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنْ الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخَبِيثُ ذُو الخُبْثِ فِي نَفْسه؛ قَالَ: والمُخْبِثُ الَّذِي أَصحابُه وأَعوانه خُبَثاء، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: فلانٌ ضَعِيف مُضْعِفٌ، وقَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقويُّ فِي بَدَنِهِ، والمُقْوِي الَّذِي تَكُونُ دابتُه قَويَّةً؛ يُرِيدُ: هُوَ الَّذِي يُعَلِّمُهُمُ الخُبْثَ، ويُوقعهم فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلَى بَدْرٍ: فأُلْقُوا فِي قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ ، أَي فاسدٍ مُفْسِدٍ لِمَا يَقَع فِيهِ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مِنَ الخُبْثِ والخَبائِثِ ؛ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ، وبالخَبائِثِ الشَّيَاطِينَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأُخْبِرْتُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه كَانَ يَرْويه مِنَ الخُبُث، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَهُوَ جمعُ الخَبيث، وَهُوَ الشَّيْطَانُ الذَّكر، ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جَمْعًا للخَبيثة مِن الشَّيَاطِينِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ. ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: الخُبُثُ، بِضَمِّ الْبَاءِ: جَمْعُ الخَبِيثِ، والخَبائثُ: جَمْعُ الخَبيثة؛ يُريد ذكورَ الشَّيَاطِينِ وإِناثَهم؛ وَقِيلَ: هُوَ الخُبْثُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهُوَ خلافُ طَيِّبِ الفِعْل مِنْ فُجُور وَغَيْرِهِ، والخَبائِثُ، يُريد بِهَا الأَفعالَ الْمَذْمُومَةَ والخِصالَ الرَّديئةَ. وأَخْبَثَ الرجلُ أَي اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء، فَهُوَ خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، ومَخْبَثانٌ؛ يُقَالُ: يَا مَخْبَثانُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ، وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ ؛ قَالَ الزجَّاج: مَعْنَاهُ الكلماتُ الخَبيثاتُ للخَبيثينَ مِنَ الرجالِ والنساءِ؛ والرجالُ الخبيثونَ للكلماتِ الخَبيثاتِ؛ أَي لَا يَتَكَلَّم بالخَبيثاتِ إِلَّا الخَبيثُ مِنَ الرجالِ وَالنِّسَاءِ؛ وَقِيلَ: الْمَعْنَى الكلماتُ الخبيثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبيثِ مِنَ الرجالِ وَالنِّسَاءِ، فأَما الطاهرونَ والطاهراتُ، فَلَا يَلْصَقُ بِهِمُ السَّبُّ؛ وَقِيلَ: الخبيثاتُ مِنَ النساءِ للخَبيثين مِنَ الرجالِ،

وَكَذَلِكَ الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ. وَقَدْ خَبُثَ خُبْثاً وخَباثَةً وخَبَاثِيَةً: صَارَ خَبِيثاً. وأَخْبَثَ: صَارَ ذَا خُبْثٍ. وأَخْبَثَ: إِذا كَانَ أَصحابه وأَهلُه خُبَثاء، وَلِهَذَا قَالُوا: خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، وَالِاسْمُ: الخِبِّيثى. وتَخابَثَ: أَظْهَر الخُبْثَ؛ وأَخْبَثَه غَيْرُهُ: عَلَّمه الخُبْثَ وأَفْسَده. وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ: يَا خُبَثُ كَمَا يُقَالُ يَا لُكَعُ تُريدُ: يَا خَبِيثُ. وسَبْيٌ خِبْثَةٌ: خَبِيثٌ، وَهُوَ سَبْيُ مَنْ كَانَ لَهُ عهدٌ مِنْ أَهل الْكُفْرِ، لَا يَجُوزُ سَبْيُه، وَلَا مِلْكُ عبدٍ وَلَا أَمةٍ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَتَب للعَدَّاء بْنِ خَالِدٍ أَنه اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَو أَمة، لَا دَاءَ وَلَا خِبْثةَ وَلَا غائلةَ. أَراد بالخِبْثة: الْحَرَامَ، كَمَا عَبَّرَ عَنِ الْحَلَالِ بالطَّيِّب، والخِبْثَةُ نوعٌ مِنْ أَنواع الخَبيثِ؛ أَراد أَنه عبدٌ رقيقٌ، لَا أَنه مِنْ قَوْمٍ لَا يَحِلُّ سَبْيُهم كَمَنْ أُعْطِيَ عَهْداً وأَماناً، وَهُوَ حُرٌّ فِي الأَصل. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ أَنه قَالَ لأَنس: يَا خِبْثة ؛ يُريد: يَا خَبِيثُ ويقال الأَخلاق الخَبيثة: يَا خِبْثَةُ. ويُكتَبُ فِي عُهْدةِ الرَّقِيقِ: لَا داءَ، وَلَا خِبْثَةَ، وَلَا غائِلَةَ؛ فالداءُ: مَا دُلِّسَ فِيهِ مِنْ عَيْبٍ يَخْفى أَو علةٍ باطِنةٍ لَا تُرَى، والخِبْثَةُ: أَن لَا يَكُونَ طِيَبَةً، لِأَنه سُبِيَ مِنْ قَوْمٍ لَا يَحِلُّ اسْترقاقُهم، لعهدٍ تَقَدَّم لَهُمْ، أَو حُرِّيَّة فِي الأَصل ثَبَتَتْ لَهُمْ، والغائلةُ: أَن يَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ لَهُ، فَيَجِبُ عَلَى بَائِعِهِ ردُّ الثمَن إِلى الْمُشْتَرِي. وكلُّ مَنْ أَهْلك شَيْئًا فَقَدْ غالَه وَاغْتَالَهُ، فكأَن استحقاقَ المالكِ إِياه، صَارَ سَبَبًا لِهَلَاكِ الثمَن الَّذِي أَدَّاه الْمُشْتَرِي إِلى الْبَائِعِ. ومَخْبَثَان: اسْمُ مَعْرِفَةٍ، والأُنْثَى: مَخْبَثَانةٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ: كَذَبَ مَخْبَثَانٌ ، هُوَ الخَبيثُ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ والمرأَة جَمِيعًا، وكأَنه يدلُّ عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلَّا فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً. وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ: يَا خُبَثُ وللأُنْثَى: يَا خَباثِ مِثْلَ يَا لَكَاعِ، بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ، وَهَذَا مُطَّرِدٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ يُخاطِبُ الدُّنْيَا: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ مَضَضْنا [مَضِضْنا]، فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا يَعْنِي الدُّنْيَا. وخَباثِ بِوَزْنِ قَطامِ: مَعْدُولٌ مِنَ الخُبْثِ، وَحَرْفُ النِّدَاءِ مَحْذُوفٌ، أَي يَا خَباثِ. والمَضُّ: مثلُ المَصّ؛ يُرِيدُ: إِنَّا جَرَّبْناكِ وخَبَرْناكِ، فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً. والأَخابِثُ: جمعُ الأَخْبَثِ؛ يُقَالُ: هُمْ أَخابِثُ النَّاسِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ والمرأَة: يَا مَخْبَثانُ، بِغَيْرِ هاءٍ للأُنْثَى. والخِبِّيثُ: الخَبِيثُ، وَالْجَمْعُ خِبِّيثُونَ. والخابِثُ: الرَّديء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فاسدٍ. يُقَالُ: هُوَ خَبِيثُ الطَّعْم، وخَبِيثُ اللَّوْنِ، وخَبِيثُ الفِعْل. والحَرامُ البَحْتُ يُسَمَّى: خَبِيثاً، مِثْلَ الزِّنَا، وَالْمَالِ الْحَرَامِ، وَالدَّمِ، وَمَا أَشْبهها مِمَّا حَرَّمه اللَّهُ تَعَالَى، يُقَالُ فِي الشَّيْءِ الْكَرِيهِ الطَعْمِ وَالرَّائِحَةِ: خَبيثٌ، مِثْلَ الثُّوم والبَصَلِ والكَرّاثِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَكل مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الخَبيثة، فَلَا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي نَعْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ؛ فالطَّيِّباتُ: مَا كَانَتِ العربُ تَسْتَطِيبُه مِنَ الْمَآكِلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، مِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ تَحْرِيمٌ، مِثْلَ الأَزْواج الثَّمَانِيَةِ، ولُحوم الوحْش مِنَ الظِّباء وَغَيْرِهَا، وَمِثْلَ الْجَرَادِ والوَبْر

والأَرْنبِ واليَرْبُوع والضَّبِّ؛ والخَبائثُ: مَا كَانَتْ تَسْتَقْذِرُه وَلَا تأْكله، مِثْلَ الأَفاعي والعَقاربِ والبَرِصَةِ والخَنافِسِ والوُرْلانِ والفَأْر، فأَحَلَّ اللَّهُ، تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، مَا كَانُوا يَسْتَطِيبون أَكلَه، وحَرَّم مَا كَانُوا يَسْتَخْبثونه، إِلّا مَا نَصَّ عَلَى تَحْرِيمِهِ فِي الْكِتَابِ، مِنْ مِثْلِ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ عِنْدَ الذبْحِ، أَو بَيَّنَ تَحْريمه عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلُ نَهْيِه عَنْ لُحُوم الحُمُر الأَهلية، وأَكْلِ كلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباع، وَكُلِّ ذِي مِخْلبٍ مِنَ الطَّير. ودَلَّت الأَلف وَاللَّامُ اللَّتَانِ دَخَلَتَا لِلتَّعْرِيفِ فِي الطَّيِّبات والخَبائث، عَلَى أَن الْمُرَادَ بِهَا أَشياءُ معهودةٌ عِنْدَ المخاطَبين بِهَا، وَهَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقولُه عَزَّ وَجَلَّ: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ؛ قِيلَ: إِنها الحَنْظَلُ؛ وَقِيلَ: إِنَّهَا الكَشُوثُ. ابْنُ الأَعرابي: أَصلُ الخُبْثِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الْمَكْرُوهُ؛ فإِن كَانَ مِنَ الْكَلَامِ، فَهُوَ الشَّتْم، وَإِنْ كَانَ مِنَ المِلَل، فَهُوَ الكُفْر، وإِن كَانَ مِنَ الطَّعَامِ، فَهُوَ الْحَرَامُ، وإِن كَانَ مِنَ الشَّراب، فَهُوَ الضَّارُّ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَا يُرْمَى مِنْ مَنْفِيِّ الْحَدِيدِ: الخَبَث؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن الحُمَّى تَنْفِي الذُّنوب، كَمَا يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث. وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالْبَاءِ: مَا نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا، وَهُوَ مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُكْنى بِهِ عَنْ ذِي البَطْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ كلِّ دواءٍ خَبيث ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ جِهَتَيْنِ: إِحداهما النَّجَاسَةُ، وَهُوَ الْحَرَامُ كَالْخَمْرِ والأَرواث والأَبوال، كُلُّهَا نَجِسَةٌ خَبِيثَةٌ، وتناوُلها حَرَامٌ، إِلَّا مَا خَصَّتْهُ السُّنَّة مِنْ أَبوال الإِبل، عِنْدَ بَعْضِهِمْ، ورَوْثِ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ عِنْدَ آخَرِينَ؛ والجهةُ الأُخْرى مِنْ طَريق الطَّعْم والمَذاق؛ قَالَ: وَلَا يُنْكَرُ أَن يَكُونَ كُرْهُ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَى الطِّبَاعِ، وَكَرَاهِيَةِ النُّفُوسِ لَهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ أَكل مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ لَا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا ؛ يُريد الثُّوم وَالْبَصَلَ والكَرّاثَ، وخُبْثُها مِنْ جِهَةِ كَرَاهَةِ طَعْمِهَا وَرَائِحَتِهَا، لأَنها طَاهِرَةٌ، وَلَيْسَ أَكلها مِنَ الأَعذار الْمَذْكُورَةِ فِي الِانْقِطَاعِ عَنِ الْمَسَاجِدِ، وإِنما أَمَرَهم بِالِاعْتِزَالِ عُقُوبَةً وَنَكَالًا، لأَنه كَانَ يتأَذى بِرِيحِهَا وَفِي الْحَدِيثِ: مَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وثمنُ الْكَلْبِ خبيثٌ، وكَسْبُ الحجَّامِ خبيثٌ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَدْ يَجْمَع الكلامُ بَيْنَ القَرائن فِي اللَّفْظِ ويُفْرَقُ بَيْنَهَا فِي الْمَعْنَى، ويُعْرَفُ ذَلِكَ مِنَ الأَغراض وَالْمَقَاصِدِ؛ فأَما مَهْرُ البَغِيِّ وثمنُ الْكَلْبِ، فَيُرِيدُ بالخَبيث فِيهِمَا الحرامَ، لأَن الْكَلْبَ نَجِسٌ، وَالزِّنَا حَرَامٌ، وبَذْلُ العِوَضِ عَلَيْهِ وأَخذُه حرامٌ؛ وأَما كسبُ الحجَّام، فَيُرِيدُ بالخَبيث فِيهِ الكراهيةَ، لأَن الْحِجَامَةَ مُبَاحَةٌ، وَقَدْ يَكُونُ الكلامُ فِي الْفَصْلِ الْوَاحِدِ، بعضُه عَلَى الْوُجُوبِ، وبعضُه عَلَى النَّدْبِ، وبعضُه عَلَى الْحَقِيقَةِ، وَبَعْضُهُ عَلَى الْمَجَازِ، ويُفْرَقُ بَيْنَهُمَا بِدَلَائِلِ الأُصول، وَاعْتِبَارِ مَعَانِيهَا. والأَخْبَثانِ: الرَّجِيعُ وَالْبَوْلُ، وَهُمَا أَيضاً السَّهَرُ والضَّجَرُ، وَيُقَالُ: نَزَل بِهِ الأَخْبَثانِ أَي البَخَر والسَّهَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُصَلِّي الرجلُ، وَهُوَ يُدافعُ الأَخْبَثَيْنِ ؛ عَنى بِهِمَا الْغَائِطَ والبولَ. الْفَرَّاءُ: الأَخْبَثانِ القَيءُ والسُّلاح؛ وَفِي الصِّحَاحِ: البولُ وَالْغَائِطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِل خَبَثاً. الخَبَثُ، بِفَتْحَتَيْنِ: النَّجَسُ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: فأَصْبحَ يَوْمًا وَهُوَ خَبِيثُ النَّفْسِ أَي ثَقِيلُها كرِيهُ الْحَالِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يَقُولَنَ

أَحَدُكم: خَبُثَتْ نَفْسي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ. وَطَعَامٌ مَخْبَثَةٌ: تَخْبُثُ عَنْهُ النَّفْسُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي مِنْ غَيْرِ حَلِّهِ؛ وقولُ عَنْترة: نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمةٍ، ... والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم أَي مَفْسدة. والخِبْثة: الزِّنْية؛ وَهُوَ ابْنُ خِبْثة، لِابْنِ الزِّنْية، يُقَالُ: وُلِدَ فلانٌ لخِبْثةٍ أَي وُلِدَ لِغَيْرِ رِشْدةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ؛ إِذا كَثُر الخُبْثُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ؛ أَراد الفِسْقَ والفُجور؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سعدِ بْنُ عُبادة: أَنه أُتِي النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ، وُجِدَ مَعَ أَمَةٍ يَخْبُثُ بِهَا أَي يَزْني. خبعث: الخُنْبَعْثَة، والخُنْثَعْبةُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ أَيضاً فِي خثعب. خثث: الخُثُّ: غُثاء السَّيْل، إِذا خَلَّفَه ونَضَبَ عَنْهُ حَتَّى يَجِفَّ، وَكَذَلِكَ الطُّحْلُبُ إِذا يَبِسَ وقَدُمَ عَهْدُه حَتَّى يَسْوَدَّ. والخُثَّة: طِينٌ يُعجن بِبَعْرٍ أَو رَوْثٍ، ثُمَّ يُتخذ مِنْهُ الذِّئارُ، وَهُوَ الطِّينُ الَّذِي تُصَرُّ بِهِ أَخلاف النَّاقَةِ، لِئَلَّا يُؤْلمها الصِّرارُ. أَبو عَمْرٍو: الخُثَّة البَعْرة اللَّيِّنة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلُها الخِثْيُ. والخُثَّة: قُبْضَةٌ مِنْ كُسارِ عيدانٍ يُقْتَبَسُ بها. خرث: الخُرْثِيُّ: أَرْدأُ المَتاع وَالْغَنَائِمِ، وَهِيَ سَقَطُ البيتِ مِنَ الْمَتَاعِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَثاثُ البيتِ وأَسقاطُه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْيٌ وخُرْثِيٌ ؛ قَالَ: الخُرْثِيُّ متاعُ الْبَيْتِ وأَثاثُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَيْر مَوْلَى أَبي اللَّحْم: فأَمَر لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ. والخِرْثاء، مَمْدُودَةٌ: النَّمْلُ الَّذِي فِيهِ حُمْرة؛ واحدتُه خِرْثاءَة. خنث: الخُنْثَى: الَّذِي لَا يَخْلُصُ لِذَكَرٍ وَلَا أُنثى، وَجَعَلَهُ كُراعٌ وَصْفاً، فَقَالَ: رجلٌ خُنْثَى: لَهُ مَا للذَّكر والأُنثى. والخُنْثَى: الَّذِي لَهُ مَا لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ: خَنَاثى، مثلُ الحَبالى، وخِناثٌ؛ قَالَ: لَعَمْرُكَ، مَا الخِناثُ بَنُو قُشَيْرٍ ... بنِسْوانٍ يَلِدْنَ، وَلَا رِجالِ والانْخِناثُ: التَثَنِّي والتَّكَسُّر. وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً، فَهُوَ خَنِثٌ، وتَخَنَّثَ، وانْخَنَثَ: تَثَنَّى وتَكَسَّرَ، والأُنثى خَنِثَةٌ. وخَنَّثْتُ الشيءَ فتَخَنَّثَ أَي عَطَّفْتُه فتَعَطُّفَ؛ والمُخَنَّثُ مِنْ ذَلِكَ للِينهِ وتَكَسُّره، وَهُوَ الانْخِناثُ؛ وَالِاسْمُ الخُنْثُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَتُوعِدُني، وأَنتَ مُجاشِعيٌّ، ... أَرَى فِي خُنْثِ لِحْيَتِك اضْطِرابا؟ وتَخَنَّثَ فِي كَلَامِهِ. وَيُقَالُ للمُخَنَّثِ: خُناثَةُ، وخُنَيْثةُ. وتَخَنَّثَ الرّجُلُ إِذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ؛ وَقِيلَ: المُخَنَّثُ الَّذِي يَفْعَلُ فِعْلَ الخَناثى، وامرأَة خُنُثٌ ومِخْناثٌ. وَيُقَالُ للذَّكر: يَا خُنَثُ وللأُنثى: يَا خَنَاثِ مِثْلُ لُكَعَ ولَكَاعِ. وانْخَنَثَتِ القِرْبةُ: تَثَنَّتْ؛ وخَنَثَها يَخْنِثُها خَنْثاً فانْخَنَثَتْ، وخَنَّثَها، واخْتَنَثَها: ثَنى فَاهَا إِلى خَارِجٍ فشَرِبَ مِنْهُ، وَإِنْ كَسَرْتَه إِلى دَاخِلٍ، فَقَدَ قَبَعْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ اخْتِناثِ الأَسْقِيةِ ؛ وتأْويلُ

الْحَدِيثِ: أَنَّ الشُّرْب مِنْ أَفواهها رُبَّمَا يُنَتِّنُها، فإِنّ إِدامةَ الشُّرْبِ هَكَذَا، مِمَّا يُغَيِّر رِيحَها؛ وَقِيلَ: إِنَّهُ لَا يُؤْمَنُ أَن يَكُونَ فِيهَا حَيَّةٌ أَو شيءٌ مِنَ الحَشرات، وَقِيلَ: لِئَلَّا يَتَرَشَّشَ الماءُ عَلَى الشَّارِبِ، لِسَعَة فَم السِّقاء. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إباحتهُ؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ النهيُ خَاصًّا بِالسِّقَاءِ الْكَبِيرِ دُونَ الإِداوة. اللَّيْثُ: خَنَثْتُ السِّقاء والجُوالِقَ إِذا عَطَفْتَه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها ذَكَرَتْ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووفاتَه قَالَتْ: فانْخَنَثَ فِي حِجْري، فَمَا شَعَرْتُ حَتَّى قُبِضَ ، أَي فانْثَنى وَانْكَسَرَ لِاسْتِرْخَاءِ أَعضائه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ الْمَوْتِ. وانْخَنَثَتْ عُنُقُه: مالَتْ، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنى فاه فأَخْرَجَ أَدَمَتَه، وَهِيَ الدَّاخِلَةُ، والبَشَرَةُ وَمَا يَلي الشعرَ: الخارجةُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَشْرَبُ مِنَ الإِداوةِ، وَلَا يَخْتَنِثُها، ويُسَمِّيها نَفْعَةَ ؛ سَمَّاهَا بالمَرَّة مِنَ النَّفْع، وَلَمْ يَصْرِفْهَا لِلْعَلَمِيَّةِ والتأْنيث؛ وَقِيلَ: خَنَثَ فَمَ السِّقاءِ إِذا قَلَبَ فَمه، دَاخِلًا كَانَ أَو خَارِجًا. وكلُّ قَلْبٍ يُقَالُ لَهُ: خَنْثٌ. وأَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المرأَة: خُنْثَى. تَقُولُ: إِنها لَيِّنة تَتَثَنَّى. وَيُقَالُ: أَلْقَى الليلُ أَخْناثَهُ عَلَى الأَرض أَي أَثْناءَ ظَلامه؛ وطَوَى الثَّوْبَ عَلَى أَخْناثهِ وخِناثهِ أَي عَلَى مَطاوِيهِ وكُسُوره، الْوَاحِدُ: خِنْثٌ. وأَخْناثُ الدَّلْو فُرُوغُها، الواحدُ خِنْثٌ؛ والخِنْثُ: باطِنُ الشِّدْق عِنْدَ الأَضراس، مِنْ فوقُ وأَسفلُ. وتَخَنَّثَ الرجلُ وَغَيْرُهُ: سَقَطَ مِنَ الضَّعْفِ. وخُنْثُ: اسْمُ امرأَة، لَا يُجْرَى. والخَنِثُ، بِكَسْرِ النُّونِ: المُسْتَرْخي المُتَثَنِّي. وَفِي الْمَثَلِ: أَخْنَثُ مِنْ دَلالٍ. خنبث: رَجُلٌ خُنْبُثٌ وخُنابِثٌ: مذموم. خنطث: الخَنْطَثَةُ: مَشيٌ فِيهِ تَبَخْتُر. خنفث: الخُنْفُثَة الخِنْفِثَة: دُوَيْبَّةٌ. خوث: خَوِثَ الرجلُ خَوَثاً، وَهُوَ أَخْوَثُ بَيِّنُ الخَوَثِ: عَظُمَ بَطْنُه واسْتَرْخى. وخَوِثَتِ الأُنثى، وَهِيَ خَوْثاء. والخَوْثاءُ مِنَ النِّسَاءِ أَيضاً: الحَدَثة الناعمةُ، ذاتُ صُدْرة؛ وَقِيلَ: النَّاعِمَةُ التارَّة؛ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ حُرْثانَ: عَلِقَ القَلْبُ حُبَّها وهَواها، ... وَهِيَ بِكْرٌ غَريرةٌ خَوْثاءُ أَبو زَيْدٍ: الخَوْثاءُ الحِفْضاجَة مِنَ النِّسَاءِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِهَا كلُّ خَوْثاءِ الحَشَى مَرَئِيَّةٍ ... رَوَادٍ، يَزيدُ القُرْطُ سُوءَ قَذالِها قَالَ: الخَوْثاءُ المُسْتَرْخِيةُ الحَشَى. والرَّوَادُ: الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ، رُبَّمَا تَجِيءُ وَتَذْهَبُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخَوْثاءُ فِي بَيْتِ ابْنِ حُرْثانَ صفةٌ مَحْمودة، وَفِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ صفةٌ مَذْمُومَةٌ. وَفِي حَدِيثِ التِّلِبِّ بن ثَعْلَبة: أَصابَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، خَوْثَةٌ فاسْتَقْرَضَ مِنِّي طَعَامًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أُراها مَحْفُوظَةً، وإِنما هِيَ حَوْبة، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَهِيَ الْحَاجَةُ. وخَوِثَ البطنُ والصَّدْرُ: امْتَلآ. خيث: أَبو عَمْرٍو: التَّخَيُّثُ: عِظَمُ البَطْنِ واسْترْخاؤه. والتَّقَيُّثُ: الْجَمْعُ والمنعُ. والتَّهَيُّثُ: الإِعطاء.

فصل الدال المهملة

فصل الدال المهملة دأث: دَأَثَ الطعامَ دَأْثاً: أَكله. والدَّأْثُ: الدَّنَسُ، وَقِيلَ: الثِّقْلُ، وَالْجَمْعُ أَدْآثٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وإِنْ فَشَتْ فِي قومِك المَشاعِثُ، ... مِنْ إِصْرِ أَدْآثٍ، لَهَا دَآئثُ «3» بِوَزْنِ دَعاعِثَ، مِنْ دَعَثَه إِذا أَثْقَلَه. والإِصْرُ: الثِّقْل. والدِّئْثُ: العَداوةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والدِّئْثُ: الحِقْد الَّذِي لَا يَنْحَلُّ، وَكَذَلِكَ الدِّعْثُ. والدَّأْثاءُ: الأَمة الحَمْقاءُ؛ وَقِيلَ: الأَمة اسْمٌ لَهَا، وَقَدْ يُحَرَّك لِحَرْفِ الْحَلْقِ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَن فَعَلاء، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، لَمْ يَجِئْ فِي الصِّفَاتِ، وإِنما جَاءَ حَرْفَانِ فِي الأَسماء فقط، وهما فَرَماء وجَنَفاء، وَهُمَا مَوْضِعَانِ، وَالْجَمْعُ: دَآثٍ، خَفِيفٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَصْدَرَها، عَنْ طَثْرةِ الدَّآثِ، ... صاحبُ ليلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ خَرِشٌ: يُهَيِّجها ويُحَرِّكُها، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَدْ يُقَالُ للأَحمق: ابْنُ دَأْثاء. والأَدْأَث: رَمْلٌ مَعْرُوفٌ، يُسْمَع بِهِ عَزيفُ الْجِنِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَأَلُّقَ الجِنِّ برَمْلِ الأَدْأَثِ «4» دثث: دُثَّ الرجلُ دَثًّا، ودُثَّ دَثَّةً: وَهُوَ الْتِواءٌ فِي جَنْبه، أَو بعضِ جَسده، مِنْ غَيْرِ دَاءٍ. والدَّثُّ والدَّفُّ: الجَنْبُ. والدَّثُّ: الضَّرْبُ المُؤلم. ودَثَّته الحُمَّى تَدُثُّه دَثًّا: أَوْجَعَتْه. ودَثَّه بالعَصا: ضَرَبه. والدَّثُّ: الرَّمْيُ بِالْحِجَارَةِ. ودَثَّه بِالْعَصَا والحَجر: رَمَاهُ. ودَثَّه يَدُثُّه دَثًّا: رَمَاهُ رَمْياً مُتقارِباً مِن وَرَاءِ الثِّيَابِ، وَكَذَلِكَ دَثَثْتُه، أَدُثُّه دَثًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: دُثَّ فلانٌ : أَصابه الْتِواء فِي جَنْبِه. والدَّثُّ: الرَّمْيُ والدَّفْع. والدَّثُّ والدِّثاثُ: أَضعفُ المَطر وأَخَفُّه، وجَمْعُه دِثاثٌ. وَقَدْ دَثَّتِ السماءُ تَدِثُّ دَثّاً، وَهِيَ الدَّثَّة، لِلْمَطَرِ الضَّعِيفِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّثُّ الرَّكُّ مِنَ المَطر؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ: قِلْفَعُ رَوْضٍ، شَرِبَ الدِّثاثا ... مُنْبَثَّةً، يَفُزُّها انْبِثاثا وَيُرْوَى: شَرِبَتْ دِثاثا. والقِلْفَع: الطينُ الَّذِي إِذا نَضَبَ عَنْهُ الماءُ يَبِسَ وتَشَقَّقَ. ودَثَّتهم السماءُ تَدُثُّهم دَثّاً. قَالَ أَعرابي: أَصابَتنا السماءُ بدَثٍّ لَا يُرْضي الحاضِرَ، وَيُؤْذي المُسافر. وأَرضٌ مَدْثوثة، وَقَدْ دُثَّتْ دَثّاً. أَبو عَمْرٍو: الدُّثَّةُ الزُّكام القليلُ. والدُّثَّاثُ: صَيَّادو الطيرِ بالمِحْذَفَة. وَفِي حَدِيثِ أَبي رِئالٍ: كنتُ فِي السُّوسِ، فجاءَني رجلٌ بِهِ شِبْهُ الدَّثانِيةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْتِواءٌ فِي لِسَانِهِ؛ قَالَ: كَذَا قاله الزمخشري. درعث: بَعير دَرْعَثٌ، ودَرْسَعٌ: مُسِنٌّ.

_ (3). قوله [المشاعث] من تشعيث الدهر الأَموال: ذهابه بها. والدآئث: الأَصول انتهى. تكملة. (4). قوله [تألف الجن إلخ] صدره كما في التكملة: والضحك لمع البرق في التحدث

دعث: دَعَثَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبها. والدَّعْثُ: الوَطءُ الشَّديدُ. ودَعَثَ الأَرضَ دَعْثاً: وَطِئَها. والدَّعْثُ والدَّعَثُ: أَوَّلُ المَرَضِ. وَقَدْ دُعِثَ الرجلُ ودَعِثَ الرجلُ: أَصابه اقْشِعْرار وفُتُور. والدِّعْثُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الحَوض؛ وَقِيلَ: هُوَ بَقِيَّتُهُ حيث كان؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو: ومَنْهَلٍ، ناءٍ صُواهُ، دارِسِ، ... وَرَدْتُه بذُبَّلٍ خَوامِسِ فاسْتَفْنَ دِعْثاً تالِدَ المَكارِسِ، ... دَلَّيْتُ دَلْوي فِي صَرًى مُشاوِسِ الْمَكَارِسُ: مواضِعُ الدِّمْن والكِرْسِ. قَالَ: والمُشاوِسُ الَّذِي لَا يَكادُ يُرى مِنْ قِلَّته. تالِدُ المَكارِس: قديمُ الدِّمْن. والدَّعْثُ: تَدْقيقُك الترابَ عَلَى وجهِ الأَرض بِالْقَدَمِ أَو بِالْيَدِ، أَو غَيْرِ ذَلِكَ، تَدْعَثُه دَعْثاً. وَكُلُّ شَيْءٍ وُطِئَ عَلَيْهِ: فَقَدِ انْدَعَثَ. ومَدَرٌ مَدْعُوثٌ. والدِّعْثُ والدِّئْثُ: المَطْلَبُ والحِقْدُ والذَّحْلُ، وَالْجَمْعُ أَدْعاث ودِعاثٌ. ودَعْثةُ: اسْمٌ. وَبَنُو دَعْثَةَ: بَطْنٌ. دعبث: الأَزهري: الدُّعْبُوثُ المُخَنَّثُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق المائقُ. دلث: الدِّلاثُ: السَّرِيعُ مِنَ الإِبل، وَكَذَلِكَ المؤَنث. نَاقَةٌ دِلاثٌ أَي سَرِيعَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وخَلَطَتْ كلَّ دِلاثٍ عَلْجَنِ الدِّلاثُ: السَّرِيعَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ، مِنْ بَابِ دِلاصٍ، لَا مِنْ بَابٍ جُنُبٍ، لِقَوْلِهِمْ دِلاثانِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: دِلاثُ العَتِيقِ، مَا وَضَعْتُ زِمامَه، ... مُنِيفٌ بِهِ الْهَادِي، إِذا اجْتُثَّ، ذامِل وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِهَا أَيضاً: دُلُثٌ. والانْدِلاثُ: التَّقَدُّم. وانْدَلَثَ: مَضَى عَلَى وَجْهِهِ؛ قِيلَ: أَسْرَعَ ورَكِبَ رأْسَه، فَلَمْ يُنَهْنِهه شَيْءٌ فِي قِتالٍ. والمَدالِثُ: مواضعُ الْقِتَالِ. وَيُقَالُ: هُوَ يَدْلِفُ ويَدْلِثُ، دَلِيفاً ودَلِيثاً إِذا قاربَ خَطْوَه مُتَقَدِّماً. وانْدَلَثَ عَلَيْنَا فلانٌ يَشْتُم أَي انْخَرَقَ وانْصَبَّ. الأَصمعي: المُنْدَلِثُ الَّذِي يَمْضِي ويَرْكَبُ رأْسَه لَا يَثْنِيه شيءٌ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فإِنَّ الانْدِلاثَ والتَّخَطْرُفَ مِنَ الِانْفِخَامِ والتَّكَلُّفِ. الانْدلاثُ: التَّقَدُّمُ بِلَا فِكرة وَلَا رَوِيَّةٍ. ومَدالِثُ الْوَادِي: مَدافِعُ سَيلِه، والله أَعلم. دلبث: الدَّلَبُوثُ: نَبْتٌ، أَصله وورقُه مثلُ نَبَاتِ الزَّعْفَرَانِ سَوَاءً، وبَصَلَتُه فِي لِيفةٍ، وَهِيَ تُطْبخُ. بِاللَّبَنِ وتؤْكل؛ حكاه أَبو حنيفة. دلعث: بَعِيرٌ دِلَعْثٌ: ضَخْمٌ. ودَلَعْثى: كَثِيرُ اللَّحْمِ والوَبَر مَعَ شِدَّة وَصَلَابَةٍ. الأَزهري: الدَّلْعَثُ الجملُ الضَّخم؛ وأَنشد: دِلاثٌ دَلَعْثَى، كأَنَّ عِظامَه ... وَعَتْ فِي مَحالِ الزَّوْرِ بعدَ كُسُورِ دلهث: الدَّلْهَثُ والدُّلاهِثُ والدِّلْهاثُ: كلُّه السريعُ الجريءُ المُقْدِمُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. والدِّلْهاثُ: الأَسَدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّ أَصله مِنَ الِانْدِلَاثِ، وَهُوَ التَّقَدُّم، فَزِيدَتِ الْهَاءُ؛ وَقِيلَ: الدِّلْهاثُ السَّرِيعُ المُتَقَدِّم.

دمث: دَمِثَ دَمَثاً، فَهُوَ دَمِثٌ: لانَ وسَهُلَ. والدَّماثَةُ: سُهولةُ الخُلُق. يُقَالُ: مَا أَدْمَثَ فُلَانًا وأَلْيَنَه ومكانٌ دَمِثٌ ودَمْثٌ: لَيِّنُ المَوْطِئ؛ ورملَةٌ دَمَثٌ، كَذَلِكَ، كأَنها سُمِّيَتْ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ أَبو قِلابَة: خَوْدٌ ثَقالٌ، فِي القِيام، كرَمْلةٍ ... دَمَثٍ، يُضِيءُ لَهَا الظلامُ الحِنْدسُ ورجلٌ دَمِثٌ بَيِّنُ الدَّماثةِ والدُّمُوثة: وَطِيءُ الخُلُقِ. والدَّمْثُ: السُّهول مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ أَدْماث ودِماثٌ؛ وَقَدْ دَمِثَ، بِالْكَسْرِ، يَدْمَثُ دَمَثاً. التَّهْذِيبُ: الدِّماثُ السُّهولُ مِنَ الأَرض، الْوَاحِدَةُ دَمِثةٌ، وَكُلُّ سَهْلٍ دَمِثٌ، وَالْوَادِي الدَّمِثُ: السائلُ، وَيَكُونُ الدِّماثُ فِي الرِّمَالِ وَغَيْرِ الرِّمَالِ. والدَّمائِثُ: مَا سَهُلَ ولانَ، أَحدها دَميثةٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ السَّهْل الطَّلْق الْكَرِيمِ: دَمِيثٌ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَمِثٌ لَيْسَ بِالْجَافِي ؛ أَراد أَنه كَانَ لَيِّنَ الخُلُق فِي سُهُولَةٍ، وأَصله مِنَ الدَّمْثِ، وَهِيَ الأَرضُ اللَّيِّنَةُ السهْلة الرِّخْوةُ، والرملُ الَّذِي لَيْسَ بمُتَلبِّدٍ. وَفِي حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الغَيْثِ: فلبَّدتِ الدِّماثَ أَي صَيَّرَتْها لَا تَسُوخُ فِيهَا الأَرجلُ، وَهِيَ جَمْعُ دَمْثٍ. وامرأَة دَميثةٌ: شُبِّهَتْ بدِماثِ الأَرض، لأَنها أَكرم الأَرض. وَيُقَالُ: دَمَّثْتُ لَهُ المَكانَ أَي سَهَّلْتُه لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّمِثُ الْمَكَانُ اللَّيِّنُ ذُو رَمْلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مالَ إِلى دَمَثٍ مِنَ الأَرض، فَبَالَ فِيهِ ، وإِنما فَعَلَ ذَلِكَ لئلَّا يَرْتَدَّ إِليه رَشاشُ الْبَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذا قرأْتُ آلَ حم، وَقعْتُ فِي رَوضاتٍ دَمِثاتٍ ، جَمْعُ دَمِثةٍ. ودَمَّثَ الشيءَ إِذا مَرَسَه حَتَّى يَلينَ. وتَدمِيثُ المَضْجَع: تَلْيينه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كذَبَ عَلَيَّ، فإِنما يُدَمِّثُ مَجلِسَه مِنَ النَّارِ أَي يُمَهِّدُ ويُوَطِّئُ؛ ومَثَلٌ للعَرب: دَمِّثْ لجَنْبِك، قبلَ اللَّيلِ، مُضْطَجَعا أَي خُذْ أُهْبته، واسْتَعِدَّ لَهُ، وتَقَدَّمْ فِيهِ قبلَ وُقوعه. وَيُقَالُ: دَمِّثْ لِي ذَلِكَ الحديثَ حَتَّى أَطْعَنَ فِي حَوصِه؛ أَي اذْكُرْ لِي أَوَّله، حَتَّى أَعْرفَ وجْهَه. والأُدْمُوثُ: مكانُ المَلَّةِ إِذا خُبِزَتْ. دهث: الدَّهْثُ: الدَّفْعُ. ودَهْثةُ: اسم رجل. دهلث: الدِّهْلاثُ، والدِّلْهاثُ، والدَّلْهَثُ، والدُّلاهِثُ: كلُّه السريعُ الجَرْي مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَاللَّهُ أَعلم. دهمث: أَرض دَهْمَثةٌ ودَهْثَمٌ: سَهْلة. دَيَثَ: دَيَّثَ الأَمرَ: لَيَّنَه، ودَيَّثَ الطريقَ: وَطَّأَه. وطريقٌ مُدَيَّثٌ أَي مُذَلَّل، وَقِيلَ: إِذا سُلِكَ حَتَّى وَضَحَ وَاسْتَبَانَ. ودَيَّثَ البعيرَ: ذَلَّله بَعْضَ الذُّلّ. وجَملٌ مُدَيَّثٌ ومُنوَّقٌ إِذا ذُلِّلَ حَتَّى ذهَبَتْ صُعوبتُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وجهه: ودُيِّثَ بالصَّغارِ أَي ذُلِّلَ، وَمِنْهُ بَعِيرٌ مُديَّثٌ إِذا ذُلِّلَ بِالرِّيَاضَةِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ: كَانَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فأَتاه رجلٌ فِيهِ كالدِّياثةِ واللخْلَخانيَّة. الدِّياثةُ: الالْتِواء فِي اللِّسَانِ، وَلَعَلَّهُ مِنَ التَّذْلِيل والتَّلْيين. ودَيَّثَ الجِلدَ فِي الدِّباغ والرُّمْحَ فِي الثِّقاف، كَذَلِكَ. ودَيَّثَتِ المطارقُ الشيءَ: لَيَّنَتْه.

فصل الراء

ودَيَّثه الدهرُ: حَنَّكه وذلَّله. ودَيَّثَ الرجلَ: ذلَّله ولَيَّنه. قَالَ: والدَّيُّوثُ القَوَّاد عَلَى أَهله. وَالَّذِي لَا يَغارُ عَلَى أَهله: دَيُّوثٌ. والتَّدييثُ: القِيادة. وَفِي الْمُحْكَمِ: الدَّيُّوثُ والدَّيْبُوثُ الَّذِي يدخُل الرجالُ عَلَى حُرْمته، بِحَيْثُ يَرَاهُمْ، كأَنه ليَّنَ نفسَه عَلَى ذَلِكَ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الَّذِي تُؤْتى أَهلُه وَهُوَ يعلَم، مشتقٌّ مِنْ ذَلِكَ، أَنَّثَ ثعلبٌ الأَهلَ عَلَى مَعْنَى المرأَة. وأَصلُ الحرفِ بالسُّريانية، أُعْرِبَ، وَكَذَلِكَ القُندُعُ والقُنذُع. وَفِي الْحَدِيثِ: تَحْرُمُ الجنةُ عَلَى الدَّيُّوث ، هُوَ الَّذِي لَا يَغارُ عَلَى أَهله. والدَّيَثانُ: الكابوسُ يَنزلُ عَلَى الإِنسان، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها دَخيلةً. والأَدْيَثُونُ: مَوْضِعٍ، قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر: بحَيْثُ هَراقَ فِي نَعْمانَ خَرْجٌ، ... دَوافِعُ فِي بِراقِ الأَدْيَثِينا فصل الراء ربث: الرَّبْثُ: حَبْسُكَ الإِنسانَ عَنْ حَاجَتِهِ وأَمره بعِلَلٍ. رَبَثَه عَنْ أَمره وَحَاجَتِهِ يَرْبُثه، بِالضَّمِّ، رَبْثاً، ورَبَّثه: حَبَسَه وصَرَفَه. والرَّبيثةُ: الأَمرُ يَحْبِسُك، وَكَذَلِكَ الرِّبِّيثى، مِثَالُ الخِصِّيصَى. وَفَعَلَ ذَلك لَهُ رِبِّيثى ورَبِيثةً أَي خَديعةً وحَبْساً. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنما قلتُ ذَلِكَ رَبيثة مِنِّي أَي خَديعة. وَقَدْ رَبَثْتُه أَرْبُثُه رَبْثاً. الْكِسَائِيُّ: الرِّبِّيثَى، مِنْ قَوْلِكَ رَبَثْتُ الرجلَ أَرْبُثُه رَبْثاً، وَهُوَ أَن تُثَبِّطَه، وتُبْطِئ بِهِ، قَالَ الشَّاعِرُ: بَيْنا تَرى المَرْءَ فِي بُلَهْنِيةٍ، ... يَرْبُثُه مِنْ حِذارِه أَمَلُهْ قَالَ شَمِرٌ: رَبَثَه عَنْ حَاجَتِهِ أَي حَبَسه فرَبِثَ، وَهُوَ رابِثٌ، إِذا أَبْطأَ، وأَنشد لنُمير بْنِ جَرَّاح: تقولُ ابنةُ البَكْريِّ: مَا ليَ لَا أَرى ... صَديقَك، إِلا رابِثاً عنكَ وافِدُه أَي بَطيئاً. وَيُقَالُ: دَنَا فُلَانٌ ثُمَّ ارْباثَّ أَي احتَبَسَ، وارْبَأْثَثْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعْترضُ الشياطينُ الناسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالرَّبائثِ أَي بِمَا يُرَبِّثُهم عَنِ الصَّلَاةِ. وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، بَعَثَ إِبليسُ شياطينَه ، وَفِي رِوَايَةٍ: جُنودَه إِلى النَّاسِ، فأَخَذوا عَلَيْهِمْ بالرَّبائثِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: غَدَتِ الشياطينُ بِرَايَاتِهَا فيأْخُذونَ الناسَ بالرَّبائثِ أَي ذَكَّروهم الحوائجَ الَّتِي تُرَبِّثُهُم، ليُرَبِّثوهم بِهَا عَنِ الْجُمُعَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ يَرْمونَ الناسَ بالترابيثِ ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ، إِن صحَّت الرِّوَايَةُ، أَن يَكُونَ جَمْعَ تَرْبيثةٍ، وَهِيَ المَرَّة الواحدةُ مِنَ التَّرْبيث، تَقُولُ: رَبَّثْتُه تَرْبيثاً وتَرْبيثةً وَاحِدَةً، مِثْلُ قَدَّمْته تَقْديماً وتَقْديمةً وَاحِدَةً. وتَرَبَّثَ فِي سَيْرِهِ أَي تَلَبَّثَ. ورَبَّثَه: كلَبَّثَه. وامرأَةٌ رَبِيثٌ أَي مَرْبُوثٌ، قَالَ: جَرْيَ كَريثٍ أَمْرُه رَبِيثُ الكَريثُ: المَكْروثُ. وارْتَبَثَ القومُ: تَفَرَّقوا. وارْبَثَّ أَمرُ الْقَوْمِ: تَفَرَّقَ، قَالَ أَبو ذؤَيب: رَمَيْناهُمُ، حتى إِذا ارْبَثَّ أَمْرُهم، ... وصارَ الرَّصِيعُ نُهْيةً للحَمائِل الرَّصِيعُ: جَمْعُ رَصِيعةٍ، كشَعير وشَعِيرة، وَهُوَ

سَيرٌ يُضْفَر، يَكُونُ بَيْنَ حِمالة السَّيْفِ وجَفْنِه. يَقُولُ: لَمَّا انْهَزَمُوا، انْقَلَبَتْ سيُوفهم، فَصَارَتْ أَعاليها أَسافلَها، وَكَانَتِ الحمائلُ عَلَى أَعناقهم فانْتَكَسَتْ، فَصَارَ الرَّصِيع فِي مَوْضِعِ الْحَمَائِلِ. والنُّهْية: الغايةُ الَّتِي انْتَهى إِليها الرَّصِيعُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَصَارَ الرُّصُوعُ نُهْيةً للمُقاتِلِ قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ دُهِشُوا فَقَلبُوا قِسِيَّهم. والرَّصِيعُ: سَير يُرْصَع ويُضْفر، والرُّصوعُ الْمَصْدَرُ. وارْبَثَّ أَمرُ الْقَوْمِ ارْبِثَاثاً إِذا انْتَشَر وتَفَرَّق، وَلَمْ يَلْتَئِمْ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي ضَعُفَ وأَبْطأَ حَتَّى تَفَرَّقوا. رثث: الرَّثُّ والرِّثَّةُ والرَّثيثُ: الخَلَق الخَسيسُ الْبَالِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. تَقُولُ: ثوبٌ رَثٌّ، وحَبْلٌ رَثٌّ، وَرَجُلٌ رَثُّ الهيئةِ فِي لُبْسه؛ وأَكثر مَا يُستعمل فِيمَا يُلبس، وَالْجَمْعُ رِثاثٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ نَهيكٍ: أَنه دَخلَ عَلَى سَعْدٍ، وَعِنْدَهُ مَتَاعٌ رَثٌ أَي خَلَقٌ بالٍ. وَقَدْ رَثَّ الحبلُ وَغَيْرُهُ يَرِثُّ ويَرُثُّ رثاثَة ورُثُوثة، وأَرَثَّ، وأَرثَّه البِلى، عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَرثَّ الثوبُ أَي أَخْلَق؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَجاز أَبو زَيْدٍ: رَثَّ وأَرَثَّ، وَقَالَ الأَصمعي: رَثَّ بِغَيْرِ أَلف؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ ذَلِكَ وأَجاز رَثَّ وأَرَثَّ؛ وَقَوْلُ دُرَيد بْنِ الصِّمَّة: أَرَثَّ جديدُ الحَبْلِ مِنْ أُمِّ مَعْبدِ ... بعاقبةٍ، وأَخْلَفَتْ كلَّ مَوْعِدِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ فِي الِاسْتِفْهَامِ دَخَلَتْ عَلَى رَثَّ. وأَرَثَّ الرجلُ: رَثَّ حَبْلُه، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الرِّثَّةُ. وَرَجُلٌ رَثُّ الهَيئة: خَلَقُها باذُّها. وَفِي خَلْقه رَثاثةٌ أَي بَذاذَة. وَقَدْ رَثَّ يَرُثُّ رَثاثةً، ويرِثُّ رُثوثةً. والرَّثُّ والرِّثَّةُ جَمِيعًا: رَديءُ الْمَتَاعِ، وأَسْقاطُ البَيْت مِنَ الخُلْقانِ. وارْتَثَثْنا رِثَّةَ الْقَوْمِ، وارْتَثُّوا رِثَّةَ الْقَوْمِ: جَمَعُوها أَو اشترَوها. وتُجْمَع الرِّثَّةُ رِثاثاً. والرِّثَّة: خُشارة النَّاسِ وضُعَفاؤُهم، شُبِّهُوا بِالْمَتَاعِ الرَّدِيءِ. وَرَوَى عَرْفجةُ عَنْ أَبيه قَالَ: عَرَّفَ عَلِيٌّ رِثَّةَ أَهلِ النَّهْر، قَالَ: فَكَانَ آخِرُ مَا بَقِيَ قِدْرٌ، قَالَ: فَلَقَدْ رأَيتُها فِي الرَّحَبة، وَمَا يَغْتَرفُها أَحدٌ. والرِّثَّة: المتاعُ وخُلْقانُ البيتِ، وَاللَّهُ أَعلم. والرِّثَّة: السَّقَطُ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ مِنَ الخُلْقان، والجمع رِثَثٌ، مِثْلُ قِرْبةٍ وقِرَبٍ، ورِثاثٌ مثلُ رِهْمةٍ ورِهام. وَفِي الْحَدِيثِ: عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الرِّثَّة ؛ هي متاعُ الْبَيْتِ الدُّونُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ الرِّثْية، والصوابُ الرِّثَّة، بِوَزْنِ الهِرَّة. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمان بْنِ مُقَرِّنٍ يومَ نَهاوَنْد: أَلا إِن هؤُلاء قَدْ أَخْطَرُوا لَكُمْ رِثَّة، وأَخْطَرْتم لَهُمُ الإِسلامَ ؛ وجمعُ الرِّثَّة رِثاثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فجَمَعْتُ الرِّثاثَ إِلى السَّائِبِ. والمُرْتَثُّ: الصَّريعُ الَّذِي يُثْخَنُ فِي الحَرْب ويُحْمَلُ حَيّاً ثُمَّ يَمُوتُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِنَ المَعْرَكة وَبِهِ رَمَق، فإِن كَانَ قَتِيلًا، فَلَيْسَ بمُرْتَثٍّ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ضُربَ فِي الحَرْبِ فأُثْخِنَ، وحُمِلَ وَبِهِ رَمَق ثُمَّ ماتَ: قَدِ ارْتُثَّ فلانٌ، وَهُوَ افْتُعِلَ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَي حُمِلَ مِنَ الْمَعْرَكَةِ رَثيثاً أَي جَريحاً وَبِهِ رَمَقٌ؛ وَمِنْهُ قولُ خَنْساءَ حِينَ خَطَبَها دريدُ ابن الصِّمَّة، عَلَى كِبَرِ سِنِّه: أَتَرَوْنَني تَارِكَةً بَنِي عَمِّي، كأَنهم عَوالي الرِّماحِ، ومُرْتَثَّةً شيخَ بَنِي جُشَمٍ؟ أَرادت: أَنه مُذْ أَسَنَّ وقَرُبَ مِنَ

الْمَوْتِ وضَعُف، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَن؛ حُمِلَ مِنَ المَعْركة، وَقَدْ أَثْبَتَتْه الجراحُ لضَعْفِه. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنه ارْتُثَّ يومَ أُحُدٍ، فجاءَ بِهِ الزبيرُ يَقُود بزِمام رَاحِلَتِهِ ؛ الارْتثاثُ: أَن يُحْمَلَ الجريحُ مِنَ المَعْركة، وَهُوَ ضَعِيفٌ قَدْ أَثْخَنَتْه الجِراح. والرَّثِيث أَيضاً: الْجَرِيحُ، كالمُرْتَثِّ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ صُوحانَ: أَنه ارْتُثَّ يَوْمَ الجَمل، وَبِهِ رَمَقٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: فَرَآنِي مُرْتَثَّةً أَي سَاقِطَةً ضَعِيفَةً؛ وأَصلُ اللَّفْظَةِ مِنَ الرَّثِّ: الثَّوْبِ الخَلَق. والمُرْتَثُّ، مُفْتَعِل، مِنْهُ. وارْتَثَّ بَنُو فلانٍ نَاقَةً لَهُمْ أَو شَاةً: نَحَروها مِنَ الهُزال. والرِّثَّة: المرأَة الحَمقاءُ. رعث: الرَّعْثة: التَّلْتَلَة، تُتَّخَذ مِنْ جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ بِهَا. ورَعْثةُ الدِّيك: عُثْنونُه ولِحيتُه. يُقَالُ: دِيكٌ مُرَعَّثٌ؛ قَالَ الأَخْطَلُ يَصِفُ دِيكًا: مَاذَا يُؤَرِّقُني، والنَّوْمُ يُعْجِبُني، ... مِنْ صَوْتِ ذِي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ ورَعَثَتا الشَّاةِ: زَنَمَتاها تَحْتَ الأُذُنين؛ وَشَاةٌ رَعْثاءُ، مِنْ ذَلِكَ. ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطراف زَنَمَتَيْها. والرَّعْثُ والرَّعْثة: مَا عُلِّقَ بالأُذُن مِنْ قُرْط وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ: رِعَثةٌ ورِعاثٌ؛ قَالَ النَّمِرُ: وكلُّ خَليلٍ، عليه الرِّعاثُ ... والحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ وتَرَعَّثَتِ الْمَرْأَةُ أَي تَقَرَّطَتْ. وصبيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قَالَ رؤْبة: رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ وَكَانَ بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لرِعاثٍ كَانَتْ لَهُ فِي صغَره فِي أُذُنه. وارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ أُمُّ زينَبَ بِنْتُ نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُحَلِّينا رِعاثاً مِنْ ذَهَبٍ ولُؤْلؤ. الرِّعاثُ: القِرَطةُ، وَهِيَ مِنْ حُليِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، ورَعَثة أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ القُرْطُ، وجِنْسُها: الرَّعْثُ والرَّعَثُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّعْثة فِي أَسفل الأُذن، والشَّنْفُ فِي أَعْلى الأُذن، والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ فِي القُرْط. والرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة مِنَ الهَوْدَج وَنَحْوِهِ، زِينةً لَهَا كالذَّباذِبِ؛ وَقِيلَ: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، ورَعَثة، ورُعْثةٌ، بِالضَّمِّ، عَنْ كُرَاعٍ. وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما؛ قَالَ الأَزهري: وكلُّ مِعْلاق كالقُرْطِ وَنَحْوِهِ يُعَلَّقُ مِنْ أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فَهُوَ رِعاثٌ، وَالْجَمْعُ رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ. والرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: يُقَالُ لراعُوفةِ الْبِئْرِ «5»: راعُوثة. قَالَ: وَهِيَ الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ، وَتَفْسِيرُهُ فِي الْعَيْنِ والراءِ. وَفِي حَدِيثِ سِحْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ الْبِئْرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بالفاءِ، وَهِيَ هِيَ، وسيُذكر فِي مَوْضِعِهِ.

_ (5). قوله [يقال لراعوفة البئر إلخ] قال في التكملة وهي صَخْرَةٌ تُتْرَكُ فِي أَسْفَلِ الْبِئْرِ إِذا احْتُفِرَتْ تَكُونُ هناك، ويقال هِيَ حَجَرٌ يَكُونُ عَلَى رأْس الْبِئْرِ يَقُومُ عليها المستقي.

رغث: الرُّغَثاوان: العَصَبتانِ اللَّتان تَحْتَ الثَّدْيَيْنِ؛ وَقِيلَ هُمَا مَا بَيْنُ المَنْكِبَيْن والثَّدْيَيْن، مِمَّا يَلِي الإِبْطَ مِنَ اللَّحْمِ؛ وَقِيلَ: هُمَا مَغْرِزُ الثَّدْيَيْن إِلى الإِبْط؛ وَقِيلَ: هُمَا مُضَيْغَتانِ مِنْ لَحْمٍ، بَيْنَ الثَّنْدُوَةِ والمَنْكِب، بجانِبيِ الصَّدْر؛ وَقِيلَ: الرُّغَثاءُ مثالُ العُشَراء، عِرْقٌ فِي الثَّدْيِ يُدِرُّ اللَّبَنَ. التَّهْذِيبِ: الرَّغَثاءُ بِفَتْحِ الراءِ، عَصَبةُ الثَّدْي؛ قَالَ الأَزهري: وَضَمُّ الراءِ فِي الرُّغَثاءِ أَكثرُ؛ عَنِ الفراءِ؛ وَقِيلَ: الرُّغَثاوانِ سَوادُ حَلَمَتي الثَّدْيَيْن. ورُغِثَتِ المرأَة تُرْغَثُ إِذا شَكَتْ رُغَثاءَها. وأَرْغَثَه: طَعَنَه فِي رُغَثائه؛ قَالَتْ خَنْساءُ: وكانَ أَبو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصارَها، ... وأَرْغَثَها بالرُّمْح حَتَّى أَقَرَّتِ والرَّغُوثُ: كلُّ مُرْضِعَةٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: فَلَيتَ لَنا، مكانَ المَلْكِ عَمْرٍو، ... رَغُوثاً، حَوْلَ قُبَّتِنا، تَخُورُ وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: أَن لَا يُؤْخَذَ فِيهَا الرُّبَّى والماخِضُ والرَّغُوثُ أَي الَّتِي تُرْضَعُ. ورَغَثَ المولودُ أُمَّه يَرْغَثُها رَغْثاً، وارْتَغَثَها: رَضَعَها. والمُرْغِثُ: المرأَةُ المُرْضِعُ، وَهِيَ الرَّغُوث، وَجَمْعُهَا رِغاثٌ. والرَّغُوثُ أَيضاً: ولدُها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: ذَهَبَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنتم تَرْغَثُونَها ؛ يَعْنِي الدُّنْيَا، أَي تَرْضَعُونَها؛ مِنْ رَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه إِذا رَضِعَها. وأَرْغَثَتِ النعجةُ وَلدَها: أَرْضَعَته. ورَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه أَي رَضِعَها. وَشَاةٌ رَغُوثٌ ورَغُوثةٌ: مُرْضِعٌ، وَهِيَ من الضأْن خاصةً، واسْتَعْمَلَها بعضُهم فِي الإِبل فَقَالَ: أَصْدَرَها، عَنْ طَثْرةِ الدَّآثِ، ... صاحبُ لَيْلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ يَجْمَعُ للرِّعاءِ فِي ثَلاثِ طُولَ الصَّوَا، وقِلَّةَ الإِرْغاث وَقِيلَ: الرَّغُوثُ مِنَ الشاءِ الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ فَقَط؛ وَقَوْلُهُ: حَتَّى يُرَى فِي يابِسِ الثَرْياءِ حُثْ، ... يَعْجِزُ عَنْ رِيِّ الطُلَيِّ المُرْتَغِثْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ تَصْغِيرَ الطَّلا الَّذِي هُوَ وَلَدُ الشَّاةِ، أَو الَّذِي هُوَ وَلَدُ النَّاقَةِ، أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ أَنواع الْبَهَائِمِ. وبِرْذَوْنة رَغُوثٌ: لَا تَكاد تَرْفَعُ رأْسها مِنَ المِعْلَفِ. وَفِي الْمَثَلِ: آكَلُ الدَّوابِّ بِرذَونةٌ رَغُوثٌ، وَهِيَ فَعُول فِي مَعْنَى مَفْعُولَةٍ، لأَنها مَرْغُوثة. وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْمَثَلَ شِعْرًا، فَقَالَ: آكَلُ منْ بِرْذَوْنَةٍ رَغُوثِ ورَغَثَه النَّاسُ: أَكْثَروا سُؤَالَه حَتَّى فنِيَ مَا عِنْدَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: رُغِثَ، فَهُوَ مَرْغُوثٌ، فجاءَ بِهِ عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: أَكثر عَلَيْهِ السؤَالَ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ. رفث: الرَّفَثُ: الجماعُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلِ وامرأَته، يَعْنِي التَّقْبِيلَ والمُغازلة وَنَحْوَهُمَا، مِمَّا يَكُونُ فِي حَالَةِ الْجِمَاعِ، وأَصله قَوْلُ الفُحْش. والرَّفَثُ أَيضاً: الفُحْشُ مِنَ الْقَوْلِ، وَكَلَامُ النساءِ فِي الْجِمَاعِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: رَفَثَ الرَّجُلُ وأَرْفَثَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ورُبَّ أَسرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ ... عَنِ اللَّغَا، ورَفَثِ التَكَلُّم

وَقَدْ رَفَثَ بِهَا ومَعها. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُحِلَّ لَكُمْ، لَيْلَةَ الصِّيامِ، الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ؛ فإِنه عدَّاه بإِلى، لأَنه فِي مَعْنَى الإِفْضاءِ، فَلَمَّا كُنْتَ تُعَدِّي أَفْضَيْتُ بإِلى كَقَوْلِكَ: أَفْضَيتُ إِلى المرأَة، جئتَ بإِلى مَعَ الرَّفَثِ، إِيذاناً وإِشعاراً أَنه بِمَعْنَاهُ. ورَفَثَ فِي كَلَامِهِ «1» يَرْفُثُ رَفْثاً، ورَفِثَ رَفَثاً، ورَفُثَ، بِالضَّمِّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَرْفَثَ، كلُّه: أَفْحَشَ؛ وَقِيلَ: أَفْحَشَ فِي شأْنِ النساءِ. وقولُه تَعَالَى: فَلا رَفَثَ، وَلا فُسُوقَ، وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ ؛ يَجُوزُ أَن يكونَ الإِفْحاشَ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَي لَا جِماعَ، وَلَا كَلِمة مِنْ أَسباب الْجِمَاعِ، وأَنشد: عَنِ اللَّغا، ورَفَثِ التكلُّمِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن لَا يأْخُذَ مَا عَلَيْهِ مِنَ القَشَفِ، مِثْلَ تَقْلِيمِ الأَظفار، ونَتْفِ الإِبطِ، وحَلْق الْعَانَةِ، وَمَا أَشبهه، فإِن أَخذ ذَلِكَ كله فليس هنالك رَفَثٌ. والرَّفَثُ: التَّعْرِيضُ بِالنِّكَاحِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الرَّفَثُ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِكُلِّ مَا يُرِيدُهُ الرجلُ مِنَ المرأَة؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه كَانَ مُحْرِماً، فأَخَذَ بذَنَبِ نَاقَةٍ مِنَ الرِّكابِ، وَهُوَ يَقُولُ: وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَميسا، ... إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسا فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبا الْعَبَّاسِ، أَتقول الرَّفَثَ وأَنت مُحْرِمٌ؟ وَفِي رِوَايَةٍ: أَتَرْفُثُ وأَنتَ مُحْرم؟ فَقَالَ: إِنما الرَّفَثُ مَا رُوجِعَ بِهِ النساءُ «2». فرأَى ابنُ عَبَّاسٍ الرَّفَثَ الَّذِي نَهى اللهُ عَنْهُ مَا خُوطِبَتْ بِهِ المرأَة؛ فأَما أَنْ يَرْفُثَ فِي كَلَامِهِ، وَلَا تَسْمَع امرأَةٌ رَفَثَه، فَغَيْرُ داخلٍ فِي قَوْلِهِ: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ. رمث: الرِّمْثُ، واحدتُه رِمْثةٌ: شَجَرَةٌ مِنَ الحَمْضِ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: شجرٌ يُشْبِه الغَضا، لَا يَطُولُ، وَلَكِنَّهُ يَنْبَسِطُ ورقُه، وَهُوَ شَبِيهٌ بالأُشْنانِ، والإِبل تُحَمِّضُ بِهَا إِذا شَبِعَتْ مِنَ الخُلَّة، ومَلَّتْها. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّمْثُ، بِالْكَسْرِ، مَرْعًى مِنْ مَراعي الإِبل، وَهُوَ مِنَ الحَمْض؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَهُ هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلأٌ تَعِيشُ فِيهِ الإِبل وَالْغَنَمُ، وإِن لَمْ يَكُنْ مَعَهَا غَيْرُهُ، وَرُبَّمَا خَرَجَ فِيهِ عسلٌ أَبيضُ، كأَنه الجُمان، وَهُوَ شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ، وَلَهُ حَطَبٌ وخَشَبٌ، ووَقُودُه حارٌّ، ويُنْتَفَعُ بدُخانه مِنَ الزُّكام. وَقَالَ مُرَّةُ قَالَ بعضُ الْبَصْرِيِّينَ: يَكُونُ الرِّمْثُ مَعَ قِعْدةِ الرَّجُل، يَنْبُتُ نَباتَ الشِّيحِ، قَالَ: وأَخبرني بعضُ بَنِي أَسَد أَن الرِّمْثَ يرْتَفِعُ دونَ الْقَامَةِ، فيُحْتَطَبُ، واحدتُه: رِمْثةٌ، وَبِهَا سُمِّي الرجلُ رِمْثَةُ، وكُني أَبا رِمْثةَ، بِالْكَسْرِ. والرَّمَثُ أَن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ، فَتشْتكي عَنْهُ. ورَمِثَتِ الإِبلُ، بِالْكَسْرِ، تَرْمَثُ رَمَثاً، فَهِيَ رَمِثَةٌ ورَمْثى، وإِبلٌ رَماثَى: أَكَلَتِ الرِّمْثَ، فاشْتَكَتْ بطونَها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ سُلاحٌ يأْخذها إِذا أَكلتِ الرِّمْثَ، وَهِيَ جَائِعَةٌ، فيُخاف عَلَيْهَا حِينَئِذٍ. الأَزهري: الرِّمْثُ والغَضَا، إِذا باحَتَتْها الإِبلُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا عُقْبة مِنْ غَيْرِهَا، يُقَالُ: رَمِثَتْ وغَضِيَتْ، فَهِيَ رَمِثَة وغَضِيَة، ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ طَلَح. وأَرضٌ مَرْمثَة: تُنْبِتُ الرِّمْثَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ:

_ (1). قوله [ورفث في كلامه إلخ] من باب نصر وفرح وكرم كما في القاموس وغيره. (2). قوله [ما روجع به إلخ] الذي في الصحاح ما ووجه به النساء.

مَا شجرةٌ أَعْلَمَ لِجَبلٍ، وَلَا أَضْيَعَ لِسَابِلَةٍ، وَلَا أَبْدَن وَلَا أَرْتَعَ، مِنَ الرِّمْثةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَذَلِكَ أَن الإِبل إِذا مَلَّتِ الخُلَّة، اشْتَهَتِ الحَمْضَ، فإِن أَصابتْ طَيِّبَ المَرْعَى مِثْلَ الرُّغْلِ والرِّمْثِ، مَشَقَتْ مِنْهَا حاجَتَها، ثُمَّ عَادَتْ إِلى الخُلَّة، فَحَسُنَ رَتْعُها، واسْتَمْرَأَتْ رَعْيَها، فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ، ساءَ رَعْيُها وهُزِلَتْ. والرَّمَثُ: الحَلَبُ. يُقَالُ: رَمِّثْ ناقَتَك أَي أَبْقِ فِي ضَرْعِها شَيْئًا. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّمَثُ الْبَقِيَّةُ مِنَ اللَّبَنِ تَبْقَى بالضَّرْع، بَعْدَ الحَلَبِ، وَالْجَمْعُ أَرْماثٌ. والرَّمَثة: كالرَّمَثِ، وَقَدْ أَرْمَثَها، ورَمَّثَها. وَيُقَالُ: رَمَّثْتُ فِي الضَّرْع تَرْمِيثاً، وأَرْمَثْتُ أَيضاً إِذا أَبْقَيْتَ بِهَا شَيْئًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشارَكَ أَهلُ الفَصِيلِ ... الفَصِيلَ فِي الأُمِّ، وامْتَكَّها المُرْمِثُ ورَمَثْتُ الشيءَ أَصْلَحْتُه ومَسَحْتُه بِيَدِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَخٍ رَمَثْتُ رُوَيْسَه، ... ونَصَحْتُه فِي الحَرْب نَصْحا «3» ورَمَّثَ عَلَى الْخَمْسِينَ وَغَيْرِهَا: زَادَ؛ وَإِنَّمَا يَسْتَعْمِلُونَ الْخَمْسِينَ فِي هَذَا وَنَحْوِهِ، لأَنه أَوسط الأَعمار، وَلِذَلِكَ اسْتَعْمَلَهَا أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الأَسنان وَزِيَادَةِ النَّاسِ، فِيمَا دُونَ سَائِرِ الْعُقُودِ. ورَمَّثَتْ غنَمُه عَلَى الْمِائَةِ: زَادَتْ. ورَمَّثَتِ الناقةُ عَلَى مِحْلَبها، كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَديج، وسُئل عَنْ كِراءِ الأَرض البيضاءِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَقَالَ: لَا بأْسَ، إِنما نُهِيَ عَنِ الإِرماثِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى، فإِن كَانَ صَحِيحًا، فَيَكُونُ مِنْ قَوْلِهِمْ: رَمَثْتُ الشيءَ بالشيءِ إِذا خَلَطْتَه، أَو مِنْ قَوْلِهِمْ: رَمَّثَ عَلَيْهِ وأَرْمَثَ إِذا زَادَ، أَو مِنَ الرَّمَث: وَهُوَ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْع، قَالَ: فكأَنه نَهَى عَنْهُ مِنْ أَجل اخْتِلَاطِ نَصِيبِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، أَو لِزِيَادَةٍ يأْخذها بعضُهم مِنْ بَعْضٍ، أَو لإِبقاءِ بَعْضِهِمْ عَلَى الْبَعْضِ شَيْئًا مِنَ الزَّرْع. والرَّمَثُ، بِفَتْحِ الراءِ وَالْمِيمِ: خَشَبٌ يُشَدُّ بعضُه إِلى بَعْضٍ كالطَّوْف، ثُمَّ يُرْكَبُ عَلَيْهِ فِي الْبَحْرِ؛ قَالَ أَبو صَخْر الهُذَلي: تَمَنَّيْتُ، مِنْ حُبِّي عُلَيَّةَ، أَننا ... عَلَى رَمَثٍ، فِي الشَّرْمِ، لَيْسَ لَنَا وَفْرُ «4» الشَّرْمُ: مَوْضِعٌ فِي الْبَحْرِ. وَالْجَمْعُ أَرْماثٌ؛ وَمِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: أَمَا وَالَّذِي أَبْكَى وأَضْحَكَ، وَالَّذِي ... أَماتَ وأَحيا، وَالَّذِي أَمْرُه الأَمْرُ لَقَدْ تَرَكَتْنِي أَغْبِطُ الوَحْشَ، أَن أَرى ... أَلِيفَيْنِ مِنْهَا، لَا يَرُوعُهما الزَّجْرُ إِذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبي لِذِكْرِها، ... كَمَا انْتَفَضَ العُصْفُور، بَلَّلَه القَطْرُ تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إِذا مَا لَمسْتُها، ... وتَنْبُتُ، فِي أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وصَلْتُكِ حَتَّى قِيلَ: لَا يَعْرِفُ القِلَى ... وزُرْتُكِ حَتَّى قِيلَ: لَيْسَ لَهُ صَبْرُ

_ (3). قوله [رويسه] كذا في الصحاح. وقال الصاغاني: هكذا وقع بضم الراء وفتح الواو وهو تصحيف، والرواية: دريسه أَي بفتح الدال وكسر الراء وهو الخلق من الثياب، والبيت لأَبي دواد. (4). قوله [من حبي علية] الذي في الصحاح من حبي بثينة.

فَيَا حُبَّها زِدْني هَوًى كلَّ ليلةٍ ... وَيَا سَلْوةَ الأَيامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ عَجِبْتُ لِسَعْيِ الدَّهْرِ بَيْنِي وبينَها ... فَلَمَّا انْقَضَى مَا بَيْنَنَا، سَكَنَ الدَّهْرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَاهُ أَن الدَّهْرَ كَانَ يَسْعَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا فِي إِفساد الْوَصْلِ، فَلَمَّا انقضَى مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الوَصْل، وعادَ إِلى الهَجْر، سَكَنَ الدهرُ عَنْهُمَا؛ وإِنما يُرِيدُ بِذَلِكَ: سَعْيَ الوُشاةِ، فنسَبَ الفعلَ إِلى الدهْر، مَجَازًا لِوُقُوعِ ذَلِكَ فِيهِ، وجَرْياً عَلَى عَوَائِدِ النَّاسِ فِي نِسْبَةِ الْحَوَادِثِ إِلى الزَّمَانِ؛ قَالَ الْمُسْتَمْلِي مِنَ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ: لَمَّا أَملانا الشَّيْخُ قَوْلَهُ: وتَنْبُتُ، فِي أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ ضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا البيتُ كَانَ السببَ فِي تَعَلُّمي الْعَرَبِيَّةَ فَقُلْنَا لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَكَرَ لِي أَبي، برِّيٌّ، أَنه رأَى فِي الْمَنَامِ قَبْلَ أَن يُرْزَقَني، كأَنَّ فِي يَدِهِ رُمْحاً طَوِيلًا، فِي رأْسه قِنْديلٌ، وَقَدْ عَلَّقه عَلَى صَخْرَةِ بيتِ المَقْدس، فعُبِّرَ لَهُ بأَن يُرْزَقَ ابْنًا يَرْفَعُ ذِكْرَه بعِلم يَتَعلَّمه، فَلَمَّا رُزِقَني، وبَلَغْتُ خمسَ عَشْرَةَ سَنَةً، حَضَر إِلى دُكَّانه، وَكَانَ كُتْبِيّاً، ظافرٌ الحدادُ وابنُ أَبي حَصِينة، وَكِلَاهُمَا مشهورٌ بالأَدب؛ فأَنشد أَبي هَذَا الْبَيْتَ: تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إِذا مَا لمَسْتُها، ... وتَنْبُتُ، فِي أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وَقَالَ: الورقُ الخُضْرِ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، فضحِكا مِنْهُ لِلَحْنه؛ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنا مُنْتَظِرٌ تَفْسِيرَ مَنَامِي، لعلَّ اللهَ يَرْفَعُ ذِكْرِي بِكَ، فقلتُ لَهُ أَيَّ العُلوم تَرَى أَن أَقرأَ؟ فَقَالَ لِي اقرإِ النحوَ حَتَّى تُعَلِّمني، فَكُنْتُ أَقرأُ عَلَى الشَّيْخِ أَبي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ السَّرَّاج، رَحِمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَجيء فأُعلمه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لَنَا، فِي الْبَحْرِ، وَلَا ماءَ مَعَنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ: هُوَ الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه ؛ قَالَ الأَصمعي: الأَرْماثُ جَمْعُ رَمَثٍ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: خَشَب يُضَمُّ بعضُه إِلى بَعْضٍ، ويُشَدُّ، ثُمَّ يُرْكَبُ فِي الْبَحْرِ. والرَّمَثُ: الطَّوْفُ، وَهُوَ هَذَا الخَشَبُ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنَ رَمَثْتُ الشيءَ إِذا لمَمْتَه وأَصْلَحته. والرَّمَثُ: الحَبْلُ الخَلَق، وَجَمْعُهُ أَرماثٌ ورِماثٌ. وحبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام؛ كَمَا قَالُوا: ثَوْب أَخلاقٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَهَيْتُكم عَنْ شُرْب مَا فِي الرِّماثِ والنَّقير ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: إِن كَانَ اللَّفْظُ مَحْفُوظًا، فَلَعَلَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: حَبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام، وَيَكُونُ الْمُرَادُ بِهِ الإِناء الَّذِي قَدْ قَدُمَ وعَتُقَ، فَصَارَتْ فِيهِ ضَراوةٌ بِمَا يُنْبَذُ فِيهِ، فإِنَّ الْفَسَادَ يَكُونُ إِليه أَسْرَعَ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّمَثُ الحَبْلُ المُنْتَكِثُ. والرَّمْثُ: السَّرِقة؛ يُقَالُ: رَمَثَ يَرْمِثُ رَمْثاً إِذا سَرَق. وَفِي نَوادر الأَعراب: لِفُلَانٍ عَلَى فُلَانٍ رَمَثٌ ورَمَلٌ أَي مَزِيَّة؛ وَكَذَلِكَ عَلَيْهِ فَوَر ومُهْلة ونَفَلٌ. والرَّمَّاثة: الزَّمَّارة. والرُّمَيْثةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِنَّ الرُّمَيْثةَ مانعٌ أَرْماحُنا ... مَا كانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا، وصَفارِ روث: الرَّوْثَةُ: وَاحِدَةُ الرَّوْثِ والأَرواثِ؛ وَقَدْ راثَ الفرسُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحُشُّكَ وتَرُوثُني. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّوْثُ رَجِيعُ ذِي الْحَافِرِ، وَالْجَمْعُ

أَرواث. عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: راثَ رَوْثاً. والمَراثُ والمَرْوَثُ: مَخْرَجُ الرَّوْثِ. التَّهْذِيبُ يُقَالُ لِكُلِّ ذِي حَافِرٍ: قَدْ راثَ يَرُوثُ رَوثاً. وخَوْرانُ الْفَرَسِ: مَراثُه. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِنْجَاءِ: نَهَى عَنِ الرَّوْث. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فأَتَيْتُه بحَجَرين ورَوْثة، فردَّ الرَّوثَة. والرَّوْثةُ: مُقَدَّمُ الأَنْف أَجمعَ؛ وَقِيلَ: طَرَفُ الأَنْف، حيثُ يَقْطُرُ الرُّعافُ. غَيْرُهُ: ورَوْثَةُ الأَنْف طَرَفُه. والرَّوْثة: طَرَفُ الأَرْنبة؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَضْرِبُ بِلِسَانِهِ رَوْثةَ أَنفِه؛ وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: أَنه أَخْرج لسانَه فضَرَبَ بِهِ رَوْثَة أَنفه أَي أَرْنَبَته وطَرَفه مِنْ مُقدَّمه. وَفِي حَدِيثِ مُجاهد: فِي الرَّوْثة ثُلِّي الدِّيَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَوْثَةَ سيفِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كانَت فِضَّةً ؛ فُسِّرَ أَنها أَعلاه مِمَّا يَلِي الخِنْصَرَ مِنْ كَفِّ القابضِ. ورَوْثةُ العُقابِ: مِنْقارُها؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَليُّ يَصِفُ عُقاباً: حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى فراشِ غرِيرَةٍ ... سَوداءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ ريث: الرَّيْثُ: الإِبْطاءُ؛ راثَ يَرِيثُ رَيْثاً: أَبْطَأَ؛ قَالَ: والرَّيْثُ أَدْنَى لِنَجاحِ الَّذِي ... تَرُومُ فِيهِ النُّجْحَ، مِنْ خَلْسِه ورَاثَ عَلَيْنَا خَبَرُهُ يَريثُ رَيْثاً: أَبْطأَ. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ عَجَلةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً؛ ويُرْوى: تَهَبُ رَيْثاً؛ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، مِنَ الهِبة. وَمَا أَراثكَ عَلَيْنَا؟ أَي مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنَّا؟ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: عَجِلًا غيرَ رائِثٍ أَي غَيْرَ بَطِيءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَدَ حبريلُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يأْتِيَه فراثَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ رَيِّثٌ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي بَطِيءٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَرَيَّثَ فلانٌ عَلَيْنَا أَي أَبطأَ؛ وَقِيلَ: كلُّ بَطيء رَيِّثٌ؛ وأَنشد: ليَهْنِئْ تُراثي لامرئٍ، غيرِ ذلَّةٍ، ... صَنابرُ أُحْدانٌ، لهُنَّ حفِيفُ سَريعاتُ مَوْتٍ، رَيِّثاتُ إِقامةٍ، ... إِذا مَا حُمِلنَ، حمْلُهُنَّ خَفِيفُ والاسْتِرَاثةُ: الاسْتِبْطاء. واسْتَراثه: استبطَأَه. واسْتَرْيَثْتُه: اسْتَبْطأْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا اسْتَرَاثَ الخَبر، تَمثَّلَ بِقَوْلِ طَرَفَة: ويَأْتِيكَ بالأَخْبار مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ هُوَ اسْتَفْعلَ، مِن الرَّيْث. ورَيَّثَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ: قَصَّرَ؛ ورَيَّث أَمْرَه كَذَلِكَ. ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بَعْضِ أَصحاب الْكِسَائِيِّ فَقَالَ: إِنه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ؛ وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: إِنه ليُرَيِّثُ إِليَّ النَّظَر. الْفَرَّاءُ: رجلٌ مُرَيَّثُ العَيْنَين إِذا كَانَ بَطيءَ النَّظَر. وَمَا فعَلَ كَذَا إِلَّا رَيْثَ مَا فعَلَ كَذَا؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ والأَصمعي: مَا قَعَدْتُ عِنْدَهُ إِلَّا رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِي، بِغَيْرِ أَن، وَيُسْتَعْمَلُ بِغَيْرِ مَا وَلَا أَن؛ وأَنشد الأَصمعي لأَعْشَى باهِلةَ: لَا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلّا رَيْثَ يَرْكَبُه، ... وكلَّ أَمْرٍ، سِوَى الفَحْشاءِ، يَأْتَمِرُ وَهِيَ لُغَةٌ فَاشِيَةٌ فِي الْحِجَازِ؛ يَقُولُونَ: يُريدُ يَفْعَلُ أَي أَن يَفْعل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمَا أَكثَرَ مَا رأَيْتُها

فصل الشين المعجمة

وَارِدَةً فِي كَلَامِ الشَّافِعِيِّ. وَيُقَالُ: مَا قَعَدَ فلانٌ عِنْدَنَا إِلَّا رَيْثَ أَن حَدَّثَنا بِحَدِيثٍ ثُمَّ مَرَّ، أَي مَا قَعَد. إِلّا قَدْرَ ذَلِكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يعاتِبُ فِعْلَ نَفْسِه: لَا تَرْعَوِي الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ أُنْكِرُها، ... أَنْثُو بذاكَ عَلَيْهَا، لَا أُحاشِيها وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ يَلْبَثْ إِلّا رَيْثما قُلْتُ ؛ أَي إِلّا قَدْرَ ذَلِكَ؛ وقولُ مَعْقِل بْنِ خُوَيْلِدٍ: لَعَمْرُكَ لَليَأْسُ، غيرُ المُريثِ، ... خَيْرٌ مِنَ الطَّمَعِ الكاذِبِ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراث لُغة فِي راثَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد المُرِيثَ المَرْءَ؛ فَحَذَفَ. ورَيْثَةُ: اسمُ منْهلَةٍ «1» مِنَ المناهِل الَّتِي بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ. ورَيْثٌ: أَبو حَيّ مِنْ قَيْسٍ، وَهُوَ رَيْثُ بْنِ غَطَفان بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ. فصل الشين المعجمة شبث: شَبِثَ الشيءَ: عَلِقَه وأَخذه. سُئِلَ ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبيات؛ فَقَالَ: مَا أَدْري مِن أَين شَبِثْتُها؟ أَي عَلِقْتُها وأَخَذْتُها. والتَّشَبُّثُ بِالشَّيْءِ: التَّعَلُّق بِهِ. والتَّشَبُّثُ: التَعَلُّق بِالشَّيْءِ، وَلُزُومُهُ، وشِدَّةُ الأَخْذ بِهِ. ورجلٌ شُبَثَةٌ وضُبَثَةٌ إِذا كَانَ مُلَازِمًا لقِرْنِه لَا يُفارقه. وَرَجُلٌ شَبِثٌ إِذا كَانَ طَبْعُه ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: ضَرِسٌ، ضَبِسٌ، شَبِثٌ. الشَّبِثُ بالشيءِ: المُتَعَلِّقُ بِهِ؛ يُقَالُ: شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً. والشَّبَثُ، بِالتَّحْرِيكِ، دُوَيْبَّة ذَاتُ قَوَائِمَ سِتٍّ طوالٍ، صَفْراءُ الظَّهْر وظُهورِ الْقَوَائِمِ، سَوْداءُ الرأْس، زرقاءُ الْعَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَّةٌ كَثِيرَةُ الأَرجل، عَظِيمَةُ الرأْس، مِنْ أَحْناش الأَرض؛ وَقِيلَ: الشَّبَثُ دُوَيْبَّةٌ وَاسِعَةُ الْفَمِ، مُرْتَفِعَةُ المُؤَخَّرِ، تُخَرِّبُ الأَرْضَ، وَتَكُونُ عِنْدَ النُّدُوَّة، وتأْكل الْعَقَارِبَ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى شَحْمَة الأَرض؛ وَقِيلَ: هِيَ العنكبوتُ الكثيرةُ الأَرْجُل الكبيرةُ، وعمَّ بعضُهم بِهِ العنكبوتَ كلَّها؛ وَلَا يُقَالُ شِبْثٌ، وَالْجَمْعُ أَشباث وشِبْثانٌ، مِثْلُ خَرَبٍ وخِرْبانٍ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة يَصِفُ سَيْفًا: تَرَى أَثْرَه فِي صَفْحَتَيْه، كأَنه ... مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهنَّ هَمِيمُ والشِّبِثُ، بِكَسْرِ الشِّينِ وَالْبَاءِ: نَباتٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما الْبَقْلَةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الشِّبِثُ، فَهِيَ مُعَرَّبة، قَالَ: ورأَيت البَحْرانيين يَقُولُونَ: سِبِتٌ، بِالسِّينِ وَالتَّاءِ، وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ شِوِذٌ. وشُبَيْثٌ: ماءٌ مَعْرُوفٌ وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ؛ وَمِنْهُ: دارةُ شُبَيْثٍ؛ قَالَ: نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ، وأَصْبَحُوا ... نَزَلَتْ مَنازِلَهم بَنُو ذُبْيانِ أَبو عَمْرٍو: الشَّنْبَثة، بِزِيَادَةِ النُّونِ، العَلاقَةُ؛ يُقَالُ: شَنْبَثَ الهَوى قَلْبَه أَي عَلِق به. شثث: الشَّثُّ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والشَّثُّ: ضَرْب مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وأَنشد: بوادٍ يمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه، ... وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ

_ (1). قوله [وريثة اسم منهلة] الذي في القاموس والتكملة وياقوت: رويثة بالتصغير، منهلة بين الحرمين، وذكروها في روث.

وَقِيلَ: الشَّثُّ شَجَّرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ، مُرُّ الطَّعْم يُدْبَغُ بِهِ؛ قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: ويَنْبُتُ فِي جِبَالِ الغَوْر، وتِهامة ونجْدٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ طَبَقَاتِ النِّسَاءِ: فمنهنَّ مِثْلُ الشَّثِّ، يُعْجِبْكَ رِيحُه، ... وَفِي غَيْبِهِ سُوءُ المَذاقةِ والطَّعْمِ واحْتاج فسَكَّنَ، كَقَوْلِ جَرِيرٍ: سِيرُوا بَنِي العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُمْ، ... ونَهْرُ تِيرى، وَلَا تَعْرِفْكُمُ العربُ وَقَدْ أَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ: فمِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبُ رِيحُه الأَصمعي: الشَّثُّ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، ... أَوْ أُمَّ خِشْفٍ، بِذِي شَثٍّ وطُبَّاقِ قَالَ الأَصمعي: هُمَا نَبْتَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بشاةٍ مَيِّتةٍ؛ فَقَالَ عَنْ جِلْدها: أَليس فِي الشَّثِّ والقَرَظِ مَا يُطَهِّرهُ؟ قَالَ: الشَّثُّ مَا ذَكَرْنَاهُ؛ والقَرَظُ: وَرَقُ السَّلَم، يُدبغ بِهِمَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى الْحَدِيثُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، قَالَ: وَكَذَا يَتَداولُه الفقهاءُ فِي كُتُبِهِمْ وأَلفاظهم. وَقَالَ الأَزهري فِي كِتَابِ لُغَةِ الْفِقْهِ: إِن الشَّبَّ، يَعْنِي بِالْبَاءِ الموحدة، هو مِنَ الْجَوَاهِرِ الَّتِي أَنبتها اللَّهُ فِي الأَرض، يُدْبَغ بِهِ شِبه الزَّاجِ، قَالَ: والسَّمَاعُ بِالْبَاءِ، وَقَدْ صَحَّفَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَهُ بِالْمُثَلَّثَةِ، وَهُوَ شَجَرٌ مُرُّ الطَّعْم، قَالَ: وَلَا أَدْري، أَيُدبغ بِهِ أَم لَا؟ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الأُم: الدِّباغ بكلِّ مَا دَبَغَتْ بِهِ العربُ، مِنْ قَرَظ وشَبٍّ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الحَنَفِيَّة، ذكَر رَجُلًا يَلي الأَمْرَ بَعْدَ السُّفْياني فَقَالَ: يَكُونُ بَيْنَ شَثٍّ وطُبَّاقٍ ؛ الطُبَّاقُ: شَجَرٌ يَنْبُت بِالْحِجَازِ إِلى الطَّائِفِ؛ أَراد أَن مَخْرَجَه ومُقامه الْمَوَاضِعُ الَّتِي يَنْبُتُ بِهَا الشَّثُّ والطُّبَّاقُ؛ وَقِيلَ: الشَّثُّ جَوْزُ البَرِّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّثُّ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ التُّفاح القِصار فِي القَدْر، ووَرَقُه شَبِيهٌ بِوَرَقِ الخِلافِ، وَلَا شَوْكَ لَهُ، وَلَهُ بَرَمةٌ مُورّدةٌ، وسِنَفةٌ صَغيرة، فِيهَا ثلاثُ حَبَّاتٍ أَو أَربعٌ سُودٌ، مثلُ الشِّئْنِيزِ تَرْعاه الحمامُ إِذا انْتَثَرَ، واحدتُه شثَّة؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: فذلِكَ مَا كُنَّا بسَهْلٍ، ومَرَّةً ... إِذا مَا رَفَعْنا شَثَّه وصَرائمه أَبو عَمْرٍو: الشَّثُّ النَّحْلُ العَسَّالُ؛ وأَنشد: حَدِيثُها، إِذْ طالَ فِيهِ النَّثُّ، ... أَطْيَبُ مِنْ ذَوْبٍ، مَذاهُ الشَّثُ الذَّوْبُ: العسلُ. مَذَاه: مَجَّه النحلُ، كَمَا يَمْذِي الرجلُ المَذْيَ. شحث: الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ بَلَغنا أَن شَحِيثا كلمةٌ سُرْيانية، وأَنه تَنْفَتِح بِهَا الأَغالِيقُ بِلَا مَفاتيح. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلُمِّي المُدْية فَاشْحَثِيها بحَجَر أَي حُدِّيها وسُنِّيها، ويقال بالذال. شرث: الشَّرَثُ: غِلَظُ الكَفِّ والرِّجْل وانْشِقاقُهما، وَقِيلَ: هُوَ تَشَقُّقُ الأَصابع؛ وَقِيلَ: هُوَ غِلَظُ ظَهْر الكَفِّ مِنْ بَرْدِ الشِّتاءِ. وَقَدْ شَرِثَ شَرَثاً، فَهُوَ شَرِثٌ، وَقَدْ شَرِثَتْ يدُه تَشْرَثُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سَيْفٌ شَرِثٌ، وسِنانٌ شَرِث؛ وَقَالَ طَلْقُ بْنُ عَدِيٍّ فِي فَرَسٍ طَرَد صاحبُه عَلَيْهِ نَعامةً: يَحْلِفُ لَا يَسْبِقُه، فَمَا حَنِثْ، ... حَتَّى تَلافاها بمَطْرُورٍ شَرِثْ

أَي بسِنانٍ مَطْرورٍ أَي حَديدٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ القَنانيُّ: لَا خَيْرَ فِي الثَّريد إِذا كَانَ شَرِثاً فَرِثاً، كأَنه فُلاقَةُ آجُرٍّ، وَلَمْ يُفَسِّر الشَّرِثَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه الخَشِنُ الَّذِي لَمْ يُرَقَّقْ خُبْزُه، وَلَا أُذيبَ سَمْنُه، قَالَ: وَلَمْ يُفَسِّر الفَرِثَ أَيضاً، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه إِتباع، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ قَوْلِهِمْ جَبَلٌ فَرِثٌ أَي لَيْسَ بضَخْمِ الصُّخُور. والشَّرَثُ: تَفَتُّقُ النَّعْل المُطَبَّقةِ، والفِعْل كالفِعْل؛ قَالَ: هَذَا غلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَهْ، ... أَشْعَثُ، لَمْ يُؤْدَمْ لَهُ بِكيلَهْ، يخافُ أَن تَمَصّه الوَبيلَهْ والشَّرْثةُ: النَّعْلُ الخَلَق. ابْنُ الأَعرابي: الشَّرْثُ الخَلَقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وشَرْثانُ: جَبَلٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: شَرْثانُ هَذاكَ وراءَ هَبُّودْ شربث: الشَّرَنْبَثُ والشُّرابِثُ، بِضَمِّ الشِّينِ: القبيحُ الشديدُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الغليظُ الكَفَّين، وَفِي الصِّحَاحِ: والرِّجْلَيْنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والقَدَمَيْنِ الخَشِنُهُما؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْسُ الدَّيْرْ، ... واللهُ نَفَّاحُ اليَدَيْن بالخَيْرْ التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: الشَّرَنْبَثُ الغليظُ الكَفِّ وعُروقِ اليدِ، وَرُبَّمَا وُصِفَ بِهِ الأَسَدُ. والشَّرَنْبَثُ: الأَسَدُ عامَّةً. وأَسدٌ شَرَنْبَثٌ: غَلِيظٌ. وشَجَّة شَرَنْبَثة: مُنْتَفِخَةٌ مُتَقَبِّضة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: النُّونُ والأَلف يَتَعَاوَرَانِ الاسمَ فِي مَعْنًى، نَحْوَ شَرَنْبَثٍ وشُرابثٍ، وجَرَنْفَسٍ وجُرافِس. وشَرَنْبَثٌ وشُرابِثٌ: اسْمُ رَجُلٍ. شعث: شَعِثَ شَعَثاً وشُعوثَةً، فَهُوَ شَعِثٌ وأَشْعَثُ وشَعْثانُ، وتَشَعَّثَ: تَلَبَّد شعَرُه واغْبَرَّ، وشَعَّثْتُه أَنا تَشْعِيثاً. والشَّعِثُ: المُغْبرُّ الرأْسِ، المُنْتَتِفُ الشَّعَرِ، الحافُّ الَّذِي لَمْ يَدَّهِنْ. والتَّشَعُّثُ: التَّفَرُّقُ والتَّنَكُّثُ، كَمَا يَتَشَعَّثُ رأْسُ المِسْواك. وتَشْعِيثُ الشيءِ: تفريقهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ وَهُوَ مُحْرم، وَقَالَ: إِنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُهُ إِلا شَعَثاً أَي تَفَرُّقاً، قلا يَكُونُ مُتَلَبِّداً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذِي طِمْرَيْنِ، لَا يُؤْبه لَهُ، لَوْ أَقْسَم عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّه. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَحَلَقْتُم الشَّعَثَ؟ أَي الشَّعَر ذَا الشَّعَثِ. والشَّعَثَةُ: موضعُ الشَّعْرِ الشَّعِثِ. وخيلٌ شُعْثٌ أَي غَيْرُ مُفَرْجَنَة؛ ومُفَرْجَنَةٌ: مَحْسُوسة؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمة: مَا ظَلَّ، مُذْ وَجَفَتْ فِي كلِّ ظاهرةٍ، ... بالأَشْعَثِ الوَرْدِ، إِلَّا وَهْوَ مَهْمُومُ عَنى بالأَشْعَثِ الوَرْدِ: الصَّفارَ، وَهُوَ شَوْك البُهْمى إِذا يَبسَ، وإِنما اهْتَمَّ، لَمَّا رأَى البُهْمَى هاجَتْ، وَقَدْ كَانَ رَخِيَّ البالِ، وَهِيَ رَطْبةٌ، والحافرُ كلُّه شديدُ الحُبِّ للبُهْمَى، وَهِيَ ناجعةٌ فِيهِ، وإِذا جَفَّتْ فأَسْفَتْ، تَأَذَّتِ الراعيةٌ بسَفاها. وَيُقَالُ للبُهْمَى إِذا يَبِسَ سَفاه: أَشْعَثُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ الأَصمعي: أَساء ذُو الرُّمَّةِ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وإِدخالُ إِلَّا هَاهُنَا قَبِيحٌ، كأَنه كَرِهَ إِدخالَ تَحْقِيقٍ عَلَى تَحْقِيقٍ، وَلَمْ يُرِد ذُو الرُّمَّةِ مَا ذَهَبَ إِليه، إِنما أَراد لَمْ يَزَلْ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ يَسْتَقْري المَراتِعَ، إِلَّا وَهُوَ مَهْمُومٌ،

لأَنه رأَى المَراعيَ قَدْ يَبِسَتْ، فَمَا ظَلَّ هَاهُنَا لَيْسَ بِتَحْقِيقٍ، إِنما هُوَ كَلَامٌ مَجْحُودٌ، فَحَقَّقَهُ بإِلَّا. والشَّعْثُ والشَّعَثُ: انتشارُ الأَمرِ وخَلَلُه؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاريُّ: لَمَّ الإِلهُ بِهِ شَعْثاً، ورَمَّ بِهِ ... أُمُورَ أُمَّتِه، والأَمرُ مُنْتَشِرُ وَفِي الدُّعاء: لَمَّ اللهُ شَعْثَه أَي جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ شَعَثُ الرأْسِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: أَسأَلُكَ رَحْمَةً تَلُمُّ بِهَا شَعَثي أَي تَجْمَعُ بِهَا مَا تَفَرَّقَ مِنْ أَمري؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً، ولا تَلُمُّه ... عَلَى شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟ قَوْلُهُ لَا تلمُّه عَلَى شَعَثٍ أَي لَا تَحْتَمِلُهُ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ زَللٍ ودَرْءٍ، فتَلُمُّه وتُصْلحه، وتَجْمَعُ مَا تَشَعَّثَ مِنْ أَمره. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: أَنه كَانَ يُجِيز أَن يُشَعَّثَ سَنَا الحَرَم، مَا لَمْ يُقْلَعْ مِنْ أَصله ، أَي يُؤْخَذَ مِنْ فُرُوعِهِ المُتَفَرِّقة مَا يَصِيرُ بِهِ أَشْعَثَ، وَلَا يستأْصله. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا بَلَغَهُ هِجاءُ الأَعْشَى عَلْقمةَ بنَ عُلاثة العامِريَّ نَهى أَصحابَه أَن يَرْوُوا هجاءَه، وَقَالَ: إِن أَبا سُفْيَانَ شَعَّثَ مِنِّي عِنْدَ قَيْصَرَ، فرَدَّ عَلَيْهِ علقمةُ وكَذَّبَ أَبا سُفْيَانَ. يُقَالُ: شَعَّثْتُ مِنْ فُلَانٍ إِذا غَضَضْتَ مِنْهُ وتَنَقَّصْتَه، مِن الشَّعَث، وَهُوَ انْتشارُ الأَمر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ: حِينَ شَعَّثَ الناسُ فِي الطَّعْن عَلَيْهِ أَي أَخَذُوا فِي ذَمّه، والقَدْح فِيهِ بتَشْعِيثِ عِرْضه. وتشَعَّثَ الشيءُ: تَفَرَّقَ. وتَشَعُّثُ رأْسِ المِسْواك والوَتِدِ: تَفَرُّقُ أَجزائِه، وَهُوَ مِنه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، لَمَّا فَرَّعَ أَمْرَ الجَدِّ مَعَ الإِخوة فِي الْمِيرَاثِ: شَعِّثْ مَا كنتَ مُشَعِّثاً أَي فَرِّقْ مَا كنتَ مُفَرِّقاً. وَيُقَالُ: تَشَعَّثه الدَّهْرُ إِذا أَخذه. والأَشْعَثُ: الوَتِدُ، صِفَةٌ غالبةٌ غَلَبَةَ الِاسْمِ، وسُمّيَ بِهِ لشَعَثِ رأْسه؛ قَالَ: وأَشْعَثَ فِي الدارِ، ذِي لِمَّةٍ، ... يُطيلُ الحُفُوفَ، وَلَا يَقْمَلُ وشَعِثْتُ مِنَ الطَّعام: أَكَلْتُ قَلِيلًا. والتَّشْعيثُ: التَّفْرِيقُ والتمييزُ، كانْشِعاب الأَنهار والأَغصان؛ قَالَ الأَخطل: تَذَرَّيْتَ الذَّوائبَ مِنْ قُرَيْشٍ، ... وإِنْ شُعِثُوا، تَفَرَّعْتَ الشِّعابا قَالَ: شُعِثُوا فُرِّقُوا ومُيِّزُوا. والتَّشْعيثُ فِي عَروضِ الخَفيفِ: ذَهابُ عَيْنِ فَاعِلَاتُنْ، فَيَبْقَى فَالَاتُنْ، فَيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيعِ إِلى مَفْعُولُنْ، شبهوا حذف العين هاهنا بِالْخَرْمِ، لأَنها أَوَّلُ وَتِدٍ؛ وَقِيلَ: إِن اللَّامَ هِيَ السَّاقِطَةُ، لأَنها أَقرب إِلى الْآخَرِ، وَذَلِكَ أَن الْحَذْفَ إِنما هُوَ فِي الأَواخر، وَفِيمَا قَرُبَ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ جَائِزٌ حَسَنٌ، إِلّا أَن الأَقيس عَلَى مَا بَلَوْنا فِي الأَوتاد مِنَ الخَرْم، أَن يَكُونَ عينُ فَاعِلَاتُنْ هِيَ الْمَحْذُوفَةُ، وقياسُ حَذْفِ اللَّامِ أَضعفُ، لأَن الأَوتاد إِنما تُحْذَفُ مِن أَوائلها أَو مِن أَواخرها؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَكثر الْحَذْفِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، إِنما هُوَ مِنَ الأَوائل، أَو مِنَ الأَواخر، وأَما الأَوساط، فإِن ذَلِكَ قَلِيلٌ فِيهَا؛ فإِن قَالَ قَائِلٌ: فَمَا تُنْكِرُ مِنْ أَن تَكُونَ الأَلف الثَّانِيَةُ مِنْ فَاعِلَاتُنْ هِيَ الْمَحْذُوفَةَ، حتى يبقى فاعلَتُن ثم تُسَكِّنَ اللَّامُ حَتَّى يَبْقَى فاعلْتن، ثُمَّ تَنْقُلَهُ فِي التَّقْطِيعِ إِلى مَفْعُولُنْ، فَصَارَ مِثْلَ فَعِلُنْ فِي الْبَسِيطِ الَّذِي كَانَ أَصله فَاعِلُنْ؟ قِيلَ لَهُ: هَذَا لَا يَكُونُ

فصل الصاد المهملة

إِلا فِي الأَواخر، أَعني أَواخر الأَبيات؛ قَالَ: وإِنما كَانَ ذَلِكَ فِيهَا، لأَنها مَوْضِعُ وَقْفٍ، أَو فِي الأَعاريض، لأَن الأَعاريض كُلَّهَا تَتْبَعُ الأَواخر فِي التَّصْرِيعِ؛ قَالَ: فَهَذَا لَا يَجُوزُ، وَلَمْ يَقُلْهُ أَحد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي أَعتقده مُخالَفةُ جَمِيعِهِمْ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَجُوزُ عِنْدِي غَيْرُهُ، أَنه حُذِفَتْ أَلف فَاعِلَاتُنْ الأُولى، فَبَقِيَ فَعِلَاتُنْ، وأُسكنت الْعَيْنُ، فَصَارَ فعْلاتن، فَنُقِلَ إِلى مَفْعُولُنْ، فإِسكان الْمُتَحَرِّكِ قَدْ رأَيناه يَجُوزُ فِي حَشْوِ الْبَيْتِ، وَلَمْ نَرَ الْوَتَدَ حُذف أَوّله إِلا فِي أَوّل الْبَيْتِ، وَلَا آخرُه إِلا فِي آخِرِ الْبَيْتِ، وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ أَبي إِسحاق. والأَشْعَثُ: رجلٌ. والأَشاعِثةُ والأَشاعِثُ: مَنْسُوبُونَ إِلى الأَشْعَث، بَدَلٌ مِنَ الأَشْعَثيين، وَالْهَاءُ لِلنَّسَبِ. وشَعْثاءُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَلا طَرَقَتْ شَعْثاءُ، والليلُ دُونَها، ... أَحَمَّ عِلافِيّاً، وأَبْيَضَ ماضِيَا قال ابن الأَعرابي: وشَعْثاء اسْمُ امرأَةِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ. وشُعَيْث: اسْمٌ، إِما أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ شَعَثٍ أَو شَعِثٍ، أَو تَصْغِيرَ أَشْعَثَ مُرَخَّماً؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: لَعَمْرُكَ مَا أَدْري، وإِن كنتُ دَارِيًا: ... شُعَيْثُ بنُ سَهْم، أَمْ شُعَيْثُ بنُ مِنْقَرِ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: شُعَيْبٌ، وهو تصحيف. شنث: الشَّنَثُ، بِالتَّحْرِيكِ: قَلْبُ الشَّثَنِ. شَنِثَتْ يدُه شَنَثاً، فَهِيَ شَنِثةٌ، مِثْلُ شَثِنَتْ. وشَنِثَتْ مَشافرُ الْبَعِيرِ أَي غَلُظَتْ. وشَنِثَ البعيرُ شَنَثاً، فَهُوَ شَنِثٌ: غَلُظَتْ مَشافرُه، وخَشُنَتْ مِنْ أَكل العِضاهِ والشَّوْك؛ قَالَ: واللهِ مَا أَدْري، وإِنْ أَوْعَدْتَني، ... ومَشَيْتَ بَيْن طَيالِسٍ وبَياضِ أَبَعِيرُ شَوْكٍ، وارمٌ أَلْغادُه، ... شَنِثُ المَشافِرِ، أَم بعيرٌ غَاضِي؟ الْغَاضِي: الَّذِي يَلْزَم الغَضا، يأْكل مِنْهُ؛ يَقُولُ: لَا أَدري، أَعربيٌّ أَم عجميٌّ؟ فصل الصاد المهملة صبث: الْفَرَّاءُ قَالَ: الصَّبْثُ تَرْقِيعُ القَمِيصِ ورَفْوُه. وَيُقَالُ: رأَيت عَلَيْهِ قَميصاً مُصَبَّثاً أَي مُرَقَّعاً. فصل الضاد المعجمة ضبث: ضَبَثْتُ بِالشَّيْءِ ضَبْثاً، واضْطَبَثْتُ بِهِ إِذا قَبَضْتَ عَلَيْهِ بِكَفِّكَ. والضَّبْثُ: قَبْضُك بكَفِّك عَلَى الشَّيْءِ. والضَّبْثُ: إلقاؤُك يَدَك بِجِدٍّ فِيمَا تَعْمَلُهُ؛ وَقَدْ ضَبَثَ بِهِ يَضْبِثُ ضَبْثاً. ومَضابِثُ الأَسَد: مَخالِبُه. وضُباثٌ: اسمُ الأَسَدِ، مِن ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: ضُباثُ الأَسَدِ كالظُّفْر للإِنسان. والضَّبْثُ: الضَّرْبُ. وَقَدْ ضُبِثَ عَلَيْهِ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَقَالَ شِمْرٌ: ضَبثَ بِهِ إِذا قَبَضَ عَلَيْهِ وأَخذه. وَرَجُلٌ ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثة أَي القَبْضةِ. وأَسدٌ ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثةِ أَي القَبْضة؛ وَقَالَ رؤْبة: وَكَمْ تَخَطَّتْ مِنْ ضُباثيٍّ أَضِمْ وَفِي حَدِيثِ سُمَيْطٍ: أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلى دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: قُلْ للملإِ مِنْ بَنِي إِسرائيل لَا يَدْعُوني، والخَطايا بَيْنَ أَضْباثِهم أَي فِي قَبْضاتِهم. والضَّبْثَةُ: القَبْضة؛ يُقَالُ: ضَبَثْتُ عَلَى

الشَّيْءِ إِذا قَبَضْتَ عَلَيْهِ؛ أَي هُمْ مُحْتَقِبُونَ للأَوْزار، مُحْتَمِلوها غَيْرُ مُقْلِعِين عَنْهَا؛ وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: فُضُلٌ ضَباثٌ أَي مُخْتالَة مُعْتَلِقَةٌ بكُلِّ شَيْءٍ مُمْسِكَة لَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ؛ وَالْمَشْهُورُ: مِئْناثٌ أَي تَلِدُ الإِناثَ. وضَبَثَه بيدِه: جَسَّه. والضَّبُوثُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يُشَكُّ فِي سِمَنِها وهُزالها، فتُضْبَثُ بِالْيَدِ أَي تُجَسُّ. والضَّبْثَة: مِنْ سِماتِ الإِبل، إِنما هِيَ حَلقة، ثُمَّ لَهَا خُطوط مِنْ وَرَائِهَا وقُدَّامها. يُقَالُ: بَعِيرٌ مَضْبُوثٌ، وَبِهِ الضَّبْثة، وَقَدْ ضَبَثْتُه ضَبْثاً؛ وَيَكُونُ الضَّبْثُ فِي الفَخِذِ فِي عُرْضِها، والله أَعلم. ضغث: الضَّغُوثُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يُشَكُّ فِي سَنامها، أَبه طِرْقٌ أَم لَا؟ وَالْجَمْعُ ضُغُثٌ. وضَغَثَ السنامَ: عَرَكه. وضَغَثَها يَضْغَثُها ضَغْثاً: لمَسها ليَتيَقَّنَ ذَلِكَ. وَقِيلَ: الضَّغُوثُ السَّنام المَشْكُوك فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والضَّغْثُ: الْتِباسُ الشَّيْءِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. وَنَاقَةٌ ضَغُوثٌ، مِثْلُ ضَبُوثٍ: وَهِيَ الَّتِي يَضْغَثُ الضاغِثُ سَنامَها أَي يَقْبِضُ عَلَيْهِ بِكَفِّهِ، أَو يَلْمَسُه ليَنْظُرَ أَسَمِينةٌ هيَ أَم لَا؟ وَهِيَ الَّتِي يُشَكُّ فِي سِمَنها، تُضْغَثُ، أَبها طِرْقٌ أَم لَا؟ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِن كَتَبْتَ عَليَّ إِثْماً أَو ضِغْثاً فامْحُه عَنِّي، فإِنك تَمْحُو مَا تَشَاءُ قَالَ شِمْرٌ: الضِّغْثُ مِنَ الخَبرِ والأَمْر: مَا كَانَ مُخْتَلِطاً لَا حَقِيقَةَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد عَمَلًا مُخْتَلِطاً غيرَ خَالِصٍ، مِن ضَغَثَ الحديثَ إِذا خَلَطه، فَهُوَ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَحْلام المُلْتَبِسَة: أَضْغاثٌ. وَقَالَ الكِلابيُّ فِي كَلَامٍ لَهُ: كلُّ شيءٍ عَلَى سَبِيلِهِ والناسُ يَضْغَثُونَ أَشياء عَلَى غَيْرِ وَجْهِهَا، قِيلَ لَهُ: مَا يَضْغَثُون؟ قَالَ: يَقُولُونَ لِلشَّيْءِ حِذاءَ الشَّيءِ، وَلَيْسَ بِهِ؛ وَقَالَ: ضَغَثَ يَضْغَثُ ضَغْثاً بَتًّا، فَقِيلَ لَهُ: مَا تَعْني بِقَوْلِكَ بَتًّا؟ فَقَالَ: لَيْسَ إِلَّا هُوَ. وكلامٌ ضَغْثٌ وضَغَثٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَضْغاثٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ لنُفَايةِ المالِ وضَعْفانه: ضَغاثَةٌ مِنَ الإِبل، وضَغابةٌ، وغُثاية، وغُثاثة، وقُثاثة. وأَضْغَاثُ أَحلام الرُّؤْيا: الَّتِي لَا يصحُّ تأْويلها لِاخْتِلَاطِهَا، والضِّغْثُ: الحُلْم الَّذِي لَا تأْويل لَهُ، وَلَا خَيْرَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَضْغاثٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ* أَي رؤْياكَ أَخلاطٌ، لَيْسَتْ برؤْيا بَيِّنةٍ، وَمَا نَحْنُ بتأْويل الأَحلام بِعَالِمِينَ أَي لَيْسَ للرُّؤْيا المختلفة عِنْدَنَا تأْويل، لأَنها لَا يصحُّ تأْويلها. وَقَدْ أَضْغَثَ الرؤْيا، وضَغَثَ الحديثَ: خَلَطَه. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَتانا بضِغْثِ خَبرٍ، وأَضْغَاثٍ مِنَ الأَخْبارِ أَي ضُرُوبٍ مِنْهَا؛ وَكَذَلِكَ أَضْغاثُ الرؤْيا: اخْتِلاطها والتِباسُها. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَضْغَاثُ الرؤْيا أَهاوِيلُها؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَتْ أَضْغَاثَ أَحلامٍ، لأَنها مُخْتَلِطةٌ، فدَخَل بعضُها فِي بَعْضٍ، وَلَيْسَتْ كَالصَّحِيحَةِ، وَهِيَ مَا لَا تأْويل لَهُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: أَضْغاثُ أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ ؛ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ*. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَضْغاثُ الأَحلام مَا لَا يَسْتَقِيمُ تأْويلهُ لدُخُول بَعْضِ مَا رأَى فِي بَعْضٍ، كأَضْغاثٍ مِنْ بُيوتٍ مختلفةٍ، يَخْتَلِطُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَلَمْ تَتَمَيَّزْ مَخارِجُها، وَلَمْ يَسْتَقِمْ تأْويلها. والضِّغْثُ: قَبْضَةٌ مِنْ قُضْبانٍ مُخْتَلِفَةٍ، يجمعُها أَصلٌ واحدٌ مثلُ الأَسَل، والكُرَّاثِ، والثُّمام؛

فصل الطاء المهملة

قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنه، إِذ تَدَلَّى، ضِغْثُ كُرَّاث وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الحُزْمة؛ وَقِيلَ: هِيَ الحُزْمة مِنَ الْحَشِيشِ، والثُّدَّاء، والضَّعَةِ، والأَسَلِ، قَدْرَ القَبْضة وَنَحْوِهَا، مُخْتَلِطةَ الرَّطْبِ بِالْيَابِسِ، وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ ذَلِكَ فِي الشَّعَر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضِّغْثُ كلُّ مَا مَلأَ الكَفَّ مِنَ النَّبَاتِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ . يُقَالُ: إِنه كَانَ حُزْمةً مِنْ أَسَلٍ، ضَرَبَ بِهَا امرأَتَه، فَبرَّتْ يمينُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام، فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ: فِيهِ ثلاثُ أَعْيُنٍ أَنْبَتَتْ بالضِّغْثِ ؛ يُرِيدُ بِهِ الضِّغْثَ الَّذِي ضَرَبَ بِهِ أَيوبُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، زوجتَه، والجمعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ: أَضْغاثٌ. وضَغَّثَ النباتَ: جَعَله أَضْغاثاً. الْفَرَّاءُ: الضِّغْثُ مَا جَمَعْتَهُ مِنْ شيءٍ، مثلُ حُزْمةِ الرَّطْبة، وَمَا قَامَ عَلَى سَاقٍ واسْتطال، ثُمَّ جَمَعْته، فَهُوَ ضِغْثٌ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كلُّ مجموعٍ مَقْبوضٍ عَلَيْهِ بجُمْعِ الكَفِّ، فَهُوَ ضِغْثٌ، وَالْفِعْلُ ضَغَثَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زُمَيْل: فَمِنْهُمُ الآخِذُ الضِّغْث ؛ هُوَ مِلءُ اليدِ مِنَ الحَشيش المُخْتَلِطِ؛ وَقِيلَ: الحُزْمة مِنْهُ، وَمَا أَشبهه مِنَ البُقول؛ أَراد: وَمِنْهُمْ مَنْ نَالَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: فأَخَذْتُ سِلاحَهم فجعلتُه ضِغْثاً أَي حُزْمة. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَأَنْ يَمْشِيَ معي صِغْثانِ مِنْ نَارٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَسْعَى غُلامي خَلْفي أَي حُزْمتان مِنْ حَطَب، فَاسْتَعَارَهُمَا لِلنَّارِ؛ يَعْنِي أَنهما قَدِ اشْتَعَلتا وَصَارَتَا نَارًا. وضَغَّث رأْسَه: صَبَّ عَلَيْهِ الماءَ، ثُمَّ نَفَشَه، فَجَعَلَهُ أَضْغاثاً ليَصِلَ الماءُ إِلى بَشَرته. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: كَانَتْ تَضْغَثُ رأْسها. الضَّغْثُ: معالجةُ شَعْرِ الرأْس بِالْيَدِ عِنْدَ الغَسْل، كأَنها تَخْلِطُ بعضَه بِبَعْضٍ، ليدخُل فِيهِ الغَسُول. والضاغِثُ «2»: الَّذِي يَخْتَبِئُ فِي الخَمَرِ، يُفَزِّعُ الصِّبْيان بصَوْتٍ يُرَدِّدُه فِي حَلْقه. فصل الطاء المهملة طثث: الطَّثُّ لَعِبُ الصِّبْيان، يَرْمُونَ بخَشَبةٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَرِيضَةٍ، يُدَقَّقُ أَحدُ رأْسيها نَحْوَ القُلَةِ، يَرْمُونَ بِهَا، وَاسْمُ تِلْكَ الْخَشَبَةِ: المِطَثَّة. ابْنُ الأَعرابي: المِطَثَّة القُلَة، والمِطَثُّ: اللَّعِبُ بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَالصَّوَابُ الطَّثُّ اللَّعِبُ بِهَا. اللَّيْثُ: الأَطَثُّ والطَّثُّ، لُغَتَانِ، والطَّثُّ أَكثرُ وأَصْوَبُ. والطَّثَّةُ: خُشَيْبة القالَبِ. وطَثَّ الشيءَ يَطُثُّه طَثًّا إِذا ضَرَبه بِرجلِه أَو باطِنِ كَفِّهِ، حَتَّى يُزيله عَنْ مَوْضِعِهِ؛ قَالَ يَصِفُ صَقْرًا انْقَضَّ عَلَى سِرْبٍ مِنَ الطَّيْرِ: يَطُثُّها طَوْراً، وطَوْراً صَكَّا، ... حَتَّى يُزِيلَ، أَو يَكادَ، الفَكَّا يُرِيدُ فَكَّ الفَمِ. وطَثْطَثَ الشيءَ: رَمَاهُ مِنْ يده قَذْفاً كالكُرَةِ. طحث: طَحَثه يَطْحَثُه طَحْثاً: ضربه بكفه، يمانية. طرث: الطَّرْثُ: الِاسْتِرْخَاءُ. والطُّرْثُوثُ: نبتٌ يُؤْكل؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: نَبْتٌ

_ (2). قوله [والضاغث الذي إلخ] هذا هو قول الجوهري وغلط فيه، فإنه تصحيف وصوابه الضاغب، بالباء، وقد ذكره الأَزهري وغيره، أَفاده في التكملة.

رَمْلِيٌّ طَويلٌ مُسْتَدِقٌّ كالفُطْر، يَضْرِبُ إِلى الحُمْرةِ يَيْبَسُ، وَهُوَ دباغٌ للمَعِدَةِ، واحدتُه طُرْثُوثة؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً: الطُّرْثُوثُ يُنَقِّضُ الأَرضَ تَنْقِيضًا، وَلَيْسَ فِيهِ شيءٌ أَطْيَبَ مِنْ سُوقَتِه، وَلَا أَحْلى، وَرُبَّمَا طَالَ، وَرُبَّمَا قَصُر، وَلَا يَخْرُجُ إِلَّا فِي الحَمْضِ، وَهُوَ ضَرْبَانِ: فَمِنْهُ حُلْوٌ، وَهُوَ الأَحمر، وَمِنْهُ مُرٌّ، وَهُوَ الأَبيض؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: الطَّراثِيثُ تُتَّخَذُ للأَدْوية، وَلَا يأْكلها إِلّا الجائعُ، لمَرارتها؛ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطُّرْثُوثُ يَنْبُتُ عَلَى طُولِ الذِّرَاعِ، لَا وَرَقَ لَهُ، كأَنه مِنْ جِنْسِ الكَمْأَة. وتَطَرْثَثَ القومُ: خَرَجُوا يَجْتَنُونَ الطَّراثِيثَ، وخَرجوا يَتَطَرْثَثُون أَي يَجْتَنُونه. قَالَ الأَزهري: الطُّرْثوثُ لَيْسَ بالرِّيباسِ الَّذِي عِنْدَنَا، ورأَيتُ الطُّرْثوثَ الَّذِي وَصَفَه الليثُ فِي الْبَادِيَةِ، وأَكَلْتُ مِنْهُ، وَهُوَ كَمَا وَصَفَه، وَلَيْسَ بالطُّرْثوثِ الحامضِ الَّذِي يَكُونُ فِي جِبَالِ خُراسان، لأَن الطُّرْثوثَ الَّذِي عِنْدَنَا، لَهُ وَرَقٌ عَرِيضٌ، مَنْبِتُه الجبالُ. وطُرْثُوثُ الْبَادِيَةِ لَا وَرَق لَهُ وَلَا ثَمَرَ، ومَنْبِتُه الرمالُ وسُهولةُ الأَرض، وَفِيهِ حلاوةٌ مُشْرَبَةٌ عُفُوصةً، وَهُوَ أَحمر، مُسْتَدِيرُ الرأْس، كأَنه ثُومةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ. والعربُ تَقُولُ: طَراثِيثُ لَا أَرْطَى لَهَا، وذآنينُ لَا رِمْثَ لَهَا، لأَنهما لَا يَنْبُتانِ إِلَّا مَعَهُمَا، يُضْرَبانِ مَثَلًا لِلَّذِي يُسْتَأْصَلُ، فَلَا تَبْقَى لَهُ بقيةٌ، بَعْدَ مَا كَانَ لَهُ أَصلٌ وقَدْرٌ وَمَالٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: فالأَطْيَبانِ بِهَا الطُّرْثوثُ والضَّرَبُ قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرف للرِّيباس والكَمْءِ اسْمًا عَرَبِيًّا قَالَ: وَفِي رُسْتاق نَيْسابور قريةٌ يُقَالُ لَهَا طُرْشِيزُ، وتُكْتب طُرَيْثيثُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: حَتَّى يَنْبُتَ اللَّحْمُ عَلَى أَجسادهم، كَمَا تَنْبُتُ الطَّراثِيثُ عَلَى وَجْهِ الأَرض ، هِيَ جَمْعُ طُرْثُوثٍ، وَهُوَ نَبْتٌ يَنْبَسِطُ عَلَى وَجْهِ الأَرض كالفُطْر. طرمث: الطُّرْمُوثُ: الضعيفُ. والطُّرْمُوثُ: الرغِيف. طلث: ابْنُ الأَعرابي: الطُّلْثة الرجلُ الضعيفُ الْعَقْلِ، الضعيفُ البدنِ، الجاهلُ. قَالَ: وَيُقَالُ طَلَّثَ الرجلُ عَلَى الْخَمْسِينَ، ورَمَّثَ عَلَيْهَا إِذا زَادَ عَلَيْهَا. أَبو عَمْرٍو: طَلَثَ الماءُ يَطْلُثُ طُلُوثاً إِذا سالَ؛ ووزَبَ يَزِبُ وُزُوباً، مثله. طمث: طَمِثَت المرأَةُ تَطْمَثُ طَمْثاً، وطَمَثَتْ تَطْمُثُ، بِالضَّمِّ، طَمْثاً، وَهِيَ طامثٌ: حاضَتْ؛ وَقِيلَ: إِذا حاضَتْ أَوَّلَ مَا تَحِيضُ؛ وخصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حَيْضَ الْجَارِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: حَتَّى جِئْنَا سَرِفَ فطَمِثْتُ ؛ يُقَالُ: طَمِثَت المرأَةُ إِذا حَاضَتْ، فَهِيَ طامِثٌ. وطَمَثَتْ إِذا دَمِيَتْ بالاقْتِضاضِ. والطَّمْثُ: الدمُ وَالنِّكَاحُ. وطَمَثْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها. والطامِثُ، فِي لُغَتِهِمْ: الحائِض. وطَمَثَها يَطْمِثُها ويَطْمُثُها طَمْثاً: اقْتَضَّها، وعَمَّ بِهِ بعضُهم الجماعَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الأَصلُ الحيضُ، ثُمَّ جُعل لِلنِّكَاحِ. وطَمَث البعيرَ يَطْمِثُه طَمْثاً: عَقَلَه. والطَّمْثُ: المَسُّ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ شيءٍ يُمَسُّ. وَيُقَالُ للمَرْتَعِ: مَا طَمَثَ ذَلِكَ المَرْتَعَ قبْلَنا أَحدٌ، وَمَا طَمَثَ هَذِهِ الناقةَ حَبْلٌ قَطُّ أَي مَا مَسَّها عِقالٌ. وَمَا طَمَثَ البعيرَ حَبْلٌ أَي لَمْ يَمَسَّه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ* ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يَمْسَسْ،

فصل العين المهملة

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَمْ يَنْكِحْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَذَا جَمَلٌ مَا طَمَثَه حبلٌ قَطُّ أَي لَمْ يَمَسَّه. وَمَعْنَى لَمْ يَطْمِثْهُنَّ: لَمْ يَمْسَسْهُنَّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الطَّمْثُ الاقْتِضاضُ، وَهُوَ النِّكَاحُ بالتَّدْمية. قال: والطَّمْثُ هُوَ الدَّمُ، وَهُمَا لُغَتَانِ. طَمَثَ يَطْمُثُ، ويَطْمِثُ. والقُرّاء أَكثرهم عَلَى: لَمْ يَطْمِثْهُنّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ. أَبو الهيثم: يقال طُمِثَتْ تُطْمَثُ أَي أُدْمِيَتْ بالاقْتضاض. وطَمِثَتْ عَلَى فَعِلَتْ إِذا حاضَتْ؛ وقولُ الْفَرَزْدَقِ: وَقَعْنَ إِليَّ، لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلِي، ... فهنَّ أَصَحُّ مِنْ بَيْضِ النَّعامِ أَي هُنَّ عذارَى غَيْرُ مُفْتَرَعاتٍ. والطَّمْثُ: الفسادُ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: طاهرُ الأَثوابِ، يَحْمِي عِرْضَه ... مِنْ خَنَى الذِّمَّةِ، أَو طَمْثِ العَطَنْ طهث: أَبو عَمْرٍو: الطُّهْثَة الضعيفُ العقلِ، وإِن كَانَ جسمُه قوِيًّا، وَاللَّهُ أَعلم. فصل العين المهملة عبث: عَبِثَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، عَبَثاً: لَعِبَ، فَهُوَ عابِثٌ: لاعِبٌ بِمَا لَا يَعْنيه، وَلَيْسَ مِنْ بالهِ. والعَبَثُ: أَن تَعْبَثَ بالشيءِ. ورجلٌ عِبِّيثٌ: عابِثٌ. والعَبْثَةُ، بِالتَّسْكِينِ: المَرَّة الْوَاحِدَةُ. والعَبَثُ: اللَّعِبُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً؟ قَالَ الأَزهري: نَصَبَ عَبَثاً لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ، بِمَعْنَى خَلَقْنَاكُمْ للعَبَث. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَتَل عُصفوراً عَبَثاً. العَبَثُ: اللَّعِبُ؛ وَالْمُرَادُ أَن يَقْتُلَ الحيوانَ لَعِباً، لِغَيْرِ قَصْدِ الأَكْل، وَلَا عَلَى جِهَةِ التَّصَيُّدِ لِلِانْتِفَاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَبَث فِي مَنَامِهِ أَي حَرَّكَ يَدَيْهِ، كَالدَّافِعِ أَو الْآخِذِ. وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: جَفَّفَه فِي الشَّمس؛ وَقِيلَ: فَرَّغَه عَلَى الْيَابِسِ، ليَحْمِل يابِسُه رَطْبَه حَتَّى يُطَبَّخَ؛ وَقِيلَ: عَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً: خَلَطه بِالسَّمْنِ؛ وَهِيَ العَبيثة. وعَبَثْتُ الأَقِطَ أَعْبِثُه عَبْثاً، ومِثْتُه ودُفْتُه: مثلُه، وغَبَثْتُه، بَالِغِينَ: لُغَةٌ فِيهِ. والعَبيثةُ والعَبيثُ، أَيضا: الأَقِطُ يُدَقُّ مَعَ التَّمْرِ، فيُؤْكل ويُشرب. والعبيثةُ أَيضاً: طعامٌ يُطْبَخُ، ويُجْعَلُ فِيهِ جَرَادٌ. والعَبيثةُ: البُرُّ والشَّعيرُ يُخْلَطانِ مَعًا. والعَبيثةُ: الْغَنَمُ المُخْتلِطةُ؛ يُقَالُ: مَرَرْنا عَلَى غَنَمِ بَنِي فُلانٍ عَبيثةً وَاحِدَةً أَي اخْتَلَطَ بعضُها بِبَعْضٍ. والعَبيثةُ: أَخْلاطُ الناسِ، لَيْسُوا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ: عَبِيثةٌ مِنْ جُشَمٍ وبَكْرِ وَيُرْوَى: مِنْ جُشَمٍ وجَرْمِ؛ كلُّ ذَلِكَ مشتقٌّ مِنَ العَبْث. وَرَجُلٌ عَبِيثةٌ مُؤْتَشَبٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي نَسَبِ بَنِي فُلَانٍ عَبيثةٌ أَي مُؤْتَشَبٌ، كَمَا يُقَالُ: جاءَ بعَبيثةٍ فِي وِعائه أَي بُرٍّ وَشَعِيرٍ قَدْ خُلِطا. والعَبِيثُ فِي لغةٍ: المَصْلُ. والعَبْثُ: الخَلْطُ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ تَرَفْ تَرِين. قَالَ: وَتَقُولُ إِن فُلَانًا لَفِي عَبيثةٍ مِنَ النَّاسِ، ولَوِيثةٍ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ أَبٍ واحدٍ، تَهَبَّشُوا مِنْ أَماكن شَتَّى. والعَبْثُ: الخَلْطُ. والعَبْثُ: اتِّخاذُ العَبيثةِ. قَالَ أَبو صاعِدٍ الكِلابيُّ: العَبِيثةُ الأَقِطُ، يُفْرَغُ رَطْبُه حِينَ يُطْبَخُ عَلَى جافِّه، فَيُخْلَطُ بِهِ. يُقَالُ: عَبَثَتِ المرأَةُ أَقِطَها إِذا فَرَّغَتْه عَلَى المُشَرِّ اليابسِ، ليَحْمِلَ يابسُه رَطْبَه؛ يُقَالُ: ابْكُلِي واعْبِثي؛ قَالَ رؤْبة:

وطاحتِ الأَلْبانُ والعَبائِثُ وظلَّتِ الغنمُ عَبِيثةً وَاحِدَةً، وبَكيلةً وَاحِدَةً: وَهُوَ أَن الْغَنَمُ إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى فدَخَلَتْ فِيهَا، اخْتَلَطَ بعضُها ببعضٍ، وَهُوَ مَثَلٌ، وأَصله مِنَ الأَقِطِ والسَّويقِ، يُبْكَلُ بالسَّمْن فيُؤْكَلُ؛ وأَما قولُ السَّعْدِيّ: إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانيُّ ساءَنا، ... تَرَكْناه، واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا فَيُقَالُ: إِن العَوْبَثَانيَّ دقيقٌ وسَمْنٌ وَتَمْرٌ، يُخْلَطُ بِاللَّبَنِ الحَلِيب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت لناشرَة بْنُ مَالِكٍ يَرُدُّ عَلَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ، وَكَانَ المُخَبَّلُ قَدْ عَيَّرَه بِاللَّبَنِ. والخصِيفُ: اللبنُ الحليبُ، يُصَبُّ عَلَيْهِ الرائبُ؛ وَقَبْلَهُ: وَقَدْ عَيَّرُونا المَحْضَ، لَا دَرَّ دَرُّهمْ ... وَذَلِكَ عارٌ خِلْتُه، كانَ أَمْجَدَا فأَسْقَى الإِلهُ المَحْضَ، مَنْ كَانَ أَهْلَه، ... وأَسْقَى بَنِي سَعْدٍ سَماراً مُصَرَّدا السَّمَارُ: اللَّبَنُ المخلوطُ بالماءِ. والمُصَرَّد: المقَلَّلُ. والعَوْبَث: مَوْضِعٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ عثث: العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِيَّةً كَانَتْ أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ. وَيُقَالُ للمرأَة البَذِيَّةِ: مَا هِيَ إِلّا عُثَّة. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: امْرَأَةٌ عَثَّةٌ، بِالْفَتْحِ، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ. وَرَجُلٌ عَثٌّ؛ قَالَ يَصِفُ امرأَةً جَسِيمةً: عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ، ... وَلَا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء. وَقَوْلُهُ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها: يُرِيدُ أَنها لَا تَتَوَقَّى عَلَى خِمارِها مِنَ الدَّسَم، فَهُوَ زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه. والعِثَاثُ: الأَفاعي الَّتِي يأْكل بعضُها بَعْضًا فِي الجَدْب. وَيُقَالُ للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ. وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه وَلَمْ تَنْهَشْه، فسَقَط لِذَلِكَ شَعَرُه. والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فِيهِ. وعاثَّ فِي غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وَكَذَلِكَ القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ يَصِفُ قَوساً: هَتُوفاً، إِذا ذاقَها النازِعُون، ... سمِعْتَ لَهَا، بَعْدَ حَبْضٍ، عِثاثا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ. وعَثَّه يَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ عَلَيْهِ الكلامَ، أَو وَبَّخَه بِهِ، كعَتَّه. وَيُقَالُ: أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كَانَ غَيْرَ مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ. والعُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ الَّتِي تَلْحَسُ الصُّوفَ، وَالْجَمْعُ عُثٌّ وعُثَثٌ. وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا: أَكَلَتْه. وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ. والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ ... غُدَافٍ، وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا والجُدْجُد أَيضاً: دُوَيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العُثُّ، بِغَيْرِ هَاءٍ: دَوابُّ تَقَعُ فِي الصُّوف، فدلَّ عَلَى أَن العُثَّ جَمعٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عَنْهُ بالدَّوابِّ، لأَنه جِنْسٌ مَعْنَاهُ الْجَمْعُ، وإِن كَانَ لَفْظُهُ وَاحِدًا.

وَسُئِلَ أَعرابي عَنِ ابْنِهِ، فَقَالَ: أُعْطِيه كُلَّ يومٍ مِنْ مَالِي دانِقاً، وإِنه فِيهِ لأَسْرَعُ مِنَ العُثِّ فِي الصُّوف فِي الصَّيْفِ. والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيب الَّذِي لَا نَبات فِيهِ. والعَثْعَثَة: اللَّيِّنُ مِنَ الأَرض؛ وَقِيلَ: العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُنْبِتُ خَاصَّةً، والأَوَّل الصحيحُ، لِقَوْلِ القَطَامِيّ: كأَنَّها بيْضةٌ غَرّاءُ، خُدَّ لَهَا ... فِي عَثْعَثٍ، يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما وروايةُ أَبي حَنِيفَةَ: خُطَّ لَهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فِيهِ الرِّجْلُ، فإِن كَانَ حَارًّا، أَحْرَقَ الخُفَّ، يَعْنِي خُفَّ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ: العَثاعِثُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَثْعَثُ مِنْ مَكارم المَنابت. والعَثْعَثُ أَيضاً: التُّرابُ، وعَثْعَثَه: أَلقاه فِي العَثْعَثِ. وعَثْعَثَ الرجلُ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وَيُقَالُ: عَثْعَث مَتاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ إِذا بَذَره وفرَّقَه. وعَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه. والعَثْعَثُ: الفَسادُ والعَثْعَثُ: الشَّدَائِدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذُكِرَ لعليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، زمانٌ، فَقَالَ: ذَاكَ زمانُ العَثاعِثِ أَي الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد. وَفِي الْمَثَلِ: عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: بَلَغَه أَن رَجُلًا يَغْتابُه، فَقَالَ: عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا ؛ عُثَيْثةٌ: تَصْغِيرُ عُثَّةٍ، وَهِيَ دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ، وأَكثر مَا تَكُونُ فِي الصُّوفِ، وَالْجَمْعُ: عُثَثٌ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَجْتَهِدُ أَن يُؤثِّرَ فِي الشيءِ، فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَيُرْوَى: تَقْرُمُ، بِالْمِيمِ، وَهُوَ بِمَعْنَى تَقْرِضُ. وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْعَجُوزِ: عُثَّة. وفلانٌ عُثُّ مَالٍ، كَمَا يُقَالُ: إِزاءُ مالٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَعاثَثْتُ فُلَانًا وتَعالَلْتُه. وَيُقَالُ: اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ واغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عَنْ بُلُوغ الْخَيْرِ والشَّرَف. وَبِالْمَدِينَةِ جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ: عَثْعَثٌ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: سُلَيْع، تَصْغِيرُ سَلْعٍ، وعَثْعَثٌ: اسْمٌ، وَبَنُو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ. عدث: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِ الإشْتقاق: العَدْثُ سهُولة الخُلُق، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وعُدْثانُ: اسْمُ رَجُلٍ. عرث: عَرَثَه عَرْثاً: انْتَزَعَه أَوْ دَلَكه، وَقَدْ قِيلَ: عَرَتَه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي التاء. عفث: فِي الْحَدِيثِ: أَن الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام كَانَ أَخْضَعَ، أَشْعَرَ، أَعْفَثَ ؛ الأَعْفَثُ: الَّذِي يَنْكَشِفُ فَرْجُه كَثِيرًا، إِذا جَلَسَ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالتَّاءِ، بِنُقْطَتَيْنِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ في صفة عبدا اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: كَانَ بَخِيلًا أَعْفَثَ ؛ وَفِيهِ يَقُولُ أَبو وَجْزَةَ: دَعِ الأَعْفَثَ المِهْذارَ يَهْذِي بشَتْمِنا، ... فنحنُ، بأَنْواعِ الشَّتِيمةِ، أَعْلَمُ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه كَانَ كُلَّمَا تَحَرَّكَ بَدَتْ عَوْرَتُه، فَكَانَ يَلْبَسُ تحتَ إِزاره التُّبَّانَ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ أَعْفَثُ لَا يُوارِي شَوارَه أَي فَرْجَه. عكث: العَكْثُ: اجتماعُ الشيءِ والْتِئامُه. والعَنْكَثُ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، وكأَن النُّونَ زَائِدَةٌ، وسيأْتي ذكره.

علث: عَلَثَ الشيءَ يَعْلِثُه عَلْثاً، وعَلَّثه، واعْتَلَثَه: خَلَطَه. والمَعْلُوثُ، بِالْعَيْنِ: المخلوطُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ سَمِعْنَاهُ بَالْغَيْنِ مَغْلُوث، وَهُوَ مَعْرُوفٌ. وَطَعَامٌ عَلِيثٌ وغَلِيثٌ، وَيُقَالُ: فلانٌ يأْكل العَلِيثَ والغَلِيثَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا كَانَ يأْكل خُبْزاً مِنْ شَعِيرٍ وحِنطَةٍ. وَكُلُّ شَيْئَيْنِ خُلِطا: فَهُمَا عُلاثَةٌ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ عُلاثةُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ الَّذِي يَجْمَعُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَقَدْ عَلَثَ. والعَلَث: مَا خُلِطَ فِي البُرِّ وَغَيْرِهِ مِمَّا يُخْرَجُ فيُرْمَى بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا شَبِعَ أَهلُه مِنَ الخَمير العَلِيثِ أَي الخُبْزِ المَخْبوز مِنَ الشَّعير والسُّلْتِ. والعَلْثُ والعُلاثَةُ: الخَلْطُ. والعَلَثُ والعَلِيثة: الطعامُ الْمَخْلُوطُ بِالشَّعِيرِ. والعَلْثُ: أَن تَخْلِطَ البُرَّ بِالشَّعِيرِ. أَبو زَيْدٍ: إِذا خُلِطَ البُرُّ بِالشَّعِيرِ، فَهُوَ عَلِيثٌ. وعَلَثُوا البُرَّ بِالشَّعِيرِ أَي خَلَطُوه. وَقَالَ أَبو الجَرّاح: العَلِيثُ أَن يُخْلَط الشعيرُ بالبُرِّ لِلزِّرَاعَةِ، ثُمَّ يُحْصَدانِ ويُجْمَعانِ مَعًا. والجِرْبة المَزْرَعَةُ: وأَنشد: جَفَاهُ ذواتُ الدَّرِّ، واجْتَرَّ جِرْبةً ... عَلِيثاً، وأَعْيا دَرُّ كلِّ عَتُومِ والعُلاثةُ: الأَقِطُ المَخْلُوطُ بِالسَّمْنِ، أَو الزيتُ المخلوطُ بالأَقِطِ. والتَّعْلِيثُ: اخْتِلاطُ النَّفْس؛ وَقِيلَ: بَدْءُ الوَجع. وقُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَى، مَقْصُورًا، أَي خُلِط لَهُ فِي طَعَامِهِ مَا يَقْتُله، حَكَاهُ كُرَاعٍ مَقْصُورًا، فِي بَابِ فَعْلى، وَالْغَيْنُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. وعَلَثَ الزَّنْدُ واعْتَلَثَ: لَمْ يُورِ واعْتاصَ، وَالِاسْمُ العُلاثُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: عُلاثَةُ؛ وأَنشد: فإِني غيرُ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ أَي غَيْرُ صَلْدِ الزِّنادِ. واعْتَلَثَ زَنْداً: أَخذه مَنْ شَجر لَا يَدرِي أَيُوري أَم يَصْلِدُ؟ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اعْتَلَثَ زَنْدَه إِذا اعْتَرَضَ الشَّجرَ اعْتِرَاضًا، فاتَّخذه مِمَّا وَجَدَ، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ عَنْهُ أَيضاً. وَفُلَانٌ يَعْتَلِثُ الزِّنادَ إِذا لَمْ يَتَخَيَّر مَنْكِحَه. والأَعْلاثُ: قِطَعُ الشَّجَرِ المُخْتَلِطَةُ مِمَّا يُقْدَحُ بِهِ، مِن المَرْخِ واليَبيسِ. والمُعْتَلِثُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. واعْتَلَثَ السهمَ: أَخَذَه مِنْ عُرْضِ الشَّجَرِ. واعْتَلَثه أَيضاً: لَمْ يُحْكِمْ صَنْعَته. والعَلْثُ: الطَّرْفاء، والأَثْلُ، والحاجُ، واليَنْبُوتُ، والعِكْرِشُ، وَالْجَمْعُ أَعْلاثٌ، وَحَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً. وعَلِثَ بِهِ عَلَثاً: لَزِمَهُ. ورجلٌ عَلِثٌ: مُلازم لِمَنْ يُطالِبُ فِي قِتَالٍ أَو غَيْرِهِ. والعَلَثُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّة الْقِتَالِ، واللزومُ لَهُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ جَمِيعًا. وعَلِثَ الذئبُ بِالْغَنَمِ: لَزِمَها يَفْرِسُها. وعَلِثَ القومُ عَلَثاً: تَقاتَلُوا. وعَلِثَ بعضُ الْقَوْمِ بِبَعْضٍ. ورجلٌ عَلِثٌ: ثَبْثٌ فِي الْقِتَالِ. وعُلاثة: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ. عنث: العُنْثَةُ والعَنْثَةُ والعِنْثَةُ والعُنْثُوَةُ والعَنْثُوَةُ: كلُّ ذَلِكَ يَبيسُ الحَلِيِّ خاصَّةً إِذا اسْوَدَّ وبَلِيَ، وَالْجَمْعُ عِناثٌ وعَناثٍ. قَالَ الأَزهري: عَنَاثي الحَلِيِّ ثَمَرَتُه إِذا ابْيَضَّت ويَبِسَتْ قبل أَني تَسْوَدَّ وتَبْلَى، هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ. وشَبَّهَ الراجزُ بياضَ لِمَّتِه ببياضِها بَعْدَ الشَّيْبِ؛ فَقَالَ: عَلَيْهِ مِنْ لِمَّتِهِ عِنَاثُ

وَيُرْوَى عَناثي: جَمْعُ عَنْثُوَة. عنبث: عَنْبَثٌ: شُجَيرة زَعَمُوا، وليس بِثَبَتٍ. عنكث: العَنْكَثُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْت؛ قَالَ: وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ شَجَرٌ يَشْتَهيه الضَّبُّ، فيَسْحَجُها بِذَنَبِه حَتَّى تَحَاتَّ، فيأْكلَ المُتَحاتَّ. وَمِمَّا وَضَعُوه عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ: أَن السمكةَ قالتْ للضَّبِّ: وِرْداً يَا ضَبُّ فَقَالَ لَهَا الضَّبُّ: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا، ... لَا يَشْتَهي أَن يَرِدَا، إِلا عَراداً عَرِدا، ... وصِلِّياناً بَرِدَا، وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا أَراد: عَنْكَثاً وَبَارِدًا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ، قَالَ: وَمِمَّا تَحْكِيهِ الْعَرَبُ عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ، قَالَ: اخْتَصَمَ الضَّبُّ والضِّفْدَعُ، فَقَالَتِ الضِّفْدَعُ: أَنا أَصبَرُ منكَ عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ الضَّبُّ: أَنا أَصبر منكِ، فَقَالَتِ الضِّفْدَعُ: تَعالَ حَتَّى نَرْعَى، فنَعْلَم أَيُّنا أَصْبَرُ؛ فرَعيا يومَهما، فاشْتَدَّ عَطَشُ الضِّفْدَع، فجعلتْ تَقُولُ: وِرْداً يَا ضَبُّ فَقَالَ الضَّبُّ: أَصْبَح قَلْبي صَرِدا؛ الأَبيات. والعَنْكَثُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ عَفَتْ بالعَنْكَثِ؟ ... دارٌ لِذاكَ الشَّادِنِ المُرَعَّثِ عوث: العَوِيثة: قُرْصٌ يُعالَج مِنَ البَقْلة الحَمْقاءِ بزَيْتٍ. قَالَ الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: عَوَّثَني فلانٌ عَنِ أَمر كَذَا، تَعْويثاً: ثَبَّطَني عَنْهُ. وتَعَوَّثَ القوْمُ تَعَوُّثاً إِذا تَحَيَّرُوا. وَتَقُولُ: عَوَّثَني حَتَّى تَعَوَّثْتُ أَي صَرَفَني عَنْ أَمري حَتَّى تَحَيَّرْتُ. وَتَقُولُ: إِنَّ لِي عَنْ هَذَا الأَمْرِ لَمَعاثاً أَي مَنْدوحةً أَي مَذْهَباً ومَسْلَكاً. وَتَقُولُ: وَعَّثْتُه عَنْ كَذَا، وعَوَّثتُه أَي صَرَفْتُه. عيث: العَيْثُ: مصدرُ عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً وعُيوثاً وعَيَثاناً: أَفْسَدَ وأَخَذ بِغَيْرِ رِفْقٍ. قَالَ الأَزهري: هُوَ الإِسْراعُ فِي الفَساد. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كِسرى وقَيصَرُ يَعِيثانِ فِيمَا يعيثانِ فِيهِ، وأَنتَ هَكَذَا؟ هُوَ مِنْ عاثَ فِي مَالِهِ إِذا بَذَّرَه وأفْسَده. وأَصلُ العَيْثِ: الْفَسَادُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَثَى لغةُ أَهل الْحِجَازِ، وَهِيَ الْوَجْهُ، وعاثَ لغةُ بَنِي تَمِيمٍ؛ قال: وهم يقولون ولا تَعِيثُوا فِي الأَرض. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فعاثَ يَميناً وشِمالًا. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: رَجُلٌ عَيْثانُ مُفْسِدٌ، وامرأَة عَيْثَى. وَقَدْ مَثَّل سِيبَوَيْهِ بِصِيغَةِ الأُنثى، وَقَالَ: صَحَّتِ الياءُ فِيهَا لِسُكُونِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. والذئبُ يَعِيثُ فِي الغَنم، فَلَا يأْخذ مِنْهَا شَيْئًا إِلّا قَتَلَه؛ وَيُنْشِدُ لِكُثَيِّرٍ: وذِفْرَى كَكاهِلِ ذِيخِ الخَليفِ، ... أَصابَ فَرِيقةَ لَيْلٍ، فَعاثا وعاثَ الذئبُ فِي الغَنم: أَفْسَدَ. وَعَاثَ فِي مَالِهِ: أَسْرَع إِنْفاقَه. وعَيَّثَ فِي السَّنام بِالسِّكِّينِ: أَثَّر؛ قَالَ: فعَيَّثَ فِي السَّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، ... بسِكِّينٍ مُوَثَّقةِ النِّصابِ والتَعْيِيثُ: إِدخالُ الْيَدِ فِي الكِنانة يَطْلُب سَهْماً؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: وبَدا لَهُ أَقْرابُ هَذَا رَائِغًا ... عَنْهُ، فعَيَّثَ فِي الكِنانَةِ، يُرْجِعُ

فصل الغين المعجمة

والتَّعْيِيثُ: طَلَبُ الشيءِ بِالْيَدِ، مِن غَيْرِ أَن تُبْصِرَه؛ قَالَ ابنُ أَبي عَائِذٍ: فعَيَّثَ ساعةَ أَقْفَرْنَه ... بالإِيفاقِ والرَّمْيِ، أَو باسْتِلالْ أَبو عَمْرٍو: العَيْثُ أَن تَرْكَبَ الأَمرَ، لَا تُبالي علامَ وقَعْتَ؛ وأَنشد: فعِثْ فِيمَنْ يَليكَ بِغَيْرِ قَصْدٍ، ... فإِني عائثٌ فِيمَنْ يَلِيني والتَّعْييثُ: طَلَبُ الأَعمى الشيءَ، وَهُوَ أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِياه فِي الظُّلمة، وَعِنْدَ كُرَاعٍ: التَّغْييثُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. وأَرض عَيْثةٌ: سَهْلة. وإِذا كَانَتِ الأَرضُ دَهِسةً، فَهِيَ عَيْثةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: العَيْثةُ الأَرضُ السَّهلة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ: إِلى عَيثةِ الأَطْهارِ، غَيَّرَ رَسْمَها ... بَناتُ البِلى، مَن يُخْطِئِ المَوتُ يَهرَمِ والعَيْثةُ: أَرضٌ عَلَى القِبلة مِنَ العامريَّة؛ وَقِيلَ: هِيَ رَملٌ مِنْ تَكْريتَ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ القَطامِيِّ: سَمِعْتُها، ورِعانُ الطَّوْدِ مُعْرِضةٌ ... مِنْ دُونها، وكَثيبُ العَيْثةِ السَّهْلُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعْرَفُ: وكثيبُ الغَيْثةِ. الأَصمعي: عَيْثةُ بَلَدٌ بالشُّرَيفِ؛ وَقَالَ المُؤَرِّجُ: العَيْثةُ بالجزيرة. فصل الغين المعجمة غبث: غَبَثَ الشيءَ يَغْبِثُه غَبْثاً: خَلَطَهُ، لُغَةٌ فِي عَبَثَ. والغَبيثة: سَمِنٌ يُلَتُّ بأَقِطٍ؛ وَقَدْ غَبَثه يَغْبِثُه غَبْثاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: غَبَثْتُ الأَقِطَ أَغْبِثُه غَبْثاً. وَقَالَ إِبراهيم، كاتِبُ أَبي عُبَيْدٍ: قَرَأْتُه عَلَى أَبي عُبَيدٍ ثَانِيًا، فَقَالَ بِالْعَيْنِ: عَبَثْتُ، وَقَالَ: رَجَعَ الْفَرَّاءُ إِلى الْعَيْنِ. قَالَ الأَزهري: رَوَى ابْنُ السِّكِّيتِ هَذَا الْحَرْفُ عَنْ أَبي صاعدٍ: العَبِيثةُ، بِالْعَيْنِ، فِي الأَقِطِ يُفْرَغُ رَطْبُه عَلَى جافِّهِ، حَتَّى يَخْتَلِطَ، قَالَ: وَهُمَا عِنْدِي لُغَتَانِ، بِالْغَيْنِ وَالْعَيْنِ، صَحِيحَتَانِ. والغَبيثةُ: طَعام يُطْبَخُ ويُجْعَل فِيهِ جَرادٌ، وَهُوَ الغثيمةُ أَيضاً. وغَنمٌ غبيثةٌ: مُخْتَلِطَةٌ. والأَغْبَثُ: لَوْنٌ إِلى الغُبْرة، وَهُوَ قَلْبُ الأَبْغَث، وَقَدِ اغْبَثَّ اغبِثاثاً. غثث: الغَثُّ: الرديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ولَحْمٌ غَثٌّ وغَثيثٌ بَيِّنُ الغُثوثةِ: مَهْزولٌ. غَثَّ يَغِثُّ ويَغَثُّ غَثاثة وغُثُوثةً، وغَثَّتِ الشاةُ: هُزِلَتْ، فَهِيَ غَثَّةٌ، وَكَذَلِكَ أَغَثَّتْ. وأَغَثَّ الرجلُ اللحمَ: اشْتَرَاهُ غَثّاً. وَفِي الْمُحْكَمِ: أَغَثَّ اشْتَرَى لَحْماً غَثيثاً. وَرَجُلٌ غَثٌّ وغُثٌّ: رديءٌ. وَقَدْ غَثِثْتَ فِي خُلُقِك وَحَالِكَ، غَثاثة وغُثُوثةً: وَذَلِكَ إِذا ساءَ خُلُقه وحالُه. وَقَوْمٌ غَثَثَةٌ وغِثَثةٌ. وكلامٌ غَثٌّ: لَا طَلاوةَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ للأَعراب: وَاللَّهِ إِن كلامَكم لَغَثٌّ، وإِن سلاحَكم لَرَثٌّ، وإِنكم لَعِيالٌ فِي الجَدْب، أَعداء فِي الخِصْبِ وأَغَثَّ حديثُ الْقَوْمِ وغَثَّ: فَسَد ورَدُؤَ. وأَغَثَّ فِي مَنْطِقه. التَّهْذِيبُ: أَغَثَّ فلانٌ فِي حَدِيثِهِ إِذا جَاءَ بِكَلَامٍ غَثٍّ، لَا مَعْنَى لَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والغُثَّة الشيءُ اليسيرُ مِنَ المَرْعى؛ وَقِيلَ: هِيَ البُلْغةُ مِنَ العَيْش، كالغُفَّةِ. واغْتَثَّت الخيلُ: أَصابتْ شَيْئًا مِنَ الرَّبِيعِ، كاغْتَفَّتْ. وَهِيَ الغُفَّة

والغُثَّة، جَاءَ بِهِمَا بِالْفَاءِ وَالثَّاءِ؛ قَالَ: وَغَيْرُهُ يُجِيز الغُبَّة بِهَذَا الْمَعْنَى. الأُمويُّ: غَثَّثَت الإِبلُ تَغْثِيثاً، ومَلَّحَتْ تَمْلِيحًا إِذا سَمِنَتْ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَنا أَتَغَثَّثُ مَا أَنا فِيهِ حَتَّى أَسْتَسْمِنَ؛ أَي أَسْتَقِلُّ عَمَلي، لآخُذَ بِهِ الكثيرَ من النواب. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: زَوجي لَحْمُ جملٍ غَثٍ أَي مَهْزول؛ وَفِي حَدِيثِهَا أَيضاً: وَلَا تُغِثُّ طَعامَنا تَغْثِيثاً أَي لَا تُفْسده. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لابْنه عليٍّ: الْحَقْ بابنِ عَمّك، يَعْنِي عبدَ الملك، فغَثُّكَ خيرٌ مِنْ سَمين غيرِك. وغَثِيثَةُ الجُرْح: مِدَّته، وقَيْحه، ولَحْمُه المَيِّتُ؛ وَقَدْ غَثَّ الجُرْحُ يَغَثُّ ويَغِثُّ غَثّاً وغَثِيثاً، وأَغَثَّ يُغِثُّ إِغْثاثاً إِذا سالَ ذَلِكَ مِنْهُ. واسْتَغَثَّه صاحبُه إِذا أَخرجه مِنْهُ وَدَاوَاهُ؛ قَالَ: وكنتُ كآسِي شَجَّةٍ يَسْتَغِثُّها وأَغَثَّ أَيضاً أَي أَمدّ. وَمَا يَغِثُّ عَلَيْهِ أَحدٌ غَثاثَته أَي مَا يُفْسِدُ، وَمَا يَغِثُّ عَلَيْهِ أَحدٌ إِلَّا سأَله أَي مَا يَدَعُ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ مَا يَغِثُّ عَلَيْهِ أَحدٌ أَي مَا يَدَعُ أَحداً إِلَّا سأَله. وَيُقَالُ: لَبِسْتُه عَلَى غَثِيثَةٍ فِيهِ أَي عَلَى فسادِ عَقْلٍ. وفلانٌ لَا يَغَثُّ [يَغِثُ] عَلَيْهِ شيءٌ أَي لَا يقولُ فِي شَيْءٍ إِنه رَدِيءٌ فيَتْرُكه. ورأَيتُ فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ بِخَطِّ بَعْضِ الأَفاضل: الغَثْغثةُ القتال. غرث: الغَرَثُ: أَيْسَرُ الْجُوعِ؛ وَقِيلَ: شِدَّتُه؛ وَقِيلَ: هُوَ الجوعُ عامَّةً. غَرِثَ، بِالْكَسْرِ، يَغْرَثُ غَرَثاً، فَهُوَ غَرِثٌ وغَرْثانُ، والأُنثى غَرْثى وغَرْثانة؛ وَفِي شِعْرِ حَسَّانَ فِي عَائِشَةَ: وتُصْبِحُ غَرْثى مِنْ لحُوم الغَوافل وَالْجَمْعُ: غَرْثى، وغَراثى، وغِراثٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَبيتُ مِبْطاناً، وحَوْلي غَرْثى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ غَرْثانُ إِذا أَردتَ الحالَ، وَمَا هُوَ بغارِثٍ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ أَي أَنه لَا يَغْرَثُ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ وَمَا أَشبهها. وغَرَّثَه: جَوَّعَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي خَثْمة عِنْدَ عُمَرَ يَذُمُّ الزَّبِيبَ: إِن أَكلتُه غَرِثْتُ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وإِن أَتْرُكْه أَغْرَثْ أَي أَجوعُ، يعني أَنه لَا يَعْصِمُ مِنَ الجُوعِ عِصْمَةَ التَّمْر. وامرأَةٌ غَرْثى الوِشاح: خَميصةُ البَطْن، دقيقةُ الخَصْر. ووشاحٌ غَرثانُ: لا يملأُه الخَصْرُ، فكأَنه غَرْثانُ؛ قَالَ: وأَكراسَ دُرٍّ، ووُشْحاً غَراثى وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ عَالِمٍ غَرْثانُ إِلى عِلْم أَي جائعٌ. والتَّغْريثُ: التَّجْويع. يُقَالُ: غَرَّثَ كلابَه، جَوَّعَها. غلث: الغَلْثُ: الخَلْطُ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: الغَلْثُ خَلطُ البُرِّ بِالشَّعِيرِ أَو الذُّرة؛ وعَمَّ بِهِ بعضُهم. غَلَثَه يَغْلِثُه، بِالْكَسْرِ، غَلْثاً، فَهُوَ مَغْلُوثٌ، وغَلِيثٌ، واغْتلَثه؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَانَ يأْكُلُ السَّمْنَ مَغْلُوثاً إِلّا بإِهالَةٍ، وَلَا البُرَّ إِلَّا مَغْلوثاً بِالشَّعِيرِ. وفلانٌ يأْكل الغَلِيثَ. والغَلِيثُ: الخُبْز المخلوطُ مِنَ الحِنْطة وَالشَّعِيرِ. والغَلَثُ: المَدَرُ والزُّؤَانُ، وَقَدْ ذُكِرَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ؛ والمَغْلُوثُ والغِليثُ والمُغَلَّثُ: الطعامُ الَّذِي فِيهِ المَدَرُ والزُؤَانُ. والغَلِيثُ: مَا يُسَوَّى للنَّسْر من لَحْم وغيره،

ويُجْعَل فِيهِ السَّمُّ، فيؤْخذ إِذا ماتَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمَا يُسَقَّى الهَوْزَبُ الأَغْلاثا والهَوْزَبُ: النَّسْرُ المُسِنُّ. والغَلْثى: مِن الطَّيْرِ؛ وَقِيلَ: الغَلْثى اسْمُ شَجَرَةٍ إِذا أُطْعِمَ ثمَرَها السباعُ، قَتَلَتْها؛ قَالَ أَبو وَجْزة: كأَنها غَلْثى مِن الرُّخْمِ تَدِفْ وقُتِلَ النَّسْرُ بالغَلْثى، والغَلْثى، مقصورٌ، عَلَى مِثَالِ السَّلْوى، عَنْ كُرَاعٍ: وَهُوَ طَعَامٌ يُخْلَط لَهُ فِيهِ سَمٌّ، فيأْكله فيَقْتُله، فيؤْخذ رِيشُه، فتُراشُ بِهِ السِّهامُ. التَّهْذِيبُ: الغَلِيثُ الطعامُ المخلوطُ بِالشَّعِيرِ، فإِن كَانَ فِيهِ مَدَرٌ، أَو زُؤَانٌ، فَهُوَ المَغْلُوثُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَعْلُوثُ، بِالْعَيْنِ: الْمَخْلُوطُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَقَدْ سَمِعْنَاهُ، بَالْغَيْنِ، مَغْلُوثٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: مَشْمُولةٌ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَج، ... كدُخانِ نارٍ، ساطِعٍ أَسْنامُها وغَلِثَ الزَّنْدُ غَلَثاً، وأَغْلَثَ: لَمْ يُورِ. واغْتَلَثْتُ الزَّنْدَ: انْتَجَيْتَه مِنْ شَجَرَةٍ لَا تَدري أَيُوري أَم لَا؟ قَالَ حَسَّانُ: مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبُوا، عَبِيدٌ، ... عَضاريطٌ، مَغالِثةُ الزِّنادِ أَي رِخْوُ الزِّنادِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. وغَلْثُ الحُلْم: شَيْءٌ تَراه فِي النَّوْم مِمَّا لَيْسَ برُؤْيا صادقةٍ. والمُغْلِثُ: المُقارِب مِنَ الوَجَع، لَيْسَ يُضْجِعُ صاحبَه، ولا يُعْرقُ. وسِقاءٌ مَغْلُوث: دُبِغ بِالتَّمْرِ أَو البُسْر. والغَلِثُ: الشديدُ الْقِتَالِ اللَّزُومُ لِمَنْ طالَبَ أَو مارَسَ. والغَلَثُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّة الْقِتَالِ. وغَلِثَ بِهِ غَلَثاً: لزِمه وَقَاتَلَهُ. وَرَجُلٌ غَلِثٌ ومُغالِثٌ: شديدُ الْقِتَالِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ اسْمَهَرَّ: اشْتَدَّ. والحَلِسُ: الَّذِي لَا يُبارحُ قِرْنَه. والمُغالِثُ: المُلازِمُ لَهُ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ: فلانٌ يَتَغَلَّثُ بِي أَي يَتَوَلَّعُ بِي. وغَلِثَ الذئبُ بغَنَم فُلَانٍ: لَزِمَها يَفْرِسُها. وغَلِثَ الطائرُ: هاعَ ورَمى مِنْ حَوْصَلَتِه بِشَيْءٍ كَانَ اسْتَرَطَه. واغْتَلَثَ لِلْقَوْمِ غُلْثةً: كذَبَ لَهُمْ كَذِباً نَجا بِه. وَذَكَرَ أَبو زِيَادٍ الكِلابيُّ ضُروباً مِنَ النَّبَاتِ فَقَالَ: إِنها مِنَ الأَغْلاثِ، مِنْهَا: العِكْرِشُ، والحَلْفاء، والحاجُ، واليَنْبوتُ، والغافُ، والعِشْرِقُ، والقَبا، والسَّفا، والأَسَلُ، والبَرْدِيُّ، والحَنْظَلُ، والتَّنُّومُ، والخِرْوَعُ، والراءُ، واللَّصَفُ؛ قَالَ: والأَغْلاثُ مأْخوذٌ مِنَ الغَلْثِ، وَهُوَ الخَلْطُ. غنث: غَنِثَ غَنَثاً: شَرِبَ، ثُمَّ تَنَفَّس؛ قَالَ: قالتْ لَهُ: باللهِ، يَا ذَا البُرْدَيْن، ... لَمَّا غَنِثْتَ نَفَساً، أَو اثْنَيْن قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الغَنَثُ هَاهُنَا كِنَايَةٌ عَنِ الْجِمَاعِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنما هُوَ غَنَثَ يَغْنِثُ غَنْثاً؛ وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ: لَمَّا غَنَثَتْ نَفَساً، أَو اثْنين وَفِي التَّهْذِيبِ: غَنِثَ مِنَ اللَّبَنِ يَغْنَثُ غَنَثاً، وَهُوَ أَن يَشْرَبَ اللبنَ، ثُمَّ يَتَنَفَّسَ. يُقَالُ: إِذا شَرِبْتَ، فاغْنَثْ، وَلَا تَعُبَّ؛ والعَبُّ: أَن تَشْرَبَ وَلَا

تَتَنَفَّسَ. وَيُقَالُ: غَنِثْتُ فِي الإِناء نَفَساً، أَو نَفَسَين. والتَّغَنُّثُ: اللُّزوم؛ وأَنشد: تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غَيْرَ شَرٍّ، ... زَماناً، لَا تُغَنِّثْكَ الهُمومُ وتَغَنَّثه الشيءُ: لَزِقَ بِهِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْت: سَلامَكَ رَبَّنا، فِي كُلِّ فَجْرٍ ... بَريئاً، مَا تَغَنَّثُكَ الذُّمُومُ أَي مَا تَلْزقُ بِكَ، وَلَا تَنْتَسِبُ إِليك. وغَنِثَتْ نَفْسُه غَنَثاً إِذا لَقِسَتْ، قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع غَنِثَتْ، بِمَعْنَى لَقِسَتْ، لِغَيْرِهِ. وتَغَنَّثه الشيءُ: ثَقُلَ عَلَيْهِ. أَبو عَمْرٍو: الغُنَّاثُ الحَسَنُو الْآدَابِ فِي الشُّرْب والمُنادمة. غوث: أَجابَ اللهُ غَوْثاه وغُواثَه وغَواثَه. قَالَ: وَلَمْ يأْت فِي الأَصوات شَيْءٌ بِالْفَتْحِ غَيْرُهُ، وإِنما يأْتي بِالضَّمِّ، مِثْلُ البُكاء والدُّعاء، وَبِالْكَسْرِ، مِثْلُ النِّداءِ والصِّياحِ؛ قَالَ الْعَامِرِيُّ: بَعَثْتُكَ مائِراً، فلَبِثْتَ حَوْلًا، ... مَتى يأْتي غَواثُك مَنْ تُغِيثُ «3» ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدَ بْنَ أَبي وقَّاص؛ قَالَ: وَصَوَابُهُ بَعَثْتُك قابِساً؛ وَكَانَ لِعَائِشَةَ هَذِهِ مَوْلىً يُقَالُ لَهُ فِنْدٌ، وَكَانَ مُخَنَّثاً مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ، بعَثَتْه لِيَقْتَبِسَ لَهَا نَارًا، فَتَوَجَّهُ إِلى مِصْرَ، فأَقام بِهَا سَنَةً، ثُمَّ جاءَها بِنَارٍ، وَهُوَ يَعْدُو، فَعَثَر فتَبَدَّد الجَمْرُ، فَقَالَ: تَعِسَتِ العَجلة فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بعَثْتُكَ قابِساً «4»؛ وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي ذَلِكَ: مَا رأَينا لغُرابٍ مَثَلا، ... إِذ بَعَثْناهُ، يَجي بالمِشْمَلَه غيرَ فِنْدٍ، أَرْسَلوه قَابِسًا، ... فَثَوى حَوْلًا، وسَبَّ العَجلَه قَالَ الشَّيْخُ: الأَصل فِي قَوْلِهِ يَجِي يَجِيءُ، بِالْهَمْزِ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ لِلضَّرُورَةِ. والمِشْمَلَةُ: كِساء يُشْتَملُ بِهِ، دُونَ القَطِيفة. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَجابَ اللهُ غِياثَه. والغُواث، بِالضَّمِّ: الإِغاثةُ. وغَوَّثَ الرجلُ، واسْتَغاثَ: صاحَ وا غَوْثاه والاسمُ: الغَوْث، والغُواثُ، والغَواثُ. وَفِي حَدِيثِ هاجَرَ، أُمّ إِسمعيلَ: فَهَلْ عِندَك غَواثٌ؟ الغَواثُ، بِالْفَتْحِ، كالغِياثِ، بِالْكَسْرِ، مِن الإِغاثة. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ أَغِثْنا ، بِالْهَمْزَةِ، مِنَ الإِغاثة؛ وَيُقَالُ فِيهِ: غاثَه يَغِيثُه، وَهُوَ قَلِيلٌ؛ قَالَ: وإِنما هُوَ مِن الغَيْثِ، لَا الإِغاثة. واسْتغاثَني فلانٌ فأَغَثْتُه، وَالِاسْمُ الغِياثُ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. وَتَقُولُ: ضُرِبَ فلانٌ فَغَوَّثَ تَغْويثاً إِذا قال: وا غَوْثاه قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع أَحداً يَقُولُ: غَاثَهُ يغُوثُه، بِالْوَاوِ. ابْنُ سِيدَهْ: وغَوَّث الرجلُ واستغاثَ: صاحَ وا غَوْثاه وأَغاثه اللهُ، وغاثَه غَوْثاً وغِياثاً، والأُولى أَعلى. التَّهْذِيبُ: والغِياثُ مَا أَغاثَك اللهُ بِهِ. وَيَقُولُ الْوَاقِعُ فِي بَلِيَّة: أَغِثْني أَي فَرِّجْ عَنِّي. وَيُقَالُ: اسْتَغَثْتُ فُلَانًا، فَمَا كَانَ لِي عِنْدَهُ مَغُوثة وَلَا غَوْثٌ أَي إِغاثة؛ وغَوْثٌ: جائزٌ، فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ، أَن يُوضَعَ اسم مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ مِن أَغاث. وغَوْثٌ، وغِياثٌ، ومُغِيثٌ: أَسماء. والغَوْثُ: بَطْنٌ مِنْ طَيِّئ. وغَوْثٌ: قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ غَوْثُ بنُ أُدَدِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كهلانَ بْنِ سَبَأَ. التهذيب:

_ (3). قوله [متى يأْتي غواثك] كذا في الصحاح والذي في التهذيب: متى يرجو. (4). البيت

فصل الفاء

وغَوْثٌ حيٌّ مِنَ الأَزْد؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: ونَخْشى رُماةَ الغَوْثِ مِنْ كلِّ مَرْصَدٍ ويَغُوثُ: صَنَم كَانَ لمَذْحِج؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قول الزجاج. غيث: الغَيْثُ: الْمَطَرُ والكَلأُ؛ وَقِيلَ: الأَصلُ الْمَطَرُ، ثُمَّ سُمِّي مَا يَنْبُتُ بِهِ غَيْثاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَمَا زِلْتُ مثلَ الغَيْثِ، يُرْكَبُ مرَّةً ... فيُعْلى، ويُولَى مَرَّةً، فيُثِيبُ يَقُولُ: أَنا كَشَجَرٍ يؤْكل، ثُمَّ يُصيبُه الغَيْثُ فيَرْجِعُ أَي يَذْهَبُ مَالِي ثُمَّ يَعُودُ، وَالْجَمْعُ: أَغْياثٌ وغُيوثٌ؛ قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدي: لَهَا لَجَبٌ حَوْلَ الحِياضِ، كأَنه ... تَجاوُبُ أَغياثٍ، لَهُنَّ هَزيمُ وغاثَ الغَيْثُ الأَرضَ: أَصابَها، وَيُقَالُ: غاثَهم اللهُ، وأَصابَهم غَيْثٌ، وَغَاثَ اللهُ البلادَ يَغيثُها غَيْثاً إِذا أَنزل بِهَا الغَيْثَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فادْعُ اللَّهَ يَغِيثُنا، بِفَتْحِ الْيَاءِ. وغِيثَتِ الأَرضُ، تُغاثُ غَيْثاً، فَهِيَ مَغِيثةٌ، ومَغْيُوثة: أَصابها الغَيْثُ. وغِيثَ القومُ: أَصابَهم الغَيْثُ. قَالَ الأَصمعي: أَخبرني أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء قَالَ: سَمِعْتُ ذَا الرُّمة يَقُولُ: قاتَلَ اللهُ أَمَةَ بَنِي فلانٍ مَا أَفْصَحَها قُلْتُ لَهَا: كيفَ كَانَ المطرُ عِنْدَكُمْ؟ فَقَالَتْ: غِثْنا مَا شِئْنَا. وَفِي حَدِيثِ رُقَيقةَ: أَلا فَغِثْتم مَا شِئْتُمْ غِثتم، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، أَي سُقِيتم الغَيثَ، وَهُوَ الْمَطَرُ، والسؤَال مِنْهُ: غِثنا؛ ومِن الإِغاثة، بِمَعْنَى الإِعانة: أَغِثْنا؛ وإِذا بَنَيتَ مِنْهُ فِعْلًا مَاضِيًا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، قُلْتَ: غِثْنا، بِالْكَسْرِ، والأَصل غُيِثْنا، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ، وَكُسِرَتِ الْغَيْنُ؛ وَرُبَّمَا سُمي السحابُ والنباتُ: غَيْثاً. والغَيْث الكَلأُ يَنْبُتُ مِنْ مَاءَ السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ زَكَاةِ الْعَسَلِ: إِنما هُوَ ذبابُ غَيْثٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: يَعْنِي النَّحْلَ، وأَضافه إِلى الغَيْثِ، لأَنه يَطلُبُ النباتَ والأَزهارَ، وَهُمَا مِنْ تَوابع الغَيْثِ. وغَيْثٌ مُغِيثٌ: عامٌّ. وَبِئْرٌ ذاتُ غَيِّثٍ أَي ذاتُ مادَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: نَغْرِفُ مِن ذِي غَيِّثٍ ونُؤْزِي «5» والغَيِّثُ: عَيْلَم الماءِ. وَفَرَسٌ ذُو غَيِّثٍ: عَلَى التَّشْبِيهِ، إِذا جَاءَهُ عَدْوٌ بعدَ عَدْوٍ. وغَيَّثَ الأَعمَى: طلبَ الشيءَ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَهُوَ بِالْعَيْنِ أَيضاً، وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْعَيْنَ الْمُهْمَلَةَ تَصْحِيفًا. وغَيِّثٌ: رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ. وَبَنُو غَيْثٍ، أَو غَيِّثٍ: حَيٌّ. وبَين مَعْدِنِ النَّقْرة والرَّبَذة مَوْضِعٌ يُعْرَفُ بمُغِيثِ ماوانَ، وماؤُه مِلْح. ومَغِيثَة: رَكِيَّةٌ أُخرى، عذبةُ الماءِ، وَهِيَ إِحدى مَناهِل الطَّرِيقِ مِمَّا يَلِي القادِسِيَّةَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: شَرِبْنَ مِنْ ماوانَ مَاءً مُرَّا، ... ومِنْ مُغِيثَ مِثْلَه، أَو شَرَّا فصل الفاء فثث: الفَثُّ: نَبْتٌ يُخْتَبَزُ حَبُّه، ويؤْكَلُ فِي الجَدْبِ، وَتَكُونُ خُبْزَتُه غَلِيظَةً، شَبِيهَةً بخُبزِ المَلَّة؛ قَالَ أَبو دَهْبَلٍ: حِرْمِيَّةٌ، لَمْ يَخْتَبِزْ أَهلُها ... فَثّاً، وَلَمْ تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا

_ (5). قوله [قال رؤبة إلخ] صدره كما في التكملة: أَنا ابْنُ أَنضاد إِلَيْهَا أَرزي ... نغرف ... الأنضاد الأشراف. وأرزي أسند. ونؤزي أي نفضل عليه ونضعف، بضم النون.

وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: الفَثُّ حَبٌّ يُشْبِهُ الجاوَرْسَ، يُخْتَبَزُ ويُؤكل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ حَبٌّ بَرِّيٌّ يأْخذه الأَعرابُ فِي المَجاعات، فيَدُقُّونه ويَخْتَبزونه وَهُوَ غِذاء رَديءٌ، وَرُبَّمَا تَبَلَّغُوا بِهِ أَياماً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: لَمْ تَأْكُلِ الفَثَّ والدُّعاعَ، وَلَمْ ... تَجْنِ هَبيداً، يَجْنِيه مُهْتَبِدُهْ قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ: الفَثُّ حَبُّ شجرةٍ بَرِّيَّةٍ؛ وأَنشد: أُجُدٌ، كالأَتانِ، لَمْ تَرْتَعِ الفَثّ، ... وَلَمْ يَنْتَقِلْ عَلَيْهَا الدُّعاعُ وَقِيلَ: الفَثُّ مِنْ نَجِيلِ السِّباخِ، وَهُوَ مِنَ الحُموضِ، يُخْتَبز، واحدتُه فَثَّةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ بِزْرُ النَّباتِ؛ وأَنشد: عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ، ... وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعا وتَمْر فَثٌّ: مُنْتَشِرٌ لَيْسَ فِي جِرابٍ وَلَا وِعاءٍ، كَبَثٍّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. اللِّحْيَانِيُّ: تَمْر فَثٌّ، وفَذٌّ، وبَذٌّ: وَهُوَ المُتَفَرَّقُ الَّذِي لَا يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. وقال الأَعرابي: تَمْرٌ فَضٌّ، مِثْلُهُ. الأَصمعي: فَثَّ جُلَّتَه فَثّاً إِذا نَثَرَ تمرَها. وَمَا رأَينا جُلَّةً أَكثر مَفَثَّةً مِنْهَا أَي أَكثر نَزَلًا. وَيُقَالُ: وُجِدَ لِبَنِي فُلَانٍ مَفَثَّةٌ إِذا عُدُّوا، فوُجِدَ لَهُمْ كَثْرةٌ. وَيُقَالُ: انْفَثَّ الرجلُ مِنْ هَمٍّ آَصابَه انْفِثاثاً أَي انكسَر؛ وأَنشد: وإِنْ يُذكَّرْ بالإِله يَنْخَنِثْ، ... وتَنْهَشِمْ مَرْوَتُه، فتَنْفَثِثْ أَي تَنكسِرُ. وفَثَّ الماءَ الحارَّ بِالْبَارِدِ يَفُثُّه فَثّاً: كَسره وسَكَّنه؛ عن يعقوب. فحث: الفَحِثةُ، والفَحِثُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ: ذاتُ الأَطباقِ، وَالْجَمْعُ أَفْحاث. الْجَوْهَرِيُّ: الفَحِثُ لُغَةٌ فِي الحَفِثِ، وَهُوَ القِبَةُ ذاتُ الأَطباق مِنَ الكَرِش. وفَحَثَ عَنِ الْخَبَرِ: فَحَصَ، في بعض اللغات. فرث: الفَرْثُ: السِّرْجينُ، مَا دَامَ فِي الكَرِشِ، وَالْجَمْعُ فُرُوثٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الفَرْثُ السِّرْقِينُ، والفَرْثُ والفُراثة: سِرْقِينُ الكَرشِ. وفَرَثْتُها عَنْهُ أَفْرُثُها فَرْثاً، وأَفْرَثْتُها، وفَرَّثْتُها، كَذَلِكَ، وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه، وأَفْرثَها، وفَرَّثَها: فَتَّتَها. وفَرَثْتُ كَبِدَه، أَفْرِثُها فَرْثاً، وفَرَّثْتُها تَفْريثاً إِذا ضَرَبْتَه حَتَّى تَنْفَرِثَ كَبِدُه؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا ضَرَبتَه وَهُوَ حَيٌّ، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه أَي انْتَثرتْ. وَفِي حَدِيثِ أُم كُلْثوم، بنتِ عليٍّ، قَالَتْ لأَهل الْكُوفَةِ: أَتدرون أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتم لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ الفَرْثُ: تَفْتيت الكَبِد بِالْغَمِّ والأَذى. وفَرَثَ الجُلَّة، يَفْرُثُها ويَفْرِثُها فَرْثاً إِذا شَقَّها ثُمَّ نَثرَ جميعَ مَا فِيهَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا فَرَّقها. وأَفرَثْتُ الكَرِشَ: إِذا شَقَقْتَها، ونَثرْتَ مَا فِيهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: فَرَثْتُ لِلْقَوْمِ جُلَّةً، وأَنا أَفْرِثها، وأَفرُثُها إِذا شَقَقْتها، ثُمَّ نَثرْتَ مَا فِيهَا؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا نثرْته، مِنْ وِعاءٍ، فَرْثٌ. وشَرِبَ عَلَى فَرْثٍ أَي عَلَى شِبَع. وأَفرَثَ الرجلَ إِفْراثاً: وقَعَ فِيهِ. وأَفْرَثَ أَصحابَه: عَرَّضَهم لِلسُّلْطَانِ، أَو لِلَائِمةِ النَّاسِ، أَو كَذَّبهم عِنْدَ قَوْمٍ، ليُصغَّرَهم عندَهم، أَو فَضَحَ سِرَّهم. وامرأَةٌ فُرُثٌ: تَبْزُقُ وتَخْبُثُ نفسُها، فِي أَول حَمْلِها، وَقَدِ انْفُرِثَ بِهَا. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للمرأَة

فصل القاف

إِنها لمُنْفَرثةٌ، وَذَلِكَ فِي أَولِ حَمْلها، وَهُوَ أَن تَخْبُثَ نفسُها، فِي أَول حَمْلِهَا، فيكْثُر نَفْثُها للخَراشِيِّ الَّتِي عَلَى رأْس مَعِدتِها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري مُنْفَرِثةٌ أَم مُتَفَرِّثةٌ؟ والفَرْثُ: غَثَيانُ الحُبْلى. والفَرْثُ: الرَّكْوة الصغيرةُ. وجبلٌ فَريثٌ: لَيْسَ بضخْمٍ صُخورُه، وَلَيْسَ بِذِي مَطَرٍ وَلَا طِينٍ، وَهُوَ أَصعبُ الْجِبَالِ، حَتَّى إِنه لَا يُصْعَدُ فِيهِ، لصُعوبته وَامْتِنَاعِهِ. وثَريدٌ فَرْثٌ: غَيْرُ مُدَقَّقِ الثَّرْدِ، كأَنه شُبِّه بِهَذَا الصِّنْفِ مِنَ الْجِبَالِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ القَنانيّ: لَا خَيْرَ فِي الثريدِ إِذا كَانَ شَرِثاً فَرِثاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الشَّرِثِ. فصل القاف قبث: قَباثٌ: اسمٌ مِنْ أَسماء الْعَرَبِ، معروفٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: مَا أَدري مِمَّ اشتقاقُه؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَبَثَ بِهِ وضَبَثَ بِهِ إِذا قَبَضَ عَلَيْهِ. قبعث: جملٌ قَبَعْثَى: ضَخْمُ الفَراسِنِ، قَبيحُها؛ والأُنثى، بِالْهَاءِ، ناقةٌ قَبَعْثاة فِي نوقٍ قَباعِثَ. وَرَجُلٌ قَبَعْثى: عَظِيمُ القَدَم. قثث: القَثُّ: السَّوْقُ. والقَّثُّ: جَمْعُك الشَّيْءَ بِكَثْرَةٍ. وقَثَّ الشيءَ يَقُثُّه قَثّاً: جَرّه وَجَمَعَهُ فِي كَثْرَةٍ. وجاءَ فلانٌ يَقُثُّ مَالًا، ويَقُثُّ مَعَهُ دُنْيا عَرِيضَةً أَي يَجُرُّها مَعَهُ. وَبَنُو فُلَانٍ ذَوُو مَقَثَّةٍ أَي ذَوُو عَدَدٍ كَثِيرٍ؛ وَمَا أَكثر مَقَثَّتَهم قَالَهُ الأَصمعي وَغَيْرُهُ. والمِقَثَّة والمِطَثَّة «1» لُغَتَانِ: خُشَيبة مُسْتَدِيرَةٌ عَرِيضَةٌ، يَلْعَبُ بِهَا الصبيانُ، يَنْصبون شَيْئًا، ثُمَّ يَجْتَثُّونه بِهَا عَنْ مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ شَبِيهَةٌ بالخَرَّارة؛ تَقُولُ: قَثَثْناه وطَثَثْناه قَثّاً وطَثّاً. والقُثاثُ: المتاعُ ونحوه؛ وجاؤُوا بقُثاثِهم وقثاثتِهم أَي لَمْ يَدَعُوا وراءَهم شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: حَثَّ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمًا عَلَى الصَّدَقة، فجاءَ أَبو بَكْرٍ بِمَالِهِ يَقُثُّه أَي يَسوقُه، مِن قَوْلِهِمْ: قَثَّ السَّيلُ الغُثاءَ؛ وَقِيلَ يَجْمَعُه. والقَثِيثُ: مَا يَتناثرُ فِي أُصول شَجَرِ العِنَب. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: مَا يَتَنَاثَرُ فِي أُصول سَعفاتِ النَّخْل. وقَثْقَثَ الشيءَ: أَراد انْتِزَاعَهُ. وَيُقَالُ: اقْتَثَّ القَومَ مِنْ أَصلهم واجْتَثَّهم إِذا اسْتَأْصَلَهم. واجْتَثَّ حَجَرًا مِنْ مَكَانِهِ إِذا اقْتَلَعه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: واقْتَعَفَ الجَلْمةَ مِنْهَا واقْتَثَثْ أَي اجْتَثَّ. يُقَالُ: اقْتُثَّ واجْتُثَّ إِذا قُلِعَ مِنْ أَصله. والقَثُّ والجَثُّ، واحدٌ. وَيُقَالُ للوَدِيِّ، أَول مَا يُقْلَع مِنَ أُمِّه: جَثِيثٌ وقَثِيثٌ، والله أَعلم. قحث: قَحَثَ الشيءَ، يَقْحَثُه قَحْثاً: أَخذه كُلَّه. قرث: القَرِيثاء: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، وَهُوَ أَسْودُ سريعُ النَقْضِ لقِشْرِه عَنْ لِحائه إِذا أَرْطَبَ، وَهُوَ أَطيَبُ تمرٍ بُسْراً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُضافُ ويوصَفُ بِهِ، ويُثنَّى ويُجْمع، وَلَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ فِي الأَجْناس، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَنواع التَّمْرِ، وَلَا نَظِيرَ لِهَذَا الْبِنَاءِ إِلا الكَرِيثاءُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ أَيضاً، قَالَ: وكأَنَّ كافَها بدلٌ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ القَرِيثاءُ والكَرِيثاءُ لِهَذَا البُسْر. اللِّحْيَانِيُّ: تمرٌ قَريثاءُ وقَراثاءُ، مَمْدُودَانِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَريثاءُ والقَراثاءُ أَطْيَبُ التمر

_ (1). قوله [والمقثة والمطثة إلخ] بكسر الميم فيهما، كما ضبطه في المحكم والتكملة خلافاً لصنيع القاموس.

فصل الكاف

بُسْراً، وَتَمْرُهُ أَسودُ؛ وَزَعَمَ بعضُ الرُّوَاةِ أَنه اسْمٌ أَعجمي. الْكِسَائِيُّ: نخلٌ قَريثاء، وبُسْر قَريثاءُ، مَمْدُودٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. وَقَالَ أَبو الجَرَّاح: تمرٌ قَرِيثَا، غَيْرُ مَمْدُودٍ. والقِرِّيث: لُغَةٌ فِي الجِرِّيث، وَهُوَ ضربٌ مِنَ السَّمَكِ، والله أَعلم. قرعث: التَّقَرْعُثُ: التَّجَمُّع. وتَقَرْعَثَ: تَجَمَّع. وقَرْعَثةُ: اسمٌ، وَهُوَ مشتق منه. قعث: القَعْثُ: الكَثْرة. والقَعِيث: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَغَيْرِهِ. والإِقْعاثُ: الإِكثارُ مِنَ العَطِيَّة. ومطرٌ قَعِيثٌ: وَبْلٌ كَثِيرٌ. والقَعِيثُ: السَّيْبُ الْكَثِيرُ. وأَقْعَثَ: العطيةَ واقْتَعَثَها: أَكثرها. وأَقْعَثه: أَكثرها لَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَقْعَثَني مِنْهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ، ... لَيْسَ بمَنْزُورٍ، وَلَا بِرَيِّثِ قَالَ الأَصمعي: لَقَدْ أَساءَ رُؤْبَةُ فِي قَوْلِهِ بسَيْبٍ مُقْعَثٍ، فَجَعَلَ سَيبه مُقْعَثاً، وإِنما القَعْثُ الهَيِّنُ الْيَسِيرُ. وقَعَثْتُ لَهُ قَعْثةً أَي حَفَنْتُ لَهُ حَفْنةً إِذا أَعطيتَه قَلِيلًا، فَجَعَلَهُ مِنَ الأَضداد؛ وَقِيلَ: إِنه لقَعِيثٌ كَثِيرٌ أَي واسعٌ. وقَعَثَ لَهُ مِنَ الشَّيْءِ يَقْعَثُ قَعْثاً: حَفَنَ لَهُ وأَعطاه. وقَعَثَ الشيءَ يَقْعَثُه قَعْثاً: استأْصله واسْتَوعَبَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقْعَثَ الرجلُ فِي مَالِهِ أَي أَسْرفَ. قَالَ الأَصمعي: ضَرَبه فانْقَعَثَ إِذا قَلَعه مِنْ أَصله. والقُعاثُ: دَاءٌ يأْخذُ الغم فِي أُنوفها. الأَصمعي: انْقَعَثَ الجِدارُ، وانْقَعَر، وانقَعَفَ إِذا سَقَطَ مِنْ أَصله. وانْقَعَثَ الشيءُ، وانقَعَفَ: إِذا انْقَلَع. وَقَالَ اقتَعَثَ الحافرُ اقْتعاثاً إِذا اسْتَخْرَجَ تُراباً كَثِيرًا من البئر. قعمث: القُعْمُوثُ: الدَّيُّوثُ. قلعث: تَقَعْثَلَ فِي مَشْيه، وتَقَلْعَثَ، كِلَاهُمَا إِذا مَرَّ كأَنه يَتَقَلَّع مِنْ وَحَلٍ، وهي القَلْعَثةُ. قمعث: القُمْعُوثُ: الدَّيُّوث، وَهُوَ الَّذِي يَقُود عَلَى أَهله وحَرَمه؛ قَالَ ابْنُ دُرَيدٍ: لَا أَحسَبُه عَرَبيّاً. قنعث: رَجُلٌ قِنْعاث: كَثِيرُ شَعَر الجَسد والوجهِ. قنطعث: ابْنُ سِيدَهْ: القَنْطَعْثة عَدْوٌ بفَزَعٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبَتٍ. فصل الكاف كبث: الأَصمعي: البَريرُ ثَمَرُ الأَراك، فالغَضُّ مِنْهُ المَرْدُ، والنَّضيجُ الكَباثُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكَبَاثُ، بِالْفَتْحِ: نضيجُ ثَمَرِ الأَراك؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا لَمْ يَنْضَجْ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ حَمْلُه إِذا كَانَ مُتَفَرِّقاً، وَاحِدَتُهُ: كَباثَةٌ؛ قَالَ: يُحَرِّكُ رأْساً كالكَباثَةِ، واثِقاً ... بِوِرْدِ فَلاةٍ، غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ الْجَوْهَرِيُّ: مَا لَمْ يَنْضَجْ مِنَ الكَباثِ، فَهُوَ بريرٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كُنَّا نَجْتَني الكَباثَ ، هُوَ النضيجُ مِنْ ثَمَرِ الأَراك. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَباثُ فُوَيْقَ حَبِّ الكُسْبَرة فِي المِقْدار، وَهُوَ يَمْلأُ مَعَ ذَلِكَ كَفَّي الرجُل، وإِذا الْتَقَمه البعيرُ فَضَل عَنْ لُقْمته. وكَبِثَ اللحمُ، بِالْكَسْرِ، أَي تَغَيَّر وأَرْوَحَ؛ وأَنشد: يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً، قَدْ كَبِثا

أَبو عَمْرٍو: الكَبيثُ اللَّحْمُ قَدْ غَمِرَ. وَقَدْ كَبَثْتُه، فَهُوَ مَكْبُوثٌ، وكَبيثٌ؛ وأَنشد: أَصْبَح عَمَّارٌ نَشيطاً أَبِثا، ... يَأْكُلُ لَحْماً بائِثاً، قَدْ كَبِثا وكَبَثٌ: مَوْضِعٌ، زَعَمُوا. كثث: كَثَّ الشيءُ «1» كَثاثةً: أَي كَثُفَ. وكَثَّتِ اللحيةُ تَكَثُّ كَثَثاً، وكَثاثَةً، وكُثُوثةً، وَلِحْيَةٌ كَثَّة وكَثَّاء: كَثُرت أُصولُها، وكَثُفَتْ، وقَصُرَتْ، وجَعُدَتْ، فَلَمْ تَنْبَسِطْ، وَالْجَمْعُ: كِثاثٌ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ كَثَّ اللِّحْيَةِ ؛ أَراد كَثرةَ أُصولها وَشَعْرِهَا، وأَنها لَيْسَتْ بِدَقِيقَةٍ، وَلَا طَوِيلَةٍ، وَفِيهَا كَثافة. واسْتَعْمَلَ ثعلبةُ بنُ عُبَيْد العَدَويُّ الكَثَّ فِي النَّخْلِ، فَقَالَ: شَتَتْ كَثَّةُ الأَوْبار، لَا القُرَّ تَتَّقِي، ... وَلَا الذِّئْبَ تَخْشَى، وَهِيَ بالبَلَدِ المَقْصِي عَنى بالأَوْبار ليفَها، وإِنما حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ، أَنه شَبَّهَهَا بالإِبل. ورجلٌ كَثٌّ، وَالْجَمْعُ: كِثاثٌ. وأَكَثَّ كَكَثَّ. وَقَدْ تَكُونُ الكَثاثةُ فِي غَيْرِ اللِّحْيَةِ مِنْ مَنَابِتِ الشَّعْرِ، إِلا أَن أَكثر اسْتِعْمَالِهِمْ إِياه فِي اللِّحْيَةِ. وامرأَة كَثَّاءُ وكَثَّةٌ إِذا كَانَ شَعَرُها كَثّاً. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لِحَيَّةٌ كَثَّة كثيرةُ النَّباتِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الجُمَّة، وَالْجَمْعُ: كِثاثٌ؛ وأَنشد عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ: بحَيْثُ ناصَى اللِّمَم الكِثاثا، ... مَوْرُ الكَثيبِ، فَجرى وحاثَا يَعْنِي باللِّمم الكِثاثِ: النباتَ. وأَراد بحَاثَ: حَثَا، فَقَلَبَ. وقومٌ كُثٌّ، بِالضَّمِّ: مِثْلُ قَوْلِكَ رَجُلٌ صُدُقُ اللِّقَاءِ، وَقَوْمٌ صُدُقٌ. اللَّيْثُ: الكَثُّ والأَكَثُّ: نَعْتُ كَثِيثِ اللِّحْية، ومصدَرُه: الكُثُوثَةُ. أَبو خَيْرَةَ: رجلٌ أَكثُّ، ولحيةٌ كَثَّاءُ بَيِّنَة الكَثَثِ، وَالْفِعْلُ: كَثَّ يَكَثُّ كُثوثة. والكَثْكَثُ، والكِثْكِثُ، مثلُ الأَثلَبِ والإِثلِبِ: دُقاقُ التُّرَابِ، وفُتاتُ الْحِجَارَةِ؛ وَقِيلَ: التُّرابُ مَعَ الْحَجَرِ؛ وَقِيلَ: التُّراب عامَّة. والكَثْكَثُ: الْحِجَارَةُ. وَقَالُوا: بِفِيهِ الكَثْكَثُ والكِثكِثُ، كَقَوْلِكَ: بِفِيهِ الترابُ والحجَرُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: الكَثْكَثَ لَهُ والكِثْكِثَ، قَالَ: فَنُصِبَ، كأَنه دُعَاءٌ، يَعْنِي أَنهم نَصَبُوهُ نَصْبَ الْمَصَادِرِ المَدْعُوِّ بِهَا، شبَّهوه بِالْمَصْدَرِ، وإِن كَانَ اسْمًا. أَبو خَيرة: مِنْ أَسماء التُّرَابِ الكَثْكَثُ، وَهُوَ التُّرَابُ نفسُه، وَالْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ: الكَثَاكِثُ. اللَّيْثُ: الحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كِلَاهُمَا: الْحِجَارَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَلأْتُ أَفْواهَ الكِلابِ اللُّهَّثِ، ... مِنْ جَنْدَلِ القُفِّ، وتُرْبِ الكِثْكِثِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ، فَقَالَ: يَذْهَبُ محمدٌ إِلى مَن أَخْرَجَه مِنْ بِلَادِهِ، فأَما مَن لَمْ يُخْرِجْه، وَكَانَ قُدُومُه كَثَّ مُنْخُرِه، فَلَا يَغْشَاهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي كَانَ قُدومُه عَلَى رَغْمِ أَنفه، يَعْنِي نفسَه، وكأَنَّ أَصله مِنَ الكِثْكِثِ التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ حُنين: قَالَ أَبو سُفْيَانَ عِنْدَ الجَوْلة الَّتِي كَانَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: غَلَبَتْ وَاللَّهِ هوازنُ، فَقَالَ لَهُ صَفْوانُ بْنُ أُميَّة: بِفِيكَ الكِثْكِثُ ، هو

_ (1). قوله [كث الشيء إلخ] من باب ضرب كما ضبط في المحكم ومن باب تعب لغة صرح بهما في المصباح. ومقتضى القاموس أَنه بضم عين المضارع، وسكت عليه الشارح لكنه مخالف لما صرح به غيره.

بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، دُقاقُ الحَصَى والترابُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: وللعاهِرِ الكِثْكِثُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخطَّابيُّ: قَدْ مَرَّ بِمَسَامِعِي وَلَمْ يَثبُتْ عِنْدِي. والكَثَاثاء: الأَرضُ الْكَثِيرَةُ التُّرَابُ. التَّهْذِيبُ، ابْنُ شُمَيْلٍ: الزِّرِّيعُ والكاثُّ واحدٌ، وَهُوَ مَا يَنْبُتُ مِمَّا يَتَناثَرُ مِنَ الحَصِيد، فيَنْبُتُ عَامًا قَابِلًا. وَقَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الكاثَّ. كحث: الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: كَحَثَ لَهُ مِنَ الْمَالِ كَحْثاً: إِذا غَرَفَ لَهُ منه غَرْفةً بيده. كرث: كَرَثَه الأَمْرُ يَكْرِثُه ويَكْرُثُه كَرْثاً، وأَكْرَثه: سَاءَهُ واشتدَّ عَلَيْهِ، وبَلَغَ مِنْهُ المَشَقَّةَ، قَالَ الأَصمعي: وَلَا يُقَالُ كَرَثَه، وإِنما يُقَالُ أَكْرَثَه، عَلَى أَنَّ رُؤبة قَدْ قَالَ: وَقَدْ تُجَلَّى الكُرَبُ الكَوارِثُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ: فِي سَكْرة مُلْهِثَة، وغَمْرةٍ كارِثةٍ ؛ أَي شَدِيدَةٌ شاقَّة، مِنْ كَرَثه الغَمُّ أَي بَلَغَ مِنْهُ المَشَقَّة. وَيُقَالُ: مَا أَكْتَرِثُ لَهُ أَي مَا أُبالي بِهِ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: لَمْ يُخَلِّنا سُدًى مِنْ بَعْدِ عِيسَى، واكْتَرَث. يُقَالُ: مَا أَكْتَرِثُ بِهِ أَي مَا أُبالي، وَلَا يُستعمل إِلَّا فِي النَّفْيِ، وَقَدْ جَاءَ هَاهُنَا فِي الْإِثْبَاتِ، وَهُوَ شَاذٌّ. واكْتَرَثَ لَهُ: حَزِنَ. وامرأَة كَرِيثٌ كارِثٌ، وكلُّ مَا أَثْقَلَكَ، فَقَدَ كَرَثَكَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا أَكْرَثَني هَذَا الأَمْرُ أَي مَا بَلَغَ مِنِّي مَشَقَّةً، والفعلُ المُجاوز: كَرَثْتُه، وَقَدِ اكْترَثَ هُوَ اكْتِراثاً، وَهَذَا فِعْلٌ لَازِمٌ. الأَصمعي: كَرَثَني الأَمْرُ وقَرَثَني: إِذا غَمَّه وأَثْقَلَه، والكَرِيثاء: ضَرْبٌ مِنَ البُسْر يوصَفُ بِهِ ويُضاف؛ عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَخْفش. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ بُسْرُ قَرِيثاءَ وكَرِيثاءَ لضَرْبٍ مِنَ التَّمْرِ مَعْرُوفٍ. والكَرَّاثُ: بقْلة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكُرَّاثُ والكَرَّاثُ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ مُمْتَدٌّ، أَهْدَبُ، إِذا تُرِكَ خَرَجَ مِنْ وَسطه طاقةٌ فطارَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِراخَ النَّعام: كأَنَّ أَعناقَها كُرَّاثُ سائِقةٍ، ... طارَتْ لَفائِفُها، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ العُشْب الكَرَاثُ، تَطُول قَصَبَتُه الوُسْطى، حَتَّى تكونَ أَطولَ مِنَ الرجُل. التَّهْذِيبُ: الكَرَّاث بَقْلة. والكَرَاث، بِفَتْحِ الْكَافِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ: بَقْلَةٌ أُخرى، الْوَاحِدَةُ كَرَاثةٌ؛ قَالَ أَبو ذَرَّة الهُذَليُّ: إِنَّ حَبيبَ بنَ اليَمانِ قَدْ نَشِبْ ... فِي حَصِدٍ مِنَ الكَرَاثِ، والكَنِبْ قَالَ: الكَرَاث والكَنِبُ شَجَرَتَانِ. إِن يَنتَسِبْ، يُنسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ، ... أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ، وعازِبٍ أَقْلَحَ، فُوهُ كالخَرِبْ أَراد بِالْعَازِبِ: مَالًا عَزَبَ عَنْ أَهله. أَقْلَحَ: اصْفَرَّتْ أَسنانُه مِنَ الهَرَم. ابْنُ سِيدَهْ: الكَراثُ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، واحدتُه كَراثةٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ كَراثةَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَراثُ شجرةٌ جَبَلِيَّةٌ، لَهَا خِطْرة ناعمةٌ لَيِّنَة، إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً، والناسُ يَسْتَمْشُون بلَبنِها، قَالَ: ويُؤْتَى بالمَجْذُوم حَتَّى يُتَوَسَّطَ بِهِ مَنْبِتُ

الكَرَاثِ، فَيُقِيمُ فِيهِ، ويُخْلَط لَهُ بِطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ، فَلَا يَلْبَثُ أَن يَبْرأَ مِنْ جُذامِه، وتَذْهبَ قوَّتُه، يَعْنِي قُوَّةَ الجُذام. قَالَ: وَقَالَ الأَزْدِيُّ: لَا أَعرفه يَنْبُتُ إِلَّا بِذِي كَشاءٍ؛ قَالَ: وَيَزْعُمُونَ أَنَّ جِنِّيَّةً قَالَتْ مَنْ أَراد الشِّفَاءَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فَعَلَيْهِ بنباتِ البُرْقة مِنْ ذاتِ كَشَاءٍ. والكُرَّاثُ: موضع. كرنث: تَكَرْنَثَ عَلَيْنَا: تَكَبَّر «2». كشث: الكَشُوثُ، والأُكْشُوثُ، والكَشُوثَى: كلُّ ذَلِكَ نباتٌ مُجْتَثٌّ مقطوعُ الأَصل، وَقِيلَ: لَا أَصل لَهُ، وَهُوَ أَصْفَرُ يَتَعَلَّقُ بأَطراف الشَّوْكِ وَغَيْرِهِ، ويُجْعَلُ فِي النَّبِيذِ سَوادِيَّةٌ، يَقُولُونَ: كَشُوثاء. الْجَوْهَرِيُّ: الكَشُوثُ نبتٌ يَتَعلَّقُ بأَغصانِ الشجرِ، مِنْ غَيْرِ أَن يَضْرِبَ بعِرْقٍ فِي الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هُوَ الكَشُوثُ، فَلَا أَصلٌ، وَلَا وَرَقٌ، ... وَلَا نَسيمٌ، وَلَا ظِلٌّ، وَلَا ثَمَرُ ابْنُ الأَعرابي: الكَشُوثاءُ الفَقَدُ، وَهُوَ الزُّحْمُوكُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَاءَ عَلَى فَعُولاء مَمْدُودًا، جَلُولاءُ وحَرُوراءُ، وَهُمَا بَلدَان؛ وكَشُوثاءُ يُسَمِّيهِ الناسُ الكَشُوثَ؛ قَالَ: وبزْرُ قَطُونا، قَالَ: والمدُّ فِيهَا أَكثر، وَقَدْ يَقْصُرَانِ، وفتَح الكاف من كَشُوثاء. كلبث: رَجُلٌ كَلْبَثٌ وكُلابِثٌ: بَخِيلٌ مُنْقَبضٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْد: رَجُلٌ كُلْبُثٌ وكُلابِثٌ، وهو الصُّلْبُ الشديدُ. كنث: اللَّيْثُ: الكُنْثة نَوَرْدَجَة تُتَّخذ من آسٍ وأَغصانِ خِلافٍ، تُبْسَطُ وتُنَضَّدُ عَلَيْهَا الرياحينُ، ثُمَّ تُطْوَى، وإِعرابه: كُنْثَجةٌ، وبالنَّبَطيَّة، كُنْثا. كنبث: رَجُلٌ كُنْبُثٌ وكُنابثٌ: تَداخَلَ بعضُه فِي بَعْضٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الصُّلْبُ الشديدُ؛ وَقَدْ تَكَنْبَثَ. ابْنُ الأَعرابي: الكِنْباثُ الرمل المُنْهالُ. كندث: الكُنْدُث والكُنادِثُ: الصُّلْب. كنعث: تَكَنْعَثَ الشيءُ «3»: تَجَمَّع. وكَنْعَثٌ وكَنْعَثةُ: اسْمٌ مُشْتَقٌّ منه. كنفث: رَجُلٌ كُنْفُثٌ وكُنافثٌ: قصير. كوث: كُوثى مِنْ أَسْمَاءِ مَكة؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: الكُوثى الْقَصِيرُ، والكُوثِيُّ مِثْلُهُ. النَّضْرُ: كَوَّثَ الزرعُ تَكْوِيثًا إِذا صَارَ أَربَعَ وَرَقاتٍ، وخمسَ ورقاتٍ، وَهُوَ الكَوْثُ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وكأَنَّ المقطوعَ الَّذِي يُلْبَسُ الرِّجْلَ، سُمِّيَ كَوْثاً، تَشْبِيهًا بكَوْثِ الزَّرْع، وَيُقَالُ لَهُ: القَفْشُ، وكأَنه مُعَرَّبٌ. قَالَ: وأَما كُوثى الَّتِي بالسَّوَاد، فَمَا أُراها عَرَبِيَّةً، وَلَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَقُولُ: مَنْ كَانَ سائِلًا عَنْ نِسْبَتِنا، فإِنا نَبَطٌ مِنْ كُوثى. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: سأَل رجلٌ عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: أَخبرني، يَا أَمير المؤْمنين، عَنْ أَصلكم، معاشرَ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: نَحْنُ قومٌ مِنْ كُوثى. وَاخْتَلَفَ الناسُ فِي قَوْلِهِ: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ كُوثى ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أَراد كُوثى العِراق، وَهِيَ سُرَّةُ السَّوادِ الَّتِي وُلِدَ بِهَا إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَقَالَ آخَرُونَ: أَراد كُوثى مَكَّةَ، وَذَلِكَ أَن مَحلَّةَ بَنِي عَبْدِ الدَّار يُقَالُ لَهَا كُوثى، فأَراد عليٌّ: إِنَّا مَكِّيُّونَ أُمِّيُّون، مِنْ أُمِّ القُرَى؛ وأَنشد حسان:

_ (2). قوله [تكرنث علينا إلخ] أَثبتها في المحكم وأَهملها المجد. (3). قوله [تكنعث الشيء إلخ] أَثبتها في المحكم وأَهملها المجد.

فصل اللام

لَعَنَ اللهُ مَنزِلًا بَطْنَ كُوثى، ... وَرَمَاهُ بالفَقْرِ والإِمْعارِ لَيْسَ كُوثى العِراقِ أَعني، ولكِنْ ... كُنْثَةَ الدارِ، دارِ عَبْد الدارِ أَمْعَرَ الرجلُ إِذا افْتَقَر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والقولُ الأَوَّل هُوَ الأَدلُّ لِقَوْلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فإِنَّا نَبَطٌ مِنْ كُوثى ، وَلَوْ أَراد كُوثى مَكَّةَ، لَما قَالَ نَبَطٌ، وكُوثى العِراقِ هِيَ سُرَّةُ السَّوادِ مِنْ مَحالِّ النَّبَطِ، وإِنما أَراد عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن أَبانا إِبراهيمَ كَانَ مِنْ نَبَطِ كُوثى وأَنَّ نَسَبَنَا انتَهى إِليه، ونحْوَ ذَلِكَ؛ قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: نحنُ معاشِرَ قُرَيش حَيٌّ مِنَ النَّبَط، مِن أَهل كُوثى، والنَّبَطُ مِنْ أَهل العِراق. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ عليٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، تَبرُّؤٌ مِنَ الفَخْرِ بالأَنْساب، ورَدْعٌ عَنِ الطَّعْن فِيهَا، وتحْقيقٌ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ. فصل اللام لبث: اللَّبْثُ واللَّبَاثُ: المُكْثُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً . الفرَّاء: النَّاسُ يقرؤُون لَابِثِينَ، وَرُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنه قرأَ لَبِثِينَ، قَالَ: وأَجود الْوَجْهَيْنِ لَابِثِينَ، لأَن لَابِثِينَ إِذا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ «1» .... فَتَنْصِب كَانَتْ بالأَلِف، مثلَ الطامِعِ وَالْبَاخِلِ. قَالَ: واللَّبِثُ البطيءُ، وَهُوَ جَائِزٌ كَمَا يُقَالُ: طامِعٌ وطمِعٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَلَوْ قُلْتَ: هُوَ طمِعٌ فِيمَا قِبَلَكَ كَانَ جَائِزًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ لَبِثَ لُبْثاً ولَبْثاً ولُبَاثاً، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. وتَلَبَّثَ تَلَبُّثاً، فَهُوَ مُتَلَبِّثٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَصْدَرُ لَبِثَ لَبْثاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن الْمَصْدَرَ مِنْ فَعِلَ، بِالْكَسْرِ، قِيَاسُهُ التَّحْرِيكُ إِذا لَمْ يتعدَّ مِثْلَ تَعِب تَعَباً، قَالَ: وَقَدْ جاءَ فِي الشِّعْرِ عَلَى الْقِيَاسِ، قَالَ جَرِيرٌ: وَقَدْ أَكُونُ عَلَى الحاجاتِ ذَا لَبَثٍ، ... وأَحْوَذِيّاً، إِذا انضمَّ الذَّعاليبُ فَهُوَ لَابِثٌ ولبِثٌ أَيضاً. ابْنُ سِيدَهْ: لَبِثَ بِالْمَكَانِ يَلْبَثُ لَبْثاً ولُبْثاً ولَبَثَاناً ولَباثَةً ولبِيثَةً، وأَلبثتُهُ أَنا، ولبَّثْتُهُ تَلْبِيثًا، وتَلَبَّثَ: أَقام، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: غرَّكِ منِّي شَعَثي ولَبَثي، ... ولِمَمٌ، حَوْلَك، مِثلُ الحُرْبُثِ مَعْنَاهُ: أَنه شَيْخٌ كَبِيرٌ، فأَخبر أَنه إِذا مَشَى لَمْ يَلْحَقْ مِنْ ضَعْفِهِ، فَهُوَ يَتَلَبَّثُ، وَشَبَّهَ لَمَمَ الشُّبَّانِ فِي سَوَادِهَا بالحُرْبُث، وَهُوَ نَبْتٌ أَسود سَهْلِيٌّ. وأَلبثه هُوَ، قَالَ: لَنْ يُلْبِثَ الجارَيْنِ أَنْ يَتَفَرَّقا، ... لَيْلٌ، يَكُرُّ عليهمُ، ونهارُ «2» قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْجَبْهَةُ تَسْقُطُ، وَقَدْ دفِئَتِ الأَرضُ، فإِذا حَاذَتْهَا فإِن الدِّفْءَ والرِّيَّ لَا يُلْبِثا أَن يُرْعيا، هَكَذَا حَكَاهُ يُلْبِثا، كَقَوْلِكَ يُكْرِما، قَالَ: وَلَا أَدري لِمَ جَزَمَهُ. وَلِي عَلَى هَذَا الأَمر لُبْثَةٌ أَي تَوَقُّفٌ. وشيءٌ لَبِيث: لَابِثٌ. وَقَالُوا: نَجِيثٌ لَبيثٌ، إِتباع. وَمَا لبِثَ أَن فَعَلَ كَذَا وَكَذَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ . وَفِي الْحَدِيثِ: فاستلبثَ الوحْيُ ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ، مِن اللُّبْثِ الإِبطاءِ والتأَخرِ، يُقَالُ لبِثَ لَبْثاً، بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَقَدْ تُفْتَحُ قَلِيلًا عَلَى القياس،

_ (1). 1 كذا بياض بالأَصل ولعل الساقط لفظ الفعل أو يلبثون. (2). 1 هذا البيت لجرير، وهو في ديوانه هكذا: لا يُلبِثُ القُرَناءَ أن يتفرقوا إلخ.

وَقِيلَ: اللَّبْثُ الِاسْمُ واللُّبْثُ، بِالضَّمِّ، الْمَصْدَرُ. وقوسٌ لَباث: بَطِيئَةٌ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وأَنشد: يُكَلِّفُني الحجاجُ دِرعاً ومِغْفَراً، ... وطِرْفاً كَرِيمًا رَائِعًا بِثَلاثِ وستِّين سَهْمًا صِيغَةً يَثْربِيةً، ... وَقَوْسًا طَرُوحَ النَّبْل غيرَ لَباثِ وإِن الْمَجْلِسَ لَيَجْمَعُ لَبيثة مِنَ النَّاسِ إِذا كَانُوا مِنْ قَبَائِلَ شتَّى. لثث: لُثَّ الشجرُ: أَصابه النَّدَى. واللَّثُّ: الإِقامة. وأَلْثَثْتَ بالمكانِ إِلْثاثاً: أَقمتَ بِهِ وَلَمْ تَبْرَحْهُ وأَلثَّ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وَيُقَالُ: مَثْمِثوا بِنَا سَاعَةً، وتَمَثْمَثُوا، ولَثْلِثُوا سَاعَةً، وحَفْحِفُوا بِنَا سَاعَةً أَي رَوِّحوا بِنَا قَلِيلًا، وأَلَثَّ عَلَيْهِ إِلثاثاً: أَلَحَّ عَلَيْهِ ولَثْلَثَ مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وَلَا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجِزَةٍ أَي لَا تُقِيمُوا بدارٍ يُعْجِزُكُمْ فِيهَا الرِّزقُ والكسبُ؛ وَقِيلَ: أَراد لَا تقِيموا بِالثُّغُورِ وَمَعَكُمُ الْعِيَالُ. وأَلَثَّ الْمَطَرُ إِلثاثاً أَي دَامَ أَياماً لَا يُقْلِع. وأَلَثَّتِ السَّحَابَةُ: دَامَتْ أَياماً، فَلَمْ تُقْلِع. وتَلَثْلَثَ الغَيمُ وَالسَّحَابُ، ولثْلَثَ إِذا تَرَدَّدَ فِي مَكَانٍ، كُلَّمَا ظَنَنْتَ أَنه ذَهَبَ جاءَ. وَتَلَثْلَثَ بِالْمَكَانِ: تَحَبَّس وتَمَكَّثَ. وتَلَثلَثَ فِي الأَمر ولثلَث: بِمَعْنَى تَرَدَّدَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَلَثْلَثْتُ فِيهَا أَحْسَبُ الحَوْرَ أَقْصَدا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ فِي الْمُصَنَّفِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً: تَلَثْلَثَتْ تَرَدَّدَتْ فِي الأَمر وتمرَّغت؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لطالَما لثلثتْ، رَحْلِي، مَطِيَّتُه ... فِي دِمْنةٍ، وسَرَتْ صَفْواً بأَكدارِ قَالَ: لَثْلَثَتْ مَرَّغَتْ. وتَلثلَثَ فِي الدَّقْعاءِ: تمرَّغ. وتلثلثَ فِي أَمره: أَبطأَ وَتَمَكَّثَ. وَرَجُلٌ لَثْلَثٌ ولَثْلاثَةٌ: بطيءٌ فِي كُلِّ أَمر، كُلَّمَا ظَنَنْتَ أَنه قَدْ أَجابك إِلى الْقِيَامِ فِي حاجتك تقاعس؛ وأَنشد لرؤْبة: لَا خيرَ فِي وُدِّ امرِئٍ مُلَثْلِث ولَثْلَثَ الرجلَ: حَبَسَهُ. وَلَثْلَثَ كَلَامَهُ: لَمْ يُبَيِّنْه. وَلَثْلَثَهُ عَنْ حَاجَتِهِ: حبسه. لطث: ابْنُ الأَعرابي: اللَّطْثُ الْفَسَادُ. لَطَثَهُ «1» يَلْطُثُه لَطْثًا: ضَرَبَهُ بِعرْض يَدِهِ أَو بِعُودٍ عَرِيضٍ. أَبو عَمْرٍو: لَطَثَهُ بِحَجْرٍ وَلَطَسَهُ إِذا رَمَاهُ. وتلاطثَ الموجُ: تَلَاطَمَ. وتلاطثَ القومُ: تَضَارَبُوا بِالسُّيُوفِ أَو بأَيديهم. وَلَطَثَهُ الحِمْلُ والأَمر يَلْطُثُه لَطْثًا: ثَقُل عَلَيْهِ وغَلُظ؛ وَقَوْلُ رؤْبة: مَا زالَ بيعُ السَّرَقِ المُهايِثُ ... بالضعْف، حَتَّى استوقَرَ المُلاطِثُ قَالَ أَبو عَمْرٍو: المُلاطِثُ يَعْنِي بِهِ الْبَائِعَ؛ قَالَ: وَيُرْوَى المَلاطِثُ، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي لُطِثَتْ بالحَمْل حَتَّى لُهِدَت. ومِلْطَثٌ: اسْمٌ. لعث: الأَلْعَثُ: الثَّقِيلُ البطيءُ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَدْ لَعِثَ لَعَثاً، قَالَ أَبُو وَجْرَةَ السَّعْدِيُّ: ونَفَضْتُ عَنِّي نومَها، فسريتُها ... بالقومِ مِنْ تَهِمٍ، وأَلْعَثَ وَانِي والتَّهِمُ والتَّهِنُ: الَّذِي قَدْ أَثقله النُّعَاسُ.

_ (1). قوله [لطثه] مقتضى صنيع القاموس أَنه من باب كتب.

لغث: اللغِيثُ: الطَّعَامُ الْمَخْلُوطُ بِالشَّعِيرِ كالبَغيثِ، عَنْ ثَعْلَبٍ، وباعَتُه يُقَالُ لَهُمْ: البُغَّاثُ واللُّغَّاثُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وأَنتم تَلْعَثُونها أَي تأْكلونها، مِنَ اللَّغيث، وَهُوَ طعامٌ يُغَش بِالشَّعِيرِ، وَيُرْوَى تَرْغَثُونها أَي ترضَعُونها «2». لقث: لَقَثَ الشيءَ لَقْثاً: أَخذه بِسُرْعَةٍ وَاسْتِيعَابٍ، وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. لكث: اللَّكَثُ: الوسَخُ مِنَ اللَّبَنِ يجمُدُ عَلَى حَرْفِ الإِناءِ، فتأْخذه بِيَدِكَ. ولكَثَه لكْثاً ولِكاثاً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ أَو رِجْلِهِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: مُدِلٌّ يَعَضُّ، إِذا نالهُنَّ ... مِراراً، ويُدْنِينَ فاهُ لِكاثا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّكْثُ واللِّكاث الضَّرْبُ، وَلَمْ يَخُصَّ يَدًا وَلَا رِجْلًا؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: اللُّكاث الضَّرْبُ، بِالضَّمِّ، واللُّكاثَةُ أَيضا: داءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فِي أَشداقها وَشِفَاهِهَا، وَهُوَ مِثْلُ القُرح، وَذَلِكَ فِي أَول مَا تكدِمُ النبتَ، وَهُوَ قَصِيرٌ، صَغِيرُ الْفَرْعِ. اللِّحْيَانِيُّ: اللُّكاث والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبل، وَهُوَ شِبْهُ البَثْر يَأْخُذُهَا فِي أَفواهها. ثَعْلَبٌ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ: اللُّكاثيُّ الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ، مأْخوذ مِنَ اللُّكاث، وَهُوَ الْحَجَرُ البَرَّاقُ الأَملس، وَيَكُونُ فِي الجِصِّ. عَمْرٌو عَنْ أَبيه: اللُّكَّاثُ الجصَّاصُون، والصُّنَّاع مِنْهُمْ لا التجار. لهث: اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حَرُّ الْعَطَشِ فِي الْجَوْفِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّهَثان، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَطَشُ، وَبِالتَّسْكِينِ: الْعَطْشَانُ؛ والمرأَة لَهْثى. وَقَدْ لَهِث لَهاثاً مِثْلُ سَمِعَ سَمَاعًا. ابْنُ سِيدَهْ: لَهَث الْكَلْبُ، بِالْفَتْحِ، ولَهِثَ يَلْهَث فِيهِمَا لهْثاً: دَلَع لِسَانَهُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ وَالْحَرِّ؛ وَكَذَلِكَ الطَّائِرُ إِذا أَخرج لِسَانَهُ مِنْ حَرٍّ أَو عَطَشٍ. ولَهَثَ الرَّجُلُ ولهِث يلهَثُ فِي اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا لَهَثاً، فَهُوَ لَهْثانُ: أَعيا. الْجَوْهَرِيُّ: لَهَث الْكَلْبُ، بِالْفَتْحِ، يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً، بِالضَّمِّ، إِذا أَخرج لسانه من التَّعَبِ أَو الْعَطَشِ؛ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا أَعيا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ؛ لأَنك إِذا حملتَ عَلَى الْكَلْبِ نَبَحَ وولَّى هَارِبًا، وإِن تَرَكْتَهُ شدَّ عَلَيْكَ وَنَبَحَ، فَيُتْعِبُ نَفْسَهُ مُقْبِلًا عَلَيْكَ وَمُدْبِرًا عَنْكَ، فَيَعْتَرِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ مَا يَعْتَرِيهِ عِنْدَ الْعَطَشِ مِنْ إِخراج اللِّسَانِ. قَالَ أَبو إِسحاق: ضَرَبَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِلتَّارِكِ لِآيَاتِهِ وَالْعَادِلِ عَنْهَا أَخَسَّ شيءٍ فِي أَخَسِّ أَحواله مَثَلًا، فَقَالَ: فمثَله كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن كَانَ الْكَلْبُ لَهْثان، وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلْبَ إِذا كَانَ يَلْهَثُ، فَهُوَ لَا يَقْدِرُ لِنَفْسِهِ عَلَى ضرٍّ وَلَا نَفْعٍ، لأَن التَّمْثِيلَ بِهِ عَلَى أَنه يَلْهَثُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، حملْتَ عَلَيْهِ أَو تركتَهُ، فَالْمَعْنَى فمثَله كَمَثَلِ الْكَلْبِ لَاهِثًا. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّهثُ لَهْثُ الْكَلْبِ عِنْدَ الإِعياءِ، وَعِنْدَ شِدَّةِ الحرِّ، هُوَ إِدْلاعُ اللِّسَانِ مِنَ الْعَطَشِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَةً بَغيّاً رأَت كَلْبًا يَلْهَثُ فَسَقَتْهُ فغُفِر لَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فِي سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ أَي مُوقعةٍ فِي اللَّهْثِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي المرأَة اللهْثى وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ إِنهما يُفْطِران فِي رَمَضَانَ ويُطْعِمان. وَيُقَالُ: بِهِ لُهاث شَدِيدٌ، وَهُوَ شدة العطش؛ قال

_ (2). أَهمل المصنف [ل ف ث] وذكرها صاحب القاموس وشرحه ونصه: لفث: الألفث، بالفاء: أَهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو الأَحمق مثل الألفت، بالمثناة. واستلفث ما عنده: استنبط واستقصى. واستلفث الخبر: كتمه. وكذا حاجته: قضاها. واستلفث الرعي، بكسر فسكون إِذا رعاه وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا.

الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا: حَتَّى إِذا بَردَ السِّجالُ لُهاثَها، ... وجَعلْنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثَمِيلَا السِّجَالُ: جَمْعُ سَجْل، وَهِيَ الدَّلْوُ المملوءَة. وَالثَّمِيلَةُ: الْبَقِيَّةُ مِنَ الماءِ تَبْقَى فِي جَوْفِ الْبَعِيرِ. والغُرُوض: جَمْعُ غَرْض وَهُوَ حِزَامُ الرَّحْلِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: اللُّهْثة التَعبُ. واللُّهْثة أَيضاً: العطَش. واللُّهثة أَيضاً: الحمْراءُ الَّتِي تَرَاهَا فِي الْخُوصِ إِذا شَقَقْتَهُ. الفراءُ: اللُّهاثيُّ مِنَ الرِّجَالِ الْكَثِيرُ الخِيلان الحُمْر فِي الْوَجْهِ، مأْخوذ مِنَ اللُّهاث، وَهِيَ النقَط الْحُمْرُ الَّتِي فِي الْخُوصِ إِذا شَقَقْتَهُ. أَبو عَمْرٍو: اللُّهَّاث عَامِلُو الخُوص مُقْعَدات، وَهِيَ الدَّواخِلُ، وَاحِدَتُهَا مُقْعَدة، وَهِيَ الوشِيخةُ «1» والوشَخَةُ والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبةُ، والله أَعلم. لوث: التَّهْذِيبُ، ابْنُ الأَعرابي: اللَّوْثُ الطيُّ. واللوثُ: اللَّيُّ. وَاللَّوْثُ: الشرُّ. واللَّوْثُ: الجِراحات. وَاللَّوْثُ: المُطالبات بالأَحْقاد. واللَّوثُ: تَمْريغُ اللُّقْمَةِ فِي الإِهالَة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَاللَّوْثُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ شِبْهُ الدَّلَالَةِ، وَلَا يَكُونُ بَيِّنَةً تَامَّةً؛ وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ ذكرُ اللوثِ، وَهُوَ أَن يَشْهَدَ شَاهِدٌ وَاحِدٌ عَلَى إِقرار الْمَقْتُولِ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، أَن فُلَانًا قَتَلَنِي أَو يَشْهَدَ شَاهِدَانِ عَلَى عَدَاوَةٍ بَيْنِهِمَا، أَو تَهْدِيدٍ مِنْهُ لَهُ، أَو نَحْوَ ذَلِكَ ، وَهُوَ مِنَ التَّلَوُّث التلطُّخ؛ يُقَالُ: لَاثَهُ فِي التُّرَابِ وَلَوَّثَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّوْثُ البُطْءُ فِي الأَمر. لوِثَ لَوَثاً والتاثَ، وَهُوَ أَلوَثُ. وَالْتَاثَ فُلَانٌ فِي عَمَلِهِ أَي أَبطأَ. واللُّوثَةُ، بِالضَّمِّ: الاسترخاءُ والبطءُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا الْتَاثَتْ رَاحِلَةُ أَحدنا طَعَنَ بالسَّروة ، وَهِيَ نَصْلٌ صَغِيرٌ، وَهُوَ مِنَ اللُّوثَةِ الاسترخاءِ والبطءِ. وَرَجُلُ ذُو لُوثة: بطيءٌ مُتَمَكِّث ذُو ضَعْفٍ. وَرَجُلٌ فِيهِ لُوثة أَي استرخاءٌ وَحُمْقٌ، وَهُوَ رَجُلٌ أَلوَثُ. وَرَجُلٌ أَلوث: فِيهِ استرخاءٌ، بيِّن اللوَث؛ وَدِيمَةٌ لَوثاءُ. والمُلَيَّث مِنَ الرِّجَالِ: البَطيءُ لِسِمَنِهِ. وَسَحَابَةٌ لوثاءٌ: بِهَا بُطْءٌ؛ وإِذا كَانَ السَّحَابُ بَطِيئًا، كَانَ أَدوم لِمَطَرِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم قَالَ اللَّيْثُ: اللوثاءُ الَّتِي تَلُوثُ النباتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، كَمَا تَلُوثُ التِّبْنَ بِالْقَتِّ؛ وَكَذَلِكَ التلوُّث بالأَمر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: السَّحَابَةُ اللوثاءُ الْبَطِيئَةُ، وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي اللوثاءِ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وَمَا لَاثَ فُلَانٌ أَن غَلَبَ فُلَانًا أَي مَا احْتَبَسَ. والأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ: إِذا مَا غَزَا لَمْ يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ، ... وَلَمْ يَشْهدِ الْهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصِم ابْنُ الأَعرابي: اللُّوثُ جَمْعُ الأَلْوث، وَهُوَ الأَحمق الْجَبَانُ؛ وقال ثمامة بن المخبر السَّدُوسِيُّ: أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه، ... نَفى عَنْهُ وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما «2» يَقُولُ: رُبَّ أَحمق نَفَى كَثْرَةُ مَالِهِ أَن يُحَمَّق؛ أَراد أَنه أَحمق قَدْ زيَّنه مَالُهُ، وَجَعَلَهُ عِنْدَ عَوَامِّ الناس عاقلًا.

_ (1). قوله [الوشيخة] كذا في الأَصل بلا نقط ولا شكل والذي في القاموس الوشخ. (2). قوله [العرائما] كذا بالأَصل وشرح القاموس. ولعله القرائما جمع قرامة، بالضم، العيب.

واللُّوثة: مَسُّ جُنُونٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَاللُّوثَةُ كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الْحُمْقُ والاسترخاءُ وَالضَّعْفُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: هِيَ، بِالضَّمِّ، الضَّعْفُ، وَبِالْفَتْحِ، القوَّة وَالشِّدَّةُ. وَنَاقَةٌ ذاتُ لَوْثة ولَوْث أَي قُوَّةٍ؛ وَقِيلَ: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْثة أَي كَثِيرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَيُقَالُ: نَاقَةٌ ذَاتُ هَوَج. واللَّوْث، بِالْفَتْحِ: القوَّة؛ قَالَ الأَعشى: بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت، ... فالتعْسُ أَدنى لَهَا مِنْ أَن يُقال: لَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: مِن أَن أَقول لَعَا، قَالَ وَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِهِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنها لَا تَعْثُرُ لقوَّتها، فَلَوْ عَثَرَتْ لَقُلْتُ: تَعِست وَقَوْلُهُ: بِذَاتِ لَوْثٍ مُتَعَلِّقٌ بِكلَّفت فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ: كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وَشَايَعَنِي ... هَمِّي عَلَيْهَا، إِذا مَا آلُها لمَعا الأَزهري قَالَ: أَنشدني الْمَازِنِيُّ: فالتاثَ مِنْ بعدِ البُزُولِ عامَينْ، ... فاشتدَّ ناباهُ، وغَيْرُ النابَينْ قَالَ: التاثَ افْتَعَلَ مِنَ اللَّوث، وَهُوَ القوَّة. واللُّوثة: الهَيْج. الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بِالْعَقْلِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الْحُمْقَةِ، فإِن أَردت عَزْمَةَ الْعَقْلِ قُلْتَ: لَوْث أَي حَزْم وقوَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ بِهِ لُوثة، فَكَانَ يُغْبَنُ فِي الْبَيْعِ ، أَي ضَعْفٌ فِي رأْيه، وَتَلَجْلُجٌ فِي كَلَامِهِ. اللَّيْثُ: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْث وَهِيَ الضَّخْمة، وَلَا يَمْنَعُهَا ذَلِكَ مِنَ السُّرْعَةِ. وَرَجُلٌ ذُو لَوْث أَي ذُو قوَّة. وَرَجُلٌ فِيهِ لُوثة إِذا كَانَ فِيهِ استرخاءٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ شَاعِرًا غَالَبَهُ فَغَلَبَهُ فَقَالَ: وَقَدْ رأَى دونيَ مِنْ تَجَهُّمِي ... «1» أُمَّ الرُّبَيْقِ. والأُرَيْقِ المُزْنَم، فَلَمْ يُلِثْ شَيطانَهُ تَنَهُّمي يَقُولُ: رأَى تَجَهُّمِي دُونَهُ مَا لَا يَسْتَطِيعُ أَن يَصِلَ إِليَّ أَي رأَى دُونِيَ دَاهِيَةً، فَلَمْ يُلِثْ أَي لَمْ يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انْتِهَارِي. وَاللَّيْثُ: الأَسد؛ زَعَمَ كُرَاعٌ أَنه مُشْتَقٌّ مِنَ اللَّوْثِ الَّذِي هُوَ الْقُوَّةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ ذَلِكَ، فالياءُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ لأَن الْيَاءَ ثَابِتَةٌ فِي جَمِيعِ تَصَارِيفِهِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْيَاءِ. واللِّيثُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ؛ صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. والأَلوث: البطِيء الْكَلَامِ، الكلِيلُ اللِّسَانِ، والأُنثى لَوْثاء، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مَرَّتَيْنِ كَمَا تُدارُ العِمامة والإِزار. وَلَاثَ الْعِمَامَةَ عَلَى رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عَصَبَهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَلَلْتُ مِنْ عِمَامَتِي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ. وَفِي حَدِيثٍ: الأَنبذةُ والأَسقية الَّتِي تُلاث عَلَى أَفواهها أَي تُشَدّ وَتُرْبَطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَة مِنْ بَنِي إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن مِنْ قُرُونها فلاثَتْه بِالدُّهْنِ أَي أَدارته؛ وَقِيلَ: خَلَطَتْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ ابْنِ جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الَّذِينَ يَلُوثون مَعَ البَقر ارفعْ يَا غُلَامُ ضعْ يَا غُلَامُ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْحَرْبِيُّ: أَظنه الَّذِينَ يُدارُ عَلَيْهِمْ بأَلوان الطَّعَامِ، مِنَ اللَّوْث، وَهُوَ إِدارة الْعِمَامَةِ. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَلَاثَ لَوْثًا مِنْ كَلَامِ، فسأَله عُمَرُ فَذَكَرَ أَنَّ ضَيْفًا نَزَلَ بِهِ فزنَى بِابْنَتِهِ ؛ وَمَعْنَى لاث أَي

_ (1). قوله [رَأَى دُونِيَ مِنْ تَجَهُّمِي إلخ] كذا بالأَصل.

لَوَى كَلَامَهُ، وَلَمْ يُبَيِّنْهُ وَلَمْ يَشْرَحْهُ وَلَمْ يُصَرِّحْ بِهِ. يُقَالُ: لَاثَ بِالشَّيْءِ يَلُوثُ بِهِ إِذا أَطاف بِهِ. وَلَاثَ فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي أَي أَبطأَ بِهَا؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَصل اللَّوْثِ الطَّيُّ؛ لُثْت الْعِمَامَةَ أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ مَطْويّ، لَمْ يُبَيِّنْهُ لِلِاسْتِحْيَاءِ، حَتَّى خَلَا بِهِ؛ وَلَاثَ الرَّجُلُ يلوثُ أَي دَارَ. وَفُلَانٌ يَلُوث بِي أَي يَلُوذ بِي. ولاث يلُوث لَوْثاً: لزِمَ وَدَارَ «1»، عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَنشد: تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... مِنْ عَزَبٍ، لَيْسَ بِذِي مَلاثِ أَي لَيْسَ بِذِي دارٍ يَأْوي إِليها وَلَا أَهل. وَلَاثَ الشَّجَرُ وَالنَّبَاتُ، فَهُوَ لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ: لَبِسَ بَعْضُهُ بَعْضًا وتَنَعَّمَ؛ وَكَذَلِكَ الكلأُ، فأَما لَائِثٌ فَعَلَى وَجْهِهِ، وأَما لاثٌ فَقَدْ يَكُونُ فَعِلًا، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وَقَدْ يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ. وأَما لاثٍ فَمَقْلُوبٌ عَنْ لَائِثٍ، مِن لَاثَ يَلُوثُ، فَهُوَ لائثٌ، وَوَزْنُهُ فالعٌ؛ قَالَ: لاثٍ بِهِ الأَشاءُ والعُبْريُ وَشَجَرٌ ليِّثٌ كَلاثٍ؛ والتاثَ وأَلاثَ، كَلاث؛ وقد لَاثَهُ المطرُ ولَوَّثه. واللَّائث واللاثُ مِن الشَّجَرِ وَالنَّبَاتِ: مَا قَدِ الْتَبَسَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: نَبَاتٌ لائثٌ ولاثٍ، عَلَى الْقَلْبِ؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: ويَأْكُلْنَ مَا أَغْنى الوَلِيُّ وَلَمْ يُلِثْ، ... كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا أَي لَمْ يَجْعَلْهُ لَائِثًا. وَيُقَالُ: لَمْ يُلِثْ أَي لَمْ يُلِثْ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، مِن اللَّوْثِ، وهو اللَّيّ. وقال الوري «2»: لَمْ يُلِثْ لَمْ يُبْطئْ. أَبو عُبَيْدٍ: لاثٍ بِمَعْنَى لَائِثٍ، وَهُوَ الَّذِي بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ: يَبِسَ ثُمَّ نَبَتَ فِيهِ الرَّطْب بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، وَلَا يَكَادُ يُقَالُ فِي الثُّمَام، وَلَكِنْ يُقَالُ فِيهِ: بَقَلَ، وَلَا يُقَالُ فِي العَرْفج: أَلْوَثَ، وَلَكِنْ أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه. وَدِيمَةٌ لَوْثاءُ: تَلُوثُ النَّبَاتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وَكُلُّ مَا خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ: فَقَدَ لُثْتَه ولَوَّثْته، كَمَا تلوثُ الطِّينَ بِالتِّبْنِ والجِصَّ بِالرَّمْلِ. ولَوَّث ثِيابه بِالطِّينِ أَي لطَّخها. ولَوَّث الْمَاءَ: كدَّره. الْفَرَّاءُ: اللُّوَاثُ الدَّقِيقُ الَّذِي يُذَرُّ عَلَى الخِوانِ، لِئلا يَلْزَق بِهِ الْعَجِينُ. وَفِي النَّوَادِرِ: رأَيت لُواثة ولَوِيثةً مِنَ النَّاسِ وهُواشة أَي جَمَاعَةً، وَكَذَلِكَ مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ. واللَّوِيثَةُ، عَلَى فعِيلة: الْجَمَاعَةُ مِنْ قَبَائِلَ شتَّى. وَالِالْتِيَاثُ: الاختِلاط وَالِالْتِفَافُ؛ يُقَالُ: الْتاثَتِ الخطُوب، والتاثَ برأْس الْقَلَمِ شعَرة، وإِنَّ الْمَجْلِسَ لِيَجْمَعُ لَوِيثَةً مِنَ النَّاسِ أَي أَخلاطاً لَيْسُوا مِنْ قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ. وَنَاقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ قَدْ لِيثَ بِهَا. وَالْمُلَاثُ والمِلْوَث: السَّيِّدُ الشَّرِيفُ لأَنَّ الأَمر يُلاثُ بِهِ ويُعْصَب أَي تُقْرَنُ بِهِ الأُمور وتُعْقَدُ، وَجَمْعُهُ مَلاوِث. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يُطَافُ بِهِمْ ويُلاث؛ وَقَالَ: هلَّا بَكَيْت مَلاوِثاً ... مِنْ آلِ عبدِ مَناف؟ ومَلاويثُ أَيضا: فأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيِّ، أَنشده

_ (1). قوله [لزم ودار] كذا بالأَصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار انتهى. فمعنى لاث لزم الدار. (2). كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن أَنه البوري نسبة إلى بور، بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهير، والله أَعلم.

أَبو يَعْقُوبَ: كَانُوا مَلاوِيثَ، فاحْتاجَ الصديقُ لَهُمْ، ... فَقْدَ البلادِ، إِذا مَا تُمْحِلُ، الْمَطَرَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَلحق الياء لإتمام الْجُزْءِ، وَلَوْ تَرَكَهُ لَغَنِيَ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَقْدَ مَفْعُولٌ مِنْ أَجله أَي احْتَاجَ الصِّدِّيقُ لَهُمْ لمَّا هَلَكُوا، كَفَقْدِ الْبِلَادِ الْمَطَرَ إِذا أَمحلت؛ وَكَذَلِكَ المَلاوِثَة؛ وَقَالَ: منَعْنَا الرَّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه، ... بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ لَاثَ بِهِ النَّاسُ أَي اجْتَمَعُوا حَوْلَهُ؛ يُقَالُ: لَاثَ بِهِ يَلُوثُ وأَلاث، بِمَعْنًى. واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، لأَن اللَّحْمَ لِيثَ بأُصولها. وَلَاثَ الوَبَر بالفَلْكة: أَداره بِهَا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِذا طَعَنْتُ بِهِ، مالتْ عِمامتُهُ، ... كَمَا يُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ وَلَاثَ بِهِ يَلُوثُ: كَلَاذَ. وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفان أَي المَلاذ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ثَاءَ لَاثَ هَاهُنَا بَدَلٌ مِنْ ذَالِ لَاذَ؛ يُقَالُ: هُوَ يَلُوذُ بِي وَيُلَوِّثُ. واللُّوث: فِراخ النَّحْل، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ليث: اللَّيثُ: الشِّدَّةُ والقوَّة. ورجلٌ مِلْيَثٌ: شديدُ الْعَارِضَةِ، وَقِيلَ: شديدٌ قويٌّ. واللَّيثُ: الأَسد، وَالْجَمْعُ لُيُوثٌ. وإِنه لَبَيِّنُ اللِّياثة. واللَّيث: الشُّجَاعُ بيِّن اللُّيُوثة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشْبِيهِ، وَكَذَلِكَ الأَليث. وتَلَيَّثَ واسْتَلْيَثَ ولَيَّثَ: صَارَ كاللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَلْيَثُ الشُّجَاعُ، وَجَمْعُهُ لِيثٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه كَانَ يُوَاصِلُ ثَلَاثًا ثُمَّ يُصْبِحُ، وَهُوَ أَلْيَثُ أَصحابه ، أَي أَشدُّهم وأَجْلَدُهم، وَبِهِ سُمِّيَ الأَسد لَيْثاً، واللَّيثُ الأَسد، وَالْجَمْعُ لُيُوثٌ، وَيُقَالُ: يُجْمَعُ الليثُ مَلْيَثَةً، مِثلَ مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخَةٍ، قَالَ الهُذَليُّ: وأَدْرَكَتْ مِنْ خثيمٍ ثَمَّ مَلْيَثَةً، ... مِثْلَ الأُسُودِ، عَلَى أَكْنافِها اللِّبَدُ وَاللَّيْثُ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: اللَّسِنُ الجَدِلُ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: الليثُ ضَرْبٌ مِنَ الْعَنَاكِبِ، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ مِثْلَهُ فِي الحِذْقِ والخَتْلِ، وصوابِ الوَثْبَةِ والتَّسْدِيدِ، وسرعةِ الخَطْفِ والمُدَاراة، لَا الكلبُ وَلَا عَناقُ الأَرض، وَلَا الفهدُ وَلَا شَيْءٌ مِنْ ذَوَاتِ الأَربع، وإِذا عاينَ الذبابَ سَاقِطًا لَطأَ بالأَرض، وسَكَّنَ جَوَارِحَهُ ثُمَّ جَمَعَ نَفْسَهُ وأَخَّرَ الوَثْبَ إِلى وَقْتِ الغِرَّة، وَتَرَى مِنْهُ شَيْئًا لَمْ ترَه فِي فَهْدٍ وإِن كَانَ مَوْصُوفًا بِالْخَتْلِ لِلصَّيْدِ. ولايَثَهُ: زَايَلَهُ مُزَايَلَةَ اللَّيثِ. واللَّيْثُ: الْعَنْكَبُوتُ، وَقِيلَ: الَّذِي يأْخذ الذُّبابَ، وَهُوَ أَصغر مِنَ الْعَنْكَبُوتِ. ولايَثْتُ فُلَانًا: زَاوَلْتُهُ مُزَاوَلَةً، قَالَ الشَّاعِرُ: شَكِسٌ، إِذا لايَثْتَه، لَيْثِيُ وَيُقَالُ: لايَثَه أَي عَامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ، أَو فَاخَرَهُ بالشَّبه بِاللَّيْثِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنه لأَشْجَعُ مِنْ لَيْثِ عِفِرِّينَ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الأَسد، وَقَالَ الأَصمعي هُوَ دَابَّةٌ مِثْلُ الحِرْباء تتعرَّض لِلرَّاكِبِ، نُسِبَ إِلى عِفِرِّينَ: اسْمِ بَلَدٍ، قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَا تَعْذِلي فِي حُنْدُجٍ، إِنَّ حُنْدُجاً ... ولَيْثَ عِفِرِّينٍ، عَليَّ، سَواءُ

فصل الميم

وليثُ عِفِرِّينَ مَذْكُورٌ فِي موضعه. واللِّيثُ: نبات اشْتَعَلَ وَرَقًا، وَقِيلَ: أَخرج زَهْرَهُ. واللَّيث: أَن يَكُونَ فِي الأَرض يَبِيسٌ فَيُصِيبَهُ مَطَرٌ فَيَنْبُتَ، فَيَكُونَ نِصْفُهُ أَخضر وَنِصْفُهُ أَصفر. وَمَكَانٌ مَلِيثٌ ومَلُوثٌ وَكَذَلِكَ الرأْس إِذا كَانَ بَعْضُ شَعْرِهِ أَسود وَبَعْضُهُ أَبيض. واللِّيثُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وَقَدْ تقدَّم. واللَّيْثُ: وَادٍ مَعْرُوفٌ بِالْحِجَازِ. وَبَنُو لَيْثٍ: بَطْنٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حيٌّ مِنَ كِنَانَةَ. وتَلَيَّثَ فُلَانٌ ولَيَّثَ ولُيِّثَ: صَارَ لَيْثِيَّ الهَوَى والعَصَبِيَّةِ، قَالَ رُؤْبَةُ: دُونك مَدْحاً مِنْ أَخٍ مُلَيَّثِ ... عَنْكَ، بِمَا أَوْلَيْتَ في تَأَثُّثِ متث: مَتْثَى أَبو يُونُسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُرْيَانِيَّةٌ، أَخبر بِذَلِكَ أَبو الْعَلَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ مَتَّى، وقد تقدم. فصل الميم مثث: مَثَّ العَظمُ مَثًّا: سَالَ مَا فِيهِ مِنَ الوَدَك؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا مِحْجَنٍ الضَّبَابِيَّ يَقُولُ: مُثَّ الجُرْحَ ومُشَّه أَي انْفِ عَنْهُ غَثِيثَتَهُ؛ ومَثَّ شاربَهُ إِذا أَطعمه شَيْئًا دَسِماً. ابْنُ سِيدَهْ: مَثَّ شارِبُهُ يَمُثُّ مَثّاً: أَصابه الدَّسَمُ فرأَيت لَهُ وَبِيصاً. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أحْسَبُ أَن مَثَّ ونَثَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وسيأْتي ذِكْرُ نَثَّ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَثَّ شارِبَهُ يَمُثُّهُ مَثًّا إِذا أَصابه دَسَمٌ فَمَسَحَهُ بِيَدَيْهِ، ويُرى أَثَرُ الدَّسَمِ عَلَيْهِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ وَاقِعًا يَقُولُ: مَثَّ الجرحَ ونَثَّهُ إِذا دَهَنَهُ؛ وَقَالَ ذَلِكَ عِرَامٌ. ومثَّ السِّقاءُ والزِّقُّ يَمُثُّ، وتَمَثْمَثَ: رَشَحَ؛ وَقِيلَ: نَتَحَ مِنْ مَهْنِهمْ لَهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ: نَضَح. ومَثَّ الرجلُ يَمُثُّ: عَرِقَ مِنْ سِمَنٍ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ: يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ. ومَثَّ الحَمِيتُ: رَشَحَ، وَهِيَ المَثْمَثَةُ. وَجَاءَ يَمُثُّ إِذا جَاءَ سَمِيناً يُرى على سَحْنَتِه وجلْده مثلُ الدُّهن؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَقُولُ كُلَيْبٌ، حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها، ... وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا أَتاه يسأَله قَالَ: هَلَكْتُ قَالَ: أَهَلَكْتَ وأَنت تَمُثُّ مثَّ الحَميتِ؟ أَي تَرْشَحُ مِنَ السِّمَنِ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ. ونَبْتٌ مَثَّاثٌ: نَدٍ؛ قَالَ: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدى مَثَّاثا ومَثَّ يَدَهُ وأَصابعه بالمِنْدِيل أَو بالحَشِيشِ وَنَحْوِهِ مَثًّا: مَسَحَهَا، لغةٌ فِي مَشَّ؛ وَفِي حَدِيثِ أَنس: كَانَ لَهُ مِنْدِيلٌ يَمُثُّ بِهِ الماءَ إِذا توضأَ أَي يَمْسَحُ بِهِ أَثَرَ الْمَاءِ وَيُنَشِّفُهُ؛ وَقِيلَ: كُلُّ مَا مَسَحْتَهُ فَقَدْ مَثَثْتَهُ مَثًّا، وَكَذَلِكَ مَشَشْتَه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: نَمُثُّ بأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا، ... إِذا نَحْنُ قُمْنا عَنْ شِواءِ مُضَهَّبِ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: نَمُشُّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيد: أَحْسَبُه مَقْلُوبًا عَنْ ثَمَمْتُ. ومَثْمَثُوه، كَثَمْثَمُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَثْمَثَ الرجلُ إِذا أَشبع الفَتيلَةَ مِنَ الدُّهْنِ؛ وَيُقَالُ: مَثْمِثُوا بِنَا ساعَةً، وثَمْثِمُوا بِنَا سَاعَةً، ولَثلِثوا سَاعَةً أَي رَوِّحُوا بِنَا قَلِيلًا. والمَثْمَثَةُ: التَّخلِيط؛ يُقَالُ: مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطه. ومَثْمَثَه أَيضاً:

مِثْلُ مَزْمَزَه، عَنِ الأَصمعي. يُقَالُ: أَخذه فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه إِذا حرَّكه، وأَقبل بِهِ وأَدْبَر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ثُمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا، ... نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِثْماثا قَالَ: يَقُولُ انْتَكَفْتُ أَثرَه، والأَفْعَى تَخْلِطُ المَشْيَ؛ فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً. والمِثْمَاثُ، بكسر الميم: المصدر، بالفتح الاسم. محث: مَحَثَ الشيءَ: كَحَثَمَه. مرث: مَرَثَ بِهِ الأَرضَ ومَرَّثها: ضَرَبَهَا بِهِ؛ هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ، وَرِوَايَةُ الْفَرَّاءِ: مَرَنَ، بِالنُّونِ. ومَرَثَ الشيءَ فِي الْمَاءِ يَمْرُثُهُ وَيَمْرِثُهُ مَرْثاً: أَنْقَعَه فِيهِ. ومَرثَ الشيءَ يَمْرُثُهُ مَرْثاً، حَتَّى صَارَ مِثْلَ الحَسَاء، ثُمَّ تَحَسَّاه. وكلُّ شَيءٍ مُرِذَ، فَقَدْ مُرِثَ. الأَصمعي فِي بَابِ الْمُبْدَلِ: مَرَثَ فُلَانٌ الخُبْزَ فِي الْمَاءِ ومَرَذه، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو بَكْرٍ عَنْ شَمِرٍ، بِالثَّاءِ وَالذَّالِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَرَثَ التمرَ بِيَدِهِ يَمْرُثُه مَرْثاً: لُغَةٌ فِي مَرْسِهِ، إِذا مَاثَهُ وَدَافَهُ، وَرُبَّمَا قِيلَ: مَرَذَه. والمَرْثُ: المَرْسُ. ومَرَثَ الشيءَ: نَالَهُ بغَمْزٍ وَنَحْوِهِ. والمَرْثُ: مَرْسُك الشيءَ تَمْرُثُهُ فِي مَاءٍ وَغَيْرِهِ حَتَّى يَفْتَرِقَ. ومَرَّثَه تَمْرِيثًا إِذا فَتَّتَه؛ وأَنشد: قَراطِفُ اليُمْنَةِ لَمْ تُمَرَّثِ ومَرَثَ السَّخْلَةَ ومَرَّثَها: نَالَهَا بسَهَكٍ فَلَمْ تَرْأَمها أُمّها لِذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: المَرْثُ المَصُّ، قَالَ والمَرْثَةُ مَصَّةُ الصَّبيِّ ثَدْيَ أُمِّه مَصَّةً وَاحِدَةً، وَقَدْ مَرَثَ يَمْرُثُ مَرْثاً إِذا مَصَّ. ومَرَثَ الصبيُّ إصْبعَه إِذا لَاكَهَا؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ: فرجَعْتُهم شَتَّى، كأَنّ عمِيدَهم ... فِي المَهْد يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَعُ [مُرْضِعُ] ومرثَ الصبيُّ يَمْرُثُ إِذا عَضَّ بِدُرْدُرِه. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ قَالَ لِابْنِهِ: لَا تُخَاصِمِ الْخَوَارِجَ بِالْقُرْآنِ، خَاصِمْهُمْ بالسُّنَّة؛ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَخَاصَمْتُهُمْ بِهَا فكأَنهم صِبْيانٌ يَمْرُثون سُخُبَهم أَي يَعَضُّونها ويَمَصُّونها. والسُّخُبُ: فلائِدُ الخَرَز؛ يَعْنِي أَنهم بُهِتوا وَعَجَزُوا عَنِ الْجَوَابِ. ومَرَثَ الوَدَعَ يَمْرُثه ويمرِثه مَرْثاً: مَصَّه. وَفِي الْمَثَلِ: أَلا تُمَرِّثُني الوَدْع والوَدَع؟ إِذا عَامَلَكَ فطمِع فِيكَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَحمق. وَرَجُلٌ مِمْرَثٌ: صَبُورٌ عَلَى الْخِصَامِ، وَالْجَمْعُ مَمارِثُ. ابْنُ الأَعرابي: المَرْثُ الحِلْمُ. وَرَجُلٌ مِمْرَثٌ: حَلِيمٌ وَقُورٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتى السِّقاية وَقَالَ: اسْقوني، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنهم قَدْ مَرَّثوه وأَفسدوه. قَالَ شَمِرٌ: مَرَّثوه أَي وَضَّروه وَوَسَّخُوهُ بإِدخال أَيديهم الوَضِرَةِ؛ قَالَ: ومَرَّثه ووَضَّرَه وَاحِدٌ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ جُعَيْلٍ الْكَلْبِيُّ: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا أَخذ وَلَدَ الشَّاةِ لَا تَمْرُثْه بِيَدِكَ فَلَا تُرْضِعَه أُمّه، أَيْ لَا تُوَضِّرْهُ بلَطْخ يَدك؛ وَذَلِكَ أَن أُمه إِذا شَمَّتْ رَائِحَةَ الوَضَرِ نَفَرَتْ مِنْهُ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: يُقَالُ أَدْرِك عَناقَك لَا يُمَرِّثوها؛ قَالَ: والتَّمْريثُ أَنْ يَمْسَحَها الْقَوْمُ بأَيديهم وَفِيهَا غَمَر، فَلَا تَرْأَمَها أُمُّها مِنْ رِيحِ الغَمَر. مغث: المَغْثُ: الْتِبَاسُ الشُّجَعاء فِي الْحَرْبِ وَالْمَعْرَكَةِ. والمَغْثُ: العَرْك فِي الْمُصَارَعَةِ. ومَغَثَ «3» الدواءَ فِي الْمَاءِ يَمْغَثه مغْثاً: مَرَثَهُ. والمَغْثُ: اللَّطْخُ.

_ (3). قوله [مغث] ظاهر صنيع القاموس أَنه من باب كتب لكن ضبط المضارع في أصل اللسان يقتضي أنه من باب منع وهو القياس.

ومَغَثْتُ عِرْضَه بِالشَّتْمِ ومَغَثَ عِرْضَه يَمْغَثه مَغْثًا: لَطَّخَهُ؛ قَالَ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ: مَمْغُوثَةٌ أَعراضُهُم مُمَرْطَله، ... كَمَا تُلاثُ بالهِناء الثَّمَله مَمْغُوثة أَي مُذَلَّلة، وَصَوَابُهُ مَمْغُوثةً، بِالنَّصْبِ، وَقَبْلَهُ: فَهَلْ عَلِمْتَ فُحَشاءَ جَهَلَهْ والمُمَرْطَلة: الْمُلَطَّخَةُ بِالْعَيْبِ. والثَّملة: خِرْقَةٌ تُغْمَس فِي الهِناء. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا مِغاثٌ أَي لحاءٌ وحِكاكٌ. الْجَوْهَرِيُّ: مَغَثُوا عِرْض فُلَانٍ أَي شَانُوهُ ومضَغُوه. ومغَثَ الشيءَ يَمْغَثه مَغْثاً: دَلَكَه ومَرَسه. وَرَجُلٌ مَغْثٌ ومُماغِثٌ: مُمارِس مُصارع شديدُ الْعِلَاجِ. وَرَجُلٌ مُماغِثٌ إِذا كَانَ يُلاحُّ النَّاسَ ويُلادُّهم. ومغثَ المطرُ الكَلأَ يَمْغَثُه مَغْثاً، فَهُوَ مَمْغُوثٌ ومَغِيثٌ: أَصابه الْمَطَرُ فَغَسَلَهُ، فغيَّر طَعْمَهُ وَلَوْنَهُ بصُفرة وخَبَّثَه وَصَرَعَهُ. ومَغَثَهم بشَرٍّ مَغْثاً: نَالَهُمْ. وَمَغَّثُوا فُلَانًا إِذا ضَرَبُوهُ ضَرْبًا لَيْسَ بِالشَّدِيدِ كأَنهم تَلْتَلُوه. والمَغْثُ عِند الْعَرَبِ: الشَّرُّ؛ وأَنشد: نُوَلِّيها الملامةَ إِن أَلِمْنا، ... إِذا مَا كَانَ مَغْثٌ، أَو لِحاءُ مَعْنَاهُ: إِذا مَا كَانَ شر أَو مُلاحاة. ورجل مَغِيثٌ ومَغِثٌ: شِرِّيرٌ، عَلَى النَّسَبِ. ومَغْثُ الحُمَّى: تَوْصِيمُها. وَرَجُلٌ مَمْغُوثٌ: مَحْمُومٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَدْ مُغِثَ إِذا حُمَّ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فمَغَثَتْهم الحُمَّى أَي أَصابتهم وأَخذتهم. وأَصل المَغْثِ: المَرْسُ والدَّلْكُ بالأَصابع. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنَّ أُمَّ عَيَّاشٍ قَالَتْ: كنتُ أَمْغَثُ لَهُ الزبيبَ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عَشِيَّةً، وأَمْغَثُه عَشيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِلْعَبَّاسِ: اسْقُونَا، يَعْنِي مِنْ سِقايتِه، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا شرابٌ قَدْ مُغِث ومُرِث أَي نَالَتْهُ الأَيدي وخالَطَتْه. سَلمَة: مَغَثْتُه وغَتَتُّه ومَصَحْتُه وغَطَطْتُه: بِمَعْنَى غرَّقته، وَكَذَلِكَ قَمَسْتُه. والمُغاثُ: أَهونُ أَدواء الإِبل؛ عَنِ الهَجَريّ، قَالَ قَرْوَةٌ: سَبْعَةُ أَيام يأْكل فِيهَا وَيَشْرَبُ ثُمَّ يبرأُ. وماغِثٌ: لقبُ عُتَيْبَة بن الحارث. مكث: المُكْثُ: الأَناةُ واللَّبَثُ وَالِانْتِظَارُ؛ مَكَثَ يَمْكُثُ، ومَكُثَ مَكْثاً ومُكْثاً ومُكوثاً ومَكاثاً ومَكاثةً ومِكِّيثَى؛ عَنْ كَرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. وتَمَكَّثَ: مَكَثَ. والمَكِيثُ: الرَّزينُ الَّذِي لَا يَعْجَل فِي أَمره، وَهُمُ المُكَثاءُ والمَكِيثون، وَرَجُلٌ مَكِيثٌ أَي رَزِينٌ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ يُعَاتِبُ صَخْرًا: أَنَسْلَ بَني شِعارَةَ، مَن لِصَخْرٍ؟ ... فإِنِّي عَنْ تَقَفُّرِكم مَكِيثُ قَوْلُهُ: عَنْ تَقَفُّرِكم أَي عَنْ أَن أَقتفي آثَارَكُمْ، وَيُرْوَى عَنْ تُفْقِرُكُمْ أَي أَن أَعْمَلَ بِكُمْ فاقِرَةً. والماكِثُ: المُنْتَظِرُ، وإِن لَمْ يَكُنْ مَكِيثاً فِي الرَّزانة. وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها النَّاسُ بِالضَّمِّ، وقرأَها عَاصِمٌ بِالْفَتْحِ: فمَكَثَ؛ وَمَعْنَى غيرَ بعيدٍ أَي غيرَ طَوِيلٍ، مِنَ الإِقامة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ مَكُثَ، وَهُوَ نَادِرٌ؛ ومَكَثَ جَائِزَةٌ وَهُوَ الْقِيَاسُ. قَالَ: وتَمَكَّثَ إِذا انتَظَر أَمْراً وأَقام عَلَيْهِ، فَهُوَ مُتَمَكِّثٌ منتظِر. وتَمَكَّثَ: تَلَبَّث. والمُكْثُ: الإِقامةُ مَعَ الِانْتِظَارِ والتَّلَبُّث فِي الْمَكَانِ، وَالِاسْمُ المُكْث والمِكْثُ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. والمِكِّيثَى مِثْلُ الخِصِّيصَى: المُكْثُ.

وَسَارَ الرجلُ مُتَمَكِّثاً أَي مُتَلَوِّماً. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه توضَّأَ وُضُوءًا مَكِيثاً أَي بَطِيئًا مُتأَنّياً غيرَ مُسْتَعْجَلٍ. وَرَجُلٌ مَكِيثٌ: ماكِث. والمَكيثُ أَيضاً: المُقيم الثَّابِتُ؛ قَالَ كَثِيرٌ: وعَرَّسَ بالسَّكرانِ يَومَين، وارتكَى ... يَجرُّ، كَمَا جَرَّ المَكِيثُ المُسافرُ ملث: المَلْثُ: أَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ عِدَةً لَا يُرِيدُ أَن يَفِيَ بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: مَلَثَه يَمْلُثه مَلْثاً: وَعَدَهُ عِدَةً كأَنه يَرُدُّهُ عَنْهَا، وَلَيْسَ يَنوي لَهُ وَفَاءً. ومَلَثَهُ بِكَلَامٍ: طَيَّبَ بِهِ نفْسَه وَلَا وَفَاءَ لَهُ؛ ومَلَذَهُ يَمْلُذُه مَلْذاً. والمَلْثُ: اختلاطُ الظُّلمة، وَقِيلَ: هُوَ بعدَ السَّدَف. وأَتيته مَلَثَ الظَّلامِ ومَلَسَ الظَّلَامِ وَعِنْدَ مَلَثِه أَي حِينَ اخْتلط الظَّلَامُ، وَلَمْ يشتدَّ السوادُ جِدًّا حَتَّى تَقُولُ: أَخوك أَم الذئبُ؟ وَذَلِكَ عِنْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وبعدها؛ وأَنشد الجَندل بْنِ المُثَنَّى الطُّهَوي: ومَنْهَلٍ مِنَ الأَنِيس نَائِي، ... دَاويتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ، إِذا انغَمَسْنَ مَلَثَ الإِمْساءِ ويُستعمل ظَرْفًا وَاسْمًا غَيْرَ ظَرْفٍ. أَبو زَيْدٍ: مَلَثُ الظلامِ اختلاطُ الضَّوء بِالظُّلْمَةِ، وَهُوَ عِنْدَ الْعِشَاءِ وَعِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَلْثَةُ والمَلْثُ أَولُ سَوَادِ الْمَغْرِبِ، فإِذا اشتدَّ حَتَّى يأْتيَ وقتُ العشاء الأَخيرة، فهو المَلَسُ، فَلَا يُمَيَّزُ هَذَا مِنْ هَذَا لأَنه قَدْ دخل المَلْثُ في الملَسِ، ومِثله اختلطَ الخاثِرُ بالزُّبَّادِ. والمِلاثُ: المُلاعَبة؛ قَالَ: تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... مِنْ عَزَبٍ، لَيْسَ بِذِي مِلاثِ كَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي بكسر الميم. موث: ابْنُ السِّكِّيتِ: ماثَ الشيءَ يَمُوثُه مَوْثاً: مَرَسَه. ويَميثُه، لغةٌ، إِذا دافَه. الجوهري: مُثْتُ الشيءَ في الْمَاءِ أَموثه مَوْثاً ومَوَثاناً إِذا دُفْتَه فانماثَ هُوَ فِيهِ انمِياثاً، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ، وَهَا نَحْنُ نَذْكُرُهَا. ميث: ماثَ الشيءَ مَيْثاً: مَرَسَه. وماثَ المِلحَ فِي الْمَاءِ: أَذابه؛ وَكَذَلِكَ الطِّينَ، وَقَدِ انماثَ. اللَّيْثُ: مَاثَ يَمِيثُ مَيْثاً: أَذابَ الْمِلْحَ فِي الْمَاءِ حَتَّى امَّاثَ امِّياثاً. وكلُّ شيءٍ مَرَسته فِي الْمَاءِ فَذَابَ فِيهِ، مِنْ زعفرانٍ وتمرٍ وزبيبٍ وأَقِط، فَقَدَ مِثْتَه ومَيَّثْتَه. وأَماث الرجلُ «1» لِنَفْسِهِ أَقِطاً إِذا مَرَسْتَه فِي الْمَاءِ وشرِبْتَه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: فَقُلْتُ، إِذ أَعْيا امْتِياثاً مائِثُ، ... وطاحتِ الأَلْبانُ والْعَبائِثُ يَقُولُ: لَوْ أَعياه «2» المَريسُ مِنَ التَّمْرِ والأَقِط فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يمتاثُه وَيَشْرَبُ مَاءَهُ، فَيَتَبَلَّغُ بِهِ لِقِلَّةِ الشَّيْءِ وعَوَزِ المأْكول. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَاثَ الشيءَ يموثُه ويَمِيثُه، لُغَةٌ، إِذا دافَه. الجوهري: مِثْتُ الشيءَ فِي الْمَاءِ أَمِيثه لُغَةٌ فِي مُثْتُه إِذا دُفْتَه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُسَيد: فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الطَّعَامِ أَماثَتْه فَسَقَتْهُ إِياه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَى أَماثَتْه، وَالْمَعْرُوفُ ماثَتْه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: اللهمَّ مِثْ قلوبَهم، كَمَا يُماثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ. والمَيْثاءُ: الأَرضُ اللينةُ مِنْ غَيْرِ رَمْلٍ وَكَذَلِكَ الدَّمِثَة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: المَيْثاء الأَرض السَّهلة،

_ (1). قوله [وأَماث الرجل إلخ] صوابه وامتاث. كذا بهامش الأَصل بخط السيد مرتضى، والعهدة عليه في ذلك. وقوله إِذا مرسته إلخ لعل صوابه مرسه في الماء وشربه كما هو ظاهر. (2). قوله [لو أَعياه إلخ] المشاهد في البيت إذ أعيا، فلعله سبق القلم.

فصل النون

وَالْجَمْعُ مِيثٌ، مِثْلُ هَيْفاءَ وهِيفٍ. وتَمَيَّثَت الأَرضُ إِذا مُطِرَت فَلَانَتْ وبرَدَت. والمَيْثاءُ: الرَّمَلَةُ السَّهلة وَالرَّابِيَةُ الطَّيِّبة. والمَيْثاء: التَّلْعة الَّتِي تَعْظُم حَتَّى تَكُونَ مثلَ نِصْفِ الْوَادِي أَو ثُلُثيه. ومَيَّثَ الرجلَ: ذَلَّلَهُ. ومَيَّثَهُ: لَيَّنَهُ؛ وأَنشد لِمُتَمِّمٍ: وَذُو الهَمِّ تُعْديه صَرِيمَةُ أَمْرِهِ، ... إِذا لَمْ تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِل ومَيَّثَه الدهرُ: حَنَّكَهُ وذَلَّلَهُ. والامْتِياثُ: الرَّفاهِيَةُ وطِيبُ العَيش. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِغِرْقِئِ البَيضِ: المُسْتَميثُ. ومَيْثاءُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَعشى: لِمَيْثاءَ دارٌ قَدْ تَعَفَّتْ طُلولُها، ... عَفَتْها نَضِيضاتُ الصَّبا، فمَسِيلُها فصل النون نأث: نَأَثَ يَنْأَثُ نَأْثاً: أَبْطأَ، وسَيرٌ مِنْأَثٌ: بَطيءٌ؛ قال رؤبة: واعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ نبث: نَبَثَ الترابَ يَنْبُثُه نَبْثاً، فَهُوَ مَنْبُوثٌ ونَبيثٌ: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ بِئْرٍ أَو نَهَرٍ، وَهِيَ النَّبيثَةُ والنَّبيثُ والنَّبَثُ، وَجَمْعُ النَّبَثِ: أَنْباثٌ؛ أَنشد ابْنِ الأَعرابي: حَتَّى إِذا وَقَعْنَ كالأَنْباثِ، ... غَيرَ خَفِيفاتٍ وَلَا غِراثِ وَقَعْنَ: اطْمَأْنَنَّ بالأَرض بَعْدَ الرَّيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: نَبَثَ يَنْبُثُ مِثْلُ نَبَشَ يَنْبُشُ: وَهُوَ الْحَفْرُ بِالْيَدِ. وَالنَّبِيثَةُ: تُرَابُ الْبِئْرِ وَالنَّهْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ أَبو دُلَامَةَ: إِنِ النَّاسُ غَطَّوني، تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ، ... وإِن بَحَثُوني، كَانَ فِيهِمْ مَباحِثُ وإِنْ نَبَثُوا بِئري، نَبَثْتُ بِئارَهُمْ، ... فَسَوْفَ تَرى مَاذَا تُرَدُّ النَّبائِثُ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ ثَلَّةُ الْبِئْرِ ونَبِيثَتُها، وَهُوَ مَا يُسْتَخْرجُ مِنْ تُرَابِ الْبِئْرِ إِذا حُفِرت، وَقَدْ نُبثَتْ نَبْثاً. وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ مِمَّا قَصَدَ بِهِ الوضْعَ مِنْ أَبي عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، فِي اسْتِشْهَادِهِ بِقَوْلِ الْهُذَلِيِّ: لحَقُّ بَني شِعارَةَ أَن يَقُولوا ... لِصَخْرِ الغَيِّ: مَاذَا تَسْتَبيثُ؟ عَلَى النَّبيثَةِ الَّتِي هِيَ كُناسة الْبِئْرِ، وَقَالَ: هَيْهَاتَ الأَرْوى مِنَ النَّعامِ الأَرْبَد، وأَين سُهَيْلٌ مِنَ الْفَرْقَدِ؟ والنَّبيثة مِنْ نَبَثَ، وَتَسْتَبِيثُ مِنْ بَوَثَ أَو مِنْ بَيَثَ. الْجَوْهَرِيُّ: خَبيثٌ نَبِيثٌ إِتباع. وَفُلَانٌ يَنْبُثُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ أَي يُظْهِرها. ونَبَثَتِ الضبعُ التُّرَابَ بِقَوَائِمِهَا فِي مشيِها: اسْتَثارَتْهُ. وَيُقَالُ: مَا رأَيتُ لَهُ عَيْناً وَلَا نَبْثاً، كَقَوْلِكَ: مَا رأَيت لَهُ عَيْناً وَلَا أَثَراً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَلَا تَرى عَيْناً وَلَا أَنْباثا ... إِلَّا مَعاثَ الذِّئبِ، حِينَ عَاثَا فالأَنْباثُ: جَمْعُ نَبَث، وَهُوَ مَا أُبْئِرَ وحُفِرَ واسْتُنْبِثَ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: يَخِرُّ نَبيثُها عَنْ جانِبَيْهِ، ... فَلَيْسَ لِوَجْهِهِ مِنْهَا وِقاءُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَبيثُها مَا نُبِثَ بِأَيْدِيهَا أَي حَفَرَتْ مِنَ التُّرَابِ. قَالَ: وَهُوَ النَّبِيثُ والنَّبيذُ

والنَّحِيتُ، كُلُّهُ وَاحِدٌ. وخَبيثٌ نَبيثٌ يَنْبُثُ شَرَّهُ أَي يَسْتَخْرِجُه. والأُنْبُوثَةُ: لُعْبَة يَلْعَبُ بِهَا الصبيانُ، يَحْفِرون حَفِيراً ويَدْفِنون فِيهِ شَيْئاً، فَمَنِ استَخْرجه فَقَدْ غَلَب. ابْنُ الأَعرابي: النَّبِيثُ ضَرْب مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: أَطْيَبُ طعامٍ أَكلتُ فِي الجاهليةِ نَبيثَةُ سَبُع ؛ النَّبِيثَةُ: تُرَابٌ يُخْرج من بئر أَو نهر، فكأَنه أَراد لَحْمًا دَفَنَهُ السَّبْعُ لِوَقْتِ حَاجَتِهِ فِي مَوْضِعٍ، فَاسْتَخْرَجَهُ أَبو رَافِعٍ فأَكله. نثث: النَّثُّ: نَشْرُ الحديثِ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَشْرُ الْحَدِيثِ الَّذِي كَتْمُه أَحَقُّ مِنْ نَشْرِه. نَثَّه يَنُثُّه وينِثُّه نَثًّا إِذا أَفشاه؛ وَيُرْوَى قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ الأَنصاري: إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ، فَإِنه، ... بِنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ، قَمِينُ وَرَجُلٌ نَثَّاثٌ ومِنَثٌّ، عَنْ ثَعْلَبٍ. أَبو عَمْرٍو: النُّثَّاث الْمُغْتَابُونَ لِلْمُسْلِمِينَ. ونَثَّ العظمُ نَثًّا: سَالَ وَدَكُهُ. ونَثَّ يَنِثُّ نَثِيثاً، ومَثَّ يَمِثُّ: عَرِقَ مِنْ سِمَنِه فرأَيْتَ عَلَى سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْن. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا أَتاه يسأَله فَقَالَ: هَلَكْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: اسكتْ أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَنِثُّ نَثَّ الحَميتِ؟ ويُروى نَثِيثَ الحَمِيت. نَثَّ الزِّقُّ ينِث، بِالْكَسْرِ، نَثِيثاً ونَثّاً إِذا رَشَحَ بِمَا فِيهِ مِنَ السَّمْن؛ أَراد: أَتَهْلِك وجسدُك كأَنه يَقْطُر دَسَماً؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّثِّيثُ أَنْ يَعْرَقَ ويَرْشَحَ مِنْ عِظَمِهِ وَكَثْرَةِ لَحْمِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: نَثَّ الحَمِيتُ ومَثَّ، بِالنُّونِ وَالْمِيمِ، إِذا رَشَحَ مَا فِيهِ مِنَ السَّمن. يَنِثُّ ويَمِثُّ نَثًّا ونَثِيثاً. الأَزهري: ثَنْثَنَ إِذا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرْقَاً كَثِيرًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَما قَوْلُكَ نثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا، فَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ لَا غَيْرَ، وَذَلِكَ إِذا أَذاعَه. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَا تَنُثُّ حَدِيثَنَا تَنْثِيثاً ، النَّثُّ: كالبَثِّ؛ تَقُولُ لَا تُفْشِي أَسرارَنا وَلَا تُطْلِعُ الناسَ عَلَى أَحوالنا. والتَّنْثيثُ: مَصْدَرُ يُنَثِّثُ، فأَجراه عَلَى يَنُثُّ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. والنَّثِيثَة: رَشْحُ الزِّقِّ أَو السِّقاءِ. والنَّثُّ: الْحَائِطُ النَّدِيُّ المُسْتَرْخي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظنه فَعِلًا، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طَبٍّ وبَرٍّ. وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ: إِتباع. نجث: نَجَثَ الشيءَ يَنْجُثُهُ نَجْثاً وتَنَجَّثَه: استَخْرجه. وتَنَجَّثَ الأَخبارَ، بَحَثَها. وَرَجُلٌ نَجَّاثٌ: بَحَّاثٌ عَنِ الأَخبار. الأَصمعي: نَبَثُوا عَنِ الأَمْرِ ونجَثُوا عَنْهُ وبَحَثُوا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ نَجَّاثٌ ونَجِثٌ: يَتَتَبعُ الأَخْبارَ وَيَسْتَخْرِجُهَا؛ قَالَ الأَصمعي: لَيْسَ بِقَسَّاسٍ وَلَا نَمٍّ نَجِثْ وَيُقَالُ: بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ونَكِيثَتُه أَي بَلغَ مجهودَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده شَمِرٌ: أَزْمانَ عَنِّي قَلْبُكَ المُسْتَنْجِثُ، ... بِمَأْلَفٍ فِي جَمْعِكُمْ مُسْتَنْبِثُ قَالَ: والمُسْتَنْجِثُ المُسْتَخْرِجُ؛ يُقَالُ: نَجَثَه إِذا أَخرجه؛ وَقِيلَ: المُسْتَنْجِثُ مِثْلُ المُنْهَمِك. ونَجِيثَةُ الخَبَرِ: مَا ظَهَرَ مِنْ قَبِيحِهِ. ونَجِيثُ الْقَوْمِ: سِرُّهم. الْفَرَّاءُ: مِنْ أَمثالهم فِي إِعْلانِ السِّرِّ وإِبْدائِه بَعْدَ كِتْمَانِهِ قَوْلُهُمْ: بَدا نجيثُ الْقَوْمِ إِذا ظَهَرَ سرُّهم الَّذِي كَانُوا يُخْفُونَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: انْجُثُوا لِي مَا عِنْدَ

المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ. النَّجْثُ: الِاسْتِخْرَاجُ، وكأَنه بِالْحَدِيثِ أَخص. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَلَا تُنَجِّثُ عَنْ أَخبارنا تَنْجِيثاً. وَفِي حَدِيثِ هِنْدَ أَنها قَالَتْ لأَبي سُفْيَانَ لَمَّا نَزَلُوا بِالْأَبْوَاءِ فِي غَزْوَةِ أُحُد: لَوْ نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ مُحَمَّدٍ أَي نَبَشْتُمْ. ونَجِيثُ الثَّناء: مَا بَلَغَ مِنْهُ. ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما: مَا خَرَجَ مِنْ تُرَابِهِمَا، وأَتانا نَجِيثُ الْقَوْمِ أَي أَمْرُهم الَّذِي كَانُوا يُسِرُّونه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ بَقَرَةً: مَدى العَيْنِ مِنْهَا أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ، ... كقَدْرِ النَّجيثِ، مَا يَبُدُّ المُناضِلا أَراد: أَن الْبَقَرَةَ قريبةٌ مِنْ وَلَدِهَا تُرَاعِيهِ، كقَدْر مَا بَيْنَ الرَّامِي والهَدَف. والنَّجيثَةُ: مَا أُخرج مِنْ تُرَابِ البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ. وأَمْرٌ لَهُ نَجِيثٌ أَي عَاقِبَةُ سَوْءٍ. والاسْتِنْجاثُ: التَّصَدِّي لِلشَّيْءِ والإِقبالُ عَلَيْهِ والولُوع بِهِ. واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى لَهُ وأُولِعَ بِهِ وأَقْبَلَ عَلَيْهِ. والنَجِيثُ: الهَدَف، وَهُوَ تُرَابٌ يُجمع، سُمِّيَ نَجِيثًا لِانْتِصَابِهِ وَاسْتِقْبَالِهِ؛ وَقِيلَ: النَّجِيثُ تُرَابٌ يُسْتخرَجُ ويُبْنى مِنْهُ غَرَضٌ ويُرْمى فِيهِ، وَذَلِكَ أَن يُنْبَثَ الترابُ، ثُمَّ يُكَوَّمَ كَوْمَةً، ثُمَّ يُجْعَلَ عَلَيْهَا قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فِيهَا. ونَجَثَ فلانٌ بَنِي فُلَانٍ يَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهُمْ، واسْتَغاثَ بِهِمْ؛ وَيُقَالُ: يَسْتعويهم، بِالْعَيْنِ، يُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ يَنْجُثُ بَنِي فُلَانٍ أَي يَسْتَعْويهم. والنُّجْثُ والنُّجُثُ: غِلافُ الْقَلْبِ، وَكَذَلِكَ الْبَيْتُ للإِنسان، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا: أَنْجاث؛ قَالَ: تَنْزُو قلوبُ الناسِ فِي أَنْجاثِها وانْتَجَثَتِ الشاةُ: سَمِنَت؛ قَالَ كُثَيِّرُ عزَّة يَصِفُ أَتاناً: تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك، ... وَقَدْ سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثا قَالَ: سَوْرَةً أَي يَسُور فِيهَا الشحمُ، فسَوْرَةً، عَلَى هَذَا، منتصبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، لأَنّ سَمِنَتْ فِي قُوَّةِ سَارَتْ أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها. نحث: النَّحِيثُ: لُغَةٌ فِي النَّحِيفِ، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الثَّاءَ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْفَاءِ، والله أَعلم. نعث: أَنْعَثَ فِي مَالِهِ: قَدَّم فِيهِ، وَقِيلَ: بَذَّرَه. نغث: ابْنُ الأَعرابي: النَّغَثُ الشَّرُّ الدَّائِمُ الشَّدِيدُ؛ يُقَالُ: وَقَعْنَا فِي نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ. نفث: النَّفْثُ: أَقلُّ مِنَ التَّفْل، لأَن التَّفْلَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الرِّيقِ؛ والنفثُ: شَبِيهٌ بِالنَّفْخِ؛ وَقِيلَ: هُوَ التَّفْلُ بِعَيْنِهِ. نَفَثَ الرَّاقي، وَفِي الْمُحْكَمِ: نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً. وَفِي الْحَدِيثِ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ فِي رُوعي، وَقَالَ: إِنّ نَفْساً لَنْ تَموتَ حَتَّى تَسْتوفِيَ رِزْقَهَا، فاتَّقوا اللَّهَ وأَجملوا فِي الطَّلَبِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ كالنَّفْثِ بِالْفَمِ، شبيهٌ بِالنَّفْخِ، يَعْنِي جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى. والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حِينَ تَنْكُزُ. والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره. وَسمٌّ نَفِيثٌ وَدَمٌ نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: مَتى مَا تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها، ... عَلَى أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْفَرَ بِهَا الْمُشْرِكُونَ بعيرَها حَتَّى سَقَطَتْ،

فَنَفَثَتِ الدماءَ مَكانَها، وأَلقت مَا فِي بَطْنِهَا أَي سالَ دمُها. وأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ: اللهمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ ؛ فأَما الْهَمْزُ وَالنَّفْخُ فَمَذْكُورَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا، وأَما النَّفْثُ فَتَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه الشِّعْرُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما سُمِّيَ النَّفْثُ شِعْراً «3» لأَنه كَالشَّيْءِ يَنْفُثُه الإِنسانُ مِنْ فِيهِ، مِثل الرُّقْية. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قرأَ المُعَوِّذتين عَلَى نَفْسِهِ ونَفَثَ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: مِئْناثٌ كأَنها نُفاثٌ أَي تَنْفُثُ البناتَ نَفْثاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَعلم النُّفاثَ فِي شَيْءٍ غَيْرَ النَّفْثِ، قَالَ: وَلَا مَوْضِعَ لَهَا هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ شبَّه كَثْرَةَ مَجِيئِهَا بِالْبَنَاتِ بِكَثْرَةِ النَّفْثِ، وتَواتُرِه وسُرْعَتِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ؛ هُنَّ السَّواحِرُ. والنَّوافِثُ: السَّوَاحِرُ حِينَ يَنْفُثْنَ فِي العُقَد بِلَا رِيقٍ. والنُّفاثَةُ، بِالضَّمِّ: مَا تَنْفُثُه مِنْ فِيكَ. والنُّفاثَةُ: الشَّظِيَّةُ مِنَ السِّوَاكِ، تَبْقى فِي فَمِ الرَّجُلِ فَيَنْفُثُها. يُقَالُ: لَوْ سأَلني نُفاثةَ سِواكٍ مِنْ سِواكي هَذَا، مَا أَعطيته؛ يَعْنِي مَا يَتَشَظَّى مِنَ السِّوَاكِ فَيَبْقَى فِي الْفَمِ، فَيَنْفِيهِ صَاحِبُهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: وَاللَّهِ مَا يَزِيدُ عِيسَى عَلَى مَا تَقُولُ مِثْلَ هَذِهِ النُّفاثَةِ. وَفِي المَثَلِ: لَا بُدَّ للمَصْدور أَن يَنْفِث [يَنْفُث]. وهو يَنْفِثُ [يَنْفُثُ] عليَّ غَضَباً أَي كأَنه يَنْفُخ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ. والقِدْرُ تَنْفُثُ، وَذَلِكَ فِي أَول غَلَيانها. وبَنُو نُفاثَةَ: حَيٌّ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: قَوْمٌ مِنَ العرب. نقث: نَقَثَ يَنْقُثُ، ونَقَّثَ، وتَنَقَّثَ، وانْتَقَثَ، كُلُّه: أَسْرَعَ. وَخَرَجَ يَنْقُثُ السَّيْرَ ويَنْتَقِثُ أَي يُسْرع فِي سَيْرِهِ. وَخَرَجْتُ أَنْقُثُ، بِالضَّمِّ، أَي أُسْرِع؛ وَكَذَلِكَ التَّنْقِيثُ والانْتِقاثُ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ ونَعْتِها: جَارِيَةُ أَبي زَرْعٍ لَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقيثاً. النَّقْثُ: النَّقْلُ: أَرادت أَنها أَمينة عَلَى حِفْظِ طَعَامِنَا، لَا تَنْقُلُهُ وتُخْرجه وتُفرّقه. قَالَ: وَالتَّنْقِيثُ الإِسراع فِي السَّيْرِ. ونَقَثَ فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ، ونَبَثَ عَنْهُ إِذا حَفَرَ عَنْهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي رَجَزٍ لَهُ: كأَنَّ آثارَ الظَّرابي تَنْتَقِثْ، ... حَوْلَكَ بُقَّيْرى الوَليدِ المُنْتَجِثْ أَبو زَيْدٍ: نَقَثَ الأَرضَ بِيَدِهِ يَنْقُثُها نَقْثاً إِذا أَثارها بفأْس أَو مِسْحاة. ونَقَثَ العظمَ يَنْقُثُه نَقْثاً وانْتَقَثَه: اسْتَخْرَجَ مُخَّه. وَيُقَالُ: انْتَقَثَهُ وَانْتَقَاهُ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَنَقَّثَ المرأَةَ: اسْتَعْطَفها وَاسْتَمَالَهَا، عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: أَلم تَتَنَقَّثْها، ابنَ قَيس بنِ مالكٍ، ... وأَنتَ صَفِيُّ نَفْسِه وسَخِيرُها؟ كَذَا رَوَاهُ بِالثَّاءِ، وأَنكر تَتَنَقَّذْها بِالذَّالِ، وإِذا صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ، فَهُوَ مِنْ تَنَقَّثَ العظمَ، كأَنه اسْتَخْرَجَ وُدّها كَمَا يُسْتَخْرج مِنْ مُخِّ الْعَظْمِ «4». وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه: تَعَهَّدَها. ابْنُ الأَعرابي: النَّقْثُ النميمة. نكث: النَّكْثُ: نَقْضُ مَا تَعْقِدُه وتُصْلِحُه مِنْ بَيْعَةٍ وَغَيْرِهَا. نَكَثَه يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ، وتَناكَثَ القومُ عُهودَهم: نَقَضُوهَا، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أُمِرْت بِقِتَالِ الناكِثِينَ والقاسِطِين

_ (3). قوله [وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّفْثُ شِعْرًا إلخ] هكذا في الأَصل والأَنسب أن يقول وإنما سمي الشعر نفثاً. (4). قوله [كَمَا يُسْتَخْرَجُ مِنْ مُخِّ العظم] من بيانية. وعبارة شارح القاموس كما يستخرج مخ العظم.

والمارِقِين ؛ النَّكْثُ: نَقْضُ الْعَهْدِ؛ وأَراد بِهِمْ أَهل وَقْعَةِ الْجَمَلِ، لأَنهم كَانُوا بَايَعُوهُ ثُمَّ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ، وَقَاتَلُوهُ؛ وأَراد بِالْقَاسِطِينَ أَهل الشأْم، وَبِالْمَارِقِينَ الْخَوَارِجَ. وحَبْلٌ نِكْثٌ ونَكِيث وأَنْكاثٌ: مَنْكُوث. والنِّكْث، بِالْكَسْرِ: أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبية والأَكْسِية الْبَالِيَةِ، فَتُغْزَلَ ثَانِيَةً، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ النَّكيثَةُ. ونَكَث العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ أَي نَقَضَهُ فَانْتَقَضَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً ؛ وَاحِدُ الأَنْكاث: نِكْثٌ، وَهُوَ الغَزْلُ مِنَ الصُّوفِ أَو الشَّعْرِ، تُبْرَمُ وتُنْسَجُ، فإِذا خَلَقَتِ النسيجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً، ونُكِثَتْ خيوطُها الْمَبْرُومَةُ، وخُلِطت بِالصُّوفِ الْجَدِيدِ ونَشِبَتْ بِهِ، ثُمَّ ضُربت بِالْمَطَارِقِ وَغُزِلَتْ ثَانِيَةً وَاسْتُعْمِلَتْ، وَالَّذِي ينكُثها يُقَالُ لَهُ: نَكَّاثٌ؛ وَمِنْ هَذَا نَكْثُ الْعَهْدِ، وَهُوَ نَقْضه بَعْدَ إِحْكامه، كَمَا تُنْكَث خيوطُ الصُّوفِ الْمَغْزُولِ بَعْدَ إِبْرامه. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّكْثُ الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يأْخذ النِّكْثَ والنَّوى مِنَ الطَّرِيقِ، فإِن مَرَّ بِدَارِ قَوْمٍ، رَمَى بِهِمَا فِيهَا وَقَالَ: انْتَفِعُوا بِهَذَا النِّكثَ ؛ النِّكْث، بِالْكَسْرِ: الْخَيْطُ الخَلَقُ مِنْ صُوفٍ أَو شَعْرٍ أَو وَبرٍ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُنْقَضُ، ثُمَّ يُعاد فَتْلُه. والنَّكِيثَة: الأَمر الْجَلِيلُ. والنَّكِيثَة: خُطَّةٌ صَعْبة يَنْكُثُ فِيهَا الْقَوْمُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وقرّبتُ بالقُرْبَى، وجَدِّك أَنه ... مَتَى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ، أَشْهَدِ يَقُولُ: مَتَى يَنْزِلُ بالحيِّ أَمر شَدِيدٌ يَبْلُغُ النَّكِيثَةَ، وَهِيَ النَّفْسُ، ويَجْهَدها، فإِني أَشهده. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ الْوَزِيرُ الْمَغْرِبِيُّ أَنَّ النَّكِيثَةَ فِي بَيْتِ طَرَفَةَ هِيَ النَّفْسُ؛ وَقَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: إِذا ذَكَرْنا، فالأُمورُ تُذْكَرُ، ... واستوعبَ، النَّكائِثَ، التَّفَكُّرُ، قُلْنا: أَميرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ يَقُولُ: استوعبَ الفِكرُ أَنْفُسَنا كُلَّهَا وجَهَدَ بِهَا. والنَّكِيثَةُ: النَّفسُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسُمِّيَتِ النَّفْسُ نَكِيثَةً، لأَن تَكَالِيفَ مَا هِيَ مُضْطَرَّةٌ إِليه تَنْكُثُ قُوَاها، والكِبَرُ يُفْنِيهَا، فَهِيَ مَنْكُوثَةُ القُوَى بالنَّصَبِ وَالْفَنَاءِ، وأُدخلت الْهَاءُ فِي النَّكِيثَةِ لأَنها اسْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: فلانٌ شديدُ النَّكِيثَةِ أَي النَّفْسِ. وبُلِغت نَكِثَتُه أَي جُهْدُه. يُقَالُ: بُلِغَت نَكِيثَةُ الْبَعِيرِ إِذا جُهِدَ قوَّتَه. وَنَكَائِثُ الإِبل: قُوَاها؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً: تُمْسِي، إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نَكائثَها، ... خَرْقاءَ، يعتادُها الطُّوفانُ والزُّؤُدُ وَبَلَغَ فلانٌ نَكِيثَةَ بعيرِه أَي أَقْصَى مَجْهُودِهِ فِي السَّيْرِ. وَقَالَ فلانٌ قَوْلًا لَا نَكِيثَةَ فِيهِ أَي لَا خُلْفَ. وَطَلَبَ فلانٌ حَاجَةً ثُمَّ انْتَكَثَ لأُخرى أَي انْصَرَفَ إِليها. وَيُقَالُ: بعيرٌ مُنْتَكِثٌ إِذا كَانَ سَمِينًا فَهُزِلَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رأَسَه، ... وَقَدْ كَفَرَ اللَّيْلُ الخَرُوقُ المَوَامِيَا ونَكَثَ السِّواكَ وغَيْرَهُ يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ: شَعَّثَهُ، وَكَذَلِكَ نَكَثَ السَّافَ عَنْ أُصولِ الأَظفار.

فصل الهاء

والنُّكَاثَةُ: مَا انْتَكَثَ مِنَ الشَّيْءِ. والنُّكَاثُ: أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ نُكْفَتَيْه، وَهُمَا عَظْمَانِ ناتِئان عِنْدَ شَحْمَتَيْ أُذنيه، وَهُوَ النُّكَافُ. اللِّحْيَانِيُّ: اللُّكاثُ والنُّكاثُ داءٌ يأْخذ الإِبلَ، وَهُوَ شِبْهُ البَثْرِ يأْخذها فِي أَفواهها. ونِكْثٌ: اسمٌ. وبَشِيرُ بنُ النِّكْثِ: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وأَنشد لَهُ: وَلَّتْ ودَعْواها شَديدٌ صَخَبُهْ نوث: النَّوْثَةُ: الحَمْقَةُ. فصل الهاء هبث: هَبَثَ مالَهُ يَهْبُثُه هَبْثاً: بَذَّرَهُ وفرَّقَهُ. هثث: الهَثْهَثَةُ والمَثْمَثَةُ: التَّخْلِيطُ؛ يُقَالُ: أَخذه فمَثْمَثَهُ إِذا حَرَّكَهُ وأَقبل بِهِ وأَدْبر. ومَثْمَثَ أَمْرَهُ وهَثْهَثَهُ أَي خَلَطَهُ؛ وأَنشد: وَلَمْ يَحُلَّ العَمِسَ الهَثْهَاثَا ابْنُ سِيدَهْ: الهَثُّ خَلْطُكَ الشيءَ بعضَه ببعضٍ، والهَثُّ والهَثْهَثَةُ: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ فِي حَرْب أَو صَخَبٍ، وَالْاسْمُ مِنْهُ الهَثْهَاثُ: قَالَ الْعَجَّاجُ: وأُمَراء أَفْسَدُوا، فعاثُوا، ... فَهَثْهَثُوا، فَكَثُرَ الهَثْهَاثُ والهَثْهَثَةُ والهَثْهَاثُ: حِكَايَةُ بَعْضِ كَلَامِ الأَلْثغ. والهَثْهَثَةُ والهَثْهاثُ: الفسادُ. وهَثْهَثَ الْوَالِي النَّاسَ: ظَلَمَهُمْ. والهَثْهَثَةُ: انْتِخالُ الثَّلْجِ والبَرَد وعِظامِ القَطْرِ فِي سُرْعة مِنَ الْمَطَرِ. وَقَدْ هَثْهَثَ السَّحابُ بِمَطَرِهِ وثلجِه إِذا أَرسله بِسُرْعَةٍ؛ قَالَ: مِنْ كلِّ جَوْنٍ مُسْبِلٍ مُهَثْهِثِ وَيُقَالُ لِلرَّاعِيَةِ إِذا وَطِئَتِ الْمَرْعَى مِنَ الرَطْب حَتَّى «5» تُؤْتى: قَدْ هَثْهَثَتْهُ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَنْشَدَ ضَأْناً أَمْجَرَتْ غِثَاثا، ... فَهثْهَثَتْ بَقْلَ الحِمَى هَثْهَاثا ابْنُ الأَعرابي: الهَثُّ الكَذِب. وَرَجُلٌ هَثَّاثٌ وهَثْهَاثٌ إِذا كَانَ كَذِبُهُ سُماقاً. هرث: «6» هلث: الهَلْثاءُ والهِلْثَاءُ والهَلثاءَةُ والهِلْثَاءَةُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ تَعْلُو أَصواتها؛ يُقَالُ: جاءَ فلانٌ فِي هَلْثاءٍ مِنْ أَصحابه، مَمْدُودٌ مُنَوَّنٌ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَلْثاءٌ مِنَ الناسِ، وهَلْثَاءَةٌ أَي جَمَاعَةٌ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِهَا. أَبو عَمْرٍو: الهُلْثَةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. ابْنُ الأَعرابي: الهَلْثَى الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الهَلْثَاة، مَقْصُورٌ: الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ: وَهُمْ أَكثر مِنَ الوضِيمة. الصِّحَاحُ: هَلْثَاءَةٌ وهَلاثَى: القومُ يَنْزِلُونَ عَلَى قَوْمٍ أَقلَّ مِنْهُمْ كَالْوَضِيمَةِ أَو أَكثر شَيْئًا. وجاءَت هِلْثَاءةٌ [هَلْثَاءةٌ] مِنْ كُلِّ وَجْه أَي فِرَقٌ. والهَلائِثُ: السَّفَلَةُ، وَهُوَ مِنْ هَلائثهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى أَن مَعْنَاهُ: مِنْ خُشَارتهم أَو جماعتهم. هلبث: الهِلْبَوثُ: الأَحمق، وَيُقَالُ: الفَدْمُ. والهِلْبَاثُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: أَخبرني شيخٌ مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ فَقَالَ: لَا يُحْمَلُ شيءٌ مِنْ ثَمَر الْبَصْرَةِ إِلى السُّلْطَانِ إِلَّا الهِلْبَاثُ. هنبث: الهَنَابِثُ: الدَّواهي، وَاحِدَتُهَا هَنْبَثَةٌ؛ وَقِيلَ: الهَنَابِثُ الأُمور والأَخْبار المختلطة؛ يقال:

_ (5). قوله [حتى] كذا بالأَصل والشرح ولعله حين. (6). الهرث، بالكسر: الثوب الخلق، وبالضم: بلدة بواسط انتهى. قاموس وقد أَهملها الجوهري والمؤلف.

فصل الواو

وَقَعَتْ بَيْنَ النَّاسِ هَنَابِثُ، وَهِيَ أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قَالَ رؤْبة: وكنتُ لَمَّا تُلْهِني الهَنَابِثُ وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. والهَنْبَثَةُ: الِاخْتِلَاطُ فِي الْقَوْلِ، وَيُقَالُ: الأَمر الشَّدِيدُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فَاطِمَةَ قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كَانَ بعدكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ، ... لَوْ كنتَ شَاهدَها، لَمْ تَكْثُرِ الخُطَبُ إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها، ... فاختَلَّ قومُك، فاشْهَدْهم وَلَا تَغِب «1» الهَنْبَثَةُ: وَاحِدَةُ الهَنَابِثِ، وَهِيَ الأُمور الشِّدَادُ الْمُخْتَلِفَةُ، وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشِّعْرُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ. قَالَ: لَمَّا قُبض سَيِّدُنَا رَسُولُ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَتْ صَفِيَّةُ تَلْمَعُ بِثَوْبِهَا وَتَقُولُ البيتين. هوث: تَرَكَهُمْ هَوْثاً بَوْثاً: أَوْقَعَ بهم «2». هيث: هاثَ فِي مَالِهِ هَيْثاً وَعَاثَ: أَفسد وأَصلح. وَهَاثَ فِي الشَّيْءِ: أَفسد وأَخذه بِغَيْرِ رفقٍ، وهَاثَ الذئبُ فِي الْغَنَمِ، كَذَلِكَ. وهاثَ فِي كَيْلِهِ هَيْثاً: حَثَا حَثْواً، وَهُوَ مِثْلُ الجِزاف [الجُزاف]. وهاثَ لِي مِنَ الْمَالِ هَيْثاً: أَصاب. وهاثَ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ: نَبَثَهُ؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: كَأَنَّني، وقَدَمِي نَهِيثُ، ... ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِيثُ نَكِيثُ: مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضَعِيفٌ. وهِثْتُ لَهُ هَيْثاً وهَيَثاناً إِذا أَعطيته شَيْئًا يَسِيرًا. وهِثْتُ لَهُ مِنَ الْمَالِ أَهِيثُ هَيْثاً وهَيَثَاناً إِذا حَثَوْتَ لَهُ؛ قَالَ رؤْبة؛ فأَصبَحَتْ لَوْ هَايَثَ المُهَايِثُ والمُهَايَثةُ: المكاثَرة. وَيُقَالُ: هَاثَ لَهُ مِنْ مَالِهِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: مَا زَالَ بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ قَالَ: المُهايِثُ الْكَثِيرُ الأَخذِ. وَيُقَالُ: هاثَ مِنَ الْمَالِ يَهِيثُ هَيْثاً إِذا أَصاب مِنْهُ حَاجَتَهُ. وهَاثَ القومُ يَهِيثُونَ هَيْثاً وتَهَايَثُوا: دَخَلَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ عِنْدَ الْخُصُومَةِ. وهَايِثَةُ الْقَوْمُ: جَلَبَتُهُمْ. والهَيْثُ: الحركَةُ مِثْلُ الهَيْشِ. والهَيْثَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ مثل الهَيْشَةِ. فصل الواو وثث: الوَثْوَثَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ؛ ورجلٌ وَثْوَاثٌ، مِنه. ورث: الْوَارِثُ: صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ الْبَاقِي الدَّائِمُ الَّذِي يَرِثُ الخلائقَ، وَيَبْقَى بَعْدَ فِنَائِهِمْ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يَرِثُ الأَرض ومَن عَلَيْهَا، وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ أَي يَبْقَى بَعْدَ فَنَاءِ الْكُلِّ، ويَفْنى مَن سِوَاهُ فَيَرْجِعُ مَا كَانَ مِلْكَ العِباد إِليه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ إِنه لَيْسَ فِي الأَرضِ إِنسانٌ إِلّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ، فإِذا لَمْ يَدْخُلْهُ هُوَ وَرِثَهُ غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلٌ ضَعِيفٌ. وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ، وَوَرِثَه عَنْهُ وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً. أَبو زَيْدٍ: وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً. وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مَالًا إِيراثاً حَسَناً. وَيُقَالُ: وَرِثْتُ فُلَانًا مَالًا

_ (1). في هذا البيت إقواء. (2). وفي القاموس: [والهوثة العطشة] يعني المرة من العطش.

أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إِذا ماتَ مُوَرِّثُكَ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لَكَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخباراً عَنْ زَكَرِيَّا وَدُعَائِهِ إِيّاه: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ؛ أَي يَبْقَى بَعْدِي فَيَصِيرُ لَهُ مِيرَاثِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ خَافَ أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لَا نُورثُ مَا تَرَكْنَا، فَهُوَ صَدَقَةٌ ؛ وقوله عز جل: وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه. وَرُوِيَ أَنه كَانَ لِدَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، تِسْعَةَ عَشَرَ وَلَدًا، فَوَرِثَه سليمانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَنْ بَيْنِهِمُ، النبوةَ والمُلكَ. وَتَقُولُ: وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ مِنْ أَبي أَرِثُه، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً، الأَلفُ منقلبةٌ مِنَ الْوَاوِ، ورِثَةً، الهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وإِنما سَقَطَتِ الْوَاوُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ، وَهُمَا مُتَجَانِسَانِ وَالْوَاوُ مضادَّتهما، فَحُذِفَتْ لِاكْتِنَافِهِمَا إِياها، ثُمَّ جُعِلَ حُكْمُهَا مَعَ الأَلف وَالتَّاءِ وَالنُّونِ كَذَلِكَ، لأَنهن مُبْدَلَاتٌ مِنْهَا، وَالْيَاءُ هِيَ الأَصل، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَن فَعِلْتُ وفَعِلْنا وفَعِلْتِ مَبنيات عَلَى فَعِلَ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْوَاوُ مِن يَوْجَلُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَفَتْحَةٍ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْيَاءُ مِنْ يَيْعَرُ ويَيْسَرُ، لتقَوِّي إِحدى الْيَاءَيْنِ بالأُخرى؛ وأَما سُقُوطُهَا مِن يَطَأُ ويَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخرى مَذْكُورَةٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يُوجِبُ فَسَادَ مَا قُلْنَاهُ، لأَنه لَا يَجُوزُ تَمَاثُلُ الْحُكْمَيْنِ مَعَ اخْتِلَافِ الْعِلَّتَيْنِ. وَتَقُولُ: أَوْرَثَه الشيءَ أَبُوهُ، وَهُمْ وَرَثَةُ فُلَانٍ، وَوَرَّثَهُ تَوْرِيثًا أَي أَدخله فِي مَالِهِ عَلَى وَرَثَتِهِ، وَتَوَارَثُوهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ، دُورَ الْمُهَاجِرِينَ، النساءُ. تَخْصِيصُ النساءِ بِتَوْرِيثِ الدُّورِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ عَلَى مَعْنَى الْقِسْمَةِ بَيْنَ الورثةِ، وَخَصَّصَهُنَّ بِهَا لأَنهنَّ بِالْمَدِينَةِ غَرَائِبُ لَا عَشِيرَةَ لَهُنَّ، فَاخْتَارَ لَهُنَّ الْمَنَازِلَ للسُّكْنَى؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الدُّورُ فِي أَيديهن عَلَى سَبِيلِ الرِّفْقِ بِهِنَّ، لَا لِلتَّمْلِيكِ كَمَا كَانَتْ حُجَرُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَيدي نِسَائِهِ بَعْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الوِرْثُ والوَرْثُ والإِرْثُ والوِرَاثُ والإِرَاثُ والتُّراثُ وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: المِيراثُ أَصله مِوْراثٌ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، والتُّراثُ أَصل التَّاءَ فِيهِ وَاوٌ. ابن سيدة: والوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ: مَا وُرِثَ؛ وَقِيلَ: الوِرْث والميراثُ فِي الْمَالِ، والإِرْثُ فِي الحسَب. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَرِثْتُهُ مِيرَاثًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَنَّ مِفْعَالًا لَيْسَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، وَلِذَلِكَ ردَّ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَ مَنْ عَزَا إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ المِحالَ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ، مِن الحَوْلِ قَالَ: لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مِفْعَلًا، ومِفْعَلٌ لَيْسَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، فَافْهَمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ* أَي اللَّهُ يُفْني أَهلهما فَتَبْقَيَانِ بِمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ لأَحد فِيهِمَا مِلْكٌ، فَخُوطِبَ الْقَوْمُ بِمَا يَعْقِلُونَ لأَنهم يَجْعَلُونَ مَا رَجَعَ إِلى الإِنسان مِيرَاثًا لَهُ إِذ كَانَ مِلْكًا لَهُ وَقَدْ أَوْرَثَنِيه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ أَي أَوْرَثَنَا أَرضَ الْجَنَّةِ، نتبوّأُ مِنْهَا مِنَ الْمَنَازِلِ حَيْثُ نَشاءُ. وَوَرَّثَ فِي مَالِهِ: أَدخل فِيهِ مَن لَيْسَ مِنْ أَهل الْوِرَاثَةِ. الأَزهري: وَرَّثَ بَنِي فُلَانٍ مَالَهُ تَوْرِيثًا، وَذَلِكَ إِذا أَدخل عَلَى وَلَدِهِ وَوَرَثَتِهِ فِي مَالِهِ مَن لَيْسَ مِنْهُمْ، فَجَعَلَ لَهُ نَصِيبًا.

وأَورَثَ وَلَدَه: لَمْ يُدْخِلْ أَحداً مَعَهُ فِي مِيرَاثِهِ، هَذِهِ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وتَوارثْناهُ: وَرِثَه بعضُنا عَنْ بَعْضٍ قِدْماً. وَيُقَالُ: وَرَّثْتُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ أَي جَعَلْتُ مِيرَاثَهُ لَهُ. وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَهُ مالَه أَي تَرَكَهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي دعاءِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ أَمْتِعْني بِسَمْعِي وبَصَري، وَاجْعَلْهُمَا الوارثَ مِنًى ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَي أَبْقِهما مَعِي صَحِيحَيْنِ سَلِيمَيْنِ حَتَّى أَموت؛ وَقِيلَ: أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عِنْدَ الْكِبَرِ وَانْحِلَالِ القُوى النَّفْسَانِيَّةِ، فَيَكُونُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وارِثَيْ سَائِرِ القُوى والباقِيَيْنِ بَعْدَهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد بِالسَّمْعِ وَعْيَ مَا يَسْمَعُ والعملَ بِهِ، وَبِالْبَصَرِ الاعتبارَ بِمَا يَرى ونُور الْقَلْبِ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الحَيْرَة وَالظُّلْمَةِ إِلى الْهُدَى؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي ؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع، فَلِذَلِكَ وَحَّدَهُ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ أَيضاً: وإِليكَ مَآبِي وَلَكَ تُراثي ؛ التُّراثُ: مَا يَخْلُفُهُ الرَّجُلُ لِوَرَثَتِهِ، والتاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: بَعَثَ «1» ابْنِ مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عَرَفَةَ، فَقَالَ: اثْبُتيوا عَلَى مَشاعِركم هَذِهِ، فإِنكم عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرث إِبراهيم. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِرْث أَصله مِنَ الْمِيرَاثِ، إِنما هُوَ وِرْثٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً مَكْسُورَةً لِكَسْرَةِ الْوَاوِ، كَمَا قَالُوا للوِسادة إِسادة، وللوِكافِ إِكاف، فكأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنكم عَلَى بَقِيَّةٍ مِنْ وِرْثِ إِبراهيم الَّذِي تَرَكَ النَّاسَ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَهُوَ الإِرْثُ؛ وأَنشد: فإِنْ تَكُ ذَا عِزٍّ حَدِيثٍ، فإِنَّهُمْ ... لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ، لَمْ تَخُنْه زَوافِرُه وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ: ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ وَاحِدًا، ... ضَرَعاً صَغيراً، ثُمَّ لَا تَعْلُوني أَراد أَن الْحَوَادِثَ تَتَدَاوَلُهُ، كأَنها تَرِثُهُ هَذِهِ عَنْ هَذِهِ. وأَوْرَثَه الشيءَ: أَعقبه إِياه. وأَورثه الْمَرَضُ ضَعْفًا والحزنُ هَمّاً، كَذَلِكَ. وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً، وكُلُّه عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَالتَّشْبِيهِ بِوِراثَةِ الْمَالِ وَالْمَجْدِ. ووَرَّثَ النارَ: لُغَةٌ فِي أَرَّثَ، وَهِيَ الوِرْثَةُ. وَبَنُو وِرْثَةَ: يُنْسَبُونَ إِلى أُمهم. ووَرْثانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَغَدَا مِنَ الأَرض الَّتِي لَمْ يَرْضَها، ... وَاخْتَارَ وَرْثاناً عَلَيْهَا مَنْزِلا وَيُرْوَى: أَرْثاناً عَلَى الْبَدَلِ الْمُطَّرِدِ في هذا الباب. وطث: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ؛ قَالَ: تَطْوي المَوامي، وتَصُكُّ الْوَعْثا، ... بِجَبْهَةِ المِرْداسِ، وَطْثاً وَطْثا الْجَوْهَرِيُّ: الوَطْثُ الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بالرِّجْلِ عَلَى الأَرض، لُغَةٌ فِي الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ. وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ثاءَ وَطْثٍ بَدَلٌ مِنْ سِينِ وَطْسٍ: وَهُوَ الْكَسْرُ. الأَزهري: الوَطْثُ والوَطْسُ: الكَسْر. يُقَالُ: وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً، فَهُوَ مَوْطُوثٌ، ووَطَسَه، فَهُوَ مَوْطُوسٌ إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره. وعث: الوَعْثُ: الْمَكَانُ السَّهْلُ الْكَثِيرُ الدَّهِسُ، تَغِيبُ فِيهِ الأَقدام. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الوَعْثُ مِنَ الرَّمْلِ مَا غَابَتْ فِيهِ الأَرجل والأَخفاف؛ وَقِيلَ: الوَعْثُ مِنَ الرَّمْلِ مَا لَيْسَ بِكَثِيرٍ جَدًا؛ وقيل: هو

_ (1). [أنه قال: بعث] كذا بالأَصل المعول عليه بأَيدينا.

الْمَكَانُ اللَّيِّنُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، ... عِذارَيْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها رَفَعَ خُصُورَهَا بِوَعْثٍ لأَنه فِي مَعْنَى لَيِّنٍ، فكأَنه قَالَ: لَيِّنٌ خُصُورُهَا، والجمعُ وُعْثٌ «1» ووُعُوثٌ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ خَالِدِ بْنِ كُلْثُومٍ: الوَعْثاءُ مَا غَابَتْ فِيهِ الحوافِرُ والأَخفافُ مِنَ الرَّمْلِ الرَّقِيقِ والدَّهاسِ مِنَ الْحَصَى الصِّغَارِ وَشِبْهِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ طَرِيقٌ وَعْثٌ فِي طريق وَعُوثٍ. وَيُقَالُ: الوَعَثُ رِقَّةُ التُّرَابِ وَرَخَاوَةُ الأَرض تَغِيبُ فِيهِ قَوَائِمُ الدَّوَابِّ؛ ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سَهْلٍ. وَحَكَى الفراءُ عَنْ أَبي قَطَرِيٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ، وَقَدْ وَعُثَتْ وَعْثاً، وَقَالَ غَيْرُهُ: وُعُوثةً ووَعاثةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً، ووَعُثَ وُعُوثةً، كِلَاهُمَا: لانَ فَصَارَ كالوَعْثِ. وأَوْعَثَ: وَقَع فِي الوَعْثِ. وأَوْعَثُوا: وقَعُوا فِي الوَعْثِ؛ وأَوْعَثَ البعيرُ؛ قَالَ رؤْبة: لَيْسَ طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ وامرأَة وَعْثَةٌ: كثيرةُ اللَّحْمِ كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فِيهَا مِنْ لِينِهَا وَكَثْرَةِ لَحْمِهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَيِّنَتُها؛ فأَما قَوْلُ رؤْبة: ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ، ... تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ فَقَدْ يَكُونُ جَمَع وَعْثاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ يَكُونُ جَمَع وَعْثاءَ عَلَى أَوْعُثٍ، ثُمَّ جَمَع أَوْعُثاً عَلَى أَواعِثَ. قَالَ: والوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ وَقَالُوا: عَلَى مَا خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم إِذا أَمرته بِرُكُوبِ الأَمر عَلَى مَا فِيهِ، وَهُوَ مَثَلٌ. ووَعْثاءُ السَّفَرِ: مَشَقَّتُهُ وَشِدَّتُهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه إِذا كَانَ سافَر سَفَرًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ أَي شِدَّتِهِ وَمَشَقَّتِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ شِدَّةُ النصَب وَالْمَشَقَّةِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمَآثِمِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ قُضَاعَةَ وَانْتِسَابُهُمْ إِلى الْيَمَنِ: وابنُ ابْنِها مِنَّا وَمِنْكُمْ، وبَعْلُها ... خُزَيْمَةُ، والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها يَقُولُ: إِن قَطِيعَةَ الرَّحِمِ مَأْثَمٌ شديدٌ، وإِنما أَصل الوَعْثاء مِنَ الوَعْثِ، وَهُوَ الدَّهِسُ مَعَا الرِّمَالُ «2» الرَّقِيقَةُ، وَالْمَشْيُ يَشْتَدُّ فِيهِ عَلَى صَاحِبِهِ، فَجُعِلَ مَثَلًا لِكُلِّ مَا يَشُقُّ عَلَى صَاحِبَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الرِّزْقِ كَمَثَل حَائِطٍ لَهُ بَابٌ، فَمَا حولَ البابِ سُهُولَةٌ، وَمَا حولَ الْحَائِطِ وَعْثٌ وَوَعْرٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: عَلَى رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ. والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ؛ قَالَ صَخْرُ الغيِّ: يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني، ... عَلَى المُزَنيِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ وَيُقَالُ لِلْعَظْمِ الْمَكْسُورِ المَوْقورِ: وَعْثٌ. ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب. وَأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ. والوَعْثُ: فسادُ الأَمر وَاخْتِلَاطُهُ، وَيَجْمَعُ عَلَى وُعُوثٍ. وَأَوْعَثَ

_ (1). قوله [والجمع وعث] كذا بالأَصل المعول عليه بهذا الضبط. (2). قوله [وَهُوَ الدَّهِسُ مَعَا الرِّمَالُ] كذا بالأصل المعول عليه بأيدينا ولعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك.

فِي مَالِهِ، وأَقْعَثَ فِي مِالِهِ، وطَأْطَأَ الرَّكْضَ فِي مَالِهِ: أَسْرَفَ فِيهِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعَثَ: تَقُولُ وَعَثْتُهُ عَنْ كَذَا وعَوَّثْتُه أَي صرفته. وَكَثَ: الوِكاثٌ والوُكاثٌ: مَا يَسْتَعْجِلُ بِهِ الغَدَاءُ. واسْتَوْكَثْنا نحنُ: اسْتَعجلْنا وأَكَلْنا شَيْئًا نَبْلُغُ به الغَدَاء. وَلَثَ: الوَلْثُ: عَقْدُ العَهْدِ بَيْنَ الْقَوْمِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَعْفُ العُقْدَة. يُقَالُ: وَلَثَ لِي وَلْثاً لَمْ يُحْكِمْه أَي عَاهَدَنِي. يُقَالُ: وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ أَي شَيْءٌ قَلِيلٌ. والوَلْثُ: عَقْدٌ لَيْسَ بمحكَم وَلَا مُؤَكَّدٍ، وَهُوَ الضَّعِيفُ؛ وَمِنْهُ وَلْثُ السَّحَابِ: وَهُوَ النَّدَى اليسيرُ؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ الْعَهْدُ الْمُحْكَمُ؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنَ الْعَهْدِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ شِرَاءَ سَبْيِ زابَلٍ، وَقَالَ: إِن عُثْمَانَ وَلَثَ لَهُمْ وَلْثاً أَي أَعطاهم شَيْئًا مِنَ الْعَهْدِ؛ وَيُقَالُ: وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضَعِيفَةً؛ وَيُقَالُ: لَهُمْ وَلْثٌ ضَعِيفٌ وَوَلْثٌ مُحْكَم؛ وَقَالَ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَلسٍ فِي الوَلْثِ المحكَم: كَمَا امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ، ... وَكَانَ لَهَا وَلْثٌ مِنَ العَقْدِ مُحْكَمُ الْجَوْهَرِيُّ: الوَلْثُ العهدُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَقَعُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَيَكُونُ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ. يُقَالُ: وَلَثَ لَهُ عَقْداً. والوَلْثُ: الْيَسِيرُ مِنَ الضَّرْبِ وَالْوَجَعِ؛ وَقِيلَ: الْبَقِيَّةُ مِنْهُ. وَقَدْ وَلَثَ ولْثاً، وَوَلِثَ وَلَثاً؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ كلُّ يَسِيرٍ مِنْ كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، لرأْس الْجَالُوتِ، وَفِي رِوَايَةِ الجاثَلِيقِ: لَوْلَا وَلْثٌ لَكَ مِنْ عَهْدٍ، لضربتُ عُنُقَك أَي طَرَفٌ مِنْ عَقْدٍ أَو يسيرٌ مِنْهُ. وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الوَلْثُ الضَّعِيفُ مِنَ الْعُهُودِ. أَبو مُرَّةَ الْقُشَيْرِيُّ: الوَلْثُ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ جِرَاحَةً فوقَ الثِّيَابِ. قَالَ: وطَرَقَ رجلٌ قَوْمًا يَطْلُبُ امرأَةً وعَدَتْهُ، فَوَقَعَ عَلَى رَجُلٍ، فَصَاحَ بِهِ، فَاجْتَمَعَ الحيُّ عَلَيْهِ فوَلَثُوه، ثُمَّ أُفْلِتَ. والوَلْثُ: بَقِيَّةُ الْعَجِينِ فِي الدَّسِيعَةِ، وَبَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي المُشَقَّرِ، والفَضْلَةُ مِنَ النَّبِيذِ تَبْقَى فِي الإِناء، وَهُوَ البَسِيل. والوَلْثُ: القليلُ مِنَ الْمَطَرِ. وأَصابنا وَلْثٌ مِنْ مَطَرٍ أَي قليلٌ مِنْهُ. وولَثَتْنا السماءُ ولْثاً: بَلَّتْنا بِمَطَرٍ قَلِيلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والوَلْثُ بَقِيَّةُ العَهْد. فِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا وَلْثُ عَهْدٍ لَهُمْ، لفعلتُ بِهِمْ كَذَا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ دَبَّرْتُ مَمْلُوكِيَ إِذا قلتَ: هُوَ حُرٌّ بَعْدَ مَوْتِي إِذا وَلَثْتَ لَهُ عِتْقاً فِي حَيَاتِكَ. قَالَ، والوَلْثُ التَّوْجِيهُ «3» إِذا قُلْتَ: هُوَ حُرٌّ بَعْدِي، فَهُوَ الوَلْثُ. وَقَدْ وَلَثَ فلانٌ لَنَا مِنْ أَمرنا وَلْثاً أَي وَجَّهَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وقلتُ إِذ أَغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي دَائِمٌ كَمَا يَلِثُونه بِالضَّرْبِ. الأَصمعي: وَلَثَه أَي ضَرَبَهُ ضَرْبًا قَلِيلًا. ووَلَثَهُ بِالْعَصَا يَلِثُه وَلْثاً أَي ضَرَبَهُ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ إِذ أَغبط دَيْنٌ وَالِثُ: أَساء رُؤْبَةُ فِي هَذَا لأَنه كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يُؤَكِّدَ أَمر الدَّين. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ دَيْنٌ والثٌ أَي يَتَقَلَّدُهُ كَمَا يتقلد العهد. وَهَثَ: وهَثَ الشيءَ وَهْثاً: وَطِئَهُ وطْأً شَدِيدًا. والوَهْثُ: الانهماك في الشيء.

_ (3). قوله [والولث التوجيه] كذا بالأَصل والقاموس، وسكت عليه الشارح. وبهامش الشارح المطبوع معزواً لحاشية الفاسي ما نصه: قوله التوجيه، صحته الترجية بزنة تبصرة.

فصل الياء المثناة تحتها

والواهثُ: الْمُلْقِي نَفْسَه فِي الشَّيْءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْمُلْقِي نَفْسَهُ فِي هَلَكَةٍ. وتَوَهَّثَ فِي الشَّيْءِ إِذا أَمعن فيه. فصل الياء المثناة تحتها يَفُثُ: يافثُ: مِن أَبناء نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ نَسْلِهِ التُّرْكُ ويأْجوجُ ومأْجوجُ، وَهُمْ إِخوة بَنِي سَامٍ وَحَامٍ، فِيمَا زَعَمَ النَّسَّابُونَ. وأَيافِثُ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ أَيفث، اسْمًا لَا صِفة. ينبيث: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي: اليَنْبِيثُ ضَرْبٌ مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اليَنْبِيثُ، بِوَزْنِ فَيْعيلٍ: غَيْرَ البَيْنِيثِ؛ قَالَ: وَلَا أَدري أَعَرَبيٌّ هُوَ أَم دَخِيلٌ؟ ييعث: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَقْوالِ شَبْوَةَ ذِكْرُ يَيْعُثَ، قَالَ: هِيَ بِفَتْحِ الْيَاءِ الأُولى، وَضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، صُقْعٌ مِنْ بِلَادِ الْيَمَنِ جَعَلَهُ لهم: انتهى.

ج

ج حرف الجيم ج: الْجِيمُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ حَرْفًا، وَهِيَ أَيضاً مِنَ الْحُرُوفِ الْمَحْقُورَةِ وَهِيَ: الْقَافُ وَالْجِيمُ وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالْبَاءُ، يَجْمَعُهَا قولك: [جدقطب] سُمِّيتَ بِذَلِكَ لأَنها تُحقر فِي الْوَقْفِ، وتُضْغَطُ عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَهِيَ حُرُوفُ الْقَلْقَلَةِ لأَنك لَا تَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا إِلَّا بِصَوْتٍ، وَذَلِكَ لِشِدَّةِ الحَقْرِ والضَّغْطِ، وَذَلِكَ نَحْوَ الْحَقْ، واذْهَبْ، واخْرُجْ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ أَشدّ تَصْوِيتًا مِنْ بَعْضٍ، وَالْجِيمُ وَالشِّينُ وَالضَّادُ ثَلَاثَةٌ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الشَّجْرية، والشَّجْرُ مَفْرَجُ الْفَمِ، وَمَخْرَجُ الْجِيمِ وَالْقَافِ وَالْكَافِ بَيْنَ عَكَدَةِ اللِّسَانِ، وَبَيْنَ اللَّهاةِ فِي أَقصى الفَم. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: بَعْضُ الْعَرَبِ يُبْدِلُ الْجِيمَ مِنَ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ، قَالَ: وَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ حَنْظَلَةَ: مِمَّنْ أَنت؟ فَقَالَ: فُقَيْمِجٌّ، فَقُلْتُ: مِن أَيهم؟ قَالَ: مُرِّجٌّ؛: يُرِيدُ فُقَيْمِيٌّ مُرِّيٌّ؛ وأَنشد لِهمْيان بْنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيِّ: يُطِيرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهابِجا قَالَ: يُرِيدُ الصُّهابِيَّا، مِنَ الصُّهْبة؛ وَقَالَ خَلَفٌ الأَحمر: أَنشدني رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ: خَالِيَ عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ، ... المُطْعِمانِ اللَّحْمَ بالعَشِجِّ، وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِ يُرِيدُ عَلِيًّا، وَالْعَشِيَّ، وَالْبَرْنِيَّ. قَالَ: وَقَدْ أَبدلوها مِنَ الْيَاءِ الْمُخَفَّفَةِ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: يَا رَبِّ، إِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ، ... فَلَا يَزَالُ شاحِجٌ يأْتيك بِجْ، أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ وأَنشد أَيضاً: حَتَّى إِذا مَا أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا يُرِيدُ أَمست وأَمسى، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ قَبِيحٌ؛ قَالَ أَبو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ: وَلَوْ رَدَّهُ إِنسانٌ لَكَانَ مَذْهَبًا؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: أَمست وأَمسى لَيْسَ فِيهِمَا يَاءٌ ظَاهِرَةٌ يُنْطَقُ بِهَا، وَقَوْلُهُ: أَمسجت وأَمسجا، يَقْتَضِي أَن يَكُونَ الْكَلَامُ أَمسيت وأَمسيا، وَلَيْسَ

فصل الألف

النُّطْقُ كَذَلِكَ، وَلَا ذُكِرَ أَيضاً أَنهم يُبْدِلُونَهَا فِي التَّقْدِيرِ الْمَعْنَوِيِّ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ. وَالْجِيمُ حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي تُؤَنَّثُ، وَيَجُوزُ تَذْكِيرُهَا. وَقَدْ جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كَتَبْتُهَا. فصل الألف أجج: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النَّارِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صَوْتُ النَّارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَصْرِفُ وَجْهي عَنْ أَجِيج التَّنُّور، ... كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛ قَالَ: كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ ... أَجِيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ وَكَذَلِكَ ائْتَجَّتْ، عَلَى افْتَعَلَتْ، وتَأَجَّجَتْ، وَقَدْ أَجَّجَها تَأْجيجاً. وأَجِيجُ الكِيرِ: حفيفُ النَّارِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والأَجُوجُ: المضيءُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يَصِفُ بَرْقًا: يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً، ... أَغَرَّ، كَمِصْبَاحِ اليَهُودِ، أَجُوج قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَصِفُ سَحَابًا مُتَتَابِعًا، وَالْهَاءُ فِي سَنَاهُ تَعُودُ عَلَى السَّحَابِ، وَذَلِكَ أَن الْبُرْقَةَ إِذا بَرَقَتِ انْكَشَفَ السَّحَابُ، وَرَاتَقَا حَالٌ مِنَ الْهَاءِ فِي سَنَاهُ؛ وَرَوَاهُ الأَصمعي، رَاتِقٌ مُتَكَشِّفٌ، بِالرَّفْعِ، فَجَعَلَ الرَّاتِقَ الْبَرْقَ. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ: طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يُضِيءُ، مِنْ أَجِيج النَّارِ تَوَقُّدِها. وأَجَّجَ بَيْنَهُمْ شَرًّا: أَوقده. وأَجَّةُ الْقَوْمِ وأَجِيجُهم: اخْتِلاطُ كَلَامِهِمْ مَعَ حَفيف مَشْيِهِمْ. وَقَوْلُهُمْ: القومُ فِي أَجَّة أَي فِي اخْتِلَاطٍ؛ وَقَوْلُهُ: تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فَاضْطَرَّ، فَفَكَّ الإِدغام. أَبو عَمْرٍو: أَجَّج إِذا حَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ، وجَأَجَ إِذا وَقَفَ جُبْناً، وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً: سُمع حَفيفُه فِي عَدْوِه؛ قَالَ يَصِفُ نَاقَةً: فرَاحَتْ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ، ... تَئِجُّ كَمَا أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً: صَوَّتَ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، وأَنشد لِجَمِيلٍ: تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ ... مَناكِبُها، وابْتُزَّ عَنْهَا شَليلُها وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً: أَسرع؛ قَالَ: سَدَا بيدَيه ثُمَّ أَجَّ بِسَيْرِهِ، ... كأَجِّ الظَّليم مِنْ قَنِيصٍ وكالِب التَّهْذِيبُ: أَجَّ فِي سَيْرِهِ يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وَهَرْوَلَ؛ وأَنشد: يَؤُجُّ كَمَا أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ تؤُج بِالتَّاءِ، لأَنه يَصِفُ نَاقَتَهُ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: الظَّلِيمُ المُفَزَّعُ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فَلَمَّا أَصبح دَعَا عَلِيًّا، فأَعطاه الرَّايَةَ، فَخَرَجَ بِهَا يَؤُجُّ حَتَّى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ. الأَجُّ: الإِسراعُ والهَرْوَلةُ. والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ: شدَّةُ الحرِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطَبُ

والأَجَّةُ: شِدَّةُ الحرِّ وَتَوَهُّجه، وَالْجَمْعُ إِجاجٌ، مِثْلَ جَفْنَةٍ وجِفَانٍ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلَا وَيُقَالُ: جَاءَتْ أَجَّةُ الصَّيْفِ. وماءٌ أُجاجٌ أَي مِلْحٌ؛ وَقِيلَ: مرٌّ؛ وَقِيلَ: شَدِيدُ الْمَرَارَةِ؛ وَقِيلَ: الأُجاجُ الشَّدِيدُ الْحَرَارَةِ، وَكَذَلِكَ الجمع. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ* ؛ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمُلُوحَةِ وَالْمَرَارَةِ، مِثْلَ مَاءِ الْبَحْرِ. وَقَدْ أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وعَذْبُها أُجاجٌ ؛ الأُجاج، بِالضَّمِّ: الماءُ الْمِلْحُ، الشَّدِيدُ الْمُلُوحَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: نَزَلْنَا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لَهَا بِالْفَلَاةِ، وطَرَفٌ لَهَا بِالْبَحْرِ الأُجاج. وأَجِيجُ الماءِ: صوتُ انْصِبَابِهِ. ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قَبِيلَتَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، جاءَت القراءَة فِيهِمَا بِهَمْزٍ وَغَيْرِ هَمْزٍ. قَالَ: وجاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن الْخَلْقَ عَشَرَةُ أَجزاء: تِسْعَةٌ مِنْهَا يأْجوجُ ومأْجوجُ ، وَهُمَا اسْمَانِ أَعجميان، واشتقاقُ مِثْلِهِمَا مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يَخْرُجُ مِنْ أَجَّتِ النارُ، وَمِنَ الْمَاءِ الأُجاج، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمُلُوحَةِ، المُحْرِقُ مِنْ مُلُوحَتِهِ؛ قَالَ: وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ فِي يأْجُوجَ يَفْعول، وَفِي مأْجوج مَفْعُولَ، كأَنه مِنْ أَجِيج النَّارِ.؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يأْجوج فَاعُولًا، وَكَذَلِكَ مأْجوج؛ قَالَ: وَهَذَا لَوْ كَانَ الِاسْمَانِ عَرَبِيَّيْنِ، لَكَانَ هَذَا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فَلَا تُشْتَقُّ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ؛ وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ، وَجَعَلَ الأَلفين زَائِدَتَيْنِ يَقُولُ: يَاجُوجُ مِنْ يَجَجْتُ، وَمَاجُوجُ مِنْ مَجَجْتُ، وَهُمَا غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ مَعًا، ... وعَادَ عادٌ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا ويَأْجِجُ، بِالْكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ حَكَاهُ السِّيرَافِيُّ عَنْ أَصحاب الْحَدِيثِ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ يَأْجَجُ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. أذج: أَبو عَمْرٍو: أَذَجَ إِذا أَكثر مِنَ الشَّرَابِ. أذربج: أَذْرَبِيجَانُ: مَوْضِعٌ، أَعجمي معرَّب؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وَقَدْ حالَ دُونها، ... قُرَى أَذْرَبِيجانَ المَسَالِحُ وَالْحَالِي «1» وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي مُرَكَّبًا، قَالَ: هَذَا اسْمٌ فِيهِ خَمْسَةُ مَوَانِعَ مِنَ الصَّرْفِ، وَهِيَ التَّعْرِيفُ والتأْنيث وَالْعُجْمَةُ والتركيب والأَلف والنون. أرج: الأَرَجُ: نَفْحَةُ الريحِ الطَّيِّبَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَرِيجُ والأَرِيجةُ: الريحُ الطَّيِّبَةُ، وَجَمْعُهَا الأَرائِجُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ رِيحاً مِنْ خُزَامَى عالِجِ، ... أَو رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرائِجِ وأَرِجَ الطِّيبُ، بِالْكَسْرِ، يَأْرَجُ أَرَجاً، فَهُوَ أَرِجٌ: فاحَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كَأَنَّ عَلَيْهَا بَالَةً لَطَمِيَّةً، ... لَهَا، مِنْ خِلالِ الدَّأْيَتَيْنِ، أَرِيجُ وَيُقَالُ: أَرِجَ البيتُ يَأْرَجُ، فَهُوَ أَرِجٌ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ. والأَرَجُ والأَريجُ: تَوَهُّجُ رِيحِ الطِّيبِ. والتَّأْريجُ:

_ (1). قوله [والحالي] كذا بالأَصل بالحاء المهملة وبعد اللام ياء تحتية بوزن عالي، ومثله في مادة سلح؛ وذكر البيت هناك وفسر المسالح بالمواضع المخوفة. وحذا حذوه شارح القاموس في الموضعين، لكن ذكر ياقوت في معجم البلدان عند ذكر أَذربيجان هذا البيت وفيه: والجال، بالجيم بوزن المال بدل الحالي، وقال عند ذكر الجال، باللام، موضع بأذربيجان.

شِبْهُ التَّأْرِيشِ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِنَّا إِذا مُذْكي الحُرُوبِ أَرَّجَا وأَرَّجْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ تأْرِيجاً إِذا أَغريت بَيْنَهُمْ. وهَيَّجْتَ مِثْلُ أَرَّشْتَ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَمِنْهُ سُمِّيَ المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيُّ جَدُّ المُؤَرِّج الرَّاوِيَةِ، وَذَلِكَ أَنه أَرَّجَ الْحَرْبَ بَيْنَ بَكْرٍ وَتَغْلِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لمَّا جاءَ نَعِيُّ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى الْمَدَائِنِ أَرِجَ النَّاسُ أَي ضَجُّوا بِالْبُكَاءِ؛ قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَرِجَ الطيبُ إِذا فَاحَ. وأَرَّجْتُ الحربَ إِذا أَثَرْتَها. والأَرَجَانُ: الإِغْراءُ بَينَ النَّاسِ؛ وَقَدْ أَرَّجَ بَيْنَهُمْ. وأَرَّجَ بالسَّبُعِ كَهَرَّجَ: إِما أَن تَكُونَ لُغَةً، وإِما أَن تَكُونَ بَدَلًا. وأَرَجَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ يَأْرِجُه أَرْجاً: خَلَطه. وَرَجُلٌ أَرَّاجٌ ومِئْرَجٌ. وأَرَّجَ النارَ وأَرَّثَها: أَوْقَدَها، مُشَدَّدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والتَّأْرِيجُ والإِرَاجَةُ: شيءٌ مِنْ كُتُبِ أَصحاب الدَّوَاوِينِ. التَّهْذِيبُ: والأَوَارِجَةُ مِنْ كُتُب أَصحاب الدَّوَاوِينِ فِي الخَرَاج وَنَحْوِهِ؛ وَيُقَالُ: هَذَا كتابُ التَّأْرِيج. ورَوَّجْتُ الأَمرَ فَرَاجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه. وأَرَّجانُ: موضعٌ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ وأَنشد: أَرادَ اللهُ أَن يُخْزِي بُجَيْراً، ... فسَلَّطَني عَلَيْهِ بأَرَّجانِ وَقِيلَ: هُوَ بَلَدٌ بِفَارِسَ، وَخَفَّفَهُ بَعْضُ متأَخري الشُّعَرَاءِ فأَقْدَم عَلَى ذَلِكَ لعُجْمته. والأَيارِجَةُ: دَوَاءٌ، وَهُوَ معرَّب. أزج: الأَزَجُ: بيْتٌ يُبْنى طُولًا، وَيُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ أَوستان. والتَّأْزِيجُ: الفِعْلُ، وَالْجَمْعُ آزُجٌ وآزاجٌ؛ قَالَ الأَعشى: بَنَاهُ سليمانُ بنُ داودَ حِقْبَةً، ... لَهُ أَزَجٌ صَمٌّ، وطِيءٌ، مُوَثَّقُ والأُزُوجُ: سُرْعَةُ الشّدِّ. وَفَرَسٌ أَزُوجٌ. وأَزَجَ فِي مِشْيَتِهِ يَأْزِجُ أُزُوجاً «1»: أَسرع؛ قَالَ: فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً تَأْزِجُ، ... فَسَقَطَتْ، مِن خَلْفِهِنَّ، تَنْشِجُ وأَزِجَ وأَزَجَ العُشْبُ: طالَ. أسبرج: فِي الْحَدِيثِ: مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فَقَد غَمَسَ يَدَه فِي دَمِ خِنْزِيرٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ: هُوَ اسْمُ الْفَرَسِ الَّتِي فِي الشِّطْرَنْجِ، واللغة فارسية معرّبة. أشج: الأُشَّجُ: دَوَاءٌ وَهُوَ أَكثر اسْتِعْمَالًا مِنَ الأُشَّقِ. أمج: الأَمَجُ: حَرٌّ وعَطَشٌ؛ يُقَالُ: صَيْفٌ أَمَجٌ أَي شَدِيدُ الحرِّ؛ وَقِيلَ: الأَمَجُ شدَّة الْحَرِّ وَالْعَطَشِ والأَخذ بِالنَّفَسِ. الأَصمعي: الأَمَجُ تَهَوُّجُ الحرِّ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: حَتى إِذا مَا الصَّيْفُ كَانَ أَمَجَا، ... وفَرَغَا مِنْ رَعْيِ مَا تَلَزَّجَا وأَمِجَتِ الإِبلُ «2» تَأْمَجُ أَمَجاً إِذا اشْتَدَّ بِهَا حَرٌّ أَو عَطَشٌ. أَبو عَمْرٍو: وأَمَجَ إِذا سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا، بِالتَّخْفِيفِ. وأَمَجُ: موضعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى إِذا كَانَ بالكَديدِ ماءٌ بَيْنَ عُسْفانَ وأَمَج. أَمَج، بِفُتْحَتَيْنِ وَجِيمٍ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؛ وأَنشد

_ (1). قوله [وأزج يأزج] كذا بضبط الأَصل من باب ضرب. وفي القاموس: وأزجه تأزيجاً بناه وطوّله كنصر وفرح. (2). قوله [وأَمجت الإِبل] من باب فرح، وقوله: [وأمج إِذا سار] بابه ضرب كما في القاموس.

فصل الباء

أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: حُمَيْدُ الَّذِي أَمَجٌ دارُه، ... أَخو الخَمْر، ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ أنبج: فِي الْحَدِيثِ: ايْتُونِي بأَنْبِجانِيَّة أَبي جَهْم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى مَنْبِجَ، الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ؛ وَقِيلَ: إِنها مَنْسُوبَةٌ إِلى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجانُ، وَهُوَ أَشبه، لأَنَّ الأَول فِيهِ تَعَسُّفٌ، قَالَ: وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ، وسيأْتي ذِكْرُ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ نَبَجَ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فصل الباء باج: الباجُ: التُّبَّانُ. والناسُ باجٌ وَاحِدٌ أَي شيءٌ وَاحِدٌ. وجَعَلَ الكلامَ بَاجًا وَاحِدًا أَي وَجْهاً وَاحِدًا. ابْنُ الأَعرابي: الباجُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَهُوَ الطَّرِيقَةُ مِنَ المَحاجِّ الْمُسْتَوِيَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأَجْعَلَنَّ النَّاسَ بَاجاً وَاحِدًا أَي طَرِيقَةً وَاحِدَةً فِي الْعَطَاءِ، ويُجْمَعُ باجٌ عَلَى أَبْواجٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: اجْعَلْ هَذَا الشَّيْءَ بَاجًا وَاحِدًا؛ قَالَ: وَيُقَالُ أَول مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ عُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَي طَرِيقَةً وَاحِدَةً؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ الْجَاشُ وَالْفَاسُ وَالْكَاسُ وَالرَّاسُ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمُ اجعلْ الْبَاجَاتِ بَاجًا وَاحِدًا أَي ضَرْبًا وَاحِدًا وَلَوْنًا وَاحِدًا، وَهُوَ معرَّب وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ بَاهَا أَي أَلوان الأَطعمة. بجج: بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَة يَبُجُّها بَجًّا: شَقَّها؛ قَالَ جُبَيْهَا الأَشجعيُّ فِي عنزٍ لَهُ مَنَحَهَا لِرَجُلٍ وَلَمْ يَرُدَّهَا: فجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها ... عَسالِيجُه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ وكلُّ شَقٍّ بَجٌّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بَجَّ المَزاد مُوكَراً مَوْفُورا وَيُقَالُ: انْبَجَّتْ ماشيتُكَ مِنَ الكَلإِ إِذا فَتَقَهَا السِّمَنُ مِنَ العُشْبِ، فأَوْسَعَ خَوَاصِرَهَا؛ وَقَدْ بَجَّها الكَلأُ؛ وأَنشد بَيْتَ جُبَيْهَا الأَشجعيّ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: فجاءَت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ لجاءَت، قَالَ: وَاللَّامُ فِيهِ جوابُ لَوْ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: فَلَوْ أَنها طافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، ... نَفَى الدِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، فَهُوَ كالِحُ قَالَ: والقَسْوَرُ ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، وَكَذَلِكَ الثَّامِرُ. وَالْكَالِحُ: مَا اسْوَدَّ مِنْهُ. وَالْمُتَنَاوِحُ: الْمُتَقَابِلُ. يَقُولُ: لَوْ رَعَتْ هَذِهِ الشَّاةُ نَبْتًا أَيبسه الجدبُ قَدْ ذَهَبَ دِقُّه، وَهُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ الرَّاعِيَةُ، لجاءَت كأَنها قَدْ رَعَتْ قَسْوَراً شَدِيدَ الخُضْرَةِ، فَسَمِنَتْ عَلَيْهِ حَتَّى شَقَّ الشحمُ جِلْدَها؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: ورأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ الْفَاضِلِ رَضِيُّ الدِّينِ الشَّاطِبِيُّ، صَاحِبُنَا، رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا صُورَتُهُ: قَالَ أَبو الْحَسَنِ بْنُ سِيدَهْ أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ ورَقُ الشَّجَرِ؛ وأَنشد بَيْتَ جُبَيْهَا الأَشجعي: فَلَو أَنها قامَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، ... نَفى الجدبُ عَنْهُ رِقَّهُ، فَهُوَ كَالِحُ قَالَ: هَكَذَا أَنشدنَاه رِقَّه، وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ الوَرَق، إِنما هُوَ فِي مَعْنَاهُ. والطُّنْبُ: الْعُودُ الْيَابِسُ. قَالَ: وَفِي الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ: دِقُّ كلِّ شيءٍ دُونَ جِلِّه، وَهُوَ صِغارُه ورَدِيُّه. ودِقُّ الشَّجَرِ: حشيشُه، وَقَالُوا: دِقُّه صغارُ وَرَقِه، وأَنشدوا بَيْتَ جُبَيْهَا: نَفَى الدِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، فهو كالح والبَجُّ: الطعنُ يُخَالِطُ الْجَوْفَ وَلَا يَنْفُذُ؛ يُقَالُ:

بَجَجْتُه أَبُجُّهُ بَجّاً أَي طَعَنْتُهُ؛ وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة: قَفْخاً، عَلَى الهامِ، وبَجّاً وَخْضا ابْنُ سِيدَهْ: بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ؛ وَقِيلَ طَعَنَهُ فَخَالَطَتِ الطعنةُ جوفَه. وبَجَّه بَجّاً: قَطَعَهُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد: بَجَّ الطبيبُ نائطَ المَصْفُور وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ قَدْ أَراحكم مِنَ الشَّجَّة والبَجَّة ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: البَجَّةُ الفَصِيد الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ تأْكُلُهُ فِي الأَزْمَةِ، وَهُوَ مِنْ هَذَا، لأَن الفاصدَ يَشُقُّ العِرْقَ؛ وَفَسَّرَهُ ابْنُ الأَثير فَقَالَ: البَجُّ الطَّعْنُ غير النافذ، كانوا يَفْصِدُونَ عِرق الْبَعِيرِ ويأْخذون الدَّمَ، يتبلَّغون بِهِ فِي السَّنَةِ الْمُجْدِبَةِ، وَيُسَمُّونَهُ الْفَصِيدُ، سُمِّيَ بِالْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ البَجِّ؛ أَي أَراحكم اللَّهُ مِنَ الْقَحْطِ وَالضِّيقِ بِمَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِنَ الإِسلام. وبَجَّه بِالْعَصَا وَغَيْرِهَا بَجّاً: ضَرَبَهُ بِهَا عَنْ عِراضٍ «3»، حَيْثُمَا أَصابت مِنْهُ. وبَجَّهُ بِمَكْرُوهٍ وَشَرٍّ وَبَلَاءٍ: رَمَاهُ بِهِ. والبَجَجُ: سَعَةُ الْعَيْنِ وضَخْمُها. بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وَهُوَ بَجِيجٌ، والأُنثى بَجَّاءُ. وفلانٌ أَبَجُّ الْعَيْنِ إِذا كَانَ واسعَ مَشَقِّ الْعَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُخْتَلَقٍ لِلْمُلكِ أَبْيَضَ فَدْغَمٍ، ... أَشَمَّ أَبَجَّ العَين، كالقَمَرِ البَدْرِ وعينٌ بَجَّاءُ: واسعةٌ. والبُجُّ: فَرخُ الْحَمَامِ كالمُجِّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: زَعَمُوا ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا. والبَجَّةُ: صَنَمٌ كَانَ يُعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ مِنَ الشَّجَّةِ والبَجَّة. وَرَجُلٌ بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ: بادِنٌ مُمْتَلِئٌ مُنْتَفِخٌ؛ وَقِيلَ: كَثِيرُ اللَّحْمِ غَلِيظُهُ. وجاريةٌ بَجْباجَةٌ: سَمِينَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: دارٌ لبَيْضاءَ حَصانِ السِّترِ، ... بَجْباجَةِ البَدْنِ، هَضِيمِ الخَصْرِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ سَمِينًا ثُمَّ اضْطَرَبَ لَحْمُهُ، قِيلَ: رجلٌ بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ؛ قَالَ نَقَّادَةُ الأَسدي: حَتَّى تَرى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا، ... يَمْسَحُ، لمَّا حالَفَ الإِغْباطا، بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه، المُخاطا الإِغباط: مُلَازَمَةُ الْغَبِيطِ وَهُوَ الرَّحْل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد الرَّاعِي: كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعاقِدُهُ ... بِواضِحٍ، مِنْ ذُرى الأَنْقاءِ، بَجْباجِ مِنْطَقُها: إِزارها؛ يَقُولُ: كأَن إِزارها دِيرَ عَلَى نَقا رَمْلٍ، وَهُوَ الْكَثِيبُ. وَرَمْلٌ بَجْباجٌ: مجتمعٌ ضَخْمٌ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ ضعيفٌ سريعُ العَرَق؛ وأَنشد: فَلَيْسَ بِالْكَابِي وَلَا البَجْباجِ ابْنُ الأَعرابي: البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة.

_ (3). قوله [عن عراض] بكسر العين جمع عرض، بضمها، أَي ناحية. قال في القاموس: ويضربون الناس عن عرض، لَا يُبَالُونَ مَنْ ضَرَبُوا.

أَبو عَمْرٍو: حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ: ضَخْمٌ. والبَجْبَجَةُ: شيءٌ يَفْعَلُهُ الإِنسان عِنْدَ مُنَاغَاةِ الصَّبِيِّ بِالْفَمِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن هَذَا البَجْباجَ النَّفَّاج لَا يَدْرِي أَيْنَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ ؛ مِنَ البَجْبَجَةِ الَّتِي تُفْعَل عِنْدَ مُناغاة الصَّبِيِّ. وبَجْباجٌ فَجْفاجٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ. والبَجْباجُ: الأَحمقُ. والنَّفَّاج: المتكبر. بحزج: البَحْزَجُ: الجُوذَرُ «1»؛ وَقِيلَ: البَحْزَجُ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ؛ قَالَ رؤْبة: بِفاحِمٍ وَحْفٍ، وعَيْنَيْ بَحْزَجِ والأُنثى بَحْزَجَةٌ. والمُبَحْزَجُ: الماءُ المسَخَّنُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ حِمَارًا: كأَنَّ، عَلَى أَكْسائِها مِنْ لُغامِهِ، ... وخِيفَةَ خِطْمِيٍّ بماءٍ مُبَحْزَجِ التَّهْذِيبُ: المُبَحْزَجُ الماءُ المُغْلَى، النِّهاية فِي الحَرارَة. والسَّخيمُ: الماءُ الَّذِي لَا حارٌّ وَلَا باردٌ. قَالَ: والمُبَحْزَجُ الماءُ الْحَارُّ، ورأَيت فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: البَحْزَج، مِنَ النَّاسِ، الْقَصِيرُ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، وَاللَّهُ أَعلم. بختج: فِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: أُهْدِيَ إِليه بُخْتُجٌ، فَكَانَ يَشْرَبُهُ مَعَ العَكَرِ. البُخْتُجُ: الْعَصِيرُ الْمَطْبُوخُ، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ مِيبُخْتَه أَي عَصِيرٌ مَطْبُوخٌ، وإِنما شَرِبَهُ مَعَ العَكَرِ خيفةَ أَن يُصَفِّيَهُ فيَشْتَدَّ ويُسْكِرَ. بخدج: اسم شاعر. بدج: فِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه حَمَلَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَلَى نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَطْعَ أُبْدُوجَ سَرْجه ، يَعْنِي لِبْدَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ هَكَذَا فَسَّرَهُ أَحد رُوَاتِهِ، قَالَ: وَلَسْتُ أَدْري مَا صحته. بذج: البَذَجُ: الحَمَلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَضعَف مَا يَكُونُ مِنَ الحُمْلان، وَالْجَمْعُ بِذْجانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُؤْتَى بِابْنِ آدمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كأَنه بَذَجٌ مِنَ الذُّلِ ؛ الْفَرَّاءُ: البَذَجُ مِنْ أَولاد الضأْنِ، بِمَنْزِلَةِ العَتُودِ مِنْ أَولاد الْمَعِزِ؛ وأَنشد لأَبي مُحْرِزٍ الْمُحَارِبِيِّ، وَاسْمُهُ عُبَيْدٌ: قَدْ هَلَكَتْ جارَتُنا مِنَ الهَمَجْ، ... وإِنْ تَجُعْ تأْكُلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الهَمَجُ هُنَا الجُوعُ؛ قَالَ: وَبِهِ سُمِّي البَعُوض لأَنه إِذا جَاعَ عَاشَ، وإِذا شبع مات. بذرج: الباذَرُوج: نَبْتٌ طَيِّبُ الريح. بذنج: الباذَنْجَانُ: اسْمٌ فَارِسِيٌّ، وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. برج: البَرَجُ: تباعدُ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ، وكلُّ ظَاهِرٍ مُرْتَفِعٍ فَقَدْ بَرَجَ، وإِنما قِيلَ للبُروج بُروج لِظُهُورِهَا وَبَيَانِهَا وَارْتِفَاعِهَا. والبَرَجُ: نَجَلُ الْعَيْنِ، وَهُوَ سَعَتُها، وَقِيلَ: البَرَجُ سَعَةُ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ بَيَاضِ صَاحِبِهَا، ابْنُ سِيدَهْ: البَرَجُ سَعَةُ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: سَعَةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ وعِظَمُ المُقْلَةِ وحُسْنُ الحَدَقَة، وَقِيلَ: هُوَ نَقَاءُ بَيَاضِهَا وَصَفَاءُ سَوَادِهَا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ بَيَاضُ الْعَيْنِ مُحدِقاً بِالسَّوَادِ كُلِّهِ، لَا يَغِيبُ مِنْ سَوَادِهَا شَيْءٌ. بَرِجَ بَرَجاً، وَهُوَ أَبْرَجُ، وعينٌ بَرْجَاءُ، وَفِي صِفَةِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَدْلَمُ أَبْرَجُ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وامرأَة بَرْجاءُ: بَيِّنَةُ الْبَرَجِ، ومنه

_ (1). قوله [البحزج الجوذر وقيل إلخ] انظره فإن صنيعه يقتضي أَن ولد البقرة الوحشية غير الجوذر مع أَنه هو بجميع لغاته المذكورة في مادة جذر، ولم نجد للجوذر معنى غيره.

قِيلَ: ثَوْبٌ مُبَرَّجٌ للمُعَيَّنِ مِنَ الحُلَلِ. والتَّبَرُّج: إِظهار المرأَة زينتَها ومحاسنَها لِلرِّجَالِ. وتَبَرَّجَتِ المرأَةُ: أَظهرت وَجْهَها. وإِذا أَبدت المرأَة مَحَاسِنَ جِيدِهَا وَوَجْهِهَا، قِيلَ: تَبَرَّجَتْ، وَتَرَى مَعَ ذَلِكَ فِي عَيْنَيْهَا حُسْنَ نَظَرٍ، كَقَوْلِ ابْنِ عُرْسٍ فِي الْجُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَهْجُوهُ: يُبْغَضُ مِنْ عَيْنَيْكَ تَبْرِيجُهَا، ... وصُورةٌ فِي جَسَدٍ فاسدٍ وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ ، التَّبرُّجُ: إِظهار الزِّينَةِ وَمَا يُسْتَدعَى بِهِ شَهْوَةُ الرَّجُلِ، وَقِيلَ: إِنهن كنَّ يَتَكَسَّرْنَ فِي مَشْيِهِنَّ وَيَتَبَخْتَرْنَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ، ذَلِكَ فِي زَمَنٍ وُلِدَ فِيهِ إِبراهيم النَّبِيُّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَتِ المرأَة إِذ ذَاكَ تَلْبَسُ الدِّرْعَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ غَيْرَ مَخِيطِ الْجَانِبَيْنِ، وَيُقَالُ: كَانَتْ تَلْبَسُ الثِّيَابَ سِلَعَ الْمَالِ «1» لَا تُوَارِي جَسَدَهَا فأُمرن أَن لَا يَفْعَلْنَ ذَلِكَ، وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلَالٍ، مِنْهَا التَّبَرُّجُ بِالزِّينَةِ لِغَيْرِ مَحَلِّهَا ، والتَّبَرُّجُ: إِظهار الزِّينَةِ لِلنَّاسِ الأَجانب، وَهُوَ الْمَذْمُومُ، فأَما لِلزَّوْجِ فَلَا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ لِغَيْرِ مَحَلِّهَا. وتَباريجُ النَّبَاتِ: أَزاهيره. والبُرْجُ: وَاحِدٌ مِنْ بُرُوجِ الفَلَك، وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ بُرْجًا، كُلُّ بُرْجٍ مِنْهَا مَنْزِلَتَانِ، وثُلُثٌ مَنزلٌ لِلْقَمَرِ، وَثَلَاثُونَ دَرَجَةً لِلشَّمْسِ، إِذا غَابَ مِنْهَا سِتَّةٌ طَلَعَ سِتَّةٌ، وَلِكُلِّ بُرْجٍ اسْمٌ عَلَى حِدَةٍ، فأَوَّلها الحَمَلُ، وأَوَّلُ الحَمَلِ الشَّرَطانِ، وَهُمَا قَرْنَا الْحَمَلِ كَوْكَبَانِ أَبيضان إِلى جَنْبِ السَّمكة، وَخَلْفَ الشَّرَطَيْنِ البُطَيْنُ، وَهِيَ ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ، فَهَذَانِ مَنْزِلَانِ وَثُلُثٌ لِلثُّرَيَّا مِنْ بُرْجِ الْحَمَلِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قولُه كلُّ بُرْجٍ مِنْهَا مَنْزِلَتَانِ وثُلُثٌ مَنزلٌ لِلْقَمَرِ وَثَلَاثُونَ دَرَجَةً لِلشَّمْسِ كلامٌ صَحِيحٌ، لَكِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ: كلُّ بُرْج مِنْهَا مَنْزِلَانِ، وثلثٌ منزلٌ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَثَلَاثُونَ دَرَجَةً لَهُمَا. وَقَوْلُهُ أَيضاً: وأَولُ الحَمَلِ الشَّرَطانِ وَهُمَا قَرْنَا الْحَمَلِ، إِلى وَثُلُثٌ لِلثُّرَيَّا مِنْ بُرْجِ الْحَمَلِ، قَدِ انْتُقِضَ عَلَيْهِ الْآنَ، فإِن أَوَّلَ دَقِيقَةٍ، فِي بُرْجِ الْحَمَلِ الْيَوْمَ، بعضُ الرِّشاءِ والشَرَطَيْنِ وبعضُ البُطَيْنِ، واللَّه أَعلم. والجمْع أَبراجٌ وبروجٌ، وَكَذَلِكَ بُرُوجُ الْمَدِينَةِ وَالْقَصْرِ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ، قِيلَ: ذَاتُ الْكَوَاكِبِ، وَقِيلَ: ذَاتُ الْقُصُورِ فِي السَّمَاءِ. الْفَرَّاءُ: اخْتَلَفُوا فِي الْبُرُوجِ، فَقَالُوا: هِيَ النُّجُومُ، وَقَالُوا: هِيَ الْبُرُوجُ الْمَعْرُوفَةُ اثْنَا عَشَرَ بُرْجًا، وَقَالُوا: هِيَ الْقُصُورُ فِي السَّمَاءِ، واللَّه أَعلم بِمَا أَراد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ، البروجُ هَاهُنَا: الحصونُ، وَاحِدُهَا بُرْجٌ. اللَّيْثُ: بروجُ سورِ الْمَدِينَةِ والحصنِ: بيوتٌ تُبنى عَلَى السُّورِ، وَقَدْ تُسَمَّى بُيُوتٌ تُبْنَى عَلَى نَوَاحِي أَركان الْقَصْرِ بُرُوجًا. الْجَوْهَرِيُّ: بُرْجُ الحِصْن رُكْنُهُ، وَالْجَمْعُ بُرُوجٌ وأَبراج، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً ، قَالَ: الْبُرُوجُ الْكَوَاكِبُ الْعِظَامُ. وثوبٌ مُبَرَّجٌ: فِيهِ صُوَرُ الْبُرُوجِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَدْ صُوِّر فِيهِ تَصَاوِيرُ كَبُرُوجِ السُّور، قَالَ الْعَجَّاجُ: وَقَدْ لَبِسْنا وَشْيَهُ المُبَرَّجا وَقَالَ: كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُبَرَّجا شَبَّه سَنامها ببرج السور.

_ (1). 1 قوله" سلع المال" هكذا بالأصل الذي بأيدينا.

ابْنُ الأَعرابي: بَرِجَ أَمْرُه إِذا اتَّسَعَ أَمره فِي الأَكل وَالشُّرْبِ. والبُرْجانُ، مِنَ الْحِسَابِ: أَن يُقَالَ: مَا مبلغُ كَذَا أَو مَا جَذْرُ كَذَا اللَّيْثُ: حِسَابُ البُرْجان هُوَ كَقَوْلِكَ مَا جُذَاءُ كَذَا فِي كَذَا وَمَا جَذْرُ كَذَا وَكَذَا فَجُذَاؤُه مَبْلَغُه، وجَذْرُه أَصلُه الَّذِي يُضْرَبُ بعضُه فِي بَعْضٍ، وجُمْلَتُه البُرْجانُ. يُقَالُ: مَا جَذْرُ مِائَةٍ فَيُقَالُ عشرةٌ، وَيُقَالُ: مَا جُذَاءُ عشرةٍ فَيُقَالُ: مائةٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَبْرَجَ الرجلُ إِذا جَاءَ بِبَنِينَ مِلَاحٍ. والبارجُ: الملَّاحُ الفَارِه. الأَصمعي: البَوَارِجُ السُّفُنُ الكبارُ، وَاحِدَتُهَا بارجةٌ، وهي الفلابس «1» وَالْخَلَايَا. والبارجَةُ: سَفِينَةٌ مِنْ سُفُنِ الْبَحْرِ تُتخذ لِلْقِتَالِ. والإِبْريجُ: المِمْخَضَةُ، قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ تَمَخَّضَ فِي قَلْبي مَوَدَّتُها، ... كَمَا تَمَخَّضَ فِي إِبْريجِهِ اللَّبَنُ الْهَاءُ فِي إِبرِيجِهِ تَرْجِعُ إِلى اللَّبَنِ. وَمَا فلانٌ إِلا بارجةٌ قَدْ جُمِع فِيهِ الشَّرُّ. وبُرْجانُ: جنْسٌ مِنَ الرُّومِ يُسَمَّوْنَ كَذَلِكَ، قَالَ الأَعشى: وهِرَقْلٌ، يومَ ذِي ساتِيدَمَا، ... مِن بَني بُرْجانَ فِي البأْسِ، رُجُحْ يَقُولُ: هُمْ رُجُحٌ عَلَى بَني بُرْجانَ أَي هُمْ أَرجح فِي الْقِتَالِ وَشِدَّةِ البأْس مِنْهُمْ. وبُرْجانُ: اسْمُ لِصٍّ، يُقَالُ: أَسْرَقُ مِنْ بُرْجانَ. وبُرْجانُ: اسْمٌ أَعجمي. والبُرْجُ: اسْمُ شَاعِرٍ «2» وبُرْجَةُ: فَرَسُ سِنان بْنِ أَبي سِنان، واللَّه أَعلم. برثج: البُرْثُجانِيَّة: أَشدُّ الْقَمْحِ بَيَاضًا وأَطيبه وأَثمنه حِنْطَةً. بردج: أَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ يَصِفُ الظَّلِيمَ: كَمَا رأَيتَ فِي المِلاءِ البَرْدَجا قَالَ: البَرْدَجُ السَّبْيُ، معرَّب، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ بَرْدَهْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ يَصِفُ الْبَقَرَ، وَقَبْلَهَ: وَكُلُّ عَيْنَاءَ تُزَجِّي بَحْزَجا، ... كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجا قَالَ: العَيْناء الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، والبَحْزَجُ: وَلَدُهَا. وتُزَجِّي: تَسُوقُ بِرِفْقٍ أَي تَرْفُقُ بِهِ لِيَتَعَلَّمَ الْمَشْيَ. والأَرَنْدَجُ: جِلْدٌ أَسود تُعمل مِنْهُ الأَخفافُ؛ وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن بَقَرَ الْوَحْشِ فِي قَوَائِمِهَا سَوَادٌ. والمِلاءُ: المَلاحِفُ. والبَرْدَجُ: مَا سُبِيَ مِنْ ذَرَارِي الرُّوم وَغَيْرِهَا؛ شبَّه هَذِهِ الْبَقَرَ البيضَ المُسَرْوَلَةَ بِالسَّوَادِ بسَبْيِ الرُّوم، لبياضِهم وَلِبَاسِهِمُ الأَخفافَ السُّودَ. برنج: البارَنْجُ: جَوْزُ الْهِنْدِ، وَهُوَ النَّارَجِيلُ؛ عَنْ أَبي حنيفة. بزج: ابْنُ الأَعرابي: البَازجُ المُفاخِرُ. وَقَالَ أَعرابي لِرَجُلٍ: أَعْطِني مَالًا أُبازِجُ فِيهِ أَي أُفاخر بِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: هُوَ يَبْزُج على فلان

_ (1). 1 قوله" الفلابس إلخ" هكذا في النسخة المعوّل عليها بأيدينا. وفي القاموس وشرحه: والبارجة سفينة كبيرة، وجمعها البوارج: وهي القراقير والخلايا، قاله الأصمعي انتهى. والقراقير جمع قرقور كعصفور: السفن الطوال أو العظام، وكذلك الخلايا. (2). 1 قوله" اسم شاعر" هو ابن مسهر الشاعر الطائي انتهى. قاموس.

ويَمْزُجُه ويَمْرُكُه ويَزُكُّه أَي يُحَرِّشُه. وَهُمَا يَتَبازَجانِ ويَتَمازجانِ أَي يَتَفَاخرانِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: فإِن يَكنْ ثَوْبُ الصِّبَا تَضَرَّجا، ... فَقَدْ لَبِسْنَا وَشْيَه المُبَزَّجا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُبَزَّجُ المُحَسَّنُ المُزَيَّنُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو نَصْرٍ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي كَلَامِهِ: أَتينا فُلَانًا فَجَعَلَ يَبْزُجُ فِي كلامه أَي يُحَسِّنُه. بستج: التَّهْذِيبُ، أَبو مَالِكٍ، وَقَعَ فِي طَعامٍ بَسْتَجانٍ أَي كثير. بعج: بَعَجَ بَطْنَه بِالسِّكِّينِ يَبْعَجُه بَعْجاً، فَهُوَ مَبْعُوجٌ وبَعِيجٌ، وبَعَّجه: شَقَّهُ فَزَالَ مَا فِيهِ مِنْ مَوْضِعِهِ وَبَدَا مُتَعَلِّقًا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سُليم: إِنْ دَنَا مِنِّي أَحدٌ أَبْعَجْ بَطْنَه بالخَنْجَرِ أَي أَشُقُّ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فَذَلِكَ أَعْلَى مِنْكَ فَقْداً لأَنه ... كريمٌ، وَبَطْنِي بالكرامِ بَعِيجُ «3» ورجلٌ بَعِيجٌ مِنْ قَوْمٍ بَعْجَى، والأَنثى بَعِيجٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنْ نِسْوَةٍ بَعْجَى، وَقَدِ انْبَعَجَ هُوَ. وبطنٌ بَعِجٌ: مُنْبَعِجٌ؛ أُراه عَلَى النَّسَب. وامرأَة بعِيجٌ أَي بَعَجَتْ بطْنَها لِزَوْجِهَا ونَثَرَتْ. ورجلٌ بَعِجٌ: ضعيفٌ، كأَنه مَبْعُوجُ الْبَطْنِ مِن ضَعْف مَشْيه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَيْلَةَ أَمْشي، علَى مُخاطَرَةٍ، ... مَشْياً رُويَداً، كَمِشيَةِ البَعِجِ والانْبِعَاجُ: الِانْشِقَاقُ. وَتَقُولُ: بَعَجَهُ حُبُّ فُلَانٍ إِذَا اشتَدَّ وَجْدُهُ وحَزِنَ لَهُ. قَالَ الأَزهري: لَعَجَهُ حُبه أَصوبُ مِنْ بَعَجَهُ لأَن البَعْجَ الشَّقُّ. يُقَالُ: بَعَجَ بَطْنَه بِالسِّكِّينِ إِذا شَقَّهُ وخَضْخَضَهُ فِيهِ؛ قَالَ الهذلي: كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ شَبَّه ظُباتِ النِّصال بِنَارِ جَمْرٍ سُخِىَ فَظَهَرَتْ حُمْرَتُه؛ يُقَالُ: اسْخُ النَّارَ أَي افْتَحْ عَيْنَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا رأَيتَ مكةَ قَدْ بُعِجَتْ كظَائمَ، وَسَاوَى بناؤُها رؤوسَ الْجِبَالِ، فاعْلَم أَنَّ الأَمْرَ قَدْ أَظَلَّكَ ؛ بُعِجَتْ أَي شُقَّت، وفُتِحت كظائمُها بَعْضُها فِي بَعْضٍ، واسْتُخْرِجَ مِنْهَا عُيُونُهَا. وبَعَجْتُ بَطْنِي لِفُلَانٍ: بَالَغْتُ فِي نَصِيحَتِهِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: بَعَجْتُ إِليه البَطْنَ حَتَّى انْتَصَحْتُه، ... وَمَا كلُّ مَنْ يُفْشَى إِليه بِناصِحِ وَقِيلَ فِي قَوْلِ أَبي ذؤَيب: وَبَطْنِي بِالْكِرَامِ بَعِيجُ أَي نُصْحي لَهُمْ مَبْذُولٌ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو وَوَصَفَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِن ابْنَ حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ لَهُ الدُّنْيَا مِعَاها. هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ؛ أَراد أَنها كَشَفَتْ لَهُ عَمَّا كَانَ فِيهَا مِنَ الْكُنُوزِ والأَموال وَالْفَيْءِ، وَحَنْتَمَةُ أُمُّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي صِفَةِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَعَجَ الأَرضَ وبَجَعَها أَي شقَّها وأَذلَّها؛ كَنَتْ بِهِ عَنْ فُتُوحِهِ. وتَبَعَّجَ السحابُ وانْبَعَجَ بِالْمَطَرِ: انْفَرَجَ عَنِ الوَدْقِ والوَبْلِ الشَّدِيدِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَيْثُ اسْتَهَلَّ المُزْنُ أَو تَبَعَّجَا وتَبَعَّجَتِ السماءُ بِالْمَطَرِ، كَذَلِكَ؛ وكلُّ مَا اتَّسَعَ فَقَدْ انْبَعَجَ.

_ (3). قوله [فَذَلِكَ أَعْلَى مِنْكَ فَقْدًا] كذا بالأصل وفي شرح القاموس قدراً.

وبَعَّجَ المطرُ تَبْعِيجاً فِي الأَرض: فَحَصَ الحجارةَ لشدَّة وَقْعِهِ. وباعِجَةُ الْوَادِي: حَيْثُ يَنْبَعِجُ فيَتَّسِع، والباعِجَة: أَرْضٌ سَهْلَةٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ؛ وَقِيلَ: الباعِجَةُ آخِرُ الرَّمْلِ، والسُّهولَةُ إِلى القُفِّ. والبَوَاعِجُ: أَماكِنُ فِي الرَّمل تَسْتَرِقُّ، فإِذا نَبَتَ فِيهَا النَّصِيُّ كَانَ أَرَقَّ لَهُ وأَطيبَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا: فأَنَى لَهُ بالصَّيْفِ ظِلٌّ باردٌ، ... ونَصِيُّ باعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ وَبَعَجَهُ الأَمْرُ: حَزَبَه. وباعِجَةُ القِرْدانِ: موضعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: وبَعْدَ لَيَالِينا بِنَعْفِ سُوَيْقَةٍ، ... فبَاعِجَةِ القِرْدانِ، فالمُتَثَلَّمِ وبنُو بَعْجَةَ: بطنٌ. وابنُ باعِج: رجلٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: كَأَنَّ بَقَايَا الجَيْشِ، جَيْشِ ابنِ باعِجٍ، ... أَطافَ بِرُكْنٍ، مِنْ عَمايَة، فاخِرِ وباعِجَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَيُقَالُ: بَعَجْتُ هَذِهِ الأَرض عَذاةً طيبةَ الأَرض «1» أَي تَوَسَّطْتُها. بعزج: بَعْزَجَةُ: اسمُ فُرْسِ المِقْداد، شَهِدَ عَلَيْهَا يَوْمَ السَّرْحِ. بغج: بَغَجَ الماءَ: كَغَبَجَهُ؛ والبُغْجَةُ كالغُبْجَةِ. بلج: البُلْجَةُ والبَلَجُ: تباعدُ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ؛ وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ إِذا كَانَ نَقِيّاً مِنَ الشَّعْرِ؛ بَلِجَ بَلَجاً، فَهُوَ أَبْلَجُ، والأُنثى بَلْجاءُ. وَقِيلَ: الأَبْلَجُ الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الْوَجْهُ، يَكُونُ فِي الطُّولِ وَالْقِصَرِ. ابْنُ الأَعرابي: البُلْجُ النَّقِيُّو مواضعِ القَسَماتِ مِنَ الشَّعَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: البُلْجَةُ نَقاوَةُ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ؛ يُقَالُ: رجلٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ إِذا لَمْ يَكُنْ مَقْرُونًا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْلَجُ الوجهِ أَي مُسْفِرهُ مُشْرِقُه، وَلَمْ تُرِدْ بَلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ. والأَبْلَجُ: الَّذِي قَدْ وَضَح مَا بَيْنَ حَاجِبَيْهِ فَلَمْ يَقْتَرِنَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: بَلِجَ الرجلُ يَبْلَجُ إِذا وَضَحَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، فَهُوَ أَبْلَجُ. والأَبْلَدُ إِذا لَمْ يَكُنْ أَقْرَنَ. وَيُقَالُ للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ: أَبْلَجُ وبَلْجٌ. وَرَجُلٌ أَبْلَجُ وبَلْجٌ وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بالمعروفِ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: كَأَنْ لَمْ يَقُلْ: أَهْلًا، لطالِبِ حاجةٍ، ... وَكَانَ بَلِيجَ الوجهِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ وَشَيْءٌ بَلِيجٌ: مَشْرِقٌ مُضِيءٌ؛ قَالَ الدَّاخِلُ بْنُ حَرَامِ الْهُذَلِيُّ: بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً مِنْهَا وجِيداً، ... غَداةَ الحَجْرِ، مَضْحَكُها بَليجُ والبُلْجَةُ: مَا خَلْفَ الْعَارِضِ إِلى الأُذن وَلَا شِعْرَ عَلَيْهِ. والبُلْجَةُ والبَلْجَةُ: آخِرُ اللَّيْلِ عِنْدَ انْصِدَاعِ الْفَجْرِ. يُقَالُ: رأَيت بُلْجَةَ الصُّبْحِ إِذا رأَيت ضَوْءَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْلَةُ القَدْرِ بَلْجَةٌ أَي مُشْرِقَةٌ. والبَلْجَةُ، بِالْفَتْحِ، والبُلْجَةُ، بِالضَّمِّ: ضَوْءُ الصُّبْحِ. وبَلَجَ الصُّبْحُ يَبْلُجُ، بِالضَّمِّ، بُلُوجاً، وانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ: أَسْفَرَ وأَضاء. وتَبَلَّجَ الرَّجُلُ إِلى الرَّجُلِ: ضَحِكَ وهَشَّ. والبَلَجُ: الفَرَحُ وَالسُّرُورُ، وَهُوَ بَلْجٌ، وَقَدْ بَلِجَتْ صدورُنا. الأَصمعي: بَلِجَ بِالشَّيْءِ وثَلِجَ إِذا فَرِحَ، وَقَدْ أَبْلَجَني وأَثْلَجَني. وابْلاجَّ الشيءُ: أَضاء. وأَبْلَجَتِ الشمسُ: أَضاءَت.

_ (1). قوله [طيبة الأَرض] عبارة الأَساس: طيبة التربة.

وأَبْلَجَ الحَقُّ: ظَهَرَ؛ وَيُقَالُ: هَذَا أَمْرٌ أَبْلَجُ أَي وَاضِحٌ؛ وَقَدْ أَبْلَجَهُ: أَوضحه، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَلحَقُّ أَبْلَجُ، لَا تَخْفَى مَعالِمُهُ، ... كالشَّمْسِ تَظْهَرُ فِي نورٍ وإِبْلاجِ والبُلُوجُ: الإِشراقُ. وصُبْحٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ أَي مَشْرِقٌ مُضِيءٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا وَكَذَلِكَ الْحَقُّ إِذا اتَّضَحَ؛ يُقَالُ: الحقُّ أَبْلَجُ، وَالْبَاطِلُ لَجْلَجٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ وَضَحَ: فَقَدَ ابْلاجَّ ابْلِيجاجاً. والبُلْجَةُ: الاسْتُ، وَفِي كِتَابِ كُرَاعٍ: البَلْجَةُ، بِالْفَتْحِ، الِاسْتُ، قَالَ: وَهِيَ البَلْحَةُ، بِالْحَاءِ. وبَلْجٌ وبَلَّاجٌ وبالِجٌ: أَسماء. بنج: البِنْجُ: الأَصْلُ. التَّهْذِيبُ: البُنُجُ الأُصول. وأَبْنَجَ الرَّجُلُ ذا ادَّعى إِلى أَصل كَرِيمٍ. وَيُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ إِلى حِنْجِهِ وبِنْجِهِ أَي إِلى أَصله وعِرْقه. والبَنْجُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْفَارِسِيَّ قَالَ: إِنه مِمَّا يُنْتَبَذُ، أَو يُقَوَّى بِهِ النبيذُ. وبَنَّج القَبَجَةَ: أَخرجها مِنْ جُحْرها، دخيلٌ. بهج: البَهْجَةُ: الحُسْنُ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ ذُو بَهْجَةٍ. البَهْجَةُ: حُسْنُ لَوْنِ الشَّيْءِ ونَضَارَتُه؛ وَقِيلَ: هُوَ فِي النَّبَاتِ النَّضارَةُ، وَفِي الإِنسان ضَحِكُ أَسارير الْوَجْهِ، أَو ظهورُ الفَرَحِ الْبَتَّةَ. بَهِجَ بَهَجاً، فَهُوَ بَهِجٌ، وبَهُجَ، بِالضَّمِّ، بَهْجَةً وبَهاجَةً وبَهَجاناً، فَهُوَ بَهِيجٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فذَلك سُقْيا أُمِّ عَمْرٍو، وإِنَّني، ... بِمَا بَذَلَتْ مِنْ سَيْبها، لبَهِيجُ أَشار بِقَوْلِهِ ذَلِكَ إِلى السَّحَابِ الَّذِي اسْتَسْقَى لأُم عَمْرٍو، وَكَانَتْ صَاحِبَتُهُ الَّتِي يُشَبِّبُ بِهَا فِي غَالِبِ الأَمر. ورجلٌ بَهِجٌ أَي مُسْتَبْهِجٌ بأمرٍ يَسُرُّه؛ وأَنشد: وَقَدْ أَراها، وَسْطَ أَتْرابِها، ... فِي الحَيِّ ذِي البَهْجَةِ والسَّامِرِ وامرأَةٌ بَهِجَةٌ: مبتهجةٌ؛ وَقَدْ بَهُجَتْ بَهْجَةً، وَهِيَ مِبْهاجٌ، وَقَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهَا البهجةُ. وبَهُجَ النباتُ، فَهُوَ بَهيجٌ: حَسُنَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* . وتباهَجَ الرَّوْضُ إِذا كَثُرَ نَوْرُه؛ وَقَالَ: نُوَّارُهُ مُتَباهجٌ يَتَوَهَّجُ وَقَوْلُهُ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* أَي مِنْ كُلِّ ضَرْب مِنَ النَّبَاتِ حَسَنٍ نَاضِرٍ. أَبو زَيْدٍ: بَهيج حسنٌ؛ وَقَدْ بَهُجَ بَهاجةً وبَهْجَةً. وَفِي حَدِيثِ الْجَنَّةِ: فإِذا رأَى الجنةَ وبَهْجَتَها أَي حُسْنَها وحُسْنَ مَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ. وأَبهجتِ الأَرضُ: بَهُجَ نباتُها. وتباهَجَ النُّوَّارُ: تَضَاحَكَ: وبهِج بِالشَّيْءِ وَلَهُ، بِالْكَسْرِ، بَهاجةً، وابتَهَج: سُرَّ بِهِ وفَرح؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كانَ الشبابُ رِداءً قَدْ بَهِجْتُ بِهِ، ... فَقَدْ تطايَرَ، مِنْهُ لِلبِلَى، خِرَقُ والابتهاجُ: السُّرور. وبَهَجَني الشيءُ وأَبْهَجَني، وَهِيَ بالأَلف أَعلى: سَرَّني. وأَبْهَجَت الأَرضُ: بَهُجَ نباتُها. ورجلٌ بَهِجٌ مُبتهج: مسرورٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَو دُرَّةٌ صَدَفِيَّةٌ، غَوَّاصُها ... بَهِجٌ، مَتَى يَرَها يُهِلَّ ويَسْجُدِ وامرأَةٌ بهِجةٌ ومِبْهاجٌ: غَلَبَ عَلَيْهَا الحُسْنُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: دَعْ ذَا، وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا ... فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ أَسمع ببَهِّجْ إِلَّا هاهنا، وَمَعْنَاهُ حَسِّنْ وجَمِّلْ، وكأَنَّ مَعْنَاهُ: زِدْ هَذَا الحَسَبَ جَمَالًا بِوَصْفِكَ لَهُ، وَذِكْرِكَ إِياه. وسَنِّنْ: حَسِّنْ كَمَا يُسَنَّنُ السيفُ أَو غيرُه بالمِسَنِّ، وإِن شِئْتَ قَلْتَ: سَنِّنْ سَهِّلْ. وَقَوْلُهُ مُزَوَّجاً أَي مَقْرُونًا بعضُه بِبَعْضٍ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَنْطِقاً يُشْبه بعضُه بَعْضًا فِي الحُسْنِ، فكأَنَّ حُسْنَهُ يَتَضَاعَفُ لِذَلِكَ. الأَصمعي: باهَجْتُ الرجلَ وَبَاهَيْتُهُ وبازَجْتُه وبارَيْتُه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. بهرج: مكانٌ بَهْرَجٌ: غيرُ حِمًى؛ وَقَدْ بَهْرَجه فَتَبَهْرَج. والبَهْرجُ: الشَّيْءُ المباحُ؛ يُقَالُ: بهرجَ دَمَهُ. ودِرْهَمٌ بَهْرَجٌ: رَدِيءٌ. والدرهمُ البَهْرَجُ: الَّذِي فضَّته رَدِيئَةٌ. وكلُّ رَدِيءٍ مِنَ الدَّرَاهِمِ وَغَيْرِهَا: بَهْرَجٌ؛ قَالَ: وَهُوَ إِعراب نَبْهَرُهُ، فَارِسِيٌّ. ابْنُ الأَعرابي: البَهْرَجُ الدِّرْهَمُ المُبْطَلُ السِّكَّةِ، وكلُّ مردودٍ عِنْدَ الْعَرَبِ بَهْرَجٌ ونَبَهْرَجٌ. والبَهْرَجُ: الباطلُ وَالرَّدِيءُ مِنَ الشَّيْءِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وكانَ مَا اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا أَي بَاطِلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَهْرَجَ دَمَ ابْنَ الْحَارِثِ أَي أَبطله. وَفِي حَدِيثِ أَبي مِحْجَنٍ: أَمَّا إِذْ بَهْرَجْتَني فَلَا أَشْرَبُها أَبداً ؛ يَعْنِي الخمرَ، أَي أَهْدَرْتَني بإِسقاط الحَدِّ عَنِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَتى بِجِرَابٍ لُؤْلؤٍ بَهْرَجٍ أَي رديءٍ. قَالَ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحسبه بِجِراب لؤْلؤٍ بُهْرِجَ أَي عُدِلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ الْمَسْلُوكِ خَوْفًا مِنَ العَشَّار، وَاللَّفْظَةُ مُعَرَّبَةٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَةٌ هِنْدِيَّةٌ أَصلها نَبَهْلَهْ، وَهُوَ الرَّدِيءُ، فَنُقِلَتْ إِلى الْفَارِسِيَّةِ فَقِيلَ نَبَهْرَهْ، ثُمَّ عُرّبت بَهْرَج. الأَزهري: وبُهْرِجَ بِهِمْ إِذا أُخِذَ بِهِمْ فِي غَيْرِ المَحَجَّةِ. والبَهْرَجُ: التعويجُ مِنْ الِاسْتِوَاءِ إِلى غَيْرِ الِاسْتِوَاءِ. بهرمج: البَهْرامَجُ: الشَّجَرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الرَّنْفُ، وَهُوَ مِنْ أَشجار الْجِبَالِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: لَا أَعرف مَا البَهْرامَجُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَهْرامَجُ فَارِسِيٌّ، وَهُوَ الرَّنفُ، قَالَ: وَهُوَ ضَرْبَانِ، ضَرْبٌ مِنْهُ مُشْرَبٌ لونُ شَعْرِهِ حُمْرَةً، وَمِنْهُ أَخضر هَيادِبِ النَّوْرِ، وكلا النَّوْعَيْنِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. بوج: بَوَّجَ: صَيَّحَ. وَرَجُلٌ بَوَّاجٌ: صَيَّاحٌ. وباجَ البرقُ يبوجُ بَوْجاً وبَوَجاناً، وتَبَوَّجَ إِذا بَرَق ولَمَع وتَكَشَّفَ. وانْباجَ البرقُ انْبِياجاً إِذا تكشَّف. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ هَبَّتْ ريحٌ سوداءُ فِيهَا برقٌ مُتَبَوِّجٌ أَي متَأَلِّقٌ برعُود وبُرُوق. وَتَبَوَّجَ البرقُ: تَفَرَّقَ فِي وَجْهِ السَّحَابِ، وَقِيلَ: تَتَابَعَ لَمْعُهُ. ابْنُ الأَعرابي: باجَ الرجلُ يبوجُ بَوْجاً إِذا أَسْفَرَ وجهُه بَعْدَ شُحُوب السَّفَرِ. والبائجُ: عِرْقٌ فِي بَاطِنِ الْفَخِذِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا وَجِعْنَ أَبْهَراً أَو بائِجا وَقَالَ جَنْدَلٌ: بالكاسِ والأَيْدي دَمُ البَوائِج يَعْنِي الْعُرُوقَ الْمُفَتَّقَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْبَائِجُ عِرْقٌ مُحِيطٌ بِالْبَدَنِ كُلِّهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْتِشَارِهِ وَافْتِرَاقِهِ. والبائجةُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الرَّمْلِ. والبائجةُ: الداهيةُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَمْسى، وأَمْسَيْنَ لَا يَخْشَيْنَ بائجَةً، ... إِلّا ضَوارِيَ، فِي أَعْناقها القِدَدُ والجمعُ البوائجُ. الأَصمعي: جاءَ فُلَانٌ بِالْبَائِجَةِ

فصل التاء

والفَلِيقَةِ، وَهِيَ مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ؛ يُقَالُ: باجَتْهُم البائجةُ تَبُوجُهُم أَي أَصابتهم، وَقَدْ باجتْ عَلَيْهِمْ بَوْجاً وَانْبَاجَتْ. وانباجتْ بائجةٌ أَي انْفَتَقَ فَتْقٌ مُنْكَرٌ. وانباجتْ عَلَيْهِمْ بَوائجُ منكَرةٌ إِذا انْفَتَحَتْ عَلَيْهِمْ دَواهٍ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَرْثِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَضَيْتَ أُموراً، ثُمَّ غادَرْتَ بعدَها ... بوائِجَ فِي أَكمامِها، لَمْ تُفَتَّقِ أَبو عُبَيْدٍ: البائجةُ الداهيةُ. والباجةُ: الاختلاطُ. وباجَهُم بِالشَّرِّ بَوْجاً: عَمَّهُم. ابْنُ الأَعرابي: الباجُ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَهُوَ الطَّرِيقَةُ مَنَّ المَحاجِّ الْمُسْتَوِيَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَنَحْنُ فِي ذَلِكَ باجٌ واحدٌ أَي سواءٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَحَكَاهُ ابن السكيت مهموزاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ لوجود [ب وج] وَعَدَمُ [ب ي ج]. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اجْعَلْهَا بَاجًا وَاحِدًا ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: وبعيرٌ بائجٌ إِذا أَعيا. وَقَدْ بُجْتُ أَنا: مَشَيْتُ حَتَّى أَعْيَيْتُ؛ وأَنشد: قَدْ كُنْتَ حِيناً تَرْتَجِي رِسْلَها، ... فاطَّرَدَ الحائلُ والبائجُ يَعْنِي المُخِفُّ والمُنْقِلُ. فصل التاء تجج: تَج تَج: دعاءُ الدجاجة. ترج: الأُتْرُجُّ، مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ تُرُنْجَةٌ وأُتْرُجَّةٌ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدة: يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العَبِيرِ بِهَا، ... كَأَنَّ تَطْيابَها، فِي الأَنْفِ، مَشْمُومُ وَحَكَى أَبو عُبَيْدَةَ: تُرُنْجَةٌ وتُرُنْجٌ، وَنَظِيرُهَا مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ: وتَرٌ عُرُنْدٌ أَي غَلِيظٌ، والعامَّةُ تَقُولُ أُتْرُنْجٌ وتُرُنْجٌ، والأَول كَلَامُ الْفُصَحَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ المُتَرَّجِ ، هُوَ المصبوغُ بالحُمْرَةِ صَبْغاً مُشْبَعاً. وتَرْجُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ: وهَابٍ كجُثْمانِ الحمامةِ، أَجْفَلَتْ ... بِهِ ريحُ تَرْجٍ والصِّبا، كلَّ مَجْفَلِ الْهَابِي: الرَّمادُ؛ وَيَقُولُ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: وَدِدْتُ، عَلَى مَا كانَ مِنَ شَرَفِ الْهَوَى ... وجَهْلِ الأَماني، أَنَّ مَا شَئتُ يُفْعَلِ فَتَرْجِعُ أَيامٌ مَضَيْنَ، ونَعْمَةٌ ... عَلَيْنَا، وَهَلْ يُثْنى، مِنَ الدَّهْرِ، أَوَّلُ؟ قَوْلُهُ: أَنَّ مَا شِئتُ يُفْعَلِ؛ ما: هاهنا شَرْطٌ، وَاسْمُ أَنَّ مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ: أَنه أَيّ شَيْءٍ شِئْتُ يُفْعَلُ لِي، وأَقوى فِي الْبَيْتِ الثَّانِي. وَالْقَصِيدَةُ كُلُّهَا مَخْفُوضَةُ الرَّوِيِّ. وَقِيلَ: تَرْجٌ مَوْضِعٌ يُنسَبُ إِليه الأَسدُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ، ... يُنازِلُهُمْ، لِنابَيْهِ قَبِيبُ وَفِي التَّهْذِيبِ: تَرْجٌ مَأْسَدَةٌ بِنَاحِيَةِ الغَوْرِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: هُوَ أَجرأُ مِنَ الْمَاشِي بِتَرْجٍ لأَنها مَأْسَدَةٌ. التَّهْذِيبُ: تَرِجَ الرجلُ إِذا أَشكل عَلَيْهِ الشيءُ مِنْ عِلْمٍ أَو غَيْرِهِ. أَبو عَمْرٍو: تَرَجَ إِذا اسْتَتَرَ، ورَتِجَ إِذا أَغْلَقَ كَلَامًا أَو غَيْرَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. تفرج: التَفارِيجُ: فُرَجُ الدَّرابزين. قَالَ: والتَّفاريجُ فَتَحاتُ الأَصابع وأَفواتُها، وَهِيَ وَتائرها، وَاحِدُهَا تِفْراجٌ.

فصل الثاء

تلج: التَّوْلَجُ: كِناسُ الظَّبْي، فَوْعَلٌ عِنْدَ كُرَاعٍ، وِتَاؤُهُ أَصل عِنْدَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُتَّخِذاً فِي صَفَواتٍ تَوْلَجا وَفِي تَرْجَمَةِ تَرِبَ: التَّوْلَج الْكِنَاسُ الَّذِي يَلِجُ فِيهِ الظَّبْيُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْوَحْشِ. الأَزهري: التُّلَجُ فَرْخُ العُقابِ، أَصله وُلَج. توج: التَّاجُ، مَعْرُوفٌ، والجمعُ أَتواجٌ وتِيجانٌ، وَالْفِعْلُ التَّتْويجُ. وَقَدْ تَوَّجَهُ إِذا عَمَّمَهُ؛ وَيَكُونُ تَوَّجَهُ: سَوَّدَهُ. والمُتَوَّجُ: المُسَوَّدُ، وَكَذَلِكَ المُعَمَّمُ. وَيُقَالُ: تَوَّجَهُ فتَتَوَّجَ أَي أَلبسه التاجَ فَلَبِسَهُ. والإِكْلِيلُ والقُصَّةُ والعِمامةُ: تاجٌ عَلَى التَّشْبِيهِ. والعربُ تُسَمِّي العمائمَ التاجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: العمائمُ تِيجانُ العربِ ، جَمْعُ تَاجٍ، وَهُوَ مَا يُصَاغُ لِلْمُلُوكِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْجَوْهَرِ؛ أَراد أَن الْعَمَائِمَ لِلْعَرَبِ بِمَنْزِلَةِ التِّيجَانِ لِلْمُلُوكِ لأَنهم أَكثر مَا يَكُونُونَ فِي الْبَوَادِي مَكْشُوفِي الرؤوس أَو بِالْقَلَانِسِ، والعمائمُ فِيهِمْ قليلةٌ. والأَكاليلُ: تِيجَانُ مُلُوكِ الْعَجَمِ. والتاجُ: الإِكليلُ. ابْنُ سِيدَهْ: ورجلٌ تائجٌ ذُو تَاجٍ، عَلَى النَّسَبِ، لأَنا لَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِفِعْلٍ غَيْرِ متعدٍّ؛ قَالَ هِمْيان بْنُ قُحَافَةَ: تَقَدُّمَ النَّاسِ الإِمامَ التَّائِجا أَرادَ تَقَدَّمَ الإِمامُ التائجُ الناسَ. فَقَلَبَ. والتاجُ: الْفِضَّةُ. وَيُقَالُ للصَّلِيجَةِ مِنَ الْفِضَّةِ: تاجةٌ، وأَصله تَازَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ لِلدِّرْهَمِ الْمَضْرُوبِ حَدِيثًا؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ هِمْيَانُ: تَنَصُّفَ الناسِ الهُمامَ التَّائجا أَراد مَلِكاً ذَا تَاجٍ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ دارِعٌ ذُو دِرْعٍ. وتاجٌ وتُوَيْجٌ ومُتَوَّجٌ: أَسماء. وتاجٌ وَبَنُو تاجٍ. قبيلةٌ مِنْ عَدْوانَ، مَصْرُوفٌ؛ قَالَ: أَبَعْدَ بَني تاجٍ وسَعْيِكَ بَيْنَهُمْ؟ ... فَلَا تُتْبِعَنْ عَيْنَيْكَ مَا كَانَ هالِكا وتاجةُ: اسمُ امرأَة؛ قَالَ: يَا وَيْحَ تاجَةَ، مَا هَذَا الَّذِي زَعَمَتْ؟ ... أَشَمَّها سَبُعٌ أَمْ مَسَّها لَمَمُ؟ وتَوَّجُ: اسمُ مَوْضِعٍ، وَهُوَ مأْسدة ذَكَرَهُ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ: ومِن دونِهِ أَثْباجُ فَلْجٍ وتَوَّجُ وَفِي تَرْجَمَةِ بَقَّمَ: تَوَّجُ عَلَى فَعَّل موضعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَعْطُوا البَعِيثَ حَفَّةً ومِنْسَجا، ... وافْتَحِلُوهُ بَقَراً بِتَوَّجا فصل الثاء ثأج: الثُّؤَاجُ: صِيَاحُ الْغَنَمِ؛ ثأَجَتْ تَثْأَجُ ثَأَجاً وثُؤَاجاً، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ: صَاحَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تأْتي يومَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى رَقَبَتِكَ شاةٌ لَهَا ثُؤَاجٌ ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ: وَقَدْ ثَأَجُوا كثُؤَاجِ الغنَمْ وَهِيَ ثائجةٌ، والجمعُ ثَوائِجُ وثائجاتٌ؛ وَمِنْهُ كِتَابُ عَمْرِو بْنِ أَفْصى: إِنَّ لَهُمُ الثائجةَ؛ هِيَ الَّتِي تُصَوِّتُ مِنَ الْغَنَمِ؛ وَقِيلَ: هُوَ خَاصٌّ بِالضَّأْنِ مِنْهَا. وثَأَجَ يَثْأَجُ: شَربَ شَرَبَاتٍ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ثبج: ثَبَجُ كلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ ووَسَطُهُ وأَعلاه، وَالْجَمْعُ أَثْباجٌ وثُبُوجٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: خيارُ أُمتي أَوَّلُها وآخرُها، وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَبَجٌ أَعْوَجُ لَيْسَ مِنْكَ

ولستَ مِنْهُ. الثَّبَجُ: الْوَسَطُ وَمَا بَيْنَ الْكَاهِلِ إِلى الظَّهْرِ؛ وَمِنْهُ كِتَابٌ لِوَائِلٍ: وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ أَي أَعطوا الوَسَطَ فِي الصَّدَقَةِ لَا مِنْ خِيَارِ الْمَالِ وَلَا مِنْ رُذالته، وأَلحقها هَاءَ التأْنيث لِانْتِقَالِهَا مِنَ الِاسْمِيَّةِ إِلى الْوَصْفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَادَةَ: يُوشِكُ أَن يُرى الرجلُ مِنْ ثَبَجِ الْمُسْلِمِينَ أَي مِنْ وَسَطِهم؛ وَقِيلَ: مِن سَراتهم وعِلْيَتِهم؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وَعَلَيْكُمُ الرِّواقَ المُطَنَّبَ فاضْرِبُوا ثَبَجَهُ، فإِن الشيطانَ راكِدٌ فِي كِسْرِه. وثَبَجُ الرَّمْلِ: مُعْظَمُه، وَمَا غَلُظَ مِنْ وَسَطه، وثَبَجُ الظَّهْرِ: مُعْظَمُه وَمَا فِيهِ مَحاني الضُّلوع؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ العَجُزِ إِلى المَحْرَكِ، وَالْجَمْعُ أَثْباجٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الثَّبَجُ مِنْ عَجْبِ الذَّنَبِ إِلى عُذْرَتِه؛ وَقَالَتْ بِنْتُ الْقَتَّالِ الْكِلَابِيِّ تَرْثِي أَخاها: كأَنَّ نَشَيجَها، بذَواتِ غِسْلٍ، ... نَهيمُ البُزْلِ تُثْبَجُ بالرِّحالِ أَي تُوضَعُ الرِّحَالُ عَلَى أَثباجها. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الثَّبَجُ مُسْتَدارٌ عَلَى الْكَاهِلِ إِلى الصَّدْرِ. قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الثَّبَجَ مِنَ الصَّدْرِ أَيضاً قَوْلُهُمْ: أَثْباجُ القَطا؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الثَّبَجُ نُتُوءُ الظَّهْرِ. والثَّبَجُ: عُلُوُّ وَسَطَ الْبَحْرِ إِذا تَلَاقَتْ أَمواجه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ حَرامٍ: يَرْكَبُون ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ أَي وسَطَه ومُعْظَمَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: كنتُ إِذا فاتَحْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبير فَتَقْتُ بِهِ ثَبَجَ بحرٍ. وثَبَجُ الْبَحْرِ وَاللَّيْلِ: مُعْظَمُه. ورجلٌ أَثْبَجُ: أَحدَبُ. والأَثْبَجُ أَيضاً: الناتئُ الصَّدْر؛ وَفِيهِ ثَبَجٌ وثَبَجَةٌ. والأَثْبَجُ: الْعَظِيمُ الْجَوْفِ. والأَثْبَجُ: العريضُ الثَّبَجِ؛ وَيُقَالُ: الناتئُ الثَّبَجِ، وَهُوَ الَّذِي صُغِّر فِي حَدِيثِ اللِّعان: إِن جَاءَتْ بِهِ أُثَيْبِجَ، فَهُوَ لهِلالٍ ؛ تصغيرُ الأَثْبَجِ النَّاتِئِ الثَّبَجِ أَي مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ وَالْكَاهِلِ؛ وَقَوْلُ النَّمَرِيِّ: دَعاني الأَثْبَجان بِيا بَغِيض ... وأَهْلِي بالعراقِ، فَمَنَّيَاني فُسِّرَ بِهَذَا كُلِّهِ. ورجلٌ مُثَبَّجٌ: مضطرِبُ الخَلْقِ مَعَ طُولٍ. وثَبَّجَ الرَّاعِي بِالْعَصَا تَثْبيجاً أَي جَعَلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ، وَجَعَلَ يَدَيْهِ مِنْ وَرَائِهَا، وَذَلِكَ إِذا أَعيا. وثَبَجَ الرجلُ ثُبوجاً: أَقعى عَلَى أَطراف قَدَمَيْهِ كأَنه يَسْتَنْجِي؛ قَالَ: إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَب، ... ثَبَجْتَ يا عَمْرُو ثُبُوجَ المُحْتَطِب وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ: أَعائِشُ مَا لأَهْلِكِ لَا أَراهُمْ ... يُضِيعُونَ الهِجانَ مَعَ المُضِيعِ؟ وكَيْفَ يَضِيعُ صاحِبُ مُدْفَآتٍ، عَلَى أَثْباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ؟ قَالَ: هِجان الإِبل كَرَائِمُهَا أَي أَنَّ عَلَى أَوساطها وَبَرًا كَثِيرًا يَقِيهَا الْبَرْدَ، قَدْ أُدفئت بِهِ. وثَبَّجَ الكتابَ والكلامَ تَثْبيجاً: لَمْ يُبَيِّنْهُ؛ وَقِيلَ: لَمْ يأْت بِهِ عَلَى وَجْهِهِ. والثَّبَجُ: اضطرابُ الْكَلَامِ وتَفَنُّنُه. والثَّبَجُ: تَعْمِيَةُ الخَط وتَرْكُ بَيَانِهِ. اللَّيْثُ: التَّثْبيجُ التَّخْلِيطُ. وكتابٌ مُثَبَّجٌ، وَقَدْ ثُبِّجَ تَثْبيجاً. والثَّبَجُ: طَائِرٌ يَصِيحُ الليلَ أَجمعَ كأَنه يَئِنُّ، وَالْجَمْعُ ثِبْجانٌ؛ وأَما قولُ الكُمَيتِ يَمْدَحُ زِيادَ بْنَ مَعْقِلٍ: وَلَمْ يُوايِمْ لَهُمْ فِي ذَبِّها ثَبَجاً، ... ولمْ يَكُنْ لهُمْ فِيهَا أَبا كَرِبِ

ثَبَجٌ هَذَا: رجلٌ مِنْ أَهل الْيَمَنِ، غَزَاهُ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ فَصَالَحَهُ عَنْ نَفْسِهِ وأَهله وَوَلَدِهِ، وَتَرَكَ قَوْمَهُ فَلَمْ يُدْخِلْهُمْ فِي الصُّلْحِ، فَغَزَا الْمَلِكُ قَوْمَهُ، فَصَارَ ثَبَجٌ مَثَلًا لِمَنْ لَا يَذُبُّ عَنْ قَوْمِهِ، فأَراد الْكُمَيْتُ: أَنه لَمْ يَفْعَلْ فِعْلَ ثَبَجٍ، وَلَا فِعْلَ أَبي كَرِبٍ، وَلَكِنَّهُ ذَبَّ عن قومه. ثجج: الثَّجُّ: الصَّبُّ الكثيرُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ صَبَّ الْمَاءِ الْكَثِيرِ؛ ثَجَّهُ يَثُجُّهُ ثَجّاً فَثَجَّ وانْثَجَّ، وثَجْثَجَهُ فَتَثَجْثَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: تمامُ الْحَجِّ العَجُّ والثَّجُّ. الْعَجُّ: الْعَجِيجُ فِي الدُّعَاءِ. والثَّجُّ: سفكُ دِمَاءِ البُدْنِ وَغَيْرِهَا. وَسُئِلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْحَجِّ فَقَالَ: أَفضلُ الحجِّ العَجُّ والثَّجُّ. الثَّجُّ سَيَلانُ دِمَاءِ الهَدْيِ والأَضاحي. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: فحَلَب فِيهِ ثَجّاً أَي لَبَنًا سَائِلًا كَثِيرًا. والثَّجُّ: السَّيَلانُ. ومَطَرٌ مِثَجٌّ وثَجَّاجٌ وثَجِيجٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: سَقَى أُمَّ عَمْروٍ، كلَّ آخِر لَيْلَةٍ، ... حَناتِمُ سُحْمٌ، ماؤُهُنَّ ثَجِيجُ مَعْنَى كلَّ آخِرِ لَيلةٍ: أَبداً. وثَجِيجُ الْمَاءِ: صوتُ انْصِبَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: اكْتَظَّ الْوَادِي بِثَجيجِه أَي امتلأَ بِسَيْلِهِ. وَمَاءٌ ثَجُوجٌ وثَجّاجٌ: مَصْبوبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ مَاءً ثَجَّاجاً . الْمُحْكَمُ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هَذَا مِمَّا جَاءَ فِي لَفْظِ فَاعِلٍ، وَالْمَوْضِعُ مَفْعُولٌ، لأَن السَّحَابَ يَثُجُّ الماءَ، فَهُوَ مَثْجُوجٌ. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: ثَجَجْتُ الماءَ أَثُجُّه ثَجّاً إِذا أَساله. وثَجَّ الماءُ نفْسُه يَثُجُّ ثُجُوجاً إِذا انْصَبَّ، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فأَنْ يَكُونَ ثَجَّاجٌ فِي مَعْنَى ثاجٍّ أَحسنُ مِنْ أَن يُتكلف وَضْعُ الْفَاعِلِ موضعَ الْمَفْعُولِ، وإِن كَانَ ذَلِكَ كَثِيرًا. وَيَجُوزُ أَثْجَجْتُه بِمَعْنَى ثَجَجْتُه. ودَمٌ ثَجّاجٌ: مُنْصَبٌّ مُصَوَّبٌ؛ قَالَ: حَتَّى رَأَيْتُ العَلَقَ الثَّجَّاجا، ... قَدْ أَخْضَلَ النُّحُورَ والأَوْداجا وَفِي حَدِيثِ الْمُسْتَحَاضَةِ فَقَالَتْ: إِني أَثُجُّه ثَجّاً ؛ قَالَ: هُوَ مِنَ الْمَاءِ الثَّجَّاجِ السَّائِلِ. ومَطَرٌ ثَجَّاجٌ: شَدِيدُ الِانْصِبَابِ جِدًّا. وأَتانا الْوَادِي بثَجِيجِه أَي بِسَيْلِهِ. وقولُ الْحَسَنِ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنه كَانَ مِثَجّاً أَي كَانَ يصُبُّ الْكَلَامَ صَبّاً؛ شبَّه فَصَاحَتَهُ وغَزارةَ مَنْطِقِهِ بِالْمَاءِ الثَّجُوجِ. والمِثَجُّ، بِالْكَسْرِ، مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وعَينٌ ثَجُوجٌ: غزيرةُ الْمَاءِ؛ قَالَ: فصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تُقَضِّبِ، ... عَيْناً، بِغَضْيانَ، ثَجُوجِ العُنْبُبِ والمُثَجَّجُ مِنَ اللَّبَنِ: الَّذِي قَدْ بَرَقَ «2» فِي السِّقاءِ مِن حَرٍّ أَو بَرْدٍ فَلَا يَجْتَمِعُ زُبْدُهُ. ورجلٌ مِثَجٌّ إِذا كَانَ خَطِيبًا مُفَوَّهاً. ابْنُ سِيدَهْ، أَبو حَنِيفَةَ: الثَّجَّةُ الأَرضُ الَّتِي لَا سِدْرَ بِهَا، يأْتيها الناسُ فيَحْفِرونَ فِيهَا حِيَاضًا، وَمِنْ قِبَلِ الحِياضِ سُمِّيَتْ ثَجَّةً. قَالَ: وَلَا تُدعى قَبْلَ ذَلِكَ ثَجَّةً، وَجَمْعُهَا ثَجَّاتٌ، وَلَمْ يَحْكِ فِيهَا جَمْعًا مُكَسَّرًا. التَّهْذِيبِ: ابْنُ شُمَيْلٍ: الثَّجَّةُ الرَّوْضةُ إِذا كَانَ فِيهَا حِيَاضٌ ومِساكاتٌ لِلْمَاءِ يُصَوَّبُ فِي الأَرض، لَا تُدعى ثَجَّةً مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا حِيَاضٌ. وَقَالَ الأَزهري عَقِيبَ تَرْجَمَةِ ثَوَجَ: أَبو عُبَيْدٍ الثَّجَّةُ الأُقْنَةُ، وَهِيَ حُفْرَةٌ يَحْتَفِرُهَا مَاءُ الْمَطَرِ؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ صادِيَةً حِرَارا،

_ (2). قوله [الذي قد برق إلخ] الذي في القاموس برق السقاء كنصر وفرح: أَصابه حر أَو برد فَذَابَ زُبْدُهُ وَتَقَطَّعَ فَلَمْ يجتمع.

ثَجَّاتِ ماءٍ حُفِرَتْ أُوَارا، ... أَوْقاتَ أُقْنٍ، تَعْتَلي الغِمارا وَقَالَ شِمْرٌ: الثَّجَّةُ، بِفَتْحِ الثَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ، الرَّوْضَةُ الَّتِي حَفَرَت الحياضَ، وجمعُها ثَجَّاتٌ؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لثَجِّها الماءَ فيها. ثحج: ثَحَجَهُ بِرِجْلِهِ ثَحْجاً: ضَرَبَهُ، مَهْرِيَّةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا. الأَزهري: سَحَجَهُ وثَحَجَهُ إِذا جَرَّهُ جَرّاً شديداً. ثعج: العَثَجُ والثَّعَجُ: لُغَتَانِ وأَصوبهما العَثَجُ: جماعةُ النَّاسِ فِي السَّفَرِ. ثفج: ثَفَجَ الرجلُ ومَفَجَ: حَمُقَ؛ عَنِ الْهَرَوِيِّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ثلج: الثَّلْجُ: الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: واغْسِلْ خَطايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ ، إِنما خَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ تأْكيداً لِلطَّهَارَةِ وَمُبَالَغَةً فِيهَا لأَنهما ماءَان مَفْطُورَانِ عَلَى خِلْقَتِهِمَا، لَمْ يُستعملا وَلَمْ تَنَلْهُمَا الأَيدي وَلَمْ تَخُضْهُمَا الأَرجل، كَسَائِرِ الْمِيَاهِ الَّتِي خَالَطَتِ التُّرَابَ وَجَرَتْ فِي الأَنهار وَجُمِعَتْ فِي الْحِيَاضِ، فَكَانَا أَحق بِكَمَالِ الطِّهَارَةِ. وَقَدْ أَثْلَجَ يَومُنا. وأَثْلَجُوا: دَخَلُوا فِي الثَّلْجِ. وثُلِجُوا: أَصابهم الثَّلْجُ. وأَرضٌ مَثْلُوجَةٌ: أَصابها ثَلْجٌ. وماءٌ مَثْلُوجٌ: مُبَرَّدٌ بالثَّلج؛ قَالَ: لَوْ ذُقْتَ فَاهَا، بَعْدَ نَوْمِ المُدْلِجِ، ... والصُّبْحِ لمَّا هَمَّ بالتَّبَلُّجِ، قُلْتَ: جَنى النَّحْلِ بِمَاءِ الحَشْرَجِ، ... يُخالُ مَثْلُوجاً، وإِنْ لمْ يُثْلَجِ وثُلِجَتِ الأَرضُ وأُثْلِجَتْ «1»: أَصابها الثَّلْجُ. وثَلَجَتْنا السماءُ تَثْلُجُ، بِالضَّمِّ: كَمَا يُقَالُ مَطَرَتْنا. وأَثْلَجَ الحافرُ: بَلَغَ الطينَ. وثَلِجَتْ نَفْسِي بِالشَّيْءِ ثَلَجاً، وثَلَجَتْ تَثْلُجُ وتَثْلَجُ ثُلُوجاً: اشْتَفَتْ بِهِ واطمأَنت إِليه؛ وَقِيلَ: عرفَته وسُرَّت بِهِ. الأَصمعي: ثَلِجَتْ نَفْسِي، بِكَسْرِ اللَّامِ، لُغَةٌ فِيهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ثَلِجْتُ بِمَا خَبَّرَتْنِي أَي اشْتَفَيْتُ بِهِ وَسَكَنَ قَلْبِي إِليه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَتَّى أَتاه الثَّلَجُ واليقينُ. يُقَالُ: ثَلَجَتْ نَفْسِي بالأَمر إِذا اطمأَنت إِليه وَسَكَنَتْ وَثَبَتَ فِيهَا ووَثِقَتْ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: وثَلَجَ صدْرُك ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحوص: أُعطيك مَا تَثْلُجُ إِليه. وثَلَجَ قَلْبُه وثَلِجَ: تيَقَّن. وثُلِجَ قَلْبُه: بَلُدَ وذَهَبَ. وَرَجُلٌ مَثْلُوجُ الْفُؤَادِ: بَلِيدٌ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ: ولَمْ يَكُ مَثْلوجَ الفؤادِ مُهَيَّجاً، ... أَضاعَ الشَّبابَ فِي الرَّبِيلَةِ والخَفْضِ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ لؤَي لأَخيه عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: لَئِنْ كُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ بَدا، ... لِجَمْعِ لُؤَيٍّ مِنْكَ، ذِلَّةُ ذِي غَمْضِ ابْنُ الأَعرابي: ثُلِجَ قَلْبُه إِذا بَلُدَ. وثَلِجَ بِهِ إِذا سُرَّ بِهِ وسَكَنَ إِليه؛ وأَنشد: فَلَوْ كنتُ مَثْلُوجَ الفؤادِ، إِذا بَدَتْ ... بلادُ الأَعادي، لَا أُمِرُّ وَلَا أُحْلِي أَي لَوْ كُنْتُ بَلِيدَ الْفُؤَادِ، كُنْتُ لَا آتِي بِحُلْوٍ وَلَا مرٍّ مِنَ الْفِعْلِ. شِمْرٌ: ثَلِجَ صَدْرِي لِذَلِكَ الأَمر

_ (1). قوله [وثلجت الأَرض وأثلجت] كذا بالأَصل بهذا الضبط على البناء للمفعول. وعبارة المصباح: وثلجتنا السماء من باب قتل: أَلقت علينا الثلج، ومنه يقال: ثلجت الأَرض، بالبناء للمفعول، فهي مثلوجة.

فصل الجيم

أَي انْشَرَحَ ونَقَعَ بِهِ، يَثْلَجُ ثَلَجاً. وَقَدْ ثَلَجْتهُ إِذا نَقَعْتَه وَبَلَلْتَهُ؛ وَقَالَ عُبَيْدٍ: فِي رَوْضَةٍ ثَلَجَ الرَّبيعُ قَرارَها، ... مَوْلِيَّةٍ، لَمْ يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ وماءٌ ثَلْجٌ: باردٌ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهُوَ كَمَا قَالُوا بَارِدُ القلْب؛ وأَنشد: ولكنَّ قَلْباً، بَيْنَ جَنْبَيْكَ، باردُ والثُّلْجُ: البُلَداءُ مِنَ الرِّجَالِ. والثُّلَجُ: فَرْخُ العُقابِ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّلْجُ الفرِحون بالأَخبار. وثُلِجَ الرَّجُلُ إِذا بَرَدَ قَلْبُهُ عَنْ شَيْءٍ، وإِذا فَرِحَ أَيضاً: فَقَدْ ثُلِجَ. وحَفَرَ حَتَّى أَثْلَجَ أَي بلَغَ الطِّينَ. وحَفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بَلَغَ الثَّرَى والنَّبَطَ. وَيُقَالُ: قَدْ أَثْلَجَ صَدْرِي خَبَرٌ واردٌ أَي شَفَانِي وَسَكَّنَنِي فَثَلَجْتُ إِليه. ونَصْلٌ ثُلاجِيٌّ إِذا اشتدَّ بَيَاضُهُ. أَبو عَمْرٍو: إِذا انْتَهَى الْحَافِرُ إِلى الطِّينِ فِي النَّهْرِ قَالَ: أَثْلَجْتُ. ثمج: «1». ثوج: الثَّوجُ: شَيْءٌ يُعمل مِنْ خُوصٍ، نَحْوَ الجُوالِقِ، يُحْمَلُ فِيهِ الترابُ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وثاجَتِ الْبَقَرَةُ تَثَاجُ وتَثُوجُ ثَوْجاً وثُواجاً: صَوَّتَتْ، وَقَدْ يُهْمَزُ وَهُوَ أَعرفُ إِلا أَن ابْنَ دُرَيْدٍ قَالَ تَرْكُ الْهَمْزِ أَعلى. وثاجٌ: موضعٌ، قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: يَا جارَتَيَّ! عَلَى ثاجٍ سَبِيلُكُما، ... سَيْراً حَثيثاً فَلَمَّا تَعْلَمَا خَبَرِي وثاجٌ: قَرْيَةٌ فِي أَعراض البَحْرَين فِيهَا نخلٌ زَيْنٌ. أَبو تُرَابٍ: الثَّوْجُ لُغَةٌ فِي الفَوْج، وأَنشد لِجَنْدَلٍ: مِنَ الدُّنى ذَا طَبَقٍ أَثايج وَيُرْوَى أَفاوج أَي فَوْجاً فَوْجاً. ابْنُ الأَعرابي: ثاجَ يَثُوجُ ثَوْجاً، وثَجا يَثْجُو ثَجْواً، مِثْلَ جَاثَ يَجُوثُ جَوْثاً، إِذا بَلْبَلَ مَتاعَه وفَرَّقَهُ. فصل الجيم جبج: التَّهْذِيبُ: قَدْ جَبَجَ إِذا عَظُمَ جسمُه بَعْدَ ضَعْفٍ. جرج: الجَرِجُ: الْجَائِلُ القَلِقُ. وَقَدْ جَرِجَ جَرَجاً: قَلِقَ وَاضْطَرَبَ؛ قَالَ: جاءَتْكَ تَهْوِي، جَرِجاً وضِينُها وجَرِجَ الخَاتَمُ فِي يَدِي يَجْرَجُ جَرَجاً إِذا قَلِقَ واضطربَ مِنْ سَعَته وَجَالَ. وَفِي مَنَاقِبِ الأَنصار: وَقُتِلَتْ سَرَواتهم وجَرِجُوا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِجِيمَيْنِ مِنَ الجَرَجِ، وَهُوَ الِاضْطِرَابُ والقَلَقُ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ مِنَ الرِّوَايَةِ: وجُرِحُوا، مِن الجِراحِ. وسِكِّينٌ جَرِجُ النِّصابِ: قَلِقُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِني لأَهْوَى طَفْلَةً فِيهَا غَنَجْ، ... خَلْخَالُها فِي سَاقِهَا غَيرُ جَرِجْ وجَرِجَ الرَّجلُ إِذا مَشَى فِي الجَرَجَةِ، وَهِيَ المَحَجَّةُ وجادَّةُ الطَّرِيقِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُمَا لُغَتَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: جَرَجَةُ الطَّرِيقِ وَسَطُه وَمُعْظَمُهُ. والجَرَجُ: الأَرضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ. والجَرَجُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ؛ وأَرضٌ جَرِجَةٌ. وركبَ فلانٌ الجادَّة والجَرَجَةَ والمَحَجَّة: كُلُّهُ

_ (1). أَهمل المصنف مادة ثمج. قال في القاموس: الثمج التخليط. والمثمج، كمحسن: الذي يشي الثياب أَلواناً. والمثمجة كمحسنة: المرأة الصناع بالوشي.

وَسَطُ الطَّرِيقِ. الأَصمعي: خَرَجَةُ الطَّرِيقِ، بِالْخَاءِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: جَرَجَةُ؛ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَالصَّوَابُ مَا قَالَ الأَصمعي. وجَرَجَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ: أَكلته. والجُرْجُ: وِعَاءٌ مِنْ أَوعية النِّسَاءِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الجُرْجَةُ والجَرَجَةُ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. والجُرْجَةُ: خريطةٌ مِنْ أَدَمٍ كالخُرْجِ، وَهِيَ وَاسِعَةُ الأَسفل ضَيِّقَةُ الرأْس يُجْعَلُ فِيهَا الزَّادُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ قَوْسًا حَسَنَةً، دَفَعَ مَنْ يَسُومُهَا ثلاثَة أَبرادٍ وأَدْكَنَ أَي زِقًّا مَمْلُوءًا عَسَلًا: ثلاثةُ أَبرادٍ جيادٍ، وجُرْجَةٌ، ... وأَدْكَنُ، مِنْ أَرْيِ الدَّبورِ، مُعَسَّلُ وَبِالْخَاءِ تَصْحِيفٌ، والجمعُ جُرْجٌ مِثْلُ بُسْرَةٍ وبُسْرٍ؛ وَمِنْهُ جُرَيج: مُصَغَّرٌ اسْمُ رَجُلٍ. والجُرْجَةُ، بِالضَّمِّ: وِعَاءٌ مِثْلُ الخُرْجِ. وَابْنُ جُريج: رجلٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ الجَرَجَةُ، بِتَحْرِيكِ الرَّاءِ: جادَّةُ الطَّرِيقِ؛ قَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذَا الْحَرْفِ، فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ خَرَجَة، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ذَكَرَهُ أَبو سَهْلٍ وَوَافَقَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَزَعَمَ أَن الأَصمعي وَغَيْرَهُ صَحَّفُوهُ فَقَالُوا: هُوَ جَرَجَة، بِجِيمَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وَثَعْلَبٌ: هُوَ جَرَجَة، بِجِيمَيْنِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو الزَّاهِدُ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَزَعَمَ أَن مَنْ: يَقُولُ هُوَ خَرَجَة، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، فَقَدْ صَحَّفَهُ؛ وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الْجَرَّاحِ: سأَلت أَبا الطَّيِّبِ عَنْهَا، فَقَالَ: حَكَى لِي بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: هِيَ الجَرَجَةُ، بِجِيمَيْنِ، فَلَقِيتُ أَعرابيّاً فسأَلته عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ الجَرَجَةُ، بِجِيمَيْنِ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ جَرِجَ الخاتَمُ فِي إِصبعي؛ وَعِنْدَ الأَصمعي أَنه مِنَ الطَّرِيقِ الأَخْرَجِ أَي الْوَاضِحِ، فَهَذَا مَا بَيْنَهُمْ مِنَ الْخِلَافِ، والأَكثر عِنْدَهُمْ أَنه بِالْخَاءِ، وَكَانَ الْوَزِيرُ ابْنُ الْمَغْرِبِيِّ يسأَل عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عَلَى سَبِيلِ الِامْتِحَانِ وَيَقُولُ: مَا الصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلَيْنِ؟ وَلَا يُفَسِّرُهُ. جَلَجَ: الجَلَجُ: القَلَقُ وَالِاضْطِرَابُ. والجَلَجُ: رؤوس النَّاسِ، وَاحِدُهَا جَلَجَةٌ بِالتَّحْرِيكِ، وَهِيَ الجُمْجُمَةُ والرأْسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قِيلَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أُنزلت: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؛ هَذَا بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَقِينَا نَحْنُ فِي جَلَجٍ، لَا نَدْري مَا يُصْنَعُ بِنَا ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت الأَصمعي عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ. قَالَ الأَزهري رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَعَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبيه: الجَلَجُ رؤوس النَّاسِ، وَاحِدُهَا جَلَجَةٌ. قَالَ الأَزهري: فَالْمَعْنَى إِنا بَقِينَا في عدد رؤوس كَثِيرَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: مَعْنَاهُ وَبَقِينَا نَحْنُ فِي عَدَدٍ مِنْ أَمثالنا مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَا نَدْرِي مَا يُصنع بِنَا. وَقِيلَ: الجَلَجُ، فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَامَةِ، حَبابُ الْمَاءِ، كأَنه يُرِيدُ تَرَكَنَا فِي أَمرٍ ضَيِّقٍ كَضِيقِ الحَبَابِ. وَفِي حَدِيثِ أَسلم: أَن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ تَكَنَّى بأَبي عِيسَى؛ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَما يَكْفِيكَ أَن تُكَنَّى بأَبي عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَنَّانِي بأَبي عِيسَى، فَقَالَ: إِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخر، وإِنا بَعْدُ فِي جَلَجِنا، فَلَمْ يَزَلْ يُكَنَّى بأَبي عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى هَلَكَ. وَكَتَبَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى عَامِلِهِ عَلَى مِصْرَ: أَن خُذْ مِنْ كلِّ جَلَجَةٍ مِنَ الْقِبْطِ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الجَلَجُ جَمَاجِمُ النَّاسِ؛ أَراد مِن كُلِّ رأْس. وَيُقَالُ: عَلَى كلِّ جَلَجَةٍ كذا، والجمع جَلَجٌ. جوج: ابْنُ الأَعرابي: الجاجَةُ جُمَعُ جَاجٍ، وَهِيَ خَرَزةٌ وَضِيعَةٌ لَا تُسَاوِي فَلْساً. أَبو زَيْدٍ: الجاجَةُ الْخَرَزَةُ

فصل الحاء

الَّتِي لَا قِيمَةَ لَهَا. غَيْرُهُ: مَا رأَيت عَلَيْهِ عَاجَةً وَلَا جَاجَةً؛ وأَنشد لأَبي خِرَاشٍ الْهُذَلِيِّ يَذْكُرُ امرأَته وأَنه عَاتَبَهَا فَاسْتَحْيَتْ وَجَاءَتْ إِليه مُسْتَحْيِيَةً: فجاءَتْ كَخَاصِي العَيْرِ، لَمْ تَحْلَ عاجَةً، ... وَلَا جَاجَةٌ مِنْهَا تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ كَخَاصِي العَيْرِ إِذا جَاءَ مُسْتَحْيِيًا وَخَائِبًا أَيضاً. والعاجَةُ: الوَقْفُ مِنَ الْعَاجِ تَجْعَلُهُ المرأَة فِي يَدِهَا، وَهِيَ المَسَكَةُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَرَى العَبَسَ الحَوْلِيَّ جَوْناً بِكُوعِها ... لَها مَسَكاً، مِنْ غَيْرِ عاجٍ وَلَا ذَبْلِ أَبو عَمْرٍو: أَجَّجَ إِذا حَمَلَ عَلَى الْعَدُوِّ، وجَاجَ إِذا وَقَفَ جُبْناً. فصل الحاء حبج: حَبَجَه بِالْعَصَا يَحْبِجُه حَبْجاً: ضَرَبَهُ. وحَبَجَ يَحْبِجُ حَبْجاً: ضَرَطَ. وخَبَجَ يَخْبِجُ أَيضاً. وَيُقَالُ: حَبَجَهُ بالعَصا حَبْجَةً وحَبَجاتٍ ضَرَبَهُ بِهَا، مِثْلُ خَبَجَه وهَبَجَه. والحَبَجُ: الحَبْقُ. قَالَ أَعرابي: حَبَجَ بِهَا، وربِّ الْكَعْبَةِ. وحَبِجَت الإِبلُ، بِالْكَسْرِ، حَبَجاً، فَهِيَ حَبْجَى وحَباجَى، مِثْلُ حَمْقَى وحَماقى، وحَبِجَةٌ: ورِمَتْ بطونُها مِنْ أَكل العَرْفَجِ وَاجْتَمَعَ فِيهَا عُجَرٌ حَتَّى تَشْتَكِيَ مِنْهُ، فتمرَّغت وزَحَرَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الحَبْجُ أَن يأْكل البعيرُ لِحاءَ العَرْفَجِ فَيَسْمَنَ عَلَى ذَلِكَ، وَيَصِيرَ فِي بَطْنِهِ مثلُ الأَفْهارِ، وَرُبَّمَا قَتَلَهُ ذَلِكَ. والحَبِجُ: السَّمِينُ الكثيرُ الأَعْفاجِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه قَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَمُوتُ عَلَى مَضَاجِعِنَا حَبَجاً، كَمَا يَمُوتُ بَنُو مَرْوَانَ، وَلَكِنَّا نَمُوتُ قَعْصاً بالرِّماح ومَوْتاً تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَبَجُ، بِفَتْحَتَيْنِ، هُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَكل الْبَعِيرِ لِحَاء العَرْفَجِ وَيَسْمَنُ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا بَشِمَ مِنْهُ فَقَتَلَهُ؛ يُعَرِّضُ بِبَني مَرْوَانَ لِكَثْرَةِ أَكلهم وإِسرافهم فِي مَلَاذِّ الدُّنْيَا، وأَنهم يَمُوتُونَ بِالتُّخَمَةِ. الأَزهري: حَبَجَ البعيرُ إِذا أَكل العَرْفَج فتَكَبَّبَ فِي بَطْنِهِ وَضَاقَ مَبْعَرُه عَنْهُ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ جَوْفِهِ، فَرُبَّمَا هَلَكَ وَرُبَّمَا نَجَا؛ قَالَ وأَنشدنا أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَشْبَعْتُ رَاعِيَّ مِنَ اليَهْيَرِّ، ... وظَلَّ يَبْكي حَبَجاً بِشَرِّ، خَلْفَ اسْتِهِ مِثْلَ نَقِيقِ الهِرِّ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الحَبَجُ لِلْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ اللَّوَى للإِنسان، فإِن سَلَحَ أَفاق وإِلَّا مَاتَ. ابْنُ سِيدَهْ: حَبَجَ الرَّجُلُ حُباجاً وَرِمَ بطنُه وارْتُطِمَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: الحَبَجُ الِانْتِفَاخُ حَيْثُمَا كَانَ، مِنْ مَاءٍ أَو غَيْرِهِ. وَرَجُلٌ حَبِجٌ: سَمِينٌ. والحَبْجُ والحِبْجُ: مُجْتَمَعُ الحَيّ ومعظمُه. وأَحْبَجَتْ لَنَا النارُ: بَدَتْ بَغْتَةً، وَكَذَلِكَ العَلَمُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَلَوْتُ أَحْشاهُ إِذا مَا أَحْبَجَا وأَحْبَجَ لَكَ الأَمرُ إِذا اعْتَرَضَ فأَمكن. والحَبَجُ: شُجيرة سُحَيْماءُ حِجَازِيَّةٌ تُعمل مِنْهَا الْقِدَاحُ، وَهِيَ عَتِيقَةُ الْعُودِ، لَهَا وُرَيْقَةٌ تَعْلُوهَا صُفْرَةُ، وَتَعْلُو صُفْرَتَها غُبْرَةٌ دُونَ وَرَقِ الخُبَّازَى. والحَوْبَجَةُ: وَرَمٌ يُصِيبُ الإِنسان فِي يَدَيْهِ، يَمَانِيَةٌ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا، فَلِذَلِكَ أُخرت عن موضعها.

حبرج: الحُبْرُجُ والحُبارِجُ: ذَكَر الحُبَارَى كالحُبجُرِ والحُباجِر. والحُبرُجُ والحُبارِجُ: دُويْبَّة. ابْنُ الأَعرابي: الحَبارِيجُ طُيُورُ الْمَاءِ المُلَعَّمَة «2». وَقَالَ: الحَبارِجُ مِنْ طَيْرِ الماء. حجج: الحَجُّ: القصدُ. حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ؛ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: قَصَدَهُ. وحَجَجْتُ فُلَانًا واعتَمَدْتُه أَي قَصَدْتُهُ. ورجلٌ محجوجٌ أَي مَقْصُودٌ. وَقَدْ حَجَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا إِذا أَطالوا الِاخْتِلَافَ إِلَيْهِ؛ قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كثِيرةً، ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا أَي يَقْصِدُونه وَيَزُورُونَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُ يُكْثِرُونَ الِاخْتِلَافَ إِليه، هَذَا الأَصل، ثُمَّ تُعُورِفَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْقَصْدِ إِلى مَكَّةَ للنُّسُكِ والحجِّ إِلى الْبَيْتِ خَاصَّةً؛ تَقُولُ حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا. والحجُّ قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى الْبَيْتِ بالأَعمال الْمَشْرُوعَةِ فَرْضًا وسنَّة؛ تَقُولُ: حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قَصَدْتَهُ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَ الناسَ فأَعلمهم أَن اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمُ الحجَّ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفي كلِّ عامٍ؟ فأَعرض عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ الرجلُ ثَانِيَةً، فأَعرض عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ ثَالِثَةً، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَا يُؤَمِّنُكَ أَن أَقولَ نَعَمْ، فَتَجِبَ، فَلَا تَقُومُونَ بِهَا فَتَكْفُرُونَ؟ أَي تَدْفَعُونَ وُجُوبَهَا لِثِقَلِهَا فَتَكْفُرُونَ. وأَراد عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَا يُؤَمِّنُكَ أَن يُوحَى إِليَّ أَنْ قُلْ نَعَمْ فَأَقولَ؟ وحَجَّه يَحُجُّه، وَهُوَ الحجُّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: حجَّه يَحُجُّه حِجًّا، كَمَا قَالُوا: ذَكَرَهُ ذِكْراً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلوجا، ... وكلَّ أُنثَى حَمَلَتْ خَدُوجا وكلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَؤُوجا، ... ويَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا فسَّره فَقَالَ: يَسْتَخِفُّ الناسُ الذهابَ إِلى هَذِهِ الْمَدِينَةِ لأَن الأَرض دُحِيَتْ مِنْ مَكَّةَ، فَيَقُولُ: يَذْهَبُ النَّاسُ إِليها لأَن يُحْشَرُوا مِنْهَا. وَيُقَالُ: إِنما يَذْهَبُونَ إِلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. ورجلٌ حاجٌّ وقومٌ حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ والحَجِيجُ: جماعةُ الحاجِّ. قَالَ الأَزهري: وَمِثْلُهُ غازٍ وغَزِيٌّ، وناجٍ ونَجِيٌّ، ونادٍ ونَدِيٌّ، للقومِ يَتَناجَوْنَ وَيَجْتَمِعُونَ فِي مَجْلِسٍ، وللعادِينَ عَلَى أَقدامهم عَدِيٌّ؛ وَتَقُولُ: حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا، فأَنا حاجٌّ. وَرُبَّمَا أَظهروا التَّضْعِيفَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ وَيُجْمَعُ عَلَى حُجٍّ، مِثْلِ بازلٍ وبُزْلٍ، وعائذٍ وعُوذٍ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِجَرِيرٍ يَهْجُو الأَخطل وَيَذْكُرُ مَا صَنَعَهُ الجحافُ بْنُ حَكِيمٍ السُّلمي مِنْ قَتْلِ بَنِي تَغْلِبَ قَوْمِ الأَخطل باليُسُرِ، وَهُوَ ماءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ: قَدْ كانَ فِي جِيَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ، ... أَو فِي الذينَ عَلَى الرَّحُوبِ شُغُولُ وكأَنَّ عافِيَةَ النُّسُور عليهمُ ... حُجٌّ، بأَسْفَلِ ذِي المَجَازِ نُزُولُ يقول: لما كثر قَتْلَى بَنِي تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُرّقوا لِيَزُولَ نَتْنُهُمْ. والرَّحُوبُ: ماءٌ لِبَنِي تَغْلِبَ. وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ الْبَيْتِ: حِجٌّ، بالكسر،

_ (2). لم نجد لهذه اللفظة أَصلًا في المعاجم، وربما كانت محرّفة.

وَهُوَ اسْمُ الحاجِّ. وعافِيةُ النُّسُورِ: هِيَ الْغَاشِيَةُ الَّتِي تَغْشَى لُحُومَهُمْ. وَذُو الْمَجَازِ: سُوقٌ مِنْ أَسواق الْعَرَبِ. والحِجُّ، بِالْكَسْرِ، الِاسْمُ. والحِجَّةُ: المرَّة الْوَاحِدَةُ، وَهُوَ مِنَ الشَّواذِّ، لأَن الْقِيَاسَ بِالْفَتْحِ. وأَما قَوْلُهُمْ: أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ؛ فَقَدْ يَكُونُ أَن يُرادَ بِهِ الجِنسُ، وَقَدْ يَكُونُ اسْمًا لِلْجَمْعِ كَالْجَامِلِ وَالْبَاقِرِ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: مَا حَجَّ وَلَكِنَّهُ دَجَّ؛ قَالَ: الْحَجُّ الزِّيَارَةُ والإِتيان، وإِنما سُمِّيَ حَاجًّا بِزِيَارَةِ بَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ دُكَين: ظَلَّ يَحُجُّ، وظَلِلْنا نَحْجُبُهْ، ... وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبُهْ قَالَ: والداجُّ الَّذِي يَخْرُجُ لِلتِّجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَتْرُكْ حاجَّةً وَلَا داجَّة. الحاجُّ والحاجَّةُ: أَحد الحُجَّاجِ، والداجُّ والدَّاجَّةُ: الأَتباعُ؛ يُرِيدُ الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن مَعَهُمْ مِن أَتباعهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: هَؤُلَاءِ الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ. ويقال لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الحجِّ: إِنه لحَجَّاجٌ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، مِنْ غَيْرِ إِمالة، وَكُلُّ نَعْتٍ عَلَى فَعَّال فَهُوَ غَيْرُ مُمَالِ الأَلف، فإِذا صيَّروه اسْمًا خَاصًّا تَحَوَّلَ عَنْ حالِ النَّعْتِ، وَدَخَلَتْهُ الإِمالَةُ، كَاسْمِ الحَجَّاجِ والعَجَّاجِ. والحِجُّ: الحُجَّاجُ؛ قَالَ: كأَنما، أَصْواتُها بالوادِي، ... أَصْواتُ حِجٍّ، مِنْ عُمانَ، عَادِي هَكَذَا أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ بِكَسْرِ الْحَاءِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا حَجَّةٌ واحدةٌ، يُرِيدُونَ عَمَلَ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ الأَزهري: الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحدةٍ، وبعضٌ يَكسر الْحَاءَ، فَيَقُولُ: الحِجُّ والحِجَّةُ؛ وَقُرِئَ: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ، وَالْفَتْحُ أَكثر. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ؛ يقرأُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا، وَالْفَتْحُ الأَصل. والحَجُّ: اسْمُ العَمَل. واحْتَجَّ البَيْتَ: كحَجَّه عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ، حَتَى تَظَاهَرَتْ ... عليَّ ذُنُوبٌ، بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ ؛ هِيَ شوَّال وَذُو الْقَعْدَةِ، وعشرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ وقتُ الْحَجِّ هَذِهِ الأَشهرُ. وَرُوِيَ عَنِ الأَثرم وَغَيْرِهِ: مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ حَجَجْتُ حَجَّةً، وَلَا رأَيتُ رأْيَةً، وإِنما يَقُولُونَ حَجَجْتُ حِجَّةً. قَالَ: والحَجُّ والحِجُّ لَيْسَ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ بَيْنَهُمَا فُرْقانٌ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ: الحَجُّ حَجُّ البيْتِ، والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ. وَتَقُولُ: حَجَجْتُ فُلَانًا إِذا أَتَيْتَه مرَّة بَعْدَ مَرَّةٍ، فَقِيلَ: حُجَّ البَيْتُ لأَن الناسَ يأْتونه كلَّ سَنَةٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: كَلَامُ الْعَرَبِ كُلُّهُ عَلَى فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلّا قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً، ورأَيتُ رُؤْيَةً. والحِجَّةُ: السَّنَةُ، وَالْجَمْعُ حِجَجٌ. وَذُو الحِجَّةِ: شهرُ الحَجِّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِلحَجِّ فِيهِ، وَالْجَمْعُ ذَواتُ الحِجَّةِ، وذَواتُ القَعْدَةِ، وَلَمْ يَقُولُوا: ذَوُو عَلَى وَاحِدِهِ. وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ اللَّهِ بالإِضافة إِذا كُنَّ قَدْ حَجَجْنَ، وإِن لَمْ يَكُنَّ قَدْ حَجَجْنَ، قُلْتَ: حَواجُّ بَيْتَ اللَّهِ، فَتَنْصِبُ الْبَيْتَ لأَنك تُرِيدُ التَّنْوِينَ فِي حَواجَّ، إِلا أَنه لَا يَنْصَرِفُ، كَمَا يُقَالُ: هَذَا ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ، وضارِبٌ زَيْدًا غَدًا، فَتَدُلُّ بِحَذْفِ التَّنْوِينِ عَلَى أَنه قَدْ ضَرَبَهُ، وبإِثبات التَّنْوِينِ عَلَى أَنه لَمْ يَضْرِبْهُ. وأَحْجَجْتُ فُلَانًا إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ. وَقَوْلُهُمْ: وحَجَّةِ

اللَّهِ لَا أَفْعَلُ بِفَتْحِ أَوَّله وخَفْضِ آخِرِهِ، يمينٌ لِلْعَرَبِ. الأَزهريُّ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: لَجَّ فَحَجَّ؛ مَعْنَاهُ لَجَّ فَغَلَبَ مَنْ لاجَّه بحُجَجِه. يُقَالُ: حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حَتَّى حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ الَّتِي أَدْلَيْتُ بها؛ وقيل: مَعْنَى قَوْلِهِ لَجَّ فَحَجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى بِهِ لَجاجُه، وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى أَن حَجَّ البيتَ الْحَرَامَ، وَمَا أَراده؛ أُريد: أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا. والمَحَجَّةُ: الطَّرِيقُ؛ وَقِيلَ: جادَّةُ الطَّرِيقِ؛ وَقِيلَ: مَحَجَّة الطَّرِيقِ سَنَنُه. والحَجَوَّجُ: الطَّرِيقُ تَسْتَقِيمُ مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى؛ وأَنشد: أَجَدُّ أَيامُك مِنْ حَجَوَّجِ، ... إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ والحُجَّة: البُرْهان؛ وَقِيلَ: الحُجَّة مَا دُوفِعَ بِهِ الْخَصْمُ؛ وَقَالَ الأَزهري: الحُجَّة الْوَجْهُ الَّذِي يَكُونُ بِهِ الظَّفَرُ عِنْدَ الْخُصُومَةِ. وَهُوَ رَجُلٌ مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ. والتَّحاجُّ: التَّخاصُم؛ وَجَمْعُ الحُجَّةِ: حُجَجٌ وحِجاجٌ. وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً: نَازَعَهُ الحُجَّةَ. وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً: غَلَبَهُ عَلَى حُجَّتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَجَّ آدمُ مُوسَى أَي غَلَبَه بالحُجَّة. واحْتَجَّ بالشيءِ: اتَّخَذَهُ حُجَّة؛ قَالَ الأَزهري: إِنما سُمِّيَتْ حُجَّة لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن الْقَصْدَ لَهَا وإِليها؛ وَكَذَلِكَ مَحَجَّة الطَّرِيقِ هِيَ المَقْصِدُ والمَسْلَكُ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: إِن يَخْرُجْ وأَنا فِيكُمْ فأَنا حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عَلَيْهِ. والحُجَّةُ: الدَّلِيلُ وَالْبُرْهَانُ. يُقَالُ: حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبُه بالحُجَّة. وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً، فَهُوَ مَحْجوجٌ وحَجِيج، إِذا قَدَحَ بالحَديد فِي العَظْمِ إِذا كَانَ قَدْ هَشَمَ حَتَّى يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بِالدَّمِ فيَقْلَعَ الجِلْدَة الَّتِي جَفَّت، ثُمَّ يُعالَج ذَلِكَ فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ وَيَكُونَ آمَّةً؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ امرأَة: وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حَتَّى كأَنَّها ... أَسِيٌّ، عَلَى أُمِّ الدِّماغ، حَجِيجُ وَكَذَلِكَ حَجَّ الشجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً إِذا سَبَرها بالمِيلِ ليُعالِجَها؛ قَالَ عذارُ بنُ دُرَّةَ الطَّائِيُّ: يَحُجُ مَأْمُومَةً، فِي قَعْرِها لَجَفٌ، ... فاسْتُ الطَّبِيب قَذاها كالمَغاريدِ المَغاريدُ: جَمْعُ مُغْرُودٍ، هُوَ صَمْغٌ مَعْرُوفٌ. وَقَالَ: يَحُجُّ يُصْلِحُ مَأْمُومَةً شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس؛ وَفَسَّرَ ابْنُ دُرَيْدٍ هَذَا الشِّعْرَ فَقَالَ: وَصَفَ هَذَا الشَّاعِرُ طَبِيبًا يُدَاوِي شَجَّةً بعيدَة القَعْر، فَهُوَ يَجْزَعُ مِنْ هَوْلِها، فَالْقَذَى يَتَسَاقَطُ مِنِ اسْتِهِ كالمَغاريد؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: استُ الطَّبِيبِ يُرادُ بِهَا مِيلُهُ، وشَبَّهَ مَا يَخْرُجُ مِنَ القَذى عَلَى مِيلِهِ بِالْمَغَارِيدِ. والمَغاريدُ: جَمْعُ مُغْرُودٍ، وَهُوَ صَمْغٌ مَعْرُوفٌ. وَقِيلَ: الحَجُّ أَن يُشَجَّ الرجلُ فَيَخْتَلِطَ الدَّمُ بِالدِّمَاغِ، فَيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغْلَى حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ، فيؤْخذَ بِقُطْنَةٍ. الأَصمعي: الحَجِيجُ مِنَ الشِّجاجِ الَّذِي قَدْ عُولِجَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ عِلَاجِهَا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَجُّ أَن تُفْلَقَ الهامَةُ فَتُنْظَرَ هَلْ فِيهَا عَظْم أَو دَمٌ. قَالَ: والوَكْسُ أَن يقَعَ فِي أُمِّ الرأْس دَمٌ أَو عِظَامٌ أَو يُصِيبُهَا عَنَتٌ؛ وَقِيلَ: حَجَّ الجُرْحَ

سَبَرَهُ لِيَعْرِفَ غَوْرَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: والحُجُجُ: الجِراحُ المَسْبُورَةُ. وَقِيلَ: حَجَجْتُها قِسْتُها، وحَجَجْتُهُ حَجّاً، فَهُوَ حَجِيجٌ، إِذا سَبَرْتَ شَجَّتَه بالمِيل لِتُعالِجَه. والمِحْجاجُ: المِسْبارُ. وحَجَّ العَظْمَ يَحُجُّهُ حَجّاً: قَطَعَهُ مِنَ الجُرْح وَاسْتَخْرَجَهُ، وَقَدْ فَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ بِمَا أُنشِدْنا لأَبي ذُؤَيْبٍ. ورأْسٌ أَحَجُّ: صُلْبٌ. واحْتَجَّ الشيءُ: صَلُبَ؛ قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ الرِّكَابَ فِي سَفَرٍ كَانَ سَافَرَهُ: ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأْسٍ ... أَحَجَّ، كَأَنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيلُ والحَجاجُ والحِجاجُ: العَظْمُ النابِتُ عَلَيْهِ الحاجِبُ. والحِجاجُ: العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ الْعَيْنِ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الأَعلى تَحْتَ الْحَاجِبِ؛ وأَنشد قَوْلَ الْعَجَّاجِ: إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الحَجَّاجُ «3». والحَجَاجُ: العَظْمُ المُطْبِقُ عَلَى وَقْبَةِ الْعَيْنِ وَعَلَيْهِ مَنْبَتُ شعَر الْحَاجِبِ. والحَجَاجُ والحِجَاجُ، بِفَتْحِ الحاءِ وَكَسْرِهَا: الْعَظْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْحَاجِبُ، وَالْجَمْعُ أَحِجَّة؛ قَالَ رؤْبة: صَكِّي حِجاجَيْ رَأْسِه وبَهْزي وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ الضبُعُ وأَولادُها فِي حِجاجِ [حَجاجِ] عينِ رَجُلٍ مِنَ الْعَمَالِيقِ. الحِجاج، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: الْعَظْمُ الْمُسْتَدِيرُ حَوْلَ الْعَيْنِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَيْشِ الخَبَطِ: فَجَلَسَ فِي حَجَاج عَيْنِهِ كَذَا كَذَا نَفَرًا ؛ يَعْنِي السَّمَكَةَ الَّتِي وَجَدُوهَا عَلَى الْبَحْرِ. وَقِيلَ: الحِجاجان الْعَظْمَانِ المُشرِفانِ عَلَى غارِبَي الْعَيْنَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُمَا مَنْبَتا شعَرِ الْحَاجِبَيْنِ مِنَ الْعَظْمِ؛ وَقَوْلُهُ: تُحاذِرُ وَقْعَ الصَّوْتِ خَرْصاءُ ضَمَّها ... كَلالٌ، فَحالَتْ فِي حِجا حاجِبٍ ضَمْرِ فإِن ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: يُرِيدُ فِي حِجاجِ حاجِبٍ ضَمْرٍ، فَحُذِفَ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد بِالْحِجَا هَاهُنَا النَّاحِيَةَ؛ وَالْجَمْعُ: أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: حُجُجٌ شَاذٌّ لأَن مَا كَانَ مِنْ هَذَا النَّحْوِ لَمْ يُكَسَّر عَلَى فُعُلٍ، كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ؛ فأَما قَوْلُهُ: يَتْرُكْنَ بالأَمالِسِ السَّمالِجِ، ... للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ الهَزالِجِ، كلَّ جَنِينٍ مَعِرِ الحَواجِجِ فإِنه جَمَعَ حِجاجاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وأَظهر التَّضْعِيفَ اضْطِرَارًا. والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي الْعَظْمِ. والحِجَّةُ، بِكَسْرِ الحاءِ، والحاجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ، الأَخيرة اسْمٌ كَالْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ نِسَاءً: يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ فِي كلِّ حِجَّةٍ، ... وإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْناقُهُنَّ عَواطِلا غَرائِرُ أَبْكارٌ، عَلَيْها مَهابَةٌ، ... وعُونٌ كِرامٌ يَرْتَدينَ الوَصائِلا يَرُضْنَ صِعابَ الدُّرِّ أَي يَثْقُبْنَهُ. والوصائِلُ: بُرُودُ اليَمن، وَاحِدَتُهَا وَصِيلة. والعُونُ جَمْعُ عَوانٍ: للثيِّب. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحِجَّةُ هَاهُنَا المَوْسِمُ؛

_ (3). قوله [الحجاج] هو بالتشديد في الأَصل المعوّل عليه بأَيدينا، ولم نجد التشديد في كتاب من كتب اللغة التي بأيدينا.

وَقِيلَ: فِي كُلِّ حِجَّة أَي فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَجَمْعُهَا حِجَجٌ. أَبو عَمْرٍو: الحِجَّةُ والحَجَّةُ ثُقْبَةُ شَحْمَة الأُذن. والحَجَّة أَيضاً: خَرَزَةٌ أَو لُؤْلُؤَةٌ تُعَلَّق فِي الأُذن؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ حاجَّةً. وحِجاجُ [حَجاجُ] الشَّمْسِ: حاجِبُها، وَهُوَ قَرْنها؛ يُقَالُ: بَدَا حِجاجُ الشَّمْسِ. وحِجاجا [حَجاجا] الْجَبَلِ: جَانِبَاهُ. والحُجُجُ: الطرُقُ المُحَفَّرَةُ. والحَجَّاجُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَماله بَعْضُ أَهل الإِمالة فِي جَمِيعِ وُجُوهِ الإِعراب عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَمِثْلُ ذَلِكَ النَّاسُ فِي الجرِّ خَاصَّةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما مَثَّلْتُهُ بِهِ لأَن أَلف الْحَجَّاجِ زَائِدَةٌ غَيْرُ مُنْقَلِبَةٍ، وَلَا يُجَاوِرُهَا مَعَ ذَلِكَ مَا يُوجِبُ الإِمالة، وَكَذَلِكَ النَّاسُ لأَن الأَصل إِنما هُوَ الأُناس فَحَذَفُوا الْهَمْزَةَ، وَجَعَلُوا اللَّامَ خَلَفاً مِنْهَا كَاللَّهِ إِلا أَنهم قَدْ قَالُوا الأُناس، قَالَ: وَقَالُوا مَرَرْتُ بِنَاسٍ فأَمالوا فِي الْجَرِّ خَاصَّةً، تَشْبِيهًا للأَلف بأَلف فاعِلٍ، لأَنها ثَانِيَةٌ مِثْلُهَا، وَهُوَ نَادِرٌ لأَن الأَلف لَيْسَتْ مُنْقَلِبَةً؛ فأَما فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فَلَا يُمِيلُهُ أَحد، وَقَدْ يَقُولُونَ: حَجَّاج، بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، كَمَا يَقُولُونَ: الْعَبَّاسُ وَعَبَّاسٌ، وَتَعْلِيلُ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ. وحِجِجْ: مِنْ زَجْرِ الْغَنَمِ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: اللَّهُمَّ ثَبِّت حُجَّتي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَي قَوْلي وإِيماني فِي الدُّنْيَا وَعِنْدَ جَوَابِ الْمَلَكَيْنِ فِي الْقَبْرِ. حجحج: الحَجْحَجَة: النُّكُوصُ. يُقَالُ: حَمَلُوا عَلَى الْقَوْمِ حَمْلَةً ثُمَّ حَجْحَجُوا. وحَجْحَجَ الرجلُ: نَكَصَ، وَقِيلَ: عَجَزَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ضَرْباً طِلَحْفاً لَيْسَ بالمُحَجْحِجِ أَي لَيْسَ بِالْمُتَوَانِي المُقَصِّر. وحَجْحَجَ الرَّجُلُ إِذا أَراد أَن يَقُولَ مَا فِي نَفْسِهِ ثُمَّ أَمسك، وَهُوَ مِثْلُ المَجْمَجَة. وَفِي الْمُحْكَمِ: حَجْحَجَ الرَّجُلُ: لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ. والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَنِ الشيءِ والارتداعُ. وحَجْحَجَ عَنِ الشَّيْءِ: كفَّ عَنْهُ. وحَجْحَجَ: صَاحَ. وتَحَجْحَجَ: صَاحَ. وَتَحَجْحَجَ القومُ بِالْمَكَانِ: أَقاموا بِهِ فَلَمْ يَبْرَحُوا. وكَبْشٌ حَجْحَجٌ: عَظِيمٌ؛ قَالَ: أَرْسَلْتُ فِيهَا حَجْحَجاً قَدْ أَسْدَسا حدج: الحِدْجُ: الحِمْلُ. والحِدْجُ: مِنْ مَرَاكِبِ النساءِ يُشْبِهُ المِحَفَّة، والجمعُ أَحْداجٌ وحُدُوجٌ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: حُدُجٌ، وأَنشد عَنْ ثَعْلَبٍ: قُمْنا فآنَسْنا الحُمُولَ والحُدُجْ وَنَظِيرُهُ سِتْرٌ وسُتُرٌ؛ وأَنشد أَيضاً: والمَسْجِدانِ وبَيْتٌ نَحْنُ عامِرُهُ ... لَنا، وزَمْزَمُ والأَحْواضُ والسُّتُرُ والحُدُوجُ: الإِبلُ بِرِحَالِهَا؛ قَالَ: عَيْنا ابنِ دَارَةَ خَيرٌ مِنْكُمَا نَظَراً ... إِذِ الحُدُوجُ بأَعْلى عاقِلٍ زُمَرُ والحِداجَةُ كالحِدْجِ، وَالْجَمْعُ حَدائِجُ. قَالَ اللَّيْثُ: الحِدْجُ مَرْكَبٌ لَيْسَ بِرَحْلٍ وَلَا هَوْدَجٍ، تَرْكَبُهُ نساءُ الأَعراب. قَالَ الأَزهري: الحِدْجُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ، مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ نَحْوُ الْهَوْدَجِ والمِحَفَّة؛ وَمِنْهُ الْبَيْتُ السَّائِرُ: شَرَّ يَوْمَيْها، وأَغْواهُ لَهَا، ... رَكِبَتْ عَنْزٌ، بِحِدْجٍ، جَمَلا

وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْسِيرَ هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ عنز؛ وَقَالَ الْآخَرُ: فَجَرَ البَغِيُّ بِحِدْجِ رَبَّتِها، ... إِذا مَا الناسُ شَلُّوا وحَدَجَ البعيرَ والنَّاقَةَ يَحْدِجُهما حَدْجاً وحِداجاً، وأَحْدَجَهما: شَدَّ عَلَيْهِمَا الحِدْجَ والأَداةَ ووَسَّقَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ شَدُّ الأَحمال وتوسيقُها؛ قَالَ الأَعشى: أَلا قُلْ لِمَيْثاءَ: مَا بالُها؟ ... أَلِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أَحْمالُها؟ وَيُرْوَى: أَجمالُها، بِالْجِيمِ، أَي تُشَدُّ عَلَيْهَا، وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: تُحْدَجُ أَجمالُها. قَالَ الأَزهري: وأَما حَدْجُ الأَحمال بِمَعْنَى تَوْسِيقِهَا فَغَيْرُ مَعْرُوفٍ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ غَلَطٌ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: انْظُرُوا إِلى هَذَا الْبَعِيرِ الغُرْنُوقِ الَّذِي عَلَيْهِ الحِداجَةُ، قَالَ: وَلَا يُحْدَجُ البعيرُ حَتَّى تَكْمُلَ فِيهِ الأَداةُ، وَهِيَ البِدادانِ والبِطانُ والحَقَبُ، وجمعُ الحِداجَةِ حَدائِجُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَخَالِي القَتَبِ أَبِدَّةً، وَاحِدُهَا بِدادٌ، فإِذا ضُمَّتْ وأُسرت وَشُدَّتْ إِلى أَقتابها مَحْشُوَّةً، فَهِيَ حِينَئِذٍ حِداجَةٌ. وَسُمِّيَ الْهَوْدَجُ الْمَشْدُودُ فَوْقَ الْقَتَبِ حَتَّى يُشَدَّ عَلَى الْبَعِيرِ شَدًّا وَاحِدًا بِجَمِيعِ أَداته: حِدْجاً، وَجَمْعُهُ حُدُوجٌ. وَيُقَالُ: احْدِجْ بَعِيرَكَ أَي شُدَّ عَلَيْهِ قَتَبَهُ بأَداته. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحُدُوجُ والأَحْداجُ والحَدائجُ مراكبُ النساءِ، واحدُها حِدْجٌ وحِداجَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُفَرِّقِ ابْنُ السِّكِّيتِ بَيْنَ الحِدْجِ والحِداجَةِ، وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ أَبا صَاعِدٍ الكلابيَّ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِصَاحِبِهِ فِي أَتانٍ شَرُودٍ: الْزَمْها، رَمَاهَا اللَّهُ بِرَاكِبٍ قليلِ الحِداجَةِ، بعيدِ الحاجَةِ أَراد بالحِداجَةِ أَداةَ القَتَبِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حَتَّى تَفْنى ؛ يَعْنِي إِلى الْغَزْوِ، قَالَ: الحَدْجُ شَدُّ الأَحمال وَتَوْسِيقُهَا؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا أَي شُدَّ الحِداجَةَ، وَهُوَ الْقَتَبُ بأَداته عَلَى الْبَعِيرِ لِلْغَزْوِ؛ وَالْمَعْنَى حُجَّ حَجَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أَقبل عَلَى الْجِهَادِ إِلى أَن تَهْرَمَ أَو تموتَ، فَكَنَّى بالحِدْجِ عَنْ تَهْيِئَةِ الْمَرْكُوبِ لِلْجِهَادِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: تُلَهِّي المَرْءَ بالحُدْثانِ لَهْواً ... وتَحْدِجُهُ كَمَا حُدِجَ المُطِيقُ هُوَ مَثَلٌ أَي تَغْلِبُهُ بِدَلِّها وَحَدِيثِهَا حَتَّى يكونَ مِنْ غَلَبَتِها لَهُ كالمَحْدُوجِ الْمَرْكُوبِ الذَّلِيلِ مِنَ الجِمال. والمِحْدَجُ مِيسَمٌ مِنْ مَياسِم الإِبل. وحَدَجَهُ: وسَمَهُ بالمِحْدَجِ. وحَدَجَ الفرسُ يَحْدِجُ حُدوجاً: نَظَرَ إِلى شَخْصٍ أَو سَمِعَ صَوْتًا فأَقام أُذنه نَحْوَهُ مَعَ عَيْنَيْهِ. والتحدِيجُ: شدَّة النَّظَرِ بَعْدَ رَوْعَةٍ وفَزْعَةٍ. وحَدَجَهُ بِبَصَرِهِ يَحْدِجُهُ حَدْجاً وحُدُوجاً، وحَدَّجَهُ: نَظَرَ إِليه نَظَرًا يَرْتَابُ بِهِ الآخرُ وَيَسْتَنْكِرُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ شدَّة النَّظَرِ وحِدَّته. يُقَالُ: حَدَّجَهُ بِبَصَرِهِ إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه؛ وَقِيلَ: حَدَجَه بِبَصَرِهِ وحَدَجَ إِليه رَمَاهُ بِهِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: حَدِّثِ القومَ مَا حَدَجُوك بأَبصارهم أَي مَا أَحَدُّوا النَّظَرَ إِليك؛ يَعْنِي مَا دَامُوا مُقْبِلِينَ عَلَيْكَ نَشِيطِينَ لِسَمَاعِ حَدِيثِكَ، يَشْتَهُونَ حَدِيثَكَ وَيَرْمُونَ بأَبصارهم، فإِذا رأَيتهم قَدْ مَلُّوا فَدَعْهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الحَدْجَ فِي النَّظَرِ يَكُونُ

بِلَا رَوْعٍ وَلَا فَزَعٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ: أَلَمْ تَرَوْا إِلى مَيِّتِكُمْ حِينَ يَحْدِجُ بِبَصَرِهِ فإِنما يَنْظُرُ إِلى الْمِعْرَاجِ مِنْ حُسْنه؟ حَدَجَ بِبَصَرِهِ يَحْدِجُ إِذا حَقَّقَ النَّظَرَ إِلى الشَّيْءِ. وحَدَجَهُ بِبَصَرِهِ: رَمَاهُ بِهِ حَدْجاً. الْجَوْهَرِيُّ: التَّحْدِيجُ مِثْلُ التَّحْدِيقِ. وحَدَجَهُ بسَهْمٍ يَحْدِجُهُ حَدْجاً: رَمَاهُ بِهِ. وحَدَجَه بِذَنْبِ غَيْرِهِ يَحْدِجُه حَدْجاً: حَمَلَهُ عَلَيْهِ وَرَمَاهُ بِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتُنَ: إِذا اسْبَجَرَّا مِنْ سوادٍ حَدَجَا وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: يُقَتِّلُنا مِنْها عُيُونٌ، كأَنَّها ... عُيُونُ المَهَا، مَا طَرْفُهُنَّ بِحَادِجِ يُرِيدُ أَنها سَاجِيَةُ الطَّرْفِ؛ وَقَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: حَدَجَهُ بِالْعَصَا حَدْجاً، وحَبَجَهُ حَبْجاً إِذا ضَرَبَهُ بِهَا. أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: يُقَالُ حَدَجْتُهُ بِبَيْعِ سَوْءٍ أَي فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِ؛ قَالَ وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي: حَدَجْتُ ابنَ مَحْدُوجٍ بِسِتِّينَ بَكْرَةً، ... فلمَّا اسْتَوَتْ رِجْلاهُ، ضَجَّ مِنَ الوَقْرِ قَالَ: وَهَذَا شِعْرُ امرأَة تَزَوَّجُهَا رَجُلٌ عَلَى سِتِّينَ بَكْرَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: حَدَجْتُهُ ببيعِ سَوْءٍ وَمَتَاعِ سَوْءٍ إِذا أَلزمته بَيْعًا غَبَنْتَهُ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ مِنَ البَيْعِ، بَعْدَ ما ... حَدَجْتُ ابنَ خِرْباقٍ بِجَرْباءَ نازِعِ قَالَ الأَزهري: جَعَلَهُ كَبَعِيرٍ شدَّ عَلَيْهِ حِدَاجَتهُ حِينَ أَلزمه بَيْعًا لَا يُقَالُ مِنْهُ. الأَزهري: الحَدَجُ حَمْلُ الْبِطِّيخِ وَالْحَنْظَلِ مَا دَامَ رَطْبًا، والحُدْجُ، لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَدَجُ والحُدْجُ الْحَنْظَلُ وَالْبِطِّيخُ مَا دَامَ صِغَارًا أَخضر قَبْلَ أَن يَصْفَرَّ؛ وَقِيلَ هُوَ مِنَ الْحَنْظَلِ مَا اشتدَّ وَصَلُبَ قَبْلَ أَن يَصْفَرَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَيَاشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدالِ، ... بَدَوْنَ مِنْ مُدَّرِعَيْ أَسْمَالِ وَاحِدَتُهُ حَدَجَةٌ. وَقَدْ أَحْدَجَت الشجرةُ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَهل الْيَمَامَةِ يُسَمُّونَ بِطِّيخًا عِنْدَهُمْ أَخضر مِثْلَ مَا يَكُونُ عِنْدَنَا أَيام التِّيرْمَاهْ «1» بِالْبَصْرَةِ: الحَدَجَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: رأَيت كأَني أَخذت حَدَجَةَ حنظلٍ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ كَتِفَيْ أَبي جَهْلٍ. الْحَدَجَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَنْظَلَةُ الفَجَّة الصُّلْبَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والحَدَجُ حَسَكُ القُطْبِ مَا دَامَ رَطْباً. ومَحْدُوجٌ وحُدَيْجٌ وحَدَّاجٌ: أَسماء. والحَدَجَةُ: طَائِرٌ يُشْبِهُ الْقَطَا، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَ هَذَا الطَّائِرَ الَّذِي نُسَمِّيهِ اللَّقْلَقَ: أَبا حُدَيْجٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وحُنْدُجٌ اسْمُ رَجُلٍ. حدرج: الحُدْرُجُ والحُدْرُوجُ والمُحَدْرَجُ، كُلُّهُ: الأَمْلَسُ. والمُحَدْرَجُ: الْمَفْتُولُ. ووتَرٌ مُحَدْرَجُ المَسِّ: شُدَّ فَتْلُه؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الجَيِّدُ الْغَارَةِ المُسْتَوي. وسَوْطٌ مُحَدْرَجٌ: مُغَارٌ. وحَدْرَجَه أَي فَتَلَهُ وأَحكمه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَخافُ زِياداً أَن يكونَ عطاؤُهُ ... أَدَاهِمَ سُوداً، أَو مُحَدْرَجَةً سُمْرا يَعْنِي بالأَداهِم القيودَ، وبالمُحَدْرَجَةِ السياطَ؛ وَقَوْلُ القُحَيْفِ العُقَيْليّ: صَبَحْناها السِّيَاطَ مُحَدْرَجاتٍ، ... فَعَزَّتْها الضَّلِيعَةُ والضَّلِيعُ

_ (1). قوله [التيرماه] هو رابع الشهور الشمسية عند الفرس، كذا بهامش شرح القاموس المطبوع.

يَجُوزُ أَن تَكُونَ المُلْسَ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْمَفْتُولَةَ؛ وَبِالْمَفْتُولَةِ فَسَّرَهَا ابْنُ الأَعرابي. وحَدْرَجَ الشيءَ: دَحْرَجَه. والحِدْرِجانُ، بِالْكَسْرِ: الْقَصِيرُ؛ مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وحِدْرِجانُ: اسْمٌ، عَنِ السِّيرَافِيِّ خَاصَّةً؛ التَّهْذِيبُ أَنشَدَ الأَصمعِي لِهمْيان: أَزامِجاً وزَجَلًا هُزامِجَا، ... يَخْرُجُ مِنْ أَجْوافِها هَزالِجَا، تَدْعُو بِذاكَ الدَّجَجَانَ الدَّارِجا، ... جِلَّتَهَا وعَجْمَها الحَضَالِجا، عُجُومَهَا وحَشْوَها الحَدَارِجا الحَدَارِجُ والحَضالِجُ: الصِّغارُ. حرج: الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ. والحارجُ: الْآثِمُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى النَّسَبِ، لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ. والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عَنِ الإِثم. وَقَوْلُهُمْ: رَجُلٌ مُتَحَرِّجٌ، كَقَوْلِهِمْ: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عَنْ نَفْسِهِ. ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تَرَبَّصَ بالأَمر يُرِيدُ إِلْقَاءَ الْمُلَامَةِ عَنْ نَفْسِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ حُرُوفٌ جاءَت مَعَانِيهَا مُخَالِفَةً لأَلفاظها؛ وَقَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَحمد بْنُ يَحْيَى. وأَحْرَجَه أَي آثَمَهُ. وتَحَرَّجَ: تأَثَّم. وَالتَّحْرِيجُ: التَّضْيِيقُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: حَدِّثوا عَنْ بَنِي إِسرائيل وَلَا حَرَجَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَرَجُ فِي الأَصل الضِّيقُ، وَيَقَعُ عَلَى الإِثم وَالْحَرَامِ؛ وَقِيلَ: الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ؛ فَمَعْنَاهُ أَي لَا بأْس وَلَا إِثم عَلَيْكُمْ أَن تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ مَا سَمِعْتُمْ، وإِن اسْتَحَالَ أَن يَكُونَ فِي هَذِهِ الأُمة مِثْلُ مَا رُوِيَ أَن ثِيَابَهُمْ كَانَتْ تَطُولُ ، وأَن النَّارَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فتأْكل القُرْبانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، لَا أَن نَتَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ. وَيَشْهَدُ لِهَذَا التأْويل مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ فإِن فِيهِمُ الْعَجَائِبَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْحَدِيثَ عَنْهُمْ إِذا أَديته عَلَى مَا سَمِعْتَهُ، حَقًّا كَانَ أَو بَاطِلًا، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إِثم لِطُولِ الْعَهْدِ وَوُقُوعِ الفَتْرَةِ، بِخِلَافِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنه إِنما يَكُونُ بَعْدَ الْعِلْمِ بِصِحَّةِ رِوَايَتِهِ وَعَدَالَةِ رُوَاتِهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْحَدِيثَ عَنْهُمْ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوبِ لأَن قَوْلَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي أَوّل الْحَدِيثِ: بَلِّغُوا عَنِّي ؛ عَلَى الْوُجُوبِ، ثُمَّ أَتبعه بِقَوْلِهِ: وحدِّثوا عَنْ بَنِي إِسرائيل وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِن لَمْ تحدِّثوا عَنْهُمْ. قَالَ: وَمِنْ أَحاديث الْحَرَجِ قَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي قَتْلِ الْحَيَّاتِ: فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهَا ؛ هُوَ أَن يَقُولَ لَهَا: أَنت فِي حَرَجٍ أَي فِي ضِيقٍ، إِن عُدْتِ إِلينا فَلَا تَلُومِينَا أَن نُضَيِّقَ عَلَيْكِ بالتَّتَبُّع وَالطَّرْدِ وَالْقَتْلِ. قَالَ: وَمِنْهَا حَدِيثُ الْيَتَامَى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا مَعَهُمْ ؛ أَي ضَيَّقُوا عَلَى أَنفسهم. وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَتحَرَّجُ بِهِ، مِن الحَرَج، الإِثم وَالضِّيقُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: الْيَتِيمِ والمرأَة أَي أُضيقه وأُحرمه عَلَى مَن ظَلَمَهُمَا؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَلَاةِ الْجُمْعَةِ: كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يُوقِعَهُمْ فِي الحَرَج. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَوَرَدَ الحَرَجُ فِي أَحاديث كَثِيرَةٍ وَكُلُّهَا رَاجِعَةٌ إِلى هَذَا الْمَعْنَى. ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد: لَا حَرِجُ الصَّدْرِ وَلَا عَنِيفُ والحَرَجُ: الضِّيق. وحَرِجَ صَدْرُهُ يَحْرَجُ حَرَجاً: ضَاقَ فَلَمْ يَنْشَرِحْ لِخَيْرٍ، فَهُوَ حَرِجٌ وحَرَجٌ، فَمَنْ قَالَ حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قَالَ حَرَجٌ أَفرد، لأَنه مَصْدَرٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛

قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ «2» وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَرَجاً، وقرأَها النَّاسُ حَرِجاً؛ قَالَ: والحَرَجُ فِيمَا فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِليه الراعيةُ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ صَدْرُ الْكَافِرِ لَا يَصِلُ إِليه الحكمةُ؛ قَالَ: وَهُوَ فِي كَسْرِهِ وَنَصْبِهِ بِمَنْزِلَةِ الوَحَدِ والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الحَرَجُ فِي اللُّغَةِ أَضْيَقُ الضِّيقِ، وَمَعْنَاهُ أَنه ضَيِّقٌ جِدًّا. قَالَ: ومَن قَالَ رَجُلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ فَمَعْنَاهُ ذُو حَرَجٍ فِي صَدْرِهِ، وَمَنْ قَالَ حَرِجٌ جعلَهُ فاعِلًا؛ وَكَذَلِكَ رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَكَانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مَكَانٌ ضَيِّقٌ كَثِيرُ الشَّجَرِ. والحَرِجُ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَح القتالَ؛ قَالَ: مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ: الَّذِي لَا يَنْهَزِمُ كأَنه يَضِيقُ عَلَيْهِ العُذْرُ فِي الِانْهِزَامِ. والحَرِجُ: الَّذِي يَهَابُ أَن يتقدَّم عَلَى الأَمر، وَهَذَا ضَيِّقٌ أَيضاً. وحَرِجَ إِليه: لَجَأَ عَنْ ضِيقٍ. وأَحْرَجَه إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق عَلَيْهِ. وحَرَّجَ فلانٌ عَلَى فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وأَحْرَجْتُ فُلَانًا: صَيَّرْتُهُ إِلى الحَرَجِ، وَهُوَ الضَّيِّقُ، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ، وَكَذَلِكَ أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بِمَعْنًى واحدٍ؛ وَيُقَالُ: أَحْرَجَني إِلى كَذَا وَكَذَا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ. وأَحْرَجَ الكلبَ والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عَلَيْهِ. وحَرِجَ الغُبارُ، فَهُوَ حَرِجٌ: ثَارَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ، فَانْضَمَّ إِلى حَائِطٍ أَو سَنَدٍ؛ قَالَ: وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها، ... يَهْلِكُ فِيهَا المُناجِدُ البَطَلُ قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ: يُقَالُ لِلْغُبَارِ السَّاطِعِ الْمُنْضَمِّ إِلى حَائِطٍ أَو سَنَدٍ قَدْ حَرِجَ إِليه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قَالَ: ومَا أَبْهَمَتْ، فَهْوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ، ... وتَحْرَجُ العَيْنُ فِيهَا حينَ تَنْتَقِبُ وَقِيلَ: معْناه أَنها لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَطْرِفُ مِنْ شِدَّةِ النَّظَرِ. الأَزهري: الحَرَجُ أَن يَنْظُرَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكَانِهِ فَرَقاً وَغَيْظًا. وحَرِجَ عَلَيْهِ السُّحورُ إِذا أَصبح قَبْلَ أَن يَتَسَحَّرَ، فَحَرُمَ عَلَيْهِ لِضِيقِ وَقْتِهِ. وحَرِجَتِ الصلاةُ عَلَى المرأَة حَرَجاً: حَرُمَتْ، وَهُوَ مِنَ الضِّيقِ لأَن الشَّيْءَ إِذا حَرُمَ فَقَدْ ضَاقَ. وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حَرُمَ. وَيُقَالُ: أَحْرَجَ امرأَته بِطَلْقَةٍ أَي حَرَّمَها؛ وَيُقَالُ: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات؟ يُرِيدُ بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ. الأَزهري: وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حَرَامٌ؛ وقرأَ النَّاسُ: وَحَرْثٌ حِجْرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والحِرْجُ لغةٌ فِي الحَرَجِ، وَهُوَ الإِثم؛ قَالَ: حَكَاهُ يُونُسُ. والحَرَجَةُ: الغَيْضَةُ لِضِيقِهَا؛ وَقِيلَ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، وَهِيَ أَيضاً الشَّجَرَةُ تَكُونُ بَيْنَ الأَشجار لَا تَصِلُ إِليها الآكِلَةُ، وَهِيَ مَا رَعَى مِنَ الْمَالِ. وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا، ... بذِي سَلَمٍ، لَا جَادَكُنَّ ربِيعُ

_ (2). قوله [قرأها ابن عباس إلخ] كذا بالأَصل.

وحِرَاجٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ، ... شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ وَهِيَ المَحاريجُ. وَقِيلَ: الحَرَجَةُ تَكُونُ مِنَ السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسِّدْرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا اجْتَمَعَ مِنَ السَّدْرِ وَالزَّيْتُونِ وَسَائِرِ الشَّجَرِ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَوْضِعٌ مِنَ الْغَيْضَةِ تَلْتَفُّ فِيهِ شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: سمِّيت بِذَلِكَ لَالْتِفَافِهَا وَضِيقِ الْمَسْلَكِ فِيهَا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شَجَرٍ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الحِراجُ غِياضٌ مِنْ شَجَرِ السلَم ملتفةٌ، لَا يَقْدِرُ أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فِيهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ، ... يَكُونُ أَقْصَى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: حَتَّى تَرَكُوهُ فِي حَرَجَةٍ ؛ الحَرَجَة، بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ: مُجْتَمَعُ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ كَالْغَيْضَةِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ فِي مِثْلِ الحَرَجَةِ. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِنَّ مَوْضِعَ الْبَيْتِ كَانَ فِي حَرَجَةٍ وعِضَاه. وحِراجُ الظَّلْمَاءِ: مَا كَثُفَ والتفَّ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها ... حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟ خَصَّ الغرابَ لِحِدَّةِ الْبَصَرِ، يَقُولُ: فإِذا لَمْ يُبْصِرْ فِيهَا الغرابُ مَعَ حِدَّةِ بَصَرِهِ فَمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِهِ؟ والحَرَجَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الإِبل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَرَجَةُ مِائَةٌ مِنَ الإِبل. وَرَكِبَ الحَرَجَةَ أَي الطَّرِيقَ؛ وَقِيلَ: مُعْظَمُهُ، وَقَدْ حُكِيَتْ بِجِيمَيْنِ. والحَرَجُ: سَرِيرٌ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَرِيضُ أَو الْمَيِّتُ؛ وَقِيلَ: هُوَ خَشَبٌ يُشدُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَإِمَّا تَرَيْني فِي رِحَالَةِ جَابِرٍ ... عَلَى حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الَّذِي يُحْمَلُ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ، وأَراد بالأَكفان ثِيَابَهُ الَّتِي عَلَيْهِ لأَنه قدَّر أَنها ثِيَابُهُ الَّتِي يُدْفَنُ فِيهَا. وخَفْقُها ضَرْبُ الرِّيحِ لَهَا. وأَراد بِجَابِرٍ جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وَكَانَ مَعَهُ فِي بِلَادِ الرُّومِ، فَلَمَّا اشْتَدَّتْ علَّته صُنِعَ لَهُ مِنَ الْخَشَبِ شَيْئًا كالقَرِّ يُحْمَلُ فِيهِ؛ والقَرُّ: مَرْكب مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ بَيْنَ الرَّحْلِ وَالسَّرْجِ. قَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْهَوْدَجُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ تُحْمَلُ فِيهِ الْمَوْتَى، وَرُبَّمَا وُضِعَ فَوْقَ نَعْشِ النِّسَاءِ. قَالَ الأَزهري: وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ مِنْ خَشَبٍ جُعِلَ فَوْقَ نَعْشِ الْمَيِّتِ، وَهُوَ سَرِيرُهُ. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ ظَليماً وقُلُصَة: يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هَذَا يَصِفُ نَعَامَةً يَتْبَعُهَا رِئالُها، وَهُوَ يَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَجْعَلُهَا تَحْتَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَرَجُ مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ لَيْسَ لَهُ رأْس. والحَرَجُ والحِرْجُ: الشَّحَصُ. والحَرَجُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تُركب وَلَا يَضْرِبُهَا الْفَحْلُ لِيَكُونَ أَسمن لَهَا إِنما هِيَ مُعَدَّةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَرَجٌ فِي مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ، وَهُوَ مَدْخُولٌ. والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: النَّاقَةُ الْجَسِيمَةُ الطَّوِيلَةُ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَقِيلَ: الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الضَّامِرَةُ،

وَجَمْعُهَا حَراجِيجُ. وأَجاز بَعْضُهُمْ: نَاقَةٌ حُرْجُجٌ، بِمَعْنَى الحُرْجُوجِ، وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ عَلَى حَرَاجِيجَ ، جَمْعُ حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وَهِيَ النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ؛ وَقِيلَ الضَّامِرَةُ، وَقِيلَ: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة الْقَلْبِ؛ قَالَ: أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ، ... بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عَلَيْهَا النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها، ... مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى بَعْضٍ مِنَ الحَرَدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ ... لأَبْطالِ الكُمَاةِ، بِهِ أُوَامُ والحِرْجُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هِيَ نَصِيبُ الْكَلْبِ مِنَ الصَّيْدِ وَهُوَ مَا أَشبه الأَطرافَ مِنَ الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تَطْمَعُ فِيهَا. قَالَ الأَزهري: الحِرْجُ مَا يُلقى لِلْكَلْبِ مِنْ صَيْدِهِ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ؛ قَالَ جَحْدرٌ يَصِفُ الأَسد: وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ، ... حَتَّى أُكَابِرَهُ عَلَى الأَحْرَاجِ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْجُ ... لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه وَيَجْعَلُهُ صَفَداً لنَفْسِهِ وَيَخْتَارُهُ؛ شبَّه الْكِلَابَ فِي سُرْعَتِهَا بِالزَّنَابِيرِ، وَهِيَ الثَّوْلُ. وَقَالَ الأَصمعي: أَحْرِجْ لِكلبكَ مِنْ صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب لِلسَّبُعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ ... مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ ... يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟ إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رَجُلَيْنِ أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يَكُونَ البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يَكُونَ كَنَى بِذَلِكَ عَنْ شَرَفِهِمَا، وَكَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ قَدْ قَشَرَا لحاءَ شَجَرِ الْكَعْبَةِ ليتخفَّرا بِذَلِكَ. وَالْمُضَفَّرُ: الْمَفْتُولُ كَالضَّفِيرَةِ. والحِرْجُ: قِلَادَةُ الْكَلْبِ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قَالَ: بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَحْرَاجَ، ... فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري: وَيُقَالُ ثَلَاثَةُ أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ عَضْرَسَ: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها، ... إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ «1» مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جَمْعُ حِرْجٍ للوَدَعةِ. وحُصٌّ: قَدِ انْحَصَّ شَعَرُها، وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: طَاوِي الحَشَا قَصُرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَةٌ

_ (1). قوله [إِذا أَيه] كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح القاموس بعيونه.

قَالَ: مُحَرَّجَةٌ: فِي أَعناقها حِرْجٌ، وَهُوَ الوَدَعُ. والوَدَعُ: خَرَزٌ يُعَلَّقُ فِي أَعناقها. الأَزهري: والحِرْجُ الْقِلَادَةُ لِكُلِّ حَيَوَانٍ. قَالَ: والحِرْجُ: الثِّيَابُ الَّتِي تُبسط عَلَى حَبْلٍ لِتَجِفَّ، وَجَمْعُهَا حِراجٌ فِي جميعها. والحِرْجُ: جَمَاعَةُ الْغَنَمِ، عَنْ كُرَاعٍ، وَجَمْعُهُ أَحْرَاجٌ. والحُرْجُ: موضعٌ معروف. حربج: إِبِلٌ حَرَابِجُ: ضِخَامٌ. وبعير حُرْبُجٌ. حرزج: الحَرَازِجُ، الرَّاءُ قَبْلَ الزَّايِ: مِيَاهٌ لبَلْجُذام؛ قَالَ رَاجِزُهُمْ: لقَدْ وَرَدْتُ عافِيَ المَدَالِجِ ... مِن ثَجْرَ، أَو أَقْلِبَةِ الحَرَازِجِ حشرج: الحَشْرَجَةُ: تَرَدُّدُ صَوْتِ النَّفَس، وَهُوَ الغَرْغَرَةُ فِي الصَّدْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَشْرَجَةُ الْغَرْغَرَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ وتَرَدُّدُ النَّفَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَكِنْ إِذا شَخَصَ البَصَرُ وحَشْرَجَ الصَّدْرُ ، هُوَ مِن ذَلِكَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: وَدَخَلَتْ عَلَى أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عِنْدَ مَوْتِهِ فأَنشدت: لَعَمْرُكَ مَا يُغْني الثَّرَاءُ وَلَا الغِنى، ... إِذا حَشْرَجَتْ يَوْمًا، وضاقَ بِهَا الصَّدرُ فَقَالَ: لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ: وجاءَت سَكْرَةُ الحَقِّ بالموتِ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِليه. وحَشْرَجَ: رَدَّدَ صوتَ النَّفَس فِي حَلْقه مِنْ غَيْرِ أَن يُخْرِجَهُ بِلِسَانِهِ. والحَشْرَجَةُ: صوتُ الحمارِ مِنْ صَدْرِهِ؛ قَالَ رؤْبة: حَشْرَجَ فِي الجَوْفِ سَحِيلًا، أَو شَهَقْ وحَشْرَجَةُ الْحِمَارِ: صَوْتُهُ يُرَدِّدُه فِي حَلْقِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِذا لَهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ، ... مِمَّا يَجِيشُ بهِ مِنَ الصَّدْرِ والحَشْرَجُ: شِبْهُ الحِسْيِ تَجْتَمِعُ فِيهِ الْمِيَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ الحِسْيُ فِي الحَصَى. والحَشْرَجُ: الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الرَّضْرَاضِ صَافِيًا رَقِيقًا. والحَشْرَجُ: كُوزٌ صَغِيرٌ لَطِيفٌ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: قالتْ: وعَيْشِ أَبي وحُرْمَةِ إِخْوَتي، ... لأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ، إِنْ لَمْ تَخْرُجِ فَخَرَجْتُ خِيفَةَ قَوْلِها، فَتَبَسَّمَتْ ... فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينَها لَمْ تُحْرَجِ فَلَثَمْتُ فَاهَا آخِذاً بقُرُونِها، ... شُرْبَ النَّزيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَج قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِجَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ وَلَيْسَ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ. وَالنَّزِيفُ: الْمَحْمُومُ الَّذِي مُنِعَ مِنَ الْمَاءِ. وَلَثَمْتُ فَاهَا: قَبَّلْتُهُ. وَنَصَبَ شُرْبَ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمُشَبَّهِ بِهِ لأَنه لمَّا قبَّلها امْتَصَّ رِيقَهَا، فكأَنه قَالَ: شَرِبْتُ رِيقَهَا كَشُرْبِ النَّزِيفِ لِلْمَاءِ الْبَارِدِ. الأَزهري: الحَشْرَجُ الْمَاءُ الْعَذْبُ مِنْ مَاءِ الحِسْيِ، قَالَ: والحَشْرَجُ الْمَاءِ الَّذِي تَحْتَ الأَرض لَا يُفْطَنُ لَهُ فِي أَباطح الأَرضِ، فإِذا حُفِرَ عَنْهُ ذِراعٌ جَاشَ بِالْمَاءِ، تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الأَحْساءَ والكِرَارَ والحَشَارِجَ. قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: فَلَثَمْتُ فَاهَا الْبَيْتَ؛ وَنَسَبَهُ إِلى جَرِيرٍ. الْمُبَرِّدُ: الحَشْرَجُ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْكُوزُ الرَّقِيقُ النَّقِيُّ الحارِيُّ. والنَّزِيف: السَّكْرَانُ وَالْمَحْمُومُ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِكُثَيِّرٍ: فَأَوْرَدَهُنَّ مِنَ الدَّوْنَكَيْن ... حَشَارِجَ، يُخْفُونَ مِنْهَا إِرَاثَا الإِراث: بَقَايَا قَدْ بَقِيَتْ هَذِهِ مِنْهَا. وَهُوَ فِي إِرْثِ صِدْقٍ أَي أَصل صِدْقٍ. والحَشْرَجُ: الكَذَّانُ، الواحدةُ حَشْرَجَةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الحِسْيُ الحَصِبُ،

وَهُوَ أَيضاً النَّارِجِيلُ، يَعْنِي جَوْزَ الْهِنْدِ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: الحَشْرَجُ النُّقرة فِي الْجَبَلِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ فيصفو. حضج: حَضَجَ النارَ حَضْجاً: أَوقدها. وانْحَضَجَ الرجلُ: الْتَهَبَ غَضَباً واتَّقَدَ مِنَ الْغَيْظِ. وانْحَضَجَ: اتَّقَدَ مِنَ الْغَيْظِ فَلَزِقَ بالأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ قَالَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ: أَمَّا أَنا فَلَا أَدَعُهما، فَمَنْ شَاءَ أَن يَنْحَضِجَ فَلْيَنْحَضِجْ أَي يَنْقَدَّ مِنَ الْغَيْظِ ويَنْشَقَّ. وحَضَجَ بِهِ يَحْضُجُ حَضْجاً: صَرَعَهُ. وحَضَجَ البعيرُ بِحِمْلِه وحِمْلَهُ حَضْجاً: طَرَحَهُ. وحَضَجَ بِهِ الأَرضَ حَضْجاً: ضَرَبَهَا بِهِ. وانْحَضَجَ: ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرضَ غَيْظًا، فإِذا فعلتَ بِهِ أَنت ذَلِكَ، قُلْتَ: حَضَجْتُه. وانْحَضَجَتْ عَنْهُ أَداته انْحِضاجاً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يَنْحَضِجُ يَضْطَجِعُ. وحَضَجَه: أَدخل عَلَيْهِ مَا يَكَادُ يَنْشَقُّ مِنْهُ ويَلْزَقُ لَهُ بالأَرض. وكلُّ مَا لَزِقَ بالأَرض: حِضْجٌ؛ والحِضْجُ: الطِّينُ اللَّازِقُ بأَسفل الْحَوْضِ؛ وَقِيلَ: الحِضْجُ هُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، وَالطِّينُ يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الطِّينُ، فَهُوَ يَتَلَزَّجُ وَيَمْتَدُّ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الكَدِرُ. وحِضْجٌ حاضِجٌ: بالَغُوا بِهِ، كَشِعْرٍ شاعرٍ؛ قَالَ أَبو مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ هِمْيانَ بْنَ قُحافة يُنْشِدُ: فأَسْأَرَتْ فِي الحوضِ حِضْجاً حاضِجا، ... قَدْ عادَ مِنْ أَنْفاسِها رَجَارِجَا أَسأَرت: أَبقت. والسُّؤْرُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، وَقَوْلُهُ حاضِجاً أَي بَاقِيًا. وَرَجَارِجَا: اخْتَلَطَ ماؤُه وَطِينُهُ. والحِضْجُ: الْحَوْضُ نَفْسُهُ، وَالْفَتْحُ فِي كلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَحْضاجٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ ذِي عُبابٍ سائلِ الأَحْضاجِ، ... يُرْبِي عَلَى تَعاقُمِ الهَجَاجِ الأَحضاجُ: الحِياضُ. وَالتَّعَاقُمُ: الوِرْدُ مرَّةً بعدَ مرَّة، كَالتَّعَاقُبِ عَلَى الْبَدَلِ. وَرَجُلٌ حِضْجٌ: حميسٌ، وَالْجَمْعُ أَحْضاجٌ. والحِضاجُ: الزِّقُّ الضَّخْمُ المُسْنَدُ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: لَنَا خِبَاءٌ ورَاووقٌ ومُسْمِعَةٌ، ... لَدَى حِضاجٍ، بِجَوْنِ النَّارِ، مَرْبوبِ وانْحَضَجَ الرَّجُلُ: اتَّسَعَ بَطْنُهُ، وَهُوَ مِنه. وامرأَةٌ مِحْضاجٌ: وَاسِعَةُ الْبَطْنِ؛ وَقَوْلُ مُزَاحِمٍ: إِذا مَا السَّوْطُ سَمَّرَ حالِبَيْهِ، ... وقَلَّصَ بَدْنَهُ بَعْدَ انْحِضاجِ يَعْنِي بَعْدَ انْتِفَاخٍ وَسِمَنٍ. والمِحْضَجَةُ والمِحْضاجُ: خَشَبَةٌ صَغِيرَةٌ تَضرب بِهَا المرأَة الثوبَ إِذا غَسَلَتْهُ. وانْحَضَجَ إِذا عَدَا. وحَضِيجُ الْوَادِي: نَاحِيَتُهُ. والمِحْضَجُ: الْحَائِدُ عَنِ السَّبِيلِ. والمِحْضَبُ والمِحْضَجُ والمِسْعَرُ: مَا يُحَرَّكُ بِهِ النَّارُ. يُقَالُ: حَضَجْتُ النارَ وحَضَبْتُها. الْفَرَّاءُ: حَضَجْتُ فُلَانًا ومَغَثْتُه ومَثْمَثْتُه وقَرْطَلْتُه، كُلُّه: بِمَعْنَى غَرَّقْتُه. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: أَن بَغْلَةَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا تَناول الحَصَى لِيَرْمِيَ بِهِ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ، فَهِمَتْ مَا أَراد فانْحَضَجَتْ أَي انْبَسَطتْ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو الْعَبَّاسِ؛ وأَنشد: ومُقَتِّتٍ حَضَجَتْ بِهِ أَيامُه، ... قَدْ قادَ بَعْدُ قَلائصاً وعِشارا

مُقَتِّتٌ: فَقِيرٌ. حَضَجَتْ: انْبَسَطَتْ أَيامه فِي الْفَقْرِ فأَغناه اللَّهُ، وَصَارَ ذَا مَالٍ. حضلج: التَّهْذِيبُ: مِنْ جُمْلَةِ أَبيات تَقَدَّمَتْ فِي تَرْجَمَةِ حَدْرَجٍ لِهِمْيَانَ: جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضالِجا قَالَ: الحَدارِجُ والحَضالِجُ الصغار. حفج: الحَفَنْجى: الرِّخْوُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَهِ. حفضج: الحِفْضِجُ والحَفْضَجُ والحِفْضاجُ والحُفاضِجُ: الضَّخْمُ الْبَطْنِ وَالْخَاصِرَتَيْنِ المُسْتَرْخي اللَّحْمِ. رجلٌ حُفاضِجٌ وعُفاضِجٌ، والأُنثى فِي كُلِّ ذَلِكَ بِغَيْرِ هَاءٍ، والاسمُ الحَفْضَجَةُ. وإِن فُلَانًا لمَعْضُوبٌ مَا حُفْضِجَ لَهُ، وَكَذَلِكَ العِفْضاجُ، والله أَعلم. حفلج: الحَفَلَّجُ والحُفالِجُ: الأَفْحَجُ: وَهُوَ الَّذِي فِي رِجْلِهِ اعْوِجاجٌ. حلج: الحَلْجُ: حَلْجُ القُطْنِ بالمِحْلاجِ عَلَى المِحْلَجِ. حَلَجَ القُطْنَ يَحْلِجُهُ ويَحْلُجُهُ حَلْجاً: نَدَفَهُ. والمِحْلاجُ: الَّذِي يُحْلَجُ بِهِ. والمِحْلَجُ والمِحْلَجَة: الَّذِي يُحْلَجُ عَلَيْهِ وَهِيَ الْخَشَبَةُ أَو الحجَرُ، وَالْجَمْعُ محالِجُ ومَحالِيجُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يُجْمَعْ بالأَلف وَالتَّاءِ اسْتِغْنَاءً بِالتَّكْسِيرِ، ورُبَّ شَيْءٍ هَكَذَا. وقُطْنٌ حَلِيجٌ: مَنْدوفٌ مُسْتَخْرَجُ الحَبِّ، وَصَانِعُ ذَلِكَ: الحَلَّاجُ، وَحِرْفَتُهُ الحِلاجَةُ؛ فأَما قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بِهَا، ... جَذْبُ المَحابِضِ يَحْلُجْنَ المحارِينا وَيُرْوَى صَوْتُ الْمَحَابِضِ، فَقَدْ رُوِيَ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، يَحْلُجْنَ ويَخْلُجْنَ، فَمَنْ رَوَاهُ يَحْلُجْنَ فإِنه عَنَى بالمَحارين حَبَّاتِ الْقُطْنِ. وَيَحْلِجْنَ: يَنْدِفْنَ. والمَحابِضُ: أَوتار النَّدّافِينَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ يَخْلِجْنَ فإِنه عَنَى بِالْمَحَارِينِ قِطَعَ الشَّهْدِ. ويَخْلِجْنَ: يَجْبِذْنَ ويَسْتَخْرِجْنَ. والمَحابِضُ: المَشاوِرُ. وَالْقُطْنُ حَلِيجٌ ومَحْلوجٌ. وحَلَجَ الخُبْزَةَ: دَوَّرَها. والمِحْلاجُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُدَوَّرُ بِهَا. والحَلِيجَةُ: السَّمْنُ عَلَى المَخْضِ، والزُّبْدُ يُلْقى فِي المَخْضِ فَيُشْخِتُه المَخْضُ؛ وَقِيلَ: الحَلِيجَةُ عُصارة نِحْيٍ، أَو لَبَنٌ يُنْقَعُ فِيهِ تَمْرٌ، وَهِيَ حُلْوَةٌ؛ وَقِيلَ: الحَلِيجَةُ عُصارَة الحِنَّاءِ. والحُلُجُ: عُصاراتُ الحنَّاء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَلِيجُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، عَنْ كُرَاعٍ: أَن يُحْلَبَ اللبنُ عَلَى التَّمْرِ ثُمَّ يُماثَ. الأَزهري: الحُلُجُ هِيَ التُّمُورُ بالأَلْبانِ. والحُلُجُ أَيضاً: الكثيرُو الأَكْلِ. وحَلَجَ فِي العَدْوِ يَحْلِجُ حَلْجاً: باعَدَ بَيْنَ خُطاه. والحَلْجُ فِي السَّيْر. وَبَيْنَهُمْ حَلْجَةٌ صالحةٌ وحَلجَةٌ بَعِيدَةٌ وَبَيْنَهُمْ حَلْجَةٌ بَعِيدَةٌ أَو قَرِيبَةٌ أَي عُقْبَةُ سيْرٍ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ الخَلْجُ فِي السَّيْر، يُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خَلْجَةٌ بعيدةٌ، قَالَ: وَلَا أَنكر الْحَاءَ بِهَذَا الْمَعْنَى، غَيْرَ أَن الخَلْجَ، بِالْخَاءِ، أَكثر وأَفشى مِنَ الحَلْجِ. وحَلَجَ القومُ لَيْلَتَهُمْ أَي سَارُوهَا. يُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ حَلْجَةٌ بعيدةٌ. والحَلْجُ: المَرُّ السريعُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: حَتَّى تَرَوْه يَحْلِجُ فِي قَوْمِهِ أَي يُسرعُ فِي حُبِّ قَوْمِهِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ. الأَزهري: حَلَجَ إِذا مَشَى قَلِيلًا قَلِيلًا. وحَلَجَ المرأَةَ حَلْجاً: نَكَحَهَا، وَالْخَاءُ أَعلى. وحَلَجَ الديكُ يَحْلُجُ ويَحْلِجُ حَلْجاً إِذا نَشَرَ جَنَاحَيْهِ وَمَشَى إِلى أُنثاه لِيَسْفَدَها. وحَلَجَ السحابُ حَلْجاً: أَمطر؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذلي:

أَخِيلُ بَرْقاً مَتى حابٍ لَهُ زَجَلٌ، ... إِذا تَفَتَّرَ مِنْ تَوْماضِهِ حَلَجا وَيُرْوَى خَلَجا. مَتَى، هَاهُنَا: بِمَعْنَى مِن أَو بِمَعْنَى وَسَطٍ أَو بِمَعْنَى فِي. وَمَا تَحَلَّجَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي أَي مَا تَرَدَّدَ فأَشكُّ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: دَعْ مَا تَحَلَّجَ فِي صَدْرِكَ وَمَا تَخَلَّج، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهُمَا قَرِيبَانِ مِنَ السَّواءِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: تَحَلَّجَ فِي صَدْرِي وتَخَلَّجَ أَي شَكَكْتُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَتَحَلَّجَنَّ فِي صَدْرِكَ طعامٌ ضارَعْتَ فِيهِ النَّصْرانيَة. قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَى لَا يتحلَّجن لَا يَدْخُلَنَّ قلبَك مِنْهُ شيءٌ، يَعْنِي أَنه نَظِيفٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصله مِنَ الحَلْجِ، وَهُوَ الْحَرَكَةُ وَالِاضْطِرَابُ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ الْخَفِيفِ: مِحْلَجٌ ومِحْلاجٌ، وَجَمْعُهُ المَحالِيجُ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المَحالِيجُ الحُمُرُ الطِّوالُ. الأَزهري: وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: حَجَنْتُ إِلى كَذَا حُجوناً وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ وأَحْلَجْتُ وحالَجْتُ ولاحَجْتُ ولحَجْتُ لحُوجاً؛ وتفسيرهُ: لُصُوقُكَ بِالشَّيْءِ ودخُولُكَ في أَضْعافِه. حلدج: الحُلُنْدُجَةُ والجُلُنْدُحَةُ «2»: الصُّلْبة مِنَ الإِبل، وَهُوَ مَذْكُورٌ في جلدح. حمج: التَّحْمِيجُ: فَتْحُ الْعَيْنِ وَتَحْدِيدُ النَّظَرِ كأَنه مَبْهُوتٌ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ الْهُذَلِيُّ: وحَمَّجَ لِلْجَبانِ المَوْتُ، ... حَتَّى قَلْبُهُ يَجِبُ أَراد: حَمَّجَ الجبانُ لِلْمَوْتِ، فَقلَبَ؛ وقيل: تَحْمِيجُ العينين غُؤُورُهُما؛ وَقِيلَ: تَصْغِيرُهُمَا لِتَمْكِينِ النَّظَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: حَمَّجَ الرجلُ عَيْنَهُ يَسْتَشِفُّ النظرَ إِذا صَغَّرَها؛ وَقِيلَ: إِذا تَخاوَصَ «3» الإِنسانُ، فَقَدْ حَمَّجَ. قَالَ الأَزهري: أَما قَوْلُ اللَّيْثِ فِي تَحْمِيجِ الْعَيْنِ إِنه بِمَنْزِلَةِ الغُؤُور فَلَا يُعرف، وَكَذَلِكَ التَّحْمِيجُ بِمَعْنَى الهُزال مُنْكَرٌ؛ وَقَوْلُهُ: وَقَدْ يَقُودُ الخَيْلَ لَمْ تُحَمَّجِ فَقِيلَ: تَحْمِيجُهَا هُزَالُهَا، وَقِيلَ: هُزَالُهَا مَعَ غُؤُور أَعينها. وَالتَّحْمِيجُ: التَّغَيُّرُ فِي الْوَجْهِ مِنَ الْغَضَبِ وَغَيْرِهِ. وحَمَّجَتِ العينُ إِذا غَارَتْ. وَالتَّحْمِيجُ: النَّظَرُ بِخَوْفٍ. وَالتَّحْمِيجُ: فَتْحُ الْعَيْنِ فَزَعًا أَو وَعِيدًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ شَاهِدًا كَانَ عِنْدَهُ فَطَفِقَ يُحَمِّجُ إِليه النظرَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْجِيمِ، وَهُوَ سَهْوٌ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هِيَ لُغَةٌ فِيهِ. والتَّحْمِيجُ: تَغَيُّرٌ فِي الْوَجْهِ مِنَ الْغَضَبِ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ: مَا لِي أَراك مُحَمِّجاً؟ قَالَ الأَزهري: التَّحميج عِنْدَ الْعَرَبِ نظرٌ بتَحْديقٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّحْمِيجُ شدَّة النَّظَرِ. وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ؛ قَالَ: مُحَمِّجِينَ مُديمي النَّظَرِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِذِي الإِصبع: أَإِنْ رأَيتَ بَني أَبيك ... مُحَمِّجِينَ إِليكَ شُوسا حملج: حَمْلَجَ الحَبْلَ أَي فَتَلَهُ فَتْلًا شَدِيدًا؛ قَالَ

_ (2). قوله [الحلندجة والجلندحة] كذا بالأَصل بهذا الضبط وأَقره شارح القاموس وزاد فتح اللام والدال فيهما، والنون على كل ساكنة. (3). قوله [تخاوص] كذا بالأَصل بهذا الضبط. قال في القاموس في مادة خوص: ويتخاوص إِذا غَضَّ مِنْ بَصَرِهِ شَيْئًا، وهو في ذَلِكَ يُحَدِّقُ النَّظَرَ كأَنه يقوّم قدحاً. وكذا إِذا نظر إِلى عين الشمس انتهى. وتحرفت في شرح القاموس المطبوع حيث قال إِذا تخافض.

الرَّاجِزُ: قُلْتُ لِخَوْدٍ كاعبٍ عُطْبُولِ، ... مَيَّاسَةٍ كالظَّبْيَةِ الخَذُولِ، تَرْنُو بعَيْنَيْ شادِنٍ كَحيلِ: ... هَلْ لكِ فِي مُحَمْلَجٍ مَفْتُولِ؟ والحِمْلاجُ: الحَبْلُ المُحَمْلَجُ. والمُحَمْلَجَةُ مِنَ الْحَمِيرِ: الشديدةُ الطَّيِّ والجَدْلِ. والحِمْلاجُ: قَرْنُ الثَّوْرِ وَالظَّبْيِ؛ قَالَ الأَعشى: يَنْفُضُ المَرْدَ والكَباثَ بِحِمْلاجٍ ... لطيفٍ، فِي جانِبَيْهِ انْفِراقُ والحَمالِيجُ: قرونُ البَقَرِ، قَالَ: وَهِيَ مَنَافِخُ الصَّاغَةِ أَيضاً. والحِمْلاجُ: مِنْفاخُ الصَّائِغِ. وَيُقَالُ لِلْعَيْرِ الَّذِي دُوخِلَ خَلْقُهُ اكْتِنازاً: مُحَمْلَجٌ؛ وَقَالَ رؤْبة: مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ إِدْراجَ الطَّلَقْ حنج: الحَنْجُ: إِمالَةُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ؛ يُقَالُ: حَنَجْتُه أَي أَملته حَنْجاً فاحْتَنَجَ، فِعْلٌ لَازِمٌ؛ وَيُقَالُ أَيضاً: أَحْنَجْتُه. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِحْناجُ أَن تَلْوِيَ الخَبَرَ عَنْ وَجْهِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَتَحْمِلُ الأَرْواحُ وَحْياً مُحْنَجا ... إِليَّ، أَعْرِفْ وَحْيَها المُلَجْلَجَا والمُحْنَجُ: الكَلامُ المَلْوِيُّ عَنْ جِهَتِهِ كَيْلا يُفْطَنَ. يُقَالُ: أَحْنَجَ كلامَهُ أَي لَوَاهُ كَمَا يَلْوِيهِ المخنَّث. وَيُقَالُ: أَحْنَجَ عَليَّ أَمْرَه أَي لَوَاهُ. والمُحْنِجُ: الَّذِي إِذا مَشَى نَظَرَ إِلى خَلْفِهِ برأْسه وَصَدْرِهِ؛ وَقَدْ أَحْنَجَ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. والأَحْناجُ: الأُصول، وَاحِدُهَا حِنْجٌ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ رَجَعَ فُلَانٌ إِلى حِنْجِهِ وبِنْجِهِ أَي رَجَعَ إِلى أَصله. أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الحِنْجُ والبِنْجُ. وحَنَجَ الحبلَ يَحْنِجُه حَنْجاً: شَدَّ فَتْلَهُ، وَابْتَذَلَتِ العامَّة هَذِهِ الْكَلِمَةَ فسمَّت المخنَّث حَنَّاجاً، لِتَلَوِّيهِ، وَهِيَ فَصِيحَةٌ. وأَحْنَجَ الفرسُ: ضَمُرَ كأَحْنَقَ. والحَنْجَةُ: شَيْءٌ مِنَ الأَدوات، وَهُوَ فِي نُسْخَةِ التَّهْذِيبِ المحْنَجَةُ. حنبج: الحِنْبِجُ: الْبَخِيلُ. والحِنْبِجُ: أَضْخَمُ القَمْلِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الخِنْبِجُ، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ: الْقَمْلُ. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا مَا قَالَ الأَصمعي. والحُنْبُجُ: الضَّخْمُ الْمُمْتَلِئُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَرَجُلٌ حُنْبُجٌ وحُنابِجٌ. والحُنْبُجُ: الْعَظِيمُ. ابْنُ الأَعرابي: الحُنابِجُ صِغَارُ النَّمْلِ. وَرَجُلٌ حُنْبُجٌ: مُنْتَفِخٌ عَظِيمٌ؛ وَقَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ: كَأَنَّها، إِذْ ساقَتِ العَرافِجا ... مِنْ داسِنٍ، والجَرَعَ الحَنابِجا والحُنْبُجُ: السُّنْبُلَة الْعَظِيمَةُ الضَّخْمَةُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِجَنْدَلِ بْنِ الْمُثَنَّى فِي صِفَةِ الْجَرَادِ: يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الحُنابِجِ ... بالقاعِ، فَرْكَ القُطْنِ بالمَحالِجِ حندج: الحُنْدُجُ والحُنْدُجَةُ: رَمْلَةٌ طَيِّبَةٌ تُنْبِتُ أَلواناً مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى أُقْحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرَّةٍ، ... يُناصي حَشاها عانِكٌ مُتَكاوِسُ حَشاها: نَاحِيَتُهَا. يُناصي: يُقَابِلُ. وَقِيلَ: الحُنْدُجَةُ الرَّمْلَةُ الْعَظِيمَةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو خَيْرَةَ وأَصحابه: الحُنْدوجُ

رَمْلٌ لَا يَنْقَادُ فِي الأَرض وَلَكِنَّهُ مُنْبِتٌ. الأَزهري: الحَناديجُ حِبال الرَّمْلِ الطوالُ، وَقِيلَ: الحَناديجُ رِمالٌ قِصارٌ، وَاحِدُهَا حُنْدُجٌ وحُنْدوجَةٌ؛ وأَنشدَ أَبو زَيْدٍ لجَنْدَلٍ الطَّهَوِيِّ فِي حَنادِجِ الرِّمَالِ يَصِفُ الْجَرَادَ وَكَثْرَتَهُ: يَثُورُ مِنْ مَشافِرِ الحَنادِجِ، ... وَمِنْ ثَنايا القُفِّ ذِي الفَوائِجِ مِنْ ثائرٍ وناقرٍ ودارِجِ، ... ومُسْتَقِلٍّ، فَوْقَ ذَاكَ، مائِجِ يَفْرُك حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنافِجِ ... بِالْقَاعِ، فَرْكَ القُطْنِ بالمَحالِجِ الكُنافِج: السَّمِينُ الْمُمْتَلِئُ. التَّهْذِيبُ: الحَنادِجُ الإِبل الضِّخامُ، شُبِّهَتْ بِالرِّمَالِ؛ وأَنشد: مِنْ دَرِّ جُوفٍ جِلَّةٍ حَنادِجِ والله أَعلم. حنضج: رَجُلٌ حِنْضِجٌ: رِخْوٌ لَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ وأَصله من الحَضْجِ [الحِضْجِ]، وَهُوَ الْمَاءُ الْخَاثِرُ الَّذِي فِيهِ طَمْلَةٌ «1» وطِينٌ. وحِنْضِجٌ: اسم. حوج: الحاجَةُ والحائِجَةُ: المَأْرَبَةُ، مَعْرُوفَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي الأَسْفارَ، وجمعُ الْحَاجَةِ حاجٌ وحِوَجٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ طالَ مَا ثَبَّطْتَني عَنْ صَحابَتي، ... وعَنْ حِوَجٍ، قَضَاؤُها مِنْ شِفَائِيَا وَهِيَ الحَوْجاءُ، وَجَمْعُ الحائِجَة حوائجُ. قَالَ الأَزهري: الحاجُ جمعُ الحاجَةِ، وَكَذَلِكَ الْحَوَائِجُ وَالْحَاجَاتُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجاءَ مَنْ رَجا، ... إِلَّا احْتِضارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا قَالَ شَمِرٌ: يَقُولُ إِذا بَعُدَ مَنْ تُحِبُّ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا أَن تَكُونَ حَاضِرًا لِحَاجَتِكَ قَرِيبًا مِنْهَا. قَالَ: وَقَالَ رجاء من رجاء، ثُمَّ اسْتَثْنَى، فَقَالَ: إِلا احْتِضَارَ الْحَاجِ، أَن يَحْضُرَهُ. وَالْحَاجُ: جَمْعُ حَاجَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأُرْضِعُ حاجَةً بِلِبانِ أُخْرى، ... كَذَاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ وتَحَوَّجَ: طَلَبَ الحاجَةَ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: إِلَّا احْتِضارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا والتَحَوُّجُ: طَلَبُ الْحَاجَةِ بَعْدَ الْحَاجَةِ. والتَحَوُّج: طلبُ الحاجَةِ. غَيْرُهُ: الحاجَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، الأَصل فِيهَا حائجَةٌ، حَذَفُوا مِنْهَا الْيَاءَ، فَلَمَّا جَمَعُوهَا رَدُّوا إِليها مَا حَذَفُوا مِنْهَا فَقَالُوا: حاجةٌ وحوائجُ، فَدَلَّ جَمْعُهُمْ إِياها عَلَى حَوَائِجَ أَن الْيَاءَ مَحْذُوفَةٌ مِنْهَا. وحاجةٌ حائجةٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ. اللَّيْثُ: الحَوْجُ، مِنَ الحاجَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: الحِوَجُ الحاجاتُ. وَقَالُوا: حاجةٌ حَوْجاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: وحُجْتُ إِليك أَحُوجُ حَوْجاً وحِجْتُ، الأَخيرةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ الأَسدي: غَنِيتُ، فَلَم أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْيَةٍ، ... وحُجْتُ، فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابِع قَالَ: وَيُرْوَى وحِجْتُ؛ قَالَ: وإِنما ذَكَرْتُهَا هُنَا لأَنها مِنَ الْوَاوِ، قَالَ: وَسَنَذْكُرُهَا أَيضا فِي الْيَاءِ لِقَوْلِهِمْ حِجْتُ حَيْجاً. واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ كَحُجْتُ.

_ (1). قوله [فيه طملة] بفتح الطاء وضمها وبتحريك الكلمة كلها كما في القاموس.

اللِّحْيَانِيُّ: حاجَ الرجلُ يَحُوجُ ويَحِيجُ، وَقَدْ حُجْتُ وحِجْتُ أَي احْتَجْتُ. والحَوْجُ: الطَّلَبُ. والحُوجُ: الفَقْرُ؛ وأَحْوَجَه اللَّهُ. والمُحْوِجُ: المُعْدِمُ مِنْ قَوْمٍ مَحاويجَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَحاويجَ إِنما هُوَ جَمْعُ مِحْواجٍ، إِن كَانَ قِيلَ، وإِلَّا فَلَا وَجْهَ لِلْوَاوِ. وتَحَوَّجَ إِلى الشَّيْءِ: احْتَاجَ إِليه وأَراده. غَيْرُهُ: وَجَمْعُ الحاجةِ حاجٌ وحاجاتٌ وحَوائِجُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنهم جَمَعُوا حائِجَةً، وَكَانَ الأَصمعي يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ هُوَ مولَّد؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَنكره لِخُرُوجِهِ عَنِ الْقِيَاسِ، وإِلَا فَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَيَنْشُدُ: نَهارُ المَرْءِ أَمْثَلُ، حِينَ تُقْضَى ... حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّيْلِ الطَّويلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَنكره الأَصمعي لِخُرُوجِهِ عَنْ قِيَاسِ جَمْعِ حَاجَةٍ؛ قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ يَزْعُمُونَ أَنه جَمْعٌ لِوَاحِدٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ، وَهُوَ حَائِجَةٌ. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنه سُمِعَ حائِجَةٌ لُغَةٌ فِي الحاجةِ. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ إِنه مُوَلَّدٌ فإِنه خطأٌ مِنْهُ لأَنه قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي أَشعار الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ، فَمِمَّا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِن لِلَّهِ عِبَادًا خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، يَفْزَعُ الناسُ إِليهم فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولئك الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: اطْلُبُوا الحوائجَ إِلى حِسانِ الْوُجُوهِ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَعِينُوا عَلَى نَجاحِ الْحَوَائِجِ بالكِتْمانِ لَهَا ؛ وَمِمَّا جَاءَ فِي أَشعار الْفُصَحَاءِ قَوْلُ أَبي سَلَمَةَ الْمُحَارِبِيِّ: ثَمَمْتُ حَوائِجِي ووَذَأْتُ بِشْراً، ... فبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغابُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَمَمْتُ أَصلحت؛ وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَن حَوَائِجَ جَمْعُ حَاجَةٍ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ جَمْعُ حَائِجَةٍ لُغَةٌ فِي الحاجةِ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخِ: تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحاجاتُ إِلَّا ... حوائجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَريء وَقَالَ الأَعشى: الناسُ حَولَ قِبابِهِ: ... أَهلُ الْحَوَائِجِ والمَسائلْ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَلِي ببلادِ السِّنْدِ، عندَ أَميرِها، ... حوائجُ جمَّاتٌ، وعِندي ثوابُها وَقَالَ هِمْيانُ بنُ قُحَافَةَ: حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحوائِجَا، ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكُنْتُ قَدْ سُئِلْتُ عَنْ قَوْلِ الشَّيْخِ الرَّئِيسِ أَبي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرِيرِيِّ فِي كِتَابِهِ دُرَّة الغَوَّاص: إِن لَفْظَةَ حَوَائِجَ مِمَّا توهَّم فِي اسْتِعْمَالِهَا الْخَوَاصُّ؛ وَقَالَ الْحَرِيرِيُّ: لَمْ أَسمع شَاهِدًا عَلَى تَصْحِيحِ لَفْظَةِ حَوَائِجَ إِلا بَيْتًا وَاحِدًا لِبَدِيعِ الزَّمَانِ، وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وجَوْسَقٌ ... رَفِيعٌ، إِذا لَمْ تُقْضَ فِيهِ الحوائجُ فأَكثرت الِاسْتِشْهَادَ بِشِعْرِ الْعَرَبِ وَالْحَدِيثِ؛ وَقَدْ أَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ أَيضاً: صَرِيعَيْ مُدامٍ، مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنا ... حوائجُ مِنْ إِلقاحِ مالٍ، وَلَا نَخْلِ

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: مَنْ عَفَّ خَفَّ، عَلَى الوُجُوهِ، لِقاؤُهُ، ... وأَخُو الحَوائِجِ وجْهُه مَبْذُولُ وأَنشد أَيضاً: فإِنْ أُصْبِحْ تُخالِجُني هُمُومٌ، ... ونَفْسٌ فِي حوائِجِها انْتِشارُ وأَنشد ابْنُ خَالَوَيْهِ: خَلِيلَيَّ إِنْ قامَ الهَوَى فاقْعُدا بِهِ، ... لَعَنَّا نُقَضِّي مِنْ حَوائِجِنا رَمّا وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِبَعْضِ الرُّجّاز: يَا رَبَّ، رَبَّ القُلُصِ النَّواعِجِ، ... مُسْتَعْجِلاتٍ بِذَوِي الحَوائِجِ وَقَالَ آخَرُ: بَدَأْنَ بِنا لَا راجِياتٍ لخُلْصَةٍ، ... وَلَا يائِساتٍ مِنْ قَضاءِ الحَوائِجِ قَالَ: وَمِمَّا يَزِيدُ ذَلِكَ إِيضاحاً مَا قَالَهُ الْعُلَمَاءُ؛ قَالَ الْخَلِيلُ فِي الْعَيْنِ فِي فَصْلِ [رَاحَ] يُقَالُ: يَوْمٌ راحٌ وكَبْشٌ ضافٌ، عَلَى التَّخْفِيفِ، مِن رَائِحٍ وَضَائِفٍ، بِطَرْحِ الْهَمْزَةِ، كَمَا قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا، فَلَوْنهُ ... كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وهْي أَدْماءُ سارُها أَي سَائِرُهَا. قَالَ: وَكَمَا خَفَّفُوا الْحَاجَةَ مِنَ الْحَائِجَةِ، أَلا تَرَاهُمْ جَمَعُوهَا عَلَى حَوَائِجَ؟ فأَثبت صِحَّةَ حَوَائِجَ، وأَنها مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وأَن حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ مِنْ حَائِجَةٍ، وإِن كَانَ لَمْ يُنْطَقْ بِهَا عِنْدَهُ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهَا عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي فِي كِتَابِهِ اللُّمَعِ، وَحَكَى الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنه قَالَ حَاجَةٌ وَحَائِجَةٌ، وَكَذَلِكَ حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه يُقَالُ: فِي نَفْسِي حاجَةٌ وَحَائِجَةٌ وحَوْجاءُ، وَالْجَمْعُ حاجاتٌ وحوائجُ وحاجٌ وحِوَجٌ. وَذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِهِ الأَلفاظ بَابُ الْحَوَائِجِ: يُقَالُ فِي جَمْعِ حاجةٍ حاجاتٌ وحاجٌ وحِوَجٌ وحَوائجُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ، فِيمَا جَاءَ فِيهِ تَفَعَّلَ واسْتَفْعَلَ، بِمَعْنًى، يُقَالُ: تَنَجَّزَ فلانٌ حوائِجَهُ واسْتَنْجَزَ حوائجَهُ. وَذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ إِلى أَن حَوَائِجَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ حَوْجَاءَ، وَقِيَاسُهَا حَواجٍ، مِثْلُ صَحارٍ، ثُمَّ قُدِّمَتِ الْيَاءُ عَلَى الْجِيمِ فَصَارَ حَوائِجَ؛ وَالْمَقْلُوبُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بُداءَاتُ حَوائجك، فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِمْ. وَكَثِيرًا مَا يَقُولُ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنهم كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَسَاتِينِ وَالرَّاحَاتِ، وإِنما غَلِطَ الأَصمعي فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ كَمَا حُكِيَ عَنْهُ حَتَّى جَعَلَهَا مُوَلَّدَةً كونُها خَارِجَةً عَنِ الْقِيَاسِ، لأَن مَا كَانَ عَلَى مِثْلِ الْحَاجَةِ مِثْلَ غارةٍ وحارَةٍ لَا يُجْمَعُ عَلَى غَوَائِرَ وَحَوَائِرَ، فَقَطَعَ بِذَلِكَ عَلَى أَنها مُوَلَّدَةٌ غَيْرُ فَصِيحَةٍ، عَلَى أَنه قَدْ حَكَى الرَّقَاشِيُّ وَالسِّجِسْتَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الأَصمعي أَنه رَجَعَ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ، وإِنما هُوَ شَيْءٌ كَانَ عَرَضَ لَهُ مِنْ غَيْرِ بَحْثٍ وَلَا نَظَرٍ، قَالَ: وَهَذَا الأَشبه بِهِ لأَن مِثْلَهُ لَا يَجْهَلُ ذَلِكَ إِذ كَانَ مَوْجُودًا فِي كَلَامِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَلَامِ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ؛ وكأَن الْحَرِيرِيَّ لَمْ يَمُرَّ بِهِ إِلا الْقَوْلُ الأَول عَنِ الأَصمعي دُونَ الثَّانِي، وَاللَّهُ أَعلم. والحَوْجاءُ: الحاجةُ. وَيُقَالُ مَا فِي صَدْرِي بِهِ حَوْجَاءُ وَلَا لَوْجاءُ، وَلَا شَكٌّ وَلَا مِرْيَةٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: لَيْسَ فِي أَمرك حُوَيْجاءُ وَلَا لُوَيْجاءُ وَلَا رُوَيْغَةٌ، وَمَا فِي الأَمر حَوْجاء وَلَا لَوْجاء أَي شَكٌّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وحاجَ يَحوجُ حَوْجاً أَي احْتَاجَ. وأَحْوَجَه إِلى غَيْرِهِ وأَحْوَجَ أَيضاً: بِمَعْنَى احْتَاجَ. اللِّحْيَانِيُّ: مَا لِي فِيهِ

حَوْجاءُ وَلَا لَوْجَاءُ وَلَا حُوَيجاء وَلَا لُوَيجاء؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ: مَنْ كانَ، فِي نَفْسِه، حَوْجاءُ يَطْلُبُها ... عِندي، فَإِني لَهُ رَهْنٌ بإِصْحارِ أُقِيمُ نَخْوَتَه، إِنْ كَانَ ذَا عِوَجٍ، ... كَمَا يُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: أُقِيمُ عَوْجَتَه إِن كَانَ ذَا عِوَجٍ وَهَذَا الشِّعْرُ تَمَثَّلَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بَعْدَ قَتْلِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ: وَمَا أَظنكم تَزْدَادُونَ بعدَ المَوْعظةِ إِلَّا شَرًّا، وَلَنْ نَزْدادَ بَعد الإِعْذار إِليكم إِلّا عُقُوبةً وذُعْراً، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَن يَعُودَ إِليها فَلْيَعُدْ، فإِنما مَثَلي ومَثَلكم كَمَا قَالَ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ: مَنْ يَصْلَ نارِي بِلا ذَنْبٍ وَلَا تِرَةٍ، ... يَصْلي بنارِ كريمٍ، غَيْرِ غَدَّارِ أَنا النَّذِيرُ لَكُمْ مِنِّي مُجاهَرَةً، ... كَيْ لَا أُلامَ عَلَى نَهْيي وإِنْذارِي فإِنْ عَصِيْتُمْ مَقَالِي، اليومَ، فاعْتَرِفُوا ... أَنْ سَوْفَ تَلْقَوْنَ خِزْياً، ظاهِرَ العارِ لَتَرْجِعُنَّ أَحادِيثاً مُلَعَّنَةً، ... لَهْوَ المُقِيمِ، ولَهْوَ المُدْلِجِ السارِي مَنْ كانَ، فِي نَفْسِه، حَوْجاءُ يَطْلُبُها ... عِندي، فإِني لَهُ رَهْنٌ بإِصْحارِ أُقِيمُ عَوْجَتَه، إِنْ كانَ ذَا عِوَجٍ، ... كَمَا يُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِي وصاحِبُ الوِتْرِ لَيْسَ، الدَّهْرَ، مُدْركَهُ ... عِندي، وَإِنِّي لَدَرَّاكٌ بِأَوْتارِي وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى سَعْدَ بنَ زُرارَةَ وَقَالَ: لَا أَدع فِي نَفْسِي حَوْجاءَ مِنْ سَعْدٍ ؛ الحَوْجاءُ: الْحَاجَةُ، أَي لَا أَدع شَيْئًا أَرى فِيهِ بُرْأَة إِلّا فَعَلْتُهُ، وَهِيَ فِي الأَصل الرِّيبَةُ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلى إِزالتها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ قَالَ فِي سَجْدَةِ حم: أَن تَسْجُدَ بالأَخيرة مِنْهُمَا، أَحْرى أَنْ لَا يَكُونَ فِي نَفْسِكَ حَوْجاءُ أَي لَا يَكُونُ فِي نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَذَلِكَ أَن مَوْضِعَ السُّجُودِ مِنْهَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ، هَلْ هُوَ فِي آخِرِ الْآيَةِ الأُولى أَو آخِرِ الْآيَةِ الثَّانِيَةِ، فَاخْتَارَ الثَّانِيَةَ لأَنه أَحوط؛ وأَن يَسْجُدَ فِي مَوْضِعِ المبتدإِ، وأَحرى خَبَرُهُ. وكَلَّمه فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ حَوْجاء وَلَا لَوْجاء، مَمْدُودٌ، وَمَعْنَاهُ: مَا ردَّ عَلَيْهِ كَلِمَةً قَبِيحَةً وَلَا حَسَنَةً، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: فَمَا رَدَّ عليَّ سَوْدَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ أَي كَلِمَةً قَبِيحَةً وَلَا حَسَنَةً. وَمَا بَقِيَ فِي صَدْرِهِ حَوْجَاءُ وَلَا لَوْجَاءُ إِلا قَضَاهَا. وَالْحَاجَةُ: خَرَزَةٌ «2» لَا ثَمَنَ لَهَا لِقِلَّتِهَا وَنَفَاسَتِهَا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَجاءَت كخاصِي العَيْرِ لَمْ تَحْلَ عاجَةً، ... وَلَا حاجَةٌ مِنْهَا تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ؛ أَي مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنَ الْمَعَاصِي دَعَتْنِي نَفْسِي إِليه إِلا وَقَدْ رَكِبْتُهُ؛ وداجَةٌ إِتباع لِحَاجَةٍ، والأَلف فِيهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ. وَيُقَالُ لِلْعَاثِرِ: حَوْجاً لَكَ أَي سلامَةً

_ (2). قوله [والحاجة خرزة] مقتضى إيراده هنا أنه بالحاء المهملة هنا، وهو بها في الشاهد أيضاً. وكتب السيد مرتضى بهامش الأَصل صوابه: والجاجة، بجيمين، كما تقدم في موضعه مع ذكر الشاهد المذكور.

فصل الخاء

وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: حُجْ حُجَيَّاكَ، قَالَ: كأَنه مقلوبٌ مَوْضِعُ اللَّام إِلى الْعَيْنِ. حيج: حِجْتُ أَحِيجُ حَيْجاً: احْتَجْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ نَادِرَةٌ لأَنَّ أَلف الحاجَةِ وَاوٌ، فَحُكْمُهُ حُجْتُ كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا حَيْجاً لَقُلْتُ إِنَّ حِجْتُ فَعِلْتُ، وإِنه مِنَ الْوَاوِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طِحْتُ. والحاجُ: نَبْتٌ مِنَ الحَمْضِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ مِنَ الشَّوْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ شَكَا إِليه الْحَاجَةَ: انْطَلِقْ إِلى هَذَا الْوَادِي وَلَا تَدَعْ حَاجًا وَلَا حَطَباً وَلَا تأْتني خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ؛ الحاجُ: الشَّوْك، الْوَاحِدَةُ حَاجَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْحَاجُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّوْكِ وَهُوَ الكَبَرُ، وَقِيلَ: نَبْتٌ غَيْرُ الْكَبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْحَاجُ مِمَّا تَدُومُ خُضْرَته وَتَذْهَبُ عُرُوقُهُ فِي الأَرض مَذْهَباً بَعيداً، ويُتَداوَى بِطَبِيخِهِ، وَلَهُ وَرَقٌ دِقاق طِوال، كأَنه مُساوٍ لِلشَّوْكِ فِي الْكَثْرَةِ، وَتَصْغِيرُهُ حُيَيْجَةٌ؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وأَحاجَتِ الأَرضُ وأَحْيَجَتْ: كَثُرَ بِهَا الحاجُ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنها الحاجُ أَفاضَتْ عَصَبُهُ أَراد الحاجَّ، فَحَذَفَ إِحدى الْجِيمَيْنِ وخَفَّفه كَقَوْلِهِ: يَسُوءُ الفالِياتِ إِذا فَلَيْني أَراد فَلَيْنَني، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ في حوج. فصل الخاء خبج: خَبَجَ يَخْبُجُ خَبْجاً وخُباجاً: ضَرَطَ ضَرطاً شَدِيدًا؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ: يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتانِ الَّذِي ... قَالَ: خُباجَ الأَمَةِ الرَّاعِيَه الخُباجُ: الضُّراط وأَضافه إِلى الأَمَة لِيَكُونَ أَخس لَهَا، وَجَعَلَهَا رَاعِيَةً لِكَوْنِهَا أَهون مِن الَّتِي لَا تَرْعَى؛ وأَول الشَّعْرِ: يَا أَوْسُ، لَوْ نالَتْكَ أَرماحُنا، ... كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الهاوِيه وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا أُقيمت الصلاةُ ولَّى الشيطانُ وَلَهُ خَبَجٌ ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي ضُرَاطٌ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ قرأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ يخرجُ الشيطانُ وَلَهُ خَبَجٌ كخَبج الحِمار. وَقِيلَ: الخَبَجُ ضُراط الإِبل خَاصَّةً. وخَبَجَ بِهَا: حَبَقَ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا آتِيه مَا خَبَجَ ابنُ أَتانٍ؛ فَجَعَلُوهُ للحُمُر. والخَبْجُ: نَوْعٌ مِنَ الضَّرْبِ بِسَيْفٍ أَو بِعَصًا وَلَيْسَ بِشَدِيدٍ، وَالْحَاءُ لُغَةٌ. وخَبَجَه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ بِهَا. وفَحْلٌ خَباجاءُ: كثير الضِّراب. خبرنج: الخَبَرْنَجُ: الناعِمُ البَدَنِ البَضُّ، والأُنثى بِالْهَاءِ. الأَصمعي: الخَبَرْنَجُ الخُلُقُ الْحَسَنُ. وجِسْمٌ خَبَرْنَجٌ: نَاعِمٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَها الخَبَرْنَجا، ... مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا ومَأْدُ الشَّبَابِ: ماؤُه وَاهْتِزَازُهُ. وغُصْنٌ يَمْأَدُ مِنَ النَّعْمَةِ: يَهْتز. والخَبَرْنَجَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْحَسَنَةُ الخَلْقِ الضَّخْمَةُ القَصَبِ، وَقِيلَ: هِيَ اللحيمةُ الحادِرَةُ الخَلْقِ فِي استواءٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَظِيمَةُ السَّاقَيْنِ. وخَلْقٌ خَبَرْنَجٌ: تامٌّ. والخَبَرْنَجَةُ: حُسْنُ الغذاءِ. خبعج: الأَزهري: الخَبْعَجَةُ مِشْيَةٌ مُتَقاربة مِثْلَ مِشْيَةِ المُريبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فِيهَا قَرْمَطَةٌ

وعَجَلَةٌ. يُقَالُ: جاءَ يُخَبْعِجُ إِلى رِيبَةٍ؛ وأَنشد: كأَنَّهُ، لَمَّا غَدا يُخَبْعِجُ، ... صاحبُ مُوقَيْنِ، عَلَيْهِ مَوْزَجُ وَقَالَ: جاءَ إِلى جِلَّتِها يُخَبْعِجُ، ... فَكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ الخَنْعَجَةُ خثعج: الخَثْعَجَةُ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فِيهَا قَرْمَطَةٌ وعَجَلَةٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ خَنْعَجَ، قَالَ: وَقَدْ ذُكِرَ بالباءِ والثاءِ، فَهُوَ إِذاً خَنْعَجَة وخَبْعَجَة وخَثْعَجَة. خجج: خَجَّت الرِّيحُ فِي هُبُوبِهَا تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ. وَرِيحٌ خَجُوج: تَخُجُّ فِي هُبُوبِهَا أَي تَلْتَوِي. قَالَ: وَلَوْ ضُوعِفَ وَقِيلَ: خَجْخَجَتِ الرِّيحُ، كَانَ صَوَابًا. والخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرِّ، وَقَدْ خَجْخَجَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هِيَ الشَّدِيدَةُ مِنْ كُلِّ رِيحٍ مَا لَمْ تُثِرْ عَجاجاً. وخَجِيج الرِّيحِ: صَوْتُهَا. شَمِرٌ: ريح خجُوح وخجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ فِي كُلِّ شَقٍّ أَي تشقُّ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رِيحٌ خَجَوْجاةٌ طَوِيلَةٌ دَائِمَةُ الْهُبُوبِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: هِيَ الْبَعِيدَةُ المَسْلَك الدَّائِمَةُ الهُبوب. وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ: هَوْجاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواح، خَجَوْجاةُ ... الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ قَالَ: والأَصل خَجُوج. وَقَدْ خَجَّتْ تَخُجُّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها وَرَوَى الأَزهري بإِسناده عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: إِن إِبراهيم حِينَ أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ ضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ إِليه السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خُجُوجٌ لَهَا رأْس فتطوَّقت بِالْبَيْتِ كَطَوْقِ الحَجَفَةِ، ثُمَّ استقرَّت، قَالَ: فَبَنَى إِبراهيم حِينَ اسْتَقَرَّتْ، فَجَعَلَ إِسماعيل يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلى مَوْضِعِ الحِجْر أَعيا إِسماعيل فأَتى إِبراهيم بالحِجْرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الخَجُوجُ الرِّيحُ الشديدةُ المرِّ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الْهُبُوبِ الخَوَّارَةُ لَا تَكُونُ إِلا فِي الصَّيْفِ، وَلَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْحَرِّ. وَفِي كِتَابِ الْقُتَيْبِيِّ: فتطوَّت موضعَ الْبَيْتِ كالحَجَفَة. وَقِيلَ: رِيحٌ خَجُوج أَي شَدِيدَةُ الْمُرُورِ فِي غَيْرِ استواءٍ. قَالَ: وأَصل الخَجِّ الشِّقُّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وجاءَ فِي كِتَابِ الْمُعْجَمِ الأَوسط لِلطَّبَرَانِيِّ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: السَّكِينَةُ رِيحٌ خَجُوجٌ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِذا حَمَل، فَهُوَ خَجُوج. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي بَنَى الْكَعْبَةَ لِقُرَيْشٍ: كَانَ رُومِيًّا فِي سَفِينَةٍ أَصابتها رِيحٌ فخَجَّتْها أَي صَرَفَتْهَا عَنْ جِهَتِهَا وَمَقْصِدِهَا بِشِدَّةِ عَصْفِهَا. والخَجُّ: الدَّفْعُ. وَفِي النَّوَادِرِ: النَّاسُ يَهُجُّونَ هَذَا الواديَ هَجّاً ويَخُجُّونه خَجّاً أَي يَنْحَدِرُونَ فِيهِ ويَطَؤُونه كَثِيرًا. وخَجَّ بِهَا: ضَرَطَ. وخَجَّ بِرِجْلِهِ: نَسَفَ بِهَا التُّرَابَ فِي مَشْيِهِ. وخَجْخَجَ الرجلُ: لَمْ يُبْد مَا فِي نَفْسِهِ. والخَجْخَجَةُ: سُرْعَةُ الإِناخَةِ والحُلُولِ. والخَجْخَجَةُ: الِانْقِبَاضُ والاستخفاءُ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي مَوْضِعٍ يَخْفَى فِيهِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً بالحاءِ. وَرَجُلٌ خَجَّاجَةٌ: أَحمق لَا يَعْقِلُ. ابْنُ سِيدَهْ:

والخَجْخاجَةُ والخَجَّاجَةُ الأَحمق. والخَجْخاج مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَهْمِزُ الكلامَ، لَيْسَتْ لِكَلَامِهِ جِهَةٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع خَجَّاجَةً فِي نَعْتِ الأَحمق إِلا مَا قرأْته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ قال: والمسموع مِنَ الْعَرَبِ خَجَّاية؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ. النَّضِرُ: الخَجْخاجُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يُري أَنه جادٌّ فِي أَمره وَلَيْسَ كَمَا يُري. الفراءُ: خَجْخَجَ الرَّجُلُ وجَخْجَخَ إِذا لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يَقْرُبُ مِنْ قَوْلِ النَّضِرِ وَهُوَ أَصح مِمَّا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي الخَجْخاجِ. والخَجُّ: الجِماعُ. وخَجَّ جَارِيَتَهُ: مَسَحَهَا. والخَجْخَجَةُ: كِنَايَةٌ عن النكاح. واخْتَجَّ الجملُ والناشطُ فِي سَيْرِهِ وَعَدْوِهِ إِذا لَمْ يَسْتَقِمْ، وَذَلِكَ سُرْعَةٌ مَعَ التواءِ. اللَّيْثُ: الخَجْخَجَة تُوصَفُ فِي سرْعَةِ الإِناخة وَحُلُولِ الْقَوْمِ. والخَجَوْجى مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ. خدج: خَدَجَتِ الناقةُ وكلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ وحافِرٍ تَخْدُجُ وتَخدِجُ خِداجاً، وَهِيَ خَدُوجٌ وخادِجٌ، وخَدَجَتْ وخَدَّجَتْ، كِلَاهُمَا: أَلقت وَلَدَهَا قَبْلَ أَوانه لِغَيْرِ تَمَامِ الأَيام، وإِن كَانَ تامَّ الخَلْق؛ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ: لَمَّا لَقِحْنَ لِماءِ الفحْلِ أَعْجَلَها، ... وقْتَ النكاحِ، فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْديجُ وَقَدْ يَكُونُ الخِداجُ لِغَيْرِ النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا، ... وكلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجا أَفلا تَرَاهُ عَمَّ بِهِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ صَلاةٍ لَا يُقْرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِداجٌ أَي نُقصانٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: كلُّ صَلاةٍ لَيْسَتْ فِيهَا قراءَةٌ، فَهِيَ خِداجٌ أَي ذَاتُ خِداجٍ، وَهُوَ النُّقْصَانُ. قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُهُمْ فِي الِاخْتِصَارِ لِلْكَلَامِ كَمَا قَالُوا: عبدُ اللَّهِ إِقبالٌ وإِدْبارٌ أَي مُقْبِلٌ ومُدْبِرٌ؛ أَحَلُّوا الْمَصْدَرَ محلَّ الْفِعْلِ. وَيُقَالُ: أَخْدَجَ الرجلُ صلاتَه، فَهُوَ مُخْدِجٌ وَهِيَ مُخْدَجَةٌ، وَيُقَالُ: أَخْدَجَ فلانٌ أَمره إِذا لَمْ يُحْكِمْه، وأَنْضَجَ أَمْرَهُ إِذا أَحكمه، والأَصلُ فِي ذَلِكَ إِخْداجُ الناقةِ ولدَها وإِنضاجُها إِياه. الأَصمعي: الخِداجُ النُّقْصَانُ، وأَصل ذَلِكَ مِنْ خِداجِ الناقةِ إِذا وَلَدَتْ وَلَدًا نَاقِصَ الخَلْقِ، أَو لِغَيْرِ تَمَامٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً خَديج أَي ناقصُ الخَلْقِ فِي الأَصل؛ يريد تَبِيعٌ كالخَديجِ فِي صِغَرِ أَعْضائه وَنَقْصِ قوَّتِه عَنِ الثَنِيِّ والرَّباعِيِّ. وخَديجٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل، أَي مُخْدَجٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَنه أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بِمُخْدَجٍ مُقِيمٍ أَي ناقصِ الخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَلَا تُخْدِجِ التَّحِيَّةَ أَي لَا تَنْقُصْها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما قَالَ فِي الصَّلَاةِ: فَهِيَ خِداجٌ، والخِداجُ مَصْدَرٌ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذاتُ خِداجٍ، أَو يَكُونُ قَدْ وَصَفَهَا بِالْمَصْدَرِ نَفْسِهِ مُبَالَغَةً، كَمَا قَالُوا: فإِنما هِيَ إِقبال وإِدبار. والولدُ خَديجٌ. وشاةٌ خَدُوجٌ، وَجَمْعُهَا خُدوجٌ وخِداجٌ وخَدائِجُ. وأَخْدَجَتْ، فَهِيَ مُخْدِجٌ ومُخْدِجَةٌ: جاءَت بِوَلَدِهَا ناقصَ الخَلْقِ، وَقَدْ تَمَّ وقتُ حَمْلِهَا، وَالْوَلَدُ خَدُوجٌ وخِدْجٌ ومُخْدَجٌ ومَخْدُوجٌ وخَديجٌ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي ذِي الثُّدَيَّةِ: مُخْدَجُ الْيَدِ أَي ناقصُ الْيَدِ. وَقِيلَ: إِذا أَلقت النَّاقَةُ وَلَدَهَا تامَّ الخَلْق قبلَ وَقْتِ النَّتاج، قِيلَ: أَخْدَجَتْ،

وَهِيَ مُخْدِجٌ؛ فإِن رَمَتْهُ نَاقِصًا قَبْلَ الْوَقْتِ قِيلَ: خَدَجَتْ، وَهِيَ خادِجٌ؛ فإِن كَانَ عَادَةً لَهَا، فَهِيَ مِخْداجٌ فِيهِمَا. وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الخِداجَ مَا كَانَ دَمًا، وَبَعْضُهُمْ جَعَلَهُ مَا كَانَ أَمْلَطَ وَلَمْ يَنْبُت عَلَيْهِ شَعَرٌ، وَحَكَى ثابتٌ ذَلِكَ فِي الإِنسان. وَقَالَ أَبو خَيْرةَ: خَدَجَت المرأَةُ ولدَها وأَخْدَجَتْه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ إِذا أَلقته وَقَدِ اسْتَبَانَ خَلْقُه، قَالَ: وَيُقَالُ إِذا أَلقته دَمًا؛ قَدْ خَدَجَتْ، وَهُوَ خِداجٌ؛ وإِذا أَلقته قَبْلَ أَن ينبتَ شَعْرُهُ قِيلَ: قَدْ غَضَّنَتْ، وَهُوَ الغِضانُ؛ وأَنشد: فَهُنَّ لَا يَحْمِلْنَ إِلَّا خِدْجا والخِداجُ: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَنَاقَةٌ ذاتُ خِداجٍ: تَخْدُجُ وتَخْدِجُ كَثِيرًا. وخَدَجَتِ الزَّنْدةُ: لَمْ تُورِ نَارًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَخْدَجَتِ الزَّنْدَةُ. وخَديجَةُ: اسْمُ امرأَة. وخَدْجِ خَدْجِ: زَجْرٌ لِلْغَنَمِ. ابْنُ الأَعرابي: أَخْدَجَتِ الشَّتْوَةُ إِذا قلَّ مَطَرُها. خدلج: الخَدَلَّجَة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: الرَّيَّاءُ الْمُمْتَلِئَةُ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ؛ وأَنشد الأَصمعي: إِنَّ لَها لَسائِقاً خَدَلَّجا، ... لَمْ يُدْلِجِ الليلةَ فيمنْ أَدْلَجا يَعْنِي جَارِيَةً قَدْ عَشِقَها، فَرَكِبَ الناقةَ وساقَها مِنْ أَجلها. وَفِي حَدِيثِ اللِّعانِ: خَدَلَّج الساقَيْنِ عَظِيمُهُمَا، وَهُوَ مِثْلُ الخَدْلِ. وَقِيلَ: هِيَ الضَّخْمَةُ السَّاقَيْنِ؛ والذَّكَرُ خَدَلَّجٌ. اللَّيْثُ: الخَدَلَّجُ الضَّخْمَةُ السَّاقِ المَمْكُورَتُها. خذلج: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: فلانٌ يَتَخَذْلَجُ فِي مِشْيَتِهِ. خرج: الخُروج: نَقِيضُ الدُّخُولِ. خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً، فَهُوَ خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ وخَرَجَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ يَكُونُ المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ. يُقَالُ: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، وَهَذَا مَخْرَجُه. وأَما المُخْرَجُ فَقَدْ يَكُونُ مصدرَ قَوْلِكَ أَخْرَجَه، والمفعولَ بِهِ واسمَ الْمَكَانِ وَالْوَقْتِ، تَقُولُ: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَهَذَا مُخْرَجُه، لأَن الْفِعْلَ إِذا جَاوَزَ الثَّلَاثَةَ فَالْمِيمُ مِنْهُ مَضْمُومَةٌ، مِثْلُ دَحْرَجَ، وَهَذَا مُدَحْرَجُنا، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ بِبَنَاتِ الأَربعة. والاستخراجُ: كَالِاسْتِنْبَاطِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ مِنْ قِرْبةٍ أَي أَخْرَجَها، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ. والمُخارَجَةُ: المُناهَدَةُ بالأَصابع. والتَّخارُجُ: التَّناهُدُ؛ فأَما قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ: مَا أَنْسَ، لَا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ، ... فِي يَوْمِ عيدٍ، ويومُ العيدِ مَخْرُوجُ فإِنه أَراد مخروجٌ فِيهِ، فَحَذَفَ؛ كَمَا قَالَ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: والعينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ أَراد مَعْرُوجٌ بِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ؛ أَي يَوْمَ يَخْرُجُ النَّاسُ مِنَ الأَجداث. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يومُ الخُروجِ مِنْ أَسماء يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ واستشهدَ بِقَوْلِ الْعَجَّاجِ: أَلَيسَ يَوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجا، ... أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا؟

أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمُ الْخُرُوجِ أَي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فَيَخْرُجُونَ مِنَ الأَرض. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ . وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ عَفَلَةَ: دَخَلَ عليَّ عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي يَوْمِ الخُرُوج، فإِذا بَيْنَ يَدَيْهِ فاتُورٌ عَلَيْهِ خُبْزُ السَّمْراء وصحفةٌ فِيهَا خَطِيفَةٌ. يَوْم الخُروجِ؛ يُرِيدُ يَوْمَ الْعِيدِ، وَيُقَالُ لَهُ يَوْمُ الزِّينَةِ وَيَوْمُ الْمَشْرِقِ. وخُبْزُ السَّمْراءِ: الخُشْكارُ، كَمَا قِيلَ لِلُّبابِ الحُوَّارَى لِبَيَاضِهِ. واخْتَرَجَهُ واسْتَخْرجَهُ: طَلَبَ إِليه أَو مِنْهُ أَن يَخْرُجَ. وناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ إِذا خَرَجَتْ عَلَى خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِيِّ. وَفِي حَدِيثِ قِصَّةٍ: أَن النَّاقَةَ الَّتِي أَرسلها اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، آيَةً لِقَوْمِ صَالِحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُمْ ثَمُودُ، كَانَتْ مُخْتَرَجة ، قَالَ: وَمَعْنَى المختَرَجة أَنها جُبلت عَلَى خِلْقَةِ الْجَمَلِ، وَهِيَ أَكبر مِنْهُ وأَعظم. واسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ: أُصْلِحَتْ لِلزِّرَاعَةِ أَو الغِراسَةِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وخارجُ كلِّ شيءٍ: ظاهرُه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُستعمل ظَرْفًا إِلا بِالْحَرْفِ لأَنه مَخْصُوصٌ كَالْيَدِ وَالرِّجْلِ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: عَلى حِلْفَةٍ لَا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً، ... وَلَا خارِجاً مِن فِيِّ زُورُ كلامِ أَراد: وَلَا يَخْرُجُ خُرُوجًا، فَوَضَعَ الصِّفَةَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ لأَنه حَمَلَهُ عَلَى عَاهَدْتُ. والخُروجُ: خُروجُ الأَديب وَالسَّائِقِ وَنَحْوِهِمَا يُخَرَّجُ فيَخْرُجُ. وخَرَجَتْ خَوارجُ فُلَانٍ إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ وتَوَجَّه لإِبرام الأُمورِ وإِحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بَعْدَ صِبَاهُ. والخارِجِيُّ: الَّذِي يَخْرُجُ ويَشْرُفُ بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ لَهُ قَدِيمٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجيٍّ، ... وَلَيْسَ قَديمُ مَجْدِكَ بانْتِحال والخارِجِيَّةُ: خَيْل لَا عِرْقَ لَهَا فِي الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ جِيادٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: وعارَضْتُها رَهْواً عَلَى مُتَتَابِعٍ، ... شَديدِ القُصَيْرى، خارِجِيٍّ مُجَنَّبِ وَقِيلَ: الخارِجِيُّ كُلُّ مَا فَاقَ جِنْسَهُ وَنَظَائِرَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ صِفَاتِ الْخَيْلِ الخَرُوجُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هاءٍ، وَالْجَمْعُ الخُرُجُ، وَهُوَ الَّذِي يَطول عُنُقُهُ فَيَغْتالُ بِطُولِهَا كلَّ عِنانٍ جُعِلَ فِي لِجَامِهِ؛ وأَنشد: كُلُّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلى، ... وخَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ الأَزهري: وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ خَيْلًا: وخَرَّجَها صَوارِخَ كلَّ يَوْمٍ، ... فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِينُ فَمَعْنَاهُ: أَن مِنْهَا مَا بِهِ طِرْقٌ، وَمِنْهَا مَا لَا طِرْقَ بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى خَرَّجَها أَدَّبها كَمَا يُخَرِّجُ الْمُعَلِّمُ تِلْمِيذَهُ. وفلانٌ خَرِيجُ مالٍ وخِرِّيجُه، بِالتَّشْدِيدِ، مِثْلُ عِنِّينٍ، بِمَعْنَى مَفْعُولٍ إِذا دَرَّبَهُ وعَلَّمَهُ. وَقَدْ خَرَّجَهُ فِي الأَدبِ فَتَخَرَّجَ. والخَرْجُ والخُرُوجُ: أَوَّلُ مَا يَنْشَأُ مِنَ السَّحَابِ. يُقَالُ: خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ؛ وَقِيلَ: خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ وانْبِساطُه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:

إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبا، ... فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدها وخُرُوجُ الأَخفش: يُقَالُ لِلْمَاءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ السَّحاب: خَرْجٌ وخُرُوجٌ. الأَصمعي: يُقَالُ أَوَّل مَا يَنْشَأُ السحابُ، فَهُوَ نَشْءٌ. التَّهْذِيبُ: خَرَجَت السَّمَاءُ خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بَعْدَ إِغامَتِها؛ وَقَالَ هِمْيان يَصِفُ الإِبل وَوُرُودَهَا: فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهارِجَا؛ ... تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا يُرِيدُ مُصْحِياً؛ والسحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كَمَا تُخْرِجُ الظَّلْمَ. والخَرُوجُ مِنَ الإِبل: المِعْناقُ الْمُتَقَدِّمَةُ. والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بِالْبَدَنِ مِنْ ذَاتِهِ، وَالْجَمْعُ أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غَيْرُهُ: والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يَخْرُجُ بِدَابَّةٍ أَو غَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ. الصِّحَاحُ: والخُرَاجُ مَا يَخْرُجُ فِي الْبَدَنِ مِنَ القُرُوح. والخَوَارِجُ: الحَرُورِيَّةُ؛ والخَارِجِيَّةُ: طَائِفَةٌ مِنْهُمْ لَزِمَهُمْ هَذَا الاسمُ لِخُرُوجِهِمْ عَنِ النَّاسِ. التَّهْذِيبُ: والخَوَارِجُ قومٌ مِنْ أَهل الأَهواء لَهُمْ مَقالَةٌ عَلَى حِدَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: يَتَخَارَجُ الشَّريكانِ وأَهلُ الْمِيرَاثِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ إِذا كَانَ الْمَتَاعُ بَيْنَ وَرَثَةٍ لَمْ يَقْتَسِمُوهُ أَو بَيْنَ شُرَكَاءَ، وَهُوَ فِي يَدِ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ، فَلَا بأْس أَن يَتَبَايَعُوهُ، وإِن لَمْ يَعْرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يَقْبِضْهُ؛ قَالَ: وَلَوْ أَراد رَجُلٌ أَجنبي أَن يَشْتَرِيَ نَصِيبَ بَعْضِهِمْ لَمْ يَجُزْ حَتَّى يَقْبِضَهُ الْبَائِعُ قَبْلَ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جاءَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مفسَّراً عَلَى غَيْرِ مَا ذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ. وحدَّث الزُّهْرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَا بأْس أَن يَتَخَارَج القومُ فِي الشَّرِكَةِ تَكُونُ بَيْنَهُمْ فيأْخذ هَذَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ نَقْدًا، ويأْخذ هَذَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ دَيْناً. والتَّخارُجُ: تَفاعُلٌ مِنَ الخُروج، كأَنه يَخْرُجُ كلُّ وَاحِدٍ مِنْ شَرِكَتِهِ عَنْ مِلْكِهِ إِلى صَاحِبِهِ بِالْبَيْعِ؛ قَالَ: وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَرِيكَيْنِ: لَا بأْس أَن يَتَخَارَجَا ؛ يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ؛ وَقَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: التَّخَارُجُ أَن يأْخذ بَعْضُهُمُ الدَّارَ وَبَعْضُهُمُ الأَرض؛ قَالَ شَمِرٌ: قُلْتُ لأَحمد: سُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ أَخوين وَرِثَا صَكًّا مِنْ أَبيهما، فَذَهَبَا إِلى الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ فَتَقَاضَيَاهُ؛ فَقَالَ: عِنْدِي طَعَامٌ، فَاشْتَرِيَا مِنِّي طَعَامًا بِمَا لَكُمَا عليَّ، فَقَالَ أَحد الأَخوين: أَنا آخُذُ نَصِيبِي طَعَامًا؛ وَقَالَ الْآخَرُ: لَا آخُذُ إِلّا دَرَاهِمَ، فأَخذ أَحدهما مِنْهُ عَشَرَةَ أَقفرة بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا بِنَصِيبِهِ؛ قَالَ: جَائِزٌ، وَيَتَقَاضَاهُ الْآخَرُ، فإِن تَوَى مَا عَلَى الْغَرِيمِ، رَجَعَ الأَخ عَلَى أَخيه بِنِصْفِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي أَخذ، وَلَا يَرْجِعُ بِالطَّعَامِ. قَالَ أَحمد: لَا يَرْجِعُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ إِذا كَانَ قَدْ رَضِيَ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. وتَخَارَجَ السَّفْرُ: أَخْرَجُوا نَفَقَاتِهِمْ. والخَرْجُ والخَرَاجُ، واحدٌ: وَهُوَ شَيْءٌ يُخْرِجُه القومُ فِي السَّنَةِ مِن مَالِهِمْ بقَدَرٍ مَعْلُومٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرْجُ الْمَصْدَرُ، والخَرَاجُ: اسمٌ لِمَا يُخْرَجُ. والخَرَاجُ: غَلَّةُ الْعَبْدِ والأَمة. والخَرْجُ والخَراج: الإِتاوَةُ تُؤْخذ مِنْ أَموال النَّاسِ؛ الأَزهري: والخَرْجُ أَن يؤَدي إِليك العبدُ خَرَاجَه أَي غَلَّتَهُ، والرَّعِيَّةُ تُؤَدِّي الخَرْجَ إِلى الوُلاةِ. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الخَرَاجُ بِالضَّمَانِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعِلْمِ: مَعْنَى الْخَرَاجِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَلَّةُ الْعَبْدِ يَشْتَرِيهِ الرجلُ فيستغلُّه زَمَانًا، ثُمَّ يَعْثُرُ مِنْهُ عَلَى عَيْبٍ دَلَّسَهُ البائعُ وَلَمْ يُطْلِعْهُ عَلَيْهِ، فَلَهُ رَدُّ الْعَبْدِ عَلَى الْبَائِعِ والرجوعُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الثَّمَنِ، والغَّلةُ الَّتِي اسْتَغَلَّهَا الْمُشْتَرِي مِنَ الْعَبْدِ

طَيِّبَةٌ لَهُ لأَنه كَانَ فِي ضَمَانِهِ، وَلَوْ هَلَكَ هَلَكَ مِنْ مَالِهِ. وَفَسَّرَ ابْنُ الأَثير قَوْلَهُ: الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ ؛ قَالَ: يُرِيدُ بِالْخَرَاجِ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَلَّةِ الْعَيْنِ الْمُبْتَاعَةِ، عَبْدًا كَانَ أَو أَمة أَو مِلْكًا، وَذَلِكَ أَن يَشْتَرِيَهُ فَيَسْتَغِلَّهُ زَمَانًا، ثُمَّ يَعْثُرُ فِيهِ عَلَى عَيْبٍ قَدِيمٍ، فَلَهُ رَدُّ الْعَيْنِ الْمَبِيعَةِ وأَخذ الثَّمَنِ، وَيَكُونُ لِلْمُشْتَرِي مَا اسْتَغَلَّهُ لأَن الْمَبِيعَ لَوْ كَانَ تلفَ فِي يَدِهِ لَكَانَ مِنْ ضَمَانِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَى الْبَائِعِ شَيْءٌ؛ وَبَاءَ بِالضَّمَانِ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ الْخَرَاجُ مُسْتَحَقٌّ بِالضَّمَانِ أَي بِسَبَبِهِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ شُرَيْحٍ لِرَجُلَيْنِ احْتَكَمَا إِليه فِي مِثْلِ هَذَا، فَقَالَ لِلْمُشْتَرِي: رُدَّ الداءَ بِدَائِهِ وَلَكَ الغلةُ بِالضَّمَانِ. مَعْنَاهُ: رُدَّ ذَا الْعَيْبَ بِعَيْبِهِ، وَمَا حَصَلَ فِي يَدِكَ مِنْ غَلَّتِهِ فَهُوَ لَكَ. وَيُقَالُ: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتَّفَقَا عَلَى ضَرِيبَةٍ يَرُدُّها العبدُ عَلَى سَيِّدِهِ كلَّ شَهْرٍ وَيَكُونُ مُخَلًّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَلِهِ، فَيُقَالُ: عبدٌ مُخَارَجٌ. ويُجْمَعُ الخَراجُ، الإِتَاوَةُ، عَلَى أَخْراجٍ وأَخَارِيجَ وأَخْرِجَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ . قَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرَاجُ الفَيْءُ، والخَرْجُ الضَّريبَةُ وَالْجِزْيَةُ؛ وَقُرِئَ: أَم تَسْأَلُهُمْ خَرَاجاً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ. مَعْنَاهُ: أَمْ تسأَلهم أَجراً عَلَى مَا جِئْتَ بِهِ، فأَجر رَبِّكَ وَثَوَابُهُ خيرٌ. وأَما الخَرَاجُ الَّذِي وَظَّفَهُ عمرُ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى السَّوَادِ وأَرضِ الفَيْء فإِن مَعْنَاهُ الْغَلَّةُ أَيضاً، لأَنه أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ وَدَفَعَهَا إِلى الْفَلَّاحِينَ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ عَلَى غَلَّةٍ يُؤَدُّونَهَا كُلَّ سَنَةٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خَراجاً، ثُمَّ قِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلْبِلَادِ الَّتِي افْتُتِحَتْ صُلْحاً وَوَظَّفَ مَا صُولِحُوا عَلَيْهِ عَلَى أَراضيهم: خَرَاجِيَّةٌ لأَن تِلْكَ الْوَظِيفَةَ أَشبهت الْخَرَاجَ الَّذِي أُلزم بِهِ الفلَّاحون، وَهُوَ الْغَلَّةُ، لأَن جُمْلَةَ مَعْنَى الْخَرَاجِ الْغَلَّةُ؛ وَقِيلَ لِلْجِزْيَةِ الَّتِي ضُرِبَتْ عَلَى رِقَابِ أَهل الذِّمَّة: خَرَاجٌ لأَنه كَالْغَلَّةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: الخَرْجُ عَلَى الرُّؤُوسِ، والخَرَاجُ عَلَى الأَرضين. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها، طَيِّبٌ خَرَاجُها أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا، تَشْبِيهًا بالخَرَاجِ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الأَرضين وَغَيْرِهَا. والخُرْجُ: مِنَ الأَوعية، معروفٌ، عربيٌّ، وَهُوَ هَذَا الْوِعَاءُ، وَهُوَ جُوالِقٌ ذُو أَوْنَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَخْراجٌ وخِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ وجِحَرَة. وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَي نَبْتُها فِي مكانٍ دُونَ مكانٍ. وتَخْريجُ الرَّاعِيَةِ المَرْتَعَ: أَن تأْكل بعضَه وَتَتْرُكَ بَعْضَهُ. وخَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَى: أَبقت بَعْضَهُ وأَكلت بَعْضَهُ. والخَرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: لَوْنانِ سوادٌ وَبَيَاضٌ؛ نَعَامَةٌ خَرْجَاءُ، وظَلِيمٌ أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ. واخْرَجَّتِ النعامةُ اخْرِجاجاً، واخْرَاجَّتِ اخْرِيجاجاً أَي صَارَتْ خَرْجاءَ. أَبو عَمْرٍو: الأَخْرَجُ مِنْ نَعْتِ الظَّلِيم فِي لَوْنِهِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي لَوْنُ سَوَادِهِ أَكثر مِنْ بَيَاضِهِ كَلَوْنِ الرَّمَادِ. التَّهْذِيبُ: أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تَزَوَّجَ بِخِلاسِيَّةٍ. وأَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ، وَهِيَ النَّعَامُ؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ والأُنثى خَرْجاءُ، وَاسْتَعَارَهُ الْعَجَّاجُ لِلثَّوْبِ فَقَالَ: إِنَّا، إِذَا مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا، ... ولَبِسَتْ، للْمَوتِ، ثَوباً أَخْرَجا أَي لَبِسَتِ الْحُرُوبُ ثَوْبًا فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ مِنْ لَطْخِ الدَّمِ أَي شُهِّرَتْ وعُرِفَتْ كَشُهْرَةِ الأَبلق؛ وَهَذَا الرَّجَزُ فِي الصِّحَاحِ: وَلَبِسَتْ لِلْمَوْتِ جُلًّا أَخرجا وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: لَبِسَتِ الْحُرُوبُ جُلًّا فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ.

وعامٌ فِيهِ تَخْرِيجٌ أَي خِصْبٌ وجَدْبٌ. وعامٌ أَخْرَجُ: فِيهِ جَدْبٌ وخِصْبٌ؛ وَكَذَلِكَ أَرض خَرْجَاءُ وَفِيهَا تَخرِيجٌ. وعامٌ فِيهِ تَخْرِيجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ الْمَوَاضِعِ وَلَمْ يُنْبِتْ بَعْضٌ. وأَخْرَجَ: مَرَّ بِهِ عامٌ نصفُه خِصبٌ وَنِصْفُهُ جَدْبٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ مَرَرْتُ عَلَى أَرض مُخَرَّجة وَفِيهَا عَلَى ذَلِكَ أَرْتاعٌ. والأَرتاع: أَماكن أَصابها مَطَرٌ فأَنبتت الْبَقْلَ، وأَماكن لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ، فَتِلْكَ المُخَرَّجةُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَخْرِيجُ الأَرض أَن يَكُونَ نَبْتُهَا فِي مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ، فَتَرَى بَيَاضَ الأَرض فِي خُضْرَةِ النَّبَاتِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه تخْريجاً إِذا كَتَبَهُ فَتَرَكَ فِيهِ مَوَاضِعَ لَمْ يَكْتُبْهَا؛ والكتابٌ إِذا كُتب فَتُرِكَ مِنْهُ مَوَاضِعُ لَمْ تُكْتَبْ، فَهُوَ مُخَرَّجٌ. وخَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جَعَلَهُ ضُرُوبًا يُخَالِفُ بَعْضُهُ بَعْضًا. والخَرْجاءُ: قَرْيَةٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، سمِّيَت بِذَلِكَ لأَن فِي أَرضها سَوَادًا وَبَيَاضًا إِلى الْحُمْرَةِ. والأَخْرَجَةُ: مَرْحَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، لَوْنُهَا ذَلِكَ. وَالنُّجُومُ تُخَرِّجُ اللَّوْنَ «3» فَتَلَوَّن بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادِهِ وَبَيَاضِهَا؛ قَالَ: إِذا اللَّيْلُ غَشَّاها، وخَرَّج لَوْنَهُ ... نُجُومٌ، كأَمْثالِ المصابيحِ، تَخْفِقُ وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كَذَلِكَ. وقارَةٌ خَرْجَاءُ: ذاتُ لَوْنَيْنِ. ونَعْجَةٌ خَرْجاءٌ: وَهِيَ السَّوْدَاءُ البيضاءُ إِحدى الرِّجْلَيْنِ أَو كِلْتَيْهِمَا وَالْخَاصِرَتَيْنِ، وسائرُها أَسودُ. التَّهْذِيبُ: وشاةٌ خَرْجاءُ بَيْضَاءُ المُؤَخَّرِ، نَصْفُهَا أَبيض وَالنِّصْفُ الْآخَرُ لَا يَضُرُّكَ مَا كَانَ لَوْنُهُ. وَيُقَالُ: الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ فِي بَيَاضٍ، والسوادُ الغالبُ. والأَخْرَجُ مِنَ المِعْزَى: الَّذِي نَصِفُهُ أَبيض وَنَصِفُهُ أَسود. الْجَوْهَرِيُّ: الخَرْجاءُ مِنَ الشَّاءِ الَّتِي ابْيَضَّتْ رِجْلَاهَا مَعَ الْخَاصِرَتَيْنِ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والأَخْرَجُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ لِلَوْنِهِ، غَلَبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَاسْمُهُ الأَحْوَلُ. وفرسٌ أَخْرَجُ: أَبيض الْبَطْنِ وَالْجَنْبَيْنِ إِلى مُنْتَهَى الظَّهْرِ وَلَمْ يُصْعَدْ إِليه، ولَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ. والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ، لِلَوْنِهِ. والأَخْرَجانِ: جَبَلَانِ مَعْرُوفَانِ، وأَخْرَجَةُ: بِئْرٌ احْتُفِرَتْ فِي أَصل أَحدهما؛ التَّهْذِيبُ: وَلِلْعَرَبِ بِئْرٌ احْتُفِرَتْ فِي أَصل جبلٍ أَخْرَجَ يُسَمُّونَهَا أَخْرَجَةَ، وَبِئْرٌ أُخرى احْتُفِرَتْ فِي أَصل جَبَلٍ أَسْوَدَ يُسَمُّونَهَا أَسْوَدَةَ، اشْتَقُّوا لَهُمَا اسْمَيْنِ مِنْ نَعْتِ الْجَبَلَيْنِ. الفراءُ: أَخْرَجَةُ اسْمُ ماءٍ وَكَذَلِكَ أَسْوَدَةُ؛ سُمِّيَتَا بِجَبَلَيْنِ، يُقَالُ لأَحدهما أَسْوَدُ وَلِلْآخَرِ أَخْرَجُ. وَيُقَالُ: اخْترَجُوه، بِمَعْنَى استخرجُوه. وخَرَاجِ والخَرَاجُ وخَرِيجٌ والتَّخْريجُ، كلُّه: لُعْبةٌ لِفِتْيَانِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَرِيجُ لُعْبَةٌ تُسَمَّى خَرَاجِ، يُقَالُ فِيهَا: خَراجِ خَرَاجِ مِثْلُ قَطامِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب الْهُذَلِيِّ: أَرِقْتُ لَهُ ذَاتَ العِشَاءِ، كأَنَّهُ ... مَخَارِيقُ، يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ وَالْهَاءُ فِي لَهُ تَعُودُ عَلَى بَرْقٍ ذَكَرَهُ قَبْلَ الْبَيْتِ، شَبَّهَهُ بِالْمَخَارِيقِ وَهِيَ جَمْعُ مِخْرَاقٍ، وَهُوَ المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ بِهِ. وَقَوْلُهُ: ذاتَ العِشاءِ أَراد بِهِ السَّاعَةَ الَّتِي فِيهَا العِشاء، أَراد صَوْتَ اللَّاعِبِينَ؛ شَبَّهَ الرَّعْدَ بِهِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: لَا يُقَالُ خَرِيجٌ، وإِنما الْمَعْرُوفُ خَراجِ، غَيْرَ أَن أَبا ذُؤَيْبٍ احْتَاجَ إِلى إِقامة الْقَافِيَةِ فأَبدل الياءَ مَكَانَ الأَلف. التَّهْذِيبُ: الخَرَاجُ والخَرِيجُ مُخَارجة: لُعْبَةٌ لِفِتْيَانِ الأَعراب.؛ قال الفراء: خَرَاجِ

_ (3). قوله [والنجوم تخرج اللون إلخ] كذا بالأَصل ومثله في شرح القاموس والنجوم تخرج لون الليل فيتلون إلخ بدليل الشاهد المذكور.

اسْمُ لُعْبَةٍ لَهُمْ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ أَن يُمْسِكَ أَحدهم شَيْئًا بِيَدِهِ، وَيَقُولَ لِسَائِرِهِمْ: أَخْرِجُوا مَا فِي يَدِي؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَعِبَ الصِّبْيَانُ خَرَاجِ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، بِمَنْزِلَةِ دَرَاكِ وقَطَامِ. والخَرْجُ: وادٍ لَا مَنفذ فِيهِ، ودارَةُ الخَرْجِ هُنَالِكَ. وبَنُو الخَارِجِيَّةِ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُونَ إِلى أُمّهم، وَالنِّسْبَةُ إِليهم خارِجِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبها مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وخارُوجٌ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخل. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: الخُرُوجُ الأَلف الَّتِي بَعْدَ الصِّلَةِ فِي الْقَافِيَةِ، كَقَوْلِ لَبِيدٍ: عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها فَالْقَافِيَةُ هِيَ الْمِيمُ، وَالْهَاءُ بَعْدَ الْمِيمِ هِيَ الصِّلَةُ، لأَنها اتَّصَلَتْ بِالْقَافِيَّةِ، والأَلف الَّتِي بَعْدَ الْهَاءِ هِيَ الخُرُوجُ؛ قَالَ الأَخفَش: تَلْزَمُ الْقَافِيَةُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الْخُرُوجَ، وَلَا يَكُونُ إِلا بِحَرْفِ اللِّينِ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَن هَاءَ الإِضمار لَا تَخْلُو مِنْ ضَمٍّ أَو كَسْرٍ أَو فَتْحٍ نَحْوَ: ضَرَبَهُ، وَمَرَرْتُ بِهِ، وَلَقِيتُهَا، وَالْحَرَكَاتُ إِذا أُشبعت لَمْ يَلْحَقْهَا أَبداً إِلا حُرُوفُ اللِّينِ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ حَرْفَ لِينٍ فَيَجُوزُ أَن تَتْبَعَ حَرَكَةَ هَاءِ الضَّمِيرِ؛ هَذَا أَحد قَوْلَيِ ابْنِ جِنِّي، جَعَلَ الْخُرُوجَ هُوَ الْوَصْلَ، ثُمَّ جَعَلَ الْخُرُوجَ غَيْرَ الْوَصْلِ، فَقَالَ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْخُرُوجِ وَالْوَصْلِ أَن الْخُرُوجَ أَشد بُرُوزًا عَنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ وَاكْتِنَافًا مِنَ الْوَصْلِ لأَنه بَعْدَهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خُرُوجًا لأَنه بَرَزَ وَخَرَجَ عَنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ، وَكُلَّمَا تَرَاخَى الْحَرْفُ فِي الْقَافِيَةِ وَجَبَ لَهُ أَن يَتَمَكَّنَ فِي السُّكُونِ وَاللِّينِ، لأَنه مَقْطَعٌ لِلْوَقْفِ وَالِاسْتِرَاحَةِ وَفَنَاءِ الصَّوْتِ وَحُسُورِ النَّفَسِ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِي لِينِ الأَلف وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ، لأَنهن مُسْتَطِيلَاتٌ مُمْتَدَّاتٌ. والإِخْرِيجُ: نَبْتٌ. وخَرَاجِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ بْنِ الأَشْيَمِ الأَسدي. والخَرْجُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْيَمَامَةِ. والخَرْجُ: خِلافُ الدَّخْلِ. وَرَجُلٌ خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مِثَالُ هُمَزة أَي كَثِيرُ الْخُرُوجِ وَالْوُلُوجِ. زَيْدُ بْنُ كَثْوَةَ: يُقَالُ فلانٌ خَرَّاجٌ وَلّاجٌ؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تأْكيد الظَّرْفِ وَالِاحْتِيَالِ. وَقِيلَ: خَرّاجٌ وَلّاجٌ إِذا لَمْ يُسْرِعْ فِي أَمر لَا يَسْهُلْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ إِذا أَراد ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: أَسْرَعُ مِنْ نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ، هِيَ امرأَة مِنْ بَجِيلَةَ، وَلَدَتْ كَثِيرًا فِي قبائلَ مِنَ الْعَرَبِ، كَانُوا يَقُولُونَ لَهَا: خِطْبٌ فَتَقُولُ: نِكْحٌ وخارجةُ ابْنُهَا، وَلَا يُعْلَمُ مِمَّنْ هُوَ؛ وَيُقَالُ: هُوَ خَارِجَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عَدْوانَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وخَرْجاءُ: اسمُ رَكِيَّة بِعَيْنِهَا. وخَرْجٌ: اسم موضع بعينه. خرفج: الخَرْفَجَةُ: حُسْنُ الغِذاء فِي السَّعَة. الرِّياشي: المُخَرْفَجُ والخُرْفُجُ والخُرافِجُ: أَحسن الْغِذَاءِ؛ وَقَدْ خَرْفَجَه. والخَرْفَجَةُ: سَعَةُ العَيش. وعَيْشٌ مُخَرْفَجٌ: وَاسِعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جارِية شَبَّتْ شَباباً خَرْفَجا، ... كأَنَّ مِنْهَا القَصَبَ المُدَمْلَجا، سُوقٌ منَ البَرْدِيِّ مَا تَعَوَّجا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَها الخَبَرْنَجا، ... مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا قَالَ شَمِرٌ: إِنما نَصَبَ عَيْشَهَا الْمُخَرْفَجَا، كَقَوْلِكَ: بَنَى

خَلْقَها بنيَ السَّوِيقِ لحمَها. وَسَرَاوِيلُ مُخَرْفَجَةٌ: طَوِيلَةٌ وَاسِعَةٌ تَقَعُ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَرِهَ السَّرَاوِيلَ المُخَرْفَجة ؛ قَالَ الأُمَوِيُّ فِي تَفْسِيرِ المُخَرْفَجة فِي الْحَدِيثِ؛ إِنها الَّتِي تَقَعُ عَلَى ظُهُورِ الْقَدَمَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَلِكَ تأْويلها وإِنما أَصله مأْخوذ مِنَ السَّعَة؛ وَالْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه كُرِهَ إِسبال السَّرَاوِيلِ كَمَا يُكْرَهُ إِسبال الإِزار؛ وَقِيلَ: كلُّ وَاسِعٍ مُخَرْفَجٌ. ونَبْتٌ خِرْفِيجٌ وخِرْفاجٌ وخُرَافِجٌ وخُرَفِجٌ وخُرْفَنْجٌ «1»: ناعمٌ غَضٌّ. وخُرْفَنْجُه أَيضاً: نَعْمَتُه؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى: بين اياحين «2» الحَصاد الهائِجِ، ... وَبَيْنَ خُرْفَنْج النَّباتِ الباهِجِ وخَرْفَجَ الشيءَ: أَخذه أَخذاً كَثِيرًا. وخَرُوفٌ خُرْفُجٌ وخُرافِجٌ أَي سَمِينٌ. خزج: رَجُلٌ خَزجٌ: ضَخْمٌ. والمِخْزاجُ مِنَ الإِبل: الشَّدِيدَةُ السِّمَنِ. قَالَ اللَّيْثُ: المِخْزَاجُ مِنَ النُّوق الَّتِي إِذا سَمِنَتْ صَارَ جِلْدُهَا كأَنه وَارِمٌ مِنَ السِّمَنِ، وَهُوَ الخَزَبُ أَيضاً. خزرج: الخَزْرَجُ: مِنْ نَعْتِ الرِّيحِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَزْرَجُ ريحُ الجَنُوبِ، وَقِيلَ: هِيَ الريحُ الْبَارِدَةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: غَدَون عُجالى، وانْتَحَتْهُنَّ خَزْرَجٌ، ... مُقَفِّيَةُ آثارَهُنَّ هَدُوجُ وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: خَزْرَجُ هِيَ الجَنُوب غَيرُ مُجْراةٍ. والخَزْرَجُ: اسْمُ رَجُلٍ. والخَزْرَجُ: قَبِيلَةُ الأَنصار. غَيْرُهُ: قَبِيلَةُ الأَنصار هِيَ الأَوْسُ والخَزْرَجُ، ابْنَا قَيْلَةَ، وَهِيَ أُمهما نُسبا إِليها، وَهُمَا ابْنَا حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخَزرج رِيحُ الْجَنُوبِ، وَبِهِ سمِّيت الْقَبِيلَةُ الخَزْرَج، وَهِيَ أَنفع مِنَ الشمال. خسج: الخَسِيجُ والخَسِيُّ، عَلَى الْبَدَلِ: كِساءٌ أَو خِباءٌ يُنْسَجُ مِنْ ظَلِيفِ عُنُقِ الشاةِ فَلَا يكادُ، زَعَمُوا، يَبْلى؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرٍو مِنْ طَيِّئٍ، يُقَالُ لَهُ أَسحم: تَحَمَّلَ أَهْلُه، واسْتَوْدَعوه ... خَسِيّاً مِنْ نَسِيجِ الصُّوفِ بالي خسفج: الخَيْسَفُوجُ: حَبُّ القُطْنِ؛ قال العجاج: صَعْلٌ، كَعُودِ الخَيْسَفُوجِ مِئْوَبا مِن آبَ إِذا رَجَعَ. والخَيْسَفُوجُ: العُشَرُ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يَتَقَصَّفُ وَيَتَثَنَّى. والخَيْسَفُوجَةُ: السُّكَّانُ. والخَيْسَفُوجَةُ أَيضاً: رَجُلُ السَّفِينَةِ. والخَيْسَفُوجَةُ: موضع. خفج: الخَفْجُ ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ. اللَّيْثُ: الخَفْجُ مِنَ المُباضَعَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ تَثِبُ عَلَى الغَنَمِ خافِجَةً ؛ قَالَ: الخَفْجُ السِّفادُ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّاسِ؛ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ عَلَى الْخَاءِ. والخَفَجُ: نَبْتٌ مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ أَشهب عَرِيضُ الْوَرَقِ، وَاحِدَتُهُ خَفَجَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَفَجُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، بَقْلَةٌ شَهْبَاءُ لَهَا وَرَقٌ عِراضٌ. والخَفَجُ: عِوَجٌ فِي الرِّجْلِ؛ خَفِجَ خَفَجاً، وَهُوَ أَخْفَجُ. أَبو عَمْرٍو: الأَخْفَجُ الأَعْوَجُ الرِّجْلِ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: خَفِجَ فلانٌ إِذا اشْتَكَى سَاقَيْهِ مِنَ التَّعَبِ. وعَمُودٌ أَخْفَجُ: مُعْوَجُّ؛ قال:

_ (1). قوله [وخرفنج] كذا بالأَصل بضم الخاء فيه وفيما بعده، وضبط في القاموس بالشكل بفتحها. (2). هكذا في الأَصل.

قَدْ أَسْلَمُوني، والعَمُودَ الأَخْفَجَا، ... وشَبَّةً يَرْمِي بِهَا الجالُ الرَّجَا «1» والخَفَجُ: مِنْ أَدواء الإِبل. وخَفَجَ [خَفِجَ] البعيرُ خَفَجاً وخَفْجاً، وَهُوَ أَخْفَجُ، إِذا كَانَتْ رِجْلَاهُ تَعْجَلانِ بِالْقِيَامِ قَبْلَ رَفْعِهِ إِياهما، كأَنَّ بِهِ رِعْدَةً. والخَفِيجُ: الماءُ الشَّرِيبُ الْغَلِيظُ. وَبِهِ خُفاجٌ أَي كِبْرٌ. وَغُلَامٌ خُفَاجٌ: صَاحِبُ كِبْرٍ وفَخرٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. وخَفَاجَةُ، بِالْفَتْحِ: قَبِيلَةٌ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ بَنِي عَامِرٍ؛ قَالَ الأَعشى: وأَدْفَعُ عَنْ أَعراضكم وأُعِيركُمْ ... لِساناً، كمِقْراضِ الخَفَاجِيِّ، مِلْحَبَا وَقَالَ الأَزهري: خَفاجة بَطْنٌ مِنْ عَقِيلٍ، وإِذا نُسِبَ إِليهم، قِيلَ: فلانٌ الخَفَاجِيُّ. والخَفَنْجاءُ: الرِّخْوُ الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ. وغُلام خُنْفُجٌ، بِالضَّمِّ، وخُنافِجٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ اللَّحْمِ. خلج: الخَلْجُ: الجَذْبُ. خَلَجَهُ يَخْلِجُه خَلْجاً، وتَخَلَّجَهُ، واخْتَلَجَهُ إِذا جَبَذَهُ وانْتَزَعَهُ؛ أَنشَد أَبو حَنِيفَةَ: إِذا اخْتَلَجَتْها مُنْجِياتٌ، كأَنها ... صُدورُ عَراقٍ، مَا بِهِنَّ قُطُوعُ شَبَّهَ أَصابعه فِي طُولِهَا وَقِلَّةِ لَحْمِهَا بِصُدُورِ عَرَاقي الدَّلْو؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فإِنْ يَكُنْ هَذَا الزمانُ خَلَجا، ... فقَدْ لَبِسْنا عَيْشَه المُخَرْفَجا يَعْنِي قَدْ خَلَجَ حَالًا، وَانْتَزَعَهَا وبَدَّلَها بِغَيْرِهَا؛ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: فإِن يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلْجَا أَي نَحَّى شَيْئًا عَنْ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْتَلِجُونَهُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَي يَجْتَذِبُونَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمَّارٍ وأُم سَلَمَةَ: فاخْتَلَجَها مِنْ جُحْرِها. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ فِي ذِكْرِ الْحَيَاةِ: إِن اللَّهَ جَعَلَ الْمَوْتُ خالِجاً لأَشْطانِها أَي مُسْرِعاً فِي أَخذِ حِبالِها. وَفِي الْحَدِيثِ: تَنْكَبُ المَخالِجُ عَنْ وضَحِ السَّبِيلِ أَي الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأَعظم الْوَاضِحِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: حَتَّى تَرَوْهُ يَخْلِجُ فِي قَوْمِهِ أَو يَحْلِجُ أَي يُسْرِعُ فِي حُبِّهمْ. وأَخْلَجَ هُوَ: انْجَذَبَ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: جُذِبَ عَنْهَا وَلَدُهَا بِذَبْحٍ أَو مَوْتٍ فَحَنَّتْ إِليه وقَلَّ لِذَلِكَ لِبَنُهَا، وَقَدْ يَكُونُ فِي غَيْرِ النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا أَراد كلَّ مِرْضَعَةٍ؛ أَلا تَرَاهُ قَالَ بَعْدَ هَذَا: وكلَّ أُنْثى حَمَلَتْ خَدُوجا، ... وكلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَرُوجا؟ وإِنما يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى . وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَخلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعَتِها أَي تَجْذِبُهُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ وخِلاجٌ؛ قال أَبو ذؤيب: أَمِنْك البَرْقُ أَرْقُبُهُ، فَهَاجا، ... فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا؟

_ (1). قوله [وشبة] كذا بالأصل المعوّل عليه بالمعجمة مفتوحة، ولعله بالمهملة المكسورة.

أَمِنك أَي مِنْ شِقِّك وَنَاحِيَتِكَ. دُهْماً: إِبِلًا سُوداً. شَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ بأَصوات هَذِهِ الْخِلَاجِ لأَنها تَحَانُّ لِفَقْدِ أَولادها. وَيُقَالُ لِلْمَفْقُودِ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ وَالْمَيِّتِ: قَدِ اخْتُلِجَ مِنْ بَيْنِهِمْ فَذَهَبَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيَرِدَنَّ عليَّ الحَوضَ أَقوامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي أَي يُجْتَذَبونَ ويُقْتَطَعُون. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الخَلُوجِ ؛ هِيَ الَّتِي اخْتُلِجَ وَلَدُها أَي انْتُزِعَ مِنْهَا. والإِخْلِيجَةُ: النَّاقَةُ المُخْتَلَجَةُ عَنْ أُمها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عِبَارَةُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ أَنها النَّاقَةُ المُخْتَلَجُ عَنْهَا وَلَدُها، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنها المرأَة المُخْتَلَجَةُ عَنْ زَوْجِهَا بِمَوْتٍ أَو طَلَاقٍ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي مَالِكٍ أَنه نَبْتٌ؛ قَالَ: وَهَذَا لَا يُطَابِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ لأَنه عَلَى هَذَا اسْمٌ وإِنما وَضَعَهُ سِيبَوَيْهِ صِفَةً؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ خَلِيجُ النَّهْرِ خَلِيجاً. والخَلِيجُ مِنَ الْبَحْرِ: شَرْمٌ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والخَلِيجُ مَا انْقَطَعَ مِنْ مُعْظَمِ الْمَاءِ لأَنه يُجْبَذُ مِنْهُ، وَقَدِ اختُلِجَ؛ وَقِيلَ: الْخَلِيجُ شُعْبَةٌ تَنْشَعِبُ مِنَ الْوَادِي تُعَبِّرُ بَعْضَ مَائِهِ إِلى مَكَانٍ آخَرَ، وَالْجَمْعُ خُلْجٌ وخُلْجانٌ. وخَلِيجَا النَّهْرِ: جَناحاه. وخَلِيجُ الْبَحْرِ: رِجْلٌ يَخْتَلِجُ مِنْهُ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وَالْخَلِيجُ نَهْرٌ فِي شِقٍّ مِنَ النَّهْرِ الأَعظم. وَجَنَاحَا النَّهْرِ: خَلِيجَاهُ؛ وأَنشد: إِلى فَتًى قاضَ أَكُفّ الفِتْيانْ، ... فَيْضَ الخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجانْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فُلَانًا سَاقَ خَلِيجاً ؛ الخلِيجُ: نَهْرٌ يُقتطع مِنَ النَّهْرِ الأَعظم إِلى مَوْضِعٍ يُنْتَفَعُ بِهِ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُلُجُ التَّعِبُونَ. والخُلُجُ: المُرْتَعِدُو الأَبدانِ. والخُلُجُ: الحِبالُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْخَلِيجُ الْحَبْلُ لأَنه يَجْبِذُ مَا شُدَّ بِهِ. وَالْخَلِيجُ: الرَّسَنُ لِذَلِكَ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: فَبَاتَ يُسامي، بَعْدَ ما شُجَّ رَأْسُه، ... فُحُولًا جَمَعْنَاها تَشِبُّ وتَضْرَحُ وباتَ يُغَنَّى فِي الخَليج، كأَنه ... كُمَيْتٌ مُدَمًّى، ناصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ قَالَ: يَعْنِي وتِداً رُبِطَ بِهِ فَرَسٌ. يَقُولُ: يُقَاسِي هَذِهِ الْفُحُولَ أَي قَدْ شدَّت بِهِ، وَهِيَ تَنْزُو وَتَرْمَحُ. وَقَوْلُهُ: يُغَنَّى أَي تَصْهَلُ عِنْدَهُ الْخَيْلُ. والخَلِيجُ: حَبْلٌ خُلِجَ أَي فُتِلَ شَزَرًا أَي فُتِلَ عَلَى العَسْراءِ؛ يَعْنِي مِقْوَدَ الفَرَسِ. كُمَيْتٌ: مِنْ نَعْتِ الْوَتَدِ أَي أَحْمَرُ مِنْ طَرْفاءَ. قَالَ: وَقُرْحَتُهُ مَوْضِعُ الْقَطْعِ؛ يَعْنِي بَيَاضَهُ؛ وَقِيلَ: قُرْحَتُهُ مَا تَمُجُّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ والزَّبَدِ. وَيُقَالُ لِلْوَتَدِ خَلِيجٌ لأَنه يَجْذِبُ الدَّابَّةَ إِذا رُبِطَتْ إِليه. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْبَيْتَيْنِ: يَصِفُ فَرَسًا رُبط بِحَبْلٍ وشدَّ بوتِد فِي الأَرض فَجَعَلَ صَهِيلَ الْفَرَسِ غِنَاءً لَهُ، وَجَعَلَهُ كُمَيْتًا أَقرَح لِمَا عَلَاهُ مِنَ الزَّبَد وَالدَّمِ عِنْدَ جَذْبِهِ الْحَبْلَ. وَرَوَاهُ الأَصمعي: وَبَاتَ يُغَنَّى أَي وَبَاتَ الْوَتِدُ الْمَرْبُوطُ بِهِ الخيلُ يُغَنَّى بِصَهِيلِهَا أَي بَاتَ الْوَتِدُ وَالْخَيْلُ تَصْهَلُ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَي كأَن الْوَتِدَ فَرَسُ كُمَيْتٍ أَقرَح أَي صَارَ عَلَيْهِ زَبَدٌ وَدَمٌ؛ فَبِالزَّبَدِ صَارَ أَقرَح، وَبِالدَّمِ صَارَ كُمَيْتًا. وَقَوْلُهُ: يُسامي أَي يَجْذِبُ الأَرسان. وَالشَّبَابُ فِي الْفَرَسِ: أَن يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ. وَقَوْلُهُ: تَضْرُحُ أَي تَرْمَحُ بأَرجلها. ابْنُ سِيدَهْ: وخَلَجَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا تَخْلِجُه، وَجَذَبَتْهُ تَجْذِبُهُ: فَطَمَتْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يخصَّ مِنْ أَيّ نَوْعٍ ذَلِكَ. وخَلَجْتُها: فَطَمْتُ ولَدَها؛ قَالَ أَعرابي:

لَا تَخْلِجِ الفصيلَ عَنْ أُمه، فَإِنَّ الذِّئْبَ عَالِمٌ بِمَكَانِ الْفَصِيلِ الْيَتِيمِ؛ أَي لَا تُفَرِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمه. وتَخَلَّجَ المجنونُ فِي مِشْيَتِهِ: تْجَاذَبَ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَالْمَجْنُونُ يَتَخَلَّجُ فِي مِشْيَتِهِ أَي يَتَمَايَلُ كأَنما يَجْتَذِبُ مرَّة يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً. وتخَلَّج الْمَفْلُوجُ فِي مِشْيَتِهِ أَي تَفَكَّكَ وَتَمَايَلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَيْنَيْها، ... وتَمْشِي تَخَلُّجَ المَجْنُونِ والتَّخَلُّجُ فِي الْمَشْيِ: مِثْلُ التَّخَلُّعِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كلِّ جِنٍّ، ... وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ منَ الخُنانِ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: رأَى رَجُلًا يَمْشِي مِشْيَةً أَنكرها، فَقَالَ: يَخْلِجُ فِي مِشْيَتِهِ خَلَجَانَ الْمَجْنُونِ أَي يَجْتَذِبُ مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً. والخَلَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرٌ كَالنَّزَوَانِ. والخالِجُ: المَوْتُ، لأَنه يَخْلج الْخَلِيقَةَ أَي يَجْذِبُهَا. واخْتَلَجَتِ المَنِيَّةُ القومَ أَي اجْتَذَبَتْهُمْ. وخُلِجَ الفَحْلُ: أُخْرِجَ عَنِ الشَّوْل قَبْلَ أَن يَقْدِرَ. اللَّيْثُ: الفحلُ إِذا أُخْرِجَ مِنَ الشَّوْلِ قَبْلَ قُدُوره فَقَدْ خُلِجَ أَي نُزِعَ وأُخرج، وإِن أُخْرِجَ بَعْدَ قُدُورِه فَقَدْ عُدِلَ فانْعَدَلَ؛ وأَنشد: فَحْلٌ هِجانٌ تَوَلَّى غَيرَ مَخْلُوجِ وخَلَجَ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَخْلِجُهُ خَلْجاً: انْتزعه. واخْتَلَجَ الرجلُ رُمْحَه مِنْ مَرْكَزِهِ: انْتَزَعَهُ. وخَلَجَهُ هَمٌّ يَخْلِجُه: شغَله؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَبِيتُ تَخْلِجُني الهُمُومُ، كأَنَّني ... دَلْوُ السُّقاةِ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ واخْتَلَجَ فِي صَدْرِي هَمٌّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ: خَلَجَتْه الخَوالِجُ أَي شَغَلَتْهُ الشَّوَاغِلُ؛ وأَنشد: وتَخْلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال وخَلَجَني كَذَا أَي شَغَلَنِي. يُقَالُ: خَلَجَتْه أُمورُ الدُّنْيَا وتَخَالَجَتْه الْهُمُومُ: نَازَعَتْهُ. وخالَجَ الرجلَ: نَازَعَهُ. وَيُقَالُ: تَخَالَجَتْه الْهُمُومُ إِذا كَانَ لَهُ هَمٌّ فِي ناحيةٍ وهمٌّ فِي نَاحِيَةٍ كأَنه يَجْذِبُهُ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى بأَصحابه صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، وقرأَ قارئٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ أَن بَعْضَكُمْ خالَجَنِيها ؛ قَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ خَالَجَنِيهَا أَي نَازَعَنِي الْقِرَاءَةَ فَجَهَرَ فِيمَا جَهَرْتُ فِيهِ، فَنَزَعَ ذَلِكَ مِنْ لِسَانِي مَا كُنْتُ أَقرؤُه وَلَمْ أَستمرّ عَلَيْهِ. وأَصل الخَلْجِ: الجَذْبُ وَالنَّزْعُ. واخْتَلَجَ الشيءُ فِي صَدْرِي وتَخَالَجَ: احْتَكَأَ مَعَ شَكٍّ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ، قَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ أَي لَا يتحرَّك فِيهِ شيءٌ مِنَ الرِّيبَةِ وَالشَّكِّ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَصل الِاخْتِلَاجِ: الحركة والاضطرب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ، فَقَالَتْ: إِن يَخْلِجْ فِي نَفْسِكَ شيءٌ فَدَعْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلَّا وَيُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن الْحَكَمَ بْنَ أَبي الْعَاصِي أَبا مَرْوَانَ كَانَ يَجْلِسُ خَلْفَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فإِذا تَكَلَّمَ اخْتَلَجَ بِوَجْهِهِ فَرَآهُ، فَقَالَ: كُنْ كَذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ ؛ أَي كَانَ يحرِّك شَفَتَيْهِ وَذَقَنَهُ اسْتِهْزَاءً وَحِكَايَةً لِفِعْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَقِيَ يَرْتَعِدُ إِلى أَن مَاتَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فَضُرِبَ بِهَمٍ

شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَفاقَ خَلِيجاً أَي صُرِعَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ثُمَّ أَفاق مُخْتَلَجاً قَدْ أُخذ لَحْمُهُ وقوَّته، وَقِيلَ مُرْتَعِشًا. ونَوًى خَلُوجٌ بَيِّنَةُ الخِلاج، مَشْكُوكٌ فِيهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ: هَذَا هَوًى شَغَفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ، ... ونَوًى تَقَاذَفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ وَقَالَ شَمِرٌ: إِني لَبَيْنَ خالِجَيْنِ فِي ذَلِكَ الأَمر أَي نَفْسَيْنِ. وَمَا يُخَالِجُني فِي ذَلِكَ الأَمر شكٌّ أَي مَا أَشك فِيهِ. وخَلَجَهُ بِعَيْنِهِ وَحَاجِبِهِ يَخْلِجُه ويَخْلُجُه خَلْجاً: غَمَزَهُ؛ وَقَالَ حَبِينَةُ بْنُ طَرِيفٍ الْعُكْلِيُّ يَنْسِبُ بِلَيْلَى الأَخيلية: جارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ، ... حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ قَدْ خَلَجَتْ بِحاجِبٍ وعَيْنِ، ... يَا قَوْمُ، خَلُّوا بَيْنَها وبَيْني أَشَدَّ مَا خُلِّيَ بيْنَ اثْنَينِ والعُلْطَة: الْقِلَادَةُ. وَالْعَيْنُ تَخْتَلِجُ أَي تَضْطَرِبُ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَعضاء. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَخْلَجَ الرجلُ حَاجِبَيْهِ عَنْ عَيْنَيْهِ واخْتَلَجَ حَاجِبَاهُ إِذا تَحَرَّكَا؛ وأَنشد: يُكَلِّمُني ويَخْلِجُ حاجِبَيْه، ... لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قَدِيمَا وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَن نِسْوَةً شهدنَ عِنْدَهُ عَلَى صَبِيٍّ وَقَعَ حَيًّا يَتَخَلَّجُ أَي يتحرَّك، فَقَالَ: إِن الحيَّ يَرِثُ الْمَيِّتَ، أَتشهدن بِالِاسْتِهْلَالِ؟ فأَبطل شَهَادَتَهُنَّ. شَمِرٌ: التَّخَلُّجُ التحرُّك؛ يُقَالُ: تَخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجاً واخْتَلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضْطَرَبَ وتحرَّك؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اخْتَلَجَتْ عَيْنُهُ وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلوجاً وخَلَجاناً، وخَلَجْتُ الشيءَ: حَرَّكْتُهُ؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: وَفِي ابْنُ خُرَيْقٍ، يَوْمَ يَدْعُو نِساءَكمْ ... حَوَاسِرَ، يَخْلُجْنَ الجِمالَ المَذَاكِيا قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَخْلُجْنَ يحرِّكن؛ وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَنشدني حَمَّادُ بْنُ عِمَادِ بْنِ سَعْدٍ: يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ، ... مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ قَالَ: المُخَلَّجُ الَّذِي قَدْ سَمِنَ، فَلَحَمَهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ الْعَيْنِ أَي يَضْطَرِبُ. وخَلَجَتْ عَيْنُهُ تَخْلِجُ وتَخْلُجُ خُلُوجاً واخْتَلَجَتْ إِذا طَارَتْ. والخَلْجُ والخَلَجُ: داءٌ يُصِيبُ الْبَهَائِمَ تَخْتَلِجُ مِنْهُ أَعضاؤُها. وخَلَجَ الرجلُ رُمْحَهُ يَخْلِجُهُ ويَخْلُجُهُ، واخْتَلَجَهُ: مَدَّهُ مِنْ جَانِبٍ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمحه عَنْ جَانِبٍ، قِيلَ: خَلَجَهُ. قَالَ: والخَلْجُ كَالِانْتِزَاعِ. والمَخْلُوجَةُ: الطَّعْنَةُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ. وَقَدْ خَلَجَه إِذا طَعَنَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَخْلُوجَةُ الطَّعْنَةُ الَّتِي تَذْهَبُ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وأَمْرُهم مَخْلوجٌ: غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ. وَوَقَعُوا فِي مَخْلُوجَةٍ مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي الأَمثال: الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وليستْ بِسُلْكَى؛ قَالَ: قَوْلُهُ مَخْلُوجَةٌ أَي تُصْرَفُ مرَّة كَذَا ومرَّة كَذَا حَتَّى يَصِحَّ صَوَابُهُ، قَالَ: والسُّلكى الْمُسْتَقِيمَةُ؛ وَقَالَ فِي مَعْنَى قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً، ... كَرَكِّ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ يَقُولُ: يَذْهَبُ الطَّعْنُ فِيهِمْ وَيَرْجِعُ كَمَا تَرُدُّ سَهْمَيْنِ عَلَى رامٍ رَمَى بِهِمَا. قَالَ: والسُّلْكَى الطَّعْنَةُ الْمُسْتَقِيمَةُ، والمَخْلُوجَةُ عَلَى الْيَمِينِ وَعَلَى الْيَسَارِ. والمَخْلُوجَةُ:

الرَّأْيُ الْمُصِيبُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وكنتُ، إِذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ، رُعْتُهُ ... بِمَخْلُوجَةٍ، فِيهَا عَنِ العَجْزِ مَصْرِفُ والخَلْجُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، وَهُوَ إِخْرَاجُهُ، والدَّعْسُ إِدْخالُه. وخَلَجَ المرأَة يَخْلِجُها خَلْجاً: نَكَحها؛ قَالَ: خَلَجْتُ لَهَا جارَ اسْتِها خَلَجاتٍ واخْتَلَجَها: كَخَلَجَها. والخَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يَشْتَكِيَ الرَّجُلُ لَحْمَهُ وَعِظَامَهُ مِنْ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ أَو طُولِ مَشْيٍ وتعبٍ؛ تَقُولُ مِنْهُ: خَلِجَ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِنما يَكُونُ الخَلَجُ مِنْ تَقَبُّضِ العَصب فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ، وإِنما قِيلَ لَهُ: خَلَجٌ لأَن جَذْبَهُ يَخْلُجُ عَضُدَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَلِجَ الْبَعِيرُ خَلَجاً، وَهُوَ أَخْلَجُ، وَذَلِكَ أَن يَتَقَبَّضَ الْعَصَبُ فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ. وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خُلْجَةٌ: وَهُوَ قَدْرُ مَا يَمْشِي حَتَّى يُعْيي مرَّة وَاحِدَةً. التَّهْذِيبُ: والخَلَجُ مَا اعْوَجَّ مِنَ الْبَيْتِ. والخَلَجُ: الْفَسَادُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ. وَبَيْتٌ خَلِيجٌ: مُعْوَجٌّ. والخَلُوجُ مِنَ السَّحَابِ: المتفرِّق كأَنه خُلِجَ مِنْ مُعْظَمِ السَّحَابِ، هُذْلِيَّةٌ. وَسَحَابَةٌ خَلُوجٌ: كَثِيرَةُ الماءِ شَدِيدَةُ الْبَرْقِ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، مِنْ هَذَا، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ. التهذيب: وناقة خَلُوجٌ كثير اللَّبَنِ، تحنُّ إِلى وَلَدِهَا؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَخْلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعتِها. والخَلُوجُ مِنَ النُّوق: الَّتِي اخْتُلِجَ عَنْهَا وَلَدُهَا فَقَلَّ لِذَلِكَ لَبَنُهَا. وَقَدْ خَلَجْتُها أَي فَطَمْتُ وَلَدَهَا. والخَلِيجُ: الجَفْنَةُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ، ... خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيْتَامُها وجَفْنَةٌ خَلُوجٌ: قَعِيرَةٌ كَثِيرَةُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. والخُلُجُ: سُفُنٌ صِغَارٌ دُونَ العَدَوْليِّ. أَبو عَمْرٍو: الخِلاجُ العِشْق الَّذِي لَيْسَ بِمُحْكَمٍ. اللَّيْثُ: المُخْتَلِجُ مِنَ الْوُجُوهِ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ الضَّامِرُ. ابْنُ سِيدَهْ: المُخْتَلِجُ الضَّامِرُ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ: وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ، لَا ... ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ، وَلَا جَهْمُ وفرسٌ إِخْلِيجٌ: جوادٌ سَرِيعٌ؛ التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: وأَخْلَجَ نَهَّاماً، إِذا الخَيْلُ أَوْعَنَتْ، ... جَرى بسِلاحِ الكَهْلِ، والكهلُ أَجْرَد قَالَ: الأَخْلَجُ الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً أَي يَجْذِبُهُ، كَمَا قَالَ طَرَفَةُ: خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحاتُ الحُزُمْ والخِلاجُ والخِلاسُ: ضُرُوبٌ مِنَ الْبُرُودِ مخطَّطة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: إِذا انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمَادِيرُ خَلْفِهِ، ... بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذَاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ وَيُرْوَى مِنْ ذَاكَ الخِلاسِ. والخَلِيجُ: قَبِيلَةٌ يُنْسَبُونَ فِي قُرَيْشٍ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا مِنْ عَدْوَانَ، فأَلحقهم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عنه، بالحرث بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وسمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم اخْتَلَجُوا مِنْ عُدْوَانَ. التَّهْذِيبُ: وَقَوْمٌ خُلْجٌ إِذا شُك فِي أَنسابهم فَتَنَازَعَ النَّسَبَ قَوْمٌ، وَتَنَازَعَهُ آخَرُونَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:

أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ وَرَجُلٌ مُخْتَلَجٌ: وَهُوَ الَّذِي نَقَلَ عَنْ قَوْمِهِ وَنَسَبِهِ فِيهِمْ إِلَى قَوْمٍ آخَرِينَ، فَاخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ وَتُنُوزِعَ فِيهِ. قَالَ أَبو مِجْلَزٍ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ مُخْتَلَجاً فَسَرَّكَ أَن لَا تَكْذِبَ فانْسُبْهُ إِلى أُمِّهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمُ الخُلُجُ الَّذِينَ انْتَقَلُوا بِنَسَبِهِمْ إِلى غَيْرِهِمْ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُخْتَلَجٌ إِذا نُوزِعَ فِي نَسَبِهِ كأَنه جُذِبَ مِنْهُمْ وَانْتُزِعَ. وَقَوْلُهُ: فَانْسِبْهُ إِلى أُمه أَي إِلى رَهْطِهَا لَا إِليها نَفْسِهَا. وخَلِيجٌ الأَعْيَوِيُّ: شَاعِرٌ يُنْسَبُ إِلى بَنِي أُعَيٍّ حَيٍّ مِنْ جَرْمٍ. وخَلِيجُ بنُ مُنازِلِ بْنِ فُرْعانَ: أَحد العَقَقَة، يَقُولُ فِيهِ أَبوه مُنازِل «2»: تَظَلَّمَني حَقِّي خَلِيجٌ، وعَقَّني ... عَلَى حِينِ كانتْ، كالحَنِيِّ، عِظامي وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ كِلَابًا: مُوعَباتٌ لأَخْلَجِ الشِّدقِ سَلْعامٍ، ... مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ كَلْبٌ أَخلج الشِّدْقِ: واسِعُهُ. خلبج: الخُلْبُجُ والخُلابِجُ: الطويلُ المضطربُ الخَلْقِ. خلنج: الخَلَنْجُ: شَجَرٌ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ تُتَّخَذُ مِنْ خَشَبِهِ الأَواني؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ، وَيَسْقِي ... لبَنَ البُخْتِ فِي عِسَاسِ الخَلَنْجِ «3» وَالْجَمْعُ الخَلانِجُ؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ: حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحَوَائِجا، ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا مِنْهَا، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ جَفْنَةٍ وَصَحْفَةٍ وَآنِيَةٍ صُنِعَتْ مِنْ خَشَبٍ ذِي طرائق وأَساريع مُوَشَّاةٍ. خمج: الخَمَجُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: الفُتُورُ مِنْ مَرَضٍ أَو تَعَبٍ، يَمَانِيَّةٌ. وأَصبح فُلَانٌ خَمِجاً وخَمِيجاً أَي فَاتِرًا، والأَول أَعرف. أَبو عَمْرٍو: نَاقَةٌ خَمِجَةٌ مَا تَذُوقُ الْمَاءَ مِنْ دَائِهَا. أَبو سَعِيدٍ: رَجُلٌ مُخَمَّجُ الأَخلاقِ: فاسدُها. وخَمِجَ اللحمُ يَخْمَجُ خَمَجاً: أَرْوَحَ وأَنْتَنَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: خَمِجَ اللحمُ خَمَجاً، وَهُوَ الَّذِي يُغَمُّ وَهُوَ سُخْنٌ فَيُنْتِن. وَقَالَ مَرَّةً: خَمِجَ خَمَجاً: أَنْتَنَ. الأَزهري: وخَمِجَ التَّمْرُ إِذا فَسَدَ جَوْفُهُ وحَمُضَ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الخَمَجُ أَن يَحْمُضَ الرُّطَبُ إِذا لَمْ يُشَرَّرْ وَلَمْ يُشَرَّقْ. أَبو عَمْرٍو: الخَمَجُ فَسَادُ الدِّينِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: وَلَا أُقِيمُ بِدارِ الهُونِ إِنَّ وَلَا ... آتِي إِلى الخِدرِ، أَخشى دونَه الخَمَجا قَالَ السُّكَّرِيُّ: الخَمَجُ الْفَسَادُ وَسُوءُ الثَّنَاءِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه: وَلَا أُقيمُ بِدارٍ لِلْهَوَانِ، وَلَا ... آتِي إِلى الغَدْرِ، أَخشى دونَه الخَمَجا خنج: الأَزهري: خُنَاجٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وَقَالَتْ أَعرابية لِضُرَّةٍ لَهَا كَانَتْ مَنْ بني خُناج:

_ (2). قوله [منازل] كذا بالأَصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها. (3). قوله [يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ وَيَسْقِي] كذا بالأَصل. وفي شرح القاموس: ويلبس الجيش بالجيوش ويسقي. وفيه في مادة ب خ ت وأَنشد لابن قيس الرقيات: إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ فَإِنَّا بِخَيْرٍ ... قَدْ أَتَانَا مِنْ عَيْشِنَا مَا نُرَجِّي يَهَبُ الأَلف وَالْخُيُولَ وَيَسْقِي ... لَبَنَ الْبُخْتِ فِي قِصَاعِ الْخَلَنْجِ

فصل الدال المهملة

لَا تُكْثِري أُخْتَ بَنِي خُنَاجِ، ... وأَقْصري مِن بَعْضِ ذَا الضِّجاجِ، فَقَدْ أَقَمْناكِ عَلَى المِنْهاجِ، ... أَتَيْتِهِ بِمِثْلِ حُقِّ العَاجِ، مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بانْتِفَاجِ، ... بِمِثْلِه نَيْلُ رِضَى الأَزواجِ خنبج: الخُنْبُجُ والخَنَابِجُ: الضَّخْمُ. والخُنْبُجُ: السَّيِءُ الْخُلُقِ. وامرأَة خُنْبُجَة: مُكْتَنِزَةٌ ضَخْمَةٌ. وهَضْبَةٌ خُنْبُجٌ: عَظِيمَةٌ. والخُنْبُجُ: الْخَابِيَةُ الصَّغِيرَةُ. والخُنْبُجَة، بِالْهَاءِ: الْخَابِيَةُ الْمَدْفُونَةُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ ذُكِرَ الخُنَابِج، قِيلَ: هِيَ حِبَابٌ تُدَسُّ فِي الأَرض. والخُنْبُجَةُ: القَمْلة الضَّخْمَةُ. قَالَ الأَصمعي: الخُنْبُجُ، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ، الْقَمْلُ؛ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا مَا قَالَ الأَصمعي. خنزج: الخَنْزَجَةُ: التَّكَبُّرُ. وخَنْزَجَ: تَكَبَّرَ. وَرَجُلٌ خَنْزَجٌ: ضَخْمٌ. خنعج: الخَنْعَجَةُ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فِيهَا قَرْمَطَةٌ وعَجَلَة، وَقَدْ ذكر بالباء والتاء. خنفج: الخُنَافِجُ والخُنْفُجُ: الضَّخْمُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ مِنَ الغِلْمانِ. خيج: الْخَايِجَةُ: الْبَيْضَةُ، وَهُوَ بالفارسية خاياه. فصل الدال المهملة دبج: الدَّبْجُ: النَّقْشُ وَالتَّزْيِينُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ودَبَجَ الأَرضَ المطرُ يَدْبُجُها دَبْجاً: رَوَّضَها. والدِّيباحُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، مُوَلَّدٌ، وَالْجَمْعُ دَيابيجُ وَدَبَابِيجُ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ دَبَابِيجُ يَدُلُّ عَلَى أَن أَصله دِبَّاجٌ، وأَنهم إِنما أَبدلوا الْبَاءَ يَاءً اسْتِثْقَالًا لِتَضْعِيفِ الْبَاءِ، وَكَذَلِكَ الدِّينَارُ وَالْقِيرَاطُ، وَكَذَلِكَ فِي التَّصْغير. وَفِي الحَديثِ ذكْرُ الدِّيباجِ، وَهِيَ الثِّيَابُ الْمُتَّخَذَةُ مِنَ الْإِبْرِيسِمِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ تُفتح دَالُهُ. وَسَمَّى ابْنُ مَسْعُودٍ الْحَوَامِيمَ دِيبَاجَ الْقُرْآنِ. اللَّيْثُ: الدِّيباج أَصوب مِنَ الدَّيْباج، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الدِّيباج والدِّيوان، وَجَمْعُهُمَا دَبابِيجُ ودَواوينُ. وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنه كَانَ لَهُ طَيْلَسانٌ مُدَبَّجٌ، قَالُوا: هُوَ الَّذِي زُيِّنَتْ أَطْرَافُهُ بِالدِّيبَاجِ. وَمَا بالدَّارِ دِبِّيجٌ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، أَي مَا بِهَا أَحد، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فِعِّيل مِنْ لَفْظِ الدِّيباج وَمَعْنَاهُ، وَذَلِكَ أَن النَّاسَ هُمُ الذين يَشُونَ الأَرضَ وَبِهِمْ تَحْسُنُ وَعَلَى أَيديهم وَبِعِمَارَتِهِمْ تَجْمُلُ. الْفَرَّاءُ عَنِ الدَّهْرِيَّةِ: مَا فِي الدَّارِ سَفْرٌ وَلَا دِبِّيجٌ وَلَا دَبِّيجٌ، وَلَا دِبِّيٌّ وَلَا دَبِّيٌّ. قَالَ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَالْحَاءُ أَفصح اللُّغَتَيْنِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وسأَلت عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ جَمَاعَةً مِنَ الأَعراب فَقَالُوا: مَا فِي الدارِ دِبِّيٌّ، قَالَ: وَمَا زَادُونِي عَلَى ذَلِكَ قَالَ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ أَبي مُوسَى الْحَامِضِ: مَا فِي الدارِ دِبِّيجٌ مُوَقَّعٌ، بِالْجِيمِ، عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْجِيمُ فِي دبِّيج مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ فِي دِبِّيّ، كَمَا قَالُوا صِيصِيٌّ وصِيصِجٌّ ومُرِّيٌّ ومُرِّجٌّ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. والدِّيباجَتانِ: الْخَدَّانِ، وَيُقَالُ هُمَا اللِّيتَانِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْبَعِيرَ: يَسْعَى بِهَا بازِلٌ، دُرْمٌ مَرافِقُه، ... يَجْري بِديباجَتَيْه الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ

الرَّشْحُ: الْعَرَقُ. وَالْمُرْتَدِعُ: الْمُلْتَطِخُ أَخذه مِنَ الرَّدْعِ: وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: يَخْدي بِهَا كُلُّ مَوَّارٍ مَناكِبُه، ... يَجْري بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُرْتَدِعُ هُنَا الَّذِي عَرِقَ عَرَقاً أَصفر، وأَصله مِنَ الرَّدْعِ، وَالرَّدْعُ أَثر الخَلوق، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ بِهَا: يَعُودُ عَلَى امرأَة ذَكَرَهَا. وَالْبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهُ تِسْعُ سِنِينَ، وَذَلِكَ وَقْتُ تَنَاهِي شَبَابِهِ وَشِدَّةِ قوَّته. ورُوي فُتْلٌ مَرافِقُه؛ والفُتْلُ: الَّتِي فِيهَا انْفِتَالٌ وتَباعُدٌ عَنْ زَوْرِها، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ فِيهَا. ودِيباجَةُ الْوَجْهِ ودِيباجُهُ: حُسْنُ بَشَرَتِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلنَّجَاشِيِّ: هُمُ البِيضُ أَقْداماً ودِيباجُ أَوْجُهٍ، ... كِرامٌ، إِذا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائِم وَرَجُلٌ مُدَبَّجٌ: قَبِيحُ الْوَجْهِ وَالْهَامَةِ وَالْخِلْقَةِ. والمُدَبَّجُ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ قَبِيحُ الْهَيْئَةِ. التَّهْذِيبُ: والمُدَبَّجُ ضَرْبٌ مِنَ الْهَامِّ وَضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، يُقَالُ لَهُ: أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ، مُنْتَفِخُ الرِّيشِ قَبِيحُ الْهَامَةِ يَكُونُ فِي الْمَاءِ مَعَ النُّحَامِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ فَتِيَّةً شَابَّةً: هِيَ الْقِرْطَاسُ والدِّيباج والدِّعْلِبَةُ والدِّعْبلُ والعَيْطموس. دجج: دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً: مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً فِي تَقارُبِ خَطْوٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُقْبِلُوا وَيُدْبِرُوا؛ وَقِيلَ: هُوَ الدَّبِيبُ بِعَيْنِهِ. ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ، بِمَعْنًى: قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها ... جَهامٌ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يُقَالُ يَدِجُّون حَتَّى يَكُونُوا جَمَاعَةً، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْوَاحِدِ، وَهُمُ الدَّاجَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لرجلٍ أَين نَزَلْتَ؟ قَالَ: بِالشِّقِّ الأَيسر مِنْ مِنًى، قَالَ: ذَاكَ مَنْزِلُ الداجِّ فَلَا تَنْزِلْهُ. ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ. وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ؛ الحاجُّ: الَّذِينَ يَحُجُّونَ، والداجُّ: الَّذِينَ مَعَهُمْ مِنَ الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان وَنَحْوِهِمْ، لأَنهم يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ فِي السَّفَرِ، وَهَذَانَ اللَّفْظَانِ وإِن كَانَا مُفْرَدَيْنِ فَالْمُرَادُ بِهِمَا الْجَمْعُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ. وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَدِبُّونَ فِي آثَارِهِمْ مِنَ التُّجَّارِ وَغَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: رأَى قَوْمًا فِي الحجِّ لَهُمْ هَيْئَةً أَنكرها، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسُوا بالحاجِّ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الْحَدِيثُ: مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ، فَهُوَ مُخَفَّفٌ، إِتباع لِلْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذِكْرُ الجوهري هَذَا فِي فَصْلِ دَجَجَ وَهَمٌ مِنْهُ، لأَن الدَّاجَةَ أَصلها دَوْجَةٌ، كَمَا أَن حَاجَةً أَصلها حَوْجَةٌ، وَحُكْمُهَا حُكْمُهَا، وإِنما ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ الدَّاجَةَ فِي فَصْلِ دَجَجَ لأَنه تَوَهَّمَهَا مِنَ الداجَّةِ الجماعةِ الَّذِينَ يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض أَي يَدِبُّون فِي السَّيْرِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنْ مَعْنَى الْحَاجَةِ فِي شَيْءٍ. ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ، قَالَ لِرَجُلٍ: مَا تَرَكْتُ حاجَّة وَلَا داجَّة. قَالَ؛ وَهَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحاجَّةُ الْقَاصِدُونَ الْبَيْتَ، والدَّاجَّةُ الرَّاجِعُونَ، وَالْمَشْهُورُ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ، وأَراد بِالْحَاجَّةِ الصَّغِيرَةَ، وَبِالدَّاجَّةِ الْكَبِيرَةَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ: أَمَا وَحَواجِّ بَيْتِ اللَّهِ ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسُوا بالحاجِ ، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ

يَكُونُونَ مَعَ الْحَاجِّ مِثْلَ الأُجراء والجمَّالين وَالْخَدَمِ وَمَا أَشبههم؛ وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهُمْ دَاجٌّ لأَنهم يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض. والدَّجَجانُ: هُوَ الدَّبِيبُ فِي السَّيْرِ؛ وأَنشد: باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا، ... تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجانَ الدَّارِجَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فأَراد ابْنُ عُمَرَ أَن هَؤُلَاءِ لَا حَجَّ لَهُمْ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا أَنهم يَسِيرُونَ ويَدِجُّونَ، وَلَا حَجَّ لَهُمْ. أَبو زَيْدٍ: الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون، والحاجُّ أَصحاب النيَّات، والزَّاجُّ المراؤُون. والدَّجاجة والدِّجاجةُ: مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِقبالها وإِدبارها، تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، لأَن الْهَاءَ إِنما دَخَلَتْهُ عَلَى أَنه وَاحِدٌ مِنْ جِنْسٍ، مِثْلُ حَمَامَةٍ وَبَطَّةٍ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ جَرِيرٍ: لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس إِنما يَعْنِي زُقَاءَ الدُّيوك؟ وَالْجَمْعُ دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج، وَفَتْحُ الدَّالِ أَفصح، فأَما دَجَائِجُ فَجَمْعٌ ظَاهِرُ الأَمر، وأَما دِجاجٌ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، فِي أَنه لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا الْهَاءُ، وَقَدْ يَكُونُ تَكْسِيرَ دَجَاجَةٍ عَلَى أَن تَكُونَ الْكَسْرَةُ فِي الْجَمْعِ غَيْرَ الْكَسْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاحِدِ، والأَلف غَيْرَ الأَلف لَكِنَّهَا كَسْرَةُ الْجَمْعِ وأَلفه، فَتَكُونُ الْكَسْرَةُ فِي الْوَاحِدِ كَكَسْرَةِ عَيْنِ عِمامة، وَفِي الْجَمْعِ كَكَسْرَةِ قَافِ قِصاع وَجِيمِ حِفان. وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دَجَاجَةٍ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كَقَوْلِكَ صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حِينَئِذٍ جَمْعُ دَجَّةٍ. وأَما دَجاجٌ فَمِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا الْهَاءُ كَحَمَامَةٍ وَحَمَامٍ وَيَمَامَةٍ وَيَمَامٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ قَالَ: أَراد أَرَّقني انْتِظَارُ صَوْتِ الدَّجَاجِ أَي الدُّيُوكِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ يَنْتَظِرُهُ. ودِجْ دِجْ: دُعَاؤُكَ بالدَّجاجة. ودَجْدَجَ بالدُّجاجة: صَاحَ بِهَا فَقَالَ: دِجْ دِجْ. ودَجْدَجْتُ بِهَا وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ. ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ فِي مَشْيِهَا: عَدَتْ. والدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قَالَ: والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجاج وَقِيلَ: الدُّجُّ مولَّد؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ لَبِيدٌ: باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ أَنَّهُ أَراد الدِّيكَ وصَقِيعَه فِي سُحْرَةٍ. التَّهْذِيبُ: وَجَمْعُ الدَّجاج دُجُجٌ. والدَّجاجُ: الكُبَّةُ مِنَ الغَزْلِ، وَقِيلَ: الحِفْشُ مِنْهُ، وجَمْعُها دَجاجٌ؛ وأَنشد قَوْلَ أَبي الْمِقْدَامِ الْخُزَاعِيِّ فِي أُحْجِيَّتِه: وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً، ... لمْ يُفَرِّخْنَ، قَدْ رأَيتُ عُضالا ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهرِ ... فَراريجَ، صِبْيَةً أَبْذالا والدَّجاجُ هَذَا جَمْعُ دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ. والفَراريجُ: جَمْعُ فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ. والأَبْذالُ: الَّتِي تَبْتَذِلُ فِي اللِّبَاسِ. والدَّجاجةُ: مَا نَتَأَ مِنْ صَدْرِ الفَرَسِ؛ قَالَ: بانتْ دَجاجَتُه عَنِ الصَّدْرِ وَهُمَا دَجاجتان عَنْ يَمِينِ الزَّوْرِ وَشِمَالِهِ؛ قَالَ ابْنُ

بُراقة الهَمْداني: يَفْتَرُّ عَنْ زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ والدُّجَّةُ، بِالضَّمِّ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ. وَقَدْ تَدَجْدَجَ الليلُ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ: مُظْلِمٌ. وَلَيْلَةٌ دَيْجُوجٌ: مُظْلِمَةٌ. ودَجْدَجَ الليلُ: أَظلم. وَجَمْعُ الدَّيْجُوجِ دَياجِيجُ ودَياجٍ، وأَصله دَياجِيجُ، فَخَفَّفُوهُ بِحَذْفِ الْجِيمِ الأَخيرة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: التَّعْلِيلُ لِابْنِ جِنِّي. وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ: أَسود؛ وَقِيلَ: الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ: الأَسود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَلَيْلَةٌ دَجْداجَةٌ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ. ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً: غَيَّمَت. وتَدَجَّجَ فِي سِلَاحِهِ: دَخَلَ. والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ فِي سِلَاحِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: المُدَجْدِجُ اللَّابِسُ السِّلَاحَ التَّامَّ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ مُدَجِّجٌ أَيضاً. اللَّيْثُ: المُدَجِّجُ الْفَارِسُ الَّذِي قَدْ تَدَجَّجَ فِي شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ، قَالَ أَي دَخَلَ فِي سِلَاحِهِ كأَنه تَغَطَّى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: خَرَجَ داودُ مُدَججاً فِي السِّلَاحِ ، رُوِيَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا، أَي عَلَيْهِ سِلَاحٌ تَامٌّ، سُمي بِهِ لأَنَه يَدِجُّ أَي يَمْشِي رُوَيْداً لِثِقْلِهِ؛ وَقِيلَ: لأَنه يَتَغَطَّى بِهِ، مِنْ دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت. والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ مِنَ الْقَنَافِذِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُدَجَّجُ الْقُنْفُذُ، قَالَ: أُراه لِدُخُولِهِ فِي شَوْكِهِ؛ وإِياه عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه، ... مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ الأَصمعي: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته، فَهُوَ مَدْجُوجٌ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّجُجُ الْجِبَالُ السُّودُ، والدُّجُجُ أَيضاً: تَرَاكُمُ الظَّلَامِ. والدُّجَّةُ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الدَّيْجُوج بِمَعْنَى الظَّلَامِ. وَلَيْلٌ دَجُوجِيٌّ وَشِعْرٌ دَجُوجِيٌّ وَسَوَادٌ دَجُوجِيٌّ، وتَدَجْدَجَ الليلُ، فَهِيَ دَجْداجَةٌ؛ وأَنشد: إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا وبَعِير دَجُوجِيٌّ وَنَاقَةٌ دَجُوجِيَّة أَي شَدِيدَةُ السَّوَادِ. وَنَاقَةٌ دَجَوْجاةٌ: مُنْبَسِطَةٌ عَلَى الأَرض. والدِّجَّةُ: جِلْدَةٌ قدر أُصبعين توضع في طَرَفِ السَّيْر الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ الْقَوْسُ، وَفِيهِ حَلْقَةٌ فِيهَا طَرَفُ السَّيْرِ. ودِجاجَةُ: اسْمُ امرأَة «4». ودَجُوجٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فإِنَّكَ عَمْري، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ ... نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ ودَجُوجٌ: اسْمُ بَلَدٍ فِي بلاد قيس. دحج: ابْنُ سِيدَهْ: دَحَجَه يَدْحَجُه دَحْجاً: عَرَكَه عَرْكاً كَعَرْكِ الأَديم، يَمَانِيَةٌ، وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ وَهِيَ أَعلى. الأَزهري: دَحَجَ إِذا جَامَعَ. ودَحَجَه دَحْجاً إِذا سَحَبَه. قَالَ: وَفِي بَابِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ذَحَجَهُ ذحْجاً بِهَذَا المعنى فكأَنهما لغتان. دحرج: دَحْرَجَ الشيءَ دَحْرَجَةً ودِحْراجاً فَتَدَحْرَجَ أَي تَتَابَعَ فِي حُدُور. والمُدَحْرَجُ: المُدَوَّر. والدُّحْروجَة: مَا تَدَحْرَجَ مِنَ القِدْر؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدانُ مِنْ سَبَإٍ، ... كأَنَّهُمْ، تَحْتَ دَفَّيْها، دَحَارِيجُ

_ (4). قوله [ودجاجة اسم امرأة] قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأَسماء فكلها دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة انتهى. من شرح القاموس باختصار.

والدُّحْرُوجَةُ: مَا يُدَحْرِجُه الجُعَلُ مِنَ البَنادق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ الظَّلِيمِ: أَشْداقُها كَصَدوحِ النَّبْعِ فِي قُلَلٍ، ... مِثْلَ الدَّحاريج، لَمْ يَنْبُتْ لَهَا زَغَبُ وقُلَلُها: رؤُوسها؛ وَجَمْعُ الدُّحْرُوجَةِ دَحارِيج. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للجُعَل المُدَحْرِجُ؛ وَقَالَ عُجَير السَّلُولي: قَمِطْرٌ كحوَّازِ الدَّحاريج أَبْتَرُ درج: دَرَجُ البناءِ ودُرَّجُه، بِالتَّثْقِيلِ: مَراتِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، واحدتُه دَرَجَة ودُرَجَةٌ مِثَالُ هُمَزَةٍ، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. والدَّرَجَةُ: الرِّفْعَةُ فِي الْمَنْزِلَةِ. والدَّرَجَةُ: المِرْقاةُ «1». والدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات، وَهِيَ الطَّبَقَاتُ مِنَ الْمَرَاتِبِ. والدَّرَجَةُ: الْمَنْزِلَةُ، وَالْجَمْعُ دَرَجٌ. ودَرَجاتُ الْجَنَّةِ: منازلُ أَرفعُ مِنْ مَنازِلَ. والدَّرَجانُ: مِشْيَةُ الشَّيْخِ وَالصَّبِيِّ. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخذ فِي الْحَرَكَةِ: دَرَجَ. ودَرَج الشَّيْخُ وَالصَّبِيُّ يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجاناً ودَرِيجاً، فَهُوَ دَارِجٌ: مَشَيا مَشْياً ضَعِيفًا ودَبَّا؛ وَقَوْلُهُ: يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خارِجِ، ... أُمَّ صَبِيٍّ، قَدْ حَبَا، ودارِجِ إِنما أَراد أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودارِج، وَجَازَ لَهُ ذَلِكَ لأَن قَدْ تُقرِّبُ الْمَاضِيَ مِنَ الْحَالِ حَتَّى تُلْحِقَهُ بِحُكْمِهِ أَو تَكَادَ، أَلا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَبْلَ حَالِ قِيَامِهَا؟ وجعَلَ مُلَيْحٌ الدَّريجَ لِلْقَطَا فَقَالَ: يَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ غُدَيَّةً، ... دَريجَ القَطا، فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ قَوْلُهُ: فِي القَزِّ، مِنْ صِلَةِ يَطُفْنَ؛ وَقَالَ: تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا، ... حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا، والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا فأَكفأَ بِالْبَاءِ وَالْجِيمِ عَلَى تَبَاعُدِ مَا بَيْنَهُمَا فِي الْمَخْرَجِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنَ الإِكفاء الشَّاذِّ النَّادِرِ، وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قَلِيلًا إِذا كَانَ بِالْحُرُوفِ الْمُتَقَارِبَةِ كَالنُّونِ وَالْمِيمِ، وَالنُّونِ وَاللَّامِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُتَدَانِيَةِ الْمَخَارِجِ. والدَّرَّاجةُ: العَجَلَةُ الَّتِي يَدِبُّ الشَّيْخُ وَالصَّبِيُّ عَلَيْهَا، وَهِيَ أَيضاً الدَّبَّابة الَّتِي تُتَّخذ فِي الْحَرْبِ يَدْخُلُ فِيهَا الرِّجَالُ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرَّاجَةُ، بِالْفَتْحِ، الحالُ وَهِيَ الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للدَّبَّابات الَّتِي تُسَوَّى لِحَرْبِ الحِصارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجَالُ: الدَّبَّابات والدَّرَّاجات. والدَّرَّاجَةُ: الَّتِي يُدَرَّجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ أَوَّلَ مَا يَمْشِي. وَفِي الصِّحَاحِ: دَرَجَ الرجلُ وَالضَّبُّ يَدْرُجُ دُرُوجاً أَي مَشَى. ودَرَجَ ودَرِجَ أَي مَضَى لسبيله. ودَرِجَ [دَرَجَ] القومُ إِذا انْقَرَضُوا؛ والانْدِراجُ مِثْلُهُ. وكلُّ بُرْج مِنْ بُرُوج السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ دَرَجةً. والمَدارِجُ: الثَّنَايَا الغِلاظُ بَيْنَ الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا مدْرَجةٌ، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي يُدْرَجُ فِيهَا أَي يُمْشَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُزَنِيِّ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ ذُو البِجادَينِ: تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومِي، ... تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ، هَذَا أَبو القاسمِ فاسْتَقِيمي

_ (1). قوله [والدرجة المرقاة] في القاموس: والدرجة، بالضم وبالتحريك، كهمزة، وتشدد جيم هذه، والأدرجة كأسكفة أَي بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجيم مشددة مفتوحة: المرقاة.

وَيُقَالُ: دَرَّجْتُ الْعَلِيلَ تَدْريجاً إِذا أَطعمته شَيْئًا قَلِيلًا، وَذَلِكَ إِذا نَقِهَ، حَتَّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكله، كَمَا كَانَ قَبْلَ الْعِلَّةِ، دَرَجَةً دَرَجَةً. والدَّرَّاجُ: القُنْفُذُ لأَنه يَدْرُج لَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والدَّوارِجُ: الأَرجُلُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ، أَنْ قَامَ فَوْقَهُ ... خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ، قصيرُ الدَّوارِجِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ وَاحِدًا. التَّهْذِيبُ: ودَوارِجُ الدَّابَّةِ قَوَائِمُهُ، الْوَاحِدَةُ دارجةٌ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصحاب الأَخفش فَقَالَ لَنَا: أَليس هَذَا فُلَانًا؟ قُلْنَا: بَلَى، فَلَمَّا انْتَهَى إِليه الرَّجُلُ قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فادْرُجِي، قُلْنَا: يَا أَبا عُبَيْدَةَ لِمَنْ يُضرب هَذَا الْمَثَلُ؛ فَقَالَ: لِمَنْ يُرْفَعُ لَهُ بِحِبَالٍ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: أَي يُطْرَدُ. وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فادرُجي أَي اذْهَبِي؛ وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَتَعَرَّضُ إِلى شَيْءٍ لَيْسَ مِنْهُ، وَلِلْمُطَمْئِنِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فيؤْمر بالجِدِّ وَالْحَرَكَةِ. وَيُقَالُ: خَلِّي دَرَجَ الضَّبِّ؛ ودَرَجُه طَرِيقُهُ، أَي لَا تَعَرَّضي لَهُ أَي تَحَوَّلي وَامْضِي وَاذْهَبِي. وَرَجَعَ فُلَانٌ دَرَجَه أَي رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ؛ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: وكَرِّنا خَيْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً، ... كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ وتَعْقِيبِ وَرَجَعَ فلانٌ دَرَجَه إِذا رَجَعَ فِي الأَمر الَّذِي كَانَ تَرَكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: قَالَ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِينَ، وَقَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ: أَدْراجَكَ يَا مُنَافِقُ الأَدْراجُ: جَمْعُ دَرَجٍ وَهُوَ الطَّرِيقُ، أَي اخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ وخُذْ طريقَك الَّذِي جِئْتَ مِنْهُ. ورَجَعَ أَدْراجَه: عَادَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ. وَيُقَالُ: استمرَّ فُلَانٌ دَرَجَه وأَدْراجَه. والدَّرَجُ: المَحاجُّ. والدَّرَجُ: الطَّرِيقُ. والأَدْراجُ: الطُّرُقُ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَلُفُّ غُفْلَ البِيدِ بالأَدْراجِ غُفْل البِيد: مَا لَا عَلَم فِيهِ. مَعْنَاهُ أَنه جَيْشٌ عَظِيمٌ يَخْلِطُ هَذَا بِهَذَا وَيُعْفِي الطريقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: رجعَ أَدْراجَه أَي رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجَعَ عَلَى أَدْراجه كَذَلِكَ، الْوَاحِدُ دَرَجٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا طَلَبَ شَيْئًا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ: رَجَعَ عَلَى غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، وَرَجَعَ عَلَى إِدراجِه، وَرَجَعَ دَرْجَه الأَول؛ وَمِثْلُهُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ، ونَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَذَلِكَ إِذا رَجَعَ وَلَمْ يُصِبْ شَيْئًا. وَيُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى حافِرَتِه وإِدْراجه، بِكَسْرِ الأَلف، إِذا رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الأَول. وَفُلَانٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا أَي عَلَى سَبِيلِهِ. ودَرَجُ السَّيْلِ ومَدْرَجُه: مُنْحَدَرُه وطريقُه فِي مَعاطف الأَوْدِيةِ. وَقَالُوا: هُوَ دَرَجَ السَّيْلِ، وإِن شِئْتَ رَفَعْتَ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: أَنُصْبٌ، للمَنِيَّةِ تَعْتَريهِمْ، ... رِجالي، أَمْ هُمُو دَرَجُ السُّيولِ؟ ومَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فِيهَا. والمَدْرَجةُ: مَمَرُّ الأَشياء عَلَى الطَّرِيقِ وَغَيْرِهِ. ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه وسَنَنُه. وَهَذَا الأَمر مَدْرَجةٌ لِهَذَا أَي مُتَوَصَّلٌ بِهِ إِليه. وَيُقَالُ لِلطَّرِيقِ الَّذِي يَدْرُجُ فِيهِ الْغُلَامُ وَالرِّيحُ وَغَيْرُهُمَا: مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ، وَجَمْعُهُ أَدْراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ. والمَدْرَجةُ: المَذْهَب والمسلَكُ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية:

تَرَى أَثْرَهُ فِي صَفْحَتَيْهِ، كأَنَّهُ ... مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهُنَّ هَمِيمُ يُرِيدُ بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الَّذِي تَرَاهُ الْعَيْنُ، كأَنه أَرجل النَّمْلِ. وشِبْثانٌ: جَمْعُ شَبَثٍ لِدَابَّةٍ كَثِيرَةِ الأَرجل مِنْ أَحناش الأَرض. وأَما هَذَا الَّذِي يُسَمَّى الشِّبِثَّ، وَهُوَ مَا تُطيَّب بِهِ الْقُدُورُ مِنَ النَّبَاتِ الْمَعْرُوفِ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَضِرِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الجُواليقي: والشِّبِثُّ عَلَى مِثَالِ الطِّمِرِّ، وَهُوَ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ لَا غَيْرَ. والهَمِيم: الدَّبِيبُ. وَقَوْلُهُمْ: خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَي طَرِيقَهُ لِئَلَّا يَسْلُك بَيْنَ قَدَمَيْكَ فَتَنْتَفِخَ. ودَرَّجَه إِلى كَذَا واسْتَدْرَجه، بِمَعْنًى، أَي أَدناه مِنْهُ عَلَى التَّدْرِيجِ، فتَدَرَّجَ هُوَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ* ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ سنأْخُذُهم قَلِيلًا قَلِيلًا وَلَا نُباغِتُهم؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سنأْخذهم مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ؛ وَذَلِكَ أَن اللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّعِيمِ مَا يَغْتَبِطُونَ بِهِ فَيَرْكَنُونَ إِليه ويأْنسون بِهِ فَلَا يَذْكُرُونَ الْمَوْتَ، فيأْخذهم عَلَى غِرَّتِهم أَغْفَلَ مَا كَانُوا. وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا حُمِلَ إِليه كُنُوزُ كِسْرَى: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ أَن أَكونَ مُسْتَدْرَجاً، فإِني أَسمعك تَقُولُ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ*. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: امْتَنَعَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَتاه فُلَانٌ فاسْتَدْرجه أَي خَدَعَهُ حَتَّى حَمَلَهُ عَلَى أَن دَرَجَ فِي ذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: اسْتَدْرجَه كَلَامِي أَي أَقلقه حَتَّى تَرَكَهُ يَدْرُجُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ الأَعشى: لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّه، ... وتَعْلَمَ أَني مِنكُمُ غَيرُ مُلْجَمِ والدَّرُوجُ مِنَ الرِّيَاحِ: السَّرِيعَةُ المَرِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً لَيْسَ بالقَويّ وَلَا الشَّدِيدَ. يُقَالُ: رِيحٌ دَروجٌ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ. وَالرِّيحُ إِذا عَصَفَتِ اسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَي صَيَّرَتْهُ إِلى أَن يَدْرُجَ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِن غَيْرِ أَن تَرْفَعَهُ إِلى الْهَوَاءِ، فَيُقَالُ: دَرَجَتْ بِالْحَصَى واسْتَدْرَجَتِ الحَصى. أَمَّا دَرَجَتْ بِهِ فَجَرَتْ عَلَيْهِ جَرْيًا شَدِيدًا دَرَجَتْ فِي سَيْرِهَا، وأَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فَصَيَّرَتْهُ بِجَرْيِهِ عَلَيْهَا «2» إِلى أَنْ دَرَجَ الحَصى هُوَ بِنَفْسِهِ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ دَمُهُ أَدْراجَ الرِّياحِ أَي هَدَراً. ودَرَجَتِ الرِّيحُ: تَرَكَتْ نَمانِمَ فِي الرَّمْلِ. وَرِيحٌ دَرُوجٌ: يَدْرُجُ مؤَخرها حَتَّى يُرى لَهَا مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ فِي الرَّمْلِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الدَّرَجُ. وَيُقَالُ: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ؛ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: صَرِيفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَن تَدْرُجَ. وَيُقَالُ: اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ وَلَدَهَا إِذا استتبعته بعد ما تُلْقِيهِ مِنْ بَطْنِهَا. وَيُقَالُ: دَرِجَ إِذا صَعِدَ فِي الْمَرَاتِبِ، ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ مِنَ الدِّينِ وَالْكَلَامِ، كُلُّهُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْ فَعِلَ. ودَرَجَ ودَرِج الرَّجُلُ: مَاتَ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا مَاتُوا وَلَمْ يُخَلِّفوا عَقِباً: قَدْ دَرِجوا ودَرَجُوا. وَقَبِيلَةٌ دارِجَةٌ إِذا انْقَرَضَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَهَا عَقِبٌ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للأَخطل: قَبِيلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ، ... إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لَا يُوجَدْ لهُم أَثَرُ وكأَن أَصل هَذَا مِنْ دَرَجْتُ الثَّوْبَ إِذا طَوَيْتَهُ، كأَنَّ هَؤُلَاءِ لَمَّا مَاتُوا وَلَمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ وَالْبَقَاءِ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا انقرضوا: دَرِجُوا.

_ (2). قوله [بجريه عليها] كذا بالأَصل ولعل الأَولى بجريها عليه.

وَفِي الْمَثَلِ: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحياء والأَموات. وَقِيلَ: دَرَجَ [دَرِجَ] مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ نَسْلًا، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ مات دَرَجَ [دَرِجَ]؛ وَقِيلَ: دَرَجَ مِثْلُ دَبَّ. أَبو طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: أَحسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ؛ فَدَبَّ مَشَى ودَرَجَ مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ قَالَ لَهُ عُمَرُ: لأَيّ ابْنَيْ آدَمَ كَانَ النَّسْلُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا نَسْلٌ، أَما الْمَقْتُولُ فدَرَجَ، وأَما الْقَاتِلُ فَهَلَكَ نَسْلُه فِي الطُّوفَانِ. دَرَجَ أَي مَاتَ، وأَدْرَجَهُم اللَّهُ أَفناهم. وَيُقَالُ: دَرَجَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ أَي فَنَوْا. والإِدْراجُ: لَفُّ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ؛ وأَدْرَجَتِ المرأَة صَبِيَّهَا فِي مَعاوزها. والدَّرْجُ: لَفُّ الشَّيْءِ. يُقَالُ: دَرَجْتُه وأَدْرَجْتُه ودَرَّجْتُه، وَالرُّبَاعِيُّ أَفصحها. ودَرَجَ الشيءَ فِي الشَّيْءِ يَدْرُجُه دَرْجاً، وأَدْرَجَه: طَوَاهُ وأَدخله. وَيُقَالُ لِمَا طَوَيْتَهُ: أَدْرَجْتُه لأَنه يُطْوَى عَلَى وَجْهِهِ. وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طَوِيَّتُهُ. وَرَجُلٌ مِدْراجٌ: كَثِيرُ الإِدْراجِ لِلثِّيَابِ. والدَّرْجُ: الَّذِي يُكتب فِيهِ، وَكَذَلِكَ الدَّرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: أَنفذته فِي دَرْجِ الْكِتَابِ أَي فِي طَيِّه. وأَدْرَجَ الكتابَ فِي الْكِتَابِ: أَدخله وَجَعَلَهُ فِي دَرْجِه أَي فِي طيِّه. ودَرْجُ الكتابِ: طَيُّه وداخِلُه؛ وَفِي دَرْجِ الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا. وأَدْرَجَ الميتَ فِي الْكَفَنِ وَالْقَبْرِ: أَدخله. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للخِرَقِ الَّتِي تُدْرَجُ إِدراجاً، وَتُلَفُّ وَتُجْمَعُ ثُمَّ تدسُّ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ الَّتِي يُرِيدُونَ ظَأْرَها عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ أُخرى، فإِذا نُزِعَتْ مِنْ حَيَائِهَا حَسِبَتْ أَنها وَلَدَتْ وَلَدًا، فَيُدْنَى مِنْهَا وَلَدُ النَّاقَةِ الأُخرى فَتَرْأَمُه، وَيُقَالُ لِتِلْكَ اللَّفِيفَةِ: الدُّرْجَةُ والجَزْمُ وَالْوَثِيقَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ وخِرَقٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، تُدْرَجُ وَتُدْخَلُ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ وَدُبُرِهَا، وَتُشَدُّ وَتُتْرَكُ أَياماً مَشْدُودَةَ الْعَيْنَيْنِ والأَنف، فيأْخذها لِذَلِكَ غَمٌّ مِثْلُ غَمِّ الْمَخَاضِ، ثُمَّ يحلُّون الرِّبَاطَ عَنْهَا فَيَخْرُجُ ذَلِكَ عَنْهَا، وَهِيَ تَرَى أَنه وَلَدُهَا؛ وَذَلِكَ إِذا أَرادوا أَنْ يَرْأَمُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: فإِذا أَلقته حَلُّوا عَيْنَيْهَا وَقَدْ هَيَّأُوا لَهَا حُواراً فيُدْنونَه إِليها فَتَحْسَبُهُ وَلَدَهَا فتَرْأَمُه. قَالَ: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الشَّيْءِ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ عَيْنَاهَا: الغِمامَةُ، وَالَّذِي يشدَّ بِهِ أَنفها: الصِّقاعُ، وَالَّذِي يُحْشَى بِهِ: الدُّرْجَةُ، وَالْجَمْعُ الدُّرَجُ؛ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حَطَّانَ: جَمادٌ لَا يُرادُ الرِّسْلُ مِنْها، ... وَلَمْ يُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ والجَماد: النَّاقَةُ الَّتِي لَا لَبَنَ فِيهَا، وَهُوَ أَصلب لِجِسْمِهَا. والظِّئار: أَن تُعَالِجَ النَّاقَةَ بالغِمامَةِ فِي أَنفها لِكَيْ تَظْأَرَ؛ وَقِيلَ: الظِّئار خِرْقَةٌ تُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ ثُمَّ يُعْصَبُ أَنفها حَتَّى يُمْسِكُوا نفَسها، ثُمَّ يُحَلُّ مِنْ أَنفها وَيُخْرِجُونَ الدُّرْجَةَ فَيُلَطِّخُونَ الْوَلَدَ بِمَا يَخْرُجُ عَلَى الْخِرْقَةِ، ثُمَّ يُدْنُونَهُ مِنْهَا فَتَظُنُّهُ وَلَدَهَا فترأَمه. وَفِي الصِّحَاحِ: فَتَشُمُّهُ فَتَظُنُّهُ وَلَدَهَا فترأَمه. والدُّرْجَةُ أَيضاً: خِرْقَةٌ يُوضَعُ فِيهَا دَوَاءٌ ثُمَّ يُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ، وَذَلِكَ إِذا اشْتَكَتْ مِنْهُ. والدُّرْجُ، بِالضَّمِّ: سُفَيْطٌ صَغِيرٌ تَدَّخِرُ فِيهِ المرأَةُ طِيبَهَا وأَداتَها، وَهُوَ الحِفْشُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ أَدْراجٌ ودِرَجَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كُنَّ يَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، جَمْعُ دُرْجٍ، وهو كالسَّقَطِ الصَّغِيرِ تَضَعُ فِيهِ المرأَةُ خِفَّ مَتَاعِهَا وَطِيبَهَا، وَقَالَ: إِنما هُوَ الدُّرْجَةُ تأْنيث دُرْجٍ؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ الدُّرجة، بِالضَّمِّ، وَجَمْعُهَا الدُّرَجُ، وأَصله مَا يُلف

وَيُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا. التَّهْذِيبُ: المِدْراجُ النَّاقَةُ الَّتِي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت عَلَى مَضْرَبِها. ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ إِذا جَازَتِ السَّنَةَ وَلَمْ تُنْتَجْ. وأَدْرَجَتِ النَّاقَةُ، وَهِيَ مُدْرِجٌ: جَاوَزَتِ الْوَقْتَ الَّذِي ضَرَبَتْ فِيهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً، فَهِيَ مِدْراجٌ؛ وَقِيلَ: المِدْراجُ الَّتِي تَزِيدُ عَلَى السَّنَةِ أَياماً ثَلَاثَةً أَو أَربعة أَو عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرَ. والمُدْرِجُ والمِدْراجُ: الَّتِي تُؤَخِّرُ جِهَازَهَا وتُدْرِجُ عَرَضَها وتُلْحِقُه بِحَقَبِها، وَهِيَ ضِدُّ المِسْنافِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مَطَوْنا حِبال المَيْسِ مُصْعِدَةً، ... يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج عَنَى بالمَداريج هُنَا اللَّوَاتِي يُدْرِجْنَ عُرُوضَهُنَّ وَيُلْحِقْنَهَا بأَحقابهن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَعْنِ الْمَدَارِيجَ اللَّوَاتِي تُجَاوِزُ الحَوْلَ بأَيام. أَبو طَالِبٍ: الإِدْرَاجُ أَنْ يَضْمُرَ البعيرُ فَيَضْطَرِبَ بطانُه حَتَّى يستأْخر إِلى الحَقَب فَيَسْتَأْخِرَ الحِملُ، وإِنما يُسَنَّفُ بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ. أَبو عَمْرٍو: أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ بِهِ فِي رِفْقٍ؛ وأَنشد: يَا صاحِبَيَّ أَدْرِجا إِدْراجَا، ... بالدَّلْوِ لَا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا وَلَا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا، ... كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا قَالَ: وَتُسَمَّى الدَّالُ وَالْجِيمُ الإِجازة. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: الإِدْرَاجُ النَّزْعُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَيُقَالُ: هُمْ دَرْجُ يَدِكَ أَي طَوْعُ يَدِكَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ، وَبَنُو فُلَانٍ لَا يَعْصُونَكَ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. والدَّرَّاجُ: النَّمَّامُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَبو دَرَّاجٍ: طَائِرٌ صَغِيرٌ. والدُّرَّاجُ: طَائِرٌ شِبْهُ الحَيْقُطانِ، وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْعِرَاقِ، أَرقط، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنقط، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه مولَّداً. وَهِيَ الدُّرَجَةُ مِثَالُ رُطَبَةٍ، والدُّرَّجَةُ، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما الدُّرَجَةُ فإِن ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ: هُوَ طَائِرٌ أَسود باطنِ الْجَنَاحَيْنِ، وَظَاهِرُهُمَا أَغبر، وَهُوَ عَلَى خِلْقَةِ الْقَطَا إِلَّا أَنها أَلطف. الْجَوْهَرِيُّ: والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ لِلذَّكَرِ والأُنثى حَتَّى تَقُولَ الحَيْقُطانُ فَيَخْتَصُّ بِالذَّكَرِ. وأَرض مَدْرَجَةٌ أَي ذاتُ دُرَّاجٍ. والدِّرِّيجُ: شيءٌ يُضْرَبُ بِهِ، ذُو أَوتار كالطُّنْبُورِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرِّيجُ طُنْبُورٌ ذُو أَوتار تُضْرَبُ. والدَّرَّاج: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ وَرَوَاهُ أَهل الْمَدِينَةِ: بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم. ودُرَّاجٌ: اسْمٌ. ومَدْرَجُ الرِّيحِ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، سُمِّيَ بِهِ لِبَيْتٍ ذُكِرَ فيه مَدْرَج الريح. دربج: دَرْبَجَ فِي مَشْيِهِ ودَرْمَجَ إِذا دبَّ دبيبا؛ وأَنشد: ثُمَّتَ يَمْشِي البَخْتَرَى دُرابِجَا، ... إِذا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجَا وَهُوَ يُدَرْبِجُ فِي مَشْيِهِ، وَهِيَ مِشْيَةٌ سَهْلَةٌ. وَرَجُلٌ دُرَابِجٌ: يَخْتَالُ في مِشْيَتِهِ. دردج: الدَّرْدَجَةُ: تَرَافُقُ الرُّجُلَيْنِ بالمَوَدَّةِ. اللَّيْثُ: الدَّرْدَجَةُ إِذا تَوَافَقَ اثْنَانِ بمودَّتهما، قِيلَ: قَدْ دَرْدَجا؛

وأَنشد: حَتَّى إِذا مَا طاوَعَا ودَرْدَجا وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّرْدَجَةُ رِئْمانُ النَّاقَةِ ولَدَها، وَقَدْ دَرْدَجَتْ تُدَرْدِجُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ درمج: ادْرَمَّجَ الرجلُ الشيءَ: دَخَلَ فِيهِ وَاسْتَتَرَ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: دَمَجَ عَلَيْهِمْ وادْرَمَّجَ عَلَيْهِمْ، ودَمَرَ عَلَيْهِمْ وتَعَلَّى وطلَع، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَرْبَجَ فِي مَشْيِهِ ودَرْمَجَ إِذا دَبَّ دَبيباً؛ وأَنشد: إِذا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي دربج. دزج: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي الْحَدِيثِ: أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ ؛ قَالَ: قَالَ أَبو مُوسَى: الهَزَجُ صَوْتُ الرَّعْدِ والذُّبَّانِ. وتَهَزَّجَتِ القوسُ: صَوَّتَتْ عِنْدَ خُرُوجِ السَّهْمِ مِنْهَا، فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَدبر وَلَهُ ضُراطٌ. قَالَ: والدَّزَجُ لَا أَعرف مَعْنَاهُ هَاهُنَا إِلَّا أَن الدَّيْزَجَ مُعَرَّبُ دَيْزَهْ، وَهِيَ لَوْنٌ، بَيْنَ لَوْنَيْنِ، غَيْرُ خَالِصٍ. قَالَ: وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَسُكُونِهَا فِيهِمَا، فالهَرْجُ: سُرْعَةُ عَدْوِ الْفَرَسِ وَالِاخْتِلَاطُ فِي الْحَدِيثِ، والدَّرْجُ: مَصْدَرُ دَرَجَ إِذا مَاتَ وَلَمْ يُخْلِفْ نَسْلًا، عَلَى قَوْلِ الأَصمعي. وَدَرَجَ الصَّبِيُّ هَذَا حِكَايَةُ قَوْلِ أَبي مُوسَى فِي بَابِ الدَّالِ مَعَ الزَّايِ، وَعَادَ فَقَالَ فِي بَابِ الْهَاءِ مَعَ الزَّايِ: أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَزَجٌ، قِيلَ: الهَزَجُ الرنَّة، والوَزَجُ دُونَهُ. دسج: المُدْسِجُ دُويبَّةٌ تَنْسُجُ كالعنكبوت «1». دعج: الدَّعَجُ والدُّعْجَةُ: السَّوادُ؛ وَقِيلَ شدَّة السَّوَادِ. وَقِيلَ: الدَّعَجُ شدَّة سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ، وَشِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِهَا؛ وَقِيلَ: شِدَّةُ سَوَادِهَا مَعَ سِعَتِهَا؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي قِيلَ فِي الدَّعَجِ إِنه شِدَّةُ سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِ بَيَاضِهَا خطأٌ، مَا قَالَهُ أَحد غَيْرُ اللَّيْثِ. عَيْنٌ دَعْجاءُ بَيِّنَةُ الدَّعَجِ، وامرأَة دَعْجاءُ، وَرَجُلٌ أَدْعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ انْفِلَاقَ الصُّبْحِ: تَسُورُ فِي أَعْجَازِ لَيْلٍ أَدْعَجَا أَراد بالأَدعَج: الْمُظْلِمَ الأَسود، جَعَلَ اللَّيْلَ أَدْعَجَ لِشِدَّةِ سَوَادِهِ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِ الصُّبْحِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ؛ الدَّعَجُ والدُّعْجَة السَّوَادُ فِي الْعَيْنِ وَغَيْرِهَا؛ يُرِيدُ أَن سَوَادَ عَيْنَيْهِ كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ؛ وَقِيلَ: إِن الدَّعَجَ عِنْدَهُ سَوَادُ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ بَيَاضِهَا. دَعِجَ دَعَجاً، وَهُوَ أَدْعَجُ، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ رجلٌ أَدْعَجُ اللَّوْنِ، وتَيْسٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ والقَرْنَين؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا وَقَرْنَيْهِ: جَرَى أَدْعجُ القَرْنَينِ والعَينِ، واضِحُ الْقَرَى، ... أَسْفَعُ الخَدَّينِ، بالْبَيْنِ بارِحُ فَجَعَلَ القَرن أَدعَج كَمَا تَرَى. قَالَ الأَزهري: وَلَقِيتُ بِالْبَادِيَةِ غُلَيِّماً أَسود كأَنه حُمَمَةٌ، وَكَانَ يُسَمَّى بَصِيرًا، وَيُلَقَّبُ دَعِيجًا لِشِدَّةِ سَوَادِهِ. والأَدْعَجُ مِنَ الرِّجَالِ: الأَسود: وأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر: مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجاءِ ذِي عَلَقٍ، ... يَنْفِي، القَرامِيدَ عَنْها، الأَعْصَمُ الوَقِلُ؟ فَهِيَ هَضْبَةٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. وَلَيْلٌ أَدْعَجُ؛ والدُّعْجَةُ فِي اللَّيْلِ: شِدَّةُ سَوَادِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: أَن جاءَتْ بِهِ أَدْعَجَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُدَيْعِجَ؛ حَمَلَ الْخَطَّابِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى سَوَادِ اللَّوْنِ جَمِيعِهِ، وَقَالَ: إِنما

_ (1). زاد في القاموس وشرحه: واندسج الرجل وانسدج: انكب على وجهه، والمدّسج، بضم فتشديد، كالمنتسج أي بمعناه. الدستجة، بفتح الدال وسكون السين المهملة وفتح المثناة الفوقية والجيم: الحزمة والضغث، فارسي معرّب: يقال دستجة من كذا، وجمعه الدساتج والدستيج، بكسر المثناة الفوقية: آنية تحوّل باليد، وتنقل، فارسي معرب: دستي والدستينج، بزيادة النون: اليارق، وهو اليارج.

تأَوَّلناه عَلَى سَوَادِ الْجِلْدِ لأَنه قَدْ رُوِيَ فِي خَبَرِ الْخَوَارِجِ: آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ ؛ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَوّلَ المِحَاقِ الدَّعْجَاءَ، وَهِيَ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، والثانيةَ السِّرارَ، والثالثةَ الغَلْتَةَ، وَهِيَ لَيْلَةُ الثَّلَاثِينَ. وشَفَةٌ دَعْجاءُ، ولِثَةٌ دَعْجاءُ؛ والدَّعْجاءُ: لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: آيَتُهم رجلٌ أَسْوَدُ. والدَّعْجَاءُ: اسْمُ امرأَة، وَهِيَ بِنْتُ هَيْضَم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ودَعْجَاءَ قَدْ واصَلْتُ فِي بَعْضِ مَرِّها، ... بِأَبْيَضَ ماضٍ، ليْسَ مِن نَبْلِ هَيْضَمِ وَمَعْنَاهُ أَنها مرَّت فأَهوى لها بسهم. دعسج: الدَّعْسَجَةُ: السُّرْعَةُ. دَعْسَجَ دَعْسَجَةً إِذا أَسرع. دعلج: الدَّعْلَجُ: الحِمارُ. والدَّعْلَجُ: أَلوان الثِّيَابِ؛ وَقِيلَ: أَلوان النَّبَاتِ؛ وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الجَوَالِيقِ والخِرَجَة. والدَّعْلَجُ: الجُوَالِقُ الْمَلْآنُ. والدَّعْلَجُ: النَّبَاتُ الَّذِي قَدْ آزَرَ بَعْضُهُ بَعْضًا. والدَّعْلَجُ: الذِّئْبُ. والدَّعْلَجُ: الظُّلْمَةُ. والدَّعْلَجُ: الَّذِي يَمْشِي فِي غَيْرِ حَاجَّةٍ. والدَّعْلَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ. والدَّعْلَجَةُ: التَرَدُّدُ فِي الذِّهَابِ وَالْمَجِيءِ. والدَّعْلَجَةُ: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ يَخْتَلِفُونَ فِيهَا الجَيْئَةَ والذَّهابَ؛ قَالَ: باتَتْ كلابُ الحَيِّ تَسْنَحُ بَيْننا، ... يَأْكُلْنَ دَعْلَجَةً، ويَشْبَعُ مَنْ عَفَا ذَكَرَ كَثْرَةَ اللَّحْمِ. ويَشْبَعُ مَنْ عَفا: ويشبَعُ مَنْ يأْتينا. وَقَدْ دَعْلَجَ الصبيانُ، ودَعْلَجَ الجُرَذُ، كَذَلِكَ؛ يُقَالُ: إِن الصبيَّ لَيُدَعْلِجُ دَعْلَجَةَ الجُرَذِ، يَجِيءُ وَيَذْهَبُ. وَفِي حَدِيثِ فِتْنَةِ الأَزد: إِنَّ فُلَانًا وَفُلَانًا يُدَعْلجَانِ بِاللَّيْلِ إِلى دَارِكَ لِيَجْمَعَا بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَّين أَي يَخْتَلِفَانِ. والدَّعْلَجَةُ: الأَخذ الْكَثِيرُ؛ وَقِيلَ: الأَكْلُ بِنَهْمَةٍ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ: يأْكُلن دَعْلَجَةً، ويشبَعُ مَنْ عَفا والدَّعْلَجُ: الْكَثِيرُ الأَكل مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ. والدَّعْلَجُ: الشابُّ الحسنُ الوجهِ الناعمُ البدَن، وَقَدْ سَمَّوا دَعْلَجاً؛ وَمِنْهُ ابْنُ دَعْلَجٍ. سِيبَوَيْهِ: والإِضافة إِلى الثَّانِي لأَن تَعَرُّفَهُ إِنما هُوَ بِهِ كَمَا ذُكِرَ فِي ابْنِ كُرَاعٍ. ودَعْلَجٌ: فَرَسُ عبدِ عَمْرو بنِ شُرَيْحٍ. ودَعْلَجٌ: اسْمُ فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ؛ قَالَ: أَكُرُّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجاً، ولَبانُهُ، ... إِذا مَا اشْتَكَى وَقْعَ الرِّماحِ، تَحَمْحَما ودَعْلَجْتُ الشَّيْءَ إِذا دَحْرَجْتُه. دلج: الدُّلْجَةُ: سَيْرُ السَّحَرِ. والدَّلْجَةُ: سَيْرُ اللَّيْلِ كلِّه. والدَّلَجُ والدَّلَجانُ والدَّلَجَة، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: السَّاعَةُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَالْفِعْلُ الإِدْلاجُ. وأَدْلَجُوا: سَارُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ. وادَّلَجُوا: سَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: آثَرْتُ إِدْلاجي عَلَى لَيْلِ حُرَّةٍ، ... هَضِيمِ الحَشَى، حُسَّانَةِ المُتَجَرَّدِ وَقِيلَ: الدَّلَجُ الليلُ كُلُّهُ مِنْ أَوله إِلى آخِرِهِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ أَبي سُلَيْمَانَ الأَعرابي، وَقَالَ: أَيَّ سَاعَةٍ سِرْتَ مِنْ أَوَّل اللَّيْلِ إِلى آخِرِهِ فَقَدْ أَدْلَجْتَ، عَلَى مِثَالِ أَخْرَجْتَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَدْلَجَ القومُ إِذا

سَارُوا الليلَ كُلَّهُ، فَهُمْ مُدْلِجُونَ. وادَّلَجُوا إِذا سَارُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ؛ وأَنشد: إِنَّ لَنا لَسَائِقاً خَدَلَّجا، ... لمْ يُدْلِجِ اللَّيْلَةَ فِيمَنْ أَدْلَجا وَيُقَالُ: خَرَجْنَا بِدُلْجَةٍ ودَلْجَةٍ إِذا خَرَجُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَدْلَجَ القَوم إِذا سَارُوا مِنْ أَول اللَّيْلِ، وَالِاسْمُ الدَّلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ. والدُّلْجَةُ والدَّلْجَةُ أَيضاً، مِثْلُ بُرْهَةٍ مِنَ الدَّهْرِ وبَرْهَةٍ، فإِن سَارُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقَدِ ادَّلَجُوا، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَالِاسْمُ الدَّلْجَةُ والدُّلْجَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالدُّلْجَةِ ؛ قَالَ: هُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ، وَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُ الإِدْلاجَ لِلَّيْلِ كُلِّهِ، قَالَ: وكأَنه الْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لأَنه عقبَه بِقَوْلِهِ: فإِن الأَرض تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَوله وَآخِرِهِ؛ وأَنشدوا لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِصْبِرْ عَلَى السَّيْرِ والإِدْلاجِ فِي السَّحَرِ، ... وَفِي الرَّواحِ عَلَى الحاجاتِ والبُكَرِ فَجَعَلَ الإِدلاج فِي السَّحَرِ؛ وَكَانَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ يُخَطِّئُ الشَّمَّاخَ فِي قَوْلِهِ: وتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكابَها، ... وقِيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ الْقَوْمُ، أَدْلِجي وَيَقُولُ: كَيْفَ يَكُونُ الإِدْلاج مَعَ الصُّبْحِ؟ وَذَلِكَ وَهْمٌ، إِنما أَراد الشَّمَّاخُ تَشْنِيعَ المُنادي عَلَى النُّوّام، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: أَصبحتم كَمْ تَنَامُونَ، هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ قُتَيْبَةَ، وَالتَّفْرِقَةُ الأُولى بَيْنَ أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ قَوْلُ جَمِيعِ أَهل اللُّغَةِ إِلَّا الْفَارِسِيَّ، فإِنه حَكَى أَن أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ لُغَتَانِ فِي المعنيَين جَمِيعًا، وإِلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يُذْهَبَ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما أَراد أَن الْمُنَادِيَ كَانَ يُنَادِي مَرَّةً: أَصْبَحَ القومُ، كَمَا يُقَالُ أَصبحتم كَمْ تَنَامُونَ، وَمَرَّةً يُنَادِي: أَدْلِجي أَي سِيرِي لَيْلًا. والدَّلِيج: الِاسْمُ؛ قَالَ مَلِيحٌ: بِهِ صُوًى تَهْدِي دَلِيجَ الواسِقِ والمُدْلِجُ: القُنْفُذُ لأَنه يُدْلِجُ لَيْلَتَهُ جمعاءَ؛ كَمَا قَالَ: فَباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً، ... ويَحْذَرُ بالقُفِّ اخْتلافَ العُجاهِنِ وَسُمِّيَ الْقُنْفُذُ مُدْلِجاً لأَنه لَا يَهْدَأُ بِاللَّيْلِ سَعْياً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَوْمٌ، إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عليهمُ، ... حَدَجُوا قَنافِذَ بالنَّمِيمةِ تَمْزَعُ ودَلَجَ السَّاقي يَدْلِجُ ويَدْلُجُ، بِالضَّمِّ، دُلُوجاً: أَخذ الغَرْبَ مِنَ الْبِئْرِ فَجَاءَ بِهَا إِلى الْحَوْضِ؛ قَالَ: لَهَا مِرْفَقانِ أَفْتَلانِ، كأَنَّما ... أُمِرَّا بِسَلْمَيْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ والمَدْلَجُ والمَدْلَجَةُ: مَا بَيْنَ الْحَوْضِ وَالْبِئْرِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: كأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئْرٍ، ... لَهَا فِي كلِّ مَدْلَجةٍ خُدُودُ والدَّالِجُ: الَّذِي يتردَّد بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ بِالدَّلْوِ يُفْرغُها فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بانَتْ يَداه عَنْ مُشَاشِ والِجِ، ... بَيْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدّالِجِ وَقِيلَ: الدَّلْجُ أَن يأْخذ الدَّلْو إِذا خرجَتْ، فَيَذْهَبُ بِهَا حَيْثُ شَاءَ؛ قَالَ: لوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي ... تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّي

التَّعْلية: أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ فِي أَسفل الْبِئْرِ، فَيَنْزِلُ رَجُلٌ فِي أَسفلها فَيُعَلِّي الدَّلْو عَنِ الحَجَرِ النَّاتِئِ. الْجَوْهَرِيُّ والدَّالِجُ الَّذِي يأْخذ الدَّلْوَ وَيَمْشِي بِهَا مِنْ رأْس الْبِئْرِ إِلى الْحَوْضِ حَتَّى يُفْرِغَهَا فِيهِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَنْقُلُ اللبنَ إِذا حُلبت الإِبل إِلى الجفانِ: دالِجٌ. والعُلْبَةُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي يُنقل فِيهَا اللَّبَنُ، هِيَ المَدْلَجَةُ. ودَلَجَ بِحِمْلِهِ يَدْلِجُ دَلْجاً وَدُلُوجاً، فَهُوَ دَلُوجٌ: نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَذَلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ، ... خَشُوفٌ بأَعْراضِ الدِّيارِ، دَلُوجُ والدَّوْلَجُ والتَّوْلَجُ: الكِناس الَّذِي يَتَّخِذُهُ الْوَحْشُ فِي أُصول الشَّجَرِ، الأَصل: وَوْلَج، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً ثُمَّ قُلِبَتْ دَالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدَّالُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ التاءِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، والتاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ عِنْدَهُ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ لِغَلَبَةِ الدَّالِ عَلَيْهِ، وأَنه غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ عَلَى الأَصل؛ قَالَ جَرِيرٌ: مُتَّخِذاً فِي ضَعَواتٍ دَوْلَجا وَيُرْوَى تَوْلَجا؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: واجْتابَ أُدْمانُ الفَلاةِ الدَّوْلَجا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ: لَقِيَتْنِي امرأَة أُبايعها فأَدخلتها الدَّوْلَج ؛ الدَّوْلَجُ: المَخْدَعُ، وَهُوَ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ دَاخِلَ الْبَيْتِ الْكَبِيرِ. قَالَ: وأَصل الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ لأَنه فَوْعَلٌ مِنَ وَلَجَ يَلِجُ إِذا دَخَلَ، فأَبدلوا مِنَ التاءِ دَالًا، فَقَالُوا دَوْلَجٌ. وَكُلُّ مَا وَلَجْتَ مِنْ كَهْف أَو سَرَبٍ، فَهُوَ تَوْلَجٌ ودَوْلَجٌ؛ قَالَ: وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. وَقَدْ جاءَ الدَّوْلَجُ فِي حَدِيثِ إِسلام سَلْمان، وَقَالُوا: هُوَ الكِناسُ مأْوى الظِّباءِ. والدَّوْلَجُ: السَّرَبُ، فَوْعَلٌ، عَنْ كُراع، وتَفْعَلٌ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، دَالُهُ بَدَلٌ مِنْ تَاءٍ. ودَلْجَةٌ ودَلَجَةٌ ودَلَّاجٌ ودَوْلَجٌ: أَسماءٌ. ومُدْلِجٌ: رَجُلٌ؛ قَالَ: لَا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني مُدْلِجِ ... تأْتيكِ، حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجِي وتَقْنَعِي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، ... وبالثُّمام وعُرام العَوْسَجِ ومُدْلِجٌ: أَبو بَطْنٍ. ومُدْلِجٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ: قَبِيلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ وَمِنْهُمُ القافَةُ. وأَبو دُلَيْجَة: كُنْيَةٌ؛ قَالَ أَوس: أَبا دُلَيْجَةَ مَنْ تُوصي بأَرْمَلَةٍ؟ ... أَمْ مَنْ لأَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ مِمْحالِ؟ والتُّلَجُ: فَرْخُ العقاب، أَصله دُلَجٌ. دمج: دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً: اسْتَقَامَ. وأَمْرٌ دُماج ودِماج: مُسْتَقِيمٌ. وتَدامَجوا عَلَى الشيءِ: اجْتَمَعوا. وَدَامَجَهُ عَلَيْهِمْ «2» دِماجاً: جَامَعَهُ. وصُلْح دِماجٌ ودُماجٌ مُحْكَمٌ قَويٌّ. وأَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجاد فَتْلَه؛ وَقِيلَ: أَحْكَمَ فَتْلَه فِي رِقَّةٍ؛ وَقَوْلُهُ: إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصالِ مُدْمَشُ إِنما أَراد مُدْمَجُ، فأَبدل الشِّينَ مِنَ الْجِيمِ لِمَكَانِ الرَّويِّ. ودَمَجَتِ الماشِطَةُ الشَّعْرَ دَمْجاً، وأَدْمَجَتْه: ضَفَرَتْه.

_ (2). قوله [دامجه عليهم إلخ] كذا بالأَصل.

وَرَجُلٌ مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ: مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ؛ وَنِسْوَةٌ مُدْمَجاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ: كَالْحَبْلِ المُدْمَج؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: واللهِ لَلنَّوْمُ وبِيضٌ دُمَّجُ، ... أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِ قِلاصٍ تَمْعَجُ «1» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَجِدْ لَهَا وَاحِدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً عَلَى الخَنا، ... وَمَا ذاكُمو مِنْ شِيمَتي بسَبِيلِ هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: أَدْمَجَ الحبلَ إِذا أَحكم فَتْلَهُ أَي يُظْهِرْنَ وصْلًا مُحْكَمَ الظَّاهِرِ فاسدَ الْبَاطِنِ. اللَّيْثُ: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، وَكَذَلِكَ الأَعضاءُ مُدْمَجَة، كأَنها أُدْمِجَتْ ومُلِسَتْ كَمَا تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ المرأَة إِذا ضَفَّرَتْ ذَوَائِبِهَا؛ وكلُّ ضَفِيرَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالِها تُسَمَّى دَمَجاً وَاحِدًا. وتَدامَجَ القومُ عَلَى فُلَانٍ تَدامُجاً إِذا تَضَافَرُوا عَلَيْهِ وَتَعَاوَنُوا. وَصُلْحٌ دُماج، بِالضَّمِّ: مُحْكَمٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وإِذ نَحْنُ أَسْبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنا ... دُماجٌ قُوَاها، لَمْ يَخُنْها وَصُولُها أَبو عَمْرٍو: الدُّماجُ الصُّلْحُ عَلَى غَيْرِ دَخَنٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَجَمَ: ودَجَمَ الرجلَ: صاحَبَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُدَاجِمٌ لِفُلَانٍ ومُدامِجٌ لَهُ. والمُدامَجَةُ: مِثْلُ المُداجاةِ؛ وَمِنْهُ الصُّلْحُ الدُّماجُ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الَّذِي كأَنه فِي خَفاءٍ، وَيُقَالُ: هُوَ التَّامُّ الْمُحْكَمُ. ودِماجُ الخَطِّ: مُقاربته مِنْهُ. وكلُّ مَا فُتِلَ فَقَدْ أُدْمِجَ. ومَتْنٌ مُدْمَجٌ: بَيِّنُ الدُّمُوجِ: مُمَلَّسٌ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنه لَا يُعرف لَهُ فِعْلٌ ثُلَاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ. وأَدْمَجَ الفرسَ: أَضْمَرَهُ. والدُّموج: الدُّخول. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَجَ الشيءُ دُموجاً إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ وَاسْتَحْكَمَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ انْدَمَجَ وادَّمَجَ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وادْرَمَّجَ، كُلُّ هَذَا إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ وَاسْتَتَرَ فِيهِ. وأَدْمَجْتُ الشيءَ إِذا لَفَفْتَهُ فِي ثَوْبٍ. والشيءُ المُدْمَجُ: المُدْرَجُ مَعَ مَلَاسَتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: من شق عصا المسلمين وَهُمْ فِي إِسلامٍ دامجٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام مِنْ عُنُقِهِ ؛ الدَّامِجُ: المجتَمِعُ. والدُّموجُ: دُخُولُ الشيءِ فِي الشيءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ: أَنها كَانَتْ تَكْرَهُ النَّقْطَ والإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ الْيَدَ دَمْجاً فِي الخِضاب أَي تَعُمَّ جَمِيعَ الْيَدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكنونِ علْمٍ، لَوْ بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم اضْطِرابَ الأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ البَعيدَةِ ؛ أَي اجتمعتُ عَلَيْهِ وانطويتُ واندرجتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ والهَمَجة. ودَمَج فِي الْبَيْتِ يَدْمُجُ دُمُوجاً: دَخَلَ. التَّهْذِيبُ: دَمَجَ عَلَيْهِمْ ودَمَرَ وادْرَمَّجَ وتَغَلَّى عَلَيْهِمْ، كُلٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَمَجَ الرجلُ فِي بَيْتِهِ وَالظَّبْيُ فِي كِناسِهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ. وَرَجُلٌ دُمَّيْجَةٌ: مُتَدَاخِلٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراش، ... وَوَجَّابَةٍ يَحْتَمِي أَن يُجِيبا أَبو الْهَيْثَمِ قَالَ: مِفْعَالٌ لَا تَدْخُلُ فِيهِ الْهَاءُ، قَالَ: وَقَدْ جاءَ حَرْفَانِ نَادِرَانِ: المِدْماجَةُ، وَهِيَ الْعِمَامَةُ؛ الْمَعْنَى أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نَعْتٌ لِلْعِمَامَةِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مِجْدامَةٌ إِذا كَانَ قَاطِعًا للأُمور؛

_ (1). قوله [والله للنوم إلخ] كذا بالأَصل وشرح القاموس، وكتب بهامش الأَصل كذا: والله لا النوم.

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مأْخوذ مِنَ الجَدْمِ، وَهُوَ الْقَطْعُ؛ وأَنشد: ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراش مأْخوذ مَنِ ادَّمَجَ فِي الشيءِ إِذا دَخَلَ فِيهِ. وادَّمَجَ فِي الشيءِ ادِّماجاً وانْدَمَجَ انْدِماجاً إِذا دَخَلَ فِيهِ. ونَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَي مُدَوَّرٌ. وَلَيْلَةٌ دامِجَةٌ: مُظْلِمَةٌ. وليلٌ دامِجٌ أَي مُظْلِمٌ. ودَمَجَتِ الأَرنبُ تَدْمُجُ دُمُوجاً فِي عَدْوِهَا: أَسرعت، وَهُوَ سُرْعَةٌ تُقَارِبُ قَوَائِمَهَا فِي الأَرض؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَسرعت وَقَارَبَتِ الخَطْوَ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذا أَسرع وَقَارَبَ خَطْوَه فِي المَنْحاةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِه الهَمالِجا، ... يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ عَلَى تِلْكَ الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ أَي الطَّرِيقَةِ. والمُدْمَجُ: القِدْحُ؛ وَقَالَ الْحَرْثُ بْنُ حِلِّزَة: أَلْفَيتَنا للضَّيْفِ خَيْرَ عَمارَةٍ [عِمَارَةٍ]، ... إِلَّا يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ يَقُولُ: إِن لَمْ يَكُنْ لَبَنٌ أَجَلْنا القِدْحَ عَلَى الجَزُور فَنَحَرْنَاهَا للضيف. دملج: الدَّمْلَجَةُ: تسوية الشيءِ كما يُدَمْلَجُ السِّوارُ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ مَعْدانَ: دَمْلَجَ اللَّهُ لُؤْلُؤَةً ؛ دَمْلَجَ الشَّيءَ إِذا سوَّاه وأَحسن صَنْعَتَهُ. والدُّمْلُجُ «1» والدُّمْلُوجُ: المِعْضَدُ مِنَ الحُليِّ، وَيُقَالُ: أَلْقى عَلَيْهِ دَمالِيجَهُ. اللِّحْيَانِيُّ: دُمْلِجَ جِسْمُه دَمْلَجَةً أَي طُويَ طَيّاً حَتَّى أَكثر لَحْمُهُ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: والبِيضُ فِي أَعْضادِها الدَّمالِيجْ ... ومُعْطِياتٌ بُدَّلٌ فِي تَعْويجْ والدَّمالِيجُ: الأَرَضُونَ الصِّلابُ. والمُدَمْلَجُ: المُدْرَجُ الأَمْلَسُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ مِنْهَا القَصَبَ المُدَمْلَجا ... سُوقٌ مِنَ البَرْديِّ مَا تَعَوَّجا والدُّمْلُجُ والدُّمْلوجُ: الحَجَرُ الأَمْلَس. ودُمْلُجٌ: اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ: لَا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني دُمْلُجِ ... تأْتِيكِ، حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجي دمهج: الدَّمْهَجُ والدُّماهِجُ: العَظيم الخَلْقِ مِنْ كُلِّ شيءٍ كالدُّناهِجِ. دنج: الدُّنُجُ: العُقَلاءُ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الدِّناجُ إِحْكامُ الأَمر وإِتْقانُه. دنهج: الدَّنْهَجُ والدُّناهِجُ: الْعَظِيمُ الخَلْقِ مِنْ كلِّ شيءٍ كالدُّماهِجِ. وَبَعِيرٌ دُناهِجٌ: ذُو سَنامَيْنِ. دهرج: الدَّهْرَجَةُ: السُّرْعَةُ فِي السير. دهمج: الدَّهْمَجَةُ: مَشْيُ الْكَبِيرِ كأَنه فِي قيدٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَشْيُ البطيءُ، وَقَدْ دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ. وَبَعِيرٌ دُهامِجٌ يُقَارِبُ الخَطْو ويُسْرعُ؛ وَقِيلَ: هُوَ ذُو سَنامين كدُهانِجٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَدَلًا. والدَّهْمَجُ: السَّيْرُ الْوَاسِعُ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا قَارَبَ الْخَطْوَ وأَسرع: قَدْ دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ؛ وأَنشد: وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ، ... يُدَهْمِجُ بالْوَطْبِ والمِزْوَدِ

_ (1). قوله [والدملج] بضم فسكون، واللام تفتح وتضم كما في القاموس.

فصل الذال المعجمة

الكُدادُ: فَحْلٌ مَعْرُوفٌ مِنَ الْحَمِيرِ، مِثْلُ الجَديلِ وشَذْقَمٍ مِنَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: حِمار لَهُمْ مِن بناتِ الكُدادِ وَقَبْلَهُ: بأَخْيَلَ مِنْهُمْ، إِذا زَيَّنوا ... بِمَغْرَتِهِمْ حاجِبَيْ مُؤْجِدِ والمؤْجِد: فَحْلٌ مِنَ الْحَمِيرِ عِنْدَهُمْ مَعْرُوفٌ؛ يَرْمِيهِمْ بِتَرْبِيَةِ الحمير ونتاجِها. دَهْنَجَ: بَعِيرٌ دُهانِجٌ: سَرِيعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يشبِّه بِهِ أَطراف الْجَبَلِ فِي السَّرَابِ: كأَنَّ رَعْنَ الآلِ مِنْهُ فِي الْآلِ، ... إِذا بَدا، دُهانِجٌ ذُو أَعْدال وَقَدْ دَهْنَجَ إِذا أَسْرَع مَعَ تَقارُبِ خَطْوٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ، ... يُدَهْنِجُ بالقَعْوِ والمِزْوَدِ «1» الأَصمعي: الدُّهامِجُ والدُّهانِجُ الْبَعِيرُ الَّذِي يُقَارِبُ الْخَطْوَ وَيُسْرِعُ. والدَّهْنَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الهَمْلَجَةِ. وَبَعِيرٌ دُهانِجٌ: ذُو سَنَامَيْنِ. والدَّهْنَجُ: حَصًى أَخْضَرُ تُحلَّى بِهِ الفُصوص؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: تُحَكُّ مِنْهُ الفُصوص، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ مَحْضِ الْعَرَبِيَّةِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يَمْشِي مَبَادِلُهَا الفِرِنْدُ وَهِبْرِرٌ ... «2»، حَسَنُ الْوَبِيصِ، يَلُوح فِيهِ الدَّهْنَجُ والدَّهْنَجُ والدُّهانِجُ: الْعَظِيمُ الخَلْقِ مِنْ كُلِّ شيءٍ. والدُّهانِجُ: الْبَعِيرُ الفالِجُ ذُو السَّنامَيْنِ، فَارِسِيٌّ معرَّب. والدَّهَنَجُ، بِالتَّحْرِيكِ «3»: جَوْهَرٌ كالزُّمُرُّذِ. دَوَجَ: الدُّوَّاجُ: ضربٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا صَحِيحًا، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَقَالُوا الحاجةُ والدَّاجَةُ، حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ قَالَ: فَقِيلَ: الداجةُ الْحَاجَةُ نَفْسُهَا، وَكُرِّرَ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ؛ وَقِيلَ: الدَّاجَةُ أَخف شأْناً مِنَ الْحَاجَةِ؛ وَقِيلَ: الدَّاجَةُ إِتباع لِلْحَاجَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَكَمْنَا أَن أَلفها وَاوٌ لأَنه لَا أَصل لَهَا فِي اللُّغَةِ يُعْرَفُ بِهِ أَلفه فحمْله عَلَى الْوَاوِ أَولى، لأَن ذَلِكَ أَكثر عَلَى مَا وصَّانا بِهِ سِيبَوَيْهِ. وجاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ ؛ أَراد أَنه لَمْ يَدَعْ شَيْئًا دَعَتْهُ إِليه نَفْسُهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ إِلا أَتاها. وَيُقَالُ: دَاجَةٌ إِتباع لِحَاجَةٍ كَمَا يُقَالُ: حَسَنٌ بَسَنٌ. وَيُقَالُ: الدَّاجَة مَا صَغُرَ مِنَ الْحَوَائِجِ، وَالْحَاجَةُ: مَا عَظُمَ مِنْهَا، وَيُرْوَى بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: داجَ الرجلُ يَدُوج دَوْجاً إِذا خَدَمَ. دَيَجَ: الدَّيَجانُ: الْكَبِيرُ مِنَ الجَرادِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: داجَ الرجلُ يَديجُ دَيْجاً ودَيَجاناً إِذا مَشَى قَلِيلًا. شِمْرٌ: الدَّيَجانُ الْحَوَاشِي الصِّغَارُ؛ وأَنشد: باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجَا ... بالخَلِّ، تَدْعُو الدَّيَجانَ الدَّاجِجا «4» فصل الذال المعجمة

_ (1). قوله [يدهنج بالقعو] الذي تقدم يدهنج بالوطب، ولعله روي بهما. والوطب: سقاء اللبن. والقعو: البكرة أَو المحور من الحديد، كما في القاموس. (2). لم نجد لفظة هبرر في المعاجم. (3). قوله [والدهنج بالتحريك] عبارة القاموس: الدهنج كجعفر، ويحرك. قال شارحه: قال شيخنا توالي أربع حركات لا يعرف في كلمة عربية. (4). قوله [بالخل] أَي الطريق من الرمل، وتقدم في دجج بدل هذا الشطر: تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجَانَ الدَّارِجَا فلعلهما روايتان.

ذأج: ذَئِجَ مِنَ الشَّرَابِ وذَأَجَ يَذْأَجُ ذَأْجاً وذَأَجاً: أَكثَرَ. والذَّأْجُ: الجَرْعُ الشَّدِيدُ. والذَّأْجُ: الشُّربُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وذَأَجَ إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الماءِ. وذَأَجَ الماءَ يَذْأَجُه ذَأْجاً إِذا جَرَعَه جَرْعاً شَدِيدًا؛ قَالَ: خَوامِصاً يَشْرَبْنَ شُرْباً ذَأْجَا، ... لَا يَتَعَيَّفْنَ الأُجاجَ المَأْجَا وذَئِجَ مِنَ الشَّرَابِ وَمِنَ اللَّبَنِ أَو مَا كَانَ إِذا أَكثر مِنْهُ. الفراءُ: ذَئِجَ وضَئِمَ وصَئِبَ وقَئِبَ إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. التَّهْذِيبُ: وذَأَجَ إِذا شَرِبَ قَلِيلًا. وذَأَجَ السِّقاءَ ذَأْجاً: خَرَقَهُ. وذَأَجَهُ ذَأْجاً: نَفَخَهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: إِذا نَفَخْتَ فِيهِ تَخَرَّقَ أَو لَمْ يَتَخَرَّقْ. وذَأَجَ النارَ ذَأْجاً وذَأَجاً: نَفَخَها، وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ بالحاءِ. وذَأَجَهُ ذَأْجاً وذَأَجاً: قَتَلَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وذَأَجَه إِذا ذبحه. ذبج: الذُّوباجُ: مَقْلُوبٌ عَنِ الجُوذابِ، وَهُوَ الطَّعَامُ الَّذِي يُشَرَّحُ. فِي تَرْجَمَةِ جَذَبَ: حَكَى يَعْقُوبُ أَن رَجُلًا دَخَلَ عَلَى يَزِيدَ بنِ مِزْيَدٍ فأَكل عِنْدَهُ طَعَامًا، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَطْيَبَ ذُوباجَ الأَرُزِّ بِجآجئِ الإِوَزِّ يُرِيدُ مَا أَطيب جُوذَابَ الأُرْزِ بصُدُور البَطِّ. ذجج: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: ذَجَّ الرجلُ إِذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَهُوَ ذاجٌّ. أَبو عَمْرٍو: ذَجَّ إِذا شَرِبَ. ذحج: الذَّحْجُ: كالسَّحْجِ سَواءً. وَقَدْ ذَحَجَه وذَحَجَتْهُ الرِّيحُ: جَرَّته مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ وَحَرَّكَتْهُ. وذَحَجَهُ ذَحْجاً: عَرَكَهُ، وَالدَّالُ لُغَةٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وذَحَجَتِ المرأَة بِوَلَدِهَا: رَمَتْ بِهِ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وأَذْحَجَتِ المرأَة عَلَى وَلَدِهَا: أَقامت. ومَذْحِجٌ: مالِكٌ وطيئٌ، سمِّيا بِذَلِكَ لأَن أُمهما لَمَّا هَلَكَ بَعْلُهَا أَذْحَجَتْ عَلَى ابْنَيْها طَيِّئٍ ومالكٍ هَذَيْنِ، فَلَمْ تتزوَّجْ بَعْدَ أُدَدٍ. رَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَلَدَ أُدَدُ بنُ زيدِ بنِ مُرَّةَ بنِ يَشْجُبَ مُرَّةَ والأَشْعَرَ، وأُمُّهما دَلَّةُ بِنْتُ ذِي مَنْجِشَانَ الْحِمْيَرِيِّ فَهَلَكَتْ، فَخَلَفَ عَلَى أُختها مُدِلَّةَ فَوَلَدَتْ مَالِكًا وطَيِّئاً وَاسْمُهُ جَلْهَمَةُ، ثُمَّ هلَكَ أُدَدُ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ مُدِلَّةُ، وأَقامت عَلَى وَلَدَيْهَا مَالِكٍ وطَيِّئٍ مَذْحِجاً. ومَذْحِجٌ: اسْمُ أَكَمَةٍ، قِيلَ بِهَا سُمِّيَتْ أُمُّ مالكٍ وطَيِّئٍ مَذْحِجاً ثُمَّ صَارَ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَوَّل أَعرف. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الْمِيمِ مِنْ حَرْفِ الْجِيمِ مَذْحِجٌ تَرْجَمَةً، قَالَ فِي نَصِّهَا: مَذْحِجٌ مِثَالُ مَسْجِدٍ أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ مَذْحِجُ ابنُ يُحابِرَ بنِ مالكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كهْلانَ بْنِ سَبَإ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، هَذَا نَصُّ الْجَوْهَرِيِّ. ووجدتُ فِي حَاشِيَةِ النُّسْخَةِ مَا صُورَتُهُ: هَذَا غلطٌ مِنْهُ عَلَى سِيبَوَيْهِ، إِنما هُوَ مَأْجَجٌ جَعَلَ مِيمَهَا أَصلًا كمَهْدَدٍ، لَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ مَأَجًّا ومَهَدًّا كَمَفَرٍّ، وَفِي الْكَلَامِ فَعْلَلٌ جَعْفَرٌ وَلَيْسَ فِيهِ فَعْلِلٌ، فَمَذْحِجٌ مَفْعِلٌ لَيْسَ إِلَّا، وكَمَذْحِجٍ مَنْبِجٌ يُحْكَمُ عَلَى زِيَادَةِ الْمِيمِ بِالْكَثْرَةِ وعدم النظير. ذرج: أَذْرُجُ: مَدِينَةُ السَّرَاةِ؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ أَدْرُح «1». ذعج: الذَّعْجُ: الدَّفْعُ الشَّدِيدُ وَرُبَّمَا كُنِّيَ بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. يُقَالُ: ذَعَجَها يَذْعَجُها ذَعْجاً. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الذَّعْجَ لِغَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ وَهُوَ مِنْ مَنَاكِيرِهِ.

_ (1). قوله [وَقِيلَ إِنما هِيَ أَدرح] أَي بالدال والحاء المهملتين، وانظر ياقوت، فإِنه صوب هذا القيل وخطأ ما قبله وأَطال في ذلك.

فصل الراء

ذلج: ذَلَجَ الماءَ فِي حَلْقِهِ: جَرَعَهُ وَكَذَلِكَ زَلَجَهُ. ذوج: ذَاجَ الماءَ ذَوْجاً: جَرَعَهُ جَرْعاً شَدِيدًا. وذَاجَ يَذُوجُ ذَوْجاً: أَسرع، الأَخيرة عن كراع. ذيج: ذاجَ يَذِيجُ ذَيْجاً: مرَّ مَرًّا سَرِيعًا، عَنْ كراع. ذيذج: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: شَمِرٌ: الذَّيْذَجَانُ الإِبل تَحْمِلُ حُمُولَةَ التُّجَّارِ؛ وأَنشد: إِذا وجَدْتَ الذَّيْذَجانَ الدَّارِجَا، ... رأَيْتَهُ فِي كلِّ بَهْوٍ دامِجَا فصل الراء ربج: التَّرَبُّجُ: التَّحَيُّرُ. ورجلٌ رَباجِيٌّ: يَفْتَخِرُ بأَكثر مِنْ فِعْلِهِ، قَالَ: وتَلْقَاهُ رَبَاجِيًّا فَخُورَا والرَّوْبَجُ: درهمٌ يَتَعَامَلُ بِهِ أَهل الْبَصْرَةِ، فارسيٌّ دَخِيلٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَبْرَجَ الرجلُ إِذا جَاءَ ببَنينَ مِلاحٍ، وأَرْبَجَ إِذا جَاءَ بِبَنِينَ قِصَارٍ. أَبو عَمْرٍو: الرَّبْجُ الدِّرْهَمُ الصَّغِيرُ، الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يُنْشِدُ وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ بالصَّمَّان: تَرْعَى مِنَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجاً، ... مِنْ صِلِّيَانٍ، ونَصِيًّا رَابِجَا، ورُغُلًا باتَتْ بِهِ لَوَاهِجَا قَالَ: فسأَلته عَنِ الرابِجِ، فَقَالَ: المُمْتَلِئُ الرَّيَّانُ، قَالَ: وأَنشدنيه أَعرابي آخَرُ فَقَالَ: ونَصِيًّا رَابِجًا، وَهُوَ الْكَثِيفُ الْمُمْتَلِئُ، قَالَ: وَفِي هَذِهِ الأُرجوزة: وأَظْهَرَ الماءُ لَهَا رَوَابِجَا يَصِفُ إِبلًا وَرَدَتْ مَاءً عِدًّا فَنَفَضَتْ جِرَرَها، فَلَمَّا رَوِيَتْ انْتفختْ خَوَاصِرُهَا وَعَظُمَتْ، فَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ رَوَابِجًا. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّباجَةُ البَلادَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الأَسود العِجْلِيِّ: وقُلْتُ لِجارِي مِن حَنيفةَ: سِرْ بِنا ... نُبَادِرْ أَبا لَيْلَى، وَلَمْ أَتَرَبَّجِ أَي ولم أَتَبَلَّد. رتج: الرَّتَجُ والرِّتاجُ: البابُ الْعَظِيمُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْبَابُ المُغْلَقُ. وَقَدْ أَرْتَجَ البابَ إِذا أَغلقه إِغلاقاً وَثِيقًا؛ وأَنشد: أَلم تَرَني عاهَدْتُ رَبِّي، وإِنَّني ... لَبَيْنَ رِتَاجٍ مُقْفَلٍ ومَقَامِ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: أَو تَجْعَلِ البَيْتَ رِتاجاً مُرْتَجَا وَمِنْهُ رِتاجُ الْكَعْبَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا أَحْلَفُوني فِي عُلَيَّةَ، أُجْنِحَتْ ... يَمِيني إِلى شَطْرِ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وَقِيلَ: الرِّتاجُ البابُ المُغْلَقُ وَعَلَيْهِ بابٌ صَغِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَبواب السَّمَاءِ تُفتح وَلَا تُرْتَجُ أَي لَا تُغْلق؛ وَفِيهِ أَمرنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإِرْتاجِ الْبَابِ أَي إِغلاقه. وَفِي الْحَدِيثِ: جَعَلَ مالَه فِي رِتاجِ الْكَعْبَةِ أَي فِيهَا فَكَنَى عَنْهَا بِالْبَابِ، لأَن مِنْهُ يُدخل إِليها؛ وَجَمْعُ الرِّتاجِ رُتُجٌ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ عَنْ بَنِي إِسرائيل: كانَتِ الجَرادُ تأْكل مَسَامِيرَ رُتُجِهِمْ أَي أَبْوابهِم. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: وأَرضٌ ذاتُ رِتاجٍ. والمَرَاتِجُ: الطُّرقُ الضيِّقة؛ وَقَوْلُ جَنْدَلِ بنِ

المُثَنَّى: فَرَّجَ عَنْها حَلَقَ الرَّتائِجِ إِنما شَبَّهَ مَا تَعَلَّقَ مِنَ الرَّحِمِ عَلَى الْوَلَدِ بالرِّتاجِ الَّذِي هُوَ الْبَابُ. ورَتَجَهُ وأَرْتَجَهُ: أَوْثَقَ إِغلاقَه، وأَبى الأَصمعي إِلَّا أَرْتَجَه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لأَنْفِ البابِ: الرِّتاجُ، وَلِدَرَوَنْدِهِ: النِّجافُ. ولِمِتْراسِهِ: القُنَّاحُ. والمِرْتاجُ: المِغْلاقُ. وأُرْتِجَ عَلَى الْقَارِئِ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِرَاءَةِ، كأَنه أُطْبِقَ عَلَيْهِ كَمَا يُرْتَجُ البابُ؛ وَكَذَلِكَ ارْتُتِجَ عَلَيْهِ، وَلَا تَقُلِ «1» ارْتُجَّ عَلَيْهِ، بِالتَّشْدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه صَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ فَقَالَ: وَلَا الضَّالِّينَ، ثُمَّ أُرْتِجَ عَلَيْهِ أَي اسْتُغْلِقَتْ عَلَيْهِ القراءةُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أُرْتِجَ عَلَيْهِ وارْتُجَّ، ورَتِجَ فِي مَنْطِقِهِ رَتَجاً: مأْخوذ مِنَ الرِّتاجِ، وَهُوَ الْبَابُ. وأَرْتَجْتُ البابَ: أَغْلَقْتُه. وأُرْتِجَ عَلَيْهِ: اسْتُغْلِقَ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، وأَصله بِالْكَسْرِ، مِنْ ذَلِكَ. وأَرْتَجَتِ النَّاقةُ، وَهِيَ مُرْتِجٌ، إِذا قَبِلَتْ ماءَ الْفَحْلِ فَأَغْلَقَتْ رَحِمَها عَلَيْهِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: يَحْدُو ثمانيَ مُولَعاً بِلِقَاحِها، ... حَتَّى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتاجِ وأَرْتَجَتِ الأَتانُ إِذا حَمَلَتْ، فَهِيَ مُرْتِجٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كَأَنَّا نشُدُّ المَيْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ ... مِنَ الحُقْبِ، أَسْفَى حَزْنُها وسُهُولُها «2» وناقةٌ رِتاجُ الصَّلا إِذا كَانَتْ وثِيقَةً وَثِيجَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رِتاجُ الصَّلا، مَكْنوزَةُ الحَاذِ يَسْتَوِي، ... عَلَى مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ، شَلِيلُها قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلْحَامِلِ مُرْتِجٌ لأَنها إِذا عَقَدَتْ عَلَى مَاءِ الْفَحْلِ، انْسَدَّ فَمُ الرَّحِم فَلَمْ يَدْخُلْهُ، فكأَنها أَغلقته عَلَى مَائِهِ. وأَرْتَجَتِ الدَّجَاجَةُ إِذا امْتَلأَ بَطْنها بَيْضًا وأَمْكَنَتِ البَيْضَةَ كَذَلِكَ. والرِّتاجَةُ: كلُّ شِعْبٍ ضَيِّقٍ كأَنه أُغلق مِنْ ضِيقِهِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: كأَنَّهُمْ صادَفُوا دُونِي بِهِ لَحِماً، ... ضافَ الرِّتاجَةَ فِي رَحْلٍ تَباذِيرِ وسَيْر رَتِجٌ: سَرِيعٌ؛ قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَحَابًا: فَأَسْأَدَ اللَّيْلَ إِرْقاصاً وزَفْزَفَةً، ... وغَارَةً وَوَسِيجاً غَمْلَجاً رَتِجَا أَبو عَمْرٍو: تَرَجَ إِذا اسْتتر، ورَتِجَ إِذا أَغْلَقَ «3» كَلَامَا أَو غَيْرَهُ. الْفَرَّاءُ: بَعِلَ الرجلُ ورَتِجَ ورَجِيَ وغَزِلَ، كُلُّ هَذَا إِذا أَراد الْكَلَامَ فأُرْتِجَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: أُرْتِجَ عَلَى فُلَانٍ إِذا أَراد قَوْلًا أَو شِعْرًا، فَلَمْ يَصِلْ إِلى تَمَامِهِ. وَيُقَالُ: فِي كَلَامِهِ رَتَجٌ أَي تَتَعْتُعٌ. والرَّتَجُ: اسْتِغْلَاقُ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْقَارِئِ. يُقَالُ: أُرْتِجَ عَلَيْهِ وارْتُجَّ عَلَيْهِ، واسْتُبْهِمَ عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ شَمِرٌ: مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ إِذا أَرْتَجَ،

_ (1). قوله [ولا تقل إلخ] عن بعضهم أَن له وجهاً، وأَن معناه: وقع في رجة، وهي الاختلاط. كذا بهامش النهاية ويؤيده عبارة التهذيب بعد. (2). قوله [كأنا نشد الميس إلخ] الذي في الأَساس: كأنا نشد الرحل فوق إلخ وكأنهما روايتان إذ الميس هو الرحل كما في شرح القاموس. (3). قوله [ترج إِذا استتر] بابه كتب. [ورتج إذا أغلق إلخ] بابه فرح، كما في القاموس.

فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَقَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ بِخَطِّهِ. قَالَ: وَيُقَالُ: أَرْتَجَ البحرُ إِذا هَاجَ؛ وَقَالَ الغِتْريفيُّ: أَرْتَجَ البحرُ إِذا كَثُرَ ماؤُه فَعَمَّ كلَّ شَيْءٍ. قَالَ، وَقَالَ أَخوه: السَّنَةُ تُرْتِجُ إِذا أَطْبَقَتْ بالجدْب، وَلَمْ يَجِدِ الرَّجُلُ مَخْرَجًا، وَكَذَلِكَ إرْتاجُ الْبَحْرِ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ مِنْهُ مَخْرَجًا؛ وإِرْتاجُ الثَّلْجِ: دوامُه وإِطباقُه؛ وإِرتاجُ الْبَابِ، مِنْهُ. قَالَ: والخِصْبُ إِذا عمَّ الأَرض فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَدْ أَرْتَجَ؛ وأَنشد: فِي ظُلْمَة مِنْ بَعِيدِ القَعْرِ مُرْتاجِ وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ رَاتِجٌ، بِكَسْرِ التَّاءِ، وَهُوَ أُطُمٌ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ كَثِيرُ الذِّكر فِي الْحَدِيثِ والمغازي. رجج: الرَّجاجُ، بِالْفَتْحِ: الْمَهَازِيلُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالْغَنَمِ؛ قَالَ القُلاخُ بنُ حَزْنٍ: قَدْ بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ، ... فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجاجِ مَحوَة: اسْمُ عَلَمٍ لِرِيحِ الجَنُوب. وَالْعَجَاجُ: الْغُبَارُ. ودَمَّرَت: أَهلكت. وَنَعْجَةٌ رَجَاجَةٌ: مَهْزُولَةٌ. والإِبل رَجْراجٌ، وَنَاسٌ رَجْراجٌ: ضُعَفَاء لَا عُقُولَ لَهُمْ. الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى هملج؛ وأَنشد: أَعطى خَليلي نَعْجَةً هِمْلاجَا ... رَجَاجَةً، إِنَّ لَهَا رَجَاجَا قَالَ: الرَّجاجة الضَّعِيفَةُ الَّتِي لَا نِقْيَ لَهَا؛ وَرِجَالٌ رَجَاجٌ: ضُعَفَاءُ. التَّهْذِيبُ: الرَّجاجُ الضُّعَفاءُ مِنَ النَّاسِ والإِبل؛ وأَنشد: أَقْبَلْنَ، مِنْ نِيرٍ ومِنْ سُواجِ، ... بالقَوْمِ قَدْ مَلُّوا مِنَ الإِدْلاجِ، يَمْشُونَ أَفْواجاً إِلى أَفْوَاجِ، ... مَشْيَ الفَرَارِيجِ مَعَ الدَّجَاجِ، فَهُمْ رَجَاجٌ وَعَلَى رَجَاجِ أَي ضَعُفُوا مِنَ السَّيْرِ وَضَعُفَتْ رَوَاحِلُهُمْ. ورِجْرِجَةُ النَّاسِ: الَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ. والرِّجْرِجةُ: شِرارُ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «1» أَنه ذَكَرَ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: نَصَبَ قَصَباً عَلَّقَ فِيهَا خِرَقاً، فاتَّبَعَهُ رِجْرِجةٌ مِنَ النَّاسِ ؛ شَمِرٌ: يَعْنِي رُذال النَّاسِ ورِعاعهم الَّذِينَ لَا عُقُولَ لَهُمْ؛ يُقَالُ: رِجْراجَة مِنَ النَّاسِ ورِجْرجَةٌ. الْكِلَابِيُّ: الرِّجْرِجَةُ مِنَ الْقَوْمِ: الَّذِينَ لَا عَقْلَ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: النَّاسُ رَجاجٌ بَعْدَ هَذَا الشَّيْخِ ، يَعْنِي مَيْمُونَ بنَ مِهْرانَ؛ هُمْ رِعاعُ النَّاسِ وجُهَّالُهم. وَيُقَالُ للأَحمق: إِن قَلْبَكَ لكثيرُ الرَّجْرَجَةِ؛ وفلانٌ كَثِيرُ الرِّجْرِجَةِ أَي كَثِيرُ البُزاق. والرِّجْرِجَةُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ فِي الْحَرْبِ. والرَّجاجَةُ: عِرِّيسَةُ الأَسد. ورَجَّةُ الْقَوْمِ: اخْتِلَاطُ أَصواتهم، ورَجَّةُ الرَّعد: صَوْتُهُ. والرَّجُّ: التَّحْرِيكُ؛ رَجَّهُ يَرُجُّهُ رَجّاً: حَرَّكَهُ وزَلْزَلَه فارْتَجَّ، ورَجْرَجَهُ فَتَرَجْرَجَ. والرَّجُّ: تَحْرِيكُكَ شَيْئًا كَحَائِطٍ إِذا حَرَّكْتَهُ، وَمِنْهُ الرَّجْرَجَةُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ؛ مَعْنَى رُجَّتْ: حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً وزُلْزِلَتْ. والرَجْرَجَةُ: الاضطراب.

_ (1). قوله [وفي حديث الحسن] أَي لما خرج يزيد ونصب رايات سوداً، وقال: أدعوكم إلى سنة عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فقال الحسن في كلام له: نصب قصباً علق عليها خرقاً ثم اتبعه رجرجة من الناس، رعاع هباء. والرجرجة، بكسر الراءين: بقية الحوض كدرة خاثرة تترجرج. شبه بها الرذال من الأَتباع في أنهم لا يغنون عن المتبوع شيئاً كما لا تغني هي عن الشارب؛ وشبههم أيضاً بالهباء، وهو ما يسطع مما تحت سنابك الخيل. وهبا الغبار يهبو وأهبى الفرس، كذا بهامش النهاية.

وارْتَجَّ الْبَحْرُ وَغَيْرُهُ: اضْطَرَبَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُّ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، يَعْنِي إِذا اضْطَرَبَتْ أَمواجه؛ وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الرَّجِّ، وَهُوَ الْحَرَكَةُ الشَّدِيدَةُ؛ وَمِنْهُ: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا . وَرُوِيَ أَرْتَجَ مِنَ الإِرتاج الإِغْلاق، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا، فَمَعْنَاهُ أَغلق عَنْ أَن يَرْكَبَ، وَذَلِكَ عِنْدَ كَثْرَةِ أَمواجه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّفْخِ فِي الصُّوَرِ: فَتَرْتَجُّ الأَرض بأَهلها أَي تَضْطَرِبُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارْتَجَّتْ مكةُ بِصَوْتٍ عالٍ. وَفِي تَرْجَمَةِ رَخَخَ: رَخَّه شَدَخَه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فَلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ، ورَخَّه ... نِعاجٌ رَوافٍ، قَبْلَ أَن يَتَشَدَّدا قَالَ: وَيُرْوَى ورَجَّه، بِالْجِيمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وأَما شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ لقِيتُه بِصَعْقةٍ سمِعتُ لَهَا وَجْبَةَ قَلْبِه ورَجَّةَ صَدْرِهِ ؛ وَحَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ: جَاءَ فَرَجَّ البابَ رَجّاً شَدِيدًا أَي زَعْزَعَهُ وَحَرَّكَهُ. وَقِيلَ لابنةِ الخُسِّ: بمَ تَعْرِفِينَ لِقاحَ نَاقَتِكِ؟ قَالَتْ: أَرى العَيْنَ هاجَ، والسَّنَامَ راجَ، وتَمْشي وتَفَاجَ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأُراها تَفَاجُّ وَلَا تَبُولُ مَكَانَ قَوْلِهِ وَتَمْشِي وتَفاج؛ قَالَتْ: هاجَ فذكَّرَتِ العَيْنَ حَمْلًا لَهَا عَلَى الطرْف أَو الْعُضْوِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ احْتَمَلَتْ ذَلِكَ لِلسَّجْعِ. والرَّجَجُ: الِاضْطِرَابُ. وَنَاقَةٌ رَجَّاءُ: مُضْطَرِبَةُ السَّنامِ؛ وَقِيلَ: عَظِيمَةُ السَّنامِ. وكَتِيبَةٌ رَجْراجَة: تَمَخَّضُ فِي سَيْرِهَا وَلَا تَكَادُ تَسِيرُ لِكَثْرَتِهَا؛ قَالَ الأَعشى: ورَجْراجَةٍ، تَغْشَى النَّواظِرَ، فَخْمَةٍ، ... وكُومٍ، عَلَى أَكْنَافِهِنَّ الرَّحائِلُ وامرأَة رَجْراجَةُ: مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ يَتَرَجْرَجُ كَفَلُهَا وَلَحْمُهَا. وتَرَجْرَجَ الشيءُ إِذا جَاءَ وَذَهَبَ. وثَرِيدَةٌ رِجْراجَةٌ: مُلَيَّنَةٌ مُكْتَنِزَةٌ. والرِّجْرِجُ: مَا ارْتَجَّ مِنْ شَيْءٍ. التَّهْذِيبُ: الارْتِجاجُ مُطَاوَعَةُ الرَّجِّ. والرِّجْرِجُ والرِّجْرِجَةُ، بِالْكَسْرِ: بَقِيَّةُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ؛ قَالَ هِمْيانُ بنُ قُحافَةَ: فَأَسْأَرَتْ فِي الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا، ... قَدْ عادَ مِنْ أَنْفاسِها رَجَارِجَا الصِّحَاحُ: والرِّجْرِجَةُ، بِالْكَسْرِ، بقيةُ الْمَاءِ، فِي الْحَوْضِ، الكَدِرَةُ المختلطةُ بِالطِّينِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرارِ الناس كرِجْرِجَة الماء الخبيت ؛ الرِّجرِجة، بِكَسْرِ الرَّاءَيْنِ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ الْكَدِرِ فِي الْحَوْضِ الْمُخْتَلِطَةُ بِالطِّينِ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْحَدِيثُ يُرْوَى كرِجْراجَةٍ، وَالْمَعْرُوفُ فِي الْكَلَامِ رِجْرِجَة؛ والرَّجْراجَةُ: المرأَة الَّتِي يَتَرَجْرَجُ كَفَلُهَا. وكَتِيبة رَجْراجَة: تَمُوجُ مِنْ كَثْرَتِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فكأَنه، إِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ، قَصَدَ الرِّجْرِجة، فَجَاءَ بِوَصْفِهَا لأَنها طِينَةٌ رَقِيقَةٌ تَتَرَجْرَجُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ كرِجْراجَةِ الْمَاءِ الَّتِي لَا تُطْعِمُ «2»؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وإِنما الْمَعْرُوفُ الرِّجْرِجَةُ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع بالرِّجْراجَةِ فِي هَذَا الْمَعْنَى إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كرِجْرِجَةِ الْمَاءِ الْخَبِيثِ الَّذِي لَا يَطَّعِمُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَما كَلَامُ الْعَرَبِ فرِجْرِجَةٌ، وَهِيَ بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ الْكَدِرَةُ الْمُخْتَلِطَةُ بالطين، لا يمكن

_ (2). قوله [التي لا تطعم] من أطعم أَيْ لَا طَعْمَ لَهَا. وقوله [الذي لا يطعم] هو يفتعل من الطعم، كيطرد من الطرد أَيْ لَا يَكُونُ لَهَا طعم، أَفاده في النهاية.

شُرْبُهَا وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا، وإِنما تَقُولُ الْعَرَبُ الرَّجْراجَةُ لِلْكَتِيبَةِ الَّتِي تَمُوجُ مِنْ كَثْرَتِهَا؛ وَمِنْهُ قِيلَ: امرأَة رَجْراجَة يَتَحَرَّكُ جَسَدُهَا، وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الرِّجْرِجة فِي شَيْءٍ. والرِّجْرِجَةُ: الْمَاءُ الَّذِي قَدْ خَالَطَهُ اللُّعابُ. والرِّجرِجُ أَيضاً: اللُّعابُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقَرَةً أَكل السَّبُعُ وَلَدَهَا: كادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها، ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَنَاطِيلُ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ «1» شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ: والرِّجْرِجُ أَيضاً نَبْتٌ، وأَنشده. وَمَعْنَى يَسْحَطُها: يَذْبَحُهَا وَيَقْتُلُهَا، أَي لَمَّا رأَت الذِّئْبَ أَكل وَلَدَهَا، غَصَّتْ بِمَا لَا يُغَصُّ بِمِثْلِهِ لِشِدَّةِ حُزْنِهَا. وَالْخَنَاطِيلُ: الْقِطَعُ الْمُتَفَرِّقَةُ، أَي لَا تُسِيغُ أَكل الحَوْذانِ واللُّعاعِ مَعَ نُعُومَتِهِ. والرِّجْرِجُ: ماءُ القَريسِ. والرَّجْرَجُ: نَعْتُ الشَّيْءِ الَّذِي يَتَرَجْرَجُ؛ وأَنشد: وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجا والرِّجْرِجُ: الثَّرِيدُ المُلَبَّقُ. والرَّجْراجُ: شَيْءٌ مِنَ الأَدوية. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: رَجْرَجْتُ الماءَ ورَدَمْتُه أَي نَبَثْتُه. وارْتَجَّ الكلامُ: الْتَبَسَ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، قَالَ: وأَرض مُرْتَجَّةُ كثيرة النبات. رخج: اللَّيْثُ: رَخَجُ «2» أعْرابُ رَخَدَ، وَهُوَ اسْمُ كورَةٍ معروفة. ردج: الرَّدَجُ: أَول مَا يَخْرُجُ مِنَ بَطْنِ الصَّبِيِّ وَالْبَغْلِ والمُهْرِ والجَحْشِ والجَدْيِ والسَّخْلَةِ قَبْلَ الأَكل، وَهُوَ بِمَنْزِلَةٍ العِقْيِ مِنَ الصَّبِيِّ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَول شَيْءٍ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ كُلِّ ذِي حَافِرٍ إِذا وُلِدَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يأْكل شَيْئًا، وَالْجَمْعُ أَرْداجٌ. وَقَدْ رَدَجَ الْمُهْرُ يَرْدِجُ رَدْجاً، بِفَتْحِ الدَّالِّ فِي الْمَاضِي، وَكَسْرِهَا فِي الْآتِي، وَسُكُونِهَا فِي الْمَصْدَرِ؛ قَالَ الأَزهري: الرَّدَجُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِذِي الْحَافِرِ كَمَا قَالَ أَبو زَيْدٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَها رَدَجٌ فِي بَيْتِهَا تَسْتَعِدُّهُ، ... إِذا جاءَها، يَوْماً مِنَ الناسِ، خاطِبُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نِسَاءُ الأَعراب يَتَطَيَّرْنَ بالرَّدَجِ. والأَرَنْدَجُ واليَرَنْدَجُ: الْجِلْدُ الأَسود تُعمل مِنْهُ الخِفافُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا الأَرَنْدَجُ: جِلْدٌ أَسود تُعْمَلُ مِنْهُ الأَخفاف، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ مُسْتَوْفًى؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ، تمَشِّي نَعامها، ... كَمَشْيِ النَّصارى فِي خِفافِ اليَرَنْدَجِ وَقَالَ الأَعشى: عَلَيْهِ دَيابوذٌ، تَسَرْبَلَ تَحْتَهُ ... أَرَنْدَجُ إِسكافٍ يُخالِطُ عِظْلِما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورده الْجَوْهَرِيُّ أَرَنْدَجُ، وَصَوَابُهُ أَرَنْدَجَ، بِالنَّصْبِ. والدَّيابُوذُ: ثَوْبٌ يُنْسَجُ عَلَى نِيرَيْنِ؛ شَبَّهَ بِهِ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ لِبَيَاضِهِ، وَشَبَّهَ سَوَادَ قَوَائِمِهِ بالأَرَنْدَجِ. والعِظْلِمُ: شَجَرٌ لَهُ ثَمَرٌ أَحمر إِلى السَّوَادِ. واليَرَنْدَجُ بِالْفَارِسِيَّةِ: رَنْدَهْ؛ وَقِيلَ: هُوَ صِبْغٌ أَسود، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الدَّارِشَ؛ فأَما قوله

_ (1). قوله [وَهَذَا الْبَيْتُ أَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ إلخ] وضبط الرجرج في البيت، بكسر الراءين بالقلم، فِي نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ، كما ضبط كذلك في أصل اللسان، ولكن في القاموس الرجرج كفلفل أي بضم الراءين، نبت. ولعل الضبطين سمعا. (2). قوله [الليث رخج إلخ] عبارة ياقوت رخج كزمج أي بصم أوله وفتح ثانيه مشدداً، تعريب رخو بهذا الضبط: كورة ومدينة من نواحي كابل.

يَصِفُ امرأَة بالغَرارَةِ. لَمْ تَدْرِ مَا نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ... ودِرَاسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ فإِنه ظَنَّ أَن اليَرَنْدَجَ نَسْجٌ؛ وَقِيلَ: أَراد أَن هَذِهِ المرأَة لِغِرَّتِها وَقِلَّةِ تَجارِبها ظَنَّتْ أَن اليَرَنْدَجَ مَنْسُوجٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اليَرَنْدَجُ والأَرَنْدَجُ الدَّارِشُ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ جلدٌ غَيْرُ الدَّارِشِ؛ قَالَ: وَقِيلَ هُوَ الزَّاجُ يُسَوَّدُ بِهِ؛ وأَورد الأَزهري يَرَنْدَجَ وأَرندج فِي الرُّبَاعِيِّ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا يُقَالُ الرَّنْدَجُ. رعج: رَعَجَ البرقُ وَنَحْوُهُ يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ: اضطربَ وتتابعَ. والارتعاجُ فِي الْبَرْقِ: كثرتُه وتتابعُه. والإِرْعاجُ: تلأْلؤُ الْبَرْقِ وَتَفَرُّطُهُ فِي السَّحَابِ؛ وأَنشد الْعَجَّاجُ: سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مُرْعِجا قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الِارْتِعَاجُ وَالِارْتِعَاشُ وَالِارْتِعَادُ، وَاحِدٌ. وارْتَعَجَ الْعَدَدُ: كَثُرَ. وارْتِعاجُ الْمَالِ: كَثْرَتُهُ. والرَّعْجُ: الْكَثِيرُ مِنَ الشَّاءِ مِثْلُ الرَّفِّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَثُرَ مَالُهُ وَعَدَدُهُ: قَدِ ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عَدَدُهُ. وارْتَعَجَ الْوَادِي: امتلأَ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ؛ هُمْ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ، خَرَجُوا وَلَهُمُ ارْتِعاجٌ أَي كَثْرَةٌ واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورَعَجَني الأَمرُ وأَرْعَجَني: أَقلقني. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ الإِفك: فارْتَعَجَ العسكرُ ؛ قَالَ: وَيُقَالُ رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي أَقلقه؛ وَمِنْهُ رَعِجَ الْبَرْقُ وأَرْعَجَ إِذا تَتَابَعَ لمَعانه. قَالَ الأَزهري: هَذَا مُنْكَرٌ وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ مصحَّفاً، وَالصَّوَابُ أَزعجني بِمَعْنَى أَقلقني، بِالزَّايِ، وَسَنَذْكُرُهُ. رفج: اللَّيْثُ: الرَّفُوجُ أَصلُ كَرَبِ النَّخْلِ. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري «1» أَعربي أَم دَخِيلٌ؟ رمج: الرَّامِجُ: المِلْواحُ الَّذِي يُصَادُ بِهِ الصُّقُور وَنَحْوُهَا مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ، اسْمٌ كالغارِب. والتَّرْمِيجُ: إِفساد السُّطُورِ بَعْدَ تَسْوِيَتِهَا وَكِتَابَتِهَا بِالتُّرَابِ وَنَحْوِهِ؛ يُقَالُ: رَمَّجَ مَا كَتَبَ بِالتُّرَابِ حَتَّى فَسَدَ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّمْجُ إِلقاء «2» الطَّائِرِ سَجَّه أَي ذَرْقَه. رنج: الرَّانِجُ: النارَجِيلُ، وَهُوَ جَوْزُ الهِنْدِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: أَحسبه مُعَرَّبًا «3». رهج: الرَّهْجُ والرَّهَجُ: الْغُبَارُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا خَالَطَ قلبَ امْرِئٍ رَهَجٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حرَّم اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ ؛ الرَّهَجُ: الْغُبَارُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ دَخَلَ جَوْفَهُ الرَّهَجُ، لَمْ يَدْخُلْهُ حَرُّ النَّارِ. وأَرْهَجَ الغبارَ: أَثاره. والرَّهَجُ: السَّحَابُ الرَّقِيقُ كأَنه غُبَارٌ؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ: فَفِي كُلِّ دارٍ مِنْكِ للقَلْبِ حَسْرَةٌ، ... يكونُ لَهَا نَوْءٌ، مِنَ العينِ، مُرْهِجُ أَراد شِدَّةَ وَقْعِ دُمُوعِهَا حَتَّى كأَنها تُثِيرُ الْغُبَارَ. وأَرْهَجَتِ السَّمَاءُ إِرْهاجاً إِذا هَمَّتْ بِالْمَطَرِ. ونَوْءٌ مُرْهِج: كَثِيرُ الْمَطَرِ. والرَّهْوَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ السير. ومَشْيٌ رَهْوَجٌ:

_ (1). قوله [قَالَ الأَزهري وَلَا أَدري إلخ] في القاموس: الرفوج كصبور أصل كرب النخل، أزدية. (2). قوله [الرمج إلقاء إلخ] مصدر رمج من باب كتب كما في القاموس وغيره. (3). قوله [أَحسبه معرباً] بهامش شرح القاموس أنه معرب وأنه بفتح النون انتهى. وفي القاموس الرانج، بكسر النون: تمر أَملس كالتعضوض، واحدته بهاء، والجوز الهندي.

فصل الزاي

سَهْلٌ لَيِّنٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مَيَّاحَةٌ تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: رَهْوَه. والرِّهْجِيجُ: الضَّعِيفُ مِنَ الفُصْلان «1»؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: وَهِيَ تَبُدُّ الرُّبَعَ الرِّهْجِيجا ... فِي المَشْي، حَتَّى يَرْكَبَ الوَسِيجا ابْنُ الأَعرابي: أَرْهَجَ إِذا أَكثر بَخُورَ بَيْتِهِ، قَالَ: والرَّهَج الشَّغَبُ. روج: راجَ الأَمْرُ رَوْجاً وَرَواجاً: أَسرع. وَرَوَّجَ الشيءَ وَرَوَّجَ بِهِ: عَجَّلَ. وراجَ الشيءُ يَرُوجُ رَواجاً: نَفَقَ. ورَوَّجْتُ السِّلْعَةَ والدراهِمَ. وفلانٌ مُرَوِّجٌ، وأَمر مُرَوِّجٌ: مُخْتَلِطٌ. ورَوَّجَ الغُبارُ عَلَى رأْس الْبَعِيرِ: دامَ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّوْجَةُ العَجَلَةُ؛ ورَوَّجْتُ لَهُمُ الدراهِمَ. والأَوارِجة «2»: مِنْ كُتُبِ أَصحاب الدَّوَاوِينِ فِي الْخَرَاجِ وَنَحْوِهِ؛ وَيُقَالُ: هَذَا كِتَابُ التَّأْرِيجِ. ورَوَّجْتُ الأَمْرَ فَرَاجَ يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه. فصل الزاي زأج: التَّهْذِيبِ: شَمِرٌ: زَأَجَ بَيْنَ الْقَوْمِ وزَمَجَ إِذا حَرَّشَ. زبج: أَخذ الشَّيْءَ بزَأْبَجِهِ وزَأْمَجِهِ أَي بِجَمِيعِهِ إِذا أَخذه كُلَّهُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَقَدْ هُمِزَ، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ، قَالَ: أَلا تَرَى إِلى سِيبَوَيْهِ كَيْفَ أَلزم مَنْ قَالَ: إِن الأَلف فِيهِ أَصل لِعَدَمِ مَا يَذْهَبُ فِيهِ أَن يَجْعَلَهُ كَجَعْفَرٍ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْهَمْزَةُ فيهما غير أَصلية. زبرج: الزِّبْرِجُ: الوَشْيُ. والزِّبْرِجُ: الذَّهَبُ؛ وأَنشد: يَغْلي الدِّماغُ بِهِ كَغَلْيِ الزِّبْرِجِ والزِّبْرِج: زِينَةُ السِّلَاحِ. والزِّبرِج: السَّحَابُ الرَّقِيقُ فِيهِ حُمْرَةٌ. والزِّبرِج: السَّحَابُ النَّمِرُ بِسَوَادٍ وَحُمْرَةٍ فِي وَجْهِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا وَقِيلَ: هُوَ الْخَفِيفُ الَّذِي تَسْفِرُه الرِّيحُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَحمر مِنْهُ؛ وَسَحَابٌ مُزَبْرَجٌ. الْفَرَّاءُ: الزِّبْرِجُ السَّحَابُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. وَالسَّحَابُ النَّمِرُ: مُخَيِّلٌ لِلْمَطَرِ، وَالرَّقِيقُ لَا مَاءَ فِيهِ. وزِبْرِجُ الدُّنْيَا: غُرورها وَزِينَتُهَا. والزِّبرِجُ: النَّقْشُ. وزَبْرَجَ الشيءَ: حَسَّنَه. وكلُّ شَيْءٍ حَسَنٍ: زِبْرِجٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: ونَجا ابنُ حَمْراء العِجانِ حُوَيْرِثٌ، ... غَلَيَانُ أُمِّ دِماغِهِ كالزِّبْرِجِ الْجَوْهَرِيُّ: الزِّبْرِجُ، بِالْكَسْرِ: الزِّينَةُ مِنْ وَشْيٍ أَو جَوْهَرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ: يُقَالُ: زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ أَي مزيَّن؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعينهم وَراقَهُمْ زِبْرِجُها. زبردج: الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما جَاءَ الزَّبَرْدَج مَقْلُوبًا فِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ، وَذَلِكَ فِي الْقَافِيَةِ خَاصَّةً، وَذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ لَا تَقْلِبُ الخماسي. زجج: الزُّجُّ: زُجُّ الرُّمْحِ والسَّهم. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّجُّ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُرَكَّبُ فِي أَسفل الرمح، والسِّنانُ

_ (1). ومثله الرهجوج، كعصفور، كما في القاموس. (2). قوله [والأوارجة إلى آخر المادة] هذه العبارة قد ذكرها المؤلف في مادة أرج وهو محل ذكره لا هنا كما نبه عليه شارح القاموس.

يُرَكَّبُ عاليَتَه؛ والزُّجُّ تُرْكَزُ بِهِ الرُّمْح فِي الأَرض، والسِّنانُ يُطْعَنُ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَزْجاجٌ وأَزِجَّةٌ وزِجاجٌ وزِجَجَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ زُجّ الرُّمْحُ زِجاجٌ، بِالْكَسْرِ، لَا غَيْرُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا تَقُلْ أَزِجَّة. وأَزَجَّ الرُّمْحَ وزَجَّجَه وزَجَّاه، عَلَى الْبَدَلِ: ركَّبَ فِيهِ الزُّجَّ وأَزْجَجْتُه، فَهُوَ مُزَجٌّ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: أَصَمَّ رُدَيْنِيّاً، كأَنَّ كُعُوبَهُ ... نَوى القَضْبِ، عَرَّاضاً مُزَجّاً مُنَصَّلا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ أَزَجَّهُ إِذا أَزال مِنْهُ الزُّجَّ؛ وَرُوِيَ عَنْهُ أَيضاً أَنه قَالَ: أَزْجَجْتُ الرُّمح جَعَلْتُ لَهُ زُجّاً، ونَصَلْتُه: جَعَلْتُ لَهُ نَصْلًا، وأَنْصَلْتُه: نَزَعْتُ نَصْلَه؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَزْجَجْتُه إِذا نَزَعْتَ زُجَّه؛ قَالَ: وَيُقَالُ لنَصْل السَّهْم زُجٌّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ومَنْ يَعْصِ أَطرافَ الزِّجاجِ، فإِنه ... يُطِيعُ العَوالي، رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُ: مَنْ عَصَى الأَمر الصَّغِيرَ صَارَ إِلى الأَمر الْكَبِيرِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هَذَا مَثَلٌ. يَقُولُ: إِن الزُّجَّ لَيْسَ يُطْعَنُ بِهِ، إِنما الطَّعْنُ بِالسِّنَانِ، فَمَنْ أَبى الصُّلْحَ، وَهُوَ الزجُّ الَّذِي لَا طَعْنَ بِهِ، أُعطي الْعَوَالِيَ، وَهِيَ الَّتِي بِهَا الطَّعْنُ. قَالَ: ومَثل الْعَرَبُ: الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِفُ عَلَى الصُّلْحِ. قَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ: كَانُوا يَسْتَقْبِلُونَ أَعداءهم إِذا أَرادوا الصُّلْحَ بأَزجة الرِّمَاحِ؛ فإِذا أَجابوا إِلى الصُّلْحِ، وإِلا قَلَبُوا الأَسنة وَقَاتَلُوهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: زَجَّ إِذا طَعَنَ بالعَجَلَةِ. وزَجَّه يَزُجُّه زَجّاً: طَعَنَهُ بالزُّجِّ وَرَمَاهُ بِهِ، فَهُوَ مَزْجُوج. والزِّجاجُ: الأَنياب. وزِجاجُ الْفَحْلِ: أَنيابه؛ وأَنشد: لَهَا زِجاجٌ ولَهاة فارِضُ وزُجُّ المِرْفَقِ: طَرَفُه المحدَّدُ، كُلُّهُ عَلَى التَّشْبِيهِ. الأَصمعي: الزُّجُّ طَرَفُ الْمِرْفَقِ الْمُحَدَّدِ وإِبرة الذراع التي يَذْرَعُ الذارع مِنْ عِنْدِهَا. والمِزَجُّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: رُمْحٌ قَصِيرٌ كالمِزْراقِ فِي أَسفله زُجٌّ. وزَجَّ بِالشَّيْءِ مِنْ يَدِهِ يَزُجُّ زَجّاً: رَمَى بِهِ. والزَّجُّ: رَمْيُكَ بِالشَّيْءِ تَزُجُّ بِهِ عَنْ نَفْسِكَ. والزُّجُجُ: الحِرابُ المُنَصَّلَة. والزُّجُجُ أَيضاً: الْحَمِيرُ المُقْتَتِلَةُ. والزَّجَّاجَةُ: الِاسْتُ، لأَنها تَزُجُّ بالضَّرْطِ وَالزَّبْلِ. وزَجَّ الظلِيمُ بِرِجْلِهِ زَجّاً: عَدَا فَرَمَى بِهَا. وَظَلِيمٌ أَزَجُّ: يَزُجُّ بِرِجْلَيْهِ؛ وَيُقَالُ لِلظَّلِيمِ إِذا عَدا: زَجَّ بِرِجْلَيْهِ. والزَّجَجُ فِي النَّعَامَةِ: طولُ سَاقَيْهَا وَتَبَاعُدُ خَطْوها؛ يُقَالُ: ظَلِيم أَزَجُّ وَرَجُلٌ أَزَجُّ طَوِيلُ السَّاقَيْنِ. والأَزَجُّ مِنَ النَّعَامِ: الَّذِي فَوْقَ عَيْنِهِ رِيشٌ أَبيض، وَالْجَمْعُ الزُّجُّ. والزُّجُّ: النَّعَامُ، الْوَاحِدَةُ زَجَّاءُ، وأَزَجُّ لِلذَّكَرِ، وَهُوَ الْبَعِيدُ الخَطْوِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يَطْرُدُ الزُّجَّ، يُبارِي ظِلَّهُ ... بِأَسِيلٍ كالسِّنانِ المُنْتَخَلْ يَقُولُ: رأْس هَذَا الْفَرَسِ مَعَ رأْس الزُّجِّ يُبَارِيهِ بخدِّه. والزُّج هَاهُنَا: السِّنَانُ. بأَسِيل: بِخَدٍّ طَوِيلٍ. وظَلِيمٌ أَزَجُّ: بعيدُ الخَطْوِ. وَنَعَامَةٌ زَجَّاءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَةً: جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سَنادٌ، يَشُلُّها ... وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ جُماليَّةٌ أَي عَظِيمَةُ الْخَلْقِ كأَنها جَمَلٌ. وحَرْفٌ: قَوِيَّةٌ. وسَناد: مُشْرِفَة. وأَزَجُّ الخطوِ: وَاسْعُهُ. وَالْوَظِيفُ:

عَظْمُ السَّاقِ. والسَّهْوَقُ: الطَّوِيلُ. ويَشُلُّها: يَطْرُدُهَا. والزَّجَجُ فِي الإِبل: رَوَحٌ فِي الرَّجْلَيْنِ وَتَحْنِيبٌ. والزَّجَجُ: رِقَّة مَحَطِّ الْحَاجِبَيْنِ ودِقَّتُهُما وَطُولُهُمَا وسُبُوغُهما واسْتِقْواسُهُما؛ وَقِيلَ: الزَّجَجُ دِقَّة فِي الْحَاجِبَيْنِ وطُولٌ؛ وَالرَّجُلُ أَزَجُّ، وَحَاجِبٌ أَزَجُّ ومُزَجَّجٌ. وزَجَّجَتِ المرأَةُ حَاجِبَهَا بالمِزَجِّ: دَقَّقَتْهُ وَطَوَّلَتْهُ؛ وَقِيلَ: أَطالته بالإِثمد؛ وَقَوْلُهُ: إِذا مَا الْغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْماً، ... وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعُيونا إِنما أَراد: وَكَحَّلْنَ العيونَ؛ كَمَا قَالَ: شَرّابُ أَلْبانٍ وتَمْرٍ وأَقِطْ أَراد: وَآكِلُ تمرٍ وأَقِط، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: عَلَفْتُها تِبْناً وَمَاءً بَارِدًا، ... حَتَّى شَتَتْ، هَمَّالَةً، عَيْناها أَي وَسَقَيْتُهَا مَاءً بَارِدًا. يُرِيدُ أَن مَا جَاءَ مِنْ هَذَا فإِنما يَجِيءُ عَلَى إِضمار فِعْلٍ آخَرَ يَصِحُّ الْمَعْنَى عَلَيْهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: يَا لَيْتَ زَوْجَكِ، قَدْ غَدا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا تَقْدِيرُهُ: وَحَامِلًا رُمْحًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ بَيْتٍ عَلَى: زَجَّجَتِ المرأَة حَاجِبَيْهَا، وَهُوَ: وزَجَّجْنَ الحواجبَ وَالْعَيُونَا قَالَ: هُوَ لِلرَّاعِي وَصَوَابُهُ يُزَجِّجْنَ؛ وَصَدْرُهُ: وهِزَّةِ نِسْوَةٍ مِنْ حَيِّ صِدْقٍ، ... يُزَجِّجْنَ الحواجبَ والعُيونا وَبَعْدِهِ: أَنَخْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غِسْلٍ، ... سَراةَ اليَوْمِ، يَمْهَدْنَ الكُدُونا ذَاتُ غِسْل: مَوْضِعٌ. ويَمْهَدْنَ: يُوَطِّئْنَ. وَالْكُدُونُ: جَمْعُ كِدْنٍ، وَهُوَ مَا تُوَطِّئُ بِهِ المرأَة مَرْكَبَهَا مِنْ كِسَاءٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ ؛ الزَّجَجُ: تَقَوُّسٌ فِي النَّاصِيَةِ مَعَ طُولٍ فِي طَرَفِهِ وامتدادٍ. والمِزَجَّةُ: مَا يُزَجَّجُ بِهِ الحاجبُ. والأَزَجُّ: الحاجبُ، اسْمٌ لَهُ فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي اسْتَسْلَفَ أَلف دِينَارٍ فِي بَنِي إِسرائيل: فأَخذ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا وأَدخل فِيهَا أَلف دِينَارٍ وَصَحِيفَةً، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَها أَي سَوَّى مَوْضِعَ النَّقْرِ وأَصلحه؛ مِن تَزْجِيجِ الْحَوَاجِبِ، وَهُوَ حَذْفُ زَوَائِدِ الشِّعْرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مأْخوذاً مِنَ الزُّجِّ النَّصْلِ، وَهُوَ أَن يَكُونَ النَّقْرُ فِي طَرَفِ الْخَشَبَةِ، فَتَرَكَ فِيهِ زُجّاً لِيُمْسِكَهُ وَيَحْفَظَ مَا فِي جَوْفِهِ. وازْدَجَّ النبتُ: اشْتَدَّتْ خُصاصُه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ فأَمسى الْمَسْجِدُ مِنَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ زَاجًّا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْجَرْمِيُّ أَظنه جأْزاً أَي غَاصًّا بِالنَّاسِ، فَقُلِبَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: جَئِزَ بِالشَّرَابِ جَأَزاً إِذا غُصَّ بِهِ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ رَاجًّا، بِالرَّاءِ؛ أَراد أَنَّ لَهُ رَجَّةً مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ. والزُّجاجُ والزَّجاجُ والزِّجاجُ: الْقَوَارِيرُ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ ذَلِكَ زُجاجَةٌ، بِالْهَاءِ، وأَقلها الْكَسْرُ. اللَّيْثُ: والزُّجاجَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: القِنْديلُ. وأَجماد الزِّجاج: بالصَّمَّان؛ ذَكَرَهُ ذُو الرُّمَّةِ: فَظَلَّتْ، بأَجْمادِ الزِّجاجِ، سَواخِطاً ... صِياماً، تُغَنِّي، تَحْتَهُنَّ، الصفائحُ

يَعْنِي الْحَمِيرَ سَخِطت عَلَى مَرْتَعِهَا لِيُبْسِهِ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للقَدَحِ: زُجاجَة، مَضْمُومَةُ الأَول، وإِن شِئْتَ مَكْسُورَةٌ، وإِن شِئْتَ مَفْتُوحَةٌ، وَجَمْعُهَا زِجاجٌ وزُجاج وزَجاجٌ. والزَّجَّاجُ: صَانِعُ الزُّجاج، وَحِرْفَتُهُ الزِّجاجَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراها عِراقِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ زُجِّ لاوَةَ، وَهُوَ بِضَمِّ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ: مَوْضِعٌ نَجْدِيٌّ بَعَثَ إِليه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الضحاكَ بْنَ سُفْيَانَ يَدْعُو أَهله إِلى الإِسلام. وزُجٌّ أَيضاً: ماءُ أَقطعه رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العَدَّاءَ بْنَ خالد. زرج: الزَّرْجُ: جَلَبَةُ الْخَيْلِ وأَصواتها؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرفه. وزَرَجَه بِالرُّمْحِ يَزْرُجُه زَرْجاً: زَجَّه؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِاللُّغَةِ الْعَالِيَةِ. وَذَكَرَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: الزَّرْجُون الْخَمْرُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ زرجن. زرنج: زَرَنْجُ: كُورَةٌ أَو مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابنُ الرُّقَيَّاتِ: جَلَبُوا الخَيْلَ منْ تِهامَةَ، حَتَّى ... وَرَدَتْ خَيْلُهُمْ قُصُورَ زَرَنْجِ زعج: الإِزْعاجُ: نقيضُ الْإِقْرَارِ؛ تَقُولُ أَزْعَجْتُه مِنْ بِلَادِهِ فَشَخَصَ، وانْزَعَج قَلِيلًا؛ قَالَ: وَلَوْ قِيلَ انْزَعَجَ وازْدَعَجَ لَكَانَ قِيَاسًا، وَلَا يَقُولُونَ أَزْعَجْتُه فزَعَج؛ وَالِاسْمُ: الزَّعَجُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ زَعَجَهُ وأَزعجه إِذا أَقلقه. والزَّعَجُ: القَلَقُ. وَقَدْ أَزْعَجَه الأَمر إِذا أَقلقه. وَفِي حَدِيثِ أَنس: رأَيت عُمَرَ يُزْعِجُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، إِزْعاجاً يَوْمَ السَّقِيفَةِ أَي يُقيمه وَلَا يَدَعُهُ يَسْتَقِرُّ حَتَّى بَايَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلْعَةَ ويَمْحَقُ البَرَكَةَ ؛ قَالَ الأَزهري: فَسَّرَهُ، فَقَالَ: يُزعِج السِّلْعَة يَحُطُّهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي يُنَفِّقُها وَيُخْرِجُهَا مِنْ يَدِ صَاحِبِهَا ويُقْلِقُها. والمِزْعاجُ: المرأَة الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ. زعبج: الزَّعْبَجُ «3»: الغَيْمُ الأَبيضُ، قَالَهُ الأَزهري؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الزَّعْبَجُ سَحَابٍ رَقِيقٍ وَلَيْسَ بِثَبَتٍ؛ قَالَ الأَزهري: والزَّعْبَجُ الزيتون. زعلج: الزَّعْلَجَةُ: سُوءُ الخُلُق. زغنج: الزَّغْنَج «4»: ثَمَرُ العُتْمِ وَهُوَ زَيْتُونُ الْجِبَالِ، وَهُوَ مِثْلُ النَّبْقِ الصِّغَارِ، يَكُونُ أَخضر ثُمَّ يبيضُّ ثُمَّ يسودُّ فَيَحْلُو فِي مَرَارَةٍ، وعَجَمَتُه مِثْلُ عَجَمَةِ النَّبْقِ، يُؤْكَلُ وَيُطْبَخُ وَيُصَفَّى مَاؤُهُ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا كَرُبِّ العِنَب. زلج: الزَّلْجُ والزَّلَجانُ: سَيْرٌ لَيِّنٌ. والزَّلْجُ: السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ وَغَيْرِهِ؛ زَلَجَ يَزْلِجُ «5» زَلْجاً وزَلَجاناً وزَلِيجاً، وانْزَلَجَ؛ وأَنشد الأَزهري: وَكَمْ هَجَعَتْ، وَمَا أَطْلَقْتُ عَنْهَا ... وَكَمْ زَلَجَتْ، وظِلُّ اللَّيلِ دَاني وَنَاقَةٌ زَلَجَى وزَلوجٌ: سَرِيعَةٌ فِي السَّيْرِ؛ وَقِيلَ: سَرِيعَةُ الفَراغِ عِنْدَ الحَلْبِ. والزَّلِيجَةُ: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. اللَّيْثُ: الزَّلَجُ سرعة

_ (3). قوله [الزعبج] كجعفر وزبرج كما في القاموس. (4). قوله [الزغنج] كذا بالأَصل بالنون بعد الغين المعجمة، وفي القاموس بالباء الموحدة بدل النون، كما نبه على ذلك شارحه. (5). قوله [زلج يزلج] بابه ضرب خلافاً لمقتضى إطلاق القاموس.

ذَهَابِ الْمَشْيِ وَمُضِيُّهُ. يُقَالُ: زَلَجَتِ الناقةُ تَزْلِجُ زَلْجاً إِذا مَضَتْ مُسْرِعَةً كأَنها لَا تُحَرِّكُ قَوَائِمَهَا مِنْ سُرْعَتِهَا؛ وأَما قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا زَلَجَتْ عَنْ كلِّ حَنْجَرَةٍ ... إِلى الغَلِيلِ، وَلِمَ يَقْصَعْنَهُ، نُغَبُ فإِنه أَراد: انْحَدَرَتْ فِي حَنَاجِرِهَا مُسْرِعَةً لِشِدَّةِ عَطَشِهَا. اللِّحْيَانِيُّ: سِرْنا عَقَبَةً زَلوجاً وزَلوقاً أَي بَعِيدَةً طَوِيلَةً. والزَّلَجانُ: التَّقَدُّمُ فِي السُّرْعَةِ وَكَذَلِكَ الزَّبَجانُ. وَمَكَانٌ زَلْجٌ وزَلِيجٌ أَي دَحْضٌ. أَبو زَيْدٍ: زَلَجَتْ رِجْلُه وزَبَجَتْ؛ وأَنشد: قَامَ عَنْ مَرْتَبَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ ومَرَّ يَزْلِجُ، بِالْكَسْرِ، زَلْجاً وزَلِيجاً إِذا خَفَّ عَلَى الأَرض. وقِدْحٌ زَلوجٌ: سَرِيعُ الِانْزِلَاجِ مِنَ الْقَوْسِ؛ قَالَ: فَقِدْحُه زَجْلٌ زَلوج والزِّلاجُ والمِزْلاجُ: مِغْلَاقُ الْبَابِ، سمِّي بِذَلِكَ لِسُرْعَةِ انْزِلَاجِهِ. وَقَدْ أَزْلَجْتُ البابَ أَي أَغلقته. والمِزْلاجُ: المِغْلاق إِلَّا أَنه يَنْفَتِحُ بِالْيَدِ، وَالْمِغْلَاقُ لَا يُفْتَحُ إِلا بِالْمِفْتَاحِ. غَيْرُهُ: المِزْلاجُ: كَهَيْئَةِ الْمِغْلَاقِ وَلَا يَنْغَلِقُ، وَإِنَّهُ يُغْلَقُ بِهِ الْبَابُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَزالِيجُ أَهل الْبَصْرَةِ، إِذا خَرَجَتِ المرأَة مِنْ بَيْتِهَا وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ رَاقِبٌ تَثِقُ بِهِ خَرَجَتْ فَرَدَّتْ بَابَهَا، وَلَهَا مِفْتَاحٌ أَعْقَفُ مِثْلُ مَفَاتِيحِ الْمَزَالِيجِ مِنْ حَدِيدٍ، وَفِي الْبَابِ ثَقْبٌ فَتُزْلِجُ فِيهِ الْمِفْتَاحُ فَتُغْلِقُ بِهِ بَابَهَا. وَقَدْ زَلَجَتْ بَابَهَا زَلْجاً إِذا أَغلقته بِالْمِزْلَاجِ. وَمَكَانٌ زَلْجٌ وزَلَجٌ أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي زَلَقٌ. والتَّزَلُّجُ: التزلُّقُ. ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ زَلَخَ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ: فِي حَدِيثِ الْمُحَارِبِيِّ الَّذِي أَراد أَن يَفْتِكَ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ بَعْضُهُمْ فزَلَجَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، يَعْنِي بِالْجِيمِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. وَالسَّهْمُ يَزْلِجُ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَيَمْضِي مَضاءً زَلْجاً، فإِذا وَقَعَ السَّهْمُ بالأَرض وَلَمْ يَقْصِدْ إِلى الرَّمِيَّةِ، قُلْتَ: أَزْلَجْتَ السَّهْمَ يَا هَذَا. وزَلَجَ السهمُ يَزْلِجُ زُلوجاً وزَلِيجاً: وَقَعَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَلَمْ يَقْصِدِ الرَّمِيَّةَ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى: مُرُوق نَبْلِ الغَرَضِ الزَّوالِجِ وَسَهْمٌ زَلْجٌ: كأَنه وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ، وَقَدْ أَزْلَجْتُه. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الزَّالِجُ مِنَ السِّهَامِ إِذا رَمَاهُ الرَّامِي فَقَصَّرَ عَنِ الهَدف، وأَصاب صَخْرَةً إِصابةً صُلْبَةً، فاستقلَّ مِنْ إِصابة الصَّخْرَةِ إِياه، فَقَوِيَ وَارْتَفَعَ إِلى القِرْطاسِ، فَهُوَ لَا يُعَدُّ مُقَرْطِساً، فَيُقَالُ لِصَاحِبِهِ الحِتْنِيِّ: لَا خَيْرَ فِي سَهْمٍ زَلْجٍ وَسَهْمٌ زالِجٌ: يَتَزَلَّجُ عَنِ الْقَوْسِ؛ وَفِي نُسْخَةٍ: يَنْزَلِجُ عَنِ الْقَوْسِ. والمِزْلاجُ مِنَ النِّسَاءِ: الرَّسْحاءُ. والمُزَلَّجُ: الْبَخِيلُ. والمُزَلَّجُ مِنَ العَيْش: المُدافَعُ بالبُلْغَةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عتْقُ النَّجاءِ، وعَيْشٌ فِيهِ تَزْلِيجُ والمُزَلَّجُ: الدُّون مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وحُبٌّ مُزَلَّجٌ: فِيهِ تَغْرِيرٌ؛ وَقَالَ مُلَيْحٌ: وَقَالَتْ: أَلا قَدْ طالَ مَا قَدْ غَرَرْتَنا ... بِخَدْعٍ، وَهَذَا مِنْكَ حُبٌّ مُزَلَّجُ والمُزَلَّجُ: الَّذِي لَيْسَ بتامِّ الحَزْمِ؛ قَالَ: مَخارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ، ... حينَ يَنامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ

وَقِيلَ: هُوَ الناقصُ الدُّونُ الضعيفُ؛ وَقِيلَ: هُوَ النَّاقِصُ الخَلْقِ؛ وَقِيلَ: المُزَلَّجُ المُلْزَقُ بِالْقَوْمِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ؛ وَقِيلَ: الدَّعِيُّ. وعَطاءٌ مُزَلَّجٌ: مُدَبَّقٌ لَمْ يَتِمَّ. وَكُلُّ مَا لَمْ تُبَالِغْ فِيهِ وَلَمْ تَحْكُمْهُ، فَهُوَ مُزَلَّجٌ. وَعَطَاءٌ مُزَلَّجٌ أَي وَتِحٌ قَلِيلٌ. وزَلَّجَ فُلَانٌ كَلَامَهُ تَزْلِيجاً إِذا أَخرجه وسَيَّرَهُ؛ وَقَالَ ابن مقبل: وصالِحَةِ العَهْدِ زَلَّجْتُها ... لِواعِي الفُؤَادِ، حَفِيظِ الأُذُنْ يَعْنِي قَصِيدَةً أَو خُطْبَةً. وتَزَلَّجَ النبيذَ والشرابَ: أَلَحَّ فِي شُرْبِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، كَتَسَلَّجَه. والزَّالِجُ: الَّذِي يَشْرَبُ شُرْبًا شَدِيدًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَتَرَكْتُ فُلَانًا يَتَزَلَّجُ النَّبِيذَ أَي يُلِحُّ في شربه. والزَّالِجُ: النَّاجِي مِنَ الغَمَراتِ؛ يُقَالُ زَلَجَ يَزْلِجُ فِيهِمَا جَمِيعًا. ابْنُ الأَعرابي: الزُّلُجُ السِّراحُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. والزُّلُجُ: الصُّخُورُ المُلْسُ. زمج: زَمَجَ قِرْبَتَه وسِقاءَه زَمْجاً إِذا ملأَهما، لُغَةً فِي جَزَمَها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه مَقْلُوبٌ، وَالْمَصْدَرُ يأْبى ذَلِكَ. وزَمَجَ الرجلُ زَمْجاً: دَخَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِغَيْرِ دَعْوَةٍ فأَكل؛ ابْنُ الأَعرابي: زَمَجَ عَلَى الْقَوْمِ ودَمَقَ ودَمَرَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والزَّمَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: الغَضَبُ، وَقَدْ زَمِجَ، بِالْكَسْرِ. الأَصمعي: قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا مَنْ أَشْجَعَ يَقُولُ: مَا لِي أَراك مُزْمَئِجّاً؟ أَي غَضْبَانَ. والزِّمِجَّى: مَنْبِتُ ذَنَبِ الطَّائِرِ مِثْلُ الزِّمِكَّى. والزُّمَّجُ: طَائِرٌ دُونَ العُقاب يُصَادُ بِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ العِقْبانِ، وَقَدْ يُقَالُ: زُمَّجَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي حَاتِمٍ أَنه معرَّب، قَالَ: وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ الزَّمَّجَ فِي الصِّفَاتِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ السِّيرَافِيُّ؛ قَالَ: والأَعرف أَنه الزُّمَّحُ، بِالْحَاءِ. والزُّمَّجُ، مِثْلُ الخُرَّدِ: اسْمُ طَيْرٍ يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ «1»: دَهْ بِرادَرانْ. التَّهْذِيبِ: الزُّمَّجُ طَائِرٌ دُونَ الْعِقَابِ فِي قِمَّتِهِ حُمْرةٌ غالبة، تسميه العجم دو بِرادَرانْ، وَتَرْجَمَتُهُ أَنه إِذا عَجَزَ عَنْ صَيْدِهِ أَعانه أَخوه عَلَى أَخذه. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ: رَجُلٌ زُمَّجٌ وزُماجٌ، وَهُوَ الْخَفِيفُ الرِّجْلَيْنِ. وَجَاءَنِي الْقَوْمُ بِزَأْمَجِهمْ، مَهْمُوزٌ، أَي بأَجمعهم. وأَخذ الشيءَ بِزَأْمَجِه وزَأْبَجِهِ وزَأْبَرِهِ إِذا أَخذه كُلَّهُ، وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا؛ وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ عِنْدَ ذِكْرِ الْعَالِمِ وَالنَّاصِرِ وَقَدْ هُمِزَا؛ وَقِيلَ: الهمزة فيهما أَصلية. وازْمَأَجَّتِ الرُّطَبَةُ: انْتَفَخَتْ مِنْ حَرٍّ أَو نَدًى أَو انْتِهَاءٍ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. شَمِرٌ: زَأَجَ بَيْنَ الْقَوْمِ وزَمَجَ إِذا حَرَّشَ. زنج: الزِّنْجُ والزَّنْجُ، لُغَتَانِ: جِيلٌ مِنَ السُّودانِ وَهُمُ الزُّنُوجُ، وَاحِدُهُمْ زِنْجِيٌّ وزَنْجِيٌّ؛ حكاه ابن السكيت وأَبو عُبَيْدٍ مِثْلُ رُومِيٍّ ورُومٍ وفارِسِيٍّ وفُرْسٍ، لأَن يَاءَ النَّسب عَدِيلَةُ هَاءِ التأْنيث فِي السُّقُوطِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُهُ: تَرَاطُن الزِّنجِ بِزَجْلِ الأَزْنُجِ فَزَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَنه كُسر عَلَى إِرادة الطَّوَائِفِ والأَبْطُنِ. وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ: يَا زَنَاجِ للزِّنْجِيِّ، صَرَّحَ الْفَارِسِيُّ بِفَتْحِ أَوله وكسر آخره.

_ (1). قوله [يقال له بالفارسية إلخ] هذه عبارة الجوهري، ولكونه وهم في فارسيته أَتى بعبارة التهذيب التي هي الصواب، وذلك لأن ده معناها عشرة وهو لا يوافق قولهم: وترجمته أَنه إلخ. ودو معناها اثنان وهو الموافق كما أفاده شارح القاموس.

والزَّنَجُ: شِدَّةُ الْعَطَشِ. وزنِجَت الإِبل زَنَجاً: عَطِشَتْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَضَاقَتْ بُطُونُهَا؛ وَكَذَلِكَ زنِج الرجلُ مَنْ تَرَكَ الشُّرْبَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبِ: زَنِجَ زَنَجاً وصَرَّ صَريراً وصَرِيَ وصَدِيَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو عَمْرٍو: الزِّنَاجُ المُكافَأَةُ بِخَيْرٍ أَو شَرٍّ. ابْنُ بُزُرْجَ: الزَّنَجُ والحَجَزُ وَاحِدٌ. يُقَالُ: حَجِزَ الرجلُ وزَنِجَ، وَهُوَ أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرَّجُلِ وَمَصَارِينُهُ مِنَ الظمإِ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُكْثِرَ الشُّرْبَ أَو الطُّعْمَ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ: فَزَنَجَ شيءٌ أَقْبَلُ طويلُ العُنُقِ، فَقُلْتُ: مَا أَنت؟ فَقَالَ: أَنا النَّقَّاد ذُو الرَّقَبَةِ ؛ قَالَ: لَا أَدري مَا زَنَجَ، لَعَلَّهُ بِالْحَاءِ؛ والزَّنْحُ: الدَّفْعُ كأَنه يُرِيدُ هُجُومَ هَذَا الشَّخْصِ وإِقباله؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ زَلَجَ، بِاللَّامِ، وَهُوَ سُرْعَةُ ذَهَابِ الشَّيْءِ ومضيه، وقيل: هو بالحاء بِمَعْنَى سَنَحَ وعَرَضَ. وتَزَنَّجَ عليَّ فلانٌ: تَطاوَلَ. زنفلج: الزَّنْفَلِيجَةُ والزِّنْفِلِيجَةُ: الكِنْفُ. الْجَوْهَرِيُّ: والزِّنْفِيلَجَةُ، بِكَسْرِ الزَّايِ وَالْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ: شَبِيهٌ بالكِنْفِ؛ قَالَ: وَهُوَ معرَّب، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ: زِين بِيلَهْ، فإِن قَدَّمْتَ اللَّامَ عَلَى الْيَاءِ كَسَرْتَهَا وَفَتَحْتَ مَا قبلها، فقلت: الزَّنْفَلِيجَة. زهرج: التَّهْذِيبِ: فِي تَرْجَمَةِ سَمْهَجَ مِنْ أَبيات: تَسْمَعُ للجنِّ بِهَا زَهَارجا يَعْنِي حكاية عَزِيفِ الجن. زهلج: التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: زَهْلَجَ لَهُ الحديثَ وزَهْلَقَهُ وزَهْمَجَه. زهمج: التَّهْذِيبِ فِي النَّوَادِرِ: زَهْلَجَ لَهُ الْحَدِيثَ وزَهْلَقَه وزَهْمَجَه. زوج: الزَّوْجُ: خِلَافُ الفَرْدِ. يُقَالُ: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كَمَا يُقَالُ: خَساً أَو زَكاً، أَو شَفْعٌ أَو وِتْرٌ [وِتَرٌ]؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعْدِيُّ: مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ، وَهْناً، كلَّ صادِقَةٍ، ... باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَيْرَ أَزْوَاجِ لأَن بَيْضَ القَطَا لَا يَكُونُ إِلَّا وِتْراً. وَقَالَ تَعَالَى: وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ؛ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَيضاً يُسَمَّى زَوْجاً، وَيُقَالُ: هُمَا زَوْجان لِلِاثْنَيْنِ وَهُمَا زَوْجٌ، كَمَا يُقَالُ: هُمَا سِيَّانِ وَهُمَا سَواءٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: الزَّوْجُ الفَرْدُ الَّذِي لَهُ قَرِينٌ. وَالزَّوْجُ: الِاثْنَانِ. وَعِنْدَهُ زَوْجَا نِعالٍ وَزَوْجَا حَمَامٍ؛ يَعْنِي ذَكَرَيْنِ أَو أُنثيين، وَقِيلَ: يَعْنِي ذَكَرًا وأُنثى. وَلَا يُقَالُ: زَوْجُ حَمَامٍ لأَن الزَّوْجَ هُنَا هُوَ الْفَرْدُ، وَقَدْ أُولعت بِهِ الْعَامَّةُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: الْعَامَّةُ تُخْطِئُ فَتَظُنُّ أَن الزَّوْجَ اثْنَانِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَذَاهِبِ الْعَرَبِ، إِذ كَانُوا لَا يَتَكَلَّمُونَ بالزَّوْجِ مُوَحَّداً فِي مِثْلِ قَوْلِهِمْ زَوْجُ حَمامٍ، وَلَكِنَّهُمْ يُثَنُّونَهُ فَيَقُولُونَ: عِنْدِي زَوْجَانِ مِنَ الْحَمَامِ، يَعْنُونَ ذَكَرًا وأُنثى، وَعِنْدِي زَوْجَانِ مِنَ الْخِفَافِ يَعْنُونَ الْيَمِينَ وَالشِّمَالَ، وَيُوقِعُونَ الزَّوْجَيْنِ عَلَى الْجِنْسَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ نَحْوَ الأَسود والأَبيض وَالْحُلْوِ وَالْحَامِضِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَدُلُّ عَلَى أَن الزَّوْجَيْنِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اثْنَانِ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ؛ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَمَا تَرَى زَوْجٌ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ . وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ ؛ قَالَ: السَّمَاءُ زَوْج، والأَرض

زَوْجٌ، وَالشِّتَاءُ زَوْجٌ، وَالصَّيْفُ زَوْجٌ، وَاللَّيْلُ زَوْجٌ، وَالنَّهَارُ زَوْجٌ، وَيُجْمَعُ الزَّوْجُ أَزْوَاجاً وأَزَاوِيجَ؛ وَقَدِ ازْدَوَجَتِ الطَّيْرُ: افْتِعالٌ مِنْهُ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ* ؛ أَراد ثَمَانِيَةَ أَفراد، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا تَقُولُ لِلْوَاحِدِ مِنَ الطَّيْرِ زَوْجٌ، كَمَا تقول للاثنين زوجان، بل يَقُولُونَ لِلذَّكَرِ فَرْدٌ وللأُنثى فَرْدَةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: خَرَجْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً، ... ينادُونَ تَغْلِيساً سِمالَ المَدَاهِنِ وَتُسَمِّي الْعَرَبُ، فِي غَيْرِ هَذَا، الِاثْنَيْنِ زَكاً، والواحدَ خَساً؛ وَالِافْتِعَالُ مِنْ هَذَا الْبَابِ: ازْدَوَجَ الطيرُ ازْدواجاً، فَهِيَ مُزْدوِجَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ أَنفق زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتَدَرَتْه حَجَبَة الْجَنَّةِ؛ قُلْتُ: وَمَا زَوْجَانِ مِنْ مَالِهِ؟ قَالَ: عَبْدَانِ أَو فرَسان أَو بَعِيرَانِ مِنْ إِبله ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: دِينَارَيْنِ وَدِرْهَمَيْنِ وَعَبْدَيْنِ وَاثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّوْجُ اثْنَانِ، كلُّ اثْنَيْنِ زَوْجٌ؛ قَالَ: وَاشْتَرَيْتُ زَوْجَين مِنْ خِفَافٍ أَي أَربعة؛ قَالَ الأَزهري: وأَنكر النَّحْوِيُّونَ مَا قَالَ، والزَّوجُ الفَرْدُ عِنْدَهُمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ والمرأَة: الزَّوْجَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ* ؛ يُرِيدُ ثَمَانِيَةَ أَفراد؛ وَقَالَ: احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. يُقَالُ للمرأَة: إِنها لَكَثِيرَةُ الأَزْواج والزَّوَجَةِ؛ والأَصل فِي الزَّوْجِ الصِّنْفُ والنَّوْعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَكُلُّ شَيْئَيْنِ مُقْتَرِنَيْنِ، شَكْلَيْنِ كَانَا أَو نَقِيضَيْنِ، فَهُمَا زَوْجَانِ؛ وكلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ. يُرِيدُ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَنفق صِنْفَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ قَالَ: وَهُوَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى مِثْلَهُ أَبو هُرَيْرَةَ عَنْهُ. وَزَوْجُ المرأَة: بَعْلُهَا. وَزَوْجُ الرَّجُلِ: امرأَته؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَالرَّجُلُ زَوْجُ المرأَة، وَهِيَ زَوْجُهُ وَزَوْجَتُهُ، وأَباها الأَصمعي بِالْهَاءِ. وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ أَنه سَمِعَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْكَلَامُ بِالْهَاءِ، أَلا تَرَى أَن الْقُرْآنَ جَاءَ بِالتَّذْكِيرِ: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ؟ * هَذَا كلُّه قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَما الزَّوْجُ فأَهل الْحِجَازِ يَضَعُونَهُ لِلْمُذَكَّرِ والمؤَنث وَضْعًا وَاحِدًا، تَقُولُ المرأَة: هَذَا زَوْجِي، وَيَقُولُ الرَّجُلُ: هَذِهِ زَوْجِي. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ* وأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ؛ وَقَالَ: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ ؛ أَي امرأَة مَكَانَ امرأَة. وَيُقَالُ أَيضاً: هِيَ زَوْجَتُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا صاحِ، بَلِّغ ذَوِي الزَّوْجاتِ كُلَّهُمُ: ... أَنْ لَيْسَ وصْلٌ، إِذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ: هِيَ زَوْجَتُهُ، وأَبى الأَصمعي فَقَالَ: زَوْجٌ لَا غَيْرَ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ* ؛ فَقِيلَ لَهُ: نَعَمْ، كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى، فَهَلْ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يُقَالُ زَوْجَةٌ؟ وَكَانَتْ مِنَ الأَصمعي فِي هَذَا شدَّة وَعُسْرٌ. وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه إِنما تَرَكَ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ لأَن أَبا عُبَيْدَةَ سَبَقَهُ بِالْمَجَازِ إِليه، وَتَظَاهَرَ أَيضاً بِتَرْكِ تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ وَذِكْرِ الأَنواء؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقِ: وإِنَّ الَّذِي يَسعَى يُحَرِّشُ زَوْجَتِي، ... كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً: هِيَ زَوْجَتُهُ، وَاحْتُجَّ بِبَيْتِ الْفَرَزْدَقِ. وَسُئِلَ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الْجَمَلِ مِنْ

قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ؛ فَقَالَ: هُوَ زَوْجُ النَّاقَةِ ؛ وَجَمْعُ الزَّوْجِ أَزواج وزِوَجَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ* . وَقَدْ تَزَوَّج امرأَة وزَوَّجَهُ إِياها وَبِهَا، وأَبى بَعْضُهُمْ تَعْدِيَتَهَا بِالْبَاءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ: زوَّجته امرأَة. وَتَزَوَّجْتُ امرأَة. وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ: تزوَّجت بامرأَة، وَلَا زوَّجْتُ مِنْهُ امرأَةً. قَالَ: وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ* ، أَي قرنَّاهم بِهِنَّ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ ، أَي وقُرَناءهم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَزوجت بامرأَة، لُغَةٌ فِي أَزد شَنُوءَةَ. وتَزَوَّجَ فِي بَنِي فُلَانٍ: نَكَحَ فِيهِمْ. وتَزَاوجَ القومُ وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ صَحَّتْ فِي ازْدَوَجُوا لِكَوْنِهَا فِي مَعْنَى تَزاوجُوا. وامرأَة مِزْوَاجٌ: كَثِيرَةُ التَّزَوُّجِ والتزاوُج؛ قَالَ: والمُزاوَجَةُ والازْدِواجُ، بِمَعْنًى. وازْدَوَجَ الكلامُ وتَزَاوَجَ: أَشبه بَعْضُهُ بَعْضًا فِي السَّجْعِ أَو الْوَزْنِ، أَو كَانَ لإِحدى القضيتين تعلق بالأُخرى. وزَوَّج الشيءَ بِالشَّيْءِ، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ* ؛ أَي قَرَنَّاهُمْ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وَلَا يَلْبَثُ الفِتْيانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، ... إِذا لَمْ يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلِ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ ؛ مَعْنَاهُ: وَنُظَرَاءَهُمْ وَضُرَبَاءَهُمْ. تَقُولُ: عِنْدِي مِنْ هَذَا أَزواج أَي أَمْثال؛ وَكَذَلِكَ زَوْجَانِ مِنَ الْخِفَافِ أَي كُلُّ وَاحِدٍ نَظِيرُ صَاحِبِهِ؛ وَكَذَلِكَ الزَّوْجُ المرأَة، وَالزَّوْجُ الْمَرْءُ، قَدْ تَنَاسَبَا بِعَقْدِ النِّكَاحِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً ؛ أَي يَقْرُنُهم. وَكُلُّ شَيْئَيْنِ اقْتَرَنَ أَحدهما بِالْآخَرِ: فَهُمَا زَوْجَانِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يَجْعَلُ بَعْضَهُمْ بَنِينَ وَبَعْضَهُمْ بَنَاتٍ، فَذَلِكَ التَّزْوِيجُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِالتَّزْوِيجِ التَّصْنِيفَ؛ والزَّوْجُ: الصِّنْفُ. وَالذَّكَرُ صِنْفٌ، والأُنثى صِنْفٌ. وَكَانَ الأَصمعي لَا يُجِيزُ أَن يُقَالَ لِفَرْخَيْنِ مِنَ الْحَمَامِ وَغَيْرِهِ: زَوْجٌ، وَلَا لِلنَّعْلَيْنِ زَوْجٌ، وَيُقَالُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: زَوْجَانِ لِكُلِّ اثْنَيْنِ. التَّهْذِيبِ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: عَجِبْتُ مِنَ امْرَاةٍ حَصَانٍ رَأَيْتُها، ... لَها ولَدٌ مِنْ زَوْجِها، وَهْيَ عَاقِرُ فَقُلْتُ لَها: بُجْراً، فقَالتْ مُجِيبَتِي: ... أَتَعْجَبُ مِنْ هَذَا، وَلِي زَوْجٌ آخَرُ؟ أَرادت مِنْ زَوْجِ حَمَامٍ لَهَا، وَهِيَ عَاقِرٌ؛ يَعْنِي للمرأَة زَوْجُ حَمَامٍ آخَرُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هَاجَ المُكَّاءُ للزَّواج؛ يَعني بِهِ السِّفادَ. والزَّوْجُ: الصِّنْفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ؛ قِيلَ: مِنْ كُلِّ لَوْنٍ أَو ضَرْبٍ حَسَنٍ مِنَ النَّبَاتِ. التَّهْذِيبِ: والزَّوْجُ اللَّوْنُ؛ قَالَ الأَعشى: وكلُّ زَوْجٍ مِنَ الدِّيباجِ، يَلْبَسُهُ ... أَبو قُدَامَةَ، مَحْبُوًّا بذاكَ مَعَا وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ أَلوان وأَنواع مِنَ الْعَذَابِ، وَوَصَفَهُ بالأَزواج، لأَنه عَنَى بِهِ الأَنواع مِنَ الْعَذَابِ والأَصناف مِنْهُ. والزَّوْجُ: النَمَطُ، وَقِيلَ: الدِّيبَاجُ. وَقَالَ لَبِيدٌ: مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ، يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ، عَلَيْهِ كِلَّةٌ وقِرامُها قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزَّوْجُ هُنَا النَّمَطُ يُطْرَحُ عَلَى الْهَوْدَجِ؛ وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ سمِّي بِذَلِكَ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى مَا تَحْتَهُ اشْتِمَالُ الرَّجُلِ عَلَى المرأَة، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ. والزَّاجُ: مَعْرُوفٌ؛ اللَّيْثُ: الزَّاجُ، يُقَالُ لَهُ: الشَّبُّ الْيَمَانِيُّ، وَهُوَ مِنَ الأَدوية، وَهُوَ مِنْ أَخلاط الحِبْرِ،

فصل السين المهملة

فارسي معرَّب. زيج: الزِّيجُ: خَيْطُ البَنَّاءِ وَهُوَ المِطْمَرُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الأَصمعي: لَسْتُ أَدري أَعربي هُوَ أَم مُعَرَّبٌ؟ فصل السين المهملة سبج: السُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ: دِرْعٌ عَرْضُ بَدَنِه عظمةُ الدِّرَاعِ، ولهُ كُمٌّ صَغِيرٌ نَحْوَ الشِّبْرِ، تَلْبَسُهُ رَبَّاتُ الْبُيُوتِ؛ وَقِيلَ: هِيَ بُرْدَة مِنْ صُوفٍ فِيهَا سَوَادٌ وَبَيَاضٌ؛ وَقِيلَ: السُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ ثَوْبٌ لَهُ جَيْبٌ وَلَا كُمَّيْنِ لَهُ؛ زَادَ التَّهْذِيبُ: يَلْبَسُهُ الطَّيَّانونَ؛ وَقِيلَ: هِيَ مِدْرَعَة كُمُّها مِنْ غَيْرِهَا، وَقِيلَ: هِيَ غِلالَة تَبْتَذِلُهَا المرأَة فِي بَيْتِهَا كالبَقِير، وَالْجَمْعُ سَبائِجُ وسِباجٌ. والسُّبْجَةُ والسَّبِيجَةُ: كِسَاءٌ أَسود. والسَّبِيجَةُ: الْقَمِيصُ، فَارِسِيٌّ معرَّب؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّبِيجُ والسَّبِيجة البَقِيرُ، وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ شَبيّ، وَهُوَ الْقَمِيصُ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: أَنها حَمَلَتْ بِنْتَ أَخيها وَعَلَيْهَا سُبَيِّجٌ مِنْ صُوفٍ ؛ أَرادت تَصْغِيرَ السَّبيج «2» كَرغِيف ورُغَيِّف، وَهُوَ مُعَرَّبٌ. وتَسَبَّجَ بِهَا: لَبَسَهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كالحَبَشِيِّ الْتَفَّ أَو تَسَبَّجَا اللَّيْثُ: تَسَبَّجَ الإِنسانُ بِكِسَاءٍ تسَبُّجاً. وسُبْجَةُ الْقَمِيصِ: لِبْنَتُه وتَخَارِيصُه؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ: إِنَّ سُلَيْمَى واضِحٌ لَبَّاتُها، ... لَيِّنَةُ الأَبْدَانِ، مِنْ تَحْتِ السُّبَجْ والسِّباجُ: ثِيَابٌ مِنْ جُلُودٍ، وَاحِدَتُهَا سُبْجَةٌ، وَهِيَ بِالْحَاءِ أَعلى. والسَّبَجُ: خَرَزٌ أَسودُ، دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ، وأَصله سَبَهْ. والسَّبَابِجَةُ: قَوْمٌ ذَوُو جَلَدٍ مِنَ السِّنْدِ وَالْهِنْدِ، يَكُونُونَ مَعَ رَئِيسِ السَّفِينَةِ الْبَحْرِيَّةِ يُبَذْرِقُونها، وَاحِدُهُمْ سَبِيجيّ، وَدَخَلَتْ فِي جَمْعِهِ الْهَاءُ لِلْعُجْمَةِ والنَّسَب، كَمَا قَالُوا: البَرابِرةُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: السَّابِجَ؛ قَالَ هِمْيَانُ: لوْ لَقِيَ الفِيلُ بِأَرْضٍ سابِجَا، ... لَدَقَّ مِنْهُ العُنْقَ والدَّوَارِجا وإِنما أَراد هِمْيانُ: سابَجَا، فَكَسَرَ لِتَسْوِيَةِ الدَّخِيلِ، لأَن دَخِيلَ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ كُلِّهَا مَكْسُورٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّبابِجَةُ قَوْمٌ مِنَ السِّنْدِ يُسْتَأْجَرون لِيُقاتِلوا، فَيَكُونُونَ كالمُبَذْرِقَةِ، فَظَنَّ هِمْيَانُ أَن كُلَّ شَيْءٍ مِنْ نَاحِيَةِ السَّنَدِ سَبِيج، فَجَعَلَ نَفْسَهُ سَبِيجاً. الْجَوْهَرِيُّ: السَّبابِجَةَ قَوْمٌ مِنَ السِّنْدِ كَانُوا بِالْبَصْرَةِ جَلاوِزَةً وحُرّاس السِّجْنِ، وَالْهَاءُ لِلْعُجْمَةِ وَالنَّسَبِ؛ قَالَ يزيد ابن الْمُفَرَّغِ الْحَمِيرِيُّ: وطَمَاطِيمَ مِنْ سَبَابِيجَ خُزْرٍ، ... يُلْبِسوني مَعَ الصَّباحِ القُيُودا سبرج: سَبْرَجَ فلانٌ عَلَيَّ الأَمْرَ إِذا عمَّاه. سبنج: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: رُوِيَ أَن الْحَسَنَ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، كَانَتْ لَهُ سَبَنْجُونَةٌ مِنْ جُلود الثَّعَالِبِ كَانَ إِذا صَلَّى لَمْ يَلْبَسْهَا ؛ قَالَ شَمِرٌ: سأَلت مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ عَنْهَا، فَقَالَ: فَرْوَةٌ مِنْ ثَعَالِبَ، قَالَ: وسأَلت أَبا حَاتِمٍ فَقَالَ: كَانَ يَذْهَبُ إِلى لَوْنِ الخُضْرَة آسْمانْ جُونْ ونحوه.

_ (2). قوله [السبيج إلخ] بوزن رغيف، كما في القاموس وغيره، وبهامش النهاية ما نصه: وعن ابن الأَعرابي السبيج، بكسر السين وسكون الموحدة وفتح الياء، قال وأراه معرباً؛ وأَنشد: كانت به خود صموت الدملج لفاء ما تحت الثياب السبيج

ستج: الإِسْتاجُ والإِسْتِيجُ: مِنْ كَلَامِ أَهل الْعِرَاقِ، وَهُوَ الَّذِي يُلَفُّ عَلَيْهِ الْغَزْلُ بالأَصابع لِيُنْسَجَ، تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ أُسْتُوجَةً وأُسْجُوتَةً؛ قَالَ الأَزهري: وهما مُعرّبان. سجج: سَجَّ بِسَلْحِه سَجّاً: أَلقاه رَقِيقًا. وأَخَذَه لَيْلَتَه سَجٌّ: قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً. وَقَالَ يَعْقُوبُ: أَخذه فِي بَطْنِهِ سَجٌّ إِذا لَانَ بَطْنُهُ. وسَجَّ الطَّائِرُ سَجّاً: حَذَفَ بِذَرْقه. وسَجَّ النَّعَامُ: أَلقى مَا فِي بَطْنِهِ؛ وَيُقَالُ: هُوَ يَسُجُّ سَجّاً ويَسُكُّ سَكّاً إِذا رَمَى مَا يَجِيءُ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: سَجَّ بِسَلْحِه وتَرَّ إِذا حَذَفَ بِهِ، وسَجَّ يَسُجُّ إِذا رقَّ مَا يَجِيءُ مِنْهُ مِنَ الْغَائِطِ. وسَجَّ سَطْحَه يَسُجُّه سَجّاً إِذا طَيَّنَه. وسَجَّ الحائطَ يَسُجُّه سَجّاً: مَسَحَهُ بِالطِّينِ الرَّقِيقِ، وَقِيلَ: طَيَّنَهُ. والمِسَجَّةُ: الَّتِي يُطْلَى بِهَا، لُغَةٌ يمانيةٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُطَيَّنُ بِهَا: مِسَجَّةٌ، وَهِيَ بِالْفَارِسِيَّةِ المالَجَه؛ وَيُقَالُ لِلْمالَقِ: مِسَجَّة ومِمْلَقٌ ومِمْدَرٌ ومِمْلَطٌ ومِلْطاطٌ. والسُّجَّةُ: الْخَيْلُ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّجَّةُ والبَجَّةُ صَنمان. ابْنُ سِيدَهْ: السَّجَّة صَنَمٌ كَانَ يُعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخرجوا صَدَقَاتِكُمْ فإِن اللَّهَ قَدْ أَراحكم مِنَ السَّجَّة والبَجَّة. والسَّجَاجُ: اللَّبَنُ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الْمَاءُ أَرَقَّ مَا يَكُونُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ثُلُثُهُ لَبَنٌ وَثُلْثَاهُ مَاءٌ؛ قَالَ: يَشْرَبُه مَحْضاً، ويَسْقِي عِيالَهُ ... سَجاجاً، كأَقْرابِ الثَّعالِب، أَوْرَقا وَاحِدَتُهُ سَجاجَة. وأَنكر أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِن السَّجَّةَ اللَّبَنة الَّتِي رُقِّقَتْ بِالْمَاءِ، وَهِيَ السَّجَاجُ؛ قَالَ: والبَجَّةُ الدَّمُ الْفَصِيدُ، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَتَبَلَّغُون بِهَا فِي الْمَجَاعَاتِ. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: أَتانا بِضَيْحَةٍ سَجَاجَةٍ تَرَى سَوَادَ الْمَاءِ فِي حَيْفها؛ فسَجَاجَةٌ هُنَا بَدَلٌ إِلَّا أَن يَكُونُوا وَصَفُوا بالسَّجَاجَةِ، لأَنها فِي مَعْنَى مَخْلُوطَةٍ، فَتَكُونُ عَلَى هَذَا نَعْتًا؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ قَدْ أَراحكم مِنَ السَّجَّةِ ؛ السجَّةُ: المَذِيقُ كالسَّجَاجِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه صَنَمٌ وَهُوَ أَعرف؛ قَالَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والسَّجْسَجُ: الْهَوَاءُ الْمُعْتَدِلُ بَيْنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَارُ الْجَنَّةِ سَجْسَجٌ أَي مُعْتَدِلٌ لَا حَرَّ فِيهِ وَلَا قَرَّ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: ظِلُّ الْجَنَّةِ سَجْسَج ، وَقَالُوا: لَا ظُلْمَةَ فِيهِ وَلَا شَمْسَ؛ وَقِيلَ: إِن قُدِّرَ نُورُهُ كَالنُّورِ الَّذِي بَيْنَ الْفَجْرِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ. ابْنُ الأَعرابي: مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ يُقَالُ لَهُ السَّجْسَجُ، قَالَ: وَمِنَ الزَّوَالِ إِلى الْعَصْرِ يُقَالُ لَهُ الهَجيرُ والهاجِرَةُ، وَمِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلى وَقْتِ اللَّيْلِ الجُنْحُ والجِنْحُ، ثُمَّ السَّدَفُ والمَلَثُ والمَلَسُ. وكلُّ هَوَاءٍ مُعْتَدِلٍ طَيِّبٍ: سَجْسَجٌ. ويومٌ سَجْسَجٌ: لَا حَرٌّ مؤْذٍ، وَلَا قَرٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَهَوَاؤُهَا السَّجْسَجُ. وَرِيحٌ سَجْسَجٌ: لَيِّنَةُ الْهَوَاءِ مُعْتَدِلَةٌ؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ: هَلْ هَيَّجَتْكَ طُلُولُ الحَيِّ مُقْفِرَةً، ... تَعْفُو، مَعارِفَها، النُّكْبُ السَّجَاسِيجُ؟ احْتَاجَ فَكَسَّرَ سَجْسَجاً عَلَى سَجَاسِيجَ؛ وَنَظِيرُهُ مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ: نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيف وأَرضٌ سَجْسَجٌ: لَيْسَتْ بِسَهْلَةٍ وَلَا صُلْبَةٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْوَاسِعَةُ؛ قَالَ الْحَرِثُ بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ: طَافَ الخَيالُ، وَلَا كَلَيْلَةِ مُدْلِجِ، ... سَدِكاً بِأَرْحُلِنا، فَلَمْ يَتَعَرَّجِ

إِني اهْتَدَيْتُ، وكُنتُ غَيرَ رَجِيلَةٍ، ... والقَوْمُ قَد قطَعُوا مِتانَ السَّجْسَجِ يَقُولُ: لَمْ أَرَ كَلَيلة أَدْلَجها إِلينا هَذَا الخيالُ مِن هَوْلِهَا وبُعدها مِنَّا. وَلَمْ يَتَعَرَّجْ: لَمْ يُقِمْ. والتعريجُ عَلَى الشَّيْءِ: الإِقامةُ. والمِتانُ: جَمْعُ مَتْنٍ، وَهُوَ مَا صَلُبَ مِنَ الأَرض وَارْتَفَعَ. والرَّجِيلَة: القويةُ عَلَى الْمَشْيِ. وسَدِكٌ: مُلازِمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بوادٍ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ، فَقَالَ: هَذِهِ سَجاسِجُ مَرَّ بِهَا مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ هِيَ جَمْعُ سَجْسَج، وَهِيَ الأَرض لَيْسَتْ بِصُلْبَةٍ وَلَا سَهْلَةٍ. والسُّجُجُ: الطَّاياتُ «3» المُمَدَّرَةُ. والسُّجُجُ أَيضاً: النُّقُوشُ الطَّيِّبَةُ. أَبو عَمْرٍو: جَسَّ إِذا اخْتَبَرَ، وسَجَّ إِذا طَلَعَ. سحج: سَحَجَهُ الحائطُ يَسْحَجُه سَحْجاً وسَحَّجَه: خَدَشَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا أَي تسْحِيجاً. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قرأْت عَلَى الأَصمعي فِي جيميَّة الْعَجَّاجِ: جَأْباً تَرَى بِلِيتِهِ مُسَحَّجا فَقَالَ: تَلِيلَهُ، فَقُلْتُ: بِلِيتِهِ، فَقَالَ: هَذَا لَا يَكُونُ، فَقُلْتُ: أَخبرني بِهِ مِنْ سَمِعَهُ مِن فَلْقِ فِي «4» رُؤْبَةَ، أَعني أَبا زَيْدٍ الأَنصاري، قَالَ: هَذَا لَا يَكُونُ. قُلْتُ: جَعَلَهُ مَصْدَرًا، أَراد تَسْحِيجًا، فَقَالَ: هَذَا لَا يَكُونُ، قُلْتُ: فَقَدْ قَالَ جَرِيرٌ: أَلم تَعْلَمْ بمُسَرَّحي القَوافي؟ ... فَلَا عِيّاً بِهِنَّ، وَلَا اجْتِلابا أَي تَسْرِيحِي، فكأَنه أَراد أَن يَدْفَعَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ؛ فَأَمْسَكَ. قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد: تَرَى بَلِيَّتَهُ تَسْحِيجًا، فَجَعَلَ مُسَحَّجًا مَصْدَرًا. والمُسَحَّجُ: المُعَضَّضُ، وَهُوَ مَنْ سَحَجَ الْجِلْدُ. وسَحَّجَه فَتَسَحَّجَ: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وسَحَجْتُ جِلْدَهُ فانْسَحَجَ أَي قَشَرْتُهُ فَانْقَشَرَ. والسَّحْجُ: أَن يُصِيبَ الشيءُ الشيءَ فَيَسْحَجَه أَي يَقْشِرَ مِنْهُ شَيْئًا قَلِيلًا، كَمَا يُصِيبُ الحافرَ، قَبْلَ الوَجَى، سَحْجٌ. وانْسَحَجَ جِلْدُهُ مِنْ شَيْءٍ مَرَّ بِهِ إِذا تقشَّر الْجِلْدُ الأَعلى. وَيُقَالُ: أَصابه شَيْءٌ فَسَحَجَ وجْهَه، وَبِهِ سَحْجٌ. وسَحَجَ الشيءَ بِالشَّيْءِ سَحْجاً، فَهُوَ مَسْحُوجٌ وسَحِيجٌ: حاكَّه فَقَشَرَهُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فجاءَ بِهَا بعدَ الكَلالِ كأَنه، ... مِنَ الأَيْنِ، مِخْراشٌ أَقَذُّ سَحِيجُ وَبَعِيرٌ سَحَّاجٌ: يَسْحَجُ الأَرض بِخُفِّهِ أَي يَقْشِرُهَا فَلَا يَلْبَثُ أَن يَحْفَى؛ وَنَاقَةٌ مِسْحاجٌ، كَذَلِكَ؛ وَزَمَنٌ مِسْحاجٌ وسَحَّاجٌ: يَقْشِرُ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو عَامِرٍ الْكِلَابِيُّ يَصِفُ نَخْلًا: مَا ضَرَّها مَسُّ زَمانٍ سَحَّاجْ وسَحَجَ العُودَ بالمِبْرَدِ يَسْحَجُه سَحْجاً: قَشَرَهُ؛ وسَحَجَتِ الريحُ الأَرض، كَذَلِكَ. والسَّحَجُ: دَاءٌ فِي الْبَطْنِ قَاشِرٌ، مِنْهُ. وسَحَجَ شِعْرَهُ بِالْمُشْطِ سَحْجاً: سَرَّحَه تَسْرِيحًا لَيِّنًا عَلَى فَروَة الرأْس. وسَحَجَه يَسْحَجُه سَحْجاً، فَهُوَ سَحِيجٌ. وسَحَّجَه: عضَّه فأَثر فِيهِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى حُمُرِ الْوَحْشِ. وَحِمَارٌ مُسَحَّجٌ أَي مُعَضَّضٌ مُكَدَّم؛ والمِسْحَجُ، منها.

_ (3). قوله [الطايات] جمع طاية، وهي السطح، والممدرة المطلية بالطين. (4). [في] هنا بمعنى فم.

والمِسْحَاجُ: العَضَّاضُ. والمَسَاحِجُ: آثارُ تَكادُمِ الحُمُرِ عَلَيْهَا. والتَّسْحِيجُ: الكَدْمُ. والسَّحْجُ: مِنْ جَرْيِ الدَّوَابِّ دُونَ الشَّدِّ. وَيُقَالُ: حمارٌ مِسْحَجٌ ومِسْحاجٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: رَباعِيَةٌ أَضَرَّ بِهَا رَباعٌ، ... بِذاتِ الجِزْعِ، مِسْحاجٌ شَنُونُ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَرَّ يَسْحَجُ أَي يُسْرِعُ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ: عَلَى أَثَرِ الجُعْفِيِّ دَهْرٌ، وَقَدْ أَتى ... لَهُ، مُنْذُ وَلَّى يَسْحَجُ السَّيْرَ، أَربَعُ وسَحَجَ الأَيْمانَ يَسْحَجُها: تابَعَ بَيْنَهَا. ورجلٌ سَحَّاجٌ، وَكَذَلِكَ الْحِلْفُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا تَنْكِحِنَّ نَحِضاً بَجْباجَا ... فَدْماً، إِذا صِيحَ بِهِ أَفاجا وإِنْ رَأَيْتِ قُمُصاً وسَاجا، ... ولِمَّةً وحَلِفاً سَحَّاجا وسَيْحُوجٌ: اسم. سدج: السَّدْجُ والتَّسَدُّجُ: الْكَذِبُ وتَقَوُّلُ الأَباطيل؛ وأَنشد: فِينَا أَقاويلُ امْرِئٍ تَسَدَّجا وَقَدْ سَدَجَ سَدْجاً، وتَسَدَّجَ أَي تكذَّب وتَخَلَّقَ. وَرَجُلٌ سَدّاجٌ: كَذَّابٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَذَّابُ الَّذِي لَا يَصْدُقُكَ أَثَرَهُ يَكْذِبُكَ مِن أَيْنَ جاءَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شَيْطانُ كلِّ مُتْرَفٍ سَدّاج وسَدَج بِالشَّيْءِ: ظَنَّهُ. سذج: حُجَّةٌ ساذِجَةٌ وساذَجَةٌ، بِالْفَتْحِ: غَيْرُ بَالِغَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها غَيْرَ عَرَبِيَّةٍ، إِنما يَسْتَعْمِلُهَا أَهل الْكَلَامِ فِيمَا لَيْسَ بِبُرْهَانٍ قَاطِعٍ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الْكَلَامِ وَالْبُرْهَانِ، وَعَسَى أَن يَكُونُ أَصلها سادَهْ، فعُرّبت كَمَا اعْتِيدَ مِثْلُ هَذَا فِي نَظِيرِهِ مِنَ الكلام المعرَّب. سرج: السَّرْجُ: رَحْلُ الدَّابَّةِ، مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ سُروج. وأَسْرَجَها إِسراجاً: وَضَعَ عَلَيْهَا السَّرْجَ. والسَّرّاجُ: بَائِعُ السُّروجِ وَصَانِعُهَا، وَحِرْفَتُهُ السِّرَاجَةُ. والسِّراجُ: الْمِصْبَاحُ الزَّاهِرُ الَّذِي يُسْرَجُ بِاللَّيْلِ، وَالْجَمْعُ سُرُجٌ. والمِسْرَجَةُ: الَّتِي فِيهَا الْفَتِيلُ. وَقَدْ أَسْرَجْتُ السِّرَاجَ إِسْراجاً. والمَسْرَجَةُ، بِالْفَتْحِ: التي يجعل عليهيا المِسْرَجَةُ. وَالشَّمْسُ سِراجُ النَّهَارِ، والمَسْرَجَةُ، بِالْفَتْحِ «1»: الَّتِي تُوضَعُ فِيهَا الْفَتِيلَةُ وَالدُّهْنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُمَرُ سِرَاجُ أَهل الْجَنَّةِ ؛ قِيلَ: أَراد أَن الأَربعين الَّذِينَ تَمُّوا بعُمَر كُلُّهُمْ مِنْ أَهل الْجَنَّةِ، وعمر فِيمَا بَيْنَهُمْ كَالسِّرَاجِ، لأَنهم اشْتَدُّوا بإِسلامه وَظَهَرُوا لِلنَّاسِ، وأَظهروا إِسلامهم بَعْدَ أَن كَانُوا مُخْتَفِينَ خَائِفِينَ، كَمَا أَنه بِضَوْءِ السِّرَاجِ يَهْتَدِي الْمَاشِي؛ والسِّرَاجُ: الشَّمْسُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً ؛ إِنما يُرِيدُ مِثْلَ السِّرَاجِ الَّذِي يُسْتَضَاءُ بِهِ، أَو مِثْلَ الشَّمْسِ فِي النُّورِ وَالظُّهُورِ. والهُدَى: سِرَاجُ الْمُؤْمِنِ، عَلَى التَّشْبِيهِ. التَّهْذِيبِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: وَسِراجاً مُنِيراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي وَكِتَابًا بيِّناً؛ الْمَعْنَى أَرسلناك شَاهِدًا، وَذَا سِرَاجٍ مُنِيرٍ أَي وَذَا كِتَابٍ مُنِيرٍ بَيِّنٍ، وإِن شِئْتَ كَانَ وَسِرَاجًا مَنْصُوبًا عَلَى مَعْنَى دَاعِيًا إِلى الله وتالياً

_ (1). وبالكسر أَيضاً كما ضبطناه نقلًا عن المصباح.

كِتَابًا بيِّناً؛ قَالَ الأَزهري: وإِن جَعَلْتَ سِرَاجًا نَعْتًا لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ حَسَنًا، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ هَادِيًا كأَنه سِرَاجٌ يُهْتَدَى بِهِ فِي الظُّلَمِ. وأَسْرَجَ السِّرَاجَ: أَوْقَدَهُ. وجَبينٌ سارِجٌ: وَاضِحٌ كالسِّراج، عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: يَا رُبَّ بَيْضاءَ مِنَ العَواسِجِ، ... لَيِّنَةِ المَسِّ عَلَى المُعالِجِ، هأْهاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ وسَرَّجَ اللهُ وَجْهَهُ وبَهَّجَهُ أَي حَسَّنَه؛ قَالَ: وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا قَالَ: عَنى بِهِ الحُسْنَ والبَهْجَةَ وَلَمْ يَعْنِ أَنه أَفْطَسُ مُسْرَجُ الوَسَطِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: شبَّه أَنفه وَامْتِدَادَهُ بِالسَّيْفِ السُّرَيْجِيِّ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السُّيُوفِ الَّتِي تُعرف بالسُّرَيْجِيّات. وسَرَّجَ الشيءَ: زَيَّنَه. وسَرَجَه الله وسَرَّجَه: وفَّقَه. وسَرَجَ الكَذِبَ يَسْرُجُهُ سَرْجاً: عَمِلَهُ. وَرَجُلٌ سرَّاجٌ مَرّاجٌ: كَذَّابٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَذَّابُ الَّذِي لَا يَصْدُقُ أَثَرَهُ يكذبك من أَين جَاءَ، وَيُفْرَدُ فَيُقَالُ: رَجُلٌ سَرّاجٌ، وَقَدْ سَرِجَ. وَيُقَالُ: بَكَّلَ أُمَّ فلانٍ فَسَرِجَ عَلَيْهَا بأُسْرُوجَةٍ. وسُرَيْجٌ: قَيْنٌ مَعْرُوفٌ، وَالسُّيُوفُ السُّرَيْجِيَّةُ، مَنْسُوبَةٌ إِليه، وَشَبَّهَ الْعَجَاجُ بِهَا حُسْنَ الأَنف فِي الدِّقَّةِ وَالِاسْتِوَاءِ، فَقَالَ: وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وسِراجٌ: اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ سِرَاجُ ابن قُرَّةَ الكِلابيُّ. والسِّرْجِيجَةُ والسُّرْجُوجَةُ: الخُلُقُ وَالطَّبِيعَةُ وَالطَّرِيقَةُ؛ يُقَالُ: الكَرَمُ مِنْ سِرْجِيجَتِهِ وسُرْجُوجَتِه أَي خُلُقِه؛ حكاه اللِّحْيَانِيُّ. أَبو زَيْدٍ: إِنه لَكَرِيمُ السُّرْجُوجَةِ والسِّرْجِيجة أَي كِرِيمُ الطَّبِيعَةِ. الأَصمعي: إِذا اسْتَوَتْ أَخلاق الْقَوْمِ، قِيلَ: هُمْ عَلَى سُرْجُوجَةٍ وَاحِدَةٍ، ومَرِنٍ ومَرِسٍ. سربج: فِي حَدِيثِ جُهَيْشٍ: وكائِنْ قَطَعْنا الليلَ مِنْ دَوِّيَّةٍ سَرْبَجٍ أَي مَفَازَةٍ واسعة بعيدة الأَرْجاءِ. سردج: سردج «1» سرنج: السرنج «2» سرهج: السرهجة «3» سفتج: السفتجة «4» سفج: السَّفْجُ: الكَذِب؛ عَنْ كراع «5». سفدج: الإِسفيداج «6» سفلج: السفلج «7» سرفج: سَرْفَجٌ: طويلٌ. سفنج: السَّفَنَّجُ: الظَّلِيمُ الْخَفِيفُ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ، بِتَشْدِيدِ الْحَرْفِ الثَّالِثِ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: الظَّلِيمُ الذَّكَرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسماء الظَّلِيمِ فِي سُرْعَتِهِ؛ وأَنشد: جاءَتْ بِهِ مِن اسْتِها سَفَنَّجَا أَي وَلَدَتْهُ أَسود. والسَّفَنَّجُ: السَّرِيعُ؛ وَقِيلَ: الطَّوِيلُ، والأُنثى سَفَنَّجَةٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امرأَة: فِيمَ نِساءُ الحَيِّ مِن وَتَرِيَّةٍ ... سَفَنَّجَةٍ، كأَنها قَوْسُ تَأْلَبِ؟

_ (1). زاد في القاموس: سردجه أَهمله. (2). زاد في القاموس: السرنج، كسمند: شيء من الصنعة كالفسيفساء، ودواء معروف، وقد يسمى بالسيلقون ينفع في الجراحات: قال الشارح: والأسرنج نوع من الإسفيداج اه. (3). زاد في القاموس: السرهجة: الإِباء والامتناع والفتل الشديد، ومنه حبل مسرهج. (4). زاد في القاموس: السفتجة، بضم فسكون ففتحتين: وهو أَن يعطي مالًا لآخر، وللآخر مال في بلد المعطي، بصيغة اسم الفاعل، فيوفيه إياه ثم، أي هناك، فيستفيد أمن الطريق، وفعله السفتجة بالفتح: المراد الفعل اللغوي الذي هو المصدر أي المصدر الذي يبنى منه فعله هو السفتجة اه. (5). زاد في القاموس: ما أشد سفج هذه الريح، محركة، أي شدة هبوبها. (6). زاد في القاموس: والإسفيداج، بالكسر: هو رماد الرصاص، والآنك. (7). زاد في القاموس: السفلج، كعملس: الطويل.

اللَّيْثُ: هُوَ طَائِرٌ كثيرُ الاسْتِنانِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ بَعْضُهُمْ فِي سَفَنَّج أَنه مِنَ السَّفْج، وأَن النُّونَ المشدَّدة زَائِدَةٌ، وَمَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ فِيهِ أَنه كَلَامٌ شَفَلَّح ورأْي عَتَرَّس. والسُّفَانِجُ: السريع كالسَفَنَّج؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافَى واسِجِ، ... سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ وَيُقَالُ: سَفْنَجَ أَي أَسْرَعَ؛ وَقَوْلُ الْآخَرِ: يَا شَيْخُ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَحْجُجَا، ... قَدْ حَجَّ فِي ذَا العامِ مَن تَحَوَّجا، فابْتَعْ لَهُ جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجا، ... وعَجِّلِ النَّقْدَ لَهُ وسَفْنِجا، لَا تُعْطِهِ زَيْفاً وَلَا تُبَهْرِجَا «1» قَالَ: عَجِّلِ النَّقْدَ لَهُ، وَقَالَ سَفْنِجا أَي وَجِّهْ وأَسرِعْ لَهُ مِنَ السَّفَنَّجِ السَّرِيعِ. أَبو الْهَيْثَمِ: سَفْنَجَ فلانٌ لفلانٍ النَّقْدَ أَي عَجَّلَه؛ وأَنشد: قَدْ أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجَا ... إِنِّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا «2» سكرج: فِي الْحَدِيثِ: لَا آكُلُ فِي سُكُرُّجَةٍ ، هِيَ بِضَمِّ السِّينِ وَالْكَافِ وَالرَّاءِ وَالتَّشْدِيدِ، إِناءٌ صَغِيرٌ يؤْكل فِيهِ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنَ الأُدْمِ، وهي فارسية وأَكثر مَا يُوضَعُ فِيهَا الكَوامِخُ ونحوها. سلج: سَلِج الطعامَ، بِالْكَسْرِ، يَسْلَجُهُ سَلْجاً وسَلَجاناً أَيضاً، وسَرَطَه سَرْطاً: بَلَعه؛ وَكَذَلِكَ سَلَجَ اللُّقْمَةَ أَي بَلَعَها. وَقِيلَ: السَّلَجانُ الأَكل السَّرِيعُ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: الأَكْلُ سَلَجانْ والقَضاء لِيَّانْ، وَقِيلَ: الأَخذ سَلَجَانْ وَالْقَضَاءُ لِيَّانْ؛ تأْويله يُحِبُّ أَن يأْخذ وَيَكْرَهَ أَن يردَّ أَي إِذا أَخذ الرَّجُلُ الدَّين أَكله، فإِذا أَراد صَاحِبُ الدَّيْنِ حَقَّهُ لَوَاهُ بِهِ أَي مَطَلَهُ. وتَسَلَّجَ النَّبيذَ: أَلَحَّ فِي شُرْبِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ: تَرَكْتُهُ يَتَزَلَّجُ النَّبيذ ويَتَسَلَّجُه أَي يُلِحُّ فِي شُرْبِهِ، ويَسْتَلِجُه: يُدْخِلُهُ فِي سِلِّجَانِهِ أَي فِي حُلْقُومه؛ يقال: رَمَاهُ اللَّهُ فِي سِلِّجانِهِ أَي فِي حُلْقُومِهِ. والسَّلالِيجُ: الدُّلْبُ الطِّوالُ. وَيُقَالُ للسَّاجَةِ الَّتِي يُشَقُّ مِنْهَا الْبَابُ. السَّلِّيجَةُ. والسُّلَّجُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: نبتٌ رِخْوٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ؛ وَقِيلَ: السُّلَّجَانُ ضَرْبٌ مِنْهُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السُّلَّجُ شَجَرٌ ضِخامٌ كأَذناب الضِّبابِ، أَخضرُ لَهُ شَوْكٌ وَهُوَ حَمْضٌ. التَّهْذِيبِ: والسُّلَّجُ مِنَ الحَمْضِ: الَّذِي لَا يَزَالُ أَخضر فِي الْقَيْظِ والربيع، وهي خَوَّارَةٌ. قال الأَزهري: السُّلَّجُ نَبْتٌ مَنْبِته القِيعان، وَلَهُ ثَمَرٌ فِي أَطرافه حِدَّةٌ، وَيَكُونُ أَخضر فِي الرَّبِيعِ ثُمَّ يَهيجُ فيَصْفَرُّ، قَالَ: وَلَا يُعَدُّ مِنْ شَجَرٍ الحَمْضِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ نَبْتٌ تَرْعَاهُ الإِبل. وسَلَجَتِ الإِبل، بِالْفَتْحِ، تَسْلُجُ، بِالضَّمِّ، سُلُوجاً وسَلِجَتْ: كِلَاهُمَا أَكلت السُّلَّجَ فاستطلقتْ عَنْهُ بُطُونَهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سَلِجَتْ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهُوَ أَجود. أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ أَعراب قَيْسٍ: سَلَجَ الفصيلُ الناقةَ ومَلَجَها إِذا رَضَعَها. سلبج: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: السَّلابِجُ الدُّلْبُ الطِّوالُ. سلمج: التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلنِّصَالِ المُحَدَّدَةِ: سَلاجِمُ وسَلامِجُ. سلهج: السَّلْهَجُ: الطويل.

_ (1). [ولا تبهرجا] كذا بالأَصل بهذا الضبط، ولعله ولا نبهرجا، بفتح النون والراء، وأَورده المصنف في زيف ولا بهرجا. (2). قوله [قد أَخذت إلخ] كذا بالأَصل في غير موضع.

سمج: سَمُجَ الشيءُ، بِالضَّمِّ: قَبُحَ، يَسْمُجُ سَماجَةً إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَلاحَةٌ، وَهُوَ سَمِيجٌ لَمِيجٌ، وسَمْجٌ لَمْجٌ. وَقَدْ سَمَّجَه تَسْمِيجاً إِذا جَعَلَهُ سَمْجاً؛ الْجَوْهَرِيُّ: سَمُجَ فَهُوَ سَمْجٌ مِثْلَ ضَخُم فَهُوَ ضَخْمٌ، وسَمِجٌ مِثْلَ خَشُنَ فَهُوَ خَشِنٌ، وسَمِيجٌ مِثْلَ قَبُحَ فَهُوَ قَبِيحٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: عاثَ فِي كلِّ جارِحَةٍ مِنْهُ جَديدُ بِلًى سَمَّجَها ؛ هُوَ مِنْ سَمُجَ أَي قَبُحَ. ابْنُ سِيدَهْ: السَّمْجُ والسَّمِيجُ: الَّذِي لَا مَلَاحَةَ لَهُ، الأَخيرة هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِنْ تَصْرِمي حَبْلي، وإِن تَتَبَدَّلي ... خَلِيلًا، ومنهمْ صالِحٌ وسَمِيجُ وَقِيلَ: سَميجٌ هُنَا فِي بَيْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ: الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَمْجٌ لَيْسَ مُخَفَّفًا مِنْ سَمِجٍ وَلَكِنَّهُ كالنَّضْرِ، وَالْجَمْعُ سِماجٌ مِثْلُ ضِخامٍ، وسَمِجُونَ وسُمَجَاءُ وسَمَاجَى؛ وَقَدْ سَمُجَ سَمَاجَة وسُمُوجَةً، وسَمِجَ، الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واسْتَسْمَجَه: عَدَّه سَمْجاً. وسَمَّجَهُ اللَّهُ: خَلَقَهُ سَمْجاً أَو جَعَلَهُ كَذَلِكَ. وَلَبَنٌ سَمْجٌ: لَا طَعْمَ لَهُ. والسَّمْجُ: الْخَبِيثُ الرِّيحِ. والسَّمْجُ والسَّمِيجُ: اللَّبَنُ الدَّسِمُ الخبيثُ الطَّعْمِ، وَكَذَلِكَ السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ، بزيادة الهاء واللام. سمحج: السَّمْحَجُ والسِّمْحاجُ والسُّمْحُوجُ: الأَتان الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ، وَفَرَسٌ سَمْحَجٌ: قَبَّاءُ غَلِيظَةُ اللَّحْمِ مُعْتَزَّةٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ سَمْحَجٌ وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ، وَهِيَ القَبَّاءُ الْغَلِيظَةُ النَّحْضِ؛ وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَن جَمْعَ السَّمْحَجِ مِنَ الأُتُنِ: سَمَاحِيجُ، وَكَذَلِكَ قَالَ كُرَاعٍ إِن جمع السَّمْحَجِ من الْخَيْلِ: سَمَاحِيجُ، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ غَلَطٌ، إِنما هُوَ سَمَاحِيجُ جَمْعُ سِمْحاجٍ أَو سُمْحُوجٍ، وَقَدْ قَالُوا: نَاقَةٌ سَمْحَجٌ. التَّهْذِيبِ: السَّمْحَجَةُ الطولُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقَوْسٌ سَمْحَجٌ: طَوِيلَةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ صَائِدًا: يلحسُ الرَّضْف، لَهُ قَضْبَةٌ، ... سَمْحَجُ المَتْنِ، هَتُوفُ الخِطَامْ وَسَمَاحِيجُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: جَرَّتْ عَلَيْهِ كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ، ... مِن عَنْ يَمِينِ الخَطِّ، أَو سَمَاحِيجْ أَراد: جَرَّتْ عليه ذيلها. سمرج: السَّمَرَّجُ والسَّمَرَّجَةُ: اسْتِخْرَاجُ الخَرَاج فِي ثَلَاثِ مَرَّاتٍ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَوْم خَرَاجٍ يُخْرِجُ السَّمَرَّجا ابْنُ سِيدَهْ: السَّمَرَّجُ يَوْمُ جِبَايَةِ الْخَرَاجِ؛ وَقِيلَ: هُوَ يَوْمٌ للعَجَمِ يَسْتَخْرِجُونَ فِيهِ الْخَرَاجَ فِي ثَلَاثِ مَرَّاتٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي حَرْفِ الشِّينِ. وَيُقَالُ: سَمْرِجْ لَهُ أَي أَعْطِهِ. التَّهْذِيبِ: السَّمَرَّجُ الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ السَّمَارِجُ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المثنَّى: يَدَعْنَ، بالأَمالِسِ السَّمَارِجِ، ... للطَّيْرِ واللَّغَاوِسِ الهَزَالِجِ، كلَّ جَنِينٍ مُشْعِرِ الحَواجِجِ «1» سَمْعَجَ: قَالَ الْفَرَّاءُ: لَبَنٌ سَمْعَجٌ وسَمْلَجٌ، وَهُوَ الدَّسِمُ الحُلْوُ. سملج: السَّمَلَّجُ: اللَّبَنُ الحُلْوُ؛ وَلَبَنٌ سَمَلَّجٌ: حُلْوٌ دَسِمٌ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلَّبَنِ إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ

_ (1). قوله [مشعر الحواجج] الذي تقدم في ح ج ج معر الحواجج، من المعر وهو قلة الشعر، وكل صحيح المعنى.

إِذا كان حلوا دسما؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ اللَّبَنُ السُّمَالِجُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الطيِّبُ الطَّعْمِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يُطْعِمْ. والسَّمْجُ والسَّميجُ: اللَّبَنُ الدَّسِمُ الْخَبِيثُ الطَّعْمِ، وَكَذَلِكَ السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ، بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَاللَّامِ. ابْنُ سِيدَهْ: سَمْلَجَ الشيءَ فِي حَلْقِهِ: جَرَعَهُ جَرْعاً سَهْلًا. والسَّمَلَّجُ: عُشْبٌ مِنَ الْمَرْعَى؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَلَمْ أَجد مَنْ يُحَلِّيهِ عليَّ. وسِمِلَّاجٌ: عِيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى. والسَّمَلَّجُ: الْخَفِيفُ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ، بِتَشْدِيدِ الْحَرْفِ الثَّالِثِ مِنْهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قالَتْ لهُ مَقالَةً تَلَجْلَجَا، ... قَوْلًا مَلِيحاً حَسَناً سَمَلَّجا، لَوْ يُطْبَخُ النِّيءُ بِهِ لأَنْضَجَا: ... يَا ابنَ الكِرامِ، لِجْ عليَّ الهَوْدَجا سمهج: السَّمْهَجَةُ: الْفَتْلُ الشَّدِيدُ. وَقَدْ سَمْهَجَ الحَبْلَ، وَكَذَلِكَ سَمْهَجَ اليمينَ؛ قَالَ: يَحْلِفُ بَجٌّ حَلِفاً مُسَمْهَجَا، ... قلتُ لَهُ: يَا بَجُّ لَا تُلَجِّجَا وَيَمِينٌ سَمْهَجَةٌ: شَدِيدَةٌ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: يَمِينٌ سَمْهَجَةٌ: خَفِيفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولستُ مِنْهُ عَلَى ثِقةٍ. وسَمْهَجَ الكلامَ: كَذِبَ فِيهِ. والسَّمْهَجُ: السهلُ؛ قَالَ: فَوَرَدَتْ مَاءً نُقاخاً سَمْهَجَا وَلَبَنٌ سَمْهَجٌ: حُلْوٌ دَسِمٌ. وأَرض سَمْهَجٌ: وَاسِعَةٌ سَهْلَةٌ. وريحٌ سَمْهَجٌ: سَهْلَةٌ. وسَماهِيجُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: يَا دارَ سَلْمَى بَيْنَ داراتِ العُوجْ، ... جَرَّتْ عَلَيْهَا كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ هَوْجاءَ جاءَتْ مِنْ جِبالِ ياجوجْ، ... مِنْ عَنْ يمينِ الخَطِّ، أَو سَماهِيجْ أَراد: جَرَّتْ عَلَيْهَا ذَيْلَهَا، فَحَذَفَ. والسَّمْهَجِيجُ مِنْ أَلبان الإِبل: مَا حُقِنَ فِي سِقاء غَيْرِ ضَارٍ فَلَبِثَ وَلَمْ يأْخذ طَعْماً. وسَماهِيجُ: جَزِيرَةٌ فِي الْبَحْرِ تُدْعَى بِالْفَارِسِيَّةِ [ماش ماهي] فَعَرَّبَتْهَا الْعَرَبُ. الأَصمعي: ماءٌ سَمْهَجٌ لَيِّنٌ؛ وأَنشد لِهِمْيان «1»: أَزامِجاً وزَجَلًا هُزامِجَا، ... يَخْرُجُ مِنْ أَجْوافِها هَزالِجَا، تَدْعُو، بِذَاكَ الدَّجَجَانَ الدارِجا، ... جِلَّتَها وعَجْمَها الحَضَالِجَا، عُجُومَها وحَشْوَها الحَدَارِجَا الحدارِج وَالْحَضَارِجَ: الصِّغَارُ؛ وَقَالَ: تَسْمَعُ للجِنِّ بِهَا زَهارِجا يَعْنِي حِكَايَةَ عَزِيفِ الجِنّ. والهزالِج: السِّرَاعُ مِنَ الذِّئَابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لِلطَّيْرِ واللغاوِسِ الْهَزَالِجِ وحَبْلٌ مُسَمْهَجٌ؛ وحَلَفَ حَلِفاً مُسَمْهَجاً. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلَّبَنِ إِنه لَسَمْهَجٌ سَمَلَّجٌ إِذا كَانَ حُلْوًا دَسَمًا. وفَرَسٌ مُسَمْهَجٌ: مُعْتَدِلُ الأَعضاء؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قدِ اغْتَدَى بِسابِحٍ صَافِي الخُصَلْ، ... مُعْتَدِلٍ سَمْهَج فِي غيرِ عَصَلْ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنَ اللَّبَنِ العُمَاهِجُ والسُّمَاهِجُ، وهما

_ (1). قوله [وأنشد إلخ] ليس فيها شاهد لما هنا، فهو سبق نظر. ومفرداتها تقدم بعضها مفسراً في مواده وسيأتي الباقي.

اللَّذَانِ لَيْسَا بِحُلْوَيْنِ وَلَا آخِذَيْ طَعْم. أَبو عُبَيْدٍ: لَبَنٌ سَمْهَجٌ: قَدْ خُلِطَ بِالْمَاءِ. والسَّمْهَجُ والسَّمْهِيجُ: اللَّبَنُ الدَّسِمُ الخبيثُ الطَّعْمِ؛ وَكَذَلِكَ السَّمْهَجُ والسَّمَلَّجُ، بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَاللَّامِ؛ وَقِيلَ فِي سَمَاهِيجِ الْجَزِيرَةِ: إِنها بَيْنَ عُمَان والبَحْرَيْنِ فِي الْبَحْرِ؛ قَالَ أَبو دُواد: وإِذا أَدْبَرَتْ، تقولُ: قُصُورٌ ... مِنْ سَماهيجَ، فَوْقَها آطامُ سنج: ابْنُ الأَعرابي: السُّنُجُ العُنَّابُ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّنَاجُ أَثَرُ دُخانِ السِّراجِ فِي الجِرَارِ والحائط. وسَنْجَةُ الْمِيزَانِ: لُغَةٌ فِي صَنْجَتِهِ، والسين أَفصح. سهج: سَهَجَ القومُ لَيْلَتَهُمْ سَهْجاً: سَارُوا سَيْرًا دَائِمًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كيفَ تَرَاها تَغْتَلي يَا شَرْجُ، ... وَقَدْ سَهَجْناها، فطالَ السَّهْجُ؟ والسَّهُوجُ: العُقابُ لدُؤُوبها فِي طَيَرَانِهَا. وسَهَجَتِ المرأَةُ طيبَها تَسْهَجُه سَهْجاً: سَحَقَتْهُ؛ وَقِيلَ: كلُّ دَقٍّ سَهْجٌ. وسَهَجَتِ الريحُ الأَرضَ: قَشَّرَتْ وَجْهَهَا؛ قَالَ مَنْظُورٌ الأَسدي: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ، ... غيَّرَها سَافِي الرِّياحِ السُّهَّجِ؟ وسَهَجَتِ الريحُ سَهْجاً: هَبَّتْ هُبُوباً دَائِمًا وَاشْتَدَّتْ، وَقِيلَ: مَرَّتْ مُرُورًا شَدِيدًا. وريحٌ سَيْهَجٌ وسَيْهَجَةٌ وسَهُوجٌ وسَيْهُوجٌ: شَدِيدَةٌ؛ أَنشد يَعْقُوبُ لِبَعْضِ بَنِي سَعْدَةَ: يَا دارَ سَلْمى بَيْنَ داراتِ العُوجْ، ... جَرَّتْ عَلَيْهَا كلُّ ريحٍ سَيْهُوجْ الْجَوْهَرِيُّ: سَهَجْتُ الطِّيبَ سَحَقْتُهُ. والمَسْهَجُ: ممرُّ الرِّيحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا هَبَطْنَ مُسْتَحاراً مَسْهَجا أَبو عَمْرٍو: المِسْهَجُ الَّذِي يَنْطَلِقُ فِي كُلِّ حَقٍّ وَبَاطِلٍ. أَبو عُبَيْدٍ: الأَسَاهِيُّ والأَساهِيجُ ضُرُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنَ السَّيْرِ، وَفِي نُسْخَةٍ: سَيْرُ الإِبل. الأَزهري: خَطيب مِسْهَجٌ ومِسْهَكٌ، وَرِيحٌ سَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ، وسَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ، قَالَ: والسَّهْكُ والسَّهْجُ: مَرُّ الرِّيحِ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن جِيمَ سَيْهَج وسَيْهُوج بَدَلٌ مِنْ كَافِ سَيْهَكٍ وَسَيْهُوكٍ. سوج: سَاجَ سَوْجاً: ذَهَبَ وَجَاءَ؛ قَالَ: وأَعْجَبَها، فِيمَا تَسوجُ، عِصابَةٌ ... مِنَ القومِ، شِنَّخْفُونَ، غيرُ قِضافِ ابْنُ الأَعرابي: ساجَ يَسُوجُ سَوْجاً وسُوَاجاً وسَوَجاناً إِذا سَارَ سَيْرًا رُوَيْداً؛ وأَنشد: غَرَّاءُ لَيْسَتْ بالسَّؤُوجِ الجَلْنَخِ أَبو عَمْرٍو: السَّوَجانُ الذهابُ والمجيءُ. والسُّوجُ: عِلاجٌ مِنَ الطِّينِ يُطْبَخُ ويَطْلي بِهِ الحائكُ السَّدى. والسُّوجُ: مَوْضِعٌ. والسَّاجُ الطَّيْلَسانُ الضَّخْمُ الْغَلِيظُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّيْلَسَانُ الْمُقَوَّرُ يُنْسَجُ كَذَلِكَ؛ وَقِيلَ: هُوَ طيلسانٌ أَخضر؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: ولَيْلٍ تَقُولُ النَّاسُ فِي ظُلُماتِه، ... سواءٌ صحيحاتُ العُيونِ وعُورُها: كأَنَّ لَنَا مِنْهُ بُيوتاً حَصِينةً، ... مُسوحاً أَعاليها، وَسَاجًا كُسُورُها إِنما نَعَتَ بِالِاسْمَيْنِ لأَنه صَيَّرَهُمَا فِي مَعْنَى الصِّفَةِ، كأَنه قَالَ: مُسْوَدَّة أَعاليها مُخْضَرَّة كُسورُها، كَمَا قَالُوا

فصل الشين المعجمة

مَرَرْتُ بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، نُعِتَ بالخَزِّ وإِن كَانَ جَوْهَرًا لَمَا كَانَ فِي مَعْنَى لَيِّنٍ. وَتَصْغِيرُ السَّاجِ: سُوَيْجٌ، وَالْجَمْعُ سِيجانٌ. ابْنُ الأَعرابي: السِّيجانُ الطَّيَالِسَةُ السُّودُ، وَاحِدُهَا ساجٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، كَانَ يَلْبَسُ فِي الْحَرْبِ مِنَ الْقَلَانِسِ مَا يَكُونُ مِنَ السِّيجانِ الخُضْرِ ؛ جَمْعُ سَاجٍ، وَهُوَ الطَّيْلَسَانُ الأَخضر؛ وَقِيلَ: الطَّيْلَسَانُ الْمُقَوَّرُ يُنْسَجُ كَذَلِكَ، كأَن الْقَلَانِسَ تُعمل مِنْهَا أَو مِنْ نَوْعِهَا؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ أَلفه مُنْقَلِبَةً عَنِ الْوَاوِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا عَنِ الْيَاءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَنه زرَّ سَاجًا عَلَيْهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فافْتَدى ؛ وَحَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: أَصحابُ الدَّجَّالِ عَلَيْهِمُ السِّيجانُ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كُلُّهُمْ ذُو سيف مُحَلًّى وساج ؛ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَقَامَ فِي ساجَةٍ ؛ هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَعْرُوفُ بِسَاجَةٍ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْمَلَاحِفِ مَنْسُوجَةٌ. والسَّاجُ: خَشَبٌ يُجْلَبُ مِنَ الْهِنْدِ، وَاحِدَتُهُ ساجَةٌ. والسَّاجُ: شَجَرٌ يَعْظُمُ جِدًّا، ويذهبُ طُولًا وَعَرْضًا، وَلَهُ وَرَقٌ أَمثال التِّراسِ الدَّيْلَمِيَّةِ، يَتَغَطَّى الرَّجُلُ بورقةٍ مِنْهُ فتَكِنهُ مِنَ الْمَطَرِ، وَلَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ تُشابهُ رائحةَ وَرَقِ الجَوْزِ مَعَ رِقَّةٍ ونَعْمَةٍ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ السَّاجَةُ الخشبةُ الْوَاحِدَةُ المُشَرْجَعَةُ المُرَبَّعَةُ، كَمَا جُلِبَتْ مِنَ الْهِنْدِ؛ وَيُقَالُ للسَّاجَةِ الَّتِي يُشَقُّ مِنْهَا الْبَابُ: السَّلِيجةُ. وسُواجٌ: جَبَلٌ؛ قَالَ رؤْبة: فِي رَهْوَة غَرَّاءَ مِنْ سُواجِ والسُّوجُ: مَوْضِعٌ، وَاللَّهُ أَعلم. سيج: أَبو حَنِيفَةَ: السِّياجُ الْحَظِيرَةُ مِنَ الشَّجَرِ تُجْعَلُ حَوْلَ الْكَرْمِ وَالْبُسْتَانِ؛ وَقَدْ سَيَّجَ عَلَى الْكَرْمِ. وَيُقَالُ: حَظَرَ كَرْمَهُ بالسِّياجِ، وَهُوَ أَن يُسَيِّجَ حَائِطَهُ بالشَّوْكِ لِئَلَّا يُتَسَوَّرَ. والسِّياجُ: الطَّيْلَسَانُ، عَلَى قَوْلِ مَنْ يَجْعَلُ أَلفه مُنْقَلِبَةً عَنِ الْيَاءِ، والله أَعلم. فصل الشين المعجمة شأج: «1»: شبج: الشَّبَجُ: البابُ الْعَالِي البناءِ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ: وَلَا وَاللَّهِ لَا يُنْجِيكَ دِرْعٌ ... مُظاهَرَةٌ، وَلَا شَبَجٌ، وشِيدُ وأَشْبَجَه إِذا رَدَّه. شجج: الشَّجَّة: واحِدَةُ شِجاجِ الرَّاْس، وَهِيَ عَشْرٌ: الحارِصَةُ وَهِيَ الَّتِي تَقْشِرُ الْجِلْدَ وَلَا تُدْمِيه، والدَّامِيَة وَهِيَ الَّتِي تُدْمِيهِ، والباضِعَةُ وَهِيَ الَّتِي تَشُقُّ اللَّحْمَ شَقًّا كَبِيرًا، والسِّمْحاقُ وَهِيَ الَّتِي يَبْقَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَظْمِ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ، فَهَذِهِ خَمْسُ شِجاجٍ «2» لَيْسَ فِيهَا قِصَاصٌ وَلَا أَرش مقدَّر وَتَجِبُ فِيهَا حُكُومَةٌ؛ والمُوضِحَةُ وَهِيَ الَّتِي تَبْلُغُ إِلى الْعَظْمِ وَفِيهَا خَمْسٌ مِنَ الإِبل، ثم الهاشمة وَهِيَ الَّتِي تَهْشِمُ الْعَظْمَ أَي تُكَسِّرُهُ، وَفِيهَا عَشْرٌ مِنَ الإِبل، والمُنَقِّلةُ وَهِيَ الَّتِي يُنْقَلُ مِنْهَا الْعَظْمُ مِنْ موضِع إِلى مَوْضِعٍ، وَفِيهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الإِبل، ثُمَّ المَأْمُومَةُ وَيُقَالُ: الآمَّةُ وَهِيَ الَّتِي لَا يَبْقَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدِّمَاغِ إِلا جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ، وَفِيهَا ثلث

_ (1). أهمل المصنف: شأج. وفي القاموس: شأجه الأَمر كمنعه، أَحزنه، قال الشارح: مقلوب شجأه انتهى. ويؤخذ منه الجواب عن إهمال المؤلف له. (2). قوله [فهذه خمس شجاج] المذكور أربع فقط فلعله سقط من قلم الناسخ الخامسة وهي الدامعة بالعين المهملة، من دمعت الشجة: جرى دمها فهي دامعة كما في المصباح.

الدِّيَةِ، والدَّامِغَةُ وَهِيَ الَّتِي تَبْلُغُ الدِّمَاغَ، وَفِيهَا أَيضاً ثُلْثُ الدِّيَةِ؛ والشَّجَّةُ: الجُرْحُ يَكُونُ فِي الْوَجْهِ والرأْس فَلَا يَكُونُ فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الْجِسْمِ، وَجَمْعُهَا شِجاجٌ. وشَجَّهُ يَشُجُّه ويَشِجُّه شَجّاً، فَهُوَ مَشْجُوجٌ وشَجِيجٌ مِنْ قَوْمٍ شَجَّى، الْجَمْعُ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والشَّجِيجُ والمُشَجَّجُ: الوَتِدُ لِشَعَثِهِ، صِفةٌ غَالِبَةٌ؛ قَالَ: ومُشَجَّجٍ، أَمَّا سَواءُ قَذالِهِ ... فَبَدا، وغَيَّبَ سارَهُ المَعْزاءُ ووتِدٌ مَشْجُوجٌ وشَجِيجٌ ومُشَجَّجٌ: شُدِّدَ لِكَثْرَةِ ذَلِكَ فِيهِ. وشَجَّهُ قِصاصَ شَعَره، وَعَلَى قِصاصِ شَعَرِهِ. والشَّجَجُ: أَثر الشَّجَّةِ فِي الجَبِين، وَالنَّعْتُ أَشَجُّ؛ وَرَجُلٌ أَشَجُّ بَيِّنُ الشَّجَج إِذا كَانَ فِي جَبِينِهِ أَثر الشَّجَّةِ. وَكَانَ بَيْنَهُمْ شِجاجٌ أَي شَجَّ بعضُهم بَعْضًا. اللَّيْثُ: الشَّجُّ كَسْرُ الرأْس؛ أَبو الْهَيْثَمِ: الشَّجُّ أَن يَعْلُوَ رأْسَ الشيءِ بِالضَّرْبِ كَمَا يَشُجُّ رأْسَ الرَّجُلِ، وَلَا يَكُونُ الشَّجُّ إِلا فِي الرأْس. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ ؛ الشَّجُّ فِي الرأْس خَاصَّةً فِي الأَصل، وَهُوَ أَن تَضْرِبَهُ بشيءٍ فَتَجْرَحَهُ فِيهِ وَتَشُقَّهُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الأَعضاء. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الشِّجاجِ جَمْعُ شَجَّةٍ، وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنَ الشَّجِّ، وَالْخَمْرُ تُشَجُّ بالماءِ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: يَشُجُّ بِهَا الأَماعِزَ، وَهِيَ تَهْوي ... هُوِيَّ الدَّلْوِ، أَسْلَمها الرِّشاءُ أَي يَعْلُو بالأُتن الأَماعِزَ. والوَتِدُ يُسَمَّى شَجِيجاً. وشَجَّ الْخَمْرَ بالماءِ يَشُجُّها ويَشِجُّها شَجّاً: مَزَجَهَا. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَرْدَفَني رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالتقمتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ فَكَانَ يَشُجُّ عليَّ مِسْكاً ، أَيْ أَشمُّ مِنْهُ مِسْكًا، وَهُوَ مِنْ شَجَّ الشرابَ إِذا مَزَجَهُ بالماءِ، كأَنه كَانَ يخلطُ النسِيم الواصِلَ إِلى مَشَمِّه بِرِيحِ الْمِسْكِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبٍ: شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِنْ ماءٍ مَحنِيَةٍ أَي مُزِجَتْ وَخُلِطَتْ. وشَجَّ الْمَفَازَةَ يَشُجُّها شَجّاً: قَطَعَهَا. وشَجَّ الأَرض بِرَاحِلَتِهِ شَجّاً: سَارَ بِهَا سَيْرًا شَدِيدًا. وشَجَّتِ السفينةُ البحرَ: خَرَقَتْهُ وَشَقَّتْهُ، وَكَذَلِكَ السابحُ. وسابحٌ شَجَّاجٌ: شديدُ الشَّجِّ؛ قَالَ: فِي بَطْنِ حُوتٍ بِهِ فِي البحرِ شَجَّاجِ وشَجَجْتُ المفازةَ: قَطَعْتُهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَشُجُّ بيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفةٍ، ... كأَنَّ لَهَا بَوّاً، بِنِهْيٍ، تُغاوِلُهْ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فأَشْرَعَ ناقَتَه فشرِبت فَشَجَّتْ ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ الحُمَيدي فِي كِتَابِهِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ قطَعَت الشُّرب، مِنْ شَجَجْت المَفازة إِذا قطعتَها بالسَّيْر، قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ الْخَطَّابِيُّ فِي غَريبه، وَغَيْرِهِ: فَشَجَتْ، عَلَى أَن الفاءَ أَصلية وَالْجِيمَ مخفَّفة، وَمَعْنَاهُ: تفاجَّت أَي فرَّقت مَا بَيْنَ فَخِذَيْها لِتَبول. وَمِنْ أَمثالهم: فُلَانٌ يَشُجُّ بِيَدٍ ويَأْسُو بأُخرى إِذا أَفسد مرَّة وأَصلح مَرَّةً. والشَّجَجُ والشَّجاج: الهواءُ؛ وقيل: الشَّجَجُ نَجْم. شحج: الشَّحِيجُ والشُّحاج، بِالضَّمِّ: صَوْت الْبَغْلِ وَبَعْضُ أَصوات الْحِمَارِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ صَوْتُ الْبَغْلِ وَالْحِمَارِ والغُراب إِذا أَسَنَّ. وَيُقَالُ لِلْبِغَالِ: بَنَاتُ شاحِج وَبَنَاتُ شَحَّاج، وَرُبَّمَا استُعِير للإِنسان. شَحَجَ يَشْحَجُ ويَشْحِج شَحِيجاً وشُحاجاً

وشَحَجاناً وتَشْحاجاً، وتَشَحَّج، واسْتَشْحَج؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُسْتَشْحَجاتٍ بالفِراقِ، كأَنها ... مَثاكِيلُ، مِنْ صُيَّابة النُّوبِ، نُوَّحُ وَيُقَالُ للغِرْبان: مُسْتَشْحَجات ومُسْتَشْحِجات، بِفَتْحِ الحاءِ وَكَسْرِهَا، وشبَّهها بالنُّوبَةِ لِسَوادها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى ثَعْلَبًا قَدْ حَكَى شَحِج، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَخَلَ الْمَسْجِدَ فرأَى قَاصًّا صَيّاحاً، فَقَالَ: اخفِضْ مِنْ صَوْتِكَ، أَلم تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يُبغِضُ كلَّ شَحَّاج؟ الشُّحَاج: رَفْعُ الصَّوْتِ، وَهُوَ بِالْبَغْلِ وَالْحِمَارِ أَخصُّ، كأَنه تَعْريض بِقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ. وَهُوَ الشُّحاج والشَّحِيجُ، والنُّهاقُ والنَّهِيقُ؛ الأَزهري: شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ شَحِيجاً، وَالْغُرَابُ يَشْحَج شَحَجاناً؛ وَقِيلَ: شَحِيجُ الغُراب تَرْجِيعُ صَوْتِهِ، فإِذا مدَّ رأْسه، قِيلَ: نَعَبَ. وغُرابٌ شَحَّاجٌ: كَثِيرُ الشَّحِيج، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَنواع الَّتِي ذَكَرْنَا؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ؛ قَالَ وَقَوْلُ الرَّاعِي: يَا طِيبَها لَيْلَةً حَتَّى تَخَوَّنَها ... داعٍ دَعا، فِي فُروعِ الصُّبْحِ، شَحَّاجُ إِنما أَراد شَحَّاجيّ، وَلَيْسَ بِمَنْسُوبٍ، إِنما هُوَ كأَحمر وأَحمريّ، وإِنما أَراد المؤَذِّن فَاسْتَعَارَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّاريُ أَراد دَوَّارُ. والمِشْحَجُ والشَّحَّاج: الْحِمَارُ الوحشيُّ، صِفة غَالِبَةٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الْحِمَارُ الوحشيُّ مِشْحَج وشَحَّاج؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَهْوَ شَحَّاج مُدِلٌّ سَنِقٌ، ... لاحِقُ البَطْنِ، إِذا يَعْدو زَمَلْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْعَرَبِ بَطْنَانِ يُنْسَبان إِلى شَحَّاج، كِلَاهُمَا مِنَ الأَزْدِ لَهُمْ بَقِيَّةٌ فِيهِمَا. شرج: ابْنُ الأَعرابي: شَرِج إِذا سَمِنَ سِمَناً حسَناً. وشَرِج إِذا فَهِم. والشَّرَجُ: عُرى المُصحف والعَيْبة والخِباءِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. شَرَجَها شَرْجاً، وأَشْرَجَها، وشَرَّجها: أَدخل بَعْضَ عُرَاها فِي بَعْضٍ وَدَاخِلٌ بَيْنَ أَشراجها. أَبو زَيْدٍ: أَخْرَطْتُ الخَريطَة وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتُها وشَرَجْتُها: شدَدْتها؛ وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: فأَدْخَلْتُ ثِياب صَوني العَيْبَة فأَشْرَجْتُها ؛ يُقَالُ: أَشْرَجْت العَيْبَة وشَرَجْتها إِذا شدَدْتَها بالشَّرَج، وَهِيَ العُرى. وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بَعْضٍ. وكلُّ مَا ضُمَّ بعضُه إِلى بَعْضٍ، فَقَدْ شُرِجَ وشُرِّج. والشَّريجَةُ: جَديلة مِنْ قَصَبٍ تُتَّخَذ للحَمام. والشَّريجان: لَوْنان مُخْتلِفان مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُمَا مُختلِطان غَيْرُ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ؛ وَيُقَالُ لِخَطَّيْ نِيرَي البُرْدِ شَريجان: أَحدهما أَخضر، وَالْآخَرُ أَبيض أَو أَحمر؛ وَقَالَ فِي صِفَةِ القَطا: سَقَتْ بِوُرُودِهِ فُرَّاطَ شِرْبٍ، ... شَرائِجَ، بَيْنَ كُدْرِيٍّ وجُونِ وَقَالَ الْآخَرُ: شَريجان مِنْ لَوْنٍ، خَلِيطانِ: مِنْهُمَا ... سَوادٌ، وَمِنْهُ واضحُ اللَّوْنِ مُغْرِبُ وَفِي الْحَدِيثِ: فأَمَرَنا رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

بالفِطْرِ فأَصبح النَّاسُ شَرْجَيْن فِي السَّفَر ؛ أَي نِصْفَيْنِ: نصْف صِيام، وَنِصْفٌ مَفاطِير. وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِفَتَياتٍ مُشارِجاتٍ أَي أَتْرابٍ مُتَساوِيات فِي السِّنِّ؛ وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: يُشْوي لَنَا الوجدَ المُدِلُّ بِحُضْرِهِ، ... بِشَريجَ بَيْنَ الشَّدِّ والإِرْوادِ أَي بِعَدْوٍ خُلِطَ مِنْ شَدٍّ شَدِيدٍ، وشَدٍّ فِيهِ إِرْوادٌ رِفْقٌ. وشُرِّجَ اللَّحْمَ: خَالَطَهُ الشحمُ، وَقَدْ شَرَّجَهُ الكلأُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ فَرَسًا: قَصَرَ الصَّبُوحَ لَهَا، فَشُرِّجَ لَحْمُها ... بالنَّيِّ، فهْي تَثُوخُ فِيهَا الإِصْبَعُ أَي خُلِطَ لحمُها بالشَّحْم. وتَشَرَّجَ اللحمُ بالشَّحْم أَي تَدَاخَلَا. مَعْنَاهُ قَصَرَ اللَّبَنَ عَلَى هَذِهِ الْفَرَسِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ؛ وَهُوَ: تَغْدو بِهِ خَوْصاءُ يَقْطَعُ جَرْيُها ... حَلَقَ الرِّحالَة، فَهِيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ «3» وَمَعْنَى شُرِّج لَحْمُهَا: جُعِل فِيهِ لَوْنان مِنَ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ. والنَّيّ: الشَّحْمُ. وَقَوْلُهُ: فَهِيَ تَثُوخُ فِيهَا الإِصْبَع أَي لَوْ أَدخل أَحدٌ إِصبعه فِي لَحْمِهَا لَدَخَلَ لِكَثْرَةِ لَحْمِهَا وَشَحْمِهَا؛ والإِصْبَع بَدَلٌ مِنْ هِيَ، وإِنما أَضمرها مُتَقَدِّمَةً لمَّا فسَّرها بالإِصبع متأَخرة، وَمِثْلُهُ ضَرَبْتُهَا هِنْداً. والخَوْصاءُ: الغائِرَة الْعَيْنَيْنِ. وحَلَق الرِّحالة: الإِبْزِيمُ. والرِّحالة: سَرْجٌ يُعمل مِنْ جُلود. وتَمْزَع: تُسْرِع. والشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ مِنْهُ قَوْسان، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا شَريجٌ؛ وَقِيلَ: الشَّريجُ الْقَوْسُ المنشقَّة، وَجَمْعُهَا شَرائج، قَالَ الشَّمَّاخُ: شَرائجُ النَّبْعِ بَراها القَوَّاسْ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَوْسٌ شَريج فِيهَا شَقٌّ وشِقٌّ، فَوُصِفَ بالشَّريج؛ عَنَى بالشَّق الْمَصْدَرَ، وبالشِّق الِاسْمَ. والشَّرَج: انشِقاقها. وَقَدِ انشَرَجت إِذا انشقَّت. وَقِيلَ: الشَّرِيجة مِنَ القِسِيّ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ غُصْن صَحِيحٍ مِثْلُ الفِلْق. أَبو عَمْرٍو: مِنِ القِسِيّ الشَّريج، وَهِيَ الَّتِي تُشَقُّ مِنَ العُود فِلْقتين، وَهِيَ الْقَوْسُ الفِلْق أَيضاً؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: وشَرِيجَة جَشَّاء، ذَاتُ أَزامِلٍ، ... تُخْظِي الشِّمالَ، بِهَا مُمَرٌّ أَمْلَسُ يَعْنِي القَوْسَ تُخْظي تخرِج لحمَ السَّاعِد بشِدَّة النَّزْعِ حَتَّى يكتنزَ السَّاعِد. والشَّرِيجة: الْقَوْسُ تُتخذ مِنَ الشَّرِيج، وَهُوَ الْعُودُ الَّذِي يُشق فِلْقَيْنِ، وثلاثُ شَرائج، فإِذا كَثُرَتْ، فَهِيَ الشَّرِيج؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قَوْلٌ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، لأَن فَعِيلة لَا تُمنع مِنْ أَن تُجْمَعَ عَلَى فَعائل، قَلِيلَةً كَانَتْ أَو كَثِيرَةً؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ أَبو زِيَادٍ: الشَّرِيجة، بِالْهَاءِ، الْقَوْسُ، مِنَ القَضِيب، الَّتِي لَا يُبْرى مِنْهَا شَيْءٌ إِلا أَن تُسَوَّى. والشَّرْج، بِالتَّسْكِينِ: مَسِيل الْمَاءِ مِنَ الحِرارِ إِلى السُّهولة، وَالْجَمْعُ أَشْراج وشِرَاج وشُرُوج؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحَابًا: لَهُ هَيْدَبٌ يَعْلُو الشِّراجَ، وهَيْدَبٌ ... مُسِفٌّ بِأَذْنابِ التِّلاعِ، خَلُوجُ وَقَالَ لَبِيدٌ: لَيالِيَ تَحْتَ الخِدْرِ ثِنْيٌ مُصِيفَةٌ ... مِنَ الأُدْمِ، تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلا

_ (3). قوله [تغدو به خوصاء إلخ] أنشده الجوهري في مادة رخا: تعدو به خوصاء.

وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْر: أَنه خَاصَمَ رَجُلًا مِنَ الأَنصار فِي سُيُول شِرَاج الحَرَّة إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا زُبَيْرُ احْبس الْمَاءَ حَتَّى يَبْلُغ الجُدُر. الأَصمعي: الشِّراج مَجاري الْمَاءِ مِنَ الحِرار إِلى السَّهل، وَاحِدُهَا شَرْج. وشَرَجُ الْوَادِي: مُنْفَسَحُه، وَالْجَمْعُ أَشْرَاج. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَنَحَّى السَّحاب فأَفْرَغ ماءَهُ فِي شَرْجَة مِنْ تِلْكَ الشِّراج ؛ الشَّرْجَة: مَسِيل الْمَاءِ مِنَ الحَرَّة إِلى السَّهْلِ، والشَّرْج جِنْسٌ لَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَهل الْمَدِينَةِ اقْتَتَلُوا ومواليَ مُعاوِية عَلَى شَرْج مِنْ شَرْج الحَرَّة. الْمُؤَرِّجُ: الشَّرْجة حُفْرَةٌ تُحفر ثُمَّ تُبْسَطُ فِيهَا سُفْرة ويُصَبُّ الْمَاءُ عَلَيْهَا فَتَشْرَبُهُ الإِبل؛ وأَنشد فِي صِفَةِ إِبِل عِطاش سُقِيَتْ: سَقَيْنا صَوادِيها، عَلَى مَتنِ شَرْجَةٍ، ... أَضامِيمَ شَتَّى مِنْ حِيالٍ ولُقَّحِ ومَجَرَّة السَّمَاءِ تُسَمَّى: شَرَجاً. والشَّرِيجة: شَيْءٌ يُنْسَج مِنْ سَعَف النَّخْلِ يُحمل فِيهِ البِطِّيخ وَنَحْوُهُ. والتَّشْريج: الخِياطَة المتباعِدة. والشُّرُوج: الخَلَلُ بَيْنَ الأَصابع؛ وَقِيلَ: هِيَ الأَصابع، والشُّرُوج: الشُّقُوق والصُّدُوع؛ قَالَ الداخِل بْنُ حَرام الهُذَلي: دَلَفْتُ لَها، أَوانَ إِذٍ، بِسَهْمٍ ... خَلِيفٍ، لَمْ تُخَوِّنْهُ الشُّرُوجُ والشَّرْج والشَّرَج، والأُولى أَفصح: أَعلى ثُقب الاسْت، وَقِيلَ: حَتارُها؛ وَقِيلَ: الشَّرَج العَصَبة الَّتِي بَيْنَ الدُّبُر والأُنثيين؛ والشَّرَج فِي الدَّابَّةِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والشَّرَج أَن تَكُونَ إِحْدى البَيْضَتين أَعظم مِنَ الأُخرى؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَكُونُ لَهُ إِلا بَيْضَةً وَاحِدَةً. دَابَّةٌ أَشْرَج بَيِّنُ الشَّرَج، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَشْرَج الَّذِي لَهُ خُصْية وَاحِدَةٌ مِنَ الدَّوَابِّ. وشَرَجُ الْوَادِي: أَسفله إِذا بَلَغَ مُنْفَسَحه؛ قَالَ: بِحَيْثُ كانَ الوادِيانِ شَرَجا والشَرْج: الضَّرْب؛ يُقَالُ: هُما شَرْج واحدٌ، وَعَلَى شَرْج وَاحِدٍ أَي ضرْب وَاحِدٍ. وَفِي الْمَثَلِ: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لَوْ أَن أُسَيْمِراً: تَصْغِيرُ أَسْمُر، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَمَعَ سَمُراً عَلَى أَسْمُرٍ ثُمَّ صغَّره، وَهُوَ مِنْ شَجَر الشَّوْكِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلشَّيْئَيْنِ يَشْتَبِهان ويُفارق أَحدهما صاحِبَه فِي بَعْضِ الأُمور. وَيُقَالُ: هُوَ شَرِيج هذا وشَرْجه أَي مِثْله. وَرُوِيَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَنا شَرِيج الْحَجَّاجِ أَي مِثْله فِي السِّنّ؛ وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ: فَلَا رَأْيُهم رَأْيي، وَلَا شَرْجُهم شَرْجي وَيُقَالُ: لَيْسَ هُوَ مِنْ شَرْجه أَي مِنْ طَبَقَته وَشَكْلِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ: وَكَانَ نِسْوة يأْتِينَها مُشارِجات لَهَا أَي أَتْراب وأَقْران. وَيُقَالُ: هَذَا شَرْج هَذَا وشرِيجه ومُشارِجه أَي مِثْله فِي السِّنّ ومُشاكِله؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: بِحَيْث كانَ الوَادِيان شَرَجا ... مِن الحَرِيم، واسْتَفاضَا عَوْسَجا أَراد بِحَيْثُ لَصِق الْوَادِي بِالْآخَرِ، فَصَارَ مُشْرَجاً بِهِ مِنَ الحَرِيم أَي مِنْ حَرِيمِ الْقَوْمِ مِمَّا يَلي دارَهُمَا. اسْتَفاضا عَوْسَجا: يَعْنِي الوادِيَين اتَّسَعا بِنَبْت عَوْسَج. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي الْمَثَلِ: أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لَوْ أَن أُسَيْمِراً؛ قَالَ: كان المفضَّل يُحدِّث «1»

_ (1). قوله [كان المفضل يحدث إلخ] عبارة شرح القاموس: وذكر أَهل البادية أَن لُقْمَانَ بْنِ عَادِ قَالَ لابنه لقيم: أَقم هاهنا حتى أنطلق إِلى الإبل، فنحر لقيم جزوراً فأكلها ولم يخبأ للقمان شيئاً فكره لائمته، فحرق ما حوله من السمر الذي بشرج، وشرج واد، ليخفي المكان، فلما جاء لقمان جعلت الإبل تثير الجمر بأَخفافها، فعرف لقمان الْمَكَانَ وَأَنْكَرَ ذَهَابَ السَّمُرِ، فقال: أشبه إلخ. ثم قال: وذكر ابن الجواليقي في هذا المثل خلاف ما ذكرنا هنا.

أَن صَاحِبَ المثَل لُقَيم بْنُ لُقمان، وَكَانَ هُوَ وأَبوه قَدْ نَزَلَا مَنْزِلًا يُقَالُ لَهُ: شَرْج، فَذَهَبَ لُقَيْمٌ يُعَشِّي إِبِلَه، وَقَدْ كَانَ لُقمان حَسَد لُقَيْماً، فأَراد هَلَاكَهُ واحتَفر لَهُ خَنْدَقاً وقطَع كلَّ مَا هُنَالِكَ مِنَ السَّمُر، ثُمَّ مَلأَ بِهِ الخَنْدَق وأَوقد عَلَيْهِ لِيَقَع فِيهِ لُقَيم، فَلَمَّا أَقبل عَرَف الْمَكَانَ وأَنكر ذَهَابَ السَّمُر، فَعِنْدَهَا قَالَ: أَشبه شَرْجٌ شَرْجاً لَوْ أَن أُسَيْمِراً؛ فَذَهَبَ مَثَلًا. والشَّرْجان: الفِرقَتان؛ يُقَالُ: أَصبحوا فِي هَذَا الأَمر شَرْجَين أَي فِرْقتَين؛ وكلُّ لَوْنَين مُخْتَلِفَيْنِ: فَهُمَا شَرْجان. أَبو زَيْدٍ: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إِذا كَذَبَ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّارِجُ الشرِيك؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: أَلْفَيْتَني هَشَّ النَّدَى، ... بِشَرِيجِ قِدْحي، أَو شَجِيرِي «1» قَالَ: الشَّرِيج قِدْحه الَّذِي هُوَ لَهُ. والشَّجِير: الْغَرِيبُ. يَقُولُ: أَلْفَيْتَني أَضرب بقِدْحَيَّ فِي المَيْسِر: أَحدُهما لِي، وَالْآخَرُ مُسْتَعار. والشَّريجُ: أَن تُشقَّ الخشَبة بنصْفين فَيَكُونُ أَحد النِّصْفين شَريج الْآخَرِ. وسأَله عَنْ كَلِمَةٍ: فَشَرج عَلَيْهَا أُشْرُوجَة أَي بَنى عَلَيْهَا بِناء لَيْسَ مِنْهَا. والشَّرِيجُ: العَقَب، وَاحِدَتُهُ شَرِيجَة، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بالشَّرِيجة العَقَبة الَّتِي يُلْزَق بِهَا رِيشُ السَّهم؛ يُقَالُ: أَعطني شَريجة مِنْهُ. وَيُقَالُ: شَرَجْت العسلَ وغيرَهُ بِالْمَاءِ أَي مزجتُه. وشَرَّج شَرَابَهُ: مَزَجَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلًا وَمَاءً: فشَرَّجَها مِنْ نُطْفَةٍ رَحَبِيَّةٍ، ... سُلاسِلَةٍ، مِنْ ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ والشَّارِج: النَّاطُور، يَمَانِيَةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: وَمَا شاكِرٌ إِلا عصافيرُ جِرْبَةٍ، ... يقومُ إِليها شارِجٌ فيُطِيرُها وشَرْجٌ: مَاءٌ لِبَني عَبْسٍ؛ قَالَ يَصِفُ دَلْواً وَقَعَتْ فِي بِئْرٍ قَلِيلَةِ الْمَاءِ فَجَاءَ فيها نصفها، فشبهها بِشِدْقِ حِمَارٍ: قَدْ وَقَعَتْ فِي فِضَّةٍ مِنْ شَرْجِ، ... ثُمَّ اسْتَقَلَّت مثلَ شِدْقِ العِلْجِ وشَرْجَة: موضع؛ قال لَبِيدٌ: فَمِنْ طَلَلٍ تَضَمَّنَه أُثالُ، ... فَشَرْجَةُ فالمَرانَةُ فالجِبالُ وشَرْجٌ: مَوْضِعٌ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ الأَشرف: شَرْجُ الْعَجُوزِ، هُوَ مَوْضِعٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ. شطرنج: الشَّطْرَنْج والشِّطْرَنْج: فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وكسرُ الشِّينِ فِيهِ أَجود لِيَكُونَ مِنْ بَابِ جِرْدَحْل. شفرج: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي: الشُّفارِجُ طِرِّيانٌ رَحْرَحانيّ، وَهُوَ الطَّبَق فِيهِ الفَيْخات والسُّكُرُّجات. الشُّفارِج مِثْلُ العُلابط، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ النَّاسُ بِيشْبارِج. شمج: شَمَجَ الخياطُ الثَّوْبَ يَشْمُجُه شَمْجاً: خاطَه خِيَاطَةً متباعِدة؛ وَيُقَالُ: شَمْرَجَه شَمْرَجَةً. والشَّمَجَى: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. وَنَاقَةٌ شَمَجَى: سَرِيعَةٌ؛ قَالَ مَنْظور بْنُ حَبَّة وحَبَّة أُمه وأَبوه شَرِيكٌ: بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ، ... غَلَّابَةٍ للنَّاجِيات الغُلْبِ، حَتَّى أَتى أُزْبِيُّهَا بالأَدْبِ الغُلْب جَمْعُ غَلْباء. والأَغْلَبُ: العظيم الرَّقَبَة.

_ (1). قوله [هش الندى بشريج] هكذا في الأصل هنا وفيه في مادة شجر [هش اليدين بمري قدحي إلخ.]

والأُزْبيُّ: النَّشاط. والأَدْبُ: العَجَب. وشَمَجَ الشيءَ يَشْمُجُه شَمْجاً: خَلَطَه. وشَمَجَ مِنَ الأَرزِّ وَالشَّعِيرِ وَنَحْوِهِمَا: خَبَزَ مِنْهُ شِبْه قُرَص غِلَاظٍ، وَهُوَ الشَّماجُ. وَمَا ذَاقَ شَماجاً وَلَا لَماجاً أَي مَا يؤْكل؛ وَيُقَالُ: مَا أَكلتُ خُبْزاً وَلَا شَماجاً. الأَصمعي: مَا ذُقْتُ أَكالًا وَلَا لَماجاً وَلَا شَماجاً أَي مَا أَكلت شَيْئًا؛ وأَصله مَا يُرْمَى بِهِ مِنَ العِنَب بعد ما يؤْكل. وبنو شَمَجَى بْنِ جَرْمٍ: حَيّ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَبَنُو شَمَجِ «2» ابنِ جَرْم مِنْ قُضاعة، وَبَنُو شَمَج بْنِ فَزارة مِن ذُبْيان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّي: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَنُو شَمَج مِنْ ذُبْيَانَ، بِالْجِيمِ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهل النسَب بَنُو شَمْخِ بنِ فَزارة، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، سَاكِنَةِ الْمِيمِ. شمرج: الشَّمْرَجَة: حُسْن قِيامِ الحاضِنة عَلَى الصَّبِيِّ، وَاسْمُ الصَّبِيِّ: مُشَمْرَج، مِن ذَلِكَ اشْتُقَّ؛ وَقَدْ شَمْرَجَتْه. وَثَوْبٌ شُمْرُوج ومُشَمْرَج: رَقِيقُ النَّسْج. وشَمْرَج ثَوْبَهُ: خَاطَهُ خِياطة مُتباعِدة الكُتَب، وباعَد بَيْنَ الغُرَزِ، وأَساءَ الْخِيَاطَةَ. والشُّمْرُج: الرَّقيق مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ فَرَسًا: ويُرْعَدُ إِرْعادَ الهجِينِ أَضاعَه، ... غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُجُ المُتَنَصَّحُ يُرِيدُ الجُلَّ. والشُّمْرُجُ، بِالضَّمِّ: الجُلُّ الرَّقِيقُ النَّسْج؛ يَقُولُ: هَذَا الْفَرَسُ يُرْعَد لِحِدَّته وذَكائه كَالرَّجُلِ الْهَجِينِ، وَذَلِكَ مِمَّا يُمْدَح بِهِ الْخَيْلُ. والمتنصَّح: المَخِيط؛ يُقَالُ تَنَصَّحْت الثوبَ إِذا خِطْتَه؛ وَكَذَلِكَ نَصَحْته. والشُّمْرُج: كُلُّ خِيَاطَةٍ لَيْسَتْ بجيِّدة. والشَّمَرَّج: يَوْمٌ للعَجَمِ يَسْتَخْرِجُونَ فِيهِ الْخَرَاجَ فِي ثَلَاثِ مَرَّاتٍ، وعرَّبه رؤْبة بأَن جَعَلَ الشِّينَ سِينًا؛ فَقَالَ: يَوْمَ خَراجٍ يُخْرِجُ السَمَرَّجا شنج: الشَّنَجُ: تَقَبُّض الجِلْد والأَصابع وَغَيْرِهِمَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قامَ إِليها مُشنِج الأَنامِلِ، ... أَغْثَى، خَبِيث الرِّيح بالأَصائِلِ وَقَدْ شَنِجَ الْجِلْدُ، بِالْكَسْرِ، شَنَجاً، فَهُوَ شَنِجٌ، وأَشْنَجَ وتَشَنَّجَ وانْشَنَجَ؛ قَالَ: وانْشَنَجَ العِلْباءُ، فاقْفَعَلَّا، ... مِثلَ نَضِيِّ السُّقْم حينَ بَلَّا وَقَدْ شَنَّجَه تَشْنِيجاً؛ قَالَ جَمِيلٌ: وتناوَلَتْ رأْسي لِتَعْرِفَ مَسَّه؛ ... بِمُخَضَّبِ الأَطراف، غَيْرِ مُشَنَّجِ اللَّيْثُ: وَرُبَّمَا قَالُوا: شَنِجٌ أَشْنَج، وشَنِجٌ مُشَنَّج، والمُشَنَّج أَشد تَشْنِيجاً. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ شَنِجٌ وأَشْنَج: مُتَشَنِّجُ الْجِلْدِ وَالْيَدِ. وَيَدٌ شَنِجَة: ضيِّقة الكَفِّ. والأَشْنَج: الَّذِي إِحدى خُصْيَتَيْه أَصغر مِنَ الأُخرى كالأَشْرَج، وَالرَّاءُ أَعلى. وفَرَسٌ شَنِجُ النَّسا: مُتقبِّضه، وَهُوَ مدحٌ لَهُ لأَنه إِذا تَقَبَّض نَساه وشَنِج، لَمْ تسترخِ رِجْلَاهُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: سَلِيمُ الشَّظى، عَبْلُ الشَّوى، شَنِجُ النَّسا، ... لَهُ حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ عَلَى الفَالِ

_ (2). قوله [وَفِي الصِّحَاحِ: وَبَنُو شَمَجِ إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وبنو شمجى بفتحات. ابن جرم: قبيلة من قضاعة من حمير، ووهم الجوهري حيث إنه قال وَبَنُو شَمَجِ بْنِ جَرْمٍ من قضاعة. وأَما بَنُو شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ، فبالخاء المعجمة وسكون الميم: حيّ من ذبيان، وغلط الجوهري، رحمه الله تعالى، حيث إنه قال وَبَنُو شَمَجِ بْنِ فَزَارَةَ، بالجيم محركة.

فصل الصاد المهملة

وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الغُراب؛ قَالَ الطِّرمّاح: شَنِجُ النَّسا، حَرِقُ الجَناحِ، كأَنه، ... فِي الدارِ إِثْرَ الظَّاعنينَ، مُقَيَّدُ التَّهْذِيبُ: وإِذا كَانَتِ الدَّابَّةُ شَنِجَ النَّسا، فَهُوَ أَقوى لَهَا وأَشد لِرِجْلَيْهَا؛ وَفِيهِ أَيضاً: مِنَ الْحَيَوَانِ ضُرُوب تُوصَفُ بِشَنَجِ النَّسا وَهِيَ لَا تَسْمَحُ بالمَشْي، مِنها الظَّبْي؛ قَالَ أَبو دُواد الإِيادي: وقُصْرى شَنِجِ الأَنْساءِ، ... نَبَّاح مِنَ الشُّعْبِ وَمِنْهَا الذِّئْبُ وَهُوَ أَقْزَل إِذا طُرِد فكأَنه يَتَوَحَّى، وَمِنْهَا الغراب وهو يَحْجُل [يَحْجِل] كأَنه مُقَيَّد، وشَنَجُ النَّسا يُستحب فِي العِتاق خاصَّة وَلَا يُسْتَحَبُّ فِي الهَماليج. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا شَخَص الْبَصَرُ وشَنِجَتِ الأَصابع أَي انْقَبَضَتْ وتقلَّصت؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الحسَن: مَثَل الرَّحِمِ كمثَل الشَّنَّة، إِنْ صَبَبْتَ عَلَيْهَا مَاءً لانتْ وَانْبَسَطَتْ، وإِن تَرَكْتَهَا تَشَنَّجَتْ. وَفِي حَدِيثِ مسلَمة: أَمنعُ الناسَ مِنَ السَّراويل المُشَنَّجة ؛ قِيلَ: هِيَ الْوَاسِعَةُ الَّتِي تسقُط عن الخفِّ حَتَّى تغطِّي نِصْفَ القدَم، كأَنه أَراد إِذا كَانَتْ وَاسِعَةً طَوِيلَةً لَا تَزَالُ تُرْفَع فَتَتَشَنَّج. اللَّيْثُ وَابْنُ دُرَيْدٍ: تَقُولُ هُذَيل: غَنَجٌ عَلَى شَنَجٍ أَي رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فالغَنَج هُوَ الرَّجُلُ، والشَّنَج الجمَل. والشَّنَجُ: الشَّيْخُ، هذليَّة. يَقُولُونَ: شَيْخٌ شَنَجٌ عَلَى غَنَجٍ أَي شَيْخٌ عَلَى جَمَلٍ ثقيل، والله أَعلم. شهدانج: الشَهْدانِج: نَبْتٌ، عَنْ أَبي حنيفة. فصل الصاد المهملة صجج: أَهملها اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: صَجَّ إِذا ضَرَبَ حَدِيدًا عَلَى حَدِيدٍ فصوَّتا. والصَّجِيجُ: ضَرْب الْحَدِيدِ بَعْضِهِ على بعض. صرج: التَّهْذِيبِ: الصَّارُوجُ النُّورة وأَخلاطُها الَّتِي تُصَرَّجُ بِهَا النُّزُل وغيرُها، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب، وَكَذَلِكَ كُلُّ كَلِمَةٍ فِيهَا صَادٌ وَجِيمٌ، لأَنهما لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. ابْنُ سِيدَهْ: الصَّارُوج النُّورة بأَخلاطها تُطْلَى بِهَا الْحِيَاضُ والحمَّامات، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ جَارُوفٌ، عُرِّب فَقِيلَ: صارُوج، وَرُبَّمَا قِيلَ: شارُوق. وصرَّجها بِهِ: طَلاها، وربما قالوا: شرَّقه. صلج: الصُّلَّجة: الفِيلَجَةُ مِنَ القَزِّ والقَدِّ. والصَّوْلَج: الصِّماخ؛ والصَّوْلَج والصَّوْلَجة: الْفِضَّةُ الْخَالِصَةُ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّلِيجَة والنَّسيكَة والسَّبيكة: الفِضَّة المُصَفَّاة؛ وَمِنْهُ أُخذ النُّسُك لأَنه صُفِّي مِنَ الرِّياء. والصَّوْلَج والصَّوْلَجَان والصَّوْلجَانَة: الْعُودُ المعوجُّ، فَارِسِيٌّ معرَّب، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَالْجَمْعُ صَوَالجَة، الْهَاءُ لِمَكَانِ العُجمة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَكَذَا وُجد أَكثر هَذَا الضَّرْب الأَعجمي مُكسَّراً بِالْهَاءِ. التَّهْذِيبُ: الصَّوْلجَان عَصاً يُعْطَف طرَفها يُضْرَب بِهَا الكُرَة عَلَى الدَّوابِّ، فأَما الْعَصَا الَّتِي اعوجَّ طرَفاها خِلْقة فِي شَجَرَتِهَا، فَهِيَ مِحْجن؛ وَقَالَ الأَزهري: الصَّوْلَجان والصَّوْلَج والصُّلَّجة، كُلُّهَا معرَّبة. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّوْلجَان، بِفَتْحِ اللَّامِ: المِحْجَن، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والأَصْلَج: الأَصْلَع، بِلُغَةِ بَعْضِ قَيْس؛ وأَصمُّ أَصْلَجُ: كأَصْلَخ؛ عَنِ الهَجَري، قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَلَخَ: الأَصْلَخ الأَصَمُّ؛ كذلك قَالَ الْفَرَّاءُ وأَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَهَؤُلَاءِ الْكُوفِيُّونَ أَجمعوا عَلَى هَذَا الْحَرْفِ بِالْخَاءِ، وأَما أَهل الْبَصْرَةِ ومَنْ فِي ذَلِكَ الشِّقِّ مِنَ العَرَب فإِنهم يَقُولُونَ الأَصْلَج

بِالْجِيمِ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: فُلَانٌ يَتَصالَجُ عَلَيْنَا أَي يتَصَامَمُ؛ قال: ورأَيت أَمَةً صَمَّاء تُعرَف بالصَّلْخاء؛ قَالَ: فَهُمَا لُغَتَانِ جَيِّدتان، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَعراب قَيْسٍ وَتَمِيمٍ يَقُولُ للأَصم أَصلج، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى لِبَنِي أَسد ومَنْ جاوَرهم أَصْلَخ، بالخاء. صلهج: الأَصمعي: الصَّيْهَجُ الصَّخرة الْعَظِيمَةُ، وكذلك الصَّلْهَج والجَيْحَل. صمج: الصَّمَجُ: الْقَنَادِيلُ، وَاحِدَتُهَا صَمَجَة؛ قَالَ الشَّمَّاخُ «1»: بالصَّمَجِ الرُّومِيَّات وفي نوادر الأَعراب: لَيْلَةٌ قَمْرَاءُ صمَّاجَة وصيَّاجة؛ مُضِيئة. صملج: أَبو عمر: الصَّمَلَّج الصُّلب مِنَ الْخَيْلِ وغيرها. صنج: الصَّنْجُ العربُّي: هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِي الدُّفُوف وَنَحْوِهِ، عَرَبيٌّ «2»؛ فأَما الصَّنْجُ ذُو الأَوتار فَدَخِيل معرَّب، تَخْتَصُّ بِهِ العَجَم وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ الأَعشى: ومُسْتَجِيباً تَخالُ الصَّنْجَ يَسْمَعُه، ... إِذا تُرَجِّعُ فِيهِ القَيْنَةُ الفُضُلُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: قُلْ لِسَوَّارٍ، إِذا مَا ... جِئْتَهُ وَابْنِ عُلاثَهْ: زادَ فِي الصَّنْجِ عُبَيْدُ اللهِ ... أَوتاراً ثَلاثَهْ وامرأَة صَنَّاجة: ذَاتُ صَنْج؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا شئتُ غَنَّتْني دهاقِينُ قَرْيَةٍ، ... وصَنَّاجَةٌ تَجْذُو عَلَى كلِّ مَنْسِمِ «3» الْجَوْهَرِيُّ: الصَّنْج الَّذِي تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ هُوَ الَّذِي يُتخذ مِنْ صُفْر يضْرَب أَحدهما بِالْآخَرِ. ابْنُ الأَعرابي: الصُّنُجُ الشِّيزَى، وَقَالَ غَيْرُهُ: الصَّنْج ذُو الأَوتار الَّذِي يُلْعب بِهِ، واللَّاعب بِهِ يُقَالُ لَهُ: الصَّنَّاج والصَّنَّاجة. وَكَانَ أَعْشَى بَكْرٍ يُسَمَّى صَنَّاجة الْعَرَبِ لِجَوْدة شِعْره. وصَنْجُ الجنِّ: صوتُها؛ قَالَ القَطامي: تَبِيتُ الغُول تَهْرِج أَن تَرَاهُ، ... وصَنْجُ الجِنِّ مِنْ طَرَبٍ يهِيمُ وَهُوَ مِنَ الصَّنْج الَّذِي تَقَدَّمَ؛ كأَن الْجِنَّ تُغَنِّي بالصَّنْج. وصَنْجَة المِيزان وسَنْجَته؛ فَارِسِيٌّ معرَّب. وَقَالَ ابْنُ السكِّيت: لَا يُقَالُ سَنْجَة. والأُصنوجَة: الزُّوالِقة مِنَ الْعَجِينِ «4». صهج: الأَزهري: نَبْت صَيْهُوج إِذا مَلُسَ [مَلِسَ]، وظَهْر صَيْهُوج: أَمْلَس؛ قَالَ جَنْدَلٌ: عَلَى ضُلُوع نَهْدَةِ المَنافِجِ، ... تَنْهَضُ فيهنَّ عُرى النَّسائِجِ، صُعْداً إِلى سَنَاسِنٍ صَيَاهِجِ الأَصمعي: الصَّيْهَجُ الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ، وَكَذَلِكَ الصَّلْهَج والجَيْحَل.

_ (1). قوله [قال الشماخ إلخ] الذي في شرح القاموس: والنجم مثل الصمج الروميات (2). قوله [عربي] ينافيه ما تقدم في مادة صرج، عن التهذيب. وكل من الصحاح والقاموس مصرح بأنه بكلا معنييه معرب. (3). قوله [إِذا شئت إلخ] أَنشده في الصحاح في مادة جذا: تَجْذُو عَلَى حَرْفِ مَنْسِمٍ. (4). قوله [الزوالقة من العجين] هكذا بالأَصل، وفي القاموس: الدوالقة، بالدال.

فصل الضاد المعجمة

صهبج: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: وَوَبَرٌ صُهَابِجٌ أَي صُهَابيّ، أَبدلوا الْجِيمَ مِنَ الْيَاءِ، كَمَا قَالُوا: الصِّيصِجّ والعَشِجّ وصِهْرِيجٌ وسِهْرِيٌّ؛ وَقَوْلُ هِمْيان: يُطيرُ عَنْهَا الوَبَر الصُّهابِجَا أَراد الصُّهابيّ، فَخَفَّفَ وأَبدل. صَهْرَجَ: الصِّهْرِيجُ: وَاحِدُ الصَّهاريج، وَهِيَ كَالْحِيَاضِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى تَنَاهَى فِي صَهارِيجِ الصَّفا يَقُولُ: حَتَّى وَقَفَ هَذَا الْمَاءُ فِي صَهارِيج مِنْ حَجَر. ابْنُ سِيدَهْ: الصِّهْرِيج مَصْنعة يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وأَصله فَارِسِيٌّ، وَهُوَ الصِّهْرِيّ، عَلَى البَدَل، وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِي جَمْعِهِ: صَهاريّ. وصَهْرَجَ الحوضَ: طَلاه، وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الطُفَيْلِيِّين: وَدِدْتُ أَن الكُوفة بِرْكَة مُصَهرَجَة. وَحَوْضٌ صُهارِج: مَطْلِيٌّ بالصَّارُوج. والصُّهارج، بِالضَّمِّ: مِثْلُ الصِّهْرِيج؛ وأَنشد الأَزهري: قَصَبَّحَتْ حابِيَةً صُهَارِجا وَقَدْ صَهْرَجُوا صِهْرِيجاً؛ قَالَ ذُو الرُّمة: صَوارِي الهامِ، والأَحشاءُ خافِقَة، ... تُناوِلُ الهِيمَ أَرْشَافَ الصَّهارِيج «1» صوج: الصَّوْجان مِنَ الإِبل والدَّوابّ: الشَّدِيدُ الصُّلب؛ قَالَ: فِي ظَهْرِ صَوْجان القَرَى لِلمُمْتَطِي وعَصاً صَوْجانَةٌ: كَزَّة. ونَخْلة صَوْجانة: كَزَّة السَّعَف. والصَّوْجان: الصَّوْلَجان. فصل الضاد المعجمة ضبج: ضَبَجَ الرجلُ: أَلقى نَفْسَهُ فِي الأَرض مِنْ كَلال أَو ضَرْب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. ضجج: ضَجَّ يَضِجُّ ضَجّاً وضَجيجاً وضَجَاجاً وضُجاجاً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَاحَ، وَالِاسْمُ الضَّجَّة. وضَجَّ الْبَعِيرُ ضَجيجاً وضَجَّ الْقَوْمُ ضَجاجاً. قَالَ: وضَجَّ الْقَوْمُ يَضِجُّون ضَجيجاً: فَزِعُوا مِنْ شَيْءٍ وغُلِبوا، وأَضَجُّوا إِضْجاجاً إِذا صَاحُوا فجَلَّبُوا. أَبو عَمْرٍو: ضَجَّ إِذا صَاحَ مُسْتَغِيثًا. وَسَمِعْتُ ضَجَّة الْقَوْمِ أَي جَلَبتهم؛ وَفِي حَدِيثِ حُذيفة: لَا يأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَضِجُّون مِنْهُ إِلّا أَرْدَفَهُمُ اللَّهُ أَمراً يشغَلُهم عَنْهُ. الضَّجيج: الصِّياح عِنْدَ الْمَكْرُوهِ والمشَقَّة والجزَع. وضاجَّه مُضاجَّة وضِجاجاً: جَادَلَهُ وشارَّه وشاغَبَه، وَالِاسْمُ الضَّجَاج، بِالْفَتْحِ، وَقِيلَ: هُو اسْمٌ مِنْ ضاجَجْتُ، وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ. والضَّجاج: القَسْر؛ وأَنشد الأَصمعي فِي الضِّجاج والضَّجاج المُشاغَبة والمُشارَّة: إِنّي إِذا مَا زَبَّبَ الأَشْداقُ، ... وكَثُرَ الضَّجاجُ [الضِّجاجُ] واللّقاقُ «2» وَقَالَ آخَرُ: وأَغْشَبَ الناسُ الضِّجاجَ الأَضْجَجا، ... وصاحَ خاشِي شَرِّها، وهَجْهَجا أَراد الأَضَجَّ، فأَظهر التَّضْعِيفَ اضْطِرَارًا، وَهَذَا عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِمْ: شِعْر شَاعِرٍ؛ التَّهْذِيبَ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: وأَعْشَبَ الأَرض الأَضْجَجا «3».

_ (1). قوله [صواري الهام] هكذا بالأَصل وشرح القاموس. (2). قوله [واللقاق] هكذا في الأَصل والذي في الصحاح في مادة لقق: واللقلاق. (3). قوله [وأعشب الأَرض إلخ] هكذا في الأَصل.

قَالَ: أَظهر الْحَرْفَيْنِ وَبَنَى مِنْهُ أَفعل لِحَاجَتِهِ إِلى الْقَافِيَةِ، وَقَدْ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ مِنْهُ، فَقِيلَ: رَجُلٌ ضِجَاج، وَقَوْمٌ ضُجُجٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: فاقْدُرْ بِذَرْعِكَ، إِنِّي لَنْ يُقَوِّمَني ... قَوْلُ الضِّجاجِ، إِذا مَا كنتُ ذَا أَوَدِ والضِّجاجُ [الضَّجاجُ]: ثَمَرُ نَبْت أَو صَمْغٌ تَغسل به النساء رؤوسهن، حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ بِالْفَتْحِ، وأَبو حَنِيفَةَ بِالْكَسْرِ، وَقَالَ مَرَّة: الضِّجاج كُلُّ شَجَرَةٍ تُسَمُّ بِهَا السِّباع أَو الطَّير. وضَجَّجَها: سَمَّها. ابْنُ الأَعرابي: الضِّجاج [الضَّجاج] صَمْغٌ يؤْكل، فإِذا جَفَّ سُحِق، ثُمَّ كيلَ وقُوِّيَ بالقَلْيِ، ثُمَّ غُسِل بِهِ الثَّوْبُ فيُنَقِّيه تَنْقِيَةَ الصَّابُونِ. والضَّجُوج مِنَ النُّوقِ: الَّتِي تَضِجُّ إِذا حُلِبت. التَّهْذِيبَ: الضَّجاجُ الْعَاجُ، وَهُوَ مِثْل السِّوار للمرأَة؛ قَالَ الأَعشى: وتَرُدُّ معطوفَ الضَّجاج عَلَى ... غَيْل، كأَن الوَشْمَ فيه خِلَلْ ضرج: ضَرَجَ الثوبَ وغيرَه: لَطَخه بِالدَّمِ ونحوِه مِنَ الحُمْرة، وَقَدْ يَكُونُ بالصُّفرة؛ قَالَ يَصِفُ السَّراب عَلَى وَجْهِ الأَرض: فِي قَرْقَرٍ بِلُعاب الشَّمْسِ مَضْرُوج يَعْنِي السَّرَابَ. وضَرَّجَه فَتَضَرَّج، وثوبٌ ضَرِج وإِضْرِيج: مُتَضَرِّج بِالْحُمْرَةِ أَو الصُّفرة؛ وَقِيلَ: الإِضْريجُ صِبغ أَحمر، وثوبٌ مُضَرَّج، مِنْ هَذَا؛ وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الإِضْريجُ إِلَّا مِنْ خَزٍّ. وتَضَرَّج بالدَّم أَي تَلَطَّخ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّ بِي جَعْفَرٌ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مضَرَّج الْجَنَاحَيْنِ بِالدَّمِ أَي مُلَطَّخاً. وَكُلُّ شَيْءٍ تَلَطَّخ بِشَيْءٍ، بِدَمٍ أَو غَيْرِهِ، فَقَدْ تَضَرَّج؛ وَقَدْ ضُرِّجَتْ أَثوابه بِدَمِ النَّجيع. وَيُقَالُ: ضَرَّج أَنْفَه بِدَمٍ إِذا أَدْماه؛ قَالَ مُهَلْهِل: لَوْ بِأَبانَيْنِ جَاءَ يَخْطُبُها، ... ضُرِّجَ مَا أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ وَفِي كِتَابِهِ لِوائِلٍ: وضَرَّجُوه بالأَضامِيم أَي دَمّوه بالضَّرْب. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِضْريجُ الخَزُّ الأَحمر؛ وأَنشد: وأَكْسِيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشاجِبِ يَعْنِي أَكْسِيةَ خَزٍّ حُمْراً؛ وَقِيلَ: هُوَ الْخَزُّ الأَصفر؛ وَقِيلَ: هُوَ كِسَاءٌ يُتخذ مِنْ جَيّد المِرْعِزَّى. اللَّيثُ: الإِضريجُ الأَكسية تُتَّخَذُ مِنَ المِرْعِزَّى مِنْ أَجوده. والإِضْريجُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكسية أَصفر. وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجاً فانْضَرَج، وضَرَّجه فتَضَرَّج: شقَّه. والضَّرْج: الشَّقُّ؛ قَالَ ذُو الرُّمة يَصِفُ نِسَاءً: ضَرَجْنَ البُرُودَ عَنْ تَرائب حُرَّةٍ أَي شَقَقْنَ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ أَي أَلقين. وَفِي حَدِيثِ المرأَة: صَاحِبَةِ المَزادَتَيْن تَكاد تَتَضَرَّجُ مِنَ المِلْءِ أَي تنشقُّ. وتَضَرَّج الثوبُ: انشقَّ؛ وَقَالَ هِمْيَانٌ يَصِفُ أَنياب الفَحل: أَوْسَعْنَ مِنْ أَنيابه المَضارِجِ والمَضَارِج: المَشاقُّ. وتَضَرَّج الثَّوْبُ إِذا تَشَقَّقَ. وضَرَّجْت الثَّوْبَ تَضْريجاً إِذا صَبَغْته بالحرة، وَهُوَ دُونَ المُشْبَع وَفَوْقَ المُوَرَّدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وعَلَيَّ رَيْطَة مُضَرَّجَة أَي لَيْسَ صِبْغها بالمُشْبَع. والمَضارِجُ: الثِّيَابُ الخُلْقان تُبْتَذَلُ مِثْلَ المَعاوِز؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: واحدُها مِضْرَج. وعينٌ مَضْرُوجة: وَاسِعَةُ الشَّقِّ نَجْلاء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَبَسَّمْنَ عَنْ نَوْرِ الأَقاحِيِّ فِي الثَّرَى، ... وفَتَّرْنَ عَنْ أَبصارِ مَضْرُوجَةٍ نُجْلِ

وانْضَرَجَت لَنَا الطَّرِيقُ: اتَّسَعت. والانْضِراج: الاتِّساع؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَمَرْتُ لَهُ بِرَاحِلةٍ وبُرْدٍ ... كَريمٍ، فِي حَواشِيه انْضِرَاجُ وانْضَرَج مَا بَيْنَ الْقَوْمِ: تَباعد مَا بَيْنَهُمْ. وانْضَرَج الشَّجَرُ: انشقَّت عُيونُ ورَقِه وبَدَتْ أَطْرَافُهُ. وتَضَرَّجَتْ عَنِ البَقْل لَفائِفُه إِذا انْفَتَحَتْ، وإِذا بَدَتْ ثِمَارُ البُقول مِنْ أَكْمامِها، قِيلَ: انْضَرَجَتْ عَنْهَا لفائفُها أَي انْفتحتْ. والانْضِراج: الانْشقاق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَى ذَوَائِبُها ... بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عَنْهُ الأَكامِيمُ تَعالَت: ارْتَفَعَتْ. وذَوائبها: سَفاها. والأَكامِيم جَمْعُ أَكْمام، وأَكْمام جَمْعُ كِمٍّ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الزَّهْرُ. وضَرَجَ النَّارَ يَضْرِجها: فَتَحَ لَهَا عَيْنًا؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وانضَرَجَتِ العُقاب: انحطَّت مِنَ الجَوِّ كَاسِرَةً. وانْضَرَج الْبَازِي عَنِ الصَّيْدِ إِذا انْقَضَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَتَيْسِ الظِّباء الأَعْفَرِ، انْضَرَجَتْ لَهُ ... عُقابٌ، تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخ ثَهْلانِ وَقِيلَ: انْضَرَجَتْ انْبَرَتْ لَهُ؛ وَقِيلَ: أَخَذَتْ فِي شِقٍّ. أَبو سَعِيدٍ: تَضْريج الْكَلَامِ فِي المَعاذِير هُوَ تَزْوِيقُه وَتَحْسِينُهُ. وَيُقَالُ: خَيْرُ مَا ضُرِّج بِهِ الصدقُ، وشَرُّ مَا ضُرِّج بِهِ الكذِب. وَفِي النَّوَادِرِ: أَضْرَجَتِ المرأَة جَيْبَها إِذا أَرْخَتْه. وضُرِّجتِ الإِبل أَي رَكَضْناها فِي الغَارَة؛ وضَرَجتِ النَّاقَةُ بِجِرَّتِها وجَرَضَتْ. والإِضْريج: الجَيِّد مِنَ الْخَيْلِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الإِضريج مِنَ الْخَيْلِ الجَواد الْكَثِيرُ العَرَق؛ قَالَ أَبو دُواد: وَلَقَدْ أَغْتَدِي، يُدافِع رُكْنِي ... أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ، إِضْرِيجُ وَقَالَ: الإِضْريج الواسِع اللَّبَان؛ وَقِيلَ: الإِضْريجُ الْفَرَسُ الجَواد الشَّدِيدُ العَدْوِ. وعَدْوٌ ضَرِيجٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: جِرَاءٌ وَشَدٌّ كالحَريق ضَرِيجُ والضَّرْجَة والضَّرَجَة: ضَرْب مِنَ الطَّيْرِ. وضَارِج: اسْمُ مَوْضِعٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تَيَمَّمَتِ العَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضارِجٍ، ... يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ، عَرْمَضُها طَامِي قَالَ ابْنُ بَرِّي: ذَكَرَ النَّحَّاسُ أَن الرِّوَايَةَ فِي الْبَيْتِ يفيءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ، ورَوَى بإِسناد ذَكَرَهُ أَنه وفَدَ قَوْمٌ مِنَ اليَمَن عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحيانا اللَّهُ بِبَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْر، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: أَقبلنا نُرِيدُكَ فضَلَلْنا الطَّرِيقَ فَبَقِينَا ثَلاثاً بِغَيْرِ مَاءٍ، فَاسْتَظْلَلْنَا بالطَّلْح والسَّمُرِ، فأَقبل رَاكِبٌ متلثِّم بِعِمَامَةٍ وَتَمَثَّلَ رَجُلٌ بِبَيْتَيْنِ، وَهُمَا: ولَمَّا رأَتْ أَن الشَّرِيعة هَمُّها، ... وأَنَّ البَياض مِنْ فَرائِصِها دَامي، تيَمَّمتِ العَين الَّتِي عِنْدَ ضارِج، ... يفيءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ، عَرمَضها طَامِي فَقَالَ الرَّاكِبُ: مَنْ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ؟ قَالَ: امْرُؤُ

القيس بن حجر، قال: وَاللَّهِ مَا كَذَبَ، هَذَا ضارِج عِنْدَكُمْ، قَالَ: فَجَثَوْنا عَلَى الرُّكَب إِلى مَاءٍ، كَمَا ذكَر، وَعَلَيْهِ العَرْمَض يَفِيءُ عَلَيْهِ الطَّلْح، فشربْنا رِيَّنا، وحملْنا مَا يَكْفِينَا ويُبَلِّغُنا الطَّرِيقَ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا شَرِيفٌ فِيهَا، منسيٌّ فِي الْآخِرَةِ خَامِلٌ فِيهَا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلى النَّارِ ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَمَّا رأَتْ أَن الشَّريعة هَمُّها الشَّريعة: مَوْرِدُ الْمَاءِ الَّذِي تَشْرَع فِيهِ الدَّوابُّ. وهمُّها: طَلَبُهَا، وَالضَّمِيرُ فِي رأَتْ للحُمُر؛ يُرِيدُ أَن الْحُمُرَ لَمَّا أَرادت شَرِيعة الْمَاءِ وَخَافَتْ عَلَى أَنفسها مِنَ الرُّماة، وأَن تُدْمَى فَرَائِصُهَا مِنْ سِهَامِهِمْ، عَدَلَتْ إِلى ضارِج لِعَدَمِ الرُّماة عَلَى العَيْنِ الَّتِي فِيهِ. وضارِج: مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ بَنِي عَبْس. والعَرْمَض: الطُّحْلُب. وطامي: مرتفع. ضربج: رَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: قَدْ كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْرو أَخاً ثِقَةً، ... حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا، يَوْماً، مُلِمَّاتُ فقلتُ، والمَرْءُ قَدْ تخطِيه مُنْيَتُه: ... أَدْنى عَطِيَّاته إِيَّايَ مِئياتُ فكانَ مَا جادَ لِي، لَا جادَ مِنْ سَعَةٍ، ... دَرَاهِمُ زائِفات ضَرْبَجِيَّاتُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: دِرْهَمٌ ضَرْبَجِيٌّ: زائِف، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: زَيْف قَسِّيٌّ؛ والقَسِّيُّ: الَّذِي صَلُبَ فِضَّته مِنْ طُول الخَبْءِ. مِئيات: الأَصل فِي مِئَةٍ مِئْيَة، بوزن مِعْية. ضمج: ضَمِج الرجلُ بالأَرض وأَضْمَج: لَزِقَ بِهِ. والضَّمْجة: دُوَيْبَّة مُنْتِنَةُ الرَّائِحَةِ تَلْسَعُ، وَالْجَمْعُ ضَمْجٌ. والضَّامِجُ: اللَّازِمُ. قَالَ الأَزهَري فِي تَرْجَمَةِ خَعَمَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّمَجُ هَيَجان الخَيْعامة، وَهُوَ المأْبُون المَجْبُوس، وَقَدْ ضَمج ضَمَجاً؛ وَيُقَالُ: ضَمَجَه إِذا لَطَخَه؛ وَقَالَ هِمْيَانُ: أَبِعْت قَرْماً بالهَدِير عاجِجا، ... ضُباضِبَ الخَلْقِ، وَأىً، دُهامِجا يُعْطِي الزِّمامَ عَنقاً عَمَالِجا، ... كأَن حِنَّاء عَلَيْهِ ضامِجا أَي لاصِقاً؛ وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يَذْكُرُ دوابَّ الأَرض، وَكَانَ مِنْ بَادِيَةِ الشَّامِ: وَفِي الأَرض أَحْناشٌ وسَبْعٌ وخاربُ، ... وَنَحْنُ أُسارَى، وسْطهم نتقلَّبُ «4» رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشبثَانُ ظَلَمَةٍ، ... وأَرْقَطُ حُرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ والضَّمْجُ: مِنْ ذَوَاتِ السُّمُومِ. والطَّبُّوع: مِنْ جنس القُراد. ضمعج: الضَّمْعَجُ: الضَّخْمَةُ مِنَ النُّوقِ. وامرأَة ضَمْعَج: قَصِيرَةٌ ضَخْمَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ بيضاءَ ضَحُوك ضَمْعَج وَفِي حَدِيثِ الأَشتر يَصِفُ امرأَة أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً. الضَّمْعَج: الْغَلِيظَةُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرَةُ، وَقِيلَ: التَّامَّةُ الْخَلْقِ؛ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلذَّكَرِ؛ وَقِيلَ: الضَّمْعَج مِنَ النِّسَاءِ الضَّخْمَة الَّتِي تَمَّ خلْقها واسْتَوْثَجَتْ نَحْواً

_ (4). قوله [وخارب] هكذا في الأَصل، وشرح القاموس، ولعله وجارن بدليل قوله قبل يذكر دواب الأرض لأَن الخارب اللص، وَالْجَارِنُ وَلَدُ الْحَيَّةِ.

فصل الطاء المهملة

مِنَ التَّمَامِ؛ وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ وَالْفَرَسُ والأَتان؛ قَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ السَّعْدِيُّ: يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجَا، ... والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثجا وَقِيلَ: الضَّمْعَج الْجَارِيَةُ السَّريعة فِي الْحَوَائِجِ. والضَّمْعَج: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. والضَّمْعَج: الفحجاء الساقين. ضهج: أَضْهَجَتِ النَّاقَةُ: كأَضْجَهَت، إِمَّا مَقْلُوبٌ وإِمَّا لُغَةٌ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ: وأَنشد: فَردُّوا لِقَوْلِي كلَّ أَصْهَبَ ضامِرٍ ... ومَضْبُورةٍ، إِن تَلْزَمِ الخَيْلَ تُضْهِجِ ضوج: ضَوْج الْوَادِي: مُنْعَطَفُه، وَالْجَمْعُ أَضْواج وأَضْوُج، الأَخيرة نَادِرَةٌ؛ قَالَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ: وقَتْلَى مِنَ الحَيّ فِي مَعْرَكٍ، ... أُصِيبُوا جَميعاً بِذي الأَضْوُجِ وَقَدْ تَضَوَّج، وضَاج الوادِي يَضُوج ضَوْجاً: اتَّسَع. ولَقِيَنَا ضَوْجٌ مِنْ أَضْواج الأَودية فانْضَوَج فِيهِ، وانْضَوَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ أَضْواجِ الْوَادِي أَي مَعاطِفه، الْوَاحِدَةُ ضَوْج؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا كُنْتَ بَيْنَ جَبَلَين مُتَضَايِقَيْنِ ثُمَّ اتَّسَع، فَقَدِ انْضاج لَكَ. التَّهْذِيبِ: الضَّوْج جِزْعُ الْوَادِي، وَهُوَ مُنْعَرَجه حَيْثُ يَنْعَطِفُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وحَوْفاً منْ تراغُبِ الأَضْواج «1» اللَّيْثُ: الضَّوْجان مِنَ الإِبل وَالدَّوَابِّ كلُّ يابِسِ الصُلْب؛ وأَنشد: فِي ضَبْرِ ضَوْجان القَرَى للمُمْتَطِي «2» يَصِفُ فَحْلًا وَنَخْلَةٌ ضَوْجانة، وَهِيَ الْيَابِسَةُ الكَزَّة السَّعَفِ؛ قَالَ: وَالْعَصَا الكَزَّة ضَوْجانة. ضاج: ضاجَ عَنِ الشَّيْءِ ضَيْجاً: عدَل وَمَالَ عَنْهُ، كجاضَ. وضاجَ عَنِ الْحَقِّ: مَالَ عَنْهُ؛ وَقَدْ ضاجَ يَضِيجُ ضُيوجاً وضَيَجاناً؛ وأَنشد: أَما تَرَيْني كالعَريشِ المَفْرُوجْ، ... ضاجَتْ عِظامِي عَنْ لَفًى مَضْرُوجْ؟ اللَّفَى: عَضَلُ لَحْمِهِ. وضاجَ السَّهْم عَنِ الهَدَف أَي مَالَ عَنْهُ. وضاجَتْ عِظامه ضَيْجاً: تَحَرَّكَتْ مِنَ الهُزال؛ عن كراع. فصل الطاء المهملة طبج: الطَّبْجُ، ساكنٌ: الضرْب عَلَى الشَّيْءِ الأَجْوَف كالرأْس وَغَيْرِهِ، حَكَاهُ ابْنُ حَمُّويه عَنْ شَمِر فِي كِتَابِ الغَريبين للهَرَوِي. أَبو عَمْرٍو: طَبَجَ يَطْبَجُ طَبَجاً إِذا حَمُق، وَهُوَ أَطْبَجُ. والطَّبْجُ: اسْتِحْكَامُ الْحَمَاقَةِ. قَالَ: وَيُقَالُ لأُمِّ سُوَيْدٍ الطِّبِّيجَة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ فِي الحَيِّ رَجُلٌ لَهُ زَوْجَةٌ وأُمّ ضَعِيفَةٌ، فَشَكَتْ زوجتُه إِليه أُمَّه، فَقَامَ الأَطْبَجُ إِلى أُمِّه فأَلقاها فِي الْوَادِي. الطَّبْجُ: اسْتِحْكَامُ الْحَمَاقَةِ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، بِالْجِيمِ؛ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ بِالْخَاءِ، وَهُوَ الأَحمق الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ، قال: وكأَنه الأَشبه.

_ (1). قوله [وحوفاً من تراغب إلخ] هكذا في الأَصل. (2). قوله [في ضبر ضوجان] هكذا في الأَصل هنا. وتقدم في مادة صوج: في ظهر صوجان إلخ.

فصل الظاء المعجمة

طبهج: الطَّباهجَةُ، فَارِسِيٌّ معرَّب: ضرْب مِنْ قَليِّ اللَّحْمِ. بَاؤُهُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ الَّتِي بَيْنَ الْبَاءِ وَالْفَاءِ، كبِرِنْد وبُنْدُق الَّذِي هُوَ الفِرِنْد والفُنْدُق، وَجِيمُهُ بَدَلٌ من الشين. طثرج: أَبو عَمْرٍو: الطَّثْرَجُ النَّمْلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرْ لِذَلِكَ شَاهِدًا، قَالَ: وَفِي الْحَاشِيَةِ شَاهِدٌ عَلَيْهِ وَهُوَ لِمَنْظُورِ بْنِ مَرْثَدٍ: والبِيضُ فِي مُتُونِها كالمَدْرَجِ ... أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ قَالَ: وأَراد بِالْبِيضِ السُّيوفَ. والمَدْرَج: طَرِيقُ النَّمْلِ. والأَثْرُ: فِرِنْد السَّيْفِ، شَبَّهَه بالذرّ. طزج: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: قَالَ لأَبي الزِّنَادِ: تأْتينا بِهَذِهِ الأَحاديث قَسِيَّة وتأْخذها مِنَّا طَازَجَة ؛ القَسِيَّة: الرَّديئة. والطَّازَجَة: الْخَالِصَةُ المُنَقَّاةُ، قال: وكأَنه تعريف تازَهْ بالفارسية. طسج: الطَّسُّوجُ: النَّاحِيَةُ. والطَّسُّوج: حَبَّتان مِنَ الدَّوَانيق. والدَّانق: أَربعة طَساسيج، وَهُمَا معرَّبان. وَقَالَ الأَزهري: الطَّسُّوج مِقْدَارٌ مِنَ الْوَزْنِ كَقَوْلِهِ فَرْبَيُون بِطَسُّوج، وَكِلَاهُمَا مُعَرَّبٌ. والطَّسُّوج: وَاحِدٌ مِنْ طَساسيج السَّواد، معرَّبة. طعج: طَعَجَها يَطْعَجُها طَعْجاً: نَكَحَها. طنج: الطُّنُوج: الكَراريس، وَلَمْ يُذْكَر لَهَا وَاحِدٌ؛ وَمِنْهُ مَا حَكَى ابْنُ جِنِّي قَالَ: أَخبرنا أَبو صَالِحٍ السَّلِيل بْنُ أَحمد بْنِ عِيسَى بْنِ الشَّيْخِ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْيَزِيدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَسد النُّوْشَجَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَبَّانَ، قَالَ: أَخبرني رَجُلٌ عَنْ حمَّاد الرِّوَايَةِ، قَالَ: أَمر النُّعْمَانُ فَنُسِخَتْ لَهُ أَشعار الْعَرَبِ فِي الطُّنُوج، يَعْنِي الكَراريس، فكُتبت لَهُ ثُمَّ دَفَنها فِي قَصْرِهِ الأَبيض، فَلَمَّا كَانَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبي عُبَيْد قِيلَ لَهُ: إِن تَحْتَ الْقَصْرِ كَنْزًا، فاحتفَرَه فأَخرج تِلْكَ الأَشعار، فَمِنْ ثَمَّ أَهل الْكُوفَةِ أَعلم بالأَشعار مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ. التَّهْذِيبُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَنَوَّع فِي الْكَلَامِ وتَطَنَّجَ وتَفَنَّنَ إِذا أَخذ فِي فُنون شَتَّى. طهج: طَيْهُوج: طَائِرٌ: حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَحْسَبه عَرَبِيًّا. الأَزهري: الْطَيْهُوجُ طَائِرٌ، أَحْسَبه معرَّباً، وَهُوَ ذكر السِّلْكانِ. فصل الظاء المعجمة ظجج: ابْنُ الأَعرابي: ظَجَّ إِذا صَاحَ فِي الحرْب صِيَاحَ المُستغيث؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَصل فِيهِ ضَجَّ ثُمَّ جَعَلَ ضَجَّ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ، وظَجَّ، بِالظَّاءِ، في الحرب. فصل العين المهملة عبج: قَالَ إِسحاق بْنُ الفَرَج: سَمِعْتُ شُجَاعًا السُّلَمِيَّ يَقُولُ: العَبَكَةُ الرَّجُلُ البَغيض الطَّغامَة الَّذِي لَا يَعي مَا يَقُولُ وَلَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ: وَقَالَ مُدْرِكٌ الْجَعْفَرِيُّ: هُوَ العَبَجَة؛ جاءَ بِهِمَا فِي بَابِ الْكَافِ والجيم. عثج: عَثَجَ يَعْثِجُ عَثْجاً، وعَثِجَ، كِلَاهُمَا: أَدمَنَ الشُّرْب شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. والعُثْجَة: كالجُرْعة. والعَثْجُ والعَثَجُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ فِي السَّفَرِ؛ وَقِيلَ: هُمَا الْجَمَاعَاتُ؛ وَفِي تَلْبِيَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: لَا هُمَّ، لَوْلَا أَن بَكْراً دُونَكا، ... يَعْبُدُك الناسُ ويَفْجُرونَكا،

_ (1). قوله [ابن الشيخ] هكذا وجدناه في شرح القاموس وهو في الأَصل من غير نقط وكذا ابن ربان.

مَا زالَ مِنَّا عَثَجٌ يَأْتُونَكا وَيُقَالُ: رأَيت عَثْجاً وعَثَجاً مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ مِنَ الإِبل تَجْتَمِعُ فِي الْمَرْعَى: عَثَجٌ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فَحْلًا: بناتُ لَبُونه عَثَجٌ إِليه، ... يَسُقْنَ اللِّيتَ فِيهِ والقَذالا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَأَلْتُ الْمُفَضَّلَ عَنْ مَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ؛ فأَنشد: لَمْ تَلْتَفِتْ لِلِدَاتِها، ... ومَضَتْ عَلَى غُلَوَائِها فَقُلْتُ: أُريد أَبْيَنَ مِنْ هَذَا؛ فأَنشأَ يَقُولُ: خُمْصانَةٌ، قَلِقٌ مُوَشَّحُها، ... رُؤْدُ الشَّبابِ، غَلَا بِها عَظْمُ يَقُولُ: مِنْ نَجابة هَذَا الْفَحْلِ ساوَى بناتُ اللَّبون مِنْ بَنَاتِهِ قَذَاله لِحُسْنِ نَباتِها. والعَثْجَجُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ. والعَثَوْثَجُ والعَثَوْجَجُ: البعير الصخم السَّرِيعُ الْمُجْتَمَعُ الخلْق. وَقَدِ اعْثَوْثَجَ واعْثَوْجَجَ اعْثيجاجاً؛ ومرَّ عَثْجٌ مِنَ اللَّيْلِ وعَثَجٌ أَي قِطْعَةٌ. واثْعَنْجَجَ الماءُ والدَّمعُ: سالا. عثنج: العَثْنَجُ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ: الثَّقيلُ مِنَ الإِبل، والعَثَنَّجُ، بِشَدِّهَا: الثَّقيل مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقِيلَ: الثَّقِيلُ وَلَمْ يُحَدَّ مِنْ أَي نَوْعٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَثَنْثَجُ: الضَّخْم مِنَ الإِبل، وَكَذَلِكَ العَثَمْثَمُ والعَبَنْبَلُ. عجج: عَجَّ يَعِجُّ ويَعَجُّ عَجّاً وَعَجِيجًا، وضجَّ يَضِجُّ: رَفَعَ صَوْتَهُ وصاحَ؛ وقيَّده فِي التَّهْذِيبِ فَقَالَ: بالدعاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضل الْحَجِّ العَجُّ والثَّجُ ؛ العجُّ: رَفَعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبيَة، والثَّجُّ: صَبُّ الدَّمِ، وسَيَلان دِمَاءِ الهَدْيِ؛ يَعْنِي الذَّبْحَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن جِبْرِيلَ أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كُنْ عَجَّاجاً ثَجَّاجاً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قُتِلَ عُصْفُوراً عَبَثاً عَجَّ إِلى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وعَجَّةُ الْقَوْمِ وعَجِيجُهم: صِياحُهم وجَلَبتهم؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ وحَّد اللَّهَ تَعَالَى فِي عَجَّتِه وجبتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، أَي مَنْ وحَّده عَلانِيَة بِرَفْعِ صَوْتِهِ. وَرَجُلٌ عاجٌّ وعَجْعاجٌ وعَجَّاجٌ: صَيَّاحٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ: قَلْبٌ تَعَلَّقَ فَيْلَقاً هَوْجَلَّا، ... عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَأَلَّا، لَتُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلَّا اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ عَجْعاجٌ بَجْباجٌ إِذا كَانَ صَيَّاحاً. وعَجْعَجَ: صوَّت؛ وَمُضَاعَفَتُهُ دَلِيلٌ عَلَى تَكْرِيرِهِ. وَالْبَعِيرُ يَعِجُّ فِي هَديره عَجّاً وعَجِيجاً: يُصَوِّت. ويُعَجْعِجُ: يردِّد عَجِيجَه ويُكَرِّرُه؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيُّ: وقَرَّبُوا لِلْبَينِ والتَّقَضِّي، ... مِنْ كلِّ عَجَّاجٍ تَرَى للْغَرْضِ، خَلْفَ رَحَى حَيزُومه كالغَمْضِ الْغَمْضُ: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. وعَجَّ: صَاحَ. وجَعَّ: أَكل الطِّين. وعَجَّ الماءُ يَعِجُّ عَجيجاً وعَجْعَجَ، كِلَاهُمَا: صوَّت؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: لكُلِّ مَسيلٍ منْ تِهَامَةَ، بعد ما ... تَقَطَّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجيجُ

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: بأَوْسَعَ، منْ كَفِّ المُهاجِرِ، دَفْقَةً، ... وَلَا جَعْفَر عَجَّت إِليه الجَعافرُ عَجَّت إِليه: أَمدَّته، فللسَّيل صوْت مِنَ الماءِ، وعَدَّى عَجَّت بإِلى لأَنها إِذا أَمدَّته فَقَدْ جاءَته وانضَمَّتْ إِليه، فكأَنه قَالَ: جاءَت إِليه وَانْضَمَّتْ إِليه. والجَعْفَرُ هُنَا: النَّهْرُ. ونهرٌ عَجَّاج: تَسْمَعُ لِمَائِهِ عَجيجاً أَي صوْتاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الفَخَرة: نَحْنُ أَكثر مِنْكُمْ سَاجًا ودِيباجاً وخَراجاً ونَهْراً عَجَّاجاً. وَقَالَ ابْنُ دريدٍ: نَهْرٌ عَجَّاج كَثِيرُ الماءِ؛ وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: إِن مَرَّت بِنَهْرٍ عَجَّاج فشرِبت مِنْهُ كُتبت لَهُ حسَنات ؛ أَي كَثِيرُ الماءِ كأَنه يَعِجُّ مِنْ كَثْرَتِهِ وصَوْت تدفُّقه. وفَحْلٌ عَجَّاج فِي هَديره أَي صيَّاح؛ وَقَدْ يجيءُ ذَلِكَ فِي كُلِّ ذِي صوْت مِن قَوْسٍ وَرِيحٍ. وعَجَّت الْقَوْسُ تَعِجُّ عَجيجاً: صوَّتت، وَكَذَلِكَ الزَّنْدُ عِنْدَ الوَرْيِ. والعَجَاج: الغُبار، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْغُبَارِ مَا ثَوَّرَتْه الرِّيحُ، وَاحِدَتُهُ عَجاجة، وَفِعْلُهُ التَّعْجيجُ. وَفِي النَّوَادِرِ: عَجَّ الْقَوْمُ وأَعَجُّوا، وهَجُّوا وأَهَجُّوا، وخَجُّوا وأَخَجُّوا إِذا أَكثروا فِي فُنُونه الرُّكوبَ «2». وعَجَّجَته الرِّيح: ثَوَّرتْهُ. وأَعَجَّتِ الرِّيح، وعَجَّت: اشتدَّ هُبوبها وَسَاقَتِ الْعَجَّاجَ. والعَجَّاج: مُثِير الْعَجَاجِ. والتعجيجُ: إِثارة الغُبار. ابْنُ الأَعرابي: النُّكْبُ فِي الرِّيَاحِ أَربعٌ: فنَكباءُ الصَّبا والجَنُوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ، ونكباءُ الصَّبا والشَّمال مِعْجاجٌ مِصْرادٌ لَا مَطَرَ فِيهِ وَلَا خيرَ، ونَكْباءُ الشَّمال والدَّبُور قَرَّةٌ، ونَكْباءُ الجَنُوب والدَّبور حارَّة؛ قَالَ: والمِعْجاجُ هِيَ الَّتِي تُثِير الغُبار. وَيَوْمٌ مِعَجٌّ وعَجَّاجٌ، ورياحٌ مَعاجِيجُ: ضِدُّ مَهَاوين «3». والعَجَاجُ: الدُّخَان؛ والعَجَاجَة أَخصُّ مِنْهُ. وعَجَّجَ البيتَ دُخَاناً فَتَعَجَّجَ: مَلأَهُ. والعَجَاجة: الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ شَمِر: لَا أَعرفُ العَجاجة بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: العَجْعاجُ مِنَ الْخَيْلِ النَّجِيب المُسِنُّ. والعُجَّة: دَقِيقٌ يُعجَن بسَمْن ثُمَّ يُشْوَى؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العُجَّة ضرْب مِنَ الطَّعَامِ لَا أَدري مَا حدُّها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العُجَّة هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي يُتخذ مِنَ الْبَيْضِ، أَظنُّه مولَّداً. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعرف حَقِيقَةَ العُجَّة غَيْرَ أَن أَبا عَمْرٍو ذَكَرَ لِي أَنه دَقِيقٌ يُعْجَنُ بِسَمْنٍ؛ وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنِ بَعْضِهِمْ أَن العُجَّة كلُّ طَعَامٍ يُجمع مِثْلَ التَّمْرِ والأَقِطِ. وَجِئْتُهُمْ فَلَمْ أَجد إِلَّا العَجَاج والهَجَاج؛ العَجَاج: الأَحمق. والهَجَاج: مَن لَا خَيْرَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يأْخذ اللَّهُ شَريطَتَه مِنْ أَهل الأَرض، فَيَبْقَى عَجَاجٌ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرون مُنْكَرًا ؛ قَالَ الأَزهري: أَظنه شُرْطَته أَي خِيَارَهُ، وَلَكِنَّهُ كَذَا رُوي شَريطَتَه. والعَجَاجُ مِنَ النَّاسِ: الغَوْغاءُ والأَراذِل ومَن لَا خَيْرَ فِيهِ، وَاحِدُهُمْ عَجاجة، وَهُوَ كَنَحْوِ الرَّجَاجِ والرَّعاعِ؛ قَالَ: يَرضَى، إِذا رَضِي النِّساءُ، عَجَاجَةً، ... وإِذا تُعُمِّدَ عَمْدُهُ لَمْ يَغْضَب والعَجَّاج بْنُ رؤْبة السَّعْدي: مِنْ سَعِدِ تَمِيمٍ، هَذَا الرَّاجِزُ؛ يُقَالُ: أَشعر النَّاسِ العَجَّاجان أَي رؤْبة وأَبوه «4»؛ قال

_ (2). قوله [في فنونه الركوب] هكذا في الأَصل، وعبارة القاموس في هذه المادة وعج القوم أكثروا في فنونهم الركوب. (3). قوله [ضد مهاوين] هكذا في الأَصل وشرح القاموس. (4). قوله [أي رؤبة وأبوه] في القاموس في مادة رأب رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ بْنِ رؤبة انتهى. وبه يظهر هذا مع ما قبله.

ابْنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: حَتَّى يَعجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجَا، ... ويُودِيَ المُودِي، ويَنْجُو مَنْ نَجا «1» أَي اسْتَغَاثَ. قَالَ اللَّيْثُ: لَمَّا لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ أَن يَقُولَ فِي الْقَافِيَةِ عَجَّا، وَلَمْ يَصِحَّ عَجَجاً ضَاعَفَهُ، فَقَالَ: عَجْعَجا، وهُمْ فُعَلاءُ لِذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا زَجَرْتَهَا: عَاجِ، وَفِي الصِّحَاحِ: عاجِ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، مُخَفَّفَةٌ. وَقَدْ عَجْعَجَ بِالنَّاقَةِ إِذا عَطَفها إِلى شَيْءٍ فَقَالَ: عَاجِ عَاجِ. والعَجْعَجة فِي قُضَاعَةَ: كالعَنْعَنة فِي تَمِيمٍ يُحَوِّلون الْيَاءَ جِيمًا مَعَ الْعَيْنِ، يَقُولُونَ: هَذَا راعِجَّ خَرَجَ مَعِجْ أَي راعِيّ خَرَجَ مَعِي؛ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: خَالِي لَقِيطٌ وأَبو عَلِجِّ، ... المُطْعِمَان اللَّحم بالعَشِجِ وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ، ... يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِ أَراد: عَليّ والعَشِيّ والبَرْنيّ والصِّيصِيّ. وَفُلَانٌ يَلُفُّ عَجَاجَته عَلَى بَني فُلَانٍ أَي يُغِير عَلَيْهِمْ؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى: وإِني لأَهْوَى أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتي ... عَلَى ذِي كِساءٍ، مِنْ سُلامَان، أَو بُرْدِ أَي أَكْتَسِحَ غنيَّهم ذَا البُرْدِ، وَفَقِيرَهُمْ ذَا الكساءِ. وطَرِيقٌ عاجٌّ زاجٌّ إِذا امتلأَ. عدرج: ابْنُ سِيدَهْ: العَدَرَّجُ السَّرِيعُ الْخَفِيفُ. وعَدَرَّج: اسْمٌ. عذج: عَذَجَه عَذْجاً: شَتمه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَذْجٌ عاذِجٌ، بُولِغ بِهِ كَقَوْلِهِمْ جَهْدٌ جاهِد؛ قَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ: تَلْقَى منَ الأَعْبُدِ عَذْجاً عاذِجا أَي تلقَى هَذِهِ الإِبل مِنَ الأَعْبُدِ زجْراً كالشَّتم. وَرَجُلٌ مِعْذَجٌ: كَثِيرُ اللَّومِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَعاجَتْ، عَلَيْنَا مِنْ طِوَالٍ، سَرَعْرَعٌ، ... عَلَى خَوْفِ زَوْجٍ، سَيِءِ الظَّنِّ مِعْذَجِ والعَذْجُ: الشُّرب. عَذَج الماءَ يَعْذِجُه عَذْجاً: جَرَعَه، وَلَيْسَ بثبَت، وَالْغَيْنُ أَعلى. وعَذَج يَعْذِجُ عَذْجاً: شَرِب. عذلج: المُعَذْلَج: الناعِم عَذْلَجَتْهُ النِّعمة، وامرأَة مُعَذْلَجَة: حَسنة الخلْق ضَخْمَةُ القَصَب. وَغُلَامٌ عُذْلُوجٌ: حَسَن الْغِذَاءِ. وعيشٌ عِذْلاج: ناعِم. وعَذْلَجَ السِّقاءَ: مَلأَه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ صيَّاداً: لَهُ منْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ، ... قَعائِدُ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ والمُعَذْلَجُ: الْمُمْتَلِئُ. وعَذْلَجْتُ الوَلَدَ وغيرَه، فَهُوَ مُعَذْلَجٌ إِذا كَانَ حسَن الغِذاء. عرج: العَرَجُ والعُرْجة: الظَّلَعُ. والعُرْجة أَيضاً: مَوْضِعُ العَرَج مِنَ الرِّجْل. والعَرَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مِشْية الأَعرج. وَرَجُلٌ أَعرج مِنْ قَوْمٍ عُرْج وعُرجان، وَقَدْ عَرَج يَعْرُج، وعَرُج وعَرِج عَرَجاناً: مَشَى مِشْية

_ (1). قوله [ثخناً] كذا في الأَصل والصحاح وشرح القاموس، ولعلها شجناً.

الأَعرج بعَرَضٍ فَغَمَزَ مِنْ شيءٍ أَصابه، وعَرَج، لَا غَيْرُ: صَارَ أَعْرَجَ. وأَعرج الرجلَ: جَعَلَهُ أَعْرَجَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فبِتُّ كأَني مُتَّقٍ رأْسَ حَيَّةٍ ... لِحَاجَتِهَا، إِنْ تُخْطِئِ النَّفْسَ تُعْرِجِ وأَعرجه اللَّهُ، وَمَا أَشدَّ عَرَجَهُ وَلَا تَقُلْ: مَا أَعْرَجَه، لأَن مَا كَانَ لَوْناً أَو خِلقة فِي الْجَسَدِ، لَا يُقَالُ مِنْهُ: مَا أَفعله، إِلّا مَعَ أَشدَّ. وأَمرٌ عَرِيج إِذا لَمْ يُبرَم. وعرَّج البناءَ تَعْريجاً أَي ميَّله فَتَعَرَّجَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَلم تَرَ أَن الغَزْوَ يُعْرِج أَهلَه ... مِراراً، وأَحْياناً يُفِيدُ ويُورِقُ؟ لَمْ يُفَسِّرْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه كِنَايَةٌ عَنِ الخَيْبَة. وتعارَج: حَكَى مِشْيَة الأَعرج. والعَرْجاءُ: الضَّبُع، خِلْقَةٌ فِيهَا، وَالْجَمْعُ عُرْجٌ، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ عُرْجَ مَعْرِفَةً لَا تَنْصَرِفُ، تَجْعَلُها بِمَعْنَى الضِّبَاعِ بِمَنْزِلَةِ قَبِيلَةٍ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَعْرَج، وَيُقَالُ لَهَا عُرَاجُ مَعْرِفَةً لعَرَجِها؛ وَقَوْلُ أَبي مكعَّب الأَسدي: أَفكان أَوَّلَ مَا أَثبْت تَهارَشَتْ ... أَبناءُ عُرْجَ، عَلَيْكَ عِنْدَ وِجارِ يَعْنِي أَبناء الضِّبَاعِ، وَتَرَكَ صَرْفَ عُرْجَ لأَنه جَعَلَهُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ؛ وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: لَمْ يُجْرِ عُرْج، وَهُوَ جَمْعٌ، لأَنه أَراد التَّوْحِيدَ والعُرْجة، فكأَنه قصَد إِلى اسْمٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ، إِذا كَانَ اسماً غير مسمًّى، نَكِرَةٌ. والعَرَجُ فِي الإِبل: كالحَقَب، وَهُوَ أَن لَا يَسْتَقِيمَ مَخْرَجُ بَوْلِهِ، فَيُقَالُ: حَقِب الْبَعِيرُ حَقَباً، وعَرج عَرَجاً، فَهُوَ عَرِجٌ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلّا للجمَل إِذا شدَّ عَلَيْهِ الحَقَب؛ يُقَالُ: أَخْلِفْ عَنْهُ لئلَّا يَحْقَب. وانْعَرَج الشيءُ: مَالَ يَمْنَة ويَسْرة. وانعَرَج: انعطَف. وعَرَّج النهرَ: أَماله. والعَرَج: النَّهر «1» وَالْوَادِي لِانْعِرَاجِهِمَا. وعَرَّج عَلَيْهِ: عَطَفَ. وعَرَّج بِالْمَكَانِ إِذا أَقام. والتعريجُ عَلَى الشيءِ: الإِقامة عَلَيْهِ. وعَرَّج النَّاقَةَ: حَبَسَهَا. وَمَا لِي عِنْدَكَ عِرْجَة وَلَا عَرْجَة ولا عَرَجة ولا عُرْجة وَلَا تَعْريج وَلَا تَعَرُّج أَي مُقام؛ وَقِيلَ: مجلِس. وَفِي تَرْجَمَةِ عرض: تَعَرَّض يَا فُلَانُ وتَهَجَّس وتَعَرَّج أَي أَقم. والتَّعريجُ: أَن تَحْبِسَ مطيَّتك مُقِيماً عَلَى رُفْقتك أَو لِحَاجَةٍ؛ يُقَالُ: عَرَّج فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ أُعَرِّج عَلَيْهِ أَي لَمْ أُقِمْ وَلِمَ أَحتبس. وَيُقَالُ لِلطَّرِيقِ إِذا مَالَ: قَدِ انْعَرَجَ. وانعرَج الوادِي وانعرَج الْقَوْمُ عن الطَّرِيقِ: مَالُوا عَنْهُ. وَعَرَجَ فِي الدَّرَجَة والسُّلَّم يعرُج عُرُوجاً أَي ارْتَقَى. وعَرَج فِي الشيءِ وَعَلَيْهِ يَعْرِج ويَعْرُج عُرُوجاً أَيضاً: رَقيَ. وعَرَج الشيءُ، فَهُوَ عَريج: ارْتَفَعَ وعَلا؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: كَمَا نَوَّر المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ، ... بُعَيْدَ رُقادِ النَّائِمِينَ، عَريجُ وَفِي التَّنْزِيلِ: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ؛ أَي تَصْعَدُ؛ يُقَالُ: عَرَج يَعْرُج عُرُوجاً؛ وَفِيهِ: مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ ؛ المَعارِج: المَصاعِد والدَّرَج. قَالَ قَتَادَةُ: ذِي المَعارج ذِي الْفَوَاضِلِ والنِّعَم؛

_ (1). قوله [والعرج النهر] هو في الأَصل بفتح العين والراء.

وَقِيلَ: مَعارج الْمَلَائِكَةِ وَهِيَ مَصاعِدها الَّتِي تَصْعَد فِيهَا وتعرُج فِيهَا؛ وَقَالَ الفراءُ: ذِي المَعارِج مِنْ نَعْتِ اللَّهِ لأَن الْمَلَائِكَةَ تعرُج إِلى اللَّهِ، فَوَصَفَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ. والقرَّاءُ كُلُّهُمْ عَلَى التَّاءِ فِي قَوْلِهِ: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ ، إِلَّا مَا ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ قرأَ الْكِسَائِيُّ. والمَعْرَج: المَصْعَد. والمَعْرَج: الطَّرِيقُ الَّذِي تصعَد فِيهِ الْمَلَائِكَةُ. والمِعْراج: شِبْهُ سُلَّم أَو دَرَجة تعْرُج عَلَيْهِ الأَرواح إِذا قُبِضت، يُقَالُ: لَيْسَ شيءٌ أَحسن مِنْهُ إِذا رَآهُ الرُّوح لَمْ يَتَمَالَكْ أَن يخرُج، قَالَ: وَلَوْ جُمِع عَلَى المَعاريج لَكَانَ صَوَابًا، فأَما المَعارِج فجمع المِعْرَج؛ فال الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن يُجْمَعَ المِعْرَاج مَعارِجَ. والمِعْراج: السُّلَّم؛ وَمِنْهُ لَيْلَةُ المِعْراج، وَالْجَمْعُ مَعارج ومَعارِيج، مِثْلُ مَفاتِح ومَفاتيح؛ قَالَ الأَخفش: إِن شئتَ جَعَلْتَ الْوَاحِدَ مِعْرجاً ومَعْرجاً مِثْلَ مِرْقاة ومَرْقاة. والمَعارِج: المَصاعد؛ وَقِيلَ: المِعْرَاج حَيْثُ تصعَد أَعمال بَنِي آدَمَ. وعُرِج بالرُّوح وَالْعَمَلِ: صُعِد بِهِمَا؛ فأَما قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَطِيرٍ: زارَتْكَ سُهْمَةُ، والظَّلْماءُ ضاحيَةٌ، ... والعينُ هاجعَةٌ، والرُّوحُ مَعْرُوجُ «1» فإِنما أَراد معْرُوج بِهِ، فَحَذَفَ. والعَرْج والعِرْج مِنَ الإِبل: مَا بَيْنَ الْسَبْعِينَ إِلى الْثَمَانِينَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْثَمَانِينَ إِلى الْتِسْعِينَ؛ وَقِيلَ: مِائَةٌ وَخَمْسُونَ وَفُوَيْقَ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: مِنْ خَمْسِمِائَةٍ إِلى أَلف؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: أَنزَلُوا مِنْ حُصُونِهِنَّ بَنات التَرْكِ، ... يأْتون بَعْدَ عَرْجٍ بعَرْجِ وَالْجَمْعُ أَعْرَاج وعُرُوج؛ قَالَ: يومَ تُبدِي البيضُ عَنْ أَسْوُقِها، ... وتَلُفُّ الخيلُ أَعْراجَ النَّغَمْ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئون عُرُوجَهُمْ، ... مَوْرَ الجَهامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَبُ أَبو زَيْدٍ: العَرْج الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل. أَبو حَاتِمٍ: إِذا جَاوَزَتِ الإِبل الْمِائَتَيْنِ وَقَارَبَتِ الأَلف، فَهِيَ عَرْج وعُرُوج وأَعْراج. وأَعرَجَ الرَّجُلُ إِذا كَانَ لَهُ عَرْج مِنَ الإِبل؛ وَيُقَالُ قَدْ أَعْرَجْتُك أَي وَهَبْتُكَ عَرْجاً مِنَ الإِبل. والعَرَجُ: غَيْبُوبَةُ الشَّمْسِ، وَيُقَالُ: انعراجُها نَحْوَ الْمَغْرِبِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: حَتَّى إِذا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بِعَرَجْ والعُرْج: ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَول الشَّهْرِ؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. والأُعَيْرِج: حيَّة أَصَمُّ خَبِيثٌ، والجمع الأُعَيْرِجات؛ والأُعَيْرج أَخبث الحيَّات يَثِبُ حَتَّى يَصِيرَ مَعَ الْفَارِسِ فِي سَرْجه؛ قَالَ أَبو خَيْرَةَ: هِيَ حيَّة صمَّاء لَا تَقْبَلُ الرُّقْيَة وتَطْفِر كَمَا تَطْفِرُ الأَفعى، وَالْجَمْعُ الأُعَيْرِجات؛ وَقِيلَ: هِيَ حيَّة عَريض لَهُ قَائِمَةٌ وَاحِدَةٌ عَرِيض مِثْلُ النَّبْثِ وَالرَّابِ نَبَثَهُ مِنْ رُكْنِهِ أَو مَا كَانَ، فَهُوَ نَبْث «2»، وَهُوَ نَحْوُ الأَصَلَةِ. وَالْعَارِجُ: الْعَائِبُ. والعُرَيْجاء: أَن تَرِدَ الإِبل يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ ويوماً

_ (1). قول [سهمة] لم تتضح صورة هذه الكلمة في الأَصل، وإِنما فهمناها بالقوة. (2). قوله [مثل النبث إلى قوله فهو نبث] هكذا في الأَصل المنقول من نسخة المؤلف ولم نهتد إلى إصلاح ما فيها من التحريف.

غُدْوَة؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن ترِد غُدوة ثُمَّ تَصدُر عَنِ الْمَاءِ فَتَكُونُ سَائِرَ يَوْمِهَا فِي الكلإِ وليلَتَها ويومَها مِنْ غَدِها، فترِدُ لَيْلًا الْمَاءَ، ثُمَّ تَصْدُرُ عَنِ الْمَاءِ فَتَكُونُ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهَا فِي الكلإِ ويومَها مِنَ الْغَدِ وليلَتها، ثُمَّ تُصْبِحُ الماءَ غُدْوَة، وَهِيَ مِنْ صِفَاتِ الرِّفْهِ. وَفِي صِفَاتِ الرِّفْهِ: الظاهِرةُ والضَّاحِيةُ والأَبيَّة والعُرَيْجَاءُ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا ليأْكل العُرَيْجاء إِذا أَكل كُلَّ يَوْمٍ مَرَّة وَاحِدَةً. والعُرَيْجاء: مَوْضِعٌ «1». وَبَنُو الأَعْرَج: قَبِيلَةٌ، وَكَذَلِكَ بَنُو عُرَيْج. والعَرْج، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وإِسكان الرَّاءِ: قَرْيَةٌ جَامِعَةٌ مِنْ عَمَلِ الفُرْع؛ وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى أَربعة أَميال مِنْ الْمَدِينَةِ يُنْسَبُ إِليه العَرْجِيّ الشَّاعِرُ «2». والعَرْجِيُّ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. والعَرَنْجَجُ: اسْمُ؛ حِمْيَرِ بْنِ سَبَأ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَرَج أَو كُسِرَ أَو حُبِسَ فليَجْزِ مثلَها وَهُوَ حِلٌ أَي فَلْيَقْضِ، يَعْنِي الحجَّ؛ الْمَعْنَى: مَنْ أَحْصَرَه مَرَض أَو عَدُوٌّ فَعَلَيْهِ أَن يَبْعَثَ بِهَدْيٍ ويواعدَ الْحَامِلَ يَوْمًا بِعَيْنِهِ يذبَحُها فِيهِ، فإِذا ذُبِحَتْ تَحَلَّلَ، فَالضَّمِيرُ فِي مِثْلِهَا للنَّسِيكَة. عربج: الأَزهري: العُرْبُجُ والثَّمْثَمُ كَلْبُ الصَّيْدِ. عرفج: العَرْفَج والعِرْفج: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ سُهْلِيٌّ سَرِيعُ الِانْقِيَادِ، وَاحِدَتُهُ عَرْفَجَة، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ الصَّيْفِ وَهُوَ لَيِّن أَغبرُ لَهُ ثَمَرَةٌ خَشناء كالحَسَك؛ وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: العَرْفَجُ طَيِّب الرِّيح أَغبرُ إِلى الْخُضْرَةِ، وَلَهُ زَهْرة صَفْرَاءُ وَلَيْسَ لَهُ حَبٌّ وَلَا شَوْك؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَخبرني بَعْضُ الأَعراب أَن العَرْفَجة أَصلها وَاسِعٌ، يأْخذ قِطْعَةً مِنَ الأَرض تَنْبت لَهَا قُضْبان كَثِيرَةٌ بِقَدْرِ الأَصل، وَلَيْسَ لَهَا ورَق لَهُ بَالٍ، إِنما هِيَ عِيدَانٌ دِقاق، وَفِي أَطرافها زُمَعٌ يَظْهَرُ فِي رُؤُوسِهَا شَيْءٌ كالشعَر أَصفر؛ قَالَ: وَعَنِ الأَعراب القُدُم العَرْفَجُ مِثْلَ قِعْدة الإِنسان يبيضُّ إِذا يَبِس، وَلَهُ ثَمَرَةٌ صَفْرَاءُ، والإِبلُ وَالْغَنَمُ تأْكله رَطْباً وَيَابِسًا، ولَهَبُه شَدِيدُ الْحُمْرَةِ ويبالَغ بِحُمْرَتِهِ، فَيُقَالُ: كأَن لِحيته ضِرام عَرْفَجة؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَرَجَ كأَن لِحيته ضِرام عَرْفَج ، فُسِّر بأَنه شَجَرٌ مَعْرُوفٌ صَغِيرٌ سَرِيعُ الِاشْتِعَالِ بِالنَّارِ، وَهُوَ مِنْ نَبات الصَّيْفِ. وَمِنْ أَمثالهم: كَمَنِّ الغيثِ عَلَى العَرْفَجة أَي أَصابها وَهِيَ يَابِسَةٌ فَاخْضَرَّتْ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ أَحسنتَ إِليه، فَقَالَ لَكَ: أَتمنُّ عليَّ؟ الأَزهري: العَرْفَج مِنَ الجَنْبَةِ وَلَهُ خوصَة؛ وَيُقَالُ: رَعَيْنا رِقَة العَرْفَج وَهُوَ ورقُه فِي الشِّتَاءِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذا مُطِر العَرْفَج ولانَ عُوده، قِيلَ: قَدْ ثَقَب عُوده، فإِذا اسودَّ شَيْئًا، قِيلَ: قَدْ قَمِلَ، فإِذا ازْدَادَ قَلِيلًا، قِيلَ: قدِ ارْقاطَّ، فإِذا ازْدَادَ شَيْئًا، قِيلَ: قَدْ أَدْبَى، فإِذا تَمَّت خُوصته، قِيلَ: قَدْ أَخْوَصَ. قَالَ الأَزهري: ونارُ العَرْفَج تسَمّيها الْعَرَبُ نَارَ الزَّحْفَتَيْن، لأَن الَّذِي يُوقدها يزحَف إِليها، فإِذا اتَّقَدَت زحَف عنها. عزج: العَزْج: الدَّفْعُ، وَقَدْ يكنَى بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. وَيُقَالُ: عَزَج الأَرض بالمِسحاة إِذا قَلَبها، كأَنه عَاقَبَ بين عَزَقَ وعَزَجَ.

_ (1). قوله [والعريجاء موضع] هكذا في الأَصل بالتعريف وعبارة ياقوت: عريجاء تصغير العرجاء، موضع معروف، لَا يَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ انتهى. وعبارة القاموس وشرحه وعريجاء، بلا لام: موضع. (2). قوله [يُنْسَبُ إِليه الْعَرْجِيُّ الشَّاعِرُ إلخ] عبارة ياقوت في معجم البلدان إِليها ينسب العرجي الشاعر وَهُوَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن عثمان إلخ. وعبارة القاموس وشرحه: منه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ العرجي الشاعر. وفي بعض النسخ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ.

عسج: عَسَج يَعْسِجُ عَسْجاً وعَسَجاناً وعَسِيجاً: مَدَّ عُنُقه فِي المَشيِ، وَهُوَ العسِيج؛ قَالَ جَرِيرٌ: عَسَجْنَ بأَعناق الظِّباء وأَعْيُن الجآذرِ، ... وارتَجَّتْ لَهُنَّ الرَّوَادِفُ وعَسِجَ الدابَّةُ يَعْسَجُ عَسَجاناً: ظَلَعَ. والعَوْسَجُ، شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الشَّوْك، وَلَهُ ثَمَرٌ أَحمر مُدَوَّرٌ كأَنه خَرَزُ الْعَقِيقِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ شَجَرٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَهُوَ ضُرُوب: مِنْهُ مَا يُثْمِرُ ثَمَرًا أَحمر يُقَالُ لَهُ المُقَنّع، فِيهِ حُموضة؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَوْسَجُ المَحْضُ يقصُر أُنْبُوبه، ويصغُر وَرِقَهُ، ويصلُب عُوده، وَلَا يَعْظُمُ شَجَرُهُ، فَذَلِكَ قَلْبُ العَوْسَج وَهُوَ أَعتقُه؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقِيلَ: العَوْسَج شَجَرٌ شاكٍ نَجْدِيٌّ، لَهُ جَناة حَمْرَاءُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: مُنَعَّمَة لَمْ تَدْرِ مَا عَيْشُ شِقْوَةٍ، ... وَلَمْ تَغْتَزِلْ يَوْماً عَلَى عُود عَوْسَج وَاحِدَتُهُ عَوْسَجَة، وَمِنْهُ سُمِّي الرَّجُلُ؛ قَالَ أَعرابي، وأَراد الأَسدُ أَن يأْكله فلاذَ بعَوْسَجَة: يَعْسِجُني بالخَوْتَلَهْ، ... يُبْصِرُني لَا أَحْسَبُه أَراد يَخْتِلُني بالعَوْسَجَة، يحسَبني لَا أُبصره؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى وَاسجِ، ... اضْطَرَّه اللَّيْلُ إِلى عَواسِجِ، عَواسجٍ كالعُجُزِ النَّواسِجِ وإِنما حَمَلْنا هَذَا عَلَى أَنه جَمْع عَوْسَجَة، لأَن جَمْعَ الْجَمْعِ قَلِيلٌ البتَّة إِذا أَضَفْتَه إِلى جَمْع الْوَاحِدِ، وَقَدِ الْتَزَمَ هَذَا الرَّاجِزُ فِي هَذِهِ الشُّطُورِ مَا لَا يَلْزَمُهُ، وَهُوَ اعْتِزَامُهُ عَلَى أَن يَجْعَلَ السِّينَ دَخِيلًا فِي الأَبيات الثَّلَاثَةِ. والعَسَجُ: ضرْب مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَتَهُ: والعِيسُ مِنْ عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَبا، ... يُنْحَزْنَ مِن جانِبَيْها، وَهِيَ تَنْسلِبُ يَقُولُ: الإِبل مُسرِعات يُضْرَبْنَ بالأَرجُل فِي سيرهنَّ وَلَا يَلحقن نَاقَتِي؛ وَبَعِيرٌ مِعْساج. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِي بِلَادِ بَاهِلَةَ مَعْدِن مِنْ مَعَادِنِ الفضَّة يُقَالُ لَهُ عَوْسَجَة؛ وعَوْسَجَة: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. والعَوَاسِجُ: قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ. وذُو عَوْسَج: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِي: أُحِبُّ تُراب الأَرض إِن تَنْزِلي بِهِ، ... وَذَا عَوْسَج، والجِزْعَ جِزْعَ الخَلائِقِ عسلج: العُسْلُج: الْغُصْنُ النَّاعِم. ابْنُ سِيدَهْ: العُسْلُج والعُسْلُوج والعِسْلاج: الْغُصْنُ لِسَنَتِه، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ قَضيب حَدِيثٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كَبنات المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا ... أَنبتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخُضَرْ وَيُرْوَى الخَضِرْ. والعَساليج: هَنَوات تَنْبَسِط عَلَى وَجْهِ الأَرض كأَنها عُرُوقٌ وَهِيَ خضرٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ عَلَى شَاطِئِ الأَنهار يَنْثَنِي ويَميل مِنَ النَّعْمة، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ؛ قَالَ: تأَوَّدُ، إِنْ قامَتْ لِشَيْءٍ تُرِيدُه، ... تأَوُّدَ عُسْلُوجٍ عَلَى شَطِّ جَعْفَرِ وعَسْلَجتِ الشَّجَرَةُ: أَخرجت عَساليجَها. وجاريةٌ عُسْلُوجة النَّبات والقَوام. وشبابٌ عُسْلُج: تَامٌّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَطْنَ أَيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا

وَقِيلَ: إِنما أَراد عُسْلُوجاً، فَحَذَفَ. والعُسْلُج والعُسْلوج: مَا لَانَ واخضرَّ مِنْ قُضْبان الشَّجَرِ والكَرْم أَول مَا ينبُت؛ وَيُقَالُ: العَساليج عُرُوقُ الشَّجَرِ، وَهِيَ نُجومُها الَّتِي تَنْجُمُ مِنْ سَنَتها؛ قَالَ: والعَساليج عِنْدَ العامَّة القُضبان الحَديثة. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: وَمَاتَ العُسْلوج ؛ هُوَ الْغُصْنُ إِذا يَبِس وذهبتْ طَرَاوَته؛ وَقِيلَ: هُوَ القَضيب الحَديث الطُّلوع؛ يُريد أَنّ الأَغصان يَبِست وهَلَكَتْ مِنَ الجدْب؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: تَعْلِيقُ اللُّؤْلُؤِ الرطْب فِي عَساليجها أَي في أَغصانها. عسنج: العَسَنَّج: الظَّليم. عشنج: العَشَنَّج، بِشَدِّ النُّونِ: المُتَقَبِّض الوجه السيِءُ المنظر من الرجال. عصج: ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ أَعصَج أَصْلَع: لُغَةٌ شَنْعَاءُ لِقَوْمٍ مِنْ أَطراف الْيَمَنِ لا يؤخذ بها. عضنج: عبدٌ عَضْنَج: ضَخْمٌ ذُو مَشافِر؛ عَنِ الْهِجْرِيِّ، هَكَذَا حَكاه ذُو مَشافِر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرى ذلك لعِظَم شَفَتيه. عفج: العَفْج والعَفَج والعِفْج والعَفِج كالكِبْد والكَبِد: المِعَى، وَقِيلَ: مَا سَفَلَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَكَانُ الكَرِشِ لِمَا لَا كَرِش لَهُ، وَالْجَمْعُ أَعْفاج وعِفَجة، وعَفِجَ عَفَجاً؛ فَهُوَ عَفِجٌ: سَمِنَتْ أَعْفاجُه؛ قَالَ: يَا أَيُّها العَفِجُ السَّمين، وقومُه ... هَزْلى، تَجُرُّهُمُ بَنات جَعارِ والأَعْفاج للإِنسان، والمصارِين لِذَوَاتِ الْخُفِّ والظِّلفِ وَالطَّيْرِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: العَفْجُ مِنْ أَمعاء الْبَطْنِ لِكُلِّ مَا لَا يَجْتَرُّ كالمَمْرَغة لِلشَّاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَباسِيمُ عَنْ غِبّ الخَزير، كأَنما ... يُنَقْنِقُ، فِي أَعْفاجِهِنَّ، الضَّفادِعُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الأَعْفاج مِنَ النَّاسِ وَمِنْ ذَوَاتِ الحافِر وَالسِّبَاعِ، كُلُّهَا: مَا يَصِيرُ الطَّعَامُ إِليه بَعْدَ المَعِدة، وَهُوَ مِثْلُ المَصارين لِذَوَاتِ الخُفِّ والظِّلْفِ الَّتِي تُؤَدِّي إِليها الكَرِش مَا دَبَغَتْه. وعَفَجَ جَارِيَتَهُ: نَكَحَهَا. والعَفْجُ: أَن يَفْعَلَ الرجلُ بِالْغُلَامِ فِعْلَ قَوْمِ لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَرُبَّمَا يُكَنَّى بِهِ عَنِ الْجِمَاعِ. وعَفَجَه بِالْعَصَا يَعْفِجه عَفْجاً: ضَرَبَهُ بِهَا فِي ظَهْرِهِ ورأْسه؛ وَقِيلَ: هُوَ الضرْب بِالْيَدِ؛ قَالَ: وَهَبْتُ لقَومِي عَفْجَة فِي عَباءَة، ... وَمَنْ يَغْشَ بالظُّلم العَشيرةَ يُعْفَجِ والمِعْفَجة: الْعَصَا. والمِعْفاج: مَا يُضرب بِهِ. والمِعْفاج: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُغسَل بِهَا الثِّيَابُ. وتَعَفَّج البعيرُ فِي مِشيتِه أَي تعوَّج. والمِعْفَج: الأَحمق الَّذِي لَا يَضْبطُ العملَ والكلامَ وَقَدْ يُعالج شَيْئًا يَعِيشُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ. يُقَالُ: إِنه لَيَعْفَجُونٌ وتَعْثَمُونٌ فِي النَّاسِ. والعَفِجَة: أَنهاء إِلى جَانِبِ الْحِيَاضِ، فإِذا قَلَصَ ماءُ الْحِيَاضِ اغْتَرَفُوا مِنْ مَاءِ العَفِجَة وَشَرِبُوا مِنْهَا. والعَفَنْجَجُ: الأَخرَقُ الْجَافِي الَّذِي لَا يَتَّجِه لعمَل، وَقِيلَ: الأَحمق فَقَطْ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْم الأَحمق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَكْوي ذَوي الأَضغانِ كَيّاً مُنْضِجا ... مِنْهُمْ، وَذَا الخِنَّابَةِ العَفَنْجَجا والعَفَنْجَجُ أَيضاً: الضخمُ اللَّهازم والوَجَنات والأَلواح، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَكوكٌ فَسْلٌ عَظِيمُ الجُثَّة ضَعِيفُ الْعَقْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ مَعَ مَا تَقَدَّمَ فِيهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عَفَنْجَج مُلْحَقٌ بِجَحَنْفَل، وَلَمْ يَكُونُوا لِيغيِّرُوه عَنْ بِنَائِهِ كَمَا لَمْ يَكُونُوا ليغيِّرُوا عَفْجَجاً

عَنْ بِنَاءِ جَحْفَل؛ أَراد بِذَلِكَ أَنهم يَحْفَظُونَ نِظام الإِلحاق عَنْ تَغْيِيرِ الإِدغام؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ بِوَزْنِ فَعَنْلَل، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَفَنَّج. والعَفَنْجَجُ: الأَحمق. ابْنُ الأَعرابي: العَفَنْجَجُ: الْجَافِي الخَلْق؛ وأَنشد: وإِذْ لَمْ أُعَطِّلْ قَوْسَ وِدِّي، وَلَمْ أَضعْ ... سِهامَ الصِّبا للْمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَج قَالَ: المسْتَميت الَّذِي قَدِ اسْتَمات فِي طَلَبِ اللَّهو وَالنِّسَاءِ، وَقَالَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: العَفَنْجيجُ الْجَافِي الْخُلُقِ، بإِثبات الْيَاءِ. واعْفَنْجَجَ الرَّجُلُ: خَرُق، عَنِ السِّيرَافِيِّ. وَنَاقَةٌ عَفَنْجَجٌ عَنْفَجيج: ضَخْمَةُ مسنَّة؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: وعَنْفَجيج، يَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَها، ... حَرْف طَلِيح، كرُكْنٍ خَرَّ من حَضَنِ عفشج: العَفْشَجُ: الثَّقِيلُ الوَخِم؛ وَرَجُلٌ عَفْشَجٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْخَلِيلُ أَنه مصنوع. عفضج: العَفْضَج والعِفْضَاج والعُفاضِج، كُلُّهُ: الضَّخْمُ السَّمين الرِّخْوُ المُنفتِق اللَّحْمِ، والأُنثى عِفْضاج، وَالِاسْمُ العَفْضَجَة والعَفْضَج، بِالْهَاءِ وغيرِ الْهَاءِ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. وبطنٌ عِفْضاج؛ وعَفْضَجَتُه: عِظَم بَطْنِهِ وكثرةُ لحمِه. والعِفْضاج مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخمة الْبَطْنِ الْمُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ. والعربُ تَقُولُ: إِن فُلَانًا لَمَعْصُوب مَا عُفْضِج وَمَا حُفْضِج إِذا كَانَ شَدِيدَ الأَسْرِ، غَيْرَ رِخْوٍ وَلَا مُفاض البطن. عفنج: العَفَنَّج: الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ الرِّخو مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ الضِّبْعان؛ الأَزهري: العَفَنْجَجُ الضَّخْمُ الأَحمق. والعَنْفَجيج مِنَ الإِبل: الْحَدِيدَةُ المُنْكَرَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ. علج: العِلْج: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كلُّ ذِي لِحْية، وَالْجَمْعُ أَعْلاج وعُلُوج؛ ومَعْلُوجَى، مَقْصُورٌ، ومَعْلُوجاء، مَمْدُودٌ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ يَجري مَجْرَى الصِّفَةِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. واسْتَعْلَج الرَّجُلُ: خَرَجَتْ لِحْيَتُهُ وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بَدَنُهُ. وإِذا خَرَجَ وجهُ الْغُلَامِ، قِيلَ: قَدِ اسْتَعْلَج. واسْتَعْلَج جِلْدُ فُلَانٍ أَي غلُظ. والعِلْج: الرَّجُلُ مِنْ كفَّار الْعَجَمِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والأُنثى عِلْجة، وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ عِلَجة. والعِلْج: الْكَافِرُ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَوِيِّ الضَّخْمِ مِنَ الْكُفَّارِ: عِلْج. وَفِي الْحَدِيثِ «3»: فَأْتِني بأَربعة أَعْلاج مِنَ الْعَدُوِّ ؛ يُرِيدُ بالعلْج الرجل من كفار العجم وَغَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ قَتْل عُمَرَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: قَدْ كُنْتَ أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بِالْمَدِينَةِ. والعِلْج: حِمَارُ الْوَحْشِ لِاسْتِعْلَاجِ خَلْقِهِ وَغِلَظِهِ؛ وَيُقَالُ للعَيْرِ الْوَحْشِيِّ إِذا سَمِن وقَوِيَ: عِلْج. وكلُّ صُلْب شَدِيدٌ: عِلْج. والعِلْج: الرَّغيف؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وَيُقَالُ: هَذَا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل؛ وَمَا تَلَوَّكْت بأَلوك، وَمَا تَعَلَّجْت بِعَلُوج؛ وَيُقَالُ لِلرَّغِيفِ الْغَلِيظِ الحُروف: عِلْج. والعِلاج: المِرَاس والدِّفاع. واعْتَلَج الْقَوْمُ: اتَّخَذُوا صِرَاعًا وَقِتَالًا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الدُّعاء ليَلْقى الْبَلَاءَ فيَعْتَلِجان أَي

_ (3). قوله [وفي الحديث فأتني إلخ] الذي في النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ.

يَتصارعان. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ عُبادة: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ أَي أَضربه. واعْتَلَجتِ الوَحْشُ: تَضَارَبَتْ وتَمارَسَتْ، وَالِاسْمُ الْعِلَاجُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَيْراً وأُتُناً: فَلَبِثْن حِينًا يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ، ... فتَجِدُّ حِينًا فِي المَراح، وتَشْمَعُ واعْتلَجَ المَوْجُ: التَطم، وَهُوَ مِنْهُ؛ واعْتَلَجَ الهَمُّ فِي صَدْرِهِ، كَذَلِكَ عَلَى المَثل. واعتلجتِ الأَرض: طَالَ نَبَاتُهَا. والمُعْتَلِجَة: الأَرض الَّتِي اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر؛ وَفِي الْحَدِيثِ: ونَفى مُعْتَلِج الرَّيْبِ ؛ هُوَ مِنَ اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو مِنِ اعتلَجت الأَرض. والعُلَّج: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ قِتالًا ونِطاحاً. وَرَجُلٌ عُلَّج: شَدِيدُ الْعِلَاجِ. وَرَجُلٌ عَلِج، بِكَسْرِ اللَّامِ، أَي شَدِيدٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ عُلَجٌ وعُلَّجٌ. وتَعَلَّجَ الرَّمل: اعتلَج. وعالِج: رِمالٌ مَعْرُوفَةٌ بالبادِيَة، كأَنه مِنْهُ بَعْدَ طرْح الزائد؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة: قلتُ لعَمْرٍو حِينَ أَرْسَلْتُه، ... وَقَدْ حَبا مِنْ دُوننا عالِجُ: لَا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها، ... إِنك لَا تدرِي مَنِ الناتجُ وعالِج: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ بِهَا رَمْل. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: وَمَا تَحْوِيهِ عَوَالِجُ الرِّمال ؛ هِيَ جَمْعُ عالِج، وَهُوَ مَا ترَاكَم مِنَ الرَّمْلِ وَدَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. وعالَج الشيءَ مُعالجة وَعِلَاجًا: زَاوَلَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ الأَسْلميّ: إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ مِنْهَا ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ كسْبِه وعلاجِه. وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً: عَانَاهُ. والمُعالِجُ: المُداوي سَوَاءٌ عالَجَ جَريحاً أَو عَليلًا أَو دابَّة؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ عَلَى رَأْسِ أَمْيال مِنْ مكَّة، فَجَاءَهُ فنقلَه ابْنُ صَفْوان إِلى مَكَّة، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا آسَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ أَمْره إِلَّا خَصْلتين: أَنه لَمْ يُعالِجْ، وَلَمْ يُدفنْ حَيْثُ مَاتَ ؛ أَرادت أَنَّهُ لَمْ يُعالِجْ سَكرة الموْت فَيَكُونُ كفَّارة لِذُنُوبِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَيَكُونُ مَعْنَاهُ انَّ عِلَّته لَمْ تمتدَّ بِهِ فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت، وَقَدْ رُوي لَمْ يُعالَجْ، بِفَتْحِ اللَّامِ، أَي لَمْ يمرَّض فَيَكُونُ قَدْ نالَهُ مِنْ أَلمِ المَرَض مَا يكَفِّر ذُنُوبَهُ. وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه. وعالَجَ عَنْهُ: دَافَعَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ بعَث رجُلَين فِي وَجْهٍ، وَقَالَ: إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عَنْ دينِكُما ؛ العِلْج: الرَّجُل الْقَوِيُّ الضَّخْمُ؛ وَعَالِجَا أَي مارِسَا العمَل الَّذِي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا بِهِ وزاوِلاه. وَكُلُّ شَيْءٍ زاوَلْتَه ومارَسْتَه: فَقَدْ عالجتَه. والعَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: مِنَ النَّخْلِ أَشاؤه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَنَاقَةٌ علجَة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. والعَلَج والعَلَجان: نَبْت، وَقِيلَ: شَجَرٌ أَخضر مُظلِم الخُضرة، وَلَيْسَ فِيهِ ورَق وإِنما هُوَ قُضْبان كَالْإِنْسَانِ القاعِد، ومَنْبِته السَّهل وَلَا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَلَج عِنْدَ أَهل نَجْد: شَجَرٌ لَا ورَق لَهُ إِنما هُوَ خِيطانٌ جُرْدٌ، فِي خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الْحَمِيرُ فتصفرُّ أَسنانها، فَلِذَلِكَ قِيلَ للأَقْلَح: كأَن فَاهُ فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً، وَاحِدَتُهُ عَلَجانة؛ قَالَ عَبْدُ بَني الحَسْحاسِ:

فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَجانَةٍ ... وحِقْفٍ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا قَالَ الأَزهري: العَلَجانُ شَجَرٌ يُشبه العَلَنْدَى، وَقَدْ رأَيتهما بِالْبَادِيَةِ، وَتُجْمَعُ عَلَجات «1»؛ وَقَالَ: أَتاك مِنْهَا علَجاتٌ نيبُ، ... أَكَلْنَ حَمْضاً، فَالْوُجُوهُ شِيبُ وَقَالَ أَبو دُوَادَ: عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْداقِ، ... كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ العَلْجَن، بِزِيَادَةِ النُّونِ: النَّاقَةُ الكِنازُ اللَّحْمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ، ... تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ وَبَعِيرٌ عالِج: يأْكل العَلَجان. وتَعَلَّجَت الإِبل: أَصابت مِنَ العَلَجان. وعلَّجتها أَنا: عَلَفْتها العَلَجان. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عِلْجُ مَالٍ، كَمَا يُقَالُ: إِزاءُ مالٍ، وَرَجُلٌ عَلِج، بِكَسْرِ اللام، أَي شديد. علهج: ابْنُ الأَعرابي: المُعَلْهَج: أَن يُؤْخَذَ الجلْد فيقدَّم إِلى النَّارِ حَتَّى يَلين فيمضَغ ويبلَع، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ مأْكل الْقَوْمِ فِي المَجاعات؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: المُعَلْهَجُ: الرَّجُلُ الأَحمق الهَذْر اللَّئيم؛ وأَنشد: فَكَيْفَ تُساميني، وأَنت مُعَلْهَجٌ، ... هُذارِمَةٌ جَعْدُ الأَنامِل، حَنْكَلُ؟ والمُعَلْهَج: الدَّعِيّ. والمُعَلْهَج: الَّذِي وُلِدَ مِنْ جِنْسَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُعَلْهَج الَّذِي لَيْسَ بِخَالِصِ النَّسَبِ. الْجَوْهَرِيُّ: المُعَلْهَجُ الهَجينُ، بزيادة الهاء «2». عمج: عَمَجَ فِي سَيره يَعْمِجُ، وتَعَمَّج: تَلَوّى. وعَمَجَ فِي سَيْرِهِ إِذا سَارَ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَذَلِكَ مِنَ النَّشَاطِ. والتَعَمُّجُ: التلوِّي فِي السَّيْرِ والاعوِجاجُ. وتَعَمَّجَ السَّيْل فِي الْوَادِي: تَعَوَّجَ فِي مَسيره يَمْنَةً ويَسرة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مَيَّاحة تَميحُ مَشْياً رَهْوَجا، ... تَدافُعَ السَّيْل، إِذا تَعَمَّجا وتَعَمَّجَتِ الحيَّة: تلوَّت؛ قَالَ: تَعَمُّجَ الحَيَّة فِي انْسِيابِه وَقَالَ يَصِفُ زِمَامَ النَّاقَةِ ويُشَبِّهُهُ بِالْحَيَّةِ فِي تلوِّيه: تُلاعِبُ مَثْنى حَضْرَميٍّ، كأَنه ... تَعَمُّجُ شَيْطان بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ وَيُقَالُ: حيَّة عَوْمَجٌ لتعمُّجه فِي انْسيابه أَي تلوِّيه. والعَوْمَجُ: الْحَيَّةُ لتلوِّيها؛ عَنْ كُرَاعٍ، حَكَاهَا فِي بَابِ فَوْعَلَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ «3»: حَصْب الغُوَاة العَوْمَجَ المَنْسُوسا وَكَذَلِكَ العُمَّجُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ وَقَالَ: يَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسُوسِ، ... أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَة المَأْلُوسِ وَقِيلَ: هُوَ العَمَجُ عَلَى وَزْنِ السَّببِ. وَنَاقَةٌ عُمْجة وعَمْجة: مُتلوِّية. وفرسٌ عَمُوجٌ: لَا يَسْتَقِيمُ فِي سَيْرِهِ. وعَمَجَ يَعْمِجُ، بِالْكَسْرِ، قَلْبُ مَعَجَ، إِذا أَسرع فِي السَّيْرِ. وسهْمٌ عَمُوجٌ: يتلوَّى فِي مَسيره. والعَمُوج: السابِح فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ. وعَمَجَ في الماء: سَبَحَ. عمضج: العَمْضَجُ والعُماضِجُ: الشَّدِيدُ الصُّلْب مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ.

_ (1). قوله [وتجمع علجات] مرتبط بقوله قبل: وَنَاقَةٌ عِلْجَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. (2). قال الفيروزآبادي في المعلهج: وحَكَم الجوهري بزيادة هائه غلطاً. (3). قوله [قال رؤبة] مثله في الصحاح هنا ونسبه المؤلف في مادة [نسس] إلى العجاج.

عملج: المُعَمْلَجُ، عَنْ كُرَاعٍ: الَّذِي فِي خلْقه خَبْل وَاضْطِرَابٌ، وَهِيَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ أَكثر. وَرَجُلٌ عَمْلَجٌ: حَسَنُ الْغِذَاءِ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي رَوَيْنَاهُ لِلثِّقَاتِ الْفُصَحَاءِ: رَجُلٌ غَمْلَجٌ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا كَانَ نَاعِمًا. والعَمَلَّجُ: المُعْوَجُّ الساقين. عمهج: الأَزهري: العَمْهَجُ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلَةُ؛ وَقَالَ هِمْيَانُ: فَقَدَّمَتْ، حَناجِراً غَوامِجَا، ... مُبْطِنةٌ أَعْناقَها العَماهِجا قَالَ: وَقَوْلُهُ مُبْطِنةٌ أَي جَعَلَتِ الْحَنَاجِرَ بَطَائِنَ لأَعناقها. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: العُمَاهِجُ مِثْلُ الخامِطِ مِنَ اللَّبَن عِنْدَ أَول تغيُّره. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَمَاهِجُ الأَلبان الْجَامِدَةُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: العُماهِجُ اللَّبَنُ الخاثِرُ مِنْ أَلبان الإِبل؛ وأَنشد: تُغْذَى بِمَحْضِ اللَّبَنِ العُمَاهِجِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ: هُوَ مَا حُقِنَ حَتَّى أَخذ طَعْمًا غَيْرَ حَامِضٍ وَلَمْ يُخَالِطْهُ مَاءٌ وَلَمْ يَخْثُرْ كُلَّ الخَثارة فيُشرَب. والعُماهِجُ مِنَ اللَّبَنِ: مَا حُقِنَ فِي السِّقاء وَلَمْ يأْخذ طَعْمًا. الأَزهري: العَمْهَجُ: الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَيُقَالُ عنُق عَمْهَجٌ وعُمْهُوجٌ. وَنَبَاتٌ عُماهِجٌ: أَخضر ملتفٌّ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ لِجَنْدَلِ بْنِ الْمُثَنَّى: فِي غُلَوَاء القَصَب العُماهِجِ وَيُرْوَى العُمْهِجِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ نَبَاتٍ غَضٍّ، فَهُوَ عُمهُوجٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العمْهَجُ السَّرِيعُ، والعُماهِجُ: الْمُمْتَلِئُ لَحْمًا؛ وأَنشد: مَمْكُورَة فِي قَصَبٍ عُمَاهِجِ وَقِيلَ: التَّامُّ الخَلْق. وَشَرَابٌ عُمَاهِجٌ: سَهْلُ المَساغ. والغُماهِجُ: الضَّخْمُ السَّمِينُ. وعُمَاهِج، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، بِمَعْنَاهُ. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنَ اللَّبَنِ العُماهِجُ والسُّماهِجُ، وَهُمَا اللَّذَانِ لَيْسَا بِحُلْوَيْنِ وَلَا آخِذَيْ طَعم. عنج: عَنَجَ الشيءَ يَعْنِجُه: جَذَبه. وكلُّ شَيْءٍ تَجْذِبه إِليك، فَقَدَ عَنَجْتَه. وعَنَجَ رأْسَ الْبَعِيرِ يَعْنِجُهُ ويَعْنُجُه عَنْجاً: جَذَبَهُ بِخِطامه حَتَّى رَفَعَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَيْهِ. والعَنْجُ: أَن يَجْذِبَ راكبُ الْبَعِيرِ خِطامه قِبَلَ رأْسه حَتَّى رُبَّمَا لَزِمَ ذِفْرَاه بقادِمَة الرَّحْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سَارَ مَعَهُ عَلَى جَمَلٍ فَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ، ثُمَّ يَعْنِجُه حَتَّى يَصِيرَ فِي أُخْرَياتِ الْقَوْمِ أَي يَجْذِبُ زِمامَه لِيَقِفَ، مِنْ عَنَجَه يَعْنِجُه إِذا عَطَفه، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً: وعَثِرَت [عَثَرَت] نَاقَتُهُ فَعَنَجَها بالزِّمام. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه أَي عَطَفَهُ مَلَّاحُه. وأَعْنَجَتْ: كَفَّتْ؛ قَالَ مَلِيحٌ الْهُذَلِيُّ: وأَبْصَرْتُهم، حَتَّى إِذا مَا تَقاذَفَتْ ... صُهابيَّةٌ تُبْطِي مِراراً وتُعْنِجُ والعِناج: مَا عُنِجَ بِهِ. وعَنَجَ البعيرَ والناقةَ يَعْنِجُها عَنْجاً: عطفَها. والعَنْجُ، الرِّيَاضَةُ؛ وَفِي الْمَثَلِ: عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنْجَ؛ يُضْرَبُ مَثلًا لِمَنْ أَخذ في تعلُّم شيء بعد ما كَبِرَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي يُرَاضُ فيردُّ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَقَوْلُهُمْ:

شيخٌ عَلَى عَنَجٍ أَي شَيْخٌ هَرِم عَلَى جَمَلٍ ثَقِيلٍ. وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً إِذا رَبَطْتَ خِطَامَهُ فِي ذِرَاعِهِ وقصرْته، وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ بالبَكْرِ الصَّغِيرِ إِذا رِيضَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ عِناجِ الدَّلْوِ. وعَنَجَةُ الهَوْدج: عِضادَته عِنْدَ بَابِهِ يُشدُّ بِهَا الْبَابُ. والعَنَجُ، بِلُغَةٍ هُذَيْلٍ: الرجُل، وَقِيلَ هُوَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعه بِالْعَيْنِ مِنْ أَحد يُرْجَعُ إِلى عَلَمِهِ وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والعَنَجُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. والعِنَاجُ: خَيْط أَو سَيْر يُشدّ فِي أَسفل الدَّلْوِ ثُمَّ يُشَدُّ فِي عُرْوتها أَو عَرْقُوَتِها، قَالَ: وَرُبَّمَا شُدَّ فِي إِحدى آذَانِهَا. وَقِيلَ: عِنَاجُ الدَّلْوِ عُرْوَة فِي أَسفل الغَرْب مِنْ بَاطِنٍ تشدُّ بِوِثَاقٍ إِلى أَعلى الكَرَبِ، فإِذا انْقَطَعَ الْحَبْلُ أَمسك العِنَاجُ الدَّلْوَ أَن يَقَعَ فِي الْبِئْرِ، وَكُلُّ ذَلِكَ إِذا كَانَتِ الدَّلْوُ خَفِيفَةً، وَهُوَ إِذا كَانَ فِي دَلْوٍ ثَقِيلَةٍ حَبْلٌ أَو بطانٌ يُشَدُّ تَحْتَهَا، ثُمَّ يُشَدُّ إِلى العَرَاقي فَيَكُونُ عَوْنًا للْوَذَمِ فإِذا انْقَطَعَتِ الأَوْذام أَمسكها العِنَاجُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَمْدَحُ قَوْمًا عَقَدُوا لِجَارِهِمْ عَهْدًا فَوَفَوْا بِهِ وَلَمْ يخْفِرُوه: قَوْمٌ، إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم، ... شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا فَوْقَه الكَرَبا وَهَذِهِ أَمثال ضَرَبَهَا لإِيفائهم بالعَهْد، وَالْجَمْعُ أَعْنِجَة وعُنُجٌ؛ وَقَدْ عَنَج الدلوَ يَعْنُجُها عَنْجاً: عَمِلَ لَهَا ذَلِكَ، وَيُقَالُ: إِني لأَرَى لأَمرك عِناجاً أَي مِلاكاً، مأْخوذ مِن عِناج الدَّلْوِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وبعضُ القولِ لَيْسَ لَهُ عِناجٌ، ... كسَيلِ الْمَاءِ لَيْسَ لَهُ إِتاءُ وقولٌ لَا عِناجَ لَهُ إِذا أُرسل عَلَى غَيْرِ رويَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الَّذِينَ وافَوا الخَنْدَق مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا ثَلَاثَةَ عَسَاكِرَ، وعِناجُ الأَمر إِلى أَبي سُفْيَانَ أَي أَنه كَانَ صَاحِبَهُمْ ومُدَبِّرَ أَمْرهم والقائمِ بشُؤونهم، كَمَا يَحْمِلُ ثِقَل الدَّلْوِ عناجُها. وَرَجُلٌ مِعْنَجٌ: يَعْتَرِضُ فِي الأُمور. والعُنْجُوجُ: الرائِع مِنَ الْخَيْلِ، وَقِيلَ: الجَوَاد، وَالْجَمْعُ عَناجيجُ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِنْ مَضَى الحَوْلُ، وَلَمْ آتِكُمُ ... بِعَناجٍ، تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِر فإِنه يُروى بِعَناج وبعَناجِي؛ فَمَنْ رَوَاهُ بِعَناجٍ فإِنه أَراد بِعَناجِجَ أَي بِعَناجِيجَ، فَحَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ، فَقَالَ: بِعَناججَ ثُمَّ حَوَّل الْجِيمَ الأَخيرة يَاءً فَصَارَ عَلَى وَزْنِ جَوَارٍ، فَنُوِّنَ لِنُقْصَانِ الْبِنَاءِ، وَهُوَ مِنْ محوَّل التَّضْعِيفِ؛ وَمَنْ رَوَاهُ عَنَاجِي جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ: ولِضَفادِي جَمَّةٍ نَقانِقُ أَراد عَنَاجِجَ كَمَا أَراد ضفادِعَ. وَقَوْلُهُ: تَهْتدِي أَحْوَى؛ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بأَحْوَى، فَحَذَفَ وأَوْصَلَ، وَيَجُوزَ أَن يُرِيدَ بِعَناجيجَ حُوٍّ طِمِرَّة تَهْتدي فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ، وَقَدِ اسْتَعْمَلُوا العَناجيجَ فِي الإِبل، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا هَجْمَةٌ صُهْبٌ عَناجيجُ زاحَمَتْ ... فَتًى، عِنْدَ جُرْدٍ طاحَ بَيْنَ الطَّوَائح، تُسَوِّدُ مِنْ أَربابها غيرَ سَيِّدٍ، ... وتُصْلِحُ مِنْ أَحسابِهِم غيرَ صَالِحٍ أَي يُغلَبُ ويُقهَرُ لأَنه لَيْسَ لَهُ مِثلُها يَفْتَخِرُ بِهَا ويجُودُ بِهَا؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَيَكُونُ العُنْجُوجُ مِنَ النَّجَائِبِ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فالإِبِلُ؟ قَالَ: تِلْكَ عَناجِيجُ الشَّيَاطِينِ أَي مَطاياها،

وَاحِدُهَا عُنْجُوجٌ، وَهُوَ النَّجِيبُ مِنَ الإِبل؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ العنُق مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ، وَهُوَ مِنَ العَنْجِ العَطْفِ، وَهُوَ مَثَل ضَرَبَهُ لَهَا؛ يُرِيدُ أَنها يُسْرِعُ إِليها الذُّعْرُ والنِّفار. وأَعْنَجَ الرَّجُلُ إِذا اشْتَكَى عِناجَه؛ والعِناج: وَجَعُ الصُّلْبِ والمَفاصِل. والعُنْجَجُ: الضَّيْمَران مِنَ الرَّياحين؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشاهِسْفَرَمُ. والعَنَجْنَجُ: الْعَظِيمُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِهِمْيَانَ السَّعْدِيِّ: عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدَحُ وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَلَمَّا وَضَعْتُ رِجْلي عَلَى مُذَمَّرِ أَبي جهل قال: اعلُ عَنِّجْ ، فإِنه أَراد: اعْلُ عَنِّي، فأَبدل الياء جيماً. عنبج: اللَّيْثُ: العُنْبُجُ الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ. الأَزهري: العُنْبُجُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّخْم الرِّخْوُ الثَّقِيلُ الَّذِي لَا رأْيَ لَهُ وَلَا عَقْلَ، وَقَالَ أَيضاً: العُنْبُجُ الضَّخْمُ الرِّخْوُ الثَّقِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ الضِّبْعان؛ وأَنشد: فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا والعُنْبُجُ: الوَتَرُ الضخم الرِّخْوُ. عنشج: «1»: الأَزهري: العَنْشَجُ: المتقبِّضُ الوجه السيء الْمَنْظَرِ؛ وأَنشد لِبِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ وَبَلَغَهُ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَرِيرٍ، إِذا ذُكِرَ، نَسَبه إِلى أُمِّه فَقَالَ: يَا رُبَّ خالٍ لِي أَغَرَّ أَبْلَجا، ... مِنْ آلِ كِسْرى يَغْتَدي مُتَوَّجا، لَيْسَ كخالٍ لَكَ يُدْعى عَنْشَجا عهج: العَوْهَجُ: الظَّبْيَةُ الَّتِي فِي حَقْوَيْها خُطَّتانِ سَوْداوان، وَقِيلَ: هِيَ التَّامَّةُ الخَلْق، وَقِيلَ: هِيَ الحَسَنةُ اللَّوْن الطَّوِيلَةُ العنُق فَقَطْ، وَقَدْ يوصَف الغَزال بِكُلِّ ذَلِكَ. والعَوْهَجُ: النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ العنُق، وَقِيلَ: الفتيَّة. وامرأَة عَوْهَجٌ: تامَّة الخَلْق حَسَنة، وَقِيلَ: الطَّوِيلَةُ العنُق؛ قَالَ: هِجانُ المُحَيَّا، عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ ... مِنَ الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِيقَ البنائِقِ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلَةُ العنُق مِنَ الظِّباء والظُّلْمان والنُّوقِ، وَيُقَالُ لِلنَّعَامَةِ: عَوْهَجٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فِي شَمْلَةٍ أَو ذاتَ زفٍّ عَوْهَجا كأَنه أَراد الطَّوِيلَةَ الرِّجْلَينِ. الأَصمعي: العَمْهَجُ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلُ. والعَوَاهِجُ: قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ: يَا رُبَّ بَيْضاء مِنَ العَوَاهِجِ، ... شَرَّابَة لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ تمْشِي كمَشْيِ العُشَراءِ الفاسِجِ، ... حَلَّالَة للسُّرَرِ البَوَاعِجِ لَيِّنَة المَسِّ عَلَى المُعَالِجِ، ... يُطْلَى بِهِ دُونَ الضَّجِيع الوالِجِ عوج: العَوَجُ: الِانْعِطَافُ فِيمَا كَانَ قَائِمًا فمالَ كالرُّمْحِ وَالْحَائِطِ؛ والرُّمْح وكلُّ مَا كَانَ قَائِمًا يُقَالُ فِيهِ العَوَجُ، بِالْفَتْحِ، وَيُقَالُ: شَجَرَتُكَ فِيهَا عَوَجٌ شَدِيدٌ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا لَا يَجُوزُ فِيهِ وَفِي أَمثاله إِلّا العَوَج. والعَوَج،

_ (1). قوله [عنشج] هكذا في الأَصل بالشين قبل الجيم، في أصل المادة وفيما بعدها. والذي في القاموس، بالثاء بدل الشين، ونقل ذلك شارحه عن التهذيب ونقل عن اللسان أنه بالشين، وأنشد الأَبيات ونقل عن نسخة من نسخ اللسان أن عين عنشجا في آخر الأَبيات مضبوطة بالقلم بالكسر.

بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ عَوِجَ الشَّيْءُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَعْوَجُ، وَالِاسْمُ العِوَجُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وعاجَ يَعُوجُ إِذا عَطف. والعِوَجُ فِي الأَرض: أَن لَا تَسْتَوِيَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ العِوَج فِي الْحَدِيثِ اسْمًا وَفِعْلًا وَمَصْدَرًا وَفَاعِلًا وَمَفْعُولًا، وَهُوَ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، مُخْتَصٌّ بِكُلِّ شَخْصٍ مَرْئيٍّ كالأَجسام، وَبِالْكَسْرِ، بِمَا لَيْسَ بمَرْئيٍّ كالرأْي والقوْل، وَقِيلَ: الْكَسْرُ يُقَالُ فِيهِمَا مَعًا، والأَول أَكثر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حَتَّى تُقِيم بِهِ المِلَّة العَوْجاء ؛ يَعْنِي مِلَّة إِبْرَاهِيمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، الَّتِي غيَّرَتْها العرَب عَنِ اسْتِقَامَتِهَا. والعِوَجُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، فِي الدِّين، تَقُولُ: فِي دِينِهِ عِوَجٌ؛ وَفِيمَا كَانَ التَّعْويجُ يكثُرُ مِثْل الأَرض والمَعاش، وَمِثْلَ قَوْلِكَ: عُجْتُ إِليه أَعُوجُ عِياجاً وعِوَجاً؛ وأَنشد: قِفا نَسْأَلْ منازِلَ آلِ لَيْلى، ... مَتَى عِوَجٌ إِليها وانْثِناءُ؟ وَفِي التَّنْزِيلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزل عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ قَيِّماً وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً، وَفِيهِ تأْخير أُريد بِهِ التَّقْدِيمُ. وعِوَجُ الطَّرِيقِ وعَوَجُه: زَيْغُه. وعِوَجُ الدِّين والخُلُق: فَسَادُهُ ومَيْلُه عَلَى المَثل، والفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَوِجَ عَوَجاً وعِوَجاً واعْوَجَّ وانْعاجَ، وَهُوَ أَعْوَجُ، لِكُلِّ مَرْئيٍّ، والأُنثى عَوْجاء، وَالْجَمَاعَةُ عُوجٌ. الأَصمعي: يُقَالُ هَذَا شيءٌ مُعْوَجٌّ، وَقَدِ اعْوَجَّ اعْوِجاجاً، عَلَى افْعَلَّ افْعِلالًا، وَلَا يُقَالُ: مُعَوَّجٌ عَلَى مُفَعَّلٍ إِلَّا لعُود أَو شيءٍ يُركَّب فِيهِ العاجُ. قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُهُ يُجِيزُ عَوَّجْتُ الشيءَ تَعْويجاً فَتَعَوَّجَ إِذا حَنَيْتَه وَهُوَ ضدُّ قَوَّمْته، فأَما إِذا انْحَنى مِنْ ذَاتِهِ، فَيُقَالُ: اعْوَجَّ اعْوِجاجاً. يُقَالُ: عَصاً مُعْوَجَّة وَلَا تَقُلْ مِعْوَجَّة، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَيُقَالُ: عُجْتُه فانعاجَ أَي عَطَفْتُه فَانْعَطَفَ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ: وانْعاجَ عُودِي كالشَّظيفِ الأَخْشَنِ وعاجَ الشيءَ عَوْجاً وعِياجاً، وعَوَّجَه: عَطَفَه. وَيُقَالُ: نَخِيل عُوجٌ إِذا مالَتْ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه وسَوْقه إِياها: إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها، ... وأَوْرَدَها عَلَى عُوجٍ طِوَالِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَوْرَدَها عَلَى نَخِيل نَابِتَةٍ عَلَى الْمَاءِ قَدْ مالتْ فاعْوَجَّتْ لِكَثْرَةِ حَمْلِها؛ كَمَا قَالَ فِي صِفَةِ النَّخْلِ: غُلْبٌ سواجدُ لَمْ يدخُلْ بِهَا الحَصْرُ وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ وأَوردها عَلَى عُوجٍ طِوالِ أَي عَلَى قَوَائِمِهَا العُوجِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْخَيْلِ عُوجٌ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى لَا عِوَجَ لهم عن دعائه، لا يقدِرون أَن لَا يَتَّبِعُوه؛ وَقِيلَ: أَي يَتَّبِعُونَ صَوْتَ الدَّاعِي للحشْر لَا عِوَجَ لَهُ، يَقُولُ: لَا عِوَجَ للمَدْعُوِّينَ عَنِ الدَّاعِي، فَجَازَ أَن يَقُولَ لَهُ لأَن الْمَذْهَبَ إِلى الدَّاعِي وصَوْتِه، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: دَعَوْتَنِي دَعْوَةً لَا عِوَجَ لَكَ مِنْهَا أَي لَا أَعُوجُ لَكَ وَلَا عَنْكَ؛ قَالَ: وَكُلُّ قَائِمٍ يَكُونُ العَوَجُ فِيهِ خلْقة، فَهُوَ عَوَجٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلَبِيدٍ فِي مِثْلِهِ: فِي نابِه عَوَجٌ يُخالِفُ شِدْقه

وَيُقَالُ لِقَوَائِمِ الدَّابَّةِ: عُوجٌ، ويُستحَبُّ ذَلِكَ فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعُوجُ القَوَائم، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وخيلٌ عُوجٌ: مُجَنَّبَةٌ، وَهُوَ مِنْهُ. وأَعْوَجُ: فرسٌ سَابِقٌ رُكِبَ صَغِيرًا فاعْوَجَّتْ قَوَائِمُهُ، والأَعْوَجِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِليه. قَالَ الأَزهري: وَالْخَيْلُ الأَعْوَجِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْل كَانَ يُقَالُ لَهُ أَعْوَج، يُقَالُ: هَذَا الحِصان مِنْ بَنَاتِ أَعْوَجَ؛ وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: رَكِبَ أَعْوَجِيًّا أَي فَرَسًا مَنْسُوبًا إِلى أَعْوَج، وَهُوَ فَحْلٌ كَرِيمٌ تنسَب الْخَيْلُ الْكِرَامُ إِليه؛ وأَما قَوْلُهُ: أَحْوَى، مِنَ العُوج، وَقاحُ الحافِرِ فإِنه أَراد مِنْ وَلَدِ أَعْوَج وكَسَّرَ أَعْوَجَ تَكْسِيرَ الصِّفات لأَنَّ أَصله الصِّفَةُ. وأَعْوَج أَيضاً: فَرَسُ عَدِيّ بْنِ أَيوب؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعْوَج اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِبَنِي هِلَالٍ تُنْسَبُ إِليه الأَعْوَجِيَّات وبناتُ أَعْوَج؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كَانَ أَعْوَج لِكِنْدَة، فأَخذتْه بَنُو سُلَيْم فِي بَعْضِ أَيامهم فَصَارَ إِلى بَنِي هِلَالٍ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ فحلٌ أَشهرُ وَلَا أَكثرُ نَسْلًا مِنْهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرس: أَعْوَج كَانَ لِبَنِي آكِلِ المُرار ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ. والعَوْجُ: عَطْف رأْس الْبَعِيرِ بالزِّمام أَو الخِطام؛ تَقُولُ: عُجْتُ رأَسَه أَعُوجُه عَوْجاً. قَالَ: والمرأَة تَعُوجُ رأْسها إِلى ضَجيعها. وَعَاجَ عُنُقَه عَوْجاً: عَطَفَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جواريَ قَدْ عُجْنَ إِليه رؤوسهنَّ يَوْمَ ظَعْنِهنَّ: حَتَّى إِذا عُجْن مِنْ أَعْناقِهِنَّ لَنَا، ... عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَناجِيجِ أَراد بالعَناجِيجِ جِيادَ الرِّكاب هَاهُنَا، وَاحِدُهَا عُنْجُوجٌ. وَيُقَالُ لِجِيَادِ الْخَيْلِ: عَناجيجُ أَيضاً، وَيُقَالُ: عُجْتُه فانْعاجَ لِي: عَطَفْتُه فانْعَطَفَ لِي. وعاجَ بِالْمَكَانِ وَعَلَيْهِ عَوْجاً وعَوَّجَ وتَعَوَّجَ: عَطَفَ. وعُجْتُ بِالْمَكَانِ أَعُوجُ أَي أَقمت بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: هَلْ أَنتم عائجُون؟ أَي مُقيمون؛ يُقَالُ عاجَ بِالْمَكَانِ وعَوَّجَ أَي أَقام. وَقِيلَ: عاجَ بِهِ أَي عَطَفَ عَلَيْهِ وَمَالَ وأَلَمَّ بِهِ ومرَّ عَلَيْهِ. وعُجْتُ غَيْرِي بِالْمَكَانِ أَعُوجُه يتعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذرٍّ: ثُمَّ عاجَ رأْسَه إِلى المرأَة فأَمَرها بطَعام أَي أَماله إِليها والتَفَتَ نَحْوَهَا. وامرأَةٌ عَوْجاءُ إِذا كَانَ لَهَا وَلَدٌ تَعُوجُ إِليه لترضِعَه، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا المُرْغِثُ العَوْجاء باتَ يَعُزُّها، ... عَلَى ثَدْيِها، ذُو دُغَّتَيْنِ، لَهُوجُ وانْعاجَ عَلَيْهِ أَي انعطَف. والعائجُ: الواقفُ؛ وَقَالَ: عُجْنا عَلَى رَبْعِ سَلْمَى أَيَّ تَعْويجِ «2» وضَعَ التَّعْويج مَوْضِعَ العَوْج إِذا كَانَ مَعْنَاهُمَا واحد. وعاجَ ناقَتَه وعَوَّجَها فانعاجَتْ وتَعَوَّجَتْ: عَطَفَها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عُوجُوا عليَّ، وعَوِّجوا صَحْبي، ... عَوْجاً، وَلَا كَتَعَوُّجِ النَّحْبِ عَوْجاً مُتَعَلِّقٌ بعُوجُوا لَا بِعَوِّجوا؛ يَقُولُ: عُوجُوا مُشَارِكِينَ لَا مُتَفاذِّين مُتكارِهين، كَمَا يتكارَهُ صَاحِبُ النَّحْبِ عَلَى قَضَائِهِ. وَمَا لَهُ عَلَى أَصحابه تَعْويجٌ وَلَا تَعْرِيجٌ أَي إِقامة. وَيُقَالُ: عاجَ فُلَانٌ فرسَه إِذا عَطَف رأْسه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: فَعَاجُوا عَلَيْهِ مِنْ سَوَاهِم ضُمَّر

_ (2). قوله [أي تعويج] وقوله [وضع التعويج] الذي في الصحاح أَي تعريج وضع التعريج.

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عَوْجاءُ إِذا عَجِفَتْ فاعْوَجَّ ظَهْرُهَا. وَنَاقَةٌ عائجةٌ: لَيِّنَةُ الانعِطاف؛ وعاجٌ مِذْعانٌ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي سُقُوطِ الْهَاءِ كَانَتْ فَعْلًا أَو فاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ؛ قَالَ الأَزهري، وَمِنْهُ قَوْلُ الشاعر: تَقُدُّ بِيَ المَوْماةَ عاجٌ كأَنها والعَوْجاءُ: الضامِرةُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ طَرفة: بِعَوْجاءَ مِرْقالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدي وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: عَهِدْنا بِهَا، لَوْ تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى، ... رِقاقَ الثَّنايا، واضِحاتِ المَعاصِم قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: العُوجُ الأَيام، وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ مِنْ هَذَا لأَنها تَعُوجُ وتعطِف. وَمَا عُجْتُ مِنْ كَلَامِهِ بِشَيْءٍ أَي مَا بالَيْتُ وَلَا انتفعْتُ، وَقَدْ ذُكِرَ عُجْت فِي الْيَاءِ. والعاجُ: أَنياب الفِيَلَة، وَلَا يسمَّى غَيْرُ النَّاب عَاجًا. والعَوّاجُ: بَائِعُ العَاجِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: والعاجُ عظمُ الْفِيلِ، الْوَاحِدَةُ عاجَة،. وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الْعَاجِ: عَوَّاجٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: يُقَالُ للمَسَك عاجٌ؛ قَالَ: وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي: وَفِي العاجِ والحِنَّاء كفُّ بَنانِها، ... كشَحْم القَنا، لَمْ يُعْطِها الزّندَ قادِح أَراد بشَحْمِ القَنا دَوَابَّ يُقَالُ لَهَا الحُلَكُ، وَيُقَالُ لَهَا بناتُ النَّقا، يُشَبَّه بِهَا بنانُ الجَواري للينِها ونَعْمتِها. قَالَ الأَزهري: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ شَمِرٌ فِي الْعَاجِ إِنه المَسَك مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لثَوْبان: اشتَرِ لَفَاطِمَةَ سِوارَينِ مِنْ عاجٍ ؛ لَمْ يُرِدْ بالعاجِ مَا يُخْرَطُ مِنْ أَنياب الفِيَلَة لأَن أَنيابها مَيْتَةٌ، وإِنما العاجُ الذَّبْلُ، وهو ظهر السِّلَحْفاةِ [السُّلَحْفاةِ] البَحْرِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لَهُ مُشْطٌ مِنَ العاجِ ؛ العاجُ: الذَّبْلُ؛ وَقِيلَ: شَيْءٌ يُتَّخذ مِنْ ظَهْرِ السُّلَحْفاة الْبَحْرِيَّةِ؛ فأَما العاجُ الَّذِي هُوَ للفِيل فنَجِسٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَطَاهِرٌ عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَسَك مِنَ الذَّبْلِ وَمِنَ العاجِ كَهَيْئَةِ السِّوار تَجْعَلُهُ المرأَة فِي يَدَيْهَا فَذَلِكَ المَسَك، قَالَ: والذَّبْلُ الْقَرْنُ «1»، فإِذا كَانَ مِنْ عاجٍ، فَهُوَ مَسَك وعاجٌ ووَقْفٌ، فإِذا كَانَ مِنْ ذَبْلٍ، فَهُوَ مَسَكٌ لَا غَيْرُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: فجَاءتْ كخاصِي العَيرِ، لَمْ تَحْلَ عاجَةً، ... وَلَا جاجَةٌ مِنْهَا تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ فالعاجَةُ: الذَّبْلَةُ. والجاجَةُ: خَرَزة لَا تُسَاوِي فَلْساً. وعاجٍ عاجٍ: زَجْرٌ لِلنَّاقَةِ، ينوَّن عَلَى التَّنْكِيرِ، وَيُكْسَرُ غَيْرَ مُنَوَّنٍ عَلَى التَّعْرِيفِ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ فِي الزَّجْرِ: عاجِ، بِلَا تَنْوِينٍ، فإِن شِئْتَ جَزَمْتَ، عَلَى توهُّم الْوُقُوفِ. يُقَالُ: عَجْعَجْتُ بِالنَّاقَةِ إِذا قُلْتُ لَهَا عاجِ عاجِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ عاجٍ وجاهٍ، بِالتَّنْوِينِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنِّي لَمْ أَزْجُرْ، بعاجٍ، نَجِيبَةً، ... وَلَمْ أَلْقَ، عَنْ شَحْطٍ، خَليلًا مُصافِيا قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا قرأْت بخطِّه: كُلُّ صَوْتٍ تُزْجَرُ بِهِ الإِبل فإِنه يَخْرُجُ مَجْزُومًا، إِلّا أَن يَقَعَ فِي قَافِيَةٍ فيحرَّك إِلى الْخَفْضِ، تَقُولُ فِي زَجْرِ الْبَعِيرِ: حَلْ حَوْبْ، وَفِي زَجْرِ السَّبُعِ: هَجْ هَجْ، وجَهْ جَهْ، وجاهْ جاهْ؛ قَالَ: فإِذا حَكَيْتَ ذَلِكَ قُلْتَ لِلْبَعِيرِ: حَوْبْ أَو حَوْبٍ، وَقُلْتَ لِلنَّاقَةِ: حَلْ أَو حَلٍ؛ وأَنشد: أَقُولُ لِلنَّاقَةِ قَوْلي للجَمَلْ، ... أَقول: حَوْبٍ ثُمَّ أُثْنِيها بحَلْ

_ (1). قوله [القرن] هكذا في الأَصل.

فَخَفَضَ حَوْبْ ونَوَّنه عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلى تَنْوِينِهِ؛ وَقَالَ آخَرُ: قُلْتُ لَهَا: حَلٍ، فَلَمْ تَحَلْحَلِ وَقَالَ آخَرُ: وجَمَلٍ قُلْتُ لَهُ: جاهٍ جاهْ، ... يَا وَيْلَهُ مِنْ جَمَلٍ، مَا أَشقاهْ وَقَالَ آخَرُ: سَفَرَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: هَج، فتَبَرْقَعَتْ وَقَالَ شِمْرٌ: قَالَ زَيْدِ بْنِ كَثْوَةَ، مِنْ أَمثالهم: الأَيام عُوجٌ رَوَاجِع، يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الشَّماتةِ، يَقُولُهَا المَشْمُوتُ بِهِ أَو تُقال عَنْهُ، وَقَدْ تُقال عِنْدَ الْوَعِيدِ والتهدُّد؛ قَالَ الأَزهري: عُوجٌ هَاهُنَا جَمْعُ أَعْوَج وَيَكُونُ جَمْعًا لِعَوْجاء، كَمَا يُقَالُ أَصْوَر وصُور، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ عَائِجٍ فكأَنه قَالَ: عُوُج عَلَى فُعُل، فخفَّفه كَمَا قَالَ الأَخطل: فَهُمْ بالبَذْلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُ أَراد لَا بُخُل وَلَا جُوُدُ؛ وَقَوْلُ بَعْضِ السعْديِّين أَنشده يَعْقُوبُ: يَا دارَ سَلْمَى بَينَ ذاتِ العُوجِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى جَمْعَ حِقْفٍ أَعْوَج أَو رَمْلَة عَوْجاء. وعُوجٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ اللَّيْثُ: عُوجُ بْنُ عُوقٍ رَجُلٌ ذُكِرَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِه شَناعَةٌ، وذُكِرَ أَنه كَانَ وُلِدَ فِي مَنْزِلِ آدَمَ فَعَاشَ إِلى زَمَنِ مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وأَنه هَلَكَ عَلَى عَدَّانِ [عِدَّانِ] مُوسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، وَذَكَرَ أَنَّ عُوجَ بنَ عُوق كَانَ يَكُونُ مَعَ فَراعنة مِصْرَ، وَيُقَالُ: كَانَ صَاحِبَ الصَّخْرَةِ أَراد أَن يُلحِقَها «1» عَلَى عَسْكَرِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ مُوسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ. والعَوْجاءُ: اسْمُ امرأَة. والعَوْجاءُ: أَحدُ أَجْبُلِ طَيِّئٍ سُمِّي بِهِ لأَن هَذِهِ المرأَة صُلِبَتْ عَلَيْهِ، وَلَهَا حَدِيثٌ؛ قَالَ عَمْرِو بْنِ جُوَيْنٍ الطَّائِيِّ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: إِذا أَجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعابِها ... عَلَيَّ، وأَمْسَت بالعَماءِ مُكلَّلَهْ وأَصْبَحَتِ العَوْجَاءُ يَهْتَزُّ جِيدُها، ... كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَهْ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِنْ تَأْتني، وَقَدْ مَلأْتُ أَعْوَجا، ... أُرْسِلُ فِيهَا بَازِلًا سَفَنَّجَا قَالَ: أَعْوَج هُنَا اسْمُ حَوْض. والعَوْجاء: القَوْسُ. وَرَجُلٌ أَعْوَجُ بَيِّنُ العَوَجِ أَي سَيءُ الخُلُق. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ مَا يَعُوجُ عَنْ شَيْءٍ أَي مَا يَرْجِعُ عَنْهُ. عوهج: العَمْهَجُ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ البُشْتيُّ: العَوْهَج الحَيَّةُ فِي قَوْلِ رؤْبة: حَصْبُ الغُوَاة العَوْهَجَ المَنْسوسا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ دَلَّك عَلَى أَن صَاحِبَهُ أَخذ عَرَبِيَّتَه مِنْ كُتب سَقيمَة، وأَنه كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ الْحِفْظَ وَالتَّمْيِيزَ، والحَيَّةُ يُقَالُ لَهُ العَوْمَجُ، بِالْمِيمِ، وَمَنْ قَالَ العَوْهَجُ، فَهُوَ جَاهِلٌ أَلكنُ، وَهَكَذَا رَوَى الرُّوَاةُ بَيْتَ رُؤْبَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ عمج. عيج: العَيْجُ: شبهُ الاكْتِرَاث؛ وأَنشد: وَمَا رأَيتُ بِهَا شَيْئًا أَعِيجُ بِهِ، ... إِلَّا الثُّمامَ، وإِلَّا مَوْقِدَ النارِ

_ (1). هكذا في الأَصل ولعلها يُلقيها.

فصل الغين المعجمة

تَقُولُ: عاجَ بِهِ يَعيجُ عَيْجُوجَةً، فَهُوَ عَائِجٌ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا عاجَ بِقَوْلِهِ عَيجاً وعَيْجُوجَة: لَمْ يَكْتَرِثْ لَهُ أَو لَمْ يصدِّقه؛ وَمَا عاجَ بِالْمَاءِ عَيْجاً: لَمْ يَرْوَ لِمُلُوحَتِه، وَقَدْ يُستعمل فِي الواجِب. وَشَرِبْتُ شَرْبَةً مَاءً مِلْحاً فَمَا عِجْتُ بِهِ أَي لَمْ أَنتفع بِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَمْ أَرَ شَيْئًا بعدَ لَيْلَى أَلَذُّهُ، ... وَلَا مَشرَباً أَرْوَى بِهِ فَأَعِيجُ أَي أَنتفع بِهِ. وَمَا عاجَ بالدَّوَاءِ عَيْجاً أَي مَا انتَفَع؛ تَقُولُ: تَناوَلْتُ دَوَاءً فَمَا عِجْتُ بِهِ أَي لَمْ أَنتفِعْ بِهِ. وَمَا عاجَ بِهِ عَيْجاً: لَمْ يَرْضَه. وَمَا أَعيجُ مِنْ كَلَامِهِ بِشَيْءٍ أَي مَا أَعبَأُ بِهِ. قَالَ: وَبَنُو أَسَدٍ يَقُولُونَ: مَا أَعُوجُ بِكَلَامِهِ أَي مَا أَلتفِتُ إِليه، أَخَذوه مِنْ عُجْتُ النَّاقَةَ؛ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا يَعِيجُ بقَلْبي شَيْءٌ مِنْ كَلَامِكَ. وَيُقَالُ: مَا عِجْتُ بخَبرِ فُلَانٍ وَلَا أَعِيجُ بِهِ أَي لَمْ أَشْتَفِ بِهِ وَلَمْ أَسْتَيْقِنْهُ: وعاجَ يَعِيجُ إِذا انْتَفَعَ بِالْكَلَامِ وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: مَا عِجْتُ مِنْهُ بِشَيْءٍ. والعَيْجُ: المَنْفَعة. أَبو عَمْرٍو: العِياجُ الرُّجوع إِلى مَا كنتَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: مَا أَعِيجُ بِهِ عُوُوجاً «1»؛ وَقَالَ: مَا أَعِيجُ بِهِ عُيُوجاً أَي مَا أَكْتَرِث لَهُ وَلَا أُباليهِ. فصل الغين المعجمة غبج: غَبَجَ الماءَ يَغْبَجُه: جَرَعَه جَرْعاً مُتَدَارَكًا، وَهِيَ الغُبْجة. غذج: غَذَجَ الماءَ يَغْذِجُه غَذْجاً: جَرعَه، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صحتها. غسلج: الغَسْلَجُ: نَبَاتٌ مِثْلُ القَفْعاء تَرْتَفِعُ قَدْرَ الشِّبْرِ، لَهَا ورَقة لَزِجَة وزَهْرَة كَزَهْرَة المَرْوِ الجَبَلي؛ حَكَاهُ أَبو حنيفة. غلج: غَلَجَ الفرسُ يَغْلِجُ غَلْجاً وغَلَجاناً: خَلَطَ العَنَق بالهَمْلَجَة. وَفَرَسٌ مِغْلَجٌ: وَقِيلَ: فَرَسٌ مِغْلَجٌ إِذا جَرَى جَرْيًا لَا يَخْتَلِطُ فِيهِ. وغَلَجَ الحمارُ غَلْجاً: عَدَا. وَحِمَارٌ مِغْلَجٌ: شَلَّالٌ لِلْعانة؛ وأَنشد: سَفْواء مَرْخاء تُباري مِغْلَجَا والتَّغَلُّجُ: البَغْيُ. وَغُصْنُ أُغْلُوجٌ: ناعِم. والغُلُجُ: الشَّبَابُ الحسن. غلمج: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: يُقَالُ هُوَ غُلامِجُكَ أَي غُلامُك، وغُلامِشُكَ، مثلُه. غمج: غَمَجَ الماءَ يَغْمِجُه، غَمْجاً وغَمِجَه، بِالْكَسْرِ، غَمْجاً: جَرَعَه جَرْعاً مُتَتَابِعًا. والغَمْجَةُ والغُمْجَةُ: الجُرْعَة. وفَصيل غَمِجٌ: يَلْهَزُ أُمَّهُ. وتَغَامَجَ بَيْنَ أَرْفاغِ أُمِّه: لَهَزَها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: غُمْجٌ غَمَالِيجُ غَمَلَّجَاتُ غملج: عَدْوٌ غَمْلَجٌ: مُتدارِك؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ الرَّعْدَ وَالْبَرْقَ: فَأَسْأَدُ الليلَ إِرْقاصاً وزَفْزَفَةً، ... وغارَةً ووَسِيجاً غَمْلَجاً رَتِجَا والغَمْلَجُ والغَمَلَّجُ: الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ يُحْسِنُ ثُمَّ يُسِيءُ، وَهُوَ الْمُخَلِّطُ. والغَمْلَجُ: الَّذِي فِي خَلْقه خَبْل واضْطِراب؛ ابْنُ الأَعرابي:

_ (1). قوله [مَا أَعيج بِهِ عُوُوجًا] هكذا في الأَصل.

يُقَالُ رَجُلٌ غَمْلَج وغَمَلَّج وغِمْلِيج وغُمْلُوج وغِمْلاج وغُمَالِج إِذا كَانَ مَرَّة قارِئاً ومَرَّة شَاطِرًا، وَمَرَّةً سَخِيّاً وَمَرَّةً بَخِيلًا، وَمَرَّةً شُجَاعاً وَمَرَّةً جَباناً، وَمَرَّةً حسَن الْخُلُقِ ومرَّة سَيِّئَه، لَا يَثْبُتُ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهُوَ مَذْمُومٌ مَلُومٌ عِنْدَ الْعَرَبِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ للمرأَة غَمْلَج وغَمَلَّج وغِمْلِيجَة وغُمْلُوجة؛ وأَنشد: أَلا لَا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيَّةٌ ... عَلَى غَمْلَجٍ، طَالَتْ وتَمَّ قَوَامُها عُمَرِيَّة: ثِيابٌ مَصْبُوغَةٌ؛ وَقَالَ أَبو نُخَيْلَة يَصِفُ نَاقَةً تَعْدو فِي خَرْقٍ وَاسِعٍ: تُغْرِقُهُ طَوْراً بِشَدٍّ تُدْرِجُهُ، ... وَتَارَةً يُغْرِقُها غَمَلَّجُهْ قَالَ: الغَمَلَّجُ الخَرْق الْوَاسِعُ. والغَمَلَّج: الطَّوِيلُ الْمُسْتَرْخِي. وَبَعِيرٌ غَمَلَّج: طَوِيلُ العنُق فِي غِلَظ وتَقَاعُسٍ. وَمَاءٌ غَمَلَّج: مُرٌّ غَلِيظٌ. والغُمْلُوجُ والغِمْلِيجُ: الْغَلِيظُ الْجَسِيمُ الطَّوِيلُ؛ يُقَالُ: وَلَدَتْ فُلَانَةُ غُلَامًا فَجَاءَتْ بِهِ أَمْلَجَ غِمْلِيجاً؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي عَنْ الْمَسْرُوحِيِّ؛ قَالَ: وأَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ غُمْلُوجٌ، وإِنما غِمْلِيجٌ عَنِ الْمَسْرُوحِيِّ وَحْدَهُ. والأَمْلَجُ: الأَصْفَر الَّذِي لَيْسَ بأَسود وَلَا أَبيض، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرٌ غُمَالِجٌ قَدْ أَسرع النَّبَاتَ وَطَالَ. والغُمَالِجُ: نَبَاتٌ عَلَى شَكْلٍ الذَّآنِين يَنْبُتُ فِي الرَّبِيعِ؛ قَالَ: عَدْوَ الغَوَاني تَجْتَني الغُمَالِجَا وَقَصَبٌ غُمَالِجٌ: ريَّان؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى يَدْعُو عَلَى زَرْعِ إِنسان: أَرْسِلْ إِلى زَرْعِ الخَبِيِّ الوَالِجِ، بَيْنَ أَناخين الحَصَادِ الهائجِ ... «1»، وبَيْنَ خُرْفَنْجِ النَّباتِ البَاهِجِ، فِي غُلَوَاء القَصَب الغُمَالِجِ، ... مِنَ الدَّبى ذَا طَبَق أَفَايِجِ والغُمْلُوج: الغُصْنُ النَّابِتُ يَنْبُتُ فِي الظلِّ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الْغُصْنُ النَّاعِمُ مِنَ النَّبَاتِ؛ وأَنشد لهِميان بْنِ قُحَافَةَ: مَشْيَ العَذَارَى تَجْتَني الغَمالِجَا أَراد الغَمَالِيجَ فاضْطرَّ فَحَذَفَ. وَرَجُلٌ غَمْلَجٌ، بِالْغَيْنِ، إِذا كَانَ ناعماً. غمهج: الأَزهري: أَنشد لهِميان بْنِ قُحَافَةَ يَصِفُ إِبلًا فِيهَا فَحْلُهَا: تَتْبَعُ قَيدُوماً، لَهَا، غُماهِجا، ... رَحْبَ اللَّبَان، مُدْمَجاً هُجاهِجا الغُمَاهِجُ: الضَّخْمُ السَّمِينُ، وَيُقَالُ عُمَاهج، بِالْعَيْنِ، بمعْناه؛ وَقَالَ: فِي غُلَوَاءِ القَصَب الغُمَاهِجِ غنج: امرأَة غَنِجَة: حسَنة الدَّلّ. وغُنْجُها وغُناجُها: شَكْلُها، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَهُوَ الغُنْجُ والغُنُجُ، وَقَدْ غَنِجَتْ وتَغَنَّجَتْ، فَهِيَ مِغْناجٌ وغَنِجَة؛ وَقِيلَ: الغُنْجُ مَلاحَة العَينين. وَفِي حَدِيثِ الْبُخَارِيِّ فِي تَفْسِيرِ العَرِبَةِ: هِيَ الغَنِجَةُ. الغُنْجُ فِي الْجَارِيَةِ: تَكَسُّرٌ وتَدَلُّلٌ. والأُغْنُوجَة: مَا يُتَغَنَّجُ بِهِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: لَوَى رأْسَه عَني، ومالَ بِوُدِّهِ ... أَغانِيج خَوْدٍ، كَانَ فينَا يَزُورُها

_ (1). قوله [بين أَناخين] هكذا في الأَصل.

فصل الفاء

أَبو عَمْرٍو: الغِنَاجُ دُخَان النُّؤورِ الَّذِي تَجْعَلُهُ الْوَاشِمَةُ عَلَى خُضْرَتِهَا لِتَسْوَدَّ، وَهُوَ الغُنْجُ أَيضاً. وغُنَجَةُ، معرِفة، بِغَيْرِ أَلف ولامٍ: القُنفُذَة، لَا تَنْصَرِفُ. وَهُذَيْلٌ تَقُولُ: غَنَجٌ عَلَى شَنَجٍ؛ الغَنَجُ الرَّجُلُ؛ وَقِيلَ: الغَنَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: الشَّيْخُ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ. والشَّنَجُ: الْجَمَلُ الثَّقِيلُ. ومِغْنَج: أَبو دُغَةَ. والغَوْنَجُ: الْجَمَلُ السَّرِيعُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَلَا أَعرفها عن غيره. غنتج: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ ضَعَا: فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَروطاً غَنْتَجَا قَالَ: الغَنْتَجُ الثقيل الأَحمق. غوج: جَمَل غَوْجٌ: عَرِيضُ الصَّدْرِ. وفرَس غَوْجُ اللَّبان أَي وَاسِعُ جِلْدَةِ الصَّدْرِ؛ وَقِيلَ: سَهْلُ المِعْطَف. وفرسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ؛ غَوْجٌ: جَوَادٌ، ومَوْجٌ إِتْباعٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ القَصَب؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَنْثَنِي يَذْهَبُ ويَجِيءُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْوَاسِعُ جِلْد الصَّدْرِ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ كَذَلِكَ إِلا وَهُوَ سَهْلُ المِعْطَف؛ وأَنشد اللَّيْثُ: بَعِيدُ مَسافِ الخَطْوِ غَوْجٌ شَمَرْدَلٌ، ... يُقَطِّعُ أَنْفاسَ المَهَارى تَلاتِلُهْ وَقَالَ أَبو وَجْزة: مُقَارِب حِينَ يَحْزَوْزِي عَلَى جَدَدٍ، ... رِسْلٍ بِمُغْتَلِجَاتِ الرَّمْلِ غَوَّاج وَقَالَ النَّضْرُ: الغَوْجُ اللَّيِّنُ الأَعْطاف مِنَ الخيْل، وَجَمْعُ غَوجٍ غُوْجٌ، كَمَا يُقَالُ جَارِيَةٌ خَوْدٌ، وَالْجَمْعُ خُودٌ. وتَغَوَّجَ الرَّجُلُ فِي مِشْيته: تثنَّى وتعطَّف وتمايَل. غَاجَ يَغُوجُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِنَاء، كأَنَّها ... عَقِيلَةُ نَهْبٍ، تُصْطَفَى وتَغُوجُ أَي تَتَعَرَّضُ لِرَئِيسِ الْجَيْشِ لِيَتَّخِذَهَا لِنَفْسِهِ. وَرَجُلٌ غَوْجٌ: مُسْترخٍ مِنَ النُّعاسِ. فصل الفاء فثج: ناقةٌ فاثِجٌ: سَمِينَةٌ حَائِلٌ؛ وَقِيلَ: سَمِينَةٌ كَوْماء وإِن لَمْ تَكُنْ حَائِلًا. الأَصمعي: الفاثِجُ والفاسِجُ: الْحَامِلُ مِنَ النُّوق؛ وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الَّتِي لَقِحَت وحَسُنت؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَقِحَت فَسَمِنَتْ وَهِيَ فتيَّة؛ وَقِيلَ: هِيَ الْفَتِيَّةُ اللَّاقِح؛ وَقَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ: يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجا؛ ... والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجَا وَيُرْوَى الفَواسِجا. وفَثَجَ الماءَ الحارَّ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَثْجاً: كَسَر بِهِ حَرَّه. وماءٌ لَا يُفْثَجُ وَلَا يُنْكَسُ أَي لَا يُنزَح. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَاءٌ لَا يُفْثَجُ أَي لَا يُبْلَغ غَوْره، وَقَوْلُهُمْ: بِئْرٌ لَا تُفْثَجُ، وَفُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُفْثَجُ. وأَفْثَجَ الرَّجُلُ: أَعْيا وانْبَهَر، وَحَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي: أُفْثِج، عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْمَفْعُولِ. الْكِسَائِيُّ: غَدَا الرجلُ حَتَّى أَفْثَجَ وأَفْثَى إِذا أَعْيا وانْبَهَرَ. أَبو عَمْرٍو: فَثَجَ إِذا نَقَصَ في كل شيء. فجج: الفَجُّ الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ بَيْنَ جَبَلين؛ وَقِيلَ: فِي جبَل أَو فِي قُبُلِ جَبَل، وَهُوَ أَوسع مِنَ الشِّعْبِ. الفَجُّ: المَضْرِب الْبَعِيدُ، وَقِيلَ: هُوَ الشِّعْب الْوَاسِعُ بَيْنَ الجبَلين، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مَا انْخَفَضَ مِنَ الطرُق،

وَجَمْعُهُ فِجاج وأَفِجَّةٌ، الأَخيرة نادرة؛ قال جندل ابن الْمُثَنَّى الحارِثِي: يَجِئْنَ مِنْ أَفِجَّةٍ مَناهِجِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الفَجُّ الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ فِي الجبَل. وَكُلُّ طَرِيقٍ بَعُد، فَهُوَ فَجٌّ. وَيُقَالُ: افْتَجَّ فُلَانٌ افْتِجاجاً إِذا سَلَكَ الفِجاجَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: وَكُلُّ فِجاجِ مكَّة مَنْحَرٌ ، هُوَ جَمْعُ فَجٍّ، وَهُوَ الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه قَالَ لِعُمَرَ: مَا سلكتَ فَجّاً إِلا سَلَكَ الشَّيْطَانُ فَجّاً غَيْرَهُ ؛ وفَجُّ الرَّوْحاء سَلَكَه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى بَدْرٍ، وعامَ الْفَتْحِ وَالْحَجِّ. ووادٍ إِفْجِيجٌ: عَمِيقٌ، يَمَانِيَّةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ كلَّ وادٍ إِفْجِيجاً، وَرُبَّمَا سُمي بِهِ الثِّنْيُ فِي الجبَل. والإِفْجِيجُ: الْوَادِي الْوَاسِعُ، وَهُوَ مَعْنَى الفَجِّ. ابْنُ شُمَيْلٍ، الفَجُّ كأَنه طَرِيقٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ طَرِيقًا بَيْنَ جَبَلين أَو فَأْوَيْن، ويَنْقادُ ذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَةً إِذا كَانَ طَرِيقًا أَو غَيْرَ طَرِيقٍ، وإِن يَكُنْ طَرِيقًا، فَهُوَ أَرِيضٌ كَثِيرُ العُشْب والكَلإِ. والفَجُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: تفريجُك بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، يُقَالُ: فاجَّ الرجلُ يُفاجُّ فِجاجاً ومُفاجَّةً إِذا باعَد إِحْدى رِجْلَيْهِ مِنَ الأُخرى لِيَبُولَ؛ وأَنشد: لَا تَمْلإِ الحَوْضَ فِجاجٌ، دونَهُ، ... إِلا سِجالٌ رُذُمٌ يَعْلُونَهُ والفَجَجُ فِي القَدَمَين: تباعُد مَا بَيْنَهُمَا، وَهُوَ أَقبح مِنَ الفَحَج؛ وَقِيلَ: الفَجَجُ فِي الإِنسان تباعُد الرُّكْبَتَيْنِ، وَفِي الْبَهَائِمِ تباعُد العُرْقُوبَينِ. فَجَّ فَجَجاً، وَهُوَ أَفَجُّ بَيِّنُ الفَجَجِ. وفَجَّ رِجْليه وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ يَفُجُّهُما فَجّاً: فَتَحَهُ وباعَدَ مَا بَيْنَهُمَا؛ وفاجَّ: كَذَلِكَ. وَقَدْ فَجَجْتُ رِجْلَيَّ أَفُجُّهُما وفَجَوْتُهُما إِذا وسَّعت بَيْنَهُمَا. والفَجَجُ أَقبح مِنَ الفَحَجِ؛ يُقَالُ: هُوَ يَمْشِي مُفاجّاً وَقَدْ تَفاجَّ. ابْنُ الأَعرابي: الأَفَجُّ والفَنْجَلُ مَعًا المُتباعِد الفَخِذين الشَّدِيدُ الفَجَجٍ، وَمِثْلُهُ الأَفْجَى؛ وأَنشد: اللهُ أَعطانِيك غيرَ أَحْدَلا، ... وَلَا أَصَكَّ، أَو أَفَجَّ فَنْجَلا وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا بَالَ تَفاجَّ حَتَّى نَأْوِي لَهُ : التَّفاجُّ: المُبالغة فِي تفريج ما بين الرجلين، وَهُوَ مِنَ الفَجِّ الطَّرِيقِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم مَعْبَد: فتفاجَّت عَلَيْهِ ودرَّت واجْتَرَّتْ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبادة الْمَازِنِيِّ: فركِب الْفَحْلَ فتَفاجَّ للبوْل ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حِينَ سُئل عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: جَمَل أَزْهَر مُتَفاجٌ ؛ أَراد أَنه مُخْصِب فِي مَاءٍ وَشَجَرٍ، فَهُوَ لَا يَزَالُ يَبُول لِكَثْرَةِ أَكله وَشُرْبِهِ. وَرَجُلٌ مُفِجُّ السَّاقَيْنِ إِذا تَبَاعَدَتْ إِحداهما مِنَ الأُخرى. وَفِيمَا سَبَّ بِهِ حَجْلُ بن شكل الحَرِثَ بْنَ مُصَرِّفٍ بَيْنَ يَدَي النُّعمان: إِنه لَمُفِجُّ الساقَين قَعْوُ الأَلْيَتَيْن. وقَوْسٌ فَجَّاء: ارْتَفَعَتْ سِيَتُها فَبَانَ وَتَرُها عَنْ عَجْسِها؛ وَقِيلَ: قَوْسٌ فَجَّاءُ ومُنْفَجَّةٌ: بانَ وَتَرُها عَنْ كَبِدها. وفَجَّ قَوْسَه، وَهُوَ يَفُجُّها فَجّاً: رَفَعَ وَتَرَها عَنْ كَبِدِها مِثْلُ فَجَوْتُها، وَكَذَلِكَ فَجَأَ قَوْسَه. الأَصمعي: مِنَ القِياسِ الفَجَّاء والمُنْفَجَّة والفَجْواء والفارِجُ والفَرْجُ: كُلُّ ذَلِكَ الْقَوْسِ الَّتِي يَبِين وَتَرُها عَنْ كَبِدِها، وَهِيَ بَيِّنَةُ الفَجَجِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا فَجَجٌ يُرَى بِهَا وَلَا فَجا وأَفَجَّ الظَّلِيمُ: رَمَى بصَوْمِهِ. والنَّعامة تَفِجُ

إِذا رَمَتْ بصَوْمِها. وَقَالَ ابْنُ القِرِّيَّةِ: أَفجَّ إِفْجاجَ النَّعامة، وأَجْفل إِجْفالَ الظَّلِيم؛ وأَفَجَّتِ النَّعامة، كَذَلِكَ. والفِجاجُ: الظَّلِيم يَبيض وَاحِدَةً؛ قَالَ: بَيْضاء مِثْل بَيْضَة الفِجاجِ وحافِرٌ مُفِجٌّ: مُقَبَّبٌ وَقاحٌ، وَهُوَ مَحْمُودٌ. وفَجَّ الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ: هَمَّ بالعَدْوِ. والفِجُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا لَمْ يَنْضَج. وفَجاجَتُه: نَهاءَتُهُ وقِلَّة نُضْجِه. وبِطِّيخٌ فِجٌّ إِذا كَانَ صُلباً غَيْرَ نَضِيج. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: الثِّمَارُ كُلُّهَا فِجَّةٌ فِي الرَّبِيعِ حِينَ تَنْعَقِدُ حَتَّى يُنْضِجها حَرُّ القَيْظِ أَي تَكُونُ نِيئَةً. والفِجُّ: النِّيءُ. الصِّحَاحُ: الفِجُّ، بِالْكَسْرِ، البِطِّيخ الشامِيُّ الَّذِي تُسَمِّيهُ الفُرْس الهِنْدي. وَكُلُّ شَيْءٍ مِنَ البِطِّيخ وَالْفَوَاكِهِ لَمْ يَنضَج، فَهُوَ فِجٌّ. ابْنُ الأَعرابي: الفُجُجُ الثُّقلاء مِنَ النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: والفَجَّان عودُ الكِباسَة، قَالَ: وَقَضَيْنَا بأَنه فَعْلان لِغَلَبَةِ بَابِ فَعْلان عَلَى بَابِ فَعَّالٍ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، للوفد القائلين له: نحن بَنُو غَيَّان، فَقَالَ: أَنتم بَنُو رَشْدانَ؟ فَحَمَلَهُ عَلَى باب [غ وي] وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى بَابِ [غ ي ن] لغَبلَة زِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ. وَرَجُلٌ فَجْفَجٌ وفُجافِجٌ وفَجْفاج: كَثِيرُ الْكَلَامِ والفَخْر بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ والصِّياح والجَلَبة؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ بِلَا نِظام؛ وَقِيلَ: هُوَ المُجَلِّبُ الصَّيَّاح، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَفِيهِ فَجْفَجَة؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لأَبي عارِم الْكِلَابِيِّ فِي صِفَةِ بَخِيل: أَغْنَى ابنُ عَمْرٍو عَنْ بخِيلٍ فَجْفاجْ، ... ذِي هَجْمَةٍ يُخْلِفُ حاجاتِ الرَّاجْ شُحْم نَوَاصِيها، عِظام الإِنْتَاجْ، ... مَا ضَرَّها مَسُّ زمانٍ سَحَّاجْ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَن هَذَا الفَّجْفاج لَا يَدْرِي أَين اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ هُوَ المِهْذار المِكْثار مِنَ القَوْل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى البَجْباج، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَو قَرِيبٌ مِنْهُ. وأَفَجَّ الرجلُ أَي أَسرع. فحج: الْفَحَجُ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ أَوساط السَّاقَينِ فِي الإِنسان وَالدَّابَّةِ؛ وَقِيلَ: تباعُدُ مَا بَيْنَ الفَخِذَين؛ وَقِيلَ: تباعُد مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ، وَالنَّعْتُ أَفْحَجُ، والأُنثى فَحْجاء؛ وَقَدْ فَحِجَ فَحَجاً وفَحْجَة، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَالَ فَلَمَّا فَحَّجَ رِجْليه أَي فَرَّقَهُما. والأَفْحَجُ: الَّذِي فِي رِجْليه اعْوِجاجٌ. وَرَجُلٌ أَفْحَجُ بَيِّنُ الفَحَج: وَهُوَ الَّذِي تَتَدانَى صُدُور قَدَمَيْه وتَتباعَد عَقِباه وتَتَفَحَّجُ ساقاهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجَّال: أَعْوَر أَفْحَج. وَحَدِيثِ الَّذِي يُخَرِّب الْكَعْبَةَ: كأَني بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً ؛ ودابَّة فَحْجاء، وتَفَحَّجَ وانْفَحَجَ. والفَحْج، بِالتَّسْكِينِ: مِشْيَة الأَفْحَج. والتَّفَحُّجُ، مِثْلُ التَّفَشُّجِ: وَهُوَ أَن يُفَرِّج بَيْنَ رِجْلَيه إِذا جَلَسَ، وَكَذَلِكَ التَّفْحِيجُ مِثْلُ التَّفْشِيج. وأَفْحَجَ الرجلُ حَلُوبتَه إِذا فَرَّجَ مَا بَيْنَ رِجْلَيها لِيَحْلُبَها. ابْنُ سِيدَهْ: والفَحْجَل الأَفْحَجُ، زِيدَت اللَّامُ فِيهِ كَمَا قِيلَ: عَدَدٌ طَيْسٌ وطَيْسَلٌ أَي كَثِيرٌ، ولِذَكَر النَّعَامِ هَيْق وهَيْقَل، قَالَ: وَلَا يَعْرف سِيبَوَيْهِ اللَّامَ زَائِدَةً إِلا فِي عَبْدَل. وفَحْوَج: اسْمٌ.

والفُحْجُ: بَطْنٌ، اسْمُ أَبيهم فحوج. فخج: الفَخَجُ: الطَّرْمَذَة؛ وَقَدْ فَخَجَه وفَخَجَ بِهِ. والفَخَجُ: مبايَنة إِحدى الْفَخِذَيْنِ للأُخرى، وأَكثر ذَلِكَ فِي الإِبل، وَقَدْ فَخِجَ فَخَجاً، وَهُوَ أَفْخَجُ. فخدج: فَخْدَج: اسْمُ شَاعِرٍ. فدج: الفَوْدَجُ: الهَوْدَج، وَقِيلَ: هُوَ أَصغر مِنَ الهَودَج، وَالْجَمْعُ الفَوادِج والهَوادِج. وفَوْدَج العَروسِ: مَرْكَبُها. وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ: الفَودَجُ شَيْءٌ يَتَّخِذُه أَهل كِرْمان، وَالَّذِي يَتَّخِذُهُ الأَعراب هَودَج. وَنَاقَةٌ وَاسِعَةُ الفَودَج أَي وَاسِعَةُ الأَرْفاغِ. والفَوْدَجان: مَوْضِعٌ «2»؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَهُ عَلَيْهنَّ، بالخَلْصاء مَرْتَعِهِ، ... فالفَوْدَجَيْنِ، فَجَنْبَيْ واحِفٍ، صَخَبُ فرج: الفَرْجُ: الخَلَلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَالْجَمْعُ فُرُوجٌ، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الثَّوْرَ: فانْصاعَ مِنْ فَزَعٍ، وسَدَّ فُرُوجَهُ، ... غُبْرٌ ضَوارٍ، وافِيانِ وأَجْدَعُ فُروجه: مَا بَيْنَ قَوَائِمِهِ. سَدَّ فُرُوجَه أَي مَلأَ قَوَائِمَهُ عَدْواً كأَن العَدْوَ سَدَّ فُروجَه ومَلأَها. وَافِيَانِ: صَحِيحَانِ. وأَجْدَع: مَقْطُوعُ الأُذُن. والفُرْجَة والفَرْجَة: كالفَرْج؛ وَقِيلَ: الفُرْجَة الخَصاصَة بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: فَتَحات الأَصابع يُقَالُ لَهَا التَّفارِيجُ، وَاحِدُهَا تِفْراجٌ «3»، وخُرُوق الدَّرابِزِينِ يُقَالُ لَهَا التَّفارِيجُ والحُلْفُق. النَّضْرُ: فَرْجُ الْوَادِي مَا بَيْنَ عُدْوَتَيْهِ، وَهُوَ بطْنُه، وفَرْجُ الطَّرِيقِ مِنْهُ وفُوْهَتُه. وفَرْج الجبَل: فَجُّه؛ قَالَ: مُتَوَسِّدِين زِمامَ كُلِّ نَجِيبةٍ، ... ومُفَرَّجٍ، عَرِقِ المَقَذِّ، مُنَوَّقِ وَهُوَ الوَساعُ المُفَرَّجُ الَّذِي بَانَ مِرْفَقُه عَنْ إِبطِه. والفُرْجَة، بِالضَّمِّ: فُرْجَة الْحَائِطِ وَمَا أَشبهه، يُقَالُ: بَيْنَهُمَا فُرْجَة أَي انْفِراج. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ: وَلَا تَذَرُوا فُرُجات الشَّيْطَانِ ؛ جَمْعُ فُرْجَة، وَهُوَ الخَلَلُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ المُصَلِّينَ فِي الصُّفُوف، فأَضافها إِلى الشَّيْطَانِ تَفظِيعاً لشأْنها، وحَمْلًا عَلَى الِاحْتِرَازِ مِنْهَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فُرُجَ الشَّيْطَانِ، جَمْعُ فُرْجَة كَظُلْمَة وظُلَم. والفَرْجَة: الرَّاحة مِنْ حُزْن أَو مَرَض؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: لَا تَضِيقَنَّ في الأُمور، فقد تُكْشَفُ ... غَمَّاؤُها بِغَيْرِ احْتِيالِ رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأمْرِ ... لَهُ فَرْجَةٌ، كَحَلِّ العِقالِ ابْنُ الأَعرابي: فُرْجَة اسْمٌ، وفَرْجَةٌ مَصْدَرٌ. والفَرْجَة: التَّفَصِّي مِنَ الهَمِّ؛ وَقِيلَ: الفَرْجَة فِي الأَمر؛ والفُرْجَة، بِالضَّمِّ، فِي الْجِدَارِ وَالْبَابِ، والمعنَيان مُتَقارِبان؛ وَقَدْ فَرَج لَهُ يَفْرِج فَرْجاً وفَرْجَة. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ مَا لِهَذَا الغَمِّ مِنْ فَرْجَة وَلَا فُرْجَة وَلَا فِرْجَة. الْجَوْهَرِيُّ: الفَرَجُ مِنَ الْغَمِّ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: فَرَّجَ اللَّهُ غَمَّك تَفْريجاً، وَكَذَلِكَ فَرَجَ اللَّهُ عَنْكَ غمَّك يَفْرِج، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ

_ (2). قوله [والفودجان موضع] هكذا في الأَصل بالنون. وعبارة القاموس وشرحه: والفودجات؛ هكذا في نسختنا، بالتاء المثناة في الآخر، والصواب الفودجان مثنى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ إِلى آخر ما هنا انتهى. ولكن في معجم البلدان لياقوت والفودجات، بضم الفاء وفتح الدال وبالتاء: موضع، وأنشد الشطر الثاني من البيت موافقاً لما قاله. (3). قوله [واحدها تفراج] عبارة القاموس جمع تفرجة كزبرجة.

ابن جَعْفَرٍ: ذَكَرَتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجَعَلَتْ تُفَرحُ لَهُ ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا وَجَدْتُهُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَدْ أَضرب الطَّبَرَانِيُّ عَنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَتَرَكَهَا مِنَ الْحَدِيثِ، قَالَ: فإِن كَانَتْ بِالْحَاءِ، فَهُوَ مِنْ أَفرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عَنْهُ الفَرَحَ، وأَفْرَحَه الدَّيْن إِذا أَثْقَله، وإِن كَانَتْ بِالْجِيمِ، فَهُوَ مِنَ المُفْرَجِ الَّذِي لَا عَشِيرة لَهُ، فكأَنَّ أُمَّهُم أَرادتْ أَن أَباهم تُوُفِّيَ وَلَا عَشِيرَةَ لَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَتَخافِينَ العَيْلة وأَنا وَلِيُّهُم؟ والفَرْجُ: الثَّغْرُ المَخُوف، وَهُوَ مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ؛ قَالَ: فَغَدَت، كِلا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه ... مَولى المَخافة: خَلْفُها وأَمامُها وَجَمْعُهُ فُرُوج، سُمِّي فَرْجاً لأَنه غَيْرُ مَسْدُود. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الفُرُوجِ ؛ يَعْنِي الثُّغُور، وَاحِدُهَا فَرْج. أَبو عُبَيْدَةَ: الفَرْجانِ السِّنْد وخُراسانُ، وَقَالَ الأَصمعي: سِجِسْتانُ وخُراسانُ؛ وأَنشد قَوْلَ الْهُذَلِيِّ: عَلَى أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمَّرِي وَفِي عَهْدِ الحجَّاج: اسْتَعْمَلْتُك عَلَى الفَرْجَين والمِصْرَينِ؛ الفَرْجانِ: خُراسانُ وسِجِسْتانُ، والمِصْرانِ: الكُوفة والبَصْرَة [البِصْرَة]. والفَرْجُ: العَوْرَة. والفَرْجُ: شِوارُ الرَّجُلِ والمرأَة، وَالْجَمْعُ فُرُوج. والفَرْجُ: اسْمٌ لِجَمْعِ سَوآت الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ والفِتْيان وَمَا حَوالَيْها، كُلُّهُ فَرْج، وَكَذَلِكَ مِنَ الدَّوابِّ وَنَحْوِهَا مِنَ الخَلْق. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ ؛ وَفِيهِ: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ* ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد عَلَى فُروجِهِم يُحافِظون، فَجَعَلَ اللَّامَ بِمَعْنَى عَلَى، وَاسْتَثْنَى الثَّانِيَةَ مِنْهَا، فَقَالَ: إِلا عَلَى أَزواجِهم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ حِكَايَةُ ثَعْلَبٍ عَنْهُ قَالَ: وَقَالَ مُرَّةُ: عَلَى مِن قَوْلِهِ: إِلا عَلَى أَزواجِهم؛ مِنْ صِلةِ مَلُومِينَ، وَلَوْ جَعَلَ اللَّامَ بِمَنْزِلَةِ الأَول لَكَانَ أَجود. وَرَجُلٌ فَرِجٌ: لَا يَزَالُ ينكشِف فَرْجُه. وفَرِجَ، بِالْكَسْرِ، فَرَجاً. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ أَجْلَعَ فَرِجاً ؛ الفَرِجُ: الَّذِي يَبْدو فَرْجُه إِذا جَلَس، وينكَشِف. والفَرْجُ: مَا بَيْنَ اليَدَيْن وَالرِّجْلَيْنِ. وجَرَتِ الدَّابة مِلْءَ فُرُوجِها، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْقَوَائِمِ، وَاحِدُهَا فَرْج؛ قَالَ: وأَنت إِذا اسْتَدْبَرْتَهُ، سَدَّ فَرْجَه ... بِضافٍ فُوَيْقَ الأَرْض، ليْسَ بأَعْزَلِ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: شُعَبُ العِلافِيَّات بَيْنَ فُرُوجِهِمْ، ... والمُحْصَناتُ عَوازِبُ الأَطْهارِ العِلافِيَّاتُ، رِحالٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى عِلافٍ، رَجُلٌ مِنْ قُضاعةَ. والفُرُوج جَمْعُ فَرْج، وَهُوَ مَا بَيْنَ الرِّجلين، يُرِيدُ أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ عَلَى أَطهار نِسَائِهِمْ؛ وكلُّ فُرْجَةٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، فَهُوَ فَرْجٌ كُلُّهُ، كَقَوْلِهِ: إِلَّا كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابِئاً، ... بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِه ويَدِهْ جَعَلَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَرْجاً؛ وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: لَهَا ذَنَبٌ مِثلُ ذَيْلِ العَروسِ، ... تَسُدُّ بِهِ فَرْجَها مِن دُبُرْ أَراد مَا بَيْنَ فَخِذَي الفَرَسِ ورِجْلَيْها. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَعْفَرٍ الأَنصاري: فَمَلأْتُ مَا بَيْنَ فُروجي ، جَمْعُ فَرْجٍ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ. يُقَالُ لِلْفَرَسِ: مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه إِذا عَدا وأَسْرَع بِهِ. وسُمِّي

فَرْجُ المرأَة وَالرَّجُلِ فَرْجاً لأَنه بَيْنَ الرِّجْلين. وفُروجُ الأَرض: نواحِيها. وَبَابٌ مَفْرُوجٌ: مُفَتَّجٌ. ورجلٌ أَفْرَجُ الثَّنايا وأَفْلَجُ الثَّنايا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والأَفْرَجُ: الْعَظِيمُ الأَلْيَتَيْنِ لَا تَكادان تَلْتقيان، وَهَذَا فِي الحَبَشِ. رَجُلٌ أَفْرَجُ وامرأَة فَرْجاءُ بَيِّنا الفَرَج؛ وَقَدْ فَرِجَ فَرَجاً. والمُفَرَّجُ كالأَفْرَجِ. والفُرُجُ والفِرْجُ، بِالْكَسْرِ: الَّذِي لَا يَكْتُمُ السِّرَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الفُرُجَ، بِضَمِّ الفاءِ وَالرَّاءِ، والفِرْجَ لُغَتَيْن؛ عَنْ كُرَاعٍ. وقَوْسٌ فُرُجٌ وفارِجٌ وفَرِيجٌ: مُنَفَّجَةُ السِّيَتَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ النَّاتِئَة عَنِ الوَتَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بانَ وَتَرُها عَنْ كَبِدِها. والفَرَجُ: انْكِشافُ الكَرْب وذهابُ الغَمِّ. وَقَدْ فَرَجَ اللَّهُ عَنْهُ وفَرَّجَ فانْفَرَجَ وتَفَرَّجَ. وَيُقَالُ: فَرَجَه اللَّهُ وفَرَّجه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا فارِجَ الهَمِّ وكشَّاف الكُرَبْ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبَسٍ، ... وَقَدْ لَجَّ، مِنْ ماءِ الشُّؤُونِ، لَجُوجُ لِيُحْسَبَ جَلْداً، أَو لِيُخْبَرَ شامِتٌ، ... وللشَّرِّ، بَعْدَ القارِعاتِ، فُرُوجُ يَقُولُ: إِني صَبَرْتُ عَلَى رُزْئي بِابْنِ عَنْبَسٍ لأُحْسَبَ جَلْداً أَو لِيُخْبَر شامتٌ بتَجَلُّدي فَيَنْكَسِرَ عَني؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ فُرُوجٌ، جَمْعُ فَرْجة عَلَى فُروج كَصَخْرةٍ وصُخُور، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا لفَرَجَ يَفْرِجُ أَي تَفَرُّجٌ وَانْكِشَافٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْمُشْطِ النحِيتُ والمُفَرَّجُ والمِرْجَلُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ لِبَعْضِهِمْ يَصِفُ رَجُلًا شَاهَدَ الزُّورَ: فَاتَهُ المَجْدُ والعَلاءُ، فأَضْحَى ... يَنْقُصُ الحَيْسَ بالنَّحِيتِ المُفَرَّج «1» التَّهْذِيبُ: وَفِي حَدِيثِ عَقِيلٍ: أَدْرِكُوا القومَ عَلَى فَرْجَتِهم أَي عَلَى هَزيمَتِهم، قَالَ: ويُرْوى بِالْقَافِ والحاءِ. والفَريجُ: الظَّاهِرُ البارِزُ المُنْكَشِفُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ دُرَّةً: بكَفَّيْ رَقاحِيٍّ يُريدُ نَماءَها، ... لِيُبْرِزَها للبَيْعِ، فَهْيَ فَريجُ كَشَفَ عَنْ هَذِهِ الدُّرَّة غِطاءَها لِيَراها النَّاسُ. وَرَجُلٌ نِفْرِجٌ ونِفْرِجَةٌ ونِفْراجٌ ونِفْرِجاءُ، مَمْدُودٌ: يَنْكَشِفُ عِنْدَ الْحَرْبِ. ونِفْرِجٌ ونِفْرِجةٌ، وتِفْرِجٌ وتِفْرِجَةٌ: ضَعِيفٌ جَبانٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَلِيلُ النَّيْلِ، ... يُلْقَى عَليه نِيدِلانُ [نِيدُلانُ] اللَّيْلِ أَو أَنشد: تِفْرِجَةُ القَلْبِ بَخِيلٌ بالنَّيل، ... يُلْقى عليه النِّيدُلانُ [النِّيدِلانُ] بِاللَّيْلِ وَيُرْوَى نِفْرِجةٌ. والنِّفْرِجُ: القَصَّارُ. وامرأَة فُرُجٌ: مُتَفَضِّلَةٌ فِي ثوبٍ، يَمانِيةٌ، كَمَا تَقُولُ: أَهل نَجْد فُضُلٌ. ومَرَةٌ فَريجٌ: قَدْ أَعْيَتْ مِنْ الْوِلَادَةِ. وناقَةٌ فَريجٌ: كالَّة، شُبِّهَتْ بالمرأَة الَّتِي قَدْ أَعيت مِنَ الْوِلَادَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ، وَقَالَ مُرَّةُ: الفَريجُ مِنَ الإِبل الَّذِي قَدْ أَعْيا وأَزْحَفَ. وَنَعْجَةٌ فَريجٌ إِذا ولَدت فانفَرَج وَرِكاها؛ أَنشده

_ (1). قوله [ينقص الحيس] كذا في الأَصل، ومثله في شرح القاموس.

أَبو عَمْرٍو مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى مخخ: أَمْسى حَبيبٌ كالفَريجِ رائِخا والمُفرَجُ: الحَمِيلُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، وَقِيلَ: الَّذِي لَا عَشِيرَةَ لَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمُفْرَجُ: القَتِيل يُوجَد فِي فَلاةٍ مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: العَقْلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عامَّةً ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُتْرَك فِي الإِسلام مُفْرَجٌ ؛ يَقُولُ: إِن وُجِدَ قَتِيلٌ لَا يُعرف قَاتِلُهُ وُدِيَ مِنْ بَيْتِ مَالِ الإِسلام وَلَمْ يُترك، وَيُرْوَى بالحاءِ وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ: هُوَ مُفْرَحٌ، بالحاءِ، ويُنْكِر قولَهم مُفْرَجٌ، بِالْجِيمِ؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ جَابِرٍ الجعْفِيّ: أَنه هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْقَوْمِ مِنْ غَيْرِهِمْ فحقَّ عَلَيْهِمْ أَن يَعْقِلوا عَنْهُ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: يُرْوَى بِالْجِيمِ والحاءِ، فَمَنْ قَالَ مُفْرَج، بِالْجِيمِ، فَهُوَ الْقَتِيلُ يُوجَد بأَرض فَلاة، وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ قَرْيةٌ، فَهُوَ يُودى مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَا يَبْطُلُ دَمُه، وَقِيلَ: هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَلْزَمُهُمْ أَن يَعْقِلوا عَنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُثْقَلُ بِحَقِّ دِيَةٍ أَو فِداءٍ أَو غُرم. والمَفْروجُ: الَّذِي أَثقله الدَّيْنُ «2». وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُفْرَج أَن يُسْلِمَ الرَّجُلُ وَلَا يُوالي أَحداً، فإِذا جنى جِنَايَةً كَانَتْ جِنايَتُه عَلَى بَيْت الْمَالِ لأَنه لَا عاقِلة لَهُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الَّذِي لَا دِيوانَ لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المُفْرَج الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، والمُفْرَج الَّذِي لَا عَشِيرَةَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَفْرَجَ القومُ عَنْ قَتِيلٍ إِذا انْكَشَفُوا، وأَفْرَجَ فُلَانٌ عَنْ مَكَانِ كَذَا وَكَذَا إِذا حلَّ بِهِ وَتَرَكَهُ، وأَفْرَجَ النَّاسُ عَنْ طَرِيقِهِ أَي انْكَشَفُوا. وفَرَجَ فاهُ: فَتَحَهُ للموْتِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: صِفْرِ المَباءَة ذِي هَرْسَيْنِ [هِرْسَيْنِ] مُنْعَجِفٍ، ... إِذا نَظَرْتَ إِلَيْه قُلْتَ: قَدْ فَرَجا والفَرُّوجُ: الفَتِيُّ مِنْ وَلَدِ الدُّجاج، وَالضَّمُّ فِيهِ لُغَةٌ، رَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. وفَرُّوجة الدُّجاجةِ تُجْمَعُ فَراريجَ، يُقَالُ: دُجاجة مُفْرِجٌ أَي ذَاتُ فَراريجَ. والفَرُّوجُ، بِفَتْحِ الفاءِ: القَباءُ، وَقِيلَ: الفَرُّوج قَباءٌ فِيهِ شَقٌّ مِنْ خَلْفِه. وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ فَرُّوجٌ مِنْ حَريرٍ. وفَرُّوج: لَقَبُ إِبراهيم بْنِ حَوْرانَ؛ قَالَ بَعْضُ الشعراءِ يَهْجُوه: يُعَرِّضُ فَرُّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَه، ... كَمَا عُرِّضَتْ للمُشْتَرينَ جَزُورُ لَحى اللهُ فَروجاً، وخَرَّبَ دارَه ... وأَخْزى بَنِي حَوْرانَ خِزْيَ حَمِير وفَرَجٌ وفرَّاجٌ ومُفَرِّجٌ أَسماء. وبنو مُفْرِجٍ: بطن. فربج: افْرَنْبَجَ جِلْدُ الحَمَلِ: شُوِي فَيَبِسَتْ أَعاليه، وَكَذَلِكَ إِذا أَصابه ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ شَيٍّ، وَهُوَ مَصْدَرُ شَوَيْتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ عَناقاً شَواها وأَكل مِنْهَا: فآكُلُ مِنْ مُفْرَنْبِجٍ بَيْنَ جلدها فرتج: الفِرْتاجُ: سِمَةٌ مِنْ سِماتِ الإِبل حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَلَمْ يَحِلَّ هَذِهِ السمةَ. وفِرْتاجٌ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ طيِّئٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَلم تَسَلي فَتُخْبِرَكِ الرُّسومُ، ... عَلَى فِرْتاجَ، والطَّلَلُ القَديمُ؟

_ (2). قوله [وَالْمَفْرُوجُ الَّذِي أَثقله الدَّيْنُ] مقتضى ذكره هنا أَنه بالجيم. قال في شرح القاموس: وصوابه بالحاء، وتقدم للمصنف في هذه المادة في شرح حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر ما يؤخذ منه ذلك. وكذا يؤخذ من القاموس في مادة فرج.

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: قلتُ لِحَجْنٍ وأَبي العَجَّاجِ: ... أَلا الحَقا بِطَرَفَيْ فِرْتاجِ فرزج: الفَيْرُوزَجُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَصباغِ. فسج: الفاسِجُ مِنَ الإِبل: اللَّاقِحُ، وَقِيلَ: اللاقحُ مَعَ سِمَنٍ، وَقِيلَ: هِيَ الحائِل السَّمِينَةُ، وَالْجَمْعُ فَواسِجُ وفُسَّجٌ؛ قَالَ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا والفاسِجَةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي ضَرَبَها الفَحْل قَبْلَ أَوانِها؛ فَسَجَتْ تَفْسُجُ فُسوجاً. النَّضْرُ: الفاسِجُ الَّتِي حَمَلَتْ فَزَمَّت بأَنْفِها واسْتَكْبَرَتْ؛ أَبو عَمْرٍو: وَهِيَ السَّريعة الشابَّةُ؛ اللَّيْثُ: هِيَ الَّتِي أَعْجَلَها الفحْلُ فَضَرَبَ قَبْلَ وقْتِ المَضْرَبِ؛ وَقَالَ فِي الشاءِ: وَهِيَ فِي النُّوقِ أَعْرَفُ عِنْدَ الْعَرَبِ. الأَصمعي: الفاسِجُ والفاشِجُ: الْعَظِيمَةُ مِنَ الإِبل، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ هُمَا الْحَامِلُ؛ وأَنشد: تَخْدي بِهَا كلُّ خَنُوفٍ فاسِج فشج: فَشَجَتِ الناقةُ وتَفَشَّجَتْ وانْفَشَجَتْ: تَفاجَّتْ وتَفَرْشَحَتْ لِتُحْلَبَ أَو تَبُولَ؛ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: تفَشَّجَتْ ثُمَّ بالَتْ ، يَعْنِي النَّاقَةَ؛ هَكَذَا رَوَاهُ الْخَطَّابِيُّ، وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ: فَشَجَّتْ، بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ، وَالْفَاءُ زَائِدَةٌ لِلْعَطْفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً دَخَلَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففَشَجَ فبالَ ؛ قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَشَّجَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَشْجُ تَفْريجُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ دُونَ التَّفاجِّ؛ قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِتَشْدِيدِ الشِّينِ. والتَّفْشِيجُ: أَشدُّ مِنَ الفَشْجِ، وَهُوَ تَفْرِيجُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: فَشَجَ فبالَ أَي فرَّجَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَكَذَلِكَ فَشَّجَ تَفْشِيجاً. والتَّفَشُّجُ مِثْلُ التَّفَحُجِ. وتَفَشَّجَ الرَّجُلُ: تَفَحَّجَ. اللَّيْثُ: التَّفَشُّجُ: التَّفَحُّجُ على النار. فضج: انْفَضَجَتِ القُرْحةُ: انْفَتَحَت. وانْفَضَجَ بَطْنُهُ: اسْتَرْخَتْ مَراقُّهُ. وكلُّ مَا عَرُضَ كالمَشْدُوخِ، فَقَدَ انْفَضَجَ؛ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ عِفْضَاجٌ ومِفْضاجٌ، وَهُوَ العظيمُ البَطْن المُسْتَرْخِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: لَقَدْ تَلافَيْتُ أَمْرَكَ وَهُوَ أَشدُّ انْفِضاجاً مِنْ حُقِّ الكَهْوَلِ أَي أَشدُّ اسْتِرْخاءً وضَعْفاً من بين العَنْكبوتِ. وتَفَضَّجَ بَدَنُهُ بِالشَّحْمِ: تَشَقَّقَ، وَهُوَ أَن يأْخذ مأْخذه فَتَنْشَقَّ عُرُوقُ اللَّحمِ فِي مداخِلِ الشحْم بَيْنَ المَضابِع. وتَفَضَّجَ عَرَقاً: سَالَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَعْدَ وأَما بدنُهُ تَفَضَّجا «1» شَمِرٌ: يُقَالُ قَدِ انْفَضَجَتِ الدلْوُ، بِالْجِيمِ، إِذا سَالَ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ. وانْفَضَجَ فُلَانٌ بالعَرقِ إِذا سَالَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ومُنْفَضِجاتٍ بالحَمِيمِ، كأَنَّما ... نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِها بِذِنابِ قَالَ: وَيُقَالُ بِالْخَاءِ أَيضاً انْفَضَخَتْ؛ يَعْنِي الدَّلْوَ. وَيُقَالُ: انْفَضَجَتْ سُرَّتُه إِذا انفتحتْ. وَكُلُّ شَيْءٍ تَوَسَّعَ، فَقَدْ تَفَضَّجَ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: يَنْفَضِجُ الجُودُ مِنْ يَدَيْهِ، كَمَا ... يَنْفَضِجُ الجَودُ، حِين يَنسَكِبُ

_ (1). قوله [بعد وأما إلخ] كذا بالأَصل.

وَقَالَ ابْنُ أَحمر: أَلم تَسْمَعْ بفاضِجَةِ الدِّيارا «1» حَيْثُ انْفَضَجَ واتَّسَعَ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: انْفَضَجَ الأُفُقُ إِذا تَبَيَّنَ. وَفُلَانٌ يَتَفَضَّجُ عَرَقاً إِذا عَرِقتْ أُصُولُ شَعَرِهِ ولم يَبْتَلَّ. فلج: فِلْجُ كلِّ شَيءٍ: نِصْفُه. وفَلَج الشيءَ بَيْنَهُمَا يَفْلِجُه، بِالْكَسْرِ، فَلْجاً: قَسَمَه بنِصْفَيْنِ. والفَلْجُ: القَسْمُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه بَعَثَ حُذَيْفَةَ وعثمانَ بنَ حُنَيفٍ إِلى السّوادِ فَفَلَجَا الجِزْيةَ عَلَى أَهْلِهِ ؛ الأَصمعي: يَعْنِي قَسَماها، وأَصْلُه مِنَ الفِلْج، وَهُوَ المِكْيَالُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الفالِجُ، قَالَ: وإِنما سُمِّيَتِ القِسْمةُ بالفَلْجِ لأَن خَرَاجَهُمْ كَانَ طَعَامًا. شَمِرٌ: فَلَّجْتُ المالَ بَيْنَهُمْ أَي قَسَمْتُه؛ وَقَالَ أَبو دُوَادَ: فَفَرِيقٌ يُفَلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً، ... وفَرِيقٌ لِطابِخِيهِ قُتارُ وَهُوَ يُفَلِّج الأَمر أَي يَنْظُرُ فِيهِ ويُقَسِّمُه ويُدَبِّرهُ. الْجَوْهَرِيُّ: فَلَجْتُ الشَّيْءَ بَيْنَهُمْ أَفْلِجُه، بِالْكَسْرِ، فَلْجاً إِذا قَسَّمْتَهُ. وفَلَجْتُ الشَّيْءَ فِلْجَيْنِ أَي شَقَقْتُه نِصفين، وَهِيَ الفُلُوجُ؛ الْوَاحِدُ فَلْجٌ وفِلْجٌ. وفَلَجْتُ الجِزْيَةَ عَلَى الْقَوْمِ إِذا فَرَضْتَهَا عَلَيْهِمْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ مأْخوذ مِنَ القَفِيز الفالِجِ. وفَلَجْتُ الأَرضَ لِلزِّرَاعَةِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ شَقَقْتَه، فَقَدَ فَلَجْتَه. والفَلُّوجَةُ: الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، وَالْجَمْعُ فَلالِيجُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ موضعٌ فِي الفُرات فَلُّوجةَ. وتَفَلَّجَتْ قدَمه: تَشَقَّقَتْ. والفَلْجُ والفَالِجُ: الْبَعِيرُ ذُو السنامَين، وَهُوَ الَّذِي بَيْنَ البُخْتيِّ والعَرَبيِّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن سَنَامَهُ نِصفان، وَالْجَمْعُ الفَوالِجُ. وَفِي الصِّحَاحِ: الفَالِجُ الْجَمَلُ الضَّخْمُ ذُو السَّنَامَيْنِ يَحْمِلُ مِنَ السِّنْدِ لِلْفِحْلَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ فالِجاً تَرَدَّى فِي بِئْرٍ ، هُوَ الْبَعِيرُ ذُو السَّنَامَيْنِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن سَنَامَيْهِ يَخْتَلِفُ مَيْلُهما. والفالِجُ: رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فَيَذْهَبُ بشقِّه، وَقَدْ فُلِجَ فَالِجاً، فَهُوَ مَفْلُوجٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لأَنه ذَهَبَ نِصْفُهُ، قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ لشُقَّةِ الْبَيْتِ فَلِيجَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: الفالِجُ داءُ الأَنبياء ؛ هُوَ داءٌ مَعْرُوفٌ يُرَخِّي بعضَ الْبَدَنِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنْ الْمَصَادِرِ عَلَى مِثَالِ فَاعِلٍ. والمَفْلُوجُ: صَاحِبُ الفالِجِ، وَقَدْ فُلِجَ. والفَلَجُ: الفَحَجُ فِي السَّاقَينِ، وَقَالَ: وأَصل الفَلْجِ النِّصفُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، وَمِنْهُ يُقَالُ: ضَرَبَه الفالِجُ فِي السَّاقَينِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كُرٌّ بِالْفَالِجِ وَهُوَ نِصْفُ الكُرِّ الْكَبِيرِ. وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: لَيْسَ بِمُسْتقِيمٍ عَلَى جهتِهِ. والفَلَجُ: تباعُدُ القَدَمَينِ أُخُراً. ابْنُ سِيدَهْ: الفَلَجُ تَباعُدُ مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ. وفَلَجُ الأَسنان: تباعُدٌ بَيْنَهَا؛ فَلِجَ فَلَجاً، وَهُوَ أَفْلَجُ، وثَغْرٌ مُفَلَّجٌ أَفْلَجُ، والفَلَجُ بَيْنَ الأَسنان. وَرَجُلٌ أَفْلَجُ إِذا كَانَ فِي أَسْنانِه تَفَرُّقٌ، وَهُوَ التَّفْلِيجُ أَيضاً. التَّهْذِيبُ: والفَلَجُ فِي الأَسنان تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والرَّباعِيات خِلْقةً، فإِن تُكُلِّفَ، فَهُوَ التفليجُ. وَرَجُلٌ أَفْلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَلْجاءُ الأَسنانِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ الأَسنان، والأَفلج أَيضاً مِنَ الرِّجَالِ: الْبَعِيدُ مَا بَيْنَ الثديين.

_ (1). قوله [قال ابْنُ أَحمر أَلم تَسْمَعْ إلخ] كذا بالأَصل.

وَرَجُلٌ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا أَي مُنْفَرِجُها، وَهُوَ خِلَافُ المُتراصِّ الأَسنان، وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ مُفَلَّجَ الأَسنانِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَفْلَجَ الأَسنانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَعَنَ المُتَفَلِّجاتِ للحُسْنِ ، أَي النساءَ اللَّاتِي يَفْعَلْنَ ذَلِكَ بأَسنانهن رَغْبَةً فِي التَّحْسِينِ. وفَلَجُ الساقَيْنِ: تُبَاعِدُ مَا بَيْنَهُمَا. والفَلَجُ: انقِلابُ الْقَدَمِ عَلَى الوَحْشِيّ وَزَوَالُ الكَعْبِ. وَقِيلَ: الأَفْلَجُ الَّذِي اعْوِجاجُه فِي يَدَيْهِ، فإِن كَانَ فِي رِجْلَيْهِ، فَهُوَ أَفْحَجُ. وَهَنٌ أَفْلَجُ: متباعِدُ الأَسْكَتَيْنِ. وفَرسٌ أَفْلَجُ: مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَيْنِ، وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ: فَلِجَ فَلَجاً وفَلَجةً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَمْرٌ مُفَلَّجٌ: لَيْسَ عَلَى اسْتِقامةٍ. والفِلْجةُ: القِطْعةُ مِنَ البِجادِ. والفَلِيجةُ أَيضاً: شُقَّة مِنْ شُقَقِ الخِباء، قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري أَين تَكُونُ هِيَ؟ قَالَ عَمْرُو بْنُ لَجَإٍ: تَمَشَّى غيرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ، ... سِوى خَلِّ الفَلِيجةِ بالخِلالِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ سَلْمَى بْنِ المُقْعَد الهُذَليِّ: لَظَلَّتْ عَلَيْهِ أُمُّ شِبْلٍ كأَنَّها، ... إِذا شَبِعَتْ مِنْهُ، فَلِيجٌ مُمَدَّدُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد فَلِيجَةً مُمَدَّدَةً، فَحَذَفَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِمَّا يُقَالُ بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ. والفَلْجُ: الظَّفَرُ والفَوْزُ؛ وَقَدْ فَلَجَ الرجلُ عَلَى خَصْمِه يَفْلُجُ فَلْجاً. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْلُجْ. وأَفْلَجَه اللَّهُ عَلَيْهِ فَلْجاً وفُلُوجاً، وفَلَجَ القومَ وَعَلَى القومِ يَفْلُجُ ويَفْلِجُ فَلْجاً وأَفْلَجَ: فازَ. وفَلَجَ سَهْمُه وأَفْلَجَ: فَازَ. وَهُوَ الفُلْجُ، بِالضَّمِّ. والسهْمُ الفالِجُ: الفائِزُ. وفَلَجَ بحُجَّتِه وَفِي حُجَّتِهِ يَفْلُجُ فُلْجاً وفَلْجاً وفَلَجاً وفُلُوجاً، كَذَلِكَ؛ وأَفْلَجَه عَلَى خَصْمِه: غَلَّبَه وفَضَّلَه. وفالَجَ فُلَانًا فَفَلَجَه يَفْلُجُه: خاصَمه فخصَمَه وغَلَبَه. وأَفْلَجَ اللهُ حُجَّتَهُ: أَظْهَرها وقَوَّمَها، وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ الفُلْجُ والفَلَجُ، يُقَالُ: لِمَنِ الفُلْجُ والفَلَجُ؟ وَرَجُلٌ فالِجٌ فِي حُجَّته وفَلْجٌ، كَمَا يُقَالُ: بالِغٌ وبَلْغٌ، وثابتٌ وثَبْتٌ. والفَلْجُ: أَن يَفْلُجَ الرجلُ أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ. وأَنا مِنْ هَذَا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَي بِريءٌ؛ فالِجٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ فَالِجُ بْنُ خَلاوةَ الأَشجعي؛ وَذَلِكَ أَنه قِيلَ لِفَالِجِ بْنِ خَلاوةَ يَوْمَ الرَّقَمِ لَمَّا قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرى: أَتَنْصُرُ أُنَيْساً؟ فَقَالَ: إِنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا وَقَعَ فِي أَمر قَدْ كَانَ مِنْهُ بِمَعْزِلٍ: كنتَ مِنْ هَذَا فالِجَ بنَ خَلاوةَ يَا فَتَى. الأَصمعي: أَنا مِنْ هَذَا فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ أَي أَنا مِنْهُ بَرِيءٌ؛ وَمِثْلُهُ: لَا ناقةَ لِي فِي هَذَا وَلَا جَمَلَ؛ رَوَاهُ شَمِرٌ لِابْنِ هَانِئٍ، عَنْهُ. والفَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّهْرُ، وَقِيلَ: النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الْجَارِي؛ قَالَ عُبَيْدٌ: أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ ... للماءِ، مِنْ تَحْتِه، قَسِيبُ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَوْ رُوِيَ فِي بُطونِ وادٍ، لاستقامَ وَزْنُ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ أَفْلاجٌ؛ وَقَالَ الأَعشى: فَمَا فَلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى، ... لَهُ مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كلِّ مَوْرِدِ

الْجَوْهَرِيُّ: والفَلْج نَهْرٌ صَغِيرٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: فَصَبِّحا عَيْناً رِوًى وفَلْجا قَالَ: والفَلَجُ؛ بِالتَّحْرِيكِ، لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: تَذَكَّرا عَيْناً رِوًى وفَلَجا بِتَحْرِيكِ اللَّامِ؛ وَبَعْدَهُ: فَراحَ يَحْدُوها وباتَ نَيْرَجا النَّيْرَجُ: السَّرِيعَةُ؛ وَيُرْوَى: تَذَكَّرا عَيْناً رَواءً فَلَجا يَصِفُ حِمَارًا وأُتُناً. والماءٌ الرِّوى: العَذْبُ، وَكَذَلِكَ الرَّواءُ، وَالْجَمْعُ أَفْلاجٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِعَيْنَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ، لمَّا تَحَمَّلُوا ... لَدى جانِبِ الأَفْلاجِ، منْ جَنْبِ تَيْمَرا وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ، فَيُقَالُ: مَاءٌ فَلَجٌ وَعَيْنٌ فَلَج، وَقِيلَ: الفَلَجُ الْمَاءُ الْجَارِي مِنَ الْعَيْنِ؛ قَالَهُ اللَّيْثُ وأَنشد: تذكَرا عَيْنًا رَواءً فَلَجا وأَنشد أَبو نَصْرٍ: تذكَّرا عَيْنَا رِوًى وفَلَجا والرِّوى: الْكَثِيرُ. والفُلُجُ: الساقِيةُ الَّتِي تَجْري إِلى جَمِيعِ الحائطِ. والفُلْجانُ: سَوَاقِي الزَّرْع. والفَلَجاتُ: المَزارِعُ؛ قَالَ: دَعُوا فَلَجاتِ الشامِ، قدْ حَالَ دُونَها ... طِعانٌ، كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ. والفَلُّوجةُ: الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ. والفَلَجُ: الصُّبْحُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: عَنِ القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ ... مُعَبَّدٍ، مِنْ عَهْدِ عادٍ، كالفَلَجْ وانْفَلَجَ الصبْحُ: كانْبَلَجَ. والفالِجُ والفِلْجُ: مِكيالٌ ضَخْمٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ القَفِيز، وأَصله بالسُّرْيانية فَالْغَاءُ، فعُرِّب؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ الْخَمْرَ: أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دارِينَ، ... وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ قال سيبويه: الفِلْج [الفَلْج] الصِّنْفُ مِنَ النَّاسِ؛ يُقَالُ: الناسُ فِلْجانِ أَي صِنْفانِ مِنْ داخلٍ وَخَارِجٍ؛ قال السيرافي: الفَلْجُ [الفِلْجُ] الَّذِي هُوَ الصِّنْفُ والنِّصْفُ مُشْتَقٌّ مِنَ الفِلْجِ الَّذِي هُوَ القَفِيزُ، فالفِلج عَلَى هَذَا الْقَوْلِ عَرَبِيٌّ، لأَن سِيبَوَيْهِ إِنما حَكَى الْفَلْجَ عَلَى أَنه عَرَبِيٌّ، غَيْرُ مُشْتَقٍّ مِنْ هَذَا الأَعجمي؛ وَقَوْلُ ابْنِ طُفَيْلٍ: تَوَضَّحْنَ فِي عَلْياء قَفْرٍ كأَنَّها ... مَهارِقُ فَلُّوجٍ، يُعارِضْنَ تاليَا ابْنُ جَنَبَةَ: الفَلُّوجُ الكاتِبُ. والفَلْجُ والفُلْجُ: القَمْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِن المُسْلِم، مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً يَخْشَعُ لَهَا إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري بِهِ لِئامَ النَّاسِ، كالياسِرِ الفالِجِ ؛ الياسِرُ: المُقامِرُ؛ والفالِجُ: الغالبُ فِي قِمارِه. وَقَدْ فَلَجَ أَصحابَه وَعَلَى أَصحابِه إِذا غَلَبَهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّنا فَلَجَ فَلَجَ أَصحابه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السهمَ الَّذِي سَبَقَ بِهِ فِي النِّضال. وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْلَجَني أَي حَكَمَ لِي وغَلَّبَني

عَلَى خَصْمِي. وفَلالِيجُ السَّوادِ: قُراها، الْوَاحِدَةُ فَلُّوجةٌ. وفَلْجٌ: اسْمُ بَلَدٍ، وَمِنْهُ قِيلٌ لِطَرِيقٍ يأْخذ مِنْ طَرِيقِ الْبَصْرَةِ إِلى الْيَمَامَةِ: طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وفَلْجٌ مَوْضِعٌ بَيْنَ البَصْرةِ وضَرِيَّةَ مُذَكَّرٌ، وَقِيلَ: هُوَ وَادٍ بِطَرِيقِ الْبَصْرَةِ إِلى مَكَّةَ، بِبَطْنِهِ مَنازِلُ لِلْحَاجِّ، مَصْرُوفٌ؛ قَالَ الأَشْهَبُ بْنُ رُمَيْلَة: وإِنَّ الَّذِي حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ ... هُمُ القَوْمُ، كُلُّ القَوْمِ، يَا أُمَّ خالِدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّحْوِيُّونَ يَسْتَشْهِدُونَ بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى حَذْفِ النُّونِ مِنَ الَّذِينَ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ، والأَصل فِيهِ وإِن الَّذِينَ؛ كَمَا جَاءَ فِي بَيْتِ الأَخطل: أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا ... قَتَلا المُلُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا أَراد اللَّذَانِ، فَحَذَفَ النُّونَ ضَرُورَةً. والإِفْلِيجُ: مَوْضِعٌ. والفَلُّوجةُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرى السَّوادِ. وفَلُّوجٌ: مَوْضِعٌ. والفَلَجُ: أَرض لِبَنِي جَعْدَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قَيْسٍ مِنْ نَجْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فَلَجٍ؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ، قَرْيَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَامَةِ وَمَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ مِنْ مَسَاكِنَ عادٍ؛ وَهُوَ بِسُكُونِ اللَّامِ، وادٍ بَيْنَ البَصْرةِ وحِمَى ضَرِيَّةَ. وفالِجٌ: اسْمٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَنْ كانَ أَشْرَكَ فِي تَفَرُّقِ فالِجٍ، ... فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ فنج: الفَنَجُ: إِعْرابُ الفَنَك، وَهُوَ دابَّة يُفْتَرى بِجِلْدِهِ أَي يُلْبَسُ مِنْهُ فِراءٌ. ابْنُ الأَعرابي: الفُنُجُ الثُّقَلَاءِ مِنَ الرِّجَالِ. فنزج: الفَنْزَجَةُ والفَنْزَجُ: النَّزَوانُ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّعِبُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الدَّسْتْبَنْدْ؛ يَعْنِي بِهِ رَقْصَ المجوسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: رَقْصُ العَجَمِ إِذا أَخذ بَعْضُهُمْ يَدَ بَعْضٍ وَهُمْ يَرْقُصونَ؛ وأَنشد قَوْلَ الْعَجَّاجِ: عَكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزجا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ لُعْبَةٌ لَهُمْ تُسَمَّى بَنْجَكانْ بِالْفَارِسِيَّةِ، فعُرِّب، وَفِي الصِّحَاحِ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: بَنْجَهْ. ابْنُ الأَعرابي: الفَنْزَجُ لَعِبُ النَّبيطِ إِذا بَطِروا، وَقِيلَ: هِيَ الأَيامُ المُسْتَرَقَةُ فِي حِسابِ الفُرْسِ. فهج: الفَيْهَجُ: مِنْ أَسماء الخَمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ صِفاتِها؛ قَالَ: أَلا يَا اصْبِحاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً ... بماءِ سَحابٍ، يَسْبِقُ الحَقَّ باطِلي جَيْدَرِيَّة: مَنْسُوبَةٌ إِلى قَرْيَةٍ بِالشَّامِ يُقَالُ لَهَا جَيْدَرٌ، وَقِيلَ: مَنْسُوبَةٌ إِلى جَدَرٍ مَوْضِعٌ هُنَالِكَ أَيضاً، نَسَباً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقِيلَ: الفَيْهَجُ الخَمْرُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالْحَقُّ: الموتُ. والباطِلُ: اللَّهْو، وَقِيلَ: الفَيْهَجُ الْخَمْرُ الصَّافِيَةُ. ابْنُ الأَنباري: الفَيْهَجُ اسْمٌ مُخْتَلَقٌ لِلْخَمْرِ، وَكَذَلِكَ القِنْديدُ وأُمُّ زنْبَقٍ؛ وَقِيلَ: الفَيْهَجُ مَا تُكالُ بِهِ الْخَمْرُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وَاسْتُشْهِدَ بِقَوْلِهِ: أَلا يَا اصْبِحِينا فَيْهَجاً جَدَرِيَّةً قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِمَعْبَدِ بْنِ سَعْنَةً، وَصَوَابُ إِنشاده: أَلا يَا اصْبِحاني، لأَنه يخاطِبُ صاحِبَيْهِ؛ وَقَبْلَهُ: أَلَا يَا اصْبِحاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ، ... وقَبْلَ وداعٍ، مِنْ زُنَيْبةَ، عاجِلِ قَالَ: وجَدرِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى جَدَرَ، قرية بالشام.

فوج: الفائِجُ والفَوْجُ: القَطِيعُ مِنَ النَّاسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ؛ قِيلَ: إِن مَعْنَاهُ هَذَا الفَوْجَ هُمْ أَتباعُ الرُّؤساء، وَالْجَمْعُ أَفْواجٌ وأَفاوِجُ وأَفاويجُ، وحكى سيبويه فُؤُوج. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: أَي جماعاتٍ كَثِيرَةً بعدَ أَنْ كَانُوا يَدْخُلُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا وَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ صَارَتِ الْقَبِيلَةُ تَدْخُلُ بأَسْرِها فِي الإِسلام. والفائِج: مِنْ قَوْلِكَ مَرَّ بِنَا فائِجُ وليمةِ فلانٍ أَي فَوْجٌ مِمَّنْ كَانَ فِي طَعَامِهِ. والإِفاجةُ: الإِسْراعُ والعَدْوُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَعْجَةً: لَا تَسْبِقُ الشيْخَ إِذا أَفاجا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ؛ وَقَبْلَهُ: أَهْدى خلِيلي نَعْجَةً هِمْلاجا، ... مَا يَجِدُ الرَّاعِي بِهَا لَماجا قَالَ: والأَصل فِي الهِمْلاجِ أَنه البِرْذَوْنُ، والهَمْلَجةُ سَيْرُهُ، فَاسْتَعَارَهُ لِلنَّعْجَةِ. وَيُقَالُ: مَا ذُقْتُ عِنْدَهُ لَماجاً أَي شَيْئًا، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي رَجَزِهِ: أَعْطَى عقالٌ نَعْجَةً؛ وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: يَتَلَقّاني الناسُ فَوْجاً فَوْجاً ؛ ابْنُ الأَثير: الفَوْجُ الْجَمَاعَةُ مِنَ الناسِ، والفَيْجُ مِثْلُهُ، وَهُوَ مُخَفَّفٌ مِنَ الفَيِّجِ، وأَصله الْوَاوُ، يُقَالُ: فاجَ يَفُوجُ، فَهُوَ فَيِّجٌ مِثْلُ هانَ يَهُونُ، فَهُوَ هَيِّنٌ، ثُمَّ يُخَفَّفَانِ، فَيُقَالُ: فَيْجٌ وهَيْنٌ. والفائجةُ مِنَ الأَرض: مُتَّسَعُ ما بين كل مُرتَفِعَيْنِ مِنْ غِلَظ أَو رَمْلٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي فَيْجٍ أَيضاً. وناقةٌ فائجٌ: سَمِينَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ حَائِلٌ سَمِينَةٌ، والمعروف فائِجٌ. وفاجَ المِسْكُ: سَطَعَ، وفاجَ كَفاحَ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: عَشِيَّةَ قامَتْ فِي الفِناءِ كأَنَّها ... عَقِيلةُ سَبْيٍ، تُصْطَفَى وتَفوجُ وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ، حَتَّى كأَنها ... أَسِيٌّ، عَلَى أُمِّ الدِّماغِ، حَجِيجُ فيج: الفَيْجُ والفِيجُ: الانْتِشارُ. وأَفاجَ القومُ فِي الأَرض: ذَهَبُوا وانْتَشَرُوا. وأَفاجَ فِي عَدْوِه: أَبطأَ؛ وأَنشد: لَا تَسْبِقُ الشيْخَ إِذا أَفاجا وَهَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ فوج شَاهِدًا عَلَى الإِفاجة: الإِسْراعِ والعَدْوِ. والفَيْجُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ الأَزهري: أَصله فَيِّجٌ مِنْ فاجَ يَفُوجُ، كَمَا يُقَالُ: هَيِّنٌ مِنْ هانَ يَهُونُ، ثُمَّ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ هَيْنٌ. والفَيْجُ: رَسُولُ السُّلْطَانِ عَلَى رِجْلِه؛ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْعَى بِالْكُتُبِ، وَالْجَمْعُ فُيُوجٌ؛ وَقَوْلُ عَدِيٍّ: أَمْ كَيْفَ جُزْتَ فُيُوجاً، حَوْلَهُمْ حَرَسٌ، ... ومَرْبَضاً، بابُه، بالشَّكِّ، صَرَّارُ؟ قِيلَ: الفُيُوجُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ السِّجْنَ وَيَخْرُجُونَ يَحْرُسونَ. الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ فوج: والفَيْجُ فَارِسِيٌّ معرَّب، وَالْجَمْعُ فُيُوجٌ، وَهُوَ الَّذِي يَسْعَى عَلَى رِجْلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الفَيْجِ، وَهُوَ المُسْرعُ فِي مَشْيِه الَّذِي يَحْمِلُ الأَخبار مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. وفاجَتِ الناقةُ بِرِجْلَيْهَا تَفِيجُ: نَفَحَتْ بِهِمَا مِنْ خَلْفِها؛ وَنَاقَةٌ فَيَّاجةٌ: تَفِيجُ بِرِجْلَيْهَا؛ قَالَ: ويَمْنَحُ الفَيَّاجَةَ الرَّفُودا الأَصمعي: الفوائِجُ مُتَّسَعُ مَا بَيْنَ كلِّ مرتفعين من غِلَظٍ أَو رمْلٍ، وَاحِدَتُهَا فائِجةٌ. أَبو عَمْرٍو: الفائِجُ

فصل القاف

البِساطُ الواسِعُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: إِلَيْكَ، رَبّ الناسِ ذِي المَعارِجِ، ... يَخْرُجْنَ مِنْ نَخْلة ذِي مَضارِجِ، مِنْ فائِجٍ أَفْيَجَ بَعْدَ فائِجِ وَقَالَ: باتَتْت تُداعي قِرَباً أَفائِجَا أَفائِجُ وأَفاوِيجُ: جَمْعُ أَفْواجٍ؛ أَي باتَتْ تُداعِي قِرَب الماءِ فَوْجاً فَوْجًا قَدْ رَكِبَتْ رُؤوسها. ابْنُ شُمَيْلٍ: الْفَائِجَةُ كَهَيْئَةِ الْوَادِي بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ أَو بَيْنَ الأَبْرَقَينِ كَهَيْئَةِ الخَلِيفِ، إِلّا أَنها أَوسَعُ، وَجَمْعُهَا فَوائِجُ. فصل القاف قبج: القَبْجُ: الحَجَلْ. والقَبْجُ: الكَرَوانُ، معرَّب، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كبْجْ؛ مُعَرَّبٌ لأَن الْقَافَ وَالْجِيمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، والقَبْجةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى حَتَّى تَقُولَ يَعْقُوبٌ، فَيُخْتَصُّ بِالذَّكَرِ، لأَن الْهَاءَ إِنما دَخَلَتْهُ عَلَى أَنه الْوَاحِدُ مِنَ الْجِنْسِ، وَكَذَلِكَ النَّعَامَةُ حَتَّى تَقُولَ ظليمٌ، والنحلةُ حَتَّى تَقُولَ يَعْسُوبٌ، والدُّرّاجةُ حَتَّى تَقُولَ حَيْقُطانٌ، والبُومةُ حَتَّى تَقُولَ صَدًى أَو فَيّادٌ، والحُبارَى حَتَّى تَقُولَ خَرَبٌ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. والقَبْجُ: جَبَلٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ: لَوْ زاحَمَ القَبْجَ لأَضْحى مائلا قزعج: المُقَزْعَجُ «2»: الطَّوِيلُ؛ عَنْ كراع. قطج: أَبو عَمْرٍو: القَطْجُ إِحْكام فتل القَطاجِ [القِطاجِ]، وَهُوَ قَلْسُ السَّفِينةِ. وَيُقَالُ: قَطَجَ إِذا اسْتَقَى مِنَ الْبِئْرِ بالقَطاج، وَاللَّهُ أَعلم. قنج: التَّهْذِيبُ: استُعْمِلَ مِنْهُ قِنَّوْجٌ، وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي بلد الهند. قنفج: القِنْفِجُ القُنْفُجُ: الأَتان الْقَصِيرَةُ الْعَرِيضَةُ. فصل الكاف كأج: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: كأَجَ الرجلُ إِذا زَادَ حُمْقُه. والكِئاجُ: الفَدامةُ والحَماقةُ. كثج: التَّهْذِيبُ: كَثَجَ الرجلُ إِذا أَكلَ مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكفيه. ابْنُ السِّكِّيتِ: كَثَجَ مِنَ الطَّعَامِ إِذا امْتارَ فأَكثر، فَهُوَ يَكْثِجُ. ابْنُ سِيدَهْ: كَثَجَ مِنَ الطَّعَامِ إِذا أَكْثَرَ مِنْهُ حَتَّى يَمْتَلِئَ. والكَيْذَجُ: الترابُ. كجج: الكُجَّةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ أَن يأْخذ الصبيُّ خَزَفَةً فَيُدَوِّرُهَا وَيَجْعَلُهَا كأَنها كُرةٌ ثُمَّ يَتَقَامَرُونَ بِهَا. وكَجَّ الصبيُّ: لَعِبَ بالكُجَّةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: في كُلِّ شيءٍ قِمارٌ حَتَّى فِي لَعِب الصِّبْيَانِ بالكُجَّةِ ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. التَّهْذِيبُ: وَتُسَمَّى هَذِهِ اللُّعْبَةُ فِي الْحَضَرِ بِاسْمَيْنِ: الخِرْقَةُ يُقَالُ لَهَا التُّونُ، والآجُرَّةُ يقال لها البُكْسةُ. كدج: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: كَدَجَ الرجلُ إِذا شَرِبَ مِنَ الشَّرابِ كِفايَتَه. كذج: الكَذَجُ: حِصْنٌ مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ كَذَجاتٌ، وَفِي أَواخر تَرْجَمَةِ كَثَجَ: والكَيْذَجُ التُّرَابُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: أُهملت وُجُوهُ الْكَافِ وَالْجِيمِ وَالذَّالِ إِلَّا الكَذَجَ بِمَعْنَى المأْوى، وهو معرّب.

_ (2). قوله [المقزعج] عبارة شرح القاموس: المقرعج كمسرهد. هكذا بالراء في النسخ وفي اللسان بالزاي.

فصل اللام

كرج: الكُرَّجُ: الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُرَهْ. اللَّيْثُ: الكُرَّجُ دَخيلٌ معرَّب لَا أَصل لَهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَبِسْتُ سِلاحي، والفَرَزْدَقُ لُعْبةٌ، ... عَلَيْهَا وِشاحَا كُرَّجٍ وجَلاجِلُهْ وَقَالَ: أَمْسى الفَرزْدَقُ فِي جَلاجِلِ كُرَّجٍ، ... بَعْدَ الأُخَيطِلِ، ضَرَّةً لِجَرِيرِ اللَّيْثُ: الكُرَّجُ يُتَّخَذُ مِثلَ المُهْرِ يُلعب عَلَيْهِ. وتَكَرَّجَ الطَّعامُ إِذا أَصابه الكَرَجُ. ابْنُ الأَعرابي: كَرِجَ الشيءُ إِذا فَسَدَ، قَالَ: والكارِجُ الخُبزُ المُكَرَّجُ، يُقَالُ: كَرِجَ الخُبْزُ وأَكْرَجَ وكَرَّجَ وتَكَرَّجَ أَي فَسَدَ وعَلاهُ خُضْرةٌ. والكَرَجُ: مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: الْكَرَجُ اسْمُ كُورَةٍ معروفة. كربج: الكُرْبَجُ والكُرْبُجُ: الحانوتُ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ كَانَتْ فِيهِ حانُوتٌ مَوْرودة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَعَلَّ الْمَوْضِعَ إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كُرْبُقْ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ كَرابِجةٌ، أُلحقوا الْهَاءَ لِلْعُجْمَةِ، قَالَ: وَهَكَذَا وُجِدَ أَكثر هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الأَعجمي، وَرُبَّمَا قَالُوا كرابِجَ، وَيُقَالُ لِلْحَانُوتِ: كُرْبُجٌ وكُرْبُقٌ وقُرْبُقٌ، والله أَعلم. كسج: الكَوْسَجُ: الأَثَطُّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي لَا شعَر عَلَى عارِضَيْه، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ النَّاقِصُ الأَسنان، مُعَرَّبٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كُوسَهْ. والكَوْسَجُ: سَمَكَةٌ فِي الْبَحْرِ تأْكل النَّاسَ، وَهِيَ اللُّخْمُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سَمَكَةٌ فِي الْبَحْرِ لَهَا خُرْطومٌ كالمِنْشارِ. التَّهْذِيبُ: الْكَافُ وَالسِّينُ وَالْجِيمُ مُهْمَلَةٌ غَيْرُ الكَوْسَجِ، قَالَ: وَهُوَ مُعَرَّبٌ لَا أَصل لَهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ. كسبج: الكُسْبُجُ: الكُسْبُ بِلُغَةِ أَهل السواد. كلج: أَهمله اللَّيْثُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكُلُجُ الأَشِدّاءُ مِنَ الرِّجالِ. والكَلَجُ الضَّبِّيُّ: كَانَ رَجُلًا شُجَاعًا. ابْنُ الأَعرابي: الكَيْلَجةُ مِكْيالٌ، وَالْجَمْعُ كَيالِجُ وكيالِجةٌ أَيضاً، وَالْهَاءُ للعجمة. كمج: أَهمله اللَّيْثُ؛ وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ لِطَرَفَةَ: وبِفَخْذِي بَكْرَةٌ مَهْرِيَّةٌ، ... مِثْلُ دِعْصِ الرَّمْلِ مُلْتَفُّ الكَمَجْ قِيلَ: الكَمَجُ طَرَفُ مَوْصِلِ الفَخِذِ في العَجُزِ. كنفج: الكُنافِجُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَنشدني أَعرابي بالصَّمَانِ: تَرْعى منَ الصَّمَّانِ رَوْضاً آرِجا، ... ورُغُلًا باتَتْ بِهِ لوَاهِجا، والرِّمْثَ مِنْ أَلْوادِه الكُنافِجا وَقَالَ شَمِرٌ: الكُنافِجُ السَّمِينُ المُمْتَلِئُ. وسُنْبُلٌ كُنافِجٌ: مُكْتَنِزٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هُوَ الْغَلِيظُ النَّاعِمُ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى: يَفْرُكُ حَبَّ السُّنْبُلِ الكُنافِجِ كيج: الكِياجُ: الفَدامةُ والحَماقةُ. فصل اللام لبج: لَبَجَه بِالْعَصَا: ضَرَبَه؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ المتتابِعُ فِيهِ رَخاوةٌ. ولَبَجَ البعيرُ بنفْسِه: وَقَعَ عَلَى الأَرض؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: لمَّا رأَى نَعْمانَ حَلَّ بكِرْفِئٍ ... عَكَرٍ، كَمَا لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ

أَراد: نَزَلَ هَذَا السَّحابُ كَمَا ضَرَبَ هؤلاءِ الأَرْكُبُ بأَنفسهم لِلنُّزُولِ، فالنُّزُولَ مَفْعُولٌ لَهُ. ولُبِجَ بالبعيرِ والرَّجُلِ، فَهُوَ لَبيجٌ: رَمَى عَلَى الأَرض بِنَفْسِهِ مِنْ مَرَضٍ أَو إِعْياءٍ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ، بَيْنَ تُضارُعٍ ... وشَابَةَ، بَرْكٌ مِنْ جُذَامَ لَبِيجُ وبَرْكٌ لَبيجٌ: وَهُوَ إِبل الحيِّ كُلِّهم إِذا أَقامَتْ حَوْلَ البُيوت بارِكةً كالمَضْروب بالأَرض، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذؤَيب. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللَّبيجُ المُقِيمُ. ولَبَجَ بنفسِهِ الأَرضَ فنَامَ أَي ضَرَبها بِهَا. أَبو عُبَيْدٍ: لُبِجَ بِفُلَانٍ إِذا صُرِعَ بِهِ لَبْجاً. وَيُقَالُ: لَبَجَ بِهِ الأَرضَ أَي رَمَاهُ. ولَبَجْتُ بِهِ الأَرضَ مِثْلَ لَبَطْتُ إِذا جَلَدْتَ بِهِ الأَرضَ. ولُبِجَ بِالرَّجُلِ ولُبِطَ بِهِ إِذا صُرِعَ وسَقَطَ مِنْ قِيامٍ. وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: لَمَّا أَصابَه عامرُ بْنُ ربيعةَ بعَيْنِهِ فَلُبِجَ بِهِ حَتَّى مَا يَعْقِلُ أَي صُرِعَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَبَاعَدَتْ شَعُوبُ مِنْ لَبَجٍ فعاشَ أَياماً ؛ هُوَ اسْمُ رَجُلٍ. واللَّبَجُ: الشجاعةُ، حَكَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. واللَّبَجَةُ واللُّبْجةُ: حَدِيدَةٌ «1» ذاتُ شُعَبٍ كأَنها كَفٌّ بأَصابعها، تَتَفَرَّجُ فَيُوضَعُ فِي وَسَطِهَا لَحْمٌ، ثُمَّ تُشَدُّ إِلى وَتِدٍ فإِذا قبَضَ عَلَيْهَا الذئبُ التَبَجَتْ فِي خَطْمِهِ، فَقَبَضَتْ عَلَيْهِ وصَرَعَتْهُ، وَالْجَمْعُ اللَّبَجُ واللُّبَجُ. والتَبَجَتِ اللُّبْجَةُ فِي خَطْمِه: دَخَلَتْ وعَلِقَتْ. لجج: اللَّيْثُ: لَجَّ فُلَانٌ يَلِجُّ ويَلَجُّ، لُغَتَانِ؛ وَقَوْلُهُ: وَقَدْ لَجَجْنا فِي هَوَاكِ لَجَجا قَالَ: أَراد لَجَاجاً فَقَصَره؛ وأَنشد: وَمَا العَفْوُ إِلَّا لامْرِئٍ ذِي حَفِيظةٍ، ... مَتَى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ ابْنُ سِيدَهْ: لَجِجْتُ فِي الأَمرِ أَلَجُّ ولَجَجْتُ أَلِجُّ لَجَجاً ولجَاجاً ولَجاجَةً، واسْتَلْجَجْتُ: ضَحِكْتُ؛ قَالَ: فإِنْ أَنا لَمْ آمُرْ، وَلَمْ أَنْهَ عَنْكُما، ... تَضاحَكْتُ حَتَّى يَسْتَلِجَّ ويَسْتَشري ولَجَّ فِي الأَمر: تمَادى عَلَيْهِ وأَبَى أَن يَنْصَرِفَ عَنْهُ، وَالْآتِي كَالْآتِي، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا اسْتَلَجَّ أَحدُكم بيمينِهِ فإِنه آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الكَفَّارةِ ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ اللَّجاجِ. وَمَعْنَاهُ أَن يَحْلِفَ عَلَى شيءٍ وَيَرَى أَن غَيْرَهُ خَيْرٌ مِنْهُ، فَيُقِيمُ عَلَى يَمِينِهِ وَلَا يَحْنَثُ فَذَاكَ آثَمُ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَرَى أَنه صادقٌ فِيهَا مُصيبٌ، فَيَلِجُّ فِيهَا وَلَا يُكَفِّرها؛ وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ: إِذا اسْتَلْجَجَ أَحدكم ، بإِظهار الإِدغام، وَهِيَ لُغَةُ قُرَيْشٍ، يُظْهِرُونَهُ مَعَ الْجَزْمِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ أَن يَلِجَّ فِيهَا وَلَا يُكَفِّرَهَا وَيَزْعُمَ أَنه صَادِقٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْلِفَ وَيَرَى أَنَّ غَيْرَهَا خَيْرٌ مِنْهَا، فَيُقِيمُ للبِرِّ فِيهَا وَيَتْرُكُ الكفَّارة، فإِن ذَلِكَ آثَمُ لَهُ مِنَ التَّكْفِيرِ والحِنْثِ، وإِتْيانِ مَا هُوَ خَيْرٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ أَي يُلِجُّهُمْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَمِنَ الْعَرَبِ سَمِعَ يُلِجُّهُمْ أَم هُوَ إِدْلال مِنَ اللِّحْيَانِيِّ وتجاسُر؟ قَالَ: وإِنما قُلْتُ هَذَا لأَني لَمْ أَسمع أَلْجَجْتُه. ورجلٌ لَجوجٌ ولَجُوجةٌ، الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، ولُجَجةٌ مِثْلُ هُمزة أَي لَجُوجٌ، والأُنثى لَجُوجٌ؛ وقول أَبي

_ (1). قوله [واللبجة واللبجة حديدة] زاد في القاموس: لبجة، بضمتين.

ذُؤَيْبٍ: فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ، ... فَقَدَ لَجَّ مِنْ ماءِ الشُّؤُون لَجُوجُ أَراد: دَمْعٌ لَجُوجٌ، وَقَدْ يُستعمل فِي الْخَيْلِ؛ قَالَ: مِنَ المُسْبَطِرّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ ... لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ والمُلاجَّةُ: التَّمَادِي فِي الخُصومةِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بِي مَنِينُها فَسَّرَهُ فَقَالَ: لَجَّ بِي أَي ابْتُلِيَ بِي، وَيَجُوزُ عِنْدِي أَن يُرِيدَ: ابْتُلِيتُ أَنا بِهِ، فَقَلَب. ومِلْجاجٌ كَلَجُوجٍ؛ قَالَ مُلَيْحٌ: مِنَ الصُّلْبِ مِلْجاجٌ يُقَطِّعُ رَبْوَها ... بُغامٌ، ومَبْنِيُّ الحَصيرين أَجْوَفُ «2» ولُجَّةُ البَحْر: حَيْثُ لَا يُدْرَكُ قَعْرُه. ولُجُّ الْوَادِي: جانبُه. ولُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قَالَ: ولُجُّ البحرِ الماءُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يُرَى طرَفاه، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ إِذا التَجَّ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه؛ والتَجَّ الأَمرُ إِذا عَظُمَ واخْتَلَطَ. ولُجَّةُ الأَمرِ: مُعْظَمُه. ولُجَّةُ الماءِ، بِالضَّمِّ: مُعْظَمُه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مُعْظَمَ الْبَحْرِ، وَكَذَلِكَ لُجَّةُ الظَّلامِ، وَجَمْعُهُ لُجٌّ ولُجَجٌ ولِجاجٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وكيفَ بِكم يَا عَلْوُ أَهلًا، ودُونَكمْ ... لِجاجٌ، يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ، وَبِيدُ؟ واسْتَعارَ حِماسُ بْنُ ثامِلٍ اللُّجَّ لِلَيْلٍ، فَقَالَ: ومُسْتَنْبِحٍ فِي لُجِّ لَيْلٍ، دَعَوْتُه ... بِمَشْبُوبَةٍ فِي رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ يَعْنِي مُعْظَمَه وظُلَمَه. ولُجُّ اللَّيْلِ: شِدَّةُ ظُلْمَتِهِ وَسَوَادِهِ: قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ اللَّيْلَ: ومُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِيُّ ... لُجٌّ، كأَنَّ ثِنْيَه مَثْنِيُ أَي كأَنَّ عِطْفَ الليلِ معطوفٌ مَرَّة أُخرى، فَاشْتَدَّ سوادُ ظُلْمَتِه. وبحرٌ لُجاجٌ ولُجِّيٌّ: واسعُ اللُّجِّ واللُّجُّ: السَّيْفُ، تَشْبِيهًا بِلُجِّ الْبَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عبيد: إِنهم أَدْخلوني الحَشَّ وقَرَّبُوا فَوَضَعوا اللُّجَّ عَلَى قَفَيَ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظنُّ أَنَّ السَّيْفَ إِنما سمِّيَ لُجّاً فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَحْدَهُ. قَالَ الأَصمعي: نُرى أَن اللُّجَّ اسْمٌ يُسَمَّى بِهِ السيفُ، كَمَا قَالُوا الصَّمْصامةُ وَذُو الفَقار وَنَحْوُهُ؛ قَالَ: وَفِيهِ شَبَهٌ بلُجَّةِ الْبَحْرِ فِي هَوْلِهِ؛ وَيُقَالُ: اللُّجُّ السيف بلغة طيِّئ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: اللُّجُّ السَّيْفُ بِلُغَةِ هُذَيْل وطَوائِفَ مِنَ الْيَمَنِ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ للأَشْتَر سَيْفٌ يُسَمِّيهِ اللُّجَّ واليَمَّ؛ وأَنشد لَهُ: مَا خانَنِي اليَمُّ فِي مَأْقِطٍ ... وَلَا مَشْهَدٍ، مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا وَيُرْوَى: مَا خَانَنِي اللُّجُّ. وَفُلَانٌ لُجَّةٌ واسِعةٌ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْبَحْرِ فِي سَعته. وأَلَجَّ القومُ ولَجَّجُوا: رَكِبُوا اللُّجَّة. والتَجَّ المَوْجُ: عَظُمَ. ولَجَّجَ القومُ إِذا وقَعُوا فِي اللُّجَّة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ بَحْرٌ لُجِّيّ ولِجِّيّ، كَمَا يُقَالُ سُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، ويقال:

_ (2). قوله [الحصيرين] كذا بالأَصل.

هَذَا لُجُّ الْبَحْرِ ولُجَّةُ الْبَحْرِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ اللُّجّةُ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ كَلُجَّةِ الْبَحْرِ، وَهِيَ اللُّجُّ. ولَجَّجَتِ السَّفينةُ أَي خاضَتِ اللُّجَّةَ، والتجَّ الْبَحْرُ التِجاجاً، والتَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ: صَارَ فِيهَا مِنْهُ كاللُّجِّ. والتجَّ الظلامُ: التَبَسَ وَاخْتَلَطَ. واللَّجّةُ: الصَّوْتُ؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: كأَنَّنا، والقِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا، ... مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّيامِيمُ أَبو حَاتِمٍ: الْتَجَّ صَارَ لَهُ كاللُّجَج مِنَ السَّرابِ. وَسَمِعْتُ لَجَّةَ النَّاسِ، بِالْفَتْحِ، أَي أَصواتهم وصخَبهم؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فِي لَجّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عَنْ فُلِ ولَجَّةُ الْقَوْمِ: أَصواتهم. واللَّجّةُ واللَّجْلَجَةُ: اختِلاطُ الأَصواتِ. والتجَّت الأَصوات: ارْتَفَعَتْ فَاخْتَلَطَتْ. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمة: سَمِعْتُ لَهُمْ لَجّة بآمِينَ ، يَعْنِي أَصوات المصلِّين. واللَّجّةُ: الجلَبَةُ. وأَلَجَّ القومُ إِذا صَاحُوا؛ وَقَدْ تَكُونُ اللَّجّة فِي الإِبل؛ وَقَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ: وجَعَلَتْ لَجَّتُها تُغَنِّيهْ يَعْنِي أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمُه لِيُورِدَهَا الْمَاءَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ لَخَّتُها. ولَجَّ القومُ وأَلَجُّوا: اخْتَلَطَتْ أَصواتهم. وأَلَجَّتِ الإِبلُ وَالْغَنَمُ إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِيها وضَواغِيها. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبيةِ: قَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: قَدْ لَجَّتِ القَضيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَي وَجَبَتْ؛ قَالَ هَكَذَا جَاءَ مَشْرُوحًا، قَالَ: وَلَا أَعرف أَصله. والْتَجَّتِ الأَرضُ: اجْتَمَعَ نَبْتُهَا وطالَ وكثُرَ، وَقِيلَ: الأَرض المُلْتَجّةُ الشديدةُ الخُضْرةِ، التفَّتْ أَو لَمْ تَلْتَفَّ. وأَرض بقْلُها مُلْتَجٌّ، وَعَيْنٌ مُلْتَجَّةٌ، وكأَنَّ عَيْنَه لُجَّةٌ أَي شديدةُ السوادِ؛ وَعَيْنٌ مُلتَجَّةٌ، وإِنه لشديدُ التجاجِ الْعَيْنِ إِذا اشتَدَّ سوادُها. والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ: عودُ الطيبِ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ غيرُهُ يُتَبَخَّرُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن قِيلَ لَكَ إِذا كَانَ الزَّائِدُ إِذا وَقَعَ أَوّلًا لَمْ يَكُنْ للإِلحاق، فَكَيْفَ أَلحقوا بِالْهَمْزَةِ فِي أَلَنْجَجٍ، وَبِالْيَاءِ فِي يَلَنْجَجٍ؟ وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ الإِلحاق ظُهُورُ التَّضْعِيفِ؛ قِيلَ: قَدْ عُلم أَنهم لا يُلحقون بالزائد في أَوَّل الْكَلِمَةِ إِلَّا أَن يَكُونَ مَعَهُ زَائِدٌ آخَرُ، فَلِذَلِكَ جَازَ الإِلحاق بِالْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ فِي أَلَنْجَجٍ ويَلَنْجَجٍ، لمَّا انضم إِلى الهمزة والياءِ النونُ. والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ: كالأَلنجج. وَالْيَلَنْجَجُ: عُودٌ يُتبخر بِهِ، وَهُوَ يَفَنْعَلٌ وأَفَنْعَلٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر: لَا تَصْطَلي النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً، ... قَدْ كَسَّرَتْ مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَهُ رقَصا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عُود يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجيجٌ فَوُصِفَ بِجَمِيعِ ذَلِكَ، وَهُوَ عُودٌ طَيِّبُ الرِّيحِ. واللَّجْلجةُ: ثِقَلُ اللِّسانِ، ونَقْصُ الكلامِ، وأَن لَا يَخْرُجَ بَعْضَهُ فِي أَثر بَعْضٍ. وَرَجُلٌ لَجْلاجٌ وَقَدْ لَجْلَجَ وتَلَجْلَجَ. وَقِيلَ لأَعرابي: مَا أَشدُّ البردِ؟ قَالَ: إِذا دَمَعَتِ العَيْنان وَقَطَرَ المَنْخران ولَجْلَجَ اللِّسان؛ وَقِيلَ: اللَّجْلاجُ الَّذِي يجولُ لِسَانُهُ فِي شِدْقه. التَّهْذِيبُ: اللَّجلاجُ الَّذِي سَجِيَّةُ لِسَانِهِ ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه. اللَّيْثُ: اللَّجْلَجةُ أَن يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِلِسَانٍ غَيْرِ بَيِّنٍ؛ وأَنشد: ومَنْطِقٍ بِلِسانٍ غيرِ لجْلاجِ واللَّجْلَجةُ والتَّلَجْلُج: التَّرَدُّدُ فِي الْكَلَامِ.

ولَجْلَجَ اللُّقْمةَ فِي فِيهِ: أَدارَها مِنْ غَيْرِ مَضْغٍ وَلَا إِساغةٍ. ولَجْلَجَ الشيءَ فِي فِيهِ: أَدارَه. وتَلَجْلَجَ هُوَ، وَرُبَّمَا لَجْلَجَ الرجلُ اللُّقْمةَ فِي الْفَمِ فِي غَيْرِ مَوْضِع؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يُلَجْلِجُ مُضْغةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ، فهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ الأَصمعي: أَخذتَ هَذَا الْمَالَ فأَنت لَا تردُّه وَلَا تأْخذه كَمَا يُلَجلِجُ الرَّجُلُ اللقمةَ فَلَا يَبْتَلِعُها وَلَا يُلْقِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: يُلَجْلِجُ اللقمةَ فِي فِيهِ أَي يردِّدها فِيهِ لِلمَضْغِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَلَجّ فُلَانٌ مَتاعَ فُلَانٍ وتَلَجَّجَه إِذا ادَّعاه. أَبو زَيْدٍ، يُقَالُ: الحَقُّ أَبْلَجُ والباطلُ لَجْلَج أَي يُرَدَّدُ مِنْ غَيْرِ أَن يَنْفُذ، واللَّجْلَجُ: المخْتَلِطُ الَّذِي لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ، والأَبْلَجُ: المُضِيءُ المُستقيمُ. وَفِي كِتَابِ عُمَرُ إِلى أَبي مُوسَى: الفَهْمَ الفَهْمَ فِيمَا تَلَجْلَجَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا لَيْسَ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّة أَي تَرَدَّدَ فِي صَدْرِك وقَلِقَ وَلَمْ يَسْتَقِرَّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الكَلِمةُ مِنَ الحِكْمَةِ تَكُونُ فِي صَدْرِ المُنافِقِ، فَتَلَجْلَجُ حَتَّى تَخْرُجَ «1» إِلى صَاحِبِهَا أَي تَتَحَرَّكُ فِي صَدْرِهِ وتَقْلَقُ حَتَّى يَسْمَعَها المؤْمن فيأْخذَها ويَعِيَها؛ وأَراد تَتَلَجْلَجُ فَحَذَفَ تَاءَ الْمُضَارَعَةِ تَخْفِيفًا. وتَلَجْلَجَ بالشيءِ: بادَرَ. ولَجْلَجَه عَنِ الشَّيْءِ: أَداره ليأْخذه مِنْهُ. وبَطْنُ لُجَّان: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَقُلْتُ والحَرَّةُ السَّوْداءُ دونَهُم، ... وبَطْنُ لُجَّانَ لِمَا اعْتادَني ذِكَري لحج: اللَّحَجُ: مِنْ بُثُور الْعَيْنِ شِبْهُ اللَّخَصِ إِلا أَنه مِنْ تَحْت وَمِنْ فَوْقٍ. واللَّحَجُ: الغَمَصُ. واللُّحْجُ: غارُ الْعَيْنِ الَّذِي نَبَتَ عَلَيْهِ الحاجبُ. ولَحِجَتْ عينُه؛ وَقَالَ الشمَّاخ: بِخَوْصاوَيْنِ فِي لُحْجٍ كَنينِ واللُّحْجُ: كلُّ ناتٍ مِنَ الجَبَل يَنْخَفِضُ مَا تَحْتَهُ. واللُّحْجُ: الشَّيْءُ يكون في الوادي نحو الدَّحْلِ فِي أَسْفَلِه وَفِي أَسفل الْبِئْرِ وَالْجَبَلِ، كأَنه نَقْبٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَلْحاجٌ، لَمْ يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وأَلْحاجُ الْوَادِي: نَواحِيه وأَطْرافُه، وَاحِدُهَا لُحْجٌ، وَيُقَالُ لِزَوايا الْبَيْتِ: الأَلحاجُ والأَدْحالُ وَالْجَوَازِي «2» والحَراسِمُ والأَخْصامُ والأَكْسارُ والمَزْوِيَّاتُ. ولَحْيٌ أَلْحَجُ: مُعْوَجٌّ؛ وَقَدْ لَحِجَ لَحَجاً. وَقَدْ لَحِجَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ: نَشِبَ. ولَحِجَ بالمَكانِ: نَشِبَ فِيهِ ولَزِمَه. ولَحِجَ الشيءُ إِذا ضاقَ. والمَلاحِجُ: المضايِقُ. والمَلاحِيجُ: الطُّرُق الضَّيِّقةُ فِي الجبالِ، وَرُبَّمَا سُمِّيت المَحاجمُ مَلاحِجَ. واللَّحْج، مجزومٌ: المَيْلُ. والتَحَجُوا إِلى كَذَا وَكَذَا: مالُوا. وأَلحَجَهُم إِليه: أَمالَهم؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: أَو يُلْحِجُ الأَلْسُنَ مِنْهَا مَلْحَجَا أَي يَقُولُ فِينَا فتَمِيلُ عَنِ الحسَنِ إِلى القَبيح، وَنَسَبَهُ الأَزهري لِلْعَجَّاجِ. وتَلَحَّجَ عَلَيْهِ الأَمْرَ ولَحْوَجه: أَظْهَرَ غَيْرَ مَا فِي نفسِه. ولَحَّجْتُ عَلَيْهِ الخبَر تَلْحيجاً إِذا خَلَطْتَه عَلَيْهِ وأَظْهَرْتَ غيرَ مَا فِي نفسِك، وَكَذَلِكَ لَحْوَجْتُ عَلَيْهِ الخبرَ، وَفَرَّقَ الأَزهريّ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ: لَحْوَجْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ: خَلَطْتُه، ولَحَّجَهُ تَلْحيجاً:

_ (1). قوله [حتى تخرج] هذا ما بالأَصل والذي في نسخة يوثق بها من النهاية على إصلاح بها تسكن بدل تخرج. (2). قوله [والجوازي] كذا بالأَصل ومثله شرح القاموس.

أَظهر غَيْرَ مَا فِي نَفْسِهِ؛ وخِطّةٌ مَلْحُوجَةٌ: مُخَلَّطةٌ عَوْجاءُ. الْجَوْهَرِيُّ: لَحِجَ السيفُ وَغَيْرُهُ، بِالْكَسْرِ، يَلْحَجُ لَحَجاً أَي نَشِبَ فِي الغِمْدِ فَلَمْ يَخْرُجْ مِثْلَ لَصِبَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمَ بَدْرٍ: فَوَقَعَ سَيْفُهُ فَلَحِجَ أَي نَشِبَ فِيهِ. يُقَالُ: لَحِجَ فِي الأَمر يَلْحَجُ إِذا دَخَلَ فِيهِ ونَشِبَ. وَمَكَانٌ لَحِجٌ أَي ضَيِّقٌ. والمُلْتَحَجُ: الملْجَأُ مِثْلُ المُلْتَحَدِ. وَقَدِ التَحَجَه إِلى ذَلِكَ الأَمْرِ أَي أَلجأَهُ والْتَحَصَه إِليه. وأَتى فلانٌ فُلَانًا فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَوْئِلًا وَلَا مُلْتَحَجاً أَي لَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَلْجَأً؛ وأَنشد: حُبَّ الضَّريكِ تِلادَ المالِ زَرَّمَه ... فَقْرٌ، وَلَمْ يَتَّخِذْ فِي الناسِ مُلْتَحَجا ولَحَجه بِالْعَصَا إِذا ضَرَبَهُ بِهَا. ولَحَجَه بعَيْنِه. ولَحْجٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. لخج: الأَزهري: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اللَّخَجُ أَسْوَأُ الغَمَصِ، تَقُولُ: عَيْنٌ لَخِجَةٌ: لَزِقَةٌ بالغَمَصِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا عِنْدِي شَبِيهٌ بِالتَّصْحِيفِ، وَالصَّوَابُ لَخِخَتْ عينُه بخاءَيْن، ولحِحَتْ بحاءَيْن إِذا الْتَصَقَتْ مِنَ الغَمَصِ؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ، وأَما اللَّخَجُ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا هُوَ. لذج: لَذَجَ الماءَ فِي حَلْقِه، عَلَى مِثَالِ ذَلَجَ، لُغَةٌ فِيهِ أَي جَرَعَه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ. لزج: اللَّزَجُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ اللَّزِجِ. ولَزِجَ الشيءُ أَي تَمَطَّطَ وتمدَّدَ. ابْنُ سِيدَهْ: لزِجَ الشيءُ لَزَجاً ولُزُوجةً وتَلَزَّجَ عَلَيْكَ، وَشَيْءٌ لَزِجٌ مُتَلَزِّجٌ، ولَزِجَ بِهِ أَي غَرِيَ بِهِ. وَيُقَالُ للطعامِ أَو الطِّيب إِذا صَارَ كالخِطْميِّ: قَدْ تَلَزَّجَ. وتَلَزَّجَ رأْسُه أَيضاً إِذا غسَلَه فَلَمْ يُنْقِ وسَخَه. وأَكلت شَيْئًا لزِجَ بإِصْبَعِي يَلْزَجُ أَي عَلِقَ. وَزَبِيبَةٌ لَزِجةٌ. والتَّلَزُّجُ: تَتَبُّعُ البُقُولِ والرِّعْيِ الْقَلِيلِ مِنْ أَوله وَفِي آخِرِ مَا يَبْقَى. والتَّلَزُّجُ: تَتَبُّع الدابّةِ البُقُولَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِماراً وأَتاناً: وفَرَغا مِنْ رَعْيِ مَا تَلَزَّجا تَلَزَّجا: تتَّبعا الكلأَ وطَلباه. تَلَزَّجَ: فِعْلُ المِسْحَلِ والأَتانِ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: لأَن النَّبَاتَ إِذا أَخَذَ فِي اليُبْسِ غَلُظَ ماؤُه فَصَارَ كلُعاب الخِطْمِيِّ. وتَلَزَّجَ البَقْلُ إِذا كَانَ لَدْناً فَمَالَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. وتَلَزَّجَ النباتُ: تَلَجَّنَ. لعج: اللَّاعِجُ: الهَوى المُحْرِقُ، يُقَالُ: هَوًى لاعِجٌ، لحُرْقَةِ الفُؤَادِ مِنَ الحُبّ. ولَعَجَ الحُبُّ والحُزْنُ فُؤَادَهُ يَلْعَجُ لَعْجاً: اسْتَحَرَّ فِي الْقَلْبِ. ولَعَجَه لَعْجاً: أَحْرَقَه. ولَعَجَه الضَّرْبُ: آلمَه وأَحْرَق جِلْده. واللَّعْجُ: أَلَمُ الضرْبِ، وكُلُّ مُحْرِقٍ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَليّ: مَاذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُما؟ ... لَا تَرْقُدانِ، وَلَا بُؤْسَى لِمنْ رَقَدا إِذا تَأَوَّب نَوْحٌ قامَتا مَعَهُ، ... ضَرْباً أَلِيما بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا يَغِيرُ: بِمَعْنَى يَنْفَعُ. والسِّبْتُ: جُلودُ البَقَر المَدْبُوغةُ. واللَّعْجُ: الحُرْقةُ؛ قَالَ إِياسُ بْنُ سَهْمٍ الهُذَليّ: تَرَكْنَكَ مِنْ عَلاقتهِنَّ تَشْكو، ... بهِنَّ مِنَ الجَوى، لَعْجاً رَصِينا

والْتَعَجَ الرجلُ إِذا ارتَمَضَ مِنْ هَمٍّ يُصيبُه. قَالَ الأَزهري: وسمعتُ أَعْرابيّاً مِنْ بَنِي كُلَيْبٍ يَقُولُ: لَمَّا فتح أَبو سعيد القَرْمَطِيُّ هَجَرَ، سَوَّى حِظاراً مِنْ سَعَفِ النَّخْل، وملأَه مِنَ النساءِ الهَجَرِيّات، ثُمَّ أَلْعَجَ النارَ فِي الحِظارِ فاحْتَرَقْنَ. والمُتَلَعِّجَةُ: الشَّهْوى مِنَ النِّسَاءِ؛ والمُتَوَهِّجةُ: الحارَّةُ المَكانِ. لفج: اللُّفْجُ «1»: مَجْرى السَّيْلِ. وأَلْفَجَ الرّجُلُ: أَفْلَسَ. وأَلْفَجَ الرَّجلُ: لَزِقَ بالأَرضِ مِنْ كَرْبٍ أَو حاجةٍ. وَقِيلَ: المُلْفَجُ الَّذِي يُحْوَجُ إِلى أَن يَسْأَلَ مَن لَيْسَ لِذَلِكَ بأَهْلٍ؛ وَقِيلَ: المُلْفَجُ الَّذِي أَفْلَسَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلى الْحَسَنِ، فَقَالَ: أَيُدالِكُ الرجُلُ امْرَأَتَه؟ أَي يُماطِلُها بمَهْرِها، قَالَ: نَعَمْ إِذا كَانَ مُلْفَجاً ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا بأْس بِهِ إِذا كَانَ مُلْفَجاً أَي يُماطِلُها بمَهْرِها إِذا كَانَ فَقِيرًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: المُلْفِجُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، أَيضاً: الَّذِي أَفْلَسَ وَعَلَيْهِ الدَّيْنُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَطْعِمُوا مُلْفَجِيكُمْ ، المُلْفَجُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ: الْفَقِيرُ. ابْنُ دُرَيْدٍ: أَلْفَجَ، فَهُوَ مُلْفَجٌ، وَهَذَا أَحد مَا جَاءَ عَلَى أَفْعَلَ، فَهُوَ مُفْعَلٌ وَهُوَ نَادِرٌ مُخَالِفٌ لِلْقِيَاسِ الْمَوْضُوعِ. وَقَدِ اسْتَلْفَجَ؛ قَالَ: ومُسْتَلْفِجٍ يَبْغِي المَلاجِئَ نفسَه، ... يعوذُ بِجَنْبَيْ مَرْخةٍ وجَلائِل «2» وأَلْفَجَ الرجلُ، فَهُوَ مُلْفَجٌ، إِذا ذَهَبَ مالُه. أَبو عُبَيْدٍ: المُلْفَجُ المُعْدِمُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ؛ وأَنشد: أَحْسابُكُم فِي العُسْرِ والإِلْفاجِ، ... شِيبَتْ بعَذْبٍ طَيِّبِ المِزاجِ فَهُوَ مُلْفَجٌ، بِفَتْحِ الْفَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: كَلَامُ الْعَرَبِ أَفْعَلَ، فَهُوَ مُفْعِلٌ إِلا ثَلَاثَةَ أَحرف: أَلْفَجَ فَهُوَ مُلْفَجٌ، وأَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَنٌ، وأَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ، فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ جاءَت بِالْفَتْحِ نوادِر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً عُسْلُجا، ... فِي حَجْرِ مَنْ لَمْ يَكُ عَنْهَا مُلْفَجا أَبو زَيْدٍ: أَلْفَجَني إِلى ذَلِكَ الاضطرارُ إِلْفاجاً. أَبو عمرو: اللَّفْجُ الذُّلُّ. لمج: اللَّمْجُ: الأَكلُ بأَطرافِ الفمِ. ابْنُ سِيدَهْ: لَمَجَ يَلْمُجُ لَمْجاً: أَكلَ، وَقِيلَ: هُوَ الأَكلُ بأَدْنى الفَمِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ عَيراً: يَلْمُجُ البارِضَ لَمْجاً فِي النَّدى، ... مِنْ مَرابِيعِ رِياضٍ ورِجَلْ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا أَعرف اللَّمْجَ إِلَّا فِي الْحَمِيرِ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ اللَّمْسِ أَو فَوْقَه. واللَّماجُ: الذَّواقُ. ورجُل لَمِجٌ: ذَوَّاقٌ، عَلَى النَّسَبِ. وَمَا ذَاقَ لمَاجاً أَي مَا يؤْكل، وَقَدْ يُصْرَفُ فِي الشَّرَابِ. وَمَا تَلَمَّجَ عِنْدَهُمْ بلَماجٍ ولَمُوجٍ ولُمْجةٍ أَي مَا أَكَل. وَمَا لَمَّجوا ضيفَهم بِلَماجٍ أَي مَا أَطْعَمُوه شَيْئًا. واللَّميجُ: الْكَثِيرُ الأَكلِ. واللَّميجُ: الْكَثِيرُ الجِماعِ. واللامِجُ: الْكَثِيرُ الجماعِ. والمالِجُ: الراضِعُ. التَّهْذِيبُ: واللَّمْجُ تناوُلُ الحَشيش بأَدْنى الفَمِ. أَبو عَمْرٍو: التَّلَمُّجُ مِثْلُ التَلَمُّظِ. ورأَيته يَتَلَمَّجُ

_ (1). قوله [اللفج] كذا بالأَصل مضبوطاً. (2). قوله [الملاجئ نفسه] كذا بالأَصل مضبوطاً؛ وبهامش الأَصل بخط السيد مرتضى: وقرأت في شرح أَبي سعيد السكري لعبد مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيُّ: ومستلفج يبغي الملاجي لنفسه.

بالطعامِ أَي يَتَلَمَّظُ. وَقَوْلُهُمْ: مَا ذُقْتُ شَماجاً وَلَا لَماجاً، وَمَا تَلَمَّجْتُ عِنْدَهُ بِلَماجٍ، وَهُوَ أَدنى مَا يؤْكل، أَي مَا ذُقْتُ شَيْئًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَعْطى خَلِيلي نَعْجَةً هِمْلاجا ... رَجاجةً، إِنَّ لَهُ رَجاجا مَا يَجِدُ الراعِي بِهَا لَماجا، ... لَا تَسْبِق الشيخَ إِذا أَفاجا واللُّمْجَةُ: مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ قَبْلَ الغِذاءِ. وَقَدْ لمَّجْتُه ولَهَّنْتُه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ولَمَّجَ الرجلَ: عَلَّله بِشَيْءٍ قَبْلَ الغِذاء، وَهُوَ مِمَّا رُدَّ بِهِ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ لمَجْتُهُم. ومَلامِجُ الإِنسانِ: مَلاغِمُه وَمَا حَوْلَ فِيهِ؛ قَالَ: رأَتْه شَيْخًا حَثِرَ المَلامِجِ ولَمَجَ أُمّه ومَلَجَها إِذا رضَعَها. ولَمَجَ المرأَةَ: نكَحَها. وَذَكَرَ أَعرابي رَجُلًا، فَقَالَ: مَا لَهُ لَمَجَ أُمَّه؟ فَرَفَعُوهُ إِلى السُّلْطَانِ، فَقَالَ: إِنما قُلْتُ: مَلَجَ أُمه، فخَلَّى سبيلَه. وَقَالُوا: سَميجٌ لَميجٌ وسَمِجٌ لَمِجٌ وسَمْجٌ لَمْجٌ، إِتباع. لنج: التَّهْذِيبُ: الأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ: عُودٌ جيِّد. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ عودٌ أَلَنْجُوجٌ ويَلَنْجيجٌ ويَلَنْجُوجٌ ويَلَنْجُوجِيٌّ، وَهُوَ عودٌ طَيِّبُ الريحِ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ. لهج: لَهِجَ بالأَمرِ لَهَجاً، ولَهْوَجَ، وأَلْهَجَ كِلَاهُمَا: أُولِعَ بِهِ واعْتادَه، وأَلْهَجْتُه بِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُلْهَجٌ بِهَذَا الأَمْر أَي مُولَعٌ بِهِ؛ وأَنشد: رَأْساً بِتَهْضاضِ الرُّؤوسِ مُلْهَجا واللَّهَجُ بِالشَّيْءِ: الوُلوعُ بِهِ. واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ: طَرَفُ اللِّسان. واللَّهْجةُ واللَّهَجةُ: جَرْسُ الكلامِ، والفتحُ أَعلى. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فصيحُ اللَّهْجَةِ واللَّهَجةِ، وَهِيَ لُغَتُهُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا فاعتادَها ونشأَ عَلَيْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: لَهِجَ، بِالْكَسْرِ، بِهِ يَلْهَجُ لَهَجاً إِذا أُغْريَ بِهِ فَثابرَ عَلَيْهِ. واللَّهْجةُ: اللِّسَانُ، وَقَدْ يُحَرَّكُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ ذِي لَهْجةٍ أَصدَقَ مِنْ أَبي ذَرٍّ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَصْدَق لَهْجةً مِنْ أَبي ذَرٍّ ؛ قَالَ: اللَّهْجةُ اللِّسَانُ. ولَهَّجْتُ القومَ تَلْهِيجاً إِذا لَهَّنْتَهم وسَلَّفْتَهم. والْهاجَّ اللبنُ الْهِيجاجاً: خَثَرَ حَتَّى يَخْتَلِطَ بعضُه بِبَعْضٍ وَلَمْ تَتِمَّ خُثورَتُه. وَكَذَلِكَ كَلُّ مُخْتَلِطٍ. والْهاجَّتْ عينُه: اخْتَلَطَ بِهَا النُّعاسُ. والفَصِيلُ يَلْهَجُ أُمَّه إِذا تَناوَل ضَرْعها يَمْتَصُّه. ولَهِجَتِ الفِصالُ: أَخَذَتْ فِي شُرب اللَّبَنِ. ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمّه يَلْهَجُ إِذا اعتادَ رَضاعَها، فَهُوَ فَصِيلٌ لاهِجٌ، وَفَصِيلٌ راغِلٌ لاهِجٌ بأُمّه. وأَلْهَجَ الرجُلُ: لَهِجَتْ فِصالُه برَضاعِ أُمّهاتِها فيَعْمَلُ عِنْدَ ذَلِكَ أَخِلَّةً يَشُدُّها فِي الأَخْلافِ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ الفَصيلُ. وأَلْهَج الفَصيلَ: جعلَ فِي فِيهِ خِلالًا فشدَّه لئلَّا يَصِلَ إِلى الرَّضاع؛ قَالَ الشمَّاخ: رَعَى بارِضَ الوَسْمِيِّ، حَتَّى كأَنما ... يَرى بِسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ وَهَذِهِ أَفْعَل الَّتِي لإِعْدام الشَّيْءِ وسَلْبه. أَبو مَنْصُورٍ: المُلْهِجُ الرَّاعِي الَّذِي لَهِجَتْ فِصالُ إِبله بأُمهاتها، فَاحْتَاجَ إِلى تَفْلِيكِها وإِجْرارِها. يُقَالُ: أَلْهَجَ الرَّاعِي صاحبُ الإِبل، فَهُوَ مُلْهِجٌ، وَهُوَ التفليكُ أَن يَجْعَل الرَّاعِيَ مِنَ الهُلْبِ مِثْلَ فَلْكَةِ المِغزَلِ، ثُمَّ يُثْقَبَ لسانُ الفَصيلِ فيُجْعَل فِيهِ لِئَلَّا يَرْضَعَ. والإِجْرارُ: أَن يُشَقَّ لسانُ الْفَصِيلِ لِئَلَّا يَرْضَعَ وَهُوَ

البَدْحُ أَيضاً، وأَما الخَلُّ فَهُوَ أَن يأْخذ خِلالًا فَيَجْعَلَهُ فَوْقَ أَنف الْفَصِيلِ يُلْزِقُه بِهِ، فإِذا ذَهب يَرْضَعُ خِلْفَ أُمّه أَوجعَها طَرَفُ الخِلالِ فزَبَنَتْه عَنْ نَفْسِهَا؛ وَلَا يُقَالُ: أَلْهَجْتُ الفَصيلَ، إِنما يُقَالُ: أَلْهَجَ الرَّاعِي إِذا لَهِجَتْ فِصالُه، وَبَيْتُ الشَّمَّاخِ حُجَّةٌ لِمَا وَصَفْتُهُ؛ قَالَ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ رَعى بارِضَ الوسمِيِّ، وَهُوَ أَوَّل النبْتِ حَتَّى بَسَقَ وطالَ، فرَعَى البُهْمَى فَصَارَ سَفاها كأَخِلَّةِ المُلْهِج، فَتَرَكَ رعْيَها؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَنشده الْمُنْذِرِيُّ وَذَكَرَ أَنه عَرَضَهُ عَلَى أَبي الْهَيْثَمِ، قَالَ: والمُلْهِجُ الَّذِي لَهِجَتْ فِصالُه بالرَّضاعِ؛ يَقُولُ رَعَى العَيْرُ بارِضَ الوَسْمِيّ أَوّل مَا نَبَتَ إِلى أَن يَبِسَ سَفى بارِض البُهْمَى، كَرهَه ليُبْسِه، وشَبَّه شَوْكَ السَّفى لمَّا يَبِسَ بالأَخِلَّةِ الَّتِي تُجْعَلُ فوقَ أُنوفِ الفِصالِ، ويُغْرى بِهَا، قَالَ: وفسَّر الباهليُّ البيتَ كَمَا وَصَفْتُهُ. الأُمَوِيُّ: لَهَّجْتُ القومَ إِذا عَلَّلْتَهم قَبْلَ الغِذاءِ بِلُهْنة يَتَعَلَّلُونَ بِهَا، وَهِيَ اللُّهْجةُ والسُّلْفةُ واللُّمْجَةُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجُوه ولَهِّجوه ولَمِّكُوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه وعَيِّروه وسَفِّكُوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه «3»، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ولَهَّجَ القومَ: أَطْعَمَهُم شَيْئًا يَتَعَلَّلُونَ بِهِ قَبْلَ الْغِذَاءِ. والمُلْهاجُّ مِنَ اللَّبَنِ: الَّذِي خَثُرَ حَتَّى اختَلط بعضُه بِبَعْضٍ وَلَمْ تَتِمَّ خُثورَتُه، وَكَذَلِكَ كَلُّ مختلِطٍ. وأَمْرُ بَنِي فلانٍ مُلْهاجٌّ، عَلَى الْمَثَلِ. وأَيقظني حِينَ الْهاجَّتْ عَيْني أَي حِينِ اخْتَلطَ النُّعاسُ بِهَا. ولَهْوَجَ الشيءَ: خَلَطه. ولَهْوَجَ الأَمْرَ: لَمْ يُحْكِمْه وَلَمْ يُبْرِمْه. ابْنُ السِّكِّيتِ: طعامٌ مُلَهْوَجٌ ومُلَغْوَسٌ وَهُوَ الذي لم يُنْضَجْ؛ وأَنشد الْكِلَابِيُّ: خَيْرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ، ... قَدْ هَمَّ بالنُّضْجِ، ولمَّا يَنْضَجْ وَشِوَاءٌ مُلَهْوَجٌ إِذا لَمْ يُنْضَجْ. ولَهْوَجَ اللحمَ: لَمْ يُنْعِمْ شَيَّه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وكُنْتُ إِذا لاقَيْتُها، كَانَ سِرُّنا ... وَمَا بَيْنَنَا، مثلَ الشّواءِ المُلَهْوَجِ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: والأَمْرُ، مَا رامَقْتَه مُلَهْوَجا، ... يُضْوِيكَ، مَا لَمْ تَجْنِ مِنْهُ مُنْضَجا ولَهْوَجْتُ اللحمَ وتَلَهْوَجْتُه إِذا لَمْ تُنْعِمْ طَبْخَه. وثَرْمَلَ الطعامَ إِذا لَمْ يُنْضِجْه صانِعُه، وَلَمْ يَنْفُضْه مِنَ الرَّمادِ إِذ مَلَّه، ويُعتَذَرُ إِلى الضيفِ، فَيُقَالُ: قَدْ رَمَّلْنا لكَ العملَ، وَلَمْ نَتَنَوَّقْ فِيهِ للعجلةِ. وتَلَهْوَجَ الشيءَ: تَعَجَّلَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَوْلَا الإِلهُ، وَلَوْلَا سَعْيُ صاحِبنا، ... تَلَهْوَجُوها، كَمَا نَالُوا مِنَ العِيَرِ «4» لهمج: طريقٌ لَهْمَجٌ ولَهْجَمٌ: موطوءٌ مُذَلَّلٌ مُنْقادٌ. واللَّهْمَجُ: السابقُ السريعُ؛ قَالَ هِمْيَانُ: ثُمَّتَ يُرْعِيها لَهَا لَهامِجا وَيُقَالُ: تَلَهْمَجَه إِذا ابْتَلَعَهُ، كأَنه مأْخوذ مِنَ النَّهمةِ، ومِن تَلَمَّجَه «5». لوج: لاجَ الشيءَ لَوْجاً: أَداره فِي فِيهِ. واللَّوْجاءُ: الحاجةُ؛ عَنِ ابْنُ جِنِّي؛ يُقَالُ: مَا فِي صَدْرِهِ حَوْجاءُ وَلَا لوجاءُ إِلَّا قَضَيْتُها. اللحياني:

_ (3). قوله [وعسلوه وعيروه وسودوه] كذا بالأَصل، ومثله شرح القاموس. (4). قوله [العير] كذا بالأَصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس. (5). قوله [مِنَ النَّهِمَةِ وَمِنْ تَلَمَّجَهُ] كذا بالأَصل المنقول من خط المؤلف ونص شرح القاموس من اللهمة أو من تلمجه كذا في اللسان.

فصل الميم

مَا لِي فِيهِ حَوْجاءُ وَلَا لَوْجاءُ، وَلَا حُوَيجاءُ وَلَا لُوَيجاءُ، كِلَاهُمَا بالمَدِّ، أَي مَا لِي فِيهِ حاجةٌ. غَيْرُهُ: مَا لِي عَلَيْهِ حِوَجٌ وَلَا لِوَجٌ. فصل الميم مأج: أَبو عُبَيْدٍ: المأْجُ الماءُ المِلْحُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: فإِنك كالقَريحَةِ، عامَ تُمْهَى، ... شَرُوبُ الماءِ، ثُمَّ تَعُودُ مَأْجا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مَاجَا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، لأَن الْقَصِيدَةَ مُرْدَفَةٌ بأَلف؛ وقبلَهُ: نَدِمْتُ فَلَمْ أُطِقْ رَدّاً لشِعْري، ... كَمَا لَا يَشْعَبُ الصَّنَعُ الزُّجَاجَا والقَريحةُ: أَولُ مَا يُسْتَنْبَطُ مِنَ الْبِئْرِ. وأُمِيهَتِ البئرُ إِذا أَنْبَطَ الحافِرُ فِيهَا الْمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: مَأَجَ يَمْأَجُ مُؤُوجةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرى، ... غَداةَ نَأَتْ عنها المُؤُوجةُ والبَحْرُ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَؤُجَ يَمْؤُجُ مُؤُوجةً، فَهُوَ مَأْجٌ. والمَأْجُ: الأَحْمَقُ المُضْطَرِبُ كأَن فِيهِ ضَوًى. متج: أَبو السَّمَيْدَعِ: سِرْنا عَقَبةً مَتُوجاً أَي بَعِيدَةً، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُدْرِكاً ومُبْتكراً الجَعْفَرِيَّيْنِ يَقُولَانِ: سِرْنا عَقَبةً مَتُوجاً ومَتُوحاً ومَتُوخاً أَي بَعِيدَةً، فإِذا هِيَ ثَلَاثُ لغات. مثج: مُثِجَ بِالشَّيْءِ: غُذِّي بِهِ؛ وَبِذَلِكَ فسَّر السكريُّ قَوْلَ الأَعلم: والحِنْطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْثَجُ ... بالعَظِيمةِ والرَّغائِبْ وَقِيلَ: يُمْثَجُ يُخْلَطُ. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ مَثَجَ البئرَ إِذا نَزَحَها. مجج: مَجَّ الشرابَ والشيءَ مِن فِيهِ يَمُجُّه مَجّاً ومَجَّ بِهِ: رَماه؛ قَالَ رَبيعةُ بْنُ الجَحْدَرِ الهُذَليّ: وطَعْنةِ خَلْسٍ، قَدْ طَعَنْتُ، مُرِشّةٍ ... يَمُجُّ بِهَا عِرْقٌ، مِنَ الجَوْفِ، قالِسُ أَراد يَمُجُّ بدَمِها؛ وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الماءَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ويَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ، وَهُوَ بَلاؤُه، ... وإِنْ مَا سَقَوْه الماءَ، مَجَّ وغَرْغَرا هَذَا يَصِفُ رَجُلًا بِهِ الكَلَبُ، والكَلِبُ إِذا نَظَرَ إِلى الْمَاءِ تَخَيَّل لَهُ فِيهِ مَا يَكْرَهُه فَلَمْ يَشْرَبْهُ. ومَجَّ بَرِيقِهِ يَمُجُّه إِذا لفَظَه. وانْمَجَّتْ نُقْطَةٌ مِنَ الْقَلَمِ: تَرَشَّشَتْ. وَشَيْخٌ ماجٌّ: يَمُجُّ رِيقَه وَلَا يستطيعُ حَبْسَه مِنْ كُثْره. وَمَا بَقِيَ فِي الإِناء إِلَّا مَجَّةٌ أَي قَدْرُ مَا يُمَجُّ. والمُجاجُ: مَا مَجَّه مِنْ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخذ مِنَ الدَّلْوِ حُسْوةَ مَاءٍ، فمجَّها فِي بِئْرٍ ففاضَت بِالْمَاءِ الرَّواءِ. شَمِرٌ: مَجَّ الماءَ مِنَ الفمِ صَبَّه مِنْ فَمِهِ قَرِيبًا أَو بَعِيدًا، وَقَدْ مَجَّه؛ وَكَذَلِكَ إِذا مَجَّ لُعابَه، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ مَجّاً حَتَّى يُباعِدَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ فِي المَضْمضةِ لِلصَّائِمِ: لَا يَمُجُّه وَلَكِنْ يشرَبُه، فإِنَّ أَوَّلَه خَيْرُه ؛ أَراد المَضْمَضة عِنْدَ الإِفطار أَي لَا يُلقيه مِنْ فِيهِ فَيَذْهَبُ خُلُوفُه، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنس: فمَجَّه فِي فِيهِ ؛ وَفِي حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ: عَقَلْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَجَّةً مَجَّها فِي بِئْرٍ لَنَا. والأَرضُ

إِذا كَانَتْ رَيَّا مِنَ النَّدَى، فَهِيَ تمجُّ الْمَاءَ مَجّاً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الأُذُنُ مَجَّاجةٌ وللنَّفْسِ حَمْضَةٌ ؛ مَعْنَاهُ أَن لِلنَّفْسِ شَهْوَةً فِي استماعِ الْعِلْمِ والأُذنُ لَا تَعِي مَا تَسْمَعُ، وَلَكِنَّهَا تُلْقِيهِ نِسْيَانًا، كَمَا يُمَجُّ الشيءُ مِنَ الْفَمِ. والمُجاجةُ: الرِّيقُ الَّذِي تَمُجُّهُ مِنْ فِيكَ. ومُجاجةُ الشيءِ: عُصارَتُه. ومُجاجُ الجَرادِ: لُعابُه. ومُجاجُ فمِ الْجَارِيَةِ: رِيقُها. ومُجاجُ الْعِنَبِ: مَا سالَ مِنْ عَصِيرِهِ. وَيُقَالُ لِمَا سالَ مِنْ أَفواهِ الدَّبَى: مُجاجٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَاءٌ قَديم عَهْدُه، وكأَنَّه ... مُجاجُ الدَّبَى، لاقَتْ بهاجِرةٍ دَبَى «1» وَفِي رِوَايَةٍ: لَاقَتْ بِهِ جِرة دَبَى. ومُجاجُ النحلِ: عَسَلُها، وَقَدْ مَجَّتْه تَمُجُّه؛ قَالَ: وَلَا مَا تَمُجُّ النَّحْلُ مِنْ مُتَمَنِّعٍ، ... فَقَدْ ذُقْتُه مُسْتَطْرَفاً وصَفا لِيا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يأْكُلُ القِثَّاءَ بالمُجاجِ أَي بالعَسَلِ، لأَن النَّحْلَ تمُجُّه. الرِّيَاشِيُّ: المَجاجُ العُرْجُونُ؛ وأَنشد: بِقابِلٍ لَفَّتْ عَلَى المَجاجِ قَالَ: القابِلُ الفَسِيلُ؛ قَالَ: هَكَذَا قُرئَتْ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَهو صَحِيحٌ أَم لَا؟ وَيُقَالُ لِلْمَطَرِ: مُجاجُ المُزْنِ، وللعَسلِ: مُجاجُ النَّحْلِ، ابْنُ سِيدَهْ: ومُجاجُ المُزْنِ مَطَرُه. والماجُّ مِنَ الناسِ والإِبل: الَّذِي لَا يستطيعُ أَن يُمْسِكَ رِيقَه مِنَ الكِبَر. والماجُّ: الأَحمقُ الَّذِي يَسيلُ لُعابُه؛ يُقَالُ: أَحمق ماجٌّ لِلَّذِي يَسِيلُ لُعَابُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق مَعَ هَرَمٍ، وَجَمْعُ الماجِّ مِنَ الإِبلِ مَجَجةٌ، وَجَمْعُ الماجِّ مِنَ النَّاسِ ماجُّونَ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأُنثى مِنْهُمَا بِالْهَاءِ. والماجُّ: الْبَعِيرُ الَّذِي قَدْ أَسَنَّ وسالَ لُعابه. والماجُّ: النَّاقَةُ الَّتِي تَكْبَرُ حَتَّى تَمُجَّ الماءَ مِنْ حَلْقِها. أَبو عَمْرٍو: المَجَجُ بُلوغُ العِنَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبِعِ العِنَبَ حَتَّى يَظْهَرَ مَجَجُه أَي بُلوغُه. مَجَّجَ العِنَبُ يُمَجِّجُ «2» إِذا طابَ وَصَارَ حُلْواً. وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِيِّ: لَا يَصْلُحُ السلَفُ فِي الْعِنَبِ وَالزَّيْتُونِ وأَشباهِ ذَلِكَ حَتَّى يُمَجِّجَ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجال: يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثُمَّ يُكَحِّبُ ثُمَّ يُمَجِّجُ. والمَجَجُ: اسْترخاءُ الشِّدْقينِ نَحْوَ مَا يَعْرضُ لِلشَّيْخِ إِذا هَرِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى فِي الكعبةِ صورةَ إِبراهيم، فَقَالَ: مُروا المُجَّاجَ يُمَجْمِجُون عَلَيْهِ ؛ المُجّاجُ جَمْعُ ماجٍّ، وَهُوَ الرجلُ الهَرِمُ الَّذِي يَمُجُّ رِيقَه وَلَا يَسْتَطِيعُ حَبْسَه. والمَجْمَجَةُ: تَغْييرُ الكِتابِ وإِفْسادُه عَمَّا كُتِبَ. وَفِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مَرُّوا المَجّاجَ ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، أَي مُروا الْكَاتِبَ يُسَوِّدُه، سمِّي بِهِ لأَنَّ قَلَمَهُ يَمُجُّ المِدادَ. والمَجُّ والمُجاجُ: حَبٌّ كالعَدَسِ إِلا أَنه أَشدّ اسْتِدَارَةً مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: هَذِهِ الْحَبَّةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الماشُ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ الخُلَّر والزِّنَّ. أَبو حَنِيفَةَ: المَجَّةُ حَمْضَةٌ تُشْبِهُ الطَّحْماءَ غَيْرَ أَنها أَلطف وأَصغر. والمُجُّ: سَيْفٌ مِنْ سُيوفِ الْعَرَبِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْكَلْبِيِّ. والمُجُّ: فَرْخُ الحَمامِ كالبُجِّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: زَعَمُوا ذَلِكَ وَلَا أَعرف صِحَّتَهُ. وأَمَجَّ الفَرَسُ: جَرى جَرْياً شديداً؛ قال:

_ (1). قوله [وماء قديم إلخ] كذا بالأَصل مضبوطاً. وقوله: [وفي رواية إلخ] كذا فيه أَيضاً. (2). قوله [مجج العنب يمجج] هذا الضبط وجد بنسخة من النهاية يظن بها الصحة، ومقتضى ضبط القاموس المجج، بفتحتين، أَنْ يَكُونَ فِعْلُهُ مِنَ باب تعب. قوله [والمجاج حب] ضبط في الأَصل مجاج، بضم الميم.

كأَنَّما يَسْتَضْرِمانِ العَرْفَجا، ... فَوْقَ الجُلاذِيِّ إِذا مَا أَمْجَجا أَراد: أَمَجَّ، فأَظهر التَّضْعِيفَ لِلضَّرُورَةِ. الأَصمعي: إِذا بَدأَ الفَرَسُ يَعدو قَبْلَ أَن يَضْطَرِمَ جَرْيُه، قِيلَ: أَمَجَّ إِمْجاجاً. ابْنُ الأَعرابي: المُجُجُ السُّكارى، والمُجُجُ: النَّحْل. وأَمَجَّ الرجلُ إِذا ذهبَ فِي البِلادِ. وأَمَجَّ إِلى بلدِ كَذَا: انْطَلَقَ. ومَجْمَجَ الكِتابَ: خَلَّطَه وأَفسَدَه. اللَّيْثُ: المَجْمَجَةُ تَخْليطُ الكِتابِ وإِفْسادُه بِالْقَلَمِ. ومَجْمَجْتُ الكِتابَ إِذا ثَبَّجْتَه وَلَمْ تُبَيِّنِ الحروفَ. ومَجْمَجَ الرجلُ فِي خَبرِه: لَمْ يُبَيِّنْهُ. ولَحْمٌ مُمَجْمَجٌ: كَثِيرٌ. وكَفَلٌ مُتَمَجْمِجٌ: رَجْراجٌ «1» إِذا كَانَ يَرْتَجُّ مِنَ النَّعْمةِ؛ وأَنشد: وكَفَلٍ رَيَّانَ قَدْ تَمَجْمَجا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ مُسْتَرْخِياً رَهِلًا: مَجْماجٌ؛ قَالَ أَبو وجْزَةَ: طالَتْ عَلَيْهِنَّ طُولًا غَيرَ مَجْماجِ ورجلٌ مَجْماجٌ كَبَجْباجٍ: كثيرُ اللَّحْمِ غَلِيظُهُ. وَقَالَ شُجَاعٌ السُّلَمِيُّ: مَجْمَجَ بِي وبَجْبَجَ إِذا ذهَبَ بِكَ فِي الْكَلَامِ مَذهَباً عَلَى غَيْرِ الاستِقامة وردّكَ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ. ابْنُ الأَعرابي: مَجَّ وبَجَّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. محج: مَحَجَ الأَديمَ يَمْحَجُه مَحْجاً: دَلَكَه لِيَمْرُنَ. والمَحْجُ: مَسْحُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى ينالَ المَسْحُ جِلْدَ الشَّيْءِ لِشِدَّةِ مَسْحِكَ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. والرِّيحُ تَمْحَجُ الأَرضَ مَحْجاً: تَذْهَبُ بِالتُّرَابِ حَتَّى تتناوَلَ مِنْ أَرُومةِ العَجَاجِ؛ قَالَ العَجَّاجُ: ومَحْجُ أَرْواحٍ يُبارِينَ الصَّبا، ... أَغْشَيْنَ مَعرُوفَ الدِّيارِ التَّيْرَبَا وَيُرْوَى التَّوْرَبا، وَكِلَاهُمَا التُّرَابُ. ومَحَجَ المرأَةَ يَمْحَجُها مَحْجاً نَكَحَها، وَكَذَلِكَ مَخَجَها. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اخْتَصَمَ شَيْخانِ غَنَوِيٌّ وباهِليٌّ، فَقَالَ أَحدهما لِصَاحِبِهِ: الكاذِبُ مَحَجَ أُمَّه، فَقَالَ الْآخَرُ: انْظُرُوا مَا قَالَ لِي: الْكَاذِبُ مَحَجَ أُمَّه أَي ناكَ أُمَّه؛ فَقَالَ لَهُ الْغَنَوِيُّ: كَذَبَ مَا قُلْتُ لَهُ هَكَذَا، وَلَكِنِّي قُلْتُ: مَلَجَ أُمَّه أَي رَضَعها. ابْنُ الأَعرابي: المَحَّاجُ الكذَّابُ؛ وأَنشد: ومَحَّاجٌ إِذا كَثُرَ التَّجَنِّي قَالَ الأَزهري: فَمَحَجَ، عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي، لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما الجِماعُ، وَالْآخَرُ الكَذِبُ. ومَحَجَ مَحْجاً: أَسرَعَ. ومَحَجَ العُودَ مَحْجاً: قَشَرَهُ. ومَحَجَ الدَّلْوَ مَحْجاً: خَضْخَضَها كمَخَجَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: قَدْ صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما، ... يَزِيدُها مَحْجُ الدِّلا جُمُوما وَيُرْوَى: مَخْجُ الدِّلا، وَهِيَ أَعرفُ وأَشهر. وماحَجَه: ماطَله. ومَحَجَ اللبنَ ومَخَجَه إِذا مَخَضَه. ابْنُ سِيدَهْ: ومِحاجٌ ومَحاجِ: اسْمُ فَرسٍ مَعْرُوفَةٍ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ؛ قَالَ: اقْدُمْ مَحاجِ، إِنه يَومٌ نُكُرْ، ... مِثْلي عَلَى مِثْلِكَ يَحْمِي ويَكُرْ ومَحاجٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ أَنشد ثعلب:

_ (1). قوله [وكفل متمجمع: رجراج إلخ] كذا بالأَصل. وعبارة القاموس: وكفل ممجمج كمسلسل مرتج وقد تمجمج.

لَعَنَ اللهُ بَطْنَ لَقْفٍ مَسِيلًا ... ومَحاجاً، فَلَا أُحِبُّ مَحاجَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ مَحاجٌ مَفْعَلًا كالمَقالِ والمَقامِ، فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِهِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: المَحَجَّةُ جادَّةُ الطريقِ، مَفْعَلَةٌ مِنَ الحَجِّ القَصْدِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَجَمْعُهَا المَحاجُّ، بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: ظَهَرَتْ مَعالِمُ الجَوْرِ وتُرِكَتْ مَحاجُّ السُّنَنِ ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي موضعه. مخج: مَخَجَ المرأَة يَمْخَجُها مَخْجاً: نكَحها. ومَخَجَ بِالدَّلْوِ وَغَيْرِهَا مَخْجاً، ومَخَجَها: خَضْخَضَها، وَقِيلَ: جَذَب بِهَا ونَهَزَها حتى تمتلىء؛ قَالَ: قَدْ صَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما، ... يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُوما وَكَذَلِكَ تَمَخَّجَها وتماخَجَها. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمَخَّجْتُ الماءَ إِذا حَرَّكْتَهُ: قَالَ: صَافِي الجِمامِ لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا أَي لَمْ تَمْخُضْه «2» الدِّلاء. الأَصمعي: مَخَجَ البئرَ ومَخَضَها، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ومَخَجَ الْبِئْرَ يَمْخَجُها مَخْجاً: أَلَحَّ عَلَيْهَا فِي الغَرْب؛ وَبِهِ فسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلَهُ: يَزيدُها مخجُ الدِّلا جُموما وأَنشد يَعْقُوبُ: تَرَى الغُلامَ اليافِعَ الحَزَوَّرا، ... يَمْخَجُ بالدَّلْوِ، وقد تَغَشْمَرا مدج: اللَّيْثُ: مُدَّجٌ سَمَكَةٌ بَحْرِيَّةٌ، قَالَ: وأَحْسَبُهُ مُعَرَّباً؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ فِي المدَّجِ: يُغْني أَبا ذَرْوَةَ عَنْ حانُوتِها، ... عَنْ مُدَّجِ السُّوقِ وأَنْزَرُوتِها وَقَالَ: مُدَّجٌ سَمَكٌ اسْمُهُ متور «3». وأَنْزَرُوتِها: يُرِيدُ عَنْزَرُوتِها. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مُدَجِّجٍ، هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ الْمَكْسُورَةِ، وادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الهجرة. مذحج: مَذْحِجٌ مِثَالُ مَسْجِدٍ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ مَذحِجُ بْنُ يُحابِرَ بْنِ مالكِ بْنُ زَيْدِ بنِ كهْلانَ بْنِ سبإٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ. مرج: المَرْجُ: الْفَضَاءُ، وَقِيلَ: المَرْجُ أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فِيهَا الدوابُّ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَرضٌ واسعةٌ فِيهَا نَبْتٌ كَثِيرٌ تَمْرُجُ فِيهَا الدوابُّ، وَالْجَمْعُ مُروجٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رَعَى بِهَا مَرْجَ رَبيعٍ مَمْرَجا وَفِي الصِّحَاحِ: المَرْجُ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَرعى فِيهِ الدوابُّ. ومَرَجَ الدابَّةَ يَمْرُجُها إِذا أَرسلَها تَرعى فِي الْمَرْجِ. وأَمْرَجَها: تَرَكَهَا تَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَتْ، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: مَرَجَ دَابَّتَهُ خَلَّاها، وأَمْرَجَها: رَعاها. وإِبلٌ مَرَجٌ إِذا كَانَتْ لَا رَاعِيَ لَهَا وَهِيَ تَرْعَى. وَدَابَّةٌ مَرَجٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ وأَنشد: فِي رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَياصِي وَفِي الْحَدِيثِ وَذَكَرَ خَيْلَ المُرابِطِ، فَقَالَ: طَوَّلَ لَهَا فِي مَرْجٍ ؛ المَرْجُ: الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كَثِيرِ تَمْرُجُ فِيهَا الدوابُّ أَي تُخَلَّى تَسْرَحُ مُخْتَلِطَةً حَيْثُ شَاءَتْ. والمَرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ

_ (2). قوله [تمخضه] بتثليث الخاء من المضارع كما في القاموس. (3). قوله [مُدَّجٌ سَمَكٌ اسْمُهُ متور] كذا بالأَصل. وعبارة القاموس: مدّج كقبر، سمكة بحرية وتسمى المشق انتهى. وشكل فيه مشق بشد الشين.

مَرِجَ الْخَاتَمُ فِي إِصْبَعِي، وَفِي الْمُحْكَمِ: فِي يَدِي، مَرَجاً أَي قَلِقَ، ومَرَجَ، وَالْكَسْرُ أَعلى مِثْلَ جَرِجَ؛ ومَرِجَ السهمُ، كَذَلِكَ. وأَمْرَجَه الدَّمُ إِذا أَقْلَقَه حَتَّى يَسْقُطَ. وَسَهْمٌ مَرِيجٌ: قَلِقٌ. والمَرِيجُ: المُلْتَوي الأَعْوَجُ. ومَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً، فَهُوَ مارِجٌ ومَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتلَط. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ؛ يَقُولُ: فِي ضلالٍ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: فِي أَمرٍ مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ عَلَيْهِمْ، يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّةً ساحِرٌ، ومرَّة شاعِرٌ، وَمَرَّةً مُعَلّمٌ مجنونٌ، وَهَذَا الدَّلِيلُ عَلَى أَن قَوْلَهُ مرِيجٌ: مُلْتَبِس عَلَيْهِمْ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَنتم إِذا مَرِجَ الدينُ فَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَانِ، وحُرِّقَ البيتُ العتِيقُ؟ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ أَنت إِذا بَقِيتَ فِي حُثالةٍ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهم وأَماناتُهم؟ أَي اخْتَلَطَتْ؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ مَرِجَ الدينُ: اضْطَرَبَ والتَبَسَ المَخْرَجُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ مَرَجُ العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الْوَفَاءِ بِهَا؛ وأَصل المَرَجِ القَلَقُ. وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، قَدِ الْتَبَسَتْ شَناغيبه؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَجالَتْ فالتَمَسْتُ بِهِ حَشاها، ... فَخَّرَ كأَنه غُصنٌ مَرِيجُ وَفِي التَّهْذِيبِ: خُوطٌ مَرِيجٌ أَي غُصنٌ لَهُ شُعَبٌ قِصارٌ قَدِ الْتَبَسَتْ. ومَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه. ضَيَّعه. وَرَجُلٌ مِمْراجٌ: يَمْرُجُ أُمورَه وَلَا يُحْكِمُها. ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ: فَسَدَ؛ قَالَ أَبو دُواد: مَرِجَ الدِّينُ، فأَعْدَدْتُ لَهُ ... مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لَمْ يَفِ بِهِ. ومَرِجَ الناسُ: اخْتَلَطُوا. ومَرِجَتْ أَماناتُ النَّاسِ: فَسَدَتْ. ومَرِجَ الدِّينُ والأَمرُ: اخْتَلَطَ واضْطَرَبَ؛ وَمِنْهُ الهَرْجُ والمَرْجُ. وَيُقَالُ: إِنما يَسْكُنُ المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً لِلْكَلَامِ. والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ. والمَرَجُ: الفسادُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَيْفَ أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ؟ أَي فسَدَ وقَلِقَتْ أَسبابُه. والمَرْجُ الخَلْطُ. ومَرَجَ اللَّهُ البحرَيْنِ العذْبَ والمِلْحَ: خَلَطَهما حَتَّى الْتَقَيَا. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ؛ يَقُولُ: أَرْسَلَهُما ثُمَّ يلتقيانِ بَعْدُ، وَقِيلَ: خَلَّاهما ثُمَّ جَعَلَهُمَا لَا يَلْتَبِسُ ذَا بِذَا، قَالَ: وَهُوَ كَلَامٌ لَا يَقُولُهُ إِلَّا أَهل تِهامَةَ، وأَما النَّحْوِيُّونَ فَيَقُولُونَ أَمْرَجْتُه وأَمْرَجَ دابَّتَه؛ وَقَالَ الزّجَّاج: مَرَجَ خَلَطَ؛ يَعْنِي البحرَ المِلحَ والبحرَ العَذْبَ، وَمَعْنَى لَا يَبْغِيَانِ أَي لَا يَبْغِي المِلحُ عَلَى الْعَذْبِ فَيَخْتَلِطُ. ابْنُ الأَعرابي: المَرْجُ الإِجْرَاءُ، ومنه قوله مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ* أَي أَجراهُما؛ قَالَ الأَخفش: وَيَقُولُ قومٌ: أَمْرَجَ البحرينِ مِثْلَ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ، فَعَلَ وأَفْعَلَ، بِمَعْنًى. والمارِجُ: الخِلْطُ. والمارِجُ: الشُّعْلةُ السَّاطِعَةُ ذاتُ اللَّهَبِ الشَّديد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ الخِلْطُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الشُّعْلةُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الكاهِل والغارِبِ؛ وَقِيلَ: المارِجُ اللَّهَبُ المُختَلِطُ بسَوادِ النارِ؛ الْفَرَّاءُ: المارِجُ هَاهُنَا نارٌ دونَ الحِجابِ مِنْهَا هَذِهِ الصَّواعِقُ وبُرِئ جِلْدُهُ مِنْهَا: أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ مارِجٍ مِنْ خِلْطٍ مِنْ نارٍ. الْجَوْهَرِيُّ: مارِجٍ مِنْ نارٍ ،

نَارٌ لَا دُخَانَ لَهَا خَلَقَ مِنْهَا الْجَانَّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: خُلِقتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نورٍ وخُلِقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ؛ مارِجُ النَّارِ: لَهَبُها الْمُخْتَلِطُ بِسَوَادِهَا. وَرَجُلٌ مَرّاجٌ: يَزيدُ فِي الحديثِ؛ وَقَدْ مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً. وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وَهِيَ مُمْرِجٌ إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعد ما صارَ غِرْساً ودَماً، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا أَلقت ماءَ الفحل بعد ما يَكُونُ غِرْساً وَدَمًا؛ وَنَاقَةٌ مِمْراجٌ إِذا كَانَ ذَلِكَ عادتَها. ومَرَجَ الرجلُ المرأَةَ مَرْجاً: نَكَحَها. رَوَى ذَلِكَ أَبو الْعَلَاءِ يَرْفَعُهُ إِلى قُطْرُب، وَالْمَعْرُوفُ هَرَجَها يَهْرُجُها. والمَرْجانُ: اللُّؤْلُؤُ الصِّغارُ أَو نحوُه، وَاحِدَتُهُ مَرْجانةٌ، قَالَ الأَزهري: لَا أَدري أَرُباعِيٌّ هُوَ أَم ثُلاثِيٌّ؛ وأَورده فِي رُبَاعِيِّ الْجِيمِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَرْجانُ البُسَّذُ، وَهُوَ جَوهَرٌ أَحمر، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنه صِغَارُ اللؤْلُؤِ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْر: أَذُودُ القَوافيَ عَنِّي ذِيادا، ... ذِيادَ غُلامٍ جَرِيٍّ جِيادا «1» فأَعْزِلُ مَرْجانَها جانِباً، ... وآخُذُ مِنْ دُرِّها المُسْتَجادا وَيُقَالُ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْر الْمَعْرُوفِ بالذائِدِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَرْجانُ بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ تَرْتَفع قِيسَ الذراعِ، لَهَا أَغْصان حُمْرٌ وَوَرَقٌ مُدَوَّرٌ عَرِيضٌ كَثِيفٌ جِدًّا رَطْبٌ رَوٍ، وَهِيَ مَلْبَنَةٌ، والواحِدُ كالواحدِ. ومَرْجُ الخُطَباء: مَوْضِعٌ بخُراسان. ومَرْجُ راهِطٍ بالشامِ؛ وَمِنْهُ يَوْمُ المَرْجِ لِمَرْوان بنِ الْحَكَمِ عَلَى الضحّاكِ بْنِ قَيْسٍ الفِهْريّ. ومَرْجُ القَلَعَةِ، بِفَتْحِ اللَّامِ: مَنْزِلٌ بِالْبَادِيَةِ. ومَرْجَةُ والأَمْراجُ: مَوْضِعانِ؛ قَالَ السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكةِ: وأَذْعَرَ كَلّاباً يَقُودُ كِلابَهُ، ... ومَرْجةُ لمَّا اقْتَبِسْها بِمقْنَبِ وَقَالَ أَبو الْعِيَالِ الهُذَلي: إِنّا لَقِينا بَعْدَكم بدِيارِنا، ... مِنْ جانِبِ الأَمْراجِ، يَوْمًا يُسْأَلُ أَراد يُسأَلُ عنه. مزج: المَزْجُ: خَلْطُ المِزاجِ بِالشَّيْءِ. ومَزْجُ الشرابِ: خَلْطُه بِغَيْرِهِ. ومِزاجُ الشرابِ: مَا يُمْزَجُ بِهِ. ومَزَجَ الشيءَ يَمْزُجُه مَزْجاً فامْتَزَجَ: خَلَطَه. وشرابٌ مَزْجٌ: مَمْزُوجٌ. وكلُّ نَوْعَيْنِ امْتَزَجا، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ مِزْجٌ ومِزاجٌ. ومِزاجُ البدَنِ: مَا أُسِّسَ عَلَيْهِ مِنْ مِرَّةٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ومِزاجُ الجِسْمِ مَا أُسِّس عَلَيْهِ الْبَدَنُ مِنَ الدَّمِ والمِرّتَيْنِ والبَلْغَمِ. والمِزْجُ والمَزْجُ: العَسَلُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الشَّهْدُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فجاءَ بِمِزْجٍ لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثلَهُ؛ ... هُوَ الضَّحْكُ، إِلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سمِّي مِزْجاً لِأَنه مِزاجُ كلِّ شرابٍ حُلْوٍ طُيِّبَ بِهِ، وسَمَّى أَبو ذُؤَيْبٍ الماءَ الذي تُمْزَجُ

_ (1). قوله [جريّ جيادا] كذا بالأَصل. والذي في مادة [ذود] من القاموس غويّ جرادا.

بِهِ الْخَمْرُ مِزْجاً. لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الخمرِ وَالْمَاءِ يُمازِجُ صاحِبَه؛ فَقَالَ: بِمزْجٍ مِنَ العَذْب، عَذْبِ السَّراةِ، ... يُزَعْزِعُه الرِّيحُ، بعدَ المَطَرْ ومَزَّجَ السُّنبُلُ وَالْعِنَبُ: اصْفَرَّ بَعْدَ الْخُضْرَةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: لَوَّنَ مِنْ خُضْرة إِلى صُفْرَةٍ. وَرَجُلٌ مَزَّاجٌ ومُمَزِّجٌ: لَا يثبتُ عَلَى خُلُقٍ، إِنما هُوَ ذُو أَخْلاق، وَقِيلَ: هُوَ المُخَلِّطُ الكَذّاب؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَنشد لِمَدْرَجِ الرِّيح: إِني وَجَدْتُ إِخاءَ كلِّ مُمَزِّجٍ ... مَلِقٍ، يَعُودُ إِلى المَخانةِ والقِلَى والمِزْجُ اللَّوْزُ المُرُّ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صحتُه، وَقِيلَ: إِنما هُوَ المَنْج. والمَوْزَجُ: الخُفُّ؛ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ مَوازِجةٌ، أَلْحقُوا الْهَاءَ لِلْعُجْمَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَكَذَا وُجِدَ أَكثر هَذَا الضَّرْبِ الأَعجمي مُكَسَّراً بِالْهَاءِ، فِيمَا زَعَمَ سِيبَوَيْهِ، والمَوْزَجُ مُعَرَّبٌ وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ مُوزَهْ، وَالْجَمْعُ المَوازِجَةُ مِثْلُ الجَوْرَبِ والجَوارِبةِ، وَالْهَاءُ لِلْعُجْمَةِ، وإِن شئتَ حَذَفْتَهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَةً نَزَعَتْ خُفَّها أَو مَوْزَجَها فَسَقَتْ بِهِ كَلْباً. ابْنُ شُمَيْلٍ: يَسأَلُ السَّائِلُ، فَيُقَالُ: مَزِّجُوهُ أَي أَعْطُوه شَيْئًا؛ وأَنشد: وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ وأَنْطَوِي، ... إِذا الماءُ أَمْسى لِلْمُزَلَّجِ ذَا طَعْمِ «1» وَقَوْلُ الْبَرِيقِ الْهُذَلِيِّ: أَلمْ تَسْلُ عَنْ لَيْلى، وَقَدْ ذهَبَ الدَّهْرُ، ... وَقَدْ أُوحِشَتْ مِنْهَا الموازِجُ والحَضْرُ «2» ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظُنُّ المَوازِجَ مَوْضِعاً، وكذلك الحَضْرُ. مشج: المَشْجُ والمَشِجُ والمشَجُ والمَشِيجُ: كُلُّ لَوْنينِ اخْتلَطا، وَقِيلَ: هُوَ مَا اخْتَلَطَ مِنْ حُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ شَيْئَيْنِ مُخْتَلِطَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَمْشاجٌ مِثْلَ يَتيمٍ وأَيْتامٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: سيطَ بِهِ مَشِيجُ. ومَشَجْتُ بَيْنهما مَشْجاً: خَلَطْتُ؛ والشيءُ مَشيجٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والمَشِيجُ اخْتِلاطُ مَاءِ الرَّجُلِ والمرأَة؛ هَكَذَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالْمَصْدَرِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ قَالَ: والصحيحُ أَن يُقَالَ: المَشِيج مَاءُ الرَّجُلِ يَخْتَلِطُ بماءِ المرأَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَمْشاجُ هِيَ الأَخْلاطُ: ماءُ الرجلِ وَمَاءُ المرأَةِ والدمُ والعَلَقَة، وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ مِنْ هَذَا: خِلْطٌ مَشِيجٌ كَقَوْلِكَ خَلِيطٌ ومَمْشُوجٌ، كَقَوْلِكَ مَخْلُوطٌ مُشِجَتْ بِدمٍ، وَذَلِكَ الدمُ دمُ الحيضِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَمشاجُ الأَخلاطُ؛ يُرِيدُ الأَخْلاطَ النطفةَ «3» لأَنها مُمْتَزِجةٌ مِنْ أَنواعٍ، وَلِذَلِكَ يُولَدُ الإِنسان ذَا طَبائعَ مُخْتَلِفةٍ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ ... عَلَى مَشَجٍ، سُلالتهُ مَهِينُ وَقَالَ الْآخَرُ: فَهُنَّ يَقذِفْنَ مِنَ الأَمْشاجِ، ... مِثْلَ بُزولِ اليَمْنَةِ الحجاجِ «4» وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: أَمْشاجٌ أَخْلاطٌ مِنْ مَنِيٍّ وَدَمٍ، ثُمَّ يُنْقَلُ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ. وَيُقَالُ: نُطْفةٌ أَمْشاجٌ لِمَاءِ الرَّجُلِ يَخْتَلِطُ بِمَاءِ المرأَةِ ودَمِها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي

_ (1). قَوْلِهِ [وأغتبق الماء إلخ] كذا بالأَصل، ولا شاهد فيه كما لا يخفى. (2). قوله [أوحشت إلخ] في معجم ياقوت: أقفرت منها الموازج فالحضر. (3). قوله [يريد الأَخلاط النطفة] عبارة شرح القاموس: يريد النطفة. (4). قوله [مثل إلخ] كذا بالأَصل.

صِفَةِ الْمَوْلُودِ: ثُمَّ يَكُونُ مَشِيجاً أَربعين لَيْلَةً ؛ المَشِيجُ: المختلِطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَخْلوطٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ومَحَطَ الأَمْشاجَ مِنْ مَسارِبِ الأَصْلابِ ؛ يُرِيدُ المنيَّ الَّذِي يَتولَّدُ مِنْهُ الجَنِينُ. والأَمْشاجُ: أَخْلاطُ الكَيْمُوساتِ الأَربعِ، وَهِيَ: المِرارُ الأَحمرُ والمِرارُ الأَسْودُ والدمُ وَالْمَنِيُّ؛ أَراد بالمَشْجِ اخْتِلاطَ الدمِ بِالنُّطْفَةِ، هَذَا أَصله؛ وَعَنِ الْحَسَنُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَمْشاجٍ ؛ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ إِذا اسْتَعْجَلَ مشَج خَلْقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَمْشاجُ البدَنِ طَبائِعهُ، وَاحِدُهَا مَشْجٌ ومَشَجٌ ومَشِجٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. وَعَلَيْهِ أَمْشاجُ غُزولٍ أَي داخِلةٌ بعضُها فِي بَعْضٍ؛ يَعْنِي البُرود فِيهَا أَلوانُ الغُزُولِ. الأَصمعي: أَمْشاجُ وأَوشاجُ غُزولٍ داخلٌ بعضُها فِي بَعْضٍ؛ وقولُ زهَير بْنِ حَرام الْهُذَلِيِّ: كأَنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ مِنْهَا، ... خِلالَ الرِّيشِ، سِيطَ بِهِ مَشِيجُ وَرَوَاهُ الْمُبَرِّدُ: كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْجَينِ مِنْهُ، ... خِلافَ النصْلِ، سِيطَ بِهِ مَشيجُ أَراد بالمتْنِ مَتْنَ السَّهْمِ. والشَّرْجَينِ: حَرْفَيِ الفُوقِ، وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ: سيطَ بِهِ المَشِيجُ؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ: كأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ مِنْهَا، ... خِلالَ النصْلِ، سِيطَ به المَشيجُ معج: المَعْجُ: سُرعةُ المَرّ. وَرِيحٌ مَعُوجٌ: سريعةُ المَرّ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ، وتَمُدّهُ ... مُسَفْسِفةٌ، فَوقَ التُّرابِ، مَعُوجُ ومَعَجَ السَّيْلُ يَمْعَجُ: أَسْرَعَ؛ وقَولُ ساعِدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: مُسْتأْرِضاً بَينَ أَعْلى اللِّيثِ أَيْمَنَهُ ... إِلى شَمَنْصِيرَ، غَيْثاً مُرْسَلًا مَعِجا «1» إِنما هُوَ عَلَى النَّسَبِ أَي ذُو مَعْجٍ. ومَعَجَ فِي الجَرْيِ يَمْعَجُ مَعْجاً: تَفَنَّنَ. وَقِيلَ: المَعْجُ أَن يَعْتَمِدَ الفَرَسُ عَلَى إِحدى عُضادَتَي العنانِ، مَرَّةً فِي الشِّقِّ الأَيمَنِ وَمَرَّةً فِي الشِّقِّ الأَيسر. وفرسٌ مِمْعَجٌ: كَثِيرُ المَعْجِ. وَحِمَارٌ مَعَّاجٌ ومَعُوجٌ: يَسْتَنُّ فِي عَدْوِه يَمِينًا وَشِمَالًا. ومَعَجَتِ الناقةُ مَعْجاً: سارتْ سَيراً سَهْلًا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مِنَ المُنْطياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ، بَعْدَ ما ... يُرَى فِي فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ أَي تَسِيرُ هَذَا السير الشديد بعد ما تَغُور عَيْنَاهَا مِنَ الإِعْياء والتعَب. ومَعَجَ فِي سَيْرِهِ إِذا سارَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَذَلِكَ مِنَ النَّشاطِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْعِيرَ: غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجا ومَرَّ يَمْعَجُ أَي مَرَّ مَرًّا سَهْلًا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفَرَّقَ لَهَا السُّفُنُ أَي ماجَ واضْطَرَبَ. والمَعْجُ: هُبُوبُ الرِّيحِ فِي لينٍ. والرِّيحُ تَمْعَجُ فِي النَّبَاتِ: تَقْلِبُه يَمِينًا وَشِمَالًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو نَفْحة مِنْ أَعالي حَنْوةٍ مَعَجَتْ ... فِيهَا الصَّبا مَوْهِناً، والرَّوضُ مَرْهُومُ

_ (1). قوله [بين أعلى] كذا بالأَصل هنا. وفي معجم ياقوت: بين بطن؛ وكذا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ هذا الكتاب.

ومَعَجَ الرجلُ جارِيَتَه يَمْعَجُها إِذا نَكَحَهَا. ومَعَجَ المُلْمُولَ فِي المكْحُلةِ إِذا حَرَّكَه فِيهَا. ومَعَجَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمِّه يَمْعَجُه مَعْجاً: لَهَزَه وقلَّبَ فَاهُ فِي نواحِيهِ لِيَتَمَكَّنَ فِي الرَّضاع؛ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ غَزوان: فعَلَ ذَلِكَ فِي مَعْجَةِ شَبابه وعلوة «2» شَبَابِهِ، وعُنْفُوانِه، وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي مَوْجةِ شَبابه، بِمَعْنَاهُ. مغج: مَغَجَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَجُها مَغْجاً: لَهَزَها. الأَزهري: عَنْ أَبي عَمْرٍو: مَغَجَ إِذا عَدَا، ومَغَجَ إِذا سارَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع مَغَجَ لغيره. مفج: رَجُلٌ ثَفاجةٌ مَفَاجةٌ: أَحْمَقُ مائقٌ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: أَخذني الشُّراةُ فرأَيتُ مُساوِراً قَدِ ارْبَدَّ وجْهُه، ثُمَّ أَوْمأَ بالقَضيب إِلى دَجَاجَةٍ كَانَتْ تَتبَخْتَرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: تسَمَّعي يَا دجاجةُ، تَعَجَّبي يَا دَجاجةُ، ضَلَّ عليٌّ واهْتَدى مَفاجةٌ. وَقَدْ مَفَجَ وثَفَجَ إِذا حَمُقَ، حَكَى ذَلِكَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ملج: مَلَجَ الصبيُّ أُمه يَمْلُجُها مَلْجاً ومَلِجَها إِذا رضَعَها، وأَمْلَجَتْه هِيَ. وَقِيلَ: المَلْجُ تناوُلُ الشَّيْءِ، وَفِي الصِّحَاحِ: تناوُلُ الثدْي بأَدْنى الْفَمِ. وَرَجُلٌ مَلْجانُ مَصَّانُ: يَرْضَعُ الإِبلَ والغنَم مِنْ ضُروعِها وَلَا يَحْلُبُها لِئَلَّا يُسْمَع، وَذَلِكَ مِنْ لُؤْمه. وامْتَلَجَ الفصيلُ مَا فِي الضَّرْع: امْتصَّه. والإِملاجُ: الإِرْضاعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحَرِّمُ الإِمْلاجةُ وَلَا الإِمْلاجَتانِ ؛ يَعْنِي أَن تُمِصَّه هِيَ لَبَنَها؛ وَفِي النِّهَايَةِ: لَا تُحَرِّمُ المَلْجةُ والمَلْجَتانِ، قَالَ: المَلْجُ المَصُّ، والمَلْجةُ المرّةُ، والإِمْلاجةُ المرَّة أَيضاً مِن أَمْلَجَتْه أُمُّه أَي أَرْضَعَتْهُ؛ يَعْنِي أَن المَصَّةَ والمَصَّتَينِ لَا يُحَرِّمان مَا يُحَرِّمُه الرضاعُ الكامِلُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فجَعَلَ مالكُ بْنُ سِنانٍ يَمْلُجُ الدمَ بِفِيهِ مِنْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ازْدَرَدَه أَي مَصَّه ثُمَّ ابْتَلَعَه؛ ومنه حديث عمرو ابن سَعِيدٍ، قَالَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوانَ يَوْمَ قتلَه: أُذَكِّرُكَ مَلْجَ فُلانةَ ، يَعْنِي امرأَة كَانَتْ أَرضعتهما. والمَلِيجُ: الرَّضِيعُ. والمَلِيجُ: الجَلِيلُ مِنَ الناسِ أَيضاً. ومَلَجَ المرأَةَ: نَكَحَها كَلَمَجَها. والمُلْجُ: السُّمْرُ مِنَ الناسِ؛ وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَسودُ أَمْلَجُ، وَهُوَ اللَّعِسُ. والأَمْلَجُ: الأَصفر الَّذِي لَيْسَ بأَسودَ وَلَا أَبيض، وَهُوَ بَيْنَهُمَا؛ يُقَالُ: ولدَت فلانةُ غُلَامًا فَجَاءَتْ بِهِ أَمْلَجَ أَي أَصْفَرَ لَا أَبيضَ وَلَا أَسْودَ. والأَمْلَجُ: ضَرْبٌ مِنَ العَقاقِير سمِّي بِذَلِكَ للَوْنِه. أَبو زَيْدٍ: والمُلْجُ نَوى المُقْلِ، وَجَمْعُهُ أَمْلاجٌ؛ غَيْرُهُ: والمُلْجُ نَوَاةُ المُقْلةِ. ومَلَجَ الرجلُ إِذا لاكَ المُلْجَ. والأُمْلُوجُ: نَوَى المُقْلِ مِثْلَ المُلْجِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَةَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ يَشْكُونَ القحطَ، وَفِي نُسْخَةٍ: وفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ قائلهُم: سَقَطَ الأُمْلُوجُ وماتَ العُسْلُوجُ ؛ وَقِيلَ: الأُمْلُوجُ وَرَقٌ مِنْ أَوراق الشَّجَرِ كَالْعِيدَانِ، لَيْسَ بِعَرِيضٍ كَوَرَقِ الطَّرْفاء والسرْو، وَالْجَمْعُ الأَمالِيجُ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والأُملُوجُ: الْغُصْنُ النَّاعِمُ؛ وَقِيلَ: هُوَ العِرْقُ مِنْ عُرُوقِ الشجَر يُغْمَسُ فِي الثَّرَى لِيَلِينَ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ وَرَقُهُ كَالْعِيدَانِ. وَفِي رِوَايَةٍ: سَقَطَ الأُملوج مِنَ البِكارةِ ، هُوَ جَمْعُ بَكْرٍ، وَهُوَ الفَتيُّ السَّمِينُ مِنَ الإِبل، أَي سَقَطَ عَنْهَا ما علاها

_ (2). قوله [وعلوة] كذا في الأَصل بمهملة، وفي شرح القاموس بغين معجمة. ونص القاموس في مادة غلو: والغلواء، بالضم وفتح اللام ويسكن: الغلوّ وأَوّل الشباب وسرعته كالغلوان بالضم.

مِنَ السِّمَنِ برَعْيِ الأُمْلُوج، فسَمَّى السِّمَنَ نفسَه أُمْلُوجاً عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعَارَةِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والمُلُجُ: الجِداءُ الرُّضَّعُ. والمالَجُ: الَّذِي يُطَيَّن بِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. منج: المَنْجُ: إِعرابُ المَنْك، وَهُوَ دَخِيلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَهُوَ حَبٌّ إِذا أُكِلَ أَسْكَرَ آكِلَه وغَيَّرَ عَقْلَهُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ اللَّوْزُ الصِّغار، وَقَالَ مُرَّةُ: الْمَنْجُ شَجَرٌ لَا وَرَقَ لَهُ، نَبَاتُهُ قُضْبان خُضْر فِي خُضْرَةِ الْبَقْلِ، سُلْبٌ عارِيةٌ يُتخذ مِنْهَا السِّلالُ. مهج: المُهْجَةُ: دَمُ الْقَلْبِ، ولا بقاء للنَّفْسِ بعد ما تُراقُ مُهْجَتُها، وَقِيلَ: المُهْجَةُ الدَّمُ؛ وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: دَفَنْتُ مُهْجَتَه «1» أَي دمَه؛ وَيُقَالُ: خَرَجَت مُهْجَتُه أَي روحُه. وَقِيلَ: المُهْجةُ خالِصُ النفْسِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: يَكْوي بِهَا مُهَجَ النُّفوسِ، كأَنما ... يَسْقِيهمُ بالبابِلِيِّ المُمْقِرِ الأَزهري: بَذَلْتُ لَهُ مُهْجَتي أَي بَذَلْتُ لَهُ نَفْسِي وخالِصَ مَا أَقْدِر عَلَيْهِ. ومُهْجةُ كُلِّ شَيْءٍ: خالِصُه. والماهِجُ والأُمْهُجُ والأُمْهُجانُ: كلُّه اللَّبَنُ الْخَالِصُ مِنَ الْمَاءِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وعَرَّضوا المجلِسَ مَحْضاً ماهِجا وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ الرَّقِيقُ مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ. ولَبن أُمْهُجانٌ إِذا سَكَنَتْ رَغْوته وخَلَص وَلَمْ يخثُر. وَلَبَنٌ ماهِجٌ إِذا رقَّ؛ وَلَبَنٌ أُمْهوجٌ مِثله؛ وَمِنْهُ مُهْجة نفسِه: خَالِصُ دمِه. وشحْمٌ أُمْهُجٌ، بِالضَّمِّ، أَي رَقِيقٌ. ابْنُ سِيدَهْ: شَحْمٌ أُمْهُجٌ نِيءٌ، وَهُوَ مِنَ الأَمثلة الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَدْ حُظر فِي الصِّفَةِ أُفْعُلٌ، وَقَدْ يُمكِن أَن يَكُونَ مَحْذُوفًا مِنْ أُمْهُوجٍ كأُسْكوبٍ، قَالَ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ أَبي عَلِيٍّ عَنِ الْفَرَّاءِ: لَبَنٌ أُمْهوجٌ، فَيَكُونُ أُمْهج هَذَا مَقْصُورًا، هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي. أَبو عَمْرٍو: مَهَجَ إِذا حَسُن وجهُه بَعْدَ عِلَّةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُمْهوجٌ وأُمْهُجانٌ نِيءٌ كأُمْهُج. موج: المَوْجُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْمَاءِ فَوْقَ الْمَاءِ، وَالْفِعْلُ ماجَ الموجُ، وَالْجَمْعُ أَمْواج؛ وَقَدْ ماجَ البحرُ يموجُ مَوْجاً ومَوَجاناً ومُؤُوجاً، وتَموَّج: اضطرَبَت أَمواجُه. ومَوْجُ كلِّ شَيْءٍ وموَجانُه: اضطرابُه. والمُؤُوجُ: مُؤُوجُ الدَّاغِصَةِ. ومُؤُوجُ السِّلْعَة: تَموُّرٌ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالْعَظْمِ. ابْنُ الأَعرابي: ماجَ يَموج إِذا اضطرَب وتحَيَّر. ورجلٌ مَؤُوجٌ: مائجٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وكلُّ صاحٍ ثَمِلًا مَؤُوجا والناسُ يَموجون، وماجَ الناسُ: دَخَلَ بعضُهم فِي بَعْضٍ. وَمَاجَ أَمْرُهم: مَرِجَ. وفرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ إِتْباع «2» أَي جَوَاد، وَقِيلَ: هُوَ الطويلُ القَصَبِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَنْثَني فيَذهبُ ويجيءُ. ميج: التَّهْذِيبُ، ابْنُ الأَعرابي: ماجَ فِي الأَمْر إِذا دَارَ فِيهِ. قَالَ: والمَيْجُ الاختلاطُ.

_ (1). قوله [دفنت مهجته] قال في شرح القاموس بعد حكاية الأَعرابي نقلًا عن الصحاح: هكذا في النسخ، ووجدت في هامشه أنه تصحيف، والذي ذكره ابن قتيبة وغيره في هذا: دفقت مهجته، بالفاء والقاف؛ قلت: ومثله في نسخ الأَساس، وهو مجاز. (2). قوله [غوج موج إتباع] سبق في مادة غوج: وَفَرَسٌ غَوْجٌ مَوْجٌ؛ غَوْجٌ جواد، وموج اتباع.

فصل النون

فصل النون نأج: نائِجاتُ الهامِ: صوائحُها. والنَّئِيج: الصَّوت. ونأَجَ البُومُ يَنْأَجُ نأْجاً: صَاحَ، وَكَذَلِكَ الإِنسان؛ وَهُوَ أَحْزَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الدُّعاء وأَضْرَعُه وأَخْشَعُه. ورجلٌ نَأْآجٌ: رَفِيعُ الصَّوْتِ. ونَأَجَ الثَّورُ يَنْئِج ويَنْأَجُ نأْجاً ونُؤَاجاً: صاحَ. وَثَوْرٌ نَأْآجٌ: كَثِيرُ النَّأْجِ. والنَّأْجُ والنَّئِيجُ: السُّرعة. والنَّأْآج: السَّرِيعُ. وريحٌ نَؤُوجٌ: شَدِيدَةُ المَرِّ. وَرَجُلٌ نَأْآج إِذا تَضَرَّعَ فِي دُعَائِهِ. ونأَجَ إِلى اللَّهِ يَنْأَجُ أَي تضرَّعَ فِي الدُّعَاءِ؛ وأَنشد: وَلَا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ النُّؤَّجِ، ... الخالجِينَ القَوْلَ كلَّ مَخْلَجِ وَقَالَ الْعَجَّاجُ فِي الْهَامِ: واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا وَالنَّائِجَاتُ: الرِّياح الشَّديدة الهُبُوب. وَفِي الْحَدِيثِ: ادعُ رَبَّكَ بأَنْأَجِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ؛ أَي بأَبلَغ مَا يَكُونُ مِنَ الدُّعاء واضْرَعْ. ونَأَجَت الريحُ تَنأَج نَئيجاً: تَحَرّكَتْ، فَهِيَ نَؤُوج، وَلَهَا نئِيجٌ أَي مَرٌّ سريعٌ مَعَ صَوْت، وَتَقُولُ مِنْهُ: نُئِجَ القومُ؛ قال الشاعر: وتُنْأَجُ الرُّكْعبانُ كلَّ منْأَجِ، ... بِهِ نَئِيجُ كلِّ ريحٍ سَيْهَجِ ونَأَجَتِ الرِّيحُ الموضعَ: مَرَّتْ عَلَيْهِ مَرًّا شَدِيدًا؛ قَالَ أَبو حيَّة النُّمَيْرِيُّ: إِلّا خوالِدَ أَشْباهاً، بَقِينَ ... عَلَى رَيبِ الحَوادِثِ، فِي مَرْكُوَّة جَدَدِ «1» ونَأَجَ فِي الأَرض يَنْأَجُ نُؤُوجاً إِذا ذَهَبَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ونَأَجَ الْخَبَرُ أَي ذَهَبَ فِي الأَرض. ونَأَج الأَمرَ: أَخَّرَه، ونأَجَت الإِبِلُ فِي سَيْرِهَا؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: قَدْ عَلِم الأَحْماءُ والأَزاوِيجْ ... أَنْ لَيْسَ عنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤُوجْ قَالَ: المَنْؤُوجُ المعطوف. نبج: النبَّاجُ: الشديدُ الصَّوت. وَرَجُلٌ نَبَّاجٌ. ونَبَّاحٌ: شديدُ الصَّوت، جَافِي الْكَلَامِ. وَقَدْ نَبَج يَنْبِجُ نَبيجاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بأَسْتاهِ نَبَّاجِينَ شُنْجِ السَّواعد وَيُقَالُ أَيضاً للضَّخْم الصوتِ مِنَ الكِلاب؛ إِنه لَنَبَّاجٌ ونُباجُ الْكَلْبِ ونَبِيجُه ونَبْجُه، لُغَةٌ فِي النُّباح. وكلْبٌ نُبَاجِيٌّ: ضَخْم الصَّوْتِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وإِنه لَشَدِيدُ النُّباجِ والنُّباحِ. وأَنْبَجَ الرجلُ إِذا خَلَّطَ فِي كَلَامِهِ. والنَّبَّاجُ: الْمُتَكَلِّمُ بالحُمْق. والنبَّاجُ: الكَذَّابُ، هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. والنَّبْج: ضَرْبٌ مِنَ الضَّرْطِ. والنَّبَّاجة: الاسْتُ؛ يُقَالُ: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك إِذا حَبَق. والنُّباجُ، بِالضَّمِّ: الرُّدامُ. ونَبَجَت القَبَجَةُ، وَهُوَ دخيلٌ، إِذا خَرَجَتْ مِنْ جُحْرها. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سأَلت مُبْتَكراً عَنِ النُّباج، فقال:

_ (1). قوله [إلا خوالد إلخ] كذا بالأَصل، ولا شاهد فيه.

لَا أَعْرِفُ النُّباج إِلا الضُّراطَ. والأَنْبِجاتُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ: المُرَبَّباتُ مِنَ الأَدْوية؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَظنُّه مُعَرَّباً. والنَّبْج: نَبَاتٌ. والأَنْبَجُ: حَمْل شَجَرٍ بالهِنْد يُرَبَّبُ بِالْعَسَلِ عَلَى خِلْقة الخَوْخِ مُحَرَّف الرأْس، يُجْلَب إِلى الْعِرَاقِ فِي جَوفهِ نَوَاةٌ كَنَوَاةِ الخَوْخ، فَمِنْ ذَلِكَ اشْتَقُّوا اسمَ الأَنْبِجَاتِ الَّتِي تُربَّبُ بِالْعَسَلِ مِنَ الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَج وَنَحْوِهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرُ الأَنْبَج كَثِيرٌ بأَرْض الْعَرَبِ مِنْ نَوَاحِي عُمان، يُغْرَس غَرْساً، وَهُوَ لَوْنَانِ: أَحدُهما ثمرَتُه فِي مِثْلِ هَيْئَةِ اللَّوز لَا يَزَالُ حُلْواً مِنْ أَوَّلِ نَبَاتِهِ، وآخَرُ فِي هَيْئَةِ الإِجَّاصِ يَبْدُو حامِضاً ثُمَّ يَحْلو إِذا أَيْنَع، وَلَهُمَا جَمِيعًا عَجْمة وريحٌ طيِّبة ويُكْبس الحامِضُ مِنْهُمَا، وَهُوَ غَضٌّ فِي الجِباب حَتَّى يُدْرِك فَيَكُونُ كأَنه المَوْز فِي رَائِحَتِهِ وطَعْمه، ويَعْظُم شجَرُه حَتَّى يكونَ كشَجَرِ الجَوْزِ، وورَقهُ كوَرَقهِ، وإِذا أَدْرَك فالحُلْو مِنْهُ أَصْفَر والمُزُّ مِنْهُ أَحمر. أَبو عَمْرٍو: النَّابِجَةُ والنَّبِيجُ كَانَ مِنْ أَطْعِمة العَرَب فِي زَمَنِ المَجاعة، يُخَاضُ الوَبَرُ بِاللَّبَنِ ويُجْدَح؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَذْكُرُ نِسَاءً: تَرَكْنَ بَطالَةً، وأَخَذْنَ جِذًّا، ... وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيج ابْنُ الأَعرابي: الجِذُّ والمِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ: الْعَرَبُ تَقُولُ للمِخْوَضِ المِجْدَحَ والمِزْهَفَ والنَّبَّاجَ. ونَبَجَ إِذا خاضَ سَويقاً أَو غَيْرَهُ. ومَنْبِجٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ فِي مَنْبِجٍ زَائِدَةٌ بِمَنْزِلَةِ الأَلف لأَنها إِنما كثُرت مَزِيدَةً أَولَّا، فَمَوْضِعُ زِيَادَتِهَا كَمَوْضِعِ الأَلف، وَكَثْرَتُهَا كَكَثْرَتِهَا إِذا كَانَتْ أَوَّلًا فِي الِاسْمِ وَالصِّفَةِ، فإِذا نَسَبْتَ إِليه فَتَحْتَ الْبَاءَ، قُلْتَ: كِساءٌ مَنْبَجَانيٌّ، أَخرجوه مُخْرَجَ مَخْبرانيّ ومَنظرانيّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كِسَاءٌ مَنْبَجاني مَنْسُوبٌ إِليه، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وعَجِينٌ أَنْبَجانٌ أَي مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ «1»، وَلَمْ يأْت عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ إِلا حَرْفَانِ: يومُ أَرْوَنانٍ «2» وَعَجِينٌ أَنبجان؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا الْحَرْفُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَسَمَاعِي بِالْجِيمِ عَنْ أَبي سَعِيدٍ وأَبي الْغَوْثِ وَغَيْرِهِمَا. ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَجَ الرجلُ جَلَسَ عَلَى النِّباج، وَهِيَ الإِكام العاليةُ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: نَبَجَ إِذا قَعَدَ عَلَى النَّبَجةِ، وَهِيَ الأَكمَةُ. والنُّبُجُ: الغَرَائِرُ السُّودُ. النِّباجُ وَهُمَا نِباجانِ «3»: نِباجُ ثَيْتَلَ، ونِباجُ ابن عامرٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والنِّباجُ قَرية بِالْبَادِيَةِ أَحياها عبدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ. الأَزهري: وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ نِباجانِ، أَحدهما عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، يُقَالُ لَهُ نِباجُ بَنِي عامرٍ وَهُوَ بِحذاء فَيْدَ، والنِّباجُ الآخرُ نِباجُ بَنِي سَعْدٍ بالقَرْيَتَيْن. وَفِي الْحَدِيثِ: ائْتُوني بِأَنْبِجانيَّةِ أَبي جَهمِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَحْفُوظُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، ويُروى بِفَتْحِهَا. يُقَالُ: كِسَاءٌ أَنْبِجانيٌّ، مَنْسُوبٌ إِلى مَنْبِج الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ، وَهِيَ مَكْسُورَةُ الْبَاءِ، فَفُتِحَتْ فِي النَّسَبِ وأُبدلت الْمِيمُ هَمْزَةً، وَقِيلَ: إِنها مَنْسُوبَةٌ إِلى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجان، وَهُوَ أَشبه لأَن الأَوّل فِيهِ تَعَسُّفٌ، وَهُوَ كِسَاءٌ يُتخذ مِنَ الصُّوفِ لَهُ خَمْلٌ ولا عَلَم له،

_ (1). قوله [منتفخ] هو في الأَصل بالخاء والجيم وعليه لفظ معاً انتهى. (2). قوله [يوم أَرونان] في مادة رون من القاموس ويوم أَرونان مضافاً ومنعوتاً صعب وسهل ضد. انتهى. (3). قوله [النباج وهما إلخ] كذا بالأَصل ولعله والنباج نباجان.

وَهِيَ مِنْ أَدون الثِّيَابِ الْغَلِيظَةِ، وإِنما بَعَثَ الْخَمِيصَةَ إِلى أَبي جَهْمٍ لأَنه كَانَ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الخَمِيصَةَ ذَاتَ الأَعْلام، فَلَمَّا شَغَلَتْهُ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: رُدُّوها عَلَيْهِ وائْتُوني بأَنْبِجانِيَّتِه، وإِنما طَلَبها لِئَلَّا يُؤَثِّر رَدُّ الهديَّةِ فِي قَلْبِهِ؛ قَالَ: وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ فِي قول. نبهرج: النَّبَهْرَجُ: كالبَهْرَجِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. نتج: النِّتاجُ: اسْمٌ يَجْمع وضْعَ جميعِ البهائِمِ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ فِي النَّاقَةِ وَالْفَرَسِ، وَهُوَ فِيمَا سِوى ذَلِكَ نَتج، والأَول أَصح؛ وَقِيلَ: النِّتاجُ فِي جَمِيعِ الدَّوابِّ، والوِلادُ فِي الْغَنَمِ، وإِذا وَليَ الرجلُ نَاقَةً ماخِضاً ونِتاجَها حَتَّى تَضَعَ، قِيلَ: نَتَجها نَتْجاً. يُقَالُ: نَتَجْتُ الناقةَ «1» أَنْتِجُها إِذا وَلِيتَ نَتاجَها، فأَنا ناتِجٌ، وَهِيَ مَنْتُوجةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ حِلِّزةَ: لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها، ... إِنك لَا تَدْرِي مَنِ الناتجُ وَقَدْ قَالَ الْكُمَيْتُ بَيْتًا فِيهِ لَفْظٌ لَيْسَ بالمُسْتَفِيضِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعدَ فِتْنَةٍ وَالْمَعْرُوفُ مِنَ الكلامِ ليَنْتِجُوها. التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثِ: لَا يُقَالُ نَتَجَتِ الشاةُ إِلا أَن يَكُونَ إِنسان يَلي نَتاجَها، وَلَكِنْ يُقَالُ: نُتِجَ القومُ إِذا وضَعَتْ إِبلُهم وشاؤُهم؛ قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَنْتَجَتِ الناقَةُ إِذا وضَعَتْ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، لَا يُقَالُ أَنْتَجَتْ بِمَعْنَى وَضَعَتْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَا تُنْتَجُ البَهيمةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ أَي تَلِدُ؛ قَالَ: يُقَالُ نُتِجَتِ الناقةُ إِذا وَلَدَتْ، فَهِيَ مَنْتُوجةٌ، وأَنْتَجَتْ إِذا حَملت، فَهِيَ نَتُوجٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مُنْتِجٌ. ونَتَجْتُ الناقةَ أَنْتِجُها إِذا ولَّدْتَها. والناتِجُ للإِبل: كَالْقَابِلَةِ لِلنِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الأَقرع والأَبرص: فأُنْتِجَ هذانِ، ووَلَّدَ هَذَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ أُنْتِجَ، وإِنما يُقَالُ نُتِجَ، فأَما أَنْتَجَتْ، فَمَعْنَاهُ إِذا حمَلَت وَحَانَ نَتَاجُها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الأَحوص: هَلْ تَنْتِج إِبلَك صِحاحاً آذانُها؟ أَي تُوَلِّدها وتَلي نَتاجَها. أَبو زَيْدٍ: أَنْتَجَتِ الفرسُ، فَهِيَ نُتوجٌ ومُنْتِجٌ إِذا دَنَا وِلادُها وَعَظُمَ بَطْنُهَا. وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِذا ظَهَرَ حَمْلُهَا؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَلَا يُقَالُ مُنْتِجٌ، قَالَ: وإِذا وَلَدَتِ الناقةُ مِنْ تَلْقَاءِ نَفْسِهَا وَلَمْ يلِ نَتَاجَها، قِيلَ: قَدِ انْتَتَجَتْ، وحاجَى بِهِ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فَجَعَلَهُ لِلنَّخْلِ، فَقَالَ أَنشده ابْنِ الأَعرابي: إِنَّ لنَا مِن مالِنا جِمالا؛ ... مِنْ خَيْرِ مَا تَحْوي الرجالُ مَالَا، نَحْلُبُها [نَحْلِبُها] غُزْراً وَلَا بِلالا ... بِهِنَّ، لَا عَلًا وَلَا نِهالا، يُنْتَجْن كلَّ شتْوةٍ أَجْمالا يَقُولُ: هِيَ بَعْلٌ لَا تَحْتَاجُ إِلى الْمَاءِ. وَقَدْ نَتَجَها نَتْجاً ونَتَاجاً ونُتِجَتْ. وأَما أَحمد بْنُ يَحْيَى فَجَعَلَهُ مِنْ بَابِ مَا لَا يُتكلم بِهِ إِلا عَلَى الصِّيغَةِ الْمَوْضُوعَةِ لِلْمَفْعُولِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: نُتِجَتِ الناقةُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، تُنْتَجُ نَتَاجاً، وَقَدْ نَتَجَها أَهلُها نَتْجاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَقَالَ المُذَمِّرُ للناتِجينَ: ... مَتَى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ؟

_ (1). قوله [نتجت الناقة إلخ] هو من باب ضرب كما في المصباح. والنتاج، بالفتح: المصدر، وبالكسر: الاسم، كما في هامش نسخ القاموس نقلًا عن عاصم.

والنَّتُوجُ مِنَ الْخَيْلِ وجميعِ الحَافِرِ: الحَامِلُ، وَقَدْ أَنْتَجَتْ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: نَتَجَتْ، وَهُوَ قَلِيلٌ. اللَّيْثُ: النَّتُوجُ الحامِلُ مِنَ الدوابِّ؛ فَرَسٌ نَتُوجٌ وأَتانٌ نَتوج: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ قَدِ اسْتَبَانَ؛ وَبِهَا نِتاجٌ أَي حَمل، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ للنَّتوج مِنَ الدَّوَابِّ: قَدْ نَتَجَتْ بِمَعْنَى حَمَلَتْ، وَلَيْسَ بِعَامٍّ. ابْنُ الأَعرابي: نُتِجَتِ الفرسُ والناقةُ: ولَدت، وأُنْتِجَتْ: دَنا وِلادُها، كِلَاهُمَا فِعْلُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ وَقَالَ: لَمْ أَسمع نَتَجَت وَلَا أَنْتَجَتْ عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْفَاعِلِ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: نُتِجَتِ الفَرَسُ، وَهِيَ نَتُوجٌ، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعِلَ وَهِيَ فَعُولٌ إِلا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ: بُتِلَتِ النخلةُ عَنْ أُمِّها وَهِيَ بَتُولٌ إِذا أُفْرِدَت؛ وَقَالَ مُرَّةُ: أَنْتَجَتِ الناقةُ وَهِيَ نتُوجٌ إِذا ولَدت، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَفْعَلَ وَهِيَ فَعُولٌ إِلا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ: أَخْفَدَتِ الناقةُ وَهِيَ خَفُودٌ إِذا أَلقت وَلَدَهَا قَبْلَ أَن يَتِمَّ، وأَعَقَّتِ الفرسُ وَهِيَ عَقُوقٌ إِذا لَمْ تَحْمِلُ، وأَشَصَّتِ الناقةُ وَهِيَ شَصُوصٌ إِذا قلَّ لِبَنُهَا؛ وناقةٌ نَتِيجٌ: كَنَتُوجٍ، حَكَاهَا كُرَاعٌ أَيضاً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ الناسُ ووَلَّدوا واجْتُنِيَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ، هَكَذَا حَكَاهُ نتَّج، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى التَّكْثِيرِ. وَبِالنَّاقَةِ نِتاجٌ أَي حَمْلٌ. وأَنْتَجَ القومُ: نُتِجَتْ إِبلهم وشاؤُهم. وأَنْتَجَتِ الناقةُ: وَضَعَتْ مِنْ غَيْرِ أَن يَلِيَهَا أَحد. وَالرِّيحُ تُنْتِجُ السحابَ: تَمْريه حَتَّى يَخْرُجَ قَطْرُهُ. وَفِي الْمَثَلِ: إِن العَجْزَ وَالتَّوَانِيَ تَزاوَجا فأَنْتَجا الفَقْر. يُونُسُ: يُقَالُ لِلشَّاتَيْنِ إِذا كَانَتَا سِنًّا وَاحِدَةً: هُمَا نَتيجةٌ، وَكَذَلِكَ غنمُ فُلَانٍ نَتائِجُ أَي فِي سِنٍّ وَاحِدَةٍ. ومَنْتِجُ الناقةِ: حَيْثُ تُنْتَجُ فِيهِ، وأَتَتِ الناقةُ عَلَى مَنْتِجِها أَي الوقتِ الَّذِي تُنْتَجُ فِيهِ، وَهُوَ مَفْعِلٌ، بكسر العين. نثج: التَّهْذِيبُ ابْنُ الأَعرابي: المِنْثَجَةُ الِاسْتُ، سُمِّيَتْ مِنْثَجةً لأَنها تَنْثِجُ أَي تُخرج مَا فِي الْبَطْنِ. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لأَحد العِدْلَيْنِ إِذا اسْتَرْخَى: قَدِ اسْتَنْثَجَ؛ قَالَ هِمْيانُ: يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَه الضَّماعِجا، ... بِصَفْنَةٍ تزقِي هدِيراً نَاتِجَا أَي مُسْتَرْخِيًا؛ وَاللَّهُ أَعلم. نجج: نَجَّتِ القُرْحَةُ تَنِجُّ، بِالْكَسْرِ، نَجًّا ونَجِيجاً: رَشَحَت؛ وَقِيلَ: سالَتْ بِمَا فِيهَا. الأَصمعي: إِذا سَالَ الجُرْح بِمَا فِيهِ، قِيلَ: نَجَّ يَنِجُّ نَجِيجاً؛ قَالَ القَطِران: فإِنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ، ... فإِنَّ اللَّهَ يَفعل مَا يَشاء وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ مَنْسُوبًا لِجَرِيرٍ، وَنَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّي فِي أَماليه أَنه للقَطِران، كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ. يُقَالُ: خَبُثَتِ القُرْحة إِذا فسَدت وأَفْسَدت مَا حَولها؛ يُريد أَنها، وإِن عَظُمَ فسَادُها. فاللهُ قادرٌ عَلَى إِبْرَائِها. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: سأَحْمِلُك عَلَى صَعْبٍ حَدْباءَ «2» حِدْبارٍ يَنِجُّ ظهرُها أَي يسيلُ قَيْحاً، وَكَذَلِكَ الأُذُن إِذا سَالَ مِنْهَا الدَّمُ والقَيْحُ. وأُذُنٌ نَجَّةٌ: رافِضةٌ بِمَا لَا يُوَافِقُها مِنَ الْحَدِيثِ. وَيُقَالُ: جَاءَ بِأَدْبَرَ يَنِجُّ ظهرُه. ونَجَّ الشيءَ مِنْ فِيهِ نَجًّا: كمجَّه.

_ (2). قوله [صعب حدباء] كذا ضبط صعب في الأَصل بالتنوين، وكذا فيما بأيدينا من النهاية هنا وفي حدبر.

ونَجْنَجَ فِي رأْيه وتَنَجْنَجَ: اضطرَبَ. وتَنَجْنَجَ لحمُه «1» أَي كَثُرَ واسترخَى. ونَجْنَجَ أَمْرَه إِذا ردَّد أَمْرَه وَلَمْ يُنَفِّذْه؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَغْلًا ونَجْنَجَها ... مَخافةَ الرَّمْيِ، حَتَّى كلُّها هِيمُ والنَّجْنَجَةُ: التَّحْرِيكُ وَالتَّقْلِيبُ. وَيُقَالُ: نَجْنِجْ أَمْرَك فلَعَلَّك تَجِدُ إِلى الخُرُوج سَبيلًا. ونَجْنَجَ إِذا هَمَّ بالأَمْرِ وَلَمْ يَعْزِم عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: النَّجْنَجةُ الجَوْلَةُ عِنْدَ الفَزْعةِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: ونَجْنَجَتْ بالخَوْف مَن تَنَجْنَجا أَبو تُرَابٍ: قَالَ بعضُ غَنيٍّ: يُقَالُ لجْلَجْتُ اللُّقْمة ونَجْنَجْتها إِذا حَرَّكْتَها فِي فِيك وردَّدْتَها فَلَمْ تَبْتَلِعْها. شُجَاعٌ السّلَمي: مَجْمَجَ بِي ونَجْنَجَ إِذا ذَهَب بكَ فِي الْكَلَامِ مَذْهباً عَلَى غَيْرِ الاسْتِقامة، وردَّكَ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ. ابْنُ الأَعرابي: مَجَّ ونَجَّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ أَوس: أُحاذِرُ نَجَّ الخَيلِ فَوْقَ سَراتِها، ... ورَبًّا غَيُوراً، وَجْهُه يتمَعَّر نَجَّتُها: إِلْقاؤُها زَوالَها «2» عَنْ ظُهُورِهَا. ونَجْنَجَ الرجُلَ: حَرَّكَه. ونَجْنَجَه عَنِ الأَمر: كَفَّه؛ قَالَ: فَنَجْنَجَها عَنْ ماءِ حَلْيَةَ، بعد ما ... بَدَا حاجِبُ الإِشْراق، أَو كَادَ يُشْرِقُ والنَّجْنَجَةُ: الحَبس عَنِ المَرْعى. ونَجْنَجَ إِبلَه نَجْنَجَةً إِذا رَدَّهَا عَنِ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَجْنَجَ إِبِلَه إِذا ردَّها عَلَى الحَوض؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَغْلًا ونَجنَجَها والنَّجْنَجَةُ: تَرْديدُ الرأْي. ونَجْنَجت عيْنُه غَارَتْ. واليَنْجُوجُ والأَنجُوجُ: الْعُودُ الَّذِي يُتبَخَّرُ بِهِ؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ: يَكْتَبِينَ الأَنْجُوجَ فِي كَبَّةِ المَشْتَى، ... وبُلْهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أُهْبِطَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَعَلَيْهِ إِكْلِيلٌ، فَتحاتَّ مِنْهُ عودُ الأَنْجُوج ؛ هُوَ لُغَةٌ فِي الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، وَالْمَشْهُورُ فِيهِ أَلَنْجوج ويَلَنْجُوج وأَلَنْجَج، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَجامِرُهُمُ الأَلَنْجوج ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه يَلِجُّ فِي تَضَوُّعِ رائحتهِ، وَهُوَ انتشارُها. نحج: النَّحْج: كِنَايَةٌ عَنِ النكاح، والخاء لغة. نخج: نَخَجَ السيلُ فِي سَنَدِ الْوَادِي يَنْخِج نَخْجاً: صدَمه. ونَخَجَ الرجلُ المرأَة ينخُجُها «3» نَخْجاً: نَكَحَهَا. والنَّخَّاجةُ: الرشّاحةُ. والنَّخْج: أَن تَضَع المرأَةُ السِّقاءَ عَلَى رُكْبَتَيها ثُمَّ تَمْخُضه؛ وَقِيلَ: النَّخْج أَن تأْخذَ اللبنَ وَقَدْ رابَ، فتَصُبَّ لَبَنًا حَلِيبًا، فتخرُجَ الزُّبْدة فَشْفاشةً لَيْسَتْ لَهَا صلابةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: والنَّخِيجَةُ زُبْدٌ رَقيقٌ يَخرُجُ مِنَ السِّقاء إِذا حُمِل عَلَى بَعير بَعْدَ مَا نُزِعَ زُبْدُه الأَول، فيُمْخَض فيخرُجُ منه زُبْدٌ رقيق. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ النَّخيجُ، بِغَيْرِ هاءٍ. وفُلانٌ ميمونُ

_ (1). قوله [وتنجنج لحمه إلخ] تبع الجوهري فيه. والذي في القاموس هو غلط، وإِنما هو تبجبج، بباءين انتهى. وفي شرحه أَصل الردّ للهروي في الغريبين. (2). هكذا في الأَصل. (3). قوله [ينخجها] ضبط في الأَصل كما ترى وهو مقتضى صنيع المجد. وأما نخج السيل، فضبط فيه المضارع، بالكسر، وصرح به شارح القاموس وقد سوى بينهما المجد في الإِطلاق.

الْعَرِيكَةِ والنخيجةِ وَالطَّبِيعَةِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: النَّجْخَةُ، بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. ونَخَجَ الدَّلوَ فِي الْبِئْرِ نَخْجاً ونَخَجَ بِهَا: حَرَّكَها فِي الْمَاءِ لِتَمْتلئَ، لُغَةٌ فِي مَخَجَهَا، إِذا خَضْخَضَها، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن نونَ نَخْجٍ بَدَلٌ مِنْ مِيمِ مَخْجٍ. ندج: فِي حَدِيثِ الزُّبَير: وقَطَع أُنْدُوجَ سَرْجِه أَي لِبْدَه؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا وَجَدْتُهُ بِالنُّونِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَحسَبُه بِالْبَاءِ. نرج: النَّيْرَجُ والنَّوْرَجُ والنُّورَجُ، الأَخيرة يَمَانِيَةٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ: كلُّ ذَلِكَ المِدْوَسُ الَّذِي يُداسُ بِهِ الطَّعَامُ، حَدِيدًا كَانَ أَو خَشَبًا، وأَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوابُّ نَيْرَجاً، وَهِيَ تَعْدو نَيْرَجاً: وَهِيَ سرعةٌ فِي تردُّدٍ. وكلُّ سَرِيعٍ: نَيْرَجٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّت نَيْرَجا وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: النَوْرَجُ السرابُ. والنَّوْرَجُ: سِكَّة الحَرَّاث. والنِّيرَجُ: أُخَذٌ تُشْبِه السِّحْرَ، وَلَيْسَتْ بِحَقِيقَتِهِ، وَلَا كالسِّحْر، إِنما هُوَ تَشْبِيهٌ وَتَلْبِيسٌ. وريحٌ نَيْرَجٌ ونَوْرَجٌ: عاصِفٌ. وامرأَةٌ نَيْرَجٌ: دَاهِيَةٌ مُنكرة. نزج: ابْنُ الأَعرابي: نَزَجَ إِذا رَقَصَ. غَيْرُهُ: النَّيزَجُ جَهازُ المرأَةِ إِذا كَانَ نازِيَ البَظْر طَويلَه؛ وأَنشد: بذاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجاما نسج: النَّسْجُ: ضَمُّ الشَّيْءِ إِلى الشَّيْءِ، هَذَا هُوَ الأَصلُ. نَسَجه يَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ ونَسَجت الريحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً: سَحَبَتْ بعضَه إِلى بَعْضٍ. والريحُ تَنْسِج التُّرَابَ إِذا نَسَجت المَوْرَ والجَوْلَ عَلَى رُسومها «1». وَالرِّيحُ تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ لَهُ طرائِقُ كالحُبُكِ. ونَسَجَت الريحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِيحانِ طُولًا وعَرْضاً، لأَن الناسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجَةَ فيُلْحِمُ مَا أَطالَ مِنَ السَّدَى. ونَسَجَت الريحُ الماءَ: ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فِيهِ طَرائِقُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ وَادِيًا: مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ، تَنْسِجُه ... رِيحٌ خَريقٌ، لِضاحي مائِهِ حُبُك ونَسَجت الريحُ الوَرقَ والهَشيمَ: جَمَعَتْ بعضَه إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ: وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ... ذُراوَةً، تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ والنَّسْج مَعْرُوفٌ، ونَسَجَ الحائِكُ الثوبَ يَنْسِجُه ويَنْسُجُه نَسْجاً، مِن ذَلِكَ لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة، وَهُوَ النَّسّاجُ، وحِرْفَته النِّساجَة، وَرُبَّمَا سُمِّي الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَقَامَ فِي نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها ؛ هي ضَرْبٌ مِنَ المَلاحِف مَنسوجة، كأَنها سُمِّيت بِالْمَصْدَرِ. وَقَالُوا فِي الرَّجُلِ الْمَحْمُودِ: هُوَ نَسِيجُ وحْدِه؛ وَمَعْنَاهُ أَن الثوبَ إِذا كَانَ كَرِيمًا لَمْ يُنْسَجْ عَلَى مِنْوالِه غيرُه لِدِقَّتِه، وإِذا لَمْ يَكُنْ كَرِيمًا نَفِيساً دَقِيقاً عُمِلَ عَلَى مِنْوالِه سَدَى عِدَّةِ أَثوابٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَسيجُ وَحْدِه الَّذِي لَا يُعْمَلُ عَلَى مِثَالِهِ مِثْلُه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ بُولِغَ فِي مَدْحِه، وَهُوَ كَقَوْلِكَ: فُلَانٌ واحدُ عصرِه وقَرِيعُ قَومِه، فنَسيجُ وَحْدِه أَي لَا نظيرَ لَهُ فِي عِلم أَو غَيره،

_ (1). قوله [على رسومها] كذا بالأَصل، وعبارة الأَساس: ومن المجاز الريح تنسج رسم الدار، والتراب والرمل والماء إِذا ضربته فَانْتَسَجَتْ لَهُ طَرَائِقُ كَالْحُبُكِ.

وأَصلُه فِي الثَّوْبِ لأَنَّ الثوبَ الرفيعَ لَا يُنْسَجُ عَلَى مِنوالِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ يَدُلُّني عَلَى نَسيجِ وَحْدِه؟ يُريدُ رَجُلًا لَا عَيْب فِيهِ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَلَا يُقَالُ إِلّا فِي الْمَدْحِ. وَفِي حَدِيثِ عائشةَ أَنها ذَكَرَتْ عُمَرَ تَصِفُه، فَقَالَتْ: كَانَ واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه ؛ أَرادت: أَنه كَانَ مُنْقَطِعَ القَرِينِ. والموضِعُ مَنْسِجٌ ومَنْسَجٌ. الأَزهري: مِنْسَجُ الثَّوْبِ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، ومَنْسِجه حَيْثُ يُنْسَج، حَكَاهُ عَنْ شَمِرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِنْسَجُ والمِنْسِج، بِكَسْرِ الْمِيمِ، كلُّه: الْخَشَبَةُ والأَداة الْمُسْتَعْمَلَةُ فِي النِّساجة الَّتِي يُمَدُّ عَلَيْهَا الثَّوْبُ للنَّسْج؛ وَقِيلَ: المِنْسجُ، بِالْكَسْرِ، لَا غَيْرَ: الحَفُّ خَاصَّةً. ونَسَجَ الكذَّابُ الزُّورَ: لَفَّقَه. ونَسَج الشاعرُ الشِّعْر: نَظَمَه. والشاعرُ يَنْسِجُ الشِّعْر، والكذَّابُ يَنْسِجُ الزُّورَ، ونَسَجَ الغَيْثُ النباتَ، كلُّه عَلَى المَثَل. ونسَجَت الناقةُ فِي سيرِها تَنْسِجُ، وَهِيَ نَسُوجٌ: أَسْرَعَتْ نَقْلَ قوائِمِها؛ وَقِيلَ: النَّسُوجُ مِنَ الإِبل الَّتِي لَا يَثْبُت حِملُها وَلَا قَتَبُها عَلَيْهَا إِنما هُوَ مضطرِبٌ. وَنَاقَةٌ نَسُوجٌ وَسُوجٌ: تَنْسِج وتَسِجُ فِي سَيرها، وَهُوَ سُرعة نَقْلِها قَوائمَها. ومِنْسَجُ الدَّابَّةِ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ، ومَنْسِجُه: أَسْفَلُ مِنْ حارِكه، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ العُرْف وَمَوْضِعِ اللِّبْد؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مُسْتَقْبِل الرِّيحِ يَجري فَوقَ مَنْسِجِه، ... إِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُد أَراد: اقْشَعَرَّ الكَشحُ والعَضُدُ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والمِنْسَجُ المُنْتَبِرُ مِنْ كَاثِبَةِ الدَّابَّةِ عِنْدَ مُنْتَهَى مَنْبِت العُرْف تحتَ القَرَبوس المقَدَّم؛ وَقِيلَ: سُمِّي مِنْسَجَ الفَرَسِ لأَن عَصَبَ العُنُق يَجيء قِبَلَ الظَّهْر، وعَصَبُ الظَّهْر يذهبُ قِبَلَ العُنُق فيَنْسِجُ عَلَى الكَتِفَين. أَبو عُبَيْدٍ: المَنْسِجُ والحارِك مَا شَخَص مِنْ فُروع الكَتِفَين إِلى أَصل العُنُق إِلى مُسْتوى الظَّهر، والكاهِلُ خَلْف المَنْسِج. وَفِي الْحَدِيثِ: بَعَث رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زيدَ بنَ حَارِثَةَ إِلى جُذامَ، فأَوّلُ مَنْ لَقِيهم رجُلٌ عَلَى فَرَسٍ أَدْهَم كَانَ ذَكرُه عَلَى مَنْسج فرَسِه ؛ قَالَ: المَنْسِجُ مَا بَيْنَ مَغْرِز العُنُق إِلى مُنْقَطَع الحارِك فِي الصُّلْب؛ وَقِيلَ: المَنْسِجُ والحاركُ والكاهِلُ مَا شَخَص مِنْ فُرُوعِ الكتِفَين إِلى أَصل العُنُق؛ وَقِيلَ: هُوَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، للفَرَس بِمَنْزِلَةِ الكاهِلِ مِنَ الإِنسان، والحارِك مِنَ الْبَعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: رجالٌ جاعِلو أَرماحِهِم عَلَى مَناسِجِ خُيُولِهِمْ ، هِيَ جَمْعُ المَنْسِج. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّسُوجُ مِنَ الإِبل الَّتِي تقدِّم جَهازَها إِلى كاهِلِها لِشِدَّةِ سَيرها. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: النُّسُج السَّجَّادات. نشج: النَّشِيج: الصَّوت. والنَّشِيج: أَشدُّ البُكاء، وَقِيلَ: هِيَ مَأَقَةٌ يَرْتَفِعُ لَهَا النفَسُ كالفُؤَاق. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّشِيجُ مِثْلُ البُكاء للصبيِّ إِذا رَدَّدَ صوتَه فِي صدرِه وَلَمْ يُخْرجه. وَفِي حَدِيثُ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنه صَلَّى الفجرَ بِالنَّاسِ فقَرأَ سُورَةَ يُوسُفَ، حَتَّى إِذا جَاءَ ذِكرُ يُوسُفَ بَكى حَتَّى سُمِعَ نَشِيجُه خَلْفَ الصُّفوف ؛ والفعْلُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه نَشَجَ يَنْشِجُ. وَفِي حَدِيثِهِ الآخرِ: فنَشَجَ حَتَّى اختَلَفَتْ أَضلاعُه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: شَجِيّ النَّشِيجِ ؛ أَرادت أَنه كَانَ يُحْزِنُ مَن يَسْمَعُهُ يَقرأُ. أَبو عُبَيْدٍ: النَّشِيجُ مِثْلُ بُكاءِ

الصبيِّ إِذا ضُرِبَ فَلَمْ يُخْرِجْ بكاءَه وردَّدَه فِي صدرِه، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِصَوت الْحِمَارِ: نَشِيج. ابْنُ الأَعرابي: النَّشِيجُ مِنَ الفَمِ، والخَنِينُ والنَّخِيرُ مِنَ الأَنْفِ. ونَشَجَ الْبَاكِي يَنْشِجُ نَشْجاً ونَشِيجاً إِذا غُصَّ بالبُكاءِ فِي حَلقِه مِنْ غَيْرِ انْتِحابٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ إِذا غَصَّ البُكاءَ فِي حَلْقِه عِنْدَ الفَزْعة. وَفِي حَدِيثِ وَفاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَنَشَجَ الناسُ يَبْكُونَ ؛ النَّشِيجُ: صوتٌ مَعَهُ تَوَجُّعٌ وبُكاءٌ كَمَا يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءَه ونَحيبَه فِي صدرِه. والطَّعْنَة تَنْشِجُ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّمِ: تَسْمَعُ لَهَا صَوتاً فِي جَوفِها، والقِدْرُ تَنْشِجُ عِنْدَ الغَلَيانِ. وعَبْرةٌ نُشُجٌ: لَهَا نَشِيجٌ. والحِمار يَنْشِجُ نَشِيجاً عِنْدَ الفَزَعِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ صَوتُ الحِمارِ، مِن غَيْرِ أَن يَذكُرَ فزَعاً. ونَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِيجاً: ردَّدَه فِي صَدرِه؛ وَكَذَلِكَ نَشَجَ الزِّقُّ والحُبُّ والقِدرُ إِذا غَلى مَا فِيهِ حَتَّى يُسْمَع لَهُ صوتٌ. والضِّفْدَعُ يَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ماءَ مَطَر: ضَفادِعُه غَرْقَى، رِواءٌ كأَنها ... قِيانُ شُروبٍ، رَجْعُهنَّ نَشِيج أَي رَجْعُ الضَّفادِع، وَقَدْ يَجوز أَن يكونَ رَجْعَ القِيانِ. ونَشَجَ المُطَرِّبُ يَنْشِجُ نَشِيجاً: جاشَتْ بِهِ «2»؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ قُدوراً: لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ، كأَنها ... ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَش غارُها والنَّشِيجُ: مَسِيلُ الْمَاءِ «3» وَالْجَمْعُ أَنْشاج. أَبو عَمْرٍو: الأَنْشاجُ مَجاري الماءِ، وَاحِدُهَا نَشَجٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وأَنشد شِمْرٌ: تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنهمُ فَعُتائِدُهْ، ... فَذُو سَلَمٍ أَنْشاجُه، فسَواعِدُهْ والنَّشِيجُ: صَوتُ الْمَاءِ يَنْشِجُ، ونُشُوجُه فِي الأَرض أَن يُسْمَعَ لَهُ صوتٌ؛ قَالَ هِمْيَانُ: حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحَوائِجا، ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا مِنْهَا، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا ثَمُّوا: أَصْلَحوا. والنُّوشَجانُ: قَبِيلَةٌ أَو بلدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه فارسيّاً. نضج: نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً، والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ. والنُّضْجُ: الِاسْمُ. يُقَالُ: جادَ نُضْجُ هَذَا اللحمِ، وَقَدْ أَنْضَجَه الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه، فَهُوَ مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنْضَجْتُه أَنا، وَالْجَمْعُ نِضاجٌ؛ قَالَ النَّمِر يَصِفُ الدَّجاج: وَلَا يَنْفَعْنَني إِلّا نِضاجا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَتَرَكَ صِبْيَةً صِغاراً مَا يُنْضِجُون كُراعاً أَي مَا يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم؛ يَعْنِي لَا يَكْفُون أَنفُسَهم خدمةَ مَا يأْكُلونه فَكَيْفَ غَيْرُهُ؟ وَفِي رِوَايَةٍ: مَا تَسْتَنْضِجُ كُراعاً ؛ والكُراع: يَدُ الشاةِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ لُقْمَانَ: قريبٌ مِنْ نَضِيج، بَعيدٌ مِنْ نِيءٍ ؛ النضِيجُ: المَطْبُوخ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، أَراد أَنه يأْخُذُ مَا طُبخ لإِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه فِي الْحَيِّ، وأَنه لَا يأْكل النِّيء كَمَا يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عَنْ إِنضاج مَا اتَّخذَ، وَكَمَا يأْكل مَن غزا واصطاد.

_ (2). قوله: جاشت به: هكذا في الأَصل. وفي سائر المعاجم: نشج المُطرِبُ فصَلَ بين الصوتين ومدّ؛ وقد يكون سقط شيء من كلام المؤلف. (3). قوله [والنشيج مسيل الماء] كذا بالأَصل.

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الإِنْضاج فِي البَرْد فِي كِتَابِهِ المَوْسوم بِالنَّبَاتِ: المَهْروء الَّذِي قَدْ أَنضَجه البَرْدُ، قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ إِذ الإِنضاج إِنما يَكُونُ فِي الْحَرِّ، فَاسْتَعْمَلَهُ هُوَ فِي البردِ. وَرَجُلٌ نَضِيجُ الرأْي: مُحْكَمُه، عَلَى المَثَلِ. وَفُلَانٌ لَا يُنْضِجُ الكُراعَ أَي أَنه ضَعيفٌ لَا غَناءَ عِنْدَهُ. ونَضِجَت الناقةُ بِوَلَدِهَا ونَضَّجَتْه، وَهِيَ مُنَضِّجٌ: جاوَزَت الحَقَّ بِشَهْرٍ وَنَحْوِهِ وَلَمْ تُنْتَج أَي زادَتْ عَلَى وقتِ الْوِلَادَةِ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ: وصَهْباء مِنْهَا كالسَّفينة، نَضَّجَتْ ... بِهِ الحَمْلَ، حَتَّى زادَ شَهْراً عَديدُها ونوقٌ مُنَضِّجات؛ قَالَ عُوَيف القَوافي يَصِف بَعِيرًا لَهُ تأَخَّرتْ ولادتُه عَنْ حِينِه بِشَهْرٍ أَو قِراب شَهْرٍ: هُوَ ابنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً ... يَزِدْن عَلَى العَدِيدِ، قِرابَ شَهْرِ وَلَمْ يَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِي، ... كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر والمُنَضِّجة: الَّتِي تأَخَّرَتْ وِلادتُها عَنْ حِينِ الْوِلَادَةِ شَهْرًا، وَهُوَ أَقْوَى للوَلدِ. والضَّواحي: النَّواحي مِنَ الْجَسَدِ. وغُرورُ الجِلْدِ وَغَيْرِهِ: مَكاسِرُه، وَاحِدُهُ غَرٌّ. الأَصمعي: إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت السَّنَةَ مِنْ يومَ لَقِحَتْ، قِيلَ: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وَقَدْ جَازَتِ الحَقَّ، وحَقُّها الوقتُ الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ، وَيُقَالُ لَهَا: مِدْراج ومُنْضِجٌ؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ لِلطِّرِمَّاحِ: أَنْضَجَتْه عشرينَ يَوماً ونِيلَتْ، ... حينَ نِيلَتْ، يَعارَةً فِي العِراض «1» سوفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْداةٌ، ... أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض قَالَ: أَنْضَجَتْه عِشْرِينَ يَوْمًا، إِنما يُريد بعدَ الحَولِ مِنْ يومَ حَمَلتْ، فَلَا يَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً؛ كَمَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ: لأَدْماء مِنْهَا كالسَّفينةِ، نَضَّجَتْ ... بِهِ الحَولَ، حَتَّى زادَ شَهْرًا عَدِيدُها «2» قَالَ الأَزهري: مَا ذُكِرَ فِي بَيْتِ الحُطَيئة مِنَ التَّنْضِيجِ هُوَ كَمَا فَسَّرَهُ الْمُبَرِّدُ، وأَما بَيْتُ الطِّرِمَّاحِ فَمَعْنَاهُ غيرُ مَا ذَهَبَ إِليه، لأَنَّ مَعْنَاهُ فِي بَيْتِهِ صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة، لَا قُوَّة وَلدِها؛ أَراد أَنَّ الفَحْلَ ضَرَبَها يَعارةً لأَنها كَانَتْ نجِيبةً، فضَنَّ بِهَا صاحبُها لنجابَتِها عَنْ ضِرابِ الفحلِ إِياها، فَعَارَضَهَا فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ عَلَى مائِهِ عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَلْقَتْ ذَلِكَ الماءَ قبلَ أَن يُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب مُنَّتُها، وروَى الرُّواةُ البيتَ: [أَضْمَرَتْه عِشْرِينَ يَوْمًا] لَا أَنْضَجَتْه، فإِن رُوِيَ أَنضَجته، فَمَعْنَاهُ أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ فِي رحِمِها فِي عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ رَمَتْ بِهِ كَمَا تَرْمِي بوَلَدِها التَّمامِ الخَلْقِ وبَقِيَ لَهَا مُنَّتُها؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: وأَشْعَث قَدْ قدَّ السِّفارُ قَمِيصَه، ... وَحَرُّ السَّوَاءِ بِالْعَصَا غيرُ مُنْضِج وَقَدِ اسْتَعْمَلَ ثَعْلَبٌ نَضَّجته فِي المرأَة؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: تَمَطَّتْ بِهِ أُمُّه فِي النِّفاسِ، ... فَلَيْسَ بِيَتْنٍ وَلَا تَوْأَم يُرِيدُ أَنها زَادَتْ عَلَى تِسْعَةِ أَشهر حَتَّى نَضَّجَتْه. ونَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بَلَغَتِ الْغَايَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه وَهَماً، إِنما هُوَ نَضَّجَت بوَلَدِها.

_ (1). قوله [أَنضجته إلخ] هكذا في الأَصل بتقديم هَذَا الْبَيْتَ عَلَى مَا بعده، والذي في الصحاح في مادة كرض وفي شرح القاموس في مادة يعر وكرض تقديم الثاني على الأَول. (2). قوله [لأَدماء] الذي في الصحاح وصهباء.

نعج: النَّعْجَة: الأُنثى مِنَ الضأْن والظِّباءِ والبقرِ الوَحْشِيّ والشَّاءِ الجَبَليّ، وَالْجَمْعُ نِعاجٌ ونَعَجات، والعربُ تَكْني بِالنَّعْجَةِ وَالشَّاةِ عَنِ المرأَة، وَيُسَمُّونَ الثَّوْرَ الوحْشِيَّ شَاةً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ البَقَرِ مِنَ الوَحْشِ نِعاج؛ وَفِي التَّنْزِيلِ فِي قصَّة دَاوُدَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وقولِ أَحدِ المَلَكَينِ اللَّذَينِ احْتكَما إِليه: إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ؛ وقرأَ الْحَسَنُ: وَلِيَ نِعجة وَاحِدَةٌ، فَعَسَى أَن يَكُونَ الكسرُ لُغَةً. ونِعاجُ الرَّمْلِ: هِيَ البَقَرُ، وَاحِدَتُهَا نَعجة؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: العربُ تُجْرِي الظباءَ مُجْرى المَعَزِ، والبَقَرُ مُجرى الضأْنِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ أَبي ذُؤيب: وَعَادِيَةٍ تُلْقي الثيابَ كأَنها ... تُيوسُ ظِباءٍ، مَحْصها وانبِتارها فَلَوْ أَجْرَوا الظِّباءَ مُجْرى الضأْنِ، لقالَ: كِباشُ ظِباءٍ؛ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنهم يُجْرون البقرَ مُجْرى الضأْنِ قولُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا مَا رَآهَا راكِبُ الضِّيفِ، لَمْ يزلْ ... يَرَى نَعْجةً فِي مَرْتَعٍ، فيُثِيرُها موَلَّعَة خَنْساء لَيْسَتْ بنَعْجةٍ، ... يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها فَلَمْ يَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الَّذِي هُوَ النَّعْجةُ، وَلَكِنَّهُ نَفَاهُ بالوَصْفِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: يُدَمِّنُ أَجواف الْمِيَاهِ وَقِيرُها يَقُولُ: هِيَ نَعْجَةٌ وحَشِيَّةٌ لَا إِنْسِيَّةٌ تأْلَفُ أَجوافَ المياهِ أَولادُها، وَذَلِكَ نُصْبةُ الضأْنِيَّة وصِفَتُها لأَنها تأْلَفُ المِياهَ، وَلَا سِيَّما وَقَدْ خَصَّها بالوَقِيرِ، وَلَا يَقَعُ الوقِيرُ إِلَّا عَلَى الْغَنَمِ الَّتِي فِي السَّواد والحَضَرِ والأَريافِ. وناقةٌ ناعِجةٌ: يُصادُ عَلَيْهَا نِعاجُ الوحْشِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهِيَ مِنَ المَهْرِيّة؛ وَاسْتَعَارَهُ نَافِعُ بنُ لَقِيطٍ الفَقْعَسِيّ للبَقَرِ الأَهْليّ فَقَالَ: كالثَّوْرِ يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه؛ ... وجَبَ العِيافُ، ضَرَبْتَ أَو لَمْ تَضْرِبِ ونَعِجَ الرجلُ نَعَجاً، فَهُوَ نَعِجٌ: أَكلَ لحمَ ضأْن فثَقُلَ عَلَى قَلْبِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ، ... فهُمْ نَعِجُونَ قَدْ مَالَتْ طُلاهمْ يُرِيدُ أَنهم قَدِ اتَّخَموا مِنْ كَثْرَةِ أَكلِهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاهُم، والطُّلى: الأَعْناقُ، والنَّعَجُ: الابيضاضُ الخالصُ، ونَعِجَ اللَّوْنُ الأَبيضُ يَنْعَجُ نَعَجاً ونُعوجاً، فَهُوَ نَعِجٌ: خَلَص بَيَاضُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصفُ بَقَرَ الْوَحْشِ: فِي نَعِجاتٍ مِنْ بَياضٍ نَعِجَا، ... كَمَا رَأَيْت فِي المُلاءِ البَرْدَجا يُقَالُ: نَعِجَ يَنْعَجُ نَعَجاً مِثْلَ صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَباً، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نَعَجَ يَنْعُجُ نَعَجاً مِثْلَ طَلَبَ يَطْلُبُ طَلَباً. وامرأَة ناعِجةٌ: حسنَةُ اللَّونِ. وجمَلٌ ناعِجٌ: حَسنُ اللَّونِ مُكَرَّمٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ وَقِيلَ: الناعِجةُ البَيْضاءُ مِنَ الإِبلِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُصادُ عَلَيْهَا نِعاجُ الوحشِ، وَهِيَ النَّواعِجُ؛ وَفِي شِعْرُ خُفافِ بنِ نُدْبَةَ: والنَّاعِجات المُسْرِعات للنَّجا يَعْنِي الخِفافَ مِنَ الإِبِلِ، وَقِيلَ: الحِسانَ الأَلوَانِ. وأَرضٌ ناعِجةٌ: مستويةٌ سهلةٌ مُكرمةٌ لِلنَّبَاتِ تُنْبِتُ الرِّمْثَ. والنَّواعِجُ والناعجاتُ مِنَ الإِبِلِ:

البيضُ الكريمةُ. وجَمَلٌ ناعِجٌ وناقةٌ ناعجةٌ. والنَّعْجُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيرِ الإِبِلِ، وَقَدْ نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً؛ وأَنشد: يَا رَبِّ رَبِّ القُلُصِ النَّواعِجِ والنَّواعِجُ مِنَ الإِبلِ: السِّراعُ؛ وَقَدْ نَعَجَت الناقةُ فِي سِيرها، بِالْفَتْحِ: أَسْرَعَت، لُغَةٌ فِي مَعَجَت. ونَعِجَت الإِبلُ تَنْعَجُ: سَمِنَتْ. وأَنْعَجَ القومُ إِنْعاجاً: نَعِجَتْ إِبِلُهُم أَي سَمِنتْ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرو: وَهُوَ فِي شِعْر ذِي الرُّمَّةِ؛ قَالَ شَمِرٌ: نَعِجَتْ إِذا سَمِنَتْ حَرْفٌ غريبٌ، قَالَ: وفتَّشْتُ شِعْرَ ذِي الرُّمَّة فَلَمْ أَجِدْ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: نَعِجَ بِمَعْنَى سَمِنَ حرفٌ صحيحٌ، ونظرَ إِليَّ أَعرابيٌّ كَانَ عهدُه بِي، وأَنا ساهِمُ الوجهِ، ثُمَّ رَآنِي وَقَدْ ثابَتْ إِليَّ نَفْسِي؛ فَقَالَ لِي: نَعِجْتَ أَيا فلانُ بعد ما رأَيتُك كالسَّعَفِ الْيَابِسِ؛ أَراد سَمِنْتَ وصَلَحْتَ. والنَّعَجُ: السِّمَنُ؛ يُقَالُ: قَدْ نَعِجَ هَذَا بَعدي أَي سَمِنَ. والنَّعَجُ: أَن يَرْبُوَ ويَنتفِخَ، وَقِيلَ: النَّهَجُ مِثلهُ. ومَنْعَجٌ، بِالْفَتْحِ «1»: موضع. نفج: نَفَجَ الأَرنَبُ إِذا ثارَ؛ ونَفَجَت، وَهُوَ أَوْحَى عَدْوِها. وأَنْفَجَها الصائدُ: أَثارها مِنْ مَجْثَمِها؛ وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ: فانْتَفَجَتْ مِنْهُ الأَرنبُ أَي وَثَبَتْ. ونَفَجْتُه أَنا: أَثَرْتُه فثارَ مِنْ جُحْرِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فانْتَفَجْنا أَرنباً أَي أَثَرْناها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه ذَكر فِتْنَتَين فَقَالَ: مَا الأُولى عِنْدَ الْآخِرَةِ إِلا كَنَفْجةِ أَرنبٍ أَي كَوَثْبَتِه مِنْ مَجْثَمِه؛ يُريدُ تقليلَ مُدَّتِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: نَفَجَ اليَرْبوعُ يَنْفِجُ ويَنْفُجُ نُفوجاً، وانْتَفَجَ: عَدَا. وأَنْفَجَه الصائدُ واسْتَنْفَجَه: اسْتَخْرَجَهُ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَسْتَنْفِجُ الخِزّانَ مِنْ أَمْكائها وكلُّ مَا ارتَفَعَ: فَقَدْ نَفَجَ وانْتَفَجَ وتَنَفَّجَ. ونَفَجَه هُوَ يَنْفُجُه نَفْجاً ونَفَجَت الفَرُّوجةُ مِنْ بَيْضَتِها أَي خرجَتْ. ونَفَجَ ثَدْيُ المرأَةِ قميصَها إِذا رَفَعَهُ. ورجلُ مُنْتَفِجُ الجَنْبينِ؛ وبعيرٌ مُنْتَفِجٌ إِذا خرجَتْ خواصِرُه. وَانْتَفَجَ جَنْبا الْبَعِيرِ: ارْتَفعا؛ وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: انْتِفاج الأَهِلَّةِ ؛ رُوِيَ بِالْجِيمِ، مِن انتفَج جَنْبا الْبَعِيرِ إِذا ارْتَفَعَا وعظُما خِلْقةً. ونَفَجْتُ الشيءَ فانْتفج أَي رفَعتُه وعظَّمْتُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نافِجاً حِضْنَيهِ ، كَنَّى بِهِ عَنِ التعاظُم والتكبُّر والخُيَلاء. ونَوافجُ المِسْك؛ معرَّبةٌ «2». ونَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً: مَلأَه؛ وَقَوْلُهُ: فأَعْجَلَتْ شَنَّتَها أَن تُنْفَجا يَعْنِي أَن تُمْلأَ مَاءً لِتُنْقى وتُغْسَلَ قَبْلَ أَن يُسْتَقى بِهَا؛ وَقِيلَ: أَعْجَلَتْ عَنْ أَن يُزادَ فِيهَا ماءٌ يُوَسِّعُها ويَرْفَعُها. وصوتٌ نافجٌ: جافٍ غليظٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تسمعُ لِلأَعبُدِ زَجْراً نافِجا، ... مِنْ قِيلِهم: أَيا هَجاً أَيا هَجا

_ (1). قوله [ومنعج بالفتح إلخ] عبارة القاموس ومنعج كمجلس: موضع، ووهم الجوهري في فتحه إلى آخره. وفي ياقوت أَن المشهور أَنه كمجلس. وقد روي كمقعد. (2). قوله [ونوافج المسك إلخ] عبارة القاموس وشرحه والنافجة: وعاء المسك، معرب عن نافه. قال شيخنا: ولذلك جزم بعضهم بفتح فائها، وزعم صاحب المصباح أَنها عربية.

وَقِيلَ: أَراد بالزجْرِ النَّافِجِ الَّذِي يَنْفُجُ الإِبِلَ حَتَّى تتوسَّع فِي مَراتِعِها وَلَا تَجتَمع؛ وَيُقَالُ للإِبل الَّتِي يَرِثُها الرجلُ فتكثُرُ بِهَا إِبِلُه: نافِجةٌ؛ وَكَانَتِ العربُ تَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلرَّجُلِ إِذا وُلِدَتْ لَهُ بنتٌ: هَنِيئًا لَكَ النافجةُ أَي المُعَظِّمَةُ لِمالِك، وَذَلِكَ أَنه يُزَوِّجُها فيأْخُذ مَهْرَها مِنَ الإِبِلِ، فيَضُمُّها إِلى إِبِلِه فيَنْفُجُها أَي يَرْفَعُها ويُكَثِّرُها. والنَّفْجُ: اسمُ مَا نُفِجَ بِهِ. وَرَجُلٌ نَفَّاجٌ إِذا كَانَ صاحبَ فَخْرٍ وكِبْرٍ؛ وَقِيلَ: نَفَّاجٌ يَفْخَرُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَلَيْسَتْ بالعالِية؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِنَّ هَذَا البَجْباجَ النفَّاجَ لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ ؛ النفَّاجُ: الَّذِي يَتَمَدَّحُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ الانْتِفاج الارتفاعِ. ورجلٌ نفَّاجٌ: ذُو نَفْجٍ، يَقُولُ مَا لَا يَفعلُ، ويَفتخِر بِمَا لَيْسَ لَهُ وَلَا فِيهِ. وامرأَةٌ نُفُجُ الحقِيبةِ إِذا كَانَتْ ضخْمةَ الأَرْدافِ والمَأْكَمِ؛ وأَنشد: نُفُج الحَقيبةِ بَضَّة المُتَجَرَّدِ وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الزُّبَيْرِ: كَانَ نُفُجَ الحَقِيبةِ أَي عظيمَ العَجُزِ، وَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ وَالْفَاءِ. والنِّفاجةُ: رُقْعَةٌ مُرَبَّعةٌ تَحْتَ كُمِّ الثوبِ. وتَنَفَّجَت الأَرنبُ: اقشعَرَّتْ، يَمَانِيَةٌ، وَكُلُّ مَا اجْتالَ: فَقَدِ انْتَفَجَ. والنوافِجُ: مُؤَخَّراتُ الضُّلوعِ، واحدُها نافجٌ ونافجةٌ، وتُسَمَّى الدَّخارِيصُ التنافيجَ لأَنها تَنْفُجُ الثوبَ فتُوَسِّعُه. وَيُقَالُ: مَا الَّذِي اسْتَنْفَجَ غضَبَكَ؟ أَي أَظْهَرَهُ وأَخرجه. ابْنُ الأَعرابي: النِّفِّيجُ، بِالْجِيمِ: الَّذِي يَجِيءُ أَجنبيّاً فيدخُل بَيْنَ القَومِ ويُسْمِلُ بَيْنَهُمْ ويُصلِحُ أَمْرَهم؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النِّفِّيجُ الَّذِي يَعْترضُ بَيْنَ الْقَوْمِ، لَا يُصْلِحُ وَلَا يُفْسِد. ونَفَجَت الريحُ: جَاءَتْ بَغْتَةً؛ وَقِيلَ: النافِجةُ كلُّ رِيحٍ تَبْدَأُ بشدَّةٍ؛ وَقِيلَ أَوّلُ كلِّ رِيحٍ تَبْدأُ بشدَّةٍ؛ قَالَ الأَصمعي: وأُرى فِيهَا بَرْداً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رُبَّمَا انْتَفَجَتِ الشَّمالُ عَلَى الناس بعد ما يَنامون، فتَكادُ تُهلِكُهم بالقُرِّ مِنْ آخرِ لَيْلتِهم، وَقَدْ كَانَ أَوَّلُ لَيْلتِهم دَفِيئاً. والنافجةُ: أَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بشدَّةٍ؛ تَقُولُ: نَفَجَت الريحُ إِذا جَاءَتْ بقُوَّةٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَلِيمًا: يَرْقَدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ، ويَطْرده ... حَفِيفُ نافِجَةٍ، عُثْنُونُها حَصِبُ قَالَ شِمْرٌ: النافجةُ مِنَ الرياحِ الَّتِي لَا تَشْعُر حَتَّى تَنْتَفِجَ عَلَيْكَ؛ وانتِفاجُها: خروجُها عاصِفةً عَلَيْكَ، وأَنت غافلٌ، قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى السحابةُ الكثيرةُ المطرِ بِذَلِكَ، كَمَا يسمَّى الشيءُ باسمِ غيرهِ لكونهِ مِنْهُ بسببٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: راحَتْ لَهُ، فِي جُنُوحِ الليلِ، نافجةٌ، ... لَا الضَّبُّ ممتنعٌ مِنْهَا، وَلَا الوَرَلُ ثُمَّ قَالَ: يَسْتَخرجُ الحَشَراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها، ... كأَنَّ أَرْؤُسَها فِي مَوْجِه الخَشَلُ وَفِي حَدِيثِ المُستضعفَينَ بِمَكَّةَ: فنَفَجَتْ بِهِمُ الطريقُ أَي رمَتْ بِهِمْ فَجْأَةً. والنَّفِيجةُ: القَوسُ، وَهِيَ شَطيبةٌ مِنْ نَبْعٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يعرِفْه أَبو سَعِيدٍ بِالْحَاءِ؛ وَقَالَ مُلَيح الهُذَلي: أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجِيفِ، كأَنها ... نفائجُ نَبْعٍ، لَمْ تُرَيَّعْ، ذَوابِلُ

وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يَحْلُبُ لأَهْلِه بَعِيرًا، فَيَقُولُ: أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ؟ الإِنفاجُ: إِبانةُ الإِناء عَنِ الضَّرْعِ عِنْدَ الحَلْبِ حَتَّى تَعْلُوَه الرَّغوةُ، والإِلْبادُ: إِلصاقُه بالضَّرْعِ حَتَّى لَا تكونَ له رَغْوةٌ. نفرج: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: عَنِ ابْنِ الأَعرابي: رجلٌ نِفرِجةٌ ونِفْراجَةٌ أَي جبانٌ ضعيفٌ. نهج: طريقٌ نَهْجٌ: بَيِّنٌ واضِحٌ، وَهُوَ النَّهْجُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ ... نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَريغٍ مَخْرَفِ والجمعُ نَهجاتٌ ونُهُجٌ ونُهوجٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: بِهِ رُجُماتٌ بينهنَّ مَخارِمٌ ... نُهوجٌ، كلَبَّاتِ الهَجائِنِ، فِيحُ وطُرُقٌ نَهْجَةٌ، وسبيلٌ مَنْهَجٌ: كَنَهْجٍ. ومَنْهَجُ الطريقِ: وضَحُه. والمِنهاجُ: كالمَنْهَجِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً . وأَنهَجَ الطريقُ: وضَحَ واسْتَبانَ وَصَارَ نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً؛ قَالَ يزيدُ بنُ الخَذَّاقِ الْعَبْدِيُّ: وَلَقَدْ أَضاءَ لَكَ الطريقُ، وأَنْهَجَتْ ... سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي أَي تُعِينُ وتُقَوِّي. والمِنهاجُ: الطريقُ الواضِحُ. واسْتَنْهَجَ الطريقُ: صَارَ نَهْجاً. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: لَمْ يَمُتْ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَرَكَكُم عَلَى طريقٍ ناهِجةٍ أَي واضحةٍ بَيِّنَةٍ. ونَهَجْتُ الطريقَ: أَبَنْتُه وأَوضَحتُه؛ يُقَالُ: اعْمَلْ عَلَى مَا نَهَجْتُه لَكَ. ونَهَجتُ الطريقَ: سَلَكتُه. وفلانٌ يَستَنهِجُ سبيلَ فلانٍ أَي يَسلُكُ مَسلَكَه. والنَّهْجُ: الطريقُ المستقيمُ. ونَهَجَ الأَمْرُ وأَنهَجَ، لُغتانِ، إِذا وضَحَ. والنَّهَجةُ: الرَّبْوُ يَعْلو الإِنسانَ والدابَّةَ، قَالَ اللَّيْثُ: وَلَمْ أَسمَعْ مِنْهُ فِعلًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَنهَجَ يُنْهِجُ إِنهاجاً، ونَهَجْتُ أَنهِجُ نَهْجاً، ونهِجَ الرجلُ نَهَجاً، وأَنْهَجَ إِذا انْبَهَرَ حَتَّى يَقَعَ عَلَيْهِ النَّفَسُ مِنَ البُهْرِ، وأَنهَجَه غيرُه. يُقَالُ: فلانٌ يَنْهَجُ فِي النفَسِ، فَمَا أَدري مَا أَنهَجَه. وأَنهَجتُ الدابَّةَ: سِرْت عَلَيْهَا حَتَّى انْبَهَرَتْ. وَفِي حَدِيثِ قُدومِ المُسْتَضعَفِينَ بِمَكَّةَ: فنَهِجَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى قَضى. النَّهَجُ، بِالتَّحْرِيكِ، والنَّهِيجُ: الرَّبْوُ، وتواتُرُ النَّفَسِ مِنْ شدَّةِ الحركةِ، وأَفعَلَ مُتَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: فضَرَبَه حَتَّى أُنْهِجَ أَي وَقَعَ عَلَيْهِ الرَّبْوُ؛ يَعْنِي عُمَرَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَقَادَنِي وإِني لأَنْهَجُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى رَجُلًا يَنْهَجُ أَي يَرْبو مِنَ السِّمَن ويَلْهَثُ. وأَنْهَجَتِ الدابةُ: صارتْ كَذَلِكَ. وضَرَبَه حَتَّى أَنْهَجَ أَي انْبَسَط، وَقِيلَ: بَكى. ونَهَجَ الثوبُ ونَهُجَ، فَهُوَ نَهِجٌ، وأَنهَجَ: بَلِيَ وَلَمْ يَتَشَقَّقْ؛ وأَنْهَجَه البِلى، فَهُوَ مُنْهَجٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنْهَجَ فِيهِ البِلى: اسْتَطار؛ وأَنشد: كالثوبِ أَنْهَجَ فِيهِ البِلى، ... أَعْيا عَلَى ذِي الحِيلَةِ الصانِع «3» وَلَا يُقَالُ: نَهَجَ الثوبُ، وَلَكِنْ نَهِجَ. وأَنْهَجْتُ الثوبَ، فَهُوَ مُنْهَجٌ أَي أَخْلَقْتُه. أَبو عبيد: المُنْهَج

_ (3). قوله [كالثوب إلخ] كذا بالأَصل. والشطر الأَول منه غير موزون ولعل الأَصل إذ أَنهج.

فصل الهاء

الثوبُ الَّذِي أَسرعَ فِيهِ البِلَى. الْجَوْهَرِيُّ: أَنْهَجَ الثوبُ إِذا أَخذ فِي البِلى؛ قَالَ عبدُ بَنِي الحَسْحاسِ: فَمَا زَالَ بُرْدي طَيِّباً مِنْ ثِيابِها ... إِلى الحَوْلِ، حَتَّى أَنْهَجَ البُرْدُ بَالِيَا وَفِي شِعْرِ مازِنٍ: حَتَّى آذَنَ الجِسْمُ بالنَّهْجِ وَقَدْ نَهِجَ الثوبُ والجسمُ إِذا بَليَ. وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَهُ. الأَزهري: نَهِجَ الإِنسانُ والكلبُ إِذا رَبَا وانْبَهَرَ يَنْهَجُ نَهَجاً. قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: طَرَدْتُ الدابةَ حَتَّى نَهَجَتْ، فَهِيَ ناهِجٌ، فِي شِدَّةِ نَفَسِها، وأَنْهَجْتُها أَنا، فَهِيَ مُنْهَجَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِن الكلبَ لَيَنْهَجُ مِنَ الحَرِّ، وَقَدْ نَهِجَ نَهْجَةً. وَقَالَ غيرُه: نَهِجَ الفرَسُ حِينَ أَنْهَجْتُه أَي رَبا حِينَ صَيَّرتُه إِلى ذَلِكَ. نوج: ابْنُ الأَعرابي: ناجَ يَنُوجُ إِذا رَاءَى بِعَمَلِه. والنَّوْجةُ: الزَّوْبعةُ مِنَ الرِّيَاحِ. نينلج: النِّينَلَجُ «1»: حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وأَنشد: جاءتْ بِهِ مِنَ اسْتِها سفَنَّجا، ... سَوْداء، لَمْ تَخْطُطْ له نِينَيْلَجا فصل الهاء هبج: هَبَجَ يَهْبِجُ هَبْجاً: ضَرَبَ ضَرْباً مُتَتابعاً فِيهِ رَخاوةٌ، وَقِيلَ: الهَبْجُ الضَّربُ بالخَشَبِ كَمَا يُهْبَجُ الكلبُ إِذا قُتِلَ. وهَبَجَه بِالْعَصَا: ضَرَبَ مِنْهُ حَيْثُ مَا أَدْرَكَ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّربُ عامَّةً. وهَبَجَه بِالْعَصَا هَبْجاً: مَثْلَ حَبَجَه حَبْجاً أَي ضَرَبه. والكلبُ يُهْبَجُ: يُقْتَلُ. وظَبْيٌ هَبِيجٌ: لَهُ جُدَّتانِ فِي جَنْبَيهِ بَيْنَ شَعْرِ بَطْنِه وظهرهِ، كأَنه قَدْ أُصيبَ هُنَالِكَ. وهَبِجَ وَجهُ الرجلِ، فَهُوَ هَبِجٌ: انتفَخَ وتقبَّضَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: لَا سافِرُ النَّيِّ مَدْخولٌ وَلَا هَبِجٌ، ... عارِي العِظامِ، عَلَيْهِ الوَدْعُ منظومُ «2» وتَهَبَّجَ كَهَبِجَ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَبَجُ كالوَرَمِ، يَكُونُ فِي ضرعِ الناقةِ، تَقُولُ: هَبَّجَه تَهْبيجاً فَتَهَبَّجَ أَي وَرَّمَه فَتَوَرَّمَ. والهَبَجُ فِي الضَّرْعِ: أَهْوَنُ الوَرَمِ، قَالَ: والتَّهْبِيجُ شِبْهُ الوَرَمِ فِي الجسدِ، يُقَالُ: أَصبَحَ فلانٌ مُهَبَّجاً أَي مُوَرَّماً. ورجلٌ مُهَبَّجٌ: ثقيلُ النَّفْس. والهَوْبَجَةُ: الأَرضُ المُرتفِعةُ فِيهَا حَصًى، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. وأَصَبْنا هَوْبَجَةً مِنْ رِمْثٍ إِذا كَانَ كَثِيرًا فِي بَطنِ وادٍ. الأَزهري: الهَوْبجةُ بطنٌ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: وَلَمَّا أَراد أَبو مُوسَى حَفْرَ رَكَايَا الحَفَرِ، قَالَ: دُلُّوني عَلَى مَوضع بئرٍ يُقْطَعُ بِهِ هَذِهِ الفلاةُ، قَالُوا: هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَى بَيْنَ فَلْجٍ وفُلَيجٍ، فَحَفَرَ الحَفَرَ، وَهُوَ حَفَرُ أَبي مُوسَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ خَمْسَةُ أَميالٍ «3». الهَوْبَجَةُ: بَطنٌ مِنَ الأَرضِ مُطمئنّ، وَقَالَ النَّضْرُ: الهَوْبَجَةُ أَن يُحْفَرَ فِي مناقِع الماءِ ثِمادٌ يُسيلُونَ

_ (1). قوله [النينلج] هكذا في الأَصل مضبوطاً، وبهامشه ما نصه: الصواب النيلنج، بالكسر: وَهُوَ دُخَانُ الشَّحْمِ يُعَالَجُ به الوشم ليخضر؛ قال المجد: كتبه محمد مرتضى والذي في البيت نينيلجا. (2). قوله [لا سافر الني إلخ] كذا بالأَصل هنا. وأنشده شارح القاموس في مادة سفر هكذا: لَا سَافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ وَلَا هَبِجٌ كَاسِي الْعِظَامِ لطيف الكشح مهضوم (3). قوله [خمسة أميال] في ياقوت خمس ليال.

إِليها الماءَ فَتَمْتَلئُ، فيَشْربون مِنْهَا وتَعِينُ تِلْكَ الثِّمادُ إِذا جُعِلَ فِيهَا الماءُ. هبرج: الهَبْرَجُ: الثَّوْرُ، وَهُوَ أَيضاً المُسِنُّ مِنَ الظِّباءِ. والهَبْرَجَةُ: اختلاطٌ فِي الْمَشْيِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ «1»: يَتْبَعْنَ ذَيَّالًا مُوشًّى هَبْرَجا الهَبْرَجُ والمُوَشَّى واحدٌ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: سأَلت الأَصمعي مَرَّةً: أَي شيءٍ هَبْرَجٌ؟ قَالَ: يُخَلِّطُ فِي مَشْيه. الأَصمعي أَيضاً: الهَبْرَجُ المُخْتالُ الذيَّالُ، الطويلُ الذَّنَبِ. هجج: اللِّيْثُ: هجَّجَ البعيرُ يُهَجِّجُ إِذا غارَتْ عَيْنُه فِي رأْسِه مِنْ جُوعٍ أَو عَطشٍ أَو إِعْياءٍ غَيْرَ خِلْقةٍ؛ قَالَ: إِذا حِجَاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا الأَصمعي: هَجَّجَتْ عَينُه: غارَتْ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنَّ عُيُونَهُنَّ مُهَجِّجات، ... إِذا راحَتْ مِنَ الأُصُلِ الحَرُور وعَينٌ هاجَّةٌ أَي غائرةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قولُ ابْنةِ الخُسِّ حِينَ قيلَ لَهَا: بِمَ تَعْرِفِينَ لِقاحَ ناقتِك؟ فَقَالَتْ: أَرى العينَ هَاجَ، والسنامَ رَاجٍّ، وتَمْشي فَتَفاجّ؛ فإِما أَن يكونَ عَلَى هَجَّتْ وإِن لَمْ يُستعمَلْ، وإِما أَنها قَالَتْ هَاجًّا، إِتْبَاعًا لِقَوْلِهِمْ رَاجًّا، قَالَ: وَهُمْ مِمَّنْ يَجْعلون للإِتْباع حُكْماً لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَقَالَتْ: هَاجًّا، فذكَّرتْ عَلَى إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْفِ، وإِلَّا فَقَدَ كَانَ حُكْمُها أَن تَقُولَ هاجَةً؛ ومِثلُه قولُ الآخرِ: والعَينُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ إِنما يَحْملُ هَذَا عَلَى الضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَعَمْري إِنَّ فِي الإِتْباع أَيضاً لَضرورةً تُشْبهُ ضرورةَ الشِّعر. ورَجلٌ هَجاجَةٌ: أَحْمَقُ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: هَجَاجةٌ مُنْتَخَبُ الفُؤَادِ، ... كأَنَّه نَعامةٌ فِي وادِي شَمِرٌ: هَجَاجَةٌ أَي أَحَمَقُ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَهِجُّ عَلَى الرأْي، ثُمَّ يَرْكَبُه، غَوِيَ أَم رَشِدَ، واستهاجُه: أَن لَا يُؤَامِرَ أَحداً ويَرْكَبَ رأْيه؛ وأَنشد: مَا كَانَ يَرْوِي فِي الأُمورِ صَنِيعَةً، ... أَزمانَ يَرْكَبُ فيكَ أُمَّ هَجَاجِ والهَجاجةُ: الهَبْوَةُ الَّتِي تَدْفِنُ كلَّ شيءٍ بالترابِ، والعَجاجةُ: مِثلُها. وركِبَ فلانٌ هَجاجَ، غيرَ مُجْرًى، وهَجاجِ، مَبنيّاً عَلَى الْكَسْرِ مِثْلَ قَطامِ: ركِبَ رأْسَه؛ قَالَ المُتَمَرِّس بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّحاريُّ: وأَشْوَس ظَالِمٌ أَوْجَيْتُ عنِّي، ... فأَبْصَرَ قَصْدَه بَعْدَ اعْوِجاجِ تَرَكْتُ بِهِ نُدُوباً باقِياتٍ، ... وبايَعَني عَلَى سِلْمٍ دُماجِ فَلَا يَدَعُ اللِّئامُ سبيلَ غَيٍّ، ... وَقَدْ رَكِبُوا، عَلَى لَوْمي، هَجاجِ قَوْلُهُ: أَوْجَيْت أَي مَنَعْت وكَفَفْت. والنُّدُوب: الآثارُ، واحدُها نَدْبٌ. والدُّماجُ، بِضَمِّ الدَّالِ: الصُّلْحُ الَّذِي يُرادُ بِهِ قطْعُ الشَّرِّ. وهَجَاجَيْك هاهنا وهاهنا أَي كُفّ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ

_ (1). قوله [قال العجاج إلخ] عبارة القاموس وشرحه. والهبرج: الموشى من الثياب. قال العجاج إلخ.

للأَسدِ والذِّئب وَغَيْرِهِمَا، فِي التَّسْكِينِ: هَجَاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ، عَلَى تَقْدِيرِ الْاثْنَيْنِ؛ الأَصمعي: تَقُولُ لِلنَّاسِ إِذا أَرَدْتَ أَن يَكُفُّوا عَنِ الشَّيْءِ: هَجَاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ. شَمِرٌ: النَّاسُ هَجاجَيْكَ ودَوَالَيْكَ أَي حَوَالَيْكَ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قولُ شَمِرٍ النَّاسُ هُجَاجيك فِي مَعْنَى دَوَالَيْكَ باطلٌ، وَقَوْلُهُ مَعْنَى دَوَالَيْكَ أَي حَوَالَيْكَ كَذَلِكَ باطلٌ؛ بَلْ دَوَالَيْكَ فِي مَعْنَى التَّداوُل، وحَوَالَيْكَ تثنيةُ حَوْلك. تَقُولُ: النَّاسُ حَوْلَكَ وَحَوْلَيْكَ وَحَوَالَيْكَ؛ قَالَ: فأَما رَكِبُوا فِي أَمرهم هَجاجَهم أَي رأْيهم الَّذِي لَمْ يُرَوُّوا فِيهِ. وهَجاجَيْهم تَثْنِيَةٌ. قال الأَزهري: أُرى أَن أَبا الْهَيْثَمِ نَظَرَ فِي خَطِّ بَعْضِ مَنْ كَتَبَ عَنْ شَمِرٍ مَا لَمْ يَضبِطْه، وَالَّذِي يُشْبِهُ أَن شَمِرًا قَالَ: هَجاجَيْك مِثْلُ دَوَالَيْك وحَوالَيْك، أَراد أَنه مِثْلُهُ فِي التَّثْنِيَةِ لَا فِي الْمَعْنَى. وهَجِيجُ النَّارِ: أَجِيجُها، مُثْلَ هَراقَ وأَراقَ. وهَجَّتِ النارُ تَهُجُّ هَجّاً وهَجِيجاً إِذا اتَّقَدَتْ وسمعتَ صوتَ اسْتِعَارِهَا. وهَجَّجَها هُوَ، وهَجَّ البيتَ يَهُجُّه هَجّاً: هَدَمه؛ قَالَ: أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لَا تَزَالُ تَهُجُّه ... شَمالٌ، ومِسْيافُ العَشِيِّ جَنُوبُ؟ ابْنُ الأَعرابي: الهُجُجُ الغُدْران. والهَجِيجُ: الخَطُّ فِي الأَرض؛ قَالَ كُراع: هُوَ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّ فِي الأَرض لِلْكَهَانَةِ، وَجَمْعُهُ هُجَّانٌ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَصابنا مَطَرٌ سَالَتْ مِنْهُ الهُجَّان؛ وَقِيلَ: الهَجِيجُ الشَّقُّ الصَّغِيرُ فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. ووادٍ هَجِيجٌ وإِهْجِيجٌ: عَمِيقٌ، يَمَانِيَةٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الهَجِيجُ والإِهْجِيجُ وادٍ عَمِيقٌ، فكأَنه عَلَى هَذَا اسْمٌ. وهَجْهَجَ الرجلَ: رَدَّه عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَالْبَعِيرُ يُهاجُّ فِي هَدِيرِهِ. يُرَدِّدُهُ. وَفَحْلٌ هَجْهاجٌ، فِي حِكَايَةِ شدَّة هَدِيرِهِ، وهَجْهَجَ الفحلُ فِي هَدِيرِهِ. وهَجْهَجَ السبُعَ، وهَجْهَجَ بِهِ: صَاحَ بِهِ وَزَجَرَهُ ليَكُفَّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَو ذُو زَوائِدَ لَا يُطافُ بأَرضِه، ... يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ يَعْنِي الأَسد يُغْشَى مُهَجْهِجاً بِهِ فَيَنْصَبُّ عَلَيْهِ مُسرعاً فَيَفْتَرِسُهُ. اللِّيْثُ: الهَجْهَجةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الرَّجُلِ إِذا صَاحَ بالأَسد. الأَصمعي: هَجْهَجْتُ بِالسَّبُعِ وهَرَّجْتُ بِهِ، كِلَاهُمَا إِذا صِحْتَ بِهِ؛ وَيُقَالُ لِزَاجِرِ الأَسد: مُهَجْهِجٌ ومُهَجْهِجةٌ. وهَجْهَجَ بِالنَّاقَةِ وَالْجَمَلِ: زَجَرَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: هِيجْ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمْرَقْتُ مِنْ جَوْزِه أَعْناقَ ناجِيَةٍ ... تَنْجُو، إِذا قَالَ حادِيها لَهَا: هِيجِ قَالَ: إِذا حَكَوْا ضاعَفوا هَجْهجَ كَمَا يضاعفونَ الوَلْوَلَةَ مِنَ الوَيل، فَيَقُولُونَ وَلْوَلَتِ المرأَةُ إِذا أَكثرت مِنْ قَوْلِ الوَيْل. غَيْرُهُ: هَجْ فِي زَجْرِ النَّاقَةِ؛ قَالَ جَنْدل: فَرَّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتائِجِ ... تَكَفُّحُ السَّمائِم الأَواجِجِ، وقِيلُ: عاجٍ؛ وأَيا أَياهِجِ فَكَسَرَ الْقَافِيَةَ. وإِذا حَكَيْتَ قُلْتَ: هَجْهَجْتُ بِالنَّاقَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: هَجْهَجَ زجرٌ لِلْغَنَمِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ «1»؛ قَالَ الرَّاعِي وَاسْمُهُ عُبيد بْنُ الحُصَين يَهْجُو عَاصِمَ بْنَ قَيْسٍ النُّمَيريّ ولَقَبُه الحَلالُ: وعَيَّرَني، تِلكَ، الحَلالُ، وَلَمْ يَكُنْ ... ليَجعَلَها لابن الخَبيثةِ خالِقُهْ

_ (1). قوله [مبني على الفتح إلخ] قال المجد مبني على السكون، وغلط الجوهري في بنائه على الفتح، وإِنما حركه الشاعر للضرورة انتهى.

وَلَكِنَّمَا أَجْدَى وأَمتَعَ جَدُّه ... بِفِرْقٍ يُخَشِّيهِ، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه وَكَانَ الحَلالُ قَدْ مَرَّ بإِبل لِلرَّاعِي فعَيَّره بِهَا، فَقَالَ فِيهِ هَذَا الشِّعْرَ. والفِرْق: الْقَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ. ويخشِّيه: يفزِعه. وَالنَّاعِقُ: الرَّاعِي؛ يُرِيدُ أَن الحَلالَ صَاحِبُ غَنَمٍ لَا صَاحِبُ إِبل، وَمِنْهَا أَثْرَى، وأَمتَع جَدُّه بِالْغَنَمِ وَلَيْسَ لَهُ سِوَاهَا، يَقُولُ لَهُ: فلِمَ تُعَيِّرُني إِبلي، وأَنت لَمْ تَمْلِكْ إِلَّا قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ؟ اللِّحْيَانِيُّ: مَاءٌ هُجَهِجٌ لَا عَذْب وَلَا مِلْحٌ. وَيُقَالُ: ماءُ زَمْزَمَ هُجَهِجٌ. والهَجْهَجَةُ: صوتُ الكُرْدِ عِنْدَ الْقِتَالِ. وظَلِيمٌ هَجْهاجٌ وهُجاهِجٌ: كَثِيرُ الصَّوْتِ، والهَجْهاجُ: النَّفور، وَهُوَ أَيضاً الْجَافِي الأَحمق. والهَجْهاجُ أَيضاً: المُسِنُّ. والهَجْهاجُ والهَجْهاجَةُ: الْكَثِيرُ الشَّرِ الْخَفِيفُ الْعَقْلِ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ هَجْهاجةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا رأْي. وَرَجُلٌ هَجْهاج: طَوِيلٌ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ: قَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْرٍ: بَعِيدُ العَجْبِ، حينَ تَرى قَراهُ ... مِنَ العِرْنِينِ، هَجْهاجٌ جُلالُ وَيَوْمٌ هَجْهاج: كَثِيرُ الرِّيحِ شَدِيدُ الصَّوْتِ؛ يَعْنِي الصَّوْتَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ عَنِ الرِّيحِ. والهَجْهَجُ: الأَرض الجَدْبَةُ الَّتِي لَا نباتَ بِهَا، وَالْجَمْعُ هَجاهج؛ قَالَ: فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ، ... قُيِّدَ فِي أَرامِل العَرافِجِ، فِي أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجاهِجِ جَمْعٌ عَلَى إِرادة الْمَوَاضِعِ. وهَجْ هَجْ، وهَجٍ هَجٍ، وهَجَا هَجَا: زَجْرٌ للكلبِ، وأَورد الأَزهري هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، قَالَ: يُقَالُ للأَسد وَالذِّئْبِ وَغَيْرِهِمَا فِي التَّسْكِينِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُقَالُ هَجَا هَجَا للإِبل؛ قَالَ هِمْيان: تَسْمَعُ للأَعْبُدِ زجْراً نافِجَا، ... من قِيلِهم: أَيا هَجا أَيا هَجا قَالَ الأَزهري: وإِن شِئْتَ قُلْتَهُمَا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ وَقَالَ الْشَّاعِرُ: سَفَرَتْ فقلتُ لَهَا: هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ، ... فذَكَرْتُ، حِينَ تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا «1» وضَبَّار: اسْمُ كَلْبٍ، وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ: هَجِي. الأَزهري: وَيُقَالُ فِي مَعْنَى هَجْ هَجْ: جَهْ جَهْ، عَلَى الْقَلْبِ. وَيُقَالُ: سَيْرٌ هَجَاجٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ مُزاحمٌ العُقَيْلِيُّ: وتَحْتي مِنْ بَناتِ العِيدِ نِضْوٌ، ... أَضَرَّ بنِيِّه سَيْرٌ هَجاجُ الْجَوْهَرِيُّ: هَجْ، مُخَفَّفٌ، زَجْرٌ لِلْكَلْبِ يسكَّن وَيُنَوَّنُ كَمَا يُقَالُ: بَخْ وبَخٍ، وَوَجَدْتُ فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: المُسْتَهِجُّ الَّذِي يَنْطِقُ فِي كُلِّ حَقٍّ وَبَاطِلٍ. هدج: الهَدْجُ والهَدَجانُ: مَشيٌ رُوَيْدٌ فِي ضَعْفٍ. والهَدَجانُ: مِشيَةُ الشَّيْخِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وهَدَجَ الشيخُ فِي مِشْيته يَهْدِجُ هَدْجاً وهَدَجاناً

_ (1). قوله [ضبارا] قال شارح القاموس كذا وجدته بخط أَبي زكريا. ومثله بخط الأَزهري. وأَورده أَيضاً ابْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ المعاني، غير أن في نسخة الصحاح هبارا بالهاء انتهى. وقد استشهد الجوهري بالبيت في هـ ب ر على أن الهبار القرد الكثير الشعر، لا على أنه اسم كلب، وتبعه صاحب اللسان هناك. قال الشارح قال الصاغاني: والرواية ضبارا، بالضاد المعجمة، وهو اسم كلب، والبيت للحارث بن الخزرج الخفاجي وبعده: وتزينت لتروعني بجمالها ... فكأنما كسي الحمار خمارا فخرجت أعثر في قوادم جُبَّتِي ... لَوْلَا الْحَيَاءُ أَطَرْتُهَا إحضارا

وهِداجاً: قارَبَ الخَطْوَ وأَسرع مِنْ غَيْرِ إِرادة؛ قَالَ الحُطَيْئة: ويأْخُذُه الهُداجُ، إِذا هَداه ... ولِيدُ الحَيِّ، فِي يَدِه الرِّداءُ وَقَالَ الأَصمعي: الهَدَجانُ مُداركة الخَطْو، وأَنشد: هَدَجاناً لَمْ يَكُنْ مِنْ مِشْيَتي، ... هَدَجانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ أَراد الْهَيْقَةَ فصيَّر هاءَ التأْنيث تَاءً فِي الْمُرُورِ عَلَيْهَا: مُزَوْزِياً لمَّا رَآهَا زَوْزَتِ «2» وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَدَجَ إِذا اضْطَرَبَ مَشْيُه مِنَ الكِبَر، وَهُوَ الهُداجُ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: إِلى أَنِ ابْتَهَج بِهَا الصَّغِيرُ وهَدَج إِليها الْكَبِيرُ. الهَدَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مِشْية الشَّيْخِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فإِذا هُوَ شَيْخٌ يَهْدِجُ. وقِدْرٌ هَدُوجٌ: سَرِيعَةُ الغَلَيان. وهَدَج الظَّلِيمُ يَهْدِجُ هَدَجاناً واسْتَهْدَجَ، وَهُوَ مَشْيٌ وسَعْيٌ وَعَدْوٌ، كُلُّ ذَلِكَ إِذا كَانَ فِي ارْتِعَاشٍ، فَهُوَ هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ؛ وأَنشد: والمُعْصِفاتِ لَا يَزَلْنَ هُدَّجا وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الظَّلِيمَ: أَصَكَّ نَغْضاً لَا يَني مُسْتَهْدَجا «3» وَيُرْوَى: مُسْتَهدِجا، أَي عَجْلانَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُسْتَهْدِجا أَي مُسْتَعْجِلًا أَي أُفْزِعَ فَمَرَّ. والهَدَجْدَجُ: الظَّلِيمُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لَهدَجانِه فِي مَشْيِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَساعِرُه، ... قَدْ عادَها شَهْرًا إِلى شَهْرِ وإِنما قَالَ جَرِب، لأَن ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مِنَ النَّعَامِ لَا رِيشَ عَلَيْهِ. وهَدَجتِ الناقةُ وتَهَدَّجت: حَنَّتْ عَلَى وَلَدِهَا، وَهِيَ نَاقَةٌ مِهْداجٌ، وَالْاسْمُ الهَدَجةُ، وَكَذَلِكَ الرِّيحُ الَّتِي لَهَا حَنِينٌ. وهَدَجَتِ الريحُ هَدْجاً أَي حَنَّت وَصَوَّتَتْ؛ وَرِيحٌ مِهْداج. وَيُقَالُ لِلرِّيحِ الحَنُونِ: لَهَا هَدَجةٌ مِهْداجٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعْدي يَصِفُ حُمُرَ الْوَحْشِ: مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ، ... باتتْ تُباشِرُ عُرْماً غيرَ أَزواجِ حَتَّى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ فِي مَسَكٍ، ... مِنْ نَسْلِ جَوَّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ لأَن الرِّيحَ تَسْتَدِرُّ السحابَ وتُلْقِحُه فيُمْطِر، فَالْمَاءُ مِنْ نَسْلِهَا. وَقَالَ يَعْقُوبُ: المِهْداجُ هُنَا مِنَ الهَدَجةِ، وَهُوَ حَنِينِ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا. والمَسَكُ: الأَسْوِرَةُ مِنَ الذَّبْلِ، شَبَّه بِهَا الشَّعَر الَّذِي فِي قَوَائِمِ الحُمُر. وَقَوْلُهُ: مِنْ نَسْلِ جَوَّابة الْآفَاقِ؛ يُرِيدُ الرِّيحَ. يَعْنِي أَن الْمَاءَ مِنْ نَسْلِ الرِّيحِ لأَنها الْجَالِبَةُ لَهُ حِينَ يَعْصُر السحابَ الريحُ، وَهَذَا وَصْفُ الْحُمُرِ لَمَّا أَتت فِي طلابِ الْمَاءِ لَيْلًا، وأَنها أَثارت القَطا فصاحَتْ: قَطَا قَطَا، فَجَعَلَهَا صَادِقَةً لِكَوْنِهَا خَبَّرَتْ بِاسْمِهَا كَمَا يُقَالُ: أَصدقُ مِنَ القَطا. وَقَوْلُهُ: تُبَاشِرُ عُرْماً؛ عَنَى بِهِ بيضَها. والأَعْرَمُ: الَّذِي فِيهِ نُقَطُ بَيَاضٍ وَنُقَطُ سَوَادٍ، وَكَذَلِكَ بَيْضُ القَطا. وَقَوْلُهُ: غَيْرَ أَزواج؛ يُرِيدُ أَن بَيْضَ الْقَطَا أَفراد وَلَا يَكُونُ أَزواجاً. والهَدَجةُ: رَزَمةُ النَّاقَةِ وحَنِينُها عَلَى وَلَدِهَا. وناقة

_ (2). قوله [مزوزياً إلخ] هكذا هو في الأَصل، وإن صحت روايته هكذا ففيه خرم. (3). قوله [أَصك إلخ] ويروى أسك بالسين المهملة وصدره: واستبدلت رسومه سفنجا كما أنشده المؤلف في نغض.

هَدُوجٌ ومِهْداجٌ. وتَهَدُّجُ الصَّوْتِ: تَقَطُّعه فِي ارْتِعَاشٍ. والتَّهَدُّج: تَقَطُّعُ الصَّوْتِ. وتَهَدَّجوا عَلَيْهِ وتَثانَوا عَلَيْهِ: أَظهروا أَلطافه. وهَدَّاجٌ: اسْمُ قَائِدِ الأَعشى. والهَوْدَجُ: مِن مَراكب النِّسَاءِ مُقَبَّبٌ وَغَيْرُ مُقَبَّب، وَفِي الْمُحْكَمِ: يُصْنَعُ مِنَ العِصِيِّ ثُمَّ يُجْعَلُ فَوْقَهُ الْخَشَبُ فيُقَبَّبُ. وهَدَّجتِ الناقةُ: ارْتَفَعَ سَنامُها وضَخُمَ فَصَارَ عَلَيْهَا مِنْهُ شِبْهُ الهَوْدَج. وَبَنُو هَدَّاجٍ: حَيٌّ. وهَدَّاجٌ: اسْمُ رَبِيعَةَ بْنِ صَيْدَح. وهَدَّاج: اسْمُ فَرَسِ رَبِيعَةَ بْنِ صَيْدَحٍ. وهَدَّاج: اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِبَاهِلَةَ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلْحَارِثِيَّةِ تَرْثِي مَنْ قُتل مِنْ قَوْمِهَا فِي يَوْمٍ كَانَ لِبَاهِلَةَ عَلَى بَنِي الْحَرْثِ ومُرادٍ وخَثْعَم: شَقِيقٌ وحَرْمِيٌّ أَراقا دِماءَنا، ... وفارِسُ هَدَّاجٍ أَشابَ النَّواصِيا أَرادت بِشَقِيقٍ وحَرْمِيٍّ شقيقَ بنَ جَزْءِ بْنِ رِياحٍ الباهِليَّ وحَرْمِيَّ بْنَ ضَمْرة النَّهْشَليَّ. هرج: الهَرْجُ: الِاخْتِلَاطُ؛ هَرَجَ النَّاسُ يَهْرِجُون، بِالْكَسْرِ، هَرْجاً مِنَ الِاخْتِلَاطِ أَي اخْتَلَطُوا. وأَصل الهَرْج: الْكَثْرَةُ فِي الْمَشْيِ والاتساعُ. والهَرْجُ: الْفِتْنَةُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. والهَرْجُ: شدَّة الْقَتْلِ وَكَثْرَتُهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ هَرْج أَي قِتَالٌ وَاخْتِلَاطٌ؛ وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الأَشعري أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَتعلم الْأَيْامَ الَّتِي ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهَا الهَرْجَ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، يُرْفَعُ الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ الْجَهْلُ وَيَكُونُ الهَرْجُ ، قَالَ أَبو مُوسَى: الهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْقَتْلُ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ويكثُر الهَرْجُ، قِيلَ: وَمَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْقَتْلُ ؛ وَقَالَ ابنُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ أَيامَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: ليتَ شِعْري أَأَوّلُ الهَرْجِ هَذَا، ... أَم زمانٌ مِنْ فتنةٍ غيرِ هَرْجِ؟ يَعْنِي أَأَوّل الْهَرْجِ الْمَذْكُورِ فِي الْحَدِيثِ هَذَا، أَم زَمَانٌ مِنْ فِتْنَةٍ سِوَى ذَلِكَ الْهَرْجِ؟ اللِّيْثُ: الهَرْج الْقِتَالُ وَالِاخْتِلَاطُ، وأَصلُ الهَرْج الكثرةُ فِي الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْجِمَاعِ: بَاتَ يَهْرِجُها ليلتَه جَمْعاء. والهَرْجُ: كَثْرَةُ النِّكَاحِ. وَقَدْ هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إِذا نَكَحَهَا. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: إِنما هُمْ هَرْجاً مَرْجاً ؛ الهَرْجُ: كَثْرَةُ النِّكَاحِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ: يَتهارَجُون تهارُجَ الْبَهَائِمِ أَي يَتَسَافَدُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا خَرَّجه أَبو مُوسَى وشَرَحَه وأَخرجه الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَالَ: أَي يَتَساوَرُونَ. والتَّهارُج: التَّنَاكُحُ والتسافُدُ. والهَرْجُ: كَثْرَةُ الْكَذِبِ وَكَثْرَةُ النَّوْمِ. وهَرَج القومُ يَهْرِجُون فِي الْحَدِيثِ إِذا أَفْضَوا بِهِ فأَكثروا. وهَرَج النومَ يَهْرِجُه: أَكثره؛ قَالَ: وحَوْقَلٍ سِرْنا بِهِ وَنَامَا، ... فَمَا دَرى إِذ يَهْرِجُ الأَحْلاما، أَيَمَناً سِرْنا بِهِ أَمْ شَاما؟ والهَرْج: شَيْءٌ تَرَاهُ فِي النَّوْمِ وَلَيْسَ بِصَادِقٍ. وهَرَجَ يَهْرِجُ هَرْجاً: لَمْ يُوقِنْ بالأَمر. وهَرِجَ الرجلُ: أَخذه البُهْرُ مِنْ حَرٍّ أَو مَشْي. وهَرِجَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ، يَهْرَجُ هَرَجاً: سَدِرَ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَكَثْرَةِ الطلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْحِمَارَ والأَتان: ورَهِبَا مِنْ حَنْذِه أَن يَهْرَجا

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لأَكونَنَّ فِيهَا مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عَلَيْهِ الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك، وَلَا يَنْبَعِثُ حَتَّى يُنْحَر أَي يَتَحَيَّرُ ويَسْدَرُ. وَقَدْ أَهْرَجَ بعيرُه إِذا وَصَلَ الْحَرُّ إِلى جَوْفِهِ. وَرَجُلٌ مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فَطُلِيَتْ بِالْقَطِرَانِ فَوَصَلَ الحرُّ إِلى جَوْفِهَا؛ وأَنشد: عَلَى نَارِ جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها ... طَلَاهَا «1» بِالْغِيبَةِ مُهْرِجُ قَالَ الأَزهري: رأَيت بَعِيرًا أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ وَمَاتَ. الأَصمعي: يُقَالُ هَرَّجَ بعيرَه إِذا حَمَلَ عَلَيْهِ فِي السَّيْرِ فِي الْهَاجِرَةِ. وهَرَّجَ بِالسَّبْعِ: صَاحَ بِهِ وَزَجَرَهُ؛ قَالَ رؤْبة: هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ، ... فِي غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِهِ قَالَ شَمِرٌ: المُتَهْتِهُ الَّذِي تَهْتَهَ فِي الْبَاطِلِ أَي تَرَدَّد فِيهِ. وَيُقَالُ للفَرَس: مَرَّ يَهْرِجُ وإِنه لَمِهْرَجٌ وهَرَّاج إِذا كَانَ كَثِيرَ الْجَرْيِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فَذَلِكَ حِينَ استَهْرَجَ لَهُ الرأْيُ أَي قَوِيَ وَاتَّسَعَ. وهَرَجَ الفرسُ يَهْرِجُ هَرْجاً، وَهُوَ مِهْراجٌ، وَهُوَ مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا وَقَالَ الْآخَرُ: مِنْ كلِّ هَرَّاجٍ نَبِيلٍ مَحْزِمُه التَّهْذِيبِ: ابْنُ مُقْبل يَصِفُ فَرَسًا: هَرْج الوَليدِ بخَيْطٍ مُبْرَمٍ خَلَقٍ، ... بينَ الرَّواجِبِ، فِي عُودٍ مِنَ العُشَرِ قَالَ: شَبَّهَهُ بخُذْرُوف الْوَلِيدِ فِي دُرُورِ عَدْوِه. وهَرَّجْتُ الْبَعِيرَ تَهْريجاً وأَهْرَجْتُه أَيضاً إِذا حَمَلْتُ عَلَيْهِ فِي السَّيْرِ فِي الْهَاجِرَةِ حَتَّى سَدِرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فُلَانًا إِذا بَلَغَ مِنْهُ فانْهَرَجَ وانْهَكَّ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: بابٌ مَهْرُوجٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُسَدُّ يَدْخُلُهُ الْخَلْقُ، وَقَدْ هَرَجَه الإِنسان يَهْرِجُه أَي تَرَكَهُ مَفْتُوحًا. والهِرْجُ: الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ لَهُ، ... زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ، واعْتَرَفا هردج: الهَرْدَجةُ: سرعةُ الْمَشْيِ. هزج: الهَزَجُ: الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ الْقَوَائِمِ ووضعِها. صَبِيٌّ هَزِجٌ وَفَرَسٌ هَزِجٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدي يَنْعَتُ فَرَسًا: غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه، ... لَغِبْنَ، وأَصْبَحَ لَمْ يَلْغَبِ والهَزَجُ: الفَرَحُ. والهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ وَقِيلَ: صَوْتٌ فِيهِ بَحَحٌ؛ وَقِيلَ: صَوْتٌ دَقِيقٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ. وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ، وَالْجَمْعُ أَهزاج. والهَزَجُ: نَوْعٌ مِنْ أَعاريض الشِّعْرِ، وَهُوَ مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ، عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ كُلُّهُ أَربعة أَجزاء، سمِّي بِذَلِكَ لِتُقَارِبِ أَجزائه، وَهُوَ مُسَدَّس الأَصل، حَمْلًا عَلَى صَاحِبَيْهِ فِي الدَّائِرَةِ، وَهُمَا الرَّجَزُ وَالرَّمَلُ إِذ تَرْكِيبُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ وَتَدٍ مَجْمُوعٍ وَسَبَبَيْنِ خَفِيفَيْنِ. وهَزَّجَ: تَغَنَّى؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعور الشَّيْبي:

_ (1). كذا بياض بالأصل.

كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، وشَنَّا ... قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى وتَهَزَّج: كهَزَّجَ. والهَزَج: مِنَ الأَغانيِّ وَفِيهِ تَرَنُّم؛ وَقَدْ هَزِجَ، بِالْكَسْرِ، وتَهَزَّج؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: التَّهَزُّج تردُّدُ التَّحْسِينِ فِي الصَّوْتِ؛ وَقِيلَ: التَّهَزُّج صَوْتٌ مُطَوَّل غَيْرُ رَفِيعٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ صوتَ حَلْيِها المُناطِقِ ... تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ ورَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت. وَقَدْ هَزَّجَ الصوتَ. ورَعْدٌ هَزِجٌ بِالصَّوْتِ؛ وأَنشد: أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ، ... تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ فِي السِّدادِ وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً. والهَزَجُ: تَدَارَكُ الصَّوْتِ فِي خِفَّة وَسُرْعَةٍ؛ يُقَالُ: هُوَ هَزِجُ الصَّوْتِ هُزامِجُه أَي مُدارِكه. قَالَ: وَلَيْسَ الهَزَجُ مِنَ التَّرَنُّم فِي شَيْءٍ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةَ: وكأَنما تَنْأَى بجانِبِ دَفِّها الوَحْشِيِّ، ... مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ، مُؤَوِّمِ يَعْنِي ذُبَابًا لِطَيَرَانِهِ تَرَنُّمٌ، فَالنَّاقَةُ تَحْذَرُ لَسْعَهُ إِيَّاهَا. وتَهَزَّجت الْقَوْسُ إِذا صَوَّتَتْ عِنْدَ إِنْباضِ الرَّمْيِ عَنْهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَمْ يَعِبْ رَبُّها وَلَا الناسُ مِنْهَا، ... غيرَ إِنذارها عَلَيْهِ الحَمِيرَا بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْشِ، ... وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا وَفِي الْحَدِيثِ: أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَج، وَفِي رِوَايَةٍ: وَزَجٌ. الهَزَجُ: الرَّنَّة. والوَزَجُ: دُونَهُ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ ابْنُ الأَعرابي الهَزَجَ فِي مَعْنَى العُواءِ؛ وأَنشد بَيْتَ عَنْتَرَةَ: وكأَنما تنأَى بِجَانِبِ دفِّها الوحشيِّ، ... مِنْ هَزِج العشيِّ، مؤَوّمِ هِرٍّ جَنِيبٍ، كلَّما عَطَفَتْ لَهُ ... غَضْبَى، اتَّقاها بِالْيَدَيْنِ وبالفَمِ قَالَ: هَزِجٌ كَثِيرُ العُواء بِاللَّيْلِ، وَوَضَعَ العَشِيَّ مَوْضِعَ اللَّيْلِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ، وأَبدل هِرًّا مِنْ هَزِجٍ؛ وَرَوَاهُ الشَّيْبَانِيُّ يَنْأَى، وهِرٌّ عِنْدَهُ رُفِعَ فَاعِلٌ لينأَى. ومَرَّ هَزيجٌ مِنَ اللَّيْلِ كهَزيعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَزَجُ صَوْتُ الرعل والذِّبَّانِ. هزلج: الهَزَلَّجُ: الظَّلِيم السَّرِيعُ؛ وَقَدْ هَزْلَجَ هَزْلَجَةً، وَقِيلَ: كلُّ سُرْعة هَزْلَجة. والهِزْلاجُ: السَّرِيعُ. وَذِئْبٌ هِزْلاجٌ: سَرِيعٌ خَفِيفٌ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى الْحَارِثِيُّ: يَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ ... للطَّيرِ، واللَّغاوِسِ الهَزالجِ التَّهْذِيبِ: وأَنشَدَ الأَصمعي لهِمْيان: تُخْرِجُ مِنْ أَفواهها هَزالِجا قَالَ: والهَزَالِجُ السِّراعُ مِنَ الذِّئَابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: للطيرِ واللغاوسِ الْهَزَالِجِ وَقَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْر: هُدْلُ المَشافِرِ، أَيْديها مُوَثَّقَةٌ، ... دُفْقٌ، وأَرجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ

فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ. وَقَالَ كُرَاعٌ: الهِذْلاجُ السريعُ، مُشْتَقٌّ مِنَ الهَزَجِ، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ، وَهَذَا قَوْلٌ لَا يُلتفت إِليه. هزمج: الهَزْمَجَة: كَلَامٌ مُتَتَابِعٌ. والهَزْمَجَةُ: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ. وَصَوْتٌ هُزامِجٌ: مُخْتَلِطٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَزامِجاً وزَجَلًا هُزامِجا والهُزامِجُ: أَدنى مِنَ الرُّغاء. والهُزامِجُ، بِالضَّمِّ: الصَّوْتُ المُتدارِك، بِزِيَادَةِ الميم. هلج: الهَلْجُ: مَا لَمْ يُوقَنْ بِهِ مِنَ الأَخبار. هَلَجَ يَهْلِجُ هَلْجاً إِذا أَخبر بِمَا لَا يُؤْمَنُ بِهِ. والهَلْجُ: شيءٌ تَرَاهُ فِي نَوْمِكَ مِمَّا لَيْسَ برُؤْيا صَادِقَةٍ. والهَلْجُ: أَخفُّ النَّوْمِ. والهالِجُ: الْكَثِيرُ الأَحلام بِلَا تَحْصِيلٍ. والهُلْجُ فِي النَّوْمِ: الأَضْغاثُ. والهَلِيلِجُ والإِهْلِيلَجُ والإِهْلِيلِجَة: عِقِّيرٌ مِنَ الأَدوية مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ هَلِيلِجةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ بِكَسْرِ اللَّامِ الأَخيرة، قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِيادي عَنْ شَمِرٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الإِهْلِيلَجُ، بِفَتْحِ اللَّامِ الأَخيرة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِفْعِيلِل، بِالْكَسْرِ، وَلَكِنْ إِفْعِيلَل مِثْلَ إِهْلِيلَج وإِبرِيْسَم وإِطْرِيفَل. هلبج: الهِلْباجُ والهِلْباجةُ والهُلَبِجُ والهُلابِجُ: الأَحمق الَّذِي لَا أَحمق مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الوَخِمُ الأَحمق المائِقُ الْقَلِيلُ النَّفْعِ الأَكُولُ الشَّرُوب، زَادَ الأَزهري: الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ. وَيُقَالُ للَّبن الخاثِر: هِلْباجَة أَيضاً. ولَبَنٌ هِلْباجٌ وهُلَبِجٌ: خَاثِرٌ. قَالَ خلفٌ الأَحْمَرُ: سأَلت أَعرابياً عَنِ الهِلْباجة فَقَالَ: هُوَ الأَحمقُ الضَّخمُ الفَدْمُ الأَكُولُ الَّذِي ... الَّذِي ... الَّذِي ... ، ثُمَّ جَعَلَ يَلْقَانِي بَعْدَ ذَلِكَ فَيَزِيدُ فِي التَّفْسِيرِ كلَّ مَرَّةٍ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ لِي بَعْدَ حِينٍ وأَراد الْخُرُوجَ: هُوَ الَّذِي جَمَعَ كلَّ شَرٍّ. همج: هَمَجَتِ الإِبلُ مِنَ الْمَاءِ تَهْمُجُ هَمْجاً، وَهِيَ هامِجةٌ: شَرِبَتْ مِنْهُ فَاشْتَكَتْ عَنْهُ؛ وَهِيَ إِبِلٌ هَوامِجٌ. والهَمَجُ: جَمْعُ هَمَجَةٍ، وَهِيَ ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الْغَنَمِ والحُمُرِ وأَعينها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تعالى عنه: سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّة والهَمَجَةِ ؛ هِيَ وَاحِدَةُ الْهَمَجِ ذبابٌ صَغِيرٌ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الإِبل وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ وأَعينها؛ وَقِيلَ: الهَمَجُ صِغَارُ الدَّوَابِّ. اللَّيْثُ: الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عَنْ ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة النَّاسِ: هَمَجٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ وَالذُّبَابُ. والهَمَجُ، فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَصله الْبَعُوضُ، الْوَاحِدَةُ هَمَجة، ثُمَّ يُقَالُ لِرِذَالِ النَّاسِ: هَمَجٌ هامِجٌ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الهَمَجُ الْجُوعُ، وَبِهِ سمِّي الْبَعُوضُ لأَنه إِذا جَاعَ عَاشَ، وإِذا شَبِعَ مَاتَ. والهَمَجُ: الجوعُ. وهَمَجَ إِذا جَاعَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ هَلَكَتْ جارَتُنا مِنَ الهَمَجْ، ... وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ والهَمَجُ: الرَّعاعُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هُمُ الأَخلاط، وَقِيلَ: هُمُ الهَمَلُ الَّذِينَ لَا نِظَامَ لَهُمْ. وَكُلُّ شَيْءٍ تُرِكَ بَعْضُهُ يَموجُ فِي بَعْضٍ، فَهُوَ هامجٌ. وَقَالُوا: هَمَجٌ هامِجٌ، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى ذَلِكَ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الحارثُ بْنُ حِلِّزَةَ: يَتْرُكُ مَا رَقَّحَ مِنْ عَيْشِه، ... يَعِيثُ فِيهِ هَمَجٌ هامِجُ

وَقَوْلُهُمْ: هَمَجٌ هامِجٌ، تَوْكِيدٌ لَهُ كَقَوْلِكَ: لَيْلٌ لائِلٌ. وَيُقَالُ للرَّعاع مِنَ النَّاسِ الحَمْقَى: إِنما هُمْ هَمَجٌ هامِج؛ وَقَوْلُ أَبي مُحْرِز المُحارِبي: قَدْ هَلَكَتْ جَارَتُنَا مِنَ الهَمَج قَالُوا: سُوءُ التَّدْبِيرِ فِي الْمَعَاشِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وسائرُ الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ ؛ شَبَّه عليٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، رَعاعَ النَّاسِ بِالْبَعُوضِ. والهَمَجُ: رُذالُ النَّاسِ. وَيُقَالُ لأُشابَة النَّاسِ الَّذِينَ لَا عُقُولَ لَهُمْ وَلَا مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هَامِجٌ. وقومٌ هَمَجٌ: لَا خَيْرَ فِيهِمْ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عَنْ خادِلٍ، ... نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى يَعْنِي الْوَلَدُ نَتِيجُ ثَلَاثٍ بَغِيضٌ. وَرَجُلٌ هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى بِالْهَاءِ لَا غَيْرُ، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج أَبو سَعِيدٍ: الهَمَجةُ مِنَ النَّاسِ الأَحمق الَّذِي لَا يَتَمَاسَكُ، والهَمَجُ: جَمْعُ الهَمَجة. والهَمَجة: الشَّاةُ الْمَهْزُولَةُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها ... مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ قَالُوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ مِنَ الهَمَج. وَيُقَالُ لِلنَّعْجَةِ إِذا هَرِمَتْ: هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ. والهَمَجةُ: النَّعْجَةُ. والهَمِيجُ مِنَ الظِّبَاءِ: الَّذِي لَهُ جُدَّتانِ عَلَى ظَهْرِهِ سِوَى لَوْنِهِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الأُدْمِ مِنْهَا، يَعْنِي البِيضَ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَهَا جُدَّتانِ فِي طُرَّتَيْها؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي هَزَلَها الرَّضاعُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الْجِسْمِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ظَبْيَةً: موشَّحة بالطُّرَّتَينِ هَمِيجُ وَمَعْنَى قَوْلِهِ هَمِيجُ: هِيَ الَّتِي أَصابها وَجَعٌ فذَبُلَ وجهُها. يُقَالُ: اهْتَمَجَ وَجْهُه أَي ذَبُلَ. والهَمِيجُ: الخَمِيصُ الْبَطْنِ. واهْتَمَجَتْ نفْسُ الرَّجُلِ: ضَعُفَتْ مِنْ جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه. وأَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً فِي جَرْيه، فَهُوَ مُهْمِج ثُمَّ أَلْهَبَ فِي ذَلِكَ، وَذَلِكَ إِذا اجْتَهَدَ فِي عَدْوِه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَعْدُو؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري: وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَيسَتْ ... بِمِتْفال، وَلَا هَمْجَى الكَلامِ قَالَ: يُرِيدُ الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِهْماجُ والإِسْماجُ. وهَمَجَتِ الإِبلُ مِنَ الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً، بِالتَّسْكِينِ، إِذا شَرِبَتْ دَفْعَةً وَاحِدَةً حَتَّى رَوِيَتْ. همرج: الهَمْرَجَةُ والهَمْرَجُ: الِالْتِبَاسُ وَالِاخْتِلَاطُ. وَقَدْ هَمْرَجَ عَلَيْهِ الخبرَ هَمْرَجَةً: خَلَّطَه عَلَيْهِ. وَقَالُوا: الغُولُ هَمْرَجةٌ مِنَ الْجِنِّ. والهَمْرَجَة: الْخِفَّةُ والسُّرْعة. وَوَقَعَ القومُ فِي هَمَرَّجة أَي اخْتِلَاطٍ؛ قَالَ: بَيْنَا كَذَلِكَ، إِذ هاجتْ هَمَرَّجَةٌ والهَمَرَّجُ: الِاخْتِلَاطُ وَالْفِتْنَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَمْرَجةُ الِاخْتِلَاطُ فِي الْمَشْيِ. هملج: الهِمْلاجُ: مَنَ الْبَرَاذِينِ وَاحِدُ الهَمالِيج، وَمَشْيُهَا الهَمْلَجَة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والهَمْلَجَة والهِمْلاجُ: حُسْنُ سَيْرِ الدَّابَّةِ فِي سُرْعة؛ وَقَدْ هَمْلَجَ. والهِمْلاجُ:

الحَسَنُ السَّيْرِ فِي سُرْعَة وبَخْتَرَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِه الهَمالِجا، ... يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجَا الهَمالِجُ: جَمْعُ الهَمْلَجة فِي السَّيْرِ أَي أَنَّ هَذَا الْبَعِيرَ السَّانيَ يُحْسِنُ الْمَشْيَ بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ. وَدَابَّةٌ هِمْلاج: وَاحِدُ الهَمالِيج، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: عَهْدِي بِهِمْ يومَ بَابِ القَرْيتَينِ، وَقَدْ ... زالَ الهَمالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وهِمْلاجُ الرجلِ: مَرْكَبُه وَنَحْوُ ذَلِكَ. وأَمرٌ مُهَمْلَجٌ: مُنْقاد. وأَمرٌ مُهَمْلَجٌ: مُذَلَّلٌ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: قَدْ قَلَّدُوا أَمرَهمُ المُهَمْلَجا ابْنُ الأَعرابي: شَاةٌ هِمْلاجٌ لَا مُخَّ فِيهَا؛ وأَنشد: أَعْطَى خَلِيلي نَعْجةً هِمْلاجَا ... رَجاجةً، إِنَّ لَهَا رَجاجا والرَّجاجةُ: الضَّعِيفَةُ الَّتِي لَا نِقْيَ لَهَا. وَرِجَالٌ رَجاجٌ: ضُعَفاء. هوج: الهَوَجُ كالهَوَكِ: الحُمْقُ؛ هَوِجَ هَوَجاً، فَهُوَ أَهْوَجُ، والأُنثى هَوْجاء، والهَوَجُ مَصْدَرُ الأَهْوَجِ، وَهُوَ الأَحمق. وأَهْوَجَه: وَجَدَهُ أَهْوَجَ. والأَهْوَجُ: الشُّجَاعُ الَّذِي يَرْمِي بِنَفْسِهِ فِي الْحَرْبِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. والأَهْوَجُ: المُفْرِطُ الطُّول مَعَ هَوَج، وَيُقَالُ للطُّوال إِذا أَفرط فِي طُولِهِ: أَهْوَجُ الطُّول. وَرَجُلٌ أَهْوَجُ بَيِّنُ الهَوَجِ أَي طَوِيلٌ، وَبِهِ تَسَرُّعٌ وحُمْقٌ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: هَذَا الأَهْوَجُ البَجْباجُ. الأَهْوَجُ: المُسْرِعُ إِلى الأُمور كَمَا يَتَّفِقُ، وَقِيلَ: الأَحمق الْقَلِيلُ الْهِدَايَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَما وَاللَّهِ لَئِنْ شَاءَ لَتَجِدَنَّ الأَشعثَ أَهْوَجَ جَرِيئاً. والهَوْجاءُ مِنَ الإِبل النَّاقَةُ الَّتِي كأَن بِهَا هَوَجاً مِنْ سُرْعتها، وَكَذَلِكَ بَعِيرٌ أَهْوَجُ؛ قَالَ أَبو الأَسود: عَلَى ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ دَوْسَرٍ ... صَنِيعٍ نَبيل، يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ وَرِيحٌ هَوْجاء: متدارِكة الهُبوب كأَن بِهَا هَوَجاً؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ المُورَ وتجرُّ الذَّيل. والهَوْجاء: الرِّيح الَّتِي تَقْلَعُ الْبُيُوتَ، وَالْجَمْعُ هُوجٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الشَّدِيدَةُ الهُبوب مِنْ جَمِيعِ الرِّيَاحِ؛ قَالَ ابْنُ الأَحمر: وَلِهَتْ عَلَيْهِ كلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوْجاء، لَيْسَ للُبِّها زَبْرُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشده سِيبَوَيْهِ بِرَفْعِ هَوْجَاءَ عَلَى أَنه وَصَفٌ لِكُلٍّ، وأَنث الشَّاعِرُ الْوَصْفَ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى إِذِ الْكُلُّ هُنَا رِيحٌ، وَالرِّيحُ أُنثى؛ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ*؛ وضَرْبةٌ هَوْجاءُ هَجَمَتْ عَلَى الْجَوْفِ. والهَوْجاء: مِنْ صِفَةِ النَّاقَةِ خَاصَّةً، وَلَا يُقَالُ: جَمَلٌ أَهْوَجُ، قَالَ: وَهِيَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ لَا تَتَعاهَدُ مَواطِئَ مَناسِمِها مِنَ الأَرض. أَبو عَمْرٍو: فِي فُلَانٍ عَوَجٌ وهَوَجٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: مَا فَعَلْتَ فِي تِلْكَ الهَاجةِ؟ يُرِيدُ الْحَاجَةَ لأَن مَكْحُولًا كَانَ فِي لِسَانِهِ لُكْنةٌ، وَكَانَ مِنْ سَبْي كابُلَ، قَالَ: أَو هُوَ عَلَى قَلْبِ الْحَاءِ هاء. هيج: هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ، وتَهَيَّجَ: ثَارَ لِمَشَقَّةٍ

أَو ضَرَرٍ. تَقُولُ هَاجَ بِهِ الدَّمُ وهاجَه غيرُه وهَيَّجَه. يتعدَّى وَلَا يتعدَّى. وهَيَّجَه وهايَجَه، بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُهُ: إِذا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني، ... وَلَوْ تَعَزَّيْتُ عَنْهَا، أُمَّ عَمَّارِ اكْتَفَى فِيهِ بِالْمُسَبَّبِ الَّذِي هُوَ التَّهْيِيجُ مِن السَّبَبِ الَّذِي هُوَ التَّذْكِيرُ، لأَنه لمَّا قَالَ هَيَّجني، دلَّ عَلَى ذَكَّرني فَنَصَبَهَا بِهِ. وشيءٌ هَيُوجٌ عَلَى التعدِّي، والأُنثى هَيُوجٌ أَيضاً؛ قَالَ الرَّاعِي: قَلَى دِينَه واهْتاجَ للشَّوْقِ، إِنها ... عَلَى الشَّوْقِ، إِخوانَ العَزاءِ، هَيُوجُ ومِهْياج كَهَيُوج. وأَهاجَتِ الريحُ النبتَ: أَيبسته. وَيَوْمُ الهِياج: يَوْمُ الْقِتَالِ. وتَهايَجَ الفَريقان إِذا تَوَاثَبَا لِلْقِتَالِ. وهاجَ الشَّرُّ بَيْنَ الْقَوْمِ «2». والهَيْجُ والهِياجُ والهَيْجا والهَيْجاءُ: الْحَرْبُ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ. وفي الحديث: لَا يَنْكَلُ فِي الهَيجاء أَي لَا يتأَخر فِي الْحَرْبِ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: مِنْ نَسْجِ داودَ فِي الهَيجا سَرابيلُ وَقَالَ لَبِيدٌ: وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا، إِذا مَا ... تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالفِئامِ وَقَالَ آخَرُ: إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا، ... فحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ وَتَقُولُ: هَيَّجْتُ الشَّرَّ بَيْنَهُمْ. وهاجَ الإِبلَ هَيْجاً: حَرَّكَهَا بِاللَّيْلِ إِلى الْمَوْرِدِ والكلإِ. والمِهْياجُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَعْطَشُ قَبْلَ الإِبل. وهاجتِ الإِبلُ إِذا عَطِشَتْ. والمِلْواحُ مِثْلُ المِهْياج. وهاجَ هائجُه: اشْتَدَّ غَضَبُهُ وَثَارَ. وهَدَأَ هائِجُه: سَكَنَتْ فَوْرَتُه. وَفِي حَدِيثِ الاعتِكاف: هَاجَتِ السماءُ فَمُطِرْنا أَي تَغَيَّمَتْ وَكَثُرَتْ رِيحُهَا. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: رأَى مَعَ امرأَته رَجُلًا فَلَمْ يَهِجْه أَي لَمْ يُزْعِجْهُ وَلَمْ يُنَفِّره. وهَيَّجْتُ النَّاقَةَ فَانْبَعَثَتْ، وَيُقَالُ: هِجْتُه فهاجَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هِيْهِ، وإِن هِجْناكَ، يَا ابنَ الأَطْولِ وَنَاقَةٌ مِهْياجٌ أَي نَزُوعٌ إِلى وَطَنها. والهائجُ: الفَحْلُ الَّذِي يَشْتَهِي الضِّرابَ. وهاجَ الفَحْلُ يَهيجُ هِياجاً وهُيوجاً وهَيَجاناً واهْتاجَ: هَدَرَ وأَراد الضِّرابَ. وفحْلٌ هِيَّجٌ: هَائِجٌ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ هِيَّخٌ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ، وَفِي حَدِيثِ الدِّيات: وإِذا هاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قِيمَتُهَا. هاجَ الفحلُ إِذا طَلَبَ الضِّرابَ، وَذَلِكَ مِمَّا يُهْزِلُه فَيَقِلَّ ثمنُه. والهاجَةُ: النَّعْجَةُ الَّتِي لَا تَشْتَهِي الْفَحْلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى السَّلْبِ كأَنها سُلِبَتِ الهِياجَ. والهَيْجُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ. والهَيْجُ: الصُّفْرة. والهَيْجُ: الجَفاف. والهَيْجُ: الحَركة. والهَيْجُ: الْفِتْنَةُ. والهَيْجُ: هَيَجَانُ الدَّمِ أَو الْجِمَاعِ أَو الشَّوْقِ. وهاجَ البقلُ هِياجاً، فَهُوَ هَائِجٌ «3» وهَيْجٌ: يَبِسَ واصفرَّ وَطَالَ، فَهُوَ هَائِجٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا* ؛ وأَرض هَائِجَةٌ: يَبِسَ بَقْلُها أَو

_ (2). يريد أَنه يقال: هاج الشر بين القوم أي ثار. (3). قوله [فهو هائج] كذا بالأَصل، وهو مستدرك مع ما قبله.

فصل الواو

اصفرَّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: تَصْرَعُها مَرَّةً وتَعْدِلُها أُخرى حَتَّى تَهيجَ أَي تَيْبَسَ وتَصْفَرَّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَمر بغُصْنٍ فقُطِعَ أَو كَانَ مَقْطُوعًا قَدْ هاجَ ورَقهُ ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا يَهِيجُ عَلَى التَّقْوَى زَرْعُ قَوْمٍ ؛ أَراد: من عمل لله عَمَلًا لَمْ يَفْسُدْ عَمَلُهُ وَلَمْ يَبْطُلْ، كَمَا يَهِيجُ الزَّرْعُ فَيَهْلِكُ. وهاجتِ الأَرضُ هَيْجاً وهَيَجاناً: يَبِسَ بَقْلُهَا. وأَهْيَجها: وجَدَها هَائِجَةَ النَّبَاتِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وأَهْيَجَ الخَلْصَاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ وَيُقَالُ: يومُنا يومُ هَيْجٍ أَي يَوْمُ غَيْمٍ ومطرٍ. ويومُنا يومُ هَيْجٍ أَيضاً أَي يَوْمُ رِيحٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: ونارِ وَدِيقَةٍ، فِي يومِ هَيْجٍ ... مِنَ الشِّعْرَى، نَصَبْتُ لَهُ الحَنِينا وَيُرْوَى: يَوْمِ رِيحٍ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلسَّحَابِ أَوّل مَا يَنْشَأُ: هاجَ لَهُ هَيْجٌ حَسَنٌ؛ وأَنشد لِلرَّاعِي: تُراوِحُها رَواغَةُ كلِّ هَيْجٍ، ... وأَرْواحٌ أَطَلْنَ بِهَا الحَنِينا والهاجَةُ: الضِّفْدَعَة الأُنثى وَالنَّعَامَةُ، وَالْجَمْعُ هاجاتٌ، وَتَصْغِيرُهَا بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ هُوَيْجَةٌ، وَيُقَالُ هُيَيْجة، وجمعُ الهاجَةِ هاجاتٌ. وهِيجِ، كَسْرٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ: مِن زَجْرِ النَّاقَةِ خَاصَّةً؛ قَالَ: تَنْجُو إِذا قَالَ حادِيها لها: هِيجِ فصل الواو وأج: «1»: وتج: المُوَتَّجُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَحُلُّ الشَّجا، أَو تَجْعَلُ الرملَ دُونَهُ، ... وأَهْلي بأَطْرَافِ اللِّوَى فالمُوَتَّجِ وثج: الوَثِيجُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الكثيفُ؛ وَقَدْ وَثُجَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، وَثَاجَة، وأَوثَجَ، واسْتَوْثَجَ، وأَرض مُوثِجَةٌ: وَثُجَ كلَؤُها. النَّضْرُ: الوَثِيجَةُ الأَرض الْكَثِيرَةُ الشَّجَرِ المُلْتَفَّةُ الشَّجَرِ. وَيُقَالُ: بَقْل وَثِيج وكَلأٌ وَثِيجٌ وَمَكَانٌ وَثِيجٌ: كَثِيرُ الكلإِ. وَفَرَسٌ وَثِيجٌ: قويٌّ؛ وَقِيلٌ: مُكْتَنِز. والوَثاجَةُ: كثرةُ اللَّحْمِ. والوَثارَةُ: كَثْرَةُ الشَّحْمِ، قَالَ: وَهُوَ الضَّخْمُ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا. ووَثُجَ الْفَرَسُ وَالْبَعِيرُ وَثاجَةً: كَثُرَ لَحْمُهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ اكْتِنازُه؛ وَقَالَ الْعَجَاجُ يَصِفُ جَيْشًا: بِلَجِبٍ مثلِ الدَّبى، أَو أَوثَجا واسْتَوْثَجَتِ المرأَةُ: ضَخُمَتْ وتمَّت، وَفِي التَّهْذِيبِ: وتَمَّ خَلْقُها. واسْتَوْثَجَ الشيءُ، وَهُوَ نَحْوٌ مَنِ التَّمَامِ؛ يُقَالُ: اسْتَوثَجَ نَبتُ الأَرض إِذا عَلِقَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وتمَّ. والمُوتَثِجةُ: الأَرض الْكَثِيرَةُ الكلإِ. واسْتَوْثَجَ المالُ: كَثُرَ. واسْتَوْثَجَ مِنَ الْمَالِ وَاسْتَوْثَقَ إِذا اسْتَكْثَرَ مِنْهُ؛ وَيُقَالُ: أَوْثِجْ لَنَا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ. شَمِرٌ عَنْ بَاهِلِيٍّ: مِنَ الثِّيَابِ المَوْثُوجُ، وَهُوَ الرِّخْوُ الغَزْلِ والنَّسْجِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المُسْتَوْثِجُ الْكَثِيرُ الْمَالِ. ووَثُجَ النبتُ: طَالَ وكَثُفَ؛ قَالَ هِمْيان: مِنْ صِلِّيانٍ ونَصِيًّا واثِجا

_ (1). زاد في القاموس الوأج، بفتح الواو وسكون الهمزة، وقد تحرك في الشعر: الجوع الشديد.

وجج: الوَجُّ: عِيدانٌ يُتبخر بِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُتَداوَى بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: مَا أُراه عَرَبِيًّا مَحْضًا؛ وَقِيلَ: الوَجُّ ضَرْب من الأَدوية، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والوَجُّ: خَشَبَةُ الفَدَّانِ. ووَجٌّ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: هِيَ بَلَدٌ بِالطَّائِفِ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّائِفُ؛ قَالَ أَبو الهِنْدِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ: فإِن تُسْقَ مِنْ أَعْنابِ وَجٍّ فإِننا ... لَنَا العَيْنُ تَجْرِي، مِنْ كَسِيسٍ وَمِنْ خَمْرِ الكَسِيسُ: نَبِيذُ التَّمْرِ؛ وَقَالَ: لَحاها اللهُ صابِئَةً بِوَجٍّ، ... بمكةَ أَو بأَطْرَافِ الحَجُونِ وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: صَبَحْتُ بِهَا وَجّاً، فَكَانَتْ صَبِيحَةً ... عَلَى أَهل وَجٍّ، مثلَ راغِيةِ البَكْرِ وَفِي الْحَدِيثِ: صَيْدُ وَجٍّ وعِضاهُه حرامٌ مُحَرَّمٌ ؛ قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الطَّائِفِ وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ حَرّمه فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ نُسِخَ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: أَن وَجًّا مُقَدَّسٌ، مِنْهُ عَرَجَ الربُّ إِلى السَّمَاءِ ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بِوَجٍ ، قَالَ: وَجٌّ هُوَ الطَّائِفُ، وأَراد بالوطأَة الغَزاةَ هَاهُنَا، وَكَانَتْ غَزْوَةُ الطَّائِفِ آخِرَ غَزَوَاتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: الوَجُّ السُّرعة. والوُجُجُ: النَّعَامُ السَّرِيعَةُ العَدْوِ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: وَرِثَتْ فِي قَيسَ مَلْقَى نُمْرُقٍ، ... ومَشَتْ بَيْنَ الحَشايَا مَشْيَ وَجّ وقيل: الوَجُّ القَطا. ودج: الوَدَجُ: عِرْقٌ مُتَّصِلٌ «1». الْجَوْهَرِيُّ: الوَدَجُ والوِدَاجُ عِرْقٌ فِي العُنق، وَهُمَا وَدَجانِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الوَدَجانِ عِرْقَانِ مُتَّصِلَانِ مِنَ الرأْس إِلى السَّحْرِ، وَالْجَمْعُ أَوْداج؛ غَيْرُهُ: وَهِيَ عُرُوقٌ تَكْتَنِفُ الحُلْقُوم فإِذا فُصِدَ وُدِّجَ، وَقِيلَ: الأَوداجُ مَا أَحاط بِالْحَلْقِ مِنَ الْعُرُوقِ، وَقِيلَ: هِيَ عُرُوقٌ فِي أَصل الأُذنين يَخْرُجُ مِنْهَا الدَّمُ، وَقِيلَ: الوَدَجان عِرْقَانِ غَلِيظَانِ عَرِيضَانِ عَنْ يَمِينِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ وَيَسَارِهَا، والوَريدانِ بِجَنْبِ الوَدَجَيْن، فَالْوَدَجَانِ مِنَ الْجَدَاوِلِ الَّتِي تَجْرِي فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالْوَرِيدَانِ النَّبْضُ والنَّفَس. وَفِي حَدِيثِ الشُّهَدَاءِ: أَوْداجُهم تَشْخُبُ دَمًا ، قِيلَ: هِيَ مَا أَحاط بِالْعُنُقِ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِي يَقْطَعُهَا الذَّابِحُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ مَا أَفْرَى الأَودَاجَ ؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَانْتَفَخَتْ أَوْداجُه. والتَّوْدِيجُ فِي الدَّوَابِّ كَالْفَصْدِ فِي النَّاسِ. وَيُقَالُ: دِجْ دابَّتَك أَي اقْطَعْ وَدَجَها، وهُوَ لَها كَالْفَصْدِ للإِنسان. ووَدَجَه وَدْجاً ووِدَاجاً ووَدَّجَه: قَطَعَ وَدَجَه؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: فأَمَّا قولُكَ: الخُلَفاءُ مِنَّا، ... فهمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن وِداجِ ووَدَجَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَدْجاً: أَصلح. وفلانٌ وَدَجِي إِلى فُلَانٍ أَي وَسِيلَتِي وَسَبَبِي. والوَدَجَانِ: الأَخَوان،

_ (1). قوله [الودج عرق متصل] عبارة المصباح الودج، بفتح الدال والكسر لغة: عرق الأَخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة. ويقال في الجسد عرق واحد حيثما قطع مات صاحبه، وله في كل عضو اسم، فهو في العنق الودج والوريد أيضاً، وفي الظهر النياط وهو عرق ممتد فيه، والأَبهر وهو عرق مستبطن الصُّلْبِ وَالْقَلْبِ مُتَّصِلٌ بِهِ، والوتين في البطن، والنسا في الفخذ، والأَبجل في الرجل، والأَكحل في اليد، والصافن في الساق.

وَيُقَالُ للأَخوين: هُمَا وَدَجانِ؛ قال زيدُ الخيل: فقُبِّحْتُمُ مِنْ وَافِدَيْنِ اصْطَفَيْتُما، ... وَمِنْ وَدَجَيْ حَرْبٍ، تَلَقَّحُ، حائِلِ «2» أَراد بوَدَجَيْ حَرْبٍ أَخَوَيْ حَرْب، وَيُقَالُ: بِئْسَ وَدَجَا حَرْب هُمَا ابْنُ شُمَيْلٍ: المُوَادَجَةُ المُسَاهَلَةُ والمُلايَنةُ وحُسن الخلُق وَلِينُ الْجَانِبِ. وَوَدَجٌ: موضع. وسج: الوَسْجُ والوَسِيجُ: ضَرْب مِنْ سَيْرِ الإِبل. وَسَجَ البعيرُ يَسِجُ وَسْجاً ووَسِيجاً، وَقَدْ وَسَجَتِ الناقةُ تَسِجُ وَسْجاً ووَسِيجاً ووَسَجاناً، وَهِيَ وَسُوجٌ: أَسرعت، وَهُوَ مَشْيٌ سَرِيعٌ، وأَوسَجْتُه أَنا: حَمَلْتُه عَلَى الوَسْجِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والعِيسُ، مِنْ عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً، ... يُنْحَزْنَ مِنْ جانِبَيْها، وَهِيَ تَنْسَلِبُ وَبَعِيرٌ وَسَّاجٌ كَذَلِكَ. وَقَوْلُهُ يُنْحَزْنَ: يُركَلْنَ بالأَعْقابِ. والانسلابُ: المَضاءُ. والعَسْجُ: سَيْرٌ فَوْقَ الوَسْجِ. النَّضْرُ والأَصمعي: أَول السَّيْرِ الدَّبِيبُ ثُمَّ العَنَقُ ثُمَّ التَّزَيُّدُ ثُمَّ الذَّمِيلُ ثم العَسْجُ والوَسْجُ. وشج: وَشَجَتِ العُروقُ والأَغصان: اشْتَبَكَتْ، وكلُّ شَيْءٍ يَشْتَبِكُ. وَشَجَ يَشِجُ وَشْجاً ووَشِيجاً، فَهُوَ واشِجٌ: تَدَاخُلٌ وتَشابك والْتَفَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقي، ... وَهَذَا الموتُ يَسْلُبُني شَبابي والوَشِيجُ: شَجَرُ الرِّمَاحِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا نَبَتَ مِنَ القَنا والقَصَب مُعْتَرِضًا؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: مُلْتَفّاً دَخَلَ بعضُه بَعْضًا، وَقِيلَ: سمِّيت بِذَلِكَ لأَنه تَنْبُتُ عروقُها تَحْتَ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ عامَّة الرِّماح وَاحِدَتُهَا وَشِيجَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القَنا أَصْلَبُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والقَراباتُ بَيْنَنَا واشِجاتٌ، ... مُحْكَماتُ القُوَى بعَقْدٍ شَدِيدِ وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَة: وأَفْنَتْ أُصُولَ الوَشِيج ؛ قِيلَ: هُوَ مَا الْتَفَّ مِنَ الشَّجَرِ؛ أَراد أَن السَّنَةَ أَفنت أُصولها إِذ لَمْ يَبْقَ فِي الأَرض ثَرًى. والوَشِيجَة: عِرْق الشَّجَرِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: وَلَقَدْ جَرَى لهُمُ، فَلَمْ يَتَعَيَّفُوا، ... تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ شَبَّهَ التَّيْسَ مِنْ ضُمْرِه بِهَا. والقَعِيدُ: مَا مرَّ مِنَ الْوَحْشِ مِنْ وَرَائِكَ، فإِن جَاءَ مِنْ قُدَّامك، فَهُوَ النَّطِيح والجَابِهُ، وإِن جَاءَ مِنْ عَلَى يَمِينِكَ، فَهُوَ السَّانِحُ، وإِن جَاءَ مِنْ عَلَى يَسَارِكَ، فَهُوَ البارِحُ؛ وَقَبْلَهُ وَهُوَ أَوّل الْقَصِيدَةِ: نُبِّئْتُ أَن بَنِي جَدِيلَةَ أَوْعَبُوا ... نُفَرَاءَ مِنْ سَلْمَى لَنَا، وتَكَتَّبُوا وَصَفَ قَوْمًا خَرَجُوا مِنْ عُقْرِ دَارِهِمْ لِحَرْبِ بَنِي أَسد فَاسْتَقْبَلَهُمْ هَذَا التَّيْسُ الأَعْضَبُ، وَهُوَ الْمَكْسُورُ أَحد قَرْنَيْهِ، فَلَمْ يَتَعَيَّفُوا أَي لَمْ يَزْجُروا فَيَعْلَمُوا أَن الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ، لأَن التَّيْسَ الأَعضب أَتاهم مِنْ خَلْفِهِمْ يَسُوقُهُمْ وَيَطْرُدُهُمْ، وَشَبَّهَ هَذَا التَّيْسَ أَعني تَيْسَ الظِّبَاءِ بِعِرْقِ شَجَرَةٍ لضُمْره. وأَوعَبوا: جَمَعُوا. والنُّفَراء: جَمْعُ نَفِير. والوَشائِجُ: عُرُوقُ الأُذنين، وَاحِدَتُهَا وَشِيجَةٌ.

_ (2). قوله [فقبحتم إلخ] هو هكذا في الأَصل.

والوَشِيجَةُ: لِيفٌ يُفْتَلُ ثُمَّ يُشْبَكُ بَيْنَ خَشَبَتَيْنِ يُنْقَلُ بِهِمَا البُرُّ المَحْصود، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهها مِنْ شَبَكَةٍ بَيْنَ خَشَبَتَيْنِ، فَهِيَ وَشِيجَةٌ، مِثْلُ الكَسِيح وَنَحْوِهِ. النَّضْرُ: وَشَجَ مَحْمِلَه إِذا شَبكه بِقِدٍّ أَو شَريط لِئَلَّا يَسْقُطَ مِنْهُ شَيْءٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وتمكنتْ مِنْ سُوَيْداءِ قُلُوبهم وَشِيجَةٌ خَيْفيَّة ؛ الْوَشِيجَةُ: عِرْقُ الشَّجَرَةِ، وَلِيفٌ يُفْتَلُ ثُمَّ يُشَدُّ بِهِ مَا يُحْمَلُ. ووَشِجَتِ العُرُوق والأَغصان: اشْتَبَكَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: ووَشَّجَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَزواجها أَي خَلَطَ وأَلَّفَ، يُقَالُ وَشَّجَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ تَوْشِيجاً. ورَحِمٌ واشِجةٌ ووَشِيجَةٌ: مُشْتَبِكَةٌ مُتَّصِلَةٌ، الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ؛ وأَنشد: تَمُتُّ بأَرْحامٍ، إِليكَ، وَشِيجَةٍ، ... وَلَا قُرْبَ بالأَرْحامِ، مَا لَمْ تُقَرَّب وَقَدْ وَشَجَتْ بِكَ قرابةُ فُلَانٍ، وَالِاسْمُ الوَشِيجُ، وَقَدْ وَشَّجَها اللَّهُ تَوْشِيجاً. والواشِجة: الرَّحِمُ الْمُشْتَبِكَةُ الْمُتَّصِلَةُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَهُمْ وَشِيجةٌ فِي قَوْمِهِمْ ووَلِيجَة أَي حَشْوٌ. وأَمر مُوَشَّجٌ: مُداخَلٌ بعضُه فِي بَعْضٍ مشتبِكٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَالًا بحالٍ يَصْرِفُ المُوَشَّجا وَلَقَدْ وَشَجَتْ فِي قَلْبِهِ أُمورٌ وهُمُومٌ، وَعَلَيْهِ أَوشاجُ غُزُولٍ أَي أَلوان دَاخِلَةٌ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، يَعْنِي الْبُرُودَ فِيهَا أَلوان الغُزُول. والوَشيجُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، وَهُوَ مِنَ الجَنْبَةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وملَّ مَرْعاها الوَشِيجَ البَرْوَقا وَلَجَ: ابْنُ سِيدَهْ: الوُلُوجُ الدخولُ. وَلَجَ البيتَ وُلُوجاً ولِجَةً، فأَما سِيبَوَيْهِ فَذَهَبَ إِلى إِسقاط الْوَسَطِ، وأَما مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ فذهب إِلى أَنه مُتَعَدٍّ بِغَيْرِ وَسَطٍ؛ وَقَدْ أَولَجَه. والمَوْلَجُ: المَدْخَلُ. والوِلاجُ: الْبَابُ. والوِلاجُ: الْغَامِضُ مِنَ الأَرض وَالْوَادِي، وَالْجَمْعُ وُلُجٌ ووُلُوجٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَن فِعالًا لَا يُكسَّر عَلَى فُعول، وَهِيَ الوَلَجَةُ، وَالْجَمْعُ وَلَجٌ. ابْنُ الأَعرابي: وِلاجُ الْوَادِي «1» مَعَاطِفُهُ، وَاحِدَتُهَا وَلَجَةٌ، وَالْجَمْعُ الوُلُجُ؛ وأَنشد لِطُرَيْحٍ يَمْدَحُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، وَلَمْ ... تَعْطِفْ عَلَيْكَ الحُنِيُّ والوُلُجُ لَوْ قلتَ للسَّيْلِ: دَعْ طَريقَكَ، والمَوْجُ ... عَلَيْهِ كالهَضْبِ يَعْتَلِجُ، لارْتَدَّ أَوْ ساخَ، أَو لكانَ لَهُ ... فِي سائرِ الأَرضِ، عنكَ، مُنْعَرَجُ وَقَالَ: الحُنِيُّ والوُلُجُ الأَزِقَّةُ. والوُلُجُ: النَّواحي. والوُلُجُ: مَغارِفُ العسلِ. والوَلَجَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَوْضِعٌ أَو كَهْف يَسْتَتِرُ فِيهِ المارَّةُ مِنْ مَطَرٍ أَو غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ وَلَجٌ وَأَولاجٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِياكم والمُناخَ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فإِنه مَنْزِلُ الوالِجَةِ ، يَعْنِي السِّبَاعَ وَالْحَيَّاتِ، سمِّيت والِجَةً لِاسْتِتَارِهَا بِالنَّهَارِ فِي الأَوْلاجِ، وَهُوَ مَا وَلَجْتَ فِيهِ مِنْ شِعْب أَو كهف وغيرهما.

_ (1). قوله [ولاج الوادي إلخ] بكسر الواو، وقوله واحدتها ولجة، أي بالتحريك، وقوله والجمع ولج أي جمع ولاج، بالكسر: ولج بضمتين، هكذا يفهم من شرح القاموس ومن سياق عبارة المؤلف المارة قريباً.

والوَلَجُ والوَلَجَةُ: شَيْءٌ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ فِناء الْقَوْمِ، فإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ حِقٍّ وحِقَّةٍ أَو مِنْ بَابِ تَمْر وتَمْرَةٍ. ووِلاجَا الخَلِيَّة: طَبَقاها مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها، وَقِيلَ: هُوَ بَابُهَا، وَكُلُّهُ مِنَ الدُّخُولِ. وَرَجُلٌ خَرّاجٌ وَلّاجٌ، وخَرُوجٌ وَلُوجٌ؛ قَالَ: قَدْ كنتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً، ... لَمْ تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحَاصِ وَرِجْلٌ خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ، مِثْلَ هُمَزَة، أَي كَثِيرُ الدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ. ووَلِيجةُ الرَّجُلِ: بِطانَتُه وَخَاصَّتُهُ ودِخْلَتُه؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الوَلِيجَة البِطانَةُ، وَهِيَ مأْخوذة مِنْ وَلَجَ يَلِجُ وُلُوجاً وَلِجَةً إِذا دَخَلَ أَي وَلَمْ يَتَّخِذُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْكَافِرِينَ دَخِيلَةَ مَوَدّةٍ؛ وَقَالَ أَيضاً: ولِيجةً. كلُّ شَيْءٍ أَولَجْته فِيهِ وَلَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ وَلِيجَة؛ وَالرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ، فَهُوَ وَلِيجَة فِيهِمْ، يَقُولُ: وَلَا يَتَّخِذُوا أَولياء لَيْسُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فإِن القَوافي يَتَّلِجْنَ مَوالِجاً، ... تَضايَقُ عَنْهَا أَنْ تَوَلَّجَها الإِبَرْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الوَليجَة الْبِطَانَةُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما جَاءَ مَصْدَرُهُ وُلُوجاً، وَهُوَ مِنْ مَصَادِرَ غَيْرِ الْمُتَعَدِّي، عَلَى مَعْنَى وَلَجْتُ فِيهِ، وأَولَجَه: أَدخله. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَقَرَّ بالبَيْعَةِ وادَّعى الوَلِيجةَ ؛ وَلِيجة الرجلِ: بِطانَتُه ودُخلاؤه وَخَاصَّتُهُ. واتَّلَجَ مَوالِج، عَلَى افْتَعَل، أَي دَخَلَ مَداخل. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن أَنساً كَانَ يَتَوَلَّجُ عَلَى النِّسَاءِ وهنَّ مُكَشَّفاتُ الرؤوس أَي يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ، وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَا يَحْتَجِبْنَ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: وَفِي نَوَادِرِهِمْ: وَلَّجَ مالَه تَوْلِيجاً إِذا جَعَلَهُ فِي حَيَاتِهِ لِبَعْضِ وَلَده، فتسامعَ الناسُ بِذَلِكَ فانْقَدَعُوا عَنْ سُؤَالِهِ. والوالِجةُ: وَجَعٌ يأْخذ الإِنسان. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ* : أَي يَزِيدُ مِنْ هَذَا فِي ذَلِكَ وَمِنْ ذَلِكَ فِي هَذَا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: لَا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَمَ البَثَ أَي لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي ثَوْبِهَا لِيَعْلَمَ مِنْهَا مَا يسوءُه إِذا اطَّلَعَ عَلَيْهِ، تَصِفُهُ بِالْكَرَمِ وَحُسْنِ الصُّحْبَةِ، وَقِيلَ: إِنها تَذُمُّهُ بأَنه لَا يَتَفَقَّدُ أَحوال الْبَيْتِ وأَهله. والوُلوجُ: الدُّخُولُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُرِضَ عليَّ كلُّ شَيْءٍ تُولَجُونَه ، بِفَتْحِ اللَّامِ، أَي تُدْخَلُونه وَتَصِيرُونَ إِليه مِنْ جَنَّةٍ أَو نَارٍ. والتَّوْلَجُ: كِنَاسُ الظَّبْيِ أَو الْوَحْشِ الَّذِي يَلِجُ فِيهِ، التَّاءُ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْوَاوِ، والدَّولَجُ لُغَةٌ فِيهِ، دَالُهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ بَدَلٌ مِنْ تَاءٍ، فَهُوَ عَلَى هَذَا بَدَلٌ مِنْ بَدَلٍ، وعَدَّه كُراعٌ فَوْعَلًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: وبادَرَ العُفْر تَؤُمُّ الدَّولَجَا الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ التَّاءَ مُبْدَلَةُ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ فَوْعَل لأَنك لَا تَجِدُ فِي الْكَلَامِ تَفْعَلٌ اسْمًا، وفَوعَل كَثِيرٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ ثَوْرًا تَكَنَّسَ فِي عِضاه، وَهُوَ لِجَرِيرٍ يَهْجُو البَعِيثَ: قَدْ غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حَجِجَا، ... عَلَى السَّوايا مَا تَحُفُّ الهَوْدَجا، فوَلَدتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا،

فصل الياء

كأَنه ذِيخٌ إِذا مَا مَعَجا، ... مُتَّخِذاً فِي ضَعَواتٍ تَوْلَجا غَبَرَت: بَقِيَتْ. والسَّوايا: جَمْعُ سَوِيَّة، وَهُوَ كِسَاءٌ يُجْعَلُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، وَهُوَ مِنْ مَرَاكِبِ الإِماء. وَقَوْلُهُ: مَا تَحُفُّ الهودَجا أَي مَا تُوَطِّئُهُ مِنْ جَوَانِبِهِ وتَفْرُشُ عَلَيْهِ تَجْلِسُ عَلَيْهِ. والذِّيخُ: ذَكَر الضِّباع. والأَعْثى: الْكَثِيرُ الشَّعْرُ. والعُنْبُجُ: الثَّقِيلُ الوَخِمُ. ومَعَجَ: نَفَشَ شَعْرَهُ. والضَّعَواتُ: جَمْعُ ضَعَةٍ لنبتٍ مَعْرُوفٍ. وَقَدِ اتَّلَجَ الظَّبْيُ فِي كِنَّاسِهِ وأَتْلَجَه فِيهِ الحَرُّ أَي أَوْلَجه. وشَرٌّ تالِجٌ والِجٌ؛ اللَّيْثُ: جَاءَ فِي بَعْضِ الرُّقَى: أَعوذ بَاللَّهِ مِنْ شرِّ كلِّ تالِجٍ ومالِجٍ وَنَجَ: الوَنَجُ: المِعْزَفُ، وَهُوَ المِزْهَرُ والعُودُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الصَّنْجِ ذُو الأَوتار وَغَيْرُهُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ أَصله وَنَهْ، وَالْعَرَبُ قَالَتْ: الوَنُّ، بتشديد النون. وَهَجَ: يَوْمٌ وَهِجٌ ووَهْجانٌ: شَدِيدُ الْحَرِّ؛ وَلَيْلَةٌ وَهِجةٌ ووَهْجانةٌ، كَذَلِكَ، وَقَدْ وَهَجا وَهْجاً ووَهَجاناً ووَهَجاً وتَوَهُّجاً. والوَهَجُ والوَهْجُ والوَهَجانُ والتَّوَهُّجُ: حَرَارَةُ الشَّمْسِ وَالنَّارِ مِنْ بَعِيدٍ. ووَهَجانُ الْجَمْرِ: اضْطِرَامُ تَوَهُّجِه؛ وأَنشد: مُصْمَقِرُّ الْهَجِيرِ ذُو وَهَجَانِ والوَهْجُ، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ وَهَجَتِ النَّارُ تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً إِذا اتَّقَدت. وَقَدْ تَوَهَّجَتِ النارُ ووَهَجَتْ تَوَهَّجُ: تَوَقَّدَتْ، ووَهَّجْتُها أَنا. وَلَهَا وَهِيج أَي تَوَقُّد، وأَوْهَجْتُها أَنا؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: ووَهَجْتُها أَنا. والمُتَوَهِّجةُ مِنَ النِّسَاءِ: الحارَّةُ المَتاع. والوَهَجُ والوَهِيجُ: تَلأْلُؤُ الشَّيْءِ وتَوَقُّدُه. وتَوَهَّجَ الْجَوْهَرُ: تلأْلأَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ غائصِ، ... لَهَا، بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوحِ، وَهِيجُ وَيُرْوَى: دُرَّة قَامِسٌ. وَيُقَالُ لِلْجَوْهَرِ إِذا تلأْلأَ: يَتَوَهَّجُ. وَنَجْمٌ وَهَّاجٌ: وَقَّادٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً ؛ قِيلَ: يَعْنِي الشَّمْسَ. وَوَهَجُ الطِّيب ووَهِيجُه: انتشارُه وأَرَجُهُ. وتَوَهَّجَتْ رَائِحَةُ الطيب أَي توقدت. وَيَجَ: الوَيْجُ: خَشَبَةُ الْفَدَّانِ، عُمانِيَّة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَيْجُ الْخَشَبَةُ الطَّوِيلَةُ الَّتِي بَيْنَ الثَّوْرَيْنِ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الياء يَأْجَجَ: الأَصمعي: فِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ يَأْجَج؛ التَّهْذِيبُ: يَأْجِجُ، مَهْمُوزٌ مَكْسُورُ الْجِيمِ الأُولى: مَكَانٌ مِنْ مَكَّةَ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَميال، وَكَانَ مِنْ مَنَازِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ أَنزله المُجَذَّمِينَ فَفِيهِ المُجَّذَّمونَ؛ قَالَ الأَزهري: قَدْ رأَيتهم؛ وإِياها أَراد الشَّمَّاخُ بِقَوْلِهِ: كأَني كَسَوتُ الرَّحْلَ أَحْقَبَ قارِحاً، ... مِنَ اللاءِ مَا بَيْنَ الجَنَابِ فَيَأْجَجِ ابْنُ سِيدَهْ: يَأْجَجُ، مَفْتُوحُ الْجِيمِ، مَصْرُوفٌ مُلْحَقٌ بجَعْفَرٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وإِنما نَحْكُمُ عَلَيْهِ أَنه رُبَاعِيٌّ لأَنه لَوْ كَانَ ثُلَاثِيًّا لأُدغم، فأَما مَا رَوَاهُ أَصحاب

الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِمْ يَأْجِجُ، بِالْكَسْرِ، فَلَا يَكُونُ رُبَاعِيًّا لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ جَعْفَرٍ، فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَن لَا يَظْهَرَ، لَكِنَّهُ شَاذٌّ مُوَجَّهٌ عَلَى قَوْلِهِمْ: بَجِجَتْ عَيْنُه وقَطِطَ شَعَرُه؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا أُظهر فِيهِ التَّضْعِيفَ، وإِلَّا فَالْقِيَاسُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وياجِ وأَياجِج: مِنْ زَجْرِ الإِبل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَرَّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتائِجِ، ... تَكَفُّحُ السَّمائم الأَواجِجِ وقِيلُ: يَاجٍ وَأَيا أَياجِجِ ... عاتٍ منَ الزَّجْرِ، وقِيلُ: جاهِجِ يَرَجَ: اليارَجُ مِنْ حَلْيِ الْيَدَيْنِ، فَارِسِيٌّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: اليارَجانُ، كأَنه فَارِسِيٌّ، وَهُوَ مِنْ حَلْيِ الْيَدَيْنِ. غَيْرُهُ: الإِيارَجَةُ دَوَاءٌ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ.

ح: قَالَ الْخَلِيلُ: الْحَاءُ حَرْفٌ مَخْرَجُهُ مِنَ الْحَلْقِ، وَلَوْلَا بُحَّةٌ فِيهِ لأَشبه الْعَيْنَ، وَقَالَ: وَبَعْدَ الْحَاءِ الْهَاءُ وَلَمْ يأْتَلفا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَصلية الْحُرُوفِ، وَقَبُحَ ذَلِكَ عَلَى أَلسنة الْعَرَبِ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا، لأَن الْحَاءَ فِي الْحَلْقِ بِلِزْقِ الْعَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْحَاءُ وَالْهَاءُ، وَلَكِنَّهُمَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَتَيْنِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مَعْنًى عَلَى حِدَةٍ؛ كَقَوْلِ لَبِيدٍ: يَتمادَى فِي الَّذِي قلتُ لَهُ، ... وَلَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلي: حَيَّ هَلْ وَكَقَوْلِ الْآخَرِ: هَيْهَاهُ وحَيَهلَه، وإِنما جَمَعَهَا مِنْ كَلِمَتَيْنِ: حَيَّ كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ وَمَعْنَاهُ هلمَّ، وَهَلْ حِثِّيثَى، فَجَعَلَهُمَا كَلِمَةً وَاحِدَةً؛ وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: إِذا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ، فحيَّهَلًا بعُمَرَ يَعْنِي إِذا ذُكِرُوا، فَأْتِ بِذِكْرِ عُمَرَ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: الحَيْهَلَةُ شَجَرَةٌ، قَالَ: وسأَلنا أَبا خَيْرَةَ وأَبا الدُّقَيْشِ وعدَّةً مِنَ الأَعراب عَنْ ذَلِكَ، فَلَمْ نَجِدْ لَهُ أَصلًا ثَابِتًا نَطَقَ بِهِ الشُّعَرَاءُ، أَو رِوَايَةً مَنْسُوبَةً مَعْرُوفَةً، فَعَلِمْنَا أَنها كَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ وُضِعَتْ للمُعاياةِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: حَيَّهَلا بَقْلَةٌ تُشْبِه الشُّكاعَى، يُقَالُ: هَذِهِ حَيَّهَلا، كَمَا تَرَى، لَا تُنَوَّنُ فِي حيَّ وَلَا فِي هَلَا، الْيَاءُ مِنْ حَيَّ شَدِيدَةٌ والأَلف مِنْ هَلَا مَنْقُوصَةٌ مِثْلُ خَمْسَةَ عَشَرَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قُلْتُ لِلْخَلِيلِ: مَا مِثْلُ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ أَن يُجْمَعَ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ فَتَصِيرَ مِنْهُمَا كَلِمَةٌ؟ قَالَ: قَوْلُ الْعَرَبِ عَبْدَ شَمْسٍ وَعَبْدَ قَيْسٍ، عَبْدٌ كَلِمَةٌ وَشَمْسٌ كَلِمَةٌ؛ فَيَقُولُونَ: تَعَبْشَمَ الرَّجُلُ وتَعَبْقَسَ، وَرَجُلٌ عَبْشَمِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: لَمْ نَسْمَعْ بأَسماءِ بُنِيَتْ مِنْ أَفعال إِلَّا هَذِهِ الأَحرف: الْبَسْمَلَةُ وَالسَّبْحَلَةُ وَالْهَيْلَلَةُ وَالْحَوْقَلَةُ؛ أَراد أَنه يُقَالُ: بَسْمَلَ إِذا قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَحَوْقَلَ إِذا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قوَّة إِلا بِاللَّهِ، وَحَمْدَلَ إِذا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وجَعْفَلَ جَعْفَلَةً مِنْ جُعِلْتُ فِدَاءَكَ، والحَيْعَلَةُ مِنْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هَذِهِ الثَّلَاثَةُ أَحرف أَعني حَمْدَلَ وجَعْفَلَ وحَيْعَلَ عَنْ غَيْرِ الْفَرَّاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: فُلَانٌ يُبَرْقِل عَلَيْنَا، ودَعْنا مِنَ التَّبَرْقُلِ، وَهُوَ أَن يَقُولَ وَلَا يَفْعَلَ، ويَعِدَ وَلَا يُنْجِز، أُخذ مِنَ البَرْقِ والقَوْل.

باب الهمزة

باب الهمزة أحح: أَحّ: حِكَايَةً تَنَحْنَحَ أَو تَوَجَّعَ. وأَحَّ الرجلُ: رَدَّدَ التَّنَحْنُحَ فِي حَلْقِهِ، وَقِيلَ: كأَنه تَوَجُّعٌ مَعَ تَنَحْنُح. والأُحاحُ، بِالضَّمِّ: العَطَشُ. والأُحاحُ: اشْتِدَادُ الْحَرِّ، وَقِيلَ: اشْتِدَادُ الْحُزْنِ أَو العَطش. وَسَمِعْتُ لَهُ أُحاحاً وأَحِيحاً إِذا سَمِعْتُهُ يَتَوَجَّعُ مِنْ غَيْظٍ أَو حُزْنٍ؛ قَالَ: يَطْوي الحَيازِيمَ عَلَى أُحاحِ والأُحَّة: كالأُحاحِ. والأُحاحُ والأَحِيحُ والأَحِيحَةُ: الْغَيْظُ والضِّغْنُ وَحَرَارَةُ الْغَمِّ؛ وأَنشد: طَعْناً شَفَى سَرائر الأُحاحِ الْفَرَّاءُ: فِي صَدْرِهِ أُحاحٌ وأَحِيحَةٌ مِنَ الضِّغْن، وَكَذَلِكَ مِنَ الْغَيْظِ وَالْحِقْدِ، وَبِهِ سُمِّيَ أُحَيْحَةُ بْنُ الجُلاحِ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الأَوْسِ، مصغَّر. وأَحَّ الرجلُ يَؤُحُّ أَحّاً: سَعَلَ؛ قَالَ رؤْبة بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ رَجُلًا بَخِيلًا إِذا سُئِلَ تَنَحْنَحَ وسَعَلَ: يَكادُ مِنْ تَنَحْنُحٍ وأَحِّ، ... يَحْكي سُعالَ النَّزِقِ الأَبَحِ وأَحَّ القومُ يَئِحُّونَ أَحّاً إِذا سَمِعْتَ لَهُمْ حَفِيفًا عِنْدَ مَشْيِهِمْ، وَهَذَا شاذٌّ. أزح: أَزَحَ يأْزِحُ أُزُوحاً وتَأَزَّحَ: تَباطَأَ وتَخَلَّف وتَقَبَّضَ وَدَنَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ؛ وأَنشد الأَزهري: جَرَى ابنُ لَيْلى جَرْيَةَ السَّبُوحِ، ... جِرْيَةَ لَا كابٍ وَلَا أَزُوحِ وَيُرْوَى: أَنُوحِ. وَرَجُلٌ أَزُوحٌ: مُتَقَبِّضٌ دَاخِلٌ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. والأَزُوحُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يستأْخر عَنِ الْمَكَارِمِ، والأَنُوحُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَزُوحٌ أَنُوحٌ لَا يَهَشُّ إِلى النَّدَى، ... قَرى مَا قَرى للضّرْسِ بَيْنَ اللَّهازِم الْجَوْهَرِيُّ: الأَزُوحُ الْمُتَخَلِّفُ. التَّهْذِيبُ: الأَزُوحُ الثَّقِيلُ الَّذِي يَزْحَرُ عِنْدَ الحمْل، وَقَالَ شَمِرٌ: الأَزوحُ كالمُتَقاعِس عَنِ الأَمر؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمْ أَكُ عِنْدَ مَحْمِلها أَزُوحاً، ... كَمَا يَتقاعَسُ الفَرَسُ الحَزَوَّرْ يَصِفُ حِمالَةً احْتَمَلَهَا. الأَصمعي: أَزَحَ الإِنسانُ وَغَيْرُهُ يَأْزِحُ أُزُوحاً وأَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً إِذا تقبَّض وَدَنَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وأَزَحَتْ قَدَمُه إِذا زلَّت، وَكَذَلِكَ أَزَحَتْ نعلُه؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: تَزِلُّ عَنِ الأَرضِ أَزْلامُه، ... كَمَا زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَه أشح: التَّهْذِيبُ: أَبو عَدْنَانَ: أَشِحَ الرجلُ يَأْشَحُ، وَهُوَ رَجُلٌ أَشْحانُ أَي غَضْبَانُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ وأَظن قولَ الطِّرِمَّاح مِنْهُ: عَلَى تُشْحَةٍ مِنْ ذائدٍ غيرِ واهِنِ أَراد على أُشْحةٍ، فقلبت الْهَمْزَةَ تَاءً، كَمَا قِيلَ: تُراث وَوُرَّاثٌ، وتُكْلان وأُكْلان؛ وأَصله أُراث أَي عَلَى غَضَبٍ، مِنْ أَشِحَ يَأْشَحُ. أفح: أَفِيحٌ، مَوْضِعٌ «2» قَرِيبٌ مِنْ بِلَادِ مَذْحِجٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِل: وَقَدْ جَعَلْنَ أَفِيحاً عَنْ شَمائِلها، ... بانتْ مَناكِبُه عَنْهَا، وَلَمْ تَبِنِ

_ (2). قوله [أَفيح موضع] ضبطه المجد بوزن أمير وزبير.

فصل الباء

أكح: الأَوْكَحُ: التُّرَابُ، عَلَى فَوْعَلٍ، عِنْدَ كُرَاعٍ، وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ أَفْعَل. أمح: الأَزهري: قَالَ فِي النَّوَادِرِ: أَمَحَ الجُرْحُ يأْمِحُ أَمَحاناً ونَبَذَ وأَزَّ وذَرِبَ ونَتَعَ ونَبَغَ إِذا ضَرَب بوجع. أنح: أَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنُوحاً: وَهُوَ مِثْلُ الزَّفِيرِ يَكُونُ مِنَ الْغَمِّ وَالْغَضَبِ والبِطْنَةِ والغَيْرَةِ، وَهُوَ أَنُوح؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: سَقَيْتُ بِهِ دارَها إِذْ نَأَتْ، ... وصَدَّقَتِ الخالَ فينَا الأَنُوحا الْخَالُ: المتكبِّر. وَفَرَسٌ أَنُوحٌ إِذا جَرَى فَزَفَر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: جِرْيَةَ لَا كابٍ وَلَا أَنُوحِ والأُنُوحُ: مِثْلُ النَّحِيطِ، قَالَ الأَصمعي: هُوَ صَوْتٌ مَعَ تَنَحْنُح. وَرَجُلٌ أَنُوحٌ: كَثِيرُ التَّنَحْنُحِ. وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنوحاً إِذا تأَذَّى وزَحَر مِن ثقلٍ يَجِدُهُ مِن مَرَضٍ أَو بُهْرٍ، كأَنه يَتَنَحْنَحُ وَلَا يُبِينُ، فَهُوَ آنِحٌ. وَقَوْمٌ أُنَّحٌ مِثْلُ رَاكِعٍ ورُكَّع؛ قَالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيُّ: تَلاقَيْتُهُمْ يَوْماً عَلَى قَطَرِيَّةٍ، ... وللبُزْلِ، مِمَّا فِي الخُدورِ، أَنِيحُ يَعْنِي مِنْ ثِقَلِ أَردافهن. والقَطَرِيَّة: يُرِيدُ بِهَا إِبلًا مَنْسُوبَةً إِلى قَطَرٍ، مَوْضِعٍ بِعَمَّانَ؛ وَقَالَ آخَرُ: يَمْشِي قَلِيلًا خَلْفَها ويَأْنِحُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ قَطَرِيِّ بْنِ الفُجاءَة قَالَ يَصِفُ نِسْوَةً: ثِقَالُ الأَرداف قَدْ أَثقلت البُزْلَ فَلَهَا أَنِيحٌ فِي سَيْرِهَا؛ وَقَبْلَهُ: ونِسْوَةِ شَحْشاحٍ غَيُورٍ نَهَبْنَه، ... عَلَى حَذَرٍ يَلْهُونَ، وَهْوَ مُشِيحُ والشَّحْشاحُ والشَّحْشَحُ: الغَيُور. والمُشِيحُ: الجادُّ فِي أَمره، والحَذِرُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه رأَى رَجُلًا يَأْنِحُ بِبَطْنِهِ أَي يُقِلُّه مُثْقَلًا بِهِ مِنَ الأُنُوحِ، وَهُوَ صَوْتٌ يُسْمَعُ مِنَ الْجَوْفِ مَعَهُ نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ، يَعْتَري السمينَ مِنَ الرِّجَالِ. والآنِحُ، عَلَى مِثَالِ فاعِلٍ، والأَنُوحُ والأَنَّاحُ، هَذِهِ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الَّذِي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ بُخلًا، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَالْهَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ أَو بَدَلٌ، وَكَذَلِكَ الأُنَّحُ، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَزُّ المُحَيَّا أُنَّحٌ إِرْزَبُ وَقَالَ آخَرُ: أَراكَ قَصِيراً ثائِرَ الشَّعْرِ أُنَّحاً، ... بَعِيدًا عَنِ الخيراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةٍ أَزح: الأَزُوحُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يستأْخر عَنِ الْمَكَارِمِ، والأَنُوحُ مِثْلُهُ؛ وأَنشد: أَزُوحٌ أَنُوحٌ لَا يَهَشُّ إِلى النَّدَى، ... قَرى مَا قَرى للضّرْسِ بَيْنَ اللَّهازِمِ أيح: أَيْحَى: كَلِمَةٌ «1» تُقَالُ لِلرَّامِي إِذا أَصاب، فإِذا أَخطأَ قِيلَ: بَرْحَى. الأَزهري فِي آخِرِ حَرْفِ الْحَاءِ فِي اللَّفِيفِ: أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِبَيَاضِ الْبَيْضَةِ الَّتِي تؤْكل: الآحُ، وَلِصُفْرَتِهَا: الماحُ، والله أَعلم. فصل الباء بجح: البَجَحُ: الفَرَحُ، بَجِحَ بَجَحاً «2»، وبَجَحَ يَبْجَحُ وابْتَجَحَ: فَرِحَ؛ قال:

_ (1). قوله [أُيحى كلمة إلخ] بفتح الهمزة وكسرها مع فتح الحاء فيهما. وآح، بكسر الحاء غير منوّن: حكاية صوت الساعل. ويقال لمن يكره الشيء: آح بكسر الحاء وفتحها بلا تنوين فيهما كما في القاموس. (2). قوله [بجح بجحاً إلخ] بابه فرح ومنع انتهى. قاموس.

ثُمَّ اسْتَمرَّ بِهَا شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ ... بالبَيْنِ عَنْكَ بِمَا يَرْآك شَنْآنا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَجِحَ بِالشَّيْءِ، وبَجَحَ بِهِ أَيضاً، بِالْفَتْحِ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِيهِ. وتَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ. وَرَجُلٌ بَجَّاحٌ. وأَبْجَحَه الأَمْرُ وبَجَّحَه: أَفرحه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع؛ وبَجَّحَني فَبَجَحْتُ أَي فَرَّحَني فَفرِحْت، وَقِيلَ: عَظَّمني فعَظُمَتْ نَفْسِي عِنْدِي. وبَجَّحْتُه أَنا تَبْجِيحاً فَتَبَجَّحَ أَي أَفرحته فَفَرِح. وَرَجُلٌ باجٍحٌ: عَظِيمٌ مِنْ قومٍ بُجَّحٍ وبُجْحٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَلَيْكَ سَيْبُ الخُلفاءِ البُجَّحِ وتَبَجَّحَ بِهِ: فَخَرَ. وَفُلَانٌ يَتَبَجَّحُ عَلَيْنَا ويَتَمَجَّحُ إِذا كَانَ يَهْذي بِهِ إِعجاباً، وَكَذَلِكَ إِذا تَمَزَّحَ بِهِ. اللِّحْيَانِيُّ: فُلَانٌ يَتَبَجَّحُ ويَتَمَجَّح أَي يَفْتَخِرُ وَيُبَاهِي بشيءٍ مَا، وَقِيلَ: يَتَعَظَّمُ، وَقَدْ بَجِحَ يَبْجَحُ؛ قَالَ الرَّاعِي: وَمَا الفَقْرُ عَنْ أَرضِ العَشِيرةِ ساقَنا ... إِليكَ، ولكنَّا بِقُرباكَ نَبْجَحُ بحح: البُحَّة والبَحَحُ والبَحاحُ والبُحُوحةُ والبَحاحةُ: كلُّه غِلَظٌ فِي الصَّوْتِ وخُشُونة، وَرُبَّمَا كَانَ خِلْقَةً. بَحَّ يَبَحُّ «1» ويَبُحُّ: كَذَا أَطلقه أَهل التَّجْنِيسِ وحَلَّه ابنُ السِّكِّيتِ فَقَالَ: بَحِحْتَ، بِالْكَسْرِ، تَبَحُّ بَحَحاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخَذَتِ النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بُحَّةٌ ؛ البُحَّةُ، بِالضَّمِّ: غِلَظٌ فِي الصَّوْتِ. يُقَالُ: بَحَّ يَبُحُّ بُحوحاً، وإِن كَانَ مِنْ دَاءٍ، فَهُوَ البُحاحُ. وَرَجُلٌ أَبَحُّ بَيِّنُ البَحَحِ إِذا كَانَ ذَلِكَ فِيهِ خِلْقَةً. قَالَ الأَزهري: البَحَحُ مَصْدَرُ الأَبَحِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللحياني حَكَى بَحَحْتَ تَبْحَحُ، وَهِيَ نَادِرَةٌ لأَن مِثْلَ هَذَا إِنما يُدْغَمُ وَلَا يُفَكُّ، وَقَالَ: رَجُلٌ أَبَحُّ وَلَا يُقَالُ باحٌّ؛ وامرأَة بَحَّاءُ وبَحَّة؛ وَفِي صَوْتِهِ بُحَّة، بِالضَّمِّ. وَيُقَالُ: مَا زِلْتُ أَصِيحُ حَتَّى أَبَحَّني ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: بحِحْتُ أَبَحُّ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ، قَالَ: وبَحَحْتُ، بِالْفَتْحِ، أَبَحُّ، لُغَةٌ؛ وَقَوْلُ الجعْدي يَصِفُ الدِّينَارَ: وأَبَحَّ جُنْدِيٍّ، وثاقِبةٍ ... سُبِكَتْ، كَثاقِبةٍ مِنَ الجَمْرِ أَراد بالأَبَحِّ: دِينَارًا أَبَحَّ فِي صَوْتِهِ. جُنْدِيّ: ضُرِبَ بأَجْنادِ الشَّامِ. وَالثَّاقِبَةُ: سَبِيكَة مِنْ ذَهَبٍ تَثْقُبُ أَي تَتَّقِدُ. والبَحَحُ فِي الإِبل: خُشُونة وحَشْرَجةٌ فِي الصَّدْرِ. بَعِيرٌ أَبَحُّ وعودٌ أَبَحُّ: غَلِيظُ الصَّوْتِ. والبَمُّ يُدْعى الأَبَحَّ لِغِلَظِ صَوْتِهِ. وشَحِيحٌ بَحِيحٌ، إِتباع، وَالنُّونُ أَعلى، وَسَنَذْكُرُهُ. والبُحُّ: جَمْعُ أَبَحّ. والبُحُّ: القِداحُ الَّتِي يُسْتَقْسَمُ بِهَا؛ قَالَ خُفافُ بنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ: إِذا الحَسْناءُ لَمْ تَرْحَضْ يَدَيْها، ... وَلَمْ يُقْصَرْ لَهَا بَصَرٌ بِسِتْرِ قَرَوْا أَضْيافَهُمْ رَبَحاً بِبُحٍّ، ... يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ سُمْرِ هُمُ الأَيْسارُ، إِنْ قَحَطَتْ جُمادى، ... بكلِّ صَبِيرِ غاديةٍ وقَطْرِ قَالَ: وَالصَّبِيرُ مِنَ السَّحَابِ الَّذِي يَصِيرُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاً، وَيُرْوَى: يَجِيءُ بفضلهم المَشّ أَي المَسح. أَراد بالبُحِّ القِداحَ الَّتِي لَا أَصوات لَهَا. والرَّبح، بِفَتْحِ الرَّاءِ: الشَّحْمُ. وكِسْرٌ أَبَحُّ: كَثِيرُ المُخِّ؛ قَالَ: وعاذِلَةٍ هَبَّتْ بليلٍ تَلُومُني، ... وَفِي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

_ (1). قوله [بح يبح إلخ] بابه فرح ومنع كما في القاموس. ووجد يبح بضم الباء بضبط الأَصل والنهاية وعليه فيكون من باب قعد أَيضاً.

ردوم: يَسِيلُ وَدَكُه. الْفَرَّاءُ: البَحْبَحِيُّ الْوَاسِعُ فِي النَّفَقَةِ، الْوَاسِعُ فِي الْمَنْزِلِ. وتَبَحْبَحَ فِي المجدِ أَي أَنه فِي مَجْدٍ وَاسِعٍ. وَجَعَلَ الْفَرَّاءُ التَّبَحْبُحَ مِن الباحَة، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنَ الْمُضَاعَفِ. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ فِي ابْتِحاحٍ أَي فِي سَعَةٍ وخِصْب. والأَبَحُّ: مِنْ شُعراء هُذَيْل ودُهاتهم. والبُحْبوحةُ: وَسَطُ المَحَلَّةِ. وبُحْبوحةُ الدَّارِ: وَسَطُهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ: قَوْمِي تَمِيمٌ، هُمُ القومُ الَّذِينَ هُمُ، ... يَنْفُونَ تَغْلِبَ عَنْ بُحْبوحةِ الدارِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَن سَرَّه أَن يَسْكُن بُحْبُوحة الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجماعَةَ، فإِن الشيطان مع الواحد، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبعد ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ وَسَطَهَا. قَالَ: وبُحْبُوحة كُلِّ شَيْءٍ وَسَطُهُ وَخِيَارُهُ. وَيُقَالُ: قَدْ تَبَحْبَحْتُ فِي الدَّارِ إِذا تَوَسَّطْتَها وَتَمَكَّنْتَ مِنْهَا. والتَّبَحْبُح: التَّمَكُّنُ فِي الْحُلُولِ والمُقامِ. وَقَدْ بَحْبَحَ وتَبَحْبَحَ إِذا تَمَكَّنَ وَتَوَسَّطَ الْمَنْزِلَ وَالْمُقَامَ؛ قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ غِنَاءِ الأَنصارية: وأَهْدى لَهَا أَكْبُشاً، ... تَبَحْبَحُ فِي المِرْبَدِ وزَوْجُكِ فِي النَّادِي، ... ويَعْلَمُ مَا فِي غَدِ «1» أَي مُتَمَكِّنَةً فِي المِربَد، وَهُوَ الْمَوْضِعُ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: تَفَطَّرَ اللِّحاءُ وتَبَحْبَحَ الحَياءُ أَي اتَّسَعَ الْغَيْثُ وَتَمَكَّنَ مِنَ الأَرض. قَالَ الأَزهري: وَقَالَ أَعرابي فِي امرأَة ضَرَبَهَا الطَّلْقُ: تَرَكْتُهَا تَبَحْبَحُ عَلَى أَيدي الْقَوَابِلِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: زَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ: إِذا قِيلَ لَنَا أَبَقِيَ عِندكم شَيْءٌ؟ قُلْنَا: بَحْباحِ أَي لَمْ يَبْقَ. وَذَكَرَ الأَزهري: والبَحَّاءُ فِي الْبَادِيَةِ رابيةٌ تُعرف بِرَابِيَةِ البَحَّاءِ؛ قَالَ كَعْبٌ: وظَلَّ سَراةُ القومِ تُبْرِم أَمرَه، ... بِرابِيَةِ البَحَّاءِ، ذاتِ الأَيايِلِ بدح: البَدْحُ: ضَرْبُكَ بِشَيْءٍ فِيهِ رَخاوَة كَمَا تأْخذ بِطِّيخَةً فَتَبْدَحُ بِهَا إِنساناً. وبَدَحَه بِالْعَصَا وكَفَحَه بَدْحاً وكَفْحاً: ضَرَبَهُ بِهَا. وبَدَحَه بأَمر: مِثْلُ بَدَهه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي دُوادٍ الإِيادِيِّ: بالصَّرْمِ مِنْ شَعْثاءَ، والحَبْلِ ... الَّذِي قَطَعَتْه بَدْحا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَاءُ فِي قَوْلِهِ بِالصَّرْمِ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ [أَبقيت] فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ: فَزَجَرْتُ أَوَّلَها، وَقَدْ ... أُبْقِيتُ، حِينَ خَرَجْنَ، جُنْحا وَقِيلَ: إِن قَوْلَهُ بَدْحاً، بِمَعْنَى قَطْعاً، وَيُرْوَى: بَرْحاً أَي تَبْرِيحًا وَتَعْذِيبًا؛ يُرِيدُ أَنه زَجَرَ عَلَى مَحْبُوبَتِهِ بِالْبَارِحِ وَالسَّانِحِ فَلَمْ يَكُنْ مِنْهَا وَصْلٌ لِحَبْلِهِ؛ أَلا تَرَى قَوْلَهُ قَبْلَ الْبَيْتِ: بَرَحَتْ عَلَيَّ بِهَا الظِّباءُ، ... ومَرَّتِ الغِرْبانُ سَنْحا بَرَحَتْ: مِن البارِح. وسَنَحَتْ: مِن السانحِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَدْحاً أَي عَلَانِيَةً. والبَدْحُ: الْعَلَانِيَةُ. والبَدْحُ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَح بِهَذَا الأَمر أَي بَاحَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: قَدْ جَمَعَ القرآنُ ذَيْلَكِ فَلَا تَبْدَحيه أَي لَا تُوَسِّعِيه بِالْحَرَكَةِ وَالْخُرُوجِ. وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وبَدَح الشيءَ يَبْدَحُه بَدْحاً: رَمى بِهِ. وتَبادَحُوا: تَرامَوْا بِالْبِطِّيخِ والرُّمَّان وَنَحْوَ ذَلِكَ

_ (1). قوله [وزوجك في النادي] كذا بالأَصل.

عَبَثًا. وتَبادَحُوا بالكُرينَ: تَرامَوْا. وَفِي حَدِيثِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ أَصحاب مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَمازَحُون ويَتَبادَحُون بِالْبِطِّيخِ، فإِذا جاءَت الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرجالَ ، أَي يترامَون بِهِ؛ يُقَالُ: بَدَحَ يَبْدَحُ إِذا رَمَى. والبِدْحُ، بِالْكَسْرِ: الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ، وَالْجَمْعُ بُدُوحٌ وبِداحٌ. والبَداحُ، بِالْفَتْحِ: المُتَّسِعُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ بُدُحٌ مِثْلَ قَذال وقُذُل. والبِداحُ، بِالْكَسْرِ: الأَرض اللَّيِّنة الْوَاسِعَةُ. الأَصمعي: البَداحُ، عَلَى لَفْظِ جَناح، الأَرض اللَّيِّنَةُ الْوَاسِعَةُ؛ والبَداحُ والأَبْدَحُ والمَبْدوحُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض، كَمَا يُقَالُ الأَبْطَحُ والمَبْطُوحُ؛ وأَنشد: إِذا عَلا دَوِّيَّه المَبْدُوحا رواه بالباء؛ وبُدْحةُ الجار: ساحَتُها. وتَبَدَّحَتِ الناقةُ: تَوَسَّعَتْ وَانْبَسَطَتْ؛ قَالَ: يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ وَقِيلَ: كُلُّ مَا تَوَسَّع، فَقَدْ تَبَدَّح. الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: الأَبْدَحُ الْعَرِيضُ الجَنْبَيْن مِنَ الدَّوَابِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَتَّى تُلاقِي ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ، ... بِمُرْهَفِ النَّصْلِ، رَغِيبِ المَجْرَحِ وبَدَحَتِ المرأَةُ تَبْدَحُ بُدُوحاً، وتَبَدَّحَتْ: حَسُنَ مَشْيُها، ومَشَتْ مِشْيَةً فِيهَا تَفَكُّكٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ جِنْسٌ مِنْ مِشْيَتها، وَقَالَ: التَّبَدُّح حُسْنُ مِشْيَةِ المرأَة؛ وأَنشد: يَبْدَحْنَ فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها وبَدَحَ لسانَه بَدْحاً: شَقَّه، وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ. وتَبَدَّحَ السحابُ: أَمطر. والبَدْحُ: عَجْزُ الرَّجُلِ عَنْ حَمالةٍ يَحملها. بَدَحَ الرجلُ عَنْ حَمالته، والبعيرُ عَنْ حِمْلِه يَبْدَحُ بَدْحاً: عَجَزَا عَنْهُمَا؛ وأَنشد: إِذا حَمَلَ الأَحْمالَ لَيْسَ بِبادِحٍ وبَدَحَني الأَمرُ: مِثْلَ فَدَحَني. وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِهِ فِي الأَمثال يَرْوِيهِ أَبو حَاتِمٍ لَهُ: يُقَالُ: أَكلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح؛ قَالَ الأَصمعي: إِنما أَصله دُبَيْحٌ، وَمَعْنَاهُ أَنه أَكله بِالْبَاطِلِ، وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَخذ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَمر الَّذِي يَبْطُلُ وَلَا يَكُونُ، وكلُّهم قَالَ: دُبَيْدَح، بِفَتْحِ الدَّالِّ الثَّانِيَةِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ ذَبَحه وبَذَحه، ودَبَحه وبَدَحه، وَمِنْهُ سمِّي بُدَيْحٌ المغَنِّي، كَانَ إِذا غَنَّى قَطَعَ غِناءَ غَيْرِهِ بحُسنِ صَوْتِهِ. بذح: البَذْحُ: الشَّقُّ؛ بَذَح لسانَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: بَذَحَ لسانَ الْفَصِيلِ بَذْحاً: فَلَقَهُ أَو شَقَّهُ لئلَّا يَرْتَضِعَ. والبَذْحُ: مَوْضِعُ الشَّقِّ، وَالْجَمْعُ بُذُوحٌ؛ قَالَ: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بِعَلْطِ ... بِلِيتِهِ، عِنْدَ بُذوحِ الشَّرْطِ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت مِنَ العُرْبانِ مَنْ يَشُقُّ لِسَانَ الْفَصِيلِ اللّاهِج بِثَنَايَاهُ فَيَقْطَعُهُ، وَهُوَ الإِحْزَاز عِنْدَ الْعَرَبِ. أَبو عَمْرٍو: أَصابه بَذْحٌ فِي رِجْلِهِ أَي شَقٌّ، وَهُوَ مِثْلُ الذَّبْح، وكأَنه مَقْلُوبٌ. وَفِي رِجل فُلَانٍ بُذُوحٌ أَي شُقوق. وتَبَذَّح السحابُ: أَمطر. برح: بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً: زَالَ. والبَراحُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ بَرِحَ مكانَه أَي زَالَ عَنْهُ وَصَارَ فِي

البَراحِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا بَراحَ، مَنْصُوبٌ كَمَا نُصِبَ قَوْلُهُمْ لَا رَيْبَ، وَيَجُوزُ رَفْعُهُ فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ لَيْسَ؛ كَمَا قَالَ سعدُ بنُ ناشِبٍ فِي قَصِيدَةٍ مَرْفُوعَةٍ: مَنْ فَرَّ عَنْ نِيرانِها، ... فأَنا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراحُ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْبَيْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يُعَرِّضُ بِالْحَرَثِ بْنِ عَبَّاد، وَقَدْ كَانَ اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلِبَ وبكرٍ ابْنَيْ وَائِلٍ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ: بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا: ... أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ وأَراد بِاللَّقَاحِ بَنِي حَنِيفَةَ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم لَا يَدِينُونَ بِالطَّاعَةِ لِلْمُلُوكِ، وَكَانُوا قَدِ اعْتَزَلُوا حَرْبَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ إِلَّا الفِنْدَ الزِّمَّانِيَّ. وتَبَرَّح: كَبَرِحَ؛ قَالَ مُلَيحٌ الهُذَليُّ: مَكَثْنَ عَلَى حاجاتِهنَّ، وَقَدْ مَضَى ... شَبابُ الضُّحَى، والعِيسُ مَا تَتَبَرَّحُ وأَبْرَحَه هُوَ. الأَزهري: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ مِنْ مَوْضِعِهِ. وَمَا بَرِحَ يَفْعَلُ كَذَا أَي مَا زَالَ، وَلَا أَبْرَحُ أَفعل ذَاكَ أَي لَا أَزال أَفعله. وبَرِحَ الأَرضَ: فارَقَها. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ أَي لَنْ نَزالَ. وحَبِيلُ بَراحٍ: الأَسَدُ كأَنه قَدْ شُدّ بِالْحِبَالِ فَلَا يَبْرَح، وَكَذَلِكَ الشجاعُ. والبَراحُ: الظُّهُورُ وَالْبَيَانُ. وبَرِحَ الخَفاء وبَرَحَ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ظَهَر؛ قَالَ: بَرَحَ [بَرِحَ] الخَفاءُ فَمَا لَدَيَّ تَجَلُّدٌ أَي وَضَحَ الأَمر كأَنه ذَهَبَ السِّرُّ وَزَالَ. الأَزهري: بَرِحَ الخَفاء مَعْنَاهُ زَالَ الخَفاءُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ظَهَرَ مَا كَانَ خَافِيًا وَانْكَشَفَ، مأْخوذ مِنْ بَراحِ الأَرض، وَهُوَ الْبَارِزُ الظَّاهِرُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ظَهَرَ مَا كُنْتُ أُخْفِي. وَجَاءَ بِالْكُفْرِ بَراحاً أَي بَيِّناً. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَ بِالْكُفْرِ بَراحاً أَي جِهاراً، مِنْ بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظَهَرَ، وَيُرْوَى بِالْوَاوِ. وجاءَنا بالأَمر بَراحاً أَي بَيِّناً. وأَرض بَراح: وَاسِعَةٌ ظَاهِرَةٌ لَا نَبَاتَ فِيهَا وَلَا عُمرانَ. والبَراح، بِالْفَتْحِ: المُتَّسِع مِنَ الأَرض لَا زَرْعَ فِيهِ وَلَا شَجَرَ. وبَراحُ وبَراحِ: اسْمٌ لِلشَّمْسِ، مَعْرِفَةٌ مِثْلَ قَطامِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْتِشَارِهَا وَبَيَانِهَا؛ وأَنشد قُطْرُبٌ: هَذَا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ، ... ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ بَراحِ يَعْنِي الشَّمْسَ. وَرَوَاهُ الْفَرَّاءُ: بِراحِ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَهِيَ بَاءُ الْجَرِّ، وَهُوَ جَمْعُ رَاحَةٍ وَهِيَ الْكَفُّ أَي اسْتُريحَ مِنْهَا، يَعْنِي أَن الشَّمْسَ قَدْ غَرَبَتْ أَو زَالَتْ فهم يضعون راحاتهم على عُيُونِهِمْ، يَنْظُرُونَ هَلْ غَرَبَتْ أَو زَالَتْ. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذا غَرَبَتْ: دَلَكَتْ بَراحِ يَا هَذَا، عَلَى فَعالِ: الْمَعْنَى: أَنها زَالَتْ وبَرِحَتْ حِينَ غَرَبَتْ، فَبَراحِ بِمَعْنَى بَارِحَةٍ، كَمَا قَالُوا لِكَلْبِ الصيدِ: كَسابِ بِمَعْنَى كاسِبَة، وَكَذَلِكَ حَذامِ بِمَعْنَى حاذِمَة. وَمَنْ قَالَ: دَلَكَتِ الشمسُ بِراحِ، فَالْمَعْنَى: أَنها كَادَتْ تَغْرُبُ؛ قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ، يَعْنِي فَتْحَ الْبَاءِ وَكَسْرَهَا، ذَكَرَهُمَا أَبو عُبَيْدٍ والأَزهريُّ والهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ مُفَسِّرِي اللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ، قَالَ: وَقَدْ أَخذ بعضُ المتأَخرين القولَ الثَّانِيَ عَلَى الْهَرَوِيِّ، فَظَنَّ أَنه قَدِ انْفَرَدَ بِهِ، وخطَّأَه فِي ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَن غَيْرَهُ مِنَ الأَئمة قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ ذَهَبَ إِليه؛ وَقَالَ الغَنَوِيُّ:

بُكْرَةَ حَتَّى دَلَكَتْ بِراحِ يَعْنِي بِرَائِحٍ، فأَسقط الْيَاءَ، مِثْلَ جُرُف هارٍ وَهَائِرٍ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: دَلَكَتْ بَراحِ وبَراحُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: دَلَكَتْ بِراحٍ، مَجْرُورٌ منوَّن، وَدَلَكَتْ بَراحُ، مَضْمُومٌ غَيْرُ مُنَوَّنٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: حِينَ دلكتْ بَراحِ. ودُلوك الشَّمْسِ: غُرُوبُهَا. وبَرَّحَ بِنَا فُلَانٌ تَبْريحاً، وأَبْرَحَ، فَهُوَ مُبَرِّحٌ بِنَا ومُبْرِحٌ: آذَانَا بالإِلحاح، وَفِي التَّهْذِيبِ: آذَاكَ بإِلحاح الْمَشَقَّةِ، وَالِاسْمُ البَرْحُ والتَّبْريحُ، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: أَمر بَرْحٌ؛ قَالَ: بِنَا والهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَنْ يُغالِبُه وَقَالُوا: بَرْحٌ بارِحٌ وبَرْحٌ مُبْرِحٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، فإِن دَعَوْتَ بِهِ، فَالْمُخْتَارُ النَّصْبُ، وَقَدْ يُرْفَعُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بِكَ العِيسُ غُرْبَةً؟ ... ومُصْعِدَةً؟ بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ يَكُونُ دُعَاءً وَيَكُونُ خَبَرًا. والبَرْحُ: الشَّرُّ وَالْعَذَابُ الشَّدِيدُ. وبرَّحَ بِهِ: عَذَّبَهُ. وَالتَّبَارِيحُ: الشَّدَائِدُ، وَقِيلَ: هِيَ كُلَفُ الْمَعِيشَةِ فِي مَشَقَّةٍ. وتَبارِيحُ الشَّوْق: تَوَهُّجُه. وَلَقِيتُ مِنْهُ بَرْحاً بارِحاً أَي شِدَّةً وأَذىً؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَقِينَا مِنْهُ البَرْحَ أَي الشِّدَّةَ؛ وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّهْرَوانِ: لَقُوا بَرْحاً ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَجَدَّكَ هَذَا، عَمْرَك اللهَ كُلَّمَا ... دَعاكَ الهَوَى؟ بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا مُبَرِّحاً: شَدِيدًا، وَلَا تَقُلْ مُبَرَّحاً. وَفِي الْحَدِيثِ: ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّح أَي غَيْرَ شاقٍّ. وَهَذَا أَبْرَحُ عَلَيَّ مِنْ ذَاكَ أَي أَشق وأَشدّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَنيناً وشَكْوَى بالنهارِ كَثِيرَةً ... عَلَيَّ، وَمَا يأْتي بِهِ الليلُ أَبْرَحُ وَهَذَا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، أَو يَكُونُ تَعَجُّبًا لَا فِعْلَ لَهُ كأَحْنَك الشاتَين. والبُرَحاءُ: الشِّدَّة وَالْمَشَقَّةُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شِدَّةَ الحُمَّى؛ وبُرَحايا، فِي هَذَا الْمَعْنَى. وبُرَحاءُ الحُمَّى وَغَيْرِهَا: شِدَّة الأَذى. وَيُقَالُ لِلْمَحْمُومِ الشَّدِيدِ الحُمَّى: أَصابته البُرَحاءُ. الأَصمعي: إِذا تمدَّدَ المحمومُ للحُمَّى، فَذَلِكَ الْمُطَوَّى، فإِذا ثَابَ عَلَيْهَا، فَهِيَ الرُّحَضاءُ، فإِذا اشْتَدَّتِ الْحُمَّى، فَهِيَ البُرَحاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَرَّحَتْ بِيَ الْحُمَّى أَي أَصابني مِنْهَا البُرَحاءُ، وَهُوَ شِدتُها. وَحَدِيثُ الإِفْكِ: فأَخذه البُرَحاءُ ؛ هو شَدَّةُ الْكَرْبِ مِنْ ثِقَلِ الوَحْيِ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ: بَرَّحَتْ بِنَا امرأَته بالصِّياح. وَتَقُولُ: بَرَّحَ بِهِ الأَمرُ تَبْريحاً أَي جَهَدَه، وَلَقِيتُ مِنْهُ بَناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ. والبِرَحِينَ والبُرَحِينَ، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا، والبَرَحِينَ أَي الشَّدَائِدُ وَالدَّوَاهِي، كأَن وَاحِدَ البِرَحِينَ بِرَحٌ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ إِلا أَنه مُقَدَّرٌ، كأَن سَبِيلُهُ أَن يَكُونَ الْوَاحِدُ بِرَحة، بالتأْنيث، كَمَا قَالُوا: دَاهِيَةً ومُنْكَرَة، فَلَمَّا لَمْ تَظْهَرِ الْهَاءُ فِي الْوَاحِدِ جَعَلُوا جَمْعَهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، عِوَضًا مِنَ الْهَاءِ الْمُقَدَّرَةِ، وَجَرَى ذَلِكَ مَجْرَى أَرضٍ وأَرَضِينَ، وإِنما لَمْ يَسْتَعْمِلُوا فِي هَذَا الإِفرادَ، فَيَقُولُوا: بِرَحٌ، وَاقْتَصَرُوا فِيهِ عَلَى الْجَمْعِ دُونَ الإِفراد مِنْ حَيْثُ كَانُوا يَصِفُونَ الدَّوَاهِيَ بِالْكَثْرَةِ وَالْعُمُومِ وَالِاشْتِمَالِ وَالْغَلَبَةِ؛ وَالْقَوْلُ فِي الفِتْكَرِينَ والأَقْوَرِينَ كَالْقَوْلِ فِي هَذِهِ؛ وَلَقِيتُ مِنْهُ بَرْحاً بارِحاً، ولقيتُ مِنْهُ ابنَ بَرِيحٍ، كَذَلِكَ؛ والبَرِيحُ: التَّعَبُ أَيضاً؛ وأَنشد: بِهِ مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ والبَوارِحُ: شِدَّةُ الرِّيَاحِ مِنَ الشَّمَالِ فِي الصَّيْفِ دُونَ الشِّتَاءِ، كأَنه جَمْعُ بارِحَة، وَقِيلَ: الْبَوَارِحُ الرِّيَاحُ

الشَّدَائِدُ الَّتِي تَحْمِلُ التُّرَابَ فِي شِدَّةِ الهَبَواتِ، وَاحِدُهَا بارِحٌ، وَالْبَارِحُ: الرِّيحُ الْحَارَّةُ فِي الصَّيْفِ. وَالْبَوَارِحُ: الأَنْواءُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ورَدَّه عَلَيْهِمْ. أَبو زَيْدٍ: البَوارِحُ الشَّمالُ فِي الصَّيْفِ خَاصَّةً؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ الَّذِينَ شَاهَدْتُهُمْ عَلَى مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ، وَقَالَ ابْنُ كُناسَة: كُلُّ رِيحٍ تَكُونُ فِي نُجُوم القَيْظ، فَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ بَوارِحُ، قَالَ: وأَكثر مَا تَهُبُّ بنُجُوم الْمِيزَانِ وَهِيَ السَّمائِم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها ... مَرًّا سَحابٌ، ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ فَنَسَبَهَا إِلى التُّرَابِ لأَنها قَيْظِيَّة لَا رِبْعِيَّة. وبَوارِحُ الصَّيْفِ: كُلُّهَا تَرِبَة. والبارِحُ مِنَ الظِّباءِ وَالطَّيْرِ: خلافُ السَّانح، وَقَدْ بَرَحَتْ تَبْرُحُ «2» بُرُوحاً؛ قَالَ: فَهُنَّ يَبْرُحْنَ لَهُ بُرُوحا، ... وَتَارَةً يأْتِينَه سُنُوحا وَفِي الْحَدِيثِ: بَرَحَ ظَبْيٌ ؛ هُوَ مِنَ الْبَارِحِ ضِدُّ السَّانِحِ. والبارِحُ: مَا مَرَّ مِنَ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ مِنْ يَمِينِكَ إِلى يَسَارِكَ، وَالْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ بِهِ لأَنه لَا يُمَكِّنُك أَن تَرْمِيَهُ حَتَّى تَنْحَرِفَ، وَالسَّانِحُ: مَا مرَّ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْ جِهَةِ يَسَارِكَ إِلى يَمِينِكَ، وَالْعَرَبُ تَتَيَمَّنُ بِهِ لأَنه أَمكن لِلرَّمْيِ وَالصَّيْدِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ لِي بالسَّانح بَعْدَ البارِحِ؟ يُضرب لِلرَّجُلِ يُسِيءُ الرجلَ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنه سَوْفَ يُحْسِنُ إِليك، فَيَضْرِبُ هَذَا الْمَثَلَ؛ وأَصل ذَلِكَ أَن رَجُلًا مَرَّتْ بِهِ ظِباءٌ بارِحَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: سَوْفَ تَسْنَحُ لَكَ، فَقَالَ: مَنْ لِي بِالسَّانِحِ بَعْدَ الْبَارِحِ؟ وبَرَحَ الظَّبْيُ، بِالْفَتْحِ، بُرُوحاً إِذا ولَّاك مَيَاسِرَهُ، يَمُرُّ مِنْ مُيَامِنِكَ إِلى مَيَاسِرِكَ؛ وَفِي الْمَثَلِ: إِنما هُوَ كبارِحِ الأُرْوِيِّ قَلِيلًا مَا يُرى؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا أَبطأَ عَنِ الزِّيَارَةِ، وَذَلِكَ أَن الأُرْوِيّ يَكُونُ مَسَاكِنُهَا فِي الْجِبَالِ مِنْ قِنانِها فَلَا يَقْدِرُ أَحد عَلَيْهَا أَن تَسْنَحَ لَهُ، وَلَا يَكَادُ النَّاسُ يَرَوْنَها سانِحةً وَلَا بارِحةً إِلَّا فِي الدُّهُورِ مَرَّةً. وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَي أَعجبه؛ وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيح ؛ قَالَ: التَّبْرِيحُ قَتْلُ السَّوْءِ لِلْحَيَوَانِ مِثْلَ أَن يُلْقَى السَّمَكُ عَلَى النَّارِ حَيًّا، وَجَاءَ التَّفْسِيرُ مُتَّصِلًا بِالْحَدِيثِ؛ قَالَ شَمِرٌ: ذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ كَرَاهَةِ إِلقاء السَّمَكَةِ إِذا كَانَتْ حَيَّةً عَلَى النَّارِ وَقَالَ: أَما الأَكل فتؤْكل وَلَا يُعْجِبُنِي، قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن إِلقاء الْقَمْلِ فِي النَّارِ مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَزهري: ورأَيت الْعَرَبَ يَمْلأُون الوِعاءَ مِنَ الْجَرَادِ وَهِيَ تَهْتَشُّ فِيهِ، وَيَحْتَفِرُونَ حُفْرَة فِي الرَّمْلِ وَيُوقِدُونَ فِيهَا ثُمَّ يَكُبُّونَ الْجَرَادَ مِنَ الْوِعَاءِ فِيهَا، ويُهِيلُون عَلَيْهَا الإِرَةَ المُوقَدَةَ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ يَسْتَخْرِجُونَهَا ويُشَرِّرُونها فِي الشَّمْسِ، فإِذا يَبِسَتْ أَكلوها. وأَصلُ التَّبْرِيحِ: المشقَّةُ وَالشِّدَّةُ. وبَرَّحَ بِهِ إِذا شَقَّ عَلَيْهِ. وَمَا أَبْرَحَ هَذَا الأَمرَ أَي مَا أَعجبه قَالَ الأَعشى: أَقولُ لَهَا، حِينَ جَدَّ الرَّحيلُ: ... أَبْرَحْتِ رَبّاً، وأَبرَحْتِ جَارَا أَي أَعْجَبْتِ وبالغتِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ أَي صادَفْتِ كَرِيمًا؛ وأَبرَحَه بِمَعْنَى أَكرمه وَعَظَّمَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَرْحَى لَهُ ومَرْحى لَهُ إِذا تَعَجَّبَ مِنْهُ، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَعْظَمْتِ رَبّاً؛ وَقَالَ آخَرُونَ: أَعجَبتِ رَبّاً،

_ (2). قوله [وقد برحت تبرح] بابه نصر، وكذا برح بمعنى غضب. وأَما بمعنى زال ووضح فمن باب سمع كما في القاموس.

وَيُقَالُ: أَكْرمت مِنْ رَبٍّ، وَقَالَ الأَصمعي: أَبرَحْتِ بالَغْتِ. وَيُقَالُ: أَبرَحْتَ لُؤْماً وأَبرَحْتَ كَرَماً أَي جِئْتَ بأَمرٍ مُفْرِطٍ. وأَبرَحَ فلانٌ رَجَلًا إِذا فضَّله؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ تُفَضِّلُه. وبَرَّحَ اللهُ عَنْهُ أَي فَرَّج اللَّهُ عَنْهُ؛ وإِذا غَضِبَ الإِنسان عَلَى صَاحِبِهِ، قِيلَ: مَا أَشَدَّ مَا بَرَحَ عَلَيْهِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فَعَلْنَا البارِحَةَ كَذَا وَكَذَا لِلَّيلَةِ الَّتِي قَدْ مَضَتْ، يُقَالُ ذَلِكَ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، وَيَقُولُونَ قَبْلَ الزَّوَالِ: فَعَلْنَا اللَّيْلَةَ كَذَا وَكَذَا؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: تَبَلَّغَ بارِحِيَّ كَراه فِيهِ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد النَّوْمَ الَّذِي شَقَّ عَلَيْهِ أَمره لِامْتِنَاعِهِ مِنْهُ، وَيُقَالُ: أَراد نومَ اللَّيْلَةِ البارِحَةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا أَشبه اللَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ أَي مَا أَشْبه اللَّيْلَةَ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا بِاللَّيْلَةِ الأُولى الَّتِي قَدْ بَرِحَتْ وَزَالَتْ وَمَضَتْ. والبارِحَةُ: أَقربُ لَيْلَةٍ مَضَتْ؛ تَقُولُ: لَقِيتُهُ البارِحَةَ، وَلَقِيتُهُ البارِحَةَ الأُولى، وَهُوَ مَنْ بَرِحَ أَي زَالَ، وَلَا يُحَقَّرُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: تَقُولُ مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تَزُولَ الشَّمْسُ: رأَيت الليلةَ فِي مَنَامِي، فإِذا زَالَتْ، قُلْتَ: رأَيتُ البارِحَةَ؛ وَذَكَرَ السِّيرَافِيُّ فِي أَخبار النُّحَاةِ عَنْ يُونُسَ، قَالَ: يَقُولُونَ كَانَ كَذَا وَكَذَا الليلةَ إِلى ارْتِفَاعِ الضُّحَى، وإِذا جَاوَزَ ذَلِكَ، قَالُوا: كَانَ البارِحَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وبَرْحَى، عَلَى فَعلى، كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الخطإِ فِي الرَّمي، ومَرْحَى عِنْدَ الإِصابة؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِلْعَرَبِ كَلِمَتَانِ عِنْدَ الرَّمْيِ: إِذا أَصاب قَالُوا: مَرْحَى، وإِذا أَخطأَ قَالُوا: بَرْحى. وقولٌ بَرِيحٌ: مُصَوَّبٌ بِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَراه يُدافِعُ قَوْلًا بَرِيحا وبُرْحةُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيارُه؛ وَيُقَالُ: هَذِهِ بُرْحَةٌ مِنَ البُرَحِ، بِالضَّمِّ، لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ مِنْ خِيَارِ الإِبل؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ هُوَ بُرْحَة مِنَ البُرَحِ؛ يُرِيدُ أَنه مِنْ خِيَارِ الإِبل. وابنُ بَرِيح، وأُمُّ بَرِيحٍ: اسمٌ لِلْغُرَابِ معرفةٌ، سمِّي بِذَلِكَ لِصَوْتِهِ؛ وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ ابنُ بَرِيح، قَالَ: وَقَدْ يُستعمل أَيضاً فِي الشِّدَّة، يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ ابنَ بَريحٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: سَلا القلبُ عَنْ كُبْراهما بعدَ صَبْوَةٍ، ... ولاقَيْتَ مِنْ صُغْراهما ابنَ بَرِيحِ وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ. ويَبْرَحُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ: أُحب أَموالي إِليّ بَيْرَحَاءُ ؛ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ اللَّفْظَةُ كَثِيرًا مَا تَخْتَلِفُ أَلفاظ المحدِّثين فِيهَا فَيَقُولُونَ: بَيرَحاء، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَبِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا، وَالْمَدِّ فِيهِمَا، وَبِفَتْحِهِمَا وَالْقَصْرِ، وَهُوَ اسْمُ مَالٍ وَمَوْضِعٍ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِقِ: إِنها فَيْعَلٌ مِنَ الْبَرَاحِ، وَهِيَ الأَرض الظاهرة. بربح: بَرْبَحٌ: موضع. برقحة: البرقحة «1» بطح: البَطْحُ: البَسْطُ. بَطَحه عَلَى وَجْهِهِ يَبطَحُه بَطْحاً أَي أَلقاه عَلَى وَجْهِهِ فانْبَطَح. وتَبَطَّحَ فُلَانٌ إِذا اسْبَطَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُمْتَدًّا عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: بُطِحَ لَهَا بقاعٍ أَي أُلقي صَاحِبُهَا عَلَى وَجْهِهِ لتطأَه. والبَطْحاءُ: مَسِيلٌ فِيهِ دُقاقُ الحَصى. الجوهري:

_ (1). زاد في القاموس البرقحة، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ المهملة، وفتح القاف والحاء: وهي قبح الوجه.

الأَبْطَحُ مَسِيل واسِع فِيهِ دُقاقُ الحَصى. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ بَطْحاءُ الْوَادِي تُرَابٌ لَيِّنٌ مِمَّا جَرَّتْه السُّيُولُ، وَالْجَمْعُ بَطْحاواتٌ وبِطاحٌ. يُقَالُ: بِطاحٌ بُطَّحٌ، كَمَا يُقَالُ أَعوامٌ عُوَّمٌ، فإِن اتَّسَعَ وعَرُضَ، فَهُوَ الأَبطَحُ، وَالْجَمْعُ الأَباطِحُ، كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء، وإِن كَانَ فِي الأَصل صِفَةً لأَنه غَلَبَ كالأَبْرَقِ والأَجْرَع فَجَرَى مَجْرَى أَفْكَل؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه أَول من بَطَحَ المسجدَ، وَقَالَ: ابْطَحُوه مِنَ الْوَادِي الْمُبَارَكِ ، أَي أَلقَى فِيهِ البَطْحاءَ، وَهُوَ الْحَصَى الصِّغار. قَالَ ابْنُ الأَثير: وبَطْحاءُ الْوَادِي وأَبْطَحُه حَصاه اللَّيِّنُ فِي بَطْنِ المَسِيل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلَّى بالأَبْطَح ؛ يَعْنِي أَبْطَح مَكَّةَ، قَالَ: هُوَ مَسِيلُ وَادِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: والبَطِيحَةُ والبَطْحاءُ مِثْلُ الأَبْطَحِ، وَمِنْهُ بَطْحاءُ مَكَّةَ. أَبو حَنِيفَةَ: الأَبْطَحُ لَا يُنْبِتُ شَيْئًا إِنما هُوَ بَطْنُ المَسِيل النَّضِرِ. الأَبْطَحُ: بَطْنُ المَيْثاء والتَّلْعَةِ وَالْوَادِي، وَهُوَ البَطْحاءُ، وَهُوَ التُّرَابُ السَّهْلُ فِي بُطُونِهَا مِمَّا قَدْ جَرَّته السُّيُولُ؛ يُقَالُ: أَتينا أَبْطَحَ الْوَادِي فَنِمْنَا عَلَيْهِ، وبَطْحاؤُه مِثْلُهُ، وَهُوَ تُرَابُهُ وَحَصَاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ. أَبو عَمْرٍو: البَطِحُ رَمْلٌ فِي بَطْحاءَ، وسمِّي الْمَكَانُ أَبْطَحَ لأَنَّ الْمَاءَ يَنْبَطِح فِيهِ أَي يَذْهَبُ يَمِينًا وَشِمَالًا. والبَطِحُ: بِمَعْنَى الأَبْطَحِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: يَزَعُ الهَيَامَ عَنِ الثَّرَى ويَمُدُّه ... بَطِحٌ يُهايِلُه عَنِ الكُثْبانِ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عُمَرُ أَوَّلَ مَنْ بَطَحَ الْمَسْجِدَ، وَقَالَ: ابْطَحُوه مِنَ الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، نَائِمًا بالعَقِيقِ، فَقِيلَ: إِنك بِالْوَادِي الْمُبَارَكِ ؛ قَوْلُهُ: بَطَحَ الْمَسْجِدَ أَي أَلقى فِيهِ الْحَصَى ووَثَّرَه بِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: بَطْحاءُ الْوَادِي وأَبطَحُه حَصَاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ فِي بَطْنِ الْمُسِيلِ. واسْتَبْطَحَ الْوَادِي وانْبَطَحَ فِي هَذَا الْمَكَانِ أَي اسْتَوْسَعَ فِيهِ. وتَبَطَّح الْمَكَانُ وَغَيْرُهُ: انْبَسَطَ وانتصبَ؛ قَالَ: إِذا تَبَطَّحْنَ عَلَى المَحامِلِ، ... تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ الساحِلِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبِنَاءِ الْبَيْتِ: فأَهابَ بالناسِ إِلى بَطْحِه أَي تَسْوِيَتِهِ. وتَبَطَّحَ السَّيلُ: اتَّسع فِي البَطْحاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سَالَ سَيْلًا عَرِيضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَا زالَ، مِنْ نَوْءِ السِّماكِ عَلَيْكُمَا ... ونَوْءِ الثُّرَيَّا، وابِلٌ مُتَبَطِّحُ الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ: البُطاحُ مَرَضٌ يأْخذ مِنَ الحُمَّى؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: البُطاحِيُّ مأْخوذ مِنَ البُطاحِ، وَهُوَ الْمَرَضُ الشَّدِيدُ. وبَطْحاءُ مَكَّةَ وأَبْطَحُها: مَعْرُوفَةٌ، لانْبِطاحِها، ومِنًى مِنَ الأَبْطَحِ، وقُرَيشُ البِطاحِ: الَّذِينَ يَنْزِلُونَ أَباطِحَ مَكَّةَ وبَطْحاءَها، وقريشُ الظَّواهر: الَّذِينَ يَنْزِلُونَ مَا حَوْلَ مَكَّةَ؛ قَالَ: فَلَوْ شَهِدَتْني مِنْ قُرَيْشٍ عِصابَةٌ، ... قُرَيْشِ البِطاحِ، لَا قُرَيشِ الظواهِر. الأَزهري ابْنُ الأَعرابي: قُرَيْشُ الْبِطَاحِ هُمُ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ الشِّعْبَ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ، وقريشُ الظَّوَاهِرِ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ خارجَ الشِّعْب، وأَكرمُهما قُرَيْشُ الْبِطَاحِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا بَطْحةٌ بَعِيدَةٌ أَي مَسَافَةٌ؛ وَيُقَالُ: هُوَ بَطْحةُ رَجُلٍ، مِثْلَ قَوْلِكَ قامَةُ رَجُلٍ. والبَطِيحَة: مَا بَيْنَ واسطَ والبَصْرة، وَهُوَ مَاءٌ مُسْتَنْقِع لَا يُرَى طَرَفَاهُ مِنْ سَعَته، وَهُوَ مَغِيضُ

مَاءِ دِجْلَة والفُرات، وَكَذَلِكَ مَغايِضُ مَا بَيْنَ بَصْرَةَ والأَهْواز. والطَّفُّ: ساحلُ البَطِيحةِ، وَهِيَ البَطائِحُ. والبُطْحانُ وبُطاحُ: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بُطاحٍ، هُوَ بِضَمِّ الباءِ وَتَخْفِيفِ الطَّاءِ: مَاءٌ فِي دِيَارٍ بَنِي أَسد، وَبِهِ كَانَتْ وَقْعَةُ أَهل الرِّدة. وبَطائِحُ النَّبَطِ بَيْنَ العِراقَيْنِ. الأَزهري: بُطاحٌ مَنْزِلٌ لِبَنِي يَربوع، وَقَدْ ذَكَرَهُ لَبِيدٌ فَقَالَ: تَرَبَّعَتِ الأَشْرافُ، ثُمَّ تَصَيَّفَتْ ... حِساءَ البُطاحِ، وانْتَجَعْنَ السَّلائِلا وبُطْحانُ: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ. وبُطْحانَى: مَوْضِعٌ آخَرُ فِي دِيَارِ تَمِيمٍ، ذَكَرَهُ الْعَجَّاجُ: أَمْسى جُمانٌ كالدَّهِينِ مُضَرَّعا ... بِبُطْحانَ «2» ... قبلتين مُكَنَّعا جُمان: اسْمُ جَمَلِهِ. مُكَنَّعاً أَي خَاضِعًا، وَكَذَلِكَ المُضَرَّعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ كِمامُ أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بُطْحاً أَي لازِقةً بالرأْس غَيْرَ ذَاهِبَةٍ فِي الْهَوَاءِ. والكِمامُ: جُمَعُ كُمَّةٍ، وَهِيَ الْقَلَنْسُوَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ الصَّداق: لَوْ كُنْتُمْ تَغرِفُون مِنْ بَطْحانَ مَا زِدْتُمْ ؛ بَطْحان، بِفَتْحِ الْبَاءِ: اسْمُ وَادِي الْمَدِينَةِ وإِليه يُنْسَبُ البَطْحانِيُّونَ، وأَكثرهم يَضُمُّ الْبَاءَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ الأَصح. بقح: البَقِيحُ: البَلَحُ، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. بلح: البَلَحُ: الخَلالُ، وَهُوَ حَمْلُ النَّخْلِ مَا دَامَ أَخضر صِغاراً كحِصرِم الْعِنَبِ، وَاحِدَتُهُ بَلَحة. الأَصمعي: البَلَحُ هُوَ السَّيابُ. وَقَدْ أَبْلَحَتِ النَّخْلَةُ إِذا صَارَ مَا عَلَيْهَا بَلَحاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: ارْجِعُوا، فَقَدْ طابَ البَلَحُ ؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَول مَا يُرْطِبُ البُسْرُ، والبَلَحُ قَبْلَ البُسْر لأَن أَوَّل التَّمْرِ طَلْعٌ ثُمَّ خَلالٌ ثُمَّ بَلَحٌ ثُمَّ بُسْر ثُمَّ رُطَب ثُمَّ تَمْر. والبَلَحِيَّاتُ: قَلَائِدُ تُصْنَعُ مِنَ البَلَح، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبُلَحُ: طَائِرٌ أَعظم مِنَ النَّسْر أَبْغَثُ اللَّوْنِ مُحْتَرِقُ الرِّيش، يُقَالُ: إِنه لَا تَقَعُ رِيشَةٌ مِنْ رِيشِهِ فِي وَسَطِ رِيشِ سَائِرِ الطَّائِرِ إِلا أَحرقته؛ وَقِيلَ: هُوَ النَّسْر الْقَدِيمُ الهَرِمُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: البُلَحُ طَائِرٌ أَكبر مِنَ الرَّخَم، وَالْجَمْعُ بِلْحانٌ وبُلْحانٌ. والبُلُوحُ: تَبَلُّدُ الْحَامِلِ مِنْ تَحْتِ الحَمْلِ مِنْ ثِقَلِه، وَقَدْ بَلَحَ يَبْلَحُ بُلُوحاً، وبَلَّحَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ النَّمْلَ حِينَ يَنْقُلُ الحَبَّ فِي الحَرّ: وبَلَح النملُ بِهِ بُلُوحا وَيُقَالُ: حَمَلَ عَلَى الْبَعِيرِ حَتَّى بَلَح؛ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا انْقَطَعَ مِنَ الإِعياء فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى التحرُّك، قِيلَ: بَلَحَ. والبالِحُ والمُبالِحُ: الْمُمْتَنِعُ الغالبُ؛ قَالَ: ورَدَّ عَلَيْنَا العَدْلُ مِنْ آلِ هاشِمٍ ... حَرائِبَنا، مِنْ كلِّ لِصٍّ مُبالِح وبالَحَهُمْ: خَاصَمَهُمْ حَتَّى غَلَبَهُمْ وَلَيْسَ بِمُحِقٍّ. وبَلَحَ عليَّ وبَلَّحَ أَي لَمْ أَجد عِنْدَهُ شَيْئًا. الأَزهري: بَلَح مَا عَلَى غَريمي إِذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ. وبَلَحَ الغَريمُ إِذا أَفلس. وبَلَحَتِ الْبِئْرُ تَبْلَحُ بُلوحاً، وَهِيَ بالِحٌ: ذَهَبَ ماؤُها. وبَلَحَ الماءُ بُلُوحاً إِذا ذَهَبَ، وَبِئْرٌ بَلُوحٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَلَا الصَّمارِيدُ البِكاءُ البُلْحُ ابْنُ بُزُرجٍ: البَوالِحُ مِنَ الأَرَضين الَّتِي قَدْ عُطِّلَتْ فَلَا تُزْرَعُ وَلَا تُعْمَر. والبالِحُ: الأَرض التي لا

_ (2). كذا بياض بأَصله.

تَنْبُتُ شَيْئًا؛ وأَنشد: سَلا لِي قُدُورَ الحارِثِيَّةِ: مَا تَرَى؟ ... أَتَبْلَحُ أَم تُعْطِي الوَفاءَ غَرِيمَها؟ التَّهْذِيبُ: بَلَحَتْ خَفارَتُه إِذا لَمْ يفِ؛ وقال بِشْرُ ابْنُ أَبي خَازِمٍ: أَلا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لأْيٍ، ... فَلَا شَاةً تَرُدُّ، وَلَا بَعيرا وبَلَح الرجلُ بِشَهَادَتِهِ يَبْلَح بَلْحاً: كَتَمَهَا. وبَلَحَ بالأَمر: جَحَده. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَبق رَجُلَانِ فَلَمَّا سَبَقَ أَحدهما صَاحِبَهُ تَبالَحا أَي تَجَاحَدَا. والبَلْحةُ والبَلْجة: الِاسْتُ، عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجِيمُ أَعلى وَبِهَا بدأَ. وبَلَحَ الرَّجُلُ بُلُوحاً أَي أَعيا؛ قَالَ الأَعشى: واشْتَكى الأَوْصالَ مِنْهُ وبَلَحْ وبَلَّحَ تَبْليحاً مِثْلَهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقاً صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فإِذا أَصاب دَمًا حَرَامًا بَلَّح ؛ بَلَّح أَي أَعيا؛ وَقَدْ أَبْلَحَه السيرُ فانْقُطِع بِهِ؛ يُرِيدُ وَقُوعَهُ فِي الْهَلَاكِ بإِصابة الدَّمِ الْحَرَامِ، وَقَدْ تُخَفَّفُ اللَّامُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اسْتَنْفَرْتهم فَبَلَحُوا عليَ أَي أَبَوْا، كأَنهم أَعْيَوا عَنِ الخُروج مَعَهُ وإِعانته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي الَّذِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ آخِرَ الناسِ، يُقَالُ لَهُ: اعْدُ مَا بَلَغَتْ قَدَمَاكَ، فَيَعْدُو حَتَّى إِذا مَا بَلَّح ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عليَّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْفِتَنِ: إِن مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا وَبَلَاءً مُكْلِحاً ومُبْلِحاً أَي مُعْيياً. بلدح: بَلْدَحَ الرجُلُ: أَعْيا وبَلَّدَ. وبَلْدَحٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَفِي الْمَثَلِ الَّذِي يُرْوى لنَعامَةَ الْمُسَمَّى بَيْهَسَ: لَكِنَّ عَلَى بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَى؛ عَنى بِهِ البُقْعَة. وَهَذَا الْمَثَلُ يُقَالُ فِي التَّحَزُّن بالأَقارب، قَالَهُ نَعامة لَمَّا رأَى قَوْمًا فِي خِصْب وأَهلَه فِي شِدَّةٍ؛ الأَزهري: بَلْدَحٌ بَلَدٌ بِعَيْنِهِ. وبَلْدَحَ الرجلُ وتَبَلْدَحَ: وعَدَ وَلَمْ يُنْجِزْ عِدَتَه. وَرَجُلٌ بَلَنْدَحٌ: لَا يُنْجِزُ وعْداً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ... ذُو نَخْوَةٍ، أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ والبَلَنْدَحُ: السَّمِينُ الْقَصِيرُ، قَالَ: دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ، ... إِذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُ قَالَ الأَزهري: والأَصل بَلْدَحٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيِّدَ بِسِمَنٍ. والبَلَنْدَحُ: الفَدْمُ الثَّقِيلُ الْمُنْتَفِخُ لَا يَنْهَضُ لِخَيْرٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا سَلْم أُلْقِيتِ عَلَى التَّزَحْزُحِ، ... لَا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ بَلَنْدَحِ، مُقَصِّرِ الهَمِّ قَرِيبِ المَسْرَحِ، ... إِذا أَصابَ بِطْنَةً لَمْ يَبْرَحِ، وعَدَّها رِبْحاً، وإِن لَمْ يَرْبَحِ قَالَ: قَرِيبُ المَسرح أَي لَا يَسْرَحُ بإِبله بِعِيدًا، إِنما هُوَ قُرْبَ بَابِ بَيْتِهِ يَرْعَى إِبله. وابْلَنْدَحَ المكانُ: عَرُضَ وَاتَّسَعَ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ دَقَّتِ المَرْكُوَّ حَتَّى ابْلَنْدَحا أَي عَرُضَ. والمركوُّ: الْحَوْضُ الْكَبِيرُ. وبَلْدَحَ الرجلُ إِذا ضَرَبَ بِنَفْسِهِ إِلى الأَرض، وَرُبَّمَا قَالُوا بَلْطَحَ. وابْلَنْدَحَ الحوضُ: انْهَدَمَ. الأَزهري: ابْلَنْدَحَ الحوضُ إِذا اسْتَوَى بالأَرض مِنْ دَقِّ الإِبل إِياه.

بنح: الأَزهري خَاصَّةً: رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: البُنُحُ العَطايا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه فِي الأَصل مُنُحٌ جَمْعُ المَنيحَة، فَقَلَبَ الْمِيمَ بَاءً، وقال: البُنُحُ. بوح: البَوْحُ: ظُهُورُ الشَّيْءِ. وباحَ الشيءُ: ظَهَرَ. وباحَ به بَوْحاً وبُؤُوحا وبُؤُوحَةً: أَظهره. وباحَ مَا كَتَمْتُ، وباحَ بِهِ صاحبُه، وباحَ بِسِرِّه: أَظهره. ورجل بَؤُوحٌ بِمَا فِي صَدْرِهِ وبَيْحانُ وبَيِّحانُ بِمَا فِي صَدْرِهِ، مُعَاقَبَةٌ وأَصلها الْوَاوُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِلَّا أَن يَكُونَ كُفْراً بَواحاً أَي جِهاراً، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَباحَه سِرًّا فَبَاحَ بِهِ بَوْحاً: أَبَثَّه إِياه فَلَمْ يَكْتُمه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِلا أَن يَكُونَ مَعْصِيَةً بَواحاً أَي جِهاراً. يُقَالُ: باحَ الشيءَ وأَباحَه إِذا جَهَرَ بِهِ. وبُوحُ: الشمسُ، مَعْرِفَةٌ مُؤَنَّثٌ، سمِّيت بِذَلِكَ لِظُهُورِهَا، وَقِيلَ: يُوحُ، بِيَاءٍ بِنُقْطَتَيْنِ. وأَبَحْتُك الشَّيْءَ: أَحللته لَكَ. وأَباحَ الشيءَ: أَطلقه. والمُباحُ: خِلَافُ الْمَحْظُورِ. والإِباحةُ: شِبْهُ النُّهْبَى. وَقَدِ اسْتَبَاحَهُ أَي انْتَهَبَه، واسْتَباحوهم أَي استأْصلوهم. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَقْتُلَ مُقاتِلَتَكم ويَسْتبِيحَ ذَرَارِيكم أَي يَسبيهم وبَنِيهم وَيَجْعَلُهُمْ لَهُ مُبَاحًا أَي لَا تَبِعَة عَلَيْهِ فِيهِمْ؛ يُقَالُ: أَباحَه يُبِيحُه واسْتباحه يَسْتبيحه؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: حَتَّى اسْتَباحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً ... بالمَشْرَفِيِّ، وبالوَشِيجِ الذُّبَّلِ والباحةُ: باحةُ الدَّارِ، وَهِيَ سَاحَتُهَا. وَالْبَاحَةُ: عَرْصة الدَّارِ، وَالْجَمْعُ بُوحٌ، وبُحْبُوحة الدَّارِ، مِنْهَا؛ وَيُقَالُ: نَحْنُ فِي باحَة الدَّارِ، وَهِيَ أَوسطها، وَلِذَلِكَ قِيلَ: تَبَحْبَحَ فِي المَجْدِ أَي أَنه فِي مَجْدٍ وَاسِعٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الْفَرَّاءُ التَّبَحْبُح مِنَ الْبَاحَةِ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنَ الْمُضَاعَفِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ لِلنِّسَاءِ مِنْ بَاحَةِ الطَّرِيقِ شَيْءٌ أَي وَسَطِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَظِّفُوا أَفْنِيَتكم وَلَا تَدَعُوها كباحَة الْيَهُودِ. وَالْبَاحَةُ: النَّخْلُ الْكَثِيرُ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي صَارِمٍ البَهْدَلي مِنْ بَنِي بَهْدَلة؛ وأَنشد: أَعْطى فأَعطاني يَداً، وَدَارًا، ... وَبَاحَةً خَوَّلها عَقَارا يَدًا: يَعْنِي جَمَاعَةَ قَوْمِهِ وأَنصاره، وَنُصِبَ عَقاراً عَلَى الْبَدَلِ مِنْ بَاحَةٍ، فتَفَهَّمْ. والبُوحُ: الفَرْجُ، وَفِي مَثَلِ الْعَرَبِ: ابْنُك ابنُ بُوحِك يَشْرَبُ مِنْ صَبُوحِك؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ الفَرْج، وَقِيلَ: النَّفْس، ويقال للوَطْء. وَفِي التَّهْذِيبِ: ابنُ بُوحِك أَي ابْنُ نَفْسك لَا مَنْ يُتَبَنَّى؛ ابْنُ الأَعرابي: البُوحُ النَّفْسُ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ ابْنُكَ مَنْ وَلَدْتَهُ لَا مَن تَبَنَّيته، وَقَالَ غَيْرُهُ: بُوح فِي هَذَا الْمَثَلِ جَمْعُ بَاحَةِ الدَّارِ؛ الْمَعْنَى: ابْنُكَ مَنْ وَلَدْتَهُ فِي بَاحَةِ دَارِكَ، لَا مَنْ وُلِدَ فِي دَارِ غَيْرِكَ فَتَبَنَّيْتَهُ. وَوَقَعَ الْقَوْمُ فِي دُوكَةٍ وبُوحٍ أَي فِي اخْتِلَاطٍ فِي أَمرهم. وباحَهم: صَرَعهم. وَتَرَكَهُمْ بَوْحى أَي صَرْعى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. بيح: بَيَّحَ بِهِ: أَشْعَره سِرًّا. والبِياحُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ مُخَفَّفٌ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ، وَهُوَ أَطيب السَّمَكِ؛ قَالَ: يَا رُبَّ شَيْخٍ مِنْ بَنِي رَباحِ، ... إِذا امْتَلا البَطْنُ مِنَ البِياحِ، صاحَ بليلٍ أَنْكَرَ الصِّياحِ وَرُبَّمَا فُتِحَ وَشُدِّدَ. والبَيَّاحة: شَبَكَةُ الْحُوتِ.

فصل التاء

وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما أَحَبُّ إِليك كَذَا أَو كَذَا أَو بِياحٌ مُرَبَّبٌ ؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ، وَقِيلَ: الْكَلِمَةُ غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ. والمُرَبَّبُ: الْمَعْمُولُ بالصِّباغِ. وبَيْحانُ: اسْمٌ، والله أَعلم. فصل التاء تحتح: التحتحة «1» ترح: التَّرَحُ: نَقِيضُ الْفَرَحِ. وَقَدْ تَرِحَ تَرَحاً وتَتَرَّح وتَرَّحَه الأَمرُ تَتْريحاً أَي أَحْزَنه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ، ... قَدْ طالَ مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعَى؛ وَالِاسْمُ التَّرْحَة، الأَزهري عَنْ ثَعْلَبٍ؛ ابْنُ الأَعرابي أَنشده: يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ، ... يَقُودُها هادٍ وعَيْنٌ تَلْمَحُ، قَدْ طالَ مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى: وَرَوَى الأَزهري بإِسناده عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ لِبَاسِ القَسِّيِّ المُتَرَّحِ، وأَن أَفترِشَ حِلْسَ دَابَّتِي الَّذِي يَلِي ظَهْرَهَا، وأَن لَا أَضع حِلْسَ دَابَّتِي عَلَى ظَهْرِهَا حَتَّى أَذكر اسْمَ اللَّهِ، فإِنَّ عَلَى كلِّ ذِرْوَةٍ شَيْطَانًا، فإِذا ذَكَرْتُمُ اسْمَ اللَّهِ ذَهَبَ. وَيُقَالُ: عَقِيبَ كلِّ فَرْحةٍ تَرْحَةٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ فَرْحَة إِلا وَمَعَهَا تَرْحَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّرَحُ ضِدُّ الْفَرَحِ، وَهُوَ الْهَلَاكُ وَالِانْقِطَاعُ أَيضاً. والتَّرْحَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. والتَّرِحُ: الْقَلِيلُ الْخَيْرِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعدِي يَمْدَحُ رَجُلًا: يُحَيُّونَ فَيَّاضَ النَّدَى مُتَفَضِّلًا، ... إِذا التَّرِحُ المَنَّاعُ لَمْ يَتَفَضَّل ابنُ مُناذِر: والتَّرَحُ الهُبوط، وَمَا زِلْنا مُنْذ الليلةِ فِي تَرَحٍ؛ وأَنشد: كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ، ... إِذا انْتُحِي بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قَالَ: وَالِانْتِحَاءُ أَن يَسْقُطَ هَكَذَا، وَقَالَ بِيَدِهِ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ «2»، وَهُوَ فِي السُّجُودِ أَن يُسْقط جَبينَه إِلى الأَرض ويَشُدَّه وَلَا يَعْتَمِدَ عَلَى رَاحَتَيْهِ، وَلَكِنْ يَعْتَمِدُ عَلَى جَبِينِهِ؛ قَالَ الأَزهري: حَكَى شَمِرٌ هَذَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَكُنْتُ سأَلت ابنَ مُناذِرٍ عَنِ الِانْتِحَاءِ فِي السُّجُودِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ؛ قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ مَا سَمِعْتُ فَدَعَا بِدَوَاتِهِ وَكَتَبَهُ بِيَدِهِ. والتَّرَحُ: الفقرُ؛ قَالَ الهُذَلي: كُسِرْتَ عَلَى شَفا تَرَحٍ ولُؤْمٍ، ... فأَنتَ عَلَى دَرِيسِكَ مُسْتَمِيتُ وَنَاقَةٌ مِتْرَاحٌ: يُسْرِعُ انقطاعُ لَبَنِهَا، وَالْجَمْعُ المَتاريحُ. تسح: التُّسْحَة: الحَرَد والغضبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أُحقها. تشح: الأَزهري خَاصَّةً أَنشد للطِّرِمّاحِ يَصِفُ ثَوْرًا: مَلًا بَائِصًا، ثُمَّ اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ ... عَلَى تُشْحةٍ، مِنْ ذائدٍ غيرِ واهِن قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ عَلَى تُشْحة: عَلَى جِدٍّ وحَمِيَّة؛ قَالَ الأَزهري: أَظنّ التُّشْحَةَ فِي الأَصل أُشْحة، فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاوًا ثُمَّ قُلِبَتْ تَاءً كَمَا قالوا تُراث

_ (1). زاد في القاموس: التحتحة الحركة، وصوت حركة السيل، وما يتتحتح مِنْ مَكَانِهِ أَي مَا يَتَحَرَّكُ. (2). هكذا في الأَصل.

وتَقْوى؛ قَالَ شَمِرٌ: أَشِحَ يَأْشَحُ إِذا غَضِبَ، وَرَجُلٌ أَشْحَانُ أَي غَضْبَانُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَصل تُشْحة أُشْحة من قولك أَشِحَ. تفح: التَّفْحَة: الرَّائحة الطَّيِّبَةُ. والتُّفَّاحُ: هَذَا الثَّمَرُ مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ تُفَّاحة، ذُكِرَ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَنها مُشْتَقَّةٌ مِنَ التَّفْحة؛ الأَزهري: وَجَمْعُهُ تَفَافِيحُ، وَتَصْغِيرُ التُّفَّاحَةِ الْوَاحِدَةِ تُفَيْفِيحَة. والمَتْفَحَةُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَنْبُتُ فِيهِ التُفَّاحُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ بأَرض الْعَرَبِ كَثِيرٌ. والتُّفَّاحة: رأْس الْفَخْذِ والوَرِك؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَالَ: هُمَا تُفَّاحَتان. تيح: تاحَ الشيءُ يَتِيحُ: تَهَيَّأَ؛ قَالَ: تاحَ لَهُ بعدَك حِنْزابٌ وَأَى وأُتِيح لَهُ الشيءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ لَهُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: أُتِيحَ لَها أُقَيْدِر ذُو حَشِيفٍ، ... إِذا سامتْ عَلَى المَلَقاتِ سَامَا وأَتاحه اللهُ: هَيَّأَه. وأَتاحَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا وَشَرًّا. وأَتاحه لَهُ: قَدَّره لَهُ. وتاحَ لَهُ الأَمرُ: قدرَ عَلَيْهِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ وَقْعَ فِي مَهْلَكَةٍ فتاحَ لَهُ رجلٌ فأَنقذه، وأَتاح اللَّهُ لَهُ مَنْ أَنقذه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَبِي حَلَفْتُ لأُتيحَنَّهم فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرانَ. وأَمرٌ مِتْياحٌ: مُتاحٌ مُقَدَّرٌ، وقَلْبٌ مِتْيَحٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عينُكَ تَلْمَحُ؟ ... نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إِنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ قَوْلُهُ: لَاتَ هنَّا أَي لَيْسَ هُنَا حينُ تَشَوُّق. وَرَجُلٌ مِتْيَحٌ: لَا يَزَالُ يَقَعُ فِي بَلِيَّةٍ. ورجلٌ مِتْيَحٌ: يَعْرِضُ فِي كُلِّ شيءٍ وَيَدْخُلُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِمْ بِالْفَارِسِيَّةِ [أَنْدَرُونَسْت] وَقَالَ: إِن لنا لَكَنَّه ... مِبَقَّةً مِفَنَّه مِتْيَحَةً مِعَنَّه وَكَذَلِكَ تَيِّحَان وتَيَّحان؛ قَالَ سَوَّارُ بنُ المُضَرَّبِ السَّعْدِي: بذَبِّي اليومَ، عَنْ حَسَبي، بِمَالِي، ... وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيِّحان وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا فَرَسٌ سَيِّبانُ وسَيَّبانُ، وَرَجُلٌ هَيِّبانُ وهَيَّبانُ إِذا تَمَايَلَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى زبُّونات دَفُوعات، وَاحِدَتُهَا زبُّونة، يَعْنِي بِذَلِكَ أَحْسابه وَمَفَاخِرَهُ أَي تَدْفَعُ غيرَها، وَالْبَاءَ فِي قَوْلِهِ بذبِّي مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ بَلَانِي فِي الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ: لَخَبَّرها ذَوو أَحْسابِ قَوْمِي ... وأَعْدائي، فكلٌّ قَدْ بَلَانِي أَي خَبَرَني قَوْمِي فَعَرَفُوا مِنِّي صِلَةَ الرَّحِمِ وَمُوَاسَاةَ الْفَقِيرِ وحِفْظَ الجِوار، وَكَوْنِي جَلْداً صَابِرًا عَلَى مُحَارَبَةِ أَعدائي ومُضْطَلِعاً بنكايتهم. وناحَ فِي مِشْيَته إِذا تَمَايَلَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: التَّيِّحان والتَّيَّحانُ الطَّوِيلُ؛ وَقَالَ الأَزهري: رَجُلٌ تَيِّحانٌ يَتَعَرَّضُ لِكُلِّ مَكْرُمَةٍ وأَمر شَدِيدٍ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: لَقَدْ مُنُوا بتَيِّحانٍ سَاطِي وَقَالَ غَيْرُهُ: أُقَوِّم دَرْءَ قومٍ تَيِّحان الأَزهري: فَرَسٌ تَيِّحانٌ شَدِيدٌ الْجَرْيِ، وَفَرَسٌ تَيَّاحٌ: جَوَاد، وَفَرَسٌ مِتْيَح وتَيَّاح وتَيِّحانٌ: يَعْتَرِضُ فِي مَشْيِهِ نَشاطاً وَيَمِيلُ عَلَى قُطْرَيْه؛ وتاحَ فِي مِشْيَتِهِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: المِتْيَحُ والنِّفِّيحُ والمِنْفَحُ،

فصل الثاء

بِالْحَاءِ: الدَّاخِلُ مَعَ الْقَوْمِ لَيْسَ شأْنه شأْنهم. ابْنُ الأَعرابي: التَّاحِي البُسْتَانيان «3». فصل الثاء ثحثح: الثَّحْثَحَةُ: صوتٌ فِيهِ بُحَّة عِنْدَ اللَّهاةِ؛ وأَنشد: أَبَحُّ مُثَحْثِحٌ صَحِلُ الثَّحِيحِ أَبو عَمْرٍو: قَرَبٌ ثَحْثَاح شديد مثل حَثْحاثٍ. ثعجح: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عُتَيِّر بْنَ عرْوة الأَسديّ يَقُولُ: اثْعَنْجَح المطرُ بِمَعْنَى اثْعَنْجَر إِذا سَالَ وَكَثُرَ وَرَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَذَكَرْتُهُ لِشِمْرٍ فَاسْتَغْرَبَهُ حِينَ سَمِعَهُ وَكَتَبَهُ؛ وأَنشدته فِيهِ مَا أَنشدني عُتَيِّرٌ لِعَدِيِّ ابن عَلِيٍّ الغاضِريِّ فِي الْغَيْثِ: جَوْنٌ تَرَى فِيهِ الرَّوايا دُلَّحا، ... كأَنَّ حَنَّاناً وبَلْقاً صَرَّحا فِيهِ إِذا مَا جُلْبُه تَكَلَّحا، ... وسَحَّ سَحّاً ماؤُه فاثْعَنْجَحا حَكَاهُ الأَزهري وَقَالَ عَنْ هَذَا الْحَرْفِ وَمَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ من بَابِ رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ: هَذِهِ حُرُوفٌ لَا أَعرفها وَلَمْ أَجد لَهَا أَصلًا فِي كُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ أَخذوا عَنِ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ مَا أَودعوا كُتُبَهُمْ، وَلَمْ أَذكرها وأَنا أُحقها وَلَكِنِّي ذَكَرْتُهَا اسْتِنْدَارًا لَهَا وَتَعَجُّبًا مِنْهَا، وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا وَلَمْ أَذْكُرْهَا أَنا هُنَا مَعَ هَذَا الْقَوْلِ إِلَّا لئلَّا يُحْتَاجَ إِلى الْكَشْفِ عَنْهَا فَيُظَنُّ بِهَا مَا لَمْ يُنْقَلْ فِي تَفْسِيرِهَا، وَاللَّهُ أَعلم. ثلطح: ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ ثِلْطِحٌ «4»: هَرِمٌ ذاهبُ الأَسْنَانِ. فصل الجيم جبح: جَبَحُوا بِكِعَابِهِمْ وجَبَخُوا «5» بِهَا: رَمَوْا بِهَا لِيَنْظُرُوا أَيها يَخْرُجُ فَائِزًا. والجَبْحُ والجُبْحُ والجِبْحُ: حَيْثُ تُعَسِّلُ النحلُ إِذا كَانَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ، وَالْجَمْعُ أَجْبُحٌ وجُبُوحٌ وجِباحٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَجْباحٌ كَثِيرَةٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَوَاضِعُ النَّحْلِ فِي الْجَبَلِ وَفِيهَا تُعَسِّلُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يُخَاطِبُ ابْنَهُ: وإِن كنتَ عِنْدِي أَنتَ أَحْلَى مِنَ الجَنَى، جَنَى النَّحلِ، أَضْحَى واتِناً بينَ أَجْبُحِ واتِناً: مُقِيمًا؛ وَقِيلَ هِيَ حِجَارَةُ الْجَبَلِ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، وَالْخَاءُ الْمُعْجَمَةُ لغة. جحح: جحَّ الشيءَ يَجُحُّه جَحّاً: سَحَبه، يَمَانِيَةٌ. والجُحُّ عِنْدَهُمْ: كُلُّ شَجَرٍ انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، كأَنهم يُرِيدُونَ انْجَحَّ عَلَى الأَرض أَي انْسَحَب. والجُحُّ: صِغَارُ الْبِطِّيخِ وَالْحَنْظَلِ قَبْلَ نُضْجِه، وَاحِدَتُهُ جُحَّة، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ أَهل نَجْدٍ الحَدَجَ. الأَزهري: جَحَّ الرجلُ إِذا أَكل الجُحَّ؛ قَالَ: وَهُوَ الْبِطِّيخُ المُشَنَّجُ. وأَجَحَّتِ السَّبُعةُ وَالْكَلْبَةُ، فَهِيَ مُجِحٌّ: حَمَلَتْ فأَقْرَبَتْ وعَظُمَ بَطْنُهَا؛ وَقِيلَ: حَمَلَتْ فأَثْقَلَتْ. وَقَدْ يُقْتاسُ أَجَحَّتْ للمرأَة كَمَا يُقْتاسُ حَبِلَتْ لِلسَّبُعَةِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بامرأَة مُجِحٍّ فسَأَل عَنْهَا فَقَالُوا: هَذِهِ أَمة لِفُلَانٍ؛ فَقَالَ: أَيُلِمُّ بِهَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ؛ قَالَ: لقد هَمَمْتُ أَن أَلعنه لَعْنًا يَدْخُلُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ، كَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟ أَو كَيْفَ يُوَرِّثه وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُحِجُ

_ (3). قوله [التاحي البستانيان] أَي خادم البستان كما في القاموس، وحق ذكره في المعتل. (4). قوله [ثلطح] ضبطه شارح القاموس كزبرج. (5). قوله [جبحوا بكعابهم وجبخوا] ظاهر إطلاق القاموس أنه من باب كتب.

الْحَامِلُ المُقْرِب؛ قَالَ: وَوَجْهُ الْحَدِيثِ أَن يَكُونَ الْحَمْلُ قَدْ ظَهَرَ بِهَا قَبْلَ أَن تُسبى، فَيَقُولُ: إِن جَاءَتْ بِوَلَدٍ وَقَدْ وَطِئَهَا بَعْدَ ظُهُورِ الْحَمْلِ لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَن يَجْعَلَهُ مَمْلُوكًا، لأَنه لَا يَدْرِي لَعَلَّ الَّذِي ظَهَرَ لَمْ يَكُنْ ظُهُورُ الْحَمْلِ مِنْ وَطْئِهِ، فإِن المرأَة رُبَّمَا ظَهَرَ بِهَا الْحَمْلُ ثُمَّ لَا يَكُونُ شَيْئًا حَتَّى يَحْدُثَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ وَلَدُهُ؛ وَقَوْلُهُ أَو كَيْفَ يُوَرِّثُهُ؟ يَقُولُ: لَا يَدْرِي لَعَلَّ الْحَمْلَ قَدْ كَانَ بِالصِّحَّةِ قَبْلَ السِّباء فَكَيْفَ يُوَرِّثُهُ؟ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ وَطْءِ الْحَوَامِلِ حَتَّى يَضَعْنَ، كَمَا قَالَ يَوْمَ أُوطاسٍ: أَلا لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، وَلَا حائلٌ حَتَّى تُسْتَبْرَأَ بِحَيْضَةٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَقَيْسٌ كُلُّهَا تَقُولُ لِكُلِّ سَبُعة، إِذا حَمَلَتْ فأَقْرَبَتْ وَعَظُمَ بَطْنُهَا، قَدْ أَجَحَّتْ، فَهِيَ مُجِحٌّ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: أَجَحَّتِ الكلبةُ إِذا حَمَلَتْ فأَقْرَبَتْ؛ وَكَلْبَةٌ مُجِحٌّ، وَالْجَمْعُ مَجاحُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن كَلْبَةً كَانَتْ فِي بَنِي إِسرائيل مُجِحّاً، فَعَوَى جِراؤُها فِي بَطْنِهَا ، ويُرْوى مُجِحَّة بِالْهَاءِ عَلَى أَصل التأْنيث، وأَصل الإِجْحاح للسباع. جحجح: الجَحْجَحُ: بَقْلَة تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَر، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ مَن يُسَمِّيهَا الحِنْزابَ. والجُحْجُحُ أَيضاً: الكَبْش؛ عَنْ كُرَاعٍ. والجَحْجَحُ: السَّيِّدُ السَّمْحُ؛ وَقِيلَ: الْكَرِيمُ، وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأَة؛ وَفِي حَدِيثِ سَيْفِ بْنُ ذِي يَزَنٍ: بِيضٌ مَغالِبَةٌ غُلْبٌ جَحاجِحةٌ «1» . جَمْعُ جَحْجاح، وَهُوَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ، وَالْهَاءُ فِيهِ لتأْكيد الْجَمْعِ. وجَحْجَحَتِ المرأَة: جاءَت بجَحْجاح. وجَحْجَح الرجلُ: ذَكَرَ جَحْجاحاً مِنْ قَوْمِهِ؛ قَالَ: إِنْ سَرَّكَ العِزُّ، فَجَحْجِحْ بجُشَمْ وَجَمْعُ الجَحْجَاحِ جَحاجِحُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مَاذَا بِبَدْرٍ، فالعَقَنْقَلِ، ... مِنْ مَرازِبَةٍ جَحاجِحْ؟ وإِن شِئْتَ جَحاجِحة وإِن شِئْتَ جَحاجيح، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ لَا بُدَّ مِنْهَا أَو مِنَ الْيَاءِ وَلَا يَجْتَمِعَانِ. الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَحْجَحُ الفَسْلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: لَا تَعْلَقي بجَحْجَحٍ حَيُوسِ، ... ضَيِّقةٍ ذراعُه يَبُوسِ وجَحْجَح عَنْهُ: تأَخر. وجَحْجَح عَنْهُ: كَفَّ، مقلوبٌ من جَحْجَحَ أَو لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى رأَى رأْيَهُمُ فَجَحْجَحا والجَحْجَحَةُ: النُّكُوصُ، يُقَالُ: حَملوا ثُمَّ جَحجَحُوا أَي نَكَصُوا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَذَكَرَ فِتْنَةَ ابْنِ الأَشعث فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنها لَعُقُوبَةٌ فَمَا أَدري أَمُسْتَأْصِلة أَم مُجَحجِحة؟ أَي كَافَّةٌ. يُقَالُ: جَحْجَحْتُ عَلَيْهِ وحَجْحَجْتُ، وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ. وجَحْجَح الرجلُ: عَدَّدَ وَتَكَلَّمَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَا وَجَدَ العَدّادُ، فِيمَا جَحْجَحا، ... أَعَزَّ مِنْهُ نَجْدَةً، وأَسمَحا والجَحْجَحَةُ: الهلاك. جدح: المِجْدَحُ: خَشَبَةٌ فِي رأْسها خَشَبَتَانِ مُعْتَرِضَتَانِ؛ وَقِيلَ: المِجْدَحُ مَا يُجْدَحُ بِهِ، وَهُوَ خَشَبَةٌ طَرَفُهَا ذُو جوانب. والجَدْحُ والتَجْدِيحُ: الخَوْضُ بالمِجْدَح يكون

_ (1). قوله [بيض مغالبة] كذا بالأصل هنا، ومثله في النهاية. وفي مادة غ ل ب منها: بيض مرازبة، وكل صحيح المعنى

ذَلِكَ فِي السَّوِيقِ وَنَحْوِهِ. وكلُّ مَا خُلِطَ، فَقَدْ جُدِحَ. وجَدَحَ السويقَ وَغَيْرَهُ، واجْتَدَحَه: لَتَّه وشَرِبَه بالمِجْدَح. وشرابٌ مُجَدَّحٌ أَي مُخَوَّضٌ، وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِلشَّرِّ فَقَالَ: أَلم تَعْلَمِي يَا عصْم، كَيْفَ حَفِيظَتي ... إِذا الشَّرُّ خاضَتْ، جانِبيهِ، المَجادِحُ؟ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: جَدَحَ السويقَ فِي اللَّبَنِ وَنَحْوِهِ إِذا خَاضَهُ بالمِجْدَح حَتَّى يَخْتَلِطَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: انْزِلْ فاجْدَحْ لَنَا ؛ الجَدْحُ: أَن يحرَّك السويقُ بِالْمَاءِ ويُخَوَّضَ حَتَّى يَسْتَوي وَكَذَلِكَ اللَّبَنُ وَنَحْوُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والمِجْدَحُ عُودٌ مُجَنَّحُ الرَّأْس يُساطُ بِهِ الأَشْرِبةُ وَرُبَّمَا يَكُونُ لَهُ ثَلَاثُ شُعَب؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَدَحُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ شِرْباً وَبِيئًا أَي خَلَطُوا. وجَدَّحَ الشيءَ خَلَطَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فنَحا لَهَا بِمُدَلَّقَيْنِ، كأَنما ... بِهِمَا مِنَ النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ عَنَى بالمُجَدَّح الدَّمَ المحرَّك. يَقُولُ: لَمَّا نَطَحَهَا حَرَّك قَرْنَهُ فِي أَجوافها. والمَجْدُوحُ: دَم كَانَ يُخْلَطُ مَعَ غَيْرِهِ فَيُؤْكَلُ فِي الجَدْب، وَقِيلَ: المَجْدُوحُ دَمُ الفَصيد كَانَ يُسْتَعْمَلُ فِي الجَدْب فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ الأَزهري: المَجْدُوح مِنْ أَطعمة الْجَاهِلِيَّةِ؛ كَانَ أَحدهم يَعْمِدُ إِلى النَّاقَةِ فتُفْصَدُ لَهُ ويأْخذ دَمَهَا فِي إِناء فَيَشْرَبُهُ. ومَجادِيحُ السَّمَاءِ: أَنواؤُها، يُقَالُ: أَرسلت السماءُ مَجادِيحَها؛ قَالَ الأَزهري: المِجْدَحُ فِي أَمر السَّمَاءِ، يُقَالُ: تَرَدُّدُ رَيِّق الْمَاءِ فِي السَّحَابِ؛ وَرَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ، وَقَالَ: أَمّا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الْمَجَادِيحِ: إِنها تَردُّد رَيِّق الْمَاءِ فِي السَّحَابِ فَبَاطِلٌ، وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُهُ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه خَرَجَ إِلى الِاسْتِسْقَاءِ فصَعِدَ المِنْبَر فَلَمْ يَزِدْ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ حَتَّى نَزَلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنك لَمْ تَسْتَسْقِ فَقَالَ: لَقَدِ اسْتَسْقَيْتُ بمَجاديح السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْيَاءُ زَائِدَةٌ للإِشباع، قَالَ: وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ وَاحِدُهَا مِجْداح، فأَما مِجْدَح فَجَمْعُهُ مَجادِحُ؛ وَالَّذِي يُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه جَعَلَ الِاسْتِغْفَارَ اسْتِسْقَاءً بتأَوّل قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً؛ وأَراد عُمَرُ إِبطال الأَنْواءِ والتكذيبَ بِهَا لأَنه جَعَلَ الِاسْتِغْفَارَ هُوَ الَّذِي يُسْتَسْقَى بِهِ، لَا الْمَجَادِيحَ والأَنواء الَّتِي كَانُوا يَسْتَسْقُونَ بِهَا. والمَجاديحُ: وَاحِدُهَا مِجْدَحٌ، وَهُوَ نَجْمٌ مِنَ النُّجُومِ كَانَتِ الْعَرَبُ تَزْعُمُ أَنها تُمْطَرُ بِهِ كَقَوْلِهِمُ الأَنْواء، وَهُوَ المُجْدَحُ أَيضاً «1»، وَقِيلَ: هُوَ الدَّبَرانُ لأَنه يَطْلُع آخِرًا وَيُسَمَّى حادِيَ النُّجوم؛ قَالَ دِرْهَمُ بْنُ زَيْدٍ الأَنْصاري: وأَطْعُنُ بالقومِ شَطْرَ المُلوكِ، ... حَتَّى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ وَجَوَابُ إِذا خَفَقَ الْمِجْدَحُ فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَهُوَ: أَمَرْتُ صِحابي بأَنْ يَنْزِلوا، ... فنامُوا قَلِيلًا، وَقَدْ أَصْبَحوا وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وأَطعُن بِالْقَوْمِ شَطْرَ الْمُلُوكِ أَي أَقصد بِالْقَوْمِ نَاحِيَتَهُمْ لأَن الْمُلُوكَ تُحِبُّ وِفادَتَه إِليهم؛ وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: وأَطْعَنُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ؛ وَقَالَ أَبو أُسامة: أَطعُن بِالرُّمْحِ، بِالضَّمِّ، لَا غَيْرُ، وأَطعُن بِالْقَوْلِ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ؛ وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَا وَجْهَ لِجَمْعِ مَجاديح إِلا أَن يَكُونَ مِنَ بَابِ طَوَابِيقَ فِي الشذوذ أَو يكون

_ (1). قوله [وهو المجدح أَيضاً] أَي بضم الميم كما صرح به الجوهري.

جمعَ مِجْداحٍ، وَقِيلَ: المِجْدَحُ نَجْمٌ صَغِيرٌ بَيْنَ الدَّبَرانِ وَالثُّرَيَّا، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: باتتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ، ... يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ تَلُوذُ مِنْهُ بِجَناء الطَّلْحِ، ... لَهَا زِمَجْرٌ فوقَها ذُو صَدْحِ زِمَجْرٌ: صوتٌ، كَذَا حَكَاهُ بِكَسْرِ الزَّايِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَراد زَمْجَرٌ، فسكَّن، فَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي أَن يَكُونَ زَمَجْرٌ، إِلا أَن الرَّاجِزَ لَمَّا احْتَاجَ إِلى تَغْيِيرِ هَذَا الْبِنَاءِ غَيَّرَهُ إِلى بِنَاءٍ مَعْرُوفٍ، وَهُوَ فِعَلٌّ كسِبَطْرٍ وقِمَطْرٍ، وَتَرَكَ فَعْلَلًا، بِفَتْحِ الْفَاءِ، لأَنه بِنَاءٌ غَيْرُ مَعْرُوفٌ، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ قَمْطَرٍ، بِفَتْحِ الْقَافِ. قَالَ شَمِرٌ: الدَّبَرانُ يُقَالُ لَهُ المِجْدَحُ وَالتَّالِي وَالتَّابِعُ، قَالَ: وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَدْعُو جَناحَي الْجَوْزَاءِ المِجْدَحَين، وَيُقَالُ: هِيَ ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ كالأَثافي، كأَنها مِجْدَحٌ لَهُ ثَلَاثُ شُعَبٍ يُعتبر بِطُلُوعِهَا الحَرُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنَ الأَنْواء الدَّالَّةِ عَلَى الْمَطَرِ، فَجَعَلَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الِاسْتِغْفَارَ مُشْبِهًا للأَنْواء مُخَاطَبَةً لَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَهُ، لَا قَوْلًا بالأَنْواء، وَجَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ لأَنه أَراد الأَنْواء جَمِيعًا الَّتِي يَزْعُمُونَ أَن مِنْ شأْنها الْمَطَرُ. وجِدِحْ: كجِطِحْ، سيأْتي ذكره. جرح: الجَرْح: الفعلُ: جَرَحه يَجْرَحُه جَرْحاً: أَثَّرَ فِيهِ بِالسِّلَاحِ؛ وجَرَّحَه: أَكثر ذَلِكَ فِيهِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: مَلُّوا قِراه، وهَرَّتْه كلابُهُمُ، ... وجَرَّحُوه بأَنْيابٍ وأَضْراسِ وَالِاسْمُ الجُرْح، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ أَجْراح وجُرُوحٌ وجِراحٌ؛ وَقِيلَ: لَمْ يَقُولُوا أَجْراح إِلا مَا جَاءَ فِي شِعْرٍ، وَوَجَدْتُ فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ الْمَوْثُوقِ بِهَا: قَالَ الشَّيْخُ، وَلَمْ يسمِّه، عَنَى بِذَلِكَ قَوْلَهُ «1»: وَلَّى، وصُرِّعْنَ، مِنْ حيثُ التَبَسْنَ بِهِ، ... مُضَرَّجاتٍ بأَجْراحٍ، ومَقْتُولِ قَالَ: وَهُوَ ضَرُورَةٌ كَمَا قَالَ مِنْ جِهَةِ السَّمَاعِ. والجِراحَة: اسْمُ الضَّرْبَةِ أَو الطَّعْنَةِ، وَالْجَمْعُ جِراحاتٌ وجِراحٌ، عَلَى حَدِّ دِجاجَة ودِجاج، فإِما أَن يَكُونَ مكسَّراً عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ الجِراحَة الْوَاحِدَةُ مِنْ طَعْنَةٍ أَو ضَرْبَةٍ؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُ اللَّيْثِ الْجِرَاحَةُ الْوَاحِدَةُ خطأٌ، وَلَكِنْ جُرْحٌ وجِراحٌ وجِراحة، كَمَا يُقَالُ حِجَارَةٌ وجِمالة وحِبالة لِجَمْعِ الحَجَرِ والجَمَل وَالْحَبْلِ. وَرَجُلٌ جَريح مِنْ قَوْمٍ جَرْحى، وامرأَة جَريح، وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلَامَةِ لأَن مُؤَنَّثَهُ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ، ونِسْوة جَرْحى كَرِجَالٍ جَرْحى. وجَرَّحَه: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وجَرَحَه بِلِسَانِهِ: شَتَمَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَا تَمْضَحَنْ عِرْضي، فإِني ماضِحُ ... عِرْضَك، إِن شَاتَمْتَنِي، وقادِحُ فِي ساقِ مَنْ شاتَمَني، وجارِحُ وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: العَجْماءُ جَرْحُها جُبار ؛ فَهُوَ بِفَتْحِ الْجِيمِ لَا غَيْرُ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ وَيُقَالُ: جَرَح الحاكمُ الشاهدَ إِذا عَثر مِنْهُ عَلَى مَا تَسْقُطُ بِهِ عَدَالَتُهُ مِن كَذِبٍ وَغَيْرِهِ؛ وَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْحَاكِمِ، فَقِيلَ: جَرَحَ الرجلَ غَضَّ شَهَادَتَهُ؛ وَقَدِ اسْتُجْرحَ الشاهدُ. والاستجراحُ: النقصانُ وَالْعَيْبُ وَالْفَسَادُ، وهو مِنه،

_ (1). قوله [عنى بذلك قوله] أي قول عبدة بن الطبيب كما في شرح القاموس.

حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ قَالَ: وَفِي خُطْبَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ: وَعَظْتُكم فَلَمْ تَزْدادُوا عَلَى الْمَوْعِظَةِ إِلا اسْتِجْرَاحًا أَي فَسَادًا؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِلا مَا يُكْسِبُكُم الجَرْحَ وَالطَّعْنَ عَلَيْكُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ عَوْن: اسْتَجْرَحَتْ هَذِهِ الأَحاديثُ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُرْوَى عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ أَنه قَالَ: كَثُرَتْ هَذِهِ الأَحاديث واسْتَجْرَحَتْ أَي فَسَدَت وقلَّ صِحاحُها، وَهُوَ اسْتَفْعَل مِنْ جَرَح الشاهدَ إِذا طَعَنَ فِيهِ ورَدَّ قَوْلَهُ؛ أَراد أَن الأَحاديث كَثُرَتْ حَتَّى أَحوجت أَهل الْعِلْمِ بِهَا إِلى جَرْحِ بَعْضِ رُوَاتِهَا، ورَدِّ رِوَايَتِهِ. وجَرَح الشيءَ واجْتَرَحَه: كَسَبه؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ . الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لإِناث الْخَيْلِ جَوارِحُ، وَاحِدَتُهَا جارِحَة لأَنها تُكسب أَربابَها نِتاجَها؛ وَيُقَالُ: مَا لَهُ جارِحَة أَي مَا لَهُ أُنثى ذاتُ رَحِمٍ تَحْمِلُ؛ وَمَا لَهُ جَارِحَةٌ أَي مَا لَهُ كاسِبٌ. وجَوارحُ الْمَالِ: مَا وَلَد؛ يُقَالُ: هَذِهِ الْجَارِيَةُ وَهَذِهِ الْفَرَسُ وَالنَّاقَةُ والأَتان مِنْ جَوَارِحِ الْمَالِ أَي أَنها شابَّة مُقْبِلَة الرَّحِم وَالشَّبَابُ يُرجَى وَلدُها. وَفُلَانٌ يَجْرَحُ لِعِيَالِهِ ويَجْتَرِحُ ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ، بِمَعْنًى؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ ؛ أَي اكْتَسَبُوهَا. فلان جارحُ أَهلِه وجارِحَتُهم أَي كاسِبُهم. وَالْجَوَارِحُ مِنَ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ وَالْكِلَابِ: ذواتُ الصَّيْدِ لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَي تَكْسِبُ لَهُمُ، الْوَاحِدَةُ جَارِحَةٌ؛ فَالْبَازِيُّ جَارِحَةٌ، وَالْكَلْبُ الضَّارِي جَارِحَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: سمِّيت بِذَلِكَ لأَنها كواسِبُ أَنفُسِها مِن قَوْلِكَ: جَرَح واجْترَح؛ وفي التنزيل: يَسْئَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ؛ قَالَ الأَزهري: فِيهِ مَحْذُوفٌ، أَراد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وأُحِلَّ لَكُمْ صيدُ مَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ، فَحُذِفَ لأَن فِي الْكَلَامِ دَلِيلًا عَلَيْهِ. وجَوارِحُ الإِنسان: أَعضاؤُه وعَوامِلُ جَسَدِهِ كَيَدَيْهِ وَرِجَلَيْهِ، وَاحِدَتُهَا جَارِحَةٌ. لأَنهن يَجْرَحْن الْخَيْرَ وَالشَّرَّ أَي يَكْسِبْنَهُ. وجَرَح لَهُ مِنْ مَالِهِ: قطَع لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ورَدَّ عَلَيْهِ ثعلبٌ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنما هُوَ جَزَح، بِالزَّايِ، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَدْ سَمَّوْا جَرَّاحاً، وكَنَوْا بأَبي الجَرَّاح. جردح: الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ جَرادِحُ مِنَ الأَرض وجرادِحَة، وَهِيَ إِكامُ الأَرض. وغلامٌ مُجَرْدَحُ الرأْس. جَزَحَ: الجَزْحُ: الْعَطِيَّةُ. جَزَحَ لَهُ جَزْحاً: أَعطاه عَطَاءً جَزِيلًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُعْطِي وَلَا يُشاوِرَ أَحداً، كَالرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ شَرِيكٌ فَيَغِيبُ عَنْهُ فيُعْطِي مِنْ مَالِهِ وَلَا يَنْتَظِرُهُ. وجَزَحَ لِي مِنْ مَالِهِ يَجْزَحُ جَزْحاً: أَعطاني مِنْهُ شَيْئًا؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِتَمِيمِ بْنِ مُقْبِل: وإِني، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ بِرِفْدِه، ... لَمُخْتَبِطٌ، مِنْ تالدِ المالِ، جازِحُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَازِحٌ أَي قَاطِعٌ أَي أَقطع لَهُ مِنْ مَالِي قِطْعَةً؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ: وإِني لَهُ، مِنْ تالدِ المالِ، جازِحُ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ [لَمُخْتَبِطٌ مِنْ تَالِدِ الْمَالِ] كَمَا أَورده الأَزهري وَابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُمَا، وَاسْمُ الْفَاعِلِ جازِحٌ؛ وأَنشد أَبو عُبيدة لعَدِيِّ بْنِ صُبْحٍ يَمْدَحُ بَكَّاراً: مَا زِلْتَ مِنْ ثَمَرِ الأَكارِمِ تُصْطَفَى، ... مِنْ بينِ واضِحةٍ وقَرْمٍ واضِحِ

حَتَّى خُلِقْتَ مُهَذَّباً، تَبْني الْعُلَى، ... سَمْحَ الخَلائقِ، صَالِحًا مِنْ صالِحِ يَنْمِي بِكَ الشَّرَفُ الرفيعُ، وتَتَّقِي ... عَيْبَ المَذَمَّة، بالعَطاءِ الجازِحِ وجَزَحَ الشجرةَ: ضَرَبَهَا ليَحُتَّ وَرَقَها. وجِزِحْ: زَجْرٌ للعَنْزِ المُتَصَعِّبَة عِنْدَ الحَلْب، مَعْنَاهُ: قِرِّي. جَطَحَ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْغَنَمِ، وَقَالَ الأَزهري لِلْعَنْزِ إِذا استَصْعَبَتْ عِنْدَ الْحَلْبِ: جِطِحْ أَي قَرِّي فتَقِرُّ، بِلَا اشْتِقَاقِ فعْلٍ، وَقَالَ كُرَاعٌ: جِطِّحْ، بشَدِّ الطَّاءِ، وَسُكُونِ الْحَاءِ بَعْدَهَا، زَجْرٌ للجَدْيِ والحَمَلِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جِدِحْ، فكأَنَّ الدَّالَ دَخَلَتْ عَلَى الطَّاءِ أَو الطَّاءَ عَلَى الدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ جدح. جَلِحَ: الجَلَحُ: ذهابُ الشَّعْرِ مِنْ مُقَدَّم الرأْس، وَقِيلَ: هُوَ إِذا زَادَ قَلِيلًا عَلَى النَّزَعَة. جَلِحَ، بِالْكَسْرِ، جَلَحاً، والنعتُ أَجْلَحُ وجَلْحاء، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الجَلَحَة. والجَلَحُ: فَوْقَ النَّزَعِ، وَهُوَ انْحِسار الشَّعْرِ عَنْ جَانِبَيِ الرأْس، وأَوّله النَّزَعُ ثُمَّ الجَلَحُ ثُمَّ الصَّلَعُ. أَبو عُبَيْدٍ: إِذا انحَسَر الشَّعْرُ عَنْ جَانِبَيِ الْجَبْهَةِ، فَهُوَ أَنْزَعُ، فإِذا زَادَ قَلِيلًا، فَهُوَ أَجْلَح، فإِذا بَلَغَ النصفَ وَنَحْوَهُ، فَهُوَ أَجْلى، ثُمَّ هُوَ أَجْلَه، وجمعُ الأَجْلَح جُلْح وجُلْحانٌ. والجَلَحةُ: انْحِسارُ الشَّعْرِ، ومُنْحَسِرُه عَنْ جَانِبَيِ الْوَجْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ لَيُؤَدِّي الْحُقُوقَ إِلى أَهلها حَتَّى يَقْتَصَّ لِلشَّاةِ الجَلْحاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ نَطَحَتْها. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يُبَيِّنُ أَن الجَلْحاء مِنَ الشَّاءِ وَالْبَقَرِ بِمَنْزِلَةِ الجَمَّاء الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا؛ وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: لَيْسَ فِيهَا عَقْصاء وَلَا جَلْحاء ؛ هِيَ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعَنْز جَلْحاء جَمَّاء عَلَى التَّشْبِيهِ بجَلَحِ الشَّعْرِ؛ وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ نَوْعَيِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: شَاةٌ جَلْحاءٌ كجَمَّاء، وَكَذَلِكَ هِيَ مِن الْبَقَرِ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْبَقَرِ الَّتِي ذَهَبَ قَرْنَاهَا آخِرًا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه كَانْحِسَارِ مُقَدَّم الشَّعْرِ. وَبَقَرٌ جُلْح: لَا قُرُونَ لَهَا؛ قَالَ قَيْسُ بْنَ عَيزارة «2» الْهُذَلِيَّ: فَسَكَّنْتَهم بالمالِ، حَتَّى كأَنهم ... بَواقِرُ جُلْحٌ سَكَّنَتْها المَراتِعُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ: قَالَ الْكِسَائِيُّ أَنشدني ابْنُ أَبي طَرْفة، وأَورد الْبَيْتَ. وقَرْيَةٌ جَلْحاء: لَا حِصْنَ لَهَا، وقُرًى جُلْحٌ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: قَالَ اللَّهُ لرُومِيَّةَ: لأَدَعَنَّكِ جَلْحاء أَي لَا حِصْنَ عَلَيْكِ. والحُصُون تُشْبِهُ الْقُرُونَ، فإِذا ذَهَبَتِ الْحُصُونُ جَلِحَتِ القُرَى فَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْبَقَرَةِ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ أَجْلح فَلَا ذِمَّةَ لَهُ ؛ هُوَ السَّطْحُ الَّذِي لَا قَرْنَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ جِدَارٌ وَلَا شَيْءَ يَمْنَعُ مِنَ السُّقُوطِ. وأَرضٌ جَلْحاء: لَا شَجَرَ فِيهَا. جَلِحَتْ جَلَحاً وجُلِحَتْ، كِلَاهُمَا: أُكِلَ كَلَؤُها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: جُلِحَتِ الشَّجَرَةُ: أُكِلَتْ فُرُوعُهَا فَرُدَّت إِلى الأَصل وَخَصَّ مَرَّةً بِهِ الجَنْبةَ. ونباتٌ مَجْلوحٌ: أُكل ثُمَّ نَبَتَ. والثُّمامُ المَجْلوحُ والضَّعَةُ المَجْلوحَة: الَّتِي أُكلت ثُمَّ نَبَتَتْ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ: أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمةً فَرُوحِي، ... وجاوِزي ذَا السَّحَمِ المَجْلوحِ، وكَثْرَةَ الأَصْواتِ والنُّبُوحِ

_ (2). قوله [قَالَ قَيْسُ بْنُ عَيْزَارَةَ] قال شارح القاموس: تتبعت شعر قيس هذا فلم أجده في ديوانه انتهى.

والمَجْلوح: المأْكولُ رأْسه. وجَلَح المالُ الشجرَ يَجْلَحُه جَلْحاً، بِالْفَتْحِ، وجَلَّحَه: أَكله، وَقِيلَ: أَكل أَعلاه، وَقِيلَ: رَعَى أَعاليه وقَشَرَه. وَنَبَتٌ إِجْلِيحٌ: جُلِحَتْ أَعاليه وأُكِلَ. والمُجَلَّح: المأْكولُ الَّذِي ذَهَبَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل يَصِفُ القَحْط: أَلم تَعْلَمِي أَنْ لَا يَذُمُّ فُجاءَتي ... دَخِيلي، إِذا اغْبَرَّ العضاهُ المُجَلَّحُ أَي الَّذِي أُكل حَتَّى لَمْ يُترك مِنْهُ شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ كَلأٌ مُجَلَّح. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي شَرْحِ هَذَا الْبَيْتِ: دَخِيلُه دُخْلُلُه وَخَاصَّتُهُ، وَقَوْلُهُ: فُجاءتي، يُرِيدُ وَقْتَ فُجَاءَتِي. وَاغْبِرَارُ الْعِضَاهِ: إِنما يَكُونُ مِنَ الْجَدْبِ، وأَراد بِقَوْلِهِ أَن لَا يَذُمُّ: أَنه لَا يُذَمُّ، فَحَذَفَ الضَّمِيرَ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا، تَقْدِيرُهُ أَنه لَا يَرْجِعُ. والمُجَلِّحُ: الْكَثِيرُ الأَكل؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الأَكل. وَنَاقَةٌ مُجالِحة: تأْكل السَّمُرَ والعُرْفُط، كَانَ فِيهِ وَرَقٌ أَو لَمْ يَكُنْ. والمَجاليح مِنَ النَّحْلِ والإِبل: اللَّوَاتِي لَا يُبَالِينَ قُحوطَ الْمَطَرِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَنشد أَبو عَمْرٍو: غُلْبٌ مَجالِيحُ عِنْدَ المَحْلِ كُفْأَتُها، ... أَشْطانُها فِي عِذابِ البحرِ تَسْتَبِقُ الْوَاحِدَةُ مِجْلاح ومُجالِحٌ. والمُجالِحُ أَيضاً مِنَ النُّوق: الَّتِي تَدِرُّ فِي الشِّتَاءِ، وَالْجَمْعُ مَجالِيحُ؛ وضَرْع مُجالِحٌ، مِنْهُ، وُصِفَ بِصِفَةِ الْجُمْلَةِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّاءِ. والمِجْلاحُ والمُجَلِّحَةُ: الْبَاقِيَةُ اللَّبَنِ عَلَى الشِّتَاءِ، قلَّ ذَلِكَ مِنْهَا أَو كَثُرَ، وَقِيلَ: المُجالِحُ الَّتِي تَقْضِمُ عِيدَانَ الشَّجَرِ الْيَابِسِ فِي الشِّتَاءِ إِذا أَقْحَطت السنَةُ وتَسْمَنُ عَلَيْهَا فَيَبْقَى لَبَنُهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وسنَة مُجَلِّحة: مُجْدِبة. والمَجالِيح: السِّنُونَ الَّتِي تَذْهَبُ بِالْمَالِ. وَنَاقَةٌ مِجْلاحٌ: جَلْدَةٌ عَلَى السَّنَةِ الشَّدِيدَةِ فِي بَقَاءِ لَبَنِهَا؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: المانِحُ الأُدْمَ والخُورَ الهِلابَ، إِذا ... مَا حارَدَ الخُورُ، واجْتَثَّ المَجالِيحُ قَالَ: الْمَجَالِيحُ الَّتِي لَا تُبَالِي الْقُحُوطَ. والجالِحةُ والجَوالِحُ: مَا تطاير من رؤُوس النَّبَاتِ فِي الرِّيحِ شِبْه الْقُطْنِ؛ وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه مِنْ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ وقِطَعِ الثَّلْجِ إِذا تَهَافَتَ. والأَجْلَح: الهَوْدَجُ إِذا لَمْ يَكُنْ مُشْرِفَ الأَعْلى؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي عَنْ خَالِدِ بْنِ كُلْثُومٍ، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي هُوَ الْهَوْدَجُ الْمُرَبَّعُ؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: إِلّا تكنْ ظُعْناً تُبْنى هَوادِجُها، ... فإِنهن حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَجْلاحٌ جَمْعُ أَجْلَح، وَمِثْلُهُ أَعْزَلُ وأَعْزال، وأَفْعَلُ وأَفعالٌ قَلِيلٌ جِدًّا؛ وَقَالَ الأَزهري: هَوْدَجٌ أَجْلَح لَا رأْس لَهُ، وَقِيلَ: لَيْسَ لَهُ رأْس مُرْتَفِعٌ. وأَكَمَةٌ جَلْحاء إِذا لَمْ تَكُنْ مُحَدَّدة الرأْس. والتَّجْلِيحُ: السيرُ الشَّدِيدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَلَّحَ عَلَيْنَا أَي أَتى عَلَيْنَا. أَبو زَيْدٍ: جَلَّحَ عَلَى الْقَوْمِ تَجْلِيحًا إِذا حَمَلَ عَلَيْهِمْ. وجَلَّحَ فِي الأَمر: رَكِبَ رأْسه. والتَّجْلِيحُ: الإِقدام الشَّدِيدُ وَالتَّصْمِيمُ فِي الأَمر والمُضِيُّ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: ومِلْنا بالجِفارِ إِلى تَميمٍ، ... عَلَى شُعُثٍ مُجَلِّحَةٍ عِتاقِ

والجُلاحُ، بِالضَّمِّ مُخَفَّفًا: السيلُ الجُرافُ. وَذِئْبٌ مُجَلِّحٌ: جَريءٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَصافيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ، ... وأَجْرٍ مِنْ مُجَلِّحَةِ الذِّئابِ وَقِيلَ: كلُّ ماردٍ مُقْدِم عَلَى شيءٍ مُجَلِّح. والتَّجْليحُ: المكاشَفةُ فِي الْكَلَامِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ: فكنَّ سَفِينها، وضَرَبْنَ جَأْشاً، ... لِخَمْسٍ فِي مُجَلِّحَةٍ أَرُومِ فإِنه يَصِفُ مَفَازَةً متكشفة بِالسَّيْرِ. وجالَحْتُ الرجلَ بالأَمر إِذا جَاهَرْتَهُ بِهِ. والمُجالَحَة: المُكاشَفة بِالْعَدَاوَةِ. والمُجالِحُ: المُكابِرُ. والمُجالَحة: المُشارَّة مِثْلُ المُكالحةِ. وجَلَّاحٌ والجُلاحُ وجُلَيْحة: أَسماء؛ قَالَ اللَّيْثُ: وجُلاحٌ اسْمُ أَبي أُحَيْحة بْنِ الجُلاح الْخَزْرَجِيِّ. وجَلِيحٌ: اسْمٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَالْكَاهِنِ: يَا جَلِيحُ أَمرٌ نجِيحٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَلِيح اسْمُ رَجُلٍ قَدْ نَادَاهُ. وَبَنُو جُلَيْحة: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. والجَلْحاءُ: بَلَدٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ هُوَ مَوْضِعٌ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ. وجَلْمَح رأْسَه أَي حَلَقَه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. جَلْبَحَ: الجِلْبِحُ مِنَ النِّسَاءِ: الْقَصِيرَةُ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجِلْبِحُ الْعَجُوزُ الدَّمِيمَةُ؛ قَالَ الضَّحَّاكُ الْعَامِرِيُّ: إِني لأَقْلِي الجِلْبِحَ الْعَجُوزَا، ... وأَمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزا جَلْدَحَ: الجَلْدَحُ: المُسِنُّ مِنَ الرِّجَالِ. والجَلَنْدَحُ: الثَّقِيلُ الوَخِمُ. والجُلُنْدُحةُ والجُلَندَحة: الصُّلْبة مِنَ الإِبل. وَنَاقَةٌ جُلَنْدَحة: شَدِيدَةٌ. الأَزهري: رَجُلٌ جَلَنْدَحٌ وجَلَحْمَد إِذا كَانَ غَلِيظًا ضَخْماً. ابْنُ دُرَيْدٍ: الجُلادِحُ الطَّوِيلُ، وَجَمْعُهُ جَلادِحُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مِثل الفَلِيقِ العُلْكُمِ الجُلادِحِ جَمَحَ: جَمَحَتِ المرأَةُ تَجْمَحُ جِماحاً مِنْ زَوْجِهَا: خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ إِلى أَهلها قَبْلَ أَن يُطَلِّقَهَا، وَمِثْلُهُ طَمَحَتْ طِماحاً؛ قَالَ: إِذا رأَتني ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ، ... وجَمَحَتْ مِنْ زوجِها وأَنَّتِ وفرسٌ جَمُوح إِذا لَمْ يَثْنِ رأْسَه. وجَمَحَ الفرسُ بِصَاحِبِهِ جَمْحاً وجِماحاً: ذَهَبَ يَجْرِي جَرْيًا غَالِبًا واعْتَزَّ فارسَه وَغَلَبَهُ. وَفَرَسٌ جامِحٌ وجَمُوحٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي جَمُوح سَوَاءٌ؛ وَقَالَ الأَزهري عِنْدَ النَّعْتَيْنِ: الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ؛ وَكُلُّ شيءٍ مَضَى لِشَيْءٍ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَدْ جَمَحَ بِهِ، وَهُوَ جَمُوح؛ قَالَ: إِذا عَزَمْتُ عَلَى أَمرٍ جَمَحْتُ بِهِ، ... لَا كَالَّذِي صَدَّ عَنْهُ، ثُمَّ لَمْ يُنِبِ والجَمُوحُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَرْكَبُ هَوَاهُ فَلَا يُمْكِنُ رَدُّه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: خَلَعْتُ عِذاري جامِحاً، لَا يَرُدُّني، ... عَنِ البِيضِ أَمثالِ الدُّمَى، زَجْرُ زاجِرِ وجَمَحَ إِليه أَي أَسرع. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَوَلَّوْا إِليه وَهُمْ يَجْمَحُون ؛ أَي يُسْرعون؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يُسْرِعُونَ إِسراعاً لَا يَرُدُّ وُجوهَهم شيءٌ، ومِن هَذَا قِيلَ: فَرَسٌ جَمُوحٌ، وَهُوَ الَّذِي إِذا حَمَلَ لَمْ يَرُدَّه اللِّجَامُ. وَيُقَالُ: جَمَحَ وطَمَحَ إِذا أَسرع وَلَمْ يَرُدَّ وجهَه شيءٌ. قَالَ الأَزهري: فَرَسٌ جَمُوح لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما يُوضَعُ

مَوْضِعَ الْعَيْبِ وَذَلِكَ إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ رُكُوبُ الرأْس، لَا يُثْنِيهِ رَاكِبُهُ، وَهَذَا مِنَ الجِماحِ الَّذِي يُرَدُّ مِنْهُ بِالْعَيْبِ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي فِي الْفَرَسِ الجَمُوح أَن يَكُونَ سَرِيعًا نَشِيطًا مَرُوحاً، وَلَيْسَ بِعَيْبٍ يُردّ مِنْهُ، وَمَصْدَرُهُ الجُمُوح؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: جَمُوحاً مَرُوحاً، وإِحْضارُها ... كَمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ وإِنما مَدَحَهَا فَقَالَ: وأَعْدَدْتُ لِلحَربِ وَثَّابةً، ... جَوَادَ المَحَثَّةِ والمُرْوَدِ ثُمَّ وَصَفَهَا فَقَالَ: جَمُوحاً مَرُوحاً أَو سَبُوحاً أَي تُسْرع بِرَاكِبِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه جَمَحَ فِي أَثَرِه أَي أَسْرع إِسراعاً لَا يَرُدُّه شَيْءٌ. وجَمَحَتِ السَّفِينَةُ تَجْمَحُ جُمُوحاً: تَرَكَتْ قَصْدَها فَلَمْ يَضْبِطْها الملَّاحون. وجَمَحُوا بكِعابِهم: كَجَبَحُوا. وتَجامَح الصبيانُ بالكِعابِ إِذا رَمَوْا كَعْباً بكَعْب حَتَّى يُزِيلَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ. والجَمامِيحُ: رؤُوس الحَلِيِّ والصِّلِّيانِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مثل رؤُوس الحَلِيِّ والصِّلِّيان وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَخْرُجُ عَلَى أَطرافه شِبْهُ السُّنْبُلِ، غَيْرَ أَنه لَيِّنٌ كأَذْنابِ الثَّعَالِبِ، وَاحِدَتُهُ جُمَّاحَة. والجُمَّاح: شيءٌ يُتَّخَذُ مِنَ الطِّينِ الحُرِّ أَو التَّمْرِ والرَّمادِ فَيُصَلَّبُ وَيَكُونُ فِي رأْس المِعْراضِ يُرْمَى بِهِ الطَّيْرُ؛ قَالَ: أَصابتْ حَبَّةَ القَلبِ، ... فَلَمْ تُخْطِئْ بِجُمَّاحِ وَقِيلَ: الجُمَّاحُ تَمْرَةٌ تُجْعَلُ عَلَى رأْس خَشَبَةٍ يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ، وَقِيلَ: هُوَ سَهْمٌ أَو قَصَبة يُجْعَلُ عَلَيْهَا طِينٌ ثُمَّ يُرْمَى بِهِ الطَّيْرُ؛ قَالَ رُقَيْعٌ الوالِبِيُّ: حَلَقَ الحوادثُ لِمَّتي، فَتَرَكْن لِي ... رأْساً يَصِلُّ، كأَنه جُمَّاحُ أَي يُصَوِّتُ مِنِ امِّلاسِه؛ وَقِيلَ: الجُمَّاحُ سهمٌ صَغِيرٌ بِلَا نَصْلٍ مُدَوَّرُ الرأْس يَتَعَلَّمُ بِهِ الصِّبيانُ الرَّمْيَ، وَقِيلَ: بَلْ يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ يَجْعَلُونَ عَلَى رأْسه تَمْرَةً أَو طِينًا لِئَلَّا يَعْقِرَ؛ قَالَ الأَزهري: يُرْمَى بِهِ الطَّائِرُ فَيُلْقِيهِ وَلَا يَقْتُلُهُ حَتَّى يأْخذه رَامِيهِ؛ وَرَوَتِ العربُ عَنْ رَاجِزٍ مِنَ الْجِنِّ زَعَمُوا: هَلْ يُبْلِغَنِّيهمْ إِلى الصَّباحْ ... هَيْقٌ، كأَنَّ رأْسَه جُمَّاحْ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لَهُ جُبَّاحٌ أَيضاً؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجُمَّاح سَهْمُ الصَّبِيُّ يُجْعَلُ فِي طَرَفِهِ تَمْرًا مَعْلوكاً بقَدْرِ عِفاصِ الْقَارُورَةِ لِيَكُونَ أَهْدَى لَهُ، أَمْلَسُ وَلَيْسَ لَهُ رِيشٌ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَيضاً فُوقٌ، قَالَ: وَجَمْعُ الجُمَّاحِ جَمامِيحُ وجَمامِحُ، وإِنما يَكُونُ الجَمامِحُ فِي ضَرُورَةِ الشَّعْرِ كَقَوْلِ الحُطَيْئة: بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجَمامِحِ فأَما أَن يُجْمَعَ الجُمَّاحُ عَلَى جَمامِحَ فِي غَيْرِ ضَرُورَةِ الشَّعْرِ فَلَا، لأَن حَرْفَ اللِّينِ فِيهِ رَابِعٌ، وإِذا كَانَ حَرْفُ اللِّينِ رَابِعًا فِي مِثْلِ هَذَا كَانَ أَلفاً أَو وَاوًا أَو يَاءً، فَلَا بُدَّ مِنْ ثَبَاتِهَا يَاءً فِي الْجَمْعِ وَالتَّصْغِيرِ عَلَى مَا أَحكَمَتْه صِناعةُ الإِعراب، فإِذاً لَا مَعْنَى لِقَوْلِ أَبي حَنِيفَةَ فِي جَمْعِ جُمَّاح جَمامِيحُ وجَمامِحُ، وإِنما غَرَّهُ بَيْتُ الْحُطَيْئَةِ وَقَدْ بيَّنا أَنه اضْطِرَارٌ. الأَزهري: الْعَرَبُ تُسَمِّي ذَكَر الرَّجلِ جُمَيْحاً ورُمَيْحاً، وتُسَمِّي هَنَ المرأَةِ شُرَيْحاً، لأَنه مِنَ الرَّجُلِ يَجْمَحُ فَيَرْفَعُ رأْسه، وَهُوَ مِنْهَا يَكُونُ مَشْرُوحًا أَي مَفْتُوحًا. ابْنُ الأَعرابي: الجُمَّاح الْمُنْهَزِمُونَ مِنَ الْحَرْبِ، وأَورد

ابْنُ الأَثير فِي هَذَا الْفَصْلِ مَا صُورَتُهُ: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَطَفِقَ يُجَمِّحُ إِلى الشَّاهِدِ النَّظَرَ أَي يُدِيمُهُ مَعَ فَتْحِ الْعَيْنِ، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي مُوسَى وكأَنه، وَاللَّهُ أَعلم، سَهْوٌ، فإِن الأَزهري وَالْجَوْهَرِيَّ وَغَيْرَهُمَا ذَكَرُوهُ فِي حَرْفِ الْحَاءِ قَبْلَ الْجِيمِ، وَفَسَّرُوهُ بِهَذَا التَّفْسِيرِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْحَاءِ. وَقَدْ سَمَّوْا جَمَّاحاً وجُمَيْحاً وجُمَحاً: وَهُوَ أَبو بَطْنٍ مِنْ قُرَيْشٍ. جملح: جَمْلَحَ رأْسَه: حَلَقَه. جنح: جَنَحَ إِليه «3» يَجْنَحُ ويَجْنُحُ جُنُوحاً، واجْتَنحَ: مالَ، وأَجْنَحَه هُوَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَمَرَّ بالطيرِ مِنْهُ فاحِمٌ كَدِرٌ، ... فِيهِ الظِّباءُ وَفِيهِ العُصْمُ أَجْناحُ إِنما هُوَ جَمْعُ جَانِحٍ كَشَاهِدٍ وأَشهاد، وأَراد مَوائِلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ خِفَّةً فاجْتَنحَ عَلَى أُسامة حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَي خَرَجَ مَائِلًا مُتَّكِئًا عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَقمت الشَّيْءَ فَاسْتَقَامَ. واجْتَنَحْتُه أَي أَمَلته فَجَنَحَ أَي مَالَ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ؛ أَي إِن مَالُوا إِليك «4» فَمِلْ إِليها، والسِّلْمُ: المُصالحة، وَلِذَلِكَ أُنثت؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ يَصِفُ السَّحَابَ: وسَحَّ كلُّ مُدْجنٍ سَحَّاحِ، ... يَرْعُدُ في بِيضِ [بَيضِ] الذُّرَى جُنَّاحِ قَالَ الأَصمعي: جُنَّاح دَانِيَةٌ مِنَ الأَرض، وَقَالَ غَيْرُهُ: جُنَّاح مَائِلَةٌ عَنِ الْقَصْدِ. وجَنَحَ الرجلُ واجْتَنَحَ: مَالَ عَلَى أَحد شقَّيه وَانْحَنَى فِي قَوْسِه. وجُنُوح اللَّيْلِ: إِقباله. وجَنَحَ الظلامُ: أَقْبلَ الليلُ. وجَنَحَ الليلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَقبل. وجُنْحُ اللَّيْلِ وجِنْحُه: جانِبُه، وَقِيلَ: أَوَّله، وَقِيلَ: قِطْعَةٌ مِنْهُ نَحْوَ النِّصْفِ، وجُنْحُ الظَّلَامِ وجِنْحُه لُغَتَانِ، ويقال: كأَنه جُنْحُ [جِنْحُ] لَيْلٍ يُشَبَّه بِهِ العَسْكَرُ الْجَرَّارُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا اسْتَجنح الليلُ فاكْفِتُوا صِبيانكم ؛ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ أَوَّل اللَّيْلِ. وجِنْحُ الطَّرِيقِ «5»: جَانِبُهُ؛ قَالَ الأَخْضَر بْنُ هُبَيْرة الضَّبّي: فَمَا أَنا يومَ الرَّقْمَتَيْنِ بِناكِلٍ، ... وَلَا السيفُ إِن جَرَّدْتُه بكَلِيلِ وَمَا كنتُ ضَغَّاطاً، ولكنَّ ثَائِرًا ... أَناخَ قَلِيلًا، عِنْدَ جِنْحِ سَبيلِ وجِنْحُ الْقَوْمِ: ناحيتُهم وكَنَفُهم؛ وَقَالَ: فَبَاتَ بِجِنْحِ القومِ حَتَّى إِذا بَدَا ... لَهُ الصُّبْحُ، سَامَ القومَ إِحدى المَهالكِ وجَناحُ الطَّائِرِ: مَا يَخْفِق بِهِ فِي الطَّيَرَانِ، وَالْجَمْعُ أَجْنِحة وأَجْنُحٌ. وجَنَحَ الطائرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً إِذا كَسَرَ مِن جَناحَيْه ثُمَّ أَقبل كَالْوَاقِعِ اللَّاجِئِ إِلى مَوْضِعٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَى الطيرَ العِتاقَ يَظَلْنَ مِنْهُ ... جُنُوحاً، إِنْ سَمِعْنَ لَهُ حَسِيسا وجَناحا الطَّائِرِ: يَدَاهُ. وجَناحُ الإِنسان: يَدُه. ويد الإِنسان: جَناحاه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ؛ أَي أَلِنْ لَهُمَا جانِبَكَ. وَفِيهِ: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ؛ قال

_ (3). قوله [جنح إِليه إلخ] بابه منع وضرب ونصر كما في القاموس. (4). قوله [مالوا إليك] هكذا في الأَصل والأَمر سهل. (5). قوله [وجنح الطريق إلخ] هذا وما بعده بكسر الجيم لا غير، كما هو ضبط الأَصل. ومفاد الصحاح والقاموس وفي المصباح: وجنح الليل، بضم الجيم وكسرها، ظلامه واختلاطه، ثم قال: وجنح الطريق، بالكسر، جانبه.

الزَّجَّاجُ: مَعْنَى جَناحك العَضُدُ، وَيُقَالُ الْيَدُ كلُّها جَناحٌ، وَجَمْعُهُ أَجْنِحة وأَجْنُحٌ، حَكَى الأَخيرة ابْنُ جِنِّي وَقَالَ: كَسَّرُوا الجَناحَ وَهُوَ مذكَّر عَلَى أَفْعُلٍ، وَهُوَ مِنْ تَكْسِيرِ المؤَنث لأَنهم ذَهَبُوا بالتأْنيث إِلى الرِّيشَة، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى المَيْل لأَن جَناحَ الإِنسان وَالطَّائِرِ فِي أَحد شِقَّيْه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحتها لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَي تَضَعُهَا لِتَكُونَ وِطاءً لَهُ إِذا مَشَى؛ وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى التَّوَاضُعِ لَهُ تَعْظِيمًا لحقِّه؛ وَقِيلَ: أَراد بِوَضْعِ الأَجنحة نزولَهم عِنْدَ مَجَالِسِ الْعِلْمِ وتَرْكَ الطَّيَرَانِ؛ وَقِيلَ: أَراد إِظلالهم بِهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: تُظِلُّهم الطيرُ بأَجنحتها. وجَناحُ الطَّائِرِ: يَدُه. وجَنَحَه يَجْنِحُه جَنْحاً: أَصاب جَناحَه. الأَزهري: وَلِلْعَرَبِ أَمثال فِي الجَناح، مِنْهَا قَوْلُهُمْ فِي الرَّجُلِ إِذا جَدَّ فِي الأَمر وَاحْتَفَلَ: رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ نَعامة؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَمَنْ يَسْعَ أَو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ، ... لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بالأَمْسِ، يُسْبَق وَيُقَالُ: رَكِبَ القومُ جَناحَيِ الطَّائِرِ إِذا فَارَقُوا أَوطانهم؛ وأَنشد الفرَّاء: كأَنما بِجَناحَيْ طائِرٍ طَارُوا وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي جَنَاحَيْ طَائِرٍ إِذا كَانَ قَلِقاً دَهِشاً، كَمَا يُقَالُ: كأَنه عَلَى قَرْن أَعْفَر، وَيُقَالُ: نَحْنُ عَلَى جَناح سَفَر أَي نُرِيدُ السَّفَرَ، وَفُلَانٌ فِي جنَاح فُلَانٍ أَي فِي ذَراهُ وَكَنَفِهِ؛ وأَما قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: يَبُلُّ بمَعْصورٍ جَناحَيْ ضَئِيلَةٍ ... أَفاوِيقَ، مِنْهَا هَلَّةٌ ونُقُوعُ فإِنه يُرِيدُ بالجَناحين الشَّفَتَيْنِ، وَيُقَالُ: أَراد بِهِمَا جَناحَيِ اللَّهاةِ والحَلْقِ. وجَناحا العَسْكَرِ: جَانِبَاهُ. وجَناحا الْوَادِي: مَجْرَيانِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. وجَناحُ الرَّحَى: ناعُورُها. وجَناحا النَّصْلِ: شَفْرَتاه. وجَناحُ الشَّيْءِ: نَفْسُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: وأَحْوَرُ العينِ مَرْبُوبٌ، لَهُ غُسَنٌ، ... مُقَلَّدٌ مِنْ جَناحِ الدُّرِّ تِقْصارا وَقِيلَ: جَناحُ الدُّرِّ نَظْمٌ مِنْهُ يُعَرَّضُ. وكلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ فِي نِظامٍ، فَهُوَ جَناحٌ. والجَوانح: أَوائل الضُّلُوع تَحْتَ التَّرَائِبِ مِمَّا يَلِي الصَّدْرَ، كَالضُّلُوعِ مِمَّا يَلِي الظَّهْرَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِجُنُوحِهَا عَلَى الْقَلْبِ، وَقِيلَ: الْجَوَانِحُ الضُّلُوع القِصارُ الَّتِي فِي مُقَدَّمِ الصدرِ، وَالْوَاحِدَةُ جَانِحَةٌ؛ وَقِيلَ: الْجَوَانِحُ مِنَ الْبَعِيرِ وَالدَّابَّةِ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ الْكَتِفُ وَهُوَ مِنِ الإِنسان الدَّئيُّ، وَهِيَ مَا كَانَ مِنْ قِبَلِ الظَّهْرِ وَهِيَ سِتٌّ: ثَلَاثٌ عَنْ يَمِينِكَ وَثَلَاثٌ عَنْ شِمَالِكَ؛ قَالَ الأَزهري: جَوانِحُ الصَّدْرِ مِنَ الأَضلاع المتصلة رُؤُوسها فِي وَسَطِ الزَّوْرِ، الْوَاحِدَةُ جَانِحَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ وَقِيذَ الجَوانِح ، هِيَ الأَضلاع مِمَّا يَلِي الصَّدْرَ. وجُنِحَ البعيرُ: انْكَسَرَتْ جَوانِحُه مِنِ الحِمْل الثَّقِيلِ. وجَنَحَ البعيرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: انْكَسَرَ أَوَّلُ ضُلُوعه مِمَّا يَلِي الصَّدْرَ. وَنَاقَةٌ مُجْتَنِحَة الجَنْبَينِ: وَاسِعَتُهُمَا. وجَنَحَتِ الإِبلُ: خَفَضَتْ سَوالِفَها فِي السَّيْرِ، وَقِيلَ: أَسرعت. ابْنُ شُمَيْلٍ: الاجْتِناحُ فِي النَّاقَةِ كأَنَّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إِلى مُقَدَّمها مِنْ شِدَّةِ انْدِفَاعِهَا بحَفْزِها رِجْلَيْهَا إِلى صَدْرِهَا؛ وَقَالَ شَمِرٌ: اجْتَنَحَتِ النَّاقَةُ فِي سَيْرِهَا إِذا أَسرعت؛ وأَنشد: مِنْ كلِّ وَرْقاء لَهَا دَفٌّ قَرِحْ، ... إِذا تَبادَرْنَ الطريقَ تَجْتَنِحْ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُجْتَنِحُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَكُونُ حُضْرُه وَاحِدًا لأَحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عَلَيْهِ أَي يَعْتَمِدُهُ فِي حُضْره؛ وَالنَّاقَةُ الْبَارِكَةُ إِذا مَالَتْ عَلَى أَحد شِقَّيْهَا يُقَالُ: جَنَحَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مالَ فوقَ الرَّحْلِ، أَحْيَيْتِ نَفْسَه ... بذكراكِ، والعِيسُ المَراسِيلُ جُنَّحُ وجَنَحَتِ السَّفِينَةُ تَجْنَحُ جُنُوحاً: انْتَهَتْ إِلى الْمَاءِ الْقَلِيلِ فَلَزِقَتْ بالأَرض فَلَمْ تَمْضِ. واجْتَنَحَ الرجلُ فِي مَقْعَده عَلَى رَحْلِهِ إِذا انْكَبَّ عَلَى يَدَيْهِ كالمُتَّكِئ عَلَى يدٍ وَاحِدَةٍ. الأَزهري: الرَّجُلُ يَجْنَحُ إِذا أَقبل عَلَى الشَّيْءِ يَعْمَلُهُ بِيَدَيْهِ وَقَدْ حَنَى عَلَيْهِ صَدْرَهُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: جُنُوحَ الهَالِكِيّ عَلَى يديهِ، ... مُكِبّاً يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ وَرَوَى أَبو صَالِحِ السَّمَّانُ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ بالتَّجَنُّحِ فِي الصَّلَاةِ، فشَكا ناسٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الضَّعْفَةَ فأَمَرَهم أَن يستعينوا بالرُّكَبِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: شَكَا أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الاعتمادَ فِي السُّجُودِ فَرَخَّصَ لَهُمْ أَن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم. قَالَ شَمِرٌ: التَّجَنُّحُ والاجْتِناحُ كأَنه الِاعْتِمَادُ فِي السُّجُودِ عَلَى الْكَفَّيْنِ، والادِّعامُ عَلَى الرَّاحَتَيْنِ وَتَرْكُ الِافْتِرَاشِ لِلذِّرَاعَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَرْفَعَ سَاعِدَيْهِ فِي السُّجُودِ عَنِ الأَرض وَلَا يَفْتَرِشَهُمَا، وَيُجَافِيهِمَا عَنْ جَانِبَيْهِ وَيَعْتَمِدُ عَلَى كَفَّيْهِ فيصيرَان لَهُ مِثْلَ جَناحَيِ الطَّائِرِ؛ قَالَ ابْنُ شُمِيلٍ: جَنَحَ الرَّجُلُ عَلَى مِرْفَقَيْه إِذا اعْتَمَدَ عَلَيْهِمَا وَقَدْ وَضَعَهُمَا بالأَرض أَو عَلَى الْوِسَادَةِ يَجْنَحُ جُنُوحاً وجَنْحاً. والمَجْنَحة: قِطْعَةُ أَدَمٍ تُطرح عَلَى مُقَدَّم الرَّحْلِ يَجْتَنِحُ الرَّاكِبُ عَلَيْهَا. والجُناح، بِالضَّمِّ: الْمَيْلُ إِلى الإِثم، وَقِيلَ: هُوَ الإِثم عَامَّةً. والجُناحُ: مَا تُحُمِّلَ مِنَ الهَمِّ والأَذى؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ولاقَيْتُ، مِنْ جُمْلٍ وأَسبابِ حُبِّها، ... جُناحَ الَّذِي لاقَيْتُ مِنْ تِرْبِها قَبْلُ قَالَ: وأَصل ذَلِكَ مِنَ الجُناح الَّذِي هُوَ الإِثم. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ ؛ الجُناح: الْجِنَايَةُ والجُرْمُ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ حِلِّزَةَ: أَعَلينا جُناحُ كِنْدَةَ، أَن يَغْنَمَ ... غازيهمُ، وَمِنَّا الجَزاءُ؟ وَصَفَ كِنْدَةَ بأَنهم غَزَوْكم فَقَتَلُوكُمْ وتُحَمِّلوننا جزاءَ فِعْلِهِمْ أَي عِقَابَ فِعْلِهِمْ، وَالْجَزَاءُ يَكُونُ ثَوَابًا وَعِقَابًا؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: لَا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَي لَا إِثم عَلَيْكُمْ وَلَا تَضْيِيقَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي مَالِ الْيَتِيمِ: إِني لأَجْنَحُ أَن آكُلَ مِنْهُ أَي أَرى الأَكل مِنْهُ جُناحاً وَهُوَ الإِثم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ الجُناحُ فِي الْحَدِيثِ، فأَين وَرَدَ فَمَعْنَاهُ الإِثم وَالْمَيْلُ. وَيُقَالُ: أَنا إِليك بحُناحٍ أَي مُتَشَوِّقٌ، كَذَا حُكِيَ بِضَمِّ الْجِيمِ؛ وأَنشد: يَا لَهْفَ هِنْدٍ بعدَ أُسْرَةِ واهِبٍ، ... ذَهَبُوا، وكنتُ إِليهمُ بجُناحِ بِالضَّمِّ، أَي مُتَشَوِّقاً. وجَنَحَ الرجلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَعطى بِيَدِهِ. ابْنُ شُمِيلٍ: جَنَحَ الرجلُ إِلى الحَرورِيَّة، وجَنَحَ لَهُمْ إِذا تَابَعَهُمْ وَخَضَعَ لَهُمْ. وجَناحٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَاسْمُ ذِئْبٍ؛ قَالَ: مَا راعَني إِلَّا جَناحٌ هَابِطًا، ... عَلَى البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا

وجَنَّاحٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وجَنَّاحٌ: اسْمُ خِباءٍ مِنْ أَخبيتهم؛ قَالَ: عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا مَا اهْتَزَّا، ... وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا، أَنْ سَوْفَ تَمْضِيهِ، وَمَا ارْمَأَزَّا وَتُمْضِيهِ: تمضي عليه. جنبح: الجُنْبُحُ: الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: الجُنْبُخُ، بالخاء. جوح: الجَوْحُ: الِاسْتِئْصَالُ، مِنَ الاجْتِياح. جاحَتهم السَّنة جَوحاً وجِياحة وأَجاحَتهم واجتاحَتْهم: استأْصلت أَموالهم، وَهِيَ تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحة، وَهِيَ سَنَة جَائِحَةٌ: جَدْبة؛ وجُحْتُ الشيءَ أَجُوحه. وفي الحديث: إِن أَبي يُرِيدُ أَن يَجْتاحَ مَالِيَ أَي يستأْصله ويأْتي عَلَيْهِ أَخذاً وإِنفاقاً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَابِيُّ: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ مَا ذَكَرَهُ مِنِ اجْتِياح وَالِدِهِ مالَه، أَن مِقْدَارَ مَا يَحْتاجُ إِليه فِي النَّفَقَةِ شَيْءٌ كَثِيرٌ لَا يَسَعُه مالُه، إِلا أَن يَجتاحَ أَصلَه، فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي تَرْكِ النَّفَقَةِ عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: أَنتَ ومالُك لأَبيك ، عَلَى مَعْنَى أَنه إِذا احْتَاجَ إِلى مَالِكَ أَخذ مِنْهُ قَدْرَ الْحَاجَةِ، وإِذا لَمْ يَكُنْ لَكَ مَالٌ وَكَانَ لَكَ كَسْبٌ لَزِمَكَ أَن تَكْتَسِبَ وَتُنْفِقَ عَلَيْهِ؛ فأَما أَن يَكُونَ أَراد بِهِ إِباحة مَالِهِ لَهُ حَتَّى يَجْتاحَه، ويأْتي عَلَيْهِ إِسرافاً وَتَبْذِيرًا فَلَا أَعلم أَحداً ذَهَبَ إِليه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَعاذَكُم اللهُ مِنْ جَوْحِ الدَّهْرِ. واجْتاحَ العَدُوُّ مالَه: أَتى عَلَيْهِ. والجَوْحةُ وَالْجَائِحَةُ: الشِّدَّةُ وَالنَّازِلَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَجتاح المالَ مِنْ سَنَةٍ أَو فِتْنَةٍ. وَكُلُّ مَا استأْصله: فَقَدْ جاحَه واجْتاحَه. وجاحَ اللهُ مَالَهُ وأَجاحَه، بِمَعْنًى، أَي أَهلكه بِالْجَائِحَةِ. الأَزهري عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: الْجَائِحَةُ الْمُصِيبَةُ تَحُلُّ بِالرَّجُلِ فِي مَالِهِ فتَجْتاحُه كُلَّه؛ قال ابن شمل: أَصابتهم جَائِحَةٌ أَي سَنَة شَدِيدَةٌ اجْتَاحَتْ أَموالهم، فَلَمْ تَدَعْ لهم وِجاحاً [وَجاحاً]، والوِجاحُ [الوَجاحُ]: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ مِنْ مَالٍ أَوْ غَيْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: جاحَ يَجوحُ جَوْحاً إِذا هَلَكَ مالُ أَقربائه. وجاحَ يَجُوح إِذا عَدَل عَنِ المَحَجَّة إِلى غَيْرِهَا؛ وَنَزَلَتْ بِفُلَانٍ جائِحة مِنَ الجَوائِح. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنين ووَضَعَ الجَوائِح ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه أَمر بِوَضْعِ الجَوائح ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: ليْسَتْ بِسَنْهاءٍ وَلَا رُجَّبِيَّةٍ، ... وَلَكِنْ عَرايا فِي السِّنين الجَوائح وَرَوَى الأَزهري عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: جِماعُ الجَوائح كلُّ مَا أَذهب الثمرَ أَو بعضَها مِنْ أَمر سَماوِيٍّ بِغَيْرِ جِنَايَةِ آدَمِيٍّ، قَالَ: وإِذا اشْتَرَى الرَّجُلُ ثَمَرَ نخل بعد ما يحلُّ بَيْعُهُ فأُصيب الثَّمَرُ بعد ما قَبَضَهُ الْمُشْتَرِي لَزِمَهُ الثَّمَنُ كُلُّهُ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى الْبَائِعِ وَضْعُ مَا أَصابه مِنَ الْجَائِحَةِ عَنْهُ؛ قَالَ: وَاحْتَمَلَ أَمره بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ أَن يَكُونَ حَضًّا عَلَى الْخَيْرِ لَا حَتْمًا، كَمَا أَمر بِالصُّلْحِ عَلَى النِّصْفِ؛ وَمِثْلُهُ أَمره بِالصَّدَقَةِ تَطَوُّعًا فإِذا خَلَّى البائعُ بَيْنَ الْمُشْتَرِي وَبَيْنَ الثَّمَرِ فأَصابته جَائِحَةٌ، لَمْ يُحْكَمْ عَلَى الْبَائِعِ بأَن يَضَعَ عَنْهُ مَنْ ثَمَنِهِ شَيْئًا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا أَمر نَدْبٍ وَاسْتِحْبَابٍ عِنْدَ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ، لَا أَمر وُجُوبٍ؛ وَقَالَ أَحمد وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصحاب الْحَدِيثِ: هُوَ لَازِمٌ يُوضَعُ بِقَدْرِ مَا هَلَكَ ؛ وَقَالَ مَالِكٌ: يُوضَعُ فِي الثُّلُثِ فَصَاعِدًا أَي إِذا كَانَتِ الْجَائِحَةُ فِي دُونِ الثُّلُثِ، فَهُوَ مِنْ مَالِ الْمُشْتَرِي، وإِن كَانَ أَكثر فَمِنْ مَالِ الْبَائِعِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْجَائِحَةُ تَكُونُ بالبَرَدِ يَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ إِذا عَظُم حَجْمُه فَكَثُرَ ضَرَرُهُ، وَتَكُونُ بالبَرَد المُحْرِق أَو الْحَرِّ المُفْرِط حَتَّى يَبْطُلَ الثَّمَنُ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ إِسحاق: الْجَائِحَةُ إِنما هِيَ آفَةٌ تَجْتَاحُ الثَّمَرَ

فصل الحاء

سماويةٌ، وَلَا تَكُونُ إِلا فِي الثِّمَارِ فَيُخَفَّفُ الثُّلُثُ عَلَى الَّذِينَ اشْتَرَوْه؛ قَالَ: وأَصل الْجَائِحَةِ السَّنة الشَّدِيدَةُ تَجْتَاحُ الأَموال، ثُمَّ يُقَالُ: اجْتَاحَ العَدُوُّ مالَ فُلَانٍ إِذا أَتى عَلَيْهِ. أَبو عَمْرٍو: الجَوْحُ الْهَلَاكُ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ جَحَا: الْجَائِحُ الْجَرَادُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَوْحانُ: اسْمٌ. ومَجاحٌ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَعَنَ اللهُ بَطْنَ قُفٍّ مَسِيلًا، ... ومَجاحاً، فَلَا أُحِبُّ مَجاحا قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى مَجَاحٍ أَن أَلفه وَاوٌ، لأَن الْعَيْنَ، وَاوًا، أَكثر مِنْهَا يَاءً، وَقَدْ يَكُونُ مَحاج فَعالًا فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ فَنَذْكُرُهُ فِي موضعه. جيح: جاحَهم اللَّهُ جَيْحاً وَجَائِحَةً: دَهَاهُمْ، مَصْدَرٌ كَالْعَاقِبَةِ. وجَيْحان: وَادٍ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ سَيْحان وجَيْحان، وَهُمَا نَهْرَانِ بِالْعَوَاصِمِ عِنْدَ أَرض المَصِيصَةِ وطَرَسُوس. فصل الحاء حدح: امرأَة حُدُحَّةٌ: قَصِيرَةٌ كحُدْحُدَة. حرِح: الحِرُ، مُخَفَّفٌ، وأَصله حِرْحٌ، فَحُذِفَ عَلَى حَدِّ الْحَذْفِ فِي شَفَةٍ، وَالْجَمْعُ أَحْراح لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ: إِني أَقُود جَمَلًا مِمْراحا، ... ذَا قُبَّة مُوقَرَةٍ أَحْراحا وَيُرْوَى: مملوءَة، وَقَالُوا: حِرَةٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: جُراهِمةٌ لَهَا حِرَةٌ وَثيلٌ أَبو الْهَيْثَمِ: الحِرُّ حِرُ المرأَة، مشدَّد الرَّاءِ كأَنَّ الأَصلَ حِرْحٌ، فَثَقُلَتِ الْحَاءُ الأَخيرة مَعَ سُكُونِ الرَّاءِ، فَثَقَّلُوا الرَّاءَ وَحَذَفُوا الْحَاءَ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ جمعُهم الحِرَّ أَحْراحاً؛ وَقَدْ حَرِحَ الرجلُ «1»، وَيُقَالُ: حَرَحْتُ المرأَةَ إِذا أَصبتَ حِرَها، وَهِيَ مَحْروحة، وَاسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ حَاءً قَبْلَهَا حَرْفٌ سَاكِنٌ، فَحَذَفُوهَا وَشَدَّدُوا الرَّاءَ. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: احْمِلْ حِرَكَ أَوْ دَعْ؛ قَالَتْهُ امرأَة أَدَلَّتْ عَلَى زَوْجِهَا عِنْدَ الرَّحِيلِ، تَحُثُّه عَلَى حَمْلِهَا وَلَوْ شاءَت لَرَكِبَتْ؛ وأَنشد: كلُّ امرئٍ يَحْمِي حِرَهْ: ... أَسْوَدَهُ وأَحْمَرَهْ، والشَّعَراتِ المُنْفِذاتِ مَشْفَرَهْ «2» وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: يُسْتَحَلُّ الحِرُ وَالْحَرِيرُ ؛ هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ، وَقَالَ: الحِرُ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ الرَّاءَ وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، وَعَلَى التَّخْفِيفِ يَكُونُ فِي حَرِحَ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْخَاءِ وَالزَّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الإِبْرَيْسَم مَعْرُوفٌ، وَقَالُوا: حِرُونَ كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ الْمَنْقُوصِ لِدُون ومِئُونَ، وَالنِّسْبَةُ إِليه حِرِيٌّ، وإِن شِئْتَ حِرَحِيّ، فَتَفْتَحَ عَيْنَ الْفِعْلِ كَمَا فَتَحُوهَا فِي النِّسْبَةِ إِلى يَدٍ وغَدٍ، قَالُوا: غَدَوِيٌّ ويَدَوِيّ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: حَرِحٌ كَمَا قَالُوا رَجُلٌ سَتِهٌ، وَرَجُلٌ حَرِحٌ: يُحِبُّ الأَحْراحَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ عَلَى النَّسَبِ. حنح: حِنْحْ، مُسَكَّنٌ: زَجْرٌ للغنم. فصل الدال دبح: دَبَّحَ الرجلُ: حَنَى ظَهْرَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّدْبيح: تَنْكِيسُ الرأْس فِي الْمَشْيِ. والتَّدْبيح فِي الصَّلَاةِ: أَن يطأْطئ رأْسه وَيَرْفَعَ عَجُزَهُ؛ وقيل:

_ (1). قوله [وقد حرح الرجل] أي أولع بالمرأة، وبابه فرح. وقوله: ويقال حرحت المرأة إلخ بابه منع، كما في القاموس. (2). قوله [والشعرات المنفذات إلخ] هكذا في الأَصل.

يَبْسُطُ ظَهْرَهُ ويطأْطِئُ رأْسه فَيَكُونُ رأْسه أَشد انْحِطَاطًا مِنْ أَليتيه؛ وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه نَهَى أَن يُدَبِّح الرجلُ فِي الرُّكُوعِ كَمَا يُدَبِّحُ الْحِمَارَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ يطأْطئ رأْسه فِي الرُّكُوعِ حَتَّى يَكُونَ أَخفض مِنْ ظَهْرِهِ؛ ابْنُ الأَعرابي: التَّدْبيح خَفْضُ الرأْس وَتَنْكِيسُهُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني: لَمَّا رَأَى هِراوَةً ذاتَ عُجَرْ، ... دَبَّحَ واسْتَخْفى وَنَادَى: يَا عُمَرْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دَبَّح طأْطأَ رأْسه فَقَطْ، وَلَمْ يَذْكُرْ هَلْ ذَلِكَ فِي مَشْيٍ أَو مَعَ رَفْعِ عَجُزٍ؛ ودَبَّح: ذلَّ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري: دَبَّح الرَّجُلُ ظَهْرَهُ إِذا ثَنَاهُ فَارْتَفَعَ وَسَطُهُ كأَنه سَنام، قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ اللَّيْثُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَالصَّحِيحُ بِالْمُهْمَلَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَمْلَةٌ مُدَبِّحة أَي حَدْباء، ورمالٌ مَدابِحُ. ابْنُ الأَعرابي: مَا بِالدَّارِ دِبِّيحٌ وَلَا دِبِّيجٌ، بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ، وَالْحَاءُ أَفصحهما؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: مَا بِالدَّارِ دِبِّيج، بِالْجِيمِ، قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ مَنْ يَدِبّ؛ وَقِيلَ: دِبِّيحٌ مَعْنَاهُ مَا بِهَا مَنْ يُدَبِّح. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: التَّدْبيح تَدْبيحُ الصِّبْيَانِ إِذا لَعِبُوا، وَهُوَ أَن يُطَأْمِنَ أَحدُهم ظَهْرَهُ لِيَجِيءَ الْآخَرُ يَعْدُو مِنْ بَعِيدٍ حَتَّى يَرْكَبَهُ. والتَّدْبيحُ: التطأْطؤ؛ يُقَالُ: دَبّح لِي حَتَّى أَركبك. والتَّدْبيح أَيضاً: تَدْبيحُ الكَمْأَةِ وَهُوَ أَن تَنْفَتِحَ عَنْهَا الأَرضُ وَلَا تَصْلَع أَي لَا تَظْهَرَ. الغَنَوِيُّ: دَبَّح الْحِمَارُ إِذا رُكِبَ وَهُوَ يَشْتَكِي ظَهْرَهُ مِنْ دَبَرِه، فَيُرْخِي قوائمَه ويُطَأْمِنُ ظَهْرَهُ وعَجُزَه مِنَ الأَلم. دحح: الدَّحُّ: شِبْه الدَّسِّ. دَحَّ الشيءَ يَدُحُّه دَحّاً: وَضَعَهُ عَلَى الأَرض ثُمَّ دَسَّهُ حَتَّى لَزِقَ بِهَا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ فِي وَصْفِ قُتْرة الصَّائِدِ: بَيْتاً خَفِيّاً فِي الثَّرى مَدْحُوحا وَقَالَ غَيْرُهُ: مَدحوحاً مُوَسَّعاً؛ وَقَدْ دَحَّه أَي وَسَّعَه؛ يَعْنِي قُتْرة الصَّائِدِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: دَحَّ فلانٌ فُلَانًا يَدُحُّه دَحّاً ودَحاه يَدْحُوه إِذا دَفَعَهُ وَرَمَى بِهِ، كَمَا قَالُوا: عَراه وعَرَّه إِذا أَتاه. ودَحَّ فِي الثَّرى بَيْتًا إِذا وَسَّعَهُ، وَيُنْشِدُ بَيْتَ أَبي النَّجْمِ أَيضاً [ومَدْحُوحاً] أَي مُسَوّىً؛ وَقَالَ نَهْشَل: فَذَلِكَ شِبْهُ الضَّبِّ، يومَ رأَيته ... عَلَى الجُحْرِ، مُنْدَحّاً خَصيباً ثمائلُهْ وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: بَلَغَنِي أَن الأَرض دُحَّت مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ ، وَهُوَ مِثلُ دُحِيَتْ. وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن نَوْفَلٍ وَذَكَرَ سَاعَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: فَنَامَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَدُحَّ دَحَّةً ؛ الدَّحُّ: الدَّفْعُ وإِلصاق الشَّيْءِ بالأَرض، وَهُوَ مِنْ قَرِيبِ الدَّسِّ. والدَّحُّ: الضَّرْبُ بِالْكَفِّ مَنْشُورَةً أَيَّ طوائِف الْجَسَدِ أَصابت، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. ودَحَّ فِي قَفَاهُ يَدُحُّ دَحّاً ودُحُوحاً، وَهُوَ شَبِيهٌ بالدَّعِّ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الدَّعِّ سَوَاءً. وفَيشَلَةٌ دَحُوحٌ؛ قَالَ: قَبِيحٌ بالعَجوزِ، إِذا تَغَدَّتْ ... مِنَ البَرْنيِّ واللَّبَنِ الصَّريحِ، تَبَغِّيها الرجالَ، وَفِي صَلاها ... مَواقِعُ كلِّ فَيْشَلَةٍ دَحُوحِ والدُّحُحُ: الأَرضون الْمُمْتَدَّةُ. وَيُقَالُ: انْدَحَّتِ الأَرض كَلأً انْدِحاحاً إِذا اتَّسَعَتْ بالكَلإِ؛ قَالَ: وانْدَحَّتْ خَواصِرُ الْمَاشِيَةِ انْدِحاحاً إِذا تَفَتَّقَتْ مِنْ أَكل الْبَقْلِ. ودَحَّ الطعامُ بطنَه يَدُحُّه إِذا ملأَه حَتَّى يَسْتَرْسِلَ إِلى أَسفل. واندَحَّ بطنُه انْدِحاحاً: اتَّسَعَ.

وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لأُسامة بطْنٌ مُنْدَحٌ أَي مُتَّسِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما انْدَحَّ بَطْنُهُ فَصَوَابُهُ أَن يُذكر فِي فَصْلِ نَدح؛، لأَنه مِنْ مَعْنَى السَّعة لَا مِن مَعْنَى القِصَرِ؛ وَمِنْهُ المُنْتَدَح أَيضاً: الأَرض الْوَاسِعَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لِي عَنْ هَذَا الأَمر مَنْدوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة؛ قَالَ: وَمِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَن الْجَوْهَرِيَّ وهَمَ فِي جَعْلِهِ انْدَحَّ فِي هَذَا الْفَصْلِ، كونُه قَدِ اسْتَدْرَكَهُ أَيضاً فَذَكَرَهُ فِي فَصْلِ نَدَحَ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَوَزْنُهُ افْعَلَّ مِثْلُ احْمَرَّ، وإِذا جَعَلْتَهُ مِنْ فَصْلِ دَحَحَ فَوَزْنُهُ انْفَعَلَ، مِثْلُ انْسَلَّ انْسِلالًا، وَكَذَلِكَ انْدَحَّ انْدِحاحاً، وَالصَّوَابُ هُوَ الأَول، وَهَذَا الْفَصْلُ لَمْ يَنْفَرِدِ الْجَوْهَرِيُّ بِذِكْرِهِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، بَلْ ذَكَرَهُ الأَزهري وَغَيْرُهُ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ؛ وَقَالَ أَعرابي: مُطِرْنا لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا فانْدَحَّتِ الأَرض كَلأً. ودَحَّها يَدُحُّها دَحّاً إِذا نَكَحَهَا. وَرَجُلٌ دَحْدَحٌ ودِحْدِح ودَحْداح ودَحْداحَة ودُحادِحٌ ودُحَيْدِحَة: قَصِيرٌ غَلِيظُ الْبَطْنِ؛ وامرأَة دَحْدَحَة ودَحْداحَة؛ وَكَانَ أَبو عَمْرٍو قَدْ قَالَ: الذَّحْذاح، بِالذَّالِ: الْقَصِيرُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلى الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنه بِالدَّالِ وَالذَّالِ مَعًا، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو زَيْدٍ؛ قَالَ: وأَما أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ فإِنه تَشَكَّكَ فِيهِ وَقَالَ: هُوَ بِالدَّالِ أَو بِالذَّالِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدَّحْداحُ والدَّحْداحَة مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ: الْمُسْتَدِيرُ المُلَمْلَم؛ وأَنشد: أَغَرَّكِ أَنني رجلٌ جَلِيدٌ ... دُحَيْدِحَةٌ، وأَنكِ عَلْطَمِيسُ؟ وَفِي صِفَةِ أَبْرَهَة صَاحِبِ الْفِيلِ: كَانَ قَصِيرًا حادِراً دَحْداحاً: هُوَ الْقَصِيرُ السَّمِينُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَم: إِن مُحَمَّدِيَّكم هَذَا الدَّحداح. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: دَوْدَح وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَكَذَلِكَ حَكَى: دِحٍ دِحْ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ، وَهُمَا صَوْتَانِ: الأَول مِنْهُمَا منوّنٌ دِحٍ، وَالثَّانِي غَيْرُ مُنَوَّنٍ دِحْ، وكأَنَّ الأَول نُوِّنَ للأَصل وَيُؤَكِّدُ ذَلِكَ قولُهم فِي مَعْنَاهُ: دِحٍ دِحٍ، فَهَذَا كصَهٍ صَهٍ فِي النَّكِرَةِ، وصَهْ صَهْ فِي الْمَعْرِفَةِ فَظَنَّتْهُ الرواةُ كَلِمَةً وَاحِدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ هُنَا قُلْنَا إِن صَاحِبَ اللُّغَةِ إِن لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظَرٌ، أَحال كَثِيرًا مِنْهَا وَهُوَ يَرَى أَنه عَلَى صَوَابٍ، وَلَمْ يُؤْتَ مِنْ أَمانته وإِنما أُتِيَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِيمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَبو بَكْرٍ: قَدْ أَقررت فَاسْكُتْ؛ وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ أَن دِحٍ دِحٍ دُوَيِّبَّة صَغِيرَةٌ، قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ دِحٍ دِحٍ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ: دَحَّا مَحَّا؛ يُرِيدُونَ: دَعْها مَعْها. وَذَكَرَ الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: دِحِنْدِحٌ دُوَيْبَّة، وَكَتَبَهَا مَخْلُوطَةً، كَذَا قَالَ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ: يُقَالُ هُوَ أَهونُ عَليَّ مِنْ دِحِنْدِحٍ، قَالَ فإِذا قِيلَ: إِيشْ دِحِنْدِحٌ قَالَ: لا شيء. درح: رَجُلٌ دِرْحايَة: كَثِيرُ اللَّحْمِ قَصِيرٌ سَمِينٌ ضَخْمُ الْبَطْنِ لَئِيمُ الْخِلْقَةِ، وَهُوَ فِعْلايَة مُلْحَقٌ بِجِعْظارة؛ قَالَ الراجز: إِمّا تَرَيْني رَجُلًا دِعْكايَهْ ... عَكَوَّكاً، إِذا مَشَى دِرْحايَهْ تَحْسِبُني لَا أُحْسِنُ الحُدايَهْ، ... أَيا يَهٍ أَيا يَهٍ أَيا يَهْ الأَزهري: الدَّرِحُ الهَرِمُ التامُّ، وَمِنْهُ قِيلَ: نَاقَةٌ دِرْدِحٌ لِلْهَرِمَةِ المُسِنَّة. دربح: دَرْبَح الرجلُ: حَنَى ظَهْرَهُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ودَرْبَح: تَذَلَّلَ، عَنْ كُرَاعٍ، وَالْخَاءُ أَعرف،

وسَوَّى يعقوبُ بَيْنَهُمَا. قَالَ الأَصمعي: قَالَ لِي صَبِيٌّ مِنْ أَعراب بَنِي أَسَد: دَلْبِحْ أَي طَأْطِئْ ظهرَك، قال: ودَرْبَحَ مثله. دردح: الأَزهري: الدِّرْدِحَة مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي طُولُهَا وعَرْضُها سَوَاءٌ، وَجَمْعُهَا الدَّرادِحُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: وإِذْ هيَ كالبَكْر الهِجانِ، إِذا مَشَتْ، ... أَبَى، لَا يُماشيها القِصارُ الدَّرادِحُ وَقِيلَ لِلْعَجُوزِ: دِرْدِحٌ، والدِّرْدِحُ: المُسِنّ، وَقِيلَ: المسنُّ الَّذِي ذَهَبَتْ أَسنانه. وَشَيْخٌ دِرْدِحٌ، بِالْكَسْرِ، أَي كَبِيرٌ. والدِّرْدِحُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تأَكلت أَسنانها وَلَصِقَتْ بِحَنَكِهَا مِنَ الكِبَر. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَلْهَزَ: نابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ: هِيَ الَّتِي فِيهَا بَقِيَّةٌ وقد أَسَنَّتْ «3». دلح: الدَّلْحُ: مَشْيُ الرَّجُلِ بِحِمْلِه وَقَدْ أَثقله. دَلَحَ الرجلُ بِحِمْلِهِ يَدْلَحُ دَلْحاً: مَرَّ بِهِ مُثْقَلًا، وَذَلِكَ إِذا مَشَى بِهِ غَيْرَ مُنْبَسِطِ الخَطْوِ لِثِقْلِهِ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. الأَزهري: الدالِحُ الْبَعِيرُ إِذا دَلَحَ، وَهُوَ تَثاقُلُه فِي مَشْيِهِ مِنْ ثِقَلِ الحِمْلِ. وتَدالَحَ الرَّجُلَانِ الحِمْلَ بَيْنَهُمَا تَدالُحاً أَي حَمَلَاهُ بَيْنَهُمَا. وتَدالَحا العِكْمَ إِذا أَدخلا عُوداً فِي عُرَى الجُوالِق، وأَخذا بطَرَفَيِ العُود فَحَمَلَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سلمان وأَبا الدَّرْدَاءِ اشْتَرَيَا لَحْمًا فتَدالَحاه بَيْنَهُمَا عَلَى عودٍ أَي طَرَحَاهُ عَلَى عُودٍ، وَاحْتَمَلَاهُ آخِذَيْن بِطَرَفَيْهِ. وَنَاقَةٌ دَلُوحٌ: مُثْقَلة حِمْلًا أَو مُوقَرَة شَحْمًا، دَلَحَتْ تَدْلَحُ دَلْحاً ودَلَحاناً. الأَزهري: السَّحَابَةُ تَدْلَح فِي مَسِيرِهَا مِنْ كَثْرَةِ مَائِهَا كأَنها تَتَحَرَّكُ انْخِزالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّ النساءُ يَدْلَحْنَ بالقِرَب عَلَى ظُهُورِهِنَّ فِي الغَزْوِ ؛ الْمُرَادُ أَنهن كُنَّ يَسْتقين الْمَاءَ ويَسْقين الرجالَ، هُوَ مِنْ مَشْيِ المُثْقَل بالحمْلِ. وَسَحَابَةٌ دَلُوحٌ وَدَالِحَةٌ: مُثْقَلة بِالْمَاءِ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ دُلُحٌ مِثْلُ قَدُومٍ وقُدُمٍ، ودالِح ودُلَّحٌ مِثْلُ رَاكِعٍ ورُكَّع؛ وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ وَوَصْفِ الملائكةَ فَقَالَ: مِنْهُمْ كَالسَّحَابِ الدُّلَّحِ ، جَمْعُ دالِحٍ؛ وَسَحَابٌ دوالِحُ؛ قَالَ البَعِيثُ: وَذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه ... ذِهابُ الصَّبا، والمُعْصِراتُ الدَّوالِحُ ودَوْلَحُ: اسْمُ امرأَة. وَفَرَسٌ دُلَحٌ: يَختالُ بِفَارِسِهِ وَلَا يُتْعِبُه؛ قَالَ أَبو دُواد: وَلَقَدْ أَغْدُو بطِرْفٍ هَيْكَلٍ، ... سَبِطِ العُذْرَة، مَيَّاحٍ دُلَحْ الأَزهري عَنِ النَّضْرِ: الدَّلاحُ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي يَكْثُرُ ماؤُه حَتَّى تَتَبَيَّنَ شُبْهته. ودَلَحْتُ القومَ ودَلَحْتُ لَهُمْ: وَهُوَ نَحْوٌ مِنْ غُسالة السِّقَاءِ فِي الرِّقَّة أَرَقّ مِنَ السَّمارِ. دلبح: دَلْبَح الرجلُ: حَنَى ظَهْرَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري: قَالَ أَعرابُ بَنِي أَسَدٍ: دَلْبِحْ أَي طَأْطِئْ ظهرَك، ودَرْبَحَ مثلُه. دمح: دَمَّح الرجلُ ودَبَّحَ: طأْطأَ رأْسه؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. ودَمَّح: طأْطأَ ظَهْرَهُ وحَناه، وَالْخَاءُ لُغَةٌ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ؛ وفي ترجمة ضب: خُتاعَةُ ضَبٍّ دَمَّحَتْ فِي مَغارَةٍ رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: دَمَّحَتْ، بِالْحَاءِ، أَي أَكَبَّتْ. دنح: دَنَّحَ الرجلُ: طَأْطَأَ رأْسه. ودَنَّحَ: ذَلَّ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابن دُرَيْدٍ: الدِّنْحُ

_ (3). زاد في القاموس: الدردح، بالكسر: المولع بالشيء.

فصل الذال المعجمة

لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً صَحِيحَةً: عِيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى، وتكلمت به العرب. دَوَحَ: الدَّوْحةُ: الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ الْمُتَّسِعَةُ مِنْ أَيّ الشَّجَرِ كَانَتْ، وَالْجَمْعُ دَوْحٌ، وأَدْواحٌ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: غَداةً، وحَوْلَيَّ الثَّرَى فوقَ مَتْنِه، ... مَدَبُّ الأَتِيِّ، والأَراكُ الدَّوائِحُ وَيُقَالُ: داحَت الشَّجَرَةُ تَدُوحُ إِذا عَظُمَتْ، فَهِيَ دَائِحَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمْ مِنْ عَذْقٍ دَوّاحٍ فِي الْجَنَّةِ لأَبي الدَّحْداح؟ الدَّوَّاح: الْعَظِيمُ الشَّدِيدُ العُلُوِّ، وكلُّ شَجَرَةٍ عَظِيمَةٍ دَوْحةٌ؛ والعَذْق، بِالْفَتْحِ: النَّخْلَةُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الرُّؤْيَا: فأَتينا عَلَى دَوْحة عَظِيمَةٍ أَي شَجَرَةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا قَطَعَ دَوْحةً مِنَ الحَرَم فأَمره أَن يُعْتِقَ رَقَبَةً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدَّوائح العِظامُ، وَالْوَاحِدَةُ دَوْحة، وكأَنه جمعُ دَائِحَةٍ وإِن لَمْ يُتكلم بِهِ. والدَّوْحة: المِظَلَّة الْعَظِيمَةُ؛ يُقَالُ: مِظَلَّة دَوْحةٌ. والدَّوْحُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: الْبَيْتُ الضَّخْمُ الْكَبِيرُ مِنَ الشعَر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وداحَ بطنُه: عَظُم واسْتَرْسَل إِلى أَسْفَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فأَصْبَحُوا حَوْلَكَ قَدْ داحُوا السُّرَرْ، ... وأَكَلُوا المَأْدُومَ مِنْ بعدِ القَفَرْ أَي قَدْ داحَتْ سُرَرُهم. وانْداحَ بطنُه: كَداحَ. وَبَطْنٌ مُنْداحٌ: خَارِجٌ مُدَوَّر، وَقِيلَ: مُتَّسِعٌ دانٍ مِنَ السِّمَن. ودَوَّحَ مَالَهُ: فَرَّقَه كدَيَّحَه. والدَّاحُ: نَقْشٌ يُلَوَّحُ بِهِ لِلصِّبْيَانِ يُعَلَّلونَ بِهِ؛ يُقَالُ: الدُّنْيَا داحةٌ. التَّهْذِيبُ عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ المَلْهوف عَنْ أَبي حَمْزَةَ الصُّوفيّ أَنه أَنشده: لَوْلَا حُبَّتي داحَهْ، ... لَكَانَ الموتُ لِي راحَهْ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: مَا دَاحَهْ؟ فَقَالَ: الدُّنْيَا؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هَذَا حَرْفٌ صَحِيحٌ فِي اللُّغَةِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحمد بْنِ يَحْيَى؛ قَالَ: وَقَوْلُ الصِّبْيَانِ الدَّاحُ، منه. دَيَحَ: دَيَّحَ فِي بَيْتِهِ: أَقام. ودَيَّحَ مَالَهُ: فرَّقه كدَوَّحه. والدَّيْحانُ: الْجَرَادُ؛ عَنْ كُراع، لَا يُعرف اشْتِقَاقُهُ، وَهُوَ عِنْدُ كُرَاعٍ فَيْعالٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عندنا فَعْلان. فصل الذال المعجمة ذأح: ذَأَحَ السِّقاءَ ذَأْحاً: نفخه؛ عن كراع. ذبح: الذَّبْحُ: قَطْعُ الحُلْقُوم مِنْ باطنٍ عِنْدَ النَّصِيل، وَهُوَ مَوْضِعُ الذَّبْحِ مِنَ الحَلْق. والذَّبْحُ: مَصْدَرُ ذَبَحْتُ الشَّاةَ؛ يُقَالُ: ذَبَحه يَذْبَحُه ذَبْحاً، فَهُوَ مَذْبوح وذَبِيح مِنْ قَوْمِ ذَبْحَى وذَباحَى، وَكَذَلِكَ التَّيْسُ وَالْكَبْشُ مِنْ كِباشٍ ذَبْحَى وذَباحَى. والذَّبِيحة: الشَّاةُ الْمَذْبُوحَةُ. وَشَاةٌ ذَبِيحة، وذَبِيحٌ مِنْ نِعاج ذَبْحَى وذَباحَى وذَبائح، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وإِنما جاءَت ذَبِيحَةٌ بِالْهَاءِ لِغَلَبَةِ الِاسْمِ عَلَيْهَا؛ قَالَ الأَزهري: الذَّبِيحَةُ اسْمٌ لِمَا يُذْبَحُ مِنَ الْحَيَوَانِ، وأُنث لأَنه ذَهَبَ بِهِ مَذْهَبَ الأَسماء لَا مَذْهَبَ النَّعْتِ، فإِن قُلْتَ: شَاةٌ ذَبيحٌ أَو كَبْشٌ ذَبِيحٌ أَو نَعْجَةٌ ذَبِيحٌ لَمْ تَدْخُلْ فِيهِ الْهَاءُ لأَن فَعِيلًا إِذا كَانَ نَعْتًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ يذكَّر، يُقَالُ: امرأَة قَتِيلٍ وكفٌّ خَضِيبٍ؛ وَقَالَ الأَزهري: الذَّبِيحُ الْمَذْبُوحُ، والأُنثى ذَبِيحَةٌ وإِنما جَاءَتْ بِالْهَاءِ لِغَلَبَةِ الِاسْمِ عَلَيْهَا.

وَفِي حَدِيثِ الْقَضَاءِ: مَنْ وَليَ قَاضِيًا «1» فكأَنما ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ ؛ مَعْنَاهُ التَّحْذِيرُ مِنْ طَلَبِ الْقَضَاءِ والحِرصِ عَلَيْهِ أَي مَنْ تَصَدَّى لِلْقَضَاءِ وَتَوَلَّاهُ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلذَّبْحِ فَلْيَحْذَرْهُ؛ وَالذَّبْحُ هَاهُنَا مَجَازٌ عَنِ الْهَلَاكِ فإِنه مِنْ أَسْرَعِ أَسبابِه، وَقَوْلُهُ: بِغَيْرِ سِكِّينٍ، يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن الذَّبْحَ فِي العُرْف إِنما يَكُونُ بِالسِّكِّينِ، فَعُدِلَ عَنْهُ لِيُعْلَمَ أَن الَّذِي أَراد بِهِ مَا يُخافُ عَلَيْهِ مِنْ هَلَاكِ دِينِهِ دُونَ هَلَاكِ بَدَنِهِ، وَالثَّانِي أَن الذَّبْحَ الَّذِي يَقَعُ بِهِ رَاحَةُ الذَّبِيحَةِ وَخَلَاصُهَا مِنَ الأَلم إِنما يَكُونُ بِالسِّكِّينِ، فإِذا ذُبِحَ بِغَيْرِ السِّكِّينِ كَانَ ذَبْحُهُ تَعْذِيبًا لَهُ، فَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ لِيَكُونَ أَبلغَ فِي الحَذَرِ وأَشَدَّ فِي التَّوَقِّي مِنْهُ. وذَبَّحَه: كذَبَحَه، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْكَثْرَةِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ* ؛ وَقَدْ قُرِئَ: يَذْبَحُون أَبناءَكم؛ قَالَ أَبو إِسحاق: الْقِرَاءَةُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهَا بِالتَّشْدِيدِ، وَالتَّخْفِيفُ شَاذٌّ، وَالْقِرَاءَةُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهَا بِالتَّشْدِيدِ أَبلغ لأَن يُذَبِّحُون لِلتَّكْثِيرِ، ويَذْبَحُون يَصْلُح أَن يَكُونَ لِلْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، وَمَعْنَى التَّكْثِيرِ أَبلغ. والذِّبْحُ: اسْمُ مَا ذُبِحَ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ؛ يَعْنِي كَبْشَ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ. الأَزهري: مَعْنَاهُ أَي بِكَبْشٍ يُذْبَحُ، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي فُدِيَ بِهِ إِسماعيلُ بْنُ خَلِيلِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ. الأَزهري: الذِّبْحُ مَا أُعِدَّ للذَّبْح، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الذَّبِيح وَالْمَذْبُوحِ. والذِّبْحُ: الْمَذْبُوحُ، هُوَ بِمَنْزِلَةِ الطِّحْن بِمَعْنَى الْمَطْحُونِ، والقِطْفِ بِمَعْنَى المَقْطُوف؛ وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: فَدَعَا بِذِبْحٍ فذَبَحَه ؛ الذَّبْحُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُذْبَحُ مِنَ الأَضاحِيّ وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَبِالْفَتْحِ الْفِعْلُ مِنْهُ. واذَّبَحَ القومُ: اتَّخَذُوا ذَبِيحَةً، كَقَوْلِكِ اطَّبَخُوا إِذا اتَّخَذُوا طَبِيخًا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: فأَعطاني مِنْ كُلِّ ذَابِحَةٍ زَوْجاً ؛ هَكَذَا فِي رِوَايَةٍ أَي أَعطاني مِنْ كُلِّ مَا يَجُوزُ ذَبْحُه مِنَ الإِبل وَالْبَقْرِ وَالْغَنَمِ وَغَيْرِهَا، وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ بِالرَّاءِ وَالْيَاءِ مِنَ الرَّوَاحِ. وذَبائحُ الْجِنِّ: أَن يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الدَّارَ أَو يَسْتَخْرِجَ مَاءَ الْعَيْنِ وَمَا أَشبهه فَيَذْبَحُ لَهَا ذَبِيحَةً للطِّيَرَة؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ؛ كَانُوا إِذا اشْتَرَوْا دَارًا أَو اسْتَخْرَجُوا عَيْنًا أَو بَنَوْا بُنياناً ذَبَحُوا ذَبِيحَةً، مَخَافَةَ أَن تُصِيبَهُمُ الْجِنُّ فأُضيفت الذَّبَائِحُ إِليهم لِذَلِكَ ؛ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنهم يَتَطَيَّرُونَ إِلى هَذَا الْفِعْلِ، مَخَافَةَ أَنهم إِن لَمْ يَذْبَحُوا أَو يُطْعِمُوا أَن يُصِيبَهُمْ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْجِنِّ يُؤْذِيهِمْ، فأَبطل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا وَنَهَى عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبوحُ أَي ذَكِيّ لَا يَحْتَاجُ إِلى الذَّبْحِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: ذَبْحُ الخَمْرِ المِلْحُ والشمسُ والنِّينانُ ؛ النِّينان: جَمْعُ نُونٍ، وَهِيَ السَّمَكَةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ صِفَةُ مُرِّيٍّ يُعْمَلُ فِي الشَّامِ، يؤْخذ الخَمْرُ فَيُجْعَلُ فِيهِ الْمِلْحُ وَالسَّمَكُ وَيُوضَعُ فِي الشَّمْسِ، فَتَتَغَيَّرُ الْخَمْرُ إِلى طَعْمِ المُرِّيِّ، فَتَسْتَحِيلُ عَنْ هَيْئَتِهَا كَمَا تَسْتَحِيلُ إِلى الخَلِّيَّة؛ يَقُولُ: كَمَا أَن الْمَيْتَةَ حَرَامٌ وَالْمَذْبُوحَةَ حَلَالٌ فَكَذَلِكَ هَذِهِ الأَشياء ذَبَحَتِ الخَمْرَ فَحَلَّتْ، وَاسْتَعَارَ الذَّبْحَ للإِحْلال. والذَّبْحُ فِي الأَصل: الشَّقُّ. والمِذْبَحُ: السِّكِّينُ؛ الأَزهري: المِذْبَحُ: مَا يُذْبَحُ بِهِ الذَّبِيحَةُ مِنْ شَفْرَة وَغَيْرِهَا. والمَذْبَحُ: مَوْضِعُ الذَّبْحِ مِنَ الحُلْقوم. والذَّابحُ: شَعْرٌ يَنْبُتُ بَيْنَ النَّصِيل والمَذْبَح.

_ (1). قوله [من ولي قاضياً إلخ] كذا بالأَصل والنهاية.

والذُّباحُ والذِّبَحَةُ والذُّبَحَةُ: وَجَع الحَلْق كأَنه يَذْبَحُ، وَلَمْ يُعْرَفِ الذَّبْحَة بِالتَّسْكِينِ «2» الَّذِي عَلَيْهِ الْعَامَّةُ. الأَزهري: الذِّبَحَة، بِفَتْحِ الْبَاءِ، دَاءٌ يأْخذ فِي الحَلقِ وَرُبَّمَا قَتَلَ؛ يُقَالُ أَخذته الذُّبَحة والذِّبَحة. الأَصمعي: الذُّبْحةُ، بِتَسْكِينِ الْبَاءِ: وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ؛ وأَما الذُّبَحُ، فَهُوَ نَبْتٌ أَحمر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَوى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَة فِي حَلْقِه مِنَ الذِّبْحة [الذُّبْحة]؛ وَقَالَ: لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي حَرَجاً مِنْ أَسْعَدَ ؛ وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُولُ: الذِّبَحَةُ والذُّبَحة لِهَذَا الدَّاءِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ بِإِسْكَانِ الْبَاءِ؛ وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ مِثْلَ الذِّبْحة عَلَى النَّحْر؛ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلَّذِي تِخالُه صَدِيقًا فإِذا هُوَ عَدُوٌّ ظَاهِرُ الْعَدَاوَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الذِّبْحَة قَرْحة تَخْرُجُ فِي حَلْقِ الإِنسان مِثْلَ الذِّئْبَةِ الَّتِي تأْخذ الْحِمَارِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَادَ البَرَاءَ بْنَ مَعْرُور وأَخذته الذُّبَحة فأَمر مَن لَعَطَه بِالنَّارِ ؛ الذُّبَحة: وَجَعٌ يأْخذ فِي الْحَلْقِ مِنَ الدَّمِ، وَقِيلَ: هِيَ قَرْحَة تَظْهَرُ فِيهِ فَيَنْسَدُّ مَعَهَا وَيَنْقَطِعُ النفَس فَتَقْتُل. والذَّبَاح: الْقَتْلُ أَيّاً كَانَ. والذِّبْحُ: الْقَتِيلُ. والذَّبْحُ: الشَّق. وَكُلُّ مَا شُقَّ، فَقَدْ ذُبِح؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ: يَا حَبَّذا جاريةٌ مِنْ عَكِّ ... تُعَقِّدُ المِرْطَ عَلَى مِدَكِّ، شِبْه كثِيبِ الرَّمْلِ غَيْرَ رَكِّ، ... كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ، فَأْرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ فِي سُكِ أَي فُتِقَتْ، وَقَوْلُهُ: غَيْرُ رَكِّ، لأَنه خالٍ مِنَ الْكَثِيبِ. وَرُبَّمَا قَالُوا: ذَبَحْتُ الدَّنَّ أَي بَزَلْتُه؛ وأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ فِي صِفَةِ خَمْرٍ: إِذا فُضَّتْ خَواتِمُها وبُجَّتْ، ... يُقَالُ لَهَا: دَمُ الوَدَجِ الذَّبيح فإِنه أَراد الْمَذْبُوحَ عَنْهُ أَي الْمَشْقُوقَ مِنْ أَجله، هَذَا قَوْلُ الْفَارِسِيِّ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ أَيضاً: وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعبيرِ كأَنه ... دماءُ ظِباءٍ، بالنُّحورِ، ذَبِيحُ ذَبِيحٌ: وَصْفٌ لِلدِّمَاءِ، وَفِيهِ شَيْئَانِ: أَحدهما وَصْفُ الدَّمِ بأَنه ذَبِيحٌ، وإِنما الذَّبِيحُ صَاحِبُ الدَّمِ لَا الدَّمُ، وَالْآخِرُ أَنه وَصَفَ الْجَمَاعَةَ بِالْوَاحِدِ؛ فأَما وَصْفُهُ الدَّمَ بِالذَّبِيحِ فإِنه عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي كأَنه دِمَاءُ ظِباء بالنُّحور ذبيح ظباؤُه، ثُمَّ حُذِفَ الْمُضَافُ وَهُوَ الظِّبَاءُ فَارْتَفَعَ الضَّمِيرُ الَّذِي كَانَ مَجْرُورًا لِوُقُوعِهِ مَوْقِعَ الْمَرْفُوعِ الْمَحْذُوفِ لِمَا اسْتَتَرَ فِي ذَبِيحٍ، وأَما وَصْفُهُ الدِّمَاءَ وَهِيَ جَمَاعَةٌ بِالْوَاحِدِ فلِأَن فَعِيلًا يُوصَفُ بِهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث وَالْوَاحِدُ وَمَا فَوْقَهُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَعْها فَمَا النَّحْوِيُّ مِنْ صَديقِها وقال تَعَالَى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. والذَّبِيحُ: الَّذِي يَصْلُح أَن يُذْبَحَ للنُّسُك؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تُهْدَى إِليه ذِراعُ البَكْرِ تَكْرِمَةً، ... إِمَّا ذَبِيحاً، وإِمَّا كانَ حُلَّاما وَيُرْوَى حلَّانا. والحُلَّانُ: الجَدْيُ الَّذِي يُؤْخَذُ مِنْ بَطْنِ أُمه حَيًّا فَيُذْبَحُ، وَيُقَالُ: هُوَ الصَّغِيرُ مِنْ أَولاد الْمَعِزِ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَرَّضَ ابنُ أَحمر فِي هَذَا الْبَيْتِ بِرَجُلٍ كَانَ يَشْتِمه وَيَعِيبُهُ يُقَالُ لَهُ سُفْيَانُ، وَقَدْ ذكره

_ (2). قوله [وَلَمْ يُعْرَفِ الذَّبْحَةُ بِالتَّسْكِينِ] أي مع فتح الذال. وأما بضمها وكسرها مع سكون الباء وكسرها وفتحها فمسموعة كالذباح بوزن غراب وكتاب كما في القاموس.

فِي أَوّل الْمَقْطُوعِ فَقَالَ: نُبِّئْتُ سُفْيانَ يَلْحانا ويَشْتِمنا، ... واللهُ يَدْفَعُ عنَّا شَرَّ سُفْيانا وتذابحَ القومُ أَي ذبَحَ بعضُهم بَعْضًا. يُقَالُ: التَّمادُح التَّذابُحُ. والمَذْبَحُ: شَقٌّ فِي الأَرض مِقْدارُ الشِّبْر وَنَحْوِهِ. يُقَالُ: غادَرَ السَّيْلُ فِي الأَرض أَخاديدَ ومَذابحَ. والذَّبائِحُ: شُقُوقٌ فِي أُصول أَصابع الرِّجْل مِمَّا يَلِي الصَّدْرَ، وَاسْمُ ذَلِكَ الدَّاءِ الذُّباحُ، وَقِيلَ: الذُّبَّاح، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. والذُّباحُ: تَحَزُّز وتَشَقُّق بَيْنَ أَصابع الصِّبْيَانِ مِنَ التُّرَابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا دُونَهُ شَوْكَةٌ وَلَا ذُباح، الأَزهري عَنِ ابْنِ بُزُرْج: الذُّبَّاحُ حَزٌّ فِي بَاطِنِ أَصابع الرِّجْل عَرْضاً، وَذَلِكَ أَنه ذَبَحَ الأَصابع وَقَطَعَهَا عَرْضاً، وَجَمْعَهُ ذَبابيحُ؛ وأَنشد: حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ، ... بِهِ ذَبابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يَقُولُ: ذُباحٌ، بِالتَّخْفِيفِ، وَيُنْكِرُ التَّشْدِيدَ؛ قَالَ الأَزهري: وَالتَّشْدِيدُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَكثر، وَذَهَبَ أَبو الْهَيْثَمِ إِلى أَنه مِنَ الأَدواء الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فُعَال. والمَذَابِحُ: مِنَ الْمَسَايِلِ، وَاحِدُهَا مَذْبَح، وَهُوَ مَسِيل يَسِيلُ فِي سَنَدٍ أَو عَلَى قَرارِ الأَرض، إِنما هُوَ جريُ السَّيْلِ بَعْضِهِ عَلَى أَثر بَعْضٍ، وعَرْضُ المَذْبَحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ، وَقَدْ تَكُونُ المَذابح خِلْقَةً فِي الأَرض الْمُسْتَوِيَةِ لَهَا كَهَيْئَةِ النَّهْرِ يَسِيلُ فِيهِ ماؤُها فَذَلِكَ المَذْبَحُ، والمَذَابِحُ تَكُونُ فِي جَمِيعِ الأَرض فِي الأَودية وَغَيْرِ الأَودية وَفِيمَا تواطأَ مِنَ الأَرض؛ والمَذْبَحُ مِنَ الأَنهار: ضَرْبٌ كأَنه شَقٌّ أَو انْشَقَّ. والمَذَابِحُ: المحاريبُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ للقَرابين. والمَذْبَحُ: المِحْرَابُ والمَقْصُورة وَنَحْوُهُمَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ المُهَلَّب أُتِيَ مَرْوانُ بِرَجُلٍ ارْتَدَّ عَنِ الإِسلام وكَعْبٌ شَاهِدٌ، فَقَالَ كَعْبٌ: أَدْخِلوه المَذْبَحَ وَضَعُوا التَّوْرَاةَ وحَلِّفوه بِاللَّهِ ؛ حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَريبَيْنِ؛ وَقِيلَ: المَذابحُ الْمَقَاصِيرُ، وَيُقَالُ: هِيَ الْمَحَارِيبُ وَنَحْوُهَا. ومَذَابحُ النَّصَارَى: بيُوتُ كُتُبهم، وَهُوَ المَذْبَح لِبَيْتِ كُتُبِهِمْ. وَيُقَالُ: ذَبَحْتُ فَأْرَة المِسْكِ إِذا فَتَقْتَهَا وأَخرجت مَا فِيهَا مِنَ الْمِسْكِ؛ وأَنشد شِعْرَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيِّ: فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِ أَي فُتِقَتْ فِي الطِّيبِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ سُكُّ المِسْك. وتُسمَّى المقاصيرُ فِي الْكَنَائِسِ: مَذابِحَ ومَذْبَحاً لأَنهم كَانُوا يَذْبَحُونَ فِيهَا القُرْبانَ؛ وَيُقَالُ: ذَبَحَتْ فَلَانًا لِحْيَتُه إِذا سَالَتْ تَحْتَ ذَقَنه وَبَدَا مُقَدَّمُ حَنكه، فَهُوَ مَذْبُوحٌ بِهَا؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْ كلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِه، ... بادِي الأَداةِ عَلَى مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ يَصِفُ قَيِّمَ الْمَاءِ مَنَعَه الوِرْدَ. وَيُقَالُ: ذَبَحَتْه العَبْرَةُ أَي خَنَقَتْه. والمَذْبَحُ: مَا بَيْنَ أَصل الفُوق وَبَيْنَ الرِّيش. والذُّبَحُ: نباتٌ «1» لَهُ أَصل يُقْشَرُ عَنْهُ قِشرٌ أَسودُ فَيَخْرُجُ أَبيض، كأَنه خَرَزَة بيضاءُ حُلْو طَيِّبٌ يُؤْكَلُ، وَاحِدَتُهُ ذُبَحَةٌ وذِبَحَةٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ الْفَرَّاءِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً: قَالَ أَبو عَمْرٍو الذِّبَحة شَجَرَةٌ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ نَبتاً كالكُرَّاث، ثُمَّ يَكُونُ لَهَا زَهْرة صَفْرَاءُ، وأَصلها مثلُ الجَزَرة، وَهِيَ حُلْوة وَلَوْنُهَا أَحمر. والذُّبَحُ: الجَزَر البَرِّيُ

_ (1). قوله [والذبح نبات إلخ] كصرد وعنب، وقوله: والذبح الجزر إلخ كصرد فقط كما في القاموس.

وَلَهُ لَوْنٌ أَحمر؛ قَالَ الأَعشى فِي صِفَةِ خَمْرٍ: وشَمولٍ تَحْسِبُ العَيْنُ، إِذا ... صَفَقَتْ فِي دَنِّها، نَوْرَ الذُّبَحْ وَيُرْوَى: بُرْدَتها لَوْنُ الذُّبَحْ. وَبُرْدَتُهَا: لَوْنُهَا وأَعلامها، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ يأْكله النَّعَامُ. ثَعْلَبٌ: الذُّبَحَة والذُّبَحُ هُوَ الَّذِي يُشبه الكَمأَةَ؛ قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ الذِّبْحَة والذِّبَحُ، وَالضَّمُّ أَكثر، وَهُوَ ضَربٌ مِنَ الكمأَة بِيضٌ؛ ابْنُ الأَثير: وَفِي شِعْرِ كَعْبِ بْنِ مُرَّة: إِني لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه ... يَوْمًا، وإِن طَالَ الزمانُ، ذُباحا قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. والذُّباحُ: الْقَتْلُ، وَهُوَ أَيضاً نَبْتٌ يَقْتُل آكِلَهُ، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ رِيَاحًا. والذُّبَحُ والذُّباحُ: نَبَاتٌ مِنَ السَّمِّ؛ وأَنشد: ولَرُبَّ مَطْعَمَةٍ تكونُ ذُباحا «1» وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَسْقِيهمُ، مِنْ خِلَلِ الصِّفاحِ، ... كأْساً من الذِّيفان والذُّباحِ وَقَالَ الأَعشى: ولكنْ ماءُ عَلْقَمَةٍ بسَلْعٍ، ... يُخاضُ عَلَيْهِ مَنْ عَلَقِ الذُّباحِ وَقَالَ آخَرُ: إِنما قولُكَ سَمٌّ وذُبَحْ وَيُقَالُ: أَصابه مَوْتٌ زُؤام وذُواف وذُباحٌ؛ وأَنشد لَبِيدٌ: كأْساً مِنَ الذِّيفانِ والذُّباحِ وَقَالَ: الذُّباحُ الذُّبَحُ؛ يُقَالُ: أَخذهم بَنُو فُلَانٍ بالذُّباحِ أَي ذَبَحُوهم. والذُّبَحُ أَيضاً: نَوْرٌ أَحمر. وحَيَّا اللَّهُ هَذِهِ الذُّبَحة أَي هَذِهِ الطَّلْعَةَ. وسَعْدٌ الذَّابِحُ: مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، أَحد السُّعُودِ، وَهُمَا كَوْكَبَانِ نَيِّرَان بَيْنَهُمَا مقدارُ ذِراعٍ فِي نَحْر وَاحِدٍ، مِنْهُمَا نَجْمٌ صَغير قريبٌ مِنْهُ كأَنه يَذْبَحُهُ، فَسُمِّيَ لِذَلِكَ ذَابِحًا؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِذا طَلَعَ الذَّابِحُ انْحَجَر النَّابِحُ. وأَصلُ الذَّبْح: الشَّق؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: كأَنَّ عَينَيَّ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ أَي مَشْقُوقٌ مَعْصُورٌ. وذَبَّح الرجلُ: طأْطأَ رأْسه لِلرُّكُوعِ كَدبَّحَ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَالْمَعْرُوفُ الدَّالُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ التَّذْبِيحِ فِي الصَّلَاةِ ، هَكَذَا جَاءَ فِي روايةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ؛ وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنْ أَن يُذَبِّحَ الرجلُ فِي صِلَاتِهِ كَمَا يُذَبِّحُ الحمارُ ، قَالَ: وقوله أَن يُذَبِّحَ، هو أَن يطأْطئ رأْسه فِي الرُّكُوعِ حَتَّى يَكُونَ أَخفض مِنْ ظَهْرِهِ؛ قَالَ الأَزهري: صحَّف اللَّيْثُ الْحَرْفَ، وَالصَّحِيحُ فِي الْحَدِيثِ: أَن يدبِّح الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ ، بِالدَّالِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ كَمَا رَوَاهُ أَصحاب أَبي عُبَيْدٍ عَنْهُ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ، وَالذَّالُ خطأٌ لَا شَكَّ فِيهِ. والذَّابح: مِيسَمٌ عَلَى الحَلْق فِي عُرْض العُنُق. وَيُقَالُ للسِّمَةِ: ذابحٌ. ذحح: الذَّحُّ: الشَّقُّ، وَقِيلَ: الدَّقُّ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ ذُحْذُحٌ وذَحْذَاحٌ: قَصِيرٌ، وَقِيلَ: قَصِيرٌ عَظِيمُ الْبَطْنِ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: ولمَّا دُخِلَ برأْس الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، على يزيد بن

_ (1). قوله [ولرب مطعمة إلخ] صدره كما في الأَساس [واليأس مما فات يعقب راحة] والشعر للنابغة.

مُعَاوِيَةَ، حَضَرَهُ فَقِيهٌ مِنْ فُقَهَاءِ الشَّامِ فَتَكَلَّمَ فِي الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأَعْظَمَ قَتْلَه، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَزِيدُ: إِنَّ فَقِيهَكُمْ هَذَا لذَحْذاحٌ؛ عَابَهُ بالقِصَرِ وعِظَمِ البَطْنِ حِينَ لَمْ يَجِدْ مَا يَعِيبُه بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو: الذَّحاذِحُ القِصارُ مِنَ الرِّجَالِ، وَاحِدُهُمْ ذَحْذاحٌ؛ قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلى الدَّالِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، والذَّحْذَحةُ: تقارُبُ الخَطْو مَعَ سُرْعَته. وذَحْذَحَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ: سَفَتْه. ذذح: الذَّوْذَحُ: الَّذِي يَقْضِي شَهْوَتَهُ قَبْلَ أَن يَصِلَ إِلى المرأَة. ذرح: ذَرَّحَ الشيءَ فِي الرِّيحِ: كذَرَّاه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وذَرَّحَ الزعفرانَ وَغَيْرَهُ فِي الماءِ تَذْريحاً: جُعِلَ فِيهِ مِنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا. وأَحْمَرُ ذَرِيحيٌّ: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ؛ قَالَ: مِنَ الذَّرِيحِيَّاتِ جَعْداً آرِكا «1» وَقَدِ اسْتُشْهِدَ بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى مَعْنًى آخَرَ. والذَّرِيحِيَّاتُ مِنَ الإِبل: مَنْسُوبَاتٌ إِلى فَحْلٍ يُقَالُ لَهُ ذَرِيحٌ؛ وأَنشد الْبَيْتَ الْمَذْكُورَ. والمُذَرَّحُ مِنَ اللَّبَنِ: المَذِيقُ الَّذِي أُكْثِرَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ. وذَرَّحَ إِذا صَبَّ فِي لَبَنِهِ مَاءً لِيَكْثُرَ. أَبو زَيْدٍ: المَذِيقُ والضَّيْحُ والمُذَرَّحُ والذَّرَاحُ والذُّلاحُ والمُذَرَّقُ، كلُّه: مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي مُزِجَ بِالْمَاءِ. أَبو عَمْرٍو: ذَرَّحَ إِذا طَلَى إِداوته الْجَدِيدَةَ بِالطِّينِ لتَطِيبَ رائحتُها؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَرَّخَ إِداوته، بِهَذَا الْمَعْنَى. والذَّرِيحة: الهَضْبَة. والذَّرِيحُ. الهِضابُ. والذَّرَحُ: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْهَا الرِّحالة. وَبَنُو ذَرِيح: قومٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَنُو ذَرِيح مِنْ أَحياء الْعَرَبِ. وأَذْرُحُ: مَوْضِعٌ؛ وَفِي حَدِيثِ الحَوْض: بَيْنَ جَنْبَيْه كَمَا بَيْنَ جَرْباءَ وأَذْرُحَ ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ الرَّاءِ وَحَاءٍ مُهْمَلَةٍ، قَرْيَةٌ بِالشَّامِ وَكَذَلِكَ جَرْباءُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُمَا قَرْيَتَانِ بِالشَّامِ بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ. والذُّراحُ والذَّرِيحة والذُّرَحْرَحَة والذُّرَحْرَحُ والذُّرُحْرُحُ والذُّرَّحْرَحُ والذُّرُّوحَة والذُّرُّوحُ، رَوَاهَا كُرَاعٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كُلُّ ذَلِكَ: دُوَيْبَّة أَعظم مِنَ الذُّبَابِ شَيْئًا، مُجَزَّعٌ مُبَرْقَشٌ بحُمْرة وَسَوَادٍ وَصُفْرَةٍ، لَهَا جَنَاحَانِ تَطِيرُ بِهِمَا، وَهُوَ سَمٌّ قَاتِلٌ، فإِذا أَرادوا أَن يَكْسِروا حَدَّ سَمِّه خَلَطُوهُ بالعَدَسِ فَيَصِيرُ دَوَاءً لِمَنْ عضَّه الكَلبُ الكَلِبُ: وَالْجَمْعُ ذُرَّاحٌ «2» وذَرَارِيحُ؛ قَالَ: فَلَمَّا رأَتْ أَن لَا يُجِيبَ دُعاءَها، ... سَقَتْه، عَلَى لَوْحٍ، دِماءَ الذَّرارِح الأَزهري عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الذُّرْنُوح لُغَةٌ فِي الذِّرِّيح. والذُّرَحْرَحُ أَيضاً: السَّمُّ الْقَاتِلُ؛ قَالَ: قَالَتْ لَهُ: وَرْياً، إِذا تَنَحْنَحْ، ... يَا ليتَه يُسْقَى عَلَى الذُّرَحْرَحْ وَطَعَامٌ مُذَرَّح: مَسْمُوم، وَفِي التَّهْذِيبِ: طَعَامٌ مَذْرُوح. وذَرَحَ طعامَه إِذا جَعَلَ فِيهِ الذَّراريح؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاحِدُ الذَّرارِيح ذُرَحْرَحٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي الْكَلَامِ فُعُّول بِوَاحِدَةٍ، وَكَانَ يَقُولُ سَبُّوح قَدُّوس، بفتح

_ (1). قوله [جعداً] أَنشده الجوهري ضخماً. (2). قوله [والجمع ذرّاح] كذا بالأَصل بهذا الضبط، والذي يظهر أَنه تحريف عن ذرارح، بدليل الشاهد وإن ثبت في شرح القاموس حيث قال: والجمع ذرّاح كما في اللسان، قال أبو حاتم: الذراريح الوجه، وإنما يقال ذرارح في الشعر انتهى.

فصل الراء المهملة

أَولهما. وذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ، بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِ الْعَيْنَيْنِ، فإِذا صغَّرتَ حَذَفْتَ اللَّامَ الأُولى، وَقُلْتَ ذُرَيْرِحٌ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلَعٌ إِلَّا حَدْرَدٌ. الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: الذَراريح تَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض، حُمْرٌ، وَاحِدَتُهَا ذَرِيحةٌ. ذقح: الأَزهري خَاصَّةً قَالَ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ مُتَذَقِّحٌ لِلشَّرِّ ومُتَفَقِّحٌ ومُتَنَقِّح ومُتَقَذِّذ ومُتَزَلِّم ومُتَشَذِّبٌ ومُتَحَذِّفٌ ومُتَلَقِّحٌ، بمعنى واحد. ذوح: الذَّوْحُ: السَّوْق الشَّدِيدُ وَالسَّيْرُ الْعَنِيفُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ ضَبْعًا نَبَشَتْ قَبْرًا: فذاحَتْ بالوَتائرِ، ثُمَّ بَدَّتْ ... يدَيها، عندَ جانِبِهِ، تَهِيلُ قَوْلُهُ: فَذَاحَتْ أَي مَرَّتْ مَرًّا سَرِيعًا. وَالْوَتَائِرُ: جَمْعُ وَتِيرة، الطَّرِيقَةُ مِنَ الأَرض. وبَدَّتْ: فَرَّقت. وذاحَ إِبله يَذُوحها ذَوْحاً: جَمَعَهَا وَسَاقَهَا سَوْقًا عَنِيفًا، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْإِنْسِ، إِنما يُقَالُ فِي الْمَالِ إِذا حَازَهُ. وذاحَتْ هِيَ: سَارَتْ سَيْرًا عَنِيفًا. وَذَاحَهُ ذَوْحاً وذوَّحَه: فرَّقه. وذَوَّح إِبله وَغَنَمَهُ: بدَّدها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلا ابْشِري بالبيعِ والتَّذْوِيحِ ... فأَنتِ مالُ الشَّوهِ والقُبُوحِ وَكُلُّ مَا فرَّقه، فَقَدْ ذَوَّحَه؛ وأَنشد الأَزهري: عَلَى حَقِّنا فِي كلِّ يومٍ تُذَوِّحُ ذيح: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ عَليٍّ: كَانَ الأَشعثُ ذَا ذَيْحٍ ؛ الذَّيحُ: الكِبْرُ. فصل الراء المهملة ربح: الرِّبْح والرَّبَحُ «3» والرَّباحُ: النَّماء فِي التَّجْر. ابْنُ الأَعرابي: الرِّبْحُ والرَّبَحُ مِثْلُ البِدْلِ والبَدَلِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مِثْلُ شِبْهٍ وشَبَهٍ، هُوَ اسْمُ مَا رَبِحَه. ورَبِحَ فِي تِجَارَتِهِ يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا دَخَلَ فِي التِّجَارَةِ: بالرَّباح والسَّماح. الأَزهري: رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته، وَهَذَا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كَانَ يُرْبَحُ فِيهِ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَبِحَتْ تِجَارَتُهُ إِذا رَبِحَ صاحبُها فِيهَا. وَتِجَارَةٌ رابحةٌ: يُرْبَحُ فِيهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ مَا رَبِحُوا فِي تِجَارَتِهِمْ، لأَن التِّجَارَةَ لَا تَرْبَحُ، إِنما يُرْبَحُ فِيهَا وَيُوضَعُ فِيهَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَدْ خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك؛ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ الِاخْتِصَارَ وسَعَة الْكَلَامِ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الْفِعْلَ لِلتِّجَارَةِ، وَهِيَ لَا تَرْبَحُ وإِنما يُربح فِيهَا، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: لَيْلٌ نَائِمٌ وَسَاهِرٌ أَي يُنام فِيهِ ويُسْهَر؛ قَالَ جَرِيرٌ: ونِمْتُ وَمَا ليلُ المَطِيِّ بنائِم وقوله: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ ؛ أَي مَا رَبِحوا فِي تِجَارَتِهِمْ، وإِذا رَبِحُوا فِيهَا فَقَدْ رَبحَتْ، وَمِثْلُهُ: فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ، وإِنما يُعْزَمُ عَلَى الأَمْرِ وَلَا يَعْزِمُ الأَمْرُ، وَقَوْلُهُ: وَالنَّهارَ مُبْصِراً* أَي يُبْصَر فِيهِ، ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح لِلَّذِي يُرْبَحُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ: ذَاكَ مَالٌ رابِحٌ أَي ذُو رِبْح كَقَوْلِكَ لابِنٌ وتامِرٌ، قَالَ: وَيُرْوَى بِالْيَاءِ. وأَرْبَحْته عَلَى سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً، وَقَدْ أَرْبحَه

_ (3). قوله [الربح إلخ] ربح ربحاً وربحاً كعلم علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره.

بِمَتَاعِهِ، وأَعطاه مَالًا مُرابَحة أَي عَلَى الرِّبْحِ بَيْنَهُمَا، وبعتُ الشيءَ مُرابَحَةً. وَيُقَالُ: بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة عَلَى كُلِّ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ درهمٌ، وَكَذَلِكَ اشْتَرَيْتُهُ مُرابَحة، وَلَا بُدَّ مِنْ تَسْمِيَةِ الرِّبْح. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ ربْح مَا لَمْ يُضْمَن ؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَبِيعَ سِلْعَةً قَدِ اشْتَرَاهَا وَلَمْ يَكُنْ قَبَضَهَا بِربْح، وَلَا يَصِحُّ الْبَيْعُ وَلَا يَحِلُّ الرِّبْح لأَنها فِي ضَمَانِ الْبَائِعِ الأَوَّل وَلَيْسَتْ مِنْ ضَمَانِ الثَّانِي، فَرِبْحُها وخَسارتُها للأَوَّل. والرَّبَحُ: مَا اشْتُرِيَ مِنَ الإِبل لِلتِّجَارَةِ. والرَّبَحُ: الفصالُ، وَاحِدُهَا رابِحٌ. والرَّبَحُ: الفَصِيلُ، وَجَمْعُهُ رِباحٌ مِثْلُ جَمَل وجِمال. والرَّبَحُ: الشَّحْم؛ قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَة: قَرَوْا أَضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ، ... يَعِيشُ بفضلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ البُحُّ: قِداحُ المَيْسر؛ يَعْنِي قِدَاحًا بُحّاً مِنْ رَزَانَتِهَا. والرَّبَحُ هُنَا يَكُونُ الشَّحْمَ وَيَكُونُ الفِصالَ، وَقِيلَ: هِيَ مَا يَرْبَحون مِنَ المَيْسِر؛ الأَزهري: يَقُولُ أَعْوَزَهم الكِبارُ فَتَقَامَرُوا عَلَى الفِصال. وَيُقَالُ: أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضيفانه الرَّبَحَ، وَهِيَ الفُصْلان الصِّغَارُ، يُقَالُ: رَابِحٌ ورَبَحٌ مِثْلُ حَارِسٍ وحَرَسٍ؛ قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ رُبَحاً، فَهُوَ وَلَدُ النَّاقَةِ؛ وأَنشد: قَدْ هَدِلَتْ أَفواه ذِي الرُّبُوحِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ بَحَحَ فِي شَرْحِ بَيْتِ خُفافِ بْنِ نُدْبَة، قَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّبَحُ هَاهُنَا جَمْعُ رَابِحٍ كخادم خَدَم، وَهِيَ الْفِصَالُ. والرُّبَحُ: مِنْ أَولاد الْغَنَمِ، وَهُوَ أَيضاً طَائِرٌ يُشْبِهُ الزَّاغ؛ قَالَ الأَعشى: فَتَرَى القومَ نَشاوَى كلَّهم، ... مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ وَقِيلَ: الرَّبَحُ، بِفَتْحِ أَوله، طَائِرٌ يُشْبِهُ الزَّاغَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والرُّبَحُ والرُّبَّاحُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ جَمِيعًا: القِرْد الذَّكَرُ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فُعَّال؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ: وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها، ... والسهلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ الإِلْقة هَاهُنَا القِرْدَة. ورُبَّاحها: وَلَدُهَا. وتُرغِثُ: تُرْضِع. وَالسَّهْلُ: الْغُرَابُ. وَالنَّوْفَلُ: الْبَحْرُ. وَالنَّضْرُ: الذَّهَبُ؛ وَقَبْلَهُ: تَبَارَكَ اللَّهُ وَسُبْحَانَهُ، ... مَنْ بِيَدَيْهِ النَّفْعُ والضَّرُّ مَنْ خَلْقُه فِي رِزْقِهِ كلُّهم: ... الذِّيخُ والتَّيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوِّ إِذا مَا عَلا ... فِيهِ، ومَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ فِي شاهِقٍ، ... وجأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيَّةُ الصَّمَّاءُ فِي جُحْرِها، ... والتَّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ الذِّيخُ: ذَكَرُ الضِّبَاعِ. والتَّيتل: المُسِنُّ مِنَ الوُعُول. والغُفْر: وَلَدُ الأُرْوِيَّة، وَهِيَ الأُنثى مِنَ الْوُعُولِ أَيضاً. والأَعْصَم: الَّذِي فِي يَدَيْهِ بَيَاضٌ. والجَأْبَةُ: بَقَرَةُ الْوَحْشِ، وإِذا قُلْتَ: جَأْبَةُ المِدْرَى، فَهِيَ الظَّبْيَةُ. والتَّتْفُل: وَلَدُ الثَّعْلَبِ. ورأَيت فِي حَوَاشِي نُسْخَةٍ مِنْ حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ سَيِّدِنَا الإِمام الْعَلَّامَةِ الرَّاوِيَةِ الْحَافِظِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، وَفَّقَهُ اللَّهُ، وإِليه

انْتَهَى عِلْمُ اللُّغَةِ فِي عَصْرِهِ نَقْلًا وَدِرَايَةً وَتَصْرِيفًا؛ قَالَ أَول الْقَصِيدَةِ: الناسُ دَأْباً فِي طِلابِ الثَّرَى، ... فكلُّهمْ مِنْ شأْنِه الخَتْرُ كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ، ... لَهَا عُواءٌ، وَلَهَا زَفْرُ تَراهُمُ فَوْضَى، وأَيْدِي سَبَا، ... كلٌّ لَهُ، فِي نَفْسِهِ، سِحْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ وَسُبْحَانَهُ ... وَقَالَ: بِشْرُ بْنُ المُعْتَمِر النَّضْرِيٌّ أَبو سَهْلٍ كَانَ أَبرص، وَهُوَ أَحد رُؤَسَاءِ المتَكلمين، وَكَانَ رَاوِيَةً نَاسِبًا لَهُ الأَشعار فِي الِاحْتِجَاجِ لِلدِّينِ وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ، وَيُقَالُ إِن لَهُ قَصِيدَةً فِي ثَلَاثِمِائَةِ وَرَقَةٍ احْتَجَّ فِيهَا، وَقَصِيدَةً فِي الْغُولِ؛ قَالَ: وَذَكَرَ الْجَاحِظُ أَنه لَمْ يَرَ أَحداً أَقوى عَلَى المُخَمَّس الْمُزْدَوِجِ مِنْهُ؛ وَهُوَ الْقَائِلُ: إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقول ... وَمَا أَقولُ، فأَنتَ عالِمْ أَو كنتَ تَجْهَلُ ذَا وذاك، ... فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ وَقَالَ: هَذَا مِنْ مُعْجَمِ الشُّعَرَاءِ للمَرْزُبانيِّ. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ: رُبَّاحٌ اسْمٌ لِلْقِرْدِ، قَالَ: وَضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ يُقَالُ لَهُ زُبُّ رُبَّاحٍ؛ وأَنشد شَمِرٌ للبَعِيث: شَآمِيَةٌ زُرْقُ العُيون، كأَنها ... رَبابِيحُ تَنْزُو، أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرُّبَّاحُ القِرْدُ، وَهُوَ الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ، وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الْقِرْدِ، وَقِيلَ: الجَدْيُ، وَقِيلَ: الرُّبَّاحُ الْفَصِيلُ، والحاشيةُ الصَّغِيرُ الضَّاوِيّ؛ وأَنشد: حَطَّتْ بِهِ الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي، ... كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَني قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كَيْفَ يَكُونُ فَصِيلًا صَغِيرًا، وَقَدْ جَعَلَهُ ثَنِيّاً، وَالثَّنِيُّ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ؟ وَأَنْشَدَ شَمِرٌ لِخِداش بْنِ زُهَيْرٍ: ومَسَبُّكم سُفْيانَ ثُمَّ تُرِكْتُم، ... تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ والرَّبَاحُ: دُوَيبَّة مِثْلُ السِّنَّوْر؛ هَكَذَا فِي الأَصل الَّذِي نُقِلَتْ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْحَوَاشِي: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّبَاحُ أَيضاً دُوَيبَّة كَالسِّنَّوْرِ يُجْلَبُ مِنْهُ الْكَافُورُ، وَقَالَ: هَكَذَا وَقَعَ فِي أَصلي، قَالَ: وَكَذَا هُوَ فِي أَصل الْجَوْهَرِيِّ بِخَطِّهِ، قَالَ: وَهُوَ وَهَمٌ، لأَن الْكَافُورَ لَا يُجْلَبُ مِنْ دَابَّةٍ، وإِنما هُوَ صَمْغُ شَجَرٍ بِالْهِنْدِ. ورَباحٌ: مَوْضِعٌ هُنَاكَ يُنْسَبُ إِليه الْكَافُورُ، فَيُقَالُ كَافُورٌ رَباحِيٌّ، وأَما الدُّوَيْبَّةُ الَّتِي تُشْبِهُ السِّنَّوْرَ الَّتِي ذُكِرَ أَنها تُجْلَبُ لِلْكَافُورِ فَاسْمُهَا الزَّبادة، وَالَّذِي يُجْلَبُ مِنْهَا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ بِكَافُورٍ، وإِنما يُسَمَّى بَاسْمِ الدَّابَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ الزَّبادة؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَالزَّبَادَةُ الَّتِي يُجْلَبُ مِنْهَا الطِّيبُ أَحسبها عَرَبِيَّةً، قَالَ: وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: والرَّباح دويبَّة، قَالَ: والرَّباحُ أَيضاً بَلَدٌ يُجْلَبُ مِنْهُ الْكَافُورُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا مِنْ زِيَادَةِ ابْنِ الْقَطَّاعِ وَإِصْلَاحِهِ، وَخَطُّ الْجَوْهَرِيِّ بِخِلَافِهِ. وزُبُّ الرُّبَّاح: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ. والرَّبَاحُ: بَلَدٌ يُجْلَبُ مِنْهُ الْكَافُورُ. ورَبَاحٌ: اسْمٌ؛ ورَبَاح فِي قَوْلِ الشَّاعِرُ: هَذَا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ اسْمُ ساقٍ. والمُرَبِّحُ: فرسُ الحرث بْنِ دُلَفٍ. والرُّبَحُ:

الْفَصِيلُ كأَنه لُغَةٌ فِي الرُّبَع، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: مِثْلَمَا مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ قِيلَ: إِنه أَراد الرُّبَعَ، فَأَبدل الْحَاءَ مِنَ الْعَيْنِ. والرَّبَحُ: مَا يَرْبَحون مِنَ المَيْسِر. رجح: الرَّاجِحُ: الوازِنُ. ورَجَحَ الشيءَ بِيَدِهِ: رَزَنه ونَظر مَا ثِقْلُه. وأَرْجَحَ الميزانَ أَي أَثقله حَتَّى مَالَ. وأَرْجَحْتُ لِفُلَانٍ ورَجَّحْت تَرْجيحاً إِذا أَعطيته راجِحاً. ورَجَح الشيءُ يَرْجَحُ ويَرْجِحُ ويَرْجُحُ رُجوحاً ورَجَحاناً ورُجْحاناً، ورَجَح الْمِيزَانُ يَرْجَحُ ويَرْجِحُ ويَرْجُحُ رُجْحاناً: مَالَ. وَيُقَالُ: زِنْ وأَرْجِحْ، وأَعْطِ راجِحاً. ورَجَحَ فِي مجلِسه يَرْجُح: ثَقُل فَلَمْ يَخِفَّ، وَهُوَ مَثَل. والرَّجَاحة: الحِلم، عَلَى المَثَل أَيضاً، وَهُمْ مِمَّنْ يَصِفُونَ الحِلم بالثِّقَل كَمَا يَصِفُونَ ضِدَّهُ بالخِفَّة والعَجَل. وَقَوْمٌ رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومَراجِيحُ ومَراجِحُ: حُلَماءُ؛ قَالَ الأَعشى: مِنْ شَبابٍ تَراهُمُ غَيرَ مِيلٍ، ... وكُهولًا مَراجِحاً أَحْلاما وَاحِدُهُمْ مِرْجَحٌ ومِرْجاح؛ وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ للمَراجِح وَلَا المَراجِيح مِنْ لَفْظِهَا. والحِلْمُ الراجِحُ: الَّذِي يَزِنُ بِصَاحِبِهِ فَلَا يُخِفُّه شَيْءٌ. وناوَأْنا قَوْمًا فَرَجَحْناهم أَي كُنَّا أَوْزَنَ مِنْهُمْ وأَحلم. وراجَحْته فَرَجَحْته أَي كنتُ أَرْزَنَ مِنْهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْمٌ مَراجِيحُ فِي الحِلم. وأَرْجَحَ الرجلَ: أَعطاه راجِحاً. وامرأَة رَجاحٌ وراجِحٌ: ثَقِيلَةُ العَجيزة مِنْ نِسْوَةٍ رُجَّح؛ قَالَ: إِلى رُجَّح الأَكفالِ، هِيفٍ خُصُورُها، ... عِذابِ الثَّنَايَا، رِيقُهُنَّ طَهُورُ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذا ثَقُلَتْ روادفُها فَتَذَبْذَبَتْ: هِيَ تَرْتَجِحُ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ومَأْكَماتٍ يَرْتَجِحْنَ رُزَّما وجمعُ المرأَة الرَّجاح رُجُح، مِثْلُ قَذال وقُذُل؛ قَالَ رؤْبة: ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ وجِفانٌ رُجُحٌ: مَلأَى مُكْتَنِزة؛ قَالَ أُمَيَّة بنُ أَبي الصَّلْتِ: إِلى رُجُحٍ مِنَ الشِّيزَى، مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ وَقَالَ الأَزهري: مَمْلُوءَةٌ مِنَ الزُّبْدِ وَاللَّحْمِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَإذا شَتَوْا، عادَتْ عَلَى جِيرانهم ... رُجُحٌ يُوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ أَي قِصَاعٌ يملؤُها نُوق مَرابع. وكتائبُ رُجُحٌ: جَرَّارة ثَقِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بكتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ كَبْشُها ... نَطْحَ الكِباشِ، كأَنهنَّ نُجُومُ ونَخِيلٌ مَراجِيحُ إِذا كَانَتْ مَوَاقِيرَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: نَخْلُ القُرَى شالَتْ مَراجِيحُه ... بالوِقْرِ، فانْزالَتْ بأَكْمامِها انْزَالَتْ: تَدَلَّتْ أَكمامها حِينَ ثَقُلَتْ ثِمَارُهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَراجِيحُ الفَلَواتُ كأَنها تَتَرَجَّحُ بِمَنْ سَارَ فِيهَا أَي تُطَوِّحُ بِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِلالٍ أَبي عَمْرٍو، وَقَدْ كَانَ بَيْنَنَا ... أَراجيحُ، يَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّواجِيا

أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ برُكْبانها. والأُرْجُوحَة والمَرْجُوحة: الَّتِي يُلْعَبُ بِهَا، وَهِيَ خَشَبَةٌ تؤْخذ فَيُوضَعُ وَسَطُهَا عَلَى تَلٍّ، ثُمَّ يَجْلِسُ غلامٌ عَلَى أَحد طَرَفَيْهَا وغلامٌ آخَرُ عَلَى الطَّرَفِ الْآخَرِ، فَتَرَجَّحُ الْخَشَبَةُ بِهِمَا وَيَتَحَرَّكَانِ، فَيَمِيلُ أَحدهما بِصَاحِبِهِ الْآخَرِ. وتَرَجَّحَتِ الأُرْجُوحة بِالْغُلَامِ أَي مَالَتْ. وَيُقَالُ لِلْحَبْلِ الَّذِي يُرْتَجَحُ بِهِ: الرُّجَّاحةُ والنُّوَّاعةُ والنُّوَّاطةُ والطُّوَّاحةُ. وأَراجِيحُ الإِبل: اهْتِزَازُهَا فِي رَتَكانِها، وَالْفِعْلُ الارْتِجاحُ؛ قَالَ: عَلَى رَبِذٍ سَهْوِ الأَراجِيحِ مِرْجَمِ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَا أَعرف وَجْهَ هَذَا لأَن الِاهْتِزَازَ وَاحِدٌ والأَراجيح جَمْعٌ، وَالْوَاحِدُ لَا يُخْبَرُ بِهِ عَنِ الْجَمْعِ، وَقَدِ ارْتَجَحَتْ. وَنَاقَةٌ مِرْجاحٌ، وبعير مِرْجاحٌ. والمِرْجاحُ مِنَ الإِبل: ذُو الأَرَاجِيح. والتَّرَجُّحُ: التَّذَبْذُبُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ عامٌّ فِي كُلِّ مَا يشبهه. رحح: عَيش رَحْرَاح أَي وَاسِعٌ. والرَّحَحُ: انبساطُ الْحَافِرِ فِي رِقَّةٍ. أَبو عَمْرٍو: الأَرَحُّ الْحَافِرُ الْعَرِيضُ والمَصْرُورُ المُتَقَبِّضُ، وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ؛ قَالَ: لَا رَحَحٌ فِيهَا، وَلَا اصْطِرارُ، ... وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ يَعْنِي لَا فِيهَا عِرَضٌ مُفْرِط وَلَا انْقِبَاضٌ وضِيق، وَلَكِنَّهُ وَأْبٌ، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ؛ وَقِيلَ: الرَّحَحُ سَعَةُ فِي الْحَافِرِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ لأَنه خِلَافُ المُصْطَرّ، وإِذا انْبَطح جِدًّا، فَهُوَ عَيْبٌ. والرَّحَحُ: عِرَضُ القَدَمِ فِي رِقَّةٍ أَيضاً وَهُوَ أَيضاً فِي الْحَافِرِ عَيْبٌ. وقَدَمٌ رَحَّاء: مُسْتَوِيَةُ الأَخْمَصِ بِصَدْرِ القَدَم حَتَّى لَا يَمَسَّ الأَرضَ. وَرَجُلٌ أَرَحُّ أَي لَا أَخْمَصَ لِقَدَمَيْهِ كأَرْجُلِ الزِّنْجِ؛ اللَّيْثُ: الرَّحَحُ انبساطُ الْحَافِرِ وعِرَضُ الْقَدَمِ وَكُلُّ شَيْءٍ كَذَلِكَ، فَهُوَ أَرَحُّ، والوَعِلُ المُنْبَسِطُ الظِّلْف أَرَحُّ؛ قَالَ الأَعشى: فَلَوْ أَنَّ عِزَّ الناسِ فِي رأْسِ صَخْرةٍ ... مُلَمْلَمَةٍ، تُعْيي الأَرَحَّ المُخَدَّما لأَعْطاك ربُّ الناسِ مِفتاحَ بابِها، ... وَلَوْ لَمْ يكنْ بابٌ، لأَعْطاك سُلَّما أَراد بالأَرَحِّ الوَعِلَ، وبالمُخَدَّمِ الأَعْصَمَ مِنَ الوُعُول، كأَنه الَّذِي فِي رِجْلَيْهِ خَدَمَة، وعَنَى الوَعِلَ الْمُنْبَسِطَ الظِّلْفِ؛ يَصِفُهُ بِانْبِسَاطِ أَظلافه. الأَزهري: الأَرَحّ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَسْتَوِي بَاطِنُ قَدَمَيْهِ حَتَّى يَمَسَّ جميعُه الأَرضَ، وامرأَة رَحَّاءُ القَدمين؛ وَيُسْتَحَبُّ أَن يَكُونَ الرجلُ خَمِيصَ الأَخْمَصَينِ، وَكَذَلِكَ المرأَة. وَبَعِيرٌ أَرَحُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ، وخُفٌّ أَرَحُّ كَمَا يُقَالُ: حَافِرٌ أَرَحُّ؛ وكِرْكِرَة رَحَّاء: وَاسِعَةٌ. وشيءٌ رَحْراحٌ أَي فِيهِ سَعة ورِقَّة. وعَيْشٌ رَحْراحٌ أَي وَاسِعٌ. وجَفْنة رَحَّاء وَاسِعَةٌ كَرَوْحاء عَرِيضَةٌ لَيْسَتْ بقَعِيرة، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ: رَحَّ يَرَحُّ. ابْنُ الأَعرابي: الرُّحُحُ الْجِفَانُ الْوَاسِعَةُ. وطَسْتٌ رَحْراحٌ: مُنْبَسِطٌ لَا قَعْرَ لَهُ، وَكَذَلِكَ كلُّ إِناءٍ نَحْوُهُ. وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَحْراحٌ ورَحْرَحانُ ورَهْرَهٌ ورَهْرَهانُ: وَاسِعٌ قَصِيرُ الْجِدَارِ؛ قَالَ: ليْستْ بأَصْفارٍ لمنْ ... يَعْفُو، وَلَا رُحٌّ رَحارِحْ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: قَصْعة رَحْرَحٌ ورَحْرَحانِيَّة، وَهِيَ

المنبسِطة فِي سَعَةٍ. وَقَالَ الأَصمعي: رَحْرَحَ الرجلُ إِذا لَمْ يُبَالِغْ قَعْرَ مَا يُرِيدُ كالإِناء الرَّحْراح؛ وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وبُحْبُوحَتها: رَحْرَحانِيَّةٌ أَي وَسَطُها فَيَّاحٌ واسِع، والأَلف وَالنُّونُ زِيدَتَا لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَنس: فأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْراحٍ فَوَضَعَ فِيهِ أَصابعه ؛ الرَّحْراحُ: الْقَرِيبُ القَعْر مَعَ سَعة فِيهِ. قَالَ: وعَرَّضَ «1» لِي فلانٌ تَعْريضاً إِذا رَحْرَحَ بِالشَّيْءِ وَلَمْ يُبَيِّن. وتَرَحْرَحَتِ الفرسُ إِذا فَحَّجَتْ قَوَائِمَهَا لِتَبُولَ. وَحَافِرٌ أَرَحُّ: مُنْفَتِحٌ فِي اتِّسَاعٍ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الرَّحَحُ والرَّحَّةُ: الْحَيَّةُ إِذا انْطَوَتْ. وَيُقَالُ: رَحْرَحْتُ عَنْهُ إِذا سَتَرْتَ دُونَهُ. ورَحْرَحانُ: اسْمُ وادٍ عَرِيضٍ فِي بِلَادِ قَيْسٍ. وَقِيلَ: رَحْرَحانُ مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: اسْمُ جَبَلٍ قَرِيبٍ مِنْ عُكاظَ؛ وَمِنْهُ يَوْمٌ رَحْرَحان لِبَنِي عَامِرٍ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ عَطِيَّةَ التَّمِيمِيُّ: هَلَّا فَوارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ ... «2» عُشَراً، تَناوَحُ فِي سَرارةِ وَادِي يَقُولُ: لَهُمْ مَنْظَر وَلَيْسَ لَهُمْ مَخْبَرٌ؛ يُعَيِّرُ بِهِ لَقِيطَ بْنِ زُرارة، وَكَانَ قَدِ انهزم يومئذ. ردح: الرَّدْحُ والتَّرْديحُ، بَسْطُك الشَّيْءَ بالأَرض حَتَّى يَسْتَوِيَ، وَقِيلَ: إِنما جَاءَ التَّرْدِيحُ فِي الشِّعْرِ. الأَزهري: الرَّدْحُ بَسْطُكَ الشَّيْءَ فَيَسْتَوِي ظَهْرُه بالأَرض كَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ: بيتَ حُتُوفٍ مُكْفأً مَرْدُوحا وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: مُكْفَحاً مَرْدُوحا، وَقَالَ: هُوَ لأَبي النَّجْمِ يَصِفُ بَيْتَ الصَّائِدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بيتَ بِالنَّصْبِ عَلَى مَعْنَى سَوَّى بيتَ حُتوف، قَالَ: ومُكْفَحاً غلطٌ وَصَوَابُهُ مُكْفأ، والمُكْفأُ: المُوسَّعُ فِي مُؤَخِّرِهِ؛ وَقَبْلَهُ: فِي لَجَفٍ، غَمَّدَهُ الصَّفِيحا ... تَلْجيفُه، للمَيِّتِ، الضَّرِيحا قَالَ: واللَّجَفُ حَفِيرٌ لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ، وغَمَّده الصَّفِيحُ لِئَلَّا يُصِيبَهُ الْمَطَرُ. وَالصَّفِيحُ: جَمْعُ صَفِيحة الْحَجَرُ الْعَرِيضُ، قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ مُرْدَحًا مِثْلَ مَبْسُوطٍ ومُبْسَطٍ. وامرأَة رَدَاحٌ ورَدَاحَة ورَدُوحٌ: عَجْزاء ثَقِيلَةُ الأَوراك تامَّة الخَلْق، وَقَالَ الأَزهري: ضَخْمَةُ الْعَجِيزَةِ والمَآكِم؛ وَقَدْ رَدُحَتْ رَداحَةً، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ رَداحٌ، وكَبْشٌ رَدَاحٌ: ضَخْم الأَلْيَة؛ قَالَ: ومَشَى الكُماةُ إِلى الكماةِ، ... وقُرِّبَ الكبشُ الرَّداحْ ودوْحةٌ رَداحٌ: عَظِيمَةٌ. وجَفْنة رَداح: عَظِيمَةٌ، وَالْجَمْعُ رُدُحٌ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي الصَّلْت: إِلى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى، مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ وكتيبة رَداحٌ: صخمةٌ مُلَمْلَمَة كَثِيرَةُ الفُرْسان ثَقِيلَةُ السَّيْرِ لِكَثْرَتِهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ كَتِيبَةً: ومِدْرَهِ الكَتِيبةِ الرَّدَاحِ وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه قَالَ: إِنَّ مِنْ ورائِكم أُموراً مُتَماحِلةً رُدُحاً، وبَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً ؛ فَالْمُتَمَاحِلَةُ: المُتطاوِلة. والرُّدُحُ: الْعَظِيمَةُ؛ يَعْنِي الْفِتَنَ، جمعُ رَداحٍ، وَهِيَ الْفِتْنَةُ الْعَظِيمَةُ. وَرَوِيَ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِن مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا

_ (1). قوله [قال وعرَّض إلخ] ليس من عبارة ابن الأَثير. (2). قوله [هجوتم] كذا بالأَصل والصحاح، والذي في معجم ياقوت هجوتهم انتهى.

مُرْدِحة ؛ قَالَ: والمُرْدِحُ لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما المُثْقِلُ، وَالْآخَرُ المُغَطِّي عَلَى الْقُلُوبِ، مِنْ أَرْدَحْت الْبَيْتَ إِذا أَرسلتَ رُدْحَتَه، وَهِيَ سُتْرة فِي مؤَخر الْبَيْتِ، قَالَ: وَمَنْ رواه فتناً رُدَّحاً، فهي جَمْعُ الرَّادِحَة، وَهِيَ الثِّقالُ الَّتِي لَا تَكَادُ تَبْرَحُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْفِتَنِ: لأَكُوننَّ فِيهَا مِثْلَ الجَمل الرَّدَاح أَي الثَّقِيلُ الَّذِي لَا انْبِعَاثَ لَهُ. والرَّادحة فِي بَيْتِ الطِّرِمَّاح: هُوَ الغَيْثُ للمُعْتَفِين، المُفِيضُ ... بفضلِ مَوائِدِه الرادِحهْ قَالَ: هِيَ الْعِظَامُ الثِّقَالُ. وَمَائِدَةٌ رَادِحَةٌ: وَهِيَ الْعَظِيمَةُ الْكَثِيرَةُ الْخَيْرِ؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي مُوسَى أَنه ذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَالَ: وَبَقِيَتِ الرَّداحُ الْمُظْلِمَةُ الَّتِي مَن أَشْرَفَ لَهَا أَشْرَفَتْ لَهُ ؛ أَراد الْفِتْنَةَ الثَّقِيلَةَ الْعَظِيمَةَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: عُكُومُها رَداحٌ وَبَيْتُهَا فَيَاح ؛ العُكُومُ: الأَحمالُ المُعَدَّلَة. وَالرَّدَاحُ: الثَّقِيلَةُ الْكَثِيرَةُ الْحَشْوِ مِنَ الأَثاثِ والأَمتعة. والرَّدَاحةُ والرِّداحةُ: دِعامة بَيْتٍ هِيَ مِنْ حِجَارَةٍ فَيُجْعلُ عَلَى بَابِهِ حَجَرٌ يُقَالُ لَهُ السَّهْمُ، والمُلْسِنُ يَكُونُ عَلَى الْبَابِ، وَيَجْعَلُونَ لَحْمة السَّبُع فِي مُؤَخر الْبَيْتِ، فإِذا دَخَلَ السَّبُعُ فَتَنَاوَلَ اللَّحْمَةَ سَقَطَ الْحَجْرُ عَلَى الْبَابِ فَسَدّه. والرُّدْحة: سُتْرة فِي مُؤَخَّرِ الْبَيْتِ، وَقِيلَ: قِطْعَةٌ تُدْخَلُ فِيهِ؛ رَدَحَه يَرْدَحُه رَدْحاً، وأَرْدَحَه؛ وَقَالَ الأَزهري: هِيَ قِطْعَةٌ تُدْخَلُ فِيهَا بَنِيقة تُزَادُ فِي الْبَيْتِ؛ وأَنشد الأَصمعي: بيتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُهْ قَالَ: ورُدْحة بَيْتِ الصَّائِدِ وقُتْرَتُه حِجَارَةٌ يَنْصِبُهَا حَوْلَ بَيْتِهِ، وَهِيَ الحَمائر، وَاحِدَتُهَا حِمارَة. ورَدَحَ البيتَ بِالطِّينِ يَرْدَحُه رَدْحاً، وأَرْدَحه: كاثَفَه عَلَيْهِ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ يَصِفُ صَائِدًا: بِناءُ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بِطينِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بناءَ، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: أَعَدَّ فِي مُحْتَرَسٍ كَنِينِ الأَزهري: الرُّدْحِيُّ الكاسُورُ، وَهُوَ بَقَّالُ القُرَى. ورَدَحَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. ورَدَحَه: صَرَعَه. ورُدَيْحٌ ورَدْحانُ: اسمان. رزح: الرَّازِحُ والمِرْزاحُ مِنَ الإِبل: الشَّدِيدُ الهُزال الَّذِي لَا يَتَحَرَّكُ، الْهَالِكُ هُزالًا، وَهُوَ الرَّازِمُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ رَوازِحُ ورُزَّحٌ ورَزْحَى ورَزاحَى ومَرازِيحُ. رَزَحَ يَرْزَحُ رَزْحاً ورَزاحاً ورُزُوحاً: سَقَطَ مِنَ الإِعياءِ هُزالًا؛ وَقَدْ رَزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزُوحاً ورَزَّحْتُها أَنا تَرْزِيحاً؛ وَقَوْلُهُمْ رَزَحَ فلانٌ مَعْنَاهُ ضَعُف وَذَهَبَ مَا فِي يَدِهِ، وأَصله مِنْ رَزاحِ الإِبل إِذا ضَعُفَتْ ولَصِقَتْ بالأَرض فَلَمْ يَكُنْ بِهَا نُهوض؛ وَقِيلَ: رَزَحَ أُخِذَ مِنَ المَرْزَحِ، وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، كأَنه ضَعُفَ عَنِ الِارْتِقَاءِ إِلى مَا عَلَا مِنْهَا. والمِرْزَحُ: الصوتُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. ورَزَحَ العنبَ وأَرْزَحه إِذا سَقَطَ فَرَفَعَهُ. والمِرْزَحَة: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُرفع بِهَا. والمِرْزَحُ، بِالْكَسْرِ: الْخَشَبُ يُرْفَعُ بِهِ الْكَرْمُ عَنِ الأَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُرْفَعُ بِهَا الْعِنَبُ إِذا سَقَطَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. والمِرْزَحُ: مَا اطمأَنَّ مِنَ الأَرض؛ قَالَ الطرمَّاح: كأَنَّ الدُّجَى دونَ البلادِ مُوَكَّلٌ، ... يَنِمُّ بِجَنْبَيْ كلِّ عُلْوٍ ومِرْزَحِ ورِزاحٌ: اسْمُ رَجُلٍ. والمَرْزَحُ: المَقْطَعُ الْبَعِيدُ.

والمِرْزِيحُ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ «1»؛ وأَنشد لِزِيَادٍ المِلْقَطيّ: ذَرْ ذَا ولكنْ تَبَصَّرْ، هَلْ تَرَى ظُعُناً ... تُحْدَى لساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزِيحُ؟ وَالسَّاقَةُ: جَمْعُ سَائِقٍ، كالباعة جمع بائع. رسح: الرَّسَحُ: خِفَّةُ الأَلْيَتَين وَلُصُوقُهُمَا. رَجُلٌ أَرْسَحُ بَيِّنُ الرَّسَح: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَجُزِ وَالْفَخِذَيْنِ، وامرأَة رَسْحاءُ؛ وَقَدْ رَسِحَ رَسَحاً. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جَاءَتْ بِهِ أَرْسَحَ، فَهُوَ لِفُلَانٍ ؛ الأَرْسَحُ: الَّذِي لَا عَجُزَ لَهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسْتَرْضِعُوا أَولادكم الرُّسْحَ وَلَا العُمْشَ، فإِن اللَّبَنَ يُورثُ الرَّسَحَ ؛ اللَّيْثُ: الرَّسَحُ أَن لَا يَكُونَ للمرأَة عَجِيزَةٌ، وَقَدْ رَسِحَتْ رَسَحاً، وَهِيَ الزَّلَّاء والمِزْلاجُ. والأَرْسَحُ: الذِّئْبُ، لِذَلِكَ، وَكُلُّ ذِئْبٍ أَرْسَحُ لأَنه خَفِيفُ الوَرِكَينِ، وَقِيلَ لامرأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ: مَا بالُنا نراكُنَّ رُسْحاً؟ فَقَالَتْ: أَرْسَحَتْنا نارُ الزَّحْفَتَينِ. وَقِيلَ للسِّمْع الأَزَلِّ: أَرْسَحُ. والرَّسْحاءُ: الْقَبِيحَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْجَمْعُ رُسْحٌ. رشح: الرَّشْحُ: نَدَى العَرَقِ عَلَى الجَسَدِ. يُقَالُ: رَشَحَ فلانٌ عَرَقاً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَرْشَحَ عَرَقاً وتَرَشَّحَ عَرَقاً، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَدْ رَشَحَ يَرْشَحُ رَشْحاً ورَشَحاناً: نَدِيَ بالعَرَق. والرَّشِيحُ: العَرَق. والرَّشْحُ: العَرَقُ نَفْسُهُ؛ قَالَ ابن مُقْبِل: يَخْدِي بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِع وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ آذانَهم ؛ الرَّشْحُ: العَرَق لأَنه يَخْرُجُ مِنَ الْبَدَنِ شَيْئًا فَشَيْئًا كَمَا يَرْشَحُ الإِناءُ المُتَخَلْخِلُ الأَجزاء. والمِرْشَحُ والمِرْشَحَة: الْبِطَانَةُ الَّتِي تَحْتَ لِبْدِ السَّرْج، سمِّيت بِذَلِكَ لأَنها تُنَشِّفُ الرَّشْح؛ يَعْنِي العَرَق؛ وَقِيلَ: هِيَ مَا تَحْتَ المِيثَرَة. وَبِئْرٌ رَشُوحٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ، ورَشَحَ النِّحْيُ بِمَا فِيهِ كَذَلِكَ. ورَشَّحَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا بِاللَّبَنِ الْقَلِيلِ إِذا جَعَلَتْهُ فِي فِيهِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ حَتَّى يَقْوَى عَلَى المَصِّ، وَهُوَ الرَّشِيحُ. ورَشَحَتِ الناقةُ وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَتْهُ: وَهُوَ أَن تَحُكَّ أَصل ذَنَبِهِ وَتَدْفَعَهُ برأْسها وتُقَدِّمه وتَقِفَ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْحَقَهَا وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وَتَتْبَعُهُ، وَهِيَ راشِحٌ ومُرْشِحٌ ومُرَشِّحٌ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى النَّسَبِ. وتَرَشَّحَ هُوَ إِذا قَوِيَ عَلَى الْمَشْيِ مَعَ أُمه. وأَرْشَحَتِ الناقةُ والمرأَة، وَهِيَ مُرْشِحٌ إِذا خَالَطَهَا وَلَدَهَا وَمَشَى مَعَهَا وَسَعَى خَلْفَهَا وَلَمْ يُعَنِّها؛ وَقِيلَ: إِذا قَوِيَ وَلَدُ النَّاقَةِ، فَهِيَ مُرْشِحٌ وَوَلَدُهَا راشِحٌ، وَقَدْ رَشَح رُشُوحاً؛ قَالَ أَبو ذؤَيب، وَاسْتَعَارَهُ لِصِغَارِ السَّحَابِ: ثَلَاثًا، فلما اسْتُحِيلَ الجَهامُ، ... واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فِيهِ رُشوحا وَالْجَمْعُ رُشَّحٌ؛ قَالَ: فَلَمَّا انْتَهى نِيُّ المَرابيعِ، أَزْمَعَتْ ... جُفُوفاً، وأَولادُ المَصاييفِ رُشَّحُ وَكُلُّ مَا دَبَّ عَلَى الأَرض مِنْ خَشاشها: راشِحٌ. قَالَ الأَصمعي: إِذا وَضَعَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا، فَهُوَ شَليل، فإِذا قَوِيَ ومَشَى، فَهُوَ رَاشِحٌ وأُمه مُرْشِحٌ، فإِذا ارْتَفَعَ عَنِ الرَّاشِح، فَهُوَ خالٌ. والتَّرَشُّحُ والتَّرْشِيحُ: لَحْسُ الأُمِّ مَا عَلَى طِفْلها مِنَ النُّدُوَّةِ حِينَ تَلِدُه؛ قَالَ: أُمُّ الظِّبا تُرَشِّحُ الأَطفالا

_ (1). قوله [والمرزيح الشديد الصوت] هذه عبارة الجوهري، قال المجد: والمرزيح، بالكسر، الصوت لا شديده.

والتَّرْشِيحُ أَيضاً: التَّرْبِيَةُ وَالتَّهْيِئَةُ لِلشَّيْءِ. ورُشِّحَ للأَمر: رُبِّيَ لَهُ وأُهِّل؛ وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُرَشَّح لِلْخِلَافَةِ إِذا جُعِل وَلِيَّ الْعَهْدِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنه رَشَّحَ وَلده لِوِلَايَةِ الْعَهْدِ أَي أَهَّله لَهَا. وَفُلَانٌ يُرَشَّحُ لِلْوِزَارَةِ أَي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لَهَا. ورَشَّحَ الغيثُ النباتَ: رَبَّاه؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً، ويَزينُه ... نَدًى، ولَيالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ والاسْتِرْشاحُ كَذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُقَلِّبُ أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَها، ... بمُسْتَرْشَحِ البُهْمى، مِنَ الصَّخْرِ، صَرْدَحُ أَي بِحَيْثُ رَشَّحَتِ الأَرضُ البُهْمَى؛ يَعْنِي رَبَّتها وبَلَغت بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيانَ: يأْكلون حَصيدَها ويُرَشِّحُون خَضِيدَها ؛ الْخَضِيدُ: الْمَقْطُوعُ مِنْ شَجَرِ الثَّمَرِ. وتَرْشِيحُهم لَهُ: قيامُهم عَلَيْهِ وإِصلاحهم لَهُ إِلى أَن تَعُودَ ثَمَرَتُهُ تَطْلُع كَمَا يُفْعل بِشَجَرِ الأَعناب وَالنَّخِيلِ. والرَّشِيحُ: مَا عَلَى وَجْهَ الأَرض مِنَ النَّبَاتِ. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ يَسْتَرْشِحُونَ البقلَ أَي يَنْتَظِرُونَ أَن يَطُولَ فَيَرعَوْه. ويَسْتَرْشِحُونَ البُهْمَى: يُرَبُّونه ليَكْبُرَ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مُسْتَرْشَح؛ وَتَقُولَ: لَمْ يَرْشَحْ لَهُ بِشَيْءٍ إِذا لَمْ يُعْطِه شَيْئًا. والرَّاشِحُ والرَّواشِحُ: جِبَالٌ تَنْدى فَرُبَّمَا اجْتَمَعَ فِي أُصولها مَاءٌ قَلِيلٌ، فإِن كَثُرَ سُمِّي وَشَلًا، وإِن رأَيته كالعَرَق يَجْرِي خِلالَ الحجارة سُمّي راشِحاً. رصح: الرَّصَحُ: لُغَةٌ فِي الرَّسَح؛ رَجُلٌ أَرْصَحُ وامرأَة رَصْحاء. وَرَوَى ابْنُ الفَرَج عَنْ أَبي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ أَنه قَالَ: الأَرْصَحُ والأَرْصَعُ والأَزَلُّ واحدٌ. وَيُقَالُ: الرَّصَعُ قُرْبُ مَا بَيْنَ الوَرِكَيْنِ، وَكَذَلِكَ الرَّصَحُ والرَّسَحُ والزَّلَلُ. وَفِي حَدِيثِ اللِّعَانِ: إِن جاءَت بِهِ أُرَيْصِحَ ؛ هُوَ تَصْغِيرُ الأَرْصَحِ، وَهُوَ النَّاتئُ الأَلْيَتين؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ بِالسِّينِ، هَكَذَا قَالَ الهَرَوِيُّ، وَالْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ أَن الأَرْصَحَ والأَرْسَح هُوَ الْخَفِيفُ لَحْمِ الأَلْيَتين، وَرُبَّمَا كَانَتِ الصَّادُ بَدَلًا مِنَ السِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي موضعه. رضح: رَضَحَ رأْسَه بِالْحَجَرِ يَرْضَحُه رَضْحاً: رَضَّه. والرَّضْحُ: مِثْلُ الرَّضْخ، وَهُوَ كَسْرُ الْحَصَى أَو النَّوَى؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: بكلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ، ... لَيْسَ بمُصْطَرٍّ وَلَا فِرْشاحِ الوَأْبُ: الشَّدِيدُ القَوِيُّ، وَهُوَ يَصِفُ حَافِرًا؛ تَقْدِيرُهُ بِكُلِّ حَافِرٍ وَأْبٍ رَضَّاح لِلْحَصَى. والمُصْطَرّ: الضَّيِّقُ. والفِرْشاحُ: المُنْبَطِحُ. ورَضَح النواةَ يَرْضَحُها رَضْحاً: كَسَرَها بِالْحَجَرِ. ونَوًى رَضِيحٌ: مَرْضُوحٌ، وَاسْمُ الْحَجَرِ المِرْضاحُ «1»، وَالْخَاءُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ؛ قَالَ: خَبَطْناهم بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ، ... كمِرْضاحِ النَّوى عَبْلٍ وَقاحِ المِرْضاحُ: الْحَجَرُ الَّذِي يُرْتَضَحُ بِهِ النَّوى أَي يُدَقُّ. والرَّضِيح: النَّوَى الْمَرْضُوحُ. والرُّضْحُ، بِالضَّمِّ: النَّوَى الْمَرْضُوحُ. ونَوى الرَّضْح: مَا نَدَرَ مِنْهُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: وتَرْعَى الرَّضْحَ والوَرَقا وَتَقُولُ: رَضَحْتُ الحَصَى فَتَرَضَّحَ؛ قَالَ جِرانُ العَوْدِ: يَكادُ الحَصَى مِنْ وَطْئِها يَتَرَضَّحُ والرَّضْحَةُ: النَّوَاةُ الَّتِي تَطِيرُ مِنْ تَحْتِ الحجر. وبلغنا

_ (1). قوله [واسم الحجر المرضاح] كالمرضحة، بكسر الميم، كما في شرح القاموس.

رَضْحٌ مِنْ خَبَرٍ أَي يَسِيرٌ مِنْهُ. والرَّضْحُ أَيضاً: القليل من العطية. رفح: الأَزهري خَاصَّةً: قَالَ أَبو حَاتِمٍ: مِنْ [قُرُونِ] الْبَقَرِ الأَرْفَحُ، وَهُوَ الَّذِي يَذْهَبُ قَرْنَاهُ قِبَلَ أُذنيه فِي تَبَاعُدِ مَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: والأَرْفى الَّذِي تأْتي أُذناه عَلَى قَرْنَيْهِ. ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا رَفَّحَ إِنساناً قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ ؛ أَراد رَفَّأَ، أَي دَعَا لَهُ بالرِّفاء، فأَبدل الْهَمْزَةَ حَاءً، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: رَقَّحَ، بِالْقَافِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لمَّا تَزَوَّجَ أُم كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَفِّحُوني ؛ أَي قُولُوا لِي مَا يُقَالُ لِلْمُتَزَوِّجِ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ رفح، بالفاء. رقح: التَّرْقِيح والتَّرَقُّحُ: إِصلاح المعيشة؛ قَالَ الحرثُ بْنُ حِلِّزَة: يَتْرُكُ مَا رَقَّحَ مِنْ عَيْشِه، ... يَعِيثُ فِيهِ هَمَجٌ هامِجُ وتَرَقَّح لِعِيَالِهِ: كَسَبَ وَطَلَبَ وَاحْتَالَ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّرَقُّح: الِاكْتِسَابُ. وتَرْقِيحُ الْمَالِ: إِصلاحه وَالْقِيَامُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ رَقاحِيُّ مَالٍ؛ والرَّقاحِيّ: التَّاجِرُ الْقَائِمُ عَلَى مَالِهِ الْمُصْلِحُ لَهُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ دُرَّةً: بِكَفَّيْ رَقاحيٍّ يُريد نَماءَها، ... فيُبْرِزُها لِلْبَيْعِ، فَهِيَ قَرِيحُ يَعْنِي: بَارِزَةً ظَاهِرَةً، وَالِاسْمُ الرَّقاحةُ. وَيُقَالُ: إِنه ليُرَقِّحُ مَعِيشَتَهُ أَي يُصْلِحُهَا. والرَّقاحةُ: الكَسْبُ وَالتِّجَارَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي تَلْبِيَةِ بَعْضِ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ: جِئْنَاكَ للنَّصاحة وَلَمْ نأْت للرَّقاحة. وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ: وَالثَّلَاثَةُ الَّذِينَ أَوَوْا إِليه حَتَّى كَثُرَتْ وارْتَقَحَتْ ؛ أَي زادتْ، مِنَ الرَّقاحة الكَسْبِ وَالتِّجَارَةِ. وتَرْقِيحُ الْمَالِ: إِصلاحُه والقيامُ عَلَيْهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا رَقَّح إِنساناً ؛ يُرِيدُ رَفَّأَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ والفاء. ركح: الرُّكْحُ، بِالضَّمِّ، مِنَ الْجَبَلِ: الرُّكْنُ أَو النَّاحِيَةُ المُشْرِفة عَلَى الْهَوَاءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا عَلَا عَنِ السَّفْح وَاتَّسَعَ. ابْنُ الأَعرابي: رُكْحُ كلِّ شَيْءٍ جانبُه. والرُّكْحُ أَيضاً: الفِناءُ، وَجَمْعُهُ أَرْكاحٌ ورُكُوحٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: وَلَقَدْ نُقِيمُ، إِذا الخُصُومُ تَنافَدُوا ... أَحْلامَهم، صَعَرَ الخَصِيمِ المُجْنِفِ حَتَّى يَظَلَّ كأَنه مُتَثَبِّتٌ، ... بِرُكُوحِ أَمْعَزَ ذِي رُيُودٍ مُشْرِفِ قَالَ: مَعْنَاهُ يَظَلُّ مِنْ فَرَقِ أَن يَتَكَلَّمَ فُيخْطِئَ ويَزِلَّ كأَنه يَمْشِي بِرُكْحِ جبلٍ، وَهُوَ جَانِبُهُ وَحَرْفُهُ، فَيَخَافُ أَن يَزِلَّ ويَسْقُط. ورُكْحة الدَّارِ ورُكْحُها: سَاحَتُهَا؛ وتَرَكَّح فِيهَا: تَوَسَّع. وَيُقَالُ: إِن لِفُلَانٍ سَاحَةً يَتَرَكَّحُ فِيهَا أَي يَتَوَسَّعُ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَركَّحَ فُلَانٌ فِي الْمَعِيشَةِ إِذا تَصَرَّفَ فِيهَا. وتَرَكَّحَ بِالْمَكَانِ: تَلَبَّثَ. ورَكَحَ السَّاقِي عَلَى الدَّلْوِ إِذا اعْتَمَدَ عَلَيْهَا نَزْعاً. والرَّكْحُ: الاعتمادُ؛ وأَنشد الأَصمعي: فَصادَفَتْ أَهْيَفَ مثلَ القِدْحِ، ... أَجْرَدَ بالدَّلْوِ شَديدَ الرَّكْحِ والرُّكْحَة: البقيَّة مِنَ الثَّرِيدِ تَبْقَى فِي الجَفْنَة. وجَفْنَةٌ مُرْتَكِحَة: مُكْتَنِزة بِالثَّرِيدِ. ورَكَح إِلى الشَّيْءِ رُكُوحاً: رَكَنَ وأَنابَ؛ قال:

رَكَحْتُ إِليها بعدَ ما كنت مُجْمِعاً ... على وا «2» .... ها، وانْسَبْتُ بالليل فائزا وأَرْكَحَ إِليه: اسْتَنَدَ إِليه. وأَرْكَحْتُ إِليه: لجأْت إِليه؛ يُقَالُ: أَرْكَحْتُ ظَهْرِي إِليه أَي أَلجأْت ظَهْرِي إِليه. والرُّكُوح إِلى الشَّيْءِ: الركونُ إِليه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا أُحب أَن أَجعل لَكَ عِلَّةً تَرْكَحُ إِليها أَي تَرْجِعُ وتلجأُ إِليها؛ يقال: رَكَحْتُ إِليه وأَرْكَحْتُ وارْتَكَحْتُ؛ وأَرْكَحَ إِلى غِنًى، مِنْهُ عَلَى الْمَثَلِ. والمِرْكاحُ مِنَ الرِّحال والسُّروج: الَّذِي يتأَخر فَيَكُونُ مَرْكَبُ الرجلِ عَلَى آخِرَةِ الرَّحْل؛ قَالَ: كأَنَّ فَاهُ، واللجامُ شاحِي، ... شَرْجا غَبِيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ الْجَوْهَرِيُّ: سَرْجٌ مِركاحٌ إِذا كَانَ يتأَخر عَنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ، وَكَذَلِكَ الرَّحْلُ إِذا تأَخر عَنْ ظَهْرِ الْبَعِيرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والرُّكْحُ أَبيات النَّصَارَى، وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. والرَّكْحاءُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ الْمُرْتَفِعَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شُفْعَة فِي فِناء وَلَا طَرِيقٍ وَلَا رُكْحٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرُّكْحُ، بِالضَّمِّ، نَاحِيَةُ الْبَيْتِ مِنْ وَرَائِهِ كأَنه فضاء لا بناء فيه؛ قَالَ القُطامِيُّ: أَما تَرَى مَا غَشِيَ الأَرْكاحا؟ ... لَمْ يَدَعِ الثَّلْجُ لَهُمْ وَجاحا الأَركاح: الأَفنية. والوَجاح: السَّيْرُ، بِفَتْحِ الْوَاوِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرُّكْحُ جَمْعُ رُكْحةٍ مِثْلُ بُسْر وبُسْرَة، وَلَيْسَ الرُّكْحُ وَاحِدًا، والأَرْكاحُ جَمْعُ رُكْحٍ لَا رُكْحةٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَهلُ الرُّكْحِ أَحق برُكْحِهم ؛ وَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: ومُضَبَّر عَرِد الزِّجاجِ، كأَنه ... إِرَمٌ لِعادَ، مُلَزَّزُ الأَرْكاحِ أَراد بعَرِدِ الزِّجاج أَنيابه. وإِرَمٌ: قَبْرٌ عَلَيْهِ حِجَارَةٌ. وَمُضَبَّرٌ: يَعْنِي رأْساً كأَنه قَبْرٌ. والأَرْكاحُ: الأَساسُ والأَركان وَالنَّوَاحِي؛ قَالَ وَرَوَى بَعْضُهُمْ شِعْرَ الْقُطَامِيِّ: أَلا تَرَى مَا غَشِيَ الأَرْكاحا؟ قَالَ: وَهِيَ بُيُوتُ الرُّهْبان؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لَهَا الأُكَيْراحُ، قَالَ: وَمَا أُراها عربيَّة. رمح: الرُّمْحُ: مِنَ السِّلَاحِ مَعْرُوفٌ، وَاحِدُ الرِّماحِ، وَجَمْعُهُ أَرْماح؛ وَقِيلَ لأَعرابي: مَا النَّاقَةُ القِرْواح؟ قَالَ: الَّتِي كأَنها تَمْشِي عَلَى أَرماح؛ والكثيرُ: رِماحٌ. وَرَجُلٌ رَمَّاحٌ: صَانِعٌ للرِّماح مُتَّخِذٌ لَهَا وحِرْفته الرِّماحة. وَرَجُلٌ رامِحٌ ورَمَّاح: ذُو رُمْح مِثْلُ لابنٍ وتامِرٍ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً: طَعَنَهُ بالرُّمْح، فَهُوَ رامِح. وَفِي الْحَدِيثِ: السلطانُ ظِلُّ اللَّهِ ورُمْحُه ؛ اسْتَوْعَبَ بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ نَوْعَيْ مَا عَلَى الْوَالِي لِلرَّعِيَّةِ: أَحدهما الِانْتِصَافُ مِنَ الظَّالِمِ والإِعانة، لأَن الظِّلَّ يُلجأُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَرَارَةِ وَالشِّدَّةِ، وَلِهَذَا قَالَ فِي تَمَامِهِ يأْوي إِليه كلُّ مَظْلُومٍ؛ وَالْآخَرُ إِرهاب الْعَدُوِّ لِيَرْتَدِعَ عَنْ قَصْدِ الرَّعِيَّةِ وأَذاهم فيأْمنوا بِمَكَانِهِ مِنَ الشَّرِّ، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الرُّمْح كِنَايَةً عَنِ الدَّفْعِ وَالْمَنْعِ؛ وَقَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ: بِ رَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب، كأَنها ... هِراقَةُ عَقٍّ، مِنْ شُعَيْبى مُعَجّلِ «3» قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، وَلَا أَعرف

_ (2). كذا في بياض بالأصل. (3). قوله [من شعيبى إلخ] كذا بالأَصل.

لِهَذَا مَخْرَجاً إِلا أَن يَكُونَ وَضَعَ رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الَّذِي هُوَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ الرَّمْحِ. وَيُقَالُ لِلثَّوْرِ مِنَ الْوَحْشِ: رامِحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه لِمَوْضِعِ قَرْنِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكائنْ ذَعَرْنا مِنْ مَهاةٍ ورامِحٍ، ... بلادُ العِدَى ليستْ لَهُ ببلادِ «1» وثورٌ رامِحٌ: لَهُ قَرْنَانِ. والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السِّماكَيْن، وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنَ الْكَوَاكِبِ قُدَّامَ الفَكَّةِ، لَيْسَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، سمِّي بِذَلِكَ لأَن قُدَّامه كَوْكَبًا كأَنه لَهُ رُمْحٌ، وَقِيلَ لِلْآخَرِ: الأَعْزَلُ، لأَنه لَا كَوْكَبَ أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سُمِّيَ رامِحاً لِكوكب أَمامه تَجْعَلُهُ الْعَرَبُ رُمْحَه؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع، ... مِنَ الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ والسِّماكُ الرامحُ لَا نَوْء لَهُ إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل. الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ السِّماك المِرْزَمُ. وأَخذَتِ البُهْمَى وَنَحْوُهَا مِنَ الْمَرَاعِي رماحَها: شَوَّكَتْ فَامْتَنَعَتْ عَلَى الرَّاعِيَةِ. وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ فِي عَيْنِ صَاحِبِهَا، فَامْتَنَعَ لِذَلِكَ مِنْ نَحْرِهَا؛ يُقَالُ ذَلِكَ إِذا سَمِنَتْ أَو درَّت، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. الأَزهري: إِذا امْتَنَعَتِ البُهْمَى وَنَحْوُهَا مِنَ المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قِيلَ: أَخذت رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ رِماح، وَذَلِكَ أَن صَاحِبَهَا إِذا أَراد نَحْرَهَا نَظَرَ إِلى سِمَنها وَحُسْنِهَا، فَامْتَنَعَ مِنْ نَحْرِهَا نَفَاسَةً بِهَا لِمَا يَرُوقُه مِنْ أَسْنِمتها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فَمَكَّنْتُ سَيْفِي مِنْ ذَواتِ رِماحِها، ... غِشاشاً، وَلَمْ أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا يَقُولُ: نَحَرْتُهَا وأَطعمتها الأَضياف، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مَا عَلَيْهَا مِنَ الشُّحُومِ عَنْ نَحْرِهَا نَفَاسَةً بِهَا. وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ عَلَى الْعَصَا مِنْ كِبَره، وأَبو سَعْدٍ أَحدُ وَفْدِ عَادٍ، وَقِيلَ: هُوَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ؛ قَالَ: إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي ... سَعْدٍ، فَقَدْ أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا وَقِيلَ: أَبو سَعْدٍ كُنْيَةُ الكِبَرِ. وَجَاءَ كأَنَّ عَيْنَيْهِ فِي رُمحين: وَذَلِكَ مِنَ الْخَوْفِ والفَرَق وشدَّة النَّظَرِ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الْغَضَبِ أَيضاً. وَذُو الرُّمَيْح: ضَرْبٌ مِنَ الْيَرَابِيعِ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ فِي أَوساط أَوْظِفَته، فِي كُلِّ وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُ الْعَقَارِبِ: شَوْلاتُها. ورِماحُ الْجِنِّ: الطاعونُ: أَنشد ثَعْلَبٌ: لَعَمْرُكَ، مَا خَشِيتُ عَلَى أُبَيٍّ ... رِماحَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمارِ، ولكنِّي خَشِيتُ عَلَى أُبَيٍّ ... رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ «2» يَعْنِي ببَني مُقَيَّدَة الْحِمَارِ: الْعَقَارِبَ، وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن الحَرَّةَ يُقَالُ لَهَا: مُقَيِّدة الْحِمَارِ؛ قَالَ النَّابِغَةِ: أَواضِع البيتِ فِي سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ، ... تُقَيِّدُ العَيْرَ، لَا يَسْرِي بِهَا السَّارِي

_ (1). قوله [بلاد العدى] كذا بالأَصل، ومثله في الصحاح. والذي في الأَساس: بلاد الورى. (2). قوله [أو إياك حار] كذا بالأَصل هنا ومثله في مادة حمر، وأَنشده في الأَساس [أَو أَنزال جار] وقال: الأَنزال أصحاب الحمر دون الخيل.

وَالْعَقَارِبُ تَأْلَفُ الحَرَّة. وَذُو الرُّمْحَين، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي رَبِيعَةَ؛ قَالَ القُرَشِيُّون: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه قاتَلَ بِرُمْحَيْنِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِطُولِ رُمْحِهِ. وَابْنُ رُمْح: رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وإِياه عَنَى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ بِقَوْلِهِ: وَكَانَ القومُ مِنْ نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ، ... لَدَى القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِيرُ وَيُرْوَى ابْنُ رَوْحٍ. وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بَنِي ضَبَّة، وَكَانَتْ إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بَنُو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ شَاعِرُهُمْ: إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لَنَا ... أَيامِنُ، بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنائِمُهْ ورَمَح الفرسُ والبغلُ وَالْحِمَارُ وكلُّ ذِي حَافِرٍ يَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ بِرِجْلِهِ، وَقِيلَ: ضَرَبَ بِرِجْلَيْهِ جَمِيعًا، وَالِاسْمُ الرِّماحُ؛ يُقَالُ: أَبْرَأُ إِليك مِنَ الجِماحِ والرِّماحِ؛ وَهَذَا مِنْ بَابِ الْعُيُوبِ الَّتِي يُرَدُّ الْمَبِيعُ بِهَا. الأَزهري: وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ الرَّمْحُ لِذِي الخُفّ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً ... جَواذِبُها، تَأْبَى عَلَى المُتَغَبِّر وَقَدْ يُقَالُ: رَمَحَتِ الناقة؛ وهي رَمُوحٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تُشْلِي الرَّمُوحَ، وهيَ الرَّمُوحُ، ... حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَى بِرِجْلِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومَجْهُولةٍ مِنْ دونِ مَيَّةَ لَمْ تَقِلْ ... قَلُوصِي بِهَا، والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ والرَّمَّاحُ: اسْمُ ابْنِ مَيَّادة الشَّاعِرِ. وَكَانَ يُقَالُ لأَبي بَراءٍ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فَجَعَلَهُ لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لِحَاجَتِهِ إِلى الْقَافِيَةِ؛ فَقَالَ يَرْثِيهِ، وَهُوَ عَمُّهُ: قُوما تَنُوحانِ مَعَ الأَنْواحِ، ... وأَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ، أَبا بَراءٍ مِدْرَهَ الشِّياحِ، ... فِي السَّلَبِ السُّودِ، وَفِي الأَمْساحِ وَبِالدَّهْنَاءِ نِقْيانٌ طُوَالٌ يُقَالُ لَهَا: الأَرماحُ. وذكَر الرجلِ: رُمَيْحُه، وفرجُ المرأَة: شُرَيْحها. رنح: التَّرَنُّحُ: تَمَزُّزُ الشَّرَابِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ورَنَّحَ الرجلُ وَغَيْرُهُ وتَرَنَّح: تَمَايَلَ مِنَ السُّكْرِ وَغَيْرِهِ. وتَرَنَّح إِذا مَالَ وَاسْتَدَارَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ كَلْبَ صَيْدٍ طَعَنَهُ الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ بِقَرْنِهِ، فَظَلَّ الْكَلْبُ يَسْتَدِيرُ كَمَا يَسْتَدِيرُ الْحِمَارُ الَّذِي قَدْ دَخَلَتِ النُّعَرة فِي أَنفه، والنُّعَرُ ذُبَابٌ أَزرق يَتَتَبَّع الحُمُر ويَلْسَعُها، والغَيْطَلُ شَجَرٌ، الْوَاحِدَةُ غَيْطَلة «1»: فَظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ، ... كَمَا يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ وَقِيلَ: رُنِّح بِهِ إِذا دِيرَ بِهِ كالمَغْشِيِّ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الأَسود بْنِ يَزِيدَ: أَنه كَانَ يَصُومُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الحَرِّ الَّذِي إِن الجَمَل الأَحمر ليُرَنَّح فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ أَي يُدارُ بِهِ ويختلِط؛ يُقَالُ: رُنِّح فلانٌ تَرْنِيحاً إِذا اعْتَرَاهُ وَهْنٌ فِي عِظَامِهِ مِنْ ضَرْب أَو فَزَع أَو سُكْر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَنَّحه الشرابُ، ومَن رَوَاهُ يُرِيح، بِالْيَاءِ، أَراد يَهْلِك مِن أَراحَ الرجلُ إِذا مَاتَ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ يَزِيدَ الرَّقاشِيِّ: المريضُ يُرَنَّحُ والعَرَق مِنْ جبينه

_ (1). قوله [ويلسعها والغيطل إلخ] هكذا في الأَصل بهذا الترتيب.

يَتَرَشَّحُ. ورُنِّحَ عَلَى فُلَانٍ تَرْنِيحاً، ورُنِّحَ فُلَانٌ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ إِذا غُشِيَ عَلَيْهِ وَاعْتَرَاهُ وَهْنٌ فِي عِظَامِهِ وضَعْفٌ فِي جَسَدِهِ عِنْدَ ضَرْبٍ أَو فَزَعٍ، حَتَّى يَغْشاه كالمَيْدِ، وَتَمَايَلَ فَهُوَ مُرَنَّحٌ، وقد يكون ذلك من هَمٍّ وحُزْنٍ؛ قَالَ: تَرَى الجَلْدَ مَغْمُورًا يَمِيدُ مُرَنَّحاً، ... كأَنَّ بِهِ سُكْراً، وإِن كَانَ صاحِيا وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: وناصِرُكَ الأَدْنَى عَلَيْهِ ظَعِينةٌ ... تَمِيدُ، إِذا اسْتَعْبَرْتَ، مَيْدَ المُرَنَّحِ وَقَوْلُهُ: وَقَدْ أَبِيتُ جَائِعًا مُرَنَّحا هُوَ مِنْ هَذَا. الأَزهري: والمَرْنَحَة صدرُ السَّفِينَةِ. قَالَ: والدَّوطِيرَة كَوْثَلُها، والقَبُّ رأْسُ الدَّقَل، والقَرِيَّةُ خَشَبَةٌ مُرَبَّعَةٌ عَلَى رأْس القَبِّ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَرْثِ: أَنه كَانَ إِذا نَظَرَ إِلى مالك ابن أَنس قَالَ: أَعوذ بَاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا تَرَنَّح لَهُ أَي تحرَّك لَهُ وَطَلَبه. والمُرْنَحُ: ضَرْبٌ «1» مِنَ العُود مِنْ أَجوده يُسْتَجْمَرُ بِهِ، وَهُوَ اسْمٌ وَنَظِيرُهُ المُخْدَعُ. روح: الرِّيحُ: نَسِيم الْهَوَاءِ، وَكَذَلِكَ نَسيم كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: مَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ؛ هُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فَعْلٌ، وَهُوَ عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ فِعْلٌ وفُعْلٌ. والرِّيحةُ: طَائِفَةٌ مِنَ الرِّيح؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَدُلَّ الْوَاحِدُ عَلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْجَمْعُ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ: رِيحٌ ورِيحَة مَعَ كَوْكَبٍ وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لُغَتَانِ، وَجَمْعُ الرِّيح أَرواح، وأَراوِيحُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَقَدْ حُكِيَتْ أَرْياحٌ وأَرايِح، وَكِلَاهُمَا شَاذٌّ، وأَنكر أَبو حَاتِمٍ عَلَى عُمارة بْنِ عَقِيلٍ جمعَه الرِّيحَ عَلَى أَرْياح، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فِيهِ: إِنما هُوَ أَرْواح، فَقَالَ: قَدْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ ؛ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح، قَالَ: فَعَلِمْتُ بِذَلِكَ أَنه لَيْسَ مِمَّنْ يؤْخذ عَنْهُ. التَّهْذِيبُ: الرِّيح ياؤُها وَاوٌ صُيِّرت يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَتَصْغِيرُهَا رُوَيْحة، وَجَمْعُهَا رِياحٌ وأَرْواحٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرِّيحُ وَاحِدَةُ الرِّياح، وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَى أَرْواح لأَن أَصلها الْوَاوُ وإِنما جاءَت بِالْيَاءِ لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وإِذا رَجَعُوا إِلى الْفَتْحِ عَادَتْ إِلى الْوَاوِ كَقَوْلِكَ: أَرْوَحَ الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة؛ وَيُقَالُ: رِيحٌ ورِيحَة كَمَا قَالُوا: دارٌ ودارَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر ؛ الأَرْواحُ جَمْعُ رِيح. وَيُقَالُ: الرِّيحُ لآِل فُلَانٍ أَي النَّصْر والدَّوْلة؛ وَكَانَ لِفُلَانٍ رِيحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَقُولُ إِذا هَاجَتِ الرِّيح: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِياحاً وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا ؛ الْعَرَبُ تَقُولُ: لَا تَلْقَحُ السحابُ إِلَّا مِنْ رِيَاحٍ مُخْتَلِفَةٍ؛ يُرِيدُ: اجْعَلْها لَقاحاً لِلسَّحَابِ وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ مجيءُ الْجَمْعِ فِي آيَاتِ الرَّحمة، وَالْوَاحِدِ فِي قِصَصِ الْعَذَابِ: كالرِّيح العَقِيم؛ ورِيحاً صَرْصَراً. وَفِي الْحَدِيثِ: الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ أَي مِنْ رَحْمَتِهِ بِعِبَادِهِ. ويومٌ راحٌ: شَدِيدُ الرِّيح؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، وأَن يَكُونَ فَعْلًا؛ وَلَيْلَةٌ راحةٌ. وَقَدْ راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشْتَدَّتْ رِيحُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ لِأَولاده: أَحْرِقوني ثُمَّ

_ (1). قوله [والمرنح ضرب إلخ] كذا ضبط بالأَصل، بضم الميم وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ النُّونِ مخففة. ويؤيده قوله: وَهُوَ اسْمٌ، وَنَظِيرُهُ الْمُخْدَعُ، إذ المخدع بهذا الضبط، اسم للخزانة. وضبط المجد المرنح كمعظم، وبهامش شارحه المرنح كمعظم كما في منتهى الأرب والأوقيانوس.

انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا فأَذْرُوني فِيهِ ؛ يومٌ راحٌ أَي ذُو رِيح كَقَوْلِهِمْ: رجلٌ مالٌ. ورِيحَ الغَدِيرُ وغيرُه، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: أَصابته الرِّيحُ، فَهُوَ مَرُوحٌ؛ قَالَ مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يَصِفُ رَماداً: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟ ... قَدْ دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور: جُبَيْلات صِغَارٌ، وَاحِدُهَا قارَة. وَالْمَكْفُورُ: الَّذِي سَفَتْ عَلَيْهِ الريحُ الترابَ، ومَرِيح أَيضاً؛ وَقَالَ يَصِفُ الدَّمْعَ: كأَنه غُصْنٌ مَرِيح مَمْطُورْ مِثْلُ مَشُوب ومَشِيب بُنِيَ عَلَى شِيبَ. وغُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ: أَصابته الرِّيحُ؛ وَكَذَلِكَ مَكَانٌ مَريح ومَرُوحٌ، وَشَجَرَةٌ مَرُوحة ومَريحة: صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت وَرَقَهَا. وراحَتِ الريحُ الشيءَ: أَصابته؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ثَوْرًا: ويَعُوذ بالأَرْطَى، إِذا مَا شَفَّهُ ... قَطْرٌ، وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ وراحَ الشجرُ: وجَدَ الريحَ وأَحَسَّها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: تَعُوجُ، إِذا مَا أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ، ... كَمَا انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا وَيُقَالُ: رِيحَتِ الشجرةُ، فَهِيَ مَرُوحة. وَشَجَرَةٌ مَرُوحة إِذا هبَّت بِهَا الرِّيحُ؛ مَرُوحة كَانَتْ فِي الأَصل مَرْيوحة. ورِيحَ القومُ وأَراحُوا: دَخَلُوا فِي الرِّيحِ، وَقِيلَ: أَراحُوا دَخَلُوا فِي الرِّيحِ، ورِيحُوا: أَصابتهم الريحُ فجاحَتْهم. والمَرْوَحة، بِالْفَتْحِ: المَفازة، وَهِيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَخْترقُه الرِّيحُ؛ قَالَ: كأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ، ... إِذا تَدَلَّتْ بِهِ، أَو شارِبٌ ثَمِلُ وَالْجَمْعُ المَراوِيح؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقِيلَ: إِنه تَمَثَّلَ بِهِ، وَهُوَ لِغَيْرِهِ قَالَهُ وَقَدْ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فِي بَعْضِ الْمَفَاوِزِ فأَسرعت؛ يَقُولُ: كأَنَّ رَاكِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ لِسُرْعَتِهَا غُصْنٌ بِمَوْضِعٍ تَخْتَرِقُ فِيهِ الرِّيحُ، كَالْغُصْنِ لَا يَزَالُ يَتَمَايَلُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَشَبَّهَ رَاكِبَهَا بِغُصْنٍ هَذِهِ حَالُهُ أَو شارِبٍ ثَمِلٍ يتمايلُ مِنْ شِدَّةِ سُكْرِهِ، وَقَوْلُهُ إِذا تَدَلَّتْ بِهِ أَي إِذا هَبَطَتْ بِهِ مِنْ نَشْزٍ إِلى مُطَمْئِنٍ، وَيُقَالُ إِن هَذَا الْبَيْتَ قَدِيمٌ. وراحَ رِيحَ الرَّوْضَةَ يَراحُها، وأَراح يُريحُ إِذا وَجَدَ رِيحَهَا؛ وَقَالَ الهُذَليُّ: وماءٍ ورَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ، ... كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفا الْجَوْهَرِيُّ: راحَ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحُه إِذا وجَدَ رِيحَه، وأَنشد الْبَيْتَ [وماءٍ ورَدتُ] قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لصَخرْ الغَيّ، والزَّوْرةُ هَاهُنَا: الْبُعْدُ؛ وَقِيلَ: انْحِرَافٌ عَنِ الطَّرِيقِ. وَالشَّفِيفُ: لَذْعُ الْبَرْدِ. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ. والمِرْوَحَةُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الَّتِي يُتَرَوَّحُ بِهَا، كُسِرَتْ لأَنها آلَةٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ المِرْوَحُ، وَالْجَمْعُ المَرَاوِحُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَدْ رأَيتهم يَتَرَوَّحُون فِي الضُّحَى أَي احْتَاجُوا إِلى التَّرْويحِ مِنَ الحَرِّ بالمِرْوَحة، أَو يَكُونُ مِنَ الرَّوَاحِ: العَودِ إِلى بُيُوتِهِمْ، أَو مِنْ طَلَب الرَّاحَةِ. والمِرْوَحُ والمِرْواحُ: الَّذِي يُذَرَّى بِهِ الطعامُ فِي الرِّيحِ.

وَيُقَالُ: فُلَانٌ بِمَرْوَحةٍ أَي بمَمَرِّ الريحِ. وَقَالُوا: فُلَانٌ يَميلُ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، عَلَى الْمَثَلِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: ورَعاعُ الهَمَج يَميلون مَعَ كلِّ رِيحٍ. واسْتَرْوح الغصنُ: اهتزَّ بِالرِّيحِ. ويومٌ رَيِّحٌ ورَوْحٌ ورَيُوحُ: طَيِّبُ الرِّيحِ؛ ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً، وعَشِيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ، كَذَلِكَ. اللَّيْثُ: يَوْمٌ رَيِّحٌ وَيَوْمٌ راحٌ: ذُو رِيحٍ شَدِيدَةٍ، قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِكَ كَبْشٌ صافٍ، والأَصل يَوْمٌ رَائِحٌ وَكَبْشٌ صَائِفٌ، فَقَلَبُوا، وَكَمَا خَفَّفُوا الحائِجةَ، فَقَالُوا حَاجَةٌ؛ وَيُقَالُ: قَالُوا صافٌ وراحٌ عَلَى صَوِفٍ ورَوِحٍ، فَلَمَّا خَفَّفُوا اسْتَنَامَتِ الْفَتْحَةُ قَبْلَهَا فَصَارَتْ أَلفاً. ويومٌ رَيِّحٌ: طَيِّبٌ، وَلَيْلَةٌ رَيِّحة. وَيَوْمٌ راحٌ إِذا اشتدَّت رِيحُهُ. وَقَدْ راحَ، وَهُوَ يرُوحُ رُؤُوحاً وَبَعْضُهُمْ يَراحُ، فإِذا كَانَ الْيَوْمُ رَيِّحاً طَيِّباً، قِيلَ: يومٌ رَيِّحٌ وَلَيْلَةٌ رَيِّحة، وَقَدْ راحَ، وَهُوَ يَرُوحُ رَوْحاً. والرَّوْحُ: بَرْدُ نَسِيم الرِّيحِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ الناسُ يَسْكُنُونَ الْعَالِيَةَ فيحضُرون الجمعةَ وَبِهِمْ وَسَخٌ، فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سَطَعَتْ أَرواحهم فيتأَذى بِهِ الناسُ، فأُمروا بِالْغُسْلِ ؛ الرَّوْح، بِالْفَتْحِ: نَسِيمُ الرِّيحِ، كَانُوا إِذا مَرَّ عَلَيْهِمُ النسيمُ تَكَيَّفَ بأَرْواحِهم، وحَمَلها إِلى النَّاسِ. وَقَدْ يَكُونُ الرِّيحُ بِمَعْنَى الغَلَبة وَالْقُوَّةِ؛ قَالَ تَأَبَّط شَرًّا، وَقِيلَ سُلَيْكُ بنُ سُلَكَةَ: أَتَنْظُرانِ قَلِيلًا رَيْثَ غَفْلَتِهمْ، ... أَو تَعْدُوانِ، فإِنَّ الرِّيحَ للعادِي وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ الشِّعْرُ لأَعْشى فَهْمٍ، مِنْ قَصِيدَةٍ أَولها: يَا دارُ بينَ غُباراتٍ وأَكْبادِ، ... أَقْوَتْ ومَرَّ عَلَيْهَا عهدُ آبادِ جَرَّتْ عَلَيْهَا رياحُ الصيفِ أَذْيُلَها، ... وصَوَّبَ المُزْنُ فِيهَا بعدَ إِصعادِ وأَرَاحَ الشيءَ إِذا وجَد رِيحَه. والرائحةُ: النَّسِيمُ طيِّباً كَانَ أَو نَتْناً. وَالرَّائِحَةُ: ريحٌ طَيِّبَةٌ تَجِدُهَا فِي النَّسِيمِ؛ تَقُولُ لِهَذِهِ الْبَقْلَةِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ. ووَجَدْتُ رِيحَ الشَّيْءِ وَرَائِحَتَهُ، بِمَعْنًى. ورِحْتُ رَائِحَةً طَيِّبَةً أَو خَبِيثَةً أَراحُها وأَرِيحُها وأَرَحْتُها وأَرْوَحْتُها: وَجَدْتُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَعانَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَو قَتَلَ مُؤْمِنًا لَمْ يُرِحْ رائحةَ الْجَنَّةِ ، مِنْ أَرَحْتُ، وَلَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ مِنْ رِحْتُ أَراحُ؛ وَلَمْ يَرِحْ تَجْعَلُهُ مِنْ راحَ الشيءَ يَرِيحُه. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعاهدةً لَمْ يَرِحْ رائحةَ الْجَنَّةِ أَي لَمْ يَشُمَّ رِيحَهَا؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ مِنْ رِحْتُ الشيءَ أَرِيحه إِذا وجَدْتَ ريحه؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: إِنما هُوَ لَمْ يُرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، مِن أَرَحْتُ الشَّيْءَ فأَنا أُرِيحه إِذا وجدت ريحه، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ؛ وَقَالَ الأَصمعي: لَا أَدري هُوَ مِن رِحْتُ أَو مِنْ أَرَحْتُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَرْوَحَ السبُعُ الريحَ وأَراحها واسْتَرْوَحَها وَاسْتَرَاحَهَا: وَجَدَها؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ راحَها بِغَيْرِ أَلف، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. واسْتَرْوَحَ الفحلُ وَاسْتَرَاحَ: وَجَدَ رِيحَ الأُنثى. وراحَ الفرسُ يَراحُ رَاحَةً إِذا تَحَصَّنَ أَي صَارَ فَحْلًا؛ أَبو زَيْدٍ: رَاحَتِ الإِبلُ تَراحُ رَائِحَةً؛ وأَرَحْتُها أَنا. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ تَرَاحُ رَائِحَةً مَصْدَرٌ عَلَى فَاعِلَةٍ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَيَقُولُونَ: سمعتُ راغِيةَ الإِبل وثاغِيةَ الشَّاءِ أَي رُغاءَها وثُغاءَها. والدُّهْنُ المُرَوَّحُ: المُطَيَّبُ؛ ودُهْن مُطَيَّب مُرَوَّحُ الرائحةِ، ورَوِّحْ دُهْنَكَ بِشَيْءٍ تَجْعَلُ فِيهِ طِيبًا؛ وذَرِيرَةٌ مُرَوَّحة: مُطَيَّبة، كَذَلِكَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ ؛

وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَن يَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ المُرَوَّح ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ بِالْمِسْكِ كأَنه جُعل لَهُ رائحةٌ تَفُوحُ بَعْدَ أَن لَمْ تَكُنْ لَهُ رَائِحَةٌ، وَقَالَ: مُرَوَّحٌ، بِالْوَاوِ، لأَن الياءَ فِي الرِّيحِ وَاوٌ، وَمِنْهُ قِيلَ: تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة. وأَرْوَحَ اللحمُ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، وَكَذَلِكَ الماءُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ وَغَيْرُهُ: أَخذتْ فِيهِ الرِّيحُ وتَغَيَّر. وَفِي حَدِيثِ قَتَادةَ: سُئِل عَنِ الْمَاءِ الَّذِي قَدْ أَروَحَ، أَيُتَوَضَّأُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: لَا بأْس. يُقَالُ: أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ إِذا تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ؛ وأَراح اللحمُ أَي أَنْتَنَ. وأَرْوَحَنِي الضَّبُّ: وَجَدَ رِيحِي؛ وَكَذَلِكَ أَرْوَحَني الرجلُ. وَيُقَالُ: أَراحَني الصيدُ إِذا وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَرْوَحَنِي الصيدُ إِذا وَجَدَ ريحَك؛ وَفِيهِ: وأَرْوَحَ الصيدُ واسْتَرْوَحَ وَاسْتَرَاحَ إِذا وَجَدَ رِيحَ الإِنسان؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَرْوَحَنِي الصيدُ والضبُّ إِرْواحاً، وأَنْشاني إِنشاءً إِذا وَجَدَ ريحَك ونَشْوَتَك، وَكَذَلِكَ أَرْوَحْتُ مِنْ فُلَانٍ طِيباً، وأَنْشَيْتُ مِنْهُ نَشْوَةً. والاسْتِرْواحُ: التَّشَمُّمُ. الأَزهري: قَالَ أَبو زَيْدٍ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قَيْس وَآخَرَ مِنْ تَمِيمٍ يَقُولَانِ: قَعَدْنا فِي الظِّلِّ نَلْتَمِسُ الراحةَ؛ والرَّوِيحةُ وَالرَّاحَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً: بَرَدَ وطابَ؛ وَقِيلَ: يومٌ رائحٌ وَلَيْلَةٌ رائحةٌ طيبةُ الرِّيحِ؛ يُقَالُ: رَاحَ يومُنا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِيحهُ؛ وَيَوْمٌ رَيِّحٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: مَحَا طَلَلًا، بَيْنَ المُنِيفَةِ والنَّقا، ... صَباً راحةٌ، أَو ذُو حَبِيَّيْنِ رائحُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مكانٌ راحٌ ويومٌ راحٌ؛ يُقَالُ: افْتَحِ البابَ حَتَّى يَراحَ البيتُ أَي حَتَّى يَدْخُلَهُ الرِّيحُ؛ وَقَالَ: كأَنَّ عَيْنِي، والفِراقُ مَحْذورْ، ... غُصْنٌ مِنَ الطَّرْفاءِ، راحٌ مَمْطُورْ والرَّيْحانُ: كلُّ بَقْل طَيِّب الرِّيحِ، وَاحِدَتُهُ رَيْحانة؛ وَقَالَ: بِرَيْحانةٍ مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ، ... لَهَا أَرَجٌ، مَا حَوْلها، غيرُ مُسْنِتِ وَالْجَمْعُ رَياحين. وَقِيلَ: الرَّيْحانُ أَطراف كُلِّ بَقْلَةٍ طَيِّبَةِ الرِّيحِ إِذا خَرَجَ عَلَيْهَا أَوائلُ النَّوْر؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أُعْطِيَ أَحدُكم الرَّيْحانَ فَلَا يَرُدَّه ؛ هُوَ كُلُّ نَبْتٍ طَيِّبِ الرِّيحِ مِنْ أَنواع المَشْمُوم. والرَّيْحانة: الطَّاقةُ مِنَ الرَّيحان؛ الأَزهري: الرَّيْحَانُ اسْمٌ جَامِعٌ لِلرَّيَاحِينِ الطَّيِّبَةِ الرِّيحِ، والطاقةُ الواحدةُ: رَيْحانةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: إِذا طَالَ النبتُ قِيلَ: قَدْ تَرَوَّحتِ البُقُول، فَهِيَ مُتَرَوِّحةٌ. وَالرَّيْحَانَةُ: اسْمٌ للحَنْوَة كالعَلَمِ. والرَّيْحانُ: الرِّزْقُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا تَقَدَّمَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ أَي رَحْمَةٌ وَرِزْقٌ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ فَاسْتِرَاحَةٌ وبَرْدٌ، هَذَا تَفْسِيرُ الرَّوْح دُونَ الرَّيْحَانِ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: قَوْلُهُ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ، مَعْنَاهُ فَاسْتِرَاحَةٌ وَبَرْدٌ وَرَيْحَانٌ وَرِزْقٌ؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ رَيحانٌ هُنَا تحيَّة لأَهل الْجَنَّةِ، قَالَ: وأَجمع النَّحْوِيُّونَ أَن رَيْحاناً فِي اللُّغَةِ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، والأَصل رَيْوَحانٌ «2» فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وأُدغمت فِيهَا الْيَاءُ الأُولى فَصَارَتِ الرَّيَّحان، ثُمَّ خُفِّفَ كَمَا قَالُوا: مَيِّتٌ ومَيْتٌ، وَلَا يَجُوزُ فِي الرَّيحان التَّشْدِيدُ إِلَّا عَلَى بُعْدٍ لأَنه قَدْ زيد

_ (2). قوله [والأَصل ريوحان] في المصباح، أصله ريوحان، بياء ساكنة ثم واو مفتوحة، ثم قال وقال جماعة: هُوَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ وهو وزان شيطان، وليس تغيير بدليل جمعه على رياحين مثل شيطان وشياطين.

فِيهِ أَلف وَنُونٌ فخُفِّف بِحَذْفِ الْيَاءِ وأُلزم التَّخْفِيفَ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَصل ذَلِكَ رَيْوَحان، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ، ثُمَّ أُدغمت ثُمَّ خُفِّفَتْ عَلَى حَدِّ مَيْتٍ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مشدَّداً لِمَكَانِ الزِّيَادَةِ كأَنَّ الزِّيَادَةَ عِوَضٌ مِنَ التَّشْدِيدِ فَعْلاناً عَلَى الْمُعَاقَبَةِ «1» لَا يَجِيءُ إِلا بَعْدَ اسْتِعْمَالِ الأَصل وَلَمْ يُسْمَعْ رَوْحان. التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ؛ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ ضَمَّ الرَّاءَ، تَفْسِيرُهُ: فَحَيَاةٌ دَائِمَةٌ لَا مَوْتَ مَعَهَا، وَمَنْ قَالَ فَرَوْحٌ فَمَعْنَاهُ: فاستراحة، وأَما قوله: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ؛ فَمَعْنَاهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ، قَالَ: كَذَلِكَ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ؛ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الرَّوْح بِمَعْنَى الرَّحْمَةِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ أَي مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ؛ سَمَّاهَا رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ والراحةَ بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي عِيسَى: وَرُوحٌ مِنْهُ أَي رَحْمَةٌ مِنْهُ، تَعَالَى ذِكْرُهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ ورَيْحانَه؛ قَالَ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ واسترزاقَه، وَهُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِنَ الأَسماء الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ الْمَصَادِرِ، تَقُولُ: خَرَجْتُ أَبتغي رَيْحانَ اللَّهِ؛ قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: سلامُ الإِله ورَيْحانُه، ... ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ، ... فأَحْيا البلادَ، وطابَ الشَّجَرْ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَرَيْحَانُهُ: وَرِزْقُهُ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ؛ قَالَ: وَقِيلَ الرَّيْحان هَاهُنَا هُوَ الرَّيْحانُ الَّذِي يُشَمّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سُبْحَانَ اللَّهِ ورَيْحانَه نَصَبُوهُمَا عَلَى الْمَصْدَرِ؛ يُرِيدُونَ تَنْزِيهًا لَهُ وَاسْتِرْزَاقًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْوَلَدُ مِنْ رَيْحانِ اللَّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنكم لتُبَخِّلُون «2» وتُجَهِّلُون وتُجَبِّنُونَ وإِنكم لَمِنْ رَيْحانِ اللَّهِ ؛ يَعْنِي الأَولادَ. وَالرَّيْحَانُ يُطْلَقُ عَلَى الرَّحْمَةِ وَالرِّزْقِ وَالرَّاحَةِ؛ وَبِالرِّزْقِ سُمِّيَ الْوَلَدُ رَيْحاناً. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أُوصيك بِرَيْحانَتَيَّ خَيْرًا قَبْلَ أَن يَنهَدَّ رُكناك؛ فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هَذَا أَحدُ الرُّكْنَيْنِ، فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ قَالَ: هَذَا الرُّكْنُ الْآخَرُ ؛ وأَراد بِرَيْحَانَتَيْهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ؛ قِيلَ: هُوَ الوَرَقُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ذُو الوَرَق والرِّزقُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: العَصْفُ ساقُ الزرعِ والرَّيْحانُ ورَقهُ. وراحَ مِنْكَ مَعْرُوفًا وأَرْوَحَ، قَالَ: والرَّواحُ والراحةُ والمُرايَحةُ والرَّوِيحَةُ والرَّواحة: وِجْدَانُك الفَرْجَة بَعْدَ الكُرْبَة. والرَّوْحُ أَيضاً: السُّرُورُ والفَرَحُ، وَاسْتَعَارَهُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِلْيَقِينِ فَقَالَ: فباشِرُوا رَوْحَ الْيَقِينِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد الفَرْحة وَالسُّرُورَ اللَّذَيْنِ يَحْدُثان مِنَ الْيَقِينِ. التَّهْذِيبُ عَنِ الأَصمعي: الرَّوْحُ الِاسْتِرَاحَةُ مِنْ غَمِّ الْقَلْبِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الرَّوْحُ الفَرَحُ، والرَّوْحُ؛ بَرْدُ نَسِيمِ الرِّيحِ. الأَصمعي: يُقَالُ فُلَانٌ يَراحُ لِلْمَعْرُوفِ إِذا أَخذته أَرْيَحِيَّة وخِفَّة. والرُّوحُ، بِالضَّمِّ، فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: النَّفْخُ، سُمِّيَ رُوحاً لأَنه رِيحٌ يَخْرُجُ مِنَ الرُّوحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي نَارٍ اقْتَدَحَها وأَمر صَاحِبَهُ بِالنَّفْخِ فِيهَا، فَقَالَ:

_ (1). قوله [فعلاناً على المعاقبة إلخ] كذا بالأَصل وفيه سقط ولعل التقدير وكون أصله روحاناً لا يصح لأن فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك. (2). قوله [إنكم لتبخلون إلخ] معناه أن الولد يوقع أباه في الجبن خوفاً من أن يقتل، فيضيع ولده بعده، وفي البخل إبقاء على ماله، وفي الجهل شغلًا به عن طلب العلم. والواو في وإنكم للحال، كأنه قال: مع أنكم من ريحان الله أي من رزق الله تعالى. كذا بهامش النهاية.

فقلتُ لَهُ: ارْفَعْها إِليك، وأَحْيِها ... برُوحكَ، واجْعَله لَهَا قِيتَةً قَدْرا أَي أَحيها بِنَفْخِكَ وَاجْعَلْهُ لَهَا؛ الْهَاءُ للرُّوحِ، لأَنه مُذَكَّرٌ فِي قَوْلِهِ: وَاجْعَلْهُ، وَالْهَاءُ الَّتِي فِي لَهَا لِلنَّارِ، لأَنها مُؤَنَّثَةٌ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ خَرَجَ رُوحُه، والرُّوحُ مُذَكَّرٌ. والأَرْيَحِيُّ: الرَّجُلُ الْوَاسِعُ الخُلُق النَّشِيطُ إِلى الْمَعْرُوفِ يَرْتاح لِمَا طَلَبْتَ ويَراحُ قَلْبُه سُرُورًا. والأَرْيَحِيُّ: الَّذِي يَرْتاح للنَّدى. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَاسِعٍ أَرْيَحُ؛ وأَنشد: ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ وَمَحْمِلٌ أَرْوَح، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ قَدْ ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الِانْبِطَاحُ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي المَحْمِلِ. قَالَ: والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ مِنْ راحَ يَرَاحُ، كَمَا يُقَالُ للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتِيٌّ، وللمُجْتَنِبِ: أَجْنَبِيٌّ، وَالْعَرَبُ تَحْمِلُ كَثِيرًا مِنَ النَّعْتِ عَلَى أَفْعَلِيّ فَيَصِيرُ كأَنه نِسْبَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ تَقُولُ رَجُلٌ أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ، وَلَا تَكَادُ تَقُولُ أَجْنَبِيٌّ. وَرَجُلٌ أَرْيَحِيٌّ: مُهْتَزٌّ للنَّدى وَالْمَعْرُوفِ وَالْعَطِيَّةِ واسِعُ الخُلُق، وَالِاسْمُ الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن التَّرَيُّح مَصْدَرُ تَريَّحَ، وَسَنَذْكُرُهُ؛ وَفِي شِعْرِ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ يَمْدَحُ ابْنَ الزُّبَيْرِ: حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنا، ... وعُثمانَ والفارُوقَ، فارْتاحَ مُعْدِمُ أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عَلَيْهِ البَذل. يُقَالُ: رِحْتُ لِلْمَعْرُوفِ أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ إِليه وأَحببته؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَرْيَحِيٌّ إِذا كَانَ سَخِيًّا يَرْتاحُ للنَّدَى. وراحَ لِذَلِكَ الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً، وَرَاحًا وَرَاحَةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً: أَشْرَق لَهُ وفَرِحَ بِهِ وأَخَذَتْه لَهُ خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه، ... وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ وَقَدْ يُستعارُ لِلْكِلَابِ وَغَيْرِهَا؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ ... فِعْلَ الضِّراءِ، تَراحُ للكَلَّابِ وَيُقَالُ: أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارْتَاحَ للنَّدَى. وراحتْ يَدُه بِكَذَا أَي خَفَّتْ لَهُ. وَرَاحَتْ يَدُهُ بِالسَّيْفِ أَي خَفَّتْ إِلى الضَّرْبِ بِهِ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ صَائِدًا: تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة، ... خَواظِي القِداحِ، عِجافِ النِّصال أَراد بِالْمَحْشُورَةِ نَبْلَا، للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لَهَا فِي الرَّمْيِ عَنِ الْقَوْسِ. وَالْخَوَاظِي: الْغِلَاظُ الْقِصَارُ. وأَراد بِقَوْلِهِ عِجَافِ النِّصَالِ: أَنها أُرِقَّتْ. اللَّيْثُ: راحَ الإِنسانُ إِلى الشَّيْءِ يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ بِهِ، وَكَذَلِكَ ارتاحَ؛ وأَنشد: وزعمتَ أَنَّك لَا تَراحُ إِلى النِّسا، ... وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحِ المُتَرَدِّدِ والرِّياحَة: أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشَّيْءِ فيَسْتَرْوِحَ ويَنْشَطَ إِليه. وَالِارْتِيَاحُ: النَّشَاطُ. وارْتاحَ للأَمر: كراحَ؛ وَنَزَلَتْ بِهِ بَلِيَّةٌ فارْتاحَ اللهُ لَهُ برَحْمَة فأَنقذه مِنْهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فارْتاحَ رَبي، وأَرادَ رَحْمَتي، ... ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد: فَارْتَاحَ نَظَرَ إِليَّ وَرَحِمَنِي. قَالَ الأَزهري: قَوْلُ

رُؤْبَةَ فِي فِعْلِ الْخَالِقِ قَالَهُ بأَعرابيته، قَالَ: وَنَحْنُ نَسْتَوْحِشُ مِنْ مِثْلِ هَذَا اللَّفْظِ لأَن اللَّهَ تَعَالَى إِنما يُوصَفُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَلَوْلَا أَن اللَّهَ، تَعَالَى ذِكْرُهُ، هَدَانَا بِفَضْلِهِ لِتَمْجِيدِهِ وَحَمْدِهِ بِصِفَاتِهِ الَّتِي أَنزلها فِي كِتَابِهِ، مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَهَا أَو نَجْتَرِئَ عَلَيْهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما الْفَارِسِيُّ فَجَعَلَ هَذَا الْبَيْتَ مِنْ جَفَاءِ الأَعراب، كَمَا قَالَ: لَا هُمَّ إِن كنتَ الَّذِي كعَهْدِي، ... وَلَمْ تُغَيِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِي وَكَمَا قَالَ سالمُ بنُ دارَةَ: يَا فَقْعَسِيُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟ ... لَوْ خافَكَ اللهُ عَلَيْهِ حَرَّمَهْ، فَمَا أَكلتَ لَحْمَه وَلَا دَمَهْ والرَّاحُ: الخمرُ، اسْمٌ لَهَا. والراحُ: جَمْعُ رَاحَةٍ، وَهِيَ الكَفُّ. وَالرَّاحُ: الارْتِياحُ؛ قال الجُمَيحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِيُّ: ولَقِيتُ مَا لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها، ... وفَقَدْتُ راحِي فِي الشَّبابِ وَخَالِي والخالُ: الِاخْتِيَالُ والخُيَلاءُ، فَقَوْلُهُ: وَخَالِي أَي وَاخْتِيَالِي. والراحةُ: ضِدُّ التَّعَبِ. واسْتراحَ الرجلُ، مِنَ الرَّاحَةِ. والرَّواحُ وَالرَّاحَةُ مِن الِاسْتِرَاحَةِ. وأَراحَ الرَّجُلُ وَالْبَعِيرُ وَغَيْرُهُمَا، وَقَدْ أَراحَني، ورَوَّح عَنِّي فَاسْتَرَحْتُ؛ وَيُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ فِي هَذَا الأَمر مِنْ رَواح أَي مِنْ رَاحَةٍ؛ وَوَجَدْتُ لِذَلِكَ الأَمر رَاحَةً أَي خِفَّةً؛ وأَصبح بَعِيرُكَ مُرِيحاً أَي مُفِيقاً؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: أَراحَ بَعْدَ النَّفَسِ المَحْفُوزِ، ... إِراحةَ الجِدَايةِ النَّفُوزِ اللَّيْثُ: الرَّاحَةُ وِجْدانُك رَوْحاً بَعْدَ مَشَقَّةٍ، تَقُولُ: أَرِحْني إِراحةً فأَسْتَريحَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراحهُ إِراحةً وَرَاحَةً، فالإِراحةُ المصدرُ، والراحةُ الِاسْمُ، كَقَوْلِكَ أَطعته إِطاعة وَطَاعَةً وأَعَرْتُه إِعَارَةً وعارَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمُؤَذِّنِهِ بِلَالٍ: أَرِحْنا بِهَا أَي أَذّن لِلصَّلَاةِ فنَسْتَريحَ بأَدائها مِنَ اشْتِغَالِ قُلُوبِنَا بِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ كَانَ اشْتِغَالُهُ بِالصَّلَاةِ رَاحَةً لَهُ، فإِنه كَانَ يَعُدُّ غَيْرَهَا مِنَ الأَعمال الدُّنْيَوِيَّةِ تَعَبًا، فَكَانَ يَسْتَرِيحُ بِالصَّلَاةِ لِمَا فِيهَا مِنْ مُنَاجَاةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَلِهَذَا قَالَ: وقُرَّة عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ، قَالَ: وَمَا أَقرب الرَّاحَةَ مِنْ قُرَّة الْعَيْنِ. يُقَالُ: أَراحَ الرجلُ واسْتراحَ إِذا رَجَعَتْ إِليه نَفْسُهُ بَعْدَ الإِعياء؛ قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ أَيْمَنَ أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ مِنَ السَّمَاءِ فَشَرِبَتْ حَتَّى أَراحتْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ وَرَجَعَتْ إِليه نَفْسُهُ بَعْدَ الإِعياء، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ؛ وأَنشد: تُرِيحُ بَعْدَ النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَي تَسترِيحُ. وأَراحَ: دَخَلَ فِي الرِّيح. وأَراحَ إِذا وَجَدَ نَسِيمَ الرِّيحِ. وأَراحَ إِذا دَخَلَ فِي الرَّواحِ. وأَراحَ إِذا نَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ لِيُرِيحه وَيُخَفِّفَ عَنْهُ. وأَراحه اللَّهُ فاستَراحَ، وأَراحَ تَنَفَّسَ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا بسَعَةِ المَنْخَرَيْنِ: لَهَا مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع، ... فَمِنْهُ تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ وأَراحَ الرجلُ: ماتَ، كأَنه استراحَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَراحَ بَعْدَ الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ «3» وَفِي حَدِيثِ الأَسود بْنِ يَزِيدَ: إِن الْجَمَلَ الأَحمر لَيُرِيحُ فِيهِ مِنَ الْحَرِّ ؛ الإِراحةُ هاهنا: الموتُ

_ (3). قوله [والتغمغم] في الصحاح ومثله بهامش الأَصل والتغمم.

وَالْهَلَاكُ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والتَّرْوِيحةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: سمِّيت بِذَلِكَ لِاسْتِرَاحَةِ الْقَوْمِ بَعْدَ كُلِّ أَربع رَكَعَاتٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ؛ لأَنهم كَانُوا يَسْتَرِيحُونَ بَيْنَ كُلِّ تَسْلِيمَتَيْنِ. وَالتَّرَاوِيحُ: جَمْعُ تَرْوِيحة، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الرَّاحَةِ، تَفْعِيلة مِنْهَا، مِثْلُ تَسْلِيمَةٍ مِنَ السَّلام. والراحةُ: العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها. وراحةُ الْبَيْتِ: ساحتُه. وراحةُ الثَّوْبِ: طَيُّه. ابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّاحَةُ مِنَ الأَرض: المستويةُ، فِيهَا ظُهورٌ واسْتواء تُنْبِتُ كَثِيرًا، جَلَدٌ مِنَ الأَرض، وَفِي أَماكن مِنْهَا سُهُولٌ وجَراثيم، وَلَيْسَتْ مِنَ السَّيْل فِي شَيْءٍ وَلَا الْوَادِي، وَجَمْعُهَا الرَّاحُ، كَثِيرَةُ النَّبْتِ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ أَتانا فُلَانٌ وَمَا فِي وَجْهِهِ رائحةُ دَمٍ مِنَ الفَرَقِ، وَمَا فِي وَجْهِهِ رائحةُ دَمٍ أَي شَيْءٌ. وَالْمَطَرُ يَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَي يُحْييه؛ قَالَ: يَسْتَرْوِحُ العِلمُ مَنْ أَمْسَى لَهُ بَصَرٌ ... وَكَانَ حَيّاً كَمَا يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ والرَّوْحُ: الرَّحْمَةُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: الريحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تأْتي بِالرَّحْمَةِ وتأْتي بالعذاب، فإِذا رأَيتموها فَلَا تَسُبُّوها واسأَلوا مِنْ خيرها، واستعذوا بِاللَّهِ مِنْ شرِّها ؛ وَقَوْلُهُ: مِنْ رَوْحِ اللَّهِ أَي مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَهِيَ رَحْمَةٌ لِقَوْمٍ وإِن كَانَ فِيهَا عَذَابٌ لِآخَرِينَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ؛ أَي مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْجَمْعُ أَرواحٌ. والرُّوحُ: النَّفْسُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ الأَرواح. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو بَكْرٍ بنُ الأَنْباريِّ: الرُّوحُ والنَّفْسُ وَاحِدٌ، غَيْرَ أَن الرُّوحَ مُذَكَّرٌ وَالنَّفْسَ مُؤَنَّثَةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ. وَفِي التنزيل: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ؛ وتأْويلُ الرُّوحِ أَنه مَا بِهِ حياةُ النفْس. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ؛ قَالَ: إِن الرُّوح قَدْ نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ بِمَنَازِلَ، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن الْيَهُودَ سأَلوه عَنِ الرُّوحِ فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ؛ قَالَ: مِنْ عِلم رَبِّي أَي أَنكم لَا تَعْلَمُونَهُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: والرُّوح هُوَ الَّذِي يَعِيشُ بِهِ الإِنسان، لَمْ يُخْبِرِ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ أَحداً مِنْ خَلْقِهِ وَلَمْ يُعْطِ عِلْمَه الْعِبَادَ. قَالَ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي* ؛ فَهَذَا الَّذِي نَفَخَه فِي آدَمَ وَفِينَا لَمْ يُعْطِ عِلْمَهُ أَحداً مِنْ عِبَادِهِ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: الرُّوحُ إِنما هُوَ النَّفَسُ الَّذِي يَتَنَفَّسُهُ الإِنسان، وَهُوَ جارٍ فِي جَمِيعِ الْجَسَدِ، فإِذا خَرَجَ لَمْ يَتَنَفَّسْ بَعْدَ خُرُوجِهِ، فإِذا تَتامَّ خروجُه بَقِيَ بَصَرُهُ شَاخِصًا نَحْوَهُ، حَتَّى يُغَمَّضَ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ [جَانَ] قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا ؛ قَالَ: أَضافَ الروحَ المُرْسَلَ إِلى مَرْيَمَ إِلى نَفْسه كَمَا تَقُولُ: أَرضُ اللَّهِ وَسَمَاؤُهُ، قَالَ: وَهَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي* ؛ وَمِثْلُهُ: وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ؛ والرُّوحُ فِي هَذَا كُلِّهِ خَلْق مِنْ خَلْق اللَّهِ لَمْ يُعْطِ عِلْمَهُ أَحداً؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن الرُّوح الوَحْيُ أَو أَمْرُ النُّبُوَّةِ؛ ويُسَمَّى القرآنُ رُوحًا. ابْنُ الأَعرابي: الرُّوحُ الفَرَحُ. والرُّوحُ: الْقُرْآنُ. والرُّوح: الأَمرُ. والرُّوح: النَّفْسُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ «1»:

_ (1). قَوْلَهُ [قال أبو العباس] هكذا في الأَصل.

وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ويُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هَذَا كُلُّهُ مَعْنَاهُ الوَحْيُ، سمِّي رُوحاً لأَنه حَيَاةٌ مِنْ مَوْتِ الْكُفْرِ، فَصَارَ بِحَيَاتِهِ لِلنَّاسِ كالرُّوح الَّذِي يَحْيَا بِهِ جسدُ الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الرُّوح فِي الْحَدِيثِ كَمَا تكرَّر فِي الْقُرْآنِ وَوَرَدَتْ فِيهِ عَلَى مَعَانٍ، وَالْغَالِبُ مِنْهَا أَن الْمُرَادَ بالرُّوح الَّذِي يَقُومُ بِهِ الجسدُ وَتَكُونُ بِهِ الْحَيَاةُ، وَقَدْ أُطلق عَلَى الْقُرْآنِ وَالْوَحْيِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلَى جِبْرِيلَ فِي قَوْلِهِ: الرُّوحُ الْأَمِينُ ؛ قَالَ: ورُوحُ القُدُس يذكَّر وَيُؤَنَّثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَحابُّوا بِذِكْرِ اللَّهِ ورُوحِه ؛ أَراد مَا يَحْيَا بِهِ الْخَلْقُ وَيَهْتَدُونَ فَيَكُونُ حَيَاةً لَكُمْ، وَقِيلَ: أَراد أَمر النبوَّة، وَقِيلَ: هُوَ الْقُرْآنُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ وَلَيْسَ هُوَ بالإِنس، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ ملَك فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَجْهُهُ عَلَى صُورَةِ الإِنسان وَجَسَدُهُ عَلَى صُورَةِ الْمَلَائِكَةِ ؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الرُّوحَ هَاهُنَا جِبْرِيلُ؛ ورُوحُ اللَّهِ: حكمُه وأَمره. والرُّوحُ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ؛ قَالَ: هُوَ مَا نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ مِنَ الدِّين فَصَارَ تَحْيَا بِهِ النَّاسُ أَي يَعِيشُ بِهِ النَّاسُ؛ قَالَ: وكلُّ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ فَعَلْنا، فَهُوَ أَمره بأَعوانه، أَمر جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَمَلَائِكَتِهِ، وَمَا كَانَ فَعَلْتُ، فَهُوَ مَا تَفَرَّد بِهِ؛ وأَما قَوْلُهُ: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ* ، فَهُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. والرُّوحُ: عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ. والرُّوحُ: حَفَظَةٌ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الحفظةِ عَلَى بَنِي آدَمَ، وَيُرْوَى أَن وُجُوهَهُمْ مِثْلُ وُجُوهِ الإِنس. وَقَوْلُهُ: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ ؛ يَعْنِي أُولئك. والرُّوحانيُّ مِنَ الخَلْقِ: نحوُ الْمَلَائِكَةِ مِمَّنْ خَلَقَ اللهُ رُوحاً بِغَيْرِ جَسَدٍ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَكَى أَبو عُبَيْدَةَ أَن الْعَرَبَ تَقُولُهُ لِكُلِّ شَيْءٍ كَانَ فِيهِ رُوحٌ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْجِنِّ؛ وَزَعَمَ أَبو الْخَطَّابِ أَنه سَمِعَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فِي النِّسْبَةِ إِلى الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ رُوحانيٌّ، بِضَمِّ الرَّاءِ، وَالْجَمْعُ روحانِيُّون. التَّهْذِيبُ: وأَما الرُّوحاني مِنَ الْخَلْقِ فإِنَ أَبا دَاوُدَ المَصاحِفِيَّ رَوَى عَنِ النَّضْر فِي كِتَابِ الْحُرُوفِ المُفَسَّرةِ مِنْ غَرِيبِ الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ الأَعرابي عَنْ وَرْدانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَن الْمَلَائِكَةَ مِنْهُمْ رُوحانِيُّون، وَمِنْهُمْ مَن خُلِقَ مِنَ النُّورِ، قَالَ: وَمِنَ الرُّوحانيين جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وإِسرافيل، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: والرُّوحانيون أَرواح لَيْسَتْ لَهَا أَجسام، هَكَذَا يُقَالُ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِشَيْءٍ مِنَ الْخَلْقِ رُوحانيٌّ إِلا للأَرواح الَّتِي لَا أَجساد لَهَا مِثْلَ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَمَا أَشبههما، وأَما ذَوَاتُ الأَجسام فَلَا يُقَالُ لَهُمْ رُوحانيون؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْقَوْلُ فِي الرُّوحانيين هُوَ الصَّحِيحُ الْمُعْتَمَدُ لَا مَا قَالَهُ ابْنُ المُظَفَّر أَنَّ الرُّوحانيّ الَّذِي نُفِخَ فِيهِ الرُّوح. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمَلَائِكَةُ الرُّوحانِيُّونَ ، يُرْوَى بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا، كَأَنه نُسِبَ إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح، وَهُوَ نَسِيمُ الرِّيحِ، والأَلف وَالنُّونُ مِنْ زِيَادَاتِ النَّسَبِ، وَيُرِيدُ بِهِ أَنهم أَجسام لَطِيفَةٌ لَا يُدْرِكُهَا الْبَصَرُ. وَفِي حَدِيثِ ضِمامٍ: إِني أُعالج مِنْ هَذِهِ الأَرواح ؛ الأَرواح هَاهُنَا: كِنَايَةٌ عَنِ الْجِنِّ سمُّوا أَرواحاً لِكَوْنِهِمْ لَا يُرَوْنَ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الأَرواح. وَمَكَانٌ رَوْحانيٌّ، بِالْفَتْحِ، أَي طَيِّب. التَّهْذِيبُ: قَالَ شَمرٌ: والرِّيحُ عِنْدَهُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ الرُّوح كَمَا قَالُوا: تِيهٌ وتُوهٌ؛ قَالَ أَبو الدُّقَيْش: عَمَدَ مِنَّا رَجُلٌ إِلى قِرْبَةٍ فملأَها مِنَ

رُوحِه أَي مِنْ رِيحِه ونَفَسِه. والرَّواحُ: نقيضُ الصَّباح، وَهُوَ اسْمٌ لِلْوَقْتِ، وَقِيلَ: الرَّواحُ العَشِيُّ، وَقِيلَ: الرَّواحُ مِنْ لَدُن زَوَالِ الشَّمْسِ إِلى اللَّيْلِ. يُقَالُ: رَاحُوا يَفْعَلُونَ كَذَا وَكَذَا ورُحْنا رَواحاً؛ يَعْنِي السَّيْرَ بالعَشِيِّ؛ وَسَارَ الْقَوْمُ رَواحاً وراحَ القومُ، كَذَلِكَ. وتَرَوَّحْنا: سِرْنا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَو عَمِلْنا؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وأَنتَ الَّذِي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ، ... غَداةَ غَدٍ، أَو رائحٌ بهَجِيرِ وَالرَّوَاحُ: قَدْ يَكُونُ مَصْدَرَ قَوْلِكَ راحَ يَرُوحُ رَواحاً، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِكَ غَدَا يَغْدُو غُدُوًّا. وَتَقُولُ: خَرَجُوا بِرَواحٍ مِنَ العَشِيِّ ورِياحٍ، بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ رائحٌ مِنْ قَوْمٍ رَوَحٍ اسْمٌ للجمع، ورَؤُوحٌ مِن قَوْمٍ رُوحٍ، وَكَذَلِكَ الطَّيْرُ. وَطَيْرٌ رَوَحٌ: مُتَفَرِّقَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: مَا تَعِيفُ اليومَ فِي الطيرِ الرَّوَحْ، ... مِنْ غُرابِ البَيْنِ، أَو تَيْسٍ سَنَحْ وَيُرْوَى: الرُّوُحُ؛ وَقِيلَ: الرَّوَحُ فِي هَذَا الْبَيْتِ: الْمُتَفَرِّقَةُ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، إِنما هِيَ الرَّائِحَةُ إِلى مَوَاضِعِهَا، فَجُمِعَ الرَّائِحِ عَلَى رَوَحٍ مِثْلُ خَادِمٍ وخَدَمٍ؛ التَّهْذِيبُ: فِي هَذَا الْبَيْتِ قِيلَ: أَراد الرَّوَحةَ مِثْلَ الكَفَرَة والفَجَرة، فَطَرَحَ الْهَاءَ. قَالَ: والرَّوَحُ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْمُتَفَرِّقَةُ. وَرَجُلٌ رَوَّاحٌ بالعشي، عن اللحياني: كَرَؤُوح، وَالْجَمْعُ رَوَّاحُون، وَلَا يُكَسَّر. وَخَرَجُوا بِرِياحٍ مِنَ الْعَشِيِّ، بِكَسْرِ الراءِ، ورَواحٍ وأَرْواح أَي بأَول. وعَشِيَّةٌ: راحةٌ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَقَدْ رأَيتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً، ... وعليَّ، مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ، رِياحُ بِكَسْرِ الرَّاءِ، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ وَقْتٌ. وَقَالُوا: قومُك رائحٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ حَكَاهُ عَنِ الْكِسَائِيِّ قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الْمَعْرِفَةِ؛ يَعْنِي أَنه لَا يُقَالُ قَوْمٌ رائحٌ. وراحَ فلانٌ يَرُوحُ رَواحاً: مِنْ ذَهَابِهِ أَو سَيْرِهِ بِالْعَشِيِّ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَسْتَعْمِلُ الرَّواحَ فِي السَّيْرِ كلَّ وَقْتٍ، تَقُولُ: راحَ القومُ إِذا سَارُوا وغَدَوْا، وَيَقُولُ أَحدهم لِصَاحِبِهِ: تَرَوَّحْ، وَيُخَاطِبُ أَصحابه فَيَقُولُ: تَرَوَّحُوا أَي سِيرُوا، وَيَقُولُ: أَلا تُرَوِّحُونَ؟ وَنَحْوُ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الأَخبار الصَّحِيحَةِ الثَّابِتَةِ، وَهُوَ بِمَعْنَى المُضِيِّ إِلى الْجُمُعَةِ والخِفَّةِ إِليها، لَا بِمَعْنَى الرَّواح بِالْعَشِيِّ. فِي الْحَدِيثِ: مَنْ راحَ إِلى الْجُمُعَةِ فِي السَّاعَةِ الأُولى أَي مَنْ مَشَى إِليها وَذَهَبَ إِلى الصَّلَاةِ وَلَمْ يُرِدْ رَواحَ آخِرِ النَّهَارِ. وَيُقَالُ: راحَ القومُ وتَرَوَّحُوا إِذا سَارُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ. وَقِيلَ: أَصل الرَّواح أَن يَكُونَ بَعْدَ الزَّوَالِ، فَلَا تَكُونُ السَّاعَاتُ الَّتِي عدَّدها فِي الْحَدِيثِ إِلَّا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ بَعْدَ الزَّوَالِ كَقَوْلِكَ: قَعَدْتُ عِنْدَكَ سَاعَةً إِنما تُرِيدُ جُزْءًا من الزمان، وإِن لَمْ يَكُنْ سَاعَةً حَقِيقَةً الَّتِي هِيَ جُزْءٌ مِنْ أَربعة وَعِشْرِينَ جُزْءًا مَجْمُوعُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وإِذا قَالَتِ الْعَرَبُ: رَاحَتِ الإِبل تَرُوحُ وتَراحُ رَائِحَةً، فَرواحُها هَاهُنَا أَن تأْوِيَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلى مُراحِها الَّذِي تَبِيتُ فِيهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِراحةُ رَدُّ الإِبل وَالْغَنَمِ مِنَ العَشِيِّ إِلى مُرَاحها حَيْثُ تأْوي إِليه لَيْلًا، وَقَدْ أَراحها رَاعِيهَا يُرِيحُها. وَفِي لُغَةٍ: هَراحَها يُهْرِيحُها. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَوَّحْتُها بِالْعَشِيِّ أَي رَدَدْتُها إِلى المُراحِ. وسَرَحَتِ الْمَاشِيَةُ بِالْغَدَاةِ وراحتْ بالعَشِيِّ أَي رَجَعَتْ. وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ فِي سَراحٍ ورَواحٍ أَي فِي يُسرٍ بِسُهُولَةٍ؛ والمُراحُ: مأْواها

ذَلِكَ الأَوانَ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى مَوْضِعِ الإِبل. والمُراحُ، بِالضَّمِّ: حَيْثُ تأْوي إِليه الإِبل وَالْغَنَمُ بِاللَّيْلِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا لَهُ سارِحةٌ وَلَا رائحةٌ أَي شَيْءٌ؛ وراحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلى المُراحِ؛ وَفِي حَدِيثِ سَرِقَة الْغَنَمِ: لَيْسَ فِيهِ قَطْعٌ حَتَّى يُؤْوِيَهُ المُراح ؛ المُراحُ، بِالضَّمِّ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تَرُوحُ إِليه الْمَاشِيَةُ أَي تأْوي إِليه لَيْلًا، وأَما بِالْفَتْحِ، فَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَرُوحُ إِليه الْقَوْمُ أَو يَروحُونَ مِنْهُ، كالمَغْدَى الْمَوْضِعُ الَّذِي يُغْدَى مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي أَعطاني، لأَنها كَانَتْ هِيَ مُراحاً لِنَعَمِه، وَفِي حَدِيثِهَا أَيضاً: وأَعطاني مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجاً أَي مِمَّا يَرُوحُ عَلَيْهِ مِنْ أَصناف الْمَالِ أَعطاني نَصِيبًا وصِنْفاً، وَيُرْوَى: ذابِحةٍ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ: ذَاكَ مالٌ رائحٌ أَي يَرُوحُ عَلَيْكَ نَفْعُه وثوابُه يَعْنِي قُرْبَ وُصوله إِليه، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمَراحُ، بِالْفَتْحِ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَرُوحُ مِنْهُ الْقَوْمُ أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى مِنَ الغَداةِ؛ تَقُولُ: مَا تَرَكَ فلانٌ مِنْ أَبيه مَغدًى وَلَا مَراحاً إِذا أَشبهه فِي أَحوالِه كُلِّهَا. والتَّرْوِيحُ: كالإِراحةِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَراحَ الرَّجُلُ إِراحةً وإِراحاً إِذا رَاحَتْ عَلَيْهِ إِبلُه وَغَنَمُهُ وَمَالُهُ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلّا بَعْدَ الزَّوَالِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ مَصاعِيبَ، زُبَّ الرُّؤُوسِ، ... فِي دارِ صِرْمٍ، تُلاقي مُرِيحا يُمْكِنُ أَن يَكُونَ أَراحتْ لُغَةً فِي رَاحَتْ، وَيَكُونَ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ، وَيُرْوَى: تُلاقي مُرِيحاً أَي الرجلَ الَّذِي يُرِيحُها. وأَرَحْتُ عَلَى الرَّجُلِ حَقَّه إِذا رَدَدْتَهُ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَلا تُرِيحي عَلَيْنَا الحقَّ طَائِعَةً، ... دونَ القُضاةِ، فقاضِينا إِلى حَكَمِ وأَرِحْ عَلَيْهِ حَقَّه أَي رُدَّه. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: لَوْلَا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ حُدَّتْ تُراحُ عَلَى أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هُمُ الأَئمة، وَيَجُوزُ بِالْعَكْسِ وَهُوَ أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها مِنَ الرَّعِيَّةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: حَتَّى أَراحَ الحقَّ عَلَى أَهله. ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم: ذَهَبْتُ إِليهم رَواحاً أَو رُحْتُ عِنْدَهُمْ. وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم: جَاءَهُمْ رَواحاً. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى رَوْحةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ أَي مِقْدَارِ رَوْحةٍ، وَهِيَ المرَّة مِنَ الرَّواح. والرَّوائح: أَمطار العَشِيّ، واحدتُها رَائِحَةٌ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ مُرَّةُ: أَصابتنا رائحةٌ أَي سَماء. وَيُقَالُ: هُمَا يَتَراوحان عَمَلًا أَي يَتَعَاقَبَانِهِ، ويَرْتَوِحان مثلُه؛ وَيُقَالُ: هَذَا الأَمر بَيْنَنَا رَوَحٌ ورِوَحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه. والمُراوَحَةُ: عَمَلانِ فِي عَمَل، يُعْمَلُ ذَا مَرَّةً وَذَا مَرَّةً؛ قَالَ لَبِيدٌ: ووَلَّى عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ، ... يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ يَعْنِي يَبْتَذِل عَدْوَه مَرَّةً وَيَصُونُ أُخرى أَي يكُفُّ بَعْدَ اجْتِهَادٍ. والرَّوَّاحةُ: القطيعُ «2» من الغنم. ورَواحَ الرجلُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ إِذا تَقَلَّبَ مِنْ جَنْب إِلى جَنْب؛ أَنشد يَعْقُوبُ: إِذا اجْلَخَدَّ لَمْ يَكَدْ يُراوِحُ، ... هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ

_ (2). قوله [والرواحة القطيع إلخ] كذا بالأَصل بهذا الضبط.

وراوَحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ إِذا قَامَ عَلَى إِحداهما مرَّة وَعَلَى الأَخرى مَرَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُراوِحُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ أَي يَعْتَمِدُ عَلَى إِحداهما مَرَّةً وَعَلَى الأُخرى مَرَّةً ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ مِنْهُمَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه أَبْصَرَ رَجُلًا صَافًّا قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: لَوْ راوَحَ كَانَ أَفضلَ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ ثابتٌ يُراوِحُ بَيْنَ جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي قَائِمًا وَسَاجِدًا، يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ؛ وَيُقَالُ: إِن يَدَيْهِ لتَتراوَحانِ بِالْمَعْرُوفِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: لتَتَراحانِ بِالْمَعْرُوفِ. وَنَاقَةٌ مُراوِحٌ: تَبْرُكُ مِنْ وَرَاءِ الإِبل؛ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي تبركُ وراءَ الإِبلِ: مُراوِحٌ ومُكانِفٌ، قَالَ: كَذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فِي النَّوَادِرِ. والرَّيِّحةُ مِنَ الْعِضَاهِ والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى: أَن يَظْهَر النبتُ فِي أُصوله الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ عامِ أَوَّلَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا نَبَتَ إِذا مسَّه البَرْدُ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، وَحَكَى كُرَاعٌ فِيهِ الرِّيحة عَلَى مِثَالِ فِعْلَة، وَلَمْ يَحْكِ مَنْ سِواه إِلَّا رَيِّحة عَلَى مِثال فَيِّحة. التَّهْذِيبُ: الرَّيِّحة نَبَاتٌ يَخْضَرُّ بعد ما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه. وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قَبْلَ الشِّتَاءِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، وَقَالَ الأَصمعي: وَذَلِكَ حِينَ يَبْرُدُ اللَّيْلُ فَيَتَفَطَّرُ بِالْوَرَقِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ؛ وَقِيلَ: تَرَوَّحَ الشَّجَرُ إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بَعْدَ إِدبار الصَّيْفِ؛ قَالَ الرَّاعِي: وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ، لَهُمْ وَرَقٌ ... راحَ العِضاهُ بِهِ، والعِرْقُ مَدْخولُ وَرَوَى الأَصمعي: وخادَعَ المجدُ أَقواماً لَهُمْ وَرِقٌ أَي مَالٌ. وخادَعَ: تَرَكَ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تَرَكُوا الْحَمْدَ أَي لَيْسُوا مِنْ أَهله، قَالَ: وَهَذِهِ هِيَ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ. قَالَ الأَزهري: والرَّيِّحة الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّيْثُ هِيَ هَذِهِ الشَّجَرَةُ الَّتِي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عَلَيْهَا الليلُ فتتفطرُ بِالْوَرَقِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تسمِّيها الرَّيِّحة. وتَرَوُّحُ الشَّجَرِ: تَفَطُّره وخُروجُ وَرَقِهِ إِذا أَوْرَق النبتُ فِي اسْتِقْبَالِ الشِّتَاءِ، قَالَ: وراحَ الشَّجَرُ يَراحُ إِذا تَفَطَّرَ بِالنَّبَاتِ. وتَرَوَّحَ النبتُ وَالشَّجَرُ: طَالَ. وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غَيْرِهِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ. وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ مِنَ الرَّواحِ. والرَّوَحُ، بِالتَّحْرِيكِ: السَّعَةُ؛ قَالَ المتنخل الهُذَليّ: لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ، يومَ ذَلِكُمُ، ... فُتْخُ الشَّمائل، فِي أَيْمانِهِم رَوَحُ وَكَبِيرُ بْنُ هِنْدٍ: حيٌّ مِنْ هُذَيْلٍ. وَالْفُتُخُ: جَمْعُ أَفْتَخَ، وَهُوَ اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ؛ يُرِيدُ أَن شَمَائِلَهُمْ تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فِي أَيمانهم رَوَح؛ وَهُوَ السَّعَة لشدَّة ضَرْبِهَا بِالسَّيْفِ، وَبَعْدَهُ: تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم، ... كَمَا يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ والرَّوَحُ: اتساعُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ أَو سَعَةٌ فِي الرِّجْلَيْنِ، وَهُوَ دُونَ الفَحَج، إِلَّا أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قَدَمَيْهِ وتَتَدانى عَقِباه. وَكُلُّ نَعَامَةٍ رَوْحاء؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وزَفَّتِ الشَّوْلُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ، كَمَا ... زَفَّ النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ وَالنَّاسُ يمشونَ ؛ الأَروَحُ: الَّذِي تَتَدَانَى

عَقِباه وَيَتَبَاعَدُ صَدْرَا قَدَمَيْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لكأَنِّي أَنْظُرُ إِلى كِنانةَ بْنِ عبدِ يالِيلَ قَدْ أَقبلَ يضرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رِجْلَيْهِ. والرَّوَحُ: انقلابُ القَدَمِ عَلَى وَحْشِيِّها؛ وَقِيلَ: هُوَ انْبِسَاطٌ فِي صَدْرِ الْقَدَمِ. وَرَجُلٌ أَرْوَحُ، وَقَدْ رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً، وَهِيَ رَوْحاءُ. ابْنُ الأَعرابي: فِي رِجْلِهِ رَوَحٌ ثُمَّ فَدَحٌ ثُمَّ عَقَلٌ، وَهُوَ أَشدّها؛ قَالَ اللَّيْثُ: الأَرْوَحُ الَّذِي فِي صَدْرِ قَدَمَيْهِ انْبِسَاطٌ، يَقُولُونَ: رَوِحَ الرجلُ يَرْوَحُ رَوَحاً. وَقَصْعَةٌ رَوْحاءُ: قَرِيبَةُ القَعْر، وإِناءٌ أَرْوَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتيَ بقدحٍ أَرْوَحَ أَي مُتَّسع مَبْطُوحٍ. واسْتراحَ إِليه أَي اسْتَنامَ، وَفِي الصِّحَاحِ: واسْتَرْوَحَ إِليه أَي اسْتَنَامَ. والمُسْتَراحُ: المَخْرَجُ. والرَّيْحانُ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: عالَيْتُ أَنْساعِي وجَلْبَ الكُورِ، ... عَلَى سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ يُرِيدُ بالرائِح: الثورَ الْوَحْشِيَّ، وَهُوَ إِذا مُطِرَ اشتدَّ عَدْوُه. وَذُو الرَّاحَةِ: سَيْفٌ كَانَ لِلْمُخْتَارِ بْنِ أَبي عُبَيْد. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ دَلَكَتْ بِراحِ، قَالَ: مَعْنَاهُ استُريح مِنْهَا؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: مُعاوِيَ، مَنْ ذَا تَجْعَلُونَ مَكانَنا، ... إِذا دَلَكَتْ شمسُ النهارِ بِراحِ يَقُولُ: إِذا أَظلم النَّهَارُ واسْتُريحَ مِنْ حَرِّهَا، يَعْنِي الشَّمْسَ، لِمَا غَشِيَهَا مِنْ غَبَرة الْحَرْبِ فكأَنها غَارِبَةٌ؛ كَقَوْلِهِ: تَبْدُو كَواكِبُه، والشمسُ طالعةٌ، ... لَا النُّورُ نُورٌ، وَلَا الإِظْلامُ إِظْلامُ وَقِيلَ: دَلَكَتْ بِرَاحٍ أَي غَرَبَتْ، والناظرُ إِليها قَدْ تَوَقَّى شُعاعَها بِرَاحَتِهِ. وَبَنُو رَواحةَ: بطنٌ. ورِياحٌ: حَيٌّ مِنْ يَرْبُوعٍ. ورَوْحانُ: مَوْضِعٌ. وَقَدْ سَمَّتْ رَوْحاً ورَواحاً. والرَّوْحاءُ: مَوْضِعٌ، وَالنَّسَبُ إِليه رَوْحانيٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: الْجَوْهَرِيُّ: ورَوْحاء، ممدود، بلد. ريح: الأَرْيَحُ: الواسعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والأَرْيَحِيُّ: الواسعُ الخُلُق المنبسِطُ إِلى الْمَعْرُوفِ، وَالْعَرَبُ تَحْمِلُ كَثِيرًا مِنَ النَّعْتِ عَلَى أَفْعَليٍّ كأَرْيَحِيٍّ وأَحْمَرِيّ، وَالِاسْمُ الأَرْيَحِيَّةُ. وأَخَذَتْه لِذَلِكَ أَرْيَحيَّة أَي خِفَّةٌ وهَشَّةٌ؛ وَزَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَنَّ يَاءَ أَرْيَحيَّة بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، فإِن كَانَ هَذَا فَبَابُهُ رُوحٌ. وَالْحَدِيثُ المَرْوِيُّ عَنْ جَعْفَرٍ: ناوَلَ رَجُلًا ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: اطْوِه عَلَى رَاحَتِهِ أَي طَيِّه الأَوّلِ. والرَّياحُ، بِالْفَتْحِ: الرَّاحُ، وَهِيَ الْخَمْرُ، وكلُّ خَمْرٍ رَياحٌ وراحٌ، وَبِذَلِكَ عُلم أَن أَلفها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواء، غُدَيَّةً، ... نَشاوى، تَساقَوْا بالرِّياحِ المُفَلْفَلِ «1» وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سمِّيت رَاحًا لأَن صَاحِبَهَا يَرْتاحُ إِذا شَرِبَهَا، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي رُوحٍ. وأَرْيَحُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ صَخْر الغَيّ يَصِفُ سَيْفًا: فَلَوْتُ عَنْهُ سُيُوفَ أَرْيَحَ، إِذ ... باءَ بِكَفِّي، فَلَمْ أَكَدْ أَجِدُ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ، فَقَالَ: قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَلَوتُ عَنْهُ سُيُوفَ أَرْيحَ، حَتَّى ... باءَ كَفِّي، وَلَمْ أَكد أَجد

_ (1). في معلقة إمرئ القيس: [صبِحنَ سُلافاً مِنْ رحيقٍ مُفَلفل]

فصل الزاي

وَقَالَ: أَرْيَحُ حَي مِنَ اليمنِ. باءَ كَفِّي لَهُ مَباءَةً أَي مَرجِعاً. وَكَفِّي: مَوْضِعُ؛ نَصْبٍ لَمْ أَكد أَجد لعِزَّته. والأَرْيَحِيُّ: السيفُ، إِما أَن يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلى هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي بِالشَّامِ، وإِما أَن يَكُونَ لِاهْتِزَازِهِ؛ قَالَ: وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وَذَا خُصَلٍ، ... مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ، سابِحاً نَزِقا وأَرِيحاءُ وأَرْيَحاءُ: بَلَدٌ، النَّسَبُ إِليه أَرْيَحِيٌّ، وَهُوَ مِنْ شَاذِّ مَعْدُولِ النَّسَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الرِّيحِ والرِّياحِ، وأَصلها الْوَاوُ وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي رَوَحَ، والله أَعلم. فصل الزاي زحح: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ ؛ زُحْزِحَ أَي نُحِّيَ وبُعِّدَ. وزَحَّ الشيءَ يَزُحُّه زَحّاً: جَذَبَهُ فِي عَجَلَة. وزَحَّه يَزُحُّه زَحّاً، وزَحْزَحه فتَزَحْزَحَ: دَفَعه ونَحَّاه عَنْ مَوْضِعِهِ فَتَنَحَّى وباعَدَه مِنْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَا قابِضَ الرُّوحِ عَنْ جِسْمٍ عَصَى زَمَناً، ... وغافِرَ الذَّنْبِ، زَحْزِحْنِي عَنِ النارِ وَيُقَالُ: هُوَ بِزَحْزَحٍ عَنْ ذَلِكَ أَي ببُعْدٍ مِنْهُ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا مكرَّر مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ، وأَصله مِنْ زاحَ يَزيحُ إِذا تأَخَّر؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: زاحَ عَنْ مِثْلِ مَقامِي وزَحَلْ وَمِنْهُ يُقَالُ: زاحتْ عِلَّتُهُ وأَزَحْتُها، وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ الزَّوْحِ، وَهُوَ السَّوْقُ الشَّدِيدُ، وَكَذَلِكَ الذَّوْحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ زَحْزَحَه اللهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَريفاً ؛ زَحْزَحَهُ أَي نَحَّاه عَنْ مَكَانِهِ وَبَاعَدَهُ مِنْهُ. يَعْنِي بَاعَدَهُ عَنِ النَّارِ مَسَافَةً تُقطع فِي سَبْعِينَ سَنَةً، لأَنه كُلَّمَا مَرَّ خَرِيفٌ فَقَدِ انْقَضَتْ سَنَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: أَنه قَالَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ لَمَّا حَضَرَهُ بَعْدَ فَرَاغَهِ مِنَ الجَمَلِ: تَزَحْزَحْتَ وتَرَبَّصْتَ فَكَيْفَ رأَيتَ اللهَ صَنَع ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: كَانَ إِذا فَرَغَ مِنَ الْفَجْرِ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وإِن زُحْزِحَ أَي وإِن أُريد تَنْحِيَتُهُ عَنْ ذَلِكَ وأُزْعِجَ وحُمِلَ عَلَى الْكَلَامِ. والزَّحْزاحُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: يُوعِدُ خَيْراً، وَهُوَ بالزَّحْزاحِ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الزَّحْزاحُ هُنَا اسْمًا مِنَ التَّزَحْزُحِ أَي التَّبَاعُدِ والتَّنَحِّي. وتَزَحْزَحْتُ عَنِ الْمَكَانِ وتَحَزْحَزْتُ، بِمَعْنًى واحد. زرح: زَرَحَه بالرُّمحِ: شَجَّه؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: لَيْسَ بِثَبَتٍ. والزَّرْوَحُ: الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ؛ وَقِيلَ: الأَكَمَةُ المنبسِطةُ، وَالْجَمْعُ الزَّراوِحُ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّراوِحُ مِنَ التِّلال منبسِطٌ لَا يُمْسِكُ الماءَ، رأْسُهُ صَفاةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وتَرْجاف «1» أَلْحِيها، إِذا مَا تَنَصَّبَتْ، ... عَلَى رافِعِ الآلِ، التِّلالُ الزَّراوِحُ قَالَ: والحَزاوِرُ مِثْلُهَا، وسيأْتي ذِكْرُهُ. الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي: الزُّرَّاحُ النَّشِيطُو الْحَرَكَاتِ. والزَّرْوَحَةُ: مِثْلُ السَّرْوَعةِ يَكُونُ من الرَّمَل وغيره. زقح: ابْنُ سِيدَهْ: زَقَحَ القِرْدُ زَقْحاً: صَوَّتَ؛ عَنْ كراع. زلح: الزَّلْحُ: الباطلُ. وزَلَحَ الشيءَ يَزْلَحُه زَلْحاً، وتَزَلَّحه: تَطَعَّمَه.

_ (1). هكذا في الأَصل.

وخُبْزَةٌ زَلَحْلَحَة، كَذَلِكَ «1». والزُّلُحُ: مِنْ قَوْلِكَ قَصْعَةٌ زَلَحْلَحَة أَي مُنْبَسِطَةً لَا قَعْرَ لَهَا، وَقِيلَ: قَرِيبَةُ الْقَعْرِ؛ قَالَ: ثُمَّتَ جاؤُوا بقِصاعٍ مُلْسِ، ... زَلَحْلَحاتٍ ظاهراتِ اليُبْسِ، أُخِذْنَ فِي السُّوق بفَلْسِ فَلْسِ قَالَ: وَهِيَ كَلِمَةٌ عَلَى فَعْلَلٍ، أَصله ثُلَاثِيٌّ أُلحق بِبِنَاءِ الْخُمَاسِيِّ. وَذَكَرَ ابْنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي خَيْرَةَ أَنه قَالَ: الزَّلَحْلَحاتُ فِي بَابِ القِصاع، وَاحِدَتُهَا زَلَحْلَحَةٌ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الزُّلُحُ الصِّحافُ الْكِبَارُ، حَذَفَ الزِّيَادَةَ فِي جَمْعِهَا. ووادٍ زَلَحْلَحٌ: غيرُ عَمِيق. زلنقح: الأَزهري: الزَّلَنْقَحُ السَّيِءُ الخُلُقِ. زمح: الزُّمَّحُ مِنَ الرِّجَالِ: الضعيفُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الدَّمِيمُ، وَقِيلَ: اللَّئِيمُ. والزُّمَّحُ والزَّوْمَحُ مِنَ الرِّجَالِ: الأَسودُ القبيحُ الشَّرِيرُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وَلَمْ تَكُ شِهْدارةَ الأَبْعَدين، ... وَلَا زُمَّحَ الأَقْرَبين الشَّرِيرا وَقِيلَ: الزُّمَّحُ الْقَصِيرُ السَّمْجُ الخِلْقَة السَّيِءُ الأَدَمُّ المَشْؤُوم. والزِّمَحْنُ والزِّمَحْنةُ: السيِءُ الخُلْق. والزَّامِحُ: الدُّمَّلُ، اسمٌ كالكاهِلِ والغارِبِ، لأَنَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ فِعْلًا. والزُّمَّاحُ: طِينٌ يُجْعَلُ عَلَى رأْس خَشَبَةٍ يُرْمَى بِهَا الطَّيْرُ، وأَنكرها بَعْضُهُمْ وَقَالَ: إِنما هُوَ الجُمَّاحُ. والزُّمَّاحُ: طَائِرٌ كَانَ يَقِفُ بِالْمَدِينَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى أُطُمٍ فَيَقُولُ شَيْئًا، وَقِيلَ: كَانَ يَسْقُطُ فِي بَعْضِ مَرابِدِ الْمَدِينَةِ فيأْكل تَمْره، فَرَمَوْه فَقَتَلُوهُ فَلَمْ يأْكل أَحد مِنْ لَحْمِهِ إِلا مَاتَ؛ قَالَ: أَعَلى العهدِ أَصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرٍو، ... ليتَ شِعْرِي أَم غَالَهَا الزُّمَّاحُ؟ الأَزهري: الزُّمَّاحُ طَائِرٌ كَانَتِ الأَعراب تَقُولُ إِنه يأْخذ الصَّبِيَّ مِنْ مَهْدِه. وزَمَّحَ الرجلُ إِذا قَتَلَ الزُّمَّاحَ، وَهُوَ هَذَا الطَّائِرُ الَّذِي يأْخذ الصبي. زنح: أَبو خَيْرَةَ: إِذا شَرِبَ الرجلُ الْمَاءَ فِي سُرْعةِ إِساغةٍ، فَهُوَ التَّزْنِيحُ؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ التَّزَنُّحُ. يُقَالُ: تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إِذا شَرِبْتَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وتَزَنَّح الرَّجُلُ إِذا ضَايَقَ إِنساناً فِي مُعَامَلَةٍ أَو دَيْن. وزَنَحه يَزْنَحُه زَنْحاً: دَفَعه. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ: فَزَنَجَ شيءٌ، أَقبل، طويلُ العُنُقِ، فَقُلْتُ: مَا أَنتَ؟ فَقَالَ: أَنا النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبة ، قَالَ: لَا أَدري مَا زَنَجَ، لَعَلَّهُ بِالْحَاءِ؛ والزَّنْحُ: الدفعُ، كأَنه يُرِيدُ هجومَ هَذَا الشَّخْصِ وإِقبالَه، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ زَلَج، بِاللَّامِ وَالْجِيمِ، وَهُوَ سرعةُ ذهاب الشيء ومُضِيُّه؛ وقيل: هُوَ بِالْحَاءِ بِمَعْنَى سَنَحَ وعَرَضَ. والتَّزَنُّحُ: التَّفَتُّحُ فِي الْكَلَامِ ورَفْعُ الإِنسان نفْسَه فَوْقَ قَدْرِه؛ قَالَ أَبو الغَريبِ: تَزَنّحُ بِالْكَلَامِ عليَّ جَهْلًا ... كأَنك ماجدٌ مِنْ أَهلِ بَدْرِ والتَّزَنُّحُ فِي الْكَلَامِ: فَوْقَ الهَذْرِ. والزُّنُح: المكافئونَ عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ «2».

_ (1). قوله [وخبزة زلحلحة كذلك] كذا بالأَصل. وفي القاموس: والزلحلح الخفيف الجسم، والوادي الغير العميق، وبالهاء الرقيقة من الخبز. وقوله والزلح أي بضمتين: القصاع الكبار، جمع زلحلحة، حذفت الزيادة من جمعها. (2). زاد المجد: الزنوح، كرسول: الناقة السريعة، والمزانحة الممادحة.

فصل السين

زوح: التَّهْذِيبِ: الزَّوْحُ تَفْرِيقُ الإِبل، وَيُقَالُ: الزَّوْحُ جَمْعُها إِذا تَفَرَّقَتْ؛ والزَّوْحُ: الزَّوَلانُ. شَمِرٌ. زاحَ وزاخَ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا تَنَحَّى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: لَوْ يقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه، ... زاحَ عَنْ مثلِ مَقامي وزَحَلْ قَالَ: وَمِنْهُ زاحتْ علَّته، وأَزَحْتُها أَنا. وزاحَ الشيءَ زَوْحاً، وأَزاحَه: أَزاغه عَنْ مَوْضِعِهِ ونَحَّاه. وزاحَ هُوَ يَزُوحُ، وزاحَ الرجلُ زَوْحاً: تَبَاعَدَ. والزَّواحُ: الذهابُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ: وأَنشد: إِني زعيمٌ يَا نُوَيْقَةُ، ... إِنْ نَجَوْتِ مِنَ الزَّواحْ زيح: زاحَ الشيءُ يَزيحُ زَيْحاً وزُيُوحاً وزِيُوحاً وزَيَحاناً، وانْزاحَ: ذَهَبَ وَتَبَاعَدَ؛ وأَزَحْتُه وأَزاحَه غيرُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: الزَّيْحُ ذهابُ الشَّيْءِ، تَقُولُ: قَدْ أَزَحْتُ عِلَّتَهُ فزاحتْ، وَهِيَ تَزيحُ؛ وَقَالَ الأَعْشى: وأَرْمَلَةٍ تَسْعَى بشُعْثٍ، كأَنها ... وإِياهمُ، رُبْدٌ أَحَثَّتْ رِئالَها هَنَأْنا، فَلَمْ تَمْنُنْ عَلَيْنَا، فأَصْبَحتْ ... رَخيَّةَ بالٍ، قَدْ أَزَحْنا هُزالَها ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ: هنأْنا أَي أَطعمنا. والشعْثُ: أَولادُها. والرُّبْدُ: النعامُ. والرُّبْدَةُ: لَوْنُهَا. والرِّئالُ: جَمْعُ رَأْلٍ، وَهُوَ فَرْخُ النَّعَامِ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: زاحَ عَنِّي الباطلُ أَي زَالَ وَذَهَبَ. وأَزاحَ الأَمرَ: قضاه. فصل السين سبح: السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ. سَبَحَ بِالنَّهْرِ وَفِيهِ يَسْبَحُ سَبْحاً وسِباحةً، وَرَجُلٌ سابِحٌ وسَبُوح مِنْ قَوْمٍ سُبَحاء، وسَبَّاحٌ مِنْ قَوْمٍ سَبَّاحين؛ وأَما ابْنُ الأَعرابي فَجَعَلَ السُّبَحاء جَمْعَ سَابِحٍ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ ... فِيهِ، سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ قَالَ: السُّبَحاءُ جَمْعُ سابِحٍ. وَيَعْنِي بِالْمَاءِ هُنَا السَّرابَ. والمُواشِكةُ: الجادَّةُ فِي سَيْرِهَا. والخَبُوب، مِنَ الخَبَب فِي السَّيْرِ؛ جَعَلَ النَّاقَةَ مِثْلَ السَّفِينَةِ حِينَ جَعَلَ السَّرابَ كَالْمَاءِ. وأَسْبَح الرجلَ فِي الْمَاءِ: عَوَّمَه؛ قَالَ أُمية: والمُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها، ... فِي اليَمِّ جَرْيَتُها، كأَنها عُوَمُ وسَبْحُ الفَرَسِ: جَرْيُه. وَفَرَسٌ سَبُوحٌ وسابِحٌ: يَسْبَحُ بِيَدَيْهِ فِي سَيْرِهِ. والسَّوابِحُ: الْخَيْلُ لأَنها تَسْبَح، وَهِيَ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَادِ: أَنه كَانَ يَوْمَ بدرٍ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ سَبْحَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ فَرَسٌ سابِحٌ إِذا كَانَ حسنَ مَدِّ الْيَدَيْنِ فِي الجَرْي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: لَقَدْ كانَ فِيهَا للأَمانةِ موضِعٌ، ... وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ، وللكَفِّ مَسْبَحُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِذا لمسَتها الْكَفُّ وَجَدَتْ فِيهَا جَمِيعَ مَا تُرِيدُ. وَالنُّجُومُ تَسْبَحُ فِي الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جَرَتْ فِي دَوَرانها. والسَّبْحُ: الفَراغُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا ؛ إِنما يَعْنِي بِهِ فَرَاغًا طَوِيلًا وتَصَرُّفاً؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ فَرَاغًا لِلنَّوْمِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مُنْقَلَباً طَوِيلًا؛ وَقَالَ المُؤَرِّجُ: هُوَ الفَراغ والجَيئَة وَالذَّهَابُ؛ قَالَ أَبو الدُّقَيْش: وَيَكُونُ

السَّبْحُ أَيضاً فَرَاغًا بِاللَّيْلِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ لَكَ فِي النَّهَارِ مَا تَقْضِي حَوَائِجَكَ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَنْ قرأَ سَبْخاً فَمَعْنَاهُ قَرِيبٌ مِنَ السَّبْح، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَنْ قرأَ سَبْحاً فَمَعْنَاهُ اضْطِرَابًا وَمَعَاشًا، وَمَنْ قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وَتَخْفِيفًا للأَبدان. قَالَ ابنُ الفَرَج: سَمِعْتُ أَبا الجَهْم الجَعْفَرِيَّ يَقُولُ: سَبَحْتُ فِي الأَرض وسَبَخْتُ فِيهَا إِذا تَبَاعَدْتَ فِيهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ أَي يَجْرُونَ، وَلَمْ يَقُلْ تَسْبَحُ لأَنه وَصَفَهَا بِفِعْلِ مَنْ يَعْقِلُ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً ؛ هِيَ النُّجُومُ تَسْبَحُ فِي الفَلَكِ أَي تَذْهَبُ فِيهَا بَسْطاً كَمَا يَسْبَحُ السابحُ فِي الْمَاءِ سَبْحاً؛ وَكَذَلِكَ السَّابِحُ مِنَ الْخَيْلِ يَمُدُّ يَدَيْهِ فِي الْجَرْيِ سَبْحاً؛ وَقَالَ الأَعشى: كَمْ فيهمُ مِنْ شَطْبَةٍ خَيْفَقٍ، ... وسابِحٍ ذِي مَيْعَةٍ ضامِرِ وَقَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً ؛ قِيلَ: السابحاتُ السُّفُنُ، والسابقاتُ الخيلُ، وَقِيلَ: إِنها أَرواح الْمُؤْمِنِينَ تَخْرُجُ بِسُهُولَةٍ؛ وَقِيلَ: الْمَلَائِكَةُ تَسْبَحُ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وسَبَحَ اليَرْبُوعُ فِي الأَرض إِذا حَفَرَ فيها، وسَبَحَ فِي الْكَلَامِ إِذا أَكثر فِيهِ. والتَّسبيح: التَّنْزِيهُ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ: مَعْنَاهُ تَنْزِيهًا لِلَّهِ مِنَ الصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ، وَقِيلَ: تَنْزِيهُ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ كُلِّ مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يُوصَفَ، قَالَ: ونَصْبُه أَنه فِي مَوْضِعِ فِعْلٍ عَلَى مَعْنَى تَسْبِيحًا لَهُ، تَقُولُ: سَبَّحْتُ اللَّهَ تَسْبِيحًا لَهُ أَي نَزَّهْتُهُ تَنْزِيهًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ؛ قَالَ: مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ الْمَعْنَى أُسبِّح اللَّهَ تَسْبِيحًا. قَالَ: وَسُبْحَانَ فِي اللُّغَةِ تَنْزِيهُ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، عَنِ السُّوءِ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رأَيت فِي الْمَنَامِ كأَنَّ إِنساناً فَسَّرَ لِي سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ: أَما تَرَى الْفَرَسَ يَسْبَحُ فِي سُرْعَتِهِ؟ وَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ السرعةُ إِليه والخِفَّةُ فِي طَاعَتِهِ، وجِماعُ مَعْنَاهُ بُعْدُه، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، عَنْ أَن يَكُونَ لَهُ مِثْلٌ أَو شَرِيكٌ أَو ندٌّ أَو ضِدٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: زَعَمَ أَبو الْخَطَّابِ أَن سُبْحَانَ اللَّهِ كَقَوْلِكَ براءَةَ اللَّهِ أَي أُبَرِّئُ اللهَ مِنَ السُّوءِ بَرَاءَةً؛ وَقِيلَ: قَوْلُهُ سُبْحَانَكَ أَي أُنزهك يَا رَبِّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وأُبرئك. وَرَوَى الأَزهري بإِسناده أَن ابْنَ الكَوَّا سأَل عَلِيًّا، رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، عَنْ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ: كَلِمَةٌ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَفْسِهِ فأَوصى بِهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سُبْحانَ مِن كَذَا إِذا تَعَجَّبَتْ مِنْهُ؛ وَزَعَمَ أَن قَوْلَ الأَعشى فِي مَعْنَى الْبَرَاءَةِ أَيضاً: أَقولُ لمَّا جَاءَنِي فَخْرُه: ... سبحانَ مِن عَلْقَمَةَ الفاخِرِ أَي بَرَاءَةً مِنْهُ؛ وَكَذَلِكَ تَسْبِيحُهُ: تَبْعِيدُهُ؛ وَبِهَذَا اسْتُدِلَّ عَلَى أَن سُبْحَانَ مَعْرِفَةٌ إِذ لَوْ كَانَ نَكِرَةً لَانْصَرَفَ. وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَيْضًا: الْعَجَبُ مِنْهُ إِذ يَفْخَرُ، قَالَ: وإِنما لَمْ يُنَوَّنْ لأَنه مَعْرِفَةٌ وَفِيهِ شَبَهُ التأْنيث؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما امْتَنَعَ صَرْفُهُ لِلتَّعْرِيفِ وَزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ، وَتَعْرِيفُهُ كَوْنُهُ اسْمًا عَلَمًا لِلْبَرَاءَةِ، كَمَا أَن نَزالِ اسْمُ عَلَمٍ لِلنُّزُولِ، وشَتَّانَ اسْمُ عَلَمٍ لِلتَّفَرُّقِ؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ سُبْحَانَ مُنَوَّنَةً نَكِرَةً؛ قَالَ أُمية: سُبْحانَه ثُمَّ سُبْحاناً يَعُودُ لَهُ، ... وقَبْلَنا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: سُبْحَانَ اسْمُ عَلَمٍ لِمَعْنَى الْبَرَاءَةِ وَالتَّنْزِيهِ بِمَنْزِلَةِ عُثْمانَ وعِمْرانَ، اجْتَمَعَ فِي سُبْحَانَ التَّعْرِيفُ والأَلف وَالنُّونُ، وَكِلَاهُمَا عِلَّةٌ تَمْنَعُ مِنَ الصَّرْفِ. وسَبَّح الرجلُ: قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِ وسَبَحَ: لُغَةً، حَكَى ثَعْلَبٌ سَبَّح تَسْبِيحًا وسُبْحاناً، وَعِنْدِي أَن سُبْحاناً لَيْسَ بِمَصْدَرِ سَبَّح، إِنما هُوَ مَصْدَرُ سَبَح، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَبَّحْتُ اللَّهَ تَسْبِيحًا وسُبْحاناً بِمَعْنًى وَاحِدٍ، فَالْمَصْدَرُ تَسْبِيحٌ، وَالِاسْمُ سُبْحان يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: قِيلَ إِن كُلَّ مَا خَلَقَ اللَّهُ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وإِن صَريرَ السَّقْف وصَريرَ الْبَابِ مِنَ التَّسْبِيحِ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا الخطابُ لِلْمُشْرِكِينَ وَحْدَهُمْ: وَلكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ؛ وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ تَسْبِيحُ هَذِهِ الأَشياء بِمَا اللَّهُ بِهِ أَعلم لَا نَفْقَه مِنْهُ إِلا مَا عُلِّمْناه، قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أَي مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَفِيهِ دَلِيلٌ أَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، خَالِقُهُ وأَن خَالِقَهُ حَكِيمٌ مُبَرَّأٌ مِنَ الأَسْواء وَلَكِنَّكُمْ، أَيها الْكُفَّارُ، لَا تَفْقَهُونَ أَثر الصَّنْعة فِي هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ لأَن الَّذِينَ خُوطِبُوا بِهَذَا كَانُوا مُقِرِّينَ أَن اللَّهَ خالقُهم وخالقُ السَّمَاءِ والأَرض وَمَنْ فِيهِنَّ، فَكَيْفَ يَجْهَلُونَ الخِلْقَة وَهُمْ عَارِفُونَ بِهَا؟ قَالَ الأَزهري: وَمِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَن تَسْبِيحَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ تَسْبِيحٌ تَعَبَّدَتْ بِهِ قولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجِبَالِ: يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ؛ وَمَعْنَى أَوِّبي سَبِّحي مَعَ دَاوُدَ النهارَ كلَّه إِلى اللَّيْلِ؛ وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَى أَمر اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجِبَالِ بالتأْويب إِلا تَعَبُّداً لَهَا؛ وَكَذَلِكَ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَسُجُودُ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ عِبَادَةٌ مِنْهَا لِخَالِقِهَا لَا نَفْقَهُها عَنْهَا كَمَا لَا نَفَقُهُ تَسْبِيحَهَا؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ؛ وَقَدْ عَلِم اللهُ هُبوطَها مِنْ خَشْيَتِهِ وَلَمْ يُعَرِّفْنَا ذَلِكَ فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِمَا أُعلمنا وَلَا نَدَّعِي بِمَا لَا نُكَلَّف بأَفهامنا مِنْ عِلْمِ فِعْلِها كَيْفِيَّةً نَحُدُّها. وَمِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: السُّبُّوح الَّذِي يُنَزَّه عَنْ كُلِّ سُوء، والقُدُّوسُ: المُبارَك، وَقِيلَ: الطَّاهِرُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سُبُّوحٌ قُدُّوس مِنْ صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لأَنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ، وَيُقَالُ: سَبُّوحٌ قَدُّوسٌ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ فِيهَا الضَّمُّ، قَالَ: فإِن فَتَحْتَهُ فَجَائِزٌ؛ هَذِهِ حِكَايَتُهُ وَلَا أَدري مَا هِيَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما قَوْلُهُمْ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ؛ فَلَيْسَ بِمَنْزِلَةِ سُبْحان لأَن سُبُّوحاً قُدُّوساً صِفَةٌ، كأَنك قُلْتَ ذَكَرْتُ سُبُّوحاً قُدُّوساً فَنَصَبْتَهُ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إِظهاره، كأَنه خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنه ذَكَره ذاكِرٌ، فَقَالَ سُبُّوحاً أَي ذَكرت سُبُّوحًا، أَو ذَكَره هُوَ فِي نَفْسِهِ فأَضمر مِثْلَ ذَلِكَ، فأَما رَفْعُه فَعَلَى إِضمار المبتدإِ وتَرْكُ إِظهارِ مَا يَرْفع كَتَرْكِ إِظْهَارِ مَا يَنْصِب؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بناءٌ عَلَى فُعُّول، بِضَمِّ أَوّله، غَيْرُ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ الْجَلِيلَيْنِ وَحَرْفٌ آخَرُ «3» وَهُوَ قَوْلُهُمْ للذِّرِّيحِ، وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ: ذُرُّوحٌ، زَادَهَا ابْنُ سِيدَهْ فَقَالَ: وفُرُّوجٌ، قَالَ: وَقَدْ يُفْتَحَانِ كَمَا يُفْتَحُ سُبُّوح وقُدُّوسٌ، رَوَى ذَلِكَ كُرَاعٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى فَعُّول فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَول إِلَّا السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ، فإِن الضَّمَّ فِيهِمَا

_ (3). قوله [وحرف آخر إلخ] نقل شارح القاموس عن شيخه قال: حكى الفهري عن اللحياني في نوادره اللغتين في قولهم ستوق وشبوط لضرب من الحوت وكلوب انتهى ملخصاً. قوله والفتح فيهما إلخ عبارة النهاية. وفي حديث الدعاء سبوح قدّوس يرويان بالفتح والضم، والفتح فيهما إِلى قوله والمراد بهما التنزيه.

أَكثر؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعُّول بِوَاحِدَةٍ، هَذَا قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ؛ قَالَ الأَزهري: وَسَائِرُ الأَسماء تَجِيءُ عَلَى فَعُّول مِثْلَ سَفُّود وقَفُّور وقَبُّور وَمَا أَشبهها، وَالْفَتْحُ فِيهِمَا أَقْيَسُ، وَالضَّمُّ أَكثر اسْتِعْمَالًا، وَهُمَا مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ وَالْمُرَادُ بِهِمَا التَّنْزِيهُ. وسُبُحاتُ وجهِ اللَّهِ، بِضَمِّ السِّينِ وَالْبَاءِ: أَنوارُه وجلالُه وَعَظَمَتُهُ. وَقَالَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِن لِلَّهِ دُونَ الْعَرْشِ سَبْعِينَ حِجَابًا لَوْ دَنَوْنَا مِنْ أَحدها لأَحرقتنا سُبُحاتُ وَجْهِ رَبِّنَا ؛ رَوَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنُ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سُبُحاتُ وَجْهِهِ نُورُ وَجْهِهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: حجابُه النورُ والنارُ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرقت سُبُحاتُ وَجْهِهِ كلَّ شَيْءٍ أَدركه بصَرُه ؛ سُبُحاتُ وَجْهِ اللَّهِ: جلالُه وَعَظَمَتُهُ، وَهِيَ فِي الأَصل جَمْعُ سُبْحة؛ وَقِيلَ: أَضواء وَجْهِهِ؛ وَقِيلَ: سُبُحاتُ الْوَجْهِ محاسنُه لأَنك إِذا رأَيت الحَسَنَ الوجهِ قُلْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تنزيهٌ لَهُ أَي سُبْحَانَ وَجْهِهِ؛ وَقِيلَ: سُبُحاتُ وَجْهِهِ كَلَامٌ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْمَفْعُولِ أَي لَوْ كَشَفَهَا لأَحرقت كُلَّ شَيْءٍ أَدركه بَصَرُهُ، فكأَنه قَالَ: لأَحرقت سُبُحاتُ اللَّهِ كُلَّ شَيْءٍ أَبصره، كَمَا تَقُولُ: لَوْ دَخَلَ المَلِكُ البلدَ لَقُتِلَ، والعِياذُ بِاللَّهِ، كلَّ مِنْ فِيهِ؛ قَالَ: وأَقرب مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَن الْمَعْنَى: لَوِ انْكَشَفَ مِنْ أَنوار اللَّهِ الَّتِي تُحْجَبُ الْعِبَادُ عَنْهُ شَيْءٌ لأَهلك كلَّ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ ذَلِكَ النورُ، كَمَا خَرَّ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، صَعِقاً وتَقَطَّعَ الجبلُ دَكّاً، لمَّا تَجَلَّى اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ وَيُقَالُ: السُّبُحاتُ مَوَاضِعُ السُّجُودِ. والسُّبْحَةُ: الخَرَزاتُ الَّتِي يَعُدُّ المُسَبَّحُ بِهَا تَسْبِيحَهُ، وَهِيَ كَلِمَةٌ مولَّدة. وَقَدْ يَكُونُ التَّسْبِيحُ بِمَعْنَى الصَّلَاةِ والذِّكر، تَقُولُ: قَضَيْتُ سُبْحَتي. وَرُوِيَ أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَلَدَ رَجُلَيْنِ سَبَّحا بَعْدَ الْعَصْرِ أَي صَلَّيا؛ قَالَ الأَعشى: وسَبِّحْ عَلَى حِينِ العَشِيَّاتِ والضُّحَى، ... وَلَا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا يَعْنِي الصَّلَاةَ بالصَّباح والمَساء، وَعَلَيْهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ: فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ؛ يأْمرهم بِالصَّلَاةِ فِي هَذَيْنِ الوَقتين؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حِينَ تُمْسُونَ الْمَغْرِبُ وَالْعَشَاءُ، وَحِينَ تُصْبِحُونَ صَلَاةُ الْفَجْرِ، وَعَشِيًّا الْعَصْرُ، وَحِينَ تُظْهِرُونَ الأُولى. وَقَوْلُهُ: وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ أَي وصَلِّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ؛ أَراد مِنَ الْمُصَلِّينَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ لأَنه قَالَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لَا إِله إِلَّا أَنت سُبْحَانَكَ إِني كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. وَقَوْلُهُ: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لَا يَفْتُرُونَ ؛ يُقَالُ: إِن مَجْرَى التَّسْبِيحِ فِيهِمْ كمَجرى النَّفَسِ مِنَّا لَا يَشْغَلُنا عَنِ النَّفَسِ شَيْءٌ. وَقَوْلُهُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ أَي تَسْتَثْنَوْنَ، وَفِي الِاسْتِثْنَاءِ تعظيمُ اللَّهِ والإِقرارُ بأَنه لَا يَشَاءُ أَحدٌ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ، فَوَضَعَ تَنْزِيهَ اللَّهِ مَوْضِعَ الِاسْتِثْنَاءِ. والسُّبْحةُ: الدُّعَاءُ وصلاةُ التَّطَوُّعِ والنافلةُ؛ يُقَالُ: فَرَغَ فلانٌ مِنْ سُبْحَته أَي مِنْ صَلَاتِهِ النَّافِلَةِ، سمِّيت الصَّلَاةُ تَسْبِيحًا لأَن التَّسْبِيحَ تَعْظِيمُ اللَّهِ وَتَنْزِيهُهُ مِنْ كلِّ سُوءٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما خُصت النَّافِلَةُ بالسُّبْحة، وإِن شَارَكَتْهَا الْفَرِيضَةُ فِي مَعْنَى التَّسْبِيحِ، لأَن التَّسْبِيحَاتِ فِي الْفَرَائِضِ نوافلُ، فَقِيلَ لِصَلَاةِ النَّافِلَةِ سُبْحة لأَنها نَافِلَةٌ كَالتَّسْبِيحَاتِ والأَذكار فِي أَنها غَيْرُ وَاجِبَةٍ؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ السُّبْحة فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا فَمِنْهَا: اجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ سُبْحَةً أَي نَافِلَةً، وَمِنْهَا: كُنَّا إِذا نَزَلْنَا مَنْزِلًا لَا نُسَبِّحُ حَتَّى نَحُلَّ الرِّحال ؛ أَراد صَلَاةَ الضُّحَى، بِمَعْنَى أَنهم كَانُوا مَعَ اهْتِمَامِهِمْ بِالصَّلَاةِ لَا يُبَاشِرُونَهَا حَتَّى يَحُطُّوا الرِّحَالَ ويُريحوا الجمالَ

رِفْقًا بِهَا وإِحساناً. والسُّبْحَة: التطوُّع مِنَ الذِّكر وَالصَّلَاةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُطْلَقُ التَّسْبِيحُ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ أَنواع الذِّكْرِ مَجَازًا كَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ وَغَيْرِهِمَا. وسُبْحَةُ اللَّهِ: جلالُه. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا أَي فَرَاغًا لِلنَّوْمِ، وَقَدْ يَكُونُ السَّبْحُ بِاللَّيْلِ. والسَّبْحُ أَيضاً: النَّوْمُ نَفْسُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ الْمُلَقَّبُ بِنَفْطَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ* أَي سَبِّحْهِ بأَسمائه وَنَزِّهْهُ عَنِ التَّسْمِيَةِ بِغَيْرِ مَا سمَّى بِهِ نَفْسَهُ، قَالَ: وَمَنْ سَمَّى اللَّهَ تَعَالَى بِغَيْرِ مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ، فَهُوَ مُلْحِدٌ فِي أَسمائه، وكلُّ مَنْ دَعَاهُ بأَسمائه فَمُسَبِّح لَهُ بِهَا إِذ كَانَتْ أَسماؤُه مَدَائِحَ لَهُ وأَوصافاً؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها، وَهِيَ صِفَاتُهُ الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ، وَكُلُّ مَنْ دَعَا اللَّهَ بأَسمائه فَقَدْ أَطاعه وَمَدَحَهُ ولَحِقَه ثوابُه. وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا أَحدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الفواحشَ، وَلَيْسَ أَحدٌ أَحبَّ إِليه المَدْحُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. والسَّبْحُ أَيضاً: السُّكُونُ. والسَّبْحُ: التقَلُّبُ وَالِانْتِشَارُ فِي الأَرض والتَّصَرُّفُ فِي الْمَعَاشِ، فكأَنه ضِدٌّ. وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ: فأَدخل إصْبُعَيْه السَّبَّاحَتَيْنِ فِي أُذنيه ؛ السَّبَّاحةُ والمُسَبِّحةُ: الإِصبع الَّتِي تَلِي الإِبهام، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها يُشَارُ بِهَا عِنْدَ التَّسْبِيحِ. والسَّبْحَةُ، بِفَتْحِ السِّينِ: ثَوْبٌ مِنْ جُلُود، وَجَمْعُهَا سِباحٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الْهُذَلِيُّ: وسَبَّاحٌ ومَنَّاحٌ ومُعْطٍ، ... إِذا عادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ وصحَّف أَبو عُبَيْدَةَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فَرَوَاهَا بِالْجِيمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرْ، يَعْنِي الْجَوْهَرِيَّ، السَّبْحَة، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ الثِّيَابُ مِنَ الْجُلُودِ، وَهِيَ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا التَّصْحِيفُ، فَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ السُّبْجة، بِالْجِيمِ وَضَمِّ السِّينِ، وَغَلِطَ فِي ذَلِكَ، وإِنما السُّبْجَة كِسَاءٌ أَسود، وَاسْتَشْهَدَ أَبو عُبَيْدَةَ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ بِقَوْلِ مَالِكٍ الْهُذَلِيِّ: إِذا عَادَ الْمَسَارِحُ كَالسِّبَاجِ فصحَّف الْبَيْتَ أَيضاً، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ مِنْ قَصِيدَةٍ حَائِيَّةٍ مَدَحَ بِهَا زهيرَ بنَ الأَغَرِّ اللِّحْيَانِيَّ، وأَوَّلها: فَتًى مَا ابنُ الأَغَرِّ، إِذا شَتَوْنا، ... وحُبَّ الزَّادُ فِي شَهْرَيْ قُماحِ [قِماحِ] وَالْمَسَارِحُ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَسْرَحُ إِليها الإِبل، فَشَبَّهَهَا لمَّا أَجدبت بِالْجُلُودِ المُلْسِ فِي عَدَمِ النَّبَاتِ، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ سَبَجَ، بِالْجِيمِ، مَا صُوُرَتُهُ: والسِّباجُ ثِيَابٌ مِنْ جُلُودٍ، وَاحِدَتُهَا سُبْجَة، وَهِيَ بِالْحَاءِ أَعلى، عَلَى أَنه أَيضاً قَدْ قَالَ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: إِن أَبا عُبَيْدَةَ صحَّف هَذِهِ الْكَلِمَةَ وَرَوَاهَا بِالْجِيمِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا، وَمِنَ الْعَجَبِ وُقُوعُهُ فِي ذَلِكَ مَعَ حِكَايَتِهِ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه وَقَعَ فِيهِ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ وَجَدَ نَقْلًا فِيهِ، وَكَانَ يَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ أَنه لَوْ وَجَدَ نَقْلًا فِيهِ أَن يَذْكُرَهُ أَيضاً فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ عِنْدَ تَخْطِئَتِهِ لأَبي عُبَيْدَةَ وَنِسْبَتِهِ إِلى التَّصْحِيفِ لِيَسْلَمَ هُوَ أَيضاً مِنَ التُّهْمَةِ وَالِانْتِقَادِ. أَبو عَمْرٍو: كساءٌ مُسبَّح، بِالْبَاءِ، قَوِيٌّ شَدِيدٌ، قَالَ: والمُسَبَّحُ، بِالْبَاءِ أَيضاً، المُعَرَّضُ، وَقَالَ شَمِرٌ: السِّباحُ، بِالْحَاءِ، قُمُصٌ لِلصِّبْيَانِ مِنْ جُلُودٍ؛ وأَنشد: كأَنَّ زوائِدَ المُهُراتِ عَنْهَا ... جَواري الهِنْدِ، مُرْخِيةَ السِّباحِ قَالَ: وأَما السُّبْجَة، بِضَمِّ السِّينِ وَالْجِيمِ، فَكِسَاءٌ أَسود. والسُّبْحَة: الْقِطْعَةُ مِنَ الْقُطْنِ. وسَبُوحةُ، بِفَتْحِ السِّينِ مُخَفَّفَةً: البلدُ الحرامُ، وَيُقَالُ:

وادٍ بِعَرَفَاتٍ؛ وَقَالَ يَصِفُ نُوقَ الْحَجِيجِ: خَوارِجُ مِنْ نَعْمانَ، أَو مِنْ سَبُوحةٍ ... إِلى البيتِ، أَو يَخْرُجْنَ من نَجْدِ كَبْكَبِ سجح: السَّجَحُ: لِينُ الخَدِّ. وخَدٌّ أَسْجَحُ: سهلٌ طَوِيلٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ وَاسِعٌ؛ وَقَدْ سَجِحَ سَجَحاً وسَجاحةً. وخُلُقٌ سَجِيح: لَيِّنٌ سَهْلٌ؛ وَكَذَلِكَ المِشْيةُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، يُقَالُ: مَشى فُلَانٌ مَشْيًا سُجُحاً وسَجِيحاً. ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سَهْلَةٌ؛ وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُحَرِّضُ أَصحابه عَلَى الْقِتَالِ: وامْشُوا إِلى الْمَوْتِ مِشْيةً سُجُحاً ؛ قَالَ حَسَّانُ: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً، ... إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ قَالَ الأَزهري: هُوَ أَن يَعْتَدِلَ فِي مَشْيِهِ وَلَا يتمايَل فِيهِ تَكَبُّراً. ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ مُعْتَدِلٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَهَا أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ، ... ووجهٌ، كَمِرآةِ الغَرِيبةِ، أَسْجَحُ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا عَلَى لِينِ الْخَدِّ، وأَنشده: [وخدٍّ كَمِرْآةِ الْغَرِيبَةِ] قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خَصَّ مِرْآةَ الْغَرِيبَةِ، وَهِيَ الَّتِي لَمْ تتَزوَّج فِي قَوْمِهَا، فَلَا تَجِدُ فِي نِسَاءِ ذَلِكَ الْحَيِّ مَنْ يُعْنى بِهَا ويُبَيِّن لَهَا مَا تَحْتَاجُ إِلى إِصلاحه مِنْ عَيْبٍ وَنَحْوِهِ، فَهِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلى مِرْآتِهَا الَّتِي تَرَى فِيهَا مَا يُنْكِرُه فِيهَا مَنْ رَآهَا، فَمِرْآتُهَا لَا تَزَالُ أَبداً مَجْلُوَّة؛ قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ فِي الْبَيْتِ [وخَدّ كَمِرْآةِ الْغَرِيبَةِ]. الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ: سَجَحْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ وسَرَحْتُ وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فِيهِ تَعْرِيضٌ بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي. وسُجُحُ الطَّرِيقِ وسُجْحُه: مَحَجَّتُه لِسُهُولَتِهَا. وبَنَوْا بُيُوتَهُمْ عَلَى سُجُحٍ وَاحِدٍ وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ وَاحِدٍ أَي قدْرٍ وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: خَلِّ لَهُ عَنْ سُجحِ الطَّرِيقِ، بِالضَّمِّ، أَي وَسَطه وسَنَنه. والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ الخُلُق؛ وأَنشد: هُنا وهَنَّا وَعَلَى المَسْجُوحِ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: هُوَ كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لَمْ يَكُنْ لَهُ فِعْلٌ أَي إِنه مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى مِثَالِ مَفْعُولٍ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّجِيحة السَّجِيَّة وَالطَّبِيعَةُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَكِبَ فُلَانٌ سَجِيحَةَ رأْسه، وَهُوَ مَا اخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الرأْي فَرَكِبَهُ. والأَسْجَح مِنَ الرِّجَالِ: الحَسَنُ الْمُعْتَدِلُ. الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَسْجَحُ الخَلْق الْمُعْتَدِلُ الْحَسَنُ. اللَّيْثُ: سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت. قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا مُزْجِح فِي مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ. والسَّجْحاء مِنَ الإِبل: التامَّة طُولًا وَعِظَمًا. والإِسْجاحُ: حُسْنُ الْعَفْوِ؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ فِي الْعَفْوِ عِنْدَ المَقْدُرَةِ [المَقْدِرَةِ]: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ وَهُوَ مرويٌّ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْهُ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَوْمَ الْجَمَلِ حِينَ ظَهَرَ عَلَى النَّاسِ، فَدَنا مِنْ هَوْدَجها ثُمَّ كَلَّمَهَا بِكَلَامٍ فأَجابته: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ؛ فَجَهَّزَها عِنْدَ ذَلِكَ بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى الْمَدِينَةِ؛ وَقَالَهَا أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ فِي غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ وَيُقَالُ: إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ. ومِسْجَحٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وسَجاحِ: اسْمُ المرأَة المُتَنَبِّئة، بِكَسْرِ الْحَاءِ، مِثْلُ حَذامِ وقَطامِ، وَهِيَ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ؛ قَالَ:

عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا، ... ولَقِيَتْ مِنَ النكاحِ وَيْسا، قَدْ حِيسَ هَذَا الدِّينُ عِنْدِي حَيْسا قَالَ الأَزهري: كَانَتْ فِي تَمِيمٍ امرأَة كَذَّابَةٌ أَيام مُسَيْلِمَةَ المُتَنَبِّئ فتَنَبَّأَتْ هِيَ أَيضاً، وَاسْمُهَا سَجاحِ، وَخَطَبَهَا مُسَيْلِمَةُ وتزوَّجته ولهما حديث مشهور. سحح: السَّحُّ والسُّحُوحُ: هَمَّا سِمَنُ الشاةِ. سَحَّتِ الشاةُ وَالْبَقَرَةُ تَسِحُّ سَحّاً وسُحُوحاً وسُحُوحةً إِذا سَمِنَتْ غَايَةَ السِّمَن؛ وَقِيلَ: سَمِنَتْ وَلَمْ تَنْتَهِ الغايةَ؛ وَقَالَ: اللِّحْيَانِيُّ سَحَّتْ تَسُحُّ، بِضَمِّ السِّينِ؛ وَقَالَ أَبو مَعَدٍّ الكِلابيُّ: مهزولٌ ثُمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَلِيلًا ثُمَّ شَنُونٌ ثُمَّ سَمِينٌ ثُمَّ ساحٌّ ثُمَّ مُتَرَطِّمٌ، وَهُوَ الَّذِي انْتَهَى سِمَناً؛ وَشَاةٌ ساحَّةٌ وساحٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ، الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ. قَالَ الأَزهري: قَالَ الْخَلِيلُ هَذَا مِمَّا يُحتج بِهِ أَنه قَوْلُ الْعَرَبِ فَلَا نَبْتَدِعُ فِيهِ شَيْئًا. وغنمٌ سِحاحٌ وسُحاحٌ: سِمانٌ، الأَخيرة مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ كظُؤَارٍ ورُخالٍ؛ وَكَذَا رُوِيَ بَيْتُ ابْنِ هَرْمة: وبَصَّرْتَني، بعدَ خَبْطِ الغَشُومِ، ... هَذِي العِجافَ، وَهَذِي السِّحاحا والسِّحَاحُ والسُّحاحُ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَقَدْ قِيلَ: شاةٌ سُحاحٌ أَيضاً، حَكَاهَا ثَعْلَبٌ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: وَالدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِنْحَةٍ ساحَّةٍ أَي شَاةٍ مُمْتَلِئَةٍ سِمَناً، وَيُرْوَى: سَحْساحة، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ؛ ولحمٌ ساحٌّ؛ قَالَ الأَصمعي: كأَنه مِنْ سِمَنِه يَصُبُّ الوَدَكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مررتُ عَلَى جزورٍ ساحٍ أَي سَمِينَةٍ؛ وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: يَلْقَى شيطانُ الْمُؤْمِنِ شيطانَ الْكَافِرِ شَاحِبًا أَغْبَر مَهْزُولًا وَهَذَا ساحٌ أَي سَمِينٌ؛ يَعْنِي شَيْطَانَ الْكَافِرِ. وَسَحَابَةٌ سَحُوحٌ، وسَحَّ الدَّمْعُ والمطرُ والماءُ يَسُحُّ سَحّاً وسُحُوحاً أَي سَالَ مِنْ فَوْقٍ واشتدَّ انصبابُه. وساحَ يَسِيحُ سَيْحاً إِذا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرض. وعينٌ سَحْساحة: كَثِيرَةُ الصَّبِّ للدُّموع. وَمَطَرٌ سَحْسَحٌ وسَحْساحٌ: شَدِيدٌ يَسُحُّ جِدًّا يَقْشِرُ وجهَ الأَرض. وتَسَحْسَحَ الماءُ والشيءُ: سال. وانْسَحَّ إِبطُ الْبَعِيرِ عَرَقاً، فَهُوَ مُنْسَحُّ أَي انْصَبَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: يمينُ اللَّهِ سَحَّاءُ لَا يَغِيضُها شيءٌ الليلَ والنهارَ أَي دَائِمَةُ الصَّبِّ والهَطْلِ بِالْعَطَاءِ. يُقَالُ: سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً، فَهُوَ ساحٌّ، وَالْمُؤَنَّثَةُ سَحَّاءُ، وَهِيَ فَعْلاءُ لَا أَفْعَلَ لَهَا، كهَطْلاء؛ وَفِي رِوَايَةٍ: يَمِينُ اللَّهِ ملأَى سَحّاً ، بِالتَّنْوِينِ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَالْيَمِينُ هَاهُنَا كِنَايَةٌ عَنْ مَحَلِّ عَطَائِهِ وَوَصَفَهَا بِالِامْتِلَاءِ لِكَثْرَةِ مَنَافِعِهَا، فَجَعَلَهَا كَالْعَيْنِ الثَّرَّةِ لَا يَغِيضُها الاستقاءُ وَلَا ينقُصُها الامْتِياحُ، وخَصَّ الْيَمِينَ لأَنها فِي الأَكثر مَظِنَّة لِلْعَطَاءِ عَلَى طَرِيقِ الْمَجَازِ والاتساعِ، والليلَ وَالنَّهَارَ مَنْصُوبَانِ عَلَى الظَّرْفِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ أَنه قَالَ لأُسامة حِينَ أَنْفَدَ جَيْشَه إِلى الشَّامِ: أَغِرْ عَلَيْهِمْ غارَةً سَحَّاءَ أَي تَسُحُّ عَلَيْهِمُ البَلاءَ دَفْعَةً مِنْ غَيْرِ تَلَبُّثٍ. وَفَرَسٌ مِسَحٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: جَوادٌ سَرِيعٌ كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً، شُبِّه بِالْمَطَرِ فِي سُرْعَةِ انْصِبَابِهِ. وسَحَّ الماءَ وَغَيْرَهُ يَسُحُّه سَحّاً: صَبَّه صَبّاً مُتَتَابِعًا كَثِيرًا؛ قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ: ورُبَّةَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فِيهَا، ... كسَحِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ تَمْرِ مَعْنَاهُ أَي صَبَبْتُ عَلَى أَعدائي كَصَبِّ الخَزْرَجِيِّ جَرِيمَ التَّمْرِ، وَهُوَ النَّوَى. وحَلِفٌ سَحٌّ: مُنْصَبٌّ مُتَتَابِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَوْ نَحَرَتْ فِي بَيْتِهَا عَشْرَ جُزُرْ،

لأَصْبَحَتْ مِنْ لَحْمِهِنَّ تَعْتَذِرْ، ... بِحَلِفٍ سَحٍّ ودَمْعٍ مُنْهَمِرْ وسَحَّ الماءُ سَحّاً: مَرَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَطَعْنَةٌ مُسَحْسِحةٌ: سَائِلَةٌ؛ وأَنشد: مُسَحْسِحةٌ تَعْلُو ظُهورَ الأَنامِلِ الأَزهري: الْفَرَّاءُ قَالَ: هُوَ السَّحَاحُ والإِيَّارُ واللُّوحُ والحالِقُ لِلْهَوَاءِ. والسُّحُّ والسَّحُّ: التَّمْرُ الَّذِي لَمْ يُنْضَح بِمَاءٍ، وَلَمْ يُجْمَعْ فِي وِعَاءٍ، وَلَمْ يُكْنَزْ، وَهُوَ مَنْثُورٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: السُّحُّ تَمْرٌ يَابِسٌ لَا يُكْنَز، لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وسَمعت البَحْرانِيِّينَ يَقُولُونَ لجِنْسٍ مِنَ القَسْبِ السُّح، وبالنِّباجِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا عُرَيْفِجان تَسْقي نَخْلًا كَثِيرًا، وَيُقَالُ لِتَمْرِهَا: سُحُّ عُرَيْفِجانَ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَجود قَسْبٍ رأَيت بِتِلْكَ الْبِلَادِ. وأَصاب الرجلَ لَيلَتَه سَحٌّ مثلُ سَجٍّ إِذا قَعَدَ مقاعِدَ رِقاقاً. والسَّحْسَحة والسَّحْسَحُ: عَرْصَة الدَّارِ وعَرْصَة المحَلَّة. الأَحمر: اذهبْ فَلَا أَرَيَنَّك بسَحْسَحِي وسَحايَ وحَرايَ وحَراتي وعَقْوتي وعَقاتي. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ نَزَلَ فلانٌ بسَحْسَحِه أَي بِنَاحِيَتِهِ وَسَاحَتِهِ. وأَرض سَحْسَحٌ: وَاسِعَةٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صحتُها. وسَحَّه مائةَ سَوْطٍ يَسُحُّه سَحّاً أَي جَلَده. سدح: السَّدْحُ: ذَبْحُك الشيءَ وبَسْطُكَه عَلَى الأَرض وَقَدْ يَكُونُ إِضْجاعَك للشيءِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّدْحُ ذَبْحُك الْحَيَوَانَ مَمْدُودًا عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقَدْ يَكُونُ إِضْجاعُك الشيءَ عَلَى وَجْهِ الأَرض سَدْحاً، نَحْوَ القِرْبة الْمَمْلُوءَةِ المَسْدوحة؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْحَيَّةَ: يأْخُذُ فِيهِ الحَيَّةَ النَّبُوحا، ... ثُمَّ يَبِيتُ عِنْدَهُ مَذْبُوحا، مُشَدَّخَ الهامةِ أَو مَسْدُوحا قَالَ الأَزهري: السَّدْحُ والسَّطْحُ وَاحِدٌ، أُبدلت الطَّاءُ فِيهِ دَالًا، كَمَا يُقَالُ: مَطَّ ومَدَّ وَمَا أَشبهه. وسَدَحَ الناقةَ سَدْحاً: أَناخها كسَطَحَها، فإِما أَن يَكُونَ لُغَةً، وإِما أَن يَكُونَ بدَلًا. وسادِحٌ: قَبِيلَةٌ أَو حَيٌّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَقَدْ أَكثرَ الواشُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ... كَمَا لَمْ يَغِبْ، عَنْ عَيِّ ذُبيانَ، سادِحُ وعَلَّق أَكثر بِبَيْنِي لأَنه فِي مَعْنَى سَعَى. وسَدَحه، فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ: صَرَعه كسَطَحه. والسَّادِحةُ: السحابةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَصْرَعُ كلَّ شَيْءٍ. وانْسَدح الرجلُ: اسْتَلْقَى وفرَّج رِجْلَيْهِ. والسَّدْحُ: الصَّرْعُ بَطْحاً عَلَى الْوَجْهِ أَو إِلقاءً عَلَى الظَّهْرِ، لَا يَقَعُ قَاعِدًا وَلَا متكوِّراً؛ تَقُولُ: سَدَحه فانْسَدَح، فَهُوَ مَسْدوح وسَدِيحٌ؛ قَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْرٍ: بَيْنَ الأَراكِ وبينَ النَّخْلِ تَسْدَحُهُمْ ... زُرْقُ الأَسِنَّةِ، فِي أَكرافِها شَبَمُ وَرَوَاهُ المُفَضَّل تَشْدَخُهم، بِالْخَاءِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ الأَصمعي: صَارَتِ الأَسنة كأَفْرَكُوباتٍ «4» تَشْدَخ الرؤوس، إِنما هُوَ تَسْدَحُهم، وَكَانَ الأَصمعي يَعِيبُ مَنْ يَرْوِيهِ تَشْدَخُهُمْ، وَيَقُولُ: الأَسنة لَا تَشْدَخ إِنما ذَلِكَ يَكُونُ بحَجَر أَو دَبُّوس أَو عمودٍ أَو نَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا قَطْعَ لَهُ؛ وقبل هَذَا الْبَيْتُ: قَدْ قَرَّت العينُ إِذ يَدْعُونَ خَيْلَهُمُ ... لكَي تَكُرَّ، وَفِي آذَانِهَا صَمَمُ أَي يَطْلُبُونَ مِنْ خَيْلِهِمْ أَن تَكِرَّ فَلَا تُطِيعُهُمْ. وَفُلَانٌ سادِحٌ أَي مُخْصِبٌ.

_ (4). هكذا في الأَصل ولم نجد لهذه اللفظة أثراً في المعاجم.

وسَدَحَ القِرْبَة يَسْدَحُها سَدْحاً: ملأَها وَوَضْعَهَا إِلى جَنْبِهِ. وسَدَحَ بِالْمَكَانِ: أَقام. ابْنُ الأَعرابي: سَدَحَ بِالْمَكَانِ ورَدَحَ إِذا أَقام بِالْمَكَانِ أَو المَرْعى. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: سَدَحَتِ المرأَةُ ورَدَحَتْ إِذا حَظِيَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا ورُضِيَتْ. سرح: السَّرْحُ: المالُ السَّائِمُ. اللَّيْثُ: السَّرْحُ المالُ يُسامُ فِي الْمَرْعَى مِنَ الأَنعام. سَرَحَتِ الماشيةُ تَسْرَحُ سَرْحاً وسُرُوحاً: سامتْ. وسَرَحها هُوَ: أَسامَها، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: وكانَ مِثْلَيْنِ: أَن لَا يَسْرَحُوا نَعَماً، ... حيثُ اسْتراحَتْ مَواشِيهم، وتَسْرِيحُ تَقُولُ: أَرَحْتُ الماشيةَ وأَنْفَشْتُها وأَسَمْتُها وأَهْمَلْتُها وسَرَحْتُها سَرْحاً، هَذِهِ وَحْدَهَا بِلَا أَلف. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ؛ قَالَ: يُقَالُ سَرَحْتُ الماشيةَ أَي أَخرجتها بالغَداةِ إِلَى الْمَرْعَى. وسَرَحَ المالُ نَفْسُهُ إِذا رَعَى بالغَداةِ إِلى الضُّحَى. والسَّرْحُ: المالُ السارحُ، وَلَا يُسَمَّى مِنَ الْمَالِ سَرْحاً إِلَّا مَا يُغْدَى بِهِ ويُراحُ؛ وَقِيلَ: السَّرْحُ مِنَ الْمَالِ مَا سَرَحَ عَلَيْكَ. يُقَالُ: سَرَحَتْ بِالْغَدَاةِ وراحتْ بالعَشِيِّ، وَيُقَالُ: سَرَحْتُ أَنا أَسْرَحُ سُرُوحاً أَي غَدَوْتُ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: وإِذا غَدَوْتَ فَصَبَّحَتْك تحِيَّةٌ، ... سَبَقَتْ سُرُوحَ الشَّاحِجاتِ الحُجَّلِ قَالَ: والسَّرْحُ الْمَالُ الرَّاعِي. وَقَوْلُ أَبي المُجِيبِ وَوَصَفَ أَرضاً جَدْبَةً: وقُضِمَ شَجرُها والتَقى سَرْحاها؛ يَقُولُ: انْقَطَعَ مَرْعاها حَتَّى الْتَقَيَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سُرُوحٌ. والمَسْرَحُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: مَرْعَى السَّرْح، وَجَمْعُهُ المَسارِحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِذا عَادَ المَسارِحُ كالسِّباحِ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَهُ إِبلٌ قليلاتُ المسارِحِ ؛ هُوَ جَمْعُ مَسْرَح، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَسْرَحُ إِليه الماشيةُ بالغَداة للرَّعْيِ؛ قِيلَ: تَصِفُهُ بِكَثْرَةِ الإِطْعامِ وسَقْيِ الأَلبان أَي أَن إِبله عَلَى كَثْرَتِهَا لَا تَغِيبُ عَنِ الحيِّ وَلَا تَسْرَحُ فِي الْمَرَاعِي الْبَعِيدَةِ، وَلَكِنَّهَا بَارِكَةٌ بفِنائه ليُقَرِّب للضِّيفان مِنْ لَبَنِهَا وَلَحْمِهَا، خَوْفًا مِنْ أَن يَنْزِلَ بِهِ ضيفٌ، وَهِيَ بَعِيدَةٌ عَازِبَةٌ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن إَبله كَثِيرَةٌ فِي حَالِ بُرُوكِهَا، فإِذا سَرَحت كَانَتْ قَلِيلَةً لِكَثْرَةِ مَا نُحِرَ مِنْهَا فِي مَباركها للأَضياف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرِيرٍ: لَا يَعْزُب سارِحُها أَي لَا يَبْعُدُ مَا يَسْرَحُ مِنْهَا إِذا غَدَت لِلْمَرْعَى. والسارحُ: يَكُونُ اسْمًا لِلرَّاعِي الَّذِي يَسْرَحُ الإِبل، وَيَكُونُ اسْمًا لِلْقَوْمِ الَّذِينَ لَهُمُ السَّرْحُ كالحاضِرِ والسَّامِر وَهُمَا جميعٌ. وَمَا لَهُ سارحةٌ وَلَا رَائِحَةٌ أَي مَا لَهُ شيءٌ يَرُوحُ وَلَا يَسْرَحُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ يَكُونُ فِي مَعْنَى مَا لَهُ قومٌ. وَفِي كِتَابٍ كَتَبَهُ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَلِ: لَا تُعْدَلُ سارِحَتُكم وَلَا تُعَدُّ فارِدَتُكم. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد أَن مَاشِيَتَهُمْ لَا تُصْرَفُ عَنْ مَرْعًى تُرِيدُهُ. يُقَالُ عَدَلْتُه أَي صَرَفْتُهُ، فَعَدَلَ أَي انْصَرَفَ. وَالسَّارِحَةُ: هِيَ الْمَاشِيَةُ الَّتِي تَسْرَحُ بِالْغَدَاةِ إِلى مَرَاعِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: وَلَا يُمْنَعُ سَرْحُكم ؛ السَّرْحُ والسارحُ وَالسَّارِحَةُ سَوَاءٌ: الْمَاشِيَةُ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: السَّارِحَةُ الإِبل وَالْغَنَمُ. قَالَ: وَالسَّارِحَةُ الدَّابَّةُ الْوَاحِدَةُ، قَالَ: وَهِيَ أَيضاً الْجَمَاعَةُ. والسَّرْحُ:

انْفِجَارُ الْبَوْلِ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ. وسَرَّحَ عَنْهُ فانْسَرَحَ وتَسَرَّحَ: فَرَّجَ. وإِذا ضَاقَ شيءٌ فَفَرَّجْتَ عَنْهُ، قُلْتُ: سَرَّحْتُ عَنْهُ تَسْرِيحًا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وسَرَّحَتْ عَنْهُ، إِذا تَحَوَّبا، ... رَواجِبُ الجَوْفِ الصَّهِيلَ الصُّلَّبا ووَلَدَتْه سُرُحاً أَي فِي سُهولة. وَفِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اجعَلْه سَهْلًا سُرُحاً. وَفِي حَدِيثِ الْفَارِعَةِ: أَنها رأَت إِبليس سَاجِدًا تَسِيلُ دُمُوعَهُ كسُرُحِ الجَنِينِ ؛ السُّرُحُ: السَّهْلُ. وإِذا سَهُلت وِلَادَةُ المرأَة، قِيلَ: وَلَدَتْ سُرُحاً. والسُّرُحُ والسَّرِيحُ: إِدْرارُ الْبَوْلِ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: يَا لَهَا نِعْمَةً، يَعْنِي الشَّرْبة مِنَ الْمَاءِ، تُشْرَبُ لَذَّةً وَتُخْرَجُ سُرُحاً أَي سَهْلًا سَرِيعًا. والتسريحُ: التَّسْهِيلُ. وشيءٌ سَرِيحٌ: سَهْلٌ. وافْعَل ذَلِكَ فِي سَراحٍ وَرواحٍ أَي فِي سُهُولَةٍ. وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي سَريح أَي فِي عَجَلة. وأَمرٌ سَرِيحٌ: مُعَجَّلٌ وَالِاسْمُ مِنْهُ السَّراحُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِن خَيْرَك لَفِي سَرِيح، وإِن خَيْرَك لَسَريحٌ؛ وَهُوَ ضِدُّ الْبَطِيءِ. وَيُقَالُ: تَسَرَّحَ فلانٌ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ إِذا ذَهَبَ وَخَرَجَ. وسَرَحْتُ مَا فِي صَدْرِي سَرْحاً أَي أَخرجته. وَسُمِّيَ السَّرْحُ سَرْحاً لأَنه يُسْرَحُ فيخرُجُ؛ وأَنشد: وسَرَحْنا كلَّ ضَبٍّ مُكْتَمِنْ والتسريحُ: إِرسالك رَسُولًا في حاجة سَراحاً. وسَرَّحْتُ فُلَانًا إِلى مَوْضِعِ كَذَا إِذا أَرْسلته. وتَسْرِيحُ المرأَة: تطليقُها. وَالِاسْمُ السَّراحُ، مِثْلُ التَّبْلِيغِ وَالْبَلَاغُ. وتَسْرِيحُ دَمِ العِرْقِ المفصود: إِرساله بعد ما يَسِيلُ مِنْهُ حِينَ يُفْصَد مَرَّةً ثَانِيَةً. وَسَمَّى اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، الطَّلَاقَ سَراحاً، فَقَالَ: وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلًا ؛ كَمَا سَمَّاهُ طَلَاقًا مِنْ طَلَّقَ المرأَة، وَسَمَّاهُ الفِرَاقَ، فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَلفاظ تَجْمَعُ صَرِيحَ الطَّلَاقِ الَّذِي لَا يُدَيَّنُ فِيهَا المُطَلِّقُ بِهَا إِذا أَنكر أَن يَكُونَ عَنَى بِهَا طَلَاقًا، وأَما الْكِنَايَاتُ عَنْهَا بِغَيْرِهَا مِثْلَ الْبَائِنَةِ والبتَّةِ وَالْحَرَامِ وَمَا أَشبهها، فإِنه يُصَدَّق فِيهَا مَعَ الْيَمِينِ أَنه لَمْ يُرِدْ بِهَا طَلَاقًا. وَفِي الْمَثَلِ: السَّراحُ مِنَ النَّجاح؛ إِذا لَمْ تَقْدِرْ عَلَى قَضَاءِ حَاجَةِ الرَّجُلِ فأَيِّسْه فإِن ذَلِكَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ الإِسعاف. وتَسْرِيحُ الشَّعر: إِرساله قَبْلَ المَشْطِ؛ قَالَ الأَزهري: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ تَرْجِيلُهُ وَتَخْلِيصُ بَعْضِهِ مِنْ بَعْضٍ بِالْمُشْطِ؛ وَالْمُشْطِ يُقَالُ لَهُ: المِرجل والمِسرح، بِكَسْرِ الْمِيمِ. والمَسْرَحُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: الْمَرْعَى الَّذِي تَسْرَحُ فِيهِ الدَّوَابُّ لِلرَّعْيِ. وفرسٌ سَريح أَي عُرْيٌ، وَخَيْلٌ سُرُحٌ وناقةٌ سُرُحٌ ومُنْسَرِحة فِي سَيْرِهَا أَي سَرِيعَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: بجُلالةٍ سُرُحٍ، كأَنَّ بغَرْزِها ... هِرّاً، إِذا انتَعَل المَطِيُّ ظِلالَها ومِشْيَةٌ سُرُحُ مِثْلُ سُجُح أَي سَهْلَةٌ. وانْسَرَحَ الرجلُ إِذا اسْتَلْقَى وفَرَّجَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ: وأَما قَوْلُ حُمَيْد بْنِ ثَوْرٍ: أَبى اللهُ إِلَّا أَنَّ سَرْحَةَ مالكٍ، ... عَلَى كلِّ أَفْنانِ العِضاهِ، تَرُوقُ فإِنما كَنَّى بِهَا عَنِ امرأَة. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالسَّرْحةِ النَّابِتَةِ عَلَى الْمَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَا سَرْحةَ الماءِ قَدْ سُدَّتْ موارِدُه، ... أَما إِليكِ طريقٌ غيرُ مسْدُودِ لحائمٍ حامَ حَتَّى لَا حَراكَ بِهِ، ... مُحَلَّإٍ عَنْ طريقِ الوِرْدِ، مَرْدودِ كَنَّى بالسَّرْحةِ النابتة على الماء عَنِ المرأَة لأَنها حينئذٍ

أَحسن مَا تَكُونُ؛ وسَرْحةٌ فِي قَوْلِ لَبِيدٌ: لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، ... فَسَرْحةُ فالمَرانَةُ فالخَيالُ؟ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ «5». والسَّرُوحُ والسُّرُحُ مِنَ الإِبل: السريعةُ الْمَشْيِ. وَرَجُلٌ مُنْسَرِحٌ: متجرِّد؛ وَقِيلَ: قَلِيلُ الثِّيَابِ خَفِيفٌ فِيهَا، وَهُوَ الْخَارِجُ مِنْ ثِيَابِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُنْسَرِحٌ إِلَّا ذَعاليب الخِرَقْ والمُنْسَرِحُ: الَّذِي انْسَرَحَ عَنْهُ وَبَرُه. والمُنْسَرِحُ: ضربٌ مِنَ الشِّعْر لِخِفَّتِهِ، وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الْعُرُوضِ تَفْعِيلُهُ: مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولَاتْ مُسْتَفْعِلُنْ سِتَّ مَرَّاتٍ. ومِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ: مُنْسَرِحٌ لِلذَّهَابِ وَالْمَجِيءِ؛ يَعْنِي بِالْمِلَاطِ الكَتِفَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: العَضُد؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ الطِّينُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: ابْنَا مِلاطَي الْبَعِيرِ هُمَا العَضُدانِ، قَالَ: وَالْمِلَاطَانِ مَا عَنْ يَمِينِ الكِرْكِرَةِ وَشَمَالِهَا. والمِسْرَحةُ: مَا يُسَرَّحُ بِهِ الشعَر والكَتَّان وَنَحْوُهُمَا. وَكُلُّ قِطْعَةٍ مِنْ خِرْقَةٍ مُتَمَزِّقَةٍ أَو دَمٍ سَائِلٍ مستطيل يابس، فهو وما أَشبهه سَرِيحة، وَالْجَمْعُ سَرِيحٌ وسَرائِحُ. والسَّريحة: الطَّرِيقَةُ مِنَ الدَّمِ إِذا كَانَتْ مُسْتَطِيلَةً؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: بلَبَّته سَرائِحُ كالعَصيمِ قَالَ: والسَّريحُ السيرُ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ الخَدَمَةُ فَوْقَ الرُّسْغ. والسَّرائح والسُّرُح: نِعالُ الإِبل؛ وَقِيلَ: سُيُورُ نِعالها، كلُّ سَيرٍ مِنْهَا سَريحة؛ وَقِيلَ: السُّيُورُ الَّتِي يُخْصَفُ بِهَا، وَاحِدَتُهَا سَرِيحة، والخِدامُ سُيُورٌ تُشَدُّ فِي الأَرْساغ، والسَّرائِحُ: تُشَدُّ إِلى الخَدَم. والسَّرْحُ: فِناءُ الْبَابِ. والسَّرْحُ: كُلُّ شَجَرٍ لَا شَوْكَ فِيهِ، وَالْوَاحِدَةُ سَرْحة؛ وَقِيلَ: السَّرْحُ كلُّ شَجَرٍ طَالَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّرْحةُ دَوْحة مِحْلالٌ واسِعةٌ يَحُلُّ تَحْتَهَا الناسُ فِي الصَّيْفِ، ويَبْتَنُون تَحْتَهَا الْبُيُوتَ، وَظِلُّهَا صَالِحٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَيَا سَرْحةَ الرُّكْبانِ، ظِلُّك بارِدٌ، ... وماؤُكِ عَذْب، لَا يَحِلُّ لوارِدِ «6» والسَّرْحُ: شَجَرٌ كِبَارٌ عِظَامٌ طِوالٌ لَا يُرْعَى وإِنما يَسْتَظِلُّ فِيهِ. وَيَنْبُتُ بنَجدٍ فِي السَّهْل والغَلْظ، وَلَا يَنْبُتُ فِي رَمْلٍ وَلَا جَبَلٍ، وَلَا يأْكله المالُ إِلَّا قَلِيلًا، لَهُ ثَمَرٌ أَصفر، وَاحِدَتُهُ سَرْحة، وَيُقَالُ: هُوَ الآءُ، عَلَى وَزْنِ العاعِ، يُشْبِهُ الزَّيْتُونَ، والآءُ ثمرةُ السَّرْح؛ قَالَ: وأَخبرني أَعرابي قَالَ: فِي السَّرْحة غُبْرَةٌ وَهِيَ دُونَ الأَثْلِ فِي الطُّولِ، ووَرَقُها صِغَارٌ، وَهِيَ سَبْطَة الأَفْنان. قَالَ: وَهِيَ مَائِلَةُ النِّبتة أَبداً ومَيلُها مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشَّجَرِ فِي شِقّ الْيَمِينِ، قَالَ: وَلَمْ أَبْلُ عَلَى هَذَا الأَعرابي كَذِبًا. الأَزهري عَنِ اللَّيْثُ: السَّرْحُ شَجَرٌ لَهُ حَمْل وَهِيَ الأَلاءَة، وَالْوَاحِدَةُ سَرْحَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ لَيْسَ السَّرْحُ مِنَ الأَلاءَة فِي شَيْءٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّرْحة ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، مَعْرُوفَةٌ؛ وأَنشد قَوْلَ عَنْتَرَةُ: بَطَلٌ، كأَنَّ ثِيابَه فِي سَرْحةٍ، ... يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، لَيْسَ بتَوْأَمِ يَصِفُهُ بِطُولِ الْقَامَةِ، فَقَدْ بيَّن لَكَ أَن السَّرْحَة مِنْ كِبَارِ الشَّجَرِ، أَلا تَرَى أَنه شَبَّهَ بِهِ الرَّجُلَ لِطُولِهِ، والأَلاء لَا سَاقَ لَهُ وَلَا طُولَ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قال:

_ (5). قوله [هو اسم موضع] مثله في الجوهري وياقوت. وقال المجد: الصواب شرجة، بالشين والجيم المعجمتين. والحِبال، بكسر الحاء المهملة والباء الموحدة. (6). قوله [لا يحل لوارد] هكذا في الأَصل بهذا الضبط وشرح القاموس وانظره فلعله لا يمل لوارد.

إِنَّ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا سَرْحةً لَمْ تُجْرَدْ وَلَمْ تُعْبَلْ، سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا ؛ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن السَّرْحةَ مِنْ عِظَامِ الشجر؛ ورواه ابن الأَثير: لم تُجْرَدْ وَلَمْ تُسْرَحْ، قَالَ: وَلَمْ تُسْرَحْ لَمْ يُصِبْهَا السَّرْحُ فيأْكل أَغصانها وَوَرَقِهَا، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ مأْخوذ مَنْ لَفْظِ السَّرْحة، أَراد: لَمْ يؤْخذ مِنْهَا شَيْءٌ، كما يقال: شَجَرْتُ الشجرةَ إِذا أَخذتُ بعضَها. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيانَ: يأْكلون مُلَّاحها ويَرْعَوْنَ سِراحَها. ابْنُ الأَعرابي: السَّرْحُ كِبارُ الذَّكْوانِ، والذَّكْوانُ شجرٌ حَسَنُ العَساليح. أَبو سَعِيدٍ: سَرَحَ السيلُ يَسْرَحُ سُرُوحاً وسَرْحاً إِذا جَرَى جَرْيًا سَهْلًا، فَهُوَ سيلٌ سارحٌ؛ وأَنشد: ورُبَّ كلِّ شَوْذَبِيٍّ مُنْسَرِحْ، ... مِنَ اللباسِ، غيرَ جَرْدٍ مَا نُصِحْ «1» والجَرْدُ: الخَلَقُ مِنَ الثِّيَابِ. وما نُصِحَ أَي مَا خِيطَ. والسَّرِيحةُ مِنَ الأَرض: الطَّرِيقَةُ الظَّاهِرَةُ الْمُسْتَوِيَةُ فِي الأَرض ضَيِّقةً؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ أَكثر نبْتاً وَشَجَرًا مِمَّا حَوْلُهَا وَهِيَ مُشرفة عَلَى مَا حَوْلَهَا، وَالْجَمْعُ السَّرائح، فَتَرَاهَا مُسْتَطِيلَةً شَجِيرة وَمَا حَوْلَهَا قَلِيلُ الشَّجَرِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ عَقَبة. وسَرائحُ السَّهْمِ: العَقَبُ الَّذِي عُقِبَ بِهِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ العَقَبُ الَّذِي يُدْرَجُ عَلَى اللِّيطِ، وَاحِدَتُهُ سَرِيحة. والسَّرائحُ أَيضاً: آثَارٌ فِيهِ كَآثَارِ النَّارِ. وسُرُحٌ: ماءٌ لَبَنِي عَجْلَانَ ذَكَرَهُ ابْنُ مُقْبِلٍ فَقَالَ: قَالَتْ سُلَيْمَى ببَطْن القاعِ مِنْ سُرُحٍ وسَرَحَه اللهُ وسَرَّحه أَي وَفَّقه اللَّهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ سَمِعْتُهُ بِالْحَاءِ فِي الْمُؤَلِّفِ عَنِ الإِيادي. والمَسْرَحانِ: خشبتانِ تُشَدَّانِ فِي عُنُق الثَّوْرُ الَّذِي يُحْرَثُ بِهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وسَرْحٌ: اسمٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَوْ أَنَّ حَقَّ الْيَوْمِ مِنْكُمْ أَقامَه، ... وإِن كَانَ سَرْحٌ قَدْ مَضَى فَتَسَرَّعا ومَسْرُوحٌ: قَبِيلَةٌ. والمَسْرُوحُ: الشرابُ، حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ وَلَيْسَ مِنْهُ على ثقة. وسِرْحانُ الحَوْضِ: وَسَطُه. والسِّرْحانُ: الذِّئبُ، والجمع سَراحٍ «2» وسَراحِينُ وسَراحِي، بِغَيْرِ نونٍ، كَمَا يقالُ: ثَعَالِبٌ وثَعَالِي. قَالَ الأَزهري: وأَما السِّراحُ فِي جَمْعِ السِّرْحان فَغَيْرُ مَحْفُوظٍ عِنْدِي. وسِرْحانٌ: مُجْرًى مِنْ أَسماء الذِّئْبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وغارةُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُلِ والأُنثى بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَقَدْ تُجْمَعُ هَذِهِ بالأَلف وَالتَّاءِ. والسِّرْحانُ والسِّيدُ الأَسدُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ يَرْثي صَخْر الغَيّ: هَبَّاطُ أَوْدِيَةٍ، حَمَّالُ أَلْوِيَةٍ، ... شَهَّادُ أَنْدِيَةٍ، سِرْحانُ فِتْيانِ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لطُفَيْلٍ: وخَيْلٍ كأَمْثَالِ السِّراحِ مَصُونَةٍ، ... ذَخائِرَ مَا أَبقى الغُرابُ ومُذْهَبُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرِ مالك بن الحرث الكاهلي: ويوماً نَقْتُلُ الآثارَ شَفْعاً، ... فنَتْرُكُهمْ تَنُوبُهمُ السِّراحُ شَفْعاً أَي ضِعف مَا قَتَلُوا وقِيسَ عَلَى ضِبْعانٍ وضِباعٍ؛

_ (1). قوله [وأَنشد ورب كل إلخ] حق هذا البيت أَن ينشد عند قوله فيما مر ورجل منسرح متجرد كما استشهد به في الأَساس على ذلك وهو واضح. (2). قوله [والجمع سراح] كثمان فيعرب منقوصاً كأنهم حذفوا آخره.

قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرف لَهُمَا نَظِيرًا. والسِّرْحانُ: فِعْلانٌ مَنْ سَرَحَ يَسْرَحُ؛ وَفِي حَدِيثِ الْفَجْرِ الأَول: كأَنه ذَنَبُ السِّرْحانِ ؛ هُوَ الذِّئْبُ، وَقِيلَ: الأَسد. وَفِي الْمَثَلِ: سَقَط العَشاءُ» بِهِ عَلَى سِرْحانٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: النُّونُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ فِعْلانٌ وَالْجَمْعُ سَراحينُ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: الأُنثى سِرْحانة. والسِّرْحالُ: السِّرْحانُ، عَلَى الْبَدَلِ عِنْدَ يَعْقُوبَ؛ وأَنشد: تَرَى رَذايا الكُومِ فوقَ الخالِ ... عِيداً لكلِّ شَيْهمٍ طِمْلالِ، والأَعْوَرِ العينِ مَعَ السِّرحالِ وَفَرَسٌ سِرْياحٌ: سَرِيعٌ: قَالَ ابْنُ مُقْبل يَصِفُ الْخَيْلَ: مِنْ كلِّ أَهْوَجَ سِرْياحٍ ومُقْرَبةٍ، ... نَفَّاتُ يَوْمَ لكال الورْدِ فِي الغُمَرِ «2» قَالُوا: وإِنما خَصَّ الغُمَرَ وسَقْيَها فِيهِ لأَنه وَصَفَهَا بالعِتْق وسُبُوطة الخَدِّ وَلَطَافَةِ الأَفواه، كَمَا قَالَ: وتَشْرَبُ فِي القَعْب الصَّغِيرِ، وإِن فُقِدْ، ... لمِشْفَرِها يَوْمًا إِلى الْمَاءِ تَنْقَدْ «3» والسِّرْياحُ مِنَ الرِّجَالِ: الطويلُ. والسِّرياح: الجرادُ. وأُم سِرْياحٍ: امرأَةٌ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ؛ قَالَ بَعْضُ أُمراء مَكَّةَ، وَقِيلَ هُوَ لدرَّاج بْنِ زُرْعة: إِذا أُمُّ سِرياحٍ غَدَتْ فِي ظَعائِنٍ ... جَوَالِسَ نَجْداً، فاضتِ العينُ تَدْمَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ أَن أُم سِرْياح فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ كُنْيَةُ الْجَرَادَةِ. والسِّرياحُ: اسْمُ الْجَرَادِ. والجالسُ: الْآتِي نَجْداً. سرتح: أَرض سِرتاحٌ: كَرِيمَةٌ. سرجح: هُمْ عَلَى سُرْجُوحةٍ وَاحِدَةٍ إِذا اسْتَوَتْ أَخلاقهم. سردح: السِّرْداحُ والسِّرْداحةُ: النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ، وَقِيلَ: الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ: إِن تَرْكَبِ النَّاجِيَةَ السِّرْداحا وَجَمْعُهَا السَّرادِحُ. والسِّرداحُ أَيضاً: جَمَاعَةُ الطَّلح، وَاحِدَتُهُ سِرْداحةٌ. والسِّرْداحُ: مكانٌ لَيِّنٌ يُنْبِتُ النَّجْمَةَ والنَّصِيَّ والعِجْلَة، وَهِيَ السَّرادِحُ؛ وأَنشد الأَزهري: عَلَيْكَ سِرداحاً مِنَ السَّرادِحِ، ... ذَا عِجْلَة، وَذَا نَصِيٍّ واضِحِ أَبو خَيْرَةَ: هِيَ أَماكن مُسْتَوِيَةٌ تُنْبِتُ العِضاهَ، وَهِيَ لَينة. وَفِي حَدِيثِ جُهَيْشٍ: ودَيْمُومَةٍ سَرْدَحٍ ؛ قَالَ: السَّرْدَحُ الأَرض اللَّيِّنَةُ الْمُسْتَوِيَةُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الصَّرْدَحُ، بِالصَّادِّ، هُوَ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي، فأَما بِالسِّينِ، فَهُوَ السِّرْداحُ وَهِيَ الأَرض اللَّيِّنَةُ. وأَرض سِرْداحٌ: بَعِيدَةٌ. والسِّرْداحُ: الضخْمُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ وَفِي التَّهْذِيبِ؛ وأَنشد الأَصمعي: وكأَني فِي فَحْمةِ ابنِ جَمِيرٍ، ... فِي نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ الأُسامة: الأَسد. ونقابه: جلده. والسِّرْداح، مِنْ نَعْتِهِ: وَهُوَ الْقَوِيُّ الشديد التامُّ. سطح: سَطَحَ الرجلَ وَغَيْرَهُ يَسطَحه، فَهُوَ مسْطوحٌ وسَطِيح: أَضْجَعَه وَصَرَعَهُ فَبَسَطَهُ عَلَى الأَرض. وَرَجُلٌ مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: قَتيلٌ منبَسِطٌ؛ قَالَ اللَّيْثُ: السَّطِيحُ المَسْطُوحُ هُوَ الْقَتِيلُ: وأَنشد: حَتَّى يَراه وَجْهها سَطِيحا والسَّطِيح: الْمُنْبَسِطُ، وَقِيلَ: الْمُنْبَسِطُ الْبَطِيءُ الْقِيَامُ مِنَ الضَّعْفِ. والسَّطِيح: الَّذِي يُولَدُ ضَعِيفًا لَا يقدر

_ (1). قوله [وَفِي الْمَثَلِ سَقَطَ الْعَشَاءُ إلخ] قَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَصْلُهُ أن رجلًا خرج يلتمس العشاء فوقع على ذئب فأكله انتهى. من الميداني. (2). يحرر هذا الشطر والبيت الذي بعده فلم نقف عليهما. (3). هكذا في الأَصل ولعله: وإن تُقد بمشفرها تَنقد.

عَلَى الْقِيَامِ وَالْقُعُودِ، فَهُوَ أَبداً مُنْبَسِطٌ. والسَّطِيح: الْمُسْتَلْقِي عَلَى قَفَاهُ مِنَ الزِّمَانَةِ. وسَطِيحٌ: هَذَا الْكَاهِنُ الذِّئْبيُّ، مِنْ بَنِي ذِئْب، كَانَ يَتَكَهَّنُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ إِذا غَضِبَ قَعَدَ مُنْبَسِطًا فِيمَا زَعَمُوا؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه لَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْنَ مَفَاصِلِهِ قَصَبٌ تَعْمِدُه، فَكَانَ أَبداً مُنْبَسِطًا مُنْسَطِحاً عَلَى الأَرض لَا يَقْدِرُ عَلَى قِيَامٍ وَلَا قُعُودٍ، وَيُقَالُ: كَانَ لَا عَظْمَ فِيهِ سِوَى رأْسه. رَوَى الأَزهري بإِسناده عَنِ مَخْزُوم بْنِ هانئٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبيه: وأَتت لَهُ خَمْسُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ؛ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارْتَجَسَ إِيوانُ كِسْرى وَسَقَطَتْ مِنْهُ أَربع عَشْرَةَ شُرْفةً، وخَمِدَتْ نَارُ فارِسَ وَلَمْ تَخْمَدْ قَبْلَ ذَلِكَ مِائَةَ عَامٍ، وَغَاضَتْ بُحَيْرَة ساوَةَ؛ ورأَى المُوبِذانُ إِبلًا صِعاباً تَقُودُ خَيْلًا عِراباً قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَة وَانْتَشَرَتْ فِي بِلَادِهَا، فَلَمَّا أَصبح كِسْرَى أَفزعه مَا رأَى فَلَبِسَ تَاجَهُ وأَخبر مرازِبَتَه بِمَا رأَى، فَوَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابٌ بِخُمُودِ النَّارِ؛ فَقَالَ المُوبِذانُ: وأَنا رأَيت فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وقَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فِي الإِبل، فَقَالَ لَهُ: وأَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: حَادَثَ مِنْ نَاحِيَةِ الْعَرَبِ. فَبَعَثَ كِسْرَى إِلى النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ: أَنِ ابْعَثْ إِليَّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ لِيُخْبِرَنِي عَمَّا أَسأَله؛ فَوَجَّه إِليه بِعَبْدِ المَسيح بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيلَة الغسَّانيّ، فأَخبره بِمَا رأَى؛ فَقَالَ: عَلِمَ هَذَا عِنْدَ خَالِيَ سَطِيح، قَالَ: فأْتِه وسَلْه وأْتنِي بِجَوَابِهِ؛ فَقَدِمَ عَلَى سَطِيح وَقَدْ أَشْفى عَلَى الْمَوْتِ، فأَنشأَ يَقُولُ: أَصَمّ أَم يَسْمَعُ غِطرِيفُ اليَمنْ؟ ... أَم فادَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَنْ؟ يَا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ ... «1»، أَتاكَ شَيْخُ الحَيِّ مِنْ آلِ سَنَنْ رسولُ قَيْلِ العُجْمِ يَسْري للوَسَنْ، ... وأُمُّه مِنْ آلِ ذِئْبِ بنِ حَجَنْ أَبْيضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ، ... تَجُوبُ بِي الأَرْضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ، تَرْفَعُنِي وَجْناً وتَهْوِي بِي وَجَنْ ... «2»، حَتَّى أَتى عارِي الْجَآجِي والقَطَنْ، لَا يَرْهَبُ الرَّعْدَ وَلَا رَيْبَ الزَّمَنْ، ... تَلُفُّهُ فِي الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ «3»، كأَنما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ «4» قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ سَطِيحٌ شِعْرَهُ رَفَعَ رأْسه، فَقَالَ: عبدُ الْمَسِيحِ، عَلَى جَمَل مُسيح، إِلى سَطيح، وَقَدْ أَوْفى عَلَى الضَّريح، بَعَثَكَ مَلِكُ بَنِي سَاسَانَ، لِارْتِجَاسِ الإِيوان، وخُمُود النِّيرَانِ، ورُؤيا المُوبِذان، رَأَى إِبلًا صِعاباً، تَقُود خَيْلًا عِراباً، يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ إِذا كَثُرَتِ التِّلاوَة، وبُعِثَ صَاحِبُ الهِراوة، وغاضَتْ بُحَيْرَة سَاوَةْ، فَلَيْسَ الشَّامَ لِسَطِيحٍ شَامًا «5»، يَمْلِكُ مِنْهُمْ مُلوكٌ ومَلِكات، عَلَى عددِ الشُّرُفاتِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، ثُمَّ قُبِضَ سطيحٌ مَكَانَهُ، وَنَهَضَ عَبْدُ الْمَسِيحِ إِلى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ:

_ (1). قوله [يا فاصل إلخ] في بعض الكتب، بين هذين الشطرين، شطر، وهو: [وكاشف الكربة في الوجه الغضن]. (2). قوله [ترفعني وجناً إلخ] الوجن، بفتح فسكون، وبفتحتين: الأَرض الغليظة الصلبة كالوجين، كأمير. ويروى وجناً، بضم الواو وسكون الجيم، جمع وجين انتهى. نهاية. (3). قوله [بَوْغَاءُ الدِّمَنْ] الْبَوْغَاءُ: التُّرَابُ الناعم. والدمن، جمع دمنة، بكسر الدال: ما تدمّن أي تجمع وتلبد، وَهَذَا اللَّفْظُ كَأَنَّهُ مِنَ المقلوب تقديره تَلُفُّهُ الرِّيحُ فِي بَوْغَاءِ الدمن، وَتَشْهَدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الأَخرى: [تَلُفُّهُ الرِّيحُ بِبَوْغَاءِ الدِّمَنِ] انتهى. من نهاية ابن الأَثير. (4). قوله [كأَنما حثحث] أي حثّ وأسرع من حضني، تثنية حضن، بكسر الحاء: الجانب. وثكن، بمثلثة محركاً: جبل انتهى. (5). قوله [فَلَيْسَ الشَّامَ لِسَطِيحٍ شَامًا] هكذا في الأَصل وفي عبارة غيره فليست بابل للفرس مقاماً ولا الشام إلخ انتهى.

شَمِّرْ فإِنك، مَا عُمِّرْتَ، شِمِّيرُ ... لَا يُفْزِعَنَّك تَفْريقٌ وتَغْييرُ إِن يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهُمْ، ... فإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهارِيرُ فَرُبَّما رُبَّما أَضْحَوا بمنزلةٍ، ... تَخافُ صَولَهُمُ أُسْدٌ مَهَاصِيرُ مِنْهُمْ أَخُو الصَّرْحِ بَهْرام، وإِخْوَتُهُمْ، ... وهُرْمُزانٌ، وسابورٌ، وسَابُورُ والناسُ أَوْلادُ عَلَّاتٍ، فَمَنْ عَلِمُوا ... أَن قَدْ أَقَلَّ، فمَهْجُورٌ ومَحْقُورُ وَهُمْ بَنُو الأُمِّ لمَّا أَنْ رَأَوْا نَشَباً، ... فذاكَ بالغَيْبِ محفوظٌ ومنصورُ والخيرُ والشَّرُّ مَقْرُونانِ فِي قَرَنٍ، ... فالخَيرُ مُتَّبَعٌ والشَّرُّ مَحْذورُ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى كِسْرَى أَخبره بِقَوْلِ سَطِيحٍ؛ فَقَالَ كِسْرَى: إِلى أَن يَمْلِكَ مِنَّا أَربعة عَشَرَ مَلِكًا تَكُونُ أُمور، فَمَلَكَ مِنْهُمْ عَشْرَةٌ فِي أَربع سِنِينَ، وَمَلَكَ الْبَاقُونَ إِلى زَمَنِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ ذِكْرُ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ نُبُوَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مَبْعَثِهِ، قَالَ: وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وانْسَطَحَ الرجلُ: امتدَّ عَلَى قَفَاهُ وَلَمْ يَتَحَرَّكِ. والسَّطْحُ: سَطْحُك الشيءَ عَلَى وَجْهِ الأَرض كَمَا تَقُولُ فِي الْحَرْبِ: سَطَحُوهم أَي أَضْجَعُوهم عَلَى الأَرض. وتَسَطَّحَ الشيءُ وانْسَطَحَ: انْبَسَطَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ للمرأَة الَّتِي مَعَهَا الصِّبْيَانُ: أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَحُ لَكِ أَي أَبْسُطه حَتَّى يَبْرُدَ. والسَّطْحُ: ظَهْرُ الْبَيْتِ إِذا كَانَ مُسْتَوِيًا لِانْبِسَاطِهِ؛ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَعلاه، وَالْجَمْعُ سُطوح، وفعلُك التَّسطيحُ. وسَطَحَ البيتَ يَسْطَحُه سَطْحاً وسَطَّحه سوَّى سَطْحه. ورأَيت الأَرضَ مَساطِحَ لَا مَرْعَى بِهَا: شُبِّهَتْ بِالْبُيُوتِ الْمَسْطُوحَةِ. والسُّطَّاحُ مِنَ النَّبْتِ: مَا افْتَرَشَ فَانْبَسَطَ وَلَمْ يَسْمُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وسَطَحَ اللهُ الأَرضَ سَطْحاً: بَسَطَهَا. وتَسطِيحُ الْقَبْرِ: خِلَافُ تَسْنِيمِه. وأَنفٌ مُسَطَّحٌ: منبسِط جِدًّا. والسُّطَّاحُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: نَبتَةٌ سُهْلِيَّة تَنسَطِح عَلَى الأَرض، وَاحِدَتُهُ سُطَّاحة. وَقِيلَ: السُّطَّاحة شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الدِّيَارِ فِي أَعطان الْمِيَاهِ مُتَسَطِّحَة، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وَلَيْسَتْ فِيهَا مَنْفَعَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: والسُّطَّاحة بَقْلَةٌ تَرْعَاهَا الْمَاشِيَةُ ويُغْسَلُ بوَرَقِها الرؤوس. وسَطَحَ النَّاقَةَ: أَناخها. والسَّطيحة والسَّطيح: المَزادة الَّتِي مِنْ أَدِيمَيْن قُوبل أَحدُهما بِالْآخَرِ، وَتَكُونُ صَغِيرَةً وَتَكُونُ كَبِيرَةً، وَهِيَ مِنْ أَواني الْمِيَاهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِي بَعْضِ أَسفاره فَفَقَدوا الماءَ، فأَرْسَل عَلِيًّا وَفُلَانًا يَبْغِيان الْمَاءَ فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْن ؛ قَالَ: السَّطِيحة المَزادة تَكُونُ مِنْ جِلْدَيْنِ أَو المَزادة أَكبر مِنْهَا. والمِسْطَحُ: الصَّفاة يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فِيهَا الْمَاءُ؛ قَالَ الأَزهري: والمِسْطَحُ أَيضاً صَفِيحة عَرِيضَةٌ مِنَ الصَّخْر يُحَوَّط عَلَيْهَا لِمَاءِ السَّمَاءِ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا خَلَقَ اللَّهُ عِنْدَ فَمِ الرَّكِيَّة صَفاةً مَلْساء مُسْتَوِيَةً فَيُحَوَّطُ عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ وتُسْقَى فِيهَا الإِبلُ شِبْهَ الحَوْض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاح: فِي جنبي مريٍّ ومِسْطَحِ «1»

_ (1). قوله [فِي جَنْبَيْ مَرِيٍّ وَمِسْطَحِ] كذا بالأَصل.

والمِسْطَحُ: كُوز ذُو جَنْبٍ وَاحِدٍ، يُتَّخَذُ لِلسَّفَرِ. والمِسْطَحُ والمِسْطَحَةُ: شِبْهُ مِطْهَرة لَيْسَتْ بمربعة، والمِسْطَحُ [المَسْطَحُ]، تُفْتَحُ مِيمُهُ وَتُكْسَرُ: مَكَانٌ مستوٍ يُبْسَطُ عَلَيْهِ التَّمْرُ وَيُجَفَّفُ ويُسَمَّى الجَرِينَ، يَمَانِيَةٌ. والمِسْطَحُ: حَصِيرٌ يُسَفُّ مِنْ خُوصِ الدَّوْم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنه، ... مِنَ الحَرِّ فِي حَدِّ الظَّهِيرَةِ، مِسْطَحُ الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ هُوَ المِسْطَحُ «1» والمِحْوَرُ والشُّوبَقُ. والمِسْطَحُ: عمودٌ مِنْ أَعمِدَة الخِباءِ والفُسْطاط؛ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ حَمَلَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ بَيْنَ جَارَتَيْنِ لِي فضربتْ إِحداهما الأُخرى بمسْطَح، فأَلقت جَنِينًا مَيِّتًا وَمَاتَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِدِيَةِ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ؛ وَجَعَلَ فِي الْجَنِينِ غُرَّة ؛ وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ النَّضْرِيُّ، وَفِي حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّضْرِيِّ: تَعرَّضَ ضَيطارُو خُزاعَةَ دونَنا، ... وَمَا خَيرُ ضَيطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ سِلَاحٌ يُقَاتِلُ بِهِ غَيْرَ مِسْطَح. والضَّيْطارُ: الضَّخْمُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَهِ. والمِسْطَحُ: الْخَشَبَةُ المُعَرَّضة عَلَى دِعامَتَيِ الكَرْم بالأُطُرِ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْل: إِذا عُرِّشَ الكَرْمُ، عُمِدَ إِلى دَعَائِمَ يَحْفِرُ لَهَا فِي الأَرض، لِكُلِّ دِعامةٍ شُعْبَتان، ثُمَّ تؤْخذ شُعْبَةٌ فتُعَرَّضُ عَلَى الدِّعامَتين، وتسمَّى هَذِهِ الْخَشَبَةُ الْمُعَرَّضَةُ المِسْطَح، وَيُجْعَلُ عَلَى المَساطِح أُطُرٌ مِنْ أَدناها إِلى أَقصاها؛ تُسَمَّى المَساطِحُ بالأُطُر مَساطِحَ. سفح: السَّفْحُ: عُرْضُ الْجَبَلِ حَيْثُ يَسْفَحُ فِيهِ الماءُ، وَهُوَ عُرْضُه المضطجِعُ؛ وَقِيلَ: السَّفْح أَصل الْجَبَلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْحَضِيضُ الأَسفل، وَالْجَمْعُ سُفوح؛ والسُّفوحُ أَيضاً: الصُّخُورُ اللَّيِّنَةُ الْمُتَزَلِّقَةُ. وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح: أَرسله؛ وسَفَح الدمعُ نفسُه سَفَحاناً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُفَجَّعة، لَا دَفْعَ للضَّيْم عِنْدَهَا، ... سِوَى سَفَحانِ الدَّمع مِنْ كلِّ مَسفَح ودُموعٌ سَوافِحُ، وَدَمْعٌ سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح. والسَّفْحُ لِلدَّمِ: كالصَّبّ. وَرَجُلٌ سَفَّاح لِلدِّمَاءِ: سَفَّاك. وسَفَحْتُ دَمَهُ: سَفَكته. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ سِفاحٌ أَي سَفْك لِلدِّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هِلَالٍ: فَقُتِلَ عَلَى رأْس الْمَاءِ حَتَّى سَفَحَ الدمُ الماءَ ؛ جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنه غَطَّى الماءَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا لَا يُلَائِمُ اللُّغَةَ لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ، فَيُحْتَمَلُ أَنه أَراد أَن الدَّمَ غَلَبَ الْمَاءَ فَاسْتَهْلَكَهُ، كالإِناء الْمُمْتَلِئِ إِذا صُبَّ فِيهِ شَيْءٌ أَثقل مِمَّا فِيهِ فإِنه يَخْرُجُ مِمَّا فِيهِ بِقَدْرِ مَا صُبَّ فِيهِ، فكأَنه مِنْ كَثْرَةِ الدَّمِ انْصَبَّ الْمَاءُ الَّذِي كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَخَلْفَهُ الدَّمُ. وسَفَحْتُ الماءَ: هَرَقْتُه. والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة: الزِّنَا وَالْفُجُورُ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ* ؛ وأَصل ذَلِكَ مِنَ الصبِّ، تَقُولُ: سافَحْته مُسافَحة وسِفاحاً، وَهُوَ أَن تُقِيمَ امرأَةٌ مَعَ رَجُلٍ عَلَى فُجُورٍ مِنْ غَيْرِ تَزْوِيجٍ صَحِيحٍ؛ وَيُقَالُ لِابْنِ البَغيِّ: ابنُ المُسافِحةِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه نِكاح ، وَهِيَ المرأَة تُسافِحُ رَجُلًا مُدَّةً، فَيَكُونُ بَيْنَهُمَا اجْتِمَاعٌ عَلَى فُجُورٍ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَرِهَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ ذَلِكَ، وأَجازه أَكثرهم. والمُسافِحة: الْفَاجِرَةُ؛ وَقَالَ تَعَالَى: مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: المُسافِحة التي لا تمتنع

_ (1). قوله [هو المسطح إلخ] كذا بالأَصل، وفي القاموس: المسطح المحور، يبسط به الخبز. وقال في مادة شبق: الشوبق، بالضم، خشبة الخباز، معرب.

عَنِ الزِّنَا؛ قَالَ: وَسُمِّيَ الزِّنَا سِفاحاً لأَنه كَانَ عن غير عقد، كأَنه بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ المَسْفوح الَّذِي لَا يَحْبِسُهُ شَيْءٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ الزِّنَا سَفَّاحًا لأَنه لَيْسَ ثَمّ حُرْمَةَ نِكَاحٍ وَلَا عَقْدَ تَزْوِيجٍ. وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سَفَحَ مَنْيَتَه أَي دَفَقَها بِلَا حُرْمَةٍ أَباحت دَفْقَها؛ وَيُقَالُ: هُوَ مأْخوذ مِنْ سَفَحْت الْمَاءَ أَي صَبَبْتُهُ؛ وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِذا خَطَبَ الرَّجُلُ المرأَة، قَالَ: أَنكحيني، فإِذا أَراد الزِّنَا، قَالَ: سَافِحِينِي. وَرَجُلٌ سَفَّاحٌ، مِعْطاء، مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ أَيضاً الْفَصِيحُ. وَرَجُلٌ سَفَّاح أَي قَادِرٌ على الكلام. والسَّفَّاح: لَقَبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ أَوّل خَلِيفَةٍ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ. وإِنه لمَسْفُوح العُنُق أَي طَوِيلُهُ غَلِيظُهُ. والسَّفِيحُ: الْكِسَاءُ الْغَلِيظُ. والسَّفِيحان: جُوالِقانِ كالخُرْج يُجْعَلَانِ عَلَى الْبَعِيرِ؛ قَالَ: يَنْجُو، إِذا مَا اضْطَرَبَ السَّفِيحان، ... نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحان والسَّفِيحُ: قِدْحٌ مِنْ قِدَاحِ المَيسِر، مِمَّا لَا نَصِيبَ لَهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وجامِلٍ خَوَّعَ مِنْ نِيبهِ ... زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلًا، والسَّفيحْ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّفِيحُ الرابعُ مِنَ القِداح الغُفْلِ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا فُرُوضٌ وَلَا أَنصباء وَلَا عَلَيْهَا غُرْم، وإِنما يُثَقَّلُ بِهَا الْقِدَاحِ اتِّقَاءَ التُّهْمَةِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَدْخُلُ فِي قِدَاحِ الْمَيْسِرِ قِدَاحٌ يُتَكَثَّرُ بِهَا كَرَاهَةَ التُّهْمَةِ، أَولها المُصَدَّر ثُمَّ المُضَعَّفُ ثُمَّ المَنِيح ثُمَّ السَّفِيح، لَيْسَ لَهَا غُنْم وَلَا عَلَيْهَا غُرْم؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَا يُجْدي عَلَيْهِ: مُسَفِّحٌ، وَقَدْ سَفَّح تَسْفيحاً؛ شَبَّهَ بالقِدْح السَّفِيح؛ وأَنشد: ولَطالَما أَرَّبْتُ غيرَ مُسَفِّحٍ، ... وكَشَفْتُ عَنْ قَمَعِ الذُّرى بحُسامِ قَوْلُهُ: أَرَّبْتُ أَي أَحكمت، وأَصله مِنَ الأُرْبة وَهِيَ العُقدة وَهِيَ أَيضاً خَيْرُ نَصِيبٍ فِي الْمَيْسِرِ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَلَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ أُرْبَةُ اليَسَرِ وَنَاقَةٌ مسفوحةُ الإِبطِ أَي وَاسِعَةُ الإِبط؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بمَسْفُوحةِ الْآبَاطِ عُرْيانةِ القَرى، ... نِبالٌ تَواليها، رِحابٌ جُنُوبُها وَجَمَلٌ مَسْفُوح الضُّلُوعِ: لَيْسَ بكَّزِّها؛ وَقَوْلُ الأَعشى: تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فذا قارٍ، ... فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِعَيْنِهِ. سقح: السَّقَحَة: الصَّلَعُ، يَمَانِيَةٌ. رَجُلٌ أَسْقَحُ، وَسَيُذْكَرُ فِي الصاد. سلح: السِّلاحُ: اسْمٌ جَامِعٌ لِآلَةِ الْحَرْبِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَا كَانَ مِنَ الْحَدِيدِ، يُؤَنَّثُ ويذكَّر، وَالتَّذْكِيرُ أَعلى لأَنه يُجْمَعُ عَلَى أَسلحة، وَهُوَ جَمْعُ الْمُذَكَّرِ مِثْلُ حِمَارٍ وأَحمرة وَرِدَاءٍ وأَردية، وَيَجُوزُ تأْنيثه، وَرُبَّمَا خُصَّ بِهِ السَّيْفُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالسَّيْفُ وَحْدَهُ يُسَمَّى سِلَاحًا؛ قَالَ الأَعشى: ثَلَاثًا وشَهْراً، ثُمَّ صَارَتْ رَذِيَّةً ... طَلِيحَ سِفارٍ، كالسِّلاحِ المُقَرَّدِ يَعْنِي السَّيْفَ وَحْدَهُ. وَالْعَصَا تسمَّى سِلَاحًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: ولَسْتُ بعِرْنةٍ عَرِكٍ، سِلاحِي ... عَصًا مثقوبةٌ، تَقِصُ الحِمارا وَقَوْلُ الطَّرِمَّاحِ يَذْكُرُ ثَوْرًا يَهُزُّ قَرْنَهُ لِلْكِلَابِ لِيَطْعَنَهَا بِهِ: يَهُزُّ سِلاحاً لَمْ يَرِثْها كَلالةً، ... يَشُكُّ بِهَا مِنْهَا أُصولَ المَغابِنِ

إِنما عَنَى رَوْقَيْهِ، سمَّاهما سِلَاحًا لأَنه يَذُبُّ بِهِمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْجَمْعُ أَسْلِحة وسُلُحُ وسُلْحانٌ. وتَسَلَّح الرجلُ: لَبِسَ السِّلاح. وَفِي حَدِيثِ عُقْبة بْنِ مَالِكٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَرِيَّة، فَسَلّحْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ سَيْفًا أَي جَعَلْتُهُ سِلاحَه؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: لَمَّا أُتي بِسَيْفِ النُّعمان بْنِ الْمُنْذِرِ دَعَا جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِم فسَلَّحه إِياه ؛ وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ قَالَ لَهُ: مَنْ سَلَّحك هذه القوسَ؟ قال طُفَيل: وَرَجُلٌ سَالِحٌ ذُو سِلَاحٍ كَقَوْلِهِمْ تامِرٌ ولابنٌ؛ ومُتَسَلِّح: لَابِسٌ السِّلَاحَ. والمَسْلَحة: قَوْمٌ ذُو سِلَاحٍ. وأَخذت الإِبلُ سِلاحَها: سَمِنَتْ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: أَيامَ لَمْ تأْخُذْ إِليّ سِلاحَها ... إِبِلي بِجِلَّتها، وَلَا أَبْكارِها وَلَيْسَ السِّلاح اسْمًا للسِّمَن، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَتِ السَّمِينَةُ تَحْسُن فِي عَيْنِ صَاحِبِهَا فيُشْفِق أَن يَنْحَرَهَا، صَارَ السِّمَن كأَنه سِلَاحٌ لَهَا، إِذ رَفَعَ عَنْهَا النَّحْرَ. والمَسْلَحة: قَوْمٌ فِي عُدَّة بِمَوْضِعِ رَصَدٍ قَدْ وُكِّلوا بِهِ بإِزاء ثَغْر، وَاحِدُهُمْ مَسْلَحِيٌّ، وَالْجَمْعُ المَسالح؛ والمَسْلَحِيُّ أَيضاً: المُوَكَّلُ بِهِ والمُؤَمَّر. والمَسْلَحة: كالثَّغْر والمَرْقَب. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ أَدْنى مَسالِح فارسَ إِلى الْعَرَبِ العُذَيْب ؛ قَالَ بِشْرٌ: بكُلِّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ، ... أَضَرَّ بِهَا المَسالِحُ والغِوارُ ابْنُ شُمَيْلٍ: مَسْلَحة الجُنْد خَطَاطِيفُ لَهُمْ بَيْنَ أَيديهم يَنْفُضُونَ لَهُمُ الطَّرِيقَ، ويَتَجَسَّسُون خَبَرَ الْعَدُوِّ وَيَعْلَمُونَ عِلْمَهُمْ، لِئَلَّا يَهْجُم عَلَيْهِمْ، وَلَا يَدَعَون وَاحِدًا مِنَ الْعَدُوِّ يَدْخُلُ بِلَادَ الْمُسْلِمِينَ، وإِن جَاءَ جَيْشٌ أَنذروا الْمُسْلِمِينَ؛ وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: بَعَثَ اللَّهُ لَهُ مَسْلَحة يَحْفَظُونَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ؛ المَسلحة: الْقَوْمُ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ الثُّغُورَ مِنَ الْعَدُوِّ، سُمُّوا مَسْلَحة لأَنهم يَكُونُونَ ذَوِي سِلَاحٍ، أَو لأَنهم يَسْكُنُونَ المَسْلَحة، وَهِيَ كَالثَّغْرِ والمَرْقَب يَكُونُ فِيهِ أَقوام يَرْقُبون العدوَّ لِئَلَّا يَطْرُقَهم عَلَى غَفْلة، فإِذا رأَوه أَعلموا أَصحابهم ليتأَهبوا لَهُ. والمَسالِحُ: مَوَاضِعُ الْمَخَافَةِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وَقَدْ حالَ دُونَهَا ... قُرى أَذْرَبِيجانَ: المَسالِحُ والجالُ والسَّلْحُ: اسْمٌ لِذِي البَطْنِ، وَقِيلَ: لِمَا رَقَّ مِنْهُ مِنْ كُلِّ ذِي بَطْنٍ، وَجَمْعُهُ سُلُوح وسُلْحانٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فَاسْتَعَارَهُ للوَطْواطِ: كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوحَ الوَطاوِطِ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ رَجُلٍ: مُمْتَلِئاً مَا تَحْتَهُ سُلْحانا والسُّلاحُ، بِالضَّمِّ: النَّجْوُ؛ وَقَدْ سَلَح يَسْلَحُ سَلْحاً، وأَسْلَحه غيرُه، وغالَبَه السُّلاحُ، وسَلَّح الحشيشُ الإِبل وَهَذِهِ الْحَشِيشَةُ تُسَلِّح الإِبل تَسْلِيحًا. وَنَاقَةٌ سَالِحٌ: سَلَحَتْ مِنَ الْبَقْلِ وَغَيْرِهِ. والإِسْلِيحُ: شَجَرَةٌ تَغْزُر عَلَيْهَا الإِبل؛ قَالَتْ أَعرابية، وَقِيلَ لَهَا: مَا شجرةُ أَبيك؟ فَقَالَتْ: شَجَرَةٌ أَبي الإِسْلِيح، رَغْوَة وَصَرِيحٌ، وسَنام إِطْريح؛ وَقِيلَ: هِيَ بَقْلَةٌ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ تَنْبُتُ فِي الشِّتَاءِ، تَسْلَح الإِبلُ إِذا اسْتَكْثَرَتْ مِنْهَا؛ وَقِيلَ: هِيَ عُشْبة تُشْبِهُ الجِرجِيرَ تَنْبُتُ فِي حُقُوف الرَّمْلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ سُهْلي يَنْبُتُ ظَاهِرًا وَلَهُ وَرَقَةٌ دَقِيقَةٌ لَطِيفَةٌ وسَنِفَة مَحْشُوَّة حَبّاً كَحَبِّ الخَشْخاش، وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ

مَطَرِ الصَّيْفِ يُسْلِح الماشيةَ، وَاحِدَتُهُ إِسْلِيحة؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ: منابتُ الإِسْلِيح الرَّمْلُ، وَهَمْزَةُ إِسْلِيح مُلْحِقة لَهُ بِبِنَاءِ قِطْمِير بِدَلِيلِ مَا انْضَافَ إِليها مِنْ زِيَادَةِ الْيَاءِ مَعَهَا، هَذَا مَذْهَبُ أَبي عَلَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلته يَوْمًا عَنْ تِجْفافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بِبَابِ قِرْطاس، فَقَالَ: نَعَمْ، وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِمَا انْضَافَ إِليها مِنْ زِيَادَةِ الأَلف مَعَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا جَاءَ عَنْهُمْ مِنَ بَابِ أُمْلود وأُظْفور ملحقاً بعُسْلوج ودُمْلُوح، وأَن يَكُونَ إِطْريح وإِسْليح مُلْحَقًا بِبَابِ شِنْظير وخِنْزير، قَالَ: ويَبْعُد هَذَا عِنْدِي لأَنه يَلْزَمُ مِنْهُ أَن يكون بابُ إِعصار وإِنسام مُلْحَقًا ببابِ حِدْبار وهِلْقام، وبابْ إِفعال لَا يَكُونُ مُلْحَقًا، أَلا تُرَى أَنه فِي الأَصل لِلْمَصْدَرِ نَحْوَ إِكرام وإِنعام؟ وَهَذَا مَصْدَرُ فِعْلٍ غَيْرُ مُلْحَقٍ فَيَجِبُ أَن يَكُونَ الْمَصْدَرُ فِي ذَلِكَ عَلَى سَمْتِ فِعْلِهِ غَيْرَ مُخَالِفٍ لَهُ، قَالَ: وكأَنّ هَذَا وَنَحْوَهُ إِنما لَا يَكُونُ مُلْحَقًا مِنْ قِبَل أَن مَا زِيدَ عَلَى الزِّيَادَةِ الأُولى فِي أَوله إِنما هُوَ حَرْفُ لِينٍ، وَحَرْفُ اللِّينِ لَا يَكُونُ للإِلحاق، إِنما جيءَ بِهِ بِمَعْنًى، وَهُوَ امْتِدَادُ الصَّوْتِ بِهِ، وَهَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ حَدِيثِ الإِلحاق، أَلا تَرَى أَنك إِنما تُقَابِلُ بالمُلْحَق الأَصلَ، وَبَابُ الْمَدِّ إِنما هُوَ الزِّيَادَةُ أَبداً؟ فالأَمران عَلَى مَا تَرَى فِي الْبُعْدِ غَايَتَانِ. والمَسْلَح: مَنْزِلٌ عَلَى أَربع مَنَازِلَ مِنْ مَكَّةَ. والمَسالح: مَوَاضِعُ، وَهِيَ غَيْرُ المَسالح الْمُتَقَدِّمَةِ الذِّكْرِ. والسَّيْلَحُون: مَوْضِعٌ، مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الإِعراب فِي النُّونِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُجْرِيهَا مَجْرَى مُسْلِمِينَ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ سالِحُون. اللَّيْثُ: سَيْلَحِين مَوْضِعٌ، يُقَالُ: هَذِهِ سَيْلَحُون وَهَذِهِ سيلحينُ، وَمِثْلُهُ صَرِيفُون وصَريفينُ؛ قَالَ: وأَكثر مَا يُقَالُ هَذِهِ سَيْلَحونَ ورأَيت سَيلحين، وَكَذَلِكَ هَذِهِ قِنَّسْرُونَ ورأَيت قِنَّسْرين. ومُسَلحة: مَوْضِعٌ: قَالَ: لَهُمْ يومُ الكُلابِ، ويومُ قَيْسٍ ... أَراقَ عَلَى مُسَلَّحةَ المَزادا «2» وسَلِيحٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ. وسَلاحِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تَكُونَ أَبعدَ مَسالِحهم سَلاح. والسُّلَحُ: وَلَدُ الحَجَلِ مِثْلُ السُّلَك والسُّلَف، وَالْجَمْعُ سِلْحان؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لِجُؤَيَّةَ: وتَتْبَعُه غُبْرٌ إِذا مَا عَدا عَدَوْا، ... كسِلْحانِ حَجْلى قُمْنَ حِينَ يَقومُ وَفِي التَّهْذِيبِ: السُّلَحَة والسُّلَكَةُ فرخُ الحَجَل وَجَمْعُهُ سِلْحان وسِلْكان. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السِّماك الرامِحَ: ذَا السِّلاح، والآخرَ الأَعْزَلَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّلَحُ مَاءُ السَّمَاءِ فِي الغُدْران وَحَيْثُمَا كَانَ؛ يُقَالُ: مَاءُ العِدّ وَمَاءُ السَّلَح؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِمَاءِ السَّمَاءِ مَاءُ الكَرَع ولم أَسمع السلَح. سلطح: الاسْلِنْطاحُ: الطُّول والعَرْضُ؛ يُقَالُ: قَدِ اسْلَنْطَح؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: أَنتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ، وَلَمْ ... تَعْطِفْ عَلَيْكَ الحُنِيُّ والوُلُجُ قَالَ الأَزهري: الأَصل السَّلاطح، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وَجَارِيَةٌ سَلْطَحة: عَرِيضَةٌ، والسُّلاطِحُ: الْعَرِيضُ؛ وأَنشد: سُلاطِحٌ يُناطِحُ الأَباطِحا والسَّلَنْطَحُ: الفَضاء الْوَاسِعُ، وَسَيُذْكَرُ فِي الصاد.

_ (2). قوله [أَراق عَلَى مُسَلَّحَةَ الْمَزَادَا] في ياقوت: [أَقام على مسلحة المزارا].

واسْلَنْطَحَ: وَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ كاسْحَنْطَرَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَرَجُلٌ مُسْلَنْطِحٌ إِذا انْبَسَطَ. واسْلَنْطَحَ الْوَادِي: اتَّسَعَ. واسْلَنْطَحَ الشيءُ: طَالَ وعَرُضَ. واسْلَنْطَحَ: وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ كاسْحَنْطَرَ. والسَّلَوْطَحُ: مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ مَوْجُودٌ فِي شِعْرِ جَرِيرٍ مُفَسَّراً عَنِ السُّكَّريّ؛ قَالَ: جَرَّ الخليفةُ بالجُنُودِ وأَنْتُمُ، ... بَيْنَ السَّلَوْطَحِ والفُراتِ، فُلُولُ سمح: السَّماحُ والسَّماحةُ: الجُودُ. سَمُحَ سَماحَةً «1» وسُمُوحة وسَماحاً: جَادَ؛ ورجلٌ سَمْحٌ وَامْرَأَةٌ سَمْحة مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ سِماح وسُمَحاء فِيهِمَا، حَكَى الأَخيرة الْفَارِسِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى. وَرَجُلٌ سَمِيحٌ ومِسْمَح ومِسْماحٌ: سَمْح؛ وَرِجَالٌ مَسامِيحُ وَنِسَاءٌ مَسامِيحُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: غَلَبَ المَسامِيحَ الوَلِيدُ سَماحةً، ... وكَفى قُريشَ المُعضِلاتِ، وَسادَها وَقَالَ آخَرُ: فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، ... عندَ الفِضالِ نَدِيمُهم لَمْ يَدْثُرِ وَفِي الْحَدِيثِ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كإِسماحه إِلى عِبَادِي ؛ الإِسماح: لُغَةٌ فِي السَّماحِ؛ يُقَالُ: سَمَحَ وأَسْمَحَ إِذا جَادَ وأَعطى عَنْ كَرَمٍ وسَخاءٍ؛ وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ فِي السَّخاء سَمَح، وأَما أَسْمَح فإِنما يُقَالُ فِي الْمُتَابَعَةِ وَالِانْقِيَادِ؛ وَيُقَالُ: أَسْمَحَتْ نَفْسُه إِذا انْقَادَتْ، وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وسَمَح لِي فُلَانٌ أَي أَعطاني؛ وسَمَح لِي بِذَلِكَ يَسْمَحُ سَماحة. وأَسْمَح وسامَحَ: وافَقَني عَلَى الْمَطْلُوبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَوْ كنتَ تُعْطِي حِينَ تُسْأَلُ، سامَحَتْ ... لَكَ النَّفسُ، واحْلَولاكَ كلُّ خَليلِ والمُسامَحة: المُساهَلة. وتَسامحوا: تَساهَلوا. وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: السَّماحُ رَباحٌ أَي المُساهلة فِي الأَشياء تُرْبِحُ صاحبَها. وسَمَحَ وتَسَمَّحَ: فَعَلَ شَيْئًا فَسَهَّل فيه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ولكنْ إِذا مَا جَلَّ خَطْبٌ فسامَحَتْ ... بِهِ النفسُ يَوْمًا، كَانَ للكُرْه أَذْهَبا ابْنُ الأَعرابي: سَمَح له بحاجته وأَسْمَح أَي سَهَّل لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ شَرِبَ لَبَنًا مَحْضاً أَيَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الأَصمعي مَعْنَاهُ سَهِّلْ يُسَهَّلْ لَكَ وَعَلَيْكَ؛ وأَنشد: فَلَمَّا تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحتْ قَالَ: أَسْمَحتْ أَسهلت وَانْقَادَتْ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ بالقَطْع وَالْوَصْلِ جَمِيعًا. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: اسْمَحْ يُسْمَحْ بِكَ. وَقَوْلُهُمْ: الحَنِيفِيَّة السَّمْحة ؛ لَيْسَ فِيهَا ضِيقٌ وَلَا شِدَّةٌ. وَمَا كَانَ سَمْحاً، وَلَقَدْ سَمُحَ، بِالضَّمِّ، سَماحة وَجَادَ بِمَا لَدَيْهِ. وأَسْمَحَتِ الدَّابَّةُ بَعْدَ اسْتِصْعَابٍ: لَانَتْ وَانْقَادَتْ. وَيُقَالُ: سَمَّحَ الْبَعِيرُ بَعْدَ صُعوبته إِذا ذلَّ، وأَسْمَحتْ قَرُونَتُه لِذَلِكَ الأَمر إِذا أَطاعت وانقادت.

_ (1). قوله [سمح سماحة] نقل شارح القاموس عن شيخه ما نصه: المعروف في هذا الفعل أنه كمنع، وعليه اقتصر ابن القطاع وابن القوطية وجماعة. وسمح ككرم معناه: صار من أهل السماحة، كما في الصحاح وغيره، فاقتصار المجد على الضم قصور، وقد ذكرهما معاً الجوهري والفيومي وابن الأَثير وأرباب الأَفعال وأئمة الصرف وغيرهم.

وَيُقَالُ: أَسْمَحَتْ قَرِينتُه إِذا ذلَّ وَاسْتَقَامَ، وسَمَحَتِ النَّاقَةُ إِذا انْقَادَتْ فأَسرعت، وأَسْمَحَتْ قَرُونَتُه وسامحت كَذَلِكَ أَي ذَلَّتْ نَفْسُهُ وَتَابَعَتْ. وَيُقَالُ: فلانٌ سَمِيحٌ لَمِيحٌ وسَمْحٌ لَمْحٌ. والمُسامحة: المُساهَلة فِي الطِّعان والضِّراب والعَدْو؛ قَالَ: وسامَحْتُ طَعْناً بالوَشِيجِ المُقَوَّم وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فإِن فِيهِ لَمَسْمَحاً أَي مُتَّسَعاً،. كَمَا قَالُوا: إِن فِيهِ لَمَندُوحةً؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبل: وإِني لأَسْتَحْيِي، وَفِي الحَقِّ مَسْمَحٌ، ... إِذا جاءَ باغِي العُرْفِ، أَن أَتَعَذَّرا قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ حِكَايَةً عَنْ بَعْضِ الأَعراب قَالَ: السِّباحُ والسِّماحُ بُيُوتٌ مِنْ أَدَمٍ؛ وأَنشد: إِذا كَانَ المَسارِحُ كالسِّماحِ وعُودٌ سَمْح بَيِّنُ السَّماحةِ والسُّموحةِ: لَا عُقْدَة فِيهِ. وَيُقَالُ: ساجةٌ سَمْحة إِذا كَانَ غِلَظُها مُسْتَويَ النِّبْتَةِ وَطَرَفَاهَا لَا يُفُوتَانِ وَسَطَه، وَلَا جميعَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ مِنْ نِبْتته، وإِن اخْتَلَفَ طَرَفَاهُ وَتَقَارَبَا، فَهُوَ سَمْحٌ أَيضاً؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ «1»: وكلُّ مَا اسْتَوَتْ نِبتته حَتَّى يَكُونَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ مِنْهُ لَيْسَ بأَدَقَّ مِنْ طَرَفَيْهِ أَو أَحدهما؛ فَهُوَ مِنَ السَّمْح. وتَسْمِيح الرُّمْحِ: تَثْقِيفُه. وَقَوْسٌ سَمْحَةٌ: ضِدُّ كَزَّةٍ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ: وسَمْحة مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْراءَ ... هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ ورُمْحٌ مُسَمَّح: ثُقِّفَ حَتَّى لانَ. والتَّسْميح: السُّرعة؛ قَالَ: سَمَّحَ واجْتابَ بِلَادًا قِيَّا وَقِيلَ: التَّسْمِيحُ السَّيْرُ السَّهْلُ. وَقِيلَ: سَمَّحَ هَرَب. سنح: السانِحُ: مَا أَتاكَ عَنْ يَمِينِكَ مِنْ ظَبْيٍ أَو طَائِرٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، وَالْبَارِحُ: مَا أَتاك مِنْ ذَلِكَ عَنْ يَسَارِكَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سأَل يونُسُ رُؤْبةَ، وأَنا شَاهِدٌ، عَنِ السَّانِحِ وَالْبَارِحِ، فَقَالَ: السَّانِحُ مَا وَلَّاكَ مَيامنه، وَالْبَارِحُ مَا وَلَّاك ميَاسره؛ وَقِيلَ: السَّانِحُ الَّذِي يَجِيءُ عَنْ يَمِينِكَ فتَلِي ميَاسِرُه مَياسِرَك؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيباني: مَا جَاءَ عَنْ يَمِينِكَ إِلى يَسَارِكَ وَهُوَ إِذا وَلَّاك جَانِبَهُ الأَيسر وَهُوَ إِنْسِيُّه، فَهُوَ سَانِحٌ، وَمَا جَاءَ عَنْ يَسَارِكَ إِلى يَمِينِكَ وَولَّاك جَانِبَهُ الأَيمنَ وَهُوَ وَحْشِيُّه، فَهُوَ بارح؛ قال: والسانحُ أَحْسَنُ حَالًا عِنْدَهُمْ فِي التَّيَمُّن مِنَ الْبَارِحِ؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: أَرِبْتُ لإِرْبَتِه، فَانْطَلَقْتُ ... أُرَجِّي لِحُبِّ اللِّقاءِ سَنِيحا يُرِيدُ: لَا أَتَطَيَّرُ مِنْ سَانِحٍ وَلَا بَارِحٍ؛ وَيُقَالُ: أَراد أَتَيَمَّنُ بِهِ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَتَشَاءَمُ بِالسَّانِحِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَة: وأَشْأَمُ طَيْرِ الزاجِرِين سَنِيحُها وَقَالَ الأَعشى: أَجارَهُما بِشْرٌ من الموتِ، بعدَ ما ... جَرَى لَهُمَا طَيرُ السَّنِيحِ بأَشْأَمِ بِشر هَذَا، هُوَ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ، وَكَانَ مَعَ المُنْذرِ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ يَتَصَيَّدُ، وَكَانَ فِي يَوْمِ بُؤْسِه الَّذِي يَقْتَلُ فِيهِ أَولَ مَنْ يَلْقَاهُ، وَكَانَ قَدْ أَتى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ رَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَمِّ بِشْرٍ، فأَراد الْمُنْذِرُ قَتْلَهُمَا، فسأَله بِشْرٌ فِيهِمَا فَوَهَبَهُمَا له؛ وقال رؤبة:

_ (1). قوله [قال الشافعي إلخ] لعله قال أبو حنيفة، كذا بهامش الأَصل.

فَكَمْ جَرَى مِنْ سانِحٍ يَسْنَحُ ... «1»، وبارحاتٍ لَمْ تَحْرُ تَبْرَحُ بِطَيْرِ تَخْبِيبٍ، وَلَا تبرح قَالَ شَمِرٌ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي تَسْنَحُ. قَالَ: والسُّنْحُ اليُمْنُ والبَرَكَةُ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: أَقول، والطيرُ لَنَا سانِحٌ، ... يَجْرِي لَنَا أَيْمَنُه بالسُّعُود قَالَ أَبو مَالِكٍ: السَّانِحُ يُتبرك بِهِ، والبارِحُ يُتشَاءَمُ بِهِ؛ وَقَدْ تَشَاءَمَ زُهَيْرٌ بِالسَّانِحِ، فَقَالَ: جَرَتْ سُنُحاً، فقلتُ لَهَا: أَجِيزي ... نَوًى مَشْمولةً، فمتَى اللِّقاءُ؟ مَشْمُولَةٌ أَي شَامِلَةٌ، وَقِيلَ: مَشْمُولَةٌ أُخِذَ بِهَا ذاتَ الشِّمالِ. والسُّنُحُ: الظِّبَاءُ المَيامِين. والسُّنُح: الظِّبَاءُ المَشائيمُ؛ وَالْعَرَبُ تَخْتَلِفُ فِي العِيافَةِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَيَمَّنُ بِالسَّانِحِ وَيَتَشَاءَمُ بِالْبَارِحِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: جَرَتْ لكَ فِيهَا السانِحاتُ بأَسْعَد وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ لِي بالسَّانِحِ بَعْدَ البارِحِ. وسَنَحَ وسانَحَ، بِمَعْنًى؛ وأَورد بَيْتَ الأَعشى: جَرَتْ لَهُمَا طيرُ السِّناحِ بأَشْأَمِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَالِفُ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ سَوانحُ. والسَّنيحُ: كَالسَّانِحِ؛ قَالَ: جَرَى، يومَ رُحْنا عامِدينَ لأَرْضِها، ... سَنِيحٌ، فَقَالَ القومُ: مَرَّ سَنيحُ وَالْجَمْعُ سُنُحٌ، قَالَ: أَبِالسُّنُحِ الأَيامِنِ أَم بنَحْسٍ، ... تَمُرُّ بِهِ البَوارِحُ حِينَ تَجْرِي؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْعَرَبُ تَخْتَلِفُ فِي الْعِيَافَةِ؛ يَعْنِي فِي التَّيَمُّنِ بِالسَّانِحِ، وَالتَّشَاؤُمِ بِالْبَارِحِ، فأَهل نَجْدٍ يتيمنونَ بِالسَّانِحِ، كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ، وَهُوَ نَجْدِيٌّ: خَلِيلَيَّ لَا لاقَيْتُما، مَا حَيِيتُما، ... مِنَ الطيرِ إِلَّا السَّانحاتِ وأَسْعَدا وَقَالَ النَّابِغَةُ، وَهُوَ نَجْدِيٌّ فَتَشَاءَمَ بِالْبَارِحِ: زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غَداً، ... وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ وَقَالَ كُثَيِّرٌ، وَهُوَ حِجَازِيٌّ مِمَّنْ يَتَشَاءَمُ بِالسَّانِحِ: أَقول إِذا مَا الطيرُ مَرَّتْ مُخِيفَةً: ... سَوانِحُها تَجْري، وَلَا أَسْتَثيرُها فَهَذَا هُوَ الأَصل، ثُمَّ قَدْ يُسْتَعْمَلُ النَّجْدِيُّ لُغَةَ الْحِجَازِيِّ؛ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ قَمِيئَةَ، وَهُوَ نَجْدِيٌّ: فبِيني عَلَى طَيرٍ سَنِيحٍ نُحوسُه، ... وأَشْأَمُ طيرِ الزاجِرينَ سَنِيحُها وسَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحاً وسُنْحاً وسُنُحاً، وسَنَحَ لِي الظبيُ يَسْنَحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ مِنْ مَياسرك إِلى ميَامنك؛ حَكَى الأَزهري قَالَ: كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ امرأَة تَقُومُ بسُوقِ عُكاظَ فتنشدُ الأَقوالَ وتَضربُ الأَمثالَ وتُخْجِلُ الرجالَ؛ فَانْتُدِبَ لَهَا رَجُلٌ، فَقَالَتِ المرأَة مَا قَالَتْ، فأَجابها الرَّجُلُ: أَسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامِحُ، ... كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحُ «2» فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ. وسَنَح لِي رأْيٌ وشِعْرٌ يَسْنَحُ: عَرَضَ لِي أَو تَيَسَّرَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَاعْتِرَاضِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ، قَالَتْ: أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه أَي أَكره أَن أَستقبله بيديَّ في صلاته، مِن

_ (1). قوله [فكم جرى إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [أسكتاك إلخ] هكذا في الأَصل.

سَنَحَ لِي الشيءُ إِذا عَرَضَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ قَالَ لأُسامة: أَغِرْ عَلَيْهِمْ غَارَةً سَنْحاءَ ، مِن سَنَحَ لَهُ الرأْيُ إِذا اعْتَرَضَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَعْرُوفُ سَحَّاء، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ سَنَحَ لَهُ سانحٌ فَسَنَحه عَمَّا أَراد أَي رَدَّه وَصَرَفَهُ. وسَنَحَ بِالرَّجُلِ وَعَلَيْهِ: أَخرجه أَو أَصابه بِشَرٍّ. وسَنَحْتُ بِكَذَا أَي عَرَّضْتُ ولَحَنْتُ؛ قَالَ سَوَّارُ بْنُ المُضَرّب: وحاجةٍ دونَ أُخْرَى قَدْ سَنَحْتُ لَهَا، ... جَعَلْتُهَا، لِلَّتِي أَخْفَيتُ، عُنْوانا والسَّنِيحُ: الخَيْطُ الَّذِي يُنْظَمُ فِيهِ الدرُّ قَبْلَ أَن يُنْظَمَ فِيهِ الدُّرُّ، فإِذا نُظِمَ، فَهُوَ عِقْد، وَجَمْعُهُ سُنُح. اللِّحْيَانِيُّ: خَلِّ عَنْ سُنُحِ الطريق وسُجُح الطَّرِيقِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ الأَزهري: وَقَالَ بَعْضُهُمْ السَّنِيحُ الدُّرُّ والحَلْيُ؛ قال أَبو دواد يَذْكُرُ نِسَاءً: وتَغَالَيْنَ بالسَّنِيحِ ولا يَسْأَلْنَ ... غِبَّ الصَّباحِ: مَا الأَخبارُ؟ وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ اسْتَسْنَحْته عَنْ كَذَا وتَسَنَّحْته وَاسْتَنْحَسْتُهُ عَنْ كَذَا وتَنَحَّسْته، بِمَعْنَى اسْتَفْحَصْتُهُ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ كأَني جِنِّي «1» أَي لَا أَنام اللَّيْلَ أَبداً فأَنا مُتَيَقِّظٌ، وَيُرْوَى سَمَعْمَعُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: كَانَ منزلُه بالسُّنُح ، بِضَمِّ السِّينِ، قِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِعَوَالِي الْمَدِينَةِ فِيهِ مَنَازِلُ بَنِي الحرث بْنِ الخَزْرَج، وَقَدْ سَمَّتْ سُنَيْحاً وسِنْحاناً. سنطح: التَّهْذِيبُ: السِّنْطاحُ مِنَ النُّوقِ الرَّحِيبةُ الفَرْج؛ وَقَالَ: يَتْبَعْنَ سَمْحاءَ مِنَ السَّرادِحِ، ... عَيْهَلَةً حَرْفاً مِنَ السَّناطِحِ سوح: السَّاحةُ: النَّاحِيَةُ، وَهِيَ أَيضاً فَضاء يَكُونُ بَيْنَ دُور الحَيِّ. وساحةُ الدَّارِ: باحَتُها، وَالْجَمْعُ ساحٌ وسُوحٌ وساحاتٌ، الأُولى عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مِثْلَ بَدَنةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَةٍ وخُشْبٍ وَالتَّصْغِيرُ سُوَيْحَةٌ. سيح: السَّيْحُ: الماءُ الظَّاهِرُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْمَاءُ الظَّاهِرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وجمعُه سُيُوح. وَقَدْ ساحَ يَسيح سَيْحاً وسَيَحاناً إِذا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرض. وماءٌ سَيْحٌ وغَيْلٌ إِذا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَجَمْعُهُ أَسْياح؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لِتِسْعَةِ أَسياح وَسِيحِ الْعُمُرْ «2» وأَساحَ فلانٌ نَهْرًا إِذا أَجراه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَكَمْ لِلْمُسْلِمِينَ أَسَحْتُ بَحْري، ... بإِذنِ اللهِ مِنْ نَهْرٍ ونَهْرِ «3» وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: مَا سُقِي بالسَّيْح فَفِيهِ العُشْرُ أَي الْمَاءُ الْجَارِي. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ فِي صِفَةِ بئرٍ: فَلَقَدْ أُخْرِجَ أَحدُنا بِثَوْبٍ مَخَافَةَ الْغَرَقِ ثُمَّ ساحتْ أَي جَرَى مَاؤُهَا وَفَاضَتْ. والسِّياحةُ: الذَّهَابُ فِي الأَرض للعبادة والتَّرَهُّب؛ وساح فِي الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً

_ (1). قوله [سنحنح إلخ] هو والسمعمع مما كرر عينه ولامه معاً، وهما من سنح وسمع؛ فالسنحنح: العرّيض الذي يسنح كثيراً، وأَضافه إِلى الليل، على معنى أَنه يكثر السنوح فيه لأَعدائه، والتعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهاية. (2). قوله [لتسعة أَسياح إلخ] هكذا في الأَصل. (3). قوله [أَسحت بحري] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في الأَساس أَسحت فيهم.

وسَيَحاناً أَي ذَهَبَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا سِياحة فِي الإِسلام ؛ أَراد بالسِّياحة مفارقةَ الأَمصار والذَّهابَ فِي الأَرض، وأَصله مِنْ سَيْح الْمَاءِ الْجَارِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد مفارقةَ الأَمصار وسُكْنى البَراري وتَرْكَ شُهُودِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ؛ قَالَ: وَقِيلَ أَراد الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرض بالشرِّ وَالنَّمِيمَةِ والإِفساد بَيْنَ النَّاسِ؛ وَقَدْ سَاحَ، وَمِنْهُ المَسيحُ بن مَرْيَمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ فِي بَعْضِ الأَقاويل: كَانَ يَذْهَبُ فِي الأَرض فأَينما أَدركه الليلُ صَفَّ قَدَمَيْهِ وَصَلَّى حَتَّى الصَّبَاحَ؛ فإِذا كَانَ كَذَلِكَ، فَهُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. والمِسْياحُ الَّذِي يَسِيحُ فِي الأَرض بِالنَّمِيمَةِ وَالشَّرِّ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أُولئك أُمَّةُ الهُدى لَيْسُوا بالمَساييح وَلَا بالمَذاييع البُذُرِ ؛ يَعْنِي الَّذِينَ يَسِيحون فِي الأَرض بِالنَّمِيمَةِ وَالشَّرِّ والإِفساد بَيْنَ النَّاسِ، وَالْمَذَايِيعُ الَّذِينَ يُذِيعُونَ الْفَوَاحِشَ. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ: الْمَسَايِيحُ لَيْسَ مِنَ السِّياحة وَلَكِنَّهُ مِنَ التَّسْييح؛ والتَّسْييح فِي الثَّوْبِ: أَن تَكُونَ فِيهِ خُطُوطٌ مُخْتَلِفَةٌ لَيْسَتْ مِنْ نَحْوٍ وَاحِدٍ. وسِياحةُ هَذِهِ الأُمة الصيامُ ولُزُومُ الْمَسَاجِدِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ ؛ وَقَالَ تَعَالَى: سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً ؛ السَّائِحُونَ وَالسَّائِحَاتُ: الصَّائِمُونَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: السَّائِحُونَ فِي قَوْلِ أَهل التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ جَمِيعًا الصَّائِمُونَ، قَالَ: وَمَذْهَبُ الْحَسَنِ أَنهم الَّذِينَ يَصُومُونَ الْفَرْضَ؛ وَقِيلَ: إِنهم الَّذِينَ يُدِيمونَ الصيامَ، وَهُوَ مِمَّا فِي الْكُتُبِ الأُوَل؛ وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لِلصَّائِمِ سَائِحٌ لأَن الَّذِي يَسِيحُ مُتَعَبِّدًا يَسِيحُ وَلَا زَادَ مَعَهُ إِنما يَطْعَمُ إِذا وُجِدَ الزَّادُ. وَالصَّائِمُ لَا يَطْعَمُ أَيضاً فَلِشَبَهِهِ بِهِ سُمِّيَ سَائِحًا؛ وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ السَّائِحِينَ، فَقَالَ: هُمُ الصَّائِمُونَ. والسَّيْح: المِسْحُ المُخَطَّطُ؛ وَقِيلَ: السَّيْح مِسْح مُخَطَّطٌ يُسْتَتَرُ بِهِ ويُفْتَرَش؛ وَقِيلَ: السَّيْحُ العَباءَة المُخَطَّطة؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ البُرود، وَجَمْعُهُ سُيُوحٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وإِني، وإِن تُنْكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي، ... شِفاءُ الدَّقَى يَا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ الدَّقَى: البَشَمُ وعَباءَة مُسَيَّحة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مِنَ الهَوْذِ كَدْراءُ السَّراةِ، ولونُها ... خَصِيفٌ، كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهَوْذُ جُمْعُ هَوْذَةٍ، وَهِيَ القَطاة. والسَّراة: الظَّهْرُ. والخَصِيفُ: الَّذِي يَجْمَعُ لَوْنَيْنِ بَيَاضًا وَسَوَادًا. وبُرْدٌ مُسَيَّح ومُسَيَّر: مُخَطَّطٌ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: المُسَيَّحُ مِنَ العَباء الَّذِي فِيهِ جُدَدٌ: وَاحِدَةٌ بَيْضَاءُ، وأُخرى سَوْدَاءُ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ السَّوَادِ؛ وَكُلُّ عباءَة سَيْحٌ ومُسَيَّحَة، وَيُقَالُ: نِعْمَ السيْحُ هَذَا وَمَا لَمْ يَكُنْ جُدَد فإِنما هُوَ كِسَاءٌ وَلَيْسَ بِعَبَاءٍ. وجَرادٌ مُسَيَّحٌ: مُخَطَّطٌ أَيضاً؛ قَالَ الأَصمعي: المُسَيَّح مِنَ الْجَرَادِ الَّذِي فِيهِ خُطُوطٌ سُودٌ وَصُفْرٌ وَبِيضٌ، وَاحِدَتُهُ مُسَيَّحة؛ قَالَ الأَصمعي: إِذا صَارَ فِي الْجَرَادِ خُطوط سُودٌ وصُفْر وَبِيضٌ، فَهُوَ المُسَيَّحُ، فإِذا بَدَا حَجْمُ جَناحه فذلك الكُتْفانُ [الكِتْفانُ] لأَنه حِينَئِذٍ يُكَتِّفُ المَشْيَ، قَالَ: فإِذا ظَهَرَتْ أَجنحته وَصَارَ أَحمر إِلى الغُبْرة، فَهُوَ الغَوْغاءُ، الْوَاحِدَةُ غَوْغاءَة، وَذَلِكَ حِينَ يموجُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ وَلَا يَتَوَجَّهُ جِهَةً وَاحِدَةً، قَالَ الأَزهري: هَذَا فِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ بَحْرٍ. الأَزهري: والمُسَيَّحُ مِنَ الطَّرِيقِ المُبَيَّنُ شَرَكُه، وإِنما سَيَّحَه كثرةُ شَرَكه، شُبِّه بِالْعَبَاءِ المُسَيَّح؛ وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ: مُسَيَّحٌ لجُدَّة تَفْصِلُ بَيْنَ بَطْنِهِ وَجَنْبِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

فصل الشين

تَهاوَى بيَ الظَّلْماءَ حَرْفٌ، كأَنها ... مُسَيَّحُ أَطرافِ العَجيزة أَسْحَمُ «4» يَعْنِي حِمَارًا وَحْشِيًّا شَبَّهَ النَّاقَةَ بِهِ. وانْساحَ الثوبُ وَغَيْرُهُ: تَشَقَّقَ، وَكَذَلِكَ الصُّبْحُ. وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ: فانْساحت الصَّخْرَةُ أَي انْدَفَعَتْ وَاتَّسَعَتْ؛ وَمِنْهُ ساحَة الدَّارِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ وَبِالصَّادِ. وانْساحَ البطنُ: اتَّسَعَ وَدَنَا مِنَ السِّمَنِ. التَّهْذِيبُ، ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للأَتان قَدِ انْساحَ بَطْنُهَا وانْدالَ انْسِياحاً إِذا ضَخُمَ وَدَنَا مِنَ الأَرض. وانْساحَ بالُه أَي اتَّسَعَ؛ وَقَالَ: أُمَنِّي ضميرَ النَّفْسِ إِياك، بعد ما ... يُراجِعُني بَثِّي، فَيَنْساحُ بالُها وَيُقَالُ: أَساحَ الفَرَسُ ذكَره وأَسابه إِذا أَخرجه مِنْ قُنْبِه. قَالَ خَلِيفَةُ الحُصَيْني: وَيُقَالُ سَيَّبه وسَيَّحه مِثْلُهُ. وَسَاحَ الظِّلُّ أَي فاءَ. وسَيْحٌ: مَاءٌ لِبَنِي حَسَّان بْنِ عَوْف؛ وَقَالَ: يَا حَبَّذا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ وسَيْحانُ: نَهْرٌ بِالشَّامِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذكْرُ سَيْحانَ، هُوَ نَهْرٌ بالعَواصِم مِنْ أَرض المَصِيصَةِ قَرِيبًا مِنْ طَرَسُوسَ، وَيُذْكَرُ مَعَ جَيْحانَ. وساحِينُ: نَهْرٌ بِالْبَصْرَةِ. وسَيْحُونُ: نهر بالهند. فصل الشين شبح: الشَّبَحُ: مَا بَدَا لَكَ شخصُه مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْخَلْقِ. يُقَالُ: شَبَحَ لَنَا أَي مَثَلَ؛ وأَنشد: رَمَقْتُ بِعَيْنِي كلَّ شَبْحٍ وحائلٍ الشَّبْحُ والشَّبَحُ: الشَّخْصُ، وَالْجَمْعُ أَشباح وشُبوح. وَقَالَ فِي التَّصْرِيفِ: أَسماءُ الأَشباحِ «5» وَهُوَ مَا أَدركته الرُّؤْيَةُ والحِسُّ. والشَّبْحانُ: الطويلُ. وَرَجُلٌ شَبْحُ الذِّرَاعَيْنِ، بِالتَّسْكِينِ، ومَشْبُوحُهما أَي عَرِيضُهُمَا. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ مَشْبُوحَ الذِّرَاعَيْنِ أَي طويلَهما، وَقِيلَ: عَرِيضُهُمَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ شَبْح الذِّرَاعَيْنِ ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعَيْنِ، تُتَّقَى ... بِهِ الحربُ، شَعْشاعٍ وأَبيضَ فَدْغَمِ تَقُولُ مِنْهُ: شَبُحَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ. وشَبَّحَ الشيءَ: عَرَّضَه، وتشْبِيحُه: تَعْرِيضُهُ. وشَبَحْتُ العُود شَبْحاً إِذا نَحَتَّه حَتَّى تُعَرِّضَه. وَيُقَالُ: هَلَكَ أَشْباحُ مَالِهِ إِذا هَلَكَ مَا يُعْرَف مِنْ إِبله وَغَنَمِهِ وَسَائِرِ مَوَاشِيهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا تَذْهَبُ الأَحْسابُ مِنْ عُقْرِ دارِنا، ... ولكنَّ أَشباحاً مِنَ المالِ تَذْهَبُ والمَشْبُوح: الْبَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. والشَّبْحُ: مَدُّك الشيءَ بَيْنَ أَوتاد، أَو الرجلَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، والمضروبُ يُشْبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْدِ. وشَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه لِيَجْلِدَهُ. وشَبَحه: مَدَّه كَالْمَصْلُوبِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَرَّ بِبِلَالٍ وَقَدْ شُبِحَ فِي الرَّمْضاءِ أَي مُدَّ فِي الشَّمْسِ عَلَى الرَّمْضَاءِ ليُعَذَّبَ؛ وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: خذوه

_ (4). قوله [تهاوى بي] الذي في الأَساس: به. وقوله: أسحم، الذي فيه أصحر، وكل صحيح. (5). قوله [أسماء الأَشباح إلخ] عبارة الأَساس: الأَسماء ضربان: أسماء الأَشباح، وهي التي أَدركتها الرؤية والحس، وأسماء الأَعمال، وهي التي لا تدركها الرؤية ولا الحس، وهو كقولهم أسماء الأَعيان وأسماء المعاني.

فاشْبَحُوه ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فشُجُّوه. وشَبَحَ يَدَيْهِ يَشْبَحُهما: مدَّهما؛ يُقَالُ: شَبَحَ الدَّاعِي إِذا مَدَّ يَدَهُ لِلدُّعَاءِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: وَعَلَيْكَ مِنْ صَلَواتِ رَبِّكَ، كلما ... شَبَحَ الحَجِيجُ المُبْلِدُون، وَغَارُوا «1» وتَشَبَّح الحِرْباءُ عَلَى العُود: امْتَدَّ؛ والحِرباءُ تَشَبَّحَ عَلَى الْعُودِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَزَعَ سَقْفَ بَيْتِي شَبْحَةً شَبْحَةً أَي عُودًا عُودًا. وَكِسَاءٌ مُشَبَّح: قَوِيٌّ شَدِيدٌ. وَشَبَحَ لَكَ الشيءُ: بَدَا. وشَبَح رأْسَه شَبْحاً: شَقَّه، وَقِيلَ: هُوَ شَقُّك أَيَّ شيء كان. شجح: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَقَقَ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: والعَقْعَقُ طَائِرٌ معروف وَصَوْتُهُ العَقْعَقة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ رَوَى ثَعْلَبٌ عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ أَن العَقْعَقَ يُقَالُ لَهُ الشَّجَحَى «2». شحح: الشُّحُّ والشَّحُّ: البُخْلُ، وَالضَّمُّ أَعلى؛ وَقِيلَ: هُوَ الْبُخْلُ مَعَ حِرْصٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم والشُّحَ الشُّحُّ أَشدُّ الْبُخْلِ، وَهُوَ أَبلغ فِي الْمَنْعِ مِنَ الْبُخْلِ؛ وَقِيلَ: الْبُخْلُ فِي أَفراد الأُمور وَآحَادِهَا، وَالشُّحُّ عَامٌّ؛ وَقِيلَ: الْبُخْلُ بِالْمَالِ، وَالشُّحُّ بِالْمَالِ وَالْمَعْرُوفِ؛ وَقَدْ شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ، بِالْكَسْرِ، وَرَجُلٌ شَحيحٌ وشَحاحٌ مِنْ قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ عَلَى فَعِيل اسْمًا كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ، وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ، وَلَكِنَّهُ قَدْ جَاءَ مِنَ الصِّفَةِ هَذَا وَنَحْوُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أَي خَاطَبُوكُمْ أَشدَّ مخاطبةٍ وَهُمْ أَشِحَّةٌ عَلَى الْمَالِ وَالْغَنِيمَةِ؛ الأَزهري: نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ الْمُسْلِمِينَ بأَلسنتهم فِي الأَمر، ويَعُوقُونَ عِنْدَ الْقِتَالِ، ويَشِحُّون عِنْدَ الإِنفاق عَلَى فُقَرَاءِ المسلمين؛ والخيرُ: المالُ هاهنا. وَنَفْسٌ شَحَّة: شَحِيحة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لسانُك مَعْسُولٌ، ونَفْسُك شَحَّةُ، ... وَعِنْدَ الثُّرَيَّا مِنْ صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هِيَ أَرسَلَتْ ... يَمينُك شَيْئًا، أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا فِي الأَمر وَعَلَيْهِ: شَحَّ بِهِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه؛ وَيُقَالُ: هُمَا يَتَشاحّان عَلَى أَمر إِذا تَنَازَعَاهُ، لَا يُرِيدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَن يَفُوتَهُ، وَالنَّعْتُ شَحِيح، وَالْعَدَدُ أَشِحَّةٌ. وتَشاحَّ الخَصْمانِ فِي الجَدَلِ، كَذَلِكَ، وَهُوَ مِنْهُ؛ وَمَاءٌ شَحَاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، مِنْهُ أَيضاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَقِيَتْ نَاقَتِي بِهِ وبِلَقْفٍ ... بَلَداً مُجْدِباً، وَمَاءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ: لَا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بِالنَّارِ؛ قَالَ ابْنِ هَرْمَة: وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين، ... وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء، ... ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا

_ (1). قوله [الحجيج المبلدون إلخ] الذي في الأَساس الحجيج مبلدين إلخ. قال: وغاروا هبطوا غور تهامة. (2). قوله [يقال له الشجحى] كذا بضبط الأَصل. ونقل هذه العبارة شارح القاموس مستدركاً بها على المجد، لكن المجد ذكره في ش ج ج بجيمين، فقال: والشججى كجمزى أي محرّكاً: العقعق، وذكره في المعتل، فقال: والشجوجى الطويل، ثم قال والعقعق؛ وضبط بالشكل بفتح الشين والجيمين وسكون الواو مقصوراً.

يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ تَرَكَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ الِاهْتِمَامُ بِهِ والجِدُّ فِيهِ، وَاشْتَغَلَ بِمَا لَا يَلْزَمُهُ وَلَا مَنْفَعَةَ لَهُ فِيهِ. وشَحِحْت بِكَ وَعَلَيْكَ سَوَاءٌ ضَنَنْتُ، عَلَى الْمَثَلِ. وَفُلَانٌ يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ بِهِ. وأَرضٌ شَحاحٌ: تسيلٌ مِنْ أَدْنى مَطَرَةٍ كأَنها تَشِحُّ عَلَى الْمَاءِ بِنَفْسِهَا؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشِّحاحُ شِعابٌ صِغَارٌ لَوْ صَبَبْتَ فِي إِحداهن قِرْبة أَسالته، وَهُوَ مِنَ الأَول. وأَرضٌ شَحاحٌ: لَا تَسيل إِلّا مِنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ «1». وأَرضٌ شَحْشَحٌ، كَذَلِكَ. والشُّحُّ: حِرْصُ النَّفْسِ عَلَى مَا مَلَكَتْ وَبُخْلُهَا بِهِ، وَمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيلِ مِنَ الشُّحِّ، فَهَذَا مَعْنَاهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* ؛ وَقَوْلُهُ: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ ؛ قَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* ؛ أَي مَنْ أَخرج زَكَاتَهُ وَعَفَّ عَنِ الْمَالِ الَّذِي لَا يَحِلُّ لَهُ، فَقَدْ وُقِيَ شُحَّ نَفْسِهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: بَرِئَ مِنَ الشُّحِّ مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى فِي النَّائِبَةِ ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن تَتَصَدَّقَ وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ الْبَقَاءَ وتَخْشى الْفَقْرَ ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِني شَحِيح، فَقَالَ: إِن كَانَ شُحُّكَ لَا يَحْمِلُكَ عَلَى أَن تأْخذ مَا لَيْسَ لَكَ فَلَيْسَ بشُحِّكَ بأْسٌ ؛ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا أُعْطِي مَا أَقْدِرُ عَلَى مَنْعِهِ، قال: ذاك البخلُ، والشح أَن تأْخذ مَالَ أَخيك بِغَيْرِ حَقِّهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: الشُّحُّ مَنْعُ الزَّكَاةِ وإِدخال الْحَرَامِ. وشَحَّ بِالشَّيْءِ وَعَلَيْهِ يَشِحُّ، بِكَسْرِ الشِّينِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ فَعِيل مِنَ النُّعُوتِ إِذا كَانَ مُضَاعَفًا عَلَى فَعَلَ يَفْعِل، مِثْلَ خَفِيفٍ ودَفِيف وعَفِيف، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: تَقُولُ شَحَّ يَشِحُّ، وَقَدْ شَحِحْتَ تَشَحُّ، وَمِثْلُهُ ضَنَّ يَضَنُّ، فَهُوَ ضَنِينُ، وَالْقِيَاسُ هُوَ الأَول ضَنَّ يَضِنُّ، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ ضَنَّ يَضَنُّ. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الْمُمْسِكُ الْبَخِيلُ؛ قَالَ سَلَمَةُ ابن عَبْدِ اللَّهِ العَدَوِيّ: فَرَدَّدَ الهَدْرَ وَمَا أَن شَحْشَحا أَي مَا بَخِلَ بِهَدِيرِهِ؛ وَبَعْدَهُ: يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلًا مُصْفَحا أَي يَمِيلُ عَلَى الخَدَّين، فَحَذَفَ. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الْمُوَاظِبُ عَلَى الشَّيْءِ الْجَادُّ فِيهِ الْمَاضِي فِيهِ. والشَّحْشَحُ يَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ ... بوَثَّابةٍ، تَنْضُو الرَّواسِمَ، شَحْشَحِ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ وَالشُّجَاعُ أَيضاً. وفلاةٌ شَحْشَحٌ: وَاسِعَةٌ بَعِيدَةُ مَحْلٌ لَا نَبْتٌ فِيهَا؛ قَالَ مُلَيْح الهُذَليُّ: تَخْدِي إِذا مَا ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها ... مِنَ السُّرَى، وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً: القويُّ. وَخَطِيبٌ شَحْشح وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وَقِيلَ: هُمَا كُلُّ ماضٍ فِي كَلَامٍ أَو سَيْر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَدُنْ غَدْوةً، حَتَّى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى، ... وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ يَعْنِي الْحَادِيَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه رأَى رَجُلًا يَخطُبُ، فَقَالَ: هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ ، هُوَ الْمَاهِرُ بِالْخُطْبَةِ الْمَاضِي فِيهَا. ورجل شَحْشَحٌ: سَيِءُ الخُلُق؛ وقال

_ (1). قوله [لَا تَسِيلُ إِلَّا مِنْ مَطَرٍ كثير] لا منافاة بينه وبين ما قبله، فهو من الأَضداد كما في القاموس.

نُصَيْبٌ: نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه، ... أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ، وَهْوَ مُشِيحُ «1» وَحِمَارٌ شَحْشَحٌ: خَفِيفٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سَحْسَح؛ قَالَ حُميد: تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ ... لماءٍ قَعِيرٍ، يُريدُ القِرَى جَائِزٌ: يَجُوزُ إِلى الْمَاءِ. وشَحْشَحَ الْبَعِيرُ فِي الهَدْر: لَمْ يُخَلِّصْه؛ وأَنشد بَيْتَ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيِّ. وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قَالَ مُلَيْحٌ الْهُذَلِيُّ: مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ، صادقةٌ ... وَقْعَ الهَجِيرِ، إِذا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ وَغُرَابٌ شَحْشَحٌ: كَثِيرُ الصَّوْتِ. وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صَاتَ. والشَّحْشحة: الطيرانُ السَّرِيعُ؛ يُقَالُ: قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة. شدح: المَشْدَحُ: مَتَاعُ المرأَة؛ قَالَ الأَغْلَبُ: وَتَارَةً يَكُدُّ، إِنْ لَمْ يَجْرَحِ ... عُرْعُرَةَ المُتْكِ، وكَيْنَ المَشْدَحِ وَهُوَ المَشْرَحُ بِالرَّاءِ. وانْشَدَحَ الرجلُ انْشِداحاً: اسْتَلْقَى وفَرَّجَ رِجْلَيْهِ. وَنَاقَةٌ شَوْدَحٌ: طَوِيلَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: قَطَعْتُ إِلى معروفِه مُنْكَراتِها، ... بفَتْلاءِ أَمْرارِ الذِّراعَيْنِ شَوْدَحِ وَيُقَالُ: لَكَ عَنْ هَذَا الأَمر مُشْتَدَحٌ ومُرْتَدَحٌ ومُرْتَكَحٌ ومَشْدَح وشُدْحَةٌ وبُدْحةٌ ورُكْحَةٌ ورُدْحةٌ وفُسْحة، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وكَلأٌ شادِحٌ وسادِحٌ ورادِحٌ أَي واسع كثير. شذح: نَاقَةٌ شَوْذَحٌ: طَوِيلَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ حَكَاهَا فِي باب فَوْعَلٍ. شرح: الشَّرْحُ والتَّشْريح: قَطْعُ اللَّحْمِ عَنِ الْعُضْوِ قَطْعاً، وَقِيلَ: قَطْعُ اللَّحْمِ عَلَى الْعَظْمِ قَطْعًا، والقِطْعَةُ مِنْهُ شَرْحة وشَرِيحة، وَقِيلَ: الشَّرِيحةُ القِطعةُ مِنَ اللَّحْمِ المُرَقَّقَةُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّرْحة مِنَ الظِّباء الَّذِي يُجاء بِهِ يابِساً كَمَا هُوَ، لَمْ يقَدَّدْ؛ يُقَالُ: خُذْ لَنَا شَرْحة مِنَ الظِّباء، وَهُوَ لَحْمٌ مَشْرُوح؛ وَقَدْ شَرَحْتُه وشَرَّحْتُه؛ والتَّصْفِيفُ نَحْوٌ مِنَ التَّشْريح، وَهُوَ تَرْقِيقُ البَضْعة مِنَ اللَّحْمِ حَتَّى يَشِفَّ مِنْ رِقَّتِه ثُمَّ يُلْقَى عَلَى الجَمْر. والشَّرْحُ: الكَشْفُ؛ يُقَالُ: شَرَحَ فُلَانٌ أَمره أَي أَوضحه، وشَرَح مسأَلة مُشْكِلَةً: بَيَّنها، وشَرَح الشيءَ يَشْرَحُه شَرْحاً، وشَرَّحَه: فَتَحَهُ وبَيَّنَه وكَشَفه. وَكُلُّ مَا فُتح مِنَ الْجَوَاهِرِ، فَقَدْ شُرِحَ أَيضاً. تَقُولُ: شَرَحْتُ الغامِضَ إِذا فَسَّرْته؛ وَمِنْهُ تَشْريحُ اللَّحْمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَمْ قَدْ أَكلتُ كَبِداً وإِنْفَحهْ، ... ثُمَّ ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه وَكُلُّ سَمِينٍ مِنَ اللَّحْمِ مُمْتَدٌّ، فَهُوَ شَرِيحة وشَرِيح. وشَرَح اللهُ صدرَه لِقَبُولِ الْخَيْرِ يَشْرَحه شَرْحاً فانْشَرح: وَسَّعَه لِقَبُولِ الْحَقِّ فاتَّسَع. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ . وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، قَالَ لَهُ عَطَاءٌ: أَكان الأَنبياءُ يَشْرَحُون إِلى الدُّنْيَا مَعَ عِلْمِهِمْ بِرَبِّهِمْ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ إِن لِلَّهِ تَرائك فِي خَلْقِه ؛ أَراد: كَانُوا يَنْبَسِطُونَ إِليها ويَشْرَحُونَ صدورَهم وَيَرْغَبُونَ في اقتنائها

_ (1). قوله [وقال نصيب نسية إلخ] الذي تقدم في مادة أنح، وَقَالَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: ونسوة إلخ. وقوله أخي حذر: الذي تقدم على حذر.

رَغْبَةً وَاسِعَةً. والمَشْرَحُ: مَتَاعُ المرأَة؛ قَالَ: قَرِحَتْ عَجِيزَتُها ومَشْرَحُها، ... مِنْ نَصِّها دَأْباً عَلَى البُهْرِ وَرُبَّمَا سُمِّيَ شُرَيْحاً، وأُراه عَلَى تَرْخِيمِ التَّصْغِيرِ. والمَشْرَحُ: الرَّاشِقُ الاسْتُ «1» وشَرَحَ جَارِيَتَهُ إِذا سَلَقها عَلَى قَفَاهَا ثُمَّ غَشِيَها؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ أَهل الْكِتَابِ لَا يأْتون نِسَاءَهُمْ إِلّا عَلَى حَرْفٍ وَكَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ يَشْرَحون النساءَ شَرْحاً ؛ شَرَحَ جَارِيَتَهُ إِذا وَطِئَهَا نَائِمَةً عَلَى قَفَاهَا. والمَشْرُوحُ: السَّرابُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالسِّينُ لُغَةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِفَتَاهُ: أَبْغِني شارِحاً فإِنَّ أَشاءَنا مُغَوَّسٌ وإِني أَخاف عَلَيْهِ الطَّمْلَ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الشَّارِحُ الْحَافِظُ، والمُغَوَّسُ المُشَنَّخُ؛ قَالَ الأَزهري: تَشْنِيخُ النَّخْلِ تَنْقِيحُه مِنَ السُّلَّاء. والأَشاءُ: صِغارُ النَّخْلِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشَّرْحُ الْحِفْظُ، والشَّرْح الْفَتْحُ، والشَّرْح الْبَيَانُ، والشَّرْح الفَهْم، والشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار؛ وشاهدُ الشَّارِحِ بِمَعْنَى الْحَافِظِ قولُ الشَّاعِرِ: وَمَا شاكرٌ إِلّا عصافيرُ قريةٍ، ... يقومُ إِليها شارِحٌ فَيُطيرُها والشارحُ فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ: الَّذِي يَحْفَظُ الزَّرْعَ مِنَ الطُّيُورِ وَغَيْرِهَا. وشُرَيْحٌ ومِشْرَحُ بْنُ عاهانَ: اسْمَانِ. وَبَنُو شُرَيح: بَطْنٌ. وشَراحِيلُ: اسْمٌ، كأَنه مُضَافٌ إِلى إِيل، وَيُقَالُ شَراحِينُ أَيضاً بإِبدال اللَّامِ نُونًا، عَنْ يعقوب. شردح: ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كَانَ عريضها غليظها. شرنفح: الشرنفح «2» شطح: شطح «3» شفح: المشفح «4» شرمح: الشَّرْمَحُ والشَّرْمَحِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَوِيُّ الطَّوِيلُ؛ وأَنشد الأَخفش: وَلَا تَذْهَبَنْ عيناكَ فِي كُلِّ شَرْمَحٍ طُوالٍ، ... فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ «5» التَّهْذِيبِ: وَهُمُ الشَّرامِحُ، وَيُقَالُ: شَرامِحة. والشَّرْمَحة مِنَ النِّسَاءِ: الطَّوِيلَةُ الْخَفِيفَةُ الْجِسْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الطَّوِيلَةُ الْجِسْمِ؛ وأَنشد: والشَّرْمَحاتُ عِنْدَهَا قُعُودُ يَقُولُ: هِيَ طَوِيلَةٌ حَتَّى إِن النِّسَاءَ الشَّرامِحَ ليَصِرْنَ قُعوداً عِنْدَهَا بالإِضافة إِليها، وإِن كُنَّ قَائِمَاتٍ. والشَّرَمَّحُ: كالشَّرْمَحِ؛ قَالَ: أَظَلَّ عَلَيْنَا، بَعْدَ قَوْسَيْنِ، بُرْدَه، ... أَشَمُّ طويلُ الساعِدَيْن شَرَمَّحُ شفلح: الشَّفَلَّح: الحِرُ الْغَلِيظُ الْحُرُوفِ الْمُسْتَرْخِي. والشَفَلَّح أَيضاً: الْغَلِيظُ الشَّفَةِ المُسْتَرْخِيها، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الرِّجَالِ الْوَاسِعُ الْمَنْخَرَيْنِ الْعَظِيمُ الشَّفَتَيْنِ، وَمِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمةُ الإِسْكَتَينِ الْوَاسِعَةُ المَتاع؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: لَعَمْرُ الَّتِي جاءتْ بِكُمْ مِنْ شَفَلَّحٍ، ... لَدَى نَسَيَيْها ساقِطَ الاسْتِ أَهْلَبا

_ (1). قوله [والمشرح الراشق الاست] كذا بالأَصل. (2). زاد في القاموس، والشرداح، بكسر فسكون: الرجل اللحيم الرخو، والطويل العظيم من الإِبل والنساء انتهى. قال الشارح: ومثله السرداح، بالسين المهملة، كما تقدم. وزاد المجد أيضاً الشرنفح، أي بفتح الشين والراء وسكون النون وفتح الفاء: الخفيف القدمين. وزاد أيضاً شطح، بكسر أوله وثانيه المشدد: زجر للعريض من أولاد المعز؛ وزاد أيضاً المشفح كمعظم: المحروم الذي لا يصيب شيئاً. (3). زاد في القاموس، والشرداح، بكسر فسكون: الرجل اللحيم الرخو، والطويل العظيم من الإِبل والنساء انتهى. قال الشارح: ومثله السرداح، بالسين المهملة، كما تقدم. وزاد المجد أيضاً الشرنفح، أي بفتح الشين والراء وسكون النون وفتح الفاء: الخفيف القدمين. وزاد أيضاً شطح، بكسر أوله وثانيه المشدد: زجر للعريض من أولاد المعز؛ وزاد أيضاً المشفح كمعظم: المحروم الذي لا يصيب شيئاً. (4). زاد في القاموس، والشرداح، بكسر فسكون: الرجل اللحيم الرخو، والطويل العظيم من الإِبل والنساء انتهى. قال الشارح: ومثله السرداح، بالسين المهملة، كما تقدم. وزاد المجد أيضاً الشرنفح، أي بفتح الشين والراء وسكون النون وفتح الفاء: الخفيف القدمين. وزاد أيضاً شطح، بكسر أوله وثانيه المشدد: زجر للعريض من أولاد المعز؛ وزاد أيضاً المشفح كمعظم: المحروم الذي لا يصيب شيئاً. (5). قَوْلُهُ [فَإِنَّ الأَقصرين أَمَازِرُهُ] يريد أَمازرهم أي أَقوياءهم قلوباً كما يأتي في مزر.

وشَفَةٌ شَفَلَّحة: غَلِيظَةٌ. ولِثَة شَفَلَّحة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ عَرِيضَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّفَلَّح شِبْه القِثَّاء يَكُونُ عَلَى الكَبَر. والشَّفَلَّحُ: ثَمَرُ الكَبَر إِذا تَفَتَّحَ، وَاحِدَتُهُ شَفَلَّحة، وإِنما هَذَا تَشْبِيهٌ. والشَّفَلَّح: شَجَرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَلَمْ يُحَلِّه «1». شقح: الشَّقْحةُ والشُّقْحة: البُسْرَة الْمُتَغَيِّرَةُ إِلى الحُمْرة؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عَلَى حيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ حُلَّةٌ شُقَحِيَّة أَي حَمْرَاءُ. الأَصمعي: إِذا تَغَيَّرَتِ البُسْرة إِلى الحُمْرة، قِيلَ: هَذِهِ شُقْحة. وَقَدْ أَشْقَحَ النخلُ، قَالَ: وَهُوَ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ الزَّهْوُ. وأَشْقَحَ النخل: أَزْهَى. وأَشْقَحَ البُسْرُ وشَقَّح: لَوَّنَ واحْمَرَّ واصْفَرَّ، وَقِيلَ: إِذا اصْفَرَّ وَاحْمَرَّ، فَقَدْ أَشْقَح؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْلُوَ. وشَقَّحَ النخلُ: حَسُنَ بأَحماله، وَكَذَلِكَ التَّشْقِيح، ونُهي عَنْ بَيْعِهِ قَبْلَ أَن يُشَقِّح؛ وَفِي حَدِيثِ الْبَيْعِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يُشَقِّحَ ؛ هُوَ أَن يَحْمَرّ أَو يَصْفَرّ. يُقَالُ: أَشْقَحت البُسْرَة وشَقَّحَتْ إِشْقاحاً وتَشْقِيحاً؛ أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ للأَحْمَر الأَشْقَر: إِنه لأَشْقَحُ؛ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ التَّشْقِيحُ فِي غَيْرِ النَّخْلِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كَبانِيةٍ، أَوتادُ أَطْناب بَيْتِها ... أَراكٌ، إِذا صاقتْ بِهِ المَرْدُ شَقَّحا فَجَعَلَ التَّشْقِيحَ فِي الأَراك إِذا تلوَّن ثَمَرُهُ. والشَّقِيح: النَّاقِهُ مِنَ الْمَرَضِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: فُلَانٌ قبيحٌ شَقِيحٌ. والشَّقْحُ: رَفْعُ الْكَلْبِ رِجْلَهُ لِيَبُولَ. والشَّقْحة: ظَبْيَة الكلْبةِ «2»، وَقِيلَ: مَسْلَكُ القَضيب مِنْ ظَبْيَتِها؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِحَياءِ الكَلْبَةِ ظَبْيَةٌ وشَقْحةٌ، وَلِذَوَاتِ الْحَافِرِ وَظْبَة. والشُّقَّاحُ: اسْتُ الْكَلْبِ. وأَشْقاحُ الْكِلَابِ أَدبارُها، وَقِيلَ: أَشْداقُها. وَيُقَالُ: شاقَحْتُ فُلَانًا وشاقَيْتُه وباذَيْتُه إِذا لاسَنْتَه بالأَذِيَّة. والشَّقْحُ: الكَسْرُ. وشَقَح الشيءَ: كَسَرَه شَقْحاً. وشَقَحَ الجَوْزة شَقْحاً: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهَا. ولأَشْقَحَنَّه شَقْح الجَوْزة بالجَنْدَلِ أَي لأَكْسِرَنه، وَقِيلَ: لأَسْتَخْرجَنَّ جَمِيعَ مَا عِنْدَهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قُبْحاً لَهُ وشُقْحاً وقَبْحاً لَهُ وشَقْحاً كِلَاهُمَا إِتباع، وَقِيلَ: هُمَا وَاحِدٌ. وقَبيح شَقيح. قَالَ الأَزهري: وَلَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ الشُّقْح مِنَ القُبْح؛ وقَبُحَ الرجلُ وشَقُحَ قَباحةً وشَقاحةً. وَقَدْ أَومأَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن شَقِيحاً لَيْسَ بإِتباع، فَقَالَ: وَقَالُوا شَقِيحٌ وَدَمِيمٌ، وَجَاءَ بالقَباحة والشَّقاحة. قَالَ أَبو زَيْدٍ: شَقَحَ اللهُ فُلَانًا وقَبَحَه، فَهُوَ مَشْقُوحٌ، مِثْلُ قَبَحه اللَّهُ، فَهُوَ مَقْبُوحٌ. والشَّقْحُ: البُعْدُ. والشَّقْحُ: الشُّحُّ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّار: سَمِعَ رَجُلًا يَسُبُّ عائشة، فقال له بعد ما لكَزَه لَكَزاتٍ: أَأَنت تَسُبُّ حَبِيبة رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ اقْعُدْ مَنْبُوحاً مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً المَشْقُوحُ الْمَكْسُورُ أَو المُبْعَدُ؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: قَالَ لأُم سَلَمة: دَعِي هَذِهِ المَقْبوحة المَشْقوحة ؛ يَعْنِي بِنْتَهَا زينبَ، وأَخذها مِنْ حَجْرها وَكَانَتْ طِفْلةً.

_ (1). قوله [ولم يحله] قد حلاه المجد، فقال: والشفلح شجرة لساقها أَربعة أَحرف، إن شئت ذبحت بكل حرف شاة، وثمرته كرأس زنجي. (2). قوله [والشقحة ظبية الكلبة] كذا بالأَصل، بالظاء المعجمة المفتوحة، وهي فرج الكلبة، كما في الصحاح في فصل الظاء المعجمة من المعتل. وقال المجد: هنا الشقحة حياء الكلبة، وبالضم: طبيتها انتهى. قال الشارح: وَقِيلَ مَسْلَكُ الْقَضِيبِ مِنْ طبيتها انتهى. والطاء مهملة متناً وشرحاً لكنها في نسخ الطبع مضبوطة بالشكل بضمة.

والشُّقَّاحُ: نَبتُ الكَبَر. شلح: الشَّلْحاء: السَّيْفُ بِلُغَةِ أَهل الشَّحْر وَهِيَ بأَقصى الْيَمَنِ. ابْنُ الأَعرابي: الشُّلْحُ السيوفُ الحِدادُ؛ قَالَ الأَزهري: مَا أُرَى الشَّلْحاءَ والشُّلْحَ عَرَبِيَّةً صَحِيحَةً، وَكَذَلِكَ التَّشْلِيح الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهل السَّوَادِ، سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: شُلِّحَ فلانٌ إِذا خَرَجَ عَلَيْهِ قُطَّاع الطَّرِيقِ فَسَلَبُوهُ ثِيَابَهُ وعَرَّوْه، قَالَ: وأَحْسِبُها نَبَطِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: الحاربُ المُشَلِّح ؛ هُوَ الَّذِي يُعَرِّي الناسَ ثِيَابَهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير عَنِ الْهَرَوِيِّ: هِيَ لُغَةٌ سَوادِيَّة؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي وَصْفِ الشُّراة: خَرَجُوا لُصُوصاً مُشَلِّحين ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَما قَوْلُ الْعَامَّةِ شَلَّحه فَلَا أَدري ما اشتقاقه. شنح: الأَزهري، اللَّيْثُ: الشَّناحِيُّ يُنْعَتُ بِهِ الْجَمَلُ فِي تَمَامِ خَلْقه؛ وأَنشد: أَعَدُّوا كلَّ يَعْمَلةٍ ذَمُولٍ، ... وأَعْيَسَ بازِلٍ قَطِمٍ شَناحِي الأَصمعي: الشَّناحِيُّ الطَّوِيلُ، وَيُقَالُ: هُوَ شَناحٌ، كَمَا تَرَى. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: الشُّنُح الطِّوالُ. والشُّنُحُ: السُّكارَى. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّناحُ والشَّناحِيُّ «1» والشَّناحِيَةُ مِنَ الإِبل: الطويلُ الْجَسِيمُ، والأُنثى شَناحِيَةٌ لَا غَيْرُ. وبَكْرٌ شَناحٍ: وَهُوَ الفَتِيُّ مِنَ الإِبل، وبَكْرَةٌ شَناحِيةٌ. وَرَجُلٌ شَناحٍ وشَناحِيةٌ: طَوِيلٌ، حُذِفَتِ الْيَاءُ مِنْ شَناحٍ مَعَ التَّنْوِينِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ. وصَقْرٌ شانِحٌ: متطاوِلٌ فِي طَيَرَانِهِ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ، قَالَ: وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الطَّوِيلِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ». شيح: الشِّيحُ والشائِحُ والمُشِيحُ: الجادُّ والحَذِرُ. وشَايَح الرجلُ: جدَّ فِي الأَمر؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يَرْثِي رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ وَيَصِفُ مَوَاقِفَهُ فِي الْحَرْبِ: وزَعْتَهُمُ، حَتَّى إِذا مَا تَبَدَّدُوا ... سِراعاً، ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ، بَدَرْتَ إِلى أُولاهُمُ فَسَبَقْتَهُمْ، ... وشايَحْتَ قبلَ اليومِ، إِنكَ شِيحُ وَقَالَ الأَفْوه: وبرَوْضةِ السُّلَّانِ مِنَّا مَشْهَدٌ، ... والخيلُ شائحةٌ، وَقَدْ عَظُمَ الثُّبَى وأَشاحَ: مِثْلُ شايَحَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: قُبًّا أَطاعتْ راعِياً مُشِيحا، ... لَا مُنْفِشاً رِعْياً، وَلَا مُرِيحا القُبُّ: الضَّامِرَةُ. والمُنْفِشُ: الَّذِي يَتْرُكُهَا لَيْلًا تَرْعَى. والمُرِيحُ: الَّذِي يُريحها عَلَى أَهلها. وَفِي حَدِيثِ: سَطِيحٍ عَلَى جَمَل مُشِيح أَي جَادٍّ مُسْرِع؛ الْفَرَّاءُ: المُشِيح عَلَى وَجْهَيْنِ: المُقْبِلُ إِليك، وَالْمَانِعُ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: والإِشاحةُ الحَذَرُ؛ وأَنشد لأَوْسٍ: فِي حَيْثُ لَا تَنْفَعُ الإِشاحةُ مِنْ ... أَمْرٍ لِمَنْ قَدْ يُحاوِلُ البِدَعا والإِشاحةُ: الحَذَر وَالْخَوْفُ لِمَنْ حَاوَلَ أَن يَدْفَعَ الْمَوْتَ، ومحاوَلَتُه دَفْعَه بِدْعةٌ؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ الحَذِرُ بِغَيْرِ جِدٍّ مُشِيحاً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

_ (1). قوله [الشناحيّ] بزيادة الياء للتأكيد لا للنسب. وقوله والشناحية بتخفيف الياء انتهى. القاموس وشرحه. (2). زاد المجد شوّح على الأَمر تشويحاً: أنكر، انتهى. مع زيادة من الشرح.

تُشِيحُ عَلَى الفَلاةِ، فَتَعْتَليها ... بنَوْعِ القَدْرِ، إِذ قَلِقَ الوَضِينُ أَي تُدِيمُ السَّيْرَ. والمُشِيحُ: المُجِدُّ؛ وَقَالَ ابْنُ الإِطْنابَة: وإِقْدامي عَلَى المَكْرُوهِ نَفْسِي، ... وضَرْبي هامةَ البَطَلِ المُشِيحِ وأَشاحَ عَلَى حَاجَتِهِ وشايَحَ مُشَايَحَةً وشِياحاً. والشِّياحُ: الحِذارُ والجِدُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ شَائِحٌ: حَذِرٌ. وشايَحَ وأَشاحَ، بِمَعْنَى حَذِرَ؛ وَقَالَ أَبو السَّوْداء العِجْلي: إِذا سَمِعْنَ الرِّزَّ مِنْ رَباحِ، ... شايَحْنَ مِنْهُ أَيَّما شِياحِ أَي حَذَرٍ. وشايَحْنَ: حَذِرْنَ. والرِّزُّ: الصَّوْتُ. ورَباح: اسْمُ رَاعٍ؛ وَتَقُولُ: إِنه لَمُشِيحٌ حازِمٌ حَذِرٌ؛ وأَنشد: أَمُرُّ مُشِيحاً مَعِي فِتْيَةٌ، ... فَمِنْ بينِ مُودٍ، وَمِنْ خاسِرِ وَالشَّائِحُ: الغَيُورُ، وَكَذَلِكَ الشَّيْحانُ لحَذَرِه عَلَى حُرَمِه؛ وأَنشد المُفَضَّل: لمَّا اسْتَمَرَّ بِهَا شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ، ... بالبَيْنِ عَنْكَ بِهَا يَرْآكَ شَنْآنا «1» الأَزهري: شايَحَ أَي قَاتَلَ؛ وأَنشد: وشايَحْتَ قبلَ الْيَوْمِ، إِنك شِيحُ والشَّيْحانُ: الطويلُ الحَسَن الطُّولِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: مُشِيحٌ فوقَ شَيْحانٍ، ... يَدِرُّ، كأَنه كَلْبُ قَالَ شَمِرٌ: ورُوِي فَوْقَ شِيحانٍ، بِكَسْرِ الشِّينِ. الأَزهري: قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: الشَّيْحانُ الَّذِي يَتَهَمَّسُ عَدْواً؛ أَراد السُّرْعَةَ. ابْنُ الأَعرابي: شَيَّحَ إِذا نَظَرَ إِلى خَصْمِه فَضَايَقَهُ. وأَشاحَ بِوَجْهِهِ عَنِ الشَّيْءِ: نَحَّاه. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، إِذا غَضِبَ أَعْرَضَ وأَشاحَ ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَعرض بِوَجْهِهِ وأَشاحَ أَي جَدَّ فِي الإِعراض. قَالَ: والمُشِيحُ الجادُّ؛ قَالَ وأَقرأَنا لِطَرَفَةَ: أَدَّتِ الصنعةُ فِي أَمتُنِها، ... فهيَ، مِنْ تحتُ، مُشِيحَاتُ الحُزُمْ يَقُولُ: جَدَّ ارتفاعُها فِي الحُزُم؛ وَقَالَ: إِذا ضمَّ وَارْتَفَعَ حِزَامُهُ، فَهُوَ مُشيح، وإِذا نَحَّى الرجلُ وجهَه عَنْ وَهَجٍ أَصابه أَو عَنْ أَذًى، قِيلَ: قَدْ أَشاح بِوَجْهِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ، ثُمَّ أَعرض وأَشاح ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُشِيح الحَذِرُ والجادُّ فِي الأَمر، وَقِيلَ: الْمُقْبِلُ إِليك الْمَانِعُ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَشاحَ أَحدَ هَذِهِ الْمَعَانِي أَي حَذِرَ النارَ كأَنه يَنْظُرُ إِليها، أَو جَدَّ عَلَى الإِيصاء بِاتِّقَائِهَا، أَو أَقبل إِليك بِخِطَابِهِ. التَّهْذِيبُ، اللَّيْثُ: إِذا أَرْخَى الفَرَسُ ذَنَبَه قِيلَ: قَدْ أَشاح بِذَنَبِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَظن الصَّوَابَ أَساحَ، بِالسِّينِ، إِذا أَرْخاه، وَالشِّينُ تَصْحِيفٌ. وَهُمْ فِي مَشِيحَى ومَشْيُوحاءَ مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ. والمَشْيُوحاء: أَن يَكُونَ الْقَوْمُ فِي أَمر يَبْتَدِرُونه. قَالَ شَمِرٌ: المُشِيحُ لَيْسَ مِنَ الأَضداد، إِنما هِيَ كَلِمَةٌ جاءَت بمعْنَيَين. والشِّيحُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرودِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ الشِّيح والمُشِيحُ، وَهُوَ الْمُخَطَّطُ؛ قَالَ الأَزهري: لَيْسَ فِي الْبُرُودِ وَالثِّيَابِ شِيحٌ وَلَا مُشَيَّحٌ، بِالشِّينِ مُعْجَمَةً مِنْ فَوْقُ، وَالصَّوَابُ السِّيحُ والمُسَيَّحُ، بِالسِّينِ وَالْيَاءِ

_ (1). قوله [لما استمر إلخ] الذي تقدم في بجح: ثم استمر.

فصل الصاد

فِي بَابِ الثِّيَابِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ. والشِّيحُ: نَبَاتٌ سُهْلِيٌّ يُتَّخَذُ مِنْ بَعْضِهِ المَكانِسُ، وَهُوَ مِنَ الأَمْرار، لَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ وَطَعْمٌ مُرٌّ، وَهُوَ مَرْعًى لِلْخَيْلِ والنَّعَم ومَنابتُه القِيعانُ والرِّياض؛ قَالَ: فِي زَاهِرِ الرَّوْضِ يُغَطِّي الشِّيحا وَجَمْعُهُ شِيحانٌ؛ قَالَ: يَلُوذُ بشِيحانِ القُرَى من مُسَفَّةٍ [مُسِفَّةٍ] ... شَآمِيَةٍ، أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ وَقَدْ أَشاحت الأَرضُ. والمَشْيُوحاءُ: الأَرض الَّتِي تُنْبِت الشِّيح، يُقُصَرُ وَيُمَدُّ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ إِذا كَثُرَ نَبَاتُهُ بِمَكَانٍ قِيلَ: هَذِهِ مَشْيُوحاء. وَنَاقَةٌ شَيْحانة أَي سريعة. فصل الصاد صبح: الصُّبْحُ: أَوّل النَّهَارِ. والصُّبْحُ: الفجر. والصَّباحُ: نقيص المَساء، وَالْجَمْعُ أَصْباحٌ، وَهُوَ الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فالِقُ الْإِصْباحِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا قِيلَ الأَمْسَاء والأَصْباح، فَهُوَ جَمْعُ المَساء والصُّبْح، قَالَ: وَمِثْلُهُ الإِبْكارُ والأَبْكارُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ، ... تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ يُرِيدُ بِهِ المَساء والصُّبْحَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَقُولُ العربُ إِذا تَطَيَّرُوا مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ: صباحُ اللَّهِ لَا صَباحُك قَالَ: وإِن شِئْتَ نصبتَ. وأَصْبَحَ القومُ: دَخَلُوا فِي الصَّباح، كَمَا يُقَالُ: أَمْسَوْا دَخَلُوا فِي الْمَسَاءِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر أَي صَلُّوهَا عِنْدَ طُلُوعِ الصُّبْح؛ يُقَالُ: أَصْبَحَ الرَّجُلُ إِذا دَخَلَ فِي الصُّبْح؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صِرْنَا فِي حِينِ ذَاكَ، وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فَمَعْنَاهُ أَتيناه صَباحاً وَمَسَاءً؛ وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: الْفَرْقُ بَيْنَ صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يُقَالُ صَبَّحْنا بَلَدُ كَذَا وَكَذَا، وصَبَّحْنا فُلَانًا، فَهَذِهِ مُشَدَّدة، وصَبَحْنا أَهلَها خَيْرًا أَو شَرًّا؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وصَبَّحَه فَلْجاً فَلَا زَالَ كَعْبُه، ... عَلَى كلِّ مَنْ عَادَى مِنَ الناسِ، عَالِيًا وَيُقَالُ: صَبَّحَه بِكَذَا ومسَّاه بِكَذَا؛ كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يُنَبَّه مِنْ سِنَةِ الغَفْلة: أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وَمَا يُصْلِحُك؛ وَقَالَ رُؤْبَةَ: أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ. وَقَوْلُ اللَّهِ، عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ أَي أَخذتهم الهَلَكة وَقْتَ دُخُولِهِمْ فِي الصَّبَاحِ. وأَصْبَحَ فُلَانٌ عَالِمًا أَي صَارَ. وصَبَّحك اللَّهُ بِخَيْرٍ: دُعاء لَهُ. وصَبَّحْته أَي قُلْتُ لَهُ: عِمْ صَباحاً؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُرادُ بالتشديد هاهنا التَّكْثِيرُ. وصَبَّحَ القومَ: أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كَمَا تَقُولُ لِمُسْيِ خامسةٍ، وصِبْحِ خَامِسَةٍ، بِالْكَسْرِ، أَي لِصَباحِ خَمْسَةِ أَيام. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَتيته صَباحَ مَساءَ؛ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيهِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُهُ إِلا فِي حَدِّ الْحَالِ أَو الظَّرْفِ، وأَتيته صَباحاً وَذَا صَباحٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا، وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي لُغَةٍ لِخَثْعَم اسْمًا؛ قال

أَنس ابنُ نُهَيْكٍ: عَزَمْتُ عَلَى إِقامةِ ذِي صباحٍ، ... لأَمْرٍ مَا يُسَوَّدُ مَا يَسُودُ وأَتيته أُصْبُوحةَ كُلِّ يَوْمٍ وأُمْسِيَّةَ كلِّ يَوْمٍ. قَالَ الأَزهري: صَبَحْتُ فُلَانًا أَتيته صَبَاحًا؛ وأَما قَوْلُ بُجَيْر بْنِ زُهير المزنيِّ، وَكَانَ أَسلم: صَبَحْناهمْ بأَلفٍ مِنْ سُلَيْمٍ، ... وسَبْعٍ مِنْ بَنِي عُثمانَ وَافَى فَمَعْنَاهُ أَتيناهم صَباحاً بأَلف رَجُلٍ مِنْ سُليم؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: نحْنُ صَبَحْنا عَامِرًا فِي دارِها ... جُرْداً، تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها يُرِيدُ أَتيناها صَبَاحًا بِخَيْلٍ جُرْد؛ وَقَوْلُ الشَّمَّاخ: وتَشْكُو بعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكابَها، ... وقيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي قَالَ الأَزهري: يسأَل السَّائِلُ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ فَيَقُولُ: الإِدلاج سَيْرُ اللَّيْلِ، فَكَيْفَ يَقُولُ: أَصبح الْقَوْمُ، وَهُوَ يأْمر بالإِدلاج؟ وَالْجَوَابُ فِيهِ: أَن الْعَرَبَ إِذا قَرُبَتْ مِنَ الْمَكَانِ تُرِيدُهُ، تَقُولُ: قَدْ بَلَغْنَاهُ، وإِذا قَرَّبَتْ لِلسَّارِي طلوعَ الصُّبْحِ وإِن كَانَ غَيْرَ طَالِعٍ، تَقُولُ: أَصْبَحْنا، وأَراد بِقَوْلِهِ أَصبح القومُ: دَنَا وقتُ دُخُولِهِمْ فِي الصَّبَاحِ؛ قَالَ: وإِنما فَسَّرْتُهُ لأَن بَعْضَ النَّاسِ فَسَّرَهُ عَلَى غَيْرِ مَا هُوَ عَلَيْهِ. والصُّبْحة والصَّبْحة: نَوْمُ الْغَدَاةِ. والتَّصَبُّحُ: النَّوْمُ بِالْغَدَاةِ، وَقَدْ كَرِهَهُ بَعْضُهُمْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الصُّبْحة وَهِيَ النَّوْمُ أَوّل النَّهَارِ لأَنه وَقْتُ الذِّكر، ثُمَّ وَقْتُ طَلَبِ الْكَسْبِ. وَفُلَانٌ يَنَامُ الصُّبْحة والصَّبْحة أَي يَنَامُ حِينَ يُصْبح، تَقُولُ مِنْهُ: تَصَبَّح الرجلُ،؛ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ أَنها قَالَتْ: وَعِنْدَهُ أَقول فَلَا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ ؛ أَرادت أَنها مَكفِيَّة، فَهِيَ تَنَامُ الصُّبْحة. والصُّبْحة: مَا تَعَلَّلْتَ بِهِ غُدْوَةً. والمِصْباحُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَبْرُك فِي مُعَرَّسه فَلَا يَنْهَض حَتَّى يُصبح وإِن أُثير، وَقِيلَ: المِصْبَحُ والمِصْباحُ مِنَ الإِبل الَّتِي تُصْبِحُ فِي مَبْرَكها لَا تَرْعَى حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ؛ وَهُوَ مِمَّا يُسْتَحَبُّ مِنَ الإِبل وَذَلِكَ لقوَّتها وَسِمَنِهَا؛ قَالَ مُزَرِّد: ضَرَبْتُ لَهُ بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً، ... فشُبَّتْ عَلَيْهَا النارُ، فَهِيَ عَقِيرُ والصَّبُوحُ: كُلُّ مَا أُكل أَو شُرِبَ غُدْوَةً، وَهُوَ خِلَافُ الغَبُوقِ. والصَّبُوحُ: مَا أَصْبَحَ عِنْدَهُمْ مِنْ شَرَابِهِمْ فَشَرِبُوهُ، وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الصَّبُوحُ الْخَمْرُ؛ وأَنشد: وَلَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى الصَّبُوحِ، مَعِي ... شَرْبٌ كِرامٌ مَنْ بَنِي رُهْمِ والصَّبُوحُ مِنَ اللَّبَنِ: مَا حُلب بِالْغَدَاةِ. والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ: النَّاقَةُ الْمَحْلُوبَةُ بِالْغَدَاةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: هَذِهِ صَبُوحِي وصَبُوحَتي. والصَّبْحُ: سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً مِنْ لَبَنٍ. والصَّبُوح: مَا شُرِبَ بِالْغَدَاةِ فَمَا دُونَ الْقَائِلَةِ وفعلُكَ الإِصطباحُ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّبُوح اللَّبَنُ يُصْطَبَحُ، وَالنَّاقَةُ الَّتِي تُحْلَبُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ: صَبُوح أَيضاً؛ يقال: هذه النَّاقَةُ صَبُوحِي وغَبُوقِي؛ قَالَ: وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي: مَا لِيَ لَا أَسْقِي حُبيْباتي ... صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي؟ والقَيْلُ: اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَبُ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ. واصْطَبَحَ القومُ: شَرِبُوا الصَّبُوحَ.

وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً، وصَبَّحَه: سَقَاهُ صَبُوحاً، فَهُوَ مُصْطَبحٌ؛ وَقَالَ قُرْطُ بْنُ التُّؤْم اليَشكُري: كَانَ ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه ... مِنْ هَجْمةٍ، كفَسِيلِ النَّخْل، دُرَّارِ يَعشوه: يَطْعَمُهُ عَشَاءً. والهَجْمة: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل. ودُرَّار: مِنْ صِفَتِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: وَمَا لَنَا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ أَي لَيْسَ لَنَا لَبَنٌ بِقَدْرِ مَا يَشْرَبُهُ الصَّبِيُّ بُكْرَة مِنَ الجَدْب وَالْقَحْطِ فَضْلًا عَنِ الْكَثِيرِ، وَيُقَالُ: صَبَحْتُ فُلَانًا أَي نَاوَلْتُهُ صَبُوحاً مِنْ لَبَنٍ أَو خَمْرٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: مَتَّى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً أَي أَسقيك كأْساً؛ وَقِيلَ: الصَّبُوحُ مَا اصْطُبِحَ بِالْغَدَاةِ حَارًّا. وَمِنْ أَمثالهم السَّائِرَةِ فِي وَصْفِ الْكَذَّابِ قَوْلُهُمْ: أَكْذَبُ مِنَ الآخِذِ الصَّبْحانِ؛ قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وَهُوَ الحُوَارُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فَرَوِيَ، فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ بِهِ أُمه لَمْ يَشْرَبْ لِرِيِّه دِرَّتها، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً: أَكذب مِنَ الأَخِيذِ الصَّبْحانِ؛ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: الأَخِيذُ الأَسيرُ. والصَّبْحانُ: الَّذِي قَدِ اصْطَبَحَ فَرَوِيَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ رَجُلٌ كَانَ عِنْدَ قَوْمٍ فصَبَحُوه حَتَّى نَهَض عَنْهُمْ شَاخِصًا، فأَخذه قَوْمٌ وَقَالُوا: دُلَّنا عَلَى حَيْثُ كُنْتَ، فَقَالَ: إِنما بِتُّ بالقَفْر، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذ قَعَدَ يَبُولُ، فَعَلِمُوا أَنه بَاتَ قَرِيبًا عِنْدَ قَوْمٍ، فَاسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَيْهِمْ واسْتَباحوهم، والمصدرُ الصَّبَحُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق؟ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُجَمْجِمُ وَلَا يُصَرِّح، وَقَدْ يُضْرَبُ أَيضاً لِمَنْ يُوَرِّي عَنِ الخَطْب الْعَظِيمِ بِكِنَايَةٍ عَنْهُ، وَلِمَنْ يُوجِبُ عَلَيْكَ مَا لَا يَجِبُ بِكَلَامٍ يُلَطِّفُهُ؛ وأَصله أَن رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً، فَلَمَّا رَويَ عَلِقَ يُحَدِّثُ أُمَّ مَثْواه بِحَدِيثٍ يُرَقِّقه، وَقَالَ فِي خِلال كَلَامِهِ: إِذا كَانَ غَدًا اصْطَبَحْنَا وَفَعَلْنَا كَذَا، فَفَطِنَ لَهُ المنزولُ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَعن صَبُوح تُرَقِّق؟ وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبيِّ أَنَّ رَجُلًا سأَله عَنْ رَجُلٍ قَبَّل أُم امرأَته، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؟ حَرُمَتْ عَلَيْهِ امرأَته؛ ظَنَّ الشَّعْبِيُّ أَنه كَنَّى بِتَقْبِيلِهِ إِياها عَنْ جِمَاعِهَا؛ وَقَدْ ذُكِرَ أَيضاً فِي رَقَقَ. وَرَجُلٌ صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى: شُرْبًا الصَّبُوحَ مِثْلَ سَكْرَانَ وسَكْرَى. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه سُئِلَ: مَتَى تحلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ فَقَالَ: مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلًا فشأْنكم بِهَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ إِنما لَكُمْ مِنْهَا الصَّبُوحُ وَهُوَ الْغَدَاءُ، والغَبُوقُ وَهُوَ العَشاء؛ يَقُولُ: فَلَيْسَ لَكُمْ أَن تَجْمَعُوهُمَا مِنَ الْمَيْتَةِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَمُرة لِبَنِيهِ: يَجْزي مِنَ الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ؛ قَالَ الأَزهري وَقَالَ غَيْرُ أَبي عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ لِمَا سُئِلَ: مَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ أَجابهم فَقَالَ: إِذا لَمْ تَجِدُوا مِنَ اللَّبَنِ صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ بِهِ وَلَا غَبُوقاً تَجْتزِئون بِهِ، وَلَمْ تَجِدُوا مَعَ عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لَكُمُ الْمَيْتَةُ حِينَئِذٍ، وَكَذَلِكَ إِذا وَجَدَ الرَّجُلُ غَدَاءً أَو عَشَاءً مِنَ الطَّعَامِ لَمْ تحلَّ لَهُ الْمَيْتَةُ؛ قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ وَاضِحٌ بَيِّنٌ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ. وصَبُوحُ النَّاقَةِ وصُبْحَتُها: قَدْرُ مَا يُحْتَلَب مِنْهَا صُبْحاً. وَلَقِيَتْهُ ذاتَ صَبْحة وَذَا صبُوحٍ أَي حِينَ أَصْبَحَ وَحِينَ شَرِبَ الصَّبُوحَ؛ ابْنُ الأَعرابي: أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وَذَاتَ الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً؛ وَذَا صَباح وَذَا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ

أَي مُذْ ثَلَاثَةِ أَزمان وأَعوام. وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً: جاءَهم بِهِ صَباحاً. وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم: جاءَتهم صُبْحاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَبَّح خَيْبَر أَي أَتاها صَبَاحًا؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهله، ... والموتُ أَدْنى مِنْ شِراك نَعْلِه أَي مَأْتيٌّ بِالْمَوْتِ صَبَاحًا لِكَوْنِهِ فِيهِمْ وَقْتَئِذٍ. وَيَوْمُ الصَّباح: يَوْمُ الْغَارَةِ؛ قَالَ الأَعشى: بِهِ تُرْعَفُ الأَلْفُ، إِذ أُرْسِلَتْ ... غَداةَ الصَّباحِ، إِذا النَّقْعُ ثَارَا يَقُولُ: بِهَذَا الْفَرَسِ يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ مِنَ الْخَيْلِ يَوْمَ الْغَارَةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذا نَذِرَتْ بِغَارَةٍ مِنَ الْخَيْلِ تَفْجَؤُهم صَباحاً: يَا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بِالنِّدَاءِ الْعَالِي. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا نَزَلَتْ. وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ؛ صَعَّدَ عَلَى الصَّفَا، وَقَالَ: يَا صَبَاحَاهُ هَذِهِ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ إِذا صَاحُوا لِلْغَارَةِ، لأَنهم أَكثر مَا يُغِيرون عِنْدَ الصَّبَاحِ، ويُسَمُّونَ يومَ الْغَارَةِ يَوْمَ الصَّباح، فكأَنَّ القائلَ يَا صَبَاحَاهُ يَقُولُ: قَدْ غَشِيَنا العدوُّ؛ وَقِيلَ: إِن الْمُتَقَاتِلِينَ كَانُوا إِذا جاءَ اللَّيْلُ يَرْجِعُونَ عَنِ الْقِتَالِ فإِذا عَادَ النَّهَارُ عَادُوا، فكأَنه يُرِيدُ بِقَوْلِهِ يَا صَبَاحَاهُ: قَدْ جاءَ وقتُ الصَّبَاحِ فتأَهَّبوا لِلْقِتَالِ. وَفِي حَدِيثِ سَلَمة بْنِ الأَكْوَع: لَمَّا أُخِذَتْ لِقاحُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نادَى: يَا صَباحاه وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً: سَقَاهَا غُدْوَةً. وصَبَّحَ القومَ الماءَ: وَرَده بِهِمْ صَبَاحًا. والصَّابِحُ: الَّذِي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يَسْقِيهَا صَبَاحًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء وَتِلْكَ السَّقْية تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الصُّبْحَةَ، وَلَيْسَتْ بِنَاجِعَةٍ عِنْدَ الْعَرَبِ، ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مَعَ الضَّحاء الأَكبر. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: وَلَا يَحْسِرُ صابِحُها أَي لَا يَكِلُّ وَلَا يَعْيا، وَهُوَ الَّذِي يَسْقِيهَا صَبَاحًا لأَنه يُورِدُهَا مَاءً ظَاهِرًا عَلَى وَجْهِ الأَرض. قَالَ الأَزهري: والتَّصْبِيحُ عَلَى وُجُوهٍ، يُقَالُ: صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بِهِمْ حَتَّى تُورِدَهُمُ الماءَ صَبَاحًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وصَبَّحْتُهم مَاءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ، ... وَقَدْ حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ، فَاسْتَوَى أَرادَ سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى انتهيتُ بِهِمْ إِلى ذَلِكَ الْمَاءِ؛ وَتَقُولُ: صَبَّحْتُ الْقَوْمَ تَصْبِيحًا إِذا أَتيتهم مَعَ الصَّبَاحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ خَيْلًا: وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً، ... يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي أَتينا الجِفارَ صَبَاحًا؛ يَعْنِي خَيْلًا عَلَيْهَا فُرْسانها؛ وَيُقَالُ صَبَّحْتُ القومَ إِذا سَقَيْتَهُمُ الصَّبُوحَ. والتَّصْبيح: الغَداء؛ يُقَالُ: قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي؛ وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كَانَ يَتِيماً فِي حجْر أَبي طَالِبٍ، وَكَانَ يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فَيَخْتَلِسُونَ ويَكُفّ أَي يُقَرَّبُ إِليهم غَدَاؤُهُمْ؛ وَهُوَ اسْمٌ بُني عَلَى تَفْعِيل مِثْلَ التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع، وَالتَّنْبِيتِ اسْمٌ لِمَا نَبَتَ مِنَ الغِراس، وَالتَّنْوِيرُ اسْمٌ لنَوْر الشَّجَرِ. والصَّبُوح: الغَداء، والغَبُوق: العَشاء، وأَصلهما فِي الشُّرْبِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَا فِي الأَكل. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمراتِ عَجْوَة ، هُوَ تَفَعَّلَ مِنْ صَبَحْتُ القومَ إِذا سَقَيْتَهُمُ الصَّبُوحَ.

وصَبَّحْتُ، بِالتَّشْدِيدِ، لُغَةٌ فِيهِ. والصُّبْحةُ والصَّبَحُ: سَوَادٌ إِلى الحُمْرَة، وَقِيلَ: لَوْنٌ قَرِيبٌ إِلى الشُّهْبَة، وَقِيلَ: لَوْنٌ قَرِيبٌ مِنَ الصُّهْبَة، الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء، تَقُولُ: رَجُلٌ أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح. والأَصْبَحُ مِنَ الشَّعَر: الَّذِي يُخَالِطُهُ بَيَاضٌ بِحُمْرَةِ خِلْقَة أَيّاً كانَ؛ وَقَدِ اصْباحَّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّبَحُ شِدَّةُ الْحُمْرَةِ فِي الشَّعَر، والأَصْبَحُ قَرِيبٌ مِنَ الأَصْهَب. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي نَصْرٍ قَالَ: فِي الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة. وَرَجُلٌ أَصْبَحُ اللِّحْيَةِ: لِلَّذِي تَعْلُو شعرَه حُمْرةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ: دَمٌ صُباحِيٌّ لشدَّة حُمْرَتِهِ؛ قَالَ أَبو زُبيد: عَبِيطٌ صُباحِيٌّ مِنَ الجَوْفِ أَشْقَرا وَقَالَ شَمِرٌ: الأَصْبَحُ الَّذِي يَكُونُ فِي سَوَادِ شَعْرِهِ حُمْرَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جاءَت بِهِ أَصْبَحَ أَصْهَبَ ؛ الأَصْبَحُ: الشَّدِيدُ حُمْرَةِ الشَّعْرِ، وَمِنْهُ صُبْحُ النَّهَارِ مُشْتَقٌّ مِنَ الأَصْبَح؛ قَالَ الأَزهري: ولونُ الصُّبْحِ الصَّادِقِ يَضْرِب إِلى الْحُمْرَةِ قَلِيلًا كأَنها لَوْنُ الشفَق الأَوّل فِي أَوَّل اللَّيْلِ. والصَّبَحُ: بَريقُ الْحَدِيدِ وَغَيْرِهِ. والمِصْباحُ: السِّرَاجُ، وَهُوَ قُرْطُه الَّذِي تَرَاهُ فِي القِنديل وَغَيْرِهِ، والقِراطُ لُغَةٌ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ: الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ . والمِصْبَحُ: المِسْرَجة. واسْتَصْبَح بِهِ: اسْتَسْرَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَصْبِحي سِراجَك أَي أَصْلِحيها. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ فِي شُحوم الْمَيْتَةِ: ويَسْتَصْبِحُ بِهَا الناسُ أَي يُشْعِلونَ بِهَا سُرُجَهم. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: كَانَ يَخْدُم بيتَ المقدِس نَهَارًا ويُصْبِحُ فِيهِ لَيْلًا أَي يُسْرِجُ السِّراح. والمَصْبَح، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَصل الْفِعْلِ قَبْلَ أَن يُزَادَ فِيهِ، وَلَوْ بُني عَلَى أَصْبَح لَقِيلَ مُصْبَح، بِضَمِّ الْمِيمِ؛ قَالَ الأَزهري: المُصْبَحُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُصْبَحُ فِيهِ، والمُمْسى الْمَكَانُ الَّذِي يُمْسَى فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: قريبةُ المُصْبَحِ مِنْ مُمْساها والمُصْبَحُ أَيضاً: الإِصباحُ؛ يُقَالُ: أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً؛ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسْتَحْكِمٌ، ... وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ المِصْباحِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: شَبَّهَ البَرْقَ بالليل بالمِصْباح، وشدَّ ذَلِكَ قولُ أَبي ذؤَيب: أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه؟ ... كأَنه، فِي عِراصِ الشامِ، مِصْباحُ فَيَقُولُ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: شِمْتُ هَذَا الْبَرْقَ والليلُ مُسْتَحْكِم، فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ الْمَصَابِيحُ إِنما تُوقَدُ فِي الظُّلَم، وأَحسن مِنْ هَذَا أَن يَكُونَ البرقُ فَرَّج لَهُ الظُّلْمةَ حَتَّى كأَنه صُبْح، فَيَكُونُ أَصبحت حِينَئِذٍ مِنَ الصَّباح؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَصْبَحْتُ فَلَمْ أَشْعُر بالصُّبح مِنْ شِدَّةِ الْغَيْمِ؛ والشَّمَعُ مِمَّا يُصْطَبَحُ بِهِ أَي يُسْرَجُ بِهِ. والمِصْبَحُ والمِصْباحُ: قَدَحٌ كَبِيرٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمَصابيح: الأَقْداح الَّتِي يُصْطبح بِهَا؛ وأَنشد: نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها، ... لَهَا أَمْرُ حَزْمٍ لَا يُفَرَّقُ، مُجْمَعُ ومَصابيحُ النُّجُومِ: أَعلام الْكَوَاكِبِ، وَاحِدُهَا مِصْباح. والمِصْباح: السِّنانُ العريضُ. وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ،

كَذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري إِلامَ نُسِبَ. والصَّباحةُ: الجَمال؛ وَقَدْ صَبُحَ، بِالضَّمِّ، يَصْبُح صَباحة. وأَما مِنَ الصَّبَح فَيُقَالُ صَبِحَ «2» يَصْبَحُ صَبَحاً، فَهُوَ أَصْبَحُ الشَّعَرِ. وَرَجُلٌ صَبِيحٌ وصُباحٌ، بِالضَّمِّ: جَمِيلُ، وَالْجَمْعُ صِباحٌ؛ وَافَقَ الَّذِينَ يَقُولُونَ فُعال الَّذِينَ يَقُولُونَ فَعِيل لاعتِقابهما كَثِيرًا، والأُنثى فِيهِمَا، بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ صِباحٌ، وَافَقَ مُذَكَّرَهُ فِي التَّكْسِيرِ لِاتِّفَاقِهِمَا فِي الْوَصْفِيَّةِ؛ وَقَدْ صَبُحَ صَباحة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّبِيح الوَضِيءُ الْوَجْهِ. وَذُو أَصْبَحَ: مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر «3» وإِليه تُنْسَبُ السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة. والأَصْبَحِيُّ: السَّوْطُ. وصَباحٌ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَقَدْ سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَبَّاحاً وصَبِيحاً ومَصْبَحاً. وَبَنُو صُباح: بُطُونٌ، بَطْنٌ فِي ضَبَّة وَبَطْنٌ فِي عَبْدِ القَيْس وَبَطْنٌ فِي غَنِيٍّ. وصُباحُ: حَيٌّ مِنْ عُذْرَة وَمِنْ عَبْدِ القَيْسِ. وصُنابِحُ: بَطْنٌ مِنْ مُراد. صحح: الصُّحُّ والصِّحَّةُ «4». والصَّحاحُ: خلافُ السُّقْمِ، وذهابُ الْمَرَضِ؛ وَقَدْ صَحَّ فُلَانٌ مِنْ عِلَّتِهِ واسْتَصَحَّ؛ قَالَ الأَعشى: أَمْ كَمَا قَالُوا سَقِيمٌ، فَلَئِنْ ... نَفَضَ الأَسْقامَ عَنْهُ، واسْتَصَحّ لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها، ... دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المِنَحْ يَقُولُ: لَئِنْ نَفَضَ الأَسْقامَ الَّتِي بِهِ وبَرَأَ مِنْهَا وصَحَّ، لَيُعِيدَنَّ لمَعَدٍّ عَطْفَها أَي كَرَّها وأَخْذَها المِنَحَ. وصَحَّحه اللَّهُ، فَهُوَ صَحِيح وصَحاح، بِالْفَتْحِ، وَكَذَلِكَ صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم، بِمَعْنًى، أَي غَيْرُ مَقْطُوعٍ، وَهُوَ أَيضاً البراءَة مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَرَيْبٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يُقاسِمُ ابنُ آدَمَ أَهلَ النَّارِ قِسْمَةً صَحاحاً ؛ يَعْنِي قابيلَ الَّذِي قَتَلَ أَخاه هَابِيلَ أَي أَنه يُقَاسِمُهُمْ قِسْمَةً صَحِيحَةً، فَلَهُ نِصْفُهَا وَلَهُمْ نِصْفُهَا؛ الصَّحاحُ، بِالْفَتْحِ: بِمَعْنَى الصَّحيح؛ يُقَالُ: دِرْهَم صَحِيحٌ وصَحاحٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالضَّمِّ كطُوال فِي طَوِيلٍ، وَمِنْهُمْ مَن يَرْوِيهِ بِالْكَسْرِ وَلَا وَجْهَ لَهُ. وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: كَانَ ذَلِكَ فِي صُحِّه وسُقْمه؛ قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ: مَا أَقرب الصَّحاحَ مِنَ السَّقَم وَقَدْ صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً، وَرَجُلٌ صَحاحٌ وصَحيحٌ مِنْ قَوْمٍ أَصِحَّاءَ وصِحاحٍ فِيهِمَا، وامرأَة صَحِيحَةٌ مِنْ نِسوة صِحاح وصَحائِحَ. وأَصَّحَ الرجلُ، فَهُوَ مُصِحٌّ: صَحَّ أَهلُه وَمَاشِيَتُهُ، صَحِيحًا كَانَ هُوَ أَو مَرِيضًا. وأَصَحَّ القومُ أَيضاً، وَهُمْ مُصِحُّون إِذا كَانَتْ قَدْ أَصابت أَموالَهم عاهةٌ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُورِدُ المُمْرِضُ عَلَى المُصِحّ ؛ المُصِحُّ الَّذِي صَحَّتْ مَاشِيَتُهُ مِنَ الأَمراض وَالْعَاهَاتِ، أَي لَا يُورِدُ مَن إِبله مَرْضَى عَلَى مَن إِبله صِحاح وَيَسْقِيهَا مَعَهَا، كأَنه كَرِهَ ذَلِكَ أَن يَظْهَرَ «5» بِمَالِ المُصِح مَا ظَهَرَ بِمَالِ المُمْرِض، فَيَظُنُّ أَنها أَعْدَتها فيأْثم بِذَلِكَ؛ وَقَدْ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا عَدْوى ؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَا يورِدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍ أَي أَن الَّذِي قَدْ مَرِضَتْ مَاشِيَتُهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُورِدَ عَلَى الَّذِي مَاشِيَتُهُ صِحاحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّوْم مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ ، بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، وَالْفَتْحُ أَعلى، أَي يصح عليه؛ هو

_ (2). قوله [فيقال صبح إلخ] أي من باب فرح، كما في القاموس. (3). قوله [مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرٍ] من أَجداد الإِمام مالك بن أنس. (4). قوله [الصح والصحة] قال شارح القاموس: قد وردت مصادر على فعل، بالضم، وفعلة، بالكسر، في أَلفاظ هذا منها، وكالقل والقلة، والذل والذلة، قاله شيخنا (5). قوله [كَرِهَ ذَلِكَ أَنْ يَظْهَرَ] لفظ النهاية كره ذلك مخافة أن يظهر إلخ.

مَفْعَلة مِنَ الصِّحَّة الْعَافِيَةِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: صُومُوا تَصِحُّوا. والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة [مَصِحَّة]. وأَرض مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ: بَرِيئَةٌ مِنَ الأَوْباء صَحِيحَةٌ لَا وَباءَ فِيهَا، وَلَا تَكْثُرُ فِيهَا العِلَلُ والأَسقامُ. وصَحاحُ الطَّرِيقِ: مَا اشتدَّ مِنْهُ وَلَمْ يَسْهُلْ وَلَمْ يُوطَأْ. وصَحاحُ الطريق: شدَّته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل يَصِفُ نَاقَةً: إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطريقِ، تَيَمَّمَتْ ... صَحاحَ الطريقِ، عِزَّةً أَن تَسَهَّلا وصَحَّ الشيءَ: جَعَلَهُ صَحِيحًا. وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تَصْحِيحًا إِذا كَانَ سَقِيمًا فأَصلحت خطأَه. وأَتيتُ فُلَانًا فأَصْحَحْتُه أَي وَجَدْتُهُ صَحِيحًا. وَالصَّحِيحُ مِنَ الشِّعْر: مَا سَلِمَ مِنَ النَّقْصِ، وَقِيلَ: كُلُّ مَا يُمْكِنُ فِيهِ الزِّحافُ فَسَلِمَ مِنْهُ، فَهُوَ صَحِيحٌ؛ وَقِيلَ: الصَّحِيحُ كُلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ مِنَ الأَشياء الَّتِي تَقَعُ عِللًا فِي الأَعاريض وَالضُّرُوبِ وَلَا تَقَعُ فِي الْحَشْوِ. والصَّحْصَحُ والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان: كُلُّهُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض وجَرِدَ، وَالْجَمْعُ الصَّحاصِحُ. والصَّحْصَحُ: الأَرضُ الجَرْداءُ الْمُسْتَوِيَةُ ذاتُ حَصًى صِغار. وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ: لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ وَلَا شَجَرٌ وَلَا قَرَارٌ لِلْمَاءِ، قَالَ: وقلَّما تَكُونُ إِلَّا إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جَبَلٍ قَرِيبٍ مِنْ سَنَدِ وادٍ؛ قَالَ: والصَّحْراءُ أَشدُّ اسْتِوَاءً مِنْهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ، ... كالسَّيفِ مِنْ جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ وَقَالَ آخَرُ: وَكَمْ قَطَعْنا مِنْ نِصابِ عَرْفَجِ، ... وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ، بِهِ الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ ونِصابُ العَرْفَج: نَاحِيَتُهُ. والقُذُفُ: الَّتِي لَا مَرْتَعَ بِهَا. والمُخَرَّجُ: الَّذِي لَمْ يَصِبْهُ مَطَرٌ؛ أَرضٌ مُخَرَّجة. فَشَبَّهَ شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفُن؛ وَيُقَالُ: صَحْصاحٌ؛ وأَنشد: حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ فِي الصَّحْصاحِ وَفِي حَدِيثِ جُهَيْشٍ: وكائِنْ قَطَعْنا إِليك مِنْ كَذَا وَكَذَا وتَنُوفةٍ صَحْصَحٍ ؛ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ: الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ الْوَاسِعَةُ. والتَّنُوفةُ: البَرِّيَّةُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ لَمَّا أَتاه قَتْلُ الضَّحَّاكِ، قَالَ: إِنَّ ثَعْلَبَ بْنَ ثَعْلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ، فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ ؛ وَهَذَا مَثَلٌ لِلْعَرَبِ تَضْرِبُهُ فِيمَنْ لَمْ يُصِبْ مَوْضِعَ حَاجَتِهِ، يَعْنِي أَن الضَّحَّاكَ طَلَبَ الإِمارة والتقدُّمَ فَلَمْ يَنَلْهَا. وَرَجُلٌ صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ: يَتَتَبَّعُ دَقَائِقَ الأُمور فيُحْصِيها ويَعْلمُها؛ وَقَوْلُ مُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ: فَحُبُّكَ لَيْلى حِينَ يَدْنُو زَمانه، ... ويَلْحاكَ فِي لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ قِيلَ: أَراد الناصِحَ، كأَنه المُصَحِّحُ فِكْرَهُ التَّضْعِيفَ. والتَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ «1»: هِيَ الْبَاطِلُ، وَكَذَلِكَ التُّرَّهَاتُ البَسابِسُ، وَهُمَا بالإِضافة أَجودُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَمَا ذِكْرُه دَهْماءَ، بعدَ مَزارِها ... بنَجْرانَ، إِلَّا التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ وَيُقَالُ لِلَّذِي يأْتي بالأَباطيل: مُصَحْصِحٌ. صدح: صَدَحَ الرجلُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً، وَهُوَ صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدَحٌ: رَفَعَ صَوْتَهُ بِغِنَاءٍ أَو غَيْرِهِ. والقَيْنَةُ الصادحة: المغنية.

_ (1). قوله [والترهات الصحاصح إلخ] عبارة الجوهري: وَالتُّرَّهَاتُ الصَّحَاصِحُ هِيَ الْبَاطِلُ؛ هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَكَذَلِكَ التُّرَّهَاتُ الْبَسَابِسُ، وَهُمَا بالإِضافة أجود عندي.

والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ: الصَّيَّاحُ. وصَدَحَ الطائرُ والغُرابُ والدِّيكُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً. صاحَ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ صَدَّاحٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَرْثِي عامِرَ بنَ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ مُلاعِبَ الأَسِنَّة: وفِتْيَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ، ... باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ وراحِ، وزَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ، ... وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ الرَّسَلُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل. والقِماحُ: الرَّافِعَةُ رؤُوسها. والأَذْباحُ: جَمْعُ ذِبْحٍ، وَهُوَ مَا ذُبِحَ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كُلَّمَا ... دَنَا الصيفُ، وانْزاحَ الربيعُ فأَنجَما والصَّدْحُ أَيضاً: شِدَّةُ الصَّوْتِ وحِدَّته وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. والصَّدُوحُ والصَّيْداحُ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ؛ قَالَ: وذُعِرَتْ مِنْ زاجرٍ وَحْواحِ، ... مُلازمٍ آثارَها، صَيْداحِ والصَّيْدَحُ: الْفَرَسُ الشَّدِيدُ الصَّوْتِ. وصَدَحَ الحمارُ، وَهُوَ صَدُوحٌ: صَوَّتَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: مُحَشْرِجاً ومَرَّةً صَدُوحا وَقَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ الصَّدْحُ مِنْ شِدَّةِ صَوْتِ الدِّيكِ وَالْغُرَابِ وَنَحْوِهِمَا. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّدَحُ الأَسْوَدُ، وَقَالَ: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ الصَّدَحُ أَنْشَزُ مِنَ العُنَّاب قَلِيلًا وأَشدُّ حُمْرَةً، وحُمْرَتُه تَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ. وَذَكَرَ الأَزهري: الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة، واحدها صَدَحٌ. والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ والصُّدْحةُ: خَرَزَةٌ يُسْتَعْطَفُ بِهَا الرِّجَالُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ خَرَزة تُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرجالَ. والصَّدَحُ: حَجَرٌ عَرِيضٌ. وصَيْدَحُ: اسْمُ نَاقَةِ ذِي الرُّمَّةِ، وَفِيهَا يَقُولُ: سَمِعْتُ: الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً، ... فقلتُ لِصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا «1» صرح: الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ، وَالْكَسْرُ أَفصح: المَحْضُ الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ رَجُلٌ صَرِيحٌ وصُرَحاء، وَهِيَ أَعلى «2»، وَالِاسْمُ الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ. وصَرُحَ الشيءُ: خَلُصَ. وَكُلُّ خَالِصٍ: صَريح. والصَّريحُ مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ: المَحْضُ، وَيُجْمَعُ الرِّجَالُ عَلَى الصُّرَحاء، وَالْخَيْلُ عَلَى الصَّرائح؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّريح الرَّجُلُ الْخَالِصُ النِّسَبِ، وَالْجَمْعُ الصُّرَحاء؛ وَقَدْ صَرُحَ، بِالضَّمِّ، صَراحة وصُرُوحة؛ تقول: جَاءَ بَنُو تَمِيمٍ صَرِيحةً إِذا لَمْ يُخَالِطْهُمْ غَيْرُهُمْ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وكَرَّمَ مَاءً صَريحا أَي خَالِصًا، وأَراد بِالتَّكْرِيمِ التَّكْثِيرَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَدِيثُ الْوَسْوَسَةِ ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمان كَرَاهَتُكُمْ لَهُ صريحُ الإِيمان. والصريحُ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ ضِدُّ الْكِنَايَةِ؛ يَعْنِي أَن صَرِيحَ الإِيمان هُوَ الَّذِي يَمْنَعُكُمْ مِنْ قَبُولِ مَا يُلْقِيهِ الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِكُمْ حَتَّى يَصِيرَ ذَلِكَ وَسُوسَةً لَا يَتَمَكَّنُ في قلوبكم،

_ (1). قوله [سمعت الناس إلخ] برفع الناس. هكذا ضبطه غير واحد. ووجدت بخط الجوهري: رأيت بدل سمعت، وهو خطأ، والصواب ما هنا فتأَمل؛ كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل. (2). قوله [رَجُلٌ صَرِيحٌ وَصُرَحَاءُ وَهِيَ أَعلى] كذا بالأَصل، ولعل فيه سقطاً. والأَصل: رجل صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى. وعبارة القاموس وشرحه: وهو أي الرجل الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء، وهي أعلى، وصرائح.

وَلَا تطمئنُّ إِليه نُفُوسُكُمْ؛ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن الْوَسْوَسَةَ نَفْسَهَا صَرِيحُ الإِيمان لأَنها إِنما تَتَوَلَّدُ مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ وَتَسْوِيلِهِ فَكَيْفَ تَكُونُ إِيماناً صَريحاً؟ وصَريحٌ: اسْمُ فحلٍ مُنْجِبٍ؛ وَقَالَ أَوْسُ بْنِ غَلْفاء الهُجَيْمِي: ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها، ... يُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ، لأَن قَبْلَهُ: أَعانَ عَلَى مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ ... مُضاعَفَةٌ، لَهَا حَلَقٌ تُؤامُ وَفَرَسٌ صريحٌ مِنْ خَيْلٍ صَرائِحَ؛ والصَّريحُ: فَحْلٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ طُفيل: عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ، ... مَغاوِيرُ فِيهَا للأَرِيبِ مُعَقَّبُ وَيُرْوَى مِنْ آلِ الصَّريح وأَعْوَجٍ، غَلَبَتِ الصِّفَةُ عَلَى هَذَا الْفَحْلِ فَصَارَتْ لَهُ اسْمًا. وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خَالِصًا. وخَمْر صُراح وصُراحِية: خَالِصَةٌ. وكأْسٌ صُراحٌ: لَمْ تُشَبْ بِمَزْج؛ وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: دَعاها بِشاةٍ حائلٍ، فَتَحَلَّبَتْ ... لَهُ بصَرِيحٍ، ضَرَّةُ الشاةِ، مُزْبِدِ أَي لَبَنٍ خَالِصٍ لَمْ يُمْذَقْ. والضَّرَّة: أَصل الضَّرْع. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سُئِلَ مَتَى يَحِلُّ شِراءُ النَّخْلِ؟ قَالَ: حِينَ يُصَرِّحُ، قِيلَ: وَمَا التَّصْرِيحُ؟ قَالَ: حِينَ يَسْتَبين الحُلْوُ مِنَ المُرِّ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا يُرْوَى ويُفَسر، وَالصَّوَابُ يُصَوِّحُ، بِالْوَاوِ، وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. والصُّراحِيَّة: آنيةٌ لِلْخَمْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والصَّرَح، بِالتَّحْرِيكِ: الأَبيض الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم، ... كَمَا يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ وأَورد الأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الْخَالِصِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بالأَبيض. وأَبْيَضُ صَرَاحٌ، كَلَياحٍ: خالصٌ ناصعٌ. والصَّريحُ: اللَّبَنُ إِذا ذَهَبَتْ رَغْوَتُه. وَلَبَنٌ صَريح: سَاكِنُ الرَّغْوَةِ خَالِصٌ. وَفِي الْمَثَلِ: بَرَزَ الصريحُ بِجَانِبِ المَتْنِ؛ يُضْرَبُ هَذَا للأَمر الَّذِي وَضَحَ. وَنَاقَةٌ مِصْراح: قَلِيلَةُ الرَّغْوَةِ خَالِصَةُ اللَّبَنِ؛ الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي لَا تُرَغِّي: مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها وَلَا تُرَغِّي أَبداً. وَبَوْلٌ صَرِيحٌ: خَالِصٌ لَيْسَ عَلَيْهِ رَغْوَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ للَّبن وَالْبَوْلِ صَرِيحٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ رَغْوَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَسُوفُ مِنْ أَبْوالِها الصَّريحا وصَرِيحُ النُّصْحِ: مَحْضُه. وَيَوْمٌ مُصَرِّحٌ أَي لَيْسَ فِيهِ سَحَابٌ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاح فِي قَوْلِهِ يَصِفُ ذِئْبًا: إِذا امْتَلَّ يَهْوِي، قلتَ: ظِلُّ طَخاءةٍ، ... ذَرَى الرِّيحُ فِي أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ امْتَلَّ: عَدَا. وطَخاءَة: سَحَابَةٌ خَفِيفَةٌ أَي ذَرَّاهُ الرِّيح فِي يَوْمٍ مُصْحٍ؛ شَبَّهَ الذِّئْبَ فِي عَدْوِهِ فِي الأَرض بِسَحَابَةٍ خَفِيفَةٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي السَّمَاءِ. وصَرَّحَتِ الخَمْر تَصْرِيحًا: انْجَلَى زَبَدُها فَخَلَصَتْ، وَهُوَ التصريحُ؛ تَقُولُ: قَدْ صَرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارٍ وإِزْبادٍ. وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عَنْهَا: انْجَلَى فَخَلَصَ؛

قَالَ الأَعشى: كُمَيْتاً تَكَشَّفُ عَنْ حُمْرَةٍ، ... إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها وانْصَرَحَ الحقُّ أَي بانَ، وكَذِبٌ صُرْحانٌ: خالِصٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَلَقِيتُهُ مُصارَحةً ومُقارَحةً وصُراحاً وصِراحاً وكِفاحاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا لَقِيتَهُ مُوَاجَهَةً؛ قَالَ: قَدْ كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ ... عَمْراً، وعَمْرٌو عُرْضةُ الصُّرَاحِ وشَتَمْتُ فُلَانًا مُصارَحة وصُراحاً وصِراحاً أَي كِفاحا وَمُوَاجَهَةً، وَالِاسْمُ الصُّراحُ، بِالضَّمِّ. وكَذِبٌ صُراحِيَةٌ وصُراحِيٌّ وصُراحٌ: بَيِّنٌ يَعْرِفُهُ الناسُ. وَتَكَلَّمَ بِذَلِكَ صُراحاً وصِراحاً أَي جِهَارًا. وَيُقَالُ: جَاءَ بِالْكُفْرِ صُراحاً خَالِصًا أَي جِهَارًا؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد صَريحاً. وصَرَّحَ فلانٌ بِمَا فِي نَفْسِهِ وصارَحَ: أَبداه وأَظهره؛ وأَنشد أَبو زِيَادٍ: وإِني لأَكْنُو عَنْ قَذُورٍ بِغَيْرِهَا، ... وأُعْرِبُ أَحياناً بِهَا، فأُصارِحُ أَمُنْحَدِراً تَرْمي بكَ العِيسُ غُرْبَةً، ... ومُصْعِدَة بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ؟ وَفِي الْمَثَلِ: صَرَّحَ الحقُّ عَنْ مَحْضِهِ أَي انْكَشَفَ. الأَزهري: وصَرَحَ الشيءَ وصَرَّحه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظهره؛ وَيُقَالُ: صَرَّحَ فلانٌ مَا فِي نَفْسِه تَصْرِيحًا إِذا أَبداه. والتصريحُ: خلافُ التَّعْرِيضِ؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: صَرَّحَتْ بِجِدَّان وجِلْدانَ «1» إِذا أَبدى الرجلُ أَقْصَى مَا يُرِيدُهُ. والصُّراحُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الَّذِي أُكْثِرَ ماؤُه فَتَرى فِي بَعْضِهِ سُمْرَة مِنْ مَائِهِ وخُضْرَةً. والصُّراحُ: عَرَق الدَّابَّةِ يَكُونُ فِي الْيَدِ؛ كَذَا حَكَاهُ كُرَاعٌ، بِالرَّاءِ، وَالْمَعْرُوفُ الصُّمَاحُ. والصَّرْحُ: بَيْتٌ وَاحِدٌ يُبْنى مُنْفَرِدًا ضَخْماً طَوِيلًا فِي السَّمَاءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ القَصْرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ بِنَاءٍ عَالٍ مرتفع؛ وفي التنزيل: نَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ ؛ وَالْجَمْعُ صُرُوحٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَلَى طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّباءِ، ... تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ؛ قَالَ: الصَّرْحُ، فِي اللُّغَةِ، القَصْرُ والصَّحْنُ؛ يقال: هذه صَرْحةُ الدَّارِ وقارِعَتُها أَي سَاحَتُهَا وعَرْصَتُها؛ وَقَالَ بعضُ المُفَسرين: الصَّرْحُ بَلاطٌ اتُّخِذَ لَهَا مِنْ قَوارير. والصَّرْحُ: الأَرض المُمَلَّسةُ. والصَّرْحةُ: مَتْنٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوٍ. والصَّرْحةُ مِنَ الأَرض: مَا اسْتَوَى وَظَهَرَ؛ يُقَالُ: هُمْ فِي صَرْحةِ المِرْبَدِ وصَرْحةِ الدَّارِ، وَهُوَ مَا اسْتَوَى وَظَهَرَ؛ وإِن لَمْ يَظْهَرْ، فَهُوَ صَرْحة بَعْدَ أَن يَكُونَ مُسْتَوِيًا حَسَنًا، قَالَ: وَهِيَ الصَّحْرَاءُ فِيمَا زَعَمَ أَبو أِسلم؛ وأَنشد لِلرَّاعِي: كأَنها، حينَ فاضَ الماءُ واخْتَلَفَتْ، ... فَتْخاءُ، لاحَ لَهَا، بالصَّرْحةِ، الذِّيبُ والصَّرْحةُ: مَوْضِعٌ. وصِرْواحُ: حِصْن بِالْيَمَنِ؛ أَمر سُلَيْمَانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الجنَّ فَبَنَوْه لِبَلْقِيسَ، وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ معرَّف بالأَلف وَاللَّامِ. وَتَقُولُ: صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَت وَصَارَتْ صَرِيحَةً أَي خَالِصَةً فِي الشدَّة؛ وَكَذَلِكَ تَقُولُ: صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظَهَرَتْ جُدُوبَتُها؛ قَالَ سَلامة بنُ جَنْدل:

_ (1). قوله [صرحت بجدان وجلدان] الضمير في صرحت للقصة، وروي إعجام الدال وإهمالها، وانظر ياقوت والميداني.

قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ، بُيوتُهُمُ ... مَأْوَى الضُّيوفِ، ومأْوى كلِّ قُرْضوبِ «1» القُرْضُوبُ: الفقيرُ. والصُّمارِحُ، بِالضَّمِّ: الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَيُرْوَى الصُّمادِحُ، بِالدَّالِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا أَظنه مَحْفُوظًا. صردح: الصَّرْدَحَةُ: الصَّحْرَاءُ الَّتِي لَا تَنْبُتُ، وَهِيَ غَلْظٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوٍ. والصَّرْدَحُ: الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي، والصِّرْداحُ مِثْلُهُ. والصَّرْدَحُ والصِّرْداحُ: المكانُ الصُّلْبُ؛ وَقِيلَ: الصَّرْدح الْمَكَانُ الْوَاسِعُ الأَمْلَسُ الْمُسْتَوِي؛ وَقِيلَ: الصِّرْداحُ الْفَلَاةُ الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّرادِحُ وَاحِدَتُهَا صَرْدَحة، وَهِيَ الصَّحْرَاءُ الَّتِي لَا شَجَرَ بِهَا وَلَا نَبْتَ، وَهِيَ غَلْظٌ مِنَ الأَرض، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ. أَبو عَمْرٍو: الصَّرادِحُ الأَرضُ الْيَابِسَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَنس: رأَيت الناسَ فِي إِمارة أَبي بَكْرٍ جُمِعوا فِي صَرْدَح يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصوتُ ؛ الصَّرْدح: الأَرض الْمَلْسَاءُ، وَجَمْعُهَا صَرادِحُ. وضَرْبٌ صُرادِحِيٌّ وصُمادِحِيٌّ: شَدِيدٌ بَيِّنٌ. صرطح: الصَّرْطَحُ: الْمَكَانُ الصُّلْبُ، وَكَذَلِكَ الصِّرْداحُ «2»، وَالسِّينُ لُغَةٌ. صرفح: الصَّرَنْفَحُ: الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ وَالصَّوْتُ كالصَرَنْقَح، وصَرَّحَ ثَعْلَبٌ بأَن الْمَعْرُوفَ إِنما هُوَ بالفاء. صرقح: الصَّرَنْقَحُ: الْمَاضِي الجَريء؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الصَّرَنْقَحُ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ وَالصَّوْتِ، وأَنشد لِجَرانِ العَوْدِ فِي وَصْفِ نِسَاءٍ ذَكَرَهُنَّ فِي شِعْرٍ لَهُ فَقَالَ: إِنَّ مِنَ النِّسْوانِ مَنْ هِيَ رَوْضةٌ، ... تَهِيجُ الرِّياضُ قُبْلَها، وتَصَوَّحُ ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ، مَا يَفُكُّهُ ... مِنَ الناسِ إِلا الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلا الشَّحْشحانُ الصَّرَنْقَحُ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ صَرَنْقَحٌ وصَلَنْقَحٌ، بِالرَّاءِ وَاللَّامِ. والصَّرَنْقَحُ أَيضاً: الْمُحْتَالُ؛ الأَزهري: الصَّرَنْقَحُ مِنَ الرِّجَالِ الشَّدِيدُ الشَّكيمة الَّذِي لَهُ عزيمة لَا يُطْمَع فِيمَا عِنْدَهُ وَلَا يُخْدَعُ؛ وَقِيلَ: الصَّرَنْقَحُ الظريف. صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كُلِّ شيءٍ: جَانِبُهُ. وصَفْحاه: جَانِبَاهُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِنْجَاءِ: حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جَانِبَيِ المَخْرَج. وصَفْحُه: نَاحِيَتُهُ. وصَفْحُ الجبلِ: مُضْطَجَعُه، وَالْجَمْعُ صِفاحٌ. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عُرْضُ وَجْهِهِ. وَنَظَرَ إِليه بصَفْحِ وَجْهِهِ وصُفْحِه أَي بعُرْضِه. وَفِي الْحَدِيثِ: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه وَلَا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحد الشِّقَّيْن؛ وَفِي شِعْرِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ: تَزِلُّ عَنْ صَفْحتِيَ المَعابِلُ أَي أَحد جانِبَي وَجْهَهُ. وَلَقِيَهُ صِفاحاً أَي اسْتَقْبَلَهُ بصَفْحِ وَجْهِهِ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وصَفْحُ السَّيْفِ وصُفْحُه: عُرْضُه، وَالْجَمْعُ أَصفاح. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهَاهُ. وضَرَبه بِالسَّيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عَنِ ابْنِ الأَعرابي

_ (1). قوله [مأوى الضيوف] أنشده الجوهري مأوى الضريك، والضريك والقرضوب واحد، فعلى ما أنشده المؤلف هنا يكون عطف القرضوب على الضيوف من عطف الخاص بخلافه على ما أنشده الجوهري. (2). قوله [وكذلك الصرداح إلخ] كذا بالأَصل بالدال المهملة، والذي في شرح القاموس المطبوع: وكذلك الصرطاح، والسين لغة.

أَي مُعَرَّضاً؛ وَضَرَبَهُ بصُفْح السَّيْفِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بصَفْحِ السَّيْفِ، مَفْتُوحَةً، أَي بعُرْضه؛ وَقَالَ الطِّرِمّاح: فَلَمَّا تنَاهتْ، وَهِيَ عَجْلى كأَنها ... عَلَى حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ عُبادة: لَوْ وجدتُ مَعَهَا رَجُلًا لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غيرَ مُصْفَحٍ [مُصْفِحٍ] ؛ يُقَالُ: أصْفَحه بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَهُ بعُرْضه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ، وَالسَّيْفُ مُصْفَحٌ، يُرْوَيان مَعًا. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ: لنضرِبَنَّكم بِالسُّيُوفِ غيرَ مُصْفَحات؛ يَقُولُ: نَضْرِبُكُمْ بِحَدِّهَا لَا بعُرْضها؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: بحيثُ مَناط القُرْطِ مِنْ غيرِ مُصْفَحٍ، ... أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ «1» وصَفَحْتُ فُلَانًا وأَصْفَحْته جَمِيعًا، إِذا ضَرَبْتَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفِحاً [مُصْفَحاً] أَي بعُرْضه. وَسَيْفٌ مُصْفَح ومُصَفَّح: عَرِيضٌ؛ وَتَقُولُ: وَجْهُ هَذَا السَّيْفِ مُصْفَح أَي عَرِيضٌ، مِن أَصْفَحْتُه؛ قَالَ الأَعشى: أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا، ... وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟ يَعْنِي العِراض؛ وأَنشد: وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ، ... إِذا ضاقتْ، عَنِ الموتِ، الصُّدورُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُصْفَحُ الْعَرِيضُ الَّذِي لَهُ صَفَحاتٌ لَمْ تَسْتَقِمْ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ كالمُصْفَحِ مِنَ الرؤوس، لَهُ جَوَانِبُ. وَرَجُلٌ مُصْفَح الْوَجْهِ: سَهْلُه حَسَنُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وصَفِيحةُ الْوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِهِ. والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وَهُمَا اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ مِنَ الكَتِف: مَا انْحَدَر عَنِ الْعَيْنِ «2» مِنْ جَانِبَيْهِمَا، وَالْجَمْعُ صِفاحٌ. وصَفْحَتا العُنُق: جَانِبَاهُ. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللَّذَانِ يُكتبان. والصَّفِيحة: السَّيْفُ الْعَرِيضُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّفيحة مِنَ السُّيُوفِ العريضُ. وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. وَالصَّفَائِحُ: حِجَارَةٌ رِقاقٌ عِراض، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. والصُّفَّاحُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: العَرِيضُ؛ قَالَ: والصُّفَّاح مِنَ الْحِجَارَةِ كالصَّفائح، الْوَاحِدَةُ صُفَّاحة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها ... عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه شَبَّهَ النَّاقَةَ بالصُّفَّاحةِ لِصَلَابَتِهَا. وَابْنُ حَوْبٍ: رجلٌ مَجْهُودٌ مُحْتَاجٌ لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة. ووَجْهُ كُلِّ شَيْءٍ عَرِيضٍ: صَفِيحةٌ. وَكُلُّ عَرِيضٍ مِنْ حِجَارَةٍ أَو لَوْحٍ وَنَحْوَهُمَا: صُفَّاحة، وَالْجَمْعُ صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ وَالْجَمْعُ صَفَائِحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْحِجَارَةِ الْعَرِيضَةِ صَفائح، وَاحِدَتُهَا صَفِيحة وصَفِيحٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وصَفائِحاً صُمّاً، رَواسيها ... يُسَدِّدْنَ الغُضُونا وصَفائح الْبَابِ: أَلواحه. والصُّفَّاحُ مِنَ الإِبل: الَّتِي عَظُمَتْ أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ النَّاقَةِ يأْخذ قَراها، جَمْعُهَا صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة الرَّجُلِ: عُرْضُ صدرِه. والمُصَفَّحُ من الرؤوس الَّذِي ضُغِطَ مِنْ قِبَلِ

_ (1). قوله [بحيث مناك القرط إلخ] هكذا هو في الأَصل بهذا الضبط. (2). قوله [مَا انْحَدَرَ عَنِ الْعَيْنِ] هكذا في الأَصل وشرح القاموس، ولعله العنق.

صُدْغَيْه، فَطَالَ مَا بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَقَفَاهُ؛ وَقِيلَ: المُصَفَّح الَّذِي اطمأَنَّ جَنْبَا رأْسه ونَتَأَ جَبِينُهُ فَخَرَجَتْ وَظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مِنَ الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً، وَهُوَ الَّذِي مُسِحَ جَنْبَا رأْسه ونَتَأَ جَبِينُهُ فَخَرَجَ وَظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه، والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، وَلَا يُقَالُ: رُؤَاسِيّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فِي جَبْهَتِهِ صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فَاحِشٌ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الحَنَفِيَّة: أَنه ذَكَرَ رَجُلًا مُصْفَحَ الرأْس أَي عَرِيضُهُ. وتَصْفِيحُ الشَّيْءِ: جَعْلُه عَرِيضًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَجُلٌ مُصَفَّحُ الرأْس أَي عَرِيضُهَا. والمُصَفَّحاتُ: السُّيُوفُ الْعَرِيضَةُ، وَهِيَ الصَّفائح، وَاحِدَتُهَا صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ يَصِفُ سَحَابًا: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذُراهُ، ... وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي قَالَ الأَزهري: شبَّه الْبَرْقَ فِي ظُلْمَةِ السَّحَابِ بسيوفٍ عِراضٍ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُصَفَّحاتُ السُّيُوفُ لأَنها صُفِّحَتْ حِينَ طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها تَعْرِيضُهَا ومَطُّها؛ وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْفَاءِ، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الْغَيْثِ إِذا لمَعَ مِنْهُ البَرْق فَانْفَرَجَ، ثُمَّ الْتَقَى بَعْدَ خُبُوِّه بِتَصْفِيحِ النِّسَاءِ إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن. والتَّصفيح مِثْلُ التَّصْفِيقِ. وصَفَّحَ الرجلُ بِيَدَيْهِ: صَفَّق. والتَّصْفيح لِلنِّسَاءِ: كَالتَّصْفِيقِ لِلرِّجَالِ؛ وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ ، وَيُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ؛ التَّصْفِيحُ وَالتَّصْفِيقُ وَاحِدٌ؛ يُقَالُ: صَفَّحَ وصَفَّقَ بِيَدَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ عَلَى صَفْحَةِ الْكَفِّ الأُخرى، يَعْنِي إِذا سَهَا الإِمام نَبَّهَهُ المأْموم إِن كَانَ رَجُلًا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وإِن كَانَتِ امرأَة ضَرَبَتْ كَفَّهَا عَلَى كَفِّهَا الأُخرى عِوَضَ الْكَلَامِ؛ وَرَوَى بَيْتَ لَبِيدٍ: كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراهُ جَعَلَ المُصَفِّحات نِسَاءً يُصَفِّقْن بأَيديهن فِي مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ الرَّعْدِ بِتَصْفِيقِهِنَّ، ومَن رَوَاهُ مُصَفَّحاتٍ، أَراد بِهَا السُّيُوفَ الْعَرِيضَةَ؛ شَبَّهَ بَرِيقَ البَرْقِ بِبَرِيقِهَا. والمُصافَحةُ: الأَخذ بِالْيَدِ، والتصافُحُ مِثْلُهُ. وَالرَّجُلُ يُصافِحُ الرجلَ إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّهِ فِي صُفْح كَفِّهِ؛ وصُفْحا كَفَّيْهِمَا: وَجْهاهُما؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المُصافَحَة عِنْدَ اللِّقاء، وَهِيَ مُفاعَلة مِنْ إِلصاق صُفْح الْكَفِّ بِالْكَفِّ وإِقبال الْوَجْهِ عَلَى الْوَجْهِ. وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: مُعْتَدِلُ القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ الكلبُ ذِرَاعَيْهِ لِلْعَظْمِ صَفْحاً يَصْفَحهما: نَصَبَهُمَا؛ قَالَ: يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا، ... صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ، فَقَلَبَ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَبْسُطَهُمَا ويُصَيِّرَ الْعَظْمَ بَيْنَهُمَا ليأْكله؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ وَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَصَفَ حَبْلًا عَرَّضه فَاتْلُهُ حَتَّى فَتَلَهُ فَصَارَ لَهُ وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفُوح أَي عَرِيضٌ، قَالَ: وقوله صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِرَاعَيْهِ عَلَى عَرَقٍ يُوَتِّدُه عَلَى الأَرض بِذِرَاعَيْهِ يَتَعَرَّقه، وَنَصَبَ كَلْبًا عَلَى التَّفْسِيرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها، ... كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ عَنَى أَنها تَنْصِبُهُمَا وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صَفَحَ وَرَقَ الْمُصْحَفِ. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: صَفَحْت وَرَقَ الْمُصْحَفِ صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ وتَصَفَّحَهم: نَظَرَ إِليهم طَالِبًا لإِنسان. وصَفَحَ

وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها: نَظَرَهَا مُتَعَرِّفاً لَهَا. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ الْقَوْمِ إِذا تأَمَّلْتَ وُجُوهَهُمْ تَنْظُرُ إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ، ... فَلَمَّ يَكُ إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ أَي تَصَفَّحْنا وُجُوهَ الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ إِذا نَظَرْتَ فِي صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ عَلَى الحوضِ إِذا أَمررتها عَلَيْهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: نَاقَةٌ مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وصَفَحَتِ الشاةُ وَالنَّاقَةُ تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابْنُ الأَعرابي: الصَّافِحُ النَّاقَةُ الَّتِي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وَذَهَبَ لَبَنُهَا؛ وَقَدْ صَفَحَتْ صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فَمَنَعَهُ؛ قَالَ: وَمَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرّ، لَا يَزَلْ ... يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ وَيُقَالُ: أَتاني فُلَانٌ فِي حَاجَةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصْفاحاً إِذا طَلَبَهَا فمَنَعْتَه. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أُهْدِيَتْ لِي فِدْرَةٌ مِنْ لَحْمٍ، فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: ارْفَعِيهَا لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإِذا هِيَ قَدْ صَارَتْ فِدْرَةَ حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ وَقَفَ عَلَى بَابِكُمْ سَائِلٌ فأَصْفَحْتموه أَي خَيَّبْتُموه. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ صَفَحْتُه إِذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إِذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عَنْ حَاجَتِهِ يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كِلَاهُمَا: رَدَّه. وصَفَحَ عَنْهُ يَصْفَح صَفْحاً: أَعرض عَنْ ذَنْبِهِ. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الْكَرِيمُ، لأَنه يَصْفَح عَمَّنْ جَنى عَلَيْهِ. واستْصْفَحَه ذَنْبَهُ: اسْتَغْفَرَهُ إِياه وَطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنْهُ. وأَما الصَّفُوحُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَعْنَاهُ العَفُوُّ؛ يُقَالُ: صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ وأَعرضت عَنْهُ فَلَمْ أُؤَاخذْه بِهِ؛ وَضَرَبْتُ عَنْ فُلَانٍ صَفْحاً إِذا أَعرضت عَنْهُ وَتَرَكْتَهُ؛ فالصَّفُوحُ فِي صِفَةِ اللَّهِ: العَفُوُّ عَنْ ذُنُوبِ الْعِبَادِ مُعْرِضاً عَنْ مُجَازَاتِهِمْ بِالْعُقُوبَةِ تَكرُّماً. والصَّفُوحُ فِي نَعْتِ المرأَة: المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الْآخَرِ. وَنُصِبَ قَوْلُهُ صَفْحاً فِي قَوْلِهِ: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟ عَلَى الْمَصْدَرِ لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ أَنُعْرِضُ «1» عَنْكُمُ الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه؛ وَقَدْ أَضْرَبَ عَنْ كَذَا أَي كَفَّ عَنْهُ وَتَرَكَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها: صَفُوحُ عَنِ الْجَاهِلِينَ أَي الصَّفْح والعفوِ والتَّجاوُزِ عَنْهُمْ؛ وأَصله مِنَ الإِعراض بصَفْحَة وَجْهِهِ كأَنه أَعرض بِوَجْهِهِ عَنْ ذَنْبِهِ. والصَّفُوحُ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وَقَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟ الْمَعْنَى أَفَنُعْرِضُ عَنْ أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً مِنْ أَجل إِسرافكم عَلَى أَنفسكم فِي كُفْرِكُمْ؟ يُقَالُ صَفَح عَنِّي فلانٌ أَي أَعرض عَنْهُ مُوَلِّياً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ يَصِفُ امرأَة أَعرضت عَنْهُ: صَفُوحاً فَمَا تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً، ... فَمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذَلِكَ الوصلَ مَلَّتِ وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سَقَاهُ أَيَّ شَراب كَانَ وَمَتَى كَانَ. والمُصْفَحُ: المُمالُ عَنِ الْحَقِّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: قلبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنه قَدْ جَعَلَ صَفْحَه أَي جَانِبَهُ عَلَيْهِ؛ وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ أَنه قَالَ: الْقُلُوبُ أَربعة: فقلبٌ أَغْلَفُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ فَذَلِكَ قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الْكُفْرِ

_ (1). قوله [لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ أَنُعْرِضُ إلخ] كذا بالأصل.

بعد الإِيمان، وقلب أَجْرَدُ مِثْلُ السِّراج يَزْهَرُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمَعَ فِيهِ النِّفَاقُ والإِيمان، فمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وَهُوَ لأَيهما غَلَبَ ؛ المُصْفَحُ الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ: يَلْقَى أَهلَ الْكُفْرَ بِوَجْهٍ وأَهل الإِيمان بِوَجْهٍ. وصَفْحُ كُلِّ شَيْءٍ: وَجْهُهُ وَنَاحِيَتُهُ، وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مِنْ شَرِّ الرِّجَالِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يأْتي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهُوَ الْمُنَافِقُ. وَجَعَلَ حذيفةُ قَلْبَ الْمُنَافِقِ الَّذِي يأَتي الْكُفَّارَ بِوَجْهٍ وأَهل الإَيمان بِوَجْهٍ آخَرَ ذَا وَجْهَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ: القلبُ المُصْفَحُ زَعَمَ خَالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الَّذِي فِيهِ غِلٌّ الَّذِي لَيْسَ بِخَالِصِ الدِّينِ؛ وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ الْمَقْلُوبُ؛ يُقَالُ: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى الَّذِي يُحَرَّف عَلَى حَدِّهِ إِذا ضُرب بِهِ ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه. وَيُقَالُ: صَفَح فُلَانٌ عَنِّي أَي أَعرض بوجه ووَلَّاني وَجْهَ قَفاه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ونادَيْتُ شِبْلًا فاسْتَجابَ، وَرُبَّمَا ... ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لِمَنْ لَا نُصافِحُ وَيُرْوَى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لِمَنْ لَا نُصافِحُ؛ فَسَّرَهُ فَقَالَ: لِمَنْ لَا نُصَافِحُ أَي لِمَنْ لَا نَعْرِفُ، وَقِيلَ: للأَعداء الَّذِينَ لَا يَحْتَمِلُ أَن نُصافحهم. والمُصْفَحُ مِنْ سِهَامِ المَيْسر: السادسُ، وَيُقَالُ لَهُ: المُسْبِلُ أَيضاً؛ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَسماء قِدَاحِ المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى. وصَفْحٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ كَلْب بْنِ وَبْرَة، وَلَهُ حَدِيثٌ عِنْدَ الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ؛ وأَما قَوْلُ بِشْرٍ: رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ، ... لَهَا بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ «1» فَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ كَلْبٍ جَاوَرَ قَوْمًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَتَلُوهُ غَدْراً؛ يَقُولُ: غَدْرَتُكم بزَيْدِ بْنِ ضَباء الأَسَدِيّ أُخْتُ غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ. وصِفاحُ نَعْمانَ: جِبَالٌ تُتاخِمُ هَذَا الْجَبَلَ وَتُصَادِفُهُ؛ ونَعْمانُ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الصِّفاحِ، بِكَسْرِ الصَّادِ وَتَخْفِيفِ الْفَاءِ، مَوْضِعٌ بَيْنَ حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدَّاخِلِ إِلى مَكَّةَ. وملائكةُ الصَّفيح الأَعْلى: هُوَ مِنْ أَسماء السَّمَاءِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ: الصَّفِيحُ الأَعْلى من مَلَكُوته. صقح: الصُّقْحةُ «2»: الصَّلَعةُ. وَرَجُلٌ أَصْقَحُ: أَصْلَعُ، يَمانِيةٌ. صَلَحَ: الصَّلاح: ضِدُّ الْفَسَادِ؛ صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: فكيفَ بإِطْراقي إِذا مَا شَتَمْتَني؟ ... وَمَا بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ وَهُوَ صَالِحٌ وصَلِيحٌ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ صُلَحاءُ وصُلُوحٌ؛ وصَلُح: كصَلَح، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ صَلُحَ بثَبَت. وَرَجُلٌ صَالِحٌ فِي نَفْسِهِ مِنْ قَوْمٍ صُلَحاء ومُصْلِح فِي أَعماله وأُموره، وَقَدْ أَصْلَحه اللَّهُ، وَرُبَّمَا كَنَوْا بِالصَّالِحِ عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي هُوَ إِلى الْكَثْرَةِ كَقَوْلِ يَعْقُوبَ: مَغَرَتْ فِي الأَرض مَغْرَةٌ مِنْ مَطَرٍ؛ وَهِيَ مَطَرَةٌ صالحة، وكقول

_ (1). قوله [بالجباه] كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر. (2). قوله [الصقحة إلخ] كذا بالأصل بهذا الضبط. وعبارة المجد وشرحه: الصقح، محركة، الصلع، والنعت أصقح، وهي صقحاء والاسم الصقحة، محركة، والصقحة، بالضم، لغة يمانية.

بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ، كأَنه ابْنُ جِنِّيٍّ: أُبدلت الْيَاءُ مِنَ الْوَاوِ إِبدالًا صَالِحًا. وَهَذَا الشَّيْءُ يَصْلُح لَكَ أَي هُوَ مِنْ بابَتِك. والإِصلاح: نَقِيضُ الإِفساد. والمَصْلَحة: الصَّلاحُ. والمَصلَحة وَاحِدَةُ الْمَصَالِحِ. والاسْتِصْلاح: نَقِيضُ الِاسْتِفْسَادِ. وأَصْلَح الشيءَ بَعْدَ فَسَادِهِ: أَقامه. وأَصْلَحَ الدَّابَّةَ: أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: تَقُولُ أَصْلَحْتُ إِلى الدَّابَّةِ إِذا أَحسنت إِليها. والصُّلْحُ: تَصالُح الْقَوْمِ بَيْنَهُمْ. والصُّلْحُ: السِّلْم. وَقَدِ اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا، مُشَدَّدَةَ الصَّادِ، قَلَبُوا التَّاءَ صَادًا وأَدغموها فِي الصَّادِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَوْمٌ صُلُوح: مُتصالِحُون، كأَنهم وَصَفُوا بِالْمَصْدَرِ. والصِّلاحُ، بِكَسْرِ الصَّادِ: مَصْدَرُ المُصالَحةِ، وَالْعَرَبُ تُؤَنِّثُهَا، وَالِاسْمُ الصُّلح، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وأَصْلَح مَا بَيْنَهُمْ وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ، ... وَمَا فِيهَا لهمْ سَلَعٌ وقارُ وَقَوْلُهُ: وَمَا فِيهَا أَي وَمَا فِي المُصالَحة، وَلِذَلِكَ أَنَّث الصِّلاح. وصَلاحِ وصَلاحٌ: مِنْ أَسماء مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الصُّلْح لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: حَرَماً آمِناً*؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الصَّلاحِ، وَقَدْ يُصْرَفُ؛ قَالَ حَرْبُ بْنُ أُمية يُخَاطِبُ أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ؛ وقيل هو للحرث بْنِ أُمية: أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ، ... فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى مِنْ قُرَيْشِ وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فِيهِمْ، ... أَبا مَطَرٍ، هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً، ... وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّاهِدُ فِي هَذَا الشِّعْرِ صَرْفُ صَلَاحٍ؛ قَالَ: والأَصل فِيهَا أَن تَكُونَ مَبْنِيَّةً كَقَطَامِ. وَيُقَالُ: حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لَمْ يَدينوا للمَلِك؛ قَالَ: وأَما الشَّاهِدُ عَلَى صلاحِ بِالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ صَرْف، فَقَوْلُ الْآخَرِ: مِنَّا الَّذِي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً، ... لَمْ يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ يَعْنِي خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وصَلاحِ اسْمُ عَلَمٍ لِمَكَّةَ. وَقَدْ سمَّت العربُ صَالِحًا ومُصْلِحاً وصُلَيحاً. والصِّلْحُ: نَهْرٌ بمَيْسانَ. صلنبح: الصلنباح «3»: صلدح: الصَّلَوْدَحُ: الصُّلْبُ. والصَّلَنْدَحةُ «4»: الصُّلْبة. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الصَّلْدَحُ هُوَ الْحَجَرُ العريضُ؛ وَجَارِيَةٌ صَلْدَحة. ابْنُ دُرَيْدٍ: نَاقَةٌ جَلَنْدَحة شَدِيدَةٌ، وصَلَنْدَحة: صُلْبة، وَلَا يُوصَفُ بِهِمَا إِلا الإِناث. صلطح: الصَّلْطَحة: الْعَرِيضَةُ مِنَ النِّسَاءِ. واصْلَنطَحت البَطْحاءٌ: اتَّسَعَتْ؛ قَالَ طُرَيْحٌ: أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ، وَلَمْ ... تَعْطِفْ عَلَيْكَ الحُنِيُّ والوُلُجُ يَمْدَحُهُ بأَنه مِنْ صَمِيم قُرَيْشٍ، وَهُمْ أَهل البَطْحاء. ونَصْلٌ مُصَلْطَحٌ: عَرِيضٌ. وَمَكَانٌ سُلاطِحٌ: عَرِيضٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعِ: صُلاطِح بُلاطِح؛

_ (3). زاد المجد الصلنباح، أَي بكسرتين وسكون النون: سمك طويل. (4). قوله [والصلندحة] هذه بفتح الصاد وَضَمِّهَا مَعَ فَتْحِ اللَّامِ فيهما كما في القاموس وشرحه.

بُلَاطِحٌ إِتباعٌ. والصَّلَوْطَحُ: مَوْضِعٌ «1» قَالَ: إنِّي بعَيْني إِذا أَمَّتْ حُمُولُهُمُ ... بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ، لَا يَنْظُرْن مَنْ تَبِعا صلقح: صَلْقَح الدَّرَاهِمَ «2»: قَلَّبَها. والصَّلاقِحُ: الدَّرَاهِمُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَلَمْ يَذْكُرْ وَاحِدَهَا. والصَّلَنْقَحُ: الصَّيَّاحُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنها لَصَلَنْقَحةُ الصَّوت صُمادِحِيَّة، فأَدخل الهاء. صمح: صَمَحَتْه الشمسُ «3» تَصْمَحُه وتَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ عَلَيْهِ حَرُّها حَتَّى كادتْ تُذِيبُ دِماغَه؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: مِنْ سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ، ... صَمَحَتْها ظَهيرةٌ غَرَّاءُ اللَّيْثُ: صَمَحَه الصَّيْفُ إِذا كادَ يُذيبُ دِمَاغَهُ مِنْ شدَّة الْحَرِّ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ كَانِسًا من البقر: يَذيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ، ... ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه والصَّرَّة: شِدَّةُ الْحَرِّ. والصَّامِحةُ: الَّتِي تُؤلم الدِّمَاغَ بِشِدَّةِ حَرِّهَا. وشمسٌ صَمُوحٌ: حَارَّةٌ مُتَغَيِّرَةٌ؛ قَالَ: شمسٌ صَمُوحٌ وحَرُورٌ كالَّهَبْ وَيَوْمٌ صَمُوحٌ وصامِحٌ: شَدِيدُ الْحَرِّ. والصُّماحُ: العَرَقُ الْمُنْتِنُ؛ وَقِيلَ: خُبْثُ الرَّائِحَةِ مِنَ العَرَقِ، والمَعْنَيان مُتَقَارِبَانِ. والصُّماحيُّ: مأَخوذ مِنَ الصُّماحِ، وَهُوَ الصُّنان؛ وأَنشد: ساكناتُ العَقيقِ أَشهى، إِلى النَّفْسِ، ... مِنَ الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمسكِ، ... صُماحاً، كأَنه رِيحُ مَرْقِ المَرْقُ: الجِلْد الَّذِي لَمْ يَسْتَحكم دِباغُه، وَهُوَ الْإِهَابُ المُنْتِنُ؛ وأَنشد الأَصمعيّ فِي صِفَةِ مَاتِحٍ: إِذَا بَدَا مِنْهُ صُماحُ الصَّمْحِ، ... وفاضَ عِطْفَاه بِمَاءِ سَمْحِ والصُّماحُ: الكَيُّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: الأَصْمَحُ الَّذِي يَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ وَالضَّرْبِ لِشَجَاعَتِهِ؛ قَالَ العَجَّاجُ: ذوقِي، عُقَيْدُ، وَقْعَةَ السِّلاحِ، ... والدَّاءُ قَدْ يُطْلَبُ بالصُّماحِ وَيُرْوَى يُبْرَأُ فِي تَفْسِيرِهِ. عُقَيْدُ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَجيلة فِي بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. وَقَوْلُهُ بالصُّماح أَي بالكَيّ؛ يَقُولُ: آخِرُ الدَّوَاءِ الكَيُّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والصُّماحُ أُخِذَ مِنْ قَوْلِهِمْ صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بِشِدَّةِ حَرِّها. والصِّمْحاءُ والصِّمْحاءَةُ والحِرْباءَةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَجَمْعُهَا الصِّمْحاء والحِرْباء. وصَمَحَ يَصْمَحُ: غَلَّظَ لَهُ فِي مسأَلة وَنَحْوِهَا؛ قَالَ أَبو وجْزَة: زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح يَقُولُ: مَنْ شادَّهم شادُّوه فَغَلَبُوهُ. وصَمَحْتُ فُلَانًا أَصْمَحه صَمْحاً إِذَا غَلَّظْت لَهُ فِي مسأَلة أَو غير

_ (1). قوله [والصلوطح موضع] ذكره المجد هنا وفي سلطح أيضاً بالسين كالمؤلف. وياقوت اقتصر عليه بالسين، وأنشد البيت بالسين، فقال: قال لقيط بن يعمر الأَزدي: إني بعيني إلخ ... وبعده: طوراً أراهم وطوراً لا أَبينهم إذا تواضع خدر ساعة لمعا (2). قوله [صلقح الدراهم إلخ] أورده المؤلف بالقاف، وأَورده المجد بالفاء، ونبه عليهما الشارح وزاد المجد الصلنقح أَي بالقاف كسفرجل الشديد الشكيمة أَو الظريف. (3). قوله [صمحته الشمس إلخ] بابه منع وضرب كما في القاموس.

ذَلِكَ، وصَمَحه بِالسَّوْطِ صَمْحاً: ضَرَبَهُ. وَحَافِرٌ صَمُوحٌ أَي شَدِيدٌ، وَقَدْ صَمَح صُمُوحاً؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: لَا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّمُوحا، ... يَلْتَحْنَ وَجْهاً بِالْحَصَى مَلْتُوحا وَقِيلَ: حَافِرٌ صَمُوح شَدِيدُ الوَقْع؛ عَنْ كُرَاعٍ. والصَّمَحْمَحُ والصَّمَحْمَحِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الشديدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح، وَكَذَلِكَ الدَّمَكْمَكُ، قَالَ: وَهُوَ فِي السِّنِّ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ والأَربعين؛ وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الأَصلع، وَقِيلَ: المَحلوق الرأْس؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ قَالَ: صَمَحْمَحةٌ لَا تَشْتَكِي الدهرَ رأْسها، ... وَلَوْ نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رأْس صَمَحْمَحٌ أَي أَصْلَعُ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ فَعَلْعَلٌ، كُرِّرَ فِيهِ الْعَيْنُ وَاللَّامُ. وَبَعِيرٌ صَمَحْمَحٌ: شَدِيدٌ قَوِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: الْحَاءُ الأُولى مِنْ صَمَحْمَحٍ زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ أَنها فَاصِلَةٌ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَالْعَيْنَانِ مَتَى اجْتَمَعَتَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مَفْصُولًا بَيْنَهُمَا، فَلَا يَكُونُ الْحَرْفُ الْفَاصِلُ بَيْنَهُمَا إِلا زَائِدًا، نَحْوَ عَثَوْثَلٍ وعَقَنْقَلٍ وسُلالِمٍ وحَفَيْفَدٍ «1»، وَقَدْ ثَبَتَ أَن الْعَيْنَ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةُ، فَثَبَتَ إِذاً أَن الْمِيمَ وَالْحَاءَ الأَوَّلَتَيْن فِي صَمَحْمَحٍ هُمَا الزَّائِدَتَانِ، وَالْمِيمُ وَالْحَاءُ الأَخيرتين هُمَا الأَصلِيتان، فَاعْرِفْ ذَلِكَ. وصَوْمَحٌ وصَوْمَحان: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: ويومٌ بالمَجَازةِ والكَلَنْدَى، ... ويومٌ بَيْنَ ضَنْكَ وصَوْمَحانِ هَذِهِ كلها مواضع. صمدح: الصُّمادِحُ والصُّمادِحِيُّ: الصُّلْب الشَّدِيدُ. وَصَوْتٌ صُمادِحٌ وصُمادِحِيٌّ وصَمَيْدَحٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ: مَا لِي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحا وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصُّمادِحُ الشديدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: فَشامَ فيها مُدْلِغاً صُمادِحا وَرَجُلٌ صَمَيْدَحٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ. وَضَرْبٌ صُرَادِحِيٌّ وصُمادِحيٌّ: شَدِيدٌ بَيِّنٌ؛ أَبو عَمْرٍو: الصُّمادِحُ الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ بِبَعِيرٍ فشُكَّ فِيهَا أَبَثْر أَم جَرَبٌ: هَذَا خاقٌ صُمادِحٌ: الجَرَب. والصَّمَيْدَحُ: الْخِيَارُ «2»؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد بَيْتًا فِيهِ: وسَطُوا الصَّمَيْدَحَ وايما «3» وَنَبِيذٌ صُمادِحِيٌّ: قَدْ أَدْرَكَ وخَلَصَ. صنبح: صُنابِح: اسْمٌ، وَهُوَ أَبو بَطْنٍ مِنْ الْعَرَبِ، مِنْهُمْ صَفْوانُ بْنُ عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقِيلَ: صُنابِحُ بَطْنٌ مِنْ مُرادٍ. صوح: تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ: تَمّ يُبْسُه؛ وَقِيلَ: إِذا أَصابته آفَةٌ وَيَبِسَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ صَوَّحَ البَقْلُ غَيْرَ مُتَعَدٍّ بِمَعْنَى تَصَوَّح إِذا يَبِسَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي عَلِيٍّ البَصِير: ولكنَّ البلادَ، إِذا اقْشَعَرَّتْ ... وصَوَّحَ نَبْتُها، رُعِيَ الهَشِيمُ

_ (1). قوله [وحفيفد] هكذا بالأصل والذي في شرح القاموس حفدفد. (2). قوله [والصميدح الخيار إلخ] كذا بالأَصل. ونقله شارح القاموس في المستدركات، لكن في القاموس الصميدح كسميدع: اليوم الحار انتهى. (3). هكذا بالأَصل.

وصَوَّحَتْه الريحُ: أَيْبَسَتْه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيةٌ، فِي مَرِّها نَكَبُ وَقِيلَ: تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يَبِسَ أَعلاه وَفِيهِ نُدُوَّةٌ؛ وأَنشد لِلرَّاعِي: وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ، وآذَنَتْ ... مَذانِبُ، مِنْهَا اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ مِنَ اليُبْسِ وَمِنَ البَرْدِ: يَبِسَ نَباتُها. والانْصِياحُ: كالتَّصَوُّحِ. والصَّاحَةُ مِنَ الأَرض: الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا أَبداً. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قِيلَ: قَدِ اقْطارَّ، فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قِيلَ: قَدْ تَصَوَّحَ؛ قَالَ الأَزهري: وتَصَوُّحُه مِنْ يُبْسِه زمانَ الحرِّ لَا مِنْ آفَةٍ تُصيبه. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ قَبْلَ أَن يُصَوِّحَ أَي قَبْلَ أَن يَسْتَبِينَ صلاحُه وجَيِّدُه مِنْ رَديئه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سُئِلَ مَتَى يَحِلُّ شِراءُ النَّخْلِ؟ فَقَالَ: حِينَ يُصَوِّحُ ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ انْصاحتْ جِبالُنا أَي تَشَققت وجَفَّتْ لِعَدَمِ الْمَطَرِ. يُقَالُ: صاحَه يَصُوحُه، فَهُوَ مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه. وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فبادِرُوا العِلم مِنْ قَبْلِ تَصْوِيح نَبْتِه ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: فَهُوَ يَنْصاحُ عَلَيْكُمْ بِوَابِلِ البَلايا أَي يَنْشَقُّ عَلَيْكُمْ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالصَّادِ وَالْحَاءِ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ. وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً: تَشَقَّقَ مِنْ قِبَلِ نَفْسه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبيدٍ يَصِفُ مَطَرًا قَدْ ملأَ الوِهادَ والقَرارات: فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً، ... مَا بَيْنَ مُرْتَتِقٍ مِنْهَا ومُنْصاحِ قَالَ شَمِرٌ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: مِنْ بَيْنِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا ومُنْصاحِ وفَسَّرَ: المُنْصاحُ الْفَائِضَ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، قَالَ: والمُرْتَفِقُ الْمُمْتَلِئُ. والمُرْتَتِقُ مِنَ النَّبَاتِ: الَّذِي لَمْ يَخْرُجْ نَوْرُهُ وزَهْرُه مِنْ أَكمامه. والمُنْصاحُ: الَّذِي قَدْ ظَهَرَ زَهْرُه. وَقَوْلُهُ: مِنْهَا، يُرِيدُ مِنْ نَبْتِهَا فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ؛ قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ أَبي تَمَّام الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده: مِنْ بَيْنِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا وَمِنْ طَاحِي وَقَالَ: الطَّاحِي الَّذِي فاضَ وسالَ وَذَهَبَ. وتَصَايَحَ غِمْدُ السَّيْفِ إِذا تَشَقَّقَ. وَفِي النَّوَادِرِ: صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ وآذَتْهُ. والتَّصَوُّحُ: التَّشقُّق فِي الشَّعَر وَغَيْرِهِ. وتَصَوُّحُ الشَّعَرِ: تشقُّقُه مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ وتَناثره؛ وَقَدْ صَوَّحَه الجُفُوفُ. وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شَقَقْتُهُ فانشقَّ. وانْصاحَ الْقَمَرُ: اسْتَنَارَ. وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا اسْتَنَارَ وأَضاءَ، وأَصله الِانْشِقَاقُ. والصُّوَّاحةُ، عَلَى تَقْدِيرِ فُعَّالة: مِنْ تَشَقُّقِ الصُّوف «1»؛ وَقَدْ صَوَّحه. والصُّوَاحُ: عَرَقُ الْخَيْلِ خَاصَّةً، وَقَدْ يُعَمُّ به؛ وأَنشد الأَصمعي: جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها، ... يُسَنُّ عَلَى سَنابِكِها الصُّواحُ وَيُرْوَى يَسِيلُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: تُسَنُّ عَلَى سَنابِكِها القُرُونُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ اللَّيْثِيَّ قَتَلَ رَجُلًا يَقُولُ: لَا إِله إِلَّا اللَّهُ؛ فَلَمَّا مَاتَ هُوَ دفنوه فلفظته

_ (1). قوله [من تشقق الصوف] عبارة القاموس ما تشقق من الشعر.

الأَرض فأَلقته بَيْنَ صَوْحَيْنِ «1» فأَكلته السِّبَاعُ ؛ ابْنُ الأَعرابي: الصَّوْحُ، بِفَتْحِ الصَّادِ: الْجَانِبُ مِنَ الرأْس وَالْجَبَلِ؛ وَيُقَالُ: صُوحٌ لِوَجْهِ الْجَبَلِ الْقَائِمِ كأَنه حَائِطٌ، وَهُمَا لُغَتَانِ صَحِيحَتَانِ؛ وصُوحا الْوَادِي: حَائِطَاهُ وَيُفْرَدُ، فَيُقَالُ: صُوحٌ، وَوَجْهُ الْجَبَلِ الْقَائِمِ «2» تَرَاهُ كأَنه حَائِطٌ؛ وأَلْقَوْه بَيْنَ الصُّوحَيْنِ حَتَّى أَكلته السِّبَاعُ أَي بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، فأَما مَا أَنشده بَعْضُهُمْ: وشِعْبٍ كَشَكِّ الثَّوْبِ شَكْسٍ طريقُه، ... مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ تَعَسَّفْتُهُ بالليْلِ، لَمْ يَهْدِني لَهُ ... دَلِيلٌ، وَلَمْ يَشْهَدْ لَهُ النَّعْتَ خابِرُ فإِنما عَنَى فَماً قَبَّله، فَجَعَلَهُ كالشِّعْبِ لِصِغَرِهِ، ومَثَّلَه بشَك الثَّوْبِ، وَهِيَ طَرِيقَةُ خِيَاطَتِهِ، لِاسْتِوَاءِ مَنَابِتِ أَضراسه وَحُسْنِ اصْطِفَافِهَا وتَراصُفِها، وَجَعَلَ رِيقَه كَالْمَاءِ، وناحِيَتَيِ الأَضراس كصُوحَيِ الْوَادِي. وصُوحُ الْجَبَلِ: أَسفله. والصُّواحُ: الطَّلْعُ حِينَ يَجِفُّ فيتناثَرُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وصُوحانُ: اسْمٌ؛ قَالَ: قَتَلَتْ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِ، ... وابْناً لِصُوحانَ عَلَى دِينِ عَلِي وَبَنُو صُوحانَ: مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ. والصُّواحُ: الجِصُّ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الصُّواحِيُّ مأْخوذ مِنَ الصُّواحِ، وَهُوَ الجِصُّ؛ وأَنشد: جَلَبْنا الخيلَ مِنْ تَثْلِيتَ، حَتَّى ... كأَنَّ عَلَى مَناسِجِها صُوَاحا قَالَ: شَبَّه عَرَق الْخَيْلِ لَمَّا ابيضَّ بالصُّواح، وَهُوَ الجِصُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَن الصُّواحَ الْعَرَقُ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وَفِيهِ أَيضاً شَاهِدٌ عَلَى الجصِّ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ هُنَا مَنْصُوبًا، وَالْبَيْتُ مَجْهُولُ الْقَائِلِ فَلِهَذَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي رِوَايَتِهِ؛ أَبو سَعِيدٍ: الصُّواحُ مِنَ اللَّبَنِ مَا غَلَبَ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَهُوَ الضَّياحُ والشَّهابُ؛ والصُّواحُ: النَّجْوَةُ مِنَ الأَرض «3». وصاحةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى خَذُولٍ ... بصاحةَ، فِي أَسِرَّتِها السِّلامُ وَقِيلَ: صاحةُ اسْمُ جَبَلٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الصَّاحَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِتَخْفِيفِ الْحَاءِ هِضابٌ حُمْرٌ بِقُرْبِ عَقِيق الْمَدِينَةِ. صيح: الصِّياحُ: الصوتُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: صوتُ كُلِّ شَيْءٍ إِذا اشْتَدَّ. صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً، بِالضَّمِّ، وصَيْحاً وصَيَحاناً، بِالتَّحْرِيكِ، وصَيَّحَ: صَوَّتَ بأَقصى طَاقَتِهِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ قَالَ: وصاحَ غُرابُ البَيْنِ، وانْشَقَّتِ العَصا، ... كَمَا ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ والمُصايَحَةُ والتصايُحُ: أَن يَصِيحَ القومُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ. والصَّيْحَةُ: العذابُ، وأَصله مِنَ الأَوّل؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ* ؛ يَعْنِي بِهِ الْعَذَابَ؛ وَيُقَالُ: صِيحَ فِي آلِ فُلَانٍ إِذا هَلَكُوا. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ* أَي أَهلكتهم. والصَّيحةُ: الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بِهَا. والصائِحةُ: صَيْحَةُ المَناحةِ؛ يقال: ما

_ (1). قوله [فأَلقته بين صوحين] الذي في النهاية فألقوه. (2). قوله [وَوَجْهُ الْجَبَلِ الْقَائِمِ تَرَاهُ إلخ] عبارة الجوهري وَوَجْهُ الْجَبَلِ الْقَائِمِ تَرَاهُ كأنه حائط. وفي الحديث: وألقوه بين الصوحين. (3). قوله [وَالصُّوَاحُ النَّجْوَةُ مِنَ الأَرض] أي ما ارتفع منها. وفي القاموس: والصواح الرخوة من الأَرض.

فصل الضاد

يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مثلَ صَيْحةِ الحُبْلى أَي شَرًّا سَيعاجِلُهم؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ؛ فَذَكَرَ الْفِعْلَ لأَن الصَّيْحَةَ مَصْدَرٌ أُريد بِهِ الصِّياحُ، وَلَوْ قِيلَ: أَخذت الَّذِينَ ظَلَمُوا الصيحةُ بالتأْنيث، كَانَ جَائِزًا يَذْهَبُ بِهِ إِلى لَفْظِ الصَّيْحة؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: دَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراتِهِ، ... ولكنْ حَديثاً، مَا حديثُ الرَّواحِلِ؟ وَلَقِيتُهُ قَبْلَ كُلِّ صَيْح ونَفْرٍ؛ الصَّيْحُ: الصِّياحُ، وَالنَّفَرُ: التَّفَرُّقُ؛ وَكَذَلِكَ إِذا لَقِيتَهُ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ. وغَضِبَ مِنْ غَيْرِ صَيْحٍ وَلَا نَفْر أَي من غير شَيْءٍ صِيحَ بِهِ؛ قَالَ: كذوبٌ مَحولٌ، يجعلُ اللهَ جُنَّةً ... لأَيْمانِه، مِنْ غَيْرِ صَيْحٍ ولا نَفْرِ أَي مِنْ غَيْرِ قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ. وصاحَ العُنقُودُ يَصِيح إِذا اسْتَتَمَّ خروجُه مِنْ أَكِمَّته وَطَالَ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ غَضٌّ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: كالكَرْم إِذ نادَى مِنَ الكافُورِ إِنما أَراد صاحَ فِيمَا زَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ، فإِن كَانَ إِنما فرَّ إِلى نادَى مَنْ صاحَ لأَنه لَوْ قَالَ صاحَ مِنَ الْكَافُورِ لَكَانَ الجُزْءُ مَطْوِيّاً، فأَراد رُؤْبَةُ أَن يُسَلِّمَهُ مِنَ الطَيِّ فقال نادَى، فتم الجزء. وتَصَيَّحَ البقلُ والخَشَبُ والشَّعَرُ وَنَحْوُ ذَلِكَ: لُغَةٌ فِي تَصَوَّحَ تَشَقَّق ويَبِسَ. وصَيَّحَتْه الريحُ وَالْحَرُّ وَالشَّمْسُ: مِثْلُ صَوَّحَته؛ وأَنشد أَعرابي لِذِي الرُّمَّةِ: وَيَوْمٌ مِنَ الجَوْزاءِ مُوتَقِدُ الحَصَى، ... تَكادُ صَياحِي العينِ مِنْهُ تَصَيَّحُ «4» وتَصَيَّحَ الشيءُ: تَكَسَّرَ وَتَشَقَّقَ، وصَيَّحْتُه أَنا. وانْصاحَ الثوبُ: تَشَقَّقَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ. وانْصاحَت الأَرض: تَغَطَّى بعضُها بِالنَّبَاتِ وَبَقِيَ بَعْضُهَا فَكَانَتْ كَالثَّوْبِ المُنْشَقِّ؛ قَالَ عُبَيْدٌ: وأَمْسَتِ الأَرضُ والقِيعانُ مُثْرِيَةً، ... مِنْ بَينِ مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ وقد تقجم هَذَا الْبَيْتُ فِي صَوَحَ أَيضاً. والصَّيْحانيُّ: ضَرْبٌ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ الأَزهري: الصَّيْحانيُّ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ أَسود صُلْبُ المَمْضَغَة، وَسُمِّيَ صَيْحانِيّاً لأَن صَيْحانَ اسْمُ كَبْشٍ كَانَ رُبِطَ إِلى نَخْلَةٍ بِالْمَدِينَةِ، فأَثمرت تَمْرًا صَيْحانِيّاً «5» فَنُسِبَ إِلى صَيْحانَ. فصل الضاد ضبح: ضَبَحَ العُودَ بِالنَّارِ يَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحرق شَيْئًا مِنْ أَعاليه، وَكَذَلِكَ اللَّحْمُ وَغَيْرُهُ؛ الأَزهري: وَكَذَلِكَ حجارةُ القَدَّاحةِ إِذا طَلَعَتْ كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ. وضَبَحَ القِدْحَ بِالنَّارِ: لَوَّحَه. وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ: مُلَوَّح؛ قَالَ: وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه ... عَلَى النارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ أَصفر: قِدْحٌ، وَذَلِكَ أَن القِدْحَ إِذا كَانَ فِيهِ عَوَجٌ ثُقِّفَ بِالنَّارِ حَتَّى يَسْتَوِيَ. والمَضْبوحةُ: حِجَارَةُ القَدّاحَةِ الَّتِي كأَنها مُحْتَرِقَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ أُتُناً وفَحْلَها: يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ، ... والمَرْوَ ذَا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ

_ (4). قوله [صياحي العين] هكذا في الأَصل. (5). قوله [فأثمرت تمراً صيحانياً] كذا بالأَصل ولفظ صيحانياً هنا لا حاجة إليه.

والصِّيَقُ: الغُبار. وَجُنُونُهُ: تَطَايُرُهُ. والمَضْبُوحُ: حَجَرُ الحَرَّة لِسَوَادِهِ. والضِّبْحُ: الرَّمادُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ الأَزهري: أَصله مِنْ ضَبَحته النَّارُ. وضَبَحَتْه الشمسُ وَالنَّارُ تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ: لَوَّحته وغيَّرته؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وغَيَّرَتْ لونَه؛ قَالَ: عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني، ... وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ والانْضِباحُ: تَغَيُّرُ اللَّوْنِ؛ وَقِيلَ: ضَبَحَتْهُ النارُ غَيَّرَتْهُ وَلَمْ تُبَالِغْ فِيهِ؛ قَالَ مُضَرِّسٌ الأَسديُّ: فَلَمَّا أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، ... بِهِ اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا، خَلَطْتُ لَهُمْ مُدامةَ أَذْرِعاتٍ ... بماءِ سَحابةٍ، خَضِلًا نَضُوحا والمُلَهْوَجُ مِنَ الشِّوَاءِ: الَّذِي لَمْ يَتِمَّ نُضْجُه. واللَّهَبانُ: اتِّقادُ النَّارِ واشْتِعالُها. وانْضَبَحَ لونُه: تَغَيَّرَ إِلَى السَّوَادِ قَلِيلًا. وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ مِنَ الْحَيَّاتِ والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ فِي وَصْفِ قَوْسٍ: حَنَّانةٌ مِنْ نَشَمٍ أَو تَوْلَبِ، ... تَضْبَحُ فِي الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ الضُّباح، بِالضَّمِّ، صَوْتُ الثَّعَالِبِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها ... مِنَ الصوتِ، إِلا مِنْ ضُباحِ الثعالبِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قَاتَلَ اللهُ فُلَانًا ضَبَح ضَبْحَة الثَّعْلَبِ وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ ؛ قَالَ: والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ العَجَّاج: مِنْ ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بِلَيْلٍ أَي صَيْحة يَسْمَعُهَا فَلَعَلَّهُ يُصِيبُهُ مَكْرُوهٌ، وَهُوَ مِنَ الضُّباحِ صَوْتُ الثَّعْلَبِ؛ وَيُرْوَى صَيْحَةً، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتَهَا؛ وَفِي شِعْرِ أَبي طَالِبٍ: فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ جَمْعُ ضَابِحٍ. يُرِيدُ القَسَمَ بِمَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ، وَهُوَ جَمْعٌ شَاذٌّ فِي صِفَةِ الْآدَمِيِّ كفَوارس. وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً: نَبَحَ. والضُّباحُ: الصَّهيل. وضَبَحَت الخيلُ فِي عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ مِنْ أَفواهها صَوْتًا لَيْسَ بِصَهِيلٍ وَلَا حَمْحَمَة؛ وَقِيلَ: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وَهُوَ صَوْتُ أَنفاسها إِذا عَدَوْنَ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: والخيلُ تَعْلَمُ، حين تَضْبَحُ ... فِي حِياضِ الموتِ ضَبْحا «1» وَقِيلَ: هُوَ سَيْرٌ، وَقِيلَ: هُوَ عَدْوٌ دُونَ التَّقْرِيبِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ؛ كَانَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: هِيَ الْخَيْلُ تَضْبَحُ، وَكَانَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، يَقُولُ: هِيَ الإِبل؛ يَذْهَبُ إِلى وَقْعَةِ بَدْرٍ، وَقَالَ: مَا كَانَ مَعَنَا يَوْمَئِذٍ إِلَّا فَرَسٌ كَانَ عَلَيْهِ المِقْداد. والضَّبْح فِي الْخَيْلِ أَظهر عِنْدَ أَهل الْعِلْمِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: مَا ضَبَحَتْ دَابَّةٌ قَطُّ إِلا كَلْبٌ أَو فَرَسٌ ؛ وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: مِنَ جَعَلَهَا للإِبل جَعَلَ ضَبْحاً بِمَعْنَى ضَبْعاً؛ يُقَالُ: ضَبَحَت النَّاقَةُ فِي سَيْرِهَا وضَبَعَتْ إِذا مَدَّتْ ضَبْعَيها فِي السَّيْرِ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: ضَبْحُ

_ (1). قوله [والخيل تعلم] كذا بالأَصل والصحاح. وأَنشده صاحب الكشاف؛ والخيل تكدح.

الْخَيْلِ صَوْتُ أَجوافها إِذا عَدَت؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إِذا عَدَتْ، وَهُوَ السَّيْرُ؛ وَقَالَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: هُوَ أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إِذا عَدَا حَتَّى كأَنه عَلَى الأَرض طُولًا؛ يُقَالُ: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ؛ وأَنشد: إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ فِي العَدَدْ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ الَّذِي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ، وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ، تَعِسَ فَلَا انْتَعَشَ وشِيكَ فَلَا انْتَقَش ؛ مَعْنَى ضَبَحَ: صَاحَ وَخَاصَمَ عَنْ مُعْطيه، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْبَحُ دُونَكَ، ذَهَبَ إِلى الِاسْتِعَارَةِ؛ وَقِيلَ: الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ مِنْ جَوْفِ الْفَرَسِ؛ وَقِيلَ: الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عِنْدَ العَدْو؛ وَقِيلَ: هُوَ الحَمْحَمة؛ وَقِيلَ: هُوَ كالبَحَحِ؛ وَقِيلَ: الضَّبْحُ فِي السَّيْرِ كالضَّبْعِ. وضُبَيْح ومَضْبوحٌ: اسْمَانِ. ضحح: الضِّحُّ: الشَّمْسُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَوْؤُهَا، وَقِيلَ: هُوَ ضَوْؤُهَا إِذا اسْتَمْكَنَ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ قَرْنُها يُصِيبُكَ، وَقِيلَ: كلُّ مَا أَصابته الشَّمْسُ ضِحٌّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَقْعُدَنَّ أَحدُكم بَيْنَ الضِّحِّ والظِّلِّ فإِنه مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ أَي نِصْفُهُ فِي الشَّمْسِ وَنِصْفُهُ فِي الظِّلِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحِرْباء: غَدَا أَكْهَبَ الأَعلى وراحَ كأَنه، ... مِنَ الضِّحِّ واستقبالهِ الشمسَ، أَخْضَرُ أَي وَاسْتِقْبَالِهِ عينَ الشَّمْسِ. الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الضِّحُّ نَقِيضُ الظِّلِّ، وَهُوَ نُورُ الشَّمْسِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَالشَّمْسُ هُوَ النُّورُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ يَطْلُعُ ويَغْرُب، وأَما ضَوْؤُهُ عَلَى الأَرض فضِحٌّ؛ قَالَ: وأَصله الضِّحْيُ فَاسْتَثْقَلُوا الْيَاءَ مَعَ سُكُونِ الْحَاءِ فَثَقَّلُوها، وَقَالُوا الضِّحُّ، قَالَ: وَمِثْلُهُ العبدُ القِنُّ أَصله قِنْيٌ، مِنَ القِنْيَةِ؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: جَاءَ بالضِّحِّ والرّيحِ. وضَحْضَحَ الأَمرُ إِذا تَبَيَّنَ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مثلُ الضَّحْضاح يَنْتَشِر عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: الضِّحُّ كَانَ فِي الأَصل الوِضْحُ، وَهُوَ نُورُ النِّهَارِ وضَوْءُ الشَّمْسِ، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ وَزِيدَتْ حاءٌ مَعَ الْحَاءِ الأَصلية فَقِيلَ: الضِّحُّ؛ قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ أَن أَصله الضِّحْيُ مِن ضَحِيَتِ الشمسُ؛ قَالَ الأَزهري فِي كِتَابِهِ: وَكَذَلِكَ القِحَّةُ أَصلها الوِقْحَةُ فأُسقطت الْوَاوُ وبُدِّلت الْحَاءُ مَكَانَهَا فَصَارَتْ قِحَّة بحاءَين. وَجَاءَ فُلَانٌ بالضِّحِّ وَالرِّيحِ إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ؛ يعنون إِنما جَاءَ بِمَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وجَرَت عَلَيْهِ الرِّيحُ يَعْنِي مِنَ الْكَثْرَةِ، وَمَنْ قَالَ: الضِّيح وَالرِّيحُ فِي هَذَا الْمَعْنَى فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَدْ أَخطأَ عِنْدَ أَكثر أَهل اللُّغَةِ، وإِنما قُلْنَا عِنْدَ أَكثر أَهل اللُّغَةِ لأَن أَبا زَيْدٍ قَدْ حَكَاهُ، وإِنما الضِّيحُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ لُغَةٌ فِي الضِّحِّ الَّذِي هُوَ الضَّوْءُ وَسَيُذْكَرُ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي خَيْثَمة: يَكُونُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الضِّحِّ وَالرِّيحِ وأَنا فِي الظِّلِ أَي يَكُونُ بَارِزًا لِحَرِّ الشَّمْسِ وَهُبُوبِ الرِّيَاحِ؛ قَالَ: والضِّحُّ ضَوْءُ الشَّمْسِ إِذا اسْتَمْكَنَ مِنَ الأَرض، وَهُوَ كالقَمْراء لِلْقَمَرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا هُوَ أَصل الْحَدِيثِ وَمَعْنَاهُ، وَذَكَرَ الْهَرَوِيُّ فَقَالَ: أَراد كَثْرَةَ الْخَيْلِ وَالْجَيْشِ؛ ابْنُ الأَعرابي: الضِّحُّ مَا ضَحا لِلشَّمْسِ، والريحُ مَا نَالَتْهُ الريحُ. وَقَالَ الأَصمعي: الضِّحُّ الشَّمْسُ بِعَيْنِهَا؛ وأَنشد: أَبيَض أَبْرَزَه للضِّحِّ راقِبُه، ... مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْغُوم وَفِي حَدِيثِ عَيَّاش بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: لَمَّا هَاجَرَ أَقْسَمَتْ

أُمُّه بِالِلَّهِ لَا يُظِلُّها ظِلٌّ وَلَا تَزَالُ فِي الضِّحِّ وَالرِّيحِ حَتَّى يَرْجِعَ إِليها ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ مَاتَ كَعْبٌ عَنِ الضِّحِّ والريحِ لَوَرِثَه الزُّبَيْرُ ؛ أَراد: لَوْ مَاتَ عَمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَجَرَتْ عَلَيْهِ الرِّيحُ، كَنَى بِهِمَا عَنْ كَثْرَةِ الْمَالِ؛ وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى عَنِ الضِّيح وَالرِّيحِ. والضِّحُّ: مَا بَرَزَ مِنَ الأَرض لِلشَّمْسِ. والضِّحُّ: البَراز الظاهرُ مِنَ الأَرض، وَلَا جَمْعَ لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. والضَّحْضَحُ والضَّحْضاحُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَكُونُ فِي الْغَدِيرِ وَغَيْرِهِ، والضَّحْلُ مِثْلُهُ، وَكَذَلِكَ المُتَضَحْضِحُ؛ وأَنشد شِمْرٌ لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: واسْتَدْبَرُوا كلَّ ضَحْضاحٍ مُدَفِّئَةٍ، ... والمُحْصَناتِ وأَوزاعاً مِنَ الصِّرَمِ «1» وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الْيَسِيرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا لَا غَرَقَ فِيهِ وَلَا لَهُ غَمْرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الماءُ إِلى الْكَعْبَيْنِ إِلى أَنصاف السُّوقِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: يَحُشُّ رَعْداً كَهَدْرِ الفَحْلِ، يَتْبَعُه ... أُدْمٌ، تَعَطَّفُ حَوْلَ الفَحلِ، ضَحْضاحُ قَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثوم: ضَحْضاحٌ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ كَثِيرٌ لَا يَعْرِفُهَا غَيْرُهُمْ؛ يُقَالُ: عِنْدَهُ إِبل ضَحْضاحٌ، قَالَ الأَصمعي: غَنَمٌ ضَحْضَاحٌ وإِبلٌ ضَحْضاحٌ كَثِيرَةٌ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الْمُنْتَشِرَةُ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تُرَى بُيوتٌ، وتُرَى رِماحُ، ... وغَنَمٌ مُزَنَّمٌ ضَحْضاحُ قَالَ: الأَصمعي: هُوَ الْقَلِيلُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وأَراد هُنَا جَمَاعَةَ إِبل قَلِيلَةٍ. وَقَدْ تَضَحْضَحَ الماءُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: وأَظْهَر فِي عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه ... عَلاجِيمُ، لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ «2» وَمَاءٌ ضَحْضاحٌ أَي قَرِيبُ الْقَعْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي المِنْهال: فِي النَّارِ أَوديةٌ فِي ضَحْضاح ؛ شَبَّه قِلَّةَ النَّارِ بالضَّحْضاحِ مِنَ الْمَاءِ فَاسْتَعَارَهُ فِيهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى فِي أَبي طَالِبٍ: وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ النَّارِ فأَخْرَجْتُه إِلى ضَحْضاحٍ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إِنه فِي ضَحْضاحٍ مِنْ نَارٍ يَغْلي مِنْهُ دِماغُه. والضَّحْضاحُ فِي الأَصل: مَا رَقَّ مِنَ الْمَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض مَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ وَاسْتَعَارَهُ لِلنَّارِ. والضَّحْضَحُ والضَّحْضَحةُ والتَّضَحْضُحُ: جَرْيُ السَّراب. وضَحْضَحَ السَّراب وتَضَحْضَحَ إِذا تَرَقْرَقَ. ضرح: الضَّرْحُ: التنحيةُ. وَقَدْ ضَرَحَه أَي نَحَّاهُ وَدَفَعَهُ، فَهُوَ مُضْطَرحٌ أَي رَمَى بِهِ فِي نَاحِيَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا أَن أَتَيْنَ عَلَى أُضاخٍ، ... ضَرَحْنَ حَصاه أَشْتاتاً عِزِينا وضَرَحَ عَنْهُ شَهَادَةَ الْقَوْمِ يَضْرَحُها ضَرْحاً: جَرَّحَها وأَلقاها عَنْهُ لِئَلَّا يَشْهَدُوا عَلَيْهِ بِبَاطِلٍ. والضَّرْحُ: أَن يُؤْخَذَ شَيْءٌ فَيُرْمَى بِهِ فِي نَاحِيَةٍ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تَعْلُو السيوفُ بأَيديهم جَماجِمَهُمْ، ... كَمَا يُفَلِّقُ مَرْوَ الأَمْعَزِ الضَّرَحُ أَراد الضَّرْح، فحرك للضرورة.

_ (1). قوله [واستدبروا] أي استاقوا. والضحضاح: الإِبل الكثيرة. والمدفئة ذات الدفء. والأَوزاع: الضروب المتفرقة، كما فسره صاحب الأَساس. والصرم جمع صرمة: القطعة من الإِبل نحو الثلاثين. فحينئذ حق البيت أن ينشد عند قوله الآتي قريباً وإِبل ضحضاح كثيرة. (2). قوله [وأَظهر في علان إلخ] أَي نزل السحاب في هذا المكان وقت الظهر.

واضْطَرَحُوا فُلَانًا: رَمَوْه فِي نَاحِيَةٍ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: اطَّرَحُوه، يَظُنُّونَهُ مِنَ الطَّرْح، وإِنما هُوَ مِنَ الضَّرْح. قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ اطَّرَحُوه افْتِعَالًا مِنَ الطَّرْح، قُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً ثُمَّ أُدغمت الضَّادُ فِيهَا فَقِيلَ اطَّرَحَ. قَالَ المُؤَرِّجُ: وَفُلَانٌ ضَرَحٌ مِنَ الرِّجَالِ أَي فَاسِدٌ. وأَضْرَحْتُ فُلَانًا أَي أَفسدته. وأَضْرَحَ فلانٌ السُّوقَ حَتَّى ضَرَحَتْ ضُرُوحاً وضَرْحاً أَي أَكْسَدَها حَتَّى كَسَدَتْ. وقوسٌ ضَرُوحٌ: شَدِيدَةُ الحَفْزِ وَالدَّفْعِ لِلسَّهْمِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والضَّرُوحُ: الْفَرَسُ النَّفُوحُ بِرِجْلِهِ، وَفِيهَا ضِراحٌ، بِالْكَسْرِ. وضَرَحَتِ الدَّابَّةُ «1» بِرِجْلِهَا تَضْرَحُ ضَرْحاً وضِراحاً، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، فَهِيَ ضَرُوحٌ؛ رَمَحَتْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَفِي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ ضَرُوحُ وَقِيلَ: ضَرْحُ الْخَيْلِ بأَيديها ورَمْحُها بأَرجُلها. والضَّرْحُ والضَّرْجُ، بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ: الشَّقُّ. وَقَدِ انْضَرَحَ الشيءُ وانْضَرَجَ إِذا انْشَقَّ. وَكُلُّ مَا شُقَّ، فَقَدْ ضُرِحَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ضَرَحْنَ البُرودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ، ... وَعَنْ أَعْيُنٍ قَتَّلْنَنا كلَّ مَقْتَلِ وَقَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو فِي هَذَا الْبَيْتِ: ضَرَحْنَ البُرود أَي أَلقَين، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْجِيمِ فَمَعْنَاهُ شَقَقْنَ، وَفِي ذَلِكَ تَغَايُرٌ. والضَّرِيحُ: الشَّقُّ فِي وَسَطِ الْقَبْرِ، واللحدُ فِي الْجَانِبِ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ لحد: وَالضَّرِيحُ والضَّرِيحةُ مَا كَانَ فِي وَسَطِهِ، يَعْنِي الْقَبْرَ؛ وَقِيلَ: الضَّرِيحُ الْقَبْرُ كلُّه؛ وَقِيلَ: هُوَ قَبْرٌ بِلَا لَحْدٍ. والضَّرْحُ: حَفْرُكَ الضَّرِيحَ لِلْمَيِّتِ. وضَرَحَ الضَّرِيحَ لِلْمَيِّتِ يَضْرَحُه ضَرْحاً: حَفَرَ لَهُ ضَرِيحاً؛ قَالَ الأَزهري: سُمِّيَ ضَرِيحًا لأَنه يُشَقُّ فِي الأَرض شَقًّا. وَفِي حَدِيثِ دَفْنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُرْسِلُ إِلى اللَّاحِدِ وَالضَّارِحِ فأَيُّهما سَبَقَ تَرَكْنَاهُ ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: أَوْفَى عَلَى الضَّرِيح. وَرَجُلٌ ضَريح: بَعِيدٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَصاني الفُؤادُ فأَسْلَمْتُهُ، ... وَلَمْ أَكُ مِمَّا عَناهُ ضَرِيحا وَقَدْ ضَرَحَ: تَبَاعَدَ. وانضَرَحَ مَا بَيْنَ الْقَوْمِ: مِثْلُ انْضَرَجَ إِذا تَبَاعَدَ مَا بَيْنَهُمْ، وأَضرحه عَنْكَ أَي أَبعده. وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ضَرْحٌ أَي تباعُد ووحْشة. وضارَحْته ورامَيْته وسابَبْته وَاحِدٌ. وَقَالَ عَرَّام: نِيَّةٌ ضَرَحٌ وطَرَحٌ أَي بَعِيدَةٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ضَرَحَه وطَرَحه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقِيلَ: نِيَّةٌ نَزَحٌ ونَفَحٌ وطَوَحٌ وضَرَحٌ ومَصَحٌ وطَمَحٌ وطَرَحٌ أَي بَعِيدَةٌ؛ وأَحال ذَلِكَ عَلَى نَوَادِرِ الأَعراب. والانْضِراحُ: الِاتِّسَاعُ. والمَضْرَحِيُّ مِنَ الصُّقور: مَا طَالَ جَنَاحَاهُ وَهُوَ كَرِيمٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ وَبِجَنَاحَيْهِ شِبْهُ طَرَفِ ذَنَبِ النَّاقَةِ وَمَا عَلَيْهِ مِنَ الهُلْبِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفا ... حِفافَيْهِ، شُكَّا فِي العَسِيبِ بِمِسْرَدِ شبَّه ذَنَبَ النَّاقَةِ فِي طُولِهِ وضُفُوِّه بِجَنَاحَيِ الصَّقْرِ؛ وَقَدْ يُقَالُ لِلصَّقْرِ مَضْرَحٌ، بِغَيْرِ يَاءٍ؛ قَالَ: كالرَّعْنِ وَافَاهُ القَطامُ المَضْرَحُ والأَكثر المَضْرَحِيُّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَجْدَلُ

_ (1). قوله [وضرحت الدابة إلخ] بابه منع وكتب كما في القاموس.

والمَضْرَحِيُّ والصَّقْرُ والقَطَامِيُّ واحِدٌ. والمَضْرَحِيُّ: الرَّجُلُ السَّيِّدُ السَّرِيُّ الْكَرِيمُ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ: بأَبْيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ، ... كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وَمِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ فِي بُراها، ... تَكَشَّفُ عَنْ مَنَاكِبِهَا القُطُوعُ وَرَجُلٌ مَضْرَحِيٌّ: عتيقُ النِّجارِ. والمَضْرَحِيُّ أَيضاً: الأَبيض مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والمَضارِحُ: مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ. والضُّراحُ، بِالضَّمِّ: بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ مُقابِلُ الْكَعْبَةِ فِي الأَرض؛ قِيلَ: هُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: الضُّراحُ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ حِيالَ الْكَعْبَةِ ؛ وَيُرْوَى الضَّرِيح، وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ مِنَ المُضارَحة، وَهِيَ الْمُقَابَلَةُ والمُضارَعة، وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُهُ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَمُجَاهِدٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمَنْ رَوَاهُ بِالصَّادِ فَقَدْ صحَّف. وضَراحٌ ومُضَرِّحٌ وضارِحٌ وضُرَيْحٌ ومَضْرَحِيٌّ: كُلُّهَا أَسماء. ضيح: الضَّيْحُ والضَّيَاحُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ مَالِكٍ الْهُذَلِيُّ: يَظَلُّ المُصْرِمُونَ لَهُمْ سُجُوداً، ... وَلَوْ لَمْ يُسْقَ عندهُمُ ضَياحُ وَفِي التَّهْذِيبِ: الضَّياحُ اللَّبَنُ الْخَاثِرُ يُصَبُّ فِيهِ الْمَاءُ ثُمَّ يُجَدَّحُ. وَقَدْ ضاحَه ضَيْحاً وضَيَّحه تَضْييحاً: مَزَجَهُ حَتَّى صَارَ ضَيْحاً؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ضِحْتُه مُماتٌ وَكُلُّ دَوَاءٍ أَو سَمٍّ يُصَبّ فِيهِ الْمَاءُ ثُمَّ يُجَدَّح ضَياحٌ ومُضَيَّحٌ وَقَدْ تَضَيَّح. وضَيَّحْتُ الرجلَ: سقيتُه الضَّيْحَ؛ وَيُقَالُ: ضَيَّحْتُه فتَضَيَّحَ؛ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: وَلَا يُسَمَّى ضَيَاحاً إِلا اللَّبَنُ. وتَضَيُّحه: تَزَيُّده. قَالَ: والضَّياحُ والضَّيْح عِنْدَ الْعَرَبِ أَن يُصَبَّ الماءُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى يَرِقَّ، سَوَاءٌ كَانَ اللَّبَنُ حَلِيبًا أَو رَائِبًا؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: ضَوِّحْ لِي لُبَيْنَةً، وَلَمْ يَقُلْ ضَيِّحْ، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا أَعلمتك أَنهم يُدْخِلُون أَحدَ حَرْفَي اللِّين عَلَى الْآخَرِ، كَمَا يُقَالُ حَيَّضَه وحَوَّضَه وتَوَّهَه وتَيَّهَه. الأَصمعي: إِذا كَثُرَ الْمَاءُ فِي اللَّبَنِ، فَهُوَ الضَّيْح والضيَّاحُ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: قَدْ ضَيَّحه مِنَ الضَّياحِ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّار؛ إِن آخِرَ شَرْبةٍ تَشْرَبُها ضَياحٌ ؛ الضَّيَاحُ والضَّيْحُ، بِالْفَتْحِ: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ يُصَبُّ فِيهِ الْمَاءُ ثُمَّ يُخْلَطُ، رَوَاهُ يَوْمَ قُتِلَ بصِفِّينَ وَقَدْ جِيءَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فسَقَتْه ضَيْحةً حامِضةً أَي شَرْبَةً مِنَ الضَّيْح. وَجَاءَ بالريحِ والضِّيح؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ الضِّيح إِتباع للريحِ فإِذا أُفرد لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْنًى؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْعَامَّةُ تَقُولُ جَاءَ بالضِّيح وَالرِّيحِ وَهَذَا مَا لَا يُعرف؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الضِّيح تَقْوِيَةٌ لِلَفْظِ الرِّيحِ؛ قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُهُ لَا يُجِيز الضِّيح؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى الضِّيح الشمسُ أَي إِنما جَاءَ بِمِثْلِ الشَّمْسِ وَالرِّيحِ فِي الْكَثْرَةِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْعَامَّةُ تَقُولُ جَاءَ بالضِّيح وَالرِّيحِ وَلَيْسَ الضِّيحُ بِشَيْءٍ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: لَوْ مَاتَ يَوْمَئِذٍ عَنِ الضِّيحِ وَالرِّيحِ لوَرِثه الزُّبير ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ الضِّحُّ، وَهُوَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، قَالَ: وإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ، فَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ ضُحَى الشَّمْسِ، وَهُوَ إِشراقها؛ وَقِيلَ: الضِّيحُ قَرِيبٌ مِنَ الرِّيحِ.

فصل الطاء

وضاحَتِ البلادُ: خَلَتْ؛ وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ ضَاحَتْ بلادُنا أَي خَلَتْ جَدْباً. والمُتَضَيِّحُ: الَّذِي يَجِيءُ آخِرَ النَّاسِ فِي الوِرْدِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَمْ يَقْبَلِ العُذْرَ مِمَّنْ تَنَصَّل إِليه، صَادِقًا كَانَ أَو كَاذِبًا، لَمْ يَرِدْ عَليَّ الحَوْضَ إِلا مُتَضَيِّحاً ؛ التَّفْسِيرُ لأَبي الْهَيْثَمِ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَي متأَخراً عَنِ الْوَارِدِينَ يَجِيءُ بَعْدَ مَا شَرِبُوا مَاءَ الْحَوْضِ إِلا أَقله، فَيَبْقَى كَدَرًا مُخْتَلِطًا بِغَيْرِهِ كَاللَّبَنِ الْمَخْلُوطِ بِالْمَاءِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: قَدْ علمتْ يَوْمَ وَرَدْنا سَيْحا، ... أَني كَفَيْتُ أَخَوَيْها المَيْحا، فامْتَحَضا وسَقَّياني ضَيْحا والمُتَضَيِّحُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ تَوْبَةُ: تَرَبَّعَ لَيْلِي بالمُضَيَّحِ فالحِمَى فصل الطاء طبح: المُطَبَّحُ، بِشَدِّ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا: السَّمِينُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. طحح: الطَّحُّ: البَسْطُ. طَحَّه يَطُحُّه طَحًّا إِذا بَسَطَهُ فانْطَحَّ؛ قَالَ: قَدْ رَكِبَتْ مُنْبَسِطاً مُنْطَحَّا، ... تَحْسَبُه تحتَ السَّرابِ المِلْحا يَصِفُ خَرْقاً قَدْ عَلَاهُ السَّرَابُ. والطَّحُّ أَيضاً: أَن تَضَعَ عَقِبَك عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ تَسْحَجَه؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: طَحَّانُ فَعْلانُ مِنَ الطَّحِّ، مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلانَ وفَعْلى، وَهُوَ السَّحْجُ. ابْنُ الأَعرابي: الطُّحُحُ المَساحِجُ، والمِطَحَّة مِنَ الشَّاةِ مُؤَخَّرُ ظِلْفها، وَتَحْتَ الظِّلْف فِي مَوْضِعِ المِطَحَّةِ عُظَيم كالفَلَكَةِ؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: يُقَالُ لهَنَةٍ مِثْلِ الفَلَكَةِ تَكُونُ فِي رِجْل الشَّاةِ تَسْحَجُ بِهَا: المِطَحَّةُ. وطَحْطَحَ الشيءَ فتَطَحْطَحَ: فَرَّقَهُ وَكَسَرَهُ إِهلاكاً. وطَحْطَحَ بِهِمْ طَحْطَحَةً وطِحْطاحاً، بِكَسْرِ الطَّاءِ، إِذا بَدَّدهم. اللَّيْثُ: الطَّحْطَحةُ تَفْرِيقُ الشَّيْءِ إِهلاكاً؛ وأَنشد: فتُمْسِي نابِذاً سُلْطانَ قَسْرٍ، ... كضَوْءِ الشمسِ طَحْطَحه الغُرُوبُ وَيُرْوَى طَخْطَخَهُ، بِالْخَاءِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: طَحْطَحه آذِيُّ بَحْرٍ مِتْأَقِ وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ عَمْرٍو عَنْ أَبيه قَالَ: يُقَالُ طَحْطَحَ فِي ضَحِكه وطَخْطَخَ وطَهْطَهَ وكَتْكَتَ وكَدْكَدَ وكَرْكَرَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَجَاءَنَا وَمَا عَلَيْهِ طِحْطِحةٌ: كَمَا تَقُولُ طِحْرِيَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. أَبو زَيْدٍ: مَا عَلَى رأْسه طِحْطِحة أَي مَا عليه شعرة. طرح: ابْنُ سِيدَهْ: طَرَحَ بِالشَّيْءِ وطَرَحَه يَطْرَحُه طَرْحاً واطَّرَحَه وطَرَّحه: رَمَى بِهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَنَحَّ يَا عَسِيفُ عَنْ مَقامِها، ... وطَرِّح الدَّلْوَ إِلى غُلامِها الأَزهري: والطِّرْحُ الشَّيْءُ المطروحُ لَا حَاجَةَ لأَحد فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وطَرَّحَه تَطْريحاً إِذا أَكثر مِنْ طَرْحه. وَيُقَالُ: اطَّرَحَه أَي أَبعده، وَهُوَ افْتَعله؛ وَشَيْءٌ طَريح وطُرَّحٌ: مَطْرُوحٌ. وطَرَحَ عَلَيْهِ مسأَلةً: أَلقاها، وَهُوَ مِثْلُ مَا تَقَدَّمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مولَّداً. والأُطْرُوحةُ: المسأَلة تَطْرَحُها. والطَّرَحُ، بِالتَّحْرِيكِ: البُعْدُ والمكانُ الْبَعِيدُ؛

قَالَ الأَعشى: تَبْتَنِي الحمدَ وتَسْمُو للعُلى، ... وتُرَى نارُكَ مِنْ ناءٍ طَرَحْ والطَّرُوحُ مِنَ الْبِلَادِ: البعيدُ. وَبَلَدٌ طَرُوحٌ: بَعِيدٌ. وطَرَحَتِ النَّوَى بِفُلَانٍ كلَّ مَطْرَح إِذا نأَتْ بِهِ. وطَرَحَ بِهِ الدهرُ كلَّ مَطْرَح إِذا نأَى عَنْ أَهله وَعَشِيرَتِهِ. ونِيَّةٌ طَرُوحٌ: بَعِيدَةٌ وَفِي التَّهْذِيبِ: نِيَّة طَرَحٌ أَي بَعِيدَةٌ. وَقَوْسٌ طَرُوحٌ مِثْلُ ضَرُوحٍ: شَدِيدَةُ الحَفْزِ لِلسَّهْمِ؛ وَقِيلَ: قَوْسٌ طَرُوحٌ بعيدةُ مَوْقِع السَّهْمِ يَبْعُد ذهابُ سَهْمِهَا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ أَبعد القِياسِ مَوْقِعَ سَهْمٍ؛ قَالَ: تَقُولُ طَروحٌ مَرُوح، تُعَجِّلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوح؛ وأَنشد: وسِتِّينَ سَهْمًا صِيغةً يَثْرَبِيَّةً، ... وقَوْساً طَروحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ وسيأْتي ذِكْرُ المَرُوح. وَنَخْلَةٌ طَرُوحٌ: بَعِيدَةُ الأَعلى مِنَ الأَسفل، وَقِيلَ: طَوِيلَةُ العَراجين، وَالْجَمْعُ طُرُحٌ. وطَرْفٌ مِطْرَح: بَعِيدُ النَّظَرِ. وَفَحْلٌ مِطْرَحٌ: بَعِيدُ مَوْقِعِ الْمَاءِ فِي الرَّحِم. الأَزهري عَنِ اللِّحْيَانِيِّ قَالَ: قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: إِن زَوْجِي لَطَرُوح؛ أَرادت أَنه إِذا جَامَعَ أَحبل. ورُمْح مِطْرَحٌ: بَعِيدٌ طَوِيلٌ. وسَنامٌ إِطْرِيح: طَالَ ثُمَّ مَالَ فِي أَحد شِقَّيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تِلْكَ الأَعرابية: شَجَرَةٌ أَبي الإِسْلِيح رَغْوةٌ وصَريح وسَنامٌ إِطْريح؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ طَرْحاً، بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وأَظنه طَرَحاً أَي بُعْداً لأَنه إِذا طَالَ تَبَاعَدَ أَعلاه مِنْ مَرْكَزِهِ. ابْنُ الأَعرابي: طَرِحَ الرجلُ إِذا سَاءَ خُلُقُه وطَرِحَ إِذا تَنَعَّمَ تَنَعُّماً وَاسِعًا. وطَرَّحَ الشيءَ: طَوّله، وَقِيلَ: رَفَعه وأَعلاه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْبِنَاءَ فَقَالَ: طَرَّح بِنَاءَهُ تَطْريحاً طوَّله جِدًّا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ طَرْمَح، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والتَّطْريح: بُعْدُ قَدْرِ الْفَرَسِ فِي الأَرض إِذا عَدَا. ومَشَى مُتَطَرِّحاً أَي مُتَسَاقِطًا؛ وَقَدْ سَمَّت مُطَرَّحاً وطَرَّاحاً وطُرَيحاً. وسَيْرٌ طُراحِيٌّ، بِالضَّمِّ، أَي بَعِيدٌ، وَقِيلَ: شَدِيدٌ؛ وأَنشد الأَزهري لمُزاحِم العُقَيْليِّ: بسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرَى، مِنْ نَجائه، ... جُلُودَ المَهارَى، بالنَّدَى الجَوْنِ، تَنْبَعُ [تَنْبِعُ] ومُطارَحة الْكَلَامِ مَعْرُوفٌ. طرشح: الطَّرْشحةُ: استرخاءٌ؛ وقَد طَرْشَح، وَضَرَبَهُ حَتَّى طَرْشَحه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الجَمْهَرة لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ غَيْرِهِ، وَمَا وَجَدْتُهُ لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، وَيَنْبَغِي لِلنَّاظِرِ أَن يَفْحَصَ عَنْهُ فَمَا وَجَدَهُ لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أَلحقه بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَا لَمْ يَجِدْهُ لِثِقَةٍ كَانَ مِنْهُ عَلَى رِيبة وحَذَرٍ. طرمح: طَرْمَح البناءَ وَغَيْرَهُ: عَلَّاه وَرَفَعَهُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ إِبلًا مَلأَها شَحْمًا عُشْبُ أَرض نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَد: طَرْمَحَ أَقْطارَها أَحْوَى لوالِدةٍ ... صَحْماءَ، والفَحْلُ للضِّرْغامِ يَنْتَسبُ وَمِنْهُ سُمِّيَ الطِّرِمَّاح بنُ حَكِيمٍ الشَّاعِرُ؛ وسُمِّيَ الطِّرِمَّاحُ فِي بَنِي فُلَانٍ إِذا كَانَ عاليَ الذِّكْرِ وَالنَّسَبِ. أَبو زَيْدٍ يُقَالُ: إِنَّكَ لَطِرِمَّاح وإِنهما لَطرِمَّاحانِ، وَذَاكَ إِذا طَمَحَ فِي الأَمر. والطِّرِمَّاحُ: المرتفِع، وَهُوَ أَيضاً الطَّوِيلُ لَا يَكَادُ يُوجَدُ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِ فِعِلَّالٍ إِلا هَذَا، وقولُهم: السِّجِلَّاط لِضَرْبٍ مِنَ

النَّبَاتِ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالرُّومِيَّةِ سِجِلَّاطُسْ، وَقَالُوا سِنِمَّار، وَهُوَ أَعجمي أَيضاً. والطِّرِمَّاحُ: الرَّافِعُ رأْسه زَهْواً؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. والطِّرِمَّاحُ والطُّرْمُوح: الطَّوِيلُ. والطُّرْحُومُ: نَحْوَ الطُّرْمُوحِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه مقلوباً. طفح: طَفَحَ الإِناءُ وَالنَّهْرُ يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً: امْتَلأَ وَارْتَفَعَ حَتَّى يَفِيضَ. وطَفَحه طَفْحاً وطَفَّحَه تَطْفِيحاً وأَطْفَحَه: مَلأَه حَتَّى ارْتَفَعَ. وطَفَحَ عَقْلُه: ارْتَفَعَ. ورأَيته طافِحاً أَي مُمْتَلِئًا. الأَزهري عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: الطافِحُ والدِّهاقُ والمَلآنُ وَاحِدٌ. قَالَ: والطافِحُ الْمُمْتَلِئُ الْمُرْتَفِعُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّكْرَانِ: طافِحٌ أَي أَن الشَّرَابَ قَدْ مَلأَه حَتَّى ارْتَفَعَ؛ وَمِنْهُ سَكرانُ طافِحٌ؛ وَيُقَالُ: طَفَحَ السَّكْرانُ فَهُوَ طافِحٌ؛ أَي مَلأَه الشرابُ؛ الأَزهري: يُقَالُ لِلَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى يَمْتَلِئَ سُكْراً: طافِحٌ. والطُّفاحَةُ: زَبَدُ القِدْرِ. وكلُّ مَا عَلَا: طُفاحةٌ كَزَبَدِ القِدْرِ وَمَا عَلَا مِنْهَا. واطَّفَحَ الطُّفاحةَ عَلَى وَزْنِ افْتَعَلَ: أَخذها؛ وأَنشد: أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ، ... طُفاحةَ الإِثْرِ، وطَوْراً تَجْتَدِحْ وَقَالَ غَيْرُهُ: طُفَّاحةُ الْقَوَائِمِ «2» أَي سَرِيعَتُهَا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: طُفَّاحةُ الرِّجلَين مَيْلَعةٌ، سُرُحُ المِلاطِ، بعيدةُ القَدْرِ الأَصمعي: الطافِحُ الَّذِي يَعْدُو. وَقَدْ طَفَحَ يَطْفَحُ إِذا عَدا؛ وَقَالَ المُتَنَخِّلُ يَصِفُ الْمُنْهَزِمِينَ: كَانُوا نَعائِمَ حَفَّانٍ مُنَفَّرةً، ... مُعْطَ الحُلُوقِ، إِذا مَا أُدْرِكُوا طَفَحُوا أَي ذَهَبُوا فِي الأَرض يَعْدُونَ. وَالرِّيحُ تَطْفَحُ القُطْنَة: تَسْطَعُ بِهَا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: مُمَزَّقاً فِي الرِّيح أَو مَطْفُوحا واطْفَحْ عَني أَي اذهبْ عَنِّي. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ طَحَفَ: وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَالَ كَذَا وَكَذَا غُفِرَ لَهُ، وإِن كَانَ عَلَيْهِ طِفاحُ الأَرض ذُنُوبًا ؛ وَهُوَ أَن تمتلئَ حَتَّى تَطْفَحَ أَي تَفيض؛ قَالَ: وَمِنْهُ أُخِذَ طُفاحةُ القِدر. وَيُقَالُ لِمَا تؤْخذ بِهِ الطُّفاحة: مِطْفَحة، وَهُوَ كِفْكِير بالفارسية. طلح: الطَّلاحُ: نَقِيضُ الصَّلاح. والطالِحُ: خِلَافُ الصَّالِحِ. طَلَحَ يَطْلُح طَلاحاً: فَسَدَ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ رَجُلٌ طَالِحٌ أَي فَاسِدٌ لَا خَيْرَ فِيهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الطَّلْحُ مَصْدَرُ طَلِحَ البعيرُ يَطْلَحُ طَلْحاً إِذا أَعيا وكَلَّ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والطَّلْحُ والطَّلاحة الإِعياء وَالسُّقُوطُ مِنَ السَّفَرِ؛ وَقَدْ طَلَح طَلْحاً وطُلِحَ؛ وَبَعِيرٌ طَلْحٌ وطَلِيح وطِلْحٌ وطالِحٌ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: عَرَضْنا فَقُلْنَا: إِيه سِلمٌ فَسَلَّمَتْ، ... كَمَا انْكَلَّ بالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ وَقَالَتْ لَنَا أَبصارُهُنَّ تَفَرُّساً: ... فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ، وأَدْماءُ طالِحُ يَقُولُ: لَمَّا سلَّمْنا عَلَيْهِنَّ بَدَتْ ثُغُورُهُنَّ كَبَرْقٍ فِي جَانِبِ غَمَامٍ، وَرَضِينَنَا فَقُلْنَ: فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ، وَجَمْعُ طِلْحٍ أَطْلاحٌ وطِلاحٌ، وَجَمْعُ طَلِيح طَلائِحُ وطَلْحَى، الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَنها بمعنى فاعلة،

_ (2). قوله [وَقَالَ غَيْرُهُ طُفَّاحَةُ الْقَوَائِمِ إلخ] عبارة القاموس وناقة طفاحة القوائم إلخ.

وَلَكِنَّهَا شُبِّهَتْ بِمَرِيضَةٍ، وَقَدْ يُقْتَاسُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: إِذا أَضمره الكَلالُ والإِعياءُ قِيلَ: طَلَحَ يَطْلَحُ طَلْحاً، قَالَ وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ سَارَ عَلَى النَّاقَةِ حَتَّى طَلَحَها وطَلَّحَها. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: إِنه لَطَلِيحُ سَفَرٍ وطِلْحُ سَفَرٍ ورجيعُ سفر ورَذِيَّةُ سَفَرٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ وَقَالَ اللَّيْثُ: بَعِيرٌ طَلِيح وَنَاقَةٌ طَلِيح. الأَزهري: أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه؛ وَيُقَالُ: نَاقَةٌ طَلِيحُ أَسفار إِذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها؛ وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: راكبُ النَّاقَةِ طَلِيحانِ أَي والناقةُ، لَكِنَّهُ حَذَفَ الْمَعْطُوفَ لأَمرين: أَحدهما تَقَدُّمُ ذِكْرِ النَّاقَةِ، وَالشَّيْءُ إِذا تَقَدَّمَ دَلَّ عَلَى مَا هُوَ مِثْلُهُ؛ ومثلُه مِنْ حَذْفِ الْمَعْطُوفِ قولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ أَي فَضَرَبَ فَانْفَجَرَتْ، فَحَذَفَ فَضَرَبَ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ فَقُلْنَا؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ التَّغْلَبي: إِذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً، فإِن قُلْتَ: فَهَلَّا كَانَ التَّقْدِيرُ عَلَى حَذْفِ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَي الناقةُ وراكبُ الناقةِ طَليحانِ، قِيلَ لبُعْدِ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن الْحَذْفَ اتِّسَاعٌ، وَالِاتْسَاعُ بَابُهُ آخِرُ الْكَلَامِ وأَوسطُه، لَا صَدْرُهُ وأَوّله، أَلا تَرَى أَن مَنْ اتَّسَعَ بِزِيَادَةٍ كَانَ حَشْوًا أَو آخِرًا لَا يُجِيزُ زِيَادَتَهَا أَوّلًا؛ وَالْآخَرُ أَنه لو كان تقديره [النَّاقَةُ وَرَاكِبُ النَّاقَةِ طَلِيحَانِ] لَكَانَ قَدْ حُذِفَ حَرْفُ الْعَطْفِ وبَقَاء المعطوفِ بِهِ، وَهَذَا شَاذٌّ، إِنما حَكَى مِنْهُ أَبو عُثْمَانَ: أَكلت خُبْزًا سَمَكًا تَمْرًا؛ وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ الْكَلَامُ مَحْمُولًا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي رَاكِبُ النَّاقَةِ أَحَدُ طَليحين، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ. الأَزهري: المُطَّلِحُ فِي الْكَلَامِ البَهَّاتُ. والمُطَّلِحُ فِي الْمَالِ: الظالِمُ. والطِّلْحُ: القُرادُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَهْزُولُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَقَدْ لَوَى أَنْفَه، بِمشْفَرِها، ... طِلْحٌ قَراشِيمُ، شَاحِبٌ جَسَدُهْ وَيُرْوَى: قَرَاشِينُ؛ وَقِيلَ: الطِّلْح الْعَظِيمُ مِنَ القِردان. الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قِيلَ للقُراد طِلْح وطَلِيح؛ وَفِي قصيد كعب: وجِلْدُها مِنْ أَطُومٍ لَا يُؤَيِّسُه ... طِلْحٌ، بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ، مَهزُولُ أَي لَا يُؤَثِّرُ القُرادُ فِي جِلْدِهَا لمَلاسَته؛ وَقَوْلُ الْحُطَيْئَةِ: إِذا نامَ طِلْحٌ أَشْعَثُ الرأْسِ خَلْفَها، ... هَداه لَهَا أَنفاسُها وزَفِيرُها قِيلَ: الطِّلحُ هُنَا القُرادُ؛ وَقِيلَ: الرَّاعِي المُعْيي؛ يَقُولُ: إِن هَذِهِ الإِبل تَتَنَفَّسُ مِنَ البِطْنَة تَنَفُّساً شَدِيدًا فَيَقُولُ: إِذا نَامَ رَاعِيهَا عَنْهَا ونَدَّت تَنَفَّسَتْ فَوَقَعَ عَلَيْهَا وإِن بَعُدَتْ. الأَزهري: والطُّلُح التَّعِبون. والطُّلُح: الرُّعاةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والطِّلْحُ، بِالْكَسْرِ، المُعْيِي مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا يَسْتَوي فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى، وَالْجَمْعُ أَطلاح؛ وأَنشد بَيْتَ الْحُطَيْئَةِ، وَقَالَ: قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَذْكُرُ إِبلًا وَرَاعِيَهَا [إِذا نَامَ طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ] وَفِي حَدِيثِ إِسلام عُمَرَ: فَمَا بَرِحَ يقاتلُهم حَتَّى طَلَح أَي أَعيا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَطِيح عَلَى جَمَلٍ طَلِيح أَي مُعْيٍ. والطَّلَحُ، بِالْفَتْحِ: النِّعْمةُ «3»؛ قَالَ الأَعشى: كَمْ رأَينا مِنْ أُناسٍ هَلَكوا، ... ورأَينا المَلْكَ عَمْراً بِطَلَحْ

_ (3). قوله [والطلح، بالفتح: النعمة] عبارة المختار والقاموس والطلح، بالتحريك: النعمة.

قَاعِدًا يُجْبَى إِليه خَرْجُه، ... كلُّ مَا بينَ عُمَانٍ فالمَلَحْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ بِعَمْرٍو هَذَا عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ؛ حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَيضاً قَالَ: قِيلَ طَلَحٌ فِي بَيْتِ الأَعشى مَوْضِعٌ. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَتى الأَعشى عَمْرًا وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ ذُو طَلَحٍ، وَكَانَ عَمْرٌو مَلِكًا نَاعِمًا فاجتزأَ الشَّاعِرُ بِذِكْرِ طَلَحٍ دَلِيلًا عَلَى النِّعْمَةِ، وَعَلَى طَرْح ذِي مِنْهُ، قَالَ: وَذُو طَلَح هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْحُطَيْئَةُ، فَقَالَ وَهُوَ يُخَاطِبُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَاذَا تَقُولُ لأَفْراخٍ بِذِي طَلَحٍ، ... حُمْرِ الحواصِلِ، لَا ماءٌ وَلَا شجرُ؟ أَلْقَيْتَ كاسِبَهم فِي قَعْرِ مُظْلِمةٍ، ... فاغْفِرْ، عَلَيْكَ سلامُ اللَّهِ، يَا عُمَرُ والطَّلْحُ، مَا بَقِيَ فِي الْحَوْضِ مِنَ الماءِ الكَدِرِ. والطَّلْحُ: شَجَرَةٌ حِجَازِيَّةٌ جَناتها كجَناةِ السَّمُرَةِ، وَلَهَا شَوْك أَحْجَنُ وَمَنَابِتُهَا بُطُونُ الأَودية؛ وَهِيَ أَعظم العِضاه شَوْكًا وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً؛ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ: الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وَوَصَفَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَقَالَ: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الطَّلْحُ شَجَرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ يَسْتَظِلُّ بِهَا النَّاسُ والإِبل، وَوَرَقُهَا قَلِيلٌ وَلَهَا أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تُنَادِي السَّمَاءَ مِنْ طُولِهَا، وَلَهَا شَوْكٌ كَثِيرٌ مِنْ سُلَّاء النَّخْلِ، وَلَهَا سَاقٌ عَظِيمَةٌ لا تلتقي عليه يَدَا الرَّجُلِ، تأْكل الإِبل مِنْهَا أَكلًا كَثِيرًا، وَهِيَ أُم غَيْلانَ تَنْبُتُ فِي الْجَبَلِ، الْوَاحِدَةُ طَلْحَة؛ وأَنشد: يَا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيتِ شَرَّا، ... لَقَدْ فَجَعْتِ أَمِناً مُغْبَرَّا، يَزُورُ بيتَ اللهِ فِيمَنْ مَرَّا، ... لاقَيْتِ نَجَّاراً يَجُرُّ جَرَّا، بالفأْسِ لَا يُبْقِي عَلَى مَا اخْضَرَّا يُقَالُ: إِنه لَيَجُرُّ بفأْسه جَرًّا إِذا كَانَ يَقْطَعُ كُلَّ شَيْءٍ مَرَّ بِهِ، وإِن كَانَ وَاضِعَهَا عَلَى عُنُقِه؛ وَقَالَ: يَا أُمَّ غَيْلانَ، خُذِي شَرَّ القومْ، ... ونَبِّهِيهِ وامْنَعِي مِنْهُ النَّوْم وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره وَرَقًا وأَشدَّه خُضْرة، وَلَهُ شَوْكٌ ضِخامٌ طِوالٌ وَشَوْكُهُ مِنْ أَقل الشَّوْكِ أَذًى، وَلَيْسَ لِشَوْكَتِهِ حَرَارَةٌ فِي الرِّجْل، وَلَهُ بَرَمَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ، ليس فِي العِضاه أَكثر صَمْغًا مِنْهُ وَلَا أَضْخَمُ، وَلَا يَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غَلِيظَةٍ شَدِيدَةٍ خِصبَة، وَاحِدَتُهُ طَلْحَة، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجَمْعُها، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، طلُوح كصَخْرة وصُخُور، وطِلاحٌ؛ قَالَ: شَبَّهُوهُ بقصْعَة وقِصاع يَعْنِي أَنَّ الْجَمْعَ الَّذِي هُوَ عَلَى فِعال إِنما هُوَ لِلْمَصْنُوعَاتِ كالجِرار والصِّحافِ، وَالِاسْمُ الدَّالُّ عَلَى الْجَمْعِ أَعني الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا هَاءُ التأْنيث إِنما هُوَ لِلْمَخْلُوقَاتِ نَحْوَ النَّخْلِ وَالتَّمْرِ، وإِن كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الحَيِّزَيْنِ دَاخِلًا عَلَى الْآخَرِ؛ قَالَ: إِني زَعِيمٌ يَا نُوَيْقةُ، ... إِن نَجَوْتِ مِنَ الزَّوَاحْ أَن تَهْبِطِينَ بلادَ قَوْمٍ، ... يَرْتَعُونَ مِنَ الطِّلاحْ وأَن هَاهُنَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ أَن النَّاصِبَةَ لِلِاسْمِ مُخَفَّفَةً مِنْهَا غَيْرَ أَنه أَولاها الْفِعْلَ بِلَا فَصْلٍ. وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ. وأَرض طَلِحَة: كَثِيرَةُ الطَّلْح عَلَى النَّسَبِ.

وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة: تَرْعَى الطَّلْح. وطَلاحَى وطَلِحَة: تَشْتَكِي بطونَها مِنْ أَكل الطَّلْح؛ وَقَدْ طَّلِحَت طَلَحاً «1»؛ قَالَ الأَزهري: وَرَجُلٌ نِباطِيٌّ ونُباطِيّ: مَنْسُوبٌ إِلى النَّبَط؛ وأَنشد: كَيْفَ تَرَى وَقْعَ طِلاحِيَّاتِها ... بالغَضَوِيَّاتِ، عَلَى عِلَّاتِها؟ وَيُرْوَى بالحَمَضِيَّاتِ؛ وأَنكر أَبو سَعِيدٍ: إِبل طَلاحَى إِذا أَكلت الطَّلْح؛ قَالَ: والطَّلاحَى هِيَ الكالَّةُ المُعْيِيَةُ؛ قَالَ: وَلَا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فِيهَا، قَالَ: والأَراكُ لَا تَمْرَضُ عَنْهُ الإِبلُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والطَّلْحُ لُغَةٌ فِي الطَّلْع، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ؛ فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ. الأَزهري: قَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه شَجَرُ الْمَوْزِ، قَالَ: والطَّلْحُ شَجَرُ أُمِّ غَيْلان أَيضاً، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ ذَلِكَ الشَّجَرَ لأَن لَهُ نَوْراً طَيِّبَ الرَّائِحَةِ جِدًّا، فَخُوطِبُوا بِهِ ووُعِدُوا بِمَا يُحِبُّونَ مِثْلَهُ، إِلا أَن فَضْلَهُ عَلَى مَا فِي الدُّنْيَا كَفَضْلِ سَائِرِ مَا فِي الْجَنَّةِ عَلَى سَائِرِ مَا فِي الدُّنْيَا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه، فَقِيلَ لَهُمْ: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ . والطِّلاحُ: نَبْتٌ. وطَلْحَةُ الطَّلَحات: طَلْحَةُ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الخُزاعي؛ ورأَيت فِي بَعْضِ حَوَاشِي نُسَخِ الصِّحَاحِ بِخَطِّ مَنْ يُوثَقُ بِهِ: الصَّوَابُ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ؛ ذَكَرَ ابْنُ الأَعرابي فِي طَلْحةَ هَذَا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطَّلَحَاتِ بِسَبَبِ أُمه، وَهِيَ صَفِيَّة بِنْتُ الْحَرْثِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبي طَلْحَةَ؛ زَادَ الأَزهري: ابْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، قَالَ: وأَخوها أَيضاً طَلْحَةُ بْنُ الْحَرْثِ فَقَدْ تكَنَّفَه هَؤُلَاءِ الطَّلَحَاتُ كَمَا تَرَى وَقَبْرُهُ بسِجِسْتانَ؛ وَفِيهِ يَقُولُ ابْنُ قَيس الرُّقَيَّاتِ: رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها ... بسِجِسْتانَ: طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ ابْنُ الأَثير قَالَ: وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ ذِكْرُ طَلْحَةِ الطَّلحات، قَالَ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ خُزاعة اسْمُهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: وَهُوَ غَيْرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيّ الصَّحَابِيِّ، قِيلَ: إِنه جَمَعَ بَيْنَ مِائَةِ عَرَبِيٍّ وَعَرَبِيَّةٍ بالمَهْر وَالْعَطَاءِ الْوَاسِعَيْنِ فَوُلِدَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَلَدٌ فَسُمِّيَ طَلْحَةَ فأُضيف إِليهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ الطَّلَحات طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيّ وَقَبْرُهُ بِالْمَدِينَةِ، وَمِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنُ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ طَلْحَةُ الجُودِ، وَمِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَيُقَالُ لَهُ طَلْحَةُ الدَّرَاهِمِ؛ وَمَدَحَ سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ، فَقَالَ: يَا طَلْحُ، أَكرمَ مَنْ مَشَى ... حَسَباً، وأَعْطاهُمْ لِتالِدْ منكَ العَطاءُ، فأَعْطِنِي، ... وعليَّ مَدْحُك فِي المَشاهِدْ فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: احْتَكِمْ، فَقَالَ: بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الَّذِي بِمَكَانِ «2» كَذَا وَعَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ؛ فَقَالَ طَلْحَةُ: أفٍّ لَكَ سأَلتني على قدرك لم تسأَلني عَلَى قَدْرِي، لَوْ سأَلتني كُلَّ عَبْدٍ وَكُلَّ دَابَّةٍ وَكُلَّ قَصْرٍ لِي لأَعطيتك، وأَما طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ من الصحابة فتَيْمِيٌّ؛

_ (1). قوله [وقد طلحت طلحاً] كفرح فرحاً وزاد في القاموس كعنى أَيضاً. (2). قوله [وقصرك الذي بمكان إلخ] عبارة شرح القاموس: وقصرك الذي بزرنج، إِلى أَن قال: وإِنما سألتني على قدرك وقدر قبيلتك باهلة. والله لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأَعطيتكه. ثم أمر له بما سأل، وقال: والله ما رأيت مسألة محتكم ألأَم منها.

حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: طَلْحَةُ الْخَيْرِ، وَكَانَ مِنْ أَجواد الْعَرَبِ وَمِمَّنْ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُد: إِنه قَدْ أَوجَبَ. رَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبيه قَالَ: سَمَّانِي النبي، صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ أُحد: طَلْحَةَ الخَيْر، وَيَوْمَ غَزْوَةِ ذَاتِ العُشَيْرةِ: طَلْحَةَ الفَيَّاض، وَيَوْمَ حُنَيْن: طَلْحَةَ الجودِ. والطُّلَيْحَتانِ: طُلَيْحَة بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه. وطَلْحٌ وَذُو طَلَحٍ وَذُو طُلُوح: أَسماء مواضع. طلفح: الطَّلَنْفَحُ: الْخَالِي الجَوْف، وَيُقَالُ: المُعْيي التَّعِبُ؛ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الحِرْمازِ: ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شيءٍ، ... ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينا وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: إِذا ضَنُّوا عَلَيْكَ بالمُطَلْفَحَة فكُلْ رغيفَكَ أَي إِذا بَخِلَ الأُمراء عَلَيْكَ بالرُّقاقة الَّتِي هِيَ مِنْ طَعَامِ المُتْرَفِين والأَغنياء، فاقْنَعْ بِرَغِيفِكَ. يُقَالُ: طَلْفَحَ الخُبْزَ وفَلْطَحَه إِذا رَقَّقَه وبَسَطه، وَقَالَ بَعْضُ المتأَخرين: أَراد بالمُطَلْفحَة الدراهمَ، والأَوّل أَشبه لأَنه قَابَلَهُ بالرغيف. طمح: طَمَحَت المرأَة تَطْمَحُ طِماحاً، وَهِيَ طامحٌ: نَشَزَت بِبَعْلِهَا. والطِّماحُ مِثْلُ الجِماحِ. وطَمَحَت المرأَة مِثْلُ جَمَحَتْ، فَهِيَ طَامِحٌ، أَي تَطْمَح إِلى الرجال. في حَدِيثِ قَيْلَةَ: كُنْتُ إِذا رأَيت رَجُلًا ذَا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه أَي امتدَّ وَعَلَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَخَرَّ إِلى الأَرض فَطَمَحَت عَيْنَاهُ «1». الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيباني: الطامحُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي تُبْغِضُ زوجَها وَتَنْظُرُ إِلى غَيْرِهِ؛ وأَنشد: بَغَى الوُدَّ مِنْ مَطْروفةِ العينِ طامِح قَالَ: وطَمَحَت بِعَيْنِهَا إِذا رَمَتْ بِبَصَرِهَا إِلى الرَّجُلِ، وإِذا رَفَعَتْ بَصَرَهَا يُقَالُ: طَمَحَت. وامرأَة طَمَّاحة: تَكُرُّ بِنَظَرِهَا يَمِينًا وَشِمَالًا إِلى غَيْرِ زَوْجِهَا. وطَمَحَ بِبَصَرِهِ يَطْمَحُ طَمْحاً: شَخَصَ، وَقِيلَ: رَمَى بِهِ إِلى الشَّيْءِ. وأَطْمَحَ فلانٌ بَصَرَهُ: رَفَعَهُ. وَرَجُلٌ طَمّاح: بِعِيدُ الطَّرْفِ، وَقِيلَ: شَرِهٌ. وطَمَحَ بَصَرُه إِلى الشَّيْءِ: ارْتَفَعَ. وَفَرَسٌ طامِح الطَّرْفِ طامِحُ البَصر، وطَمُوحه مُرْتَفَعُهُ؛ يُقَالُ: فَرَسٌ فِيهِ طِماحٌ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ: طويلٌ طامِحُ الطَّرْفِ، ... إِلى مِقْرَعةِ الكلبِ وطَمَحَ الفرسُ يَطْمَحُ طِماحاً وطُمُوحاً: رَفَعَ يَدَيْهِ؛ الأَزهري: يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا رَفَعَ يَدَيْهِ قَدْ طَمَّحَ تَطْميحاً. وَكُلُّ مُرْتَفَعٍ مُفْرِط فِي تَكَبُّر: طامحٌ، وَذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ. والطَّماحُ: الكِبْرُ والفخرُ لِارْتِفَاعِ صَاحِبِهِ. وبَحْر طَمُوح الْمَوْجِ: مُرْتَفِعُهُ. وَبِئْرٌ طَمُوح الْمَاءِ: مرتفعةُ الجُمَّة، وَهُوَ مَا اجْتَمَعَ مِنْ مَائِهَا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ بِئْرٍ: عادِيَّة الجُولِ طَمُوح الجَمِّ، ... جِيبَتْ بجَوْفِ حَجَرٍ هِرْشَمِّ، تُبْذَلُ للجارِ وَلِابْنِ العَمِّ، ... إِذا الشَّرِيبُ كَانَ كالأَصَمِّ، وعَقَدَ اللِّمَّةَ كالأَجَمِ

_ (1). قوله [فطمحت عيناه] زاد في النهاية إلى السماء.

وطَمَّح بَوْلَه: بَالَهُ فِي الهواء. وطَمَّحَ ببوله وبالشيء: رَمَى بِهِ فِي الْهَوَاءِ؛ الأَزهري: إِذا رَمَيْتَ بِشَيْءٍ فِي الْهَوَاءِ قُلْتَ طَمَّحْتُ بِهِ تَطْميحاً. وطَمَح بِهِ: ذَهَب بِهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ، رَفيعٌ قَذالُه، ... يَظَلُّ بِبَزِّ الكَهْلِ والكَهْلِ يَطْمَحُ قَالَ: يَطْمَحُ أَي يَجْرِي وَيَذْهَبُ بِالْكَهْلِ وبَزِّه. وطَمَح الرجلُ فِي السَّوْم إِذا اسْتَامَ بسِلْعَته وَتَبَاعَدَ عَنِ الْحَقِّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وطَمَح أَي أَبْعَدَ فِي الطَّلَبِ. وطَمَحاتُ الدَّهْرِ: شَدَائِدُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَرُبَّمَا خُفِّفَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَاتَتْ هُمومي فِي الصَّدْرِ تَخْطاها ... طَمْحاتُ دَهْرٍ، مَا كنتُ أَدراها سَكَّنَ الْمِيمَ ضَرُورَةً؛ قَالَ الأَزهري: مَا هَاهُنَا صِلَةٌ. وَبَنُو الطَّمَحِ: بُطَيْنٌ. والطَّمَّاحُ: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. والطَّمّاحُ: اسْمُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد بَعَثُوهُ إِلى قَيْصَرَ فَمَحَلَ بِامْرِئِ الْقَيْسِ حَتَّى سُمَّ؛ قَالَ الكُمَيْتُ: وَنَحْنُ طَمَحْنا لِامْرِئِ القَيْسِ، بَعْدَ ما ... رَجا المُلْكَ بالطَّمّاحِ، نَكْباً عَلَى نَكْبِ وأَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ: اسم شاعر. طنح: طَنِحَت الإِبلُ طَنَحاً وطَنِخَتْ: بَشِمَتْ؛ وَقِيلَ: طَنِحَتْ، بِالْحَاءِ، سَمِنَتْ وطَنِخَتْ، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً، بَشِمَتْ؛ حَكَى ذَلِكَ الأَزهري عَنِ الأَصمعي، وَقَالَ: وَغَيْرُهُ يجعلهما واحداً. طوح: طاحَ يَطُوحُ ويَطِيحُ طَوْحاً: أَشرف عَلَى الْهَلَاكِ، وَقِيلَ: هَلَكَ وَسَقَطَ أَو ذَهَبَ، وَكَذَلِكَ إِذا تَاهَ فِي الأَرض. وَالطَّائِحُ: الْهَالِكُ المُشْرِفُ عَلَى الْهَلَاكِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ ذَهَبَ وفَنيَ: فَقَدْ طاحَ يَطِيحُ طَوْحاً وطَيْحاً، لُغَتَانِ. وطَوَّحَه هُوَ وطَوَّحَ بِهِ: تَوَّهَه وَذَهَبَ بِهِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَتَطوَّح فِي الْبِلَادِ إِذا رَمَى بِنَفْسِهِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، أَو حَمَلهُ عَلَى رُكُوبِ مَفَازَةٍ يُخافُ فِيهَا هلاكُه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يُطَوِّحُ الْهَادِي بِهِ تَطْوِيحا والطَّيْحُ: الْهَلَاكُ. والمُطَوَّحُ: الَّذِي طُوِّحَ بِهِ فِي الأَرض أَي ذُهِبَ بِهِ. وطَوَّحَه: بُعِثَ بِهِ إِلى أَرض لَا يَرْجِعُ مِنْهَا؛ قَالَ: ولكنَّ البُعُوث جَرَتْ عَلَيْنَا، ... فَصِرْنا بَيْنَ تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وتَطَوَّحَ إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ فِي الْهَوَاءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ رَجُلًا عَلَى الْبَعِيرِ، فِي النَّوْمِ يتطوَّح أَي يَجِيءُ وَيَذْهَبُ فِي الْهَوَاءِ: ونَشْوانَ مِنْ كأْسِ النُّعاسِ كأَنه، ... بحَبْلَينِ فِي مَشْطونَةٍ، يَتَطَوَّحُ قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي طاحَ يَطِيحُ: إِنه فَعِل يَفْعِل لأَن فَعَل يَفْعِلُ لا يكون في بنات الواو، كراهية الِالْتِبَاسِ بِبَنَاتِ الْيَاءِ، كَمَا أَن فَعَلَ يَفْعُل لَا يَكُونُ فِي بَنَاتِ الْيَاءِ، كَرَاهِيَةَ الِالْتِبَاسِ بِبَنَاتِ الْوَاوِ أَيضاً، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ عَدَماً البَتَّةَ، وَوَجَدُوا فَعِل يَفْعِلُ فِي الصَّحِيحِ كَحَسِبَ يَحْسِبُ وأَخواتها، وَفِي الْمُعْتَلِّ كَوَلي يَلي وأَخواته حَمَلُوا طاح يَطِيحُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَهُ نَظَائِرُ كَتَاهَ يَتِيه وماهَ يَمِيهُ، وَهَذَا كُلُّهُ فِيمَنْ لَمْ يَقُلْ إِلَّا طَوَّحه وتَوَّهَه، وماهَتِ الرَّكِيَّة مَوْهاً، وأَما مَن قَالَ طَيَّحَه وتَيَّهه وماهَتِ الرَّكِيَّةُ مَيْهاً فَقَدَ كُفِينا القولَ فِي لُغَتِهِ، لأَن طاحَ يَطِيحُ وأَخواته عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ، كبَاع يَبيعُ وَنَحْوِهَا.

فصل الفاء

وطَوَّحَ بِثَوْبِهِ: رَمَى بِهِ فِي مَهْلَكة؛ وطَيَّح بِهِ مِثْلُهُ؛ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ طَيَّحْتُه وطَوَّحْتُه وتَضَوَّعَ رِيحُه وتَضَيَّع، والمَياثِقُ والمواثِقُ. وطاحَ بِهِ فرسُه إِذا مَضَى يَطِيحُ طَيْحاً وَذَلِكَ كَذَهَابِ السَّهْمِ بِسُرْعَةٍ. وَيُقَالُ: أَين طُيِّحَ بِكَ؟ أَي أَين ذُهب بِكَ؟ قَالَ الجَعْدي يَذْكُرُ فَرَسًا: يَطِيحُ بالفارِس المُدَجَّج، ذي الْقَوْنَسِ، ... حَتَّى يَغِيبَ فِي القَتَمِ القَتَمُ الغُبار. أَبو سَعِيدٍ: أَصابت الناسَ طَيْحةٌ أَي أُمورٌ فَرَّقت بَيْنَهُمْ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ الطَّيْحةِ. ابْنُ الأَعرابي: أَطاحَ مالَه وطَوَّحه أَي أَهلكه. وطَوَّحَ بِالشَّيْءِ: أَلقاه فِي الْهَوَاءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي يَوْمِ اليَرْمُوك: فَمَا رُؤِيَ مَوْطِنٌ أَكثرُ قِحْفاً سَاقِطًا وَكَفًّا طَائِحَةً أَي طَائِرَةً مِنْ مِعْصَمها. وطوَّحَ نفسَه: تَوَّهها. وتَطاوَح: تَرامَى. وطاوَحه: راماه؛ قَالَ: فأَمَّا واحدٌ فكفَاكَ مِنِّي، ... فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها أَيادي؟ تُطاوِحُها أَي تُرَامِي بِهَا. والأَيادي: جَمْعُ أَيْدٍ الَّتِي هِيَ جُمَعُ يَدٍ أَي أَكفيك وَاحِدًا فإِذا كَثُرَتِ الأَيادِي فَلَا طَاقَةَ لِي بِهَا. وتَطاوحت بِهِمُ النَّوَى أَي تَرَامَتْ. والمَطاوِحُ: المَقاذِفُ. وطَوَّحَتْه الطَّوائِح: قَذَفَتْه القَواذِفُ. وَلَا يُقَالُ المُطَوِّحاتُ، وَهُوَ مِنَ النَّوادر كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ؛ عَلَى أَحد التأْويلين. وطَوَّح الشيءَ وطَيَّحه: ضيَّعه. طيح: طاحَ طَيْحاً: تَاهَ، وطَيَّح نفْسَه. وطاحَ الشيءُ طَيْحاً: فَنيَ وَذَهَبَ. وأَطاحَه هُوَ: أَفناه وأَذهبه؛ أَنشد ابْنَ الأَعرابي: نَضْرِبُهمْ، إِذا اللِّواءُ رَنَّقا، ... ضَرْباً يُطِيحُ أَذْرُعاً وأَسْوُقا وأَنشد سِيبَوَيْهِ: لِيُبْكَ يزيدٌ ضارِعٌ لخُصُومةٍ، ... ومُخْتبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ الطَّوائِحُ وَقَالَ: الطَّوَائِحُ، عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ أَو عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَوَّل الْبَيْتِ مَبْنِيٌّ عَلَى اطِّراح ذِكْرِ الْفَاعِلِ، فإِن آخِرَهُ قَدْ عُووِدَ فِيهِ الحديثُ عَلَى الْفَاعِلِ لأَن تَقْدِيرَهُ فِيمَا بعدُ ليَبْكِه مُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ الطَّوَائِحُ، فَدَلَّ قَوْلُهُ لِيُبْكَ عَلَى مَا أَراد مِنْ قَوْلِهِ لِيَبْكِ. والطَّائِحُ: المُشرِفُ عَلَى الْهَلَاكِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وطَوَّحَتْهم طَيْحاتٌ: أَهلكتهم خُطوبٌ. وَذَهَبَتْ أَموالُهم طَيْحاتٍ أَي مُتَفَرِّقَةً بَعِيدَةً. والمُطَيَّحُ: الْفَاسِدُ. وطَيَّحَ بِثَوْبِهِ: رمى به. فصل الفاء فتح: الفَتْحُ: نَقِيضُ الإِغلاقِ، فَتَحه يَفْتَحه فَتْحاً وافْتَتَحه وفتَّحَه فانْفَتَحَ وتَفَتَّحَ. الْجَوْهَرِيُّ: فُتِّحَت الأَبواب، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، فتَفَتَّحتْ هِيَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ ، قُرِئَتْ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ وَبِالْيَاءِ وَالتَّاءِ، أَي لَا تَصْعَدُ أَرواحُهم وَلَا أَعمالهم، لأَن أَعمال الْمُؤْمِنِينَ وأَرواحهم تَصْعَدُ إِلى السَّمَاءِ، قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَقَالَ جلَّ ثَنَاؤُهُ: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَبواب السَّمَاءِ أَبواب الْجَنَّةِ لأَن الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى

ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فكأَنه قَالَ: لَا تُفتح لَهُمْ أَبواب الْجَنَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ ، قَالَ أَبو عَلِيٍّ مَرَّةً: مَعْنَاهُ مُفَتَّحةً لَهُمُ الأَبوابُ مِنْهَا، وَقَالَ مَرَّةً: إِنما هُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي مُفَتَّحَةً. وَقَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ فُتِّحَت الجِنانُ، تُرِيدُ فُتِّحَت أَبوابُ الْجِنَانِ، قَالَ تَعَالَى: وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ، واللَّهُ أَعلم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَا يأْتيهم بِهِ اللَّه مِنْ مَطَرٍ أَو رِزْقٍ فَلَا يَقْدِرُ أَحد أَن يُمْسِكَهُ، وَمَا يُمْسِكُ مِنْ ذَلِكَ فَلَا يَقْدِرُ أَحد أَن يُرْسِلَهُ. والمِفْتَحُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، والمِفْتاحُ: مِفْتاحُ الْبَابِ وَكُلُّ مَا فُتِحَ بِهِ الشَّيْءُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وكل مُسْتَغْلَق، قال سيبوبه: هَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعْتَمَلُ مَكْسُورَ الأَول، كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ أَو لَمْ تَكُنْ، وَالْجَمْعُ مَفاتِيحُ ومَفاتح أَيضاً، قَالَ الأَخْفش: هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ أَماني وأَمانيّ، يُخَفَّفُ ويشدَّد، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه عَنَى قَوْلَهُ: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، قَالَ: فَمَنِ ادَّعى أَنه يَعْلَمُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْخَمْسِ فَقَدْ كَفَرَ بِالْقُرْآنِ لأَنه قَدْ خَالَفَهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: أُوتِيتُ مَفاتِيحَ الكَلِم ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَفاتِحَ، هُمَا جَمْعُ مِفْتاح ومِفْتَح وَهُمَا فِي الأَصل مِمَّا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلى اسْتِخْرَاجِ المُغْلَقات الَّتِي يَتَعَذَّرُ الْوُصُولُ إِليها، فأَخبر أَنه أُوتي مَفَاتِيحَ الْكَلَامِ، وَهُوَ مَا يسَّر اللَّه لَهُ مِنَ الْبَلَاغَةِ وَالْفَصَاحَةِ، وَالْوُصُولِ إِلى غَوَامِضِ الْمَعَانِي وَبَدَائِعِ الْحِكَمِ وَمَحَاسِنِ الْعِبَارَاتِ، والأَلفاظ الَّتِي أُغلقت عَلَى غَيْرِهِ وَتَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ فِي يَدِهِ مَفَاتِيحُ شَيْءٍ مَخْزُونٍ سَهُلَ عَلَيْهِ الْوُصُولُ إِلَيْهِ. وبابٌ فُتُحٌ أَي واسِع مُفَتَّحٌ، وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: وَمَنْ يأْت بَابًا مُغْلَقاً يَجِدْ إِلى جَنْبِهِ بَابًا فُتُحاً أَيْ وَاسِعًا، وَلَمْ يُرِد المفتوحَ، وأَراد بِالْبَابِ الفُتُحِ: الطَّلَب إِلى اللَّه والمسأَلة. وقارورةٌ فُتُحٌ: وَاسِعَةُ الرأْس بِلَا صِمامٍ وَلَا غِلاف، لأَنها تَكُونُ حِينَئِذٍ مَفْتُوحَةً، وَهُوَ فُعُلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والفَتْحُ: الْمَاءُ المُفَتَّحُ إِلى الأَرض ليُسقَى بِهِ. والفَتْحُ: الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. الأَزهري: والفَتْحُ النَّهْرُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَا سُقِيَ فَتْحًا وَمَا سُقِيَ بالفَتْح فَفِيهِ العُشْر ، الْمَعْنَى مَا فتِحَ إِليه ماءُ النَّهْرِ فَتْحاً مِنَ الزُّرُوعِ وَالنَّخِيلِ فَفِيهِ الْعُشْرُ. والفَتْحُ: الْمَاءُ يَجْرِي مِنْ عَيْنٍ أَو غَيْرِهَا. والمَفْتَحُ والمِفْتَح «2»: قَناةُ الْمَاءِ. وكلُّ مَا انْكَشَفَ عَنْ شَيْءٍ فَقَدِ انْفَتَحَ عَنْهُ وَتَفَتَّحَ. وتَفَتُّحُ الأَكَمة عَنِ النَّوْر: تَشَقُّقُها. والفَتْحُ: افْتِتَاحُ دَارِ الْحَرْبِ، وَجَمْعُهُ فُتُوحٌ. والفَتْحُ: النَّصْرُ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: أَهو فَتْحٌ أَي نَصْرٌ. واسْتَفْتَحْتُ الشيءَ وافْتَتَحْتُه، وَالِاسْتِفْتَاحُ: الِاسْتِنْصَارُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ الْمُهَاجِرِينَ أَي يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ . واسْتَفْتَحَ الفَتْحَ: سأَله. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ أَبو جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ: اللَّهُمَّ انْصُرْ أَفضلَ الدِّينَيْنِ وأَحَقَّه بِالنَّصْرِ، فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ، قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ إِن تَسْتَنْصِرُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ النَّصْرُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ: إِن تَسْتَقْضُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ القَضاءُ،

_ (2). 1 قوله" والمفتح" ضبط بالأصل بفتح الميم وكسرها بمعنى مكان الفتح أَي الماء الجاري أَو آلته.

وَقَدْ جَاءَ التَّفْسِيرُ بِالْمَعْنَيَيْنِ جميعاً. روي أَن أَبا جَهْلٍ قَالَ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ أَقْطَعُنا لِلرَّحِمِ وأَفْسَدُنا لِلْجَمَاعَةِ فأَحِنْه اليومَ! فسأَل اللَّه أَن يَحْكُمَ بحَيْنِ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَنَصَرَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَالَهُ هُوَ الحَيْنُ وأَصحابُه، وَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، أَراد إِنْ تَسْتَقْضُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْقَضَاءُ ، وَقِيلَ إِنه قَالَ: اللَّهُمَّ انْصُرْ أَحَبَّ الفِئَتَينِ إِليك ، فَهَذَا يَدُلُّ أَن مَعْنَاهُ إِن تَسْتَنْصِرُوا، وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ جَيِّدٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ، قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ قَضَيْنَا لَكَ قَضَاءً مُبِينًا أَي حَكَمْنَا لَكَ بإِظهار دِينِ الإِسلام وَبِالنَّصْرِ عَلَى عدوِّكَ، قَالَ الأَزهري: قَالَ قَتَادَةُ أَي قَضَيْنَا لَكَ قَضَاءً فِيمَا اخْتَارَ اللَّه لَكَ مِنْ مُهادَنةِ أَهل مَكَّةَ وَمُوَادِعَتِهِمْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، ابْنُ سِيدَهْ قَالَ: وأَكثر مَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه فَتْحُ الحُدَيْبية، وَكَانَتْ فِيهِ آيَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ آيَاتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ هَذَا الْفَتْحُ عَنْ غير قتال شديد، قيل: إِنه كَانَ عَنْ تَرَاضٍ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْبِئْرُ اسْتُقِيَ جميعُ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ حَتَّى نَزَحَتْ وَلَمْ يَبْقَ فِيهَا مَاءٌ، فَتَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَجَّه فِيهَا فَدَرَّتِ البئرُ بِالْمَاءِ حَتَّى شَرِبَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ مَعَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، قِيلَ عَنَى فَتْحَ مَكَّةَ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه نُعِيَتْ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفْسُه فِي هَذِهِ السُّورَةِ، فأُعْلِمَ أَنه إِذا جَاءَ فَتْحُ مَكَّةَ وَدَخَلَ النَّاسُ فِي الإِسلام أَفواجاً فَقَدْ قَرُبَ أَجله، فَكَانَ يَقُولُ: إِنه قَدْ نُعِيَتْ إِليَّ نَفْسِي فِي هَذِهِ السُّورَةِ، فأَمر اللَّه أَن يُكْثِرَ التَّسْبِيحَ وَالِاسْتِغْفَارَ. الأَزهري: وَقَوْلُ اللَّه تَعَالَى: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ، قَالَ مُجَاهِدٌ: يَوْمُ الْفَتْحِ هَاهُنَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ قَتَادَةُ والكلبي، وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ أَصحاب رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُونَ: إِنَّ لَنَا يَوْمًا أَوْشَكَ أَن نَسْتَرِيحَ فِيهِ ونَنْعَمَ، فَقَالَ الْكُفَّارُ: مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَوْمُ الْفَتْحِ عَنَى بِهِ فَتْحَ مَكَّةَ، قَالَ الأَزهري: وَالتَّفْسِيرُ جَاءَ بِخِلَافِ مَا قَالَ، وَقَدْ نَفَعَ الكفارَ مِنْ أَهل مَكَّةَ إِيمانُهم يَوْمَ الْفَتْحِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ أَيضاً فِي قوله" وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ " مَتَّى هَذَا الْحُكْمُ وَالْقَضَاءُ فأَعلم اللَّه أَن يَوْمَ ذَلِكَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانهم أَي مَا دَامُوا فِي الدُّنْيَا فَالتَّوْبَةُ مُعَرَّضة وَلَا تَوْبَةَ فِي الْآخِرَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَفَتَحْنَا أَبواب السَّمَاءِ ، أَي فأَجَبْنا الدُّعَاءَ. واسْتَفْتَحَ اللَّهَ عَلَى فلانٍ: سأَله النَّصْرَ عَلَيْهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ. والفَتَاحَةُ: النُّصْرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُتاحة، بِالضَّمِّ، الحُكمُ. والفُتاحةُ والفِتاحةُ: أَن تَحْكُمَ بَيْنَ خَصْمَيْنِ، وَقِيلَ: الفُتاحة الْحُكُومَةُ، قَالَ الأَشْعَرُ الجُعْفِيُّ: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً رَسُولًا، ... فإِني عَنْ فُتاحَتِكم غَنِيٌ الأَزهري: الفَتْحُ أَن تَحْكُمَ بَيْنَ قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ إِليك، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ مُخْبِرًا عَنْ شُعَيْبٍ: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ . الأَزهري: والفُتاح [الفِتاح] الْحُكُومَةُ. وَيُقَالُ لِلْقَاضِي: الفَتَّاحُ لأَنه يَفْتَحُ مَوَاضِعَ الْحَقِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا ، أَي اقْض بَيْنَنَا. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: لَا يُفْتَحُ عَلَى الإِمام ، أَراد إِذا أُرتِجَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ لَا يَفْتَحُ لَهُ المأْموم مَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ أَي لا يُلَقِّنُه، ويقال: أَراد بالإِمام السُّلْطَانَ، وبالفَتْحِ الحكمَ، أَي إِذا حَكَمَ بِشَيْءٍ فَلَا يُحْكَمُ بِخِلَافِهِ.

والفَتَّاحُ: الحاكِمُ، الأَزهري: الفَتَّاحُ فِي صِفَةِ اللَّه تَعَالَى الْحَاكِمُ، قَالَ: وأَهل الْيَمَنِ يَقُولُونَ لِلْقَاضِي الفَتَّاحُ، وَيَقُولُ أَحدهم لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ حَتَّى أُفاتحكَ إِلى الفَتَّاح، وَيَقُولُ: افْتَحْ بَيْنَنَا أَي احْكُمْ، وَفِي التَّنْزِيلِ: وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ . وفاتَحه مُفاتحة وفِتاحاً: حَاكَمَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا كُنْتُ أَدري مَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا ، حَتَّى سَمِعْتُ بنتَ ذِي يَزَنَ تَقُولُ لِزَوْجِهَا: تعالَ أُفاتِحْكَ أَي أُحاكمكَ، وَمِنْهُ: لَا تُفاتِحوا أَهل القَدَر أَي لَا تُحَاكِمُوهُمْ، وقيل: لا تَبْدَأُوهم بِالْمُجَادَلَةِ وَالْمُنَاظَرَةِ. وَفِي أَسماء اللَّه تَعَالَى الْحُسْنَى: الفَتَّاحُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يَفْتَحُ أَبواب الرِّزْقِ وَالرَّحْمَةِ لِعِبَادِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْحَاكِمُ بَيْنَهُمْ، يُقَالُ: فَتَحَ الْحَاكِمُ بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ إِذا فَصَلَ بَيْنَهُمَا. والفاتحُ: الْحَاكِمُ. والفَتَّاحُ مِن أَبنية الْمُبَالِغَةِ. وتَفَتَّحَ بِمَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ أَو أَدب: تَطَاوَلَ بِهِ، وَهِيَ الفُتْحة، تَقُولُ: مَا هَذِهِ الفُتْحَةُ الَّتِي أَظهرتها وتَفَتَّحْتَ بِهَا عَلَيْنَا؟ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا. وفاتَحَ الرجلَ: ساوَمَه وَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، فإِن أَعطاه، قِيلَ: فاتَكه، حَكَاهُ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري عَنِ ابْنِ بُزُرْجٍ: الفَتْحَى الرِّيحُ، وأَنشد: أَكُلُّهُمُ، لَا بَارَكَ اللَّهُ فيهمُ! ... إِذا ذُكِرَتْ فَتْحَى، مِنَ البَيْع عاجِبُ فَتْحَى عَلَى فَعْلَى. وَفَاتِحَةُ الشَّيْءِ: أَوَّله. وافتتاحُ الصَّلَاةِ: التَّكْبِيرَةُ الأَولى. وفَواتحُ الْقُرْآنِ: أَوائل السُّوَرِ، الْوَاحِدَةُ فَاتِحَةٌ. وأُم الْكِتَابِ يُقَالُ لَهَا: فَاتِحَةُ الْقُرْآنِ. وَالْفَتْحُ: أَن تَفْتَحَ عَلَى مَنْ يَسْتَقْرِئُكَ. والمَفْتَحُ: الخِزانة، الأَزهري: وكلُّ خِزَانَةٍ كَانَتْ لصِنْفٍ مِنَ الأَشياء، فَهِيَ مَفْتَحٌ، والمَفْتَحُ: الكَنز، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ، قِيلَ: هِيَ الْكُنُوزُ وَالْخَزَائِنُ، قَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ أَن مَفَاتِحَهُ خَزَائِنُهُ. الأَزهري: وَالْمَعْنَى مَا إِن مَفَاتِحَهُ لتُنِيءُ العُصْبَةَ أَي تُمِيلُهُمْ مِنْ ثِقَلها. وَرُوِيَ عَنْ أَبي صَالِحٍ: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ، قَالَ: مَا فِي الْخَزَائِنِ مِنْ مَالٍ تَنُوءُ بِهِ العُصْبةُ ، الأَزهري: والأَشبه فِي التَّفْسِيرِ أَن مَفَاتِحَهُ خَزَائِنُ مَالِهِ، واللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. وَقَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ المِفْتاح الَّذِي يُفتح بِهِ المِغْلاقُ مَفاتِيحُ، وَجَمْعُ المَفْتَح الخِزانةِ المَفاتِحُ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَيضاً أَن مَفَاتِحَهُ كَانَتْ مِنْ جُلُودٍ عَلَى مِقْدَارِ الإِصبع، وَكَانَتْ تُحْمَلُ عَلَى سَبْعِينَ بَغْلًا أَو سِتِّينَ ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي رَزين قَالَ: مَفَاتِحُهُ خَزَائِنُهُ إِن كَانَ لَكَافِيًا مِفْتاحٌ وَاحِدٌ خَزائنَ الْكُوفَةِ إِنما مَفَاتِحُهُ الْمَالُ، وَفِي الْحَدِيثِ: أُوتِيت مفاتيحَ خزائنِ الأَرض ، أَراد مَا سَهَّل اللَّهُ لَهُ ولأُمَّته مِنِ افْتِتَاحِ الْبِلَادِ الْمُتَعَذِّرَاتِ وَاسْتِخْرَاجِ الْكُنُوزِ الْمُمْتَنِعَاتِ. والفَتُوحُ مِنَ الإِبل: النَّاقَةُ الْوَاسِعَةُ الأَحاليل، وَقَدْ فَتَحَت «1» وأَفتَحَتْ، بِمَعْنًى. والنَّزُور: مِثْلُ الفَتُوح. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ فَتُوحٍ أَي وَاسِعَةِ الأَحاليل. والفَتْحُ: أَوَّل مَطَرِ الوَسْمِيِّ، وَقِيلَ: أَول الْمَطَرِ، وَجَمْعُهُ فَتُوحٌ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، «2» قَالَ:

_ (1). 1 قوله" وقد فتحت" من باب منع كما في القاموس. (2). 2 قوله" وَجَمْعُهُ فَتُوحٌ، بِفَتْحِ الْفَاءِ" قال شارح القاموس أنكر ذلك شيخنا وشدّد فيه وقال: لا قائل به. ولا يعرف في العربية جمع فعل بالفتح على فعول بالفتح، بل لا يعرف في أوزان الجموع فعول بالفتح مطلقا.

كأَنّ تَحْتِي مُخْلِفاً قَرُوحا، ... رَعَى غُيُوثَ العَهْدِ والفَتُوحا وَيُرْوَى جَمِيمَ العَهْدِ، وَهُوَ الفَتْحةُ أَيضاً. والفَتْحُ: الماءُ الْجَارِي فِي الأَنهار. وناقةٌ مَفاتِيحُ وأَيْنُقٌ مَفاتِيحاتٌ: سِمَانٌ، حَكَاهَا السِّيرَافِيُّ. والفَتْحُ: مُرَكَّبُ النَّصْلِ فِي السَّهْم، وَجَمْعُهُ فُتُوح. والفَتْحُ: جَنَى النَّبْعِ، وَهُوَ كأَنه الحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ إِلَّا أَنه أَحمر حُلو مُدَحْرَجٌ يأْكله النَّاسُ. الأَزهري: فاتَحَ الرجلُ امرأَتَه إِذا جَامَعَهَا. وتَفاتَحَ الرَّجُلَانِ إِذا تَفاتَحا كَلَامًا بَيْنَهُمَا وتَخافَتا دُونَ النَّاسِ. والفُتْحَةُ: الفُرْجةُ فِي الشَّيْءِ. والفُتَاحةُ: طُوَيْرَة مُمَشَّقة بِحُمْرَةٍ «1». والفَتَّاح: طَائِرٌ أَسود يُكْثِرُ تَحْرِيكَ ذَنَبِهِ أَبيض أَصل الذَّنَبِ مِنْ تَحْتِهِ وَمِنْهَا أَحمر، وَالْجَمْعُ فَتاتِيحُ، وَلَا يُجْمَعُ بالأَلف وَالتَّاءِ. فحح: فَحِيحُ الأَفْعَى: صوتُها مِنْ فِيهَا، والكَشِيشُ: صَوْتُهَا مِنْ جِلْدِهَا. الأَصمعي: تَفُحُّ وتَفِحُّ وتَحُفُّ، والحَفِيفُ مِنْ جَلْدِهَا والفَحِيح مِنْ فِيهَا. وفَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُّ وتَفُحُّ فَحّاً وفَحِيحاً، وَهُوَ صَوْتُهَا مِنْ فِيهَا شَبِيهٌ بالنَّفْخِ فِي نَضْنَضةٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ تَحَكُّكُ جِلْدِهَا بعضِه بِبَعْضٍ، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ جَمِيعَ الْحَيَّاتِ؛ قَالَ: يَا حَيَّ لَا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي، ... أَو أَن تَرَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي وَخَصَّ بِهِ بَعْضُهُمْ أُنثى الأَساود. وَكُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمُضَاعَفِ لَازِمًا فَالْمُسْتَقْبَلُ مِنْهُ يجيءُ عَلَى يَفْعِل، بِالْكَسْرِ، إِلَّا سَبْعَةَ أَحرف جَاءَتْ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وهي: تَعُلُّ [تَعِلُ] وتَشُحُّ [تَشِحُ] وتَجُدُّ [تَجِدُّ] فِي الأَمر وتَصُدُّ أَي تَضِجُّ وتَجُمُّ [تَجِمُ] مِنَ الْجَمَامِ والأَفْعَى تَفُحُّ [تَفِحُ] والفرس تَشُبُّ [تَشِبُ]، وَمَا كَانَ مُتَعَدِّيًا فَمُسْتَقْبَلُهُ يجيءُ بِالضَّمِّ إِلَّا خَمْسَةَ أَحرف جَاءَتْ بِالضَّمِّ والكسر وهي: تَشُدُّه [تَشِدُّه] وتَعُلُّه [تَعِلُّه] ويَبُثُّ [يَبِثُ] الشيءَ ويَنُمُّ [يَنِمُ] الْحَدِيثَ ورَمَّ الشَّيْءَ يَرُمُّه [يَرِمُّه]. والفُحُحُ: الأَفاعِي، وفَحِيحُ الْحَيَّاتِ بَعْدَ الأَفْعَى «2» مِنْ أَصوات أَفواهها. وفَحَّ الرَّجُلُ فِي نَوْمِهِ يَفُحُّ فَحِيحاً وفَحْفَحَ: نَفَخَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِفَحِيح الأَفْعَى. والفَحْفَحَةُ: تَرَدُّد الصَّوْتِ فِي الحَلْق شَبِيهٌ بالبُحَّة. والفَحْفاحُ: الأَبَحُّ؛ زَادَ الأَزهري: مِنَ الرِّجَالِ. والفَحْفَحَة: الكلامُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ فَحْفاحٌ: مُتكلم، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ. ابْنُ الأَعرابي: فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة وأَخلصها. وحَفْحَفَ إِذا ضَاقَتْ مَعِيشَتُهُ. والفَحْفاحُ: اسْمُ نَهْرٍ في الجنة. فدح: الفَدْحُ: إِثقالُ الأَمرِ والحِمْلِ صاحبَه. فَدَحَه الأَمرُ والحِمْلُ والدَّينُ يَفْدَحُه فَدْحاً: أَثقله، فَهُوَ فَادِحٌ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيج: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ أَن لَا يَتْرُكُوا فِي الإِسلام مَفْدُوحاً فِي فِداءٍ أَو عَقْل ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الَّذِي فَدَحَه الدَّين أَي أَثقله؛ وَفِي حَدِيثِ غَيْرِهِ: مُفْدَحاً. فأَما قَوْلُ بَعْضِهِمْ فِي الْمَفْعُولِ مُفْدَح فَلَا وَجْهَ لَهُ لأَنَّا لَا نَعْلَمُ أَفْدَحَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: لكَشْفِكَ الكَرْبَ الَّذِي فَدَحَنا أَي أَثقلنا. والفادِحةُ: النَّازِلَةُ؛ تَقُولُ: نَزَلَ بِهِ أَمرٌ فَادِحٌ إِذا غَالَهُ وبَهَظه. وَلَمْ يُسمع أَفْدَحه الدَّين مِمَّنْ يُوثَقُ بعربيته.

_ (1). 1 قوله" والفتاحة طويرة" عبارة المجد والفتاحية، بزيادة ياء تحتية. قال الشارح: والذي في اللسان وغيره والفتاحة بدون ياء. (2). قوله [بعد الأَفعى] كذا بالأَصل.

فذح: تَفَذَّحت النَّاقَةُ وانْفَذَحَتْ إِذا تَفاجَّت لتبُول، وَلَيْسَتْ بثَبَتٍ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَالْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِهِمْ بِهَذَا الْمَعْنَى تَفَشَّجَتْ وتَفَشَّحَت، بالجيم والحاء. فرح: الفَرَحُ: نَقِيضُ الحُزْن؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن يَجِدَ فِي قَلْبِهِ خِفَّةً؛ فَرِحَ فَرَحاً، وَرَجُلٌ فَرِحٌ وفَرُحٌ وَمَفْرُوحٌ، عَنِ ابْنِ جِنِّي، وفَرحانُ مِنْ قَوْمٍ فَراحَى وفَرْحَى وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحُقُّه. والفَرَحُ أَيضاً: البَطَرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم: لَا تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ الْمَالِ فِي الدُّنْيَا لأَن الَّذِي يَفْرَحُ بِالْمَالِ يَصْرِفُهُ فِي غَيْرِ أَمر الْآخِرَةِ؛ وَقِيلَ: لَا تَفْرَحْ لَا تَأْشَرْ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ لأَنه إِذا سُرَّ رُبَّمَا أَشِرَ. والمِفْراحُ: الَّذِي يَفْرَحُ كُلَّمَا سَرَّه الدهرُ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الفَرَح؛ وَقَدْ أَفْرَحه وفَرَّحَه. والفُرْحَة والفَرْحة: المَسَرَّة. وفَرِحَ بِهِ: سُرَّ. والفُرْحة أَيضاً: مَا تُعْطِيهِ المُفَرِّحَ لَكَ أَو تُثِيبُهُ بِهِ مكافأَة لَهُ. وَفِي حَدِيثِ التَّوْبَةِ: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عَبْدِهِ ؛ الفَرَحُ هَاهُنَا وَفِي أَمثاله كِنَايَةٌ عَنِ الرِّضَا وَسُرْعَةِ الْقَبُولِ وَحُسْنِ الْجَزَاءِ لِتَعَذُّرِ إِطلاق ظَاهِرِ الْفَرَحِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى. وأَفْرَحه الشيءُ والدَّينُ: أَثقله؛ والمُفْرَحُ: المُثْقَلُ بالدَّين؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لبَيْهَسٍ العُذْرِيّ: إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلَّاءَ، صادَفَتْ ... بِهِمْ حاجةٌ بعضَ الَّذِي أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لَمْ تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً، ... وتَحْمِلُ أُخْرَى، أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ وَرَجُلٌ مُفْرَحٌ: مُحْتَاجٌ مَغْلُوبٌ؛ وَقِيلَ: فَقِيرٌ لَا مَالَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا يُتْرَكُ فِي الإِسلام مُفْرَحٌ أَي لَا يُتْرَكُ فِي أَخلافِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يُوَسَّعَ عَلَيْهِ ويُحْسَنَ إِليه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُفْرَحُ الَّذِي قَدْ أَفْرَحه الدَّين والغُرْمُ أَي أَثقله وَلَا يَجِدُ قَضَاءَهُ؛ وَقِيلَ: أَثْقَلَ الدَّيْنُ ظَهْرَهُ. قَالَ الزُّهريُّ: كَانَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ والأَنصار: أَن لَا يَتْرُكُوا مُفْرَحاً حَتَّى يُعِينُوهُ عَلَى مَا كَانَ مِنَ عَقْل أَو فِداء؛ قَالَ: والمُفْرَحُ المَفْدُوحُ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَصمعي قَالَ: هُوَ الَّذِي أَثقله الدَّيْنُ؛ يَقُولُ: يُقْضَى عَنْهُ دينُه مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَا يُتْرَكُ مَدِيناً، وأَنكر قَوْلَهُمْ مُفْرَج، بِالْجِيمِ؛ الأَزهري: مَنْ قَالَ مُفْرَحٌ، فَهُوَ الَّذِي أَثقله الْعِيَالُ وإِن لَمْ يَكُنْ مُداناً. والمُفْرَح: الَّذِي لَا يُعرف لَهُ نَسَبٌ وَلَا وَلاءٌ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذِهِ بِالْجِيمِ. وأَفْرَحه: سَرَّه، يُقَالُ: مَا يَسُرُّني بِهَذَا الأَمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ بِهِ، وَلَا تَقُلْ مَفْرُوحٌ. الأَزهري: يُقَالُ مَا يَسُرُّني بِهِ مَفْرُوحٌ ومُفْرِحٌ، فالمَفْرُوح الشَّيْءُ الَّذِي أَنا بِهِ أَفْرَحُ، والمُفْرِحُ الشَّيْءُ الَّذِي يُفْرِحُني؛ وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي: يُقَالُ مَا يَسُرُّني بِهِ مُفْرِحٌ وَلَا يَجُوزُ مَفْرُوح، قَالَ: وَهَذَا عِنْدَهُ مِمَّا تَلْحَنُ فِيهِ الْعَامَّةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ قَالَ مُفْرَجٌ، فَهُوَ الَّذِي يُسْلِمُ وَلَا يوالي أَحداً فإِذا جنى جِنَايَةً كَانَتْ جِنَايَتُهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ لأَنه لَا عَاقِلَةَ لَهُ. والتَفْريح: مِثْلُ الإِفراح؛ وَتَقُولُ: لَكَ عِنْدِي فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَني، وفُرْحةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَفْرَحَه إِذا غَمَّه، وَحَقِيقَتُهُ أَزَلْتُ عَنْهُ الفَرَح كأَشْكَيْته إِذا أَزلت شَكْواه، والمُثْقَلُ بِالْحُقُوقِ مَغْمُومٌ مَكْرُوبٌ إِلى أَن يَخْرُجَ عَنْهَا، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ:

ذكرتْ أُمُّنا يُتْمَنا وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى: كَذَا وَجَدْتُهُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَدْ أَضْرَبَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَتَرَكَهَا مِنَ الْحَدِيثِ، فإِن كَانَتْ بِالْحَاءِ، فَهُوَ مِنْ أَفْرَحَه إِذا غَمَّه وأَزال عَنْهُ الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّينُ إِذا أَثقله، وإِن كَانَتْ بِالْجِيمِ، فَهُوَ مِنَ المُفْرَجِ الَّذِي لَا عَشِيرَةَ لَهُ، فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّيَ وَلَا عَشِيرَةَ لَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنا وَلِيُّهم؟ والمُفْرَحُ: الْقَتِيلُ يُوجَدُ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ، وَرُوِيَتْ بِالْجِيمِ أَيضاً. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: أَفْرَحَني الشيءُ سَرَّني وغَمَّني. والفُرْحانةُ «1»: الكَمْأَةُ الْبَيْضَاءُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَالَّذِي رَوَيْنَاهُ قُرْحَانُ، بِالْقَافِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والمُفَرِّحُ: دَوَاءٌ مَعْرُوفٌ. فرسح: الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: الفِرْساحُ الأَرض الْعَرِيضَةُ الْوَاسِعَةُ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ ثُمَّ قَالَ شَمِرٌ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ الفِرْشاح، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، مِنْ فَرْشَح فِي جِلْسَتِه. وفَرْسَح الرجلُ إِذا وَثَبَ وَثْباً مُتَقَارِبًا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ مِنَ الجَمْهَرة وَلَمْ أَجده لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ فلْيُفْحَصْ عنه. فرشح: الفِرْشاحُ مِنَ النِّسَاءِ: الْكَبِيرَةُ السَّمِجَة، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الإِبل؛ قَالَ: سَقَيْتُكمُ الفِرْشاحَ، نَأْياً لأُمِّكُمْ ... تَدِبُّونَ للمَوْلى دَبيبَ العَقارِب والفِرْشاحُ مِنَ السَّحَابُ: الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ. والفِرْشاحُ: الأَرض الْوَاسِعَةُ الْعَرِيضَةُ. وَحَافِرٌ فِرْشاحٌ: مُنْبَطِح؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ فِي صِفَةِ الْحَافِرِ: بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ، ... لَيْسَ بمُصْطَرٍّ وَلَا فِرْشاحِ الوَأْبُ: المُقَعَّبُ الشَّدِيدُ. والمُصْطَرُّ: الضَّيِّق. وفَرْشَحَتِ النَّاقَةُ: تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ وفَرْطَشَتْ لِلْبَوْلِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ، وَالصَّوَابُ فَطْرَشَتْ، إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا. وفَرشحَ الرجلُ: وَثَبَ وَثْباً مُتَقَارِبًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَاءِ أَيضاً. والفَرْشَحة: أَن يَقْعُد مُسْتَرْخِيًا فَيُلْصِقَ فَخِذَيْهِ بالأَرض كالفَرْشَطَة سَوَاءٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يَقْعُدَ وَيَفْتَحَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْشَحة أَن يَفْرِشَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ ويُباعِدَ إِحداهما مِنَ الأُخرى؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: فَرْشَحَ الرجلُ فِي صَلَاتِهِ، وَهُوَ أَن يُفَحِّجَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ جِدًّا وَهُوَ قَائِمٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ لَا يُفَرْشِحُ رِجْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ وَلَا يُلْصِقُهما وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ. فرطح: رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَي عَرِيضٌ. وفَرْطَحَ القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بَسَطَهُ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَلْحَرِثِ بْنِ كَعْبٍ يَصِفُ حَيَّةً ذَكَرًا، وَهُوَ ابْنُ أَحمر البَجَلِيّ لَيْسَ الباهِليَّ: خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ، ورأْسُه ... كالقُرْصِ فُرْطِحَ مِنْ طَحِينِ شَعيرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فُلْطِح، بِاللَّامِ، قال: وكذلك أَنشد الآمِدِيّ؛ وَبَعْدَهُ: ويُدِيرُ عَيناً للوَداعِ، كأَنها ... سَمْراءُ طاحتْ من نَقِيصِ بَريرِ

_ (1). قوله [والفرحانة] بضم الفاء بضبط الأَصل، وبفتحها بضبط المجد، واتفقا على ضبط القرحان بالقاف مضمومة.

وكأَنَّ شِدْقَيْهِ، إِذا اسْتَقْبَلْتَه، ... شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ وكل شيء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه. فرقح: الفَرْقَحُ «1»: الأَرضُ المَلْساءُ. فركح: الفَرْكَحة: تَباعُدُ مَا بَيْنَ الأَلْيَتَينِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والفِرْكاحُ: الرَّجُلُ الَّذِي ارْتَفَعَ مِذْرَوا اسْتِه وَخَرَجَ دُبُره، وَهُوَ المُفَرْكَحُ؛ وأَنشد: جاءتْ به مُفَرْكَحاً فِرْكاحا فسح: الفُساحةُ: السَّعةُ الواسعةُ «2» فِي الأَرض. والفُسْحةُ: السَّعةُ؛ فَسُحَ المكانُ فَساحةً وتَفَسَّحَ وانْفَسَحَ، وَهُوَ فَسِيحٌ وفُسُحٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مُنْفَسَحاً «3» فِي عَدْلِك أَي أَوسِع لَهُ سَعَةً فِي دَارِ عَدْلك يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَيُرْوَى: فِي عَدْنِك، بِالنُّونِ، يَعْنِي جنةَ عَدْنٍ. ومَجْلِسٌ فُسُحٌ، عَلَى فُعُل، وفُسْحُمٌ: وَاسِعٌ. وَبَلَدٌ فَسِيحٌ ومَفازة فَسِيحة وَمَنْزِلٌ فَسِيح أَي وَاسِعٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: وبيتُها فُساحٌ أَي وَاسِعٌ. يُقَالُ: بَيْتٌ فَسيح وفُساح مِثْلُ طَويل وطُوال وَيُرْوَى فَيَّاح بِمَعْنَاهُ. وفَسَحَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ يَفْسَحُ فَسْحاً وفُسُوحاً وتَفَسَّح: وَسَّع لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها النَّاسُ تَفَسَّحُوا، بِغَيْرِ أَلف، وقرأَها الْحَسَنُ تَفاسَحُوا، بأَلف؛ قَالَ: وتَفاسَحُوا وتَفَسَّحُوا متقاربٌ فِي الْمَعْنَى مِثْلُ تَعَهَّدْتُه وتَعاهَدْتُه، وصَعَّرْتُ وصاعَرْتُ. والقومُ يَتَفَسَّحُون إِذا مَكَنُوا. وَرَجُلٌ فُسُحٌ وفُسْحُمٌ: وَاسِعُ الصَّدْرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَسِيحُ مَا بَيْنَ المَنْكِبَينِ أَي بَعِيدُ مَا بَيْنَهُمَا، يَصِفُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِسَعَةِ صَدْرِهِ. وأَمر فَسِيحٌ وفُسُحٌ: وَاسِعٌ، وَمَفَازَةٌ فُسُحٌ كَذَلِكَ. وَفِي هَذَا الأَمر فُسْحةٌ أَي سَعة. وانْفَسَح طَرْفُه إِذا لَمْ يَرُدُّهُ شَيْءٌ عَنْ بُعْدِ النَّظَرِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي عُقَيْل يُسَمَّى شَمْلَة يَقُولُ لخَرَّازٍ كَانَ يَخْرِزُ لَهُ قِرْبَةً فَقَالَ لَهُ: إِذا خَرَزْت فأَفْسِحِ الخُطى لِئَلَّا يَنْخَرِم الخَرْزُ، يَقُولُ باعِدْ بَيْنَ الخُرْزَتين. والفُسْحتانِ: مَا لَا شَعْرَ عَلَيْهِ مِنْ جانِبَي العَنْفَقَةِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: فلانٌ ابنُ فُسْحُمٍ، وَقَالَ: نُرَى أَنه مِنَ الفُسْحةِ والانْفِساحِ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا هَذَا. وانْفَسَحَ صدرُه: انشرحَ. قَالَ الأَصمعي: مُراحٌ مُنْفَسِحٌ إِذا كَثُرَتْ نَعَمُه، وَهُوَ ضِدُّ قَرِعَ المُراحُ. وَقَدِ انْفَسَح مُراحُهم إِذا كَثُرَتْ إِبلهم؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: سَأُغْنِيكُمْ إِذا انْفَسَحَ المُراحُ وَقَالَ الأَزهري فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وَجَمَلٌ مَفْسُوحُ الضُّلُوع بِمَعْنَى مَسْفُوحٍ يَسْفَح فِي الأَرض سَفْحاً؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: فَقَرَّبْتُ مَسْفوحاً لِرَحْلي، كأَنه ... قَرَى ضِلَعٍ، قَيْدامُها وصَعُودُها فشح: تَفَشَّحتِ الناقةُ وانْفَشَحَتْ: تَفاجَّتْ؛ قَالَ: إِنكِ لَوْ صاحَبْتِنا مَذِحْتِ، ... وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ

_ (1). قوله [الفرقح] كذا بالأَصل بفاء فقاف، وفي القاموس بفاءين، ونبه عليه شارحه. (2). قوله [الفساحة السعة الواسعة] كذا بالأَصل ولعله الفساحة الساحة الواسعة. (3). قوله [منفسحاً] كذا بالأَصل. والذي في النهاية مفتسحاً.

وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: فَشَحَ وفَشَجَ وفَشَّحَ وفَشَّجَ إِذا فَرَّجَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ. فصح: الفَصاحةُ: البَيان؛ فَصُحَ الرجلُ فَصاحة، فَهُوَ فَصِيح مِنْ قَوْمٍ فُصَحاء وفِصاحٍ وفُصُحٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَّرُوهُ تَكْسِيرَ الِاسْمِ نَحْوُ قَضِيبٍ وقُضُب؛ وامرأَة فَصِيحةٌ مِنْ نِسوة فِصاحٍ وفَصائحَ. تَقُولُ: رَجُلٌ فَصِيح وَكَلَامٌ فَصِيح أَي بَلِيغ، وَلِسَانٌ فَصِيح أَي طَلْقٌ. وأَفْصَحَ الرجلُ القولَ، فَلَمَّا كَثُرَ وَعُرِفَ أَضمروا الْقَوْلَ وَاكْتَفَوْا بِالْفِعْلِ مِثْلُ أَحْسَنَ وأَسْرَعَ وأَبْطَأَ، وإِنما هُوَ أَحْسَنَ الشيءَ وأَسرعَ العملَ، قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ فِي وَصْفِ العُجْم أَفْصَحَ يُرِيدُ بِهِ بَيَانَ الْقَوْلِ، وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ؛ كَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ: أَعْجَمَ فِي آذانِها فَصِيحا يَعْنِي صَوْتَ الْحِمَارِ أَنَّهُ أَعجم، وَهُوَ فِي آذَانِ الأُتُن فَصِيحٌ بَيِّنٌ. وفَصُح الأَعجميُّ، بِالضَّمِّ فَصاحة: تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ وفُهِمَ عَنْهُ، وَقِيلَ: جَادَتْ لُغَتُهُ حَتَّى لَا يَلْحَنُ، وأَفْصَح كَلَامُهُ إِفْصاحاً. وأَفْصَح: تَكَلَّمَ بالفَصاحةِ؛ وَكَذَلِكَ الصَّبِيُّ؛ يُقَالُ: أَفْصَحَ الصبيُّ فِي مَنْطِقِه إِفْصاحاً إِذا فَهِمْتَ مَا يَقُولُ فِي أَوّل مَا يَتَكَلَّمُ. وأَفْصَحَ الأَغْتَمُ إِذا فَهِمْتَ كَلَامَهُ بَعْدَ غُتْمَتِه. وأَفْصَح عَنِ الشَّيْءِ إِفصاحاً إِذا بَيَّنه وكَشَفَه. وفَصُح الرجلُ وتَفَصَّح إِذا كَانَ عَرَبِيَّ اللِّسَانِ فَازْدَادَ فَصاحة؛ وَقِيلَ تَفَصَّح فِي كَلَامِهِ. وتَفاصَح: تكلَّف الفَصاحةَ. يُقَالُ: مَا كَانَ فَصِيحاً وَلَقَدْ فَصُحَ فَصاحة، وَهُوَ البَيِّنُ فِي اللِّسَانِ والبَلاغة. والتَّفَصُّحُ: اسْتِعْمَالُ الْفَصَاحَةِ، وَقِيلَ: التَّشَبُّه بالفُصَحاء، وَهَذَا نَحْوُ قَوْلِهِمْ: التَّحَلُّم الَّذِي هُوَ إِظهار الحِلْم. وَقِيلَ: جميعُ الْحَيَوَانِ ضَرْبَانِ: أَعجَمُ وفَصِيح، فَالْفَصِيحُ كلُّ نَاطِقٍ، والأَعجمُ كلُّ مَا لَا يَنْطِقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: غُفِر لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيح وأَعْجَم ؛ أَراد بِالْفَصِيحِ بَنِي آدَمَ، وبالأَعجم الْبَهَائِمَ. والفَصِيحُ فِي اللُّغَةِ: الْمُنْطَلِقُ اللِّسَانِ فِي الْقَوْلِ الَّذِي يَعْرف جَيِّدَ الْكَلَامِ مِنْ رَدِيئِهِ، وَقَدْ أَفْصَح الكلامَ وأَفْصَحَ بِهِ وأَفْصَح عَنِ الأَمر. وَيُقَالُ: أَفْصِحْ لِي يَا فُلَانُ وَلَا تُجَمْجِمْ؛ قَالَ: وَالْفَصِيحُ فِي كَلَامِ الْعَامَّةِ المُعْرِبُ. وَيَوْمٌ مُفْصِح: لَا غَيْمَ فِيهِ وَلَا قُرَّ. الأَزهري: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هَذَا يومٌ فِصْحٌ كَمَا تَرَى إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ قُرّ. والفِصْحُ: الصَّحْو مِنَ القُرّ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الفَصْيَةُ، وَهَذَا يومٌ فَصْيةٌ كَمَا تَرَى، وَقَدْ أَفْصَيْنا مِنْ هَذَا القُرّ أَي خَرَجْنَا مِنْهُ. وَقَدْ أَفْصَى يومُنا وأَفْصَى القُرّ إِذا ذَهَبَ. وأَفصح اللبَنُ: ذَهَبَ اللِّبأُ عَنْهُ؛ والمُفْصِحُ مِنَ اللَّبَنِ كَذَلِكَ. وفَصُحَ اللَّبَنُ إِذا أُخِذَتْ عَنْهُ الرَّغْوةُ؛ قَالَ نَضْلَةُ السُّلَمِيُّ: رَأَوْهُ فازْدَرَوْهُ، وَهْوَ خِرْق، ... ويَنْفَعُ أَهلَه الرجلُ القَبِيحُ فَلَمْ يَخْشَوْا مَصالَتَه عَلَيْهِمْ، ... وَتَحْتَ الرَّغْوَةِ، اللبَنُ الفَصِيحُ وَيُرْوَى: اللَّبَنُ الصَّرِيحُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والرَّغوة، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ. وأَفْصَحَتِ الشاةُ وَالنَّاقَةُ: خَلَصَ لَبَنُهما؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَفْصَحَتِ الشاةُ إِذا انْقَطَعَ لِبَؤُها وَجَاءَ اللبنُ بَعْدُ والفِصْحُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ اللَّبَنُ فِصْحاً وفَصِيحاً. وأَفْصَحَ البَوْلُ: كأَنه صَفا، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ غَنِيٍّ مَرِضَ: قَدْ أَفْصَحَ بَوْلِي اليومَ وَكَانَ أَمسِ مثلَ الحِنَّاء، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ.

والفِصْحُ، بِالْكَسْرِ: فِطْرُ النصارَى، وَهُوَ عِيدٌ لَهُمْ. وأَفْصَحُوا: جَاءَ فِصْحُهم، وَهُوَ إِذا أَفْطَرُوا وأَكلوا اللَّحْمَ. وأَفْصَحَ الصُّبحُ: بَدَا ضوءُه وَاسْتَبَانَ. وكلُّ مَا وَضَحَ، فَقَدْ أَفْصَحَ. وكلُّ وَاضِحٍ: مُفْصِحٌ. وَيُقَالُ: قَدْ فَصَحَكَ الصُّبح أَي بَانَ لَكَ وغَلبَك ضوءُه، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: فَضَحَكَ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: فَصَحه الصبحُ هَجَمَ عَلَيْهِ. وأَفْصَح لَكَ فلانٌ: بَيَّن وَلَمْ يُجَمْجِمْ. وأَفْصَح الرَّجُلُ مِنْ كَذَا إِذا خَرَجَ مِنْهُ. فضح: الفَضْحُ: فعلُ مُجَاوِزٌ مِنَ الْفَاضِحِ إِلى المَفْضُوح، وَالِاسْمُ الفَضِيحةُ، وَيُقَالُ للمُفْتَضِح: يَا فَضُوح؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قومٌ، إِذا مَا رَهِبُوا الفَضائِحا ... عَلَى النساءِ، لَبِسُوا الصَّفائِحا وَيُقَالُ: افْتَضَحَ الرجلُ يَفْتَضِحُ افْتِضاحاً إِذا رَكِبَ أَمراً سَيِّئاً فَاشْتُهِرَ بِهِ. وَيُقَالُ لِلنَّائِمِ وَقْتَ الصَّبَاحِ. فَضَحك الصُّبح فقُمْ مَعْنَاهُ أَن الصُّبح قَدِ اسْتَنَارَ وَتَبَيَّنَ حَتَّى بَيَّنك لِمَنْ يَراك وشَهَرَكَ. وَقَدْ يُقَالُ أَيضاً: فَصَحك الصُّبْحُ، بِالصَّادِ، ومعناهما مقارب؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن بِلَالًا أَتى ليُؤَذِّنَ بِالصُّبْحِ فَشَغَلَت عائشةُ بِلَالًا حَتَّى فَضَحَه الصُّبْحُ أَي دَهَمَتْه فُضْحةُ الصُّبح، وَهِيَ بَيَاضُهُ؛ وَقِيلَ: فَضَحَه كَشَفَهُ وبَيَّنَه للأَعْيُن بِضَوْئِهِ، وَيُرْوَى بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: إِنه لِمَا تَبَيَّنَ الصُّبْحُ جِدًّا ظَهَرَتْ غَفْلَتُهُ عَنِ الْوَقْتِ فَصَارَ كَمَا يَفْتَضح بِعَيْبٍ ظَهَرَ مِنْهُ. وفضَحَ الشيءَ يَفْضَحُه فَضْحاً فافْتَضَح إِذا انْكَشَفَتْ مَسَاوِيهِ، وَالِاسْمُ الفَضاحَة والفُضُوحُ والفُضُوحَة والفَضِيحة. وَرَجُلٌ فَضَّاحٌ وفَضُوح: يَفْضَحُ الناسَ. وفَضَحَ القمرُ النجومَ: غَلَبَ ضوءُه ضوءَها فَلَمْ يَتَبَيَّنْ. وفَضَّحَ الصُّبْحُ وأَفْضَحَ: بَدَا. والأَفْضَحُ: الأَبيضُ، وَلَيْسَ بِشَدِيدِ الْبَيَاضِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فأَضْحَى لَهُ جُلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمةٍ، ... أَجَشُّ سِماكِيٌّ مِنَ الوَبْلِ أَفْضَحُ الأَجَشُّ: الَّذِي فِي رَعْدِهِ غِلَظٌ. والسِّماكِيّ: الَّذِي مُطِرَ بِنَوْءِ السِّماكِ. وشُرمة: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. وأَكنافها: نَوَاحِيهَا. والجُلْب: السحابُ. وَالِاسْمُ الفُضْحةُ؛ وَقِيلَ: الفُضْحة والفَضَحُ غُبْرَةٌ فِي طُحلةِ يُخَالِطُهَا لونٌ قَبِيحٌ يَكُونُ فِي أَلوان الإِبل وَالْحَمَامِ، وَالنَّعْتُ أَفْضَحُ وفَضْحاءُ، وَهُوَ أَفْضَحُ وَقَدْ فَضِحَ فَضَحاً. والأَفْضَحُ: الأَسد لِلَوْنِهِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ، وَذَلِكَ مِنْ فَضَحِ اللونِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلت أَعرابيّاً عَنِ الأَفْضَح، فَقَالَ: هُوَ لَوْنُ اللَّحْمِ الْمَطْبُوخِ. وأَفْضَحَ البُسْرُ إِذا بَدَتِ الْحُمْرَةُ فِيهِ. وأَفْضَح النَّخْلُ: احمرَّ واصفرَّ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب الْهُذَلِيُّ: يَا هلْ رأَيتَ حُمُولَ الحَيِّ عادِيَةً، ... كَالنَّخْلِ، زَيَّنَها. يَنْعٌ وإِفْضاحُ وَسُئِلَ بعضُ الْفُقَهَاءِ عَنْ فضِيح البُسْر، فَقَالَ: لَيْسَ بالفَضِيح وَلَكِنَّهُ الفَضُوح؛ أَراد أَنه يُسْكِر فَيَفضَحُ شَارِبَهُ إِذا سَكِرَ مِنْهُ. والفَضِيحة: اسْمٌ مِنْ هَذَا لكل أَمر سَيّءٍ يَشْهَرُ صاحبَه بِمَا يسوءُ. فطح: الفَطَحُ: عِرَضٌ فِي وَسَطِ الرأْس والأَرْنَبةِ حَتَّى تَلْتَزِقَ بِالْوَجْهِ كَالثَّوْرِ الأَفْطَحِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الهامة: قَبْضاء لَمْ تُفْطَحْ وَلَمْ تُكَتَّلِ

وَرَجُلٌ أَفْطَحُ: عَرِيضُ الرأْس بَيِّنُ الفَطَحِ، والتَّفْطِيحُ مِثْلُهُ. ورأْس أَفْطَحُ ومُفَطَّحٌ: عَريض، وأَرْنَبَةٌ فَطْحاء. والأَفْطَحُ: الثَّوْرُ، لِذَلِكَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَيُقَالُ: فَطَّحْتُ الحديدةَ إِذا عَرَّضْتها وسَوَّيتَها لمِسْحاة أَو مِعْزَقٍ أَو غَيْرِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: هُوَ القَيْنُ وابنُ القَيْنِ، لَا قَيْنَ مثلُه ... لفَطْحِ المَساحي، أَو لجَدْلِ الأَداهِمِ الْجَوْهَرِيُّ: فَطَحَه فَطْحاً جَعَلَهُ عَرِيضًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَفْطُوحةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها، ... صَفْراءُ ذاتُ أَسِرَّةِ وسَفاسِقِ وفَطَحَ العُودَ وَغَيْرَهُ يَفْطَحُه فَطْحاً، وفَطَّحَه: بَراه وعَرَّضَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَلْقَى عَلَى فَطْحائها مَفْطُوحا، ... غادَرَ جُرْحاً ومَضَى صحِيحا قَالَ: يَعْنِي السَّهْمَ وَقَعَ فِي الرَّمِيَّةِ فَجَرَحها وَمَضَى وَهُوَ سَلِيمٌ. وعَنى بالفَطْحاءِ الْمَوْضِعَ الْمُنْبَسِطَ مِنْهَا كالفَريصة والصُّفْح. وفَطَحَ ظَهْرَهُ يَفْطَحُه فَطْحاً: ضَرَبَهُ بِالْعَصَا. والأَفْطَحُ: الحِرْباءُ الَّذِي تَصْهَر الشمسُ ظَهْرَهُ ولونَه فيَبْيَضُّ مِنْ حَمْوِها. وفُطِّحَ النخلُ: لُقِّحَ «4»؛ عن كراع. فقح: الأَزهري: التَّفَقُّحُ التَّفَتُّح فِي الْكَلَامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَمَّ فَقَالَ: التَفَقُّحُ التَّفَتُّح. وفَقَحَ الجِرْوُ وفَقَّحَ: وَذَلِكَ أَوّلَ مَا يَفْتَحُ عَيْنَيْهِ، وَهُوَ صَغِيرٌ؛ يُقَالُ: فَقَّحَ الجِرْوُ وجَصَّصَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وصَأْصأَ إِذا لَمْ يَفْتَحْ عَيْنَيْهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ أَنه تَنَصَّر بَعْدَ إِسلامه، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنا فَقَّحْنا وصَأْصأْتم أَي وَضَحَ لَنَا الحقُّ وعَشِيتُمْ عَنْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَي أَبْصَرْنا رُشْدَنا وَلَمْ تُبْصِرُوا، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ. وفَقَّحَ الوَرْدُ إِذا تَفَتَّحَ. وفَقَّحَ الشجرُ: انْشَقَّتْ عُيونُ وَرَقه وَبَدَتْ أَطرافه. والفُقَّاحُ: عُشْبَةٌ نَحْوُ الأُقْحُوانِ فِي النباتِ والمَنْبِتِ، واحدته فُقَّاحة، وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ الرَّمْلِ؛ وَقِيلَ: الفُقَّاح أَشدُّ انْضِمَامِ زَهْرِهِ مِنَ الأُقحوان يَلْزَقُ بِهِ التُّرَابُ كَمَا يَلْزَقُ بالتَّرِبةِ والحَمَصِيصِ؛ وَقِيلَ: فُقَّاح كُلِّ نَبْتٍ زَهْرُه حِينَ يَتَفَتَّحُ عَلَى أَيِّ لَوْنٍ كَانَ، وَاحِدَتُهُ فُقَّاحة؛ قَالَ عَاصِمُ بْنُ مَنْظُورٍ: كأَنكَ فُقَّاحةُ نَوَّرَتْ، ... مَعَ الصُّبْحِ، فِي طَرَفِ الحائِر وَقِيلَ: الفُقَّاحُ نَوْرُ الإِذْخِر. الأَزهري: الفُقَّاح مِنَ العِطْرِ وَقَدْ يُجْعَلُ فِي الدَّوَاءِ، يُقَالُ لَهُ فُقَّاح الإِذْخِر، وَالْوَاحِدَةُ فُقَّاحة، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْحَشِيشِ؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ نَور الإِذْخِر إِذا تَفَتَّحَ بُرعومه. وكلُّ نَوْرٍ تَفَتَّحَ، فَقَدْ تَفَقَّح، وَكَذَلِكَ الوَرْدُ وَمَا أَشبهه مِنْ بَراعِيمِ الأَنوارِ. وتَفَقَّحَتِ الوَرْدَةُ: تَفَتَّحَتْ. وَعَلَى فُلَانٍ حُلَّةٌ فُقاحِيَّة: وَهِيَ عَلَى لَوْنِ الوَرْدِ حِينَ هَمَّ أَن يَتَفَتَّحَ. وامرأَة فُقَّاحٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ: حَسَنةُ الخَلْقِ حادِرَتُه. وفُقَّاحةُ اليَدِ وفَقْحَتُها: راحَتُها، يَمَانِيَةٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاتِّسَاعِهَا. والفَقْحةُ: مِنْدِيلُ الإِحرام، كُلُّ ذَلِكَ بِلُغَتِهِمْ. والفَقْحةُ: مَعْرُوفَةٌ، قِيلَ: هِيَ حَلْقَةُ الدُّبُر، وَقِيلَ: الدُّبُرُ الْوَاسِعُ، وَقِيلَ: هِيَ الدُّبُر بجُمْعِها ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّيَ كلُّ دُبُرٍ فَقْحَةً؛ قَالَ جَرِيرٌ:

_ (4). قوله [وفطح النخل لقح] كذا يضبط بالأَصل، وفي القاموس: وفطح النخل لقح من باب فرح فيهما انتهى. ولا مانع منهما.

وَلَوْ وُضِعَتْ فِقاحُ بَنِي نُمَيْرٍ ... عَلَى خَبَثِ الحَدِيدِ، إِذاً لَذَابَا وَالْجَمْعُ الفِقَاحُ: وَهُمْ يَتَفاقَحُون إِذا جَعَلُوا ظُهُورَهُمْ لِظُهُورِهِمْ، كَمَا تَقُولُ: يَتَقَابَلُونَ وَيَتَظَاهَرُونَ. وفَقَحَ الشيءَ يَفْقَحُه فَقْحاً: سَفَّهُ كَمَا يُسَفُّ الدواء، يمانية. فلح: الفَلَح والفَلاحُ: الْفَوْزُ وَالنَّجَاةُ وَالْبَقَاءُ فِي النَّعِيمِ وَالْخَيْرِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّحْداحِ: بَشَّرَك اللَّهُ بِخَيْرٍ وفَلَحٍ أَي بَقاءٍ وفَوْز، وَهُوَ مَقْصُورٌ مِنَ الْفَلَاحِ، وَقَدْ أَفلح. قَالَ اللَّهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أَي أُصِيرُوا إِلى الْفَلَاحِ؛ قَالَ الأَزهري: وإِنما قِيلَ لأَهل الْجَنَّةِ مُفْلِحون لِفَوْزِهِمْ بِبَقَاءِ الأَبَدِ. وفَلاحُ الدَّهْرِ: بقاؤُه، يُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ فَلاحَ الدَّهْرِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا فَلاحُ «1» أَي بَقَاءٌ. التَّهْذِيبُ: عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: الفَلَح والفَلاح الْبَقَاءُ؛ قَالَ الأَعشى: وَلَئِنْ كُنَّا كقومٍ هَلَكُوا ... مَا لِحَيٍّ، يَا لَقَوْمٍ، مِنْ فَلَحْ «2» وَقَالَ عَدِيٌّ: ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ والرُّشْدِ والأُمَّةِ، ... وارَتْهُمُ هُنَاكَ القُبورُ والفَلَحُ والفَلاحُ: السَّحُورُ لِبَقَاءِ غَنائه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى خَشِينا أَن يَفُوتَنا الفَلَحُ أَو الفَلاحُ ؛ يَعْنِي السَّحُور. أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: حَتَّى خَشِينَا أَن يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ ، قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ قِيلَ: وَمَا الفَلاحُ؟ قَالَ السَّحُور ؛ قَالَ: وأَصل الفَلاح الْبَقَاءُ؛ وأَنشد للأَضْبَطِ بْنِ قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ: لكُلِّ هَمٍّ منَ الهُمُومِ سَعَهْ، ... والمُسْيُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعهْ يَقُولُ: لَيْسَ مَعَ كَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بَقاءٌ، فَكأَنَّ مَعْنَى السَّحُور أَن بِهِ بَقَاءَ الصَّوْمِ. والفَلاحُ: الْفَوْزُ بِمَا يُغْتَبَطُ بِهِ وَفِيهِ صَلَاحُ الْحَالِ. وأَفْلَحَ الرجلُ: ظَفِرَ. أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* ؛ قَالَ: يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ أَصاب خَيْرًا مُفْلح؛ وَقَوْلُ عَبِيدٍ: أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ، فقد يُبْلَغُ بالنَّوكِ، ... وَقَدْ يُخَدَّعُ الأَرِيبُ وَيُرْوَى: فَقَدْ يُبْلَغ بالضَّعْفِ، مَعْنَاهُ: فُزْ واظْفَرْ؛ التَّهْذِيبُ: يَقُولُ: عِشْ بِمَا شِئْتَ مِنْ عَقْلٍ وحُمْقٍ، فَقَدْ يُرْزَقُ الأَحْمَقُ ويُحْرَمُ الْعَاقِلُ. اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى أَي ظَفِرَ بالمُلْكِ مَنْ غَلَبَ. ومن أَلفاط الْجَاهِلِيَّةِ فِي الطَّلَاقِ: اسْتَفْلِحِي بأَمرِك أَي فَوْزِي بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ لامرأَته اسْتَفْلِحي بأَمرك فقَبِلَتْه فواحدةٌ بَائِنَةٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ اظْفَري بأَمرك وَفَوْزِي بأَمرك واسْتَبِدّي بأَمرك. وقومٌ أَفلاح: مُفْلِحُون فَائِزُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَعرف لَهُ وَاحِدًا؛ وأَنشد: بادُوا فَلَمَّ تَكُ أُولاهُمْ كآخِرِهِمْ، ... وَهَلْ يُثَمّرُ أَفْلاحٌ بأَفْلاحِ؟ وَقَالَ: كَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: فَلَمْ تك أُولاهم كآخرهم،

_ (1). قوله [وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إلخ] الذي في الصحاح: للدنيا، باللام. (2). قوله [يا لقوم] كذا بالأَصل والصحاح. وشرح القاموس بحذف ياء المتكلم.

وخَلِيقٌ أَن يَكُونَ: فَلَمْ تَكْ أُخراهم كأَوَّلهم، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَهَلْ يُثمر أَفلاح بأَفلاح؛ أَي قَلَّمَا يُعْقِبُ السَّلَفُ الصَّالِحُ إِلَّا الخَلَفَ الصالحَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى هَذَا أَنهم كَانُوا مُتَوافِرِينَ مِنْ قَبْلُ، فَانْقَرِضُوا، فَكَانَ أَوّلُ عَيْشِهِمْ زِيَادَةً وَآخِرُهُ نُقْصَانًا وَذَهَابًا. التَّهْذِيبُ: وَفِي حَدِيثُ الأَذان: حَيّ عَلَى الْفَلَاحِ؛ يَعْنِي هَلُمَّ عَلَى بَقَاءِ الْخَيْرِ ؛ وَقِيلَ: حَيَّ أَي عَجِّلْ وأَسْرِع عَلَى الْفَلَاحِ، مَعْنَاهُ إِلى الْفَوْزِ بِالْبَقَاءِ الدَّائِمِ؛ وَقِيلَ: أَي أَقْبِلْ عَلَى النَّجَاةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مِنْ أَفْلَحَ، كَالنَّجَاحِ مِنْ أَنجَحَ، أَي هَلُمُّوا إِلى سَبَبِ الْبَقَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَالْفَوْزِ بِهَا، وَهُوَ الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: مَنْ رَبَطَها عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فإِنَّ شِبَعَها وجُوعَها ورِيَّها وظَمَأَها وأَرواثها وأَبوالها فَلاحٌ فِي موازينه يوم القيامة أَي ظَفَرٌ وفَوزٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ قَوْمٍ عَلَى مَفْلَحَةٍ مِنْ أَنفسهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخَطَّابيُّ: مَعْنَاهُ أَنهم رَاضُونَ بِعِلْمِهِمْ يَغْتَبِطُون بِهِ عِنْدَ أَنفسهم، وَهِيَ مَفعلة مِنَ الفَلاح، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ*. والفَلْحُ: الشَّقُّ وَالْقَطْعُ. فَلَح الشيءَ يَفْلَحُه فَلْحاً: شَقَّه؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْلُكَ أَني الصَّحْصَحُ، ... إِنَّ الحَدِيدَ بِالْحَدِيدِ يُفْلَحُ أَي يُشَقُّ ويُقطع؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الشِّعْرَ شَاهِدًا عَلَى فَلَحْتُ الحديث إِذا قَطَعْتَهُ. وفَلَحَ رأَسه فَلْحاً: شَقَّه. والفَلْحُ: مَصْدَرٌ فَلَحْتُ الأَرض إِذا شَقَقْتَهَا لِلزِّرَاعَةِ. وفَلَح الأَرضَ لِلزِّرَاعَةِ يَفْلَحُها فَلْحاً إِذا شَقَّهَا لِلْحَرْثِ. والفَلَّاح: الأَكَّارُ، وإِنما قِيلَ لَهُ فَلَّاحٌ لأَنه يَفْلَحُ الأَرضَ أَي يَشقها، وحِرْفَتُه الفِلاحة، والفِلاحةُ، بِالْكَسْرِ: الحِراثة؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: اتَّقُوا اللَّهَ فِي الفَلَّاحينَ ؛ يَعْنِي الزَّرَّاعين الَّذِينَ يَفْلَحونَ الأَرض أَي يشقُّونها. وفَلَح شَفَته يَفْلَحها فَلْحاً: شَقَّهَا. والفَلَحُ: شَقٌّ فِي الشَّفَةِ السُّفْلَى، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّقِّ الفَلَحةُ مِثْلُ القَطَعةِ، وَقِيلَ: الفَلَحُ شَقٌّ فِي الشَّفَةِ فِي وَسَطِهَا دُونَ العَلَمِ؛ وَقِيلَ: هُوَ تَشَقُّق فِي الشَّفَةِ وضِخَمٌ وَاسْتِرْخَاءٌ كَمَا يُصِيبُ شِفاهَ الزِّنْجِ؛ رَجُلٌ أَفْلَحُ وامرأَة فَلْحاء؛ التَّهْذِيبُ: الفَلَحُ الشَّقُّ فِي الشَّفَةِ السُّفْلَى، فإِذا كَانَ فِي العُلْيا، فَهُوَ عَلَم؛ وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَجُلٌ لسُهَيلِ بْنِ عَمْرٍو: لَوْلَا شَيْءٌ يَسُوءُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لضَرَبْتُ فَلَحَتك أَي مَوْضِعَ الفَلَح، وَهُوَ الشَّق فِي الشَّفَةِ السُّفْلَى. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: المرأَة إِذا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا تَفَلَّحَتْ وتَنَكَّبَتِ الزينةَ أَي تشَقَّقَت وتَقَشَّفَت؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أُراه تَقَلَّحَتْ، بِالْقَافِ، مِنَ القَلَحِ، وَهُوَ الصُّفْرَة الَّتِي تَعْلُو الأَسنان؛ وَكَانَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ يُلَقَّبُ الفَلْحاءَ لفَلَحةٍ كَانَتْ بِهِ وإِنما ذَهَبُوا بِهِ إِلى تأْنيث الشَّفَة؛ قَالَ شُرَيْحُ بْنُ بُجَيْرِ بْنِ أَسْعَدَ التَّغْلَبيّ: وَلَوْ أَن قَوْمي قومُ سَوْءٍ أَذِلَّةٌ، ... لأَخْرَجَني عَوْفُ بنُ عَوْفٍ وعِصْيَدُ وعَنْتَرَةُ الفَلْحاءُ جاءَ مُلأَّماً، ... كأَنه فِنْدٌ، مِنْ عَمايَةَ، أَسْوَدُ أَنث الصِّفَةَ لتأْنيث الِاسْمِ: قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ شُرَيْحٌ قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ بِسَبَبِ حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي مُرَّة بْنِ فَزارةَ وعَبْسٍ. والفِنْدُ: الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ

الشَّخْصِ مِنَ الْجَبَلِ. وعَماية: جَبَلٌ عَظِيمٌ. والمُلأَّمُ: الَّذِي قد لَبِسَ لأْمَتَه، وهي الدِّرْعُ؛ قَالَ: وَذَكَرَ النَّحْوِيُّونَ أَن تأْنيث الْفَلْحَاءِ إِتباع لتأْنيث لَفْظِ عَنْتَرَةَ؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: أَبوكَ خَلِيفةٌ ولَدَتْه أُخْرى، ... وأَنتَ خلِيفَةٌ ذَاكَ الكَمالُ ورأَيت فِي بَعْضِ حَوَاشِي نَسْخِ الأُصول الَّتِي نُقِلَتْ مِنْهَا مَا صُورَتُهُ فِي الْجَمْهَرَةِ لَابْنِ دُرَيْدٍ: عِصْيدٌ لَقَبُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ أَو عُيَيْنَة بْنِ حِصْنٍ. وَرَجُلٌ مُتَفَلِّح الشَّفَة وَالْيَدَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ: أَصابه فِيهِمَا تَشَقُّقٌ مِنَ البَرْد. وَفِي رِجْل فُلَانٍ فُلُوحٌ أَي شُقُوق، وَبِالْجِيمِ أَيضاً. ابْنُ سِيدَهْ: والفَلَحَة القَراح الَّذِي اشْتُقَّ لِلزَّرْعِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِحَسَّانَ: دَعُوا فَلَحَاتِ الشَّأْمِ قَدْ حَالَ دُونَهَا ... طِعانٌ، كأَفْواهِ المَخاضِ الأَوارِكِ «1» يَعْنِي المَزارِعَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ فَلَجات الشأْم، بِالْجِيمِ، فَمَعْنَاهُ مَا اشْتُقَّ من الأَرض للديار، كُلُّ ذَلِكَ قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ. والفَلَّاحُ: المُكارِي؛ التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للمُكاري فَلَّاحٌ، وإِنما قِيلَ الفَلَّاح تَشْبِيهًا بالأَكَّارِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ أَحْمَر الباهِلِيّ: لَهَا رِطْلٌ تَكِيلُ الزَّيْتَ فِيهِ، ... وفَلَّاحٌ يسُوقُ لَهَا حِمارا وفَلَحَ بِالرَّجُلِ يَفْلَحُ فَلْحاً، وَذَلِكَ أَن يَطْمَئِنَّ إِليك، فيقولَ لَكَ: بِعْ لِي عَبْدًا أَو مَتَاعًا أَو اشْتَرِهِ لِي، فتأْتي التُّجارَ فَتَشْتَرِيهِ بِالْغَلَاءِ وَتَبِيعُ بالوكْسِ وَتُصِيبُ مِنَ التَّاجِرِ، وَهُوَ الفَلَّاحُ. وفَلَحَ بِالْقَوْمِ وَلِلْقَوْمِ يَفْلَحُ فَلاحَةً: زَيَّنَ البيعَ وَالشِّرَاءَ لِلْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي. وفَلَّح بِهِمْ تَفْلِيحاً: مَكَرَ وَقَالَ غَيْرَ الْحَقِّ. التَّهْذِيبُ: والفَلْحُ النَّجْشُ، وَهُوَ زِيَادَةُ الْمُكْتَرِي لِيَزِيدَ غيرُه فيُغْريه. والتَّفْليحُ: الْمَكْرُ وَالِاسْتِهْزَاءُ، وَقَالَ أَعرابي: قَدْ فَلَّحوا بِهِ أَي مَكَرُوا بِهِ. والفَيْلَحانيُّ: تِينٌ أَسْوَدُ يَلِي الطُّبّارَ فِي الكِبَر، وَهُوَ يَتَقَلَّع إِذا بَلَغ، مُدَوَّرٌ شَدِيدُ السَّوَادِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَهُوَ جَيِّدُ الزَّبِيبِ؛ يَعْنِي بِالزَّبِيبِ يَابِسَهُ. وَقَدْ سَمَّت: أَفلَح وفُلَيْحاً ومُفْلِحاً. فلطح: رأْس مُفَلْطَحٌ وفِلْطاحٌ: عريضٌ، وَمِثْلُهُ فِرْطاحٌ، بِالرَّاءِ. وكل شيء عَرَّضْتَه، فقد فَلْطَحْته وفَرْطَحْته؛ ابْنُ الفَرَج: فَرْطَح القُرْصَ وفَلْطَحه إِذا بَسَطَهُ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَلْحرِثِ بْنِ كَعْبٍ يَصِفُ حيَّةً: خُلِقَتْ لَهازِمُه عِزِينَ، ورأْسُه ... كالقُرْصِ فُلْطِحَ مِنْ طَحِينِ شَعِيرِ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ بِعَيْنِهِ فِي فَرْطَحَ، بِالرَّاءِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري بِاللَّامِ. ابْنُ الأَعرابي: رَغِيفٌ مُفَلْطَحٌ: وَاسْعٌ؛ وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: عَلَيْهِ حَسَكة مُفَلْطَحة لَهَا شَوْكَةٌ عَقِيفَةٌ. المُفَلْطَحُ: الَّذِي فِيهِ عِرَضٌ وَاتِّسَاعٌ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ فرطح قَالَ: هَذَا الحرف،

_ (1). قوله [كأَفواه المخاض] أَنشده في فلج، بالجيم، كأبوال المخاض. ثم إن قوله: مَا اشْتُقَّ مِنَ الأَرض للديار، كذا بالأَصل وشرح القاموس، لكنهما أَنشداه في الجيم شاهداً على أَن الفلجات المزارع. وعلى هذا، فمعنى الفلجات، بالجيم، والفلحات، بالحاء، واحد ولم نجد فرقاً بينهما إلا هنا.

أَعني قَوْلَهُ مُفَلْطَح، الصَّحِيحُ فِيهِ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهل اللُّغَةِ أَنه مُفَلْطَحٌ، بِاللَّامِ. وَفِي الْخَبَرِ: أَن الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ مَرَّ عَلَى بَابِ ابْنِ هُبَيرة وَعَلَيْهِ القُرَّاء فَسَلَّم ثُمَّ قَالَ: مَا لِي أَراكم جُلوساً قَدْ أَحْفَيتم شوارِبكم وَحَلَقْتُمْ رؤوسكم وقَصَّرْتم أَكمامكم وفَلْطَحْتم نِعَالَكُمْ؟ أَما وَاللَّهِ لَوْ زَهِدْتُمْ فِيمَا عِنْدَ الْمُلُوكِ لَرَغِبُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ رَغِبْتُمْ فِيمَا عِنْدَهُمْ فَزَهِدُوا فِيمَا عِنْدَكُمْ، فَضَحْتم القُرَّاء فَضَحَكم اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذا ضَنُّوا عَلَيْكَ بالمُفَلْطَحَة قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هِيَ الرُّقاقة الَّتِي قَدْ فُلْطِحَتْ أَي بُسِطَتْ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الدَّرَاهِمُ؛ وَيُرْوَى المُطَلْفَحة، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وفِلْطاحُ: مَوْضِعٌ. فلقح: «2»: فنح: فَنَحَ الفرسُ مِنَ الْمَاءِ: شَرِبَ دُونَ الرِّيِّ؛ قَالَ: والأَخْذُ بالغَبُوقِ والصَّبُوحِ، ... مُبَرِّداً، لِمِقْأَبٍ فَنُوحِ المِقْأَبُ: الكثير الشُّرب. فنطح: فُنْطُحٌ «3»: اسم. فوح: الفَوْحُ: وِجْدانك الريحَ الطَّيِّبَةَ. فاحَتْ رِيحُ المسكِ تَفُوحُ وتَفِيحُ فَوْحاً وفَيْحاً وفُؤُوحاً وفَوَحاناً وفَيَحاناً: انْتَشَرَتْ رَائِحَتَهُ، وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الرَّائِحَتَيْنِ مَعاً. وفاحَ الطِّيبُ يَفُوحُ فَوحاً إِذا تَضَوَّعَ؛ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ فاحتْ رِيحُهُ وفاختْ، أَما فاختْ فَمَعْنَاهُ أَخذتْ بنفسِه، وفاحتْ دُونَ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الفَوْحُ مِنَ الرِّيحِ والفَوْخُ إِذا كَانَ لَهَا صَوْتٌ. وفَوْحُ الْحَرِّ: شِدَّةُ سُطوعِه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: شِدَّةُ الحرِّ مِنْ فَوْحِ جهَنَّم أَي شدَّةِ غَلَيانها وحَرِّها، وَيُرْوَى بِالْيَاءِ وَسَيُذْكَرُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يأْمرنا فِي فَوْح حَيْضِنا أَن نَأْتَزِرَ أَي مُعْظَمِهِ وأَوّله. وأَفِحْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي أَقِمْ حَتَّى يَسْكُنَ حَرُّ النَّهَارِ ويَبْرُدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَسَنَذْكُرُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ بَعْدَ هَذَا لأَن الْكَلِمَةَ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. فيح: فاحَ الحرُّ يَفِيحُ فَيْحاً: سَطَعَ وهاجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: شِدَّةُ القَيْظ مِنْ فَيْح جَهَنَّمَ : الفَيْح: سُطُوع الْحَرِّ وفَوَرانُه، وَيُقَالُ بِالْوَاوِ، وَقَدْ ذُكِرَ قَبْلَ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ؛ وَفَاحَتِ القِدْرُ تَفِيحُ وتَفُوحُ إِذا غَلَتْ، وَقَدْ أَخرجه مَخْرَجَ التَّشْبِيهِ أَي كأَنه نَارُ جَهَنَّمَ فِي حرِّها. وأَفِحْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي أَقم حَتَّى يَسْكُنَ عَنْكَ حَرُّ النَّهَارِ وَيَبْرُدَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَرِقْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ وأَهْرِقْ وأَهْرئ وأَنْجِ وبَخْبِخْ وأَفِحْ إِذا أَمرته بالإِبْرَاد. وفاحَتِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ خَاصَّةً فَيْحاً وفَيَحاناً: سَطَعَت وأَرِجَتْ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ المِسْكَ؛ وَلَا يُقَالُ: فَاحَتْ رِيحٌ خَبِيثَةٌ إِنما يُقَالُ للطَّيِّبة، فَهِيَ تَفِيحُ. وَفَاحَتِ القِدْرُ وأَفَحْتُها أَنا: غَلَتْ. وفاحَ الدمُ فَيْحاً وفَيَحاناً، وَهُوَ فاحٍ: انْصَبَّ. وأَفاحَه: هَراقه؛ وَقَالَ أَبو حَرْب بْنُ عُقَيْلٍ الأَعْلَمُ جاهِليٌّ: نَحْنُ قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا، ... وَلَمْ نَدَعْ لسَارِحٍ مُراحا،

_ (2). زاد في القاموس: فلقح مَا فِي الإِناء: شَرِبَهُ أَو أَكله أجمع. ورجل فلقحي، أي كحضرمي، يضحك في وجوه الناس ويتفلقح أي يستبشر إليهم. (3). قوله [فنطح] كذا بضبط الأَصل كقنفذ. وكذا في بعض نسخ القاموس وفي بعضها كجعفر، نبه عليه الشارح.

إِلا دِياراً، أَو دَماً مُفاحا الجَحْجَاح: العظيمُ السُّؤددِ والمُراحُ: الَّذِي تأْوي إِليه النَّعَم؛ أَراد لَمْ نَدَع لَهُمْ نَعَماً تَحْتَاجُ إِلى مُراح. وأَفاحَ الدماءَ أَي سَفَكَها. وشَجَّةٌ تَفِيحُ بِالدَّمِ: تَقْذِفُ. وَفَاحَتِ الشَّجَّةُ، فَهِيَ تَفِيحُ فَيْحاً: نَفَحَتْ بِالدَّمِ أَيضاً؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: مُلْكاً عَضُوضاً ودَماً مُفاحاً أَي سَائِلًا؛ مُلْكٌ عَضُوضٌ يَنال الرعِيَّةَ مِنْهُ ظُلْمٌ وعَسْفٌ كأَنهم يُعَضُّونَ عَضّاً. وأَفَحْتُ الدَّمَ: أَسَلْتُه. والفَيْحُ والفَيَحُ: السَّعَةُ وَالِانْتِشَارُ. والأَفْيَحُ والفَيَّاحُ: كُلُّ مَوْضِعٍ وَاسِعٍ. بحرٌ أَفْيَحُ بَيِّنُ الفَيَحِ: واسعٌ، وفَيَّاحٌ، أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ. وَرَوْضَةٌ فَيْحاء: وَاسِعَةٌ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ فاحَ يَفاحُ فَيْحاً، وَقِيَاسُهُ فَيِحَ يَفْيَحُ. ودارٌ فَيْحاءُ: وَاسِعَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: وبَيتُها فَيَّاحٌ أَي واسعٌ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مُشَدَّدًا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الصَّوَابُ التَّخْفِيفُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّخَذَ رَبُّك فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ ؛ كلُّ مَوْضِعٍ وَاسِعٍ يُقَالُ لَهُ أَفيَحُ وفَيَّاح. اللَّيْثُ: الفَيَحُ مَصْدَرُ الأَفْيَح، وَهُوَ كُلُّ مَوْضِعٍ وَاسِعٍ؛ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لَوْ مَلَكْتُ الدُّنْيَا لَفَيَّحْتُها فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَي أَنفَقْتُها وفرَّقتها فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ فَيَّاح نَفَّاح: كَثِيرُ الْعَطَايَا؛ وإِنه لَجَواد فَيَّاحٌ وفَيَّاضٌ بِمَعْنًى. وَفَاحَتِ الغارَةُ تَفِيح: اتَّسَعَتْ. وفَيَاحِ مِثْلُ قطامِ: اسْمٌ لِلْغَارَةِ.، وَكَانَ يُقَالُ لِلْغَارَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِيحِي فَيَاحِ، وَذَلِكَ إِذا دَفَعَتِ الخيلُ المُغِيرة فَاتَّسَعَتْ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: فِيحِي أَي اتْسَعِي عَلَيْهِمْ وتَفَرَّقي؛ قَالَ غَنِيُّ بْنُ مَالِكٍ، وَقِيلَ هُوَ لأَبي السَّفَّاح السَّلُوليّ: دَفَعْنا الخيلَ شَائِلَةً عَلَيْهِمْ، ... وقُلْنا بالضُّحى: فيحِي فَياحِ الأَزهري: قَوْلُهُمْ لِلْغَارَةِ فِيحِي فَيَاحِ؛ الْغَارَةُ هِيَ الْخَيْلُ المُغِيرة تَصْبَح حَيّاً نَازِلِينَ، فإِذا أَغارت عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الحَيِّ تَحَرَّزَ عُظْمُ الحَيِّ، لَجَأُوا إِلى وَزَرٍ يَلُوذون، وإِذا اتَّسِعُوا وَانْتَشَرُوا أَحْرَزوا الحَيَّ أَجمع؛ وَمَعْنَى فِيحِي انْتَشِرِي أَيتها الْخَيْلُ الْمُغِيرَةُ؛ وَقِيلَ: معْناه اتْسَعِي عَلَيْهِمْ يَا غَارَةُ وَخُذِيهِمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَسَمَّاهَا فَيَاحِ لأَنها جَمَاعَةٌ مؤَنثة خُرِّجَتْ مَخْرَج قَطَامِ وحَذَامِ وكَسَابِ وَمَا أَشبهها. وَالشَّائِلَةُ: الْمُرْتَفِعَةُ؛ يَعْنِي أَن أَذنابها ارْتَفَعَتْ، وإِنما تَرْتَفِعُ أَذنابها إِذا عُدَّتْ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ ظُهُورِهَا؛ كَمَا قَالَ المُفَضَّلُ البَكْرِي: تَشُقُّ الأَرضَ شائلةَ الذُّنابَى، ... وهادِيها كأَنْ جِذعٌ سَحُوقُ والفَيْحُ: خِصْبُ الرَّبِيعِ فِي سَعَةِ البلادِ، وَالْجَمْعُ فُيُوحٌ؛ قَالَ: تَرْعَى السحابَ العَهْدَ والفُيُوحا قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: والفُتُوحا، بِالتَّاءِ؛ والفَتْحُ والفُتُوح مِنَ الأَمطار؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَكَانِهِ «1» وَنَاقَةٌ فَيَّاحة إِذا كَانَتْ ضَخْمَة الضَّرْع غَزِيرَةَ اللَّبَنِ؛ قَالَ: قَدْ نَمْنَحُ الفَيَّاحةَ الرَّفُودا، ... تَحْسِبُها خالِيةً صَعُودا

_ (1). قوله [وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَكَانِهِ] لكنه قال هناك جمعه فتوح، بفتح الفاء. وكتبنا عليه بالهامش إنكار محشي القاموس عليه، ويؤيده ضبط الفتوح هنا بضم الفاء مع المثناة الفوقية أو التحتية، وهو القياس. فلعل قوله هناك بفتح الفاء تحريف من الناسخ عن بضم الفاء.

فصل القاف

وفَيْحَانُ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: أَو رَعْلَةٌ مِنْ قَطا فَيْحانَ حَلَّأَها، ... عَنْ ماءِ يَثْرَبَةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والفَيحَاءُ: حَساءٌ مَعَ تَوَابِلَ. فصل القاف قبح: القُبْحُ: ضِدَّ الحُسْنِ يَكُونُ فِي الصُّورَةِ؛ وَالْفِعْلُ قَبُحَ يَقْبُح قُبْحاً وقُبُوحاً وقُباحاً وقَباحةً وقُبوحة، وَهُوَ قَبِيحٌ، وَالْجَمْعَ قِباحٌ وقَباحَى والأُنْثَى قَبيحة، وَالْجَمْعُ قَبائِحُ وقِباحٌ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ نَقِيضُ الحُسْنِ، عَامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُقَبِّحُوا الوَجْهَ ؛ مَعْنَاهُ: لَا تَقُولُوا إِنه قَبِيحٌ فإِن اللَّهَ مُصَوِّرُهُ وَقَدْ أَحسن كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه؛ وَقِيلَ: أَي لَا تَقُولُوا قَبَح اللهُ وَجْه فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْبَحُ الأَسماء حَربٌ ومُرَّة ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وإِنما كَانَ أَقبحها لأَن الْحَرْبَ مِمَّا يُتَفَاءل بِهَا وَتُكْرَهُ لِمَا فِيهَا مِنَ الْقَتْلِ وَالشَّرِّ والأَذى، وأَما مُرَّة فَلأَنه مِنَ المَرارة، وَهُوَ كَرِيهٌ بَغِيضٌ إِلى الطِّباع، أَو لأَنه كُنْيَةُ إِبليس، لَعَنَهُ اللَّهُ، وَكُنْيَتُهُ أَبو مُرَّةَ. وقَبَّحهُ اللَّهُ: صيَّره قَبيحاً؛ قَالَ الحُطَيئة: أَرى لَكَ وَجْهاً قَبَّح اللهُ شَخْصَه ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، وقُبِّحَ حاملُهْ وأَقْبَح فُلَانٌ: أَتى بِقَبِيحٍ. واسْتَقْبَحه: رَآهُ قَبِيحًا. والاسْتِقْباح: ضِدَّ الِاسْتِحْسَانِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: اقْبُحْ إِن كنتَ قابِحاً؛ وإِنه لقَبيح وَمَا هُوَ بقابِح فَوْقَ مَا قَبُحَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ إِذا أَرادوا افْعَلْ ذَاكَ إِن كنتَ تُرِيدُ أَن تَفْعَلَ. وَقَالُوا: قُبْحاً لَهُ وشُقْحاً وقَبْحاً لَهُ وشَقْحاً، الأَخيرة إِتباع. أَبو زَيْدٍ: قَبَحَ اللهُ فُلَانًا قَبْحاً وَقُبُوحًا أَي أَقصاه وَبَاعَدَهُ من كُلِّ خَيْرٍ كقُبُوح الْكَلْبِ والخِنزير. وَفِي النَّوَادِرِ: المُقَابَحةُ والمُكابَحَة المُشَاتمة. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ أَي مِنَ المُبْعَدِين عَنْ كُلِّ خَيْرٍ؛ وأَنشد الأَزهري للجَعْدِيّ: ولَيْسَت بشَوْهاءَ مَقْبُوحةٍ، ... تُوافي الدِّيارَ بِوجْهٍ غَبِرْ قَالَ أُسَيْدٌ: المَقْبُوح الَّذِي يُرَدُّ ويُخْسَأُ. والمَنْبُوحُ: الَّذِي يُضْرَبُ لَهُ مَثَلُ الْكَلْبِ. وَرُوِيَ عَنْ عَمَّار أَنه قَالَ لِرَجُلٍ نَالَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنبوحاً ؛ أَراد هَذَا الْمَعْنَى؛ أَبو عَمْرٍو: قَبَحتُ لَهُ وجهَه، مُخففة، وَالْمَعْنَى قلت له: قَبَحه الله وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ، أَي مِنَ المُبْعَدين الْمَلْعُونِينَ، وَهُوَ مِنَ القَبْح وَهُوَ الإِبعاد. وقَبَّحَ لَهُ وجهَه: أَنْكَرَ عَلَيْهِ مَا عَمِلَ؛ وقَبَّح عَلَيْهِ فِعْلَهُ تَقْبيحاً؛ وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْع: فَعِنْدَهُ أَقولُ فَلَا أُقَبَّح أَي لَا يَرُدُّ عَلَيَّ قَوْلِي لِمَيْلِهِ إِليَّ وَكَرَامَتِي عَلَيْهِ؛ يُقَالُ: قَبَّحْتُ فُلَانًا إِذا قُلْتَ لَهُ قَبَحه اللَّهُ، مِنَ القَبْحِ، وَهُوَ الإِبعاد؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِن مُنِع قَبَّحَ وكَلَحَ أَي قَالَ لَهُ قَبَحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَبَحَه اللهُ وأُمًّا زَمَعَتْ بِهِ أَي أَبعده اللَّهُ وأَبعد وَالِدَتَهُ. الأَزهري: القَبِيح طَرَفُ عَظْمِ المِرْفَقِ، والإِبرة عُظَيْم آخِرُ رأْسه كَبِيرٌ وَبَقِيَّتُهُ دَقِيقٌ مُلَزَّز بِالْقَبِيحِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: القَبيح طَرَفُ عَظْمِ العَضُدِ مِمَّا يَلِي

المِرْفَق بَيْنَ الْقَبِيحِ وَبَيْنَ إِبرة الذِّرَاعِ «1»، وإِبرة الذِّرَاعِ مِنْ عِنْدِهَا يَذرَعُ الذِّرَاعُ، وطَرَفُ عَظْمِ الْعَضُدِ الَّذِي يَلِي المَنْكِبَ يُسمَّى الحَسَنَ لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ؛ والأَسفلُ القَبِيحَ؛ وقال الفراء: أَسلفُ العَضُدِ القبيحُ وأَعلاها الحسَنُ؛ وَقِيلَ: رأْس الْعَضُدِ الَّذِي يَلِي الذِّرَاعَ، وَهُوَ أَقل العِظام مُشاشاً ومُخًّا؛ وَقِيلَ: القَبِيحان الطَرَفانِ الدَّقِيقَانِ اللَّذَانِ في رؤُوس الذِّرَاعَيْنِ، وَيُقَالُ لِطَرَفِ الذِّرَاعِ الإِبرة؛ وَقِيلَ: الْقَبِيحَانِ مُلْتَقَى السَّاقَيْنِ وَالْفَخْذَيْنِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: حَيْثُ تُلاقي الإِبْرَةُ القَبيحا وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: القَباحُ «2»؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِعَظْمِ السَّاعِدِ مِمَّا يَلِي النِّصْفَ مِنْهُ إِلى المِرْفَق: كِسْرُ [كَسْرُ] قَبيح؛ قَالَ: وَلَوْ كنتَ عَيْراً، كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ، ... ولو كنتش كَسْراً [كِسْراً]، كنتَ كِسْرَ [كَسْرَ] قبيحِ وإِنما هَجَاهُ بِذَلِكَ لأَنه أَقل العِظام مُشاشاً، وَهُوَ أَسرعُ العِظام انْكِسَارًا، وَهُوَ لَا يَنْجَبِرُ أَبداً، وَقَوْلُهُ: كَسْرَ قَبِيحٍ هُوَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ لأَن ذَلِكَ الْعَظَمَ يُقَالُ لَهُ كَسْرٌ. الأَزهري: يُقَالُ قَبَحَ فلانٌ بَثْرَةً خَرَجَتْ بِوَجْهِهِ، وَذَلِكَ إِذا فَضَخَها ليُخْرج قَيْحَها، وَكُلُّ شَيْءٍ كَسَّرْتَهُ فَقَدْ قَبَحْته. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ قَدِ اسْتَكْمَتَ العُرُّ فاقْبَحْهُ، والعُرُّ: البَثْرة، واسْتِكْماتُه: اقْتِرَابُهُ لِلِانْفِقَاءِ. والقُبَّاحُ: الدُّبُّ «3» الهَرِمُ. والمَقابِحُ: مَا يُسْتَقْبَح مِنَ الأَخلاق، والمَمادِحُ: مَا يُسْتَحْسَنُ منها. قحح: القُحُّ: الْخَالِصُ مِنَ اللُّؤْم والكَرَم وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ يُقَالُ: لَئيم قُحٌّ إِذا كَانَ مُعْرِقاً فِي اللُّؤْمِ، وأَعرابي قُحٌّ وقُحاحٌ أَي مَحْضُ خَالِصٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يَدْخُلِ الأَمصار وَلَمْ يَخْتَلِطْ بأَهلها، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: وعَرَبيَّةٌ قُحَّةٌ ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قُحٌّ مَحْضٌ فَلَمْ يَخُصَّ أَعرابيّاً مِنْ غَيْرِهِ؛ وأَعراب أَقْحاحٌ، والأُنثى قُحَّةٌ، وَعَبْدٌ قُحٌّ: مَحْضٌ خَالِصٌ بَيِّنُ القَحاحة والقُحُوحةِ خَالِصُ العُبودة؛ وَقَالُوا: عَرَبِيٌّ كُحٌّ وَعَرَبِيَّةٌ كُحَّة، الْكَافُ فِي كُحٍّ بَدَلٌ مِنَ الْقَافِ فِي قُحٍّ لِقَوْلِهِمْ أَقْحاح وَلَمْ يَقُولُوا أَكحاح. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ قُحّ الْعَرَبِ وكُحِّهم أَي مِنْ صِميمهم؛ قَالَ ذَلِكَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ. وَصَارَ إِلى قُحاحِ الأَمر أَي أَصله وَخَالِصِهِ. والقُحاح أَيضاً، بِالضَّمِّ: الأَصل؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد: وأَنتَ فِي المَأْرُوكِ مِنْ قُحاحِها ولأَضْطَرَّنَّك إِلى قُحاحِك أَي إِلى جُهْدِك؛ وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لأَضْطَرَّنَّك إِلى تُرِّك وقُحاحِك أَي إِلى أَصلك. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: وَاللَّهِ لَقَدْ وَقعْتُ بقُحَاحِ قُرِّك ووَقَعْتُ بقُرِّك؛ وَهُوَ أَن يَعْلَمَ عِلْمَهُ كُلَّهُ وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْهُ. والقُحُّ: الْجَافِي مِنَ النَّاسِ كأَنه خَالِصٌ فِيهِ؛ قَالَ: لَا أَبْتَغِي سَيْبَ اللئيمِ القُحِّ، ... يَكادُ مِنْ نَحْنَحةٍ وأُحِّ، يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِ اللَّيْثُ: والقُحُّ أَيضاً الْجَافِي مِنَ الأَشياء حَتَّى إِنهم يَقُولُونَ للبِطِّيخة الَّتِي لَمْ تَنْضَجْ: قُحٌّ، وَقِيلَ: القُحُّ البطيخ

_ (1). قوله [بَيْنَ الْقَبِيحِ وَبَيْنَ إِبْرَةِ الذراع] هكذا بالأَصل ولعله بين المرفق وبين إبرة الذراع. (2). قوله [وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الْقَبَاحُ] كسحاب كما في القاموس. (3). قوله [والقباح الدب] بوزن رمان كما في القاموس.

آخِرَ مَا يَكُونُ؛ وَقَدْ قَحَّ يَقُحُّ قُحوحةً؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ القُحِّ، وَفِي قَوْلِهِ لِلْبِطِّيخَةِ الَّتِي لَمْ تَنْضَجْ إِنها لَقُحٌّ وَهَذَا تَصْحِيفٌ، قَالَ: وَصَوَابُهُ الفِجُّ، بِالْفَاءِ وَالْجِيمِ. يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ ثَمَرٍ لَمْ يَنْضَجْ، وأَما القُحُّ، فَهُوَ أَصل الشَّيْءِ وَخَالِصُهُ، يُقَالُ: عَرَبِيٌّ قُحّ وَعَرَبِيٌّ مَحْضٌ وقَلْبٌ إِذا كَانَ خَالِصًا لَا هُجْنة فِيهِ. والقَحِيحُ: فوقَ الجَرْعِ. قحقح: القَحْقَحةُ: تَرَدُّدُ الصَّوْتِ فِي الحَلْق، وَهُوَ شَبِيهٌ بالبُحَّةِ، وَيُقَالُ لضَحِك القِرْدِ: القَحْقَحة، وَلِصَوْتِهِ: الخَنْخَنة. والقُحْقُح، بِالضَّمِّ: الْعَظْمُ الْمُحِيطُ بالدُّبر؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا أَحاط بالخَوْرانِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مُلْتَقَى الْوَرِكَيْنِ مِنْ بَاطِنٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ دَاخِلٌ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ، وهو مُطِيف بالخَوْرانِ، والخَوْرانُ بَيْنَ القُحْقُح والعُصْعُصِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَسفل العَجْبِ فِي طِباقِ الْوَرِكَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ مَغْرِزُ الذَّكَرِ مِمَّا يَلِي أَسفلَ الرَّكَبِ؛ وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ القَبِّ شَيْئًا؛ الأَزهري: القُحْقُحُ لَيْسَ مِنْ طَرَفٍ الصُّلْبِ فِي شَيْءٍ وَمُلْتَقَاهُ مِنْ ظَاهِرِ العُصْعُص، قَالَ: وأَعلى العُصْعُصِ العَجْبُ وأَسفلُه الذنَبُ؛ وَقِيلَ: القُحْقُحُ مُجْتَمَعُ الْوَرِكَيْنِ، والعُصْعُصُ طرفُ الصُّلْبِ الباطنُ، وَطَرَفُهُ الظاهرُ العَجْبُ، والخَوْرانُ هُوَ الدُّبُرُ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ القُحْقُح والفَنِيك والعِضْرِطُ وَالْحَرَاهُ «1» والبَوْصُ والنَّاقُ والعُكْوَةُ والعُزَيزى والعُصْعُصُ. قدح: القَدَحُ مِنَ الْآنِيةِ، بالتحريك: واحد الأَقداحِ التي لِلشُّرْبِ، مَعْرُوفٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرْوِي الرَّجُليْنِ وَلَيْسَ لِذَلِكَ وَقْتٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ يَجْمَعُ صِغَارَهَا وَكِبَارَهَا، وَالْجَمْعُ أَقْداح، ومُتَّخِذُها: قَدَّاحٌ، وصِناعَتُه: القِداحةُ. وقَدَحَ بالزَّنْدِ يَقْدَحُ قَدْحاً واقْتَدَح: رَامَ الإِيراءَ بِهِ. والمِقْدَحُ والمِقْداحُ والمِقْدَحَةُ والقَدَّاحُ، كُلُّهُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُقْدَحُ بِهَا؛ وَقِيلَ: القَدَّاحُ والقَدَّاحة الْحَجَرُ الَّذِي يُقْدَحُ بِهِ النَّارُ؛ وقَدَحْتُ النارَ. الأَزهري: القَدَّاحُ الْحَجَرُ الَّذِي يُورى مِنْهُ النَّارُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والمَرْوَ ذَا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ والقَدْحُ: قَدْحُك بالزَّنْد وبالقَدَّاح لتُورِيَ؛ الأَصمعي: يُقَالُ لِلَّذِي يُضْرَبُ فَتَخْرُجُ مِنْهُ النَّارُ قَدَّاحة. وقَدَحْتُ فِي نَسَبِهِ إِذا طَعَنْتَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الجُلَيْح يَهْجُو الشَّمَّاخَ: أَشَمَّاخُ لَا تَمْدَحْ بِعِرْضِكَ واقْتَصِدْ، ... فأَنتَ امْرٌؤٌ زَنْداكَ للمُتَقادِحِ أَي لَا حَسَبَ لَكَ وَلَا نَسَب يَصِحُّ؛ مَعْنَاهُ: فأَنت مِثْلُ زَنْدٍ مِنْ شَجَرٍ مُتَقادِح أَي رِخْوِ الْعِيدَانِ ضَعِيفِهَا، إِذا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ حَكَّ بَعْضُهُ بَعْضًا فَالْتَهَبَ نَارًا، فإِذا قُدِحَ بِهِ لِمَنْفَعَةٍ لَمْ يُورِ شَيْئًا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَمِنَ أَمثالهم: اقْدَحْ بِدِفْلى فِي مَرْخٍ؛ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الأَريبِ الأَديب؛ قَالَ الأَزهري: وزِنادُ الدِّفْلى والمَرْخِ كَثِيرَةُ النَّارِ لَا تَصْلِدُ. وقَدَحَ الشيءُ فِي صَدْرِي: أَثَّر، مِنْ ذَلِكَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: يَقْدَحُ الشكُّ فِي قَلْبِهِ بأَوَّلِ عارِضةٍ مِنْ شُبْهةٍ ؛ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. واقْتَدَحَ الأَمرَ: دَبَّره وَنَظَرَ فِيهِ، وَالِاسْمُ القِدْحة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: يَا قاتَلَ اللهُ وَرْداناً وقِدْحَتَه ... أَبْدى، لَعَمْرُكَ، مَا فِي النَّفْسِ، وَرْدانُ

_ (1). قوله [والحراه] كذا بأصله ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.

وَرْدانُ: غُلَامٌ كَانَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ حَصِيفاً، فَاسْتُشَارَهُ عَمْرٌو فِي أَمر عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأَمر مَعَاوِيَةَ إِلى أَيهما يَذْهَبُ، فأَجابه وَرْدانُ بِمَا كَانَ فِي نَفْسِهِ، وَقَالَ لَهُ: الْآخِرَةُ مَعَ عَلِيٍّ وَالدُّنِيَا مَعَ مَعَاوِيَةَ وَمَا أُراك تَخْتَارُ عَلَى الدُّنِيَا، فَقَالَ عَمْرٌو هَذَا الْبَيْتَ؛ ومَن رَوَاهُ: وقَدْحَتَه؛ أَراد بِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي شَرْحِهِ مَا قُلْنَاهُ، وَقَالَ: القِدْحةُ اسْمُ الضَّرْبِ بالمِقْدَحَةِ، والقَدْحةُ المَرَّة، ضَرَبَهَا مَثَلًا لِاسْتِخْرَاجِهِ بِالنَّظَرِ حقيقةَ الأَمرِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: يَكُونُ عَلَيْكُمْ أَمير لَوْ قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَيْتُموه أَي لَوِ اسْتَخْرَجْتُمْ مَا عنده لظهر لضعفه كَمَا يَستخرِجُ القادحُ النَّارَ مِنَ الزَّند فيُوري؛ فأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَ للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كَمَا جَعَلَ لَهُمْ قِدْحةَ نُورٍ ، فمشتقٌّ مِنِ اقْتِدَاحِ النَّارِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِهِ: القِدْحةُ اسْمٌ مُشْتُقٌّ مِنِ اقْتُدَاحِ النَّارِ بالزَّنْد؛ قَالَ الأَزهري وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: ولأَنْتَ أَطْيَشُ، حِينَ تَغْدُو سادِراً ... رَعِشَ الجَنانِ، مِنَ القَدُوحِ الأَقْدَحِ فإِنه أَراد قَوْلَ الْعَرَبِ: هُوَ أَطيش مِنْ ذُباب؛ وَكُلُّ ذُباب أَقْدَحُ، وَلَا تَرَاهُ إِلا وكأَنه يَقْدَحُ بِيدَيْهِ؛ كَمَا قَالَ عَنْتَرَةُ: هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَه بِذراعِه، ... قَدْحَ المُكِبِّ عَلَى الزِّنادِ الأَجْذَمِ والقَدْحُ والقادحُ: أَكالٌ يَقَعُ فِي الشَّجَرِ والأَسنان. والقادحُ: العَفَنُ، وَكَلَاهُمَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والقادحةُ: الدُّودَةُ الَّتِي تأْكل السِّنّ وَالشَّجَرَ؛ تَقُولُ: قَدْ أَسرعت فِي أَسنانه القَوادحُ؛ الأَصمعي: يُقَالُ وَقَعَ القادحُ فِي خَشَبَةِ بَيْتِهِ، يَعْنِي الآكِلَ؛ وَقَدْ قُدِحَ فِي السِّنِّ وَالشَّجَرَةِ، وقُدِحتا قَدْحاً، وقَدَح الدودُ فِي الأَسنان وَالشَّجَرِ قَدْحاً، وَهُوَ تَأَكُّل يَقَعُ فِيهِ. والقادحُ: الصَّدْعُ فِي العُود، والسَّوادُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي الأَسنان؛ قَالَ جَمِيلٌ: رَمَى اللهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى، ... وَفِي الغُرِّ مِنْ أَنيابها بالقَوادِحِ وَيُقَالُ: عُود قَدْ قُدِحَ فِيهِ إِذا وَقَعَ فِيهِ القادحُ؛ وَيُقَالُ فِي مَثَل: صَدَقَني وَسْمُ قِدْحِه أَي قَالَ الحَقَّ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ. وَيَقُولُونَ: أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعرِف نَفْسَك؛ وأَنشد: ولكنْ رَهْطُ أُمِّكَ مِنْ شُيَيْمٍ، ... فأَبْصِرْ وَسْم قِدْحِكَ فِي القِداحِ وقَدَحَ فِي عِرْض أَخيه يَقْدَحُ قَدْحاً: عَابَهُ. وقَدَحَ فِي ساقِ أَخيه: غَشَّه وعَمِلَ فِي شَيْءٍ يَكَرَهُهُ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تَقُولُ فُلَانٌ يَفُتُّ فِي عَضُدِ فُلَانٍ ويَقْدَحُ فِي ساقِه؛ قَالَ: والعَضُدُ أَهل بَيْتِهِ، وساقُه: نَفْسُهُ. والقَديحُ: مَا يبقَى فِي أَسفل القِدْرِ فيُغْرَفُ بجَهْد؛ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: تَقْدَحُ قِدْراً وتَنْصِبُ أُخرى أَي تَغْرِفُ؛ يُقَالُ: قَدَحَ القِدْرَ إِذا غَرَفَ مَا فِيهَا؛ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: ثُمَّ قَالَ ادْعِي خابِزَةً فلْتَخْبِزْ مَعَكِ واقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكِ أَي اغْرِفي. وقَدَحَ مَا فِي أَسفل القِدْرِ يَقْدَحُه قَدْحاً، فَهُوَ مَقْدُوحٌ وقَديحٌ، إِذا غَرَفَه بجَهْدٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانيّ: يَظَلُّ الإِماءُ يَبْتَدِرْنَ قَديحَها، ... كَمَا ابْتَدَرَتْ كلبٌ مِياهَ قَراقِرِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: فظَلَّ الإِماءُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ يَظَلُّ، بِالْيَاءِ كَمَا أَوردناه؛ وَقَبْلَهُ:

بَقِيَّة قِدْرٍ مِنْ قُدُورٍ تُوُورِثَتْ ... لآلِ الجُلاحِ، كابِراً بعدَ كابِرِ أَي يَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلى قَديح هَذِهِ القِدْر كأَنها مِلْكُهُمْ، كَمَا يَبْتَدِرُ كلبٌ إِلى مِيَاهِ قَراقِر لأَنه مَاؤُهُمْ؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ: كَمَا ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ، قَالَ: وقَراقِرُ هُوَ لسعدِ هُذَيْمٍ وَلَيْسَ لِكَلْبٍ. واقتِداحُ المَرَقِ: غَرْفُه. وَفِي الإِناء قَدْحةٌ وقُدْحة أَي غُرْفةٌ؛ وَقِيلَ: القَدْحة الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْفِعْلِ. والقُدْحَةُ: مَا اقْتُدِحَ. يُقَالُ: أَعطني قُدْحَةً مِنْ مَرَقَتِكَ أَي غُرْفةً. وَيُقَالُ: يَبْذُلُ قَديحَ قِدْرِه يَعْنِي مَا غَرَفَ مِنْهَا؛ والقَديحُ: المَرَقُ. والمِقْدَحُ والمِقْدَحة: المِغْرَفَة؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِذا قِدْرُنا يَوْمًا عَنِ النارِ أُنْزِلَتْ، ... لَنَا مِقْدَحٌ مِنْهَا، وللجارِ مِقْدَحُ ورَكِيٌّ قَدُوحٌ: تُغْتَرَفُ بِالْيَدِ. والقِدْحُ، بِالْكَسْرِ: السهمُ قَبْلَ أَن يُنَصَّلَ ويُراشَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القِدْحُ العُودُ إِذا بَلَغَ فَشُذِّبَ عَنْهُ الغُصْنُ وقُطِعَ عَلَى مِقْدَارِ النَّبْل الَّذِي يُرَادُ مِنَ الطُّول والقِصَر؛ قَالَ الأَزهري: القِدْحُ قِدْحُ السَّهْمِ، وَجَمْعُهُ قِداح، وَصَانِعُهُ قَدَّاحٌ أَيضاً. وَيُقَالُ: قَدَحَ فِي القِدْحِ يَقْدَحُ وَذَلِكَ إِذا خَرَق فِي السَّهْمِ بسِنْخِ النَّصْل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ كَانَ يُقَوِّمُهم فِي الصَّفِّ كَمَا يُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ ؛ قَالَ: وأَوّل مَا يُقْطَع ويُقْضَبُ يُسَمَّى قِطْعاً، وَالْجَمْعُ القُطُوعُ، ثُمَّ يُبْرَى فيُسَمَّى بَرِيّاً وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يُقَوَّمَ، فإِذا قُوِّمَ وأَنَى لَهُ أَن يُراشَ ويُنْصَلَ، فَهُوَ القِدْحُ، فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه فِيهِ صَارَ نَصْلًا؛ وقِدْحُ المَيْسِر، وَالْجَمْعُ أَقْدُحٌ وقِداحٌ وأَقاديحُ، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ إِبلًا: أَمَّا أُولاتُ الذُّرَى مِنْهَا فعاصِبَةٌ، ... تَجُولُ، بَيْنَ مَناقِيها، الأَقادِيحُ وَالْكَثِيرُ قِداحٌ. وَقَوْلُهُ فَعَاصِبَةٌ أَي مُجْتَمِعَةٌ. والذُّرى: الأَسْنِمة. وقُدُوحُ الرحْلِ: عِيدانُه، لَا وَاحِدَ لَهَا؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: لَهَا قَرَدٌ، كجَثْوِ النَّمْل، جَعْدٌ، ... تَعَضُّ بِهَا العَراقِي والقُدُوحُ وَحَدِيثُ أَبي رَافِعٍ: كَنْتُ أَعْمَلُ الأَقْداحَ ، هُوَ جَمْعُ قَدَحٍ، وَهُوَ الَّذِي يؤْكل فِيهِ، وَقِيلَ: جَمْعُ قِدْحٍ، وَهُوَ السَّهْمُ الَّذِي كَانُوا يَسْتَقْسِمون أَو الَّذِي يُرْمى بِهِ عَنِ الْقَوْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنه كَانَ يُسَوِّي الصُّفُوفِ حَتَّى يَدَعها مِثْلَ القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ أَي مِثْلَ السَّهْمِ أَو سَطْرِ الْكِتَابَةِ. وَحَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كالقِدْح أَي انتصبَ بِمَا حَصَلَ فِيهِ مِنْ اللَّبَنِ وَصَارَ كَالسَّهْمِ، بَعْدَ أَن كَانَ لَصِقَ بِظَهْرِهِ مِنَ الخُلُوِّ. وَحَدِيثُ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ عَامَ الرَّمادة، فَاتَّخَذَ قِدْحاً فِيهِ فَرْضٌ ، أَي أَخذ سَهْمًا وحَزَّ فِيهِ حَزًّا عَلَّمَهُ بِهِ، فَكَانَ يَغْمِزُ القِدْحَ فِي الثَّرِيدِ، فإِن لَمْ يَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطَّعَامِ وعَنَّفَه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجْعَلوني كَقَدَح الرَّاكَبِ أَي لَا تُؤَخِّرُوني فِي الذِّكْرِ، لأَن الرَّاكَبَ يُعَلِّقُ قَدَحَه فِي آخِرِ رَحْلِه عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ تَرْحاله وَيَجْعَلُهُ خَلْفَهُ؛ قَالَ حَسَّان: كَمَا نِيطَ، خَلْفَ الراكبِ، القَدَحُ الفَرْدُ وقَدَحْتُ العينَ إِذا أَخرجتَ مِنْهَا الماءَ الفاسِدَ. وقَدَحَتْ عينُه وقَدَّحتْ: غَارَتْ، فَهِيَ مُقَدِّحةٌ، وَخُيْلٌ مُقَدِّحةٌ: غَائِرَةُ الْعُيُونَ، ومُقَدَّحةٌ، عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ: ضَامِرَةٌ كأَنها ضُمِّرَتْ، فُعِلَ ذَلِكَ بِهَا.

وقَدَّحَ فرسَه تَقْدِيحاً: ضَمَّره، فَهُوَ مُقَدَّحٌ. وقَدَحَ خِتامَ الْخَابِيةِ قَدْحاً: فَضَّه؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَغْلِي السِّباءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ، ... أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، وفُضَّ خِتامُها والقَدَّاحُ: نَوْرُ النَّبَاتِ قَبْلَ أَن يَتَفَتَّح، اسْمٌ كالقَذَّاف. والقَدَّاحُ: الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ، عِراقِيَّةٌ، الْوَاحِدَةُ قَدَّاحة؛ وَقِيلَ: هِيَ أَطراف النَّبَاتِ مِنَ الْوَرَقِ الغَضِّ؛ الأَزهري: القَدَّاحُ أَرْآدٌ رَخْصَةٌ مِنَ الفِصْفِصة. ودارَةُ القَدَّاح: موضع؛ عن كراع. قذح: الأَزهري خَاصَّةً: قَالَ ابْنُ الفَرَج سَمِعْتُ خليفةَ الحُصَيْنيَّ قَالَ: يُقَالُ المُقاذَحةُ المُقاذَعة المُشاتَمة. وقاذَحَني فلانٌ وقابَحَني أَي شاتمني. قرح: القَرْحُ والقُرْحُ، لُغَتَانِ: عَضُّ السِّلَاحِ وَنَحْوُهُ مِمَّا يَجْرَحُ الجسدَ وَمِمَّا يَخْرُجُ بِالْبَدَنِ؛ وَقِيلَ: القَرْحُ الآثارُ، والقُرْحُ الأَلَمُ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: كأَنَّ القَرْحَ الجِراحاتُ بأَعيانها، وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُها؛ وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: بَعْدَ مَا أَصابهم القَرْحُ ؛ هُوَ بِالْفَتْحِ وَبِالضَّمِّ: الجُرْحُ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالضَّمِّ الِاسْمُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ؛ أَراد مَا نَالَهُمْ مِنَ الْقَتْلِ وَالْهَزِيمَةِ يَوْمَئِذٍ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كُنَّا نَخْتَبِطُ بقِسيِّنا ونأْكلُ حَتَّى قَرِحَتْ أَشداقُنا أَي تَجَرَّحَتْ مِنْ أَكل الخَبَطِ. وَرَجُلٌ قَرِحٌ وقَرِيحٌ: ذُو قَرْحٍ وَبِهِ قَرْحةٌ دَائِمَةٌ. والقَرِيحُ: الْجَرِيحُ مِنْ قَوْمٍ قَرْحَى وقَراحَى؛ وَقَدْ قَرَحه إِذا جَرَحه يَقْرَحُه قَرْحاً؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: لَا يُسْلِمُونَ قَرِيحاً حَلَّ وَسْطَهُمُ، ... يومَ اللِّقاءِ، وَلَا يُشْوُونَ مَنْ قَرَحُوا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَاهُ لَا يُسْلِمُونَ مَنْ جُرِحَ مِنْهُمْ لأَعدائهم وَلَا يُشْوُونَ مَنْ قَرَحُوا أَي لَا يُخْطِئُون فِي رَمْيِ أَعدائهم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ وقُرْحٌ؛ قَالَ وأَكثر الْقُرَّاءِ عَلَى فَتْحِ الْقَافِ، وكأَنَّ القُرْحَ أَلَمُ الجِراحِ، وكأَنَّ القَرْحَ الجِراحُ بأَعيانها؛ قَالَ: وَهُوَ مثلُ الوَجْدِ والوُجْد وَلَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ وجَهْدَهم. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَرِحَ الرجلُ «2» يَقْرَحُ قَرْحاً، وَقِيلَ: سمِّيت الْجِرَاحَاتُ قَرْحاً بِالْمَصْدَرِ، وَالصَّحِيحُ أَن القَرْحةَ الجِراحةُ، وَالْجَمْعُ قَرْحٌ وقُروح. وَرَجُلٌ مَقْروح: بِهِ قُرُوح. والقَرْحة: وَاحِدَةُ القَرْحِ والقُروح. والقَرْحُ أَيضاً: البَثْرُ إِذا تَرامَى إِلى فَسَادٍ؛ اللَّيْثُ: القَرْحُ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ فَلَا تَكَادُ تَنْجُو؛ وفَصِيل مَقْرُوح؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَحْكِي الفَصِيلَ القارِحَ المَقْرُوحا وأَقْرَحَ القومُ: أَصاب مواشِيَهم أَو إِبلهم القَرْحُ. وقَرِحَ قلبُ الرَّجُلِ مِنَ الحُزْنِ، وَهُوَ مَثَلٌ بِمَا تقدَّم. قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ مِنْ أَن القَرْحَ جَرَبٌ شديد يأْخذ الفُصْلانَ غَلَطٌ، إِنما القَرْحة داءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فَيَهْدَلُ مِشْفَرُه مِنْهُ؛ قَالَ البَعِيثُ: ونحْنُ مَنَعْنا بالكُلابِ نِساءَنا، ... بضَرْبٍ كأَفْواهِ المُقَرِّحة الهُدْلِ ابْنُ السِّكِّيتِ: والمُقَرِّحةُ الإِبل الَّتِي بِهَا قُروح فِي أَفواهها فَتَهْدَلُ مَشافِرُها؛ قَالَ: وإِنما سَرَقَ البَعِيثُ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ عَمْرِو بْنِ شاسٍ: وأَسْيافُهُمْ، آثارُهُنَّ كأَنها ... مَشافِرُ قَرْحَى، فِي مَبارِكِها، هُدْلُ

_ (2). قوله [وَقَالَ الزَّجَّاجُ قَرِحَ الرَّجُلُ إلخ] بابه تعب كما في المصباح.

وأَخذه الكُمَيْتُ فَقَالَ: تُشَبِّهُ فِي الهامِ آثارَها، ... مَشافِرَ قَرْحَى، أَكَلْنَ البَرِيرا الأَزهري: وقَرْحَى جَمْعُ قَرِيح، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. قُرِحَ البعيرُ، فَهُوَ مَقْرُوحٌ وقَرِيح، إِذا أَصابته القَرْحة. وقَرَّحَتِ الإِبلُ، فَهِيَ مُقَرِّحة. والقَرْحةُ لَيْسَتْ مِنَ الجَرَب فِي شَيْءٍ. وقَرِحَ جِلْدُهُ، بِالْكَسْرِ، يَقْرَحُ قَرَحاً، فَهُوَ قَرِحٌ، إِذا خَرَجَتْ بِهِ القُروح؛ وأَقْرَحه اللهُ. وَقِيلَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: ذُو القُرُوحِ، لأَن مَلِكَ الرُّومِ بَعَثَ إِليه قَمِيصًا مَسْمُومًا فَتَقَرَّحَ مِنْهُ جَسَدُهُ فَمَاتَ. وقَرَحه بِالْحَقِّ «1» قَرْحاً: رَمَاهُ بِهِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِهِ. والاقتراحُ: ارتِجالُ الْكَلَامِ. والاقتراحُ: ابتداعُ الشَّيْءِ تَبْتَدِعُه وتَقْتَرِحُه مِنْ ذَاتِ نَفْسِك مِنْ غَيْرِ أَن تَسْمَعَهُ، وَقَدِ اقْتَرَحه فِيهِمَا. واقْتَرَحَ عَلَيْهِ بِكَذَا: تَحَكَّم وسأَل مِنْ غَيْرِ رَوِيَّة. واقْترح البعيرَ: رَكِبَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْكَبَهُ أَحد. واقْتُرِحَ السهمُ وقُرِحَ: بُدِئَ عَمَلُه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اقْتَرَحْتُه واجْتَبَيْتُه وخَوَّصْتُه وخَلَّمْتُه واخْتَلَمْتُه واسْتَخْلَصْتُه واسْتَمَيْتُه، كلُّه بِمَعْنَى اخْتَرْتُه؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اقْتَرَحَ عَلَيْهِ صوتَ كَذَا وَكَذَا أَي اخْتَارَهُ. وقَرِيحةُ الإِنسانِ: طَبِيعَتُه الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا، وَجَمْعُهُا قَرائح، لأَنها أَول خِلْقَتِه. وقَرِيحةُ الشَّبابِ: أَوّلُه، وَقِيلَ: قَرِيحة كُلِّ شَيْءٍ أَوّلُه. أَبو زَيْدٍ: قُرْحةُ الشِّتاءِ أَوّلُه، وقُرْحةُ الرَّبِيعِ أَوّلُه، والقَرِيحة والقُرْحُ أَوّل مَا يَخْرُجُ مِنَ الْبِئْرِ حِينَ تُحْفَرُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: فإِنكَ كالقَريحةِ، عامَ تُمْهَى ... شَرُوبُ الماءِ، ثُمَّ تَعُودُ مَأْجا المَأْجُ: المِلْحُ؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بالقَرِيحة، وَهُوَ خطأٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِفُلَانٍ قَريحة جَيِّدة، يُرَادُ اسْتِنْبَاطُ الْعِلْمِ بِجَوْدَةِ الطَّبْعِ. وَهُوَ فِي قُرْحِ سِنِّه أَي أَوَّلِها؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ لأَعرابي: كَمْ أَتى عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: أَنا فِي قُرْحِ الثَّلَاثِينَ. يُقَالُ: فُلَانٌ فِي قُرْحِ الأَربعين أَي فِي أَوّلها. ابْنُ الأَعرابي: الاقتراحُ ابْتِدَاءُ أَوّل الشَّيْءِ؛ قَالَ أَوْسٌ: عَلَى حِينَ أَن جدَّ الذَّكاءُ، وأَدْرَكَتْ ... قَرِيحةُ حِسْيٍ مِنْ شُرَيحٍ مُغَمِّم يَقُولُ: حِينَ جدَّ ذَكَائِي أَي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ وأَدركَ مِنِ ابْنِي قَريحةُ حِسْيٍ: يَعْنِي شِعْرَ ابْنِهِ شُرَيْحِ بْنِ أَوس، شَبَّهَهُ بماءٍ لَا يَنْقَطِعُ وَلَا يَغَضْغَضُ. مُغَمِّم أَي مُغْرِق. وقَرِيحُ السَّحَابِ: ماؤُه حِينَ يَنْزِلُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: وكأَنما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ وَقَالَ الطِّرِّمَاحُ: ظَعائنُ شِمْنَ قَرِيحَ الخَرِيف، ... مِنَ الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذابِحَهْ والقريحُ: السَّحَابُ أَوّلَ مَا ينشأُ. وَفُلَانٌ يَشْوِي القَراحَ أَي يُسَخِّنُ الماءَ. والقُرْحُ: ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَوّل الشَّهْرِ. والقُرْحانُ، بِالضَّمِّ، مِنَ الإِبل: الَّذِي لَمْ يصبْه جَرَبٌ قَطُّ، وَمِنَ النَّاسِ: الَّذِي لَمْ يَمَسَّه القَرْحُ، وَهُوَ الجُدَرِيّ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ إِبل قُرْحانٌ وصَبيٌّ قُرْحانٌ، وَالِاسْمُ القَرْحُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى

_ (1). قوله [وقرحه بالحق إلخ] بابه منع كما في القاموس.

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدِمُوا مَعَهُ الشَّامَ وَبِهَا الطَاعُونُ، فَقِيلَ لَهُ: إِن مَعَكَ مِنْ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُرْحانٌ فَلَا تُدْخِلْهُمْ عَلَى هَذَا الطَّاعُونِ ؛ فَمَعْنَى قَوْلِهِمْ لَهُ قُرْحانٌ أَنه لَمْ يُصِبْهُمْ دَاءٌ قَبْلَ هَذَا؛ قَالَ شَمِرٌ: قُرْحانٌ إِن شِئْتَ نوّنتَ وإِن شئتَ لَمْ تُنَوِّنْ، وَقَدْ جَمَعَهُ بَعْضُهُمْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وَهِيَ لُغَةٌ مَتْرُوكَةٌ، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ حَدِيثًا عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ أَراد أَن يَدْخُلَ الشَّامَ وَهِيَ تَسْتَعِرُ طَاعُونًا، فَقِيلَ لَهُ: إِن مَعَكَ مِنْ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُرْحانِينَ فَلَا تَدْخُلْها ؛ قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ مَتْرُوكَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: شَبَّهُوا السَّلِيمَ مِنَ الطَاعُونِ والقَرْحِ بالقُرْحان، وَالْمُرَادُ أَنهم لَمْ يَكُنْ أَصابهم قَبْلَ ذَلِكَ دَاءٌ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمُ القُرْحانُ مِنَ الأَضداد: رَجُلٌ قُرْحانٌ لِلَّذِي مَسَّهُ القَرْحُ، وَرَجُلٌ قُرْحانٌ لَمْ يَمَسَّه قَرْحٌ وَلَا جُدَرِيّ وَلَا حَصْبة، وكأَنه الْخَالِصُ مِنْ ذَلِكَ. والقُراحِيُّ والقُرْحانُ: الَّذِي لَمْ يَشْهَدِ الحَرْبَ. وَفَرَسٌ قارِحٌ: أَقامت أَربعين يَوْمًا مِنْ حَمْلِهَا وأَكثر حَتَّى شَعَّرَ ولَدُها. والقارحُ: الناقةُ أَوّلَ مَا تَحْمِلُ، وَالْجَمْعُ قَوارِحُ وقُرَّحٌ؛ وَقَدْ قَرَحَتْ تَقْرَحُ قُرُوحاً وقِراحاً؛ وَقِيلَ: القُرُوح فِي أَوّلِ مَا تَشُول بِذَنَبِهَا؛ وَقِيلَ: إِذا تَمَّ حَمْلُهَا، فَهِيَ قارِحٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَشْعُرُ بلَقاحِها حَتَّى يَسْتَبِينَ حَمْلُهَا، وَذَلِكَ أَن لَا تَشُولَ بِذَنَبِهَا وَلَا تُبَشِّرَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ قارحٌ أَيام يَقْرَعُها الْفَحْلُ، فإِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فَهِيَ خَلِفة، ثُمَّ لَا تَزَالُ خَلِفة حَتَّى تَدْخُلَ فِي حَدِّ التَّعْشِيرِ. اللَّيْثُ: نَاقَةٌ قارحٌ وَقَدْ قَرَحَتْ تَقْرحُ قُرُوحاً إِذا لَمْ يَظُنُّوا بِهَا حَمْلًا وَلَمْ تُبَشِّرْ بِذَنَبِهَا حَتَّى يَسْتَبِينَ الْحَمْلُ فِي بَطْنِهَا. أَبو عُبَيْدٍ: إِذا تمَّ حملُ النَّاقَةِ وَلَمْ تُلْقِه فَهِيَ حِينَ يَسْتَبِينُ الْحَمْلُ بِهَا قَارِحٌ؛ وَقَدْ قَرَحَتْ قُرُوحاً. والتقريحُ: أَول نَبَاتِ العَرْفَج؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّقْرِيحُ أَوّل شَيْءٍ يَخْرُجُ مِنْ الْبَقْلِ الَّذِي يَنْبُتُ فِي الحَبِّ. وتقريحُ الْبَقْلِ: نباتُ أَصله، وَهُوَ ظُهُورُ عُوده. قَالَ: وَقَالَ رَجُلٌ لِآخَرَ مَا مَطَرُ أَرضك؟ فَقَالَ: مُرَكِّكةٌ فِيهَا ضُرُوسٌ، وثَرْدٌ يَذُرُّ بَقْلُه وَلَا يُقَرِّحُ أَصلُه، ثُمَّ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ويَنْبُتُ البقلُ حِينَئِذٍ مُقْتَرِحاً صُلْباً، وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ مُقَرِّحاً إِلَّا أَن يَكُونَ اقْتَرَحَ لُغَةً فِي قَرَّحَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ مُقْتَرِحاً أَي مُنْتصباً قَائِمًا عَلَى أَصله. ابْنُ الأَعرابي: لَا يُقَرِّحُ البقلُ إِلا مِنْ قَدْرِ الذِّرَاعِ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ فَمَا زَادَ، قَالَ: ويَذُرُّ البقلُ مِنْ مَطَرٍ ضَعِيفٍ قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ. والتقريحُ: التشويكُ. ووَشْمٌ مُقَرَّح: مُغَرَّز بالإِبرة. وتَقْرِيحُ الأَرض: ابْتِدَاءُ نَبَاتِهَا. وَطَرِيقٌ مَقْرُوح: قَدْ أُثِّرَ فِيهِ فَصَارَ مَلْحُوباً بَيِّناً مَوْطُوءًا. والقارحُ مِنْ ذِي الْحَافِرِ: بِمَنْزِلَةِ الْبَازِلِ مِنَ الإِبل؛ قَالَ الأَعشى فِي الفَرس: وَالْقَارِحَ العَدَّا وَكُلَّ طِمِرَّةٍ، ... لَا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطويلِ قَذالَها وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الْحِمَارِ: إِذا انْشَقَّتِ الظَّلْماءُ، أَضْحَتْ كأَنها ... وَأًى مُنْطَوٍ، بَاقِي الثَّمِيلَةِ، قارِحُ وَالْجَمْعُ قَوارِحُ وقُرَّحٌ، والأُنثى قارحٌ وقارحةٌ، وَهِيَ بِغَيْرِ هَاءٍ أَعلى. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ قَارِحَةٌ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: وَالْقَارِحُ العَدَّا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: جاوَرْتُه، حِينَ لَا يَمْشِي بعَقْوَتِه، ... إِلا المَقانِيبُ والقُبُّ المَقارِيحُ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا مِنْ شَاذِّ الْجَمْعِ، يَعْنِي أَن يُكَسَّرَ فَاعِلٌ عَلَى مَفَاعِيلٍ، وَهُوَ فِي الْقِيَاسِ كأَنه جَمْعُ مِقْراح كمِذْكار ومَذاكير ومِئْناث وَمَآنِيثَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمَعْنَى بَيْتِ أَبي ذؤَيب: أَي جَاوَرَتْ هَذَا المرثِيَّ حِينِ لَا يَمْشِي بِسَاحَةِ هَذَا الطَّرِيقِ الْمُخَوِّفِ إِلا المَقانِيبُ مِنَ الْخَيْلِ، وَهِيَ القُطُعُ مِنْهَا، والقُبُّ: الضُّمْرُ. وَقَدْ قَرَحَ الفرسُ يَقْرَحُ قُرُوحاً، وقَرِحَ قَرَحاً إِذا انْتَهَتْ أَسنانه، وإِنما تَنْتَهِي فِي خَمْسِ سِنِينَ لأَنه فِي السَّنَةِ الأُولى حَوْلِيّ، ثُمَّ جَذَعٌ ثُمَّ ثَنِيّ ثُمَّ رَباعٌ ثُمَّ قَارِحٌ، وَقِيلَ: هُوَ فِي الثَّانِيةِ فِلْوٌ، وَفِي الثَّالِثَةِ جَذَع. يُقَالُ: أَجْذَع المُهْرُ وأَثْنَى وأَرْبَعَ وقَرَحَ [قَرِحَ]، هَذِهِ وَحْدَهَا بِغَيْرِ أَلف. وَالْفَرَسُ قارحٌ، وَالْجَمْعُ قُرَّحٌ وقُرحٌ، والإِناثُ قَوارِح، وَفِي الأَسْنان بَعْدَ الثَّنايا والرَّباعِيات أَربعةٌ قَوارِحُ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ أَسنان الْفَرَسِ القارحانِ، وَهُمَا خَلْفَ رَباعِيَتَيْهِ العُلْيَيَيْنِ، وقارِحانِ خَلْفَ رَباعِيَتَيْه السُّفْلَيَيْن، وَكُلُّ ذِي حَافِرٍ يَقْرَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَيْهِمُ السالغُ والقارحُ أَي الفرسُ الْقَارِحُ، وَكُلُّ ذِي خُفٍّ يَبْزُلُ وَكُلُّ ذِي ظِلْف يَصْلَغُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَقْرَحَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيَّة. وقارِحُه: سنُّه الَّتِي قَدْ صَارَ بِهَا قَارِحًا؛ وَقِيلَ: قُرُوحه انْتِهَاءُ سِنِّهِ؛ وَقِيلَ: إِذا أَلقى الفرسُ أَقصى أَسنانه فَقَدْ قَرَحَ، وقُرُوحُه وقوعُ السِّنّ الَّتِي تَلِي الرَّباعِيَةَ، وَلَيْسَ قُرُوحه بِنَبَاتِهَا، وَلَهُ أَربع أَسنان يتحَوَّل مِنْ بَعْضِهَا إِلى بَعْضٍ: يَكُونُ جَذَعاً ثُمَّ ثَنِيّاً ثُمَّ رَباعِياً ثُمَّ قارِحاً؛ وَقَدْ قَرِحَ [قَرَحَ] نابُه. الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي: إِذا سَقَطَتْ رَباعِيَةُ الْفَرَسِ ونبتَ مكانَها سِنٌّ، فهو رَباعٍ [رَباعٌ]، وَذَلِكَ إِذا اسْتَتَمَّ الرَّابِعَةَ، فإِذا حَانَ قُروحه سَقَطَتِ السِّن الَّتِي تَلِي رَباعِيَتَه ونَبَت مكانَها نابُه، وَهُوَ قارِحُه، وَلَيْسَ بَعْدَ القُرُوح سُقُوطُ سِنّ وَلَا نَباتُ سِنّ. قَالَ: وإِذا دَخَلَ الْفَرَسُ فِي السَّادِسَةِ وَاسْتَتَمَّ الْخَامِسَةَ فَقَدْ قَرِحَ. الأَزهري: القُرْحةُ الغُرَّة فِي وَسَطِ الجَبْهة. والقُرْحةُ فِي وَجْهِ الْفَرَسِ: مَا دُونَ الغُرَّةِ؛ وَقِيلَ: القُرْحةُ كُلُّ بَيَاضٍ يَكُونُ فِي وَجْهِ الْفَرَسِ ثُمَّ يَنْقَطِعُ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ المَرْسِنَ، وَتُنْسَبُ القُرْحة إِلى خِلْقتها فِي الِاسْتِدَارَةِ وَالتَّثْلِيثِ وَالتَّرْبِيعِ وَالِاسْتِطَالَةِ وَالْقِلَّةِ؛ وَقِيلَ: إِذا صغُرت الغُرَّة، فَهِيَ قُرْحة؛ وأَنشد الأَزهري: تُباري قُرْحةً مثلَ الوَتِيرةِ، ... لَمْ تَكُنْ مَغْدا يَصِفُ فَرَسًا أُنثى. وَالْوَتِيرَةُ: الحَلْقَةُ الصَّغِيرَةُ يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الطَّعْنُ وَالرَّمْيُ. والمَغْدُ: النَّتْفُ؛ أَخبر أَن قُرْحَتَها جِبِلَّة لَمْ تَحْدُثْ عَنْ عِلاجِ نَتْفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الخَيْلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ ؛ هُوَ مَا كَانَ فِي جَبْهَتِهِ قُرحة، بِالضَّمِّ، وَهِيَ بَيَاضٌ يَسِيرٌ فِي وَجْهِ الْفَرَسِ دُونَ الْغِرَّةِ. فأَما الْقَارِحُ مِنَ الْخَيْلِ فَهُوَ الَّذِي دَخَلَ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ، وَقَدْ قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً، وأَقْرَحَ وَهُوَ أَقْرَحُ وَهِيَ قرْحاءُ؛ وَقِيلَ: الأَقْرَحُ الَّذِي غُرَّته مِثْلُ الدِّرْهَمِ أَو أَقل بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَو فَوْقَهُمَا مِنَ الْهَامَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الغُرَّةُ مَا فَوْقَ الدِّرْهَمِ والقُرْحة قَدْرُ الدِّرْهَمِ فَمَا دُونَهُ؛ وَقَالَ النَّضْرُ: القُرْحة بَيْنَ عَيْنَيِ الْفَرَسِ مِثْلُ الدِّرْهَمِ الصَّغِيرِ، وَمَا كَانَ أَقْرَحَ، وَلَقَدْ قَرِحَ يَقْرَحُ قَرَحاً. والأَقْرَحُ: الصبحُ، لأَنه بَيَاضٌ فِي سَوَادٍ؛ قال ذو الرمة: وسُوح، إِذا الليلُ الخُدارِيُّ شَقَّه ... عَنِ الرَّكْبِ، معروفُ السَّمَاوَةِ أَقْرَحُ

يَعْنِي الْفَجْرَ وَالصُّبْحَ. وَرَوْضَةٌ قَرْحاءُ: فِي وَسَطها نَوْرٌ أَبيضُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ رَوْضَةً: حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْراطِيَّةٌ، وكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهابُ، وحَفَّتْها البَراعِيمُ وَقِيلَ: القَرْحاءُ الَّتِي بَدَا نَبْتُها. والقُرَيْحاءُ: هَنَةٌ تَكُونُ فِي بَطْنِ الْفَرَسِ مِثْلُ رأْس الرجلِ؛ قَالَ: وَهِيَ مِنَ الْبَعِيرِ لَقَّاطةُ الحَصى. والقُرْحانُ: ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَةِ بيضٌ صِغارٌ ذواتُ رؤُوس كرؤُوس الفُطْرِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وأَوقَرَ الظَّهْرَ إِليَّ الْجَانِي، ... مِنْ كَمْأَةٍ حُمْرٍ، وَمِنْ قُرْحانِ وَاحِدَتُهُ قُرْحانة، وَقِيلَ: وَاحِدُهَا أَقْرَحُ. والقَراحُ: الماءُ الَّذِي لَا يُخالِطه ثُفْلٌ مِنْ سَويق وَلَا غَيْرِهِ، وَهُوَ الماءُ الَّذِي يُشْرَبُ إِثْر الطَّعَامِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُعَلِّلُ، وَهِيَ ساغِبةٌ، بَنِيها ... بأَنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَراحِ وَفِي الْحَدِيثِ: جِلْفُ الخُبْزِ والماءِ القَراحِ ؛ هُوَ، بِالْفَتْحِ، الماءُ الَّذِي لَمْ يُخَالِطْهُ شيءٌ يُطَيَّب بِهِ كَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَريحُ الْخَالِصُ كالقَراح؛ وأَنشد قَوْلَ طَرَفَةَ: مِنْ قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيح وَيُرْوَى قَديح أَي مُغْتَرف، وَقَدْ ذُكِرَ. الأَزهري: القَريح الخالصُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: وإِنَّ غُلاماً، نِيلَ فِي عَهْدِ كاهِلٍ، ... لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمْهَريِّ، قَريحُ نِيلَ أَي قُتِلَ. فِي عَهْد كاهِلٍ أَي وَلَهُ عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ. والقَراح مِنَ الأَرضين: كُلُّ قِطْعَةٍ عَلَى حِيالِها مِنْ مَنَابِتِ النَّخْلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَقْرِحة كقَذال وأَقْذِلة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَراحُ الأَرض المُخَلَّصةُ لِزَرْعٍ أَو لِغَرْسٍ؛ وَقِيلَ: القَراحُ المَزْرَعة الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا بناءٌ وَلَا فِيهَا شَجَرٌ. الأَزهري: القَراحُ مِنَ الأَرض البارزُ الظَّاهِرُ الَّذِي لَا شَجَرَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: القَراحُ مِنَ الأَرض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَمْ تَخْتَلِطْ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القِرْواحُ الفَضاءُ مِنَ الأَرض الَّتِي لَيْسَ بِهَا شجرٌ وَلَمْ يَخْتَلِطْ بِهَا شَيْءٌ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ أَحمر: وعَضَّتْ مِنَ الشَّرِّ القَراحِ بمُعْظَمٍ «2» والقِرْواحُ والقِرْياحُ والقِرْحِياءُ: كالقَراحِ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: القِرْواحُ جَلَدٌ مِنَ الأَرض وقاعٌ لَا يَسْتَمْسِكُ فِيهِ الماءُ، وَفِيهِ إِشرافٌ وظهرهُ مُسْتو وَلَا يَسْتَقِرُّ فِيهِ ماءٌ إِلا سَالَ عَنْهُ يَمِينًا وَشِمَالًا. والقِرْواحُ: يَكُونُ أَرضاً عَرِيضَةً وَلَا نَبْتَ فِيهِ وَلَا شَجَرَ، طينٌ وسَمالِقُ. والقِرْواحُ أَيضاً: الْبَارِزُ الَّذِي لَيْسَ يَسْتُرُهُ مِنَ السماءِ شيءٌ، وَقِيلَ: هُوَ الأَرض الْبَارِزَةُ لِلشَّمْسِ؛ قَالَ عَبيد: فَمَنْ بنَجْوتِه كَمَنْ بعَقْوتِه، ... والمُسْتَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بقِرْواحِ وَنَاقَةٌ قِرْواحٌ: طَوِيلَةُ الْقَوَائِمِ؛ قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَعرابي: مَا النَّاقَةُ القِرْواحُ؟ قَالَ: الَّتِي كأَنها تَمْشِي عَلَى أَرماح. أَبو عَمْرٍو: القِرواح مِنَ الإِبل التي

_ (2). قوله [وعضت من الشر إلخ] صدره كما في الأَساس: [نأت عن سبيل الخير إلا أقله] ثم إنه لا شاهد فيه لما قبله، ولعله سقط بعد قوله وَلَمْ يَخْتَلِطْ بِهَا شَيْءٌ: والقراح الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

تَعاف الشربَ مَعَ الكِبارِ فإِذا جاءَ الدَّهْداه، وَهِيَ الصِّغَارُ، شَرِبَتْ مَعَهُنَّ. وَنَخْلَةٌ قِرْواحٌ: مَلْساء جَرْداءُ طَوِيلَةٌ، وَالْجَمْعُ القَراويح؛ قَالَ سُوَيْدُ بنُ الصَّامِتِ الأَنصاري: أَدِينُ، وَمَا دَيْني عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ، ... وَلَكِنْ عَلَى الشُّمِّ الجِلادِ القَراوح أَراد الْقَرَاوِيحَ، فَاضْطُرَّ فَحَذَفَ، وَهَذَا يَقُولُهُ مُخَاطِبًا لِقَوْمِهِ: إِنما آخُذ بدَيْنٍ عَلَى أَن أُؤَدِّيَه مِنْ مَالِي وَمَا يَرْزُقُ اللَّهُ مِنْ ثَمَرِهِ، وَلَا أُكلفكم قضاءَه عَنِّي. والشُّمُّ: الطِّوالُ مِنَ النَّخْلِ وَغَيْرِهَا. والجِلادُ: الصَّوَابِرُ عَلَى الحرِّ والعَطَشِ وَعَلَى الْبَرْدِ. والقَراوِحُ: جَمْعُ قِرْواح، وَهِيَ النَّخْلَةُ الَّتِي انْجَرَدَ كَرَبُها وَطَالَتْ؛ قَالَ: وَكَانَ حَقُّهُ الْقَرَاوِيحَ، فَحَذَفَ الْيَاءَ ضَرُورَةً؛ وَبَعْدَهُ: وليستْ بسَنْهاءٍ، وَلَا رُجَّبِيَّةٍ، ... وَلَكِنْ عَرايا فِي السِّنينَ الجَوائِحِ والسَّنْهاءُ: الَّتِي تَحْمِلُ سَنَةً وَتَتْرُكُ أُخرى. والرُّجَّبيَّةُ: الَّتِي يُبْنى تَحْتَهَا لِضَعْفِهَا؛ وَكَذَلِكَ هَضْبَةٌ قِرْواح، يَعْنِي مَلْسَاءَ جَرْدَاءَ طَوِيلَةً؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: هَذَا، ومَرْقَبَةٍ غَيْطاءَ، قُلَّتُها ... شَمَّاءُ، ضَحْيانةٌ للشمسِ، قِرْواحُ أَي هَذَا قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ ورُبَّ مَرْقبة. وَلَقِيَهُ مُقارَحةً أَي كِفاحاً وَمُوَاجَهَةً. والقُراحِيّ: الَّذِي يَلْتزم الْقَرْيَةَ وَلَا يَخْرُجُ إِلى الْبَادِيَةِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: يُدافِعُ عَنْكُمْ كلَّ يومِ عظيمةٍ، ... وأَنتَ قُراحيٌّ بسِيفِ الكَواظِمِ وَقِيلَ: قُراحِيّ مَنْسُوبٌ إِلى قُراحٍ، وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ قَرْيَةٌ عَلَى شاطئِ الْبَحْرِ نَسَبَهُ إِليها الأَزهري. أَنت قُرْحانٌ مِنْ هَذَا الأَمر وقُراحِيّ أَي خَارِجٌ، وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ [يُدَافِعُ عَنْكُمْ] وَفَسَّرَهُ، أَي أَنت خِلْوٌ مِنْهُ سَلِيمٌ. وَبَنُو قَريح: حِيٌّ. وقُرْحانُ: اسْمُ كَلْبٍ. وقُرْحٌ وقِرْحِياء: مَوْضِعَانِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وأَشْرَبْتُها الأَقْرانَ، حَتَّى أَنَخْتُها ... بقُرْحَ، وَقَدْ أَلْقَيْنَ كلَّ جَنِين هَكَذَا أَنشده غَيْرُ مَصْرُوفٍ وَلَكَ أَن تَصْرِفَهُ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: القُراحُ سِيفُ القَطِيفِ؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: قُراحِيَّةٌ أَلْوَتْ بِلِيفٍ كأَنها ... عِفاءُ قَلُوصٍ، طارَ عَنْهَا تَواجِرُ قَرْيَةٌ بِالْبَحْرَيْنِ «1». وتَواجِرُ: تَنْفُقُ فِي الْبَيْعِ لِحُسْنِهَا؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: ظَعائِنُ لَمْ يَدِنَّ مَعَ النَّصَارَى، ... وَلَمْ يَدْرينَ مَا سَمَكُ القُراحِ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ قُرْح، بِضَمِّ الْقَافِ وسكون الراء، وقد يجرّك فِي الشِّعْرِ: سُوقُ وَادِي القُرى صَلَّى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وبُنِيَ بِهِ مَسْجِدٌ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: حُبِسْنَ فِي قُرْحٍ وَفِي دارتِها، ... سَبْعَ لَيالٍ، غيرَ مَعْلوفاتِها فَهُوَ اسْمُ وَادِي القُرى. قردح: القُرْدُحُ والقَرْدَحُ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُود. وقَرْدَحَ الرجلُ، أَقرَّ بِمَا يُطلب إِليه أَو يُطْلَبُ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: القَرْدَحَةُ الإِقرارُ عَلَى الضَّيْمِ، والصبرُ عَلَى الذُّلِّ. والمُقَرْدِحُ: الْمُتَذَلِّلُ الْمُتَصَاغِرُ؛ عَنِ ابن الأَعرابي.

_ (1). قوله [قرية بالبحرين]: يريد أَن قُراحيةً نسبة إِلى قراح، وهي قرية بالبحرين.

قَالَ: وأَوصى عبدُ اللَّهِ بنُ خَازِمٍ بَنِيه عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ إِذا أَصابتكم خُطَّة ضَيْم لَا تُطِيقون دَفْعَها فَقَرْدِحُوا لَهَا فإِن اضْطِرَابَكُمْ مِنْهُ أَشدّ لرُسُوخكم فِيهِ؛ ابْنُ الأَثير: لَا تَضْطَرِبُوا لَهُ فَيَزِيدُكُمْ خَبالًا. الفراءُ: القَرْدَعة والقَرْدَحة الذلُّ. وَقَالَ فِي الرُّبَاعِيِّ: القُرْدُحُ الضَّخْمُ مِنَ القِرْدان. قرزح: القُرْزُحة مِنَ النِّسَاءِ: الدَّمِيمَةُ الْقَصِيرَةُ، وَالْجَمْعُ القَرازِح؛ قَالَ: عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَوامِلِ دَلُّها، ... وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباحِ القَرازِحِ والقُرْزُحُ: ثوبٌ كَانَ نساءُ الأَعراب يَلْبَسْنَه. والقُرْزُحُ والقُرْزُوحُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ قُرْزُحةٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُرْزُحةُ شُجَيْرَةٌ جَعْدَة لَهَا حَبٌّ أَسود. والقُرْزُحَة: بَقْلَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَمْ يُحَلِّها، وَالْجَمْعُ قُرْزُحٌ. وقُرْزُحٌ: اسم فرس. قزح: القِزْحُ: بِزْرُ الْبَصَلِ، شاميةٌ. والقِزْحُ والقَزْحُ: التابَلُ، وَجَمْعُهُمَا أَقْزاحٌ؛ وَبَائِعُهُ قَزَّاح. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ القِزْحُ والقَزْحُ والفِحا والفَحا. والمِقْزَحةُ: نحوٌ مِنَ المِمْلَحة. وَالتَّقَازِيحُ: الأَبازير. وقَزَحَ القِدْرَ وقَزَّحها تَقْزِيحًا: جَعَلَ فِيهَا قِزْحاً وَطَرَحَ فِيهَا الأَبازيرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ ضَرَبَ مَطْعَم ابْنِ آدَمَ لِلدُّنْيَا مَثَلًا، وضَرَبَ الدُّنْيَا لمطْعَمِ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا، وإِن قَزَّحه ومَلَّحه أَي تَوْبَلَه، مِنَ القِزْح، وَهُوَ التابَلُ الَّذِي يُطرح فِي القِدْر كالكَمُّون والكُزْبَرَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى: أَن المَطْعَمَ وإِن تَكَلَّفَ الإِنسان التَّنَوُّقَ فِي صَنْعَتِهِ وَتَطْيِيبِهِ فإِنه عَائِدٌ إِلى حَالٍ تُكره وَتُسْتَقْذَرُ، فَكَذَلِكَ الدُّنْيَا المَحْرُوصُ عَلَى عِمارَتِها وَنَظْمِ أَسبابها رَاجِعَةٌ إِلى خَرَابٍ وإِدبار. وإِذا جَعَلْتَ التَّوابلَ فِي القِدْرِ، قُلْتَ: فَحَّيْتُها وتَوْبَلْتُها وقَزَحْتُها، بِالتَّخْفِيفِ. الأَزهري: قَالَ أَبو زَيْدٍ قَزَحَت القِدْرُ تَقْزَحُ قَزْحاً وقَزَحاناً إِذا أَقْطَرَتْ مَا خَرَجَ مِنْهَا، ومَليح قَزيحٌ؛ فالمَلِيحُ مِنَ المِلْحِ والقَزيحُ مِنَ القِزْح. وقَزَّحَ الحديثَ: زَيَّنه وتَمَّمه مِنْ غَيْرِ أَن يَكْذِبَ فِيهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والأَقْزاحُ، خُرْءُ الحَيَّات، وَاحِدُهَا قِزْحٌ. وقَزَحَ الكلبُ «1» بِبَوْلِهِ، وقَزِحَ يَقْزَحُ فِي اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا قَزْحاً، بِالْفَتْحِ، وقُزوحاً: بالَ، وَقِيلَ: رَفَعَ رِجْلَهُ وبالَ، وَقِيلَ: رَمَى بِهِ ورَشَّه، وَقِيلَ: هُوَ إِذا أَرسله دُفَعًا. وقَزَّحَ أَصلَ الشَّجَرَةِ: بَوَّلَه. والقازحُ: ذَكَرُ الإِنسان، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وقوسُ قُزَحَ: طَرَائِقُ متقوسةٌ تَبْدو فِي السماءِ أَيام الرَّبِيعِ، زَادَ الأَزهري: غِبَّ المَطر بِحُمْرَةٍ وصُفْرة وخُضْرة، وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَلَا يُفْصَلُ قُزَحُ مِنْ قَوْسٍ؛ لَا يُقَالُ: تأَمَّلْ قُزَحَ فَمَا أَبْيَنَ قَوْسَهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَقُولُوا قوسُ قُزَحَ فإِن قُزَحَ اسْمُ شَيْطَانٍ، وَقُولُوا: قَوْسُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ قِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لِتَسْوِيلِهِ لِلنَّاسِ وَتَحْسِينِهِ إِليهم الْمَعَاصِيَ مِنَ التَّقْزِيحِ، وَهُوَ التَّحْسِينُ؛ وَقِيلَ: مِنَ القُزَحِ، وَهِيَ الطَّرَائِقُ والأَلوان الَّتِي فِي الْقَوْسِ، الْوَاحِدَةُ قُزْحة، أَو مِنْ قَزَحَ الشيءُ إِذا ارْتَفَعَ، كأَنه كَرِهَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ عَادَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ وأَن يُقَالَ قوسُ اللَّهِ «2» فَيُرْفَعَ قدرُها، كَمَا يُقَالُ بَيْتُ اللَّهِ،

_ (1). قوله [وقزح الكلب إلخ] بابه منع وسمع كما في القاموس. (2). قوله [وَأَنْ يُقَالَ قَوْسُ اللَّهِ] كذا في النهاية وبهامشها قال الجاحظ: كَأَنَّهُ كَرِهَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ عَادَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ، وكأنه أحب أن يقال قوس الله إلخ.

وَقَالُوا: قوسُ اللَّهِ أَمانٌ مِنَ الْغَرَقِ؛ والقُزْحة: الطَّرِيقَةُ الَّتِي فِي تِلْكَ القَوس. الأَزهري: أَبو عَمْرٍو: القُسْطانُ قَوْسُ قُزَحَ. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ صَرْفِ قُزَحَ، فَقَالَ: مَنْ جَعَلَهُ اسْمَ شَيْطَانٍ أَلحقه بزُحَل؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: لَا يَنْصَرِفُ زُحل لأَن فِيهِ الْعِلَّتَيْنِ: الْمَعْرِفَةَ وَالْعَدْلُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَيُقَالُ إِن قُزَحاً جَمْعُ قُزْحة، وَهِيَ خُطُوطٌ مِنْ صُفْرَةٍ وَحُمْرَةٍ وَخُضْرَةٍ، فإِذا كَانَ هَذَا، أَلحقته بِزَيْدٍ، قَالَ: وَيُقَالُ قُزَحُ اسْمُ مَلَكٍ مُوكَّل بِهِ، قَالَ؛ فإِذا كَانَ هَكَذَا أَلحقته بعُمر؛ قَالَ الأَزهري: وَعُمَرُ لَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ وَيَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ. الأَزهري: وقَوازِحُ الْمَاءِ نُفَّاخاته الَّتِي تَنْتَفِخُ فَتَذْهَبُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: لَهُمْ حاضِرٌ لَا يُجْهَلُونَ، وصارِخٌ ... كسَيْل الغَوادِي، تَرْتَمِي بالقَوازِحِ وأَما قَوْلُ الأَعشى يَصِفُ رَجُلًا: جَالِسًا فِي نَفَرٍ قَدْ يَئِسُوا ... فِي مَحيلِ القَدِّ مِنْ صَحْبٍ، قُزَحْ فإِنه عَنى بقُزَحَ لَقَباً لَهُ، وَلَيْسَ بِاسْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ. وَالتَّقْزِيحُ: رأْسُ نَبْتٍ «3» أَو شجرةٍ إِذا تَشَعَّبَ شُعَباً مثلُ بُرْثُن الْكَلْبِ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّمْتِينِ والتَّنْبيتِ؛ وَقَدْ قَزَّحتْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الشَّجَرَةِ المُقَزَّحة ؛ هِيَ الَّتِي تَشَعَّبَتْ شُعَباً كَثِيرَةً؛ وَقَدْ تَقَزَّح الشَّجَرُ وَالنَّبَاتُ؛ وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ عَلَى صُورَةِ التِّين لَهَا أَغصان قِصارٌ في رؤوسها مِثْلَ بُرْثُن الْكَلْبِ؛ وَقِيلَ: أَراد بِهَا كُلَّ شَجَرَةٍ قَزَّحَت الكلابُ وَالسِّبَاعُ بأَبوالها عَلَيْهَا؛ يُقَالُ: قَزَّح الكلبُ بِبَوْلِهِ إِذا رَفَعَ رِجْلَهُ وَبَالَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ البرِّ المُقَزَّحُ، وَهُوَ شَجَرٌ عَلَى صُورَةِ التِّينِ لَهُ غِصَنَة قِصار في رؤوسها مثلُ بُرْثُنِ الْكَلْبِ؛ وَمِنْهُ خَبَرُ الشَّعْبي: كَرِهَ أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي الشَّجَرَةِ المُقَزَّحة وإِلى الشَّجَرَةِ المُقَزَّحة. وقَزَّحَ العَرْفَجُ: وَهُوَ أَول نَبَاتِهِ. وقُزَحُ أَيضاً: اسْمُ جَبَلٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ؛ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَنه أَتى عَلَى قُزَحَ وَهُوَ يَخْرِشُ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنِه ؛ هُوَ القَرْنُ الَّذِي يَقِفُ عِنْدَهُ الإِمام بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَلَا يَنْصَرِفُ لِلْعَدْلِ وَالْعِلْمِيَّةِ كعُمَرَ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْسُ قُزَحَ إِلا مَن جَعَلَ قُزَحَ مِنَ الطَّرَائِقِ، فَهُوَ جَمْعُ قُزْحةٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا. قسح: القَسْحُ والقُساحُ والقُسوحُ: بَقَاءُ الْإِنْعَاظِ؛ وَقِيلَ: هُوَ شِدَّةُ الْإِنْعَاظِ ويُبْسُه. قَسَحَ يَقْسَحُ قُسوحاً، وأَقْسَحَ: كَثُر إنعاظُه، وَهُوَ قاسِحٌ وقُساحٌ ومَقْسُوحٌ، هَذِهِ حِكَايَةُ أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري لِلَفْظِ مفعولٍ هُنَا وَجْهًا إِلا أَن يَكُونَ مَوْضُوعًا مَوْضِعَ فَاعِلٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا أَي آتِيًا. الأَزهري: إِنه لَقُساح مَقْسوح. وقاسَحَه: يابَسه. ورُمح قاسِحٌ: صُلْب شَدِيدٌ. والقُسوحُ: اليُبْسُ. وقَسَحَ الشيءُ قَساحةً وقُسوحةً إِذا صَلُبَ. قفح: الأَزهري: قَفَح فلانٌ عَنِ الشَّيْءِ إِذا امْتَنَعَ عَنْهُ. وقَفَحَتْ نَفْسُه عَنِ الطَّعَامِ إِذا تَرَكَهُ؛ وأَنشد: يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنابِ، ... حَتَّى تَرَى نَفْسَه قافِحَهْ قَالَ شَمِرٌ: قافِحَةٌ أَي تَارِكَةٌ؛ قَالَ: والخُراطَة مَا انْخَرَطَ عِيدانُه وَوَرَقُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَفَحْتُ الشَّيْءَ أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته.

_ (3). قوله [رأس نبت إلخ] عبارة القاموس شيء على رأْس نبت إلخ.

قلح: القَلَحُ والقُلاحُ: صُفْرة تَعْلُو الأَسنانَ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن تَكْثُرَ الصُّفْرة عَلَى الأَسنان وتَغْلُظَ ثُمَّ تَسْوَدَّ أَو تخضَرّ؛ الأَزهري: وَهُوَ اللُّطاخُ الَّذِي يَلْزَقُ بِالثَّغْرِ؛ وَقَدْ قَلِحَ قَلَحاً، فَهُوَ قَلِحٌ وأَقْلَحُ، والمرأَةُ قَلْحاء وقَلِحَة، وَجَمْعُهَا قُلْحٌ؛ قَالَ الأَعشى: قَدْ بَنَى اللُّؤْمُ عَلَيْهِمْ بَيْتَه، ... وفَشَا فِيهِمْ، مَعَ اللُّؤْم، القَلَحْ قَالَ: ويُسَمَّى الجُعَلُ أَقْلَح؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الأَقْلَح الجُعَل لقَذَرٍ فِي فِيهِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لأَصحابه: مَا لِي أَراكم تَدْخُلُونَ عليَّ قُلْحاً؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَلَحُ صُفْرة فِي الأَسنان وَوَسَخٌ يَرْكَبُهَا مِنْ طُولِ تَرْكِ السِّوَاكِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الحَبْرُ [الحِبْرُ] صُفْرة فِي الأَسنان فإِذا كَبُرَتْ وغَلُظَتْ وَاسْوَدَّتْ وَاخْضَرَّتْ، فَهُوَ القَلَح؛ وَالرَّجُلُ أَقْلَح، وَالْجَمْعُ قُلْحٌ، مِنْ قَوْلِهِمْ للمُتَوَسِّخ الثيابِ قِلْح، وَهُوَ حَثٌّ عَلَى اسْتِعْمَالِ السِّوَاكِ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: المرأَةُ إِذا غَابَ زَوْجُهَا تَقَلَّحَتْ أَي تَوَسَّخَتْ ثيابُها وَلَمْ تَتَعَهَّدْ نَفْسَهَا وَثِيَابَهَا بِالتَّنْظِيفِ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وقَلَّحَ الرجلَ وَالْبَعِيرَ: عَالَجَ قَلَحَهما؛ وَفِي الْمَثَلِ: عَوْدٌ يُقَلَّح أَي تُنَقَّى أَسنانه. وَهُوَ فِي مَذْهَبِهِ مِثْلُ مَرَّضْتُ الرجلَ إِذا قُمْتَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ. وقرّدْت الْبَعِيرَ: نَزَعْتَ عَنْهُ قُراده، وطَنَّيْتُه إِذا عَالَجْتَهُ مِنْ طَناهُ. وَرَجُلٌ مُقَلَّح: مُذَلَّل مجرَّب. وَفِي النَّوَادِرِ: تَقَلَّح فلانٌ البلادَ تَقَلُّحاً وتَرَقَّعَها؛ فالتَّرَقُّع فِي الخِصْب، والتَّقَلُّحُ فِي الجَدْب. قلفح: ابْنُ دُرَيْدٍ: قَلْفَحَ مَا فِي الإِناء إِذا شربه أَجْمَع. قمح: القَمْحُ: البُرُّ حِينَ يَجْرِي الدقيقُ فِي السُّنْبُل؛ وَقِيلَ: مِنْ لَدُنِ الإِنضاج إِلى الِاكْتِنَازِ؛ وَقَدْ أَقمَح السُّنْبُل. الأَزهري: إِذا جَرَى الدَّقِيقُ فِي السُّنْبُل تَقُولُ قَدْ جَرَى القَمْحُ فِي السُّنْبُلِ، وَقَدْ أَقْمَح البُرُّ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَنْضَجَ ونَضِج. والقَمْحُ: لُغَةٌ شَامِيَّةٌ، وأَهل الْحِجَازِ قَدْ تَكَلَّمُوا بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَرَضَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زكاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ بُرّ أَو صَاعًا مِنْ قَمْحٍ ؛ البُرُّ والقَمْحُ: هُمَا الْحِنْطَةُ، وأَو لِلشَّكِّ مِنَ الرَّاوِي لَا لِلتَّخْيِيرِ، وَقَدْ تكرَّر ذِكْرُ الْقَمْحِ فِي الْحَدِيثِ. والقَمِيحةُ: الجوارِشُ. والقمْحُ مَصْدَرُ قَمِحْتُ السويقَ. وقَمِحَ الشيءَ والسويقَ واقْتَمَحه: سَفَّه. واقْتَمَحه أَيضاً: أَحذه فِي رَاحَتِهِ فَلَطَعه. والاقتماحُ: أَخذ الشَّيْءِ فِي رَاحَتِكَ ثُمَّ تَقْتَمِحه فِي فِيكَ، وَالِاسْمُ القُمْحة كاللُّقْمة. والقُمْحةُ: مَا ملأَ فَمَكَ مِنَ الْمَاءِ. والقَمِيحة: السَّفوفُ مِنَ السَّوِيقِ وَغَيْرِهِ. والقُمْحةُ والقُمُّحانُ والقُمَّحانُ: الذَّرِيرة؛ وَقِيلَ: الزَّعْفَرَانُ؛ وَقِيلَ: الوَرْسُ؛ وَقِيلَ: زَبَدُ الْخَمْرِ؛ وَقِيلَ: طِيبٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِذا فُضَّتْ خواتِمُه، عَلاهُ ... يَبِيسُ القُمَّحانِ مِنَ المُدامِ يَقُولُ: إِذا فَتَحَ رأْس الحُبّ مِنْ حِبابِ الْخَمْرِ الْعَتِيقَةِ رأَيت عَلَيْهَا بَيَاضًا يَتَغَشَّاها مثلَ الذَّرِيرَةِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا أَعلم أَحداً مِنَ الشُّعَرَاءِ ذَكَرَ القُمَّحانَ غَيْرُ النَّابِغَةِ؛ قَالَ: وَكَانَ النَّابِغَةُ يأْتي الْمَدِينَةَ ويُنْشِدُ بِهَا الناسَ ويَسْمَعُ مِنْهُمْ، وَكَانَتْ بِالْمَدِينَةِ جَمَاعَةُ الشُّعَرَاءِ؛ قَالَ: وَهَذِهِ رِوَايَةُ الْبَصْرِيِّينَ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمْ [عَلَاهُ يَبِيسُ القُمُّحان]. وتَقَمَّحَ الشرابَ: كَرِهَهُ لإِكثار مِنْهُ أَو عِيَافَةٍ لَهُ

أَو قِلَّةِ ثُفْلٍ فِي جَوْفِهِ أَو لِمَرَضٍ. والقامِحُ: الْكَارِهُ لِلْمَاءِ لأَيَّةِ عِلَّةٍ كَانَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: وقَمَحَ البعيرُ، بِالْفَتْحِ، قُمُوحاً وقامَحَ إِذا رَفَعَ رأْسه عِنْدَ الْحَوْضِ وَامْتَنَعَ مِنَ الشُّرْبِ، فَهُوَ بَعِيرٌ قامِحٌ. يُقَالُ: شرِبَ فَتَقَمَّح وانْقَمَح بِمَعْنَى إِذا رقع رأْسه وَتَرَكَ الشُّرْبَ رِيًّا. وَقَدْ قامَحَتْ إِبلك إِذا وَرَدَتْ وَلَمْ تَشْرَبْ وَرَفَعَتْ رؤوسها مِنْ دَاءٍ يَكُونُ بِهَا أَو بَرْدٍ، وَهِيَ إِبل مُقامِحةٌ؛ أَبو زَيْدٍ: تَقَمَّحَ فُلَانٌ مِنَ الْمَاءِ إِذا شَرِبَ الْمَاءَ وَهُوَ مُتَكَارِهٌ؛ وَنَاقَةٌ مُقامِحٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنْ إِبل قِماحٍ، عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ يَذْكُرُ سَفِينَةً وَرُكْبَانَهَا: وَنَحْنُ عَلَى جَوانِبِها قُعُودٌ، ... نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ وَالِاسْمُ القُماح والقامِحُ. والمُقامِحُ أَيضاً مِنَ الإِبل: الَّذِي اشْتَدَّ عَطَشُهُ حَتَّى فَتَرَ لِذَلِكَ فُتُوراً شَدِيدًا. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حُمَمِ الإِبل: إِذا أَكلت النَّوَى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ؛ فأَما القُماحُ فإِنه يأْخذها السُّلاحُ ويُذْهب طِرْقها ورِسْلها ونَسْلها؛ وأَما الحُمامُ فسيأْتي فِي بَابِهِ. وشَهْرا قِماحٍ وقُماحٍ: شَهْرَا الْكَانُونِ لأَنهما يُكْرَهُ فِيهِمَا شُرْبُ الْمَاءِ إِلا عَلَى ثُفْلٍ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الهُذَليّ: فَتًى، مَا ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا، ... وحُبَّ الزادُ فِي شَهْرَيْ قِماحِ وَيُرْوَى: قُماح، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَقِيلَ: سمِّيا بِذَلِكَ لأَن الإِبل فِيهِمَا تُقامِحُ عَنِ الْمَاءِ فَلَا تَشْرَبُهُ؛ الأَزهري: هُمَا أَشَدُّ الشِّتَاءِ بَرْداً سميا شَهْرَيْ قُماحٍ [قِماحٍ] لِكَرَاهَةِ كُلِّ ذِي كَبِدٍ شُرْبَ الْمَاءِ فِيهِمَا، ولأَن الإِبل لَا تَشْرَبُ فِيهِمَا إِلا تَعْذِيرًا؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ لِشَهْرَيْ قُماح [قِماح]: شَيْبانُ ومِلْحان؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَا شَهْرَيْ قُماحٍ [قِماحٍ] لأَن الإِبل إِذا وردَتْ آذَاهَا بَرْدُ الْمَاءِ فقامَحَتْ. وبعيرٌ مُقْمِحٌ: لَا يَكَادُ يَرْفَعُ بَصَرَهُ. والمُقْمَحُ: الذَّلِيلُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ؛ أَي خَاشِعُونَ أَذلاء لَا يَرْفَعُونَ أَبصارهم. والمُقْمَحُ: الرَّافِعُ رأْسه لَا يَكَادُ يَضَعُهُ فكأَنه ضِدُّ. والإِقْماحُ: رَفْعُ الرأْس وَغَضُّ الْبَصَرِ: يُقَالُ: أَقْمَحَه الغُلّ إِذا تَرَكَ رأْسه مَرْفُوعًا مِنْ ضِيقِهِ. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ: القامِحُ والمُقامِحُ مِنَ الإِبل الَّذِي اشْتَدَّ عَطَشُهُ حَتَّى فَتَرَ. وَبَعِيرٌ مُقْمَحٌ، وَقَدْ قَمَح يَقْمَحُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ قُموحاً، وأَقْمَحَه العطشُ، فَهُوَ مُقْمَحٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ خَاشِعُونَ لَا يَرْفَعُونَ أَبصارهم؛ قَالَ الأَزهري: كُلُّ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الْقَامِحِ والمُقامِح وَفِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ [فَهُمْ مُقْمَحُونَ] فَهُوَ خطأٌ وأَهل الْعَرَبِيَّةِ وَالتَّفْسِيرِ عَلَى غَيْرِهِ. فأَما المُقامِح فإِنه رُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: بَعِيرٌ مُقامِحٌ وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذا رَفَعَ رأْسه عَنِ الْحَوْضِ وَلَمْ يَشْرَبْ، قَالَ: وَجَمْعُهُ قِماحٌ، وأَنشد بَيْتَ بِشْرٍ يَذْكُرُ السَّفِينَةَ ورُكبانَها؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَمَحَ الْبَعِيرُ يَقْمَحُ قُموحاً، وقَمَه يَقْمَه قُموهاً إِذا رَفَعَ رأْسه وَلَمْ يَشْرَبِ الْمَاءَ؛ وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: التَّقَمُّح كراهةُ الشُّرْبِ. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَهُمْ مُقْمَحُونَ ؛ فإِن سَلَمَةَ رُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: المُقْمَحُ الْغَاضُّ بَصَرَهُ بَعْدَ رَفْعِ رأْسه؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: المُقْمَحُ الرَّافِعُ رأْسه الغاضُّ بَصَرَه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَتَقْدَمُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنت وشِيعَتُك رَاضِينَ مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عَلَيْكَ عَدُوُّك غِضاباً مُقْمَحين؛ ثُمَّ جَمَعَ يَدَهُ إِلى عُنُقِهِ يُرِيهِمْ كَيْفَ الإِقْماحُ ؛ الإِقماح: رَفْعُ الرأْس وَغَضُّ

الْبَصَرِ. يُقَالُ: أَقْمَحه الغُلّ إِذا تَرَكَهُ مَرْفُوعًا مِنْ ضِيقِهِ. وَقِيلَ: للكانونَيْنِ شُهِرَا قُماح [قِماح] لأَن الإِبل إِذا وَرَدَتِ الْمَاءَ فِيهِمَا تَرْفَعُ رؤُوسها لِشِدَّةِ بَرْدِهِ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ [فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ] هِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الأَيدي لَا عَنِ الأَعناق، لأَن الغُلَّ يَجْعَلُ اليدَ تَلِي الذَّقَنَ والعُنُقَ، وَهُوَ مُقَارِبٌ لِلذَّقَنِ. قَالَ الأَزهري: وأَراد عَزَّ وَجَلَّ، أَن أَيديهم لَمَّا غُلَّتْ عِنْدَ أَعناقهم رَفَعَت الأَغلالُ أَذقانَهم ورؤُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرافعة رؤوسها. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: الظَّمَأُ القامِح خَيْرٌ مِنَ الرِّيِّ الْفَاضِحِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا خِلَافُ مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْمَسْمُوعُ مِنْهُمْ: الظمأُ الْفَادِحُ خَيْرٌ مِنَ الرِّيِّ الْفَاضِحِ؛ وَمَعْنَاهُ العطشُ الشَّاقُّ خَيْرٌ مِنْ رِيٍّ يفْضَحُ صَاحِبِهِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِ أُمِّ زَرْعٍ: وَعِنْدَهُ أَقول فَلَا أُقَبَّحُ وأَشرب فأَتَقَمَّحُ أَي أَرْوَى حَتَّى أَدَعَ الشربَ؛ أَرادت أَنها تَشْرَبُ حَتَّى تَرْوَى وتَرْفَعَ رأْسَها؛ وَيُرْوَى بِالنُّونِ. قَالَ الأَزهري: وأَصل التَّقَمُّح فِي الْمَاءِ، فَاسْتَعَارَتْهُ لِلَّبَنِ. أَرادت أَنها تَرْوَى مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى تَرْفَعَ رأْسها عَنْ شُرْبِهِ كَمَا يَفْعَلُ الْبَعِيرُ إِذا كَرِهَ شُرْبَ الْمَاءِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِن فُلَانًا لَقَمُوحٌ لِلنَّبِيذِ أَي شَرُوب لَهُ وإِنه لَقَحُوفٌ لِلنَّبِيذِ. وَقَدْ قَمِحَ الشرابَ وَالنَّبِيذَ وَالْمَاءَ وَاللَّبَنَ واقْتَمَحه؛ وَهُوَ شُرْبُهُ إِياه؛ وقَمِحَ السويقَ قَمحاً، وأَما الْخُبْزُ وَالتَّمْرُ فَلَا يُقَالُ فِيهِمَا قَمِحَ إِنما يُقَالُ القَمْحُ فِيمَا يُسَفُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذا اشْتَكَى تَقَمَّحَ كَفًّا مِنْ حَبَّة السَّوْدَاءِ. يُقَالُ: قَمِحْتُ السويقَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ «1»، إِذا اسْتَفَفْتَهُ. والقِمْحَى والقِمْحاة: الفَيْشة «2». قنح: قَنَحَ يَقْنَحُ قَنْحاً، وتَقَنَّح: تكارَه عَلَى الشَّرَابِ بَعْدَ الرِّيِّ، والأَخيرة أَعلى. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَنَح مِنَ الشَّرَابِ يَقْنَح قَنْحاً: تَمَزَّزه. الأَزهري: تَقَنَّحْتُ مِنَ الشَّرَابِ تَقَنُّحاً، قَالَ: وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى كَلَامِهِمْ؛ وَقَالَ أَبو الصَّقْر: قَنَحْتُ أَقْنَحُ قَنْحاً. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَعِنْدَهُ أَقول فَلَا أُقَبَّحُ وأَشربُ فأَتَقَنَّح أَي أَقطع الشُّرْبَ وأَتَمَهَّلُ فِيهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشُّرْبُ بَعْدَ الرِّيِّ؛ قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبا عُبَيْدٍ يسأَل أَبا عَبْدِ اللَّهِ الطُّوال النحويَّ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهَا فأَتَقَنَّحُ، فَقَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ: أَظنها تُرِيدُ أَشرب قَلِيلًا قَلِيلًا؛ قَالَ شَمِرٌ: فَقُلْتُ لَيْسَ التَّفْسِيرُ هَكَذَا، وَلَكِنَّ التَّقَنُّح أَن تشْرَبَ فوقَ الرِّيِّ، وَهُوَ حرفٌ رُوِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ كَمَا قَالَ شَمِرٌ، وَهُوَ التَّقَنُّح والتَّرَنُّح، سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ أَعراب بَنِي أَسد. وقَنَحَ العُودَ وَالْغُصْنَ يَقْنَحُه قَنْحاً إِذا عَطَفَهُ حَتَّى يَصِيرَ كالصَّوْلجانِ، وَهُوَ القُنَّاحُ والقُنَّاحةُ. والقِنْحُ: اتِّخَاذُكَ قُنَّاحة تشُدُّ بِهَا عِضادَة بَابِكَ وَنَحْوَهَا، وَتُسَمِّيهَا الفُرْسُ: قَانِهْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ صاحبُ الْعَيْنِ وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ لأَن تَعْبِيرَهُ عَنْهُ لَيْسَ بِحَسَنٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن القِنْح هَاهُنَا لُغَةٌ فِي القُنَّاح. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لدَرَوَنْدِ الْبَابِ النِّجافُ والنَّجْرانُ، ولمِتْرَسِه القُنَّاحُ، وَلِعَتَبَتِهِ النَّهْضةُ. الأَزهري: قنَحْتُ البابَ قَنْحاً، فَهُوَ مَقْنوح، وَهُوَ أَن تَنْحَتَ خَشَبَةً ثُمَّ ترفعَ البابَ بِهَا؛ تَقُولُ للنَّجار: اقْنَحْ بابَ دَارِنَا فَيَصْنَعُ ذَلِكَ، وَتِلْكَ الْخَشَبَةُ هِيَ القُنَّاحة؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ خَشَبَةٍ تُدْخِلُها تَحْتَ أُخرى لِتُحَرِّكَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: القُنَّاحة، بِالضَّمِّ مشدَّدة، مِفْتَاحٌ مُعْوَجٌّ طَوِيلٌ. وقَنَّحتُ البابَ إِذا أَصلحتَ ذَلِكَ عليه.

_ (1). قوله [بكسر الميم] وبابه سمع كما في القاموس. (2). زاد في القاموس القمحانة، بالكسر: ما بين القمحدوة إِلى نقرة القفا. وقمحه تقميحاً: دفعه بالقليل عن كثير يجب له انتهى. زاد في الأَساس كما يفعل الأمير الظالم بمن يغزو معه يرضخه أَدنى شيء ويستأثر عليه بالغنيمة.

فصل الكاف

قوح: قاحَ الجُرْحُ يَقُوح: انْتَبَرَ، وَسَيُذْكَرُ فِي الْيَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لأَن الْكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ وَاوِيَّةٌ. وقاحَ البيتَ قَوْحاً وقَوَّحه: لُغَةٌ فِي حاقَه أَي كَنَسَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ: إِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ بالقاحةِ وَهُوَ صَائِمٌ ؛ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاحِلَ مِنْهَا، وَهُوَ مِنْ قَاحَةِ الدَّارِ أَي وَسَطِهَا مثل ساحتها وباحتها. قيح: القَيْحُ: المِدَّةُ الْخَالِصَةُ لَا يُخَالِطُهَا دَمٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الصَّدِيدُ الَّذِي كأَنه الْمَاءُ وَفِيهِ شُكْلَةُ دَمٍ؛ قاحَ الجُرْحُ يَقِيحُ قَيْحاً، وأَقاحَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَنْ يَمْتَلئَ جوفُ أَحدكم قَيْحاً حَتَّى يَرِيَه خيرٌ لَهُ مِنْ أَن يَمْتَلِئَ شِعْرًا ؛ القَيْحُ: المِدَّة؛ وَقَدْ قَاحَتِ القَرْحةُ وتَقَيَّحَتْ، وقَيَّح الجُرْحُ وتَقَيَّح الجُرْحُ. وَيُقَالُ للجُرْحِ إِذا انْتَبَرَ: قَدْ تَقَوَّحَ. قَالَ: وَقَاحَ الجُرْحُ يَقِيحُ، وقَيَّح وأَقاح. ابْنُ الأَعرابي: أَقاحَ الرَّجُلُ إِذا صَمَّمَ عَلَى الْمَنْعِ بَعْدَ السُّؤَالِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قَالَ: مَنْ ملأَ عَيْنَيْهِ مِنْ قاحةِ بَيْتٍ قَبْلَ أَن يُؤْذَنَ لَهُ فَقَدْ فَجَر. قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: هذا باحةُ الجار وقاحَتُها؛ وَمَثَلُهُ: طِينٌ لازبٌ ولازقٌ، ونَبِيثة الْبِئْرِ ونَقِيثَتُها، وَقَدْ نَبَثَ عَنِ الأَمر ونَقَثَ، عَاقَبَتِ القافُ الْبَاءَ. ابْنُ زِيَادٍ: مَرَرْتُ عَلَى دَوْقَرَةٍ فرأَيت فِي قاحَتها دَعْلَجاً شَظِيظاً؛ قَالَ: قَاحَةُ الدَّارِ وَسَطُهَا، وَقَاحَةُ الدَّارِ سَاحَتُهَا. والدَّعْلج: الجُوالِقُ. والدَّوْقَرة: أَرض نَقِيَّةٌ بَيْنَ جِبَالٍ أَحاطت بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: القُوحُ الأَرضون الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا، يُقَالُ: قاحةٌ وقُوحٌ مِثْلَ ساحةٍ وسُوحٍ، ولابةٍ ولُوبٍ، وقارةٍ وقُورٍ. فصل الكاف كبح: الكَبْحُ: كَبْحُك الدابةَ بِاللِّجَامِ. كَبَحَ الدابةَ يَكْبَحُها كَبْحاً وأَكْبَحَها، الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ: جَذَبَهَا إِليه بِاللِّجَامِ وَضَرَبَ فَاهَا بِهِ كَيْ تَقِفَ وَلَا تَجْرِيَ. يُقَالُ: أَكْمَحْتها وأَكْفَحْتها وكَبَحْتُها، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذِهِ وَحْدَهَا عَنِ الأَصمعي بِلَا أَلف. وَفِي حَدِيثِ الإِفاضة مِنْ عَرَفَاتٍ: وَهُوَ يَكْبَحُ راحلَته ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. كَبَحْتُ الدابةَ: إِذا جَذَبْتَ رأْسها إِليك وأَنت رَاكِبٌ وَمَنَعْتَهَا مِنَ الجِماحِ وَسُرْعَةِ السَّيْرِ. وكَبَحَه عَنْ حَاجَتِهِ كَبْحاً إِذا رَدَّه عَنْهَا. وكَبَحَ الحائطُ السهمَ إِذا أَصاب الحائطَ حِينَ رُمِيَ بِهِ ورَدَّه عَنْ وَجْهِهِ وَلَمْ يرْتَزَّ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لأَعرابي: مَا لِلصَّقْرِ يُحِبُّ الأَرنب مَا لَا يُحِبُّ الخَرَبَ؟ فَقَالَ: لأَنه يَكْبَحُ سَبَلَتَه بذَرْقِه فَيَرُدُّهُ؛ حَكَى ذَلِكَ الأَصمعي قَالَ: رأَيت صَقْرًا كأَنما صُبَّ عَلَيْهِ وِخافُ خِطْمِيٍّ يَعْنِي مِنْ ذَرْق الحُبارى. قَالَ: والكابحُ مَن اسْتَقْبَلَكَ مِمَّا يُتَطَيَّرُ مِنْهُ مِنْ تَيْسٍ وَغَيْرِهِ وَجَمْعُهُ كوابِحُ؛ قَالَ البَعِيثُ: ومُغْتَدِيات بالنُّحوسِ كَوابِح وكَبَحه بِالسَّيْفِ كَبْحاً: وَهُوَ ضَرْبٌ فِي اللَّحْمِ دُونَ الْعَظْمِ. كتح: الكَتْحُ: دُونَ الكَدْحِ مِنَ الحَصَى وَالشَّيْءُ يُصِيبُ الْجِلْدَ فَيُؤَثِّرُ فِيهِ وَلَا يَبْلُغُ الكَدْحَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْحَمِيرَ: يَكْتَحْنَ وَجْهاً بالحَصَى مَكْتُوحا، ... ومَرَّةً بحافرٍ مَكْبُوحا

وَقَالَ الْآخَرُ: فأَهْوِنْ بذئبٍ يَكْتَحُ الريحُ باسْتِه أَي يضربه الريح بالحصى؛ قال: وَمَنْ رَوَاهُ يَكْثَحُ، بِالثَّاءِ، فَمَعْنَاهُ يَكْشِفُ. وكَتَحَتْه الريحُ وكَثَحَتْه: سَفَتْ عَلَيْهِ الترابَ أَو نازَعَتْه ثوبَه. وكَتَح الدَّبى الأَرضَ: أَكلَ مَا عَلَيْهَا مِنَ نَبَاتٌ أَو شَجَرٌ؛ قَالَ: لهُمْ أَشَدُّ عَلَيْكُمْ يومَ ذُلِّكُمُ ... مِنَ الكَواتِحِ، مِنْ ذَاكَ الدَّبى السُّودِ وكتَحَه كَتْحاً: رَمَى جِسْمَهُ بِمَا أَثر فِيهِ، والطعامَ: أَكل مِنْهُ حَتَّى شبع. كثح: الكَثْحُ: كَشَفَ الرِّيحُ الشيءَ عَنِ الشَّيْءِ. يُقَالُ مِنْهُ: كَثَحَتِ الريحُ الشيءَ كَثْحاً وكَثَّحَتْه كشَفته. قَالَ: وتَكَثَّحَ بِالتُّرَابِ وَبِالْحَصَى أَي تَضَرَّب بِهِ. والكَثْحُ: كَشْفُ الرَّجُلِ ثَوْبَهُ عَنِ اسْتِه، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وكَثَحَتْه الرِّيحُ: سَفَتْ عَلَيْهِ التُّرَابَ أَو نَازَعَتْهُ ثَوْبَهُ ككَتَحَتْه. وكَثَح الشيءَ: جَمَعَهُ وفرَّقه، ضِدٌّ. قَالَ المُفَضَّل: كَثَحَ مِنَ الْمَالِ مَا شَاءَ مثلُ كَسَحَ. كحح: الكُحُّ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كالقُحِّ، والأُنثى كُحَّة كقُحَّة. وَعَبْدٌ كُحٌّ: خالصُ العُبودةِ. وعربيٌّ كُحٌّ وأَعراب أَكْحاحٌ إِذا كَانُوا خُلَصاءَ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ الْكَافَ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْقَافِ. والأَكَحُّ: الَّذِي لَا سِنَّ لَهُ. وأُمُّ كُحَّةَ: امرأَة نَزَلَتْ في شأْنها الفرائض. كحكح: الكُحْكُحُ [الكِحْكِحُ] «3» مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ وَالشَّاءِ: الهَرِمةُ الَّتِي لَا تُمْسِكُ لُعابَها؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَدْ أُكِلَتْ أَسْنانُها. والكُحْكُحُ [الكِحْكِحُ]: الْعَجُوزُ الْهَرِمَةُ، وَالنَّاقَةُ الهرمةُ؛ وناقة كُحْكُحٌ [كِحْكِحٌ] وقُحْقُحٌ وعَزُومٌ وعَوْزَمٌ إِذا هَرِمَت. والكُحُحُ: الْعَجَائِزُ الْهَرِمَاتُ؛ وأَنشد الأَزهري لِرَاجِزٍ يَذْكُرُ رَاعِيًا وَشَفَقَتَهُ عَلَى إِبله: يَبكي عَلَى إثْرِ فَصيلٍ فِي بَحَرْ، ... والكُحْكُحِ [الكِحْكِحِ] اللِّطْلِطِ ذاتِ المُختَبَرْ وإِذا أَسَنَّتِ الناقةُ وَذَهَبَتْ أَسنانها فَهِيَ: ضِرْزِمٌ ولِطْلِطٌ وكِحْكِحٌ وعِلْهِزٌ وهِرْهِرٌ ودِرْدِحٌ. كدح: الكَدْح: الْعَمَلُ والسعيُ والكسبُ والخَدْشُ. والكَدْحُ: عَمَلُ الإِنسان لِنَفْسِهِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. كَدَحَ يَكْدَحُ كَدْحاً وكَدَحَ لأَهله كَدْحاً: وَهُوَ اكْتِسَابُهُ بِمَشَقَّةٍ. الأَزهري: يَكْدَحُ لِنَفْسِهِ بِمَعْنَى يَسْعَى لِنَفْسِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً أَي ناصِبٌ إِلى رَبِّكَ نَصْباً؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي تَسْعَى. قَالَ أَبو إِسحاق: الكَدْحُ فِي اللُّغَةِ السَّعْيُ والحِرْصُ والدُّؤُوبُ فِي الْعَمَلِ فِي بَابِ الدُّنْيَا وَبَابِ الْآخِرَةِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَمَا الدَّهرُ إِلا تارَتانِ: فَمِنْهُمَا ... أَموتُ، وأُخْرى أَبْتَغي العَيْشَ أَكْدَحُ أَي تَارَةً أَسعى فِي طَلَبِ الْعَيْشِ وأَدْأَبُ. وَيُقَالُ: هُوَ يَكْدَحُ فِي كَذَا أَي يَكُدّ. الْجَوْهَرِيُّ: يَكْدَحُ لِعِيَالِهِ ويَكْتَدِحُ أَي يَكْتَسِبُ لَهُمْ؛ قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ: أَبو عِيَالٍ يَكْدَحُ المَكادِحا والكَدْحُ بِالسِّنِّ: دُونَ الكَدْم بالأَسنان، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ وَقِيلَ: الكَدْحُ قَشْرُ الْجِلْدِ يَكُونُ بِالْحَجَرِ وَالْحَافِرِ. وكَدَحَ جِلْدَه وكَدَّحه فَتَكَدَّحَ،

_ (3). قوله [الكحكح إلخ] كهدهد وزبرج ما في القاموس.

كِلَاهُمَا: خَدَّشَه فتَخَدَّشَ. وتَكَدَّحَ الجِلْدُ: تَخَدَّش. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ سأَل وَهُوَ غَنِيٌّ جاءَت مسأَلتُه يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشاً أَو خُمُوشاً أَو كُدُوحاً فِي وَجْهِهِ. ابْنُ الأَثير: الكُدُوحُ الخُدُوشُ. وكلُّ أَثَرٍ مِنْ خَدْشٍ أَو عَضٍّ فَهُوَ كَدْح؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا سُمِّيَ بِهِ الأَثر، وأَصابه شَيْءٌ فكَدَحَ وَجْهَهُ. وَحِمَارٌ مُكَدَّحٌ: مُعَضَّضٌ. والكُدُوح: آثَارُ الْعَضِّ، وَاحِدُهَا كَدْحٌ، وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَثر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكُدُوح آثَارُ الخُدوش. وَكُلُّ أَثر مِنْ خَدْش أَو عَضٍّ فَهُوَ كَدْح؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ: مُكَدَّح لأَن الحُمُر يَعْضَضْنَه؛ وأَنشد: يَمْشُونَ حَوْل مُكَدَّمٍ، قَدْ كَدَّحتْ ... مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلالِ وكَدَح فلانٌ وَجْهَ فُلَانٍ إِذا عَمِلَ بِهِ مَا يَشِينُه. وكَدَحَ وجهَ أَمرِه إِذا أَفسده. وَبِهِ كَدْحٌ وكُدوح أَي خُدُوش؛ وَقِيلَ: الكَدْحُ أَكبر مِنَ الخَدْش. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي وَجْهِهِ كُدُوحٌ أَي خُدُوشٌ. وَالتَّكْدِيحُ: التَّخْدِيشُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المَسائلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ. وَوَقَعَ مِنَ السَّطْحِ فَتَكَدَّحَ أَي تَكَسَّر، وَتُبْدَلُ الْهَاءُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ. وكَدَحَ رأْسه بالمُشْطِ: فَرَّجَ شَعْرَهُ بِهِ. وكَوْدَحٌ: اسم. كذح: كَذَحَتْه الريحُ: ككَتَحَتْه. كرح: الأُكَيْراحُ «1»: بُيوتٌ وَمَوَاضِعُ تَخْرُجُ إِليها النَّصَارَى فِي بَعْضِ أَعيادهم، وَهُوَ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: يَا دَيْرَ حَنَّةَ مِنْ ذاتِ الأُكَيْراحِ، ... مَنْ يَصْحُ عنكَ، فإِني لَسْتُ بِالصَّاحِي قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسب أَن الْكَارِحَةَ وَالْكَارِخَةُ حَلْقُ الإِنسان أَو بَعْضُ مَا يَكُونُ فِي الْحَلْقِ منه. كربح: الكَرْبَحة والكَرْمَحة: عَدْوٌ دُونَ الكَرْدَمة، وَلَا يُكَرْدِمُ إِلا الحمار والبغل. كرتح: كَرْتَحه: صَرَعَه. وكَرْتَح في مشيه: أَسرع. كردح: الأَصمعي: سَقَطَ مِنَ السَّطْحِ فَتَكَرْدَح أَي تَدَحْرَجَ. والكَرْدَحة: الإِسراع فِي العَدْو. والكَرْدَحة: مِنْ عَدْو الْقَصِيرِ الْمُتَقَارِبِ الخَطْو الْمُجْتَهِدِ فِي عَدْوه؛ وأَنشد: يَمُرّ مَرَّ الريحِ لَا يُكَرْدِحُ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ سَعْيٌ فِي نَطٍّ، وَقَدْ كَرْدَحَ، وَهِيَ الكَرْدَحاءُ. والكَرْدَحة: عَدْوُ الْقَصِيرِ يُقَرْمِطُ ويُسْرع، وَكَذَلِكَ الكَرْتَحة والكَرْمَحة.

_ (1). قوله [الأكيراح] بصيغة تصغير جمع كرح، بالكسر، قال ياقوت نقلًا عن الخالدي: الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة، وبيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم. بالقرب منها ديران يقال لأَحدهما: دير عبد، وللآخر دير حنة، وهو موضع بظاهر الكوفة كثير البساتين والرياض وفيه يقول أَبو نواس: يا دير حنة إلخ، قَالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ: رأيت الأكيراح، وهو على سبعة فراسخ من الحيرة، وقد وهم فيه الأَزهري فسماه الأكيراخ، بالخاء المعجمة؛ وفيه يقول بكر بن خارجة: دع البساتين من آس وتفاح واقصد إلى الشيح من ذات الأكيراح إلى الدساكر فالدير المقابلها لدى الأكيراح أو دير ابن وضاح منازل لم أزل حيناً ألازمها لزوم غادٍ إلى اللذات روّاح انتهى باختصار.

يُقَالُ: كرمَحْنا فِي آثَارِ الْقَوْمِ: عَدَوْنا عَدْوَ الْمُتَثَاقِلِ. وكَرْدَمَ الْحِمَارُ وكَرْدَح إِذا عَدَا عَلَى جَنْب وَاحِدٍ. والمُكَرْدَحُ: الْمُتَذَلِّلُ الْمُتَصَاغِرُ. والكِرْداحُ: المتقارِبُ الْمَشْيِ. وكَرْدَحه: صَرَعَهُ. والكُرادِحُ: القصير. وكِرْداحٌ: موضع. كرمح: الكَرْمَحة والكَرْتَحة: عَدْوٌ دُونَ الكَرْدَمة. قَالَ أَبو عَمْرٍو: كَرْمَحْنا فِي آثَارِ الْقَوْمِ: عَدَوْنا عَدْوَ الْمُتَثَاقِلِ. كسح: الكَسْحُ: الكَنْسُ؛ كَسَحَ البيتَ وَالْبِئْرَ يَكْسَحُه كَسْحاً: كَنَسه. والمِكْسَحة: المِكْنَسةُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعْتَمل مَكْسُورُ الأَوّل، كَانَتِ الْهَاءُ فِيهِ أَو لَمْ تَكُنْ. الْجَوْهَرِيُّ: المِكْسَحة مَا يُكْنَس بِهِ الثَّلْجُ وَغَيْرُهُ. والكُساحة مِثْلُ الكُناسة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والكُساحة الكُناسة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُساحةُ الْبَيْتِ مَا كُسِحَ مِنَ التُّرَابِ فأُلْقِيَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. والكُساحة: تُرَابٌ مَجْمُوعٌ كُسِحَ بالمِكْسَحِ. واكْتَسَح أَموالَهم: أَخذها كُلَّهَا؛ يُقَالُ: أَغاروا عَلَيْهِمْ فاكْتَسَحُوهم أَي أَخذوا مَالَهُمْ كُلَّهُ، وَيُقَالُ: أَتينا بَنِي فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لَمْ نُبْق لَهُمْ شَيْئًا؛ قَالَ المُفَضَّل: كَسَحَ وكَثَح بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والكُساحُ: الزَّمانةُ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الرِّجْلَيْنِ. الأَزهري: الكَسَحُ ثِقَل فِي إِحدى الرِّجْلَيْنِ إِذا مَشَى جَرَّها جَرّاً. وكَسِحَ كَسَحاً، وَهُوَ أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ؛ وَقِيلَ: الأَكْسَحُ الأَعرجُ والمُقْعَدُ أَيضاً؛ قَالَ الأَعشى: كُل وَضَّاحٍ كَريمٍ جَدُّه، ... وخَذولِ الرِّجْلِ، مِنْ غيرِ كَسَحْ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَابْنُ بَرِّيٍّ: بَيْنَ مَغْلُوبٍ نَبِيلٍ جَدُّهُ، وَقَالَ: هُوَ يَصِفُ قَوْمًا نَشاوى مَا بَيْنَ مَغْلُوبٍ قَدْ غَلَبَهُ السُّكْرُ، وخَذُولِ الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ كَسَح. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى تَلِيلٍ خَدُّهُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالدَّالِّ الْمُهْمَلَةِ. والكَسَحُ: دَاءٌ يأْخذ فِي الأَوراك فتَضْعُفُ لَهُ الرِّجْلُ. وَقَدْ كَسِحَ الرجلُ كَسَحاً إِذا ثَقُلَتْ إِحدى رِجْلَيْهِ فِي الْمَشْيِ، فإِذا مَشَى كأَنه يَكْسَحُ الأَرضَ أَي يَكْنُسُها، وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ أَي جَعَلْنَاهُمْ كُسْحاً يَعْنِي مُقْعَدين، جَمْعُ أَكْسَحَ كأَحْمر وحُمْرٍ. والأَكسح: المُقْعَدُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: سُئِلَ عَنْ مَالِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ: إِنها شَرُّ مَالٍ، إِنما هِيَ مَالُ الكُسْحانِ والعُورانِ ؛ هِيَ جَمْعُ الأَكْسَحِ، وَهُوَ المُقْعَد، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه كَرِهَ الصَّدَقَةَ إِلّا لأَهل الزَّمانَة؛ وأَنشد اللَّيْثُ للأَعشى: وَلَقَدْ أَمْنَحُ مَنْ عادَيْتُه ... كلَّ مَا يَقْطَعُ مِنْ داءِ الكَسَحْ قَالَ: وَيُرْوَى بِالشِّينِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الكُساح مِنْ أَدواء الإِبل. جَمَلٌ مَكْسُوح: لَا يَمْشِي مِنْ شِدَّةِ الضَّلَع. قَالَ: وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي مَقْشُور مُسَوًّى؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاح: جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها، ... شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ وَيُرْوَى الْمُكَشَّحُ بِالشِّينِ؛ أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لِطُولِهِ. والمُكاسَحة: المُشارَّة الشَّدِيدَةُ. وكَسَحَتِ الرِّيحُ الأَرضَ: قشرت عنها التراب. كشح: الكَشْحُ: مَا بَيْنَ الْخَاصِرَةِ إِلى الضِّلَعِ الخَلف، وَهُوَ مِنْ لَدُن السُّرَّةِ إِلى المَتْن؛ قَالَ طَرَفَةُ:

وآلَيْتُ لَا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً ... لعَضْبٍ، رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ، مُهَنَّدِ قَالَ الأَزهري: هُمَا كَشْحانِ وَهُوَ موقِع السَّيْفِ مِنَ المُتَقَلَّد؛ وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: إِن أَميركم هَذَا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دَقِيقُ الخَصْرين؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الكَشْحان جَانِبَا الْبَطْنِ مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ وَهُمَا مِنَ الْخَيْلِ كَذَلِكَ؛ وَقِيلَ: الكَشْحُ مَا بَيْنَ الحَجَبَة إِلى الإِبط؛ وَقِيلَ: هُوَ الخَصْر؛ وَقِيلَ: هُوَ الْحَشَى، والكَشْحُ: أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ؛ وَقِيلَ: إِن الكَشْحَ مِنَ الْجِسْمِ إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِوُقُوعِهِ عَلَيْهِ، وَجَمْعُ كُلِّ ذَلِكَ كُشوح لَا يُكَسَّر إِلَّا عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّساءِ، ... يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا «1» شَبَّهَ بياضَ الظِّبَاءِ بِبَيَاضِ الوَدَع. وكَشِحَ كَشَحاً: شَكا كَشْحَه. والكَشَحُ: دَاءٌ يُصِيبُ الكَشْحَ. وطَوى كَشْحَه عَلَى أَمر: اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ الذَّاهِبُ الْقَاطِعُ الرَّحِمِ؛ قَالَ: طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا، ... لبَيْنٍ منكَ، ثُمَّ غَدا صُراحا وَكَذَلِكَ إِذا عَادَاكَ وفاسَدَك، يُقَالُ: طَوَى كَشْحاً عَلَى ضِغْن إِذا أَضمره؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وكانَ طَوى كَشْحاً عَلَى مُسْتكِنَّةٍ، ... فَلَا هُوَ أَبْداها، وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ والكاشِحُ: الْمُتَوَلِّي عَنْكَ بِوُدّه. وَيُقَالُ: طَوى فلانٌ كَشْحَه إِذا قَطَعَكَ وَعَادَاكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا قَالَ الأَزهري: يَحْتَمِلُ قَوْلُهُ وَكَانَ طَوَى كَشْحاً أَي عَزَمَ عَلَى أَمر وَاسْتَمَرَّتْ عَزِيمَتُهُ. وَيُقَالُ: طَوَى كَشْحَهُ عَنْهُ إِذا أَعرض عَنْهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: طويتُ كَشْحي عَلَى الأَمر إِذا أَضمرته وَسَتَرْتَهُ. والكاشحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ. وَالْكَاشِحُ: الَّذِي يُضْمِرُ لَكَ الْعَدَاوَةَ. يُقَالُ: كَشَحَ لَهُ بِالْعَدَاوَةِ وكاشَحه بِمَعْنًى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْكَاشِحُ الْعَدُوُّ الباطنُ الْعَدَاوَةِ كأَنه يَطْوِيهَا فِي كَشْحه، أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض عَنْكَ بِوَجْهِهِ، وَالِاسْمُ الكُشاحة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضل الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِم الكاشِحِ ؛ الْكَاشِحُ: العدوُّ الَّذِي يُضْمِرُ عَدَاوَتَهُ وَيَطْوِي عَلَيْهَا كَشْحه أَي بَاطِنَهُ. والكَشْحُ: الخَصْر. وَالَّذِي يَطْوي عَنْكَ كَشْحَه وَلَا يأْلفك. وَسُمِّيَ العدوُّ كَاشِحًا لأَنه وَلَّاك كَشْحَه وأَعرض عَنْكَ؛ وَقِيلَ: لأَنه يَخْبَأُ الْعَدَاوَةَ فِي كَشْحه وَفِيهِ كَبِدُه، والكَبِدُ بَيْتُ الْعَدَاوَةِ والبَغْضاء؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعَدُوِّ: أَسودُ الْكَبِدِ كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ؛ وكاشَحه بِالْعَدَاوَةِ مُكَاشَحَةً وكِشاحاً. قَالَ المُفَضَّل: الكاشحُ لِصَاحِبِهِ مَأْخُوذٌ مِنَ المِكْشاحِ، وَهُوَ الفأْس. والكُشاحة: المُقاطعة. وكَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذَنَبَهَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا؛ وأَنشد: يأْوي، إِذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها، ... سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُوقُ الأَزهري: كَشَحَ عَنِ الماء إِذا أَدبر عنه. وكَشَحَ القومُ عَنِ الْمَاءِ وانْكَشَحوا إِذا ذَهَبُوا عَنْهُ وَتَفَرَّقُوا. وَرَجُلٌ مَكْشُوحٌ: وُسِمَ بالكِشاح فِي أَسفل الضُّلُوعِ. والكِشاحُ: سِمَةٌ فِي مَوْضِعِ الكَشْح.

_ (1). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ جامع أشعار الهذليين: الكشح وشاح من ودع فأراد كأن الظباء في بياضها ودع يطفون فوق ذرى الماء وجنوح مائلة، شبه الظباء وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع، ثم قال: وكانت الأَوشحة تعمل من ودع أبيض انتهى. القاموس.

وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه: وَسَمَه هُنَالِكَ، التَّشْدِيدُ عَنْ كُرَاعٍ. والكَشْحُ: الكَيُّ بِالنَّارِ؛ وإِبل مُكَشَّحة ومُحَنَّبة «2». قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والكَشَحُ، بِالتَّحْرِيكِ، دَاءٌ يُصِيبُ الإِنسانَ فِي كَشْحِه فيُكْوى. وَقَدْ كُشِحَ الرجلُ كَشْحاً إِذا كُوِيَ مِنْهُ، ومِنه سُمِّيَ المَكْشُوحُ الْمُرَادِيَّ. وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً: قَشَرَهُ. ومَرَّ فلانٌ يَكْشَح القومَ ويَشُلُّهم ويَشْحَنُهم أَي يُفَرِّقُهم وَيَطْرُدُهُمْ. كفح: المُكافَحةُ: مُصَادَفَةُ الْوَجْهِ بِالْوَجْهِ مفاجأَة. كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً: لَقِيَهُ مُوَاجَهَةً. وَلَقِيَهُ كَفْحاً ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مُوَاجَهَةً، جَاءَ الْمَصْدَرُ فِيهِ عَلَى غَيْرِ لَفْظِ الْفِعْلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مَوْقُوفٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مُطَّرِدٌ عِنْدَ غَيْرِهِ؛ وأَنشد الأَزهري فِي كِتَابِهِ: أَعاذِل مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النارُ يَلْقَها ... كِفاحاً، وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الخُلْدُ يَسْعَدِ والمُكافَحةُ فِي الْحَرْبِ: الْمُضَارَبَةُ تِلْقَاءَ الْوُجُوهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِحَسَّانَ: لَا تَزَالُ مُؤَيَّداً بِرُوحِ القُدُس مَا كافَحْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ؛ المُكافَحَةُ: الْمُضَارَبَةُ وَالْمُدَافَعَةُ تِلْقَاءَ الْوَجْهِ، وَيُرْوَى نافَحْتَ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وكَفَحه بِالْعَصَا كَفْحاً: ضَرَبَهُ بِهَا. الْفَرَّاءُ: أَكْفَحْته بِالْعَصَا أَي ضَرَبْتُهُ، بِالْحَاءِ. وَقَالَ شَمِرٌ: كَفَخْتُه، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ الأَزهري: كَفَحْتُه بِالْعَصَا وَالسَّيْفِ إِذا ضَرَبْتَهُ مُوَاجَهَةً، صَحِيحٌ. وكَفَخْته بِالْعَصَا إِذا ضَرَبْتَهُ لَا غَيْرَ. وكَفِحَ عَنْهُ «3» كَفْحاً: جَبُنَ. وأَكْفَحْتُه عَنِّي أَي رددتُه وجَنَّبْته عَنِ الإِقدام عليَّ. الْجَوْهَرِيُّ: كافَحُوهم إِذا اسْتَقْبَلُوهُمْ فِي الْحَرْبِ بِوُجُوهِهِمْ لَيْسَ دُونَهَا تُرْسٌ وَلَا غَيْرُهُ. والكَفِيحُ: الكُفْؤ. والمُكافِحُ: الْمُبَاشِرُ بِنَفْسِهِ. وَفُلَانٌ يُكافِحُ الأُمور إِذا بَاشَرَهَا بِنَفْسِهِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: إِن اللَّهَ كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مُوَاجَهَةً لَيْسَ بَيْنَهُمَا حجابٌ وَلَا رَسُولٌ. وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً: تَلَقَّى فَاهَا بِاللِّجَامِ يَضْرِبُهُ بِهِ لِيَلْتَقِمَهُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَقِيتُهُ كِفاحاً أَي اسْتَقْبَلْتُهُ كَفَّةَ كَفَّةَ. وكَفَحها بِاللِّجَامِ كَفْحاً: جَذَبَهَا. وَتَقُولُ فِي التَّقْبِيلِ: كافَحها كِفاحاً قَبَّلها غَفْلَةً وِجاهاً. وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها: قَبَّلَهَا غَفْلَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني لأَكْفَحُها وأَنا صَائِمٌ أَي أُواجهها بالقُبْلة. وكافَحَتْه أَي قَبَّلَتْه؛ قَالَ الأَزهري: وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ أَنه سُئِلَ: أَتُقَبِّل وأَنت صَائِمٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وأَكْفَحُها أَي أَتمكن مِنْ تَقْبِيلِهَا وأَستوفيه مِنْ غَيْرِ اخْتِلَاسٍ، مِن المُكافَحَة وَهِيَ مُصَادَفَةُ الْوَجْهِ، وَبَعْضُهُمْ يَرْويه: وأَقْحَفُها؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَمَنْ رَوَاهُ وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ وَالْمُبَاشَرَةَ لِلْجِلْدِ، وكلُّ مَنْ وَاجَهْتَهُ وَلَقِيتَهُ كَفَّةَ كَفَّةَ، فَقَدْ كافَحْتَه كِفاحاً ومُكافحةً؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاع: يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى، ... مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ، وللفَمِ قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ: وأَقْحَفُها أَراد شُرْبَ الرِّيقِ مِن قَحَفَ الرجلُ مَا فِي الإِناء إِذا شَرِبَ مَا فِيهِ. وكَفِيحُ المرأَة: زوجُها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وكَفَحْته كَفْحاً: كَلَوَّحْتُه.

_ (2). قوله [وإبل مكشحة ومحنبة] أي أصابها الكشح والحنب بالتحريك. (3). قوله [وكفح عنه إلخ] بابه سمع كما في القاموس.

وتَكَفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها: كَفَحَ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى الْحَارِثِيُّ: فَرَّجَ عَنْهَا، حَلَقَ الرَّتائِجِ، ... تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ فَفَكَّ التَّضْعِيفَ لِلضَّرُورَةِ؛ وَكَقَوْلِهِ: تشْكُو الوَجَى مِنْ أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ أَراد مِنْ أَظَلَّ وأَظَلَّ. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: أَعْطَيْتُ مُحَمَّدًا كِفاحاً أَي كَثِيرًا مِنَ الأَشياء فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَفِي النَّوَادِرِ: كَفْحةٌ مِنَ النَّاسِ وكَثْحَةٌ أَي جَمَاعَةٌ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ. وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه: كَشَفَ عَنْهُ غِطاءه ككَشَحَه. والأَكْفَحُ: الأَسودُ. كلح: الكُلُوحُ: تَكَشُّرٌ فِي عُبوس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكُلُوحُ والكُلاحُ بُدُوُّ الأَسنان عِنْدَ العُبوس. كَلَحَ يَكْلَحُ كُلُوحاً وكُلاحاً وتَكَلَّحَ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ولَوَى التَّكَلُّحَ، يَشْتَكي سَغَباً، ... وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِلُ السَّغَبِ التَّكَلُّحُ هُنَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَفْعُولًا مِنْ أَجله وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا لِلَوَى لأَن لَوَى يَكُونُ فِي مَعْنَى تَكلَّحَ، وَقَدْ أَكلحه الأَمرُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ السِّهَامَ: رَقَمِيَّات عَلَيْهَا ناهِضٌ، ... تُكْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهَا والأَيَلّ وَفِي التَّنْزِيلِ: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ : قَالَ أَبو إِسحاق: الكالحُ الَّذِي قَدْ قَلَصَتْ شَفَتُه عَنْ أَسنانه نَحْوَ مَا تَرَى من رؤوس الْغَنَمِ إِذا بَرَزَتِ الأَسنانُ وتَشَمَّرت الشِّفاه. والكُلاحُ، بِالضَّمِّ: السَّنَةُ المُجْدِبة؛ قَالَ لَبِيدٌ: كانَ غِياثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ، ... وعِصْمةً فِي الزَّمَنِ الكُلاحِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِن مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَناً وبَلاءً مُكْلِحاً أَي يُكْلِحُ الناسَ بشدَّته؛ الكُلُوحُ: العُبُوس. يُقَالُ: كَلَحَ الرجلُ وأَكْلَحه الهَمُّ ودهرٌ كالحٌ عَلَى المَثَل. وكَلاحِ معدولٌ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَدَهْرٌ كَالِحٌ وكُلاحٌ شَدِيدٌ؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: وعِصْمةً فِي السَّنةِ الكُلاحِ وَسَنَةٌ كَلاحِ، عَلَى فَعالِ بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَتْ مُجْدِبة، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِجَمَلٍ يَرْغو وَقَدْ كَشَر عَنْ أَنيابه: قَبَحَ اللَّهُ كَلَحَته يَعْنِي فَمَهُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَبَحَ اللهُ كَلَحَته يَعْنِي الْفَمَ وَمَا حَوْلَهُ. وَرَجُلٌ كَوْلَحٌ: قَبِيحٌ. والمكالَحة: المُشارَّةُ. وتَكَلَّحَ البرقُ: تَتابَعَ. وتَكَلَّحَ البرقُ تَكَلُّحاً: وَهُوَ دَوَامُ بَرْقِهِ واسْتِسْراره فِي الْغَمَامَةِ الْبَيْضَاءِ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: تَكَلَّحَ إِذا تَبَسَّمَ؛ وتَبَسَّمَ البرقُ مِثْلُهُ. قَالَ الأَزهري: وَفِي بَيْضَاءَ بَنِي جَذِيمةَ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ كَلَحٌ، وَهُوَ شَروبٌ عَلَيْهِ نَخْلٌ بَعْلٌ قَدْ رَسَختْ عُرُوقُهَا فِي الْمَاءِ. كلتح: الكَلْتَحةُ: ضَرْبٌ مِنَ المَشْي. وكَلْتَحٌ: اسْمٌ. وَرَجُلٌ كَلْتَحٌ: أَحمق. كلدح: الكَلْدَحة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ. والكِلْدِح: الصُّلْب «1». والكِلْدِح: العجوز.

_ (1). قوله [والكلدح الصلب إلخ] كذا بضبط الأَصل بكسر الكاف والدال، وضبطه القاموس بفتحهما. ونبه شارحه على الضبطين انتهى.

كلمح: بِفِيهِ الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ: الترابُ، وَسَيُذْكَرُ فِي كَلَحَمَ. كنتح: رَجُلٌ كَنْتَح وكَنْثَحٌ، بِالتَّاءِ وَالثَّاءِ: وَهُوَ الأَحمق. كنثح: رَجُلٌ كَنْتَح وكَنْثَحٌ، بِالتَّاءِ وَالثَّاءِ، وَهُوَ الأَحمق. كنسح: الكِنْسِحُ «1»: أَصل الشَّيْءِ ومَعْدِنُه. كمح: الكَمْحُ: رَدُّ الْفَرَسِ بِاللِّجَامِ. والكَمَحةُ: الراضَة. ابْنُ سِيدَهْ: كَمَحْتُ الدابةَ بِاللِّجَامِ كَمْحاً إِذا جَذَبْتَهُ إِليك ليَقِفَ وَلَا يَجْرِيَ. وأَكْمَحَه إِذا جَذَب عِنانَه حَتَّى يَنْتَصِبَ رأْسُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: تَمُورُ بضَبْعَيْها وتَرْمِي بِحَوْزِها، ... حِذاراً مِنَ الإِيعادِ، والرأْسُ مُكْمَحُ وَيُرْوَى: تَمُوجُ ذِرَاعَاهَا، وَعَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ لِابْنِ مُقْبِلٍ، وَقَالَ: كَمَحه وأَكْمَحه وكَبَحه وأَكْبَحه بِمَعْنًى؛ وأَراد الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ الإِيعاد ضَرْبَه لَهَا بالسَّوْطِ، فَهِيَ تَجتَهِدُ فِي العَدْوِ لِخَوْفِهَا مِنْ ضَرْبِهِ ورأْسها مُكْمَحٌ، وَلَوْ تَرَكَ رأْسها لَكَانَ عَدْوُها أَشَدَّ. وأُكْمِحَ الرجلُ: رَفَعَ رأْسه مِنَ الزُّهُوّ كأُكْمِخَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْحَاءُ أَعلى؛ وَيُقَالُ: إِنه لَمُكْمَحٌ ومُكْبَحٌ أَي شَامِخٌ. وَقَدْ أُكْبِحَ وأُكْمِحَ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وأَكْمَحَتِ الزَّمَعَةُ إِذا مَا ابْيَضَّتْ وَخَرَجَ عَلَيْهَا مِثْلُ القُطْنِ، وَذَلِكَ الإِكْماحُ، والزَّمَعُ الأُبَنُ فِي مَخارِج الْعَنَاقِيدِ، ذَكَرَهُ عَنِ الطَّائِفِيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: أَكْمَح الكرمُ إِذا تَحَرَّكَ للإِيراق. أَبو زَيْدٍ: الكَيْمُوحُ والكِيحُ التُّرابُ، قَالَ: الكِيحُ الترابُ والكَيْمُوحُ المُشْرِفُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ احْثُ فِي فِيهِ الكَوْمَحَ يَعْنُون التراب؛ وأَنشد: أُهْجُ القُلاحَ، واحْشُ فَاهَ الكَوْمَحا ... تُرْباً، فأَهْلٌ هُوَ أَن يُقَلَّحا ابْنُ دُرَيْدٍ: الكوْمَحُ الرَّجُلُ الْمُتَرَاكِبُ الأَسنان فِي الْفَمِ حَتَّى كأَنَّ فَاهُ قَدْ ضَاقَ بأَسنانه. وَفَمٌ كَوْمَحٌ: ضَاقَ مِنْ كَثْرَةِ أَسنانه ووَرَمِ لِثاتِه. وَرَجُلٌ كَوْمَحٌ وكُومَحٌ: عَظِيمُ الأَلْيَتَيْنِ؛ قَالَ: أَشْبَهه فَجَاءَ رِخْواً كَوْمَحا، ... وَلَمْ يَجِئْ ذَا أَلْيَتَيْنِ كَوْمحا والكَوْمَحُ: الفَيْشَلَةُ. والكَوْمَحانِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ السَّحَابَ: أَناخَ برَمْلِ الكَوْمَحَينِ إِناخةَ اليماني ... قِلاصاً، حَطَّ عنهنَّ أَكْوُرا الأَزهري: الكَوْمَحانِ هُمَا حَبْلان مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ؛ وأَنشد البيت. كوح: الأَزهري: كاوَحْتُ فُلَانًا مكاوَحةً إِذا قَاتَلْتَهُ فَغَلَبْتَهُ؛ ورأَيتهما يَتَكاوَحانِ، والمُكاوَحة أَيضاً فِي الْخُصُومَةِ وَغَيْرِهَا. ابْنُ الأَعرابي: أَكاحَ زَيْدًا وكَوَّحه إِذا غَلَبَهُ، وأَكاح زَيْدًا إِذا أَهلكه. ابْنُ سِيدَهْ: كاوَحه فكاحَه كَوْحاً: قَاتَلَهُ فَغَلَبَهُ. وكاحَه كَوْحاً: غَطَّه فِي مَاءٍ أَو تُرَابٍ. وكَوَّحَ الرجلَ: أَذَلَّه. وكَوَّحه: رَدَّه. الأَزهري: التكويحُ التَّغْلِيبُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: أَعْدَدْته للخَصْمِ ذِي التَّعَدِّي، ... كَوَّحْته مِنْكَ بدونِ الجَهْدِ

_ (1). قوله [الكنسح] هو والكنسيح بكسر فسكون، بمعنى كما في القاموس.

فصل اللام

وكَوَّحَ الزِّمامُ البعيرَ إِذا ذَلَّله؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رامَ بَغْياً أَو مِراحاً أَقامَه ... زِمامٌ، بمَثْناه خِشاشٌ مُكَوِّحُ وَرَجَعَ إِلى كُوحه إِذا فَعَلَ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ. والأَكْواحُ: نَوَاحِي الْجِبَالِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَسَنَذْكُرُهُ فِي كَيَحَ وإِنما ذَكَرْتُهُ هَاهُنَا لِظُهُورِ الْوَاوِ فِي التَّكْسِيرِ. الْجَوْهَرِيُّ: كاوَحْتُه إِذا شَاتَمْتَهُ وَجَاهَرْتَهُ. وتَكاوَحَ الرَّجُلَانِ إِذا تَمارَسا وتَعالَجا الشَّرَّ بَيْنَهُمَا. كيح: ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مَعَ كَوْحٍ فِي تَرْجَمَةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكِيحُ والكاحُ عُرْضُ الْجَبَلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عُرْضُ الْجَبَلِ وأَغْلَظُه، وَقِيلَ: هُوَ سَفْحُه وسَفْحُ سَنَده، وَالْجَمْعُ أَكياح وكُيُوح؛ وَقَالَ الأَزهري: قَالَ الأَصمعي الكِيحُ ناحيةُ الْجَبَلِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: عَنْ صَلدٍ مِنْ كِيحنا لَا تَكْلُمُهْ قَالَ: وَالْوَادِي رُبَّمَا كَانَ لَهُ كِيحٌ إِذا كَانَ فِي حَرْفٍ غَلِيظٍ، فَحَرْفُهُ كِيحُه، وَلَا يُعَدُّ الكِيحُ إِلا مَا كَانَ مِنْ أَصلب الْحِجَارَةِ وأَخشنها. وكلُّ سَنَدِ جبلٍ غليظٍ: كِيحٌ؛ وإِنما كُوحُه خُشْنَتُه وغِلَظُه وَالْجَمَاعَةُ الكِيحة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: أَسنانٌ كِيحٌ؛ وأَنشد: ذَا حَنَكٍ كِيحٍ كحَبِّ القِلْقِل والكِيحُ: صُقْعُ الْحَرْفِ وصُقْعُ سَنَدِ الْجَبَلِ. وَفِي قِصَّةِ يُونُسَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فَوَجَدَهُ فِي كِيحٍ يُصَلِّي ؛ الكِيحُ، بِالْكَسْرِ، وَالْكَاحِ: سَفْحُ الجبل وسَنَدُه. فصل اللام لبح: الأَزهري: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّبَحُ الشَّجَاعَةُ وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ لَبَحاً؛ وَمِنْهُ الْخَبَرُ: تباعدَتْ شَعُوبُ مِنْ لَبَحٍ فعاش أَياماً. لتح: اللَّتْحُ: ضَرْبُ الْوَجْهِ وَالْجَسَدِ بِالْحَصَى حَتَّى يُؤَثِّرَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ جَرْح شَدِيدٍ، قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ عَانَةً طَرَدَهَا مِسْحَلُها وَهِيَ تَعْدُو وتُثير الْحَصَى فِي وَجْهِهِ: يَلْتَحْنَ وَجْهًا بِالْحَصَى مَلْتوحا ولَتَحه يَلْتَحُه ولَتَح عَيْنَهُ: ضَرَبَهَا ففقأَها. وَفُلَانٌ أَلْتَحُ شِعراً مِنْ فُلَانٍ أَي أَوقع عَلَى الْمَعْنَى. واللَّتْحانُ: الْجَائِعُ، والأُنثى لَتْحَى. واللَّتَحُ، بِالتَّحْرِيكِ: الجُوع. وَقَدْ لَتِحَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ لَتْحانُ. ولَتَحها لَتْحاً إِذا نحكها وَجَامَعَهَا، وَهُوَ لاتحٌ وَهِيَ مَلْتُوحةٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: لَتَحْتُ فُلَانًا بِبَصَرِي أَي رَمَيْتُهُ، حَكَاهُ عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَعرابي الْكِلَابِيِّ وَكَانَ فَصِيحًا. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: رَجُلٌ لاتحٌ ولُتاحٌ ولُتَحةٌ ولَتِحٌ إِذا كَانَ عَاقِلًا دَاهِيًا. وقومٌ لِتاحٌ: وَهُمُ الْعُقَلَاءُ مِنَ الرِّجَالِ الدُّهاةُ. لجح: اللُّجْحُ، بِالْجِيمِ قَبْلَ الْحَاءِ بِالضَّمِّ: الشَّيْءُ يَكُونُ فِي الْوَادِي نحوٌ مَنِ الدَّحْلِ كاللُّحْجِ، وَيَكُونُ فِي أَسفل الْبِئْرِ وَالْجَبَلِ كأَنه نَقْبٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: بادٍ نواحِيهِ شَطُون اللُّجْحِ قَالَ الأَزهري: وَالْقَصِيدَةُ عَلَى الْحَاءِ، قَالَ: وأَصله اللُّحْج، الْحَاءُ قبل الجيم، فقلب. ولُجْحُ الْعَيْنِ: كِفَّتُها كَلُحْجِها، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَلْجاحٌ.

لحح: اللَّحَحُ فِي الْعَيْنِ: صُلاقٌ يُصِيبُهَا وَالْتِصَاقٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ التزاقُها مِنْ وَجَعٍ أَو رَمَص؛ وَقِيلَ: هُوَ لزُوق أَجفانها لِكَثْرَةِ الدُّمُوعِ؛ وَقَدْ لَحِحَتْ عينُه تَلْحَحُ لَحَحاً، بإِظهار التَّضْعِيفِ، وَهُوَ أَحد الأَحرف الَّتِي أُخرجت عَلَى الأَصل مِنْ هَذَا الضَّرْبِ مُنَبِّهَةً عَلَى أَصلها وَدَلِيلًا عَلَى أَوّلية حَالِهَا والإِدغام لُغَةٌ؛ الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: كُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعِلَتْ سَاكِنَةِ التَّاءِ مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ، فَهُوَ مُدْغَمٌ، نَحْوَ صَمَّتِ المرأَةُ وأَشباهها إِلا أَحرفاً جَاءَتْ نَوَادِرَ فِي إِظهار التَّضْعِيفِ، وَهِيَ: لَحِحَتْ عينُه إِذا الْتَصَقَتْ، ومَشِشَت الدَّابَّةُ وصَكِكَت، وضَبِبَ البلدُ إِذا كَثُرَ ضَبابه، وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ، وقَطِطَ شَعره. ولَحَّتْ عينُه كَلَخَّتْ: كَثُرَتْ دُمُوعُهَا وغَلُظَتْ أَجفانها. وَهُوَ ابْنُ عَمٍّ لَحٍّ، فِي النَّكِرَةِ بِالْكَسْرِ لأَنه نَعْتٌ لِلْعَمِّ؛ وَابْنُ عَمِّي لَحّاً فِي الْمَعْرِفَةِ أَي لازقُ النَّسَبِ مِنْ ذَلِكَ، وَنَصَبَ لَحًّا عَلَى الْحَالِ، لأَن مَا قَبْلَهُ مَعْرِفَةٌ، وَالْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ والمؤَنث فِي هَذَا سَوَاءٌ بِمَنْزِلَةِ الْوَاحِدِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُمَا ابْنَا عَمٍّ لَحٍّ ولَحًّا، وَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ، وَلَا يُقَالُ: هُمَا ابْنَا خَالٍ لَحًّا، وَلَا ابْنَا عَمَّةٍ لَحًّا، لأَنهما مُفْتَرَقَانِ إِذ هُمَا رَجُلٌ وامرأَة، وإِذا لَمْ يَكُنِ ابْنُ الْعَمِّ لَحًّا وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَشِيرَةِ قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّ الكلالةِ، وابنُ عَمٍّ كَلَالَةً. والإِلْحاحُ: مِثْلُ الإِلْحافِ. أَبو سَعِيدٍ: لَحَّت القرابةُ بَيْنَ فُلَانٍ وَبَيْنَ فُلَانٍ إِذا صَارَتْ لَحّاً، وكَلَّتْ تَكِلُّ كَلَالَةً إِذا تَبَاعَدَتْ. ومكانٌ لَحِحٌ لاحٌّ: ضَيِّقٌ، وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. ووادٍ لاحٌّ: ضَيِّقٌ أَشِبٌ يَلْزَقُ بعضُ شَجَرِهِ بِبَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قِصَّةِ إِسماعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأُمِّه هاجَرَ: وإِسكان إِبراهيم إِياهما مَكَّةَ وَالْوَادِي يَوْمَئِذٍ لاحٌ أَي ضَيِّقٌ مُلْتَفٌّ بِالشَّجَرِ وَالْحَجَرِ أَي كَثِيرِ الشَّجَرِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: بخَوْصاوَيْنِ فِي لِحَحٍ كَنِين أَي فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ يَعْنِي مَقَرَّ عَيْنَيْ نَاقَتَهُ، وَرَوَاهُ شَمِرٌ: وَالْوَادِي يَوْمَئِذٍ لاخٌ ، بِالْخَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وأَلَحَّ عَلَيْهِ بالمسأَلة وأَلَحَّ فِي الشَّيْءِ: كَثُرَ سؤالُه إِياه كَاللَّاصِقِ بِهِ. وَقِيلَ: أَلَحَّ عَلَى الشَّيْءِ أَقبل عَلَيْهِ لَا يَفْتُرُ عَنْهُ، وَهُوَ الإِلحاحُ، وَكُلُّهُ مِنَ اللُّزوق. وَرَجُلٌ مِلْحاحٌ: مُدِيمٌ لِلطَّلَبِ. وأَلَحَّ الرَّجُلُ عَلَى غَرِيمِهِ فِي التَّقَاضِي إِذا وَظَبَ. والمِلحاحُ مِنَ الرِّحَالِ: الَّذِي يَلْزَق بِظَهْرِ الْبَعِيرِ فَيَعَضُّه ويَعْقِره، وكذلك هو من الأَقْتاب وَالسُّرُوجِ. وَقَدْ أَلَحَّ القَتَبُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ إِذا عَقَرَهُ؛ قَالَ البَعِيثُ المُجاشِعِيُّ: أَلَدُّ إِذا لاقيتُ قَوْمًا بخُطَّةٍ، ... أَلَحَّ عَلَى أَكْتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ ورَحى مِلْحاحٌ عَلَى مَا يَطْحَنُه. وأَلَحَّ السحابُ بِالْمَطَرِ: دَامَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بِذِي خالِ، ... أَلَحَّ عَلَيْهَا كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ وسحابٌ مِلْحاحٌ: دَائِمٌ. وأَلح السحابُ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ مِثْلَ أَلَثَّ، وأَنشد بَيْتَ الْبَعِيثِ الْمُجَاشِعِيِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَفَ نَفْسَهُ بالحِذْق فِي الْمُخَاصَمَةِ وأَنه إِذا عَلِقَ بخَصْمٍ لَمْ يَنْفَصِلْ مِنْهُ حَتَّى يُؤَثِّرَ كَمَا يُؤَثِّرُ الْقَتْبُ فِي ظَهْرِ الدَّابَّةِ. وأَلَحَّت المَطِيُّ: كَلَّتْ فأَبطأَت. وكلُّ بَطِيءٍ: مِلْحاحٌ. وَدَابَّةٌ مُلِحٌّ إِذا بَرَك ثَبَتَ وَلَمْ يَنْبَعِثْ. وأَلَحَّت النَّاقَةُ وأَلَحَّ الْجَمَلُ إِذا لَزِمَا مَكَانَهُمَا

فَلَمْ يَبْرَحا كَمَا يَحْرُنُ الفرسُ؛ وأَنشد: كَمَا أَلحَّتْ عَلَى رُكْبانِها الخُورُ الأَصمعي: حَرَنَ الدابةُ وأَلَحَّ الجملُ وخَلأَتِ الناقةُ. والمُلِحُّ: الَّذِي يَقُومُ مِنَ الإِعياء فَلَا يَبْرَحُ. وأَجاز غيرُ الأَصمعي: وأَلحَّت الناقةُ إِذا خَلأَتْ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لامرأَة دَعَتْ عَلَى زَوْجِهَا بَعْدَ كِبَرِهِ: تقولُ: وَرْياً، كُلَّما تَنَحْنَحا، ... شَيْخاً، إِذا قَلَبْتَه تَلَحْلَحا ولَحْلَح القومُ وتَلَحْلَحَ الْقَوْمُ: ثَبَتُوا مَكَانَهُمْ فَلَمْ يَبْرَحُوا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: بحَيٍّ إِذا قِيلَ: اظْعَنُوا قَدْ أُتِيتُمُ، ... أَقامُوا عَلَى أَثقالهم، وتَلَحْلَحوا يُرِيدُ أَنهم شُجْعان لَا يَزُولُونَ عَنْ مَوْضِعِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ إِذا قِيلَ لَهُمْ: أُتيتم، ثِقَةً مِنْهُمْ بأَنفسهم. وتَلَحْلَحَ عَنِ الْمَكَانِ: كَتَزَحْزَحَ، وَيَقُولُ الأَعرابي إِذا سُئِلَ: مَا فِعْلُ الْقَوْمِ؟ يَقُولُ تَلَحْلَحُوا أَي ثَبَتُوا؛ وَيُقَالُ: تَحَلْحَلُوا أَي تَفَرَّقُوا؛ قَالَ: وَقَوْلُهَا فِي الأُرجوزة تَلَحْلَحا، أَرادت تَحلْحَلا فَقُلِبَتْ، أَرادت أَن أَعضاءه قَدْ تَفَرَّقَتْ مِنَ الْكِبْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَلَحْلَحَتْ عِنْدَ بَيْتِ أَبي أَيوبَ وَوَضَعَتْ جِرانَها أَي أَقامت وَثَبَتَتْ وأَصله مِنْ قَوْلِكَ أَلَحَّ يُلِحُّ. وأَلَحَّت النَّاقَةُ إِذا بَرَكَت فَلَمْ تَبْرح مَكَانَهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: فَرَكِبَ نَاقَتَهُ فزَجَرها الْمُسْلِمُونَ فأَلَحَّت أَي لَزِمَتْ مَكَانَهَا، مِنْ أَلَحَّ عَلَى الشَّيْءِ إِذا لَزِمَهُ وأَصَرَّ عَلَيْهِ. وأَما التَّحَلْحُلُ: فَالتَّحَرُّكُ والذهابُ. وخُبْزةٌ لَحَّةُ ولَحْلَحةٌ ولَحْلَحٌ: يَابِسَةٌ؛ قَالَ: حَتَّى اتَّقَتْنا بقُرَيْصٍ لَحْلَحِ، ... ومَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ لدح: اللَّدْحُ: الضَّرْبُ بِالْيَدِ. لَدَحَه يَلْدَحُه لَدْحاً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ اللَّطْحُ وكأَن الطَّاءَ وَالدَّالَ تَعَاقَبَا فِي هَذَا الْحَرْفِ. لزح: التَّلَزُّحُ: تَحَلُّب فَمِكَ مِنْ أَكل رمَّانة أَو إِجَّاصة تَشَهِّياً لذلك. لطح: اللَّطْحُ: كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ وَلَمْ يَبْقَ لَهُ أَثر. وَقَدْ لَطَحه ولَطَخه يَلْطَحُه لَطْحاً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ مَنْشُورَةً ضَرْبًا غَيْرَ شَدِيدٍ: الأَزهري: اللَّطْح كَالضَّرْبِ بِالْيَدِ. يُقَالُ مِنْهُ: لَطَحْتُ الرجلَ بالأَرض؛ قَالَ: وَهُوَ الضَّرْبُ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ بِبَطْنِ الْكَفِّ وَنَحْوِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَلْطَحُ أَفخاذ أُغَيْلِمة بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْلَةَ المُزْدَلفة وَيَقُولُ: أَبَنِيَّ لَا تَرْمُوا جَمْرَةَ العَقَبة حَتَّى تطلُع الشَّمْسُ. ابْنُ سِيدَهْ: ولَطَحَ بِهِ الأَرضَ يَلْطَحُها لَطْحاً: ضَرَبَ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّطْحُ مِثْلُ الحَطْءِ، وَهُوَ الضَّرْبُ اللَّيِّنُ عَلَى الظَّهْرِ بِبَطْنِ الْكَفِّ، قَالَ: وَيُقَالُ: لَطَحَ بِهِ إِذا ضَرَبَ بِهِ الأَرض. لفح: لَفَحَتْه النارُ تَلْفَحُه لَفْحاً ولَفَحاناً: أَصابت وَجْهَهُ إِلَّا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً مِنْهُ؛ وَكَذَلِكَ لَفَحَتْ وَجْهَهُ. وَقَالَ الأَزهري: لَفَحَتْه النارُ إِذا أَصابت أَعلى جَسَدِهِ فأَحرقته. الْجَوْهَرِيُّ: لَفَحَتْه النارُ والسَّمُومُ بحرِّها أَحرقته. وَفِي التَّنْزِيلِ: تَلْفَحُ

وُجُوهَهُمُ النَّارُ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي ذَلِكَ: تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِلَّا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً مِنْهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِمَّا يؤَيد قولَه قولُه تَعَالَى: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: تأَخَّرْتُ مَخافَة أَن يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحها ؛ لَفْحُ النَّارِ: حَرُّها ووَهَجُها. والسَّمُوم تَلْفَحُ الإِنسانَ، ولَفَحَتْه السُّمُومُ لَفْحًا: قَابَلَتْ وَجْهَهُ. وأَصابه لَفْحٌ مِنْ سَمُوم وحَرُورٍ. الأَصمعي: مَا كَانَ مِنَ الرِّيَاحِ لَفْحٌ، فَهُوَ حَرٌّ، وَمَا كَانَ نَفْحٌ، فَهُوَ بَرْدٌ. ابْنُ الأَعرابي: اللَّفْحُ لِكُلِّ حارٍّ والنَّفْحُ لِكُلِّ بَارِدٍ؛ وأَنشد أَبو الْعَالِيَةِ: مَا أَنتِ يَا بَغْدادُ إِلَّا سَلْحُ، ... إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ، وإِن جَفَفْتِ، فتُرابٌ بَرْحُ بَرْحٌ: خَالِصٌ دَقِيقٌ. ولَفَحه بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ بِهِ، لَفْحَةً: ضَرْبَةً خَفِيفَةً. واللُّفَّاحُ: نَبَاتٌ يَقْطِينِيٌّ أَصفر شَبِيهٌ بالباذنجانِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: اللُّفَّاح هَذَا الَّذِي يُشَمُّ شَبِيهٌ بالباذنجانِ إِذا اصْفَرَّ. ولَفَحَه: مَقْلُوبٌ عَنْ لَحَفَه، والله أَعلم. لقح: اللِّقاحُ: اسْمُ مَاءِ الْفَحْلِ «2» مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ امرأَتان أَرضعت إِحداهما غُلَامًا وأَرضعت الأُخرى جَارِيَةً: هَلْ يتزوَّج الغلامُ الْجَارِيَةَ؟ قَالَ: لَا، اللِّقاح وَاحِدٌ ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ: اللِّقاح اسْمٌ لِمَاءِ الْفَحْلِ فكأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَراد أَن مَاءَ الْفَحْلِ الَّذِي حَمَلَتَا مِنْهُ وَاحِدٌ، فَاللَّبَنُ الَّذِي أَرضعت كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مُرْضَعَها كَانَ أَصله مَاءَ الْفَحْلِ، فَصَارَ المُرْضَعان وَلَدَيْنِ لِزَوْجِهِمَا لأَنه كَانَ أَلْقَحهما. قَالَ الأَزهري: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ اللِّقاحُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعْنَاهُ الإِلْقاحُ؛ يُقَالُ: أَلْقَح الْفَحْلُ النَّاقَةَ إِلقاحاً ولَقاحاً، فالإِلقاح مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ، واللَّقَاحُ: اسْمٌ لِمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ، كَقَوْلِكَ أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً. قَالَ: وأَصل اللَّقاح للإِبل ثُمَّ اسْتُعِيرَ فِي النِّسَاءِ، فَيُقَالُ: لَقِحَت إِذا حَمَلَتْ، وَقَالَ: قَالَ ذَلِكَ شَمِرٌ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ. واللَّقاحُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ لَقِحَتْ النَّاقَةُ تَلْقَحُ إِذا حَمَلَتْ، فإِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا قِيلَ: اسْتَبَانَ لَقاحُها. ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ لاقِحٌ وقارِحٌ يَوْمَ تَحْمِلُ فإِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا، فَهِيَ خَلِفَةٌ. قَالَ: وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِحَتْ تَلْقَح لَقاحاً ولَقْحاً وَهِيَ أَيام نَتاجِها عَائِذٌ. وَقَدْ أَلقَح الفحلُ الناقةَ، ولَقِحَتْ هِيَ لَقاحاً ولَقْحاً ولَقَحاً: قَبِلْتُهُ. وَهِيَ لاقِحٌ مِنْ إِبل لوَاقِح ولُقَّحٍ، ولَقُوحٌ مِنْ إِبل لُقُحٍ. وَفِي الْمَثَلِ: اللَّقُوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ. الأَزهري: واللَّقُوحُ اللَّبُونُ وإِنما تَكُونُ لَقُوحاً أَوّلَ نَتاجِها شَهْرَيْنِ ثُمَّ ثَلَاثَةَ أَشهر، ثُمَّ يَقَعُ عَنْهَا اسْمُ اللَّقوحِ فَيُقَالُ لَبُونٌ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ هِيَ لَبُونٌ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: وَيُقَالُ نَاقَةٌ لَقُوحٌ ولِقْحَةٌ، وَجَمْعُ لَقُوحٍ: لُقُحٌ ولِقاحٌ ولَقائِحُ، وَمَنْ قَالَ لِقْحةٌ، جَمَعها لِقَحاً. وَقِيلَ: اللَّقُوحُ الحَلُوبة. والمَلْقوح

_ (2). قوله [اللِّقَاحُ اسْمُ مَاءِ الْفَحْلِ] صنيع القاموس، يفيد أَن اللقاح بهذا المعنى، بوزن كتاب، ويؤيده قول عاصم: اللقاح كسحاب مصدر، وككتاب اسم، ونسخة اللسان على هذه التفرقة. لكن في النهاية اللقاح، بالفتح: اسم ماء الفحل انتهى. وفي المصباح: والاسم اللقاح، بالفتح والكسر.

وَالْمَلْقُوحَةُ: مَا لَقِحَتْه هِيَ مِنَ الفحلِ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: تُنْتَجُ فِي أَوَّل الرَّبِيعِ فَتَكُونُ لِقاحاً واحدتُها لِقْحة ولَقْحةٌ ولَقُوحٌ، فَلَا تَزَالُ لِقاحاً حَتَّى يُدْبِرَ الصيفُ عَنْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: اللِّقاحُ، بِكَسْرِ اللَّامِ. الإِبلُ بأَعيانها، الْوَاحِدَةُ لَقُوح، وَهِيَ الحَلُوبُ مِثْلُ قَلُوصٍ وقِلاصٍ. الأَزهري: المَلْقَحُ يَكُونُ مَصْدَرًا كاللَّقاحِ؛ وأَنشد: يَشْهَدُ مِنْهَا مَلْقَحاً ومَنْتَحا وَقَالَ فِي قَوْلِ أَبي النَّجْمِ: وَقَدْ أَجَنَّتْ عَلَقاً مَلْقُوحَا يَعْنِي لَقِحَتْه مِنَ الفَحل أَي أَخذته. وَقَدْ يُقَالُ للأُمَّهات: المَلاقِيحُ؛ وَنَهَى عَنْ أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد المَضامِين فِي الْمُبَايَعَةِ لأَنهم كَانُوا يَتَبَايَعُونَ أَولاد الشَّاءِ فِي بُطُونِ الأُمهات وأَصلاب الْآبَاءِ. والمَلاقِيحُ فِي بُطُونِ الأُمهات، والمَضامِينُ فِي أَصلاب الْآبَاءِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمَلَاقِيحُ مَا فِي الْبُطُونِ، وَهِيَ الأَجِنَّة، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا مَلْقُوحة مِنْ قَوْلِهِمْ لُقِحَتْ كَالْمَحْمُومِ مِنْ حُمَّ والمجنونِ مِنْ جُنَّ؛ وأَنشد الأَصمعي: إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ ... خَيْرًا مِنَ التَّأْنانِ والمَسائِلِ وعِدَةِ العامِ، وعامٍ قابلِ، ... مَلْقوحةً فِي بطنِ نابٍ حائِلِ يَقُولُ: هِيَ مَلْقوحةٌ فِيمَا يُظْهِرُ لِي صاحبُها وإِنما أُمُّها حَائِلٌ؛ قَالَ: فالمَلْقُوح هِيَ الأَجِنَّة الَّتِي فِي بُطُونِهَا، وأَما الْمَضَامِينُ فَمَا فِي أَصلاب الفُحُول، وَكَانُوا يَبِيعُونَ الجَنينَ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَيَبِيعُونَ مَا يَضْرِبُ الفحلُ فِي عَامِهِ أَو فِي أَعوام. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنه قَالَ: لَا رِبا فِي الْحَيَوَانِ، وإِنما نَهَى عَنِ الْحَيَوَانِ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ المَضامِين والمَلاقِيح وحَبَلِ الحَبَلَةِ؛ قَالَ سَعِيدٌ: فالملاقِيحُ مَا فِي ظُهُورِ الْجِمَالِ، وَالْمَضَامِينُ مَا فِي بُطُونِ الإِناث ، قَالَ المُزَنِيُّ: وأَنا أَحفظ أَن الشَّافِعِيَّ يَقُولُ الْمَضَامِينُ مَا فِي ظُهُورِ الْجِمَالِ، وَالْمَلَاقِيحُ مَا فِي بُطُونِ الإِناث؛ قَالَ الْمُزَنِيُّ: وأَعلمت بِقَوْلِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ هِشَامٍ فأَنشدني شَاهِدًا لَهُ مِنْ شِعْرِ الْعَرَبِ: إِنَّ المَضامِينَ، الَّتِي فِي الصُّلْبِ، ... ماءَ الفُحُولِ فِي الظُّهُورِ الحُدْبِ، لَيْسَ بمُغْنٍ عَنْكَ جُهْدَ اللَّزْبِ وأَنشد فِي الْمَلَاقِيحِ: منيَّتي مَلاقِحاً فِي الأَبْطُنِ، ... تُنْتَجُ مَا تَلْقَحُ بَعْدَ أَزْمُنِ «1» قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا كَانَ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ حَمْلٌ، فَهِيَ مِضْمانٌ وضامِنٌ وَهِيَ مَضامِينُ وضَوامِنُ، وَالَّذِي فِي بَطْنِهَا مَلْقوح ومَلْقُوحة، وَمَعْنَى الْمَلْقُوحِ الْمَحْمُولُ وَمَعْنَى اللَّاقِحِ الْحَامِلُ. الْجَوْهَرِيُّ: المَلاقِحُ الفُحولُ، الْوَاحِدُ مُلقِحٌ، والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث الَّتِي فِي بُطُونِهَا أَولادها، الْوَاحِدَةُ مُلْقَحة، بِفَتْحِ الْقَافِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَلَاقِيحِ وَالْمَضَامِينِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَلَاقِيحُ جَمْعُ مَلْقوح، وَهُوَ جَنِينُ النَّاقَةِ؛ يُقَالُ: لَقِحَت الناقةُ وَوَلَدُهَا مَلْقُوحٌ بِهِ إِلَّا أَنهم اسْتَعْمَلُوهُ بِحَذْفِ الْجَارِ وَالنَّاقَةُ مَلْقُوحَةٌ، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَنه مِنْ بَيْعِ الغَرَر، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي الْمَضَامِينِ مُسْتَوْفًى.

_ (1). قوله [منيتي ملاقحاً إلخ] كذا بالأَصل.

واللِّقْحَةُ: النَّاقَةُ مِنْ حِينِ يَسْمَنُ سَنامُ وَلَدِهَا، لَا يَزَالُ ذَلِكَ اسْمَهَا حَتَّى يَمْضِيَ لَهَا سَبْعَةُ أَشهر ويُفْصَلَ وَلَدُهَا، وَذَلِكَ عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْل، وَالْجَمْعُ لِقَحٌ ولِقاحٌ، فأَما لِقَحٌ فَهُوَ الْقِيَاسُ، وأَما لِقاحٌ فَقَالَ سِيبَوَيْهِ كَسَّروا فِعْلَة عَلَى فِعالٍ كَمَا كسَّروا فَعْلَة عَلَيْهِ، حَتَّى قَالُوا: جَفْرَةٌ وجِفارٌ، قَالَ: وَقَالُوا لِقاحانِ أَسْودانِ جَعَلُوهَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ إِبلانِ، أَلا تَرَى أَنهم يَقُولُونَ لِقاحة وَاحِدَةٌ كَمَا يَقُولُونَ قِطعة وَاحِدَةٌ؟ قَالَ: وَهُوَ فِي الإِبل أَقوى لأَنه لَا يُكَسَّر عَلَيْهِ شَيْءٌ. وَقِيلَ: اللِّقْحة واللَّقحة النَّاقَةُ الْحَلُوبُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ وَلَا يُوصَفُ بِهِ، وَلَكِنْ يُقَالُ لَقْحة فُلَانٍ وَجَمْعُهُ كَجَمْعِ مَا قَبْلَهُ؛ قَالَ الأَزهري: فإِذا جَعَلْتَهُ نَعْتًا قُلْتَ: نَاقَةٌ لَقُوحٌ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ نَاقَةٌ لَقْحة [لِقْحة] إِلا أَنك تَقُولَ هذه لِقْحة [لَقْحة] فُلَانٍ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِقْحةٌ ولِقَحٌ ولَقُوحٌ ولَقائح. واللِّقاحُ: ذَوَاتُ الأَلبان مِنَ النُّوقِ، وَاحِدُهَا لَقُوح ولِقْحة؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: مَنْ يكنْ ذَا لِقَحٍ راخِياتٍ، ... فَلِقاحِي مَا تَذُوقُ الشَّعِيرا بَلْ حَوابٍ فِي ظِلالِ فَسِيلٍ، ... مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا فَتَهادَرْنَ لِذاك زَمَانًا، ... ثُمَّ مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا وَفِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحة اللَّقْحَةُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: النَّاقَةُ الْقَرِيبَةُ الْعَهْدِ بالنَّتاج. وَنَاقَةٌ لاقِحٌ إِذا كَانَتْ حَامِلًا؛ وَقَوْلُهُ: وَلَقَدْ تَقَيَّلَ صَاحِبِي مِنْ لَقْحةٍ [لِقْحةٍ] ... لَبناً يَحِلُّ، ولَحْمُها لَا يُطْعَمُ عَنَى باللِّقْحة فِيهِ المرأَة المُرْضِعَة وَجَعَلَ المرأَة لِقْحة لِتَصِحَّ لَهُ الأُحْجِيَّة. وتَقَيَّلَ: شَرِبَ القَيْل، وَهُوَ شُربُ نِصْفِ النَّهَارِ؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة؛ فَقَالَ يَصِفُ سَحَابًا: لَقِحَ العِجافُ لَهُ لِسَابِعِ سبعةٍ، ... فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يَقُولُ: قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السَّحَابِ كَمَا تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الْفَحْلِ. وَقَدْ أَسَرَّت النَّاقَةُ لَقَحاً ولَقاحاً وأَخْفَتْ لَقَحاً ولَقاحاً؛ قَالَ غَيْلان: أَسَرَّتْ لَقَاحاً، بعدَ ما كانَ راضَها ... فِراسٌ، وَفِيهَا عِزَّةٌ ومَياسِرُ أَسَرَّتْ: كَتَمَتْ وَلَمْ تُبَشِّر بِهِ، وَذَلِكَ أَن النَّاقَةَ إِذا لَقِحَتْ شَالَتْ بِذَنْبِهَا وزَمَّت بأَنفها وَاسْتَكْبَرَتْ فَبَانَ لَقَحُها وَهَذِهِ لَمْ تَفْعَلْ مِنْ هَذَا شَيْئًا. ومَياسِرُ: لِينٌ؛ وَالْمَعْنَى أَنها تَضْعُفُ مَرَّةً وتَدِلُّ أُخرى؛ قَالَ: طَوَتْ لَقَحاً مثلَ السِّرارِ، فَبَشَّرتْ ... بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة، مُسْبَلِ قَوْلُهُ: مِثْلَ السِّرار أَي مِثْلَ الْهِلَالِ فِي لَيْلَةِ السِّرار. وَقِيلَ: إِذا نُتِجَتْ بعضُ الإِبل وَلَمْ يُنْتَجْ بعضٌ فَوَضَعَ بعضُها وَلَمْ يَضَعْ بَعْضُهَا، فَهِيَ عِشارٌ، فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت، فَهِيَ لِقاحٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَكَلَّمَ فأَشار بِيَدَيْهِ: تَلَقَّحتْ يَدَاهُ؛ يُشَبَّه بِالنَّاقَةِ إِذا شَالَتْ بِذَنْبِهَا تُرِي أَنها لاقِحٌ لِئَلَّا يَدْنُوَ مِنْهَا الفحلُ فَيُقَالُ تَلَقَّحتْ؛ وأَنشد: تَلَقَّحُ أَيْدِيهم، كأَن زَبِيبَهُمْ ... زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ، وَهِيَ تَلَمَّحُ أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا. والزبيبُ:

شِبْهُ الزَّبَدِ يَظْهَرُ فِي صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه. وتَلَقَّحَت النَّاقَةُ: شَالَتْ بِذَنْبِهَا تُرِي أَنها لاقِحٌ وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ. واللَّقَحُ أَيضاً: الحَبَلُ. يُقَالُ: امرأَة سَريعة اللَّقَحِ وَقَدْ يُستعمل ذَلِكَ فِي كُلِّ أُنثى، فإِما أَن يَكُونَ أَصلًا وإِما أَن يَكُونَ مُسْتَعَارًا. وَقَوْلُهُمْ: لِقاحانِ أَسودان كَمَا قَالُوا: قَطِيعَانِ، لأَنهم يَقُولُونَ لِقاحٌ وَاحِدَةٌ كَمَا يَقُولُونَ قَطِيعٌ وَاحِدٌ، وإِبل وَاحِدٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: واللِّقْحَةُ اللَّقُوحُ، وَالْجُمَعُ لِقَحٌ مِثْلُ قِرْبَة وقِرَبٍ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بَعَثَهُمْ فَقَالَ: وأَدِرُّوا لِقْحَةَ الْمُسْلِمِينَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَراد بِلِقْحة الْمُسْلِمِينَ عَطَاءَهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِلِقْحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ والخَراج الَّذِي مِنْهُ عَطَاؤُهُمْ وَمَا فُرض لَهُمْ، وإِدْرارُه: جِبايَتُه وتَحَلُّبه، وجمعُه مَعَ العَدْلِ فِي أَهل الْفَيْءِ حَتَّى يَحْسُنَ حالُهُم وَلَا تَنْقَطِعَ مَادَّةُ جِبَايَتِهِمْ. وَتَلْقِيحُ النَّخْلِ: مَعْرُوفٌ؛ يُقَالُ: لَقَّحُوا نخلَهم وأَلقحوها. واللَّقاحُ: مَا تُلْقَحُ بِهِ النَّخْلَةُ مِنَ الفُحَّال؛ يُقَالُ: أَلْقَح القومُ النخْلَ إِلقاحاً ولَقَّحوها تَلْقِيحًا، وأَلْقَحَ النَّخْلَ بالفُحَّالةِ ولَقَحه، وَذَلِكَ أَن يَدَعَ الكافورَ، وَهُوَ وِعاءُ طَلْع النَّخْلِ، لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا بَعْدَ انْفِلَاقِهِ، ثُمَّ يأْخذ شِمْراخاً مِنَ الفُحَّال؛ قَالَ: وأَجودُه مَا عَتُقَ وَكَانَ مِنْ عَامِ أَوَّلَ، فيَدُسُّون ذَلِكَ الشِّمْراخَ فِي جَوْفِ الطَّلْعة وَذَلِكَ بقَدَرٍ، قَالَ: وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلا رَجُلٌ عَالِمٌ بِمَا يَفْعَلُ، لأَنه إِن كَانَ جَاهِلًا فأَكثر مِنْهُ أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده، وإِن أَقلَّ مِنْهُ صَارَ الكافورُ كثيرَ الصِّيصاء، يَعْنِي بِالصِّيصَاءِ مَا لَا نَوَى لَهُ، وإِن لَمْ يُفعل ذَلِكَ بِالنَّخْلَةِ لَمْ يُنْتَفَعْ بِطَلْعِهَا ذَلِكَ الْعَامَ؛ واللَّقَحُ: اسْمُ مَا أُخذَ مِنَ الفُحَّال ليُدَسَّ فِي الْآخَرِ؛ وَجَاءَنَا زَمَنُ اللَّقَاح أَي التلْقيحِ. وَقَدْ لُقِّحَتِ النخيلُ، وَيُقَالُ لِلنَّخْلَةِ الْوَاحِدَةِ: لُقِحتْ، بِالتَّخْفِيفِ، واسْتَلْقَحَتِ النخلةُ أَي آنَ لَهَا أَن تُلْقَح. وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ وَالشَّجَرَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَحْمِلُ. واللَّواقِحُ مِنَ الرِّيَاحِ: الَّتِي تَحْمِلُ النَّدَى ثُمَّ تَمُجُّه فِي السَّحَابِ، فإِذا اجْتَمَعَ فِي السَّحَابِ صَارَ مَطَرًا؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ مَلاقِحُ، فأَما قَوْلُهُمْ لواقِحُ فَعَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ؛ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قِيَاسُهُ مَلاقِح لأَن الرِّيحَ تُلْقِحُ السحابَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى لَقِحَت، فَهِيَ لاقِح، فإِذا لَقِحَت فَزَكَتْ أَلْقَحت السحابَ فَيَكُونُ هَذَا مِمَّا اكْتُفِيَ فِيهِ بِالسَّبَبِ مِنَ الْمُسَبِّبِ، وضِدُّه قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى؛ فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ؛ أَي فإِذا أَردت قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، فاكتفِ بالمُسَبَّب الَّذِي هُوَ الْقِرَاءَةُ مِنَ السَّبَبِ الَّذِي هُوَ الإِرادة؛ وَنَظِيرُهُ قَوْلُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ؛ أَي إِذا أَردتم الْقِيَامَ إِلى الصَّلَاةِ، هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ ابْنِ سِيدَهْ؛ وَقَالَ الأَزهري: قرأَها حَمْزَةُ: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ ، فَهُوَ بَيِّنٌ وَلَكِنْ يُقَالُ: إِنما الرِّيحُ مُلْقِحَة تُلْقِحُ الشَّجَرَ، فَقِيلَ: كَيْفَ لَوَاقِحُ؟ فَفِي ذَلِكَ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَن تَجْعَلَ الرِّيحَ هِيَ الَّتِي تَلْقَحُ بِمُرُورِهَا عَلَى التُّرَابِ وَالْمَاءِ فَيَكُونَ فِيهَا اللِّقاحُ فَيُقَالُ: رِيحٌ لاقِح كَمَا يُقَالُ نَاقَةٌ لَاقِحٌ وَيَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَنه وَصَفَ رِيحَ الْعَذَابِ بِالْعَقِيمِ فَجَعَلَهَا عَقِيمًا إِذ لَمْ تُلْقِحْ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ وَصْفُهَا باللَّقْح وإِن كَانَتْ تُلْقِح كَمَا قِيلَ ليلٌ نائمٌ وَالنَّوْمُ فِيهِ وسِرٌّ كَاتِمٌ، وَكَمَا قِيلَ المَبْرُوز والمحتوم فَجَعَلَهُ مَبْرُوزًا وَلَمْ يَقُلْ مُبْرِزاً، فَجَازَ مَفْعُولٌ لمُفْعِل كَمَا جَازَ فَاعِلٌ لمُفْعَل،

إِذ لَمْ يَزِدِ البناءُ عَلَى الْفِعْلِ كَمَا قَالَ: مَاءٌ دَافِقٌ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَوَاقِحُ حَوَامِلُ، وَاحِدَتُهَا لَاقِحٌ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: رِيحٌ لَاقِحٌ أَي ذَاتُ لَقَاحٍ كَمَا يُقَالُ دِرْهَمٌ وَازِنٌ أَي ذُو وَزْن، وَرَجُلٌ رَامِحٌ وَسَائِفٌ وَنَابِلٌ، وَلَا يُقَالُ رَمَحَ وَلَا سافَ وَلَا نَبَلَ، يُرادُ ذُو سَيْفٍ وَذُو رُمْح وَذُو نَبْلٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ أَي حَوَامِلَ، جُعِلَ الرِّيحُ لَاقِحًا لأَنها تَحْمِلُ الْمَاءَ وَالسَّحَابَ وتقلِّبه وتصرِّفه، ثُمَّ تَسْتَدِرُّه فَالرِّيَاحُ لِوَاقِحُ أَي حَوَامِلُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: حَتَّى سَلَكْنَ الشَّوَى مِنْهُنَّ فِي مَسَكٍ، ... مِنْ نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ، مِهْداجِ سَلَكْنَ يَعْنِي الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قَوَائِمَهُنَّ فِي مَسَكٍ أَي فِيمَا صار كالمَسَكِ لأَيديها، ثُمَّ جَعَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ مِنْ نَسْلِ رِيحٍ تَجُوبُ الْبِلَادَ، فَجَعَلَ الْمَاءَ لِلرِّيحِ كَالْوَلَدِ لأَنها حَمَلَتْهُ، وَمِمَّا يُحَقِّقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه حَتَّى إِذا أَقَلّتْ سَحاباً ثِقالًا أَي حَمَلَتْ، فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى لَا يَحْتَاجُ إِلى أَن يَكُونَ لاقِحٌ بِمَعْنَى ذِي لَقْحٍ، وَلَكِنَّهَا تَحْمِلُ السَّحَابَ فِي الْمَاءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رياحٌ لَواقِحُ وَلَا يُقَالُ ملاقِحُ، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ، وَقَدْ قِيلَ: الأَصل فِيهِ مُلْقِحَة، وَلَكِنَّهَا لَا تُلْقِحُ إِلا وَهِيَ فِي نَفْسِهَا لاقِحٌ، كأَن الرياحَ لَقِحَت بخَيْرٍ، فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وَفِيهَا خيرٌ وَصَلَ ذَلِكَ إِليه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرِيحٌ لاقحٌ عَلَى النَّسَبِ تَلْقَحُ الشجرُ عَنْهَا، كَمَا قَالُوا فِي ضِدِّهِ عَقِيم. وحَرْب لاقحٌ: مَثَّلَ بالأُنثى الْحَامِلِ؛ وَقَالَ الأَعشى: إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ، ... عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها، وأَظَلَّتِ يُقَالُ: هَمَزَتْه بِنَابٍ أَي عضَّتْه؛ وَقَوْلُهُ: وَيْحَكَ يَا عَلْقَمةُ بنَ ماعِزِ ... هَلْ لَكَ فِي اللَّواقِحِ الجَوائِزِ؟ قَالَ: عَنَى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خَاطَبَ لِصّاً. وشَقِيحٌ لَقِيحٌ: إِتباع. واللِّقْحةُ واللَّقْحةُ: الغُراب. وَقَوْمٌ لَقَاحٌ وحَيٌّ لَقاحٌ لَمْ يدِينُوا لِلْمُلُوكِ وَلِمَ يُمْلَكُوا وَلَمْ يُصِبهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ سِباءٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي، ... لَنِعْمَ الحَيُّ فِي الجُلَّى رِياحُ أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ، فَهُمْ لَقاحٌ، ... إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ، أَشاحوا وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الحيُّ اللَّقاحُ مُشْتَقٌّ مِنْ لَقاحِ الناقةِ لأَن النَّاقَةَ إِذا لَقِحتْ لَمْ تُطاوِع الفَحْلَ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى ومُعاذٍ: أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلًا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ بِتَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ، كاللَّقُوحِ تُحْلَبُ فُواقاً بَعْدَ فُواقٍ لِكَثْرَةِ لَبَنها، فإِذا أَتى عَلَيْهَا ثَلَاثَةُ أَشهر حُلِبتْ غُدْوَةً وَعَشِيًّا. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ وَتَقُولُ الْعَرَبُ: إِن لِي لَقْحَةً [لِقْحَةً] تُخْبرني عَنْ لِقاحِ النَّاسِ؛ يَقُولُ: نَفْسِي تُخْبِرُنِي فَتَصدُقني عَنْ نفوسِ النَّاسِ، إِن أَحببت لَهُمْ خَيْرًا أَحَبُّوا لِي خَيْرًا وإِن أَحببت لَهُمْ شَرًّا أَحبوا لِي شَرًّا؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ كَثْوَة: الْمَعْنَى أَني أَعرف مَا يَصِيرُ إِليه لِقاح النَّاسِ بِمَا أَرى من لَقْحَتي [لِقْحَتي]، يُقَالُ عِنْدَ التأْكيد لِلْبَصِيرِ بخاصِّ أُمور النَّاسِ وعوامِّها. وَفِي حَدِيثِ رُقْية الْعَيْنِ: أَعوذ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ

مُلْقِحٍ ومُخْبل تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَن المُلْقِح الَّذِي يولَد لَهُ، والمُخْبِل الَّذِي لَا يولَدُ لَهُ ، مِن أَلْقَح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَمْعَر، قَالَ الشَّاعِرُ: أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ ... أَحَبُّ إِليكم، أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟ قَالَ: أَراد باللَّواقِح العقارب. لكح: لَكَحَه يَلْكَحُه لَكْحاً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ، وَهُوَ شَبِيهٌ بالوَكْزِ؛ قَالَ: يَلْهَزُه طَوراً، وَطَوْرًا يَلكَحُه وأَورد الأَزهري هَذَا غَيْرَ مُرْدَفٍ فَقَالَ: يَلْهَزُهُ طَوْرًا، وَطَوْرًا يَلْكَحُ، ... حَتَّى تَراه مَائِلًا يُرَنَّحُ لمح: لَمَحَ إِليه يَلْمَحُ لَمْحاً وأَلْمَحَ: اخْتَلَسَ النَّظَرَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمَح نَظر وأَلمحَه هُوَ، والأَول أَصح. الأَزهري: أَلمحتِ المرأَةُ مِنْ وَجْهِهَا إِلماحاً إِذا أَمكنت مِنْ أَن تُلْمَحَ، تَفْعَلُ ذَلِكَ الحَسْناءُ تُرِي محاسِنها مَنْ يَتَصَدَّى لَهَا ثُمَّ تُخْفيها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَلْمَحْنَ لَمْحاً مِنْ خُدودٍ أَسِيلةٍ ... رِواءٍ، خَلا مَا أَنْ تُشَفَّ المَعَاطِسُ واللَّمْحَةُ: النَّظْرَةُ بالعَجَلةِ؛ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ؛ قَالَ: كخَطْفَة بِالْبَصَرِ. ولَمَحَ البصَرُ ولَمَحه بِبَصَرِهِ، والتَّلْماحُ تَفْعالٌ مِنْهُ، ولَمَحَ البرقُ وَالنَّجْمُ يَلْمَحُ لَمْحاً ولَمَحاناً: كلمَع. وبَرْقٌ لامِحٌ ولَمُوحٌ ولَمَّاحٌ؛ قَالَ: فِي عارِضٍ كَمُضِيءِ الصبحِ لَمَّاحِ وَقِيلَ: لَا يَكُونُ اللَّمْحُ إِلا مِنْ بَعِيدٍ. الأَزهري: واللُّمَّاحُ الصُّقُورُ الذكِيَّةُ، قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. الْجَوْهَرِيُّ: لَمَحَه وأَلْمَحَه والتَمَحَه إِذا أَبصره بِنَظَرٍ خَفِيفٍ، وَالِاسْمُ اللَّمْحة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَلْمَحُ فِي الصَّلَاةِ وَلَا يَلْتَفِتُ. ومَلامِحُ الإِنسان: مَا بَدَا مِنْ مَحاسِن وَجْهِهِ ومَساويه؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا يُلْمَحُ مِنْهُ وَاحِدَتُهَا لَمْحةٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَلَمْ يَقُولُوا مَلْمَحة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ اسْتَغْنَوْا بِلَمْحَة عَنْ وَاحِدِ مَلامِح؛ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ رأَيت لَمْحةَ الْبَرْقِ؛ وَفِي فُلَانٍ لَمْحة مِنْ أَبيه، ثُمَّ قَالُوا: فِيهِ مَلامِحُ مِنْ أَبيه أَي مَشابِهُ فَجَمَعُوهُ عَلَى غَيْرِ لَفْظِهِ، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. وَقَوْلُهُمْ: لأُرِيَنَّك لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً وَاضِحًا «2». لوح: اللَّوْحُ: كلُّ صَفِيحة عَرِيضَةٍ مِنْ صَفَائِحِ الْخَشَبِ؛ الأَزهري: اللَّوْحُ صَفِيحَةٌ مِنْ صَفَائِحِ الْخَشَبِ، والكَتِف إِذا كُتِبَ عَلَيْهَا سُمِّيَتْ لَوْحاً. واللوحُ: الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ. وَاللَّوْحُ: اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ؛ يَعْنِي مُسْتَوْدَع مَشِيئاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وإِنما هُوَ عَلَى المَثَلِ. وكلُّ عَظْمٍ عَرِيضٍ: لَوْحٌ، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا أَلواحٌ، وأَلاوِيحُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّرْ هَذَا الضَّرْبُ عَلَى أَفْعُلٍ كراهيةَ الضَّمِّ عَلَى الْوَاوِ [وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:] وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ إِنهما كَانَا لَوْحَيْن، وَيَجُوزُ فِي اللُّغَةِ أَن يُقَالَ لِلَّوْحَيْنِ أَلواح، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلواحٌ جمعَ أَكثر مِنِ اثْنَيْنِ. وأَلواحُ الْجَسَدِ: عظامُه مَا خَلَا قَصَبَ الْيَدَيْنِ، وَالرِّجْلَيْنِ، ويُقال: بَلِ الأَلواحُ مِنَ الْجَسَدِ كلُّ عَظْمٍ فيه عِرَضٌ.

_ (2). زاد المجد: الأَلمحي: مَن يلمح كثيراً.

والمِلْواحُ: الْعَظِيمُ الأَلواح؛ قَالَ: يَتْبَعْنَ إِثْرَ بازِلٍ مِلْواحِ وَبَعِيرٌ مِلْواحٌ وَرَجُلٌ مِلْواحٌ. ولَوْحُ الكَتِف: مَا مَلُسَ مِنْهَا عِنْدَ مُنْقَطَعِ غَيْرِهَا مِنْ أَعلاها؛ وَقِيلَ: اللوحُ الكَتفُ إِذا كُتِبَ عَلَيْهَا. واللَّوْحُ، واللُّوحُ أَعْلى: أَخَفُّ العَطَشِ، وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ جِنْسَ الْعَطَشِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اللُّوحُ سُرْعَةُ الْعَطَشِ. وَقَدْ لاحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُواحاً ولُؤُوحاً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ولَوَحاناً والْتَاحَ: عَطِشَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ مِنْ لُوحٍ وبَقّ ولَوَّحه: عَطَّشه. ولاحَه العَطَشُ ولَوَّحَه إِذا غَيَّره. والمِلْواحُ: العطشانُ. وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى. وَبَعِيرٌ مِلْوَحٌ ومِلْواحٌ ومِلْياحٌ: كَذَلِكَ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فأَما مِلْواحٌ فَعَلَى الْقِيَاسِ، وأَما مِلْياحٌ فَنَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وكأَنَّ هَذِهِ الْوَاوَ إِنما قُلِبَتْ يَاءً عِنْدِي لِقُرْبِ الْكَسْرَةِ، كأَنهم تَوَهَّمُوا الْكَسْرَةَ فِي لَامِ مِلْواح حَتَّى كأَنه لِواحٌ، فَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِذَلِكَ. ومَرْأَة ملْواحٌ: كَالْمُذَكَّرِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: بِيضٌ مَلاوِيحُ، يومَ الصَّيْفِ، لَا صُبُرٌ ... عَلَى الهَوانِ، وَلَا سُودٌ، وَلَا نُكُعُ أَبو عُبَيْدٍ: المِلْواحُ مِنَ الدَّوَابِّ السريعُ العطشِ؛ قَالَ شَمِرٌ وأَبو الْهَيْثَمِ: هُوَ الجَيِّدُ الأَلواح الْعَظِيمُهَا. وَقِيلَ: أَلواحه ذِرَاعَاهُ وَسَاقَاهُ وعَضُداه. ولاحَه العطشُ لَوْحاً ولَوَّحَه: غَيَّرَه وأَضمره؛ وَكَذَلِكَ السفرُ والبردُ والسُّقْمُ والحُزْنُ؛ وأَنشد: وَلَمْ يَلُحْها حَزَنٌ عَلَى ابْنِمِ، ... وَلَا أَخٍ وَلَا أَبٍ، فَتَسْهُمِ وقِدْحٌ مُلَوَّحٌ: مُغَيَّر بِالنَّارِ، وَكَذَلِكَ نَصْلٌ مُلَوَّحٌ. وَكُلُّ مَا غَيَّرته النارُ، فَقَدْ لَوَّحَته، ولَوَّحَته الشمسُ كَذَلِكَ غَيَّرته وسَفَعَتْ وجْهَه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أَي تُحْرِقُ الجلدَ حَتَّى تُسَوِّده؛ يُقَالُ: لاحَه ولَوَّحَه. ولَوَّحْتُ الشيءَ بِالنَّارِ: أَحميته؛ قَالَ جِرانُ العَوْدِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ الحرث: عُقابٌ عَقَنْباةٌ، كَأَنَّ وَظِيفَها ... وخُرْطُومَها الأَعْلى، بنارٍ مُلَوَّحُ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح فِي رِوَايَةٍ: يَلوحُه فِي اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ اللُّوحُ: الْهَوَاءُ. ولاحَه يَلوحُه: غَيَّرَ لونَه. والمِلْواحُ: الضَّامِرُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ: مِنْ كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ وامرأَة مِلْواحٌ وَدَابَّةٌ مِلواحٌ إِذا كَانَ سَرِيعَ الضُّمْر. ابْنُ الأَثير: وَفِي أَسماء دَوَابِّهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن اسْمَ فَرَسِهِ مُلاوِحٌ، وَهُوَ الضَّامِرُ الَّذِي لَا يَسْمَنُ، وَالسَّرِيعُ الْعَطَشِ والعظيمُ الأَلواح، وَهُوَ المِلْواحُ أَيضاً. واللَّوْحُ: النَّظْرَةُ كاللَّمْحة. ولاحَه بِبَصَرِهِ لَوْحةً: رَآهُ ثُمَّ خَفِيَ عَنْهُ؛ وأَنشد: وَهَلْ تَنْفَعَنِّي لَوْحةٌ لَوْ أَلُوحُها؟ ولُحْتُ إِلى كَذَا أَلُوحُ إِذا نَظَرْتُ إِلى نَارٍ بَعِيدَةٍ؛ قَالَ الأَعشى: لَعَمْري لَقَدْ لاحتْ عُيُونٌ كثيرةٌ، ... إِلى ضَوْءِ نارٍ، فِي يَفاعٍ تُحَرَّقُ

أَي نَظَرَتْ. ولاحَ البرقُ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحاناً أَي لمَحَ. وأَلاحَ البرقُ: أَوْمَضَ، فَهُوَ مُلِيح؛ وَقِيلَ: أَلاحَ أَضاءَ مَا حَوْله؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: رأَيتُ، وأَهْلي بِوادِي الرَّجِيع ... مِنْ نَحْوِ قَيْلَةَ، بَرْقاً مُلِيحا وأَلاحَ بِالسَّيْفِ ولَوَّحَ: لمَعَ بِهِ وحَرَّكه. ولاحَ النجمُ: بَدَا. وأَلاحَ: أَضاء وبدا وتلأْلأَ وَاتَّسَعَ ضَوْءُه؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ: وَقَدْ أَلاحَ سُهَيْلٌ، بَعْدَ مَا هَجَعُوا، ... كأَنه ضَرَمٌ، بالكَفِّ، مَقْبُوسُ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لاحَ سُهَيْلُ إِذا بَدَا، وأَلاحَ إِذا تلأْلأَ؛ وَيُقَالُ: لاحَ السيفُ والبرقُ يَلُوحُ لَوْحاً. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا تلأْلأَ: لاحَ يَلوحُ لَوْحاً ولُؤُوحاً. وَلَاحَ لِي أَمرُك وتَلَوَّحَ: بانَ ووَضَحَ. ولاحَ الرجلُ يَلُوح لُؤُوحاً: بَرَزَ وَظَهَرَ. أَبو عُبَيْدٍ: لاحَ الرجلُ وأَلاحَ، فَهُوَ لَائِحٌ ومُلِيحٌ إِذا بَرَزَ وَظَهَرَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وزَعْتَهُمُ حَتَّى إِذا مَا تَبَدَّدوا ... سِراعاً، ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ إِنما يُرِيدُ أَنهم رُمُوا فَسَقَطَتْ تِرَسَتُهم ومَعابِلُهُمْ، وَتَفَرَّقُوا فأَعْوَرُوا لِذَلِكَ وظهرتْ مَقاتِلُهم. ولاحَ الشيبُ يَلوح فِي رأْسه: بَدَا. ولَوَّحه الشيبُ: بَيَّضَه؛ قَالَ: مِنْ بَعْدِ مَا لَوَّحَكَ القَتيرُ وَقَالَ الأَعشى: فَلَئِنْ لاحَ فِي الذُّؤابةِ شَيْبٌ، ... يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَواني وَقَوْلُ خُفافِ بْنِ نُدْبَةَ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ: فإِمَّا تَرَيْ رأْسِي تَغَيَّرَ لَوْنُه، ... ولاحتْ لَواحِي الشيبِ فِي كلِّ مَفْرَقِ قَالَ: أَراد لوائحَ فقَلَبَ. وأَلاحَ بِثَوْبِهِ ولَوَّح بِهِ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: أَخذ طَرَفَه بِيَدِهِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، ثُمَّ أَداره ولمَع بِهِ ليُرِيَهُ مَنْ يحبُّ أَن يَرَاهُ. وكلُّ مَنْ لمَع بِشَيْءٍ وأَظهره، فَقَدْ لاحَ بِهِ ولَوَّح وأَلاحَ، وَهُمَا أَقل. وأَبيضُ يَقَقٌ ويَلَقٌ، وأَبيضُ لِياحٌ ولَياحٌ إِذا بُولِغَ فِي وَصْفِهِ بِالْبَيَاضِ، قُلِبَتِ الْوَاوُ فِي لَياح يَاءً اسْتِحْسَانًا لِخِفَّةِ الْيَاءِ، لَا عَنْ قُوَّةِ عِلَّةٍ. وَشَيْءٌ لِياحٌ [لَياحٌ]: أَبيض؛ وَمِنْهُ قِيلَ للثور الوحشي لِياحٌ [لَياحٌ] لِبَيَاضِهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما صَارَتِ الْوَاوُ فِي لِيَاحٍ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا؛ وأَنشد: أَقَبُّ البَطْنِ خَفَّاقُ الحَشايا، ... يُضِيءُ الليلَ كالقَمَرِ اللِّياحِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الخُناعِي يَمْدَحُ زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن يَقُولَ فِي اللِّياحِ إِنه الأَبيض المتلأْلئ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَلاحَ بِسَيْفِهِ إِذا لَمَعَ بِهِ. وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ خَفَّاقٌ حَشَاهُ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ أَي يَخْفِقُ حَشاه لِقِلَّةِ طُعْمِه؛ وَقَبْلِهِ: فَتًى مَا ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا، ... وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قُماحِ [قِماحِ] وشهْرا قُماحٍ [قِماحٍ] هُمَا شَهْرَا الْبَرْدِ. واللِّياحُ واللَّياحُ: الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ وَذَلِكَ لِبَيَاضِهِ. واللَّياحُ أَيضاً: الصُّبْحُ. وَلَقِيتُهُ بِلَياحٍ إِذا لَقِيتَهُ عِنْدَ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ، الْيَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا؛ وأَما لَياحٌ فَشَاذٌّ انْقَلَبَتْ وَاوُهُ

يَاءً لِغَيْرِ عِلَّةٍ إِلَّا طَلَبَ الْخِفَّةِ. وَكَانَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَيْفٌ يُقَالُ له لِياحٌ [لَياحٌ]؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: قَدْ ذاقَ عُثْمانُ، يومَ الجَرِّ مِنْ أُحُدٍ، ... وَقْعَ اللَّياحِ، فأَوْدَى وَهُوَ مَذموم قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ من لاحَ يَلوح لِياحاً إِذا بَدَا وَظَهَرَ. والأَلواحُ: السِّلاحُ مَا يَلوحُ مِنْهُ كَالسَّيْفِ والسِّنان؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَلواحُ مَا لاحَ مِنَ السِّلَاحِ وأَكثر مَا يُعْنى بِذَلِكَ السيوفُ لبياضِها؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: تُمْسِي كأَلْواحِ السلاحِ، وتُضْحِي ... كالمَهاةِ، صَبِيحةَ القَطْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ فِي أَلواح السِّلَاحِ إِنها أَجفانُ السُّيُوفِ لأَن غِلافَها مِنْ خَشَبٍ، يُرَادُ بِذَلِكَ ضُمُورُهَا؛ يَقُولُ: تُمْسِي ضَامِرَةً لَا يَضُرُّهَا ضُمْرُها، وَتُصْبِحُ كأَنها مَهاةٌ صبيحةَ الْقَطْرِ، وَذَلِكَ أَحسن لَهَا وأَسرع لعَدْوها. وأَلاحَه: أَهلكه. واللُّوحُ، بِالضَّمِّ: الْهَوَاءُ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض؛ قَالَ: لَطَائِرٌ ظَلَّ بِنَا يخُوتُ، ... يَنْصَبُّ فِي اللُّوحِ، فَمَا يَفوتُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ اللُّوحُ واللَّوْحُ، لَمْ يَحْكِ فِيهِ الْفَتْحَ غَيْرُهُ. وَيُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ وَلَوْ نَزَوْتَ فِي اللُّوحِ أَي وَلَوْ نَزَوْتَ فِي السُّكاك، والسُّكاكُ: الهواءُ الَّذِي يُلَاقِي أَعْنانَ السَّمَاءِ. ولَوَّحه بِالسَّيْفِ والسَّوْط وَالْعَصَا: عَلَاهُ بِهَا فَضَرَبَهُ. وأَلاحَ بَحقي: ذَهَبَ بِهِ. وَقُلْتُ لَهُ قَوْلًا فَمَا أَلاحَ مِنْهُ أَي مَا اسْتَحَى. وأَلاحَ مِنَ الشَّيْءِ: حَاذَرَ وأَشْفَقَ؛ قَالَ: يُلِحْنَ مِنْ ذِي دَأَبٍ شِرْواطِ، ... مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ وَيُرْوَى: ذِي زَجَلٍ. وأَلاحَ مِنْ ذَلِكَ الأَمر إِذا أَشفق؛ وَمِنْهُ يُلِيحُ إِلاحةً؛ قَالَ وأَنشدنا أَبو عَمْرٍو: إِنّ دُلَيْماً قَدْ أَلاحَ بِعَشي، ... وَقَالَ: أَنْزِلْنِي فَلَا إِيضاعَ بِي أَي لَا سَيْرَ بِي؛ وَهَذَا فِي الصِّحَاحِ: إِنَّ دُلَيماً قَدْ أَلاح مِنْ أَبي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: دُلَيم اسْمُ رَجُلٍ. والإِيضاعُ: سَيْرٌ شَدِيدٌ. وَقَوْلُهُ فَلَا إِيضاع بِي أَي لَسْتُ أَقدر عَلَى أَن أَسيرَ الوُضْعَ، وَالْيَاءُ رَوِيُّ الْقَصِيدَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا: وهُنَّ بالشُّقْرةِ يَفْرِينَ الفَرِي هُنَّ ضَمِيرُ الإِبل. والشُّقْرة: مَوْضِعٌ. ويَفْرِينَ الفَرِي أَي يأْتين بِالْعَجَبِ فِي السَّيْرِ. وأَلاحَ عَلَى الشَّيْءِ: اعْتَمَدَ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: أَتحلف عِنْدَ مِنبر رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فأَلاحَ مِنَ الْيَمِينِ أَي أَشفق وَخَافَ. والمِلْواحُ: أَن يَعْمِدَ إِلى بُومةٍ فيَخِيطَ عَيْنَهَا، ويَشُدَّ فِي رِجْلِهَا صُوفَةً سَوْدَاءَ، ويَجعلَ لَهُ مِرْبَأَةً ويَرْتَبِئَ الصائدُ فِي القُتْرةِ ويُطِيرها سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ، فإِذا رَآهَا الصَّقْرُ أَو البازي سقط عليها فأَخذه الصَّيَّادُ، فَالْبُومَةُ وَمَا يليها تسمى مِلْواحاً. ليح: اللَّيَاحُ واللِّياحُ: الثَّوْرُ الأَبيض. وَيُقَالُ لِلصُّبْحِ أَيضاً: لَياحٌ [لِياحٌ]، وَيُبَالَغُ فِيهِ فَيُقَالُ: أَبيضُ لِياحٌ [لَياحٌ]، قَالَ الْفَارِسِيُّ: أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ الْوَاوُ، وَلَكِنَّهَا شَذَّتْ؛ فأَما لِياحٌ فياؤُه مُنْقَلِبَةٌ لِلْكَسْرَةِ الَّتِي قَبْلَهَا كَانْقِلَابِهَا فِي قِيامٍ وَنَحْوِهِ، وأَما رَجُلٌ مِلْياحٌ فِي مِلْواح فإِنما قُلِبَتْ فِيهِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الَّتِي فِي الْمِيمِ فتوهَّموها عَلَى اللَّامِ حَتَّى كأَنهم قَالُوا لِواحٌ، فَقَلَبُوهَا يَاءً لِذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بَابَهُ إِنما ذَكَرْنَاهُ لنُحَذِّرَ مِنْهُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِ الواو.

فصل الميم

فصل الميم متح: المَتْحُ: جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بِيَدٍ وتأْخذ بِيَدٍ عَلَى رأْس الْبِئْرِ؛ مَتَحَ الدلوَ يَمْتَحُها مَتْحاً ومَتَح بِهَا. وَقِيلَ: المَتْحُ كَالنَّزْعِ غَيْرَ أَن المَتْحَ بِالْقَامَةِ، وَهِيَ البَكْرَةُ؛ قَالَ: وَلَوْلَا أَبو الشَّقْراءِ، مَا زالَ ماتِحٌ ... يُعالجُ خَطَّاءً بإِحدى الجَرائِر وَقِيلَ: الماتِحُ المُسْتَقِي، والمائحُ: الَّذِي يملأُ الدَّلْوَ مِنْ أَسفل الْبِئْرِ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: هُوَ أَبْصَرُ مِنَ الْمَائِحِ باسْتِ الْمَاتِحِ؛ تَعْنِي أَن الْمَاتِحَ فَوْقَ الْمَائِحِ، فَالْمَائِحُ يَرَى الماتحَ وَيَرَى اسْتَه. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مَاتِحٌ وَرِجَالٌ مُتَّاحٌ وَبَعِيرٌ ماتحٌ وجِمالٌ مَواتح؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ الْجَوْهَرِيُّ: الماتحُ الْمُسْتَقِي، وَكَذَلِكَ المَتُوحُ. يُقَالُ: مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نَزَعَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: مَا يُقامُ ماتِحُها. الماتحُ الْمُسْتَقِي مِنْ أَعلى الْبِئْرِ؛ أَراد أَن مَاءَهَا جارٍ عَلَى وَجْهِ الأَرض فَلَيْسَ يقامُ بِهَا مَاتِحٌ، لأَن الْمَاتِحَ يُحْتَاجُ إِلى إِقامته عَلَى الْآبَارِ لِيَسْتَقِيَ. وَتَقُولُ: مَتَح الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جَذَبَهَا مُسْتَقِيًا بِهَا. وماحَها يَميحُها إِذا ملأَها. وَبِئْرٌ مَتُوح: يُمْتَحُ مِنْهَا عَلَى البَكْرَةِ، وَقِيلَ: قَرِيبَةُ المَنْزَعِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُمدُّ مِنْهَا بِالْيَدَيْنِ عَلَى البَكْرَةِ نَزْعاً، وَالْجَمْعُ مُتُحٌ. والإِبل تَتَمَتَّحُ فِي سَيْرِهَا: تُراوِحُ أَيديها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لأَيْدي المَهارى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ وَبَيْنَنَا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَي مَدّاً. وَفَرْسَخٌ ماتحٌ ومَتَّاحٌ: مُمْتَدٌ، وَفِي الأَزهري: مَدَّادٌ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ السَّفَرِ الَّذِي تُقْصَرُ فِيهِ الصلاةُ فَقَالَ: لَا تُقْصَرُ إِلا فِي يَوْمٍ مَتَّاحٍ إِلى اللَّيْلِ ؛ أَراد: لَا تُقْصَرُ الصَّلَاةُ إِلا فِي مَسِيرَةِ يَوْمٍ يَمْتَدُّ فِيهِ السَّيْرُ إِلى المَساءِ بِلَا وَتِيرةٍ وَلَا نُزُولٍ. الأَصمعي: يُقَالُ مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طَالَا. وَيَوْمٌ مَتَّاح: طَوِيلٌ تَامٌّ. يُقَالُ ذَلِكَ لِنَهَارِ الصَّيْفِ وَلَيْلِ الشِّتَاءِ. ومَتَحَ النهارُ إِذا طَالَ وَامْتَدَّ؛ وَكَذَلِكَ أَمْتَحَ، وَكَذَلِكَ الليلُ. وَقَوْلُهُمْ: سِرْنا عُقْبَةً مَتُوحاً أَي بَعِيدَةً. الْجَوْهَرِيُّ: ومَتَحَ النَّهَارُ لُغَةٌ فِي مَتَعَ إِذا ارْتفع. وَلَيْلٌ مَتَّاح أَي طَوِيلٌ. ومَتَح بسَلْحِه ومَتَخَ بِهِ: رَمَى بِهِ. ومَتَحَ بِهَا: ضَرَطَ. ومَتَحَ الْخَمْسِينَ: قارَبَها، والخاءُ أَعلى. ومَتَحَه عِشْرِينَ سَوْطًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ضَرَبَهُ. أَبو سَعِيدٍ: المَتْحُ القَطْع؛ يُقَالُ: مَتَحَ الشيءَ ومَتَخَه إِذا قَطَعَهُ مِنْ أَصله. وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: فَلَمْ أَر الرجالَ مَتَحَتْ أَعناقَها إِلى شَيْءٍ مُتُوحَها إِليه أَي مَدَّتْ أَعناقها نَحْوَهُ؛ وَقَوْلُهُ: مُتُوحَها مَصْدَرٌ غَيْرُ جَارٍ عَلَى فِعْلِهِ، أَو يَكُونُ كالشُّكور والكُفور. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نَتَحَ: رَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: امتَتَحْتُ الشيءَ وانْتَتَحْته وَانْتَزَعْتُهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلْجَرَادِ إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه ليَبيضَ: مَتَحَ وأَمْتَح ومَتَّحَ، وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ، وقَلَزَ وأَقْلَزَ وقَلَّزَ. الأَزهري: ومَتَخَ الجرادُ، بِالْخَاءِ: مثل مَتَح. مجح: التَّمَجُّحُ والتَّبَجُّحُ، بِالْمِيمِ وَالْبَاءِ: البَذْخ والفخرُ؛ وَهُوَ يَتَمَجَّحُ ويَتَبَجَّحُ. ومَجَحَ يَمْجَحُ مَجْحاً: كَبَجَحَ. وَرَجُلٌ مَجَّاحٌ بَجَّاحٌ بِمَا لَا يَمْلِكُ، يمانية. ومَجِحَ [مَجَحَ]

مَجْحاً «3» ومَجَحاً: تَكَبَّر؛ والدلوَ فِي الْبِئْرِ: خَضْخَضَها كَذَلِكَ. محح: المَحُّ: الثوبُ الخَلَقُ الْبَالِي. مَحَّ يَمِحُّ ويَمُحُّ ويَمَحُّ مُحُوحاً ومَحَحاً وأَمَحَّ يُمِحُّ إِذا أَخْلَقَ؛ وَكَذَلِكَ الدَّارُ إِذا عَفَتْ؛ وأَنشد: أَلا يَا قَتْلَ قَدْ خَلُقَ الجَدِيدُ، ... وحُبُّكِ مَا يُمِحُّ وَمَا يَبِيدُ وَثَوْبٌ ماحٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَنْ تأْتِيَكَ حُجَّةٌ إِلا دَحَضَتْ وَلَا كِتَابُ زُخْرُفٌ إِلا ذَهَبَ نُورُهُ ومَحَّ لونُه ؛ مَحَّ الكتابُ وأَمحَّ أَي دَرَس. وَثَوْبٌ مَحٌّ: خَلَقٌ. وَفِي حَدِيثِ المُنَعَّمةِ. وَثَوْبِي مَحٌ أَي خَلَقٌ بالٍ. ومُحُّ كُلِّ شيءٍ: خَالِصُهُ. والمُحُّ والمُحَّةُ: صُفْرة الْبَيْضِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما يُرِيدُونَ فَصَّ الْبَيْضَةِ لأَن المُحَّ جَوْهَرٌ وَالصُّفْرَةَ عَرَضٌ، وَلَا يُعَبَّرُ بِالْعَرَضِ عَنِ الْجَوْهَرِ، اللَّهُمَّ إِلا أَن تَكُونَ الْعَرَبُ قَدْ سَمَّتْ مُحَّ الْبَيْضَةِ صُفْرَةً، قَالَ: وَهَذَا مَا لَا أَعرفه وإِن كَانَتِ الْعَامَّةُ قَدْ أُولِعَتْ بِذَلِكَ؛ وأَنشد الأَزهري لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبَعْرى: كَانَتْ قُرَيشٌ بَيْضَةً فتَفَلَّقَتْ، ... فالمُحُّ خالِصُها لعبدِ مَنافِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ رَوَى خَالِصَةً، بِالتَّاءِ، فَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ كَالْعَافِيَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ، فَذِكْرَى فَاعِلَةٌ بِخَالِصَةٍ، تَقْدِيرُهُ بأَن خَلَصَتْ لَهُمْ ذِكْرَى الدَّارِ، وَقَدْ قرئَ بالإِضافة، وَهِيَ فِي القِراءَتين مَصْدَرٌ؛ وَمَنْ رَوَى خَالِصَهُ بِالْهَاءِ فَلَا إِشكال فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل: مُحُّ الْبَيْضِ مَا فِي جَوْفِهِ مِنْ أَصفر وأَبيض، كلُّه مُحٌّ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: المُحَّةُ الصَّفْرَاءُ، والغِرْقئُ البياضُ الَّذِي يؤْكل. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِبَيَاضِ الْبَيْضِ الَّذِي يؤْكل الآحُ، وَلِصُفْرَتِهَا الماحُ. والمُحاحُ: الجوعُ. وَرَجُلٌ مَحَّاحٌ: كَذَّابٌ يُرْضِي الناسَ بِالْقَوْلِ دُونَ الْفِعْلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: يُرْضِي الناسَ بِكَلَامِهِ وَلَا فِعْلَ لَهُ وَهُوَ الْكَذُوبُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَذَّابُ الَّذِي لَا يَصْدُقُكَ أَثره يَكْذِبُكَ مِنْ أَين جاءَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبهم رَوَوْا هَذِهِ الْكَلِمَةَ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ الأَخفش؛ وَيُقَالُ: مَحَّ الْكَذَّابُ يَمُحُّ مَحاحَةً. وَرَجُلٌ مَحْمَحٌ ومُحامِحٌ «4»: خَفِيفٌ نَذْلٌ، وَقِيلَ: ضَيِّقٌ بَخِيلٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ: إِذا قِيلَ لَنَا أَبَقِيَ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ قُلْنَا: مَحْماح أَي لَمْ يَبْقَ شيءٌ. الأَزهري: مَحْمَحَ الرجلُ إِذا أَخلص مَوَدَّتَهُ. مدح: المَدْح: نَقِيضُ الهجاءِ وَهُوَ حُسْنُ الثناءِ؛ يُقَالُ: مَدَحْتُه مِدْحَةً وَاحِدَةً ومَدَحَه يَمْدَحُه مَدْحاً ومِدْحَةً، هَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ، وَالصَّحِيحُ أَن المَدْحَ الْمَصْدَرُ، والمِدْحَةَ الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ مِدَحٌ، وَهُوَ المَدِيحُ وَالْجَمْعُ المَدائحُ والأَماديح، الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَنَظِيرُهُ حَديثٌ وأَحاديثُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: لَوْ كَانَ مِدْحةُ حَيٍّ مُنْشِراً أَحداً، ... أَحْيا أَباكُنَّ، يَا لَيْلى، الأَماديحُ

_ (3). قوله [ومجح مجحاً إلخ] من بابي منع وفرح كما صرح به شارح القاموس. (4). قوله [ومحامح] الذي في القاموس: المحمح والمحماح أي بفتح فسكون فيهما، لكن الشارح أقر ما هنا، فيكون ثلاث لغات، وزاد المجد أيضاً. المحاح كسحاب الأَرض القليلة الحمض. والأَمح: السمين، كالأَبج. وتمحمح: تبحبح، وتمحمحت المرأَة دنا وضعها.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ مَا رَوَاهُ الأَصمعي، وَهُوَ: لَوْ أَن مِدْحةَ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، ... أَحيا، أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ، الأَماديحُ وأَنشرت أَحسنُ مِنْ مَنْشَرًا، لأَنه ذَكَرَ المؤَنث، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ مُنْشِرَةً فَفِيهِ ضَرُورَةٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وأَما قَوْلُهُ أَحيا أُبُوَّتك فإِنه يُخَاطِبُ بِهِ رَجُلًا مِنْ أَهله يَرْثِيهِ كَانَ قُتِلَ بالعَمْقاءِ؛ وَقَبْلَهُ بأَبيات: أَلْفَيْته لَا يَذُمُّ القِرْنُ شَوْكَتَه، ... وَلَا يُخالِطُه، فِي البأْسِ، تَسْمِيحُ والتسميحُ: الْهُرُوبُ. والبأْس: بأْس الْحَرْبِ. والمَدائِح: جَمْعُ الْمَدِيحِ مِنَ الشِّعْرِ الَّذِي مُدِحَ بِهِ كالمِدْحة والأُمْدُوحةِ؛ وَرَجُلٌ مادِحٌ مِنْ قَوْمٍ مُدَّح ومَديحٌ مَمْدوح. وتَمَدَّحَ الرجلُ: تكلَّف أَن يُمْدَحَ. وَرَجُلٌ مُمَدَّح أَي مَمْدوحٌ جِدًّا، ومَدَحَ للمُثْنِي لَا غَيْرُ. ومَدَح الشاعرُ وامْتَدَح. وتَمَدَّح الرَّجُلُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ: تَشَبَّع وَافْتَخَرَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَمَدَّحُ إِذا كَانَ يُقَرِّظُ نَفْسَهُ وَيُثْنِي عَلَيْهَا. والمَمادِحُ: ضِدُّ المَقابح. وامْتَدَحتِ الأَرض وتَمَدَّحَتْ: اتَّسَعَتْ، أُراه عَلَى الْبَدَلِ مِنْ تَنَدَّحَتْ وانْتَدَحَتْ. وامْدَحَّ بطنُه: لُغَةٌ فِي انْدَحَّ أَي اتسَع. وتَمَدَّحتْ خَوَاصِرُ الْمَاشِيَةِ: اتَّسَعَتْ شِبَعا مِثْلَ تَنَدَّحَتْ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فَرَسًا: فَلَمَّا سَقَيْناها العَكِيسَ، تَمَدَّحَتْ ... خَواصِرُها، وَازْدَادَ رَشْحاً وَريدُها يُرْوَى بِالدَّالِ وَالذَّالِ جَمِيعًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِلرَّاعِي يَصِفُ امرأَة، وَهِيَ أُمُّ خَنْزَرِ بْنِ أَرْقَمَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَنْزَرٍ هِجاءٌ فَهَجَاهُ بِكَوْنِ أُمه تَطْرُقُهُ وَتَطْلُبُ مِنْهُ القِرى، وَلَيْسَ يَصِفُ فَرَسًا كَمَا ذُكِرَ، لأَن شِعْرَهُ يَدُلُّ عَلَى أَنه طَرَقَتْهُ امرأَة تَطْلُبُ ضِيَافَتَهُ، وَلِذَلِكَ قَالَ قَبْلَهُ: فَلَمَّا عَرَفْنا أَنها أُمُّ خَنْزَرٍ، ... جَفاها مَواليها، وغابَ مُفِيدُها رَفَعْنا لَهَا نَارًا تُثَقَّبُ للقِرى، ... ولِقْحَةَ أَضيافٍ طَويلًا رُكُودُها وَلَمَّا قَضَتْ مِنْ ذِي الإِناءِ لُبانةً، ... أَرادتْ إِلينا حَاجَةً لَا نُريدُها وَالْعَكِيسُ: لَبَنٌ يخلط بمرق. مذح: المَذَحُ: التواءٌ فِي الْفَخِذَيْنِ إِذا مَشَى انسَحجت إِحداهما بالأُخرى. ومَذِحَ الرجلُ يَمْذَحُ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فَخِذَاهُ وَالْتَوَتَا حَتَّى تَسَحَّجتا ومَذِحَتْ فَخِذَاهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنكِ لَوْ صاحبتِنا مَذِحْتِ، ... وحَكَّكِ الحِنْوانِ فانْفَشَحْتِ الأَصمعي: إِذا اصْطَكَّتْ أَليتا الرَّجُلِ حَتَّى تَنْسَحِجا قِيلَ: مَشِقَ مَشَقاً، قَالَ: وإِذا اصْطَكَّتْ فَخِذَاهُ قِيلَ: مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً. وَرَجُلٌ أَمْذَحُ بَيِّنُ المَذَحِ وَقَدْ مَذِحَ: لِلَّذِي تَصْطَكُّ فَخِذَاهُ إِذا مَشَى؛ قَالَ الأَعشى: فَهُمُ سُودٌ قِصارٌ سَعْيُهُمْ، ... كالخُصَى أَشْعَلَ فيهنَّ المَذَحْ

وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ أَشعل عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وفَسَّرَ المَذَحَ بأَنه الْحَكَّةُ فِي الأَفخاذ؛ وَقِيلَ: إِنه جُزْءٌ مِنَ السَّحْج. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: قَالَ وَهُوَ بِمَكَّةَ: لَوْ شِئتُ لأَخَذْتُ سِبَّتي فَمَشَيتُ بِهَا ثُمَّ لَمْ أَمْذَحْ حَتَّى أَطأَ المكانَ الَّذِي تخرجُ مِنْهُ الدابةُ ؛ قَالَ: المَذَحُ أَن تَصْطَكَّ الفَخِذانِ مِنَ الْمَاشِي وأَكثر مَا يَعْرِضُ لِلسَّمِينِ مِنَ الرِّجَالِ، وَكَانَ ابْنُ عَمْرٍو كَذَلِكَ. يُقَالُ: مَذِحَ يَمْذَحُ مَذَحاً، وأَراد قُرْبَ الْمَوْضِعِ الَّذِي تَخْرُجُ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: المَذَح احْتِرَاقُ مَا بَيْنَ الرُّفْغَيْنِ والأَلْيَتَيْن. ومَذِحَتِ الضأْنُ مَذَحاً: عَرِقَتْ أَرفاغُها. ومَذِحَتْ خُصْيةُ التَّيْسِ مَذَحاً إِذا احْتَكَّ بشيءٍ فَتَشَقَّقَتْ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: المَذَحُ أَن يَحْتَكَّ الشيءُ بالشيءِ فيتشَقَّقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى ذَلِكَ فِي الْحَيَوَانِ خَاصَّةً. وتَمَذَّحَتْ خاصرته: انتفخت؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا سَقَيْنَاهَا العَكيسَ تَمَذَّحَتْ ... خواصرُها، وازدادَ رَشْحاً وَريدُها والتَّمَذُّحُ: التَّمَدُّدُ؛ يُقَالُ: شَرِبَ حَتَّى تَمَذَّحَت خَاصِرَتُهُ أَي انْتَفَخَتْ مِنَ الرِّيِّ. مرح: المَرَحُ: شدَّة الفَرَحِ وَالنَّشَاطِ حَتَّى يجاوزَ قَدْرَه؛ وَقَدْ أَمْرَحَه غَيْرُهُ، وَالِاسْمُ المِراحُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ وَقِيلَ: المَرَحُ التَّبَخْتُرُ والاختيالُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً* أَي مُتَبَخْتِرًا مُخْتَالًا؛ وَقِيلَ: المَرَحُ الأَشَرُ والبَطَرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ . وَقَدْ مَرِحَ مَرَحاً ومِراحاً، وَرَجُلٌ مَرِحٌ مَنْ قَوْمٍ مَرْحى ومَراحى؛ ومِرِّيحٌ، بِالتَّشْدِيدِ، مِثْلُ سِكِّيرٍ، مَنْ قَوْمٍ مِرِّيحينَ، وَلَا يُكَسَّرُ؛ ومَرِحَ، بِالْكَسْرِ، مَرَحاً: نَشِطَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: زَعَمَ ابْنُ النَّابِغَةَ أَني تِلْعابَةٌ تِمْراحة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنَ المَرَح، وَهُوَ النَّشاطُ والخِفَّة، والتاءُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، وأَتى بِهِ فِي حَرْفِ التاءِ حَمْلًا عَلَى ظَاهِرِ لَفْظِهِ. وفَرَسٌ مَرُوحٌ ومِمْرَحٌ ومِمْراحٌ: نَشِيطٌ، وَقَدْ أَمْرَحه الكَلأُ. وَنَاقَةٌ مِمْراحٌ ومَرُوحٌ: كَذَلِكَ؛ قَالَ: تَطْوي الفَلا بمَروحٍ لَحْمُها زِيَم وَقَالَ الأَعشى يَصِفُ نَاقَةً: مَرِحَتْ حُرَّةٌ كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ، ... تَفْرِي الهَجيرَ بالإِرْقالِ ابْنُ سِيدَهْ: المَرُوحُ الخَمْرُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَمْرَحُ فِي الإِناءِ؛ قَالَ عُمارة: مِنْ عُقارٍ عنْدَ المِزاج مَرُوح وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ ... شَآمِيَةٌ، إِذا جُلِيتْ، مَرُوحُ أَي لَهَا مِراحٌ فِي الرأْس وسَوْرَةٌ يَمْرَحُ مَن يَشْرَبُهَا. وقَوْسٌ مَرُوحٌ: يَمْرَحُ راؤُوها عَجَباً إِذا قَلَّبُوها؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَمْرَح فِي إِرسالها السَّهْمَ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: طَرُوحٌ مَروحٌ تُعْجلُ الظَّبْيَ أَن يَرُوَح؛ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْسٌ مَروحٌ كأَنَّ بِهَا مَرَحاً مِنْ حُسْنِ إِرسالها السهمَ. ومَرْحَى: كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلرَّامِي إِذا أَصاب؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَقولُ، والحَبْلُ مَعْقُودٌ بمِسْحَلِه: ... مَرْحَى لَهُ إِن يَفُتْنا مَسْحُه يَطِرِ

أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: إِذا رَمَى الرَّجُلُ فأَصاب قِيلَ: مَرْحَى لَهُ وَهُوَ تَعَجُّبٌ مِنْ جَوْدة رَمْيِهِ؛ وَقَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ: يُصِيبُ القَنِيصَ، وصِدْقاً يقولُ: ... مَرْحى وأَيحَى إِذا مَا يُوالي مَرْحى وأَيْحى: كلمةُ التَّعَجُّبِ شِبْهُ الزَّجْرِ، وإِذا أَخطأَ قِيلَ لَهُ: بَرْحى ومَرِحَتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ مَرَحاً: أَخرجته. وأَرض مِمْراح إِذا كَانَتْ سَرِيعَةَ النَّبَاتِ حِينَ يُصِيبُهَا الْمَطَرُ؛ الأَصمعي: المِمْراح مِنَ الأَرض الَّتِي حَالَتْ سَنَةً فَلَمْ تَمْرَحْ بِنَبَاتِهَا. ومَرِحَ الزَّرْعُ يَمْرَحُ: خَرَجَ سُنْبُله. ومَرِحَتِ العينُ مَرَحاناً: اشْتَدَّ سَيَلانُها؛ قَالَ: كأَنَّ قَذًى فِي الْعَيْنِ قَدْ مَرِحتْ بِهِ، ... وَمَا حاجةُ الأُخْرَى إِلى المَرَحانِ وَقِيلَ: مَرِحتْ مَرَحاناً ضَعُفَت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ يُنْسَبُ إِلى النَّابِغَةِ الجَعْدي، وَقَبْلَهُ: تَواهَسَ أَصحابي حَدِيثًا فَقِهْتُه ... خَفِيًّا، وأَعْضادُ المَطِيِّ عَواني التواهُسُ: التسارُرُ؛ أَراد أَن أَصحابه تَسارُّوا بحديث حَرْبه. والغواني هُنَا: الْعَوَامِلُ. وَقَدْ قِيلَ فِي مَرِحَت الْعَيْنُ إِنها بِمَعْنَى أَسْبلت الدَّمْعَ، وَكَذَلِكَ السحابُ إِذا أَسْبَلَ المَطَرَ، وَالْمَعْنَى: أَنه لَمَّا بَكَى أَلمَتْ عينُه، فَصَارَتْ كأَنها قَذِيَّة، وَلَمَّا أَدام الْبُكَاءَ قَذِيَتِ الأُخْرَى؛ وَهَذَا كَقَوْلِ الْآخَرِ: بَكَتْ عَيْنيَ اليُمْنى؛ فَلَمَّا زَجَرْتُها ... عَنِ الجَهْلِ بَعْدَ الحِلْمِ، أَسْبَلَتَا مَعَا وَقَالَ شَمِرٌ: المَرَحُ خروجُ الدَّمْعِ إِذا كَثُرَ؛ وَقَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: مَرِحٌ وَبْلُه يَسُحُّ سُيُوبَ الماءِ ... سَحًّا، كأَنَّه مَنْحُورُ وَعَيْنٌ مِمْراح: سَرِيعَةُ الْبُكَاءِ. ومَرِحَتْ عَيْنُهُ مَرَحاناً: فَسَدَتْ وهاجتْ. وَعَيْنٌ مِمْراحٌ: غَزِيرَةُ الدَّمْعِ. ومَرَّحَ الطعامَ: نَقَّاه مِنَ الغَبا «5» بالمَحاوِق أَيِ الْمَكَانِسِ. ومَرَّحَ جِلْدَه: دَهَنَه؛ قَالَ: سَرَتْ فِي رَعِيلٍ ذِي أَداوَى، مَنُوطةٍ ... بِلَبَّاتِها، مَدْبوغةٍ لَمْ تُمَرَّحِ قَوْلُهُ: سَرَتْ يَعْنِي قَطَاةً. فِي رَعيل أَي فِي جَمَاعَةِ قَطاً. ذِي أَداوَى يَعْنِي حَوَاصِلَهَا. مَنُوطَةٌ: مُعَلَّقَةٌ. بلَبَّاتها يَعْنِي مَوَاضِعَ المَنْحَر؛ وَقِيلَ: التَّمْرِيحُ أَن تُؤْخَذَ المَزادة أَولَ مَا تُخْرَزُ فَتُمْلأَ مَاءً حَتَّى تَمْتَلِئَ خُرُوزُهَا وَتَنْتَفِخَ، وَالِاسْمُ المَرَحُ، وَقَدْ مَرِحَتْ مَرَحاناً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ومَزادةٌ مرِحة لَا تُمْسك الماءَ. وَيُقَالُ: قَدْ ذَهَبَ مَرَحُ المَزادة إِذا انْسَدَّتْ عُيُونُهَا وَلَمْ يَسِلْ مِنْهَا شَيْءٌ؛ ابْنُ الأَعرابي: التَّمْرِيحُ تَطْيِيبُ الْقِرْبَةِ الْجَدِيدَةِ بأَذْخِرٍ أَو شِيحٍ، فإِذا طُيِّبَتْ بِطِينٍ فَهُوَ التَّشْرِيبُ، وَبَعْضُهُمْ جَعَلَ تَمْرِيحَ الْمَزَادَةِ أَن تملأَها مَاءً حَتَّى تَبْتَلَّ خُرُوزها وَيَكْثُرَ سَيَلَانُهَا قَبْلَ انْتِفَاخِهَا، فَذَلِكَ مَرَحُها. ومَرَّحْتُ القِرْبةَ: شَرَّبْتُها، وَهُوَ أَن تملأَها مَاءً لتَنْسَدَّ عيونُ الخُرَز. والمِراحُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: تَرَكنا، بالمِراحِ وَذِي سُحَيْمٍ، ... أَبا حَيَّانَ فِي نَفَرٍ مَنافى

_ (5). قوله [نقاه من الغبا] عبارة القاموس وشرحه: والتمريح تنقية الطعام من العفا. هكذا في سائر النسخ. وفي بعض الأَمهات من الغبا انتهى. ولم نجد للعفا بالعين المهملة والفاء ولا للغبا بالغين المعجمة والباء الموحدة معنى يناسب هنا، ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء، شيء كالزؤان أو التبن كما نص عليه المجد وغيره.

ومَرَحَيَّا: زَجْرٌ عَنِ السِّيرَافِيِّ. ومَرْحَى نَاقَةٌ بِعَيْنِهَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مَا بالُ مَرْحَى قَدْ امْسَتْ، وَهِيَ ساكنةٌ، ... باتتْ تَشَكَّى إليَّ الأَيْنَ والنَّجَدا مزح: المَزْحُ: الدُّعابةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: المَزْحُ نقيضُ الجِدِّ؛ مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحاً ومِزاحاً ومُزاحاً ومُزاحةً «1» وَقَدْ مازَحه مُمازَحةً ومِزاحاً وَالِاسْمُ المُزاح، بِالضَّمِّ، والمُزاحة أَيضاً. وأُرَى أَبا حَنِيفَةَ حَكَى: أَمْزِحْ كرْمَك، بِقَطْعِ الأَلف، بِمَعْنَى عَرِّشْه. الْجَوْهَرِيُّ: المِزاح، بِالْكَسْرِ: مَصْدَرُ مازَحه. وَهُمَا يَتَمازَحانِ. الأَزهري: المُزَّحُ مِنَ الرِّجَالِ الْخَارِجُونَ مِنْ طَبْعِ الثُّقَلاء، الْمُتَمَيِّزُونَ مِنْ طَبْعِ البُغَضاء. مسح: المَسْحُ: الْقَوْلُ الحَسَنُ مِنَ الرَّجُلِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَخْدَعُكَ، تَقُولُ: مَسَحَه بِالْمَعْرُوفِ أَي بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْقَوْلِ وَلَيْسَ مَعَهُ إِعطاء، وإِذا جَاءَ إِعطاء ذَهَبَ المَسْحُ؛ وَكَذَلِكَ مَسَّحْتُه. والمَسْحُ: إِمراركَ يَدَكَ عَلَى الشَّيْءِ السَّائِلِ أَو الْمُتَلَطِّخِ، تُرِيدُ إِذهابه بِذَلِكَ كَمَسْحِكَ رأْسك مِنَ الْمَاءِ وَجَبِينَكَ مِنَ الرَّشْح، مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسَّحَه، وتَمَسَّح مِنْهُ وَبِهِ. في حَدِيثِ فَرَسِ المُرابِطِ: أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عَنْهُ فِي مِيزَانِهِ ؛ يُرِيدُ مَسْحَ الترابِ عَنْهُ وَتَنْظِيفَ جِلْدِهِ. وقوله تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ بالمَسْح والسنَّةُ بالغَسْل، وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: مَنْ خَفَضَ وأَرجلكم فَهُوَ عَلَى الجِوارِ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: الْخَفْضُ عَلَى الْجِوَارِ لَا يَجُوزُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإِنما يَجُوزُ ذَلِكَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَلَكِنَّ الْمَسْحَ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ كَالْغَسْلِ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنه غَسْلٌ أَن الْمَسْحَ عَلَى الرَّجُلِ لَوْ كَانَ مَسْحًا كَمَسْحِ الرأْس، لَمْ يَجُزْ تَحْدِيدُهُ إِلى الْكَعْبَيْنِ كَمَا جَازَ التَّحْدِيدُ فِي الْيَدَيْنِ إِلى الْمَرَافِقِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ ؛ بِغَيْرِ تَحْدِيدٍ فِي الْقُرْآنِ؛ وَكَذَلِكَ فِي التَّيَمُّمِ: فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ، مِنْهُ ، مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ، فَهَذَا كُلُّهُ يُوجِبُ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ. وأَما مَنْ قرأَ: وأَرْجُلَكم، فَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن فِيهِ تَقْدِيمًا وتأْخيراً كأَنه قَالَ: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيديكم إِلى الْمَرَافِقِ، وأَرْجُلَكم إِلى الكعبين، وامسحوا برؤُوسكم، فقدَّمَ وأَخَّرَ لِيَكُونَ الوضوءُ وِلاءً شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: كأَنه أَراد: وَاغْسِلُوا أَرجلكم إِلى الْكَعْبَيْنِ، لأَن قَوْلَهُ إِلى الْكَعْبَيْنِ قَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ كَمَا وَصَفْنَا، ويُنْسَقُ بِالْغَسْلِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: يَا ليتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا الْمَعْنَى: مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَحَامِلًا رُمْحًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي تَوَضَّأَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَوَضَّأَ قَدْ تَمَسَّحَ، والمَسْحُ يَكُونُ مَسْحاً بِالْيَدِ وغَسْلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا بِهِ، لأَن مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ مَسَحَ الركنَ، فَصَارَ اسْمًا لِلطَّوَافِ. وَفُلَانٌ يُتَمَسَّحُ بِثَوْبِهِ أَي يُمَرُّ ثوبُه عَلَى الأَبدان فيُتقرَّبُ بِهِ إِلى اللَّهِ. وَفُلَانٌ يُتَمَسَّحُ بِهِ لِفَضْلِهِ وَعِبَادَتِهِ كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى اللَّهِ بالدُّنُوِّ مِنْهُ. وتماسَحَ القومُ إِذا تَبَايَعُوا فتَصافَقُوا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ لِلْمَرِيضِ: مَسَحَ اللَّهُ عَنْكَ مَا بِكَ أَي أَذهب. والمَسَحُ: احْتِرَاقُ بَاطِنِ الرُّكْبَةِ مِنْ خُشْنَةِ الثَّوْبِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَمَسَّ باطنُ

_ (1). قوله [ومزاحة] بضم الميم كما ضبطه المجد، وفتحها الفيومي. نقل شارح القاموس: أن المزاح المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذية.

إِحدى الْفَخْذَيْنِ باطنَ الأُخْرَى فيَحْدُثَ لِذَلِكَ مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ؛ وَقَدْ مَسِحَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَتِ إِحدى رُكْبَتَي الرَّجُلِ تُصِيبُ الأُخرى قِيلَ: مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ، بِالْكَسْرِ، مَسَحاً. وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء، والاسم المَسَحُ؛ والماسِحُ مِنَ الضاغِطِ إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ مِنْ غَيْرِ أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شَدِيدًا، وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة الْبَعِيرِ فأَدماه قِيلَ: بِهِ حازٌّ، وإِن لَمْ يُدْمِه قِيلَ: بِهِ ماسِحٌ. والأَمْسَحُ: الأَرْسَحُ؛ وَقَوْمٌ مُسْحٌ رُسْحٌ؛ وَقَالَ الأَخطل: دُسْمُ العَمائمِ، مُسْحٌ، لَا لُحومَ لَهُمْ، ... إِذا أَحَسُّوا بشَخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا وَفِي حَدِيثِ اللِّعانِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي وَلَدِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جَاءَتْ بِهِ مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: هُوَ الَّذِي لَزِقَتْ أَلْيَتاه بِالْعَظْمِ وَلَمْ تَعْظُما؛ رَجُلٌ أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وَهِيَ الرَّسْحاء. وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه. والمَسَحُ أَيضاً: نَقْصٌ وقِصَرٌ فِي ذَنَبِ العُقابِ. وعَضُدٌ مَمْسوحة: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. وَرَجُلٌ أَمْسَحُ القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كَانَتْ قَدَمُه مُسْتَوِيَةً لَا أَخْمَصَ لَهَا. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ ؛ أَراد أَنهما مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ لَيْسَ فِيهِمَا تَكَسُّرٌ وَلَا شُقاقٌ، إِذا أَصابهما الْمَاءُ نَبا عَنْهُمَا. وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لَمْ يَكُنْ لِثَدْيِهَا حَجْم. وَرَجُلٌ مَمْسوح الْوَجْهِ ومَسِيحٌ: لَيْسَ عَلَى أَحد شَقَّيْ وجهِه عَيْنٌ وَلَا حاجبٌ. والمَسِيحُ الدَّجَّالُ: مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَمْسوحُ الْعَيْنِ. الأَزهري: المَسِيحُ الأَعْوَرُ وَبِهِ سُمِّيَ الدَّجَّالُ، وَنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ. ومَسَحَ فِي الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً: ذَهَبَ، وَالصَّادُ لُغَةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يَوْمَهَا دَأْباً أَي سَارَتْ فِيهَا سَيْرًا شَدِيدًا. والمَسيحُ: الصِّدِّيقُ وَبِهِ سُمِّيَ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَاللُّغَوِيُّونَ لَا يَعْرِفُونَ هَذَا، قَالَ: وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ يُسْتَعْمَلُ فِي بَعْضِ الأَزمان فَدَرَسَ فِيمَا دَرَسَ مِنَ الْكَلَامِ؛ قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: قَدْ دَرَسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَسِيحُ عيسى بن مَرْيَمَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا، قِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِصِدْقِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه كَانَ سَائِحًا فِي الأَرض لَا يَسْتَقِرُّ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَى الْعَلِيلِ والأَكمه والأَبرص فَيُبْرِئُهُ بإِذن اللَّهِ؛ قَالَ الأَزهري: أُعرب اسْمُ الْمَسِيحِ فِي الْقُرْآنِ عَلَى مَسَحَ، وَهُوَ فِي التَّوْرَاةِ مَشيحا، فعُرِّبَ وغُيِّرَ كَمَا قِيلَ مُوسَى وأَصله مُوشَى؛ وأَنشد: إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا يَعْنِي عيسى بن مَرْيَمَ يَقْتُلُ الدَّجَّالَ بنَيْزَكه؛ وَقَالَ شَمِرٌ: سُمِّيَ عِيسَى المَسِيحَ لأَنه مُسِحَ بِالْبَرَكَةِ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سُمِّيَ مَسِيحاً لأَنه كَانَ يَمْسَحُ الأَرض أَي يَقْطَعُهَا. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَانَ لَا يَمْسَحُ بِيَدِهِ ذَا عَاهَةٍ إِلَّا بَرأَ ، وقيل: سمي مسيحا لأَنه كَانَ أَمْسَحَ الرِّجْل لَيْسَ لِرِجْلِهِ أَخْمَصُ؛ وَقِيلَ: سَمِّيَ مَسِيحًا لأَنه خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمه مَمْسُوحًا بِالدُّهْنِ؛ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمَّى اللهُ ابتداءَ أَمرِه كَلِمَةً لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ، ثُمَّ كَوَّنَ الْكَلِمَةَ بَشَرًا، وَمَعْنَى الْكَلِمَةِ مَعْنَى الْوَلَدِ، وَالْمَعْنَى: يُبَشِّرُكِ بِوَلَدٍ اسْمُهُ الْمَسِيحُ. والمسيحُ: الْكَذَّابُ الدَّجَّالُ، وَسُمِّيَ الدَّجَّالُ، مَسِيحًا لأَن عَيْنَهُ مَمْسُوحَةٌ عَنْ أَن يُبْصِرَ بِهَا، وَسَمِّيَ عِيسَى مَسِيحًا اسْمٌ خصَّه اللَّهُ بِهِ، وَلِمَسْحِ زَكَرِيَّا إِياه؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ

أَنه قال: المسيح بن مَرْيَمَ الصِّدِّيق ، وضدُّ الصِّدِّيق المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الْكَذَّابُ. خَلَقَ اللَّهُ المَسِيحَيْنِ: أَحدهما ضِدُّ الْآخَرِ، فَكَانَ المسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ يُبْرِئُ الأَكمه والأَبرص وَيُحْيِي الْمَوْتَى بإِذن اللَّهِ، وَكَذَلِكَ الدَّجَّالُ يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن اللَّهِ، فَهُمَا مَسِيحَانِ: مَسِيحُ الهُدَى وَمَسِيحُ الضَّلَالَةِ؛ قَالَ المُنْذِرِيُّ: فَقُلْتُ لَهُ بَلَغَنِي أَن عِيسَى إِنما سُمِّيَ مَسِيحًا لأَنه مُسِحَ بِالْبَرَكَةِ، وَسُمِّيَ الدَّجَّالُ مَسِيحًا لأَنه مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، فأَنكره، وَقَالَ: إِنما المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ؛ يُقَالُ: مَسَحَهُ اللَّهُ أَي خَلَقَهُ خَلْقًا مُبَارَكًا حَسَنًا، وَمَسْحَهُ اللَّهُ أَي خَلَقَهُ خَلْقًا قَبِيحًا مَلْعُونًا. والمسِيحُ: الْكَذَّابُ؛ ماسِحٌ ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ؛ وأَنشد: إِني، إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ... ذَا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ، بَلَنْدَحُ، أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَكَذَا ؛ فدلَّ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى أَن عِيسَى مَسِيحُ الهُدَى وأَن الدجَّال مَسِيحُ الضَّلَالَةِ. وَرَوَى بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ: المِسِّيح، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالتَّشْدِيدِ، فِي الدجَّال بِوَزْنِ سِكِّيتٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِنه الَّذِي مُسِحَ خَلْقُه أَي شُوِّه، قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَراني اللهُ رَجُلًا عِنْدَ الْكَعْبَةِ آدَمَ كأَحْسَنِ مَنْ رأَيتُ، فَقِيلَ لِي: هو المسيح بن مَرْيَمَ، قَالَ: وإِذا أَنا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور الْعَيْنِ الْيُمْنَى كأَنها عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فسأَلت عَنْهُ فَقِيلَ: المِسِّيحُ الدجَّال ؛ عَلَى فِعِّيل. والأَمْسَحُ مِنَ الأَرض: الْمُسْتَوِي؛ وَالْجَمْعُ الأَماسِح؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَمْسَحُ مِنَ الْمَفَاوِزِ كالأَمْلَسِ، وَجَمْعُ المَسْحاء مِنَ الأَرض مَساحي؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَسْحاء أَرض حَمْرَاءُ والوحْفاء السَّوْدَاءُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والمَسْحاء الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لَا نَبَاتَ فِيهَا، وَالْجَمْعُ مِساحٌ ومسَاحِي «1»، غَلَبَ فكُسِّرَ تَكْسِيرَ الأَسماء؛ وَمَكَانٌ أَمْسَحُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَرَرْتُ بخَرِيق مِنَ الأَرض بَيْنَ مَسْحاوَيْنِ؛ والخَرِيقُ: الأَرض الَّتِي تَوَسَّطَها النباتُ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَسْحاء قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوِيَةٌ جَرْداء كَثِيرَةُ الحَصَى لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا تَنْبُتُ غَلِيظَةٌ جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصَّلَابَةِ، مِثْلَ صَرْحة المِرْبَدِ لَيْسَتْ بقُفٍّ وَلَا سَهْلة؛ وَمَكَانٌ أَمْسَحُ. والمَسِيحُ: الْكَثِيرُ الْجِمَاعِ وَكَذَلِكَ الماسِحُ. والمِساحةُ: ذَرْعُ الأَرض؛ يُقَالُ: مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً. ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً: نَكَحَهَا. ومَسَحَ عُنُقَه وَبِهَا يَمْسَحُ مَسْحاً: ضَرَبَهَا، وَقِيلَ: قَطَعَهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ؛ يُفَسَّرُ بِهِمَا جَمِيعًا. وَرَوَى الأَزهري عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قِيلَ لَهُ: قَالَ قُطْرُبٌ يَمْسَحُها يَنْزِلُ عَلَيْهَا، فأَنكره أَبو الْعَبَّاسِ وَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قِيلَ لَهُ: فإِيْش هُوَ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: قَالَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ: يَضْرِبُ أَعناقَها وسُوقَها لأَنها كَانَتْ سَبَبَ ذَنْبِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ وَقَالَ: لَمْ يَضْرِبْ سُوقَها وَلَا أَعناقَها إِلَّا وَقَدْ أَباح اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ، لأَنه لَا يَجْعَلُ التَّوْبَةَ مِنَ الذَّنْبِ بِذَنْبٍ عَظِيمٍ؛ قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ إِنه مَسَحَ أَعناقَها وَسُوقَهَا بِالْمَاءِ بِيَدِهِ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ يُشْبِه شَغْلَها

_ (1). قوله [والجمع مساح ومساحي] كذا بالأَصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب فكسر إلخ أَنْ يَكُونَ جَمْعُهُ عَلَى مساحي ومساحَى، بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ.

إِياه عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وإِنما قَالَ ذَلِكَ قَوْمٌ لأَن قَتْلَهَا كَانَ عِنْدَهُمْ مُنْكَرًا، وَمَا أَباحه اللَّهُ فَلَيْسَ بِمُنْكَرٍ، وَجَائِزٌ أَن يُبِيحَ ذَلِكَ لِسُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي وقتهِ ويَحْظُرَه فِي هَذَا الْوَقْتِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ؛ قِيلَ: ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها. يُقَالُ: مَسَحه بِالسَّيْفِ أَي ضَرَبَهُ. ومَسَحه بِالسَّيْفِ: قَطَعَه؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُسْتامةٍ تُسْتامُ، وَهِيَ رَخِيصةٌ، ... تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي، وتُمْسَحُ مُسْتَامَةٌ: يَعْنِي أَرضاً تَسُومُ بِهَا الإِبلُ. وتُباعُ: تَمُدُّ فِيهَا أَبواعَها وأَيديَها. وتُمْسَحُ: تُقْطَع. والماسحُ: القَتَّال؛ يُقَالُ: مَسَحَهم أَي قَتَلَهُمْ. وَالْمَاسِحَةُ: الْمَاشِطَةُ. والتماسُحُ: التَّصادُق. والمُماسَحَة: المُلاينَة فِي الْقَوْلِ وَالْمُعَاشَرَةِ والقلوبُ غَيْرُ صَافِيَةٍ. والتِّمْسَحُ: الَّذِي يُلايِنُك بِالْقَوْلِ وَهُوَ يَغُشُّك. والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ مِنَ الرِّجَالِ: المارِدُ الْخَبِيثُ؛ وَقِيلَ: الْكَذَّابُ الَّذِي لَا يَصْدُقُ أَثَرَه يَكْذِبُكَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْكَذَّابُ فَعَمَّ بِهِ. والتَّمْساحُ: الْكَذِبُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَدْ غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ، ... بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ: خَلْقٌ عَلَى شَكْل السُّلَحْفاة إِلَّا أَنه ضَخْم قَوِيٌّ طَوِيلٌ، يَكُونُ بِنِيلِ مِصْرَ وَبَعْضِ أَنهار السِّنْد؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَكُونُ فِي الْمَاءِ. والمَسِيحةُ: الذُّؤَابةُ، وَقِيلَ: هِيَ مَا نَزَلَ مِنَ الشَّعَرِ فَلَمْ يُعالَجْ بِدُهْنٍ وَلَا بِشَيْءٍ، وَقِيلَ: المَسِيحةُ مِنْ رأْس الإِنسان مَا بَيْنَ الأُذن وَالْحَاجِبِ يَتَصَعَّد حَتَّى يَكُونَ دُونَ اليافُوخ، وَقِيلَ: هُوَ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ يَدُ الرَّجُلِ إِلى أُذنه مِنْ جَوَانِبِ شِعْرِهِ؛ قَالَ: مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ، ... جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلالَها وَقِيلَ: المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: المَسائح الشِّعْرُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: هِيَ مَا مَسَحْتَ مِنْ شَعْرِكَ فِي خَدِّكَ ورأْسك. وَفِي حَدِيثِ عَمَّار: أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُرَجِّل مَسائحَ مَنْ شَعَره ؛ قِيلَ: هِيَ الذَّوَائِبُ وَشَعْرُ جَانِبَيِ الرأْس. والمَسائحُ: القِسِيُّ الجِيادُ، وَاحِدَتُهَا مَسِيحة؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ الثَّعْلَبِيِّ: لَهَا مَسائحُ زُورٌ، فِي مَراكِضِها ... لِينٌ، وَلَيْسَ بِهَا وَهْنٌ وَلَا رَقَقُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده لَنَا مَسائح أَي لَنَا قِسِيٌّ. وزُورٌ: جَمْعُ زَوْراء وَهِيَ الْمَائِلَةُ. ومَراكِضُها: يُرِيدُ مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن يَمِينِ الوَتَرِ وَيَسَارِهِ. والوَهْنُ والرَّقَقُ: الضَّعْف. والمِسْحُ: البِلاسُ. والمِسْحُ: الْكِسَاءُ مِنَ الشَّعَر وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَمْساح؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: ثُمَّ شَرِبْنَ بنَبْطٍ، والجِمالُ كأَنَّ ... الرَّشْحَ، منهنَّ بالآباطِ، أَمْساحُ وَالْكَثِيرُ مُسُوح. وَعَلَيْهِ مَسْحةٌ مِنْ جَمالٍ أَي شَيْءٌ مِنْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ مِنْ مَلاحَةٍ، ... وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ، لَوْ كَانَ بادِيا وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ إِسماعيل بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَريراً يَقُولُ: مَا رَآنِي رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم فِي وَجْهِي؛ قَالَ: ويَطْلُع عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ خِيَارِ ذِي يَمَنٍ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحةُ مُلْكٍ. وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير: يطلُع

عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الفَجِّ رجلٌ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ عَلَيْهِ مَسْحةُ مُلْك؛ فَطَلَعَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. يُقَالُ: عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَة مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظَاهِرٌ مِنْهُ. قَالَ شَمِرٌ: الْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلا فِي الْمَدْحِ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ عَلَيْهِ مَسْحةُ قُبْح. وَقَدْ مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ ... مِنَ العِتْقِ، أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ وَقَالَ الأَخطل يَمْدَحُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ كَانَ يُقَالُ لَهُ المُذْهَبُ: لَذٌّ، تَقَيَّلَهُ النعيمُ، كأَنَّما ... مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ بِهِ مَسْحَة مِنْ هُزال وَبِهِ مَسْحَة مِنْ سِمَنٍ وجَمال. والشيءُ المَمْسوحُ: الْقَبِيحُ المَشؤُوم المُغَيَّر عَنْ خِلْقَتِهِ. الأَزهري: ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها. والمَسِيحُ: المِنْديلُ الأَخْشَنُ. والمَسيح: الذِّراع. والمَسِيحُ والمَسِيحةُ: القِطْعَةُ مِنَ الفضةِ. والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ. وَيُقَالُ: امْتَسَحْتُ السيفَ مِنْ غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه؛ وَقَالَ سَلَمة بْنُ الخُرْشُبِ يَصِفُ فَرَسًا: تَعادَى، مِنْ قوائِمها، ثَلاثٌ، ... بتَحْجِيلٍ، وواحِدةٌ بَهِيمُ كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عَلَيْهَا، ... نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُ كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ مِنْ حُسْن لَوْنها وبَريقِها، قَالَ: وَقَوْلُهُ نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ اللَّذَيْنِ مِنَ المَسيحَتَين أَي رِفْعَتِهِمَا، وأَراد أَن الْفِضَّةَ مِمَّا يُتَّخَذُ للحَلْيِ وَذَلِكَ أَصْفَى لَهَا. وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مَثْقُوبَةٌ؛ وأَنشد لعبد الله ابن سَلَمَةَ فِي مَثَلِهِ: تَعْلى عَلَيْهِ مَسائحٌ مِنْ فِضَّةٍ، ... وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها؛ يَقُولُ: إِذا عَرِقَ فَهُوَ هَكَذَا وتَرى الماءَ أَوَّلَ مَا يَبْدُو مِنَ عَرَقه. والمَسيح: العَرَقُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ الأَزهري: سُمِّيَ العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا رَيَّها، وَقَدْ بَدا مَسِيحي، ... وابْتَلَّ ثَوْبايَ مِنَ النَّضِيحِ والأَمْسَحُ: الذِّئْبُ الأَزَلُّ. والأَمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لَا تَكُونُ عَيْنُهُ بِلَّوْرَةً. والأَمْسَحُ: السَّيَّارُ فِي سِياحتِه. والأَمْسَحُ: الْكَذَّابُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَغِرْ عَلَيْهِمْ غارَةً مَسْحاءَ ؛ هُوَ فَعْلاء مِنْ مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بِهِمْ مَرًّا خَفِيفًا لَا يُقِيمُ فِيهِ عِنْدَهُمْ. أَبو سَعِيدٍ فِي بَعْضِ الأَخبار: نَرْجُو النَّصْرَ عَلَى مَنْ خالَفَنا ومَسْحَةَ النِّقْمةِ عَلَى مَنْ سَعَى ؛ مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيَتُها؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بِكُمْ بَرَّةٌ ؛ أَراد بِهِ التَّيَمُّمَ، وَقِيلَ: أَراد مُبَاشَرَةَ تُرَابِهَا بالجِباه فِي السُّجُودِ مِنْ غَيْرِ حَائِلٍ، وَيَكُونُ هَذَا أَمر تأْديب وَاسْتِحْبَابٍ لَا وُجُوبٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذا كَانَ الْغُلَامُ يَتِيمًا فامْسَحُوا رأْسَه مِنْ أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه،

وإِذا كَانَ لَهُ أَب فَامْسَحُوا مِنْ مُقَدَّمه إِلى قَفَاهُ ؛ وَقَالَ: قَالَ أَبو مُوسَى هَكَذَا وَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا، قَالَ: وَلَا أَعرف الْحَدِيثَ وَلَا مَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فَخَرَجُوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم ؛ المَساحِي: جمعُ مِسْحاةٍ وَهِيَ المِجْرَفَة مِنَ الْحَدِيدِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، لأَنه مِنَ السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة، وَاللَّهُ أَعلم. مصح: مَصَحَ الكِتابُ يَمْصَحُ مُصُوحاً: دَرَسَ أَو قَارَبَ ذَلِكَ. ومَصَحَتِ الدارُ: عَفَتْ. والدارُ تَمْصَحُ أَي تَدْرُسُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: قِفَا نَسَلِ الدِّمَنَ المَاصِحَه، ... وَهَلْ هِيَ، إِن سُئِلَتْ، بَائِحَهْ؟ ومَصَحَ الثوبُ: أَخْلَقَ ودَرَسَ. ومَصَحَ الضَّرْعُ يَمْصَحُ مُصُوحاً: غَرَزَ وَذَهَبَ لَبَنُهُ. ومَصَحَ لبنُ النَّاقَةِ، وَلَّى وَذَهَبَ. ومَصَحَ بِالشَّيْءِ يَمْصَحُ مَصْحاً ومُصُوحاً: ذَهَبَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والهَجْرُ بِالْآلِ يَمْصَح ومَصَعَ لبنُ النَّاقَةِ ومَصَحَ إِذا ولَّى مُصُوحاً ومُصُوعاً. ومَصَحَ الشَّيْءُ مُصُوحاً: ذَهَبَ وَانْقَطَعَ؛ وَقَالَ: قَدْ كادَ مِنْ طُولِ البِلى أَن يَمْصَحا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً: مَصَحْتُ بِالشَّيْءِ ذَهَبْتَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى غَلَطِ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِهِ مَصَحَ اللَّهُ مَا بِكَ، بِالصَّادِّ، وَوَجْهُ غَلَطِهِ أَن مَصَح بِمَعْنَى ذَهَبَ لَا يَتَعَدَّى إِلا بِالْبَاءِ أَو بِالْهَمْزَةِ، فَيُقَالُ: مَصَحْتُ بِهِ أَو أَمْصَحْتُه بِمَعْنَى أَذهبته، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، قَالَ يُقَالُ: مَسَحَ اللَّهُ مَا بِكَ، بِالسِّينِ، أَي غَسَلَكَ وَطَهَّرَكَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَلَوْ كَانَ بِالصَّادِّ لقالَ: مَصَح اللَّهُ بِمَا بِكَ أَو أَمْصَحَ اللَّهُ مَا بِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومَصَحَ الله بِكَ مَصْحاً ومَصَّحَهُ: أَذهبه. ومَصَحَ النباتُ: ولَّى لَوْنُ زَهْرِه. ومَصَحَ الزهرُ يَمْصَحُ مُصوحاً: ولَّى لَوْنُهُ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: يُكْسَيْنَ رَقْمَ الفارِسِيِّ، كأَنه ... زَهْرٌ تَتابَع لَوْنُه، لَمْ يَمْصَحِ ومَصَحَ النَّدى يَمْصَحُ مُصُوحاً: رَسَخَ فِي الثَّرى. ومَصَح الثَّرَى مُصُوحاً إِذا رَسَخَ فِي الأَرض. ومَصَحت أَشاعِرُ الْفَرَسِ إِذا رَسَخَت أُصولها؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: عَبْل الشَّوى ماصِحَة أَشاعِرُهْ مَعْنَاهُ رَسَخَتْ أُصُولُ الأَشاعر حَتَّى أَمِنَتْ أَن تَنْتَتِفَ أَو تَنْحَصَّ. والأَمْصَحُ الظِّلُّ: النَّاقِصُ «2». ومَصَحَ الظلُّ مُصوحاً: قَصُر. ومَصَحَ فِي الأَرض مَصْحاً: ذهَب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالسِّينُ لغة. مضح: يُقَالُ: مَضَحَ الرجلُ عِرْض فُلَانٍ أَو عِرْضَ أَخيه يَمْضَحه مَضْحاً وأَمْضَحه إِذا شانَه وَعَابَهُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وأَمْضَحْتَ عِرْضِي فِي الْحَيَاةِ، وشِنْتَني، ... وأَوْقَدْتَ لِي نَارًا بِكُلِّ مكانِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وأَمْضَحْتِ، بِكَسْرِ التَّاءِ، لأَنه يُخَاطِبُ النَّوارَ امرأَته؛ وَقَبْلَهُ: وَلَوْ سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها، ... إِذاً لَمْ تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان لَعَمْري، لَقَدْ رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي، ... وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان قَالَ الأَزهري: وأَنشدنا أَبو عَمْرٍو فِي مَضَح لِبَكْرِ بن

_ (2). قوله [والأَمصح الظل الناقص إلخ] وبابه فرح ومنع كما صرح به القاموس.

زَيْدٍ القُشَيْري: لَا تَمْضَحَنْ عِرْضِي فإِني ماضِحُ ... عِرْضَكَ، إِن شاتمتَني، وقادِحُ فِي ساقِ مَن شاتَمني، وجارحُ وَالْقَادِحُ: عَيْبٌ يُصيب الشَّجَرَةَ فِي سَاقِهَا. وساقُ الشَّجَرَةِ: عَمُودُها الَّذِي تَتَفَرَّعُ فِيهِ الأَغصانُ؛ يُرِيدُ: أَنه يُهْلك مَنْ شَاتَمَهُ وَيَفْعَلُ بِهِ مَا يُؤَدِّي إِلى عَطَبه كَالْقَادِحِ فِي الشَّجَرَةِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَضَحت الإِبلُ ونَضَحت ورَفَضَت إِذا انْتَشَرَتْ. ومَضَحت الشَّمْسُ ونَضَحت إِذا انْتَشَرَ شعاعُها عَلَى الأَرض. مطح: المَطْحُ: الضَّرْبُ بِالْيَدِ وَرُبَّمَا كُنِّيَ بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. ومَطَح الرجلُ جاريتَه إِذا نَكَحَهَا. قَالَ الأَزهري: أَما الضَّرْبُ بِالْيَدِ مَبْسُوطَةً، فَهُوَ البَطْح، قَالَ: وَمَا أَعْرِفُ المَطْح، بِالْمِيمِ، إِلا أَن تَكُونَ الْبَاءُ أُبدلت ميماً. ملح: المِلْح: مَا يَطِيبُ بِهِ الطَّعَامُ، يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ، والتأْنيث فِيهِ أَكثر. وَقَدْ مَلَحَ القِدْرَ «1» يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحاً وأَملَحَها: جَعَلَ فِيهَا مِلْحاً بقَدَرٍ. ومَلَّحها تَمْليحاً: أَكثر مِلْحها فأَفسدها، وَالتَّمْلِيحُ مِثْلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ مَطْعَم ابْنِ آدَمَ لِلدُّنْيَا مَثَلًا وإِن مَلَحه أَي أَلقى فِيهِ المِلْح بقَدْر الإِصلاح. ابْنُ سِيدَهْ عَنْ سِيبَوَيْهَ: مَلَحْتُه ومَلَّحْته وأَمْلَحْته بِمَعْنًى؛ ومَلَح اللحمَ والجلدَ يَمْلَحُه مَلْحاً، كَذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تُشْلي الرَّمُوحَ، وهِيَ الرَّمُوحُ، ... حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَسْتَنُّ فِي عُرُضِ الصَّحْرَاءِ فائِرُه، ... كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ يَعْنِي الْبَحْرَ شَبَّهَ السَّرابَ بِهِ. وَتَقُولُ: مَلَحْتُ الشيءَ ومَلَّحْته، فَهُوَ مَمْلُوحٌ مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ. والمِلْحُ والمَلِيح خِلَافُ العَذْب مِنَ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ مِلْحَةٌ ومِلاح وأَمْلاح ومِلَح؛ وَقَدْ يُقَالُ: أَمواهٌ مِلْح ورَكيَّة مِلْحة وَمَاءٌ مِلْح، وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ. وَقَدْ مَلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَلَح يَمْلَح مُلوحاً، بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فإِن كَانَ الْمَاءُ عَذْبًا ثُمَّ مَلُحَ قَالَ: أَمْلَحَ؛ وَبَقْلَةٌ مالِحة. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَاءٌ مالحٌ كمِلْحٍ، وإِذا وَصَفْتَ الشيءَ بِمَا فِيهِ مِنَ المُلوحة قُلْتَ: سَمَكٌ مَالِحٌ وَبَقْلَةٌ مَالِحَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأَنا أَشرب ماءَ المِلْح أَي الشديدَ المُلوحة. الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: أَنه سَمِعَ ابْنَ الأَعرابي قَالَ: مَاءٌ أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق، وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطَّائِرِ، وَهُوَ الْمَاءُ الْمَالِحُ؛ قَالَ وأَنشدنا: بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ، مَا أَعَقَّهُ ... رَبُّك، والمَحْرُومُ مَنْ لَمْ يُسْقَهُ أَراد: مَا أَقَعَّه مِنَ القُعاع، وَهُوَ الْمَاءُ المِلْحُ فقلَب. ابْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ يُونُسُ: لَمْ أَسمع أَحداً مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ مَاءٌ مَالِحٌ، وَيُقَالُ سَمك مَالِحٌ، وأَحسن مِنْهُمَا: سَمك مَلِيح ومَمْلوح؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: يُقَالُ مَاءٌ مالِح ومِلْحٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا وإِن وُجد فِي كَلَامِ العرب قليلًا لُغَةٌ لَا تُنْكَرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جَاءَ المالِح فِي أَشعار الْفُصَحَاءِ كَقَوْلِ الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يَصِفُ أُتُناً وحماراً:

_ (1). قوله [وقد ملح القدر إلخ] بابه منع وضرب وأَما ملح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس.

تخالُه مِنْ كَرْبِهِنَّ كالِحا، ... وافْتَرَّ صَابًا ونَشُوقاً مالِحا وَقَالَ غَسَّان السَّلِيطيّ: وبِيضٍ غِذاهُنَّ الحَليبُ، وَلَمْ يكنْ ... غِذاهُنَّ نِينانٌ مِنَ الْبَحْرِ مالِحُ أَحَبُّ إِلينا مِنْ أُناسٍ بقَرْيةٍ، ... يَموجُونَ مَوْجَ البحرِ، والبحرُ جامحُ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: وَلَوْ تَفلتْ فِي البحرِ، والبحرُ مالحٌ، ... لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ مِنْ رِيقها عَذْبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَدْتُ هَذَا الْبَيْتَ الْمَنْسُوبَ إِلى عمر ابن أَبي رَبِيعَةَ فِي شِعْرِ أَبي عُيَيْنَةَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي صُفْرة فِي قَصِيدَةٍ أَوّلها: تَجَنَّى عَلَيْنَا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا، ... وَكَانُوا لَنَا سِلْماً، فَصَارُوا لَنَا حَرْبا وَقَالَ أَبو زِياد الْكِلَابِيُّ: صَبَّحْنَ قَوًّا، والحِمامُ واقِعُ، ... وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِلى المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ ... أَمْسَوا رَماداً، فَلَا أَصلٌ وَلَا طَرَفُ كَانُوا إِذا جَعَلوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلًا، ... ثُمَّ اشْتَوَوا كَنْعَداً مِنْ مالحٍ جَدَفوا قَالَ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ شَيْءٌ مَالِحٌ كَمَا يُقَالُ حَامِضٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبو الجَرَّاحِ: الحَمْضُ الْمَالِحُ مِنَ الشَّجَرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَوَجْهُ جَوَازِ هَذَا مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ، مِثْلَ قَوْلِهِمْ مَاءٌ دَافِقٌ أَي ذُو دَفْق، وَكَذَلِكَ مَاءَ مَالِحٌ أَي ذُو مِلْح، وَكَمَا يُقَالُ رَجُلٌ تارِسٌ أَي ذُو تُرْس، ودارِع أَي ذُو دِرْع؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ هَذَا جَارِيًا عَلَى الْفِعْلِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وسَمك مَالِحٌ ومَليح ومَمْلوح ومُمَلَّح وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ مَليحاً وَمَالِحًا، وَلَمْ يَرَ بيتَ عُذافِرٍ حُجَّةً؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: لَوْ شاءَ رَبي لَمْ أَكُنْ كَرِيَّا، ... وَلَمْ أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِيَّا بِصْرِيَّةٍ تزوَّجت بِصْرِيَّا، ... يُطْعِمُها المالحَ والطَّرِيَّا وَقَدْ عَارَضَ هَذَا الشاعرَ رجلٌ مِنْ حَنِيفَةَ فَقَالَ: أَكْرَيْتُ خَرْقاً مَاجِدًا سَرِيَّا، ... ذَا زوجةٍ كَانَ بِهَا حَفِيَّا، يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وأَمْلَح القومُ: وَرَدُوا مَاءً مِلْحاً. وأَملَحَ الإِبلَ: سَقَاهَا مَاءً مِلْحاً. وأَمْلَحَتْ هِيَ: وَرَدَتْ مَاءً مِلْحاً. وتَمَلَّحَ الرجلُ: تَزَوَّدَ المِلْحَ أَو تَجَرَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ سَحَابًا: تَرَى كلَّ وادٍ سَالَ فِيهِ، كأَنما ... أَناخَ عَلَيْهِ راكبٌ مُتَمَلِّحُ والمَلَّاحَةُ: مَنْبِتُ المِلْح كالبَقَّالة لِمَنْبَتِ البَقْل. والمَمْلَحةُ: مَا يَجْعَلُ فِيهِ الْمِلْحَ. والمَلَّاح: صَاحِبُ المِلْح؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وأَنشد: حَتَّى تَرَى الحُجُراتِ كلَّ عَشِيَّةٍ ... مَا حَوْلَها، كمُعَرَّسِ المَلَّاحِ وَيُرْوَى الحَجَرات. والمَلَّاحُ: النُّوتيّ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: صَاحِبُ السَّفِينَةِ لِمُلَازَمَتِهِ الماءَ المِلْح، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يَتَعَهَّدُ فُوهَةَ النَّهْرِ ليُصْلحه وأَصله مِنْ ذَلِكَ، وحِرْفَتُه المِلاحَةُ والمُلَّاحِيَّةُ؛ وأَنشد الأَزهري للأَعشى:

تَكافَأَ مَلَّاحُها وَسْطَها، ... مِنَ الخَوْفِ، كَوْثَلَها يَلتَزِمْ ابْنُ الأَعرابي: المِلاحُ الرِّيحُ الَّتِي تَجْرِي بِهَا السَّفِينَةُ وَبِهِ سُمِّيَ المَلَّاحُ مَلَّاحاً، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ السَّفَّانُ مَلَّاحاً لِمُعَالَجَتِهِ الماءَ المِلْحَ بإِجراء السُّفُنِ فِيهِ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْحَدِيدِ: مِلْحُه عَلَى رُكْبتيه؛ قَالَ مِسكينٌ الدَّارِميّ: لَا تَلُمْها، إِنها مِنْ نِسْوَةٍ ... مِلحُها مَوْضوعةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنث فإِما أَن يَكُونَ جمعَ مِلْحة، وإِما أَن يَكُونَ التأْنيث فِي المِلْح لُغَةً؛ وَقَالَ الأَزهري: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَقَالَ الأَصمعي: هَذِهِ زِنجِيَّة والمِلْح شَحْمُهَا هَاهُنَا وسِمَنُ الزِّنْج فِي أَفخاذها؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الشَّحْمُ يُسَمَّى مِلْحاً؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: ملحُها مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ قَالَ: هَذِهِ قَلِيلَةُ الْوَفَاءِ، والمِلْحُ هَاهُنَا يَعْنِي المِلْحَ. يُقَالُ: فُلَانٌ مِلْحُه عَلَى رُكْبَتَيْهِ إِذا كَانَ قَلِيلَ الْوَفَاءِ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَحْلِفُ بالمِلْح وَالْمَاءِ تَعْظِيمًا لَهُمَا. ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها: أَطعمها سَبِخَةَ المِلْح، وَهُوَ مِلْح وتُراب، وَالْمِلْحُ أَكثر، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الحَمْضِ فأَطعمها هَذَا مَكَانَهُ. والمُلَّاحَة: عُشبة مِنَ الحُمُوضِ ذَاتُ قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها القِفافُ، وَهِيَ مَالِحَةُ الطَّعْمِ نَاجِعَةٌ فِي الْمَالِ، وَالْجَمْعُ مُلَّاحٌ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: المُلَّاحُ مِنَ الحَمْضِ؛ وأَنشد: يَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كَذَاوِي القَرْمَلِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المُلَّاحُ مِنْ بُقُولِ الرِّيَاضِ، الْوَاحِدَةُ مُلَّاحة، وَهِيَ بَقْلَةٌ غَضَّة فِيهَا مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ؛ وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ فِي وَصْفِهِ رَوْضَةً: رأَيتُها تَنْدى مِنْ بُهْمَى وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلَّاحةٍ ونَهْقَةٍ. والمُلَّاحُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: مِنْ نَبَاتِ الحَمْضِ؛ وَفِي حَدِيثِ ظَبْيانَ: يأْكلون مُلَّاحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها : المُلَّاح: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، والسِّراحُ: جَمْعُ سَرْح، وَهُوَ الشجرُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُلَّاحُ حَمْضَة مِثْلَ القُلَّام فِيهِ حُمْرَةٌ يُؤْكَلُ مَعَ اللَّبَنِ يُتَنَقَّلُ بِهِ، وَلَهُ حَبٌّ يُجْمَعُ كَمَا يُجْمَعُ الفَثُّ ويُخْبز فَيُؤْكَلُ، قَالَ: وأَحْسِبُه سُمِّيَ مُلَّاحاً للَّوْن لَا لِلطَّعْمِ؛ وَقَالَ مَرَّةً: المُلَّاحُ عُنْقُود الكَباثِ مِنَ الأَراك سُمِّيَ به لطعمه، كأَن فِيهِ مِنْ حَرَارَتِهِ مِلْحاً، وَيُقَالُ: نبتٌ مِلْح وَمَالِحٌ للحَمْضِ. وقَلِيبٌ مَليح أَي مَاؤُهُ مِلْح؛ قَالَ عَنْتَرَةُ يَصِفُ جُعَلًا: كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلًا، ... هَدُوجاً بَيْنَ أَقْلِبةٍ مِلاحِ والمِلْحُ: الحُسْنُ مِنَ المَلاحة. وَقَدْ مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُنَ، فَهُوَ مَليح ومُلاحٌ ومُلَّاح. والمُلَّاحُ أَمْلَحُ مِنَ المَليح؛ قَالَ: تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلَّاحِ، ... أُجِمَّ حَتَّى هَمَّ بالصِّياحِ يَعْنِي فَرْجَهَا، وَهَذَا الْمِثَالُ لَمَّا أَرادوا الْمُبَالَغَةَ، قَالُوا: فُعَّال فَزَادُوا فِي لَفْظِهِ لِزِيَادَةِ مَعْنَاهُ؛ وَجَمْعُ المَلِيحِ مِلاحٌ وَجَمْعُ مُلاحٍ ومُلَّاحٍ مُلاحُون ومُلَّاحُونَ، والأُنثى مَلِيحة. واستَمْلَحه: عَدَّه مَلِيحاً؛ وَقِيلَ: جَمْعُ المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، مِثْلَ شَرِيف وأَشْراف. وَفِي حَدِيثِ جُوَيرية: وَكَانَتِ امرأَة مُلاحةً أَي شَدِيدَةَ المَلاحة، وَهُوَ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وَفِي كِتَابِ

الزَّمَخْشَرِيِّ: وَكَانَتِ امرأَة مُلاحة أَي ذَاتِ مَلاحة، وفُعالٌ مُبَالَغَةٌ فِي فَعِيلٍ مِثْلَ كَرِيمٍ وكُرام وَكَبِيرٍ وكُبارٍ، وفُعَّالٌ مَشدّداً أَبلغ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والمُلَّاحُ أَمْلَحُ مِنَ المَليح. وَقَالُوا: مَا أُمَيْلِحَه فَصَغَّروا الْفِعْلَ وَهُمْ يُرِيدُونَ الصِّفَةَ حَتَّى كأَنهم قَالُوا مُلَيْحٌ، وَلَمْ يُصَغِّرُوا مِنَ الْفِعْلِ غَيْرَهُ وَغَيْرَ قَوْلِهِمْ مَا أُحَيْسِنَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لَنَا، ... مِنْ هؤُلَيَّاءِ، بَيْنَ الضَّالِ والسَّمُرِ والمُلْحة والمُلَحةُ: الْكَلِمَةُ المَليحة. وأَمْلَح: جَاءَ بِكَلِمَةٍ مَليحة. اللَّيْثُ: أَمْلَحْتَ يَا فلانُ بِمَعْنَيَيْنِ أَي جِئْتَ بِكَلِمَةٍ مَلِيحة وأَكثرت مِلْحَ القِدْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ لَهَا امرأَة: أَزُمُّ جَمَلي هَلْ عليَّ جُناحٌ؟ قَالَتْ: لَا، فَلَمَّا خَرَجَتْ قَالُوا لَهَا: إِنها تَعْنِي زَوْجَهَا، قَالَتْ: رُدُّوها عليَّ، مُلْحةٌ فِي النَّارِ اغْسِلُوا عَنِّي أَثرها بِالْمَاءِ والسِّدْرِ ؛ المُلْحَة: الْكَلِمَةُ الْمَلِيحَةُ، وَقِيلَ: الْقَبِيحَةُ. وَقَوْلُهَا: اغْسِلُوا عَنِّي أَثرها تَعْنِي الْكَلِمَةَ الَّتِي أَذِنَتْ لَهَا بِهَا، ردُّوها لأُعلمها أَنه لَا يَجُوزُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْكَلَامُ الْجَيِّدُ مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها، بِالتَّشْدِيدِ، ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بِشَيْءٍ مَلِيح. والمُلْحَةُ، بِالضَّمِّ: وَاحِدَةُ المُلَحِ مِنَ الأَحاديث. قَالَ الأَصمعي: بَلَغْتُ بِالْعِلْمِ ونِلْتُ بالمُلَح؛ والمَلْح: المُلَحُ مِنَ الأَخبار، بِفَتْحِ الْمِيمِ. والمِلْحُ: الْعِلْمُ. والمِلْحُ: الْعُلَمَاءُ. وأَمْلِحْني بِنَفْسِكَ: زَيِّنِّي؛ التَّهْذِيبُ: سأَل رَجُلٌ آخَرَ فَقَالَ: أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عِنْدَ فُلَانٍ بِنَفْسِكَ أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني. الأَصمعي: الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ. والمُلْحة مِنَ الأَلوان: بَيَاضٌ تَشُوبُهُ شَعَرَاتٌ سُودٌ. وَالصِّفَةُ أَمْلَح والأُنثى مَلْحاء. وَكُلُّ شِعْرٍ وَصُوفٍ وَنَحْوِهِ كَانَ فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ: فَهُوَ أَمْلح، وَكَبْشٌ أَمْلَحُ: بَيِّنُ المُلْحةِ والمَلَح. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتيَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَينِ فَذَبَحَهُمَا ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَملحين ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ وأَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا: الأَمْلَح الَّذِي فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ وَيَكُونُ الْبَيَاضُ أَكثر. وَقَدِ امْلَحَّ الْكَبْشُ امْلِحاحاً: صَارَ أَمْلَح؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يُؤْتى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَح ؛ وَيُقَالُ: كَبْشٌ أَمْلَحُ إِذا كَانَ شَعْرُهُ خَلِيساً. قال أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ: أَبْغَضُ الشُّيُوخِ إِليَّ الأَقْلَحُ الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ. وَفِي حَدِيثِ خَبَّاب: لكنْ حمزةُ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا نَمِرةٌ مَلْحاءُ أَي بُرْدَة فِيهَا خُطُوطٌ سُودٌ وَبِيضٌ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ «2»: خَرَجْتُ فِي بُرْدَيْنِ وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنما هِيَ مَلْحاء، قَالَ: وإِن كَانَتْ مَلْحاء أَما لَكَ فيَّ أُسْوَةٌ؟ والمَلْحاء مِنَ النِّعاج: الشَّمطاءُ تَكُونُ سَوْدَاءَ تُنْفِذها شعرةٌ بَيْضَاءُ. والأَمْلَحُ مِنَ الشَّعَرِ نَحْوَ الأَصْبَح وَجَعَلَ بَعْضُهُمُ الأَمْلَح الأَبيضَ النقيَّ الْبَيَاضِ وَقِيلَ: المُلْحة بَيَاضٌ إِلى الْحُمْرَةِ مَا هُوَ كَلَوْنِ الظَّبْيِ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الأَبيض الَّذِي لَيْسَ بِخَالِصٍ فِيهِ عُفْرة. وَرَجُلٌ أَمْلَحُ اللِّحْيَةِ إِذا كَانَ يَعْلُو شعرَ لِحْيَتِهِ بياضٌ مِنْ خِلْقةٍ، لَيْسَ مَنْ شَيْبٍ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ شَيْبٍ وَلِذَلِكَ وَصَفَ الشَّيْبَ بالمُلحَة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لكلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أَثْوُبا،

_ (2). قوله [وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ خالد إلخ] نصه كما بهامش النهاية: كنت رجلًا شاباً بالمدينة فخرجت فِي بُرْدَيْنِ وأَنا مُسْبِلُهُمَا فطعنني رجل من خلفي، إما بإصبعه وإما بقضيب كان معه، فالتفت إلخ.

حَتَّى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا، ... أَمْلَح لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبا وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بَيَاضُهُ غَالِبٌ لِسَوَادِهِ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ. والمُلْحة والمَلَحُ: فِي جَمِيعِ شَعْرِ الْجَسَدِ مِنَ الإِنسان وكلِّ شَيْءٍ بياضٌ يَعْلُو السَّوَادَ. والمُلْحة: أَشدُّ الزَّرَق حَتَّى يَضْرِب إِلى الْبَيَاضِ؛ وَقَدْ مَلِح مَلَحاً وامْلَحَّ وأَمْلَح؛ الأَزهري: الزُّرْقَةُ إِذا اشْتَدَّتْ حَتَّى تَضْرِبَ إِلى الْبَيَاضِ قِيلَ: هُوَ أَمْلَحُ الْعَيْنِ، وَمِنْهُ كَتِيبَةٌ مَلْحاءُ؛ وَقَالَ حَسانُ بْنُ رَبِيعَةَ الطَّائِيُّ: وإِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حَتَّى ... تُوَلِّيَ، والسُّيُوفُ لَنَا شُهودُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ مِنَ الرِّوَايَةِ: وأَنا نَضْرِبُ الْمَلْحَاءَ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ وَقَبْلَهُ: لَقَدْ عَلِمَ القبائلُ أَن قَوْمِي ... ذَوو حَدٍّ، إِذا لُبِسَ الحَديدُ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ حَتَّى تُوَلِّيَ أَي حَتَّى تَفِرَّ مُوَلِّيَةً يَعْنِي كَتِيبَةَ أَعدائه، وَجَعَلَ تَفْلِيلَ السُّيُوفِ شَاهِدًا عَلَى مُقَارَعَةِ الْكَتَائِبِ وَيُرْوَى: لَهَا شُهُودٌ، فَمَنْ رَوَى لَنَا شُهُودٌ فإِنه جَعَلَ فُلولَها شُهوداً لَهُمْ بِالْمُقَارَعَةِ، وَمَنْ رَوَى لَهَا أَراد أَن السُّيُوفَ شُهُودٌ عَلَى مُقَارَعَتِهَا، وَذَلِكَ تَفْلِيلُهَا. ومَلْحانُ [مِلْحانُ]: جُمادَى الْآخِرَةُ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِابْيِضَاضِهِ بِالثَّلْجِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها، ... لِشَيْبانَ أَو مَلْحانَ، واليومُ أَشْهَبُ شِيْبانُ [شَيْبانُ]: جُمادَى الأُولى وَقِيلَ: كانون الأَول. ومَلْحانُ [مِلْحانُ]: كَانُونُ الثَّانِي، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبَيَاضِ الثَّلْجِ. الأَزهري: عَمْرُو بْنُ أَبي عَمْرٍو: شِيبانُ، بكسر الشين، ومِلْحان [مَلْحان] مِنَ الأَيام إِذا ابْيَضَّتِ الأَرض مِنَ الجَلِيتِ والصَّقِيعِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِبَعْضِ شُهُورِ الشتاء مِلْحانُ [مَلْحانُ] لِبَيَاضِ ثَلْجِهِ. والمُلَّاحِيُّ، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ أَبيض فِي حَبِّهِ طُولٌ، وَهُوَ مِنَ المُلْحة؛ وَقَالَ أَبو قَيْسِ ابنُ الأَسْلَت: وَقَدْ لاحَ فِي الصبحِ الثرَيَّا كَمَا تَرَى، ... كعُنْقودِ مُلَّاحِيَّةٍ، حِينَ نَوَّرا ابْنُ سِيدَهْ: عِنَبٌ مُلاحِيٌّ أَبيض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمِنْ تَعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ، ... يُعْصَرُ مِنْهَا مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ قَالَ: وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ مُلَّاحِيّ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً: إِنما نَسَبَهُ إِلى المُلَّاحِ، وإِنما المُلَّاحُ فِي الطَّعْم، والمُلاحِيُّ مِنَ الأَراك الَّذِي فِيهِ بَيَاضٌ وشُهْبة وحُمْرة؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ: فَمَا أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها، ... بقُرَّى، مُلاحِيٌّ مِنَ المَرْدِ ناطِفُ والمُلاحِيُّ: تِينٌ صِغار أَمْلَحُ صَادِقُ الْحَلَاوَةِ ويُزَبَّبُ. وامْلاحَّ النخلُ: تلوَّن بُسْرُه بِحُمْرَةٍ وَصُفْرَةٍ. وشجرةٌ مَلْحاء: سَقَطَ وَرَقُهَا وَبَقِيَتْ عِيدَانُهَا خُضْراً. والمَلْحاء مِنَ الْبَعِيرِ: الفِقَرُ الَّتِي عَلَيْهَا السَّنامُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ مَا بَيْنَ السَّنامِ إِلى العَجُز؛ وَقِيلَ: المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ مِنَ الْكَاهِلِ إِلى الْعَجُزِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مَوْصُولَةُ المَلْحاءِ فِي مُسْتَعْظمِ، ... وكَفَلٍ مِنْ نَحْضِه مُلَكَّمِ والمَلْحاءُ: مَا انْحَدَرَ عَنِ الْكَاهِلِ إِلى الصُّلْبِ؛ وَقَوْلُهُ: رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا، ... لَا يبالونَ فارسَ المَلْحاءِ

يَعْنِي بِفَارِسِ المَلْحاءِ مَا عَلَى السَّنام مِنَ الشَّحْمِ. التَّهْذِيبُ: والمَلْحاءُ وَسَط الظَّهْرِ بَيْنَ الْكَاهِلِ وَالْعَجُزِ، وَهِيَ مِنَ الْبَعِيرِ مَا تَحْتَ السَّنام، قَالَ: وَفِي المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ وَالْجَمْعُ مَلْحاوات. الْفَرَّاءُ: المَلِيحُ الْحَلِيمُ والراسِبُ والمِرَبُّ الْحَلِيمُ. ابْنُ الأَعرابي: المِلاحُ المِخْلاة. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن الْمُخْتَارَ لَمَّا قَتَلَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسه فِي مِلاح وعَلَّقه ؛ المِلاحُ: المِخْلاة بِلُغَةِ هُذَيْلٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ سِنانُ الرُّمْحِ، قَالَ: والمِلاحُ السُّترة. والمِلاحُ: الرُّمْحُ. والمِلاحُ: أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بَعْدَ الشَّمال. وَيُقَالُ: أَصبنا مُلْحةً مِنَ الرَّبِيعِ أَي شَيْئًا يَسِيرًا مِنْهُ. وأَصاب المالُ مُلْحَةً مِنَ الرَّبِيعِ: لَمْ يَسْتَمْكِنْ مِنْهُ فَنَالَ مِنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا. والمِلْحُ: السِّمَنُ الْقَلِيلُ. وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حَمَلَ الشَّحْمَ، ومُلِح، فَهُوَ مَمْلوحٌ إِذا سَمِنَ. وَيُقَالُ: كَانَ رَبِيعُنَا مَمْلوحاً، وَكَذَلِكَ إِذا أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا. ومُلِّحَت النَّاقَةُ، فَهِيَ مُمَلَّحٌ: سمنَت قَلِيلًا؛ وَمِنْهُ قَوْلِ عُرْوَةَ بْنِ الْوَرْدِ: أَقَمْنا بِهَا حِيناً، وأَكثرُ زادِنا ... بقيةُ لَحْمٍ مِنْ جَزُورٍ مُمَلَّحِ وجَزُورٌ مُمَلَّحٌ: فِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ سَمْنٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً، ... فِي الرأْسِ مِنْهَا وَفِي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ أَي سِمَنٌ؛ يَقُولُ: لَا شَحْمَ لَهَا إِلا فِي عَيْنِهَا وسُلاماها؛ كَمَا قَالَ: مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَو عَيْن قَالَ: أَول مَا يبدأُ السِّمَنُ فِي اللِّسَانِ والكَرِش، وَآخَرُ مَا يَبْقَى فِي السُّلامَى وَالْعَيْنِ. وتَمَلَّحتِ الإِبلُ: كَمَلَّحَتْ، وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ عَنِ تَحَلَّمَتْ أَي سَمِنَتْ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أُرى لِلْقَلْبِ هُنَا وَجْهًا، قَالَ: وأُرى مَلَحتِ الناقةُ، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَةً فِي مَلَّحتْ. وتَمَلَّحَت الضِّبابُ: كَتَحَلَّمت أَي سَمِنَتْ. ومَلَّحَ القِدْرَ: جَعَلَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ شَحْمٍ. التَّهْذِيبُ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أَمْلَحْتُ القِدْرَ، بالأَلف، إِذا جَعَلْتَ فِيهَا شَيْئًا مِنْ شَحْمٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصادقُ يُعْطى ثلاثَ خِصَالٍ: المُلْحَةَ والمَهابةَ والمحبةَ ؛ الْمُلْحَةُ، بِالضَّمِّ: الْبَرَكَةُ. يُقَالُ: كَانَ رَبِيعُنَا مَمْلُوحاً فِيهِ أَي مُخْصِباً مُبَارَكًا، وَهِيَ مِنْ مَلَّحَتِ الماشيةُ إِذا ظَهَرَ فِيهَا السِّمَنُ مِنَ الرَّبِيعِ، والمِلْحُ: الْبَرَكَةُ؛ يُقَالُ: لَا يُبارِك اللَّهُ فِيهِ وَلَا يُمَلِّحُ، قَالَهُ ابْنُ الأَنباري. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: مَلَحَ اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ مَمْلوحٌ فِيهِ أَي مُبَارَكٌ لَهُ فِي عَيْشِهِ وَمَالِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالمُلْحة الْبَرَكَةَ. وإِذا دُعِيَ عَلَيْهِ قِيلَ: لَا مَلَّحَ اللَّهُ فِيهِ وَلَا بَارَكَ فِيهِ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِهِ: الصَّادِقُ يُعْطى المُلْحةَ ، قَالَ: أُراه مِنْ قَوْلِهِمْ تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سَمِنَتْ فكأَنه يُرِيدُ الْفَضْلَ وَالزِّيَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ «1»: عَناقٌ قَدْ أُجيدَ تَمْلِيحُها وأُحْكِمَ نُضْجُها ؛ ابْنُ الأَثير: التَّمْلِيحُ هَاهُنَا السَّمْطُ، وَهُوَ أَخذ شَعْرِهَا وَصُوفِهَا بِالْمَاءِ؛ وَقِيلَ: تَمْلِيحُهَا تَسْمِينُهَا مِنَ الْجَزُورِ المُمَلَّح وَهُوَ السَّمِينُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: ذُكِرَتْ لَهُ التَّوْرَاةُ فَقَالَ: أَتريدون أَن يكون جلدي

_ (1). قوله [وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حريث إلخ] صدره كما بهامش النهاية، قال عبد الملك لعمرو بن حريث: أي الطعام أَكلت أحب اليك؟ قال: عناق قد أجيد إلخ.

كَجِلْدِ الشَّاةِ المَمْلوحة؟ يُقَالُ: مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتها إِذا سَمَطْتها. والمِلْحُ: الرَّضاعُ؛ قَالَ أَبو الطَّمَحانِ وَكَانَتْ لَهُ إِبل يَسْقِي قَوْمًا مِنْ أَلبانها ثُمَّ أَغاروا عَلَيْهَا فأَخذوها: وإِني لأَرْجُو مِلْحها فِي بُطُونِكم، ... وَمَا بَسَطَتْ مِنْ جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا وَذَلِكَ أَنه كَانَ نَزَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ فأَخذوا إِبله فَقَالَ: أَرجو أَن تَرْعَوْا مَا شَرِبْتُم مِنْ أَلبان هَذِهِ الإِبل وَمَا بَسَطتْ مِنْ جُلُودِ قَوْمٍ كأَنَّ جُلُودَهُمْ قَدْ يَبِسَتْ فَسَمَّنُوا مِنْهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَغبر بِالْخَفْضِ وَالْقَصِيدَةُ مَخْفُوضَةُ الرَّوِيِّ وأَوَّلها: أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ واشْتاقَ رَبُّها؟ ... تَذَكَّرُ أَرْماماً، وأَذْكُرُ مَعْشَرِي قَالَ: يَقُولُ إِني لأَرجو أَن يأْخذكم اللَّهُ بِحُرْمَةِ صَاحِبِهَا وغَدْرِكم بِهِ، وَكَانُوا اسْتَاقُوا لَهُ نَعماً كَانَ يَسْقِيهِمْ لَبَنَهَا؛ ورأَيت فِي بَعْضِ حَوَاشِي نُسَخِ الصِّحَاحِ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشد هَذَا الْبَيْتَ فِي نَوَادِرِهِ: وَمَا بَسَطتْ مِنْ جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ الْجَوْهَرِيُّ: والمَلْح، بِالْفَتْحِ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ مَلَحْنا لِفُلَانٍ مَلْحاً أَرْضعناه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَا يُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبادِ ... والمِلْح مَا وَلَدَت خالِدَهْ يَعْنِي بالمِلْح الرَّضاع؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المِلْحُ فِي قَوْلِ أَبي الطَّمَحانِ الْحُرْمَةُ والذِّمامُ. وَيُقَالُ: بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِلْحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كَانَ بَيْنَهُمَا حُرْمَةٌ، فَقَالَ: أَرجو أَن يأْخذكم اللَّهُ بِحُرْمَةِ صَاحِبِهَا وغَدْرِكم بِهَا. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الْعَرَبُ تُعَظِّمُ أَمر المِلح وَالنَّارِ وَالرَّمَادِ. الأَزهري: وَقَوْلُهُمْ مِلْح فُلَانٍ عَلَى رُكْبَتيه فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه مُضَيِّعٌ لحقِّ الرِّضَاعِ غَيْرُ حَافِظٍ لَهُ فأَدنى شَيْءٍ يُنْسيه ذِمامَه كَمَا أَن الَّذِي يَضَعُ المِلْح عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَدنى شَيْءٍ يُبَدِّدُه؛ وَالْقَوْلُ الآخر أَنه سَيء الْخُلُقِ يَغْضَبُ مِنْ أَدنى شَيْءٍ كَمَا أَنَّ المِلح عَلَى الرُّكْبة يَتَبَدَّدُ مِنْ أَدنى شَيْءٍ. وَرُوِيَ قَوْلُهُ: والمِلح مَا وَلَدَتْ خَالِدَهْ، بِكَسْرِ الْحَاءِ، عَطَفَهُ عَلَى قَوْلِهِ لَا يَبْعُدُ اللَّهُ وَجَعَلَ الْوَاوَ وَاوَ الْقَسَمِ. ابْنُ الأَعرابي: المِلْحُ اللبنُ. ابْنُ سِيدَهْ: مَلَحَ رَضعَ. الأَزهري يُقَالُ: مَلَحَ يَمْلَحُ ويَمْلُحُ إِذا رَضَعَ، ومَلَح الماءُ ومَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحةً. والمِلاحُ: المُراضَعة؛ اللَّيْثُ: المِلاحُ الرَّضاعُ، وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ هَوازِنَ: أَنهم كَلَّمُوا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَبْيِ عَشائرهم فَقَالَ خطيبُهم: إِنا لَوْ كنا مَلَحْنا لِلْحَرْثِ بْنِ أَبي شَمِر أَو لِلنُّعْمَانِ بْنِ المنذِرِ ثُمَّ نَزَلَ مَنْزِلك هَذَا مِنَّا لِحِفْظِ ذَلِكَ لَنَا، وأَنت خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ فَاحْفَظْ ذَلِكَ ؛ قَالَ الأَصمعي: فِي قَوْلِهِ مَلَحْنا أَي أَرْضَعْنا لَهُمَا، وإِنما قَالَ الهَوازِنيُّ ذَلِكَ لأَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مُسْتَرضَعاً فِيهِمْ أَرضعته حَلِيمَةُ السَّعْدِيَّةُ. والمُمَالَحة: المُراضعة والمُواكلة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ لَا يَصِحُّ أَن يُقَالَ تَمالَحَ الرَّجُلَانِ إِذا رَضَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، هَذَا مُحال لَا يَكُونُ، وإِنما المِلْحُ رَضاع الصَّبِيِّ المرأَةَ وَهَذَا مَا لَا تَصِحُّ فِيهِ الْمُفَاعَلَةُ، فالمُمَالحة لَفْظَةٌ مولَّدة وَلَيْسَتْ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى الْمُوَاكَلَةِ وَيَكُونُ مأْخوذاً مِنَ المِلْح لأَن الطَّعَامَ لَا يَخْلُو مِنَ الْمِلْحِ، وَوَجْهُ فَسَادِ هذا القول أَن الْمُفَاعَلَةَ إِنما تَكُونُ مأْخوذة مِنْ مَصْدَرٍ مِثْلِ المُضاربة وَالْمُقَاتَلَةِ، وَلَا تَكُونُ مأْخوذة مِنَ الأَسماء غَيْرَ الْمَصَادِرِ، أَلا تَرَى أَنه لَا يَحْسُنُ أَن يُقَالَ فِي الِاثْنَيْنِ إِذا أَكلا خُبْزًا

بَيْنَهُمَا مُخَابزَة، وَلَا إِذا أَكلا لَحْمًا بَيْنَهُمَا مُلاحَمة؟ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحَرِّمُ المَلْحةُ والمَلْحتان أَي الرَّضْعة والرَّضْعتان، فأَما بِالْجِيمِ، فَهُوَ المصَّة وَقَدْ تَقَدَّمَتْ. والمِلْح [المَلْح]، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الرَّضْعُ. والمَلَحُ: دَاءٌ وَعَيْبٌ فِي رِجْلِ الدَّابَّةِ؛ وَقَدْ مَلِحَ مَلَحاً، فَهُوَ أَمْلَحُ. والمَلَحُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَرَم فِي عُرْقوب الْفَرَسِ دون الجَرَدِ، فإِذا اشتدَّ، فهو الجَرَدُ. والمَلْحُ: سُرْعَةُ «1» خَفَقانِ الطَّائِرِ بِجَنَاحَيْهِ؛ قَالَ: مَلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قُلْتُ للأَصمعي أَتراه مَقْلُوبًا مِنَ اللَّمْح؟ قَالَ: لَا، إِنما يُقَالُ لَمَحَ الكوكَبُ وَلَا يُقَالُ مَلَح، فَلَوْ كَانَ مَقْلُوبًا لَجَاز أَن يُقَالَ مَلَح. والأَمْلاحُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ العَبْد: عَفا مِنْ آلِ لَيْلَى السَّهْبُ، ... فالأَمْلاحُ، فالغَمْرُ وَهَذِهِ كُلُّهَا أَسماء أَماكن. ابْنُ سِيدَهْ: ومُلَيْح والمُلَيْحُ ومُلَيْحَةُ وأَمْلاحٌ ومَلَحٌ والأُمَيْلِحُ والأَمْلَحانِ وذاتُ مِلْحٍ: كُلُّهَا مَوَاضِعُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كأَنَّ سَلِيطاً فِي جَواشِنِها الحَصى، ... إِذا حَلَّ، بينَ الأَمْلَحَيْنِ، وَقِيرُها قَوْلُهُ فِي جواشِنِها الْحَصَى أَي كأَنَّ أَفْهاراً فِي صُدُورِهِمْ، وَقِيلَ: أَراد أَنهم غِلَاظٌ كأَنَّ فِي قُلُوبِهِمْ عُجَراً؛ قَالَ الأَخطل: بمُرْتَجِزٍ دَانِي الرِّبابِ كأَنه، ... عَلَى ذاتِ مِلْحٍ، مُقْسِمٌ مَا يَرِيمُها وَبَنُو مُلَيْحٍ: بَطْنٌ، وَبَنُو مِلْحانَ كَذَلِكَ. والأُمَيْلِحُ: مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ هُذَيل كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: لَا يَنْسَأُ اللَّهُ مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا ... يومَ الأُمَيْلِح، لَا غابُوا وَلَا جَرَحوا يَقُولُ: لَمْ يَغِيبُوا فنُكْفَى أَن يُؤْسَرُوا أَو يُقْتَلوا، وَلَا جَرَحوا أَي وَلَا قَاتَلُوا إِذ كَانُوا مَعَنَا. وَيُقَالُ للنَّدَى الَّذِي يَسْقُطُ بِاللَّيْلِ عَلَى البَقْل: أَمْلَحُ، لِبَيَاضِهِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا: أَقامتْ بِهِ حَدَّ الربيعِ، وَجارُها ... أَخُو سَلْوَةٍ، مَسَّى بِهِ الليلُ، أَمْلَحُ يَعْنِي النَّدَى؛ يَقُولُ: أَقامت بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَيام الرَّبِيعِ، فَمَا دَامَ النَّدَى، فَهُوَ فِي سَلْوَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وإِنما قَالَ مَسَّى بِهِ لأَنه يَسْقُطُ بِاللَّيْلِ؛ أَراد بِجَارِهَا نَدَى اللَّيْلِ يُجِيرُهَا مِنَ الْعَطَشِ. والمَلْحاءُ والشَّهْباء: كَتِيبَتَانِ كَانَتَا لأَهل جَفْنَة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمَلْحاء كَتِيبَةٌ كَانَتْ لِآلِ المُنْذِر؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شاسٍ الأَسَدِيّ: يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ، بعدَ ما ... تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ فِي الأَمرِ ذِي البَزْلِ والكوكبُ: الرئيسُ المُقَدَّم. والبَزْل: الشِّدَّةُ. ومُلْحةُ: اسْمُ رَجُلٍ. ومُلْحةُ الجَرْمِيّ: شَاعِرٌ مِنْ شُعَرَائِهِمْ. ومُلَيْحٌ، مُصَغَّرًا: حَيّ مِنْ خُزاعة وَالنِّسْبَةُ إِليهم مُلَحِيٌّ مِثَالَ هُذَليٍّ. التَّهْذِيبُ: والمِلاحُ أَن تَشْتَكِيَ النَّاقَةُ حَياءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ ويُطْلى عَلَيْهَا دَوَاءٌ ثُمَّ تُلْصَقَ عَلَى الْحَيَاءِ فيَبرَأَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلَّذِي يَخْلِطُ كَذِبًا بصِدْقٍ: هُوَ يَخْصف حِذاءَه وَهُوَ يَرْتَثِئُ إِذا خَلَط

_ (1). قوله [والملح سرعة إلخ] يقال ملح الطائر كمنع كثرت سرعة خفقانه كما في القاموس.

كَذِبًا بِحَقٍّ، ويَمْتَلِحُ مِثْلُهُ، فإِذا قَالُوا فُلَانٌ يَمْتَلِح، فَهُوَ الَّذِي لَا يُخْلِصُ الصِّدْقَ، وإِذا قَالُوا عِنْدَ فُلَانٍ كَذِبٌ قَلِيلٌ، فَهُوَ الصَّدُوق الَّذِي لَا يَكْذِبُ، وإِذا قَالُوا إِن فُلَانًا يَمْتَذِقُ، فهو الكذوب. منح: مَنَحَه الشاةَ والناقَةَ يَمْنَحه ويَمْنِحُه: أَعاره إِياها؛ الفراء: مَنَحْته أَمْنَحُه وأَمْنِحُه فِي بَابِ يَفْعَلُ ويَفْعِلُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَنَحَه الناقةَ جَعَلَ لَهُ وَبَرَها ووَلدَها وَلَبَنَهَا، وَهِيَ المِنْحة والمَنِيحة. قَالَ: وَلَا تَكُونُ المَنِيحةُ إِلَّا المُعارَةَ لِلَّبَنِ خَاصَّةً، والمِنْحةُ: مَنْفَعَتُهُ إِياه بِمَا يَمْنَحُه. ومَنَحَه: أَعطاه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمَنِيحة مِنْحةُ اللَّبَنِ كَالنَّاقَةِ أَو الشَّاةِ تُعْطِيهَا غَيْرَكَ يَحْتَلِبُهَا ثُمَّ يَرُدُّهَا عَلَيْكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلْ مِنْ أَحد يَمْنَحُ مِنْ إِبله نَاقَةً أَهلَ بيتٍ لَا دَرَّ لَهُمْ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: ويَرْعَى عَلَيْهِمَا مِنْحةً مِنْ لَبَنِ أَي غَنَمٍ فِيهَا لَبَنٌ؛ وَقَدْ تَقَعُ المِنْحةُ عَلَى الْهِبَةِ مُطْلَقًا لَا قَرْضاً وَلَا عَارِيَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضلُ الصَّدَقَةِ المَنِيحةُ تَغْدُو بعِشاء وَتَرُوحُ بعِشاء. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَنَحه الْمُشْرِكُونَ أَرضاً فَلَا أَرض لَهُ ، لأَن مَنْ أَعاره مُشْرِكٌ أَرضاً لِيَزْرَعَهَا فإِن خَراجها عَلَى صَاحِبِهَا الْمُشْرِكِ، لَا يُسْقِطُ الخَراجَ عَنْهُ مِنْحَتُه إِياها المسلمَ وَلَا يَكُونُ عَلَى الْمُسْلِمِ خَراجُها؛ وَقِيلَ: كُلُّ شَيْءٍ تَقْصِد بِهِ قَصْدَ شَيْءٍ فَقَدْ مَنَحْتَه إِياه كَمَا تَمْنَحُ المرأَةُ وجهَها المرأَةَ، كَقَوْلِ سُوَيْدِ بْنِ كُراع: تَمْنَحُ المرأَةَ وَجْهاً واضِحاً، ... مثلَ قَرْنِ الشمسِ فِي الصَّحْوِ ارْتَفَعْ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ تُعطي مِنْ حُسْنِهَا للمرأَة، هَكَذَا عَدَّاهُ بِاللَّامِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَحسن أَن يَقُولَ تُعْطي مِنْ حُسْنِهَا المرأَةَ. وأَمْنَحَتِ النَّاقَةُ دَنَا نَتاجُها، فَهِيَ مُمْنِحٌ، وَذَكَرَهُ الأَزهري عَنِ الْكِسَائِيِّ وَقَالَ: قَالَ شَمِرٌ لَا أَعرف أَمْنَحَتْ بِهَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا صَحِيحٌ بِهَذَا الْمَعْنَى وَلَا يَضُرُّهُ إِنكار شَمِرٍ إِياه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَنَح مِنْحةَ ورِق أَو مَنَح لَبَناً كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ ؛ وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير: كَانَ لَهُ كعَدْلِ رَقَبَةٍ؛ قَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ: مِنْحةُ الوَرِق القَرْضُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المِنْحَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: أَحدهما أَن يُعْطِيَ الرجلُ صَاحِبَهُ الْمَالَ هِبَةً أَو صِلَةً فَيَكُونُ لَهُ، وأَما المِنْحةُ الأُخرى فأَن يَمْنَح الرجلُ أَخاه نَاقَةً أَو شَاةً يَحْلُبها زَمَانًا وأَياماً ثُمَّ يَرُدُّهَا، وَهُوَ تأْويل قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: المِنْحَة مَرْدُودَةٌ وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ. والمِنْحة أَيضاً تَكُونُ فِي الأَرض يَمْنَحُ الرجلُ آخَرَ أَرضاً لِيَزْرَعَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرض فليزرعْها أَي يَمْنَحْها أَخاه أَو يَدْفَعْهَا إِليه حَتَّى يزرعَها، فإِذا رَفَع زَرْعَها ردّها إِلى صاحبها. وَرَجُلٌ مَنَّاح فَيَّاح إِذا كَانَ كَثِيرَ الْعَطَايَا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ أَي أُطْعِمُ غَيْرِي، وَهُوَ تَفَعُّل مِنَ المَنْحِ الْعَطِيَّةِ. قَالَ: والأَصل فِي المَنِيحة أَن يَجْعَلَ الرجلُ لبنَ شَاتِهِ أَو نَاقَتِهِ لِآخِرِ سَنَةٍ ثُمَّ جُعِلَتْ كُلُّ عَطِيَّةٍ مَنِيحَةً. الْجَوْهَرِيُّ: المَنْحُ: الْعَطَاءُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لِلْعَرَبِ أَربعة أَسماء تَضَعُهَا مَوَاضِعَ الْعَارِيَةِ: المَنِيحةُ والعَرِيَّةُ والإِفْقارُ والإِخْبالُ. واسْتَمْنَحه: طَلَبَ مِنْحته أَي اسْتَرْفَدَه. والمَنِيحُ: القِدْحُ الْمُسْتَعَارُ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّامِنُ مِنْ قِداح المَيْسِر، وَقِيلَ: المَنِيحُ مِنْهَا الَّذِي لَا نَصِيبَ لَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الثَّالِثُ مِنَ القِداح الغُفْل الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا فُرُضٌ وَلَا أَنصباء وَلَا عَلَيْهَا غُرْم، وإِنما يُثَقَّل بِهَا القِداحُ كراهيةَ التُّهمةِ؛ اللِّحْيَانِيُّ: المَنِيحُ

أَحد القِداح الأَربعة الَّتِي لَيْسَ لَهَا غُنْم وَلَا غُرْم: أَوّلها المُصَدَّرُ ثُمَّ المُضَعَّفُ ثُمَّ المَنِيح ثُمَّ السَّفِيح. قَالَ: والمَنِيح أَيضاً قِدْحُ مِنْ أَقداح الْمَيِسِرِ يُؤْثَرُ بِفَوْزِهِ فَيُسْتَعَارُ يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِهِ. والمَنِيح الأَوّل: مِنْ لَغْوِ القِداح، وَهُوَ اسْمٌ لَهُ، والمَنِيحُ الثَّانِي الْمُسْتَعَارُ؛ وأَما حَدِيثُ جَابِرٍ: كنتُ مَنِيحَ أَصحابي يَوْمَ بَدْرٍ فَمَعْنَاهُ أَي لَمْ أَكن مِمَّنْ يُضْرَبُ لَهُ بِسَهْمٍ مَعَ الْمُجَاهِدِينَ لِصِغَرِي فَكُنْتُ بِمَنْزِلَةِ السَّهْمِ اللَّغْوِ الَّذِي لَا فَوْزَ لَهُ وَلَا خُسْرَ عَلَيْهِ؛ وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ مُقْبل القِدْحَ الْمُسْتَعَارَ الَّذِي يُتَبَرَّكُ بِفَوْزِهِ: إِذا امْتَنَحَتْه مِنْ مَعَدٍّ عِصابةٌ، ... غَدا رَبُّه، قَبْلَ المُفِيضِينَ، يَقْدَحُ يَقُولُ: إِذا اسْتَعَارُوا هَذَا القِدْحَ غَدًا صاحبُه يَقْدَحُ النارَ لثِقَتِه بِفَوْزِهِ وَهَذَا هُوَ المَنِيحُ الْمُسْتَعَارُ؛ وأَما قَوْلُهُ: فمَهْلًا يَا قُضاعُ، فَلَا تكونِي ... مَنِيحاً فِي قِداحِ يَدَيْ مُجِيلِ فإِنه أَراد بِالْمَنِيحِ الَّذِي لَا غُنْمَ لَهُ وَلَا غُرْمَ عَلَيْهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمَنِيحُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْمَيْسِرِ مِمَّا لَا نَصِيبَ لَهُ إِلَّا أَن يُمْنَحَ صاحبُه شَيْئًا. والمَنُوحُ والمُمانِحُ مِنَ النُّوقِ مِثْلُ المُجالِح: وَهِيَ الَّتِي تَدِرُّ فِي الشِّتَاءِ بعد ما تَذْهَبُ أَلبانُ الإِبل، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَقَدْ مانَحَتْ مِناحاً ومُمانَحةً، وَكَذَلِكَ مانَحَتِ العينُ إِذا سالتْ دموعُها فَلَمْ تَنْقَطِعْ. والمُمانِحُ مِنَ الْمَطَرِ: الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُمانِحُ مِنَ الإِبل الَّتِي يُبْقَى لَبَنُهَا بعد ما تَذْهَبُ أَلبان الإِبل، وَقَدْ سمَّت مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنِيحاً؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَهْجُو طَيِّئاً: ونحنُ قَتَلْنا بالمَنِيحِ أَخاكُمُ ... وَكِيعاً، وَلَا يُوفي مِنَ الفَرَسِ البَغْلُ أَدخل الأَلف وَاللَّامَ فِي الْمَنِيحِ وإِن كَانَ عَلَمًا لأَن أَصله الصِّفَةُ؛ والمَنِيحُ هُنَا: رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد مِنْ بَنِي مَالِكٍ. والمَنِيحُ: فَرَسُ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ. والمَنِيحةُ: فرسِ دِثَارِ بْنِ فَقْعَس الأَسَدِيّ. ميح: ماحَ فِي مِشْيته يَمِيحُ مَيْحاً ومَيْحُوحة: تَبَخْتر، وَهُوَ ضَرْبٌ حَسَنٌ مِنَ الْمَشْيِ فِي رَهْوَجة حَسَنةٍ، وَهُوَ مَشْيٌ كَمَشْيِ البَطَّة؛ وامرأَة مَيَّاحة؛ قَالَ: مَيَّاحة تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا والمَيْحُ: مَشْيُ الْبَطَّةِ، قَالَ: صادَتْكَ بالأُنْسِ وبالتَّمَيُّحِ التَّهْذِيبُ: الْبَطَّةُ مَشْيُها المَيْحُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ كلِّ مَيَّاحٍ تَراه هَيْكَلا، ... أَرْجَلَ خِنْذِيذٍ وعينٍ أَرْجَلا وتَمايَح السكرانُ والغصنُ: تَمَايَلَ. وماحَتِ الريحُ الشجرةَ: أَمالتها؛ قَالَ المَرَّارُ الأَسَدِيُّ: كَمَا ماحَتْ مُزَعْزِعَةٌ بغِيلٍ، ... يَكادُ ببعضِه بعضٌ يَمِيلُ وتَمَيَّح الغصنُ: تَمَيَّلَ يَمِينًا وَشِمَالًا. والمَيْحُ: أَن يَدْخُلَ الْبِئْرَ فيملأَ الدَّلْوَ، وَذَلِكَ إِذا قَلَّ مَاؤُهَا؛ وَرَجُلٌ مائحٌ مِنْ قَوْمٍ مَاحَةٍ، الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: المَيْحُ فِي الِاسْتِقَاءِ أَن يَنْزِلَ الرجلُ إِلى قَرَارِ الْبِئْرُ إِذا قَلَّ مَاؤُهَا، فَيَمْلَأَ الدَّلْوَ بِيَدِهِ يَميحُ فِيهَا بِيَدِهِ ويَميحُ أَصحابه، وَالْجَمْعُ مَاحَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنهم وَرَدُوا بِئْرًا ذَمَّةً أَي قَلِيلًا مَاؤُهَا، قَالَ: فَنَزَلْنَا فِيهَا سِتَّةً

فصل النون

مَاحَةً؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: يَا أَيُّها المائحُ دَلوِي دُونَكا، ... إِني رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونَكا وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ أَبْصَرُ مِنَ الْمَائِحِ باسْتِ الْمَاتِحِ؛ تَعْنِي أَن الْمَاتِحَ فَوْقَ الْمَائِحِ فَالْمَائِحُ يَرَى الْمَاتِحَ وَيَرَى اسْتَهُ، وَقَدْ ماحَ أَصحابَه يَمِيحُهم؛ وَقَوْلُ صَخْر الغَيّ: كأَنَّ بَوانِيَه، بالمَلَا، ... سَفائنُ أَعْجَمَ مايَحْنَ رِيفا قَالَ السُّكَّرِيُّ: مايَحْنَ امْتَحْنَ أَي حَمَلْنَ مِنَ الرِّيفِ، هَذَا تَفْسِيرُهُ. وماحَه مَيْحاً: أَعطاه. والمَيْحُ يَجْرِي مَجْرَى الْمَنْفَعَةِ. وكلُّ مَنْ أَعْطى مَعْرُوفًا، فَقَدْ ماحَ. ومِحْتُ الرجلَ: أَعطيته، واسْتَمَحْتُه: سأَلته الْعَطَاءَ. ومِحْتُه عِنْدَ السُّلْطَانِ: شَفَعْتُ لَهُ. واسْتَمَحْتُه: سأَلته أَن يَشْفَعَ لِي عِنْدَهُ. والامْتِياحُ: مِثْلُ المَيْحِ. والسائل: مُمْتاحٌ ومُسْتَمِيح، والمسؤول: مُسْتَماحٌ. وَيُقَالُ: امْتاحَ فلانٌ فُلَانًا إِذا أَتاه يَطْلُبُ فَضْلَهُ، فَهُوَ مُمْتاحٌ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: وامْتاحَ مِنَ المَهْواة أَي اسْتَقَى؛ هُوَ افْتَعَلَ مِنَ المَيْح الْعَطَاءَ. وامْتاحت الشمسُ ذِفْرَى الْبَعِيرِ إِذا اسْتَدَرَّتْ عَرَقَه؛ وَقَالَ ابْنُ فَسْوة يَذْكُرُ نَاقَتَهُ ومُعَذِّرَها: إِذا امْتاحَ حَرُّ الشمسِ ذِفْراه، أَسْهَلَتْ ... بأَصْفَرَ مِنْهَا قاطِراً كلَّ مَقْطَرِ الْهَاءُ فِي ذِفْرَاهُ للمُعَذِّرِ؛ وَقَوْلُ العُجَيْرِ السَّلوليّ: وَلِي مائحٌ، لَمْ يُورَدِ الماءُ قَبْلَه، ... يُعَلِّي، وأَشْطانُ الدِّلاءِ كثيرُ إِنما عَنَى بِالْمَائِحِ لِسَانَهُ لأَنه يَميحُ مِنْ قَلْبِهِ، وَعَنَى بِالْمَاءِ الْكَلَامَ، وأَشطان الدِّلَاءِ أَي أَسبابُ الْكَلَامِ كَثِيرٌ لَدَيْهِ غَيْرُ مُتَعَذَّرٍ عَلَيْهِ، وإِنما يَصِفُ خُصُومًا خَاصَمَهُمْ فَغَلَبَهُمْ أَو قَاوَمَهُمْ. والمَيْحُ: الْمَنْفَعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: ماحَ إِذا اسْتَاكَ، وماحَ إِذا تَبَخْتَرَ، وماحَ إِذا أَفضل؛ وماحَ فَاهُ بِالسِّوَاكِ يَميحُ مَيْحاً: شَاصَهُ وسَوَّكه؛ قَالَ: يَمِيحُ بعُودِ الضَّرْوِ إِغْرِيضَ ثَغْبِه، ... جَلا ظَلْمَه مِنْ دونِ أَن يَتَهَمَّما وَقِيلَ: هُوَ اسْتِخْرَاجُ الرِّيقِ بِالْمِسْوَاكِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ امرأَة: وعَذْب الكَرَى يَشْفِي الصَدَى بَعْدَ هَجْعةٍ، ... لَهُ، مِنْ عُرُوقِ المُسْتَظَلَّةِ، مائحُ يَعْنِي بِالْمَائِحِ السِّوَاكَ لأَنه يَمِيح الريقَ، كَمَا يَمِيحُ الَّذِي يَنْزِلُ فِي القَلِيبِ فيَغْرِفُ الْمَاءَ فِي الدَّلْوِ، وَعَنَى بِالْمُسْتَظَلَّةِ الأَراكة. ومَيَّاحٌ: اسْمٌ. ومَيَّاحٌ: اسْمُ فَرَسِ عُقْبَة بْنِ سالم. فصل النون نبح: النَّبْحُ: صَوْتُ الْكَلْبِ؛ نَبَحَ الكلبُ وَالظَّبْيُ وَالتَّيْسُ وَالْحَيَّةُ يَنْبِحُ ويَنْبَحُ نَبْحاً ونَبِيحاً ونُباحاً، بِالضَّمِّ، ونِباحاً، بِالْكَسْرِ، ونُبُوحاً وتَنْباحاً. التَّهْذِيبُ: وَالظَّبْيُ يَنْبَحُ فِي بَعْضِ الأَصوات؛ وأَنشد لأَبي دُواد: وقُصْرَى شَنِج الأَنْساءِ، ... نَبَّاحٍ مِنَ الشُّعْبِ رَوَاهُ الْجَاحِظُ نَبَّاح مِنَ الشَّعْبِ وَفَسَّرَهُ: يَعْنِي مِنْ جِهَةِ الشَّعْبِ، وأَنشد: ويَنْبَحُ بينَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه ... نُبَاحُ سَلُوقٍ، أَبْصَرتْ مَا يَرِيبُها وَقَالَ الظَّبْيَ: إِذا أَسَنَّ وَنَبَتَتْ لِقُرُونِهِ شُعَبٌ نَبَحَ؛

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ، وَالصَّوَابُ الشُّعْبُ جَمْعُ الأَشْعَبِ، وَهُوَ الَّذِي انْشَعَبَ قَرْنَاهُ. الأَزهري: التَّيْسُ عِنْدَ السِّفاد يَنْبَحُ وَالْحَيَّةُ تَنْبَحُ فِي بَعْضِ أَصواتها؛ وأَنشد: يأْخُذُ فِيهِ الحَيَّةَ النَّبُوحا والنَّوابِحُ والنُّبُوحُ: جَمَاعَةُ النَّابِحِ مِنَ الْكِلَابِ. أَبو خَيْرَةَ: النُّباحُ صَوْتُ الأَسْود يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو. أَبو عَمْرٍو: النَّبْحاء الصَّيَّاحة مِنَ الظِّباء. ابْنُ الأَعرابي: النَّبَّاحُ الظَّبْيُ الْكَثِيرُ الصِّياح. والنَّبَّاحُ: الهُدْهُد الكثيرُ القَرْقَرةِ. وَيَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ إِذا قُضِيَ لَهُ عَلَيْهِ: وَكَلْتُكَ العامَ مِنْ كَلْبٍ بتَنْباح؛ وَكَلْبٌ نَابِحٌ ونَبَّاح؛ قَالَ: مَا لَكَ لَا تَنْبَحُ يَا كَلْبَ الدَّوْمْ ... قَدْ كنتَ نَبَّاحاً فَمَا لَكَ اليَوْمْ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ انْتَظَرُوا قَوْمًا فانتظروا نُباحَ [نِباحَ] الْكَلْبِ ليُنْذِرَ بِهِمْ. وكلابٌ نَوابِحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ. وأَنْبَحَه: جَعَلَهُ يَنْبَحُ؛ قَالَ عبدُ بْنُ حَبيب الهُذَلي: فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا، ... خِلالَ الدارِ، دامِيةَ العُجُوبِ وأَنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْتُه بِمَعْنًى. واسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كَانَ فِي مَضِلَّة فأَخرج صَوْتَهُ عَلَى مِثْلِ نُباح الْكَلْبِ، لِيَسْمَعَهُ الْكَلْبُ فَيَتَوَهَّمَهُ كَلْبًا فَيَنْبَح فَيَسْتَدِلَ بِنُباحِه فَيَهْتَدِيَ؛ قَالَ: قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ، ... قَالُوا لأُمِّهِمُ: بُولِي عَلَى النارِ «2» وَكَلْبٌ نَبَّاح ونَبَّاحِيٌّ: ضَخْمُ الصَّوْتِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ مَنْبُوح: يُضْرَبُ لَهُ مَثَلُ الْكَلْبِ ويُشَبَّه بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَمَّار، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِيمَنْ تَنَاوَلَ مِنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والمَنْبُوحُ: المَشْتُوم. يُقَالُ: نَبَحَتْني كِلابُك أَي لَحِقَتْني شَتائِمُكَ، وأَصله مِنْ نُباح الْكَلْبِ، وَهُوَ صِيَاحُهُ. التَّهْذِيبُ عَنْ شَمِرٍ: يُقَالُ نَبَحه الْكَلْبُ ونَبَحَتْ عَلَيْهِ «3» ... ونابَحَه؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وَمَا نَبَحَتْ كلابُك طَارِقًا مِثْلِي وَيُقَالُ فِي مَثَلٍ: فُلَانٌ لَا يُعْوَى وَلَا يُنْبَحُ؛ يَقُولُ: مِنْ ضَعْفِهِ لَا يُعْتَدُّ بِهِ وَلَا يُكَلَّمُ بِخَيْرٍ وَلَا شَرٍّ. وَرَجُلٌ نَبَّاح: شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَقَدْ حُكِيَتْ بِالْجِيمِ. وَقَدْ نَبَحَ نَبْحاً ونَبِيحاً. ونَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَحُ نُباحاً: أَسَنَّ فَغَلُظَ صَوْتُهُ. والنبوحُ: أَصوات الْحَيِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والنُّبُوحُ ضَجَّةُ الحيِّ وأَصوات كِلَابِهِمْ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بأَطْيَبَ مِنْ مُقَبَّلِها إِذا مَا ... دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَمَ النُّبُوحُ والنُّبُوح: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ وُضِعَ مَوْضِعَ الْكَثْرَةِ والعِزِّ؛ قَالَ الأَخطل: إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ، ... والعِزّ عِنْدَ تَكامُلِ الأَحْسابِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ سِيدَهْ؛ وَغَيْرُهُ: إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ، ... والمُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْبَيْتِ الَّذِي أَورده الْجَوْهَرِيُّ إِنه للطِّرِمَّاح قَالَ: وَلَيْسَ للأَخطل كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وصواب إِنشاده والنُّبُوح لطيئٍ؛ وقبله:

_ (2). قوله [إِذا استنبح الأَقوام] كذا بالأَصل، والمشهور الأَضياف. (3). كذا بياض بالأَصل وراجع عبارة التهذيب.

يَا أَيُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَيِّئاً، ... أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَيَّما إِغرابِ قَالَ: وأَما بَيْتُ الأَخطل فَهُوَ مَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ، وَبَعْدَهُ: المانعينَ الماءَ حَتَّى يَشْرَبوا ... عَفَواتِه، ويُقَسِّموه سِجالا مدح الأَطلُ بَنِي دَارِمٍ بِكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَحَمْلِهِمُ الأُمور الثِّقَالَ الَّتِي يَعْجِزُ غَيْرُهُمْ عَنْ حَمْلِهَا؛ وَيُرْوَى الْمُسْتَخِفُّ، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَمِنْ نَصَبَهُ عَطَفَهُ عَلَى اسْمِ إِن، وأَخوهم خَبَرُ إِن، والأَثقال مَفْعُولٌ بِالْمُسْتَخِفِّ، تَقْدِيرُهُ: إِنَّ الْمُسْتَخِفَّ الأَثقال أَخوهم، فَفَصَلَ بَيْنَ الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ بِخَبَرِ إِن لِلضَّرُورَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَنْتَصِبَ بإِضمار فِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْمُسْتَخِفُّ تَقْدِيرُهُ إِن الَّذِي اسْتَخَفَّ الأَثقال أَخوهم، وَيَجُوزُ أَن يَرْتَفِعَ أَخوهم بِالْمُسْتَخِفِّ والأَثقال مَنْصُوبَةٌ بِهِ، وَيَكُونُ الْعَائِدُ عَلَى الأَلف وَاللَّامِ الضَّمِيرَ الَّذِي أُضيف إِليه الأَخ، وَيَكُونُ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا تَقْدِيرُهُ إِن الَّذِي اسْتَخَفَّ أَخوهم الأَثقال هُمْ، فَحَذَفَ الْخَبَرَ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ، وأَما مَنْ رَفَعَ الْمُسْتَخِفَّ فإِنه رَفَعَهُ بِالْعَطْفِ عَلَى مَوْضِعٍ إِنَّ، وَيَكُونُ الْكَلَامُ فِي رَفْعِ الأَخ مِنَ الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ كَالْكَلَامِ فِيمَنْ نَصَبَ الْمُسْتَخِفُّ. والنَّبَّاح: صَدَفٌ بِيضٌ صِغَارٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَناقِفُ يُجاءُ بِهَا مِنْ مَكَّةَ تُجْعَلُ فِي الْقَلَائِدِ والوُشُح، ويُدْفَعُ بِهَا العينُ، الْوَاحِدَةُ نَبَّاحة. والنَّوابح: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: إِذا هيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً، ... فَجَوْزَ العُذَيْبِ دُونَهَا، فالنَّوابِحا نتح: النَّتْحُ: العَرَقُ، وَقِيلَ: خُرُوجُ العَرَق مِنَ الْجِلْدِ والدَّسَمِ مِنَ النِّحْيِ والنَّدَى مِنَ الثَّرَى؛ وَقَالَ الأَزهري: النَّتْحُ خُرُوجُ الْعَرَقِ مِنْ أُصول الشَّعَرِ وَهُوَ نَتْحُه الجلد؛ نَتَحَ يَنْتَحُ [يَنْتِحُ] نَتْحاً ونُتُوحاً. الْجَوْهَرِيُّ: النَّتْحُ الرَّشْحُ، ومَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه مِنَ الْجِلْدِ؛ وَأَنْشَدَ: جَوْنٌ، كأَنَّ العَرَقَ المَنْتُوحا ... لَبَّسَه القَطْرانَ والمُسُوحا ونَتَحه الحَرُّ وَغَيْرُهُ. ونَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ. وذِفْرَى الْبَعِيرِ تَنْتِحُ عَرَقاً إِذا سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فقَطَرَ ذِفْرَياه عَرَقًا. ونَتَحَت المَزادةُ تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً، وَكَذَلِكَ خُرُوجُ العَرق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَنْتِحُ ذِفْراها بِمِثْلِ الدِّرْياقْ والمِنْتَحة: الاستُ. والنُّتُوحُ: صُمُوغ الأَشجار وَلَا يُقَالُ نُتُوع. والانْتِياحُ: مِثْلُ النَّتْح؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَعِيرًا يَهْدِرُ فِي الشِّقْشِقَة: رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا، ... دَوَّمَ فِيهَا رِزَّه وأَرْعَدا واليَنْتُوح: طَائِرٌ أَقرع الرأْس يَكُونُ فِي الرَّمْلِ. الأَزهري: رَوَى أَبو أَيوب عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: امْتَتحتُ الشيءَ وانْتَتحته وانتزعْتُه بمعنى واحد. نجح: النُّجحُ والنَّجاحُ: الظَّفَرُ بالشيءِ. وَقَدْ أَنْجَحَ وَقَدْ نَجَحَتْ حَاجَتِي «4» وأَنْجَحَتْ وأَنْجَحْتُها لَكَ، وأَنْجَحَها اللَّهُ تَعَالَى: أَسْعَفَني بإِدراكها. وأَنْجَحَ الرجلُ: صَارَ ذَا نُجْح، فَهُوَ مُنْجِحٌ مِنْ قَوْمٍ مَناجِح ومَناجِيح. وَقَدْ أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قَضَيْتَهَا لَهُ؛ وَفِي خُطْبَةِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وأَنْجَحَ إِذا أَكْدَيْتُم. يُقَالُ: نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه ونَجَحَتْ طَلِبَتُه وأَنْجَحَتْ، وما

_ (4). قوله [وقد نجحت حاجتي إلخ] بابه منع كما في القاموس والمصباح.

أَفْلَحَ فُلَانَ وَلَا أَنْجَحَ. وتَنَجَّحْتُ الحاجةَ واسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها. ونَجَحَتْ هِيَ ونَجَحَ أَمْرُ فُلَانٍ: تَيَسَّرَ وسَهُل، فَهُوَ نَاجِحٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فيهنَّ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ الَّتِي تَبَلَتْ ... قَلبي، فَلَيْسَ لَهَا، مَا عِشْتُ، إِنْجاحُ أَراد: فَلَيْسَ لحُبِّي لَهَا وسَعْيي فِيهَا إِنجاح مَا عِشْتُ. وَسَارَ فُلَانٌ سَيْرًا نَجِيحاً أَي وَشِيكاً. وسَيرٌ ناجِحٌ ونَجِيحٌ: وَشِيكٌ، وَكَذَلِكَ الْمَكَانُ؛ قَالَ: يَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِيحا وَقَالَ لَبِيدٌ: فَمَضَيْنا، فَقَرَينا ناجِحاً ... مَوْطِناً، نَسْأَلُ عَنْهُ مَا فَعَلْ ونَهْضٌ نَجِيحٌ: مُجِدٌّ؛ قَالَ أَبو خراشٍ الهُذَليّ: يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لِمَا بِهِ، ... وَمِنْهُ بُدُوٌّ تارَةً ومَثِيلُ «1» وَرَجُلٌ نَجِيحٌ: مُنْجحُ الْحَاجَاتِ؛ قَالَ أَوس: نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ، ... نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ ورأْيٌ نَجِيحٌ: صوابٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ مَعَ المُتَكَهِّن: يَا جَلِيحُ أَمرٌ نَجِيح، رَجُلٌ فَصِيح، يَقُولُ لَا إِله إِلا اللَّهُ. وَيُقَالُ لِلنَّائِمِ إِذا تَتَابَعَتْ عَلَيْهِ رُؤْيا صِدْقٍ: تناجَحَتْ أَحلامُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وتَناجَحَتْ عَلَيْهِ أَحلامُه تَتَابَعَ صدقُها. وَيُقَالُ: أَنْجَحَ بِكَ الباطلُ أَي غَلَبك الباطِلُ. وكلُّ شيءٍ غَلَبَكَ، فَقَدْ أَنْجَحَ بِكَ. وإِذا غَلَبْتَه، فَقَدْ أَنْجَحْتَ بِهِ. والنَّجاحةُ: الصَّبْرُ. وَيُقَالُ: مَا نَفْسِي عَنْهُ بنَجِيحة أَي بِصَابِرَةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ مَيَّادة: وَمَا هَجْرُ لَيْلى أَن تكونَ تَباعدَتْ ... عليكَ، وَلَا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولي وَلَا أَن تَكون النفسُ عَنْهَا نَجِيحةً ... بشيءٍ، وَلَا. «2» .... ببديلِ وَقَدْ سَمَّوْا نَجِيحاً ونُجَيْحاً ومُنْجِحاً ونَجاحاً. نحح: النَّحِيحُ: صَوْتٌ يُرَدِّدُه الرجلُ فِي جَوْفِهِ. وَقَدْ نَحَّ يَنِحُّ نَحِيحاً ونَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ رَدًّا قَبِيحًا. وشَحِيحٌ نَحِيحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كَرَاهَةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لِذَلِكَ. والتَّنَحْنُح والنَّحْنَحة: كالنَّحِيح وَهُوَ أَشدّ مِنَ السُّعال. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح وَهُوَ أَسهل مِنَ السُّعال وَهِيَ عِلَّة الْبَخِيلِ؛ وأَنشد: يَكادُ مِنْ نَحْنَحةٍ وأَحِّ، ... يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِ والنَّحْنَحَةُ أَيضاً: صوتُ الجَرْع مِنَ الْحَلْقِ، يُقَالُ مِنْهُ: تَنَحْنَحَ الرجلُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ وأُراها بالخاءِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ النَّحْنَحَةُ أَن يُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً، كَمَا أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ فِي أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فَقَالَ كَهْ كَهْ اشْتُقَّ مِنْهُ الْمَصْدَرُ ثُمَّ

_ (1). قوله [وَمِنْهُ بُدُوٌّ تَارَةً وَمَثِيلُ] كذا بالأَصل ولم يظهر لنا معناه ولعله محرف عن: ومنه نزو تارة ونئيل، فالنزو: بوزن الوثوب ومعناه. والنئيل، كرحيم: مصدر نأَل نئيلًا إذا مَشَى وَنَهَضَ بِرَأْسِهِ يُحَرِّكُهُ إلى فوق، كما في القاموس. (2). كذا بياض بالأَصل.

الْفِعْلُ فَقِيلَ: كَهْكَهَ كَهْكَهةً، فَاشْتَقُّوا مِنَ الصَّوْتِ؛ وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْحَوَاشِي فِي فَصْلِ وَغَبَ: كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِ قَالَ: الأُنَّحُ البخيلُ الَّذِي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ ندح: النَّدْحُ: الكثرةُ. والنَّدْحُ والنُّدْحُ: السَّعةُ والفُسْحةُ. والنَّدْحُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض. تَقُولُ: إِنك لَفِي نَدْحةٍ مِنَ الأَمْر ومنْدُوحةٍ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَنداحٌ؛ وَكَذَلِكَ النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ. وأَرض مندوحةٌ: وَاسِعَةٌ بَعِيدَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يُطَوِّحُ الْهَادِي بِهِ تَطْوِيحا، ... إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا الدَّوُّ: بَلَدٌ مستوٍ أَحدُ طَرَفَيْهِ يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي مُوسَى وَمَا صاقَبه مِنَ الطَّرِيقِ، وطَرَفُه الْآخَرُ يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما. وَقَالُوا: لِي عَنْ هَذَا الأَمر مَنْدوحة أَي مُتَّسَعٌ؛ ذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ إِلى أَنه مَنِ انْداحَ بَطْنُه أَي اتَّسَعَ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ غَلَطِ أَهل الصِّنَاعَةِ، وَذَلِكَ أَن انْداحَ انْفَعَلَ وَتَرْكِيبَهُ مَنْ دَوَّحَ، وإِنما مَنْدُوحة مَفْعُولَةٌ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَن يُشْتَقَّ أَحدهما مِنْ صَاحِبِهِ؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ فِي مَرَابِضِهَا ومَسارحها وانْتَدَحَتْ: كِلَاهُمَا تَبَدَّدتْ وَانْتَشَرَتْ وَاتَّسَعَتْ مِنَ البِطْنةِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: لِي عَنْهُ مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة. وإِنك لَفِي نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ مِنْ كَذَا أَي سَعَةٍ؛ يَعْنِي أَن فِي التَّعْرِيضِ بِالْقَوْلِ مِنَ الِاتِّسَاعِ مَا يُغْنِي الرجلَ عَنْ تَعَمُّدِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: وادٍ نادِحٌ أَي وَاسِعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: النُّدْحُ، بِالضَّمِّ، الأَرض الْوَاسِعَةُ. والمَنادِحُ: المَفاوِزُ. والمُنْتَدَحُ: الْمَكَانُ الْوَاسِعُ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن: إِن فِي المَعاريضِ لمَنْدوحةً عَنِ الْكَذِبِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي سَعَةً وفُسْحة، الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ مَمْدوحة، قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ إِذا عَظُمَ بَطْنُهُ وَاتَّسَعَ: قَدِ انْداحَ بَطْنُهُ وانْدَحى، لُغَتَانِ، فأَراد أَن فِي المَعاريض مَا يَسْتَغْنِي بِهِ الرَّجُلُ عَنِ الِاضْطِرَارِ إِلى الْكَذِبِ الْمَحْضِ؛ قَالَ الأَزهري: أَصاب أَبو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ المَنْدُوحة أَنه بِمَعْنَى السَّعة والفُسْحة، وَغَلَطَ فِيمَا جَعَلَهُ مُشْتَقًّا حِينَ قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ انْداحَ بَطْنُهُ وانْدَحى، لأَن النُّونَ فِي الْمَنْدُوحَةِ أَصلية وَالنُّونَ فِي انْدَاحَ وَانْدَحَى مِنَ الدَّحْوِ، فَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ النَّدْح فُرْقانٌ كَبِيرٌ، لأَن الْمَنْدُوحَةَ مأْخوذة مِنْ أَنْداح الأَرض وَاحِدُهَا نَدْحٌ، وَهُوَ مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رؤْبة: صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: لَكَ مُنْتَدَحٌ فِي الْبِلَادِ أَي مذهبٌ وَاسِعٌ عَرِيضٌ. وانْدَحَّ بَطْنُ فُلَانٍ انْدِحاحاً: اتَّسَعَ مِنَ البِطْنةِ. وانْداحَ بطنُه انْدِياحاً إِذا انْتَفَخَ وتَدَلَّى، مِنْ سِمَنٍ كَانَ ذَلِكَ أَو عِلَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِينَ أَرادت الْخُرُوجَ إِلى البَصْرة: قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنُ ذيْلَكِ فَلَا تَنْدَحِيه أَي لَا تُوَسِّعِيه وَلَا تُفَرّقيه بِالْخُرُوجِ إِلى الْبَصْرَةِ، والهاءُ لِلذَّيْلِ، وَيُرْوَى لَا تَبْدَحيه، بالباءِ، أَي لَا تَفْتَحِيه مِنَ البَدْح وَهُوَ الْعَلَانِيَةُ؛ أَرادت قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ؛ قَالَ الأَزهري: مَنْ قَالَهُ بالباءِ ذَهَبَ إِلى البَداحِ، وَهُوَ مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض، وَمَنْ قَالَهُ بِالنُّونِ ذَهَبَ بِهِ إِلى النَّدْح.

وَيُقَالُ: نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وَسِعْتَهُ؛ الأَزهري: والنَّدْحُ الْكَثْرَةُ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ حَيْثُ يَقُولُ: صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها، ... بِنَدْحِ وَهْمٍ، قَطِمٍ قَبْقابُها ونادِحٌ ومُنادِحٌ: اسْمَانِ، وَبَنُو مُنادِح: بُطَيْنٌ. نزح: نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ «1» نَزْحاً ونُزوحاً: بَعُدَ. وشيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ: نازحٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ ... عَنْ دَارِ قَوْمِكِ، فاتْرُكي شَتْمِي ونَزَحت الدارُ فَهِيَ تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ. وَقَوْمٌ مَنازيحُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وصَرَّحَ الموتُ عَنْ غُلْبٍ كأَنهمُ ... جُرْبٌ، يُدافِعُها السَّاقِي، مَنازيحُ إِنما هُوَ جَمْعُ مِنْزاح وَهِيَ الَّتِي تأْتي إِلى الماءِ عَنْ بُعْدٍ؛ ونَزَحَ بِهِ وأَنْزَحَه. وَبَلَدٌ نازحٌ، ووَصْلٌ نازحٌ: بَعِيدٌ. وَفِي حَدِيثِ سَطيح: عبدُ المَسِيح جاءَ مِنْ بلدٍ نَزيحٍ أَي بعيدٍ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. ونَزَحَ البئرَ يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا اسْتَقَى مَا فِيهَا حَتَّى يَنْفَدَ؛ وَقِيلَ: حَتَّى يَقِلَّ ماؤُها. ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً ونُزُوحاً فَهِيَ نَازِحٌ ونُزُحٌ ونَزُوحٌ: نَفِدَ ماؤُها؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَزَلَ الحُدَيْبِية وَهِيَ نَزَحٌ ؛ النَزَح، بِالتَّحْرِيكِ: الْبِئْرُ الَّتِي أُخذ ماؤُها. يُقَالُ: نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها، لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنُ المُسَيّب قَالَ لِقَتَادَةَ: ارْحَلْ عَنِّي فَلَقَدْ نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْتَ مَا عِنْدِي، وَفِي رِوَايَةٍ نَزَفْتَني. الْجَوْهَرِيُّ: وَبِئْرٌ نَزُوح قَلِيلَةُ الماءِ، ورَكايا نُزُح. والنَّزَحُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْبِئْرُ الَّتِي نُزِحَ أَكثر مَائِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا يَستَقِي فِي النَّزَحِ المَضْفُوفِ، ... إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ وَجَمْعُ النَّزَحِ أَنْزاحٌ وَجَمْعُ النَّزوحِ نُزُحٌ. وماءٌ لَا يَنْزِحُ وَلَا يَنْزَحُ أَي لَا يَنْفَدُ. وأَنْزَحَ القومُ «2»: نَزَحَتْ مِيَاهَ آبَارِهِمْ. والنَّزَحُ: الماءُ الكَدِرُ. وَقَدْ نُزِحَ بِفُلَانٍ إِذا بَعُدَ عَنْ دِيَارِهِ غَيبَةً بَعِيدَةً؛ وأَنشد الأَصمعي: وَمَنْ يُنْزَحْ بِهِ، لَا بُدَّ يَوْمًا ... يَجيءُ بِهِ نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ وأَنت بمُنْتَزَحٍ مِنْ كَذَا أَي بِبُعْدٍ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَة يَرْثي ابْنَهُ: فأَنتَ، مِنَ الغَوائلِ، حِينَ تُرْمى، ... وَمِنْ ذَمِّ الرجالِ، بمُنْتَزاحِ إِلا أَنه أَشبع فَتْحَةَ الزَّايِ فَتَوَلَّدَتِ الأَلف. نسح: اللَّيْثُ: النَّسْحُ والنُّساحُ مَا تَحاتَّ عَنِ التَّمْرِ مِنْ قِشْرِهِ وفُتاتِ أَقماعه وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَبْقَى فِي أَسفل الوعاءِ. والمِنساحُ: شَيْءٌ يُدْفَعُ بِهِ الترابُ ويُذْرى به. ونِساحٌ [نَساحٌ]: وَادٍ «3» بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ الأَزهري: مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي النَّسْح لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ، قَالَ: وأَرجو

_ (1). قوله [نزح الشيء ينزح إلخ] بابه منع وضرب كما في القاموس. (2). قوله [وأَنزح القوم إلخ] كذا بالأَصل كبعض نسخ القاموس وفي بعضها نزح بدون همزة كما نبه عليه شارحه. (3). قوله [ونساح واد إلخ] كسحاب وكتاب، كما في القاموس وياقوت.

أَن يَكُونَ مَحْفُوظًا. الْجَوْهَرِيُّ: نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه، ونَسِحَ نَسَحاً: طَمِعَ. ونَساحٌ: جَبَلٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: يُوعِدُ خَيْراً، وَهُوَ بالزَّحْزاحِ ... أَبْعَدُ مِنْ زُهْرَةَ مِنْ نَساحِ نشح: نَشَحَ الشاربُ يَنْشَحُ نَشْحاً ونُشُوحاً وانْتَشَح إِذا شُرِبَ حَتَّى امتلأَ؛ وَقِيلَ: نَشَحَ شَرب شُرْباً قَلِيلًا دُونَ الرَّيِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فانْصاعتِ الحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرائِرَها، ... وَقَدْ نَشَحْنَ، فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: انْظُري مَا زَادَ مِنْ مَالِي فَرُدِّيه إِلى الْخَلِيفَةِ بِعْدِي، فإِني كُنْتُ نَشَحْتُها جُهْدي أَي أَقللت مِنَ الأَخذ مِنْهَا. والنَّشْحُ: الشُّرْبُ الْقَلِيلُ. ونَشَحَ بعيرَه: سَقَاهُ مَاءً قَلِيلًا، وَالِاسْمُ النَّشُوحُ مِنْ قَوْلِكَ نَشَحَ إِذا شَرِبَ شُرْباً دُونَ الرِّيِّ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْحَمِيرَ: حَتَّى إِذا مَا غَيَّبتْ نَشُوحا وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ عَلَى النَّشُوح الْمَاءُ الْقَلِيلُ. وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَي أَدخلت أَجوافها شَرَابًا غَيَّبَتْه فِيهِ؛ وَقِيلَ: النَّشُوح، بِالْفَتْحِ، الماءُ الْقَلِيلُ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لأَصحابه: أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسْقُوهَا سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِن لَمْ يُرْوِها؛ قَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ مَاءً وَرَدَه: نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجافى أَظَلُّها ... عَنِ الأُكْمِ، إِلا مَا وَقَتْها السَّرائِحُ والنَّشْحُ: الْعَرَقُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وسِقاءٌ نَشَّاحٌ: رَشَّاح نَضَّاح. نصح: نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ. والناصحُ: الْخَالِصُ مِنَ الْعَسَلِ وَغَيْرِهِ. وَكُلُّ شيءٍ خَلَصَ، فَقَدْ نَصَحَ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ رَجُلًا مَزَجَ عَسَلًا صَافِيًا بماءٍ حَتَّى تَفَرَّقَ فِيهِ: فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ، ... مِنْ ماءِ أَلْهابٍ، بهنَّ التَّأْلَبُ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّاصِحُ النَّاصِعُ فِي بَيْتِ ساعدة، قال: وَقَالَ النَّضْرُ أَراد أَنه فَرَّقَ بِهِ خَالِصَهَا وَرَدِيئَهَا بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بِمَاءِ غَدِيرٍ مَمْلُوءٍ. والنُّصْح: نَقِيضُ الغِشّ مُشْتَقٌّ مِنْهُ نَصَحه وَلَهُ نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً، وَهُوَ بِاللَّامِ أَفصح؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْصَحُ لَكُمْ . وَيُقَالُ: نَصَحْتُ لَهُ نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ، وَالِاسْمُ النَّصِيحَةُ. والنصيحُ: النَّاصِحُ، وَقَوْمٌ نُصَحاء؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: نَصَحْتُ بَنِي عَوْفٍ فَلَمْ يَتَقَبَّلوا ... رَسُولي، وَلَمْ تَنْجَحْ لَدَيْهِمْ وَسائِلي وَيُقَالُ: انْتَصَحْتُ فُلَانًا وَهُوَ ضِدُّ اغْتَشَشْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَلا رُبَّ مَنْ تَغْتَشُّه لَكَ ناصِحٌ، ... ومُنْتَصِحٍ بادٍ عَلَيْكَ غَوائِلُهْ تَغْتَشُّه: تَعْتَدُّه غَاشًّا لَكَ. وتَنْتَصِحُه: تَعْتَدُّه نَاصِحًا لَكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وانْتَصَحَ فُلَانٌ أَي قَبِلَ النَّصِيحَةَ. يُقَالُ: انْتَصِحْني إِنني لَكَ نَاصِحٌ؛ وأَنشده

ابْنُ بَرِّيٍّ: تقولُ انْتَصِحْني إِنني لَكَ ناصِحٌ، ... وَمَا أَنا، إِن خَبَّرْتُها، بأَمِينِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وَهَمٌ مِنْهُ لأَن انْتَصَحَ بِمَعْنَى قَبِلَ النَّصِيحَةَ لَا يتعدَّى لأَنه مُطَاوِعُ نَصَحْتُهُ فَانْتَصَحَ، كَمَا تَقُولُ رَدَدْتُهُ فارْتَدَّ، وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ، ومَدَدْتُه فامْتَدَّ، فأَما انْتَصَحْتُهُ بِمَعْنَى اتَّخَذْتُهُ نَصِيحًا، فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلى مَفْعُولٍ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ انتصحْني إِنني لَكَ نَاصِحٌ، يَعْنِي اتَّخِذْنِي نَاصِحًا لَكَ؛ ومنه قولهم: لا أُ ريد مِنْكَ نُصْحاً وَلَا انْتِصَاحًا أَي لَا أُريد مِنْكَ أَن تَنْصَحَنِي وَلَا أَن تَتَّخِذَنِي نَصِيحًا، فَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ النُّصْح وَالِانْتِصَاحِ. والنُّصْحُ: مَصْدَرُ نَصَحْتُه. والانتصاحُ: مَصْدَرُ انْتَصَحْته أَي اتَّخَذْتُهُ نَصِيحًا، وَمَصْدَرُ انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قَبِلْتُ النَّصِيحَةَ، فَقَدْ صَارَ لِلِانْتِصَاحِ مَعْنَيَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الدِّينَ النصيحةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ ولأَئمة الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّصِيحَةُ كَلِمَةٌ يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ جُمْلَةٍ هِيَ إِرادة الْخَيْرِ لِلْمَنْصُوحِ لَهُ، فَلَيْسَ يُمْكِنُ أَن يُعَبَّرَ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَجْمَعُ مَعْنَاهَا غَيْرُهَا. وأَصل النُّصْحِ: الْخُلُوصُ. وَمَعْنَى النصيحة لله: صِحَّةُ الِاعْتِقَادِ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ وإِخلاص النِّيَّةِ فِي عِبَادَتِهِ. وَالنَّصِيحَةُ لِكِتَابِ اللَّهِ: هُوَ التَّصْدِيقُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِمَا فِيهِ. وَنَصِيحَةُ رَسُولِهِ: التَّصْدِيقُ بِنُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ وَالِانْقِيَادُ لِمَا أَمر بِهِ وَنُهِيَ عَنْهُ. وَنَصِيحَةُ الأَئمة: أَن يُطِيعَهُمْ فِي الْحَقِّ وَلَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ إِذا جَارُوا. وَنَصِيحَةُ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ: إِرشادهم إِلى الْمَصَالِحِ؛ وَفِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ نظرٌ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ نَصِيحَةُ الأَئمة أَن يُطِيعَهُمْ فِي الْحَقِّ وَلَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ إِذا جَارُوا، فأَيّ فَائِدَةٍ فِي تَقْيِيدِ لَفْظِهِ بِقَوْلِهِ يُطِيعُهُمْ فِي الْحَقِّ مَعَ إِطلاق قَوْلِهِ وَلَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ إِذا جَارُوا؟ وإِذا مَنَعَهُ الْخُرُوجُ إِذا جَارُوا لَزِمَ أَن يُطِيعَهُمْ فِي غَيْرِ الْحَقِّ. وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء. واسْتَنْصَحه: عَدَّه نَصِيحًا. وَرَجُلٌ ناصحُ الجَيْب: نَقِيُّ الصَّدْرِ نَاصِحُ الْقَلْبِ لَا غِشَّ فِيهِ، كَقَوْلِهِمْ طَاهِرُ الثَّوْبِ، وَكُلُّهُ عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني ... ناصِحُ الجَيْبِ، بازِلٌ للثوابِ وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ. والتَّنَصُّح: كَثْرَةُ النُّصْحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ: إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يُورِثُ التُّهَمَة. وَالتَّوْبَةُ النَّصُوح: الْخَالِصَةُ، وَقِيلَ: هِيَ أَن لَا يَرْجِعَ الْعَبْدُ إِلى مَا تَابَ عَنْهُ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَوْبَةً نَصُوحاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ أَهل الْمَدِينَةِ نَصُوحاً، بِفَتْحِ النُّونِ، وَذَكَرَ عَنْ عَاصِمٍ نُصُوحاً، بِضَمِّ النُّونِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كأَنّ الَّذِينَ قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا الْمَصْدَرَ مِثْلَ القُعود، وَالَّذِينَ قرأُوا نَصُوحاً جَعَلُوهُ مِنْ صِفَةِ التَّوْبَةِ؛ وَالْمَعْنَى أَن يُحَدّث نَفْسَهُ إِذا تَابَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ أَن لَا يَعُودُ إِليه أَبداً، وَفِي حَدِيثِ أُبيّ: سأَلت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ فَقَالَ: هِيَ الْخَالِصَةُ الَّتِي لَا يُعاوَدُ بَعْدَهَا الذنبُ ؛ وفَعُول مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، فكأَنَّ الإِنسانَ بَالَغَ فِي نُصْحِ نَفْسِهِ بِهَا، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النُّصْح وَالنَّصِيحَةِ. وَسُئِلَ أَبو عَمْرٍو عَنْ نُصُوحاً فَقَالَ: لَا أَعرفه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ وَقَالَ المفضَّل: بَاتَ عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً؛ وقال أَبو إِسحاق: توبةٌ نَصُوح بَالِغَةٌ فِي النُّصْح، وَمَنْ قرأَ نُصُوحاً فَمَعْنَاهُ يَنْصَحُون فِيهَا نُصوحاً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه؛

وَمِنْهُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ، وَهِيَ الصَّادِقَةُ. والنِّصاحُ: السِّلكُ يُخاط بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النِّصاحة السُّلوك الَّتِي يُخَاطُ بِهَا، وَتَصْغِيرُهَا نُصَيِّحة. وَقَمِيصٌ مَنْصُوح أَي مَخِيط. وَيُقَالُ للإِبرة: المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ، فَهِيَ الشُّعَيْرَةُ. والنُّصْحُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ اعْتِبَارًا بِقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ اغتابَ خَرَقَ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ رَفَأَ. ونَصَحَ الثوبَ وَالْقَمِيصَ يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه: خَاطَهُ. وَرَجُلٌ نَاصِحٌ وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ: خَائِطٌ. والنِّصاحُ: الخَيْطُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ نِصاحاً، وَالْجَمْعُ نُصُحٌ ونِصاحةٌ، الْكَسْرَةُ فِي الْجَمْعِ غَيْرَ الْكَسْرَةِ فِي الْوَاحِدِ، والأَلف فِيهِ غَيْرُ الأَلف، وَالْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ. والمِنْصَحة: المِخْيَطة. والمِنْصَحُ: المِخْيَطُ. وفي ثَوْبِهِ مُتَنَصِّحٌ لَمْ يُصلحه أَي مَوْضِعُ إِصلاح وَخِيَاطَةٍ، كَمَا يُقَالُ: إِن فِيهِ مُتَرَقَّعاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه، ... غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُتَنَصَّحُ المَخيطُ، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ. وأَرض مَنْصوحة: متصلة بالغيت كَمَا يُنْصَحُ الثوبُ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ عِبَارَةٌ رَدِيئَةٌ إِنما المَنْصُوحة الأَرض الْمُتَّصِلَةُ النَّبَاتِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، كأَنَّ تِلْكَ الجُوَبَ الَّتِي بَيْنَ أَشخاص النَّبَاتِ خِيطَتْ حَتَّى اتَّصَلَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. قَالَ النَّضْرُ: نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتَّصَلَ نَبْتُهَا فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ فَضاء وَلَا خَلَلٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَرض الْمَنْصُوحَةُ هِيَ المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً. ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شَرِبَ حَتَّى يَرْوى؛ وَكَذَلِكَ نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً: صَدَقَتْه. وأَنْصَحْتُها أَنا: أَرويتها؛ قَالَ: هَذَا مَقامِي لكِ حَتَّى تَنْصَحِي ... رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ وَيُرْوَى: حَتَّى تَنْضَحِي، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَيْسَ بِالْعَالِي. البَلاطُ: القاعُ. وأَنْصَح الإِبلَ: أَرْواها. والنِّصاحاتُ: الجلودُ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ شَرْباً: فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ، ... مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ قَالَ الأَزهري: أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ فِي قَوْلِ بَعْضُهُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرُّبَحُ مِنْ أَولاد الْغَنَمِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّائِرُ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ زَاغَ؛ وَقَالَ المُؤَرِّج: النِّصاحاتُ حِبَالٌ يُجْعَلُ لَهَا حَلَقٌ وَتُنْصَبُ للقُرود إِذا أَرادوا صَيْدَهَا: يَعْمدُ رَجُلٌ فيجعلُ عِدّة حِبَالٍ ثُمَّ يأْخذ قِرْدًا فَيَجْعَلُهُ فِي حَبْلٍ مِنْهَا، وَالْقُرُودُ تَنْظُرُ إِليه مِنْ فَوْقِ الْجَبَلِ، ثُمَّ يَتَنَحَّى الْحَابِلُ فَتَنْزِلُ الْقُرُودُ فَتَدْخُلُ فِي تِلْكَ الْحِبَالِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِليها مِنْ حَيْثُ لَا تَرَاهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِليها فيأْخذ مَا نَشِبَ فِي الْحِبَالِ؛ قَالَ وَهُوَ قَوْلُ الأَعشى: مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الربح قال: والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح. وشَيْبَةُ بْنُ نِصاحٍ: رَجُلٌ مِنَ الْقُرَّاءِ. والنَّصْحاء ومَنْصَح: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ «4»:

_ (4). قوله [قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ لهن إلخ] قبله: ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي، بالصاد المهملة والغين المعجمة: موضع، كما أنشده ياقوت في مادته.

لهنَّ بِمَا بَيْنَ الأَصاغِي ومَنْصَحٍ ... تَعاوٍ، كَمَا عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ نضح: النَّضْحُ: الرَّشُّ. نَضَح عَلَيْهِ الماءَ يَنْضَحُه «1» نَضْحاً إِذا ضَرَبَهُ بِشَيْءٍ فأَصابه مِنْهُ رَشاشٌ. ونَضَح عَلَيْهِ الماءُ: ارْتَشَّ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: النَّضْحُ مِنَ النَّضْحِ ؛ يُرِيدُ مَنْ أَصابه نَضْحٌ مِنَ الْبَوْلِ وَهُوَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنْهُ فَعَلَيْهِ أَن يَنْضَحَه بِالْمَاءِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَسْلُهُ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ أَن يُصِيبَهُ مِنَ الْبَوْلِ رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: نَضَحْتُ عَلَيْهِ الماءَ نَضْحاً وأَصابه نَضْحٌ مِنْ كَذَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّضْح مَا كَانَ عَلَى اعْتِمَادٍ وَهُوَ مَا نَضَحْته بِيَدِكِ مُعْتَمِدًا، وَالنَّاقَةُ تَنْضَحُ ببولها. والنَّضْخُ: مَا كَانَ عَلَى غَيْرِ اعْتِمَادٍ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكُلُّهُ رَشٌّ. والقربةُ تَنْضَحُ مِنْ غَيْرِ اعْتِمَادٍ ... فَوطِئَ «2» عَلَى مَاءٍ فنَضَح عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يُرِيدُ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ نَضْحُ الْبَوْلِ فِي حَدِيثِ إِبراهيم: أَنه لَمْ يَكُنْ يَرَى بنَضْح الْبَوْلِ بأْساً. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: النَّضْح كالنَّضْخ رُبَّمَا اتَّفَقَا وَرُبَّمَا اخْتَلَفَا. وَيَقُولُونَ: النَّضْح مَا بَقِيَ لَهُ أَثر كَقَوْلِكَ عَلَى ثَوْبِهِ نَضْحُ دَمٍ، والعين تَنْضَحُ بِالْمَاءِ نَضْحاً إِذا رأَيتها تفور، وكذلك تَنْضَخُ الْعَيْنُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَضَخَ عَلَيْهِ الماءُ يَنْضَخُ، فَهُوَ ناضخٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يَنْضَخُ البحرُ ساحلَه. وَقَالَ الأَصمعي: لَا يُقَالُ مِنَ الْخَاءِ فَعَلْتُ، إِنما يُقَالُ أَصابه نَضْخ مِنْ كَذَا؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَوْلَ أَبي زَيْدٍ أَصح، وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ ؛ فَهَذَا يَشْهَدُ بِهِ. يُقَالُ: نَضَخَ عَلَيْهِ الْمَاءُ لأَن الْعَيْنَ النَّضَّاخة هِيَ الفَعَّالة، وَلَا يُقَالُ لَهَا: نَضَّاخة حَتَّى تَكُونَ نَاضِحَةً؛ قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ قَيْسٍ يَقُولُونَ: النَّضح والنَّضْخُ وَاحِدٍ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: نَضَحْتُه ونَضَخْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ الغَنَوِيّ يَقُولُ: النَّضْح والنَّضْخُ وَهُوَ فِيمَا بَانَ أَثره وَمَا رَقَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي: النَّضْح الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ فُرَجٌ، والنَّضْخُ أَرَقّ مِنْهُ؛ وَقَالَ أَبو لَيْلى: النَّضْحُ والنَّضْخُ مَا رَقَّ وثَخُن بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَضَحَ البيتَ يَنْضِحُه، بِالْكَسْرِ، نَضْحاً: رَشَّه؛ وَقِيلَ: رَشَّهُ رَشًّا خَفِيفًا. وانْتَضَح عَلَيْهِمُ الْمَاءَ أَي تَرَشَّش. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمَدِيِنَةُ كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتَنْضَحُ طِيبَها ، رُوِيَ بِالضَّادِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ النَّضْح وَهُوَ رَشُّ الْمَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَضَعَ. ونَضَح الماءُ العطشَ يَنْضِحُه: رَشَّه فَذَهَبَ بِهِ أَو كَادَ يَذْهَبُ بِهِ. ونَضَح الماءُ المالَ يَنْضِحُه: ذَهَبَ بِعَطَشِهِ أَو قَارَبَ ذَلِكَ. والنَّضَحُ، بِفَتْحِ الضَّادِ، وَالنَّضِيحُ: الْحَوْضُ لأَنه يَنْضَح الْعَطَشَ أَي يَبُلُّه؛ وَقِيلَ: هُمَا الْحَوْضُ الصَّغِيرُ، وَالْجَمْعُ أَنضاح ونُضُحٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّضِيحُ مِنَ الْحِيَاضِ مَا قَرُب مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى يَكُونَ الإِفراغ فِيهِ مِنَ الدَّلْوِ وَيَكُونُ عَظِيمًا؛ وَقَالَ الأَعشى: فَغَدَوْنا عليهمُ بُكْرَةَ الوِرْدِ، ... كَمَا تُورِدُ النَّضِيحَ الهِياما قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَي يَبُلُّه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: نَضَحْتُ الرِّيَّ، بِالضَّادِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: فإِن شَرِبَ حَتَّى يَرْوَى قَالَ نَصَحْتُ، بِالصَّادِ، نَصْحاً ونَصَعْتُ بِهِ ونَقَعْتُ. قَالَ: والنَّضْحُ والنَّشْحُ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يَشْرَبَ دون

_ (1). قوله [نَضَحَ عَلَيْهِ الْمَاءَ يَنْضَحُهُ إلخ] بابه ضرب ومنع وكذلك نضخ بالخاء المعجمة كما في المصباح. (2). قوله [اعتماد ... فوطئ] هو هكذا مع البياض في الأَصل.

الرِّيّ. والنَّضْحُ: سَقْيُ الزَّرْعِ وَغَيْرِهِ بِالسَّانِيَةِ. ونَضَحَ زرعَه: سَقَاهُ بالدَّلْو. والناضحُ: الْبَعِيرُ أَو الثَّوْرُ أَو الْحِمَارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ الْمَاءُ، والأُنثى بِالْهَاءِ، نَاضِحَةٌ وَسَانِيَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا سُقِيَ مِنَ الزَّرْعِ نَضْحاً فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ ؛ يُرِيدُ مَا سُقِيَ بالدِّلاءِ والغُروب والسَّواني وَلَمْ يُسْقَ فَتْحاً. وَالنَّوَاضِحُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَاحِدُهَا نَاضِحٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتاه رَجُلٌ فَقَالَ: إِن نَاضِحَ بَنِي فُلَانٍ قَدْ أَبَدَ عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ للأَنصار وَقَدْ قَعَدُوا عَنْ تَلَقِّيهِ لَمَّا حَجَّ: مَا فَعَلَتْ نَواضِحُكم؟ كأَنه يُقَرِّعُهم بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا أَهل حَرْثٍ وزَرْعٍ وسَقْيٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا. والنَّضَّاح: الَّذِي يَنْضَحُ عَلَى الْبَعِيرِ أَي يَسُوقُ السَّانِيَةَ وَيَسْقِي نَخْلًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط واعْتَصَبْنَ، كَمَا ... يَسْقِي الجُذُوعَ، خِلالَ الدُّورِ، نَضَّاحُ وَهَذِهِ نَخْلٌ تُنْضَحُ أَي تُسْقَى. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَسْقي بالنَّضْحِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ. والنَّضْحاتُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْمُتَفَرِّقُ مِنَ الْمَطَرِ. قَالَ شَمِرٌ: وَقَدْ قَالُوا فِي نَضَحَ المطرُ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ. والناضحُ: الْمَطَرُ؛ وَقَدْ نَضَحَتْنا السَّمَاءُ. والنَّضْحُ أَمْثَلُ مِنَ الطَّلّ: وَهُوَ قَطْرٌ بَيْنَ قَطْرَيْن. قَالَ: وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ يَتَحَلَّب مِنْ مَاءٍ أَو عَرَقٍ أَو بَوْلٍ: يَنْضَحُ: وأَنشد: يَنْضَحْنَ فِي حَافَاتِهِ بالأَبْوال ونَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً: فَضَّ بِهِ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. والنَّضِيحُ والتَّنْضاحُ: الْعَرَقُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَنْضَحُ ذِفْراه بِمَاءٍ صَبِ والنَّضُوحُ: الوَجُور فِي أَيّ الْفَمِ كَانَ. ونَضَحَتِ الْعَيْنُ تَنْضَحُ نَضْحاً وانْتَضَحَت: فَارَتْ بِالدَّمْعِ؛ وَعَيْنَاهُ تَنْضَحانِ. والنَّضْحُ يَدْعُوهُ الهَمَلانُ: وَهُوَ أَن تَمْتَلِئَ الْعَيْنُ دَمْعًا ثُمَّ تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لَا يَنْقَطِعُ. ونَضَحَتِ الْخَابِيَةُ والجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كَانَتْ رَقِيقَةً فَخَرَجَ الْمَاءُ مِنَ الخَزَف ورشَحَتْ؛ وَكَذَلِكَ الْجَبَلُ الَّذِي يَتَحَلَّبُ الْمَاءُ بَيْنَ صُخُورِهِ. ومَزادةٌ نَضُوح: تَنْضَح [تَنْضِح] الماءَ؛ ونَضَحَتْ ذِفْرَى الْبَعِيرِ بالعَرَق نَضْحاً؛ وَقَالَ القَطامِيّ: حَرَجاً كأَنَّ، مِنَ الكُحَيْلِ، صُبابةً، ... نَضَحَتْ مَغابِنُها بِهِ نَضَحَانا قَالَ: وَرَوَاهُ المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ. واسْتَنْضَح الرجلُ وانْتَضَح: نَضَح شَيْئًا مِنْ مَاءٍ عَلَى فَرْجِهِ بَعْدَ الْوُضُوءِ؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ مِنَ السنَّة وَذَكَرَ فِيهَا الانتضاحَ بالماءِ ، وَهُوَ أَن يأْخذ مَاءً قَلِيلًا فيَنْضَحَ بِهِ مَذَاكِيرَهُ ومُؤْتَزَرَه بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْوُضُوءِ، لِيَنْفِيَ بِذَلِكَ عَنْهُ الوَسْواس: وَفِي خَبَرٍ آخَرَ: انْتِفاض الْمَاءِ ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءَ: وَسُئِلَ عَنْ نَضَحِ الْوَضُوءِ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، مَا يَتَرَشَّشُ مِنْهُ عِنْدَ التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ. ونَضَح بِالْبَوْلِ عَلَى فَخِذَيْهِ: أَصابهما بِهِ؛ وَكَذَلِكَ نَضَحَ بِالْغُبَارِ. ونَضَحَ الجُلَّة يَنْضِحُها نَضْحاً: رَشَّها بِالْمَاءِ ليَتَلازَب تَمْرُها وَيَلْزَمَ بعضُه بَعْضًا. ونَضَحَ الجُلَّة أَيضاً: نَثَرَ مَا فِيهَا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَنْضَحُ بالبَوْلِ، والغُبارُ عَلَى ... فَخْذَيْه، نَضْحَ العِيدِيَّةِ الجُلَلا يُفَسَّرُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَاتَيْنِ. ونَضَحَ الرِّيّ نَضْحاً:

شَرِبَ دُونَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَشْرَبَ حَتَّى يَرْوَى، فَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ نَضَحْتُ الأَدِيمَ بَلَلْتُهُ أَن لَا يَنْكَسِرَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: نَضَحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ... بِآصِرةِ الأَرْحامِ، لَوْ تَتَبَلَّلُ نَضَحْتُ أَي وَصَلْتُ. والنَّضُوحُ، بِالْفَتْحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ؛ وَقَدْ انْتَضَحَ به. والنَّضْحُ: مِنْهُ مَا كَانَ رَقِيقًا كَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ نُضُوح وأَنْضِحَة، والنَّضْخُ مَا كَانَ مِنْهُ غَلِيظًا كالخَلُوق وَالْغَالِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ الإِحرام: ثُمَّ أَصبح مُحْرِمًا يَنْضَحُ طِيباً أَي يَفُوحُ. النَّضُوح: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ تَفُوحُ رَائِحَتُهُ، وأَصل النَّضْح الرَّشْح فَشَبَّهَ كَثْرَةَ مَا يَفُوحُ مِنْ طِيبِهِ بِالرَّشْحِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: وَجَدَ فَاطِمَةَ وَقَدْ نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح أَي طَيَّبته وَهِيَ فِي الْحَجِّ. وأَرض مُنْضِحة: واسعة. ونَضَّحَتِ الْغَنَمُ: شَبِعَت. ونَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً: رَمَيْنَاهُمْ ورَشَقْناهم. ونَضَحْناهم نَضْحاً: وَذَلِكَ إِذا فرَّقوها فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ: كَمَا تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل. وَيُقَالُ: انِضَحْ عَنَّا الخيلَ أَي ارْمِهم. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ للرُّماة يَوْمَ أُحُد: انْضَحوا عَنَّا الْخَيْلَ لَا نُؤْتَى مِنْ خَلْفِنا أَي ارْمُوهُمْ بالنُّشَّاب. ونَضَحَ عَنْهُ: ذَبَّ وَدَفَعَ. ونَضَح الرَّجُلَ: ردَّ عَنْهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ونَضَحَ الرجلُ عَنْ نَفْسِهِ إِذا دَفَعَ عَنْهَا بحُجَّة. وَهُوَ يَنْضَح عَنْ فُلَانٍ أَي يَذُبُّ عَنْهُ وَيَدْفَعُ. ورأَيته يَتَنَضَّحُ مِمَّا قُرِف بِهِ أَي يَنْتَفِي ويَتَنَصَّل مِنْهُ. وَقَالَ شُجاعٌ: مَضَحَ عَنِ الرَّجُلِ ونَضَح عَنْهُ وذَبَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: هُوَ يناضِحُ عَنْ قَوْمِهِ ويُنافِحُ عَنْهُمْ أَي يَذُبُّ عَنْهُمْ؛ وأَنشد: وَلَوْ بَلا، فِي مَحْفِلٍ، نِضاحِي أَي ذَبِّي ونَضْحِي عَنْهُ. وقَوْس نَضُوح: شَدِيدَةُ الدَّفْعِ والحَفْز لِلسَّهْمِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: أَنْحَى شِمالًا هَمَزَى نَضُوحا أَي مدَّ شِمَالَهُ فِي الْقَوْسِ. هَمَزَى يَعْنِي القوسَ أَنها شَدِيدَةٌ. والنَّضُوحُ: مِنْ أَسماء الْقَوْسِ كَمَا تَنْضَحُ بِالنَّبْلِ. والنَّضَّاحة: الْآلَةُ الَّتِي تُسَوَّى مِنَ النُّحَاسِ أَو الصُّفْر للنَّفْطِ وزَرْقِه؛ ابْنُ الأَعرابي: المِنْضَحَة والمَنْضَحة الزَّرَّاقة؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ عِنْدَ عوامِّ النَّاسِ النَّضَّاحة وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَقَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ شُجاعاً السُّلَمِيّ يَقُولُ: أَمْضَحْتَ عِرْضِي وأَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته؛ وَقَالَ خَليفة: أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه النَّاسَ. وانْتَضَحَ مِنَ الأَمر: أَظهر الْبَرَاءَةَ مِنْهُ. وَالرَّجُلُ يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهَمَة فيَنْتَضِح مِنْهُ أَي يُظْهِرُ التَبَرِّي مِنْهُ. وإِذا ابتدأَ الدَّقِيقُ فِي حَبِّ السُّنْبُل وَهُوَ رَطْبٌ فَقَدْ نَضَحَ وأَنْضَح، لُغَتَانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنْضَحَ الدقيقُ بدأَ فِي حَبِّ السُّنْبُلِ وَهُوَ رَطْبٌ. ونَضَح الغَضا نَضْحاً: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ وَالنَّبَاتِ وعَمَّ بعضُهم بِهِ الشَّجَرَ؛ قَالَ أَبو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ، كَمَا بُورِكَ ... نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ فأَما قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ نُضُوح الشَّجَرِ فَلَا أَدري أَرآه لِلْعَرَبِ أَم هُوَ أَقْدَمَ فَجَمَعَ نَضْحَ الشَّجَرِ عَلَى نُضُوح، لأَن بَعْضَ الْمَصَادِرِ قَدْ يُجْمَعُ كَالْمَرَضِ والشُّغْل وَالْعَقْلِ،

قَالُوا: أَمراض وأَشغال وعُقُول. ونَضَح الزَّرعُ: غَلُظَت جُثَّتُهُ. نطح: النَّطْحُ: للكِبَاشِ وَنَحْوِهَا؛ نَطَحه يَنْطِحُه «3» ويَنْطَحُه نَطْحاً. وكَبْشٌ نَطَّاح، وَقَدِ انتَطَحَ الْكَبْشَانِ وتَناطَحا، ويُقْتاس مِنْ ذَلِكَ تَناطَحَتِ الأَمواجُ وَالسُّيُولُ وَالرِّجَالُ فِي الْحَرْبِ: وأَنشد: الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ وكبشٌ نَطِيحٌ مِنْ كِبَاشٍ نَطْحَى ونَطائح، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ مِنْ نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ؛ يَعْنِي مَا تَنَاطَحَ فَمَاتَ؛ الأَزهري: وَأَمَّا النَّطِيحة فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ؛ فَهِيَ الشَّاةُ المَنْطوحة تَمُوتُ فَلَا يَحِلُّ أَكلها، وأُدخلت الْهَاءُ فِيهَا لأَنها جُعِلَتِ اسْمًا لَا نَعْتًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما جَاءَتْ بِالْهَاءِ لِغَلَبَةِ الِاسْمِ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه لَيْسَ هُوَ عَلَى نَطَحتها، فَهِيَ مَنْطُوحَةٌ، وإِنما هُوَ الشَّيْءُ فِي نَفْسِهِ مِمَّا يُنْطَحُ وَالشَّيْءُ مِمَّا يُفْرَسُ وَمِمَّا يُؤْكَلُ. وَقَوْلُهُمْ: مَا لَهُ نَاطِحٌ وَلَا خَابِطٌ: فَالنَّاطِحُ الْكَبْشُ وَالتَّيْسُ والعَنْزُ، وَالْخَابِطُ: الْبَعِيرُ. وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ؛ يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَنْ ذَهَبَ هَدَراً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ابْنُ سِيدَهْ: والنَّطِيحُ والناطِحُ مَا يَسْتَقْبِلُكَ ويأْتيك مِنْ أَمامك مِنَ الطَّيْرِ والظباءِ وَالْوَحْشِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُزْجَرُ، وَهُوَ خِلَافُ القَعِيد. وَرَجُلٌ نَطِيحٌ: مَشْؤُوم؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فأَمْكَنَّه مِمَّا يُرِيدُ، وبعضُهم ... شَقِيٌّ، لَدَى خَيْراتِهِنَّ، نَطِيحُ وفرسٌ نَطِيحٌ إِذا طَالَتْ غُرَّتُه حَتَّى تَسِيلَ تَحْتَ إِحدى أُذنيه وَهُوَ يُتشَاءم بِهِ؛ وَقِيلَ: النَّطِيحُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي وسَطَ جَبْهته دَائِرَتَانِ، وإِن كَانَتْ وَاحِدَةً، فَهِيَ اللَّطْمةُ وَهُوَ اللَّطِيمُ، وَدَائِرَةُ النَّاطِحِ مِنْ دَوَائِرِ الْخَيْلِ وَكُلُّ ذَلِكَ شُؤْم؛ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ دَوَائِرِ الْخَيْلِ دَائِرَةُ اللَّطَاةِ وَهِيَ الَّتِي وَسَطَ الْجَبْهَةِ؛ قَالَ: وإِن كَانَتْ دَائِرَتَانِ قَالُوا: فَرَسٌ نَطِيح، قَالَ: وَتُكْرَهُ دَائِرَتَا النَّطِيح؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: دَائِرَةُ اللَّطَاةِ لَيْسَتْ تُكْرَهُ. وَيُقَالُ للشَّرَطَيْنِ: النَّطْحُ والناطحُ وَهُمَا قَرْنا الحَمل. ابْنُ سِيدَهْ: النَّطْحُ نَجْمٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ يُتَشَاءَمُ بِهِ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا كَانَ مِنْ أَسماء الْمَنَازِلِ، فَهُوَ يأْتي بالأَلف وَاللَّامِ وَبِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، كَقَوْلِكَ نَطْحٌ والنَّطْحُ، وغَفْرٌ والغَفْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: ونَواطِحُ الدَّهْرِ شَدَائِدُهُ. وَيُقَالُ: أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شَدِيدٌ ذُو مَشَقَّةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: وَقَدْ مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ وَفِي الْحَدِيثِ: فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثُمَّ لَا فارسَ بعْدها أَبداً ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ فارسُ تُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فارس تَنْطِحُ [تَنْطَحُ] مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ فَيَبْطُلُ مُلْكُهَا وَيَزُولُ أَمرها، فَحَذَفَ تَنْطَحُ لِبَيَانِ مَعْنَاهُ؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: رأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّتْ مَخَافَةً، ... وَفِي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ أَراد: رأَتْني أَقبلتُ بِحَبْلَيْهَا فَحَذَفَ الْفِعْلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزانِ أَي لَا يَلْتَقِي فِيهَا اثْنَانِ ضَعِيفَانِ، لأَن النِّطاحَ مِنْ شأْن التُّيُوسِ وَالْكِبَاشِ لَا العَتُود، وَهُوَ إِشارة إِلى قَضِيَّةٍ مَخْصُوصَةٍ لَا يَجْرِي فِيهَا خُلْفٌ ونِزاعٌ.

_ (3). قوله [نطحه ينطحه] بابه ضرب ومنع كما في القاموس.

نظح: الأَزهري خَاصَّةً حَكَى عَنِ اللَّيْثِ: أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَيت الدَّقِيقَ فِي حَبِّهِ؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي حَفِظْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ مِنَ الثِّقَاتِ: نَضَحَ السُّنبل وأَنْضَح، بِالضَّادِ، قَالَ: وَالظَّاءُ بِهَذَا الْمَعْنَى تَصْحِيفٌ إِلا أَن يَكُونَ مَحْفُوظًا عَنِ الْعَرَبِ فَيَكُونَ لُغَةً مِنْ لُغَاتِهِمْ؛ كَمَا قَالُوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها. نفح: نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً: أَرِجَ وفاحَ، وَقِيلَ: النَّفْحةُ دُفْعَةُ الرِّيحُ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةً؛ وَلَهُ نَفْحة طَيِّبَةٌ ونَفْحة خَبِيثَةٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَهُ نَفْحة طَيِّبَةٌ. ونَفَحَتِ الريحُ: هَبَّت. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِرَبِّكُمْ فِي أَيام دَهْرِكُمْ نَفَحاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لَهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ. وريحٌ نَفُوحٌ: هَبُوبٌ شَدِيدَةُ الدَّفْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَلَا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عَلَيْهِ، ... ببَلْقَعَةٍ، شَآميةٌ نَفُوحُ ونَفَحَتِ الدَّابَّةُ تَنْفَح نَفْحاً وَهِيَ نَفُوحٌ: رَمحتْ بِرِجْلِهَا وَرَمَتْ بِحَدِّ حَافِرِهَا ودَفَعَتْ؛ وَقِيلَ: النَّفْحُ بالرِّجل الْوَاحِدَةِ والرَّمْحُ بِالرِّجْلَيْنِ مَعًا. الْجَوْهَرِيُّ: نَفَحَتِ الناقةُ ضَرَبَتْ بِرِجْلِهَا. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح: أَنه أَبطل النَّفْحَ ؛ أَراد نَفْحَ الدَّابَّةِ بِرِجْلِهَا وَهُوَ رَفْسُها، كَانَ لَا يُلْزِم صاحبَها شَيْئًا. وقوسٌ نَفُوحٌ: شَدِيدَةُ الدَّفْعِ وَالْحَفْزِ لِلسَّهْمِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: بَعِيدَةُ الدَّفْعِ لِلسَّهْمِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلْقَوْسِ النَّفِيحةُ وَهِيَ المِنفَحة؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّفِيحةُ لِلْقَوْسِ وَهِيَ شَطِيبَةٌ مِنْ نَبْع؛ وَقَالَ مُلَيحٌ الْهُذَلِيُّ: أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها ... نَفائِحُ نَبْعٍ، لَمْ تَرَبَّعْ، ذَوابِلُ والنَّفائحُ: القِسِيُّ، وَاحِدَتُهَا نَفيحة. ونَفَحه بِشَيْءٍ أَي أَعطاه. ونَفَحه بِالْمَالِ نَفْحاً: أَعطاه. وَفِي الْحَدِيثِ: المُكْثِرونَ هُمُ المُقِلُّون إِلَّا مَنْ نَفَح فِيهِ يمينَه وشمالَه أَي ضَرَبَ يَدَيْهِ فِيهِ بِالْعَطَاءِ. النَّفْحُ: الضربُ وَالرَّمْيُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَسماء: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي وَلَا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ. وَلَا يَزَالُ لِفُلَانٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم، ... نَفَحْتَني نَفْحَةً، طابتْ لَهَا العَرَبُ أَي طابتْ لَهَا النَّفْسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ للرَّمَّاحِ بْنِ مَيَّادة وَاسْمُ أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وَمَيَّادَةُ اسْمُ أُمه، وَمَدَحَ بِهَذَا الْبَيْتِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَبْلَهُ: إِلى الوليدِ أَبي العباسِ مَا عَمِلَتْ، ... ودونَها المُعْطُ، مِنْ تُبانَ، والكُثُبُ الكُثُبُ: جَمْعُ كَثِيبٍ. والعَرب: جَمْعُ عَرَبة وَهِيَ النَّفْسُ. والمُعْطُ: اسْمُ مَوْضِعٍ «1»، وَكَذَلِكَ تُبانُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ طَابَتْ لَهَا الْعَرَبُ أَي طَابَتْ لَهَا النَّفْسُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ طَابَتْ لَهَا النُّفُوسُ إِلا أَن يَجْعَلَ النَّفْسَ جِنْسًا لَا يَخُصُّ وَاحِدًا بِعَيْنِهِ؛ وَيُرْوَى الْبَيْتُ: لَمَّا أَتَيْتُك مِنْ نَجْدٍ وساكِنه

_ (1). قوله [والمعط اسم موضع إلخ] أَما تبان، بضم المثناة وتخفيف الموحدة، فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت. وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من الكتب أَنه اسم موضع، بل هو اما جمع أمعط أو معطاء، رمال معط، وأَرضون معط: لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على ذلك فتأمل.

الصِّحَاحُ: ونَفْحَةٌ مِنَ الْعَذَابِ قِطْعَةٌ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَفْحَةُ الْعَذَابِ دفعةٌ مِنْهُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّفحُ كَاللَّفْحِ إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً مِنَ اللَّفْح. ابْنُ الأَعرابي: اللَّفْحُ لِكُلِّ حَارٍّ والنَّفحُ لِكُلِّ بَارِدٍ؛ وأَنشد أَبو الْعَالِيَةِ: مَا أَنتِ يَا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ، ... إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ، وإِن جَفَفْتِ، فترابٌ بَرْحُ والنَّفْحةُ: مَا أَصابك مِنْ دُفْعَة الْبَرْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَا كَانَ مِنَ الرِّيَاحِ نَفْحٌ فَهُوَ بَرْدٌ، وَمَا كَانَ لَفْحٌ فَهُوَ حَرٌّ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَلَا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عَلَيْهِ ... ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ يَعْنِي الجَنُوب تَنْفَحُه بِبَرْدِهَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: متحيِّر يُرِيدُ مَاءً كَثِيرًا قَدْ تَحَيَّرَ لِكَثْرَتِهِ وَلَا مَنْفَذ لَهُ؛ يَصِفُ طِيبَ فَمِ مَحْبُوبَتِهِ وَشَبَّهَهُ بِخَمْرٍ مُزِجَتْ بِمَاءٍ؛ وَبَعْدَهُ: بأَطْيَبَ مِنْ مُقَبَّلِها إِذا مَا ... دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَم النُّبُوحُ قَالَ: والنُّبوح ضَجَّة الْحَيِّ وأَصوات الْكِلَابِ. اللَّيْثُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: أَنه قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ ؛ يُقَالُ: أَصابتنا نَفْحةٌ مِنَ الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لَا غَمَّ فِيهِ. وأَصابتنا نَفْحةٌ مِنْ سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ؛ وأَنشد فِي طِيب الصَّبا: إِذا نَفَحَتْ مِنْ عَنْ يَمينِ المَشارِقِ ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ رِيحُهُ؛ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ يَذْكُرُ امرأَته: لَقَدْ عالجَتْني بالقَبيح، وثوبُها ... جَديدٌ، وَمِنْ أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ أَي يَفوحُ طِيبُه فَجَعَلَ النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ الْعَذَابِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ ؛ وَجَعَلَهُ مَرَّةً رِيحَ مِسْكٍ؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مِنَ الرِّيحِ سَمُوماً فَلَهُ لَفْحٌ، بِاللَّامِ، وَمَا كَانَ بَارِدًا فَلَهُ نَفْحٌ، رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُ. وطَعْنة نَفَّاحة: دَفَّاعة بِالدَّمِ، وَقَدْ نَفَحتْ بِهِ. التَّهْذِيبُ: طَعْنَةٌ نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سَرِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوّلُ نَفْحةٍ مِنْ دَمِ الشهيدِ ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: نَفْحةُ الدَّمِ أَوّل فَوْرة تَفور مِنْهُ ودُفْعةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: يَرْجُو سِجالًا مِنَ المعروفِ يَنْفَحُها ... لِسَائِلِيهِ، فَلَا مَنٌّ وَلَا حَسَدُ أَبو زَيْدٍ: مِنَ الضُّروع النَّفُوحُ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَحْبِسُ لَبَنَها. والنَّفُوح مِنَ النُّوقِ: الَّتِي يَخْرُجُ لَبَنَهَا مِنْ غَيْرِ حَلَبٍ. ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نَزَا مِنْهُ الدَّمُ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: النَّفْحُ الذَّبُّ عَنِ الرَّجُلِ؛ يُقَالُ: هُوَ يُنافِحُ عَنْ فُلَانٍ؛ قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ يُناضِحُ. ونافَحْتُ عَنْ فُلَانٍ: خاصَمْتُ عَنْهُ. ونافَحُوهم: كافَحوهم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن جِبْرِيلَ مَعَ حَسَّان مَا نافَحَ عَنِّي أَي دَافَعَ؛ والمُنافَحة والمُكافَحة: المُدافعة والمُضاربة. ونَفَحْتُ الرجلَ بِالسَّيْفِ: تَنَاوَلْتُهُ بِهِ؛ يُرِيدُ بِمُنَافَحَتِهِ هِجَاءَ الْمُشْرِكِينَ وَمُجَاوَبَتَهُمْ عَلَى أَشعارهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه، فِي صِفِّين: نافِحوا بالظُّبى أَي قَاتِلُوا بِالسُّيُوفِ، وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد الْمُقَاتِلِينَ مِنَ الْآخَرِ بِحَيْثُ يَصِلُ نَفْحُ كُلُّ وَاحِدٍ

مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ، وَهِيَ رِيحُهُ ونَفَسُه. ونَفْحُ الرِّيحِ: هُبوبها. ونَفَحه بِالسَّيْفِ: تَنَاوَلَهُ مِنْ بَعِيدٍ شَزْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت كأَنه وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما أَي ارْمِهما وأَلقهما كَمَا تَنْفُخ الشيءَ إِذا دَفَعْتَهُ عَنْكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِن كَانَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ مِنْ نَفَحْتُ الشَّيْءَ إِذا رَمَيْتُهُ؛ ونَفَحَتِ الدابةُ بِرِجْلِهَا. التَّهْذِيبُ: وَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ النَّفَّاحُ المُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع النَّفَّاح فِي صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، الَّتِي جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ والسُّنة، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ أَهل الْعِلْمِ أَن يُوصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا لَيْسَ فِي كِتَابِهِ، وَلَمْ يُبَيِّنْهَا عَلَى لِسَانِ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وإِذا قِيلَ لِلرَّجُلِ: إِنه نَفَّاح فَمَعْنَاهُ الْكَثِيرُ الْعَطَايَا. والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، والمِنْفَحُ والمِعَنُّ: كلُّه الدَّاخِلُ عَلَى الْقَوْمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعَ الْقَوْمِ وَلَيْسَ شأْنُه شأْنهم؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّفِيح الَّذِي يَجِيءُ أَجنبيّاً فَيَدْخُلُ بَيْنَ الْقَوْمِ ويُسْمِلُ بَيْنَهُمْ ويُصْلِح أَمرهم. قَالَ الأَزهري: هَكَذَا جَاءَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: النَّفِيح، بِالْحَاءِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: النَّفِيجُ، بِالْجِيمِ، الَّذِي يَعْتَرِضُ بَيْنَ الْقَوْمِ لَا يُصْلِحُ وَلَا يُفْسِدُ. قَالَ: هَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ. ونَفَحَ جُمَّتَه: رَجَّلَها. والإِنفَحة، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ مُخَفَّفَةً: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي مَا لَمْ يأْكل، فإِذا أَكلَ، فَهُوَ كَرِشٌ، وَكَذَلِكَ المِنْفَحة، بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَمْ قَدْ أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه، ... ثُمَّ ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الإِنْفَحة لَا تَكُونُ إِلَّا لِذِي كَرِشٍ، وَهُوَ شَيْءٌ يُسْتَخْرَجُ مِنْ بَطْنِ ذَيْهِ، أَصفرُ يُعْصَرُ فِي صُوفَةٍ مُبْتَلَّةٍ فِي اللَّبَنِ فيَغْلُظُ كالجُبْنِ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْفَحَّته، وَهِيَ اللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ وَلَمْ يَذْكُرْهَا الْجَوْهَرِيُّ بِالتَّشْدِيدِ، وَلَا تَقُلْ أَنْفَحَة؛ قَالَ: وَحَضَرَنِي أَعرابيان فَصِيحَانِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ، فَقَالَ أَحدهما: لَا أَقول إِلَّا إِنْفَحَة، وَقَالَ الْآخَرُ: لَا أَقول إِلا مِنْفَحة، ثُمَّ افْتَرَقَا عَلَى أَن يسأَلا عَنْهُمَا أَشياخ بَنِي كِلَابٍ، فَاتَّفَقَتْ جَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِ ذَا وَجَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِ ذَا فَهُمَا لُغَتَانِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ مِنْفَحة وبِنْفَحة. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الجَفْرُ مِنْ أَولاد الضأْن والمَعَزِ مَا قَدِ اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بَعْدَ خَمْسِينَ يَوْمًا مِنَ الْوِلَادَةِ وَشَهْرَيْنِ أَي صَارَتْ إِنْفَحَتُه كَرِشاً حِينَ رَعَى النَّبْتَ، وإِنما تَكُونُ إِنْفَحة مَا دَامَتْ تَرْضَعُ. ابْنُ سِيدَهْ: وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه شيءٌ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِهِ أَصفر يُعْصَرُ فِي صُوفَةٍ مُبْتَلَّةٍ في اللبن فيغلظ كالحُبْن، وَالْجَمْعُ أَنافِحُ: قَالَ الشَّمَّاخُ: وإِنَّا لَمِنْ قومٍ عَلَى أَن ذَمَمْتهم، ... إِذا أَولَمُوا لَمْ يُولِمُوا بالأَنافِحِ وَجَاءَتِ الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بَالَغُوا فِي امْتِلَائِهَا وَارْتِوَائِهَا، حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي. ونَفَّاحُ المرأَة: زَوْجُهَا؛ يَمَانِيَةٌ عَنْ كراع. نقح: التَّنْقِيح، وَفِي التَّهْذِيبِ النَّقْحُ: تَشْذِيبُك عَنِ الْعَصَا أُبَنَها حَتَّى تَخْلُصَ. وتَنْقِيحُ الجِذْع: تَشْذِيبه. وكلُّ مَا نَحَّيْتَ عَنْهُ شَيْئًا، فَقَدْ نَقَّحْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّيدِ، ... نَقَّحْنَ جِسْمي عَنْ نُضارِ العُودِ

ونَقَّح الشيءَ: قَشَّره؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لغُلَيِّم مِنْ بَنِي دُبَيْر: إِليكَ أَشكو الدَّهْرَ والزَّلازِلا، ... وكلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا يَقُولُ: نَقَّحوا حَمائل سُيُوفَهُمْ أَي قشَرُوها فَبَاعُوهَا لِشِدَّةِ زَمَانِهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قَلَعَ حِلْيَةَ سَيْفِهِ فِي الجَدْبِ وَالْفَقْرِ. وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه وحَكَّكَه. ونَقَّحَ النخلَ أَصلحه وقَشَره. وتَنقيحُ الشِّعر: تَهْذِيبُهُ. يُقَالُ: خيرُ الشِّعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ. وتَنَقَّحَ شَحمُ النَّاقَةِ أَي قلَّ. ونقَّحَ الكلامَ: فتَّشه وأَحسن النَّظَرَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: أَصلحه وأَزال عُيُوبَهُ. والمُنَقَّحُ: الْكَلَامُ الَّذِي فُعل بِهِ ذَلِكَ. وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ فِي مَثَلٍ: اسْتَغْنَتِ السُّلَّاءَةُ عَنِ التَّنْقِيحِ؛ وَذَلِكَ أَن الْعَصَا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُقَ، والسُّلّاءة: شَوْكَةُ النَّخْلَةِ وَهِيَ فِي غَايَةِ الِاسْتِوَاءِ والمَلاسَة، فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ مِنْهَا خَشُنَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُرِيدُ تَجْوِيدَ شَيْءٍ هُوَ فِي غَايَةِ الجَوْدة مِنْ شِعْر أَو كَلَامٍ أَو غَيْرِهِ مِمَّا هُوَ مُسْتَقِيمٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعدي: طَوْراً وطَوراً يَجُوبُ العُقْرَ مِنْ نَقَحٍ ... كالسَّنْدِ، أَكْبادُه هِيمٌ هَراكيلُ أَراد بِهَا الْبِيضَ مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ. والنَّقَحُ: الْخَالِصُ مِنَ الرَّمْلِ. والسَّنْدُ: ثيابٌ بِيضٌ. وأَكباد الرَّمْلِ: أَوساطه. والهَراكيل: الضِّخامُ مِنْ كُثْبانه. وَفِي حَدِيثِ الأَسْلَميّ: إِنه لَنِقْحٌ أَي عَالَمٍ مُجَرَّب. يُقَالُ: نَقَّحَ العظمَ إِذا اسْتَخْرَجَ مُخَّه. ونَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه وأَحْسَنَ أَوصافَه. وَرَجُلٌ مُنَقَّحٌ: أَصابته الْبَلَايَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مُشْتَقٌّ مَنْ ذَلِكَ. ونَقَحَ العظمَ يَنْقَحُه نَقْحاً وانْتَقَحَه: اسْتخرج مُخَّه، وَالْخَاءُ لُغَةٌ، وكأَنه بِالْخَاءِ اسْتِخْرَاجُ الْمُخِّ وَاسْتِئْصَالُهُ، وكأَنه بِالْحَاءِ تَخْلِيصُهُ. والنَّقْحُ: سَحَابٌ أَبيض صَيْفِيّ؛ قَالَ العُجَيْرُ السَّلُوليُّ: نَقْحٌ بَواسِقُ يجْتَلي أَوْساطَها ... بَرْقٌ، خِلالَ تَهلُّل ورَبابِ نكح: نَكَحَ فُلَانٌ «2» امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: بَاضَعَهَا أَيضاً، وَكَذَلِكَ دَحَمَها وخَجَأَها؛ وَقَالَ الأَعشى فِي نَكَحَ بِمَعْنَى تَزَوَّجَ: وَلَا تَقْرَبَنَّ جَارَةً، إِنَّ سِرَّها ... عَلَيْكَ حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا الأَزهري: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ؛ تأْويله لَا يَتَزَوَّجُ الزَّانِي إِلا زَانِيَةً، وَكَذَلِكَ الزَّانِيَةُ لَا يَتَزَوَّجُهَا إِلا زَانٍ؛ وَقَدْ قَالَ قومٌ: مَعْنَى النِّكَاحِ هَاهُنَا الْوَطْءُ، فَالْمَعْنَى عِنْدَهُمْ: الزَّانِي لَا يطأُ إِلا زَانِيَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يطؤُها إِلا زَانٍ؛ قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ يَبْعُدُ لأَنه لَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ ذِكْرِ النِّكَاحِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى إِلا عَلَى مَعْنَى التَّزْوِيجِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ ؛ فَهَذَا تَزْوِيجٌ لَا شَكَّ فِيهِ؛ وَقَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ؛ فَأَعْلَمَ أَن عَقْدَ التَّزْوِيجِ يُسَمَّى النِّكَاحَ، وأَكثر التَّفْسِيرِ أَن هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فُقَرَاءَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ بِهَا بَغَايَا يَزْنِينَ ويأْخذن الأُجرة، فأَرادوا التزويج بهنَ

_ (2). قوله [نكح فلان إلخ] بابه منع وضرب كما في القاموس.

وعَوْلَهنَّ، فأَنزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَحْرِيمَ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: أَصل النِّكَاحِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْوَطْءُ، وَقِيلَ لِلتَّزَوُّجِ نِكَاحٌ لأَنه سَبَبٌ لِلْوَطْءِ الْمُبَاحِ. الْجَوْهَرِيُّ: النِّكَاحُ الْوَطْءُ وَقَدْ يَكُونُ العَقْدَ، تَقُولُ: نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هِيَ أَي تزوَّجت؛ وَهِيَ نَاكِحٌ فِي بَنِي فُلَانٍ أَي ذَاتُ زَوْجٍ مِنْهُمْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النِّكاحُ البُضْعُ، وَذَلِكَ فِي نَوْعِ الإِنسان خَاصَّةً، وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ فِي الذُّباب؛ نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلَ يَفْعِلُ «1» مِمَّا لَامُ الْفِعْلِ مِنْهُ حَاءٌ إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ. وَرَجُلٌ نُكَحَةٌ ونَكَحٌ: كَثِيرُ النِّكَاحِ. قَالَ: وَقَدْ يَجْرِي النِّكَاحُ مَجْرَى التَّزْوِيجِ؛ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ أَي كَثِيرِ التَّزْوِيجِ وَالطَّلَاقِ، وَالْمَعْرُوفُ أَن يُقَالَ نُكَحَة وَلَكِنْ هَكَذَا رُوِيَ، وفُعَلَةٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ لِمَنْ يَكْثُرُ مِنْهُ الشَّيْءُ. وأَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِياها. وأَنْكَحَها: زوَّجها، وَالِاسْمُ النُّكْحُ والنِّكْحُ؛ وَكَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يأْتي الحيَّ خَاطِبًا فَيَقُومُ فِي نَادِيهِمْ فَيَقُولُ: خِطْبٌ أَي جِئْتُ خَاطِبًا، فَيُقَالُ لَهُ: نِكْحٌ أَي قَدْ أَنكحناك إِياها؛ وَيُقَالُ: نُكْحٌ إِلَّا أَن نِكْحاً هُنَا لِيُوَازِنَ خِطْباً، وَقَصَرَ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي قَوْلَهُمْ خِطْبٌ، فَيُقَالُ نِكْحٌ عَلَى خَبَرِ أُمِّ خَارِجَةَ؛ كَانَ يأْتيها الرَّجُلُ فَيَقُولُ: خِطْبٌ، فَتَقُولُ هِيَ: نِكْحٌ، حَتَّى قَالُوا: أَسرعُ مِنْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النِّكْحُ والنُّكْحُ لُغَتَانِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تتزوَّج بِهَا. ونِكْحُها: الَّذِي يَنْكِحُها، وَهِيَ نِكْحَتُه؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: إِنه لنُكَحَة مِنْ قَوْمٍ نُكَحاتٍ إِذا كَانَ شَدِيدَ النِّكَاحِ. وَيُقَالُ: نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعْتَمَدَ عَلَيْهَا. ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه، وناكَ المطرُ الأَرضَ، وَنَاكَ النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عَلَيْهَا. وامرأَة نَاكِحٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: ذَاتُ زَوْجٍ؛ قَالَ: أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى، وطُلِّقتْ، ... غَداةَ غَدٍ، منهنَّ مَنْ كَانَ ناكِحا وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ ناكِحةٌ عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: ومِثْلُكَ ناحتْ عَلَيْهِ النساءُ، ... مِنْ بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه ويقوِّيه قَوْلُ الْآخَرِ: لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ ... أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَن تَنْكِحِيني وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: انطلقتُ إِلى أُخت لِي ناكحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ أَي ذاتِ نِكَاحٍ يَعْنِي مُتَزَوِّجَةً، كَمَا يُقَالُ حَائِضٌ وَطَاهِرٌ وَطَالِقٌ أَي ذَاتُ حَيْضٍ وَطَهَارَةٍ وَطَلَاقٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَا يُقَالُ نَاكِحٌ إِلا إِذا أَرادوا بِنَاءَ الِاسْمِ مِنَ الْفِعْلِ فَيُقَالُ: نَكَحتْ، فَهِيَ نَاكِحٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سُبَيْعةَ: مَا أَنتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تنقضيَ العدَّة. واسْتَنْكَحَ فِي بَنِي فُلَانٍ: تزوَّج فِيهِمْ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها؛ وأَنشد: وهمْ قَتَلوا الطائيَّ، بالحِجْرِ عَنْوَةً، ... أَبا جابرٍ، واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ

_ (1). قوله [وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلَ يفعل إلخ] الحصر إِضافي وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح.

نوح: النَّوْحُ: مَصْدَرُ ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً. وَيُقَالُ: نَائِحَةٌ ذَاتُ نِياحة. ونَوَّاحةٌ ذَاتُ مَناحةٍ. والمَناحةُ: الِاسْمُ وَيُجْمَعُ عَلَى المَناحاتِ والمَناوِح. والنوائحُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى النِّسَاءِ يَجْتَمِعْنَ فِي مَناحة وَيُجْمَعُ عَلَى الأَنْواحِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: قُوما تَنُوحانِ مَعَ الأَنْواحِ وَنِسَاءٌ نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ؛ وَيُقَالُ: كُنَّا فِي مَناحةِ فُلَانٍ. وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عَلَيْهِ. والمَناحةُ والنَّوْحُ: النِّسَاءُ يَجْتَمِعْنَ للحُزْن؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريمِ، ... قَدْ شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَلا هَلَكَ امرُؤٌ، قَامَتْ عَلَيْهِ، ... بجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ سَمِعْنَ بموتِه، فظَهَرْنَ نَوْحاً ... قِياماً، مَا يَحِلُّ لهنَّ عُودُ صَيَّرَ الْبَقَرَ نَوْحاً عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، وجمعُ النَّوْحِ أَنواح؛ قَالَ لَبِيدٍ: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذَراه، ... وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي ونَوْحُ الْحَمَامَةِ: مَا تُبْدِيه مِنْ سَجْعِها عَلَى شَكْلِ النَّوْحِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فواللهِ لَا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه ... نُشَيْبَةُ، مَا دامَ الحَمامُ يَنُوحُ «1» وَحَمَامَةٌ نَائِحَةٌ ونَوَّاحة. واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ. واستناحَ الرجلُ: بَكَى حَتَّى اسْتَبْكَى غَيْرَهُ؛ وَقَوْلُ أَوس: وَمَا أَنا مِمَّنْ يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه، ... يُمَدُّ لَهُ غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ مَعْنَاهُ: لَسْتُ أَرضى أَن أُدْفَعَ عَنْ حَقِّي وأُمنع حَتَّى أُحْوجَ إِلى أَن أَشكو فأَستعينَ بِغَيْرِي، وَقَدْ فُسِّرَ عَلَى الْمَعْنَى الأَوّل، وَهُوَ أَن يَكُونَ يَسْتَنِيحُ بِمَعْنَى يَنُوحُ. واستناحَ الذئبُ: عَوَى فأَدْنَتْ لَهُ الذئابُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس يَعْنِي الذِّئْبَ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ. والتَّناوُحُ: التَّقابُلُ؛ وَمِنْهُ تَناوُحُ الْجَبَلَيْنِ وتناوُحُ الرِّيَاحِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ النِّسَاءُ النوائحُ نَوائِحَ، لأَن بَعْضَهُنَّ يُقَابِلُ بَعْضًا إِذا نُحْنَ، وَكَذَلِكَ الرِّيَاحُ إِذا تَقَابَلَتْ فِي المَهَبِّ لأَن بَعْضَهَا يُناوِحُ بَعْضًا ويُناسِجُ، فَكُلُّ رِيحٍ اسْتَطَالَتْ أَثَراً فهبتْ عَلَيْهِ ريحٌ طُولًا فَهِيَ نَيِّحَتُه، فإِن اعْتَرَضَتْهُ فَهِيَ نَسِيجَته؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: لَقَدْ صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ ... كِرامٍ، تَحْتَ أَظْلالِ النَّواحِي أَراد النَّوَائِحَ فَقَلَبَ وعَنَى بِهَا الرَّايَاتِ المتقابلةَ فِي الْحُرُوبِ، وَقِيلَ: عَنَى بِهَا السيوفَ؛ وَالرِّيَاحُ إِذا اشتدَّ هُبوبها يُقَالُ: تناوَحَتْ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَمْدَحُ قَوْمَهُ: ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرياحُ تَناوَحتْ، ... خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها وَالرِّيَاحُ النُّكْبُ فِي الشِّتَاءِ: هِيَ المُتناوِحة، وَذَلِكَ أَنها لَا تَهُبُّ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا تَهُبُّ من

_ (1). قوله [نشيبة] هكذا في الأَصل.

فصل الواو

جِهَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، سُمِّيَتْ مُتناوِحةً لِمُقَابَلَةِ بَعْضِهَا بَعْضًا، وَذَلِكَ فِي السَّنة وَقِلَّةِ الأَنْديَةِ ويُبْس الْهَوَاءِ وَشِدَّةِ الْبَرْدِ. وَيُقَالُ: هُمَا جَبَلَانِ يَتَناوَحانِ وشجرتانِ تَتَناوَحانِ إِذا كَانَتَا مُتَقَابِلَتَيْنِ؛ وأَنشد: كأَنك سَكْرانٌ يَميلُ برأْسِه ... مُجاجةُ زِقٍّ، شَرْبُها مُتناوِحُ أَي يُقَابِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عِنْدَ شُرْبها. والنَّوْحَةُ: الْقُوَّةُ، وَهِيَ النَّيْحة أَيضاً. وتَنَوَّحَ الشيءُ تَنَوُّحاً إِذا تَحَرَّكَ وَهُوَ مُتَدَلٍّ. ونُوحٌ: اسْمُ نَبِيٍّ مَعْرُوفٍ يَنْصَرِفُ مَعَ العُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ، وَكَذَلِكَ كَلُّ اسْمٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف أَوسطه سَاكِنٌ مِثْلُ لُوطٍ لأَن خِفَّتَهُ عَادَلَتْ أَحد الثِّقَلَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلام: لَقَدْ قلتَ القولَ الْعَظِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَراد بِنُوحٍ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَشَارَ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي أَسارى بَدْرٍ فأَشار عَلَيْهِ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بالمَنِّ عَلَيْهِمْ، وأَشار عَلَيْهِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِقَتْلِهِمْ، فأَقبل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: إِن إِبراهيم كَانَ أَلْيَنَ فِي اللَّهِ مِنَ الدُّهْنِ اللَّيِّنِ «1»، وأَقبل عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: إِن نُوحًا كَانَ أَشدَّ فِي اللَّهِ مِنَ الحَجَر؛ فَشَبَّهَ أَبا بَكْرٍ بإِبراهيم حِينَ قَالَ: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَشَبَّهَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِنُوحٍ حِينَ قَالَ: رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً؛ وأَراد ابْنُ سَلَامٍ أَن عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَلِيفَةَ عُمَرَ الَّذِي شُبه بِنُوحٍ، وأَراد بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لأَن ذَلِكَ الْقَوْلَ كَانَ فِيهِ. وَعَنْ كَعْبٍ: أَنه رأَى رَجُلًا يَظْلِمُ رَجُلًا يَوْمَ الْجُمُعَةَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ تَظْلِمُ رَجُلًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالْقِيَامَةُ تَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ وَقِيلَ: أَراد أَن هَذَا الْقَوْلَ جَزَاؤُهُ عَظِيمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. نيح: ناحَ الغُصْنُ نَيْحاً ونَيَحاناً: مَالَ. والنَّيْحُ: اشْتِدَادُ الْعَظْمِ بَعْدَ رُطُوبَتِهِ مِنَ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ. وإِنه لَعَظْمٌ نَيِّحٌ: شَدِيدٌ. وناحَ العظمُ يَنِيحُ نَيْحاً: صَلُبَ واشتدَّ بَعْدَ رُطوبة، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ. وَعَظْمٌ نَيِّحٌ: شَدِيدٌ. والنَّوْحةُ: الْقُوَّةُ وَهِيَ النَّيْحة أَيضاً. ونَيَّحَ اللهُ عظمَك: يَدْعُو لَهُ بِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا نَيَّحَ اللَّهُ عِظامَه أَي لَا صَلَّبَها وَلَا شَدَّ مِنْهَا. وَمَا نَيَّحه بِخَيْرٍ أَي مَا أَعطاه شَيْئًا. فصل الواو وتح: طَعَامٌ وَتْحٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ كَوَحْتٍ. والوَتْحُ والوَتِحُ والوَتِيحُ: الْقَلِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وشيءٌ وَتْحٌ ووَتِحٌ أَي قَلِيلٌ تافِهٌ. وَقَدْ وَتُحَ، بِالضَّمِّ، يَوْتُحُ وَتاحةً. وَيُقَالُ: أَعْطَى عَطَاءً وَتْحاً؛ ووَتُحَ عطاؤُه، وَقَدْ وَتَحَ عطاءَه وأَوتَحه فَوَتُحَ وَتاحةً ووُتُوحة ووَتْحَةً. وأَوْتَحَ الرجلُ: قلَّ مالُه. وتَوَتَّحَ الشرابَ: شَرِبَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَمَا أَغْنى عَنِّي وَتَحَةً، بِفَتْحِ التَّاءِ، كَقَوْلِكَ مَا أَغنى عَنِّي عَبَكَةً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا أَغنى عَنِّي شَيْئًا. وأَوتَحَ الرجلَ: جَهَدَه وبَلَغ مِنْهُ؛ قَالَ: مَعْهَا كفِرْخانِ الدَّجاجِ رُزَّحا

_ (1). قوله [من الدهن اللين] كذا بالأَصل والذي في النهاية من الدهن باللبن.

دَرادِقاً، وهي الشُّيُوخُ قُرَّحا، ... قَرْقَمَهم عَيْشٌ خَبِيثٌ أَوْتَحا هَذِهِ رِوَايَةُ ثَعْلَبٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: أَوْتَخا، وَفَسَّرَهُ بِمَا فَسَّرَ بِهِ ثَعْلَبٌ أَوْتَحا؛ وَاحْتَمَلَ ابْنُ الأَعرابي الْخَاءَ مَعَ الْحَاءِ لِاقْتِرَابِهِمَا فِي الْمَخْرَجِ، وَقَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ هَذَا الشِّعْرِ أَي يأْكلون أَكل الْكِبَارِ وَهُمْ صِغَارٌ. قَالَ: وأَوْتَحَ جَهَدَهُمْ وبَلَغَ مِنْهُمْ. وأَوتَحْتَ مِنِّي: بَلَغْتَ مِنِّي وكأَنه أَبدل الْحَاءَ مِنَ الْخَاءِ. وَشَيْءٌ وَتْحٌ وَعْرٌ إِتباعٌ لَهُ أَي نَزْرٌ قَلِيلٌ. ووَتِحٌ ووَعِرٌ، وَهِيَ الوُتُوحةُ والوُعُورةُ، وَرَجُلٌ وَتِحٌ: بِكَسْرِ التَّاءِ، أَي خَسِيسٌ. وأَوْتَحَ فلانٌ عطيَّته أَي أَقَلَّها، وَكَذَلِكَ التَّوْتِيحُ. وأَوْتَحَ لَهُ الشيءَ إِذا قَلَّلَهُ. وتَوَتَّحْتُ مِنَ الشَّرَابِ: شَرِبْتُ شَيْئًا قليلًا. وجح: وَجَحَ الطريقُ: ظَهَرَ ووَضَحَ. وأَوْجَحَتِ النارُ: أَضاءَت وَبَدَتْ. وأَوْجَحَتْ غُرَّةُ الْفَرَسِ إِيجاحاً: اتَّضَحَتْ. وَلَيْسَ دُونَهُ وِجاحٌ ووَجاحٌ ووُجاجٌ أَي سِتْرٌ، وَاخْتَارَ ابْنُ الأَعرابي الْفَتْحَ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا دُونَهُ أُجاح وإِجاح؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وَحُكِيَ: مَا دُونَهُ أَجاحٌ؛ عَنْ أَبي صَفْوَانَ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى إِبدال الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ. وَجَاءَ فُلَانٌ وَمَا عَلَيْهِ وَجاحٌ أَي شَيْءٌ يَسْتُرُهُ، وَتُبْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَلَى الْكَسْرِ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ؛ قَالَ: أُسُودُ شَرًى لَقِينَ أُسُودَ غابٍ ... ببَرْزٍ، لَيْسَ بينهمُ وَجاحِ وَالْمَعْرُوفُ وَجاحٌ وإِن كَانَتِ الْقَوَافِي مَجْرُورَةً. والمُوجَحُ: المُلْجَأُ كأَنه أُلْجِئَ إِلى موضع يستره. والوَجَحُ: المَلْجَأُ، وَكَذَلِكَ الوَجِيحُ؛ وأَنشد: فَلَا وَجَحٌ يُنْجِيكَ إِن رُمْتَ حَرْبَنا، ... وَلَا أَنتَ مِنَّا عِنْدَ تِلْكَ بآيِلِ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: نَضْح السُّقاةِ بصُباباتِ الرَّجا، ... ساعةَ لَا يَنْفَعُها مِنْهُ وَجَعْ قَالَ: وَقَدْ وَجَحَ يَوْجَحُ وَجْحاً إِذا التجأَ، كَذَلِكَ قُرِئَ بِخَطِّ شَمِرٍ. وأَوْجَحه البولُ: ضَيَّقَ عَلَيْهِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنه صَلَّى صلاة الصُّبْحَ فَلَمَّا سَلَّم قَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلَا يُصَلِّيَنَّ وهو مُوجِحٌ [مُوجَحٌ] ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَلَا يصلِّ مُوجَحاً [مُوجِحاً] ، قِيلَ: وَمَا المُوجحُ؟ قَالَ: المُرْهَقُ مِنْ خَلاءٍ أَو بَولٍ، يَعْنِي مُضَيَّقاً عَلَيْهِ؛ قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا رُوِيَ بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مُوجَحٌ قَدْ أَوْجَحَه بولُه؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً سأَلته عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ المُجِحُّ ذَهَبَ بِهِ إِلى الْحَامِلِ. وأَوْجَحَ البيتَ: سَتَرَه؛ قال ساعدة بن حؤية الْهُذَلِيُّ: وَقَدْ أَشْهَدُ البيتَ المُحَجَّبَ، زانَه ... فِراشٌ، وخِدْرٌ مُوجَحٌ، ولَطائمُ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ فِي التَّهْذِيبِ وَقَالَ: المُوجَحُ الكثيفُ الغليظُ، وَثَوْبٌ مَتِينٌ كَثِيفٌ. وَثَوْبٌ مُوجَحٌ: كَثِيرُ الْغَزْلِ كَثِيفٌ. وَثَوْبٌ وَجِيحٌ ومُوجَحٌ: قَوِيٌّ، وَقِيلَ: ضَيِّق مَتِين؛ قَالَ شَمِرٌ: كأَنه شَبَّهَ مَا يَجِدُ المُحْتَقِنُ مِنَ الِامْتِلَاءِ وَالِانْتِفَاخِ بِذَلِكَ. قَالَ: وَيَكُونُ مِنْ أَوْجَحَ الشيءُ إِذا ظَهَرَ؛ وَقَدْ أَوجَحَه بَوْلُهُ، فَهُوَ مُوجَحٌ إِذا كَظَّه وضَيَّقَ عَلَيْهِ. والمُوجِحُ: الَّذِي يُخْفي الشَّيْءَ وَيَسْتُرُهُ،

مِن الوِجاحِ وَهُوَ السِّتْر فَشَبَّهَ بِهِ مَا يَجِدُهُ المُحْتَقِنُ مِنَ الِامْتِلَاءِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي مُعَاذٍ النَّحْوِيِّ: مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ جَاحٌ بِمَعْنَى وِجاح. الْفَرَّاءُ: لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وِجاحٌ وإِجاحٌ وأُجاحٌ وأَجاحٌ أَي لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سِتْر؛ قَالَ أَبو خَيْرَةَ: جَوْفاءُ مَحْشُوَّةٌ فِي مُوجَحٍ مَغِصٍ، ... أَضيافُه جُوَّعٌ مِنْهُ مَهازِيلُ أَراد بالمُوجَحِ جِلْدًا أَمْلَسَ. وأَضيافه: قِرْدانُه. الْجَوْهَرِيُّ: الوِجاحُ والوُجاحُ والوَجاحُ السِّتْرُ: قَالَ القَطَامِيُّ: لَمْ يَدَعِ الثَّلْجُ لَهُمْ وَجاحا قَالَ: وَرُبَّمَا قَلَبُوا الْوَاوَ أَلفاً وَقَالُوا: أُجاح وإِجاح وأَجاح. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ جَوْحٍ: والوِجاحُ [الوَجاحُ] بَقِيَّةُ الشَّيْءِ مِنْ مَالٍ وَغَيْرِهِ؛ وَطَرِيقٌ مُوجِحٌ مَهْيَعٌ. قَالَ الأَزهري: الْمَحْفُوظُ فِي المُلْجإِ تَقْدِيمُ الْحَاءِ عَلَى الْجِيمِ فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَلَعَلَّهُمَا لُغَتَانِ، وَرُوِيَ الْحَدِيثُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا عَلَى الْمَفْعُولِ وَالْفَاعِلِ. والمُوجِحُ: الَّذِي يُوجِحُ الشيءَ ويُمْسِكُه وَيَمْنَعُهُ مِنَ الوَجَحِ وَهُوَ المَلْجَأُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَقرأَني إِبراهيم بْنُ سَعْدٍ الْوَاقِدِيُّ: أَتَتْرُكُ أَمرَ القومِ فِيهِمْ بَلابِلٌ، ... وتَتْرُكُ غَيْظًا كَانَ فِي الصدرِ مُوجِحا؟ قَالَ شَمِرٌ: رَوَاهُ مُوَجِحًا، بِكَسْرِ الْجِيمِ. والوَجَحُ: شِبْهُ الْغَارِ؛ وَقَالَ: بكلِّ أَمْعَزَ مِنْهَا غَيْرِ ذِي وَجَحٍ، ... وكلِّ دارةِ هَجْلٍ ذاتِ أَوجاحِ أَي ذاتِ غِيرانٍ. والوَجاحُ: الصَّفا الأَمْلَسُ؛ قَالَ الأَفْوَهُ: وأَفْراسٌ مُذَلَّلةٌ وبِيضٌ، ... كأَن مُتُونَها فِيهَا الوَجاحُ وَيُقَالُ لِلْمَاءِ فِي أَسفل الْحَوْضِ إِذا كَانَ مِقْدَارَ مَا يَسْتُرُهُ: وَجاحٌ: وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ أَدنى وَجاحٍ «2» لأَوّلِ شَيْءٍ يُرَى. وَبَابٌ موجوحٌ أَي مَرْدُودٌ. وَيُقَالُ: حَفَرَ حَتَّى أَوجَحَ إِذا بلغ الصفاة. وحح: الوَحْوَحَة: صَوْتٌ مَعَ بَحَحٍ. ووَحْوَحَ الثوبُ: صَوَّت. ووَحْ وَحْ: زَجْرٌ لِلْبَقَرِ. ووَحْوَحَ البقرَ: زَجَرها، وَكَذَلِكَ وَحْوَحَ بِهَا. وإِذا طَرَدْتَ الثورَ قُلْتَ لَهُ: قَعْ قَعْ، وإِذا زَجَرْتَهُ قُلْتَ لَهُ: وَحْ وَحْ. ووَحْوَحَ الرجلُ مِنَ الْبَرْدِ إِذا ردَّد نَفَسه فِي حَلْقه حَتَّى تَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا؛ قَالَ الكُمَيْتُ: ووَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها، ... وَلَمْ يَكُ فِي النُّكْدِ المَقاليتِ مَشْخَبُ ووَحْوَحَ الرجلُ إِذا نَفَخَ فِي يَدِهِ مِنْ شدَّة الْبَرْدِ. وَرَجُلٌ وَحْواحٌ أَي خَفِيفٌ؛ قَالَ أَبو الأَسود العِجْلي: مُلازٍمِ آثارَها صَيداحِ، ... واتَّسَقَتْ لزاجِرٍ وَحْواحِ «3»

_ (2). قوله [لقيته أَدنى وجاح] كذا بضبط الأَصل بفتح الواو، وبهامش القاموس ما نصه: ضبطه الشارح بالضم وعاصم بالفتح انتهى. (3). قوله [واتسقت لزاجر إلخ] أنشده في مادة ص د ح على غير هذا الوجه.

والصَّيْداحُ والصَّيْدَحُ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ، وَكَذَلِكَ الوَحْوَحُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَرْثِي أَخاه: ومِنْ قَبْلِه مَا قَدْ رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ، ... وكان ابنَ أُمِّي والخليلَ المُصافِيا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحْوَح فِي الْبَيْتِ اسْمُ عَلَمٍ لأَخيه وَلَيْسَ بِصِفَةٍ، ورَثى فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ مُحارِبَ بْنَ قَيْسِ بْنِ عَدَسٍ مِنْ بَنِي عَمِّهِ ووَحْوَحاً أَخاه؛ وَقَبْلَهُ: أَلم تَعْلَمِي أَني رُزِئْتُ مُحارِباً؟ ... فما لَكِ فِيهِ اليومَ شيءٌ وَلَا لِيا فَتىً كمُلَتْ أَخلاقُه، غيرَ أَنه ... جَوادٌ، فَلَا يُبْقِي مِنَ المالِ باقِيا وَمِنْ قَبْلِهِ مَا قد رزئت بوحوح، ... وكانَ ابنَ أُمي والخليلَ الْمُصَافِيَا وَرَجُلٌ وَحْوَحٌ: شَدِيدُ الْقُوَّةِ يَنْحِمُ عِنْدَ عَمَلِهِ لِنَشَاطِهِ وَشِدَّتِهِ؛ وَرِجَالٌ وَحاوِحُ. والأَصل فِي الوَحْوَحة الصَّوْتُ مِنَ الْحَلْقِ؛ وَكَلْبٌ وَحْواحٌ ووَحْوَحٌ. وتَوَحْوَح الظَّلِيمُ فَوْقَ الْبَيْضِ إِذا رَئِمَها وأَظهر وُلوعَه؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَوَحْوَحَ فَوْقَها ... هِجَفَّانِ، مِرْياعا الضُّحَى، وَحَدانِ وَتَرَكَهَا تُوَحْوِحُ وتَوَحْوَحُ: تُصَوِّت مِنَ البَرْدِ مِنَ الطَّلْق بَيْنَ القَوابل. والوَحْوَحُ والوَحْواحُ: المُنْكَمِشُ الحديدُ النَّفْسِ؛ قَالَ: يَا رُبَّ شَيْخٍ مِنْ لُكَيْزٍ وَحْوَحِ، ... عَبْلٍ، شَدِيدٍ أَسْرُه، صَمَحْمَحِ يَغْدو بدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ، ... حَتَّى أَتَتْه ماءَةٌ كالإِنْفَحِ أَي جَاءَتْ صافيةَ السَّحْناءِ كأَنها إِنْفِحَة؛ وَقَالَ: وذُعِرَت مِنْ زاجرٍ وَحْواحِ ابْنُ الأَثير: وَفِي شِعْرِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَتَّى تُجالِدكم عَنْهُ وَحاوِحةٌ، ... شِيبٌ صَنادِيدُ، لَا يَذْعَرْهُمُ الأَسَلُ هُوَ جَمْعُ وَحْواح وَهُوَ السَّيِّدُ، وَالْهَاءُ فِيهِ لتأْنيث الْجَمْعِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الَّذِي يَعْبُر الصراطَ حَبْواً: وَهُمْ أَصحابُ وَحْوَحٍ أَي أَصحاب مَنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا سَيِّدًا، وَهُوَ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: هَلَك أَصحابُ العُقْدة يَعْنِي الأُمراء؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الوَحْوَحةِ وَهُوَ صَوْتٌ فِيهِ بُحُوحة كأَنه يَعْنِي أَصحاب الْجِدَالِ وَالْخِصَامِ والشَّغَبِ فِي الأَسواق وَغَيْرِهَا. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَقَدْ شَفَى وَحاوِحَ صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال. والوَحْوَحُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَعرف مَا صِحَّتُها. ووَحْوَحٌ: اسْمٌ. ابْنُ الأَعرابي: الوَحُّ الوَتِدُ؛ يُقَالُ: هُوَ أَفقر مِنْ وَحٍّ وَهُوَ الوَتِدُ، وَهَذَا قَوْلُ المفَضَّل، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَحٌّ كَانَ رَجُلًا زَجَرَ فَقِيرًا فَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ فِي الحاجة. ودح: أَوْدَحَ الرجلُ: أَقَرَّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَقَرَّ بِالْبَاطِلِ، حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ؛ وأَنشد: أَوْدَحَ لَمَّا أَن رأَى الجَدَّ حَكَمْ وأَوْدَحَ الرجلُ: أَذعَنَ وخَضَع، وَرُبَّمَا قَالُوا أَوْدَحَ الكبشُ إِذا تَوَقَّفَ وَلَمْ يَنْزُ. الأَزهري، أَبو زَيْدٍ:

الإِيداحُ الإِقرار بِالذُّلِّ والانقيادُ لِمَنْ يَقُودُهُ؛ وأَنشد: وأَكْوِي عَلَى قَرْنَيْهِ، بَعْدَ خِصائِه، ... بنارِي، وَقَدْ يُخْصَى العَتُودُ فَيُودِحُ وأَودَحَتِ الإِبلُ: سَمِنَتْ وحَسُنتْ حالُها. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ مَا أَغْنى عَنْهُ وَدَحَةً وَلَا وَتَحةً وَلَا وَذَحةً وَلَا وَشَمَةً وَلَا رَشَمَةً أَي مَا أَغنى عَنْهُ شَيْئًا. ووَدْحانُ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ سَمَّوا بِهِ رَجُلًا. وذح: الوَذَحُ: مَا تَعَلَّقَ بأَصواف الْغَنَمِ مِنَ البَعَرِ وَالْبَوْلِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مَا يَتَعَلَّقُ مِنَ القَذَر بأَلية الْكَبْشِ، الْوَاحِدَةُ مِنْهُ وَذَحة وَقَدْ وَذِحَتْ وَذَحاً، وَالْجَمْعُ وُذْحٌ مِثْلُ بَدَنةٍ وبُدْنٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: والتَّغْلَبِيَّةُ فِي أَفواهِ عَوْرَتِها ... وُذْحٌ كثيرٌ، وَفِي أَكتافِها الوَضَرُ وَيُقَالُ مِنْهُ: وَذِحَتِ الشاةُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً. الأَزهري، أَبو عَمْرٍو: مَا أَغنى عَنْهُ وَدَحةً وَلَا وَذَحةً أَي مَا أَغنى عَنْهُ شَيْئًا؛ وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ وَذَحَ: مَا أَغنى عَنِّي وَتَحَةً وَلَا وَذَحةً أَي مَا أَغنى شَيْئًا. أَبو عُبَيْدَةَ: الوَذَحُ مَا يَتَعَلَّقُ بالأَصواف مِنْ أَبعار الْغَنَمِ فيَجِفّ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الأَعشى: فَتَرى الأَعْداءَ حَوْلي شُزَّراً، ... خاضِعِي الأَعْناقِ، أَمْثالَ الوَذَحْ وَقَالَ النَّضْرُ: الوَذَحُ احتراقٌ وانْسِحاجٌ يَكُونُ فِي بَاطِنِ الفَخِذَين؛ قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ المَدَحُ أَيضاً. وعبدٌ أَوْذَحُ إِذا كَانَ لَئِيمًا؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّجَّاز يَهْجو أَبا وَجْزَة: مَوْلى بَنِي سَعْدٍ هَجِيناً أَوذَحا، ... يَسُوقُ بَكْرَيْنِ وَنَابًا كُحْكُحا [كِحْكِحا] قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مأْخوذ مِنَ الوَذَح. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَما وَاللَّهِ ليُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ غلامُ ثَقِيف الذَّيَّالُ المَيَّالُ، إِيهٍ أَبا وَذَحةَ الوَذَحة، بِالتَّحْرِيكِ: الخُنْفُساء مِنَ الوَذَحِ وَهُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بأَلية الشَّاةِ مِنَ الْبَعَرِ فَيَجِفُّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِالْخَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه رأَى خُنْفُساءَة فَقَالَ قاتلَ اللهُ أَقواماً يَزْعُمُونَ أَن هَذِهِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، فَقِيلَ: مِمَّ هِيَ؟ قَالَ: مِنْ وَذَحِ إِبليس. وشح: الوِشاحُ والإِشاحُ عَلَى الْبَدَلِ كَمَا يُقَالُ وِكافٌ وإِكافٌ والوُشاحُ: كُلُّهُ حَلْيُ النساءِ، كِرْسانِ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَجَوْهَرٍ مَنْظُومَانِ مُخالَفٌ بَيْنَهُمَا مَعْطُوفٌ أَحدُهما عَلَى الْآخَرِ، تَتَوَشَّحُ المرأَةُ بِهِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ تَوَشَّحَ الرجلُ بِثَوْبِهِ، وَالْجَمْعُ أَوشِحةٌ ووُشُحٌ ووَشائِحُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الأَخيرة عَلَى تَقْدِيرِ الْهَاءِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: كأَنَّ قَنا المُرَّانِ تحتَ خُدُودِها ... ظِباءُ المَلا، نِيطَتْ عَلَيْهَا الوَشائِحُ ووَشَّحْتُها تَوْشِيحاً فَتَوَشَّحَتْ هِيَ أَي لَبِسَتْهُ؛ وتَوَشَّحَ الرجلُ بِثَوْبِهِ وَبِسَيْفِهِ، وَقَدْ تَوَشَّحَتِ المرأَةُ واتَّشَحَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: الوِشاحُ يُنْسَجُ مِنْ أَديم عَرِيضًا ويرَصَّعُ بِالْجَوَاهِرِ وتَشُدُّه المرأَة بَيْنَ عَاتِقَيْهَا وكَشْحَيْها؛ وقولُ دَهْلَب بْنِ قُرَيْع يُخَاطِبُ ابْنًا لَهُ: أُحِبُّ منكَ موضِعَ الوُشْحُنِّ، ... وموضعَ اللَّبَّةِ والقُرْطُنِ يَعْنِي الوُشاحَ، وإِنما يَزِيدُونَ هَذِهِ النُّونَ الْمُشَدَّدَةَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ وأَورده الأَزهري: وموضعَ الإِزارِ والقَفَنِ

وَقَالَ: فإِنه زَادَ نُونًا فِي الوُشُح وَالْقَفَا. ابْنُ سِيدَهْ: والتوشُّح أَن يَتَّشِحَ بِالثَّوْبِ، ثُمَّ يُخرجَ طَرَفه الَّذِي أَلقاه عَلَى عَاتِقِهِ الأَيسر مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَعْقِدَ طَرَفَيْهِمَا عَلَى صَدْرِهِ؛ وَقَدْ أَشَّحَه الثوبَ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيُّ: أَبا مَعْقِلٍ، إِن كنتَ أُشِّحْتَ حُلَّةً، ... أَبا مَعْقِلٍ، فَانْظُرْ بنَبْلِكَ مَنْ تَرْمِي قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّوَشُّح بِالرِّدَاءِ مِثْلُ التأَبُّط وَالِاضْطِبَاعِ، وَهُوَ أَن يُدخل الثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى فيُلْقِيَه عَلَى مَنْكِبه الأَيسر كَمَا يَفْعَلُ المُحْرِمُ؛ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ يَتَوَشَّح بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَتَقَعُ الْحَمَائِلُ عَلَى عَاتِقِهِ الْيُسْرَى وَتَكُونُ الْيُمْنَى مَكْشُوفَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ فِي تَوَشُّحِه بِلِجَامِهِ: وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِي ... فُرُطٌ وِشاحِي، إِذ غَدَوْتُ، لِجامُها أَخبر أَنه يَخْرُجُ رَبِيئَةً أَي طَلِيعَةً لِقَوْمِهِ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَقَدِ اجْتَنَبَ إِليها فرسَه وتَوَشَّح بِلِجَامِهَا رَاكِبًا رَاحِلَتَهُ، فإِن أَحَسَّ بِالْعَدُوِّ أَلجمَها وَرَكِبَهَا تَحَوُّزاً مِنَ الْعَدُوِّ، وغاوَلهم إِلى الْحَيِّ مُنْذِراً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَتَوَشَّحُ بِثَوْبِهِ أَي يَتَغَشَّى بِهِ، والأَصل فِيهِ مِنَ الْوِشَاحِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَوَشَّحُني ويَنالُ مِنْ رأْسي أَي يُعانقني ويُقَبِّلني. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا عَدِمْتَ رَجُلًا وَشَّحَك هَذَا الوِشاحَ أَي ضَرَبك هَذِهِ الضَّرْبَةَ فِي مَوْضِعِ الوُشاحِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المرأَة السَّوْداء: ويومُ الوِشاحِ مِنْ تَعاجِيبِ رَبِّنا، ... أَلا إِنه مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ نَجَّانِي «1» قَالَ ابْنُ الأَثير: كَأَنَّ لِقَوْمٍ وِشاحٌ فَفَقدوه فَاتَّهَمُوهَا بِهِ، وَكَانَتِ الحِدَأَة أَخذته فأَلقته إِليهم؛ وَفِيهِ كَانَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دِرْعٌ تُسَمَّى ذاتَ الوِشاحِ. ابْنُ سِيدَهْ: والوِشاحُ والوِشاحةُ السَّيْفُ مِثْلُ إِزار وإِزارة؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: مُسْتَشْعِرٌ تحتَ الرِّداءِ وِشاحةً، ... عَضْباً غَمُوصَ الحَدِّ غيرَ مُفَلَّلِ والوِشاحُ: القوسُ. والمُوَشَّحةُ مِنَ الظِّبَاءِ وَالشَّاءِ وَالطَّيْرِ: الَّتِي لَهَا طُرَّتَانِ مِنْ جَانِبَيْهَا؛ قَالَ: أَو الأُدْم المُوَشَّحة، العَواطِي ... بأَيديهنَّ مِنْ سَلَمِ النِّعافِ والوَشْحاء مِنَ المَعَز: السَّوْدَاءُ المُوَشَّحة بِبَيَاضٍ. وديكٌ مُوَشَّح إِذا كَانَ لَهُ خُطَّتان كالوِشاحِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: ونَبّهْ ذَا العِفاءِ المُوَشَّحِ وَثَوْبٌ مُوَشَّحٌ: وَذَلِكَ لوَشْيٍ فِيهِ، حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ اللِّحْيَانِيِّ. ووَشْحَى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَى قَلَيْباً سُكَّا ودارةُ وَشْحاءَ: موضعٌ هُنَالِكَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وواشِحُ: قَبِيلَةٌ من اليمن.

_ (1). قوله [أَلَا إِنه مِنْ بَلْدَةِ] كذا بالأَصل والذي في النهاية على أنه من دارة.

وضح: الوَضَحُ: بياضُ الصُّبْحِ والقمرُ والبَرَصُ والغرةُ والتحجيلُ فِي الْقَوَائِمِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الأَلوان. التَّهْذِيبُ: الوَضَحُ بَيَاضُ الصُّبْح؛ قَالَ الأَعشى: إِذْ أَتَتْكُمْ شَيْبانُ، فِي وَضَحِ الصُّبحِ، ... بكبشٍ تَرَى لَهُ قُدَّاما وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّهَارَ الوَضَّاحَ، والليلَ الدُّهْمانَ؛ وبِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة، وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشاءُ الْآخِرَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَوْ قِسْتَ مَا بينَ مَناحِي سَبَّاحْ، ... لِثِنْيِ دُهْمانَ وبِكْرِ الوَضَّاح، لَقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْداحْ سبَّاح: بَعِيرُهُ. والأَبْداحُ: جَوَانِبُهُ، والوَضَحُ: بَيَاضٌ غَالِبٌ فِي أَلوان الشَّاءِ قَدْ فَشَا فِي جَمِيعِ جَسَدِهَا، وَالْجَمْعُ أَوضاح؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي الصَّدْرِ وَالظَّهْرِ وَالْوَجْهِ، يُقَالُ لَهُ: تَوْضيح شَدِيدٌ، وَقَدْ تَوَضَّح. وَيُقَالُ: بِالْفَرَسِ وَضَحٌ إِذا كَانَتْ بِهِ شِيَةٌ، وَقَدْ يُكْنَى بِهِ عَنِ البَرَصِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَهُ رَجُلٌ بكَفِّه وَضَح أَي بَرَصٌ. وَقَدْ وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً وَضَحَةً وضِحَةً واتَّضَحَ: أَي بَانَ، وهو واضع ووَضَّاح. وأَوضَحَ وتَوَضَّح ظَهَرَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وأَغْبَرَ لا يَجْتازُه مُتَوَضِّحُ الرجالِ، ... كفَرْق العامِرِيِّ يَلُوحُ أَراد بالمُتَوَضِّح مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُظْهِرُ نَفْسَهُ فِي الطَّرِيقِ وَلَا يَدْخُلُ فِي الخَمَرِ. ووَضَّحه هُوَ وأَوضَحَه وأَوضَحَ عَنْهُ وتَوَضَّح الطريقُ أَي اسْتَبَانَ. والوَضَحُ: الضَّوْءُ والبياضُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي السُّجُودِ حَتَّى يَبينَ وَضَحُ إبْطَيْهِ أَي البياضُ الَّذِي تَحْتَهُمَا، وَذَلِكَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي رَفْعِهِمَا وَتَجَافِيهِمَا عَنِ الْجَنْبَيْنِ. والوَضَحُ: البياضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: صُومُوا مِنَ الوَضَح إِلى الوَضَحِ أَي مِنَ الضَّوء إِلى الضَّوْءِ؛ وَقِيلَ: مِنَ الْهِلَالِ إِلى الْهِلَالِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ الْوَجْهُ لأَن سِيَاقَ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَتَمَامُهُ: فإِن خَفِيَ عَلَيْكُمْ فأَتِمُّوا العِدَّة ثَلَاثِينَ يَوْمًا ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يَعْنِي اخْضِبُوه. والواضحةُ: الأَسْنانُ الَّتِي تَبْدُو عِنْدَ الضَّحِكِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ وأَنشد: كلُّ خَليلٍ كنتُ صافَيْتُه، ... لَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُ واضِحه كلُّهمُ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ، ... مَا أَشْبَه الليلةَ بالبارِحه وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى مَا أَوضَحُوا بِضَاحِكَةٍ أَي مَا طَلَعوا بِضَاحِكَةٍ وَلَا أَبْدَوْها، وَهِيَ إِحدى ضواحِكِ الإِنسان الَّتِي تَبْدُو عِنْدَ الضَّحِكِ. وإِنه لَوَاضِحُ الجَبينِ إِذا ابيضَّ وحَسُنَ وَلَمْ يَكُنْ غَلِيظًا كَثِيرَ اللَّحْمِ. وَرَجُلٌ وَضَّاحٌ: حَسَنُ الْوَجْهِ أَبيضُ بَسَّامٌ. والوَضَّاحُ: الرجلُ الأَبيضُ اللَّوْنِ الحَسَنُه. وأَوضَحَ الرجلُ والمرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ منكَ أَدنى واضحةٍ إِذا وَضَحَ لَكَ وَظَهَرَ حَتَّى كأَنه مُبْيَضُّ. وَرَجُلٌ واضحُ

الحَسَبِ ووَضَّاحُه: ظَاهِرُهُ نَقِيُّه مُبْيَضُّهُ، عَلَى الْمَثَلِ. وَدِرْهَمٌ وَضَحٌ: نَقِيّ أَبيض، عَلَى النَّسَبِ. والوَضَحُ: الدِّرْهم الصَّحِيحُ. والأَوضاحُ: حَلْيٌ مِنَ الدَّرَاهِمِ الصِّحَاحِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَعطيته دَرَاهِمَ أَوضاحاً، كأَنها أَلبانُ شَوْلٍ رَعَتْ بدَكْداكِ مالكٍ؛ مَالِكٌ: رَمْلٌ بِعَيْنِهِ وَقَلَّمَا تَرْعَى الإِبل هُنَالِكَ إِلا الحَلِيَّ وَهُوَ أَبيض، فَشَبَّهَ الدَّرَاهِمَ فِي بَيَاضِهَا بأَلبان الإِبل الَّتِي لَا تَرْعَى إِلا الحَلِيَّ. ووَضَحُ القَدَم: بياضُ أَخْمَصِه؛ وَقَالَ الجُمَيْحُ: والشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرجلينِ مَرْكُوزُ وَقَالَ النَّضْرُ: المتوضِّحُ وَالْوَاضِحُ مِنَ الإِبل الأَبيض، وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ الْبَيَاضِ، أَشدُّ بَيَاضًا مِنَ الأَعْيَصِ والأَصْهَبِ وَهُوَ المتوضِّحُ الأَقْراب؛ وأَنشد: مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ، فِيهِ شُهْلَةٌ، ... شَنِجُ الْيَدَيْنِ تَخالُه مَشْكُولا والأَواضِحُ: الأَيامُ الْبِيضُ، إِما أَن يَكُونَ جمعَ الْوَاضِحِ فَتَكُونُ الْهَمْزَةُ بَدَلًا مِنَ الْوَاوِ الأُولى لِاجْتِمَاعِ الْوَاوَيْنِ، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ الأَوْضَح. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بِصِيَامِ الأَواضِحِ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ أَمر بصيام الأَوْضاحِ يُرِيدُ أَيامَ اللَّيَالِي الأَواضِح أَي الْبَيْضِ جَمْعُ وَاضِحَةٍ، وَهِيَ ثَالِثَ عَشَرَ وَرَابِعَ عَشَرَ وَخَامِسَ عَشَرَ، والأَصل وَواضِح، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ الأُولى هَمْزَةً. والواضِحة مِنَ الشِّجاج: الَّتِي تُبْدي وَضَحَ الْعَظْمِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والمُوضِحةُ مِنَ الشِّجاج الَّتِي بَلَغَتِ الْعَظْمَ فأَوضَحَتْ عَنْهُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَقْشِر الجلدةَ الَّتِي بَيْنَ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ أَو تَشُقُّهَا حَتَّى يَبْدُوَ وَضَحُ الْعَظْمِ، وَهِيَ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الْقِصَاصُ خَاصَّةً، لأَنه لَيْسَ مِنَ الشِّجَاجِ شَيْءٌ لَهُ حدَّ يَنْتَهِي إِليه سِوَاهَا، وأَما غَيْرُهَا مِنَ الشِّجَاجِ فَفِيهَا دِيَتُهَا، وَذَكَرَ المُوضِحة فِي أَحاديث كَثِيرَةٍ وَهِيَ الَّتِي تُبْدِي الْعَظْمَ أَي بَياضَه، قَالَ: وَالْجَمْعُ المَواضِح؛ وَالَّتِي فُرِضَ فِيهَا خُمْسُ مِنَ الإِبل: هِيَ مَا كَانَ مِنْهَا فِي الرأْس وَالْوَجْهِ، فأَما المُوضِحة فِي غَيْرِهِمَا فَفِيهَا الْحُكُومَةُ، وَيُقَالُ للنَّعَم: وَضِيحةٌ ووَضائِحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزَة: لقَوْمِيَ، إِذ قَوْمي جميعٌ نَواهُمُ، ... وإِذ أَنا فِي حَيٍّ كَثِيرِ الوَضائِح والوَضَحُ: اللبنُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: عَقَّوْا بسَهْمٍ فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحدٌ، ... ثُمَّ اسْتَفاؤوا وَقَالُوا: حَبَّذا الوَضَحُ أَي قَالُوا: اللبنُ أَحبُّ إِلينا مِنَ القَوَد، فأَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدِّيَةِ وأَلبانها عَلَى دَمِ قَاتِلِ صَاحِبِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبَيَاضِهِ؛ وَقِيلَ: الوَضَحُ مِنَ اللَّبَنِ مَا لَمْ يُمْذَقْ؛ وَيُقَالُ: كَثُرَ الوَضَحُ عِنْدَ بَنِي فُلَانٍ إِذا كَثُرَت أَلبانُ نَعَمِهم. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَين وَضَحَ الراكبُ؟ أَي مِنْ أَين بَدَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: مِنْ أَين أَوضَح، بالأَلف. ابْنُ سِيدَهْ: وَضَحَ الراكبُ طَلَع. وَمِنْ أَين أَوضَحْتَ، بالأَلف، أَي مِنْ أَين خَرَجْتَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ التَّهْذِيبُ: مَنْ أَين أَوضَح الراكبُ، وَمِنْ أَين أَوضَعَ، وَمِنْ أَين بَدَا وضَحُك؟ وأَوضَحْتُ قَوْمًا: رأَيتهم. واستوضَحَ عَنِ الأَمر: بَحَثَ. أَبو عَمْرٍو: استوضَحْتُ الشيءَ واستشرفْته واستكفَفْتُه وَذَلِكَ إِذا وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَى عَيْنَيْكَ فِي الشَّمْسِ تَنْظُرُ هَلْ تَرَاهُ، تُوَقّي

بِكَفِّكَ عينَك شُعاعَ الشَّمْسِ؛ يُقَالُ: اسْتَوْضِحْ عَنْهُ يَا فُلَانُ. واستوضَحْتُ الأَمرَ والكلامَ إِذا سأَلته أَن يُوَضِّحَه لَكَ. ووَضَحُ الطَّرِيقِ: مَحَجَّتُه ووَسَطُه. والواضحُ: ضِدُّ الْخَامِلِ لوُضُوح حَالِهِ وَظُهُورِ فَضْلِهِ؛ عَنِ السَّعْدي. والوَضَحُ: حَلْيٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَالْجَمْعُ أَوضاح، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَيَاضِهَا، وَاحِدُهَا وَضَح؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقاد مِنْ يَهُودِيٍّ قَتَلَ جُوَيْرِيةً عَلَى أَوْضاح لَهَا ؛ وَقِيلَ: الوَضَحُ الخَلْخالُ، فَخَصَّ. والوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجْتَمَعَتْ مَعَ الْكَوَاكِبِ المضيئة من كواكب المنازل؛ اللَّيْثُ: إِذا اجْتَمَعَتِ الْكَوَاكِبُ الْخُنَّسُ مَعَ الْكَوَاكِبِ الْمُضِيئَةِ مِنْ كَوَاكِبَ الْمَنَازِلِ سُمِّين جَمِيعًا الوُضَّحَ؛ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ فِيهَا أَوْضاحٌ مِنَ النَّاسِ وأَوْباش وأَسْقاطٌ يَعْنِي جَمَاعَاتٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى؛ قَالُوا: وَلَمْ يُسْمَعْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ بِوَاحِدٍ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ فِي الأَرض أَوضاح مِنْ كَلإٍ إِذا كَانَ فِيهَا شَيْءٌ قَدِ ابيضَّ؛ قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ الوَضَحَ فِي الكلإِ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيْفِيِّ الَّذِي لَمْ يأْت عَلَيْهِ عامٌ ويَسْوَدُّ. ووَضَحُ الطريقة مِنَ الكلإِ: صِغَارُهَا؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مَا ابْيَضَّ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ أَوضاحٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر وَوَصَفَ إِبلًا: تَتَبَّعُ أَوْضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ، ... وتَرْعى هَشِيماً، مِنْ حُلَيْمةَ، بالِيا وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ بَقَايَا الحَلِيّ والصِّلِّيان لَا تَكُونُ إِلّا مِنَ ذَلِكَ. ورأَيت أَوضاحاً أَي فِرَقاً قليلة هاهنا وهاهنا، لَا وَاحِدَ لَهَا. وتُوضِحُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَلْعَبُ وَهُوَ صَغِيرٌ مَعَ الْغِلْمَانِ بعَظْمِ وَضَّاحٍ ؛ وَهِيَ لُعْبَة لِصِبْيَانِ الأَعراب يَعْمِدُون إِلى عَظْمٍ أَبيض فَيَرْمُونَهُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُونَ فِي طَلَبِهِ، فَمَنْ وَجَدَهُ مِنْهُمْ فَلَهُ القَمْرُ؛ قَالَ: ورأَيت الصِّبْيَانَ يُصَغِّرُونَهُ فَيَقُولُونَ عُظَيْمُ وَضَّاحٍ؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُهُمْ: عُظَيْم وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ، ... لَا تَضِحَنَّ بَعْدَهَا مِنْ لَيْله قَوْلُهُ: ضِحَنَّ أَمرٌ مَنْ وَضَحَ يَضِحُ، بِتَثْقِيلِ النُّونِ المؤَكدة، وَمَعْنَاهُ اظْهِرَنَّ كَمَا تَقُولُ مِنَ الْوَصْلِ: صِلَنّ. ووَضَّاحٌ: فَعَّال مِنَ الوُضوح، الظُّهُورُ. وطح: الوَطَحُ، وَفِي التَّهْذِيبِ الوَطْحُ، بِجَزْمِ الطَّاءِ: مَا تَعَلَّقَ بالأَظلاف وَمَخَالِبِ الطَّيْرِ مِنَ العُرَّة وَالطِّينِ وأَشباه ذَلِكَ، وَاحِدَتُهُ وَطْحة بِجَزْمِ الطَّاءِ. والوَطْح: الدَّفْعُ بِالْيَدَيْنِ فِي عُنْف. وتَواطَحَ القومُ: تَداوَلُوا الشرَّ بَيْنَهُمْ؛ قَالَ الحَكَمُ الحَضْرَميّ: وأَبي، جَمالُ لَقَدْ رَفَعْتُ ذِمارَها، ... بشَبابِ كلِّ مُحَبَّرٍ سَيَّارِ لَذٍّ بأَفواهِ الرُّواةِ، كأَنما ... يَتَواطَحُونَ بِهِ عَلَى دِينارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَمالُ اسْمِ امرأَة. وذِمارها: مَا يَلْزَمُ لَهَا مِنَ الْحِفْظِ وَالصِّيَانَةُ. ولَذّ: يَسْتَلِذُّه الرَّاوِي المنشدُ لَهُ. والمُحَبَّرُ: الْبَيْتُ المُحَسَّنُ مِنَ الشِّعْر. وَالسَّيَّارُ: الَّذِي سَارَ وَتَنَاشَدَهُ النَّاسُ. وَقَوْلُهُ بِشَبَابِ

كلِّ محبَّر أَي لَمْ يَخْلَقْ عِنْدَ الرُّوَاةِ بَلْ هُوَ جَدِيدٌ. يَتَوَاطَحُونَ أَي يَتَقَابَلُونَ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَة: وأَكْبَر مِنْهُمْ قَائِلًا بِمَقَالَةٍ، ... تُفَرِّجُ بَيْنَ العَسْكَرِ المتواطِحِ وتَواطَحَتِ الإِبلُ عَلَى الْحَوْضِ إِذا ازْدَحَمَتْ عَلَيْهِ. والوَطِيحُ: حِصْنٌ بِخَيْبَرَ؛ وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ خَيْبَرَ ذِكْرُ الوَطيح؛ هُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِ الطَّاءِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، حِصْنٌ مِنْ حُصُونِ خَيْبَرَ. وقح: حَافِرٌ وَقاحٌ: صُلْبٌ بَاقٍ عَلَى الْحِجَارَةِ، وَالنَّعْتُ وَقاحٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، وَجَمْعُهُ وُقُح ووُقَّحٌ؛ وَقَدْ وَقُح يَوْقُح وَقاحةً ووُقوحة وقِحةً وَقَحَةً، الأَخيرتان نَادِرَتَانِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الأَصل وِقْحة حَذَفُوا الْوَاوَ عَلَى الْقِيَاسِ كَمَا حُذِفَتْ من عِدَة وزِنةٍ، ثم إِنهم عَدَلُوا بِهَا عَنْ فِعْلَة إِلى فَعْلة فأَقروا الحرفَ بِحَالِهِ، وإِن زَالَتِ الْكَسْرَةُ الَّتِي كَانَتْ مُوجِبَةً لَهُ، فَقَالُوا: القَحَةُ فَتَدَرَّجوا بالقِحةِ إِلى القَحة، وَهِيَ وَقْحَةٌ كجَفْنَةٍ لأَن الْفَاءَ فُتِحَتْ قَبْلَ الْحَرْفِ الْحَلْقِيِّ، كَمَا ذَهَبَ إِليه مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ؛ وأَبى الأَصْمَعِيُّ فِي الْقِحَةِ إِلَّا الْفَتْحَ؛ ووَقِحَ وَقَحاً ووَقَح، فَهُوَ واقحٌ واستوقَحَ وأَوقَحَ، وَكَذَلِكَ الخُفُّ والظَّهْرُ؛ ووَقُحَ الفرسُ وَقاحةً وقِحَةً. وَالتَّوْقِيحُ: أَن يُوَقَّحَ الحافرُ بِشَحْمَةٍ تُذابُ، حَتَّى إِذا تَشَيَّطتِ الشحمةُ وَذَابَتْ كُوِيَ بِهَا مَوَاضِعُ الحَفا والأَشاعِرِ. واسْتَوْقَح الْحَافِرُ إِذا صَلُبَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَقِّحْ حوضَك أَي امْدُرْه حَتَّى يَصْلُبَ فَلَا يُنَشِّفَ الماءَ، وَقَدْ يُوَقَّحُ بِالصَّفَائِحِ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَة: أَفْرِغْ لَهَا مِنْ ذِي صَفِيحٍ أَوْقَحا، ... مِنْ هَزْمةٍ جابتْ صَمُوداً أَبْدَحا أَي مِنْ بِئْرٍ خَسِيفٍ نُقِّيت. أَبْدَحا: وَاسِعًا. ووَقَّحَ الحافرَ: كَوى مَوْضِعِ الحَفا والأَشاعِرِ مِنْهُ بِشَحْمَةٍ مُذَابَةٍ. وَرَجُلٌ وَقِيحُ الْوَجْهِ ووَقاحُه: صُلْبُه قَلِيلُ الْحَيَاءِ، والأُنثى وَقاحٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَزَادَ اللِّحْيَانِيُّ فِي الْوَجْهِ: بَيِّنُ الوَقَحِ والوُقُوحِ. وَقُحَ [وَقِحَ] الرَّجُلِ إِذا صَارَ قَلِيلَ الْحَيَاءِ، فَهُوَ وَقِحٌ ووَقاحٌ. وامرأَة وَقاحُ الْوَجْهِ وَرَجُلٌ وَقاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوبِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرَجُلٌ مُوَقَّح: أَصابته الْبَلَايَا فَصَارَ مُجَرَّباً؛ عَنِ اللحياني. وَكَحَ: وَكَحَه بِرِجْلِهِ وَكْحاً: وَطِئَه وَطْأً شَدِيدًا. واستوكَحَتْ مَعِدَتُه: اشْتَدَّتْ. واستوكَحَتِ الفِراخُ، وَهِيَ وُكُحٌ: غَلُظَتْ؛ وأُرَى وُكُحاً عَلَى النَّسَبِ كأَنه جَمْعُ واكِح أَو وَكُوحٍ، إِذ لَا يُسَوِّغُ أَن يَكُونَ جَمْعَ مُسْتَوكِح. وأَوكَحَ الرجلُ: مَنَع وَاشْتَدَّ عَلَى السَّائِلِ؛ قَالَ رؤْبة: إِذا الحُقُوقُ أَحْضَرَتْه أَوكَحا قَالَ المُفَضَّل: سأَلته فاستوكَح استِيكاحاً أَي أَمسك وَلَمْ يُعْطِ. الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَوكَحَ عَطِيَّتَه إِيكاحاً إِذا قَطَعَهَا؛ الأَصمعي: حَفَر فأَكْدى وأَوكَحَ إِذا بَلَغَ المكانَ الصُّلْبَ؛ الأَزهري: أَراد أَمراً

فأَوكَحَ عَنْهُ إِذا كَفَّ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. والأَوكَحُ: الترابُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي أَول الْبَابِ لأَنه عِنْدَ كُرَاعٍ فَوْعَلٌ، وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ أَفْعَل. وَلَحَ: الوَلِيحُ والوَلِيحةُ: الضَّخْمُ الْوَاسِعُ مِنَ الجُوالق؛ وَقِيلَ: هُوَ الجُوالِقُ مَا كَانَ، وَالْجَمْعُ الوَلِيحُ. والوَلِيحة: الغِرارةُ. والوَلِيحُ والوَلائح: الغَرائر والجِلالُ والأَعْدال يُحْمَل فِيهَا الطِّيبُ والبَزُّ وَنَحْوَهُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ سَحَابًا: يُضِيءُ رَباباً كدُهْمِ المَخاضِ، ... جُلِّلْنَ فوقَ الوَلايا الوَليحا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْوَلِيحَةُ الغِرارةُ. والمِلاحُ: المِخْلاةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مَقْلُوبًا مِنَ الوَلِيح إِذ لَمْ أَجد مَا أَستدل بِهِ عَلَى مِيمِهِ، أَهي زَائِدَةٌ أَم أَصل، وَحَمْلُهَا عَلَى الزِّيَادَةِ أَكثر. وَفِي حَدِيثِ الْمُخْتَارَ: لَمَّا قَتَلَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسَه فِي مِلاحٍ وَعَلَّقَهُ ؛ حَكَى اللَّفْظَةَ الْهَرَوِيُّ فِي الغريبين. وَمَحَ: الأَزهري خَاصَّةً، ابْنُ الأَعرابي: الوَمْحَة الأَثَرُ مِنَ الشَّمْسِ؛ قَالَ: وقرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ أَن أَبا عَمْرٍو الشَّيْبانيّ أَنشده هَذِهِ الأَبيات: لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَه، ... سَمِعْتُ مِنْ فوقِ البُيوتِ كَدَمَه إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمه، ... يَؤُزُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمه أَزّاً بعَيَّارٍ إِذا مَا قَدَّمَه، ... فِيهَا انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَه قَالَ: وَمَّاحُها صَدْعُ فَرْجِهَا. انْفَرَى: انْفَتَحَ وانْفَتَقَ لإِيلاجه الذَّكَرَ فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ إِلَّا فِي هَذِهِ الأُرجوزة، وأَحسبها فِي نوادره. وَنَحَ: ابْنُ سِيدَهْ: وانَحْتُ الرجلَ: وافَقْتُه. وَيَحَ: وَيْح: كَلِمَةٌ تُقَالُ رَحْمَةً، وَكَذَلِكَ وَيْحَما؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: أَلا هَيّما مِمَّا لَقِيتُ وَهَيّما، ... ووَيْحٌ لِمَنْ لَمْ يَدْرِ مَا هنَّ وَيْحَما اللَّيْثُ: وَيْحَ يُقَالُ إِنه رَحْمَةٌ لِمَنْ تَنْزِلُ بِهِ بليَّة، وَرُبَّمَا جَعَلَ مَعَ مَا كَلِمَةً وَاحِدَةً وَقِيلَ وَيْحَما. ووَيْحٌ: كَلِمَةُ تَرَحُّم وتَوَجُّع، وَقَدْ يُقَالُ بِمَعْنَى الْمَدْحِ وَالْعَجَبِ، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَقَدْ تُرْفَعُ وَتُضَافُ وَلَا تُضَافُ؛ يُقَالُ: وَيْحَ زيدٍ، ووَيْحاً لَهُ، ووَيْحٌ لَهُ الْجَوْهَرِيُّ: وَيْح كَلِمَةُ رَحْمَةٍ، ووَيْلٌ كَلِمَةُ عَذَابٍ؛ وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُمَا مَرْفُوعَتَانِ بِالِابْتِدَاءِ؛ يُقَالُ: وَيْحٌ لِزَيْدٍ ووَيْلٌ لِزَيْدٍ، وَلَكَ أَن تَقُولَ: وَيْحًا لِزَيْدٍ وَوَيْلًا لِزَيْدٍ، فَتَنْصِبُهُمَا بإِضمار فِعْلٍ، وكأَنك قُلْتَ أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحاً ووَيْلًا وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ وَلَكَ أَن تَقُولَ وَيْحَكَ ووَيْحَ زَيْدٍ، ووَيْلَكَ ووَيْلَ زَيْدٍ، بالإِضافة، فَتَنْصِبُهُمَا أَيضاً بإِضمار فِعْلٍ؛ وأَما قَوْلُهُ: فَتَعْساً لَهُمْ وبُعْداً لِثَمُودَ، وَمَا أَشبه ذَلِكَ فَهُوَ مَنْصُوبٌ أَبداً، لأَنه لَا تَصِحُّ إِضافته بِغَيْرِ لَامٍ، لأَنك لَوْ قُلْتَ فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لَمْ يَصْلُحْ فَلِذَلِكَ افْتَرَقَا. الأَصمعي: الوَيْلُ قُبُوحٌ، والوَيحُ تَرَحُّمٌ، ووَيْسٌ تَصْغِيرُهَا أَي هِيَ دُونَهَا. أَبو زَيْدٍ: الوَيْلُ هَلَكةٌ، والوَيْحُ قُبُوحٌ، والوَيْسُ تَرْحُّمٌ. سِيبَوَيْهِ: الوَيْلُ يُقَالُ لِمَنْ وَقَعَ فِي الهَلَكَة،

فصل الياء

والوَيْحُ زَجْرٌ لِمَنْ أَشرف عَلَى الهَلَكة، وَلَمْ يَذْكَرْ فِي الوَيْس شَيْئًا. ابْنُ الْفَرَجِ: الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ وَاحِدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَيْحَه كَوَيْلَه، وَقِيلَ: وَيْح تَقْبِيحٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: امْتَنَعُوا مِنَ اسْتِعْمَالِ فِعْل الوَيْحِ لأَن الْقِيَاسَ نَفَاهُ وَمَنَعَ مِنْهُ، وَذَلِكَ لأَنه لَوْ صُرِّف الْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ لَوَجَبَ اعْتِلَالُ فَائِهِ كوَعَدَ، وَعَيْنِهِ كَبَاعَ، فتَحامَوا اسْتِعْمَالَهُ لما كان يُعْقِبُ من اجْتِمَاعِ إِعلالين، قَالَ: وَلَا أَدري أَأُدْخِلَ الأَلفُ وَاللَّامُ عَلَى الوَيْح سَمَاعًا أَم تَبَسُّطاً وإِدْلالًا؟ الْخَلِيلُ: وَيْس كَلِمَةٌ فِي مَوْضِعِ رأْفة وَاسْتِمْلَاحٍ، كَقَوْلِكَ لِلصَّبِيِّ: وَيْحَهُ مَا أَمْلَحَه ووَيْسَه مَا أَملحه نَصْرٌ النَّحْوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بعضَ مَنْ يَتَنَطَّعُ بِقَوْلِ الوَيحُ رَحْمَةٌ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوَيْلِ فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْيَنُ قَلِيلًا، قَالَ: وَمَنْ قَالَ هُوَ رَحْمَةٌ؛ يَعْنِي أَن تَكُونَ الْعَرَبُ تَقُولُ لِمَنْ تَرْحَّمَهُ: وَيْحَه، رِثايَةً لَهُ. وجاءَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لعَمَّارٍ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ بُؤْساً لَكَ تَقْتُلُكَ الفئةُ الْبَاغِيَةُ. الأَزهري: وَقَدْ قَالَ أَكثر أَهل اللُّغَةِ إِن الْوَيْلَ كَلِمَةٌ تُقَالُ لِكُلِّ مَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَة وَعَذَابٍ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ وَيْحٍ وَوَيْلٍ أَن وَيْلًا تُقَالُ لِمَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَة أَو بَلِيَّةٍ لَا يترحم عليه، ووَيْح تُقَالُ لِكُلِّ مَنْ وَقَعَ فِي بَلِيَّةٍ يُرْحَمُ ويُدْعى لَهُ بِالتَّخَلُّصِ مِنْهَا، أَلا تَرَى أَن الْوَيْلَ فِي الْقُرْآنِ لِمُسْتَحَقِّي الْعَذَابَ بِجَرَائِمِهِمْ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ويْلٌ لِلَّذِينِ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَمَا أَشبهها؟ مَا جاءَ وَيْلٌ إِلا لأَهلِ الْجَرَائِمِ، وأَما وَيح فإِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَهَا لعَمَّار الْفَاضِلِ كأَنه أُعْلِمَ مَا يُبْتَلى بِهِ مِنَ الْقَتْلِ، فَتَوَجَّعَ لَهُ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ؛ قَالَ: وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كَلِمَةٌ كُلُّهُ عِنْدِي [وَيْ] وُصِلَتْ بحاءٍ مَرَّةً وَبِسِينٍ مَرَّةً وَبِلَامٍ مَرَّةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْهَا فَزَعَمَ أَن كُلَّ مَنْ نَدِمَ فأَظهر نَدَامَتَهُ قَالَ وَيْ، وَمَعْنَاهَا التَّنْدِيمُ وَالتَّنْبِيهُ. ابْنُ كَيْسانَ: إِذا قَالُوا لَهُ: وَيْلٌ لَهُ، ووَيْحٌ لَهُ، ووَيْسٌ لَهُ، فالكلامُ فِيهِنَّ الرفعُ عَلَى الابتداءِ وَاللَّامُ فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ، فإِن حَذَفْتَ اللَّامَ لَمْ يَكُنْ إِلا النَّصْبُ كقوله وَيْحَه ووَيْسَه. فصل الياء يَدَحَ: رأَيت فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: الأَيْدَحُ اللَّهْوُ وَالْبَاطِلُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَخذته بأَيْدَحَ ودُبَيْدَحَ عَلَى الإِتباع، وأَيْدَحُ أَفْعَلُ لَا فَيْعَلٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الياءِ شيئاً. يُوحَ: ابْنُ سِيدَهْ: يُوحُ الشمسُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، لَا يَدْخُلُهُ الصَّرْفُ وَلَا الأَلف وَاللَّامُ، وَالَّذِي حَكَاهُ يَعْقُوبُ: بُوحُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الْيَاءِ شَيْئًا وَقَدْ جاءَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ يُوحُ اسْمٌ لِلشَّمْسِ؛ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الأَنباري يَقُولُ: هُوَ بُوحُ بالباءِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَذَكَرَهُ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ فِي الحَلَبِيَّات عَنِ الْمُبَرِّدِ، بالياءِ الْمُعْجَمَةِ بِاثْنَتَيْنِ؛ وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو العَلاءِ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: وأَنت مَتى سَفَرْتَ رَدَدْتَ يُوحا قَالَ: وَلَمَّا دَخَلَ بَغْدَادَ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَقِيلَ لَهُ: صَحَّفْتَهُ وإِنما هُوَ بَوْحٌ، بالباءِ، وَاحْتَجُّوا عَلَيْهِ بِمَا ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي أَلفاظه، فَقَالَ لَهُمْ: هَذِهِ النُّسَخُ الَّتِي بأَيديكم غَيَّرَهَا شُيُوخُكُمْ وَلَكِنْ أَخرجوا النُّسَخَ الْعَتِيقَةَ، فأَخرجوا النُّسَخَ الْعَتِيقَةَ فَوَجَدُوهَا

كَمَا ذَكَرَهُ أَبو الْعَلَاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: هُوَ يُوحُ، بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِاثْنَتَيْنِ، وَصَحَّفَهُ ابْنُ الأَنباري فَقَالَ: بُوح، بِالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ، وَجَرَى بَيْنَ ابْنِ الأَنباري وَبَيْنَ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ كُلُّ شيءٍ حَتَّى قَالَتِ الشُّعَرَاءُ فِيهِمَا، ثُمَّ أَخرجنا كِتَابَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لأَبي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ فإِذا هُوَ يُوحُ، بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِاثْنَتَيْنِ؛ وأَما البُوحُ، بالباءِ، فَهُوَ النَّفْس لَا غَيْرُ؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: هَلْ طَلَعَتْ يُوحِ؟ يَعْنِي الشَّمْسَ، وَهُوَ مِنْ أَسمائها كبَراحِ، وَهُمَا مَبْنِيَّانِ عَلَى الْكَسْرِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ يُوحى عَلَى مِثَالِ فَعْلَى، وَقَدْ يُقَالُ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ لِظُهُورِهَا مِنْ قَوْلِهِمْ: باحَ بالأَمر يَبُوحُ.

خ

الجزء الثالث خ باب الخاء المعجمة خ: قَالَ ابْنُ كَيْسانَ: مِنَ الْحُرُوفِ المجْهُورُ والمهْمُوسُ، والمهموسُ عَشَرَةٌ: الْهَاءُ وَالْحَاءُ وَالْخَاءُ وَالْكَافُ وَالشِّينُ وَالسِّينُ وَالتَّاءُ وَالصَّادُ وَالثَّاءُ وَالْفَاءُ، وَمَعْنَى الْمَهْمُوسِ أَنه حَرْفٌ لَانَ فِي مَخْرَجِهِ دُونَ الْمَجْهُورِ وَجَرَى مَعَهُ النَّفَسُ، فَكَانَ دُونَ الْمَجْهُورِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: حُرُوفُ الْعَرَبِيَّةِ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ حَرْفًا، مِنْهَا خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ صِحاحٌ لَهَا أَحياز ومَدارِجُ، فالخاءُ وَالْغَيْنُ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَالْخَاءُ مِنَ الْحُرُوفِ الْحَلْقِيَّةِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي بَابِهِ أَول الكتاب. فصل الهمزة أبخ: أَبَّخَه: لَامَهُ وعَذلَه، لُغَةٌ فِي وَبَّخَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي وأُرى هَمْزَتَهُ إِنما هِيَ بَدَلٌ مِنْ وَاوِ وَبَّخَهُ، عَلَى أَن بَدَلَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ الْمَفْتُوحَةِ قَلِيلٌ كَوَناة وأَناة، ووَحَدٍ وأَحَدٍ. أخخ: أَخُّ: كلمةُ تَوَجُّعٍ وتأَوُّه مِنْ غَيْظٍ أَو حُزْنٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبها مُحْدَثةً. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ: إِخْ، إِذَا زُجر ليَبْرُكَ وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَلَا يُقَالُ: أَخَخْتُ الجملَ وَلَكِنْ أَنَخْته. والأَخُّ: القَذَر؛ قَالَ: وانْثَنَتِ الرجلُ فَصَارَتْ فَخَّا، ... وَصَارَ وَصْلُ الغانياتِ أخَّا أَيْ قَذَراً. وأَنشده أَبُو الْهَيْثَمِ: إِخَّا، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الزَّجْرُ. والأَخِيخةُ: دَقِيقٌ يُصَبُّ عَلَيْهِ مَاءٌ فيُبْرَقُ بِزَيْتٍ أَو سَمْنٍ فيُشْرَبُ وَلَا يَكُونُ إِلا رَقِيقًا؛ قَالَ: تَصْفِرُ فِي أَعْظُمِه المَخِيخَه، ... تَجَشُّؤَ الشَّيْخِ عَلَى الأَخِيخَه شبَّه صَوْتَ مَصِّهِ العظامَ الَّتِي فِيهَا الْمُخُّ بجُشاءِ الشَّيْخِ لأَنه مُسْتَرْخِي الْحَنَكِ واللَّهَواتِ، فَلَيْسَ لجُشائِه صَوْتٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا الَّذِي قِيلَ فِي الأَخيخة صَحِيحٌ، سُمِّيَتْ أَخيخة لِحِكَايَةِ صَوْتِ المُتَجَشِّئِ إِذَا تَجَشَّأَها لِرِقَّتِهَا. والأَخُّ والأَخَّةُ: لُغَةٌ فِي الأَخِ والأُخْتِ، حَكَاهُ ابْنُ الْكَلْبِيِّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّةُ ذَلِكَ.

أرخ: التَّأْريخُ: تَعْرِيفُ الْوَقْتِ، والتَّوْريخُ مِثْلُهُ. أَرَّخَ الكتابَ لِيَوْمِ كَذَا: وَقَّته وَالْوَاوُ فِيهِ لُغَةٌ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الْوَاوَ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَقِيلَ: إِن التأْريخ الَّذِي يُؤَرِّخُه النَّاسُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ، وإِن الْمُسْلِمِينَ أَخذوه عَنْ أَهل الْكِتَابِ، وتأْريخ الْمُسْلِمِينَ أُرِّخَ مِنْ زَمَنِ هِجْرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كُتِبَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَارَ تَارِيخًا إِلَى الْيَوْمِ. ابْنُ بُزُرْج: آرَخْتُ الكتابَ فَهُوَ مُؤَارخ وفَعَلْتُ مِنْهُ أَرَخْتُ أَرْخاً وأَنا آرِخٌ. اللَّيْثُ: والأَرْخُ والإِرْخُ والأُرْخِيُّ الْبَقَرُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الفَتِيّ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ آراخٌ وإِراخ، والأُنثى أَرْخَة وإِرْخَة، وَالْجَمْعُ إِراخٌ لَا غَيْرُ. والأَرْخُ: الأُنثى مِنَ الْبَقَرِ البِكْرُ الَّتِي لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الثِّيرَانُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَو نَعْجَةٌ مِنْ إِراخ الرملِ أَخْذَلها، ... عَنْ إِلْفِها، واضِحُ الخَدَّينِ مَكْحولُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ يُقَوِّي قَوْلَ مَنْ يَقُولُ إِن الأَرخ الْفَتِيَّةُ، بِكْرًا كَانَتْ أَو غَيْرَ بِكْرٍ، أَلا تَرَاهُ قَدْ جَعَلَ لَهَا وَلَدًا بِقَوْلِهِ وَاضِحُ الخَدّين مَكْحُولُ؟ وَالْعَرَبُ تُشَبّه النساءَ الخَفِرات فِي مَشْيِهِنَّ بالإِراخ؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: يَمْشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ والأُرْخِيَّةُ: وَلَدُ الثَّيْتَل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَرْخُ والإِرْخُ الْفَتِيَّةُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ، فأَلقى الهاءَ مِنَ الأَرْخَة والإِرْخَة وأَثبته فِي الفتيَّة، وَخَصَّ بالأَرْخ الوَحْشَ كَمَا تَرَى، وَقَدْ ذُكِرَ أَنه الأَزْخُ بِالزَّايِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَرْخُ بَقَرُ الْوَحْشِ فَجَعَلَهُ جِنْسًا فَيَكُونُ الْوَاحِدُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَرْخَة، مِثْلُ بَطٍّ وبَطَّةٍ، وَتَكُونُ الأَرْخَة تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى. يُقَالُ: أَرْخَة ذَكَرٌ وأَرْخَة أُنثى، كَمَا يُقَالُ بَطَّةٌ ذَكَرٌ وبَطَّة أَنثى، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ جِنْسًا وَفِي وَاحِدِهِ تَاءُ التأْنيث نَحْوُ حَمَامٍ وَحَمَامَةٍ، تَقُولُ: حَمَامَةٌ ذَكَرٌ وَحَمَامَةٌ أُنثى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا ظَاهِرُ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ لأَنه جَعَلَ الإِراخ بَقَرَ الْوَحْشِ، وَلَمْ يَجْعَلْهَا إِناث الْبَقَرِ، فَيَكُونُ الْوَاحِدُ أَرْخة، وَتَكُونُ مُنْطَلِقَةً عَلَى الْمُذَكَّرِ والمؤَنث. الصَّيْداويّ: الإِرْخُ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ إِذا كَانَ أُنثى. مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْريّ: الأَرخ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الصَّغِيرِ؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ لِرَجُلٍ مَدَنيّ كَانَ بِالْبَصْرَةِ: ليتَ لِي فِي الخَميسِ خَمْسين عَيْناً، ... كلُّها حَوْلَ مسجدِ الأَشْياخِ «2». مسجدٍ، لَا تَزَالُ تَهْوي إِليه ... أُمُّ أَرْخٍ، قِناعُها مُتَراخِي وَقِيلَ: إِن التأْريخ مأْخوذ مِنْهُ كأَنه شَيْءٌ حَدَث كَمَا يَحْدُثُ الْوَلَدُ؛ وَقِيلَ: التَّارِيخُ مأْخوذ مِنْهُ لأَنه حَدِيثٌ. الأَزهري: أَنشد مُحَمَّدُ بْنُ سَلام لأُمَيَّة بْنِ أَبي الصَّلْت: وَمَا يَبْقى عَلَى الحِدْثانِ غُفْرٌ ... بشاهقةٍ، لهُ أُمٌّ رَؤومُ تَبِيتُ الليلَ حانِيةً عَلَيْهِ، ... كَمَا يَخْرَمِّسُ الأَرْخُ الأَطُومُ قَالَ: الغُفْرُ وَلَدُ الوَعِلِ، والأَرْخُ: ولد البقرة.

_ (2). قوله [عيناً] كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس عاماً

فصل الباء

ويَخْرَمِّسُ أَي يَسْكُتُ. والأَطُومُ: الضَّمَّامُ بَيْنَ شَفَتَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماءِ الْبَقَرَةِ اليَفَنَة والأَرخ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، والطَّغْيا واللِّفْتُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ؛ الصَّحِيحُ الأَرْخ، بِفَتْحِ الأَلف، وَالَّذِي حَكَاهُ الصَّيْدَاوِيُّ فِيهِ نَظَرٌ، وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ إِنه يُقَالُ لَهُ الأُرْخيّ لَا أَعرفه. وَقَالُوا مِنَ الأَرْخِ ولدِ الْبَقَرَةِ: أَرَخْتُ أَرْخاً. وأَرَخَ إِلى مَكَانِهِ يأْرَخُ «1» أُرُوخاً: حَنَّ إِليه؛ وَقَدْ قِيلَ: إِن الأَرْخَ مِنَ الْبَقَرِ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِحَنِينِهِ إِلى مكانه ومأْواه. أزخ: الأَزْخ: الفَتِيُّ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ كالأَرْخ، رَوَاهُمَا جَمِيعًا أَبو حَنِيفَةَ، وأَما غَيْرُهُ مِنْ أَهل اللُّغَةِ فإِنما رِوَايَتُهُ الأَرْخُ بالراءِ، والله أَعلم. أضخ: أُضاخُ، بِالضَّمِّ: جَبَلٌ يُذَكَّرُ ويؤَنث، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ سَحَابًا: فَلَمَّا أَن دَنا لِقَفا أُضاخٍ، ... وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقه فَحَارَا وَكَذَلِكَ أُضايخ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: صَوادِراً عَنْ شُوكَ أَو أُضايخا أفخ: اليأْفوخ: حَيْثُ الْتَقَى عَظْمُ مقدَّم الرأْس وَعَظْمُ مُؤَخَّرِهِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَتَحَرَّكُ مِنْ رأْس الطِّفْلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ حَيْثُ يَكُونُ لَيِّناً مِنَ الصَّبِيِّ، قَبْلَ أَن يَتَلَاقَى الْعَظْمَانِ السَّمَّاعةُ والرَّمَّاعةُ والنَّمَغَةَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الهامة والجبهة. قَالَ اللَّيْثُ: مِنْ هَمْزِ اليأْفُوخ فَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ يَفْعُول. وَرَجُلٌ مأْفوخ إِذَا شُجَّ فِي يأْفوخه، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ فَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فاعُول مِنَ اليَفْخ، وَالْهَمْزُ أَصوب وأَحسن، وَجَمْعُ اليأْفوخ يآفِيخُ. وَفِي حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ: وَيُوضَعُ على يافوخ الصبي؛ هو الْمَوْضِعُ الَّذِي يَتَحَرَّكُ مِنْ رأْس الطِّفْلِ، وَيُجْمَعُ عَلَى يَآفِيخَ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: وأَنتم لَهامِيمُ الْعَرَبِ ويآفيخُ الشَّرَفِ ؛ اسْتَعَارَ للشرف رؤُوساً وَجَعَلَهُمْ وَسَطَهَا وأَعلاها. وأَفَخَه يأْفِخُه «2» أَفْخاً: ضَرَبَ يأْفوخه. أَبو عُبَيْدٍ: أَفَخْتُه وأَذَنْتُه أَصبت يأْفُوخَه وأُذنه. ويأْفوخ الليل: معظمه. ألخ: ائْتَلَخَ عَلَيْهِمْ أَمرُهم ائْتِلاخاً: اخْتَلَطَ. وَيُقَالُ: وَقَعُوا فِي ائْتِلاخ أَي فِي اخْتِلَاطٍ. اللَّيْثُ: ائْتَلَخَ العُشْبُ يأْتَلِخُ، وائْتِلاخُه: عِظمُه وَطُولُهُ وَالْتِفَافُهُ. وأَرض مؤْتَلِخة: مُعْشِبة، وَيُقَالُ: أَرض مُؤْتَلِخة ومُلْتَخَّة ومُعْتَلِجة وهادِرَةٌ. وَيُقَالُ: ائْتَلَخَ مَا فِي الْبَطْنِ إِذا تَحَرَّكَ وَسُمِعَتْ لَهُ قَراقِر. فصل الباء بخخ: بَخٍ: كلمةُ فَخْرٍ. ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ: كُتِبَ عَلَيْهِ بَخْ. وَدِرْهَمٌ مَعْمَعِيّ إِذا كُتِبَ عَلَيْهِ مَعَ مُضَاعَفًا لأَنه مَنْقُوصٌ، وإِنما يُضَاعَفُ إِذا كَانَ فِي حَالِ إِفراده مُخَفِّفًا، لأَنه لَا يَتَمَكَّنُ فِي التَّصْرِيفِ وَفِي حَالِ تَخْفِيفِهِ، فَيُحْتَمَلُ طُول التَّضَاعُفِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا يُثَقَّل فَيُكْتَفَى بِتَثْقِيلِهِ، وإِنما

_ (1). قوله [وأَرخ إِلَى مَكَانِهِ يَأْرَخُ] كذا بضبط الأَصل من باب منع ومقتضى إطلاق القاموس أنه من باب كتب. (2). قوله [وأفخه يأفخه] كذا بضبط الأصل من باب ضرب ومقتضى إطلاق القاموس أنه من باب كتب

حُمِلَ ذَلِكَ عَلَى مَا يَجْرِي عَلَى أَلسنة النَّاسِ فَوَجَدُوا بَخ مُثَقَّلًا فِي مُسْتَعْمَلِ الْكَلَامِ، وَوَجَدُوا مَعَ مُخَفَّفًا، وجَرْسُ الْخَاءِ أَمتن مِنْ جَرْس الْعَيْنِ فَكَرِهُوا تَثْقِيلَ الْعَيْنِ، فَافْهَمْ ذَلِكَ. الأَصمعي: دِرْهَمٌ بَخِيّ خَفِيفَةٌ لأَنه مَنْسُوبٌ إِلى بَخْ، وبَخْ خَفِيفَةُ الْخَاءِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ ثَوْبٌ يَدِيٌّ لِلْوَاسِعِ وَيُقَالُ للضَّيِّق، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: بَخِّيٌّ، بِتَشْدِيدِ الْخَاءِ، وَلَيْسَ بِصَوَابٍ. وبَخْبَخَ الرجلُ: قَالَ بَخٍ بَخٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَمَّا قرأَ: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ؛ قَالَ: بَخٍ بَخٍ وَقَالَ الحجاجُ لأَعْشَى هَمْدانَ فِي قَوْلِهِ: بينَ الأَشَجِّ وَبَيْنَ قَيْسٍ باذِخٌ، ... بَخْبِخْ لوالدهِ وللمَوْلودِ وَاللَّهِ لَا بَخْبَخْتَ بَعْدَهَا. ابْنُ الأَعرابي: إِبل مُخَبْخَبة عَظِيمَةُ الأَجواف، وَهِيَ المُبَخْبَخة مَقْلُوبٌ مأْخوذ مِنْ بَخْ بَخْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ تَمْدَحُهُ: بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخْ قال: فكأَنها مِنْ عِظَمِهَا إِذَا رَآهَا النَّاسُ قَالُوا: مَا أَحسنها قَالَ: والبَخُّ السَّرِيُّ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى بَخْ بَخْ تَعْظِيمُ الأَمر وَتَفْخِيمُهُ، وَسَكَنَتِ الْخَاءُ فِيهِ كَمَا سَكَنَتِ اللَّامُ فِي هَلْ وَبَلْ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: بَخٍ بَخٍ وبَهٍ بَهٍ [بَهْ بَهْ] بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِبل مُبَخْبَخة يُقَالُ لَهَا بَخٍ بَخٍ إِعجاباً بِهَا وَقَدْ عَلَّلْنَا قَوْلَهُ: حَتَّى تَجِيءَ الخَطَبَه بإبلٍ مُخَبْخَبه وَذَكَرْنَا أَنه أَراد مُبَخْبَخة فَقَلَبَ. وبَخْبَخَةُ الْبَعِيرِ وبَخْباخُه: هَدِيرٌ يملأُ فَمَهُ بشِقْشِقَته، وَهُوَ جَمَلٌ بَخْباخ الْهَدِيرِ؛ قَالَ: بَخٍ وبَخْباخُ الهَدِير الزَّغْدِ يُقَالُ: بَخْبَخَ الْبَعِيرُ إِذا هَدَرَ؛ قَالَ: وبَخْبَخَةُ الْبَعِيرِ هَدِيرٌ يملأُ الفمَ شِقْشِقَتُه؛ وَقِيلَ: بَخْباخُ الْجَمَلِ أَولُ هَدِيره. وتَبَخْبَخَ لَحْمُهُ: صَوَّتَ مِنَ الهُزال وَرُبَّمَا شُدِّدت كَالِاسْمِ؛ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ يَصِفُ بَيْتًا: روافِدُه أَكرمُ الرافِداتِ، ... بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ وتَبَخْبَخَ لَحْمُهُ: هُوَ الَّذِي تَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا مِنْ هُزال بَعْدَ سِمَن. الأَصمعي: رَجُلٌ وَخْواخ وبَخْباخ إِذا اسْتَرْخَى بطنُه وَاتَّسَعَ جِلْدُهُ. وتَبَخْبَخَ الحرُّ: كتَخَبْخَبَ. وباخَ: سَكَنَ بعضُ فَوْرَتِه. وبَخْبِخوا عَنْكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ: أَبْرِدُوا كخَبْخِبُوا، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وتَبَخْبَخَتِ الغَنَمُ: سَكَنَتْ أَينما كَانَتْ. وبخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ؛ بِالتَّنْوِينِ، وبَخٍ بَخْ: كَقَوْلِكَ غاقٍ غاقْ وَنَحْوِهِ: كُلُّ ذَلِكَ كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ تَعْظِيمِ الإِنسان، وَعِنْدَ التَّعَجُّبِ مِنَ الشَّيْءِ، وَعِنْدَ الْمَدْحِ وَالرِّضَا بِالشَّيْءِ، وَتَكَرَّرَ لِلْمُبَالَغَةِ فَيُقَالُ بَخْ بَخْ. فإِن فَصَلْتَ خَفَّفْتَ ونوِّنت فَقُلْتَ بَخٍ. التَّهْذِيبُ: وبَخ كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الإِعجاب بِالشَّيْءِ، تُخَفَّفُ وَتُثَقَّلُ؛ وَقَالَ: بَخْ بَخْ لِهَذَا كَرَماً فوقَ الكَرَمْ . أَبو الْهَيْثَمِ: بَخْ بَخْ كَلِمَةٌ تَتَكَلَّمُ بِهَا عِنْدَ تَفْضِيلِكَ الشَّيْءَ؛ وَكَذَلِكَ بَدَخْ وجَخْ بِمَعْنَى بَخْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا الأَعادي حَسَبُونا بَخْبَخُوا أَي قَالُوا: بَخْ بَخْ وبَخٍ بَخٍ. قال أَبو حَاتِمٍ: لَوْ نُسِبَ إِلى بَخٍ عَلَى الأَصل قِيلَ: بَخَوِيّ كَمَا إِذا نُسِبَ إِلى دَمٍ قِيلَ: دَمَوِيّ.

أَبو عَمْرٍو: بَخَّ إِذا سَكَنَ مِنْ غَضَبِهِ، وخَبَّ من الخَبَب. بدخ: امرأَة بَيْدَخة: تارَّة، لُغَةٌ حِمْيَريَّة. وبَيْدَخُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ لآلِ بَيْدَخا؟ ... جَرَّتْ عَلَيْهَا الريحُ ذيْلًا أَنْبَخا يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَبَدَّخُ عَلَيْنَا ويَتَمَدَّخُ أَي يَتَعَظَّمُ وَيَتَكَبَّرُ. والبُدَخاء: العِظامُ الشُّؤُون؛ وأَنشد لِسَاعِدَةَ: بُدَخَاءُ كلُّهمُ إِذا مَا نُوكِرُوا الأَزهري: بَخٍ بَخٍ تَتَكَلَّمُ بِهَا عِنْدَ تَفْضِيلِكَ الشَّيْءَ وَكَذَلِكَ بَدَخْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ عَجَباً وبَخْ بَخْ؛ وأَنشد: نحنُ بَنُو صَعْبٍ، وصَعبٌ لأَسَدْ، ... فبَدَخٌ هَلْ تُنْكِرَنْ ذاكَ مَعَدْ؟ بذخ: البَذَخ: الْكِبَرُ. والبَذَخ: تَطَاوُلِ الرَّجُلِ بِكَلَامِهِ وَافْتِخَارِهِ؛ بَذَخَ يَبْذَخُ ويَبْذُخُ، وَالْفَتْحُ أَعلى، بَذَخاً وبُذُوخاً. وتَبَذَّخَ: تَطَاوَلَ وَتَكَبَّرَ وفَخَر وَعَلَا. وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عَالٍ، وَرَجُلٌ باذِخٌ، وَالْجَمْعُ بُذَخاءُ؛ وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ عَالِمٌ وَعُلَمَاءُ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: بُذَخاءُ كلُّهُمُ إِذا مَا نُوكِرُوا، ... يُتْقَى كَمَا يُتْقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ وبَذَّاخ كباذِخ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَنتَ ابنُ هِنْدٍ فَقُلْ لِي: مَنْ أَبوك إِذاً؟ ... لَا يُصْلِحُ المُلْكَ إِلَّا كلُّ بَذَّاخِ وَيُرْوَى: لَا يَصْلُح المُلْكَ أَي لِلْمُلْكِ. وباذَخَه: فاخَرَه، وَالْجَمْعُ البَواذِخُ والباذِخاتُ. التَّهْذِيبُ: وَفِي الْكَلَامِ هُوَ بَذَّاخٌ، وَفِي الشِّعْرِ هُوَ باذِخٌ؛ وأَنشد: أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ وَفُلَانٌ يَتَبَذَّخُ أَي يَتَعَظَّمُ وَيَتَكَبَّرُ. وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: وَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَراً وبَطَراً وبَذَخاً؛ البَذَخ، بِالتَّحْرِيكِ: الْفَخْرُ وَالتَّطَاوُلُ. وَالْبَاذِخُ: الْعَالِي، وَيُجْمَعُ عَلَى بُذَّخ؛ وَمِنْهُ كلام عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وحَمَّل الجِمالَ البُذَّخَ عَلَى أَكتافِها. والباذخُ والشامخُ: الْجَبَلُ الطَّوِيلُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَالْجَمْعُ البَواذخُ. وَقَدْ بَذَخَ بُذُوخاً؛ وبَذَخَ البعيرُ يَبْذُخ بَذَخاناً، فَهُوَ باذخٌ وبَذَّاخٌ: اشْتَدَّ هَدْرُه فَلَمْ يَكُنْ فَوْقَهُ شَيْءٌ، وإِنه لَبَذَّاخٌ. وَتَقُولُ إِذا زَجَرْتَهُ عَنْ ذَلِكَ أَو حكيتَه: بِذِخْ بِذِخْ. والبَيْذَخُ: مَعْرُوفَةٌ بِهَذَا الِاسْمِ. وامرأَة بَيْذَخٌ أَي بادِنٌ. بذلخ: بَذْلَخَ الرجلُ: طَرْمَذَ؛ ورجل بِذْلاخٌ. برخ: البَرْخُ: الْكَبِيرُ الرَّخْصُ، عُمَانِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ بالعِبرانية أَو السُّريانية. يُقَالُ: كَيْفَ أَسعارُهم؟ فَيُقَالُ: بَرْخٌ أَي رَخِيصٌ. والتَّبرِيخُ: التَّبرِيكُ؛ قَالَ: وَلَوْ يُقالُ: بَرِّخُوا، ... لَبَرَّخُوا لِمارِ سَرْجِيسَ، وَقَدْ تَدَخْدَخُوا أَي ذَلُّوا وخَضَعُوا. بَرِّخُوا: بَرِّكُوا، بالنَّبَطِيَّة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: بَرِّخُوا أَي اجْعَلُوا لَنَا شِقْصاً، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ البَرْخُ، وَهُوَ النَّصِيبُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَزِّخوا، بِالزَّايِ، قَالَ: هَكَذَا رأَيته أَي اسْتَخْذُوا، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ النَّصَارَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ

بِالزَّايِ أَشبه مِنْ تَبازَخَ وَهُوَ الأَبْزَخُ. والبَرْخُ: أَن تَقْطَعَ بَعْضَ اللَّحْمِ بِالسَّيْفِ. والبَرْخُ: الحَرْبُ. والبَزْخُ: الجَرْفُ، بِلُغَةِ عُمَانَ؛ قَالَ الأَزهري: ورويَ البَرْخ، بالراء. بربخ: البَرْبَخة: الإِرْدَبَّةُ. وبَرْبَخُ البولِ: مَجْراه. برزخ: البَرْزَخُ: مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والبَرْزَخُ: مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَبْلَ الْحَشْرِ مِنْ وَقْتِ الْمَوْتِ إِلى الْبَعْثِ، فَمَنْ مَاتَ فَقَدْ دَخَلَ البَرْزَخَ. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ عَنْ أَبي سَعِيدٍ: فِي بَرْزَخِ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ قَالَ: البَرْزَخُ مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ مِنْ حَاجِزٍ ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ؛ قَالَ: البَرْزَخُ مِنْ يَوْمِ يَمُوتُ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنه صَلَّى بِقَوْمٍ فأَسْوَى بَرْزَخاً ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: قَوْلُهُ فأَسْوَى بَرْزَخاً أَجْفَلَ وأَسْقَط؛ قَالَ: والبَرْزَخ مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَيِّتِ: هُوَ فِي بَرْزخ لأَنه بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ فأَراد بالبَرْزَخ مَا بَيْنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَسقط عليٌّ مِنْهُ ذَلِكَ الْحَرْفَ إِلى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ انْتَهَى إِليه مِنَ الْقُرْآنِ. وبَرازِخُ الإِيمان: مَا بَيْنَ الشَّكِّ وَالْيَقِينِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أَول الإِيمان وَآخِرِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْوَسْوَسَةَ، فَقَالَ: تِلْكَ بَرازِخُ الإِيمانِ؛ يُرِيدُ مَا بَيْنَ أَوّله وَآخِرِهِ، وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَآخِرُهُ إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ. والبَرازخ جَمْعُ بَرْزَخ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيانِ ؛ يَعْنِي حَاجِزًا مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ وَقِيلَ: أَي حَاجِزٌ خَفِيٌّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً أَي حَاجِزًا. قَالَ: وَالْبَرْزَخُ وَالْحَاجِزُ والمُهْلَة مُتَقَارِبَاتٌ فِي الْمَعْنَى، وَذَلِكَ أَنك تَقُولُ بَيْنَهُمَا حاجزٌ أَن يَتزاوَرا، فَتَنْوِي بِالْحَاجِزِ المسافةَ الْبَعِيدَةَ، وَتَنْوِي الأَمر الْمَانِعَ مِثْلَ الْيَمِينِ وَالْعَدَاوَةِ، فَصَارَ الْمَانِعُ فِي الْمَسَافَةِ كَالْمَانِعِ مِنَ الْحَوَادِثِ، فوَقَعَ عليها البَرْزَخُ. بزخ: البَزَخُ: تَقاعُسُ الظَّهْرِ عَنِ الْبَطْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَدْخُلَ البطنُ وتَخْرُجَ الثُّنَّةُ وَمَا يَلِيهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَخْرُجَ أَسفل الْبَطْنِ وَيَدْخُلَ مَا بَيْنَ الْوِرْكَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الصَّدْرِ وَدُخُولِ الظَّهْرِ؛ وامرأَة بَزْخاءُ، وَفِي وِرْكِهِ بَزَخٌ. وَرُبَّمَا يَمْشِي الإِنسان مُتَبازِخاً كمِشية الْعَجُوزِ: أَقامت صُلْبَهَا فتَقاعَسَ كاهلُها وانْحَنَى ثَبَجُها. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: تَبازَخْتُ عَنْ هَذَا الأَمر أَي تَقاعَسْتُ عَنْهُ. وَفِي صَدْرِهِ بَزَخٌ أَي نُتُوءٌ؛ وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ إِذا اطمأَنت قَطاتُه وصُلْبه. وتَبازَختِ المرأَةُ إِذا أَخرجت عَجيزتها. وتَبازَخَ عَنِ الأَمر أَي تَقَاعَسَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَعَا بفَرَسين هَجين وعَربيّ للشُّرْب، فَتَطَاوَلَ العتيقُ فَشَرِبَ بِطُولِ عُنُقه وتَبازَخَ الهَجِينُ ؛ التبازُخُ: أَن يَثْنيَ حَافِرَهُ إِلى بَطْنِهِ لقِصَر عُنُقِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: البَزَخُ فِي الْفَرَسِ تَطامُنُ ظَهْرِهِ وإِشرافُ قَطاتِه وحارِكِه، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بَزِخَ بَزَخاً وَهُوَ أَبْزَخُ، وانْبَزَخَ كبَزَخَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وبِرْذَوْنٌ أَبْزَخُ إِذا كَانَ فِي ظَهْرِهِ تَطامُن وَقَدْ أَشرف حارِكُه. والبَزَخُ فِي الظَّهْرِ: أَن يَطْمَئِنَّ وَسَطُ الظَّهْرِ وَيَخْرُجَ أَسفل الْبَطْنِ. والبَزْخاء مِنَ الإِبل: الَّتِي فِي عَجُزِهَا وَطْأَة. وبَزَخَه بَزْخاً: ضَرَبَهُ فَدَخَلَ مَا بَيْنَ وِرْكَيْهِ وَخَرَجَتْ سُرَّته.

والبِزْخُ: الوِطاءُ مِنَ الرَّمْلِ، وَالْجَمْعُ أَبْزاخ. وتَبازَخَ الرجلُ: مَشَى مِشْيةَ الأَبْزَخ أَو جَلَسَ جِلْسَتَه؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: فتبازَتْ فَتبازَخْتُ لَهَا، ... جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنجِي الوَتَرْ . وَرَوَى أَبو عَمْرٍو قَوْلَ الْعَجَّاجِ: وَلَوْ أَقولُ: بَزِّخُوا، لَبَزَّخُوا وَقَالَ: بَزِّخُوا اسْتَخْذُوا، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ بَرّخوا بِالرَّاءِ، وَالزَّايِ أَفصح. وبَزَخَ القوسَ: حَناها؛ قَالَتْ بَعْضُ نِسَاءِ مَيْدَعان: لَوْ مَيْدَعانُ دَعا الصَّرِيخَ لَقَدْ ... بَزَخَ القِسِيَّ شمائلُ شُعْرُ وبَزَخَ ظهرَه بالعصا يَبْزَخُه بَزْخاً: ضَرَبَهُ. وعَصاً بَزُوخ وعِزَّة بَزُوخ: كِلَاهُمَا شَدِيدَةٌ؛ قَالَ: أَبتْ لِي عِزَّةٌ بَزَرَى، بَزُوخُ، ... إِذا مَا رامَها عِزٌّ يَدُوخُ وبَزَخَه يَبْزَخُه بَزْخاً: فَضَحه. وبُزاخة وبُزاخ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَصِفُ نَخْلًا: بُزَاخِيَّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنه ... عِفاءُ قِلاصٍ، طَارَ عَنْهَا، تَواجِرِ «3» التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: البَزْخ الجَرْف بِلُغَةِ عُمان. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ البَرْخ، بِالرَّاءِ. ويومُ بُزاخةَ: يومٌ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ وَفْد بُزاخةَ، هِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَتَخْفِيفِ الزَّايِ، مَوْضِعٌ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ فِي خِلَافَةِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. بزمخ: ابْنُ دُرَيْدٍ: بَزْمَخَ الرجلُ إِذا تكبر. بطخ: البِطِّيخُ والطِّبِّيخُ، لُغَتَانِ، والبِطِّيخُ مِنَ اليَقْطِين الَّذِي لَا يَعْلُو، وَلَكِنْ يَذْهَبُ حِبَالًا عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَاحِدَتُهُ بِطِّيخة. والمَبْطَخة والمَبْطُخة: مَنْبِتُ الْبِطِّيخِ. وأَبْطَخَ القومُ: كَثُرَ عِنْدَهُمُ الْبِطِّيخُ. أَبو حَمْزَةَ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: المَطْخُ والبَطْخُ اللَّعْقُ، وَلَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ. بلخ: البَلَخُ: مَصْدَرُ الأَبْلَخ وَهُوَ الْعَظِيمُ فِي نَفْسِهِ، الجَريء عَلَى مَا أَتى مِنَ الْفُجُورِ، والمرأَة بَلْخاء. والبَلَخُ: التَّكَبُّرُ. ابْنُ سِيدَهْ: البِلْخُ والبَلْخُ الرَّجُلُ الْمُتَكَبِّرُ فِي نَفْسِهِ. بَلِخَ بَلَخاً وتَبَلَّخَ أَي تَكَبَّرَ، وَهُوَ أَبْلَخُ بَيِّنُ البَلَخِ؛ قَالَ أَوسُ بْنُ حَجَر: يَجُودُ ويُعْطِي المالَ عَنْ غَيْرِ ضِنَّةٍ، ... ويَضْرِبُ رأْسَ الأَبْلَخِ المُتَهَكِّمِ وَالْجَمْعُ البُلْخُ. والبَلْخاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الْحَمْقَاءُ. وبَلْخٌ: كُورَة بخراسان. والبَلِيخُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. والبَلْخُ: الطُّول. والبَلْخُ: شَجَرُ السِّنْدِيان. أَبو الْعَبَّاسِ: البُلاخُ شَجَرُ السِّنْدِيَانِ وَهُوَ الشَّجَرُ الذي يقطع منه كدينات القصارين؛ والله أَعلم «4». بوخ: باخَتِ النارُ والحربُ تَبُوخُ بَوْخاً وبُؤُوخاً وبَوَخاناً: سكنتْ وفَتَرَت، وَكَذَلِكَ الحرُّ والغضب

_ (3). صحح بيت الشعر الوارد في الصفحة 562 عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ هذا هنا. (4). زاد في القاموس وشرحه: ونسوة بلاخ، بالكسر، أي ذوات أعجاز. والبلاخية، بالضم: العظيمة في نفسها، الجريئة على الفجور، أو الشريفة في قومها. وبلخان، محركة: بلد قرب أبي ورد. والبلخية، محركة: شجر يعظم كشجر الرمان، له زهر حسن إلى آخره. وقوله: ونسوة بلاخ إلخ، ذكره المصنف في مادة دلخ في حل قول الشاعر: أَسْقَى دِيَارَ خُلَّدٍ بِلَاخِ

فصل التاء

والحُمَّى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ وأَباخَها الَّذِي يُخْمِدُها، وأَبَخْتُ الحَرْبَ إِباخةً. وباخَ الرجلُ يَبوخُ: سكَنَ غَضَبُه. وباخَ الحَرُّ يبوخُ إِذا فَتَر؛ وَقِيلَ: باخَ الْحَرُّ إِذا سكنَ فَوْرُه. وأَبِخْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي أَقم حَتَّى يَسْكُنَ حَرُّ النَّهَارِ ويَبرُدَ. وعَدا حَتَّى باخَ أَي أَعيا وانْبهَرَ. وَهُمْ فِي بُوخٍ مِنْ أَمرهم أَي في اختلاط. فصل التاء تخخ: التَّخُّ: الْعَجِينُ الْحَامِضُ؛ تَخَّ العجينُ يَتُخُّ تُخوخاً وأَتَخَّه صَاحِبُهُ إِتْخاخاً. والتَّخُّ: الْعَجِينُ الْمُسْتَرْخِي. وتَخَّ العجينُ تَخّاً إِذا أُكْثِرَ مَاؤُهُ حَتَّى يَلِينَ، وَكَذَلِكَ الطينُ إِذا أُفْرِطَ فِي كَثْرَةِ مَائِهِ حَتَّى لَا يُمْكِنَ أَن يُطَيَّنَ بِهِ، وأَتَخَّهما هُوَ فَعَلَ بِهِمَا ذَلِكَ. والتَّخْتَخَة: فِي بَعْضِ حِكَايَةِ الأَصوات كأَصوات الْجِنِّ، وَبِهِ سُمِّيَ التَّخْتاخ. والتَّخْتَخة: اللُّكْنَة. وَرَجُلٌ تَخْتاخ وتَخْتَخانيٌّ: أَلْكَنُ. والتَّخُّ: الكُسْبُ «1». ترخ: ابْنُ الأَعرابي: التَّرْخُ الشَّرْطُ اللَّيِّنُ. يُقَالُ: أُرْتِخَ شَرْطي وأُتْرِخَ شَرْطي؛ قَالَ الأَزهري: فَهُمَا لُغَتَانِ: التَّرْخُ والرَّتْخُ مِثْلُ الجَبْذِ والجذْب. ابْنُ سِيدَهْ: تُراخ مَوْضِعٌ. تنخ: تَنَخَ بِالْمَكَانِ وتَنَأَ تُنُوخاً وتَنَّخَ إِذا أَقام بِهِ، فَهُوَ تانِخٌ وتانئٌ أَي مُقِيمٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: أَنه آمَنُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ يَهُودَ فتَنَخُوا عَلَى الإِسلام أَي ثَبَتُوا وأَقاموا، وَيُرْوَى بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى التَّاءِ أَي رَسَخوا. وتَنُوخُ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ أَو مِنَ الْيَمَنِ أَو قَبِيلَةٌ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَنهم اجْتَمَعُوا وَتَحَالَفُوا فتَنَخُوا. وتَنَخَ فِي الأَمر: رَسَخَ فِيهِ، فَهُوَ تانخٌ. وتَنِخَتْ نَفْسُهُ تَنَخاً: خَبُثَتْ مِنْ شِبَع أَو غَيْرِهِ كطَنِخَتْ. وتَنِخَ وطنِخَ إِذا اتَّخَم. توخ: اللَّيْثُ: تَاخَتِ الإِصْبَع فِي الشَّيْءِ الْوَارِمِ الرِّخْو؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي ذؤَيب: بالنِّيِّ فَهِيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ قَالَ وَيُرْوَى: فَهِيَ تَثُوخُ، بِالثَّاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ قَالَ الأَزهري: ثاخَ وساخَ مَعْرُوفَانِ بِهَذَا الْمَعْنَى، وأَما تاخَ بِمَعْنَاهُمَا فَمَا رَوَاهُ غَيْرُ اللَّيْثِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْعَصَا المِتْيَخة؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتيَ بِسَكْرَانَ فَقَالَ: اضْرِبُوهُ، فَضَرَبُوهُ بِالنِّعَالِ وَالثِّيَابِ والمِتْيَخةِ ؛ وَهَذِهِ لَفْظَةٌ قَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهَا، فَقِيلَ: هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ مِتِّيخة؛ وَقِيلَ: هِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَعَ التَّشْدِيدِ مَتِّيخة؛ وَقِيلَ: هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ التَّاءِ قَبْلَ الْيَاءِ مِتْيخة؛ وَقِيلَ: هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَتَقْدِيمِ الْيَاءِ السَّاكِنَةِ عَلَى التَّاءِ مِيتَخَة؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ كُلُّهَا أَسماء لِجَرَائِدِ النَّخْلِ وأَصل العُرْجُون، فَمَنْ قَالَ مِيتَخة، فَهُوَ مِنْ وَتَخَ يَتِخُ، وَمَنْ قَالَ مِتْيَخة، فَهُوَ مِنْ تاخَ يَتِيخُ، وَمَنْ قَالَ مِتِّيخة، فَهُوَ فِعِّيلة مِنْ مَتَخَ، وَقِيلَ: المِتْيَخة جَرَائِدُ رَطْبَةٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ اسْمٌ لِلْعَصَا؛ وَقِيلَ: لِلْقَضِيبِ الدَّقِيقِ اللَّيِّنِ؛ وَقِيلَ: كُلُّ مَا ضُرِبَ بِهِ مِنْ جَرِيدٍ أَو عَصًا أَو دِرَّة وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَتَرْجَمَ عَلَيْهَا ابْنُ الأَثير فِي مَتَخَ، قَالَ: وأَصلها فِيمَا قِيلَ مِنْ مَتَخَ اللَّهُ رَقَبَتَهُ ومَتَخه بالسَّهم إِذا ضربه؛

_ (1). زاد المجد: وأصبح تاخاً أَيْ لَا يَشْتَهِي الطَّعَامَ. وتخ تخ، بالكسر: زجر للدجاج

فصل الثاء

وَقِيلَ: مِنْ تَيَّخَه العذابُ وطَيَّخه إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ، فأُبدلت التَّاءُ مِنَ الطَّاءِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ أَنه خَرَجَ وَفِي يَدِهِ مِتْيَخة فِي طَرَفِهَا خُوصٌ مُعْتَمِدًا عَلَى ثابت بن قيس. فصل الثاء ثخخ: ثَخَّ الطينُ والعجينُ إِذا كَثُرَ مَاؤُهُمَا كتَخَّ وأَثخَّه كأَتَخَّه، وَهِيَ أَقل اللُّغَتَيْنِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي التاء أَيضاً. ثلخ: ثَلَخَ البقرُ يَثْلَخُ ثَلْخاً: خَثَى وَهُوَ خُرْؤُه أَيام الرَّبِيعِ؛ وَقِيلَ: إِنما يَثْلَخُ إِذا كَانَ الربيعُ وَخَالَطَهُ الرُّطْبُ. وَيُقَالُ: ثَلَّخْتُه تَثْلِيخاً إِذا لَطَّخْته بِقَذِرٍ فَثَلَخَ ثَلْخاً. ثوخ: ثاخَ الشيءُ ثَوْخاً: سَاخَ. وثاخَت قَدَمُه فِي الوَحَلِ تَثُوخُ وتَثِيخ: خَاضَتْ وَغَابَتْ فِيهِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَيْفًا: أَبيضُ كالرَّجْع رَسُوبٌ، إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي أَراد بالأَبيض السَّيْفَ، والرَّجْع: الغَدير، شَبَّهَ السَّيْفَ بِهِ فِي بَيَاضِهِ. والرَّسُوبُ: الَّذِي يَرْسُب فِي اللَّحْمِ. والمُحْتَفَل: أَعظم مَوْضِعٍ فِي الْجَسَدِ. وَيَخْتَلِي: يَقْطَعُ. وثاخَ وساخَ: ذَهَبَ فِي الأَرض سُفْلًا. وثاختِ الإِصْبَعُ فِي الشَّيْءِ الْوَارِمِ: سَاخَتْ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: قَصَرَ الصَّبُوحَ لَهَا، فَشُرِّجَ لَحْمُها ... بالنِّيِّ، فَهِيَ تَثُوخُ فِيهَا الإِصْبَعُ وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ بِالتَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. ثيخ: ثاخَتْ رجلُه تَثِيخ مِثْلَ سَاخَتْ، وَالْوَاوُ فِيهِ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ثَاءَ ثَاخَتَ بَدَلٌ مِنْ سِينِ سَاخَتْ، والله أَعلم. فصل الجيم جبخ: جَبَخَ جَبْخاً: تَكَبَّرَ. وجَبَخَ القِداحَ والكِعابَ جَبْخاً: حَرَّكَهَا وأَجالها. والجَبْخُ: صَوْتُ الكِعاب والقِداح إِذا أَجلتها. والجَمْخُ: مِثْلُ الجَبْخ فِي الكِعاب إِذا أُجيلت. والجَبْخُ والجِبْخُ [الجُبْخُ] جَمِيعًا: حَيْثُ تَعْسِلُ النحلُ، لغة في الجِبْح «1». جخخ: جَخَّ بِبَوْلِهِ: رَمى بِهِ؛ وَقِيلَ: جَخَّ بِهِ إِذا رَغَّاه حَتَّى يَخُدَّ بِهِ الأَرض، كَذَا حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ عَلَى الْخَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى عكسَ ذَلِكَ لُغَةً. وجَخَّ بِرِجْلِهِ: نَسَفَ بِهَا التُّرَابَ فِي مَشْيِهِ كَخَجَّ، حَكَاهُمَا ابْنُ دُرَيْدٍ مَعًا، قَالَ: وجَخَّ أَعلى. وجَخَّت النجومُ تَجْخِيَةً وخَوَّتْ تَخْوِيَةً إِذا مَالَتْ لِلْمَغِيبِ. وجَخَّ الرجلُ: تَحوَّل مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ. وجَخْجَخَ: لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ كخَجْخَجَ. وجَخْجَخَ: صَاحَ وَنَادَى؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَردت العِزَّ فجَخْجِخْ فِي جُشَم ؛ وَقَالَ الأَغلبُ العِجْليّ: إِن سَرَّك العِزُّ فجَخْجِخْ فِي جُشَمْ، ... أَهلِ النَّباهِ والعَديدِ والكَرَمْ . قَالَ اللَّيْثُ: الجَخْجَخَة الصِّيَاحُ وَالنِّدَاءُ؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: صِحْ وَنَادِ فِيهِمْ وتحوَّل إِليهم. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي مَعْنَى قَوْلِ الأَغلب: فَجَخْجِخْ بِجُشَمٍ أَي ادْعُ بِهَا تُفاخِرْ مَعَكَ. وَفِي الْحَوَاشِي: الجَخْجَخة التَّعْرِيضُ.

_ (1). زاد المجد: والأَجباخ أمكنة فيها نخيل وفي قول طرفة الحجارة

مَعْنَاهُ أَي عَرِّضْ بِهَا وتعرَّضْ لَهَا؛ وَيُقَالُ: بَلْ جَخْجِخْ بِهَا أَي ادْخُلْ بِهَا فِي مُعْظَمِهَا وَسَوَادِهَا الَّذِي كأَنه لَيْلٌ. وَقَدْ تَجَخْجَخَ إِذا تَرَاكَبَ وَاشْتَدَّتْ ظُلْمَتُهُ؛ قَالَ وأَنشد أَبو عَبْدِ اللَّهِ: لِمَنْ خَيالٌ زَارَنَا مِنْ مَيْدَخا ... طافَ بِنَا، والليلُ قَدْ تَجَخْجَخا؟ «1» قَالَ أَبو الْفَضْلِ: وَسَمِعْتُ أَبا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: جَخْجَخَ أَصله مِنْ جَخْ جَخْ، كَمَا تَقُولُ بَخْ بَخْ عِنْدَ تَفْضِيلِكَ الشَّيْءَ. والجَخْجَخَةُ: صَوْتُ تَكْثِيرِ الْمَاءِ. وجَخْ: زَجْرٌ لِلْكَبْشِ. وجَخْ جَخْ: حِكَايَةَ صَوْتِ الْبَطْنِ؛ قَالَ: إِن الدقيقَ يَلْتَوي بالجُنْبُخِ، ... حَتَّى يقولَ بطنُه: جَخٍ جَخِ وجَخْجَخْتُ الرجلَ: صَرَعْتُه. وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ إِذا اضْطَجَعَ وَتَمَكَّنَ وَاسْتَرْخَى. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا سَجَدَ جَخَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ: جَخَّ الرَّجُلُ فِي صَلَاتِهِ إِذا رَفَعَ بَطْنَهُ، فَمَعْنَاهُ أَي فَتَحَ عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَجَافَاهُمَا عَنْهُمَا؛ أَبو عَمْرٍو: جَخَّ إِذا تفتَّح فِي سُجُودِهِ وَغَيْرِهِ؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ الْبَرَاءِ: مَعْنَى جَخَّ إِذا فَتَحَ عَضُدَيْهِ فِي السُّجُودِ؛ وَكَذَلِكَ جَخَّى واجلَخَّ، كُلُّهُ إِذا فَتَحَ عَضُدَيْهِ فِي السُّجُودِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَخَّ تحوَّل مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو عَمْرٍو. وجَخَّى تَجْخِيةً إِذا جَلَسَ مُسْتَوْفِزًا فِي الْغَائِطِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَنْبَغِي لَهُ أَن يُجَخِّيَ ويُخَوِّيَ. قَالَ: والتَّجْخِية إِذا أَراد الرُّكُوعَ رَفَعَ ظَهْرَهُ. قَالَ أَبو السَّمَيْدَع: المُجَخِّي الأَفْحَجُ الرجلين. جرفخ: جَرْفَخ الشيءَ إِذا أَخذه بِكَثْرَةٍ؛ وأَنشد: جَرْفَخَ مَيَّارُ أَبي تُمامه «2». جَفَخَ: الأَصمعي: الجَمْخُ والجَفْخُ الكِبْرُ. وجَفَخَ الرجلُ يَجْفَخُ ويَجْفِخُ جَفْخاً كجَخَف: فَخَرَ وَتَكَبَّرَ، وَكَذَلِكَ جَمَخَ، فَهُوَ جَفَّاخٌ وجمَّاخٌ وَذُو جَفْخٍ وَذُو جَمْخٍ؛ وجافَخَه وجامَخَه. جَلَخَ: جَلَخَ السيلُ الواديَ يَجْلَخُه جَلْخاً: قَطَعَ أَجرافه وملأَه. وَسَيْلٌ جُلاخ وجُراف: كَثِيرٌ. والجُلاح، بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ: الجُرافُ. والجَلْخُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ؛ وَقِيلَ: الجَلْخُ إِخراجها والدَّعْسُ إِدخالها. والجَليخُ: صَوْتُ الْمَاءِ. والجُلاخُ: اسْمُ شَاعِرٍ. والجِلْواخُ: الْوَاسِعُ الضَّخْمُ الْمُمْتَلِئُ مِنَ الأَودية؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَخذني جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَصَعِدا بِي فإِذا بِنَهْرَيْنِ جِلْواخَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَانِ النَّهْرَانِ؟ قَالَ جِبْرِيلُ: سُقْيا أَهل الدُّنْيَا ؛ جِلواخَين أَي وَاسِعَيْنِ. والجُلاخُ: الْوَادِي العَميقُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَلا ليتَ شعْري، هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بأَبْطح جِلْواخٍ، بأَسْفله نَخْلُ؟ والجِلْواخ: التَّلَعَةُ الَّتِي تَعْظُمُ حَتَّى تَصِيرَ مِثْلَ نِصْفِ الْوَادِي أَو ثُلُثَيْهِ. والجِلْواخ: مَا بَانَ من الطريق ووضَحَ.

_ (1). قوله [من ميدخا] كذا بضبط الأَصل ولم نجد هذه اللفظة في مظانها مما بأيدينا من الكتب (2). قوله [تمامه] كذا في الأَصل

وجَلَوَّخٌ: اسْمٌ. ابْنُ الأَنباري: اجْلَخَّ الشيخُ أَي ضَعُفَ وفَترت عظامُه وأَعضاؤه؛ وأَنشد: لَا خيرَ فِي الشَّيْخ إِذا مَا اجْلَخَّا، ... واطْلَخَّ ماءُ عينِه ولَخَّا اطْلَخَّ أَي سَالَ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: اجْلَخَّ مَعْنَاهُ سَقَطَ فَلَا يَنْبَعِثُ وَلَا يَتَحَرَّكُ. أَبو الْعَبَّاسِ: جَخَّ وجَخَّى واجْلَخَّ إِذا فَتَحَ عَضُدَيْهِ فِي السجود. جَمَخَ: الجَمْخُ والجَفْخُ: الْكِبْرُ. جَمَخَ يَجمَخُ جَمْخاً: فَخَر. وَرَجُلٌ جَامِخٌ وجَمُوخ وجِمِّيخ: فِخِّير. وجامَخَه جِماخاً: فاخَره. وجَمَخَ الخيلَ والكِعابَ يجْمَخُها جَمْخاً وجَمَخَ بِهَا: أَرسلها وَدَفَعَهَا؛ قَالَ: وإِذا مَا مَرَرْتَ فِي مُسْبَطِرٍّ، ... فاجْمَخِ الخيلَ مثلَ جَمْخِ الكِعابِ والجَمْخُ مِثْلُ الجَبْخِ فِي الْكِعَابِ إِذا أُجيلت. وجَمَخَ الصِّبْيَانُ بالكِعاب مِثْلَ جَبَخُوا أَي لعِبُوا مُتطارحين لَهَا. وجَمَخَ الكَعْبُ وانْجَمَخَ: انْتَصَبَ. وجَمَخَ جَمْخاً: قفَزَ. والجَمْخ: السَّيَلانُ. وجَمَخَ اللحمُ: تَغَيَّرَ كَخَمَج. جنبخ: اللَّيْثُ: الجُنْبُخُ الضَّخْمُ بِلُغَةِ مِصْرَ؛ قَالَ: وَالْقَمْلَةُ الضَّخْمَةُ جُنْبُخَة. والجُنْبُخُ: الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ؛ وعِزٌّ جُنْبُخٌ؛ قَالَ أَعرابي: يأْبى ليَ اللَّهُ وعِزٌّ جُنْبُخُ ابْنُ السِّكِّيتِ: الجُنْبُخُ: الطَّوِيلُ؛ وأَنشد: إِنَّ القَصِير يَلْتَوِي بالجُنْبُخِ، ... حَتَّى يَقولَ بطنُه: جَخٍ جَخِ جوخ: جاخَ السيلُ الواديَ يَجُوخُه جَوْخاً: جَلَخَه وقلَع أَجرافه: قَالَ الشَّاعِرُ: فللصخرِ مِنْ جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ وجاخَه يَجِيخُه جَيْخاً: أَكل أَجرافه، وَهُوَ مِثْلُ جَلَخَه، وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وجَوَّخَ السيلُ الواديَ تجْويخاً إِذا كَسَرَ جَنَبَتَيْه، وَهُوَ الجَوْخُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: أَلَثَّتْ عَلَيْنَا دِيمَةٌ بعدَ وابِلٍ، ... فللجِزْعِ مِنْ جَوْخِ السُّيولِ قَسيبُ وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِعَجُزِهِ، وتَمَّمه ابْنُ بَرِّيِّ بِصَدْرِهِ وَنَسَبَهُ إِلى النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ. وتَجَوَّخَتِ الْبِئْرُ والرَّكِيَّةُ تَجَوُّخاً: انهارتْ؛ وسَمَّى جريرٌ مُجاشِعاً بَنِي جَوْخا فَقَالَ: تَعَشَّى بَنُو جَوْخا الخَزِيرَ، وخَيْلُنا ... تُشَظِّي قِلالَ الحَزْنِ، يومَ تُناقِلُهْ وجَوْخا: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي «3»: وَقَالُوا: عَلَيْكُمْ حَبَّ جَوْخا وسُوقَها، ... وَمَا أَنا، أَمْ مَا حَبُّ جَوخا وسُوقُها؟ والجَوْخانُ: بَيْدَرُ الْقَمْحِ وَنَحْوِهِ، بَصْرِيَّةٌ، وَجَمْعُهَا جَواخِينُ عَلَى أَن هَذَا قَدْ يَكُونُ فَوْعالًا؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَقُولُ العامَّة الجَوْخانُ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ معرَّب، وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ الجَرِينُ والمِسْطَحُ. وَيُقَالُ: تَجَوَّخَتْ قَرْحَتُه إِذا انْفَجَرَتْ بالمِدَّة، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (3). قوله [أنشد ابن الأعربي] أي لزياد بن خليفة الغنوي وقبله كما في ياقوت: هَبَطْنَا بِلَادًا ذَاتَ حُمَّى وَحَصْبَةٍ ... وَمُومٍ وَإِخْوَانٍ مُبِينٍ عُقُوقُهَا سِوَى أَنَّ أَقْوَامًا مِنَ النَّاسِ وَطَّشُوا ... بِأَشْيَاءَ لَمْ يَذْهَبْ ضَلَالًا طَرِيقُهَا قال الْفَرَّاءُ: وَطَّشَ لَهُ إِذَا هَيَّأَ لَهُ وَجْهَ الْكَلَامِ أو العلم أو الرأي

فصل الخاء

جيخ: جاخَ السيلُ الواديَ يَجِيخُه جَيْخاً: أَكلَ أَجرافَه، وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ، وَقَدْ تقدم ذكره. فصل الخاء خوخ: الخَوْخَةُ: وَاحِدَةُ الخَوخِ. والخَوْخَةُ: كُوَّة فِي الْبَيْتِ تؤَدِّي إِلَيْهِ الضَّوْءَ. والخَوْخة: مُخْتَرَقُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَارَيْنِ لَمْ يُنْصَبْ عَلَيْهَا بَابٌ، بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: هِيَ مُخْتَرَقُ مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبْقى خَوخةٌ فِي الْمَسْجِدِ إِلْا سُدَّتْ غَيْرَ خَوخةِ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إلَّا خَوْخةَ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، هِيَ بَابٌ صَغِيرٌ كَالنَّافِذَةِ الْكَبِيرَةِ تَكُونُ بَيْنَ بَيْتَيْنِ يُنْصَبُ عَلَيْهَا بَابٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَنَاسٌ يُسَمُّونَ هَذِهِ الأَبواب الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَجَمُ بِنِحْرِقَاتِ خَوْخاتٍ. والخَوْخةُ: الدُّبُر. والخَوْخةُ: ثَمَرَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَجَمْعُهَا خَوْخٌ. والخَوْخة: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ الخُضْر؛ قَالَ الأَزهري: وَضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ أَخْضَرُ يُسَمِّيهِ أَهل مَكَّةَ الخَوْخة. والخَوْخاةُ: الرَّجُلُ الأَحمق. ابْنُ سِيدَهْ: الخَوْخاء، مَمْدُودٌ، الأَحمق، والجمع خَوْخاؤون؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي أَعرفه لأَبي عُبَيْدٍ الهَوْهاة الْجَبَانُ الأَحمق، بِالْهَاءِ، وَلَعَلَّ الْخَاءَ لُغَةٌ فِيهِ. أَبو عَمْرٍو: والخُوَيْخِيَة الدَّاهِيَةُ، وَالْيَاءُ مُخَفَّفَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهمْ ... خُوَيْخِيَةٌ، تَصْفَرُّ مِنْهَا الأَنامِلُ وَيُرْوَى بَيْتَهُمْ. قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع خُوَيخِيَة إِلَّا لِلَبِيدٍ، وأَبو عَمْرٍو ثِقَةٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ دُوَيْهِيَة؛ قَالَ: وَمِنَ الْغَرِيبِ أَيضاً مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: الصُّوصِيَة والصُّواصِيَة الدَّاهِيَةُ. التَّهْذِيبُ: وَاسْمُ مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ رَوْضةُ خاخٍ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ، وَكَانَتِ المرأَة الَّتِي أَدركها عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأَخذا مِنْهَا كِتَابًا كَتَبَهُ حَاطِبُ بْنُ أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهل مَكَّةَ، إِنما أَلْفَياها بروضَةِ خاخٍ؛ ففَتَّشاها وأَخذا مِنْهَا الكتاب. فصل الدال المهملة دبخ: دَبَّخَ الرجلُ تَدْبيخاً إِذا قَبَّبَ ظَهْرَهُ وطأْطأَ رأْسه؛ بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ جَمِيعًا؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو وَابْنِ الأَعرابي. دخخ: الدَّخُّ والدُّخُّ والطَّسْلُ والنُّحاسُ: الدُّخانُ، وَحَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ بِالضَّمِّ فَقَطْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا خيرَ فِي الشَّيْخِ إِذا مَا اجْلَخَّا، ... وسالَ غَرْبُ عينِه فاطْلَخَّا، والْتَوَتِ الرِّجْلُ فصارتْ فَخَّا، ... وصارَ وَصْلُ الغانِياتِ أَخّا، عِنْدَ سُعارِ النارِ يَغْشَى الدُّخَّا أَراد الدُّخَانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ مَا خَبَأْتُ لَكَ؟ قَالَ: هُوَ الدُّخُ ؛ الدَّخُّ، بِفَتْحِ الدَّالِ وَضَمِّهَا: الدُّخَانُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عِنْدَ رِوَاق البيتِ يَغْشَى الدُّخَّا وَفَسَّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنه أَراد بِذَلِكَ: يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ. وَقِيلَ: إِن الدَّجَّالَ يَقْتُلُهُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ بِجَبَلِ الدُّخَانِ فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراده تَعْرِيضًا بِقَتْلِهِ، لأَن ابْنَ صَيَّادٍ كَانَ يُظَنُّ أَنه الدَّجَّالُ. والدَّخَخُ: سَوَادٌ وكُدْرة. والدَّخْدَخةُ: مِثْلُ التَّدْوِيخ؛ ودَخْدَخَهُم: دَوَّخهم. والدَّخْدَخة: تَقاربُ الخَطوِ فِي عَجَلةٍ.

وَفِي النَّوَادِرِ: مَرَّ فُلَانٌ مُدَخْدِخاً ومُزَخْزِخاً إِذا مَرَّ مُسْرِعًا. وتَدَخْدَخَ الليلُ إِذا اخْتَلَطَ ظَلامه. وتَدَخْدَخَتْ. والدُّخْدُخُ: دُوَيْبَّةٌ؛ قَالَ المُؤَرِّج: الدَّخْداخ دُوَيْبَّةٌ صَفْرَاءُ كَثِيرَةُ الأَرجل؛ قَالَ الفَقْعَسِيّ: ضَحِكَتْ ثُمَّ أَغْرَبَتْ أَن رأَتني، ... لاقْتِطاعِي قَوائمَ الدَّخْداخِ وَرَجُلٌ دُخْدُخٌ ودُخادِخٌ: قَصِيرٌ. وتَدَخْدَخَ الرجلُ: انْقَبَضَ، لُغَةً مرغوبٌ عَنْهَا. ودُخْدُخْ ودُخْدُوخْ: كَلِمَةٌ يُسَكَّتُ بِهَا الإِنسانُ ويُقْدَعُ، وَمَعْنَاهُ قَدْ أَقررت فَاسْكُتْ. ودَخْدَخْنا القومَ: ذَلَلْنَاهُمْ ووَطِئناهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ودَخْدَخَ العَدُوَّ حَتَّى اخْرَمّسَا وَكَذَلِكَ دُخْنا البلادَ. والدَّخْدَخةُ: الإِعْياءُ. ودَخْدَخ البعيرُ إِذا رُكِبَ حَتَّى أَعيا وذَلَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والعَوْدُ يَشْكُو ظَهْرَه قَدْ دَخْدَخا دربخ: دَرْبَخَتِ الحمامةُ لذَكرها: خَضَعت لَهُ وَطَاوَعَتْهُ للسِّفاد، وَكَذَلِكَ الرجلُ إِذا طأْطأَ رأْسه وَبَسَطَ ظَهْرَهُ؛ قَالَ: وَلَوْ نقولُ: دَرْبِخُوا، لدَرْبَخُوا ... لفَحْلِنا، إِذ سَرَّه التَّنَوُّخُ يَقُولُ: إِني سَيِّدُ الشُّعَرَاءِ. والدَّرْبَخَة: الإِصغاء إِلى الشَّيْءِ وَالتَّذَلُّلُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبها سُرْيَانِيَّةٌ. ودَرْبَخَ: ذَلَّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يَعْتذر لَهُ؛ وَكَذَلِكَ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. ودَرْبَخَ الرجلُ: حَنى ظَهْرَهُ؛ عَنِ اللحياني. دلخ: الدَّلَخُ: السِّمَنُ. أَبو عَمْرٍو: دَلِخَ يَدْلَخُ دَلَخاً، فَهُوَ دَلِخٌ ودَلوخ أَي سَمِينٌ؛ وأَنشد: تُسائِلُنا: مَنْ ذَا أَضَرَّ بِهِ التَّنَخْ؟ ... فقلتُ: الَّذِي لأْياً يقومُ مِنَ الدَّلَخْ ودَلِخَتِ الإِبلُ تَدْلَخُ دَلْخاً ودَلَخاً، فَهِيَ دَوالِخ ودُلَّخ ودُلُخٌ: سَمِنَتْ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلم تَرَيا عِشارَ أَبي حُمَيْدٍ، ... يُعَوِّدها التَّذَبُّلَ بالرِّحالِ؟ وَكَانَتْ عندَه دُلُخاً سِماناً، ... فأَضْحَتْ ضُمَّراً مثلَ السَّعالي الْفَرَّاءُ: امرأَة دُلَخَة أَي عَجْزاءُ؛ وأَنشد: أَسْقَى دِيارَ خُلَّدٍ بِلاخِ، ... مِنْ كلِّ هَيْفاءِ الحَشا دِلاخِ بِلاخٌ: ذواتُ أَعجاز. ودِلاخٌ لِلْوَاحِدَةِ وَالْجَمْعِ. والدالِخُ: المُخْصِبُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقَوْمٌ دالِخون. ودلِخَ الإِناءُ دَلَخاً إِذا امتلأَ حَتَّى يَفِيضَ؛ هَذِهِ وَحْدَهَا عَنْ كراع. دمخ: دَمَّخَ الرجلُ: طأْطأَ ظهرَه، وَالْحَاءَ لُغَةٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ. ودَمَّخَ ودَنَّخَ إِذا طأْطأَ رأْسه. ودَمْخٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ طَهْمانُ بْنُ عَمْرٍو الْكِلَابِيُّ: كَفَى حَزَناً أَني تَطالَلْتُ كَيْ أَرَى ... ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ، فَمَا تُرَيانِ تَطَالَلْتُ أَي مَدَدْتُ عُنُقي لأَنظر. ودَمْخٌ: جَبَلٌ بَيْنَ أَجبال ضِخامٍ فِي نَاحِيَةٍ ضَرِيَّةَ. يُقَالُ: أَثقلُ مِنْ دَمْخِ الدِّماخ؛ ابْنُ سيدة: والدِّماخُ موضع؛ قال أَبو رِياشٍ: إِنما هُوَ دَمْخ فَجَمَعَهُ بِمَا حَوْلَهُ؛ وقال آخر:

فصل الذال المعجمة

تركتُه أَركانَ دَمْخٍ لا بقَعْر ابْنُ الأَعرابي: الدَّمْخ الشَّدْخُ. يُقَالُ: دَمَخه دَمْخاً إِذا شَدَخه. دنخ: دنَّخ الرجلُ ظهرَه: طأْطأَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّدْنِيخ: خضوعٌ وذِلَّة وَتَنْكِيسُ الرأْس. يُقَالُ: لَمَّا رَآنِي دَنَّخَ؛ ودَنَّخ الرجلُ: خَضَع. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ يَبْرَحْ بَيْتَهُ: قَدْ دَنَّخَ. ودَنَّخ الرجلُ فِي بَيْتِهِ: أَقام فَلَمْ يَبْرَحْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وإِن رَآنِي الشعراءُ دَنَّخُوا، ... وَلَوْ أَقولُ: بَزِّخُوا، لَبَزَّخُوا ودَنَّخَت البطيخةُ: خَرَجَ بعضُها وَانْهَزَمَ بعضُها. وَرَجُلٌ مُدَنِّخ الرأْس إِذا كَانَ فِي رأْسه ارْتِفَاعٌ وَانْخِفَاضٌ. ودَنَّخَتْ ذِفْراه: أَشْرَفتْ قَمَحْدُوَتُه عَلَيْهَا؛ وَدَخَلَتِ الذِّفْرى خَلْفَ الخُشَشاوَيْنِ. ورجل مُدَنِّخٌ: فَحَّاشٌ «1». دَوَخَ: داخَ يَدُوخُ دَوْخاً: ذَلَّ وخَضَع. ودَوَّخَ الرجلُ وَالْبَعِيرَ: ذَلَّله، يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ وَفْد ثَقِيفٍ: أَداخَ العَرَبَ ودانَ لَهُ الناسُ أَي أَذَلَّهم؛ وأَدَخْتُه أَنا فداخَ. ودَوَّخَ المكانَ: جالَ فِيهِ. ودَوَّخَ الوجعُ رأْسَه: أَداره. وداخَ البلادَ يَدُوخُها: قَهَرَهَا وَاسْتَوْلَى عَلَى أَهلها؛ وَكَذَلِكَ النَّاسُ دخْناهم دَوْخاً ودَوَّخْناهم تَدْوِيخاً: وَطِئناهم. ودَوَّخَ فلانٌ البلادَ إِذا سَارَ فِيهَا حَتَّى عَرَفَهَا وَلَمْ تَخْفَ عَلَيْهِ طُرقُهُا. دَيَخَ: الدِّيخُ: القِنْوُ، وجمعهُ دِيَخَة مِثْلَ دِيكٍ ودِيَكةٍ، وَالذَّالُ أَعلى، وإِياها قَدَّم أَبو حَنِيفَةَ. وداخَ يَدِيخُ دَيْخاً ودَيَّخَه هُوَ: ذَلَّلَهُ كدَوَّخه، يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. قَالَ الأَزهري: دَيَّخْته وذَيَّخْته، بِالدَّالِ وَالذَّالِ: ذَلَّلْتُهُ، وَهُوَ مُدَيَّخ أَي مُذَلَّلٌ، وَحَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَحمر بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، فأَنكره شِمْرٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ففَنَّخَ الكَفَرَةَ ودَيَّخَها أَي أَذلها وَقَهَرَهَا. يُقَالُ: دَيَّخَ ودَوَّخَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: بَعْدَ أَن يُدَيِّخَهم الأَسْرُ ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وهي لغة شاذة. فصل الذال المعجمة ذخخ: رَجُلٌ ذَخْذاخٌ: يُنْزِلُ قَبْلَ الخِلاطِ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ ذَوْذَخٌ، وَهُوَ الزُّمَلِقُ الَّذِي يُنْزِلُ قَبْلَ أَن يُفْضِيَ إِلى المرأَة. ذوخ: ابْنُ الأَعرابي: الذَّوْذَخُ والوَخْواخُ العِذْيَوْطُ. ذيخ: الذِّيخُ: الذكرُ مِنَ الضِّبَاعِ الْكَثِيرُ الشَّعَرِ، وَالْجَمْعُ أَذْياخ وذُيوخٌ وذِيَخَةٌ، والأُنثى ذِيخة؛ وَالْجَمْعُ ذِيخات وَلَا يُكَسَّر؛ قَالَ جَرِيرٌ: مِثْلَ الضِّباعِ يَسُفْنَ ذِيخاً ذَائِخًا وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: وَيَنْظُرُ الْخَلِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلى أَبيه فإِذا هُوَ بذِيخٍ مُتَلَطِّخٍ ؛ الذِّيخُ ذَكَرُ الضِباعِ، وأَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ بِرَجِيعِهِ أَو بِالطِّينِ، كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: بِذِيخٍ أَمْدَرَ أَي متلطخٍ بالمَدَرِ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيمة: والذِّيخ مُحْرَنْجِماً أَي أَن السَّنَة تَرَكَتْ ذَكَرَ الضِّبَاعِ مُجْتَمِعًا مُتَقَبِّضاً مِنْ شِدَّةِ الجَدْب. والذِّيخُ: قِنْوُ النَّخْلَةِ، حَكَاهُ كُرَاعٍ فِي الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَجَمْعُهُ ذِيَخَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ

_ (1). زاد المجد الدنفخ، كجعفر: الضخم، واسم رجل

فصل الراء

فِي الدَّالِ. وَيُقَالُ: ذَيَّخَتِ النخلةُ إِذا لَمْ تَقْبَلِ الإِبارَ وَلَمْ تَعْقِدْ شَيْئًا. وذَيَّخَه تَذْييخاً: ذَلَّلَهُ، حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ وَحْدَهُ، وَالصَّوَابُ الدَّالُ. وَكَانَ شَمِرٌ يَقُولُ: دَيَّخْته ذَلَّلْتُهُ، بِالدَّالِ، مَنْ داخَ يَدِيخ إِذا ذَلَّ. والذِّيخُ: الكِبْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عليه: كَانَ الأَشْعَث ذَا ذِيخٍ ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَيُقَالُ: فِي فُلَانٍ ذِيخٌ أَي كِبْرٌ. والمَذْيَخَةُ: الذِّئابُ. بلسان خَوْلانَ. فصل الراء ربخ: الرَّبْخُ والتَّرَبُّخُ: الِاسْتِرْخَاءُ، حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: مَشَى حَتَّى تَرَبَّخَ أَي اسْتَرْخَى. والرَّبيخُ مِنَ الرِّجَالِ: العظيم المسترخي. ورَبَخَتِ [رَبِخَتِ] الْمَرْأَةُ «1» تَرْبَخُ رَبَخاً ورُبوخاً ورَباخاً، وَهِيَ رَبوخ: غُشِيَ عَلَيْهَا عِنْدَ الْجِمَاعِ. ورَحْل رَبيخٌ: ضَخْم، قَالَ: فَلَمَّا اعْتَرَتْ طارِقاتُ الهُموم، ... رفَعْتُ الوَلِيَّ وكَوْراً رَبيخا أَي ضَخْماً وأَرض رَابِخٌ: تأْخذ اللُّؤَمَة وَلَا حجارةَ فِيهَا وَلَا نَقَل. ورابخٌ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسب ذَلِكَ، وَلَمْ يَتَيَقَّنْهُ. ومُرْبِخٌ: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ زَرُودَ أَو رَمْلَةٌ بِالْبَادِيَةِ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُمِّيَ جَبَلُ مُرْبِخٍ مُرْبِخاً لأَنه يَرْبَخ الْمَاشِي فِيهِ مِنَ التَّعَبِ وَالْمَشَقَّةِ أَي يَذْهَبُ عقلُه كالرَّبوخِ الَّتِي يُغْشَى عَلَيْهَا مِنْ شِدَّةِ الشَّهْوَةِ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَطْيَبُ لَذَّاتِ الفَتَى: ... نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَه وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن رَجُلًا خَاصَمَ إِليه أَبا امرأَته، فَقَالَ: زَوَّجَني ابْنَتَهُ وَهِيَ مَجْنُونَةٌ، فقال: مابدا لَكَ مِنْ جُنُونِهَا فَقَالَ: إِذَا جَامَعْتُهَا غُشِيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: تِلْكَ الرَّبُوخُ لَسْتَ لَهَا بِأَهْلٍ ، أَراد أَن ذَلِكَ يُحْمَدُ مِنْهَا. وَأَصْلُ الرَّبُوخِ من تَرَبَخَّ فِي مَشْيِهِ إِذا اسْتَرْخَى. وأَرْبَخَ الرجلُ إِذا اشْتَرَى جَارِيَةً رَبوخاً وَهِيَ الَّتِي تَنْخِرُ عِنْدَ الْجِمَاعِ وَتَضْطَرِبُ كأَنها مَجْنُونَةٌ. ورَبِخَتِ الإِبلُ فِي المُرْبِخِ أَي فَتَرَتْ فِي ذَلِكَ الرَّمْلِ مِنَ الكَلال، وأَنشد: أَمِنْ حِبالِ مُرْبِخٍ تَمَطَّيْن، ... لَا بُدَّ مِنْهُ فانْحَدِرْنَ وارْقَيْن، أَو يَقْضِيَ اللَّهُ ذُباباتِ الدَّيْن قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف مِثْلَ هَذَا يُشْتَقُّ مِنَ الأَعلام إِنما ذَلِكَ فِي إِتيان الْمَوَاضِعِ كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْبَخَ الرجلُ إِذا وَقَعَ فِي الشَّدَائِدِ، وأَرْبَخَ الرملُ إِذا تَكَاثَفَ، وأَرْبَخ الْمَاشِي فِيهِ. وَبَنُو رُبَخة: حيٌّ. رتخ: الرَّتْخُ: قِطَعٌ صِغَارٌ فِي الجِلْدِ خَاصَّةً. وقُرادٌ راتِخٌ: يَابِسُ الْجِلْدِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: قُراد رَتْخٌ وَهُوَ الَّذِي شَقَّ أَعلى الْجِلْدِ فَلَزِقَ بِهِ رُتوخاً؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ زَنَخَ: فَقُمْنا، وزيدٌ راتِخٌ فِي خِبائِها، ... رُتوخَ القُرادِ، لَا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ وَيُقَالُ: رَتَخَ بِالْمَكَانِ رُتُوخاً إِذا ثَبَتَ. وأَرْتَخَ الحَجَّامُ: لَمْ يُبَالِغْ فِي الشَّرْط، وَالِاسْمُ الرَّتْخُ؛ قَالَ: رَشْحاً مِنَ الشَّرْطِ ورَتْخاً واشِلا

_ (1). قوله" وربخت المرأة إلخ" بابه فرح ومنع كما في القاموس.

ابْنُ الأَعرابي: التَّرْخُ الشرطُ اللَّيِّنُ؛ يُقَالُ: ارْتَخْ شَرْطِي واتْرَخْ شَرْطِي؛ قَالَ الأَزهري: هُمَا لُغَتَانِ: التَّرْخُ والرَّتْخُ مِثْلُ الجَبْذِ والجَذْبِ. ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً إِذا رَقَّ فَلَمْ يَنْخَبِزْ، وَكَذَلِكَ الطِّينُ، فَهُوَ راتخٌ زَلِقٌ. والرُّتُوخُ: اللُّصُوق. رجخ: رُجَّخ: اسْمُ كُورَةٍ. رخخ: رَخَّه الشيءُ رَخّاً: شَدَخَه وأَرْخاه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ، ورَخَّه ... نِعاجُ رُؤافٍ، قَبْلَ أَن يَتَشَدَّدا «1» . وَرُوِيَ: ورَجَّه، بِالْجِيمِ، والأَوّل أَكثر. وَفِي التهذيب: رَخَّه ووَطِئَه فأَرْخاه. ورخَّ العجينُ يَرِخُّ رَخّاً: كَثُرَ ماؤُه؛ وأَرَخَّه هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: ارْتَخَّ العجينُ ارْتِخاخاً إِذا اسْتَرْخَى. وارْتَخَّ رأْيه إِذا اضْطَرَبَ. وَسَكْرَانُ مُرْتَخٌّ ومُلْتخٌّ، بِالرَّاءِ وَاللَّامِ. ورَخَخْتُ الشرابَ: مَزَجْتُه. والرَّخَخُ: السُّهُولَةُ وَاللِّينُ. وأَرضٌ رَخَّاءُ: مُنْتَفِخَةٌ تُكْسَرُ تَحْتَ الوَطء، وَالْجَمْعُ رَخاخِيُّ، والنَّفْخاءُ مِثْلُهَا؛ وَهِيَ الرَّخَّاءُ والسَّخَّاء والمَسْوَخةُ والسُّوَّاخَى. أَبو عَمْرٍو: الرَّخاخُ هُوَ الرِّخْوُ مِنَ الأَرض؛ ابْنُ الأَعرابي: أَرض رَخَّاء رِخْوَة لَيِّنَةٌ، وأَرض رَخاخٌ: لَيِّنَةٌ وَاسِعَةٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ الرِّخْوَةُ. ورَخاخُ الثَّرى: مَا لانَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: رَبِيبَةُ حُرٍّ دافعتْ، فِي حُقُوفِها، ... رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّما «2» . أَي أَنه لَمْ يُصِبْهَا مِنَ الرَّخاخِ شَيْءٌ. وَرَبِيبَةٌ: لَعْوَةٌ. وَقَوْلُهُ والأُقْحُوانَ أَي وثَغْراً كالأُقحوان. ورَخاخُ الْعَيْشِ: خَفْضُه ورَغَدُه وسعَتُه وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: عَيْشٌ رَخاخٌ أَي وَاسْعٌ نَاعِمٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أَفضلُهم رَخَاخاً أَقصدُهم عَيْشًا ؛ قَالَ: الرَّخَاخُ لينُ العَيْشِ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: رَخَاخُ الأَرض مَا اتَّسَعَ مِنْهَا ولانَ وَلَا يَضُرُّكَ أَسْتَوى أَو لَمْ يَسْتَوِ. وطينٌ رَخْرَخٌ: رَقِيقٌ. والرَّخَاخُ: نَبَاتٌ لَيِّن هَشٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَحسب الرُّخَّ لُغَةً فِيهِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرُّخُّ، بِالضَّمِّ، نَبَاتٌ هَشّ، والرُّخُّ مِنْ أَداة الشِّطْرَنْجِ وَالْجَمْعُ رِخاخ؛ اللَّيْثُ: الرُّخّ مُعَرَّبٌ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ مِنْ أَدوات لُعْبَة لهم. ردخ: المَرْدَخُ: الشَّدْخ. والرَّدَخُ: مثل الرَّدغ، عُمانِيَّة. رزخ: رَزَخه بِالرُّمْحِ يَرْزَخُه رَزْخاً: زَجَّه بِهِ. والمِرْزَخَةُ: كُلُّ مَا رُزِخَ بِهِ. رسخ: رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً: ثَبَتَ فِي مَوْضِعِهِ، وأَرسخه هُوَ. وَالرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ: الَّذِي دَخَلَ فِيهِ دُخُولًا ثَابِتًا. وَكُلُّ ثَابِتٍ: رَاسِخٌ؛ وَمِنْهُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ. وأَرْسَخْته إِرساخاً كالحِبْرِ رَسَخَ فِي الصَّحِيفَةِ. والعِلم يَرْسَخُ فِي قَلْبِ الإِنسان. وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلم فِي كِتَابِ اللَّهِ: المُدارسون؛ ابْنُ الأَعرابي: هُمُ الحُفَّاظُ الْمُذَاكِرُونَ؛ قَالَ مَسْرُوقٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فإِذا زِيدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ. خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: الرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ الْبَعِيدُ الْعِلْمِ. ورَسَخ الدِّمْنُ: ثَبَتَ. ورَسَخَ الغديرُ رُسُوخاً:

_ (1). قوله [فلبده مس] الذي في ياقوت: مرّ، بالراء بدل مس، ورؤاف، بضم الراء: جبل (2). قوله [ربيبة حر إلخ] كذا بالأَصل هنا وأنشده في دوم كشارح القاموس رَبِيبَةُ رَمْلٍ دَافَعَتْ فِي حقوقها إلخ. وقوله وربيبة لعوة كذا بالأَصل

نَضَب مَاؤُهُ. ورَسَخ المَطَرُ رُسوخاً إِذا نَضَبَ نَدَاهُ فِي دَاخِلِ الأَرض فالتَقى الثَّرَيَانِ. رصخ: رَصَخَ الشيءُ ثَبَت مِثْلُ رَسَخ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. رضخ: الرَّضْخُ مِثْلُ «3» الرَّضْح، والرَّضْخُ: كَسْرُ الرأْس، وَيُسْتَعْمَلُ الرَّضْخُ فِي كَسْرِ النَّوَى والرأْس لِلْحَيَّاتِ وَغَيْرِهَا؛ وَرَضَخْتُ رأْسَ الْحَيَّةِ بِالْحِجَارَةِ. ورَضَخ النَّوَى وَالْحَصَى وَالْعَظْمَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْيَابِسِ يَرْضَخُه رَضْخًا: كَسَرَهُ. والرَّضْخُ: كَسْرُ رَأْسِ الْحَيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَرَضَخ رأْسَ الْيَهُودِيِّ قاتِلها بَيْنَ حَجَرَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو مِنْ تَحْتِ المَراضِخ ؛ هِيَ جَمْعُ مِرْضَخَة وَهِيَ حَجَرٌ يُرْضَخ بِهِ النَّوَى وَكَذَلِكَ المِرْضاخُ. وظَلُّوا يَتَرَضَّخُون أَي يَكْسِرُونَ الخُبْز فيأْكلونه وَيَتَنَاوَلُونَهُ. وَهُمْ يَتراضَخُون بِالسِّهَامِ أَي يَتَرامَوْنَ، وراضَخْته: رَامَيْتُه بِالْحِجَارَةِ. والتَّراضُخُ: تَرامِي الْقَوْمِ بَيْنَهُمْ بالنُّشَّاب، وَالْحَاءُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ جَائِزَةٌ إِلا فِي الأَكل، يُقَالُ: كُنَّا نَتَرَضَّخُ. وَفِي حَدِيثِ العَقَبةِ قَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تُقَاتِلُونَ؟ قَالُوا: إِذَا دَنَا القومُ مِنَّا كَانَتِ المُراضَخَةُ ، وَهِيَ الْمُرَامَاةُ بِالسِّهَامِ مِنَ الرَّضْخِ الشَّدْخ. والرَّضْخُ أَيضاً: الدَّقُّ وَالْكَسْرُ وَكَذَلِكَ الْعَطَاءُ. يُقَالُ: فِيهِ الرَّضْخُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، ورَضَخَ لَهُ مِنْ مَالِهِ يَرْضَخُ رَضْخاً: أَعطاه. وَيُقَالُ: رَضَخْت لَهُ مِنْ مَالِي رَضِيخَةً وَهُوَ الْقَلِيلُ. والرَّضِيخةُ والرُّضاخة: الْعَطِيَّةُ؛ وَقِيلَ: الرَّضْخُ والرضِيخةُ الْعَطِيَّةُ المُقارَبة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمَرْتُ لَهُ برَضْخٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَمرنا لَهُمْ برَضْخٍ ؛ الرَّضْخُ: الْعَطِيَّةُ الْقَلِيلَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: وتَرْضَخُ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً ؛ هِيَ فَعِيلَةٌ مِنَ الرَّضْخ أَي عَطِيَّةٌ. وَيُقَالُ: راضَخَ فلانٌ شَيْئًا إِذا أَعطى وَهُوَ كَارِهٌ. وراضَخْنا مِنْهُ شَيْئًا: أَصبنا وَنِلْنَا؛ وَقِيلَ: المراضَخة الْعَطَاءُ عَلَى كُرْه. والرَّضْخُ والرَّضْخة: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ تَسْمَعُهُ مِنَ الخَبَر مِنْ غَيْرِ أَن تَسْتَبينه. الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ فُلَانٌ يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عَجَمِيَّةً إِذا نشأَ مَعَ الْعَجَمِ يَسِيرًا ثُمَّ صَارَ مَعَ الْعَرَبِ، فَهُوَ يَنْزِعُ إِلى الْعَجَمِ فِي أَلفاظ مِنْ أَلفاظهم لَا يَسْتَمِرُّ لِسَانُهُ عَلَى غَيْرِهَا وَلَوِ اجْتَهَدَ؛ قَالَ وَفِي حَدِيثِ صُهَيْب: كَانَ يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِيَّةً، وَكَانَ سَلْمان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً فَارِسِيَّةً أَيْ كَانَ هَذَا يَنْزِعُ فِي لَفْظِهِ إِلى الرُّومِ وَهَذَا إِلى الفُرْسِ، وَلَا يَسْتَمِرُّ لِسَانُهُمَا عَلَى الْعَرَبِيَّةِ اسْتِمْرَارًا، وَكَانَ صُهَيْبٌ سُبِيَ وَهُوَ صَغِيرٌ، سَبَاهُ الرُّومُ فَبَقِيَتْ لُكْنَة فِي لِسَانِهِ، وكان عَبْدُ بني الْحَسْحَاسِ يَرْتَضِخُ لُكْنَة حَبَشِيَّةً مع جَوْدةِ شِعْره. رفخ: «4»: رمخ: شَمِرٌ: هُوَ السَّدا والسَّداءُ، مَمْدُودٌ، بِلُغَةِ أَهل الْمَدِينَةِ، وَهُوَ السَّيَابُ بِلُغَةِ وَادِي القُرَى، وَهُوَ الرُّمْخ بِلُغَةِ طَيِّئٍ، وَاحِدَتُهُ رُمْخَةٌ، والخَلالُ بِلُغَةِ أَهل الْبَصْرَةِ؛ قَالَ الطَّائِيُّ: تَحْتَ أَفانينِ وَدِيٍّ مُرْمِخ والرِّمْخُ: الشَّجَرُ الْمُجْتَمِعُ. والرِّمَخُ والرُّمَخُ. البَلَحُ، وَاحِدَتُهُ رِمَخَة، لُغَةٌ طَائِيَّةٌ؛ وَمِنْهُ أَرْمَخَ النخلُ وَهُوَ مَا سَقَطَ مِنَ البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج.

_ (3). قوله [الرضخ مثل إلخ] وبابه ضرب ومنع كما في القاموس (4). زاد المجد: الرفوخ، بالضم، الدواهي. وعيش رافخ: رافغ

فصل الزاي

ابْنُ الأَعرابي: والرَّمْخاءُ الشَّاةُ الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ. ورُماخُ: موضع. رمخ: «1» رنخ: رَنَّخَ الرجلَ: ذَلَّله. ريخ: راخَ يَريخ رَيْخاً ورُيُوخاً ورَيَخاناً: ذَلَّ، وَقِيلَ: لانَ وَاسْتَرْخَى، وَكَذَلِكَ داخَ. ورَيَّخه: أَوْهَنه وأَلانه. والتَّرْيِيخُ: ضَعْفُ الشَّيْءِ ووَهْنُه. وَيُقَالُ: ضَرَبُوا فُلَانًا حَتَّى رَيَّخُوه أَي أَوهَنُوه؛ وأَنشد: بِوَقْعِها يُرَيَّخُ المُرَيَّخُ، ... والحَسَبُ الأَوْفَى وعزٌّ جُنْيُخُ والمُرَيَّخُ: الْعَظْمُ الهَش فِي جَوف القَرْن؛ اللَّيْثُ: وَيُسَمَّى العُظَيمُ الهَش الدَّاخِلُ فِي جَوْفِ الْقَرْنِ مُرَيَّخَ القَرْنِ. والمُرَيَّخُ: المُرْداسَنْجُ، ذَكَرُهَ الأَزهري هَاهُنَا؛ قَالَ الأَزهري: أَما الْعَظِيمُ الْهَشُّ الْوَالِجُ فِي جَوْفِ الْقَرْنِ فإِن أَبا خَيْرَةَ قَالَ: هُوَ المَرِيخُ والمَريج القَرْنُ الدَّاخِلُ، وَيُجْمَعَانِ أَمْرِخَةً وأَمْرِجَةً، حَكَاهُ أَبو تُرَابٍ فِي كِتَابِ الِاعْتِقَابِ، قَالَ: وسأَلت عَنْهُمَا أَبا سَعِيدٍ فَلَمْ يَعْرِفْهُمَا، قَالَ: وَعَرَّفَ غَيْرُهُ المَرِيخ القَرْن الأَبيض الَّذِي يَكُونُ فِي جَوْفِ الْقَرْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَكَرَ اللَّيْثُ هَذَا الْحَرْفَ فِي تَرْجَمَةِ مَرَخَ فَجَعَلَهُ مَريخاً وجَمَعَه أَمْرِخَةً وَجَعَلَهُ فِي هَذَا الْبَابِ مُرَيَّخاً، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ؛ وأَما التَّرْييخ بِمَعْنَى التَّلْيِينِ، فَهُوَ صَحِيحٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وراخَ رَيْخاً: جارَ، كَذَلِكَ رَوَاهُ كُرَاعٌ وَرِوَايَةُ ابْنِ السِّكِّيتِ وَابْنِ دُرَيْدٍ وأَبي عُبَيْدٍ فِي مُصَنَّفِهِ: زاخَ، بِالزَّايِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وراخَ الرجلُ يَرِيخُ إِذا بَاعَدَ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ مِنْهُ وانْفَرَجتا حَتَّى لَا يقدرَ عَلَى ضَمِّهِمَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: أَمْسى حبِيبٌ كالفُرَيْخِ رائِخا، ... بَاتَ يُماشِي قُلُصاً مخَائِخا، صَوَادِراً عَنْ شُوكَ أَو أُضايِخا فصل الزاي زخخ: زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً: دَفَعَهُ فِي وَهْدة. وزَخَّ فِي قَفَاهُ يَزُخُّ زَخّاً: دَفَعَ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كُلُّ دَفْع زَخٌّ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى الأَشعري أَنه قَالَ: اتَّبِعُوا القرآنَ وَلَا يَتَّبِعَنَّكم القرآنُ، فإِنه مَنْ يَتَّبِعِ القرآنَ يَهْبِطْ بِهِ عَلَى رياضِ الجنَّةِ، ومَنْ يَتَّبِعُه القرآنُ يَزُخُّ فِي قَفَاهُ أَي يَدْفَعُهُ حَتَّى يَقْذِفَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ أَهلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ تَخَلَّف عَنْهَا زُخَّ بِهِ فِي النَّارِ أَي دُفِعَ ورُمِيَ. يُقَالُ: زَخَّه يَزُخُّه زَخّاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرَةَ ودُخُولِهم عَلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ: فَزَخَّ فِي أَقفائنا أَي دَفَعَنا وأَخْرَجَنا. وزخَّ المرأَةَ يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها: نَكَحَهَا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه دفعٌ. والمَزَخَّة، بِالْفَتْحِ: المرأَة. وزَخَّةُ الإِنسان ومَزَخَّته ومِزَخَّته: امرأَته؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مِنَ الزَّخِّ الَّذِي هُوَ الدَّفْعُ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: أَفلح مَنْ كَانَتْ لَهُ مِزَخَّه ... يَزُخُّها ثُمَّ ينامُ الفَخَّه الْفَخَّةُ: أَن يَنَامَ فَيَنْفُخَ فِي نَوْمِهِ؛ أَراد يَنَامُ حَتَّى يَصِيرَ لَهُ فَخيخٌ أَي غَطِيطٌ. والمزَخَّة، بِالْكَسْرِ: الزَّوْجَةُ، وَرُوِيَ مَزَخَّة، بِنَصْبِ الْمِيمِ، كأَنها مَوْضِعُ الزَّخِّ أَي الدَّفْعِ فِيهَا لأَنه يَزُخُّها أَي يُجَامِعُهَا، وَسُمِّيَتِ المرأَة مِزَخَّة لأَن الرَّجُلَ يُجَامِعُهَا. وزَخَّتِ المرأَةُ بِالْمَاءِ تَزُخُّ وزَخَّتْه: دفعته.

_ (1). زاد المجد: وأرمخ الرجل: لان وذل والدابة أخذت في السن

وامرأَة زَخَّاخة وزَخَّاء: تَزُخُّ عِنْدَ الْجِمَاعِ. وزخَّ بِبَوْلِهِ زَخّاً: دَفَعَ مثلَ ضَخَّ. والزَّخُّ: السُّرعة. وزخَّ الإِبلَ يَزُخُّها زَخّاً: سَاقَهَا سَوْقًا سَرِيعًا واحْتَثَّها. والمِزَخُّ: السَّرِيعُ السَّوْق؛ قَالَ: إِنَّ عَلَيْكَ حَادِيًا مِزَخَّا، ... أَعْجَمَ لَا يُحْسِنُ إِلَّا نَخَّا، والنَّخُّ لَا يُبْقي لهنَّ مُخَّا والزَّخُّ والنَّخُّ: السَّيْرُ الْعَنِيفُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَتَبَ إِلي عُثْمَانَ بْنِ حُنيف: لَا تأْخُذنَّ مِنَ الزُّخَّةِ والنُّخَّةِ شَيْئًا ؛ الزُّخَّة: أَولاد الْغَنَمِ لأَنها تُزَخُّ أَي تُساقُ وَتُدْفَعُ مِنْ وَرَائِهَا، هِيَ فُعْلَة بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كالقُبْضَةِ والغُرْفَة، وإِنما لَا تُؤْخَذُ مِنْهَا الصَّدَقَةُ إِذا كَانَتْ مُنْفَرِدَةً، فإِذا كَانَتْ مَعَ أُمهاتها اعْتُدَّ بِهَا فِي الصَّدَقَةِ وَلَا تُؤْخَذُ. وَلَعَلَّ مَذْهَبَهُ قَدْ كَانَ لَا يأْخذ مِنْهَا شَيْئًا؛ وَرُبَّمَا وضَع الرجلُ مِسْحاتَه فِي وَسَطِ نهر ثم يَزُخُّ بِنَفْسِهِ أَي يَثِبُ. والزَّخُّ والزَّخَّةُ: الحِقْدُ وَالْغَيْظُ وَالْغَضَبُ؛ قَالَ صَخْر الغَيّ: فَلَا تَقْعُدَنَّ عَلَى زَخَّةٍ، ... وتُضْمِرَ فِي القلبِ وَجْداً وخِيفَا وَيُقَالُ: زَخَّ الرجلُ زَخّاً إِذا اغْتَاظَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَكَرُوا أَنه لَمْ يُسْمَعِ الزَّخَّةُ الَّتِي هِيَ الْحِقْدُ وَالْغَضَبُ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. والزَّخِيخُ: النَّارُ، يَمَانِيَةٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ شدَّة بَرِيقِ الْجَمْرِ وَالْحَرِّ والحَرِير لِأَنَّ الحَريرَ يَبْرُق مِنَ الثِّيَابِ؛ وَقَدْ زَخَّ يَزُخُّ زَخِيخاً؛ قَالَ: فَعِنْدَ ذاكَ يَطْلُعُ المِرِّيخُ، ... فِي الصُّبْحِ يَحْكي لونَهُ زَخِيخُ، مِنْ شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ زرنخ: الزِّرْنِيخُ: أَعْجَمِيٌّ. زلخ: الزَّلْخُ: رَفْعُك يَدَكَ فِي رَمْيِ السَّهْمِ إِلى أَقصى مَا تَقدر عَلَيْهِ تُرِيدُ بُعْدَ الغَلْوَةِ؛ وأَنشد: مِنْ مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّيخٍ غَالِ الأَزهري: وَسُئِلَ أَبو الدُّقَيْش عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ بِعَيْنِهِ فَقَالَ: الزَّلْخُ أَقْصى غايةِ المُغالي. والزَّلْخ: غَلْوَةُ سَهْمٍ؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ إِنّ الزَّلْخَ رَفعك يدك في رَمْيِ السَّهْمِ، حَرْفٌ لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ؛ قَالَ: وأَرجو أَن يَكُونَ صَحِيحًا. وزَلِخَتِ الإِبلُ «1». تَزْلَخُ زَلَخاً: سَمِنَتْ. وعَنَقٌ زَلَّاخٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ: يَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ ... بِدَلَجٍ، وعَنَقٍ زَلَّاخِ وَنَاقَةٌ زَلُوخٌ: سَرِيعَةٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ الضِّبابيّ: الزَّلَجَانُ والزَّلخَان فِي الْمَشْيِ التَّقَدُّم فِي السُّرْعَة. والزَّلْخُ: المَزَلَّة «2». تَزِلُّ مِنْهَا الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ. وعَقَبَةٌ زَلُوخٌ: طَوِيلَةٌ بَعِيدَةٌ. ورَكِيَّة زَلُوخ وزَلْخٌ: مَلْسَاءُ أَعلاها مَزَلَّة يَزْلَقُ فِيهَا مَنْ قَامَ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُوَّةٍ ... زَلُوخِ النَّواحِي، عَرْشُها مُتَهَدِّمُ وَبِئْرٌ زَلُوخٌ وزَلُوجٌ: وَهِيَ المُتَزَلِّقَة الرأْس؛ وَمَكَانٌ زَلِخٌ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَيُقَالُ: زَلْخٌ، ومقَامٌ زَلْخٌ مِثْلُ زَلْجٍ أَي دَخْضٌ [مَزَلَّة] مَزِلَّة، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ، ومَزِلَّة زَلْخٌ. كذلك؛ قال:

_ (1). قوله [وزلخت الإبل إلخ] بابه فرح كما في القاموس (2). قوله [والزلخ المزلة] بسكون اللام وكسرها كما في القاموس

قامَ عَلَى مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زَيْدٍ: زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دُوني، ... غَداةَ الشِّعْبِ فِي زَلْخِ المَقامِ وزَلَخ رأْسَه «1». زَلْخاً: شَجَّه؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. والزُّلَّخَة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: وَجَعٌ يَعْرِضُ فِي الظَّهْرِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ فِي الظَّهْرِ وَالْجَنْبِ؛ قَالَ: كأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَه، ... لمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخه الزُّلَّخة: مِثْلُ القُبَّرة الزُّحْلُوقة يَتَزَلَّجُ مِنْهَا الصِّبْيَانُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وصِرْتُ مِنْ بعدِ القوامِ أَبْزَخا، ... وزَلَّخَ الدهرُ بظَهْري زُلَّخا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: اعْتَلَّتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ الأَعرابيةُ فَزَارَهَا أَبو عُبَيْدَةَ وَقَالَ لَهَا: عَمَّ كَانَتْ عِلَّتُكِ؟ فَقَالَتْ: كُنْتُ وَحْمَى سَدِكَةً، فَشَهِدْتُ مأْدُبة، فأَكلتُ جُبْجُبَة، مِنْ صَفِيفٍ هِلَّعَة، فاعْتَرَتْني زُلَّخة؛ قُلْنَا لَهَا: مَا تَقُولِينَ يَا أُم الْهَيْثَمِ؟ فَقَالَتْ: أَوللناس كَلَامَانِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فُلَانًا المُحارِبيَّ أَراد أَن يَفْتِكَ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى رأْسه وَمَعَهُ السَّيْفُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيه بِمَا شِئْتَ فانْكَبَّ لِوَجْهِهِ مِنْ زُلَّخة زُلِّخَها بَيْنَ كَتِفَيْهِ ونَدَر سيفُه ؛ يُقَالُ: رَمَى اللهُ فُلَانًا بالزُّلَّخة، بِضَمِّ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا، وَهُوَ وَجَعٌ يأْخذ فِي الظَّهْرِ لَا يَتَحَرَّكُ الإِنسان مِنْ شِدَّتِهِ، وَاشْتِقَاقِهَا مِنَ الزَّلْخِ، وَهُوَ الزَّلْقُ وَيُرْوَى بِتَخْفِيفِ اللَّامِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَزُلِجَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، بِالْجِيمِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. وَكَانَتْ صاحبةُ يُوسُفَ الصِّدِّيق، عَلَيْهِ السَّلَامُ، تُسَمَّى زَلِيخا فِيمَا زَعَمَ المفسرون. زمخ: زَمَخَ الرجلُ بأَنفه زَمْخاً وشَمَخَ: تَكَبَّرَ وَتَاهَ. وأُنُوفٌ زُمَّخٌ: شُمَّخٌ. وعَقَبة زَمُوخٌ: بَعِيدَةٌ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَقَبَةٌ زَمُوخٌ وحَجُون شَدِيدَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: زَمُوخ وبَزُوخ أَي عَسِرَة نَكِدَة؛ وأَنشد: أَبَتْ لِي عِزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخ وَيُرْوَى بَزُوخ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. والزامِخُ: الشامخُ بأَنفه؛ وأَنشد: أَجْوازُهُنَّ والأُنوفُ والزُّمَّخُ يَعْنِي بالأَجْواز أَوساطَ الْجِبَالِ وأُنوفَها الطِّوالَ، وَاللَّهُ أَعلم. زنخ: زَنِخَ الدُّهْنُ والسَّمْنُ، بِالْكَسْرِ، يَزْنَخُ زَنَخا تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ فَهُوَ زَنِخٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَاهُ رَجُلٌ فَقَدَّم إِليه إِهالَةً زَنِخةً فِيهَا عِرْقٌ «2» أَي مُتَغَيِّرَةُ الرَّائِحَةِ. وَيُقَالُ سَنِخةٌ، بِالسِّينِ. وإِبل زَنِخةٌ إِذا عَطِشَتْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَضَاقَتْ بُطُونُهَا، عَنْ كُرَاعٍ. وزَنِخَ الطعامُ وسَنِخَ إِذا تَغَيَّرَ. أَبو عَمْرٍو: زَنَخ القُرادُ زُنُوخاً ورَتَخَ رُتُوخاً إِذا تَشَبَّثَ بِمَنْ عَلِقَ بِهِ، وأَنشد: فقُمْنا، وزَيْدٌ راتِخٌ فِي خِبائها، ... رُتُوخَ القُرادِ لَا يَرِيم إِذا زَنَخْ وَيُرْوَى: إِذا رَتَخَ ومعناهما واحد. زوخ: زُوَاخ: مَوْضِعٌ، يَصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ.

_ (1). قوله [وزلخ رأسه] بابه ضرب كما في القاموس (2). قوله [فيها عرق] كذا بالأصل والذي في النهاية فيها قزح انتهى. والقزح بكسر القاف وفتحها مع سكون الزاي: التابل

فصل الشين المهملة

زيخ: زَاخَ يَزِيخُ زَيْخاً وزَيَخاناً: جَارَ؛ قَالَ شَمِرٌ: زَاحَ وَزَاخَ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، بِمَعْنًى. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي مِنْ قَيْسٍ أَنه قَالَ: حَمَلُوا عَلَيْهِمْ فأَزاخُوهم عَنْ مَوْضِعِهِمْ أَي نَحَّوْهم؛ قَالَ وَيُرْوَى بَيْتُ لَبِيدٍ: لَوْ يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه، ... زاخَ عَنْ مِثْلِ مَقامي وزَحَل قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: زَاحَ، بِالْحَاءِ، أَي ذَهَبَ، وَزَاحَتْ عِلَّتُهُ، وأَما زَاخَ، بِالْخَاءِ، فَهُوَ بِمَعْنَى جَارَ لا غير. فصل الشين المهملة سبخ: التَّسْبِيخُ: التَّخْفِيفُ، وَفِي الدُّعَاءِ: سَبَّخَ اللهُ عَنْكَ الشِّدّة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن سَارِقًا سَرَقَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، شَيْئًا فَدَعَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بِدُعَائِكِ عَلَيْهِ ؛ أَي لَا تُخَفِّفي عَنْهُ إِثمه الَّذِي اسْتَحَقَّهُ بِالسَّرِقَةِ بِدُعَائِكَ عَلَيْهِ؛ يُرِيدُ أَن السَّارِقَ إِذا دَعَا عَلَيْهِ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ خَفَّفَ ذَلِكَ عَنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَسَبِّخْ عَلَيْكَ الهَمَّ، وَاعْلَمْ بأَنه ... إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شَيْئًا فكائِنُ وَهَذَا كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنِ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ خُفِّفَ عَنْهُ شَيْءٌ فَقَدْ سُبِّخَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ سَبِّخْ عَنِّي الحُمَّى أَي خَفِّفْها وسُلَّها، وَلِهَذَا قِيلَ لِقِطَعِ القُطْن إِذا نُدِفَ: سَبائخ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل يَذْكُرُ الْكِلَابَ: فأَرْسَلُوهُنَّ يُذْرِينَ الترابَ، كَمَا ... يُذْرِي سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ وَيُقَالُ: سَبِّخْ عَنَّا الأَذَى يَعْنِي اكْشِفْه وَخَفِّفْهُ. وَالتَّسْبِيخُ أَيضاً: التَّسْكِينُ والسكونُ جَمِيعًا. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نَوْمِ اللَّيْلِ وَتَسْبِيخِ الْعُرُوقِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَمَّا رَمَوْا بِي والنَّقانِيقُ تَكِشْ، ... فِي قَعْرِ خَرْقاءَ لَهَا جَوْبٌ عَطِشْ، سَبَّخْتُ والماءُ بِعِطْفَيْها يَنِشْ ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى تَسْبِيخِ الْعُرُوقِ وإِساغة الرِّيقِ، بِمَعْنَى سُكُونِ الْعُرُوقِ مَنْ ضَرَبانِ أَلم فِيهَا. والسَّبْخُ والتَّسْبِيخُ: النَّوْمُ الشَّدِيدُ؛ وَقِيلَ: هُوَ رُقادُ كُلِّ سَاعَةٍ. وسَبَّخْتُ أَي نِمْتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِن لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْخاً طَوِيلًا، قرأَ بِهَا يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فَراغاً طَوِيلًا. الْفَرَّاءُ: هُوَ مِنْ تَسْبيخ الْقُطْنِ وَهُوَ تَوْسِعَتُهُ وَتَنْفِيشُهُ. يُقَالُ: سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه. ابْنُ الأَعرابي: مَنْ قرأَ سَبْحاً، فَمَعْنَاهُ اضْطِرَابًا ومعَاشاً، وَمَنْ قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وَتَخْفِيفًا للأَبدان وَالنَّوْمَ. أَبو عمرو: السَّبْخُ النوم والفراع. الزَّجَّاجُ: السَّبْحُ والسَّبْخ قَرِيبَانِ مِنَ السَّواء. وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ: سَكَنَ وَفَتَرَ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عَنَّا الحَرُّ أَي يَخِفَّ. والسَّبِيخة: القُطْنة؛ وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْقُطْنِ تُعَرَّضُ لِيُوضَعَ فِيهَا دَوَاءٌ وتُوضَعَ فَوْقَ جُرْحٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْقُطْنُ الْمَنْفُوشُ المَنْدُوفُ وَجَمْعُهَا سَبائخ وسَبِيخٌ؛ وأَنشد: سَبَائخُ مِنْ بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ، ... وقُنْفُعَةٌ فِيهَا أَلِيلُ وَحِيحِها البُرْسُ: القطنُ. والطُّوطُ: قطنُ البَرْدِيّ. والبَيْلَمُ: قُطْنُ الْقَصَبِ. والقُنْفُعَة: القُنْفُذة. وَالْوَحِيحُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَحْوَحة.

وَالسَّبِيخُ مِنَ الْقُطْنِ: مَا يُسَبَّخُ بَعْدَ النَّدْفِ أَي يُلَفُّ لِتَغْزِلَهُ المرأَة، والقِطْعة مِنْهُ سَبِيخة، وَكَذَلِكَ مِنَ الصُّوفِ وَالْوَبَرِ. وَقُطْنٌ سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ: مُفَدَّك، وَهُوَ مَا يُلَفُّ لِتَغْزِلَهُ المرأَة بَعْدَ النَّدْفِ. والسَّبْخُ: شِبْه الاستلال. والسَّبْخُ: سَلُّ الصُّوفِ وَالْقُطْنِ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةٍ سَخَتَ: وَلَوْ سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمِيتا، ... وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا، إِذاً رَجَوْنا لَكَ أَن تَلُوتا تَقُولُ: سَبِيخةٌ مِنْ قُطْنٍ وعَمِيتةٌ مِنْ صُوفٍ وفَلِيلة مِنْ شَعَرٍ. وَيُقَالُ لِرِيشِ الطَّائِرِ الَّذِي يَسْقُط: سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فَيَسْقُطُ عَنْهُ. وَسَبَائِخُ الرِّيشِ وسَبِيخه: مَا تَنَاثَرَ مِنْهُ وَهُوَ المُسَبَّخُ. والسَّبَخَةُ: أَرض ذَاتُ مِلْحٍ ونَزٍّ، وَجَمْعُهَا سِباخٌ؛ وَقَدْ سَبِخَتْ سَبَخاً فَهِيَ سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ. وَتَقُولُ: انْتَهَيْنَا إِلى سَبَخة يَعْنِي الْمَوْضِعَ، وَالنَّعْتُ أَرض سَبِخة. والسَّبَخةُ: الأَرض الْمَالِحَةُ. والسَّبَخُ: الْمَكَانُ يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فِيهِ الأَقدام؛ وَقَدْ سَبِخَ سَبَخاً، وأَرض سَبِخة: ذَاتُ سِباخ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لأَنس وَذَكَرَ الْبَصْرَةَ: إِن مَرَرْتَ بِهَا وَدَخَلْتَهَا فإِياك وسِباخَها ، هُوَ جَمْعُ سَبَخَة وَهِيَ الأَرض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَةُ وَلَا تَكَادُ تُنْبِتُ إِلَّا بعضَ الشَّجَرِ. والسَّبَخَة: مَا يَعْلُو الماءَ مِنْ طُحْلُب وَنَحْوِهِ؛ وَيُقَالُ: قَدْ عَلَتْ هَذَا الْمَاءَ سَبَخَةٌ شَدِيدَةٌ كأَنه الطُّحْلُب مِنْ طُولِ التَّرْكِ. وحَفَروا فأَسْبَخُوا: بَلَغُوا السِّباخَ؛ تَقُولُ: حَفَر بِئْرًا فأَسْبَخَ إِذا انْتَهَى إِلى سَبَخة. سخخ: السَّخَاخ، بِالْفَتْحِ: الأَرض الحُرَّة اللَّيِّنَةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جَمَعَهَا القَطامِيُّ سَخاسِخَ؛ قَالَ يَصِفُ سَحَابًا ماطراً: تَواضَعَ بال سَّخاسِخِ مِنْ مُنِيمٍ، ... وجادَ العينَ، وافْتَرشَ الغِمارا وسَخَّتِ الْجَرَادَةُ: غَرَزَتْ ذَنَبَها فِي الأَرض؛ وَفِي النَّوادر: يُقَالُ سُخَّ فِي أَسفل الْبِئْرِ أَي احْفِرْ. وسَخَّ فِي الأَرض وزَخَّ فِي الحَفْرِ والإِمعانِ فِي السيرِ جَمِيعًا؛ وَيُقَالُ: لَخَّ فِي البئر مثل سَخَّ. سدخ: ضَرَبَهُ حَتَّى انْسَدَخَ أَي انبسط. سربخ: السَّرْبَخُ: الأَرض الْوَاسِعَةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْبَعِيدَةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ المَضِلَّة الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيهَا لِطَرِيقٍ؛ وَفِي حَدِيثِ جُهَيْشٍ: وكائنْ قَطَعْنا إِليك مِنْ دَويَّة سَرْبَخٍ أَي مَفَازَةٍ وَاسِعَةٍ بَعِيدَةِ الأَرجاء؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: وأَرض قَدْ قَطَعْتُ بِهَا القَواهِي ... مِنَ الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِيعُ «3» . وَقَالَ أَبو دُواد: أَسْأَدَتْ ليْلةً وَيَوْمًا، فَلَمَّا ... دَخَلَتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ قَالَ: المَرْدُون الْمَنْسُوجُ بِالسَّرَابِ. والرَّدَنُ: الغَزْلُ. والسَّرْبَخَة: الخِفَّة والنَّزَقُ. وَفِي النَّوَادِرِ: ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسَنْبَخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي فِي الظَّهِيرَةِ. سلخ: السَّلْخُ: كَشْطُ الإِهابِ عَنْ ذِيهِ. سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه. والسَّلْخُ: مَا سُلِخَ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ

_ (3). قوله [قطعت بها القواهي] كذا بالأَصل بالقاف، ولعله جمع قاه، وهو الحديد الفؤاد. وقوله من الجنان: بيان له جمع جان كحائط وحيطان، والذي في الصحاح الهواهي، بهاءين

السَّلَامُ، والهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كَمَا يُسْلَخُ الإِهابُ فَخَرَجَ الْمَاءُ أَي حَفَرُوا حَتَّى وَجَدُوا الْمَاءَ. وَشَاةٌ سَلِيخٌ: كُشِطَ عَنْهَا جلدُها فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ اسمَها حَتَّى يُؤكل مِنْهَا، فإِذا أُكل مِنْهَا سُمِّيَ مَا بقيَ مِنْهَا شِلْواً قلَّ أَو كَثُرَ. والمَسْلوخ: الشَّاةُ سُلِخَ عَنْهَا الْجِلْدُ. والمَسْلوخة: اسْمٌ يَلْتَزِمُ الشَّاةَ الْمَسْلُوخَةَ بِلَا بُطونٍ وَلَا جُزارة. والمِسْلاخُ: الجِلْد. والسَّلِيخة: قَضِيبُ الْقَوْسِ إِذا جُرِّدَتْ مِنْ نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ مِنْ سَلْخِها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُفْلَقُ عَنْ قِشْر، فَقَدِ انْسَلَخَ. ومِسْلاخ الْحَيَّةِ وسَلْخَتها: جِلْدَتها الَّتِي تَنْسَلِخُ عَنْهَا؛ وَقَدْ سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً، وَكَذَلِكَ كُلُّ دَابَّةٍ تَنْسَرِي مِنْ جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: مَا رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ فِي مِسْلاخها مِنْ سَوْدةَ تَمَنَّتْ أَن تَكُونَ مِثْلَ هَدْيها وَطَرِيقَتِهَا. والسِّلْخُ، بِالْكَسْرِ: الجِلْد. والسالخُ: الأَسْوَدُ مِنَ الْحَيَّاتِ شديدُ السَّوَادِ وأَقْتَلُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَيَّاتِ إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ قَرْنَ ثَوْرٍ طَعَنَ بِهِ كَلْبًا: فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ، ... شَوَى مَا أَصابَ بِهِ مَقْتَلُ كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه فِي الغُطَاطْ، ... بِهِ سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ ابْنُ بُزُرْج: ذَلِكَ أَسودُ سالِخاً جَعَلَهُ مَعْرِفَةً ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ مسأَلة. وأَسْوَدُ سالخٌ: غيرَ مُضَافٍ لأَنه يَسْلَخ جِلْدَهُ كلَّ عَامٍ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى سَالِخَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة، وأَسْوَدانِ سالخٌ لَا تُثَنَّى الصِّفَةُ فِي قَوْلُ الأَصمعي وأَبي زَيْدٍ، وَقَدْ حَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ تَثْنِيَتَهَا، والأَول أَعرف، وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ. وسَلَخَت المرأَة عَنْهَا دِرْعَها: نَزَعَتْهُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا سَلَخَتْ عَنْهَا أُمامةُ دِرْعَها، ... وأَعْجَبها رَابِي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ والسالخُ: جَرَبٌ يَكُونُ بِالْجَمَلِ يُسْلَخُ مِنْهُ وَقَدْ سُلِخَ، وَكَذَلِكَ الظَّلِيمُ إِذا أَصاب ريشَه داءٌ. واسْلَخَّ الرَّجُلُ إِذا اضْطَجَعَ. وَقَدِ اسْلَخَخْتُ أَي اضْطَجَعَتْ؛ وأَنشد: إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا وانْسَلَخَ النَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ: خَرَجَ مِنْهُ خُرُوجًا لَا يَبْقَى مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ ضَوْئِهِ لأَن النَّهَارَ مُكَوَّر عَلَى الليل، فإِذا زال ضوؤه بَقِيَ اللَّيْلُ غَاسِقًا قَدْ غَشِيَ الناسَ؛ وَقَدْ سَلَخ اللهُ النهارَ مِنَ اللَّيْلِ يَسْلخُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ . وسَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وَسُلُوخًا: خَرَجْنَا مِنْهُ وصِرْنا فِي آخِرِ يَوْمِهِ؛ وسَلَخَ هُوَ وانسَلخ. وجاءَ سَلْخَ الشَّهْرِ أَي مُنْسَلَخَه. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ سَلَخْنا الشَّهْرَ أَي خَرَجْنَا مِنْهُ فسَلَخْنا كُلَّ لَيْلَةٍ عَنْ أَنفسنا جُزْءًا مِنْ ثَلَاثِينَ جُزْءًا حَتَّى تَكَامَلَتْ لَيَالِيَهُ فسلَخناه عَنْ أَنفسنا كلَّه. قَالَ: وأَهْلَلْنا هِلالَ شَهْرِ كَذَا أَي دَخَلْنَا فِيهِ وَلَبِسْنَاهُ فَنَحْنُ نَزْدَادُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلى مضيِّ نِصْفِهِ لِباساً مِنْهُ ثُمَّ نَسْلَخُه عَنْ أَنفسنا كلَّه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِذا مَا سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه، ... كَفَى قاتِلًا سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي

وَقَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً، ... جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها قَالَ: وَجُمَادَى سِتَّةٌ هُوَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَهِيَ تَمَامُ سِتَّةِ أَشهر مِنْ أَول السَّنَةِ. وسَلَخْتُ الشَّهْرَ إِذا أَمضيته وَصِرْتَ فِي آخِرِهِ؛ وانسلَخَ الشهرُ مِنْ سَنته والرجلُ مِنْ ثِيَابِهِ والحيةُ مِنْ قِشْرِهَا والنهارُ مِنَ اللَّيْلِ. وَالنَّبَاتُ إِذا سَلَخ ثُمَّ عَادَ فاخْضَرَّ كلُّه، فَهُوَ سالخٌ مِنَ الحَمْض وَغَيْرِهِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: سَلَخَ النباتُ عَادَ بَعْدَ الهَيْج واخْضَرَّ. وسَلِيخ العَرْفَج: مَا ضَخُمَ مِنْ يَبِيسه. وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج: مَا لَيْسَ فِيهِ مَرْعىً إِنما هُوَ خَشَبٌ يَابِسٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ للرِمْث والعَرْفَج إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِمَا مَرْعىً لِلْمَاشِيَةِ: مَا بَقِيَ مِنْهُمَا إِلا سَلِيخة. وسَلِيخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قَبْلَ أَن يُربَّبَ بِأَفَاوِيهِ الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ ثَمَرُهُ بِالْمِسْكِ وَالطِّيبِ ثُمَّ اعْتُصِر، فَهُوَ مَنْشُوشٌ؛ وَقَدْ نُشَّ نَشّاً أَي اخْتَلَطَ الدهنُ بِرَوَائِحِ الطِّيبِ. والسَّلِيخة: شَيْءٌ مِنَ العِطْر تَرَاهُ كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذُو شُعَبٍ. والأَسْلخُ: الأَصْلَعُ، وَهُوَ بِالْجِيمِ أَكثر. والمِسْلاخُ: النَّخْلَةُ الَّتِي يَنْتَثِر بُسْرُها وَهُوَ أَخضر. وَفِي حَدِيثِ مَا يَشْتَرِطُه الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ: إِنه لَيْسَ لَهُ مِسْلاخ وَلَا مِحْضار ؛ المِسْلاخ: الَّذِي يَنْتَثِرُ بُسْرُه. وسَلِيخٌ مَلِيخٌ: لَا طَعْمَ لَهُ؛ وَفِيهِ سَلاخَة ومَلاخة إِذا كَانَ كَذَلِكَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. سمخ: السِّماخ: الثَّقْبُ الَّذِي بَيْنَ الدُّجْرَيْنِ مِنْ آلَةِ الفَدَّان. والسِّماخ: لُغَةٌ فِي الصِّماخ وَهُوَ والِجُ الأُذُن عِنْدَ الدِّمَاغِ. وسَمَخَه يَسْمَخُه «1» سَمْخاً: أَصاب سِماخَه فعَقره. وَيُقَالُ: سَمَخَنِي بِحِدَّةِ صَوْتِهِ وَكَثْرَةِ كَلَامِهِ، وَلُغَةُ تَمِيمٍ الصَّمْخُ. سملخ: السَّمالِخِيّ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّبَنِ: مَا لَا طَعْمَ لَهُ. والسَّمالِخِيُّ: اللبَنُ يُتْرَكُ فِي سِقاءٍ فيُحْقَنُ وطعمهُ طَعْمُ مَخْضٍ. وسُمْلُوخ النَّصِيِّ: مَا تَنْتَزِعُهُ مِنْ قُضْبانه الرَّخْصة؛ وَقَالَ النَّضْرُ: صُمْلُوخ الأُذُنِ وسُمْلُوخُها وَسَخها وَمَا يَخْرُجُ مِنْ قُشُورِهَا؛ وسَماليخُ النَّصِيِّ، أَماصِيخُه وَهُوَ مَا تَنْزِعُه مِنْهُ مثلَ القضيب. سنخ: السِّنْخُ: الأَصل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَالْجَمْعُ أَسْناخ وسُنُوخ. وسِنْخُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصله؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةُ: غَمْرُ الأَجارِيّ، كريمُ السِّنْحِ، ... أَبْلَجُ لَمْ يُولَدْ بَنجْمِ الشُّحِ إِنما أَراد السِنّخ فأَبدل مِنَ الْخَاءِ حَاءً لِمَكَانِ الشُّحِّ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْخَاءِ، وَجَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْحَاءِ لأَنهما جَمِيعًا حَرْفَا حَلْق؛ وَرَجَعَ فُلَانٌ إِلى سِنْخِ الكَرَم وإِلى سِنْخِه الْخَبِيثِ. وسِنْخُ الْكَلِمَةِ: أَصلُ بِنَائِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا يَظْمَأُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصلٍ ؛ والسِّنْخُ والأَصل وَاحِدٌ فَلَمَّا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ أَضاف أَحدهما إِلى الْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْري: أَصلُ الْجِهَادِ وسِنْخُه الرِّباطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَعْنِي المُرابَطة عَلَيْهِ؛ وَفِي النَّوَادِرِ: سِنْخُ الحُمَّى. وَبَلَدٌ سَنِخٌ: مَحَمَّةٌ. وسِنْخُ السِّكِّينِ: طَرَف سِيلانِه الداخلُ فِي النِّصَابِ. وسِنْخُ النَّصْل: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي رأْس السَّهْمِ. وسِنْخُ السَّيْفِ: سِيلانُه. وأَسْناخُ الثَّنَايَا والأَسْنانِ: أُصولها. والسَّناخَةُ:

_ (1). قوله [وسمخه يسمخه] بابه منع. وسمخ الزرع: طلع أولًا، وأنه لحسن السمخة، بالكسر، كأنه مأخوذ من السماخ العفاص

فصل الشين المعجمة

الرِّيحُ المُنْتِنة والوَسَخُ وَآثَارُ الدِّبَاغِ؛ وَيُقَالُ: بَيْتٌ لَهُ سَنْخَةٌ وسنَاخة؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: فَدَخَلْتُ بَيْتًا غيرَ بيتِ سَناخة، ... وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريمِ المِفْضَلِ يَقُولُ: لَيْسَ بِبَيْتِ دِباغٍ وَلَا سَمْن. وسَنِخَ الدُّهْنُ والطعامُ وَغَيْرُهُمَا سَنَخاً: تَغَيَّرَ، لغةٌ فِي زَنِخَ يَزْنَخُ إِذا فَسَدَ وَتَغَيَّرَتْ رِيحُهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: أَن خَيَّاطاً دَعَاهُ إِلى طَعَامٍ فَقَدَّمَ إِليه إِهَالَةً سَنِخةً وخُبْزَ شَعِيرٍ ؛ الإِهالَةُ: الدَّسِمُ مَا كَانَ، والسَّنِخةُ: الْمُتَغَيِّرَةُ، وَيُقَالُ بِالزَّايِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وسَنِخَ مِنَ الطَّعَامِ: أَكْثَر. وسَنَخَ فِي الْعِلْمِ يَسْنَخُ سُنُوخاً: رَسَخ فِيهِ وَعَلَا. وأَسْناخ النُّجُومِ: الَّتِي لَا تَنْزِلُ بنُجومِ الأَخْذِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَحقّ أَعَنى بِذَلِكَ الأُصولَ أَم غَيْرَهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هِيَ أَشياخ النُّجُومِ. أَبو عَمْرٍو: صَنِخَ الوَدَكُ وسَنِخَ. سنبخ: فِي النَّوَادِرِ: ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسنَبخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي فِي الظَّهِيرَةِ. سوخ: سَاخَتْ بِهِمُ الأَرضُ تَسُوخ سَوْخاً وسُؤُوخاً وسَوَخاناً إِذا انْخَسَفَت؛ وَكَذَلِكَ الأَقدام تَسُوخ فِي الأَرض وتَسيخ: تَدْخُلُ فِيهَا وتَغِيبُ مِثْلُ ثاخَتْ. وَفِي حَدِيثِ سُراقَةَ والهِجْرَةِ: فساخَتْ يَدُ فَرَسي أَي غَاصَتْ فِي الأَرض. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فَساخَ الجبلُ وخَرَّ مُوسَى صَعِقاً. وَفِي حَدِيثِ الغارِ: فانْساختِ الصخرةُ ، كَذَا رُوِيَ بِالْخَاءِ، أَي غَاصَتْ فِي الأَرض؛ قَالَ: وإِنما هُوَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وساختِ الرِّجلُ تَسيخُ، كَذَلِكَ مِثْلُ ثاختْ. وَصَارَتِ الأَرض سُواخاً وسُوَّاخى أَي طِيناً. وَسَاخَ الشيءُ يَسُوخُ: رَسَبَ؛ وَيُقَالُ: مُطِرْنا حَتَّى صارت الأَرض سَواخى، على فَعالى بِفَتْحِ الْفَاءِ وَاللَّامِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: حَتَّى صَارَتِ الأَرض سُوَّاخى، على فُعَّالى بِضَمِّ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الْعَيْنِ، وَذَلِكَ إِذا كَثُرَتْ رِداغُ المَطَر. وَيُقَالُ: بَطْحاءُ سُوَّاخى وَهِيَ الَّتِي تَسُوخ فِيهَا الأَقدام؛ وَوَصَفَ بَعِيرًا يُراضُ قَالَ: فأَخذ صَاحِبُهُ بِذَنَبِهِ فِي بَطْحاء سُوَّاخى، وإِنما يُضْطَرُّ إِليها الصَّعْبُ ليَسُوخَ فِيهَا. والسُّوّاخى: طِينٌ كَثُرَ ماؤُهُ مِنْ رِداغ الْمَطَرِ؛ يُقَالُ؛ إِن فِيهِ لسُوَّاخِيَةً شَدِيدَةً أَي طِينٌ كَثِيرٌ، وَالتَّصْغِيرُ سُوَيْوِخَة كَمَا يُقَالُ كُمَيثرة. وَفِي النَّوَادِرِ: تَسَوَّخْنا فِي الطِّينِ وتَزَوَّخْنا أَي وقعنا فيه. سيخ: ساخَ الشيءُ سَيَخاناً: رَسَخَ. والساخةُ: لُغَةٌ فِي السَّخاةِ وَهِيَ البَقْلَةُ الرَّبيعية. وَفِي حَدِيثِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا وَهِيَ مُسيخة أَي مُصْغِية مُسْتَمعة، وَيُرْوَى بِالصَّادِ وَهُوَ الأَصل. فصل الشين المعجمة شبخ: الشَّبْخُ: صَوْتُ اللَّبَنِ عِنْدَ الحَلْب كالشَّخْبِ؛ عَنْ كراع. شخخ: شَخَّ بِبَوْلِهِ يَشُخُّ شَخّاً: مَدّ بِهِ وصَوّت؛ وَقِيلَ: دَفَع. وشَخَّ الشيخُ بِبَوْلِهِ يَشُخُّ شَخّاً: لَمْ يَقْدِرْ أَن يَحْبِسَهُ فَغَلَبَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وعَمَّ بِهِ كُراعٌ فَقَالَ: شَخَّ بِبَوْلِهِ شَخّاً إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى حَبْسِهِ. والشَّخُّ: صَوْتُ الشُّخْب إِذا خَرَجَ مِنَ الضَّرْع. والشَّخْشَخة: صَوْتُ السِّلَاحِ واليَنْبُوتِ كالخَشْخَشة، وَهِيَ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. والشَّخْشَخة والخَشْخَشة: حَرَكَةُ القِرْطاسِ وَالثَّوْبِ الْجَدِيدِ. وشَخْشَختِ الناقةُ: رَفَعَتْ صَدْرَهَا وهي باركة.

شدخ: الشَّدْخُ: الكسرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ رَطْب؛ وَقِيلَ: هُوَ التَّهْشِيم يَعْنِي بِهِ كَسْرَ الْيَابِسِ وكلِّ أَجوفَ؛ شَدَخَه يَشْدَخُه شَدْخاً فانْشَدَخ وتَشَدَّخ. اللَّيْثُ: الشَّدْخ كَسْرُكَ الشيءَ الأَجْوَفَ كالرأْس وَنَحْوُهُ؛ شَدَخَ رأْسَه فانْشَدَخَ وشُدِّختِ الرُؤُوس، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَشَدَخُوه بِالْحِجَارَةِ ؛ الشَّدْخُ: كَسْرُ الشَّيْءِ الأَجْوَفِ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ رَخْصٍ كالعَرْفَجِ وَمَا أَشبهه. والمُشَدَّخُ: بُسْرٌ يُغْمَز حَتَّى يَنْشَدِخ. ابْنُ سِيدَهْ: وعَجَلَةٌ شَدْخَةٌ رَطْبَة رَخْصَةٌ، أَعني بالعَجَلَة ضَرْبًا مِنَ النَّبَاتِ. وطِفْلٌ شَدَخٌ: رَخْصٌ. وَغُلَامٌ شادِخٌ: شابٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: المُشَدَّخُ البُسْر يُغْمَز حَتَّى يَنْشَدخ ثُمَّ يُيَبَّسُ فِي الشِّتَاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المُشَدَّخ مِنَ البُسْرِ مَا افْتُضِخ، والفَضْخ والشَّدْخ وَاحِدٌ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: ورَكِبَ الشادِخَةَ المُحَجَّله يَعْنِي رَكِبَ فِعْلَة مَشْهُورَةً قَبِيحَةً مِنْ قِبَلِ أَبيه؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ للعَيِّفِ العَبْدِيِّ يَهْجُو به الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الْغَسَّانِيُّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ جَفْر ثُمَّ يافِعٌ ثُمَّ شَدَخ ثُمَّ مُطَبَّخ ثُمَّ كَوْكَبٌ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ فِي السِّقْطِ: إِذا كَانَ شَدَخاً أَو مُضْغَةً فادْفِنْه فِي بَيْتِكَ ؛ الشَّدَخ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ جَوْفِ أُمه رَطْباً رَخصاً لَمْ يَشْتَدَّ. وشَدَخَتِ الغُرّة تَشْدَخُ شَدْخاً وشُدُوخاً: انْتَشَرَتْ وَسَالَتْ سُفْلًا فملأَت الْجَبْهَةَ وَلَمْ تَبْلُغِ الْعَيْنَيْنِ؛ وَقِيلَ: غَشِيَتِ الوجهَ مِنْ أَصل النَّاصِيَةِ إِلى الأَنف؛ قَالَ: غُرَّتُنا بالمَجْدِ شادِخَةٌ ... لِلنَّاظِرِينَ، كأَنها البَدْرُ وَفَرَسٌ أَشْدَخُ، والأُنثى شَدْخاء: ذُو شادِخَةٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ لغُرَّة الْفَرَسِ إِذا كَانَتْ مُسْتَدِيرَةً: وَتِيرة، فإِذا سَالَتْ وَطَالَتْ، فَهِيَ شادِخَة، وَقَدْ شَدَخَتْ شُدُوخاً: اتَّسَعَتْ فِي الْوَجْهِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: سَقْياً لَكُمْ يَا نُعْمُ سَقْيَيْنِ اثْنَيْن، ... شادِخَة الغُرَّة نَجْلاء العَيْن وقال الراجز: شَدَخَتْ غُرَّة السَّوابقِ فِيهِمُ، ... في وُجوهٍ إِلى الكِمامِ الجِعَادِ والشُّدَّاخُ [الشِّدَّاخُ]: أَحد حُكَّام كِنَانَةَ، وَهُوَ لَقَبٌ لَهُ وَاسْمُهُ يَعْمَرُ بنُ عَوْف؛ قَالَ الأَزهري: كان يَعْمَرُ الشِّدَّاخُ [الشُّدَّاخُ] أَحد حُكَّامِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، سُمِّيَ شُدَّاخاً لأَنه حَكَمَ بَيْنَ خُزاعة وقُصَيّ حِينَ حَكَّموه فِيمَا تَنَازَعُوا فِيهِ مِنْ أَمر الْكَعْبَةِ، وَكَثُرَ القتلُ فَشَدَخَ دِماء خُزَاعَةَ تَحْتَ قَدَمِهِ وأَبطلها وَقَضَى بِالْبَيْتِ لِقُصَيّ؛ وخُرِّجَ شِدَّاخٌ [شُدَّاخٌ] نَعْتًا مَخْرَجَ رَجُلٍ طُوَّال وَمَاءٍ طِيَّاب. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ. وأَمْرٌ شادِخٌ أَي مَائِلٌ عَنِ الْقَصْدِ؛ وَقَدْ شَدَخَ يَشْدَخُ شَدْخاً، فَهُوَ شَادِخٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف هَذَا الْحَرْفَ وَلَا أَحقه؛ ثُمَّ قَالَ: صَحَّحَهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: مُقْتَدِرُ النَّفْسِ عَلَى تَسْخِيرِها، ... بأَمْرِه الشادِخِ عَنْ أُمُورِها أَي يَعْدِلُ عَنْ سَنَنها ويَمِيل؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: شادِخَة تَشْدَخُ عَنْ أَذْلالِها قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي تَعْدِلُ عَنْ طَرِيقِهَا. وَبَنُو الشَّدَّاخِ: بطنٌ. والأَشْداخُ: وادٍ مِنْ أَودية تِهامَةَ؛ قَالَ حَسَّانُ

بْنُ ثَابِتٍ: أَلم تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَديدَ التَّكَلُّما، ... بِمَدْفَعِ أَشْداخٍ فَبُرْقَةِ أَظْلَما شرخ: الشَّرْخُ والسِّنْخُ: الأَصْلُ والعِرْقُ. وشَرْخ كُلِّ شيءٍ: حَرْفُهُ الناتئُ كَالسَّهْمِ وَنَحْوِهِ. وشَرْخا الفُوق: حَرْفَاهُ المُشْرِفانِ اللَّذَانِ يَقَعُ بَيْنَهُمَا الوَتر؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: زَنَمَتا السَّهْمِ شَرْخا فُوقِه وَهُمَا اللَّذَانِ الوَتَرُ بَيْنَهُمَا، وشَرْخا السَّهْمِ مِثْلُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَهْمًا رَمَى بِهِ فأَنْفَذَ الرَّمِيَّة وَقَدِ اتَّصَلَ بِهِ دَمُها: كأَنَّ المَتْنَ والشَّرْخَيْنِ مِنْهُ ... خِلاف النَّصْل، سِيطَ به مُشِيحُ وشَرْخُ الأَمر وَالشَّبَابِ: أَوله. وشَرْخا الرَّحْل: حَرْفَاهُ وَجَانِبَاهُ؛ وَقِيلَ: خَشَبَتَاهُ مِنْ وَرَاءٍ ومُقَدَّم. وشَرْخُ الشَّبَابِ: أَوَّله ونَضارته وقُوَّته وَهُوَ مَصْدَرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ؛ وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ شَارِخٍ مِثْلُ شَارِبٍ وشَرْبٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: شَرْخا الرَّحْلِ آخِرَتُه وَوَاسِطَتُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنه بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْل ساهِمةٍ ... حَرْفٍ، إِذا مَا اسْتَرَقَّ الليلُ، مَأْمُومُ وقال العجاج: شَرْخا غَبيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ ابْنُ حَبِيبٍ: نَجْلُ الرَّجُلِ وشَلْخُهُ وشَرْخُه واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحة قَالَ لِابْنِ أَخيه فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ: لَعَلَّكَ تَرْجِعُ بَيْنَ شَرْخَي الرَّحْل أَي جَانِبَيْهِ؛ أَراد أَنه يُسْتَشْهَدُ فَيَرْجِعُ ابْنُ أَخيه رَاكِبًا مَوْضِعَهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيَسْتَرِيحُ، وَكَذَا كَانَ اسْتُشْهِدَ ابْنُ رَوَاحَةَ فِيهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ مَعَ أَزَبَّ: جاءَ وَهُوَ بَيْنُ الشَّرْخَيْنِ أَي جَانِبَيِ الرحْلِ. شَمِرٌ: الشَّرْخُ الشَّابُّ وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ مَوْقِعَ الْجَمْعِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: شَرْخاً صُقُوراً يافِعاً وأَمْرَدا وشَرْخُ الشَّباب: قُوَّتُه ونَضارته؛ وَقَالَ المُبَرِّدُ: الشَّرْخُ الشَّبابُ لأَن الشَّرْخَ الحَدُّ؛ وأَنشد: إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ تَأْلَفُه البيضُ، ... وشَيْبُ القَذالِ شَيءٌ زَهِيدُ والشَّرْخُ: أَوَّل الشَّبابِ. والشارِخُ: الشَّابُّ، والشَّرْخُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: اقْتُلوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ واسْتَحْيُوا شَرْخَهم ؛ قَالَ أَبو عبيد: قيه قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه أَراد بالشُّيوخ «2» الرِّجَالَ المَسانَّ أَهلَ الجَلَدِ والقُوَّة عَلَى الْقِتَالِ وَلَا يُرِيدُ الهَرْمى الَّذِينَ إِذا سُبُوا لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِمْ فِي الْخِدْمَةِ، وأَراد بالشَّرْخِ الشَّباب أَهل الْجَلَدِ الَّذِينَ يُنْتَفَعُ بِهِمْ فِي الْخِدْمَةِ؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِمُ الصِّغارَ فَصَارَ تأْويل الْحَدِيثِ اقْتُلُوا الرِّجَالَ الْبَالِغِينَ وَاسْتَحْيُوا الصِّبْيَانَ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: إِنَّ شَرْخَ الشَّبابِ والشَّعَرَ الأَسْوَدَ، ... مَا لَمْ يُعاضَ، كَانَ جُنُونا وَجَمْعُ الشَّرْخ شُروخٌ وشُرَّخٌ، وشُروخ شُرَّخٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: صِيدٌ تَسامى وشُروخٌ شُرَّخُ والشَّرْخُ: نِتاجُ كُلِّ سَنَةٍ مِنْ أَولاد الإِبل؛ قال

_ (2). قوله [أراد بالشيوخ إلخ] عبارة النهاية: أَرَادَ بِالشُّيُوخِ الرِّجَالَ الْمَسَانَّ أَهْلَ الْجَلَدِ وَالْقُوَّةِ عَلَى القتال، ولم يرد الهرمى. والشرخ: الصغار الذين لم يدركوا. وقيل أراد بالشيوخ الْهَرْمَى الَّذِينَ إِذَا سُبُوا لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِمْ فِي الخدمة. وأراد بالشرخ الشبان أَهْلَ الْجَلَدِ الَّذِينَ يُنْتَفَعُ بهم في الخدمة.

ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَحْلًا: سِبَحْلًا أَبا شَرْخَيْنِ، أَحْيا بناتِه ... مقَالِيتُها. فَهِيَ اللُّبابُ الحَبائشُ أَبو عُبَيْدَةَ: الشَّرْخُ النِّتَاجُ؛ يُقَالُ: هَذَا مِنْ شَرْخِ فُلَانٍ أَي مِنْ نِتاجه؛ وَقِيلَ: الشَّرْخُ نِتاجُ سَنَة مَا دَامَ صِغَارًا. والشَّرْخُ: نابُ الْبَعِيرِ. وشَرَخَ نابُ الْبَعِيرِ يَشْرُخُ شُرُوخاً: شَقَّ البَضْعَة وَخَرَجَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا اعَتَرَتْ طارقاتُ الهُموم، ... رَفَعْتُ الوليَّ وكَوْراً رَبيخا عَلَى بازلٍ لَمْ يَخُنْها الضِّراب، ... وَقَدْ شَرَخَ النابُ مِنْهَا شُرُوخا وَفِي الصِّحَاحِ: شَرَخ نابُ الْبَعِيرِ شَرْخاً وشَرَخ الصَّبيُّ شُروخاً. والشَّرْخُ: النَّصْل الَّذِي لَمْ يُسْقَ بَعْدُ وَلَمْ يُرَكَّبْ عَلَيْهِ قائمُه، وَالْجَمْعُ شُرُوخٌ. وَهُمَا شَرْخان أَي مِثْلان وَالْجَمْعُ شُرُوخٌ وَهُمُ الأَتراب. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي الشَّرْخِ قَوْلَانِ: يُقَالُ الشَّرْخُ أَول الشَّبَابِ فَهُوَ وَاحِدٌ يَكْفِي مِنَ الْجَمْعِ كَمَا تَقُولُ رجلٌ صَوْمٌ وَرَجُلَانِ صَوْمٌ، والشَّرْخُ جَمْعُ شارِخٍ مِثْلُ طَائِرٍ وطيرٍ وشاربٍ وشَرْبٍ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ هُوَ شَرْخِي وأَنا شَرْخُه أَي تِرْبي ولِدَتي. وفِقَعَةٌ شِرْياخٌ: لَا خَيْرَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي رُهْمٍ: لَهُمْ نَعَمٌ بشَبَكَةِ شَرْخٍ ؛ هُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ وَسُكُونِ الراءِ، مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِالدَّالِ. والشِّرْياخُ: الكَمْأَة الْفَاسِدَةُ الَّتِي قَدِ اسْتَرْخَتْ، وَقَدْ ذَكَرَهَا بَعْضُهُمْ في الرباعي. شردخ: رَجُلٌ شِرْداخُ الْقَدَمَيْنِ: عَرِيضُهُمَا؛ وَفِي النَّوَادِرِ: قَدَمٌ شِرْداخة أَي عَرِيضَةٌ؛ وَفِي بَعْضِ حَوَاشِي نُسَخِ الصِّحَاحِ قَالَ أَبو سَهْلٍ: الَّذِي أَحفظه شِرْداح الْقَدَمِ، بالحاءِ المهملة. شَلَخَ: الشَّلْخُ: الأَصلُ والعِرْقُ؛ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: شَلْخُ الرَّجُلِ وشَرْخُه ونَجْلُه ونَسْلُه وزَكْوَتُه وزَكْيَتُه وَاحِدٌ. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ لِي كِلابيٌّ فلانٌ شَلْخُ سَوْءٍ وخَلْفُ سَوْءٍ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي شَلْخٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ والشَّلْخُ: حُسْنُ الرِّجْلِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وشالَخُ: جَدُّ إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. شمخ: شَمَخَ الجَبَلُ يَشْمَخُ شُموخاً: عَلَا وَارْتَفَعَ. وَالْجِبَالُ الشَّوامخُ: الشَّوَاهِقُ. وَجَبَلٌ شامخٌ وشَمَّاخٌ: طَوِيلٌ فِي السَّمَاءِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمُتَكَبِّرِ: شَامِخٌ. وَالشَّامِخُ: الرَّافِعُ أَنفه عِزّاً وَتَكَبُّرًا وَالْجَمْعُ شُمَّخٌ. وَقَدْ شَمَخَ أَنفه وبأَنفه يَشْمَخُ شُموخاً: تَكَبَّرَ وَتَعَظَّمَ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: شامخُ الحَسَب ؛ الشَّامِخُ: الْعَالِي. وَفِي الْحَدِيثِ: فَشَمَخَ بأَنفه ارْتَفَعَ وَتَكَبَّرَ؛ وأُنُوف شُمَّخٌ. وشَمَخ فلانٌ بأَنفه وشَمَخَ أَنْفُه لِي إِذا رَفَعَ رأْسه عِزًّا وَكِبْرًا؛ والأُنُوفُ الشُّمَّخ مِثْلُ الزُّمَّخ، وَرَجُلٌ شَمَّاخ: كَثِيرُ الشُّمُوخ؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: قَالَ عَرَّام: نِيَّة زَمَخٌ وشَمَخٌ وزَمُوخ وشَمُوخ أَي بعيدة. والشَّمَّاخ بْنُ ضِرار: اسْمُ شَاعِرٍ، وَاسْمُ الشَّمَّاخ مَعْقِلٌ وَكُنْيَتُهُ أَبو سَعِيدٍ. وشَمْخٌ: اسْمٌ. وَبَنُو شَمْخ: بَطْنٌ؛ قَالَ: وشَمْخُ بْنُ فَزارة بطنٌ.

شمرخ: الشِّمْراخُ والشُّمْروخ: العِثْكالُ الَّذِي عَلَيْهِ البُسْرُ، وأَصله فِي العِذْق وَقَدْ يَكُونُ فِي الْعِنَبِ. التَّهْذِيبُ: الشِّمْراخُ عِسْقَبَةٌ مِنْ عِذْقِ عُنْقُودٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سَعْدَ بْنَ عُبادة أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِرَجُلٍ فِي الْحَيِّ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ وُجِدَ عَلَى أَمَة مِنْ إِمائهم يَخْبُثُ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا لَهُ عِثْكالًا فِيهِ مِائَةُ شِمْراخ فَاضْرِبُوهُ بِهِ ضَرْبَةً مَا بَيْنَ خَمْسِ مَرَّاتٍ إِلى عَشْرِ مَرَّاتٍ. والشُّمْروخ: غُصْنٌ دَقِيقٌ رَخْصٌ يَنْبُتُ فِي أَعلى الْغُصْنِ الْغَلِيظِ خَرَجَ فِي سَنَتِه رَخْصاً. والشِّمْراخُ: رأْسٌ مُسْتَدِيرٌ طَوِيلٌ دَقِيقٌ فِي أَعلى الْجَبَلِ. الأَصمعي: الشَّماريخُ رؤُوس الْجِبَالِ وَهِيَ الشَّناخِيبُ، وَاحِدَتُهَا شُنْخُوبة. والشِّمْراخ مِنَ الغُرَر: مَا استَدَقَّ وَطَالَ وَسَالَ مُقْبِلًا حَتَّى جَلَّلَ الخَيْشُومَ وَلَمْ يَبْلُغِ الجَحْفَلَة، وَالْفَرَسُ شِمْراخٌ؛ قَالَ حُرَيْثُ بنُ عَتَّاب النَّبْهانيُّ: تَرى الجَوْنَ ذَا الشِّمْراخِ والوَرْدَ يُبْتَغَى ... لَيالِيَ عَشْراً، وَسْطَنا، وَهُوَ عائرُ وَقَالَ اللَّيْثُ: الشِّمْراخ مِنَ الغُرَرِ مَا سَالَ عَلَى الأَنف. وشِمْراخُ السَّحَابِ: أَعاليه. وشَمْرَخَ النخلةَ: خَرَط بُسْرَها. وَقَالَ أَبو صَبْرَةَ السَّعْديُّ: شَمْرِخ العِذْقَ أَي اخْرُطْ شَماريخه بالمِخْلَب قَعْطاً «1» والشِّمْراخية: صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِمْراخ. شنخ: الشِّناخُ: أَنف الْجَبَلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْجِبَالَ: إِذا شِناخُ أَنْفِه تَوَقَّدا وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا شِناخا قُورِها تَوَقَّدا أَراد شَناخِيب قُورِها وهي رؤُوسها، الْوَاحِدَةُ شَنْخَة كأَن الباءَ زِيدَتْ. الأَزهري: المُشَنَّخُ مِنَ النَّخْلِ الَّذِي نُقِّحَ سُلَّاؤه وَقَدْ شَنَّخَ نَخْلَه تَشْنِيخاً. شندخ: الشُّنْدُخُ: الوَقَّادُ مِنَ الْخَيْلِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ قَوْلَ المَرَّار: شُنْدُخٌ أَشْدَفُ ما وَزَّعْتَه، ... وإِذا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ طِمِرُّ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: شُنْدُفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ الشَّدِيدُ. التَّهْذِيبُ: الشُّنْدُخ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل وَالرِّجَالِ الشَّدِيدُ الطَّوِيلُ الْمُكْتَنِزُ اللَّحْمِ؛ وأَنشد: بشُنْدُخٍ يَقْدُم أُولى الأُنُفِ وَقَالَ طَالِقُ بْنُ عَدِيّ: وَلَا يَرى، الفَرْسَخَ بَعْدَ الفَرْسَخ، ... شَيْئًا، عَلَى أَقَبَّ طاوٍ شُنْدُخِ والشُّنْدُخُ والشُّنْدُخِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ. الْفَرَّاءُ: الشُّنْدَاخيُّ الطَّعَامُ يَجْعَلُهُ الرَّجُلُ إِذا ابْتَنَى دَارًا أَوْ عمل بيتاً. شيخ: الشيْخُ: الَّذِي استبانتْ فِيهِ السِّنُّ وَظَهَرَ عَلَيْهِ الشيبُ؛ وَقِيلَ: هُوَ شَيْخٌ مِنْ خَمْسِينَ إِلى آخِرِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ إِحدى وَخَمْسِينَ إِلى آخِرِ عُمْرِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْخَمْسِينَ إِلى الثَّمَانِينَ، وَالْجَمْعُ أَشياخ وشِيخانٌ وشُيوخٌ وشِيَخَة وشِيخةٌ ومَشْيَخَة ومِشْيَخَة ومَشِيخة ومَشْيُوخاء ومَشايِخُ، وأَنكره ابْنُ دُرَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ شِيخانِ قُرَيْشٍ، جَمْعُ شَيْخ كضَيْف

_ (1). قوله [قعطاً] كذا بالأَصل بتقديم العين على الطاء وفي القاموس قطعاً بتأخير العين قال شارحه وانظره

وضِيفانٍ، والأُنثى شَيْخَة؛ قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرَص: كأَنها لِقْوَةٌ طَلُوبُ، ... تَيْبَسُ فِي وَكْرِها القُلُوبُ باتتْ عَلَى أُرَّمٍ عَذُوباً، ... كأَنها شَيْخةٌ رَقُوبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالضَّمِيرُ فِي بَاتَتْ يَعُودُ عَلَى اللِّقْوَة وَهِيَ العُقاب، شَبَّهَ بِهَا فَرَسَهُ إِذا انْقَضَتْ لِلصَّيْدِ. وعَذُوبٌ: لَمْ تأْكل شَيْئًا. والرَّقُوبُ: الَّتِي تَرْقُبُ وَلَدَها خَوْفًا أَن يَمُوتَ. وَقَدْ شاخَ يَشِيخُ شَيَخاً، بِالتَّحْرِيكِ، وشُيُوخة وشُيُوخِيَّةً [شِيُوخِيَّةً]؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وشَيْخُوخة وشَيْخوخِيَّة، فَهُوَ شَيْخ. وشَيَّخَ تَشْيِيخاً أَي شاخَ، وأَصل الياءِ فِي شَيْخُوخَةٍ مُتَحَرِّكَةٌ فَسَكَنَتْ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُولٌ، وَمَا جاءَ عَلَى هَذَا مِنَ الْوَاوِ مِثْلَ كَيْنُونة وقَيْدودة وهَيْعُوعة فأَصله كَيَّنُونة، بِالتَّشْدِيدِ، فَخَفَّفَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالُوا كَوْنُونة وقَوْدُودة وَلَا يَجِبُ ذَلِكَ فِي ذَوَاتِ الياءِ مِثْلِ الحَيْدُودة والطَّيْرورة والشَّيْخوخة. وشَيَّخْته: دَعَوْتُه شَيْخاً لِلتَّبْجِيلِ؛ وَتَصْغِيرُ الشَّيخ شُيَيْخٌ وشِيَيْخٌ أَيضاً، بِكَسْرِ الشِّينِ، وَلَا تَقُلْ شُوَيْخ. أَبو زَيْدٍ: شَيَّخْتُ الرَّجُلَ تَشْييخاً وسَمَّعت بِهِ تَسْميعاً ونَدَّدت بِهِ تَنْديداً إِذا فَضَحْتَهُ. وشَيَّخَ عَلَيْهِ: شنَّع؛ أَبو الْعَبَّاسِ: شَيْخٌ بَيّن التَّشَيُّخ وَالتَّشْيِيخِ والشَّيْخُوخة. وأَشياخُ النُّجُومِ: هِيَ الدراريُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَشياخُ النُّجُومِ هِيَ الَّتِي لَا تَنْزِلُ فِي مَنَازِلِ الْقَمَرِ الْمُسَمَّاةِ بِنُجُومِ الأَخْذِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرى أَنه عَنَى بِالنُّجُومِ الْكَوَاكِبَ الثَّابِتَةَ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هِيَ أَسْناخُ النُّجُومِ وَهِيَ أُصولها الَّتِي عَلَيْهَا مَدَارُ الْكَوَاكِبِ وسِرُّها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يَحْسَبُه الجاهلُ، مَا لَمْ يَعْلَما، ... شَيْخاً، عَلَى كُرْسِيِّه، مُعَمَّما لَوْ أَنه أَبانَ أَو تَكَلَّما، ... لَكَانَ إِيَّاه، وَلَكِنْ أَعْجَما وَفَسَّرَهُ فَقَالَ يَصِفُ وَطْبَ لَبَنٍ شَبَّهَهُ بِرَجُلٍ مُلَفَّفٍ بِكِسَائِهِ وَقَالَ: مَا لَمْ يَعْلَمْ، فَلَمَّا أَطلق الْمِيمَ رَدَّها إِلى اللَّامِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: هُوَ عَلَى الضَّرُورَةِ وإِنما أَراد يعلمنْ؛ قَالَ: وَنَظِيرُهُ فِي الضَّرُورَةِ قَوْلُ جَذيمَة الأَبْرَص: رُبَّمَا أَوفَيْتُ فِي عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمالاتُ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: مَتى مَتى تُطَّلَعُ المَثابا؟ ... لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصابا قَالَ: عَنَى بِالشَّيْخِ الوَعِلَ. والشِّيخَةُ: نَبْتَةٌ لِبَيَاضِهَا، كَمَا قَالُوا فِي ضَرْبٍ مِنَ الحَمْضِ الهَرْمُ. والشاخةُ: المعتدِلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَن أَلف شَاخَّةٍ يَاءٌ لِعَدَمِ [ش وخ] وإِلا فَقَدْ كَانَ حَقُّهَا الْوَاوَ لِكَوْنِهَا عَيْنًا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَمِنَ الأَشجار الشَّيْخُ وَهِيَ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الشُّيُوخِ، وَثَمَرَتُهَا جِرْوٌ كجِرْوِ الخِرِّيعِ، قَالَ: وَهِيَ شَجَرَةُ العُصْفُر مَنْبِتُها الرِّياضُ والقُرْيانُ. وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ ذِكْرُ شَيْخانِ «1». بِفَتْحِ الشِّينِ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ عَسْكَرَ بِهِ سيدُنا رَسُولُ اللَّهِ، صلى

_ (1). قوله [ذكر شيخان] قال ابن الأَثير: بفتح الشين وكسر النون. وقال ياقوت شيخان بلفظ تثنية شيخ، ثم قال: وشيخة رملة بيضاء في بلاد أسد وحنظلة على الصحيح

فصل الصاد المهملة

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ خَرَجَ إِلى أُحُدٍ وَبِهِ عَرَضَ الناسَ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الصاد المهملة صبخ: الصَّبَخَةُ: لُغَةٌ فِي السَّبَخَة، وَالسِّينُ أَعلى. والصَّبِيخَة لُغَةٌ فِي سَبِيخةِ الْقُطْنِ، والسين فيه أَفشى. صخخ: الصخُّ: الضَّرْبُ بِالْحَدِيدِ عَلَى الْحَدِيدِ، وَالْعَصَا الصُّلْبَةِ عَلَى شيءٍ مُصمتٍ. وَصَخُّ الصَّخْرَةِ وَصَخِيخُها: صوتُها إِذا ضَرَبْتَهَا بِحَجَرٍ أَو غَيْرِهِ. وكلُّ صَوْتٍ مِنْ وَقْعِ صَخْرَةٍ عَلَى صَخْرَةٍ وَنَحْوَهُ: صَخٌّ وصَخيخٌ، وَقَدْ صَخَّت تصخُّ؛ تَقُولُ: ضَرَبْتُ الصَّخْرَةَ بِحَجَرٍ فَسَمِعْتُ لَهَا صَخَّةً. والصاخَّةُ: الْقِيَامَةُ، وَبِهِ فَسَّرَ أَبو عبيدَة قَوْلَهُ تَعَالَى: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ ؛ فإِما أَن يَكُونَ اسمَ الْفَاعِلِ مِنْ صَخَّ يَصُخُّ، وإِما أَن يَكُونَ المصدَر؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: الصَّاخَّةُ هِيَ الصَّيْحَةُ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الْقِيَامَةُ تصُخُّ الأَسماعَ أَي تُصِمُّها فَلَا تَسَمَعَ إِلَّا مَا تُدْعَى بِهِ للإِحياء. وَتَقُولُ: صخَّ الصوتُ الأُذُنَ يَصُخُّها صَخًّا. وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ أَصخ إِصخاخاً، وَلَا ذِكْرَ لَهُ فِي الثُّلَاثِيِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: فَخَافَ الناس أَن يصيبهم صَاخَّةٌ مِنَ السَّمَاءِ ؛ هِيَ الصَّيْحَةُ الَّتِي تَصُخُّ الأَسماع أَي تَقْرَعُهَا وَتُصِمُّهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّاخَّةُ صَيْحَةٌ تَصُخُّ الأُذن أَي تَطْعَنُهَا فَتَصِمُّهَا لِشِدَّتِهَا؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْقِيَامَةُ الصَّاخَّةَ، يُقَالُ كأَنها فِي أُذنه صَاخَّةٌ أَي طَعْنَةٌ. والغرابُ يصُخُّ بِمِنْقَارِهِ فِي دَبَرِ الْبَعِيرِ أَي يَطْعَنُ؛ تَقُولُ مِنْهُ صَخَّ يصخ. والصاخة: الداهية. صرخ: الصَّرْخَةُ: الصَّيْحَةُ الشَّدِيدَةُ عِنْدَ الْفَزَعِ أَو الْمُصِيبَةِ. وَقِيلَ الصُّراخُ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ مَا كَانَ؛ صَرَخَ يصرُخُ صُراخاً. وَمِنْ أَمثالهم: كانَتْ كَصَرْخَةِ الحُبْلى؛ للأَمر يفجَؤُك. وَالصَّارِخُ وَالصَّرِيخُ: الْمُسْتَغِيثُ. وَفِي الْمَثَلِ: عَبْدٌ صَريخُهُ أَمَةٌ أَي نَاصِرُهُ أَذل مِنْهُ وأَضعف؛ وَقِيلَ: الصَّارِخُ الْمُسْتَغِيثُ وَالْمُصْرِخُ الْمُغِيثُ،؛ وَقِيلَ: الصَّارِخُ الْمُسْتَغِيثُ وَالصَّارِخُ الْمُغِيثُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع لِغَيْرِ الأَصمعي فِي الصَّارِخِ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى الْمُغِيثِ. قَالَ: وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى أَن الصارخ المستغيث، والمصرخ المغيث، وَالْمُسْتَصْرِخَ الْمُسْتَغِيثُ أَيضاً. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي حَاتِمٍ أَنه قَالَ: الِاسْتِصْرَاخُ الِاسْتِغَاثَةُ، والاستصراخ الْإِغَاثَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه اسْتَصْرَخَ عَلَى امرأَته صَفِيَّةَ اسْتِصْرَاخَ الْحَيِّ عَلَى الْمَيِّتِ أَي اسْتَعَانَ بِهِ لِيَقُومَ بشأْن الْمَيِّتِ فَيُعِينَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَالصُّرَاخُ صَوْتُ اسْتِغَاثَتِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اسْتُصْرِخ الإِنسان إِذا أَتاه الصَّارِخُ، وَهُوَ الصَّوْتُ يُعْلِمُهُ بأَمر حَادِثٍ لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَيْهِ، أَو يَنْعَى لَهُ مَيْتًا. واسْتَصْرَخْتُهُ إِذا حَمَلْتَهُ عَلَى الصُّرَاخِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَ . والصريخُ: الْمُغِيثُ، وَالصَّرِيخُ الْمُسْتَغِيثُ أَيضاً، مِنَ الأَضداد؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: مَعْنَاهُ مَا أَنا بِمُغِيثِكُمْ. قَالَ: وَالصَّرِيخُ الصَّارِخُ، وَهُوَ الْمُغِيثُ مِثْلُ قَدِيرٍ وَقَادِرٍ. واصْطَرَخَ القَومُ وَتَصَارَخُوا وَاسْتَصْرَخُوا: اسْتَغَاثُوا. وَالِاصْطِرَاخُ: التَّصَارُخُ، افْتِعَالٌ. وَالتَّصَرُّخُ: تَكَلُّفُ الصُّرَاخِ. وَيُقَالُ: التَّصَرُّخُ بِهِ حُمْقٌ أَي بِالْعُطَاسِ. وَالْمُسْتَصْرِخُ: الْمُسْتَغِيثُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: اسْتَصْرَخَنِي فأَصرخته. والصَّريخُ: صوتُ الْمُسْتَصْرِخِ. وَيُقَالُ: صَرَخَ فُلَانٌ يصرخُ صُرَاخًا إِذا استغاث فقال: وا غَوثاهْ وا صَرْخَتاهْ قَالَ: وَالصَّرِيخُ يَكُونُ فَعَيْلًا بِمَعْنَى مُفعِل مِثْلَ نَذِيرٍ بِمَعْنَى مُنْذِرٍ وَسَمِيعٍ بِمَعْنَى مُسْمِعٍ؛

قَالَ زُهَيْرٌ: إِذا مَا سَمِعْنَا صَارِخًا، مَعَجَتْ بِنا ... إِلى صوتهِ وُرْقُ المَراكلِ، ضُمَّرُ وَسَمِعْتُ صَارِخَةَ الْقَوْمِ أَي صَوْتَ اسْتِغَاثَتِهِمْ، مَصْدَرٌ عَلَى فَاعِلَةٍ. قَالَ: وَالصَّارِخَةُ بِمَعْنَى الْإِغَاثَةِ، مَصْدَرٌ؛ وأَنشد: فَكَانُوا مُهلِكِي الأَبناءِ، لَوْلَا ... تدارُكُهم بِصارخةٍ شَفِيقِ قَالَ اللَّيْثُ: الصَّارِخَةُ بِمَعْنَى الصَّرِيخِ الْمُغِيثِ؛ وَصَرَخَ صرخَة وَاصْطَرَخَ بِمَعْنًى. ابْنُ الأَعرابي: الصرَّاخُ الطاووس، والنَّبَّاحُ الْهُدْهُدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ إِذا سَمِعَ صَوْتَ الصَّارِخِ ، يَعْنِي الدِّيكَ لأَنه كَثِيرُ الصِّيَاحِ فِي الليل. صلخ: الأَصْلَخُ: الأَصَمُّ، كذلك قَالَ الْفَرَّاءُ وأَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَهَؤُلَاءِ الْكُوفِيُّونَ أَجمعوا عَلَى هَذَا الْحَرْفِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وأَمَّا أَهل الْبَصْرَةِ وَمَنْ فِي ذَلِكَ الشِّقِّ مِنَ الْعَرَبِ فإِنهم يَقُولُونَ الأَصلج، بِالْجِيمِ، قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: فُلَانٌ يَتَصَالَجُ عَلَيْنَا أَي يتصامم. قال: ورأَيت أَمة صَمَّاءَ كَانَتْ تُعْرَفُ بِالصَّلْجَاءِ، قَالَ: فَهُمَا لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ بالخاءِ وَالْجِيمِ. وَقَدْ صَلِخَ سَمعُهُ وصَلِج؛ الأَخيرةُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ذَهَبَ فَلَا يَسْمَعُ شَيْئًا الْبَتَّةَ. وَرَجُلٌ أَصلخ بَيِّن الصَّلَخِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فإِذا بَالَغُوا بالأَصم قَالُوا: أَصم أَصلخ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ أَبْصَرَتْ أَبْكمَ أَعمى أَصلَخا ... إِذاً لَسَمَّى، واهتَدى أَنَّى وَخَى أَي أَنَّى تَوَجَّهَ. يُقَالُ: وخَى يَخِي وَخْياً. وإِذا دُعي عَلَى الرَّجُلِ قِيلَ: صَلْخاً كصَلْخِ النَّعَامِ لأَن النَّعَامَ كُلَّهُ أَصلخُ، وَكَانَ الْكُمَيْتُ أَصم أَصلخ. وجَمَلٌ أَصلخ وَنَاقَةٌ صَلْخَاءُ وإِبل صلخى: وهي الجُرب. والجرَب الصالِخُ: وَهُوَ الناخس الذي يَقَعُ فِي دَبَرِه فَلَا يَشُكُّ أَنه سَيَصْلُخُهُ، وَصَلَخَهُ إِياه أَي أَنه يَشْمَلُ بَدَنَهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ للأَسود مِنَ الْحَيَّاتِ: صالِخٌ وسالِخٌ، حَكَاهُ أَبو حَاتِمٍ بِالصَّادِ وَالسِّينِ؛ غَيْرُهُ: أَقْتَلُ مَا يكونُ مِنَ الْحَيَّاتِ إِذا صَلَخَتْ جِلْدَهَا. وَيُقَالُ للأَبرص الأَصلخ. صمخ: الصِّماخُ مِنَ الأُذن: الخرقُ الْبَاطِنُ الَّذِي يُفضي إِلى الرأْس، تَمِيمِيَّةٌ، وَالسِّمَاخُ لُغَةٌ فِيهِ. وَيُقَالُ: إِن الصِّمَاخَ هُوَ الأُذن نَفْسُهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذا صرَّ الصماخَ الأَصمعَا وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ: فأَخذ مَاءً فأَدخل أَصابعه فِي صِمَاخِ أُذنيه ؛ قَالَ: الصِّمَاخُ ثَقْبُ الأُذن؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: أُمّ الصَّدى عَنِ الصَّدى وأَصْمُخُ أَصْمُخُ: أَصُكُّ الصِّمَاخَ، وَهُوَ ثَقْبُ الأُذن الْمَاضِي إِلى دَاخِلِ الرأْس. وأُمُّ الصَّدَى: الهامَةُ. وأُمُّها: الْجِلْدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الدِّمَاغَ، وَالْجَمْعُ أَصمخة وصُمُخٌ، وَهُوَ الأُصْموخُ، وَبِالسِّينِ لُغَةٌ. وصَمَخَه يصمُخُه صَمْخًا: أَصاب صِمَاخَهُ. وَصَمَخْتُ فُلَانًا إِذا عَقَرْتَ صِمَاخَ أُذنه بِعُودٍ أَو غَيْرِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: صَمَخْت عَيْنَهُ أَصمُخُها صمْخاً، وَهُوَ ضَرْبُكَ الْعَيْنَ بِجَمْعِ يَدِكَ، ذَكَرَهُ بِعَقِبِ: صَمَخْتُ صِمَاخَهُ. وصَمَخ أَنْفَهُ: دقَّهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ لِلْعَطْشَانِ: إِنه لَصادِي الصُّماخ. والصُّماخ: الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ، وَجَمْعُهُ صُمُخ. والصَّمْخُ: كُلُّ ضَرْبَةٍ أَثرت؛

فصل الضاد المعجمة

قَالَ أَبو زَيْدٍ: كُلُّ ضَرْبَةٍ أَثرت فِي الْوَجْهِ فَهِيَ صمْخ. أَبو عُبَيْدٍ: صَمَخَتْهُ الشَّمْسُ أَصابته. شَمِرٌ: صَمَخَتْهُ، بِالْخَاءِ، أَصابت صِمَاخَهُ. وَيُقَالُ: صَمَخَ الصوتُ صِماخَ فُلَانٍ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ اللَّهُ عَلَى صِمَاخِهِ إِذا أَنامه. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصمختنا فَمَا انْتَبَهْنَا حَتَّى أَضحينا ؛ وَهُوَ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ؛ وَمَعْنَاهُ أَنمناهم؛ وَقَوْلُ أَبي ذَرٍّ: فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصمختنا؛ هُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ لِلصِّمَاخِ أَي أَن اللَّهَ أَنامهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَصختُ لِاسْتِرَاقِ صَمَائِخِ الأَسماع ؛ هِيَ جَمْعُ صِمَاخٍ كَشِمَالٍ وَشَمَائِلَ. وَصَمَخَتْهُ الشَّمْسُ: اشْتَدَّ وَقْعُهَا عَلَيْهِ. أَبو عُبَيْدٍ: الشَّاةُ إِذا حُلِبَتْ عِنْدَ وِلَادِهَا يُوجَدُ فِي أَحاليل ضَرْعِهَا شَيْءٌ يَابِسٌ يُسَمَّى الصَّمْخَ والصمغَ، الْوَاحِدَةُ صَمْخَة وصَمْغَة، فإِذا قطر ذَلِكَ أَفصَحَ لبَنُها بَعْدَ ذَلِكَ واحْلَوْلَى؛ وَيُقَالُ لِلْحَالِبِ إِذا حَلَبَ الشَّاةَ: مَا ترك فيها قَطْراً. صملخ: الصِّمْلاخُ والصُّمْلُوخُ: وَسَخُ صِمَاخِ الأُذن وَمَا يَخْرُجُ مِنْ قُشُورِهَا، وَالْجَمْعُ الصَّمَالِيخُ؛ وَقَالَ النَّضْرُ: صُمْلوخُ الأُذن وسُمْلُوخُها. ولبنٌ صُمالِخ وصُمالِخيٌّ، خاثر متلبد؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي بَابِ اللَّبَنِ: الصُّمالخيّ والسُّمالخيّ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي حقنَ فِي السِّقَاءِ ثُمَّ حُفِرَ لَهُ حُفْرَةٌ وَوُضِعَ فِيهَا حَتَّى يُرَوَّبَ، يُقَالُ سَقَانِي لَبَنًا صُمَالِخِيًّا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصُّمَالِخِيُّ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّبَنِ الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ. والصُّمْلُوخُ: أُمْصُوخُ النَّصِيِّ، وَهُوَ مَا يُنْتَزَعُ مِنْهُ مِثْلُ الْقَضِيبِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لأَصل النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ مِنَ الْوَرَقِ الرَّقِيقِ إِذا يَبِسَ: صَمْلُوخٌ، وَالْجَمْعُ الصَّمَالِيخُ؛ قَالَ الطرمَّاح: سماوِيَّةٌ زُغْبٌ، كأَنّ شكِيرَها ... صَمالِيخُ مَعْهودِ النَّصِيِّ المُجَلَّخِ وَهُوَ مَا رقَّ مِنْ نبات أُصولها. صنخ: أَبو عَمْرٍو: صَنِخَ الوَدكُ وسَنِخَ وَهُوَ الوضَحُ والوسَخُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: نِعْمَ الْبَيْتُ الحمَّام يُذْهِبُ الصَّنخَة وَيُذَكِّرُ النَّارَ يَعْنِي الدَّرَنَ وَالْوَسَخَ. يُقَالُ: صَنَخَ بَدَنَهُ وَسَنَخَ، وَالسِّينُ أَشهر. صيخ: أَصاخ لهُ يصِيخُ إِصاخة: اسْتَمَعَ وأَنصت لِصَوْتٍ؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ: وَيَصِيخُ أَحياناً، كَمَا اسْتَمَعَ ... الْمُضِلُّ لِصَوْتٍ نَاشِدْ وَفِي حَدِيثِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا وَهِيَ مُصيخة أَي مُسْتَمِعَةٌ مُنْصِتَةٌ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. والصاخَة، خفيفٌ: وَرَمٌ يَكُونُ فِي الْعَظْمِ مِنْ صَدْمَةٍ أَو كَدْمَةٍ يَبْقَى أَثرها كالمَشَشِ، وَالْجَمْعُ صَاخَاتٌ وصاخٌ: وأَنشد: بلَحْييهِ صاخٌ مِنْ صِدامِ الْحَوَافِرِ وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ : فَانْصَاخَتِ الصَّخْرَةُ هَكَذَا؛ رُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وإِنما هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَى انْشَقَّتْ. وَيُقَالُ: انْصَاخَ الثَّوْبُ إِذا انْشَقَّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، وأَلفها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَقَدْ رُوِيَتْ بِالسِّينِ وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِيمَا تَقَدَّمَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ قِيلَ إِن الصَّادَ فِيهَا مُبْدَلَةٌ مِنَ السِّينِ لَمْ تَكُنِ الْخَاءُ غَلَطًا، يُقَالُ: سَاخَ فِي الأَرض يَسُوخُ وَيَسِيخُ إِذا دَخَلَ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الضاد المعجمة ضخخ: الضَّخُّ: امْتِدَادُ الْبَوْلِ. وَالْمِضَخَّةُ: قَصَبَةٌ فِي جَوْفِهَا خَشَبَةٌ يُرْمَى بِهَا الْمَاءُ مِنَ الْفَمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الضَّخُّ مِثْلُ النَّضْخِ لِلْمَاءِ؛ وَقَدْ ضَخَّه ضَخًّا إِذا نضحه بالماء.

فصل الطاء المهملة

ضردخ: نَخْلَةٌ ضِرْداخٌ: صَفيٌّ كَرِيمَةٌ؛ قَالَ بَعْضُ الطَّائِيِّينَ: غَرَسْتَ فِي جَبَّانَةٍ لَمْ تَسْنَخِ ... كلَّ صَفِيٍّ ذَاتِ فرعٍ ضِرْدَخِ، تَطَّلبُ الماءَ مَتَى مَا تَرْسَخِ وَقِيلَ: الضَّرْدَخُ الْعَظِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ضمخ: الضَّمْخُ: لَطْخُ الْجَسَدِ بِالطِّيبِ حَتَّى كأَنما يَقْطُرُ؛ وأَنشد: تَضَمَّخْنَ بِالْجَادِي حَتَّى كأَنما الأُنوفُ، ... إِذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ، رواعِفُ ابْنُ سِيدَهْ: ضَمَخَه بِالطِّيبِ يضمَخُه ضَمخاً وضمَّخه تَضْمِيخًا: لَطَخَهُ. وَتَضَمَّخَ بِهِ: تَلَطَّخَ بِهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُضَمِّخ رأْسه بِالطِّيبِ ؛ التَّضَمُّخُ: التَّلَطُّخُ بِالطِّيبِ وَغَيْرِهِ والإِكثار مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ مُتَضَمِّخًا بالخَلوق ؛ واضَّمخ وَاضْطَمَخَ وَالْمَضْخُ لُغَةٌ شَنْعَاءُ فِي الضَّمْخِ. وضمخَ عَيْنَهُ وَوَجْهَهُ وأَنفه يضمخه ضمخاً: ضَرَبَهُ بِجَمْعِهِ. وَقِيلَ: الضَّمْخُ ضَرْبُ الأَنف، رعَفَ أَو لَمْ يرعُفْ؛ وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ ضَرْبٍ مُؤَثِّرٍ فِي أَنف أَو عَيْنٍ أَو وَجْهٍ،. وَضَمَخَهُ فُلَانٌ: أَتعبه. ضيخ: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: إِنَّ الْمَوْتَ قَدْ تغشَّاكم سَحَابُهُ وَهُوَ منضاخٌ عَلَيْكُمْ بِوَابِلِ الْبَلَايَا ؛ يُقَالُ: انْضَاخَ الْمَاءُ وانضخَّ إِذا انصبَّ، وَمِثْلُهُ فِي التَّقْدِيرِ انْقَاضَ الْحَائِطُ وَانْقَضَّ إِذا سَقَطَ؛ شَبَّهَ الْمَنِيَّةَ بِالْمَطَرِ وَانْسِيَابِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَشَرَحَهُ وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الصَّادِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وأَنكر ما ذكره الهروي. فصل الطاء المهملة طبخ: الطَّبْخُ: إِنْضَاجُ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ اشْتِوَاءً وَاقْتِدَارًا. طبخَ القِدْرَ واللحمَ يطبُخُهُ ويَطبخُه طَبخاً واطَّبخه؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، فَانْطَبَخَ واطَّبَخ أَي اتَّخَذَ طَبِيخًا، افْتَعَلَ، وَيَكُونُ الِاطِّبَاخُ اشْتِوَاءً وَاقْتِدَارًا. يُقَالُ: هَذِهِ خُبْزَةٌ جَيِّدَةُ الطَّبْخِ، وآجُرَّة جَيِّدَةُ الطَّبْخِ. وطابِخَةُ: لَقَبُ عَامِرِ بْنِ الْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، لَقَّبَهُ بِذَلِكَ أَبوه حِينَ طَبَخَ الضَّب، وَذَلِكَ أَن أَبَاهُ بَعَثَهُ فِي بَغَاءِ شَيْءٍ فَوَجَدَ أَرنباً «2» فَطَبَخَهَا وَتَشَاغَلَ بِهَا عَنْهُ فَسُمِّيَ طَابِخَةَ. وتميمُ بنُ مُرٍّ وَمُزَيْنَةُ وَضَبَّةُ بَنُو أَدّ بْنُ طَابِخَةَ بْنِ خِندِف، وكأَنه إِنما أَثبت الْهَاءَ فِي طَابِخَةَ لِلْمُبَالَغَةِ. والمِطبخ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْبَخُ فِيهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: المَطبخ بَيْتُ الطَّباخ، والمِطبخ، بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ مَكَانًا وَلَا مَصْدَرًا وَلَكِنَّهُ اسْمٌ كَالْمِرْبَدِ. والمِطْبخ آلَةُ الطَّبْخِ. والطَّبَّاخ: مُعَالِجُ الطَّبْخِ وَحِرْفَتُهُ الطِّباخة؛ وَقَدْ يَكُونُ الطَّبْخُ فِي الْقُرْصِ وَالْحِنْطَةِ. وَيُقَالُ: أَتقدرُونَ أَم تشوُون؟ وَهَذَا مُطَّبَخ الْقَوْمِ ومُشْتواهم. وَيُقَالُ: اطَّبِخُوا لَنَا قُرصاً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فاطَّبخنا هُوَ افْتَعَلْنَا مِنَ الطَّبْخِ فَقُلِبَتِ التَّاءُ لأَجل الطَّاءِ قَبْلَهَا. وَالِاطِّبَاخُ: مَخْصُوصٌ بِمَنْ يَطْبُخُ لِنَفْسِهِ، وَالطَّبْخُ عَامٌّ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ. والطِّبْخُ: اللحمُ الْمَطْبُوخُ. وَالطَّبِيخُ: كَالْقَدِيرِ، وَقِيلَ: الْقَدِيرُ مَا كَانَ بِفِحىً وتوابِلَ، وَالطَّبِيخُ: مَا لَمْ يفَحَّ. واطَّبَخنا: اتَّخَذْنَا طَبِيخًا؛ وَهَذَا مُطَّبَخ الْقَوْمِ وَهَذَا مُشْتواهم. والطُّباخَة: الفُوارَة، وَهُوَ مَا فَارَ مِنْ رَغْوَةِ القِدر

_ (2). هكذا بالأَصل

إِذا طُبِخَ فِيهَا. وطبُاخَة كُلِّ شَيْءٍ: عُصَارَتُهُ المأْخوذة مِنْهُ بَعْدَ طَبْخِه كَعُصَارَةِ البَقَّمِ وَنَحْوِهِ. التَّهْذِيبِ: الطُّباخَة مَا تَحْتَاجُ إِليه مِمَّا يُطبَخ نَحْوُ البَقَّمِ تأَخذ طُباخَتَه لِلصَّبْغِ وَتَطْرَحُ سَائِرَهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَن تَحُشَّ الطُّبَّخُ ... بِيَ الجَحِيمَ، حَيْثُ لَا مُسْتَصْرَخُ يَعْنِي بالطُّبَّخ الْمَلَائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِالْعَذَابِ يَعْنِي عَذَابَ الْكُفَّارِ، والطُّبَّخ جَمْعُ طَابِخٍ. وَالطَّبِيخُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَشربة؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَالطَّبِيخُ ضَرْبٌ مِنَ المُنَصَّف. وطَبَخ الحَرُّ الثَّمَرَ: أَنْضَجَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي حَثْمة قي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحفةُ الصَّائِمِ وتَعِلَّةُ الصبيِّ ونُزُلُ مريمَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، وتُطبَخُ وَلَا تُعَنِّي صاحبهَا. وَطَبَائِخُ الْحَرِّ: سَمَائِمُهَا فِي الْهَوَاجِرِ، وَاحِدَتُهَا طَبِيخَةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: ومستأْنس بالقَفرِ، بَاتَتْ تلُفُّه ... طبائخُ حرٍّ، وقعُهُنَّ سَفُوعُ وَالطَّابِخَةُ: الْهَاجِرَةُ. والطابخُ: الحمَّى الصالِبُ. والطّبَاخُ: القوَّة. وَرَجُلٌ لَيْسَ بِهِ طَبَاخٌ أَي لَيْسَ بِهِ قُوَّةٌ وَلَا سِمن، وَوُجِدَ بِخَطِّ الأَزهري طُباخ، بِضَمِّ الطَّاءِ، وَوُجِدَ بِخَطِّ الإِيادي طَباخ، بِفَتْحِ الطَّاءِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: المالُ يَغْشَى رِجَالًا لَا طَباخَ بِهِمْ، ... كالسَّيل يَغْشَى أُصولَ الدِّندِن الْبَالِي وَمَعْنَاهُ: لَا عَقْلَ لَهُمْ. والدِّنْدِنُ: مَا بَلِيَ وعفِنَ مِنْ أُصول الشَّجَرِ، الْوَاحِدَةُ دِنْدِنَة، وَقَدْ جَاءَ هَذَا الْبَيْتُ في شعر لِحَيَّةَ بن خَلَفٍ الطَّائِيِّ يُخَاطِبُ امرأَة مِنْ بَنِي شمحَى بْنِ جَرْمٍ يُقَالُ لَهَا أَسماءُ، وَكَانَتْ تَقُولُ مَا لِحَيَّة مَالٌ فَقَالَ مُجَاوِبًا لَهَا: تَقُولُ أَسماء لَمَّا جِئْتُ خَاطِبَهَا: ... يَا حيُّ مَا أَرَبي إِلَّا لِذِي مالِ أَسماءُ لَا تَفْعَلِيهَا، رُبّ ذِي إِبل ... يَغْشَى الفَواحش، لَا عَفّ وَلَا نَالَ الْفَقْرُ يَزْرِي بأَقوام ذَوِي حَسَبٍ، ... وَقَدْ يُسَوِّدُ، غيرَ السَّيِّدِ، المالُ «1» وَالْمَالُ يَغْشَى أُناساً، لَا طَبَاخ لَهُمْ، ... كَالسَّيْلِ يَغْشَى أُصول الدِّندِن الْبَالِي أَصون عِرْضِي بِمَالِي لَا أُدنسه، ... لَا بَارَكَ اللَّهُ بَعْدَ الْعِرْضِ فِي الْمَالِ أَحتال لِلْمَالِ، إِن أَودى، فأَكسبه ... وَلَسْتُ لِلْعِرْضِ، إِنْ أَوْدَى، بِمُحْتَالِ قَوْلُهُ نَالَ مِنَ النَّوَالِ وأَصله نَوِلَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ كَبْشٌ صافٍ وأَصله صَوِفٌ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: وَوَقَعَتِ الثَّالِثَةُ فَلَمْ تَرْتَفِعْ، وَفِي النَّاسِ طَبَاخٌ : أَصل الطَّبَاخِ الْقُوَّةُ وَالسِّمَنُ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِهِ، فَقِيلَ: لَا طَبَاخَ لَهُ أَي لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ أَراد أَنها لَمْ تُبْقِ فِي النَّاسِ مِنَ الصَّحَابَةِ أَحداً؛ وَعَلَيْهِ يُبْنَى حَدِيثُ الأَطبخ الَّذِي ضَرَبَ أُمّه عِنْدَ مَنْ رَوَاهُ بِالْخَاءِ. وَفِي الْحَدِيثُ: إِذا أَراد اللَّهُ بِعَبْدٍ سُوءًا جَعَلَ مَالَهُ فِي الطَّبِيخَيْنِ ؛ قِيلَ: هُمَا الْجَصُّ وَالْآجُرُّ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وامرأَة طَبَاخِيَةٌ مِثْلُ عَلَانِيَةٍ: شَابَّةٌ مُمْتَلِئَةٌ مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ الأَعشى: عبْهَرةُ الخَلْقِ طَباخِيَّةٌ، ... تَزينه بالخُلُق الطَّاهِرِ «2» . وَيُرْوَى لُباخِيَّة. وَقِيلَ: امرأَة طُبَاخِيَّةٌ عاقلة مليحة،

_ (1). في هذا البيت إقواء (2). قوله [طباخية] في خط المؤلف بتشديد الياء وإن كان ما قبله يقتضي التخفيف، وفي القاموس ككراهية وغرابية، بتشديد الياء ففيه التخفيف والتشديد

وَفِي كَلَامِهِ طُبَاخٌ إِذا كَانَ مُحْكَمًا. والمُطَبَّخُ: الشابُّ الْمُمْتَلِئُ؛ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا وُلِدَ: رَضِيعٌ وَطِفْلٌ ثُمَّ فَطِيمٌ ثُمَّ دارِجٌ ثُمَّ جَفْر ثُمَّ يَافِعٌ ثُمَّ شَدَخ ثُمَّ مُطَبَّخٌ ثُمَّ كَوْكَبٌ. وطبَّخ: تَرَعْرَعَ وَعَقَلَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُطبِّخ، بِكَسْرِ الْبَاءِ مُشَدَّدَةً: من أَولاد الضأْن أَملأُ مَا يَكُونُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي كَادَ يَلْحَقُ بأَبيه وأَوّله حِسْل ثُمَّ غَيْداق ثُمَّ مُطَبِّخٌ ثُمَّ خُضَرِم ثُمَّ ضَبٌّ. وَقَدْ طَبَّخَ الحِسلُ تَطْبِيخًا: كَبِرَ. وَرَجُلٌ طبْخَةُ: أَحمق، وَالْمَعْرُوفُ طَيْخَةُ. والأَطبخ: الْمُسْتَحْكِمُ الْحُمْقِ كَالطَّبْخَةِ بيِّن الطبَخ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ فِي الْحَيِّ رَجُلٌ لَهُ زَوْجَةٌ وأُم ضَعِيفَةٌ فَشَكَتْ زوجتُه إِليه أُمه فَقَامَ الأَطبخ إِلى أُمه فأَلقاها فِي الْوَادِي ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والطِّبِّيخُ بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ: الْبِطِّيخُ، وَقَيَّدَهُ أَبو بَكْرٍ بفتح الطاء. طخخ: طَخَّ الشيءَ يَطُخُّه طَخًّا: أَلقاه مِنْ يَدِهِ فأَبعَد. والمِطَخَّةُ: خَشَبَةٌ يُحدَّد أَحد طَرَفَيْهَا وَيَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ. والطَّخُّ كِنَايَةٌ عَنِ النِّكَاحِ؛ وَقَدْ طَخَّ المرأَة يَطُخُّهَا طَخّاً؛ وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر أَنه اشْتَرَى جَارِيَةً خُراسانية ضَخْمَةً فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصحابُه فسأَلوه عَنْهَا فَقَالَ: نِعْمَ المِطَخَّة والطخُوخ: الشرِسُ فِي الْخُلُقِ وَسُوءِ الْعِشْرَةِ وَالْمُعَامَلَةِ؛ طخَّ طَخًّا: شَرِسٌ فِي مُعَامَلَتِهِ. والطَّخْطَخة: اسْتِوَاءُ الشَّيْءِ وَتَسْوِيَتُهُ كَنَحْوِ السَّحَابِ يَكُونُ فِيهِ جُوَبٌ ثُمَّ يتَطخطخ أَي يَنْضَمُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ. وَتَطَخْطَخَ السحابُ إِذا كَانَتْ فِيهِ جُوَب ثُمَّ انْضَمَّ وَاسْتَوَى؛ وَسَحَابٌ طَخْطَاخٌ. أَبو عُبَيْدٍ: الْمُتَطَخْطِخُ مِنَ الْغَيْمِ الأَسودُ. وَتَطَخْطَخَ اللَّيْلُ: أَظلم وَتَرَاكَمَ يَكُونُ بِغَيْمٍ وَبِغَيْرِ غَيْمٍ، وَمِثْلُهُ تَدَخْدَخَ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ غَيْمٌ يَسْتُرُ ضَوْءَ النُّجُومِ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ قَمَرٌ، وَلَا أَدري مَا طَخْطَخَهُ؛ وَلَيْلٌ طُخاطِخ وَقَدْ طخطخَه السَّحَابُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ النَّظَرِ: مُتَطَخْطِخٌ، وَالْجَمْعُ مُتَطَخْطِخُونَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُطَخْطِخ الضَّعِيفُ الْبَصَرِ. وَقَدْ طَخْطَخَ اللَّيْلُ بَصَرَهُ إِذا حَجَبَتْهُ الظُّلْمَةُ عَنِ انْفِسَاحِ النَّظَرِ. وَالطَّخْطَخَةُ: حِكَايَةُ بَعْضِ الضَّحِكِ. وَطَخْطَخَ الضَّاحِكُ قَالَ: طَيْخَ طَيْخَ، وَهُوَ أَقبح الْقَهْقَهَةِ، وَرُبَّمَا حَكَى صَوْتَ الْحَلَى وَنَحْوَهُ بِهِ. والطَّخطاخ: اسْمُ رَجُلٍ. طرخ: الطَّرخَة: ماجِلٌ يُتَّخَذُ كَالْحَوْضِ الْوَاسِعِ عِنْدَ مَخْرَجِ الْقَنَاةِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ ثُمَّ يَتَفَجَّرُ مِنْهَا إِلى الْمَزْرَعَةِ، وَهُوَ دَخِيلٌ لَيْسَتْ فَارِسِيَّةً لَكْنَاءَ وَلَا عَرَبِيَّةً مَحْضَةً. وطَرْخان: اسْمٌ لِلرَّجُلِ الشَّرِيفِ، بِلُغَةِ أَهل خُرَاسَانَ، والجمع الطَّراخِنة. طلخ: الطلْخ: اللَّطْخُ بالقذَر وإِفساد الكتابِ وَنَحْوِهِ، وَاللَّطْخُ أَعم. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ: أَيكم يأْتي الْمَدِينَةَ فَلَا يَدَعُ فِيهَا وَثَنًا إِلّا كَسَرَهُ، وَلَا صُورَةً إِلَّا طلَخها، وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّاهُ؟ وَقَالَ شَمِرٌ: أَحسب قَوْلَهُ طَلَخَهَا أَي لَطَّخَهَا بِالطِّينِ حَتَّى يَطْمِسَهَا، مِن الطلَخ وَهُوَ الَّذِي يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ؛ مَعْنَاهُ يُسَوِّدُهَا وكأَنه مَقْلُوبٌ. قَالَ: وَيَكُونُ طَلَخْتُهُ أَي سَوَّدْتُهُ، وَمِنْهُ اللَّيْلَةُ المطلخِمّة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وامرأَة طلْخاء إِذا كَانَتْ حَمْقَاءَ؛ وأَنشد:

فكَمْ مثلُ زوجِ طَلْخاء خِرملٍ ... أَقلَّ عِياناً فِي السَّداد، وأَشْكَعا «3» . وَيُرْوَى طَلْخَاءَ لَطْخَةٍ. والطَّلْخُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الطَّلْخُ والطَّمْحُ العَرِينُ الَّذِي فِيهِ الدَّعامِيصُ لَا يُقْدَر عَلَى شُرْبِهِ. واطْلَخَّ دَمْعُ عَيْنِهِ أَي تَفَرَّقَ؛ وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ جَلَخَ: لَا خيرَ فِي الشَّيْخ إِذا مَا اجْلَخَّا، ... واطْلَخَّ ماءُ عَينِه ولَخَّا وَفِي التَّهْذِيبِ: وسالَ غَرْبُ مائِه فاطْلَخَّا وَاطْلَخَّ دَمْعُ عينه إِذا سال. طمخ: الطِّمْخُ: شَجَرٌ يُدْبَغُ به يجيء أَديمه أَحمَر، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: العِرْنَةُ. طنخ: طَنِخَ الرَّجُلُ يَطْنَخُ طَنَخاً وتَنِخ يَتْنَخُ تَنَخاً، فَهُوَ طَنِخٌ وطانخٌ: غَلَبَ الدَّسَمُ عَلَى قَلْبِهِ واتَّخَمَ مِنْهُ؛ وطنَّخ الدسمُ قَلَبَهُ، وطَنِخَتْ نفسُه: خَبُثَتْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وطُنِّخَت الناقةُ وَالدَّابَّةُ: اشْتَدَّ سِمَنُها. ومَرَّ طِنْخٌ مِنَ اللَّيْلِ كَعِنْكٍ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والطَّنَخُ: البَشَم؛ قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الْفَقْعَسِيِّ يَقُولُ: نَشْرَبُ هَذِهِ الأَلبانَ فَتَطْنَخَنَا عَنِ الطعام أَي تغنينا. طيخ: ابْنُ سِيدَهْ: طاخَ الأَمرَ طَيْخاً: أَفسده؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: هُوَ مِن تَواطَخَ القومُ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنَ الْفَسَادِ بِحَيْثُ تَرَاهُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُحْسَنَ الظَّنُّ بِهِ فَيُقَالُ إِنه أَراد كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: المُطَيَّخُ الْفَاسِدُ. وَطَاخَ يَطِيخُ طَيْخاً: تَلَطَّخَ بِقَبِيحٍ مِنْ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ. وطاخَه هُوَ وطَيَّخَه: لَطَّخَهُ بِهِ؛ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وأَنشد الأَزهري: ولَسْتَ بطيَّاخَةٍ فِي الرِّجَالِ، ... ولَسْتَ بِخِزْرافَة أَحْدَبا اللِّحْيَانِيُّ: طَاخَ فُلَانٌ فُلَانًا يُطَيِّخُهُ وَيَطُوخُهُ: رَمَاهُ بِقَبِيحٍ مِنْ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ. وطَيَّخَه بِشَرٍّ: لطخهُ. أَبو زَيْدٍ: طيَّخه الْعَذَابُ أَلحَّ عليه فأَهلكه، وطيخه السمَن: امتلأَ سِمَناً. أَبو مَالِكٍ: طَيَّخَ أَصحابه إِذا شَتَمَهُمْ فأَلحَّ عَلَيْهِمْ. وَرَجُلٌ طَائِخٌ وطيَّاخة وطَيْخَة: أَحمقُ لَا خَيْرَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: أَحمق قَذِرٌ، وَجَمْعُ الطَّيْخَة طَيْخَاتٌ؛ قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ مُكَسَّرًا. والطِّيخ والطَّيْخ: الْجَهْلُ. والطَّيْخُ: الكِبر. وَطَاخَ: تَكَبَّرَ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلزة: فَاتْرُكُوا الطَّيْخَ وَالتَّعَدِّيَ، وإِما ... تَتَعَاشَوْا، فَفِي التَّعَاشِي الداءُ وَزَمَنُ الطَّيخة: زَمَنُ الْفِتْنَةِ وَالْحَرْبِ؛ يُقَالُ: أَتانا فُلَانٌ زَمَنَ الطَّيْخَةِ. وَنَاقَةٌ طَيُوخٌ: تَذْهَبُ يَمِينًا وَشِمَالًا وتأْكل مِنْ أَطراف الشَّجَرِ. وطِيخِ: حكايةُ صَوْتِ الضَّحِكِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ اللَّيْثُ: يَقُولُ النَّاسُ طِيخِ طِيخِ أَي قَهْقَهُوا. وطَيْخٌ: موضعٌ بينَ ذِي خَشَبٍ وَوَادِي الْقُرَى؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فَوَاللَّهِ مَا أَدري، أَطَيْخاً تَوَاعَدُوا ... لتمٍّ ظمٍ، أَم ماءَ حَيْدَةَ أَوردوا

_ (3). قوله [فكم مثل زوج إلخ] هكذا في نسخة المؤلف وهي مكسورة ولعل أصله: فكم مثل زوج زوج طلخاء خرمل. إلخ فيكون زوج الثاني بدلًا من الأَول

فصل الظاء المعجمة

فصل الظاء المعجمة ظمخ: الظِّمْخُ: شَجَرُ السُّمَّاقِ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو: الظِّمْخُ وَاحِدَتُهَا ظِمْخَةٌ شَجَرَةٌ عَلَى صُورَةِ الدُّلْب، يُقْطَعُ مِنْهَا خَشَبُ الْقَصَّارِينَ الَّتِي تُدفن، وَهِيَ العِرْنُ أَيضاً، الْوَاحِدَةُ عِرْنَةٌ، والعِرْنة والعَرَنْتَنُ أَيضاً: خَشَبُهُ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ، والسَّفع طلعه. فصل العين المهملة عهعخ: قَالَ الأَزهري: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد سَمِعْنَا كَلِمَةً شَنْعَاءَ لَا تَجُوزُ فِي التأْليف، سُئِلَ أَعرابي عَنْ نَاقَتِهِ فَقَالَ: تَرَكْتُهَا تَرْعَى العُهْعُخَ، قَالَ: وسأَلنا الثِّقَاتَ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فأَنكروا أَن يَكُونَ هَذَا الِاسْمُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ وَقَالَ الْفَذُّ مِنْهُمْ: هِيَ شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بِهَا وَبِوَرَقِهَا. قَالَ وَقَالَ أَعرابي آخَرُ: إِنما هُوَ الخُعْخُع؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَهَذَا مُوَافِقٌ لِقِيَاسِ العربية والتأْليف. فصل الفاء فتخ: الفَتْخَةُ والفَتَخَةُ: خَاتَمٌ يَكُونُ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ بِفَصٍّ وَغَيْرِ فَصٍّ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْخَاتَمُ أَيّاً كَانَ؛ وَقِيلَ: هِيَ حَلَقَةٌ تُلْبَسُ فِي الإِصبع كَالْخَاتَمِ وَكَانَتْ نِسَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَّخِذْنَهَا فِي عَشْرِهنّ، وَالْجَمْعُ فَتَخٌ وفُتُوخ وفَتَخات، وَذُكِرَ فِي جَمْعِهِ فِتاخٌ؛ وَقِيلَ: الفَتْخة حَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ لَا فَصَّ فِيهَا فإِذا كَانَ فِيهَا فَصٌّ فَهِيَ الْخَاتَمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَسْقُطُ مِنْها فَتَخِي فِي كُمِّي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الشِّعْرُ. للدَّهْناء بنتِ مِسْحَلٍ زَوْجِ الْعَجَّاجِ، وَكَانَتْ رَفَعته إِلى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَالَتْ لَهُ: أَصلحك اللَّهُ إِني مِنْهُ بِجُمْع أَي لَمْ يَفْتَضَّنِي، فَقَالَ الْعَجَّاجُ: اللَّهُ يَعْلَمُ، يَا مُغِيرَةُ، أَنني ... قَدْ دُسْتُها دَوْسَ الحِصانِ المُرْسَل وأَخذتُها أَخذَ المقصِّب شاتَهُ، ... عَجْلانَ يذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ فَقَالَتِ الدَّهْنَاءُ: وَاللَّهِ لَا تَخْدَعُني بشَمٍّ، ... وَلَا بتقبيلٍ وَلَا بِضَمٍّ، إِلَّا بِزَعْزاعٍ يُسَلِّي هَمِّي، ... تَسْقُط مِنْهُ فَتَخِي فِي كُمِّي «1» . قَالَ: وَحَقِيقَةُ الْفَتْخَةِ أَن تَكُونَ فِي أَصابع الرِّجْلَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة أَتته وَفِي يَدِهَا فِتَخٌ كَثِيرَةٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ فُتوخ، هَكَذَا رُوِيَ، وإِنما هُوَ فَتَخٌ، بِفَتْحَتَيْنِ، جَمْعُ فَتْخَةٍ، وَهِيَ خَوَاتِيمُ تَكَادُ تُلْبَسُ فِي الأَيدي؛ قَالَ: وَرُبَّمَا وُضِعَتْ فِي أَصابع الأَرجل. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها؛ قَالَ: القُلْبُ والفَتَخَةُ. وَمَعْنَى شِعْرِ الدَّهْنَاءِ: أَن النِّسَاءَ كُنَّ يتختَّمْن فِي أَصابع أَرجلهن فَتَصِفُ هَذِهِ أَنه إِذا شالَ بِرِجْلَيْهَا سَقَطَتْ خَوَاتِيمُهَا فِي كُمِّهَا، وإِنما تَمَنَّتْ شِدَّةَ الْجِمَاعِ؛ وَقِيلَ: الْفُتُوخُ خَوَاتِمُ بِلَا فُصُوصٍ كأَنها حلَق. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: الْفَتْخُ حَلَقٌ مِنْ فِضَّةٍ يَكُونُ فِي أَصابع الرِّجْلَيْنِ، قَالَتْهُ فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها؛ قَالَتْ: القُلْب والفَتَخة. والفَتَخ: كَلُّ خَلخال لَا يَجْرِس. والفَتَخُ والفَتَخَة: باطن ما بين العضد وَالذِّرَاعِ. والفَتَخُ: اسْتِرْخَاءُ الْمَفَاصِلِ ولينُها وعرْضُها؛ وَقِيلَ: هُوَ اللِّين فِي الْمَفَاصِلِ وَغَيْرِهَا؛ فَتِخَ فَتَخاً وَهُوَ أَفَتْخُ. وعُقاب فَتْخاءُ: ليِّنة الْجَنَاحِ لأَنها إِذا انحطت

_ (1). قوله [منه] هكذا في نسخة المؤلف ولعله روي بالتذكير والتأنيث

كَسَرَتْ جَنَاحَيْهَا وَغَمْزَتْهُمَا، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اللِّينِ. والفَتَخُ: عَرْض الْكَفِّ وَالْقَدَمِ وَطُولُهُمَا. وأَسد أَفْتَخُ: عَريض الْكَفِّ. والفتَخ: عَرْضُ مَخَالِبِ الأَسد وَلِينُ مَفَاصِلِهَا. والأَفْتَخُ: الليِّنُ مفاصلِ الأَصابع مَعَ عَرْضٍ. والفتَخ فِي الرِّجْلَيْنِ: طُولُ الْعَظْمِ وَقِلَّةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَى فَتْخاءَ تعلَم حيثُ تَنْجُو، ... وَمَا إِنْ حيثُ تَنْجُو مِنْ طَريق قَالَ: عَنَى بِالْفَتْخَاءِ رِجْلَهُ، قَالَ: وَهَذَا صِفَةُ مُشتار الْعَسَلِ. الأَصمعي: فَتْخَاءُ قَدَمٌ لَيِّنَةٌ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِيهَا عِوَجٌ. وفَتَخَ الرَّجُلُ أَصابعه فَتْخاً وفَتَّخَها: عرَّضها وأَرخاها؛ وَقِيلَ: فَتَخَ أَصابع رِجْلَيْهِ فِي جُلُوسِهِ فَتْخاً ثَنَاهَا وليَّنها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَثْنِيهُمَا إِلى ظَاهِرِ الْقَدَمِ لَا إِلى باطِنها. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ إِذا سَجَدَ جافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وفَتَخَ أَصابع رِجْلَيْهِ ؛ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: الفَتْخُ أَن يَصْنَعَ هَكَذَا، وَنَصَبَ أَصابعه، ثُمَّ غَمَزَ مَوْضِعَ الْمَفَاصِلِ مِنْهَا إِلى بَاطِنِ الرَّاحَةِ وَثَنَاهَا إِلى بَاطِنِ الرِّجْلِ؛ يَعْنِي أَنه كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بأَصابع رِجْلَيْهِ فِي السُّجُودِ. قَالَ الأَصمعي: وأَصل الْفَتْخِ اللِّينُ، وَيُقَالُ للبراجِم إِذا كَانَ فِيهَا لِينٌ وَعَرْضٌ: إِنها لفُتْخ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُقَابِ: فَتْخَاءُ؛ وأَنشد: كأَني بفَتْخاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوةٍ، ... دَفُوفٍ منَ العِقْبان، طَأْطأْتُ شِمْلالي وَتَقُولُ: رَجُلٌ أَفتخ بيِّن الْفَتْخِ إِذا كَانَ عَرِيضَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ مَعَ اللِّينِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فُتْخُ الشَّمَائِلِ فِي أَيمانهم رَوَحُ والفَتَخ فِي الإِبل: كالطَّرَق. وَنَاقَةٌ فَتْخَاءُ الأَخْلافِ: ارْتَفَعَتْ أَخلافها قِبَل بَطْنِهَا، وَكَذَلِكَ المرأَة، وَهُوَ فِيهَا مَدْحٌ وَفِي الرَّجُلِ ذَمٌّ، وَهُوَ الفَتَخ. وَالْفَتْخَاءُ: شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ مِنْ خَشَبٍ يَجْلِسُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيَكُونُ لِمُشْتَارِ الْعَسَلِ؛ وَقِيلَ: الْفَتْخَاءُ شِبْهُ مِلبن مِنْ خَشَبٍ يَقْعُدُ عَلَيْهِ الْمُشْتَارُ ثُمَّ يَمُدُّ مِنْ فَوْقُ حَتَّى يَبْلُغَ مَوْضِعَ الْعَسَلِ؛ وَيُقَالُ لِلْفَاتِرِ الطَّرْفِ: أَفتخ الطَّرْفِ؛ قَالَ: وهْي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوفِ ضَئِيلًا، ... أَفْتَخَ الطَّرْفِ فِي قَوْلِهِ إِشْرافُ «1» . والأَفاتِيخ مِنَ الفُقُوعِ: هَناةٌ تَخَرُجُ فِي أَوّله فَيَحْسَبُهَا النَّاسُ كَمْأَةً حَتَّى يَسْتَخْرِجُوهَا فَيَعْرِفُوهَا، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَلَمْ يَحْكِ للأَفاتيخ وَاحِدًا. وفُتَيْخ وفَتَّاخ: دَحْلانِ بأَطراف الدَّهْنَاءِ مِمَّا يَلِي الْيَمَامَةَ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. وفَتَّاخ: اسْمُ مَوْضِعٍ. فخخ: الفَخُّ: المصْيَدَة الَّتِي يُصَادُ بِهَا، مَعْرُوفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مُعَرَّبٌ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ، وَالْجَمْعُ فُخوخ وفِخاخ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الفَخَّ الطَّرَقَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الحَضْبُ سُرْعَةُ أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ، قَالَ: وَالطَّرَقُ الْفَخُّ. والفَخَّة والفَخُّ فِي النَّوْمِ: دُونَ الْغَطِيطِ؛ تَقُولُ: سمعت له فَخيخاً. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ اللَّيْلِ: أَنه نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ فَخيخَه أَي غَطِيطَهُ؛ وَقِيلَ: الفَخَّةُ والفَخُّ أَن يَنَامَ الرَّجُلُ وَيَنْفُخَ فِي نَوْمِهِ؛ وفَخَّ النائمُ يَفِخُّ، وَاسْمُ هَذِهِ النَّوْمَةِ الفَخَّة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَفْلَح مَن كَانَتْ لَهُ مِزَخَّهْ، ... يَزُخُّها، ثُمَّ يَنامُ الفَخَّهْ أَي يَنَامُ نَوْمَةً يُسْمَعُ فَخِيخُهُ فِيهَا. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ ثُمَّ يَنَامُ الْفَخَّةَ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي الْفَخَّةُ أَن ينام

_ (1). قوله [في قوله إشراف] كذا في نسخة المؤلف وهو مكسور ولعله بحذف في ليتزن

عَلَى قَفَاهُ وَيَنْفُخَ مِنَ الشِّبَعِ؛ وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: أَلا ليتَ شِعري، هَلْ أَبيتَنَّ لَيلَةً ... بفَخٍّ، وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ؟ فخٌّ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: وَادٍ دُفِنَ بِهِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ أَيْضًا مَا أَقطعه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عُظَيْمَ بْنَ الحرث المحاربيَّ. والأَفعى لَهُ فَخِيخٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْفَخِيخُ مِنْ أَصوات الْحَيَّاتِ شَبِيهٌ بِالنَّفْخِ، وَقَدْ يُقَالُ بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهِيَ أَعلى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما الأَفعى فإِنه يُقَالُ فِي فِعْلِهِ فَحَّ يَفُحُّ فَحِيحًا، بِالْحَاءِ، قَالَهُ الأَصمعي وأَبو خَيْرَةَ الأَعرابي، وَقَالَ شَمِرٌ: الْفَحِيحُ لِمَا سِوَى الأَسود مِنَ الْحَيَّاتِ، بِفِيهِ، كأَنه نَفَسٌ شَدِيدٌ، قَالَ: وَالْحَفِيفُ مِنْ جَرْشِ بَعْضِهِ بِبَعْضٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع لأَحد فِي الأَفعى وَسَائِرِ الْحَيَّاتِ فَخِيخًا، بِالْخَاءِ، وَهَذَا غَلَطٌ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ لُغَةً لِبَعْضِ الْعَرَبِ لَا أَعرفها فإِن اللُّغَاتِ أَكثر مِنْ أَن يُحِيطَ بِهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَقَالَ الأَصمعي: فحَّت الأَفعى تَفِحُّ إِذا سمعتَ صَوْتَهَا مِنْ فَمِهَا، فأَما الْكَشِيشُ فَصَوْتُهَا مِنْ جِلْدِهَا. وامرأَة فَخٌّ وفَخَّةٌ: قَذِرَةٌ، قَالَ جَرِيرٌ: وأُمُّكُمُ فَخٌّ قُذامٌ وخِنْدفٌ وأَنشد الأَزهري لِلَّعِينِ الْمِنْقَرِيِّ: أَلَسْتَ ابنَ سَوْداءِ المَحاجِرِ فَخَّةٍ، ... لَهَا عُلْبَةٌ لَحْوَى، ورَطْبٌ مُجَزَّم المُفَضَّل: فَخْفَخَ الرَّجُلُ إِذا فاخَرَ بِالْبَاطِلِ. والخَفْخَفَة والفَخْفَخَة: حَرَكَةُ الْقِرْطَاسِ وَالثَّوْبِ الْجَدِيدِ. فدخ: فدَخَه يفْدَخُه فَدْخاً: شَدَخَهُ وَهُوَ رَطْبٌ. والفَدْخ: الْكَسْرُ. وفَدَخت الشَّيْءَ فَدْخًا: كسرته. فرخ: الفَرْخ: وَلَدُ الطَّائِرِ، هَذَا الأَصل، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ صَغِيرٍ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالشَّجَرِ وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَفرُخ وأَفراخ وأَفرِخَةٌ نَادِرَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ، كأَنَّها ... أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ مِنَ النِّغْرانِ وَالْكَثِيرُ فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ؛ قَالَ: مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا ... دَرادِقاً، وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا يَقُولُ: إِن هَؤُلَاءِ وإِن كَانُوا صِغَارًا فإِن أَكلهم أَكل الشُّيُوخِ. والأُنثى فَرْخَةٌ. وأَفْرَخَت الْبَيْضَةُ وَالطَّائِرَةُ وَفَرَّخَتْ، وَهِيَ مُفْرِخٌ ومُفَرِّخٌ: طَارَ لَهَا فَرْخ. وأَفرخ البيضُ: خَرَجَ فَرْخُهُ. وأَفرخ الطَّائِرُ: صَارَ ذَا فَرْخٍ؛ وفرَّخ كَذَلِكَ. واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ: اتَّخَذُوهَا لِلْفِرَاخِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَتاه قَوْمٌ فاستأْمروه فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَنَهَاهُمْ وَقَالَ: إِن تَفْعَلُوهُ فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه ؛ أَراد إِن تَقْتُلُوهُ تُهَيِّجُوا فِتْنَةً يَتَوَلَّى مِنْهَا شَيْءٌ كَثِيرٌ؛ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: أَرى فِتْنَةً هَاجَتْ وَبَاضَتْ وَفَرَّخَتْ، ... وَلَوْ تُركت طَارَتْ إِليها فراخُها قَالَ ابْنُ الأَثير: وَنُصِبَ بَيْضًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ دَلَّ الْفِعْلُ الْمَذْكُورُ عَلَيْهِ تَقْدِيرُهُ فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه، كَمَا تَقُولُ زَيْدًا أَضرب ضَرَبْتُ «1». أَي ضربت زيداً، فَحَذَفَ الأَول وإِلا فَلَا وَجْهَ لِصِحَّتِهِ بِدُونِ هَذَا التَّقْدِيرِ، لأَن الْفَاءَ الثَّانِيَةَ لَا بدَّ لَهَا مِنْ مَعْطُوفٍ عَلَيْهِ، وَلَا تَكُونُ لِجَوَابِ الشَّرْطِ لِكَوْنِ الأُولى كَذَلِكَ. وَيُقَالُ أَفرخت الْبَيْضَةُ إِذا خَلَتْ مِنَ الْفَرْخِ وأَفرختها أُمّها. وَفِي حَدِيثِ

_ (1). قوله [أضرب ضربت] كذا في نسخة المؤلف

عُمَرَ: يَا أَهل الشَّامِ، تَجَهَّزُوا لأَهل الْعِرَاقِ فإِن الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ أَي اتَّخَذَهُمْ مَقَرًّا وَمَسْكَنًا لَا يُفَارِقُهُمْ كَمَا يُلَازِمُ الطَّائِرُ مَوْضِعَ بَيْضِهِ وأَفراخه. وفَرْخُ الرأْسِ: الدماغُ عَلَى التَّشْبِيهِ كَمَا قِيلَ لَهُ الْعُصْفُورُ؛ قَالَ: وَنَحْنُ كشَفْنا عَنْ مُعاويةَ الَّتِي ... هِيَ الأُمُّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فِيهِ، لعامِرٍ، ... مُصَمَّمَةً، تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ يَعْنِي بِهِ الدِّمَاغَ. والفَرْخُ: مقدَّمُ دِمَاغِ الْفَرَسِ. والفَرْخُ: الزَّرْعُ إِذا تهيأَ للانشقاق بعد ما يطلُع؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَارَتْ لَهُ أَغصان؛ وَقَدْ فَرَّخَ وأَفرخ تَفْرِيخًا. اللَّيْثُ: الزَّرْعُ مَا دَامَ فِي البَذر فَهُوَ الْحَبُّ، فَإِذَا انْشَقَّ الْحَبُّ عَنِ الْوَرَقَةِ فَهُوَ الفَرْخ؛ فَإِذَا طَلَعَ رأْسه فَهُوَ الحَقْل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن بَيْعِ الفَرُّوخ بالمَكِيل مِنَ الطَّعَامِ ؛ قَالَ: الفَرُّوخ مِنَ السُّنْبُلِ مَا اسْتَبَانَتْ عَاقِبَتُهُ وَانْعَقَدَ حَبُّهُ وَهُوَ مِثلُ نَهْيِهِ عَنِ المُخاضَرة والمُحاقَلة. وأَفرخَ الأَمر وَفَرَّخَ: اسْتَبَانَتْ عَاقِبَتُهُ بَعْدَ اشْتِبَاهٍ. وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سِرَّهُمْ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلَّذِي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خَبَرَهُ لأَن إفراخَ الْبَيْضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُهُ. وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ: ذَهَبَ الفَزَع؛ يُقَالُ: لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي لِيَخْرُجْ عَنْكَ فَزَعُك كَمَا يَخْرُجُ الْفَرْخُ عَنِ الْبَيْضَةِ؛ وأَفْرِخْ رَوْعَك يَا فُلَانُ أَي سَكِّنْ جأْشَك. الأَزهري، أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم الْمُنْتَشِرَةِ فِي كَشْفِ الْكَرْبِ عِنْدَ الْمَخَاوِفِ عَنِ الْجَبَانِ قَوْلُهُمْ: أَفْرِخْ رَوْعَك؛ يَقُولُ: لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فَإِنَّ الأَمر لَيْسَ عَلَى مَا تُحَاذِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ: أَفْرِخْ رَوْعَكَ قَدْ وَلَّيْنَاكَ الْكُوفَةَ ؛ وَكَانَ يَخَافُ أَن يُوَلِّيَهَا غَيْرَهُ. وأَفْرَخَ فؤادُ الرَّجُلِ إِذَا خَرَجَ رَوْعُه وَانْكَشَفَ عَنْهُ الْفَزَعُ كَمَا تُفْرِخُ الْبَيْضَةُ إِذَا انْفَلَقَتْ عَنِ الْفَرْخِ فَخَرَجَ مِنْهَا؛ وأَصل الإِفراخ الِانْكِشَافُ مأْخوذ مِنْ إِفراخ الْبَيْضِ إِذا انْقَاضَ عَنِ الْفَرْخِ فَخَرَجَ مِنْهَا؛ قَالَ وَقَلَبَهُ ذُو الرُّمَّةِ لِمَعْرِفَتِهِ فِي الْمَعْنَى فَقَالَ: جَذْلانَ قَدْ أَفْرَخَتْ عَنْ رُوعِه الكُرَبُ قَالَ: والرَّوْعُ فِي الْفُؤَادِ كَالْفَرْخِ فِي الْبَيْضَةِ؛ وأَنشد: فَقُلْ لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً ... مِنَ الخَوْفِ: أَفرِخْ، أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه وَقَالَ أَبو عبيد: أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ لَهُ أَن يَسْكُنَ رَوْعُه وَيَذْهَبَ. وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وَكَذَلِكَ الشَّيْخُ الضَّعِيفُ. الأَزهري: وَيُقَالُ للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ، قَدْ فرَّخَ تَفْريخاً؛ وأَنشد: وَمَا رأَينا مِنْ مَعْشَرٍ يَنْتَخوا ... مِنْ شَنا إِلا فَرَّخُوا «2» . أَبُو مَنْصُورٍ: مَعْنَى فَرَّخُوا ضَعُفُوا كأَنهم فِرَاخٌ مِنْ ضَعْفِهِمْ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ذَلُّوا. الْهَوَازِنِيُّ: إِذَا سَمِعَ صَاحِبُ الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لَزِقَ بِهَا يُفْرِخُ فَرَخًا. وفَرِخَ الرَّجُلُ إِذا زَالَ فَزَعُهُ واطمأَن. والفَرِخُ: الْمُدَغْدِغُ مِنَ الرِّجَالِ. والفَرْخَة: السِّنَانُ الْعَرِيضُ. والفُرَيْخُ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: قَيْنٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُنْسَبُ إِلَيْهِ النِّصَالُ الفُرَيْخِيَّة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشاعر:

_ (2). قوله [وَمَا رَأَيْنَا مِنْ مَعْشَرٍ إلخ] كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف

ومَقْذوذَيْنِ مِنْ بَرْيِ الفُرَيْخِ وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ فُرَيخ قُرَيْشٍ، إِنما هُوَ عَلَى وَجْهِ الْمَدْحِ كَقَوْلِ الحُباب بْنُ الْمُنْذِرِ [أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ] وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ فُريخ قَوْمِهِ إِذَا كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ، وَصُغِّرَ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ فِي كَرَامَتِهِ. وفَرّوخ: مِنْ وَلَدِ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: يَا بَنِي فَرّوخ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَن فَرّوخ كَانَ مِنْ وَلَدِ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وُلِدَ بَعْدَ إِسحاق وَإِسْمَاعِيلَ وَكَثُرَ نَسْلُهُ وَنَمَا عَدَدُهُ فَوَلَدَ الْعَجَمَ الَّذِينَ هُمْ فِي وَسَطِ الْبِلَادِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ، ... وَلَوْ كَانَتْ خَنانيصاً صِغَارَا فَإِنَّهُ جَعَلَهُ أَعجميّاً فَلَمْ يَصْرِفْهُ لِمَكَانِ الْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ. فرسخ: الفَرْسَخُ: السُّكُونُ؛ وَقَالَتِ الْكِلَابِيَّةُ: فَرَاسِخُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَاتُهُمَا وأَوقاتهما؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يَعْرِفُونَ مَوَاقِيتَ الدَّهْرِ وَفَرَاسِخَ الأَيام؛ قَالَ: حَيْثُ يأْخذ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ، وَالْفَرْسَخُ مِنَ الْمَسَافَةِ الْمَعْلُومَةِ فِي الأَرض مأْخوذ مِنْهُ. وَالْفَرْسَخُ: ثَلَاثَةُ أَميال أَو سِتَّةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن صَاحِبَهُ إِذا مَشَى قَعَدَ وَاسْتَرَاحَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه سَكَنَ، وَهُوَ وَاحِدُ الْفَرَاسِخِ؛ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَن يُرْسَلَ عَلَيْكُمُ الشرُّ إِلَّا فَراسِخُ مِنْ ذَلِكَ ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَفِي رِوَايَةٍ: مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَن يُصَبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَراسِخَ إِلّا موتُ رجلٍ ، يَعْنِي عمرَ بنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَوْ قَدْ مَاتَ صُبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كُلُّ شيءٍ دَائِمٌ كَثِيرٌ لَا يَنْقَطِعُ فَرْسَخٌ. وَالْفَرْسَخُ: الرَّاحَةُ وَالْفُرْجَةُ؛ وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا فُرْجَةَ فِيهِ: فَرْسَخٌ، كأَنه عَلَى السَّلْبِ. وَانْتَظَرْتُكَ فَرْسَخًا مِنَ اللَّيْلِ أَو مِنَ النَّهَارِ أَي طَوِيلًا، وكأَن الْفَرْسَخَ أُخذ مِنْ هَذَا. وفَرْسَخَتْ عَنْهُ الحمَّى وتَفَرْسَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ: انْكَسَرَتْ وَبَعُدَتْ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الأَمراض. وَالْفَرْسَخُ: السَّاعَةُ مِنَ النَّهَارِ؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ: مَا مُطِرَ الناسُ مِنْ مَطَرٍ بَيْنَ نَوْأَيْنِ إِلا كَانَ بَيْنَهُمَا فَرْسَخٌ. قَالَ: وَالْفَرْسَخُ انْكِسَارُ الْبَرْدِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: أَعصبت السَّمَاءُ أَياماً بعَين مَا فِيهَا فَرْسَخٌ؛ والعَين: أَنْ يَدُومَ الْمَطَرُ أَياماً. وَقَوْلُهُ: مَا فِيهَا فَرْسَخٌ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهَا فُرْجَةٌ وَلَا إِقلاع. قَالَ: وإِذا احْتَبَسَ الْمَطَرُ اشتدَّ الْبَرْدُ فإِذا مُطِرَ النَّاسُ كَانَ لِلْبَرْدِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرْسَخٌ أَي سُكُونٌ، مِنْ قَوْلِكَ فَرْسَخَ عَنِّي الْمَرَضُ، وافْرَنْسَخَ أَي تَبَاعَدَ. فرضخ: الفِرْضاخُ: الْعَرِيضُ؛ يُقَالُ: فَرَسٌ فِرْضاخَةٌ وقَدم فِرْضاخَة وفِرْضاخٌ. والفِرْضاخُ: النَّخْلَةُ الْفَتِيَّةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. وَرَجُلٌ فَرِضَاخٌ: عَرِيضٌ غَلِيظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ فَرِضَاخٌ وامرأَة فرضاخِيَّة، وَالْيَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وامرأَة فِرْضَاخَةٌ: لَحِيمَة عَرِيضَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَن أُمه كَانَتْ فِرْضَاخَةً أَي ضَخْمَةً عَرِيضَةَ الثَّدْيَيْنِ. وَمِنْ أَسماء الْعَقْرَبِ: الفِرْضخ والشَّوْشَبُ وتَمْرَةُ، لَا ينصرف. فرفخ: الفَرْفَخُ والفَرْفَخَةُ: البَقْلة الْحَمْقَاءُ وَلَا تَنْبُتُ بِنَجْدٍ وَتُسَمَّى الرِّجْلَةُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَة: وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ودُسْتُهُم كَمَا يُداسُ الفَرْفَخُ، ... يُؤكلُ أَحْياناً، وحِيناً يُشْدَخُ فسخ: فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ: نَقَضَه فانتَقَض. وتفاسَخَت الأَقاويل: تَناقَضَت. والفَسْخُ:

زَوَالُ المَفْصِل عَنْ مَوْضِعِهِ. وفسختُ يدَه أَفسَخُها فَسْخًا، بِغَيْرِ أَلف، إِذا فَكَكْتَ مَفْصِله مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ. وفسخَ المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ: أَزاله عَنْ مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: وَقَعَ فُلَانٌ فَانْفَسَخَتْ قَدَمُهُ وَفَسَخْتُهُ أَنا وَتَفَسَّخَ عَنِ الْعَظْمِ وَتَفَسَّخَ الْجِلْدُ عَنِ الْعَظْمِ، وَلَا يُقَالُ إِلَّا لشَعر الْمَيْتَةِ وَجِلْدِهَا. وَتَفَسَّخَتِ الفأْرة فِي الْمَاءِ: تَقَطَّعَتْ. والفَسْخ: الضَّعِيفُ الَّذِي يَنْفَسِخُ عِنْدَ الشِّدَّةِ. وَاللَّحْمُ إِذا أَصَلَّ انفَسَخ، وانفَسَخَ اللحمُ وَتَفَسَّخَ: انخَضَدَ عَنْ وَهَنٍ أَو صُلُولٍ. وَتَفَسَّخَ الشَّعَرُ عَنِ الْجِلْدِ: زَالَ وَتَطَايَرَ، وَلَا يُقَالُ إِلّا لِشَعَرِ الْمَيْتَةِ. وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فَهُوَ فَسِخٌ: فَسَدَ. وفَسَخَه فَسْخاً: أَفسده: وَيُقَالُ: فَسَخْتُ البَيْعَ بَيْنَ البيِّعَين والنكاحَ فَانْفَسَخَ البيعُ والنكاحُ أَي نَقَضْتُهُ فَانْتَقَضَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ ، وَهُوَ أَن يَكُونَ نَوَى الْحَجَّ أَوَّلًا ثُمَّ يبطله وينقضه وَيَجْعَلُهُ عُمْرَةً وَيُحِلُّ ثُمَّ يَعُودُ يُحْرِمُ بِحَجَّةٍ، وَهُوَ التَّمَتُّعُ أَو قَرِيبٌ مِنْهُ. وَفِيهِ فَسْخ وفَسْخة إِذا كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ وَالْبَدَنِ. والفَسْخ: الَّذِي لَا يَظْفَرُ بِحَاجَتِهِ. وفسَخَ الشيءَ: فرَّقه. وأَفْسَخَ القرآنَ: نَسِيَهُ. وتفسَّخَ الرُّبَعُ تَحْتَ الحِمل الثَّقِيلِ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يُطِقْهُ. وفَسَخْتُ عَنِّي ثَوْبِي إِذا طرحته. فشخ: الفَشْخُ: اللَّطْمُ وَالصَّفْعُ فِي لَعِبِ الصِّبْيَانِ وَالْكَذِبُ فِيهِ؛ فشَخه يفشَخه فشْخاً. وفشَخَ الصِّبْيَانُ فِي لَعِبِهِمْ فشْخاً: كَذَبُوا فِيهِ وَظَلَمُوا. وفَنْشَخَ وفَشَخَ: أَعيا. فصخ: ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَصْخُ التَّغَابِي عَنِ الشَّيْءِ وأَنت تَعْلَمُهُ. يُقَالُ: فَصَخْتُ عَنْ ذَلِكَ الأَمر فصْخاً؛ وَيُقَالُ: فَصَخَ يَدَهُ وَفَسَخَهَا إِذا أَزال عَنْ مَفْصِلِهِ؛ حكَى الصادَ عَنْ أَبي الدُّقيش. أَبو حَاتِمٍ: فصَخَ النعامُ بِصَوْمِهِ إِذا رمى به. فضخ: الفضْخ: كَسْرُ كُلِّ شَيْءٍ أَجوف نَحْوَ الرأْس وَالْبِطِّيخِ؛ فَضَخَه يفْضَخُه فضْخاً وَافْتَضَخَهُ. وَفَضَخَ رأْسه: شَدَخَهُ. وانفَضَخَ سَنامُ الْبَعِيرِ: انْشَدَخَ. وأَفضَخ العنقودُ: حَانَ وَصَلَحَ أَن يُفْتَضَخَ ويُعْتَصر مَا فِيهِ. وفضَخ الرُّطَبة وَنَحْوَهَا مِنَ الرطْب يفضَخها فَضْخًا: شَدَخَهَا. والفَضِيخُ: عَصِيرُ العنَب، وَهُوَ أَيضاً شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ البُسر الْمَفْضُوخِ وَحْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَن تَمَسَّهُ النَّارُ، وَهُوَ الْمَشْدُوخُ. وفضَخْتُ الْبُسْرَ وافتَضَخْته؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضيخ فَفسَد يَقُولُ: لَمَّا طَلَعَ سُهَيْلٌ ذَهَبَ زَمَنُ الْبُسْرِ وأَرطب فكأَنه بَالَ فِيهِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْمَفْضُوخُ لَا الْفَضِيخُ؛ الْمَعْنَى: أَنه يُسْكِرُ شَارِبَهُ فَيَفْضَخُهُ. وَسُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْفَضِيخِ فَقَالَ: لَيْسَ بِالْفَضِيخِ وَلَكِنْ هُوَ الْفَضُوخُ، فَعُولٌ مِنَ الْفَضِيخَةِ، أَراد يُسْكِر شاربَه فيفضَخه، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْفَضِيخِ فِي الْحَدِيثِ. والمِفْضَخَة: حَجَرٌ يُفْضَخُ بِهِ الْبُسْرُ وَيُجَفَّفُ. وَالْمَفَاضِخُ: الأَواني الَّتِي يُنْبَذُ فِيهَا الْفَضِيخُ. وَكُلُّ شَيْءٍ اتسعَ وعَرُض، فَقَدِ انْفَضَخَ. وانفَضَخَت القُرْحة وغيرُها: انفَتَحَت وَانْعَصَرَتْ. وَدَلْوٌ مِفْضَخَةٌ: وَاسِعَةٌ؛ قَالَ: كأَنّ ظَهْرِي أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ، ... مِمَّا تَمطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخَهْ وَقَدْ قِيلَ فِي الدَّلْوِ: انْفَضَجَتْ، بِالْجِيمِ. وَانْفَضَخَ الْعَرَقُ. وَيُقَالُ: انْفَضَخَتِ الْعَيْنُ، بِالْخَاءِ، إِذا انفقأَت.

أَبو زَيْدٍ: فضَخْتُ عينَه فَضْخة وفقأْتها فَقْأً وَهُمَا وَاحِدٌ لِلْعَيْنِ وَالْبَطْنِ، وَكُلُّ وِعَاءٍ فِيهِ دُهْنٌ أَوْ شَرَابٌ .. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنه قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فسأَلت الْمِقْدَادَ أَن يسأَل النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِذا رأَيت الْمَذْيَ فتوضأْ وَاغْسِلْ مَذاكِيرَك، وإِذا رأَيت فَضْخَ الماءِ فَاغْتَسِلْ ؛ يُرِيدُ الْمَنِيَّ. وفَضْخُ الماءِ: دَفْقُه. وَانْفَضَخَ الدَّلْوُ إِذا دَفَقَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ: وَالدَّلْوُ يُقَالُ لَهَا المِفْضَخة. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قِيلَ لَهُ مَا الإِناء؟ فَقَالَ: حَيْثُ تَفْضَخ الدلوْ أَي تَدْفَقُ فَتَفِيضُ فِي الإِناء. وَيُقَالُ: بينَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ؛ وَهُوَ شِدَّةُ الْبُكَاءِ وَكَثْرَةُ الدَّمْعِ. وَالْقَارُورَةُ تَنْفَضِخُ إِذا تَكَسَّرَتْ فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا شَيْءٌ. وَالسِّقَاءُ يَنْفَضِخُ وَهُوَ مَلْآنُ فَيَنْشَقُّ وَيَسِيلُ مَا فِيهِ. أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ لِلَّبَنِ الَّذِي أُكثر مَاؤُهُ حَتَّى رَقَّ، هُوَ أَبيض مِثْلُ السَّمار؛ وَمِثْلُهُ الضَّيْح والخَضار والشِّجاج والفَضِيخُ والشُّهابة مِثْلُهُ، بِضَمِّ الشِّينِ، وَكَذَلِكَ البِراح وهُو المِزْرَح والدِّلاحُ والمَذْقُ، وَقِيلَ: هو الشُّهابُ. فقخ: فَقَخَه فَقْخاً: كَقَفَخَهُ، والله أَعلم. فلخ: شَمِرٌ: فَلَخْتُه وقَفَخْتُه إِذا أَوضَحتَه وسَلَعْته أَيضاً. والفَيْلَخ: أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ وَالْيَدِ السُّفْلَى مِنْهُمَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ودُرْنا كَمَا دارَتْ على القُطْبِ فَيْلَخُ. فلذخ: الفَلْذَخُ: اللَّوْزِينَج. فنخ: فَنَخَه يفنَخُه فَنْخاً وفُنوخاً: أَثخنه. وفَنَخَ رأْسَه بِالشَّيْءِ يفنَخه فَنْخاً عَلَى ذَلِكَ الْمِثَالِ: فتَّ عَظْمُهُ مِنْ غَيْرِ شِقٍّ يَبِينُ وَلَا إِدْماء، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبُكَ إِياه بِالْعَصَا، شَقَّهُ أَو لَمْ يَشُقَّهُ. والفَنْخ: الغلَبة وَالْقَهْرُ، وَقِيلَ: هُوَ أَقبح الذلِّ وَالْقَهْرِ، فَنَخه يَفنَخه فَنْخاً، وَهُوَ فَنَيخ، وفَنَّخه وتَفَنَّخه، قَالَ رؤْبة: لمَّا تَفَنَّخْنا بهنَّ المَجْدا وفَنَّخه الأَمر: قَهَرَهُ وَذَلَّلَهُ، وَكَذَلِكَ التَّفْنِيخُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، وَذَكَرَتْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: ففنَخ الكفَرة أَي أَذَلَّها وَقَهَرَهَا. وَالْفَنِيخُ: الرِّخو الضَّعِيفُ، وَقَالَتِ امرأَة: مَا لِي وَلِلشُّيُوخِ، يَمْشُونَ كَالْفُرُوخِ، والحَوْقَل الفَنِيخ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ أَيضاً: فَنِيخٌ. وَفِي حَدِيثِ المتعةِ: بُرْدُ هَذَا غَيْرُ مَفْنُوخٍ أَي غَيْرُ خَلَق وَلَا ضَعِيفٍ. يُقَالُ: فَنَخْت رأْسَه وفنَّخْتُه أَي شَدَخْتُهُ وَذَلَّلْتُهُ. وَرَجُلٌ مِفْنَخ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِذا كَانَ مِمَّنْ يُذِلُّ أَعداءه ويَشُج رأْسهم كَثِيرًا، قَالَ الْعَجَّاجُ: تاللَّه لَوْلَا أَن يحُشَّ الطُّبَّخُ ... بيَ الجحيمَ، حَيْثُ لَا مُسْتَصْرَخ لِعَلِمِ الأَقوامُ أَني مِفنَخ ... لِهامِهم، أَرُضُّه وأَنْقَخُ أَمَّ الصَّدَى عَنِ الصَّدَى وأَصمُخُ وفنَّختُه تَفْنِيخًا، وفنّخته أَي أَذللته. فنشخ: التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فَنْشَخَه فِنْشاخاً وَزَلْزَلَهُ زِلْزَالًا بِمَعْنًى واحد. فنقخ: التَّهْذِيبُ الْفَرَّاءُ: داهِيَةٌ فِنْقَخٌ؛ قَالَ الرَّاوِيُ: هَكَذَا أَسمعنيه الْمُنْذِرِيُّ فِي نَوَادِرِ الفراء. فوخ: فَاخَ الْمِسْكُ يَفُوخُ وَيفيخ فَوخاناً: سَطَعَ مِثْلُ فَاحَ. الْفَرَّاءُ: فَاحَتْ رِيحُهُ وَفَاخَتْ أَخذت بِنَفْسِهِ وَفَاحَتْ دُونَ ذَلِكَ. الأَصمعي: فَاخْتُ مِنْهُ رِيحٌ طَيِّبَةٌ تَفُوخُ وَتَفِيخُ مِثْلُ فَاحَتْ. وَفَاخَ الرَّجُلُ يَفُوخُ فَوْخاً

فصل القاف

وأَفاخ يُفيخ: خَرَجَتْ مِنْهُ رِيحٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْيَاءِ أَيضاً. وَفَاخَ الحَدَثُ نفسُه يَفُوخُ: صَوَّتَ. وَفَاخَتِ الرِّيحُ تَفُوخ إِذا كَانَ لَهَا صَوْتٌ. الْفَرَّاءُ: أَفَخْتُ الزِّق إِفاخَة إِذا فَتَحَتْ فَاهُ ليفُش رِيحَهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ أَفخت الزِّقَّ إِذا طَلَيْتَ دَاخِلَهُ بِرُبّ. وأَفِخْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي أَقم حَتَّى يَسْكُنَ حَرُّ النَّهَارِ ويَبْرُدَ، وَهُوَ أَيضاً مَذْكُورٌ فِي الْيَاءِ. وأَفاخ الإِنسان يُفيخ إِفَاخَةً؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ يُرِيدُ حَاجَةً فَاتَّبَعَهُ بَعْضُ أَصحابه فَقَالَ: تَنَحَّ عَنِّي فإِن كُلَّ بَائِلَةٍ يُفِيخ. الإِفاخَةُ الحدَث مِنْ خُرُوجِ الرِّيحِ خَاصَّةً؛ وَقَوْلُهُ بَائِلَةٌ أَي نَفْسُ بَائِلَةٍ. اللَّيْثُ: إِفاخَةُ الرِّيحِ بِالدُّبُرِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا جَعَلْتَ الْفِعْلَ لِلصَّوْتِ قُلْتَ فَاخَ يَفُوخُ. وَفَاخَتِ الرِّيحُ تَفُوخُ فَوْخًا إِذا كَانَ مَعَ هُبُوبِهَا صَوْتٌ. وأَما الْفَوْحُ، بِالْحَاءِ، فَمِنَ الرِّيحِ تَجِدُهَا لَا مِنَ الصَّوْتِ. وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: إِذا بَالَ الإِنسان أَو الدَّابَّةُ فَخَرَجَ مِنْهُ رِيحٌ، قِيلَ: أَفاخ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: ظَلَّ اللَّهازِمُ يَلْعَبون بِنِسْوَة ... بالجَوِّ، يومَ يُفِخْنَ بالأَبْوالِ وأَفاخ بِبَوْلِهِ إِذا اتَّسَعَ مَخْرَجُهُ؛ وأَفاخت النَّاقَةُ بِبَوْلِهَا وأَشاعَتْ وأَوْزَغَتْ؛ وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ أَيضاً. فيخ: الفَيْخة: السُّكُرُّجَة. وفَيَّخ العجينَ: جَعَلَهُ كالسُّكُرُّجة، وأَنشد اللَّيْثُ: ونَهِيدَةٍ فِي فَيْخةٍ معَ طِرْمَةٍ، ... أَهدَيْتُها لِفتًى أَراد الزَّغْبَدا التَّهْذِيبُ: والإِفاخة أَنْ يُسْقَط فِي يَدِهِ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَفاخَ وأَلْقَى الدرْعَ عَنْهُ، وَلَمْ أَكُنْ ... لأُلْقِيَ دِرْعِي عَنْ كَمِيٍّ أُقاتِلُه وأفاخَ الرجلُ: صُدَّ عَنْهُ فسُقِط فِي يَدِهِ. التَّهْذِيبُ: أَفاخ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِذا صَدَّ عَنْهُ، وأَنشد: أَفاخوا مِنْ رِماح الخَطِّ، لمَّا ... رأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وَفَاخَ الرَّجُلُ وأَفاخ يَفِيخُ أَي ضَرَطَ. وَقِيلَ: الإِفاخة الْحَدَثُ مَعَ خُرُوجِ الرِّيحِ خَاصَّةً. ابْنُ الأَعرابي: فَيْخة الْبَوْلِ اتِّسَاعُ مَخْرَجِهِ وَكَثْرَتُهُ. وَفَاخَتِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةِ تَفيخ فَيْخاً وَفَيْخَانًا: كَفَاحَتْ. وفَيخة الْحَرِّ: شِدَّتُهُ وغُلَواؤُه. وَفَاخَ الْحَرُّ: سَكَنَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا سَكَنَ بعدُ، وأَفِخْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي أَقم حَتَّى يَسْكُنَ حَرُّ النَّهَارِ وَيَبْرُدَ. وَفَيْخة النَّبَاتِ: الْتِفَافُهُ وَكَثْرَتُهُ. والفَيْخ: الِانْتِشَارُ كَالْفِيحِ، عَنْ كُراع، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. فصل القاف قفخ: قَفَخَ الشيءَ قَفْخاً وَقَفَاخًا: ضَرَبَهُ، وَلَا يَكُونُ القَفْخ إِلَّا عَلَى شَيْءٍ صُلب أَو عَلَى شَيْءٍ أَجوف أَو عَلَى الرأْس، فإِن ضَرَبَهُ عَلَى شَيْءٍ مُصْمَتٍ يَابِسٍ قَالَ: صَفَقْتُهُ وَصَقَعْتُهُ. وَقَفَخَ رأْسه بِالْعَصَا يَقْفَخه قَفْخًا كَذَلِكَ. الأَصمعي: قفَخت الرَّجُلَ أَقفخه قَفْخًا إِذا صَكَكْتَهُ عَلَى رأْسه بِالْعَصَا. وَالْقَفْخُ أَيضاً: كَسْرُ الشَّيْءِ عَرَضًا. اللَّيْثُ: الْقَفْخُ كَسْرُ الرأْس شَدْخًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا كَسَرْتَ العَرْمَض عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ قُلْتَ: قَفَخْتُهُ قَفْخًا؛ وأَنشد: قَفْخاً عَلَى الْهَامِ وبَجًّا وخْضا وقفخَ العرمضَ قفْخاً: كَسَرَهُ عن وَجْهِ الْمَاءِ. وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الصَّقْعَ القَفْخَ. والقَفيخة: طَعَامٌ يُصْنَعُ مِنْ إِهَالَةٍ وَتَمْرٍ يُصبّ عَلَى حَشِيشَةٍ. والقُفَّاخ: المرأَة الْحَسَنَةُ الْحَادِرَةُ.

فصل الكاف

والقَفْخة: الْبَقَرَةُ الْمُسْتَحْرِمَةُ. وأَقْفَخَتِ البقرةُ: اسْتَحْرَمَتْ، وَكَذَلِكَ الذِّئْبُ. يُقَالُ: أَقْفَخَت أَرخُهم أَي اسْتَحْرَمَتْ بَقَرتُهم، وَكَذَلِكَ الذِّئْبَةُ إِذا أَرادت السفاد. قلخ: القَلْخ: الضَّرْبُ بِالْيَابِسِ عَلَى الْيَابِسِ. والقَلْخ والقَلِيخُ: شدَّة الهَدير؛ وأَنشد: قَلخ الهَديرِ مِرْجَس رعَّاد وقَلَخَ البعيرُ هَدِيرَهُ يقلَخه قلْخاً وَهُوَ قلَّاخ: قطَّعه؛ وَقِيلَ: قلَخ يقلَخُ قلْخاً وقُلاخاً وقَليخاً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ قَلَّاخ وقُلَّاخ: جَعَلَ يَهْدِرُ هَدْرًا كأَنه يَقْلَعُهُ مِنْ جَوْفِهِ؛ وَقِيلَ: قلْخُه أَوَّل هَدِيرِهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَكثر الأَصوات بُنِيَ عَلَى فَعِيلٍ مِثْلُ هَدَرَ هَدِيرًا وَصَهَلَ صَهِيلًا وَنَبَحَ نَبِيحًا وَقَلَخَ قَلِيخًا. والقَلْخ: الْحِمَارُ المُسِنّ. والقَلْخ والقُلاخ: الضَّخْمُ الهامَة. وقَلَّخَه بالسَّوطِ تَقْلِيخًا: ضَرَبَهُ. وَيُقَالُ لِلْفَحْلِ عِنْدَ الضِّرَابِ: قَلَخْ قَلَخْ مَجْزُومٌ. وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ الْمُسِنِّ: قلْخ وقلْح، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: أَيحكُمُ فِي أَموالنا وَدِمَائِنَا ... قُدَامَة قَلْخُ العَيرِ، عَيرِ ابنِ جَحْجَب؟ الأَصمعي: الْفَحْلُ مِنَ الإِبل إِذا هَدَرَ فَجَعَلَ كأَنه يُقْلِعُ الْهَدِيرَ قَلْعًا، قِيلَ: قلَخَ يقلَخُ قَلْخًا؛ وأَنشد الأَصمعي: قَلْخَ الفحولِ الصِّيدِ فِي أَشوالها والقُلاخ، بِالضَّمِّ: اسْمُ شَاعِرٍ، وَهُوَ قُلَاخُ بْنُ حَزْنٍ السَّعْدِيُّ؛ وَهُوَ الْقَائِلُ: أَنا القُلاخُ فِي بُغَائِي مِقْسَماً، ... أَقسَمْتُ لَا أَسأَمُ حَتَّى يسأَما والقُلاخ بْنُ جَنَاب بْنِ جَلَا الرَّاجِزُ، شُبِّهَ بِالْفَحْلِ فَلُقِّبَ بِالْقُلَاخِ؛ وَهُوَ الْقَائِلُ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلَا، ... أَبو خَناثيرَ، أَقودُ الجَمَلا أَراد: إِني مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ. وَكُلُّ مَنْ قَادَ الجَمَل فإِنه يَرَى مِنْ كُلِّ مَكَانٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ لَيْسَ هُوَ الْقُلَاخَ بْنَ حَزْنٍ كَمَا ذَكَرَ، وَإِنَّمَا هُوَ الْقُلَاخُ الْعَنْبَرِيُّ، ومِقْسَم غُلَامُ الْقُلَاخِ هَذَا الْعَنْبَرِيِّ، وَكَانَ قَدْ هَرَبَ فَخَرَجَ فِي طَلَبِهِ فَنَزَلَ بِقَوْمٍ فَقَالُوا: مَنْ أَنت؟ قَالَ: أَنا الْقُلَاخُ جئتُ أَبْغِي مِقْسَما قمخ: الأَصمعي: أَقْمَخَ بأَنفه إِقْماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شَمَخَ بأَنفه وتكبر. قنفخ: القَنْفَخُ: ضَرْبٌ مِنَ النبت، والله أَعلم. قوخ: قاخَ جوفُ الإِنسان قَوْخاً وقَخاً، مَقْلُوبٌ: فَسَدَ مِنْ دَاءٍ. وَلَيْلَةٌ قاخٌ: مُظْلِمَةٌ سَوْدَاءُ؛ وأَنشد: كَمْ لَيْلَةٍ طَخياءَ قَاخًا حِنْدِسا، ... تَرى النجومَ مِنْ دُجاها طُمَّسا وَلَيْسَ نَهَارٌ قَاخٌ كذلك: عن كراع. فصل الكاف كخخ: كَخَّ يَكِخُّ كَخًّا وكَخِيخاً: نامَ فَغَطَّ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: أَكل الْحَسَنُ أَو الْحُسَيْنُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، تَمْرَةً مِنَ الصَّدَقَةِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: كِخْ كِخْ، أَما عَلِمْتَ أَنَّا أَهلُ بَيْتٍ لَا تحلُّ لنا الصدقة ؟ كرخ: الكَرْخُ: سُوقٌ بِبَغْدَادَ، نَبَطِيَّةٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كَرْخ بغير تعريف وأُكَيْراخُ مَوْضِعٌ آخَرُ فِي السَّوَادِ.

والكُراخيَّةُ: الشُّقَّة مِنَ الْبَوَارِي. وَفِي التَّهْذِيبِ: الكَراخة والكارِخُ الرَّجُلُ الَّذِي يَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرض، سَوَادِيَّةٌ. والكارِخَة: الحَلق أَو شَيْءٌ مِنْهُ، وَقَدْ قِيلَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. كشخ: الكَشْخانُ: الدَّيُّوث، وَهُوَ دَخِيلٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَيُقَالُ لِلشَّاتِمِ: لَا تَكْشِخْ فُلَانًا؛ قَالَ اللَّيْثُ: الْكَشْخَانُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، فإِن أُعرب قِيلَ كِشْخَانُ عَلَى فِعلال. قَالَ الأَزهري: إِنْ كَانَ الْكَشْخُ صَحِيحًا فَهُوَ حَرْفٌ ثُلَاثِيٌّ، وَيَجُوزُ أَن يُقَالَ فُلَانٌ كَشْخان عَلَى فَعلان، وإِن جُعِلَتِ النُّونُ أَصلية فَهُوَ رُبَاعِيٌّ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَرَبِيًّا لأَنه يَكُونُ عَلَى مِثَالِ فَعْلَالَ، وَفَعْلَالُ لَا يَكُونُ فِي غَيْرِ الْمُضَاعَفِ، فَهُوَ بِنَاءٌ عَقِيمٌ فَافْهَمْهُ. وَالْكَشْخَنَةُ: مولَّدة لَيْسَتْ عَرَبِيَّةً. كشمخ: الكَشْمَخَة والكُشْمَخة: بَقْلَةٌ تكون في رمال بني سَعْدٍ تُؤْكَلُ طَيِّبَةً رَخْصَةً؛ قَالَ الأَزهري أَقَمْتُ فِي رِمَالِ بَنِي سَعْدٍ فَمَا رأَيت كَشْمَخة وَلَا سَمِعْتُ بِهَا، قَالَ: وأَحسبها نَبَطِيَّةً وَمَا أُراها عَرَبِيَّةً. وَذَكَرَ الدَّيْنَوَرِيُّ الْكَشْمَخَةَ وَفَسَّرَهَا كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: وَهِيَ المُلَّاحُ وأَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ المُلَّاح الكُشْمَلَخَ، والله أَعلم. كشملخ: الكُشْمَلَخُ بِصرية: المُلَّاحُ، حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وأَحسبها نَبَطِيَّةً، قَالَ: وأَخبرني بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ أَن الكُشْمَلَخ اليَنَمَةُ. كفخ: الكَفْخَة: الزُّبْدَةُ الْمُجْتَمِعَةُ الْبَيْضَاءُ مِنْ أَجود الزُّبْدِ؛ قَالَ: لَهَا كَفْخَةٌ بَيْضا تَلُوحُ كأَنها ... تَرِيكَةُ قَفْرٍ، أُهْدِيَتْ لأَمير قَالَ أَبو تُرَابٍ: كَفَخَه كَفْخاً إِذا ضربه. كمخ: أَقْمَخَ بأَنْفه إِقماخاً وأَكْمخ إِكماخاً إِذا شمَخ بأَنفه وَتَكَبَّرَ. وكمَخه بِاللِّجَامِ: قَدَعه. وَقِيلَ: الإِكماخ رَفْعُ الرأْس تَكَبُّرًا؛ وَقِيلَ: الإِكماخ جُلُوسُ الْمُتَعَظِّمِ فِي نَفْسِهِ؛ أَكمخ إِكماخاً. حَكَى أَبو الدُّقَيْشِ: فَلَبِسَ كِسَاءً لَهُ ثُمَّ جَلَسَ جُلُوسَ الْعَرُوسِ عَلَى المنَصَّة وَقَالَ: هَكَذَا يكْمَخون مِنَ البأْو وَالْعَظَمَةِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الكُماخ الكبرُ والتعظم؛ وَقَوْلُهُ: إِذا ازدَهاهُم يَوْمُ هَيْجا، أَكْمَخوا ... بأْواً، ومَدَّتْهمْ جبالٌ شُمَّخ قِيلَ: مَعْنَاهُ عَمَّرُوا وَزَادُوا، وَقِيلَ: تَرَادُّوا. ومَلِكٌ كَيْمَخ: رَفَعَ رأْسه تَكَبُّرًا. وَفِي الصِّحَاحِ: كَمَخَ بأَنفه تَكَبَّرَ. وأَكْمَخَ الْكَرْمُ: بَدَتْ زَمَعاته، وَذَلِكَ حِينَ يَتَحَرَّكُ للإِيراق؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والكَمْخ: السلْح. وكَمَخ البعيرُ بسَلْحه يكمَخُ كَمْخاً إِذا أَخرجه رَقِيقًا. والكامَخُ: نَوْعٌ مِنَ الأُدْم مُعَرَّبٌ، وَقُرِّبَ إِلَى أَعرابيّ خُبْزٌ وكامَخٌ فَلَمْ يَعْرِفْهُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: كامَخٌ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنه كامَخٌ وَلَكِنْ أَيُّكم كمَخَ بِهِ؟ يُرِيدُ سلَح به. كوخ: ليلةٌ كاخٌ: مُظْلِمَةٌ. وَيُقَالُ لِلْبَيْتِ المسنَّم: كُوخٌ، وَهُوَ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. والكُوخ، بِالضَّمِّ: بَيْتٌ مِنْ قَصَبٍ بِلَا كَوَّةٍ، وَالْجَمْعُ الأَكْواخ. الأَزهري: الكُوخ وَالْكَاخُ دَخِيلَانِ فِي الْعَرَبِيَّةِ. والكُوخ: كُلُّ مَوْضِعٍ يَتَّخِذُهُ الزَّارِعُ عَلَى زَرْعِهِ وَيَكُونُ فِيهِ يَحْفَظُ زُرُوعَهُ، وَكَذَلِكَ النَّاطُورُ يَتَّخِذُهُ يَحْفَظُ مَا فِي الْبُسْتَانِ، وأَهل مَرْوَ يَقُولُونَ كاخٌ لِلْقَصْرِ الَّذِي يُتَّخَذُ فِي البستان والمواضع.

فصل اللام

فصل اللام لبخ: اللبْخُ الِاحْتِيَالُ للأَخذ. واللبْخ: الضَّرْبُ وَالْقَتْلُ. واللُّبوخ: كَثْرَةُ اللَّحْمِ فِي الْجَسَدِ. رَجُلٌ لَبيخٌ وامرأَة لُباخيَّة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ ضَخْمَةُ الرَّبلة تامَّة كأَنها مَنْسُوبَةٌ إِلى اللُّباخ. وَيُقَالُ للمرأَة الطَّوِيلَةِ الْعَظِيمَةِ الْجِسْمِ: خرْباقٌ ولُباخيَّة. واللّبَاخ: اللِّطَامُ وَالضِّرَابُ. واللبَخَة: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ مِثْلُ الأَثابَة أَو أَعظم، وَرَقُهَا شَبِيهٌ بِوَرَقِ الْجَوْزِ، وَلَهَا أَيضاً جَنًى كجَنى الحَماطِ مُرٌّ إِذا أُكل أَعطش، وإِذا شُرِبَ عَلَيْهِ الماءُ نَفَخَ الْبَطْنَ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وأَنشد: مَن يَشْرَبُ الماءَ، ويأْكل اللَّبخْ، ... تَرِمْ عروقُ بطنِه ويَنتَفِخْ قَالَ: وَهُوَ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ؛ قَالَ: وأَخبرني العالِم بِهِ أَن بانْصنا مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ، وَهِيَ مَدِينَةُ السَّحَرَةِ فِي الدَّوْرِ، الشَّجَرَةُ بَعْدَ الشَّجَرَةِ تُسَمَّى اللَّبَخَ؛ قَالَ: وَهُوَ بِالْفَتْحِ؛ قَالَ: وَهُوَ شَجَرٌ عِظَامٌ أَمْثَالُ الدُّلْب وَلَهُ ثَمَرٌ أَخضر يُشْبِهُ التَّمْرَ حُلْوٌ جِدًّا، إِلا أَنه كَرِيهٌ وَهُوَ جَيِّدٌ لِوَجَعِ الأَضراس، وإِذا نُشِرَ شَجَرُهُ أَرعف نَاشِرَهُ؛ قَالَ: وَيُنْشَرُ أَلواحاً فَيَبْلُغُ اللَّوْحُ مِنْهَا خَمْسِينَ دِينَارًا، يَجْعَلُهُ أَصْحَابُ الْمَرَاكِبِ فِي بناءِ السُّفُنِ، وَزُعِمَ أَنه إِذا ضُمَّ مِنْهُ لَوْحَانِ ضَمًّا شَدِيدًا وَجُعِلَا فِي الْمَاءِ سَنَةً الْتَحَمَا فَصَارَا لَوْحًا وَاحِدًا، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي التَّهْذِيبِ أَن يُجْعَلَا فِي الماءِ سَنَةً وَلَا أَقل وَلَا أَكثر؛ وَهَذِهِ الشَّجَرَةُ رأَيتها أَنا بِجَزِيرَةِ مِصْرَ وَهِيَ مِنْ كِبَارِ الشَّجَرِ، وأَعجب مَا فِيهَا أَن قَوْمًا زَعَمُوا أَن هَذِهِ الشَّجَرَةَ كَانَتْ تَقتل فِي بِلَادِ الْفُرْسِ، فَلَمَّا نُقِلَتْ إِلَى مِصْرَ صَارَتْ تُؤْكَلُ وَلَا تَضُرُّ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْبَيْطَارِ الْعَشَّابُ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ. واللَّبيخة: نَافِجَةُ الْمِسْكِ. وتَلبَّخ بِالْمِسْكِ: تَطَيَّبَ بِهِ؛ كِلَاهُمَا عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: هَداني إِليها ريحُ مسكٍ تَلَبَّخَتْ ... بِهِ فِي دُخانِ المَنْدَليّ المُقَصَّدِ لتخ: اللتْخُ: لُغَةٌ فِي اللَّطْخِ. وَتَلَتَّخَ: كَتَلَطَّخَ. وَرَجُلٌ لَتِخَة: دَاهِيَةٌ مُنْكَرٌ، هَكَذَا حَكَاهُ كُرَاعٍ، وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ هَذَا الْمِثَالَ فِي الصِّفَاتِ. واللَّتْخان: الْجَائِعُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ الْحَاءُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. اللَّيْثُ: اللتْخ الشَّقُّ؛ يُقَالُ: لَتَخه بِالسَّوْطِ أَي سَحَلَهُ وقشر جلده. لخخ: لَخِخَتْ عَيْنُهُ ولَحِحَتْ إِذا الْتَزَقَتْ مِنَ الرَّمْصِ. ولَخَّتْ عَيْنُهُ تَلِخُّ لَخًّا ولَخيخاً: كَثُرَتْ دُمُوعُهَا وَغَلُظَتْ أَجفانها؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا خيرَ فِي الشَّيْخِ إِذا مَا اجلَخَّا، ... وَسَالَ غَرب عَيْنِهِ فَلَخَّا أَي رَمِصَ. واللَّخَّة: الأَنف؛ قَالَ: حَتَّى إِذا قالتْ لَهُ: إِيه إِيهْ ... وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنّيه تُغَنِّيهِ: أَراد تُغَنِّنُه مِنَ الْغُنَّةِ. وَوَادٍ لاخٌّ وملْتَخٌّ: كَثِيرُ الشَّجَرِ مؤْتَشب. قَالَ الأَزهري: وَرُوِّينَا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قِصَّةَ إِسْمَاعِيلَ وأُمِّه هاجر وإِسكان إِبراهيم إِياه فِي الْحَرَمِ، قَالَ: وَالْوَادِي يَوْمَئِذٍ لاحٌّ، قَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ إِنما هُوَ لاخٌ، خَفِيفٌ، أَي معوجُّ الْفَمِ ذَهَبَ بِهِ إِلى الإِلخاءِ «3». وَاللَّخْوَاءِ، وَهُوَ المعوجُّ الْفَمِ؛ قَالَ الأَزهري: والرواية لاخٌّ، بالتشديد.

_ (3). قوله [إلى الإلخاء إلخ] في شرح القاموس: ذهب في أخذه من الألخى، هكذا عندنا بالنسخة بالألف المقصورة، والذي في الأمهات من الإلخاء إلخ انتهى والظاهر أنه بالألف المقصورة على أفعل بدليل اللخواء ولقوله وهو المعوج إلخ

رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: جَوْفٌ لَاخٌّ أَي عَمِيقٌ؛ قَالَ: وَالْجَوْفُ الْوَادِي، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: الْوَادِي لَاخٌّ أَي مُتَضَايِقٌ مُتَلَاخٌّ لِكَثْرَةِ شَجَرِهِ وَقِلَّةِ عِمَارَتِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَثبته ابْنُ مَعِينٍ بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ وَقَالَ: مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدَ صحَّف فإِنه يُرْوَى بالحاءِ الْمُهْمَلَةِ. وَسَكْرَانُ مُلْتخٌّ ومُلْطخٌّ أَي مُخْتَلِطٌ لَا يَفْهَمُ شَيْئًا لِاخْتِلَاطِ عَقْلِهِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ التَخَّ عَلَيْهِمْ أَمرُهم أَي اخْتَلَطَ. فأَما قَوْلُهُمْ مُلْطخٌّ فَغَيْرُ مأْخوذ بِهِ لأَنه لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سَكْرَانُ مُلْتَخٌّ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ ملطَخٌّ، وَلَا يُقَالُ سَكْرَانُ مُتَلَطِّخٌ، قَالَ الأَصمعي: هُوَ مأْخوذ مِنْ وَادٍ لَاخٍّ إِذا كَانَ مُلْتَفًّا بِالشَّجَرِ. والتَخَّ العُشب: التَفَّ. واللَّخْلَخانيَّةُ: الْعُجْمَةُ فِي الْمَنْطِقِ؛ رَجُلٌ لَخْلَخانيٌّ وامرأَة لَخْلَخَانِيَّةٌ إِذا كَانَا لَا يُفْصِحَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَتانا رَجُلٌ فِيهِ لَخْلَخانيَّة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: اللَّخْلَخَانِيَّةُ العُجمة؛ قَالَ الْبَعِيثُ: سيترُكُها، إِن سلَّم اللَّهُ جارَها، ... بَنُو اللَّخْلَخانيَّات، وهْي رُتُوع وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَيّ النَّاسِ أَفصح؟ فَقَالَ رَجُلٌ: قَوْمٌ ارْتَفَعُوا عَنْ لَخْلَخانيَّة الْعِرَاقِ ، قَالَ: وَهِيَ اللُّكْنَةُ فِي الْكَلَامِ وَالْعُجْمَةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى لَخْلَخان وَهِيَ قَبِيلَةٌ؛ وَقِيلَ: مَوْضِعٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كُنَّا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا فأَتى رَجُلٌ فِيهِ لَخْلَخانيَّة. واللَّخْلَخَة: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ؛ وَقَدْ لخلخه. لطخ: لَطَّخَهُ بِالشَّيْءِ يَلْطَخه لَطْخًا ولطَّخه، ولطختُ فُلَانًا بأَمر قَبِيحٍ: رَمَيْتُهُ بِهِ. وتلطَّخ فُلَانٌ بأَمر قَبِيحٍ: تَدَنَّسَ، وَهُوَ أَعم مِنَ الطَّلْخ. واللُّطاخَة: بَقِيَّةُ اللَّطْخ. وَرَجُلٌ لَطِخٌ: قَذِرُ الأَكل. ولَطَخَه بشرٍّ يلطَخُه لطْخاً أَي لوَّثه بِهِ فتلوَّث وَتَلَطَّخَ بِهِ فِعْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ: تركتْني حَتَّى تلطَّخْت أَي تَنَجَّسْتُ وَتَقَذَّرْتُ بِالْجِمَاعِ. يُقَالُ: رَجُلٌ لَطِخ أَي قَذِرٌ، وَرِجْلٌ لُطَخَة: أَحمق لَا خَيْرَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ لطَخات. واللَّطخ: كُلُّ شيءٍ لُطِّخ بِغَيْرِ لَوْنِهِ. وَفِي السَّمَاءِ لَطْخٌ مِنْ سَحَابٍ أَي قَلِيلٌ. وَسَمِعْتُ لَطْخاً مِنْ خَبَرٍ أَي يَسِيرًا. وَيُقَالُ: اغنُوا عَنَّا لَطْختكم. لفخ: لَفَخَه عَلَى رأْسه وَفِي رأْسه يلْفَخه لفْخاً، وَهُوَ ضَرْبُ جَمِيعِ الرأْس؛ وَقِيلَ: هُوَ كالقَفْح، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ضَرْبَ الرأْس بِالْعَصَا. ولفَخَه الْبَعِيرُ يلفَخُه لفْخاً عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ: رَكْضَهُ بِرِجْلِهِ مِنْ ورائه. لمخ: اللِّماخ: اللِّطَامُ. ولَمَخ يلمَخ لَمْخاً: لَطَم. ولامَخَه لِمَاخًا: لَاطَمَهُ؛ وأَنشد: فَأَوْرَخَتْه أَيَّما إِيرَاخِ، ... قَبْلَ لِمَاخٍ أَيَّما لِمَاخ ولَمَخه: لطَمه. وَيُقَالُ: لامَخه ولاخَمَه أَي لاطمه. لوخ: وادٍ لاخٌ: عَمِيقٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن أَلفه وَاوٌ لأَن الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنْهَا لَامًا. التَّهْذِيبُ: وأَودية لاخَةٌ، قَالَ: وأَصله لاخٌ ثُمَّ نُقِلَتْ إِلَى بَنَاتِ الثَّلَاثَةِ فَقِيلَ: لائخٌ، ثُمَّ نُقِصَتْ مِنْهُ عَيْنُ الْفِعْلِ؛ قَالَ: وَمَعْنَاهُ السِّعَةُ وَالِاعْوِجَاجُ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَادٍ لَاخٌّ، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ الْمُتَضَايِقُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِ الْمُضَاعَفِ.

فصل الميم

فصل الميم متخ: مَتَخَ الشَّيْءَ يَمْتَخُه ويَمْتُخُه مَتْخاً: انْتَزَعَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ. وَمَتَخَ بِالدَّلْوِ: جَبَذَهَا. والمتْخ: الِارْتِفَاعُ؛ متَخْتُه: رَفَعْتُهُ. ومَتَخ: رَفَعَ. ومَتَخ المرأَة يمتَخها متْخاً: نَكَحَهَا. ومتَخ الجرادُ إِذا رزَّ ذنَبه فِي الأَرض. ومتَخَتِ الْجَرَادَةُ: غَرَزَتْ ذَنَبَهَا لِتَبِيضَ. ومتَخ الْخَمْسِينَ: قَارَبَهَا، والحاءُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ، وَقَدْ تقدم. مخخ: المُخُّ: نِقْيُ الْعَظْمِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: نِقْيُ عِظَامِ الْقَصَبِ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: المُخُّ مَا أُخرج مِنْ عَظْمٍ، وَالْجَمْعُ مَخَخة وَمِخَاخٌ، والمُخَّة: الطَّائِفَةُ مِنْهُ، وَإِذَا قُلْتَ مُخَّة فَجَمْعُهَا المُخُّ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: هُوَ أَسمح مِنْ مُخَّة الوبَر أَي أَسهل، وَقَالُوا: اندَرَع اندِراعَ المُخَّة وَانْقَصَفَ انْقِصَافَ البَرْوَقَة فَانْدَرَعَ، يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَانْقَصَفَ: انْكَسَرَ بِنِصْفَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ فِي رِوَايَةٍ: فجاءَ يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجَافًا مِخاخُهنّ قَلِيلٌ ؛ الْمِخَاخُ جَمْعُ مُخ مِثْلُ حِباب وحُب وَكِمَامٍ وَكُمٍّ، وإِنما لَمْ يَقُلْ قَلِيلَةٌ لأَنه أَراد أَن مخاخَهن شَيْءٌ قَلِيلٌ. وتَمَخَّخ العظمَ وامْتَخخَه وتَمَكَّكه ومَخْمَخَه: أَخرج مُخَّهُ. والمُخاخَة: مَا تُمُصِّص مِنْهُ. وَعَظْمٌ مَخيخ: ذُو مُخٍّ؛ وَشَاةٌ مَخيخة وَنَاقَةٌ مَخِيخَةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: باتَ يُماشي قُلُصاً مَخائِخا وأَمَخَّ العظمُ: صَارَ فِيهِ مُخّ؛ وَفِي الْمَثَلِ: شَرٌّ مَا يُجِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ. وأَمَخَّتِ الدَّابَّةُ وَالشَّاةُ: سَمِنت. وأَمَخَّت الإِبل أَيضاً: سَمِنَت؛ وَقِيلَ: هُوَ أَوّل السِّمَن فِي الإِقبال وَآخِرُ الشَّحْمِ فِي الهُزال. وَفِي الْمَثَلِ: بَيْنَ المُمِخَّة والعَجْفاءِ. وأَمَخَّ الْعُودُ: ابتَلَّ وَجَرَى فِيهِ الماءُ، وأَصل ذَلِكَ فِي الْعَظْمِ. وأَمَخَّ حَبُّ الزَّرْعُ: جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ، وأَصل ذَلِكَ الْعَظْمُ. وَالْمُخُّ: الدِّمَاغُ؛ قَالَ: فَلَا يَسْرقُ الكلْبُ السَّرُوقُ نِعالَنا، ... وَلَا نَنْتَقي المُخَّ الَّذِي فِي الجَماجم وَيُرْوَى السَّرُوُّ وَهُوَ فَعُولٌ مِنَ السُّرى، وَصَفَ بِهَذَا قَوْمًا فَذَكَرَ أَنهم لَا يَلْبَسُونَ مِنَ النِّعَالِ إِلا الْمَدْبُوغَةَ وَالْكَلْبُ لَا يأْكلها، وَلَا يَسْتَخْرِجُونَ مَا فِي الْجَمَاجِمِ لأَن الْعَرَبَ تُعَيِّرُ بأَكل الدِّمَاغِ كأَنه عِنْدَهُمْ شَرَهٌ ونَهَم. ومُخُّ الْعَيْنِ: شَحْمَتُهَا، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الشِّعْرِ. التَّهْذِيبِ: وَشَحْمُ الْعَيْنِ قَدْ سُمِّيَ مُخًّا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامى أَو عَيْن وَمُخُّ كُلِّ شَيْءٍ: خَالِصُهُ. وَغَيْرُهُ يُقَالُ: هَذَا مِنْ نُخّ قَلْبي ونُخاخة قَلْبِي وَمِنْ مُخَّة قَلْبِي وَمِنْ مُخِّ قَلْبِي أَي مِنْ صَافِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الدعاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ ؛ مُخُّ الشَّيْءِ: خَالِصُهُ، وإِنما كَانَ مُخّاً لأَمرين: أَحدهما أَنه امْتِثَالُ أَمر اللَّهِ تَعَالَى حَيْثُ قَالَ ادْعُونِي فَهُوَ مَحْضُ الْعِبَادَةِ وَخَالِصُهَا، الثَّانِي أَنه إِذا رأَى نَجَاحَ الأُمور مِنَ اللَّهِ قَطَعَ أَمله عَنْ سِوَاهُ وَدَعَاهُ لِحَاجَتِهِ وَحْدَهُ، وَهَذَا هُوَ أَصل الْعِبَادَةِ ولأَن الْغَرَضَ مِنَ الْعِبَادَةِ الثَّوَابُ عَلَيْهَا وَهُوَ الْمَطْلُوبُ بالدعاءِ. وأَمْرٌ مُمِخٌّ إِذا كَانَ طَائِلًا مِنَ الأُمور. وإِبل مَخَائِخُ إِذا كَانَتْ خِيَارًا. أَبو زَيْدٍ؛ جاءَته مُخَّة مِنَ النَّاسِ أَي نُخْبَتُهُمْ؛ وأَنشد أَبو عمرو: أَمسى حَبيبٌ كالفُرَيجِ رائِخا، ... يَقُولُ: هَذَا الشرُّ لَيْسَ بَائِخَا، بَاتَ يُمَاشِي قُلُصًا مَخَائِخَا

وَنَعْجَةٌ فَريج إِذا وَلَدَتْ فانْفَرج وَرِكاها. وَالرَّائِخُ: الْمُسْتَرْخِي. وَالْمُخُّ: فَرَسُ الْغُرَابِ بْنِ سالم. مدخ: المَدْخُ: العظَمة. وَرَجُلٌ مادخٌ ومَدِيخ: عَظِيمٌ عَزِيزٌ؛ وَرُوِيَ بَيْتَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة الْهُذَلِيُّ: مُدَخاء كُلُّهمُ، إِذا مَا نُوكرُوا ... يُتقَوا، كَمَا يُتقَى الطَّلِيُّ الأَجْرَبُ وَمُتَمَادِخٌ وَمِدِّيخٌ: كَمَادِخٍ. وتَمَدَّخَت الناقةُ: تَلَوَّتْ وَتَعَكَّسَتْ فِي سَيْرِهَا. وتَمَدَّخَت الإِبل: سَمنت. وتمدَّخت الإِبل: تَقَاعَسَتْ فِي سَيْرِهَا، وَبِالذَّالِ مُعْجَمَةٌ أَيضاً. والتمادُخ: الْبَغْيُ؛ وأَنشد: تَمادَخُ بالحِمَى جَهْلًا عَلَيْنَا؛ ... فهَلًّا بِالْقِيَانِ تُمادِخِينا وَقَالَ الزَّفَيَانُ: فَلَا تَرى فِي أَمرنا انْفساخا، ... مِنْ عُقَد الحَيّ، وَلَا امْتِدَاخَا ابْنُ الأَعرابي: الْمَدْخُ الْمَعُونَةُ التَّامَّةُ. وَقَدْ مَدَخَه يمدَخُه مَدْخاً ومادَخه يمَادخُه إِذا عَاوَنَهُ عَلَى خَيْرٍ أَو شَرٍّ. مذخ: المَذْخُ، بِسُكُونِ الذَّالِ: عَسَلٌ يَظْهَرُ فِي جُلّنار المَظّ وَهُوَ رمَّان الْبَرِّ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَيَكْثُرُ حَتَّى يَتَمَذَّخه النَّاسُ. وتمذَّخه النَّاسُ: امتصُّوه، عَنْهُ أَيضاً؛ قَالَ الدَّيْنَوَرِيُّ: يَمْتَصُّ الإِنسان حَتَّى يَمْتَلِئَ وَتجْرِسه النَّحل. وتمذَّخَت الناقةُ فِي مَشْيِهَا: تقاعست كتمدَّخت «4». مرخ: مرَخَه بِالدُّهْنِ يمرُخُه «5». مَرْخًا ومرَّخه تَمْرِيخًا: دَهَنَهُ. وتمرَّخ بِهِ: ادَّهَنَ. وَرَجُلُ مَرَخٌ ومِرِّيخ: كَثِيرُ الِادِّهَانِ. ابْنُ الأَعرابي: المَرْخُ الْمِزَاحُ، وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عِنْدَهَا يَوْمًا وَكَانَ مُتَبَسِّطًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَطَّبَ وتَشَزَّن لَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ عَادَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى انْبِسَاطِهِ الأَوّل، قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ مُتَبَسِّطًا فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ انْقَبَضْتَ، قَالَتْ فَقَالَ لِي: يَا عَائِشَةُ إِن عُمَرَ لَيْسَ مِمَّنْ يُمْرَخُ مَعَهُ أَي يُمْزَحُ؛ وَرُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَتِ امرأَة تُغَنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ بِالدُّفِّ فَلَمَّا دَخَلَ عُمَرُ جَعَلَتِ الدُّفَّ تَحْتَ رِجْلِهَا، وأَمرت المرأَة فَخَرَجَتْ، فَلَمَّا دَخَلَ عُمَرُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فِي ابْنَةِ أَخيك فَعَلَتْ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَائِشَةُ؛ فَقَالَ: دَعْ عَنْكَ ابْنَةَ أَخيك. فَلَمَّا خَرَجَ عُمَرُ قَالَتْ عَائِشَةُ: أَكان الْيَوْمَ حَلَالًا فَلَمَّا دَخَلَ عُمَرُ كَانَ حَرَامًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ مُرَخّاً عَلَيْهِ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَانُ مُرَخًّا، بِتَشْدِيدِ الْخَاءِ، يُمْرَخُ مَعَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ مَرَخْتُ الرَّجُلَ بِالدُّهْنِ إِذا دَهَنْتَ بِهِ ثُمَّ دَلَكْتَهُ. وأَمْرَخْتُ الْعَجِينَ إِذا أَكثرت مَاءَهُ؛ أَراد لَيْسَ مِمَّنْ يُسْتَلَانُ جَانِبُهُ. والمَرْخُ: مِنْ شَجَرِ النَّارِ، مَعْرُوفٌ. والمَرْخُ: شَجَرٌ كَثِيرُ الوَرْي سَرِيعُهُ. وَفِي الْمَثَلِ: فِي كلِّ شَجَرٍ نَارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَار؛ أَي دُهِنَا بِكَثْرَةِ دَلْكٍ «6». واسْتمجَد: اسْتَفْضَلَ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَعْنَاهُ اقتدح

_ (4). قوله [كتمدخت] هو بالدال والخاء في نسخة المؤلف، وهو الذي يؤخذ من المادة فوقه. وقال في شرح القاموس كتمذحت، بالحاء المهملة (5). قوله [يمرخه] هو في خط المؤلف، بضم الراء، وقال في القاموس ومرخ كمنع (6). قوله [أَيْ دُهِنَا بِكَثْرَةِ دَلْكٍ] هكذا في نسخة المؤلف

عَلَى الْهُوَيْنَا فإِن ذَلِكَ مُجْزِئٌ إِذا كَانَ زِنَادُكَ مَرْخًا؛ وَقِيلَ: الْعِفَارُ الزَّنْدُ، وَهُوَ الأَعلى، وَالْمَرْخُ: الزَّنْدَةُ، وَهُوَ الأَسفل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا المَرْخُ لَمْ يُورِ تحتَ العَفَارِ، ... وضُنَّ بقدْر فَلَمْ تُعْقبِ وَقَالَ أَعرابي: شَجَرٌ مرِّيخ ومَرِخ وقطِف، وَهُوَ الرَّقِيقُ اللَّيِّنُ. وَقَالُوا: أَرْخِ يَدَيْكَ واسْتَرْخْ إِنَّ الزنادَ مِنْ مَرْخْ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الْكَرِيمِ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ أَن تُكَرِّهَ أَو تَلِجَّ عَلَيْهِ؛ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي بِذَلِكَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ؛ المَرْخ مِنَ الْعِضَاهِ وَهُوَ يَنْفَرِشُ وَيَطُولُ فِي السَّمَاءِ حَتَّى يَسْتَظَلَّ فِيهِ؛ وَلَيْسَ لَهُ وَرَقٌ وَلَا شَوْكٌ، وَعِيدَانُهُ سلِبة قُضْبَانٍ دِقَاقٍ، وَيَنْبُتُ فِي شِعْبٍ وَفِي خَشب، وَمِنْهُ يَكُونُ الزِّنَادُ الَّذِي يُقْتَدَحُ بِهِ، وَاحِدَتُهُ مَرْخَةٌ؛ وَقَوْلُ أَبي جُنْدُبٍ: فَلَا تَحْسِبَنْ جَارِي لَدَى ظِلِّ مَرْخَةٍ؛ ... وَلَا تَحْسِبَنْه نَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ خَصَّ الْمَرْخَةَ لأَنها قليلَة الْوَرَقِ سَخِيفَةُ الظِّلِّ. وَفِي النَّوَادِرِ: عُودٌ مِتِّيخٌ ومِرِّيخٌ طَوِيلٌ ليِّن؛ والمِرِّيخ: السَّهْمُ الَّذِي يُغَالَى بِهِ؛ والمرِّيخ: سَهْمٌ طَوِيلٌ لَهُ أَربع قُذَذٍ يَقْتَدِرُ بِهِ الغِلاء؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: أَرِقْتُ لَهُ فِي القَوْم، والصُّبْحُ سَاطِعُ، ... كَمَا سَطَعَ المرِّيخُ شَمَّرَه الغَالي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَفَ رَفِيقًا مَعَهُ فِي السَّفَرِ غَلَبَهُ النُّعَاسُ فأَذن لَهُ فِي النَّوْمِ، وَمَعْنَى شمَّره أَي أَرسَلَه، وَالْغَالِي الَّذِي يَغْلُو بِهِ أَي يَنْظُرُ كَمْ مَدَى ذَهَابِهِ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: أَو كمرِّيخ عَلَى شِرْيانَةٍ أَي عَلَى قَوْسٍ شِرْيَانَةٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، عَنْ أَبي زِيَادٍ: المِرِّيخ سَهْمٌ يَصْنَعُهُ آلُ الْخِفَّةِ وأَكثر مَا يُغلُون بِهِ لإِجراء الْخَيْلِ إِذا اسْتَبَقُوا؛ وَقَوْلُ عَمْرٍو ذِي الْكَلْبِ: يَا لَيتَ شِعْرِي عنْكَ، والأَمرُ عَمَمْ، ... مَا فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنمْ؟ صَبَّ لَهَا فِي الرِّيحِ مرِّيخٌ أَشَمْ إِنما يُرِيدُ ذِئْبًا فَكَنَّى عَنْهُ بالمرِّيخ الْمُحَدَّدِ، مَثَّلَهُ بِهِ فِي سُرْعَتِهِ وَمَضَائِهِ؛ أَلا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا: فاجْتَالَ مِنْهَا لَجْبَةً ذاتَ هزَمْ اجْتَالَ: اخْتَارَ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنه يُرِيدُ الذِّئْبَ لأَنَّ السَّهْمَ لَا يَخْتَارُ. والمرِّيخ: الرَّجُلُ الأَحمق، عَنْ بَعْضِ الأَعراب. أَبو خَيْرَةَ: المرِّيخ والمرِّيجُ، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ جَمِيعًا، القَرْن وَيُجْمَعَانِ أَمْرِخَةً وأَمْرِجة؛ وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سأَلت أَبا سَعِيدٍ عَنِ الْمَرِّيخِ وَالْمَرِّيجِ فَلَمْ يَعْرِفْهُمَا، وَعَرَفَ غَيْرُهُ الْمَرِّيخَ وَالْمَرِّيجَ: كَوْكَبٌ مِنَ الخُنَّس فِي السماءِ الْخَامِسَةِ وَهُوَ بَهرام؛ قَالَ: فعندَ ذَاكَ يطلُعُ المرِّيخُ ... بالصُّبْح، يَحكي لَوْنَه زَخِيخُ، مِنْ شُعْلَةٍ ساعَدَها النَّفِيخُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا كَانَ مِنْ أَسماء الدَّرَارِي فِيهِ أَلف وَلَامٌ، وَقَدْ يَجِيءُ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، كَقَوْلِكَ مرِّيخ فِي المرِّيخ، إِلا أَنك تَنْوِي فِيهِ الأَلف وَاللَّامَ. وأَمْرَخَ العجينَ إِمْراخاً: أَكثَرَ ماءَه حَتَّى رَقَّ. ومَرِخ العَرْفَجُ مَرَخاً، فَهُوَ مَرِخٌ: طَابَ ورقَّ وَطَالَتْ عِيدَانُهُ. والمَرِخ: العَرْفج الَّذِي تَظُنُّهُ يَابِسًا فإِذا كَسَرْتَهُ وَجَدْتَ جَوْفَهُ رَطْبًا. والمُرْخَة: لُغَةٌ فِي الرُّمْخَةِ، وَهِيَ البَلَحة. والمرِّيخُ: المرْدَاسَنْجُ. وَذُو المَمْرُوخِ: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذِي

مُراخٍ، هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ، مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مُزْدَلِفَةَ؛ وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَيُقَالُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. ومارخَة: اسْمُ امرأَة. وَفِي أَمثالهم: هَذَا خِباءُ مارخَةَ «1». قَالَ: مَارِخَةُ اسْمُ امرأَة كَانَتْ تَتَفَخَّرُ ثُمَّ عُثِرَ عَلَيْهَا وهي تنبش قبراً. مسخ: المَسْخُ: تَحْوِيلُ صُورَةٍ إِلى صُورَةٍ أَقبح مِنْهَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: تَحْوِيلُ خلْق إِلى صُورَةٍ أُخرى؛ مَسَخه اللَّهُ قِرْدًا يَمْسَخه وَهُوَ مَسْخ ومَسيخٌ، وَكَذَلِكَ الْمُشَوَّهُ الْخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْجَانُّ مَسِيخُ الْجِنِّ كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسرائيل ؛ الْجَانُّ: الْحَيَّاتُ الدِّقَاقُ. وَمَسِيخٌ: فَعِيلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الْمَسْخِ، وَهُوَ قَلْبُ الْخِلْقَةِ مِنْ شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الضِّبَابِ: إِن أُمَّة مِنَ الأُمم مُسِخَت وأَخشى أَن تكونَ مِنْهَا. وَالْمَسِيخُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي لَا مَلاحَة لَهُ، وَمِنَ اللَّحْمِ الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ، وَمِنَ الطَّعَامِ الَّذِي لَا مِلْحَ لَهُ وَلَا لَوْنَ وَلَا طَعْمَ؛ وَقَالَ مُدْرِكٌ الْقَيْسِيُّ: هُوَ الْمَلِيخُ أَيضاً، وَمِنَ الْفَاكِهَةِ مَا لَا طَعْمَ لَهُ، وَقَدْ مَسُخَ مَساخة، وَرُبَّمَا خَصُّوا بِهِ مَا بَيْنَ الْحَلَاوَةِ وَالْمَرَارَةِ؛ قَالَ الأَشعر الرَّقْبَانُ، وَهُوَ أَسدي جَاهِلِيٌّ، يُخَاطِبُ رَجُلًا اسْمُهُ رِضْوَانَ: بِحَسْبِكَ، فِي الْقَوْمِ، أَن يَعْلَمُوا ... بأَنك فِيهِمْ غَنيّ مُضِر وَقَدْ عَلِمَ الْمَعْشَرُ الطَّارِقُوكَ ... بأَنك، لِلضَّيْفِ، جُوعٌ وقُر إِذا مَا انْتَدَى القومُ لَمْ تأْتهم، ... كأَنك قَدْ ولَدَتْك الحُمُر مَسِيخٌ ملِيخٌ كَلَحْمِ الحُوارِ، ... فَلَا أَنت حُلْوٌ، وَلَا أَنت مُرْ وَقَدْ مَسَخَ كَذَا طَعْمَه أَي أَذهبه. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَمْسَخ مِنْ لَحْم الحُوار أَي لَا طَعْمَ لَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: مسخْتُ النَّاقَةَ أَمْسَخُها مَسْخاً إِذا هَزَّلْتَهَا وأَدبرتها مِنَ التَّعَبِ وَالِاسْتِعْمَالِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ نَاقَةً: لَمْ يَقْتَعِدْها المُعَجِّلُون، وَلَمْ ... يمسَخ مَطاها الوُسُوق والقَتَبُ قَالَ: وَمَسَحَتْ، بِالْحَاءِ، إِذا هَزَّلَتْهَا؛ يُقَالُ بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ. وأَمسخ الْوَرَمُ: انْحَلَّ. وَفَرَسٌ مَمْسُوخٌ: قَلِيلُ لَحْمِ الْكِفْلِ؛ ويُكره فِي الْفَرَسِ انْمساخُ حَماتِه أَي ضُمورُه. وامرأَة مَمْسُوخَةٌ: رَسْحَاءُ، وَالْحَاءُ أَعْلَى. وامَّسَخَتِ العضدُ: قَلَّ لَحْمُهَا، وَالِاسْمُ المَسَخ. وماسِخةُ: رَجُلٌ مِنَ الأَزد؛ والماسِخِيَّة: القِسِي، مَنْسُوبَةٌ إِليه لأَنه أَوّل مَنْ عَمِلَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كقوسِ الماسِخِيّ أَرَنَّ فِيهَا، ... مِنَ الشَّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ والماسخيُّ: الْقَوَّاسُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمُوا أَن مَاسِخَةَ رَجُلٌ مِنْ أَزد السَّرَاةِ كَانَ قوَّاساً؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ أَول مَنْ عَمِلَ الْقِسِيِّ مِنَ الْعَرَبِ. قَالَ: وَالْقَوَّاسُونَ والنبَّالون مِنْ أَهل السَّرَاةِ كَثِيرٌ لِكَثْرَةِ الشَّجَرِ بِالسَّرَاةِ؛ قَالُوا: فَلَمَّا كَثُرَتِ النِّسْبَةُ إِليه وَتَقَادَمَ ذَلِكَ قِيلَ لِكُلِّ قوَّاس مَاسِخِيٌّ؛ وَفِي تَسْمِيَةِ كُلِّ قَّوَّاسٍ مَاسِخِيًّا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ فِي وَصْفِ نَاقَتِهِ:

_ (1). قوله [هذا خباء مارخة] بخاء معجمة مكسورة ثم باء موحدة، وقوله كانت تتفخر بفاء ثم خاء معجمة كذا في نسخة المؤلف. والذي في القاموس مع الشرح: ومارخة اسم امرأَة كانت تتخفر ثم وجدوها تنبش قبراً، فقيل هذا حياء مارخة فذهبت مثلًا إلخ. وتتخفر بتقديم الخاء المعجمة على الفاء من الخفر، وهو الحياء، وقوله هذا حياء إلخ، بالحاء المهملة ثم المثناة التحتية

عَنْسٌ مُذَكَّرَة، كأَن ضُلوعَها ... أُطُرٌ حَناها الماسِخِيُّ بيَثْرِب وَالْمَاسِخِيَّاتُ: القسِيّ، مَنْسُوبَةٌ إِلى مَاسِخَةَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ: فَقرّبْتُ مُبْراةً، تخالُ ضُلوعَها، ... مِنَ الماسخِيَّات، الْقِسِيِّ المُوَتَّرا أَراد بِالْمُبْرَاةِ نَاقَةً في أَنفها برة. مصخ: المَصْخ: اجْتِذَابُكَ الشَّيْءَ عَنْ جَوْفِ شيءٍ آخَرَ. مَصَخَ الشيءَ يمصَخُه مَصْخاً وامْتَصَخه وتمصَّخه: جَذَبَهُ مِنْ جَوْفِ شَيْءٍ آخَرَ. وامْتَصخ الشيءُ مِنَ الشَّيْءِ: انْفَصَلَ. والأُمْصوخَة: أُنبوب الثُّمام؛ اللَّيْثُ: وَضَرْبٌ مِنَ الثُّمَامِ لَا وَرَقَ لَهُ إِنما هِيَ أَنابيب مُرَكَّبٌ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، كُلُّ أُنبوبة مِنْهَا أُمْصوخَة إِذا اجتذبْتَها خَرَجَتْ مِنْ جَوْفِ أُخرى، كأَنها عِفَاصٌ أُخرج مِنَ الْمَكْحَلَةِ، وَاجْتِذَابُهُ المَصْخُ والإِمْصاخ. وأَمْصَخ الثمامُ: خَرَجَتْ أَماصيخُه، وأَحْجَن: خَرَجَتْ حجنَته، وَكِلَاهُمَا خُوصُ الثُّمَامِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُمصوخة والأُمصوخ كِلَاهُمَا مَا تَنْزِعُهُ مِنَ النَّصيّ مثلَ الْقَضِيبِ؛ قَالَ: والأُمْصُوخة أَيضاً شَحْمَةُ الْبَرْدِيِّ الْبَيْضَاءُ؛ وتمصَّخها: نَزَعَ لُبَّهَا؛ والمُصُوخ: جُدُر الثُّمام بَعْدَ شَهْرَيْنِ. والأُمصوخة: خُوصَةُ الثُّمَامِ والنَّصيّ، وَالْجَمْعُ الأُمصوخ والأَماصيخ؛ وَمَصَخْتُهَا وَامْتَصَخْتَهَا إِذا انْتَزَعْتَهَا مِنْهُ وأَخذتها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ ضَرَبَكَ بأُمصُوخِ عَيْشُومَةٍ لَقَتَلَك ؛ الأُمصوخ: خُوصُ الثُّمَامِ، وَهُوَ أَضعف مَا يَكُونُ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيت فِي الْبَادِيَةِ نَبَاتًا يُقَالُ لَهُ المُصَّاخ والثُّدَّاءُ، لَهُ قُشُورٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بعض كُلَّمَا قَشَّرْتَ أُمصوخة ظَهَرَتْ أُخرى، وَقُشُورُهُ تقوِّي جَيِّدًا وأَهل هُرَاةَ يُسَمُّونَهُ دَلِيزَاذَ. والمَصُوخة مِنَ الْغَنَمِ: الْمُسْتَرْخِيَةُ أَصل الضَّرْعِ. التَّهْذِيبُ: المَصُوخة مِنَ الْغَنَمِ مَا كَانَ ضَرْعُهَا مُسْتَرْخِي الأَصل، كَمَا امْتَصَخَت ضرَّتها فأَمصَخَت عَنِ البطْن أَي انْفَصَلَتْ. وَالْمَصْخُ: لُغَةٌ فِي الْمَسْخِ مُضَارَعَةٌ. مضخ: المَضْخُ: لُغَةٌ شَنْعَاءُ فِي الضَّمْخِ. مطخ: مطَخَ عِرضَه يَمْطَخه مَطْخًا: دنَّسه. والمَطْخ: اللَّعْقُ. وَمَطَخَ الشيءَ يَمطَخُه مَطْخاً: لعِقَه؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: أَحْمَقُ مِمَّنْ يَمْطَخُ الماءَ؛ وأَحمق يَمطَخُ الماءَ: لَا يُحْسِنُ أَن يَشْرَبَهُ مِنْ حُمقهِ وَلَكِنْ يَلْعَقُهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وأَحْمَقَ مِمَّنْ يَمْطَخُ الماءَ قَالَ لِي: ... دعِ الخَمْر واشرَبْ مِنْ نُقاخٍ مُبَرَّدِ وَيُرْوَى: يَنْطَخُ، وَيُرْوَى: مِمَّنْ يَلْعَقُ الْمَاءَ. ومَطَخَ بِالدَّلْوِ: جَذَبَ. والمَطْخُ: مَتْخ الْمَاءِ بِالدَّلْوِ مِنَ الْبِئْرِ؛ وَقَدْ مَطَخْتُ مَطْخاً؛ وأَنشد: أَما ورَبِّ الرَّاقِصَاتِ الزُّمَّخِ، ... يزُرْن بيتَ اللَّهِ عِندَ المَصْرخِ، ليَمْطَخَنَّ بالرَّشَا المُمَطَّخِ واللطْخ والمَطْخ: مَا يَبْقَى فِي الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ مِنَ الماءِ الَّذِي فِيهِ الدَّعَامِيصُ لَا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبِهِ. ومَطْخ الْفَرَسِ: تنزيَتُه، وَقَدْ مطَخَ يمطَخُ؛ عَنِ الْهِجْرِيِّ. وَيُقَالُ لِلْكَذَّابِ: مَطْخ مَطْخ «1». أَي قَوْلُكَ بَاطِلٌ ومَين، والمَطَّاخ: الفاحش البذيّ. ملخ: المَلْخ: قَبْضُكَ عَلَى عضَلَة عَضًّا وَجَذْبًا؛ يُقَالُ: امْتَلَخَ الْكَلْبُ عَضَلَتَهُ وَامْتَلَخَ يَدَهُ مِنْ يَدِ الْقَابِضِ عليه.

_ (1). قوله [مطخ مطخ] في نسخة المؤلف بفتح الميم وسكون الطاء وفي القاموس مطخ مطخ بكسرتين أي وسكون الخاء

وَمَلَخَ الشيءَ يملَخُه مَلْخاً وامتَلَخه: اجْتَذَبَهُ فِي اسْتِلَالٍ، يَكُونُ ذَلِكَ قَبْضًا وَعَضًّا. وَامْتَلَخَ اللجامَ مِنْ رأْس الدَّابَّةِ: انْتَزَعَهُ؛ وَامْتَلَخَ الرُّطَبَة مِنْ قِشْرِهَا وَاللُّحْمَةَ عَنْ عَظْمِهَا، كَذَلِكَ. وامتلَخْتُ الشيءَ إِذا سَلَلْتَهُ رُوَيْداً. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: ناوَلَني الذِّرَاعَ فامتَلَخْتُ الذراعَ أَي اسْتَخْرَجْتُهَا. والخافِلُ: الهارِبُ، وَكَذَلِكَ الماخِلُ والمالِخُ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ ملَخَ فُلَانٌ إِذا هَرَبَ. وَعَبْدٌ مُلاخٌ «1» إِذا كَانَ كَثِيرَ الْإِبَاقِ. ابْنُ الأَعرابي: المَلْخ الْفِرَارُ، والمَلْخ: التَّكَبُّرُ، والمَلْخ: رِيحُ الطَّعَامِ. وَرَجُلٌ ممتَلَخ الْعَقْلِ: ذاهبهُ مستلَبُهُ. وامتَلَخَ عينَه: اقْتَلَعَهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. وملَخَتِ العُقاب عينَه وامتَلَخَتْها إِذا انتزعَتها. وملَخ فِي الأَرض: ذَهَبَ فِيهَا. والمَلْخ: أَن يَمُرَّ مَرًّا سَرِيعًا. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: المَلْخُ مدُّ الضَّبُعَيْنِ فِي الحُضْر عَلَى حَالَاتِهِ كُلِّهَا، مُحْسِنًا أَو مُسِيئًا. والمَلْخُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْمَلْخُ كُلُّ سَيْرٍ سَهْلٍ، وَقَدْ يَكُونُ الشَّدِيدَ. مَلَخَ يمْلَخُ ومَلَخَ القومُ مَلْخَة صَالِحَةً إِذا أَبعدوا فِي الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْحِمَارَ: مُعْتَزِمُ التَّجْلِيخِ مَلَّاخُ المَلَق والمَلَق: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. وامتَلَخْت السيفَ انْتَضَيْتَهُ؛ وَقِيلَ انْتَضَيْتَهُ مُسْرِعًا مِنْ مُشِعٍّ. وامتَلَخ فُلَانٌ ضِرْسَهُ أَي نَزَعَهُ. والمَلْخُ والمَلَخ: التثنِّي وَالتَّكَسُّرُ. والمِلاخُ والمُمالخَة: الْمُمَالَقَةُ. والمَلَّاخ: الملَّاق؛ وأَنشد الأَزهري هُنَا بَيْتَ رُؤْبَةَ يَصِفُ الْحِمَارَ: مُقْتَدِر التَّجليخِ مَلَّاخ المَلَق وَقَدْ مَالَخَهُ وَهُوَ يملَخ بِالْبَاطِلِ مَلْخاً أَي يَتَلَهَّى ويَلجُّ فِيهِ؛ وَقِيلَ: فُلَانٌ يملَخُ فِي الْبَاطِلِ مَلْخاً يتردَّد فِيهِ وَيُكْثِرُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: يَمْلُخُ فِي الْبَاطِلِ هُوَ التثنِّي وَالتَّكَسُّرُ؛ وَقِيلَ: يملَخ فِي الْبَاطِلِ أَي يمرُّ مَرًّا سَرِيعًا سَهْلًا؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: يملَخُ فِي الْبَاطِلِ مَلْخاً أَي يَمُرُّ فِيهِ مَرًّا سَهْلًا. ومالَخها إِذا مالَقَها ولاعَبها. وملَخَ الفرسُ وَغَيْرُهُ: لَعِبَ. وملَخ المرأَةَ ملْخاً، وَهُوَ مِنْ شِدَّةِ الرَّطْم. وملَخ الضِّبْعانُ الضَّبُعَ مَلْخاً: نَزَّا عَلَيْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْحَافِرُ نَزْوًا. وملَخ الفحلُ يملَخ مَلْخاً ومُلوخاً ومَلاخة وَهُوَ مَليخٌ: جَفَرَ عَنِ الضِّرَابِ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ فَلَمْ يُلَقِّحْهَا، فَهُوَ مَليخ. والمَليخُ: البطيءُ الإِلقاح؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُلَقِّحُ الضّبْعَى «2» وَقِيلَ هُوَ الَّذِي لَا يُلَقِّحُ أَصلًا وإِن ضَرَبَ، وَالْجَمْعُ أَمْلِخَة. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ مَلِيخٌ ونَزُورٌ وصَلُود إِذا كَانَ بَطِيءَ الإِلقاح، وَجَمْعُهُ مُلُخ. والمَلِيخ؛ الضَّعِيفُ. والمَليخ: الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ مِثْلَ المَسيخ؛ وَقَدْ مَلُخ، بِالضَّمِّ، مِلَاخَةً. وَخَصَّ بَعْضُهُمُ الحُوار الَّذِي يُنحر حِينَ يَقَعُ مِنْ بَطْنِ أُمه فَلَا يُوجَدُ لَهُ طُعْمٌ، وَفِيهِ مَلاخَة. والمَلِيخ: الْفَاسِدُ؛ وَقِيلَ: كُلُّ طَعَامٍ فَاسِدٍ مَلِيخٌ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا تَشْتَهِي أَن تَرَاهُ عَيْنُكَ فَلَا تُجَالِسُهُ وَلَا تَسْمَعُ أُذنك حَدِيثَهُ. والمَليخ: اللَّبَنُ الَّذِي لَا ينسلُّ مِنَ الْيَدِ. ومَلَخَ التيسُ يَمْلَخُ مَلْخاً: شرِبَ بَوْلَهُ. موخ: اللَّيْثُ: ماخَ يَميخ مَيْخاً وتميَّخَ تميُّخاً، وَهُوَ التَّبَخْتُرُ فِي الأَمر؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ وَالصَّوَابُ ماحَ يَميحُ، بِالْحَاءِ، إِذا تَبَخْتَرَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَاءِ؛ وأَما مَاخَ فإِن أَحمد بْنَ يَحْيَى رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي

_ (1). قوله [وعبد ملاخ] بضم الميم وتخفيف اللام، وفي القاموس مع الشرح: وعبد ملاخ ككتان. (2). قوله [الضبعى] كذا في نسخة المؤلف

فصل النون

أَنه قَالَ: المَاخُ سُكُونُ اللَّهبِ، ذَكَرَهُ فِي بَابِ الْخَاءِ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ماخَ الغضَبُ وغيرُه إِذا سَكَنَ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمِيمُ فِيهِ مبدَلة مِنَ الْبَاءِ؛ يُقَالُ: بَاخَ حرُّ اللَّهَبِ وَمَاخَ إِذا سَكَنَ وَفَتَرَ حَرُّهُ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل النون نبخ: رَجُلٌ نابِخَة: جَبَّار؛ قَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ: تُخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ ... مِنَ النَّوابِخِ، مثلُ الحادِرِ الرَّزِم وَيُرْوَى نَابِجَةٌ «1» مِنَ النَّوابِجِ مِنَ النَّبَجة، وَهِيَ الرَّابِيَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده بِالْيَاءِ لأَن فِيهِ ضَمِيرًا يَعُودُ عَلَى ابْنِ جُعْشُم فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: يَهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم، ... لَا مُنْتَأَى عَنْ حِياضِ الموتِ والحُمَم ابْنُ جُعْشُم هَذَا: هُوَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بن جعشم من بَنِي مُدْلِجٍ. وَالْحُمَمُ جَمْعُ حُمَّة، وَهِيَ القَدَر. والحادِر: الغَلِيظ وأَراد بِهِ الأَسد. وَالرُّزَمُ: الَّذِي قَدْ رَزَمَ بِمَكَانِهِ. وَرَجُلٌ أَنْبَخُ إِذا كَانَ جَافِيًا. ونَبَخَ العجينُ ينبُخُ نُبُوخاً: انتَفَخَ واخْتَمَرَ؛ وَعَجِينٌ أَنْبَخانٌ وأَنْبَخانيٌّ: مُنْتَفِخٌ مُخْتَمِرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْفَاسِدُ الْحَامِضُ. وأَنْبَخَ: عَجَن عَجِينًا أَنْبَخانيًّا، وَهُوَ الْمُسْتَرْخِي؛ وخُبْز أَنْبَخَانيَّة كأَنها كُوَرُ الزَّنَابِيرِ؛ وَقِيلَ: خُبْزَة أَنْبَخَانِيَّة؛ وَقِيلَ: الأَنْبَخَانُ الْعَجِينُ النَّبَّاخُ يَعْنِي الفاسدَ الْحَامِضَ. أَبو مَالِكٍ: ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ إِذا كَانَ لَهُ بُخَارٌ وَسُخُونَةٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ثَرِيدٌ أَنبخانيّ إِذا سُوِّيَ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ فَانْتَفَخَ حِينَ صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَاسْتَرْخَى؛ وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: خُبْزَةٌ أَنبخانية أَي لَيِّنَةٌ هَشَّةٌ. يُقَالُ: نَبَخَ العجينُ ينبُخُ إِذا اخْتَمَرَ. وَعَجِينٌ أَنبخان: لَيِّنٌ مُخْتَمِرٌ، وَقِيلَ: حَامِضٌ، وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ. والنَّبْخُ: ما نفَطَ من اليد عَنِ الْعَمَلِ فَخَرَجَ عَلَيْهِ شِبْهُ قَرْحٍ مُمْتَلِئٍ مَاءً، فإِذا تَفَقَّأَ أَو يَبِسَ مجَلَت اليَدُ فَصُلِبَتْ عَلَى الْعَمَلِ، وَكَذَلِكَ مِنَ الجُدَريّ، وَقِيلَ: هُوَ الجُدَريّ، وَقِيلَ: هُوَ جُدَريُّ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: النَّبْخُ الْجُدَرِيُّ وَكُلُّ مَا يَتَنَفَّطُ وَيَمْتَلِئُ مَاءً؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: تحَطَّمَ عَنْهَا قَيْضُها عَنْ خَراطِمٍ، ... وَعَنْ حَدَقٍ كالنَّبْخِ لَمْ تَتَفَتَّقِ يَصِفُ حَدَقَةَ الرأْلِ أَو حَدَقَةَ فَرْخِ الْقِطَّا، الْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نبْخة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِزُهَيْرِ بْنُ أَبي سُلمى يَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامِ وَقَدْ تحطَّم عَنْهَا بَيْضُهَا وَظَهَرَتْ خَرَاطِمُهَا وَظَهَرَتْ أَعينها كالنَّبْخِ وَهِيَ غَيْرُ مُفَتَّحَةٍ؛ وَقِيلَ: النَّبْخُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ: الْجُدَرِيُّ؛ والنَّبَخُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ: ما نَفِطَ من اليد عَنِ الْعَمَلِ؛ والنَّبَخُ: آثَارُ النَّارِ فِي الْجَسَدِ. والنَّبْخَة والنَّبَخَة: بَرْدِيّ يُجْعَلُ بَيْنَ كُلِّ لَوْحَيْنِ مِنْ أَلواح السَّفِينَةِ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ، وَهُوَ أَصل البَرْدِيّ يؤْكل فِي الْقَحْطِ؛ وَيُقَالُ لِلْكَبْرِيتَةِ الَّتِي تَثْقُبُ بِهَا النَّارَ: النَّبَخَة والنَّبْخَة والنُّبْخَة كَالنُّكْتَةِ. وَتُرَابٌ أَنْبَخ: أَكدر اللَّوْنِ كَثِيرٌ. والنَّبْخَاء: الأَكمة أَو الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنَةِ الخُسّ حِينَ قِيلَ لَهَا: مَا أَحسنُ شيءٍ؟ فَقَالَتْ: غَادِيَةٌ فِي إِثْرِ سَارِيَةٍ فِي نَبْخاءَ قَاوِيَة؛ وإِنما اخْتَارَتِ النَّبْخَاءَ لأَن الْمَعْرُوفَ أَن النَّبَاتَ فِي الْمَوْضِعِ الْمُشْرِفِ أَحسن. وَقَدْ قِيلَ: فِي نَفْخَاءَ رَابِيَةٍ أَي ليس

_ (1). قوله [نابجة إلخ] كذا في الأَصل، وهو المناسب لقوله من النبجة إلخ. وفي الصحاح ويروى بائجة من البوائج انتهى وهو الأَولى، فإنه قال في القاموس: والنابجة الداهية. قال شارحه والصواب أنه البائجة، وقد تقدم في الموحدة فإني لم أجده في الأمهات.

فِيهَا رَمْلٌ وَلَا حِجارة، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَرَوَى اللِّحْيَانِيُّ: فِي مَيْثَاءَ رَابِيَةٍ؛ والمَيْثاء: الأَرض السَّهْلَةُ اللَّيِّنة. وأَنْبَخَ: زَرَعَ فِي أَرض نَبْخاءَ، وَهِيَ الرَّخْوَةُ؛ والنَّبْخاءُ مِنَ الأَرض: الْمَكَانُ الرَّخْوُ، وَلَيْسَ مِنَ الرَّمْلِ وَهُوَ مِنْ جِلْدِ الأَرض ذِي الْحِجَارَةِ. نتخ: النَّتْخ: النَّزْع والقلْع؛ نَتَخَ البازيُّ ينتِخُ نَتْخاً: نسرَ اللَّحمَ بمنْسَره، وَكَذَلِكَ النَّسْرُ، وَكَذَلِكَ الْغُرَابُ ينتِخُ الدَّبَرة عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَنْتِخُ أَعيُنها الغربانُ والرَّخَمُ والنَّتْخُ: إزالةُ الشَّيْءِ عَنْ مَوْضِعِهِ. ونَتَخ الضرسَ والشوكَة ينتِخُها: اسْتَخْرَجَهَا؛ وَقِيلَ: النتْخُ الِاسْتِخْرَاجُ عامَّة. والمِنْتَاخ: الْمِنْقَاشُ؛ الأَزهري: والنتْخُ إِخراجُكَ الشَّوكَ بالمنْتَاخَيْن، وَهُمَا الْمِنْقَاشُ ذُو الطَّرَفَيْنِ. والنتْخ: النسْج؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِن فِي الْجَنَّةِ بِسَاطًا مَنْتُوخاً بِالذَّهَبِ أَي مَنْسُوجًا. وَالنَّاتِخُ: النَّاسِجُ. ونَتَخْته: نَتَفْتُهُ. ونتَخْته: نَقَشْتُهُ. ونتَخْته: أَهنته. ونتَّخَ بِالْمَكَانِ تَنْتيخاً: كتَنَّخَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: أَنه آمَنُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ يَهُودَ فتَنَّخُوا عَلَى الإِسلام أَي ثَبَتُوا وأَقاموا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى التَّاءِ، أَي رَسَخُوا. نجخ: النَّجْخُ: نَجْخُ السيلِ، وَهُوَ أَن ينْجَخَ فِي سَنَدِ الْوَادِي فَيُحَرِّفُهُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ؛ وأَنشد: ذُو ناجِخٍ يَضربُ ضَوْحَيْ مَخْرِم وَقَالَ آخَرُ: مُفْعَوْعِمٌ يَنْجَخُ فِي أَمواجِهِ قَالَ: ونجيخُه صَوْتُهُ وَصَدْمُهُ. وَسَيْلٌ ناجِخٌ: شَدِيدُ الجَرْية الَّذِي يَحْفِرُ الأَرض حَفْرًا شَدِيدًا. وناجِخَةُ الْمَاءِ ونجيخُه: صَوْتُهُ. وَالنَّاجِخُ والنَّجوخ: الْبَحْرُ الْمُصَوِّتُ؛ قَالَ: أَظَلُّ مِنْ خوفِ النَّجُوخِ الأَخضرْ، ... كأَنني فِي هُوَّةٍ أُحَدَّرْ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الناجِخُ صَوْتُ اضْطِرَابِ الْمَاءِ عَلَى السَّاحِلِ، اسمٌ كَالْغَارِبِ وَالْكَاهِلِ. وتناجَخَت الأَمواج إِذا اضْطَرَبَتْ فِي أُصول الأَجراف حَتَّى تُؤَثِّرَ فِيهَا. وأَصبَحَ ناجِخاً ومُنَجِّخاً إِذا غلُظ صَوْتُهُ مِنْ زُكَامٍ أَو سُعَالٍ. وامرأَة نَجَّاخة: وَهِيَ الرشَّاحة الَّتِي تَمْسَحُ الِابْتِلَالَ؛ قَالَ: وامرأَة نَجَّاخة لحيائِها صَوْتٌ عِنْدَ الْجِمَاعِ؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَشْبَعُ مِنَ الْجِمَاعِ. والنَّجْخ: أَن يُسمع فِي حَيَائِهَا صَوْتُ دَفْعٍ مِنَ الْمَاءِ إِذا جُومِعَتْ. والنَّجْخُ: أَن تَدْفَعَ بِالْمَاءِ. ونَجَخات الْمَاءِ: دُفَعُه. والنجَّاخة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يَنْتَجخ سُرْمُها كَانْتِجَاخِ بَطْنِ الدَّابَّةِ إِذا صوّتَ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ وَقَدْ شَبَّكَتْ نَجَخاتُ السِّماكِ بَيْنَ ضُلُوعِهِ؛ يَعْنِي مَا أَنبت اللَّهُ عَنْ إِمطار نَوْءِ السِّماكِ. ونَجَخَ البعيرُ نَجَخاً، فَهُوَ نجِخٌ: بشمَ، وَيُقْتَاسُ مِنْ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ فَيُقَالُ: نَجَخَ عَلَى مِثَالِ ضَرَبَ. والنَّجْخُ فِي مَخْضِ السِّقَاءِ، كالنَّخْج. ومُنْجِخٌ ومَنْجِخ: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الدَّهْنَاءِ. نخخ: النَّخَّة والنُّخَّة: اسْمٌ جَامِعٌ للحُمُر؛ وَقِيلَ: النُّخَّة الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ، والنَّخَّة: الرَّقِيقُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، يَعْنِي بِالرَّقِيقِ الْمَمَالِيكَ. والنَّخة، بِالْفَتْحِ: أَن يأْخذ الْمُصَدِّقُ دِينَارًا لِنَفْسِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ؛ قَالَ:

عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيةً، ... دينارَ نَخَّةِ كلبٍ، وَهُوَ مَشْهُودُ وَقِيلَ: النَّخَّة الدِّينَارُ الَّذِي يأْخذه وَبِكُلِّ ذلك فُسِّرَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِي النَّخَّة صَدَقَةٌ. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: إِنما هُوَ النُّخة، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ النَّخَّةُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ: الْحَمِيرُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الصَّوَابُ هُوَ الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ لأَنه مِنَ النَّخّ، وَهُوَ السَّوْقُ الشَّدِيدُ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: النخَّة الرِّبَا؛ وَقَالَ قَوْمٌ: النَّخَّةُ الرِّعَاءُ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: النخَّة الجمَّالون؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ لَهَا فِي الْبَادِيَةِ النُّخة، بِضَمِّ النُّونِ؛ وَاخْتَارَ ابْنُ الأَعرابي مِنْ هَذِهِ الأَقاويل: النُّخة الْحَمِيرُ؛ قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الكُسْعة؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ؛ كُلُّ دَابَّةٍ اسْتُعْمِلَتْ مِنْ إِبل وَبَقَرٍ وَحَمِيرٍ وَرَقِيقٍ، فَهِيَ نَخَّة ونُخة، وإِنما نَخَّخَها اسْتِعْمَالُهَا؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حَادِيَيْنِ للإِبل: لَا تضرِبَا ضَرْباً ونُخَّا نخَّا، ... مَا تَرَكَ النَّخُّ لَهُنَّ مُخَّا قَالَ: وإِذا قَهَرَ الرَّجُلُ قَوْمًا فاستأْداهم ضَرِيبَةً صَارُوا نُخَّة لَهُ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ: دينارَ نخَّةِ كَلْبٍ، وَهْوَ مَشْهُودُ كَانَ أَخذ الضَّرِيبَةِ مِنْ كَلْبٍ نَخًّا لَهُمْ أَي اسْتِعْمَالًا. والنَّخُّ: أَن تَنَاخَ النِّعَمُ قَرِيبًا مِنَ المُصَدّق حَتَّى يُصَدِّقَهَا، وَقَدْ نخَّها ونَخَّ بِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَكرمْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ النَّخَّا والنَّخُّ: سَوْقُ الإِبل وَزَجْرُهَا واحتثاثُها، وَقَدْ نَخَّهَا ينُخُّها؛ قَالَ همَيانُ بْنُ قُحَافَةَ: إِن لَهَا لَسَائِقًا مِزَخَّا، ... أَعجمَ إِلا أَنْ ينُخَّ نخَّا، والنخُّ لَمْ يَتْرُكْ لَهُنَّ مُخَّا المِزَخُّ: الَّذِي يَدْفَعُ الإِبل فِي سَيْرِهَا. والأَعجم: الَّذِي لَا يُحْسِنُ الْحِدَاءَ. وَالنَّخُّ: السَّيْرُ الْعَنِيفُ؛ وَاسْتَعْمَلَ بَعْضُهُمُ النَّخَّ فِي الإِنسان فَقَالَ؛ إِذا مَا نَخَخْتَ العامريَّ وجدتَه، ... إِلى حَسَبٍ، يَعْلُو عَلَى كُلِّ فَاخِرٍ وَكَذَلِكَ النَّخْنَخَةُ، وَقَدْ نَخْنَخَهَا فَتَنَخْنَخَتْ: زَجَرَهَا فَقَالَ لَهَا: إِخْ إِخْ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. ونَخْنَخْت الناقةَ فَتَنَخْنَخَتْ: أَبركتها فبركَت؛ قَالَ: وَلَوْ أَنخْنا جَمْعَهُمْ تَنَخْنَخُوا التَّهْذِيبُ: وَالنَّخُّ أَن تَقُولَ لسيِّقتِكَ وأَنت تَحُثُّهَا: إِخْ إِخْ، فَهَذَا النَّخُّ. قَالَ أَبو مَسْعُودٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: نَخْنِخْ بالإِبل أَي ازْجُرْهَا بِقَوْلِكَ إِخْ إِخْ حَتَّى تَبْرُكَ. قَالَ اللَّيْثُ: النَّخْنَخَة مِنْ قَوْلِكَ أَنخت الإِبل فَاسْتَنَاخَتْ أَي بَرَكَتْ ونَخْنَخْتها فَتَنَخْنَخَتْ مِنَ الزَّجْرِ. وأَما الإِناخة، فَهُوَ الإِبراك لَمْ يُشْتَقَّ مِنْ حِكَايَةِ صَوْتٍ، أَلا تَرَى أَن الْفَحْلَ يَسْتَنِيخُ النَّاقَةَ فَتَنَخْنَخُ لَهُ؟ والنخُّ مِنَ الزَّجْرِ: مِنْ قَوْلِكَ إِخْ؛ يُقَالُ: نخَّ بِهَا نَخًّا شَدِيدًا وَنُخَّةً شَدِيدَةً، وَهُوَ النائخُ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: نَخْنَخَ إِذا سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا. وتنَخْنَخَ الْبَعِيرُ: بَرَكَ ثُمَّ مكَّن لثَفِناتِه مِنَ الأَرض. وتنَخْنَخَت النَّاقَةُ إِذا رَفَعَتْ صَدْرَهَا عَنِ الأَرض وَهِيَ بَارِكَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: هَذِهِ نَخَّة بَنِي فُلَانٍ أَي عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ. وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ نُخِّ قَلْبِي ونُخَاخةِ قَلْبِي وَمِنْ مُخَّة قَلْبِي وَمِنْ مُخّ قَلْبِي أَي مِنْ صَافِيهِ.

والنَّخيخَة: زُبْد رَقِيقٌ يَخْرُجُ مِنَ السِّقَاءِ إِذا حُمل عَلَى بَعِيرٍ بَعْدَ مَا خَرَجَ زُبده الأَوّل فَيَمْخُضُ فيخرج منه زبد رقيق. والنُّخُّ: بِسَاطٌ طُولُهُ أَكثر مِنْ عَرْضِهِ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَجَمْعُهُ نِخَاخٌ، وَاللَّهُ أَعلم. ندخ: رَجُلٌ مُنَدَّخٌ: لَا يُبَالِي مَا قَالَ مِنَ الْفُحْشِ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ. وتنَدَّخَ الرَّجُلُ: تشبَّع بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. نسخ: نَسَخَ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً وانتسَخَه واستنسَخَه: اكْتَتَبَهُ عَنْ مَعَارِضِهِ. التَّهْذِيبُ: النَّسْخ اكْتِتَابُكَ كِتَابًا عَنْ كِتَابٍ حَرْفًا بِحَرْفٍ، والأَصل نُسخةٌ، وَالْمَكْتُوبُ عَنْهُ نُسخة لأَنه قَامَ مَقَامَهُ، وَالْكَاتِبُ نَاسِخٌ وَمُنْتَسِخٌ. وَالِاسْتِنْسَاخُ: كَتْبُ كِتَابٍ مِنْ كِتَابٍ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ؛ أَي نَسْتَنْسِخُ مَا تَكْتُبُ الْحَفَظَةُ فَيَثْبُتُ عِنْدَ اللَّهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي نأْمر بِنَسْخِهِ وإِثباته. والنَّسْخ: إِبطال الشَّيْءِ وإِقامة آخَرَ مَقَامَهُ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ؛ وَالْآيَةُ الثَّانِيَةُ نَاسِخَةٌ والأُولى مَنْسُوخَةٌ. وقرأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: مَا نُنسخ، بِضَمِّ النُّونِ، يَعْنِي مَا نَنْسَخُكَ مِنْ آيَةٍ، والقراءَة هِيَ الأُولى. ابْنُ الأَعرابي: النَّسْخُ تَبْدِيلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ وَهُوَ غَيْرُهُ، ونَسْخ الْآيَةِ بِالْآيَةِ: إِزالة مِثْلَ حُكْمِهَا. وَالنَّسْخُ: نَقْلُ الشَّيْءِ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ وَهُوَ هُوَ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: حَضَرْتُ أَبا الْعَبَّاسِ يَوْمًا فَجَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ كِتَابُ الصَّلَاةِ فِي سَطْرٍ حُرٍّ وَالسَّطْرُ الْآخَرُ بَيَاضٌ، فَقَالَ لِثَعْلَبٍ: إِذا حَوَّلْتَ هَذَا الْكِتَابَ إِلى الْجَانِبِ الْآخَرِ أَيهما كِتَابُ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ ثَعْلَبٌ: كِلَاهُمَا جَمِيعًا كِتَابُ الصَّلَاةِ، لَا هَذَا أَولى بِهِ مِنْ هَذَا وَلَا هَذَا أَولى بِهِ مِنْ هَذَا. الْفَرَّاءُ وأَبو سَعِيدٍ: مَسَخه اللَّهُ قِرْدًا وَنَسَخَهُ قِرْدًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَنَسَخَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ ينسَخه وَانْتَسَخَهُ: أَزاله بِهِ وأَداله؛ وَالشَّيْءُ يَنْسَخُ الشَّيْءَ نَسْخاً أَي يُزِيلُهُ وَيَكُونُ مَكَانَهُ. اللَّيْثُ: النسْخ أَن تُزَايِلَ أَمراً كَانَ مِنْ قبلُ يُعْمَل بِهِ ثُمَّ تَنْسَخُهُ بِحَادِثِ غَيْرِهِ. الْفَرَّاءُ: النَّسْخُ أَن تَعْمَلَ بِالْآيَةِ ثُمَّ تَنْزِلَ آيَةٌ أُخرى فَتَعْمَلَ بِهَا وَتَتْرُكَ الأُولى. والأَشياء تَناسَخ: تَداوَل فَيَكُونُ بَعْضُهَا مَكَانَ بَعْضٍ كالدوَل والمُلْك؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ تَكُنْ نبوّةٌ إِلَّا تَناسَخَت أَي تَحَوَّلَتْ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ؛ يَعْنِي أَمر الأُمة وَتَغَايُرَ أَحْوَالِهَا وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نسَخَت الشمسُ الظِّلَّ وَانْتَسَخَتْهُ أَزالته، وَالْمَعْنَى أَذهبت الظِّلَّ وَحَلَّتْ مَحَلَّهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا الأَعادي حَسَبونا، نَخْنَخوا ... بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أَي لَا يَحُول. ونسَخَت الرِّيحُ آثَارَ الدِّيَارِ: غَيَّرَتْهَا. والنُّسخة، بِالضَّمِّ: أَصل الْمُنْتَسَخِ مِنْهُ. وَالتَّنَاسُخُ فِي الْفَرَائِضِ وَالْمِيرَاثِ: أَن تَمُوتَ وَرَثَةٌ بَعْدَ وَرَثَةٍ وأَصل الْمِيرَاثِ قَائِمٌ لَمْ يُقَسَّمْ، وَكَذَلِكَ تَنَاسُخُ الأَزمنة وَالْقَرْنِ بَعْدَ القرن. نضخ: نضَخَ عَلَيْهِ الماءَ يَنْضَخ نَضْخاً، وَهُوَ دُونَ النَّضْحِ؛ وَقِيلَ: النَّضْخُ مَا كَانَ عَلَى غَيْرِ اعْتِمَادٍ، وَالنَّضْحُ مَا كَانَ عَلَى اعْتِمَادٍ؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مِنَ فَعَلَ الرجلُ، فَهُوَ بِالْحَاءِ غيرَ مُعْجَمَةٍ؛ وأَصابه نَضْخٌ مِنْ كَذَا، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً، وَهُوَ أَكثر مِنَ النَّضْح؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ أَعجب إِليّ مِنْ الْقَوْلِ الأَول وَلَا يُقَالُ مِنْهُ فَعِل وَلَا يَفْعِل. والنَّضْخ: شِدَّةُ فَوْرِ الْمَاءِ فِي جَيَشانه وَانْفِجَارِهِ مِنْ يَنْبوعه؛ قَالَ أَبو عَلَى: مَا كَانَ مِنَ سُفْل إِلى علْو، فَهُوَ نَضْخ.

وَعَيْنٌ نضَّاخة: تَجيش بِالْمَاءِ. وفي التنزيل: يهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ أَي فَوَّارَتَانِ. التَّهْذِيبُ: والنَّضْخ مِنْ فَوْرِ الْمَاءِ مِنَ الْعَيْنِ وَالْجَيْشَانِ، ينضَخان بِكُلِّ خَيْرٍ؛ وَفِي قصيد كَعْبٍ: مِن كُل نضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ يُقَالُ: عَيْنٌ نَضَّاخَةٌ أَي كَثِيرَةُ الْمَاءِ فَوَّارَةٌ؛ أَراد أَن ذِفْرَى النَّاقَةِ كَثِيرُ النَّضْخِ بالعرق. وانضَجَّ الماءُ وَانْضَاخَ: انْصَبَّ؛ وَقَالَ ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنَّ الْمَوْتَ تغشَّاكم سَحَابُهُ، فَهُوَ مُنضاخ عَلَيْكُمْ بِوَابِلِ الْبَلَايَا؛ قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والنَّضْخ: الرَّدْع واللَّطْخ يَبْقَى فِي الْجَسَدِ أَو الثَّوْبِ مِنَ الطِّيبِ وَنَحْوِهِ. والنَّضْخُ: كاللَّطْخ مِمَّا يَبْقَى لَهُ أَثر؛ وَنَضَخَ ثَوْبَهُ بِالطِّيبِ. أَبو عَمْرٍو: النَّضْخ مَا كَانَ مِنَ الدَّمِ وَالزَّعْفَرَانِ وَالطِّينِ وَمَا أَشبهه، وَالنَّضْخُ بِالْمَاءِ وَبِكُلِّ مَا رقَّ مِثْلَ الْخَلِّ وَمَا أَشبهه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ: ثِيابُكُمُ ونَضْخ دمِ الْقَتِيلِ أَبو عُثْمَانَ التَّوَّزِيُّ: النَّضْخُ: الأَثر يَبْقَى فِي الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ، والنَّضْحُ، بِالْحَاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، الْفِعْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ينضَخ البحرُ ساحِلَه ؛ النَّضْخ: قَرِيبٌ مِنَ النَّضْحِ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي أَيهما أَكثر، والأَكثر أَنه بِالْمُعْجَمَةِ أَقل مِنَ الْمُهْمَلَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ الأَثر يَبْقَى فِي الثَّوْبِ وَالْجَسَدِ، وَبِالْمُهْمَلَةِ الْفِعْلُ نَفْسُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِالْمُعْجَمَةِ مَا فُعِلَ تَعَمُّدًا، وَبِالْمُهْمَلَةِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ؛ وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: لَمْ يَكُنْ يَرَى بنَضْخ الْبَوْلِ بأْساً يَعْنِي نَشْرَه وَمَا تَرَشَّشَ مِنْهُ، ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ والنِّضاخ: المُناضَخَةُ. ونضَخْناهُم بِالنَّبْلِ: لُغَةٌ فِي نضَحْناهم إِذا فَرَّقُوهَا فِيهِمْ. وانْتَضَخَ الماءُ: ترشَّشَ. أَبو زَيْدٍ: النَّضْخ الرَّشُّ مِثْلُ النَّضْحِ، وَهُمَا سَوَاءٌ، تَقُولُ: نضَخْت أَنْضَخ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: به من نَضاخ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه ... نُقاعَةُ حِنَّاءٍ بِمَاءِ الصَّنَوْبَرِ وَقَالَ الْقَطَامِيُّ: وإِذا تَضَيَّفُني الهُمومُ، قَرَيْتُها ... سُرُحَ اليَدَيْن تُخالسُ الخَطَرانا حرَجاً كأَنَّ مِنَ الكُحَيلِ صُبابَةً، ... نُضخَتْ مَغابنُها بِها نَضَخَانَا وَفِي الْحَدِيثِ: الْمَدِيِنَةُ كَالْكِيرِ تَنْفي خَبَثَها ويَنْضَخُ طِيبُها ، بِالضَّادِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ النَّضْخ، وَهُوَ رَشُّ الْمَاءِ. وغَيثٌ نَضَّاخٌ: غَزِيرٌ؛ وَقَالَ جِران العَوْد: ومِنْهُ عَلَى قَصْرَيْ عُمانَ سَخيفَةٌ، ... وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثَانين واسعُ السَّخِيفَةُ: الْمَطَرَةُ الشَّدِيدَةُ. وعُثْنونَ المَطر: أَوله. والنَّضْخَة: المَطرة. يُقَالُ: وَقَعَتْ نضْخة بالأَرض أَي مَطَرَةٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لَا يَفْرَحُون إِذا مَا نَضْخَةٌ وقَعَتْ، ... وهُمْ كرامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازيبُ جمعِ ملْزابٍ، وَهِيَ الشِّدَّةُ؛ وأَنشد أَيضاً: فقلتُ: لعلَّ اللَّهَ يُرْسِلُ نَضْخَةً، ... فَيُضْحِي كِلانا قَائِماً يَتَذَمَّرُ وأَكثر مَا وَرَدَ فِي هَذَا الْبَابِ بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ نَضَحَ فِي بَابِهِ مُسْتَوْفًى. نفخ: النَّفْخ: مَعْرُوفٌ، نَفَخ فِيهِ فانْتَفَخ. ابْنُ سِيدَهْ: نَفَخ بِفَمِهِ يَنْفُخ نَفْخاً إِذا أَخرج مِنْهُ الرِّيحَ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الِاسْتِرَاحَةِ وَالْمُعَالَجَةِ وَنَحْوِهِمَا؛ وَفِي الخَبر: فإِذا هُوَ مُغْتاظٌ يَنْفُخُ ؛ ونَفخ النارَ وَغَيْرَهَا ينفُخها

نَفْخاً ونَفِيخاً. والنَّفيخُ: الْمُوَكَّلُ بنَفْخ النَّارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي الصبْح يَحْكي لَوْنَهُ زَخِيخُ، ... مِنْ شُعْلَةٍ، ساعَدَها النَّفيخُ قَالَ: صَارَ الَّذِي ينفُخ نَفيخاً مِثْلَ الْجَلِيسِ وَنَحْوِهِ لأَنه لَا يَزَالُ يتعهدُه بِالنَّفْخِ. وَالْمِنْفَاخُ: كِيرُ الْحَدَّادِ. والمِنْفاخ: الَّذِي يُنْفَخ بِهِ فِي النَّارِ وَغَيْرِهَا. وَمَا بالدَّارِ نافخُ ضَرْمَةٍ أَي مَا بِهَا أَحد. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ودَّ مُعَاوِيَةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نافِخُ ضَرْمَةٍ أَي أَحد لأَن النَّارَ يَنْفُخُهَا الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَالذَّكَرُ والأُنثى؛ وَقَوْلُ أَبِي النَّجْمِ: إِذا نَطَحْنَ الأَخْشَبَ المَنْطُوحا، ... سَمِعْت لِلمَرْوِ بهِ ضَبِيحا، يَنْفَحْنَ مِنْهُ لَهَباً مَنْفُوحا إِنَّمَا أَراد مَنْفُوخًا فأَبدل الْحَاءَ مَكَانَ الْخَاءِ، وَذَلِكَ لأَن هَذِهِ الْقَصِيدَةَ حَائِيَّةٌ وأَوّلها: يَا ناقُ، سِيري عَنَقاً فَسيحا ... إِلى سُلَيْمَانَ، فَنَسْتَرِيحا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ ؛ إِنما هُوَ مِنْ أَجل مَا يَخَافُ أَن يبدُرَ مِنْ رِيقِهِ فَيَقَعَ فِيهِ فَرُبَّمَا شَرِبَ بَعْدَهُ غَيْرُهُ فيتأَذى بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت كأَنه وُضع فِي يَديَّ سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ فأُوحي إِليّ أَنِ انْفُخْهُما أَي ارْمهما وأَلقهما كَمَا تنفُخ الشيءَ إِذا دَفَعْتَهُ عَنْكَ، وإِن كَانَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ مِنْ نَفَحْتُ الشَّيْءَ إِذا رَمَيته؛ ونفَحَت الدابةُ إِذا رَمَحَتْ بِرِجلها. وَيَرْوِي حَدِيثَ الْمُسْتَضْعَفِينَ: فَنَفَخَت بِهِمُ الطَّرِيقُ ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَي رَمَتْ بِهِمْ بَغْتَةً مِنْ نَفَخَت الرِّيحُ إِذا جاءَت بَغْتَةً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: السُّعوط مكانَ النَّفْخِ ؛ كَانُوا إِذا اشْتَكَى أَحدهم حَلْقَه نَفَخوا فِيهِ فَجَعَلُوا السُّعُوطَ مكانَه. ونفَخ الإِنسانُ فِي الْيَرَاعِ وَغَيْرِهِ. والنفْخة: نفخةُ يومِ الْقِيَامَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ* . وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ . وَيُقَالُ: نُفخ الصورُ ونُفخ فِيهِ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ؛ وَقِيلَ: نَفَخَهُ لُغَةٌ فِي نَفَخَ فِيهِ، قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْلَا ابنُ جَعْدَةَ لَمْ يُفْتَحْ قُهُنْدُزُكُمْ، ... وَلَا خُراسانُ، حَتَّى يُنْفَخَ الصُورُ «2» . وَقَوْلُ الْقُطَامِيِّ: أَلم يُخْزِ التفَرُّقُ جُنْدَ كِسْرَى، ... ونُفْخوا فِي مدائِنهمْ فَطاروا هـ أَراد: وَنُفِخُوا فَخَفَّفَ. ونَفخ بِهَا: ضَرَط؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النفْخة الرَّائِحَةُ الْخَفِيفَةُ الْيَسِيرَةُ، وَالنَّفْخَةُ: الرَّائِحَةُ الْكَثِيرَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَر أَحداً وَصَفَ الرَّائِحَةَ بِالْكَثْرَةِ وَلَا الْقِلَّةِ غَيْرَ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو بْنُ الْعَلَاءِ دَخَلْتُ مِحْرَابًا مِنْ مَحَارِيبِ الْجَاهِلِيَّةِ فنَفَخ المسكُ فِي وَجْهِي. والنفْخة والنُّفَّاخ: الورَم. وَبِالدَّابَّةِ نَفَخٌ: وَهُوَ رِيحٌ تَرِمُ مِنْهُ أَرساغُها فإِذا مَشَت انْفَشَّت. والنُّفْخة: دَاءٌ يُصِيبُ الْفَرَسَ تَرِمُ مِنْهُ خُصْياه؛ نُفِخَ نَفَخاً، وَهُوَ أَنْفَخُ. وَرَجُلٌ أَنفخ بَيِّنُ النفْخ: لِلَّذِي فِي خُصْيَيه نَفْخ؛ التَّهْذِيبُ: النُّفَّاخ نفْخة الْوَرَمِ مِنْ دَاءٍ يأْخذ حَيْثُ أَخَذَ. والنفْخَة: انْتِفَاخُ البَطن من طعام

_ (2). قوله [قهندزكم] بضم القاف والهاء والدال المهملة كذا في القاموس. وفي معجم البلدان لياقوت: قهندز بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي: وَهُوَ فِي الأَصل اسْمُ الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأَهل خراسان وما وراء النهر خاصة. وأكثر الرواة يسمونه قُهندز يعني بالضم إلخ. ثم قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة، وهو في مواضع كثيرة منها سمرقند وبخارا وبلخ ومرو ونيسابور

وَنَحْوِهِ. ونَفَخه الطَّعَامُ ينفُخه نفْخاً فانتفَخ: مَلأَه فامتَلأَ. يُقَالُ: أَجِدُ نُفْخَة ونَفْخة ونِفْخة إِذا انْتَفَخَ بَطْنُهُ. وَالْمُنْتَفِخُ أَيضاً: الْمُمْتَلِئُ كِبراً وَغَضَبًا. وَرَجُلٌ ذُو نَفْخ وَذُو نَفْجٍ، بِالْجِيمِ، أَي صَاحِبُ فَخْرٍ وكِبْر. والنفْخ: الكبْر فِي قَوْلِهِ: أَعوذ بِكَ مِنْ هَمْزهِ ونَفْثه ونَفْخهِ، فنَفْثُه الشِّعْرُ، ونَفْخُه الكبْرُ، وهمزُه المُوتَةُ لأَن الْمُتَكَبِّرَ يَتَعَاظَمُ وَيَجْمَعُ نفْسَه ونفَسَه فَيَحْتَاجُ أَنْ ينفُخ. وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: انتفاخُ الأَهلَّه أَي عِظمها وَقَدِ انتُفخ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: نافخٌ حِضْنَيه أَي منتَفخ مُسْتَعِدٌّ لأَن يَعْمَلَ عَمَلَهُ مِنَ الشَّرِّ. وَمِنْ مَسَائِلِ الْكِتَابِ: وقصدتُ قصدَه إِذ انتَفَخ عَلَيَّ أَي لايَنْتُه وخادَعْتُه حِينَ غَضِبَ عَلَيَّ. وَانْتَفَخَ النَّهَارُ: عَلَا قَبْلَ الِانْتِصَافِ بِسَاعَةٍ؛ وَانْتَفَخَ الشيءُ. وَالنَّفْخُ: ارْتِفَاعُ الضُّحى. ونفْخَة الشَّبَابِ: مُعْظَمُهُ، وَشَابٌّ نُفُخ وَجَارِيَةٌ نُفُخٌ: ملأَتهما نَفْخَةُ الشَّبَابِ. وأَتانا فِي نَفْخَةِ الرَّبِيعِ أَي حِينَ أَعشب وأَخصب. أَبو زَيْدٍ: هَذِهِ نُفخة الرَّبِيعِ، ونِفْخته: انْتِهَاءُ نَبْتِهِ. والنُّفُخ: لِلْفَتَى الْمُمْتَلِئِ شَبَابًا، بِضَمِّ النُّونِ وَالْفَاءِ، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَةُ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَرَجُلٌ مُنْتَفِخٌ وَمَنْفُوخٌ أَي سَمِينٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ مَنْفُوخٌ وأُنْفُخان وإِنْفِخان والأُنثى أُنْفُخانة وإِنْفِخانة: نفَخَهما السِّمَن فَلَا يَكُونُ إِلَّا سِمَناً فِي رَخَاوَةٍ. وَقَوْمٌ مَنْفُوخُونَ، وَالْمَنْفُوخُ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، وَهُوَ أَيضاً الْجَبَانُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ لأَنه انتفَخَ سَحْرُه. والنُّفَّاخة: هنَةٌ مُنْتَفِخَةٌ تَكُونُ فِي بَطْنِ السَّمَكَةِ وَهُوَ نِصَابُهَا فِيمَا زَعَمُوا وَبِهَا تَسْتَقِلُّ فِي الْمَاءِ وَتُرَدَّدُ. والنُّفَّاخة: الْحَجَاةُ الَّتِي تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْمَاءِ. والنَّفْخاء مِنَ الأَرض: مِثْلُ النَّبْخاء؛ وَقِيلَ: هِيَ أَرض مُرْتَفِعَةٌ مَكْرُمَةٌ لَيْسَ فِيهَا رَمْلٌ وَلَا حِجَارَةٌ تُنْبِتُ قَلِيلًا مِنَ الشَّجَرِ، وَمِثْلُهَا النَّهْداء غَيْرَ أَنها أَشد اسْتِوَاءً وتَصَوُّباً فِي الأَرض؛ وَقِيلَ: النَّفخاء أَرض لَيِّنَةٌ فِيهَا ارْتِفَاعٌ؛ وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسّ: أَيُّ شَيْءٍ أَحسن؟ فَقَالَتْ: أَثَرُ غاديَة «1»، فِي إِثْرِ سارِيَة، فِي بِلَادٍ خَاوِيَةٍ، فِي نَفْخاء رَابِيَةٍ؛ وَقِيلَ: النفْخاء مِنَ الأَرضين كالرَّخَّاء وَالْجَمْعُ النَّفاخَى، كُسِّرَ تَكْسِيرَ الأَسماء لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والنفْخاء: أَعلى عَظْمِ الساق. نقخ: النُّقَاخ «2»: الضَّرْبُ عَلَى الرأْس بِشَيْءٍ صُلْبٍ؛ نَقَخ رأْسه بِالْعَصَا وَالسَّيْفِ يَنْقَخُه نَقْخاً: ضَرَبَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ عَلَى الدِّمَاغِ حَتَّى يَخْرُجَ مُخُّهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَقْخاً عَلَى الهامِ وبَخًّا وخْضا والنُّقاخ: اسْتِخْرَاجُ الْمُخِّ. ونَقَخَ المخَّ مِنَ الْعَظْمِ وَانْتَقَخَهُ: اسْتَخْرَجَهُ. أَبو عَمْرٍو: ظَليمٌ أَنقخ قَلِيلُ الدِّمَاغِ؛ وأَنشد لِطَلْقِ بْنِ عَدِيٍّ: حَتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحدى الشُّمَّخ، ... بالرُّمح مِنْ دُونِ الظَّليم الأَنْقَخ، فانْجَدَلَتْ كالرُّبَع المُنَوَّخ وَالنَّقْخُ: النَّقْفُ وَهُوَ كَسْرُ الرأْس عَنِ الدِّمَاغِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَعَلِمَ الأَقوامُ أَني مِفْنَخُ ... لِهامِهمْ، أَرُضُّه وأَنْقَخُ بِفَتْحِ الْقَافِ. والنُّقاخُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ الْعَذْبُ الصَّافِي الْخَالِصُ الَّذِي يَكَادُ يَنْقَخُ الفؤَاد بِبَرَدِهِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمَاءُ الطَّيِّبُ فَقَطْ؛ وأَنشد للعَرْجي وَاسْمُهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَنُسِبَ إِلى العَرْج وَهُوَ مَوْضِعٌ ولد به:

_ (1). قوله [أثر غادية إلخ] تقدم في نبخ غادية في إثر إلخ (2). يقول الشيخ إبراهيم اليازجي: الصواب في هذه اللفظة: النقخ على مثال الضرب كما ذكره صاحب الصحاح

فصل الهاء

فإِن شِئْتُ أَحْرَمْتُ النساءَ سواكُمُ، ... وإِن شِئْتُ لَمْ أَطْعَمْ نُقاخاً وَلَا بَرْدا وَيُرْوَى: حرَّمت النِّسَاءَ أَي حَرَّمْتُهُنَّ عَلَى نَفْسِي. وَالْبَرْدُ هُنَا: الرِّيقُ. التَّهْذِيبُ: والنُّقاخ الْخَالِصُ وَلَمْ يُعَيِّنْ شَيْئًا. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَذَا نُقاخ الْعَرَبِيَّةِ أَي خَالِصُهَا؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: النُّقاخ الْمَاءُ الْعَذْبُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وأَحْمَقَ مِمَّنْ يلْعَق الماءَ قَالَ لِي: ... دَعِ الْخَمْرَ واشْرَبْ مِنْ نُقاخ مُبَرَّدِ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النُّقاخُ النَّوْمُ فِي الْعَافِيَةِ والأَمن. ابْنُ شُمَيْلٍ: النُّقاخ الْمَاءُ الْكَثِيرُ يَنْبِطُه الرَّجُلُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه شَرِبَ مِنْ رُومة فَقَالَ: هَذَا النُّقاخ ؛ هُوَ الْمَاءُ الْعَذْبُ الْبَارِدُ الَّذِي ينقَخ الْعَطَشَ أَي يَكْسِرُهُ بِبَرْدِهِ، وَرُومَةُ: بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ. نكخ: نكخَه فِي حَلْقِهِ نكْخاً: لهَزَه، يمانية. نوخ: أَنَخْتُ البعيرَ فَاسْتَنَاخَ ونوَّخته فتنوَّخ وأَناخَ الإِبلَ: أَبركها فَبَرَكَتْ، وَاسْتَنَاخَتْ: بَرَكَتْ. والفحلُ يَتَنَوَّخُ الناقةَ إِذا أَراد ضِرَابَهَا. وَاسْتَنَاخَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ وتنوَّخها: أَبركها ثُمَّ ضَرَبَهَا. والمُناخ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُناخ فِيهِ الإِبل. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تنوَّخ البعيرُ وَلَا يُقَالُ نَاخَ وَلَا أَناخ. وَقَوْلُهُمْ: نَوَّخ اللَّهُ الأَرض طروقَةً لِلْمَاءِ أَي جَعَلَهَا مِمَّا تُطِيقُهُ. والنَّوْخة: الإِقامة. وتَنُوخُ: حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَلَا تُشَدِّدُ النُّونَ. فصل الهاء هبخ: قَالَ اللِّيْثُ: أُهْملت الْهَاءُ مَعَ الْخَاءِ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ إِلّا فِي مَوَاضِعِ هَبَخَ مِنْهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الهَبَيَّخة الْمُرْضِعَةُ، وَهِيَ أَيضاً الْجَارِيَةُ التارَّة الْمُمْتَلِئَةُ، وَكُلُّ جَارِيَةٍ بِالْحِمْيَرِيَّةِ هَبَيَّخة. والهَبَيَّخ، فَعَيَّل بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ: الْغُلَامُ، بِلُغَتِهِمْ أَيضاً. والهَبَيَّخ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. والهَبَيَّخ: الأَحمق الْمُسْتَرْخِي. وَفِي النَّوَادِرِ: امرأَةَ هَبَيَّخة وَفَتًى هَبَيَّخ إِذا كَانَ مُخَصَّبًا فِي بَدَنِهِ حَسَنًا. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ مَا فِي هَذَا الْبَابِ فَالْبَاءُ قَبْلَ الْيَاءِ مِنْ هَبَيَّخَ. والهَبَيَّخ: الْوَادِي الْعَظِيمُ أَو النَّهْرُ الْعَظِيمُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والهَبَيَّخ: وَادٍ بِعَيْنِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والهَبَيَّخَى: مِشْيَةٌ فِي تَبَخْتُرٍ وَتَهَادٍ، وَقَدِ اهبيَّخت المرأَة؛ وأَنشد الأَزهري: جرَّتْ عَلَيْهِ الريحُ ذَيْلًا أَنْبَخا، ... جَرَّ العَرُوس ذَيْلها الهَبَيَّخا وَيُقَالُ: اهْبَيَّخت فِي مَشْيِهَا اهْبِيَّاخاً، وهي تَهبَيَّخ. هخخ: هِخْ: حِكَايَةُ المتَنَخِّم، وَلَا يصرَّف مِنْهُ فِعْلٌ لِثِقَلِهِ عَلَى اللِّسَانِ وَقُبْحِهِ فِي الْمَنْطِقِ إِلا أَن يُضْطَرَّ شَاعِرٌ. هيخ: هَيَّخَ الهَريسَةَ: أَكثَر ودَكَها؛ عَنْ كُراع؛ وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ للكُميتِ: إِذا ابتَسَر الحربَ أَحلامُها ... كِشافاً، وهَيَّخَت الأَفحلُ الِابْتِسَارُ: أَن يَضْرِبَ الْفَحْلُ النَّاقَةُ عَلَى غَيْرِ ضَبَعَةٍ. قال: وأَحلامها أَصحابها. وهَيَّخت: أُنيخت، وَهُوَ أَن يُقَالَ لَهَا عِنْدَ الإِناخة: هَخْ هَخْ إِخ إِخ؛ يَقُولُ: ذَلَّلَتْ هَذِهِ الْحَرْبَ لِلْفُحُولَةِ فأَناختها. وَقِيلَ: التَّهْيِيخُ دعاءُ الْفَحْلِ لِلضِّرَابِ، وَهَيَّخَ هَيَّخَ لُغَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ: هَيَّخت النَّاقَةَ إِذا أُنيخت لِيَقْرَعَهَا الْفَحْلُ، وهَيَّخ الفحلُ إِذا أُنيخ لِيَبْرِكَ عَلَيْهَا فَيَضْرِبَهَا، والهاءُ مُبْدَلَةً مِنَ الْهَمْزَةِ فِي هيخت. فصل الواو وَبُخَ: وبَّخَه: لامَه وَعَذَلَهُ، وأَبَّخَهُ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرى هَمْزَتَهُ بَدَلًا مِنَ

الْوَاوِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزَةِ. وَالتَّوْبِيخُ: التَّهْدِيدُ والتأَنيب وَاللَّوْمُ؛ يُقَالُ: وبَّخت فُلَانًا بسوءِ فِعْلِهِ تَوْبِيخًا. ابْنُ الأَعرابي: الوَمْخَة العَذْلة الْمُحْرِقَةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَصل فِي الوَبْخَة الومْخَة؛ فَقُلِبَتِ الباء «3» ميما لقرب مخرجيهما. وتخ: الوَتَخَة، بِفَتْحِ التَّاءِ: الْوَحْلُ. وأَوتخه: جَهَدَهُ وَبَلَغَ مِنْهُ؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: دَرادقاً، وهْي السَّبوحُ قُرَّحا، ... قَرْقَمَهُمْ عَيْشٌ خَبيثٌ أَوْتَخا قَالَ ثَعْلَبٌ: اسْتَجَازَ ابْنُ الأَعرابي الْجَمْعَ بَيْنَ الحاءِ والخاءِ هُنَا لِتَقَارُبِ الْمَخْرَجَيْنِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَوتحا، بالحاءِ، أَي قَلَّلَ أَو أَقلّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا أَغنى عَنِّي وَتَحَة، بالحاءِ، والوَتَخَة، بالخاءِ: الوحل. وثخ: الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ لِمَا اخْتَلَطَ مِنْ أَجناس الْعُشْبِ الْغَضِّ: وَثيغة ووَثيخَة، بالغين والخاءِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فِي الْحَوْضِ بَلَّةٌ وهَلَّة ووَثْخَة «4». وخخ: الوَخْوَخَة: حِكَايَةُ بَعْضِ أَصوات الطَّيْرِ. وَرَجُلٌ وَخْواخٌ: سَمِينٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ مُضْطَرِبُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَانُ الضَّعِيفُ؛ قَالَ الزَّفَيَانُ: إِني، ومَنْ شاءَ ابتَغَى قِفاخا، ... لَمْ أَكُ فِي قَوْمي امْرَأً وَخْواخا وَقِيلَ: الوَخْواخ الْكَسِلُ الثَّقِيلُ؛ وأَنشد: لَيْسَ بوَخْواخ وَلَا مُسْتَطل والوَخْواخ: الْكَسْلَانُ عَنِ الْعَمَلِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْعِنِّينِ: وَخْواخ وذَوْذَخ وبَخْباخ؛ وَرَجُلٌ وَخْواخ وَبَخْبَاخٌ إِذا اسْتَرْخَى بَطْنُهُ وَاتَّسَعَ جِلْدُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الذَّوْذَخ والوَخْواخ العذْيَوْط. وتَمْرٌ وَخْوَاخٌ: لَا حَلَاوَةَ لَهُ وَلَا طَعْمَ، قيل: مُسْتَرْخِي اللِّحَى، وَكُلُّ مُسْتَرْخٍ وَخواخ، وَذَكَرَ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ عَنْ ابْنُ الأَعرابي: الوَخُّ الأَلم، وَالَوْخُّ: الْقَصْدُ. ورخ: الوَرْخُ: شَجَرٌ شَبِيهٌ بالمَرْخ فِي نَبَاتِهِ غَيْرَ أَنه أَغبر لَهُ وَرَقٌ دَقِيقٌ مِثْلُ وَرَقِ الطَّرْخون أَو أَكبر. والوَريخَة: الْمُسْتَرْخِي مِنَ الْعَجِينِ لِكَثْرَةِ الماءِ؛ وَقَدْ وَرِخَ يَوْرَخُ وَرَخاً وَتَوَرَّخَ. وأَورَخَت العَجينَ: أَكثَرَتْ ماءَه حَتَّى يَسْتَرْخِيَ. وورَّخ الكتابَ بِيَوْمِ كَذَا: لُغَةٌ فِي أَرَّخه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وسخ: الوسَخ: مَا يَعْلُو الثَّوْبَ وَالْجِلْدَ مِنَ الدرَن وَقِلَّةِ التَّعَهُّدِ بالماءِ؛ وسِخَ الجلدُ يَوْسَخ وسَخاً وتَوَسَّخ واتَّسَخ وَاسْتَوْسَخَ؛ وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ، وأَوسخه ووسَّخه ووسَّخْته أَنا. وشخ: الوَشْخُ: الضَّعِيفُ الرَّدِيءُ. وصخ: الوَصَخ لُغَةٌ فِي الوَسَخ مضارعة. وضخ: الوَضُوخ، بِالْفَتْحِ: الماءُ يَكُونُ فِي الدَّلو شَبِيهٌ بالنّصْف؛ وَقَدْ وَضَخ الدَّلْوُ وأَوضَخَها؛ وَقَالَ: فِي أَسْفل الغَرْب وَضوخ أُوضخا والوَضوخ: دُونَ المِلْءِ. وأَوضَخ بِالدَّلْوِ إِذا اسْتَقَى فنفَح بِهَا نَفْحاً شَدِيدًا؛ وَقِيلَ: اسْتَقَى بِهَا مَاءً قَلِيلًا. وأَوْضَخْت لَهُ إِذا اسْتَقَيْتَ لَهُ قَلِيلًا، وَاسْمُ ذَلِكَ الشيءِ الَّذِي يُستقى بِهِ الوَضوخ. قَالَ: وَالْمُوَاعِدَةُ مِثْلُ المُواضَخَة. وَتَوَاضَخَ الرَّجُلَانِ إِذا قَامَا جَمِيعًا عَلَى الْبِئْرِ يَتَبَارَيَانِ فِي السَّقْيِ. وَتَوَاضَخَتِ الإِبل: تَبَارَتْ فِي السَّيْرِ. وَتَوَاضَخَ الفرسان: تباريا.

_ (3). قوله [فقلبت الباء إلخ] كذا بالأَصل ومقتضى كلامه العكس (4). قوله [ووثخة] في نسخة المؤلف بسكون المثلثة، والذي في القاموس الوثخة، محركة: البلة من الماء

فصل الياء

وَالْمُوَاضَخَةُ والوِضاخ: الْمُبَارَاةُ فِي الْعَدْوِ وَالْمُبَالَغَةُ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صَاحِبِكَ وَلَيْسَ هُوَ بِالشَّدِيدِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الاستقاءِ، وَقِيلَ: هُوَ تَبَارِي الْمُسْتَقِينَ ثُمَّ اسْتُعِيرَ فِي كُلِّ مُتَبَارِيَيْنِ، وَقَدْ وَاضَخَهُ السيرَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تُواضخُ التقريبَ قِلْواً مِقْلَخا أَي أَن هَذِهِ الأَتان تُوَاضِخُ السَّيْرَ هَذَا العَير، فَهِيَ تَشْتَدُّ وَتَجِدُّ؛ قَالَ الأَزهري: المواضخَة عندَ الْعَرَبِ الْمُعَارَضَةُ وَالْمُبَارَاةُ وإِن لَمْ يَكُنْ مَعَ ذَلِكَ مُبَالَغَةٌ فِي الْعَدْوِ، وأَصله مِنَ الْوُضُوخِ كَمَا قَالَ الأَصمعي. ووُضاخ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، وَالْهَمْزَةُ أَكثر، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ قَالَ الأَزهري: أُضاخ اسْمُ جَبَلٍ ذَكَرَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي شِعْرٍ لَهُ يَصِفُ بَرْقًا شَامَهُ مِنْ بَعِيدٍ: فَلَمَّا أَن عَلَا كَنَفَيْ أُضاخ، ... وهَتْ أَعجازُ رَيِّقهِ فَحَارَا وَلَخَ: الوَلَخُ مِنَ العُشب: الطَّوِيلُ. وأَولَخَ العشبُ: طَالَ وَعَظُمَ. وأَرض ولِخَة وَوَلِيخَةٌ وورِخَة: مؤتَلخة مِنَ النَّبْتِ. وولَخَه وَلْخاً: ضَرَبَهُ بِبَاطِنِ كَفِّهِ. وائتَلخ الأَمرُ: اخْتَلَطَ. وَمَخَ: التَّهْذِيبُ، ابْنُ الأَعرابي: الوَمْخَة العَذْلة الْمُحْرِقَةُ؛ قَالَ الأَزهري: والأَصل فِي الوَمْخةِ الوَبْخَة فَقُلِبَتِ الباءُ مِيمًا لقرب مخرجيهما. فصل الياء يَثَخَ: الْمَيْثَخَةُ: الدِّرة الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. يَفْخ: الْيَافُوخُ: مُلْتَقَى عَظْمِ مُقَدَّمِ الرأْس وَمُؤَخَّرِهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُشَجِّعْنَا عَلَى وَضْعِهِ فِي هَذَا الْبَابِ إِلَّا أَنَّا وَجَدْنَا جَمْعَهُ يَوَافِيخُ فَاسْتَدْلَلْنَا بِذَلِكَ عَلَى أَن يَاءَهُ أَصل، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ فِي أَفخ. يُنِخْ: اليَنْخ: مِنْ قَوْلِكَ أَينخ النَّاقَةَ دَعَاهَا للضِّراب فَقَالَ لَهَا: إِينَخ إِينَخ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا زَجْرٌ لَهَا كَقَوْلِكَ: إِخْ إِخْ.

د

د حرف الدال المهملة د: الدَّالُ حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَمِنَ الْحُرُوفِ النِّطْعيَّة وَهِيَ والطاءُ وَالتَّاءُ فِي حيز واحد. فصل الهمزة أبد: الأَبَدُ: الدَّهْرُ، وَالْجَمْعُ آبَادٌ وأُبود؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ قَالَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ: أَرأَيت مُتْعَتَنا هَذِهِ أَلِعامنا أَم للأَبد؟ فَقَالَ: بَلْ هِيَ للأَبد ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَلعامنا هَذَا أَم لأَبَدٍ؟ فَقَالَ: بَلْ لأَبَدِ أَبَدٍ؛ وَفِي أُخرى: بَلْ لأَبَدِ الأَبَد أَي هِيَ لِآخِرِ الدَّهْرِ. وأَبَدٌ أَبيد: كَقَوْلِهِمْ دَهْرٌ دَهير. وَلَا أَفعل ذَلِكَ أَبد الأَبيد وأَبَد الْآبَادِ وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد الأَبيد وأَبَدَ الأَبَدِيَّة؛ وأَبدَ الأَبَدين لَيْسَ عَلَى النَّسَبِ لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانُوا خُلَقَاءَ أَن يَقُولُوا الأَبديّينِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنه جَمَعَ الأَبد بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، عَلَى التَّشْنِيعِ وَالتَّعْظِيمِ كَمَا قَالُوا أَرضون، وَقَوْلُهُمْ لَا أَفعله أَبدَ الْآبِدِينَ كَمَا تَقُولُ دهرَ الدَّاهِرِينَ وعَوضَ الْعَائِضِينَ، وَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: طَالَ الأَبَدُ عَلَى لُبَد؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَا قدُمَ. والأَبَدُ: الدَّائِمُ والتأْبيد: التَّخْلِيدُ. وأَبَدَ بِالْمَكَانِ يأْبِد، بِالْكَسْرِ، أُبوداً: أَقام بِهِ وَلَمْ يَبْرَحْه. وأَبَدْتُ بِهِ آبُدُ أُبوداً؛ كَذَلِكَ. وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي تَوَحَّشَتْ. وأَبَدَت الْوَحْشَ تأْبُد وتأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً: تَوَحَّشَتْ. والتأَبُّد: التَّوَحُّشُ. وأَبِدَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ: تَوَحَّشَ، فَهُوَ أَبِدٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمْءِ، نَاجِيَةً، ... مِثْلَ الْهِرَاوَةِ ثِنْياً، بَكْرُها أَبِدُ أَي وَلَدُهَا الأَوّل قَدْ تَوَحَّشَ مَعَهَا. والأَوابد والأُبَّدُ: الْوَحْشُ، الذكَر آبِدٌ والأُنثى آبِدَةٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَقَائِهَا عَلَى الأَبد؛ قَالَ الأَصمعي: لَمْ يَمُتْ وَحْشيّ حَتْفَ أَنفه قَطُّ إِنما مَوْتُهُ عَنْ آفَةٍ وَكَذَلِكَ الْحَيَّةُ فِيمَا زَعَمُوا؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَذِي تَناويرَ مَمْعُونٍ، لَهُ صَبَحٌ، ... يغذُو أَوابد قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا

يَعْنِي بالأَمهار جِحَاشَهَا. وأَفلين: صِرْنَ إِلى أَن كَبُرَ أَولادهن وَاسْتَغْنَتْ عَنِ الأُمهات. والأُبود: كالأَوابد؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: أَرى الدَّهْرَ لَا يَبْقى، عَلَى حَدَثانه، ... أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدُ قَالَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَصبنا نَهْبَ إِبل فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن لِهَذِه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الْوَحْشِ، فإِذا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شيءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا ؛ الأَوابد جَمْعُ آبِدَةٍ؛ وَهِيَ الَّتِي قَدْ تَوَحَّشَتْ ونفرَت مِنَ الإِنس؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلدَّارِ إِذا خَلَا مِنْهَا أَهلها وَخَلَّفَتْهُمُ الْوَحْشُ بِهَا؛ قَدْ تأَبدت؛ قَالَ لَبِيدٌ: بِمِنًى، تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها وتأَبد الْمَنْزِلَ أَي أَقفر وأَلفته الْوُحُوشُ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: فأَراح عَلَيَّ مِنْ كُلِّ سائمةٍ زَوْجَيْن، وَمِنْ كُلِّ آبِدَةٍ اثْنَتَيْنِ ؛ تُرِيدُ أَنواعاً مِنْ ضُرُوبِ الْوَحْشِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جاءَ بِآبِدَةٍ أَي بأَمر عَظِيمٍ يُنْفَرُ مِنْهُ ويُستوحش. وتأَبَّدت الدَّارُ: خَلَتْ مِنْ أَهلها وَصَارَ فِيهَا الْوَحْشُ تَرْعَاهُ. وأَتان أَبِدٌ: وَحْشِيَّةٌ. وَالْآبِدَةُ: الدَّاهِيَةُ تَبْقَى عَلَى الأَبد. وَالْآبِدَةُ: الْكَلِمَةُ أَو الْفِعْلَةُ الْغَرِيبَةُ. وجاءَ فُلَانٌ بِآبِدَةٍ أَي بِدَاهِيَةٍ يَبْقَى ذِكْرُهَا عَلَى الأَبد. وَيُقَالُ لِلشَّوَارِدِ مِنَ الْقَوَافِي أَوابد؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ، ... وأَوابِدِي بتَنَحُّل الأَشعارِ وَيُقَالُ لِلْكَلِمَةِ الْوَحْشِيَّةِ: آبِدَةٌ، وَجَمْعُهَا الأَوابد. وَيُقَالُ لِلطَّيْرِ الْمُقِيمَةِ بأَرضٍ شتاءَها وَصَيْفَهَا: أَوابد مِنْ أَبَدَ بِالْمَكَانِ يأْبِدُ فَهُوَ آبِدٌ، فإِذا كَانَتْ تَقْطَعُ فِي أَوقاتها فَهِيَ قَوَاطِعُ، والأَوابد ضِدُّ الْقَوَاطِعِ مِنَ الطَّيْرِ. وأَتان أَبِد: فِي كُلِّ عَامٍ تَلِدُ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يَتَكَلَّفَ مُتَكَلِّفٌ فَيُبْنَى عَلَى هَذِهِ الأَحرف مَا لَمْ يُسْمَعْ عَنِ الْعَرَبِ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَبِدُ الأَتان تَلد كُلَّ عَامٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَبِلٌ وأَبِد مَسْمُوعَانِ، وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فَمَا سَمِعْتُهُمَا وَلَا حَفِظْتُهُمَا عَنْ ثِقَةٍ وَلَكِنْ يُقَالُ نِكْحٌ وخِطْبٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: نَاقَةٌ أَبِدَةٌ إِذا كَانَتْ وَلُودًا، قيَّد جَمِيعَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَحسبهما لُغَتَيْنِ أَبِد وإِبِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِبِد عَلَى وَزْنِ الإِبل الْوَلُودِ مِنْ أَمة أَو أَتان؛ وَقَوْلُهُمْ: لَنْ يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ، ... إِلا بِجَدِّ ذِي الإِبِدْ، فِي كلِّ مَا عامٍ تَلِدْ والإِبِد هَاهُنَا: الأَمة لأَن كَوْنَهَا وَلُودًا حِرْمَانٌ وَلَيْسَ بِجَدٍّ أَي لَا تَزْدَادُ إِلا شَرًّا. والإِبِدُ: الْجَوَارِحُ مِنَ الْمَالِ، وَهِيَ الأَمة وَالْفَرَسُ الأُنثى والأَتان يُنْتَجن فِي كُلِّ عَامٍ. وَقَالُوا: لَنْ يَبْلُغَ الْجَدُّ النكِد، إِلا الإِبِد، فِي كُلِّ عَامٍ تَلِدُ؛ يَقُولُ: لَنْ يَصِلَ إِليه فَيَذْهَبُ بِنَكَدِهِ إِلا الْمَالُ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْمَالُ. وَيُقَالُ: وَقَفَ فُلَانٌ أَرضه وَقْفًا مؤَبَّداً إِذا جَعَلَهَا حَبِيسًا لَا تُباع وَلَا تُورَثُ. وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالْآخِرَةُ أَبَدٌ. وأَبِدَ عَلَيْهِ أَبَداً: غَضِبَ كَعَبِد وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووَبَداً وومَداً. وأَبيدَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: فَمَا أَبِيدَةُ مِنْ أَرض فأَسْكُنَها، ... وإِن تَجاوَرَ فِيهَا الماءُ وَالشَّجَرُ

ومأْبِد: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه مابِد على فاعل، وستذكره فِي مَبَدَ. والأُبَيْدُ: نَبَاتٌ مِثْلُ زَرْعِ الشَّعِيرِ سَوَاءٌ وَلَهُ سُنْبُلَةٌ كَسُنْبُلَةِ الدُّخْنة فِيهَا حَبٌّ صَغِيرٌ أَصَغَرُ مِنَ الْخَرْدَلِ وَهِيَ مُسَمِّنَةٌ للمال جداً. أجد: الإِجادُ والأُجادُ: طَاقٌ قَصِيرٌ. وبناءٌ مُؤَجَّد: مُقَوًّى وَثِيقٌ مُحْكَمٌ، وَقَدْ أَجَّدَه وأَجَدَهُ. وَنَاقَةٌ مُؤجَدَة: مُوثقة الْخَلْقِ، وأُجُدٌ: مُتصلة الفَقار تَرَاهَا كأَنها عَظَمٌ وَاحِدٌ. وَنَاقَةُ أُجُد أَي قَوِيَّةٍ مُوثَقَةِ الْخَلْقِ. والأُجُدُ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ الإِجاد، والإِجاد كَالطَّاقِ الْقَصِيرِ؛ يُقَالُ: عَقْدٌ مُؤَجَّدٌ وَنَاقَةٌ مُؤْجِدَةُ القَرى، وَنَاقَةٌ أُجُدٌ وَهِيَ الَّتِي فَقَارُ ظَهرها مُتَّصِلٌ؛ وَآجَدَهَا اللَّهُ فَهِيَ مُؤجدة القَرى أَي مُوثَقَةُ الظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ: وَجَدْتُ أُجُداً تَحُثُّهَا ؛ الأُجُدُ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْجِيمِ: النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ الْمُوثَقَةُ الْخَلْقِ، وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ أُجُدٌ؛ وَيُقَالُ: الْحَمْدُ لله الَّذِي آجَدَنِي بَعْدَ ضَعْفٍ أَي قَوَّانِي. وإِجدْ، بِالْكَسْرِ: من زجر الخيل. أحد: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: الأَحد وَهُوَ الْفَرْدُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَحْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ آخَرُ، وَهُوَ اسْمٌ بُنِيَ لِنَفْيِ مَا يُذْكَرُ مَعَهُ مِنَ الْعَدَدِ، تَقُولُ: مَا جاءَني أَحد، وَالْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ وأَصله وَحَدٌ لأَنه مِنَ الوَحْدة. والأَحَد: بِمَعْنَى الْوَاحِدِ وَهُوَ أَوَّل الْعَدَدِ، تَقُولُ أَحد وَاثْنَانِ وأَحد عَشَرَ وإِحدى عَشْرَةَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ فَهُوَ بَدَلٌ مِنَ اللَّهِ لأَن النَّكِرَةَ قَدْ تُبْدَلُ مِنَ الْمَعْرِفَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذا أَدخلت فِي الْعَدَدِ الأَلف وَاللَّامَ فَأَدْخِلْهُمَا فِي الْعَدَدِ كُلِّهِ، فَتَقُولُ: مَا فَعَلَتِ الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدِّرْهَمِ. وَالْبَصْرِيُّونَ يُدْخِلُونَهُمَا فِي أَوّله فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَتِ الأَحد عَشَرَ أَلف دِرْهَمٍ. وَتَقُولُ لَا أَحد فِي الدَّارِ وَلَا تَقُولُ فِيهَا أَحد. وَقَوْلُهُمْ مَا فِي الدَّارِ أَحد فَهُوَ اسْمٌ لِمَنْ يَصْلُحُ أَن يُخَاطَبَ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ والمؤَنث وَالْمُذَكَّرُ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ؛ وَقَالَ: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ . وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ لأَنهما مَعْدُولَانِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى جَمِيعًا. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: مَعِي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهن أَي صَيِّرْهُنَّ أَحد عَشَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ أَشار بِسَبَّابَتَيْهِ فِي التَّشَهُّدِ: أَحِّدْ أَحِّدْ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ فِي الدُّعَاءِ: أَنه قَالَ لِسَعْدٍ وَهُوَ يُشِيرُ فِي دُعَائِهِ بِإِصْبَعَيْنِ: أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشر بإِصبع وَاحِدَةٍ لأَن الَّذِي تَدْعُو إِليه وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى. والأَحَدُ مِنَ الأَيام، مَعْرُوفٌ، تَقُولُ مَضَى الأَحد بِمَا فِيهِ؛ فَيُفْرَدُ وَيُذَكَّرُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ آحَادٌ وأُحْدانٌ. واستأْحد الرَّجُلُ: انْفَرَدَ. وَمَا اسْتَأَحَدَ بِهَذَا الأَمر: لَمْ يَشْعُرْ بِهِ، يَمَانِيَّةٌ. وأُحُد: جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ. وإِحْدى الإِحَدِ: الأَمر الْمُنْكَرُ الْكَبِيرُ؛ قَالَ: بعكاظٍ فَعَلُوا إِحدى الإِحَدْ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَتَابَعَ عَلَيْهِ رَمَضَانَانِ فَقَالَ: إِحدى مِنْ سَبْعٍ ؛ يَعْنِي اشْتدّ الأَمر فِيهِ وَيُرِيدُ بِهِ إِحدى سِنِيِّ يُوسُفَ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، الْمُجْدِبَةِ فَشَبَّهَ حَالَهُ بِهَا فِي الشِّدَّةِ أَو مِنَ اللَّيَالِي السَّبْعِ الَّتِي أَرسل اللَّهُ تَعَالَى الْعَذَابَ فيها على عاد. أخد: قَالَ الأَزهري: رَوَى اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَابِ أَخذ وَقَالَ المُسْتأْخِد المُسْتكين؛ قَالَ: وَمَرِيضٌ مُسْتأخِد أَي مستكِين لِمَرَضِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ مُصَحَّف وَالصَّوَابُ المُستأْخِذُ، بِالذَّالِ، وَهُوَ الَّذِي يَسِيلُ

الدَّم مِنْ أَنفه، وَيُقَالُ لِلَّذِي بِعَيْنِهِ رَمَدٌ: مستأْخِذ أَيضاً. والمُستأْخِذُ: المُطاطئ رأْسه مِنَ الْوَجَعِ، قَالَ: هَذَا كُلُّهُ بِالذَّالِ وَمَوْضِعُهَا بَابُ الْخَاءِ وَالذَّالِ. أدد: الإِدُّ والإِدَّةُ: العَجبُ والأَمر الْفَظِيعُ الْعَظِيمُ وَالدَّاهِيَةُ، وكذلك الآدّ مثل الفاعل، وَجَمْعُ الإِدِّ إِدادٌ وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ؛ وأَمر إِدٌّ وُصِفَ بِهِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التزيل الْعَزِيزِ: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ؛ قِرَاءَةُ الْقُرَّاءِ إِدّاً، بكَسر الأَلف، إِلا مَا رُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قرأَ: أَدّاً. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَقد جِئْتَ بِشَيْءٍ آدٍّ مِثْلُ مَادٍّ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْوُجُوهِ كُلِّهَا بِشَيْءٍ عَظِيمٍ؛ وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: يَا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا، ... رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا، فنِلتُ مِنْهُ رَشْفَاً وبَرْدا والإِدّ: الدَّاهِيَةُ تَئِدُّ وَتَؤُدُّ أَدّاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللحياني حكى تأَدُّ، فإِما أَن يَكُونَ بُنِيَ مَاضِيهِ عَلَى فَعُلَ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ أَبى يأْبى. وأَدّه الأَمر يؤُدّه وَيَئِدُّهُ إِذا دَهَاهُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَدّت فُلَانًا دَاهِيَةٌ تَؤُدُّهُ أَدّاً، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا والإِدّ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: الشدَّة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: رأَيت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: مَا لَقِيتُ بَعْدَكَ مِنَ الإِدَدِ والأَوَدِ ؛ الإِدد، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: الدَّوَاهِي الْعِظَامُ، وَاحِدَتُهَا إِدّة، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، والأَوَدُ: الْعِوَجُ. والأَدُّ: الغلبةُ والقوّةُ؛ قَالَ: نَضَوْنَ عَنِّي شِدَّةً وأَدّا، ... مِنْ بعدِ مَا كنتُ صُمُلًّا نَهْدا وأَدّت النَّاقَةُ: والإِبل تَؤُدُّ أَدّاً: رجَّعت الْحَنِينَ فِي أَجوافها. وأَدُّ النَّاقَةِ: حَنِينُهَا وَمَدُّهَا لِصَوْتِهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَدّ البعيرُ يَؤُدُّ أَدّاً: هَدَرَ. وأَدّ الشيءَ وَالْحَبْلَ يَؤُدُّهُ أَدّاً: مَدَّهُ. وأَدّ فِي الأَرض يَؤُدُّ أَدّاً: ذَهَبَ. وأَدَدُ الطَّرِيقِ: دَررُه. والأَدُّ: صَوْتُ الْوَطْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ، ... أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ والأَديد: الْجَلَبَةُ. وشديدٌ أَديدٌ: إِتباع لَهُ. وأُدُد وأُدَد: أَبو عَدْنَانَ وَهُوَ أُدّ بْنُ طَابِخَةَ «5» بْنِ الْيَاسِ بْنِ مُضَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُدُّ بْنُ طابِخةٍ أَبونا، فانسبُوا ... يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ، تُنْفَروا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسب أَنّ الْهَمْزَةَ فِي أُدّ وَاوٌ لأَنه مِنَ الْوُدِّ أَي الْحُبِّ، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا أُقِّتَتْ وأَرخ الْكِتَابَ. وأُدَد: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ أُدَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ حِمْيَرٍ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ أُدَداً، جَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ ثُقَب وَلَمْ يَجْعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ عُمَرَ؛ الأَزهري: وَكَانَ لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونَهُ وُدّاً وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ أُدّ. أزد: الأَزْدُ: لُغَةٌ فِي الأَسْد تَجْمَعُ قَبَائِلَ وَعَمَائِرَ كَثِيرَةً فِي الْيَمَنِ. وأَزْدٌ: أَبو حَيٍّ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ أَزد بْنُ الْغَوْثِ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ، وَهُوَ أَسْدٌ، بِالسِّينِ، أَفصح يُقَالُ: أَزد شَنُوءة وأَزْدُ عُمان وأَزْدُ السَّرَاةِ، قَالَ النَّجَاشِيُّ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عمرو،

_ (5). قوله [وَهُوَ أُدُّ بْنُ طَابِخَةَ إلى قوله بمنزلة عمر] كذا في نسخة المؤلف وعبارة القاموس وشرحه وأدد كعمر مصروفا وأدد، بضمتين، لغة فيه عن سيبويه أبو قبيلة من حمير وَهُوَ أُدَدُ، بْنُ زَيْدِ بْنِ كلان بْنِ سَبَأِ بْنِ حِمْيَرٍ وأدّ، بالضم، ابن طَابِخَةَ بْنِ الْيَاسِ بْنِ مُضَرَ أبو قبيلة أخرى.

وَكَانَ عَاهِدَ أَزد شَنُوءَةَ، وأَزد عُمَانَ أَن لَا يَحُولَا عَلَيْهِ فَثَبَتَتْ أَزد شَنُوءَةَ عَلَى عَهْدِهِ دُونَ أَزد عُمَانَ؛ فَقَالَ: وكنتُ كَذِي رِجليْنِ: رجلٍ صحيحةٍ، ... ورجْلٍ بِهَا رَيبٌ مِنَ الحَدَثانِ، فأَما الَّتِي صحَّتْ فأَزْدُ شنوءَةٍ، ... وأَما الَّتِي شُلَّت فأَزْدُ عُمَانِ أسد: الأَسَد: مِنَ السِّبَاعِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ آسَادٌ وآسُد، مِثْلُ أَجبال وأَجبل، وأُسُود وأُسُد، مَقْصُورٌ مُثَقَّلٌ، وأَسْدٌ مُخَفَّفٌ، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة، وأَسَدٌ آسَدٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَمَا قَالُوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نَادِرٌ كَقَوْلِهِمْ حِقَّهٌ بَيِّنُ الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة: كَثِيرَةُ الأُسود؛ والمأْسدة لَهُ مَوْضِعَانِ: يُقَالُ لموضعِ الأَسدِ مأْسدة: وَيُقَالُ لِجَمْعِ الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كَمَا يُقَالُ مَشْيَخة لِجَمْعِ الشَّيْخِ ومَسْيَفة لِلسُّيُوفِ ومَجَنَّة لِلْجِنِّ ومَضَبَّة لِلضِّبَابِ. واستأْسد الأْسدَ: دَعَاهُ؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: إِني وَجَدْتُ زُهيراً فِي مآثِرِهم ... شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا وأَسِد الرجلُ: استأْسد صَارَ كالأَسد فِي جراءَته وأَخلاقه. وَقِيلَ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أَيّ الرِّجَالِ زَوْجُكُ؟ قَالَتْ: الَّذِي إِن خَرَجَ أَسِدَ، وإِن دَخَلَ فهِدَ، وَلَا يسأَل عَمَّا عهِدَ؛ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ كَذَلِكَ أَي صَارَ كالأَسد فِي الشَّجَاعَةِ. يُقَالُ: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ. وأَسِد الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يأْسَدُ أَسَداً إِذا تَحَيَّرَ، ورأَى الأَسد فدهِش مِنَ الخَوف. واستأْسد عَلَيْهِ: اجترأَ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: خُذْ مِنِّي أَخي ذَا الأَسَدِ ؛ الأَسَدُ مَصْدَرُ أَسِد يأْسَدُ أَي ذو الْقُوَّةِ الأَسدية. وأَسد عَلَيْهِ: غَضِبَ؛ وَقِيلَ: أَسد عَلَيْهِ سَفِهَ. واستأْسد النَّبْتُ: طَالَ وَعَظُمَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْتَهِيَ فِي الطُّولِ وَيَبْلُغَ غَايَتَهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا بَلَغَ وَالْتَفَّ وَقَوِيَ؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النَّجْمِ: مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ، ... يَقُولُ للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ: يُفَحّين بالأَيدي عَلَى ظهرِ آجنٍ، ... لَهُ عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل قَوْلُهُ: يُفَحِّينَ أَي يُفَرِّجْنَ بأَيديهن لِيَنَالَ الْمَاءُ أَعناقهن لِقِصَرِهَا، يَعْنِي حُمُراً وَرَدَتِ الْمَاءَ. والعَرمَض: الطُّحْلُبُ، وَجَعَلَهُ مستأْسداً كَمَا يستأْسد النَّبْتُ. وَالنَّجِيلُ: النِّزُّ وَالطِّينُ. وآسَدَ بَيْنَ الْقَوْمِ «1»: أَفسد. وَآسَدَ الكلبَ بِالصَّيْدِ إِيساداً: هَيَّجَهُ وأَغراه، وأَشلاه دَعَاهُ. وآسَدْتُ بَيْنَ الْكِلَابِ إِذا هَارَشْتَ بَيْنَهَا؛ وَقَالَ رؤْبة: تَرمِي بِنَا خِندِفُ يَوْمَ الإِيساد والمؤسِدُ: الكلَّاب الَّذِي يُشْلي كَلْبَهُ لِلصَّيْدِ يَدْعُوهُ وَيُغْرِيهِ. وَآسَدْتُ الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بِالصَّيْدِ، وَالْوَاوُ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الأَلف. وآسدَ السيرَ كأَسْأَدَهُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا عَنْ أَسأَد. وَيُقَالُ لِلْوِسَادَةِ: الإِسادة كَمَا قَالُوا للوشاحِ إِشاح. وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسْمَانِ. والأَسَدُ: قَبِيلَةٌ؛ التَّهْذِيبُ: وأَسَد أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَرَ، وَهُوَ أَسَد بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ. وأَسَد أَيضاً: قَبِيلَةٌ مِنْ رَبِيعَةَ، وَهُوَ أَسَد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ. والأَسْد: لُغَةٌ فِي الأَزد؛ يُقَالُ: هُمُ الأَسْد أَسْد شَنُوءَةَ. والأَسْديّ، بفتح

_ (1). قوله [وآسد بين القوم] كذا بالأَصل وفي القاموس مع الشرح وأسد كضرب أفسد بني القوم.

الْهَمْزَةِ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَهُوَ فِي شِعْرِ الْحُطَيْئَةِ يَصِفُ قَفْرًا: مُستهلكُ الوِرْدِ كالأَسْدِيّ، قَدْ جعَلَتْ ... أَيدي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُغُبا مُسْتَهْلِكُ الْوِرْدِ أَي يُهْلِكُ وَارِدَهُ لِطُولِهِ فَشَبَّهَهُ بِالثَّوْبِ المُسَدَّى فِي اسْتِوَائِهِ، وَالْعَادِيَّةُ: الْآبَارُ. وَالرُّغُبُ: الْوَاسِعَةُ، الْوَاحِدُ رَغِيبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ الأُسْدِيُّ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ: وَوَهَمَ مَنْ جَعَلَهُ فِي فَصْلِ أَسد، وَصَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ سديَ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يُقَالُ أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وَهُوَ جَمْعُ سَدىً وَسَتًى لِلثَّوْبِ المُسَدَّى كأُمْعُوز جَمْعِ مَعَزٍ. قَالَ: وَلَيْسَ بِجَمْعِ تَكْسِيرٍ، وإِنما هُوَ اسْمٌ وَاحِدٌ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ، والأَصل فِيهِ أُسْدُويٌّ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِاجْتِمَاعِهِمَا وَسُكُونِ الأَوّل مِنْهُمَا عَلَى حَدِّ مَرْمِيٍّ وَمَخْشِيٍّ. أصد: الأُصْدَةُ، بِالضَّمِّ: قَمِيصٌ صَغِيرٌ يُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوْبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه، ... لَمْ يَسْتَعِن، وَحَوَّامِي الموتِ تغْشاه ثَعْلَبٌ: الأُصْدَةُ الصُّدْرة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مثلَ الْبِرَامِ غَدًا فِي أُصْدَةٍ خلَقٍ، ... لَمْ يَسْتَعِنْ، وَحَوَامِي الموتِ تَغْشَاهُ وَيُقَالُ: أَصَّدْتُه تأْصيداً. ابْنُ سِيدَهْ: الأَصْدَة والأَصيدَة والمُؤَصَّدُ صدَارٌ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ فإِذا أَدركت دَرّعت؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِكُثَيِّرٍ: وَقَدْ دَرَّعوها، وهْي ذَاتُ مُؤَصَّدٍ ... مَجُوبٍ، وَلَمَّا تلبَسِ الدرعَ رِيدُها وَقِيلَ: الأُصدَة ثَوْبٌ لَا كُمَّيْ لَهُ تَلْبَسُهُ الْعَرُوسُ وَالْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ. والأَصيدة كَالْحَظِيرَةِ يَعْمَلُ: لُغَةٌ فِي الْوَصِيدَةِ. وأَصَدَ البابَ: أَطبقه كأَوْصده إِذا أَغلقه؛ وَمِنْهُ قرأَ أَبو عَمْرٍو: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ؛ بِالْهَمْزِ، أَي مُطْبَقَةٌ. وأَصَدَ الْقِدْرَ: أَطبقها وَالِاسْمُ مِنْهَا الإِصادُ والأَصاد، وَجَمْعُهُ أُصُد. أَبو عُبَيْدَةَ: آصَدَتْ وأَوصدت إِذا أَطبقت؛ اللَّيْثُ: الإِصادُ والإِصد هُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمُطْبَقِ؛ يُقَالُ: أَطبق عَلَيْهِمُ الإِصادَ والوصادَ والإِصدة؛ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: أَصَدْتنا مُذ اليومِ إِصادةً. والأَصيدُ: الْفِنَاءُ، وَالْوَصِيدُ أَكثر. وَذَاتُ الإِصادِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: لَطَمْنَ عَلَى ذاتِ الإِصادِ، وجمعُكم ... يَرَون الأَذى مِنْ ذِلَّةٍ وَهَوَانِ وَكَانَ مَجْرَى دَاحِسٍ والغَبْراء مِنْ ذاتِ الإِصاد، وَهُوَ مَوْضِعٌ؛ وَكَانَتِ الغايةُ مِائَةَ غلوةٍ. والإِصادُ: هِيَ رَدْهة بَيْنَ أَجْبُلٍ. أصفعد: الإِصْفَعْدُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ؛ قَالَ أَبو الْمَنِيعِ الثَّعْلَبِيُّ: لَهَا مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَهُ، ... بُعَيْدَ كَراها، إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق قَالَ الْمُفَسِّرُ: أَنشدني الْبَيْتَ أَبو الْمُبَارَكِ الأَعرابي الْقَحْذَمِيُّ عَنْ أَبي الْمَنِيعِ لِنَفْسِهِ، قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ بِهَذَا الْحَرْفِ مِنْ أَحد غَيْرِهِ، قَالَ: ورأَيته فِي شِعْرِهِ بِخَطِّ ابْنِ قُطْرُبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَثبته فِي الْخُمَاسِيِّ وَلَمْ أَحكم بِزِيَادَةِ النُّونِ لأَنه نَادِرٌ لَا مَادَّةَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ فِي الأَبنية الْمَعْرُوفَةِ، وأَحْرِ بهِ أَن يَكُونَ فِي الْخُمَاسِيِّ كَانْقَحَلَ فِي الثلاثي. أطد: الأَطَد: العَوْسَج؛ عَنْ كراع.

أفد: أَفِدَ الشيءُ يأْفَدُ أَفَداً، فَهُوَ أَفِدٌ: دَنَا وَحَضَرَ وأَسرع. والأَفِد: المستعجِلُ. وأَفِدَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يأْفَد أَفَداً أَي عَجِلَ فَهُوَ أَفِدٌ عَلَى فَعِل أَي مُسْتَعْجِلٌ. والأَفَد: العَجَلة. وَقَدْ أَفد تَرحُّلنا واستأفَد أَي دَنَا وَعَجَّلَ وأَزِف؛ وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: قَدْ أَفِدَ الحجُ أَي دَنَا وَقْتُهُ وَقَرُبُ. وَقَالَ النَّضْرُ: أَسرِعُوا فَقَدْ أَفِدتم أَيْ أَبطأْتم. قَالَ: والأَفْدة التأْخير. الأَصمعي: امرأَة أَفِدة أَي عَجِلَةٌ. أكد: أَكَّد العهدَ والعقدَ: لُغَةٌ فِي وكَّده؛ وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ، والتأْكيد لُغَةٌ فِي التَّوْكِيدِ، وَقَدْ أَكَّدْت الشَّيْءَ ووكَدْته. ابْنُ الأَعرابي: دستُ الْحِنْطَةَ وَدَرَسْتُهَا وأَكَدْتها. ألد: تأَلَّد: كتبلَّد «1». أمد: الأَمَدُ: الْغَايَةُ كالمَدَى؛ يُقَالُ: مَا أَمدُك؟ أَي مُنْتَهَى عُمُرِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ؛ قَالَ شَمِرٌ: الأَمَدُ مُنْتَهَى الأَجل، قَالَ: وللإِنسان أَمَدانِ: أَحدهما ابْتِدَاءُ خَلْقِهِ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ مَوْلِدِهِ، والأَمد الثَّانِي الْمَوْتُ؛ وَمِنَ الأَول حَدِيثُ الْحَجَّاجِ حِينَ سأَل الْحَسَنَ فَقَالَ لَهُ: مَا أَمَدُكَ؟ قَالَ: سَنَتَانِ مِنْ خِلَافِهِ عُمَرَ ؛ أَراد أَنه وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. والأَمَدُ: الْغَضَبُ؛ أَمِدَ عَلَيْهِ وأَبِدَ إِذا غَضِبَ عَلَيْهِ. وآمِدُ: بَلَدٌ «2» مَعْرُوفٌ فِي الثُّغُورِ؛ قَالَ: بآمِدَ مرَّةً وبرأْسِ عينٍ، ... وأَحياناً بِمَيَّافارِقينا ذَهَبَ إِلى الأَرض أَو الْبُقْعَةِ فَلَمْ يُصْرَفْ. والإِمِّدانُ: الماءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وأَمَدُ الْخَيْلِ فِي الرِّهَانِ: مَدافِعُها فِي السِّبَاقِ وَمُنْتَهَى غَايَاتِهَا الَّذِي تَسْبِقُ إِليه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: سَبْقَ الجوادِ، إِذا اسْتَوْلَى عَلَى الأَمَدِ أَي غَلَبَ عَلَى مُنْتَهَاهُ حِينَ سَبَقَ وسيلة إِليه. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلسَّفِينَةِ إِذا كَانَتْ مَشْحُونَةً عامِدٌ وآمِدٌ وَعَامِدَةٌ وآمِدَة، وقال: السامدُ الْعَاقِلُ، والآمِدُ: الْمَمْلُوءُ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. أندرورد: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي نَجِيحٍ قَالَ: كَانَ أَبي يَلْبَسُ أَنْدرَاوَرْدَ، قَالَ: يَعْنِي التُّبَّان. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أَقبل وَعَلَيْهِ أَنْدَرْوَرْدِيَّة ؛ قِيلَ: هِيَ نَوْعٌ مِنَ السَّرَاوِيلِ مُشَمَّر فوقَ التُّبَّان يُغَطِّي الرُّكْبَةَ. وَقَالَتْ أُم الدَّرْدَاءِ: زَارَنَا سَلْمَانُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلى الشَّامِ مَاشِيًا وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ وأَنْدَرَاوَرْدُ؛ يَعْنِي سَرَاوِيلُ مُشَمَّرَةٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَنْدَرْوَرْد قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَن الأَول مَنْسُوبٌ إِليه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ كَلِمَةٌ عَجَمِيَّةٌ لَيْسَتْ بعربية. أود: آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً: بَلَغَ مِنْهُ الْمَجْهُودَ والمشقة؛ وفي التزيل العزيز: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما ؛ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ وأَهل اللُّغَةِ مَعًا: مَعْنَاهُ وَلَا يَكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ مِن آده يؤُوده أَوْداً؛ وأَنشد: إِذا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَهَا وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: إِلى ماجدٍ لَا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه، ... وَلَا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ

_ (1). قوله [كتبلد] عبارة القاموس والشرح كتبلد إذا تحير (2). قوله [وآمد بلد إلخ] عبارة شرح القاموس وآمد بلد بالثغور في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم ثم قال: ونقل شيخنا عن بعض ضبطه بضم الميم، قلت وهو المشهور على الأَلسنة.

قَالَ: لَا يَتَآدَاهُ لَا يُثْقِلُهُ أَراد يتأَوَّد فَقَلَبَهُ. وَفِي صِفَةِ عَائِشَةَ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: وأَقام أَوَدَهُ بثقافِه ؛ الأَوَدُ: الْعِوَجُ، وَالثِّقَافُ: هُوَ تَقْوِيمُ الْمُعْوَجِّ. وَفِي حَدِيثِ نَادِبَةَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وا عُمَراه أَقام الأَوَدَ، وَشَفَى العَمَدَ. والمآوِد وَالْمَوَائِدُ: الدَّوَاهِي وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ. وَرَمَاهُ بإِحدى الْمَآوِدِ أَي الدَّوَاهِي؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَحُكِيَ أَيضاً: رَمَاهُ بإِحدى الْمَوَائِدِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كأَنه مَقْلُوبٌ عَنِ الْمَآوِدِ. أَبو عُبَيْدٍ: المَوْئدُ، بِوَزْنِ مَعْبِدٍ، الأَمر العظيم؛ وقال طَرَفَةُ: أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْت بمَوْئدٍ «3» . وَجَمَعَهُ غَيْرُهُ عَلَى مآوِدَ جَعَلَهُ من آده يؤُوده أَوْداً إِذا أَثقله. والتأَوّد: التَّثَنِّي. وأَوِدَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يأْوَدُ أَوَداً، فَهُوَ آودٌ: اعوجَّ، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ القِدْحَ. وتأَوّد الشيءُ: تَعَوَّجَ. وأُدْتُ الْعُودَ وَغَيْرَهُ أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد: كِلَاهُمَا عُجْتُهُ وَعَطَفْتُهُ. وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تَثَنَّى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تأَوّد عُسْلُوجٌ عَلَى شَطِّ جعفرٍ وَآدَ العودَ يؤوده أَوداً إِذا حَنَاهُ. وَقَدِ انْآدَ العودُ يَنْآدُ انْئِيَادًا، فَهُوَ مُنآد إِذا انْثَنَى واعوجَّ. والانْئِياد: الِانْحِنَاءُ؛ قَالَ العجاج: من أَن تَبَدّلتُ بِآدِي آدًا، ... لَمْ يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا أَي قَدِ انْآد فَجَعَلَ الْمَاضِيَ حَالًا بإِضمار قَدْ، كَقَوْلِهِ تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ. وَيُقَالُ: آدَ النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رَجَعَ فِي الْعَشِيِّ؛ وأَنشد: ثُمَّ ينوشُ، إِذا آدَ النهارُ لَهُ، ... عَلَى الترقُّبِ، مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ وَآدَ العشيُّ إِذا مَالَ. وَآدَ الشيءُ أَوْداً: رَجَعَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ الْعَجْلَانِ يَصِفُ أَنه لَقِيَ رَجُلًا مِنْ خُصُومِهِ فَفَرَّ مِنْهُ وَاسْتَتَرَ، فِي مَوْضِعٍ نهارَه إِلى قَرِيبٍ مِنْ آخِرِهِ ثُمَّ أَسرع فِي الْفِرَارِ: أَقمتَ بِهَا نهارَ الصيْفِ، حَتَّى ... رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ مِنْهُ، ... وثوبُك فِي عَباقِيَةٍ هرِيدُ أَي تَرْجِعُ وَتَمِيلُ إِلى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ وَشَوَاحِطٍ: مَوْضِعٌ. وَعَبَاقِيَةُ: شَجَرَةٌ. وَهَرِيدُ: مَشْقُوقٌ؛ وقال الْمُرَقَّشُ: والعَدْوُ بَيْنَ المجلسَينِ، إِذا ... آدَ العشيُّ، وتَنادى العَمّ وقال آخَرُ يَمْدَحُ امرأَة مَالَتْ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ بِالتَّمْرِ: خُذامِيَّةٌ آدتْ لَهَا عَجْوةُ القِرَى، ... فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا وَآدَ عَلَيْهِ: عَطَفَ. وَآدَهُ: بِمَعْنَى حَنَاهُ وَعَطَفَهُ، وأَصلهما وَاحِدٌ. اللَّيْثُ فِي التُّؤَدَةِ بِمَعْنَى التأَني قَالَ: يُقَالُ اتَّئِد وتوَأّد، فاتَّئِد عَلَى افْتَعِلْ وتَوَأَّد عَلَى تفعَّل، قال: والأَصل فِيهِمَا الوأْد إِلَّا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنْ الأَود، وَهُوَ الإِثقال، فَيُقَالُ آدني يؤُودني أَي أَثقلني وَآدَنِي الْحَمْلُ أَوْداً أَي أَثقلني، وأَنا مَؤُود مِثْلُ مَقُولٍ. وَيُقَالُ: مَا آدَكَ فَهُوَ لِي آيِدٌ. وَيُقَالُ: تأَوَّدتِ المرأَة فِي قِيَامِهَا إِذا تَثَنَّتْ لِتَثَاقُلِهَا، ثُمَّ قَالُوا: تَوَأَّد واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وَتَمَهَّلَ. قَالَ الأَزهري: وَالْمَقْلُوبَاتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرَةٌ وَنَحْنُ نَنْتَهِي إِلى مَا ثَبَتَ لَنَا عَنْهُمْ، وَلَا نُحْدِثُ فِي كَلَامِهِمْ مَا لَمْ يَنْطِقُوا بِهِ، وَلَا نَقِيسُ عَلَى كَلِمَةٍ نَادِرَةٍ جَاءَتْ مَقْلُوبَةً. وأَوْدُ: قَبِيلَةٌ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، زَادَ الأَزهري: مِنَ الْيَمَنِ. وأُود، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وقيل: رملة

_ (3). في معلقة طرفة: بمُؤيدِ

مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: فأَصْبَحْنَ قَدْ خلَّفْنَ أُودَ، وأَصبحتْ ... فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرانِقُه وأَود، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الأَفوه الأَودي: مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ، ... وأَبونا مِنْ بَنِي أَوْدٍ خِيَارُ أيد: الأَيْدُ والآدُ جَمِيعًا: الْقُوَّةُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ أَن تبدلت بآدِي آدا يَعْنِي قُوَّةَ الشَّبَابِ. وَفِي خُطْبَةِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وأَمسكها مِنْ أَن تَمُورَ بأَيْدِه أَي بِقُوَّتِهِ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ؛ أَي ذَا الْقُوَّةِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانَتْ قُوَّتُهُ عَلَى الْعِبَادَةِ أَتم قُوَّةٍ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوُمًا، وَذَلِكَ أَشدّ الصَّوْمِ، وَكَانَ يُصَلِّي نِصْفَ اللَّيْلِ؛ وَقِيلَ: أَيْدُه قُوَّتُهُ عَلَى إِلانةِ الْحَدِيدِ بإِذن اللَّهِ وَتَقْوِيَتِهِ إِياه. وَقَدْ أَيَّده عَلَى الأَمر؛ أَبو زَيْدٍ: آدَ يَئِيد أَيداً إِذا اشْتَدَّ وَقَوِيَ. والتأْييد: مَصْدَرٌ أَيَّدته أَي قَوَّيْتُهُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ؛ وَقُرِئَ: إِذ آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول منه: آيَدْته عَلَى فاعَلْته وَهُوَ مؤيَد. وَتَقُولُ مِنَ الأَيْد: أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، وَالْفَاعِلُ مؤَيِّدٌ وَتَصْغِيرُهُ مؤَيِّد أَيضاً وَالْمَفْعُولُ مُؤَيَّد؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: آدَ يَئِيدُ إِذا قَوِيَ، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صَارَ ذَا أَيد، وَقَدْ تأَيَّد. وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ. وتأَيد الشَّيْءُ: تَقَوَّى. وَرَجُلٌ أَيِّدٌ. بِالتَّشْدِيدِ، أَي قَوِيٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ، ... رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا يَقُولُ: إِذا اللَّهُ تَعَالَى وتَّر القوسَ الَّتِي فِي السَّحَابِ رَمَى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بِالشَّحْمِ، يَعْنِي مِنَ النَّبَاتِ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْمَطَرِ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا تَزَالُ تُؤَيِّدُك أَي تُقَوِّيكَ وَتَنْصُرُكَ وَالْآدُ: الصُّلب. والمؤيدُ: مِثَالُ الْمُؤْمِنِ: الأَمر الْعَظِيمُ وَالدَّاهِيَةُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: تَقُولُ وَقَدْ، تَرَّ الوظيفُ وساقُها: ... أَلستَ تَرى أَنْ قَدْ أَتيتَ بمُؤْيِدِ؟ وَرَوَى الأَصمعي بمؤيَد، بِفَتْحِ الْيَاءِ، قَالَ: وَهُوَ الْمُشَدَّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد للمثَقِّب العَبْدي: يَبْني، تَجَاليدي وأَقْتادَها، ... ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ يُرِيدُ بِالنَّاوِي: سَنَامَهَا وَظَهْرَهَا. والفدَن: الْقَصْرُ. وَتَجَالِيدُهُ: جِسْمُهُ. والإِيادُ: مَا أُيِّدَ بِهِ الشَّيْءُ؛ اللَّيْثُ: وإِيادُ كُلِّ شَيْءٍ مَا يُقَوَّى بِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ، وَهُمَا إِياداه. وإِياد الْعَسْكَرِ: الْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ؛ وَيُقَالُ لِمَيْمَنَةِ الْعَسْكَرِ وَمَيْسَرَتِهِ: إِياد؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَنْ ذِي إِيادَينِ لَهَامٍ، لَوْ دَسَرْ ... برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ، لانْقَعَرْ وَقَالَ يَصِفُ الثَّوْرَ: مُتَّخِذًا مِنْهَا إِياداً هدَفا وَكُلُّ شَيْءٍ كَانَ وَاقِيًا لِشَيْءٍ، فَهُوَ إِيادُه. والإِياد: كُلُّ مَعْقل أَو جَبَلٍ حَصِينٍ أَو كَنَفٍ وَسِتْرٍ وَلَجَأٍ؛ وَقَدْ قِيلَ: إِن قَوْلَهُمْ أَيده اللَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَكُلُّ شَيْءٍ كَنَفَك وَسِتْرَكَ: فَهُوَ إِياد. وَكُلُّ مَا يُحْرَزُ بِهِ: فَهُوَ إِياد؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ نَخِيلًا:

فصل الباء الموحدة

فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه، ... وَمَالَ بِقِنْيانٍ مِنَ البُسْرِ أَحمرا آدَتْ أُصوله: قَوِيَتْ، تَئيدُ أَيْداً. والإِيادُ: التُّرَابُ يُجْعَلُ حَوْلَ الْحَوْضِ أَو الخباءِ يَقْوَى بِهِ أَو يَمْنَعُ مَاءُ الْمَطَرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيمَ: دَفَعْنَاهُ عَنْ بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ، ... حَوَى حَوْلَها مِنْ تُرْبهِ بإِيادِ يَعْنِي طَرَدْنَاهُ عَنْ بَيْضِهِ. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بإِحدى الْمَوَائِدِ وَالْمَآوِدِ أَي الدواهي. والإِياد: ماحَنا مِنَ الرَّمْلِ. وإِياد: اسْمُ رَجُلٍ، هُوَ ابْنُ مَعَدٍّ وَهُمُ الْيَوْمَ بِالْيَمَنِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُمَا إِيادانِ: إِياد بْنُ نِزَارٍ، وإِياد بْنُ سُود بْنِ الحُجر بْنِ عَمَّارِ بْنِ عَمْرٍو. الْجَوْهَرِيُّ: إِيادُ حَيٍّ مِنْ مَعَدٍّ؛ قَالَ أَبو دُواد الإِيادي: فِي فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ، ... مِنْ إِياد بْنِ نِزار بن مُضر. فصل الباء الموحدة بترد: بَتْرَدُ: موضع. بجد: بَجَدَ بِالْمَكَانِ يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: كِلَاهُمَا أَقام بِهِ؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت: لَزِمَتِ الْمَرْتَعَ. وَعِنْدَهُ بَجْدَة ذَلِكَ، بِالْفَتْحِ، أَي عِلْمُهُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: هُوَ ابْنُ بَجْدَتها لِلْعَالَمِ بالشيءِ الْمُتْقِنِ لَهُ الْمُمَيِّزِ لَهُ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِلدَّلِيلِ الْهَادِي؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَبْرَحُ، مِنْ قَوْلِهِ بَجَد بِالْمَكَانِ إِذا أَقام. وَهُوَ عَالِمٌ ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك، بِضَمِّ الْبَاءِ وَالْجِيمِ، أَي بِدَخِيلَتِهِ وَبِطَانَتِهِ. وجاءَنا بَجْدٌ مِنَ النَّاسِ أَي طَبَقٌ. وَعَلَيْهِ بَجْدٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ، وَجَمْعُهُ بُجُودٌ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: تَلُوذُ البُجودُ بأَدرائنا، ... مِنَ الضُّرّ، فِي أَزَمات السِّنِينَا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمُقِيمِ بِالْمَوْضِعِ: إِنه لَباجِدٌ؛ وأَنشد: فَكَيْفَ وَلَمْ تَنْفِطْ عَناقٌ، وَلَمْ يُرَعْ ... سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِدُ والبَجْدُ مِنَ الْخَيْلِ: مِائَةٌ فأَكثر؛ عَنِ الْهِجْرِيِّ. والبِجاد: كساءٌ مُخَطَّطٌ مِنْ أَكسية الأَعراب، وَقِيلَ: إِذا غُزِلَ الصُّوفُ بِسُرَّةٍ وَنُسِجَ بالصِّيصَة، فَهُوَ بِجاد، وَالْجَمْعُ بُجُدٌ؛ وَيُقَالُ للشُّقَّة مِنَ البُجُد: قَليحٌ، وَجَمْعُهُ قُلُح، قَالَ: ورَفُّ الْبَيْتِ: أَن يَقْصُر الكِسْرُ عَنِ الأَرض فَيُوَصِّلُ بِخِرْقَةٍ مِنَ البُجُد أَو غَيْرِهَا لِيَبْلُغَ الأَرض، وَجَمْعُهُ رُفوف. أَبو مَالِكٍ: رَفَائِفُ الْبَيْتِ أَكسية تُعَلَّقُ إِلى الْآفَاقِ حَتَّى تَلْحَقَ بالأَرض، وَمِنْهُ ذُو البِجادين وَهُوَ دَلِيلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَنْبَسَةُ بْنُ نَهَمٍ «1». الْمُزَنِي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه كَانَ يَلْبَسُ كساءَين فِي سَفَرِهِ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: سَمَّاهُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِذَلِكَ لأَنه حِينَ أَراد الْمَصِيرَ إِليه قَطَعَتْ أُمه بِجاداً لَهَا قِطْعَتَيْنِ، فَارْتَدَى بإِحداهما وَائْتَزَرَ بالأُخرى. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ: نَظَرْتُ وَالنَّاسُ يَقْتَتِلُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِلى مِثْلِ البِجاد الأَسود يَهْوِي مِنَ السماءِ ؛ الْبِجَادُ: الكساءُ، أَراد الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ أَيدهم اللَّهُ بِهِمْ. وأَصبحت الأَرض بَجْدةً وَاحِدَةً إِذا طَبَّقَهَا هَذَا الْجَرَادُ الأَسود. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه مَازَحَ الأَحنف بْنَ قَيْسٍ فَقَالَ لَهُ: مَا الشيءُ الْمُلَفَّفُ فِي البِجاد؟ قَالَ: هُوَ السَّخِينَةُ

_ (1). قوله [وَهُوَ عَنْبَسَةُ بْنُ نَهَمٍ إلخ] عبارة القاموس وشرحه: ومنه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ نهم بن عفيف إلخ

يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ ؛ الْمُلَفَّفُ فِي البِجاد: وطْبُ اللَّبَنِ يُلَفُّ فِيهِ لِيُحْمَى وَيُدْرَكَ، وَكَانَتْ تَمِيمٌ تُعَيَّرُ بِهَا، فَلَمَّا مَازَحَهُ مُعَاوِيَةُ بِمَا يُعَابُ بِهِ قَوْمُهُ مَازَحَهُ الأَحنف بِمِثْلِهِ. وبِجاد: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ بِجاد بْنُ رَيْسان. التَّهْذِيبُ: بُجُودات فِي دِيَارِ سَعْدٍ مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ وَرُبَّمَا قَالُوا بُجُودة؛ وَقَدْ ذَكَرَهَا الْعَجَّاجُ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: [بَجَّدْن لِلنَّوْحِ] أَي أَقمن بذلك المكان. بخند: البَخَنْداةُ كالخَبَنْداة، وَبَعِيرٌ مُبْخَنْدٌ كمُخْبَنْدٍ، والبَخَنْداة والخَبَنْداة مِنَ النساءِ: التَّامَّةُ القَصب الرَّيَّاءُ،؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ أَن الْعَجَّاجَ أَنشده: قَامَتْ تُريك، خَشْيَةَ أَن تَصرِما، ... سَاقًا بَخَنْداةً، وكَعْباً أَدْرَما وَكَذَلِكَ البَخَنْدى والخَبَنْدى، وَالْيَاءُ للإِلحاق بِسَفَرْجَلٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِلى خَبَنْدى قصَبٍ ممكور بدد: التَّبْدِيدُ: التَّفْرِيقُ؛ يُقَالُ: شَملٌ مُبَدَّد. وبَدَّد الشيءَ فتَبَدَّدَ: فَرَّقَهُ فَتَفَرَّقَ. وَتَبَدَّدَ الْقَوْمُ إِذا تَفَرَّقُوا. وَتَبَدَّدَ الشيءُ: تَفَرَّقَ. وبَدَّه يَبُدُّه بَدًّا: فَرَّقَهُ. وجاءَت الْخَيْلُ بَدادِ أَي مُتَفَرِّقَةً مُتَبَدِّدَةً؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَانَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ أَغار عَلَى سَرْح الْمَدِينَةِ فَرَكِبَ فِي طَلَبِهِ نَاسٌ مِنَ الأَنصار، مِنْهُمْ أَبو قَتَادَةَ الأَنصاريّ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسود الكِندي حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، فَرَدُّوا السَّرْحَ، وَقُتِلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ يُقَالُ لَهُ الحَكَمُ بْنُ أُم قِرْفَةَ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسعَدَةَ؛ فَقَالَ حَسَّانُ: هلْ سَرَّ أَولادَ اللقِيطةِ أَننا ... سِلمٌ، غَداةَ فوارِسِ المِقدادِ؟ كُنَّا ثَمَانِيَةً، وَكَانُوا جَحْفَلًا ... لَجِباً، فَشُلُّوا بالرماحِ بَدادِ أَي مُتَبَدِّدِينَ. وَذَهَبَ الْقَوْمُ بَدادِ بَدادِ أَي وَاحِدًا وَاحِدًا، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الْمَصْدَرِ، وَهُوَ البَدَدُ. قَالَ عَوْفُ بْنُ الخَرِع التَّيْمِيُّ، وَاسْمُ الْخَرِعِ عَطِيَّةُ، يُخَاطِبُ لَقيطَ بْنِ زُرارةَ وَكَانَ بَنُو عَامِرٍ أَسروا مَعْبَدًا أَخا لَقِيطٍ وَطَلَبُوا مِنْهُ الْفِدَاءَ بأَلف بَعِيرٍ، فأَبى لَقِيطٌ أَن يَفْدِيَهُ وَكَانَ لَقِيطٌ قَدْ هَجَا تَيْمًا وَعَدِيًّا؛ فَقَالَ عَوْفُ بْنُ عَطِيَّةَ التَّيْمِيُّ يُعَيِّرُهُ بِمَوْتِ أَخيه مَعْبَدٍ فِي الأَسر: هلَّا فوارسَ رَحْرَحانَ هجوتَهُمْ ... عَشْراً، تَناوَحُ في شَرارةِ وَادِي أَي لَهُمْ مَنْظَر وَلَيْسَ لَهُمْ مَخْبَر. أَلّا كرَرتَ عَلَى ابْنِ أُمِّك مَعْبَدٍ، ... والعامريُّ يقودُه بِصِفاد وذكرتَ مِنْ لبنِ المُحَلّق شربةً، ... والخيلُ تغدو فِي الصَّعِيدِ بَدادِ وتفرَّق الْقَوْمُ بَدادِ أَي مُتَبَدِّدَةً؛ وأَنشد أَيضاً: فَشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما بُنِيَ لِلْعَدْلِ والتأْنيث وَالصِّفَةِ فَلَمَّا مُنِعَ بِعِلَّتَيْنِ مِنَ الصَّرْفِ بُنِيَ بِثَلَاثٍ لأَنه لَيْسَ بَعْدَ الْمَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ إِلا مَنْعَ الإِعراب؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَتِ الْخَيْلُ بَدادِ بَدَادِ يَا هَذَا، وبَدادَ بَدادَ، وبَدَدَ بَدَدَ كَخَمْسَةَ عَشَرَ، وبَدَداً بَدَداً عَلَى الْمَصْدَرِ، وتَفرَّقوا بَدَداً. وَفِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ أَحصهم عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى بِكَسْرِ الْبَاءِ، جَمْعُ بِدَّة وَهِيَ الْحِصَّةُ وَالنَّصِيبُ، أَي اقْتُلْهُمْ حِصَصًا مُقَسَّمَةً لِكُلِّ وَاحِدٍ حِصَّتُهُ وَنَصِيبُهُ، وَيُرْوَى بِالْفَتْحِ، أَي مُتَفَرِّقِينَ فِي الْقَتْلِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ مِنَ التَّبْدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ: أَنه انْتَهَى إِلى النَّارِ وَعَلَيْهِ مِدرَعَةُ صُوفٍ فَجَعَلَ يُفَرِّقُهَا بِعَصَاهُ وَيَقُولُ: بَدّاً

بَدّاً أَي تَبَدَّدِي وتفرَّقي؛ يُقَالُ: بَدَدْتُ بَدًّا وبَدَّدْتُ تَبْدِيدًا؛ وَهَذَا خَالِدٌ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَبِيٌّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَوْ كَانَ البَدادُ لَمَا أَطاقونا، البَداد، بِالْفَتْحِ: الْبِرَازُ؛ يَقُولُ: لَوْ بَارَزُونَا، رَجُلٌ لِرَجُلٍ؛ قَالَ: فإِذا طَرَحُوا الأَلف وَاللَّامَ خَفَّضُوا فَقَالُوا يَا قَوْمَ بَدادِ بَدَادِ مَرَّتَيْنِ أَي ليأْخذ كُلُّ رَجُلٍ رَجُلًا. وَقَدْ تَبَادَّ الْقَوْمُ يَتَبَادُّونَ إِذا أَخذوا أَقرانهم. وَيُقَالُ أَيضاً: لَقُوا قَوْمًا أَبْدَادَهُمْ، وَلَقِيَهُمْ قَوْمٌ أَبدادُهم أَي أَعدادهم لِكُلِّ رَجُلٍ رَجُلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ فِي الْحَرْبِ يَا قَوْمُ بَدادِ بَدادِ أَي ليأْخذ كُلُّ رَجُلٍ قِرنه، وإِنما بُنِيَ هَذَا عَلَى الْكَسْرِ لأَنه اسْمٌ لِفِعْلِ الأَمر وَهُوَ مَبْنِيٌّ، وَيُقَالُ إِنما كُسِرَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنِينَ لأَنه وَاقِعٌ مَوْقِعَ الأَمر. والبَدِيدة: التَّفَرُّقُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: بلِّغ بَنِي عَجَبٍ، وبَلِّغْ مَأْرِباً ... قَوْلًا يُبِدُّهُمُ، وَقَوْلًا يَجْمَعُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يبدُّهم يفرِّق الْقَوْلَ فِيهِمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف فِي الْكَلَامِ أَبددته فرَّقته. وبدَّ رِجْلَيْهِ فِي المِقطَرة: فرَّقهما. وَكُلُّ مَنْ فرَّج رِجْلَيْهِ، فَقَدْ بَدَّهما؛ قَالَ: جاريةٌ، أَعظُمُها أَجَمُّها، ... قَدْ سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها، فبَدَّتِ الرجْلَ، فَمَا تَضُمُّها وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ: جاريةٌ يَبُدّها أَجمها وَذَهَبُوا عَبَادِيدَ يَبادِيدَ وأَباديد أَي فِرَقًا متبدِّدين. الْفَرَّاءُ: طَيْرٌ أَبادِيد ويَبَادِيد أَي مُفْتَرَقٌ؛ وأَنشد «1»: كأَنما أَهلُ حُجْرٍ، يَنْظُرُونَ مَتَى ... يَرَوْنَنِي خَارِجًا، طيرٌ يَبَادِيدُ وَيُقَالُ: لَقِيَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فُلَانًا فَابْتَدَّاهُ بِالضَّرْبِ أَي أَخذاه مِنْ نَاحِيَتَيْهِ. وَالسَّبُعَانِ يَبْتَدَّان الرَّجُلَ إِذا أَتياه مِنْ جَانِبَيْهِ. وَالرَّضِيعَانِ التوأَمان يَبْتَدّان أُمهما: يَرْضَعُ هَذَا مِنْ ثَدْيٍ وَهَذَا مِنْ ثَدْيٍ. وَيُقَالُ: لَوْ أَنهما لَقِيَاهُ بِخَلَاءٍ فابْتَدّاه لَمَا أَطاقاه؛ وَيُقَالُ: لَمَا أَطاقه أَحدهما، وَهِيَ المُبادّة، وَلَا تَقُلْ: ابْتَدّها ابْنُهَا وَلَكِنِ ابْتَدّها ابْنَاهَا. وَيُقَالُ: إِن رَضَاعَهَا لَا يَقَعُ مِنْهُمَا مَوْقِعًا فَأَبِدَّهما تِلْكَ النعجةَ الأُخرى؛ فَيُقَالُ: قَدْ أَبْدَدْتُهما. وَيُقَالُ فِي السَّخْلَتَيْنِ: أَبِدَّهما نَعْجَتَيْنِ أَي اجْعَلْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَعْجَةً تُرضعه إِذا لَمْ تَكْفِهِمَا نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأَبَدَّ بَصَرَهُ إِلى السِّوَاكِ أَي أَعطاه بُدَّته مِنَ النَّظَرِ أَي حَظَّهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ يُبدُّني النَّظَرَ اسْتِعْجَالًا بِخَبَرِ مَا بَعَثَنِي إِليه. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: فَتَبَدَّدوه بَيْنَهُمْ أَي اقْتَسَمُوهُ حِصَصًا عَلَى السَّوَاءِ. والبَدَدُ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ فِي النَّاسِ مِنْ كَثْرَةِ لَحْمِهِمَا، وَفِي ذَوَاتِ الأَربع فِي الْيَدَيْنِ. وَيُقَالُ لِلْمُصَلِّي: أَبِدَّ ضَبْعَيْك؛ وإِبدادهما تَفْرِيجُهُمَا فِي السُّجُودِ، وَيُقَالُ: أَبَدَّ يَدَهُ إِذا مدَّها؛ الْجَوْهَرِيُّ: أَبَدَّ يَدَهُ إِلى الأَرض مدَّها؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُبِدُّ ضَبْعَيْه فِي السُّجُودِ أَي يمدُّهما ويجافيهما.

_ (1). قوله [وأنشد إلخ] تبع في ذلك الجوهري. وقال في القاموس: وتصحف على الجوهري فقال طير يباديد، وأَنشد يرونني إلخ وإنما هو طير اليناديد، بالنون والإضافة، والقافية مكسورة والبيت لعطارد بن قران

ابْنُ السِّكِّيتِ: البَدَدُ فِي النَّاسِ تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ لَحْمِهِمَا، تَقُولُ مِنْهُ: بدِدتَ يَا رَجُلُ، بِالْكَسْرِ، فأَنت أَبَدُّ؛ وَبَقَرَةٌ بَدَّاء. والأَبَدُّ: الرَّجُلُ الْعَظِيمُ الخَلق؛ والمرأَة بَدَّاءُ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ السَّعْدِيُّ: مِنْ كلِّ ذاتِ طائفٍ وزُؤْدِ، ... بدَّاءَ، تَمْشِي مشْيةَ الأَبَدِّ وَالطَّائِفُ: الْجُنُونُ. وَالزُّؤْدُ: الْفَزَعُ. وَرَجُلٌ أَبدُّ: مُتَبَاعِدُ الْيَدَيْنِ عَنِ الْجَنْبَيْنِ؛ وَقِيلَ: بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ؛ وَقِيلَ: عَرِيضُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ؛ وَقِيلَ: الْعَظِيمُ الْخَلْقِ مُتَبَاعِدٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَقَدْ بَدَّ يَبَدُّ بَدَداً. والبَدَّاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمَةُ الإِسْكَتَين الْمُتَبَاعِدَةُ الشَّفْرَيْنِ؛ وَقِيلَ: البَدّاء المرأَة الْكَثِيرَةُ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ؛ قَالَ الأَصمعي: قِيلَ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: عَلَامَ تَمْنَعِينَ زَوْجَكِ القِضَّة؟ قَالَتْ: كَذَبَ وَاللَّهِ إِني لأُطأْطئ لَهُ الْوِسَادَ وأُرخي لَهُ الْبَادَّ؛ تُرِيدُ أَنها لَا تَضُمُّ فَخِذَيْهَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: جاريةٌ يَبُدُّها أَجَمُّها، ... قَدْ سَمَّنَتْها بِالسَّوِيقِ أُمُّها وَقِيلَ لِلْحَائِكِ أَبَدُّ لِتَبَاعُدِ مَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ، وَالْحَائِكُ أَبَدُّ أَبَداً. وَرَجُلٌ أَبَدُّ وَفِي فَخِذَيْهِ بَدَدٌ أَي طُولٌ مُفْرِطٌ. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ دُريد بْنُ الصِّمَّة قَدْ بَرِصَ بَادَّاهُ مِنْ كَثْرَةِ رُكُوبِهِ الْخَيْلَ أَعراء؛ وَبَادَّاهُ: مَا يَلِي السَّرْجَ مِنْ فَخِذَيْهِ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يُقَالُ لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنَ الْفَرَسِ بَادَّ. وَفَرَسٌ أَبَدُّ بَيِّنُ البَدَد أَي بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْيَدَيْنِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِي يَدَيْهِ تَبَاعُدٌ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَهُوَ البَدَدُ. وَبَعِيرٌ أَبَدُّ: وَهُوَ الَّذِي فِي يَدَيْهِ فَتَل؛ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الأَبَدُّ الْوَاسِعُ الصَّدْرِ. والأَبَدُّ الزنيمُ: الأَسَدُ، وَصَفْوَةٌ بالأَبَدِّ لِتَبَاعُدٍ فِي يَدَيْهِ، وَبِالزَّنِيمِ لِانْفِرَادِهِ. وَكَتِفٌ بَدَّاء: عَرِيضَةٌ مُتَبَاعِدَةُ الأَقطار. وَالْبَادَّانِ: بَاطِنَا الْفَخِذَيْنِ. وَكُلُّ مَنْ فرَّج بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَقَدَّ بَدَّهما؛ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ بِدادِ السَّرْجِ وَالْقَتَبِ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَهَمَا بِدادان وبَدِيدان، وَالْجَمْعُ بدائدُ وأَبِدَّةٌ؛ تَقُولُ: بَدَّ قَتَبَهُ يَبُدُّه وَهُوَ أَن يَتَّخِذَ خَرِيطَتَيْنِ فَيَحْشُوهُمَا فَيَجْعَلُهُمَا تَحْتَ الأَحناء لِئَلَّا يُدْبِر الخشبُ البعيرَ. والبَدِيدانِ: الخُرْجان. ابْنُ سِيدَهْ: الْبَادُّ بَاطِنُ الْفَخِذِ؛ وَقِيلَ: الْبَادُّ مَا يَلِي السَّرْجَ مِنْ فَخِذِ الْفَارِسِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الدهناءِ بِنْتِ مِسحل: إِني لأُرْخِي لَهُ بَادِّي؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ بَادًّا لأَن السَّرْجَ بَدَّهما أَي فرَّقهما، فَهُوَ عَلَى هَذَا فَاعِلٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ وَقَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ؛ وَقَدِ ابْتَدَّاه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ حَسَنَ البادِّ إِذا رَكِبَ ؛ البادُّ أَصل الْفَخِذَ؛ والبادَّانِ أَيضاً مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ: مَا وَقَعَ عَلَيْهِ فَخِذَا الرَّاكِبِ، وَهُوَ مِنَ البَدَدِ تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ لَحْمِهِمَا. والبِدَادان لِلْقَتْبِ: كالكَرِّ لِلرَّحْلِ غَيْرَ أَن البِدادين لَا يَظْهَرَانِ مِنْ قُدَّامِ الظَّلِفَة، إِنما هُمَا مِنْ بَاطِنٍ. والبِدادُ لِلسَّرْجِ: مِثْلُهُ لِلْقَتْبِ. والبِدادُ: بِطَانَةٌ تُحْشَى وَتُجْعَلُ تَحْتَ الْقَتْبِ وِقَايَةً لِلْبَعِيرِ أَن لا يُصِيبُ ظَهْرَهُ الْقَتْبُ، وَمِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ مِثْلُهُ، وَهُمَا مُحِيطَانِ مَعَ الْقَتَبِ والجَدَيات مِنَ الرَّحْلِ شَبِيهٌ بالمِصْدَعة، يُبَطَّنُ بِهِ أَعالي الظَّلِفات إِلى وَسَطِ الحِنْوِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: البِدادانِ فِي الْقَتْبِ شِبْهُ مُخْلَاتَيْنِ يُحْشَيَانِ وَيُشَدَّانِ بِالْخُيُوطِ إِلى ظلِفات الْقَتْبِ وأَحْنائه، وَيُقَالُ لَهَا الأَبِدَّة، وَاحِدُهَا بِدٌّ وَالِاثْنَانِ بِدَّان، فإِذا شُدَّتْ إِلى الْقَتْبِ، فَهِيَ مَعَ الْقَتْبِ حِداجَةٌ حِينَئِذٍ. والبِداد: لِبد يُشدُّ مَبْدوداً عَلَى الدَّابَّةِ الدَّبِرَة. وبَدَّ عَنْ دَبَرِها أَي شَقَّ، وبَدَّ صَاحِبَهُ عَنِ الشَّيْءِ:

أَبعده وَكَفَّهُ. وبَدَّ الشيءَ يَبُدُّه بَدّاً: تَجَافَى بِهِ. وامرأَة مُتَبَدِّدَةٌ: مَهْزُولَةٌ بَعِيدَةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ. واسْتَبَدَّ فُلَانٌ بِكَذَا أَي انْفَرَدَ بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: كُنَّا نُرَى أَن لَنَا فِي هَذَا الأَمر حَقًّا فاسْتَبْدَدتم عَلَيْنَا ؛ يُقَالُ: استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ بِهِ اسْتِبْدَادًا إِذا انْفَرَدَ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ. واستبدَّ برأْيه: انْفَرَدَ بِهِ. وَمَا لَكَ بِهَذَا بَدَدٌ وَلَا بِدَّة وَلَا بَدَّة أَي مَا لَكَ بِهِ طَاقَةٌ وَلَا يَدَانِ. وَلَا بُدَّ مِنْهُ أَي لَا مَحَالَةَ، وَلَيْسَ لِهَذَا الأَمر بُدٌّ أَي لَا مَحَالَةَ. أَبو عَمْرٍو: البُدُّ الْفِرَاقُ، تَقُولُ: لَا بُدَّ الْيَوْمَ مِنْ قَضَاءِ حَاجَتِي أَي لَا فِرَاقَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُم سَلَمَةَ: إِنّ مَسَاكِينَ سأَلوها فَقَالَتْ: يَا جَارِيَةُ أَبِدِّيهم تَمْرَةً تَمْرَةً أَي فَرِّقِي فِيهِمْ وأَعطيهم. والبِدَّة، بِالْكَسْرِ «2»: الْقُوَّةُ. والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة، بِالْكَسْرِ، والبُدَّة، بِالضَّمِّ، والبِدَاد: النَّصِيبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ الأَخيرتان عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَرَوَى بَيْتَ النَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ: فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رَقِيبًا جانِحاً قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ بُدْأَتَها، وَجَمْعُ البُدَّةِ بُدَدٌ وَجَمْعُ البِدَادِ بُدد؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَبَدَّ بَيْنَهُمُ العطاءَ وأَبَدَّهم إِياه: أَعطى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بُدَّته أَي نَصِيبَهُ عَلَى حِدَةٍ، وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ اثْنَيْنِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الطَّعَامِ وَالْمَالِ وَكُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرَ؛ فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ: فَهارِبٌ ... بذَمائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ قِيلَ: إِنه يَصِفُ صَيَّادًا فَرَّقَ سِهَامُهُ فِي حُمُرِ الْوَحْشِ، وَقِيلَ: أَي أَعطى هَذَا مِنَ الطَّعْنِ مِثْلَ مَا أَعطى هَذَا حَتَّى عَمَّهُمْ. أَبو عُبَيْدٍ: الإِبْدادُ فِي الْهِبَةِ أَن تُعْطِيَ وَاحِدًا وَاحِدًا، والقرانُ أَن تُعْطِيَ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: إِنَّ لِي صِرْمَةً أُبِدُّ مِنْهَا وأَقرُنُ. الأَصمعي: يُقَالُ أَبِدَّ هَذَا الْجَزُورَ فِي الْحَيِّ، فأَعط كُلَّ إِنسان بُدَّته أَي نَصِيبَهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البُدَّة الْقِسْمُ؛ وأَنشد: فَمَنَحْتُ بُدَّتَها رَفِيقًا جَامِحًا، ... والنارُ تَلْفَحُ وجْهَهُ بِأُوارها أَي أَطعمته بَعْضَهَا أَي قِطْعَةً مِنْهَا. ابْنُ الأَعرابي: البِدادُ أَن يُبِدَّ المالَ القومَ فيَقْسِمَ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ أَبْدَدْتهم المالَ وَالطَّعَامَ، وَالِاسْمُ البُدَّة والبِدادُ. والبُدَدُ جَمْعُ البُدَّة، والبُدُد جَمْعُ البِدادِ؛ وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: أَمُبدٌّ سؤَالَكَ الْعَالَمِينَا قِيلَ: مَعْنَاهُ أَمقسم أَنت سؤَالك عَلَى النَّاسِ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى تَعُمَّهُمْ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَملزم أَنت سؤَالك النَّاسَ مِنْ قَوْلِكَ مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ. والمُبادَّة فِي السَّفَرِ: أَن يُخْرِجَ كُلُّ إِنسان شَيْئًا مِنَ النَّفَقَةِ ثُمَّ يَجْمَعُ فَيُنْفِقُونَهُ بَيْنَهُمْ، وَالِاسْمُ مِنْهُ البِدادُ، والبَدادُ لُغَةٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فَثَمَّ كَفيناه البَدادَ، وَلَمْ نَكُنْ ... لِنُنْكِدَهُ عَمَّا يَضِنُّ بِهِ الصَّدْرُ وَيُرْوَى البِداد، بِالْكَسْرِ. وأَنا أَبُدُّ بِكَ عَنْ ذَلِكَ الأَمر أَي أَدفعه عَنْكَ. وَتَبَادَّ الْقَوْمُ: مَرُّوا اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ يَبُدُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. والبَدُّ: التَّعَبُ. وبَدَّدَ الرجلُ: أَعيا وكلَّ؛ عَنِ

_ (2). قوله [والبدة بالكسر إلخ] عبارة القاموس وشرحه والبدة، بالضم، وخطئ الجوهري في كسرها. قال الصاغاني: البدة، بالضم، النصيب؛ عن ابن الأَعرابي، وبالكسر خطأ

ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيت مِحْجَماً قَدْ بَدَّدَا، ... وأَوَّلَ الإِبْلِ دَنا فاسْتَوْرَدا، دعوتُ عَوْني، وأَخَذتُ المَسَدا وَبَيْنِي وَبَيْنَكَ بُدَّة أَي غَايَةٌ ومُدّة. وَبَايَعَهُ بَدَداً وبادَّهُ مُبَادَّةً: كِلَاهُمَا عَارَضَهُ بِالْبَيْعِ؛ وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: هَذَا بِدُّهُ وبَدِيدُه أَي مِثْلُهُ. والبُدُّ: الْعِوَضُ. ابْنُ الأَعرابي: البِداد والعِدادُ الْمُنَاهَدَةُ. وبَدَّدَ: تَعِبَ. وبَدَّدَ إِذا أَخرج نَهْدَهُ. والبَديد: النَّظِيرُ؛ يُقَالُ: مَا أَنت بِبَديد لِي فَتُكَلِّمَنِي. والبِدّانِ: الْمِثْلَانِ. وَيُقَالُ: أَضعف فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ بَدَّ الْحَصَى أَي زَادَ عَلَيْهِ عَدَدَ الْحَصَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: مَن قَالَ: أَضْعَفْتَ أَضعافاً عَلَى هَرِمٍ، ... فِي الجودِ، بَدَّ الْحَصَى، قِيلت لَهُ: أَجلُ وَقَالَ ابْنُ الْخَطِيمِ: كأَنَّ لَبَّاتها تَبَدَّدَها ... هَزْلى جَوادٍ، أَجْوافُه جَلَف يُقَالُ: تَبَدَّد الْحِلَى صَدْرَ الْجَارِيَةِ إِذا أَخذه كُلَّهُ. وَيُقَالُ: بَدَّد فُلَانٌ تَبْدِيدًا إِذا نَعَسَ وَهُوَ قَاعِدٌ لَا يَرْقُدُ. والبَديدة: الْمَفَازَةُ الْوَاسِعَةُ. والبُدُّ: بَيْتٌ فِيهِ أَصنام وَتَصَاوِيرُ، وَهُوَ إِعراب بُت بِالْفَارِسِيَّةِ؛ قَالَ: لَقَدْ علمَتْ تكاتِرَةُ ابنِ تِيرِي، ... غَداةَ البُدِّ، أَني هِبْرِزِيُ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: البُدُّ الصَّنَمُ نَفْسُهُ الَّذِي يُعْبَدُ، لَا أَصل لَهُ فِي اللُّغَةِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ البدَدَةُ. وَفَلَاةٌ بَديد: لَا أَحد فِيهَا. وَالرَّجُلُ إِذا رأَى مَا يَسْتَنْكِرُهُ فأَدام النَّظَرَ إِليه يُقَالُ: أَبَدَّهُ بَصَرَهُ. وَيُقَالُ: أَبَدَّ فلانٌ نَظَرَهُ إِذا مدّه، وأَبْدَتْته بَصَرِي. وأَبددت يَدِي إِلى الأَرض فأَخذت مِنْهَا شَيْئًا أَي مَدَدْتُهَا. وَفِي حَدِيثِ يَوْمِ حُنَيْنَ: أَن سَيِّدَنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبَدَّ يَدَهُ إِلى الأَرض فأَخذ قَبْضَةً أَي مَدَّهَا. وبَدْبَدُ: مَوْضِعٌ، والله أَعلم. برد: البَرْدُ: ضدُّ الْحَرِّ. والبُرودة: نَقِيضُ الْحَرَارَةِ؛ بَرَدَ الشيءُ يبرُدُ بُرودة وَمَاءٌ بَرْدٌ وَبَارِدٌ وبَرُودٌ وبِرادٌ، وَقَدْ بَرَدَه يَبرُدُه بَرْداً وبَرَّدَه: جَعَلَهُ بَارِدًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَنْ قَالَ بَرَّدَه سَخَّنه لِقَوْلِ الشَّاعِرِ: عافَتِ الماءَ فِي الشِّتَاءِ، فَقُلْنَا: ... بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا فَغَالَطَ، إِنما هُوَ: بَلْ رِدِيه، فأَدغم عَلَى أَن قُطْرباً قَدْ قَالَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: بَرُدَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، وبَرَدْتُه أَنا فَهُوَ مَبْرُود وبَرّدته تَبْرِيدًا، وَلَا يُقَالُ أَبردته إِلّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ، وَكَانَتِ الْمَنِيَّةُ قَدْ حَضَرَتْهُ فَوَصَّى مَنْ يَمْضِي لأَهله وَيُخْبِرُهُمْ بِمَوْتِهِ، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه فِي الرِّكَابِ فَلَا يركبَها أَحد ليُعْلم بِذَلِكَ مَوْتُ صَاحِبِهَا وَذَلِكَ يَسُرُّ أَعداءه وَيُحْزِنُ أَولياءه؛ فَقَالَ: وعَطِّلْ قَلُوصي فِي الرِّكَابِ، فإِنها ... سَتَبْرُدُ أَكباداً، وتُبْكِي بَواكيا والبَرود، بِفَتْحِ الْبَاءِ: الْبَارِدُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَبَاتَ ضَجيعي فِي الْمَنَامِ مَعَ المُنَى ... بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثَّغْرِ، أَشْنَبُ وبَرَدَه يَبْرُدُه: خَلَطَهُ بِالثَّلْجِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ. وأَبْرَدَه: جَاءَ بِهِ بَارِدًا. وأَبْرَدَ لَهُ: سقاهُ بَارِدًا. وَسَقَاهُ شَرْبَةً بَرَدَت فؤَادَه تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه. وَيُقَالُ: اسْقِنِي سَوِيقًا أُبَرِّد بِهِ كَبِدِي.

وَيُقَالُ: سَقَيْتُهُ فأَبْرَدْت لَهُ إِبراداً إِذا سَقَيْتَهُ بَارِدًا. وَسَقَيْتُهُ شَرْبَةً بَرَدْت بِهَا فؤَادَه مِنَ البَرود؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا، ... بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب أَي وَضَعُوا عَنْهَا رِحَالَهَا لتَبْرُدَ ظُهُورُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَبصر أَحدكم امرأَة فليأْت زَوْجَتَهُ فإِن ذَلِكَ بَرْدُ مَا فِي نَفْسِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، مِنَ البَرْد، فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَمَعْنَاهُ أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد مَا تَحَرَّكَتْ لَهُ نَفْسُهُ مِنْ حَرِّ شَهْوَةِ الْجِمَاعِ أَي تُسْكِنُهُ وَتَجْعَلُهُ بَارِدًا، وَالْمَشْهُورُ فِي غَيْرِهِ يَرُدُّ، بِالْيَاءِ، مِنَ الرَّدِّ أَي يَعْكِسُهُ. وَفِي عُمَرَ: أَنه شَرِبَ النَّبِيذَ بعد ما بَرَدَ أَي سَكَنَ وفَتَر. ويُقال: جَدَّ فِي الأَمر ثُمَّ بَرَدَ أَي فَتَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا تَلَقَّاهُ بُرَيْدَةُ الأَسلمي قَالَ لَهُ: مَنْ أَنت؟ قَالَ: أَنا بِرَيْدَةُ، قَالَ لأَبي بَكْرٍ: بَرَدَ أَمرنا وَصَلَحَ «1». أَي سَهُلَ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: بَرُودُ الظِّلِّ أَي طَيِّبُ الْعِشْرَةِ، وَفَعُولٌ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى. والبَرَّادة: إِناء يُبْرِد الْمَاءَ، بُنِيَ عَلَى أَبْرَد؛ قَالَ اللَّيْثُ: البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عَلَيْهَا الْمَاءُ، قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري هِيَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَم كَلَامِ الْمَوَلَّدِينَ. وإِبْرِدَةُ الثَّرَى وَالْمَطَرِ: بَرْدُهما. والإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ فِي الْجَوْفِ. والبَرَدَةُ: التُّخَمَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كُلُّ دَاءٍ أَصله البَرَدة وَكُلُّهُ مِنَ البَرْد ؛ البَرَدة، بِالتَّحْرِيكِ: التُّخَمَةُ وَثِقَلُ الطَّعَامِ عَلَى الْمَعِدَةِ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَتِ التخمةُ بَرَدَةً لأَن التُّخَمَةَ تُبْرِدُ الْمَعِدَةَ فَلَا تَسْتَمْرِئُ الطعامَ وَلَا تُنْضِجُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْبِطِّيخَ يَقْطَعُ الإِبردة ؛ الإِبردة، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ: عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ غَلَبَةِ البَرْد وَالرُّطُوبَةِ تُفَتِّر عَنِ الْجِمَاعِ، وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ. وَرَجُلٌ بِهِ إِبْرِدَةٌ، وَهُوَ تقطِير الْبَوْلِ وَلَا يَنْبَسِطُ إِلى النِّسَاءِ. وابْتَرَدْتُ أَي اغْتَسَلْتُ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، وَكَذَلِكَ إِذا شَرِبْتَهُ لتَبْرُدَ بِهِ كَبِدُكَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ. لَطالَما حَلأْتُماها لَا تَرِدْ، ... فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ، مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ وابْتَرَد الماءَ: صَبَّه عَلَى رأَسه بَارِدًا؛ قَالَ: إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ فِي كَبِدي، ... أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء الْقَوْمِ أَبْتَرِدُ هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ، ... فمَنْ لِحَرٍّ عَلَى الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ؟ وتَبَرَّدَ فِيهِ: اسْتَنْقَعَ. والبَرُودُ: مَا ابْتُرِدَ بِهِ. والبَرُودُ مِنَ الشَّرَابِ: مَا يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد: وَلَا يبرِّد الغليلَ الماءُ والإِنسان يَتَبَرَّدُ بِالْمَاءِ: يَغْتَسِلُ بِهِ. وَهَذَا الشَّيْءُ مَبْرَدَةٌ لِلْبَدَنِ؛ قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَعرابي مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى نَوْمَةِ الضُّحَى؟ قَالَ: إِنها مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِي الشِّتَاءِ. والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً: الظِّلُّ وَالْفَيْءُ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِبَرْدِهِمَا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ: إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ ... خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ سيأْتي فِي تَرْجَمَةِ جزأَ «2»؛ وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: فَمَا رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى، ... ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ

_ (1). قوله [برد أمرنا وصلح] كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم، وهو المناسب للأَسلمي فإنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يأخذ الفأل من اللفظ (2). وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأَزهري.

يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ الأَبردين اللَّذَيْنِ هُمَا الظِّلُّ وَالْفَيْءُ أَو اللَّذَيْنِ هُمَا الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ وَقِيلَ: الْبَرْدَانُ الْعَصْرَانِ وَكَذَلِكَ الأَبردان، وَقِيلَ: هما الغداة والعشي؛ وقيل: ظلَّاهما وَهُمَا الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فإِن شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الإِبراد انْكِسَارُ الوَهَج وَالْحَرُّ وَهُوَ مِنَ الإِبراد الدُّخُولِ فِي البَرْدِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صَلُّوهَا فِي أَوّل وَقْتِهَا مِنْ بَرْدِ النَّهَارِ، وَهُوَ أَوّله. وأَبرد القومُ: دَخَلُوا فِي آخِرِ النَّهَارِ. وَقَوْلُهُمْ: أَبرِدوا عَنْكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ أَي لَا تَسِيرُوا حَتَّى يَنْكَسِرَ حَرُّهَا ويَبُوخ. وَيُقَالُ: جِئْنَاكَ مُبْرِدين إِذا جاؤوا وَقَدْ بَاخَ الْحَرُّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: الإِبْرادُ أَن تَزِيغَ الشَّمْسُ، قَالَ: وَالرَّكْبُ فِي السَّفَرِ يَقُولُونَ إِذا زَاغَتِ الشَّمْسُ قَدْ أَبردتم فرُوحُوا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فِي مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ هَذَا غَيْرَ أَنّ الَّذِي قَالَهُ صَحِيحٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَذَلِكَ أَنهم يَنْزِلُونَ لِلتَّغْوِيرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ وَيُقِيلُونَ، فإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ ثَارُوا إِلى رِكَابِهِمْ فَغَيَّرُوا عَلَيْهَا أَقتابها وَرِحَالَهَا وَنَادَى مُنَادِيهِمْ: أَلا قَدْ أَبْرَدْتم فَارْكَبُوا قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ أَبرد الْقَوْمُ إِذا صَارُوا فِي وَقْتِ القُرِّ آخِرَ الْقَيْظِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ؛ البردانِ والأَبْرَدانِ: الغداةُ وَالْعَشِيُّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ يَسِيرُ بِنَا الأَبْرَدَيْنِ ؛ وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ مَعَ فَضالة بْنُ شَرِيكٍ: وسِرْ بِهَا البَرْدَيْن. وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ عَلَيْنَا: أَصابنا بَرَدُهُ. وَلَيْلَةٌ بَارِدَةُ الْعَيْشِ وبَرْدَتُه: هَنِيئَتُهُ؛ قَالَ نُصَيْبٌ: فَيَا لَكَ ذَا وُدٍّ، وَيَا لَكِ لَيْلَةً، ... بَخِلْتِ وَكَانَتْ بَرْدةَ العيشِ ناعِمه وأَما قَوْلُهُ: لَا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ؛ فإِن الْمُنْذِرِيَّ رَوَى عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَنه قَالَ: وَعَيْشٌ بَارِدٌ هَنِيءٌ طَيِّبٌ؛ قَالَ: قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها ... شبابٌ، ومخفوضٌ مِنَ العيشِ بارِدُ أَي طَابَ لَهَا عَيْشُهَا. قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ نسأَلك الْجَنَّةَ وبَرْدَها أَي طِيبِهَا وَنَعِيمَهَا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا قال: وا بَرْدَه «3» عَلَى الْفُؤَادِ إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً، وكذلك وا بَرْدَاه عَلَى الْفُؤَادِ. وَيَجِدُ الرَّجُلُ بِالْغَدَاةِ البردَ فَيَقُولُ: إِنما هِيَ إِبْرِدَةُ الثَّرَى وإِبْرِدَةُ النَّدَى. وَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنَ الْعَرَبِ: إِنها لَبَارِدَةٌ الْيَوْمَ فَيَقُولُ لَهُ الْآخَرُ: لَيْسَتْ بِبَارِدَةٍ إِنما هِيَ إِبْرِدَةُ الثَّرَى. ابْنُ الأَعرابي: الْبَارِدَةُ الرَّبَاحَةُ فِي التِّجَارَةِ سَاعَةَ يَشْتَرِيهَا. وَالْبَارِدَةُ: الْغَنِيمَةُ الْحَاصِلَةُ بِغَيْرِ تَعَبٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ لِتَحْصِيلِهِ الأَجر بِلَا ظمإٍ فِي الْهَوَاجِرِ أَي لَا تَعَبَ فِيهِ وَلَا مَشَقَّةَ. وَكُلُّ مَحْبُوبٍ عِنْدَهُمْ: بَارِدٌ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْغَنِيمَةُ الثَّابِتَةُ الْمُسْتَقِرَّةُ مِنْ قَوْلِهِمْ بَرَدَ لِي عَلَى فُلَانٍ حَقٌّ أَي ثَبَتَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: وَدِدْتُ أَنه بَرَدَ لَنَا عملُنا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَبرد طَعَامَهُ وبَرَدَهُ وبَرَّدَهُ. وَالْمَبْرُودُ: خُبْزٌ يُبْرَدُ فِي الماءِ تَطْعَمُهُ النِّساءُ للسُّمْنة؛ يُقَالُ: بَرَدْتُ الْخُبْزَ بالماءِ إِذا صَبَبْتَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَبَلَلْتَهُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْخَبْزِ الْمَبْلُولِ: البَرُودُ وَالْمَبْرُودُ. والبَرَدُ: سَحَابٌ كالجَمَد، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ بَرَدِهِ. وَسَحَابٌ بَرِدٌ وأَبْرَدُ: ذُو قُرٍّ وبردٍ؛ قَالَ: يَا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ، ... أَسْقاك عَنِّي هازِمُ الرَّعْد برِدْ

_ (3). قوله [قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ إِذا قال وا برده إلخ] كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال: ويقول وا برده عَلَى الْفُؤَادِ إِذَا أَصَابَ شيئاً هنيئاً إلخ.

وَقَالَ: كأَنهُمُ المَعْزاءُ فِي وَقْع أَبْرَدَا شَبَّهَهُمْ فِي اخْتِلَافِ أَصواتهم بِوَقْعِ البَرَد عَلَى المَعْزاء، وَهِيَ حِجَارَةٌ صُلْبَةٌ، وَسَحَابَةٌ بَرِدَةٌ عَلَى النَّسَبِ: ذَاتُ بَرْدٍ، وَلَمْ يَقُولُوا بَرْداء. الأَزهري: أَما البَرَدُ بِغَيْرِ هَاءٍ فإِن اللَّيْثَ زَعَمَ أَنه مَطَرٌ جَامِدٌ. والبَرَدُ: حبُّ الْغَمَامِ، تَقُولُ مِنْهُ: بَرُدَتِ الأَرض. وبُرِدَ الْقَوْمُ: أَصابهم البَرَدُ، وأَرض مَبْرُودَةٌ كَذَلِكَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرودة طَرَحَ البَرْدُ وَرَقَهَا. الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ ؛ فَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ أَمثال جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ، وَالثَّانِي وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا بَرَداً؛ وَمِنْ صِلَةٍ؛ وَقَوْلُ السَّاجِعِ: وصِلِّياناً بَرِدَا أَي ذُو بُرُودَةٍ. والبَرْد. النَّوْمُ لأَنه يُبَرِّدُ الْعَيْنَ بأَن يُقِرَّها؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً ؛ قَالَ العَرْجي: فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ، ... وإِن شِئت لَمْ أَطعَمْ نُقاخاً وَلَا بَرْدا قَالَ ثَعْلَبٌ: الْبَرْدُ هُنَا الرِّيقُ، وَقِيلَ: النُّقَاخُ الْمَاءُ الْعَذْبُ، وَالْبَرْدُ النَّوْمُ. الأَزهري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً ؛ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدَ الشَّرَابِ وَلَا الشَّرَابَ ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا، يُرِيدُ نَوْمًا، وإِن النَّوْمَ ليُبَرِّد صَاحِبَهُ، وإِن الْعَطْشَانَ لَيَنَامُ فَيَبْرُدُ بِالنَّوْمِ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد فِي النَّوْمِ: بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْتُ ... عَلَى مُصطلاه أَيَّ بُرُودِ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: بَرَدَ الموتُ عَلَى مُصْطلاه أَي ثَبَتَ عَلَيْهِ. وبَرَدَ لِي عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ كَذَا أَي ثَبَتَ. وَمُصْطَلَاهُ: يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ وَوَجْهُهُ وَكُلِّ مَا بَرَزَ مِنْهُ فَبَرَدَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَصَارَ حَرُّ الرُّوحِ مِنْهُ بَارِدًا؛ فَاصْطَلَى النَّارَ لِيُسَخِّنَهُ. وَنَاجِذَاهُ: السنَّان اللَّتَانِ تَلِيَانِ النَّابَيْنِ. وَقَوْلُهُمْ: ضُرب حَتَّى بَرَدَ مَعْنَاهُ حَتَّى مَاتَ. وأَما قَوْلُهُمْ: لَمْ يَبْرُدْ مِنْهُ شَيْءٌ فَالْمَعْنَى لَمْ يَسْتَقِرَّ وَلَمْ يَثْبُتْ؛ وأَنشد: اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه قَالَ: وأَصله مِنَ النَّوْمِ وَالْقَرَارِ. وَيُقَالُ: بَرَدَ أَي نَامَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أُحِبُّ أُمَّ خَالِدٍ وَخَالِدَا ... حُبّاً سَخَاخِينَ، وَحُبًّا بَارِدَا قَالَ: سَخَاخِينَ حُبٌّ يؤْذيني وَحُبًّا بَارِدًا يَسْكُنُ إِليه قَلْبِي. وسَمُوم بَارِدٌ أَي ثَابِتٌ لَا يَزُولُ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه، ... مَن جَزِعَ اليومَ فَلَا تَلُومُهُ وبَرَدَ الرَّجُلُ يَبْرُدُ بَرْداً: مَاتَ، وَهُوَ صَحِيحٌ فِي الِاشْتِقَاقِ لأَنه عَدِمَ حَرَارَةَ الرُّوحِ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فهَبَره بِالسَّيْفِ حَتَّى بَرَدَ أَي مَاتَ. وبَرَدَ السيفُ: نَبا. وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضَعُفَ وَفَتَرَ عَنْ هُزَالٍ أَو مَرَضٍ. وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي: الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي، ... الماءُ والفتُّ ذَوَا أَسقامي ابْنُ بُزُرج: البُرَاد ضَعْفُ الْقَوَائِمِ مِنْ جُوعٍ أَو إِعياء، يُقَالُ: بِهِ بُرادٌ. وَقَدْ بَرَد فُلَانٌ إِذا ضَعُفَتْ قَوَائِمُهُ. والبَرْد: تبرِيد الْعَيْنِ. والبَرود: كُحل يُبَرِّد الْعَيْنَ: والبَرُود: كُلُّ مَا بَرَدْت بِهِ شَيْئًا نَحْوَ بَرُود

العينِ وَهُوَ الْكُحْلُ. وبَرَدَ عينَه، مُخَفَّفًا، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها بِهِ وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الْكُحْلِ البَرُودُ، والبَرُودُ كُحْلٌ تَبْردُ بِهِ العينُ مِنَ الحرِّ؛ وَفِي حَدِيثِ الأَسود: أَنه كَانَ يَكْتَحِلُ بالبَرُود وَهُوَ مُحْرِم ؛ البَرُود، بِالْفَتْحِ: كُحْلٌ فِيهِ أَشياء بَارِدَةٌ. وكلُّ مَا بُرِدَ بِهِ شيءٌ: بَرُود. وبَرَدَ عَلَيْهِ حقٌّ: وَجَبَ وَلَزِمَ. وَبَرَدَ لِي عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا أَي ثَبَتَ. وَيُقَالُ: مَا بَرَدَ لَكَ عَلَى فُلَانٍ، وَكَذَلِكَ مَا ذَابَ لكَ عَلَيْهِ أَي مَا ثَبَتَ وَوَجَبَ. وَلِي عَلَيْهِ أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثَابِتٌ؛ قَالَ: اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه، ... مَنْ عَجَزَ اليومَ فَلَا تلومُه أَي حَرُّهُ ثَابِتٌ؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حُجر: أَتاني ابنُ عبدِ اللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه، ... وَكَانَ ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ وبَرَد فِي أَيديهم سَلَماً لَا يُفْدَى وَلَا يُطْلَق وَلَا يُطلَب. وإِن أَصحابك لَا يُبالون مَا بَرَّدوا عَلَيْكَ أَي أَثبتوا عَلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: لَا تُبَرِّدي عَنْهُ أَي لَا تُخَفِّفِي. يُقَالُ: لَا تُبَرِّدْ عَنْ فُلَانٍ مَعْنَاهُ إِن ظَلَمَكَ فَلَا تَشْتُمُهُ فَتُنْقِصَ مِنْ إِثمه، وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُبَرِّدوا عَنِ الظَّالِمِ أَي لَا تَشْتُمُوهُ وَتَدْعُوا عَلَيْهِ فَتُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ عُقُوبَةِ ذَنْبِهِ. والبَرِيدُ: فَرْسَخَانِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ كُلِّ مَنْزِلَيْنِ بَرِيد. والبَريدُ: الرُّسُلُ عَلَى دوابِّ الْبَرِيدِ، وَالْجَمْعُ بُرُد. وبَرَدَ بَرِيداً: أَرسله. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فَاجْعَلُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الِاسْمِ ؛ البَرِيد: الرَّسُولُ وإِبرادُه إِرساله؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رأَيتُ لِلْمَوْتِ بَرِيدًا مُبْردَا وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رَسُولُ الْمَوْتِ تُنْذِرُ بِهِ. وسِكَكُ البرِيد: كُلُّ سِكَّةٍ مِنْهَا اثْنَا عَشَرَ مِيلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُقْصَرُ الصلاةُ فِي أَقلَّ مِنْ أَربعة بُرُدٍ ، وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا، وَالْفَرْسَخُ ثَلَاثَةُ أَميال، وَالْمِيلُ أَربعة آلَافِ ذِرَاعٍ، وَالسَّفَرُ الَّذِي يَجُوزُ فِيهِ الْقَصْرُ أَربعة بُرُدٍ، وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ وأَربعون مِيلًا بالأَميال الْهَاشِمِيَّةِ الَّتِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ؛ وَقِيلَ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ: بَريدٌ، لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حَتَّى كأَنَّني، ... عَلَيْهَا بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ مَا بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ فَهُوَ بَرِيد. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أَخِيسُ بالعَهْدِ وَلَا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لَا أَحبس الرُّسُلَ الْوَارِدِينَ عَلَيَّ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: البُرْدُ، سَاكِنًا، يَعْنِي جمعَ بَرِيد وَهُوَ الرَّسُولُ فَيُخَفَّفُ عَنْ بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خَفَّفَهُ هَاهُنَا لِيُزَاوِجَ الْعَهْدَ. قَالَ: والبَرِيد كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ يُرَادُ بِهَا فِي الأَصل البَرْد، وأَصلها [بَرِيدُهُ دَمٌ] أَي مَحْذُوفُ الذنَب لأَن بِغَالَ الْبَرِيدِ كَانَتْ مَحْذُوفَةَ الأَذناب كَالْعَلَامَةِ لَهَا فأُعربت وَخُفِّفَتْ، ثُمَّ سُمِّيَ الرَّسُولُ الَّذِي يَرْكَبُهُ بَرِيدًا، وَالْمَسَافَةُ الَّتِي بَيْنَ السِّكَّتَيْنِ بَرِيدًا، وَالسِّكَّةُ مَوْضِعٌ كَانَ يَسْكُنُهُ الفُيُوجُ الْمُرَتَّبُونَ مِنْ بَيْتٍ أَو قُبَّةٍ أَو رِبَاطٍ، وَكَانَ يُرَتَّبُ فِي كُلِّ سِكَّةٍ بِغَالٌ، وبُعد مَا بَيْنَ السِّكَّتَيْنِ فَرْسَخَانِ، وَقِيلَ أَربعة. الْجَوْهَرِيُّ: الْبَرِيدُ الْمُرَتَّبُ يُقَالُ حَمَلَ فُلَانٌ عَلَى الْبَرِيدِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَلَى كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ ... بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، مِنْ خيلِ بَرْبَرَا وَقَالَ مُزَرِّدٌ أَخو الشَّمَّاخِ بْنِ ضِرَارٍ يَمْدَحُ عَرابَة الأَوسي:

فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وَخَالَتِي، ... وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها أَي سَيْرُهَا فِي البرِيد. وَصَاحِبُ البَرِيد قَدْ أَبردَ إِلى الأَمير، فَهُوَ مُبْرِدٌ. وَالرَّسُولُ بَرِيد؛ وَيُقَالُ للفُرانِق البَرِيد لأَنه يُنْذَرُ قدَّام الأَسد. والبُرْدُ مِنَ الثيابِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: البُرْدُ ثَوْبٌ فِيهِ خُطُوطٌ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْوَشْيَ، وَالْجَمْعُ أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ. والبُرْدَة: كِسَاءٌ يُلْتَحَفُ بِهِ، وَقِيلَ: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقة وَلَهُ هُدْب، فَهِيَ بُرْدَة؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْفَتْحِ بُرْدَةٌ فَلُوتٌ قَصِيرَةٌ ؛ قَالَ شَمِرٌ: رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وَعَلَيْهِ شِبْه مَنْدِيلٍ مِنْ صُوفٍ قَدِ اتَّزَر بِهِ فَقُلْتُ: مَا تُسَمِّيهِ؟ قَالَ: بُرْدة؛ قَالَ الأَزهري: وَجَمْعُهَا بُرَد، وَهِيَ الشَّمْلَةُ الْمُخَطَّطَةُ. قَالَ اللَّيْثُ: البُرْدُ مَعْرُوفٌ مِنْ بُرُود العَصْب والوَشْي، قَالَ: وأَما البُرْدَة فَكِسَاءٌ مُرَبَّعٌ أَسود فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسُهُ الأَعراب؛ وأَما قَوْلُ يَزِيدَ بنِ مُفَرّغ الْحَمِيرِيِّ: وشَرَيْتُ بُرْداً لَيْتَنِي، ... مِنْ قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ فَهُوَ اسْمُ عَبْدٍ. وَشَرَيْتُ أَي بِعْتُ. وَقَوْلُهُمْ: هُمَا فِي بُرْدة أَخْمَاسٍ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَنهما يَفْعَلَانِ فِعْلًا وَاحِدًا فَيَشْتَبِهَانِ كأَنهما فِي بُرَدة، وَالْجَمْعُ بُرَد عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فسَمعَتْ نَبْأَةً مِنْهُ فآسَدَها، ... كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد يُرِيدُ أَن الْكِلَابَ انبسطنَ خَلْفَ الثَّوْرِ مِثْلَ البُرَدِ؛ وَقَوْلُ يَزِيدَ بْنِ الْمُفَرَّغِ: مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا، ... طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ جَمْعَ بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يَكُونَ جَمْعَ بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ. وَثَوْبٌ بَرُودٌ: لَيْسَ فِيهِ زِئبِرٌ. وَثَوْبٌ بَرُودٌ إِذا لَمْ يَكُنْ دفِيئاً وَلَا لَيِّناً مِنَ الثِّيَابِ. وَثَوْبٌ أَبْرَدُ: فِيهِ لُمَعُ سوادٍ وَبَيَاضٍ، يَمَانِيَّةٌ. وبُرْدَا الْجَرَادِ والجُنْدُب: جَنَاحَاهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ، ... إِذا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْه تَرْنِيمُ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَهْجُو بَارِقًا: تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، وَلَمْ يَطِرْ ... لَنَا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ وأُم عَوْفٍ: كُنْيَةُ الْجَرَادِ. وَهِيَ لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خَالِصَةً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خَالِصًا فَلَمْ يؤَنث خَالِصًا. وَهِيَ إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا كَانَ لَكَ مَعْلُومًا. وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه مِنَ الْجَوَاهِرِ يَبْرُدُه: سَحَلَهُ. والبُرادة: السُّحالة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: والبُرادة مَا سَقَطَ مِنْهُ. والمِبْرَدُ: مَا بُرِدَ بِهِ، وَهُوَ السُّوهانُ بِالْفَارِسِيَّةِ. والبَرْدُ: النَّحْتُ؛ يُقَالُ: بَرَدْتُ الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نَحَتَّهَا. والبُرْدِيُّ، بِالضَّمِّ: مِنْ جَيِّدِ التَّمْرِ يُشْبِهُ البَرْنِيَّ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقِيلَ: البُرْدِيّ ضَرْبٌ مِنْ تَمْرِ الْحِجَازِ جَيِّدٌ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر أَن يؤْخذ البُرْدِيُّ فِي الصَّدَقَةِ ، وَهُوَ بِالضَّمِّ، نَوْعٌ مِنْ جَيِّدِ التَّمْرِ. والبَرْدِيُّ، بِالْفَتْحِ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ وَاحِدَتُهُ بَرْدِيَّةٌ؛ قَالَ الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريفِ، ... ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا

وَفِي الْمُحْكَمِ: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريفِ، ... قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّريرا وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ: السَّرِيرُ ساقُ البَرْدي، وَقِيلَ: قُطْنُهُ؛ وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ: إِذا خَالَطَ الْمَاءُ مِنْهَا السُّرورا وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: الغِيل، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، الْغَيْضَةُ، وَهُوَ مُغِيضُ مَاءٍ يَجْتَمِعُ فَيَنْبُتُ فِيهِ الشَّجَرُ. وَالْغَرِيفُ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ: وَالسُّرُورُ جَمْعُ سُرّ، وَهُوَ بَاطِنُ البَرْدِيَّةِ. والأَبارِدُ: النُّمورُ، وَاحِدُهَا أَبرد؛ يُقَالُ للنَّمِرِ الأُنثى أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ. وبَرَدَى: نَهْرٌ بِدِمَشْقَ؛ قَالَ حَسَّانُ: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ ... بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ أَي مَاءَ بَرَدَى والبَرَدانِ، بِالتَّحْرِيكِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادة: ظَلَّتْ بنِهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، ... تَشْرَبُ مِنْهُ نَهَلاتٍ وتَعِلْ وبَرَدَيَّا: مَوْضِعٌ أَيضاً، وَقِيلَ: نَهْرٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَهْرُ دِمَشْقَ والأَعرف أَنه بَرَدَى كَمَا تَقَدَّمَ. والأُبَيْرِد: لَقَبُ شَاعِرٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وقول الشَّاعِرُ: بِالْمُرْهِفَاتِ الْبَوَارِدِ قَالَ: يَعْنِي السُّيُوفَ وَهِيَ الْقَوَاتِلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَدْرُ الْبَيْتِ: وأَنَّ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ أَغَصَّني ... مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ رأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ قَاضِيَ الْقُضَاةِ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ خِلِّكَانَ فِي كِتَابِ ابْنِ بَرِّيٍّ مَا صُورَتُهُ: قَالَ هَذَا الْبَيْتُ مِنْ جُمْلَةِ أَبيات لِلْعِتَابِيِّ كُلْثُومِ بْنِ عَمْرٍو يُخَاطِبُ بِهَا زَوْجَتَهُ؛ قَالَ وَصَوَابُهُ: وأَنَّ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ أَغصَّني ... مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ قَالَ: وإِنما وَقَعَ الشَّيْخُ فِي هَذَا التَّحْرِيفِ لِاتِّبَاعِهِ الْجَوْهَرِيَّ لأَنه كَذَا ذَكَرَهُ فِي الصِّحَاحِ فَقَلَّدَهُ فِي ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْرِفْ بَقِيَّةَ الأَبيات وَلَا لِمَنْ هِيَ فَلِهَذَا وَقَعَ فِي السَّهْوِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ بْنِ خِلِّكَانَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مِنَ الأَدب حَيْثُ هُوَ، وَقَدِ انْتَقَدَ عَلَى الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ هَذَا النَّقْدَ، وخطأَه فِي اتِّبَاعِهِ الْجَوْهَرِيَّ، وَنَسَبَهُ إِلَى الْجَهْلِ بِبَقِيَّةِ الأَبيات، والأَبيات مَشْهُورَةٌ وَالْمَعْرُوفُ مِنْهَا هُوَ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ وأَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَهَذِهِ الأَبيات سَبَبُ عَمَلِهَا أَن الْعِتَابِيَّ لَمَّا عَمِلَ قَصِيدَتَهُ الَّتِي أَوّلها: مَاذَا شَجاكَ بِحَوَّارينَ مِنْ طَلَلٍ ... ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عَنْهَا الأَعاصيرُ؟ بَلَغَتِ الرَّشِيدَ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عِتَابٍ يُقَالُ لَهُ كُلْثُومٌ، فَقَالَ الرَّشِيدُ: مَا مَنْعُهُ أَن يَكُونَ بِبَابِنَا؟ فأَمر بإِشخاصه مِنْ رَأْسِ عَيْنٍ فَوَافَى الرشِيدَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ وَفَرْوَةٌ وَخُفٌّ، وَعَلَى كَتِفِهِ مِلحفة جَافِيَةٌ بِغَيْرِ سَرَاوِيلَ، فأَمر الرَّشِيدُ أَن يُفْرَشَ لَهُ حُجْرَةٌ، وَيُقَامُ لَهُ وَظِيفَةٌ، فَكَانَ الطَّعَامُ إِذا جاءَه أَخذ مِنْهُ رُقَاقَةً وَمِلْحًا وَخَلَطَ الْمِلْحَ بِالتُّرَابِ وأَكله، وإِذا كَانَ وَقْتُ النَّوْمِ نَامَ عَلَى الأَرض وَالْخَدَمِ يَفْتَقِدُونَهُ وَيَعْجَبُونَ مِنْ فِعْلِهِ، وأُخْبِرَ الرشِيدُ بأَمره فَطَرَدَهُ، فَمَضَى إِلى رأْس عَيْنٍ وَكَانَ تَحْتَهُ امرأَة مِنْ بَاهِلَةَ فَلَامَتْهُ وَقَالَتْ: هَذَا مَنْصُورٌ النَّمِرِيُّ قَدْ أَخذ الأَموال فَحَلَّى نِسَاءَهُ وَبَنَى دَارَهُ وَاشْتَرَى ضِيَاعًا وأَنت. كَمَا تَرَى؛ فَقَالَ: تلومُ عَلَى تركِ الغِنى باهِليَّةٌ، ... زَوَى الفقرُ عَنْهَا كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ

رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن فِي الثَّرا، ... مُقَلَّدةً أَعناقُها بِالْقَلَائِدِ أَسَرَّكِ أَني نلتُ مَا نَالَ جعفرٌ ... مِنَ العَيْش، أَو مَا نَالَ يحْيَى بنُ خالدِ؟ وأَنَّ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ أَغَصَّنِي ... مَغَصَّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟ دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً، ... وَلَمْ أَتَجَشَّمْ هولَ تِلْكَ المَوارِدِ فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ ... بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ برجد: أَبو عَمْرٍو: البُرْجُد كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ أَحمر؛ وَقِيلَ: البُرْجُد كِسَاءٌ غَلِيظٌ، وَقِيلَ: البُرْجُد كِسَاءٌ مُخَطَّطٌ ضَخْمٌ يَصْلُحُ لِلْخِبَاءِ وَغَيْرِهِ. وبَرْجَدُ: لَقَبُ رَجُلٍ. والبَرْجَدُ: السَّبْيُ، وَهُوَ دَخِيلٌ، وَاللَّهُ أَعلم. برخد: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى: امرأَةٌ بَرَخْداةٌ في بخَنْداة. برقعد: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ العين: بَرْقَعِيدُ موضع. برند: سَيْفٌ بِرِنْدٌ: عَلَيْهِ أَثرٌ قديمٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: أَحْمِلُها وعِلْجَةً وزادَا، ... وصارِماً ذَا شُطَبٍ جَدَّادَا، سَيْفاً بِرِنْداً لَمْ يكُنْ مِعْضادا والمُبَرْنِدَةُ مِنَ النِّسَاءِ: التي يكثُرُ لحمُها. بعد: البُعْدُ: خِلَافُ القُرْب. بَعُد الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، وبَعِد، بِالْكَسْرِ، بُعْداً وبَعَداً، فَهُوَ بِعِيدٌ وبُعادٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، أَي تَبَاعَدَ، وَجَمَعَهُمَا بُعَداءُ، وَافَقَ الَّذِينَ يَقُولُونَ فَعيل الذين يَقُولُونَ فُعال لأَنهما أُختان، وَقَدْ قِيلَ بُعُدٌ؛ وَيُنْشِدُ قَوْلَ النَّابِغَةِ: فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ لَهُ ... فَضْلًا عَلَى الناسِ، فِي الأَدْنى وَفِي البُعُدِ وَفِي الصِّحَاحِ: وَفِي البَعَد، بِالتَّحْرِيكِ، جَمْعُ باعِدٍ مثل خادم وخَدَم، وأَبْعده غَيْرُهُ وباعَدَه وبَعَّده تَبْعِيدًا؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ، ... وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ مَا مُتَأَمَّلِ إِنما أَراد: يَا بُعْدَ مُتَأَمَّل، يتأَسف بِذَلِكَ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي الْعِيالِ: ....... رَزيَّةَ قَوْمِهِ ... لَمْ يأْخُذوا ثَمَناً وَلَمْ يَهَبُوا «4» . أَراد: يَا رَزِيَّةَ قَوْمِهِ، ثُمَّ فَسَّرَ الرَّزِيَّةَ مَا هِيَ فَقَالَ: لَمْ يأْخذوا ثَمَنًا وَلَمْ يَهَبُوا. وَقِيلَ: أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ، فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سأَلوا الرَّدَّ حِينَ لَا رَدَّ؛ وَقِيلَ: مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، مِنَ الْآخِرَةِ إِلى الدُّنْيَا؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَراد مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ يَبْعُدُ عَنْهَا مَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ لأَنهم إِذا لَمْ يَعُوا فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ قَالَ قَوْلُهُمْ: سَاحِرٌ كَاهِنٌ شَاعِرٌ. وَتَقُولُ: هَذِهِ الْقَرْيَةُ بَعِيدٌ وَهَذِهِ الْقَرْيَةُ قَرِيبٌ لَا يُرَادُ بِهِ النَّعْتُ وَلَكِنْ يُرَادُ بِهِمَا الِاسْمُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنهما اسْمَانِ قَوْلُكَ: قريبُه قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ؛ قَالَ الفراءُ: الْعَرَبُ إِذا قَالَتْ دَارُكَ مِنَّا بعيدٌ أَو قَرِيبٌ، أَو قَالُوا فُلَانَةٌ مِنَّا قَرِيبٌ أَو بَعِيدٌ، ذكَّروا الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ لأَن الْمَعْنَى هِيَ فِي مَكَانٍ قَرِيبٍ أَو بَعِيدٍ، فَجَعَلَ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ خَلَفًا مِنَ الْمَكَانِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ؛

_ (4). قوله [رزية قومه إلخ] كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت

وَقَالَ: وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً؛ وَقَالَ: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ؛ قَالَ: وَلَوْ أُنثتا وَثُنِّيَتَا عَلَى بَعُدَتْ مِنْكَ فَهِيَ بَعِيدَةٌ وَقَرَبَتْ فَهِيَ قَرِيبَةٌ كَانَ صَوَابًا. قَالَ: وَمَنْ قَالَ قَرِيبٌ وَبَعِيدٌ وذكَّرهما لَمْ يُثَنِّ قَرِيبًا وَبَعِيدًا، فَقَالَ: هُمَا مِنْكَ قَرِيبٌ وَهُمَا مِنْكَ بِعِيدُ؛ قَالَ: وَمَنْ أَنثهما فَقَالَ هِيَ مِنْكَ قَرِيبَةٌ وَبَعِيدَةٌ ثَنَّى وَجَمَعَ فَقَالَ قَرِيبَاتٌ وَبَعِيدَاتٌ؛ وأَنشد: عَشِيَّةَ لَا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ ... فَتَدْنو، وَلَا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدُ وَمَا أَنت مِنَّا بِبَعِيدٍ، وَمَا أَنتم مِنَّا بِبَعِيدٍ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ وَكَذَلِكَ مَا أَنت مِنَّا بِبَعَدٍ وَمَا أَنتم مِنَّا بِبَعَدٍ أَي بَعِيدٌ. قَالَ: وإِذا أَردت بِالْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثت لَا غَيْرَ، لَمْ تَخْتَلِفِ الْعَرَبُ فِيهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ؛ إِنما قِيلَ قَرِيبٌ لأَن الرَّحْمَةَ وَالْغُفْرَانَ وَالْعَفْوَ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ كُلُّ تأْنيث لَيْسَ بِحَقِيقِيٍّ؛ قَالَ وَقَالَ الأَخفش: جَائِزٌ أَن تَكُونَ الرَّحْمَةُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الْمَطَرِ؛ قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الفراءُ هَذَا ذُكِّرَ لِيَفْصِلَ بَيْنَ الْقَرِيبِ مِنَ القُرب والقَريب مِنَ الْقَرَابَةِ؛ قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ، كلُّ مَا قَرُب فِي مَكَانٍ أَو نَسَبٍ فَهُوَ جارٍ عَلَى مَا يُصِيبُهُ مِنَ التَّذْكِيرِ والتأْنيث؛ وَبَيْنَنَا بُعْدَةٌ مِنَ الأَرض وَالْقَرَابَةِ؛ قَالَ الأَعشى: بأَنْ لَا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ، وَلَا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا وَفِي الدعاءِ: بُعْداً لَهُ نَصَبُوهُ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ غَيْرِ الْمُسْتَعْمَلِ إِظهاره أَي أَبعده اللَّهُ. وبُعْدٌ بَاعَدٌ: عَلَى الْمُبَالَغَةِ وإِن دَعَوْتَ بِهِ فَالْمُخْتَارُ النَّصْبُ؛ وَقَوْلُهُ: مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا، ... حَتَّى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا فإِنه أَراد الأَبعد فَوَقَفَ فَشَدَّدَ، ثُمَّ أَجراه فِي الْوَصْلِ مُجْرَاهُ فِي الْوَقْفِ، وَهُوَ مِمَّا يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ؛ كَقَوْلِهِ: ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ هُوَ أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد وأَقارب؛ وأَنشد: منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه، ... ويشْقى بِهِ، حَتَّى المَماتِ، أَقارِبُهْ فإِنْ يَكُ خَيراً، فالبَعيدُ يَنالُهُ، ... وإِنْ يَكُ شَرّاً، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ والبُعْدانُ، جَمْعُ بَعِيدٍ، مِثْلَ رَغِيفٍ وَرُغْفَانٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ قُرْبانِ الأَمير وَمِنْ بُعْدانِه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ تَكُنْ مِنْ قُرْبان الأَمير فَكُنْ مِنْ بُعْدانِه؛ يَقُولُ: إِذا لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ يَقْتَرِبُ مِنْهُ فتَباعَدْ عَنْهُ لَا يُصِيبُكَ شَرُّهُ. وَفِي حَدِيثِ مُهَاجِرِي الْحَبَشَةِ: وَجِئْنَا إِلى أَرض البُعَداءِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُمُ الأَجانب الَّذِينَ لَا قُرَابَةَ بَيْنِنَا وَبَيْنَهُمْ، وَاحِدُهُمْ بَعِيدٌ. وَقَالَ النَّضِرُ فِي قَوْلِهِمْ هَلَكَ الأَبْعَد قَالَ: يَعْنِي صاحبَهُ، وَهَكَذَا يُقَالُ إِذا كَنَّى عَنِ اسْمِهِ. وَيُقَالُ للمرأَة: هَلَكَتِ البُعْدى؛ قال الأَزهري: هذا مثل قَوْلِهِمْ فَلَا مَرْحباً بِالْآخَرِ إِذا كَنَّى عَنْ صَاحِبِهِ وهو يذُمُّه. ويقال: أَبعد اللَّهُ الْآخِرَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ للأُنثى مِنْهُ شَيْءٌ. وَقَوْلُهُمْ: كبَّ اللَّهُ الأَبْعَدَ لِفيه أَي أَلقاه لِوَجْهِهِ؛ والأَبْعَدُ: الخائنُ. والأَباعد: خِلَافُ الأَقارب؛ وَهُوَ غَيْرُ بَعِيدٍ مِنْكَ وَغَيْرُ بَعَدٍ. وَبَاعَدَهُ مُباعَدَة وبِعاداً وَبَاعَدَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُمَا وبَعَّد؛ ويُقرأُ: رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ، وبَعِّدْ؛ قَالَ الطرمَّاح: تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ، ... وتَجْمَعُ مِنَّا بَيْنَ أَهل الضَّغائِنِ

وَرَجُلٌ مِبْعَدٌ: بَعِيدُ الأَسفار؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً، ... مَطِيَّةَ قَذَّافٍ عَلَى الهَوْلِ مِبْعَدِ وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ، مُخْبِرًا عَنْ قَوْمِ سَبَإٍ: رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ؛ قَالَ: قرأَه الْعَوَّامُ بَاعِدْ، ويقرأُ عَلَى الْخَبَرِ: ربُّنا باعَدَ بَيْنَ أَسفارنا، وبَعَّدَ. وبَعِّدْ جُزِمٌ؛ وقرئَ: ربَّنا بَعُدَ بَيْنُ أَسفارنا، وبَيْنَ أَسفارنا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ عَلَى جِهَةِ المسأَلة وَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنهم سَئِمُوا الرَّاحَةَ وَبَطَرُوا النِّعْمَةَ، كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ «1»؛ وَمَنْ قرأَ: بَعُدَ بينُ أَسفارنا؛ فَالْمَعْنَى مَا يتَّصِلُ بِسَفَرِنَا؛ وَمَنْ قرأَ بِالنَّصْبِ: بَعُدَ بينَ أَسفارنا؛ فالمعنى بَعُدَ مَا بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سَيْرُنَا بَيْنَ أَسفارنا؛ قَالَ الأَزهري: قرأَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ: بَعِّد، بِغَيْرِ أَلف، وقرأَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: ربُّنا باعَدَ، بِالنَّصْبِ عَلَى الْخَبَرِ، وقرأَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ وَحَمْزَةُ: باعِدْ، بالأَلف، عَلَى الدعاءِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا بُعْدَك يُحَذِّرُهُ شَيْئًا مِنْ خَلْفه. وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد: هَلَكَ أَو اغْتَرَبَ، فَهُوَ بَاعَدَ. والبُعْد: الْهَلَاكُ؛ قَالَ تَعَالَى: أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ الْمَازِنِيُّ: يَقولونَ لَا تَبْعُدْ، وَهُمْ يَدْفِنونَني، ... وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا؟ وَهُوَ مِنَ البُعْدِ. وقرأَ الْكِسَائِيُّ وَالنَّاسُ: كَمَا بَعِدَت، وَكَانَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلمي يَقْرَؤُهَا بَعُدَت، يَجْعَلُ الْهَلَاكَ والبُعْدَ سَوَاءٌ وَهُمَا قَرِيبَانِ مِنَ السَّوَاءِ، إِلا أَن الْعَرَبَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ بَعُدَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ بَعِدَ مِثْلَ سَحُقَ وسَحِقَ؛ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ بَعُد فِي الْمَكَانِ وبَعِدَ فِي الْهَلَاكِ، وَقَالَ يُونُسُ: الْعَرَبُ تَقُولُ بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ إِذا تَبَاعَدَ فِي غَيْرِ سَبٍّ؛ وَيُقَالُ فِي السَّبِّ: بَعِدَ وسَحِقَ لَا غَيْرَ. والبِعاد: الْمُبَاعَدَةُ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رَاوَدَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَعرابية فأَبت إِلا أَن يَجْعَلَ لَهَا شَيْئًا، فَجَعَلَ لَهَا دِرْهَمَيْنِ فَلَمَّا خَالَطَهَا جَعَلَتْ تَقُولُ: غَمْزاً ودِرْهماكَ لَكَ، فإِن لَمْ تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ؛ رَفَعَتِ الْبُعْدَ، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ تَرَاهُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ الشَّدِيدَ. والبُعْدُ والبِعادُ: اللَّعْنُ، مِنْهُ أَيضاً. وأَبْعَدَه اللَّهُ: نَحَّاه عَنِ الْخَيْرِ وأَبعده. تَقُولُ: أَبعده اللَّهُ أَي لَا يُرْثَى لَهُ فِيمَا يَزِلُّ بِهِ، وَكَذَلِكَ بُعْداً لَهُ وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً عَلَى الْمَصْدَرِ وَلَمْ يَجْعَلْهُ اسْمًا. وَتَمِيمُ تَرْفَعُ فَتَقُولُ: بُعْدٌ لَهُ وسُحْقٌ، كَقَوْلِكَ: غلامٌ لَهُ وفرسٌ. وَفِي حَدِيثِ شَهَادَةِ الأَعضاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: بُعْداً لكَ وسُحقاً أَي هَلَاكًا؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ البُعْد ضِدَ الْقُرْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا جَاءَ فَقَالَ إِن الأَبْعَدَ قَدْ زَنَى ، مَعْنَاهُ الْمُتَبَاعِدُ عَنِ الْخَيْرِ وَالْعِصْمَةِ. وجَلَسْتُ بَعيدَةً مِنْكَ وَبَعِيدًا مِنْكَ؛ يَعْنِي مَكَانًا بَعِيدًا؛ وَرُبَّمَا قَالُوا: هِيَ بَعِيدٌ مِنْكَ أَي مَكَانُهَا؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ . وأَما بَعيدَةُ الْعَهْدِ، فَبِالْهَاءِ؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعِيدٌ. وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كُنْ قَرِيبًا، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ. يُقَالُ: انْطَلِقْ يَا فلانُ غَيْرُ باعِدٍ أَي لَا ذَهَبْتَ؛ الْكِسَائِيُّ: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ أَي غَيْرَ صاغرٍ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: فَضْلًا عَلَى الناسِ فِي الأَدْنَى وَفِي البُعُدِ قَالَ أَبو نَصْرٍ: فِي الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: فِي الأَدنى وَفِي البُعُد، قَالَ: بَعِيدٌ وبُعُد. والبَعَد، بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ باعد مثل خادم وخَدَم. وَيُقَالُ: إِنه لِغَيْرِ أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لَا خَيْرَ فِيهِ، وَلَا

_ (1). الآية

لَهُ بُعْدٌ: مَذْهَبٌ؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: المُوعِدِينا فِي أَن نُقَتِّلَهُمْ، ... أَفْنَاءَ فَهْمٍ، وبَيْنَنا بُعَدُ أَي أَنَّ أَفناء فَهُمْ ضُرُوبٌ مِنْهُمْ. بُعَد جَمع بُعْدةٍ. وَقَالَ الأَصمعي: أَتانا فُلَانٌ مِنْ بُعْدةٍ أَي مِنْ أَرض بَعيدة. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو بُعْدة أَي لَذُو رأْي وَحَزْمٍ. يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ نَافِذَ الرأْي ذَا غَوْر وَذَا بُعْدِ رأْي. وَمَا عِنْدَهُ أَبْعَدُ أَي طَائِلٌ؛ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِهِ: إِن غدوتَ عَلَى المِرْبَدِ رَبِحْتَ عَنَّا أَو رَجَعْتَ بِغَيْرِ أَبْعَدَ أَي بِغَيْرِ مَنْفَعَةٍ. وَذُو البُعْدة: الَّذِي يُبْعِد فِي المُعاداة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِرُؤْبَةَ: يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا، ... ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا وبَعْدُ: ضِدُّ قَبْلَ، يُبْنَى مُفَرَدًا وَيُعْرَبُ مُضَافًا؛ قَالَ اللَّيْثُ: بَعْدَ كَلِمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى الشَّيْءِ الأَخير، تَقُولُ: هَذَا بَعْدَ هَذَا، مَنْصُوبٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ أَنهم يَقُولُونَ مِنْ بَعْدٍ فَيُنْكِرُونَهُ، وَافْعَلْ هَذَا بَعْداً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَعْدَ نَقِيضُ قَبْلَ، وَهُمَا اسْمَانِ يَكُونَانِ ظَرْفَيْنِ إِذا أُضيفا، وأَصلهما الإِضافة، فَمَتَى حَذَفْتَ الْمُضَافَ إِليه لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بَنَيْتَهما عَلَى الضَّمِّ لِيُعْلَمَ أَنه مَبْنِيٌّ إِذ كَانَ الضَّمُّ لَا يَدْخُلُهُمَا إِعراباً، لأَنهما لَا يَصْلُحُ وقوعهما موقع الْفَاعِلِ وَلَا مَوْقِعُ المبتدإِ وَلَا الْخَبَرِ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ أَي مِنْ قَبْلِ الأَشياء وَبَعْدَهَا؛ أَصلهما هُنَا الْخَفْضُ وَلَكِنْ بُنِيَا عَلَى الضَّمِّ لأَنهما غَايَتَانِ، فإِذا لَمْ يَكُونَا غَايَةً فَهُمَا نَصْبٌ لأَنهما صِفَةٌ؛ وَمَعْنَى غَايَةٍ أَي أَن الْكَلِمَةَ حُذِفَتْ مِنْهَا الإِضافة وَجُعِلَتْ غَايَةُ الْكَلِمَةِ مَا بَقِيَ بَعْدَ الْحَذْفِ، وإِنما بُنِيَتَا عَلَى الضَّمِّ لأَن إِعرابهما فِي الإِضافة النَّصْبُ وَالْخَفْضُ، تَقُولُ رأَيته قَبْلَكَ وَمِنْ قَبْلِكَ، وَلَا يَرْفَعَانِ لأَنهما لَا يحدَّث عَنْهُمَا، اسْتُعْمِلَا ظَرْفَيْنِ فَلَمَّا عَدَلَا عَنْ بَابِهِمَا حُرِّكَا بِغَيْرِ الْحَرَكَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَتَا لَهُ يَدْخُلَانِ بِحَقِّ الإِعراب، فأَما وجوبُ بِنَائِهِمَا وَذَهَابُ إِعرابهما فلأَنهما عرِّفا مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ، لأَنه حَذَفَ مِنْهُمَا مَا أُضيفتا إِليه، والمعنى: لِلَّهُ الأَمر مِنْ قَبْلِ أَن تَغْلِبَ الرُّومُ وَمِنْ بَعْدِ مَا غَلَبَتْ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الْقِرَاءَةُ بِالرَّفْعِ بِلَا نُونٍ لأَنهما فِي الْمَعْنَى تُرَادُ بِهِمَا الإِضافة إِلى شَيْءٍ لَا مَحَالَةَ، فَلَمَّا أَدَّتا غَيْرَ مَعْنَى مَا أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بِالرَّفْعِ وَهُمَا فِي مَوْضِعِ جَرٍّ، لِيَكُونَ الرَّفْعُ دَلِيلًا عَلَى مَا سَقَطَ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبههما؛ كَقَوْلِهِ: إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ مِنْ عَلُ وَقَالَ الْآخَرُ: إِذا أَنا لَمْ أُومَنْ عَلَيْكَ، وَلَمْ يكنْ ... لِقَاؤُك إِلَّا مِنْ وَرَاءُ ورَاءُ فَرَفَعَ إِذ جَعَلَهُ غَايَةً وَلَمْ يَذْكُرْ بَعْدَهُ الَّذِي أُضيف إِليه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وإِن نَوَيْتَ أَن تُظْهِرَ مَا أُضيف إِليه وأَظهرته فَقُلْتَ: لِلَّهِ الأَمر مِنْ قبلِ وَمِنْ بعدِ، جَازَ كأَنك أَظهرت الْمَخْفُوضَ الَّذِي أَضفت إِليه قَبْلَ وَبَعْدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ويقرأُ لِلَّهِ الأَمر مِنْ قبلٍ وَمِنْ بعدٍ يَجْعَلُونَهُمَا نَكِرَتَيْنِ، الْمَعْنَى: لِلَّهِ الأَمر مِنْ تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ، والأَوّل أَجود. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: لِلَّهُ الأَمر مِنْ قبلِ وَمِنْ بعدِ، بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِينٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: تَرَكَهُ عَلَى مَا كَانَ يَكُونُ عَلَيْهِ فِي الإِضافة، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الأَوّل: بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ كَذَلِكَ لأَن الْمَعْنَى بَيْنَ ذِرَاعَيِ الأَسد وَجَبْهَتِهِ، وَقَدْ ذَكَرَ أَحد الْمُضَافِ إِليهما، وَلَوْ كَانَ: لِلَّهِ الأَمر مِنْ قَبْلِ وَمِنْ بَعْدِ كَذَا، لَجَازَ عَلَى هَذَا وَكَانَ

الْمَعْنَى مِنْ قَبْلِ كَذَا وَمِنْ بَعْدِ كَذَا؛ وَقَوْلُهُ: وَنَحْنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ، ... فَمَا شَرِبُوا بَعْدٌ عَلَى لَذَّةٍ خَمْرا إِنما أَراد بعدُ فَنَوَّنَ ضَرُورَةً؛ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بعدُ عَلَى احْتِمَالِ الْكَفِّ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا هُوَ بِالَّذِي لَا بَعْدَ لَهُ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا قُبْلَ لَهُ، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَقَالُوا قَبْلَ وَبَعْدَ مِنَ الأَضداد، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ، أَي قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو حَاتِمٍ عَمَّنْ قَالَهُ خطأٌ؛ قبلُ وبعدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَقِيضُ صَاحِبِهِ فَلَا يَكُونُ أَحدهما بِمَعْنَى الْآخَرِ، وَهُوَ كَلَامٌ فَاسِدٌ. وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ؛ فإِن السَّائِلَ يسأَل عَنْهُ فَيَقُولُ: كَيْفَ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ وَالْأَرْضُ أَنشأَ خَلْقَهَا قَبْلَ السَّمَاءِ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ؛ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذِكْرِ الأَرض وَمَا خُلِقَ فِيهَا قَالَ: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، وَثُمَّ لَا يَكُونُ إِلا بَعْدَ الأَول الَّذِي ذُكِرَ قَبْلَهُ، وَلَمْ يَخْتَلِفِ الْمُفَسِّرُونَ أَن خَلْقَ الأَرض سَبَقَ خَلْقَ السَّمَاءِ، وَالْجَوَابُ فِيمَا سأَل عَنْهُ السَّائِلُ أَن الدَّحو غَيْرُ الْخَلْقِ، وإِنما هُوَ الْبَسْطُ، وَالْخَلْقُ هُوَ الإِنشاءُ الأَول، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، خَلَقَ الأَرض أَولًا غَيْرَ مَدْحُوَّةٍ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ دَحَا الأَرض أَي بَسَطَهَا، قَالَ: وَالْآيَاتُ فِيهَا مُتَّفِقَةٌ وَلَا تَنَاقُضَ بِحَمْدِ اللَّهِ فِيهَا عِنْدَ مَنْ يَفْهَمُهَا، وإِنما أَتى الْمُلْحِدُ الطَّاعِنُ فِيمَا شَاكَلَهَا مِنَ الْآيَاتِ مِنْ جِهَةِ غَبَاوَتِهِ وَغِلَظِ فَهْمِهِ وَقِلَّةِ عِلْمِهِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْخَطَابَةِ: أَما بعدُ؛ إِنما يُرِيدُونَ أَما بَعْدُ دُعَائِي لَكَ، فإِذا قُلْتَ أَما بعدَ فإِنك لَا تُضِيفُهُ إِلى شَيْءٍ وَلَكِنَّكَ تَجْعَلُهُ غَايَةً نَقِيضًا لِقَبْلَ؛ وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرقم: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَهُمْ فَقَالَ: أَما بعدُ ؛ تَقْدِيرُ الْكَلَامِ: أَما بعدَ حَمْدِ اللَّهِ فَكَذَا وَكَذَا. وَزَعَمُوا أَن دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَول مَنْ قَالَهَا؛ وَيُقَالُ: هِيَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَلِذَلِكَ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ؛ وَزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَن أَول مَنْ قَالَهَا كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لَقِيتُهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بَعْدَ حِينٍ؛ وَقِيلَ: بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فِرَاقٍ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الرَّجُلُ يُمْسِكُ عَنْ إِتيان صَاحِبِهِ الزمانَ، ثُمَّ يأْتيه ثُمَّ يُمْسِكُ عَنْهُ نحوَ ذَلِكَ أَيضاً، ثُمَّ يأْتيه؛ قَالَ: وَهُوَ مِنْ ظُرُوفِ الزَّمَانِ الَّتِي لَا تَتَمَكَّنُ وَلَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا؛ وأَنشد شمر: وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ، دعَوْتُه ... بُعَيْداتِ بَيْنٍ، لَا هِدانٍ وَلَا نِكْسِ وَيُقَالُ: إِنها لَتَضْحَكُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بَيْنَ المرَّة ثُمَّ الْمَرَّةِ فِي الْحِينِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ إِذا أَراد الْبَرَازَ أَبعد ، وَفِي آخِرَ: يَتَبَعَّدُ؛ وَفِي آخِرَ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُبْعِدُ فِي الْمَذْهَبِ أَي الذَّهَابِ عِنْدَ قَضَاءِ حَاجَتِهِ؛ مَعْنَاهُ إِمعانه فِي ذَهَابِهِ إِلى الْخَلَاءِ. وأَبعد فُلَانٍ فِي الأَرض إِذا أَمعن فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبي جَهْلٍ: هَلْ أَبْعَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ معناها أَنهى وأَبلغ، لأَن الشَّيْءَ الْمُتَنَاهِيَ فِي نَوْعِهِ يُقَالُ قَدْ أَبعد فِيهِ، وَهَذَا أَمر بَعِيدٌ لَا يَقَعُ مِثْلُهُ لِعِظَمِهِ، وَالْمَعْنَى: أَنك اسْتَعْظَمَتْ شأْني وَاسْتَبْعَدْتَ قَتْلِي فَهَلْ هُوَ أَبعد مِنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؛ قَالَ: وَالرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ أَعمد، بِالْمِيمِ. بغدد: بَغْدادُ وَبَغْدَاذُ وَبَغْذَادُ وَبَغْذَاذُ وبَغْدِينُ وَبَغْدَانُ ومَغْدان: كُلُّهَا اسْمُ مَدِينَةِ السَّلَامِ، وَهِيَ

فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهُ عَطَاءُ صَنَمٍ، لأَن بَغْ صَنَمٌ، وَدَادَ وأَخواتها عَطِيَّةٌ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: فَيَا لَيْلَةً، خُرْسَ الدَّجاجِ، طَويلةً ... ببغدانَ، مَا كَانَتْ عَنِ الصُّبح تَنْجَلي قَالَ: يَعْنِي خُرْساً دَجاجُها؛ قَالَ الأَزهري: الْفُصَحَاءُ يَقُولُونَ بَغْدَادُ، بِدَالَيْنِ، وَقَالُوا بَغْ صَنَمٌ، وَدَادَ بِمَعْنَى دَوَّدَ، وحرَّفوه عَنِ الذَّالِ إِلى الدَّالِ لأَن دَاذَ بِالْفَارِسِيَّةِ مَعْنَاهُ أُعطي، وَكَرِهُوا أَن يَجْعَلُوا لِلصَّنَمِ عَطَاءً وَقَالُوا دَادَ. وَمَنْ قَالَ: دَانَ فَمَعْنَاهُ ذَلَّ وَخَضَعَ، وَقَوْلُهُمْ تَبَغْدَدَ «2» فلانٌ: مُوَلَّد. بغذد: بَغْذَادُ: مَدِينَةُ السَّلَامِ، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ أَوّلًا وَدَالٍ مُهْمَلَةٍ آخِرًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، وَالِاخْتِلَافُ فِي اسْمِهَا. بلد: البَلْدَةُ والبَلَدُ: كُلُّ مَوْضِعٍ أَو قِطْعَةٍ مُسْتَحِيزَةٍ، عَامِرَةً كَانَتْ أَو غَيْرَ عَامِرَةٍ. الأَزهري: الْبَلَدُ كُلُّ مَوْضِعٍ مُسْتَحِيزٍ مِنَ الأَرض، عَامِرٍ أَو غَيْرِ عَامِرٍ، خَالٍ أَو مَسْكُونٍ، فَهُوَ بَلَدٌ وَالطَّائِفَةُ مِنْهَا بَلْدَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ مِنْ سَاكِنِ البَلَدِ ؛ الْبَلَدُ مِنَ الأَرض: مَا كَانَ مأْوى الْحَيَوَانِ وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهِ بِنَاءٌ، وأَراد بِسَاكِنِهِ الْجِنُّ لأَنهم سُكَّانُ الأَرض، وَالْجَمْعُ بِلَادٌ وبُلْدانٌ؛ والبُلدانُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الكُوَر. قَالَ بَعْضُهُمْ: البَلَدُ جنسُ المكان كالعراق والشام. والبَلدةُ: الجزءُ المخصصُ مِنْهُ كالبصرة ودمَشق. والبلدُ: مكةُ تَفْخِيمًا لَهَا كَالنَّجْمِ لِلثُّرَيَّا، والعودُ للمَنْدَل. والبَلَدُ والبَلْدةُ: الترابُ. والبلَدُ: مَا لَمْ يُحفَر مِنَ الأَرض وَلَمْ يُوقِدْ فِيهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: ومُوقِد النارِ قَدْ بادتْ حمامتُه، ... مَا إِن تَبَيَّنُه فِي جُدَّةِ البَلَد وبيضةُ البلَدِ: الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ. وبَيْضَةُ الْبَلَدِ: التُّومَةُ تَتْرُكُهَا النعامةُ فِي الأُدْحِيِّ أَو القَيِّ مِنَ الأَرض؛ وَيُقَالُ لَهَا: البَلَدِيَّةُ وذاتُ البلدِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَذلُّ مِنْ بَيْضةِ البلدِ، والبلدُ أُدْحِيُّ النَّعَامِ؛ مَعْنَاهُ أَذلُّ مِنْ بَيْضَةِ النَّعَامِ الَّتِي تَتْرُكُهَا. والبَلْدَةُ: الأَرضُ، يُقَالُ: هَذِهِ بَلدتُنا كَمَا يُقَالُ بَحْرَتُنا. والبَلَدُ: الْمَقْبَرَةُ، وَقِيلَ: هُوَ نَفْسُ الْقَبْرِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: مِنْ أُناسٍ كنتُ أَرجو نَفْعَهُمْ، ... أَصبحوا قَدْ خَمَدُوا تَحْتَ البَلَدْ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والبَلَدُ: الدارُ، يمَانيةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذِهِ الدارُ نَعِمَتِ البلدُ، فأَنَّثَ حَيْثُ كَانَ الدَّارُ؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ أَنشده سِيبَوَيْهِ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ يُعَفِّيها المُورْ؟ ... الدَّجْنُ يَوْماً والسحابُ المَهْمُورْ، لكلِّ ريحٍ فِيهِ ذَيلٌ مَسْفُورْ وبَلدُ الشيءِ: عُنْصُرهُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وبَلَدَ بالمكانِ: أَقام، يَبْلُدُ بُلُوداً اتَّخَذَهُ بَلَداً وَلَزِمَهُ. وأَبْلَدَهُ إِياه: أَلزمه. أَبو زَيْدٍ: بَلَدْتُ بِالْمَكَانِ أَبْلُدُ بُلوداً وأَبَدْتُ بِهِ آبُدُ أُبُوداً: أَقمت بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَهِيَ لَهُمْ تالِدَةٌ بالِدَةٌ ؛ يعني الخلافة لأَولاده؛ يُقَالُ لِلشَّيْءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَزُولُ: تالِدٌ بالِدٌ، فالتالِدُ القديمُ، والبالِدُ إِتباعٌ لَهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي يَصِفُ حَوْضًا: ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بِمَهْلَكَةٍ، ... جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخَلْقِ، عِلْيانِ قَالَ: المُبْلِدُ الحوضُ القديمُ هَاهُنَا؛ قَالَ: وأَراد مُلْبِد فَقَلَبَ، وَهُوَ اللَّاصِقُ بالأَرض. وَمِنْهُ قول

_ (2). قوله [وقولهم تبغدد إلخ] عبارة شرح القاموس: تبغدد عليه إذا تكبر وافتخر، مولدة

عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، لِرَجُلَيْنِ جاءَا يسأَلانه: أَلْبِدَا بالأَرض حَتَّى تَفَهَّمَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: حوضٌ مُبْلِدٌ تُرك وَلَمْ يُستعمل فَتَدَاعَى، وَقَدْ أَبْلَدَ إِبْلَاداً؛ وَقَالَ الفرزدقُ يَصِفُ إِبلًا سَقَاهَا فِي حَوْضٍ دَاثِرٍ: قَطَعْتُ لِأُلْخِيهِنَّ أَعْضادَ مُبْلِدٍ، ... يَنِشُّ بِذِي الدَّلْوِ المُحِيلِ جَوانِبُهْ أَراد: بِذِي الدَّلْوِ الْمُحِيلِ الْمَاءَ الَّذِي قَدْ تَغَيَّرَ فِي الدَّلْوِ. والمُبالَدَةُ: المبالَطَةُ بِالسُّيُوفِ والعِصِيِّ إِذا تَجَالَدُوا بِهَا. وبَلِدوا وبَلَّدوا: لَزِموا الأَرضَ يُقَاتِلُونَ عَلَيْهَا؛ وَيُقَالُ: اشْتُقَّ مِنْ بِلاد الأَرض. وبَلَّدَ تَبْليداً: ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرض. وأَبْلَدَ: لَصِق بالأَرض. والبَلْدَةُ: بَلْدةُ النَّحْرِ، وَهِيَ ثُغرةُ النَّحْرِ وَمَا حَوْلَهَا، وَقِيلَ: وَسَطُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الفَلْكةُ الثالثةُ مِنْ فَلْكِ زَوْرِ الْفَرَسِ وَهِيَ سِتَّةٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ رَحَى الزَّوْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّدْرُ مِنَ الخُفِّ وَالْحَافِرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَةٍ، ... قليلٍ بِهَا الأَصواتُ إِلَّا بُغامُها يَقُولُ: بَرَكَتِ النَّاقَةُ وأَلقت صدرَها عَلَى الأَرض، وأَراد بالبَلْدَةِ الأُولى مَا يَقَعُ عَلَى الأَرض مِنْ صَدْرِهَا، وَبِالثَّانِيَةِ الْفَلَاةَ الَّتِي أَناخ ناقَته فِيهَا، وَقَوْلُهُ إِلا بُغَامُهَا صِفَةٌ للأَصوات عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ؛ أَي غَيْرُ اللَّهِ. والبُغامُ: صوتُ النَّاقَةِ، وأَصله لِلظَّبْيِ فَاسْتَعَارَهُ لِلنَّاقَةِ. الصِّحَاحُ: والبَلْدَةُ الصدرُ؛ يُقَالُ: فلانٌ واسعُ الْبَلْدَةِ أَي وَاسِعُ الصَّدْرِ؛ وأَنشد بيتَ ذِي الرُّمَّةِ. وبَلْدَةُ الفَرَسِ: مُنْقَطَعُ الفَهْدَتين مِنْ أَسافِلِهما إِلى عَضُده؛ قَالَ النابغةُ الْجَعْدِيُّ: فِي مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، وَلَهُ ... بَلْدَةُ نَحْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ ويُرْوَى بِرْكَةُ زَوْرٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَهِيَ بلدةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ: يَعْنِي الْفِرَاقَ. وَلَقِيتُهُ بِبَلْدةِ إِصْمِتَ، وَهِيَ القَفْرُ الَّتِي لَا أَحدَ بِهَا؛ وإِعراب إِصْمِتَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والأَبْلَدُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَيْسَ بِمَقْرُونٍ. والبَلْدةُ والبُلدةُ: مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ. والبُلْدةُ: فَوْقَ الفُلْجَةِ، وَقِيلَ: قَدْرُ البُلْجَةِ، وَقِيلَ: البَلْدَةُ والبُلْدةُ نَقاوةُ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ؛ وَقِيلَ: البَلدةُ والبُلدةُ أَن يَكُونَ الْحَاجِبَانِ غَيْرَ مَقْرُونَيْنِ. ورجل أَبْلَدُ بَيِّنُ البَلَدِ أَي أَبْلَجُ وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بِمَقْرُونٍ، وَقَدْ بَلِدَ بَلَداً. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: تَبَلَّدَ الصبحُ كَتَبَلَّج. وتَبَلَّدتِ الرَّوْضةُ: نَوَّرَتْ. والبَلْدةُ: راحةُ الْكَفِّ. والبَلْدةُ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ بَيْنَ النَّعَائِمِ وسَعْدِ الذَّابِحِ خَلاءٌ إِلا مِنْ كواكبَ صغارٍ، وَقِيلَ: لَا نَجومَ فِيهَا البتةَ؛ التهذيبُ: البَلْدَةُ فِي السَّمَاءِ موضعٌ لَا نُجُومَ فِيهِ لَيْسَتْ فِيهِ كواكبُ عظامٌ، يَكُونُ عَلَماً وَهُوَ آخِرُ الْبُرُوجِ، سُمِّيتْ بَلدةً، وَهِيَ مِنْ بُرْج القَوْس؛ الصحاحُ: البَلدةُ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَهِيَ سِتَّةٌ أَنجم مِنَ الْقَوْسِ تَنْزِلُهَا الشمسُ فِي أَقصر يَوْمٍ فِي السَّنَةِ. والبَلَدُ: الأَثر، والجمعُ أَبلادٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: لَيْسَتْ تُجَرَّحُ، فُرَّاراً، ظُهورهُمُ، ... وَفِي النُّحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبلادِ وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها، ... مِنْ بَعْدِ مَا شَمِلَ البِلى أَبْلادَها اعْتَادَهَا: أَعاد النَّظَرَ إِليها مَرَّةً بَعْدَ أُخرى لِدُروسها حَتَّى عَرَفَهَا. وَشَمَلَ: عَمَّ؛ وَمِمَّا يُستحسن مِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ قولُه فِي صِفَةِ أَعلى قَرْنِ ولَدِ الظَّبْيَةِ:

تُزْجِي أَغَنَّ، كَأَنَّ إِبْرَةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ، أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها وبَلِدَ جِلْدُه: صَارَتْ فِيهِ أَبْلادٌ. أَبو عُبَيْدٍ: البَلَدُ الأَثَرُ بِالْجَسَدِ، وَجَمْعُهُ أَبْلادٌ. والبُلْدَةُ والبَلْدَةُ والبَلادَةُ: ضِدُّ النَّفاذِ والذَّكاءِ والمَضاءِ فِي الأُمور. ورجلٌ بليدٌ إِذا لَمْ يَكُنْ ذَكِيًّا، وَقَدْ بَلُدَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ بَلِيدٌ. وتَبَلَّدَ: تَكَلَّفَ البَلادَةَ؛ وَقَوْلُ أَبي زُبيد: مِن حَمِيمٍ يُنْسِي الحَياءَ جَلِيدَ ... القَوْمِ، حَتَّى تَراه كالمَبْلودِ قَالَ: المَبْلودُ الَّذِي ذَهَبَ حَيَاؤُهُ أَو عقلُه، وَهُوَ البَليدُ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُصاب فِي حَمِيمه فَيَجْزَعُ لِمَوْتِهِ وَتُنْسِيهِ مصيبتُه الحياءَ حَتَّى تَرَاهُ كَالذَّاهِبِ الْعَقْلِ. والتَّبَلُّدُ: نقيضُ التَّجَلد، بَلُدَ بَلادَةً فَهُوَ بَلِيدٌ، وَهُوَ اسْتِكَانَةٌ وَخُضُوعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا لَا تَلُمْهُ اليومَ أَنْ يَتَبَلَّدا، ... فَقَدْ غُلِبَ المَحْزونُ أَنْ يَتَجَلَّدا وتَبَلَّدَ أَي تَرَدَّدَ مْتَحَيِّرًا. وأَبْلَدَ وَتَبَلَّدَ: لَحِقَتْهُ حَيْرَةٌ. والمَبْلُودُ: المتحيرُ لَا فِعلَ لَهُ؛ وَقَالَ الشَّيْبَانِيُّ: هُوَ الْمَعْتُوهُ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ المُنْقَطَعُ بِهِ، وَكُلُّ هَذَا رَاجِعٌ إِلى الحَيْرَة، وأَنشد بَيْتَ أَبي زُبَيْدٍ [حَتَّى تَرَاهُ كَالْمَبْلُودِ] والمُتَبَلِّدُ: الَّذِي يَتَرَدَّدُ مُتَحَيِّرًا؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فِي نِهاءِ صَعائِدٍ، ... سَبْعاً تُواماً، كامِلًا أَيَّامُها وَقِيلَ لِلْمُتَحَيِّرِ: مُتَبَلِّدٌ لأَنه شُبِّهَ بِالَّذِي يَتَحَيَّرُ فِي فَلَاةٍ مِنَ الأَرض لَا يَهْتَدِي فِيهَا، وَهِيَ البَلْدَةُ. وَكُلُّ بَلَدٍ وَاسِعٍ: بَلْدَةٌ، قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ الْفَلَاةَ: وبَلْدَةٍ مِثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٍ، ... للجِنِّ، بِالليلِ فِي حافاتِها، شُعَلُ وبَلَّدَ الرجلُ إِذا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وبَلَّدَ إِذا نَكَّسَ فِي الْعَمَلِ وضَعُف حَتَّى فِي الجَرْيِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَرَى طَلَقاً حَتَّى إِذا قُلْتُ سابِقٌ، ... تَدارَكَهُ أَعْرَاقُ سُوءٍ فَبَلَّدَا والتَّبَلُّدُ: التصفيقُ. والتَّبَلُّدُ: التَّلَهُّفُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: سأَكْسِبُ مَالًا، أَو تَقُومَ نَوائِحٌ ... عليَّ بِلَيْلٍ، مُبْدِياتِ التَّبَلُّدِ وتَبَلَّد الرجلُ تَبَلُّداً إِذا نَزَلَ بِبَلَدٍ لَيْسَ بِهِ أَحدٌ يُلَهِّفُ نَفْسَهُ. والمُتَبَلِّد: السَّاقِطُ إِلى الأَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: ولِلدَّارِ فِيها مِنْ حَمُولَةِ أَهلِها ... عَقِيرٌ، ولِلْبَاكي بِهَا المُتَبلِّدِ وَكُلُّهُ مِنَ البَلادة. والبَليدُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَا يُنَشِّطُهُ تَحْرِيكٌ. وأَبْلَدَ الرجلُ: صَارَتْ دَوَابُّهُ بَلِيدَةً؛ وَقِيلَ: أَبْلَدَ إِذا كَانَتْ دَابَّتُهُ بَليدَةً. وَفَرَسٌ بَليدٌ إِذا تأَخر عَنِ الْخَيْلِ السَّوَابِقِ، وَقَدْ بَلُدَ بَلادَةً. وبَلَّدَ السحابُ: لَمْ يُمْطِرْ. وبَلَّدَ الإِنسانُ: لَمْ يَجُدْ. وبَلَّدَ الفَرَسُ: لَمْ يَسْبِق. ورجلٌ أَبْلَدُ: غَلِيظُ الخَلْقِ. وَيُقَالُ لِلْجِبَالِ إِذا تَقَاصَرَتْ فِي رأْي الْعَيْنِ لِظُلْمَةِ اللَّيْلِ: قَدْ بَلَّدَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا لَمْ يُنازِعْ جاهِلُ القومِ ذَا النُّهَى ... وبَلَّدَتِ الأَعْلامُ بالليلِ كالأَكَمْ والبَلَنْدَى: العَريضُ. والبَلَنْدَى والمَلَنْدَى: الْكَثِيرُ لَحْمِ الْجَنْبَيْنِ. والمُبْلَنْدى مِنَ الجمال الصلب الشديد: وبَلْدٌ: اسمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي

يَصِفُ صَقْرًا: إِذا مَا انْجَلَتْ عَنْهُ غَدَاةُ صُبَابَةٍ، ... رأَى، وَهُوَ فِي بَلْدٍ، خَرانِقَ مُنْشِدِ «1» . وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ بُلَيْدٍ؛ هُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ، قَرْيَةٌ لِآلِ عَلِيٍّ بِوَادٍ قَرِيبٍ من يَنْبُع. بند: البَنْدُ: العَلمُ الْكَبِيرُ مَعْرُوفٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَسيافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ وَفِي حَدِيثِ أَشراط الساعةِ: أَنْ تَغْزو الرومُ فَتَسِيرَ بِثَمَانِينَ بَنْداً ؛ البَنْدُ: العَلمُ الْكَبِيرُ، وَجَمْعُهُ بُنُود وَلَيْسَ لَهُ جمعُ أَدْنى عَدَدٍ. والبَنْدُ: كُلُّ عَلَم مِنَ الأَعلام. وَفِي الْمُحْكَمِ: مِنْ أَعلام الرُّومِ يَكُونُ لِلْقَائِدِ، يَكُونُ تَحْتَ كُلِّ عَلَمٍ عَشْرَةُ آلَافِ رَجُلٍ أَو أَقل أَو أَكثر. وَقَالَ الْهُجَيْمِيُّ: البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل: جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قَالَ النَّضْرُ: سُمِّيَ الْعَلَمُ الضَّخْمُ واللواءُ الضخمُ البَنْدَ. والبَنْدُ: الَّذِي يُسكِر مِنَ الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ: وإِنَّ مَعاجي لِلخِيامِ، ومَوْقِفي ... بِرابِيةِ البَنْدَينِ، بالٍ ثُمَامُها يَعْنِي بُيُوتًا أُلقي عَلَيْهَا ثُمامٌ وَشَجَرٌ يَنْبُتُ. اللَّيْثُ: البَنْدُ حِيَلٌ مُسْتَعْمَلَةٌ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ كَثِيرُ البُنود أَي كَثِيرُ الْحِيَلِ. والبَنْدُ: بَيْذَقٌ مُنْعَقِدٌ بِفِرْزانٍ. بهد: بَهْدَى وَذُو بَهْدَى: موضعان. بود: بادَ الشيءُ بَواداً: ظَهَرَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْيَاءِ أَيضاً. والبَوْدُ: البئر. بيد: بادَ الشيءُ يَبيدُ بَيْداً وَبياداً وبُيوداً وبَيْدودَةً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: انْقَطَعَ وَذَهَبَ. وبَادَ يَبِيدُ بَيْداً إِذا هَلَكَ. وَبَادَتِ الشمسُ بُيُوداً: غَرَبَتْ، مِنْهُ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وأَباده اللَّه أَي أَهلكه. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا هُمْ بِدِيَارٍ بادَ أَهلُها أَي هَلَكُوا وَانْقَرَضُوا. وَفِي حَدِيثِ الْحُورِ الْعِينِ: نَحْنُ الخالداتُ فَلَا نَبِيدُ أَي لَا نَهْلِكُ وَلَا نَمُوتُ. والبَيْداءُ: الْفَلَاةُ. والبَيْداءُ: الْمَفَازَةُ الْمُسْتَوِيَةُ يُجْرى فِيهَا الْخَيْلُ، وَقِيلَ: مَفَازَةٌ لَا شَيْءَ فِيهَا، ابْنُ جِنِّيٍّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تُبِيدُ مَنْ يَحِلُّها. ابْنُ شُمَيْلٍ: البَيْداءُ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي المُشْرِفُ، قَلِيلَةُ الشَّجَرِ جَرْداءُ تَقُودُ اليومَ ونِصْفَ يَوْمٍ وأَقلَّ، وإِشرافها شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا تَرَاهَا إِلا غَلِيظَةً صُلْبَةً، لَا تَكُونُ إِلا فِي أَرضِ طِينٍ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: بَيْداؤُكم هَذِهِ الَّتِي يَكْذبون فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّه، صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ، البَيْداءُ: الْمَفَازَةُ لَا شيء بها، وهي هاهنا اسْمُ مَوْضِعٍ مَخْصُوصٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وأَكثر مَا تَرِدُ وَيُرَادُ بِهَا هَذِهِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن قَوْمًا يَغْزُونَ الْبَيْتَ فإِذا نَزَلُوا بِالْبَيْدَاءِ بَعَثَ اللَّه جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: يَا بَيْداءُ أَبِيديهِم فَتُخْسَفُ بِهِمْ أَي أَهلكيهم. وَفِي تَرْجَمَةِ قُطْرُبٍ: المُتْلِفُ الْقَفْرُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُتْلِفُ سَالِكَهُ فِي الأَكثر، كَمَا سَمُّوا الصَّحْرَاءَ بَيْداءَ لأَنها تُبيد سَالِكَهَا، والإِبادَةُ: الإِهلاك، وَالْجَمْعُ بِيدٌ. كسَّروه تَكْسِيرَ الصِّفَاتِ لأَنه فِي الأَصل صِفَةٌ، وَلَوْ كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء فَقِيلَ بَيْداوات لَكَانَ قَيَاسًا، فأَما مَا أَنْشَدَهُ أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ: هلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بِبَيْدَا، إِنَّهْ ... دَارٌ لِلَيْلى قَدْ تَعَفَّتْ، إِنَّهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِن قَالَ قَائِلٌ مَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ بَيْدَا إِنَّهْ؟ هَلْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ صَرَفَ بيداءَ ضرورة

_ (1). قوله [غداة صبابة] كذا في نسخة المؤلف برفع غداة مضافة إلى صبابة، بضم الصاد المهملة. وكذا هو في شرح القاموس بالصاد مهملة من غير ضبط، وقد خطر بالبال أنه غداة ضبابة بنصب غداة بالغين المعجمة على الظرفية ورفع ضبابة بالضاد المعجمة فاعل انجلت

فَصَارَتْ فِي التَّقْدِيرِ بِبَيْداءٍ ثُمَّ إِنه شَدَّدَ التَّنْوِينَ ضَرُورَةً عَلَى حَدِّ التَّثْقِيلِ فِي قَوْلِهِ: ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا فَلَمَّا ثَقُلَ التَّنْوِينُ وَاجْتَمَعَ سَاكِنَانِ فَتَحَ الثَّانِي مِنَ الْحَرْفَيْنِ لِالْتِقَائِهِمَا، ثُمَّ أَلحق الهاءَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ كإِلحاقها فِي هُنَّهْ؟ فَالْجَوَابُ أَن هَذَا غَيْرُ جَائِزٍ فِي الْقِيَاسِ وَذَلِكَ أَن هَذَا التَّثْقِيلَ إِنما أَصله أَن يَلْحَقَ فِي الْوَقْفِ، ثُمَّ إِن الشَّاعِرَ اضْطُرَّ إِلى إِجراء الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ فِي الضَّرُورَةِ" سَبْسَبَّا وكَلْكَدَّا وَنَحْوَهُ، فأَما إِذا كَانَ الْحَرْفُ مِمَّا لَا يَثْبُتُ فِي الْوَقْفِ الْبَتَّةَ مُخَفَّفًا، فَهُوَ مِنَ التَّثْقِيلِ فِي الْوَصْلِ أَو فِي الْوَقْفِ أَبعد، أَلا تَرَى أَن التَّنْوِينَ مِمَّا يَحْذِفُهُ الْوَقْفُ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ الْبَتَّةَ، فإِذا لَمْ يُوجَدْ فِي الْوَقْفِ أَصلًا فَلَا سَبِيلَ إِلى تَثْقِيلِهِ، لأَنه إِذا انْتَفَى الأَصل الَّذِي هُوَ التَّخْفِيفُ هُنَا، فَالْفَرْعُ الَّذِي هُوَ التَّثْقِيلُ أَشدّ انْتِفَاءً، وأَجاز أَبو عَلِيٍّ فِي هَذَا ثَلَاثَةَ أَوجه: فأَحدها أَن يَكُونَ أَراد ببَيْدا ثُمَّ أَلحق إِن الْخَفِيفَةَ وَهِيَ الَّتِي تَلْحَقُ الإِنكار، نَحْوَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ وَقِيلَ لَهُ: أَتخرج إِن أَخصبت الْبَادِيَةُ؟ فَقَالَ: أَأَنا إِنِّيَهْ؟ مُنْكِرًا لرأْيه أَن يَكُونَ عَلَى خِلَافِ أَن يَخْرُجَ، كَمَا تَقُولُ: أَلمثلي يُقَالُ هَذَا؟ أَنا أَول خَارِجٍ إِليها، فَكَذَلِكَ هَذَا الشَّاعِرُ أَراد: أَمثلي يُعَرَّف مَا لَا يُنْكِرُهُ، ثُمَّ إِنه شَدَّدَ النُّونَ فِي الْوَقْفِ ثُمَّ أَطلقها وَبَقِيَ التَّثْقِيلُ بِحَالِهِ فِيهَا عَلَى حَدِّ سَبْسَبَّا، ثُمَّ أَلحق الْهَاءَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ نَحْوَ كِتَابِيَهْ وَحِسَابِيَهْ وَاقْتَدِهِ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن يَكُونَ أَراد إِنّ الَّتِي بِمَعْنَى نَعَمْ فِي قَوْلِهِ: ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلاكَ، ... وَقَدْ كبِرْتَ، فَقُلْتُ إِنَّهْ أَي نَعَمْ، وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ أَن يَكُونَ أَراد إِن الَّتِي تَنْصِبُ الِاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ وَتَكُونُ الْهَاءُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لأَنها اسْمُ إِنّ، وَيَكُونُ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا كأَنه قَالَ: إِنَّ الأَمر كَذَلِكَ، فَيَكُونُ فِي قَوْلِهِ بَيْدا إِنَّهْ قَدْ أَثبت أَن الأَمر كَذَلِكَ فِي الثلاثة الأَوجه، لأَن إِنّ الَّتِي للإِنكار مُؤَكِّدَةٌ مُوجَبَةٌ، وَنَعَمْ أَيضاً كَذَلِكَ، «2» وإِن النَّاصِبَةَ أَيضاً كَذَلِكَ، وَيَكُونُ قَصْرُ ببيداء في هذه الثلاثة الأَوجه كَمَا قَصَرَ الْآخَرُ مَا مَدَّتُهُ للتأْنيث فِي نَحْوِ قَوْلِهِ: لَا بُدّ مِن صَنْعَا، وإِنْ طالَ السَّفَرْ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَلَا يجُوز أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ فِي بَيْدا إِنَّهْ هِيَ هَمْزَةُ بَيْدَاءَ لأَنه إِذا جَرَّ الِاسْمَ «3» غَيْرَ الْمُنْصَرِفِ وَلَمْ يَكُنْ مُضَافًا وَلَا فِيهِ لامُ المَعْرفة وَجَبَ صَرْفُهُ وَتَنْوِينُهُ، وَلَا تَنْوِينَ هُنَا لأَن التَّنْوِينَ إِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ بِحَرْفِ الإِعراب دُونَ غَيْرِهِ، وأَجاز أَيضاً فِي تَعَفَّتْ إِنَّهْ هَذِهِ الأَوجه الثَّلَاثَةَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. والبَيْدانَةُ: الْحِمَارَةُ الْوَحْشِيَّةُ أُضيفت إِلى الْبَيْدَاءِ، والجمعُ الْبَيْدَانَاتُ وأَتانٌ بَيْدانَةٌ: تَسْكُن البَيْداءَ. والبَيْدانَةُ: الأَتان اسْمٌ لَهَا، قَالَ الشَّاعِرُ: ويَوْماً عَلَى صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ، ... وَيَوْمًا عَلَى بَيْدانَةٍ أُمِّ تَوْلَبِ يُرِيدُ حِمَارَ وَحْشٍ. وَالصَّلْتُ: الْوَاضِحُ الْجَبِينُ. وَالْمُسَحَّجُ: المُعَضَّضُ، وَيُرْوَى: فيوْماً عَلَى سِرْبٍ نَقِيٍّ جُلُودُه يَعْنِي بِالسِّرْبِ الْقَطِيعَ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ، يُرِيدُ يَوْمًا أُغِيرُ بِهَذَا الْفَرَسِ عَلَى بَقَرِ وَحْشٍ أَو حَمِيرِ وَحْشٍ. وفي تسمية

_ (2). قوله" ونعم أيضاً كذلك" كذا في نسخة المؤلف والأولى والتي بمعنى نعم أيضاً كذلك. (3). قوله" إذا جرّ الاسم" أي كسر، وقوله وجب صرفه أي تنوينه فعطفه عليه تفسير، وهذا كله للضرورة. وقوله: لِأَنَّ التَّنْوِينَ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذلك إلخ كذا في نسخة المؤلف ولعل الأولى لأن التنوين إنما يكون في حرف الإعراب إلخ يعني وحرف الإعراب وهو الهمزة قد حذف.

فصل التاء

الأَتان البَيْدانَةَ قَوْلَانِ: أَحدهما إِنها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسُكُونِهَا البَيْداءَ، وَتَكُونُ النُّونُ فِيهَا زَائِدَةً وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ جُمْهُورُ أَهل اللُّغَةِ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي: إِنها الْعَظِيمَةُ الْبَدَنِ، وَتَكُونُ النُّونُ فِيهَا أَصليةً. وبَيْدَ: بِمَعْنَى غَيْرَ، يُقَالُ: رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ بَيْدَ أَنَّه بَخِيلٌ، مَعْنَاهُ غَيْرَ أَنه بَخِيلٌ، حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ، وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عَلَى، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَول أَعلى، وأَنشد الأُمَوِيُّ لِرَجُلٍ يُخَاطِبُ امرأَةً: عَمْداً فَعَلْتُ ذَاكَ، بَيْدَ أَنِّي ... إِخالُ إِن هَلَكْتُ، لَمْ تَرِنِّي يَقُولُ عَلَى أَني أَخاف ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَنا أَفصح الْعَرَبِ بَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشأْت فِي بَنِي سَعِدٍ ، بَيْدَ: بِمَعْنَى غَيْرَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنهم أُوتوا الكتابَ مِنْ قَبْلِنَا وأُوتيناه مِنْ بَعْدِهِمْ ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: قَوْلُهُ بَيْدَ مَعْنَاهُ غَيْرَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَلَى أَنهم، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ بَايْدَ أَنَّهُمْ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَمْ أَره فِي اللُّغَةِ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنها بأَيد أَي بِقُوَّةٍ، وَمَعْنَاهُ نَحْنُ السَّابِقُونَ إِلى الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُوَّةٍ أَعطاناها اللَّه وَفَضَّلَنَا بِهَا، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى مَيْدَ، بِالْمِيمِ، كَمَا قَالُوا أَغْمَطَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى وأَغْبَطَتْ، وسَبَّدَ رأْسه وسمَّدَهُ. وبَيْدانُ: اسْمُ رَجُلٍ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: مَتى أَنْفَلِتْ مِنْ دَيْنِ بَيْدانَ، لَا يَعُدْ ... لِبَيْدانَ دَيْنٌ فِي كرائِم مَالِيَا عَلَى أَنني قَدْ قلتُ منْ ثِقَةٍ بِهِ: ... أَلا إِنَّما باعتْ يَمِينِي شِمَالِيَا وبَيْداءُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالَ الأَزهري: وَبَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ أَرضٌ ملساءُ اسْمُهَا البَيْداءُ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِن قَوْمًا يغزون الْبَيْتَ فإِذا نَزَلُوا البيداءَ بَعَثَ اللَّه عَلَيْهِمْ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولُ: يَا بَيْداءُ بِيدِي بِهِم ، وَفِي رِوَايَةٍ: أبِيدِيهِم، فَتُخْسَفُ بِهِمْ. وبَيْدانُ: مَوْضِعٌ، قَالَ: أَجَدَّك لَنْ تَرَى بِثُعَيْلَباتٍ، ... وَلَا بَيْدانَ، ناجِيَةً ذَمُولا اسْتَعْمَلَ لَنْ فِي مَوْضِعِ لَا. فصل التاء تقد: ابْنُ سِيدَهْ: التِّقْدَةُ، بِكَسْرِ التَّاءِ، والتَّقْدَةُ؛ الأَخيرة عَنِ الْهَرَوِيِّ: الكُسْبَرَةُ. وَالتَّقْدَةُ: الكَرَوْياءُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: وَذَكَرَ الْحُبُوبَ الَّتِي تَجِبُ فِيهَا الصَّدَقَةُ وَعَدَّ التَّقْدَة هِيَ الكُزْبَرَةُ؛ وَقِيلَ: الْكَرَوْيَا، وَقَدْ تُفْتَحُ التَّاءُ وَتُكْسَرُ الْقَافُ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ التِّقْرِدَةُ، وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الأَبزار التِّقْرِدَةَ. والتَّقِيدَةُ: موضع. تقرد: التِّقْرِدَةُ: الْكُسْبَرَةُ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ؛ قَالَ: والتِّقْرِدَةُ الأَبزار كُلُّهَا عِنْدَ أَهل الْيَمَنِ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: التِّقْرِدُ الْكَرَوْيَا، قَالَ الأَزهري: وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: التِّقْدَةُ الْكُزْبَرَةُ والتِّقْدَةُ الْكَرَوْيَا. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وأَما التِّقْرِدُ فَلَا أَعرفه فِي كَلَامِ العرب. تلد: التَّالِدُ: الْمَالُ الْقَدِيمُ الأَصلِيُّ الَّذِي وُلد عِنْدَكَ، وَهُوَ نَقِيضُ الطَّارِفِ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي: مَا وُلد عِنْدَكَ مِنْ مَالِكٍ أَو نُتج، وَلِذَلِكَ حَكَمَ يَعْقُوبُ أَن تَاءَهُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهَذَا لَا يَقْوَى، لأَنه لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَرُدَّ فِي بَعْضِ تَصَارِيفِهِ إِلى الأَصل. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: هَذَا كُلُّهُ مِنَ الْوَاوِ فإِذا كَانَ

ذَلِكَ، فَهُوَ مُعْتَلٌّ؛ وَقِيلَ: التِّلاد كُلُّ مَالٍ قَدِيمٍ مِنْ حَيَوَانٍ وَغَيْرِهِ يُورَثُ عَنِ الْآبَاءِ، وَهُوَ التَّالِدُ وَالتَّلِيدُ والمُتْلَدُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ خَيْلًا: تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَيْنا هُنَّهْ، ... نِعْمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هُوَ وأَتلد الرجلُ إِذا اتَّخَذَ مَالًا. وَمَالٌ مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد: قديم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَاذَا رُزِينا مِنْكِ. أُمَّ مَعْبَدِ، ... مِنْ سَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ فِي سُورَةِ بَنِي إِسرائيل والكهف ومريم وطه والأَنبياء: هُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ وَهُنَّ مِنْ تِلادِي يَعْنِي السُّوَرَ أَي مِنْ قَدِيمِ مَا أَخذتُ مِنَ الْقُرْآنِ، شَبَّهَهُنَّ بِتلاد الْمَالِ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: آلُ حم مِنْ تِلادِي أَي مِنْ أَوّل مَا أَخذته وتعلمتُه بِمَكَّةَ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: فَهِيَ لَهُمْ تالِدةٌ بالِدةٌ يَعْنِي الْخِلَافَةَ، والبالدُ إِتباع التَّالِد. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ تَلِيدٌ فِي قَوْمٍ تُلَداءَ وامرأَة تلِيد فِي نِسْوَةٍ تَلائِدَ وتُلُدٍ. وتَلِدَ فِيهِمْ يَتْلَدُ: أَقام. ابْنُ الأَعرابي: تَلَّدَ الرجلُ إِذا جَمَعَ وَمَنَعَ. وَجَارِيَةٌ تلِيدة إِذا وَرِثَهَا الرَّجُلُ فإِذا وُلِدتْ عِنْدَهُ فَهِيَ وَلِيدَة. وَرُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ: أَن رَجُلًا اشْتَرَى جَارِيَةً وَشَرَطَ أَنها مُوَلَّدةٌ فَوَجَدَهَا تَليدَةً فَرَدَّهَا شُرَيْحٌ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: التَّليدة هِيَ الَّتِي وُلدت بِبِلَادِ الْعَجَمِ وحُملت فنشأَت بِبِلَادِ الْعَرَبِ، والمُوَلَّدة بِمَنْزِلَةِ التِّلاد: وَهُوَ الَّذِي وُلد عِنْدَكَ؛ وَقِيلَ: المُوَلَّدَةُ الَّتِي وُلدت فِي بِلَادِ الإِسلام، وَالْحُكْمُ فِيهِ إِن كَانَ هَذَا الِاخْتِلَافُ يُؤَثِّرُ فِي الْغَرَضِ أَو الْقِيمَةِ وَجَبَ لَهُ الرَّد، وإِلَّا فلا؛ وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: التَّلِيدُ مَا وُلِدَ عِنْدَ غَيْرِكَ ثُمَّ اشْتَرَيْتَهُ صَغِيرًا فَثَبَتَ عِنْدَكَ، والتِّلادُ مَا وَلَدْتَ أَنت؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهل مَكَّةَ يَقُولُ: تِلَادِي بِمَكَّةَ أَي مِيلَادِي. ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّلِيدُ الَّذِي وُلد عِنْدَكَ، وَهُوَ المُوَلَّد والأُنثى المُوَلَّدةُ، والمُوَلَّد والمُوَلَّدةُ وَالتَّلِيدُ وَاحِدٌ عِنْدَنَا، رَوَاهُ الْمَصَاحِفِيُّ عَنْهُ. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْهُ أَنه قَالَ: تِلادُ الْمَالِ مَا تَوالَدَ عِنْدَكَ فتَلِدَ مِنْ رَقِيقٍ أَو سَائِمَةٍ. وَتَلِدَ فُلَانٌ عِنْدَنَا أَي وَلَدْنا أُمه وأَباه؛ قَالَ الأَعشى: تَدِرُّ، عَلَى غَيْرِ أَسمائها، ... مُطَرَّفَةٌ بَعْدَ إِتْلادِها يَقُولُ: كَانَتْ مِنْ تِلادِهم فَصَارَتْ طَارِفًا عِنْدَكَ حِينَ أَخذتها. وتَلَدَ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ يَتْلُد: أَقام فِيهِمْ، وتَلَدَ بِالْمَكَانِ تَلُودًا أَي أَقام بِهِ. وأَتْلَدَ أَي اتَّخَذَ الْمَالَ. وَالتَّلِيدُ: الَّذِي وُلد بِبِلَادِ الْعَجَمِ ثُمَّ حُمِلَ صَغِيرًا فَثَبَتَ فِي بِلَادِ الإِسلام. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها أَعتقت عَنْ أَخيها عَبْدِ الرَّحْمَنِ تِلاداً مِنْ تِلادها ، فإِنه مَاتَ فِي مَنَامِهِ؛ وَفِي نُسْخَةٍ تِلاداً مِنْ أَتلاده. والأَتْلادُ: بُطُونٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، يُقَالُ لَهُمْ أَتْلادُ عُمانَ، وَذَلِكَ لأَنهم سَكَنُوهَا قَدِيمًا. والتُّلْدُ: فَرْخُ العُقاب. تمرد: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ، ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لبُرج الْحَمَامِ: التِّمرادُ، وَجَمْعُهُ التَّماريد؛ وَقِيلَ: التَّماريد مُحَاضِينُ الْحَمَامِ فِي بُرْجِ الْحَمَامِ، وَهِيَ بُيُوتٌ صِغَارٌ يُبْنَى بَعْضُهَا فوق بعض. تود: التُّودُ: شَجَرٌ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: عَرَفْت مِنْ هِنْدَ أَطْلالًا بِذِي التُّودِ ... قَفْراً، وجاراتِها البِيضِ الرَّخاوِيدِ الأَزهري: وأَما التَّوادِي فَوَاحِدَتُهَا تَوْدِيَةٌ، وَهِيَ

فصل الثاء

الْخَشَبَاتُ الَّتِي تُشدّ عَلَى أَخلاف النَّاقَةِ إِذا صُرَّتْ لئلَّا يَرْضَعَهَا الْفَصِيلُ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِفِعْلٍ، وَالْخُيُوطُ الَّتِي تُصَرُّ بِهَا هِيَ الأَصِرَّةُ وَاحِدُهَا صِرارٌ؛ قَالَ: وَلَيْسَتِ التَّاءُ بأَصلية فِي هَذَا وَلَا فِي التُّؤَدَةِ بِمَعْنَى التأَني فِي الأَمر. تيد: ابْنُ الأَعرابي: التَّيْدُ الرِّفْقُ؛ يُقَالُ: تَيْدَك يَا هَذَا أَي اتَّئِدْ. وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: بَلْهَ ورُوَيْدَ وتَيْدَ يخفضن وينصبن، رُوَيْدَ زَيْدًا وزيدٍ، وبَلْهَ زَيْدًا وَزَيْدٍ، وتَيْدَ زَيْدًا وَزَيْدٍ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا زِيدَ فِيهَا الْكَافُ لِلْخِطَابِ فَيُقَالُ رُوَيْدَكَ زَيْدًا، وتَيْدَك زَيْدًا، فإِذا أَدخلت الْكَافَ لَمْ يَكُنْ إِلا النصبُ، وإِذا لَمْ تُدْخِلِ الكافَ فَالْخَفْضُ عَلَى الإِضافة لأَنها فِي تَقْدِيرِ الْمَصْدَرِ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَضَرْبَ الرِّقابِ. فصل الثاء ثأد: الثَّأَدُ: الثَّرَى. والثَّأَدُ: النَّدَى نفسُه. والثَّئِيد: الْمَكَانُ النَّدِيُّ: وثَئِدَ النبتُ ثَأَداً، فَهُوَ ثَئِدٌ: نَدِيَ؛ قَالَ الأَصمعي: قِيلَ لِبَعْضِ الْعَرَبِ: أَصِبْ لَنَا مَوْضِعًا أَي اطْلُبْ، فَقَالَ رَائِدُهُمْ: وجدتُ مَكَانًا ثَئِداً مَئِداً. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوَةَ: بَعَثُوا رَائِدًا فَجَاءَ وَقَالَ: عُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ كأَنه أَسْوُقُ نِسَاءِ بَنِي سَعد؛ وَقَالَ رَائِدٌ آخَرُ: سَيْلٌ وبَقْلٌ وبَقِيلٌ، فَوَجَدُوا الأَخير أَعقلهما. ابْنُ الأَعرابي: الثَّأْدُ النَّدَى وَالْقَذِرُ والأَمر الْقَبِيحُ؛ الصِّحَاحُ: الثأْدُ النَّدَى والقُرُّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَباتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ، ويُسْهِرُهُ ... تَذَؤُّبُ الريحِ، والوَسْواسُ والهَضَبُ قَالَ: وَقَدْ يُحَرَّكُ. وَمَكَانٌ ثَئِدٌ أَي ندٍ. وَرَجُلٌ ثَئِدٌ أَي مَقْرورٌ؛ وَقِيلَ: الأَثْآدُ العُيوبُ، وأَصله البَلَلُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للمرأَة إِنها لَثَأْدَةُ الخَلْق أَي كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. وَفِيهَا ثَآدَةٌ مِثْلُ سَعَادَةٍ. وفخذٌ ثَئِدَةٌ: رَيَّاء مُمْتَلِئَةٌ. وَمَا أَنا بِابْنِ ثَأْداءَ وَلَا ثَأَداء أَي لستُ بِعَاجِزٍ؛ وَقِيلَ: أَي لَمْ أَكن بَخِيلًا لَئِيمًا. وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد الَّذِي قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عامَ الرَّمادَة: لَقَدِ انكشفتْ وَمَا كنتَ فِيهَا ابنَ ثَأْداءَ أَي لَمْ تَكُنْ فِيهَا كَابْنِ الأَمة لَئِيمًا، فَقَالَ: ذَلِكَ لَوْ كنتُ أُنفق عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِ الْخَطَّابِ؛ وَقِيلَ فِي الثأْداء مَا قِيلَ فِي الدَّأْثاءِ مِنْ أَنها الأَمة وَالْحَمْقَاءُ جَمِيعًا. وَمَا لَهُ ثَئِدَت أُمُّه كما يقال حَمِقَتْ [حَمُقَتْ]. الْفَرَّاءُ: الثَّأَداءُ والدَّأَثاءُ الأَمة، عَلَى الْقَلْبِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع أَحداً يَقُولُ هَذَا بِالْفَتْحِ غيرَ الْفَرَّاءِ، وَالْمَعْرُوفُ ثَأْداءُ ودَأْثاءُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا كُنَّا بَنِي ثَأْدَاءَ، لَمَّا ... شَفَيْنا بالأَسِنَّةِ كلَّ وَتْرِ وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: حَتَّى شَفَيْنَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ فِي عَامِ الرَّمَادَةِ: لَقَدْ هممتُ أَن أَجعل مَعَ كُلِّ أَهل بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مثلَهُم فإِن الإِنسان لَا يَهْلِكُ عَلَى نِصْفِ شِبَعِه، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ فعلتَ ذَلِكَ مَا كنتَ فِيهَا بِابْنِ ثَأْدَاءَ ؛ يَعْنِي بِابْنِ أَمة أَي مَا كُنْتَ لَئِيمًا؛ وَقِيلَ: ضَعِيفًا عَاجِزًا. وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: دَأَثاءَ وسَحَناء لِمَكَانِ حُرُوفِ الْحَلْقِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلاءُ، بِالتَّحْرِيكِ، إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الثَّأَدَاءُ، وَقَدْ يُسَكَّنُ يَعْنِي فِي الصِّفَاتِ؛ قَالَ: وأَما الأَسماء فَقَدْ جاءَ فِيهِ حَرْفَانِ قَرَماءُ وجَنَفَاءُ، وَهُمَا مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جَاءَ عَلَى فَعَلاءَ سِتَّةُ أَمثلة وَهِيَ ثَأَداءُ وسَحَناءُ ونَفَساءُ لُغَةٌ فِي نُفَساء، وجَنَفاءُ وقَرَماءُ وحَسَداءُ، هَذِهِ الثَّلَاثَةُ أَسماء مواضعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي جَنَفاءَ:

رَحَلْتُ إِلَيْكَ مِنْ جَنَفاءَ، حَتَّى ... أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالي وَقَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ فِي قَرَماءَ: عَلَى قَرَماءَ عالِيَة شَوَاهُ، ... كَأَنَّ بياضَ غُرَّته خِمارُ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي حَسَداءَ: فَبِتْنا حيثُ أَمْسَيْنا ثَلَاثًا ... عَلَى حَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ ثرد: الثَّرِيدُ مَعْرُوفٌ. والثَّرْدُ: الهَشْمُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَا يُهشم مِنَ الْخُبْزِ ويُبَلُّ بِمَاءِ القِدْرِ وَغَيْرِهِ: ثَريدة. والثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً، فَهُوَ ثَرِيدٌ. وثَرَدْتُ الْخُبْزَ ثَرْداً: كَسَرْتُهُ، فَهُوَ ثَريدٌ ومَثْرُود، وَالِاسْمُ الثُّردة، بِالضَّمِّ. والثَّريدُ والثَّرودَةُ: مَا ثُرِدَ مِنَ الْخُبْزِ. واثَّرَدَ ثَرِيدًا واتَّرَدَه: اتَّخَذَهُ. وَهُوَ مُتَّرِد، قُلِبَتِ الثَّاءُ تَاءً لأَن الثَّاءَ أُخت التَّاءِ فِي الْهَمْسِ، فَلَمَّا تَجَاوَرَتَا فِي الْمَخْرَجِ أَرادوا أَن يَكُونَ الْعَمَلُ مِنْ وَجْهٍ فَقَلَبُوهَا تَاءً وأَدغموها فِي التَّاءِ بَعْدَهَا، لِيَكُونَ الصَّوْتُ نَوْعًا وَاحِدًا، كأَنهم لَمَّا أَسكنوا تَاءَ وَتِدٍ تَخْفِيفًا أَبدلوها إِلى لَفْظِ الدَّالِ بَعْدَهَا فَقَالُوا وَدٌّ. غَيْرُهُ: اثَّرَدْتُ الْخُبْزَ أَصله اثْتَرَدْتُ عَلَى افْتَعَلْتُ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ حَرْفَانِ مَخْرَجَاهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَجَبَ الإِدغام، إِلَّا أَن الثَّاءَ لَمَّا كَانَتْ مَهْمُوسَةً وَالتَّاءُ مَجْهُورَةٌ «4» لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ، فأَبدلوا مِنَ الأَول تَاءً فأَدغموه فِي مِثْلِهِ، وَنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ يُبْدِلُونَ مِنَ التَّاءِ ثَاءً فَيَقُولُونَ: اثَّرَدْتُ، فَيَكُونُ الحرف الأَصلي هو الظاهر؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَلا يَا خُبْزَ يَا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ، ... أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لَا يَنامُ وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْناً، ... كَمَا شَقَّقْت فِي القِدْرِ السَّناما «5» . قَالَ: يَثْرُدانٍ غُلَامَانِ كَانَا يَثْرُدَانِ فَنَسَب الخُبزة إِليهما وَلَكِنَّهُ نَوَّنَ وَصَرَفَ لِلضَّرُورَةِ، وَالْوَجْهُ فِي مِثْلِ هَذَا أَن يُحْكَى، وَرَوَاهُ الْفَرَّاءُ أُثْرُدانٍ فَعَلَى هَذَا لَيْسَ بِفِعْلٍ سُمِّيَ بِهِ إِنما هُوَ اسْمٌ كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ؛ فَحُكْمُهُ أَن يَنْصَرِفَ فِي النَّكِرَةِ وَلَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظن أُثْرُدانَ اسْمًا لِلثَّرِيدِ أَو الْمَثْرُودِ مَعْرِفَةً، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَحُكْمُهُ أَن لَا يَنْصَرِفَ لَكِنْ صَرَفَهُ لِلضَّرُورَةِ، وأَراد أَبى صَاحِبُ الْحُلْقُومُ بَعْدَكِ لَا يَنَامُ لأَن الْحُلْقُومَ لَيْسَ هُوَ وَحْدَهُ النَّائِمَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ خَصَّ الْحُلْقُومَ هَاهُنَا لأَن مَمَرَّ الطَّعَامِ إِنما هُوَ عَلَيْهِ، فكأَنه لَمَّا فَقَدَهُ حنَّ إِليه فَلَا يَكُونُ فِيهِ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ حَذْفٌ. وَقَوْلُهُ: وبرقٍ لِلْعَصِيدَةِ لَاحَ وَهْنًا، إِنما عَنَى بِذَلِكَ شِدَّةَ ابْيِضَاضِ الْعَصِيدَةِ فكأَنما هِيَ بَرْقٌ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ إِنه كَانَ جَوْعانَ مُتَطَلِّعًا إِلى الْعَصِيدَةِ كَتَطَلُّعِ الْمُجْدِبِ إِلى الْبَرْقِ أَو كَتَطَلُّعِ الْعَاشِقِ إِليه إِذا أَتاه مِنْ نَاحِيَةِ مَحْبُوبِهِ. وَقَوْلُهُ: كَمَا شَقَّقْتَ فِي القِدر السَّنَامَا، يُرِيدُ أَن تِلْكَ الْعَصِيدَةَ بَيْضَاءُ تَلُوحُ كَمَا يَلُوحُ السَّنَامُ إِذا شُقِّقَ، يَعْنِي بِالسَّنَامِ الشَّحْمَ إِذ هُوَ كُلُّهُ شَحْمٌ. وَيُقَالُ: أَكلنا ثَريدة دَسِمَةً، بِالْهَاءِ، عَلَى مَعْنَى الِاسْمِ أَو الْقِطْعَةِ مِنَ الثَّرِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ؛ قِيلَ: لَمْ يُرِدْ عَيْنَ الثَّرِيدِ وإِنما أَراد الطَّعَامَ الْمُتَّخَذَ مِنَ اللَّحْمِ والثَّريدِ مَعًا لأَن الثَّرِيدَ غَالِبًا لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ لَحْمٍ، وَالْعَرَبُ قَلَّمَا تَتَّخِذُ طَبِيخًا وَلَا سِيَّمَا بِلَحْمٍ. وَيُقَالُ: الثَّرِيدُ أَحد اللَّحْمَيْنِ بَلِ اللَّذَّةُ والقوَّة إِذا كَانَ اللَّحْمُ نَضِيجًا فِي الْمَرَقِ أَكثر مَا يَكُونُ فِي نَفْسِ اللَّحْمِ. والتَّثْريدُ فِي الذَّبْحِ: هُوَ الْكَسْرُ قَبْلَ أَن يَبْرُدَ، وهو

_ (4). قوله [والتاء مجهورة] المشهور أن التاء مهموسة. (5). في هذا البيت إقواء

منهيٌّ عَنْهُ. وثَرَدَ الذَّبِيحَة: قَتَلها مِنْ غَيْرِ أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى ثَرَّدَه لُغَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُثَرِّدُ الَّذِي لَا تَكُونُ حَدِيدَتُهُ حادَّة فَهُوَ يَفْسَخُ اللَّحْمَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ؛ سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الذَّبِيحَةِ بالعُودِ فَقَالَ: مَا أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ، فكُلْ. المُثَرِّدُ: الَّذِي يقتُلُ بِغَيْرِ ذَكَاةٍ. يُقَالُ: ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك. وَقِيلَ: التَّثْريدُ أَن يَذْبَحَ الذبيحةَ بِشَيْءٍ لَا يُنْهِرُ الدَّمَ وَلَا يُسيلُهُ فَهَذَا المُثَرِّدُ. وَمَا أَفْرَى الأَوداجَ مِنْ حَدِيدٍ أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عُودٍ لَهُ حَدٌّ، فَهُوَ ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ، وَيُرْوَى غيرُ مُثَرَّدٍ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، عَلَى الْمَفْعُولِ، وَالرِّوَايَةُ كُلْ: أَمْرٌ بالأَكلِ، وَقَدْ ردَّها أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالُوا: إِنما هِيَ كلُّ مَا أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى، والفَرْيُ الْقَطْعُ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ وَسُئِلَ عَنْ بَعِيرٍ نَحَرُوهُ بِعُودٍ فَقَالَ: إِن كانَ مارَ مَوْراً فَكُلُوهُ، وإِن ثَرَدَ فَلَا. وَقِيلَ: المُثَرِّدُ الَّذِي يَذْبَحُ ذَبِيحَتَهُ بِحَجَرٍ أَو عَظْمٍ أَو مَا أَشبه ذَلِكَ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ، والمِثْرادُ: اسْمُ ذَلِكَ الْحَجَرِ؛ قَالَ: فَلَا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ ابْنُ الأَعرابي: ثَرِدَ الرجلُ إِذا حُمِلَ مِنَ الْمَعْرَكَةِ مُرْتَثّاً. وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مَغْمُوسٌ فِي الصِّبْغ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: فأَخذتْ خِماراً لَهَا قَدْ ثرَدَتْه بِزَعْفَرَانٍ أَي صَبَغَتْهُ؛ وَثَوْبٌ مَثْرُود. والثَّرَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: تَشَقُّقٌ فِي الشَّفَتَيْنِ. والثَّرْدُ: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ: وَقِيلَ لأَعرابي مَا مَطَرُ أَرضك؟ قَالَ: مُرَكَّكَةٌ فِيهَا ضُروس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه وَلَا يُقَرِّحُ أَصْلُه؛ الضَّرُوسُ: سَحَائِبُ مُتَفَرِّقَةٌ وَغُيُوثٌ يُفَرِّقُ بَيْنَهَا رَكاكٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: هِيَ الجَوْدُ. ويَذُرُّ: يطلعُ وَيَظْهَرُ، وَذَلِكَ أَنه يَذُرُّ مِنْ أَدنى مَطَرٍ، وإِنما يَذُرُّ مِنْ مَطَرٍ قَدْرَ وضَحِ الْكَفِّ. وَلَا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلَّا مِنْ قَدْرِ الذِّرَاعِ مِنَ الْمَطَرِ فَمَا زَادَ، وَتَقْرِيحُهُ نَبَاتُ أَصله، وَهُوَ ظُهُورُ عُودِهِ. والثَّرِيدُ القُمُّحانُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، يَعْنِي الَّذِي يَعْلُو الْخَمْرَ كأَنه ذَرِيرَةٌ. واثْرَنْدَى الرَّجُلُ: كَثُرَ لَحْمُ صدره. ثرمد: ثَرْمَدَ اللحمَ: أَساء عَمَلَهُ؛ وَقِيلَ: لَمْ يُنْضِجْه. وأَتانا بشِواءٍ قَدْ ثَرْمده بالرَّماد؛ ابْنُ دُرَيْدٍ: الثَّرْمَدُ مِنَ الحَمْض وَكَذَلِكَ القُلَّامُ وَالْبَاقِلَّاءُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثَّرْمَدَةُ مِنَ الحَمْضِ تَسْمُو دُونَ الذِّرَاعِ، قَالَ: وَهِيَ أَغلظ مِنَ القُلَّامِ أَغصانٌ بِلَا وَرَقٍ، خضراءُ شديدةُ الخُضْرةِ، وإِذا تَقَادَمَتْ سَنَتَيْنِ غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذَت أَمشاطاً لِجَوْدَتِها وصلابَتِها، تصْلُب حَتَّى تَكَادُ تُعْجِز الْحَدِيدَ، ويكونُ طُولُ سَاقِهَا إِذا تَقَادَمَتْ شِبْرًا. وثَرْمَدُ وثَرْمَداءُ «1» مَوْضِعَانِ؛ قال حاتم طيء: إِلى الشِّعْبِ مِنْ أَعلى مَشارٍ فَثَرْمَدٍ، ... فَيَلْدَةَ مَبْنَى سِنْبِسٍ لابنَة الغَمْرِ وَقَالَ علقمة: وما أَنت أَمَّا ذِكْرُها رَبَعِيَّةٌ، ... يُخَطُّ لَهَا مِنْ ثَرْمَداءَ قَلِيبُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت مَاءً فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ يُقَالُ لَهُ ثَرْمَداءُ، ورأَيت حَوَالَيْهِ القاقُلَّى وَهُوَ مِنَ الحمْضِ مَعْرُوفٌ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ الْعَجَّاجُ فِي شعره:

_ (1). قوله [وثرمداء] في القاموس وشرحه بالفتح والمد: موضع خصيب يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي خصبه وكثرة عشبه، فيقال: نعم مأوى المعزى ثرمداء، كذا في مجمع الأَمثال، وفي معجم البكري هو مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ بَنِي نمير أو بني ظالم من الوشم بناحية اليمامة. وَقَالَ عَلْقَمَةُ: وَمَا أَنْتِ إلخ أو ماء فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ وثمرد كجعفر شعب بأجأ أحد جبلي طيء لبني ثعلبة:

لِقَدَرٍ كَانَ وَحاهُ الواحِي، ... بِثَرْمَداءَ جَهْرَةَ الفِصاحِ أَي عَلَانِيَةً. وَحَاهُ: قَضَاهُ وَكَتَبَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ثَرْمَداءُ مَاءٌ لِبَنِي سَعْدٍ فِي وَادِي السِّتاريْن قَدْ وردتُه، يُسْتَقَى مِنْهُ بِالْعِقَالِ لِقُرْبِ قَعْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ لحُصَين بْنِ نَضلة الأَسدي: إِن لَهُ تَرْمُدَ وكَشْفَةَ ؛ هُوَ بِفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَضَمِّ الْمِيمِ، مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ بَنِي أَسد، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِفَتْحِ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْمِيمِ وَبَعْدَ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ أَلف، وأَما تِرمِذ، بِكَسْرِ التَّاءِ وَالْمِيمِ، فالبلد المعروف بخراسان. ثرند: اللِّحْيَانِيُّ: اثْرَنْدَى الرجلُ إِذا كَثُرَ لَحْمُ صَدْرِهِ، وابْلَنْدَى إِذا كَثُرَ لَحْمُ جَنْبَيْهِ وَعَظُمَا، وادْلَنْظَى إِذا سَمِنَ وغَلُظَ. وَرَجُلٌ مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ: مُخْصِبٌ. ثعد: الثَّعْدُ: الرُّطَبُ، وَقِيلَ: البُسْرُ الَّذِي غَلَبَهُ الإِرطاب؛ قَالَ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ رُعاتِها، ... إِذا صَرْصَرَ العصفورُ فِي الرُّطَبِ الثَّعْدِ الْوَاحِدَةٌ ثَعْدَةٌ. وَرَطْبَةُ ثَعْدَةٌ مَعْدَةٌ: طَرِيَّةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الأَصمعي: إِذا دَخَلَ البسرةَ الإِرْطابُ وَهِيَ صُلبة لَمْ تَنْهَضِمْ بعدُ فهي خَمْسة، فإِذا لَانَتْ فَهِيَ ثَعْدَةٌ، وَجَمْعُهَا ثُعْدٌ. وَفِي حَدِيثِ بَكَّار بْنِ دَاوُدَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْمٍ يَنَالُونَ مِنَ الثَّعْد والحُلْقان وأَشْلٍ مِنْ لَحْمٍ وَيَنَالُونَ مِنْ أَسقية لَهُمْ قَدْ عَلَاهَا الطُّحْلُبُ، فَقَالَ: ثَكِلَتْكُمْ أُمهاتكم أَلهذا خُلِقْتُمْ أَو بِهَذَا أُمرتم؟ ثُمَّ جَازَ عَنْهُمْ فَنَزَلَ الرُّوحُ الأَمين وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنما بَعَثْتُكَ مُؤَلِّفًا لأُمتك وَلَمْ أَبعثك مُنَفِّرًا، ارْجِعْ إِلى عِبَادِي فَقُلْ لَهُمْ: فَلْيَعْمَلُوا وَلْيُسَدِّدُوا وَلْيُيَسِّرُوا ؛ الثَّعد: الزُّبْدُ. والحُلْقان: البسرُ الَّذِي قَدْ أَرْطَبَ بَعْضُهُ. وأَشل: مِنْ لَحْمِ الْخَرُوفِ الْمَشْوِيِّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا فَسَّرَهُ إِسحق بْنُ إِبراهيم الْقُرَشِيُّ أَحد رُوَاتِهِ، فأَما الثَّعْدُ فِي اللُّغَةِ فَهُوَ مَا لَانَ مِنَ البُسر. وَبَقْلٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ: غَضٌّ رَطْبٌ رَخْصٌ، وَالْمَعْدُ إِتباع لَا يُفْرَدُ وَبَعْضُهُمْ يُفْرِدُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كالثَّعْدِ مِنْ غَيْرِ إِتباع. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: اثْمَعَدَّ الشيءُ لانَ وَامْتَدَّ، فإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ قُمارِص فَيَكُونُ هَذَا بَابُهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يُهجم عَلَى هَذَا مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ، وإِما أَن تَكُونَ الْمِيمُ أَصلية فَيَكُونَ فِي الرُّبَاعِيِّ. وَمَا لَهُ ثَعْدٌ وَلَا مَعْدٌ «1» أَي قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. وثَرًى ثَعْدٌ وجَعْدٌ إِذا كان ليناً. ثفد: ابْنُ الأَعرابي: الثَّفافِيدُ سحائبُ بيضٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. والثَّفافِيدُ: بَطَائِنُ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ثَفَّدَ دِرْعَهُ بِالْحَدِيدِ أَي بَطَّنَهُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ وَغَيْرُهُ: تَقُولُ فَثافِيدُ. غَيْرُهُ: المَثافِدُ والمثافيدُ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ وَقِيلَ: هِيَ أَشياء خَفِيَّةٌ تُوضَعُ تَحْتَ الشَّيْءِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُضِيءُ شَماريخَ قَدْ بُطِّنَتْ ... مَثافِيدَ بِيضاً، ورَيْطاً سِخانَا وإِنما عَنَى هُنَا بَطَائِنَ سَحَابٍ أَبيض تَحْتَ الأَعلى، وَاحِدُهَا مُثْفَدٌ فَقَطْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ مِثْفاداً فأَمَّا مَثَافِيدُ، بِالْيَاءِ، فَشَاذٌّ. ثكد: ثُكُدٌ «2» اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الأَخطل:

_ (1). قوله [وَمَا لَهُ ثَعْدٌ وَلَا معد إلخ] كذا أورده صاحب القاموس بالعين المهملة. قال الشارح وهو تصحيف وضبطه الصاغاني بإعجام الغين فيهما. (2). قوله [ثكد] في القاموس وشرحه بفتح فسكون ويروى بضم فسكون: ماء لبني تميم، ونص التكملة لبني نمير. وثكد، بضمتين: ماء آخر بين الكوفة والشام، قال الأَخطل إلخ:

حَلَّتْ صُبَيْرَةُ أَمْواهَ العِدادِ، وقدْ ... كانتْ تَحُلُّ، وأَدْنَى دارِها ثُكُدُ ثمد: الثَّمْدُ والثَّمَدُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ الَّذِي لَا مَادَّ لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي الجَلَد، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ فِي الشِّتَاءِ وَيَذْهَبُ فِي الصَّيْفِ. وَفِي بَعْضِ كَلَامِ الْخُطَبَاءِ: ومادَّةٌ مِنْ صِحَّةِ التَّصَوُّرِ ثَمِدَةٌ بَكِئَةٌ، وَالْجَمْعُ أَثْمادٌ. والثِّمادُ: كالثَّمَدِ؛ وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة: وافْجُرْ لَهُمُ الثَّمَدَ، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ، الْمَاءُ الْقَلِيلُ أَي افْجُرْهُ لَهُمْ حَتَّى يَصِيرَ كَثِيرًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حَتَّى نَزَلَ بأَقصى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ ؛ وَقِيلَ: الثِّمادُ الحُفَرُ يَكُونُ فِيهَا الماءُ الْقَلِيلُ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُجِرَتِ الثِّمادُ إِذا مُلِئَتْ مِنَ الْمَطَرِ، غَيْرَ أَنه لَمْ يُفَسِّرْهَا. قَالَ أَبو مَالِكٍ: الثَّمْدُ أَن يَعْمِدَ إِلى مَوْضِعٍ يَلْزَمُ مَاءَ السماءِ يجعَلُه صَنَعاً، وَهُوَ الْمَكَانُ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وَلَهُ مَسَايِلُ مِنَ الماءِ، ويحفِرَ فِي نَوَاحِيهِ رَكَايَا فيملؤُها «1» مِنْ ذَلِكَ الماءِ، فَيَشْرَبُ النَّاسُ الماءَ الظَّاهِرَ حَتَّى يَجِفَّ إِذا أَصابه بَوارِحُ القَيظ وَتَبْقَى تِلْكَ الرَّكَايَا فَهِيَ الثِّمادُ؛ وأَنشد: لَعَمْرُكَ، إِنَّني وطِلابَ سَلْمَى ... لَكالمُتَبَرِّضِ الثَّمَدَ الظَّنُونا والظَّنون: الَّذِي لَا يُوثَقُ بِمَائِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: اثْتَمَدْتُ ثَمَداً أَي اتَّخَذْتُ ثَمَداً، واثَّمَدَ بالإِدغام أَي وَرَدَ الثَّمَدَ؛ ابْنُ الأَعرابي: الثَّمَدُ قَلْتٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ ماءُ السماءِ فَيَشْرَبُ بِهِ النَّاسُ شَهْرَيْنِ مِنَ الصَّيْفِ، فإِذا دَخَلَ أَول الْقَيْظِ انْقَطَعَ فَهُوَ ثَمَدٌ، وَجَمْعُهُ ثِماد. وثَمَدَهُ يَثْمِدُه ثَمْداً واثَّمَدَهُ واسْتَثْمَدَهُ: نَبَثَ عَنْهُ التُّرَابَ لِيَخْرُجَ. وماءٌ مَثْمود: كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى فَنِيَ ونَفِدَ إِلا أَقلَّه. وَرَجُلٌ مَثْمُودٌ: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي السؤَال فأَعطى حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ. وثَمَدَتْهُ النِّسَاءُ: نَزَفْنَ مَاءَهُ مِنْ كَثْرَةِ الْجِمَاعِ وَلَمْ يَبْقَ فِي صُلْبِهِ ماءٌ. والإِثْمِدُ: حَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الكحْل، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الْكُحْلِ، وَقِيلَ: هُوَ نَفْسُ الْكُحْلِ، وَقِيلَ شَبِيهٌ بِهِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يَسْهَرُ لَيْلَهُ سَارِيًا أَو عَامِلًا فلانٌ يَجْعَلُ اللَّيْلَ إِثْمِداً أَي يَسْهَرُ فَجَعَلَ سَوَادَ اللَّيْلِ لِعَيْنَيْهِ كالإِثمد لأَنه يَسِيرُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي طَلَبِ الْمَعَالِي؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: كَمِيشُ الإِزارِ يَجْعَلُ الليلَ إِثْمِداً، ... ويَغْدُو عَلَيْنَا مُشْرِقاً غيرَ واجِمِ والثامِدُ مِنَ البَهْمِ حينَ قَرِمَ أَي أَكل. وروضةُ الثَّمدِ: موضعٌ. وثمودُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ الأُول، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ وَيُقَالُ: إِنهم مِنْ بَقِيَّةِ عَادٍ وَهُمْ قَوْمُ صَالِحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بَعَثَهُ اللَّهُ إِليهم وَهُوَ نَبِيٌّ عَرَبِيٌّ، وَاخْتَلَفَ القراءُ فِي إِعرابه فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمِنْهُمْ مَنْ صَرَفَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَصْرِفْهُ، فَمَنْ صَرَفَهُ ذَهَبَ بِهِ إِلى الْحَيِّ لأَنه اسْمٌ عَرَبِيٌّ مُذَكَّرٌ سُمِّيَ بِمُذَكَّرٍ، وَمَنْ لَمْ يَصْرِفْهُ ذَهَبَ بِهِ إِلى الْقَبِيلَةِ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وثمودُ اسْمٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَكُونُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ وَالْحَيِّ وَكَوْنُهُ لَهُمَا سَوَاءً. قَالَ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ؛ وَفِيهِ: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ. ثمعد: الأَزهري، ابْنُ الأَعرابي: المُثْمَعِدُّ المُمْتَلئُ المُخْصِبُ؛ وأَنشد: يَا رَبِّ مَنْ أَنْشَدَني الصِّعادا، ... فهَبْ لَهُ غزائِراً أَرادا فيهنَّ خُودٌ تَشْعَفُ الفؤَادا، ... قَدِ اثْمَعَدَّ خَلْقُها اثْمِعْدادا

_ (1). قوله [فيملؤها] كذا في نسخة المؤلف بالرفع والأَحسن النصب.

فصل الجيم

وَالصِّعَادُ: اسْمُ نَاقَتِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ المُثْمَعِدُّ والمُثْمَئِدُّ الْغُلَامُ الرَّيَّانُ الناهدُ السَّمِينُ. ثند: الثُّنْدُوَةُ: لَحْمُ الثَّدْي، وَقِيلَ: أَصله، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ الثَّنْدُوَة لِلَّحْمِ الَّذِي حَوْلَ الثَّدْي، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَمَنْ هَمَزَهَا ضَمَّ أَوّلها فَقَالَ: ثُنْدُؤَة، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ فَتَحَهُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الثُّنْدُوَةُ لِلرَّجُلِ، وَالثَّدْيُ للمرأَة؛ وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَارِي الثُّنْدُوَتَيْنِ؛ أَراد أَنه لَمْ يَكُنْ عَلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ لَحْمٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: فِي الأَنف إِذا جُدعَ الدِّيَةُ كَامِلَةً، وإِن جُدِعَتْ ثُنْدُوَتُه فَنِصْفُ الْعَقْلِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بِالثُّنْدُوَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ رَوْثَةَ الأَنف، وَهِيَ طَرْفُهُ وَمُقَدَّمُهُ. ثهد: الثَّوْهَدُ والفَوْهَدُ: الْغُلَامُ السَّمِينُ التَّامُّ الْخَلْقِ الَّذِي قَدْ راهقَ الحُلُمَ. غُلَامٌ ثَوْهَدٌ: تَامُّ الْخَلْقِ جَسِيمٌ، وَقِيلَ: ضَخْمٌ سَمِينٌ نَاعِمٌ. وَجَارِيَةٌ ثَوْهَدَةٌ وفَوْهَدَةٌ إِذا كَانَتْ نَاعِمَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَارِيَةٌ ثَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَّة؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وأَنشد: نَوَّامَةٌ وقتَ الضُّحى ثَوْهَدَّهْ، ... شِفَاؤُهَا، مِنْ دَائِهَا، الكُمْهَدَّه ثهمد: ثَهْمَدُ: مَوْضِعٌ. وبَرْقَةُ ثَهْمَد: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ وَقَدْ ذَكَرَهُ الشعراءُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ فصل الجيم جحد: الجَحْدُ والجُحُود: نَقِيضُ الإِقرار كالإِنكار وَالْمَعْرِفَةِ، جَحَدَهُ يَجْحَدُه جَحْداً وجُحوداً. الْجَوْهَرِيُّ: الجُحودُ الإِنكار مَعَ الْعِلْمِ. جَحَدَه حقَّه وَبِحَقِّهِ. والجَحْدُ والجُحْدُ، بِالضَّمِّ، وَالْجُحُودُ: قِلَّةُ الْخَيْرِ. وجَحِدَ جَحَداً، فَهُوَ جَحِدٌ وجَحْدٌ وأَجْحَدُ إِذا كَانَ ضَيِّقًا قَلِيلَ الْخَيْرِ. الْفَرَّاءُ: الجَحْدُ والجُحْدُ الضَّيْقُ فِي الْمَعِيشَةِ. يُقَالُ: جَحِدَ عَيْشُهم جَحَداً إِذا ضَاقَ واشتدَّ؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُ الأَعراب فِي الجَحد: لَئِنْ بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيْدَيْنِ مَائِرًا، ... لَقَدْ غَنِيَتْ فِي غَيْرِ بُوسٍ وَلَا جَحْدِ والجَحَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: مِثْلُهُ؛ يُقَالُ: نَكَداً لَهُ وجَحَداً وأَرض جَحْدَة: يَابِسَةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا. وَقَدْ جَحِدَت وجَحِدَ النَّبَاتُ: قلَّ وَنَكِدَ. والجَحْد: الْقِلَّةُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، وَقَدْ جُحِدَ. وَرَجُلٌ جَحِدٌ وجَحْدٌ: كَقَوْلِهِمْ نَكِدٌ ونَكْدٌ. ونَكْداً لَهُ وجَحْدَاً: دعاءٌ عَلَيْهِ. وَعَامٌ جَحِدٌ قَلِيلُ الْمَطَرِ. وجَحِدَ النبتُ إِذا قلَّ وَلَمْ يَطُلْ. أَبو عَمْرٍو: أَجْحَدَ الرَّجُلُ وجَحَدَ إِذا أَنْفَضَ وَذَهَبَ مَالُهُ؛ وأَنشد الْفَرَزْدَقُ: وبَيْضاءَ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ لم تَذُقْ ... يَبِيساً، وَلَمْ تَتْبَعْ حَمولةَ مُجْحِدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورده شَاهِدًا عَلَى مُجْحِدٍ لِلْقَلِيلِ الْخَيْرِ، وَصَوَابُهُ: لِبَيْضَاءَ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ؛ وَقَبْلَهُ: إِذا شئتُ غَنَّاني، مِنَ الْعَاجِ، قاصِفٌ ... عَلَى مِعْصَمٍ رَيَّانَ لَمْ يَتَخَدَّدِ وَفَرَسٌ جَحْدٌ والأُنثى جَحْدَةٌ، وَهُوَ الْغَلِيظُ الْقَصِيرُ، وَالْجَمْعُ جِحاد. شَمِرٌ: الجُحاديَّة قِرْبَةٌ مُلِئَتْ لَبَنًا أَو غَرارة مُلِئَتْ تَمْرًا أَو حِنْطَةً؛ وأَنشد: وَحَتَّى تَرَى أَن العَلاة تُمِدُّها ... جُحاديَّةٌ، والرائحاتُ الرواسمُ

وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُ فِي تَرْجَمَةِ عَلأَ. وجُحادةُ: اسْمُ رَجُلٍ. والجُحاديُّ: الضَّخْمُ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ، قَالَ وَالْخَاءُ لُغَةٌ. جخد: الجُخَاديُّ: الضَّخْمُ كالجُحاديِّ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ وعدَّه فِي الْبَدَلِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ. جدد: الجَدُّ، أَبو الأَب وأَبو الأُم مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَجدادٌ وجُدود. والجَدَّة: أُم الأُم وأُم الأَب، وَجَمْعُهَا جَدّات. والجَدُّ: البَخْتُ والحِظْوَةُ [الحُظْوَةُ]. والجَدُّ: الْحَظُّ وَالرِّزْقُ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ ذُو جَدٍّ فِي كَذَا أَي ذُو حَظٍّ؛ وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فإِذا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْفُقَرَاءُ، وإِذا أَصحاب الجدِّ محبوسون أَي ذَوُو الْحَظِّ وَالْغِنَى فِي الدُّنْيَا؛ وَفِي الدُّعَاءِ: لَا مَانِعَ لِمَا أَعطيت وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ولا ينفع ذا الجدِّ مِنْكَ الجَدُّ أَي مَنْ كَانَ لَهُ حَظٌّ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ، وَالْجَمْعُ أَجدادٌ وأَجُدٌّ وجُدودٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عِنْدَكَ غِنَاهُ وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ بِطَاعَتِكَ وَمِنْكَ مَعْنَاهُ عِنْدَكَ أَيْ لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ «2»؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي هَذَا الدعاءُ الْجَدُّ، بِفَتْحِ الْجِيمِ لَا غَيْرُ، وَهُوَ الْغِنَى وَالْحَظُّ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ لِفُلَانٍ فِي هَذَا الأَمر جَدٌّ إِذا كَانَ مَرْزُوقًا مِنْهُ فتأَوَّل قَوْلَهُ: لَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ أَي لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عَنْكَ غِنَاهُ، إِنما يَنْفَعُهُ الإِيمان وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ بِطَاعَتِكَ؛ قَالَ: وَهَكَذَا قَوْلُهُ: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ؛ وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: تَفْسِيرُ أَبي عُبَيْدٍ هَذَا الدُّعَاءِ بِقَوْلِهِ أَي لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عَنْكَ غِنَاهُ فِيهِ جَرَاءَةٌ فِي اللَّفْظِ وَتَسَمُّحٌ فِي الْعِبَارَةِ، وَكَانَ فِي قَوْلِهِ أَي لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى غِنَاهُ كِفَايَةً فِي الشَّرْحِ وَغَنِيَّةً عَنْ قَوْلِهِ عَنْكَ، أَو كَانَ يَقُولُ كَمَا قَالَ غَيْرُهُ أَي لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ؛ وأَما قَوْلُهُ: ذَا الْغِنَى عَنْكَ فإِن فِيهِ تَجَاسُرًا فِي النُّطْقِ وَمَا أَظن أَن أَحداً فِي الْوُجُودِ يَتَخَيَّلُ أَن لَهُ غِنًى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَطُّ، بَلْ أَعتقد أَن فِرْعَوْنَ وَالنَّمْرُوذَ وَغَيْرَهُمَا مِمَّنِ ادَّعَى الإِلهية إِنما هُوَ يَتَظَاهَرُ بِذَلِكَ، وَهُوَ يَتَحَقَّقُ فِي بَاطِنِهِ فَقْرُهُ وَاحْتِيَاجُهُ إِلى خَالِقِهِ الَّذِي خَلَقَهُ وَدَبَّرَهُ فِي حَالِ صِغَرِ سِنِّهِ وَطُفُولِيَّتِهِ، وَحَمَلَهُ فِي بَطْنِ أُمه قَبْلَ أَن يُدْرِكَ غِنَاهُ أَو فَقْرَهُ، وَلَا سِيَّمَا إِذا احْتَاجَ إِلى طَعَامٍ أَو شَرَابٍ أَو اضْطُرَّ إِلى إِخْرَاجِهِمَا، أَو تأَلم لأَيسر شَيْءٍ يُصِيبُهُ مِنْ موتِ مَحْبُوبٍ لَهُ، بَلْ مِنْ مَوْتِ عُضْوٍ مِنْ أَعضائه، بَلْ مِنْ عَدَمِ نَوْمٍ أَو غَلَبَةِ نُعَاسٍ أَو غُصَّةِ رِيقٍ أَو عَضَّةِ بَقٍّ، مِمَّا يطرأُ أَضعاف ذَلِكَ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنما هُوَ وَلَا يَنْفَعُ ذا الجِدِّ منك الجِدّ، وَالْجِدُّ إِنما هُوَ الِاجْتِهَادُ فِي الْعَمَلِ؛ قَالَ: وَهَذَا التأْويل خِلَافُ مَا دَعَا إِليه الْمُؤْمِنِينَ وَوَصَفَهُمْ بِهِ لأَنه قَالَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً؛ فَقَدْ أَمرهم بِالْجِدِّ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَحَمِدَهُمْ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ يَحْمَدُهُمْ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَنْفَعُهُمْ؟ وَفُلَانٌ صاعدُ الجَدِّ: مَعْنَاهُ الْبَخْتُ وَالْحَظُّ فِي الدُّنْيَا. وَرَجُلٌ جُدّ، بِضَمِّ الْجِيمِ، أَي مَجْدُودٌ عَظِيمُ الجَدّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ جُدّون وَلَا يُكَسَّرُ وَكَذَلِكَ جُدٌّ وجُدِّيّ ومَجْدُودٌ وجَديدٌ. وَقَدْ جَدَّ وَهُوَ أَجَدُّ مِنْكَ أَي أَحظ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ هَذَا مِنْ مَجْدُودٍ فَهُوَ غَرِيبٌ لأَن التَّعَجُّبَ فِي مُعْتَادِ الأَمر إِنما هُوَ مِنَ الْفَاعِلِ لَا مِنَ الْمَفْعُولِ، وإِن كَانَ مِنْ جَدِيدٍ وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ فَكَذَلِكَ أَيضاً، وأَما إِن كَانَ مِنْ جَدِيدٍ فِي مَعْنَى فَاعِلٍ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يليق

_ (2). قَوْلَهُ [لَا يَنْفَعُ ذَا الغنى منك غناه] هذه العبارة ليست في الصحاح ولا حاجة لها هنا إلّا أنها في نسخة المؤلف

بِالتَّعَجُّبِ، أَعني أَن التَّعَجُّبَ إِنما هُوَ مِنَ الْفَاعِلِ فِي الْغَالِبِ كَمَا قُلْنَا. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ جَدِيدٌ إِذا كَانَ ذَا حَظٍّ مِنَ الرِّزْقِ، وَرَجُلٌ مَجدودٌ مِثْلُهُ. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ هُمْ يَجِدُّونَ بِهِمْ ويُحْظَوْن بِهِمْ أَي يَصِيرُونَ ذَا حَظٍّ وَغِنًى. وَتَقُولُ: جَدِدْتَ يَا فُلَانُ أَي صِرْتَ ذَا جَدٍّ، فأَنت جَديد حَظِيظٌ وَمَجْدُودٌ مَحْظُوظٌ. وجَدَّ: حَظَّ. وجَدِّي: حَظِّي؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وجَدِدْتُ بالأَمر جَدًّا: حظيتُ بِهِ، خَيْرًا كَانَ أَو شَرًّا. والجَدُّ: العَظَمَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا ؛ قِيلَ: جَدُّه عَظَمَتُهُ، وَقِيلَ: غِنَاهُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: جَدُّ رَبِّنَا جلالُ رَبِّنَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَظَمَةُ رَبِّنَا؛ وَهُمَا قَرِيبَانِ مِنَ السَّوَاءِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَن فِي الإِنس جَدًّا مَا قَالَتْ: تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ؛ مَعْنَاهُ: أَن الْجِنَّ لَوْ عَلِمَتْ أَن أَبا الأَب فِي الإِنس يُدْعَى جَدًّا، مَا قَالَتِ الَّذِي أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَنْهَا؛ وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّك أَي عَلَا جَلَالُكَ وَعَظَمَتُكَ. والجَدُّ: الْحَظُّ وَالسَّعَادَةُ وَالْغِنَى: وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنه كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذا حَفِظَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ جَدَّ فِينَا أَي عَظُمَ فِي أَعيننا وجلَّ قَدْرُهُ فِينَا وَصَارَ ذَا جَدّ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالجَدّ عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَوْلُ أَنس هَذَا يَرُدُّ ذَلِكَ لأَنه قَدْ أَوقعه عَلَى الرَّجُلِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سُعِيَ بِجَدِّ فلانٍ وعُدِيَ بِجَدِّهِ وأُحْضِرَ بِجدِّه وأُدْرِكَ بِجَدِّه إِذا كَانَ جَدُّه جَيِّداً. وجَدَّ فُلَانٌ فِي عَيْنِي يَجِدُّ جَدًّا، بِالْفَتْحِ: عَظُمَ. وجِدَّةُ النَّهْرِ وجُدَّتُه: مَا قَرُبَ مِنْهُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: جِدَّتُه وجُدَّتُه وجُدُّه وجَدُّه ضَفَّته وَشَاطِئُهُ؛ الأَخيرتان عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَصمعي: كُنَّا عِنْدَ جُدَّةِ النَّهْرَ، بِالْهَاءِ، وأَصله نبطيٌّ أَعجمي كُدٌّ فأُعربت؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: كُنَّا عِنْدَ أَمير فَقَالَ جَبَلَةُ بْنُ مَخْرَمَةَ: كُنَّا عِنْدَ جُدِّ النَّهْرِ، فَقُلْتُ: جُدَّةُ النَّهْرِ، فَمَا زِلْتُ أَعرفهما فِيهِ. والجُدُّ والجُدَّةُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ بِمَكَّةَ. وجُدَّةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ قَرِيبٍ مِنْ مَكَّةَ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: كَانَ يَخْتَارُ الصَّلَاةَ عَلَى الجُدَّ إِن قَدَرَ عَلَيْهِ ؛ الجُدُّ، بِالضَّمِّ: شَاطِئُ النَّهْرِ والجُدَّة أَيضاً وَبِهِ سمِّيت الْمَدِينَةُ الَّتِي عِنْدَ مَكَّةَ جُدَّةَ. وجُدَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: طَرِيقَتُهُ. وجُدَّتُه: عَلَامَتُهُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والجُدَّةُ: الطَّرِيقَةُ فِي السَّمَاءِ وَالْجَبَلِ، وَقِيلَ: الجُدَّة الطَّرِيقَةُ، وَالْجَمْعُ جُدَدٌ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ ؛ أَي طَرَائِقُ تُخَالِفُ لَوْنَ الْجَبَلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَكِبَ فُلَانٌ جُدَّةً مِنَ الأَمر إِذا رأَى فِيهِ رأْياً. قَالَ الْفَرَّاءُ: الجُدَدُ الخِطَطُ والطُّرُق، تَكُونُ فِي الْجِبَالِ خِطَطٌ بِيضٌ وَسُودٌ وَحُمْرٌ كالطُّرُق، وَاحِدُهَا جُدَّةٌ؛ وأَنشد قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه ... كنائِنُ يَجْرِي، فَوقَهُنَّ، دَلِيصُ قَالَ: والجُدَّة الخُطَّةُ السَّوْدَاءُ فِي مَتْنِ الْحِمَارِ. وَفِي الصِّحَاحِ: الْجُدَّةُ الْخُطَّةُ الَّتِي فِي ظَهْرِ الْحِمَارِ تُخَالِفُ لَوْنَهُ. قَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ طَرِيقَةٍ جُدَّةٌ وجادَّة. قَالَ الأَزهري: وجادَّةُ الطَّرِيقِ سُمِّيَتْ جادَّةً لأَنها خُطَّة مُسْتَقِيمَةٌ مَلْحُوبَة، وَجَمْعُهَا الجَوادُّ. اللَّيْثُ: الجادُّ يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ، أَمَّا التَّخْفِيفُ فَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الجوادِ إِذا أَخرجه عَلَى فِعْلِه، والمشدَّد مَخْرَجُهُ مِنَ الطَّرِيقِ الْجَدِيدِ الْوَاضِحِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَدْ غَلِطَ اللَّيْثُ فِي الْوَجْهَيْنِ مَعًا. أَما التَّخْفِيفُ فَمَا عَلِمْتُ أَحداً مِنْ أَئمة اللُّغَةِ أَجازه وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلُهُ مِنَ الْجَوَادِ بِمَعْنَى السَّخِيِّ، وأَما قَوْلُهُ إِذا شدِّد فَهُوَ مِنَ الأَرض الجَدَدِ، فَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ، إِنما سُمِّيَتِ المَحَجَّة الْمَسْلُوكَةُ جادَّة

لأَنها ذَاتُ جُدَّةٍ وجُدودٍ، وَهِيَ طُرُقاتُها وشُرُكُها المُخَطَّطَة فِي الأَرض، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَصمعي؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الرَّاعِي: فأَصْبَحَتِ الصُّهْبُ العِتاقُ، وَقَدْ بَدا ... لهنَّ المَنارُ، والجوادُ اللَّوائحُ قَالَ: أَخطأَ الرَّاعِي حِينَ خَفَّفَ الجوادَّ، وَهِيَ جَمْعُ الجادَّةِ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي بِهَا جُدَدٌ. والجُدَّة أَيضاً: شَاطِئُ النَّهْرِ إِذا حَذَفُوا الْهَاءَ كَسَرُوا الْجِيمَ فَقَالُوا جِدٌّ، وَمِنْهُ الجُدَّةُ سَاحِلُ الْبَحْرِ بِحِذَاءِ مَكَّةَ. وجُدُّ كُلِّ شَيْءٍ: جَانِبُهُ. والجَدُّ والجِدُّ والجَديدُ والجَدَدُ: كُلُّهُ وَجْهُ الأَرض؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَا عَلَى جَدِيدِ الأَرض أَي مَا عَلَى وَجْهِهَا؛ وَقِيلَ: الجَدَدُ الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَقِيلَ: الأَرض الصُّلْبة، وَقِيلَ: الْمُسْتَوِيَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العثارَ؛ يُرِيدُ مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الإِجماع فَكَنَّى عَنْهُ بالجَدَدِ. وأَجدَّ القومُ إِذا صَارُوا إِلى الجَدَدِ. وأَجدَّ الطريقُ إِذا صَارَ جَدَداً. وجديدُ الأَرض: وَجْهُهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى إِذا مَا خَرَّ لَمْ يُوَسَّدِ، ... إِلَّا جَديدَ الأَرضِ، أَو ظَهْرَ اليَدِ الأَصمعي: الجَدْجَدُ الأَرض الْغَلِيظَةُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَدَدُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض وأَصْحَرَ؛ قَالَ: وَالصَّحْرَاءُ جَدَدٌ وَالْفَضَاءُ جَدَدٌ لَا وَعْثَ فِيهِ وَلَا جَبَلَ وَلَا أَكمة، وَيَكُونُ وَاسِعًا وَقَلِيلَ السَّعَةِ، وَهِيَ أَجْدادُ الأَرض؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ لَا يُبَالِي أَن يُصَلِّيَ فِي الْمَكَانِ الجَدَدِ أَي الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض؛ وَفِي حَدِيثِ أَسْرِ عُقبة بْنِ أَبي مُعَيْطٍ: فَوَحِلَ بِهِ فرسُه فِي جَدَدٍ مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: رَكِبَ فُلَانٌ جُدَّةً مِنَ الأَمر أَي طَرِيقَةً ورأْياً رَآهُ. والجَدْجَدُ: الأَرض الْمَلْسَاءُ. وَالْجَدْجَدُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ. والجَدْجَدُ: الأَرض الصُّلبة، بِالْفَتْحِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الأَرض الصُّلْبَةُ الْمُسْتَوِيَةُ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: يَجْنِي بأَوْظِفَةٍ شِدادٍ أَسْرُها، ... صُمِّ السَّنابك، لَا تَقِي بالجَدْجَدِ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ صُمُّ السَّنَابِكِ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده صمِّ، بِالْكَسْرِ. وَالْوَظَائِفُ: مُسْتَدَقُّ الذِّرَاعِ وَالسَّاقِ. وأَسرها: شِدَّةُ خَلْقِهَا. وَقَوْلُهُ: لَا تَقِي بِالْجَدْجَدِ أَي لَا تَتَوَقَّاهُ وَلَا تَهَيَّبُه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَدْجَدُ الفَيْفُ الأَملس؛ وأَنشد: كَفَيْضِ الأَتِيِّ عَلَى الجَدْجَدِ والجَدَدُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا اسْتَرَقَّ مِنْهُ وَانْحَدَرَ. وأَجَدَّ القومُ: عَلَوْا جَديدَ الأَرض أَو رَكِبُوا جَدَدَ الرَّمْلِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَجْدَدْنَ واسْتَوَى بِهِنَّ السَّهْبُ، ... وعارَضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ النَّعْبُ: السَّرِيعَةُ المَرِّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والجادَّة: مُعْظَمُ الطَّرِيقِ، وَالْجَمْعُ جَوادُّ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: وإِذا جَوادُّ مَنْهَجٍ عَنْ يَمِينِي ، الجَوادُّ: الطُّرُقُ، وَاحِدُهَا جادَّة وَهِيَ سَوَاءُ الطَّرِيقِ، وَقِيلَ: مُعْظَمُهُ، وَقِيلَ: وَسَطُهُ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّرِيقُ الأَعظم الَّذِي يَجْمَعُ الطُّرُقَ وَلَا بُدَّ مِنَ الْمُرُورِ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للأَرض الْمُسْتَوِيَةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا رَمْلٌ وَلَا اخْتِلَافٌ: جَدَدٌ. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا طَرِيقٌ جَدَد إِذا كَانَ مُسْتَوِيًا لَا حَدَب فِيهِ وَلَا وُعُوثة. وَهَذَا الطَّرِيقُ أَجَدّ الطَّرِيقَيْنِ أَي أَوْطؤهما وأَشدهما استواء وأَقلهما عُدَاوءَ. وأَجَدَّتْ لَكَ الأَرض إِذا انْقَطَعَ عَنْكَ الخَبارُ ووضَحَتْ.

وجادَّة الطَّرِيقِ: مَسْلَكُهُ وَمَا وَضَحَ مِنْهُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجادَّة الطَّرِيقُ إِلى الْمَاءِ، والجَدُّ، بِلَا هَاءِ: الْبِئْرُ الجَيِّدَةُ الْمَوْضِعِ مِنَ الكلإِ، مُذَكَّرٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ الْمُغْزِرَةُ؛ وَقِيلَ: الجَدُّ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ. والجُدُّ، بِالضَّمِّ: الْبِئْرُ الَّتِي تَكُونُ فِي مَوْضِعٍ كَثِيرِ الكلإِ؛ قَالَ الأَعشى يُفَضِّلُ عَامِرًا عَلَى عَلْقَمَةَ: مَا جُعِلَ الجَدُّ الظَّنونُ، الَّذِي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الماطِرِ مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا مَا طَمَى، ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وجُدَّةُ: بَلَدٌ عَلَى السَّاحِلِ. والجُدُّ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ يَكُونُ فِي طَرَفِ الْفَلَاةِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمَاءُ الْقَدِيمُ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيِّ: تَرْعَى إِلى جُدٍّ لها مَكِينِ وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَجْدادٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ فأَتَيْنا عَلَى جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ ؛ قِيلَ: الجُدجُد، بِالضَّمِّ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجُدْجُد لَا يُعرف إِنما الْمَعْرُوفُ الجُدُّ وَهِيَ الْبِئْرُ الجَيِّدَةُ الْمَوْضِعِ مِنَ الكلإِ. الْيَزِيدِيُّ: الجُدْجُدُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِثْلُ الكُمْكُمَة للكُمّ والرَّفْرَف للرَّف. وَمَفَازَةٌ جدّاءُ: يَابِسَةٌ، قَالَ: وجَدَّاءَ لَا يُرْجى بِهَا ذُو قُرَابَةِ ... لِعَطْفٍ، وَلَا يَخْشَى السُّماةَ رَبيبُها السُّماةُ: الصَّيَّادُونَ. وَرَبِيبُهَا: وَحْشُهَا أَي أَنه لَا وَحْشَ بِهَا فَيَخْشَى الْقَانِصَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِهَا وَحْشٌ لَا يَخَافُ الْقَانِصَ لِبُعْدِهَا وإِخافتها، وَالتَّفْسِيرَانِ لِلْفَارِسِيِّ. وسَنَةٌ جَدَّاءُ: مَحْلَةٌ، وعامٌ أَجَدُّ. وشاةٌ جَدَّاءُ: قليلةُ اللَّبَنِ يَابِسَةُ الضَّرْعِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ والأَتان؛ وَقِيلَ: الجدَّاءُ مِنْ كُلِّ حَلوبةٍ الذاهبةُ اللبنِ عَنْ عَيبٍ، والجَدودَةُ: القليلةُ اللبنِ مِنْ غَيْرِ عَيْبٍ، وَالْجَمْعُ جَدائدُ وجِدادٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجَدودُ النَّعْجَةُ الَّتِي قلَّ لبنُها مِنْ غَيْرِ بأْس، وَيُقَالُ لِلْعَنْزِ مَصُورٌ وَلَا يُقَالُ جَدودٌ. أَبو زَيْدٍ: يُجْمَع الجَدودُ مِنَ الأُتُنِ جِداداً؛ قَالَ الشماخ: من الحَقْبِ لاخَتْه الجِدادُ الغَوارزُ وفلاةٌ جَدَّاءُ: لَا ماءَ بِهَا. الأَصمعي: جُدَّتْ أَخلاف النَّاقَةِ إِذا أَصابها شَيْءٌ يَقْطَعُ أَخلافَها. وناقةٌ جَدودٌ، وَهِيَ الَّتِي انْقَطَعَ لبنُها. قَالَ: والمجَدَّدة المصَرَّمة الأَطْباءِ، وأَصل الجَدِّ القطعُ. شَمِر: الجدَّاءُ الشاةُ الَّتِي انْقَطَعَتْ أَخلافها، وَقَالَ خَالِدٌ: هِيَ الْمَقْطُوعَةُ الضَّرْعِ، وَقِيلَ: هِيَ الْيَابِسَةُ الأَخلافِ إِذا كَانَ الصِّرار قَدْ أَضرَّ بِهَا؛ وَفِي حَدِيثِ الأَضاحي: لَا يُضَحَّى بِجَدَّاءَ ؛ الجَدَّاءُ: لَا لَبَن لَهَا مِنْ كلِّ حَلوبةٍ لآفةٍ أَيْبَسَتْ ضَرْعَها. وتَجَدّد الضَّرْع: ذَهَبَ لَبَنُهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: ثَدْيٌ أَجَدُّ إِذا يَبِسَ، وَجَدَّ الثديُ والضرعُ وَهُوَ يَجَدُّ جَدَداً. وَنَاقَةٌ جَدَّاءُ: يَابِسَةُ الضَّرع وَمِنْ أَمثالهم: «3» ... وَلَا تُرْ ... الَّتِي جُدَّ ثَدْياها أَي يَبِسَا. الْجَوْهَرِيُّ: جُدَّتْ أَخلاف النَّاقَةِ إِذا أَضرَّ بِهَا الصِّرار وَقَطَعَهَا فَهِيَ نَاقَةٌ مُجَدَّدَةُ الأَخلاف. وتَجَدَّدَ الضَّرْعُ: ذَهَبَ لبنُه. وامرأَةٌ جَدَّاءُ: صغيرةُ الثَّدْيِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي صِفَةِ امرأَة قَالَ: إِنها جَدَّاءُ أَي قَصِيرَةُ الثَّدْيَيْنِ. وجَدَّ الشيءَ يَجُدُّهُ جَدًّا: قَطَعَهُ. والجَدَّاءُ مِنَ الْغَنَمِ والإِبل: الْمَقْطُوعَةُ الأُذُن. وَفِي التَّهْذِيبِ: والجدَّاء الشاةُ الْمَقْطُوعَةُ الأُذُن. وجَدَدْتُ الشيءَ أَجُدُّه،

_ (3). هنا بياض في نسخة المؤلف ولعله لم يعثر على صحة المثل ولم نعثر عليه فيما بأيدينا من النسخ

بِالضَّمِّ، جَدّاً: قَطَعْتُه. وحبلٌ جديدٌ: مَقْطُوعٌ؛ قَالَ: أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبيدا، ... وأَمْسى حَبْلُها خَلَقاً جَدِيدًا أَي مَقْطُوعًا؛ وَمِنْهُ: مِلْحَفَةٌ جديدٌ، بِلَا هاءٍ، لأَنها بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ مِلحفة جَدِيدٌ وَجَدِيدَةٌ حِينَ جَدَّها الحائكُ أَي قَطَعَهَا. وثوبٌ جَدِيدٌ، وَهُوَ فِي مَعْنَى مجدودٍ، يُرادُ بِهِ حِينَ جَدَّهُ الْحَائِكُ أَي قَطَعَهُ. والجِدَّةُ: نَقِيض البِلى؛ يُقَالُ: شيءٌ جَدِيدٌ، وَالْجَمْعُ أَجِدَّةٌ وجُدُدٌ وجُدَدٌ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَصبَحَت ثيابُهم خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً؛ أَراد وخُلْقانُهم جُدُداً فوضَع الواحدَ موضعَ الْجَمْعِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَراد: وخَلَقُهم جَدِيدًا فوضَع الْجَمْعَ مَوْضِعَ الواحدِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى. وَقَدْ قَالُوا: مِلْحفَةٌ جديدةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ وغيرهُ: جَدَّ الثوبُ والشيءُ يجِدُّ، بِالْكَسْرِ، صَارَ جَدِيدًا، وَهُوَ نَقِيضُ الخَلَقِ وَعَلَيْهِ وُجِّهَ قولُ سِيبَوَيْهِ: مِلْحَفة جَدِيدَةٌ، لَا عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْمَفْعُولِ. وأَجَدَّ ثَوْباً واسْتَجَدَّه: لَبِسَه جَدِيدًا؛ قَالَ: وخَرْقِ مَهارِقَ ذِي لُهْلُهٍ، ... أَجَدَّ الأُوامَ بِهِ مَظْؤُهُ «1» . هُوَ مِنْ ذَلِكَ أَي جَدَّد، وأَصل ذَلِكَ كُلِّهِ الْقَطْعُ؛ فأَما مَا جاءَ مِنْهُ فِي غَيْرِ مَا يَقْبَلُ الْقَطْعَ فَعَلَى الْمِثْلِ بِذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ: جَدَّد الوضوءَ والعهدَ. وكساءٌ مُجَدَّدٌ: فِيهِ خُطُوطٌ مُخْتَلِفَةٌ. وَيُقَالُ: كَبِرَ فلانٌ ثُمَّ أَصاب فرْحَةً وَسُرُورًا فجدَّ جَدُّه كأَنه صَارَ جَدِيدًا. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ مُلَاءةٌ جديدٌ، بِغَيْرِ هاءٍ، لأَنها بِمَعْنَى مجدودةٍ أَي مَقْطُوعَةٍ. وَثَوْبٌ جَدِيدٌ: جُدَّ حَدِيثًا أَي قُطِعَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا: أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكاسِيَ. وَيُقَالُ: بَلي بيتُ فلانٍ ثُمَّ أَجَدَّ بَيْتًا، زَادَ فِي الصِّحَاحِ: مِنْ شَعْرٍ؛ وَقَالَ لَبِيدُ: تَحَمَّلَ أَهْلُها، وأَجَدَّ فِيهَا ... نِعاجُ الصَّيْفِ أَخْبِيَةَ الظِّلالِ والجِدَّةُ: مَصْدَرُ الجَدِيدِ. وأَجَدَّ ثَوْبًا واسْتَجَدَّه. وثيابٌ جُدُدٌ: مِثْلُ سَريرٍ وسُرُرٍ. وتجدَّد الشيءُ: صَارَ جَدِيدًا. وأَجَدَّه وجَدَّده واسْتَجَدَّه أَي صَيَّرَهُ جَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: جُدَّ ثَدْيا أُمِّك أَي قُطِعَا مِنَ الجَدِّ القطعِ، وَهُوَ دُعاءٌ عَلَيْهِ. الأَصمعي: يُقَالُ جُدَّ ثديُ أُمِّهِ، وَذَلِكَ إِذا دُعِيَ عَلَيْهِ بِالْقَطِيعَةِ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمِّهِ ... إِلينا، ولكن وُدُّهُمْ مُتنابِرُ قَالَ الأَزهري: وَتَفْسِيرُ الْبَيْتِ أَن عَلِيًّا قَبِيلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ، كأَنه قَالَ رُوَيْدَكَ عَلِيّاً أَي أَرْوِدْ بِهِمْ وَارْفُقْ بِهِمْ، ثُمَّ قَالَ جُدَّ ثديُ أُمِّهِمْ إِلينا أَي بيننا وبينهم خُؤُولةُ رَحِمٍ وقرابةٌ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِم، وَهُمْ مُنْقَطِعُونَ إِلينا بِهَا، وإِن كَانَ فِي وِدِّهِمْ لَنَا مَيْنٌ أَي كَذِبٌ ومَلَق. والأَصمعي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِنها لَمِجَدَّةٌ بالرَّحْلِ إِذا كَانَتْ جادَّة فِي السَّيْرِ. قَالَ الأَزهري: لَا أَدري أَقال مِجَدَّة أَو مُجِدَّة؛ فَمَنْ قَالَ مِجَدَّة، فَهِيَ مِنْ جَدَّ يَجِدُّ، وَمَنْ قَالَ مُجِدَّة، فَهِيَ مِنْ أَجَدَّت. والأَجَدَّانِ والجديدانِ: الليلُ والنهارُ، وَذَلِكَ لأَنهما لَا يَبْلَيانِ أَبداً؛ وَيُقَالُ: لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ مَا اخْتَلَفَ الأَجَدَّانِ والجديدانِ أَي الليلُ والنهارُ؛

_ (1). قوله [مظؤه] هكذا في نسخة الأَصل ولم نجد هذه المادة في كتب اللغة التي بأيدينا ولعلها محرفة وأصلها مظه يعني أن من تعاطى عسل المظ الذي في هذا الموضع اشتد به العطش

فأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وَقَالَتْ: لَنْ تَرى أَبداً تَلِيداً ... بِعَيْنِكَ، آخِرَ الدَّهْرِ الجَديدِ فإِن ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: إِذا كَانَ الدَّهْرُ أَبداً جَدِيدًا فَلَا آخِرَ لَهُ، وَلَكِنَّهُ جاءَ عَلَى أَنه لَوْ كَانَ لَهُ آخِرٌ لَمَا رأَيته فِيهِ. والجَديدُ: مَا لَا عَهْدَ لَكَ بِهِ، وَلِذَلِكَ وُصِف الْمَوْتُ بالجَديد، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فقلتُ لِقَلْبي: يَا لَكَ الخَيْرُ إِنما ... يُدَلِّيكَ، للْمَوْتِ الجَديدِ، حَبابُها وَقَالَ الأَخفش وَالْمُغَافِصُ الْبَاهِلِيُّ: جديدُ الْمَوْتِ أَوَّلُه. وجَدَّ النخلَ يَجُدُّه جَدّاً وجِداداً وجَداداً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَرَمَهُ. وأَجَدَّ النخلُ: حَانَ لَهُ أَن يُجَدَّ. والجَدادُ والجِدادُ: أَوانُ الصِّرامِ. والجَدُّ: مصدرُ جَدَّ التمرَ يَجُدُّه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جَدادِ الليلِ ؛ الجَدادُ: صِرامُ النَّخْلِ، وَهُوَ قَطْعُ ثَمَرِهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: نَهَى أَن تُجَدَّ النخلُ لَيْلًا ونَهْيُه عَنْ ذَلِكَ لِمَكَانِ الْمَسَاكِينِ لأَنهم يَحْضُرُونَهُ فِي النَّهَارِ فَيَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ؛ وإِذا فَعَلَ ذَلِكَ لَيْلًا فإِنما هُوَ فَارٌّ مِنَ الصَّدَقَةِ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ الجَداد والجِداد والحَصادُ والحِصادُ والقَطافُ والقِطافُ والصَّرامُ والصِّرام، فكأَنَّ الفَعال والفِعالَ مُطَّرِدانِ فِي كُلِّ مَا كَانَ فِيهِ مَعْنَى وَقْتِ الفِعْلِ، مُشبَّهانِ فِي مُعَاقَبَتِهِمَا بالأَوانِ والإِوانِ، وَالْمَصْدَرُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى الْفِعْلِ، مِثْلُ الجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ أَنه قَالَ لِابْنَتِهِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِني كُنْتُ نَحَلْتُكِ جادَّ عِشْرِينَ وَسْقاً مِنَ النَّخْلِ وتَوَدِّين أَنكِ خَزَنْتِهِ فأَما الْيَوْمُ فَهُوَ مَالُ الْوَارِثِ ؛ وتأْويله أَنه كَانَ نَحَلَها فِي صِحَّتِهِ نَخْلًا كَانَ يَجُدُّ مِنْهَا كلَّ سَنَةٍ عِشْرِينَ وَسْقاً، وَلَمْ يَكُنْ أَقْبَضها مَا نَحَلَها بِلِسَانِهِ، فَلَمَّا مَرِضَ رأَى النِّحْلَ وَهُوَ غيرُ مَقْبُوضٍ غيرَ جَائِزٍ لَهَا، فأَعْلَمَها أَنه لَمْ يَصِحَّ لَهَا وأَن سَائِرَ الْوَرَثَةِ شُرَكَاؤُهَا فِيهَا. الأَصمعي: يُقَالُ لِفُلَانٍ أَرض جادُّ مِائَةَ وَسْقٍ أَي تُخْرجُ مائةَ وَسْقٍ إِذا زُرِعَتْ، وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَوصى بِجادِّ مِائَةَ وَسْقٍ للأَشعريين وبِجادِّ مائةِ وَسْقٍ للشَّيْبِيِّين ؛ الجادُّ: بِمَعْنَى الْمَجْدُودِ أَي نَخْلًا يُجَدُّ مِنْهُ مَا يَبْلُغُ مائةَ وَسْقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَبَطَ فَرَسًا فَلَهُ جادُّ مائةٍ وَخَمْسِينَ وَسْقًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَأَنَّ هَذَا فِي أَوّل الإِسلام لِعِزَّةِ الْخَيْلِ وَقِلَّتِهَا عِنْدَهُمْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جُدادَةُ النَّخْلِ وَغَيْرِهِ مَا يُسْتأْصَل. وَمَا عَلَيْهِ جِدَّةٌ وجُدَّةٌ أَي خِرْقَةٌ. والجِدَّةُ: قِلادةٌ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: لَوْ كنت كَلْبَ قَبِيصٍ كنتَ ذَا جِدَدٍ، ... تَكُونُ أُرْبَتُهُ فِي آخِرِ المَرَسِ وجَديدَتا السَّرْجِ والرَّحْلِ: اللِّبْدُ الَّذِي يَلْزَقُ بِهِمَا مِنَ الْبَاطِنِ. الْجَوْهَرِيُّ: جَديدَةُ السَّرْج مَا تَحْتَ الدَّفَّتين مِنَ الرِّفادة واللِّبْد المُلْزَق، وَهُمَا جَدِيدَتَانِ؛ قَالَ: هَذَا مولَّد وَالْعَرَبُ تَقُولُ جَدْيَةُ السَّرْجِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يأْخذنَّ أَحدكم مَتَاعَ أَخيه لَاعِبًا جَادًّا أَي لَا يأْخذْه عَلَى سَبِيلِ الْهَزْلِ يُرِيدُ لَا يَحْبِسْهُ فَيَصِيرُ ذَلِكَ الهزلُ جِدّاً. والجِدُّ: نقيضُ الهزلِ. جَدَّ فِي الأَمر يَجِدُّ ويَجُدُّ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، جِدّاً وأَجَدَّ: حَقَّقَ. وعذابٌ جِدٌّ: مُحَقَّقٌ مُبَالَغٌ فِيهِ. وَفِي الْقُنُوتِ: ونَخْشى عذابَكَ الجِدَّ. وجَدَّ فِي أَمره يَجِدُّ ويَجُدُّ جَدّاً وأَجَدَّ: حَقَّقَ. والمُجادَّة: المُحاقَّةُ. وجادَّهُ فِي الأَمر أَي حاقَّهُ. وفلانٌ

محسِنٌ جِدّاً، وَهُوَ عَلَى جِدِّ أَمر أَي عَجَلَةِ أَمر. والجِدُّ: الاجتهادُ فِي الأُمور. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا جَدَّ فِي السَّير جَمع بَيْنَ الصَّلاتينِ أَي اهْتَمَّ بِهِ وأَسرع فِيهِ. وجَدَّ بِهِ الأَمرُ وأَجَدَّ إِذا اجْتَهَدَ. وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: لَئِنْ أَشهَدَني اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قتلَ الْمُشْرِكِينَ ليَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَجِدُّ أَي مَا أَجتهِدُ. الأَصمعي: يُقَالُ أَجَدَّ الرَّجُلُ فِي أَمره يُجِدُّ إِذا بَلَغَ فِيهِ جِدَّه، وجَدَّ لغةٌ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: فُلَانٌ جادٌّ مُجِدٌّ أَي مُجْتَهِدٌ. وَقَالَ: أَجَدَّ يُجِدٌّ إِذا صَارَ ذَا جِدٍّ وَاجْتِهَادٍ. وَقَوْلُهُمْ أَجَدَّ بِهَا أَمراً أَي أَجَدَّ أَمرَه بِهَا، نصبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ كَقَوْلِكَ: قررْتُ بِهِ عَيْنًا أَي قرَّت عَيْنِي بِهِ؛ وَقَوْلُهُمْ: فِي هَذَا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ أَي عظيمٌ جِدّاً. وجَدَّ بِهِ الأَمرُ: اشْتَدَّ؛ قَالَ أَبو سَهْمٍ: أَخالِدُ لَا يَرضى عَنِ العبدِ ربُّه، ... إِذا جَدَّ بِالشَّيْخِ العُقوقُ المُصَمِّمُ الأَصمعي: أَجَدَّ فُلَانٌ أَمره بِذَلِكَ أَي أَحكَمَه؛ وأَنشد: أَجَدَّ بِهَا أَمراً، وأَيقَنَ أَنه، ... لَهَا أَو لأُخْرى، كالطَّحينِ تُرابُها قَالَ أَبو نَصْرٍ: حُكِيَ لِي عَنْهُ أَنه قَالَ أَجَدَّ بِهَا أَمراً، مَعْنَاهُ أَجَدَّ أَمرَه؛ قَالَ: والأَوّل سَمَاعِيٌّ، مِنْهُ. وَيُقَالُ: جدَّ فلانٌ فِي أَمرِه إِذا كَانَ ذَا حقيقةٍ ومَضاءٍ. وأَجَدَّ فلانٌ السيرَ إِذا انْكَمَشَ فِيهِ. أَبو عمرو: أَجِدَّكَ وأَ جَدَّكَ مَعْنَاهُمَا مَا لَكَ أَجِدّاً مِنْكَ، وَنَصْبُهُمَا عَلَى الْمَصْدَرِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ وَلَا يُتكلم بِهِ إِلا مُضَافًا. الأَصمعي: أَجدَّكَ مَعْنَاهُ أَبِجِدٍّ هَذَا مِنْكَ، ونصبُهما بِطَرْحِ الباءِ؛ اللَّيْثُ: مَنْ قَالَ أَجِدَّكَ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، فإِنه يَسْتَحْلِفُهُ بِجِدِّه وَحَقِيقَتِهِ، وإِذا فَتَحَ الْجِيمَ، اسْتَحْلَفَهُ بجَدِّه وَهُوَ بَخْتُهُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: مَا أَتاك فِي الشِّعْرِ مِنْ قَوْلِكَ أَجِدَّك، فَهُوَ بِالْكَسْرِ، فإِذا أَتاك بِالْوَاوِ وجَدِّك، فَهُوَ مَفْتُوحٌ؛ وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَجِدَّكُما لَا تَقْضيانِ كَراكُما أَي أَبِجِدٍّ مِنْكُمَا، وَهُوَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ. وأَ جِدَّك لا تفعل كذا، وأَ جَدَّك، إِذا كَسَرَ الْجِيمَ اسْتَحْلَفَهُ بِجِدِّه وَبِحَقِيقَتِهِ، وإِذا فَتَحَهَا اسْتَحْلَفَهُ بِجَدِّه وَبِبَخْتِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَجِدَّكَ مَصْدَرٌ كأَنه قَالَ أَجِدّاً مِنْكَ، وَلَكِنَّهُ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مُضَافًا؛ قَالَ: وَقَالُوا هَذَا عربيٌّ جِدًّا، نصبُه عَلَى الْمَصْدَرِ لأَنه لَيْسَ مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَهُ وَلَا هُوَ هُوَ؛ قَالَ: وَقَالُوا هَذَا العالمُ جِدُّ العالِمِ، وَهَذَا عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ، يُرِيدُ بِذَلِكَ التَّنَاهِيَ وأَنه قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ فِيمَا يَصِفُهُ بِهِ مِنَ الْخِلَالِ. وصَرَّحْت بِجِدٍّ وجِدَّانَ وجِدَّاءَ وبِجِلْدانَ وجِلْداءَ؛ يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا للأَمر إِذا بَانَ وصَرُحَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: صَرَّحْتُ بِجِدَّانَ وجِدَّى أَي بِجِدٍّ. الأَزهري: وَيُقَالُ صَرَّحْتُ بِجِدَّاءَ غيرَ مُنْصَرِفٍ وبِجِدٍّ مُنْصَرِفٌ وبِجِدَّ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وبِجِدَّانَ وبِجَذَّان وبِقِدَّان وبِقَذَّانَ وبقِرْدَحْمَة وبقِذَحْمَة، وأَخرج اللَّبَنُ رَغْوَتَهُ، كُلُّ هَذَا فِي الشَّيْءِ إِذا وضَح بَعْدَ الْتِبَاسِهِ. وَيُقَالُ: جِدَّانَ وجِلْدانَ صحراءَ، يَعْنِي بَرَزَ الأَمر إِلى الصَّحْرَاءِ بعد ما كَانَ مَكْتُومًا. والجُدَّادُ: صِغَارُ الشَّجَرِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد للطرِمَّاح: تَجْتَني ثامِرَ جُدَّادِه، ... مِنْ فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤامْ والجُدَّادُ: صِغارُ العضاهِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: صِغَارُ

الطَّلْحِ، الْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُدَّادةٌ. وجُدَّادُ الطَّلْحِ: صغارُه. وكلُّ شَيْءٍ تَعَقَّد بعضُه فِي بعضٍ مِنَ الْخُيُوطِ وأَغصانِ الشَّجَرِ، فَهُوَ جُدَّادٌ؛ وأَنشد بَيْتُ الطِّرِمَّاحِ. والجَدَّادُ: صَاحِبُ الْحَانُوتِ الَّذِي يَبِيعُ الْخَمْرَ وَيُعَالِجُهَا، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ، وَذَكَرَهُ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذَا حاقُّ التَّصْحِيفِ الَّذِي يَسْتَحْيِي مِنْ مِثْلِهِ مَنْ ضَعُفَتْ مَعْرِفَتُهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَدَّعِي الْمَعْرِفَةَ الثَّاقِبَةَ؟ وَصَوَابُهُ بالحاءِ. والجُدَّادُ: الخُلقانُ مِنَ الثِّيَابِ، وَهُوَ مُعَرَّبُ كُداد بِالْفَارِسِيَّةِ. والجُدَّادُ: الْخُيُوطُ المعقَّدة يُقَالُ لَهَا كُدَّادٌ بِالنَّبَطِيَّةِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ حِمَارًا: أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسراجِ، ... والليلُ غامرُ جُدَّادِها الأَزهري: كَانَتْ فِي الْخُيُوطِ أَلوان فَغَمَرَهَا اللَّيْلُ بِسَوَادِهِ فَصَارَتْ عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ. الأَصمعي: الجُدَّادُ فِي قَوْلِ المسيَّب «1» بْنِ عَلس: فِعْلَ السريعةِ بادَرتْ جُدَّادَها، ... قَبْلَ المَساءِ، يَهُمُّ بالإِسراعِ السَّرِيعَةُ: المرأَة الَّتِي تُسْرِعُ. وجَدودٌ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ فِيهِ مَاءٌ يُسَمَّى الكُلابَ، وَكَانَتْ فِيهِ وَقْعَةٌ مَرَّتَيْنِ، يُقَالُ للكُلابِ الأَوّلِ: يَوْمُ جَدود وَهُوَ لِتغْلِب عَلَى بكرِ بْنِ وَائِلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَرى إِبِلِي عافَتْ جَدودَ فَلَمْ تَذُقْ ... بِهَا قَطْرَةً، إِلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وجُدٌّ: مَوْضِعٌ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَلَوْ أَنها كَانَتْ لِقاحِي كَثِيرَةً، ... لَقَدْ نَهِلتْ مِنْ ماءِ جُدٍّ وَعلَّتِ قَالَ: وَيُرْوَى مِنْ مَاءِ حُدٍّ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وجَدَّاءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ: بَغَيْتُهُمُ مَا بَيْنَ جَدَّاءَ والحَشَى، ... وأَوْرَدْتُهُمْ ماءَ الأُثَيْلِ وعاصِمَا والجُدْجُدُ: الَّذِي يَصِرُّ بِاللَّيْلِ، وَقَالَ العَدَبَّس: هُوَ الصَّدَى. والجُنْدُبُ: الجُدْجُدُ، والصَّرصَرُ: صَيَّاحُ اللَّيْلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجُدْجُدُ دُوَيْبَّةٌ عَلَى خِلقَةِ الجُنْدُبِ إِلا أَنها سُوَيْداءُ قَصِيرَةٌ، وَمِنْهَا مَا يَضْرِبُ إِلى الْبَيَاضِ وَيُسَمَّى صَرْصَراً، وَقِيلَ: هُوَ صرَّارُ الليلِ وَهُوَ قَفَّاز وَفِيهِ شَبه مِنَ الْجَرَادِ، وَالْجَمْعُ الجَداجِدُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ دُوَيْبَّةٌ تعلَقُ الإِهابَ فتأْكلُه؛ وأَنشد: تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بِفاحِمٍ ... غُدافٍ، وتَصطادينَ عُشّاً وجُدْجُدا وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي الجُدْجُدِ يَمُوتُ فِي الوَضوءِ قَالَ: لَا بأْس بِهِ ؛ قَالَ: هُوَ حَيَوَانٌ كَالْجَرَادِ يُصَوِّتُ بِاللَّيْلِ، قِيلَ هُوَ الصَّرْصَرُ. والجُدجُدُ: بَثرَة تخرُج فِي أَصل الحَدَقَة. وكلُّ بَثْرَةٍ فِي جفنِ الْعَيْنِ تُدْعى: الظَّبْظاب. والجُدْجُدُ: الحرُّ؛ قَالَ الطرمَّاح: حَتَّى إِذا صُهْبُ الجَنادِبِ ودَّعَتْ ... نَوْرَ الرَّبِيعِ، ولاحَهُنَّ الجُدْجُدُ والأَجْدادُ: أَرض لِبَنِي مُرَّةَ وأَشجعَ وَفَزَارَةَ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: فَلَا وَأَلَتْ تِلْكَ النفُوسُ، وَلَا أَتَتْ ... عَلَى رَوْضَةِ الأَجْدادِ، وَهْيَ جميعُ وَفِي قِصَّةِ حُنَيْنٍ: كإِمرار الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ «2»، وهي

_ (1). قوله [الْأَصْمَعِيُّ الجدَّاد فِي قَوْلِ المسيَّب إلخ] كذا في نسخة الأصل وهو مبتدأ بغير خبر وإن جعل الخبر في قول المسيب كان سخيفاً (2). قوله [عَلَى الطَّسْتِ] وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ إلخ كذا في النسخة المنسوبة إلى المؤلف وفيها سقط. قال في المواهب: وسمعنا صلصلة من السماء كَإِمْرَارِ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الجديد. قال في النهاية وصف الطَّسْتِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ بِالْجَدِيدِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ إِمَّا لأَن تأنيثها إلخ

مُؤَنَّثَةٌ بِالْجَدِيدِ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ إِما لأَن تأْنيثها غَيْرُ حَقِيقِيٍّ فأَوله عَلَى الإِناء وَالظَّرْفِ، أَو لِأَنَّ فَعِيلًا يُوصَفُ بِهِ الْمُؤَنَّثُ بِلَا عَلَامَةِ تأْنيث كَمَا يُوصَفُ الْمُذَكَّرُ، نَحْوُ امرأَة قَتِيلٍ وَكَفٍّ خَضيب، وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَبْلُغَ الجَدَّ ، قَالَ: هِيَ هَاهُنَا المُسَنَّاةُ وَهُوَ مَا وَقَعَ حَوْلَ الْمَزْرَعَةِ كَالْجِدَارِ، وَقِيلَ: هُوَ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ، وَيُرْوَى الجُدُر، بِالضَّمِّ. جَمْعُ جِدَارٍ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ وسيأْتي ذكره. جرد: جَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ: قشَره؛ قَالَ: كأَنَّ فداءَها، إِذْ جَرَّدُوهُ ... وَطَافُوا حَوْله، سُلَكٌ يَتِيمُ وَيُرْوَى حَرَّدُوهُ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. واسمُ مَا جُرِدَ مِنْهُ: الجُرادَةُ. وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً: نَزَعَ عَنْهُ الشَّعْرَ، وَكَذَلِكَ جَرَّدَه؛ قَالَ طَرَفَةُ: كسِبْتِ الْيَمَانِيِّ قِدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَجْرَدُ لَا شَعْرَ عَلَيْهِ. وثَوْبٌ جَرْدٌ: خَلَقٌ قَدْ سَقَطَ زِئْبِرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بَيْنَ الْجَدِيدِ والخَلَق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً؟ ... هَبِلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ أَي لَا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قَدْ خَرَّقته الرِّمَاحُ فأَيُّ ... تُصِلحُ «3» بَعْدَهُ. والجَرْدُ: الخَلَقُ مِنَ الثِّيَابِ، وأَثْوابٌ جُرُودٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فَلَا تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ ... رَميمٌ، وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ وشَمْلَةٌ جَرْدَةٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ، شَفَيْنا أُحاحَهُ ... غَدَاتَئِذٍ، فِي جَرْدَةٍ، مُتَماحِلِ بَوْشِيٌّ: كَثِيرُ الْعِيَالِ. متماحِلٌ: طَوِيلٌ: شَفَيْنَا أُحاحَهُ أَي قَتَلْناه. والجَرْدَةُ، بِالْفَتْحِ: البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ. وانْجَرَدَ الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ، وَقَدْ جَرِدَ وانْجَرَدَ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا جَرْدُ هَذِهِ القَطِيفَةِ أَي الَّتِي انجَرَدَ خَمَلُها وخَلَقَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: قَالَتْ لَهَا امرأَة: رأَيتُ أُمي فِي الْمَنَامِ وَفِي يَدِهَا شَحْمَةٌ وَعَلَى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ ، تَصْغِيرُ جَرْدَة، وَهِيَ الخِرْقة الْبَالِيَةُ. والجَرَدُ مِنَ الأَرض: مَا لَا يُنْبِتُ، وَالْجَمْعُ الأَجاردُ. والجَرَدُ: فضاءٌ لَا نَبْتَ فِيهِ، وَهَذَا الِاسْمُ لِلْفَضَاءِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ وأَنه يأْتي الْمَاءَ لَيْلًا فَيَشْرَبُ: يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ، ثُمَّ إِذا ... أَضْحَى، تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ جَرَدُ والجُرْدَةُ، بِالضَّمِّ: أَرض مسْتوية متجرِّدة. ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ، لَا نَبَاتَ بِهِ، وفضاءٌ أَجْرَدُ. وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ، كَذَلِكَ، وَقَدْ جَرِدَتْ جَرَداً وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً. والسماءُ جَرْداءُ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا غَيْم مِنْ صَلَع. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: وَكَانَتْ فِيهَا أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة مِنَ النَّبَاتِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

_ (3). قوله [فأي تصلح] كذا بنسخة الأَصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح ولعل المراد فأي أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك.

تُفْتَتحُ الأَريافُ فَيَخْرُجُ إِليها الناسُ، ثُمَّ يَبْعَثُون إِلى أَهاليهم إِنكم فِي أَرض جَرَديَّة ؛ قِيلَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى الجَرَدِ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهِيَ كُلُّ أَرض لَا نَبَاتَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي حَدْرَدٍ: فَرَمَيْتُهُ عَلَى جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي وَسَطِهِ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْقَفَا المنْجَرِد عَنِ اللَّحْمِ تصغيرُ الجَرْداء. وَسَنَةٌ جارودٌ: مُقْحِطَةٌ شَدِيدَةُ المَحْلِ. ورجلٌ جارُودٌ: مَشؤُومٌ، مِنْهُ، كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ. وجَرَدَ القومَ يجرُدُهُم جَرْداً: سأَلهم فَمَنَعُوهُ أَو أَعطَوْه كَارِهِينَ. والجَرْدُ، مُخَفَّفٌ: أَخذُك الشيءَ عَنِ الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً، ولذلك سمي المشؤوم جَارُودًا، والجارودُ العَبْدِيُّ: رجلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَاسْمُهُ بِشْرُ بنُ عَمْرٍو مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَسُمِّيَ الجارودَ لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله مِنْ بَنِي شَيْبَانَ وبإِبله دَاءٌ، فَفَشَا ذَلِكَ الدَّاءُ فِي إِبل أَخواله فأَهلكها؛ وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ: لَقَدْ جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ وَمَعْنَاهُ: شُئِمَ عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: استأْصل مَا عِنْدَهُمْ. وَلِلْجَارُودِ حَدِيثٌ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقُتِلَ بِفَارِسَ فِي عَقَبَةِ الطِّينِ. وأَرض جَرْداءُ: فَضَاءٌ وَاسِعَةٌ مَعَ قِلَّةِ نَبْتٍ. وَرَجُلٌ أَجْرَدُ: لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أَجرَدُ ذُو مَسْرَبةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَجرد الَّذِي لَيْسَ عَلَى بَدَنِهِ شَعْرٌ وَلَمْ يَكُنْ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَلِكَ وإِنما أَراد بِهِ أَن الشَّعْرَ كَانَ فِي أَماكن مِنْ بَدَنِهِ كَالْمَسْرَبَةِ وَالسَّاعِدَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ، فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ، وَهُوَ الَّذِي عَلَى جَمِيعِ بَدَنِهِ شَعْرٌ. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: جُرْدٌ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون ، وخَدٌّ أَجْرَدُ، كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنه أَخرج نَعْلَيْنِ جَرْداوَيْن فَقَالَ: هَاتَانِ نَعْلَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي لَا شَعْرَ عَلَيْهِمَا. والأَجْرَدُ مِنَ الخيلِ والدوابِّ كلِّها: القصيرُ الشعرِ حَتَّى يُقَالَ إِنه لأَجْرَدُ الْقَوَائِمِ. وَفَرَسٌ أَجْرَدُ: قَصِيرُ الشَّعْرِ، وَقَدْ جَرِدَ وانْجَرَدَ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ العِتْق والكَرَم؛ وَقَوْلُهُمْ: أَجردُ الْقَوَائِمِ إِنما يُرِيدُونَ أَجردُ شَعْرِ الْقَوَائِمِ؛ قَالَ: كأَنَّ قتودِي، والقِيانُ هَوَتْ بِهِ ... مِنَ الحَقْبِ، جَردَاءُ الْيَدَيْنِ وثيقُ وَقِيلَ: الأَجردُ الَّذِي رقَّ شَعْرُهُ وَقَصُرَ، وَهُوَ مَدْحٌ. وتَجَرَّد مِنْ ثَوْبِهِ وانجَرَدَ: تَعرَّى. سِيبَوَيْهِ: انْجَرَدَ لَيْسَتْ لِلْمُطَاوَعَةِ إِنما هِيَ كَفَعَلْتُ كَمَا أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ، وَقَدْ جَرَّده مِنْ ثَوْبِهِ؛ وَحَكَى الفارسيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: جَرَّدهُ مِنْ ثَوْبِهِ وجرَّده إِياه. وَيُقَالُ أَيضاً: فُلَانٌ حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كَقَوْلِكَ حَسَنُ العُريةِ والمعَرّى، وَهُمَا بِمَعْنًى. والتجريدُ: التَّعْرِيَةُ مِنَ الثِّيَابِ. وتجريدُ السَّيْفِ: انْتِضَاؤُهُ. والتجريدُ: التشذيبُ. والتجرُّدُ: التعرِّي. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ أَنورَ المتجرِّدِ أَي مَا جُرِّدَ عَنْهُ الثِّيَابُ مِنْ جَسَدِهِ وكُشِف؛ يُرِيدُ أَنه كَانَ مُشْرِقَ الْجَسَدِ. وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرِّدِ والمتجرَّدِ، وَالْفَتْحُ أَكثر، أَي بَضَّةٌ عِنْدَ التجرُّدِ، فالمتجرَّدِ عَلَى هَذَا مَصْدَرٌ؛ وَمِثْلُ هَذَا فُلَانٌ رجلُ حَرْبٍ أَي عِنْدَ الْحَرْبِ، وَمَنْ قَالَ بَضَّةُ المتجرِّد، بِالْكَسْرِ، أَراد الجسمَ. التَّهْذِيبُ: امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا كَانَتْ بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ مِنْ ثَوْبِهَا. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ مُسْتَحْيياً وَلَمْ يَكُنْ بالمنبسِطِ فِي الظُّهُورِ: مَا أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ. والمتجرِّدةُ: اسْمُ امرأَةِ النعمانِ بْنِ المنذِر مَلِكَ الحَيرةِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّراةِ: فإِذا ظَهَرُوا بَيْنَ النَّهْرَينِ لَمْ يُطاقوا ثُمَّ يَقِلُّون حَتَّى يَكُونَ آخرهُم لُصوصاً

جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثِيَابَهُمْ ويَنْهَبونها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ؛ قَالَ لأَنس: لأُجَرِّدَنَّك كَمَا يُجَرَّدُ الضبُ أَي لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ، لأَنه إِذا شُوِيَ جُرِّدَ مِنْ جِلْدِهِ، وَيُرْوَى: لأَجْرُدَنَّك، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ. والجَرْدُ: أَخذ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ عَسْفاً وجَرْفاً؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ الجارودُ وَهِيَ السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ المَحْل كأَنها تُهْلِكُ النَّاسَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَبِهَا سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سَبْعُونَ نَبِيًّا لَمْ تُقْتَلْ وَلَمْ تُجَرَّدْ أَي لَمْ تُصِبْهَا آفَةٌ تُهْلِكُ ثَمرها وَلَا وَرَقَهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ جُرِدَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مَجْرُودَةٌ إِذا أَكلها الجرادُ. وجَرَّدَ السيفَ مِنْ غِمْدِهِ: سَلَّهُ. وتجرَّدَتِ السُّنْبُلَةُ وانجَرَدَتْ: خَرَجَتْ مِنْ لَفَائِفِهَا، وَكَذَلِكَ النَّورُ عَنْ كِمامِهِ. وَانْجَرَدَتِ الإِبِلُ مِنْ أَوبارها إِذا سَقَطَتْ عَنْهَا. وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ: عَرَّاه مِنَ الضَّبْطِ وَالزِّيَادَاتِ وَالْفَوَاتِحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَقَدْ قرأَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَستعيذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَقَالَ: جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فِيهِ صَغِيرُكُمْ وَلَا يَنْأَى عَنْهُ كَبِيرُكُمْ، وَلَا تَلبِسوا بِهِ شَيْئًا لَيْسَ مِنْهُ ؛ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَعْنَاهُ لَا تَقْرِنُوا بِهِ شَيْئًا مِنَ الأَحاديث الَّتِي يَرْوِيهَا أَهل الْكِتَابِ لِيَكُونَ وَحْدَهُ مُفْرَدًا، كأَنه حثَّهم عَلَى أَن لَا يَتَعَلَّمَ أَحد مِنْهُمْ شَيْئًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ غَيْرَهُ، لأَن مَا خَلَا الْقُرْآنِ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ تَعَالَى إِنما يُؤْخَذُ عَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهُمْ غَيْرُ مأْمونين عَلَيْهَا؛ وَكَانَ إِبراهيم يَقُولُ: أَراد بِقَوْلِهِ جَرِّدوا القرآنَ مِنَ النَّقْط والإِعراب وَالتَّعْجِيمِ وَمَا أَشبهها، وَاللَّامُ فِي ليَرْبُوَ مِنْ صِلَةِ جَرِّدوا، وَالْمَعْنَى اجْعَلُوا الْقُرْآنَ لِهَذَا وخُصُّوه بِهِ واقْصُروه عَلَيْهِ، دُونَ النِّسْيَانِ والإِعراض عَنْهُ لينشأَ عَلَى تَعْلِيمِهِ صِغَارُكُمْ وَلَا يَبْعُدَ عَنْ تِلَاوَتِهِ وَتَدَبُّرِهِ كِبَارُكُمْ. وتجرَّدَ الحِمارُ: تقدَّمَ الأُتُنَ فَخَرَجَ عَنْهَا. وتجَرَّدَ الفرسُ وانجرَدَ: تقدَّم الحَلْبَةَ فَخَرَجَ مِنْهَا وَلِذَلِكَ قِيلَ: نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا تَقَدَّمَهَا، كأَنه أَلقاها عَنْ نَفْسِهِ كَمَا يَنْضُو الإِنسانُ ثوبَه عَنْهُ. والأَجْرَدُ: الَّذِي يَسْبِقُ الخيلَ ويَنْجَرِدُ عَنْهَا لِسُرْعَتِهِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ. ورجلٌ مُجْرَد، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ: أُخْرِجَ مِنْ مَالِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتجَرَّدَ الْعَصِيرُ: سَكَنَ غَلَيانُه. وخمرٌ جَرداءُ: منجردةٌ مِنْ خُثاراتها وأَثفالها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ: فَلَمَّا فُتَّ عَنْهَا الطينُ فاحَتْ، ... وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صَافِي وتجَرَّدَ للأَمر: جَدَّ فِيهِ، وَكَذَلِكَ تجَرَّد فِي سَيْرِهِ وانجَرَدَ، وَلِذَلِكَ قَالُوا: شَمَّرَ فِي سَيْرِهِ. وانجرَدَ بِهِ السيرُ: امتَدَّ وَطَالَ؛ وإِذا جَدَّ الرَّجُلُ فِي سَيْرِهِ فَمَضَى يُقَالُ: انجرَدَ فَذَهَبَ، وإِذا أَجَدَّ فِي الْقِيَامِ بأَمر قِيلَ: تجَرَّد لأَمر كَذَا، وتجَردَّ لِلْعِبَادَةِ؛ وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ: تجرَّدُوا بِالْحَجِّ وإِن لَمْ تُحرِموا. قَالَ إِسحاق بْنُ مَنْصُورٍ: قُلْتُ لأَحمد مَا قَوْلُهُ تجَرَّدوا بِالْحَجِّ؟ قَالَ: تَشَبَّهوا بِالْحَاجِّ وإِن لَمْ تَكُونُوا حُجَّاجاً، وَقَالَ إِسحاق بْنُ إِبراهيم كَمَا قَالَ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بِالْحَجِّ إِذا أَفرده وَلَمْ يُقْرِنْ. والجرادُ: مَعْرُوفٌ، الواحدةُ جَرادة تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ الجرادُ بِذَكَرٍ لِلْجَرَادَةِ وإِنما هُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ كَالْبَقَرِ وَالْبَقَرَةِ وَالتَّمْرِ وَالتَّمْرَةِ وَالْحَمَامِ وَالْحَمَامَةِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ، فحقُّ مُذَكَّرِهِ أَن لَا يَكُونُ مؤنثُه مِنْ لَفْظِهِ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ الواحدُ المذكرُ بِالْجَمْعِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قِيلَ هُوَ سِرْوَةٌ ثُمَّ دَبَى ثُمَّ غَوْغاءُ ثُمَّ خَيْفانٌ ثُمَّ كُتْفانُ ثُمَّ جَراد، وَقِيلَ: الْجَرَادُ الذَّكَرُ وَالْجَرَادَةُ الأُنثى؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: رأَيت جَراداً عَلَى جَرادةٍ كَقَوْلِهِمْ: رأَيت نَعَامًا عَلَى نَعَامَةٍ؛

قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَذَلِكَ موضوعٌ عَلَى مَا يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ، وَيَتْرُكُونَ غيرَه بِالْغَالِبِ إِليه مِنْ إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنيث، وإِن كَانَ أَيضاً غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِهِمْ وَاسِعًا كَثِيرًا، يَعْنِي المؤَنث الَّذِي لَا عَلَامَةَ فِيهِ كَالْعَيْنِ والقدْر والعَناق وَالْمُذَكَّرَ الَّذِي فِيهِ علامةُ التأْنيث كَالْحَمَامَةِ والحَيَّة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ الأَصمعي إِذا اصفَرَّت الذكورُ وَاسْوَدَّتِ الإِناثُ ذَهَبَ عَنْهُ الأَسماء إِلا الجرادَ يَعْنِي أَنه اسْمٌ لَا يُفَارِقُهَا؛ وَذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْجَرَادِ إِلى أَنه آخِرُ أَسمائه كَمَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ أَعرابي: تَرَكْتُ جَرَادًا كأَنه نَعَامَةٌ جَاثِمَةٌ. وجُردت الأَرضُ، فَهِيَ مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها. وجَرَدَ الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً: احْتَنَكَ مَا عَلَيْهَا مِنَ النَّبَاتِ فَلَمْ يُبق مِنْهُ شَيْئًا؛ وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ جَراداً بِذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرضٌ مجرودةٌ، مِنَ الْجَرَادِ، فَالْوَجْهُ عِنْدِي أَن يَكُونَ مَفْعُولَةً مِنْ جَرَدَها الجرادُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَلِلْآخَرِ أَن يَعْنِيَ بِهَا كثرةَ الْجَرَادِ، كَمَا قَالُوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الْوَحْشِ، فَيَكُونُ عَلَى صِيغَةِ مَفْعُولٍ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ إِلا بِحَسَبِ التَّوَهُّمِ كأَنه جُردت الأَرض أَي حَدَثَ فِيهَا الْجَرَادُ، أَو كأَنها رُميَتْ بِذَلِكَ، فأَما الجرادةُ اسْمُ فَرَسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبيل، فإِنما سُمِّيَتْ بِوَاحِدِ الْجَرَادِ عَلَى التَّشْبِيهِ لَهَا بِهَا، كَمَا سَمَّاهَا بَعْضُهُمْ خَيْفانَةً. وجَرادةُ العَيَّار: اسْمُ فُرَسٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. والجَرَدُ: أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان مِنْ أَكْلِ الجَرادِ. وجُردَ الإِنسانُ، بِصِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلهُ، إِذا أَكل الجرادَ فَاشْتَكَى بطنَه، فَهُوَ مجرودٌ. وجَرِدَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، جَرَداً، فَهُوَ جَرِدٌ: شَرِيَ جِلْدُه مِنْ أَكل الجرادِ. وجُرِدَ الزرعُ: أَصابه الجرادُ. وَمَا أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ النَّاسِ ذَهَبَ بِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: مَا أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه. وجَرادَةُ: اسمُ امرأَةٍ ذَكَرُوا أَنها غَنَّتْ رِجَالًا بَعَثَهُمْ عَادٌ إِلى الْبَيْتِ يَسْتَسْقُونَ فأَلهتهم عَنْ ذَلِكَ؛ وإِياها عَنَى ابْنُ مُقْبِلٍ بِقَوْلِهِ: سِحْراً كَمَا سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها، ... بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ والجَرادَتان: مُغَنِّيَتَانِ لِلنُّعْمَانِ؛ وَفِي قِصَّةِ أَبي رِغَالٍ: فَغَنَّتْهُ الجرادَتان. التَّهْذِيبُ: وَكَانَ بِمَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَيْنَتَانِ يُقَالُ هُمَا الْجَرَادَتَانِ مَشْهُورَتَانِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ وَالْغِنَاءِ. وخيلٌ جَرِيدَةٌ: لَا رَجَّالَةَ فِيهَا؛ وَيُقَالُ: نَدَبَ القائدُ جَريدَةً مِنَ الْخَيْلِ إِذا لَمْ يُنْهِضْ مَعَهُمْ رَاجِلًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً، ... تَرامَى بِهِ قِيعانُهُ وأَخاشِبُه قَالَ الأَصمعي: الجَريدةُ الَّتِي قَدْ جَرَدَها مِنَ الصِّغار؛ وَيُقَالُ: تَنَقَّ إِبلًا جَرِيدَةً أَي خِيَارًا شِدَادًا. أَبو مَالِكٍ: الجَريدةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ الْخَيْلِ. والجاروديَّةُ: فِرَقَةٌ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ نُسِبُوا إِلى الْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ أَبي زِيَادٍ. وَيُقَالُ: جَريدة مِنَ الْخَيْلِ لِلْجَمَاعَةِ جُرِّدَتْ مِنْ سَائِرِهَا لِوَجْهٍ. والجَريدة: سَعفة طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: هِيَ رَطْبَةً سفعةٌ وَيَابِسَةً جريدةٌ؛ وَقِيلَ: الْجَرِيدَةُ لِلنَّخْلَةِ كَالْقَضِيبِ لِلشَّجَرَةِ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى اشْتِقَاقِ الْجَرِيدَةِ فَقَالَ: هِيَ السَّعَفَةُ الَّتِي تُقَشَّرُ مِنْ خُوصِهَا كَمَا يُقَشَّرُ الْقَضِيبُ مِنْ وَرَقِهِ، وَالْجَمْعُ جَريدٌ وجَرائدُ؛ وَقِيلَ: الْجَرِيدَةُ السعَفة مَا كَانَتْ، بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ؛ وَقِيلَ: الْجَرِيدُ اسْمُ وَاحِدٍ كَالْقَضِيبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ أَن الْجَرِيدَ جَمْعُ جَرِيدَةٍ كَشَعِيرٍ وَشَعِيرَةٍ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: ائْتني بِجَرِيدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كُتِبَ الْقُرْآنُ فِي جَرائدَ ، جَمْعُ جَرِيدَةٍ؛ الأَصمعي: هُوَ الجَريد عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ، وَاحِدَتُهُ جَرِيدَةٌ، وَهُوَ الْخُوصُ وَالْجُرْدَانُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَرِيدُ الَّذِي يُجْرَدُ عَنْهُ الْخُوصُ وَلَا يُسَمَّى جَرِيدًا مَا دَامَ عَلَيْهِ الْخُوصُ، وإِنما يُسَمَّى سَعَفاً. وَكُلُّ شَيْءٍ قَشَرْتَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَدْ جَرَدْتَهُ عَنْهُ، وَالْمَقْشُورُ: مَجْرُودٌ، وَمَا قُشِرَ عَنْهُ: جُرادة. وَفِي الْحَدِيثِ: الْقُلُوبُ أَربعة: قَلْبٌ أَجرَدُ فِيهِ مثلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ أَي لَيْسَ فِيهِ غِلٌّ وَلَا غِشٌّ، فَهُوَ عَلَى أَصل الْفِطْرَةِ فَنُورُ الإِيمان فِيهِ يُزهر. ويومٌ جَريد وأَجْرَدُ: تَامٌّ، وَكَذَلِكَ الشَّهْرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وعامٌ جَريد أَي تَامٌّ. وَمَا رأَيته مُذْ أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان: يريدُ يَوْمَيْنِ أَو شَهْرَيْنِ تَامَّيْنِ. والمُجَرَّدُ والجُردانُ، بِالضَّمِّ: الْقَضِيبُ مِنْ ذَوَاتِ الْحَافِرِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ مَعْمُومًا بِهِ، وَقِيلَ هُوَ فِي الإِنسان أَصل وَفِيمَا سِوَاهُ مُسْتَعَارٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا رَوِينَ عَلَى الخِنْزِير مِنْ سَكَرٍ، ... نادَيْنَ: يَا أَعظَمَ القِسِّين جُرْدانا الْجَمْعُ جَرادين. والجَرَدُ فِي الدَّوَابِّ: عَيْبٌ مَعْرُوفٌ، وَقَدْ حُكِيَتْ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ جَرِدَ جَرَداً. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَرَدُ وَرَمٌ فِي مؤَخر عُرْقُوبِ الْفَرَسِ يَعْظُمُ حَتَّى يمنعَه المشيَ والسعيَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ وَهُوَ ثِقَةٌ مأْمون. والإِجْرِدُّ: نَبْتٌ يَدُلُّ عَلَى الكمأَة، وَاحِدَتُهُ إِجْرِدَّةٌ؛ قَالَ: جَنَيْتُها مِنْ مُجْتَنىً عَويصِ، ... مِنْ مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ النَّضِرُ: الإِجْرِدَّ بَقْلٌ يُقَالُ لَهُ حَبٌّ كأَنه الْفُلْفُلُ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِجْرِدٌ، بِتَخْفِيفِ الدَّالِ، مِثْلُ إِثمد، وَمَنْ ثُقِّلَ، فَهُوَ مِثْلُ الإِكْبِرِّ، يُقَالُ: هُوَ إِكْبِرُّ قَوْمِهِ. وجُرادُ: اسْمُ رَمَلَةٍ فِي الْبَادِيَةِ. وجُراد وجَراد وجُرادَى: أَسماء مَوَاضِعَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: تَرَكْتُ جَراداً كأَنها نَعَامَةٌ بَارِكَةٌ. والجُراد والجُرادة: اسْمُ رَمْلَةٍ بأَعلى الْبَادِيَةِ. وَالْجَارِدُ وأُجارد، بِالضَّمِّ: مَوْضِعَانِ أَيضاً، وَمِثْلُهُ أُباتر. والجُراد: مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ تَمِيمٍ. يُقَالُ: جَرَدُ القَصِيم وَالْجَارُودُ وَالْمَجْرَدُ وَجَارُودٌ أَسماء رِجَالٍ. ودَرابُ جِرْد: مَوْضِعٌ. فأَما قَوْلُ سِيبَوَيْهِ: فَدِرَابُ جِرْدَ كَدَجَاجَةٍ وَدِرَابُ جِرْدَيْنِ كَدَجَاجَتَيْنِ فإِنه لَمْ يُرِدْ أَن هُنَالِكَ دِرَابَ جِرْدين، وإِنما يُرِيدُ أَن جِرْد بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ فِي دَجَاجَةٍ، فَكَمَا تَجِيءُ بِعَلَمِ التَّثْنِيَةِ بَعْدَ الْهَاءِ فِي قَوْلِكَ دَجَاجَتَيْنِ كَذَلِكَ تَجِيءُ بِعَلَمِ التَّثْنِيَةِ بَعْدَ جِرْدَ، وإِنما هُوَ تَمْثِيلٌ مِنْ سِيبَوَيْهِ لَا أَن دِرَابَ جِرْدَيْنِ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: تدلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بِجَرْداءَ، مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها يَعْنِي صَخْرَةً مَلْسَاءَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَصِفُ مُشْتَارًا لِلْعَسَلِ تَدَلَّى عَلَى بُيُوتِ النَّحْلِ. وَالسَّبُّ: الْحَبْلُ. وَالْخَيْطَةُ: الْوَتِدُ. وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهَا تَعُودُ عَلَى النَّحْلِ. وَقَوْلُهُ: بِجَرْدَاءَ يُرِيدُ بِهِ صَخْرَةً مَلْسَاءَ كَمَا ذُكِرَ. وَالْوَكْفُ: النَّطْعُ شَبَّهَهَا بِهِ لِمَلَاسَتِهَا، وَلِذَلِكَ قَالَ: يَكْبُو غُرَابُهَا أَي يَزْلَقُ الْغُرَابُ إِذا مَشَى عَلَيْهَا؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الرِّيَاشِيُّ أَنشدني الأَصمعي فِي النُّونِ مَعَ الْمِيمِ: أَلا لَهَا الوَيْلُ عَلَى مُبين، ... عَلَى مُبِينٍ جَرَدِ القَصِيم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِحَنْظَلَةَ بْنِ مُصْبِحٍ، وأَنشد صَدْرَهُ: يَا رِيَّها اليومَ عَلَى مُبين

مُبِينُ: اسْمُ بِئْرٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِبِلَادِ تَمِيمٍ. والقَصِيم: نَبْتٌ. والأَجاردة مِنَ الأَرض: مَا لَا يُنْبِتُ؛ وأَنشد فِي مِثْلِ ذَلِكَ: يطعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمٍ، ... تَحْتَ الذُّنابى فِي مكانٍ سُخْن وَقِيلَ: القَصيم مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ مَعْرُوفٌ فِي الرِّمَالِ الْمُتَّصِلَةِ بِجِبَالِ الدَّعْنَاءِ. وَلَبَنٌ أَجْرَدُ: لَا رَغْوَةَ لَهُ؛ قَالَ الأَعشى: ضَمِنَتْ لَنَا أَعجازَه أَرماحُنا، ... مِلءَ المراجِلِ، والصريحَ الأَجْرَدا جَرْهَدَ: الجَرْهَدة: الوحَى فِي السَّيْرِ. واجْرَهَدَّ فِي السَّيْرِ: اسْتَمَرَّ. واجْرَهَدّ القومُ: قَصَدُوا القصدَ. وَاجْرَهَدَّ الطريقُ: اسْتَمَرَّ وَامْتَدَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَى صَمود النَّقْب مُجْرَهدّ وَاجْرَهَدَّ الليلُ: طَالَ. وَاجْرَهَدَّتِ الأَرضُ: لَمْ يُوجَدْ فِيهَا نَبْتٌ وَلَا مَرْعًى. وَاجْرَهَدَّتِ السَّنَةُ: اشْتَدَّتْ وَصَعُبَتْ؛ قَالَ الأَخطل: مَساميحُ الشتاءِ إِذا اجْرَهَدَّتْ، ... وعزَّت عِنْدَ مَقْسَمِها الجَزُور أَي اشْتَدَّتْ وَامْتَدَّ أَمرها. والمُجَرْهِدُ: المُسْرِعُ فِي الذَّهَابِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمْ تُراقبْ هُناك ناهِلَة الواشِين، ... لَمَّا اجْرَهَدَّ ناهلُها أَبو عَمْرٍو: الجُرْهُدُ السَّيار النَّشِيطُ. وجَرْهَدُ: اسم. جَسَدَ: الْجَسَدُ: جِسْمُ الإِنسان وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهِ مِنَ الأَجسام الْمُغْتَذِيَةِ، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ الإِنسان جَسَدٌ مِنْ خَلْقِ الأَرض. والجَسَد: الْبَدَنُ، تَقُولُ مِنْهُ: تَجَسَّد، كَمَا تَقُولُ مِنَ الْجِسْمِ: تجسَّم. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُقَالُ لِلْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ جَسَدٌ؛ غَيْرُهُ: وَكُلُّ خَلْقٍ لَا يأْكل وَلَا يَشْرَبُ مِنْ نَحْوِ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ مِمَّا يَعْقِلُ، فَهُوَ جَسَدٌ. وَكَانَ عِجْلُ بَنِي إِسرائيل جَسَدًا يَصِيحُ لَا يأْكل وَلَا يَشْرَبُ وَكَذَا طَبِيعَةُ الْجِنِّ؛ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ ؛ جَسَدًا بَدَلٌ مِنْ عِجْلٍ لأَن الْعِجْلَ هُنَا هُوَ الْجَسَدُ، وإِن شِئْتَ حَمَلْتَهُ عَلَى الْحَذْفِ أَي ذَا جَسَدٍ، وَقَوْلُهُ: لَهُ خُوار، يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْهَاءُ رَاجِعَةً إِلى الْعِجْلِ وأَن تَكُونَ رَاجِعَةً إِلى الْجَسَدِ، وَجَمْعُهُ أَجساد؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ عِجْلًا جَسَدًا، قَالَ: أَحمر مِنْ ذَهَبٍ؛ وَقَالَ أَبو إِسحق فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ: الْجَسَدُ هُوَ الَّذِي لَا يَعْقِلُ وَلَا يُمَيِّزُ إِنما مَعْنَى الْجَسَدِ مَعْنَى الْجُثَّةِ. فَقَطْ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لَا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ ؛ قَالَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ يُثْنَى عَلَى جَمَاعَةٍ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ ذَوِي أَجساد إِلَّا ليأْكلوا الطَّعَامَ، وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا: مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يأْكل الطَّعَامَ؟ فأُعلموا أَن الرُّسُلَ أَجمعين يأْكلون الطَّعَامَ وأَنهم يَمُوتُونَ. الْمُبَرِّدُ وَثَعْلَبٌ: الْعَرَبُ إِذا جَاءَتْ بَيْنَ كَلَامَيْنِ بِجَحْدَيْنِ كَانَ الْكَلَامُ إِخباراً، قَالَا: وَمَعْنَى الْآيَةِ إِنما جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا ليأْكلوا الطَّعَامَ، قَالَا: وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ وَلَا أَقبل مِنْكَ، مَعْنَاهُ إِنما سَمِعْتُ مِنْكَ لأَقبل مِنْكَ، قَالَا: وإِن كَانَ الْجَحْدُ فِي أَول الْكَلَامِ كَانَ الْكَلَامُ مَجْحُودًا جَحْدًا حَقِيقَيًّا، قَالَا: وَهُوَ كَقَوْلِكَ مَا زَيْدٌ بِخَارِجٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ اللَّيْثُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لَا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ كَالْمَلَائِكَةِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ وَمَعْنَاهُ الإِخبار كَمَا قَالَ النَّحْوِيُّونَ أَي جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا ليأْكلوا الطَّعَامَ؛ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن ذَوِي الأَجساد يأْكلون الطَّعَامَ، وأَن الْمَلَائِكَةَ رُوحَانِيُّونَ لَا يأْكلون الطَّعَامَ وَلَيْسُوا جَسَدًا، فإِن ذَوِي الأَجساد يأْكلون الطَّعَامَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنها لَحَسَنَةُ الأَجساد،

كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا جَسَدًا ثُمَّ جَمَعُوهُ عَلَى هَذَا. وَالْجَاسِدُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: مَا اشْتَدَّ وَيَبُسَ. والجَسَدُ والجَسِدُ والجاسِدُ والجَسِيد: الدَّمُ الْيَابِسُ، وَقَدْ جَسِدَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلثَّوْبِ: مُجَسَّدٌ إِذا صبغَ بِالزَّعْفَرَانِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلزَّعْفَرَانِ الرَّيْهُقانُ والجاديُّ والجِساد؛ اللَّيْثُ: الجِساد الزَّعْفَرَانُ وَنَحْوُهُ مِنَ الصِّبْغِ الأَحمر والأَصفر الشَّدِيدِ الصُّفْرَةِ؛ وأَنشد: جِسادَيْنِ مِنْ لَوْنَيْنِ، ورْسٍ وعَنْدَم وَالثَّوْبُ المُجَسَّد، وَهُوَ الْمُشَبَّعُ عُصْفُرًا أَو زَعْفَرَانًا. والمُجَسَّد: الأَحمر. وَيُقَالُ: عَلَى فُلَانٍ ثَوْبٌ مُشَبَّعٌ مِنَ الصَّبْغِ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مُفْدَم، فإِذا قَامَ قِيَامًا مِنَ الصَّبْغِ قِيلَ: قَدْ أُجسِدَ ثَوْبُ فُلَانٍ إِجساداً فَهُوَ مُجْسَد؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: إِنَّ امرأَته لَيْسَ عَلَيْهَا أَثر الْمَجَاسِدِ ؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ مُجسد، بِضَمِّ الْمِيمِ، وَهُوَ الْمَصْبُوغُ الْمُشَبَّعُ بالجَسَد وَهُوَ الزَّعْفَرَانُ وَالْعُصْفُرُ. وَالْجَسَدُ وَالْجِسَادُ: الزَّعْفَرَانُ أَو نَحْوُهُ مِنَ الصَّبْغِ. وَثَوْبٌ مُجْسَد ومُجَسَّد: مَصْبُوغٌ بِالزَّعْفَرَانِ، وَقِيلَ: هُوَ الأَحمر. وَالْمُجْسَدُ: مَا أُشبع صَبْغُهُ مِنَ الثِّيَابِ، وَالْجَمْعُ مَجَاسِدُ؛ وأَما قَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ: كأَنَّ مَا فوقَها، مِمَّا عُلِينَ بِهِ، ... دِماءُ أَجوافِ بُدْنٍ، لونُها جَسِد أَراد مَصْبُوغًا بِالْجِسَادِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى النَّسَبِ إِذ لَا نَعْرِفُ لجَسِدٍ فِعْلًا. وَالْمَجَاسِدُ جَمْعُ مَجْسَدٍ، وَهُوَ الْقَمِيصُ الْمُشَبَّعُ بِالزَّعْفَرَانِ. اللَّيْثُ: الْجَسَدُ مِنَ الدِّمَاءِ مَا قَدْ يَبُسَ فَهُوَ جَامِدٌ جَاسِدٌ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ سِهَامًا بِنِصَالِهَا: فِراغٌ عَواري اللِّيطِ، تُكْسَى ظُباتُها ... سَبائبَ، مِنْهَا جاسِدٌ ونَجِيعُ قَوْلُهُ: فَرَاغٌ هُوَ جَمْعُ فَرِيغٍ لِلْعَرِيضِ؛ يَصِفُ سِهَامًا وأَن نِصَالَهَا عَرِيضَةٌ. وَاللِّيطُ: الْقِشْرُ، وَظُبَاتُهَا: أَطرافها. وَالسَّبَائِبُ: طَرَائِقُ الدَّمِ. وَالنَّجِيعُ: الدَّمُ نَفْسُهُ. وَالْجَاسِدُ: الْيَابِسُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَسَدُ الدَّمُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَمَا هُريقَ عَلَى الأَنْصابِ مِنْ جَسَد وَالْجَسَدُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ جسِد بِهِ الدَّمُ يجسَد إِذا لَصِقَ بِهِ، فَهُوَ جَاسِدٌ وجسِد؛ وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ: [مِنْهَا جَاسِدٌ وَنَجِيعُ] وأَنشد لِآخَرَ: بِسَاعِدَيْهِ جَسِدٌ مُوَرَّسُ، ... مِنَ الدِّمَاءِ، مَائِعٌ وَيَبِسُ والمِجْسَد: الثَّوْبُ الَّذِي يَلِي جَسَدَ المرأَة فَتَعْرَقُ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الْمَجَاسِدُ جَمْعُ المِجسد، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ الْقَمِيصُ الَّذِي يَلِي الْبَدَنَ. الْفَرَّاءُ: المِجْسَدُ والمُجْسَد وَاحِدٌ، وأَصله الضَّمُّ لأَنه مِنْ أُجسد أَي أُلزق بِالْجَسَدِ، إِلَّا أَنهم اسْتَثْقَلُوا الضَّمَّ فَكَسَرُوا الْمِيمَ، كَمَا قَالُوا للمُطْرف مِطْرف، والمُصْحف مِصْحف. والجُساد: وَجَعٌ يأْخذ فِي الْبَطْنِ يُسَمَّى بِيجَيْدَقٌ «4». وَصَوْتٌ مُجَسَّد: مَرْقُومٌ عَلَى مَحْسُنَةٍ وَنَغَمٍ «5». الْجَوْهَرِيُّ: الجَلْسَد، بِزِيَادَةِ اللَّامِ، اسْمُ صَنَمٍ وَقَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُهُ فِي الرباعي وسنذكره. جَضَدَ: رَوَى أَبو تُرَابٍ رَجُلٌ جَلْد، وَيُبْدِلُونَ اللَّامَ ضَادًا فَيَقُولُونَ: رجلٌ جَضْد. جَعُدَ: الْجَعْدُ مِنَ الشَّعْرِ: خِلَافُ السَّبْطِ، وَقِيلَ هُوَ الْقَصِيرُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. شَعْرٌ جعْد: بَيِّنُ الجُعودة، جَعُد جُعُودة وجَعادة وتَجَعَّد وجَعَّده صَاحِبُهُ تَجْعِيدًا، وَرَجُلٌ جَعْدُ الشَّعْرَ: مِنَ الْجُعُودَةِ، والأُنثى جعْدة، وَجَمْعُهُمَا جِعَادٌ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ:

_ (4). لم نجد هذه اللفظة في اللسان، ولعلها فارسية (5). قوله [مَرْقُومٌ عَلَى مَحْسُنَةٍ وَنَغَمٍ] عبارة القاموس وصوت مجسد كعظم مرقوم على نغمات ومحنة. قال شارحه: هكذا في النسخ، وفي بعضها على محسنة ونغم وهو خطأ

وسُود جعاد الرقابِ، ... مثْلَهُمُ يرهَبُ الراهِبُ «1» . عَنَى مَنْ أَسرت هُذَيْلُ مِنَ الْحَبَشَةِ أَصحاب الْفِيلِ، وَجَمْعُ السَّلَامَةِ فِيهِ أَكثر. والجَعْد مِنَ الرِّجَالِ: الْمُجْتَمِعُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، وَالسَّبْطُ: الَّذِي لَيْسَ بِمُجْتَمِعٍ، وأَنشد: قَالَتْ سُلَيْمَى: لَا أُحب الجَعْدِين، ... وَلَا السِّباطَ، إِنهم مَناتِين وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لفُرعان التَّمِيمِيِّ فِي ابْنِهِ مَنازل حِينَ عَقَّهُ: وربَّيْتُه حَتَّى إِذا مَا تركتُه ... أَخا الْقَوْمِ، وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شاربُه وبالمَحْض حَتَّى آضَ جَعْداً عَنَطْنَطاً، ... إِذا قَامَ سَاوَى غاربَ الفَحْل غارِبُه فَجَعَلَهُ جَعْدًا، وَهُوَ طَوِيلٌ عَنَطْنَطٌ؛ وَقِيلَ: الجَعْدُ الْخَفِيفُ مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُجْتَمِعُ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ: أَنا الرجلُ الجَعْدُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ «2» . وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: يَا رُبَّ جَعْدٍ فيهمُ، لَوْ تَدْرِينْ، ... يَضْرِبُ ضَرْبَ السّبطِ المقادِيمْ قَالَ الأَزهري: إِذا كَانَ الرَّجُلُ مداخَلًا مُدْمَج الْخَلْقِ أَي مَعْصُوبًا فَهُوَ أَشد لأَسره وأَخف إِلى مُنَازَلَةِ الأَقران، وإِذا اضْطَرَبَ خَلْقَهُ وأَفرط فِي طُولِهِ فَهُوَ إِلى الاسترخاءِ مَا هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى نَاقَةٍ جَعْدة أَي مُجْتَمِعَةِ الْخَلْقِ شَدِيدَةٍ. والجَعْد إِذا ذَهَبَ بِهِ مَذْهَبَ الْمَدْحِ فَلَهُ مَعْنَيَانِ مُسْتَحَبَّانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ مَعْصُوبَ الْجَوَارِحِ شَدِيدَ الأَسر وَالْخَلْقِ غَيْرَ مُسْتَرْخٍ وَلَا مُضْطَرِبٍ، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ شَعْرُهُ جَعْدًا غَيْرَ سَبْطٍ لأَن سُبُوطَةَ الشَّعْرِ هِيَ الْغَالِبَةُ عَلَى شُعُورِ الْعَجَمِ مِنَ الرُّومِ وَالْفُرْسِ، وجُعودة الشَّعْرِ هِيَ الْغَالِبَةُ عَلَى شُعُورِ الْعَرَبِ، فإِذا مُدِحَ الرَّجُلُ بِالْجَعْدِ لَمْ يَخْرُجْ عَنْ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ. وأَما الْجَعْدُ الْمَذْمُومُ فَلَهُ أَيضاً مَعْنَيَانِ كِلَاهُمَا مَنْفِيٌّ عَمَّنْ يُمْدَحُ: أَحدهما أَن يُقَالَ رَجُلٌ جَعْدٌ إِذا كَانَ قَصِيرًا مُتَرَدِّدَ الْخَلْقِ، وَالثَّانِي أَن يُقَالَ رَجُلٌ جَعْدٌ إِذا كَانَ بَخِيلًا لَئِيمًا لَا يَبِضُّ حَجَره، وإِذا قَالُوا رَجُلٌ جَعْدُ السُّبُوطَةِ فَهُوَ مَدْحٌ، إِلَّا أَن يَكُونَ قَطِطاً مُفَلْفَلًا كَشَعْرِ الزَّنج والنُّوبة فَهُوَ حِينَئِذٍ ذَمٌّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ تَيَّمَتْنِي طَفْلَةٌ أُمْلُودُ ... بِفاحِمٍ، زَيَّنَهُ التَّجْعِيدُ وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جَاءَتْ بِهِ جَعْداً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْجَعْدُ فِي صِفَاتِ الرِّجَالِ يَكُونُ مَدْحًا وَذَمًّا، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَراده النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ هَلْ جَاءَ بِهِ عَلَى صِفَةِ الْمَدْحِ أَو عَلَى صِفَةِ الذَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سأَل أَبا رُهْمٍ الغِفاريّ: مَا فَعلَ النَّفَرُ السودُ الجِعاد؟ وَيُقَالُ لِلْكَرِيمِ مِنَ الرِّجَالِ: جَعْدٌ، فأَما إِذا قِيلَ فُلَانٌ جَعْد الْيَدَيْنِ أَو جَعْدُ الأَنامل فَهُوَ الْبَخِيلُ، وَرُبَّمَا لَمْ يَذْكُرُوا مَعَهُ الْيَدَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تَعْذُلِيني بِضُرُبٍّ جَعْد «3» . وَرَجُلٌ جَعْد الْيَدَيْنِ: بَخِيلٌ. وَرَجُلٌ جَعْدُ الأَصابع: قَصِيرُهَا؛ قَالَ: مِنْ فَائِضِ الْكَفَّيْنِ غَيْرِ جَعْدِ وقَدَمٌ جَعْدَةٌ: قَصِيرَةٌ مِنْ لُؤْمِهَا؛ قَالَ العجاج:

_ (1). قوله [وسود] كذا في الأَصل بحذف بعض الشطر الأَول (2). في معلقة طرفة: الرجل الضَّرب (3). قوله [بضربّ] كذا بالأَصل بالضاد المعجمة، وهذا الضبط. ولعل الصواب بظرب، بالظاء المعجمة، كعتلّ وهو القصير كما في القاموس

لَا عاجِز الهَوْءِ وَلَا جَعْد القَدَمْ قَالَ الأَصمعي: زَعَمُوا أَن الْجَعْدَ السَّخِيَّ، قَالَ: وَلَا أَعرف ذَلِكَ. وَالْجَعْدُ: الْبَخِيلُ وَهُوَ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ كَثِيرٌ فِي السَّخَاءِ يَمْدَحُ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ: إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابْنِ عاتِكةَ الَّذِي ... لَهُ فَضْلُ مُلْكٍ، فِي الْبَرِيَّةِ، غَالِبُ قَالَ الأَزهري: وَفِي شِعْرِ الأَنصار ذِكْرُ الْجَعْدِ، وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَدْحِ، أَبيات كَثِيرَةٌ، وَهُمْ مِنْ أَكثر الشُّعَرَاءِ مَدْحًا بِالْجَعْدِ. وَتُرَابٌ جَعْدٌ نَدٍ، وثَرىً جَعْدٌ مِثْلُ ثَعْد إِذا كَانَ لَيَّنًا. وجَعُدَ الثَّرَى وتجعَّد: تَقَبَّضَ وَتَعَقَّدَ. وزَبَد جَعْدٌ: مُتَرَاكِبٌ مُجْتَمِعٌ وَذَلِكَ إِذا صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ عَلَى خَطْمِ الْبَعِيرِ أَو النَّاقَةِ، يُقَالُ: جَعْدُ اللُّغام؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَنْجُو إِذا جَعَلت تَدْمَى أَخِشَّتُها، ... واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخراطيمُ تَنْجُو: تُسْرِعُ السَّيْرَ. وَالنِّجَاءُ: السُّرْعَةُ. وأَخشتها جَمْعُ خِشاش، وَهِيَ حَلْقة تَكُونُ فِي أَنف الْبَعِيرِ. وحَيس جَعْد ومُجَعَّد: غَلِيظٌ غَيْرُ سَبْطٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: خِذامِيَّةٌ أَدَتْ لَهَا عَجْوَةُ القُرى، ... وتَخْلِطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدا رَمَاهَا بِالْقَبِيحِ يَقُولُ: هِيَ مُخَلَّطَةٌ لَا تَخْتَارُ مَنْ يُوَاصِلُهَا؛ وصِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى جَعْدَةٌ بَالَغُوا بِهِمَا. الصِّحَاحُ: وَالْجَعْدُ نَبْتٌ عَلَى شاطئِ الأَنهار. وَالْجَعْدَةُ: حَشِيشَةٌ تَنْبُتُ عَلَى شاطئِ الأَنهار وتجَعَّدُ. وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ تَنْبُتُ فِي شِعَابِ الْجِبَالِ بِنَجْدٍ، وَقِيلَ: فِي الْقِيعَانِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْجَعْدَةُ خَضْرَاءُ وَغَبْرَاءُ تَنْبُتُ فِي الْجِبَالِ، لَهَا رعْثَة مِثْلُ رَعْثَةِ الدِّيكِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ تَنْبُتُ فِي الرَّبِيعِ وَتَيْبَسُ فِي الشِّتَاءِ، وَهِيَ مِنَ الْبُقُولِ يُحْشَى بِهَا الْمَرَافِقُ؛ قَالَ الأَزهري: الْجَعْدَةُ بَقْلَةٌ بَرِّيَّةٌ لَا تَنْبُتُ عَلَى شُطُوطِ الأَنهار وَلَيْسَ لَهَا رُعْثَةٌ؛ قَالَ: وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ هِيَ شَجَرَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ خضراء، لها قضب في أَطرافها ثَمَرٌ أَبيض تُحْشَى بِهَا الْوَسَائِدُ لِطِيبِ رِيحِهَا إِلى الْمَرَارَةِ مَا هِيَ، وَهِيَ جَهيدة يَصْلُح عَلَيْهَا الْمَالُ، وَاحِدَتُهَا وَجَمَاعَتُهَا جَعْدة؛ قَالَ: وأَجاد النَّضْرُ فِي صِفَتِهَا؛ وَقَالَ النَّضْرُ: الْجَعَادِيدُ والصَّعارير أَوَّل مَا تَنْفَتِحُ الأَحاليل باللبَإِ، فَيَخْرُجُ شَيْءٌ أَصفر غَلِيظٌ يَابِسٌ فِيهِ رَخَاوَةٌ وَبَلَلٌ، كأَنه جُبْنٌ، فَيَنْدَلِصُ مِنَ الطُّبْي مُصَعْرَراً أَي يَخْرُجُ مُدَحْرَجًا، وَقِيلَ: يَخْرُجُ اللبأُ أَول مَا يَخْرُجُ مُصَمَّغًا؛ الأَزهري: الجَعْدة مَا بَيْنَ صِمْغَي الْجَدْيِ مِنَ اللبإِ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وَالْجُعُودَةُ فِي الْخَدِّ: ضِدُّ الأَسالة، وَهُوَ ذَمٌّ أَيضاً. وخدٌّ جَعْدٌ: غَيْرُ أَسيل. وَبَعِيرٌ جَعْدٌ: كَثِيرُ الْوَبَرِ جعْده. وَقَدْ كُنِّيَ بأَبي الْجَعْدِ وَالذِّئْبُ يُكَنَّى أَبا جَعْدة وأَبا جُعادة وَلَيْسَ لَهُ بِنْتٌ تُسَمَّى بِذَلِكَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُهُ: ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بَنَاتِهِ، ... جَعَلْت لَهُ حَظًّا مِنَ الزادِ أَوفرا وَقَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: وَقَالُوا هِيَ الْخَمْرُ تُكْنى الطَّلَا، ... كَمَا الذئبُ يُكْنى أَبا جَعْدَه أَي كُنْيَتُهُ حَسَنَةٌ وَعَمَلُهُ مُنْكَرٌ. أَبو عُبَيْدٍ يَقُولُ: الذِّئْبُ وإِن كُنِّيَ أَبا جَعْدَةَ ونوِّه بِهَذِهِ الْكُنْيَةِ فإِن فِعْلَهُ غَيْرُ حَسَنٍ، وَكَذَلِكَ الطَّلَا وإِن كَانَ خَاثِرًا فإِن فِعْلَهُ فِعْلُ الْخَمْرِ لإِسكاره شَارِبَهُ، أَو كَلَامٌ هَذَا مَعْنَاهُ. وَبَنُو جَعْدة: حَيٌّ مِنْ قَيْسٍ وَهُوَ أَبو حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ هُوَ جَعْدَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْهُمُ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ. وجُعادة: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

فَوارِسُ أَبْلَوْا فِي جُعادة مَصْدَقاً، ... وأَبْكَوْا عُيوناً بالدُّموع السَّواجِمِ وجُعَيْد: اسْمٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْجُعَيْدُ بالأَلف وَاللَّامِ فعاملوا الصفة «4». جَلَدَ: الجِلْدُ والجَلَد: المَسْك مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ مِثْلُ شِبْه وشَبَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْهُ؛ قَالَ: وَلَيْسَتْ بِالْمَشْهُورَةِ، وَالْجَمْعُ أَجلاد وجُلود والجِلْدَة أَخص مِنَ الْجِلْدِ؛ وأَما قَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْعٍ الْهُذَلِيِّ: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قَامَتَا مَعَهُ، ... ضَرْبًا أَليماً بِسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا فإِنما كَسَرَ اللَّامَ ضَرُورَةً لأَن لِلشَّاعِرِ أَن يُحَرِّكَ السَّاكِنَ فِي الْقَافِيَةِ بِحَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ؛ كَمَا قَالَ: علَّمنا إِخوانُنا بَنُو عِجِلْ ... شُربَ النَّبِيذِ، وَاعْتِقَالًا بالرِّجِلْ . وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يَرْوِيهِ بِالْفَتْحِ وَيَقُولُ: الجِلْد والجَلَد مِثْلُ مِثْلٍ ومَثَلٍ وشِبْه وشَبَه؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَهَذَا لَا يُعرف، وَقَوْلُهُ تَعَالَى ذَاكِرًا لأَهل النَّارِ: حِينَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ جَوَارِحُهُمْ وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ لِفُرُوجِهِمْ كَنَّى عَنْهَا بالجُلود؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الْجُلُودَ هُنَا مُسوكهم الَّتِي تُبَاشِرُ الْمَعَاصِيَ؛ وقال الفرّاءُ: الجِلْدُ هاهنا الذَّكَرُ كَنَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِالْجِلْدِ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ*؛ وَالْغَائِطُ: الصَّحْرَاءُ، وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ: أَو قَضَى أَحد مِنْكُمْ حَاجَتَهُ. والجِلْدة: الطَّائِفَةُ مِنَ الجِلْد. وأَجلاد الإِنسان وتَجالِيده: جَمَاعَةُ شَخْصِهِ؛ وَقِيلَ: جِسْمُهُ وَبَدَنُهُ وَذَلِكَ لأَن الْجِلْدَ مُحِيطٌ بِهِمَا؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: أَما تَرَيْني قَدْ فَنِيتُ، وَغَاضَنِي ... مَا نِيلَ مِنْ بَصَري، وَمِنْ أَجْلادي؟ غَاضَنِي: نَقَصَنِي. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَظِيمُ الأَجْلاد وَالتَّجَالِيدِ إِذا كَانَ ضَخْمًا قَوِيَّ الأَعضاءِ وَالْجِسْمِ، وَجَمْعُ الأَجلاد أَجالد وَهِيَ الأَجسام والأَشخاص. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَظِيمُ الأَجلاد وَضَئِيلُ الأَجلاد، وَمَا أَشبه أَجلادَه بأَجلادِ أَبيه أَي شَخْصَهُ وَجِسْمَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ أَنه اسْتَحْلَفَ خَمْسَةَ نَفَرٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ غَيْرِهِمْ فَقَالَ: ردُّوا الأَيمان عَلَى أَجالِدِهم أَي عَلَيْهِمْ أَنفسهم، وَكَذَلِكَ التَّجَالِيدُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: يَنْبي، تَجالِيدي وأَقتادَها، ... ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤيَدِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: كَانَ أَبو مَسْعُودٍ تُشْبه تجاليدُه تجاليدَ عُمَرَ أَي جسمُه جسمَه. وَفِي الْحَدِيثِ : قَوْمٌ مِنْ جِلْدتنا أَي مِنْ أَنفسنا وَعَشِيرَتِنَا؛ وَقَوْلِ الأَعشى: وبَيْداءَ تَحْسَبُ آرامَها ... رجالَ إِيادٍ بأَجلادِها قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ الأَصمعي، قَالَ: وَيُقَالُ مَا أَشبه أَجلادَه بأَجلاد أَبيه أَي شَخْصَهُ بِشُخُوصِهِمْ أَي بأَنفسهم، وَمَنْ رَوَاهُ بأَجيادها أَراد الْجُودْيَاءَ بِالْفَارِسِيَّةِ الكساءَ. وَعَظْمٌ مُجَلَّد: لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ إِلا الْجِلْدُ؛ قَالَ: أَقول لِحَرْفٍ أَذْهَبَ السَّيْرُ نَحْضَها، ... فَلَمْ يُبْق مِنْهَا غَيْرَ عَظْمٍ مُجَلَّد: خِدي بِي ابتلاكِ اللَّهُ بالشَّوْقِ والهَوَى، ... وشاقَكِ تَحْنانُ الحَمام المُغَرِّدِ وجَلَّدَ الْجَزُورَ: نَزَعَ عَنْهَا جِلْدَهَا كَمَا تُسْلَخُ الشَّاةُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْبَعِيرَ. التَّهْذِيبُ: التَّجْلِيدُ للإِبل بِمَنْزِلَةِ السَّلْخِ للشاءِ. وَتَجْلِيدُ الْجَزُورِ مِثْلُ سَلْخِ الشاة؛

_ (4). قوله [فعاملوا الصفة] كذا بالأَصل والمناسب فعاملوه معاملة الصفة

يُقَالُ جَلَّدَ جَزُورَهُ، وَقَلَّمَا يُقَالُ: سَلَخَ. ابْنُ الأَعرابي: أَحزرت «1» الضأْن وحَلَقْتُ الْمِعْزَى وجلَّدت الْجَمَلَ، لَا تَقُولُ الْعَرَبُ غَيْرَ ذَلِكَ. والجَلَدُ: أَن يُسلَخَ جِلْدُ الْبَعِيرِ أَو غَيْرُهُ مِنَ الدَّوَابِّ فيُلْبَسَه غَيْرُهُ مِنَ الدَّوَابِّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ أَسداً: كأَنه فِي جَلَدٍ مُرَفَّل والجَلَد: جِلْد الْبَوِّ يُحْشَى ثُماماً وَيُخَيَّلُ بِهِ لِلنَّاقَةِ فَتَحْسَبُهُ وَلَدَهَا إِذا شَمَّتْهُ فترأَم بِذَلِكَ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا. غَيْرُهُ: الجَلَد أَن يُسْلَخَ جِلْد الْحِوَارِ ثُمَّ يُحْشَى ثُمَامًا أَو غَيْرَهُ مِنَ الشَّجَرِ وَتَعْطِفُ عَلَيْهِ أُمه فترأَمه. الْجَوْهَرِيُّ: الجَلَد جِلْد حُوَارٍ يُسْلَخُ فَيُلْبَسُ حِوَارًا آخَرَ لِتَشُمَّهُ أُم الْمَسْلُوخِ فترأَمه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَقَدْ أَراني للغَواني مِصْيَدا ... مُلاوَةً، كأَنَّ فَوْقِي جَلَدا أَي يرأَمنني وَيَعْطِفْنَ عليَّ كَمَا ترأَم النَّاقَةُ الجَلَدَ. وجلَّد البوَّ: أَلبسه الجِلْد. التَّهْذِيبُ: الجِلْد غشاءُ جَسَدِ الْحَيَوَانِ، وَيُقَالُ: جِلْدة الْعَيْنِ. والمِجْلدة: قِطْعَةٌ مِنْ جِلْد تُمْسِكُهَا النَّائِحَةُ بِيَدِهَا وتلْطِم بِهَا وَجْهَهَا وَخَدَّهَا، وَالْجَمْعُ مَجَالِيدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الْمَجَالِيدَ جَمْعُ مِجلاد لأَن مِفْعلًا ومِفْعالًا يَعْتَقِبَانِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ كَثِيرًا. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِمَيْلَاءِ النَّائِحَةِ مِجْلَد، وَجَمْعُهُ مَجَالِدُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهِيَ خِرَقٌ تُمْسِكُهَا النَّوَائِحُ إِذا نحنَ بأَيديهنّ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: إِذا مَا تكرّهْتَ الخليقةَ لامْرئٍ، ... فَلَا تَغْشَها، واجْلِدْ سِواها بِمِجْلَد أَي خُذْ طَرِيقًا غَيْرَ طَرِيقِهَا وَمَذْهَبًا آخَرَ عَنْهَا، وَاضْرِبْ فِي الأَرض لِسِوَاهَا. والجَلْد: مَصْدَرُ جَلَده بِالسَّوْطِ يَجْلِدُه جَلْداً ضَرَبَهُ. وامرأَة جَلِيد وَجَلِيدَةٌ؛ كِلْتَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي مَجْلُودَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ جَلْدى وَجَلَائِدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن جَلْدى جَمْعُ جَليد، وَجَلَائِدُ جَمْعُ جَلِيدَةٍ. وجَلَدَه الْحَدَّ جَلْدًا أَي ضَرَبَهُ وأَصاب جِلْده كَقَوْلِكَ رأَسَه وبَطَنَه. وَفَرَسٌ مُجَلَّد: لَا يَجْزَعُ مِنْ ضَرْبِ السَّوْطِ. وجَلَدْتُ بِهِ الأَرضَ أَي صَرَعْتُهُ. وجَلَد بِهِ الأَرض: ضَرَبَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا طَلَبَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَن يُصَلِّي مَعَهُ بِاللَّيْلِ فأَطال النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الصَّلَاةِ فجُلِدَ بِالرَّجُلِ نَوْمًا أَي سَقَطَ مِنْ شِدَّةِ النَّوْمِ. يُقَالُ: جُلِدَ بِهِ أَي رُميَ إِلى الأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَيْرِ: كُنْتُ أَتشدّد فيُجلَدُ بِي أَي يَغْلِبُنِي النَّوْمُ حَتَّى أَقع. ويقال: جَلَدْته بِالسَّيْفِ وَالسَّوْطِ جَلْداً إِذا ضَرَبْتَ جِلْدَه. والمُجالَدَة: الْمُبَالَطَةُ، وَتَجَالَدَ الْقَوْمُ بِالسُّيُوفِ واجْتَلدوا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَظَرَ إِلى مُجْتَلَدِ الْقَوْمِ فَقَالَ: الْآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ ، أَي إِلى مَوْضِعِ الجِلاد، وَهُوَ الضَّرْبُ بِالسَّيْفِ فِي الْقِتَالِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: أَيُّما رجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُه أَو لَعَنْتُهُ أَو جَلَدُّه ، هَكَذَا رَوَاهُ بإِدغام التاءِ فِي الدَّالِ، وَهِيَ لُغَةٌ. وجالَدْناهم بِالسُّيُوفِ مُجالدة وجِلاداً: ضَارَبْنَاهُمْ. وجَلَدَتْه الْحَيَّةُ: لَدَغَتْهُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَسود مِنَ الْحَيَّاتِ، قَالُوا: والأَسود يَجْلِدُ بِذَنَبِهِ. والجَلَد: الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ: لِيَرى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهم ؛ الجَلَد الْقُوَّةُ وَالصَّبْرُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: كَانَ أَخْوفَ جَلْداً أَي قَوِيًّا فِي نَفْسِهِ وَجَسَدِهِ. والجَلَدُ: الصَّلَابَةُ والجَلادة؛ تقول

_ (1). قوله [أحزرت] كذا بالأَصل بحاء فراء مهملتين بينهما معجمة، وفي شرح القاموس أجرزت بمعجمتين بينهما مهملة.

مِنْهُ: جَلُد الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ جَلْد جَلِيد وبَيِّنُ الجَلَدِ والجَلادَة والجُلودة. والمَجْلود، وَهُوَ مَصْدَرٌ: مِثْلُ الْمَحْلُوفِ وَالْمَعْقُولِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: واصبِر فإِنَّ أَخا المَجْلودِ مَنْ صَبَرا قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا رَجُلٌ جَضْد، يَجْعَلُونَ اللَّامَ مَعَ الْجِيمِ ضَادًا إِذا سَكَنَتْ. وَقَوْمٌ جُلْد وجُلَداءُ وأَجلاد وجِلاد، وَقَدْ جَلُدَ جَلادَة وجُلودة، وَالِاسْمُ الجَلَدُ والجُلودُ. والتَّجَلُّد: تَكَلُّفُ الجَلادة. وتَجَلَّدَ: أَظهر الجَلَدَ؛ وَقَوْلُهُ: وَكَيْفَ تَجَلُّدُ الأَقوامِ عَنْهُ، ... وَلَمْ يُقْتَلْ بِهِ الثَّأْرُ المُنِيم؟ عَدَّاهُ بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى تَصَبُّرُ. أَبو عَمْرٍو: أَحْرَجْتُهُ لِكَذَا وَكَذَا وأَوْجَيْتُهُ وأَجْلَدْتُه وأَدْمَغْتُهُ وأَدْغَمْتُه إِذا أَحوجته إِليه. والجَلَد: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض. والجَلَد: الأَرض الصُّلْبَة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِلَّا الأَواريَ لأْياً مَا أُبَيِّنُها، ... والنُّؤيُ كَالْحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَدِ وَكَذَلِكَ الأَجْلَد؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَجالتْ عليهنَّ الروامِسُ بَعْدَنا ... دُقاقَ الْحَصَى، مِنْ كلِّ سَهْلٍ، وأَجْلَدا وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: حَتَّى إِذا كُنَّا بأَرض جَلْدة أَي صُلْبة؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سُرَاقَةَ: وَحَلَّ بِي فَرَسِي وإِني لَفِي جَلَد مِنَ الأَرض. وأَرض جَلَد: صُلْبَةٌ مُسْتَوِيَةُ الْمَتْنِ غَلِيظَةٌ، وَالْجَمْعُ أَجلاد؛ قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض جَلَدٌ، بِفَتْحِ اللَّامِ، وجَلْدة، بِتَسْكِينِ اللَّامِ، وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ الأَجالد، وَاحِدُهَا جَلَد؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَمَّا تَقَضَّى ذَاكَ مِنْ ذَاكَ، واكتَسَت ... مُلاءً مِنَ الآلِ المِتانُ الأَجالِدُ اللَّيْثُ: هَذِهِ أَرض جَلْدَة وَمَكَانٌ جَلَدَةٌ «1» وَمَكَانٌ جَلَد، وَالْجَمْعُ الجلَدات. وَالْجِلَادُ مِنَ النَّخْلِ: الْغَزِيرَةُ، وَقِيلَ هِيَ الَّتِي لَا تُبَالِي بالجَدْب؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ الصَّامِتِ الأَنصاري: أَدِينُ وَمَا دَيْني عَلَيْكُمْ بِمَغْرَم، ... وَلَكِنْ عَلَى الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَلَى الشَّمِّ، وَاحِدَتُهَا جَلْدَة. والجِلادُ مِنَ النَّخْلِ: الْكِبَارُ الصِّلاب، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: كُنْتُ أَدْلُو بتَمْرة أَشْتَرِطُهَا جَلْدة ؛ الجَلْدة، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: هِيَ الْيَابِسَةُ اللحاءِ الْجَيِّدَةُ. وَتَمْرَةٌ جَلْدَة: صُلْبة مُكْتَنَزَةٌ؛ وأَنشد: وكنتُ، إِذا مَا قُرِّب الزادُ، مولَعاً ... بِكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ والجِلادُ مِنَ الإِبِلِ: الْغَزِيرَاتُ اللَّبَنِ، وَهِيَ المَجاليد، وَقِيلَ: الجِلادُ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا ولا نِتاح؛ قَالَ: وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، وَلَمْ يكنْ ... لِعُقْبَةَ قِدْرُ المسْتَعير بْنِ مُعْقِب والجَلَد: الْكِبَارُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي لَا أَولاد لَهَا وَلَا أَلبان، الْوَاحِدَةُ بالهاءِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَوْلُهُ لَا أَولاد لَهَا الظَّاهِرُ مِنْهُ أَن غَرَضَهُ لَا أَولاد لَهَا صِغَارٌ تَدِرُّ عَلَيْهَا، وَلَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الأَولاد الْكِبَارُ، وَاللَّهُ أَعلم. والجَلْد، بِالتَّسْكِينِ: وَاحِدَةُ الجِلاد وَهِيَ أَدسم الإِبل لَبَنًا. وَنَاقَةٌ جَلْدة: مِدْرار؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَنها الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ. وَنَاقَةٌ جَلْدة

_ (1). قوله [ومكان جلدة] كذا بالأَصل وعبارة شرح القاموس؛ وقال اللَّيْثُ هَذِهِ أَرْضٌ جَلْدَةٌ وجلدة ومكان جلد.

وَنُوقٌ جَلَدات، وَهِيَ الْقَوِيَّةُ عَلَى الْعَمَلِ وَالسَّيْرِ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ النَّاجِيَةِ: جَلْدَة وإِنها لَذَاتُ مَجْلود أَي فِيهَا جَلادَة؛ وأَنشد: مِنَ اللَّوَاتِي إِذا لانَتْ عريكَتُها، ... يَبْقى لَهَا بعدَها أَلٌّ ومَجْلود قَالَ أَبو الدُّقَيْشُ: يَعْنِي بَقِيَّةَ جَلْدِهَا. والجَلَد مِنَ الْغَنَمِ والإِبِل: الَّتِي لَا أَولاد لَهَا وَلَا أَلبان لَهَا كأَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ وَقِيلَ: إِذا مَاتَ وَلَدُ الشَّاةِ فَهِيَ جَلَدٌ وَجَمْعُهَا جِلاد وجَلَدَة، وَجَمْعُهَا جَلَد؛ وَقِيلَ: الجَلَدُ والجلَدة الشَّاةُ الَّتِي يَمُوتُ وَلَدُهَا حِينَ تَضَعُهُ. الْفَرَّاءُ: إِذا وَلَدَتِ الشَّاةُ فَمَاتَ وَلَدُهَا فَهِيَ شَاةٌ جَلَد، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً جَلَدَة، وَجَمْعُ جَلَدَة جَلَد وجَلَدات. وَشَاةٌ جَلَدة إِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا لَبَنٌ وَلَا وَلَدٌ. والجَلَد مِنَ الإِبل: الْكِبَارُ الَّتِي لَا صِغَارَ فِيهَا؛ قَالَ: تَواكَلَها الأَزْمانُ حَتَّى أَجاءَها ... إِلى جَلَدٍ مِنْهَا قليلِ الأَسافِل قَالَ الْفَرَّاءُ: الجَلَدُ مِنَ الإِبل الَّتِي لَا أَولاد مَعَهَا فَتَصْبِرَ عَلَى الْحَرِّ وَالْبَرْدِ؛ قَالَ الأَزهري: الجَلَد الَّتِي لَا أَلبان لَهَا وَقَدْ وَلَّى عَنْهَا أَولادها، وَيَدْخُلُ فِي الجَلَدِ بَنَاتُ اللَّبُونِ فَمَا فَوْقَهَا مِنَ السِّنِّ، وَيَجْمَعُ الجَلَدَ أَجْلادٌ وأَجاليدُ، وَيَدْخُلُ فِيهَا الْمَخَاضُ وَالْعِشَارُ وَالْحِيَالُ فإِذا وَضَعَتْ أَولادها زَالَ عَنْهَا اسْمُ الجَلَدِ وَقِيلَ لَهَا الْعِشَارُ وَاللِّقَاحُ، وَنَاقَةٌ جَلْدة: لَا تُبالي الْبَرْدَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَمْ يُدِرُّوا جَلْدَةً بِرْعِيسا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ جَلْداتِ المِخاضِ الأُبَّال، ... يَنْضَحْنَ فِي حَمْأَتِهِ بالأَبوال، مِنْ صُفْرَةِ الماءِ وَعَهْدٍ مُحْتَالْ أَي مُتَغَيِّرٍ مِنْ قَوْلِكَ حَالَ عَنِ الْعَهْدِ أَي تَغَيَّرَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: جَلَدات الْمَخَاضِ شِدَادُهَا وَصِلَابُهَا. والجَليد: مَا يَسْقُطُ مِنَ السماءِ عَلَى الأَرض مِنَ النَّدَى فَيَجْمُدُ. وأَرض مَجْلُودة: أَصابها الْجَلِيدُ. وجُلِدَتِ الأَرضُ مِنَ الجَلِيد، وأُجْلِد الناسُ وجَلِدَ البَقْلُ، وَيُقَالُ فِي الصّقِيعِ والضَّريب مِثْله. وَالْجَلِيدُ: مَا جَمَد مِنَ الْمَاءِ وَسَقَطَ عَلَى الأَرض مِنَ الصَّقِيعِ فَجَمَدَ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَلِيدُ الضَّريب والسَّقيطُ، وَهُوَ نَدًى يَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ فيَجْمُد عَلَى الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: حُسْنُ الخُلُق يُذيبُ الْخَطَايَا كَمَا تُذيبُ الشَّمْسُ الجليدَ ؛ هُوَ الْمَاءُ الْجَامِدُ مِنَ الْبَرْدِ. وإِنه ليُجْلَدُ بِكُلِّ خَيْرٍ أَي يُظَن بِهِ، وَرَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ يُجْلَذُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: كَانَ مُجالد يُجْلَد أَي كَانَ يُتَّهَمُ وَيُرْمَى بِالْكَذِبِ فكأَنه وَضَعَ الظَّنَّ مَوْضِعَ التُّهْمَةِ. واجْتَلَد مَا فِي الإِناء: شَرِبَهُ كُلَّهُ. أَبو زَيْدٍ: حَمَلْتُ الإِناء فَاجْتَلَدْتُهُ واجْتَلَدْتُ مَا فِيهِ إِذا شَرِبْتَ كُلَّ مَا فِيهِ. سَلَمَةُ: القُلْفَة والقَلَفَة والرُّغْلَة والرَّغَلَة والغُرْلَة «1» والجُلْدَة: كُلُّهُ الغُرْلة؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: مِنْ آلِ حَوْرانَ، لَمْ تَمْسَسْ أُيورَهُمُ ... مُوسَى، فَتُطْلِعْ عَلَيْهَا يابِسَ الْجُلَد قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ الأُرْلَة؛ قَالَ: وَلَا أَدري بِالرَّاءِ أَو بِالدَّالِ كُلُّهُ الْغُرْلَةُ؛ قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي بِالرَّاءِ. والمُجلَّدُ: مِقْدَارٌ مِنَ الْحَمْلِ مَعْلُومُ الْمِكْيَلَةِ وَالْوَزْنِ. وَصَرَّحَتْ بِجِلْدان وجِلْداء؛ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الأَمر إِذا بَانَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: صَرَّحَتْ بِجِلْدان أَي بِجدٍّ. وبنو جَلْد: حيّ.

_ (1). قوله [والغرلة] كذا بالأصل والمناسب حذفه كما هو ظاهر.

وجَلْدٌ وجُلَيْدٌ ومُجالِدٌ: أَسماء؛ قَالَ: نَكَهْتُ مُجالداً وشَمِمْتُ مِنْهُ ... كَريح الْكَلْبِ، مَاتَ قَريبَ عَهْدِ فَقُلْتُ لَهُ: مَتَى استَحْدَثْتَ هَذَا؟ ... فَقَالَ: أَصابني فِي جَوْفِ مَهْدِي وجَلُود: مَوْضِعٌ بأَفْريقيَّة؛ وَمِنْهُ: فُلَانٌ الجَلوديّ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى جَلود قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى أَفريقية، وَلَا تَقُلِ الجُلودي، بِضَمِّ الْجِيمِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ الجُلُودي. وَبَعِيرٌ مُجْلَنْدٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ. وجُلَنْدى: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَقَوْلُهُ: وجُلَنْداء فِي عُمان مُقِيمًا «1» إِنما مَدَّهُ لِلضَّرُورَةِ، وَقَدْ رُوِيَ: وجُلَنْدى لَدى عُمانَ مُقيما الْجَوْهَرِيُّ: وجُلَنْدى، بِضَمِّ الْجِيمِ مَقْصُورٌ، اسْمُ مَلِكِ عمان. جَلْحَدَ: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ: رَجُلٌ جَلَنْدَحٌ وجَلَحْمَد إِذا كَانَ غَلِيظًا ضخماً. جَلْخَدَ: اللَّيْثُ: المُجْلَخِدُّ الْمُضْطَجِعُ. الأَصمعي: المُجْلَخِدُّ الْمُسْتَلْقِي الَّذِي قَدْ رَمَى بِنَفْسِهِ وَامْتَدَّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: يَظَلُّ أَمامَ بَيْتِك مُجْلَخِدّاً، ... كَمَا أَلْقَيْتَ بالسَّنَد الوضِينا وأَنشد يَعْقُوبُ لأَعرابية تَهْجُو زَوْجَهَا: إِذا اجْلَخَدَّ لَمْ يَكَدْ يُراوِحُ، ... هِلْباجَةٌ جَفَيْسأٌ دُحادِحُ أَي يَنَامُ إِلى الصُّبْحِ لَا يُرَاوِحُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ أَي لَا يَنْقَلِبُ مِنْ جَنْبٍ إِلى جَنْبٍ. والجَلْخَدِيُّ: الَّذِي لَا غَناء عِنْدَهِ. جَلْسَدَ: جَلْسَد والجَلْسَد: صَنَمٌ كَانَ يُعبد فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ: ......... كَمَا ... كَبَّرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَد وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ جَسَدَ قَالَ: الْجَلْسَدُ بِزِيَادَةِ اللَّامِ اسْمُ صَنَمٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فباتَ يَجْتابُ شُقارَى، كَمَا ... بَيْقَرَ مَنْ يَمْشي إِلى الجَلْسَدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْمُثَقَّبِ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: وَذَكَرَ أَبو حَنِيفَةَ أَنه لعديّ بن الرقاع. جَلْعَدَ: حِمَارٌ جَلْعَدٌ: غَلِيظٌ. وَنَاقَةٌ جَلْعَد: قَوِيَّةٌ ظَهِيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وَبَعِيرٌ جُلاعِد، كَذَلِكَ. وامرأَة جَلْعد: مُسِنَّةٌ كَبِيرَةٌ. والجَلْعَد: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. الأَزهري: الْجَمَلُ الشَّدِيدُ يُقَالُ لَهُ الجُلاعد؛ وأَنشد لِلْفَقْعَسِيِّ: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ جُلاعِدا، ... لَمْ يَرْعَ بالأَصيافِ إِلَّا فارِدا والجُلاعِدُ: الشَّدِيدُ الصُّلْبُ، وَالْجَمْعُ الجَلاعِدُ، بِالْفَتْحِ؛ وَفِي شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: فَحَمَلَ الهمَّ كِبَارًا جَلْعَدا الجَلْعَدُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. قَالَ: وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ رأَيته مُجْرَعِبّاً ومُجْلَعِبّاً ومُجْلَعِدّاً ومُسْلَحِدّاً إِذا رأَيته مَصْرُوعًا مُمْتَدًّا. واجْلَعَدَّ الرَّجُلُ إِذا امْتَدَّ صريعاً، وجَلْعَدْته أَنا؛

_ (1). قوله [وجلنداء إلخ] كذا في الأَصل بهذا الضبط. وفي القاموس وجلنداء، بضم أَوله وفتح ثانيه ممدودة وبضم ثانيه مقصورة: اسم ملك عمان، ووهم الجوهري فقصره مع فتح ثانيه، قال الأَعشى وجلنداء انتهى بل سيأتي للمؤلف في جلند نقلًا عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنَّهُ يمد ويقصر.

وَقَالَ جَنْدَلٌ: كَانُوا إِذا مَا عَايَنُونِي جُلْعِدُوا، ... وصَمَّهم ذُو نَقِمات صِنْدِدُ والصِّنْدِد: السَّيِّدُ. وجَلْعَد: مَوْضِعٌ بِبِلَادِ قيس. جَلْمَدَ: الجَلْمَدُ والجُلْمود: الصَّخْرُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الصَّخْرَةُ: وَقِيلَ: الجَلْمَد والجُلْمُود أَصغر مِنَ الجَنْدل قَدْرَ مَا يُرْمَى بالقَذَّاف؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجُلْمود وَقِيلَ: الْجَلَامِدُ كالجَراول. وأَرض جَلْمَدَة: حَجِرة. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجُلْمود مِثْلُ رأْس الْجَدْيِ وَدُونَ ذَلِكَ شَيْءٌ تَحْمِلُهُ بِيَدِكَ قَابِضًا عَلَى عَرْضِهِ وَلَا يَلْتَقِي عَلَيْهِ كَفَّاكَ جَمِيعًا، يُدَقُّ بِهِ النَّوَى وَغَيْرُهُ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فجاءَ بِجُلْمودٍ لَهُ مِثل رأْسِهِ، ... لِيَسْقِي عَلَيْهِ الماءَ بَيْنَ الصَّرائِم ابْنُ الأَعرابي: الجِلْمِد أَتانُ الضَّحْل، وَهِيَ الصَّخْرَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمَاءِ الْقَلِيلِ. وَرَجُلٌ جَلْمد وجُلْمد: شَدِيدُ الصَّوْتِ. والجَلْمد: الْقَطِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو إِسحق: أَو مائِه تَجْعَلُ أَولادَها ... لَغْوًا، وعُرْضُ المائِهِ الجَلْمَدُ أَراد: نَاقَةٌ قَوِيَّةٌ أَي الَّذِي يُعَارِضُهَا فِي قُوَّتِهَا الْجَلْمَدُ، وَلَا تُجْعَلُ أَولادها مِنْ عَدَدِهَا. وضأْن جَلْمد: تَزِيدُ عَلَى الْمِائَةِ. وأَلقى عَلَيْهِ جَلامِيدَه أَي ثِقَلَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: الجَلْمَدَةُ الْبَقَرَةُ، والجَلْمَد: الإِبل الْكَثِيرَةُ وَالْبَقَرُ. وَذَاتُ الجَلامِيدِ: موضع. جَلَنْدَ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: رَجُلٌ جَلَنْدَدٌ أَي فَاجِرٌ يَتْبَعُ الْفُجُورَ؛ وأَنشد: قَامَتْ تُناجِي عَامِرًا فأَشْهَدا، ... وَكَانَ قِدْماً نَاجِيًا جَلَنْدَدا، قَدِ انْتَهَى لَيْلَتَه حَتَّى اغْتدى ابْنُ دُرَيْدٍ: جُلَنْداء اسْمُ مَلِكِ عُمان، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، ذَكَرَهُ الأَعشى فِي شِعْرِهِ. جَمَدَ: الجَمَد، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَاءُ الْجَامِدُ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَمْد، بِالتَّسْكِينِ، مَا جَمَد مِنَ الْمَاءِ، وَهُوَ نَقِيضُ الذَّوْبِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ. والجَمَدُ، بِالتَّحْرِيكِ، جَمْعُ جَامِدٍ مِثْلُ خَادِمٍ وَخَدَمٍ؛ يُقَالُ: قَدْ كَثُرَ الْجَمْدُ. ابْنُ سِيدَهْ: جمَدَ الْمَاءُ وَالدَّمُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ السَّيَالَاتِ يَجْمُد جُموداً وجَمْداً أَي قَامَ، وَكَذَلِكَ الدَّمُ وَغَيْرُهُ إِذا يَبِسَ، وَقَدْ جَمَدَ، وَمَاءٌ جَمْد: جَامِدٌ. وجَمَد الماءُ وَالْعُصَارَةُ: حَاوَلَ أَن يَجْمُد. والجَمَد: الثَّلْجُ. ولَكَ جامدُ الْمَالِ وذائبُه أَي مَا جَمَد مِنْهُ وَمَا ذَابَ؛ وَقِيلَ: أَي صَامِتُهُ وَنَاطِقُهُ؛ وَقِيلَ: حَجَرُهُ وَشَجَرُهُ. ومُخَّةٌ جَامِدَةٌ أَي صُلْبة. ورجلٌ جامدُ الْعَيْنِ: قَلِيلُ الدَّمْعِ. الْكِسَائِيُّ: ظَلَّتِ الْعَيْنُ جُمادَى أَي جَامِدَةً لَا تَدْمَع؛ وأَنشد: مَنْ يَطْعَمِ النَّوْمَ أَو يَبِتْ جَذِلًا، ... فالعَيْنُ مِنِّي لِلْهَمِّ لَمْ تَنَمِ تَرْعى جُمادَى، النهارَ، خَاشِعَةً، ... والليلُ منها بِوَادِقٍ سَجِمِ أَي تَرْعَى النَّهَارَ جَامِدَةً فإِذا جَاءَ اللَّيْلُ بَكَتْ. وَعَيْنٌ جَمود: لَا دَمْع لَهَا. والجُمادَيان: اسْمَانِ مَعْرِفَةٌ لِشَهْرَيْنِ، إِذا أَضفت قُلْتَ: شَهْرُ جُمَادَى وَشَهْرَا جُمَادَى. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: جُمادى ستَّةٍ هِيَ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَهِيَ تَمَامُ سِتَّةِ أَشهر مِنْ أَول السَّنَةِ وَرَجَبٌ هُوَ السَّابِعُ، وَجُمَادَى خمسَةٍ هِيَ جُمَادَى الأُولى، وَهِيَ الْخَامِسَةُ مِنْ أَول شُهُورِ السَّنَةِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

حَتَّى إِذا سَلَخا جُمَادَى سِتَّةٍ هِيَ جُمَادَى الْآخِرَةِ. أَبو سَعِيدٍ: الشِّتَاءُ عِنْدَ الْعَرَبِ جُمَادَى لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهِ؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ: لَيْلَةٌ هَاجَتْ جُمادِيَّةً، ... ذاتَ صِرٍّ، جِرْبياءَ النِّسَامِ أَي لَيْلَةٌ شِتْوِيَّةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: جُمَادَى الأُولى وَجُمَادَى الْآخِرَةِ، بِفَتْحِ الدَّالِ فِيهِمَا، مِنْ أَسماء الشُّهُورِ، وَهُوَ فَعَالَى منَ الجمَد «2». ابْنُ سِيدَهْ: وَجُمَادَى مِنْ أَسماء الشُّهُورِ مَعْرِفَةٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِجُمُودِ الْمَاءِ فِيهَا عِنْدَ تَسْمِيَةِ الشُّهُورِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: جُمَادَى عِنْدَ الْعَرَبِ الشِّتَاءُ كُلُّهُ، فِي جُمَادَى كَانَ الشِّتَاءُ أَو فِي غَيْرِهَا، أَوَلا تَرَى أَن جُمَادَى بَيْنَ يَدَيْ شَعْبَانَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّشَتُّتِ وَالتَّفَرُّقِ لأَنه فِي قبَل الصَّيْفِ؟ قَالَ: وَفِيهِ التَّصَدُّعُ عَنِ الْمَبَادِي وَالرُّجُوعُ إِلى الْمَخَاضِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الشُّهُورُ كُلُّهَا مُذَكَّرَةٌ إِلا جُمَادِيَّيْنِ فإِنهما مؤَنثان؛ قَالَ بَعْضُ الأَنصار: إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، ... زانَ جِناني عَطَنٌ مُغْضِفُ «3» يَعْنِي نَخْلًا. يَقُولُ: إِذا لَمْ يَكُنِ الْمَطَرُ الَّذِي بِهِ الْعُشْبُ يُزَيِّنُ مَوَاضِعَ النَّاسِ فَجِنَانِي تُزَيَّنُ بِالنَّخْلِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: فإِن سَمِعْتَ تَذْكِيرَ جُمَادَى فإِنما يَذْهَبُ بِهِ إِلى الشَّهْرِ، وَالْجَمْعُ جُماديات عَلَى الْقِيَاسِ، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ جِماد لَكَانَ قِيَاسًا. وَشَاةٌ جَماد: لَا لَبَنَ فِيهَا. وَنَاقَةٌ جَمَادٌ، كَذَلِكَ لَا لَبَنَ فِيهَا؛ وَقِيلَ: هِيَ أَيضاً الْبَطِيئَةُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي: التَّهْذِيبُ: الجَمادُ البَكيئَة، وَهِيَ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ وَذَلِكَ مِنْ يُبُوسَتِهَا، جَمَدَت تَجْمُد جُمُودًا. والجَماد: النَّاقَةُ الَّتِي لَا لَبَنَ بِهَا. وَسَنَةٌ جَماد: لَا مَطَرَ فِيهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَفِي السَّنَةِ الجَمادِ يَكُونُ غَيْثًا، ... إِذا لَمْ تُعْطِ دِرَّتَها الغَضوبُ التَّهْذِيبُ: سَنَةٌ جَامِدَةٌ لَا كلأَ فِيهَا وَلَا خِصْبَ وَلَا مَطَرَ. وَنَاقَةٌ جَماد: لَا لَبَنَ لَهَا. وَالْجَمَادُ، بِالْفَتْحِ: الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ. وأَرض جَمَادٌ: لَمْ تُمْطَرْ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْغَلِيظَةُ. التَّهْذِيبُ: أَرض جَماد يَابِسَةٌ لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ وَلَا شَيْءَ فِيهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَمْرَعَتْ فِي نَداهُ، إِذ قَحَطَ القطرُ، ... فَأَمْسَى جَمادُها مَمْطُورَا ابْنُ سِيدَهْ: الجُمْد والجُمُد والجَمَد مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ أَجْماد وجِماد مِثْلُ رُمْح وأَرْماح ورِماح. والجُمْد والجُمُد مِثْلُ عُسْر وعُسُر: مَكَانٌ صَلْبٌ مُرْتَفِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ الصِّوارَ، إِذ يُجاهِدْنَ غُدْوة ... عَلَى جُمُدٍ، خَيْلٌ تَجُولُ بأَجلالِ وَرَجُلٌ جَماد الْكَفِّ: بَخِيلٌ، وَقَدْ جَمَد يَجْمُد: بَخِلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ التَّيْمَيِّ: إِنا وَاللَّهِ مَا نَجْمُد عِنْدَ الْحَقِّ وَلَا نَتَدَفَّقُ عِنْدَ الْبَاطِلِ ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وَهُوَ جَامِدٌ إِذا بَخِلَ بِمَا يَلْزَمُهُ مِنَ الْحَقِّ. وَالْجَامِدُ: الْبَخِيلُ؛ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ: جَمادِ لَهَا جَمادِ، وَلَا تَقُولَنْ ... لَهَا أَبداً إِذا ذُكِرت: حَمادِ وَيُرْوَى وَلَا تَقُولِي. وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: جَمادِ لَهُ أَي لَا زَالَ جَامِدَ الْحَالِ، وإِنما بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الْمَصْدَرِ أَي الْجُمُودُ كَقَوْلِهِمْ فَجارِ أَي الْفَجَرَةُ، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِهِمْ حَمادِ، بِالْحَاءِ، فِي الْمَدْحِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْمُتَلَمِّسِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَي قَوْلِي لَهَا جُموداً، وَلَا

_ (2). قوله [فعالى من الجمد] كذا في الأصل بضبط القلم، والذي في الصحاح فعالى من الجمد مثل عسر وعسر (3). قوله [عطن] كذا بالأَصل ولعله عطل باللام أي شمراخ النخل.

تَقُولِي لَهَا: حَمْدًا وَشُكْرًا؛ وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: حَمادِ لَهَا حَمادِ، وَلَا تَقُولي ... طُوالَ الدَّهْر مَا ذُكِرَت: جَمادِ وَفَسَّرَ فَقَالَ: احْمَدْهَا وَلَا تَذُمَّهَا. والمُجْمِدُ: البَرِمُ وَرُبَّمَا أَفاض بِالْقِدَاحِ لأَجل الإِيسار. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمُجَمَّدُ الْبَخِيلُ الْمُتَشَدِّدُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَدْخُلُ فِي الْمَيْسِرِ وَلَكِنَّهُ يَدْخُلُ بَيْنَ أَهل الْمَيْسِرِ، فَيُضْرَبُ بِالْقِدَاحِ وَتُوضَعُ عَلَى يَدَيْهِ وَيُؤْتَمَنُ عَلَيْهَا فَيَلْزَمُ الْحَقُّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ وَلَزِمَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يَفُزْ قَدَحُهُ فِي الْمَيْسِرِ؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ فِي الْمُجْمِدِ يَصِفُ قِدْحاً: وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حَويرَه ... عَلَى النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِد قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ وَهُوَ الصَّحِيحُ، وأَراد بالأَصفر سَهْمًا. وَالْمَضْبُوحُ: الَّذِي غَيَّرَتْهُ النَّارُ. وحويرُه: رُجُوعُهُ؛ يَقُولُ: انْتَظَرْتُ صَوْتَهُ عَلَى النَّارِ حَتَّى قَوَّمْتُهُ وأَعلمته، فَهُوَ كَالْمُحَاوَرَةِ مِنْهُ، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ: هُوَ الدَّاخِلُ فِي جُمَادَى، وَكَانَ جُمَادَى فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَهْرَ بَرْدٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ الَّذِي يَدْخُلُ بَيْنَ أَهل الْمَيْسِرِ وَيَضْرِبُ بِالْقِدَاحِ وَيُؤْتَمَنُ عَلَيْهَا مُجْمِداً لأَنه يُلْزِمُ الْحَقَّ صَاحِبَهُ؛ وَقِيلَ: لأَنه يَلْزم الْقِدَاحَ؛ وَقِيلَ: الْمُجْمِدُ هُنَا الأَمين: التَّهْذِيبُ: أَجْمَدَ يُجْمِدُ إِجْماداً، فَهُوَ مُجْمد إِذا كَانَ أَميناً بَيْنَ الْقَوْمِ. أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ مُجْمِد أَمين مَعَ شُحٍّ لَا يُخْدَعُ. وَقَالَ خَالِدٌ: رَجُلٌ مُجْمِد بَخِيلٌ شَحِيحٌ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ طَرفة: اسْتَوْدَعْتُ هَذَا الْقَدَحَ رَجُلًا يأْخذه بِكِلْتَا يَدَيْهِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْ يَدَيْهِ شَيْءٌ. وأَجْمَد الْقَوْمُ: قلَّ خَيْرُهُمْ وَبَخِلُوا. والجَماد: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ أَبو دواد: عَبَقَ الكِباءُ بِهِنَّ كُلَّ عشية، ... وغَمَرْنَ مَا يَلْبَسْنَ غَيْرَ جَماد ابْنُ الأَعرابي: الْجَوَامِدُ الأُرَفُ وَهِيَ الْحُدُودُ بَيْنَ الأَرضين، وَاحِدُهَا جَامِدٌ، وَالْجَامِدُ: الْحَدُّ بَيْنَ الدَّارَيْنِ، وَجَمْعُهُ جَوامد. وَفُلَانٌ مُجامدي إِذا كَانَ جَارَكَ بيتَ بيتَ، وَكَذَلِكَ مُصاقِبي ومُوارِفي ومُتاخِمِي. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا وَقَعَتِ الجَوامِدُ فَلَا شُفْعَة ، هِيَ الْحُدُودُ. الْفَرَّاءُ: الجِماد الْحِجَارَةُ، وَاحِدُهَا جَمَد. أَبو عَمْرٍو: سَيْفٌ جَمَّاد صَارِمٌ؛ وأَنشد: وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُمْ بأَعْلَى تَلْعَة ... من رأْسِ قُنْفُذٍ، آو رؤوسِ صِماد، لَسَمِعْتُمُ، مِنْ حَرِّ وَقْعِ سُيُوفِنَا، ... ضَرْبًا بِكُلِّ مهنَّد جَمَّاد والجُمُدُ: مَكَانُ حَزْنٍ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ الْغَلِيظُ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجُمُد قَارَةٌ لَيْسَتْ بِطَوِيلَةٍ فِي السَّمَاءِ وَهِيَ غَلِيظَةٌ تَغْلُظُ مَرَّةً وَتَلِينُ أُخرى، تُنْبِتُ الشَّجَرَ وَلَا تَكُونُ إِلا فِي أَرض غَلِيظَةٍ، سُمِّيَتْ جُمُداً مِنْ جُمُودها أَي مِنْ يُبْسِهَا. والجُمُد: أَصغر الْآكَامِ يَكُونُ مُسْتَدِيرًا صَغِيرًا، وَالْقَارَةُ مُسْتَدِيرَةٌ طَوِيلَةٌ فِي السَّمَاءِ، وَلَا يَنْقَادَانِ فِي الأَرض وَكِلَاهُمَا غَلِيظُ الرأْس وَيُسَمَّيَانِ جَمِيعًا أَكمة. قَالَ: وَجَمَاعَةُ الجُمُد جِماد يُنْبِتُ الْبَقْلَ وَالشَّجَرَ؛ قَالَ: وأَما الجُمُود فأَسهل مِنَ الجُمُد وأَشد مُخَالَطَةً لِلسُّهُولِ، وَيَكُونُ الجُمُود فِي نَاحِيَةِ القُفِّ وَنَاحِيَةِ السُّهُولِ، وَتُجْمَعُ الجُمُد أَجْماداً أَيضاً؛ قَالَ لَبِيدٌ: فأَجْمادُ ذِي رَنْدٍ فأَكنافُ ثادِق والجُمُد: جَبَلٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ:

سُبحانه ثُمَّ سُبَحَانًا يَعود لَهُ، ... وقَبْلَنا سَبَّحَ الجُوديُّ والجُمُد والجُمُد، بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْمِيمِ وَفَتْحِهِمَا: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ؛ وَنَسَبَ ابْنُ الأَثير عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ لِوَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ. وَدَارَةُ الجُمُد: مَوْضِعٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وجُمْدان: مَوْضِعٌ بَيْنَ قُدَيْد وعُسْفان؛ قَالَ حَسَّانُ: لَقَدْ أَتى عَنْ بَنِي الجَرْباءِ قولُهُمُ، ... وَدُونَهُمْ دَفُّ جُمْدانٍ فموضوعُ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ جُمْدان، بِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمِيمِ، وَفِي آخِرِهِ نُونٌ: جَبَلٌ عَلَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ مَرَّ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَذَا جُمْدان سَبَقَ المُفَرِّدون. جمعد: الجَمْعَد: حِجَارَةٌ مَجْمُوعَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالصَّحِيحُ الجَمْعَرَة. جند: الجُنْد: مَعْرُوفٌ. والجُنْد الأَعوان والأَنصار. والجُنْد: الْعَسْكَرُ، وَالْجَمْعُ أَجناد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها ؛ الْجُنُودُ الَّتِي جاءَتهم: هُمُ الأَحزاب وَكَانُوا قُرَيْشًا وغَطَفَان وَبَنِي قُريظة تَحَزَّبُوا وَتَظَاهَرُوا عَلَى حَرْبِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَرسل اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا كفأَت قُدُورَهُمْ وَقَلَعَتْ فَسَاطِيطَهُمْ وأَظعنتهم مِنْ مَكَانِهِمْ، وَالْجُنُودُ الَّتِي لَمْ يَرَوْهَا الْمَلَائِكَةُ. وَجُنْدٌ مُجَنَّد: مَجْمُوعٌ؛ وَكُلُّ صِنْفٍ عَلَى صِفَةٍ مِنَ الْخَلْقِ جُنْدٌ عَلَى حِدَةٍ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَفُلَانٌ جَنَّدَ الْجُنُودَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الأَرواح جُنُودٌ مُجَنَّدة فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلف وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ ؛ وَالْمُجَنَّدَةُ: الْمَجْمُوعَةُ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَلْف مؤَلفة وقَناطِيرُ مُقَنطَرَةٌ أَي مُضَعَّفة، وَمَعْنَاهُ الإِخبار عَنْ مبدإِ كَوْنِ الأَرواح وَتَقَدُّمِهَا الأَجساد أَي أَنها خُلِقَتْ أَوّل خَلْقِهَا عَلَى قِسْمَيْنِ مِنِ ائْتِلَافٍ وَاخْتِلَافٍ، كَالْجُنُودِ الْمَجْمُوعَةِ إِذا تَقَابَلَتْ وَتَوَاجَهَتْ، وَمَعْنَى تَقَابُلِ الأَرواح مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ والأَخلاق فِي مبدإِ الْخَلْقِ، يَقُولُ: إِن الأَجساد الَّتِي فِيهَا الأَرواح تَلْتَقِي فِي الدُّنْيَا فتأْتلف وَتَخْتَلِفُ عَلَى حَسَبِ مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا تَرَى الخَيِّرَ يُحِبُّ الخَيِّر وَيَمِيلُ إِلى الأَخيار، والشِّرِّير يُحِبُّ الأَشرار وَيَمِيلُ إِليهم. وَيُقَالُ: هَذَا جُنْدٌ قَدْ أَقبل وَهَؤُلَاءُ جُنُودٌ قَدْ أَقبلوا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: جُنْدٌ مَا هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ ، فوحَّد النَّعْتَ لأَن لَفْظَ الْجُنْدِ «1» ... وَكَذَلِكَ الْجَيْشُ وَالْحِزْبُ. وَالْجُنْدُ: الْمَدِينَةُ، وَجَمْعُهَا أَجناد، وَخَصَّ أَبو عُبَيْدَةَ بِهِ مُدُنَ الشَّامِ، وأَجناد الشَّامِ خَمْسُ كُوَرٍ؛ ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ الشَّامُ خَمْسَةُ أَجناد: دِمَشْق وحِمْص وقِنَّسْرِين والأُرْدُنُّ وفِلَسْطِين، يُقَالُ لِكُلِّ مَدِينَةٍ مِنْهَا جُنْدٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَقُلْتُ مَا هُوَ إِلا الشَّامُ نَرْكَبُهُ، ... كأَنما الموتُ فِي أَجناده البَغَر البَغَر: الْعَطَشُ يُصِيبُ الإِبل فَلَا تُرْوَى وَهِيَ تَمُوتُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه خَرَجَ إِلى الشَّامِ فَلَقِيَهُ أُمراء الأَجناد، وَهِيَ هَذِهِ الْخَمْسَةُ أَماكن، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا يُسَمَّى جُنْداً أَي الْمُقِيمِينَ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْمُقَاتِلِينَ. وَفِي حَدِيثِ سَالِمٍ: سَتَرْنَا الْبَيْتَ بِجُناديٍّ أَخضر، فَدَخَلَ أَبو أَيوب فَلَمَّا رَآهُ خَرَجَ إِنكاراً لَهُ ؛ قِيلَ: هُوَ جِنْسٌ مِنَ الأَنماط أَو الثِّيَابِ يُسْتَرُ بِهَا الْجُدْرَانُ. والجَنَد: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَقِيلَ: هِيَ حِجَارَةٌ تُشْبِهُ الطِّينَ. والجَنَد: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَهِيَ أَجود كُوَرِهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: وجَنَد، بِالتَّحْرِيكِ، بَلَدٌ بِالْيَمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الجَنَد، بِفَتْحِ الجيم والنون، أَحد

_ (1). هنا بياض بالأَصل ولعل الساقط منه مفرد أو واحد

مَخاليف الْيَمَنِ؛ وَقِيلَ: هِيَ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِهَا. وجُنَيْد وجَنَّاد وجُنادة: أَسماء. وجُنادة أَيضاً: حَيٌّ. وجُنْدَيْسابُورُ: مَوْضِعٌ، وَلَفْظُهُ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ سَوَاءٌ لِعُجْمَتِهِ. وأَجنادانُ وأَجنادَيْنُ: مَوْضِعٌ، النونُ مُعَرَّبَةٌ بِالرَّفْعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْبِنَاءَ قَدْ حُكِيَ فِيهَا. وَيَوْمُ أَجنادَيْنِ: يَوْمٌ مَعْرُوفٌ كَانَ بِالشَّامِ أَيام عُمَرَ، وَهُوَ مَوْضِعٌ مَشْهُورٌ مِنْ نَوَاحِي دِمَشْقَ، وَكَانَتِ الْوَقْعَةُ الْعَظِيمَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ ذلك يوم أَجْيادِينَ ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الجيم وبالياء تحتها نقطتان، جَبَلٌ بِمَكَّةَ وأَكثر النَّاسِ يَقُولُونَهُ بِالنُّونِ وَفَتْحِ الدَّالِ المهملة وقد تكسر. جهد: الجَهْدُ والجُهْدُ: الطَّاقَةُ، تَقُولُ: اجْهَد جَهْدَك؛ وَقِيلَ: الجَهْد الْمَشَقَّةُ والجُهْد الطَّاقَةُ. اللَّيْثُ: الجَهْدُ مَا جَهَد الإِنسان مِنْ مَرَضٍ أَو أَمر شَاقٍّ، فَهُوَ مَجْهُودٌ؛ قَالَ: والجُهْد لُغَةً بِهَذَا الْمَعْنَى. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: شَاةٌ خَلَّفها الجَهْد عَنِ الْغَنَمِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ لَفْظُ الجَهْد والجُهْد فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ، الْمَشَقَّةُ، وَقِيلَ: المبالغة والغاية، وبالضم، الْوُسْعُ وَالطَّاقَةُ؛ وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ فِي الْوُسْعِ وَالطَّاقَةِ، فأَما فِي الْمَشَقَّةِ وَالْغَايَةِ فَالْفَتْحُ لَا غَيْرَ؛ وَيُرِيدُ بِهِ فِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ فِي الشَّاةِ الهُزال؛ وَمِنَ الْمَضْمُومِ حَدِيثُ الصَّدَقَةِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفضل، قَالَ: جُهْدُ المُقِلِ أَيْ قَدْرُ مَا يَحْتَمِلَهُ حَالُ الْقَلِيلِ الْمَالِ. وجُهِدَ الرَّجُلُ إِذا هُزِلَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا طلبتَه جُهْدَك، أَضافوا الْمَصْدَرَ وإِن كَانَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، كَمَا أَدخلوا فِيهِ الأَلف وَاللَّامَ حِينَ قَالُوا: أَرسَلَها العِراكَ؛ قَالَ: وَلَيْسَ كُلُّ مَصْدَرٍ مُضَافًا كَمَا أَنه لَيْسَ كُلُّ مَصْدَرٍ تَدْخُلُهُ الأَلف وَاللَّامُ. وجَهَدَ يَجْهَدُ جَهْداً واجْتَهَد، كِلَاهُمَا: جدَّ. وجَهَدَ دَابَّتَهُ جَهْداً وأَجْهَدَها: بَلَغَ جَهْدها وَحَمَّلَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: جَهَدْته وأَجْهَدْته بِمَعْنًى؛ قَالَ الأَعشى: فجالتْ وجالَ لها أَرْبعٌ، ... جَهَدْنا لَهَا مَعَ إِجهادها وجَهْدٌ جَاهِدٌ: يُرِيدُونَ الْمُبَالَغَةَ، كَمَا قَالُوا: شِعْرٌ شَاعر ولَيْل لَائِلٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَتَقُولُ جَهْدواي أَنك ذَاهِبٌ؛ تَجْعَلُ جَهْد «2» ظَرْفًا وَتَرْفَعُ أَن بِهِ عَلَى مَا ذَهَبُوا إِليه فِي قَوْلِهِمْ حَقًا أَنك ذَاهِبٌ. وجُهِد الرَّجُلُ: بَلَغَ جُهْده، وَقِيلَ: غُمَّ. وَفِي خَبَرِ قَيْسِ بْنِ ذُرَيْحٍ: أَنه لَمَّا طَلَّقَ لُبْنَى اشْتَدَّ عَلَيْهِ وجُهِدَ وضَمِنَ. وجَهَد بِالرَّجُلِ: امْتَحَنَهُ عَنِ الْخَيْرِ وَغَيْرِهِ. الأَزهري: الجَهْد بُلُوغُكَ غَايَةَ الأَمر الَّذِي لَا تأْلو عَلَى الْجَهْدِ فِيهِ؛ تَقُولُ: جَهَدْت جَهْدي واجْتَهَدتُ رأْيي وَنَفْسِي حَتَّى بَلَغْتُ مَجهودي. قَالَ: وَجَهَدْتُ فُلَانًا إِذا بَلَغْتَ مَشَقَّتَهُ وأَجهدته عَلَى أَن يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجَهْد الْغَايَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: بَلَغْتُ بِهِ الجَهْد أَي الْغَايَةَ. وجَهَدَ الرَّجُلُ فِي كَذَا أَي جدَّ فِيهِ وَبَالَغَ. وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ: إِذا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَربع ثُمَّ جَهَدَها أَي دَفَعَهَا وَحَفَزَهَا؛ وَقِيلَ: الجَهْد مِنْ أَسماء النِّكَاحِ. وجَهَده الْمَرَضُ وَالتَّعَبُ وَالْحُبُّ يَجْهَدُه جَهْداً: هَزَلَهُ. وأَجْهَدَ الشيبُ: كَثُرَ وأَسرع؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: لَا تؤاتيكَ إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجهَدَ ... فِي العارِضَيْن مِنْكَ القَتِيرُ وأَجْهَدَ فِيهِ الشَّيْبُ إِجْهاداً إِذا بَدَا فِيهِ وَكَثُرَ. والجُهْدُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ يَعِيشُ بِهِ المُقِلُّ عَلَى جَهْدِ الْعَيْشِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ؛

_ (2). قوله [تجعل جهد إلخ] كذا بالأَصل ولم يتكلم على بقية الكلمة.

عَلَى هَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الجُهْدُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الطَّاقَةُ؛ تَقُولُ: هَذَا جُهْدِي أَي طَاقَتِي؛ وَقُرِئَ: وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلا جُهدهم وجَهدَهم، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ؛ الجُهْد، بِالضَّمِّ: الطَّاقَةُ، والجَهْد، بِالْفَتْحِ: مِنْ قَوْلِكِ اجْهَد جَهْدك فِي هَذَا الأَمر أَي ابْلُغْ غَايَتَكَ، وَلَا يُقَالُ اجْهَد جُهْدك. والجَهاد: الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظَةُ وَتُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ أَرض جَهاد. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَهاد أَظهر الأَرض وأَسواها أَي أَشدّها اسْتِوَاءً، نَبَتَتْ أَو لَمْ تَنْبُتْ، ليس قُرْبَهُ جَبَلٌ وَلَا أَكمة. وَالصَّحْرَاءُ جَهاد؛ وأَنشد: يَعُودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهادَ، ويَنْبُتُ ... الجَهادُ بِهَا، والعُودُ رَيَّانُ أَخضر أَبو عَمْرٍو: الجَماد والجَهاد الأَرض الْجَدْبَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَالْجَمَاعَةُ جُهُد وجُمُد؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَمْرَعَتْ في نداه إِذ قَحَطَ القطرُ، ... فأَمْسى جَهادُها مَمْطُورًا قَالَ الْفَرَّاءُ: أَرض جَهاد وفَضاء وبَراز بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، نَزَلَ بأَرضٍ جَهادٍ ؛ الجَهاد، بِالْفَتْحِ، الأَرض الصُّلْبَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا؛ وَقَوْلُ الطرمَّاح: ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانة، ... غَرْبَةُ العَيْنِ جَهادُ السَّنام جَعَلَ الْجَهَادَ صِفَةً للأَتان فِي اللَّفْظِ وإِنما هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ للأَرض، أَلا تَرَى أَنه لَوْ قَالَ غَرْبَةُ الْعَيْنِ جَهَادٌ لَمْ يَجُزْ، لأَن الأَتان لَا تَكُونُ أَرضاً صُلْبَةً وَلَا أَرضاً غَلِيظَةً؟ وأَجْهَدَتْ لَكَ الأَرض: بَرَزَتْ. وَفُلَانٌ مُجهِد لَكَ: مُحْتَاطٌ. وَقَدْ أَجْهَد إِذا احْتَاطَ؛ قَالَ: نازَعْتُها بالهَيْنُمانِ وغَرَّها ... قِيلِي: ومَنْ لكِ بالنَّصِيح المُجْهِدِ؟ وَيُقَالُ: أَجْهَدَ لَكَ الطريقُ وأَجهَدَ لَكَ الْحَقُّ أَي بَرَزَ وَظَهَرَ وَوَضَحَ. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: حَلِفَ بِاللَّهِ فَأَجْهد وَسَارَ فَأَجْهَد، وَلَا يَكُونُ فَجَهَد. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَجْهَدَ لَكَ الأَمر أَي أَمكنك وأَعرض لَكَ. أَبو عَمْرٍو: أَجْهَدَ الْقَوْمُ لِي أَي أَشرفوا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمَّا رأَيتُ القومَ قَدْ أَجهَدوا، ... ثُرْت إِليهم بالحُسامِ الصَّقِيلْ الأَزهري عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: الجُهْدُ فِي الغُنْيَة والجَهْدُ فِي الْعَمَلِ. ابْنُ عَرَفَةَ: الجُهد، بِضَمِّ الْجِيمِ، الوُسع وَالطَّاقَةُ، والجَهْدُ الْمُبَالَغَةُ وَالْغَايَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: جَهْدَ أَيْمانِهِمْ* ؛ أَي بَالَغُوا فِي الْيَمِينِ وَاجْتَهَدُوا فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِاللَّهِ مِنْ جَهْد الْبَلَاءِ ؛ قِيلَ: إِنها الْحَالَةُ الشَّاقَّةُ الَّتِي تأْتي عَلَى الرَّجُلِ يَخْتَارُ عَلَيْهَا الْمَوْتَ. وَيُقَالُ: جَهْد الْبَلَاءِ كَثْرَةُ الْعِيَالِ وَقِلَّةُ الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: وَالنَّاسُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ مُجْهِدون أَي مُعْسِرُونَ. يُقَالُ: جُهِدَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَجْهُودٌ إِذا وَجَدَ مَشَقَّةً، وجُهِدَ النَّاسُ فَهُمْ مَجْهودون إِذا أَجدبوا؛ فأَما أَجْهَدَ فَهُوَ مُجْهِدٌ، بِالْكَسْرِ، فَمَعْنَاهُ ذُو جَهْد وَمَشَقَّةٍ، أَو هُوَ مَنْ أَجهَد دَابَّتَهُ إِذا حَمَلَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتِهَا. وَرَجُلٌ مُجْهِد إِذا كَانَ ذَا دَابَّةٍ ضَعِيفَةٍ مِنَ التَّعَبِ، فَاسْتَعَارَهُ لِلْحَالِ فِي قِلَّةِ الْمَالِ. وأُجْهِد فَهُوَ مُجْهَد، بِالْفَتْحِ، أَي أَنه أُوقع فِي الْجَهْدِ الْمَشَقَّةِ. وَفِي حَدِيثِ الأَقرع والأَبرص: فَوَاللَّهِ لَا أُجْهَدُ اليومَ بِشَيْءٍ أَخذته لِلَّهِ، لَا أَشُقُّ عَلَيْكَ وأَرُدُّك فِي شَيْءٍ تأْخذه مِنْ مَالِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَالْمَجْهُودُ: المشتهَى مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّبَنِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ إِبلًا بِالْغَزَارَةِ: تَضْحَى، وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرَفاً ... مِنْ ناصِعِ اللَّوْنِ، حُلْوِ الطَّعْمِ، مَجْهودِ

فَمَنْ رَوَاهُ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودِ أَراد بِالْمَجْهُودِ: الْمُشْتَهَى الَّذِي يُلَحُّ عَلَيْهِ فِي شُرْبِهِ لِطِيبِهِ وَحَلَاوَتِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ حُلْوٍ غَيْرَ مَجْهُودٍ فَمَعْنَاهُ: أَنها غِزَارٌ لَا يُجْهِدُهَا الْحَلْبُ فَيَنْهَكَ لَبَنُهَا؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: مَعْنَاهُ غَيْرُ قَلِيلٍ يُجْهِدُ حَلْبُهُ أَو تُجْهَدُ النَّاقَةُ عِنْدَ حَلْبِهِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ غَيْرَ مَجْهُودٍ: أَي أَنه لَا يُمْذَقُ لأَنه كَثِيرٌ. قَالَ الأَصمعي: كُلُّ لَبَنٍ شُدَّ مَذْقُهُ بِالْمَاءِ فَهُوَ مَجْهُودٌ. وجَهَدت اللَّبَنَ فَهُوَ مَجْهُودٌ أَي أَخرجت زُبْدَهُ كُلَّهُ. وجَهدْتُ الطعامَ: اشْتَهَيْتُهُ. وَالْجَاهِدُ: الشَّهْوَانُ. وجُهِدَ الطَّعَامُ وأُجْهِد أَي اشتُهِيَ. وجَهَدْتُ الطعامَ: أَكثرت مِنْ أَكله. وَمَرْعَى جَهِيد: جَهَدَه الْمَالُ. وجُهِدَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَجْهُودٌ مِنَ الْمَشَقَّةِ. يُقَالُ: أَصابهم قُحُوطٌ مِنَ الْمَطَرِ فجُهِدُوا جَهْداً شَدِيدًا. وجَهِدَ عَيْشُهُمْ، بِالْكَسْرِ، أَي نَكِدَ وَاشْتَدَّ. وَالِاجْتِهَادُ وَالتَّجَاهُدُ: بَذَلُ الْوُسْعِ وَالْمَجْهُودِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: اجْتَهَدَ رَأْيَ الاجْتِهادِ ؛ بَذَلَ الْوُسْعَ فِي طَلَبِ الأَمر، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الْجُهْدِ الطَّاقَةِ، وَالْمُرَادُ بِهِ رَدُّ الْقَضِيَّةِ الَّتِي تَعْرِضُ لِلْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقِ الْقِيَاسِ إِلى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يُرِدِ الرأْي الَّذِي رَآهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ حَمْلٍ عَلَى كِتَابٍ أَو سُنَّةٍ. أَبو عَمْرٍو: هَذِهِ بَقْلَةٌ لَا يَجْهَدُها الْمَالُ أَي لَا يُكْثِرُ مِنْهَا، وَهَذَا كَلأٌ يَجْهَدُه الْمَالُ إِذا كَانَ يُلِحُّ عَلَى رَعِيَّتِهِ. وأَجْهَدوا عَلَيْنَا الْعَدَاوَةَ: جدُّوا. وجاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة وجِهاداً: قَاتَلَهُ وجاهَد فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا هِجرة بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهاد ونِيَّةٌ ؛ الْجِهَادُ مُحَارَبَةُ الأَعداء، وَهُوَ الْمُبَالَغَةُ وَاسْتِفْرَاغُ مَا فِي الْوُسْعِ وَالطَّاقَةِ مِنْ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ، وَالْمُرَادُ بِالنِّيَّةِ إِخلاص الْعَمَلِ لِلَّهِ أَي أَنه لَمْ يَبْقَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ هِجْرَةٌ لأَنها قَدْ صَارَتْ دَارَ إِسلام، وإِنما هُوَ الإِخلاص فِي الْجِهَادِ وَقِتَالِ الْكُفَّارِ. وَالْجِهَادُ: الْمُبَالَغَةُ وَاسْتِفْرَاغُ الْوُسْعِ فِي الْحَرْبِ أَو اللِّسَانِ أَو مَا أَطاق مِنْ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَا يَجْهَدُ الرجلُ مالَهُ ثُمَّ يَقْعُدُ يسأَل النَّاسَ ؛ قَالَ النَّضْرُ: قَوْلُهُ لَا يَجْهَدُ مَالَهُ أَي يُعْطِيهِ وَيُفَرِّقُهُ جَمِيعَهُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا؛ قَالَ الْحَسَنُ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ. ابْنُ الأَعرابي: الجَهاض والجَهاد ثَمَرُ الأَراك. وَبَنُو جُهادة: حيّ، والله أَعلم. جود: الجَيِّد: نَقِيضُ الرَّدِيءِ، عَلَى فَيْعِلٍ، وأَصله جَيْوِد فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِهَا وَمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ، ثُمَّ أُدغمت الْيَاءُ الزَّائِدَةُ فِيهَا، وَالْجَمْعُ جِياد، وَجِيَادَاتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كَمْ كَانَ عِنْدَ بَني العوّامِ مِنْ حَسَب، ... وَمِنْ سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وَفِي الصِّحَاحِ فِي جَمْعِهِ جَيَائِدُ، بِالْهَمْزِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَجَادَ الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صَارَ جيِّداً، وأَجدت الشيءَ فَجَادَ، والتَّجويد مِثْلُهُ. وَقَدْ قَالُوا أَجْوَدْت كَمَا قَالُوا: أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن عَلَى النُّقْصَانِ وَالتَّمَامِ. وَيُقَالُ: هَذَا شَيْءٌ جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة. وَقَدْ جَادَ جَوْدة وأَجاد: أَتى بالجَيِّد مِنَ الْقَوْلِ أَو الْفِعْلِ. وَيُقَالُ: أَجاد فُلَانٌ فِي عَمَلِهِ وأَجْوَد وَجَادَ عَمَلُهُ يَجود جَوْدة، وجُدْت لَهُ بِالْمَالِ جُوداً. وَرَجُلٌ مِجْوادٌ مُجِيد وَشَاعِرٌ مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كَثِيرًا. وأَجَدْته النَّقْدَ: أَعطيته جِيَادًا. وَاسْتَجَدْتُ الشَّيْءَ: أَعددته جَيِّدًا. واستَجاد الشيءَ: وجَده جَيِّداً أَو طَلَبَهُ جَيِّدًا. وَرَجُلٌ جَواد: سَخِيٌّ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ أَجواد، كسَّروا فَعالًا عَلَى أَفعال حَتَّى كأَنهم إِنما كَسَّرُوا فَعَلًا. وَجَاوَدْتُ فُلَانًا فَجُدْته أَي غَلَبْتُهُ بِالْجُودِ، كما يقال ماجَدْتُه مِنَ المَجْد. وَجَادَ الرَّجُلُ

بِمَالِهِ يجُود جُوداً، بِالضَّمِّ، فَهُوَ جَوَادٌ. وَقَوْمٌ جُود مِثْلَ قَذال وقُذُل، وإِنما سُكِّنَتِ الْوَاوُ لأَنها حَرْفُ عِلَّةٍ، وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء؛ وَكَذَلِكَ امرأَة جَواد وَنِسْوَةٌ جُود مِثْلَ نَوارٍ ونُور؛ قَالَ أَبو شِهَابٍ الْهُذَلِيُّ: صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بشَكرِها، ... جَوادٌ بقُوت البَطْن، والعِرْقُ زاخِر قَوْلُهُ: الْعِرْقُ زَاخِرُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِيهِ عِدَّةُ أَقوال: أَحدها أَن يَكُونَ الْمَعْنَى أَنها تَجُودُ بِقُوتِهَا عِنْدَ الْجُوعِ وَهَيَجَانِ الدَّمِ وَالطَّبَائِعِ؛ الثَّانِي مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ: عِرْقُ فُلَانٍ زَاخِرٌ إِذا كَانَ كَرِيمًا يُنَمَّى فَيَكُونُ مَعْنَى زَاخِرٍ أَنه نامٍ فِي الْكَرَمِ؛ الثَّالِثُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى فِي زَاخِرٍ أَنه بَلَغَ زُخارِيَّه، يُقَالُ بَلَغَ النَّبْتُ زُخَارَيَّهِ إِذا طَالَ وَخَرَجَ زَهْرُهُ؛ الرَّابِعُ أَن يَكُونَ الْعِرْقُ هُنَا الِاسْمَ مِنْ أَعرق الرَّجُلُ إِذا كَانَ لَهُ عِرْقٌ فِي الْكَرَمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تجَوَّدْتُها لَكَ أَي تَخَيَّرْتُ الأَجود مِنْهَا. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً قَالَ: كُنْتُ أَجلس إِلى قَوْمٍ يَتَجَاوَبُونَ وَيَتَجَاوَدُونَ فَقُلْتُ لَهُ: مَا يَتَجَاوَدُونَ؟ فَقَالَ: يَنْظُرُونَ أَيهم أَجود حُجَّةً. وأَجواد الْعَرَبِ مَذْكُورُونَ، فأَجواد أَهل الْكُوفَةِ: هُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ وأَسماء بْنُ خَارِجَةَ وَعَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ الرَّيَاحِيُّ؛ وأَجواد أَهل الْبَصْرَةِ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي بَكْرَةَ وَيُكَنَّى أَبا حَاتِمٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ وَهَؤُلَاءِ أَجود مِنْ أَجواد الْكُوفَةِ؛ وأَجواد الْحِجَازِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمَا أَجود مِنْ أَجواد أَهل الْبَصْرَةِ، فَهَؤُلَاءِ الأَجواد الْمَشْهُورُونَ؛ وأَجواد النَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ كَثِيرٌ، وَالْكَثِيرُ أَجاود عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وجُود وجُودة، أَلحقوا الْهَاءَ لِلْجَمْعِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي الخؤُولة، وَقَدْ جَادَ جُوداً؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ: إِني لأَهْواها وَفِيهَا لامْرِئٍ، ... جَادَتْ بِنائلها إِليه، مَرْغَبُ إِنما عَدَّاهُ بإِلى لأَنه فِي مَعْنَى مَالَتْ إِليه. وَنِسَاءُ جُود؛ قَالَ الأَخطل: وهُنَّ بالبَذْلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُود وَاسْتَجَادَهُ: طَلَبَ جُودَهُ. وَيُقَالُ: جَادَ بِهِ أَبواه إِذا وَلَدَاهُ جَوَادًا؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: قَوْمٌ أَبوهم أَبو الْعَاصِي، أَجادَهُمُ ... قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده دِرْهَمًا: أَعطاه إِياه. وَفَرَسٌ جَوَادٌ: بَيِّنُ الجُودة، والأُنثى جَوَادٌ أَيضاً؛ قَالَ: نَمَتْهُ جَواد لَا يُباعُ جَنِينُها وَفِي حَدِيثِ التَّسْبِيحِ: أَفضل مِنَ الْحَمْلِ عَلَى عِشْرِينَ جَوَادًا. وَفِي حَدِيثِ سَلِيمِ بْنِ صَرْدٍ: فَسِرْتُ إِليه جَوَادًا أَي سَرِيعًا كَالْفَرَسِ الْجَوَادِ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ سَيْرًا جَوَادًا، كَمَا يُقَالُ سِرْنَا عُقْبَةً جَواداً أَي بعيدة. وجاد الْفَرَسُ أَي صَارَ رَائِعًا يَجُودُ جُودة، بِالضَّمِّ، فَهُوَ جَوَادٌ لِلذَّكَرِ والأُنثى مِنْ خَيْلٍ جِيَادٍ وأَجياد وأَجاويد. وأَجياد: جَبَلٌ بِمَكَّةَ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَشَرَّفَهَا، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَوْضِعِ خَيْلِ تُبَّعٍ، وَسُمِّيَ قُعَيْقِعان لِمَوْضِعِ سِلَاحِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا للمُضَمِّرِ المُجِيد ؛ الْمَجِيدُ: صَاحِبُ الْجَوَادِ وَهُوَ الْفَرَسُ السَّابِقُ الْجَيِّدُ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ مُقْوٍ ومُضْعِف إِذا كَانَتْ دَابَّتُهُ قَوِيَّةٌ أَو ضَعِيفَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الصِّرَاطِ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كأَجاويد الْخَيْلِ ، هِيَ جَمْعُ أَجواد، وأَجواد جَمْعُ جَوَادٍ؛ وَقَوْلُ ذُرْوَةَ بْنِ جَحْفَةَ أَنشده ثَعْلَبٌ:

وإِنك إِنْ حُمِلتَ عَلَى جَواد، ... رَمَتْ بِكَ ذاتَ غَرْزٍ أَو رِكاب مَعْنَاهُ: إِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تَرْضَ امرأَتك بِكَ؛ شَبَّهَهَا بِالْفَرَسِ أَو النَّاقَةِ النُّفُورُ كأَنها تَنْفِرُ مِنْهُ كَمَا يَنْفِرُ الْفَرَسُ الَّذِي لَا يُطَاوِعُ وَتُوَصَّفُ الأَتان بِذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِن زَلَّ فُوه عَنْ جَوادٍ مِئْشِيرْ، ... أَصْلَقَ ناباهُ صِياحَ العُصْفورْ «1» وَالْجَمْعُ جِيَادٍ وَكَانَ قِيَاسُهُ أَن يُقَالَ جِواد، فَتَصِحُّ الْوَاوُ فِي الْجَمْعِ لِتَحَرُّكِهَا فِي الْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ جَوَادٌ كَحَرَكَتِهَا فِي طَوِيلٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ مَعَ هَذَا عَنْهُمْ جِواد فِي التَّكْسِيرِ الْبَتَّةَ، فأَجروا وَاوَ جَوَادٍ لِوُقُوعِهَا قَبْلَ الأَلف مَجْرَى السَّاكِنِ الَّذِي هُوَ وَاوُ ثَوْبٍ وَسَوْطٍ فَقَالُوا جِيَادَ، كَمَا قَالُوا حِيَاضَ وَسِيَاطَ، وَلَمْ يَقُولُوا جِوَادَ كَمَا قَالُوا قِوَامَ وَطِوَالَ. وَقَدْ جَادَ فِي عَدْوِهِ وَجَوَّدَ وأَجود وأَجاد الرَّجُلُ وأَجود إِذا كَانَ ذَا دَابَّةٍ جَوَادٍ وَفَرَسٍ جَوَادٍ؛ قَالَ الأَعشى: فَمِثْلُكِ قَدْ لَهَوْتُ بِهَا وأَرضٍ ... مَهَامِهَ، لَا يَقودُ بِهَا المُجِيدُ واستَجادَ الفرسَ: طَلَبَهُ جَواداً. وَعَدَا عَدْواً جَواداً وَسَارَ عُقْبَةً جَواداً أَي بَعِيدَةً حَثِيثَةً، وعُقْبَتَين جَوَادَيْنِ وعُقَباً جِيَادًا وأَجواداً، كَذَلِكَ إِذا كَانَتْ بَعِيدَةً. وَيُقَالُ: جَوَّدَ فِي عَدْوِهِ تَجْوِيدًا. وَجَادَ الْمَطَرُ جَوْداً: وبَلَ فَهُوَ جَائِدٌ، وَالْجَمْعُ جَوْد مِثْلَ صَاحِبٍ وصَحْب، وَجَادَهُمُ الْمَطَرُ يَجُودهم جَوْداً. وَمَطَرٌ جَوْد: بَيِّنُ الجَوْد غَزِيرٌ، وَفِي الْمُحَكَمِ يَرْوِي كُلَّ شَيْءٍ. وَقِيلَ: الْجُودُ مِنَ الْمَطَرِ الَّذِي لَا مَطَرَ فَوْقَهُ الْبَتَّةَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وَلَمْ يأْت أَحد مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا حدَّث بالجَوْد وَهُوَ الْمَطَرُ الْوَاسِعُ الْغَزِيرُ. قَالَ الْحَسَنُ: فأَما مَا حَكَى سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَخذتنا بِالْجُودِ وَفَوْقَهُ فإِنما هِيَ مُبَالَغَةٌ وَتَشْنِيعٌ، وإِلَّا فَلَيْسَ فَوْقَ الجَوْد شَيْءٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ، وَسَمَاءٌ جَوْد وُصِفَتْ بِالْمَصْدَرِ، وَفِي كَلَامِ بَعْضِ الأَوائل: هَاجَتْ بِنَا سَمَاءٌ جَوْد وَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَسَحَابَةٌ جَوْد كَذَلِكَ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وجِيدَت الأَرضُ: سَقَاهَا الجَوْد؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَرَكْتُ أَهل مَكَّةَ وَقَدْ جِيدُوا أَي مُطِروا مَطَراً جَوْداً. وَتَقُولُ: مُطِرْنا مَطْرَتين جَوْدَين. وأَرض مَجُودة: أَصابها مَطَرٌ جَوْد؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: والخازِبازِ السَّنَمَ المجُودا وَقَالَ الأَصمعي: الجَوْد أَن تُمْطَرَ الأَرض حَتَّى يَلْتَقِيَ الثَّرِيَانِ؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: يلاعِبُ الريحَ بالعَصْرَينِ قَصْطَلُه، ... والوابِلُونَ وتَهْتانُ التَّجاويد يَكُونُ جَمْعًا لَا وَاحِدَ لَهُ كالتَّعاجيب والتَّعاشيب وَالتَّبَاشِيرِ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعُ تَجْواد، وَجَادَتِ الْعَيْنُ تَجُود جَوْداً وجُؤُوداً: كَثُرَ دَمْعُهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَحَتْفٌ مُجِيدٌ: حَاضِرٌ، قِيلَ: أُخذ مِنْ جَوْدِ الْمَطَرِ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: غَدَا يَرتادُ فِي حَجَراتِ غَيْثٍ، ... فصادَفَ نَوْءَهُ حَتْفٌ مُجِيدُ وأَجاده: قَتَلَهُ. وَجَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ يَجُودُ جَوْداً وجُؤُوداً: قَارَبَ أَن يَقْضِيَ؛ يُقَالُ: هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ إِذا كَانَ فِي السِّيَاقِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ يَجُود بِنَفْسِهِ، مَعْنَاهُ يَسُوقُ بِنَفْسِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: إِن فُلَانًا لَيُجاد إِلى فُلَانٍ أَي يُساق إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا ابْنُهُ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَجُود بِنَفْسِهِ أَي يُخْرِجُهَا وَيَدْفَعُهَا كَمَا يَدْفَعُ الإِنسان مَالَهُ يَجُودُ بِهِ؛ قَالَ: والجود الكرم

_ (1). قوله [زل فوه] هكذا بالأَصل والذي يظهر أنه زلقوه أي أنزلوه عن جواد إلخ قرع بنابه على الأخرى مصوتاً غيظاً.

يُرِيدُ أَنه كَانَ فِي النَّزْعِ وَسِيَاقِ الْمَوْتِ. وَيُقَالُ: جِيدَ فُلَانٌ إِذا أَشرف عَلَى الْهَلَاكِ كأَنَّ الْهَلَاكَ جَادَهُ؛ وأَنشد: وقِرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ لَدَى مِكَرٍّ، ... إِذا مَا جادَه النُّزَفُ اسْتَدانا وَيُقَالُ: إِني لأُجادُ إِلى لِقَائِكَ أَي أَشتاق إِليك كأَنَّ هَوَاهُ جَادَهُ الشَّوْقُ أَي مَطَرَهُ؛ وإِنه لَيُجاد إِلى كُلِّ شيءٍ يَهْوَاهُ، وإِني لأُجادُ إِلى الْقِتَالِ: لأَشتاق إِليه. وجِيدَ الرجلُ يُجادُ جُواداً، فَهُوَ مَجُود إِذا عَطِش. والجَوْدة: العَطشة. وَقِيلَ: الجُوادُ، بِالضَّمِّ، جَهد الْعَطَشِ. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ جِيدَ فُلَانٌ مِنَ الْعَطَشِ يُجاد جُواداً وجَوْدة؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُعاطِيه أَحياناً، إِذا جِيدَ جَوْدة، ... رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجبِيل المُعَسَّل أَي عَطَشَ عَطِشَةً؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: ونَصْرُكَ خاذِلٌ عَنِّي بَطِيءٌ، ... كأَنَّ بِكُمْ إِلى خَذْلي جُواداً أَي عَطَشًا. وَيُقَالُ لِلَّذِي غَلَبَهُ النَّوْمُ: مَجُود كأَن النَّوْمَ جَادَهُ أَي مَطَرَهُ. قَالَ: والمَجُود الَّذِي يُجْهَد مِنَ النُّعَاسِ وَغَيْرِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ لَبِيَدٍ: ومَجُودٍ مِنْ صُباباتِ الكَرى، ... عاطِفِ النُّمْرُقِ، صَدْقِ المُبْتَذَل أَي هُوَ صَابِرٌ عَلَى الْفِرَاشِ الْمُمَهَّدِ وَعَنِ الوطاءِ، يَعْنِي أَنه عَطَفَ نَمْرَقَهُ وَوَضَعَهَا تَحْتَ رأْسه؛ وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ وَمَجُودٌ مِنْ صُبَابَاتِ الْكَرَى، قِيلَ مَعْنَاهُ شَيِّق، وَقَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ صُبَّ عَلَيْهِ مِنْ جَوْد الْمَطَرِ وَهُوَ الْكَثِيرُ مِنْهُ. والجُواد: النُّعَاسُ. وجادَه النُّعَاسُ: غَلَبَهُ. وَجَادَهُ هَوَاهَا: شَاقَّهُ. والجُود: الْجُوعُ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: تَكادُ يَداه تُسْلِمانِ رِداءَه ... مِنَ الجُود، لَمَّا استَقْبلته الشَّمائلُ يُرِيدُ جَمْعُ الشَّمال، وَقَالَ الأَصمعي: مِنَ الجُود أَي مِنَ السخاءِ. وَوَقَعَ الْقَوْمُ فِي أَبي جادٍ أَي فِي بَاطِلٍ. والجُوديُّ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ جَبَلٌ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ جَبَلٌ بِآمِدٍ، وَقِيلَ: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ اسْتَوَتْ عَلَيْهِ سَفِينَةُ نُوحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ ؛ وقرأَ الأَعمش: وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِي، بإِرسال الْيَاءِ وَذَلِكَ جَائِزٌ لِلتَّخْفِيفِ أَو يَكُونُ سُمِّيَ بِفِعْلِ الأُنثى مِثْلَ حُطِّي، ثُمَّ أُدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ؛ عَنِ الفراءِ؛ وقال أُمية ابن أَبي الصَّلْتِ: سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبَحَانًا يَعُودُ لَهُ، ... وقَبلنا سبَّح الجُوديُّ والجُمُدُ وأَبو الجُوديّ: رَجُلٌ؛ قَالَ: لَوْ قَدْ حَدَاهُنَّ أَبو الجُودِيّ، ... بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيّ، مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنيِ وَقَدْ رُوِيَ أَبو الجُوذيّ، بِالذَّالِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والجُودِياء، بِالنَّبَطِيَّةِ أَو الْفَارِسِيَّةِ: الْكِسَاءُ؛ وَعَرَّبَهُ الأَعشى فَقَالَ: وبَيْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها ... رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها وجَودان: اسْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والجاديُّ الزَّعْفَرَانُ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فِي كلِّ مَهْجَع، ... ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفِيدُ المَفِيدُ: المَدوف.

فصل الحاء المهملة

جيد: الجِيدُ: الْعُنُقُ، وَقِيلَ: مُقَلَّده، وَقِيلَ: مقدَّمه، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى عُنُقِ المرأَة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعلًا وفُعْلًا، كُسِرَتْ فِيهِ الْجِيمُ كَرَاهِيَةَ الياءِ بَعْدَ الضَّمَّةِ، فأَما الأَخفش فَهُوَ عِنْدُهُ فِعْل لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ أَجياد وجُيود؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنها لِلَيِّنَةِ الأَجْياد جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهُ جَيِّدًا ثُمَّ جُمِعَ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الرَّجُلِ؛ قَالَ: وَلَقَدْ أَرُوحُ إِلى التِّجار مُرَجِّلًا، ... مَذِلًا بِمَالِي، ليِّناً أَجْيادي قَالَ: والجَيَد، بِالتَّحْرِيكِ، طُولُ الْعُنُقِ وَحُسْنُهُ، وَقِيلَ: دَقَّتُهَا مَعَ طُولٍ؛ جَيِدَ جَيَداً وَهُوَ أَجْيَدُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَ أَجيَد، وَلَقَدْ جَيِدَ جَيَداً يَذْهَبُ إِلى النَّقْلَةِ؛ قَالَ: قَدْ يُوصَفُ الْعُنُقُ نَفْسُهُ بالجَيَد فَيُقَالُ عُنُق أَجْيد كَمَا يُقَالُ عُنُقٌ أَوْقَصُ. التَّهْذِيبُ: امرأَة جَيْداءُ إِذا كَانَتْ طَوِيلَةَ الْعُنُقِ حَسَنَةٌ لَا يُنْعَتُ بِهِ الرَّجُلَ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: تَسْمَعُ للحَلْيِ، إِذا مَا وَسْوَسا ... وارْتَجَّ فِي أَجْيادها وأَجْرسا جَمَعَ الجِيَد بِمَا حَوْلَهُ، وَالْجَمْعُ جُود. وامرأَة جَيْدانَة: حَسَنَةُ الْجِيدِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأَن عُنُقَه جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صفاءِ الْفِضَّةِ ؛ الْجِيدُ: الْعُنُقُ. وأَجيادُ: أَرض بِمَكَّةَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَيامَ أَبْدَتْ لَنَا عَيْنًا وسالِفَةً، ... فقلتُ: أَنَّى لَهَا جِيدُ ابنِ أَجيادِ؟ أَي كَيْفَ أُعطيت جيدَ هَذَا الظَّبْيِ الَّذِي بِالْحَرَمِ؛ وَقَالَ الأَعشى: وَلَا جعَلَ الرحمنُ بيتَك فِي الذُّرى ... بأَجْيادَ، غَرْبيَّ الصَّفا والمُحَطَّمِ التَّهْذِيبُ: وأَجيادٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ أَو مَكَانٌ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وبالياء تحتها نقطتان: جبل بِمَكَّةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر النَّاسِ يَقُولُونَهُ جِياد، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَحَذْفِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ: جِياد مَوْضِعٌ بأَسفل مَكَّةَ مَعْرُوفٌ مِنْ شِعَابِهَا؛ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِ الأَعشي: وبَيْداءَ، تَحْسَبُ آرامَها ... رِجالَ إِيادٍ بأَجْيادِها قَالَ: أَراد الْجُودْيَاءَ وَهُوَ الكساءُ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيْدِ الطَّائِيِّ فِي صِفَةِ الأَسد: حَتَّى إِذا مَا رأَى الأَنْصارَ قَدْ غَفَلَتْ، ... وَاجْتَابَ مِنْ ظِلِّهِ جُودِيَّ سمُّورِ قَالَ: جُوديّ بِالنَّبَطِيَّةِ أَراد جُودْيَاءَ أَراد جُبَّةَ سَمُّور. وأَجياد: اسم شاة. فصل الحاء المهملة حتد: حَتَد بِالْمَكَانِ يَحْتِدُ حَتْداً: أَقام بِهِ وَثَبَتَ، مُماتة. وَعَيْنٌ حُتُد كجُشُد: لَا يَنْقَطِعُ ماؤُها مِنْ عُيُونِ الأَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا يَنْقَطِعُ ماؤُها؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُرِدْ عَيْنَ الماءِ وَلَكِنَّهُ أَراد عَيْنَ الرأْس. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحُتُد العيونُ المُنْسَلِقَة، وَاحِدُهَا حَتَد وحَتُود. والمَحْتِدُ: الأَصل وَالطَّبْعُ. وَرَجَعَ إِلى مَحْتِدِه إِذا فَعَلَ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وشَقُّوا بِمَنْحوض القِطاع فُؤَادَه، ... لَهُ قُتُراتٌ قَدْ بُنِينَ مَحاتِدُ قَالَ: إِنّها قَدِيمَةٌ وَرِثَهَا عَنْ آبَائِهِ فَهِيَ لَهُ أَصل. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ مَحْتِدِ صِدق، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمَحْتِدُ والمَحْفِد والمَحقِد والمَحْكِد الأَصل؛ يُقَالُ: إِنه

لَكَرِيمُ الْمَحْتِدِ؛ قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الرَّاعِي: حَتَّى أُنيخت لَدَى خَيْرِ الأَنام مَعًا، ... مِنْ آلِ حَرْب، نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِد الحَتِد: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَدْ حَتِدَ يَحْتَدُ حَتَداً، فَهُوَ حَتِدٌ وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً أَي اخْتَرْتُهُ لِخُلُوصِهِ وَفَضْلِهِ. حدد: الحَدُّ: الْفَصْلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ لِئَلَّا يَخْتَلِطَ أَحدهما بِالْآخَرِ أَو لِئَلَّا يَتَعَدَّى أَحدهما عَلَى الْآخَرِ، وَجَمْعُهُ حُدود. وَفَصْلُ مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ: حَدٌّ بَيْنَهُمَا. وَمُنْتَهَى كُلِّ شَيْءٍ: حَدُّه؛ وَمِنْهُ: أَحد حُدود الأَرضين وحُدود الْحَرَمِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْقُرْآنِ: لِكُلِّ حَرْفٍ حَدّ وَلِكُلِّ حَدّ مَطْلَعٌ ؛ قِيلَ: أَراد لِكُلِّ مُنْتَهًى نِهَايَةٌ. وَمُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ: حَدّه. وَفُلَانٌ حديدُ فُلَانٍ إِذا كَانَ دَارُهُ إِلى جَانِبِ دَارِهِ أَو أَرضه إِلى جَنْبِ أَرضه. وَدَارِي حَديدَةُ دَارِكَ ومُحادَّتُها إِذا كَانَ حدُّها كَحَدِّهَا. وحَدَدْت الدَّارَ أَحُدُّها حَدًّا وَالتَّحْدِيدُ مِثْلُهُ؛ وحدَّ الشيءَ مِنْ غَيْرِهِ يَحُدُّه حَدًّا وحدَّدَه: مَيَّزَهُ. وحَدُّ كُلِّ شيءٍ: مُنْتَهَاهُ لأَنه يَرُدُّهُ وَيَمْنَعُهُ عَنِ التَّمَادِي، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وحَدُّ السَّارِقِ وَغَيْرِهِ: مَا يَمْنَعُهُ عَنِ الْمُعَاوَدَةِ وَيَمْنَعُ أَيضاً غَيْرَهُ عَنْ إِتيان الْجِنَايَاتِ، وَجَمْعُهُ حُدُود. وحَدَدْت الرَّجُلَ: أَقمت عَلَيْهِ الْحَدَّ. والمُحادَّة: الْمُخَالَفَةُ ومنعُ مَا يَجِبُ عَلَيْكَ، وَكَذَلِكَ التَّحادُّ؛ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: إِن قَوْمًا حَادُّونَا لَمَّا صَدَّقْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؛ المُحادَّة: الْمُعَادَاةُ وَالْمُخَالَفَةُ وَالْمُنَازَعَةُ، وَهُوَ مُفاعلة مِنَ الْحَدِّ كأَنّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُجَاوِزُ حَدَّهُ إِلى الْآخَرِ. وحُدُود اللَّهِ تَعَالَى: الأَشياء الَّتِي بيَّن تَحْرِيمَهَا وَتَحْلِيلَهَا، وأَمر أَن لَا يُتعدى شَيْءٌ مِنْهَا فَيَتَجَاوَزُ إِلى غَيْرِ مَا أَمر فِيهَا أَو نَهَى عَنْهُ مِنْهَا، وَمَنَعَ مِنْ مُخَالَفَتِهَا، واحِدُها حَدّ؛ وحَدَّ القاذفَ ونحوَه يَحُدُّه حَدًّا: أَقام عَلَيْهِ ذَلِكَ. الأَزهري: وَالْحَدُّ حَدُّ الزَّانِي وَحَدُّ الْقَاذِفِ وَنَحْوُهُ مِمَّا يُقَامُ عَلَى مَنْ أَتى الزِّنَا أَو الْقَذْفَ أَو تَعَاطَى السَّرِقَةَ. قَالَ الأَزهري: فَحُدود اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ مِنْهَا حُدود حَدَّها لِلنَّاسِ فِي مَطَاعِمِهِمْ وَمَشَارِبِهِمْ وَمَنَاكِحِهِمْ وَغَيْرِهَا مِمَّا أَحل وَحَرَّمَ وأَمر بِالِانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى عَنْهُ مِنْهَا وَنَهَى عَنْ تَعَدِّيهَا، وَالضَّرْبُ الثَّانِي عُقُوبَاتٌ جُعِلَتْ لِمَنْ رَكِبَ مَا نَهَى عَنْهُ كَحَدِّ السَّارِقِ وَهُوَ قَطْعُ يَمِينِهِ فِي رُبْعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا، وَكَحَدِّ الزَّانِي الْبِكْرِ وَهُوَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَكَحَدِّ الْمُحْصَنِ إِذا زَنَى وَهُوَ الرَّجْمُ، وَكَحَدِّ الْقَاذِفِ وَهُوَ ثَمَانُونَ جَلْدَةً، سُمِّيَتْ حُدُودًا لأَنها تَحُدّ أَي تَمْنَعُ مِنْ إِتيان مَا جُعِلَتْ عُقُوبَاتٍ فِيهَا، وَسُمِّيَتِ الأُولى حُدُودًا لأَنها نِهَايَاتٌ نَهَى اللَّهُ عَنْ تَعَدِّيهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الحَدِّ والحدُود فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَهِيَ مَحَارِمُ اللَّهِ وَعُقُوبَاتُهُ الَّتِي قَرَنَهَا بِالذُّنُوبِ، وأَصل الحَدِّ الْمَنْعُ وَالْفَصْلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، فكأَنَّ حُدودَ الشَّرْعِ فَصَلَت بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَمِنْهَا مَا لَا يُقْرَبُ كَالْفَوَاحِشِ الْمُحَرَّمَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها ؛ وَمِنْهُ مَا لَا يُتَعَدَّى كَالْمَوَارِيثِ الْمُعَيَّنَةِ وَتَزْوِيجِ الأَربع، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها ؛ وَمِنْهَا الْحَدِيثُ: إِني أَصبت حَدًّا فأَقمه عَلَيَّ أَي أَصبت ذَنْبًا أَوجب عَلَيَّ حَدًّا أَي عُقُوبَةً. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْعَالِيَةِ: إِن اللَّمَمَ مَا بَيْنَ الحَدَّيْن حَدِّ الدُّنْيَا وحَدِّ الْآخِرَةِ ؛ يُرِيدُ بِحَدِّ الدُّنْيَا مَا تَجِبُ فِيهِ الحُدود الْمَكْتُوبَةُ كَالسَّرِقَةِ وَالزِّنَا وَالْقَذْفِ، وَيُرِيدُ بِحَدِّ الْآخِرَةِ مَا أَوعد اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْعَذَابَ كَالْقَتْلِ وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وأَكل الرِّبَا، فأَراد أَن اللَّمَمَ مِنَ الذُّنُوبِ مَا كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ مِمَّا لَمْ يُوجِبْ عَلَيْهِ حَدًّا فِي الدُّنْيَا وَلَا تَعْذِيبًا فِي

الْآخِرَةِ. وَمَا لِي عَنْ هَذَا الأَمر حَدَدٌ أَي بُدٌّ. وَالْحَدِيدُ: هَذَا الْجَوْهَرُ الْمَعْرُوفُ لأَنه مَنِيعٌ، الْقِطْعَةُ مِنْهُ حَدِيدَةٌ، وَالْجَمْعُ حَدَائِدُ، وحَدائدات جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ الأَحمر فِي نَعْتِ الْخَيْلِ: وَهُنَّ يَعْلُكْن حَدائِداتها وَيُقَالُ: ضَرَبَهُ بِحَدِيدَةٍ فِي يَدِهِ. وَالْحَدَّادُ: مُعَالِجُ الْحَدِيدِ؛ وَقَوْلُهُ: إِنِّي وإِيَّاكمُ، حَتَّى نُبِيءَ بهِ ... مِنْكُمُ ثمانِيةً، فِي ثَوْبِ حَدَّادِ أَي نَغْزُوكُمْ فِي ثِيَابِ الحَديد أَي فِي الدُّرُوعِ؛ فإِما أَن يَكُونَ جَعَلَ الْحَدَّادَ هُنَا صَانِعَ الْحَدِيدِ لأَن الزَّرَّادَ حَدّادٌ، وإِما أَن يَكُونَ كَنَى بالحَدَّادِ عَنِ الْجَوْهَرِ الَّذِي هُوَ الْحَدِيدُ مِنْ حَيْثُ كَانَ صَانِعًا لَهُ. والاستِحْداد: الِاحْتِلَاقُ بِالْحَدِيدِ. وحَدُّ السِّكِّينِ وَغَيْرِهَا: مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ حُدودٌ. وحَدَّ السيفَ والسِّكِّينَ وكلَّ كليلٍ يَحُدُّها حَدًّا وأَحَدَّها إِحْداداً وحَدَّدها: شَحَذَها ومَسَحها بِحَجَرٍ أَو مِبْرَدٍ، وحَدَّده فَهُوَ مُحدَّد، مِثْلُهُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْكَلَامُ أَحدَّها، بالأَلف، وَقَدْ حَدَّتْ تَحِدُّ حِدَّةً واحتَدَّتْ. وَسِكِّينٌ حَدِيدَةٌ وحُدادٌ وحَديدٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنْ سَكَاكِينَ حَديداتٍ وحَدائدَ وحِدادٍ؛ وَقَوْلُهُ: يَا لَكَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ شِيشاءِ، ... يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ واللَّهاءِ، أَنْشَبَ مِنْ مآشِرٍ حِداءِ فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الْحَرْفَ الثَّانِيَ وَبَيْنَهُمَا الأَلف حَاجِزَةً، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ وَاجِبًا، وإِنما غَيَّرَ اسْتِحْسَانًا فَسَاغَ ذَلِكَ فِيهِ؛ وإِنها لَبَيِّنَةُ الحَدِّ. وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدَّة ونابٌ حديدٌ وحديدةٌ كَمَا تَقَدَّمَ فِي السِّكِّينِ وَلَمْ يُسْمَعْ فِيهَا حُدادٌ. وحَدّ السيفُ يَحِدُّ حِدَّة وَاحْتَدَّ، فَهُوَ حَادٌّ حديدٌ، وأَحددته، وسيوفٌ حِدادٌ وأَلْسِنَةٌ حِدادٌ، وَحَكَى أَبو عمرٍو: سيفٌ حُدّادٌ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، مِثْلُ أَمر كُبَّار. وتحديدُ الشَّفْرة وإِحْدادُها واستِحْدادُها بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ حَديدٌ وحُدادٌ مِنْ قَوْمٍ أَحِدَّاءَ وَأَحِدَّةٍ وحِدادٍ: يَكُونُ فِي اللَّسَنِ والفَهم وَالْغَضَبِ، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ حَدَّ يَحِدُّ حِدّةً، وإِنه لَبَيِّنُ الحَدِّ أَيضاً كَالسِّكِّينِ. وحَدَّ عَلَيْهِ يَحِدُّ حَدَداً، واحْتَدَّ فَهُوَ مُحْتَدٌّ واستَحَدَّ: غَضِبَ. وَحَادَدْتُهُ أَي عَاصَيْتُهُ. وحادَّه: غَاضَبَهُ مِثْلُ شاقَّه، وكأَن اشْتِقَاقَهُ مِنَ الحدِّ الَّذِي هُوَ الحَيّزُ وَالنَّاحِيَةُ كأَنه صَارَ فِي الْحَدِّ الَّذِي فِيهِ عَدُوُّهُ، كَمَا أَن قَوْلَهُمْ شاقَّه صَارَ فِي الشِّقِّ الَّذِي فِيهِ عَدُوُّهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: استحَدَّ الرجلُ واحْتَدَّ حِدَّةً، فَهُوَ حَدِيدٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَسْمُوعُ فِي حِدَّةِ الرَّجلِ وطَيْشِهِ احْتَدَّ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع فِيهِ استَحَدَّ إِنما يُقَالُ اسْتَحَدَّ وَاسْتَعَانَ إِذا حَلَقَ عَانَتَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحِدَّةُ مَا يَعْتَرِي الإِنسان مِنَ النَّزقِ وَالْغَضَبِ؛ تَقُولُ: حَدَدْتُ عَلَى الرَّجُلِ أَحِدُّ حِدَّةً وحَدّاً؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ: يُقَالُ فِي فُلَانٍ حِدَّةٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: الحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمتي ؛ الحِدَّةُ كَالنَّشَاطِ والسُّرعة فِي الأُمور والمَضاء فِيهَا مأْخوذ مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، وَالْمُرَادُ بالحِدَّةِ هَاهُنَا المَضاءُ فِي الدِّينِ والصَّلابة والمَقْصِدُ إِلى الْخَيْرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: كُنْتُ أُداري مِنْ أَبي بَكْرٍ بعضَ الحَدِّ ؛ الحَدُّ والحِدَّةُ سَوَاءٌ مِنَ الْغَضَبِ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْجِيمِ، مِنَ الجِدِّ ضِدِّ الْهَزْلِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالْفَتْحِ مِنَ الْحَظِّ. والاستحدادُ: حلقُ شَعْرِ الْعَانَةِ. وَفِي حَدِيثِ خُبيبٍ: أَنه اسْتَعَارَ مُوسَى اسْتَحَدَّ بِهَا لأَنه كَانَ أَسيراً عِنْدَهُمْ

وأَرادوا قَتْلَهُ فاستَحَدَّ لِئَلَّا يَظْهَرَ شَعْرُ عَانَتِهِ عِنْدَ قَتْلِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي عَشْرٍ مِنَ السُّنَّةِ: الاستحدادُ مِنَ الْعَشْرِ، وَهُوَ حَلْقُ الْعَانَةِ بِالْحَدِيدِ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ حِينَ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فأَراد النَّاسُ أَن يَطْرُقُوا النِّسَاءَ لَيْلًا فَقَالَ: أَمْهِلوا كَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ أَي تَحْلِقُ عَانَتَهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الْحَدِيدَةِ يَعْنِي الِاسْتِحْلَاقَ بِهَا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى طَرِيقِ الْكِنَايَةِ وَالتَّوْرِيَةِ. الأَصمعي: استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بِحَدِيدَةٍ وَغَيْرِهَا. وَرَائِحَةٌ حادَّةٌ: ذَكِيَّةٌ، عَلَى الْمِثْلِ. وَنَاقَةٌ حديدةُ الجِرَّةِ: تُوجَدُ لِجِرَّتها رِيحٌ حَادَّةٌ، وَذَلِكَ مِمَّا يُحْمَدُ. وَحَدُّ كَلِّ شَيْءٍ: طَرَفُ شَبَاتِهِ كَحَدِّ السِّكِّينِ وَالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ وَالسَّهْمِ؛ وَقِيلَ: الحَدُّ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ مَا رَقَّ مِنْ شَفْرَتِهِ، وَالْجَمْعُ حُدُودٌ. وحَدُّ الْخَمْرِ وَالشَّرَابِ: صَلابَتُها؛ قَالَ الأَعشى: وكأْسٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ باكَرْت حَدَّها ... بِفتْيانِ صِدْقٍ، والنواقيسُ تُضْرَبُ وحَدُّ الرجُل: بأْسُه ونفاذُهُ فِي نَجْدَتِهِ؛ يُقَالُ: إِنه لَذُو حَدٍّ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: أَم كَيْفَ حَدُّ مَطَرِ الفطيم وحَدَّ بَصَرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كِلَاهُمَا حَدَّقَهُ إِليه وَرَمَاهُ بِهِ. وَرَجُلٌ حَدِيدُ النَّاظِرِ، عَلَى الْمِثْلِ: لَا يُتَّهَمُ بِرِيبَةٍ فَيَكُونُ عَلَيْهِ غَضاضَةٌ فِيهَا، فَيَكُونُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ؛ وَكَمَا قَالَ جَرِيرٌ: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك مِنْ نُمَيْرٍ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الْفَارِسِيِّ. وحَدَّدَ الزرعُ: تأَخر خُرُوجُهُ لتأَخر الْمَطَرِ ثُمَّ خَرَجَ وَلَمْ يَشْعَبْ. والحَدُّ: المَنْعُ. وحدَّ الرجلَ عَنِ الأَمر يَحُدُّه حَدّاً: مَنَعَهُ وَحَبَسَهُ؛ تَقُولُ: حَدَدْتُ فُلَانًا عَنِ الشَّرِّ أَي مَنَعْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: إِلَّا سُلَيْمانَ إِذْ قَالَ الإِلهُ لَهُ: ... قُمْ في البرية فاحْدُدْها عن الفَنَدِ والْحَدَّادُ: البَوَّابُ والسَّجَّانُ لأَنهما يَمْنَعَانِ مَنْ فِيهِ أَن يَخْرُجَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَقُولُ ليَ الحَدَّادُ، وَهُوَ يَقُودُنِي ... إِلى السِّجْنِ: لَا تَفْزَعْ، فَمَا بِكَ مِنْ بَاسِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا الرِّوَايَةُ بِغَيْرِ هَمْزٍ بَاسِ عَلَى أَن بَعْدَهُ: وَيَتْرُكُ عُذْري وَهُوَ أَضحى مِنَ الشَّمْسِ وَكَانَ الْحُكْمُ عَلَى هَذَا أَن يَهْمِزَ بأْساً لَكِنَّهُ خَفَّفَ تَخْفِيفًا فِي قُوَّةِ التَّحْقِيقِ حَتَّى كأَنه قَالَ فَمَا بِكَ مِنْ بأْس، وَلَوْ قَلَبَهُ قَلْبًا حَتَّى يَكُونَ كَرَجُلٍ مَاشٍ لَمْ يَجُزْ مَعَ قَوْلِهِ وَهُوَ أَضحى مِنَ الشَّمْسِ، لأَنه كَانَ يَكُونُ أَحد الْبَيْتَيْنِ بِرِدْفٍ، وَهُوَ أَلف بَاسِ، وَالثَّانِي بِغَيْرِ رِدْفٍ، وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ؛ وَيُقَالُ لِلسَّجَّانِ: حَدَّادٌ لأَنه يَمْنَعُ مِنَ الْخُرُوجِ أَو لأَنه يُعَالِجُ الْحَدِيدَ مِنَ الْقُيُودِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ لَمَّا قَالَ فِي خزَنة النَّارِ وَهُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ مَا قَالَ، قَالَ لَهُ الصَّحَابَةُ: تَقِيسُ الْمَلَائِكَةَ بالْحَدَّادين ؛ يَعْنِي السَّجَّانِينَ لأَنهم يَمْنَعُونَ المُحْبَسينَ مِنَ الْخُرُوجِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ صُنَّاع الْحَدِيدِ لأَنهم مِنْ أَوسخ الصُّنَّاع ثَوْبًا وَبَدَنًا؛ وأَما قَوْلُ الأَعشى يَصِفُ الْخَمْرَ والخَمَّار: فَقُمْنَا، ولمَّا يَصِحْ ديكُنا، ... إِلى جُونَةٍ عِنْدَ حَدَّادِها فإِنه سَمَّى الخَمَّار حَدَّاداً، وَذَلِكَ لِمَنْعِهِ إِياها وَحِفْظِهِ لَهَا وإِمساكه لها حتى يُبْدَلَ له ثمنها الذي يرضيه.

وَالْجَوْنَةُ: الْخَابِيَةُ. وَهَذَا أَمر حَدَدٌ أَي مَنِيعٌ حَرَامٌ لَا يَحِلُّ ارْتِكَابُهُ. وحُدَّ الإِنسانُ: مُنِعَ مِنَ الظفَر. وكلُّ مَحْرُومٍ. محدودٌ. وَدُونَ مَا سأَلت عَنْهُ حَدَدٌ أَي مَنْعٌ. وَلَا حَدَدَ عَنْهُ أَي لَا مَنْعَ وَلَا دَفْعَ؛ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نفيل: لَا تَعْبُدُنّ إِلهاً غيرَ خَالِقِكُمْ، ... وإِن دُعِيتُمْ فَقُولُوا: دونَهُ حَدَدُ أَي مَنْعٌ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ؛ قَالَ: أَي لِسَانُ الْمِيزَانِ. وَيُقَالُ: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ أَي فرأْيك الْيَوْمَ نَافِذٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للمرأَة الحَدَّادَةُ. وحَدَّ اللَّه عَنَّا شَرَّ فُلَانٍ حَدّاً: كَفَّهُ وَصَرَفَهُ؛ قَالَ: حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدادِ حَدَادِ فِي مَعْنَى حَدَّه؛ وَقَوْلُ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيِّ: عُصَيْمٌ وعبدُ اللَّه والمرءُ جابرٌ، ... وحُدِّي حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم أَراد: اصْرِفِي عَنَّا شَرَّ أَجنحة الرَّخَمِ، يَصِفُهُ بِالضَّعْفِ، وَاسْتِدْفَاعِ شَرِّ أَجنحة الرَّخَمِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الضَّعْفِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَبطئي شَيْئًا، يهزأُ مِنْهُ وَسَمَّاهُ بِالْجُمْلَةِ. والحَدُّ: الصَّرْفُ عَنِ الشَّيْءِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَالْمَحْدُودُ: الْمَمْنُوعُ مِنَ الْخَيْرِ وَغَيْرِهِ. وَكُلُّ مَصْرُوفٍ عَنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ: مَحْدُودٌ. وَمَا لَكَ عَنْ ذَلِكَ حَدَدٌ ومَحْتَدٌّ أَي مَصْرَفٌ ومَعْدَلٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا لِي مِنْهُ بُدُّ وَلَا محتدٌّ وَلَا مُلْتَدٌّ أَي مَا لِي مِنْهُ بُدٌّ. وَمَا أَجد مِنْهُ مَحتدّاً وَلَا مُلْتَدّاً أَي بُدّاً. اللَّيْثُ: والحُدُّ الرجلُ المحدودُ عَنِ الْخَيْرِ. وَرَجُلٌ مَحْدُودٌ عَنِ الْخَيْرِ: مَصْرُوفٌ؛ قَالَ الأَزهري: الْمَحْدُودُ الْمَحْرُومُ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع فِيهِ رَجُلٌ حُدٌّ لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ جُدٌّ إِذا كَانَ مَجْدُودًا. وَيُدْعَى عَلَى الرَّجُلِ فَيُقَالُ: اللَّهُمَّ احْدُدْهُ أَي لَا تُوَفِّقُهُ لإِصابة. وَفِي الأَزهري: تَقُولُ لِلرَّامِي اللَّهُمَّ احْدُدْهُ أَي لَا تُوَفِّقُهُ للإِصابة. وأَمر حَدَدٌ: مُمْتَنِعٌ بَاطِلٌ، وَكَذَلِكَ دَعْوَةٌ حَدَدٌ. وأَمر حَدَدٌ: لَا يَحِلُّ أَن يُرْتَكَبَ. أَبو عَمْرٍو: الحُدَّةُ العُصبةُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَحَدَّدَ بِهِمْ أَي تَحَرَّشَ بِهِمْ. ودعوةٌ حَدَدٌ أَي بَاطِلَةٌ. والحِدادُ: ثِيَابُ الْمَآتِمِ السُّود. والحادُّ والمُحِدُّ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَتْرُكُ الزِّينَةَ وَالطِّيبَ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ المرأَة الَّتِي تَتْرُكُ الزِّينَةَ وَالطِّيبَ بَعْدَ زَوْجِهَا لِلْعِدَّةِ. حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حَدًّا وحِداداً، وَهُوَ تَسَلُّبُها عَلَى زَوْجِهَا، وأَحَدَّتْ، وأَبى الأَصمعي إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ، وَهِيَ مُحِدٌّ، وَلَمْ يَعْرِفْ حَدَّتْ؛ والحِدادُ: تركُها ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحِدُّ المرأَةُ فَوْقَ ثَلَاثٍ وَلَا تُحِدُّ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحِلُّ لأَحد أَن يُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ أَكثر مِنْ ثَلَاثَةِ أَيام إِلا المرأَة عَلَى زَوْجِهَا فإِنها تُحِدُّ أَربعة أَشهر وعشراً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِحدادُ المرأَة عَلَى زَوْجِهَا تَرْكُ الزِّينَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا حَزِنَتْ عَلَيْهِ وَلَبِسَتْ ثِيَابَ الْحُزْنِ وَتَرَكَتِ الزِّينَةَ وَالْخِضَابَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَنَرَى أَنه مأْخوذ مِنَ الْمَنْعِ لأَنها قَدْ مُنِعَتْ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَوَّابِ: حدّادٌ لأَنه يَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ. قَالَ الأَصمعي: حَدَّ الرجلُ يَحُدُّ حَدَّاً إِذا جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَاحِبِهِ حَدّاً، وحَدّه يَحُدُّه إِذا ضَرَبَهُ الْحَدَّ وحَدَّه يَحُدُّه إِذَا صَرَفَهُ عَنْ أَمر أَراده. وَمَعْنَى حَدَّ يَحدُّ: أَنه أَخذته عَجَلَةٌ وطَيْشٌ. وَرُوِيَ عَنْهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه قَالَ: خِيَارُ أُمتي أَحِدّاؤها ؛ هو جَمْعُ حَدِيدٍ كَشَدِيدٍ وأَشداء. وَيُقَالُ: حَدَّد فُلَانٌ بَلَدًا أَي قَصَدَ حُدودَه؛ قَالَ

الْقَطَامِيُّ: مُحدِّدينَ لِبَرْقٍ صابَ مِن خَلَلٍ، ... وبالقُرَيَّةِ رَادُوه بِرَدَّادِ أَي قَاصِدِينَ. وَيُقَالُ: حَدَدًا أَن يَكُونَ كَذَا كَقَوْلِهِ مَعَاذَ اللَّه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: حَدَداً أَن يَكُونَ سَيْبُك فِينَا ... وتَحاً، أَو مُجَبَّناً مَمْصُورَا أَي حَرَامًا كَمَا تَقُولُ: مَعَاذَ اللَّه قَدْ حَدَّدَ اللَّه ذَلِكَ عَنَّا. والحَدَّادُ: الْبَحْرُ، وَقِيلَ: نَهْرٌ بِعَيْنِهِ، قَالَ إِياس بْنُ الأَرَتِّ: ولم يكونُ عَلَى الحَدَّادِ يَمْلِكُهُ، ... لَمْ يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ مِنْ مَائِهِ الْجَارِي وأَبو الحَديدِ: رَجُلٌ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ قَتَلَ امرأَة مِنَ الإِجْماعِيين كَانَتِ الْخَوَارِجُ قَدْ سَبَتْهَا فَغَالَوْا بِهَا لِحُسْنِهَا، فَلَمَّا رأَى أَبو الحَديد مُغَالَاتَهُمْ بِهَا خَافَ أَن يَتَفَاقَمَ الأَمر بَيْنَهُمْ فَوَثَبَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا؛ فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَعْضُ الْحَرُورِيَّةِ يَذْكُرُهَا: أَهابَ الْمُسْلِمُونَ بِهَا وَقَالُوا، ... عَلَى فَرْطِ الْهَوَى: هَلْ مِنْ مَزِيدِ؟ فَزَادَ أَبو الحَدِيدِ بِنَصْل سَيْفٍ ... صَقِيلِ الحَدّ، فِعْلَ فَتىً رَشِيدِ وأُم الحَديدِ: امرأَةُ كَهْدَلٍ الرَّاجِزِ؛ وإِياها عَنَى بِقَوْلِهِ: قَدْ طَرَدَتْ أُمُّ الحَديدِ كَهْدَلا، ... وَابْتَدَرَ البابَ فَكَانَ الأَوّلا، شَلَّ السَّعالي الأَبلقَ المُحَجَّلا، ... يَا رَبِّ لَا تُرْجِعْ إِليها طِفْيَلا، وَابْعَثْ لَهُ يَا رَبِّ عَنَّا شُغَّلا، ... وَسْوَاسَ جِنٍّ أَو سُلالًا مَدْخَلا، وجَرَباً قِشْرًا وَجُوعًا أَطْحَلا طِفْيَلٌ: صَغِيرٌ، صَغَّرَهُ وَجَعَلَهُ كَالطِّفْلِ فِي صُورَتِهِ وَضَعْفِهِ، وأَراد طُفَيْلًا، فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الشِّعْرُ فَعَدَلَ إِلى بِنَاءِ حِثْيَلٍ، وَهُوَ يُرِيدُ مَا ذَكَرْنَا مِنَ التَّصْغِيرِ. والأَطْحَلُ: الَّذِي يأْخذه مِنْهُ الطَّحْلُ، وَهُوَ وَجَعُ الطِّحَالِ. وحُدٌّ: مَوْضِعٌ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَلَوْ أَنها كَانَتْ لِقَاحِي كَثِيرةً، ... لَقَدْ نَهِلَتْ مِنْ مَاءِ حُدٍّ وَعَلَّت وَحُدَّانُ: حَيٌّ مِنَ الأَزد؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحُدَّانُ حَيٌّ مِنَ الأَزد فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ اللامُ؛ الأَزهري: حُدَّانُ قَبِيلَةٌ فِي الْيَمَنِ. وَبَنُو حُدَّان، بِالضَّمِّ «2»: مِنْ بَنِي سَعْدٍ. وَبَنُو حُدَّاد: بطن من طيّ. والحُدَّاء: قبيلة؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة: لَيْسَ مِنَّا المُضَرّبُون، ولا قَيس، ... وَلَا جَنْدَلٌ، وَلَا الحُدَّاءُ وَقِيلَ: الحُدَّاء هُنَا اسْمُ رَجُلٍ، وَيَحْتَمِلُ الحُدَّاء أَن يَكُونَ فُعَّالًا مِنْ حَدَأَ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَبَابُهُ غَيْرُ هَذَا. وَرَجُلٌ حَدْحَدٌ: قصير غليظ. حدبد: لَبَنٌ حُدَبِدٌ: خَاثِرٌ كهُدَبِدٍ، عن كُراع. حدرد: حَدْرَدٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَلَمْ يَجِئْ عَلَى فَعْلَعٌ بِتَكْرِيرِ الْعَيْنِ غَيْرُهُ، وَلَوْ كَانَ فَعْلَلًا لَكَانَ مِنَ الْمُضَاعَفِ لأَن الْعَيْنَ وَاللَّامَ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَ هو منه. حرد: الحَرْدُ: الجِد وَالْقَصْدُ. حَرَدَ يَحْرِد، بِالْكَسْرِ، حَرْداً: قَصَدَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ ؛ والحَرْدُ: الْمَنْعُ، وَقَدْ فُسِّرَتِ الْآيَةُ على

_ (2). قوله [وبنو حدان بالضم إلخ] كذا بالأَصل والذي في القاموس ككتان. وقوله وبنو حداد بطن إلخ كذا به أيضاً والذي في الصحاح وبنو أحداد بطن إلخ

هَذَا، وحَرَّد الشيءَ: مَنَعَهُ؛ قال: كأَن فِداءها، إِذا حَرَّدوُه ... أَطافوا حولَه، سلَكٌ يتيم ويروى: جَرَّدوه أَي نَقَّوْهُ مِنَ التِّبْنِ. ابْنُ الأَعرابي: الحَرْدُ: الْقَصْدُ، والحَرْدُ: الْمَنْعُ، والحَرْدُ الْغَيْظُ وَالْغَضَبُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ مَعْنَى قَوْلِهِ: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ ؛ قَالَ: وَرُوِيَ فِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ أَن قَرْيَتَهُمْ كَانَ اسْمُهَا حَرْدَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ، يُرِيدُ عَلَى حَدٍّ وقُدْرة فِي أَنفسهم. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: قَدْ أَقبلتُ قِبَلَكَ وَقَصَدْتُ قَصْدَكَ وحَرَدْتُ حَرْدَكَ؛ قَالَ وأَنشدت: وَجَاءَ سيْل كَانَ مِنْ أَمر اللَّهْ، ... يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ يُرِيدُ: يَقْصِدُ قَصْدَهَا. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ، قَالَ: مَنَعُوا وَهُمْ قَادِرُونَ أَي وَاجِدُونَ، نُصِبَ قَادِرِينَ عَلَى الْحَالِ. وَقَالَ الأَزهري فِي كِتَابِ اللَّيْثِ: وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ، قَالَ: عَلَى جِدٍّ مِنْ أَمرهم، قَالَ: وَهَكَذَا وَجَدْتُهُ مُقَيَّدًا وَالصَّوَابُ عَلَى حَدٍّ أَي عَلَى مَنْعٍ؛ قَالَ: هَكَذَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وَرَجُلٌ حَرْدانُ: متنحٍّ مُعْتَزِلٌ، وحَرِدٌ مِنْ قَوْمٍ حِرادٍ وحَريدٌ مِنْ قَوْمٍ حُرَداءَ. وامرأَة حَريدَةٌ، وَلَمْ يَقُولُوا حَرْدَى. وَحَيٌّ حَريد: مُنْفَرِدٌ مُعْتَزِلٌ مِنْ جَمَاعَةِ الْقَبِيلَةِ وَلَا يُخَالِطُهُمْ فِي ارْتِحَالِهِ وَحُلُولِهِ، إِما مِنْ عِزَّتِهِمْ وإِما مِنْ ذِلَّتِهِمْ وَقِلَّتِهِمْ. وَقَالُوا: كُلُّ قَلِيلٍ فِي كَثِيرٍ: حَريدٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: نَبني عَلَى سَنَنِ العَدُوِّ بُيُوتَنَا، ... لَا نَسْتَجِيرُ، وَلَا نَحُلُّ حَريدَا يَعْنِي إِنَّا لَا نَنْزِلُ فِي قَوْمٍ مِنْ ضَعْفٍ وَذِلَّةٍ لِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ الْقُوَّةِ وَالْكَثْرَةِ. وَقَدْ حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، الصِّحَاحُ: حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً أَي تَنَحَّى وَتَحَوَّلَ عَنْ قَوْمِهِ وَنَزَلَ مُنْفَرِدًا لَمْ يُخَالِطْهُمْ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ رَجُلًا شَدِيدَ الْغَيْرَةِ عَلَى امرأَته، فَهُوَ يَبْعُدُ بِهَا إِذا نَزَلَ الحيُّ قَرِيبًا مِنْ نَاحِيَتِهِ: إِذا نَزَلَ الحيُّ حَلَّ الجَحِيشُ ... حَرِيدَ المَحَلِّ، غَويّاً غَيُورا والجَحِيش: الْمُتَنَحِّي عَنِ النَّاسِ أَيضاً. وَقَدْ حَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً إِذا تَرَكَ قَوْمَهُ وَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ صَعْصَعَةَ: فَرُفِعَ لِي بَيْتٌ حَريدٌ أَي مُنْتَبِذٌ مُتَنَحٍّ عَنِ النَّاسِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَحَرَّدَ الْجَمَلُ إِذا تَنَحَّى عَنِ الإِبل فَلَمْ يَبْرِكْ، وَهُوَ حَرِيدٌ فَرِيدٌ. وكَوْكَبٌ حريدٌ: طَلَعَ مُنْفَرِدًا، وَفِي الصِّحَاحِ: مُعْتَزِلٌ عَنِ الْكَوَاكِبِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَعْتَسِفَانِ الليلَ ذَا السُّدودِ، ... أَمّاً بِكُلِّ كَوْكَبٍ حَرِيدِ وَرَجُلٌ حَريد: فَريد وحيدٌ. والمُنحَرِد: الْمُنْفَرِدُ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنه كَوْكَبٌ فِي الْجَوِّ مُنْحَرِدٌ وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو بِالْجِيمِ وَفَسَّرَهُ مُنْفَرِدٌ، وَقَالَ: هُوَ سُهَيْلٌ؛ وَمِنْهُ التَّحْرِيدُ فِي الشِّعْرِ وَلِذَلِكَ عُدَّ عَيْبًا لأَنه بُعْدٌ وَخِلَافٌ لِلنَّظِيرِ، وحَرِدَ عَلَيْهِ حَرَداً وحَرَد يَحْرِدُ حَرْداً: كِلَاهُمَا غَضِبَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ حَرِدَ حَرْداً. وَرَجُلٌ حَرِدٌ وَحَارِدٌ: غَضْبَانُ. الأَزهري: الحَرْدُ جَزْمٌ، والحَرَدُ لُغَتَانِ. يُقَالُ: حَرِدَ الرَّجُلُ، فَهُوَ حَرِدٌ إِذا اغْتَاظَ فَتَحَرَّشَ بِالَّذِي غَاظَهُ وهَمَّ بِهِ، فَهُوَ حَارِدٌ؛ وأَنشد: أُسودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... تَساقَيْن سُمّاً، كلُّهُنَّ حَوارِدُ

قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ، وَقَالَ أَبو زيد والأَصمعي وأَبو عُبَيْدَةَ: الَّذِي سَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ فِي الْغَضَبِ حَرِدَ يَحْرَدُ حَرَداً، بِتَحْرِيكِ الرَّاءِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وسأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْهَا فَقَالَ: صَحِيحَةٌ، إِلا أَن المفضَّل أَخبر أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً، وَالتَّسْكِينُ أَكثر والأُخرى فَصِيحَةٌ؛ قَالَ: وَقَلَّمَا يَلْحَنُ النَّاسُ فِي اللُّغَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَرَدُ الْغَضَبُ؛ وَقَالَ أَبو نَصْرٍ أَحمد بْنُ حَاتِمٍ صَاحِبُ الأَصمعي: هُوَ مُخَفَّفٌ؛ وأَنشد للأَعرج الْمُغْنِي: إِذا جِيَادُ الْخَيْلِ جَاءَتْ تَرْدِي، ... مَمْلُوءَةً مِنْ غَضَبٍ وحَرْدِ وَقَالَ الْآخَرُ: يَلُوكُ مِنْ حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَقَدْ يُحَرَّكُ فَيُقَالُ مِنْهُ حَرِدَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ حَارِدٌ وحَرْدَانُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: أَسد حَارِدٌ وَلُيُوثٌ حَوَارِدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً، بِسُكُونِ الرَّاءِ، إِذا غَضِبَ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ الأَصمعي وَابْنُ دريد وعلي بْنُ حَمْزَة؛ قَالَ: وَشَاهِدُهُ قَوْلُ الأَشهب بْنِ رُمَيْلَةَ: أُسُودُ شَرًى لاقتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... تَسَاقَوْا عَلَى حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ وحارَدَتِ الإِبل حِراداً أَي انْقَطَعَتْ أَلبانها أَو قلَّت؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: سَيَرْوِي عَقِيلًا رجْلُ ظَبْيٍ وعُلْبةٌ، ... تَمَطَّتْ بِهِ، مَصْلُوبَةٌ لَمْ تُحارِدِ مَصْلُوبَةٌ: مَوْسُومَةٌ. وَنَاقَةٌ مُحارِدٌ ومُحارِدَة: بَيِّنَةُ الحِرادِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِلنِّسَاءِ فَقَالَ: وبِتْنَ عَلَى الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها؛ ... وحارَدْنَ إِلَّا مَا شَرِبْنَ الحَمائما يَقُولُ: انْقَطَعَتْ أَلبانهنّ إِلا أَن يَشْرَبْنَ الْحَمِيمَ وَهُوَ الْمَاءُ يُسَخِّنَّه فَيَشْرَبْنَهُ، وإِنما يُسَخِّنَّه لأَنهنّ إِذا شَرِبْنَهُ بَارِدًا عَلَى غَيْرِ مأْكول عَقَر أَجوافهن. وَنَاقَةٌ مُحارِدٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: شَدِيدَةُ الحِراد؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، وَلَمْ يَكُنْ، ... لعُقْبَةِ قِدرِ المُسْتَعيرينَ، مُعْقِبُ النَّكْدُ: الَّتِي مَاتَتْ أَولادها. وَالْجِلَادُ: الْغِلَاظُ الْجُلُودِ، الْقِصَارُ الشُّعُورِ، الشِّدَادُ الْفُصُوصِ، وَهِيَ أَقوى وأَصبر وأَقل لَبَنًا مِنَ الخُورِ، والخُورُ أَغزر وأَضعف. وَالْحَارِدُ: الْقَلِيلَةُ اللَّبن مِنَ النُّوق. والحَرُودُ مِنَ النُّوقِ: الْقَلِيلَةُ الدرِّ. وَحَارَدَتِ السَّنَةُ: قَلَّ مَاؤُهَا وَمَطَرُهَا، وَقَدِ اسْتُعِيرَ فِي الْآنِيَةِ إِذا نَفِدَ شَرَابُهَا؛ قَالَ: وَلَنَا باطيةٌ مملوءةٌ، ... جَونَةٌ يَتْبَعُهَا بِرْزِينُها فإِذا مَا حارَدَتْ أَو بَكَأَتْ، ... فُتّ عَنْ حاجِبِ أُخرى طِينُها الْبِرْزِينُ: إِناء يُتَّخَذُ مِنْ قِشْرِ طَلْعِ الفُحَّالِ يُشْرَبُ بِهِ. والحَرَدُ: دَاءٌ فِي الْقَوَائِمِ إِذا مَشَى البعيرُ نفَض قَوَائِمَهُ فَضَرَبَ بِهِنَّ الأَرض كَثِيرًا؛ وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ الإِبل مِنَ العِقالِ فِي الْيَدَيْنِ دُونَ الرِّجْلَيْنِ. بَعِيرٌ أَحْرَدُ وَقَدْ حَرِدَ حَرَداً، بِالتَّحْرِيكِ لَا غَيْرُ؛ وَبَعِيرٌ أَحْرَدُ: يَخْبِطُ بِيَدَيْهِ إِذا مِشى خَلْفَهُ؛ وَقِيلَ: الحَرَدُ أَن يَيْبَسَ عَصَبُ إِحدى الْيَدَيْنِ مِنَ العِقال وَهُوَ فَصِيلٌ، فإِذا مَشى ضَرَبَ بِهِمَا صدرَه؛ وَقِيلَ: الأَحْرَدُ الَّذِي إِذا مَشَى رَفَعَ قَوَائِمَهُ رَفْعًا شَدِيدًا وَوَضَعَهَا مَكَانَهَا مِنْ شَدَّةِ قَطافَتِه، يَكُونُ فِي الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا، والحَرَدُ مَصْدَرُهُ. الأَزهري: الحَرَدُ فِي الْبَعِيرِ حَادِثٌ لَيْسَ بِخِلْقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَرَدُ

أَن تَنْقَطِعَ عَصَبَةُ ذِرَاعِ الْبَعِيرِ فَتَسترخي يَدُهُ فَلَا يَزَالُ يَخْفِقُ بِهَا أَبداً، وإِنما تَنْقَطِعُ الْعَصَبَةُ مِنْ ظَاهِرِ الذِّرَاعِ فَتَرَاهَا إِذا مَشَى الْبَعِيرُ كأَنها تَمُدُّ مَدّاً مِنْ شِدَّةِ ارْتِفَاعِهَا مِنَ الأَرض وَرَخَاوَتِهَا، والحَرَدُ إِنما يَكُونُ فِي الْيَدِ، والأَحْرَدُ يُلَقِّفُ؛ قَالَ: وَتَلْقِيفُهُ شِدَّةُ رَفْعِهِ يَدَهُ كأَنما يَمُدّ مَدًّا كَمَا يَمُدُّ دَقَّاقُ الأَرز خَشَبَتَهُ الَّتِي يدُق بِهَا، فَذَلِكَ التَّلْقِيفُ. يُقَالُ: جَمَلٌ أَحْرَدُ وَنَاقَةٌ حَرْداءُ؛ وأَنشد: إِذا مَا دُعيتمْ لِلطِّعانِ أَجَبْتُمُ، ... كَمَا لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيَةٌ حُرْدُ الْجَوْهَرِيُّ: بَعِيرٌ أَحرد وَنَاقَةٌ حَرْدَاءُ، وَذَلِكَ أَن يَسْتَرْخِيَ عَصَبُ إِحدى يَدَيْهِ مِنْ عِقال أَو يَكُونَ خِلْقَةً حَتَّى كأَنه يَنْفُضُهَا إِذا مَشَى؛ قَالَ الأَعشى: وأَذْرَتْ بِرِجْلَيْهَا النَّفيَّ، وراجَعَتْ ... يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْردِ وَرَجُلٌ أَحرد إِذا ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ فَلَمْ يَسْتَطِعِ الانبساطَ فِي الْمَشْيِ، وَقَدْ حَرِدَ حَرَداً؛ وأَنشد الأَزهري: إِذا مَا مَشَى فِي دِرْعِهِ غيرَ أَحْرَدِ والمُحَرَّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: المُعَوَّجُ. وتَحْرِيد الشَّيْءِ: تَعْوِيجُهُ كَهَيْئَةِ الطَّاقِ. وحَبْلٌ مُحَرَّد إِذا ضُفِرَ فَصَارَتْ لَهُ حُرُوفٌ لِاعْوِجَاجِهِ. وحَرَّدَ حَبْلَهُ: أَدرج فَتْلَه فَجَاءَ مُسْتَدِيرًا، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرَّةُ: حَبْلٌ حَرِدٌ مِنَ الحَرَدِ غَيْرُ مُستوي القُوَى. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْحَبْلِ إِذا اشْتَدَّتْ غارةُ قُواه حَتَّى تَتَعَقَّدَ وَتَتَرَاكَبَ: جَاءَ بِحَبْلٍ فِيهِ حُرُودٌ، وَقَدْ حَرَّدَ حَبْلَهُ. والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ: حِيَاصَةُ الْحَظِيرَةِ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى حَائِطِ الْقَصَبِ عَرْضاً؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ نَبَطِيَّةٌ وَقَدْ حَرَّده تَحْرِيدًا، وَالْجَمْعُ الحَراديُّ. الأَزهري: حَرَّدَ الرجُلُ إِذا أَوى إِلى كُوخٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِخَشَبِ السَّقْفِ الرَّوافِدُ، وَيُقَالُ لِمَا يَلْقَى عَلَيْهَا مِنْ أَطيان الْقَصَبِ حَرادِيُّ. وغُرْفَةٌ مُحَرَّدَةٌ: فِيهَا حَرَادِيُّ الْقَصَبِ عَرْضاً. وَبَيْتٌ مُحَرّد: مسنَّم، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ كُوخ، والحُرْدِيُّ مِنَ الْقَصَبِ، نَبَطِيٌّ معرَّب، وَلَا يُقَالُ الهُرْدِيُّ. وحَرِدَ الوَتَرُ حَرَداً، فَهُوَ حَرِدٌ إِذا كَانَ بعضُ قُواه أَطولَ مِنْ بَعْضٍ. والمُحَرَّدُ مِنَ الأَوتار: الحَصَدُ الَّذِي يَظْهَرُ بَعْضُ قُوَاهُ عَلَى بَعْضٍ وَهُوَ المُعَجَّرُ. والحِرْدُ: قِطْعَةٌ مِنَ السَّنام؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع بِهَذَا لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَهُوَ خطأٌ إِنما الحِرْدُ الْمِعَى. حَكَى الزُّهْرِيُّ: أَن بَريداً مِنْ بَعْضِ الْمُلُوكِ جَاءَ يسأَله عَنْ رَجُلٍ مَعَهُ مَا مَعَ المرأَة كَيْفَ يُوَرَّثُ؟ قَالَ: مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ الْمَاءُ الدَّافِقُ؛ فَقَالَ فِي ذَلِكَ قَائِلُهُمْ: ومُهِمَّةٍ أَعيا القضاةَ قَضَاؤُهَا، ... تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ مِثلَ الْجَاهِلِ عَجَّلْتَ قَبْلَ حَنِيذِهَا بِشِوائها، ... وقطعتَ مُحْرَدَها بِحُكْمٍ فَاصِلِ المحرَدُ: المُقَطَّعُ. يُقَالُ: حَرَدْتُ مِنْ سَنام الْبَعِيرِ حَرْداً إِذا قَطَعْتَ مِنْهُ قِطْعَةً؛ أَراد أَنك عَجَّلْتَ الْفَتْوَى فِيهَا وَلَمْ تستأْن فِي الْجَوَابِ، فَشَبَّهَهُ بِرَجُلٍ نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ فَعَجَّلَ قِرَاهُ بِمَا قَطَعَ لَهُ مِنْ كَبِد الذَّبِيحَةِ وَلَحْمِهَا، وَلَمْ يَحْبِسْهُ عَلَى الْحَنِيذِ وَالشِّوَاءِ؛ وَتَعْجِيلُ الْقِرَى عِنْدَهُمْ مَحْمُودٌ وَصَاحِبُهُ مَمْدُوحٌ. والحِرْدُ، بِالْكَسْرِ: مَبْعَرُ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ، وَالْجَمْعُ حُرود. وأَحرادُ الإِبل: أَمعاؤها، وَخَلِيقٌ أَن يَكُونَ وَاحِدُهَا حِرْداً لِوَاحِدِ الحُرود الَّتِي هِيَ مَبَاعِرُهَا لأَن

المباعر والأَمعاء متقاربة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ثُمَّ غَدَتْ تَنْبِضُ أَحرادُها، ... إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ تَنْبِضُ: تَضْطَرِبُ. مُتَغَنَّاةً: مُتَغَنِّيَةٌ وَهَذَا كَقَوْلِهِمُ النَّاصَاةُ فِي النَّاصِيَةِ، وَالْقَارَاةُ فِي الْقَارِيَةِ. الأَصمعي: الحُرود مُبَاعِرُ الإِبل، وَاحِدُهَا حِرْدٌ وحِرْدَة، بِكَسْرِ الْحَاءِ. قَالَ شَمِرٌ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحُرود الأَمعاء؛ قَالَ وأَقرأَنا لَابْنِ الرِّقَاع: بُنِيَتْ عَلَى كَرِشٍ، كأَنَّ حُرودَها ... مُقُطٌ مُطَوَّاةٌ، أُمِرَّ قُواها وَرَجُلٌ حُرْدِيٌّ: وَاسْعُ الأَمعاء. وَقَالَ يُونُسُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يسأَل يَقُولُ: مَن يَتَصَدَّقُ عَلَى الْمِسْكِينِ الحَرِد؟ أَي الْمُحْتَاجِ. وَتَحَرَّدَ الأَديمُ: أَلقى مَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّعَرِ. وقَطاً حُرْدٌ: سِراعٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خطأٌ وَالْقَطَا الحُرْدُ القصارُ الأَرجل وَهِيَ مَوْصُوفَةٌ بِذَلِكَ؛ قَالَ: وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْبَخِيلِ أَحْرَدُ الْيَدَيْنِ أَي فِيهِمَا انْقِبَاضٌ عَنِ الْعَطَاءِ؛ قَالَ: وَمِنْ هَذَا قَوْلِ مَنْ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ ، أَي عَلَى مَنْعٍ وَبُخْلٍ. والحَريد: السَّمَكُ المُقَدَّد؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَحراد، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْحَاءِ وَدَالٍ مُهْمَلَةٍ: بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بِمَكَّةَ لَهَا ذِكْرٌ فِي الْحَدِيثِ. أَبو عُبَيْدَةَ: حَرْدَاءُ، عَلَى فَعْلَاءَ مَمْدُودَةً، بَنُو نهشل بن الحرث لَقَبٌ لُقِّبُوا بِهِ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: لَعَمْرُ أَبيك الخيْرِ، مَا زَعْمُ نَهْشَل ... وأَحْرادها، أَن قَدْ مُنُوا بِعَسِير «3» فَجَمَعَهُمْ عَلَى الأَحراد كما ترى. حرفد: الحَرافِدُ: كِرامُ الإِبل. حرقد: الحَرْقَدَةُ: عُقْدة الحُنْجُور، وَالْجَمْعُ الحَراقِدُ. وَالْحَرَاقِدُ: النُّوقُ النَّجِيبَةُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَرْقَدَةُ أَصل اللسان «4». حرمد: الحِرمِدُ، بِالْكَسْرِ: الحَمْأَةُ، وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ الأَسود؛ وَقِيلَ: الطِّينُ الأَسود الشَّدِيدُ السَّوَادِ؛ وَقِيلَ: الحِرمِدُ الأَسود مِنَ الحَمْأَةِ وَغَيْرِهَا؛ وَقِيلَ: الحَرْمَدُ الْمُتَغَيِّرُ الرِّيحِ وَاللَّوْنِ؛ قَالَ أُمية: فرأَى مغيبَ الشَّمْسِ، عِنْدَ مَسائها، ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ، وثَأْطٍ حَرْمَدِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِطِينِ الْبَحْرِ الحَرْمدُ. أَبو عُبَيْدٍ: الحَرْمَدَةُ الحَمْأَةُ؛ قَالَ تبَّع: فِي عَيْنِ ذِي خُلُب وثَأْطٍ حَرْمَدِ وَعَيْنٌ مُحَرْمِدَةٌ: كَثُرَ فِيهَا الحمأَة. والحِرْمِدَةُ: الغَرِينُ وَهُوَ التَّفْنُ فِي أَسفل الْحَوْضِ. الأَزهري: والحَرْمَدَةُ فِي الأَمر اللَّجَاجُ والمَحْكُ فيه. حزد: ابْنُ سِيدَهْ: الحَزْدُ: لُغَةٌ فِي الحَصْدِ مُضَارِعَةٌ. حسد: الْحَسَدُ: مَعْرُوفٌ، حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تَمَنَّى أَن تَتَحَوَّلَ إِليه نِعْمَتُهُ وَفَضِيلَتُهُ أَو يُسْلَبَهُمَا هُوَ؛ قَالَ: وَتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لَمْ يَجْتَرِمْ ... شَتْمَ الرِّجَالِ، وعِرْضُه مَشْتوم الْجَوْهَرِيُّ: الْحَسَدُ أَن تَتَمَنَّى زَوَالَ نِعْمَةِ الْمَحْسُودِ إِليك. يُقَالُ: حَسَدَه يَحْسُدُه حُسوداً؛ قال الأَخفش:

_ (3). قوله [لعمر أبيك إلخ] كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس: لَعَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ مَا زعم نهشل عليّ ولا حردانها بكبير وقد علمت يوم القبيبات نَهْشَلٍ وَأَحْرَادِهَا أَنْ قَدْ منوا بعسير (4). قوله [الحرقدة أصل إلخ] كذا في الأَصل والذي في القاموس مع شرحه والحرقد كزبرج كالحرقدة أصل اللسان؛ قاله ابن الأَعرابي

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يحسِده، بِالْكَسْرِ، وَالْمَصْدَرُ حسَداً، بِالتَّحْرِيكِ، وحَسادَةً. وَتَحَاسَدَ الْقَوْمُ، وَرَجُلٌ حَاسِدٌ مِنْ قَوْمٍ حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدة مِثْلُ حَامِلٍ وحَمَلَة، وحَسودٌ مِنْ قَوْمٍ حُسُدٍ، والأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهُمْ يَتَحَاسَدُونَ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَسْدَلُ القُراد، وَمِنْهُ أُخذ الْحَسَدُ يُقَشِّرُ الْقَلْبَ كَمَا تُقَشِّرُ الْقُرَادُ الْجِلْدَ فَتَمْتَصُّ دَمَهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله قرآناً فهو يتلوه ؛ الْحَسَدُ: أَن يَرَى الرَّجُلُ لأَخيه نِعْمَةً فَيَتَمَنَّى أَن تَزُولَ عَنْهُ وَتَكُونَ لَهُ دُونَهُ، والغَبْطُ: أَن يَتَمَنَّى أَن يَكُونَ لَهُ مِثْلُهَا وَلَا يَتَمَنَّى زَوَالَهَا عَنْهُ؛ وَسُئِلَ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا حَسَدَ لَا يَضُرُّ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: الْغَبْطُ ضَرْبٌ مِنَ الْحَسَدِ وَهُوَ أَخف مِنْهُ، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا سُئِلَ: هَلْ يَضُرُّ الغَبْط؟ فَقَالَ: نَعَمْ كَمَا يَضُرُّ الخَبْطُ ، فأَخبر أَنه ضَارٌّ وَلَيْسَ كَضَرَرِ الْحَسَدِ الَّذِي يَتَمَنَّى صَاحِبُهُ زَوَالَ النِّعْمَةِ عَنْ أَخيه، وَالْخَبْطُ: ضَرْبُ وَرَقِ الشَّجَرِ حَتَّى يتحاتَّ عَنْهُ ثُمَّ يُسْتَخْلَفَ مِنْ غَيْرِ أَن يَضُرَّ ذَلِكَ بأَصل الشَّجَرَةِ وأَغصانها؛ وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ هُوَ أَن يَتَمَنَّى الرَّجُلُ أَن يَرْزُقَهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُ مِنْهُ فِي سَبِيلِ الْخَيْرِ، أَو يَتَمَنَّى أَن يَكُونَ حَافِظًا لِكِتَابِ اللَّه فَيَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وأَطراف النَّهَارِ، وَلَا يَتَمَنَّى أَن يُرزأَ صَاحِبُ الْمَالِ فِي مَالِهِ أَو تَالِي الْقُرْآنِ فِي حِفْظِهِ. وأَصل الْحَسَدِ: الْقَشْرُ كَمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وحَسَده عَلَى الشَّيْءِ وَحَسَدَهُ إِياه؛ قَالَ يَصِفُ الْجِنَّ مُسْتَشْهِدًا عَلَى حَسَدْتُك الشيءَ بإِسقاط عَلَى: أَتَوْا نَارِي فقلتُ: مَنُونَ أَنتم، ... فَقَالُوا: الجِنُّ، قلتُ: عِمُوا ظَلاماً فقلتُ: إِلى الطَّعَامِ، فَقَالَ مِنْهُمْ ... زَعِيمٌ: نَحْسِدُ الإِنس الطَّعَامَا وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد عَلَى الطَّعَامِ فَحَذَفَ وأَوصل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لَشَمِرِ بْنِ الْحَرِثِ الضَّبِّيِّ وَرُبَّمَا رُوِيَ لتأَبط شَرًّا، وأَنكر أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى عِموا صَبَاحًا، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بأَن هَذَا الْبَيْتَ مِنْ قِطْعَةٍ كُلُّهَا عَلَى رَوِيِّ الْمِيمِ؛ قَالَ وَكَذَلِكَ قرأْتها عَلَى ابْنِ دُرَيْدٍ وأَولها: ونارٍ قَدْ حَضَأْتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ ... بدارٍ، مَا أُريدُ بِهَا مُقاما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ وَهِمَ أَبو الْقَاسِمِ فِي هَذَا، أَو لَمْ تَبْلُغْهُ هَذِهِ الرِّوَايَةُ لأَن الَّذِي يَرْوِيهِ عِموا صَبَاحًا يَذْكُرُهُ مَعَ أَبيات كُلُّهَا عَلَى رَوِيِّ الْحَاءِ، وَهِيَ لِخَرِع بْنِ سِنَانٍ الْغَسَّانِيِّ، ذُكِرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ خَبَرِ سَدّ مَأْرِبَ، وَمِنْ جُمْلَةِ الأَبيات: نزلتُ بِشعْبِ وَادِي الجنِّ، لَمَّا ... رأَيتُ الليلَ قَدْ نَشَرَ الْجَنَاحَا أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه، ... وَقَدْ جَنَّ الدُّجى والنجمُ لَاحَا وحدَّثني أُموراً سَوْفَ تأْتي، ... أَهُزُّ لَهَا الصَّوارمَ والرِّماحا قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ أَكاذيب الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ حَسَدَنِي اللَّهُ إِن كُنْتُ أَحسدك، وَهَذَا غَرِيبٌ، وَقَالَ: هَذَا كَمَا يَقُولُونَ نَفِسَها اللَّهُ عليَّ إِن كُنْتُ أَنْفَسُها عَلَيْكَ، وَهُوَ كَلَامٌ شَنِيعٌ، لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَجِلُّ عَنْ ذَلِكَ، وَالَّذِي يَتَّجِهُ هَذَا عَلَيْهِ أَنه أَراد: عَاقَبَنِي اللَّهُ عَلَى الْحَسَدِ أَو جَازَانِي عَلَيْهِ كَمَا قَالَ: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ.

حشد: حَشَدَ القومَ يَحْشِدُهم ويَحْشُدُهم: جَمَعَهُمْ. وحَشَدوا وَتَحَاشَدُوا: خَفُّوا فِي التَّعَاوُنِ أَو دُعُوا فأَجابوا مُسْرِعِينَ، هَذَا فِعْلٌ يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَمْعِ، وَقَلَّمَا يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ حَشَد، إِلَّا أَنهم يَقُولُونَ للإِبل: لَهَا حَالِبٌ حَاشِدٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَفْتُرُ عَنْ حَلْبها وَالْقِيَامِ بِذَلِكَ. وحَشَدوا يَحْشِدون، بِالْكَسْرِ، حَشْداً أَي اجْتَمَعُوا، وَكَذَلِكَ احْتَشَدُوا وَتَحَشَّدُوا. وحَشَدَ الْقَوْمُ وأَحْشَدوا: اجْتَمَعُوا لأَمر وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ حَشَدوا عَلَيْهِ واحْتَشَدوا وَتَحَاشَدُوا. والحَشْدُ والحَشَدُ: اسْمَانِ لِلْجَمْعِ؛ وَفِي حَدِيثِ سُورَةِ الإِخلاص: احشِدوا فإِني سأَقرأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أَي اجْتَمِعُوا. والحشْد: الْجَمَاعَةُ. وَحَدِيثُ عُمَرَ قَالَ فِي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِني أَخاف حَشْدَه ؛ وَحَدِيثُ وَفْدِ مَذْحِج: حُشَّدٌ وُفَّدٌ. الحُشَّد، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، جَمْعُ حَاشِدٍ. وَحَدِيثُ الْحَجَّاجِ: أَمنَ أَهلُ المَحاشد والمَخاطب أَي مَوَاضِعِ الحَشْدِ والخَطْب، وَقِيلَ: هُمَا جَمْعُ الْحَشْدِ وَالْخَطْبِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كالمَشابه والمَلامح أَي الَّذِينَ يَجْمَعُونَ الْجُمُوعَ لِلْخُرُوجِ، وَقِيلَ: المَخْطَبَةُ الخُطْبَةُ، وَالْمُخَاطَبَةُ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْخِطَابِ وَالْمُشَاوَرَةِ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ حَافِلًا حَاشِدًا وَمُحْتَفِلًا مُحْتَشِدًا أَي مُسْتَعِدًّا متأَهباً. وَعِنْدَ فُلَانٍ حَشْدٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ قَدِ احْتَشَدُوا لَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. وَرَجُلٌ مَحْشُودٌ: عِنْدَهُ حَشَدٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. وَرَجُلٌ مَحْشُودٌ إِذا كَانَ النَّاسُ يَحُفُّون بِخِدْمَتِهِ لأَنه مُطَاعٌ فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ أَي أَن أَصحابه يَخْدِمُونَهُ وَيَجْتَمِعُونَ إِليه. والحَشِدُ والمحتَشِدُ: الَّذِي لَا يَدَعُ عِنْدَ نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الجَهْدِ والنُّصْرَة وَالْمَالِ، وَكَذَلِكَ الْحَاشِدُ، وَجَمْعُهُ حُشُدٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: سَجْراء نَفْسِي غيرَ جَمْعِ أُشابَةٍ ... حُشُداً، وَلَا هُلْك الْمَفَارِشِ عُزَّل قَالَ ابْنُ جِنِّي: رُوِيَ حُشُداً بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَالْجَرِّ، أَما النَّصْبُ فَعَلَى الْبَدَلِ مِنْ غَيْرَ، وأَما الرَّفْعُ فَعَلَى أَنه خَبَرُ متبدإٍ مَحْذُوفٍ، وأَما الْجَرُّ فَعَلَى جِوَارِ أُشابة وَلَيْسَ فِي الْحَقِيقَةِ وَصَفًا لَهَا وَلَكِنَّهُ لِلْجِوَارِ نَحْوُ قَوْلِ الْعَرَبِ هَذَا جُحْرُ ضَبٍّ خربٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نَزَلَ بِقَوْمٍ فأَكرموه وأَحسنوا ضِيَافَتَهُ، قد حَشَدوا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَشَدوا لَهُ وحَفَلوا لَهُ إِذا اخْتَلَطُوا لَهُ وَبَالَغُوا فِي إِلطافه وإِكرامه. والحاشدُ: الَّذِي لَا يُفَتِّرُ حَلْبَ النَّاقَةِ والقيامَ بِذَلِكَ. الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِي حَلْبِ الإِبل حَاشِكٌ، بِالْكَافِ، لَا حَاشِدٌ، بِالدَّالِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. إِلا أَن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: حَشَدَ القومُ وحَشَكوا وَتَحَرَّشُوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، فَجَمَعَ بَيْنَ الدَّالِ وَالْكَافِ فِي هَذَا الْمَعْنَى. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي يُرْوَى عَنْ أُم مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ: مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ أَي أَن أَصحابه يَخْدِمُونَهُ وَيَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: احْتَشَدَ الْقَوْمُ لِفُلَانٍ إِذا أَردت أَنهم تَجَمَّعُوا لَهُ وتأَهبوا. وحَشَدَت الناقةُ فِي ضَرْعِهَا لَبَنًا تَحْشُده حُشوداً: حَفَّلته. وَنَاقَةٌ حَشود: سَرِيعَةُ جَمْعِ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ. وأَرض حَشاد: تَسِيلُ مِنْ أَدنى مَطَرٍ. وَوَادٍ حَشِدٌ: يُسيله الْقَلِيلُ الهَيِّن مِنَ الْمَاءِ. وَعَيْنٌ حُشُدٌ: لَا يَنْقَطِعُ مَاؤُهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ إِنما هِيَ حُتُدٌ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَرض نَزْلةٌ «1» تَسِيلُ مِنْ أَدنى مَطَرٍ، وَكَذَلِكَ أَرض حَشاد وزَهادٌ

_ (1). قوله [أرض نزلة] كذا في الأَصل بهذا الضبط. والذي في القاموس بهذا الضبط أيضاً: وَأَرْضٌ نَزْلَةٌ زَاكِيَةُ الزَّرْعِ، وككتف: الْمَكَانُ الصُّلْبُ السَّرِيعُ السَّيْلِ.

وسَحَاح؛ وَقَالَ النَّضْرُ: الحَشادُ مِنَ الْمَسَايِلِ إِذا كَانَتْ أَرض صُلْبة سَرِيعَةُ السَّيْلِ وَكَثُرَتْ شِعَابُهَا فِي الرَّحَبة وحَشَدَ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَرض حَشاد لَا تَسِيلُ إِلا عَنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ، وَهَذَا يُخَالِفُ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ فإِنه قَالَ حَشاد تَسِيلُ مِنْ أَدنى مَطَرٍ. وحاشِدٌ: حيّ من هَمْدان. حصد: الحَصْدُ: جَزُّكَ الْبُرَّ وَنَحْوَهُ مِنَ النَّبَاتِ. حَصَدَ الزَّرْعَ وَغَيْرَهُ مِنَ النَّبَاتِ يَحْصِدُه ويَحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: قَطَعَهُ بالمِنْجَلِ؛ وحَصَده وَاحْتَصَدَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَالزَّرْعُ مَحْصُودٌ وحَصِيدٌ وحَصِيدَةٌ وحَصَدٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَرَجُلٌ حَاصِدٌ مِنْ قَوْمٍ حَصَدةٍ وحُصَّاد. والحَصَاد والحِصاد: أَوانُ الحَصْد. والحَصَادُ والحَصِيدُ والحَصَد: الزرع والبر المحصود بعد ما يُحْصَدُ؛ وأَنشد: إِلى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بِالضُّحَى، ... عليهنَّ رَفْضاً مِنْ حَصَادِ القُلاقل وحَصاد كُلِّ شَجَرَةٍ: ثَمَرَتُهَا. وحَصاد الْبُقُولِ الْبَرِّيَّةِ: مَا تَنَاثَرَ مِنْ حَبَّتِهَا عِنْدَ هَيْجها. وَالْقَلَاقِلُ: بَقْلَةٌ بَرِّيَّةٍ يُشْبِهُ حَبُّهَا حَبَّ السِّمْسِمِ وَلَهَا أَكمام كأَكمامها؛ وأَراد بِحَصَادِ الْقَلَاقِلِ مَا تَنَاثَرَ مِنْهُ بَعْدَ هَيْجِهِ. وَفِي حَدِيثِ ظبيانَ: يأْكلون حَصِيدَها ؛ الْحَصِيدُ الْمَحْصُودُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وأَحْصَدَ الْبُرُّ وَالزَّرْعُ: حَانَ لَهُ أَن يُحصد؛ واسْتَحْصَد: دَعَا إِلى ذَلِكَ مِنْ نَفْسَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَحصد الزَّرْعُ وَاسْتَحْصَدَ سَوَاءٌ. والحَصِيد: أَسافل الزَّرْعِ الَّتِي تَبَقَّى لَا يَتَمَكَّنُ مِنْهَا المِنْجل. والحَصِيد: المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد؛ الأَزهري: الْحَصِيدَةُ الْمَزْرَعَةُ إِذا حُصِدَتْ كُلُّهَا، وَالْجَمْعُ الْحَصَائِدُ. والحصيدُ: الَّذِي حَصَدَتْه الأَيدي؛ قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي انْتَزَعَتْهُ الرِّيَاحُ فَطَارَتْ بِهِ. والمُحْصدُ: الَّذِي قَدْ جَفَّ وَهُوَ قَائِمٌ. والحَصَدُ: مَا أَحصَدَ مِنَ النَّبَاتِ وَجَفَّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ، ... فِيهِ رُكام مِنَ اليَنْبوتِ والحَصَدِ «2» . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ؛ يُرِيدُ، وَاللَّهُ أَعلم، يَوْمَ حَصْده وَجِزَازِهِ. يُقَالُ: حِصاد وحَصاد وجِزاز وجَزاز وجِداد وجَداد وقِطاف وقَطاف، وَهَذَانِ مِنَ الحِصاد والحَصاد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ حَصاد [حِصاد] اللَّيْلِ وَعَنْ جِدَادِهِ ؛ الحَصاد [الحِصاد]، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: قَطْعُ الزَّرْعِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما نَهَى عَنْ ذَلِكَ لَيْلًا مِنْ أَجل الْمَسَاكِينِ لأَنهم كَانُوا يَحْضُرُونَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ ؛ وإِذا فَعَلَ ذَلِكَ لَيْلًا فَهُوَ فِرَارٌ مِنَ الصَّدَقَةِ؛ وَيُقَالُ: بَلْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ لأَجل الْهَوَامِّ أَن تُصِيبَ النَّاسَ إِذا حَصَدوا لَيْلًا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْقَوْلُ الأَول أَحبُّ إِليّ. وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَحَبَّ الْحَصِيدِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا مِمَّا أُضيف إِلى نَفْسِهِ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ؛ وَالْحَبْلُ: هُوَ الْوَرِيدُ فأُضيف إِلى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ لَفْظِ الِاسْمَيْنِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَصَبَ قَوْلَهُ وحبَّ الْحَصِيدِ أَي وأَنبتنا فِيهَا حَبَّ الْحَصِيدِ فَجَمَعَ بِذَلِكَ جَمِيعَ مَا يُقْتَاتُ مِنْ حَبِّ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَكُلِّ مَا حُصِدَ، كأَنه قَالَ: وَحَبَّ النَّبْتِ الْحَصِيدِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: أَراد حَبَّ الْبُرِّ الْمَحْصُودِ، قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الزَّجَّاجِ أَصح لأَنه أَعم. والمِحْصَدُ، بِالْكَسْرِ: الْمِنْجَلُ. وحَصَدَهم يَحْصِدُهم [يَحْصُدُهم] حَصْداً: قَتَلَهُمْ؛ قَالَ الأَعشى:

_ (2). في ديوان النابغة: والخَضَد

قَالُوا البَقِيَّةَ، والهنْدِيُّ يَحْصُدُهم، ... وَلَا بَقِيَّةَ إِلَّا الثَّارُ، وانكَشَفوا وَقِيلَ لِلنَّاسِ: حَصَدٌ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ، مِن هَذَا؛ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَتَلُوا نَبِيًّا بُعِثَ إِليهم فَعَاقَبَهُمُ اللَّهُ وَقَتَلَهُمْ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ الأَعاجم فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ؛ أَي كَالزَّرْعِ الْمَحْصُودِ. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: فإِذا لَقِيتُمُوهُمْ غَدًا أَن تحْصُدوهم حَصْداً أَي تَقْتُلُوهُمْ وَتُبَالِغُوا فِي قَتْلِهِمْ وَاسْتِئْصَالِهِمْ، مأْخوذ مِنْ حَصْدِ الزَّرْعِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: يَزْرَعُهَا اللَّهُ مِنْ جَنْبٍ ويَحْصُدُها، ... فَلَا تَقُومُ لِمَا يأْتي بِهِ الصُّرَمُ كأَنه يَخْلُقُهَا وَيُمِيتُهَا، وحَصَدَ الرجلُ حَصْداً؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي طَيْبَةَ وَقَالَ: هِيَ لُغَتُنَا، قَالَ: وإِنما قَالَ هَذَا لأَن لُغَةَ الأَكثر إِنما هُوَ عَصَدَ. والحَصَدُ: اشْتِدَادُ الْفَتْلِ وَاسْتِحْكَامُ الصِّنَاعَةِ فِي الأَوتار وَالْحِبَالِ وَالدُّرُوعِ؛ حَبْلٌ أَحْصَدُ وحَصِدٌ ومُحْصَدٌ ومُسْتَحْصِدٌ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَصَدُ مصدرُ الشَّيْءِ الأَحْصَدِ، وَهُوَ الْمُحْكَمُ فَتْلُهُ وَصَنْعَتُهُ مِنَ الْحِبَالِ والأَوتار وَالدُّرُوعِ. وَحَبْلٌ مُحْصَدٌ أَي مُحْكَمٌ مَفْتُولٌ. وحَصِد، بِكَسْرِ الصَّادِ، وأَحصدت الْحَبْلَ: فَتَلْتُهُ. وَرَجُلٌ مُحْصَدُ الرأْي: مُحْكَمُهُ سَدِيدُهُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، ورأْي مُسْتَحْصَدٌ: مُحْكَمٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وخَصْمٍ كَنَادِي الجنِّ، أَسقطت شَأْوَهم ... بمُسْتَحْصَدٍ ذِي مِرَّة وضُروع أَي برأْي مُحْكَمٍ وَثِيقٍ. والصُّروع والضُّروع: الضُّروب والقُوَى. وَاسْتَحْصَدَ أَمر الْقَوْمِ وَاسْتَحْصَفَ إِذا استحكم. واستَحْصَل الْحَبْلُ أَي اسْتَحْكَمَ. وَيُقَالُ للخَلْقِ الشَّدِيدِ: أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد؛ وَكَذَلِكَ وتَرٌ أَحصد: شَدِيدُ الْفَتْلِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَي شَدِيدٍ مُحْكَمٍ؛ وَقَالَ آخَرُ: خُلِقْتَ مَشْرُورًا مُمَرّاً مُحْصَدا واسْتَحْصَدَ حَبْله: اشْتَدَّ غَضَبُهُ. وَدِرْعٌ حَصداء: صُلْبَةٌ شَدِيدَةٌ مُحْكَمَةٌ. وَاسْتَحْصَدَ الْقَوْمُ أَي اجْتَمَعُوا وَتَضَافَرُوا. والحَصَادُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي البَرَّاق عَلَى نِبْتَة الخافورِ يُخْبَطُ للغَنَم. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَصادُ يُشْبِهُ السَّبَطَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي وَصْفِ ثَوْرٍ وَحْشِيٍّ: قاظَ الحَصادَ والنَّصِيَّ الأَغْيَدا والحَصَدُ: نَبَاتٌ أَو شَجَرٌ؛ قَالَ الأَخطل: تَظَلُّ فِيهِ بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً، ... وَفِي جَوانبه اليَنْبوتُ والحَصَدُ الأَزهري: وحَصاد البَرْوَق حَبَّةٌ سَوْدَاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ فَسْوَة: كأَنَّ حَصادَ البَرْوَق الجَعْدِ حائلٌ ... بِذِفْرَى عِفِرْناةٍ، خلافَ المُعَذَّرِ شَبَّهَ مَا يَقْطُرُ مِنْ ذِفْرَاهَا إِذا عَرِقَتْ بِحَبِّ البروَق الَّذِي جَعَلَهُ حَصَادَهُ، لأَن ذَلِكَ الْعَرَقَ يَتَحَبَّبُ فَيُقَطِّرُ أَسود. وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي: الْحَصَادُ نَبْتٌ لَهُ قَصَبٌ يَنْبَسِطُ فِي الأَرض وُرَيْقُه عَلَى طَرَف قَصَبه؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ فِي وَصْفِ ثَوْرِ الْوَحْشِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الحَصَدُ شَجَرٌ؛ وأَنشد: فِيهِ حُطام مِنَ اليَنْبُوت والحَصَد وَيُرْوَى: والخَضَد وَهُوَ مَا تَثَنَّى وَتَكَسَّرَ وخُضِدَ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَصادُ والحَصَدُ نَبْتَانِ، فَالْحَصَادُ كالنَّصِيِّ وَالْحَصْدُ شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ حَصَدَةٌ. وَحَصَائِدُ الأَلسنة الَّتِي فِي الْحَدِيثِ: هُوَ مَا قِيلَ فِي النَّاسِ بِاللِّسَانِ

وَقُطِعَ بِهِ عَلَيْهِمْ. قَالَ الأَزهري: وَفِي الْحَدِيثِ: وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلسنتهم؟ أَي مَا قَالَتْهُ الأَلسنة وَهُوَ مَا يَقْتَطِعُونَهُ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وَاحِدَتُهَا حَصيدَةٌ تَشْبِيهًا بِمَا يُحْصَدُ مِنَ الزَّرْعِ إِذا جُذَّ، وَتَشْبِيهًا لِلِّسَانِ وَمَا يَقْتَطِعُهُ مِنَ الْقَوْلِ بِحَدِّ الْمِنْجَلِ الَّذِي يُحْصَدُ بِهِ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى: حَاصُودٌ وَحَوَاصِيدُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هُوَ. حفد: حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحَفَداناً وَاحْتَفَدَ: خفَّ فِي الْعَمَلِ وأَسرع. وحَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً: خَدَم. الأَزهري: الحَفْدُ فِي الْخِدْمَةِ وَالْعَمَلِ الْخِفَّةُ؛ وأَنشد: حَفَدَ الولائدُ حَوْلَهُنَّ، وأَسلمتْ ... بأَكُفِّهِنَّ أَزمَّةَ الأَجْمالِ وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قرأَ فِي قُنُوتِ الْفَجْرِ: وإِليك نَسْعَى ونَحْفِدُ أَي نُسْرِعُ فِي الْعَمَلِ وَالْخِدْمَةِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصل الحَفْد الْخِدْمَةُ وَالْعَمَلُ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى وإِليك نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَعْمَلُ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ. اللَّيْثُ: الِاحْتِفَادُ السُّرْعَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ السَّيْفَ: ومُحْتَفِدُ الوقعِ ذُو هَبَّةٍ، ... أَجاد جِلاه يَدُ الصَّيْقَل قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ غَيْرُهُ وَمُحْتَفِلُ الْوَقْعِ، بِاللَّامِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ، وَذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ لِلْخِلَافَةِ قَالَ: أَخشى حفْدَه أَي إِسراعه فِي مَرْضَاةِ أَقاربه. والحَفْدُ: السُّرْعَةُ. يُقَالُ: حَفَدَ البعيرُ وَالظَّلِيمُ حَفْداً وحَفَداناً، وَهُوَ تَدَارُكُ السَّيْرِ، وَبَعِيرٌ حَفَّادٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِي الْحَفْدِ لُغَةٌ أُخرى أَحْفَدَ إِحْفاداً. وأَحفدته: حَمَلْتَهُ عَلَى الحَفْدِ والإِسراع؛ قَالَ الرَّاعِي: مَزايدُ خَرْقاءِ اليَدَينِ مُسِيفَةٍ، ... أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا أَي أَحفدا بَعِيرَيْهِمَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَي أَسرعا، وَجَعَلَ حَفَدَ وأَحفد بِمَعْنًى. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَحفدا خَدَمَا، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ أَحفدا غَيْرَهُمَا. والحَفَدُ والحَفَدَة: الأَعوان والخدَمة، وَاحِدُهُمْ حَافِدٌ. وحفَدة الرَّجُلِ: بَنَاتُهُ، وَقِيلَ: أَولاد أَولاده، وَقِيلَ: الأَصهار. وَالْحَفِيدُ: وَلَدُ الْوَلَدِ، وَالْجَمْعُ حُفَداءُ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ بَنِينَ وَحَفَدَةً أَنهم الْخَدَمُ، وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنهم الأَصهار، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الحَفَدة الأَختان وَيُقَالُ الأَعوان، وَلَوْ قِيلَ الحَفَدُ كَانَ صَوَابًا، لأَن الْوَاحِدَ حَافِدٌ مِثْلُ الْقَاعِدِ والقَعَد. وَقَالَ الْحَسَنُ: الْبَنُونَ بَنُوكَ وَبَنُو بَنِيكَ، وأَما الْحَفَدَةُ فَمَا حَفَدَكَ مِنْ شَيْءٍ وَعَمِلَ لَكَ وأَعانك. وَرَوَى أَبو حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بَنِينَ وَحَفَدَةً ، قَالَ: مَنْ أَعانك فَقَدْ حَفَدَكَ ؛ أَما سَمِعْتَ قَوْلَهُ: حَفَدَ الولائدُ حولهنَّ وأَسلمت وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الْحَفَدَةُ بَنُو المرأَة مِنْ زَوْجِهَا الأَوَّل. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الْحَفَدَةُ مَنْ خَدَمَكَ مِنْ وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْحَفَدَةُ وَلَدُ الْوَلَدِ. وَقِيلَ: الْحَفْدَةُ الْبَنَاتُ وهنَّ خَدَمُ الأَبوين فِي الْبَيْتِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الحفَدُ عِنْدَ الْعَرَبِ الأَعوان، فَكُلُّ مِنْ عَمِلَ عَمَلًا أَطاع فِيهِ وَسَارَعَ فَهُوَ حَافِدٌ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ وإِليك نَسْعَى وَنَحْفِدُ. قَالَ: والحَفَدانُ السُّرْعَةُ. وَرَوَى عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا زِرُّ هَلْ تَدْرِي مَا الْحَفَدَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، حُفَّادُ الرَّجُلِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ، قَالَ: لَا وَلَكِنَّهُمُ الأَصهار ؛ قَالَ عَاصِمٌ: وَزَعَمَ الْكَلْبِيُّ أَن زِرًّا قَدْ أَصاب؛ قَالَ سُفْيَانُ: قَالُوا وَكَذَبَ الْكَلْبِيُّ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ الْحَفَدَةُ الأَعوان فَهُوَ أَتبع لِكَلَامِ الْعَرَبِ مِمَّنْ قَالَ الأَصهار؛ قَالَ:

فَلَوْ أَن نَفْسِي طَاوَعَتْنِي، لأَصبحت ... لَهَا حَفَدٌ مِمَّا يُعَدُّ كَثِيرُ أَي خَدَم حَافِدٌ وحَفَدٌ وحَفَدَةٌ جَمِيعًا. وَرَجُلٌ مَحْفُودٌ أَي مَخْدُومٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ ؛ الْمَحْفُودُ: الَّذِي يَخْدِمُهُ أَصحابه وَيُعَظِّمُونَهُ وَيُسْرِعُونَ فِي طَاعَتِهِ. يُقَالُ: حَفَدْتُ وأَحْفَدْتُ وأَنا حَافِدٌ وَمَحْفُودٌ. وحَفَدٌ وحَفَدة جَمْعُ حَافِدٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمية: بِالنِّعَمِ مَحْفُودٌ. وَقَالَ: الحَفْدُ والحَفدان والإِحفاد فِي الْمَشْيِ دُونَ الخَبَبِ؛ وَقِيلَ: الحَفَدان فَوْقَ الْمَشْيِ كَالْخَبَبِ، وَقِيلَ: هُوَ إِبطاء الرَّكَكِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والمَحْفِدُ والمِحْفَدُ: شَيْءٌ تُعْلَفُ فِيهِ الإِبل كالمِكْتَلِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ نَاقَتَهُ: بَنَاهَا الغَوادي الرضِيخُ مَعَ الخَلا، ... وسَقْيِي وإِطعامي الشعيرَ بِمَحْفِدِ «1» الْغَوَادِي: النَّوَى. وَالرَّضِيخُ: الْمَرْضُوخُ وَهُوَ النَّوَى يُبَلُّ بِالْمَاءِ ثُمَّ يُرْضَخُ، وَقِيلَ: هُوَ مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ، وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ الأَعشى بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا: بَنَاهَا السَّوَادِيُّ الرضيخُ مَعَ النَّوَى، ... وقَتٍّ وإِعطاء الشعيرِ بِمِحْفَدِ وَيُرْوَى بِمَحْفِد، فَمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ عَدَّهُ مِمَّا يُعْتَمَلُ بِهِ، وَمَنْ فَتَحَهَا فَعَلَى تَوَهُّمِ الْمَكَانِ أَو الزَّمَانِ. ابْنُ الأَعرابي: أَبو قَيْسٍ مِكْيَالٌ وَاسْمُهُ المِحْفَدُ وَهُوَ القَنْقَلُ. ومَحافِدُ الثَّوْبِ: وشْيُهُ، وَاحِدُهَا مَحْفِدٌ. ابْنُ الأَعرابي: الحَفَدَةُ صُناع الْوَشْيِ وَالْحَفْدُ الوَشْيُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِطَرَفِ الثَّوْبِ مِحفد، بِكَسْرِ الْمِيمِ، والمَحْفِد: الأَصل عَامَّةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ المَحْتِدُ والمَحفِد والمَحْكِد والمَحْقِدُ: الأَصل. ومَحْفِدُ الرَّجُلِ: مَحْتِدُه وأَصله. وَالْمَحْفِدُ: السَّنَامُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: أَصل السَّنَامِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ وأَنشد لِزُهَيْرٍ: جُمالِيَّة لَمْ يُبْقِ سَيْرِي ورِحْلَتي ... عَلَى ظَهْرِهَا، مِنْ نَيِّها، غيرَ مَحْفِد وَسَيْفٌ مُحتفِدٌ: سَرِيعُ الْقَطْعِ. حفرد: الحِفْرِدُ حَبُّ الْجَوْهَرِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والحِفْرِدُ: نَبْتٌ. حفلد: ابْنُ الأَعرابي: الحَفَلَّدُ الْبَخِيلُ وَهُوَ الَّذِي لَا تَرَاهُ إِلا وَهُوَ يُشارُّ النَّاسَ وَيُفْحِشُ عَلَيْهِمْ؛ وأَنشد لِزُهَيْرٍ: تَقِيٌّ نَقِيٌّ لَمْ يُكَثِّر غَنِيمَةً ... بِنَكْهَةِ ذِي قُرْبَى، وَلَا بِحَفَلَّدِ ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حقلَد بِالْقَافِ، قَالَ: وَرَوَاهُ بِالْفَاءِ. حقد: الحِقْدُ: إِمساك الْعَدَاوَةِ فِي الْقَلْبِ وَالتَّرَبُّصُ لِفُرْصَتِها. والحِقْدُ: الضِّغْنُ، وَالْجَمْعُ أَحقاد وحُقود، وَهُوَ الحقِيدَةُ، وَالْجَمْعُ حَقَائِدُ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: وعَدِّ إِلى قَوْمٍ تَجِيشُ صُدورُهم ... بِغِشِّيَ، لَا يُخْفُونَ حَمْلَ الحَقائِدِ وحَقَدَ عليَّ يَحْقِدُ حَقْداً وحَقِد، بِالْكَسْرِ، حَقَداً وحِقْداً فِيهِمَا فَهُوَ حَاقِدٌ، فالحَقْدُ الْفِعْلُ، والحِقْدُ الِاسْمُ. وتَحَقَّدَ كَحَقَدَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا عَدْنَ إِنَّ وِصالهنَّ خِلابَة، ... وَلَقَدْ جَمَعْنَ مَعَ البِعادِ تَحَقُّدَا وَرَجُلٌ حَقُودٌ: كَثِيرُ الْحِقْدِ عَلَى مَا يُوجِبُ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الأَمثلة. وأَحقَدَه الأَمرُ: صَيَّرَه حَاقِدًا وأَحقده غَيْرُهُ. وحَقِدَ المطرُ حَقَداً وأَحقد: احْتَبَسَ، وَكَذَلِكَ الْمَعْدِنُ إِذا انْقَطَعَ فَلَمْ يُخرج شَيْئًا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَقِدَ

_ (1). قوله [الغوادي الرضيخ إلخ] كذا بالأَصل الذي بأيدينا، وكذا في شرح القاموس

المعدنُ وأَحقَدَ إِذا لَمْ يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ وَذَهَبَتْ مَنالته. وَمَعْدِنٌ حَاقِدٌ إِذا لَمْ يُنل شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: وأَحقد القومُ إِذا طَلَبُوا مِنَ الْمَعْدِنِ شَيْئًا فَلَمْ يَجِدُوا؛ قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ نَقَلْتُهُ مِنْ كَلَامٍ وَلَمْ أَسمعه. والمَحْقِدُ: الأَصل؛ عَنِ ابن الأَعرابي. حقلد: الحَقَلَّدُ: عَمَلٌ فِيهِ إِثم، وَقِيلَ: هُوَ الْآثِمُ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ؛ تَقِيٌّ نَقِيٌّ لَمْ يُكَثِّر غَنِيمَةً ... بنَكْهَةِ ذِي قُرْبَى، وَلَا بِحَقَلَّدِ والحقلَّد: الْبَخِيلُ السَّيُّءُ الْخُلُقِ، وَقِيلَ: السَّيِّءُ الْخُلُقِ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيَّدَ بِالْبُخْلِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ الضَّيِّقُ الخُلُق الْبَخِيلُ؛ غَيْرُهُ: هُوَ الضَّيِّقُ الْخُلُقِ وَيُقَالُ لِلصَّغِيرِ. قَالَ الأَصمعي: الحَقَلَّد الحِقْدُ وَالْعَدَاوَةُ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ، وَالْقَوْلُ مَنْ قَالَ إِنه الْآثِمُ، وَقَوْلُ الأَصمعي ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا بِحَفَلَّد، بِالْفَاءِ، وَفَسَّرَهُ أَنه الْبَخِيلُ وَهُوَ الَّذِي لَا تَرَاهُ إِلا وَهُوَ يُشارُّ الناس ويفحش عليهم. حكد: المَحْكِدُ: الأَصل؛ وَفِي الْمَثَلِ: حُبِّبَ إِلى عَبْدِ سَوْء مَحْكِدُه؛ يَضْرِبُ لَهُ ذَلِكَ عِنْدَ حِرْصِهِ عَلَى مَا يُهِينُهُ وَيَسُوءُهُ. وَرَجَعَ إِلى مَحكِدِه إِذا فَعَلَ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ. والمَحْكِدُ: الملجأُ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: لَيْسَ الإِمامُ بِالشَّحِيحِ المُلْحِدِ، ... وَلَا بِوَبْرٍ بالحجازِ مُقْرِدِ إِنْ يُرَ يَوْمًا بِالْفَضَاءِ يُصْطَدِ، ... أَو يَنْجَحِرْ، فالجُحْرُ شَرُّ مَحْكِدِ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ فِي محكِد صِدْق ومَحتِد صِدْقٍ. حلقد: الأَزهري: الحِلْقِدُ السَيِّءُ الخُلُق الثقيل الروح. حمد: الْحَمْدُ: نَقِيضُ الذَّمِّ؛ وَيُقَالُ: حَمدْتُه عَلَى فِعْلِهِ، وَمِنْهُ المَحْمَدة خِلَافُ الْمَذَمَّةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* . وأَما قَوْلُ الْعَرَبِ: بدأْت بالحمدُ لِلَّهِ، فإِنما هُوَ عَلَى الْحِكَايَةِ أَي بدأْت بِقَوْلِ: الحمدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وَقَدْ قُرِئَ الحمدَ لِلَّهِ عَلَى الْمَصْدَرِ، والحمدِ لِلَّهِ عَلَى الإِتباع، والحمدُ لِلَّهِ عَلَى الإِتباع؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ الْقُرَّاءُ عَلَى رَفْعِ الحمدُ لِلَّهِ، فأَما أَهل الْبَدْوِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ الحمدَ لِلَّهِ، بِنَصْبِ الدَّالِ، ومنهم من يقول الحمدِ لِلَّهِ، بِخَفْضِ الدَّالِ، وَمِنْهُمْ من يقول الحمدُ لُلَّه، فَيَرْفَعُ الدَّالَ وَاللَّامَ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: الرَّفْعُ هُوَ القراءَة لأَنه المأْثور، وَهُوَ الِاخْتِيَارُ فِي الْعَرَبِيَّةِ؛ وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: مَنْ نَصَبَ مِنَ الأَعراب الْحَمْدُ لِلَّهِ فَعَلَى الْمَصْدَرِ أَحْمَدُ الحمدَ لِلَّهِ، وأَما من قرأَ الحمدِ لِلَّهِ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: هَذِهِ كَلِمَةٌ كَثُرَتْ عَلَى الأَلسن حَتَّى صَارَتْ كَالِاسْمِ الْوَاحِدِ، فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ ضَمَّةٌ بَعْدَهَا كَسْرَةٍ فأَتبعوا الكسرةَ لِلْكَسْرَةِ؛ قَالَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَا يُلْتَفَتُ إِلى هَذِهِ اللُّغَةِ وَلَا يعبأُ بِهَا، وَكَذَلِكَ من قرأَ الحمدُ لُلَّه فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ، فَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الْحَمْدُ يَكُونُ عَنْ يَدٍ وَعَنْ غَيْرِ يَدٍ، وَالشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلا عَنْ يَدٍ وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْحَمْدُ الشُّكْرُ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا. الأَخفش: الْحَمْدُ لِلَّهِ الشُّكْرُ لِلَّهِ، قَالَ: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الثَّنَاءُ. قَالَ الأَزهري: الشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلا ثَنَاءً لِيَدِ أَوليتها، وَالْحَمْدُ قَدْ يَكُونُ شُكْرًا لِلصَّنِيعَةِ وَيَكُونُ ابْتِدَاءً لِلثَّنَاءِ عَلَى الرَّجُلِ، فحمدُ اللَّهِ الثناءُ عَلَيْهِ وَيَكُونُ شُكْرًا لِنِعَمِهِ الَّتِي شَمِلَتِ الْكُلَّ، وَالْحَمْدُ أَعم مِنَ الشُّكْرِ. وَقَدْ حَمِدَه حَمْداً ومَحْمَداً ومَحْمَدة ومَحْمِداً ومَحْمِدَةً، نادرٌ، فَهُوَ مَحْمُودٌ وَحَمِيدٌ والأُنثى حَمِيدَةٌ، أَدخلوا فِيهَا الْهَاءَ وإِن كَانَ فِي الْمَعْنَى مَفْعُولًا تَشْبِيهًا لَهَا بِرَشِيدَةٍ، شَبَّهُوا مَا هُوَ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ بِمَا هُوَ بِمَعْنَى

فَاعِلٍ لِتَقَارُبِ الْمَعْنَيَيْنِ. وَالْحَمِيدُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ بِمَعْنَى الْمَحْمُودِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَهُوَ مِنَ الأَسماء الْحُسْنَى فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَحْمُودٍ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الأُصول فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَلَفْظَةُ مَفْعُولٍ فِي هَذَا الْمَكَانِ يَنْبُو عَنْهَا طَبْعُ الإِيمان، فَعَدَلْتُ عَنْهَا وَقُلْتُ حَمِيدٌ بِمَعْنَى مَحْمُودٍ، وإِن كَانَ الْمَعْنَى وَاحِدًا، لَكِنَّ التَّفَاصُحَ فِي التَّفْعِيلِ هُنَا لَا يُطَابِقُ مَحْضَ التَّنْزِيهِ وَالتَّقْدِيسِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَالْحَمْدُ وَالشُّكْرُ مُتَقَارِبَانِ وَالْحَمْدُ أَعمهما لأَنك تَحْمَدُ الإِنسان عَلَى صِفَاتِهِ الذَّاتِيَّةِ وَعَلَى عَطَائِهِ وَلَا تَشْكُرُهُ عَلَى صِفَاتِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الْحَمْدُ رأْس الشُّكْرِ؛ مَا شَكَرَ اللَّهَ عَبْدٌ لَا يَحْمَدُهُ ، كَمَا أَن كَلِمَةَ الإِخلاص رأْس الإِيمان، وإِنما كَانَ رأْس الشُّكْرِ لأَن فِيهِ إِظهار النِّعْمَةِ والإِشادة بِهَا، ولأَنه أَعم مِنْهُ، فَهُوَ شُكْرٌ وَزِيَادَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَي وَبِحَمْدِكَ أَبتدئ، وَقِيلَ: وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُ، وَقَدْ تُحْذَفُ الْوَاوُ وَتَكُونُ الْوَاوُ لِلتَّسَبُّبِ أَو لِلْمُلَابَسَةِ أَي التَّسْبِيحُ مُسَبَّبٌ بِالْحَمْدِ أَو مَلَابِسٌ لَهُ. وَرَجُلٌ حُمَدَةٌ كَثِيرُ الْحَمْدِ، وَرَجُلٌ حَمَّادٌ مِثْلُهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَحَمَّدُ النَّاسَ بِجُودِهِ أَي يُرِيهِمْ أَنه مَحْمُودٌ. وَمِنْ أَمثالهم: مَنْ أَنفق مَالَهُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَا يَتَحَمَّد بِهِ إِلى الناس؛ المعنى أَنه لا يُحْمَدُ عَلَى إِحسانه إِلى نَفْسِهِ، إِنما يُحْمَدُ عَلَى إِحسانه إِلى النَّاسِ؛ وحَمَدَه وحَمِدَهُ وأَحمده: وَجَدَهُ مَحْمُودًا؛ يُقَالُ: أَتينا فُلَانًا فأَحمدناه وأَذممناه أَي وَجَدْنَاهُ مَحْمُودًا أَو مَذْمُومًا. وَيُقَالُ: أَتيت مَوْضِعَ كَذَا فأَحمدته أَي صَادَفْتُهُ مَحْمُودًا مُوَافَقًا، وَذَلِكَ إِذا رَضِيتَ سُكْنَاهُ أَو مَرْعَاهُ. وأَحْمَدَ الأَرضَ: صَادَفَهَا حَمِيدَةً، فَهَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، وَقَدْ يُقَالُ حَمِدَهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رَضِيَ فِعْلَهُ وَمَذْهَبَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ. سِيبَوَيْهِ: حَمِدَه جَزَاهُ وَقَضَى حَقَّهُ، وأَحْمَدَه اسْتَبَانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ حَمْد وامرأَة حَمْد وحَمْدة مَحْمُودَانِ وَمُنْزِلٌ حَمْد؛ وأَنشد: وَكَانَتْ مِنَ الزَّوْجَاتِ يُؤْمَنُ غَيْبُها، ... وتَرْتادُ فِيهَا الْعَيْنُ مُنْتَجَعاً حَمْدا وَمَنْزِلَةُ حَمْد؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَحْمَد الرجلُ: فَعَلَ مَا يُحْمد عَلَيْهِ. وأَحْمَدَ الرجلُ: صَارَ أَمره إِلى الْحَمْدِ. وأَحمدته: وَجَدْتُهُ مَحْمُودًا؛ قَالَ الأَعشى: وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمس صِرْمَة، ... لَهَا غُدَداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَق وأَحْمَد أَمرَه: صَارَ عِنْدَهُ مَحْمُودًا. وَطَعَامٌ لَيْسَت مَحْمِدة «2». أَي لَا يُحْمَدُ. وَالتَّحْمِيدُ: حَمْدُكَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. الأَزهري: التَّحْمِيدُ كَثْرَةُ حَمْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِالْمَحَامِدِ الْحَسَنَةِ، وَالتَّحْمِيدُ أَبلغ مِنَ الْحَمْدِ. وإِنه لَحَمَّاد لِلَّهِ، وَمُحَمَّدٌ هَذَا الِاسْمُ مِنْهُ كأَنه حُمدَ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وأَحْمَد إِليك اللَّهَ: أَشكره عِنْدَكَ؛ وَقَوْلُهُ: طَافَتْ بِهِ فَتَحامَدَتْ رُكْبانه أَي حُمد بَعْضُهُمْ عِنْدَ بَعْضٍ. الأَزهري: وَقَوْلُ الْعَرَبِ أَحْمَد إِليك اللَّهَ أَي أَحمد مَعَكَ اللَّهَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَشكر إِليك أَياديَه وَنِعَمَهُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَشكر إِليك نِعَمَهُ وأُحدثك بِهَا. هَلْ تَحْمد لِهَذَا الأَمر أَي تَرْضَاهُ؟ قَالَ الْخَلِيلُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ فِي الْكُتُبِ أَحْمَدُ إِليك اللَّهَ أَي أَحْمَدُ مَعَكَ اللَّهَ؛ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: ولَوْحَيْ ذِرَاعَيْنِ فِي بِرْكَة، ... إِلى جُؤجُؤٍ رَهِل الْمَنْكِبِ

_ (2). قوله [وطعام ليست محمدة إلخ] كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس وطعام ليست عنده محمدة أي لا يحمده آكله، وهو بكسر الميم الثانية

يُرِيدُ مَعَ بَرَكَةٍ إِلى جُؤْجُؤٍ أَي مَعَ جُؤْجُؤٍ. وَفِي كِتَابِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَما بَعْدُ فإِني أَحمد إِليك اللَّهَ أَي أَحمده مَعَكَ فأَقام إِلى مُقام مَعَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَحمد إِليك نِعْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِتَحْدِيثِكَ إِياها. وَفِي الْحَدِيثِ: لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ يُرِيدُ انْفِرَادَهُ بِالْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشُهْرَتَهُ به على رؤوس الْخَلْقِ، وَالْعَرَبُ تَضَعُ اللِّوَاءَ فِي مَوْضِعِ الشُّهْرَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ : الَّذِي يَحْمَدُهُ فِيهِ جَمِيعُ الْخَلْقِ لِتَعْجِيلِ الْحِسَابِ والإِراحة مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشَّفَاعَةُ. وَفُلَانٌ يَتَحَمَّد عَلَيَّ أَي يَمْتَنُّ، وَرَجُلٌ حُمَدة مِثْلَ هُمَزة: يُكْثِرُ حَمْدَ الأَشياء وَيَقُولُ فِيهَا أَكثر مِمَّا فِيهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل أَي أَرضاه لَكُمْ وَأَتَقَدَّمُ فِيهِ إِليكم، أَقام إِلى مُقَامَ اللَّامِ الزَّائِدَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها؛ أَي إِليها. وَفِي النَّوَادِرِ: حَمِدت عَلَى فُلَانٍ حَمْداً وضَمِدت لَهُ ضَمَداً إِذا غَضِبْتَ؛ وَكَذَلِكَ أَرِمْت أَرَماً. وَقَوْلُ الْمُصَلِّي: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ؛ الْمَعْنَى وَبِحَمْدِكَ أَبتدئ، وَكَذَلِكَ الْجَالِبُ لِلْبَاءِ فِي بِسْمِ اللَّهِ الِابْتِدَاءُ كأَنك قُلْتَ: بدأْت بِسْمِ اللَّهِ، وَلَمْ تَحْتَجْ إِلى ذِكْرِ بدأْت لأَن الْحَالَ أَنبأَت أَنك مُبْتَدِئٌ. وَقَوْلُهُمْ: حَمادِ لِفُلَانٍ أَي حَمْدًا لَهُ وَشُكْرًا وإِنما بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الْمَصْدَرِ. وحُماداك أَن تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا أَي غَايَتُكَ وَقُصَارَاكَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حُماداكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ وحَمْدُك أَي مَبْلَغُ جَهْدِكَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُصاراك وحُماداك أَن تَنْجُو مِنْهُ رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وَغَايَتُكَ. وحُمادي أَن أَفعل ذَاكَ أَي غَايَتِي وقُصارايَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَصمعي: حَنَانُكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ، وَمِثْلُهُ حُماداك. وَقَالَتْ أُم سَلَمَةَ: حُمادَياتُ النِّسَاءِ غَضُّ الطَّرْفِ وقَصْر الْوَهَادَةِ ؛ مَعْنَاهُ غَايَةُ مَا يُحْمَدُ مِنْهُنَّ هَذَا؛ وَقِيلَ: غُناماك بِمَعْنَى حُماداك، وعُناناك مِثْلُهُ. وَمُحَمَّدٌ وأَحمد: مِنْ أَسماء سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقَدْ سَمَّتْ مُحَمَّدًا وأَحمد وَحَامِدًا وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً. والمحمَّد: الَّذِي كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْمَحْمُودَةُ؛ قَالَ الأَعشى: إِليك، أَبَيتَ اللعنَ، كَانَ كَلالُها، ... إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ سُمِّيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمُحَمَّدٍ سَبْعَةٌ: الأَول مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ التَّمِيمِيُّ، وَهُوَ الْجَدُّ الَّذِي يَرْجِعُ إِليه الْفَرَزْدَقُ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ والأَقرع بْنُ حَابِسٍ وَبَنُو عِقَالٍ، وَالثَّانِي مُحَمَّدُ بْنُ عُتْوَارَةَ اللَّيْثِيُّ الْكِنَانِيُّ، وَالثَّالِثُ مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحة بْنِ الجُلاح الأَوسي أَحد بَنِي جَحْجَبَى، وَالرَّابِعُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمران بْنِ مَالِكٍ الْجَعْفِيُّ الْمَعْرُوفُ بالشُّوَيْعِر؛ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ فِيهِ وَقَدْ كَانَ طَلَبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَهُ فَرَسًا فأَبى فَقَالَ: بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني، ... عَمْدَ عَيْن، بَكَّيْتُهنّ حَريما وَحَرِيمُ هَذَا: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَقَالَ الشُّوَيْعِرُ مُخَاطِبًا لِامْرِئِ الْقَيْسِ: أَتتني أُمور فكذبْتها، ... وَقَدْ نُمِيَتْ ليَ عَامًا فَعَامَا بأَنّ إمرأَ القيسِ أَمسى كَئِيبًا ... عَلَى أَلَهٍ، مَا يذوقُ الطَّعاما لعمرُ أَبيكَ الَّذِي لَا يُهانُ، ... لَقَدْ كَانَ عِرْضُك مِنِّي حَرَامَا وَقَالُوا: هَجَوْتَ، وَلَمْ أَهْجُه، ... وهَلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟ وَلَيْسَ هَذَا هُوَ الشُّوَيْعِرَ الْحَنَفِيَّ وأَما الشُّوَيْعِرُ الْحَنَفِيُّ

فَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ تَوْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ وَسُمِّيَ الشُّوَيْعِرَ لِقَوْلِهِ هَذَا الْبَيْتَ: وإِنّ الَّذِي يُمْسِي، ودنياهُ هَمُّه، ... لَمُسْتَمسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرور وأَنشد لَهُ أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: يُحيّي الناسُ كلَّ غَنِيِّ قَوْمٍ، ... ويُبْخَلُ بِالسَّلَامِ عَلَى الْفَقِيرِ ويوسَع لِلْغَنِيِّ إِذا رأَوه، ... ويُحْبَى بِالتَّحِيَّةِ كالأَمير وَالْخَامِسُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأَنصاري أَخو بَنِي حَارِثَةَ، وَالسَّادِسُ مُحَمَّدُ بْنُ خُزَاعِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَالسَّابِعُ مُحَمَّدُ بْنُ حِرْمَازِ بْنِ مَالِكٍ التَّمِيمِيُّ الْعُمَرِيُّ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: العَود أَحمد أَي أَكثر حَمْدًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمْ تَجْرِ إِلا جِئْتَ فِي الْخَيْرِ سَابِقًا، ... وَلَا عُدْتَ إِلا أَنت فِي الْعَوْدِ أَحمد وحَمَدَة النَّارِ، بِالتَّحْرِيكِ: صَوْتُ الْتِهَابِهَا كَحَدمتها؛ الْفَرَّاءُ: لِلنَّارِ حَمَدة. وَيَوْمٌ مُحْتَمِد ومُحْتَدِم: شَدِيدُ الْحَرِّ. واحْتَمَد الحرُّ: قَلْب احتَدَم. وَمَحْمُودٌ: اسْمُ الْفِيلِ الْمَذْكُورُ فِي الْقُرْآنِ. ويَحْمَد: أَبو بَطْنٍ مِنَ الأَزد. واليَحامِدُ جَمْعٌ: قَبِيلَةٌ يُقَالُ لَهَا يَحْمد، وَقَبِيلَةٌ يُقَالُ لَهَا اليُحْمِد؛ هَذِهِ عِبَارَةٌ عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الْيَحَامِدَ فِي مَعْنَى اليَحْمَديين واليُحْمِديين، فَكَانَ يَجِبُ أَن تَلْحَقَهُ الْهَاءُ عِوَضًا مِنْ ياءَي النَّسَبِ كَالْمُهَالَبَةِ، وَلَكِنَّهُ شَذَّ أَو جُعِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَحمد أَو يُحمد، وَرَكَّبُوا هَذَا الِاسْمَ فَقَالُوا حَمْدَوَيْه، وَتَعْلِيلُ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي عمرويه. حمرد: الحِمْرِدُ «1»: الحمأَة؛ وَقِيلَ: الحِمْرِد بَقِيَّةُ الْمَاءِ الْكَدِرِ يَبْقَى فِي الْحَوْضِ. حند: الأَزهري: رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الحُنُد الأَحساء، وَاحِدُهَا حَنود؛ قَالَ: وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ؛ قَالَ: وأَحسبها الحُتُدَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَيْنٌ حُتُد لا ينقطع ماؤها. حنجد: الحُنْجُود: وَعَاءٌ كالسَّفَط الصَّغِيرِ؛ وَقِيلَ: دُوَيْبَّة وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وحُنْجُودٌ: اسْمٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَليس أَكرمَ خلقِ اللَّهِ، قَدْ عَلِمُوا ... عِنْدَ الحِفاظِ، بَنُو عَمْرو بْنِ حُنْجود أَبو عَمْرٍو: الحُنْجُد الحَبْل مِنَ الرَّمْلِ الطَّوِيلُ. حود: الحُمَّى تُحاوِدُه أَي تَعَهَّدُه؛ وَهُوَ يُحَاوِدُنَا بِالزِّيَارَةِ أَي يَزُورُنَا بَيْنَ الأَيام. وحاوِدٌ: اسم. حيد: الحَيْد: مَا شَخَصَ مِنْ نَوَاحِي الشَّيْءِ، وَجَمْعُهُ أَحْيَادٌ وحُيود. وحَيْد الرأْس: مَا شَخَصَ مِنْ نَوَاحِيهِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَيْد كُلُّ حَرْفٍ مِنَ الرأْس. وَكُلُّ نُتوء فِي القَرْن وَالْجَبَلِ وَغَيْرِهِمَا: حَيْد، وَالْجَمْعُ حُيود؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ جَمَلًا: فِي شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور، ... حَابِي الحُيُود فارِضِ الحنْجُور وحِيَد أَيضاً: مِثْلُ بَدْرة وبِدَرٍ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعي الْهُذَلِيُّ: تاللَّهِ يَبْقَى عَلَى الأَيام ذُو حِيَد، ... بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ أَي لَا يَبْقَى. وحُيود الْقَرْنِ: مَا تَلَوَّى مِنْهُ. والحَيْد، بِالتَّسْكِينِ: حَرْفٌ شَاخِصٌ يَخْرُجُ مِنَ الْجَبَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: حَيْدُ الْجَبَلِ شاخصٌ يَخْرُجُ مِنْهُ فَيَتَقَدَّمُ

_ (1). قوله [الحمرد] كذا بالأَصل وفي القاموس كسلسلة

كأَنه جَناح؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَيْد ما شخَص من الْجَبَلِ واعوجَّ. يُقَالُ: جَبَلٌ ذُو حُيود وأَحياد إِذا كَانَتْ لَهُ حُرُوفٌ نَاتِئَةٌ فِي أَعراضه لَا فِي أَعاليه. وحُيود الْقَرْنِ: مَا تَلَوَّى مِنْهُ. وَقَرْنٌ ذُو حِيَد أَي ذُو أَنابيب مُلْتَوِيَةٍ. وَيُقَالُ: هَذَا نِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُه وحَيْدُه وحِيدُه أَي مِثْلُهُ. وحايدَه مُحايدة: جَانَبَهُ. وَكُلُّ ضِلْعٍ شديدة الِاعْوِجَاجِ: حَيْد، وَكَذَلِكَ مِنَ الْعَظْمِ، وَجَمْعُهُ حُيود. والحِيَد والحُيُود: حُرُوفُ قَرْنِ الْوَعْلِ، وأَنشد بَيْتَ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الخُناعي. وَحَادَ عَنِ الشيءِ يَحِيد حَيْداً وحَيَداناً ومَحِيداً وحَيْدُودة: مَالَ عَنْهُ وَعَدَلَ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: يَحِيدُ حذارَ الْمَوْتِ مِنْ كُلِّ رَوْعة، ... وَلَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ إِذا كَانَ أَو قَتْلِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَكِبَ فَرَسًا فمرَّ بِشَجَرَةٍ فَطَارَ مِنْهَا طَائِرٌ فَحَادَتْ فَنَدَرَ عَنْهَا ؛ حَادَ عَنِ الطَّرِيقِ وَالشَّيْءِ يَحِيدُ إِذا عَدَلَ؛ أَراد أَنها نَفَرَتْ وَتَرَكَتِ الجادَّة. وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، يَذُمُّ الدُّنْيَا: هِيَ الجَحُود الكَنود الحَيود المَيُود ، وَهَذَا الْبِنَاءُ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. الأَزهري: وَالرَّجُلُ يَحِيدُ عَنِ الشَّيْءِ إِذا صدَّ عَنْهُ خَوْفًا وأَنفة، وَمَصْدَرُهُ حُيودة وحَيَدانٌ وحَيْدٌ؛ وَمَا لَك مَحِيد عَنْ ذَلِكَ. وحُيود الْبَعِيرِ: مِثْلُ الْوَرِكَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ فَحْلًا: يَقودُها صَافِي الحُيودِ هَجْرَعُ، ... مُعْتدِلٌ فِي ضَبْرِه هَجَنَّعُ أَي يَقُودُ الإِبل فَحْلٌ هَذِهِ صِفَتُهُ. وَيُقَالُ: اشْتَكَتِ الشَّاةُ حَيَداً إِذا نَشِبَ وَلَدُهَا فَلَمْ يَسْهُلْ مَخْرَجُهُ. وَيُقَالُ: فِي هَذَا الْعُودِ حُيود وحُرود أَي عُجَرٌ. وَيُقَالُ: قَدَّ فُلَانٌ السَّيْرَ فحرَّده وحَيَّده إِذا جَعَلَ فِيهِ حُيوداً. الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ حَادَ عَنِ الشيءِ حَيْدُودة، قَالَ: أَصل حَيْدُودة حَيَدودة، بِتَحْرِيكِ الْيَاءِ، فَسَكَنَتْ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُول غيرُ صَعْفوق. وَقَوْلُهُمْ: حِيدِي حَيادِ هُوَ كَقَوْلِهِمْ: فِيحِي فَيَاحِ؛ وَفِي خُطْبَةِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: فإِذا جَاءَ الْقِتَالُ قُلْتُمْ: حِيدِي حَيادِ ؛ حِيدي أَي مِيلِي وحَياد بِوَزْنِ قَطَامِ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، مِثْلُ فيحِي فَياح أَي اتَّسِعِي، وَفَيَاحِ: اسْمٌ لِلْغَارَةِ. والحَيْدَة: الْعُقْدَةُ فِي قَرْن الوعِل، وَالْجَمْعُ حُيود. والحَيْدان: مَا حَادَ مِنَ الْحَصَى عَنْ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ فِي السَّيْرِ، وأَورده الأَزهري فِي حَدَرَ وَقَالَ الْحَيْدَارُ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِبَيْتٍ لِابْنِ مُقْبِلٍ وَسَنَذْكُرُهُ. والحَيَدى: الَّذِي يَحيد. وَحِمَارٌ حَيَدى أَي يَحِيدُ عَنْ ظِلِّهِ لِنَشَاطِهِ. وَيُقَالُ: كَثِيرُ الْحُيُودِ عَنِ الشَّيْءِ، وَلَمْ يَجِئْ فِي نُعُوتِ الْمُذَكَّرِ شَيْءٌ عَلَى فَعَلى غَيْرُهُ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: أَو آصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه، ... حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحال الْمَعْنَى: أَنه يَحْمِي نَفْسَهُ مِنَ الرُّمَاةِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ بِحَيَدى لِلْمُذَكَّرِ، قَالَ: وَقَدْ حَكَى غَيْرُهُ رَجُلٌ دَلَظَى لِلشَّدِيدِ الدَّفْعِ إِلا أَنه قَدْ رَوَى مَوْضِعَ حَيَدَى حَيِّد، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَكَذَا رَوَاهُ الأَصمعي لَا حَيَدى؛ وَكَذَلِكَ أَتان حَيَدى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. سِيبَوَيْهِ: حادانُ فَعلانُ مِنْهُ ذَهَبَ بِهِ إِلى الصِّفَةِ، اعْتَلَّتْ يَاؤُهُ لأَنهم جَعَلُوا الزِّيَادَةَ فِي آخِرِهِ بِمَنْزِلَةِ مَا فِي آخِرِهِ الْهَاءُ وَجَعَلُوهُ مُعْتَلًّا كَاعْتِلَالِهِ وَلَا زِيَادَةَ فِيهِ، وإِلا فَقَدْ كَانَ حُكْمُهُ أَن يَصِحَّ كَمَا صَحَّ الجَوَلان؛ قَالَ الأَصمعي: لَا أَسمع فَعَلى إِلا فِي الْمُؤَنَّثِ إِلا فِي قَوْلِ

فصل الخاء المعجمة

الْهُذَلِيِّ؛ وأَنشد: كأَنِّي ورَحْلِي، إِذا رُعْتُها، ... عَلَى جَمَزى جَازِئٍ بِالرِّمَالِ وَقَالَ: أَنشدَناه أَبو شُعَيْبٍ عَنْ يَعْقُوبَ زُعْتُها؛ وَسُمِّي جَدُّ جَرِيرٍ الخَطَفَى بِبَيْتٍ قَالَهُ: وعَنَقاً بَعْدَ الكَلالِ خَطَفَى وَيُرْوَى خَيْطَفَى. والحَياد: الطَّعَامُ «1»؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِذا الركابُ تَرَوَّحَتْ ثُمَّ اغْتَدَتْ ... بَعْدَ الرَّواح، فَلَمْ تَعُجْ لحَيَاد وحَيْدَةُ: اسْمٌ: قَالَ: حَيْدَةُ خَالِي، ولَقيطٌ وعَلي، ... وحاتِمُ الطَّائِيُّ وهَّابُ المِئِي أَراد: حاتمٌ الطَّائِيُّ فَحَذَفَ التَّنْوِينَ. وَحَيْدَةُ: أَرض؛ قَالَ كَثِيرٌ: ومرَّ فَأَرْوى يَنْبُعاً فَجُنُوبَه، ... وَقَدْ حِيدَ مِنه حَيْدَةٌ فعَباثِرُ وَبَنُو حَيْدانَ: بَطْنٌ؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ أَبُو مَهْرة بن حَيْدان. فصل الخاء المعجمة خبند: الخَبَنْداة مِنَ النِّسَاءِ: التَّارَّة الْمُمْتَلِئَةُ كالبَخَنداة؛ وَقِيلَ: التَّامَّةُ القَصب؛ وَقِيلَ: التَّامَّةُ الخَلْق كُلِّهِ؛ وَقِيلَ: الثَّقِيلَةُ الْوَرِكَيْنِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَقَدْ سَبَتْني غيرَ مَا تَعْذِير، ... تَمْشِي، كمشْيِ الوَحِلِ المَبْهُور، عَلَى خَبَنْدى قَصَب مَمْكور خَبَنْدَى فَعَنْلَلَ وَهُوَ وَاحِدٌ وَالْفِعْلُ اخْبَنْدَى. واخْبَنْدَد إِذا تمَّ قَصَبُهُ؛ واخْبَدَّتِ الْجَارِيَةُ واخْبَنْدَت، وَسَاقٌ خَبَنْداة: مُسْتَدِيرَةٌ ممتلئة. وقصب خَبندى: ممتلئ رَيَّانُ. وَبَعِيرٌ مُخْبَنْدٍ: عَظِيمٌ، وقيل: صلب شديد. خدد: الخَدُّ فِي الْوَجْهِ، وَالْخَدَّانِ: جَانِبَا الْوَجْهِ، وَهُمَا مَا جَاوَزَ مُؤَخَّرَ الْعَيْنِ إِلى مُنْتَهَى الشِّدْقِ؛ وَقِيلَ: الْخَدُّ مِنَ الْوَجْهِ مِنْ لَدُنِ المحْجِر إِلى اللَّحْي مِنَ الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَمِنْهُ اشْتُقَّ اسْمُ المِخَدَّة، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ المِصْدَغة لأَن الْخَدَّ يُوضَعُ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: الْخَدَّانِ اللَّذَانِ يَكْتَنِفَانِ الأَنف عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ خُدُودٌ لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْخَدَّ لِلَّيْلِ فَقَالَ: بَناتُ وَطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْلِ، ... لِأُمِّ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْهُنَّ الْوَيْل يَعْنِي أَنهنّ يُذْلِلْنَ اللَّيْلَ وَيَمْلِكْنَهُ وَيَتَحَكَّمْنَ عَلَيْهِ، حَتَّى كأَنهنَّ يَصْرَعْنَهُ فَيُذْلِلْنَ خَدَّهُ وَيَفْلِلْنَ حَدَّهُ. الأَصمعي: الْخُدُودُ فِي الغُبُط وَالْهَوَادِجِ جَوَانِبُ الدَّفتين عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وَهِيَ صَفَائِحُ خَشَبِهَا، الْوَاحِدُ خَدّ. والخَدّ والخُدَّة والأُخْدود: الْحُفْرَةُ تَحْفِرُهَا فِي الأَرض مُسْتَطِيلَةً. والخُدَّة، بِالضَّمِّ: الْحُفْرَةُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وبِهِنَّ نَدْفَع كَرْب كلِّ مُثَوِّب، ... وَتَرَى لَهَا خُدَداً بكُلِّ مَجَال المثوِّب: الَّذِي يَدْعُو مُسْتَغِيثًا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. التَّهْذِيبُ: الخَدّ جَعْلُكَ أُخْدُوداً فِي الأَرض تَحْفِره مُسْتَطِيلًا؛ يُقَالُ: خَدَّ خَدّاً، وَالْجُمَعُ أَخاديد؛ وأَنشد: رَكِبْنَ مِن فَلْجٍ طَريقاً ذَا قُحَمْ، ... ضاحِي الأَخاديدِ إِذا الليلُ ادْلَهَمْ أَراد بالأَخاديد شَرَك الطَّرِيقِ، وَكَذَلِكَ أَخاديد

_ (1). قوله [والحياد الطعام] كذا بالأَصل بوزن سحاب وفي القاموس الحيد، محركة، الطعام فهما مترادفان.

السِّيَاطِ فِي الظَّهْرِ: مَا شَقَّتْ مِنْهُ. والخَدُّ والأُخْدود: شَقَّانِ فِي الأَرض غَامِضَانِ مُسْتَطِيلَانِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَبِهِ فَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ قَوْلَهُ تَعَالَى: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ؛ وَكَانُوا قَوْمًا يَعْبُدُونَ صَنَمًا، وَكَانَ مَعَهُمْ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُوَحِّدُونَهُ وَيَكْتُمُونَ إِيمانهم، فَعَلِمُوا بِهِمْ فَخَدُّوا لَهُمْ أُخْدوداً وملأُوه نَارًا وَقَذَفُوا بِهِمْ فِي تِلْكَ النَّارِ، فَتَقَحَّمُوهَا وَلَمْ يرتدُّوا عَنْ دِينِهِمْ ثُبُوتًا عَلَى الإِسلام، وَيَقِينًا أَنهم يَصِيرُونَ إِلى الْجَنَّةِ، فَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن آخِرَ مَنْ أُلقي فِي النَّارِ مِنْهُمُ امرأَة مَعَهَا صَبِيٌّ رَضِيعٌ، فَلَمَّا رأَت النَّارَ صَدَّتْ بِوَجْهِهَا وأَعرضت فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّتاه قِفي وَلَا تُنافقي وَقِيلَ: إِنه قَالَ لَهَا مَا هِيَ إِلا غُمَيْضَة فَصَبَرَتْ، فأُلقيت فِي النَّارِ، فَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا ذَكَرَ أَصحاب الأُخدود تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ جَهْد الْبَلَاءِ؛ وَقِيلَ: كَانَ أَصحاب الأُخدود خَدُّوا فِي الأَرض أَخاديدَ وأَوقدوا عَلَيْهَا النِّيرَانَ حَتَّى حَمِيَتْ ثُمَّ عَرَضُوا الْكُفْرَ عَلَى النَّاسِ فَمَنِ امْتَنَعَ أَلقَوْه فِيهَا حَتَّى يَحْتَرِقَ. والأُخدود: شَقٌّ فِي الأَرض مُسْتَطِيلٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخَدُّ والخُدة الأُخدود، وَقَدْ خدَّها يَخُدُّها خَدّاً. وأَخاديدُ الأَرْشية فِي الْبِئْرِ: تأْثير جَرِّهَا فِيهِ. وخَدَّ السَّيْلَ فِي الأَرض إِذا شَقَّهَا بِجَرْيِهِ. وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ: أَنهار الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدود أَي فِي غَيْرِ شَقٍّ فِي الأَرض. وَالْخَدُّ: الْجَدْوَلُ، وَالْجَمْعُ أَخدّة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْكَثِيرُ خِداد وخِدَّان. والمِخَدَّة: حَدِيدَةٌ تُخَدُّ بِهَا الأَرض أَي تُشق. وخَدَّ الدَّمْعُ فِي خَدِّهِ: أَثَّر. وخَدَّ الْفَرَسُ الأَرضَ بِحَوَافِرِهِ: أَثر فِيهَا. وأَخاديد السِّيَاطِ: آثَارُهَا. وَضَرْبَةٌ أُخدودٌ أَي خَدَّت فِي الجِلد. وخَدَّدَ لحمُه وتَخَدَّدَ: هُزل وَنَقْصٌ؛ وَقِيلَ: التَّخَدُّد أَن يَضْطَرِبَ اللَّحْمُ مِنَ الْهُزَالِ. والتخديدُ مِنْ تَخْدِيدِ اللَّحْمِ إِذا ضُمِّرَتِ الدَّوَابُّ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ خَيْلًا هَزَلَتْ: أَجْرى قَلائِدَها وخَدَّدَ لحمَها، ... أَن لَا يَذُقنَ مَعَ الشَّكَائِمِ عُودا والمُتَخَدِّدُ: الْمَهْزُولُ. رَجُلٌ مُتَخَدِّد وامرأَة مُتَخَدِّدة: مَهْزُولٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ. وَقَدْ خَدَّد لحمُه وتَخَدَّد أَي تَشَنَّج. وامرأَة مُتَخَدِّدة إِذا نَقَصَ جِسْمُهَا وَهِيَ سَمِينَةٌ. والخَدُّ: الْجَمْعُ مِنَ النَّاسِ. وَمَضَى خَدٌّ مِنَ النَّاسِ أَي قَرْن. ورأَيت خَدًّا مِنَ النَّاسِ أَي طَبَقًا وَطَائِفَةً. وَقَتَلَهُمْ خَدّاً فَخَدًّا أَي طَبَقَةً بَعْدَ طَبَقَةٍ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: شَراحِيلُ، إِذ لَا يَمنعون نساءَهم، ... وأَفناهُمُ خَدّاً فَخَدًّا تَنَقُّلا وَيُقَالُ: تَخَدَّدَ الْقَوْمُ إِذا صَارُوا فِرَقًا. وخَدَدُ الطَّرِيقِ: شَرَكُه، قَالَهُ أَبو زَيْدٍ. والمِخَدَّان: النَّابَانِ؛ قَالَ: بَيْنَ مِخَدَّيْ قَطِمٍ تَقَطَّما وإِذا شَقَّ الْجَمَلُ بِنَابِهِ شَيْئًا قِيلَ: خدَّه؛ وأَنشد: قَدّاً بِخَدَّادٍ وَهَذًّا شَرْعَبا ابْنُ الأَعرابي: أَخَدَّه فَخَدَّه إِذا قَطَعَهُ؛ وأَنشد: وعَضُّ مَضَّاغٍ مُخِدٍّ مَعْذِمُه أَي قَاطِعٌ. وَقَالَ: ضربةٌ أُخْدُودٌ شَدِيدَةٌ قَدْ خَدَّتْ فِيهِ. والخِدادُ: مِيسَم فِي الْخَدِّ وَالْبَعِيرُ مَخْدود. والخُدْخُود: دوَيْبَّة. ابْنُ الأَعرابي: الْخَدُّ الطَّرِيقُ. والدَّخ: الدُّخَانُ، جَاءَ بِهِ بفتح الدال.

خرد: الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود مِنَ النِّسَاءِ: الْبِكْرُ الَّتِي لَمْ تُمْسَسْ قَطُّ، وَقِيلَ: هِيَ الْحَيِيَّةُ الطَّوِيلَةُ السُّكُوتِ الْخَافِضَةُ الصَّوْتِ الخَفِرة الْمُتَسَتِّرَةُ قَدْ جَاوَزَتِ الإِعْصار وَلَمْ تَعنَس، وَالْجَمْعُ خَرَائِدُ وخُرُد وخُرَّد، الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَن فَعِيلَةَ لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعَّل، وَقَدْ خَرِدَت خَرَداً وتَخَرَّدت؛ قَالَ أَوس يَذْكُرُ بِنْتَ فَضَالَةَ الَّتِي وَكَّلَهَا أَبوها بإِكرامه حِينَ وَقَعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَانْكَسَرَ: وَلَمْ تُلْهِها تِلْكَ التكالِيفُ، إِنها ... كَمَا شئتَ مِنْ أُكْرُومَةٍ وتَخَرُّد وَصَوْتٌ خَريدٌ: لَيِّنٌ عَلَيْهِ أَثر الْحَيَاءِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مِنَ الْبِيضِ، أَما الدَّلُّ مِنْهَا فَكَامِلٌ ... مَليح، وأَما صَوْتُها فَخريدُ والخَرَد: طُولُ السُّكُوتِ. والمُخْرِد: السَّاكِتُ. وأَخْرَد: أَطال السُّكُوتَ. أَبو عَمْرٍو: الْخَارِدُ السَّاكِتُ مِنْ حَيَاءٍ لَا ذُلٍّ، والمُخْرِد: السَّاكِتُ مِنْ ذُلٍّ لَا حَيَاءٍ. ابْنُ الأَعرابي: خَرِدَ إِذا ذَلَّ، وخَرِدَ إِذا اسْتَحْيَا، وأَخْرَدَ إِلى اللَّهْوِ: مَالَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَكُلُّ عَذْرَاءَ: خَريدة. والخَريدة: اللؤْلؤَة قَبْلَ ثَقْبِهَا؛ قَالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ كَلْبٍ يَقُولُ: الْخَرِيدَةُ الَّتِي لَمْ تُثْقَبْ وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الْبِكْرُ، وَقَدْ أَخْرَدتْ إِخراداً. ابْنُ الأَعرابي: لؤلؤَة خَرِيدٍ لَمْ تُثْقَبْ. خرمد: المُخَرْمِدُ: الْمُقِيمُ فِي منزله؛ عن كراع. خضد: الخَضْد: الْكَسْرُ فِي الرُّطَبِ وَالْيَابِسِ مَا لَمْ يَبِن. خَضَدَ الغُصْنَ وَغَيْرَهُ يَخْضِدُهُ خَضْداً فَهُوَ مَخْضُودٌ وخَضِيد وَقَدِ انْخَضَد وتَخَضَّد، وإِذا كَسَرْتَ الْعُودَ فَلَمْ تُبِنْهُ قُلْتَ: خَضَدْته؛ وخَضَدت الْعُودَ فانْخَضد أَي ثَنَيْتُهُ فَانْثَنَى مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ. أَبو زَيْدٍ: انخضدَّ الْعُودُ انْخِضَادًا وانعَطَّ انعِطاطاً إِذا تَثَنَّى مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ يُبَيَّنُ. والخَضَدُ: مَا تَكَسَّرَ وَتَرَاكَمَ مِنَ البَرْدِيِّ وَسَائِرِ الْعِيدَانِ الرَّطْبَةِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فِيهِ رُكام مِنَ اليَنْبوتِ والخَضَد وَيُقَالُ: انخَضَدتِ الثِّمَارُ الرَّطْبَةُ إِذا حُملت مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ فتشدَّخت؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَحنف بْنِ قَيْسٍ حِينَ ذَكَرَ الْكُوفَةَ وَثِمَارَ أَهلها فَقَالَ: تأْتيهم ثِمَارُهُمْ لَمْ تُخْضَد؛ أَراد أَنها تأْتيهم بِطَرَاءَتِهَا لَمْ يُصِبْهَا ذُبُولٌ وَلَا انْعِصَارٌ، لأَنها تُحْمَلُ فِي الأَنهار الْجَارِيَةِ فتؤَديها إِليهم؛ وَقِيلَ: صَوَابُهُ لَمْ تَخْضَد، بِفَتْحِ التَّاءِ، عَلَى أَن الْفِعْلَ لَهَا يُقَالُ: خَضِدَتِ الثمرةُ تَخْضَد إِذا غبَّت أَياماً فَضَمُرَتْ وَانْزَوَتْ. والخَضَد: وَجَعٌ يُصِيبُ الإِنسان فِي أَعضائه لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ كِسَرًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: حَتَّى غَدَا، ورُضابُ الماءِ يَتْبَعُهُ، ... طَيَّانَ لَا سَأَمٌ فِيهِ وَلَا خَضَد وخَضَدُ البَدَنِ: تَكَسُّرُه وَتَوَجُّعُهُ مَعَ كَسَلٍ. وخَضَدَ البعيرُ عُنُقَ صَاحِبِهِ يَخْضِدُها: كَسَرَهَا. قَالَ اللَّيْثُ: الْفَحْلُ يَخْضِدُ عُنُقَ الْبَعِيرِ إِذا قَاتَلَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ولَفْت كَسَّارٍ لهنَّ خَضَّاد وخَضَد الإِنسانُ يَخْضِد خَضْداً إِذا أَكل شَيْئًا رَطْبًا نَحْوَ الْقِثَّاءِ وَالْجَزَرِ وَمَا أَشبههما. وخَضَدَ الشيءَ يَخْضِدُهُ خَضْداً: أَكله رَطْبًا. والخَضْد: الأَكل الشَّدِيدُ. وَقِيلَ لأَعرابي وَكَانَ مُعْجَبًا بِالْقِثَّاءِ: مَا يُعْجِبُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: خَضْدُه. وَرَجُلٌ مِخْضَد؛ وَفِي الْخَبَرِ: أَن مُعَاوِيَةَ رأَى رَجُلًا يُجيد الأَكل فَقَالَ: إِنه لَمِخْضَد. الخَضْد: شدَّة

الأَكل؛ ومِخْضَد مِفْعل مِنْهُ كأَنه آلَةٌ للأَكل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ أَنه قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِن ابْنَ عَمِّكَ هَذَا لَمِخْضَد أَي يأْكل بِجَفَاءٍ وَسُرْعَةٍ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ويَخْضِدُ فِي الْآرِيِّ حَتَّى كأَنما ... بِهِ عَرَّة، أَو طائِف غيرُ مُعْقِب وخَضَدَ الفرسُ يَخْضِدُ خَضْداً: مثل خَضَمَ [خَضِمَ]، وَقِيلَ: خَضَدَ خَضْداً أَكل؛ قَالَ؛ أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفَةٍ خَضودٍ ... لِمَأْكَلِهِنَّ، طَفْطافَ الرُّبول «2» واخْتَضَد البعيرَ: أَخذه مِنَ الإِبل وَهُوَ صَعْبٌ لَمْ يُذَلَّلْ فَخَطَمَهُ لِيُذَلَّ وَرَكِبَهُ؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ؛ وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: إِنما هُوَ اخْتَضَرَ. والخَضاد: مَنْ شَجَرِ الجَنْبَة وَهُوَ مِثْلُ النَّصِيِّ وَلِوَرَقِهِ حُرُوفٌ كَحُرُوفِ الْحَلْفَاءِ تُجَرُّ بِالْيَدِ كَمَا تجرُّ الْحَلْفَاءُ. والخَضَد: شَجَرٌ رَخْوٌ بِلَا شَوْكٍ. والخَضْد: الْقَطْعُ، وَكُلُّ رَطْبٍ قَضَبْتَهُ فَقَدَ خَضَدْته، وَكَذَلِكَ التَّخْضِيد؛ قَالَ طَرَفَةُ: كأَن البُرِينَ والدَّماليجَ عُلِّقَتْ ... عَلَى عُشَر، أَو خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّد وخَضَدت الشَّجَرَ: قَطَعْتُ شَوْكَهُ فَهُوَ خَضيد وَمَخْضُودٌ. والخَضْد: نَزَعُ الشَّوْكِ عَنِ الشَّجَرِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ؛ هُوَ الَّذِي خُضِدَ شَوْكُهُ فَلَا شَوْكَ فِيهِ؛ الزَّجَّاجُ وَالْفَرَّاءُ: قَدْ نُزِعَ شَوْكُهُ. وَفِي حَدِيثِ ظبْيان: يُرَشِّحونَ خَضِيدَها أَي يُصْلِحُونَهُ وَيَقُومُونَ بأَمره، والخَضِيدُ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، والخَضَد: مَا خُضِدَ مِنَ الشَّجَرِ وَنُحِّيَ عَنْهُ. والخَضَد، بِفَتْحِ الخاءِ وَالضَّادِ: كُلُّ مَا قُطِعَ مِنْ عَوْدٍ رَطْبٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَوجَرْتُ حُفْرته حِرْصًا فَمَالَ بِهِ، ... كَمَا انثَنى خَضَدٌ مِنْ ناعِمِ الضَّال والخَضاد: شَجَرٌ رَخْوٌ بِلَا شَوْكٍ. وَفِي إِسلام عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ قَالُوا السَّفَرُ وخَضَده أَي تَعَبُهُ وَمَا أَصابه مِنَ الإِعياء. وأَصل الخَضْد كَسْرُ الشَّيْءِ اللَّيِّنِ مِنْ غَيْرِ إِبانة لَهُ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْقَطْعِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: يُقْطَعُ بِهِ دابرُهم ويُخضَد بِهِ شَوْكَتُهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: حَرَامُهَا عِنْدَ أَقوام بِمَنْزِلَةِ السِّدْرِ الْمَخْضُودِ الَّذِي قُطِعَ شَوْكُهُ. وَفِي حَدِيثِ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: بِالنِّعَمِ مَحْفود وَبِالذَّنْبِ مَخْضود ؛ يريد به هاهنا أَنه مُنْقَطِعُ الْحُجَّةِ كأَنه منكسر. خفد: خَفِدَ خَفَداً وخَفَدَ يَخْفِدُ خَفْداً وخَفَداناً: كِلَاهُمَا أَسرع فِي مَشْيِهِ. والخَفَيْفَدُ والخَفَيْدَدُ: السَّرِيعُ، مَثَّلَ بِهِمَا سِيبَوَيْهِ صِفَتَيْنِ وَفَسَّرَهُمَا السِّيرَافِيُّ. والخَفَيْدَدُ: الظَّلِيمُ الْخَفِيفُ، وَالْجَمْعُ خَفاددُ وخَفَيْدَدات؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِذا جَاءَ اسْمٌ عَلَى بِنَاءِ فَعالل مِمَّا آخِرُهُ حَرْفَانِ مِثْلَانِ فإِنهم يُمِدُّونَهُ نَحْوَ قَرْدَد وقَراديدَ وخَفَيْدَد وخَفاديد؛ وَقِيلَ: هُوَ الظَّلِيمُ الطَّوِيلُ السَّاقَيْنِ؛ قِيلَ لِلظَّلِيمِ خَفَيْدَد لِسُرْعَتِهِ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى خَفَيْفَد وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ مِنْ خَفَدَ أُلحق بِالرُّبَاعِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا أَلقت المرأَة وَلَدَهَا بزَحْرَةٍ قِيلَ:

_ (2). قوله [قال أوين إلخ] أورد المصنف كما ترى شاهداً على الخضد بمعنى الخضم الذي هو الأَكل بملء الفم أو نحوه. ولم يذكره الصحاح ولا شرح القاموس ولا غيرهما شاهد الخضد بهذا المعنى بل الشاعر يصف قطاة تكسر لأَولادها أطراف الشجر كما نبه عليه الصحاح في غير موضع فالمناسب أن يكون شاهد الخضد بمعنى كسر.

زَكَبَتْ بِهِ وأَزْلَخَتْ بِهِ وأَمصَعَت بِهِ وأَخْفَدت بِهِ وأَسهدت بِهِ وأَمهدت بِهِ. والخَفَيْدد: فَرَسُ الأَسود بْنِ حُمْران. والخُفْدُدُ: الخُفَّاش. والخُفْدود: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. وأَخْفَدت النَّاقَةُ فَهِيَ مُخْفِد إِذا أَظهرت أَنها حَمَلَتْ وَلَمْ يَكُنْ بِهَا حَمْلٌ. وأَخْفَدت النَّاقَةُ فَهِيَ خَفود: أَلقت وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ قَبْلَ أَن يَسْتَبِينَ خَلْقُهُ؛ وَنَظِيرُهُ أُنْتِجَت فَهِيَ نَتُوج إِذا حَمَلَتْ، وأَعَقَّت الْفَرَسُ فَهِيَ عَقوق إِذا لَمْ تَحْمِلُ، وأَشَصَّت النَّاقَةُ فَهِيَ شَصوص إِذا قَلَّ لِبَنُهَا، وَقَدْ قِيلَ: شَصَّت فإِن كَانَ شَصوص عَلَيْهِ فَلَيْسَ بِشَاذٍّ، وخَفَدان: موضع. خلد: الخُلْد: دَوَامُ الْبَقَاءِ فِي دَارٍ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا. خَلَدَ يَخْلُدُ خُلْداً وخُلوداً: بَقِيَ وأَقام. وَدَارُ الخُلْد: الْآخِرَةُ لبقاءِ أَهلها فِيهَا. وخَلَّده اللَّهُ وأَخْلَده تَخْلِيدًا؛ وَقَدْ أَخْلَد اللَّهُ أَهلَ دَارِ الخُلْد فِيهَا وخَلَّدهم، وأَهل الْجَنَّةِ خَالِدُونَ مُخَلَّدون آخِرَ الأَبد، وأَخلد اللَّهُ أَهل الْجَنَّةِ إِخلاداً، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ ؛ أَي يَعْمَلُ عَمَلَ مَنْ لَا يَظُنُّ مَعَ يَسَارِهِ أَنه يَمُوتُ، والخُلْد: اسْمٌ مِنْ أَسماءِ الْجَنَّةِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَسماءِ الْجِنَانِ؛ وخَلَد بِالْمَكَانِ يَخْلُد خُلوداً، وأَخْلَد: أَقام، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لِمَن الديارُ غَشِيتَها بالغَرْقَد، ... كالوَحْيِ فِي حَجَر المسِيل المُخْلِد؟ والمُخلِد مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي أَسن وَلَمْ يَشِب كأَنه مُخَلَّد لِذَلِكَ، وخَلَد يَخْلِد ويخْلُدُ خَلْداً وخُلوداً: أَبطأَ عَنْهُ الشَّيْبُ كأَنما خُلِقَ لِيَخْلُد. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا بَقِيَ سَوَادُ رأْسه وَلِحْيَتِهِ عَلَى الْكِبَرِ: إِنه لمخلِد، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ تَسْقُطْ أَسنانه مِنَ الْهَرَمِ: إِنه لمخلِد، وَالْخَوَالِدُ: الأَثافي فِي مَوَاضِعِهَا، وَالْخَوَالِدُ: الْجِبَالُ وَالْحِجَارَةُ وَالصُّخُورُ لِطُولِ بَقَائِهَا بَعْدَ دُرُوسِ الأَطلال؛ وَقَالَ: إِلَّا رَماداً هَامِدًا دَفَعَتْ، ... عَنْهُ الرياحَ، خَوالِدٌ سُحْمُ الْجَوْهَرِيُّ: قِيلَ لأَثافي الصُّخُورِ خَوَالِدٌ لِطُولِ بَقَائِهَا بَعْدَ دُرُوسِ الأَطلال؛ وَقَوْلُهُ: فتأْتيك حَذَّاءَ مَحْمُولَةً، ... يَفُضُّ خَوالِدُها الجَنْدلا الْخَوَالِدُ هُنَا: الْحِجَارَةُ، وَالْمَعْنَى الْقَوَافِي. وخَلَدَ إِلى الأَرض وأَخْلَد: أَقام فِيهَا، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ ؛ أَي رَكَنَ إِليها وَسَكَنَ، وأَخْلَد إِلى الأَرض وإِلى فُلَانٍ أَي رَكَنَ إِليه وَمَالَ إِليه وَرَضِيَ بِهِ، وَيُقَالُ: خَلَدَ إِلى الأَرض، بِغَيْرِ أَلف، وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ الْكِسَائِيُّ: خَلَدَ وأَخْلَد وخَلَّد إِلى الأَرض وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ أَبُو عَمْرٍو: أَخْلَد بهِ إِخلاداً وأَعْصَمَ بِهِ إِعصاماً إِذا لَزِمَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، يَذُمُّ الدُّنْيَا: مَنْ دَانَ لَهَا وأَخلد إِليها أَي رَكَنَ إِليها وَلَزِمَهَا. ابْنُ سِيدَهْ: أَخلد الرَّجُلُ بِصَاحِبِهِ لَزِمَهُ. والخِلَدة: جَمَاعَةُ الْحِلَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجِيُّ: محلَّون، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مُسَوَّرُونَ، يَمَانِيَّةً؛ وأَنشد: ومُخَلَّدات باللُّجَين، كأَنما ... أَعجازهن أَقاوِزُ الكُثْبان وَقِيلَ: مقرَّطون بالخِلَدَة، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَخْدِمُهُمْ وَصَفَاءُ لَا يَجُوزُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ حَدَّ الوِصافة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ مُخَلَّدُونَ* يَقُولُ: إِنهم عَلَى سَنٍّ وَاحِدٍ لَا يَتَغَيَّرُونَ. أَبو عَمْرٍو: خَلَّد جَارِيَتَهُ إِذا حَلَّاهَا بالخَلَدة وَهِيَ

القِرَطة «1» وَجَمْعُهَا خلَد. والخَلَد، بِالتَّحْرِيكِ: الْبَالُ وَالْقَلْبُ وَالنَّفْسُ، وَجَمْعُهُ أَخلاد؛ يُقَالُ: وَقَعَ ذَلِكَ فِي خَلَدي أَي فِي رُوعي وَقَلْبِي. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَسماء النَّفْسِ الرَّوْعُ والخَلَد. وَقَالَ: الْبَالُ النَّفْسُ فإِذاً التَّفْسِيرُ مُتَقَارِبٌ. والخُلْد والخَلْد: ضَرْبٌ مِنَ الفِئَرة، وَقِيلَ: الخَلد الفأْرة الْعَمْيَاءُ، وَجَمْعُهَا مَناجذ عَلَى غَيْرِ لَفْظِ الْوَاحِدِ، كَمَا أَنَّ وَاحِدَةَ الْمَخَاضِ مِنَ الإِبل: خَلِفة؛ ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماءِ الفأْر الثُّعْبة والخَلد والزَّبابة. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخُلد ضَرْبٌ مِنَ الجُرْذان عُمْي لَمْ يُخْلَقْ لَهَا عُيُونٌ، وَاحِدُهَا خِلْد، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَالْجَمْعُ خِلدان؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَاحِدَتُهَا خِلدة، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَالْجَمْعُ خِلدان، وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا. وَقَدْ سمَّت خَالِدًا وخُويلِداً ومَخْلداً وخُلَيداً ويَخْلُد وخَلَّاداً وخَلْدة وخالِدة وخُلَيدة. وَالْخَالِدِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَكَايِيلِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: عليَّ إِن لَمْ تَنْهَضِي بِوِقْري، ... بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْر، بالخالِدِيِّ لَا تُضاع حَجري والخُوَيلِدية مِنَ الإِبل: نِسْبَةٌ إِلى خُوَيْلِدٍ مَنْ بَنِي عَقِيلٍ. غَيْرُهُ: وَبَنُو خُويلِد بَطْنٌ مِنْ عَقِيلٍ. وَالْخَالِدَانِ مِنْ بَنِي أَسد: خَالِدُ بْنُ نَضْلة بْنِ الأَشتر بْنِ جَحْوان بْنِ فَقَعَسَ، وَخَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ المُضَلَّل بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَصغر بْنِ مُنْقِذِ بْنِ طَرِيفٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُعَيْنِ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: وقَبْليَ مَاتَ الْخَالِدَانِ كِلَاهُمَا: ... عَميدُ بَنِي جَحْوان وَابْنُ المُضَلَّل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده فَقَبْلِيَ، بِالْفَاءِ، لأَنها جَوَابُ الشَّرْطِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ: فإِن يكُ يَوْمِي قَدْ دَنَا، وإِخاله ... كوارِدَة يَوْمًا إِلى ظِمْءِ مَنْهَل خمد: خَمَدَت النَّارُ تَخْمُد خُموداً: سَكَنَ لَهَبُهَا وَلَمْ يُطْفأْ جَمْرُهَا. وهمَدت هُمُودًا إِذا أُطفئَ جَمْرُهَا الْبَتَّةَ، وأَخْمد فُلَانٌ نارَه. وَقَوْمٌ خَامِدُونَ: لَا تَسْمَعُ لَهُمْ حِسًّا، مِنْ ذَلِكَ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فإِذا هُمْ سَاكِتُونَ قَدْ مَاتُوا وَصَارُوا بِمَنْزِلَةِ الرَّمَادِ الْخَامِدِ الْهَامِدِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وجَدْتُ أَبي رَبِيعًا لِلْيَتَامَى ... وَلِلضِّيفَانِ، إِذ خَمدَ الفَئيد الفَئيد: النَّارُ أَي سَكَنَ لَهَبُهَا بِاللَّيْلِ لِئَلَّا يَضْوِيَ إِليها ضَيْفٌ أَو طَارِقٌ؛ وَفِيهِ: حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ . والخَمُّود عَلَى وَزْنِ التَّنُّور: مَوْضِعٌ تُدْفَنُ فِيهِ النَّارُ حَتَّى تَخْمُد. وخَمَدَت الحُمَّى: سَكَنَ فَوَرَانُهَا، وخَمِدَ الْمَرِيضُ: أُغمي عَلَيْهِ أَو مَاتَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَقُولُ رأَيته مُخْمِداً ومُخْبِتاً ومُخْلِداً ومُخْبِطاً ومُسْبِطاً ومُهْدِياً إِذا رأَيته سَاكِنًا لَا يَتَحَرَّكُ. والمُخْمِد: السَّاكِنُ السَّاكِتُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مِثْل الَّذِي بالغِيل يَقْرُو مُخْمِدا قَالَ: مُخْمَدٌ سَاكِنٌ قَدْ وَطَّنَ نفسه على الأَمر. خود: الخَوْدُ: الْفَتَاةُ الْحَسَنَةُ الخَلق الشَّابَّةُ مَا لَمْ تَصِرْ نَصَفاً؛ وَقِيلَ: الْجَارِيَةُ النَّاعِمَةُ، وَالْجَمْعُ خَوْدات وخُود، بِضَمِّ الْخَاءِ، مِثْلُ رُمْحٍ لَدْن ورِماح لُدْن وَلَا فعل له.

_ (1). قوله [وهي القرطة] كذا بالأَصل، والمناسب وهي القرط بالإِفراد أو تأخيرها عن قوله وجمعها خلد انتهى.

فصل الدال المهملة

والتَّخْويد: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وَقِيلَ: سُرْعَةُ سَيْرِ الْبَعِيرِ. وخَوَّدَ البعيرُ: أَسرع وَزَجَّ بِقَوَائِمِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَهْتَزَّ كأَنه يَضْطَرِبُ، وَكَذَلِكَ الظَّلِيمُ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الإِنسان؛ وَفِي الْحَدِيثِ: طَافَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَخَوَّد أَي أَسرع. وخَوَّد الفحلَ فِي الشَّوْكِ تَخْويداً: أَرسله؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وخَوِّدْ فحلَها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ، ... بِدَارِ الرِّيحِ، تَخْويدَ الظَّلِيم قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ التَّخْوِيدِ وَفِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ، وَالْبَيْتُ لِلَبِيدٍ إِنما يُقَالُ خَوَّدَ البعيرُ تَخْويداً إِذا أَسرع؛ وَالرِّوَايَةُ: وخَوَّدَ فحلُها مِنْ غَيْرِ شَلٍّ يَصِفُ بَرْدَ الزَّمَانِ وَانْتِزَاعَ الْفَحْلِ إِلى مَرَاحِهِ مُبَادِرًا هُبُوبَ الرِّيحِ الْبَارِدَةِ بِالْعَشِيِّ، كَمَا يُخَوِّد الظَّلِيمُ إِذا رَاحَ إِلى بَيْضِهِ وأُدْحِيِّه. وَفِي تَرْجَمَةِ بقَّم: تَوَّجُ مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ خَوَّدُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَعيُن العِين بأَعلى خَوَّدا حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ الجواليقي. خيد: قَالَ اللَّيْثُ: الخِيد فَارِسِيَّةٌ حَوَّلُوا الذَّالَ دَالًا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَعْنِي به الرطبة. فصل الدال المهملة دد: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ هُنَا، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهَا أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ ددن أَو فِي فَصْلِ دَدا مِنَ الْمُعْتَلِّ، وَسَنَذْكُرُهُ نَحْنُ فِي تَرْجَمَةِ دَدا فِي الْمُعْتَلِّ، إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى. درد: الدَّرَد: ذَهَابُ الأَسنان، دَرِدَ دَرَداً. وَرَجُلٌ أَدْرَدُ: لَيْسَ فِي فَمِهِ سِنٌّ، بَيِّنُ الدَّرَد، والأُنثى دَرْداء، وَفِي الْحَدِيثِ: أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ لأَدْرَدَنَ ؛ أَراد بِالْخَوْفِ الظَّنَّ وَالْعَرَبُ تَذْهَبُ بِالظَّنِّ مَذْهَبَ الْيَقِينِ فَتُجَابُ بِجَوَابِهَا فَتَقُولُ: ظَنَنْتُ لَعَبْدُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْكَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: لَزِمْتُ السِّوَاكَ حَتَّى خَشِيتُ أَن يُدْرِدَني أَي يَذْهَبَ بأَسناني، والدِّرْدِمُ كالإِدْرِدِ مِيمُهُ زَائِدَةٌ، والدَّرْداءُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَحِقَتْ أَسنانُها بدُرْدُرها مِنَ الكبَر، والدِّرْدِم، بِالْكَسْرِ: النَّاقَةُ الْمُسِنَّةُ وَهِيَ الدَّرداءُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، كَمَا قَالُوا للدَّلْقاءِ دِلْقِم، وللدَّقْعاءِ دِقْعِم عَلَى فِعْلِم؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وَنَحْنُ رَهَنَّا بالإِفاقة عَامِرًا، ... بِمَا كَانَ فِي الدَّرداءِ، رَهْناً فَأُبْسِلا قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: الدَّرداءُ كَتِيبَةٌ كَانَتْ لَهُمْ. والدَّرَدُ، الحَرَدُ، وَرَجُلٌ دَرِدٌ: حَرِدٌ. ودُرَيْدٌ: اسْمٌ، ودُرَيْدٌ: تَصْغِيرُ أَدرد مُرَخَّمًا. ودُرْدِيُّ الزَّيْتُ وَغَيْرُهُ: مَا يَبْقَى فِي أَسفله. وَفِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ: أَتجعلون فِي النَّبِيذِ الدُّرْدِيَّ؟ قِيلَ: وَمَا الدُّرْدِيُّ؟ قَالَ: الرَّوْبَةُ ؛ أَراد بِالدُّرْدِيِّ الْخَمِيرَةَ الَّتِي تُتْرَكُ عَلَى الْعَصِيرِ وَالنَّبِيذِ لِيَتَخَمَّرَ، وأَصله مَا يَرْكُدُ فِي أَسفل كُلِّ مائع كالأَشربة والأَدهان. دعد: دَعْدُ: اسْمُ امرأَة مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ دَعداتُ وأَدْعُدٌ ودُعودٌ، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا دارُ أَقْوَتْ بِجَانِبِ اللَّبَبِ، ... بَيْنَ تِلَاعِ الْعَقِيقِ فالكُثُبِ حَيْثُ استقرَّت نَواهمُ، فسُقوا ... صَوْبَ غَمَامٍ مُجَلْجِلٍ لَجِبِ لَمْ تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئزَرِها ... دَعْدٌ، وَلَمْ تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَب التَّلَفُّعُ: الِاشْتِمَالُ بِالثَّوْبِ كَلُبْسَةِ نساءِ الأَعراب،

فصل الذال المعجمة

وَالْعُلَبُ: أَقداح مِنْ جُلُودٍ، الْوَاحِدُ عُلْبَةٌ، يُحْلَبُ فِيهِ اللَّبَنُ وَيُشْرَبُ أَي لَيْسَتْ دَعْدُ هَذِهِ مِمَّنْ تَشْتَمِلُ بِثَوْبِهَا وَتَشْرَبُ اللَّبَنَ بِالْعُلْبَةِ كنساءِ الأَعراب الشَّقِيَّاتِ، وَلَكِنَّهَا مِمَّنْ نشأَ فِي نِعَمَةٍ وكَسي أَحسنَ كُسْوَةٍ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: يُقَالُ لأُمِّ خُبَينٍ دَعْدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعرفه. دَوَدَ: الدُّودُ: وَاحِدَتُهُ دُودَة، التَّهْذِيبُ: دُودَةٌ وَاحِدَةٌ ودُود كَثِيرٌ ثُمَّ دُودَان جَمْعٌ، وَجَمْعُ الدُّودِ دِيدان، وَالتَّصْغِيرُ دُويد وَقِيَاسُهُ دُويدة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَهُوَ وَهْمٌ مِنْهُ وَقِيَاسُهُ دُويد كَمَا صَغَّرَتْهُ الْعَرَبُ، لأَنه جِنْسٌ بِمَنْزِلَةِ تَمْرٍ وَقَمْحٍ جَمْعُ تَمْرَةٍ وَقَمْحَةٍ فَكَمَا تَقُولُ فِي تَصْغِيرِهِمَا تُمَيْرٌ وَقُمَيْحٌ كَذَلِكَ تَقُولُ فِي تَصْغِيرِ دُودٍ دُوَيْدٌ، وَقَدْ دَادَ الطَّعَامُ يدادُ دَوْداً، وأَداد يُدِيدُ، ودَوَّد يُدَوِّدُ ودِيدَ: صَارَ فِيهِ الدُّودُ فَهُوَ مَدُودٌ كُلُّهُ بِمَعْنَى إِذا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ لَا يدادُون أَي لَا يأْكلهم الدُّودُ، وَقَالَ زُرارَةُ بْنُ صَعب بْنِ دَهْرٍ يُخَاطِبُ الْعَامِرِيَّةَ وَكَانَتْ خَرَجَتْ مِنَ الْيَمَامَةِ فِي سَفَرٍ تَمْتَارُ طَعَامًا، فَخَرَجَ مَعَهَا زُرَارَةُ بْنُ صَعْبٍ فأَخذه بَطْنُهُ فَكَادَ يَتَخَلَّفُ خَلْفَ الْقَوْمِ فَقَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: لَقَدْ رأَيتُ رَجُلًا دَهْرِيَّا، ... يَمْشِي وراءَ الْقَوْمِ سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيَّا فَقَالَ زُرَارَةُ يَعْنِيهَا: قَدْ أَطعَمَتْني دَقَلًا حَوْلِيَّا، ... مُسَوَّساً مُدَوَّداً حَجْريَّا السَّيْتَهِيُّ: الَّذِي يجيءُ خَلْفَ الْقَوْمِ فَيَنْظُرُ أَستاههم، وَاضْطَغَنْتُ الشيءَ إِذا حَمَلْتَهُ تَحْتَ حِضْنِك، وَالدَّقَلُ: أَردأُ التَّمْرِ، والحَجريُّ: الْمَنْسُوبُ إِلَى حَجْر، قَصَبة بِالْيَمَامَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّوَاديُّ مأْخوذ مِنَ الدُّوَاد وَهُوَ الخَضْفُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنسان، وَبِهِ كُنِّيَ أَبو دُوادٍ الإِيادي. ودُودانُ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسد وَهُوَ دُودانُ بْنُ أَسد بْنِ خُزَيْمَةَ، الأَصمعي: الدَّوَادي آثَارُ أَراجيح الصِّبْيَانِ، وَاحِدَتُهَا دَوْداة، قَالَ: كأَنني فَوْقَ دَوْداةٍ تَقْلِبُنِي «2» وأَبو دُوَادَ: شَاعِرٌ مِنْ إِياد. وَدَاوُدُ: اسْمٌ أَعجمي لَا يُهْمَزُ. وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَنَعْتُهُمْ أَن يَبِيعُوا الدَّادِيَ «3»؛ هُوَ حَبٌّ يُطْرَحُ فِي النَّبِيذِ فَيَشْتَدُّ حَتَّى يسكر فصل الذال المعجمة ذرود: ذِرْوَدٌ: اسْمُ جَبَلٍ. ذود: الذَّوْد: السَّوق وَالطَّرْدُ وَالدَّفْعُ. تَقُولُ: ذُدْتُه عَنْ كَذَا، وَذَادَهُ عَنِ الشيءِ ذَوْداً وذِياداً، وَرَجُلٌ ذَائِدٌ أَي حَامِي الْحَقِيقَةِ دَفَّاعٌ، مِنْ قَوْمٍ ذُوَّدٍ وذُوَّادٍ؛ وذَادَه وأَذاده: أَعانه عَلَى الذِّيادِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: إِني لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لأَهل الْيَمَنِ أَي أَطردهم وأَدفعهم؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَيُذادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي أَي ليُطْرَدَنَّ، وَيُرْوَى فَلَا تُذادُنَ أَي لَا تَفْعَلُوا فِعْلًا يُوجِبُ طَرْدَكُمْ عنه؛ قال ابن أَثير: والأَول أَشبه، وَفِي الْحَدِيثِ: وأَما إِخواننا بَنُو أُمية فَقَادَةٌ ذادَةٌ ؛ الذادة جمع

_ (2). قوله [الدوادي آثار إلخ] عبارة القاموس وشرحه الدوداة الجلبة والأرجوحة وقيل: هي صوت الأرجوحة فقول الشاعر فوق دوداة أي أرجوحة. (3). قوله [وفي حديث سفيان إلخ] المناسب ذكره في باب الذال المعجمة كما ذكره في النهاية والقاموس إلا أن يكون روي بالدالين المهملتين.

ذَائِدٍ وَهُوَ الْحَامِي الدَّافِعُ؛ قِيلَ: أَراد أَنهم يَذُودُونَ عَنِ الْحُرَمِ. والمِذْوَدُ: اللسانُ لأَنه يُذَادُ بِهِ عَنِ العِرض؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: سيأْتيكمُ مِنِّي، وإِن كُنْتُ نَائِيًا، ... دخانُ العَلَنْدى دُونَ بَيْتِي، ومِذودي قَالَ الأَصمعي: أَراد بِمِذْوَدِهِ لِسَانَهُ، وَبِبَيْتِهِ شَرَفَه؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: لِسَانِي وَسَيْفِي صَارِمَانِ كِلَاهُمَا، ... وَيَبْلُغُ مَا لَا يَبْلُغُ السيفُ مِذْوَدِي ومِذْوَدُ الثَّوْرِ: قَرْنُهُ؛ وَقَالَ زُهَيْرُ يَذْكُرُ بَقَرَةً: ويَذُبُّها عَنْهَا بأَسْحَمَ مِذْوَدِ وَيُقَالُ: ذُدت فَلَانًا عَنْ كَذَا أَذُودُه أَي طَرَدْتُهُ فأَنا ذَائِدٌ وَهُوَ مَذُود. ومَعْلَفُ الدَّابَّةِ: مِذْوَدُه؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَذادُ والمَراد المَرْتَع؛ وأَنشد: لَا تَحْبِسا الحَوْساءَ فِي المَذادِ وذُدت الإِبل أَذودها ذَوْذاً إِذا طَرَدْتُهَا وَسُقْتُهَا، وَالتَّذْوِيدُ مِثْلُهُ، والمُذِيدُ: المُعِين لَكَ عَلَى مَا تَذُودُ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ: أَطلبت الرَّجُلَ إِذا أَعنته على ما طِلْبَتِهِ، وأَحلبته أَعنته عَلَى حَلْبِ نَاقَتِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ناديتُ فِي الْقَوْمِ: أَلا مُذِيدا؟ والذَّوْدُ: لِلْقَطِيعِ مِنَ الإِبل الثَّلَاثِ إِلى التِّسْعِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الْعَشْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَنَحْوَ ذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: مِنْ ثَلَاثٍ إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: إِلى عِشْرِينَ وفُوَيقَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الثَّلَاثِينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثِّنْتَيْنِ وَالتِّسْعِ، وَلَا يَكُونُ إِلّا مِنَ الإِناث دُونَ الذُّكُورِ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإِبل صَدَقَةٌ ، فأَنثها فِي قَوْلِهِ خُمْسِ ذَوْدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الذَّود مؤَنث وَتَصْغِيرُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ تَوَهَّمُوا بِهِ الْمَصْدَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ذَوْدُ صَفايا بَيْنَهَا وَبَيْنِي، ... مَا بَيْنَ تِسْعٍ وإِلى اثْنَتَيْنِ، يُغْنِينَنا مِنْ عَيْلة ودَين وَقَوْلُهُمُ: الذَّوْدُ إِلى الذَّود إِبل يَدُلُّ عَلَى أَنها فِي مَوْضِعِ اثْنَتَيْنِ لأَن الثِّنْتَيْنِ إِلى الثِّنْتَيْنِ جَمْعٌ؛ قَالَ: والأَذوادُ جَمْعُ ذَوْدٍ، وَهِيَ أَكثر مِنَ الذَّوْدِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَدْ جَعَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ لَيْسَ فِي أَقل مِنْ خُمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ ، جَعَلَ النَّاقَةَ الْوَاحِدَةَ ذَوْدًا؛ ثُمَّ قَالَ: وَالذَّوْدُ لَا يَكُونُ أَقل مِنْ نَاقَتَيْنِ؛ قَالَ: وَكَانَ حَدُّ خَمْسِ ذَوْدٍ عَشْرًا مِنَ النُّوقِ وَلَكِنَّ هَذَا مِثْلُ ثَلَاثَةِ فِئَةٍ يَعْنُونَ بِهِ ثَلَاثَةً، وَكَانَ حَدُّ ثَلَاثَةِ فِئَةٍ أَن يَكُونَ جَمْعًا لأَن الْفِئَةَ جَمْعٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: رأَيت ثَلَاثَةَ نَفَرٍ وَتِسْعَةَ رَهْطٍ وَمَا أَشبهه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْحَدِيثُ عَامٌّ لأَن مَنْ مَلَكَ خَمْسَةً مِنَ الإِبل وَجَبَتْ عَلَيْهِ فِيهَا الزَّكَاةُ ذُكُورًا كَانَتْ أَو إِناثاً، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الذَّوْدِ فِي الْحَدِيثِ، وَالْجَمْعُ أَذواد؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَمَا أَبْقَت الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا، ... سوى حِذْم أَذواد مُحَذَّفَة النَّسل مَعْنَى مُحَذَّفَةِ النَّسْلِ: لَا نَسْلَ لَهَا يَبْقَى لأَنهم يَعْقِرُونَهَا وَيَنْحَرُونَهَا، وَقَالُوا: ثَلَاثُ أَذواد وَثَلَاثُ ذَوْد، فأَضافوا إِليه جَمِيعَ أَلفاظ أَدنى الْعَدَدِ جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَذواد؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: ثلاثةُ أَنُفسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ، ... لَقَدْ جَارَ الزمانُ عَلَى عِيَالِي وَنَظِيرُهُ: ثَلَاثَةُ رَحْلَة جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَرحال؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَلَهُ نَظَائِرُ. وَقَدْ

فصل الراء

قَالُوا: ثَلَاثُ ذَوْدٍ يَعْنُونَ ثَلَاثَ أَينق؛ قَالَ اللُّغَوِيُّونَ: الذَّوْدُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ كَالنَّعَمِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الذَّوْدُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَفِي الْمَثَلِ: الذَّوْدُ إِلى الذَّوْدِ إِبِلٌ، وَقَوْلُهُمْ إِلى بِمَعْنَى مَعَ أَي الْقَلِيلُ يُضَمُّ إِلى الْقَلِيلِ فَيَصِيرُ كَثِيرًا. وذَيَّاد وَذَوَّادٌ: اسْمَانِ. والمَذَاد: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ. وَالذَّائِدُ: اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ جِدًّا مِنْ نَسْلِ الحَرُون؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ الذَّائِدُ بْنُ بُطَينِ بْنِ بِطَانَ بن الحَرُون. فصل الراء رأد: غُصن رَؤودٌ: وهو أَرطب مَا يَكُونُ وأَرخصه، وَقَدْ رَؤُدَ وتَرَأَّدَ وَقِيلَ: تَرَؤُّدُه تَفَيُّؤه وتذبُّله وَتَرَاؤُدُهُ، كَقَوْلِكَ تَواعُدُه: تميُّلُه وتميُّحه يَمِينًا وَشِمَالًا. والرَّأْدَةُ، بِالْهَمْزِ، والرُّؤْدَة والرَّؤُدَةُ، عَلَى وَزْنِ فَعُولة: كُلُّهُ الشَّابَّةُ الْحَسَنَةُ السَّرِيعَةُ الشَّبَابِ مَعَ حُسْنِ غِذَاءٍ وَهِيَ الرُّؤْدُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ أَرآد. وتَرَأَّدَت الْجَارِيَةُ تَرَؤُّداً: وَهُوَ تَثَنِّيهَا مِنَ النِّعْمَةِ. والمرأَة الرَّؤُود: الشَّابَّةُ الْحَسَنَةُ الشَّبَابِ. وامرأَة رَادة: فِي مَعْنَى رُؤْد. وَالْجَارِيَةُ الْمَمْشُوقَةُ قَدْ تَرَأَّدُ فِي مَشْيِهَا، وَيُقَالُ لِلْغُصْنِ الَّذِي نَبَتَ مِنْ سَنَتِهِ أَرطب ما يكون وأَرخصه: رُؤْدٌ، وَالْوَاحِدَةُ رُؤْدَةٌ، وَسُمِّيَتِ الْجَارِيَةُ الشَّابَّةُ رُؤْداً تَشْبِيهًا بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرأْدُ والرُّؤْدُ مِنَ النِّسَاءِ الشَّابَّةُ الْحَسَنَةُ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُمَا مَهْمُوزَانِ، وَيُقَالُ أَيضاً: رَأْدَة ورُؤْدَةٌ. والتَّرؤُّد: الِاهْتِزَازُ مِنَ النِّعْمَةِ، تَقُولُ مِنْهُ: تَرَأَّدَ وارْتَأَدَ بِمَعْنًى: والرِّئْدُ: التِّرْبُ، يُقَالُ: هُوَ رِئْدُها أَي تِرْبُها، وَالْجَمْعُ أَرْآد؛ وَقَالَ كثير فلم يهمز: وَقَدْ دَرَّعُوها وَهِيَ ذاتُ مؤَصَّدٍ ... مَجُوبٍ، ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّئْدُ: فَرْخُ الشَّجَرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَانَ في أَغصانها، وَالْجَمْعُ رِئْدانٌ، ورِئْدُ الرَّجُلِ: تِرْبُه وَكَذَلِكَ الأُنثى وأَكثر مَا يَكُونُ فِي الإِناث؛ قَالَ: قَالَتْ سُلَيمى قَوْلةً لِرِيدِها أَراد الْهَمْزَ فَخَفَّفَ وأَبدل طَلَبًا للرِّدف وَالْجَمْعُ أَرْآدٌ، والرَّأْدُ: رَوْنَقُ الضُّحَى، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ انْبِسَاطِ الشَّمْسِ وَارْتِفَاعِ النَّهَارِ، وَقَدْ تَراءَدَ وتَرَأَّدَ؛ وَقِيلَ: رَأْدُ الضُّحَى ارْتِفَاعُهُ حِينَ يَعْلُو النَّهَارُ، أَو الأَكثر: أَن يَمْضِيَ مِنَ النَّهَارِ خُمسه، وفَوْعَةُ النَّهَارِ بَعْدَ الرَّأْدِ، وأَتيته غُدْوَةَ غَيْرِ مُجْرًى مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ وبكرةَ نَحْوِهَا، وجاءَنا حَدَّ الظَّهِيرَةِ: وَقْتَهَا، وَعِنْدَهَا أَي عِنْدَ حُضُورِهَا، ونحْرُ الظَّهِيرَةِ: أَوَّلها، وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّأْدُ رأْدُ الضُّحَى وَهُوَ ارْتِفَاعُهَا؛ يُقَالُ: تَرَجَّلَ رَأْدَ الضُّحَى، وترَأَّدَ كَذَلِكَ، والرَّأْدُ والرُّؤْدُ أَيضاً رَأْدُ اللَّحْيِ وَهُوَ أَصل اللَّحْيِ النَّاتِئُ تَحْتَ الأُذن؛ وَقِيلَ: أَصل الأَضراس فِي اللَّحْيِ، وَقِيلَ: الرَّأْدانِ طَرَفا اللَّحْيَينِ الدَّقِيقَانِ اللَّذَانِ فِي أَعلاهما وَهُمَا المحدَّدانِ الأَحْجَنانِ الْمُعَلَّقَانِ فِي خُرْتَينِ دُونَ الأُذنين؛ وَقِيلَ: طرفُ كل غضن رُؤْدٌ وَالْجُمَعُ أَرآد وأَرَائد نَادِرٌ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ جَمْعٍ إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَقِيلَ أَرائيد؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ترى شؤُونَ رأْسه العَوارِدا: ... الخَطْمَ واللَّحيين والأَرائدا والرُّؤْدُ: التُّؤَدَةُ؛ قَالَ: كأَنه ثَمِلٌ يَمْشِي عَلَى رُودِ

احْتَاجَ إِلى الرِّدْفِ فَخَفَّفَ هَمْزَةَ الرؤْد، وَمَنْ جَعَلَهُ تَكْبِيرَ رُوَيْد لَمْ يَجْعَلْ أَصله الْهَمْزُ؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: كأَنها مِثلُ مَنْ يَمْشِي عَلَى رُود فَقَلَبَ ثَمِلٌ وَغَيَّرَ بناءَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ، وترَأَّدَ الرَّجُلُ فِي قِيَامِهِ تَرَؤُّداً: قَامَ فأَخذته رِعْدَةٌ فِي قِيَامِهِ حَتَّى يَقُومَ، وترأَّدت الْحَيَّةُ: اهْتَزَّتْ فِي انْسِيَابِهَا؛ وأَنشد: كأَنَّ زِمَامَهَا أَيمٌ شُجاع، ... تَرَأَّدَ فِي غُصونٍ مُغْطَئِلَّه وتَرَأَّدَ الشيءُ: الْتَوَى فَذَهَبَ وجاءَ، وَقَدْ تَرَأَّدَ إِذا تفيأَ وَتَثَنَّى، وتَرَأَّدَ وتَمايحَ إِذا تميَّل يَمِينًا وَشِمَالًا، والرِّئْدُ: التِّرب، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ وَسَنَذْكُرُهُ في ريد. ربد: الرُّبْدَةُ: الغُبرة؛ وَقِيلَ: لَوْنٌ إِلى الْغُبْرَةِ، وَقِيلَ: الرُّبْدَةُ والرُّبْدُ فِي النَّعَامِ سَوَادٌ مُخْتَلِطٌ، وَقِيلَ هُوَ أَن يَكُونَ لَوْنُهَا كُلُّهُ سَوَادًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ظَلِيمٌ أَرْبَدُ وَنَعَامَةٌ ربداءُ ورَمْداءُ: لَوْنُهَا كَلَوْنِ الرَّمَادِ وَالْجَمْعُ رُبْدٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الرَّبداءُ السَّوْدَاءُ؛ وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ الَّتِي فِي سَوَادِهَا نُقَطٌ بِيضٌ أَو حُمْرٌ؛ وَقَدِ ارْبَدَّ ارْبِداداً. ورَبَّدَتِ الشَّاةُ ورَمَّدَت وَذَلِكَ إِذا أَضرعت فَتَرَى فِي ضَرْعِهَا لُمَعَ سوادٍ وَبَيَاضٍ، وترَبَّدَ ضَرْعُهَا إِذا رأَيت فِيهِ لُمَعاً مِنْ سَوَادٍ بِبَيَاضٍ خَفِيٍّ. والرَّبْداءُ من المعزى: السوادءُ الْمُنَقَّطَةُ بِحُمْرَةٍ وَهِيَ الْمُنَقَّطَةُ الْمَوْسُومَةُ موضعَ النِّطاق مِنْهَا بِحُمْرَةٍ، وَهِيَ مِنْ شِيَاتِ الْمَعَزِ خَاصَّةً، وَشَاةٌ رَبْدَاءُ: مُنَقَّطَةٌ بِحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ أَو سَوَادٍ. وارْبَدَّ وَجْهُهُ وتَرَبَّدَ: احمرَّ حُمْرَةً فِيهَا سَوَادٌ عِنْدَ الْغَضَبِ، والرُّبْدَةُ: غُبرة فِي الشَّفَةِ؛ يُقَالُ: امرأَة رَبْداءُ وَرَجُلٌ أَرْبَدُ، وَيُقَالُ لِلظَّلِيمِ: الأَرْبَدُ لِلَوْنِهِ. والرُّبْدَةُ والرُّمْدَة: شِبْهُ الْوَرَقَةِ تَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ، وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ حِينَ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ: أَيُّ قَلْبٍ أُشرِبَها صَارَ مُرْبَدّاً ، وَفِي رِوَايَةٍ: مُرْبادّاً ، هُمَا مِنَ ارْبَدَّ وارْبادَّ وتَرَبَّد؛ ارْبِدادُ الْقَلْبِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى لَا الصُّورَةُ، فإِن لَوْنَ الْقَلْبِ إِلى السَّوَادِ مَا هُوَ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الرُّبْدَةُ لَون بَيْنَ السَّوَادِ وَالْغُبْرَةِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّعَامِ: رُبْدٌ جَمْعُ رَبْداءَ. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: المُرَبَّد المُوَلَّع بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: لَمَّا رَآنِي تَرَبَّد لَوْنُهُ، وتربُّده: تَلَوُّنُهُ، تَرَاهُ أَحمر مَرَّةً وَمَرَّةً أَخضر وَمَرَّةً أَصفر، ويَترَبَّد لَوْنُهُ مِنَ الْغَضَبِ أَي يَتَلَوَّنُ، وَالضَّرْعُ يَتَرَبَّدُ لَوْنُهُ إِذا صَارَ فِيهِ لُمَعٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ فِي تَرَبَّدَ الضَّرْعُ: إِذا وَالَدَ مِنْهَا تَرَبَّد ضَرعُها، ... جعلتُ لَهَا السكينَ إِحدى الْقَلَائِدِ وتَرَبَّد وَجْهُهُ أَي تَغَيَّرَ مِنَ الْغَضَبِ، وَقِيلَ: صَارَ كَلَوْنِ الرَّمَادِ، وَيُقَالُ ارْبَدَّ لَوْنُهُ كَمَا يُقَالُ احمرَّ وَاحْمَارَّ، وإِذا غَضِبَ الإِنسان تَرَبَّد وَجْهُهُ كأَنه يَسْوَدُّ مِنْهُ مَوَاضِعُ، وارْبَدَّ وَجْهُهُ وارْمَدَّ إِذا تَغَيَّرَ، وَدَاهِيَةٌ رَبْداءُ أَي مُنْكَرَةٌ، وتَرَبَّد الرَّجُلُ: تَعَبَّس، وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ارْبَدَّ وَجْهُهُ أَي تَغَيَّرَ إِلى الغُبرة؛ وَقِيلَ: الرُّبْدة لَوْنٌ مِنَ السَّوَادِ وَالْغُبْرَةِ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنه قَامَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ مُرْبَدَّ الْوَجْهِ فِي كَلَامٍ أُسمعه ، وترَبَّدت السماءُ: تَغَيَّمَتْ. والأَرْبَدُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ خَبِيثٌ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ يَعَضُّ الإِبل. وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً: حَبَسَهَا، والمِرْبَدُ: مَحْبِسُها، وَقِيلَ: هِيَ خَشَبَةٌ أَو عَصًا تَعْتَرِضُ صُدُورَ الإِبل فَتَمْنَعُهَا عَنِ الْخُرُوجِ؛ قَالَ:

عواصِيَ إِلَّا مَا جعلْتُ وراءَها ... عَصَا مِرْبَدٍ، تَغْشَى نُحوراً وأَذْرُعا قِيلَ: يَعْنِي بِالْمِرْبَدِ هَاهُنَا عَصًا جَعَلَهَا مُعْتَرِضَةً عَلَى الْبَابِ تَمْنَعُ الإِبل مِنَ الْخُرُوجِ، سَمَّاهَا مِرْبَدًا لِهَذَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ أَنكر غَيْرُهُ مَا قَالَ، وَقَالَ: أَراد عَصًا مُعْتَرِضَةً عَلَى بَابِ الْمِرْبَدِ فأَضاف الْعَصَا الْمُعْتَرِضَةَ إِلى الْمِرْبَدِ لَيْسَ أَن الْعَصَا مِرْبَدٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الرَّبْد الْحَبْسُ، وَالرَّابِدُ: الْخَازِنُ، وَالرَّابِدَةُ: الْخَازِنَةُ، والمِربد: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُحْبَسُ فِيهِ الإِبل وَغَيْرُهَا. وَفِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ يَعْمَلُ رَبَداً بِمَكَّةَ. الرَّبْدُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ: الطِّينُ، والرَّبَّادُ: الطيَّان أَي بناءٌ مِنْ طِينٍ كالسِّكْر، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الرَّبْد الْحَبْسُ لأَنه يَحْبِسُ الماءَ وَيُرْوَى بِالزَّايِ وَالنُّونِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ ومِرْبَد الْبَصْرَةِ: مِن ذَلِكَ سُمِّيَ لأَنهم كَانُوا يَحْبِسُونَ فِيهِ الإِبل؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: عَشِيَّةَ سَالَ المِرْبَدان، كِلَاهُمَا، ... عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصَّوَارِمِ فإِنما سَمَّاهُ مَجَازًا لِمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ مُجَاوِرِهِ، ثُمَّ إِنه مَعَ ذَلِكَ أَكده وإِن كَانَ مَجَازًا، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ سُمِّيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَانِبَيْهِ مِرْبَدًا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي بَيْتِ الْفَرَزْدَقِ: إِنه عَنَى بِهِ سِكَّةَ الْمِرْبَدِ بِالْبَصْرَةِ، وَالسِّكَّةَ الَّتِي تَلِيهَا مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي تَمِيمٍ جَعَلَهُمَا الْمِرْبَدَيْنِ، كَمَا يُقَالُ الأَحْوصان وَهُمَا الأَحْوص وَعَوْفُ بْنُ الأَحوص. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن مَسْجِدَهُ كَانَ مِرْبَداً لِيَتِيمَيْنِ فِي حَجْر مُعَاذِ بْنِ عَفْراء، فَجَعَلَهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَبَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَسْجِدًا. قَالَ الأَصمعي: المِرْبد كُلُّ شَيْءٍ حُبِسَتْ بِهِ الإِبل وَالْغَنَمُ، وَلِهَذَا قِيلَ مِرْبد النَّعَمِ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ، وَبِهِ سُمِّيَ مِرْبَد الْبَصْرَةِ، إِنما كَانَ مَوْضِعَ سُوقِ الإِبل وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ أَيضاً إِذا حُبست بِهِ الإِبل، وَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، مِنْ رَبَد بِالْمَكَانِ إِذا أَقام فِيهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه تَيَمَّمَ بِمِرْبد الْغَنَمِ. ورَبَدَ بِالْمَكَانِ يَرْبُدُ رُبُودًا إِذا أَقام بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَبَدَهُ حَبَسَهُ. والمِرْبد: فَضَاءٌ وَرَاءَ الْبُيُوتِ يُرْتَفَقُ بِهِ. والمِرْبد: كالحُجرة فِي الدَّارِ. ومِرْبد التَّمْرِ: جَرِينه الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ بَعْدَ الْجِدَادِ لِيَيْبَسَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ اسْمٌ كالمَطْبَخ وإِنما مَثَّلَهُ بِهِ لأَن الطَّبْخَ تَيْبِيسٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْمِرْبَدُ أَيضاً مَوْضِعُ التَّمْرِ مِثْلُ الْجَرِينِ، فَالْمِرْبَدُ بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ وَالْجَرِينُ لَهُمْ أَيضاً، والأَنْدَر لأَهل الشَّامِ، والبَيْدَر لأَهل الْعِرَاقِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَهل الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يُجَفَّفُ فِيهِ التَّمْرُ لِيُنَشَّفَ مِرْبَدًا، وَهُوَ المِسْطَح وَالْجَرِينُ فِي لُغَةِ أَهل نَجْدٍ، وَالْمِرْبَدُ لِلتَّمْرِ كالبيدَر لِلْحِنْطَةِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِربده بإِزاره ؛ يَعْنِي مَوْضِعَ تَمْرِهِ. ورَبد الرجلُ إِذا كَنَزَ التَّمْرَ فِي الرَّبَائِدِ وَهُوَ الْكَرَاحَاتُ «4» وَتَمْرٌ رَبِيد: نُضِّدَ فِي الْجِرَارِ أَو فِي الحُب ثُمَّ نُضِحَ بِالْمَاءِ. والرُّبَد: فِرِنْد السَّيْفِ. ورُبْد السَّيْفِ: فِرِنْدُهُ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، ... أَبيضَ مَهْوٍ، فِي مَتْنِهِ رُبَد وَسَيْفٌ ذُو رُبَد، بِفَتْحِ الْبَاءِ، إِذا كُنْتَ تَرَى فِيهِ شِبْهَ غُبَارٍ أَو مَدَبّ نَمْلٍ يَكُونُ فِي جَوْهَرِهِ، وأَنشد بَيْتَ صَخْرِ الْغَيِّ الْهُذَلِيِّ وَقَالَ: الخشيبة الطبيعة أَخلصتها

_ (4). قوله [الكراحات إلخ] كذا بالأصل ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.

الْمَدَاوِسُ وَالصَّقْلُ. وَمَهْوٍ: رَقِيقٌ. وأَربَدَ الرَّجُلُ: أَفسد مَالَهُ وَمَتَاعَهُ. وأَرْبَد: اسْمُ رَجُلٍ. وأَربد بْنُ رَبِيعَةَ: أَخو لَبِيدٍ الشَّاعِرِ. والرُّبيدان: نَبْتٌ. رثد: الرَّثْد: مَصْدَرُ رَثَد الْمَتَاعَ يَرْثُدُه رَثْداً فَهُوَ مَرْثود ورَثيد: نَضَّده وَوَضَعَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ أَو إِلى جَنْبِ بَعْضٍ وَتَرَكَهُ مُرْتَثِداً مَا تَحَمَّل بَعْدُ أَي نَاضِدًا مَتَاعَهُ. يُقَالُ: تَرَكْتُ بَنِي فُلَانٍ مُرْتَثِدين مَا تَحَمَّلُوا بَعْدُ أَي نَاضِدِينَ مَتَاعَهُمْ. الْكِسَائِيُّ: أَرثَدَ الْقَوْمُ أَي أَقاموا. وَاحْتَفَرَ الْقَوْمُ حَتَّى أَرثدوا أَي بَلَغُوا الثَّرَى؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ مَرْثَد وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ. والمَرْثَد: اسْمٌ مِنْ أَسماءِ الأَسد. والرَّثَد: مَا رُثِدَ مِنَ الْمَتَاعِ، وَطَعَامٌ مَرْثود ورَثِيد؛ وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَير الْمَازِنِيُّ وَذَكَرَ الظَّلِيمَ وَالنَّعَامَةَ وأَنهما تَذَكَّرَا بَيْضَهُمَا فِي أُدْحِيِّهما فأَسرعا إِليه: فَتَذكَّرا ثَقَلًا رَثِيداً، بَعد ما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها فِي كافِر والرثَد: بِالتَّحْرِيكِ: مَتَاعُ الْبَيْتِ الْمَنْضُودُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَالْمَتَاعُ رَثيد ومَرْثود. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا نَادَاهُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ رَثَدْت حَاجَتَهُ وَطَالَ انْتِظَارُهُ؟ أَي دافعْتَ بِحَوَائِجِهِ ومَطَلْتَه، مِنْ قَوْلِكَ رَثَدْتُ الْمَتَاعَ إِذا وَضَعْتَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وأَراد بِحَاجَتِهِ حَوَائِجَهُ فأَوقع الْمُفْرَدَ مَوْقِعَ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ، أَي بِذُنُوبِهِمْ. ورَثَدُ الْبَيْتِ: سَقَطُه. ورُثِدَتِ الْقَصْعَةُ بالثَّريد: جَمَعَ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ وسُوّي. ورَثَدَت الدَّجَاجَةُ بَيْضَهَا: جَمَعَتْهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والرِّثْدَة وَاللِّثْدَةُ، بِالْكَسْرِ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ الْمُقِيمُونَ وَلَا يَظْعَنُونَ. والرَّثَدُ: ضَعَفَة النَّاسِ. يُقَالُ: تَرَكْنَا عَلَى الْمَاءِ رَثَداً مَا يُطِيقُونَ تَحَمُّلًا، وأَما الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَتَحَمَّلُونَ عَلَيْهِ فَهُمْ مُرْتَثِدُونَ وَلَيْسُوا بِرَثَدٍ. ومَرْثَدٌ: اسْمٌ. وأَرْثَدُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: أَلا نَسْأَلُ الخَيْماتِ مَنْ بَطْنِ أَرْثَدٍ، ... إِلى النخلِ مِنْ وَدَّانَ: مَا فَعَلَتْ نُعْمُ؟ رجد: الإِرجادُ: الإِرعادُ. وَقَدْ أُرجِدَ إِرجاداً إِذا أُرعِدَ. وأُرجِدَ وأُرعِدَ بِمَعْنًى؛ قَالَ: أُرجدَ رأْسُ شَيْخَهِ عَيْصوم وَيُرْوَى عَيْضُومِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: رُجِدَ رأْسُه وأُرجِدَ ورُجِّدَ بِمَعْنًى. والرَّجْدُ: الارتعاش. رخد: الرِّخْوَدُّ مِنَ الرِّجَالِ: اللَّيِّنُ الْعِظَامِ الرِّخْوُها الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. يُقَالُ: رَجُلٌ رِخْوَدُّ الشَّبَابِ نَاعِمُهُ. وامرأَة رِخوَدَّةٌ نَاعِمَةٌ، وجمعُها رَخاوِيدُ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: عَرَفْتُ مِنْ هِنْدَ أَطلالًا بِذِي البِيدِ ... قَفْراً، وَجَارَاتِهَا البيضِ الرَّخاوِيدِ قال أَبو الهثيم: الرِّخْوَدُّ الرِّخْوُ، زِيدَتْ فِيهِ دَالٌ وَشُدِّدَتْ، كَمَا يُقَالُ فَعْمٌ وفَعْمَدّ. ردد: الرَّدُّ: صَرْفُ الشَّيْءِ ورَجْعُه. والرَّدُّ: مَصْدَرُ رَدَدْتَ الشَّيْءَ. ورَدَّهُ عَنْ وَجْهِهِ يَرُدُّه رَدّاً ومَرَدّاً وتَرْداداً: صَرَفَهُ، وَهُوَ بِنَاءٌ لِلتَّكْثِيرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ هَذَا بَابُ مَا يَكْثُرُ فِيهِ الْمَصْدَرُ مِنْ فَعَلْتُ فَتَلْحَقُ الزَّائِدَ وَتَبْنِيهِ بِنَاءً آخَرَ، كَمَا أَنك قُلْتَ فِي فَعَلْتُ فَعَّلْتُ حِينَ كَثَّرْتَ الْفِعْلَ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى التَّفْعال كَالتَّرْدَادِ وَالتَّلْعَابِ وَالتَّهْذَارِ وَالتَّصْفَاقِ وَالتَّقْتَالِ وَالتَّسْيَارِ وأَخواتها؛ قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ

هَذَا مَصْدَرُ أَفعلت، وَلَكِنْ لَمَّا أَردتَ التَّكْثِيرَ بَنَيْتَ الْمَصْدَرَ عَلَى هَذَا كَمَا بَنَيْتَ فَعَلْتُ عَلَى فَعَّلْتُ. والمَرَدُّ: كَالرَّدِّ. وارْتَدَّه: كَرَدَّه؛ قَالَ مُلَيْحٌ: بَعَزْمٍ كوَقْعِ السَّيْفِ لَا يَسْتَقِلُّهُ ... ضعيفٌ، وَلَا يَرْتَدُّه، الدهرَ، عاذِلُ وردَّه عَنِ الأَمر ولَدَّه أَي صَرَفَهُ عَنْهُ بِرِفْقٍ. وأَمر اللَّهِ لَا مردَّ لَهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا مَرَدَّ لَهُ ؛ وَفِيهِ: يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ* ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لأَنه شيءٌ لَا يُرَدُّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمرنا فَهُوَ رَدٌّ أَي مردودٌ عَلَيْهِ. يُقَالُ: أَمْرٌ رَدٌّ إِذَا كَانَ مُخَالِفًا لِمَا عَلَيْهِ السنَّة، وَهُوَ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ. وشيءٌ رَدِيدٌ: مَرْدودٌ؛ قَالَ: فَتىً لَمْ تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ قريبةٌ ... فَيَضْوَى، وَقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ الغَرائب وَقَدِ ارتدَّ وارتدَّ عَنْهُ: تَحَوَّلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ؛ وَالِاسْمُ الرِّدّة، وَمِنْهُ الردَّة عَنِ الإِسلام أَي الرُّجُوعُ عَنْهُ. وارتدَّ فُلَانٌ عَنْ دِينِهِ إِذا كَفَرَ بَعْدَ إِسلامه. وردَّ عَلَيْهِ الشَّيْءَ إِذا لَمْ يَقْبَلْهُ، وَكَذَلِكَ إِذا خَطَّأَه. وَتَقُولُ: رَدَّه إِلى مَنْزِلِهِ ورَدَّ إِليه جَوَابًا أَي رَجَعَ. والرِّدّة، بِالْكَسْرِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ ردَّه يَرُدُّه رَدّاً ورِدَّة. والرِّدَّةُ: الِاسْمُ مِنَ الِارْتِدَادِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ وَالْحَوْضِ فَيُقَالُ: إِنهم لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّين عَلَى أَعقابهم أَي مُتَخَلِّفِينَ عَنْ بَعْضِ الْوَاجِبَاتِ. قَالَ: وَلَمْ يُرِدْ رِدَّةَ الْكُفْرِ وَلِهَذَا قَيَّدَهُ بأَعقابهم لأَنه لَمْ يَرْتَدَّ أَحد مِنَ الصَّحَابَةِ بَعْدَهُ، إِنما ارْتَدَّ قَوْمٌ مِنْ جُفاة الأَعراب. واستَرَدَّ الشيءَ وارْتَدَّه: طَلَبَ رَدَّه، عَلَيْهِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وَمَا صُحْبَتي عبدَ الْعَزِيزِ ومِدْحتي ... بِعارِيَّةٍ، يَرتدُّها مَن يُعِيرُها وَالِاسْمُ: الرَّداد والرِّداد؛ قَالَ الأَخطل: وَمَا كلُّ مَغْبونٍ، وَلَوْ سَلْفَ صَفْقَةٍ، ... يُراجِعُ مَا قَدْ فَاتَهُ بِرَدادِ وَيُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، ورُدُود الدَّرَاهِمِ: مَا رُدَّ، وَاحِدُهَا رَدٌّ، وَهُوَ مَا زِيفَ فَرُدَّ عَلَى نَاقِدِهِ بعد ما أُخذ مِنْهُ، وَكُلُّ مَا رُدَّ بِغَيْرِ أَخذ: رَدٌّ. والرِّدُّ: مَا كَانَ عِمَادًا لِلشَّيْءِ يَدْفَعُهُ ويَرُدُّه؛ قَالَ: يَا رَبُّ أَدعوك إِلهاً فَرْداً، ... فَكُنْ لَهُ مِنَ الْبَلَايَا رِدَّا أَي مَعْقِلًا يَرُدُّ عَنْهُ الْبَلَاءَ. والرِّدُّ: الْكَهْفُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَوْلُهُ تعالى: فأَرسله معي رِدّاً يُصَدِّقُنِي؛ فِيمَنْ قرأَ بِهِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الِاعْتِمَادِ وَمِنَ الْكَهْفِ، وأَن يَكُونَ عَلَى اعْتِقَادِ التَّثْقِيلِ في الوقف بعد تحفيف الْهَمْزِ. وَيُقَالُ: وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ ارتدَّها أَي استردَّها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَسأَلك إِيماناً لَا يَرْتَدُّ أَي لَا يَرْجِعُ. وَالْمَرْدُودَةُ: الْمُطَلَّقَةُ وَكُلُّهُ مِنَ الرَّدّ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِسُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ: أَلا أَدلك عَلَى أَفضل الصَّدَقَةِ؟ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةٌ عَلَيْكَ لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرَكَ ؛ أَراد أَنها مُطَلَّقَةٌ مِنْ زَوْجِهَا فَتُرَدّ إِلى بَيْتِ أَبيها فأَنفق عَلَيْهَا، وأَراد: أَلا أَدلك عَلَى أَفضل أَهل الصَّدَقَةِ؟ فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ فِي دارٍ لَهُ وَقَفَهَا فَكَتَبَ: وَلِلْمَرْدُودَةِ مِنْ بَنَاتِي أَن تَسْكُنَهَا ؛ لأَن الْمُطَلَّقَةَ لَا مَسْكَنَ لَهَا عَلَى زَوْجِهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الرُّدَّى المرأَة الْمَرْدُودَةُ الْمُطْلَقَةُ. وَالْمَرْدُودَةُ: المُوسَى لأَنها تُرَدُّ فِي نِصَابِهَا. وَالْمَرْدُودُ: الرَّدُّ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ الْمَحْلُوفِ وَالْمَعْقُولِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَا يَعْدَمُ السَّائِلُونَ الخيرَ أَفْعَلُه، ... إِمَّا نَوالًا، وإِمَّا حُسْنَ مَرْدودِ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ أَي أَعطوه وَلَوْ ظِلْفًا مُحْرِقًا. وَلَمْ يُرِدْ رَدَّ الحِرْمان وَالْمَنْعِ كَقَوْلِكَ سَلَّم فردَّ عَلَيْهِ أَي أَجابه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلفٍ أَي لَا تردّوه ردَّ حرمات بِلَا شَيْءٍ وَلَوْ أَنه ظِلْفٌ؛ وَقَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الْوَرْدِ: وزَوَّد خَيْرًا مَالِكًا، إِنَّ مَالِكًا ... لَهُ رَدَّةٌ فِينَا، إِذا الْقَوْمُ زُهَّدُ قَالَ شَمِرٌ: الرَّدَّةُ العَطْفَة عَلَيْهِمْ وَالرَّغْبَةُ فِيهِمْ. وردَّده تَرْدِيدًا وتَرْداداً فَتَرَدَّدَ. وَرَجُلٌ مُردِّدٌ: حَائِرٌ بَائِرٌ. وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: وَيَكُونُ عِنْدَ ذَلِكُمُ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ، أَي عَطْفَةٌ قَوِيَّةٌ. وَبَحْرٌ مُرِدٌّ أَي كَثِيرُ الْمَوْجِ. وَرَجُلٌ مُرِدٌّ أَي شَبِق. وَالِارْتِدَادُ: الرُّجُوعُ، وَمِنْهُ المُرْتَدّ. واستردَّه الشَّيْءَ: سأَله أَن يَرُدَّه عَلَيْهِ. والرِّدِّيدَى: الرَّدُّ. وتَرَدَّدَ وتَرادَّ: تَرَاجَعَ. وَمَا فِيهِ رِدِّيدَى أَي احْتِبَاسٌ وَلَا تَرْداد. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنه قَالَ: لَا رِدِّيدَى فِي الصَّدَقَةِ ؛ يَقُولُ لَا تُرَدُّ، الْمَعْنَى أَن الصَّدَقَةَ لَا تؤْخذ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ لِقَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا ثِنى فِي الصَّدَقَةِ. أَبو عُبَيْدٍ: الرِّدِّيدَى مِنَ الردِّ فِي الشَّيْءِ. ورِدِّيدَى، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ: مَصْدَرٌ مِنْ رَدَّ يَرُدُّ كالقِتِّيتى والخِصِّيصى. والرِّدُّ: الظَّهْرُ والحَمُولة مِنَ الإِبل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَتْ رِدّاً لأَنها تُردُّ مِنْ مَرْتَعِهَا إِلى الدَّارِ يَوْمَ الظَّعْنِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ، فاحتُمِلوا ... إِلى الظَّهيرَةِ، أَمرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ ورادَّه الشيءَ أَي رَدَّهُ عَلَيْهِ. وَهُمَا يتَرادَّان البيعَ: مِنَ الرَّدِّ وَالْفَسْخِ. وَهَذَا الأَمر أَرَدُّ عَلَيْهِ أَي أَنفع لَهُ. وَهَذَا الأَمر لَا رادَّة لَهُ أَي لَا فَائِدَةَ لَهُ وَلَا رُجُوعَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي إِدريسَ الْخَوْلَانِيِّ: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ إِن كَانَ دَاوَى مَرْضاها ورَدَّ أُولاها عَلَى أُخْراها أَي إِذا تَقَدَّمَتْ أَوائلها وَتَبَاعَدَتْ عَنِ الأَواخر، لَمْ يَدَعْها تَتَفَرَّقُ، وَلَكِنْ يَحْبِسُ الْمُتَقَدِّمَةَ حَتَّى تَصِلَ إِليها المتأَخرة. ورجلٌ مُتردِّد: مُجْتَمِعٌ قَصِيرٌ لَيْسَ بِسَبْطِ الخَلْقِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا الْقَصِيرِ المتردِّد أَي الْمُتَنَاهِي فِي الْقِصَرِ، كأَنه تَرَدَّدَ بَعْضُ خَلْقه عَلَى بَعْضٍ وَتَدَاخَلَتْ أَجزاؤُه. وعُضْو رِدِّيدٌ: مُكْتَنِزٌ مُجْتَمِعٌ، قَالَ أَبُو خِرَاشٍ: تَخاطَفهُ الحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ، ... كِنازُ اللحْمِ، فائلُهُ رَدِيدُ والرَّدَد والرِّدَّة: أَن تَشْرَبَ الإِبل الْمَاءَ عَلَلًا فَتَرْتَدُّ الأَلبان فِي ضُرُوعِهَا. وَكُلُّ حَامِلٍ دَنَتْ وِلَادَتُهَا فَعَظُمَ بَطْنُهَا وَضَرْعُهَا: مُرِدّ. والرِّدَّة: أَن يُشْرِقَ ضَرْعُ النَّاقَةِ وَيَقَعَ فِيهِ اللَّبَنُ، وَقَدْ أَردّتْ. الْكِسَائِيُّ: نَاقَةٌ مُرْمِدٌ عَلَى مِثَالِ مُكرِم، ومُرِدٌّ مِثَالُ مُقِلّ إِذا أَشْرَقَ ضَرْعُهَا وَوَقَعَ فِيهِ اللَّبَنُ. وأَردّت النَّاقَةُ: بَرَكَتْ عَلَى نَدًى فَورِم ضَرْعُهَا وَحَيَاؤُهَا، وَقِيلَ: هُوَ وَرَمُ الْحَيَاءِ مِنَ الضَّبَعَة، وَقِيلَ: أَرَدَّتِ النَّاقَةُ وَهِيَ مُردّ وَرمت أَرفاغها وَحَيَاؤُهَا مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ. والرَّدَدُ والرَّدَّة: وَرَمٌ يُصِيبُهَا فِي أَخلافها، وَقِيلَ: وَرَمُهَا مِنَ الحَفْل. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّدَّة امْتِلَاءُ الضَّرْعِ مِنَ اللَّبَنِ قَبْلَ النِّتَاجِ؛ عَنِ الأَصمعي؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: تَمْشِي مِنَ الرِّدَّة مَشْيَ الحُفَّل، ... مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ المُثْقِل وَيُرْوَى بِالْمَزَادِ الأَثقل، وَتَقُولُ مِنْهُ: أَردَّتِ الشَّاةُ

وَغَيْرُهَا، فَهِيَ مُرِدّ إِذا أَضرعت. وَنَاقَةٌ مُرِدٌّ إِذا شَرِبَتِ الْمَاءَ فَوَرِمَ ضَرْعُهَا وَحَيَاؤُهَا مِنْ كَثْرَةِ الشُّرْبِ. يُقَالُ: نُوقٌ مَرادُّ، وَكَذَلِكَ الْجِمَالُ إِذا أَكثرت مِنَ الْمَاءِ فَثَقُلَتْ. وَرَجُلٌ مُرِدٌّ إِذا طَالَتْ عُزْبَتُه فَتَرَادَّ الْمَاءُ فِي ظَهْرِهِ. وَيُقَالُ: بَحْرٌ مُرِدٌّ أَي كَثِيرُ الْمَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ركِبَ الْبَحْرَ إِلى البحرِ، إِلى ... غَمَراتِ الموتِ ذِي المَوْجِ المُرِدّ وأَردّ الْبَحْرُ: كَثُرَتْ أَمواجه وَهَاجَ. وَجَاءَ فُلَانٌ مُرِدَّ الْوَجْهِ أَي غضبانَ. وأَرَدَّ الرجلُ: انْتَفَخَ غَضَبًا، حَكَاهُ صَاحِبُ الأَلفاظ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ اربَدَّ. والرِّدَّة: الْبَقِيَّةُ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: إِذا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الحَبِيبَيْنِ رِدَّةٌ، ... سِوى ذِكر شَيْءٍ قَدْ مَضى، دَرَسَ الذِّكر والرَّدَّة: تَقاعُس فِي الذَّقَنِ إِذا كَانَ فِي الْوَجْهِ بَعْضُ الْقَبَاحَةِ وَيَعْتَرِيهِ شَيْءٌ مِنْ جَمَالٍ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: فِي وَجْهِهِ قُبْحٌ وَفِيهِ رَدَّة أَي عَيْبٌ. وَشَيْءٌ رَدٌّ أَي رَدِيءٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للإِنسان إِذا كَانَ فِيهِ عَيْبٌ: فِيهِ نَظْرة ورَدَّة وخَبْلَة؛ وَقَالَ أَبو لَيْلَى: فِي فُلَانٍ رَدَّة أَي يَرْتَدُّ الْبَصَرُ عَنْهُ مِنْ قُبْحِهِ؛ قَالَ: وَفِيهِ نَظْرَة أَي قُبْحٌ. اللَّيْثُ: يُقَالُ للمرأَة إِذا اعْتَرَاهَا شَيْءٌ مِنْ خَبَالٍ وَفِي وَجْهِهَا شَيْءٌ مِنْ قَبَاحَةٍ: هِيَ جَمِيلَةٌ وَلَكِنْ فِي وَجْهِهَا بَعْضُ الرَّدَّة. وَفِي لِسَانِهِ رَدٌّ أَي حُبسة. وَفِي وَجْهِهِ رَدَّة أَي قُبْحٌ مَعَ شَيْءٍ مِنَ الْجَمَالِ. ابْنُ الأَعرابي: الرُّدُدُ الْقِبَاحُ مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: فِي وَجْهِهِ ردَّة، وَهُوَ رَادٌّ. ورَدَّادٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ مُجَبِّراً نُسَبَ إِليه المُجَبِّرون، فَكُلُّ مُجَبِّر يُقَالُ لَهُ ردَّاد. ورُؤِيَ رَجُلٌ يَوْمَ الكُلاب يَشُدُّ عَلَى قَوْمٍ وَيَقُولُ: أَنا أَبو شدَّاد، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَيَقُولُ: أَنا أَبو رَدَّاد. وَرَجُلٌ مِرَدٌّ: كَثِيرُ الرَّدِّ وَالْكَرِّ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: مِرَدٌّ قَدْ نَرى مَا كَانَ مِنْهُ، ... وَلَكِنْ إِنما يُدْعى النجيب رشد: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الرشيدُ: هُوَ الَّذِي أَرْشَد الْخَلْقَ إِلى مَصَالِحِهِمْ أَي هَدَاهُمْ وَدَلَّهُمْ عَلَيْهَا، فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعل؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَنْسَاقُ تَدْبِيرَاتُهُ إِلى غَايَاتِهَا عَلَى سَبِيلِ السَّدَادِ مِنْ غَيْرِ إِشارة مُشِيرٍ وَلَا تَسْديد مُسَدِّد. الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد: نَقِيضُ الْغَيِّ. رَشَد الإِنسان، بِالْفَتْحِ، يَرْشُد رُشْداً، بِالضَّمِّ، ورَشِد، بِالْكَسْرِ، يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً، فَهُوَ راشِد ورَشيد، وَهُوَ نَقِيضُ الضَّلَالِ، إِذا أَصاب وَجْهَ الأَمر وَالطَّرِيقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي ؛ الراشدُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ رَشَد يَرْشُد رُشْداً، وأَرْشَدته أَنا. يُرِيدُ بِالرَّاشِدِينَ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَرِضْوَانُهُ، وإِن كَانَ عَامًّا فِي كُلِّ مَنْ سَارَ سِيرَتَهم مِنَ الأَئمة. ورَشِدَ أَمرَه: رَشِدَ فِيهِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا يُنْصَبُ عَلَى تَوَهُّمِ رَشَدَ أَمرَه، وإِن لَمْ يُسْتَعْمَلْ هَكَذَا. وَنَظِيرُهُ: غَبِنْتَ رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عَيْشَكَ وسَفِهْتَ نفسَك. وأَرشَدَه اللَّهُ وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده: هَدَاهُ. واستَرْشَده: طَلَبَ مِنْهُ الرُّشْدَ. وَيُقَالُ: استَرْشَد فُلَانٌ لأَمره إِذا اهْتَدَى لَهُ، وأَرشَدْتُه فَلَمْ يَسْتَرْشِد. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِرشاد الضَّالِّ أَي هِدَايَتُهُ الطريقَ وَتَعْرِيفُهُ. والرَّشَدى: اسْمٌ لِلرَّشَادِ. إِذا أَرشدك إِنسان الطَّرِيقِ فَقُلْ: لَا يَعْمَ «5» عَلَيْكَ الرُّشْد. قال

_ (5). قوله [لا يعم إلخ] في بعض الأَصول لا يعمى؛ قاله في الأساس.

أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الْغَيِّ وَالضَّلَالِ. وَالْإِرْشَادُ: الْهِدَايَةُ وَالدَّلَالَةُ. والرَّشَدى: مِنَ الرُّشْدِ؛ وأَنشد الأَحمر: لَا نَزَلْ كَذَا أَبدا، ... ناعِمين فِي الرَّشَدى وَمِثْلُهُ: امرأَة غَيَرى مِنَ الغَيْرَة وحَيَرى مِنَ التحير. وقوله تعالى: يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ ، أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ اللَّهِ وأُخْرِجْكم عَنْ سَبِيلِ فِرْعَوْنَ. والمَراشِدُ: الْمَقَاصِدُ؛ قَالَ أُسامة بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيُّ: تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... مِنَ اللَّهِ واقٍ، لَمْ تُصِبْه المَراشِد وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ إِنما هُوَ مِنْ بَابِ محاسِنَ وملامِحَ. والمراشِدُ: مقاصِدُ الطُّرُقِ. والطريقُ الأَرْشَد نَحْوَ الأَقصد. وَهُوَ لِرِشْدَة، وَقَدْ يُفْتَحُ، وَهُوَ نَقِيضُ زِنْيَة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ ادَّعَى وَلَدًا لِغَيْرِ رِشْدَة فَلَا يرِث وَلَا يُورِثُ. يُقَالُ: هَذَا وَلَدُ رِشْدَة إِذا كَانَ لِنِكَاحٍ صَحِيحٍ، كَمَا يُقَالُ فِي ضِدِّهِ: وَلد زِنْية، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وَيُقَالُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ أَفصح اللُّغَتَيْنِ؛ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ: وُلِدَ فُلَانٌ لِغَيْرِ رَشْدَةٍ، وَوُلِدَ لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ، كُلُّهَا بِالْفَتْحِ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يَجُوزُ لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ؛ قَالَ: وَهُوَ اخْتِيَارُ ثَعْلَبٍ فِي كِتَابِ الْفَصِيحِ، فأَما غَيَّة، فَهُوَ بِالْفَتْحِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَالُوا هُوَ لِرَشْدة ولِزِنْية، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالزَّايِ مِنْهُمَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ اللَّيْثُ وأَنشد: لِذِي غَيَّة مِنْ أُمِّهِ ولِرَشْدة، ... فَيَغْلِبها فَحْلٌ عَلَى النَّسْلِ مُنْجِبُ وَيُقَالُ: يَا رِشْدينُ بِمَعْنَى يا راشد؛ وقال ذُو الرُّمَّةِ: وكائنْ تَرى مِنْ رَشْدة فِي كَرِيهَةٍ، ... وَمِنْ غَيَّةٍ يُلْقَى عَلَيْهِ الشراشرُ يَقُولُ: كَمْ رُشد لَقَيْتُهُ فِيمَا تَكْرَهُهُ وَكَمْ غَيّ فِيمَا تُحِبُّهُ وَتَهْوَاهُ. وَبَنُو رَشدان: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يسمَّوْن بَنِي غَيَّان فأَسماهم سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَنِي رَشْدان؛ وَرَوَاهُ قَوْمٌ بَنُو رِشْدان، بِكَسْرِ الرَّاءِ؛ وَقَالَ لِرَجُلٍ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: غَيَّان، فَقَالَ: بَلْ رَشدان ، وإِنما قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، رَشْدان عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ لِيُحَاكِيَ بِهِ غَيَّان؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا وَاسِعٌ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ ويَدَعون غَيْرَهُ إِليه، أَعني أَنهم قَدْ يُؤْثِرُونَ الْمُحَاكَاةَ وَالْمُنَاسَبَةَ بَيْنَ الأَلفاظ تَارِكِينَ لِطَرِيقِ القياس، كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارجِعْنَ مأْزورات غَيْرَ مأْجورات ، وَكَقَوْلِهِمْ: عَيْناء حَوراء مِنَ الْحِيرِ الْعِينِ، وإِنما هُوَ الحُور فآثَروا قَلْبَ الْوَاوِ يَاءً فِي الْحُورِ إِتباعاً لِلْعِينِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِني لَآتِيُهُ بِالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا، جَمَعُوا الْغَدَاةَ عَلَى غَدَايَا إِتباعاً لِلْعَشَايَا، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ تَكْسِيرُ فُعْلة عَلَى فَعائل، وَلَا تَلْتَفِتَنَّ إِلى مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ أَن الْغَدَايَا جَمْعُ غَدِيَّة فإِنه لَمْ يَقُلْهُ أَحد غَيْرُهُ، إِنما الْغَدَايَا إِتباع كَمَا حَكَاهُ جَمِيعُ أَهل اللُّغَةِ، فإِذا كَانُوا قَدْ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ مُحْتَشِمِينَ مِنْ كَسْرِ الْقِيَاسِ، فأَن يَفْعَلُوهُ فِيمَا لَا يَكْسِرُ الْقِيَاسَ أَسوغ، أَلا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: رأَيت زَيْدًا، فَيُقَالُ: مَنْ زَيْدًا؟ وَمَرَرْتُ بِزَيْدٍ، فَيُقَالُ: مَنْ زَيْدٍ؟ وَلَا عُذْرَ فِي ذَلِكَ إِلا مُحَاكَاةُ اللَّفْظِ؛ وَنَظِيرُ مُقَابَلَةِ غَيَّان بِرَشْدان لِيُوَفِّقَ بني الصِّيغَتَيْنِ اسْتِجَازَتُهُمْ تَعْلِيقَ فِعْل عَلَى فاعِل لَا يَلِيقُ بِهِ ذَلِكَ الْفِعْلُ، لِتَقَدُّمِ تعليق فِعْل على فاعل يَلِيقُ بِهِ ذَلِكَ الفِعْل، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْمُحَاكَاةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ؛

وَالِاسْتِهْزَاءُ مِنَ الْكُفَّارِ حَقِيقَةً، وَتَعْلِيقُهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَجَازٌ، جَلَّ رَبُّنَا وَتَقَدَّسَ عَنِ الِاسْتِهْزَاءِ بَلْ هُوَ الْحَقُّ وَمِنْهُ الْحَقُّ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُخادِعُونَ اللَّهَ، وَهُوَ خادِعُهُمْ ؛ والمُخادَعة مِنْ هَؤُلَاءِ فِيمَا يُخَيَّلُ إِليهم حَقِيقَةً، وَهِيَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مَجَازٌ، إِنما الِاسْتِهْزَاءُ والخَدع مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مكافأَة لَهُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: أَلا لَا يَجْهَلَنْ أَحدٌ عَلَيْنَا، ... فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا أَي إِنما نكافئهُم عَلَى جَهْلهم كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ؛ وَهُوَ بَابٌ وَاسِعٌ كَبِيرٌ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ يسمَّوْن بَنِي زِنْية فَسَمَّاهُمُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِبَنِي رِشْدة. والرَّشاد وَحَبُّ الرَّشَادِ: نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الثُّفَّاء؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَهل الْعِرَاقِ يَقُولُونَ للحُرْف حَبُّ الرَّشَادِ يَتَطَيَّرُونَ مِنْ لَفْظِ الحُرْف لأَنه حِرْمان فَيَقُولُونَ حَبُّ الرَّشَادِ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلْحَجَرِ الَّذِي يملأُ الْكَفَّ الرَّشادة، وَجَمْعُهَا الرَّشاد، قَالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ. وراشِدٌ ومُرْشِد ورُشَيْد ورُشْد ورَشاد: أَسماء. رصد: الراصِدُ بِالشَّيْءِ: الرَّاقِبُ لَهُ. رَصَدَه بِالْخَيْرِ وَغَيْرِهِ يَرْصُدُه رَصْداً ورَصَداً: يَرْقُبُهُ، ورصَدَه بالمكافأَة كَذَلِكَ. والتَّرَصُّدُ: التَّرَقُّبُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ أَنا لَكَ مُرْصِدٌ بإِحسانك حَتَّى أُكافئك بِهِ؛ قَالَ: والإِرصاد فِي المكافأَة بِالْخَيْرِ، وَقَدْ جَعَلَهُ بَعْضُهُمْ فِي الشَّرِّ أَيضاً؛ وأَنشد: لاهُمَّ، رَبَّ الرَّاكِبِ الْمُسَافِرِ، ... احْفَظْه لِي مِنْ أَعيُنِ السَّوَاحِرِ، وحَيَّةٍ تُرْصِدُ بِالْهَوَاجِرِ فَالْحَيَّةُ لَا تُرْصِدُ إِلا بِالشَّرِّ. وَيُقَالُ لِلْحَيَّةِ الَّتِي تَرْصُد الْمَارَّةَ عَلَى الطَّرِيقِ لِتَلْسَعَ: رَصِيدٌ. والرَّصِيدُ: السَّبُعُ الَّذِي يَرْصُد لِيَثِب. والرَّصُود مِنَ الإِبل: الَّتِي تَرْصُد شُرْبَ الإِبل ثُمَّ تَشْرَبُ هِيَ. والرَّصَدُ: الْقَوْمُ يَرْصُدون كالحَرَس، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَرُبَّمَا قَالُوا أَرصاد. والرُّصْدَة، بِالضَّمِّ: الزُّبْية. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرصَدَ لَهُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لَا يُقَالُ إِلا بالأَلف، وَقِيلَ: تَرَصَّدَه تَرَقَّبَهُ. وأَرصَدَ لَهُ الأَمر: أَعدّه. وَالِارْتِصَادُ: الرَّصْد. والرَّصَد: المرتَصِدُون، وَهُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبو عَامِرٍ الرَّاهِبُ حارَب النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَضَى إِلى هِرَقْلَ وَكَانَ أَحد الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ الضِّرَارِ: نَبْنِي هَذَا الْمَسْجِدَ وَنَنْتَظِرُ أَبا عَامِرٍ حَتَّى يَجِيءَ وَيُصَلِّيَ فِيهِ. والإِرصاد: الِانْتِظَارُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِرصاد الإِعداد، وَكَانُوا قَدْ قَالُوا نَقْضي فِيهِ حَاجَتَنَا وَلَا يُعَابُ عَلَيْنَا إِذا خَلَوْنَا، ونَرْصُده لأَبي عَامِرٍ حَتَّى مَجِيئِهِ مِنَ الشَّامِ أَي نُعِدُّهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ مِنْ جِهَةِ اللُّغَةِ. رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي وَالْكِسَائِيِّ: رصَدْت فُلَانًا أَرصُدُه إِذا تَرَقَّبْتَهُ. وأَرْصَدْت لَهُ شَيْئًا أُرْصِدُه: أَعددت لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أُحِبُّ عِندي «1». مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأُنفِقَه فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وتُمسي ثالثةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دينارٌ إِلَّا دِينَارٌ أُرْصِدُه أَي أُعِدُّه لِدَيْنٍ؛ يُقَالُ: أَرصدته إِذا قَعَدْتَ لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ تَرْقُبُهُ. وأَرْصَدْتُ لَهُ الْعُقُوبَةَ إِذا أَعددتها لَهُ، وحقيقتُه جَعَلْتُهَا لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ كَالْمُتَرَقِّبَةِ لَهُ؛ ومنه

_ (1). قوله [ما أحب عندي] كذا بالأصل ولعله ما أحب أن عندي والحديث جاء بروايات كثيرة

الْحَدِيثُ: فأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرجته ملَكاً أَي وَكَلَّهُ بِحِفْظِ الْمَدْرَجَةِ، وَهِيَ الطَّرِيقُ. وَجَعَلَهُ رَصَداً أَي حَافِظًا مُعَدّاً. وَفِي حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَذَكَرَ أَباه فَقَالَ: مَا خَلَّف مِنْ دُنْيَاكُمْ إِلا ثُلْثُمِائَةِ دِرْهَمٍ كَانَ أَرصَدَها لِشِرَاءِ خَادِمٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنه قَالَ: كَانُوا لَا يَرْصُدون الثِّمَارَ فِي الدَّيْن وَيَنْبَغِي أَن يُرْصَد العينُ فِي الدَّيْن ؛ قَالَ: وَفَسَّرَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَقَالَ إِذا كَانَ عَلَى الرَّجُلِ دَيْنٌ وَعِنْدَهُ مِنَ الْعَيْنِ مِثْلُهُ لَمْ تَجِبِ الزَّكَاةُ عَلَيْهِ، وإِن كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ وأَخرجت أَرضه ثَمَرَةً يَجِبُ فِيهَا الْعُشْرُ لَمْ يَسْقُطُ الْعُشْرُ عَنْهُ مِنْ أَجل مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ، لِاخْتِلَافِ حُكْمِهِمَا وَفِيهِ خِلَافٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ فُلَانٌ يَرْصُد فُلَانًا مَعْنَاهُ يَقْعُدُ لَهُ عَلَى طَرِيقِهِ. قَالَ: والمَرْصَدُ والمِرْصادُ عِنْدَ الْعَرَبِ الطَّرِيقُ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ وَاقْعُدُوا لَهُمْ عَلَى طَرِيقِهِمْ إِلى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي كُونُوا لَهُمْ رَصَداً لتأْخذوهم فِي أَيّ وَجْهٍ تَوَجَّهُوا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: عَلَى كُلِّ طَرِيقٍ؛ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ؛ مَعْنَاهُ لَبِالطَّرِيقِ أَي بِالطَّرِيقِ الَّذِي مَمَرُّكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: وإِنَّ الْمَنَايَا للرجالِ بِمَرْصَد وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَي يَرْصُدُ مَنْ كَفَرَ بِهِ وَصَدَّ عَنْهُ بِالْعَذَابِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَي يَرْصُد كُلَّ إِنسان حَتَّى يجازِيَه بِفِعْلِهِ. ابْنُ الأَنباري: المِرصاد الْمَوْضِعُ الَّذِي تُرْصَدُ النَّاسُ فِيهِ كَالْمِضْمَارِ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُضَمَّر فِيهِ الْخَيْلُ مِنْ مَيْدَانِ السِّبَاقِ وَنَحْوِهِ، والمَرْصَدُ: مِثْلُ المِرصاد، وَجَمْعُهُ الْمَرَاصِدُ، وَقِيلَ: الْمِرْصَادُ الْمَكَانُ الَّذِي يُرْصَدُ فِيهِ الْعَدُوُّ. وَقَالَ الأَعمش في قوله: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ؛ قَالَ: الْمِرْصَادُ ثَلَاثَةُ جُسُورٍ خَلْفَ الصِّرَاطِ: جِسْرٌ عَلَيْهِ الأَمانة، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِمُ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ؛ وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً ، أَي تَرْصُد الْكُفَّارَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً أَي إِذا نَزَلَ الملَك بِالْوَحْيِ أَرسل اللَّهُ مَعَهُ رَصَدًا يَحْفَظُونَ الْمَلَكَ مِنْ أَن يأْتي أَحد مِنَ الْجِنِّ، فَيَسْتَمِعُ الْوَحْيَ فَيُخْبِرُ بِهِ الْكَهَنَةَ وَيُخْبِرُوا بِهِ النَّاسَ، فَيُسَاوُوا الأَنبياء. والمَرْصَد: كالرصَد. وَالْمِرْصَادُ والمَرْصَد: مَوْضِعُ الرَّصْدِ. وَمَرَاصِدُ الْحَيَّاتِ: مَكَامِنُهَا؛ قَالَ الْهُذَلِيِّ: أَبا مَعْقَلٍ لَا يُوطِئَنْكَ بغاضَتي ... رُؤوسَ الأَفاعي فِي مَراصِدِها العُرْم وَلَيْثٌ رَصِيدٌ: يَرْصُدُ لِيَثِبَ؛ قَالَ: أَسليم لَمْ تَعُدْ، ... أَم رصِيدٌ أَكلَكْ؟ والرَّصْد والرَّصَد: الْمَطَرُ يأْتي بَعْدَ الْمَطَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَطَرُ يَقَعُ أَوّلًا لِمَا يأْتي بَعْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل الْمَطَرِ. الأَصمعي: مِنْ أَسماء الْمَطَرِ الرصْد. ابْنُ الأَعرابي: الرصَد الْعِهَادُ تَرْصُد مَطَرًا بَعْدَهَا، قَالَ: فإِن أَصابها مَطَرٌ فَهُوَ الْعُشْبُ، وَاحِدَتُهَا عِهْدَة، أَراد: نَبَت العُشْب أَو كَانَ الْعُشْبُ. قَالَ: وَيَنْبُتُ الْبَقْلُ حِينَئِذٍ مُقْتَرَحًا صُلْباً، وَاحِدَتُهُ رَصَدَة ورَصْدة؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ قَدْ كَانَ قَبْلَ هَذَا الْمَطَرِ لَهُ رَصْدَة؛ والرَّصْدة، بِالْفَتْحِ: الدُّفعة مِنَ الْمَطَرِ، وَالْجَمْعُ رِصَادٌ، وَتَقُولُ مِنْهُ: رُصِدَت الأَرض، فَهِيَ مَرْصُودَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض مُرصِدة مُطِرَتْ وَهِيَ تُرْجَى لأَن تَنْبُتَ، وَالرَّصْدُ حِينَئِذٍ: الرَّجَاءُ لأَنها تُرْجَى كَمَا تُرْجَى الْحَائِلُ «2» وَجَمْعُ الرَّصْدِ أَرصاد. وأَرض مَرْصُودَةٌ ومُرْصَدة: أَصابتها الرَّصْدة. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: لَا يُقَالُ مَرْصُودَةٌ وَلَا مُرْصَدَة، إِنما يُقَالُ أَصابها رَصْد ورَصَد. وأَرض مُرصِدة إِذا كَانَ بِهَا شيء

_ (2). قوله [ترجى الحائل] مرة قالها بالهمز ومرة بالميم، وكلاهما صحيح.

مِنْ رصَد. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا مُطرت الأَرض فِي أَوّل الشِّتَاءِ فَلَا يُقَالُ لَهَا مَرْت لأَنّ بِهَا حِينَئِذٍ رَصْدًا، وَالرَّصْدُ حِينَئِذٍ الرَّجَاءُ لَهَا كَمَا تُرْجَى الْحَامِلُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّصْدة تَرْصُدُ وَلْياً مِنَ الْمَطَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرصَد، بِالتَّحْرِيكِ، الْقَلِيلُ مِنَ الكلإِ وَالْمَطَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّصَدُ الْقَلِيلُ مِنَ الكلإِ فِي أَرض يُرْجَى لَهَا حَيَا الرَّبِيعِ. وأَرض مُرْصِدة: فِيهَا رَصَدٌ مِنَ الكلإِ. وَيُقَالُ: بِهَا رَصَدٌ مِنْ حَيَا. وَقَالَ عَرَّامٌ: الرصائد والوصائد مصائدُ تُعدّ للسباع. رضد: الأَزهري: قرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعرابي رضَدْت المتاح فارتَضَد ورَضَمْتُه فارتَضَم إِذا نَضَدْته. رعد: الرِّعْدَة: النَّافِضُ يَكُونُ مِنَ الْفَزَعِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ أُرْعِدَ فارتَعَدَ. وتَرَعْدَد: أَخَذته الرِّعْدَةُ. وَالِارْتِعَادُ: الِاضْطِرَابُ، تَقُولُ: أَرعده فَارْتَعَدَ. وأُرْعِدَت فَرَائِصُهُ عِنْدَ الْفَزَعِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ الأَسود: فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَد فَرَائِصُهُمَا أَي تَرْجُفُ وَتَضْطَرِبُ مِنَ الْخَوْفِ. وَرَجُلٌ تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة: جَبَانٌ يُرْعَدُ عِنْدَ الْقِتَالِ جُبْنًا؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ: ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْديدَةٌ ... رَعِشٌ، إِذا رَكِبُوا وَرَجُلٌ رِعْشيش: مِثْلُ رعْديد، وَالْجَمْعُ رَعَادِيدُ ورعاشِيشُ، وَهُوَ يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ. وَنَبَاتٌ رِعْدِيدٌ: نَاعِمٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا وَقَدْ تَرَعَّد. وامرأَة رِعديدة: يَتَرَجْرَجُ لَحْمُهَا مِنْ نَعْمتها وَكَذَلِكَ كلُّ شيءٍ مُتَرَجْرِجٍ كالقَريس وَالْفَالُوذِ والكثيب ونحوه، فَهُوَ يَتَرَعدَد كَمَا تَتَرَعْدَدُ الأَليَة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَهُوَ كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة. وَقِيلَ لأَعرابي: أَتعرف الْفَالُوذَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصفر رِعْديد. وَجَارِيَةٌ رِعْديدة: تَارَّةٌ ناعِمة، وجَوارٍ رعاديدُ. ابْنُ الأَعرابي: وَكَثِيبٌ مُرْعِد أَي مُنْهال، وَقَدْ أُرْعِدَ إِرْعاداً؛ وأَنشد: وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ، ... كالغُصْن بَيْنَ المُهَدات المُرْعَد أَي مَا تَمَهَّدَ مِنَ الرَّمْلِ. وَالرَّعْدُ: الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ مِنْ السَّحَابِ. وأَرْعَد الْقَوْمُ وأَبرَقوا: أَصابهم رَعْدٌ وَبَرْقٌ. ورعَدت السَّمَاءُ تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت: صَوَّتَتْ للإِمطار. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ صَلَفٍ تحتَ الراعدَة؛ يُضْرَبُ لِلَّذِي يُكْثِرُ الْكَلَامَ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ. وَسَحَابَةٌ رعَّادة: كَثِيَرَةُ الرَّعْدِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا رَعَّادَةً. وأَرْعَدنا: سَمِعْنَا الرَّعْدَ. ورُعِدْنا: أَصابنا الرَّعْدُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَقَدْ أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ صَوْتُ الرَّعْدِ تَسْبِيحُهُ لأَن صَوْتَ الرَّعْدِ مِنْ عَظِيمِ الأَشياء. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الرَّعْدُ مَلَكٌ يَسُوقُ السَّحَابَ كَمَا يَسُوقُ الْحَادِي الإِبل بحُدائه. وَسُئِلَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنِ الرَّعْدِ فَقَالَ: اللَّهُ أَعلم. وَقِيلَ: الرَّعْدُ صَوْتُ السَّحَابِ وَالْبَرْقُ ضوءٌ وَنُورٌ يَكُونَانِ مَعَ السَّحَابِ. قَالُوا: وَذِكْرُ الْمَلَائِكَةِ بَعْدَ الرَّعْدِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ ، يَدُلُّ عَلَى أَن الرَّعْدَ لَيْسَ بِمَلَكٍ. وَقَالَ الَّذِينَ قَالُوا الرَّعْدُ مَلَكٌ: ذِكْرُ الْمَلَائِكَةِ بَعْدَ الرَّعْدِ وَهُوَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، كَمَا يُذْكَرُ الْجِنْسُ بَعْدَ النَّوْعِ.

وَسُئِلَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الرَّعْدِ فَقَالَ: مَلَك، وَعَنِ الْبَرْقِ فَقَالَ: مَخاريقُ بأَيدي الْمَلَائِكَةِ مِنْ حَدِيدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّعْدُ مَلَكٌ اسْمُهُ الرَّعْدُ يَسُوقُ السَّحَابَ بِالتَّسْبِيحِ؛ قَالَ: وَمِنْ صَوْتِهِ اشْتُقَّ فِعْلُ رَعَدَ يَرْعُد وَمِنْهُ الرِّعْدَة وَالِارْتِعَادُ. وَقَالَ الأَخفش: أَهل الْبَادِيَةِ يَزْعُمُونَ أَن الرَّعْدَ هُوَ صَوْتُ السَّحَابِ وَالْفُقَهَاءُ يَزْعُمُونَ أَنه مَلَكٌ. ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت: تَحَسَّنَتْ وَتَعَرَّضَتْ. ورَعَدَ لِي بِالْقَوْلِ يَرْعُد رَعْداً، وأَرْعَد: تهدَّدَ وأَوعد. وإِذا أَوْعد الرَّجُلُ قِيلَ: أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: يَا جَلَّ مَا بَعُدَت عَلَيْكَ بِلادُنا ... وطِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك وارْعُد الأَصمعي: يُقَالُ رَعَدت السَّمَاءُ وبَرَقت ورعَدَ لَهُ وَبَرَقَ لَهُ إِذا أَوعده، وَلَا يُجِيزُ أَرعَدَ وَلَا أَبرَقَ فِي الْوَعِيدِ وَلَا السَّمَاءِ؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: رَعَدَ وأَرعَدَ وَبَرَقَ وأَبرَقَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَيَحْتَجُّ بِقَوْلُ الْكُمَيْتِ: أَرْعِدْ وأَبرِقْ يَا يزيدُ، ... فَمَا وعِيدُك لِي بِضَائِرِ وَلَمْ يَكُنِ الأَصمعي يَحْتَجُّ بِشِعْرِ الْكُمَيْتِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بِغَيْرِ أَلف. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُلَيْكَةَ: إِن أُمَّنا مَاتَتْ حِينَ رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حِينَ جَاءَ بِوَعِيدِهِ وتَهَدُّده. وَيُقَالُ لِلسَّمَاءِ المنتظَرَة إِذا كَثُرَ الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ قَبْلَ الْمَطَرِ: قَدْ أَرعدت وأَبرقت؛ وَيُقَالُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: رعَدَت وبَرَقَت. وَيُقَالُ: هُوَ يُرَعْدِدُ أَي يُلحف فِي السُّؤَالِ. وَرَجُلٌ رَعَّادة ورَعَّاد: كَثِيرُ الْكَلَامِ. والرُّعَيْداءُ: مَا يُرْمَى مِنَ الطَّعَامِ إِذا نُقِّي كالزؤانِ وَنَحْوِهِ، وَهِيَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ رُغَيْداء، وَالْغَيْنُ أَصح «1» والرَّعَّاد: ضَرْبٌ مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ إِذا مَسَّهُ الإِنسان خَدِرَتْ يَدُهُ وَعَضُدُهُ حَتَّى يَرْتَعِدَ مَا دَامَ السَّمَكُ حَيًّا. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، يَعْنِي بِهَا الْحَرْبَ. وذاتُ الرَّواعِدِ: الدَّاهِيَةُ. وَبَنُو راعِد: بَطْنٌ، وَفِي الصحاح: بنو راعِدة. رغد: عَيْشٌ رغْد: كَثِيرٌ. وَعَيْشٌ رَغَد ورَغِدٌ ورغِيد وراغِد وأَرغدُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مُخْصِبٌ رفِيهٌ غَزِيرٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي الرَّغْد لُغَتَانِ: رَغْد ورَغَد؛ وأَنشد: فَيَا ظَبْيُ كُلْ رَغْداً هَنِيئًا وَلَا تَخَف، ... فإِنِّي لَكُمْ جارٌ، وإِن خِفْتُمُ الدَّهرا وَقَوْمٌ رَغَد وَنِسْوَةٌ رَغَد: مُخْصبون مَغْزُرُونَ. تَقُولُ: رَغِدَ عيشُهم ورَغُد، بِكَسْرِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا، وأَرغَد فُلَانٌ: أَصاب عَيْشًا وَاسِعًا. وأَرغد الْقَوْمُ: أَخْصَبوا. وأَرغَد الْقَوْمُ: صَارُوا فِي عَيْشٍ رَغَدٍ. وأَرغد مَاشِيَتَهُ: تَرَكَهَا وسَوْمَها. وعيشَة رَغْد ورَغَد أَي وَاسِعَةٌ طَيِّبَةٌ. والرغْدُ: الْكَثِيرُ الْوَاسِعُ الَّذِي لَا يُعييك مِنْ مَالٍ أَو مَاءٍ أَو عَيْشٍ أَو كلإٍ. والمَرْغَدة: الرَّوْضَةُ. والرَّغِيدة: اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُغْلى ثُمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ حَتَّى يَخْتَلِطَ ويُساط فَيُلْعَقَ لَعْقًا. وارْغادَّ اللَّبَنُ ارْغيداداً أَي اخْتَلَطَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَلَمْ تَتِمَّ خُثورتُه بعدُ. والمُرْغادُّ: اللَّبَنُ الَّذِي لَمْ تَتِمَّ خُثورته. وَرَجُلٌ مُرْغادٌّ: اسْتَيْقَظَ، وَلَمْ يَقْضِ كَرَاهُ فَفِيهِ ثَقلة.

_ (1). قوله [والغين أصح] كذا بالأصل بإعجام الغين، وفي شرح القاموس والعين أصح بإهمالها ونسبها للفراء.

والمُرْغادُّ: الشَّاكُّ فِي رأْيه لَا يَدْرِي كَيْفَ يُصْدِرُه، وَكَذَلِكَ الإِرغِيداد فِي كُلِّ مُخْتَلِطٍ. والمُرْغادُّ: الْغَضْبَانُ الْمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ غَضَبًا؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُجِيبُكَ مِنَ الْغَيْظِ. والمُرْغادُّ: الَّذِي أَجهده الْمَرَضُ؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا رأَيت فِيهِ خَمْصاً وَفُتُورًا فِي طَرْفه وَذَلِكَ فِي بَدْءِ مَرَضِهِ. وَتَقُولُ ارغادَّ الْمَرِيضُ إِذا عَرِفْتَ فِيهِ ضَعْضَعَةً مِنْ هُزَالٍ؛ وَقَالَ النَّضْرُ: ارغادَّ الرَّجُلُ ارغِيداداً، فَهُوَ مُرغادٌّ وَهُوَ الَّذِي بدأَ بِهِ الْوَجَعُ فأَنت تَرَى فِيهِ خَمصاً ويُبْساً وفَتْرة؛ وَقِيلَ: ارغادَّ ارْغِيدَادًا، وَهُوَ الْمَرِيضُ الَّذِي لَمْ يُجْهد وَالنَّائِمُ الَّذِي لَمْ يَقْضِ كَرَاهُ، فَاسْتَيْقَظَ وَفِيهِ ثقلة. رفد: الرِّفْد، بِالْكَسْرِ: الْعَطَاءُ وَالصِّلَةُ. والرَّفْد، بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ. رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، ورَفَدَه وأَرْفَده: أَعانه، وَالِاسْمُ مِنْهُمَا الرِّفْد. وَتَرَافَدُوا: أَعان بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ: الْمَعُونَةُ؛ وَفِي الْحَوَاشِي لِابْنِ بَرِّيٍّ قَالَ دُكين: خَيْرُ امرئٍ قَدْ جَاءَ مِن مَعَدِّهْ ... مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ مِنْ بعدِهْ الرَّافِدُ: هُوَ الَّذِي يَلِي المَلِك وَيَقُومُ مَقَامَهُ إِذا غَابَ. والرِّفادة: شَيْءٌ كَانَتْ قُرَيش تَتَرَافَدُ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فيُخْرج كُلُّ إِنسان مَالًا بِقَدْرِ طَاقَتِهِ فَيَجْمَعُونَ مِنْ ذَلِكَ مَالًا عَظِيمًا أَيام الْمَوْسِمِ، فَيَشْتَرُونَ بِهِ لِلْحَاجِّ الجُزر وَالطَّعَامَ وَالزَّبِيبَ لِلنَّبِيذِ، فَلَا يَزَالُونَ يُطْعِمون النَّاسَ حَتَّى تَنْقَضِيَ أَيام مَوْسِمِ الْحَجِّ؛ وَكَانَتِ الرِّفادَة والسِّقاية لِبَنِي هَاشِمٍ، والسِّدانة واللِّواء لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَكَانَ أَوّلَ مَنْ قَامَ بالرِّفادة هاشمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ وَسُمِّيَ هَاشِمًا لهَشْمِه الثَّرِيدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَن يَكُونَ الفيءُ رِفْداً أَي صِلَةً وَعَطِيَّةً؛ يُرِيدُ أَن الْخَرَاجَ والفَيء الَّذِي يحْصُل، وَهُوَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ أَهلِ الفَيء، يَصِيرُ صِلَاتٍ وَعَطَايَا، ويُخَص بِهِ قَوْمٌ دُونَ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِ الْهَوَى لَا بِالِاسْتِحْقَاقِ وَلَا يُوضَعُ مَوَاضِعَهُ. والرِّفْدُ: الصِّلَةُ؛ يُقَالُ: رَفَدْتُه رَفْداً، وَالِاسْمُ الرِّفْد. والإِرْفاد: الإِعطاء والإِعانة. والمرافَدة: المُعاونة. والتَّرافد: التَّعَاوُنُ. والاستِرفاد: الِاسْتِعَانَةُ. وَالِارْتِفَادُ: الْكَسْبُ. والتَّرفيدُ: التَّسويدُ. يُقَالُ: رُفِّدَ فُلَانٌ أَي سُوِّدَ وَعُظِّمَ. ورَفَّد القومُ فُلَانًا: سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم. والرِّفادة: دِعامة السَّرْجِ وَالرَّحْلِ وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ رَفَده وَعَلَيْهِ يَرْفِده رَفْداً. وكلُّ مَا أَمسك شَيْئًا: فَقَدْ رَفده. أَبو زَيْدٍ: رَفَدتُ عَلَى الْبَعِيرِ أَرْفِدُ رَفْداً [رِفْداً] إِذا جُعِلَتْ لَهُ رِفادة؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ مِثْلُ رِفَادَةِ السَّرْجِ. والرَّوافِدُ خَشَبُ السَّقْفِ؛ وأَنشد الأَحمر: رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ، ... بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم وارتَفَد المالَ: اكْتَسَبَهُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَجَباً مَا عَجِبْتُ من واهِبِ المالِ، ... يُباهي بِهِ ويَرْتَفِدُه ويُضِيعُ الَّذِي قَدَ أَوْجَبَه اللَّهُ ... عَلَيْهِ، فَلَيْسَ يَعْتَمِدُه «1» . والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ: العُسُّ الضَّخْمُ؛ وَقِيلَ: الْقَدَحُ الْعَظِيمُ الضَّخْمُ. والعُسُّ: القَدَح الضَّخْمُ يَرْوِي الثَّلَاثَةَ والأَربعة والعِدَّة، وَهُوَ أَكبر مِنَ الغُمَر، والرَّفْدُ أَكبر مِنْهُ، وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ القدَح أَي

_ (1). قوله [فليس يعتمده] الذي في الأَساس: يعتهده أي يتعهده، وكل صحيح

قَدْرٍ كَانَ. والرَّفودُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تملَؤُه فِي حَلْبَةٍ وَاحِدَةٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ الدَّائِمَةُ عَلَى مِحْلَبها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ الَّتِي تُتابِعُ الحَلَب. وَنَاقَةٌ رَفُود: تَمْلأُ مِرْفَدها؛ وَفِي حَدِيثِ حَفْرِ زَمْزَمَ: أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ، ونَنْحَرِ ... المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ، بِالضَّمِّ: جَمْعُ رَفُود وَهِيَ الَّتِي تملأُ الرَّفْد فِي حَلْبَةٍ وَاحِدَةٍ. الصِّحَاحُ: والمِرْفَدُ الرَّفْد وَهُوَ الْقَدَحُ الضَّخْمُ الَّذِي يُقْرَى فِيهِ الضَّيْفُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو بِرِفْدٍ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الرِّفْد القَدح تُحتلَب النَّاقَةُ فِي قَدَحٍ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنَ الْمَعُونَةِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ المُؤَرِّجُ هُوَ الرِّفد للإِناء الَّذِي يُحْتَلَبُ فِيهِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الرَّفد، بِالْفَتْحِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: رَفْد ورِفْد الْقَدَحُ؛ قَالَ: وَالْكَسْرُ أَعرب. ابْنُ الأَعرابي: الرَّفْد أَكبر مِنَ العُسِّ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ رَفُود تَدُوم عَلَى إِنائها فِي شِتَائِهَا لأَنها تُجالِحُ الشَّجَرَ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الرَّفْد والمِرْفَد الَّذِي تُحْلَبُ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّفد الْمَعُونَةُ بِالْعَطَاءِ وسقْي اللَّبَنِ والقَوْل وكلِّ شيءٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: أَعْطَى زكاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نفسُه رافِدَةً عَلَيْهِ ؛ الرَّافدة، فَاعِلَةٌ؛ مِنَ الرِّفْد وَهُوَ الإِعانة. يُقَالُ: رَفَدْته أَي أَعَنْتُه؛ مَعْنَاهُ أَن تُعِينَه نَفْسُه عَلَى أَدائها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبادة: أَلا ترون أَن لَا أَقُوم إِلَّا رِفْداً أَي إِلا أَن أُعان عَلَى الْقِيَامِ؛ وَيُرْوَى رَفْداً، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيمانُكم مِنَ النُّصْرَةِ والرِّفادة أَي الإِعانة. وَفِي حَدِيثِ وَفْد مَذْحِج: حَيّ حُشَّد رُفَّد ، جَمْعُ حَاشِدٍ وَرَافِدٍ. والرَّفْد: النَّصِيبُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ؛ قَالَ: مجازُه مجازُ الْعَوْنِ الْمُجَازِ، يُقَالُ: رَفَدْتُه عِنْدَ الأَمير أَي أَعنته، قَالَ: وَهُوَ مَكْسُورُ الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فَهُوَ الرَّفد. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ عَوْنًا لِشَيْءٍ أَو اسْتَمْدَدْتَ بِهِ شَيْئًا فَقَدْ رَفَدْته. يُقَالُ: عَمَدْت الْحَائِطَ وأَسْنَدْته ورَفَدْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَفَدْتُ فُلَانًا مَرْفَداً: قَالَ: وَمِنْ هَذَا أُخذت رِفادَة السَّرْجِ مِنْ تَحْتِهِ حَتَّى يَرْتَفِعَ. والرِّفْدَة: العُصبة مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ الرَّاعِي: مُسَأَّل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه، ... مِنْ كُلِّ قَوْم قَطين، حَوْلَه، رِفَدُ والمِرْفَد: العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بِهَا المرأَة الرَّسْحاء. والرِّفادة: خِرْقَةٌ يُرْفَدُ بِهَا الجُرْح وَغَيْرُهُ. والتَّرْفِيدُ: الْعَجِيزَةُ: اسْمٌ كالتَّمْتِين والتَّنْبيت؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها، ... ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها: مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها؟ أَي نُقِيمُ فَلَا نَظْعَنُ، وإِذا قَامُوا قَامَتْ عُمُدُ أَخبيتهم، فكأَنّ هَذِهِ الخَوْد مَلَّتِ الرِّحْلَةَ لِنِعْمَتِهَا فسأَلت: مَتَى تَكُونُ الإِقامة وَالْخَفْضُ؟ وَالتَّرْفِيدُ: نَحْوٌ مِنَ الهَمْلَجة؛ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: وإِن غُضَّ مِنْ غَرْبِها رَفَّدَتْ ... وَشِيجًا، وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذَنَبِهَا. وَالْمَرَافِيدُ: الشاءُ لَا يَنْقَطِعُ لَبَنُهَا صَيْفًا وَلَا شِتَاءً. والرَّافدَان: دِجْلَةُ وَالْفُرَاتُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يُعَاتِبُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي تَقْدِيمِ أَبي الْمُثَنَّى عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيَّ عَلَى الْعِرَاقِ وَيَهْجُوهُ:

بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه ... فَزَاريّاً، أَحَذَّ يَدِ القَمِيص أَراد أَنه خَفِيفٌ، نَسَبَهُ إِلى الْخِيَانَةِ. وَبَنُو أَرْفِدَة الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: جِنْسٌ مِنَ الْحَبَشِ يَرْقُصُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِلْحَبَشَةِ: دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير. هُوَ لَقَبٌ لَهُمْ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ أَبيهم الأَقدم يُعْرَفُونَ بِهِ، وَفَاؤُهُ مَكْسُورَةٌ وَقَدْ تُفْتَحُ. ورُفَيدة: أَبو حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُمُ الرُّفَيْدَاتُ، كَمَا يُقَالُ لِآلِ هُبَيْرة الهُبَيْرات. رقد: الرُّقاد: النَّوْم. والرَّقْدَة: النَّوْمَةُ. وَفِي التَّهْذِيبِ عَنِ اللَّيْثِ: الرُّقود النَّوْمُ بِاللَّيْلِ، والرُّقادُ: النَّوْمُ بِالنَّهَارِ؛ قَالَ الأَزهري: الرُّقاد والرُّقُود يَكُونُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عِنْدَ الْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قالُوا يَا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا ؛ هَذَا قَوْلُ الْكُفَّارِ إِذا بُعِثُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَانْقَطَعَ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ مِنْ مرقدنا، ثم قالت لهم الْمَلَائِكَةُ: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا مِنْ صِفَةِ المَرْقَد، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: حَقٌّ مَا وعَد الرَّحْمَنُ؛ وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ المَرْقَد مَصْدَرًا، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا وَهُوَ الْقَبْرُ، وَالنَّوْمُ أَخو الْمَوْتِ. ورَقَدَ يَرْقُدُ رَقْداً ورُقُوداً ورُقاداً: نَامَ. وَقَوْمٌ رُقُود أَي رُقَّد. والمَرْقَد، بِالْفَتْحِ: الْمَضْجَعُ. وأَرْقَدَهُ: أَنامه. والرَّقُود والمِرْقِدَّى: الدَّائِمُ الرُّقاد؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَلَقَدْ رَقَيْتَ كِلابَ أَهلِكَ بالرُّقَى، ... حَتَّى تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودا وَرَجُلٌ مِرْقِدَّى مِثْلُ مِرْعِزَّى أَي يَرْقَدُّ فِي أُموره. والمُرْقِدُ: شَيْءٌ يُشرب فينوِّم مَن شَرِبَهُ ويُرْقِدُه. والرَّقْدَة: هَمْدة مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. ورَقَدَ الحَرُّ: سَكَنَ. والرَّقْدَة: أَن يُصِيبَكَ الْحَرُّ بَعْدَ أَيام رِيحٍ وَانْكِسَارٍ مِنَ الوَهَج. ورَقَدَ الثوبُ رَقْداً ورُقاداً: أَخلق. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: رَقَدَتِ السوقُ كَسَدت، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ فِي هَذَا الْمَعْنَى نَامَتْ. وأَرْقَد بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْقَدَ الرَّجُلُ بأَرض كَذَا إِرْقاداً إِذا أَقام بِهَا. والارقِدادُ والارْمِدادُ: السَّيْرُ، وَكَذَلِكَ الإِغْذاذُ. ابْنُ سِيدَهْ: الِارْقِدَادُ سُرْعَةُ السَّيْرِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: ارْقَدَّ ارْقِداداً أَي أَسرع؛ وَقِيلَ: الِارْقِدَادُ عَدْوُ الناقِزِ كأَنه نَفَرَ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يَرْقَدُّ. يُقَالُ: أَتيتك مُرْقَدّاً؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَذْهَبَ عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا: فظلَّ يَرْقَدُّ مِنَ النَّشاط، ... كالبَرْبَريّ لَجَّ فِي انخِراط وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَلِيمًا: يَرْقَدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ، ويَتْبَعُه ... حَفِيفُ نافجَة، عُثْنُونها حَصِب يَرْقَدُّ: يُسْرِعُ فِي عَدْوِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ السُّرْعَةِ وَمِنَ النُّقَازِ وَمِنَ الذهاب على الوجه. والرَّاقَدانُ: طَفْرُ الجَدْي والحَمَل وَنَحْوِهِمَا من النشاط. المُرْقَدُّ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي المُرْقِدُ مُخَفَّفٌ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ هُوَ. والراقُودُ: دَنٌّ طَوِيلُ الأَسفل كَهَيْئَةِ الإِرْدَبَّة يُسَيَّع دَاخِلُهُ بِالْقَارِ، وَالْجَمْعُ الرَّوَاقِيدُ معرَّب، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: لَا يَشْرَبُ فِي رَاقُودٍ وَلَا جرَّة ؛ الراقُود: إِناءُ خَزَفٍ مُسْتَطِيلٌ مقيَّر، وَالنَّهْيُ عَنْهُ كَالنَّهْيِ عَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنَاتِمِ

وَالْجِرَارِ الْمُقَيَّرَةِ. ورُقاد والرُّقاد: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: أَلا قُلْ للأَمير: جُزِيتَ خَيْرًا ... أَجِرْنا مِنْ عُبَيدةَ والرُّقادِ ورَقْد: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: وَادٍ فِي بِلَادِ قَيْسٍ، وَقِيلَ: جَبَلٌ وَرَاءَ إِمَّرَةَ فِي بِلَادِ بَنِي أَسد؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وأَظْهَرَ فِي عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه ... عَلاجِيمُ، لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ تُنْحَتُ مِنْهُ الأَرْحِية؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ كِرْكِرَة الْبَعِيرِ ومَنْسِمَه: تَفُضُّ الحَصَى عَنْ مُجْمِرات وَقِيعِه، ... كَأَرْحاءِ رَقْدٍ، زَلَّمَتْها المَناقِرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما وَصَفَ ذُو الرُّمَّةِ مَنَاسِمَ الإِبل لَا كِرْكِرَةَ الْبَعِيرِ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ. وتَفُضُّ: تُفَرِّقُ أَي تُفَرِّقُ الْحَصَى عَنْ مَنَاسِمِهَا. وَالْمُجْمِرَاتُ: الْمُجْتَمِعَاتُ الشَّدِيدَاتُ. وزَلَّمَتها الْمَنَاقِرُ: أَخَذت مِنْ حَافَاتِهَا. والرُّقادُ: بَطْنٌ مِنْ جَعْدة؛ قَالَ: مُحافَظَةً عَلَى حَسَبي، وأَرْعَى ... مَساعِي آلِ ورْدٍ والرُّقاد ركد: رَكَدَ الْقَوْمُ يَرْكُدون رُكوداً: هدأُوا وَسَكَنُوا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: لَهَا، كُلَّما رِيعَتْ، صلاةٌ ورَكْدَةٌ ... بِمُصْدانَ، أَعْلى اثْنَيْ شَمَامِ الْبَوَائِنِ ورَكَدَ الماءُ والريحُ والسفينةُ والحرُّ والشمسُ إِذا قامَ قائمُ الظَّهِيرَةِ. وَكُلُّ ثَابِتٍ فِي مَكَانٍ: فَهُوَ رَاكِدٌ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى أَن يُبالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ ثُمَّ يُتوضأَ مِنْهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرَّاكِدُ هُوَ الدَّائِمُ السَّاكِنُ الَّذِي لَا يَجْرِي. يُقَالُ: رَكَدَ الماءُ رُكُوداً إِذا سَكَنَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الصَّلَاةِ: فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا ورُكودها ؛ هُوَ السُّكُونُ الَّذِي يَفْصِلُ بَيْنَ حَرَكَاتِهَا كَالْقِيَامِ والطمأْنينة بَعْدَ الرُّكُوعِ والقَعْدة بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَفِي التَّشَهُّدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سعد ابن أَبي وَقَّاصٍ: أَركُدُ بِهِمْ فِي الأُولَيَيْن وأَحْذِفُ فِي الأَخيرَتَيْن أَي أَسكن وأُطيل الْقِيَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيين مِنَ الصَّلَاةِ الرُّبَاعِيَّةِ، وأُخفِّف فِي الأَخيرتين. ورَكَدت الرِّيحُ إِذا سَكَنَتْ فَهِيَ رَاكِدَةٌ. وركَد الْمِيزَانُ إِذا اسْتَوَى؛ وأَنشد: وَقَوَّمَ الْمِيزَانَ حِينَ يَرْكُد، ... هَذَا سميريٌّ، وَهَذَا مَوْلِدُ قَالَ: هُمَا دِرْهَمَانِ. ورَكَد العَصير مِنَ الْعِنَبِ: سَكَن غَلَيانه. وَكُلُّ مَا ثَبَتَ فِي شَيْءٍ، فَقَدْ رَكَد. والرواكِدُ: الأَثافي، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِثَبَاتِهَا. ورَكَدت الْبَكَرَةُ: ثَبَتَتْ وَدَارَتْ، وَهُوَ ضِدٌّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كَمَا رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطِيَ حُكْمَه ... بِهَا القَيْنُ مِنْ عُودٍ، تَعَلَّلَ جَاذِبُهُ ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: رَكَدَتْ؛ وَتَكُونُ بِمَعْنَى وَقَفَتْ، يَعْنِي بَكْرة مِنْ عُودٍ. وَالْقَيْنُ: الْعَامِلُ. والمَراكِدُ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي يَرْكُدُ فِيهَا الإِنسان وَغَيْرُهُ. وَالْمَرَاكِدُ: مَغامِض الأَرض؛ قَالَ أُسامة بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ حِمَارًا طَرَدَتْهُ الْخَيْلُ فَلَجأَ إِلى الْجِبَالِ فِي شِعَابِهَا وَهُوَ يَرَى السَّمَاءَ طَرَائِقَ: أَرَتْهُ مِنَ الجَرْباء فِي كلِّ مَوْطِنٍ ... طِباباً، فَمثْواهُ، النهارَ، المراكِدُ وَجَفْنَةٌ رَكُود: ثَقِيلَةٌ مَمْلُوءَةٌ؛ وأَنشد: المُطْعِمِينَ الجَفْنَةَ الرَّكُودا، ... ومَنعُوا الرَّيْعانَة الرَّفودا يَعْنِي بالرَّيْعانة الرَّفود: نَاقَةً فَتِيَّة تُرِفدُ أَهلها بكثرة لبنها.

رمد: الرَّمَدُ: وَجَعُ الْعَيْنِ وانتفاخُها. رَمِدَ، بِالْكَسْرِ، يَرْمَدُ رَمَداً وَهُوَ أَرْمَدُ ورَمِدٌ، والأُنثى رَمْداء: هاجَتْ عَينُه؛ وَعَيْنٌ رَمْداء ورَمِدَة، ورَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً، وَقَدْ أَرمَدَها اللَّهُ فَهِيَ رَمِدة. والرَّمادُ: دُقاق الْفَحْمِ مِنْ حُراقَةِ النَّارِ وَمَا هَبا مِنَ الجَمْر فَطَارَ دُقاقاً، وَالطَّائِفَةُ مِنْهُ رَمادة؛ قَالَ طُريح: فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما ... خاوِيةً، كالتِّلال دامِرُها وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كَثِيرُ الأَضياف لأَن الرَّمَادَ يَكْثُرُ بِالطَّبْخِ، وَالْجَمْعُ أَرْمِدَة وأَرْمِداءُ وإِرْمِداءُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا نَظِيرَ لإِرْمِداءَ الْبَتَّةَ؛ وَقِيلَ: الأَرْمِداءُ مِثَالُ الأَربعاء وَاحِدُ الرَّماد. ورَمادٌ أَرمَدُ ورِمْدِدٌ ورِمْدَد ورِمْدِيدٌ: كَثِيرٌ دَقِيقٌ جِدًّا. الْجَوْهَرِيُّ: رَمادٌ رِمْدِدٌ أَي هَالِكٌ جَعَلُوهُ صِفَةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا وَفِي الْحَدِيثِ: وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً، لَا تَذَرُ مِنْ عادٍ أَحداً ؛ الرِّمْدِد، بِالْكَسْرِ: الْمُتَنَاهِي فِي الِاحْتِرَاقِ والدِّقة؛ يُقَالُ: يَوْم أَيْوَمُ إِذا أَرادوا الْمُبَالَغَةَ. سِيبَوَيْهِ: إِنما ظَهَرَ المثْلان فِي رِمْدِد لأَنه مُلْحَقٌ بِزهْلِق، وَصَارَ الرّمادُ رِمْدِداً إِذا هَبا وَصَارَ أَدَقَّ مَا يَكُونُ. والرمْدِداءُ، مَكْسُورٌ مَمْدُودٌ: الرَّمَادُ. ورَمَّد الشِّواءَ: أَصابه بِالرَّمَادِ. وَفِي الْمَثَلِ: شَوى أَخُوك حَتَّى إِذا أَنضَجَ رَمَّدَ؛ يُضْرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَعُودُ بِالْفَسَادِ عَلَى مَا كَانَ أَصلحه، وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلَّذِي يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ ثُمَّ يُفْسِدُهُ بِالْمِنَّةِ أَو يَقْطَعُهُ. والتَّرْمِيدُ: جَعْلُ الشيءِ فِي الرَّمَادِ. ورَمَّد الشِّواءَ: مَلَّه فِي الْجَمْرِ. والمُرَمَّدُ مِنَ اللَّحْمِ: المشوِيّ الَّذِي يملُّ فِي الْجَمْرِ. أَبو زَيْدٍ: الأَرْمِداءُ الرَّماد؛ وأَنشد: لَمْ يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ، مِنْ ثَرْيائه، ... غيرَ أَثافِيه وأَرمِدائِه وَثِيَابٌ رُمْدٌ: وَهِيَ الغُبْر فِيهَا كُدُوْرَةٌ، مأْخوذ مِنَ الرَّماد، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِضَرْبٍ مِنَ الْبَعُوضِ: رُمْدٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ الصَّائِدَ: تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى، وسامِرُه ... رُمْدٌ، بِهِ عاذِرٌ مِنْهُنَّ كالجَرَب والأَرْمَدُ: الَّذِي عَلَى لَوْنِ الرَّماد وَهُوَ غُبرة فِيهَا كُدرَة؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّعَامَةِ رَمداءُ، وَلِلْبَعُوضِ رُمْدٌ. وَالرُّمْدَةُ: لَوْنٌ إِلى الغُبْرَة. وَنَعَامَةٌ رَمْداءُ: فِيهَا سَوَادٌ مُنْكَسِفٌ كلَون الرَّمَادِ. وَظَلِيمٌ أَرمد كَذَلِكَ، وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن الْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الباءِ فِي رَبَدَ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ أَنه قَالَ: يَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ بالماءِ الرَّمِدِ وبالماءِ الطَّرِدِ؛ فَالطَّرِدُ الَّذِي خَاضَتْهُ الدَّوَابُّ، والرَّمِدُ الكَدِر الَّذِي صَارَ عَلَى لَوْنِ الرَّمَادِ. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ: وَعَلَيْهِمْ ثِيَابٌ رُمْد أَي غُبْرٌ فِيهَا كُدْرَةٌ كَلَوْنِ الرَّمَادِ، وَاحِدُهَا أَرمد. والرَّماديُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ بِالطَّائِفِ أَسود أَغبر. والرَّمْد: الْهَلَاكُ. والرَّمادة: الْهَلَاكُ. ورَمَدَ الْقَوْمُ رَمْداً: هَلَكُوا؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: صبَبْتُ عَلَيْكُمْ حاصِبي فتَرَكْتُكم ... كأَصْرام عادٍ، حِينَ جَلَّلها الرَّمْدُ وأَرمَدوا كَرَمَدُوا. ورمَّدَهم اللَّهُ وأَرمَدَهم: أَهلكهم، وَقَدْ رَمَدَهم يَرْمِدُهم فَجَعَلَهُ مُتَعَدِّيًا؛

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ رَمَدْنا الْقَوْمَ نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهم رَمْداً أَي أَتينا عَلَيْهِمْ. وأَرمدَ الرَّجُلُ إِرماداً: افْتَقَرَ. وأَرمد الْقَوْمُ إِذا جَهِدُوا. والرَّمادة: الْهَلَكَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: سأَلت رَبِّي أَن لَا يُسَلِّطَ عَلَى أُمتي سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانيها أَي تُهْلِكُهُمْ. يُقَالُ: رَمَدَه وأَرمَدَه إِذا أَهلكه وَصَيَّرَهُ كَالرَّمَادِ. ورَمِدَ وأَرمَدَ إِذا هَلَكَ. وَعَامُ الرَّمادة: مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن النَّاسَ والأَموال هَلَكُوا فِيهِ كَثِيرًا؛ وَقِيلَ: هُوَ لِجَدْبٍ تَتَابَعَ فَصَيَّرَ الأَرض وَالشَّجَرَ مِثْلَ لَوْنِ الرَّمَادِ، والأَول أَجود؛ وَقِيلَ: هِيَ أَعوام جَدْب تَتَابَعَتْ عَلَى النَّاسِ فِي أَيام عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه أَخر الصَّدَقَةَ عَامَ الرَّمادة وَكَانَتْ سَنَةَ جَدْب وقَحْط فِي عَهْدِهِ فَلَمْ يأْخذها مِنْهُمْ تَخْفِيفًا عَنْهُمْ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنهم لَمَّا أَجدبوا صَارَتْ أَلوانهم كَلَوْنِ الرَّمَادِ. وَيُقَالُ: رَمِدَ عيشُهم إِذا هَلَكُوا. أَبو عُبَيْدٍ: رَمِدَ الْقَوْمُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وارمَدُّوا، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ رَمَدُوا وأَرْمَدوا. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلشَّيْءِ الْهَالِكِ مِنَ الثِّيَابِ: خَلوقة قَدْ رَمَدَ وهَمَدَ وبادَ. وَالرَّامِدُ: الْبَالِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَهاهٌ أَي خَيْرٌ وَبَقِيَّةٌ، وَقَدْ رَمَدَ يَرْمُدُ رُمودة. ورمَدت الْغَنَمُ تَرْمِدُ رَمْداً: هَلَكَتْ مِنْ بَرْدٍ أَو صَقِيعٍ. رمَّدت الشَّاةُ وَالنَّاقَةُ وَهِيَ مُرَمِّد: اسْتَبَانَ حَمْلُهَا وَعَظُمَ بَطْنُهَا وَوَرِمَ ضَرْعها وَحَيَاؤُهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا أَنزلت شَيْئًا عِنْدَ النَّتاج أَو قُبيله؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا أَنزلت شَيْئًا قَلِيلًا مِنَ اللَّبَنِ عِنْدَ النَّتَاجِ. والتَّرْميدُ: الإِضراع. ابْنُ الأَعرابي: وَالْعَرَبُ تَقُولُ رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ، رَمَّدَتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ. وأَرمَدتِ الناقةُ: أَضرعت، وَكَذَلِكَ الْبَقَرَةُ وَالشَّاةُ. وَنَاقَةٌ مُرْمِد ومُرِدٌّ إِذا أَضرعت. اللِّحْيَانِيُّ: مَاءٌ مُرمِدٌ إِذا كَانَ آجِنًا. والارْمِداد: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ النَّعَامَ. والارْمِيداد: الجِدُّ والمَضاءُ. أَبو عَمْرٍو: ارقَدَّ البعِيرُ ارقِداداً وارْمَدَّ ارمِداداً، وَهُوَ شِدَّةُ الْعَدْوِ. قَالَ الأَصمعي: ارقَدّ وارمَدّ إِذا مَضَى عَلَى وَجْهِهِ وأَسرع. وبالشَّواجِن مَاءٌ يُقال لَهُ: الرَّمادة؛ قَالَ الأَزهري: وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا فَوَجَدْتُهُ عَذْبًا فُرَاتًا. وَبَنُو الرَّمْدِ وَبَنُو الرَّمداء: بَطْنَانِ. ورَمادانُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَها ... رِعانٌ وقِيعانٌ، مِنَ البِيدِ، سَمْلَق وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ رَمْد، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ مَاءٌ أَقطعه سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمِيلًا العُذري حِينَ وَفَدَ عليه. رند: الرَّنْد: الْآسُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْعُودُ الَّذِي يُتبخر بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ مِنْ أَشجار الْبَادِيَةِ وَهُوَ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ يُسْتَاكُ بِهِ، وَلَيْسَ بِالْكَبِيرِ، وَلَهُ حَبٌّ يُسَمَّى الغارَ، وَاحِدَتُهُ رَنْدَة؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتِّرا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: رُبَّمَا سَمُّوا عُودَ الطِّيبِ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ رَنْدًا، وأَنكر أَن يَكُونَ الرَّنْدُ الْآسَ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ: الرَّنْدُ الْآسُ عِنْدَ جَمَاعَةِ أَهل اللُّغَةِ إِلا أَبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ وَابْنَ الأَعرابي، فإِنهما قَالَا: الرَّنْدُ الحَنْوَة وَهُوَ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ. قَالَ الأَزهري: والرَّند عِنْدَ أَهل الْبَحْرَيْنِ شِبْهُ جُوالَق [جِوالَق] [جُوالِق] [جِوالِق] وَاسِعُ الأَسفل مَخْرُوطُ الأَعلى، يُسَفُّ مِنْ خُوصِ

النَّخْلِ، ثُمَّ يُخَيَّط وَيُضْرَبُ بالشُّرُط الْمَفْتُولَةِ مِنَ اللِّيفِ حَتَّى يَتَمَتَّن، فَيَقُومُ قَائِمًا ويُعَرَّى بعُرىً وَثِيقَةٍ يُنْقَلُ فِيهِ الرُّطَبُ أَيام الخِراف، يُحْمَلُ مِنْهُ رَنْدَانِ عَلَى الْجَمَلِ القَويّ، قَالَ: ورأَيت هَجَريّاً يَقُولُ لَهُ النَّرْد، وكأَنه مَقْلُوبٌ، وَيُقَالُ لَهُ القَرْنة أَيضاً. والرِّيْوَندُ «2» الصِّينِيُّ: دَوَاءٌ بَارِدٌ جَيِّدٌ لِلْكَبِدِ، وليس بعربي محض. رهد: رَهَّدَ الرجلُ إِذا حَمُقَ حَمَاقَةً مُحكَمَة. ورهَدَ الشيءَ يَرْهَدُه رَهْداً: سَحَقَهُ سَحْقًا شَدِيدًا، وَالْكَافُ أَعرف. والرَّهادة: الرَّخاصَة. والرَّهِيدُ: النَّاعِمُ الرَّخْصُ. وَفَتَاةٌ رَهِيدة: رَخْصة. والرَّهيدة: بُرٌّ يُدَقُّ وَيُصَبُّ عليه لبن. رود: الرَّوْدُ: مَصْدَرُ فِعْلِ الرَّائِدِ، وَالرَّائِدُ: الَّذِي يُرْسَل فِي الْتِمَاسِ النُّجْعَة وَطَلَبِ الكلإِ، وَالْجَمْعُ رُوَّاد مِثْلُ زَائِرٍ وزُوَّار. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين: يَدْخُلُونَ رُوَّاداً وَيَخَرُجُونَ أَدلة أَي يَدْخُلُونَ طَالِبِينَ لِلْعِلْمِ مُلْتَمِسِينَ لِلْحِلْمِ مِنْ عِنْدِهِ وَيَخْرُجُونَ أَدلة هُداة لِلنَّاسِ. وأَصل الرَّائِدِ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ يُبْصِر لَهُمُ الكلأَ وَمَسَاقِطَ الْغَيْثِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: وَسَمِعْتُ الرُّوَّاد يَدْعُونَ إِلى رِيَادَتِهَا أَي تَطْلُبُ النَّاسَ إِليها، وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: إِنَّا قوم رادَةٌ ؛ وهو جَمْعُ رَائِدٍ كَحَاكَةٍ وَحَائِكٍ، أَي نَرْوُدُ الْخَيْرَ وَالدِّينَ لأَهلنا. وَفِي شِعْرِ هُذَيْلٍ: رادَهم رَائِدُهُمْ «3»، وَنَحْوُ هَذَا كَثِيرٌ فِي لُغَتِهَا، فإِما أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، وإِما أَن يَكُونَ فَعَلًا، إِلا أَنه إِذا كَانَ فَعَلًا فإِنما هُوَ عَلَى النسَب لَا عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ رَجُلًا حَاجًّا طَلَبَ عَسَلًا: فباتَ بِجَمْعٍ، ثُمَّ تمَّ إِلى مِنًى، ... فأَصبح رَأْدًا يَبتغِي المزْجَ بالسَّحْل أَي طَالِبًا؛ وَقَدْ رَادَ أَهله مَنْزِلًا وَكَلَأً، وَرَادَ لَهُمْ رَوْداً ورِياداً وَارْتَادَ وَاسْتَرَادَ. وَفِي حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وأُخته: فاستَراد لأَمر اللَّهِ أَي رَجَعَ وَلَانَ وَانْقَادَ، وَارْتَادَ لَهُمْ يَرْتَادُ. وَرَجُلٌ رادٌ: بِمَعْنَى رَائِدٍ، وَهُوَ فَعَل، بِالتَّحْرِيكِ، بِمَعْنَى فَاعِلٍ كالفَرَط بِمَعْنَى الْفَارِطِ. وَيُقَالُ: بَعَثْنَا رَائِدًا يرود لنا الكلأَ وَالْمَنْزِلَ وَيَرْتَادُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ أَي يَنْظُرُ وَيَطْلُبُ وَيَخْتَارُ أَفضله. قَالَ وجاءَ فِي الشِّعْرِ: بَعَثُوا رَادَهُمْ أَي رَائِدَهُمْ؛ وَمِنْ أَمثالهم: الرائدُ لَا يَكْذب أَهلَه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي لَا يَكْذِبُ إِذا حَدَّثَ، وإِنما قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه إِن لَمْ يَصْدُقهم فَقَدْ غَرَّرَ بِهِمْ. وَرَادَ الكلأَ يَرُوده رَوْداً ورِياداً وَارْتَادَهُ ارْتِيَادًا بِمَعْنًى أَي طَلَبَهُ. وَيُقَالُ: رَادَ أَهلَه يَرُودُهُمْ مَرْعىً أَو مَنْزِلًا رِيَادًا وَارْتَادَ لَهُمُ ارْتِيَادًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذا أَراد أَحدكم أَن يَبُولَ فليَرتَدْ لِبَوْلِهِ أَي يَرْتَادُ مَكَانًا دَمِثاً لَيِّنًا مُنْحَدِرًا، لِئَلَّا يَرْتَدَّ عَلَيْهِ بَوْلُهُ وَيَرْجِعَ عَلَيْهِ رَشاشُه. وَالرَّائِدُ: الَّذِي لَا مَنْزِلَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْحُمَّى رائدُ الْمَوْتِ أَي رَسُولُ الْمَوْتِ الَّذِي يَتَقَدَّمُهُ، كَالرَّائِدِ الَّذِي يُبْعَثُ ليَرتاد مَنْزِلًا وَيَتَقَدَّمُ قَوْمَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَوْلِدِ: أُعيذُك بِالْوَاحِدِ، مِنْ شَرِّ كلِّ حَاسِدٍ وكلِّ خَلْقٍ رَائِدٍ أَي يَتَقَدَّمُ بِمَكْرُوهٍ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ مُسترادٌ لِمِثْلِهِ، وَفُلَانَةٌ مُسْتَرَادٌ لِمِثْلِهَا أَي مِثلُه وَمِثْلُهَا يُطلب ويُشَحُّ بِهِ لِنَفَاسَتِهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

_ (2). قوله [والريوند] في القاموس والروند كسجل، يعني بكسر ففتح فسكون، والأَطباء يزيدونها أَلفاً، فيقولون راوند. (3). قوله [رادهم رائدهم] كذا بالأصل وكتب السيد مرتضى بالهامش صوابه راد رادهم.

ولكنَّ دَلًّا مُستراداً لمِثلِه، ... وَضَرْبًا للَيْلى لَا يُرى مِثلُه ضَرْبًا ورادَ الدارَ يَرُودُها: سأَلها؛ قَالَ يَصِفُ الدَّارَ: وَقَفْتُ فِيهَا رَائِدًا أَرُودُها وَرَادَتِ الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ: رَعَتْ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَكَانَ مِثلَينِ أَن لَا يَسرحَوا نَعَماً، ... حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ، وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها. والروائدُ: الْمُخْتَلِفَةُ مِنَ الدَّوَابِّ؛ وَقِيلَ: الروائدُ مِنْهَا الَّتِي تَرْعَى مِنْ بَيْنِهَا وَسَائِرُهَا مَحْبُوسٌ عَنِ الْمَرْتَعِ أَو مَرْبُوطٌ. التَّهْذِيبُ: وَالرَّوَائِدُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّتِي تَرْتَعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ مِنْهَا ورائدُ الْعَيْنِ: عُوَّارُها الَّذِي يَرُودُ فِيهَا. وَيُقَالُ: رادَ وِسادُه إِذا لَمْ يَسْتَقِرَّ. والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد: الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يُمَشِّي بِهَا ذَبُّ الرِّيادِ، كأَنه ... فَتًى فارسيٌّ فِي سراويلِ رَامِحُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً اخْتَلَفَتْ فِي الْمَرْعَى مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً وَذَلِكَ رِيادُها، وَالْمَوْضِعُ مَرادٌ؛ وَكَذَلِكَ مَرادُ الرِّيحِ وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يُذهَبُ فِيهِ ويُجاء؛ قَالَ جَنْدَلٌ: والآلُ فِي كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وَفِي حَدِيثِ قَسٍّ: ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي مَوْضِعًا يُحْشَرُ فِيهِ الْخَلْقُ، وَهُوَ مَفْعل مِنْ رادَ يَرْودُ. وإِن ضُمَّت الْمِيمُ، فَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُرادُ أَن يُحْشَرَ فِيهِ الْخَلْقُ. وَيُقَالُ: رادَ يَرودُ إِذا جَاءَ وَذَهَبَ وَلَمْ يَطْمَئِنْ. وَرَجُلٌ رَائِدُ الوِسادِ إِذا لَمْ يَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ لِهَمٍّ أَقلَقَه وَبَاتَ رائدَ الْوِسَادَ؛ وأَنشد: تَقُولُ لَهُ لَمَّا رأَت جَمْعَ رَحلِه: ... «4» أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها؟ دَعَا عَلَيْهَا بأَن لَا تَنَامَ فَيَطْمَئِنَّ وِسَادُهَا. وامرأَة رادٌ ورَوادٌ، بِالتَّخْفِيفِ غير مهموز، ورَؤُود؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عَلِيٍّ: طَوَّافَةٌ فِي بُيُوتِ جَارَاتِهَا، وَقَدْ رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً، فَهِيَ رادَة إِذا أَكثرت الِاخْتِلَافَ إِلى بُيُوتِ جَارَاتِهَا. الأَصمعي: الرادَة مِنَ النِّسَاءِ؛ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، الَّتِي تَرودُ وَتَطُوفُ، والرَّأَدة، بِالْهَمْزِ. السَّرِيعَةُ الشَّبَابُ، مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَرَادَتِ الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً: جَالَتْ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا تَحَرَّكَتْ، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تَحَرَّكَتْ تَحَرُّكًا خَفِيفًا. وأَراد الشيءَ: شاءَه؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الإِرادَة تَكُونُ مَحَبَّة وَغَيْرَ مَحَبَّةٍ؛ فأَما قَوْلُهُ: إِذا مَا المرءُ كَانَ أَبوه عَبْسٌ، ... فَحَسْبُكَ مَا تريدُ إِلى الْكَلَامِ فإِنما عَدَّاهُ بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى الَّذِي يُحْوِجُكَ أَو يَجِيئُكَ إِلى الْكَلَامِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ: أُريدُ لأَنسى ذِكرَها، فكأَنما ... تَمثَّلُ لِي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى سِيبَوَيْهِ قَدْ حَكَى إِرادتي بِهَذَا لَكَ أَي قَصْدِي بِهَذَا لَكَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ ؛ أَي أَقامه الخَضِرُ. وَقَالَ: يُرِيدُ والإِرادة إِنما تَكُونُ

_ (4). قوله [تَقُولُ لَهُ لَمَّا رَأَتْ جمع رحله] كذا بالأَصل ومثله في شرح القاموس. والذي في الأَساس: لما رأت خمع رجله، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله.

مِنَ الْحَيَوَانِ، والجدارُ لَا يُرِيدُ إِرادَة حَقِيقِيَّةً لأَنَّ تَهَيُّؤه لِلسُّقُوطِ قَدْ ظَهَرَ كَمَا تَظْهَرُ أَفعال الْمُرِيدِينَ، فَوُصِفَ الْجِدَارُ بالإِرادة إِذ كَانَتِ الصُّورَتَانِ وَاحِدَةً؛ وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي اللُّغَةِ وَالشِّعْرِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فِي مَهْمَةٍ قَلِقَتْ بِهِ هاماتُها، ... قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وَقَالَ آخَرُ: يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء، ... ويَعدِلُ عَنْ دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْ أَنواع الإِرادة. وأَراده عَلَى الشَّيْءِ: كأَداره. والرَّودُ والرُّؤْدُ: المُهْلَة فِي الشَّيْءِ. وَقَالُوا: رُوَيْداً أَي مَهلًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ حِكَايَةُ أَهل اللُّغَةِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَهُوَ عِنْدَهُ اسْمٌ لِلْفِعْلِ. وَقَالُوا رُوَيداً أَي أَمهِلْه وَلِذَلِكَ لَمْ يُثن وَلَمْ يُجْمع وَلَمْ يُؤَنَّثْ. وَفُلَانٌ يَمْشِي عَلَى رُودٍ أَي عَلَى مَهَل؛ قَالَ الجَموحُ الظَّفَرِيُّ: تَكادِ لَا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها، ... كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي عَلَى رُودِ وَتَصْغِيرُهُ رُوَيد. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: تَكْبِيرُ رويدٍ رَوْدٌ وَتَقُولُ مِنْهُ أَرْوِدْ فِي السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارْفُقْ؛ وَقَالَ إمرُؤ القيس: جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وَبِفَتْحِ الْمِيمِ أَيضاً مِثْلَ المُخْرَج والمَخرج؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده جوادَ، بِالنَّصْبِ، لأَن صدرَه: وأَعدَدْتُ لِلْحَرْبِ وثَّابَةً والجَواد هُنَا الْفَرَسُ السَّرِيعَةُ. والمَحَثَّة: مِنَ الْحَثِّ؛ يَقُولُ إِذا اسْتَحْثَثْتَهَا فِي السَّيْرِ أَو رَفَقْتَ بِهَا أَعطتك مَا يُرْضِيكَ مِنْ فِعْلِهَا. وَقَوْلُهُمْ: الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عَمَلَهُ فِي سُكُونٍ لَا يُشَعر بِهِ. والإِرواد: الإِمهال، وَلِذَلِكَ قَالُوا رُوَيداً بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِمْ إِرْواداً الَّتِي بِمَعْنَى أَرْوِدْ، فكأَنه تَصْغِيرُ التَّرْخِيمِ بِطَرْحِ جَمِيعِ الزَّوَائِدِ، وَهَذَا حُكْمُ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّحْقِيرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ فِي رُوَيْدٍ لأَنه جَعَلَهُ بَدَلًا مِنْ أَرْوِدْ، غَيْرَ أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ مِنْهَا إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسْمٌ مِثْلُ إِرواد، وَذَهَبَ غَيْرُ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن رُويداً تَصْغِيرُ رُود؛ وأَنشد بَيْتَ الْجَمُوحِ الظُّفْرِيِّ: كأَنها ثَمِلٌ يَمْشِي عَلَى رُود قَالَ: وَهَذَا خطأٌ لأَن رُوداً لَمْ يُوضَعْ مَوْضِعَ الْفِعْلِ كما وضعت إِرواد بِدَلِيلِ أَرود. وَقَالُوا: رُويدك زَيْدًا فَلَمْ يَجْعَلُوا لِلْكَافِ مَوْضِعًا، وإِنما هِيَ لِلْخِطَابِ وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: أَرَأَيتك زَيْدًا أَبو مَنْ؟ وَالْكَافُ لَا مَوْضِعَ لَهَا لأَنك لَوْ قُلْتَ أَرأَيت زَيْدًا أَبو مَنْ هُوَ لَا يَسْتَغْنِي الْكَلَامُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَسَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ أَردتَ الدَّرَاهِمَ لأَعطيتك رُوَيْدَ مَا الشِّعرِ؛ يُرِيدُ أَرْوِدِ الشِّعْرَ كَقَوْلِ الْقَائِلِ لَوْ أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فَدَعِ الشِّعْرَ؛ قَالَ الأَزهري: فَقَدْ تَبَيَّنَ أَن رُويد فِي مَوْضِعِ الْفِعْلِ ومُتَصَرَّفِهِ يَقُولُ رُويدَ زَيْدًا، وإِنما يَقُولُ أَرود زَيْدًا؛ وأَنشد: رُويدَ عَلِيًّا، جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمِّهم ... إِلينا، وَلَكِنْ وُدُّهم مُتَماينُ قَالَ: رَوَاهُ ابْنُ كَيْسَانَ [وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ مُتيامِنُ] وَفَسَّرَهُ أَنه ذَاهِبٌ إِلى الْيَمَنِ. قَالَ: وَهَذَا أَحب إِليّ مِنْ مُتَمَايِنُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ رُوَيْدَ زَيْدٍ كَقَوْلِهِ غَدْرَ الْحَيِّ وضَرْبَ الرِّقاب؛ قَالَ: وَعَلَى هَذَا أَجازوا رُويدك نَفْسَكَ زَيْدًا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ يَكُونُ رُوَيْدُ صِفَةً فَيَقُولُونَ سَارُوا سَيْرًا رُويداً، وَيَحْذِفُونَ السَّيْرَ فَيَقُولُونَ سَارُوا رُويداً يَجْعَلُونَهُ حَالًا

لَهُ، وَصَفَ كَلَامَهُ واجتزأَ بِمَا فِي صَدْرِ حَدِيثِهِ مِنْ قَوْلِكَ سَارَ عَنْ ذِكْرِ السَّيْرِ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ ضَعْهُ رُوَيْدًا أَي وَضَعًا رُوَيْدًا، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الرَّجُلِ يُعَالِجُ الشَّيْءَ إِنما يُرِيدُ أَن يَقُولَ عِلَاجًا رُوَيْدًا، قَالَ: فَهَذَا عَلَى وَجْهِ الْحَالِ إِلا أَن يَظْهَرَ الْمَوْصُوفُ بِهِ فَيَكُونُ عَلَى الْحَالِ وَعَلَى غَيْرِ الْحَالِ. قَالَ: وَاعْلَمْ أَن رُوَيْدًا تَلْحَقُهَا الْكَافُ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ أَفعِلْ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ رُوَيْدَكَ زَيْدًا وَرُوَيْدَكُمْ زَيْدًا، فَهَذِهِ الْكَافُ الَّتِي أُلحقت لِتَبْيِينِ الْمُخَاطَبِ فِي رُوَيْدًا، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب لأَنها لَيْسَتْ بِاسْمٍ، وَرُوَيْدٌ غَيْرُ مُضَافٍ إِليها، وَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلى زَيْدٍ لأَنه اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ يَعْمَلُ عَمَلَ الأَفعال، وَتَفْسِيرُ رُوَيْدٍ مَهْلًا، وَتَفْسِيرُ رُوَيْدَكَ أَمهِلْ، لأَن الْكَافَ إِنما تَدْخُلُهُ إِذا كَانَ بِمَعْنَى أَفعِل دُونَ غَيْرِهِ، وإِنما حُرِّكَتِ الدَّالُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فنُصبَ نَصْبَ الْمَصَادِرِ، وَهُوَ مُصَغَّرٌ مَأْمُورٌ بِهِ لِأَنَّهُ تَصْغِيرُ التَّرْخِيمِ مِنْ إِرْوَادٍ، وَهُوَ مَصْدَرُ أَرْوَدَ يُرْوِد، وَلَهُ أَربعة أَوجه: اسْمٌ لِلْفِعْلِ وَصِفَةٌ وَحَالٌ وَمَصْدَرٌ، فَالِاسْمُ نَحْوَ قَوْلِكَ رُوَيْدَ عَمْرًا أَي أَروِدْ عَمْرًا بِمَعْنَى أَمهِلْه، وَالصِّفَةُ نَحْوَ قَوْلِكَ سَارُوا سَيْرًا رُويداً، وَالْحَالُ نَحْوَ قَوْلِكَ سَارَ القومُ رُويداً لَمَّا اتَّصَلَ بِالْمَعْرِفَةِ صَارَ حَالًا لَهَا، وَالْمَصْدَرُ نَحْوَ قَوْلِكَ رُوَيْدَ عَمْرٍو بالإِضافة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَضَرْبَ الرِّقابِ. وَفِي حَدِيثِ أَنْجَشَةَ: رُويدَك رِفْقاً بِالْقَوَارِيرِ أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق؛ وَقَالَ الأَزهري عِنْدَ قَوْلِهِ: فَهَذِهِ الْكَافُ الَّتِي أُلحقت لِتَبْيِينِ الْمُخَاطَبِ فِي رُوَيْدًا، قَالَ: وإِنما أُلحقت الْمَخْصُوصَ لأَن رُوَيْدًا قَدْ يَقَعُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَالذَّكَرِ والأُنثى، فإِنما أَدخل الْكَافَ حَيْثُ خِيف الْتِبَاسُ مَنْ يُعْنى مِمَّنْ لَا يُعْنى، وإِنما حُذِفَتْ فِي الأَول اسْتِغْنَاءً بِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ لأَنه لَا يَعْنِي غَيْرَهُ. وَقَدْ يُقَالُ رُوَيْدًا لِمَنْ لَا يَخَافُ أَن يَلْتَبِسَ بِمَنْ سِوَاهُ تَوْكِيدًا، وَهَذَا كَقَوْلِكَ النَّجاءَكَ والوَحاك تَكُونُ هَذِهِ الْكَافُ عَلَمًا للمأْمورين والمنهبين. قَالَ وَقَالَ اللَّيْثَ: إِذا أَردت بِرُوَيد الْوَعِيدَ نَصَبْتَهَا بِلَا تَنْوِينٍ؛ وأَنشد: رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا، ... كأَنك بالضحَّاك قَدْ قَامَ نادِبُه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: وَقَدْ يَكُونُ رُوَيْدًا لِلْوَعِيدِ، كَقَوْلِهِ: رُويدَ بَنِيَ شيبانَ، بعضَ وَعيدِكم ... تُلاقوا غَدًا خَيْلي عَلَى سَفَوانِ فأَضاف رُوَيْدًا إِلى بَنِي شَيْبَانَ وَنَصَبَ بعضَ وَعِيدِكُمْ بإِضمار فِعْلٍ، وإِنما قَالَ رُوَيْدَ بَنِي شَيْبَانَ عَلَى أَن بَنِي شَيْبَانَ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولٍ، كَقَوْلِكَ رُوَيْدَ زيدٍ وكأَنه أَمر غَيْرَهُمْ بإِمهالهم، فَيَكُونُ بَعْضَ وَعِيدِكُمْ عَلَى تَحْوِيلِ الْغَيْبَةِ إِلى الْخِطَابِ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بَنِي شَيْبَانَ مُنَادَى أَي أَمهلوا بعضَ وَعِيدِكُمْ، وَمَعْنَى الأَمر هاهنا التأْهير وَالتَّقْلِيلُ مِنْهُ، وَمَنْ رَوَاهُ رويدَ بني شيبانَ بعضَ وَعِيدِهِمْ كَانَ عَلَى الْبَدَلِ لأَن مَوْضِعَ بَنِي شَيْبَانَ نُصِبَ، عَلَى هَذَا يَتَّجِهُ إِعراب الْبَيْتِ؛ قَالَ: وأَما مَعْنَى الْوَعِيدِ فَلَا يَلْزَمُ وإِنما الْوَعِيدُ فِيهِ بِحَسَبِ الْحَالِ لأَنه يَتَوَعَّدُهُمْ بِاللِّقَاءِ وَيَتَوَعَّدُونَهُ بِمِثْلِهِ. قَالَ الأَزهري: وإِذا أَردت برُويد الْمُهْلَةَ والإِرواد فِي الشَّيْءِ فَانْصُبْ وَنَوِّنْ، تَقُولُ: امْشِ رُوَيْدًا، قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ أَروِدْ فِي مَعْنَى رُوَيْدًا الْمَنْصُوبَةِ. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ فِي بَابِ رُوَيْدًا: كأَنّ رُوَيْدًا مِنَ الأَضداد، تَقُولُ رُوَيْدًا إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه، وإِذا أَرادوا ارْفُقْ بِهِ وأَمسكه قَالُوا: رُوَيْدًا زَيْدًا أَيضاً، قَالَ: وتَيْدَ زَيْدًا بِمَعْنَاهَا، قَالَ: وَيَجُوزُ إِضافتها إِلى زَيْدٍ لأَنهما مَصْدَرَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَضَرْبَ الرِّقابِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِن لِبَنِي أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه ، هُوَ مَفْعَل مِنَ الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شَبَّهَ الْمُهْلَةَ الَّتِي هُمْ فِيهَا بِالْمِضْمَارِ الَّذِي

يَجْرُونَ إِليه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. التَّهْذِيبُ: والرِّيدة اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الِارْتِيَادِ والإِرادة، وأَراد الشَّيْءَ: أَحبه وعُنِيَ بِهِ، وَالِاسْمُ الرِّيدُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: إِن الشَّيْطَانَ يُرِيدُ ابْنَ آدَم بِكُلِّ رِيدَةٍ أَي بِكُلِّ مَطْلَب ومُراد. يُقَالُ: أَراد يُرِيدُ إِرادة، وَالرَّيْدَةُ الِاسْمُ مِنَ الإِرادة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ مِنْ قَوْلِهِمْ: هَرَدْتُ الشَّيْءَ أُهَريدُه هِرادةً، فإِنما هُوَ عَلَى الْبَدَلِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: أُريد لأَن تَفْعَلَ مَعْنَاهُ إِرادتي لِذَلِكَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: والإِرادة الْمَشِيئَةُ وأَصله الْوَاوُ، كَقَوْلِكَ رَاوَدَهُ أَي أَراده عَلَى أَن يَفْعَلَ كَذَا، إِلا أَن الْوَاوَ سُكِّنَتْ فَنُقِلَتْ حَرَكَتُهَا إِلى مَا قَبْلَهَا فَانْقَلَبَتْ فِي الْمَاضِي أَلفاً وَفِي الْمُسْتَقْبَلِ يَاءً، وَسَقَطَتْ فِي الْمَصْدَرِ لِمُجَاوَرَتِهَا الأَلف السَّاكِنَةَ وَعَوَّضَ مِنْهَا الْهَاءَ فِي آخِرِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَتَقُولُ راوَدَ فُلَانٌ جَارِيَتَهُ عَنْ نَفْسِهَا وراوَدَتْه هِيَ عَنْ نَفْسِهِ إِذا حَاوَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ الْوَطْءَ وَالْجِمَاعَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ ؛ فَجَعَلَ الْفِعْلَ لَهَا. وراوَدْتُه عَلَى كَذَا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: حَيْثُ يُراوِدُ عمَّه أَبا طَالِبٍ عَلَى الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ الإِسراء: قَالَ لَهُ مُوسَى، صَلَّى الله عليهما وَسَلَّمَ: قَدْ وَاللَّهِ راودْتُ بَنِي إِسرائيل عَلَى أَدنى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ. وراودْته عَنِ الأَمر وَعَلَيْهِ: دَارَيْتُهُ. وَالرَّائِدُ: العُود الَّذِي يَقْبِضُ عَلَيْهِ الطَّاحِنُ إِذا أَداره. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرائدُ مَقْبِضُ الطَّاحِنِ مِنَ الرَّحَى. ورائدُ الرَّحَى: مَقْبِضُها. وَالرَّائِدُ: يَدُ الرَّحَى. والمِرْوَدُ: الْمَيْلُ وَحَدِيدَةٌ تَدُورُ فِي اللِّجَامِ ومِحورُ الْبَكْرَةِ إِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. وَفِي حَدِيثِ مَاعِزٍ: كَمَا يَدْخُلُ المِرْوَدُ فِي المكحُلةِ ؛ المِرْوَدُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الْمَيْلُ الَّذِي يُكْتَحَلُ بِهِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والمِرْوَدُ أَيضاً: المَفْصِل. والمِرْوَدُ: الوَتِدُ؛ قَالَ: داوَيْتُه بالمَحْضِ حَتَّى شَتَا، ... يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مَعَ المِروَد. وَيُقَالُ: رِيحٌ رَوْدٌ لَيِّنَةُ الهُبوب. وَيُقَالُ: رِيحٌ رَادَّةٌ إِذا كَانَتْ هَوْجاء تَجيءُ وَتَذْهَبُ. وريح رائدة: مثل رادة، وَكَذَلِكَ رُواد؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ، بَعْدَ لَيْلِي، ... رُوادُ الليلِ، مُطْلَقَةُ الكِمام وَكَذَلِكَ امرأَة رُوَادٌ ورَادة ورائدة. ريد: الرَّيْد: حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْجَبَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّيْدُ الحَيْدُ فِي الْجَبَلِ كَالْحَائِطِ، وَهُوَ الْحَرْفُ الناتئُ مِنْهُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ، وَقِيلَ صَخْرُ الْغَيِّ، يَصِفُ عُقاباً: فَمَرَّتْ عَلَى رَيْدٍ وأَعْنَتْ ببعضِها، ... فَخَرَّتْ عَلَى الرِّجْلَيْنِ أَخيَبَ خائبِ وَالْجَمْعُ أَرياد؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: بِنا إِذا اطَّرَدَت شَهْرًا أَزِمَّتُها، ... ووازنَتْ مِنْ ذُرى فَوْدٍ بأَرْيادِ وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ رُيود. والرِّئْدُ: التِّرْبُ، بِالْهَمْزِ؛ يُقَالُ: هُوَ رئِدُها أَي تِرْبُها؛ قَالَ: وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ فَلَمْ يهمز: وَقَدْ دَرَّعوها وَهِيَ ذاتُ مُؤَصَّد ... مَجُوبٍ، ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّيدُ، بِلَا هَمْزٍ: الأَمر الَّذِي تُريدُه وَتُزَاوِلُهُ. والرَّيْدانة: الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ؛ وأَنشد: هاجتْ بِهِ رَيْدانَةٌ مُعَصْفَرُ والرَّيْدَة: الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ أَيضاً. وَرِيحٌ رَيْدة وَرَادَةٌ

فصل الزاي

وريَدانة: لَيِّنَة الْهُبُوبِ؛ قَالَ: وهبَّت لَهُ ريحُ الجَنُوبِ، وأَنشرت ... له رَيْدَةٌ، يُحيي المُماتَ نَسِيمُها وأَنشد اللَّيْثُ: إِذا رَيدة مِنْ حَيْثُمَا نَفَحَتْ لَهُ، ... أَتاه بريَّاها خَليلٌ يُواصله وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ: جَرَتْ عَلَيْهَا كلُّ ريحٍ رَيْدَه، ... هَوْجاءَ سَفْواءَ، نَؤُوجِ العَوْدَه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَلْقَمَةَ التَّيْمِيِّ وَلَيْسَ لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ. وَقِيلَ: رِيحٌ رَيْدة كَثِيرَةُ الْهُبُوبِ، وَرِيحٌ رَادَةٌ إِذا كَانَتْ هَوْجَاءَ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ. وَرِيحٌ رائدة: مثل رادة وكذلك رُواد. والتَّرييدُ فِي الْحَرْبِ: رَفْعُ الأَعضاد بالمِجْنَب. التَّهْذِيبُ: والرَّيدة اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الارتياد والإِرادة. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ رَيدان، بِفَتْحِ الراءِ وَسُكُونِ الياءِ، أُطُم مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ لِآلِ حَارِثَةَ بْنِ سَهْلٍ. فصل الزاي زأد: زأَده يزْأَدُه زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً؛ مُخَفَّفٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وزُؤُوداً أَي أَفزعه، وَقِيلَ: اسْتَخَفَّهُ. الْكِسَائِيُّ: زُئِدَ الرجلُ زُؤْداً فَهُوَ مزْؤُود أَي مَذْعُورٌ إِذا فَزِعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَزُئِدَ أَي فَزِعَ، وسُئِف الرجلُ سَأْفاً مثله، وهو الزُّؤْدُ الزُّؤُدُ؛ وأَنشد: يُضَحِّي إِذا العِيسُ أَدركْنا نكايَتها، ... خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدُ زبد: الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قَبْلَ أَن يُسْلأَ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ زُبْدَة وَهُوَ مَا خلُص مِنَ اللَّبَنِ إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللَّبَنِ: رغْوتَه. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّبْدُ، بِالضَّمِّ، خُلَاصَةُ اللَّبَنِ، وَاحِدَتُهُ زُبْدَة يَذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى الطَّائِفَةِ، والزُّبْدة أَخص مِنَ الزُّبْدِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فِيهَا عجوزٌ لَا تُساوي فَلْسا، ... لَا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا يَعْنِي أَنه لَيْسَ فِي فَمِهَا سِنٌّ فَهِيَ تَنْهَس الزُّبْدَةَ، وَالزُّبْدَةُ لَا تُنهس لأَنها أَلين مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ هَذَا تَهْوِيلٌ وإِفراط، كَقَوْلِ الْآخَرِ: لَوْ تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لَمْ يَنْفَلِقْ وَقَدْ زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ. وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ كَلُّ شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لَهُمْ قُلْتَ فَعَلْتُهُمْ بِغَيْرِ أَلف، وإِذا أَردت أَن ذَلِكَ قَدْ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفعَلوا. وَقَوْمٌ زَابِدُونَ: ذَوُو زُبْد، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَوْمٌ زَابِدُونَ كَثُرَ زُبدهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وتَزَبَّدَ الزُّبْدَة: أَخذها. وَكُلُّ مَا أُخِذ خَالِصُهُ، فَقَدَ تُزُبِّد. وإِذا أَخذ الرَّجُلُ صَفْوَ الشيءِ قِيلَ: تَزَبَّده. وَمِنْ أَمثالهم: قَدْ صَرَّحَ المحْضُ عَنِ الزَّبَد؛ يَعْنُونَ بالزَّبَد رَغْوَةَ اللَّبَنِ. وَالصَّرِيحُ: اللَّبَنُ الَّذِي تَحْتَهُ المحْضُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلصِّدْقِ يَحْصُلُ بَعْدَ الْخَبَرِ الْمَظْنُونِ. وَيُقَالُ: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اخْتَلَطَتْ بِاللَّبَنِ فَلَمْ تَخْلُصْ مِنْهُ؛ وإِذا خَلَصَتِ الزُّبْدَةُ فَقَدْ ذَهَبَ الِارْتِجَانُ، يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا للأَمر الْمُشْكِلِ لَا يُهتدى لإِصلاحه. وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حَتَّى يَخْرُجَ زُبْدُه. وزُبَّاد اللَّبَنِ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ. والزُّبَّادُ: الزُّبْدُ. وَقَالُوا فِي مَوْضِعِ الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اخْتَلَطَ الْخَيْرُ بِالشَّرِّ وَالْجِيدُ

بِالرَّدِيءِ وَالصَّالِحُ بِالطَّالِحِ، وَذَلِكَ إِذا ارْتَجَنَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِاخْتِلَاطِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ. اللَّيْثُ: أَزْبَدَ الْبَحْرُ إِزباداً فَهُوَ مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب وَظَهَرَ عَلَى صِماغَيْه زَبدَتان. وزَبَّدَ شِدْق فُلَانٍ وتَزَبَّد بِمَعْنًى. والزَّبَد: زَبَد الْجَمَلِ الْهَائِجِ وَهُوَ لُغامُه الأَبيض الَّذِي تَتَلَطَّخُ بِهِ مَشَافِرُهُ إِذا هَاجَ. وَلِلْبَحْرِ زَبَد إِذا هَاجَ موجُه. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّبَدُ زَبَد الماءِ وَالْبَعِيرِ والفضةِ وَغَيْرِهَا، والزُّبْدة أَخص مِنْهُ، تَقُولُ: أَزبَد الشرابُ. وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مَائِجٍ يَقْذِفُ بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، وَالْجَمْعُ أَزْباد. والزَّبْدة: الطَّائِفَةُ مِنْهُ. وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دَفَعَ بزَبَدِه. وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَعطاه وَرَضَخَ لَهُ مِنْ مَالٍ. والزَّبْدُ، بِسُكُونِ الباءِ: الرِّفْد وَالْعَطَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَهدى إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، هَدِيَّةً فردَّها وَقَالَ: إِنا لَا نَقْبَلُ زَبْد المشركين أَي رِفْدَهم. الأَصمعي: يُقَالُ زَبَدْتُ فُلَانًا أَزْبِدُه، بِالْكَسْرِ، زَبْداً إِذا أَعطيته، فَإِنْ أَعطيته زُبداً قُلَتَ: أَزبُدُه زَبْداً، بِضَمِّ الباءِ، مِنْ أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ مَنْسُوخًا لأَنه قَدْ قَبِلَ هَدِيَّةَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: أَهدى لَهُ الْمُقَوْقِسُ مارِيَة وَالْبَغْلَةَ، وأَهدى لَهُ أُكَيْدِرُ دومةَ فَقَبِلَ مِنْهُمَا، وَقِيلَ: إِنما ردَّ هَدِيَّتَهُ لِيَغِيظَه بِرَدِّهَا فَيَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى الإِسلام، وَقِيلَ: رَدَّهَا لأَن لِلْهَدِيَّةِ مَوْضِعًا مِنَ الْقَلْبِ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَن يَمِيلَ إِليه بِقَلْبِهِ فَرَدَّهَا قَطْعًا لِسَبَبِ الْمَيْلِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ مُنَاقِضًا لِقَبُولِ هَدِيَّةِ النَّجَاشِيِّ وأُكيدر دَوْمَةَ وَالْمُقَوْقِسِ لأَنهم أَهل كِتَابٍ. والزَّبْدُ: العَونُ والرِّفْد. أَبو عَمْرٍو: تَزَبَّدَ فُلَانٌ يَمِينًا فَهُوَ مُتَزَبِّد إِذا حَلَفَ بِهَا وأَسرع إِليها؛ وأَنشد: تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، يَعلم أَنه ... هُوَ الكاذبُ الْآتِي الأُمور البُجاريا الحذَّاءُ: الْيَمِينُ المنكرة. وتَزَبَّدَها: ابْتَلَعَهَا ابْتِلَاعَ الزُّبْدَة، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلِّيانة. والزُّبَّاد: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كُلُّهُ نَبَاتٌ سُهْلي لَهُ وَرَقٌ عِرَاضٌ وسِنْفَة، وَقَدْ يَنْبُتُ فِي الجَلَدَ يأْكله النَّاسُ وَهُوَ طَيِّبٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنَيِفَةَ: لَهُ وَرَقٌ صَغِيرٌ مُنْقَبِضٌ غُبر مِثْلُ وَرَقِ المَرْزَنْجُوش تَنْفَرِشُ أَفنانه. قَالَ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الزُّبَّادُ مِنَ الأَحرار. وَقَدْ زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه وَاشْتَدَّ عُوده وَاتَّصَلَتْ بَشَرته وأَثمر. قَالَ أَعرابي: تَرَكْتُ الأَرض مُخْضَرَّةً كأَنها حُوَلاءُ بِهَا فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وَعَوْسَجٌ كأَنه النَّعَامُ مِنْ سَوَادِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مُفَسَّرٌ فِي مَوَاضِعِهِ. وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر. وتَزْبيدُ الْقُطْنِ: تَنْفِيشُهُ. وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نَفَشَتْهُ وجوَّدته حَتَّى يَصْلُحَ لأَن تَغْزِلَهُ. والزَّباد: مِثْلُ السِّنَّوْر «5». الصَّغِيرِ يُجْلَبُ مِنْ نَوَاحِي الْهِنْدِ وَقَدْ يأْنس فَيُقْتَنَى وَيُحْتَلَبُ شَيْئًا شَبِيهًا بالزُّبْد، يَظْهَرُ عَلَى حَلَمَتِهِ بِالْعَصْرِ مِثْلَ مَا يَظْهَرُ عَلَى أُنوف الْغِلْمَانِ الْمُرَاهِقِينَ فَيَجْتَمِعُ، وَلَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ وَهُوَ يَقَعُ فِي الطِّيبِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وزُبَيْدة: لَقَبُ امرأَة قِيلَ لَهَا زُبَيْدة لِنِعْمَةٍ كَانَتْ فِي

_ (5). قوله [والزباد مثل السنور] صريحه أنه دابة مثل السنور. وقال في القاموس: وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يحلب منها الطيب، وإنما الدابة السنور، والزباد الطيب إلى آخر ما قال. قال شارحه: قال القرافي: ولك أن تقول إنما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز

بَدَنِهَا وَهِيَ أُم الأَمين محمد بن هرون، وَقَدْ سَمَّتْ زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً. التَّهْذِيبِ: وزُبَيْدُ قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ. وزُبَيد، بِالضَّمِّ: بَطْنٌ مِنْ مَذْحِج رَهْطُ عَمْرِو بْنِ معديكرب الزُّبَيدي. وزَبِيدُ، بِفَتْحِ الزَّايِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. وزَبْيَدان: مَوْضِعٌ. زبرجد: الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذ؛ وأَنشد: تأْوي إِلى مِثْلِ الْغَزَالِ الأَغْيَد، ... خُمْصانَة كالرَّشَإِ المُقَلَّدِ دُرّاً مَعَ الياقوتِ والزَّبَرْجَدِ، ... أَحْصَنَها فِي يافِع مُمَرَّدِ أَراد بِالْيَافِعِ حِصْنًا طويلًا. زرد: الزَّرْد والزَّرَد: حِلَقُ المِغْفَر وَالدِّرْعِ. والزَّرَدةُ: حَلْقَة الدِّرْعِ والسَّرْدُ ثقْبها، وَالْجَمْعُ زُرُودٌ. والزَّرَّادُ: صَانِعُهَا، وَقِيلَ: الزَّايُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بَدَلٌ مِنَ السِّينِ فِي السَّرْد والسَّرَّاد. والزَّرْد مِثْلُ السَّرْد، وَهُوَ تَدَاخُلُ حِلَقِ الدِّرْعِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. والزرَد، بِالتَّحْرِيكِ: الدِّرْعُ الْمَزْرُودَةُ. وَزَرَدَهُ: أَخذ عُنُقَهُ. وَزرَده، بِالْفَتْحِ، يَزْرِدُه ويَزْرُده زَرْداً: خَنَقَهُ فَهُوَ مَزْرُود، والحَلْق مَزْرُود. والزِّرادُ: خَيْطٌ يُخْنَق بِهِ الْبَعِيرُ لِئَلَّا يَدْسَع بِجِرَّته فيملأَ رَاكِبَهُ. وزَرِدَ الشيءَ وَاللُّقْمَةَ، بِالْكَسْرِ، زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْداً: ابْتَلَعَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: سَرَطْتُ الطَّعَامَ وزَرَدْتُه وازدَرَدْتُه ازْدِراداً. نَوَادِرُ الأَعراب: طَعَامٌ زَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لَيِّنٌ سَرِيعُ الِانْحِدَارِ. والازدرادُ: الِابْتِلَاعُ. والمَزْرَدُ، بِالْفَتْحِ: الْحَلْقُ. والمَزْرَدُ: البُلْعُوم. وَيُقَالُ لِفَلْهَم المرأَة: إِنه لَزَرَدَان، لازْدِرادِه الأَيْرَ إِذا وَلَجَ فِيهِ؛ وَقَالَتْ جِلْفَةٌ مِنْ نساءِ الْعَرَبِ: إِنّ هَني لَزَرَدَانٌ مُعتدل؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ؛ سُمِّيَ الفَلهم زَرَداناً لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيور أَي يَخْنُقُهَا لِضِيقِهِ. ومُزَرِّدُ بْنُ ضِرَارٍ: أَخو الشَّمَّاخِ الشَّاعِرِ. وزَرُودُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: زَرُودُ اسْمُ رَمْلٍ مُؤَنَّثٍ؛ قَالَ الكَلْحَبَة الْيَرْبُوعِيُّ: فقُلْتُ لِكَأْسٍ: أَلْحميها فإِنما ... حَلَلتُ الكَثِيبَ مِنْ زَرُودَ لأَفْزعا زعد: الزَّعْدُ: الفَدْم العَيِيُّ. زغد: زَغَد سِقاءَه يَزْغَدُه زَغْداً إِذا عَصَرَهُ حَتَّى تخرُجَ الزُّبْدَةُ مِنْ فَمِهِ وَقَدْ تَضَايَقَ بِهَا، وَكَذَلِكَ العُكَّة، والزُّبْدُ زَغِيد. وزَغَدَه أَي عَصَرَ حَلْقَهُ. وَيُقَالُ للزُّبْدَة: الزَّغيدة والنَّهيدة. وَيُقَالُ: زَغَدَ الزُّبْدَ إِذا عَلَا فَمَ السّقاءِ فَعَصَرَهُ حَتَّى يَخْرُجَ، والزَّغْدُ: الهديرُ وَهُوَ الزُّغادِبُ والزَّغْدَب؛ وأَنشد اللَّيْثُ: بِرَجْسِ بَغْباغِ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ وزغَدَ البعيرُ يَزْغَدُ زَغْداً: هَدَر هَديراً كأَنه يَعْصِرُهُ أَو يَقْلَعهُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: يَزْغَدْنَ بَخْباخَ الهَدِير زَغْدا وَقِيلَ: الزَّغْدُ مِنَ الْهَدِيرِ الَّذِي لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: مَا رُدِّد فِي الغَلصمة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُهُ: بَخٍ وبَخْباخ الهَدير الزَّغْد يَتَوَجَّهُ عَلَى هَذَا كُلِّهِ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: قَلْخاً وبَخْباخ الهَديرِ الزَّغْدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ، وَالَّذِي في شعره: جاؤُوا بِوِرْدٍ فَوْق كلِّ وِرْد،

بعَدَدٍ عاتٍ عَلَى المُعْتَدِّ، ... بَخٍ وبَخْباخِ الهَديرِ الزَّغْدِ أَي جاؤُوا بإِبل وَارِدَةٍ فَوْقَ كُلِّ وِرْد. وَالْعَاتِي: الَّذِي يَعْتُو عَلَى مَنْ يَعُدُّهُ لِكَثْرَتِهِ. وَبَخٍ: كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الْمَدْحِ لِلشَّيْءِ وَتُكَرَّرُ لِلْمُبَالَغَةِ فِيهِ، وأَصلها التَّخْفِيفُ، وَقَدْ تُشَدَّدُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: رَوافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِدَاتِ؛ ... بَخٍ لَكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ وَبَخٍ فِي الْبَيْتِ فِي صفة العدد أَي جاؤُوا بِعَدَدٍ ذِي بَخٍ أَي يَقُولُ فِيهِ الْعَادُّ إِذا عَدّه: بَخٍ بَخٍ. الأَزهري: الزَّغْدُ تَعْصير الفحْل هدِيرَه، وهَديرٌ زغَّاد؛ قَالَ رؤْبة: داري وقَبْقاب الهَدير الزَّغَّاذ وَقَالَ أَيضاً: وزَبَداً مِنْ هَدْرِه زُغادِبا، ... يُحْسَبُ فِي أَرآدِه غَنادِبا والغُنْدُبَة: لَحْمَةٌ صُلْبة حَوْلَ الْحُلْقُومِ. الأَصمعي: إِذا أَفصح الْفَحْلُ بِالْهَدِيرِ قِيلَ هَدَر يَهْدِرُ هَدْراً، قَالَ: فإِذا جَعَلَ يَهْدِرُ هَدِيرًا كأَنه يَعصِرُه قِيلَ: زَغَد يَزْغَد زَغْداً؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: يَمُدُّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ذَهَبَ أَحمد بْنُ يَحْيَى إِلى أَن الباءَ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا رَآهُمْ يَقُولُونَ هَدِيرٌ زَغْد وزَغْدَب اعْتَقَدَ زِيَادَةَ الْبَاءِ فِي زَغْدَبَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا تَعَجْرُفٌ مِنْهُ وَسُوءُ اعْتِقَادٍ وَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَن تَكُونَ الرَّاءُ فِي سِبَطْدٍ ودِمَثْر زَائِدَةً لِقَوْلِهِمْ سَبِط ودَمِث، قَالَ: وَسَبِيلُ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ أَن لَا يُحْفل بِهِ. وتَزَغَّدَتِ الشِّقْشِقة فِي الْفَمِ: ملأَته، وَقِيلَ: ذَهَبَتْ وجاءَت، وَالِاسْمُ الزَّغد. التهذيب: والزَّغد تَزَغُّد الشَّقْشَقَةِ وَهُوَ الزَّغْدَب وَرَجُلٌ زَغْدٌ: فَدْم عَيِيّ. وَنَهْرٌ زَغَّاد: كَثِيرُ الماءِ، وَقَدْ زَغَدَ وزَخَر وَزَغَرَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ أَبو الصَّخْرِ: كأَنّ مَنْ حَلَّ فِي أَعْياصِ دَوْحَتِه، ... إِذا توالَجَ فِي أَعْياص آسادِ إِن خَافَ ثَمّ رَواياهُ عَلَى فَلَج، ... مِنْ فضْلِه، صَخِبِ الآذيِّ زَغَّادِ زغبد: الزَّغْبَدُ: الزُّبْد؛ التَّهْذِيبِ: وأَنشد أَبو حَاتِمٍ: صَبَّحُونا بِزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ، ... بَعْدَ طِرْمٍ، وتامِكٍ وثُمالِ الزَّغْبَدُ: الزُّبْدُ. والحَتيُّ: قِرْفُ المُقْلِ. والتامِك: مَا تَمَك مِنَ السَّنام وَارْتَفَعَ. وَالثِّمَالُ مِنَ الْحَلِيبِ: الرَّغْوَةُ، وَمِنَ الْحَامِضِ: الفُلاقُ الَّذِي يَبْقَى فِي أَسفل الإِناءِ؛ وأَنشد: وقِمَعاً يكْسى ثُمالًا زَغْبَدا زغرد: الزَّغْرَدَةُ: هَدِيرٌ يُرَدِّدُهُ الفحل في حلقه. زفد: التَّهْذِيبُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ صَمَّمْتُ الْفَرَسَ «1» فانْصَمَّ سَمْنًا، وحَشَوْتُه إِياه، وَزَفَدتُه إِياه، وزكَتُّه إِياه، وكله معناه الملء. زند: الزَّنْدُ والزَّنْدَةُ: خَشَبَتَانِ يُسْتَقْدَحُ بِهِمَا، فَالسُّفْلَى زَنْدَةٌ والأَعلى زَنْدٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: الزَّنْدُ الْعُودُ الأَعلى الَّذِي يُقْتَدَحُ بِهِ النَّارُ، وَالْجَمْعُ أَزْنُدٌ وأَزْنادٌ وزُنودٌ وزِنادٌ، وأَزانِدُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَقَبَّا الكُشُوح أَبيضانِ، كِلَاهُمَا ... كَعَالِيَةِ الخَطِّيِّ، وَارِي الأَزانِدِ

_ (1). قوله [صممت الفرس إلخ] عبارة القاموس صمم الفرس العلف أمكنه منه فاحتقن فيه الشحم انتهى. وبه يظهر مرجع الضمير هنا وهو قوله إياه.

والزَّنْدَةُ: الْعُودُ الأَسفل الَّذِي فِيهِ الفُرْضَة، وَهِيَ الأُنثى، وإِذا اجْتَمَعَا قِيلَ زَندان وَلَمْ يُقَلْ زَنْدَتَانِ. والزِّناد: كالزَّنْدِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وإِنه لَوَارِي الزَّنْدِ ووَرِيُّه: يَكُونُ ذَلِكَ فِي الكرَم وَغَيْرِهِ مِنَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَا قاتَلَ اللهُ صِبْيَانًا نباتُهُمُ ... أُمُّ الهُنَيْدِيِّ مِنْ زَنْدٍ لَهَا وَارِي عن رَحِمَهَا وإِنما هُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَتَقُولُ لِمَنْ أَنجدك وأَعانك: ورَتْ بِكَ زِنادي. وملأَ سِقَاءَهُ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الزَّنْدِ أَي امتلأَ. وزَنَدَ السِّقَاءَ والإِناءَ زَنْداً وزَنَّدَهُما: ملأَهما، وَكَذَلِكَ الْحَوْضُ. وزَنَدَتِ الناقةُ زَنْداً، وَذَلِكَ أَن تُخْرِجَ رَحِمَهَا عِنْدَ الْوِلَادَةِ. والزَّندُ أَيضاً: حَجَرٌ تُلَفُّ عَلَيْهِ خِرَقٌ وَيُحْشَى بِهِ حياءُ النَّاقَةِ وَفِيهِ خَيْطٌ، فإِذا أَخذها لِذَلِكَ كَرْبٌ جَرُّوهُ فأَخرجوه فَتَظُنُّ أَنها وَلَدَتْ، وَذَلِكَ إِذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا، فإِذا فُعِلَ ذَلِكَ بِهَا عَطَفَتْ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للدُّرْجَةِ الَّتِي تُدَسُّ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ الزَّنْدُ والبَداهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: زَنَدَتِ النَّاقَةُ إِذا كَانَ فِي حَيَائِهَا قَرَنٌ فَثَقَبُوا حَيَاءَهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، ثُمَّ جَعَلُوا فِي تِلْكَ الثُّقْبِ سُيُورًا وَعَقَدُوهَا عَقْدًا شَدِيدًا فَذَلِكَ التَّزْنِيدُ؛ وَقَالَ أَوس: أَبَني لُبَيْنَى، إِنَّ أُمَّكُمُ ... دَحَقَتْ، فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ وَثَوْبٌ مُزَنَّدٌ: قَلِيلُ العَرْضِ. وأَصل التَّزْنِيدِ: أَن تُخَلِّ أَشاعر النَّاقَةِ بأَخلة صِغَارٍ ثُمَّ تَشُدُّ بِشَعَرٍ، وَذَلِكَ إِذا انْدَحَقَتْ رَحِمُهَا بَعْدَ الْوِلَادَةِ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ بِالنُّونِ وَالْبَاءِ. وَثَوْبٌ مُزَنَّدٌ: مُضَيَّقٌ. وَرَجُلٌ مُزَنَّدٌ إِذا كَانَ بَخِيلًا مُمْسِكًا. وَرَجُلٌ مُزنَّد: لَئِيمٌ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّعِيُّ. وعطاءٌ مُزَنَّدٌ: قَلِيلٌ. وزَنَّدَ عَلَى أَهله: شَدَّ عَلَيْهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: زَنَدَ الرجلُ إِذا كَذَبَ، وزَنَدَ إِذا بَخِلَ، وزَنَدَ إِذا عَاقَبَ فَوْقَ مَا لَهُ. أَبو عَمْرٍو: مَا يُزْنِدُك أَحد عَلَى فَضْلِ زِند، وَلَا يُزْنِدُك وَلَا يُزَنِّدُك أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ، أَي لَا يَزِيدُك. وَيُقَالُ: تَزَنَّد فُلَانٌ إِذا ضَاقَ صَدْرُهُ. وَرَجُلٌ مُزَنَّدٌ: سَرِيعُ الْغَضَبِ. والمُزَنَّدُ: الضَّيِّقُ الْبَخِيلُ. والتَّزَنُّد: التَّحَزُّق والتَّغَضُّب؛ قَالَ عَدِيٌّ: إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجَالَ فَلَا تَلَعْ، ... وقُلْ مِثلَ مَا قَالُوا، وَلَا تَتَزَنَّدِ وَقَدْ رُوِيَ بِالْيَاءِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. والزَّنْدان: طَرَفَا عَظْمَيِ السَّاعِدَيْنِ مُذَكَّرَانِ. غَيْرُهُ: وَالزَّنْدَانِ عَظْمَا السَّاعِدِ أَحدهما أَدق مِنَ الْآخَرِ، فَطَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الإِبهام هُوَ الْكُوعُ، وَطَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْخِنْصَرَ كُرْسُوعٌ، وَالرُّسْغُ مُجْتَمَعُ الزَّنْدَيْنِ وَمِنْ عِنْدِهِمَا تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ. وَالزَّنْدُ: مَوْصِلُ طَرَفِ الذِّرَاعِ فِي الْكَفِّ وَهُمَا زَنْدَانِ: الْكُوعُ وَالْكُرْسُوعُ. وزِنادٌ: اسْمٌ. وَفِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ يَعْمَلُ زَنَداً بِمَكَّةَ ؛ الزنَد، بِفَتْحِ النُّونِ، المُسَنَّاةُ مِنْ خَشَبٍ وَحِجَارَةٍ يُضَمُّ بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ أَثبته الزَّمَخْشَرِيُّ بِالسُّكُونِ وَشَبَّهَهَا بِزَنْدِ السَّاعِدِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَالْبَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ زَنْدَوَرْدَ، هُوَ بِسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ النُّونِ وَالرَّاءِ: نَاحِيَةٌ فِي أَواخر الْعِرَاقِ، وَلَهَا ذِكْرٌ كَبِيرٌ فِي الفتوح. زهد: الزُّهد والزَّهادة فِي الدُّنْيَا وَلَا يُقَالُ الزُّهد إِلَّا في الدين خَاصَّةً، والزُّهد: ضِدُّ الرَّغْبَةِ وَالْحِرْصِ عَلَى الدُّنْيَا، وَالزَّهَادَةُ فِي الأَشياء كُلِّهَا: ضِدُّ الرَّغْبَةِ. زَهِدَ

وزَهَدَ، وَهِيَ أَعلى، يَزْهَدُ فِيهِمَا زُهْداً وزَهَداً؛ بِالْفَتْحِ عن سيبويه، وزهادة فَهُوَ زَاهِدٌ مِنْ قَوْمٍ زُهَّاد، وَمَا كَانَ زَهِيدًا وَلَقَدْ زَهَدَ وزَهِدَ يَزْهَدُ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَزَادَ ثَعْلَبٌ: وزَهُد أَيضاً، بِالضَّمِّ. وَالتَّزْهِيدُ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ: خِلَافُ التَّرْغِيبِ فِيهِ. وزَهَّدَه فِي الأَمر: رَغَّبَه عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: هُوَ أَن لَا يَغْلِبَ الْحَلَالُ شُكْرَهُ وَلَا الْحَرَامُ صَبْرَهُ ؛ أَراد أَن لَا يَعْجَزَ وَيَقْصُرَ شُكْرُهُ عَلَى مَا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنَ الْحَلَالِ، وَلَا صَبْرُهُ عَنْ تَرْكِ الْحَرَامِ؛ الصِّحَاحُ: يُقَالُ زَهِدَ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ. وَفُلَانٌ يَتَزَهَّدُ أَي يَتَعَبَّدُ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: اشْتَرَوْهُ عَلَى زُهْدٍ فِيهِ. والزَّهِيد: الْحَقِيرُ. وَعَطَاءٌ زَهِيدٌ: قَلِيلٌ. وازْدَهَدَ العطاءَ: استقلَّه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُونَ فُلَانٌ يَزْدَهِدُ عَطَاءَ مَنْ أَعطاه أَي يعدُّه زَهِيدًا قَلِيلًا. والمُزْهِدُ: الْقَلِيلُ الْمَالِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفضل النَّاسِ مُؤْمِنٌ مُزْهِدٌ ؛ المُزْهِد: الْقَلِيلُ الشَّيْءِ وإِنما سُمِّيَ مُزْهِداً لأَن مَا عِنْدَهُ مِنْ قِلَّتِهِ يُزْهَدُ فِيهِ. وَشَيْءٌ زَهيد: قَلِيلٌ؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ قَوْمًا بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهِمْ جَارَةً لَهُمْ: فَلَنْ يَطْلُبُوا سِرَّهَا للغِنَى، ... وَلَنْ يَتْرُكُوهَا لإِزْهَادِها يَقُولُ: لَنْ يَتْرُكُوهَا لِقِلَّةِ مَالِهَا وَهُوَ الإِزهاد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْنَى أَنهم لَا يُسَلِّمُونَهَا إِلى مَنْ يُرِيدُ هَتْكَ حُرْمَتِهَا لِقِلَّةِ مَالِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ عَلَيْهِ حِسَابٌ وَلَا عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِد. وَمِنْهُ حَدِيثُ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ: فَجَعَلَ يُزَهِّدُها أَي يُقَلِّلُهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنك لَزَهِيدٌ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: كَتَبَ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: أَن النَّاسَ قَدِ انْدَفَعُوا فِي الخمر وتزاهدوا الْحَدَّ أَي احْتَقَرُوهُ وأَهانوه ورأَوه زَهِيدًا. وَرَجُلٌ مُزْهِدٌ: يُزْهَدُ فِي مَالِهِ لِقِلَّتِهِ. وأَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كَانَ مُزْهِداً لَا يُرْغَبُ فِي مَالِهِ لِقِلَّتِهِ. وَرَجُلٌ زَهِيدٌ وَزَاهِدٌ: لَئِيمٌ مَزْهُودٌ فيما عنده؛ وأَنشده اللِّحْيَانِيُّ: يَا دَبْلُ مَا بِتُّ بِلَيْلٍ هَاجِدَا، ... وَلَا عَدَوْتُ الرَّكْعَتَيْنِ سَاجِدَا، مَخَافَةَ أَن تُنْفِدي المَزاوِدا، ... وتَغْبِقي بَعْدِي غَبُوقاً بَارِدَا، وتسأَلي القَرْضَ لَئِيمًا زاهِدا وَيُقَالُ: خُذْ زَهْدَ مَا يَكْفِيكَ أَي قَدْرَ مَا يَكْفِيكَ؛ ومنه يقال: زَهَدْتُ النخلَ وزَهَّدْتُه إِذا خَرَصْتَه. وأَرض زَهاد: لَا تَسِيلُ إِلا عَنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ. أَبو سَعِيدٍ: الزَّهَدُ الزَّكَاةُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، حَكَاهُ عَنْ مُبْتَكِرٍ الْبَدَوِيِّ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وأَصله مِنَ الْقِلَّةِ لأَن زَكَاةَ الْمَالِ أَقل شَيْءٍ فِيهِ. الأَزهري: رَجُلٌ زَهِيدُ الْعَيْنِ إِذا كَانَ يُقْنِعُهُ الْقَلِيلُ، وَرَغِيبُ الْعَيْنِ إِذا كَانَ لَا يُقْنِعُهُ إِلا الْكَثِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: ولَلْبَخْلَةُ الأُولى، لِمَنْ كَانَ بَاخِلًا، ... أَعفُّ، وَمَنْ يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّد يُزَهَّد أَي يُبَخَّل وَيُنْسَبُ إِلى أَنه زَهِيدٌ لَئِيمٌ. وَرَجُلٌ زَهِيدٌ وامرأَة زَهِيدٌ: قَلِيلَا الطُّعْمِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ زَهِيدٌ وامرأَة زَهِيدَةٌ وَهُمَا الْقَلِيلَا الطُّعْم؛ وَفِيهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وامرأَة زَهِيدَةٌ قَلِيلَةُ الأَكل، وَرَغِيبَةٌ: كَثِيرَةُ الأَكل، وَرَجُلٌ زَهِيدُ الأَكل. وزَهَاد التِّلاع والشِّعاب: صِغَارُهَا؛ يُقَالُ: أَصابنا مَطَرٌ أَسال زَهَاد الغُرْضانِ، الْغُرْضَانُ: الشِّعَابُ الصِّغَارُ مِنَ الْوَادِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهَا وَاحِدًا.

وَوَادٍ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. وَزَهِيدُ الأَرض: ضَيِّقُهَا لَا يَخْرُجُ مِنْهَا كَثِيرُ مَاءٍ، وَجَمْعُهُ زُهْدان. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّهيد مِنَ الأَودية القليلُ الأَخذ لِلْمَاءِ، النَّزِلُ الَّذِي يُسيله الماءُ الْهَيِّنُ، لَوْ بَالَتْ فِيهِ عَناق سَالَ لأَنه قاعٌ صُلْبٌ وَهُوَ الحَشَادُ والنَّزِلُ. وَرَجُلٌ زَهيد: ضَيِّقُ الخُلُق، والأُنثى زَهِيدَةٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: اللِّحْيَانِيُّ: امرأَة زَهيدٌ ضَيِّقَةُ الْخُلُقِ، وَرَجُلٌ زَهِيدٌ مِنْ هَذَا. والزَّهْدُ: الحَزْرُ. وزَهَدَ النخلَ يَزْهَدُه زَهْداً: خَرَصَهُ وحزره. زود: الزَّوْد: تأْسيس الزَّادِ وَهُوَ طَعَامُ السَّفَرِ وَالْحَضَرِ جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ أَزواد. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَمعكم مِنْ أَزْوِدَتِكم شَيْءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ ؛ الأَزودة جَمْعُ زَادٍ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: ملأْنا أَزْوِدَتَنا ، يُرِيدُ مَزاوِدَنا، جَمْعُ مِزْوَدٍ حَمْلًا لَهُ عَلَى نَظِيرِهِ كالأَوعية فِي وِعَاءٍ، مِثْلَ مَا قَالُوا الْغَدَايَا وَالْعَشَايَا وَخَزَايَا ونَدامى. وتَزَوَّد: اتَّخَذَ زَادًا، وزوَّده بِالزَّادِ وأَزاده؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: وَقَدْ يأْتيك بالأَخبار مَنْ لَا ... تُجَهِّزُ بالحِذاءِ، وَلَا تُزِيدُ والمِزْوَدُ: وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ الزَّادُ. وكلُّ عَمَلٍ انْقَلَبَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، عَمِلَ أَو كَسَبَ: زادٌ عَلَى الْمِثْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أَبيك فِينَا، ... فَنَعِمَ الزادُ زادُ أَبيكَ زَادَا قَالَ ابْنُ جِنِّي: زادَ الزادَ فِي آخِرِ الْبَيْتِ تَوْكِيدًا لَا غَيْرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن زَادًا فِي آخِرِ الْبَيْتِ بَدَلٌ مِنْ مِثْلَ. وزوَّدت فُلَانًا الزَّادَ تَزْوِيدًا فتزوَّده تَزَوُّداً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: فأَمرنا نَبِيُّ اللَّهِ فَجَمَعْنَا تَزاوُدَنا أَي مَا تَزَوَّدْناه فِي سَفَرِنَا مِنْ طَعَامٍ. وأَزْوادُ الرَّكْبِ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبو أُمية بْنُ الْمُغِيرَةِ والأَسود بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسد بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَمُسَافِرُ بْنُ أَبي عَمْرِو بْنِ أُمية عَمُّ عُقْبَةَ، كَانُوا إِذا سَافَرُوا فَخَرَجَ مَعَهُمُ النَّاسُ فَلَمْ يَتَّخِذُوا زَادًا مَعَهُمْ وَلَمْ يُوقِدُوا يكْفُونهم ويُغْنُونهم. وزادُ الرَّكْبِ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ مِنْ خَيْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ والسلام، الَّتِي وَصَفَهَا اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِالصَّافِنَاتِ الْجِيَادِ، وإِياه عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: فَلَمَّا رأَوا مَا قَدْ رأَتهُ شُهودُه، ... تَنَادَوْا: أَلا هَذَا الجوادُ المؤَمَّل أَبوه ابنُ زَادِ الرَّكْبِ، وَهُوَ ابنُ أُخته، ... مُعَمٌّ لَعَمْري فِي الْجِيَادِ ومُخْوَل وزُوَيْدَةُ: اسْمُ امرأَة مِنَ المَهالبة. وَالْعَرَبُ تُلَقِّبُ الْعَجَمَ بِرِقَابِ المَزاوِد. والمَزادَةُ: مَفْعَلَةٌ مِنَ الزَّادِ تتزوَّد فِيهَا الْمَاءَ وسنذكرها في زيد. زيد: الزِّيادة: النُّموّ، وَكَذَلِكَ الزُّوادَةُ. وَالزِّيَادَةُ: خِلَافُ النُّقْصَانِ. زَاد الشيءُ يزيدُ زَيْداً وزِيداً وَزِيَادَةً وَزِيَادًا ومَزِيداً ومَزاداً أَي ازدَاد. والزَّيْدُ والزِّيدُ: الزِّيَادَةُ. وَهُمْ زِيدٌ عَلَى مِائَةٍ وزَيْدٌ، قَالَ ذُو الأُصبع الْعَدْوَانِيُّ: وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مِائَةٍ، ... فأَجْمِعُوا أَمرَكم طُرًّا، فكيدونِي يُرْوَى بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ. وَزِدْتُهُ أَنا أَزيده زِيَادَةً: جَعَلْتُ فِيهِ الزِّيَادَةَ. وَاسْتَزَدْتُهُ: طَلَبْتُ مِنْهُ الزِّيَادَةَ. وَاسْتَزَادَهُ أَي استَقْصَرَه. وَاسْتَزَادَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا عَتَبَ عَلَيْهِ فِي أَمر لَمْ يَرْضَهُ،

وإِذا أَعطى رَجُلًا شَيْئًا فَطَلَبَ زِيَادَةً عَلَى مَا أَعطاه قِيلَ: قَدِ اسْتَزَادَهُ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُعْطَى شَيْئًا: هَلْ تزدادُ؟ الْمَعْنَى هَلْ تَطْلُبُ زِيَادَةً عَلَى مَا أَعطيتك؟ وَتَزَايَدَ أَهل السُّوقِ عَلَى السِّلْعَةِ إِذا بِيعَتْ فِيمَنْ يَزِيدُ، وَزَادَهُ اللَّه خيراً وزاد فِيمَا عِنْدَهُ. والْمَزِيدُ: الزِّيَادَةُ، وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ زِيادةً، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: زَائِدَةٌ. وتَزَيَّدَ السِّعْرُ: غَلَا. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: عَشْرُ أَمثالها وأَزِيدُ ، هَكَذَا يُرْوَى بِكَسْرِ الزَّايِ عَلَى أَنه فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ، وَلَوْ رُوِيَ بِسُكُونِ الزَّايِ وَفَتْحِ الْيَاءِ عَلَى أَنه اسْمٌ بِمَعْنَى أَكثر لَجَازَ. وتَزَيَّدَ فِي كَلَامِهِ وفِعْله وَتَزَايَدَ: تَكَلَّفَ الزِّيَادَةَ فِيهِ. وَإِنْسَانٌ يَتَزيَّدُ فِي حَدِيثِهِ وَكَلَامِهِ إِذا تَكَلَّفَ مُجَاوَزَةَ مَا يَنْبَغِي، وأَنشد: إِذا أَنتَ فاكهتَ الرجالَ فَلَا تَلَعْ، ... وَقُلْ مِثْلَ مَا قَالُوا، وَلَا تَتَزَيَّدِ وَيُرْوَى وَلَا تَتَزَنَّدِ، بِالنُّونِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والتَّزَيُّد فِي الْحَدِيثِ: الكذبُ. وتَزَيَّدت الإِبلُ فِي سَيْرِهَا: تَكَلَّفَتْ فَوْقَ طَوْقِهَا. وَالنَّاقَةُ تَتَزَيَّدُ فِي سَيْرِهَا إِذا تَكَلَّفَتْ فَوْقَ قَدْرِهَا. والتَّزَيُّد فِي السَّيْرِ: فَوْقَ العَنَقِ. وَالتَّزَيُّدُ: أَن يَرْتَفِعَ الفرسُ أَو الْبَعِيرُ عَنِ العَنَقِ قَلِيلًا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَإِنَّهَا لَكَثِيرَةُ الزَّيايد أَي كَثِيرَةُ الزِّيَادَاتِ، قَالَ: بِهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسدِ، ... ذاتِ سُروحٍ جَمَّة الزَّيايدِ وَمَنْ قَالَ الزَّوَائِدُ فإِنما هِيَ جَمَاعَةُ الزَّائِدَةِ، وَإِنَّمَا قَالُوا الزَّوَائِدُ فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ. والأَسد ذُو زَوَائِدَ: يَعْنِي بِهِ أَظفاره وأَنيابه وَزَئِيرَهُ وَصَوْلَتَهُ. والمَزادة: الرَّاوِيَةُ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا تَكُونُ إِلا مِنَ جِلْدَيْنِ تُفْأَمُ بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنَهُمَا لِتَتَّسِعَ، وَكَذَلِكَ السَّطِيحَةُ والشَّعيب، وَالْجَمْعُ الْمَزَادُ وَالْمُزَايِدُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَزَادَةُ الَّتِي يُحْمَلُ فِيهَا الْمَاءُ وَهِيَ مَا فُئم بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنِ الْجِلْدَيْنِ لِيَتَّسِعَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمَكَانِ الزِّيَادَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الْمَشْعُوبَةُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ فَإِنْ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهَيْنِ فَهِيَ شَعيبٌ، وَقَالُوا: الْبَعِيرُ يحمل الزادَ والمَزادَ أَي الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. وَالْمَزَادَةُ: بِمَنْزِلَةِ رَاوِيَةٍ لَا عزْلاءَ لَهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المَزادُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، هِيَ الفَرْدَةُ الَّتِي يَحْتَقِبُهَا الرَّاكِبُ بِرَحْلِهِ وَلَا عَزْلاءَ لَهَا، وأَما الرَّاوِيَةُ فإِنها تَجْمَعُ المزادتين يعكمان عَلَى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ ويُرَوَّى عَلَيْهِمَا بالرِّواءِ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَزَادَةٌ، وَالْجَمْعُ المَزايد وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْهَاءَ فَقَالُوا مَزَادٌ، قَالَ: وأَنشدني أَعرابي: تَمِيميٌّ رفِيقٌ بالمَزادِ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّطيحة جِلْدَانِ مُقَابِلَانِ. قَالَ: والمَزادَة تَكُونُ مِنْ جِلْدَيْنِ وَنَصِفٍ وَثَلَاثَةِ جُلُودٍ، سُمِّيَتْ مَزَادَةً لأَنها تَزِيدُ عَلَى السَّطِيحَتَيْنِ وَهُمَا الْمَزَادَتَانِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمَزَادَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ الظَّرْفُ الَّذِي يُحْمَلُ فِيهِ الْمَاءُ كَالرَّاوِيَةِ وَالْقِرْبَةِ وَالسَّطِيحَةِ، قَالَ: وَالْجَمْعُ الْمَزَاوِدُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَالْمَزَادَةُ مَفْعَلَة مِنَ الزِّيَادَةِ، وَالْجَمْعُ الْمَزَايِدُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَزَادَةُ مَفْعَلَة مِنَ الزَّادِ يتزوَّد فِيهَا الْمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ للأَسد إِنه ذُو زَوَائِدَ لِتَزَيُّدِهِ فِي هَدِيرِهِ وَزَئِيرِهِ وَصَوْتِهِ، قَالَ: أَو ذِي زَوَائِدَ لَا يُطافُ بأَرضه، ... يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوب المُرْسَلِ وَالزَّوَائِدُ: الزَّمَعات اللَّوَاتِي فِي مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ لِزِيَادَتِهَا. وَزِيَادَةُ الْكَبِدِ: هَنَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ مِنْهَا لأَنها تَزِيدُ عَلَى سَطْحِهَا، وَجَمْعُهَا زَيَائِدُ، وَهِيَ الزَّائِدَةُ وَجَمْعُهَا زَوَائِدُ. فِي التَّهْذِيبِ: زَائِدَةُ الْكَبِدِ جَمْعُهَا زَيَائِدُ. غَيْرُهُ: وَزَائِدَةُ

الْكَبِدِ هُنَيَّة مِنْهَا صَغِيرَةٌ إِلى جَنْبِهَا مُتَنَحِّيَةٌ عَنْهَا. وَزَائِدَةُ السَّاقِ: شَظيَّتُها. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُخْبِرُ عَنْ أَمر أَو يُسْتَفْهَمُ فَيُحَقِّقُ الْمُخْبِرَ خَبَرَهُ وَاسْتِفْهَامَهُ قَالَ لَهُ: وَزَادَ وَزَادَ، كأَنه يَقُولُ وَزَادَ الأَمر عَلَى مَا وَصَفْتُ وأَخبرت. وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ يُلَقَّبُ بِالزَّوَائِدِيِّ لأَنه كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَيْضَاتٍ، زَعَمُوا. وَحُرُوفُ الزَّوَائِدِ عَشَرَةٌ وَهِيَ: الْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ وَالسِّينُ وَالْيَاءُ وَالتَّاءُ وَاللَّامُ وَالْهَاءُ، وَيَجْمَعُهَا قَوْلُكَ فِي اللَّفْظِ" الْيَوْمَ تَنْسَاهُ" وَإِنْ شِئْتَ" هَوِيتُ السِّمَانُ" وأَخرج أَبو الْعَبَّاسِ الْهَاءُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ وَقَالَ: إِنما تأْتي مُنْفَصِلَةً لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ والتأْنيث، وإِن أَخرجت مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ السِّينَ وَاللَّامَ وَضَمَمْتَ إِليها الطَّاءَ وَالثَّاءَ وَالْجِيمَ صَارَتْ أَحد عَشَرَ حَرْفًا تُسَمَّى حُرُوفَ الْبَدَلِ. وزَيْدٌ ويَزِيدُ: اسْمَانِ سَمَّوْهُ بِالْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ مُخَلًّى مِنَ الضَّمِيرِ كَيَشْكُرُ وَيَعْصُرُ، وأَما قَوْلُ ابْنِ مَيَّادَةَ: وَجَدْنَا الْوَلِيدَ بْنَ الْيَزِيدِ مُبَارَكًا، ... شَدِيدًا بأَحْناء الْخِلَافَةِ كاهِلُه فإِنه زَادَ اللَّامَ فِي يَزِيدَ بَعْدَ خَلْعِ التَّعْرِيفِ عَنْهُ كَقَوْلِهِ: وَلَقَدْ نَهَيْتُك عَنْ بَنَاتِ الأَوبر أَراد عَنْ بَنَاتِ أَوبر، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِمَّا يُؤَكِّدُ عِلْمَكَ بِجَوَازِ خَلْعِ التَّعْرِيفِ عَنِ الِاسْمِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَلَا زيدُنا يومَ النَّقا رأْسَ زَيْدِكُمْ، ... بأَبيضَ مِنْ ماءِ الْحَدِيدِ يَمَانِي فأَضافه لِلِاسْمِ عَلَى أَنه قَدْ كَانَ خُلِعَ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ تَعَرُّفِهِ وَكَسَاهُ التَّعْرِيفَ بإِضافته إِياه إِلى الضَّمِيرِ، فَجَرَى تَعْرِيفُهُ مَجْرَى أَخيك وَصَاحِبِكَ وَلَيْسَ بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ إِذا أَردت الْعَلَمَ، فأَما قَوْلُهُ: نُبِّئْتُ أَخوالي بَنِي يَزيدُ، ... بَغْياً عَلَيْنَا، لَهُمْ فَدِيدُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَعَلَى أَنه ضَمَّنَ الْفِعْلَ الضَّمِيرَ فَصَارَ جُمْلَةً فَاسْتَوْجَبَتِ الْحِكَايَةَ، لأَن الْجُمَلَ إِذا سُمِّيَ بِهَا فَحُكْمُهَا أَن تُحْكَى، فَافْهَمْ، وَنَظَرَهُ ثَعْلَبٌ بِقَوْلِهِ: بَنُو يَدُرُّ إِذا مَشَى، ... وَبَنُو يَهِرُّ عَلَى العَشا وَقَوْلِهِ: لَا ذَعَرتُ السَّوامَ فِي فلق الصبح ... مُغَيَّرًا، وَلَا دُعِيتُ: يَزِيدُ أَي لَا دُعيتُ الفاضلَ، الْمَعْنَى هَذَا يَزِيدُ وَلَيْسَ يَتَمَدَّحُ بأَن اسْمَهُ يَزِيدُ لأَن يَزِيدَ لَيْسَ مَوْضُوعًا بَعْدَ النَّقْلِ لَهُ عَنِ الْفِعْلِيَّةِ إِلا لِلْعَلَمِيَّةِ. وزَيْدَلٌ: اسْمٌ كَزَيْدٍ، اللَّامُ فِيهِ زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي عَبْدَلٍ لِلْفِعْلِيَّةِ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَصَحَّحُوهُ لأَن الْعَلَمَ يَجُوزُ فِيهِ مَا لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِهِ، أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا مَرْيَمُ ومَكْوَزَةٌ، وَقَالُوا فِي الْحِكَايَةِ مَنْ زَيْدًا؟ وَزَيْدَوَيْهِ: اسْمٌ مُرَكَّبٌ كَقَوْلِهِمْ عَمْرَوَيْهِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَالزِّيَادَةُ: فَرَسٌ لأَبي ثَعْلَبَةَ. وتزيدُ: أَبو قَبِيلَةٍ وَهُوَ تَزِيدُ بْنُ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وإِليه تُنْسَبُ الْبُرُودُ التَّزِيدِيَّةُ، قَالَ عَلْقَمَةُ: رَدَّ القِيانُ جِمال الحَيِّ فاحتَملوا، ... فَكُلُّهَا بالتَّزِيدِيَّات مَعْكُومُ وَهِيَ بُرُودٌ فِيهَا خُطُوطٌ تُشَبَّهُ بِهَا طَرَائِقُ الدَّمِ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَعْثُرْنَ فِي حدِّ الظُّبات، كأَنما ... كُسِيَتْ بُرُودَ بَنِي تَزيدَ الأَذْرُعُ

فصل السين المهملة

فصل السين المهملة سأد: السأْد: الْمَشْيُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ نضْوِ أَورامٍ تَمَشَّتْ سأْدا والإِسْآد: سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّهِ لَا تَعْرِيسَ فِيهِ، والتأْويب: سَيْرُ النَّهَارِ لَا تَعْرِيجَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: الإِسْآد أَن تَسِيرَ الإِبل بِاللَّيْلِ مَعَ النَّهَارِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جَؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَحَابًا: سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمَانِيًا، ... يَلْوي بِعَيْقاتِ البحارِ ويَجْنَبُ قِيلَ: هُوَ مِنَ الإِسْآد الَّذِي هُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَجُوزُ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى قَلْبِ مَوْضِعِ الْعَيْنَ إِلى مَوْضِعِ اللَّامِ كأَنه سَائِدٌ أَي ذُو إِسآد، كَمَا قَالُوا تَامِرٌ وَلَابِنٌ أَي ذُو تَمْرٍ وَذُو لَبَنٍ، ثُمَّ قَلَبَ فَقَالَ سَادِئٌ فَبَالَغَ، ثُمَّ أَبدل الْهَمْزَةَ إِبدالًا صَحِيحًا فَقَالَ سَادِي، ثُمَّ أَعل كَمَا أُعل قَاضٍ وَرَامٍ؛ قَالَ: وإِنما قُلْنَا فِي سادٍ هُنَا إِنه عَلَى النَّسَبِ لَا عَلَى الْفِعْلِ لأَنَّا لَا نَعْرِفُ سأَد الْبَتَّةَ، وإِنما الْمَعْرُوفُ أَسأَد، وَقِيلَ: سَادَ هُنَا مُهْمَلٌ فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ بِمَقْلُوبٍ عَنْ شيءٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ: وَقَدْ جَاءَ السَّأْدُ إِلا أَني لَمْ أَرَ لَهُ فِعْلًا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى، إِلَّا تَلَفُّتَها ... بِاللَّيْلِ فِي سأَدٍ مِنْهَا وإِطْراق وأَسْأَد السَّيْرَ: أَدْأَبه؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: لَمْ تَلْقَ خَيْلٌ قَبْلَهَا مَا قَدْ لَقَت ... مِنْ غِبِّ هَاجِرَةٍ وَسَيْرٍ مُسْأَدِ أَراد: لقِيَتْ وَهِيَ لُغَةُ طَيِّءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِسآد الإِغْذاذُ فِي السَّيْرِ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِي سَيْرِ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: يُسْئِدُ السيرَ عَلَيْهَا راكبٌ، ... رابِطُ الجأْش عَلَى كُلِّ وَجَلْ الأَحمر: المُسْأَدُ مِنَ الزِّقاقِ أَصغر مِنَ الحَمِيت؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الَّذِي سَمِعْنَاهُ المُسْأَبُ، بِالْبَاءِ، الزِّقُّ الْعَظِيمُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمِسأَد نِحْيُ السَّمْنِ أَو الْعَسَلِ يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ فَيُقَالُ مِساد، فإِذا هُمِزَ فَهُوَ مِفْعَل، وإِذا لم يهمز فهو فِعالٌ. أَبو عَمْرٍو: السَّأْدُ، بِالْهَمْزِ، انتِقاضُ الجُرْحِ؛ يُقَالُ: سَئِدَ جُرْحُه يَسْأَدُ سَأَداً، فَهُوَ سَئيدٌ؛ وأَنشد: فَبِتُّ مِنْ ذَاكَ سَاهِرًا أَرِقاً، ... أَلقَى لِقاءَ اللَّاقِي مِنَ السَّأَدِ ويعتريه سُؤَادٌ: وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ النَّاسَ والإِبل وَالْغَنَمَ عَلَى الْمَاءِ الْمِلْحِ، وَقَدْ سُئِدَ، فَهُوَ مَسْؤُودٌ. وَيُقَالُ للمرأَة: إِن فِيهَا لَسُؤْدة أَي بَقِيَّةً مِنْ شَبَابٍ وَقُوَّةٍ. وسَأَده سَأْداً وسَأَداً: خنقه. سبد: السَّبَدُ: مَا يَطْلُعُ من رؤوس النَّبَاتِ قَبْلَ أَن يَنْتَشِرَ، وَالْجَمْعُ أَسباد؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَو كأَسبادِ النَّصِيَّةِ، لَمْ ... تَجْتَدِلْ فِي حَاجِرٍ مُسْتَنامْ وَقَدْ سَبَّدَ النباتُ. يُقَالُ: بأَرض بَنِي فُلَانٍ أَسبادٌ أَي بَقَايَا مِنْ نَبْتٍ، وَاحِدُهَا سَبَدٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: سَبَداً مِنَ التَّنُّومِ يَخْبِطُه النَّدَى، ... ونَوادراً مِنْ حَنْظلٍ خُطْبَانِ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَسبَدَ النَّصِيُّ إِسباداً، وَتَسَبَّدَ تَسَبُّدًا إِذا نَبَتَ مِنْهُ شَيْءٌ حَدِيثٌ فِيمَا قَدُمَ مِنْهُ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: قَالَ أَبو سَعِيدٍ: إِسباد النَّصِيَّةِ سَنَمَتها وَتُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الْفَوَرَانَ لأَنها تَفُورُ؛ قَالَ أَبو

عمرو: أَسبادُ النَّصِيِّ رؤُوسه أَوّل مَا يَطلع، جَمْعُ سَبَدٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ قِدحاً فَائِزًا: مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُستَلِبٌ، ... خَصْلُ الجَوارِي، طرائفٌ سَبَدُهْ أَراد أَنه مُسْتَطْرَف فَوْزه وَكَسْبُهُ. والسُّبَدُ: الشُّؤْم؛ حَكَاهُ اللَّيْثُ عَنْ أَبي الدُّقيش فِي قَوْلِهِ: إمرُؤُ الْقَيْسِ بْنَ أَرْوَى مُولِيَا، ... إِن رَآنِي لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ قُلْتُ: بَحْرًا قُلْتَ: قَوْلًا كَاذِبًا، ... إِنما يَمْنَعُنِي سَيْفِي ويَدْ والسَّبَدُ: الوَبَر، وَقِيلَ: الشَّعَرُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ أَي مَا لَهُ ذُو وَبَرٍ وَلَا صُوفٍ مُتَلَبِّدٍ، يُكَنَّى بِهِمَا عَنِ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ وَقِيلَ يُكَنَّى بِهِ عَنِ الْمَعَزِ والضأْن؛ وَقِيلَ: يُكَنَّى بِهِ عَنِ الإِبل وَالْمَعَزِ، فَالْوَبَرُ للإِبل وَالشَّعَرُ لِلْمَعَزِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: مَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ أَي مَا لَهُ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ؛ وَقَالَ غَيْرُ الأَصمعي: السَّبْدُ مِنَ الشَّعَرِ وَاللُّبَدُ مِنَ الصُّوفِ، وَبِهَذَا الْحَدِيثِ سُمِّيَ الْمَالُ سبَداً. والسَّبُّود: الشَّعَرُ. وسَبَّدَ شَعْرَهُ: استأْصله حَتَّى أَلزقه بِالْجِلْدِ وأَعفاه جَمِيعًا، فَهُوَ ضِدٌّ؛ وَقَوْلُهُ: بأَنَّا وَقَعْنَا مِنْ وليدٍ ورَهْطهِ ... خِلافَهمُ، فِي أُمِّ فَأْرٍ مُسَبَّدِ عَنَى بأُم فأْر الدَّاهِيَةَ، وَيُقَالُ لَهَا: أُم أَدراص. والدِّرْصُ يَقَعُ عَلَى ابْنِ الْكَلْبَةِ والذِّئبة وَالْهِرَّةِ والجُرَذ واليَرْبُوع فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ؛ وَهَذَا كَقَوْلِهِ: عَرَق السِّقاء عَلَى القَعودِ اللاغِبِ أَراد عَرَقَ القِرْبَة فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ. وَقَوْلُهُ مُسَبَّد إِفراط فِي الْقَوْلِ وَغُلُوٌّ، كَقَوْلِ الْآخَرِ: وَنَحْنُ كَشَفَنَا مِنْ معاويةَ الَّتِي ... هِيَ الأُمُّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ عَنَى الدِّمَاغَ لأَن الدِّمَاغَ يُقَالُ لَهَا فَرْخٌ، وَجَعَلَهُ مُنَقْنِقًا عَلَى الغلوِّ. وَالتَّسْبِيدُ: أَن يَنْبُتَ الشَّعَرُ بَعْدَ أَيام. وَقِيلَ: سَبَّدَ الشعرُ إِذا نَبَتَ بَعْدَ الْحَلْقِ فَبَدَا سَوَادُهُ. وَالتَّسْبِيدُ: التَّشْعِيثُ. وَالتَّسْبِيدُ: طُلُوعُ الزَّغَب؛ قَالَ الرَّاعِي: لَظَلَّ قُطاميٌّ وتحتَ لَبانِه ... نَواهِضُ رُبْدٌ، ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: التَّسْبِيدُ فِيهِمْ فاشٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سأَلت أَبا عُبَيْدَةَ عَنِ التَّسْبِيدِ فَقَالَ: هُوَ تَرْكُ التَّدَهُّنِ وَغَسْلُ الرأْس؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْحَلْقُ وَاسْتِئْصَالُ الشَّعَرِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ؛ وَقَدْ يَكُونُ الأَمران جَمِيعًا. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ وَالتَّسْبِيدُ. وسَبَّدَ الفرخُ إِذا بَدَا رِيشُهُ وَشَوَّكَ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ فِي قِصَرِ الشَّعَرِ: مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لَمْ تَنْبُتْ قوادِمُه ... فِي حَاجِبِ الْعَيْنِ، مِنْ تسْبيدِه، زَبَبُ يَصِفُ فَرْخَ قَطَاةٍ حَمَّمَ وَعَنَى بِتَسْبِيدِهِ طُلُوعَ زَغَبِهِ. وَالْمُنْهَرِتُ: الْوَاسِعُ الشِّدْقِ. وَقَوَادِمُهُ: أَوائل رِيشِ جَنَاحِهِ. وَالزَّبَبُ: كَثْرَةُ الزَّغَبِ؛ قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ مَا يُثْبِتُ قَوْلَ أَبي عُبَيْدَةَ؛ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَدِمَ مَكَّةَ مُسَبِّداً رأْسه فأَتى الْحَجَرَ فَقَبَّلَهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَالتَّسْبِيدُ هَاهُنَا تَرْكُ التَّدَهُّنِ وَالْغُسْلِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ التَّسْمِيدُ، بِالْمِيمِ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبَّدَ شعرُه وسَمَّدَ إِذا نَبَتَ بَعْدَ الْحَلْقِ حَتَّى يَظْهَرَ. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ يَقُولُ: سَبَّدَ الرَّجُلُ شَعَرَهُ إِذا سَرَّحَه وَبَلَّهُ وَتَرَكَهُ،

قَالَ: لَا يُسَبِّدُ ولكنَّه يُسَبِّدُ «2». وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَبَّدَ شعرَه وسَمَّدَه إِذا استأْصله حَتَّى أَلحقه بِالْجِلْدِ. قَالَ: وسَبَّدَ شعرَه إِذا حَلَقَهُ ثُمَّ نَبَتَ مِنْهُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سَبَدَ شعرَه وسَبَّده وأَسْبَدَه وسَبَتَه وأَسبَتَه وسَبَّتَه إِذا حَلَقَهُ. والسُّبَدُ: طَائِرٌ إِذا قَطَرَ عَلَى ظَهْرِهِ قطرةٌ مِنْ مَاءٍ جَرى؛ وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ لَيِّنُ الرِّيشِ إِذا قَطَرَ الْمَاءُ عَلَى ظَهْرِهِ جَرَى مِنْ فَوْقِهِ لِلِينِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَكُلَّ يَوْمٍ عرشُها مَقِيلي، ... حَتَّى تَرَى المِئْزَرَ ذَا الفُضولِ، مِثلَ جناح السُّبَدِ الغسيلِ والعرب تسمي الْفَرَسَ بِهِ إِذا عَرِقَ؛ وَقِيلَ: السُّبَدُ طَائِرٌ مِثْلُ العُقاب؛ وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ الْعِقْبَانِ، وإِياه عَنَى سَاعِدَةُ بقوله: كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ، ... غَدَاةَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسِيلُ وَجَمْعُهُ سِبْدانٌ؛ وَحَكَى أَبو مَنْجُوفٍ عَنِ الأَصمعي قَالَ: السُّبَدُ هُوَ الخُطَّاف البَرِّيُّ، وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: هُوَ مِثْلُ الْخُطَّافِ إِذا أَصابه الْمَاءُ جَرَى عَنْهُ سَرِيعًا، يَعْنِي الْمَاءَ؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ: تقريبُه المَرَطَى والجَوزُ مُعْتَدِلٌ، ... كأَنه سُبَدٌ بالماءِ مغسولُ الْمَرَطَى: ضَرْبٌ مِنَ الْعَدْوِ. وَالْجَوْزُ: الْوَسَطُ. والسُّبَدُ: ثَوْبٌ يُسَدُّ بِهِ الحوضُ المَرْكُوُّ لِئَلَّا يَتَكَدَّرَ الْمَاءُ يُفْرَشُ فِيهِ وَتُسْقَى الإِبل عَلَيْهِ وإِياه عَنَى طُفَيْلٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ يُقَوِّي مَا قَالَ الأَصمعي: حَتَّى تَرَى الْمِئْزَرَ ذَا الْفُضُولِ، ... مِثْلَ جَنَاحِ السُّبَدِ الْمَغْسُولِ والسُّبَدَةُ: الْعَانَةُ «3». والسِّبَدَةُ: الدَّاهِيَةُ. وإِنه لَسِبْدُ أَسباد أَي دَاهٍ فِي اللُّصُوصِيَّةِ. والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتى: النَّمِرُ، وَقِيلَ الأَسد؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: قَرْمٌ جَوادٌ مِنْ بَنِي الجُلُنْدى، ... يَمْشِي إِلى الأَقران كالسَّبَنْدَى وَقِيلَ: السَّبْنَدَى الْجَرِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ الزَّفَيَان: لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شالتْ تُحْدَى، ... أَتبعْتُهُنَّ أَرْحَبِيّاً مَعْدَا أَعيَسَ جَوّابَ الضُّحَى سَبَنْدَى، ... يَدَّرِعُ الليلَ إِذا مَا اسْوَدَّا وَقِيلَ: هُوَ الْجَرِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هِيَ اللَّبْوَةُ الْجَرِيئَةُ، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الْجَرِيئَةُ الصَّدْرِ وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ؛ قَالَ: عَلَى سَبَنْدَى طَالَمَا اعْتَلى بِهِ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: السَّبَنْدى الْجَرِيءُ، وَفِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: الطَّوِيلُ، وَكُلُّ جريء سَبَنْدى وسَبَنْتى. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السَّبَنْتاةُ النَّمِرُ وَيُوصَفُ بِهَا السَّبُعُ؛ وَقَوْلُ المُعَذَّلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: مِنَ السُّحِّ جَوَّالًا كأَنَّ غُلامَه ... يُصَرِّفُ سِبْداً، فِي العِيانِ، عَمَرَّدا وَيُرْوَى سِيداً. قَوْلُهُ مِنَ السُّحِّ يُرِيدُ مِنَ الْخَيْلِ الَّتِي تَسِحُّ الْجَرْيَ أَي تَصُبُّ. والعمرَّد: الطَّوِيلُ، وظن

_ (2). قوله [لَا يُسَبِّدُ وَلَكِنَّهُ يُسَبِّدُ] كذا بالأَصل. ولعل معناه: لا يستأصل شعره بالحلق ولا يترك دهنه ولكنه يسرحه ويغسله ويتركه فيكون بينهما الجناس التام (3). قوله [والسبدة العانة] وكذلك السبد كصرد كما في القاموس وشرحه

بَعْضُهُمْ أَن هَذَا الْبَيْتَ لِجَرِيرٍ وَلَيْسَ لَهُ، وَبَيْتُ جَرِيرٍ هُوَ قَوْلُهُ: عَلَى سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحَى، ... إِذا عَادَ فِيهِ الركضُ سِيداً عَمرَّدا سبرد: سَبْردَ شعرَه إِذا حَلَقَهُ، والناقةُ إِذا أَلقت وَلَدَهَا لَا شَعَرَ عَلَيْهِ، فهو المُسَبْرَدُ. سجد: السَّاجِدُ: الْمُنْتَصِبُ فِي لُغَةِ طَيِّءٍ، قَالَ الأَزهري: وَلَا يُحْفَظُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. ابْنُ سِيدَهْ: سَجَدَ يَسْجُدُ سُجُودًا وَضَعَ جَبْهَتَهُ بالأَرض، وَقَوْمٌ سُجَّدٌ وَسُجُودٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ؛ هَذَا سُجُودُ إِعظام لَا سُجُودُ عِبَادَةٍ لأَن بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ يَكُونُوا يَسْجُدُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ الزَّجَّاجُ: إِنه كَانَ مِنْ سُنَّةِ التَّعْظِيمِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَن يُسْجَد لِلْمُعَظَّمِ، قَالَ وَقِيلَ: خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا أَي خَرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ الْحَسَنِ والأَشبه بِظَاهِرِ الْكِتَابِ أَنهم سَجَدُوا لِيُوسُفَ، دَلَّ عَلَيْهِ رؤْياه الأُولى الَّتِي رَآهَا حِينَ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ ؛ فَظَاهِرُ التِّلَاوَةِ أَنهم سَجَدُوا لِيُوسُفَ تَعْظِيمًا لَهُ مِنْ غَيْرِ أَن أَشركوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وكأَنهم لَمْ يَكُونُوا نُهُوا عَنِ السُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا يَجُوزُ لأَحد أَن يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ؛ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ لأَهل الْعَرَبِيَّةِ: وَهُوَ أَن يُجْعَلَ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ، وَفِي قَوْلِهِ: رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ ، لَامَ مِنْ أَجل؛ الْمَعْنَى: وَخَرُّوا مِنْ أَجله سُجَّدًا لِلَّهِ شُكْرًا لِمَا أَنعم اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَيْثُ جَمَعَ شَمْلَهُمْ وَتَابَ عَلَيْهِمْ وَغَفَرَ ذَنْبَهُمْ وأَعز جَانِبَهُمْ وَوَسَّعَ بِيُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَهَذَا كَقَوْلِكَ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِعُيُونِ النَّاسِ أَي مِنْ أَجل عُيُونِهِمْ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: تَسْمَعُ لِلجَرْعِ، إِذا استُحِيرا، ... لِلْمَاءِ فِي أَجوافها، خَريرَا أَراد تَسْمَعُ لِلْمَاءِ فِي أَجوافها خَرِيرَا مِنْ أَجل الْجَرْعِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ* ؛ قال أَبو إِسحق: السُّجُودُ عِبَادَةٌ لِلَّهِ لَا عِبَادَةٌ لِآدَمَ لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِنما خَلَقَ مَا يَعْقِلُ لِعِبَادَتِهِ. والمسجَد والمسجِد: الَّذِي يُسْجَدُ فِيهِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَاحِدُ الْمَسَاجِدِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ مَوْضِعٍ يُتَعَبَّدُ فِيهِ فَهُوَ مسجَد [مسجِد]، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: جُعِلَتْ لِيَ الأَرض مَسْجِدًا وَطَهُورًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ ؛ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ أَنه مَنْ أَظلم مِمَّنْ خَالَفَ مِلَّةَ الإِسلام؟ قَالَ: وَقَدْ كَانَ حُكْمُهُ أَن لَا يَجِيءَ عَلَى مَفْعِل وَلَكِنَّهُ أَحد الْحُرُوفِ الَّتِي شَذَّتْ فجاءَت عَلَى مَفْعِل. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وأَما الْمَسْجِدُ فإِنهم جَعَلُوهُ اسْمًا لِلْبَيْتِ وَلَمْ يأْت عَلَى فَعَلَ يَفْعُلُ كَمَا قَالَ فِي المُدُقِّ إِنه اسْمٌ لِلْجُلْمُودِ، يَعْنِي أَنه لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ، وَلَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ لَقِيلَ مِدَقٌّ لأَنه آلَةُ، وَالْآلَاتُ تَجِيءُ عَلَى مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ. ابْنُ الأَعرابي: مسجَد، بِفَتْحِ الْجِيمِ، مِحْرَابُ الْبُيُوتِ؛ وَمُصَلَّى الْجَمَاعَاتِ مسجِد، بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَالْمَسَاجِدُ جَمْعُهَا، وَالْمَسَاجِدُ أَيضاً: الْآرَابُ الَّتِي يُسْجَدُ عَلَيْهَا وَالْآرَابُ السَّبْعَةُ مَسَاجِدُ. وَيُقَالُ: سَجَدَ سَجْدَةً وَمَا أَحسن سِجْدَتَه أَي هَيْئَةَ سُجُودِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ كُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعَلَ يَفْعُل مِثْلَ دَخَلَ يَدْخُلُ فَالْمَفْعَلُ مِنْهُ بِالْفَتْحِ، اسْمًا كَانَ أَو مَصْدَرًا، وَلَا يَقَعُ فِيهِ الْفَرْقُ مِثْلَ دَخَلَ مَدْخَلًا وَهَذَا مَدْخَلُه، إِلا أَحرفاً مِنَ الأَسماء أَلزموها كَسْرَ الْعَيْنِ، مِنْ ذَلِكَ المسجِد والمطلِع وَالْمَغْرِبُ وَالْمَشْرِقُ والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك مِنْ نَسَك ينسُك، فَجَعَلُوا الْكَسْرَ عَلَامَةَ الِاسْمِ، وَرُبَّمَا فَتَحَهُ بَعْضُ الْعَرَبِ فِي الِاسْمِ، فَقَدْ رُوِيَ

مسكَن ومسكِن وَسُمِعَ المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع، قَالَ: وَالْفَتْحُ فِي كُلِّهِ جَائِزٌ وإِن لَمْ نَسْمَعْهُ. قَالَ: وَمَا كَانَ مِنْ بَابِ فَعَل يفعِل مِثْلُ جَلَسَ يجلِسُ فَالْمَوْضِعُ بِالْكَسْرِ وَالْمَصْدَرُ بِالْفَتْحِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا، تَقُولُ: نَزَلَ منزَلًا بِفَتْحِ الزَّايِ، تُرِيدُ نَزَلَ نُزُولًا، وَهَذَا منزِله، فَتَكْسِرُ، لأَنك تَعْنِي الدَّارَ؛ قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبٌ تَفَرَّدَ بِهِ هَذَا الْبَابُ مِنْ بَيْنِ أَخواته، وَذَلِكَ أَن الْمَوَاضِعَ وَالْمَصَادِرَ فِي غَيْرِ هَذَا الْبَابِ تُرَدُّ كُلُّهَا إِلى فَتْحِ الْعَيْنِ وَلَا يَقَعُ فِيهَا الْفَرْقُ، وَلَمْ يُكْسَرْ شَيْءٌ فِيمَا سِوَى الْمَذْكُورِ إِلا الأَحرف الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وَالْمَسْجِدَانِ: مَسْجِدُ مَكَّةَ وَمَسْجِدُ الْمَدِينَةِ، شَرَّفَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ بَنِي أُمية: لَكُمْ مَسْجِدَا اللَّهِ المَزُورانِ، والحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُه مِنْ بَيْنِ أَثرَى وأَقتَرا القِبْصُ: الْعَدَدُ. وَقَوْلُهُ: مِنْ بَيْنِ أَثرى وأَقترا يُرِيدُ مِنْ بَيْنِ رَجُلٍ أَثرى وَرَجُلٍ أَقتر أَي لَكُمُ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ، المُثْري مِنْهُمْ والمُقْتِر. والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ: الخُمْرَةُ الْمَسْجُودُ عَلَيْهَا. والسَّجَّادةُ: أَثر السُّجُودِ فِي الْوَجْهِ أَيضاً. والمَسْجَدُ، بِالْفَتْحِ: جَبْهَةُ الرَّجُلِ حَيْثُ يُصِيبُهُ نَدَبُ السُّجُودِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ؛ قِيلَ: هِيَ مَوَاضِعُ السُّجُودِ مِنَ الإِنسان: الْجَبْهَةُ والأَنف وَالْيَدَانِ وَالرُّكْبَتَانِ وَالرِّجْلَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ، قَالَ: السُّجُودُ مَوَاضِعُهُ مِنَ الْجَسَدِ والأَرض مَسَاجِدُ، وَاحِدُهَا مسجَد، قَالَ: والمسجِد اسْمٌ جَامِعٌ حَيْثُ سُجِدَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ حَدِيثٌ لَا يَسْجُدُ بَعْدَ أَن يَكُونَ اتَّخَذَ لِذَلِكَ، فأَما الْمَسْجِدُ مِنَ الأَرض فَمَوْضِعُ السُّجُودِ نَفْسِهِ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ، أَراد أَن السُّجُودَ لِلَّهِ، وَهُوَ جَمْعُ مَسْجِدٍ كَقَوْلِكَ ضَرَبْتُ فِي الأَرض. أَبو بَكْرٍ: سَجَدَ إِذا انْحَنَى وَتَطَامَنَ إِلى الأَرض. وأَسجَدَ الرجلُ: طأْطأَ رأْسه وَانْحَنَى، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ؛ قَالَ الأَسدي أَنشده أَبو عبيد: وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا يَعْنِي بَعِيرَهَا أَنه طأْطأَ رأْسه لِتَرْكَبَهُ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ نِسَاءً: فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ ... سجودَ النَّصَارَى لأَرْبابِها يَقُولُ: لَمَّا ارْتَحَلْنَ وَلَوَيْنَ فُضُولَ أَزمَّة جِمَالِهِنَّ عَلَى مَعَاصِمِهِنَّ أَسْجدت لَهُنَّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: فَلَمَّا لَوَيْنَ عَلَى مِعْصَمٍ، ... وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها، فُضولَ أَزِمَّتِها، أَسْجدت ... سجودَ النَّصَارَى لأَحْبارِها وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خَفَضَتْ رأْسها لتُرْكَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ كِسْرَى يُسْجِدُ لِلطَّالِعِ أَي يَتَطَامَنُ وَيَنْحَنِي؛ والطالِعُ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُجَاوِزُ الهَدَفَ مِنْ أَعلاه، وَكَانُوا يَعُدُّونَهُ كالمُقَرْطِسِ، وَالَّذِي يَقَعُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ يُقَالُ لَهُ عاصِدٌ؛ وَالْمَعْنَى: أَنه كَانَ يُسَلِّمُ لِرَامِيهِ وَيَسْتَسْلِمُ؛ وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنه كَانَ يَخْفِضُ رأْسه إِذا شَخَصَ سَهْمُهُ، وَارْتَفَعَ عَنِ الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم السَّهْمُ فَيُصِيبَ الدارَةَ. والإِسجادُ: فُتورُ الطرفِ. وَعَيْنٌ سَاجِدَةٌ إِذا كَانَتْ فَاتِرَةً. والإِسجادُ: إِدامة النَّظَرِ مَعَ سُكُونِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِدامة النَّظَرِ وإِمراضُ الأَجفان؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ، عِنْدَنَا، ... وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ، رابحُ ابْنُ الأَعرابي: الإِسجاد، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، اليهودُ؛ وأَنشد

الأَسود: وافى بها كدراهم الإِسجاد «1» . أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ اعْطُونَا الإِسجاد أَي الْجِزْيَةَ، وَرُوِيَ بَيْتُ الأَسود بِالْفَتْحِ كَدَرَاهِمِ الأَسجاد. قَالَ ابْنُ الأَنباري: دَرَاهِمُ الأَسجاد هِيَ دَرَاهِمُ ضَرَبَهَا الأَكاسرة وَكَانَ عَلَيْهَا صُوَرٌ، وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهَا صُورَةُ كِسْرَى فَمَنْ أَبصرها سَجَدَ لَهَا أَي طأْطأَ رأْسه لَهَا وأَظهر الْخُضُوعَ. قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ شِعْرِ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ رِوَايَةَ الْمُفَضَّلِ مَرْقُومٌ فِيهِ عَلَامَةٌ أَي «2» .... وَنَخْلَةٌ سَاجِدَةٌ إِذا أَمالها حِمْلُهَا. وَسَجَدَتِ النَّخْلَةُ إِذا مَالَتْ. وَنَخْلٌ سَوَاجِدُ: مَائِلَةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: بَيْنَ الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ ... غُلْبٌ سواجدُ، لَمْ يَدْخُلْ بِهَا الخَصَرُ قَالَ: وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن السَّوَاجِدَ هُنَا المتأَصلة الثَّابِتَةُ؛ قَالَ وأَنشد فِي وَصْفِ بَعِيرٍ سَانِيَةٍ: لَوْلَا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا ... بالغَرْبِ، أَوْ دَقَّ النَّعامَ السَّاجِدَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ لَمْ أُغير مِنْ حِكَايَتِهِ شَيْئًا. وَسَجَدَ: خَضَعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَى الأُكْمَ فِيهَا سُجَّداً للحوافِرِ وَمِنْهُ سُجُودُ الصَّلَاةِ، وَهُوَ وَضْعُ الْجَبْهَةِ عَلَى الأَرض وَلَا خُضُوعَ أَعظم مِنْهُ. وَالِاسْمُ السِّجْدَةُ، بِالْكَسْرِ، وَسُورَةُ السَّجْدَةِ، بِالْفَتْحِ. وَكُلُّ مَنْ ذَلَّ وَخَضَعَ لِمَا أُمر بِهِ، فَقَدْ سَجَدَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ أَي خُضَّعًا مُتَسَخِّرَةً لِمَا سُخِّرَتْ لَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ؛ مَعْنَاهُ يَسْتَقْبِلَانِ الشَّمْسَ وَيَمِيلَانِ مَعَهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ الْفَيْءُ. وَيَكُونُ السُّجُودُ عَلَى جِهَةِ الْخُضُوعِ وَالتَّوَاضُعِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ «3» وَيَكُونُ السُّجُودُ بِمَعْنَى التَّحِيَّةِ؛ وأَنشد: مَلِكٌ تَدِينُ لَهُ الملوكُ وتَسْجُدُ قَالَ وَمَنْ قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ، سُجُودَ تَحِيَّةٍ لَا عِبَادَةٍ؛ وَقَالَ الأَخفش: مَعْنَى الْخُرُورِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمُرُورُ لَا السُّقُوطُ وَالْوُقُوعُ. ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً* ، قَالَ: بَابٌ ضَيِّقٌ، وَقَالَ: سُجَّدًا رُكَّعًا، وَسُجُودُ الْمَوَاتِ مَحْمَلُهُ فِي الْقُرْآنِ طَاعَتُهُ لِمَا سُخِّرَ لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ، إِلى قَوْلِهِ: وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ؛ وَلَيْسَ سُجُودُ الْمَوَاتِ لِلَّهِ بأَعجب مِنْ هُبُوطِ الْحِجَارَةِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ لِلَّهِ والإِيمان بِمَا أَنزل مِنْ غَيْرِ تَطَلُّبِ كَيْفِيَّةِ ذَلِكَ السُّجُودِ وَفِقْهِهِ، لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، لَمْ يُفَقِّهْنَاهُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ تَسْبِيحُ الْمَوَاتِ مِنَ الْجِبَالِ وَغَيْرِهَا مِنَ الطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ يَلْزِمُنَا الإِيمان بِهِ وَالِاعْتِرَافُ بِقُصُورِ أَفهامنا عَنْ فَهْمِهِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ. سخد: السُّخْدُ: دَمٌ وَمَاءٌ فِي السَّابِيَاء، وَهُوَ السَّلى الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ. ابْنُ أَحمر: السُّخْدُ الْمَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ. ابْنُ سِيدَهْ: السُّخْدُ مَاءٌ أَصفر ثَخِينٌ يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ يَخْرُجُ مَعَ الْمَشِيمَةِ، قِيلَ: هُوَ لِلنَّاسِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ للإِنسان وَالْمَاشِيَةِ، وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُلٌ مُسَخَّدٌ. وَرَجُلٌ مُسَخِّدٌ: مورَّم مُصْفَرٌّ ثَقِيلٌ مِنْ مَرَضٍ أَو

_ (1). قوله [وافى بها إلخ] صدره كما في القاموس: من خمر ذي نطق أغن منطق (2). قوله [علامة أي] في نسخة الأَصل التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد (3). الآية

غَيْرِهِ لأَن السُّخْدَ مَاءٌ ثَخِينٌ يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: كَانَ يُحْيِي لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ فَيُصْبِحُ وكأَن السُّخْدَ عَلَى وَجْهِهِ ؛ هُوَ الْمَاءُ الْغَلِيظُ الأَصفر الَّذِي يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ إِذا نُتخ، شَبَّهَ مَا بِوَجْهِهِ مِنَ التَّهَيُّج بالسُّخْدِ فِي غِلَظِهِ مِنَ السَّهَرِ. وأَصبح فُلَانٌ مُسَخَّداً إِذا أَصبح وَهُوَ مُصْفَرٌّ مُوَرَّمٌ. وَقِيلَ: السُّخْدُ هَنَة كَالْكَبِدِ أَو الطِّحَالِ مُجْتَمِعَةٌ تَكُونُ فِي السَّلى وَرُبَّمَا لَعِبَ بِهَا الصِّبْيَانُ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَفْسُ السَّلى. والسُّخْدُ: بَوْلُ الْفَصِيلِ فِي بَطْنِ أُمه. والسُّخْدُ: الرَّهَلُ والصُّفرة فِي الْوَجْهِ، وَالصَّادُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ عَلَى المضارعة، والله أَعلم. سدد: السَّدُّ: إِغلاق الخَلَلِ ورَدْمُ الثَّلْمِ. سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً فَانْسَدَّ وَاسْتَدَّ وَسَدَّدَهُ: أَصلحه وأَوثقه، وَالِاسْمُ السُّدُّ. وَحَكَى الزَّجَّاجُ: مَا كَانَ مَسْدُودًا خِلْقَةً، فَهُوَ سُدٌّ، وَمَا كَانَ مِنْ عَمَلِ النَّاسِ، فَهُوَ سَدٌّ، وَعَلَى ذَلِكَ وُجِّهت قراءَة مَنْ قرأَ بَيْنَ السُّدَّيْنِ والسَّدَّيْن. التَّهْذِيبِ: السَّدُّ مَصْدَرُ قَوْلِكَ سَدَدْتُ الشَّيْءَ سَدّاً. والسَّدُّ والسُّدّ: الْجَبَلُ وَالْحَاجِزُ. وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه قَالَ: بَيْنَ السُّدّين، مَضْمُومٌ، إِذا جَعَلُوهُ مَخْلُوقًا مِنْ فِعْلِ اللَّهِ، وإِن كَانَ مِنْ فِعْلِ الْآدَمِيِّينَ، فَهُوَ سَدٌّ، بِالْفَتْحِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ الأَخفش. وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو: بَيْنَ السَّدَّين وَبَيْنَهُمْ سَدّاً، بِفَتْحِ السِّينِ. وقرأَ فِي يس: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ، يضم السِّينِ، وقرأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وأَبو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ وَيَعْقُوبَ، بِضَمِّ السِّينِ، فِي الأَربعة الْمَوَاضِعِ، وقرأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بَيْنَ السُّدَّين، بِضَمِّ السِّينِ. غَيْرُهُ: ضَمُّ السِّينِ وَفَتْحُهَا، سَوَاءٌ السَّدُّ والسُّدُّ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ، فتح السِّينِ وَضَمِّهَا. والسَّد، بِالْفَتْحِ والضم: الردم والجبل؛ ومنه سَدُّ الرَّوْحاءِ وَسَدُّ الصَّهْبَاءِ وَهُمَا مَوْضِعَانِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هَؤُلَاءِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُفَّارِ أَرادوا بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُوءًا فَحَالَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَسَدَّ عَلَيْهِمُ الطَّرِيقَ الَّذِي سَلَكُوهُ فَجُعِلُوا بِمَنْزِلَةِ من غُلَّتْ يدُه وسُدَّ طَرِيقُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وجُعل عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةٌ؛ وَقِيلَ فِي مَعْنَاهُ قَوْلُ آخَرَ: إِن اللَّهَ وَصَفَ ضَلَالَ الْكُفَّارِ فَقَالَ سَددْنا عَلَيْهِمْ طريقَ الْهُدَى كَمَا قَالَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ. والسِّدادُ: مَا سُدَّ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَسِدَّة. وَقَالُوا: سِدادٌ مِنْ عَوَزٍ وسِدادٌ مِنْ عَيْشٍ أَي مَا تُسَدُّ بِهِ الْحَاجَةُ، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي السُّؤَالِ أَنه قَالَ: لَا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لِثَلَاثَةٍ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ رَجُلًا أَصابته جَائِحَةٌ فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ فيسأَل حَتَّى يُصِيبَ سِداداً من عَيْشٍ أَو قِواماً أَي مَا يَكْفِي حَاجَتَهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ سِداداً مِنْ عَيْشٍ أَي قِوَامًا، هُوَ بِكَسْرِ السِّينِ، وَكُلِّ شَيْءٍ سَدَدْتَ بِهِ خَلَلًا، فَهُوَ سِداد بِالْكَسْرِ، وَلِهَذَا سُمِّيَ سِداد الْقَارُورَةِ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ صِمامُها لأَنه يَسُدُّ رأْسَها؛ وَمِنْهَا سِدادُ الثَّغْرِ، بِالْكَسْرِ، إِذا سُدَّ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ؛ وأَنشد الْعَرَجِيُّ: أَضاعوني، وأَيَّ فَتًى أَضاعوا ... ليومِ كريهةٍ، وسِدادِ ثَغْرِ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ وَهُوَ سَدُّه بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُهُمْ فِيهِ سِدادٌ مِنْ عَوَز وأَصبت بِهِ سِداداً مِنْ عَيْش أَي مَا تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةُ، فَيَكْسِرُ وَيَفْتَحُ، والكسر أَفصح. قال: وأَما السَّداد، بِالْفَتْحِ، فإِنما مَعْنَاهُ الإِصابة فِي

الْمَنْطِقِ أَن يَكُونَ الرَّجُلُ مُسَدَّداً. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو سَدادٍ فِي مَنْطِقِهِ وَتَدْبِيرِهِ، وكذلك في الرمي. يقال: سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا اسْتَقَامَ. وسَدَّدْتُه تَسْدِيدًا. واسْتَدَّ الشيءُ إِذا اسْتَقَامَ؛ وَقَالَ: أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ، ... فَلَمَّا اسْتَدَّ ساعِدُه رَماني قَالَ الأَصمعي: اشْتَدَّ، بِالشِّينِ المعجمة، لَيْسَ بِشَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ يُنْسَبُ إِلى مَعْن بْنِ أَوس قَالَهُ فِي ابْنِ أُخت لَهُ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ لِمَالِكِ بْنِ فَهْم الأَزْدِيِّ، وَكَانَ اسْمُ ابْنِهِ سُلَيْمَةَ، رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ فَقَالَ الْبَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ورأَيته فِي شِعْرِ عَقِيلِ بْنِ عُلَّفَةَ يَقُولُهُ فِي ابنه عُميس حِينَ رَمَاهُ بِسَهْمٍ، وَبَعْدِهِ: فَلَا ظَفِرَتْ يَمِينُكَ حِينَ تَرْمي، ... وشَلَّتْ مِنْكَ حاملةُ البَنانِ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَهُ قَوْسٌ تُسَمَّى السَّدادَ سُمِّيَتْ بِهِ تفاؤُلًا بإِصابة مَا رَمَى عَنْهَا. والسَّدُّ: الرَّدْمُ لأَنه يُسدُّ بِهِ، والسُّدُّ والسَّدُّ: كُلُّ بِنَاءٍ سُدَّ بِهِ مَوْضِعٌ، وَقَدْ قُرِئَ: تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا وسُدّاً، وَالْجَمْعُ أَسِدَّةٌ وسُدودٌ، فأَما سُدودٌ فَعَلَى الْغَالِبِ وأَما أَسدة فَشَاذٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه جَمْعُ سِدَادٍ؛ وَقَوْلُهُ: ضَرَبَتْ عليَّ الأَرضُ بالأَسْدادِ يَقُولُ: سُدَّتْ عليَّ الطريقُ أَي عَمِيَتْ عليَّ مَذَاهِبِي، وَوَاحِدُ الأَسْدادِ سُدٌّ. والسُّدُّ: ذَهَابُ الْبَصَرِ، وَهُوَ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: السَّدُودُ العُيون الْمَفْتُوحَةُ وَلَا تُبْصِرُ بَصَرًا قَوِيًّا، يُقَالُ مِنْهُ: عَيْنٌ سادَّة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: عَيْنٌ سادَّة وَقَائِمَةٌ إِذا ابْيَضَّتْ لَا يُبْصِرُ بِهَا صَاحِبَهَا وَلَمْ تَنْفَقِئْ بعدُ. أَبو زَيْدٍ: السُّدُّ مِنَ السَّحَابِ النَّشءُ الأَسود مِنْ أَي أَقطار السَّمَاءِ نشأَ. والسُّدُّ وَاحِدُ السُّدودِ، وَهُوَ السَّحَائِبُ السُّودُ. ابْنُ سِيدَهْ: والسُّدّ السَّحَابُ الْمُرْتَفِعُ السادُّ الأُفُق، وَالْجَمْعُ سُدودٌ؛ قَالَ: قَعَدْتُ لَهُ وشَيَّعَني رجالٌ، ... وَقَدْ كَثُرَ المَخايلُ والسُّدودُ وَقَدْ سَدَّ عَلَيْهِمْ وأَسدَّ. والسُّدُّ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْجَرَادِ تَسُدُّ الأُفُقَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: سَيْلُ الجَرادِ السُّدِّ يرتادُ الخُضَرْ فإِما أَن يَكُونَ بَدَلًا مِنْ الْجَرَادِ فَيَكُونُ اسْمًا، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ سَدودٍ، وَهُوَ الَّذِي يَسُدُّ الأُفُقَ فَيَكُونُ صِفَةً. وَيُقَالُ: جاءَنا سُدٌّ مِنْ جَرَادٍ. وجاءَنا جَرَادٌ سُدٌّ إِذَا سَدَّ الأُفق مِنْ كَثْرَتِهِ. وأَرض بِهَا سَدَدَةٌ، وَالْوَاحِدَةُ سُدَّةٌ: وهي أَودية فِيهَا حِجَارَةٌ وَصُخُورٌ يَبْقَى فِيهَا الماءُ زَمَانًا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الْوَاحِدُ سُدٌّ مِثْلَ جُحْرٍ وجِحَرَةٍ. والسُّدُّ والسَّدُّ: الْجَبَلُ، وَقِيلَ: مَا قَابَلَكَ فسَدَّ مَا وراءَه فَهُوَ سَدٌّ وسُدٌّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي المِعْزَى: سَدٌّ يُرَى مِنْ وَرَائِهِ الْفَقْرُ، وسُدٌّ أَيضاً، أَي أَن الْمَعْنَى لَيْسَ إِلا مَنْظَرَهَا وَلَيْسَ لَهُ كَبِيرُ مَنْفَعَةٍ. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: رَمَاهُ فِي سَدِّ نَاقَتِهِ أَي فِي شَخْصِهَا. قَالَ: والسَّدُّ والدَّرِيئة والدَّرِيعةُ النَّاقَةُ الَّتِي يُسْتَتَرُ بِهَا الصَّائِدُ وَيَخْتَلُّ لِيَرْمِيَ الصَّيْدَ؛ وأَنشد لأَوس: فَمَا جَبُنوا أَنَّا نَسُدُّ عليهمُ، ... وَلَكِنْ لَقُوا نَارًا تَحُسُّ وتَسْفَعُ قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ فِي كِتَابِهِ: يُقَالُ سَدَّ عَلَيْكَ الرجلُ يَسِدُّ سَدّاً إِذا أَتى السَّدادَ. وَمَا كَانَ هَذَا الشَّيْءُ سَدِيدًا وَلَقَدْ سَدَّ يَسدُّ سَداداً وسُدوداً، وأَنشد بَيْتَ أَوس وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: لَمْ يَجْبُنُوا

مِنَ الإِنصاف فِي الْقِتَالِ ولكن حشرنا عليهن فَلَقَوْنَا وَنَحْنُ كَالنَّارِ الَّتِي لَا تُبْقِي شَيْئًا؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا خِلَافُ مَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي. والسَّدُّ: سَلَّة مِنْ قُضْبَانٍ، وَالْجُمَعُ سِدادٌ وسُدُدٌ. اللَّيْثُ: السُّدودُ السِّلالُ تُتَّخَذُ مِنْ قُضْبَانٍ لَهَا أَطباق، وَالْوَاحِدَةُ سَدَّة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: السَّلَّة يُقَالُ لَهَا السَّدَّة وَالطَّبْلُ. والسُّدَّة أَمام بَابِ الدَّارِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّقِيفَةُ. التَّهْذِيبِ: والسُّدَّة بَابُ الدَّارِ وَالْبَيْتِ؛ يُقَالُ: رأَيته قَاعِدًا بَسُدَّةِ بَابِهِ وبسُدَّة دَارِهِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: السُّدَّة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الفِناء، يُقَالُ لِبَيْتِ الشَّعَر وَمَا أَشبهه، وَالَّذِينَ تَكَلَّمُوا بالسُّدَّة لَمْ يَكُونُوا أَصحاب أَبنية وَلَا مَدَرٍ، وَمِنْ جَعَلَ السُّدَّة كالصُّفَّة أَو كَالسَّقِيفَةِ فإِنما فَسَّرَهُ عَلَى مَذْهَبِ أَهل الحَضَر. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: السُّدَّة كالصُّفَّة تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الْبَيْتِ، والظُّلَّة تَكُونُ بِبَابِ الدَّارِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ أَنه أَتى بَابَ مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يأْذن لَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَغْشَ سُدَد السُّلْطَانِ يَقُمْ وَيَقْعُدْ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: الشُّعْثُ الرؤُوسِ الَّذِينَ لَا تُفتح لَهُمُ السُّدَدُ. وسُدَّة الْمَسْجِدِ الأَعظم: مَا حَوْلَهُ مِنَ الرُّواق، وَسُمِّيَ إِسماعيل السُّدِّيُّ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ تَاجِرًا يَبِيعُ الخُمُر وَالْمَقَانِعَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي سُدَّة مَسْجِدِ الْكُوفَةِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ السُّدَّة الْبَابَ نَفْسَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السديُّ رَجُلٌ مَنْسُوبٌ إِلى قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ الأَزهري: إِنْ أَراد إِسماعيل السُّدِّيَّ فَقَدْ غَلِطَ، لَا نَعْرِفُ فِي قَبَائِلِ الْيَمَنِ سَدًّا وَلَا سُدَّةً. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي سُدَّة الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ مَعَ الإِمام ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ لَا يُصَلِّي ، وسُدَّة الْجَامِعِ: يَعْنِي الظِّلَالَ الَّتِي حَوْلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قِيلَ لَهُ: هَذَا عليٌّ وفاطمة قَائِمِينَ بالسُّدَّة ؛ السُّدَّةُ: كَالظُّلَّةِ عَلَى الْبَابِ لِتَقِيَ الْبَابَ مِنَ الْمَطَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَابُ نَفْسُهُ، وَقِيلَ: هِيَ السَّاحَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ وَارِدِي الْحَوْضِ: هُمُ الَّذِينَ لَا تُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ وَلَا يَنكحِون المُنَعَّمات أَي لَا تُفْتَحُ لَهُمُ الأَبواب. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ لَمَّا أَرادت الْخُرُوجَ إِلى الْبَصْرَةِ: إِنك سُدَّة بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ أُمته أَي بَابٌ فَمَتَى أُصيب ذَلِكَ الْبَابُ بِشَيْءٍ فَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حريمه وحَوْنَته واستُبيحَ مَا حَمَاهُ، فَلَا تَكُونِي أَنت سَبَبَ ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ الَّذِي لَا يَجِبُ عَلَيْكِ فتُحْوِجي النَّاسَ إِلى أَن يَفْعَلُوا مِثْلَكِ. والسُّدَّة جَرِيدٌ يُشدّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ يَنَامُ عَلَيْهِ. والسُّدَّة والسُّداد، مِثْلُ العُطاس والصُّداع: دَاءٌ يسدُّ الأَنف يأْخذ بالكَظَم وَيَمْنَعُ نَسِيمَ الرِّيحِ. والسَّدُّ: الْعَيْبُ، وَالْجَمْعُ أَسِدَّة، نَادِرٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقِيَاسُهُ الْغَالِبُ عَلَيْهِ أَسُدٌّ أَو سُدود، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْقِيَاسُ أَن يُجْمَعَ سَدٌّ أَسُدّاً أَو سُدُوداً. الْفَرَّاءُ: الوَدَس والسَّدُّ، بِالْفَتْحِ، الْعَيْبَ مِثْلَ العَمى والصمَم والبَكم وَكَذَلِكَ الأَيه والأَبه «1» أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ مَا بِفُلَانٍ سَدادة يَسُدُّ فَاهُ عَنِ الْكَلَامِ أَي مَا بِهِ عَيْبٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا تجعلنَّ بِجَنْبِك الأَسِدَّة أَي لَا تُضَيِّقَنَ صَدْرَكَ فَتَسْكُتَ عَنِ الْجَوَابِ كَمَنَ بِهِ صَمَمٌ وَبَكَمٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا بِجَنْبيَ مِنْ صَفْح وَعَائِدَةٍ، ... عِنْدَ الأَسِدَّةِ، إِنَّ العِيَّ كالعَضَب يَقُولُ: لَيْسَ بِي عِيُّ وَلَا بَكَم عَنْ جَوَابِ الْكَاشِحِ، وَلَكِنِّي أَصفح عَنْهُ لأَن العِيَّ عَنِ الْجَوَابِ كالعَضْب، وَهُوَ قَطْعُ يَدٍ أَو ذَهَابُ عضو. والعائدة: العَطْف.

_ (1). قوله [وكذلك الأَيه والأَبه] كذا بالأصل ولعله محرف عن الآهة والماهة أَو نحو ذلك، والآهة والماهة الحصبة والجدري.

وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: مَا سدَدْتُ على خصم قط أَي مَا قَطَعْتُ عَلَيْهِ فأَسُدَّ كَلَامَهُ. وَصَبَبْتُ فِي الْقِرْبَةِ مَاءً فاسْتَدَّت بِهِ عُيون الخُرَز وَانْسَدَّتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والسَّدَد: القصْد فِي الْقَوْلِ والوَفْقُ والإِصابة، وَقَدْ تَسَدَّد لَهُ واستَدَّ. والسَّديدُ والسَّداد: الصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ. يُقَالُ: إِنه لَيُسِدُّ فِي الْقَوْلِ وَهُوَ أَن يُصِيبَ السَّداد يَعْنِي الْقَصْدَ. وسَدَّ قَوْلُهُ يَسِدُّ، بِالْكَسْرِ، إِذا صَارَ سَدِيدًا. وإِنه لَيُسِدُّ فِي الْقَوْلِ فَهُوَ مُسِدٌّ إِذا كَانَ يُصِيبُ السَّدَادَ أَي الْقَصْدَ. والسَّدَد: مَقْصُورٌ، مِنَ السَّداد، يُقَالُ: قُلْ قَوْلًا سَدَداً وسَداداً وسَديداً أَي صَوَابًا؛ قَالَ الأَعشى: مَاذَا عَلَيْهَا؟ وَمَاذَا كَانَ ينقُصها ... يومَ الترحُّل، لَوْ قَالَتْ لَنَا سَدَدا؟ وَقَدْ قَالَ سَداداً مِنَ الْقَوْلِ. والتَّسديدُ: التوفيقُ لِلسَّدَادِ، وَهُوَ الصَّوَابُ وَالْقَصْدُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. وَرَجُلٌ سَديدٌ وأَسَدُّ: مِنَ السَّدَادِ وَقَصْدِ الطَّرِيقِ، وسدَّده اللَّهُ: وَفَّقَهُ. وأَمر سَدِيدٌ وأَسَدُّ أَي قَاصِدٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمَة سادَّةٌ وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ. والسِّدادُ: الشَّيْءُ مِنَ اللَّبَن يَيْبَسُ فِي إِحليل النَّاقَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عن الإِزار فَقَالَ: سَدِّدْ وقارِبْ ؛ قَالَ شِمْرٌ: سَدِّدْ مِنَ السَّدَادِ وَهُوَ المُوَفَّقُ الَّذِي لَا يُعَابُ، أَي اعْمَلْ بِهِ شَيْئًا لَا تُعَابُ عَلَى فِعْلِهِ، فَلَا تُفْرِط فِي إِرساله وَلَا تَشْميره، جَعَلَهُ الْهَرَوِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبي بكر، والزمخشري مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سأَله؛ والوَفْق: المِقْدار. اللَّهُمَّ سدِّدْنا لِلْخَيْرِ أَي وَفِّقْنا لَهُ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ وقارِب، القِرابُ فِي الإِبل أَن يُقارِبَها حَتَّى لَا تَتَبَدَّد. قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلِهِ قارِبْ أَي لَا تُرْخِ الإِزارَ فَتُفْرِطَ فِي إِسباله، وَلَا تُقَلِّصه فَتُفَرِّطَ فِي تَشْمِيرِهِ وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ. قَالَ شِمْرٌ: وَيُقَالُ سَدِّدْ صاحِبَكَ أَي عَلِّمْهُ واهده، وسَدِّد مَالَكَ أَي أَحسن الْعَمَلَ بِهِ. وَالتَّسْدِيدُ للإِبل: أَن تُيَسِّرَهَا لِكُلِّ مكانِ مَرْعى وَكُلِّ مَكَانٍ لَيانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ رَقَاق. وَرَجُلٌ مُسَدَّدٌ: مُوَفَّق يَعْمَلُ بالسَّدادِ والقصْد. والمُسَدَّدُ: المُقوَّم. وسَدَّد رُمْحَهُ: وَهُوَ خِلَافُ قَوْلِكَ عَرَّضَهُ. وَسَهْمٌ مُسَدَّد: قَوِيمٌ. وَيُقَالُ: أَسِدَّ يَا رَجُلُ وَقَدْ أَسدَدْتَ مَا شِئْتَ أَي طَلَبْتَ السَّدادَ والقصدَ، أَصبته أَو لَمْ تُصِبْه؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: أَسِدِّي يَا مَنِيُّ لِحِمْيَري ... يُطَوِّفُ حَوْلَنا، وَلَهُ زَئِيرُ يَقُولُ: اقْصِدِي لَهُ يَا مَنِيَّةُ حَتَّى يَمُوتَ. والسَّداد، بِالْفَتْحِ: الِاسْتِقَامَةُ وَالصَّوَابُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: قَارِبُوا وسَدِّدوا أَي اطْلُبُوا بأَعمالكم السَّداد وَالِاسْتِقَامَةَ، وَهُوَ الْقَصْدُ فِي الأَمر وَالْعَدْلُ فِيهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَالَ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: سلِ اللهَ السَّداد، وَاذْكُرْ بالسَّداد تَسديدَك السَّهْمَ أَي إِصابةَ الْقَصْدِ بِهِ. وَفِي صِفَةِ مُتَعَلِّمِ الْقُرْآنِ: يَغْفِرُ لأَبويه إِذا كَانَا مُسَدَّدَيْن أَي لَازِمَيِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ؛ وَيُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا عَلَى الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ مؤْمن يؤْمن بِاللَّهِ ثُمَّ يُسَدِّدُ أَي يَقْتَصِدُ فَلَا يَغْلُو وَلَا يُسْرِفُ. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ لِي جَابِرٌ البَذِخُ الَّذِي إِذا نَازَعَ قَوْمًا سَدَّد عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قَالُوهُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ يُسَدِّدُ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: يَنْقُضُ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قَالُوهُ. وَرَوَى الشَّعْبِيُّ أَنه قَالَ: ما سَددتُ على خَصْم قَطُّ؛ قَالَ شِمْرٌ: زَعْمٌ العِتْرِيفِيُّ أَن مَعْنَاهُ مَا قَطَعْتُ عَلَى

خَصْمٍ قَطُّ. والسُّدُّ: الظِّلُّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: قعدْتُ لَهُ فِي سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ، ... لِذَلِكَ، فِي صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُها أَي جَعَلْتُهُ سُتْرَةً لِي مِنْ أَن يَرَانِي. وَقَوْلُهُ جِذْم دَرينها أَي قَدِيمٌ لأَن الْجَذْمَ الأَصل وَلَا أَقدم مِنَ الأَصل، وَجَعَلَهُ صِفَةً إِذ كَانَ فِي مَعْنَى الصِّفَةَ. وَالدَّرِينُ مِنَ النَّبَاتِ: الَّذِي قَدْ أَتى عَلَيْهِ عَامٌ. والمُسَدُّ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ عِنْدَ بُسْتَانِ ابْنِ عَامِرٍ وَذَلِكَ الْبُسْتَانُ مأْسَدَة؛ وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِقُرْبِ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَلفَيْتُ أَغلَبَ مَنْ أُسْدِ المُسَدِّ حديدَ ... النَّابِ، أَخْذَتُه عَقْرٌ فَتَطْرِيحُ قَالَ الأَصمعي: سأَلت ابْنَ أَبي طَرْفَةَ عَنِ المُسَدّ فَقَالَ: هُوَ بُسْتَانُ ابْنِ مَعْمَر الَّذِي يَقُولُ لَهُ النَّاسُ بُسْتَانَ ابْنِ عَامِرٍ. وسُدّ: قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ. والسُّد، بِالضَّمِّ: ماءُ سَماء عِنْدَ جَبَلٍ لغَطفان أَمر سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسدّه. سرد: السَّرْدُ فِي اللُّغَةِ: تَقْدِمَةُ شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ تأْتي بِهِ متَّسقاً بعضُه فِي أَثر بَعْضٍ مُتَتَابِعًا. سَرَد الْحَدِيثَ وَنَحْوَهُ يَسْرُدُه سَرْداً إِذا تَابَعَهُ. وَفُلَانٌ يَسْرُد الْحَدِيثَ سَرْدًا إِذا كَانَ جَيِّد السِّيَاقِ لَهُ. وَفِي صِفَةِ كَلَامِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَكُنْ يَسْرُد الْحَدِيثَ سَرْدًا أَي يُتَابِعُهُ وَيَسْتَعْجِلُ فِيهِ. وسَرَد الْقُرْآنَ: تَابِعٌ قراءَته في حَدْر منه. والسَّرَد: المُتتابع. وَسَرَدَ فُلَانٌ الصَّوْمَ إِذا وَالَاهُ وَتَابَعَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ يَسْرُد الصَّوْمَ سَرْداً ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني أَسْرُد الصِّيَامَ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: إِن شِئْتَ فصم وإِن شئت فأَفطر. وَقِيلَ لأَعرابي: أَتعرف الأَشهر الْحُرُمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَاحِدٌ فَرْدٌ وَثَلَاثَةٌ سَرْد، فَالْفَرْدُ رجَبٌ وَصَارَ فَرْدًا لأَنه يأْتي بَعْدَهُ شعبانُ وَشَهْرُ رمضانَ وشوّالٌ، وَالثَّلَاثَةُ السَّرْد: ذُو القَعْدة وَذُو الْحِجَّةِ والمُحرّم. وسَرَد الشَّيْءَ سَرْداً وسرَّده وأَسْرَده: ثقبه. والسِّراد والمِسْرَد: المِثْقَب. والمِسْرَدُ: اللسان. والمِسْرَدُ: النعل المخصوفة اللسان. والسَّرْدُ: الخرزُ في الأَديم، والتَّسْريد مثله. والسِّراد والمِسْرَد: المِخْصَف وَمَا يُخْرز بِهِ، والخرز مَسْرودٌ ومُسَرَّد، وَقِيلَ: سَرْدُها «2» نَسْجُها، وَهُوَ تَدَاخُلُ الحَلَق بَعْضِها فِي بَعْضٍ. وسَرَدَ خُفَّ الْبَعِيرِ سَرْداً: خَصَفَهُ بالقِدِّ. والسَّرد: اسْمٌ جَامِعٌ لِلدُّرُوعِ وَسَائِرِ الحَلَق وَمَا أَشبهها مِنْ عَمَلِ الْخَلْقِ، وَسُمِّيَ سَرْداً لأَنه يُسْرَد فَيَثْقُبُ طَرَفَا كُلِّ حَلْقَةٍ بِالْمِسْمَارِ فَذَلِكَ الحَلَق المِسْرَد. والمِسْرَد: هُوَ المِثْقَب، وَهُوَ السِّراد؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: كَمَا خَرَجَ السِّرادُ مِنَ النِّقال أَراد النِّعال؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: حِفافَيْه شُكَّا فِي العَسِيبِ بِمسْرَد والسَّرْد: الثَّقْب. وَالْمَسْرُودَةُ: الدِّرْعُ الْمَثْقُوبَةُ؛ وَقِيلَ: السَّرْد السَّمْر. والسَّرْد: الحَلَق. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وقدِّر فِي السَّرد ؛ قِيلَ: هُوَ أَن لَا يَجْعَلَ الْمِسْمَارَ غَلِيظًا والثقْب دَقِيقًا فيَفْصِم الْحِلَقَ، وَلَا يَجْعَلَ الْمِسْمَارَ دَقِيقًا والثقبَ وَاسِعًا فَيَتَقَلْقَلُ أَو يَنْخَلِعُ أَو يَتَقَصَّفُ، اجْعَلْه عَلَى الْقَصْدِ وقَدْر الْحَاجَةِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: السرْد السمْر، وَهُوَ غَيْرُ خَارِجٍ مِنَ اللُّغَةِ لأَن السَّرْد تَقْدِيرُكَ طرَف الحَلْقة إِلى طرفها الآخر.

_ (2). قوله [والخزز مسرود إلخ] كذا بالأَصل. وعبارة الصحاح: والخرز مسرود ومسرد، وكذلك الدرع مسرود ومسردة، وقيل سردها إلخ انتهى.

والسَّرادة: الخَلالة الصُّلْبة. والسَّرَّاد: الزرَّاد. والسَّرادَةُ: البُسْرة تَحْلو قَبْلَ أَن تُزْهِيَ وَهِيَ بلَحة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّراد الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ البُسْر قيل أَن يُدْرِكَ وَهُوَ أَخضر، الواحدة سَرادة. والسَّراد مِنَ الثَّمَرِ: مَا أَضرَّ بِهِ الْعَطَشُ فَيَبِسَ قَبْلَ يَنْعِه، وَقَدْ أَسرَدَ النخلُ. أَبو عَمْرٍو: السارِدُ الخَرَّاز والإِشْفى يُقَالُ لَهُ السِّراد والمِسْرَد والمِخْصَف. والسَّرْد: مَوْضِعٌ. وسُرْدُد: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مُتَمَثِّلًا بِهِ بِضَمِّ الدَّالِّ وَعَدْلِهِ بشُرْنُب، قَالَ: وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ سُرْدَد، بِفَتْحِ الدَّالِّ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: تَصَيَّفْتُ نَعمانَ، واصَّيَفَتْ ... جبالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَد قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما ظَهَرَ تَضْعِيفُ سُرْدَد لأَنه مُلْحَقٌ بِمَا لَمْ يَجِئْ وَقَدْ عَلِمْنَا أَن الإِلحاق إِنما هُوَ صَنْعَةٌ لَفْظِيَّةٌ، وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَظْهَرُ ذَلِكَ الَّذِي قَدَّرَهُ هَذَا مُلْحَقًا فِيهِ، فَلَوْلَا أَن مَا يَقُومُ الدَّلِيلُ عَلَيْهِ بِمَا لَمْ يَظهر إِلى النُّطْقِ بِمَنْزِلَةِ الْمَلْفُوظِ بِهِ لَمَا أَلحقوا سُرْدَداً وسودَداً بِمَا لَمْ يُفَوَّهُوا بِهِ وَلَا تَجَشَّمُوا اسْتِعْمَالَهُ. والسَّرَنْدى: الْجَرِيءُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدُ، والأُنثى سَرَنداة. والسَّرَنْدى: اسْمَ رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فَخَرَّ وجالَ المُهْرُ ذاتَ شِمالِه، ... كَسَيْفِ السَّرَنْدى لاحَ فِي كَفِّ صاقِل قَالَ سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ سَرَنْدى مُشْتَقٌّ مِنَ السَّرْدِ وَمَعْنَاهُ الَّذِي يَمْضِي قُدُماً. قَالَ: والسَّرَد الحَلَق، وَهُوَ الزَّرَد وَمِنْهُ قِيلَ لِصَانِعِهَا: سَرَّاد وزَرَّاد. والمُسْرَنْدي: الَّذِي يَعْلُوكَ ويَغْلِبك. واسْرَنداه الشيءُ: غَلَبَهُ وَعَلَاهُ؛ قَالَ: قَدْ جَعل النعاسُ يَغْرَنْديني، ... أَدْفعه عنِّي ويَسْرَنْديني والاسْرِنْداء والاغْرِنْداء وَاحِدٌ، والياء للإِلحاق بافْعَنْلل. سربد: حَاجِبٌ مُسَرْبَدٌ: لَا شِعْرَ عَلَيْهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. سرمد: السرْمَدُ: دَوَامُ الزَّمَانِ مِنْ لَيْلٍ أَو نَهَارٍ. وَلَيْلٌ سَرْمَدٌ: طَوِيلٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً ؟ قَالَ الزَّجَّاجُ: السَّرْمَدُ الدَّائِمُ فِي اللُّغَةِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: جَوّابُ لَيْلٍ سَرْمَد ؛ السَّرْمَدُ: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ. سرند: السرَنْدى: الشديد. والسرَنْدى: الْجَرِيءُ عَلَى أَمره لَا يَفْرَق مِنْ شَيْءٍ. وَقَدْ اسْرَنْداه وَأَغْرَنْدَاهُ إِذا جَهِلَ عَلَيْهِ. وَسَيْفٌ سرَنْدَى: مَاضٍ فِي الضَّرِيبَةِ وَلَا يَنْبُو؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ رَجُلًا صَرَعَ فَخَرَّ قَتِيلًا: فَخَرَّ وَجَالَ المُهْرُ ذاتَ يمِينه، ... كسيفٍ سَرَنْدى لَاحَ فِي كَفٍّ صَيْقلِ وَمَنْ جَعَلَ سَرَنْدى فَعَنْللًا صَرَفَهُ، وَمَنْ جَعَلَهُ فَعَنْلَى لَمْ يَصْرِفْهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اسْرَنْداه واغْرَنْداه إِذا عَلَاهُ وَغَلَبَهُ. والسَّرَنْدى: القويُّ الْجَرِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والأُنثى بالهاء. والمُسْرندي: الَّذِي يَغْلِبُكَ وَيَعْلُوكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ جُعِلَ النُّعَاسُ يَغْرَنْدِينِي، ... أَدفعه عني ويسرنديني سرهد: المُسَرْهَد: المُنَعَّم المُغَذَّى. وامرأَة مُسَرْهَدة: سَمِينَةٌ مَصْنُوعَةٌ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وسنَام مُسَرْهَدٌ: مُقَطَّعٌ قَطْعًا، وَقِيلَ: سَنَامٌ مُسَرهد أَي سَمِينٌ. وَمَاءٌ سَرْهد أَي كثير. وسَرهدت الصبيَّ سَرْهَدَة: أَحسنت غِذَاءَهُ والمُسَرْهَدُ: الحسنُ الغِذاء، وَرُبَّمَا قِيلَ لِشَحْمِ السَّنَامِ سَرْهَد.

سعد: السَّعْد: اليُمْن، وَهُوَ نَقِيضُ النَّحْس، والسُّعودة: خِلَافُ النُّحُوسَةِ، وَالسَّعَادَةِ: خِلَافُ الشَّقَاوَةِ. يُقَالُ: يَوْمُ سَعْد وَيَوْمُ نَحْسٍ. وَفِي الْمَثَلِ: فِي الْبَاطِلِ دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ، وَمَعْنَاهُمَا عِنْدَهُمُ الْبَاطِلُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري مَا أَصله؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كأَنه قَالَ بَطَلَ سعدُ القينِ، فَدُهْدُرَّيْن اسْمٌ لِبَطَلَ وَسَعْدٌ مُرْتَفِعٌ بِهِ وَجَمْعُهُ سُعود. وَفِي حَدِيثِ خَلَفٍ: أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً يَقُولُ دُهْدُرَّيْنْ سَاعَدَ الْقَيْنْ ؛ يُرِيدُ سَعْدَ الْقَيْنْ فَغَيَّرَهُ وَجَعَلَهُ سَاعِدًا. وَقَدْ سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادَة، فَهُوَ سَعِيدٌ: نَقِيضُ شَقي مِثْلَ سَلِم فَهُوَ سَليم، وسُعِد، بِالضَّمِّ، فَهُوَ مَسْعُودٌ، وَالْجَمْعُ سُعداء والأُنثى بِالْهَاءِ. قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ سَعِيدٌ بِمَعْنَى مَسْعُودٍ مَنْ سَعَده اللَّهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ سَعِد يَسْعَد، فَهُوَ سَعِيدٌ. وَقَدْ سعَده اللَّهُ وأَسعده وسَعِد جَدُّه وأَسعَده: أَنماه. ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سَعْدٌ وُصِفا بِالْمَصْدَرِ؛ وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: يومٌ سَعْد وليلةٌ سعدة، قال: وليسا مِنْ بَابِ الأَسْعد والسُّعْدى، بَلْ مِنْ قَبِيلِ أَن سَعْداً وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَانِ عَلَى مِنْهَاجٍ وَاسْتِمْرَارٍ، فسَعْدٌ مِنْ سَعْدَة كجَلْد مِنْ جَلْدة ونَدْب مِنْ نَدْبة، أَلا تُرَاكَ تَقُولُ هَذَا يَوْمٌ سَعْدٌ وَلَيْلَةٌ سُعْدَةٌ، كَمَا تَقُولُ هَذَا شَعر جَعْد وجُمَّة جَعْدَةٌ؟ وَتَقُولُ: سَعَدَ يومُنا، بِالْفَتْحِ، يَسْعَد سُعودا. وأَسعده اللَّهُ فَهُوَ مَسْعُودٌ، وَلَا يُقَالُ مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عَنْهُ بِمَسْعُودٍ. والسُّعُد والسُّعود، الأَخيرة أَشهر وأَقيس: كِلَاهُمَا سُعُودُ النُّجُومِ، وَهِيَ الْكَوَاكِبُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا لِكُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَعْدُ كَذَا، وَهِيَ عَشْرَةٌ أَنجم كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَعْدٌ: أَربعة مِنْهَا منازلُ يَنْزِلُ بِهَا القمر، وهي: سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وَسَعْدُ السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة، وَهِيَ فِي بُرْجِي الْجِدِّيِّ وَالدَّلْوِ، وَسِتَّةٌ لَا يَنْزِلُ بِهَا الْقَمَرُ، وَهِيَ: سَعْدٌ ناشِرَة وَسَعْدُ المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وَسَعْدُ البارِع وَسَعْدُ مَطَر، وَكُلُّ سَعْدٍ مِنْهَا كَوْكَبَانِ بَيْنَ كُلِّ كَوْكَبَيْنِ فِي رأْي الْعَيْنِ قَدْرُ ذِرَاعٍ وَهِيَ مُتَنَاسِقَةٌ؛ قَالَ ابْنُ كُنَاسَةَ: سَعْدُ الذَّابِحِ كَوْكَبَانِ مُتَقَارِبَانِ سُمِّيَ أَحدهما ذَابِحًا لأَن مَعَهُ كَوْكَبًا صَغِيرًا غَامِضًا، يَكَادُ يَلْزَقُ بِهِ فكأَنه مُكِبٌّ عَلَيْهِ يَذْبَحُهُ، وَالذَّابِحُ أَنور مِنْهُ قَلِيلًا؛ قَالَ: وسعدُ بُلَع نَجْمَانِ معترِضان خَفِيَّانِ. قَالَ أَبو يَحْيَى: وَزَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنه طَلَعَ حِينَ قَالَ اللَّهُ: يَا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي؛ وَيُقَالُ إِنما سُمِّيَ بُلَعاً لأَنه كَانَ لِقُرْبِ صَاحِبِهِ مِنْهُ يَكَادُ أَن يَبْلَعَه؛ قَالَ: وَسَعْدُ السُّعُودِ كَوْكَبَانِ، وَهُوَ أَحمد السُّعُودِ وَلِذَلِكَ أُضيف إِليها، وَهُوَ يُشْبِهُ سَعْدَ الذَّابِحِ فِي مَطْلَعِه؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ كَوْكَبٌ نَيِّرٌ مُنْفَرِدٌ. وَسَعْدُ الأَخبية ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقِ السُّعُودِ مَائِلَةٌ عَنْهَا وَفِيهَا اخْتِلَافٌ، وَلَيْسَتْ بِخُفْيَةٍ غَامِضَةٍ وَلَا مُضِيئَةٍ مُنِيرَةٍ، سُمِّيَتْ سَعْدَ الأَخبية لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حشَراتُ الأَرض وهوامُّها مِنْ جِحَرتها، جُعِلَتْ جِحَرتُها لَهَا كالأَخبية؛ وَفِيهَا يَقُولُ الرَّاجِزُ: قَدْ جَاءَ سعدٌ مُقْبِلًا بِحَرِّه، ... واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه فَجَعَلَ هوامَّ والأَرض جُنُودًا لِسَعْدِ الأَخبية؛ وَقِيلَ: سَعِدُ الأَخبية ثَلَاثَةُ أَنجم كأَنها أَثافٍ وَرَابِعٌ تَحْتَ وَاحِدٍ مِنْهُنَّ، وَهِيَ السُّعُودُ، كُلُّهَا ثَمَانِيَةٌ، وَهِيَ مِنْ نُجُومِ الصَّيْفِ وَمَنَازِلِ الْقَمَرِ تَطَلَّعَ فِي آخِرِ الرَّبِيعِ وَقَدْ سَكَنَتْ رِيَاحُ الشِّتَاءِ وَلَمْ يأْت سُلْطَانُ رِيَاحِ الصَّيْفِ فأَحسن مَا تَكُونُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ فِي أَيامها، لأَنك لَا تَرَى فِيهَا غُبْرة، وَقَدْ ذَكَرَهَا الذُّبْيَانِيُّ فَقَالَ:

قَامَتْ تَراءَى بَيْنَ سِجْفَيْ كِلَّةٍ، ... كالشمسِ يَوْمَ طُلوعِها بالأَسعَد والإِسْعاد: الْمَعُونَةُ. والمُساعَدة: المُعاونة. وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده: أَعانه. واستَسْعد الرجلُ بِرُؤْيَةِ فُلَانٍ أَي عَدَّهُ سَعْداً. وسعْدَيك من قَوْلِهِ لَبَّيك وَسَعْدَيْكَ أَي إِسعاداً لَكَ بَعْدَ إِسعادٍ. رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَقُولُ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ في يديك والشر لَيْسَ إِليك ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ خَبَرٌ صَحِيحٌ وَحَاجَةُ أَهل الْعِلْمِ إِلى مَعْرِفَةِ تَفْسِيرِهِ مَاسَّةٌ، فأَما لبَّيْك فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ لبَّ بِالْمَكَانِ وأَلبَّ أَي أَقام بِهِ لَبّاً وإِلباباً، كأَنه يَقُولُ أَنا مُقِيمٌ عَلَى طَاعَتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ومُجيب لَكَ إِجابة بَعْدَ إِجابة؛ وَحُكِيَ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ تأْويله إِلباباً بِكَ بَعْدَ إِلباب أَي لُزُومًا لطاعتك بعد لزوم وإِسعاداً بَعْدَ إِسعاد، وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: سَعْدَيْكَ أَي مُساعدةً لَكَ ثُمَّ مُسَاعِدَةً وإِسعاداً لأَمرك بَعْدَ إِسعاد، قَالَ ابْنُ الأَثير أَي سَاعَدْتُ طَاعَتَكَ مُسَاعَدَةً بَعْدَ مُسَاعَدَةٍ وإِسعاداً بَعْدَ إِسعاد وَلِهَذَا ثُنِّيَ، وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمَنْصُوبَةِ بِفِعْلٍ لَا يَظْهَرُ فِي الِاسْتِعْمَالِ؛ قَالَ الجَرْميّ: وَلَمْ نَسْمَع لِسَعْدَيْكَ مُفْرَدًا. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ عَلَى صِحَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى سَعْدَيْكَ أَسعدك اللَّهُ إِسعاداً بَعْدَ إِسعاد؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وحنَانَيْك رحِمَك اللَّهُ رَحْمَةً بَعْدَ رَحْمَةٍ، وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ الْعَبْدِ أَمرَ رَبِّهِ وَرِضَاهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى الْمُسَاعَدَةِ والإِسعاد، غَيْرَ أَن هَذَا الْحَرْفَ جَاءَ مُثَنًّى عَلَى سَعْدَيْكَ وَلَا فِعْلَ لَهُ عَلَى سَعْدٍ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا ؛ وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا مِنَ سعَدَه اللهُ وأَسعَدَه «1» أَي أَعانه ووفَّقَه، لَا مَنْ أَسعده اللَّهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ مَسْعُودًا. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ أَي أَسعَدَني اللَّهُ إِسعاداً بَعْدَ إِسعاد؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وأَبو الْعَبَّاسِ لأَن الْعَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّهُ وَيَذْكُرُ طَاعَتَهُ وَلُزُومَهُ أَمره فَيَقُولُ سَعْدَيْكَ، كَمَا يَقُولُ لَبَّيْكَ أَي مُسَاعَدَةً لأَمرك بَعْدَ مُسَاعَدَةٍ، وإِذا قِيلَ أَسعَدَ اللَّهُ الْعَبْدَ وسعَدَه فَمَعْنَاهُ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِمَا يُرْضِيهِ عَنْهُ فَيَسْعَد بِذَلِكَ سَعَادَةً. وساعِدَةُ السَّاقِ: شَظِيَّتُها. وَالسَّاعِدُ: مُلْتَقى الزَّنْدَين مِنْ لَدُنِ المِرْفَق إِلى الرُّسْغ. والساعِدُ: الأَعلى مِنَ الزَّنْدَيْنِ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَالذِّرَاعِ: الأَسفلُ مِنْهُمَا؛ قَالَ الأَزهري: والساعد سَاعِدُ الذِّرَاعِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ وَالْمِرْفَقِ، سُمِّيَ سَاعِدًا لِمُسَاعَدَتِهِ الْكَفَّ إِذا بَطَشَت شَيْئًا أَو تَنَاوَلَتْهُ، وَجَمْعُ السَّاعِدِ سَواعد. وَالسَّاعِدُ: مَجرى الْمُخِّ فِي الْعِظَامِ؛ وَقَوْلُ الأَعلم يَصِفُ ظَلِيمًا: عَلَى حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّواعِدِ، ... ظَلَّ فِي شَريٍ طِوالِ عَنَى بِالسَّوَاعِدِ مَجْرَى الْمُخِّ مِنَ الْعِظَامِ، وَزَعَمُوا أَن النَّعَامَ وَالْكَرَى لَا مُخَّ لَهُمَا؛ وَقَالَ الأَزهري فِي شَرْحِ هَذَا الْبَيْتِ: سَوَاعِدُ الظليم أَجنحة لأَن جَنَاحَيْهِ لَيْسَا كَالْيَدَيْنِ. والزَّمْخَرِيُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ: الأَجْوف مِثْلُ الْقَصَبِ وَعِظَامُ النَّعَامِ جُوف لَا مُخَّ فِيهَا. والحتُّ: السَّرِيعُ. والبُرَايَةُ: البقِية؛ يَقُولُ: هُوَ سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَايَتِهِ أَي عِنْدَ انْحِسَارِ لَحْمِهِ وَشَحْمِهِ. وَالسَّوَاعِدُ: مَجَارِي الْمَاءِ إِلى النَّهر أَو البَحْر. وَالسَّاعِدَةُ:

_ (1). قوله [إِلَّا مِنْ سَعَدَهُ اللَّهُ وأسعده إلخ] كذا بالأَصل ولعل الأَولى إِلَّا مِنْ سَعَدَهُ اللَّهُ بمعنى أسعده.

خَشَبَةٌ تَنْصَبُّ لِتُمْسِكَ البَكْرَة، وَجَمْعُهَا السَّوَاعِدُ. وَالسَّاعِدُ: إِحْلِيلُ خِلْف النَّاقَةِ وَهُوَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ اللَّبَنُ؛ وَقِيلَ: السَّوَاعِدُ عُرُوقٌ فِي الضَّرْع يَجِيءُ مِنْهَا اللَّبَنُ إِلى الإِحليل؛ وَقَالَ الأَصمعي: السَّوَاعِدُ قَصَب الضَّرْعِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الْعُرُوقُ الَّتِي يَجِيءُ مِنْهَا اللَّبَنُ شُبِّهَتْ بِسَوَاعِدِ الْبَحْرِ وَهِيَ مَجَارِيهِ. وَسَاعِدُ الدَّرّ: عِرْقٌ يَنْزِلُ الدَّرُّ مِنْهُ إِلى الضَّرْعِ مِنَ النَّاقَةِ وَكَذَلِكَ الْعِرْقُ الَّذِي يُؤَدِّي الدَّرَّ إِلى ثَدْيِ المرأَة يُسَمَّى سَاعِدًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الأَحاديثَ فِي غَدٍ ... وَبَعْدَ غَدٍ يَا لُبن، أَلْبُ الطَّرائدِ وَكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابنُها ... إِليها، فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بساعِدِ رَوَاهُ الْمُفَضَّلُ: ظَعَنَ ابْنُهَا، بِالظَّاءِ، أَي شَخَصَ برأْسه إِلى ثَدْيِهَا، كَمَا يُقَالُ ظعن هَذَا الْحَائِطَ فِي دَارِ فُلَانٍ أَي شَخَصَ فِيهَا. وسَعِيدُ المَزْرَعَة: نَهْرُهَا الَّذِي يَسْقِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّا نُزَارِعُ عَلَى السَّعِيدِ. والساعِدُ: مَسِيلُ الماء لى الْوَادِي وَالْبَحْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَجْرَى الْبَحْرِ إِلى الأَنهار. وَسَوَاعِدُ الْبِئْرِ: مَخَارِجُ مَائِهَا وَمَجَارِي عُيُونِهَا. وَالسَّعِيدُ: النَّهْرُ الَّذِي يَسْقِي الأَرض بِظَوَاهِرِهَا إِذا كَانَ مُفْرِدًا لَهَا، وَقِيلَ: هُوَ النَّهْرُ، وَقِيلَ: النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهُ سُعُدٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ، مُقَفِّيَةً، ... نخلٌ مَواقِرُ بَيْنَهَا السُّعُد وَيُرْوَى: حَوْلَهُ. أَبو عَمْرٍو: السَّوَاعِدُ مَجَارِي الْبَحْرِ الَّتِي تَصُبُّ إِليه الْمَاءَ، وَاحِدُهَا سَاعَدَ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وأَنشد شِمْرٌ: تأَبَّدَ لأْيٌ منهمُ فَعُتائِدُه، ... فَذُو سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُه والأَنشاجُ أَيضاً: مَجَارِي الْمَاءِ، وَاحِدُهَا نَشَجٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: كُنَّا نَكْرِي الأَرض بِمَا عَلَى السَّواقي وَمَا سَعِدَ مِنَ الْمَاءِ فِيهَا فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ ؛ قَوْلُهُ: مَا سَعِدَ مِنَ الْمَاءِ أَي مَا جَاءَ مِنَ الْمَاءِ سَيْحاً لَا يَحْتَاجُ إِلى دَالِيَةٍ يَجِيئُه الْمَاءُ سَيْحًا، لأَن مَعْنَى مَا سَعِدَ: مَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ. والسَّعيدة: اللِّبْنَةُ لِبْنةُ الْقَمِيصِ. وَالسَّعِيدَةُ: بَيْتٌ كَانَ يَحُجه رَبِيعَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. والسَّعْدانة: الْحَمَامَةُ؛ قَالَ: إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ نَاحَتْ والسَّعدانة: الثَّنْدُوَة، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ مِنَ السَّوَادِ حَوْلَ الحَلَمةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَعْدَانَةُ الثَّدْيِ مَا أَطاف بِهِ كالفَلْكَة. والسَّعْدانة: كِرْكِرَةُ الْبَعِيرِ، سُمِّيَتْ سَعْدَانَةً لاستدارتها. والسعدانة: مَدْخل الجُرْدان مِنْ ظَبْيَةِ الْفَرَسِ. والسَّعْدانة: الِاسْتُ وَمَا تَقبَّضَ مِنْ حَتَارِها. وَالسَّعْدَانَةُ: عُقْدة الشِّسع مِمَّا يَلِي الأَرض والقِبالَ مثلُ الزِّمام بَيْنَ الإِصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا. وَالسَّعْدَانَةُ: الْعُقْدَةُ فِي أَسفل كفَّة الْمِيزَانِ وَهِيَ السَّعْدَانَاتُ. والسَّعْدانُ: شَوْكُ النَّخْلِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: هُوَ بَقْلَةُ. والسعدان: نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ كأَنه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فَيَنْظُرُ إِلى شَوْكِهِ كَالِحًا إِذا يَبِسَ، ومَنْبتُهُ سُهول الأَرض، وَهُوَ مِنْ أَطيب مَرَاعِي الإِبل مَا دَامَ رَطْبًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَطيب الإِبل لَبَنًا مَا أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَفَعَ: والإِبل تُسَمَّنُ عَلَى السَّعْدَانِ وَتُطِيبُ عَلَيْهِ أَلبانها، وَاحِدَتُهُ سَعْدانَة؛ وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ وَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةً لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلال غَيْرُ خَزْعَالٍ وقَهْقار إِلا مِنَ الْمُضَاعَفِ، وَلِهَذَا النَّبْتِ شَوْكٌ يُقَالُ لَهُ حَسَكَةُ السَّعْدَانِ وَيُشَبَّهُ بِهِ حَلَمَةُ الثَّدْيِ،

يُقَالُ سَعْدَانَةٌ الثُّنْدُوَة. وأَسفلَ العُجايَة هنَاتٌ كأَنها الأَظفار تُسَمَّى: السَّعْدَانَاتُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ الأَحرار السَّعْدَانُ وَهِيَ غَبْرَاءُ اللَّوْنِ حُلْوَةٌ يأْكلها كُلُّ شَيْءٍ وَلَيْسَتْ بكبيرة، ولها إِذا يَبِسَتْ شَوْكَةٌ مُفَلطَحَة كأَنها دِرْهَمٌ، وَهُوَ مِنْ أَنجع الْمَرْعَى؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْمَثَلِ: مَرْعًى وَلَا كالسَّعدان؛ قَالَ النَّابِغَةُ: الواهِب المائَة الأَبكار، زَيَّنها ... سَعدانُ تُوضَح فِي أَوبارها اللِّبَد قال: وقال الأَعرابي لأَعرابي أَما تُرِيدُ الْبَادِيَةَ؟ فَقَالَ: أَما مَا دَامَ السَّعْدَانُ مُسْتَلْقِيًا فَلَا؛ كأَنه قَالَ: لَا أُريدها أَبداً. وَسُئِلَتِ امرأَة تَزَوَّجَتْ عَنْ زَوْجِهَا الثَّانِي: أَين هُوَ مِنَ الأَول؟ فَقَالَتْ: مَرْعًى وَلَا كَالسَّعْدَانِ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْمَثَلِ أَن السَّعْدَانَ مِنْ أَفضل مَرَاعِيهِمْ. وَخَلَّطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ السَّعْدَانِ فَجَعَلَ الحَلَمَة ثمرَ السَّعْدَانِ وَجَعَلَ لَهُ حَسَكاً كالقُطْب؛ وَهَذَا كُلُّهُ غَلَطٌ، وَالْقُطْبُ شَوْكُ غَيْرِ السَّعْدَانِ يُشْبِهُ الحسَك؛ وأَما الحَلَمة فَهِيَ شَجَرَةٌ أُخرى وَلَيْسَتْ مِنَ السَّعْدَانِ فِي شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ: يَهْتَزُّ كأَنه سَعدانة ؛ هُوَ نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ وَالصِّرَاطِ: عَلَيْهَا خَطاطيف وكلاليبُ وحَسَكَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ ؛ شَبَّه الْخَطَاطِيفَ بشوك السعدان. والسُّعْد، بِالضَّمِّ: مِنَ الطِّيبِ، والسُّعادى مِثْلُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السُّعدة مِنَ الْعُرُوقِ الطَّيِّبَةِ الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سَوْدَاءُ صُلْبَة، كأَنها عُقْدَةٌ تَقَعُ فِي العِطر وَفِي الأَدوية، وَالْجَمْعِ سُعْد؛ قَالَ: وَيُقَالُ لِنَبَاتِهِ السُّعَادَى وَالْجَمْعُ سُعادَيات. قَالَ الأَزهري: السُّعد نَبْتٌ لَهُ أَصل تَحْتَ الأَرض أَسود طَيِّبُ الرِّيحِ، والسُّعادى نَبْتٌ آخَرُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّعادَى نَبْتُ السُّعد. وَيُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ يَتَسَعَّدون أَي يَرْتَادُونَ مَرْعَى السَّعْدَانِ. قَالَ الأَزهري: وَالسَّعْدَانُ بَقْلٌ لَهُ ثَمَرٌ مُسْتَدِيرٌ مُشَوَّكُ الْوَجْهِ إِذا يَبِسَ سَقَطَ عَلَى الأَرض مُسْتَلْقِيًا، فإِذا وَطِئَهُ الْمَاشِي عقَر رِجْلَهُ شوْكُه، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَرَاعِيهِمْ أَيام الرَّبِيعِ، وأَلبان الإِبل تَحْلُو إِذا رَعَتِ السَّعْدانَ لأَنه مَا دَامَ رَطْبًا حُلْوٌ يَتَمَصَّصُهُ الإِنسان رَطْبًا ويأْكله. والسُّعُد: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ قَالَ: وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ، مُدْبِرةً، ... نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: انْجُ سَعْدُ فَقَدْ قُتِلَ سُعَيْد؛ هَذَا مَثَلٌ سَائِرٌ وأَصله أَنه كَانَ لِضَبَّة بْنِ أُدٍّ ابْنَانِ: سَعْدٌ وسُعَيْدٌ، فَخَرَجَا يَطْلُبَانِ إِبلًا لَهُمَا فَرَجَعَ سَعْدٌ وَلَمْ يَرْجِعْ سُعَيْدٌ، فَكَانَ ضبةُ إِذا رأَى سَوَادًا تَحْتَ اللَّيْلِ قَالَ: سَعْد أَم سُعَيْد؟ هَذَا أَصل الْمَثَلِ فأُخذ ذَلِكَ اللَّفْظُ مِنْهُ وَصَارَ مِمَّا يتشاءَم بِهِ، وَهُوَ يُضْرَبُ مَثَلًا فِي الْعِنَايَةِ بِذِي الرَّحِمِ وَيُضْرَبُ فِي الِاسْتِخْبَارِ عَنِ الأَمرين الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَيهما وَقَعَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَفِي الْمَثَلِ: أَسعد أَم سُعَيْدٌ إِذا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ أَهو مِمَّا يُحَبّ أَو يُكْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: لَا إِسعادَ وَلَا عُفْرَ فِي الإِسلام ؛ هُوَ إِسعاد النِّسَاءِ فِي المَناحات تَقُومُ المرأَة فَتَقُومُ مَعَهَا أُخرى مِنْ جَارَاتِهَا فَتُسَاعِدُهَا عَلَى النِّيَاحَةِ تَأْوِيلُهُ أَنَّ نِسَاءَ الْجَاهِلِيَّةِ كنَّ إِذا أُصيبت إِحداهنَّ بِمُصِيبَةٍ فِيمَنْ يَعِزُّ عَلَيْهَا بكت حولًا، وأَسْعَدها عَلَى ذَلِكَ جَارَاتُهَا وذواتُ قِرَابَاتِهَا فَيَجْتَمِعْنَ مَعَهَا فِي عِداد النِّيَاحَةِ وأَوقاتها ويُتابِعْنها ويُساعِدْنها مَا دَامَتْ تَنُوحُ عَلَيْهِ وتَبْكيه، فإِذا أُصيبت صَوَاحِبَاتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمُصِيبَةٍ أَسعدتهن فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عن هَذَا

الإِسعاد. وَقَدْ وَرَدَ حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَتْ لَهُ أُم عَطِيَّةَ: إِنَّ فُلَانَةً أَسْعَدَتْني فأُريد أُسْعِدُها، فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا. وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: فاذْهَبي فأَسْعِدِيها ثُمَّ بَايِعِينِي ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَما الإِسعاد فَخَاصٌّ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وأَما المُساعَدَة فعامَّة فِي كُلِّ مَعُونَةٍ. يُقَالُ إِنما سُمِّيَ المُساعَدَةَ المُعاونَةُ مِنْ وَضْعِ الرَّجُلِ يدَه عَلَى سَاعِدِ صَاحِبِهِ، إِذا تَمَاشَيَا فِي حَاجَةٍ وَتَعَاوَنَا عَلَى أَمر. وَيُقَالُ: لَيْسَ لِبَنِي فُلَانٍ ساعدٌ أَي لَيْسَ لَهُمْ رَئِيسٌ يَعْتَمِدُونَهُ. وساعِدُ الْقَوْمِ: رَئِيسُهُمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا خَيرُ كفٍّ لَا تَنُوءُ بِسَاعِدٍ وَسَاعِدَا الإِنسان: عَضُداه. وَسَاعَدَا الطَّائِرِ: جَنَاحَاهُ. وساعِدَةُ: قَبِيلَةٌ. وساعِدَةُ: مِنْ أَسماء الأَسد مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِفُ مِثْلُ أُسامَةَ. وسَعِيدٌ وسُعَيْد وسَعْد ومَسْعُود وأَسْعَدُ وساعِدَةُ ومَسْعَدَة وسَعْدان: أَسماءُ رِجَالٍ، وَمِنْ أَسماءِ النِّسَاءِ مَسْعَدَةُ. وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ: بَطْنَانِ. وَبَنُو سَعْدٍ: قَبَائِلُ شَتَّى فِي تَمِيمٍ وقيس وَغَيْرِهِمَا؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: رأَيتُ سُعوداً مِنْ شُعوبٍ كَثيرة، ... فَلَمْ ترَ عَيْني مثلَ سَعدِ بنِ مَالِكِ الْجَوْهَرِيِّ: وَفِي الْعَرَبِ سُعُودُ قَبَائِلٍ شَتَّى مِنْهَا سَعْدُ تَميم وسَعْد هُذيل وسعد قَيْس وسَعد بَكر، وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُعُودٌ جَمْعُ سُعد اسْمُ رَجُلٍ، يَقُولُ: لَمْ أَرَ فِيمَنْ سُمِّيَ سَعْدًا أَكرم مِنْ سَعْدُ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبيعة بْنِ قيَس بْنِ ثَعْلبة بْنِ عُكابَة، والشُّعوبُ جَمْعُ شَعْب وَهُوَ أَكبر مِنَ الْقَبِيلَةِ. قَالَ الأَزهري: والسعود فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ وأَكثرها عَدَدًا سَعْدُ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَميم بْنِ ضُبَيعة بْنِ قَيْسٍ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وسَعْدُ بن قيس عَيْلان، وسعدُ بنُ ذُبْيانَ بْنِ بَغِيضٍ، وسعدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ فَزارةَ، وسعدُ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازِنَ وَهُمُ الَّذِينَ أَرضعوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسعد بْنُ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ؛ وَفِي بني أَسد سَعْدُ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودان، وسَعْد بن الحرث بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودان؛ قَالَ ثَابِتٌ: كَانَ بَنُو سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ لَا يُرى مثلُهم فِي بِرِّهم وَوَفَائِهِمْ، وهؤُلاء أَرِبَّاءُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَا بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فِي قَيْسِ عَيلان، وَمِنْهَا بَنُو سَعْدِ هُذَيم فِي قُضاعة، وَمِنْهَا سَعْدُ الْعَشِيرَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: فِي كُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْدٍ؛ قَالَهُ الأَضْبطُ بْنُ قُريع السَّعدي لَمَّا تحوَّل عَنْ قَوْمِهِ وَانْتَقَلَ فِي الْقَبَائِلِ فَلَمَّا لَمْ يُحْمِدهم رَجَعَ إِلى قَوْمِهِ وَقَالَ: فِي كُلِّ وادٍ بَنُو سَعْدٍ، يَعْنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ. وأَما سَعْدُ بَكْرٍ فَهُمْ أَظآر سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وجمعُ سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَعَنى له الِاسْمَ أَم الصِّفَةَ غَيْرَ أَن جَمْعَ سَعيدٍ عَلَى أَساعد شاذ. وبنو أَسعَد: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُوَ تَذْكِيرُ سُعْدَى. وسعُادُ: اسْمُ امرأَة، وَكَذَلِكَ سُعْدى. وأَسعدُ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ سُعْدى كالأَكبر مِنَ الْكُبْرَى والأَصغر مِنَ الصُّغْرَى، وَذَلِكَ أَن هَذَا إِنما هُوَ تَقاوُدُ الصِّفَةِ وأَنت لَا تَقُولُ مَرَرْتُ بالمرأَة السُّعْدَى وَلَا بِالرَّجُلِ الأَسعد، فَيَنْبَغِي عَلَى هَذَا أَن يَكُونَ أَسعدُ مِنْ سُعْدى كأَسْلَمَ مِنْ بُشْرى، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى أَن أَسعد مُذَكَّرُ سُعْدَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ حَريَ أَن يجيءَ بِهِ سَمَاعٌ وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ قَطُّ وَصَفُوا بِسُعْدَى، وإِنما هَذَا تَلاقٍ وَقَعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ الْمُتَّفِقَيِ اللَّفْظِ كَمَا يَقَعُ هَذَانِ الْمِثَالَانِ فِي

المُخْتَلِفَيْه نَحْوَ أَسلم وَبُشْرَى. وسَعْدٌ: صَنَمٌ كَانَتْ تَعْبُدُهُ هُذَيْلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وسُعْدٌ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ، وَقِيلَ وادٍ، وَالصَّحِيحُ الأَول، وَجَعَلَهُ أَوْسُ بْنُ حَجَر اسْمًا لِلْبُقْعَةِ، فَقَالَ: تَلَقَّيْنَني يَوْمَ العُجَيرِ بِمَنْطِقٍ، ... تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ مِنْهُ، وضَالُها والسَّعْدِيَّةُ: ماءٌ لِعَمْرِو بْنِ سَلَمَة؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ هَذَا لَمَّا وَفَد عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَقْطَعَهُ مَا بَيْنَ السَّعدية والشَّقْراء. والسَّعْدان: مَاءٌ لَبَنِي فَزَارَةَ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ: رَفَعْنَ مِنَ السَّعدينِ حَتَّى تفَاضَلَت ... قَنابِلُ، مِنْ أَولادِ أَعوَجَ، قُرَّحُ والسَّعِيدِيَّة: مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ. وَبَنُو ساعدَةَ: قَوْمٌ مِنَ الْخَزْرَجِ لَهُمْ سَقِيفَةٌ بَنِي سَاعِدَةَ وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ دَارٍ لَهُمْ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَهَلْ سَعدُ إِلَّا صخرةٌ بتَنُوفَةٍ ... مِنَ الأَرضِ، لَا تَدْعُو لِغَيٍّ وَلَا رُشْدِ؟ فَهُوَ اسْمُ صَنَمٍ كَانَ لَبَنِي مِلْكانَ بْنِ كِنَانَةَ. وَفِي حَدِيثِ البَحِيرة: ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُوسَاه أَحدُّ أَي لَوْ أَراد اللَّهُ تَحْرِيمَهَا بشقِّ آذَانِهَا لِخُلُقِهَا كَذَلِكَ فإِنه يَقُولُ لَهَا: كوني فتكون. سغد: السُّغْدُ: جيل مَعْرُوفٌ. التَّهْذِيبُ: فِي النَّوَادِرِ فِصالٌ مُمْغَدَةٌ ومَماغِيدُ ومُسْمَغِدَّةٌ ومُسْغَدَةٌ ومُساغَدَةٌ إِذا كَانَتْ رِواء مِنَ اللَّبَنِ؛ وَقَدْ سَغَدَت أُمَّهاتها ومَغَدَتها إِذا رضعتها، والله أَعلم. سفد: السِّفادُ: نَزْوُ الذَّكَرِ عَلَى الأُنثى. الأَصمعي: يُقَالُ لِلسِّبَاعِ كُلِّهَا: سَفَدَ وسَفِدَ أُنْثاه، وَلِلتَّيْسِ وَالثَّوْرِ وَالْبَعِيرِ وَالطَّيْرِ مِثْلُهَا. وَتَسَافَدَتِ السِّبَاعُ وَقَدْ سَفِدَها، بِالْكَسْرِ، يَسْفَدُها وسَفَدَها، بِالْفَتْحِ، يَسْفِدُها سَفْداً وسِفاداً فِيهِمَا جَمِيعًا، يَكُونُ فِي الْمَاشِي وَالطَّائِرِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ فِي السَّابِحِ. وأَسْفَدَه غيرُه وأَسْفِدْني تَيْسَك؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي أَعِرْني إِياه ليُسْفِدَ عَنزي؛ وَاسْتَعَارَهُ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ لِلزَّنْدِ فَقَالَ: والأَرض صَيَّرها الإِلهُ طَرُوقةً ... لِلْمَاءِ، حَتَّى كلُّ زَنْدٍ مُسْفِدُ وَفِي تَرْجَمَةِ جَعَرَ لُعْبة يقال لها سَفْدُ اللِّفاح، وَذَلِكَ انْتِظَامُ الصِّبْيَانِ بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ كلُّ وَاحِدٍ آخِذٌ بحُجْزة صَاحِبِهِ مِنْ خَلْفِهِ. الأَصمعي: إِذا ضَرَبَ الْجَمَلُ النَّاقَةَ قِيلَ: قَعَا وقاعَ وسَفِدَ يَسْفَدُ، وأَجاز غَيْرُهُ سَفَدَ يَسْفِدُ. ابْنُ الأَعرابي: اسْتَسْفَدَ فلانٌ بَعِيرَهُ إِذا أَتاه مِنْ خَلْفِهِ فَرَكِبَهُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَتاه فَتَسَفَّده وتعَرْقَبَه مِثْلُهُ. والسُّفُود مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي قُطِعَ عَنْهَا السِّفادُ حَتَّى تَمَّتْ مُنْيَتُها، ومُنيتها عِشْرُونَ يَوْمًا؛ عَنْ كُرَاعٍ. وتَسَفَّدَ فرسَه واسْتسْفَدها؛ الأَخيرة عَنِ الْفَارِسِيِّ: رَكِبَهَا مِنْ خَلْفٍ. والسَّفُّودُ والسُّفُّود، بِالتَّشْدِيدِ: حَدِيدَةٌ ذَاتَ شُعَب مُعَقَّفَة مَعْرُوفٌ يُشْوى بِهِ اللَّحْمُ، وجمعه سفافيد. سقد: السّقْدُ: الفرَسُ المُضَمَّر. وَقَدْ أَسقَد فرَسَه وَسَقَدَهُ يَسْقِدُهُ سَقْداً وسَقَّده: ضَمَّره؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: فَخَرَجَتْ فِي السَّحَرِ أَسْقِدُ فَرَسًا أَي أُضَمِّرُهُ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ وَالرَّاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مُعَيزٍ: خَرَجَتْ بِفَرَسٍ لأُسَقِّدَه أَي لأُضَمِّرَه. سَقْدَدَ: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: السُّقْدُد الْفَرَسُ المُضَمَّر؛ وَقَدْ أَسقَد فرسَه.

سلغد: رَجُلٌ سِلَّغْدٌ: لَئِيمٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والسِّلَّغْدُ مِنَ الرِّجَالِ: الرِّخْو. وأَحمر سِلَّغْد: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَمِنَ الْخَيْلِ أَشقر سِلَّغْد، وَهُوَ الَّذِي خَلَصَتْ شُقْرته؛ وأَنشد: أَشقَرُ سِلَّغْد وأَحْوَى أَدعَجُ والأُنثى سِلَّغْدة. والسِّلَّغد: الأَحمق، وَيُقَالُ الذئبُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَهْجُو بَعْضَ الْوُلَاةِ. وِلايَةُ سِلَّغْدٍ أَلفَّ كأَنه، ... مِنَ الرَّهَقِ المخلوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَلُ وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ السِّلْغَدُّ؛ يَقُولُ: كأَنه مِنْ حُمْقه وَمَا يَتَنَاوَلُهُ مِنَ الْخَمْرِ تَيْسٌ مَجْنُونٌ. ابْنُ الأَعرابي: السِّلَّغْدُ الأَكول الشَّرُوب الأَحمق من الرجال. سلقد: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: السِّلْقِدُ الضَّاوِي المَهزول؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُعيز: خرجْتُ أُسَلْقِدُ فَرَسِي أَي أُضمِّره. سمد: سَمَدَ يَسْمُد سُموداً: عَلَا. وسَمَدت الإِبل تَسْمُدُ سُموداً: لَمْ تعرِف الإِعياء. وَيُقَالُ لِلْفَحْلِ إِذا اغْتَلَمَ. قَدْ سمَد. والسَّمْد مِنَ السَّير: الدأْب. والسَّمْدُ: السَّيْرُ الدائم. وسَمَدت الإِبل في سَيْرِهَا: جَدَّت. وسَمَدَ: ثَبَتَ فِي الأَرض وَدَامَ عَلَيْهِ. وَهُوَ لَكَ أَبداً سَمْداً سَرْمَداً؛ عَنْ ثَعْلَبٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَلَا أَفعل ذَلِكَ أَبداً سَمْدًا سَرْمَدًا. والسُّمود: اللَّهْوُ. وسَمَد سُمُوداً: لَهَا. وسمَّده: أَلهاه. وسمَد سُموداً: غَنَّى؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ؛ فُسِّرَ بِاللَّهْوِ وَفُسِّرَ بالغِناء؛ وَقِيلَ: سَامِدُونَ لاهُون؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَامِدُونَ مُسْتَكْبِرُونَ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: سَامِدُونَ سَاهُونَ. والسُّمود فِي النَّاسِ: الْغَفْلَةُ والسَّهْوُ عَنِ الشَّيْءِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: السُّمود الْغِنَاءُ بِلُغَةِ حِمْيَر؛ يُقَالُ: اسْمُدي لَنَا أَي غَنِّي لَنَا. وَيُقَالُ لِلقَيْنَةِ: أَسمِدِينا أَي أَلهِينا بِالْغِنَاءِ؛ وَقِيلَ: السُّمود يَكُونُ سُرُورًا وَحُزْنًا؛ وأَنشد: رمَى الحِدْثانُ نِسْوَةَ آلِ حَزْبٍ ... بأَمْرٍ، قَدْ سَمَدْنَ لَهُ سُمودا فَرَدَّ شُعورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً، ... ورَدَّ وُجوهَهُن البِيضَ سُودا ابْنُ الأَعرابي: السامِدُ اللاهي، والسامِدُ الغافلُ، والسامد الساهي، والسامد المُتَكَبِّر، والسامد القائم، والسامد المُتَحير بَطَراً وأَشَراً، والسامد الغبيُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنه خَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ والناسُ يَنْتَظِرُونَهُ لِلصَّلَاةِ قِيَامًا فَقَالَ مَا لِي أَراكم سَامِدِينَ ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ قَوْلُهُ سَامِدِينَ يَعْنِي الْقِيَامَ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: السَّامِدُ الْقَائِمُ فِي تَحيُّر، وأَنشد: قِيلَ: قُمْ فانظُرْ إِليهم، ... ثم دَعْ عَنْكَ السُّمودا قَالَ ابْنُ الأَثير: السَّامِدُ الْمُنْتَصِبُ إِذا كَانَ رَافِعًا رأْسه نَاصِبًا صَدْرَهُ، أَنكر عَلَيْهِمْ قِيَامَهُمْ قَبْلَ أَن يَرَوا إِمامهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا هَذَا السُّمودُ ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْغَفْلَةُ والذَّهابُ عَنِ الشَّيْءِ. وسَمَدَ سُموداً: رَفَعَ رأْسه تكبُّراً. وكلُّ رافعٍ رأْسَه، فَهُوَ سَامِدٌ. وَقَدْ سَمِدَ يَسْمَدُ ويَسْمُد سُمُودًا؛ قَالَ رؤْبة بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ إِبلًا. سَوامِدُ الليلِ خِفافُ الأَزوادْ أَي دَوائبُ. وَقَوْلُهُ خِفافُ الأَزواد أَي لَيْسَ فِي بُطُونِهَا علَف؛ وَقِيلَ: لَيْسَ عَلَى ظُهُورِهَا زَادٌ لِلرَّاكِبِ، وسَمَدَ الرجلُ سُموداً: بُهِتَ، وسَمَدَه سَمْداً: قَصَدَهُ كصَمَده.

وتسميدُ الأَرض: أَن يُجْعَل فِيهَا السَّمادُ وَهُوَ سِرجِينٌ ورَماد. وسَمَدَ الأَرض سَمْداً: سَهَّلَهَا. وسمَّدها: زبَّلها. والسَّمادُ: تُرَابٌ قَوِيٌّ يُسَمَّدُ بِهِ النَّبَاتُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا كَانَ يُسَمِّدُ أَرضَه بعَذِرَة النَّاسِ، فَقَالَ: أَما يَرضى أَحدُكم حَتَّى يُطِعمَ النَّاسَ مَا يَخرج مِنْهُ؟ السَّماد مَا يُطرح فِي أُصول الزَّرْعِ والخُضَر مِنَ الْعُذْرَةِ والزِّبْل ليَجود نَباتُه. والمِسْمَد: الزَّبيلُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ وتَسْميدُ الرأْس: استئصالُ شَعَره، لُغَةٌ فِي التسبيدِ. وسَمَّد شَعَرَهُ: استأْصله وأَخذه كُلَّهُ. والسَّميدُ: الطَّعَامُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ: هِيَ بِالدَّالِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. والإِسميدُ: الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ سَمِدْ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري أَهو هَذَا الَّذِي حَكَاهُ كُرَاعٌ أَم لَا. والمُسْمَئِدُّ: الْوَارِمُ. واسْمَأَدَّ، بِالْهَمْزِ، اسمِئْداداً: وَرِمَ؛ وَقِيلَ: ورِمَ غَضَبًا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: وَرِمَ ورَماً شَدِيدًا. واسمأَدَّت يَدُهُ: ورِمَت. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: اسمأَدَّت رِجْلُهَا أَي انَتَفَخَت وورِمَت. وكلُّ شيءٍ ذَهَبَ أَو هَلَك، فَقَدِ اسْمدَّ واسمَأَدَّ. واسْمادَّ مِنَ الْغَضَبِ كَذَلِكَ. واسْمادَّ الشيءُ: ذهب. سَمْعَدَ: الأَزهري: اسمَعَدَّ الرجلُ واسمَغَدَّ إِذا امتلأَ غَضَباً، وَكَذَلِكَ اسْمَعَطَّ واشمَعَطَّ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي ذَكَر الرَّجُلِ إِذا اتمَهَلَّ. سمغد: السِّمَّغْدُ «2» الطويلُ. والسِّمَّغْدُ: الأَحْمق الضَّعِيفُ. والمُسمَغِدُّ: المُنَتَفخ، وَقِيلَ: النَّاعم، وَقِيلَ: الذَّاهِبُ. والمُسْمَغِدُّ: الشَّدِيدُ القَبْض حَتَّى تَنْتَفِخَ. الأَنامل. والمُسْمَغِدُّ: الْوَارِمُ، بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً. يُقَالُ: اسْمَغَدَّت أَنامله إِذا تَوَرَّمَت. واسمَغَدَّ الرَّجُلُ أَي امتلأَ غَضَبًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَلَّى حَتَّى اسمَغَدَّت رِجْلَاهُ أَي تورَّمَتا وَانْتَفَخَتَا. والمُسْمَغِدُّ: الْمُتَكَبِّرُ المنتفِخُ غَضَبًا. واسْمَغَدَّ الْجُرْحُ إِذا وَرِمَ. وَقِيلَ: المُسْمَغِدُّ مِنَ الرِّجَالِ الطويلُ الشديدُ الأَركان؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو وأَنشد: حَتَّى رأَيت العَزَبَ السِّمَّغْدا، ... وَكَانَ قَدْ شبَّ شَباباً مَغْداً ابْنُ السِّكِّيتِ: رأَيته مُغِدّاً مُسْمَغِدّاً إِذا رأَيته وَارِمًا مِنَ الغضَب؛ وَقَالَ أَبو سُوَاجٍ: إِنَّ المَنِيَّ، إِذا سَرى ... فِي الْعَبْدِ، أَصْبَحَ مُسْمَغِدّا سمهد: السَّمْهَدُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الْجَسِيمُ مِنَ الإِبل. واسمَهَدَّ سنَامُه إِذا عَظُم. والسَّمْهَدُ: الشيءُ الصُّلْب اليابس. سند: السَّنَدُ: مَا ارتَفَعَ مِنَ الأَرض فِي قُبُل الْجَبَلِ أَو الْوَادِي، وَالْجَمْعُ أَسْنادٌ، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شَيْئًا، فَهُوَ مُسْنَد. وَقَدْ سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه. وَيُقَالُ: سانَدته إِلى الشَّيْءِ فَهُوَ يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: سانَدُوه، حَتَّى إِذا لَمْ يَرَوْه ... شُدَّ أَجلادُه عَلَى التَّسْنِيدِ وَمَا يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً ومُسْنَداً، وَجَمْعُهُ المَسانِدُ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّنَدُ مَا قَابَلَكَ مِنَ الْجَبَلِ وَعَلَا عَنِ السَّفْحِ. والسَّنَدُ: سُنُودُ الْقَوْمِ فِي الْجَبَلِ. وَفِي حَدِيثِ أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن فِي الْجَبَلِ

_ (2). قوله [السمغد إلخ] هو كقرشب بضبط القلم في الأَصل وصوّبه شارح القاموس معترضاً على جعله كحضجر، وعزاه لخط الصاغاني.

أَي يُصَعِّدْن، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَسَنَذْكُرُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنيس: ثُمَّ أَسنَدوا إِليه فِي مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إِذَا عاضَدْتَهُ وكانَفْتَه. وسَنَدَ فِي الْجَبَلِ يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ. وَفِي خَبَرِ أَبي عَامِرٍ: حَتَّى يُسْنِدَ عَنْ يَمِينِ النُّمَيرةِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ. والمُسْنَد والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. وَيُقَالُ للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كريمٌ لَا أَجدُّ وَلَا سَنِيدُ وسَنَد فِي الْخَمْسِينَ مثلَ سُنود الْجَبَلِ أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي معتَمَدٌ. وأَسنَد فِي العَدْو: اشْتَدَّ وجَمَّد. وأَسنَد الحديثَ: رَفَعَهُ. الأَزهري: والمُسْنَد مِنَ الْحَدِيثِ مَا اتَّصَلَ إِسنادُه حَتَّى يُسْنَد إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمُرْسَل والمُنْقَطِع مَا لَمْ يَتَّصِلْ. والإِسنادِ فِي الْحَدِيثِ: رَفْعُه إِلى قَائِلِهِ. والمُسْنَدُ: الدَّهْرُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لَا آتِيهِ يَدَ الدَّهْرِ ويَدَ المُسْنَد أَي لَا آتِيهِ أَبداً. وَنَاقَةٌ سِنادٌ: طَوِيلَةُ الْقَوَائِمِ مُسْنَدَةُ السَّنام، وَقِيلَ: ضَامِرَةٌ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: الهَبِيطُ الضَّامِرَةُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: السِّنادُ مِثْلُهُ، وأَنكره شَمِرٌ. وَنَاقَةٌ مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى، ... جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنيبُ وَيُرْوَى مُذَكِّرة ثُنْيَا. أَبو عَمْرٍو: نَاقَةٌ سِنَادٌ شَدِيدَةُ الخَلْق؛ وَقَالَ ابن برزج: السِّنَادُ مِنْ صِفَةِ الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وَقَالَ الأَصمعي في المُشْرِفة الصَّدْرِ والمُقَدَّم وَهِيَ المُسانِدَة، وَقَالَ شَمِرٌ أَي يُساند بَعْضُ خَلْقِهَا بَعْضًا؛ الْجَوْهَرِيُّ: السِّناد النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الْخَلْقِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها ... وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ جُمالِيَّة: نَاقَةٌ عَظِيمَةُ الخَلْق مُشَبَّهَة بِالْجَمَلِ لعُظْم خَلْقِهَا. والحَرْفُ: النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ الصُّلبة مُشَبَّهَةٌ بالحَرْف مِنَ الْجَبَلِ. وأَزَجُّ الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: لَيْسَ بِرَهِلٍ، وَيُرْوَى رَيَّانُ مَكَانَ ظمآنُ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الْمُخِّ، والوَظِيفُ: عَظْمُ السَّاقِ، والسَّهْوَقُ: الطَّوِيلُ. والإِسنادُ: إِسناد الرَّاحِلَةِ فِي سَيْرِهَا وَهُوَ سَيْرٌ بَيْنَ الذّمِيلِ والهَمْلَجَة. وَيُقَالُ: سَنَدْنا فِي الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فِيهَا «1». وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنيس: ثُمَّ أَسنَدُوا إِليه فِي مَشْرُبَة أَي صَعِدوا إِليه. يُقَالُ: أَسنَدَ فِي الْجَبَلِ إِذا مَا صَعَّدَه. والسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قَمِيصًا طَوِيلًا تَحْتَ قَمِيصٍ أَقصَرَ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: السَّنَدُ ضُروبٌ مِنَ الْبُرُودِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى عَلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَربعة أَثواب سَنَدٍ ، وَهُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ؛ قَالَ اللَّيْثُ: السَّندُ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ قَمِيصٌ ثُمَّ فَوْقَهُ قَمِيصٌ أَقصر مِنْهُ، وَكَذَلِكَ قُمُص قِصَارٌ مِنْ خِرَق مُغَيَّب بَعْضُهَا تَحْتَ بَعْضٍ، وكلُّ مَا ظَهَرَ مِنْ ذَلِكَ يُسَمَّى: سِمْطاً؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ وَقَالَ ابْنُ بُزُرج: السنَدُ الأَسنادُ «2» مِنَ الثِّيَابِ وَهِيَ

_ (1). قوله [جبلها فيها] كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك (2). قوله [السند الأَسناد] كذا بالأَصل ولعله جمعه الأسناد أي بناء على أن السند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد أي من أسناد.

مِنَ الْبُرُودِ، وأَنشد: جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها، ... لَمْ يَضْرِبِ الخيَّاطُ فِيهَا بالإِبَرْ قَالَ: وَهِيَ الْحَمْرَاءُ مِنْ جِبابِ الْبُرُودِ. ابْنُ الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إِذا لَبِس السَّنَد وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْبُرُودِ. وَخَرَجُوا مُتسانِدينَ إِذا خَرَجُوا عَلَى راياتٍ شَتَّى. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: خَرَجَ ثُمامة بْنُ أُثال وَفُلَانٌ مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُسْنِدُ عَلَى الْآخَرِ وَيَسْتَعِينُ بِهِ. والمُسْنَدُ: خَطٌّ لِحِمْيَرَ مُخَالِفٌ لِخَطِّنَا هَذَا، كَانُوا يَكْتُبُونَهُ أَيام مُلْكِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ فِي أَيديهم إِلى الْيَوْمِ بِالْيَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَن حَجَراً وُجد عَلَيْهِ كِتَابٌ بِالْمُسْنَدِ ؛ قَالَ: هِيَ كِتَابَةٌ قَدِيمَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ خَطُّ حِمْيَرَ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: المُسْنَدُ كَلَامُ أَولاد شِيثٍ. والسِّنْد: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الْهِنْدِ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم سِنْديّ. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ عُيُوبِ الشِّعْرِ السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كَقَوْلِ عَبِيد بْنِ الأَبرص: فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ عَلَى جَوارٍ، ... كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ ثُمَّ قَالَ: فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي ... وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ وَهَذَا الْعَجُزُ الأَخير غَيَّرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ وَالصَّوَابُ فِي إِنشادهما تَقْدِيمُ الْبَيْتِ الثَّانِي عَلَى الأَول. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سَلَامٍ أَنه قَالَ: السِّنادُ فِي الْقَوَافِي مِثْلُ شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فُلَانٌ فِي شِعْرِهِ. وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ مُتسانِدين أَي عَلَى رَايَاتٍ شَتى إِذا خَرَجَ كُلُّ بَنِي أَب عَلَى رَايَةٍ، وَلَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى رَايَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَمْ يَكُونُوا تَحْتَ رَايَةِ أَمير وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ أَسنَد فِي الشِّعْرِ إِسناداً بِمَعْنَى سانَدَ مِثْلَ إِسناد الْخَبَرِ، وَيُقَالُ سانَدَ الشَّاعِرُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وشِعْرٍ، قَدْ أَرِقْتُ لَهُ، غَريبٍ ... أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا ابْنُ سِيدَهْ: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فِيهِ كِلَاهُمَا: خَالَفَ بَيْنَ الْحَرَكَاتِ الَّتِي تَلِي الأَرْدافَ فِي الرَّوِيِّ، كَقَوْلِهِ: شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ ... بأَطرافِ القَنا، حَتَّى رَوِينا وَقَوْلِهِ فِيهَا: أَلم تَرَ أَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ، ... جبالُ مَعاقِلٍ مَا يُرْتَقَيْنا؟ فَكَسَرَ مَا قَبْلَ الْيَاءِ فِي رَوِينا وَفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فِي يُرْتَقَيْنا، فَصَارَتْ قَيْنا مَعَ وِينا وَهُوَ عَيْبٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: بِالْجُمْلَةِ إِنَّ اخْتِلَافَ الْكَسْرَةِ وَالْفَتْحَةِ قَبْلَ الرِّدْفِ عَيْبٌ، إِلَّا أَنَّ الَّذِي اسْتَهْوَى فِي اسْتِجَازَتِهِمْ إِياه أَن الْفَتْحَةَ عِنْدَهُمْ قَدْ أُجريَتْ مُجْرى الْكَسْرَةِ وعاقَبتها فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ، وَكَذَلِكَ الْيَاءُ الْمَفْتُوحُ مَا قَبْلَهَا قَدْ أُجريت مُجْرَى الْيَاءِ الْمَكْسُورِ مَا قَبْلَهَا، أَما تَعاقُبُ الْحَرَكَتَيْنِ فَفِي مَوَاضِعَ: مِنْهَا أَنهم عَدَلوا لَفْظَ الْمَجْرُورِ فِيمَا لَا يَنْصَرِفُ إِلى لَفْظِ الْمَنْصُوبِ، فَقَالُوا مَرَرْتُ بعُمَر كَمَا قَالُوا ضَرَبْتُ عُمر، فكأَن فَتْحَةَ رَاءِ عُمَر عَاقَبَتْ مَا كَانَ يَجِبُ فِيهَا مِنَ الْكَسْرَةِ لَوْ صُرِفَ الِاسْمُ فَقِيلَ مَرَرْتُ بعُمرٍ، وأَما مُشَابَهَةُ الْيَاءِ الْمَكْسُورِ مَا قَبْلَهَا لِلْيَاءِ الْمَفْتُوحِ مَا قَبْلَهَا فلأَنهم قَالُوا

هَذَا جَيْب بَّكر فأَدغموا مَعَ الْفَتْحَةِ، كَمَا قَالُوا هذا سعيد دَّاود، وقالوا شَيْبَانُ وَقَيْسُ عِيلَانَ فأَمالوا كَمَا أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش بَعْدَ أَن خَصَّصَ كَيْفِيَّةَ السِّنَادِ: أَما مَا سَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ فِي السِّنَادِ فإِنهم يَجْعَلُونَهُ كُلَّ فَسَادٍ فِي آخِرِ الشِّعْرِ وَلَا يَحُدُّونَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا وَهُوَ عِنْدَهُمْ عَيْبٌ، قَالَ: وَلَا أَعلم إِلَّا أَني قَدْ سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَجْعَلُ الإِقواءَ سِنَادًا؛ وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ: فِيهِ سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ فَجَعَلَ السِّنَادَ غَيْرَ الإِقْواء وَجَعَلَهُ عَيْبًا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَجْهُ مَا قَالَهُ أَبو الْحَسَنِ أَنه إِذا كَانَ الأَصل السِّناد إِنما هُوَ لأَن الْبَيْتَ الْمُخَالِفَ لِبَقِيَّةِ الأَبيات كَالْمُسْنَدِ إِليها لَمْ يَمْتَنِعْ أَن يَشِيعَ ذَلِكَ فِي كُلِّ فَسَادٍ فِي آخِرِ الْبَيْتِ فَيُسَمَّى بِهِ، كَمَا أَن الْقَائِمَ لَمَّا كَانَ إِنما سُمِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ لِمَكَانِ قِيَامِهِ لَمْ يَمْتَنِعْ أَن يُسَمِّي كُلَّ مَنْ حَدَثَ عَنْهُ الْقِيَامُ قَائِمًا؛ قَالَ: وَوَجْهُ مَنْ خَصَّ بَعْضَ عُيُوبِ الْقَافِيَةِ بِالسِّنَادِ أَنه جَارٍ مَجْرَى الِاشْتِقَاقِ، وَالِاشْتِقَاقُ عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ غَيْرُ مَقِيسٍ، إِنما يُسْتَعْمَلُ بِحَيْثُ وُضِعَ إِلَّا أَن يَكُونَ اسْمَ فَاعِلٍ أَو مَفْعُولٍ عَلَى مَا ثَبَتَ فِي ضَارِبٍ وَمَضْرُوبٍ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ: فِيهِ سِنَادٌ وإِقواءٌ وَتَحْرِيدُ الظَّاهِرُ مِنْهُ مَا قَالَهُ الأَخفش مِنْ أَن السِّنَادَ غَيْرُ الإِقواء لِعَطْفِهِ إِياه عَلَيْهِ، وَلَيْسَ مُمْتَنِعًا فِي الْقِيَاسِ أَن يَكُونَ السِّنَادُ يَعْنِي بِهِ هَذَا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه، إِلَّا أَنه عَطَفَ الإِقواءَ عَلَى السِّنَادِ لِاخْتِلَافِ لَفْظَيْهِمَا كَقَوْلِ الْحُطَيْئَةِ: وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ قَالَ: وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. قَالَ: وَقَوْلُ سِيبَوَيْهِ هَذَا بَابُ المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛ الْمُسْنَدُ هُوَ الْجُزْءُ الأَول مِنَ الْجُمْلَةِ، وَالْمُسْنَدُ إِليه الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْهَا، وَالْهَاءُ مِنْ إِليه تَعُودَ عَلَى اللَّامِ فِي الْمُسْنَدِ الأَول، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ والمسند إِليه وَهُوَ الجزءُ الثَّانِي يَعُودُ عَلَيْهَا ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ فِي نَفْسِ الْمُسْنَدِ، لأَنه أُقيم مُقام الْفَاعِلِ، فإِن أَكدت ذَلِكَ الضَّمِيرَ قُلْتَ: هَذَا بَابُ المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إِليه. قَالَ الْخَلِيلُ: الْكَلَامُ سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كَقَوْلِكَ «3». عَبْدُ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَعَبْدُ اللَّهِ سَنَدٌ، وَرَجُلٌ صَالِحٌ مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قَالَ الرِّيَاشِيُّ: أَنشدني الأَصمعي فِي النُّونِ مَعَ الْمِيمِ: تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم، ... تحتَ الذُّنابى، فِي مكانٍ سُخْن قَالَ: وَيُسَمَّى هَذَا السِّنَادُ. قَالَ الفراءُ: سَمَّى الدَّالَ وَالْجِيمَ الإِجادة؛ رَوَاهُ عَنِ الْخَلِيلِ. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وَهُوَ الخفيفُ؛ وَقَالَ الفراءُ: هِيَ مِنَ النُّوق الجريئَة. أَبو سَعِيدٍ: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تَكُونُ وقايَةً تَحْتَ الْعِمَامَةِ مِنَ الدُّهْن. والأَسْنادُ: شَجَرٌ. والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ. والسِّنْدُ: جِيل مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ سُنودٌ وأَسْنادٌ. وسِنْدٌ: بلادٌ، تَقُولُ سِنْديٌّ لِلْوَاحِدِ وسِندٌ لِلْجَمَاعَةِ، مِثْلُ زِنجيٍّ وزِنْجٍ. والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ: ضَرْب مِنَ الثِّيَابِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنه رأَى عَلَيْهَا أَربعة أَثواب سَنَد ؛ قِيلَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الْبُرُودِ اليمانِية وَفِيهِ لُغَتَانِ: سَنَدٌ وسَنْد، وَالْجُمَعُ أَسناد. وسَنْدادٌ [سِنْدادٌ]: مَوْضِعٌ. والسَّنَدُ: بَلَدٌ مَعْرُوفٌ فِي الْبَادِيَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ والعَلياءُ: اسْمُ بَلَدٍ آخَرَ. وسِنداد: اسْمُ نَهْرٍ؛ ومنه

_ (3). قوله [فالسند كقولك إلخ] كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعل الأَحسن سقوط فالسند أَو زيادة والمسند

قَوْلُ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُر: والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد سهد: اللَّيْثُ: السُّهْدُ والسُّهادُ نَقيضُ الرُّقاد؛ قَالَ الأَعشى: أَرِقتُ وَمَا هَذَا السُّهادُ المُؤَرِّقُ الْجَوْهَرِيُّ: السُّهادُ الأَرَقُ. والسُّهُدُ، بِضَمِّ السِّينِ وَالْهَاءِ: الْقَلِيلُ مِنَ النَّوْمِ. وسَهِدَ، بِالْكَسْرِ، يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً: لَمْ يَنَمْ. وَرَجُلٌ سُهُدٌ: قليلُ النَّوْمِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: فَأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً، ... سُهُداً، إِذا مَا نامَ ليلُ الهَوْجَلِ وَعَينٌ سُهُدٌ كَذَلِكَ. وَقَدْ سَهَّدَه الهمُّ والوجعُ. وَمَا رأَيتُ مِنْ فُلَانٍ سَهْدَةً أَي أَمراً أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرٍ أَو بَرَكَةٍ أَو خَبرٍ أَو كَلَامٍ مُقْنِع. وَفُلَانٌ ذُو سَهْدَةٍ أَي ذُو يَقَظَةٍ. وَهُوَ أَسْهَدُ رَأْياً مِنْكَ. وَفِي بَابِ الإِتباع: شيءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن. والسَّهْوَدُ: الطويلُ الشَّدِيدُ؛ شَمِرٌ: يُقَالُ غُلَامٌ سَهْوَدٌ إِذا كَانَ غَضّاً حَدَثاً؛ وأَنشد: ولَيْتَه كَانَ غُلَامًا سَهْوَدا، ... إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا وسَهَّدْتُه أَنا فَهُوَ مُسَهَّدٌ. وَفُلَانٌ يُسَهَّدُ أَي لَا يُتْرَكُ أَن يَنَامَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: يُسَهَّدُ مِنْ نومِ العشاءِ سَليمُها، ... لِحَلْيِ النساءِ فِي يَدَيْهِ قَعاقِعُ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للمرأَة إِذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة وَاحِدَةٍ: قَدْ أَمْصَعَتْ بِهِ وأَخْفَدَتْ بِهِ وأَسْهَدَتْ بِهِ وأَمْهَدَتْ بِهِ وحَطَأَتْ بِهِ. وسُهْدُد: اسْمُ جَبَلٍ لَا يَنْصَرِفُ كأَنهم يَذْهَبُونَ بِهِ إِلى الصَّخْرَةِ أَو البقعة. سود: السَّواد: نقيضُ الْبَيَاضِ؛ سَوِدَ وَسادَ واسودَّ اسْوِداداً واسْوادّ اسْوِيداداً، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ اسْوَأَدَّ، تُحَرَّكُ الأَلف لئلَّا يُجْمَعَ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ؛ وَهُوَ أَسودُ، وَالْجَمْعُ سُودٌ وسُودانٌ. وسَوَّده: جَعْلَهُ أَسودَ، والأَمر مِنْهُ اسْوادَدْ، وإِن شِئْتَ أَدغمْتَ، وتصغيرُ الأَسود أُسَيِّدٌ، وإِن شِئْتَ أُسَيْوِدٌ أَي قَدْ قَارَبَ السَّوادَ، والنسْبَةُ إِليه أُسَيْدِيٌّ، بِحَذْفِ الْيَاءِ الْمُتَحَرِّكَةِ، وتَصغير التَّرْخِيمِ سُوَيْدٌ. وساوَدْتُ فُلَانًا فَسُدْتُه أَي غَلَبْتُه بِالسَّوَادِ مِنْ سَوَادِ اللونِ والسُّودَدِ جَمِيعًا. وسَوِدَ الرجلُ: كَمَا تَقُولُ عَوِرَت عَيْنُه وَسَوِدْتُ أَنا؛ قَالَ نُصَيْبٌ: سَوِدْتُ فَلَمْ أَمْلِكْ سَوادي، وتحتَه ... قَمِيصٌ مِنَ القُوهِيِّ، بيضٌ بَنائقُهْ ويُرْوَى: سَوِدْتُ فَلَمْ أَملك وتحتَ سَوادِه وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: سُدْتُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَنشد أَعرابي لِعنترةَ يَصِفُ نفسَه بأَنه أَبيضُ الخُلُق وإِن كَانَ أَسودَ الجلدِ: عَلَيَّ قميصٌ مِنْ سَوادٍ وتحتَه ... قميصُ بَياضٍ، ... بنَائقُه «1» وَكَانَ عنترةُ أَسْوَدَ اللَّوْنِ، وأَراد بقميصِ البياضِ قَلْبَه. وسَوَّدْتُ الشيءَ إِذا غَيَّرْتَ بَياضَه سَوَاداً. وأَسوَدَ الرجُلُ وأَسأَدَ: وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ أَسود. وساوَدَه سِواداً: لَقِيَه فِي سَوادِ الليلِ. وسَوادُ القومِ: مُعْظَمُهم. وسوادُ الناسِ:

_ (1). لم نجد هذا البيت في ما لدينا من شعر عنترة المطبوع.

عَوامُّهُم وكلُّ عددٍ كَثِيرٍ. وَيُقَالُ: أَتاني القومُ أَسوَدُهم وأَحمرُهم أَي عَرَبُهم وعَجَمُهم. وَيُقَالُ: كَلَّمُتُه فَمَا رَدَّ عليَّ سوداءَ وَلَا بيضاءَ أَي كَلِمَةً قَبِيحَةً وَلَا حَسَنَةً أَي مَا رَدَّ عَلَيَّ شَيْئًا. وَالسَّوَادُ: جماعةُ النخلِ والشجرِ لِخُضْرَته واسْوِدادِه؛ وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ لأَنَّ الخُضْرَةَ تُقارِبُ السوادَ. وسوادُ كلِّ شيءٍ: كُورَةُ مَا حولَ القُرَى والرَّساتيق. والسَّوادُ: مَا حَوالَي الكوفةِ مِنَ القُرَى والرَّساتيقِ وَقَدْ يُقَالُ كُورةُ كذا وكذا وسوادُها إِلى مَا حَوالَيْ قَصَبَتِها وفُسْطاطِها مِنْ قُراها ورَساتيقِها. وسوادُ الكوفةِ والبَصْرَة: قُراهُما. والسَّوادُ والأَسْوِداتُ والأَساوِدُ: جَماعةٌ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: هُم الضُّروبُ المتفرِّقُون. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: انْظُرْ إِلى هَؤُلَاءِ الأَساوِدِ حَوْلَكَ أَي الجماعاتِ الْمُتَفَرِّقَةِ. وَيُقَالُ: مَرَّتْ بِنَا أَساودُ مِنَ الناسِ وأَسْوِداتٌ كأَنها جُمَعُ أَسْوِدَةٍ، وَهِيَ جمعُ قِلَّةٍ لسَوادٍ، وَهُوَ الشَّخْصُ لأَنه يُرَى مِنْ بعيدٍ أَسْوَدَ. والسوادُ: الشَّخْصُ؛ وَصَرَّحَ أَبو عُبَيْدٍ بأَنه شَخْصُ كلِّ شَيْءٍ مِنْ مَتَاعٍ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَسْودةٌ، وأَساوِدُ جمعُ الجمعِ. وَيُقَالُ: رأَيتُ سَوادَ القومِ أَي مُعْظَمَهم. وسوادُ العسكرِ: مَا يَشتملُ عَلَيْهِ مِنَ المضاربِ وَالْآلَاتِ والدوابِّ وغيرِها. وَيُقَالُ: مَرَّتْ بِنَا أَسْوِداتٌ مِنَ النَّاسِ وأَساوِدُ أَي جماعاتٌ. والسَّوادُ الأَعظمُ مِنَ النَّاسِ: هُمُ الجمهورُ الأَعْظمُ وَالْعَدَدُ الْكَثِيرُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ تَجمعوا عَلَى طَاعَةِ الإِمام وَهُوَ السُّلْطَانُ. وسَوادُ الأَمير: ثَقَلُه. ولفلانٍ سَوادٌ أَي مَالٌ كثيرٌ. والسِّوادُ: السِّرارُ، وسادَ الرجلُ سَوْداً وساوَدَه سِواداً، كِلَاهُمَا: سارَّه فأَدْنى سوادَه مِنْ سَوادِه، وَالِاسْمُ السِّوادُ والسُّوادُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَلِكَ أَطلقه أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن السِّوادَ مَصْدَرُ ساوَد وأَن السُّوادَ الِاسْمُ كَمَا تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مِزاحٍ ومُزاحٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: أُذُنَكَ عَلَى أَن تَرْفَعَ الْحِجَابَ وتَسْمَعَ سِوادِي حَتَّى أَنهاك ؛ قَالَ الأَصمَعي: السِّوادُ، بِكَسْرِ السِّينِ، السِّرارُ، يُقَالُ مِنْهُ: ساوَدْتُه مُساودَة وسِواداً إِذا سارَرْتَه، قَالَ: وَلَمْ نَعْرِفْها بِرَفْع السِّينِ سُواداً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَيَجُوزُ الرَّفْعُ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ جِوارٍ وجُوارٍ، فالجُوارُ الاسمُ والجِوارُ المصدرُ. قَالَ: وَقَالَ الأَحمر: هُوَ مِنْ إِدْناء سَوادِكَ مِنْ سَوادِه وَهُوَ الشخْص أَي شخْصِكَ مِنْ شَخْصِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَهَذَا مِنَ السِّرارِ لأَنَّ السِّرارَ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ إِدْناءِ السَّوادِ؛ وأَنشد الأَحمر: مَن يَكُنْ في السِّوادِ والدَّدِ والإِعْرامِ ... زِيرًا، فإِنني غيرُ زِيرِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِمْ لَا يُزايِلُ سَوادي بَياضَكَ: قَالَ الأَصمعي مَعْنَاهُ لَا يُزايِلُ شَخْصِي شخصَكَ. السَّوادُ عِنْدَ الْعَرَبِ: الشخصُ، وَكَذَلِكَ البياضُ. وَقِيلَ لابنَةِ الخُسِّ: مَا أَزناكِ؟ أَو قِيلَ لَهَا: لِمَ حَمَلْتِ؟ أَو قِيلَ لَهَا: لِمَ زَنَيْتِ وأَنتِ سيِّدَةُ قَوْمِكِ؟ فَقَالَتْ: قُرْبُ الوِساد، وطُولُ السِّواد؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السِّوادُ هُنَا المُسارَّةُ، وَقِيلَ: المُراوَدَةُ، وَقِيلَ: الجِماعُ بِعَيْنِهِ، وَكُلُّهُ مِنَ السَّوادِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْبَيَاضِ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ يَعُودُهُ فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: لَا أَبكي خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ أَو حُزْنًا عَلَى الدُّنْيَا، فَقَالَ: مَا يُبْكِيك؟ فَقَالَ: عَهِد إِلينا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليَكْف أَحدَكم مثلُ زَادِ الرَّاكِبِ

وَهَذِهِ الأَساوِدُ حَوْلي؛ قَالَ: وَمَا حَوْلَه إِلَّا مِطْهَرَةٌ وإِجَّانَةٌ وجَفْنَةٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالأَساودِ الشخوصَ مِنَ الْمَتَاعِ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ، وكلُّ شَخْصٍ مِنْ مَتَاعٍ أَو إِنسان أَو غيرِه: سوادٌ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يُريدَ بالأَساودِ الحياتِ، جَمْعَ أَسودَ، شَبَّهَها بِهَا لاسْتضرارِه بِمَكَانِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا رأَى أَحدكم سَوَادًا بِلَيْلٍ فَلَا يَكُنْ أَجْبنَ السَّوادَينِ فإِنه يخافُك كَمَا تخافُه أَي شَخْصًا. قَالَ: وَجَمْعُ السَّوادِ أَسوِدةٌ ثُمَّ الأَساودُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وأَنشد الأَعشى: تناهَيْتُمُ عَنَّا، وَقَدْ كَانَ فيكُمُ ... أَساوِدُ صَرْعَى، لم يُسَوَّدْ قَتِيلها يَعْنِي بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلى. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَ بعُودٍ وجاءَ بِبَعرةٍ حَتَّى زَعَمُوا فَصَارَ سَوَادًا أَي شَخْصًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَجَعَلُوا سَواداً حَيْساً أَي شَيْئًا مُجْتَمِعًا يَعْنِي الأَزْوِدَة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا رأَيتم الِاخْتِلَافَ فَعَلَيْكُمْ بالسَّواد الأَعظم ؛ قِيلَ: السَّوَادُ الأَعظمُ جُمْلَة النَّاسِ ومُعْظَمُهم الَّتِي اجْتَمَعَتْ عَلَى طَاعَةِ السُّلْطَانِ وَسُلُوكِ الْمَنْهَجِ الْقَوِيمِ؛ وَقِيلَ: الَّتِي اجْتَمَعَتْ عَلَى طَاعَةِ السُّلْطَانِ وبَخِعَت لَهَا، بَرّاً كَانَ أَو فَاجِرًا، مَا أَقام الصلاةَ؛ وَقِيلَ لأَنَس: أَين الْجَمَاعَةُ؟ فَقَالَ: مَعَ أُمرائكم. والأَسْوَدُ: العظيمُ مِنَ الحيَّات وَفِيهِ سوادٌ، وَالْجَمْعُ أَسْوَدات وأَساوِدُ وأَساويدُ، غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء، والأُنثى أَسْوَدَة نادرٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِ الأَسود أَساوِد قَالَ: لأَنه اسْمٌ وَلَوْ كَانَ صِفَةً لَجُمِع عَلَى فُعْلٍ. يُقَالُ: أَسْوَدُ سالِخٌ غَيْرُ مُضَافٍ، والأُنثى أَسْوَدَة ولا توصف بسالخةٍ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ ذَكَرَ الفِتَنَ: لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَساوِدَ صُبّاً يَضِربُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ؛ قَالَ الزُّهْرِيُّ: الأَساودُ الحياتُ؛ يَقُولُ: يَنْصَبُّ بِالسَّيْفِ عَلَى رأْس صاحِبِه كَمَا تفعلُ الحيةُ إِذا ارْتَفَعَتْ فَلَسعت مَنْ فَوْقُ، وإِنما قِيلَ للأَسود أَسْودُ سالِخٌ لأَنه يَسْلُخُ جِلْدَه فِي كلِّ عَامٍ؛ وأَما الأَرقم فَهُوَ الَّذِي فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَذُو الطُّفْيَتَيْنِ الَّذِي لَهُ خَطَّان أَسودان. قَالَ شَمِر: الأَسودُ أَخْبثُ الْحَيَّاتِ وأَعظمها وأَنكاها وَهِيَ مِنَ الصِّفَةِ الْغَالِبَةِ حَتَّى استُعْمِل استِعْمال الأَسماءِ وجُمِعَ جَمْعَها، وَلَيْسَ شيءٌ مِنَ الْحَيَّاتِ أَجْرَأَ مِنْهُ، وَرُبَّمَا عَارَضَ الرُّفْقَةَ وتَبَعَ [تَبِعَ] الصَّوْتَ، وَهُوَ الَّذِي يطلُبُ بالذَّحْلِ وَلَا يَنْجُو سَلِيمُه، وَيُقَالُ: هَذَا أَسود غَيْرُ مُجْرًى؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد بِقَوْلِهِ لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَساوِدَ صُبّاً يَعْنِي جماعاتٍ، وَهِيَ جَمْعُ سوادٍ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ ثُمَّ أَسْوِدَة، ثُمَّ أَساوِدُ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر بِقَتْلِ الأَسوَدَين فِي الصَّلَاةِ ؛ قَالَ شَمِر: أَراد بالأَسْوَدَينِ الحيةَ والعقربَ. والأَسْوَدان: التَّمْرُ وَالْمَاءُ، وَقِيلَ: الْمَاءُ وَاللَّبَنُ وَجَعَلَهُمَا بَعْضُ الرُّجَّاز الماءَ والفَثَّ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْبَقْلِ يُختَبَزُ فَيُؤْكَلُ؛ قَالَ: الأَسْودانِ أَبرَدا عِظامي، ... الماءُ والفَثُّ دَوا أَسقامي والأَسْودانِ: الحَرَّةُ وَاللَّيْلُ لاسْوِدادهما، وضافَ مُزَبِّداً المَدَنيَّ قومٌ فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكَمَ عِنْدَنَا إِلا الأَسْوَدانِ فَقَالُوا: إِن فِي ذَلِكَ لمَقْنَعا التَّمْرِ والماءِ، فَقَالَ: مَا ذَاكَ عَنَيْتُ إِنما أَردت الحَرَّةَ وَاللَّيْلَ. فأَما قَوْلُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَقَدْ رأَيْتُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا الأَسْودان ؛ فَفَسَّرَهُ أَهل اللُّغَةِ بأَنه التَّمْرُ والماءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها إِنما أَرادت الْحَرَّةَ والليلَ، وَذَلِكَ أَن وُجُودَ التَّمْرِ وَالْمَاءِ عِنْدَهُمْ شِبَعٌ ورِيٌ

وخِصْبٌ لَا شِصْبٌ، وإِنما أَرادت عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَن تُبَالِغَ فِي شِدَّةِ الْحَالِ وتَنْتَهيَ فِي ذَلِكَ بأَن لَا يَكُونَ مَعَهَا إِلا الْحَرَّةُ وَاللَّيْلُ أَذْهَبَ فِي سُوءِ الْحَالِ مِنْ وُجُودِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَلا إِنني شَرِبتُ أَسوَدَ حالِكاً، ... أَلا بَجَلي مِنَ الشرابِ، أَلا بَجَلْ قَالَ: أَراد الْمَاءَ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقِيلَ أَراد سُقِيتُ سُمَّ أَسوَدَ. قَالَ الأَصمعي والأَحمر: الأَسودان الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، وإِنما الأَسود التَّمْرُ دُونَ الماءِ وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فأُضيف الماءُ إِليه وَنُعِتَا جَمِيعًا بِنَعْتٍ وَاحِدٍ إِتباعاً، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الشَّيْئَيْنِ يُصْطَحَبَانِ يُسَمَّيان مَعًا بِالِاسْمِ الأَشهر مِنْهُمَا كَمَا قَالُوا العُمَران لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَالْقَمَرَانِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. والوَطْأَة السَّوْداءُ: الدارسة، وَالْحَمْرَاءُ: الْجَدِيدَةُ. وَمَا ذُقْتُ عِنْدَهُ مِنْ سُوَيْدٍ قَطْرَةً، وَمَا سَقَاهُمْ مِنْ سُوَيْدٍ قَطْرةً، وَهُوَ الماءُ نَفْسُهُ لَا يُسْتَعْمَلُ كَذَا إِلا فِي النَّفْيِ. وَيُقَالُ للأَعداءِ: سُودُ الأَكباد؛ قَالَ: فَمَا أَجْشَمْتُ مِنْ إِتْيان قَوْمٍ، ... هُمُ الأَعداءُ فالأَكبادُ سُودُ وَيُقَالُ للأَعداء: صُهْبُ السِّبال وَسُودُ الأَكباد، وإِن لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ فَكَذَلِكَ يُقَالُ لَهُمْ. وسَواد الْقَلْبِ وسَوادِيُّه وأَسْوَده وسَوْداؤُه: حَبَّتُه، وَقِيلَ: دَمُهُ. يُقَالُ: رَمَيْتُهُ فأَصبت سَوَادَ قَلْبِهِ؛ وإِذا صَغَّروه رَدُّوهُ إِلى سُوَيْداء، وَلَا يَقُولُونَ سَوْداء قَلْبه، كَمَا يَقُولُونَ حَلَّق الطَّائِرُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَفِي كُبَيْد السَّمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَمر بِسَوَادِ البَطن فشُوِيَ لَهُ الْكَبِدُ. والسُّوَيْداءُ: الاسْت. والسَّوَيْداء: حَبَّةُ الشُّونيز؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصَّوَابُ الشِّينِيز. قَالَ: كَذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِهِ الْحَبَّةَ الْخَضْرَاءَ لأَن الْعَرَبَ تُسَمِّي الأَسود أَخضر والأَخضر أَسود. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ داءٍ إِلا فِي الْحَبَّةِ السوداءِ لَهُ شِفَاءٌ إِلا السَّامُ ؛ أَراد بِهِ الشُّونِيزَ. والسَّوْدُ: سَفْحٌ مِنَ الْجَبَلِ مُسْتَدِقٌّ فِي الأَرض خَشِنٌ أَسود، وَالْجَمْعُ أَسوادٌ، والقِطْعَةُ مِنْهُ سَوْدةٌ وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة سَوْدَةَ. اللَّيْثُ: السَّوْدُ سَفْحٌ مُسْتَوٍ بالأَرض كَثِيرُ الْحِجَارَةِ خَشِنُهَا، وَالْغَالِبُ عَلَيْهَا أَلوان السَّوَادِ وَقَلَّمَا يَكُونُ إِلا عِنْدَ جَبَلٍ فِيهِ مَعْدِن؛ والسَّود، بِفَتْحِ السِّينِ وَسُكُونِ الْوَاوِ، فِي شِعْرِ خِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ: لَهُمْ حَبَقٌ، والسَّوْدُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، ... يَدِي لكُمُ، والزائراتِ المُحَصَّبا هُوَ جِبَالُ قَيْسٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ الجرميُّ يَدِي لَكُمْ، بإِسكان الياءِ عَلَى الإِفراد وَقَالَ: مَعْنَاهُ يَدَيَّ لَكُمْ رَهْنٌ بالوفاءِ، وَرَوَاهُ غيرهُ يُديَّ لَكُمْ جَمْعُ يَدٍّ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَنْ أَذكُرَ النُّعمانَ إِلا بِصَالِحٍ، ... فإِن لَهُ عِنْدِي يُدِيّاً وأَنعُما وَرَوَاهُ أَبو شَرِيكٍ وَغَيْرُهُ: يَديّ بكم مثنى بالياءِ بَدَلَ اللَّامِ، قَالَ: وَهُوَ الأَكثر فِي الرِّوَايَةِ أَي أَوقع اللَّهُ يَدَيَّ بِكُمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مِجْلَزٍ: وَخَرَجَ إِلى الْجُمُعَةِ وَفِي الطَّرِيقِ عَذِرات يَابِسَةٌ فَجَعَلَ يَتَخَطَّاهَا وَيَقُولُ: مَا هَذِهِ الأَسْوَدات؟ هِيَ جَمْعُ سَوْداتٍ، وسَوْداتٌ جَمْعُ سودةٍ، وَهِيَ القِطعة مِنَ الأَرض فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ خَشِنَةٌ، شَبَّهَ العَذِرةَ الْيَابِسَةَ بِالْحِجَارَةِ السُّودِ. والسَّوادِيُّ: السُّهْريزُ. والسُّوادُ: وجَع يأْخُذُ الْكَبِدَ مِنْ أَكل التَّمْرِ وَرُبَّمَا

قَتل، وَقَدْ سُئِدَ. وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عَلَيْهِ السُّوادُ، وَقَدْ سادَ يسودُ: شَرِبَ المَسْوَدَةَ. وسَوَّدَ الإِبل تَسْوِيدًا إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ مِنْ شَعَر فَدَاوَى بِهِ أَدْبارَها، يَعْنِي جَمْعَ دَبَر؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والسُّودَدُ: الشَّرَفُ، مَعْرُوفٌ، وَقَدْ يُهْمَز وتُضم الدَّالُ، طَائِيَّةٌ. الأَزهري: السُّؤدُدُ، بِضَمِّ الدَّالِ الأُولى، لغة طيء؛ وَقَدْ سَادَهُمْ سُوداً وسُودُداً وسِيادةً وسَيْدُودة، وَاسْتَادَهُمْ كَسَادَهُمْ وسوَّدهم هُوَ. والمسُودُ: الَّذِي سَادَهُ غَيْرُهُ. والمُسَوَّدُ: السَّيّدُ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَا رأَيت بَعْدَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ؛ قِيلَ: وَلَا عُمَر؟ قَالَ: كَانَ عُمَرُ خَيْرًا مِنْهُ، وَكَانَ هُوَ أَسودَ مِنْ عُمَرَ ؛ قِيلَ: أَراد أَسخى وأَعطى لِلْمَالِ، وَقِيلَ: أَحلم مِنْهُ. قَالَ: والسَّيِّدُ يُطْلَقُ عَلَى الرَّبِّ وَالْمَالِكِ وَالشَّرِيفِ وَالْفَاضِلِ وَالْكَرِيمِ وَالْحَلِيمِ ومُحْتَمِل أَذى قَوْمِهِ وَالزَّوْجِ وَالرَّئِيسِ والمقدَّم، وأَصله مِنْ سادَ يَسُودُ فَهُوَ سَيْوِد، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لأَجل الياءِ السَّاكِنَةِ قَبْلَهَا ثُمَّ أُدغمت. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّداً، فَهُوَ إِن كَانَ سَيِّدَكم وَهُوَ مُنَافِقٌ، فَحَالُكُمْ دُونَ حَالِهِ وَاللَّهُ لَا يَرْضَى لَكُمْ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: اسْتادَ القومُ اسْتِياداً إِذا قَتَلُوا سَيِّدَهُمْ أَو خَطَبُوا إِليه. ابْنُ الأَعرابي: اسْتَادَ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ إِذا تَزَوَّجَ سَيِّدَةً مِنْ عَقَائِلِهِمْ. وَاسْتَادَ الْقَوْمُ بَنِي فُلَانٍ: قَتَلُوا سَيِّدَهُمْ أَو أَسروه أَو خَطَبُوا إِليه. واستادَ القومَ وَاسْتَادَ فِيهِمْ: خَطَبَ فِيهِمْ سَيِّدَةً؛ قَالَ: تَمنَّى ابنُ كُوزٍ، والسَّفاهةُ كاسْمِها، ... لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا أَي أَراد يتزوجُ مِنَّا سَيِّدَةً لأَن أَصابتنا سَنَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَفَقَّهوا قَبْلَ أَن تُسَوَّدوا ؛ قَالَ شَمِر: مَعْنَاهُ تعلَّموا الْفِقْهَ قَبْلَ أَن تُزَوَّجوا فَتَصِيرُوا أَرباب بُيُوتٍ فَتُشْغَلوا بِالزَّوَاجِ عَنِ الْعِلْمِ، مِنْ قَوْلِهِمُ اسْتَادَ الرجلُ، يَقُولُ: إِذا تَزوّج فِي سَادَةٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مَا دُمْتُمْ صِغاراً قَبْلَ أَن تَصِيرُوا سادَةً رُؤَساءَ مَنْظُورًا إِليهم، فإِن لَمْ تَعَلَّموا قَبْلَ ذَلِكَ اسْتَحَيْتُمْ أَن تَعَلَّموا بَعْدَ الْكِبَرِ، فبقِيتم جُهَّالًا تأْخذونه مِنَ الأَصاغر، فَيُزْرِي ذَلِكَ بِكُمْ؛ وَهَذَا شَبِيهٌ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَخذوا الْعِلْمَ عَنْ أَكابرهم، فإِذا أَتاهم مِنْ أَصاغرهم فَقَدْ هَلَكُوا ، والأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث؛ وَقِيلَ: الأَكابر أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم مِنَ التَّابِعِينَ؛ وَقِيلَ: الأَكابر أَهل السُّنَّةِ والأَصاغر أَهل الْبِدَعِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أُرى عَبْدَ اللَّهِ أَراد إِلا هَذَا. والسَّيِّدُ: الرَّئِيسُ؛ وَقَالَ كُراع: وَجَمْعُهُ سادةٌ، ونظَّره بقَيِّم وَقَامَةٍ وعَيِّل وعالةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن سَادَةً جَمْعُ سَائِدٍ عَلَى مَا يَكْثُرُ فِي هَذَا النَّحْوِ، وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قَائِمٍ وَعَائِلٍ لَا جمعُ قَيِّمٍ وعيِّلٍ كَمَا زَعَمَ هُوَ، وَذَلِكَ لأَنَّ فَعِيلًا لَا يُجْمَع عَلَى فَعَلةٍ إِنما بَابُهُ الْوَاوُ وَالنُّونُ، وَرُبَّمَا كُسِّر مِنْهُ شَيْءٌ عَلَى غَيْرِ فَعَلة كأَموات وأَهْوِناء؛ وَاسْتَعْمَلَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ السَّيِّدَ لِلْجِنِّ فَقَالَ: جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ، ... يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّهْ قَالَ الأَخفش: هَذَا الْبَيْتُ مَعْرُوفٌ مِنْ شِعْرِ الْعَرَبِ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه مِنْ شِعْرِ الْوَلِيدِ وَالَّذِي زَعَمَ ذَلِكَ أَيضاً. «2» .... ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّيِّدُ الذي فاق غيره

_ (2). بياض بالأَصل المعول عليه قبل ابن شميل بقدر ثلاث كلمات

بِالْعَقْلِ وَالْمَالِ وَالدَّفْعِ وَالنَّفْعِ، المعطي مَالَهُ فِي حُقُوقِهِ الْمُعِينُ بِنَفْسِهِ، فَذَلِكَ السَّيِّدُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: السَّيِّدُ الَّذِي لَا يَغْلِبُهُ غَضَبه. وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ الْعَابِدُ الوَرِع الْحَلِيمُ. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: سُمِّيَ سَيِّدًا لأَنه يَسُودُ سَوَادَ النَّاسِ أَي عُظْمهم. الأَصمعي: الْعَرَبُ تَقُولُ: السَّيِّدُ كُلُّ مَقْهور مَغْمُور بِحُلْمِهِ، وَقِيلَ: السَّيِّدُ الْكَرِيمُ. وَرَوَى مُطَرِّفٌ عَنْ أَبيه قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنت سَيِّدُ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: السيدُ اللَّهُ، فَقَالَ: أَنت أَفضلُها قَوْلًا وأَعْظَمُها فِيهَا طَوْلًا، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَقُلْ أَحدكم بِقَوْلِهِ وَلَا يَسْتَجْرِئَنَّكُم ؛ معناهُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي يَحِقُّ لَهُ السِّيَادَةُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَرِهَ النَّبِيُّ، صَلَّى الله عليه وسلم، أَن يُمْدَحَ فِي وَجْهِهِ وأَحَبَّ التَّواضع لِلَّهِ تَعَالَى، وجَعَلَ السِّيَادَةَ لِلَّذِي سَادَ الْخَلْقَ أَجمعين، وَلَيْسَ هَذَا بِمُخَالِفٍ لِقَوْلِهِ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ قَالَ لِقَوْمِهِ الأَنصار: قُومُوا إِلى سَيِّدِكُمْ ، أَراد أَنه أَفضلكم رَجُلًا وأَكرمكم، وأَما صِفَةُ اللَّهِ، جَلَّ ذِكْرُهُ، بِالسَّيِّدِ فَمَعْنَاهُ أَنه مَالِكُ الْخَلْقِ وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عُبَيْدُهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: أَنا سيّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ، أَراد أَنه أَوَّل شَفِيعٍ وأَول مَنْ يُفتح لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ، قَالَ ذَلِكَ إِخباراً عَمَّا أَكرمه اللَّهُ بِهِ من الفضل والسودد، وتحدُّثاً بِنِعْمَةِ اللَّهِ عِنْدَهُ، وإِعلاماً مِنْهُ لِيَكُونَ إِيمانهم بِهِ عَلَى حَسَبهِ ومُوجَبهِ، وَلِهَذَا أَتبعه بِقَوْلِهِ وَلَا فَخْرَ أَي أَن هَذِهِ الْفَضِيلَةَ الَّتِي نِلْتُهَا كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ، لَمْ أَنلها مِنْ قِبَلِ نَفْسِي وَلَا بَلَغْتُهَا بقوَّتي، فَلَيْسَ لِي أَن أَفْتَخِرَ بِهَا؛ وَقِيلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ لَهُمْ لَمَّا قَالُوا لَهُ أَنت سَيِّدُنا: قُولُوا بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نَبِيًّا وَرَسُولًا كَمَا سَمَّانِي اللَّهُ، وَلَا تُسَمُّوني سَيِّداً كَمَا تُسَمُّونَ رؤَساءكم، فإِني لَسْتُ كأَحدهم مِمَّنْ يَسُودُكُمْ فِي أَسباب الدُّنْيَا. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا رسولَ اللَّهِ مَنِ السيِّد؟ قَالَ: يوسفُ بن إِسحقَ بْنِ يعقوبَ بْنِ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالُوا: فَمَا فِي أُمَّتِك مِنْ سَيِّدٍ؟ قَالَ: بَلَى مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ مَالًا ورُزِقَ سَماحَةً، فأَدّى شُكْرَهُ وقلَّتْ شِكايَتهُ فِي النَّاس. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدُ أَهل بَيْتِهِ، والمرأَة سَيِّدَةُ أَهل بَيْتِهَا. وَفِي حَدِيثِهِ للأَنصار قَالَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: الجَدُّ بنُ قَيس عَلَى أَنا نُبَخِّلُه، قَالَ: وأَي داءٍ أَدْوى مِنَ الْبُخْلِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِن ابْني هَذَا سيدٌ ؛ قِيلَ: أَراد بِهِ الحَليم لأَنه قَالَ فِي تَمَامِهِ: وإِن اللَّهَ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي حَدِيثٍ: قَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: انْظُرُوا إِلى سَيِّدِنَا هَذَا مَا يَقُولُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ الْخَطَّابِيُّ. وَقِيلَ: انْظُرُوا إِلى مَنْ سَوَّدْناه عَلَى قَوْمِهِ ورأَّسْناه عَلَيْهِمْ كَمَا يَقُولُ السلطانُ الأَعظم: فُلَانٌ أَميرُنا قائدُنا أَي مَنْ أَمَّرناه عَلَى النَّاسِ وَرَتَّبْنَاهُ لقَوْد الْجُيُوشِ. وَفِي رِوَايَةٍ: انْظُرُوا إِلى سَيِّدِكُمْ أَي مُقَدَّمِكُم. وَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى يَحْيَى سَيِّدًا وَحَصُورًا؛ أَراد أَنه فَاقَ غَيْرَهُ عِفَّة وَنَزَاهَةً عَنِ الذُّنُوبِ. الْفَرَّاءُ: السَّيِّدُ الْمَلِكُ وَالسَّيِّدُ الرَّئِيسُ وَالسَّيِّدُ السخيُّ وَسَيِّدُ الْعَبْدِ مَوْلَاهُ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ. وَسَيِّدُ المرأَة: زَوْجُهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَنَظُنُّ ذَلِكَ مِمَّا أَحدثه النَّاسِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا عِنْدِي فَاحِشٌ، كَيْفَ يَكُونُ فِي الْقُرْآنِ ثُمَّ يَقُولُ اللِّحْيَانِيُّ: وَنَظُنُّهُ مِمَّا أَحدثه النَّاسُ؛ إِلا أَن تَكُونَ مُراوِدَةُ يُوسُفَ مَمْلُوكَةً؛ فإِن قُلْتَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَهُوَ يَقُولُ: وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ؟ فَهِيَ إِذاً حُرَّةٌ، فإِنه «1». قد

_ (1). قوله [فإنه إلخ] كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف قلت لا ورود فإنه إلخ أو نحو ذلك والخطب سهل

يَجُوزُ أَن تَكُونَ مَمْلُوكَةً ثُمَّ يُعْتِقُها وَيَتَزَوَّجَهَا بَعْدُ كَمَا نَفْعَلُ نَحْنُ ذَلِكَ كَثِيرًا بأُمهات الأَولاد؛ قَالَ الأَعشى: فكنتَ الخليفةَ مِنْ بَعْلِها، ... وسَيِّدَتِيَّا، ومُسْتادَها أَي مِنْ بَعْلِهَا، فَكَيْفَ يَقُولُ الأَعشى هَذَا وَيَقُولُ اللِّحْيَانِيُّ بَعْدُ: إِنَّا نَظُنُّهُ مِمَّا أَحدثه النَّاسُ؟ التَّهْذِيبُ: وأَلفيا سَيِّدَهَا مَعْنَاهُ أَلفيا زَوْجَهَا، يُقَالُ: هُوَ سَيِّدُهَا وَبَعْلُهَا أَي زَوْجُهَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَن امرأَة سأَلتها عَنِ الْخِضَابِ فَقَالَتْ: كَانَ سَيِّدِي رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَكْرَهُ رِيحَهُ ؛ أَرادت مَعْنَى السِّيَادَةَ تَعْظِيمًا لَهُ أَو مَلِكِ الزَّوْجِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ: وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم الدَّرْدَاءِ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي أَبو الدَّرْدَاءِ. أَبو مَالِكٍ: السَّوادُ الْمَالُ والسَّوادُ الْحَدِيثُ وَالسَّوَادُ صُفْرَةٌ فِي اللَّوْنِ وَخُضْرَةٌ فِي الظُّفْرِ تُصِيبُ الْقَوْمَ مِنَ الْمَاءِ الملح؛ وأَنشد: فإِنْ أَنتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا وتسَوِّدوا، ... فَكُونُوا نَعَايَا فِي الأَكُفِّ عِيابُها «1» يَعْنِي عَيْبَةَ الثِّيَابِ؛ قَالَ: تُسَوِّدُوا تَقْتلُوا. وسيِّد كلِّ شَيْءٍ: أَشرفُه وأَرفَعُه؛ وَاسْتَعْمَلَ أَبو إِسحق الزَّجَّاجُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ: لأَنه سَيِّدُ الْكَلَامِ نَتْلُوهُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَسَيِّداً وَحَصُوراً ، السَّيِّدُ: الَّذِي يَفُوقُ فِي الْخَيْرِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: إِن قَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ سَمَّى اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، يَحْيَى سَيِّدًا وَحَصُورًا، وَالسَّيِّدُ هُوَ اللَّهُ إِذ كَانَ مَالِكَ الْخَلْقِ أَجمعين وَلَا مَالِكَ لَهُمْ سِوَاهُ؟ قِيلَ لَهُ: لَمْ يُرِد بِالسَّيِّدِ هَاهُنَا الْمَالِكَ وإِنما أَراد الرئيسَ والإِمامَ فِي الْخَيْرِ، كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ فُلَانٌ سَيِّدُنَا أَي رَئِيسُنَا وَالَّذِي نُعَظِّمُهُ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا، ... صَدْقُ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ فِيهِ تَماري وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً، فَهُوَ سيِّدٌ، وَهُمْ سادَةٌ، تَقْدِيرُهُ فَعَلَةٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن تَقْدِيرَ سَيِّدٍ فَعْيِلٌ، وَهُوَ مِثْلُ سَرِيٍّ وسَراةٍ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنه يُجمعُ عَلَى سيائدَ، بِالْهَمْزِ، مثلَ أَفيل وأَفائلَ وتَبيعٍ وتَبائعَ؛ وَقَالَ أَهل الْبَصْرَةِ: تَقْدِيرُ سَيِّدٍ فَيْعِلٌ وجُمِعَ عَلَى فَعَلَةٍ كأَنهم جَمَعُوا سَائِدًا، مِثلَ قائدٍ وقادةٍ وذائدٍ وذادةٍ؛ وَقَالُوا: إِنما جَمَعَتِ العربُ الجَيِّد والسَّيِّدَ عَلَى جَيائِدَ وسَيائدَ، بِالْهَمْزِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَنّ جَمْعَ فَيْعِلٍ فياعلُ بِلَا هَمْزٍ، وَالدَّالُ فِي سُودَدٍ زائدةٌ للإِلحاق بِبِنَاءِ فُعْلَلٍ، مِثلِ جُندَبٍ وَبُرْقُعٍ. وَتَقُولُ: سَوَّدَه قَوْمُهُ وَهُوَ أَسودُ مِنْ فُلَانٍ أَي أَجلُّ مِنْهُ: قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَذَا سَيِّدُ قومِه الْيَوْمَ، فإِذا أَخبرت أَنه عَنْ قَلِيلٍ يَكُونُ سيدَهم قُلْتَ: هُوَ سائدُ قومِه عَنْ قَلِيلٍ. وَسَيِّدٌ «2» ... وأَساد الرجلُ وأَسْوَدَ بِمَعْنًى أَي وَلدَ غُلَامًا سَيِّدًا؛ وَكَذَلِكَ إِذا وَلَدَ غُلَامًا أَسود اللَّوْنِ. والسَّيِّد مِنَ الْمَعِزِ: المُسِنُّ؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ثَنِيٌّ مِنَ الضأْن خَيْرٌ مِنَ السَّيِّدِ مِنَ الْمَعِزِ ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَوَاءٌ عَلَيْهِ: شاةُ عامٍ دَنَتْ لَهُ ... لِيَذْبَحَها لِلضَّيْفِ، أَم شاةُ سَيِّدِ كَذَا رَوَاهُ أَبو عَلِيٍّ عَنْهُ؛ المُسِنُّ مِنَ الْمَعِزِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُسِنُّ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَلِيلُ وإِن لَمْ يَكُنْ مُسِنًّا. وَالْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن جِبْرِيلَ قَالَ لِي: اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ أَن ثَنْيَةً مِنَ الضأْن خَيْرٌ مِنَ السيِّد مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ ، يدل على أَنه

_ (1). قوله [فكونوا نعايا] هذا ما في الأَصل المعوّل عليه وفي شرح القاموس بغايا (2). هنا بياض بالأَصل المعوّل عليه.

مَعْمُومٌ بِهِ. قَالَ: وَعِنْدَ أَبي عَلِيٍّ فَعْيِل مِنْ [س ود] قَالَ: وَلَا يمتَنع أَن يَكُونَ فَعِّلًا مِنَ السَّيِّد إِلا أَن السيدَ لَا مَعْنَى لَهُ هَاهُنَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بِكَبْشٍ يطَأُ فِي سَوَادٍ وينْظرُ فِي سَوَادٍ ويَبْرُكُ فِي سَوَادٍ لِيُضَحِّيَ بِهِ ؛ قَوْلُهُ: يَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، أَراد أَنَّ حَدَقَتَهُ سَوْدَاءُ لأَن إِنسان الْعَيْنِ فِيهَا؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وَعَنْ نَجْلاءَ تَدْمَعُ فِي بياضٍ، ... إِذا دَمَعَتْ وتَنظُرُ فِي سوادِ قَوْلُهُ: تَدْمَعُ فِي بَيَاضٍ وَتَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، يُرِيدُ أَن دُمُوعَهَا تَسِيلُ عَلَى خدٍّ أَبيض وَنَظَرَهَا مِنْ حَدَقَةٍ سَوْدَاءَ، يُرِيدُ أَنه أَسوَدُ الْقَوَائِمِ «1»، ويَبْرُك فِي سَوَادٍ يُرِيدُ أَن مَا يَلِي الأَرض مِنْهُ إِذا بَرَكَ أَسْودُ؛ وَالْمَعْنَى أَنه أَسود الْقَوَائِمِ والمَرابض وَالْمَحَاجِرِ. الأَصمعيُّ: يُقَالُ جاءَ فُلَانٌ بِغَنَمَهِ سُودَ الْبُطُونِ، وجاءَ بِهَا حُمرَ الكُلَى؛ مَعْنَاهُمَا مهازِيل. والحمارُ الوحْشِيُّ سَيِّد عانَته، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِذا كَثُرَ الْبَيَاضُ قلَّ السَّوَادُ؛ يَعْنُونَ بِالْبَيَاضِ اللَّبَنَ وَبِالسَّوَادِ التَّمْرَ؛ وَكُلُّ عَامٍ يَكْثُرُ فِيهِ الرِّسْلُ يَقِلُّ فِيهِ التَّمْرُ. وَفِي الْمَثَلِ: قَالَ لِي الشَّرُّ أَقِمْ سوادَك أَي اصْبِرْ. وأُمُّ سُويْدٍ: هِيَ الطِّبِّيجَةُ. والمِسْأَدُ: نِحْيُ السَّمْنِ أَو الْعَسَلِ، يُهْمَز وَلَا يُهمز، فَيُقَالُ مِسادٌ، فإِذا هُمِزَ، فَهُوَ مِفْعَلٌ، وإِذا لم يُهْمَز، فهو فِعَالٌ؛ وَيُقَالُ: رَمَى فُلَانٌ بِسَهْمِهِ الأَسودِ وَبِسَهْمِهِ المُدْمَى وَهُوَ السَّهْمُ الَّذِي رُمِيَ بِهِ فأَصاب الرمِيَّةَ حَتَّى اسْوَدَّ مِنَ الدَّمِ وَهُمْ يَتَبَرَّكُونَ بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرَ: قالَتْ خُلَيْدَةُ لمَّا جِئْتُ زائِرَها: ... هَلَّا رَمَيْتَ ببَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد بالأَسهم السُّودِ هَاهُنَا النُّشَّابَ، وَقِيلَ: هِيَ سِهَامُ القَنَا؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الَّذِي صَحَّ عِنْدِي فِي هَذَا أَن الجَمُوحَ أَخا بَنِي ظَفَر بَيَّتَ بَنِي لِحْيان فَهُزم أَصحابُه، وَفِي كِنَانَتِهِ نَبْلٌ مُعَلَّمٌ بِسَوَادٍ، فَقَالَتْ لَهُ امرأَته: أَين النَّبْلُ الَّذِي كنتَ تَرْمِي بِهِ؟ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتَ: قَالَتْ خُلَيْدَةُ. والسُّودانيَّةُ والسُّودانةُ: طَائِرٌ مِنَ الطَّيْرِ الَّذِي يأْكل الْعِنَبَ وَالْجَرَادَ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهَا السُّوادِيَّةَ. ابْنُ الأَعرابي: المُسَوَّدُ أَن تُؤْخَذَ المُصْرانُ فتُفْصَدَ فِيهَا الناقةُ وتُشَدّ رأْسُها وتُشْوَى وَتُؤْكَلَ. وأَسْوَدُ: اسْمُ جَبَلٍ. وأَسْوَدَةُ: اسْمُ جَبَلٍ آخَرَ. والأَسودُ: عَلَمٌ فِي رأْس جَبَلٍ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: كَلَّا، يَمِينُ اللَّهِ حَتَّى تُنزِلوا، ... مِنْ رأْس شاهقةٍ إِلينا، الأَسْوَدا وأَسْودُ العَيْنِ: جَبَلٌ؛ قَالَ: إِذا مَا فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ ... كِراماً، وأَنتم مَا أَقامَ أَلائِمُ قَالَ الهَجَرِيُّ: أَسْوَدُ العينِ فِي الجَنُوب مِنْ شُعَبَى. وأَسْوَدَةُ: بِئر. وأَسوَدُ والسَّودُ: مَوْضِعَانِ. والسُّوَيْداء: موضعٌ بالحِجاز. وأَسْوَدُ الدَّم: مَوْضِعٍ؛ قَالَ النابغةُ الْجَعْدِيُّ: تَبَصَّرْ خَلِيلِي، هَلْ تَرَى مِنْ ظعائنٍ ... خَرَجْنَ بِنِصْفِ الليلِ، مِنْ أَسْوَدِ الدَّمِ؟ والسُّوَيْداءُ: طائرٌ. وأَسْودانُ: أَبو قَبِيلَةٍ وَهُوَ نَبْهانُ. وسُوَيْدٌ وسَوادةُ: اسْمَانِ. والأَسْوَدُ: رجل. سيد: السِّيدُ: الذئبُ، وَيُقَالُ: سِيدُ رمْل، وَفِي لُغَةِ هُذَيْل: الأَسَدُ، قَالَ الشَّاعِرُ: كالسِّيدِ ذي اللِّبْدَةِ المُستَأْسِدِ الضَّارِي

_ (1). قوله [يُرِيدُ أَنَّهُ أَسْوَدُ الْقَوَائِمِ] كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعله سقط قبله ويطأ في سواد كما هو واضح

فصل الشين المعجمة

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَمَلَهُ سِيبَوَيْهِ عَلَى أَنَّ عَيْنَهُ يَاءٌ فَقَالَ فِي تَحْقِيرِهِ سُيَيْد كَذُيَيْلٍ، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ عَيْنَ الْفِعْلِ لَا يُنْكَر أَن تَكُونَ يَاءً وَقَدْ وُجِدَتْ فِي سَيْدَيَاءَ، فَهِيَ عَلَى ظَاهِرِ أَمرها إِلى أَن يَرِدَ مَا يَسْتَنْزِلُ عَنْ بَادِئِ حَالِهَا، فإِن قِيلَ: فإِنا لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ تَرْكِيبٌ" س ي د" فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ ذَلِكَ حُمِلت الكَلِمَةُ عَلَى مَا فِي الْكَلَامِ مثلُه وَهُوَ مِمَّا عَيْنُهُ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ وَاوٌ، وَهُوَ السَّوادُ والسُّود وَنَحْوُ ذَلِكَ، قِيلَ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ الظَّاهِرِ عِنْدَهُمْ، وأَنه إِذَا كَانَ مِمَّا تَحْتَمِلُهُ الْقِسْمَةُ وَتَنْتَظِمُهُ الْقَضِيَّةُ حُكِمَ بِهِ وَصَارَ أَصلًا عَلَى بَابِهِ، فإِن قِيلَ: فإِن سِيدًا مِمَّا يُمْكِنُ أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ رِيح ودِيمَة فَهَلَّا توَقفت عَنِ الْحُكْمِ بِكَوْنِ عَيْنِهِ يَاءً لأَنه لَا يُؤْمَنُ أَن يَكُونَ مِنَ الْوَاوِ؟ وأَما الظَّاهِرُ «1» فَهُوَ مَا تَرَاهُ وَلَسْنَا نَدَعُ حَاضِرًا لَهُ وَجْهٌ مِنَ الْقِيَاسِ لِغَائِبٍ مجَوَّز لَيْسَ عَلَيْهِ دَلِيلٌ، قَالَ: فإِن قِيلَ كَثْرَةُ عَيْنِ الْفِعْلِ وَاوًا تَقُودُ إِلى الْحُكْمِ بِذَلِكَ، قِيلَ: إِنما يُحْكَمُ بِذَلِكَ مَعَ عَدَمِ الظَّاهِرِ، فأَما وَالظَّاهِرُ مَعَكَ فَلَا مَعْدِلَ عَنْهُ بِذَا، لَكِنْ لَعَمْرِي إِن لَمْ يَكُنْ مَعَكَ ظَاهِرٌ احْتَجْتَ إِلى التَّعْدِيلِ، وَالْحُكْمِ بالأَليق وَالْحُكْمِ عَلَى الأَكثر، وَذَلِكَ إِذا كَانَتِ الْعَيْنُ أَلفاً مَجْهُولَةً فَحِينَئِذٍ مَا يحتاج إِلى [كذا بياض بالأصل.] الأَمر فَيُحْمَلُ عَلَى الأَكثر، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ سَوَدَ، وَالْجَمْعُ سِيدانٌ والأُنثى سِيدةٌ. وَفِي حَدِيثِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو: لَكَأَنِّي بِجُنْدَبِ بْنِ عَمْرٍو أَقبل كالسِّيد أَي الذِّئْبِ. قَالَ: وَقَدْ يُسَمَّى بِهِ الأَسد. وامرأَة سِيدانَةٌ: جريئَة. والسِّيدانُ: اسْمُ أَكمة، قَالَ ابْنُ الدُّمَيْنَة: كأَن قَرَى السِّيدانِ فِي الآلِ غُدْوَةً، ... قَرَى حَبَشِيٍّ فِي رِكابَيْنِ واقِفِ وَبَنُو السِّيد: بطنٌ مِنْ ضَبَّة. وسِيدانُ: اسْمُ رَجُلٍ. فصل الشين المعجمة شحد: الليث: الشُّحْدُودُ السَّيّءُ الخُلُقِ. قَالَتْ أَعرابية وأَرادَتْ أَنْ تَرْكَبَ بَغْلًا: لَعَلَّهُ حَيُوصٌ أَو قَمُوصٌ أَو شُحْدُودٌ؛ قَالَ: وَجَاءَ بِهِ غير الليث. شدد: الشِّدَّةُ: الصَّلابةُ، وَهِيَ نَقِيضُ اللِّينِ تَكُونُ فِي الْجَوَاهِرِ والأَعراض، وَالْجَمْعُ شِدَدٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: جَاءَ عَلَى الأَصل لأَنه لَمْ يُشْبِهِ الْفِعْلَ، وَقَدْ شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّه شَدّاً فاشْتَدَّ؛ وكلُّ مَا أُحْكِمَ، فَقَدَ شُدَّ وشُدِّدَ؛ وشَدَّدَ هُوَ وتشَادّ: وَشَيْءٌ شَدِيدٌ: بَيِّنُ الشِّدَّةِ. وَشَيْءٌ شَديدٌ: مُشتَدٌّ قَوِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبيعُوا الحَبَّ حَتَّى يَشْتَدَّ ؛ أَراد بِالْحَبِّ الطَّعَامَ كَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ، واشتدَادُه قُوَّتُه وصلابَتُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ كَلَامِ يَعْقُوبَ فِي صِفَةِ الْمَاءِ: وأَما مَا كَانَ شَدِيدًا سَقْيُهُ غَلِيظًا أَمرُهُ؛ إِنما يرِيدُ بِهِ مُشْتَدّاً سَقْيُه أَي صَعْبًا. وَتَقُولُ: شَدَّ اللَّهُ مُلْكَه: وشَدَّدَه: قَوَّاه. وَالتَّشْدِيدُ: خِلَافُ التَّخْفِيفِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَشَدَدْنا مُلْكَهُ أَي قوَّيناه، وَكَانَ مِنْ تَقْوِيَةِ ملكِه أَنه كَانَ يَحْرسُ مِحْرَابَهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلفاً مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقِيلَ: إِن رَجُلًا اسْتَعْدَى إِليه عَلَى رَجُلٍ، فَادَّعَى عَلَيْهِ أَنه أَخذ مِنْهُ بَقَرًا فأَنكر المدّعَى عَلَيْهِ، فسأَل داودُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، المدّعيَ الْبَيِّنَةَ فَلَمْ يُقِمْها، فرأَى داودُ فِي مَنَامِهِ أَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يأْمره أَن يقتل

_ (1). قوله" وأَما الظاهر إلخ" كذا بالأصل المعوّل عليه ولا يخفى أنه من روح الجواب، فهنا سقط ولعل الأصل قيل أما الظاهر إلخ.

المَدّعَى عَلَيْهِ، فَتَثَبَّتَ دَاوُدُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَالَ: هُوَ الْمَنَامُ، فأَتاه الْوَحْيُ بَعْدَ ذَلِكَ أَن يَقْتُلَهُ فأَحضره ثُمَّ أَعلمه أَن اللَّهَ يأْمرُه بِقَتْلِهِ، فَقَالَ المدّعَى عَلَيْهِ: إِن اللَّهَ مَا أَخَذَني بِهَذَا الذَّنْبِ وإِني قَتَلْتُ أَبا هَذَا غِيلَة، فَقَتَلَهُ دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَذَلِكَ مِمَّا عظَّمَ اللَّهُ بِهِ هَيْبَتَه وشدَّدَ ملْكه. وشدَّ عَلَى يَدِهِ: قوَّاه وأَعانه؛ قَالَ: فإِني، بحَمْدِ اللَّهِ، لَا سَمَّ حَيَّةٍ ... سَقَتْني، وَلَا شَدَّتْ عَلَى كفِّ ذَابِحِ وشَدَدْتُ الشيءَ أَشُدُّه شَدّاً إِذا أَوثَقْتَه. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَشُدُّوا الْوَثاقَ . وَقَالَ تَعَالَى: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ حَلَبْتَ بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي استعَنْتَ بِمَنْ يقومُ بأَمرك ويُعْنى بِحَاجَتِكَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشَدِّ أَي حِينَ لَمْ أَقْدِر عَلَى الرِّفْق أَخَذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّةِ؛ ومثلُه قَوْلُهُ مُجاهرَةً إِذا لَمْ أَجِدْ مُخْتَلى. وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ يُحْرِزُ بَعْضَ حَاجَتِهِ ويَعْجِز عَنْ تَمَامِهَا: بَقِيَ أَشَدُّه. قَالَ أَبو طَالِبٍ: يُقَالُ إِنه كَانَ فِيمَا يُحْكَى عَنِ الْبَهَائِمِ أَن هِرًّا كَانَ قَدْ أَفنى الجُرْذان، فَاجْتَمَعَ بَقِيَّتُهَا وَقُلْنَ: تعالَيْن نَحْتَالُ بِحِيلَةٍ لِهَذَا الْهِرِّ، فأَجمع رأْيُهن عَلَى تَعْلِيقِ جُلْجُل فِي رَقَبَتِهِ، فإِذا رَآهُنَّ سَمِعْنَ صَوْتَ الْجُلْجُلِ فَهَرَبْنَ مِنْهُ، فَجِئْنَ بِجُلْجُلٍ وَشَدَدْنَهُ فِي خَيْطٍ ثُمَّ قُلْنَ: مَنْ يُعَلِّقُهُ فِي عُنُقِهِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُنَّ: بَقِيَ أَشَدُّه؛ وَقَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ: أَلا امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ وَرَجُلٌ شديدٌ: قويٌّ، وَالْجَمْعُ أَشِدّاءُ وشِدادٌ وشُددٌ: عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: جَاءَ عَلَى الأَصل لأَنه لَمْ يُشْبِهِ الْفِعْلَ. وَقَدْ شَدَّ يشِدّ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ، شِدَّةً إِذا كَانَ قَوِيًّا، وشادَّه مُشادَّة وشِداداً: غَالَبَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن يُشادّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبُه ؛ أَراد يَغْلِبُه الدينُ، أَي مَنْ يُقاويه ويُقاوِمُه ويُكَلِّف نَفْسَهُ مِنَ الْعِبَادَةِ فَوْقَ طَاقَتِهِ. والمُشادَدَة: المُغالَبَة، وَهُوَ مِثْلُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِن هَذَا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ. وأَشَدَّ الرجلُ إِذا كَانَتْ دوابُّه شِداداً. والمُشادَّة فِي الشَّيْءِ: التَّشَدُّد فِيهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ «2» إِذا كُلِّفَ عَمَلًا: مَا أَملك شَدّاً وَلَا إِرخاءً أَي لَا أَقدر عَلَى شَيْءٍ. وشَدَّ عَضُدَه أَي قَوَّاه. واشْتَدَّ الشيءُ: مِنَ الشِّدَّة. أَبو زَيْدٍ: أَصابَتْني شُدَّى عَلَى فُعْلَى أَي شِدَّة. وأَشَدَّ الرَّجُلُ إِذا كَانَتْ مَعَهُ دَابَّةٌ شَدِيدَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ ؛ المُشِدُّ: الَّذِي دَوَابُّهُ شَديدة قَوِيَّةٌ، والمُضْعِفُ: الَّذِي دَوَابُّهُ ضَعِيفَةٌ. يُرِيدُ أَن الْقَوِيَّ مِنَ الغُزاة يُساهِمُ الضَّعِيفَ فِيمَا يَكْسِبه مِنَ الْغَنِيمَةِ. والشَّديدُ مِنَ الْحُرُوفِ ثَمَانِيَةُ أَحرف وَهِيَ: الْهَمْزَةُ وَالْقَافُ وَالْكَافُ وَالْجِيمُ وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالتَّاءُ وَالْبَاءُ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَيَجْمَعُهَا في اللفظ قولك: [أَجَدْتَ طَبَقَكَ، وأَجِدُكَ طَبَقْتَ]. وَالْحُرُوفُ الَّتِي بَيْنَ الشَّدِيدَةِ وَالرَّخْوَةِ ثَمَانِيَةٌ وَهِيَ: الأَلف وَالْعَيْنُ وَالْيَاءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ وَالرَّاءُ وَالْمِيمُ وَالْوَاوُ يَجْمَعُهَا فِي اللَّفْظِ قَوْلُكَ: [لَمْ يُرَوِّعْنا] وإِن شِئْتَ قُلْتَ [لَمْ يَرَ عَوْناً] وَمَعْنَى الشَّدِيدِ أَنه الْحَرْفُ الَّذِي يَمْنَعُ الصَّوْتَ أَن يجْرِيَ فِيهِ، أَلا تَرَى أَنك لَوْ قُلْتَ الْحَقَّ وَالشَّرْطَ ثُمَّ رُمْتَ مَدَّ صَوْتِكَ فِي الْقَافِ وَالطَّاءِ لَكَانَ مُمْتَنِعًا؟ ومِسْكٌ شَديدُ الرَّائِحَةِ: قَوِيُّهَا ذَكِيُّها. وَرَجُلٌ شَدِيدُ الْعَيْنِ: لَا يَغْلِبُهُ النَّوْمُ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ ذَلِكَ فِي النَّاقَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: باتَ يُقَاسِي كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ، ... شَديدةِ جَفْنِ العَينِ، ذاتِ ضَرِيرِ

_ (2). قوله [ويقال للرجل] كذا بالأَصل ولعل الأَولى ويقول الرجل

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ ؛ أَي اطْبَعْ عَلَى قُلُوبِهِمْ. والشِّدَّة: المَجاعة. والشَّدائِدُ: الهَزاهِزُ. والشِّدَّة: صُعُوبَةُ الزَّمَنِ؛ وَقَدِ اشتدَّ عَلَيْهِمْ. والشِّدَّة والشَّدِيدَةُ مِنْ مَكَارِهِ الدَّهْرِ، وَجَمْعُهَا شَدائد، فإِذا كَانَ جَمْعَ شَدِيدَةٍ فَهُوَ عَلَى الْقِيَاسِ، وإِذا كَانَ جَمْعَ شِدَّةٍ فَهُوَ نَادِرٌ. وشِدَّة العيْش: شَظَفُه. وَرَجُلٌ شَدِيد: شَحِيحٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: إِنه مِنْ أَجل حُبِّ الْمَالِ لَبَخِيلٌ. والمُتَشَدِّدُ: الْبَخِيلُ كَالشَّدِيدِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَرى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ، ويَصْطَفي ... عَقِيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: حَدَرْناهُ بالأَثوابِ فِي قَعْرِ هُوَّةٍ ... شديدٍ، عَلَى مَا ضُمَّ فِي اللَّحْدِ، جُولُها أَراد شَحِيحٍ عَلَى ذَلِكَ. وشَدَّدَ الضَّرْبَ وكلَّ شَيْءٍ: بالَغَ فِيهِ. والشَّدُّ: الحُضْرُ والعَدْوُ، وَالْفِعْلُ اشْتَدَّ أَي عَدَا. قَالَ ابْنُ رُمَيْضٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَيُقَالُ رُمَيْصٍ، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ: هَذَا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ . وزِيَم: اسْمُ فَرَسِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: هَذَا أَوانُ الْحَرْبِ فاشْتَدِّي زِيَمْ هُوَ اسْمُ نَاقَتِهِ أَو فَرَسِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: كحُضْرِ الفَرَس ثُمَّ كشَدِّ الرَّجُلِ الشَّديدِ العَدْوِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ السَّعْي: لَا يَقْطَع الْوَادِيَ إِلَّا شَدّاً أَي عَدْواً. وَفِي حَدِيثِ أُحد: حَتَّى رأَيت النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ فِي الْجَبَلِ أَي يَعْدُون؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَتِ اللَّفْظَةُ فِي كِتَابِ الْحُمَيْدِيِّ، وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ يشْتَدْنَ، بِدَالٍ وَاحِدَةٍ، وَالَّذِي جَاءَ فِي غَيْرِهِمَا يُسْنِدْنَ، بِسِينٍ مُهْمَلَةٍ وَنُونٍ، أَي يُصَعِّدْنَ فِيهِ، فإِن صَحَّتِ الْكَلِمَةُ عَلَى مَا فِي الْبُخَارِيِّ، وَكَثِيرًا مَا يجيءُ أَمثالها فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ، وَهُوَ قَبِيحٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ لأَن الإِدغام إِنما جَازَ فِي الْحَرْفِ المُضَعَّفِ، لَمَّا سَكَنَ الأَول وَتَحَرَّكَ الثَّانِي، فأَما مَعَ جَمَاعَةِ النِّسَاءِ فإِن التَّضْعِيفَ يَظْهَرُ لأَن مَا قَبْلَ نُونِ النِّسَاءِ لَا يَكُونُ إِلا سَاكِنًا فَيَلْتَقِي سَاكِنَانِ، فَيُحَرَّكُ الأَوّل وَيَنْفَكُّ الإِدغام فَتَقُولُ يَشْتَدِدْنَ، فَيُمْكِنُ تَخْرِيجُهُ عَلَى لُغَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، يَقُولُونَ رَدْتُ ورَدْتِ وَرَدْنَ، يُرِيدُونَ رَدَدْتُ ورَدَدْتِ ورَدَدْنَ، قَالَ الْخَلِيلُ: كأَنهم قَدَّرُوا الإِدغام قَبْلَ دُخُولِ التَّاءِ وَالنُّونِ، فَيَكُونُ لَفْظُ الْحَدِيثِ يَشْتَدْنَ. وَشَدَّ فِي العَدْوِ شَدًّا واشْتَدَّ: أَسْرَعَ وعَدَا. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ؛ وَذَلِكَ أَنّ رَجُلًا خَرَجَ يَرْكُضُ فَرَسًا لَهُ فَرَمَتْ بِسَخْلَتِها فأَلقاها فِي كُرْزٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْكُرْزُ الجُوالِقُ، فَقَالَ لَهُ إِنسان: لِمَ تَحْمِلُهُ، مَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقَالَ: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ؛ يَقُولُ: هُوَ سَرِيعُ الشدِّ كأُمه؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُحْتَقَرُ عِنْدَكَ وَلَهُ خَبَرٌ قَدْ عَلِمْتَهُ أَنت؛ قَالَ عَمْرُو ذُو الْكَلْبِ: فَقُمْتُ لَا يَشْتَدُّ شَدِّي ذُو قَدَم جَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ؛ وَقَوْلُ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعي: بأَسَرعِ الشَّدِّ مِنِّي، يومَ لَا نِيَةٌ، ... لَمَّا عَرَفْتُهم، واهْتَزَّتِ اللِّمَمُ يُرِيدُ بأَسَرعَ شَدًّا مِنِّي، فَزَادَ اللَّامَ كَزيادتها فِي بَنَاتِ الأَوبر، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بأَسرعَ فِي الشَّدِّ فَحَذَفَ الْجَارَّ وأَوصَلَ الفِعْلَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا شَدَّ مَا

أَنَّكَ ذَاهِبٌ، كَقَوْلِكَ: حَقّاً أَنك ذَاهِبٌ، قَالَ: وإِن شِئْتَ جَعَلْتَ شَدَّ بِمَنْزِلَةِ نِعْمَ كَمَا تَقُولُ: نِعْمَ العملُ أَنك تقولُ الحَقَّ. والشِّدَّة: النَّجْدَة وثَباتُ الْقَلْبِ. وكلُّ شَديدٍ شُجاعٌ. والشَّدة، بِالْفَتْحِ: الْحَمْلَةُ الْوَاحِدَةُ. والشَّدُّ. الحَمْل. وشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ فِي الْقِتَالِ يَشِدُّ ويَشُدُّ شَدّاً وشُدوداً: حَمَلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا تَشِدُّ فَنَشِدَّ مَعَكَ؟ يُقَالُ: شَدَّ فِي الْحَرْبِ يَشِد، بِالْكَسْرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كأَمْسِ الذَّاهِبِ أَي حَمَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ. وشَدَّ فُلَانٌ عَلَى العدوِّ شَدَّة وَاحِدَةً، وشدَّ شَدَّاتٍ كَثِيرَةً. أَبو زَيْدٍ: خِفْتُ شُدَّى فلانٍ أَي شِدَّته؛ وأَنشد: فإِني لَا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى، ... وَلَوْ كانتْ أَشَدَّ مِنَ الحَديدِ وَيُقَالُ: أَصابَتْني شُدَّى بَعْدَكَ أَي الشِّدَّةُ مُدَّةً. وشَدَّ الذِّئْبُ عَلَى الْغَنَمِ شَدّاً وشُدُوداً: كَذَلِكَ. ورُؤِيَ فَارِسٌ يومَ الكُلابِ من بني الحرث يَشِدُّ عَلَى الْقَوْمِ فَيَرُدُّهُمْ وَيَقُولُ: أَنا أَبو شَدّادٍ، فإِذا كرُّوا عليه رَدَّهم وَقَالَ: أَنا أَبو رَدَّاد. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أَحْيا الليلَ وشَدَّ المِئْزر ؛ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ اجْتِنَابِ النِّسَاءِ، أَو عَنِ الجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ فِي الْعَمَلِ أَو عَنْهُمَا مَعًا. والأَشُدُّ: مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعْرِفَةَ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَشُدُّ وَاحِدُهَا شَدٌّ فِي الْقِيَاسِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ؛ وأَنشد: قَدْ سادَ، وهْو فَتىً، حَتَّى إِذا بَلَغَتْ ... أَشُدُّه، وعَلا فِي الأَمْرِ واجْتَمَعا أَبو الْهَيْثَمِ: وَاحِدَةُ الأَنْعُم نعْمَةٌ وَوَاحِدَةُ الأَشُدِّ شِدَّة. قَالَ: والشِّدَّة القُوَّة والجَلادَة. والشَّديدُ: الرَّجُلُ القَوِيّ، وكأَنّ الْهَاءَ فِي النِّعْمَةِ والشِّدَّة لَمْ تَكُنْ فِي الْحَرْفِ إِذ كَانَتْ زَائِدَةً، وكأَنّ الأَصلَ نِعْمَ وشَدَّ فَجُمِعَا عَلَى أَفْعُل كَمَا قَالُوا: رجُل وأَرجُل، وقَدَح وأَقْدُح، وضِرْسٌ وأَضْرُس. ابْنُ سِيدَهْ: وَبَلَغَ الرَّجُلُ أَشُدَّهُ إِذا اكْتَهَل. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ مِنْ نَحْوِ سَبْعَ عَشْرَةَ إِلى الأَربعين. وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ والأَربعين، وَهُوَ يُذَكَّرُ ويؤَنث؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَاحِدُهَا شَدٌّ فِي الْقِيَاسِ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدَةٍ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاحِدَتُهَا شِدَّة كنِعْمَة وأَنْعُم؛ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ عَلَى حَذْفِ التَّاءِ كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي نِعْمَة وأَنْعُم. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ جَمْعُ أَشَدّ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: رُبَّمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَى حَذْفِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ فِي الْوَاحِدِ؛ وأَنشد بَيْتَ عَنْتَرَةَ: عَهْدِي بِهِ شَدَّ النَّهارِ، كأَنَّما ... خُضِبَ اللَّبانُ ورأْسُه بالعِظْلِمِ أَي أَشَدَّ النَّهَارِ، يَعْنِي أَعلاه وأَمْتَعَه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ أَبو عُثْمَانَ فِيمَا رَوَيْنَاهُ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى عَنْهُ أَنه جَمْعٌ لَا وَاحِدٌ لَهُ. وَقَالَ السِّيرَافِيُّ: الْقِيَاسُ شَدٌّ وأَشُدّ كَمَا يُقَالُ قَدٌّ وأَقُدٌّ، وَقَالَ مَرَّةً أُخرى: هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَدْ يُقَالُ بَلَغَ أَشَدَّه، وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: الأَشُدُّ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي ثَلَاثَةِ مَعَانٍ يَقْرُبُ اخْتِلَافُهَا، فأَما قوله فِي قِصَّةِ يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ؛ فَمَعْنَاهُ الإِدْراكُ وَالْبُلُوغُ وَحِينَئِذٍ رَاوَدَتْهُ امرأَة الْعَزِيزِ عَنْ نَفْسِهِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ احْفَظُوا عَلَيْهِ مَالَهُ حَتَّى يبلغَ أَشُدَّه فإِذا بَلَغَ أَشُدَّه فَادْفَعُوا إِليه مَالَهُ؛ قَالَ: وبُلُوغُه أَشُدَّه أَن يُؤْنَسَ مِنْهُ الرُّشْدُ مَعَ

أَن يَكُونَ بَالِغًا؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى يَبْلُغَ أَشده؛ حَتَّى يَبْلُغَ ثمانيَ عَشْرَة سَنَةً؛ قَالَ أَبو إِسحاق: لَسْتُ أَعرف مَا وَجْهُ ذَلِكَ لأَنه إِن أَدْرَكَ قَبْلَ ثَمَانِيَ عَشْرَة سَنَةً وَقَدْ أُونِسَ مِنْهُ الرُّشْدُ فطلَبَ دفْعَ مَالِهِ إِليه وَجَبَ لَهُ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَقَوْلُ أَكثر أَهل الْعِلْمِ. وَفِي الصِّحَاحِ: حَتَّى يَبْلُغَ أَشدّه أَي قُوَّتَهُ، وَهُوَ مَا بَيْنَ ثَمَانِيَ عَشْرة إِلى ثَلَاثِينَ، وَهُوَ وَاحِدٌ جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْجَمْعِ مِثْلَ آنْكٍ وَهُوَ الأُسْرُبُّ، وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا، وَيُقَالُ: هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، مِثْلُ آسالٍ وأَبابِيلَ وعَبادِيدَ ومَذاكِيرَ. وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: وَاحِدُهُ شِدَّة وَهُوَ حَسَنٌ فِي الْمَعْنَى لأَنه يُقَالُ بَلَغَ الْغُلَامُ شِدَّته، وَلَكِنْ لَا تُجْمَعُ فِعْلة عَلَى أَفْعُل؛ وأَما أَنْعُم فإِنه جَمْعُ نُعْم مِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمٌ بُؤْس ويومُ نُعْم. وأَما مَنْ قَالَ وَاحِدُهُ شَدٌّ مِثْلُ كَلْبٍ وأَكْلُب أَو شِدٌّ مِثْلُ ذِئْبٍ وأَذؤب فإِنما هُوَ قِيَاسٌ، كَمَا يَقُولُونَ فِي وَاحِدِ الأَبابيلِ إِبَّوْل قِيَاسًا عَلَى عِجَّولٍ، وَلَيْسَ هُوَ شَيْئًا سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ. وأَما قَوْلِهِ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى ؛ فإِنه قَرَنَ بُلُوغَ الأَشُدِّ بالاستواءِ، وَهُوَ أَن يَجْتَمِعَ أَمره وَقُوَّتُهُ وَيَكْتَهِلَ ويَنْتَهِيَ شَبابُه. وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الأَحقاف: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ؛ فَهُوَ أَقصى نِهَايَةِ بُلُوغِ الأَشُدِّ وَعِنْدَ تَمَامِهَا بُعِثَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَبِيًّا وَقَدِ اجْتَمَعَتْ حُنْكَتُه وتمامُ عَقْلِه، فَبُلوغُ الأَشُدِّ مَحصورُ الأَول مَحْصُورُ النِّهايةِ غَيْرُ مَحْصُورِ مَا بَيْنَ ذَلِكَ. وشَدَّ النهارُ أَي ارْتَفَعَ. وشَدُّ النَّهَارِ: ارتفاعُه، وَكَذَلِكَ شَدُّ الضُّحَى. يُقَالُ: جِئْتُكَ شَدَّ النهارِ وَفِي شَدِّ النهارِ، وشَدَّ الضُّحَى وَفِي شَدِّ الضُّحَى. وَيُقَالُ: لقِيتُه شَدَّ النَّهَارِ وَهُوَ حِينَ يَرْتَفِعُ، وَكَذَلِكَ امتدَّ. وأَتانا مَدَّ النَّهَارِ أَي قَبْلَ الزَّوَالِ حِينَ مَضَى مِنَ النَّهَارِ خَمْسَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عِتْبانَ بنِ مَالِكٍ: فَغَدا عليَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعْدَ ما اشْتَدَّ النهارُ أَي عَلَا وَارْتَفَعَتْ شَمْسُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبٍ: شَدَّ النهارِ ذراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ ... قامَتْ، فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ أَي وقْتَ ارتفاعِه وعُلُوِّه. وشَدَّه أَي أَوثقه، يَشُدُّه ويَشِدُّه أَيضاً، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا كَانَ مِنَ الْمُضَاعَفِ عَلَى فَعَلْتُ غيرَ وَاقِعٍ، فإِنّ يَفْعِلُ مِنْهُ مَكْسُورُ الْعَيْنِ، مِثْلُ عفَّ يعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ وَمَا أَشبهه، وَمَا كَانَ وَاقِعًا مِثْلَ مَدَدْتُ فإِنَّ يَفْعُل مِنْهُ مَضْمُومٌ إِلا ثَلَاثَةَ أَحرف، شَدَّه يَشُدُّه ويَشِدُّهُ، وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه مِنَ العَلَلِ وَهُوَ الشُّرْب الثَّانِي، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه، فإِنْ جَاءَ مِثْلَ هَذَا أَيضاً مِمَّا لَمْ نَسْمَعُهُ فَهُوَ قَلِيلُ، وأَصله الضَّمُّ. قَالَ: وَقَدْ جَاءَ حَرْفٌ وَاحِدٌ بِالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْركَه الضَّمُّ، وَهُوَ حَبَّهُ يَحِبُّهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شَدَّ فُلَانٌ فِي حُضْرِه. وتَشَدَّدَتِ القَيْنَةُ إِذا جَهَدَتْ نفسَها عِنْدَ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْغِنَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: إِذا نحنُ قُلْنا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لَنَا ... عَلَى رِسْلِها مَطْرُوقَةً، لم تَشَدَّدِ وشَدَّاد: اسْمٌ. وَبَنُو شَدَّادٍ وَبَنُو الأَشَدِّ: بطنان. شرد: شَرَدَ البعيرُ وَالدَّابَّةُ يَشْرُدُ شَرْداً وشِراداً وشُروداً: نَفَرَ، فَهُوَ شارِدٌ، وَالْجَمْعُ شَرَدٌ. وشَرُودٌ فِي الْمُذَكَّرِ والمؤَنث، والجمع شُرُودٌ؛ قَالَ: وَلَا أُطيق البَكَراتِ الشَّرَدا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جِنِّي شَرَدا عَلَى مِثَالِ عَجَلٍ وكُتُبٍ استَعْصَى وذَهَبَ عَلَى وجْهه؛ الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ شَرَدٌ عَلَى مِثَالِ خادِمٍ وخَدَم وغائِب وغَيَب، وَجَمْعُ الشَّرُود شُرُدٌ مِثْلُ زَبُورٍ وَزُبُر؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِعَبْدِ مَنَافِ بْنِ رَبِيعٍ الْهُذَلِيِّ: حَتَّى إِذا أَسْلَكوهُمْ فِي قُتائِدَةٍ ... شَلًّا، كَمَا تَطْرُد الجمَّالةُ الشُّرُدا وَيُرْوَى الشَّرَدا. والتَّشْريدُ: الطَّرْد. وَفِي الْحَدِيثِ: لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجمعون أَكتعون إِلا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ أَي خَرَجَ عَنْ طَاعَتِهِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ مِنْ شَرَدَ البعيرُ إِذا نَفَرَ وَذَهَبَ فِي الأَرض. وَفَرَسٌ شَرُود: وَهُوَ المُسْتَعْصي عَلَى صَاحِبِهِ. وقافِيَةٌ شَرُودٌ: عائِرَةٌ سائِرَةٌ فِي الْبِلَادِ تَشْرُدُ كَمَا يَشْرُدُ الْبَعِيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَرُودٌ، إِذا الرَّاؤُونَ حَلُّوا عِقالَها، ... مُحَجَّلةٌ، فِيهَا كلامٌ مُحَجَّلُ وشَرَدَ الْجَمَلُ شُروداً، فَهُوَ شَارِدٌ، فإِذا كَانَ مُشَرَّداً فَهُوَ شَريد طَريد. وَتَقُولُ: أَشْرَدْتُه وأَطْرَدْتُهُ إِذا جَعَلْتَهُ شَريداً طَريداً لَا يُؤْوى. وشَرَدَ الرجلُ شُروداً: ذَهَبَ مَطْرُوداً. وأَشْرَدَه وشَرَّدَه: طَردَه. وشَرَّدَ بِهِ: سَمَّع بِعُيُوبِهِ؛ قَالَ: أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْم، ... مَخافةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ مَعْنَاهُ أَن يُسَمِّعَ بِي. وأُطَوِّفُ: أَطُوفُ. وحَكِيمٌ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْم كَانَتْ قُرَيْشٌ وَلَّتْهُ الأَخذ عَلَى أَيدي السُّفَهَاءِ. وَرَجُلٌ شَريدٌ: طَرِيدٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ؛ أَي فَرِّق وبَدِّدْ جَمْعَهُمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ إِن أَسرتهم يَا مُحَمَّدُ فَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم مِمَّنْ تَخافُ نَقْضَهُ الْعَهْدَ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَلَا يَنْقُضُونَ الْعَهْدَ. وأَصل التَّشْرِيدِ التَّطْريدُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَمِّعْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم، وَقِيلَ: فَزِّعْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ طَرِيدٌ شَرِيدٌ: أَمَّا الطَّريدُ فَمَعْنَاهُ المَطْرود، وَالشَّرِيدُ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما الْهَارِبُ مِنْ قَوْلِهِمْ شَرَدَ الْبَعِيرُ وغيرُه إِذا هَرَبَ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الشَّرِيدُ المُفْرَدُ؛ وأَنشد الْيَمَامِيُّ: تَراهُ أَمامَ النَّاجِياتِ كأَنه ... شَريدُ نَعامٍ، شَذَّ عَنه صَواحِبُه قَالَ: وتَشَرَّدَ القَوْمُ ذَهبوا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لخَوَّات بْنِ جُبَيْر: مَا فَعَلَ شِرادُك؟ يُعَرِّضُ بقضيّته مع ذَاتَ النِّحْيَيْن فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وأَراد بشِراده أَنه لَمَّا فَزِعَ تَشَرَّد فِي الأَرض خَوْفًا مِنَ التَّبَعة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ الهرويّ والجوهريّ فِي الصِّحَاحِ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ؛ وَقِيلَ: إِن هَذَا وهمٌ مِنَ الْهَرَوِيِّ وَالْجَوْهَرِيِّ، وَمَنْ فَسَّرَه بِذَلِكَ قَالَ: وَالْحَدِيثُ لَهُ قِصَّةٌ مَرْويَّةٌ عَنْ خَوَّات أَنه قَالَ: نَزَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَرِّ الظَّهْرانِ فَخَرَجْتُ مِنْ خِبائي فإِذا نِسْوَةٌ يتَحَدّثن فأَعجبنني، فَرَجَعْتُ فأَخرجت حُلَّةً مِنْ عَيْبَتي فَلبسْتُها ثُمَّ جَلَسْتُ إِليهن، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهِبتُه فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَمَلٌ لِي شَرُود وأَنا أَبْتَغِي لَهُ قَيْداً فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتَبِعْتُه فأَلقى إِليَّ رِدَاءَهُ ثُمَّ دَخَلَ الأَراكَ فَقَضَى حَاجَتَهُ وتوضأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شَرُودُك؟ ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لَا يَلْحَقُنِي إِلا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ شِرادُ جَملك؟ قَالَ: فَتَعَجَّلْتُ إِلى الْمَدِينَةِ وَاجْتَنَبْتُ

المسجدَ ومُجالَسة رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيَّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَتيت الْمَسْجِدَ فَجَعَلْتُ أُصلي، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ بَعْضِ حُجَرِه فَجَاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وَطَوَّلْتُ الصَّلَاةَ رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني، فَقَالَ: طوِّلْ يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ مَا شِئْتَ فلستُ بِقَائِمٍ حَتَّى تَنْصَرِفَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لأَعتذرن إِليه، فَانْصَرَفْتُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَبا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرادُ الْجَمَلِ؟ فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسلمت، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ مَرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثُمَّ أَمسك عَنِّي فَلَمْ يَعُدْ. والشَّريدُ: الْبَقِيَّةُ مِنَ الشيء. ويقال: في إِداواهُمْ شَريدٌ مِنْ مَاءٍ أَي بَقِيَّةٌ. وأَبْقَتِ السَّنَةُ عَلَيْهِمْ شَرائِدَ مِنْ أَموالهم أَي بَقَايَا، فإِما أَن يَكُونَ شَرائِدُ جَمْعَ شَريد عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَفيلٍ «3» وأَفائِلَ، وإِما أَن يَكُونَ شَريدَةٌ لُغَةً فِي شَريد. وَبَنُو الشَّريدِ: حَيٌّ، مِنْهُمْ صَخْرٌ أَخو الْخَنْسَاءِ؛ وَفِيهِمْ يَقُولُ: أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو مِنَ آلِ الشَّريدِ، ... حَلَّتْ بِهِ الأَرضُ أَثْقالَها وبنو الشَّريدِ: بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم. شعبد: المُشَعْبِدُ: الهازِيءُ كالمُشَعْوِذ. شقد: اللَّيْثُ: الشِّقْدَةُ حَشِيشَةٌ كَثِيرَةُ اللَّبَنِ والإِهالة كالقِشْدَةِ، إِما مَقْلُوبَةٌ وإِما لُغَةٌ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الشِّقْدَةَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وكأَنه فِي الأَصل القِشْدَة والقِلْدَة. شكد: الشُّكْدُ، بِالضَّمِّ: العَطاءُ، وَبِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ، شَكَدَه يَشْكُدُه ويَشْكِدُه شَكْداً: أَعطاه أَو مَنَحَهُ، وأَشْكَدَ لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الْعَرَبُ تَقُولُ مِنَّا مَنْ يَشْكُدُ ويَشْكُمُ، وَالِاسْمُ الشُّكْد وَجَمْعُهُ أَشْكادٌ. والشُّكْدُ: مَا يُزَوَّدُه الإِنسان مِنْ لَبَنٍ أَو أَقط أَو سَمْنٍ أَو تَمْرٍ فَيَخْرُجُ بِهِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ. وَجَاءَ يَسْتَشْكِدُ أَي يَطْلُبُ الشُّكْدَ. وأَشْكَدَ الرجلَ: أَطْعمه أَو سَقَاهُ مِنَ اللَّبَنِ بَعْدَ أَن يَكُونَ مَوْضُوعًا. والشُّكْدُ: مَا كَانَ مَوْضُوعًا فِي الْبَيْتِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. والشُّكْدُ: مَا يُعْطَى مِنَ التَّمْرِ عِنْدَ صِرَامِهِ، وَمِنَ الْبُرِّ عِنْدَ حَصادِه، والفِعْلُ كالفِعْل. والشُّكْدُ: الْجَزَاءُ. والشُّكْدُ: كالشُّكْرِ، يَمَانِيَّةٌ. يُقَالُ: إِنه لَشَاكِرٌ شَاكِدٌ. قَالَ: والشُّكْد بِلُغَتِهِمْ أَيضاً مَا أَعْطَيْتَ مِنَ الكُدْس عِنْدَ الْكَيْلِ، وَمِنَ الحُزُم عِنْدَ الحَصْدِ. يُقَالُ: جَاءَ يَسْتَشْكِدُني فأَشْكَدْتُه. ابْنُ الأَعرابي: أَشْكَدَ الرجلُ إِذا اقْتَنَى رديءَ المالِ؛ وَكَذَلِكَ أَسْوَكَ وأَكْوَسَ وأَقْمَزَ وأَغْمَزَ. شمعد: الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امتلأَ غَضَبًا، وَكَذَلِكَ اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي ذَكَرِ الرَّجُلِ إِذا اتْمَهَلَّ. شمهد: الشَّمْهَدُ مِنَ الْكَلَامِ: الخَفيفُ؛ وَقِيلَ: الحَديدُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ الْكِلَابَ: شَمْهَدٌ أَطْرافُ أَنْيابِها، ... كمَنَاشيلِ طُهاةِ اللِّحام أَبو سَعِيدٍ: كَلْبَةٌ شَمْهَدٌ أَي خَفِيفةٌ حَديدَةُ أَطْراف الأَنْيابِ. والشَّمْهَدَةُ: التَّحْديدُ. يُقَالُ شَمْهَدَ حَدِيدَتَهُ إِذا رَقَّقَها وحَدَّدَها. شهد: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الشَّهِيدُ. قَالَ أَبو إِسحق: الشَّهِيدُ مِنْ أَسماء اللَّهِ الأَمين فِي شَهَادَتِهِ. قَالَ: وَقِيلَ الشهيدُ الَّذِي لَا يَغيب عَنْ عِلْمه شَيْءٌ. والشهيد:

_ (3). قوله [كفيل] كذا بالأَصل المعوّل عليه، ولعل الأَولى كأفيل بالهمز، وهو الفصيل من الإِبل كما في القاموس.

الْحَاضِرُ. وفَعِيلٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالِغَةِ فِي فَاعِلٍ فإِذا اعْتُبِرَ العِلم مُطْلَقًا، فَهُوَ العليم، وإِذا أُضيف في الأُمور الْبَاطِنَةِ، فَهُوَ الْخَبِيرُ، وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظَّاهِرَةِ، فَهُوَ الشَّهِيدُ، وَقَدْ يُعْتَبَرُ مَعَ هَذَا أَن يَشْهَدَ عَلَى الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّاهِدُ العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ، شَهِدَ شَهَادَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ؛ أَي الشهادةُ بَيْنَكُمْ شهادَةُ اثْنَيْنِ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِن شِئْتَ رَفَعْتَ اثْنَيْنِ بِحِينَ الْوَصِيَّةِ أَي لِيَشْهَدْ مِنْكُمُ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ أَو آخَرَانِ مِنْ غَيْرِ دِينِكُمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، هَذَا لِلسَّفَرِ وَالضَّرُورَةِ إِذ لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ كَافِرٍ عَلَى مُسْلِمٍ إِلا فِي هَذَا. وَرَجُلٌ شاهِدٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذَلِكَ إِنما هُوَ فِي الْمُذَكَّرِ، وَالْجَمْعُ أَشْهاد وشُهود، وشَهيدٌ وَالْجَمْعُ شُهَداء. والشَّهْدُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ الأَخفش: هُوَ جَمْعٌ. وأَشْهَدْتُهُم عَلَيْهِ. واسْتَشْهَدَه: سأَله الشَّهَادَةَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ . والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ مِنْهُ: شَهِدَ الرجلُ عَلَى كَذَا، وَرُبَّمَا قَالُوا شَهْدَ الرجلُ، بِسُكُونِ الْهَاءِ لِلتَّخْفِيفِ؛ عَنِ الأَخفش. وَقَوْلُهُمُ: اشْهَدْ بِكَذَا أَي احْلِف. والتَّشَهُّد فِي الصَّلَاةِ: مَعْرُوفٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من [أَشهد أَن لَا إِله إِلا اللَّهُ وأَشهد أَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ] وَهُوَ تَفَعُّلٌ مِنَ الشَّهَادَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ ؛ يُرِيدُ تَشَهُّدَ الصَّلَاةِ التحياتُ. وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري فِي قَوْلِ الْمُؤَذِّنِ أَشهد أَن لَا إِله إِلا اللَّهُ: أَعْلَمُ أَن لَا إِله إِلا اللَّهُ وأُبَيِّنُ أَن لَا إِله إِلا اللَّهُ. قَالَ: وَقَوْلُهُ أَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَعلم وأُبيِّن أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى شَهِدَ اللَّهُ قَضَى اللَّهُ أَنه لَا إِله إِلا هُوَ، وَحَقِيقَتُهُ عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشَّاهِدَ هُوَ الْعَالِمُ الَّذِي يُبَيِّنَ مَا عَلِمَهُ، فَاللَّهُ قَدْ دَلَّ عَلَى تَوْحِيدِهِ بِجَمِيعِ مَا خَلَق، فبيَّن أَنه لَا يَقْدِرُ أَحد أَن يُنْشِئَ شَيْئًا وَاحِدًا مِمَّا أَنشأَ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عَايَنَتْ مِنْ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ، وشَهِدَ أُولو الْعِلْمِ بِمَا ثَبَتَ عِنْدَهُمْ وتَبَيَّنَ مِنْ خَلْقِهِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: شَهِدَ اللَّهُ، بيَّن اللَّهُ وأَظهر. وشَهِدَ الشاهِدُ عِنْدَ الْحَاكِمِ أَي بَيَّنَ مَا يَعْلَمُهُ وأَظهره، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ؛ وَذَلِكَ أَنهم يُؤْمِنُونَ بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا عَلَى اتِّبَاعِهِ، ثُمَّ خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فَبَيَّنُوا بِذَلِكَ الْكُفْرَ عَلَى أَنفسهم وإِن لَمْ يَقُولُوا نَحْنُ كُفَّارٌ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفسهم بِالْكُفْرِ مَعْنَاهُ: أَن كُلَّ فِرْقة تُنسب إِلى دِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ سِوَى مُشْرِكِي الْعَرَبِ فإِنهم كَانُوا لَا يَمْتَنِعُونَ مِنْ هَذَا الِاسْمِ، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم عَلَى أَنفسهم بِالشِّرْكِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَتِهِمْ: لبَّيْكَ لَا شَريكَ لَكَ إِلَّا شريكٌ هُوَ لكَ تَمْلِكُه وَمَا مَلَكَ. وسأَل الْمُنْذِرِيُّ أَحمدَ بْنُ يَحْيَى عَنِ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، فَقَالَ: كُلُّ مَا كَانَ شَهِدَ اللَّهُ فإِنه بِمَعْنَى عَلِمَ اللَّهُ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ قَالَ اللَّهُ، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ عَلِمَ اللَّهُ، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ كَتَبَ اللَّهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَاهُ بيَّن اللَّهُ أَن لَا إِله إِلا هُوَ. وشَهِدَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ بِحَقٍّ، فَهُوَ شَاهِدٌ وَشَهِيدٌ. واسْتُشْهِدَ فُلَانٌ، فَهُوَ شَهِيدٌ. والمُشاهَدَةُ: الْمُعَايَنَةُ. وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره، فَهُوَ شاهدٌ. وقَوْم شُهُود أَي حُضور، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، وشُهَّدٌ أَيضاً مِثْلُ راكِع ورُكّع. وشَهِدَ لَهُ

بِكَذَا شَهادةً أَي أَدّى مَا عِنْدَهُ مِنَ الشَّهادة، فَهُوَ شاهِد، وَالْجَمْعُ شَهْدٌ مِثْلُ صاحِب وصَحْب وَسَافِرٍ وسَفْرٍ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكره، وَجَمْعُ الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد. والشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، وَالْجَمْعُ الشُّهَداء. وأَشْهَدْتُه عَلَى كَذَا فَشَهِدَ عَلَيْهِ أَي صَارَ شَاهِدًا عَلَيْهِ. وأَشْهَدْتُ الرَّجُلَ عَلَى إِقرار الْغَرِيمِ واسْتَشْهَدتُه بِمَعْنًى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ ؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن. يُقَالُ لِلشَّاهِدِ: شَهيد ويُجمع شُهَداءَ. وأَشْهَدَني إِمْلاكَه: أَحْضَرني. واسْتَشْهَدْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ إِذا سأَلته إِقامة شَهَادَةٍ احْتَمَلَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الشُّهَداءِ الَّذِي يأْتي بِشهَادَتِه قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي لَا يَعْلَمُ صاحبُ الْحَقِّ أَنَّ لَهُ مَعَهُ شَهادةً؛ وَقِيلَ: هِيَ فِي الأَمانة والوَديعَة وَمَا لَا يَعْلَمُه غَيْرُهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مثَلٌ فِي سُرْعَةِ إِجابة الشَّاهِدِ إِذا اسْتُشْهِدَ أَن لَا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها؛ وأَصل الشَّهَادَةِ: الإِخْبار بِمَا شاهَدَه. وَمِنْهُ: يأْتي قَوْمٌ يَشْهَدون وَلَا يُسْتَشْهَدون، هَذَا عَامٌّ فِي الَّذِي يُؤدّي الشهادَةَ قَبْلَ أَن يَطْلُبها صاحبُ الْحَقِّ مِنْهُ وَلَا تُقبل شهادَتُه وَلَا يُعْمَلُ بِهَا، وَالَّذِي قَبْلَهُ خَاصٌّ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ هُمُ الَّذِينَ يَشْهَدون بِالْبَاطِلِ الَّذِي لَمْ يَحْمِلُوا الشهادَةَ عَلَيْهِ وَلَا كَانَتْ عِنْدَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللّعَّانون لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ أَي لَا تُسْمَعُ شَهَادَتُهُمْ؛ وَقِيلَ: لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الأُمم الْخَالِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ اللُّقَطَةِ: فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْل ؛ الأَمْرُ بِالشَّهَادَةِ أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لِمَا يُخافُ مِنْ تسويلِ النَّفْسِ وانْبِعاثِ الرَّغْبة فِيهَا، فَيَدْعُوهُ إِلى الخِيانة بَعْدَ الأَمانة، وربما نزله بِهِ حادِثُ الْمَوْتِ فَادَّعَاهَا ورثَتُه وَجَعَلُوهَا فِي جُمْلَةِ تَرِكَتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: شَاهِدَاكَ أَو يَمِينُه ؛ ارْتَفَعَ شَاهِدَاكَ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ مَعْنَاهُ مَا قَالَ شاهِداكَ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بِكَذَا أَي أَهلَ الشَّهادَة، كَمَا يُقَالُ: إِن الْمَجْلِسَ لَيَشْهَدُ بِكَذَا أَي أَهلَ الْمَجْلِسِ. ابْنُ بُزُرج: شَهِدْتُ عَلَى شَهادَة سَوْءٍ؛ يُرِيدُ شُهَداءَ سَوْءٍ. وكُلًّا تَكُونُ الشَّهادَة كَلاماً يُؤَدَّى وَقَوْمًا يَشْهَدُون. والشاهِدُ والشَّهيد: الْحَاضِرُ، وَالْجَمْعُ شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: كأَني، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي، ... إِذا غِبْتَ عَنّي يَا عُثَيْمُ، غَريبُ أَي إِذا غِبْتَ عَنِّي فإِني لَا أُكلِّم عَشِيرَتِي وَلَا آنَسُ بِهِمْ حَتَّى كأَني غَرِيبٌ. اللَّيْثُ: لُغَةُ تَمِيمٍ شِهيد، بِكَسْرِ الشِّينِ، يَكْسِرُونَ فِعِيلًا فِي كُلِّ شَيْءٍ كَانَ ثَانِيهِ أَحد حُرُوفِ الْحَلْقِ، وَكَذَلِكَ سُفْلى مُضَر يَقُولُونَ فِعِيلًا، قَالَ: وَلُغَةٌ شَنْعاءُ يَكْسِرُونَ كُلَّ فِعِيل، وَالنَّصْبُ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ. وشَهِدَ الأَمرَ والمِصْرَ شَهادَةً، فَهُوَ شاهدٌ، مِنْ قوْم شُهَّد، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ، أَي مَحْضُورٌ يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض. وَمِثْلُهُ: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ؛ يَعْنِي صَلَاةَ الْفَجْرِ يَحْضُرها مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ؛ أَي أَحْضَرَ سَمْعَهُ وقلبُهُ شاهدٌ لِذَلِكَ غَيْرُ غَائِبٍ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وشَهِيدُكَ عَلَى أُمَّتِك يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَي شاهِدُك. وَفِي الْحَدِيثِ: سيدُ الأَيام يَوْمُ الْجُمُعَةِ هُوَ شَاهِدٌ أَي يَشْهَدُ لِمَنْ حضر صلاتَه. وقوله: فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ ؛ الشَّهَادَةُ مَعْنَاهَا الْيَمِينُ هَاهُنَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً* ؛ أَي عَلَى أُمتك بالإِبْلاغ وَالرِّسَالَةِ، وَقِيلَ: مُبَيِّناً. وَقَوْلُهُ: وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ؛ أَي اخْتَرْنا مِنْهَا نَبِيًّا، وكلُّ نَبِيٍّ شَهِيدُ أُمَّتِه. وَقَوْلُهُ، عَزَّ وَجَلَّ:

تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ ؛ أَيْ أَنتم تَشْهَدُونَ وَتَعْلَمُونَ أَن نبوة مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَقٌّ لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ بَيَّنَهُ فِي كِتَابِكُمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ؛ يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ، والأَشهادُ: جَمْعُ شَاهِدٍ مِثْلُ نَاصِرٍ وأَنصار وَصَاحِبٍ وأَصحاب، وَقِيلَ: إِن الأَشْهاد هُمُ الأَنبياءُ وَالْمُؤْمِنُونَ يَشْهدُون عَلَى الْمُكَذِّبِينَ بِمُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مُجَاهِدٌ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ أَي حافظٌ مَلَكٌ. وَرَوَى شمِر فِي حَدِيثِ أَبي أَيوب الأَنصاري: أَنه ذكَرَ صَلَاةَ الْعَصْرِ ثُمَّ قَالَ: وَلَا صَلاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يُرى الشَّاهِدُ قَالَ: قُلْنَا لأَبي أَيوب: مَا الشَّاهِدُ؟ قَالَ: النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ فِي اللَّيْلِ أَي يحْضُرُ ويَظْهَر. وصلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ الْمَغْرِبِ، وَهُوَ اسْمُهَا؛ قَالَ شَمِرٌ: هُوَ رَاجِعٌ إِلى مَا فَسَّرَهُ أَبو أَيوب أَنه النَّجْمُ؛ قَالَ غَيْرُهُ: وَتُسَمَّى هَذِهِ الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ فِي وَقْتِهِ نُجُومُ السَّمَاءِ فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النَّجْمِ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ «4» صلاةُ الْبَصَرِ، وَقِيلَ فِي صلاةِ الشَّاهِدِ: إِنها صلاةُ الْفَجْرِ لأَنَّ الْمُسَافِرَ يُصَلِّيهَا كَالشَّاهِدِ لَا يَقْصُرُ مِنْهَا؛ قَالَ: فَصَبَّحَتْ قبلَ أَذانِ الأَوَّلِ ... تَيْماء، والصُّبْحُ كَسَيْفِ الصَّيْقَل، قَبْلَ صلاةِ الشاهِدِ المُسْتَعْجل وَرُوِيَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ أَنه قَالَ: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ تُسَمَّى شَاهِدًا لاستواءِ الْمُقِيمِ وَالْمُسَافِرِ فِيهَا وأَنها لَا تُقْصَر؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والقَوْلُ الأَوَّل، لأَن صَلَاةَ الْفَجْرِ لَا تُقْصَر أَيضاً وَيَسْتَوِي فِيهَا الْحَاضِرُ وَالْمُسَافِرُ وَلَمْ تُسَمَّ شَاهِدًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ؛ مَعْنَاهُ مَنْ شَهِد مِنْكُمُ المِصْرَ فِي الشَّهْرِ لَا يَكُونُ إِلا ذَلِكَ لأَن الشَّهْرَ يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فِيهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: نَصَبَ الشَّهْرَ بِنَزْعِ الصِّفَةِ وَلَمْ يَنْصِبْهُ بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ؛ الْمَعْنَى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ فِي الشَّهْرِ أَي كَانَ حَاضِرًا غَيْرَ غَائِبٍ فِي سَفَرِهِ. وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر: كَشهِدَه. وامرأَة مُشْهِدٌ: حَاضِرَةُ الْبَعْلِ، بِغَيْرِ هاءٍ. وامرأَة مُغِيبَة: غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا. وَهَذِهِ بالهاءِ، هَكَذَا حُفِظَ عَنِ الْعَرَبِ لَا عَلَى مَذْهَبِ الْقِيَاسِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قَالَتْ لامرأَة عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُون وَقَدْ تَرَكَت الْخِضَابَ والطِّيبَ: أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ؟ قَالَتْ: مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ ؛ يُقَالُ: امرأَة مُشْهِدٌ إِذا كَانَ زَوْجُهَا حَاضِرًا عِنْدَهَا، ومُغِيبٌ إِذا كَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا عَنْهَا. وَيُقَالُ فِيهِ: مُغِيبَة وَلَا يُقَالُ مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زَوْجَهَا حَاضِرٌ لَكِنَّهُ لَا يَقْرَبُها فَهُوَ كَالْغَائِبِ عَنْهَا. وَالشَّهَادَةُ والمَشْهَدُ: المَجْمَعُ مِنَ النَّاسِ. والمَشْهَد: مَحْضَرُ النَّاسِ. ومَشاهِدُ مَكَّةَ: المَواطِنُ الَّتِي يَجْتَمِعُونَ بِهَا، مِنْ هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ؛ الشاهِدُ: النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمَشْهودُ: يومُ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ الفراءُ: الشاهِدُ يومُ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ عرفةَ لأَن النَّاسَ يَشْهَدونه ويَحْضُرونه وَيَجْتَمِعُونَ فِيهِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً: الشَّاهِدُ يومُ الْقِيَامَةِ فكأَنه قَالَ: واليَوْمِ الموعودِ وَالشَّاهِدِ، فَجَعَلَ الشَّاهِدَ مِنْ صِلَةِ الْمَوْعُودِ يَتْبَعُهُ فِي خَفْضِهِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: فإِنها مَشْهودة مَكْتُوبَةٌ أَي تَشْهَدُها الْمَلَائِكَةُ وتَكتُبُ أَجرها لِلْمُصَلِّي. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْفَجْرِ: فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، هَذِهِ صاعِدةٌ وَهَذِهِ نازِلَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والشاهِدُ مِنَ الشَّهَادَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ؛ لَمْ يُفَسِّرْهُ كُرَاعٌ بأَكثر من هذا.

_ (4). قوله [قيل له] أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأَصل المعول عليه.

والشَّهِيدُ: المقْتول فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْجَمْعُ شُهَداء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَرواحُ الشهَداءِ فِي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ وَرَق «1» الْجَنَّةِ ، وَالِاسْمُ الشَّهَادَةُ. واسْتُشْهِدَ: قُتِلَ شهِيداً. وتَشَهَّدَ: طَلَبَ الشَّهَادَةَ. والشَّهِيدُ: الحيُّ؛ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ فِي تَفْسِيرِ الشَّهِيدِ الَّذِي يُسْتَشْهَدُ: الْحَيُّ أَي هُوَ عِنْدَ رَبِّهِ حَيٌّ. ذَكَرَهُ أَبو دَاوُدَ «2» أَنه سأَل النَّضْرَ عَنِ الشَّهِيدِ فُلَانٌ شَهِيد يُقال: فُلَانٌ حَيٌّ أَي هُوَ عِنْدَ رَبِّهِ حَيٌّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُراه تأَول قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ؛ كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السَّلَامِ أَحياءً، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى الْبَعْثِ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: سُمِّيَ الشَّهِيدُ شَهِيدًا لأَن اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ شُهودٌ لَهُ بِالْجَنَّةِ؛ وَقِيلَ: سُمُّوا شُهَدَاءَ لأَنهم مِمَّنْ يُسْتَشْهَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الأُمم الْخَالِيَةِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاجُ: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن أُمم الأَنبياء تُكَذِّبُ فِي الْآخِرَةِ مَنْ أُرْسِلَ إِليهم فَيَجْحَدُونَ أَنبياءَهم، هَذَا فِيمَنْ جَحَدَ فِي الدُّنْيَا مِنْهُمْ أَمْرَ الرُّسُلِ، فتشهَدُ أُمة مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِصِدْقِ الأَنبياء وَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِتَكْذِيبِهِمْ، ويَشْهَدُ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِهَذِهِ بِصِدْقِهِمْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالشَّهَادَةُ تَكُونُ للأَفضل فالأَفضل مِنَ الأُمة، فأَفضلهم مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مُيِّزوا عَنِ الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن اللَّهُ أَنهم أَحياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزقون فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ؛ ثُمَّ يَتْلُوهُمْ فِي الْفَضْلِ مَنْ عَدَّهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهِيدًا فإِنه قَالَ: المَبْطُونُ شَهيد، والمَطْعُون شَهِيد. قَالَ: وَمِنْهُمْ أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمْع. وَدَلَّ خَبَرُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً وَلَمْ يَخَفْ فِي اللَّهِ لَومَة لَائِمٍ أَنه فِي جُمْلَةِ الشُّهَدَاءِ، لِقَوْلِهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَكَمَ إِذا رأَيتم الرَّجُلَ يَخْرِقُ أَعْراضَ النَّاسِ أَن لَا تَعْزِمُوا عَلَيْهِ؟ قَالُوا: نَخافُ لِسَانَهُ، فَقَالَ: ذَلِكَ أَحْرَى أَن لَا تَكُونُوا شُهَدَاءَ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَنَّكم إِذا لَمْ تَعْزِموا وتُقَبِّحوا عَلَى مَنْ يَقْرِضُ أَعْراضَ الْمُسْلِمِينَ مَخَافَةَ لِسَانِهِ، لَمْ تَكُونُوا فِي جُمْلَةِ الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ يُسْتَشهَدُون يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الأُمم الَّتِي كَذَّبَتْ أَنبياءَها فِي الدُّنْيَا. الْكِسَائِيُّ: أُشْهِدَ الرجلُ إِذا استُشهد فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهُوَ مُشْهَدٌ، بِفَتْحِ الهاءِ؛ وأَنشد: أَنا أَقولُ سَأَموتُ مُشْهَداً وَفِي الْحَدِيثِ: المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ ؛ قَالَ: الشهيدُ فِي الأَصل مَنْ قُتِلَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ فأُطلق عَلَى مَنْ سَمَّاهُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، مِنَ المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وَصَاحِبِ الهَدْمِ وَذَاتِ الجَنْب وغيرِهم، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن مَلَائِكَتَهُ شُهُودٌ لَهُ بِالْجَنَّةِ؛ وَقِيلَ: لأَنه حَيُّ لَمْ يَمُتْ كأَنه شَاهِدٌ أَي حَاضِرٌ، وَقِيلَ: لأَن مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُه، وَقِيلَ: لِقِيَامِهِ بشهادَة الْحَقِّ فِي أَمْرِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ، وقيل: لأَنه يَشْهَدُ

_ (1). قوله [تعلق من ورق إلخ] في المصباح علقت الإِبل من الشجر علقاً من باب قتل وعلوقاً: أكلت منها بأفواهها. وعلقت في الوادي من باب تعب: سرحت. وقوله، عليه السلام: أرواح الشهداء تَعْلُقُ مِنْ وَرَقَ الْجَنَّةِ، قيل: يروى من الأَول، وهو الوجه إذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق، وقيل من الثاني، قال القرطبي وهو الأَكثر. (2). قوله [ذكره أبو داود إلى قوله قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ] كَذَا بالأَصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض. وقوله [كأن أرواحهم] كذا به أيضاً ولعله محرف عن لأن أرواحهم.

مَا أَعدّ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ بِالْقَتْلِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، فَهُوَ فَعيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَبِمَعْنَى مَفْعُولٍ عَلَى اخْتِلَافِ التأْويل. والشَّهْدُ والشُّهْد: العَسَل مَا دَامَ لَمْ يُعْصَرْ مِنْ شمَعِه، وَاحِدَتُهُ شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر عَلَى الشِّهادِ؛ قَالَ أُمية: إِلى رُدُحٍ، مِنَ الشِّيزى، مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ «1» أَي مِنْ لُبَابِ الْبِرِّ يَعْنِي الفالوذَق. وَقِيلَ: الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة والشُّهْدَة العَسَلُ مَا كَانَ. وأَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ: أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ. أَبو عَمْرٍو: أَشْهَدَ الْغُلَامُ إِذا أَمْذَى وأَدرَك. وأَشْهَدت الجاريةُ إِذا حَاضَتْ وأَدْركتْ؛ وأَنشد: قامَتْ تُناجِي عامِراً فأَشْهَدا، ... فَداسَها لَيْلَتَه حَتَّى اغْتَدَى والشَّاهِدُ: الَّذِي يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ كأَنه مُخاط؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والشُّهودُ مَا يخرجُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ، واحِدُها شَاهِدٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ: فجاءَتْ بِمثْلِ السَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا ... لَهُ، والثَّرى مَا جَفَّ عَنْهُ شُهودُها وَنَسَبَهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى الهُذَلي وَهُوَ تَصْحِيفٌ. وَقِيلَ: الشُّهودُ الأَغراس الَّتِي تَكُونُ عَلَى رأْس الحُوار. وشُهودُ النَّاقَةِ: آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتَجِها مِنْ سَلًى أَو دَمٍ. والشَّاهِدُ: اللِّسَانُ مِنْ قَوْلِهِمْ: لِفُلَانٍ شَاهِدٌ حَسَنٌ أَي عِبَارَةٌ جَمِيلَةٌ. وَالشَّاهِدُ: المَلَك؛ قَالَ الأَعشى: فَلَا تَحْسَبَنِّي كافِراً لَكَ نَعْمَةً ... عَلَى شاهِدي، يَا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ مَا لِفُلَانٍ رُواءٌ وَلَا شاهِدٌ: مَعْنَاهُ مَا لَهُ مَنْظَرٌ وَلَا لِسَانٌ، والرُّواءُ المَنظَر، وَكَذَلِكَ الرِّئْيُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لِلَّهِ دَرُّ أَبيكَ رَبّ عَمَيْدَرٍ، ... حَسَن الرُّواءِ، وقلْبُه مَدْكُوكُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ: لَهُ غائِبٌ لَمْ يَبْتَذِلْه وشاهِدُ قَالَ: الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ مَا يَشْهَدُ لَهُ عَلَى سَبْقِه وجَوْدَتِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: شاهِدُه بَذْلُهُ جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه. شود: أَشاد بالضالَّة: عَرَّفَ. وأَشَدْتُ بِهَا: عَرَّفْتُها. وأَشَدْتُ بالشيءِ: عَرَّفْتُه. وأَشادَ ذِكْرَه وبذِكْرِه: أَشاعَه. والإِشادَةُ: التَّنْديدُ بِالْمَكْرُوهِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِشادَة شِبْه التَّنْدِيدِ وَهُوَ رَفْعُك الصَّوْتَ بِمَا يَكره صاحبُكَ. وَيُقَالُ: أَشادَ فُلَانٌ بذكْر فُلَانٍ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالْمَدْحِ وَالذَّمِّ إِذا شَهَّرَه وَرَفَعَهُ، وأَفْرَدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ الخيرَ فَقَالَ: أَشاد بِذِكْرِهِ أَي رَفَعَ مِنْ قَدْره. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَشادَ عَلَى مُسْلِمٍ عَوْرَةً يَشِينُه بِهَا بِغَيْرِ حَقٍّ شَانَهُ اللَّهُ يومَ الْقِيَامَةِ. وَيُقَالُ: أَشادَه وأَشادَ بِهِ إِذا أَشاعَه ورفَعَ ذِكره مَنْ أَشَدْتُ الْبُنْيَانَ، فَهُوَ مُشادٌ. وشَيَّدْتُه إِذا طَوَّلْتَه فَاسْتُعِيرَ لِرَفْعِ صَوْتِكَ بِمَا يَكْرَهُهُ صَاحِبُكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: أَيُّما رجُلٍ أَشاد عَلَى مُسْلِمٍ كَلِمَةً هُوَ مِنْهَا بَرِيء ، وَسَنَذْكُرُ شَيَّدَ. وَقَالَ الأَصمعي: كلُّ شَيْءٍ رفَعْتَ بِهِ صَوْتَك، فَقَدْ أَشدتَ بِهِ، ضَالَّةً كَانَتْ أَو غير ذلك.

_ (1). قوله [ملاء] ككتاب، وروي بدله عليها.

فصل الصاد المهملة

وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّشْويدُ طُلُوعُ الشَّمْسِ وارتفاعُها. الصِّحَاحُ: الإِشادة رَفْعُ الصَّوْتِ بالشيءِ. وشَوَّدَتِ الشمسُ: ارْتَفَعَتْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، مِنَ المِشْوَذ وَهُوَ الْعِمَامَةُ، وَعَلَيْهِ بَيْتُ أُمية وَسَنَذْكُرُهُ فِي حَرْفِ الذال المعجمة. شيد: الشِّيدُ، بِالْكَسْرِ: كلُّ مَا طُليَ بِهِ الحائطُ من جِصٍّ أَو بَلاط، وَبِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ، تَقُولُ: شَادَّهُ يَشِيدُه شَيْداً: جَصَّصَه. وبناءٌ مَشِيدٌ: مَعْمُولٌ بالشِّيد. وَكُلُّ مَا أُحْكِمَ مِنَ البناءِ، فَقَدْ شُيِّدَ. وتَشْييدُ الْبِنَاءِ: إِحكامُه ورَفْعُه. قَالَ: وَقَدْ يُسَمِّي بَعْضُ الْعَرَبِ الحَضَرَ شَيْداً. والمَشِيدُ: الْمَبْنِيُّ بالشِّيد؛ وأَنشد: شادَه مَرْمَراً، وَجَلَّلَه كِلْساً، ... فللطَّيْرِ فِي ذَراهُ وكُورُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْبِنَاءُ المشَيَّد، بِالتَّشْدِيدِ، الْمُطَوَّلُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: المَشِيدُ لِلْوَاحِدِ، والمُشَيَّد لِلْجَمْعِ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْكِسَائِيُّ يَجِلُّ عَنْ هَذَا. غَيْرُهُ: المَشِيدُ الْمَعْمُولِ بالشِّيد. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَقَصْرٍ مَشِيدٍ . وَقَالَ سُبْحَانَهُ: فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُشَدَّدُ مَا كَانَ فِي جَمْعٍ مِثْلَ قَوْلِكَ مَرَرْتُ بِثِيَابٍ مُصَبَّغة وَكِبَاشٍ مُذَبَّحة، فَجَازَ التَّشْدِيدُ لأَن الْفِعْلَ مُتَفَرِّقٌ فِي جَمْعٍ، فإِذا أَفردت الْوَاحِدَ مِنْ ذَلِكَ، فإِن كَانَ الْفِعْلُ يترددُ فِي الْوَاحِدِ وَيَكْثُرُ جاز فيه التشديد والتخفيف، مِثْلَ قَوْلِكَ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مُشَجَّج وَبِثَوْبٍ مُخَرَّق، وَجَازَ التشديد لأَن الفعل قَدْ تردَّد فِيهِ وكَثُر. وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِكَبْشٍ مَذْبُوحٍ، وَلَا تَقُلْ مُذَبَّح، فإِن الذَّبْحَ لَا يَتَرَدَّدُ كتردُّد التَّخَرُّق. وَقَوْلُهُ: وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ؛ يَجُوزُ فِيهِ التَّشْدِيدُ لأَن التَّشْيِيدَ بِنَاءٌ وَالْبِنَاءُ يَتَطَاوَلُ وَيَتَرَدَّدُ، وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا مَا وَرَدَ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً قَوْلَ الْكِسَائِيِّ فِي أَن المَشيدَ لِلْوَاحِدِ والمُشَيَّد لِلْجَمْعِ، وَذَكَرَ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَقَصْرٍ مَشِيدٍ للواحد، وبُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وهمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى الْكِسَائِيِّ لأَنه إِنما قَالَ مُشَيَّدة، بِالْهَاءِ، فأَما مُشَيَّد فَهُوَ مِنْ صِفَةِ الْوَاحِدِ وَلَيْسَ مِنْ صِفَةِ الْجَمْعِ؛ قَالَ: وَقَدْ غَلِطَ الْكِسَائِيُّ فِي هَذَا الْقَوْلِ فَقِيلَ المَشِيدُ الْمَعْمُولُ بالشِّيد، وأَما المُشَيَّدُ فَهُوَ الْمُطَوَّلُ؛ يُقَالُ: شَيَّدت الْبِنَاءَ إِذا طَوَّلْتَهُ؛ قَالَ: فالمُشَيَّدَة عَلَى هَذَا جَمْعُ مَشِيد لَا مُشَيَّد؛ قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الرَّادُّ عَلَى الْكِسَائِيِّ هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَتَّجِهُ عِنْدِي قَوْلُ الْكِسَائِيِّ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَن قَوْلَهُمْ مُشَيَّدَة أَي مُجَصَّصَة بالشِّيد فَيَكُونُ مُشَيَّدٌ ومَشِيدٌ بِمَعْنًى، إِلا أَن مَشِيداً لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ لِلْجَمَاعَةِ فَيُقَالُ قُصُورٌ مَشيدة، وإِنما يُقَالُ قُصُورٌ مُشَيَّدَة، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ مَا يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنِ اللَّفْظَةِ بِغَيْرِهَا، كَاسْتِغْنَائِهِمْ بتَرَك عَنْ وَدَعَ، وَكَاسْتِغْنَائِهِمْ عَنْ وَاحِدَةِ المَخاضِ بِقَوْلِهِمْ خَلِفَة، فَعَلَى هَذَا يَتَّجِهُ قول الكسائي. فصل الصاد المهملة صخد: الصَّخْدُ: صَوْتُ الْهَامِّ والصُّرَد. وَقَدْ صَخَدَ الهامُ والصُّرد يَصْخَدُ صَخْداً وصَخِيداً: صَوَّت؛ وأَنشد: وصاحَ مِنَ الإِفراطِ هامٌ صَواخِدُ والصَّيْخَدُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ حَرِّهَا؛ وأَنشد: بَعْدَ الهَجِير إِذا اسْتَذابَ الصَّيْخَدُ وحَرٌّ صاخِدٌ: شَديد. وَيُقَالُ: أَصْخَدْنا كَمَا يُقَالُ أَظْهَرْنا، وصَهَدَهم الْحَرُّ وصَخَدَهم. والإِصْخادُ

والصَّخَدانُ: شِدَّةُ الْحَرِّ. وَقَدْ صَخَدَ يومُنا يَصْخَدُ صَخَداناً، وصَخِدَ صَخَداً، فَهُوَ صاخِدٌ وصَيْخُود. وصَيْخَد وصَخَدان وصَخْدان، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: شَديدُ الْحَرِّ، وَلَيْلَةٌ صَخْدانةٌ. وصَخَدَتْه الشَّمْسُ تَصْخَدُه صَخْداً: أَصابته وأَحرقته أَو حَميت عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَتيته فِي صَخَدان الْحَرِّ وصَخْدانِه أَي فِي شدَّته. والصَّاخِدَة: الْهَاجِرَةُ. وَهَاجِرَةٌ صَيْخُودٌ: مُتَّقِدة. وأَصْخَدَ الحِرْباءُ: تَصَلَّى بحرِّ الشَّمْسِ وَاسْتَقْبَلَهَا؛ وَقَوْلُ كَعْبٍ: يَوْمًا يَظَلُّ بِهِ الحِرْباءُ مُصْطَخِداً، ... كأَنَّ ضاحِيَه بالنارِ مَمْلُول المصْطَخِدُ: الْمُنْتَصِبُ؛ وَكَذَلِكَ المصْطَخِم، يَصِفُ انْتِصَابَ الْحِرْبَاءِ إِلى الشَّمْسِ فِي شِدَّةِ الحرِّ. وصَخْرة صَيْخُودٌ: صَمَّاء راسِيَة شَدِيدَةٌ. والصَّيْخُود: الصَّخْرَةُ الْمَلْسَاءُ الصُّلْبة لَا تحرَّك مِنْ مَكَانِهَا وَلَا يُعْمَلُ فِيهَا الْحَدِيدُ؛ وأَنشد: حمراءُ مِثْلُ الصَّخْرَة الصَّيْخُود وَهِيَ الصَّلُود. والصَّيْخُود: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَا يَرْفَعُهَا شَيْءٌ وَلَا يأْخُذ فِيهَا مِنْقارٌ وَلَا شَيْءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَتْبَعْنَ مِثْلَ الصَّخْرَةِ الصَّيْخودِ وَقِيلَ: صَخْرَةٌ صَيْخود وَهِيَ الصُّلبة الَّتِي يَشْتَدُّ حَرُّهَا إِذا حَمِيَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: ذَوَاتُ الشَّناخِيب الصُّمِّ مِنْ صَياخِيدِها ، جَمْعُ صَيْخُود وَهِيَ الصَّخْرَةُ الشَّدِيدَةُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وصَخَد فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ يَصْخَد صُخوداً إِذا استَمع مِنْهُ وَمَالَ إِليه، فَهُوَ صَاخِدٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: هلَّا عَلِمْتَ، أَبا إِياسٍ، مَشْهَدي، ... أَيَّامَ أَنتَ إِلى المَوالي تَصْخَدُ؟ والسُّخْدُ: دَمٌ وَمَا فِي السَّابِياءِ، وَهُوَ السَّلَى الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ. والسَّخْد: الرَّهَل والصُّفْرَة فِي الْوَجْهِ، وَالصَّادُ فِيهِ لُغَةٌ على المضارعة. صدد: الصَّدّ: الإِعْراضُ والصُّدُوف. صَدَّ عَنْهُ يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدّاً وصُدُوداً: أَعرض. وَرَجُلٌ صادٌّ مِنْ قَوْمٍ صُدَّاد،، وامرأَة صادَّةٌ مِنْ نِسوة صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُّبَّانِ مائِلَةٌ، ... وَقَدْ أَراهُنَّ عَنْهُمْ غَيْرَ صُدَّادِ «2» . وَيُقَالُ: صَدَّهُ عَنِ الأَمر يَصُدُّه صَدّاً مَنَعَهُ وَصَرَفَهُ عَنْهُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَصَدَّها مَا كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ؛ يُقَالُ عَنِ الإِيمان، العادةُ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا لأَنها نشأَت وَلَمْ تَعْرِفْ إِلا قَوْمًا يَعْبُدُونَ الشَّمْسَ، فصَدَّتها العادةُ، وَهِيَ عَادَتُهَا، بِقَوْلِهِ: إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ؛ الْمَعْنَى صَدَّها كونُها مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ عَنِ الإِيمان. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَا يَصُدَّنَّكم ذَلِكَ. وصدَّه عَنْهُ وأَصَدَّه: صَرَفَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ* ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَصَدَّ نِشاصَ ذِي القَرْنَيْنِ، حَتَّى ... تَوَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمام وصَدَّدَه: كأَصَدَّه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لِذِي الرُّمَّةِ: أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَّيْفِ عنهمُ، ... صُدُود السَّواقي عَنْ أُنوفِ الحَوائِمِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى هَذَا النَّصِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده: صُدُودَ السَّواقي عن رؤُوسِ المخارِم والسَّواقي: مَجاري الْمَاءِ. والمَخْرِم: مُنْقَطَعُ

_ (2). قوله [وقد أراهن عنهم] المشهور: عني

أَنفِ الْجَبَلِ. يَقُولُ: صَدُّوا الناسَ عَنْهُمْ بالسيفِ كَمَا صُدَّتْ هَذِهِ الأَنهارُ عَنِ المَخارِم فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَن تَرْتَفِعَ إِليها. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا صَدَّ عَنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: والتأْويل حَقّاً أَنت فَعَلْتَ ذَاكَ. وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً: اسْتَغْرَب ضَحِكاً. وصَدَّ يَصِدُّ صَدّاً: ضَجَّ وعَجَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ؛ وَقُرِئَ: يَصُدُّون، فَيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّون كَمَا قدَّمنا، ويَصُدُّون يُعْرِضون، وَاللَّهُ أَعلم. الأَزهري: تَقُولُ صَدَّ يَصِدُّ ويَصُدُّ مِثْلَ شدَّ يَشِدُّ ويَشُدُّ، وَالِاخْتِيَارُ يصِدون، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ،. وَفَسَّرَهُ يَضِجُّون ويَعِجُّون [يَعُجُّون]. وقال الليث: إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّون، أَي يَضْحَكُونَ؛ قَالَ الأَزهري: وَعَلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِهِ الْعَمَلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ صَدَدْتُ فُلَانًا عَنْ أَمره أَصُدُّه صَدّاً فَصَدَّ يَصُدُّ، يَسْتَوِي فِيهِ لَفْظُ الْوَاقِعِ وَاللَّازِمِ، فإِذا كَانَ الْمَعْنَى يَضِجُّ ويَعِجُّ فَالْوَجْهُ الْجَيِّدُ صَدَّ يَصِدَّ مِثْلَ ضَجَّ يَضِجُّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً ، فالمُكاءُ الصَّفِير والتَّصْدية التَّصْفِيقُ، وَقِيلَ للتَّصْفِيق تَصْديَةٌ لأَن الْيَدَيْنِ تَتَصَافَقَانِ فَيُقَابِلُ صَفْقُ هَذِهِ صَفْقَ الأُخرى، وصدُّ هَذِهِ صَدَّ الأُخرى وَهُمَا وَجْهاها. والصَّدُّ: الهِجْرانُ؛ وَمِنْهُ فَيَصدُّ هَذَا ويَصُدُّ هَذَا أَي يُعرِض بِوَجْهِهِ عَنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّصْدِيَةُ التَّصفيقُ والصَّوتُ عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. قَالَ: وَنَظِيرُهُ قَصَّيْتُ أَظفاري فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ. قَالَ: وَقَدْ عَمِلَ فِيهِ سِيبَوَيْهِ بَابًا، وَقَدْ ذَكَرَ مِنْهُ يعقوبُ وأَبو عُبَيْدٍ أَحرفاً. الأَزهري: يُقَالُ صَدَّى يُصَدِّي تَصْدِيَةً إِذا صَفَّق، وأَصله صَدَّدَ يُصَدِّد فَكَثُرَتِ الدَّالَاتُ فَقُلِبَتْ إِحداهن يَاءً، كَمَا قَالُوا قَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قصَّصتُ أَظفاري. قَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُمَا. وصَدِيدُ الجُرْحِ: ماؤُه الرقيقُ الْمُخْتَلِطُ بِالدَّمِ قَبْلَ أَن تَغْلُظ المِدَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: يُسْقَى مِنْ صَدِيدِ أَهلِ النارِ ؛ هُوَ الدَّمُ وَالْقَيْحُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الْجَسَدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الصدِّيق فِي الْكَفَنِ: إِنما هُوَ للمُهْلِ والصَّدِيدِ ؛ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّدِيدُ القَيْح الَّذِي كأَنه مَاءٌ وَفِيهِ شُكْلةٌ. وَقَدْ أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صَارَ فِيهِ المِدَّة. والصَّدِيدُ فِي الْقُرْآنِ: مَا يَسِيلُ مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ، وَقِيلَ: هُوَ الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حَتَّى خَثُرَ. وَصَدِيدُ الفِضَّةِ: ذؤابَتُها، عَلَى التَّشْبِيهِ، وَبِذَلِكَ سُمِّي المُهْلَةُ. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ : يَتَجَرَّعُه؛ قَالَ: الصَّدِيدُ مَا يَسِيلُ مِنْ أَهل النَّارِ مِنَ الدَّمِ وَالْقَيْحِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّدِيدُ الدمُ الْمُخْتَلِطُ بِالْقَيْحِ فِي الجُرْح. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: الصِّدادُ مَا اضْطَرَبَ «1». وَهُوَ السِّتْرُ. ابنُ بُزُرج: الصَّدُودُ مَا دَلَكْتَه عَلَى مِرْآةٍ ثُمَّ كَحَلْتَ بِهِ عَيْنًا. والصَّدُّ والصُّدُّ: الْجَبَلُ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخيلية: أَنابِغَ، لَمْ تَنْبَغْ وَلَمْ تَكُ أَوّلا، ... وكنتَ صُنَيّاً بَيْنَ صَدَّين، مَجْهَلا وَالْجَمْعُ أَصْداد وصُدُود، وَالسِّينُ فِيهِ لُغَةٌ. والصَّدُّ: الْمُرْتَفِعُ مِنَ السَّحَابِ تَرَاهُ كَالْجَبَلِ، وَالسِّينُ فِيهِ أَعلى. وصُدَّا الْجَبَلِ: نَاحِيَتَاهُ فِي مَشْعَبِه. والصَّدَّان: نَاحِيَتَا الشِّعْب أَو الْجَبَلِ أَو الْوَادِي، الْوَاحِدُ صَدٌّ، وَهُمَا الصَّدَفان أَيضاً؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ: تَقَلْقَلَ قِدْحٌ، بَيْنَ صَدَّين، أَشْخَصَتْ ... لَهُ كَفُّ رامٍ وِجْهَةً لَا يُريدُها قَالَ: وَيُقَالُ لِلْجَبَلِ صَدٌّ وسَدٌّ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ

_ (1). قوله [ما اضطرب إلخ] صوابه ما اصطدت به المرأة وهو إلخ كتبه السيد مرتضى بهامش الأَصل المعول عليه وهو نص القاموس

لِكُلِّ جَبَلٍ صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الصُّدَّان الْجَبَلَانِ، وأَنشد بَيْتَ لَيْلَى الأَخيلية. وَقَالَ: الصُّنَيُّ شِعْبٌ صَغِيرٌ يَسِيل فِيهِ الْمَاءُ، والصَّدُّ الْجَانِبُ. والصَّدَدُ: النَّاحِيَةُ. والصَّدَدُ: مَا اسْتَقْبَلك. وَهَذَا صَدَدَ هَذَا وبصَدَدِه وَعَلَى صَدَده أَي قُبَالَتَه. والصَّدَدُ: القُرْب. والصَّدَدُ: القَصْد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ هُوَ صَدَدُك وَمَعْنَاهُ القصْدُ. قَالَ: وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي عَزَلَها ليفسر معانيها لأَنها غرائب. وَيُقَالُ: صَدَّ السبيلُ «1» إِذا اسْتَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فتركتَها وأَخَذتَ غَيْرَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رأَيْنَ علَماً مُقْوَدَّا، ... صَدَدْنَ عَنْ خَيْشُومِها وصَدَّا وَقَوْلُ أَبي الهَيْثم: فكُلُّ ذلكَ مِنَّا والمَطِيُّ بِنَا، ... إِليكَ أَعْناقُها مِن واسِطٍ صَدَدُ قَالَ: صَدَدٌ قَصْدٌ. وصَدَدُ الطَّرِيقِ: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْهُ. وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ؛ فَمَعْنَاهُ تَتَعَرَّضُ لَهُ وتَمِيل إِليه وتُقْبِل عَلَيْهِ. يُقَالُ: تَصَدّى فُلَانٌ لِفُلَانٍ يَتَصَدّى إِذا تَعَرَّض لَهُ، والأَصل فِيهِ أَيضاً تَصَدَّد يتَصَدَّد. يُقَالُ: تَصَدَّيت لَهُ أَي أَقْبَلْتُ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لمَّا رَأَيْتُ وَلَدي فِيهِمْ مَيَلْ ... إِلى البُيوتِ، وتَصَدَّوْا لِلحَجَلْ قَالَ الأَزهري: وأَصله مِنَ الصَّدَد وَهُوَ مَا اسْتَقبلكَ وَصَارَ قُبالَتَكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ؛ أَي أَنت تُقْبِلُ عَلَيْهِ، جَعَلَهُ مِنَ الصَّدَدِ وَهُوَ القُبالَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ هَذِهِ الدارُ عَلَى صَدَدِ هَذِهِ أَي قُبالَتَها. وَدَارِي صَدَدَ دارِه أَي قُبالَتَها، نَصْب عَلَى الظَّرْفِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الصَّدَدُ والصَّقَبُ القُرْبُ. قَالَ الأَزهري: فَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ؛ أَي تَتَقَرَّب إِليه عَلَى هَذَا التأْويل. والصُّدّاد، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: دُوَيْبَّةٌ وَهِيَ مِنْ جِنْسِ الجُرْذانِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ فِي كَلَامِ قَيْسٍ سامُّ أَبْرَصَ. ابْنُ سِيدَهْ: الصُّدَّادُ سامُّ أَبْرَصَ، وَقِيلَ: الوَزَغ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدّادِ ثُمَّ فَسَّرَهُ بِالْوَزَغِ، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا الصَّدائدُ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد الأَزهري: إِذا مَا رَأَى إِشْرافَهُنَّ انْطَوَى لَها ... خَفِيٌّ، كَصُدَّادِ الجَديرَةِ، أَطْلَسُ والصَّدّى، مقصورٌ: تِينٌ أَبيضُ الظَّاهِرِ أَكحلُ الجوفِ إِذا أُريدَ تزبيبهُ فُلْطِح، فيجيءُ كأَنه الفَلَكُ، وَهُوَ صَادِقُ الْحَلَاوَةِ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ. وصَدّاءُ: اسْمُ بِئْرٍ، وَقِيلَ: اسْمُ رَكِيَّة عَذْبَةِ الْمَاءِ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا المَثَل: ماءٌ وَلَا كَصَدَّاء؛ أَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وإِنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كَالَّذِي ... يُحاوِلُ، مِنْ أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا وَقِيلَ لأَبي عَلِيٍّ النَّحْوِيِّ: هُوَ فَعْلاءُ مِنَ الْمُضَاعَفِ، فَقَالَ: نَعَمْ؛ وأَنشد لِضِرَارِ بْنِ عُتْبَةَ الْعَبْشَمِيِّ: كأَنِّيَ، مِنْ وَجْدٍ بزَيْنَبَ، هائمٌ، ... يُخالسُ مِنْ أَحْواض صَدَّاءَ مَشْرَبا يَرَى دُونَ بَرْدِ الماءِ هَوْلًا وذادَةً، ... إِذا شَدَّ صَاحُوا قَبْلَ أَنْ يَتَحَبَّبَا

_ (1). قوله [صد السبيل إلخ] عبارة الأَساس صد السبيل إذا اعترض دونه مانع من عقبة أَو غيرها فأخذت في غيره

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: صَدْآءُ، بِالْهَمْزِ، مِثْلَ صَدْعاءَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سأَلت عَنْهُ رَجُلًا فِي الْبَادِيَةِ فَلَمْ يَهْمِزْهُ. والصُّدَّادُ: «1»: الطريق إِلى الماء. صدصد: صَدْصَدُ: اسْمُ امْرأَة. والصَّدْصَدَةُ: ضَرْبُ المُنْخُلِ بِيَدِكَ «2» صرد: الصَّرْدُ والصَّرَدُ: البَرْدُ، وَقِيلَ: شِدَّتُهُ، صَرِدَ، بِالْكَسْرِ، يَصْرَدُ صَرَداً، فَهُوَ صَرِدٌ، مِنْ قَوْمٍ صَرْدَى. اللَّيْثُ: الصَّرَدُ مَصْدَرُ الصَّرِدِ مِنَ الْبَرْدِ. قَالَ: وَالِاسْمُ الصَّرْد مَجْزُومٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْد وَفِي الْحَدِيثِ: ذاكِرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ مثلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسَطَ الشَّجر الَّذِي تَحَاتَّ وَرَقه مِنَ الصَّرِيد ؛ هُوَ الْبَرْدُ، وَيُرْوَى: مِنَ الجَلِيد. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَمَّا يَمُوتُ فِي الْبَحْرِ صَرْداً، فَقَالَ: لَا بأْس بِهِ ، يَعْنِي السَّمَكَ الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ مِنَ البَرْد. ويومٌ صَرِدٌ ولَيلَةٌ صَرِدَةٌ: شَدِيدَةُ الْبَرْدِ. أَبو عَمْرٍو: الصَّرْد مَكَانٌ مُرْتَفع مِنَ الْجِبَالِ وَهُوَ أَبردها؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: أَسَدِيَّةٌ تُدْعَى الصِّرادَ، إِذا ... نَشِبوا، وتَحْضُر جانِبَيْ شِعْر «3» قَالَ: شِعْر جَبَل: الْجَوْهَرِيُّ: الصَّرْدُ الْبَرْدُ، فَارِسِيٌّ معرَّب. والصُّرُودُ مِن الْبِلَادِ: خِلَافُ الجُرُوم أَي الحارَّة. ورَجُلٌ مِصْراد: لَا يَصْبِرُ عَلَى الْبَرْدِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الَّذِي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ الْبَرْدُ وَيَقِلُّ صَبْرُه عَلَيْهِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ الَّذِي يَجِدُ الْبَرْدَ سَرِيعًا؛ قَالَ السَّاجِعُ: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدا، ... لَا يَشْتَهي أَن يَرِدَا وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ سأَله رَجُلٌ فَقَالَ: إِني رَجُلٌ مِصْرادٌ ؛ هُوَ الَّذِي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ الْبَرْدُ وَلَا يُطيقُه. والمِصرادُ أَيضاً: القَويُّ عَلَى الْبَرْدِ؛ فَهُوَ مِنَ الأَضداد. والصُّرَّادُ: رِيحٌ بارِدَةٌ مَعَ نَدًى. وريحٌ مِصرادٌ: ذاتُ صَرَد أَو صُرَّادٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصرادَا، ... وَلَّيْنَها أَكْسِيَةً حِدادا والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ والصَّرْدَى: سَحَابٌ بَارِدٌ تسْفِرُه الرِّيحُ. الأَصمعي: الصُّرَّادُ سَحَابٌ بَارِدٌ نَدِيٌّ لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: غَيْم رَقِيقٌ لَا مَاءَ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّرِيدَة النَّعْجَةُ الَّتِي قَدْ أَنحلها الْبَرْدُ وأَضَرَّ بِهَا، وَجَمْعُهَا الصَّرائِدُ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: الصَّرِيدَة الَّتِي أَنحلها الْبَرْدُ وأَضَرَّ بِهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَعَمْرُكَ، إِني والهِزَبْرَ وَعَارِمًا ... وثَوْرَةَ عِشْنا فِي لُحوم الصَّرائدِ وَيُرْوَى: [فَيا لَيْتَ أَنِّي وَالْهِزَبْرَ] وأَرضٌ صَرْدٌ: بَارِدَةٌ، وَالْجَمْعُ صُرُود. وصَرِدَ عَنِ الشيءِ صَرَداً وَهُوَ صَرِدٌ: انْتَهَى؛ الأَزهري: إِذا انْتَهَى الْقَلْبُ عَنْ شَيْءٍ صَرِدَ عَنْهُ، كَمَا قَالَ: أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدا قَالَ: وَقَدْ يُوصَفُ الْجَيْشُ بالصَّرَد. وجيشٌ صَرَدٌ

_ (1). هو كرمان وكتاب كما في القاموس. (2). زاد في القاموس الصداصد كعلابط جبل لهذيل. (3). قوله [تدعى] ولعله تدع أي تترك. وقوله [شعر جبل] كذا بالأَصل، بكسر الشين، وسكون العين، وإن صح هذا الضبط فهو جبل ببلاد بني جشم، أما بفتح الشين، فهو جبل لبني سليم أو بني كلاب كما في القاموس. وهناك شعر، بِضَمِّ الشِّينِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ أيضاً، جبل آخر ذكره ياقوت.

وصَرْدٌ، مَجْزُومٌ: تَرَاهُ مِنْ تُؤَدَتِه كأَنه «1» سَيْرُه جَامِدٌ، وَذَلِكَ لِكَثْرَتِهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تحْسَبُ أَنَّهُم ... وُقُوفٌ لِحَاجٍ، والرِّكابُ تُهَمْلِج وَقَالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ: صَرَدٌ تَوَقَّصَ بالأَبْدان جُمْهُور والتَّوَقُّصُ: ثِقَل الوَطْءِ عَلَى الأَرض. والتَّصريدُ: سَقْيٌ دُونَ الرَّيِّ؛ وَقَالَ عُمَرُ يَرْثِي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ: يُسْقَوْنَ مِنْهَا شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد وَفِي التَّهْذِيبِ: شُرْبٌ دُونَ الرَّيِّ. يُقَالُ: صَرَّدَ شُرْبه أَي قطعَه. وصَرِدَ السِّقاءُ صَرَداً أَي خرج زُبْدُه متقطعاً فَيُداوى بِالْمَاءِ الحارِّ، وَمِنْ ذَلِكَ أُخِذَ صَرْدُ الْبَرْدِ. والتَّصْرِيدُ فِي الْعَطَاءِ: تَقْليله، وَشَرَابٌ مُصَرَّدٌ أَي مُقَلَّل، وَكَذَلِكَ الَّذِي يُسقَى قَلِيلًا أَو يُعْطى قَلِيلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا تَصرِيداً أَي قَلِيلًا. وصَرَّدَ الْعَطَاءَ: قَلَّله. والصَّرْدُ: الطعنُ النافذُ. وصَرِد الرمحُ والسَّهم يَصْرَدُ صَرَداً: نَفَذَ حدُّه. وصَرَدَه هُوَ وأَصْرده: أَنْفَذَه مِنَ الرَّميَّة، وأَنا أَصْرَدْتُه؛ وَقَالَ اللَّعِينُ المِنْقَريُّ يُخَاطِبُ جَريراً وَالْفَرَزْدَقَ: فَمَا بُقْيا عليَّ تَرَكْتُماني، ... ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبال وأَصْرَدَ السهمُ: أَخْطَأَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي بَيْتِ اللَّعِينِ: مَنْ أَراد الصَّوَابَ قَالَ: خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ نِبالي، وَمَنْ أَراد الخَطَأَ قَالَ: خفْتما إِخْطاءَ نِبَالِكُمَا. والصَّرَدُ والصَّرْدُ: الخَطَأُ فِي الرُّمْحِ وَالسَّهْمِ وَنَحْوِهُمَا، فَهُوَ عَلَى هَذَا ضِدٌّ. وَسَهْمٌ مِصْرادٌ وصاردٌ أَي نَافِذٌ. وَقَالَ قُطْرُبٌ: سَهْمٌ مُصَرِّد مُصِيبٌ، وَسَهْمٌ مُصْرِدٌ أَي مُخْطِئ؛ وأَنشد فِي الإِصابة: عَلَى ظَهْرِ مِرْنانٍ بسَهْمٍ مُصَرِّد أَي مُصِيب؛ وَقَالَ الْآخَرُ: أَصْرَدَه الموتُ وَقَدْ أَطَلَّا أَي أَخْطَأَه. والصُّرَدُ: طَائِرٌ فَوْقَ الْعُصْفُورِ، وَقَالَ الأَزهري: يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: حَتَّى اسْتَبانتْ مَعَ الإِصْباحِ رَامَتُها، ... كأَنَّه فِي حَواشِي ثَوْبِه صُرَد أَراد: أَنه بَيْنَ حاشِيتي ثَوْبِهِ صُرَدٌ مِنْ خِفته وَتَضَاؤُلِهِ، وَالْجَمْعُ صِرْدانٌ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الْهِلَالِيُّ: كأَنّ، وَحَى الصِّرْدانِ فِي جَوْفِ ضَالَةٍ، ... تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ، إِذا مَا تَلَهْجَما «2» وَفِي الْحَدِيثِ: نُهِي المحرِمُ عَنْ قَتْلِ الصُّرَدِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: نَهى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَتْلِ أَربع: النملةِ وَالنَّحْلَةِ والصُّرَدِ والهُدهد ؛ وَرُوِيَ عَنْ إِبراهيم الحَرْبي أَنه قَالَ: أَراد بِالنَّمْلَةِ الكُبَّارَ الطَّوِيلَةَ الْقَوَائِمِ الَّتِي تَكُونُ فِي الخَرِبات وَهِيَ لَا تُؤْذِي وَلَا تَضُرُّ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النَّحْلَةِ لأَنها تُعَسِّلُ شَرَابًا فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ وَمِنْهُ الشَّمْعُ، ونَهَى عَنْ قَتْلِ الصُّرَدِ لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَطَّيَّرُ مِنْ صَوْتِهِ وتتشاءَم بِصَوْتِهِ وشَخْصِه؛ وَقِيلَ: إِنما كَرِهُوهُ مِنِ اسْمِهِ مِنَ التَّصْرِيدِ وَهُوَ التَّقْلِيلُ، وَهُوَ الواقِي عِنْدَهُمْ، ونهى عن

_ (1). قوله [من تؤدته كأَنه إلخ] عبارة الأَساس كأَنه من تؤدة سيره جامد. (2). قوله [كأن وحى إلخ] وحى خبر كأن مقدم وتلهجم اسمها مؤخر كما هو صريح حل الصحاح في مادة لهجم.

قَتْلِهِ رَدّاً للطِّيَرة، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الْهُدْهُدِ لأَنه أَطاع نَبِيًّا مِنَ الأَنبياءِ وأَعانه؛ وَفِي النِّهَايَةِ: أَما نَهْيُهُ عَنْ قَتْلِ الْهُدْهُدِ وَالصُّرَدِ فَلِتَحْرِيمِ لَحْمِهِمَا لأَن الْحَيَوَانَ إِذا نُهِي عَنْ قَتْلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِاحْتِرَامِهِ أَو لِضَرَرٍ فِيهِ، كَانَ لِتَحْرِيمِ لَحْمِهِ، أَلا تَرَى أَنه نُهِيَ عَنْ قَتْلِ الْحَيَوَانِ لِغَيْرِ مأْكلة؟ وَيُقَالُ: إِن الْهُدْهُدَ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَصَارَ فِي مَعْنَى الجَلَّالَةِ؛ وَقِيلَ: الصُّرَدُ طَائِرٌ أَبقع ضَخْمُ الرأْس يَكُونُ فِي الشَّجَرِ، نَصِفُهُ أَبيض وَنَصِفُهُ أَسود؛ ضَخْمُ المِنقار لَهُ بُرْثُنٌ عَظِيمٌ نَحْوٌ مِنَ القارِية فِي العِظَمِ وَيُقَالُ لَهُ الأَخْطَب «1» لِاخْتِلَافِ لَوْنَيْهِ، والصُّرَد لَا تَرَاهُ إِلا فِي شُعْبَة أَو شَجَرَةٍ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحد. قَالَ سُكَيْنٌ النُّمَيري: الصُّرَدُ صُرَدان: أَحدهما أَسْبَدُ يُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ العَقْعَقَ، وأَما الصُّرَدُ الهَمْام، فَهُوَ البَرِّيُّ الَّذِي يَكُونُ بِنَجْدٍ فِي الْعِضَاهِ، لَا تَرَاهُ إِلا فِي الأَرض يَقْفِزُ مِنْ شَجَرٍ إِلى شَجَرٍ، قَالَ: وإِن أَصْحَر وطُرِدَ فأُخذَ؛ يَقُولُ: لَوْ وَقَعَ إِلى الأَرض لَمْ يَسْتَقِلَّ حَتَّى يُؤْخَذَ، قَالَ: وَيُصَرْصِرُ كَالصَّقْرِ؛ وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَا يُصاد بِكَلْبِ مجوسيٍّ وَلَا يُؤْكَلُ مِنْ صَيْدِ الْمَجُوسِيِّ إِلا السَّمَكُ، وكُرِه لَحْمُ الصُّرَد، وَهُوَ مِنْ سِبَاعِ الطَّيْرِ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، قَالَ: أَقبلت السَّكِينَةُ وَالصُّرَدُ وَجِبْرِيلُ مَعَ إِبراهيم مِنَ الشَّامِ. والصَّرْدُ: البَحْتُ الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خَالِصًا، وَشَرَابٌ صَرْدٌ. وَسَقَاهُ الْخَمْرَ صَرْداً أَي صِرفاً؛ وأَنشد: فإِنَّ النَبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُ، ... عَلَى غَيْرِ شَيءٍ، أَوجَعَ الكِبْدَ جُوعها وذهَبٌ صَرْدٌ: خَالِصٌ. وَجَيْشٌ صَرْدٌ: بَنُو أَب وَاحِدٍ لَا يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ مَعَهُ جَيْش صَرْدٌ أَي كُلُّهُمْ بَنُو عَمِّهِ؛ وكَذِبٌ صَرْدٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: الصَّرَدُ أَن يَخْرُجَ وبَرٌ أَبيضُ فِي مَوْضِعِ الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ، فَيُقَالُ لِذَلِكَ الموضِع صُرَدٌ وَجَمْعُهُ صِرْدانٌ؛ وإِياهما عَنَى الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا: كأَنَّ مَوَاضِعَ الصِّرْدانِ مِنْهَا ... مناراتٌ بُدِينَ عَلَى خِمارِ جَعَلَ الدَّبَرَ فِي أَسنمة شَبَّهَهَا بِالْمَنَارِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصُّرَدُ بَيَاضٌ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ مِنْ أَثر الدَّبَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والصُّرَدُ بَيَاضٌ يَكُونُ فِي سَنَامِ الْبَعِيرِ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والصُّرَدُ كَالْبَيَاضِ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ مِنَ السَّرْج. يُقَالُ: فرسٌ صَرِدٌ إِذا كَانَ بِمَوْضِعِ السَّرْجِ مِنْهُ بياضٌ مِنْ دَبَر أَصابه يُقَالُ لَهُ الصُّرَدُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الصُّرَدُ مِنَ الفرسِ عِرْقٌ تَحْتَ لِسَانِهِ؛ وأَنشد: خَفِيفُ النَّعامَةِ ذُو مَيْعَة، ... كَثِيفُ الفَراشَةِ ناتِي الصُّرَدْ ابْنُ سِيدَهْ: والصُّرَدُ عِرْقٌ فِي أَسْفل لِسَانِ الْفَرَسِ. والصُّرَدَانِ: عِرْقان أَخضران يَسْتَبْطِنَانِ اللسانَ، وَقِيلَ: هُمَا عَظْمَانِ يُقِيمَانِهِ، وَقِيلَ: الصُّرَدَانِ عِرْقَانِ مُكْتَنِفانِ اللسانَ؛ وأَنشد لِيَزِيدَ بْنِ الصَّعِق: وأَيُّ الناسِ أَعْذَرُ مِنْ شَآمٍ، ... لَهُ صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللِّسانِ؟ أَي ذَرِبانِ. قَالَ اللَّيْثُ: الصُّرَدانِ عِرْقانِ أَخضران أَسْفَلَ اللِّسَانِ فِيهِمَا يَدُورُ اللِّسَانُ؛ قَالَهُ الْكِسَائِيُّ. والصُّرَدُ: مِسْمَارٌ يَكُونُ فِي سِنان الرُّمح؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْهَا صَريعٌ وضاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ، ... كَمَا ضَغا تَحْتَ حَدِّ العامِلِ الصُّرَدُ

_ (1). قوله [ويقال له الأَخطب إلخ] عبارة المصباح: ويسمى المجوّف لبياض بطنه، والأَخطب لخضرة ظهره، والأخيل لاختلاف لونه.

وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ: طَلَعَ سَفاهما وَلَمْ يَطْلُع سُنْبُلُهما وَقَدْ كَادَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عَنِ الهَجَريّ. قَالَ شَمِرٌ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ: افْتَحْ صُرَدَك «2» تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرَك؛ قَالَ: صُرَدُه نَفْسُهُ، يَقُولُ: افْتَحْ صُردَكَ تَعْرِفْ لُؤمَكَ مِنْ كَرَمِكَ وَخَيْرَكَ مِنْ شَرِّك. وَيُقَالُ: لَوْ فَتَحَ صُرَدَه عَرَفَ عُجَره وبُجَره أَي عَرَفَ أَسرار مَا يَكْتُمُ. الْجَوْهَرِيُّ: والصِّمْرِدُ، بِالْكَسْرِ، النَّاقَةُ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ. وَبَنُو الصارِدِ: حيٌّ مِنْ بَنِي مُرَّةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ غطفان. صرخد: صَرْخَدُ: مَوْضِعٌ نُسِبَ إِليه الشَّرَابُ فِي قَوْلِ الرَّاعِي: ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَديِّ طَرَحْتُه، ... عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ، والعينُ عاشِقُه واللَّذُّ: النومُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَالْعَيْنَ عاشقَه؛ قَالَ: وَالرَّفْعُ أَصح لأَن قَبْلَهُ: وسِرْبالِ كَتَّانٍ لَبِسْتُ جَدِيدَه ... عَلَى الرَّحْلِ، حَتَّى أَسْلَمَتْه بَنَائِقُهْ وَقَوْلُهُ: ولَذٍّ، يُرِيدُ وَرُبَّ نَوْمٍ لَذِيذٍ، وَالْهَاءُ فِي عَاشِقِهِ تَعُودُ عَلَى النَّوْمِ، وذكَّرَ العينَ عَلَى مَعْنَى الطَّرْف، كَقَوْلِ طفيل: إِذ هِيَ أَحْوى مِنَ الرِّبْعيِّ خاذِلَةٌ، ... والعينُ بالإِثمدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ صعد: صَعِدَ المكانَ وَفِيهِ صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ: ارْتَقَى مُشْرِفاً؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للعرَض الَّذِي هُوَ الْهَوَى فَقَالَ: فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عنْ بِما بِهِ، ... أَصَعَّدَ، فِي عُلْوَ، الهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا أَراد عَمَّا بِهِ، فَزَادَ الْبَاءَ وفَصَل بِهَا بَيْنَ عَنْ وَمَا جرَّته، وَهَذَا مِنْ غَرِيبِ مَوَاضِعِهَا، وأَراد أَصَعَّدَ أَم صَوَّبَ فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ وَضَعَ تَصوَّب مَوْضِعَ صَوَّبَ. وجَبَلٌ مُصَعِّد: مُرْتَفِعٌ عَالٍ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: يأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدَةٍ ... شُمٍّ، بِهِنَّ فُرُوعُ القَانِ والنَّشَمِ والصَّعُودُ: الطَّرِيقُ صَاعِدًا، مُؤَنَّثَةٌ، وَالْجَمْعُ أَصْعِدةٌ وصُعُدٌ. والصَّعُودُ والصَّعُوداءُ، مَمْدُودٌ: العَقَبة الشَّاقَّةُ، قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: وحَدَّثَهُ أَن السبيلَ ثَنِيَّةٌ ... صَعُودَاءُ، تَدْعُو كلَّ كَهْلٍ وأَمْرَدا وأَكَمَة صَعُودٌ وذاتُ صَعْداءَ: يَشتدّ صُعودها عَلَى الرَّاقِي؛ قَالَ: وإِنَّ سِياسَةَ الأَقْوامِ، فاعْلَم، ... لهَا صَعْدَاءُ، مَطْلَعُها طَوِيلُ والصَّعُودُ: الْمَشَقَّةُ، عَلَى الْمِثْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ؛ أَي عَلَى مَشَقَّةٍ مِنَ الْعَذَابِ. قَالَ اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ: الصَّعُودُ ضِدُّ الهَبُوط، وَالْجَمْعُ صعائدُ وصُعُدٌ مِثْلَ عَجُوزٍ وَعَجَائِزَ وعُجُز. والصَّعُودُ: العقبة الكؤود، وَجَمْعُهَا الأَصْعِدَةُ. وَيُقَالُ: لأُرْهِقَنَّكَ صَعُوداً أَي لأُجَشِّمَنَّكَ مَشَقَّةً مِنَ الأَمر، وإِنما اشْتَقُّوا ذَلِكَ لأَن الِارْتِفَاعَ فِي صَعُود أَشَقُّ مِنَ الِانْحِدَارِ فِي هَبُوط؛ وَقِيلَ فِيهِ: يَعْنِي مَشَقَّةً مِنَ الْعَذَابِ، وَيُقَالُ بَلْ جَبَلٌ فِي النَّارِ مِنْ جَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ يُكَلَّفُ الكافرُ ارتقاءَه ويُضرب بِالْمَقَامِعِ، فَكُلَّمَا وَضَعَ عَلَيْهِ رِجْلَهُ ذَابَتْ إِلى أَسفلِ وَرِكِهِ ثُمَّ تَعُودُ مَكَانَهَا صَحِيحَةً؛ قَالَ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ تَصَعَّدَني ذَلِكَ الأَمرُ أَي شق عليّ. وقال

_ (2). قوله [افتح صردك] هكذا بالأَصل المعتمد عليه بأَيدينا والذي في الميداني صررك، بالراء، جمع صرة.

أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا تَصَعَّدَني شيءٌ مَا تَصَعَّدَتْني خِطْبَةُ النِّكَاحِ أَي مَا تكاءَدتْني وَمَا بَلَغَتْ مِنِّي وَمَا جَهَدَتْني، وأَصله مِنَ الصَّعُود، وَهِيَ الْعَقَبَةُ الشَّاقَّةُ. يُقَالُ: تَصَعَّدَهُ الأَمْرُ إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وصَعُبَ؛ قِيلَ: إِنما تَصَعَّبُ عَلَيْهِ لِقُرْبِ الْوُجُوهِ مِنَ الْوُجُوهِ ونظَرِ بَعْضِهِمْ إِلى بَعْضٍ، ولأَنهم إِذا كَانَ جَالِسًا مَعَهُمْ كَانُوا نُظَراءَ وأَكْفاءً، وإِذا كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ كَانُوا سُوقَةً وَرَعِيَّةً. والصَّعَدُ: الْمَشَقَّةُ. وَعَذَابٌ صَعَدٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي شَدِيدٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً ؛ مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، عَذَابًا شَاقًّا أَي ذَا صَعَد ومَشَقَّة. وصَعَّدَ فِي الْجَبَلِ وَعَلَيْهِ وَعَلَى الدَّرَجَةِ: رَقِيَ، وَلَمْ يَعْرِفُوا فِيهِ صَعِدَ. وأَصْعَد فِي الأَرض أَو الْوَادِي لَا غَيْرُ: ذَهَبَ مِنْ حَيْثُ يَجِيءُ السَّيْلُ وَلَمْ يَذْهَبْ إِلى أَسفل الْوَادِي؛ فأَما مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيُّ: فإِمَّا تَرَيْني اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتي، ... أُصَعِّدُ سَيْراً فِي البلادِ وأُفْرِعُ فإِنما ذَهَبَ إِلى الصُّعود فِي الأَماكن العالية. وأُفْرِعُ هاهنا: أَنْحَدِرُ لأَنّ الإِفْراع مِنَ الأَضْداد، فَقَابَلَ التَّصَعُّدَ بالتَّسَفُّل؛ هَذَا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما جَعَلَ أُصَعِّدُ بِمَعْنَى أَنحدر لِقَوْلِهِ فِي آخِرِ الْبَيْتِ وأُفرع، وَهَذَا الَّذِي حَمَلَ الأَخفشَ عَلَى اعْتِقَادِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ لأَن الإِفراع مِنَ الأَضداد يَكُونُ بِمَعْنَى الِانْحِدَارِ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى الإِصعاد؛ وَكَذَلِكَ صَعَّدَ أَيضاً يَجِيءُ بِالْمَعْنَيَيْنِ. يُقَالُ: صَعَّدَ فِي الْجَبَلِ إِذا طَلَعَ وإِذا انْحَدَرَ مِنْهُ، فَمَنْ جَعَلَ قَوْلَهُ. أُصَعِّدُ فِي الْبَيْتِ الْمَذْكُورِ بِمَعْنَى الإِصعاد كان قوله أُفْرِعُ بمعنى الِانْحِدَارِ، وَمَنْ جَعَلَهُ بِمَعْنَى الِانْحِدَارِ كَانَ قَوْلُهُ أُفرع بِمَعْنَى الإِصعاد؛ وَشَاهِدُ الإِفراع بمعنى الإِصعاد قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِني امْرُؤٌ مِن يَمانٍ حِينَ تَنْسُبُني، ... وَفِي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْويبي فالإِفراع هاهنا: الإِصعاد لِاقْتِرَانِهِ بِالتَّصْوِيبِ. قَالَ: وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: أَصْعَدَ فِي الْجَبَلِ، وصَعَّدَ فِي الأَرض، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمَعْنَى فِي الْبَيْتِ أُصَعِّدُ طَوْراً في الأَرض وطَوْراً أُفْرِعُ في الجبل، ويروى: [وإِذ مَا تُرِينِي الْيَوْمَ] وَكِلَاهُمَا مِنْ أَدوات الشَّرْطِ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ فِي قَوْلِهِ إِمَّا تَرَيْنِي فِي الْبَيْتِ الثَّانِي: فَإِنيَ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ، وإِنما ... رِجاليَ فَهْمٌ بِالْحِجَازِ وأَشْجَعُ وإِنما انْتَسَبَ إِلى فَهْمٍ وأَشجع، وَهُوَ مِنْ سَلول بْنِ عَامِرٍ، لأَنهم كَانُوا كُلُّهُمْ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطِي، ... لَا يَدْهَمَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدِي وَفِي الْحَدِيثِ فِي رَجَزٍ: فَهُوَ يُنَمِّي صُعُداً أَي يزيدُ صُعوداً وَارْتِفَاعًا. يُقَالُ: صَعِدَ إِليه وَفِيهِ وَعَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ وصَوَّبه أَي نَظَرَ إِلى أَعلاي وأَسفلي يتأَملني. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأَنما يَنْحَطُّ فِي صَعَد ؛ هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ يَعْنِي مَوْضِعًا عَالِيًا يَصْعَدُ فِيهِ وَيَنْحَطُّ، وَالْمَشْهُورُ: كأَنما يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ. والصُّعُدُ، بِضَمَّتَيْنِ: جَمْعُ صَعُود، وَهُوَ خِلَافُ الهَبُوط، وَهُوَ بِفَتْحَتَيْنِ، خِلَافُ الصَّبَبِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: صَعِدَ فِي الْجَبَلِ وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ؛ وَقَدْ رَجَعَ أَبو زَيْدٍ إِلى ذَلِكَ فَقَالَ: اسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ إِذا نَفَرَت

فَصَعِدَتِ الْجِبَالَ، ذَكره فِي الْهَمْزِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الإِصْعادُ فِي ابْتِدَاءِ الأَسفار وَالْمَخَارِجِ، تَقُولُ: أَصْعَدْنا مِنْ مَكَّةَ، وأَصْعَدْنا مِنَ الْكُوفَةِ إِلى خُراسان وأَشباه ذَلِكَ، فإِذا صَعِدْتَ فِي السُّلَّمِ وَفِي الدَّرَجَةِ وأَشباهه قُلْتَ: صَعِدْتُ، وَلَمْ تَقُلْ أَصْعَدْتُ. وقرأَ الْحَسَنُ: إِذ تَصْعَدُون؛ جَعَلَ الصُّعودَ فِي الْجَبَلِ كالصُّعُود فِي السُّلَّمِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يقال صَعِدَ في الجبل وأَصْعَدَ فِي الْبِلَادِ. وَيُقَالُ: مَا زِلْنَا فِي صَعود، وَهُوَ الْمَكَانُ فِيهِ ارْتِفَاعٌ. وَقَالَ أَبو صَخْرٍ: يَكُونُ النَّاسُ فِي مَباديهم، فإِذا يَبِسَ الْبَقْلُ وَدَخَلَ الْحَرُّ أَخذوا إِلى حاضِرِهِم، فَمَنْ أَمَّ الْقِبْلَةَ فَهُوَ مُصْعِدٌ، وَمَنْ أَمَّ الْعِرَاقَ فَهُوَ مُنْحَدِرٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو صَخْرٍ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ، سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: عارَضْنا الحاجَّ فِي مَصْعَدِهم أَي فِي قَصْدِهم مكةَ، وعارَضْناهم فِي مُنْحَدَرِهم أَي فِي مَرْجِعهم إِلى الْكُوفَةِ مِنْ مَكَّةَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَقَالَ لِي عُمارَة: الإِصْعادُ إِلى نَجْدٍ وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ، وَالِانْحِدَارُ إِلى الْعِرَاقِ وَالشَّامِ وعُمان. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: كُلُّ مُبْتَدِئٍ وجْهاً فِي سَفَرٍ وَغَيْرِهِ، فَهُوَ مُصْعِدٌ فِي ابْتِدَائِهِ مُنْحَدِرٌ فِي رُجُوعِهِ مِنْ أَيّ بَلَدٍ كَانَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الإِصْعادُ الذَّهَابُ فِي الأَرض؛ وَفِي شِعْرُ حَسَّانَ: يُبارينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ أَي مُقْبِلَاتٍ مُتَوَجِّهَاتٍ نحوَكم. وَقَالَ الأَخفش: أَصْعَدَ فِي الْبِلَادِ سَارَ وَمَضَى وَذَهَبَ؛ قَالَ الأَعشى: فإِنْ تَسْأَلي عَنِّي، فَيَا رُبَّ سائِلٍ ... حَفِيٍّ عَن الأَعشى، بِهِ حَيْثُ أَصْعَدا وأَصْعَدَ فِي الْوَادِي: انْحَدَرَ فِيهِ، وأَما صَعِدَ فَهُوَ ارْتَقَى. وَيُقَالُ: أَصْعَدَ الرجلُ فِي الْبِلَادِ حَيْثُ تَوَجَّهَ. وأَصْعَدَتِ السفينةُ إِصْعاداً إِذا مَدَّت شِراعَها فَذَهَبَتْ بِهَا الرِّيحُ صَعَداً. وَقَالَ اللَّيْثُ: صَعِدَ إِذا ارْتَقَى، وأَصْعَدَ يُصْعِدُ إِصْعاداً، فَهُوَ مُصْعِدٌ إِذا صَارَ مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَر أَو وَادٍ، أَو أَرْفَعَ «1»: مِنَ الأُخرى؛ قَالَ: وصَعَّدَ فِي الْوَادِي يُصَعّدُ تَصْعِيداً وأَصْعَدَ إِذا انْحَدَرَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: والاصِّعَّادُ عِنْدِي مِثْلُ الصُّعُود. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ . يُقَالُ: صَعِدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ورَكَبٌ مُصْعِدٌ: ومُصَّعِّدٌ: مُرْتَفِعٌ فِي الْبَطْنِ مُنْتَصِبٌ؛ قَالَ: تَقُولُ ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ: ... لَا خافضٍ جِدّاً، وَلَا مُصَّعِّد وتصَعَّدني الأَمرُ وتَصاعَدني: شَقَّ عليَّ. والصُّعَداءُ، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ: تَنَفُّسٌ مَمْدُودٌ. وتصَعَّدَ النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُه، وَهُوَ الصُّعَداءُ؛ وَقِيلَ: الصُّعَداءُ النفَسُ إِلى فَوْقٍ مَمْدُودٌ، وَقِيلَ: هُوَ النفَسُ بِتَوَجُّعٍ، وَهُوَ يَتَنَفَّسُ الصُّعَداء وَيَتَنَفَّسُ صُعُداً. والصُّعَداءُ: هِيَ الْمَشَقَّةُ أَيضاً. وَقَوْلُهُمْ: صَنَعَ أَو بَلَغَ كَذَا وَكَذَا فَصاعِداً أَي فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا صلاةَ لِمَنْ لَمْ يقرأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَصاعِداً أَي فَمَا زَادَ عَلَيْهَا، كَقَوْلِهِمْ: اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ فَصَاعِدًا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَخذته بِدِرْهَمٍ فَصَاعِدًا؛ حَذَفُوا الْفِعْلَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِياه، ولأَنهم أَمِنوا أَن يَكُونَ عَلَى الْبَاءِ، لأَنك لَوْ قُلْتَ أَخذته بِصاعِدٍ كَانَ قَبِيحًا، لأَنه صِفَةٌ وَلَا يَكُونُ فِي مَوْضِعِ الِاسْمِ، كأَنه قَالَ أَخذته بِدِرْهَمٍ فَزَادَ الثمنُ صاعِداً

_ (1). قوله [أو أرفع إلخ] كذا بالأصل المعوّل عليه، ولعل فيه سقطاً والأَصل أو أرض أَرفع بقرينة قوله الأخرى وقال الأَساس أصعد في الأَرض مستقبل أرض أخرى

أَو فَذَهَبَ صَاعِدًا. وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ: وَصَاعِدًا لأَنك لَا تُرِيدُ أَن تُخْبِرَ أَن الدرهَم مَعَ صاعِدٍ ثَمَنٌ لِشَيْءٍ كَقَوْلِكَ بِدِرْهَمٍ وَزِيَادَةٍ، وَلَكِنَّكَ أَخبرت بأَدنى الثَّمَنِ فَجَعَلْتَهُ أَولًا ثُمَّ قَرَّرْتَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ لأَثْمانٍ شَتَّى؛ قَالَ: وَلَمْ يُرَدْ فِيهَا هَذَا الْمَعْنَى وَلَمْ يُلْزِم الواوُ الشَّيْئَيْنِ أَن يَكُونَ أَحدهما بَعْدَ الْآخَرِ؛ وصاعِدٌ بَدَلٌ مِنْ زَادَ وَيَزِيدُ، وَثُمَّ مِثْلُ الْفَاءِ إِلَّا أَنّ الْفَاءَ أَكثر فِي كَلَامِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَصَاعِدًا حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، أَلا تَرَى أَن تَقْدِيرَهُ فَزَادَ الثمنُ صاعِداً؟ وَمَعْلُومٌ أَنه إِذا زاد الثمنُ لم يمكن إِلا صاعِداً؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: كَفى بالنَّأْيِ مِنْ أَسْماءَ كافٍ غَيْرَ أَن لِلْحَالِ هُنَا مَزِيَّةً أَي فِي قَوْلِهِ فَصَاعِدًا لأَن صَاعِدًا نَابَ فِي اللَّفْظِ عَنِ الْفِعْلِ الَّذِي هُوَ زَادَ، وَكَافٍ لَيْسَ نَائِبًا فِي اللَّفْظِ عَنْ شَيْءٍ، أَلا تَرَى أَن الْفِعْلَ النَّاصِبَ لَهُ، الَّذِي هُوَ كَفَى مَلْفُوظٌ بِهِ مَعَهُ؟ والصعيدُ: المرتفعُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ مِنَ الأَرض المنخفضةِ، وَقِيلَ: مَا لَمْ يُخَالِطْهُ رَمْلٌ وَلَا سَبَخَةٌ، وَقِيلَ: وَجْهُ الأَرض لِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِذا تَيْمٌ ثَوَتْ بِصَعِيد أَرْضٍ، ... بَكَتْ مِنْ خُبْثِ لُؤْمِهِم الصَّعيدُ وَقَالَ فِي آخَرِينَ: والأَطْيَبِينَ مِنَ التُّرَابِ صَعيدا وَقِيلَ: الصَّعِيدُ الأَرضُ، وَقِيلَ: الأَرض الطَّيِّبَةُ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ تُرَابٍ طَيِّبٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً* ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: صَعِيداً جُرُزاً : الصَّعِيدُ التُّرَابُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الأَرض المستوية؛ وقال الشافعي: لا يَقع اسْمُ صَعيد إِلّا عَلَى تُرَابٍ ذِي غُبار، فأَما البَطْحاءُ الْغَلِيظَةُ وَالرَّقِيقَةُ والكَثِيبُ الْغَلِيظُ فَلَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ صَعِيدٍ، وإِن خَالَطَهُ تُرَابٌ أَو صَعِيدٌ «1» أَو مَدَرٌ يَكُونُ لَهُ غُبار كَانَ الَّذِي خَالَطَهُ الصعيدَ، وَلَا يُتَيَمَّمُ بِالنَّوْرَةِ وَبِالْكُحْلِ وبالزِّرْنيخ وَكُلُّ هَذَا حِجَارَةٌ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: الصعيد وجه الأَرض. قال: وَعَلَى الإِنسان أَن يَضْرِبَ بِيَدَيْهِ وَجْهَ الأَرض وَلَا يُبَالِيَ أَكان فِي الْمَوْضِعِ ترابٌ أَو لَمْ يَكُنْ لأَن الصَّعِيدَ لَيْسَ هُوَ الترابَ، إِنما هُوَ وَجْهُ الأَرض، تُرَابًا كَانَ أَو غَيْرِهِ. قَالَ: وَلَوْ أَن أَرضاً كَانَتْ كُلُّهَا صَخْرًا لَا تُرَابَ عَلَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَ الْمُتَيَمِّمُ يدَه عَلَى ذَلِكَ الصَّخْرِ لَكَانَ ذَلِكَ طَهُوراً إِذا مَسَحَ بِهِ وَجْهَهُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَتُصْبِحَ صَعِيداً ؛ لأَنه نِهَايَةُ مَا يَصْعَدُ إِليه مِنْ بَاطِنِ الأَرض، لَا أَعلم بَيْنَ أَهل اللُّغَةِ خِلَافًا فِيهِ أَن الصَّعِيدَ وَجْهُ الأَرض؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو إِسحاق أَحسَبه مذهَبَ مَالِكٍ وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ وَلَا أَسْتَيْقِنُه. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ للحَديقَةِ إِذا خَرِبت وَذَهَبَ شَجْراؤُها: قَدْ صَارَتْ صَعِيدًا أَي أَرضاً مُسْتَوِيَةً لَا شَجَرَ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: الصعيدُ الأَرضُ بِعَيْنِهَا. والصعيدُ: الطريقُ، سُمِّيَ بِالصَّعِيدِ مِنَ التُّرَابِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ صُعْدانٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وتِيهٍ تَشابَهَ صُعْدانُه، ... ويَفْنى بهِ الماءُ إِلَّا السَّمَلْ وصُعُدٌ كَذَلِكَ، وصُعُداتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِياكم والقُعُودَ بالصُّعُداتِ إِلَّا مَنْ أَدَّى حَقَّها ؛ هِيَ الطُّرُقُ، وَهِيَ جَمْعُ صُعُدٍ وصُعُدٌ جمعُ صَعِيد، كَطَرِيقٍ وطرُق وطُرُقات، مأْخوذ مِنَ الصَّعيدِ وَهُوَ التُّرَابُ؛ وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ صُعْدَةٍ كظُلْمة، وَهِيَ فِناءُ بَابِ الدَّارِ

_ (1). قوله [تراب أو صعيد إلخ] كذا بالأَصل ولعل الأَولى تراب أو رمل أو نحو ذلك

ومَمَرُّ النَّاسِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ولَخَرَجْتم إِلى الصُّعْداتِ تَجْأَرُونَ إِلى اللَّهِ. والصَّعِيدُ: الطريقُ يَكُونُ وَاسِعًا وضَيِّقاً. والصَّعيدُ: الموضعُ العريضُ الواسعُ. والصَّعيدُ: الْقَبْرُ. وأَصْعَدَ فِي العَدْو: اشْتَدَّ. وَيُقَالُ: هذا النَّبَاتُ يَنْمي صُعُداً أَي يَزْدَادُ طُولًا. وعُنُقٌ صاعِدٌ أَي طَوِيلٌ. وَيُقَالُ فُلَانٌ يَتَتَبَّعُ صُعَداءَه أَي يَرْفَعُ رأْسه وَلَا يُطأْطِئُه. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: إِنها لَفِي صَعِيدَةِ بازِلَيْها أَي قَدْ دَنَتْ ولمَّا تَبْزُل؛ وأَنشد: سَديسٌ فِي صَعِيدَةِ بازِلَيْها، ... عَبَنَّاةٌ، وَلَمْ تَسْقِ الجَنِينا والصَّعْدَةُ: القَناة، وَقِيلَ: الْقَنَاةُ الْمُسْتَوِيَةُ تَنْبُتُ كَذَلِكَ لَا تَحْتَاجُ إِلى التَّثْقِيفِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْل يَصِفُ امرأَةً شَبَّهَ قَدَّها بالقَناة: فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها، ... لاحَتِ السَّاقُ بِخَلْخالٍ زجِلْ صَعْدَةٌ نابِتَةٌ فِي حائرٍ، ... أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ وَقَالَ آخَرُ: خَريرُ الرِّيحِ فِي قَصَبِ الصِّعادِ وَكَذَلِكَ القَصَبَةُ، وَالْجَمْعُ صِعادٌ، وَقِيلَ: هِيَ نَحْوٌ مِنَ الأَلَّةِ، والأَلَّةُ أَصغر مِنَ الحَرْبَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا. ... أَن يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَو تَنْدَقَّا قَالَ: الصَّعْدةُ الْقَنَاةُ الَّتِي تَنْبُتُ مُسْتَقِيمَةً. والصَّعْدَةُ مِنَ النِّسَاءِ: المستقيمةُ الْقَامَةِ كأَنها صَعْدَةُ قَناةٍ. وجوارٍ صَعْداتٌ، خفيفةٌ لأَنه نَعْتٌ، وثلاثُ صَعَداتٍ لِلْقَنَا، مُثَقَّلة لأَنه اسْمٌ. والصَّعُودُ مِنَ الإِبل: الَّتِي وَلَدَتْ لِغَيْرِ تَمَامٍ وَلَكِنَّهَا خَدَجَتْ لِسِتَّةِ أَشهر أَو سَبْعَةٍ فَعَطَفَتْ عَلَى ولدِ عامِ أَوَّلَ، وَقِيلَ: الصَّعُود النَّاقَةُ تُلْقي ولَدها بعد ما يُشْعِرُ، ثُمَّ تَرْأَمُ ولدَها الأَوّل أَو وَلَدَ غَيْرِهَا فَتَدِرُّ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّعُود النَّاقَةُ يَمُوتُ حُوارُها فَتَرْجِعُ إِلى فَصِيلِهَا فَتَدِرُّ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: هُوَ أَطيب لِلَبَنِهَا؛ وأَنشد لِخَالِدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكِلَابِيِّ يَصِفُ فَرَسًا: أَمَرْتُ لَهَا الرِّعاءَ، ليُكْرِمُوها، ... لَهَا لَبَنُ الخلِيَّةِ والصَّعُودِ قَالَ الأَصمعي: وَلَا تَكُونُ صَعُوداً حَتَّى تَكُونَ خادِجاً. والخَلِيَّةُ: النَّاقَةُ تَعْطِف مَعَ أُخرى عَلَى وَلَدٍ وَاحِدٍ فَتَدِرَّانِ عَلَيْهِ، فَيَتَخلى أَهلُ الْبَيْتِ بِوَاحِدَةٍ يَحْلُبُونها، وَالْجَمْعُ صَعائد وصُعُدٌ؛ فأَما سِيبَوَيْهِ فأَنكر الصُّعُدَ. وأَصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدَها، بالأَلف، وصَعَّدَها: جَعَلَهَا صَعُوداً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والصُّعُد: شَجَرٌ يُذاب مِنْهُ القارُ. والتَّصْعِيدُ: الإِذابة، وَمِنْهُ قِيلَ: خلٌّ مُصَعَّدٌ وشرابٌ مُصَعَّدٌ إِذا عُولج بِالنَّارِ حَتَّى يُحَوَّلَ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ طَعْمًا وَلَوْنًا. وبَناتُ صَعْدَةَ: حَميرُ الوَحْش، وَالنِّسْبَةُ إِليها صاعِديّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فَرَمَى فأَلحَق صاعِدِيّاً مِطْحَراً ... بالكَشْحِ، فاشتملتْ عَلَيْهِ الأَضْلُعُ وَقِيلَ: الصَّعْدَةُ الأَتان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ عَلَى صَعْدَةٍ يَتْبَعُها حُذاقيٌّ، عَلَيْهَا قَوْصَفٌ لَمْ يَبْق مِنْهَا إِلا قَرْقَرُها ؛ الصَّعْدَةُ: الأَتان الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ. والحُذاقِيُّ: الجَحْشُ. والقَوْصَفُ: القَطيفة.

وقَرْقَرُها: ظَهْرُها. وصعَيدُ مِصْرَ: موضعٌ بِهَا. وصَعْدَةُ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، مُعَرَّفَةٌ لَا يَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ. وصُعادى وصُعائدُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ، فِي نِهاءِ صُعائِدٍ، ... سَبْعاً تؤَاماً كَامِلًا أَيامُها صغد: الصُّغْدُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ؛ وأَنشد أَبو إِسحق: ووَتَّرَ الأَساوِرُ القِياسا ... صُغْدِيَّةً، تَنْتَزِعُ الأَنْفاسا صفد: الصَّفَدُ والصَّفْدُ: العَطاءُ، وَقَدْ أَصْفَدَهُ، ويُعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ؛ قَالَ الأَعشى فِي العطِية يَمْدح رَجُلًا: تضَيَّفْتُه يَوْماً فَقَرَّبَ مَقْعَدِي، ... وأَصْفَدَني عَلَى الزَّمانةِ قائِدا يُريد وهَبَ لِي قَائِدًا يَقُودُني. والصَّفْد والصَّفادُ: الشَّدُّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي عَمَّارٍ: لقَدْ أَرَدْتُ أَن آتيَ بِهِ مَصْفُوداً أَي مُقَيَّداً. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى عَنْ صَلَاةِ الصَّافِدِ ؛ هُوَ أَنْ يَقْرُنَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مَعًا كأَنهما فِي قَيد. وصَفَده يَصْفِدُه صَفْداً وصُفُوداً وصَفَّدَه: أَوْثَقَه وَشَدَّهُ وقَيَّده في الحديث وَغَيْرِهِ، وَيَكُونُ مِنْ نِسْع أَو قِدٍّ؛ وأَنشد: هَلَّا كرَرتَ عَلَى ابْنِ أُمِّك مَعْبَدٍ، ... والعامريُّ يَقُودُهُ بصِفادِ وَكَذَلِكَ التَّصفِيد. والصَّفد: الوَثاقُ، وَالِاسْمُ الصَّفادُ. والصِّفادُ: حَبْلٌ يُوثَقُ بِهِ أَو غُلٌّ، وَهُوَ الصَّفْد والصَّفَدُ، وَالْجَمْعُ الأَصْفادُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا نَعْلَمُهُ كُسِّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، قَصَرُوهُ عَلَى بِنَاءِ أَدنى الْعَدَدِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ، قِيلَ: هِيَ الأَغلال، وقيل: القيود، واحدها صَفَد. يقال: صَفَدْتُه بِالْحَدِيدِ وَفِي الْحَدِيدِ وصَفَّدْتُه، مُخَفَّفٌ وَمُثَقَّلٌ؛ وَقِيلَ: الصَّفَد الْقَيْدُ، وَجَمْعُهَا أَصفاد. الْجَوْهَرِيُّ: الصِّفادُ مَا يُوثَقُ بِهِ الأَسير مِنْ قِدٍّ وقَيْدٍ وغُلٍّ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ صُفِّدَت الشَّيَاطِينُ ؛ صُفِّدَت يَعْنِي شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال. يُقَالُ مِنْهُ: صَفَدْت الرَّجُلَ، فَهُوَ مَصْفود، وصَفَّدْته فَهُوَ مُصَفَّد، فأَما أَصْفَدْته، بالأَلف، إِصْفاداً فَهُوَ أَن تُعْطِيَه وتَصِلَه، وَالِاسْمُ مِنَ الْعَطِيَّةِ الصَّفَد وَكَذَلِكَ مِنَ الوَثاق؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فَلَمْ أُعَرِّضْ، أَبَيْتَ اللَّعْنَ، بالصَّفَدِ يَقُولُ: لَمْ أَمْدَحْك لتُعطِيَني، وَالْجَمْعُ مِنْهَا أَصْفاد، وَالْمَصْدَرُ مِنَ العَطِيَّةِ الإِصْفاد، وَمِنَ الوَثاق الصَّفْد والتَّصْفيدُ. وأَصْفَدْته إِصْفاداً أَي أَعْطَيْتُه مَالًا أَو وَهَبْت لَهُ عَبْدًا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ رَوْضَةً: وبَدا لكَوْكَبِها سَعِيطٌ، مِثْلَ مَا ... كُبِسَ العَبِيرُ عَلَى المَلابِ الأَصْفَد قَالَ: إِنما أَراد الإِصْفَنْط صفرد: الصِّفْرِدُ: طَائِرٌ أَعظم مِنَ العُصفور. وَفِي الْمَثَلِ: أَجْبَنُ مِنْ صِفْرِدٍ؛ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ طَائِرٌ جَبان يَفْزَعُ مِنَ الصَّعْوَة وَغَيْرِهَا؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ طَائِرٌ يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَهُوَ أَجْبَنُ طائر، والله أَعلم. صلد: حَجر صَلْد وصَلُود: بيِّن الصَّلادة والصُّلُودِ صُلْب أَمْلَسُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَصْلاد. وَحَجَرٌ أَصْلَد: كَذَلِكَ؛ قَالَ المُثَقَّبُ العَبْدي: يَنْمِي بنُهَّاضٍ إِلى حارِكٍ ... ثَمَّ، كَرُكْنِ الحجَر الأَصْلدِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَرَكَهُ صَلْداً ؛ قَالَ اللَّيْثُ:

يُقَالُ حَجَرٌ صَلْد وجَبين صَلْدٌ أَي أَمْلَسُ يَابِسٌ، فإِذا قُلْتَ صَلْت فَهُوَ مُسْتَوٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الصَّفا العَريضُ منَ الْحِجَارَةِ الأَمْلَسُ. قَالَ: والصَّلْداء والصَّلْداءَةُ الأَرض الغَليظة الصُّلْبة. قَالَ: وكلُّ حَجَر صُلْبٍ فَكُلُّ نَاحِيَةٍ مِنْهُ صَلْدٌ، وأَصْلادٌ جَمْعُ صَلْد؛ وأَنشَد لِرُؤْبَةَ: بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَه أَبو الْهَيْثَمِ: أَصلادُ الْجَبِينِ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا شَعْرَ عَلَيْهِ، شُبِّهَ بِالْحَجَرِ الأَملس. وجَبين صَلْد ورأْس صَلْد ورأْس صُلادِمٌ كَصَلْد، فُعالِمٌ عِنْدَ الْخَلِيلِ وفُعالِلٌ عِنْدَ غَيْرِهِ؛ وَكَذَلِكَ حَافِرٌ صَلْد وصُلادِمٌ وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمِيمِ. وَمَكَانٌ صَلْد: لَا يُنْبِت، وَقَدْ صَلَد الْمَكَانُ وأَصْلَدَ. وأَرض صَلْد وصَلَدَت الأَرضُ وأَصْلَدَتْ. وَمَكَانٌ صَلْدٌ: صُلْبٌ شديدٌ. وامرأَة صَلُود: قَلِيلَةُ الْخَيْرِ؛ قَالَ جَمِيلٌ: أَلَمْ تَعْلَمِي، يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ، أَنَّني ... أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنت صَلُود؟ وقيل: صَلُود هاهنا صُلْبة لَا رَحْمَة فِي فؤَادِها. وَرَجُلٌ صَلْد وصَلُود وأَصْلَدُ: بخيل جدّاً؛ صَلَدَ يَصْلِدُ صَلْداً، وصلُدَ صَلادَةً. والأَصْلَدُ: الْبَخِيلُ. أَبو عَمْرٍو: وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ صَلَدَتْ زِنادُه؛ وأَنشد: صَلَدَتْ زِنادُكَ يَا يَزيدُ، وطالَما ... ثَقَبَتْ زِنادُكَ للضَّريكِ المُرْمِلِ وناقةٌ صَلُودٌ ومِصْلاد أَي بكيئَة. وبئْرٌ صَلُود: غَلَبَ جَبَلُها فامْتَنَعَتْ عَلَى حافِرها؛ وَقَدْ صَلَدَ عَلَيْهِ يَصْلِدُ صَلْداً وصَلُد صَلادَة وصُلُودَة وصُلُوداً، وسأَله فأَصْلَدَ أَي وجَدَه صَلْداً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي هَكَذَا حَكَاهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قِيَاسُهُ فأَصْلَدْتُه كَمَا قَالُوا أَبْخَلْتُه وأَجْبَنْتُه أَي صادَفْتُه بَخِيلًا وَجَبَانًا. وَفَرَسٌ صَلُودٌ: بَطيءُ الإِلْقاحِ، وَهُوَ أَيضاً القَليلُ الماءِ، وَقِيلَ: هُوَ البَطيءُ العَرَق؛ وَكَذَلِكَ القِدْرُ إِذا أَبطأَ غَلْيُها. التَّهْذِيبُ: فَرَسٌ صَلُود وصَلَدٌ إِذا لَمْ يَعْرَقْ، وَهُوَ مَذْمُومٌ. ويقالُ: عُودٌ صَلَّادٌ لَا يَنْقَدِحُ مِنْهُ النارُ. وصَلَد الزَّنْدُ يَصْلِدُ صَلْداً، فَهُوَ صَالِدٌ وصَلَّاد وصَلُود ومِصْلاد، وأَصْلَدَ: صوَّتَ وَلَمْ يُورِ، وأَصْلَدَه هُوَ وأَصْلَدْتُه أَنا، وقَدَحَ فُلان فأَصْلَدَ. وحَجَرٌ صَلْدٌ: لَا يُوري نَارًا، وحَجَر صَلُود مِثْلُهُ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ: صَلِدَ الزَّنْدُ، بِكَسْرِ اللَّامِ «2» يَصْلَدُ صُلُوداً إِذا صَوَّتَ وَلَمْ يُخْرِجْ نَارًا. وأَصْلَدَ الرجلُ أَي صَلَدَ زَنْدُه. وصَلَدَ المَسْؤُولُ السائِلَ إِذا لَمْ يُعْطه شَيْئاً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: تَسْمَعُ، فِي عُصْلٍ لَهَا صَوالِدا، ... صَلَّ خطاطِيفَ عَلَى جَلامِدا وَيُقَالُ: صَلَدَتْ أَنْيابه، فَهِيَ صَالِدَةٌ وصوَالِدُ إِذا سُمِعَ صَوْتُ صَريفِها. وصَلَدَ الوَعِلُ يَصْلِدُ صَلْداً، فَهُوَ صَلُودٌ: تَرَقَّى فِي الْجَبَلِ. وصَلَدَ الرَّجُلُ بيَدَيْه صَلْداً: مِثْلُ صَفَقَ سَوَاءً. والصَّلُود الصُّلْب: بِنَاءٌ نَادِرٌ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ صَلَتَ: وجاءَ بِمَرَقٍ يَصْلِتُ ولَبَنٍ يَصْلِتُ إِذا كَانَ قَلِيلَ الدَّسَم كَثِيرَ الْمَاءِ، وَيَجُوزُ يَصْلِدُ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه لَمَّا طُعِنَ سَقَاهُ الطبيبُ لَبَنًا فَخَرَجَ مِنْ مَوْضِعِ الطعنة أَبيضَ

_ (2). قوله [صَلِدَ الزَّنْدُ بِكَسْرِ اللَّامِ إلخ] كذا بالأَصل المنقول من مسودة المؤلف، والذي في نسخ بأيدينا من الصحاح طبع وخط: صلد الزند يصلد، بكسر اللام، فمفاده أنه من باب جلس.

يصْلِد أَي يَبْرُق ويَبِصُّ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَقسمت عَلَيْكَ لَمَّا تَقَيَّأْتَ، فقاءَ لَبناً يَصْلد. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ يَرْفَعُهُ: ثُمَّ لَحا قَضيبَه فإِذا هُوَ أَبيضُ يَصْلِد. وصَلَدَت صَلَعة الرَّجُلِ إِذا بَرَقَت؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً: وشَقَّتْ مقَاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَها، ... إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ المُغَرِّد تَصْلِدُ والمقَاطِيع: النِّصالُ. وَقَوْلُهُ تَصْلِدُ أَي تَنْتَصِبُ. والصَّلُودُ: المُنْفَرد؛ قَالَ ذَلِكَ الأَصمعي، وأَنشد: تَاللَّهِ يَبْقى عَلَى الأَيامِ ذُو حِيَدٍ، ... إِذْ مَا صَلُودٌ مِنَ الأَوْعالِ ذُو خَذَمِ أَراد بالحِيَدِ عُقَد قَرْنه، الواحدة حَيْدَة. صلخد: الصَّلْخَدُ والصِّلَخْدُ والصِّلْخَدُّ والصُّلاخِدُ والصِّلْخادُ والصَّلَخْدى كُلُّهُ: الْجَمَلُ المُسِنُّ الشَّديدُ الطَّويلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاضِي مِنَ الإِبل، وَقِيلَ للفحْل الشَّدِيدِ صَلَخْدًى، بِالتَّنْوِينِ، والأُنثى صَلَخْداة وصَيْلَخود. والمُصْلَخِدُّ: المُنْتَصِبُ الْقَائِمُ. واصْلَخَدَّ اصْلِخْداداً: انتَصَبَ قَائِمًا. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّلَخْدى الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ مِثْلُ الصَّلَخْدم، الْيَاءُ وَالْمِيمُ زَائِدَتَانِ. وَيُقَالُ: جَمَلٌ صَلَخْدًى، بِتَحْرِيكِ اللَّامِ، وَنَاقَةٌ صَلْخَداة وَجَمَلٌ صُلاخِدٌ، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ صَلاخِدُ، بالفتح. صلغد: الصِّلْغَدُّ مِنَ الرِّجَالِ: اللَّئِيمُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: اللَّحِمُ الأَحمر الأَقْشَر، وَقِيلَ: الأَحْمَق المُضْطربُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يأْكل مَا قَدَرَ عَلَيْهِ. صمد: صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كِلَاهُمَا: قَصَدَه. وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر: قَصَدَ قَصْدَه وَاعْتَمَدَهُ. وتَصَمَّد لَهُ بِالْعَصَا: قَصَدَ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ الجَمُوح فِي قَتْلِ أَبي جَهْلٍ: فَصَمَدْت لَهُ حَتَّى أَمكنَتني مِنْهُ غِرَّة أَي وثَبْتُ لَهُ وقَصَدْته وَانْتَظَرْتُ غَفْلَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَصَمْداً صَمْداً حَتَّى يَتَجلى لَكُمْ عَمُودُ الْحَقِّ. وَبَيْتٌ مُصَمَّد، بِالتَّشْدِيدِ، أَي مَقْصود. وتَصَمَّدَ رأْسَه بِالْعَصَا: عَمَد لمعْظَمه. وصَمَده بالعَصا صَمْداً إِذا ضَرَبَهُ بِهَا. وصَمَّدَ رأْسه تَصْميداً: وَذَلِكَ إِذا لَفَّ رأْسه بِخِرْقَةٍ أَو ثَوْبٍ أَو مِنْديلٍ مَا خَلَا العمامةَ، وَهِيَ الصِّمادُ. والصِّمادُ: عِفاصُ الْقَارُورَةِ؛ وَقَدْ صَمَدَها يَصْمِدُها. ابْنُ الأَعرابي: الصِّمادُ سِدادُ القارُورة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الصمادَةُ عِفاص الْقَارُورَةِ. وأَصْمَدَ إِليه الأَمرَ: أَسْنَدَه. والصَّمَد، بِالتَّحْرِيكِ: السَّيِّدُ المُطاع الَّذِي لَا يُقْضى دُونَهُ أَمر، وَقِيلَ: الَّذِي يُصْمَدُ إِليه فِي الْحَوَائِجِ أَي يُقْصَدُ؛ قَالَ: أَلا بَكَّرَ النَّاعي بخَيْرَيْ بَني أَسَدْ، ... بعَمْرو بنِ مَسْعُود، وبالسَّيد الصَّمَدْ وَيُرْوَى بِخَيْرِ بَنِي أَسد؛ وأَنشد الجوهري: عَلَوْتُه بِجُسامٍ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ... خُذْها حُذَيفُ، فأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ والصَّمَد: مِنْ صِفَاتِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور فَلَمْ يَقْضِ فِيهَا غيره؛ وقيل: هو المُصْمَتُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ. والمُصْمَدُ: لُغَةٌ فِي المُصْمَت وَهُوَ الَّذِي لَا جَوف لَهُ، وَقِيلَ: الصَّمد الَّذِي لَا يَطْعَم، وَقِيلَ: الصَّمَدُ السيِّد الَّذِي يَنْتَهِي إِليه السُّودَد، وَقِيلَ: الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي قَدِ انْتَهَى سُودَدُه؛ قَالَ الأَزهري:

أَما اللَّهُ تَعَالَى فَلَا نِهَايَةَ لسُودَدِه لأَن سُودَدَه غَيْرُ مَحْدود؛ وَقِيلَ: الصَّمَدُ الدائم الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ خَلقه؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُصمَد إِليه الأَمر فَلَا يُقْضَى دُونَهُ، وَهُوَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحد، وَقِيلَ: الصَّمَدُ الَّذِي صَمَد إِليه كُلُّ شَيْءٍ أَي الَّذِي خَلق الأَشياءَ كُلَّهَا لَا يَسْتَغْني عَنْهُ شَيْءٌ وَكُلُّهَا دَالٌّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قَالَ: أَيها النَّاسُ إِياكم وتَعَلُّمَ الأَنساب والطَّعْن فِيهَا، فوَالذي نفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ قُلْتُ: لَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ إِلا صَمَدٌ، مَا خَرَجَ إِلا أَقَلُّكم ؛ وَقِيلَ: الصَّمَد هُوَ الَّذِي انْتَهَى فِي سَوْدَدِه وَالَّذِي يُقْصَد فِي الْحَوَائِجِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّمَدُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَعْطَشُ وَلَا يَجوع فِي الْحَرْبِ؛ وأَنشد: وسَاريةٍ فَوْقَها أَسْوَدُ ... بِكَفِّ سَبَنْتَى ذَفيفٍ صَمَدْ قَالَ: السَّارِيَةُ الْجَبَلُ المُرْتَفِعُ الذاهبُ فِي السَّمَاءِ كأَنه عَمُودٌ. والأَسود: الْعَلَمُ بِكَفِّ رَجُلٍ جَرِيء. والصمَد: الرَّفِيعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والصَّمْدُ: المَكانُ الْغَلِيظُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ جَبَلًا، وَجَمْعُهُ أَصْمادٌ وصِماد؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يُغادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْر الأَجْزَل والمُصَمَّدُ: الصُّلْب الَّذِي لَيْسَ فِيهِ خَوَر. أَبو خِيرَةَ: الصَّمْد والصِّماد مَا دَقَّ مِنْ غلَظِ الْجَبَلِ وتواضَعَ واطْمأَنَّ ونَبَتَ فِيهِ الشَّجَرُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّمْدُ الشَّدِيدُ مِنَ الأَرض. بناءٌ مُصْمَدٌ أَي مُعَلًّى. وَيُقَالُ لِمَا أَشرَفَ مِنَ الأَرض الصَّمْدُ، بإِسكان الْمِيمِ. ورَوْضاتُ بَنِي عُقَيْل يُقَالُ لَهَا الصِّمادُ والرّبابُ. والصَّمْدَة والصُّمْدة: صَخْرة رَاسِيَةٌ فِي الأَرض مُسْتَوِيَةٌ بِمَتْنِ الأَرض وَرُبَّمَا ارْتَفَعَتْ شَيْئًا؛ قَالَ: مُخالِفُ صُمْدَةٍ وقَرِينُ أُخرى، ... تَجُرُّ عَلَيْهِ حاصِبَهَا الشَّمالُ وَنَاقَةٌ صَمْدَة وصَمَدة: حُمِلَ عَلَيْهَا فَلَمْ تَلْقَحْ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مِصْمادٌ وَهِيَ الْبَاقِيَةُ عَلَى القُرِّ والجَدْبِ الدائمةُ الرِّسْلِ؛ ونوقٌ مَصامِدُ ومَصامِيدُ؛ قَالَ الأَغلب: بَيْنَ طَرِيِّ سَمَكٍ ومالحِ، ... ولُقَّحٍ مَصامِدٍ مَجالِحِ والصَّمْدُ: مَاءٌ لِلرَّبَابِ وَهُوَ فِي شاكلةٍ فِي شقِّ ضَرِيَّةَ الجنوبيِّ. صمخد: الصَّمَخْدَدُ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. صمرد: الصِّمْرِدُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الإِبل: النَّاقَةُ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأُرى الْمِيمُ زَائِدَةً. غَيْرُهُ: والصِّمْرِدُ النَّاقَةُ الغَزيرة اللَّبَنِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الصَّمارِدُ الغَنم المهازِيل. والصَّمارِيدُ: الْغَنَمُ السِّمانُ. والصَّمارِيدُ: الأَرَضُون الصِّلاب. وبئرٌ صِمْرِدٌ: قلية الْمَاءِ؛ وأَنشد: جُمَّةُ بِئر مِنْ بِئارٍ مُتَّحِ، ... ليْسَتْ بِثَمْدٍ للشِّباك الرُّشَّحِ وَلَا الصَّمارِيدِ البِكاءِ البُلَّحِ صمعد: رَجُلٌ صِمَعْدٌ: صُلب، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ. والمُصْمَعِدُّ: الذَّاهِبُ. واصْمَعَدّ فِي الأَرض: ذهَبَ فِيهَا وأَمْعَن؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل أَصْعَد فَزَادُوا الْمِيمَ وَقَالُوا اصْمَعَدّ فَشَدَّدُوا. والمُصْمَعِدُّ: الْوَارِمُ إِمَّا مِنْ شَحْمٍ وإِما مِنْ مَرَضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَصْبَحَ وَقَدِ اصْمَعَدَّتْ قدماهُ أَي انتفَختا ووَرِمَتا. والمُصْمَعِدُّ: الْمُسْتَقِيمُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَلَى ضَحُوك النَّقْبِ مُصْمَعِدّ

والاصْمِعْداد: الِانْطِلَاقُ السَّرِيعُ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: تَسْمَعُ للرِّيح إِذا اصْمَعَدّا، ... بَيْنَ الخُطى مِنْهُ إِذا مَا ارْقَدّا، مِثلَ عَزِيفِ الجِنِّ هَدَّتْ هَدّا صمغد: رَجُلٌ صِمَغْدٌ: صُلْب، لُغَةٌ فِي صِمَعْد بِالْعَيْنِ المهملة. صند: الصِّنْدِيدُ: الْمَلِكُ الضَّخْم الشَّرِيفُ. الأَصمعي: الصِّنْدِيدُ والصِّنْتِيتُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ، وَقِيلَ: السَّيِّدُ الشُّجَاعُ. والصَّنادِيدُ: الشَّدَائِدُ مِنَ الأُمور وَالدَّوَاهِي. وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ صنَادِيدِ القَدَر أَي مِنْ دَواهيه ونَوائبه العِظامِ الغوالِبِ، وَمِنْ جُنون الْعَمَلِ وَهُوَ الإِعْجاب، وَمِنْ مَلْخِ الْبَاطِلِ وَهُوَ التَّبَخْتُرُ فِيهِ. وصنادِيدُ السَّحَابِ: مَا كَثُرَ وَبْلُه. وَصَنَادِيدُ السَّحَابِ: عِظامه؛ قَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدِيُّ: دَعَتْنا بِمَسْرَى ليْلةٍ رَحَبِيَّة، ... جَلا بَرْقُها جَوْنَ الصناديدِ مُظْلِما وبَرْدٌ صِنْدِيدٌ: شَدِيدٌ. وَمَطَرٌ صِنْدِيدٌ: وَابِلٌ. وغَيْثٌ صِندِيدٌ: عَظِيمُ الْقَطْرِ؛ وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: يومٌ حَامِي الصِّنْديد أَي شَديدُ الْحَرِّ؛ قَالَ: لاقَيْنَ مِن أَعْفَرَ يَوْمًا صَيْهَبَا، ... حَامِيَ الصَّنادِيدِ يُعَنِّي الجُندبا والصِّنْدد: السَّيِّدُ؛ وأَنشد الأَزهري لِجَنْدَلٍ فِي تَرْجَمَةِ جَلْعَدَ: كَانُوا، إِذا مَا عايَنُوني، جُلْعِدُوا، ... وضَمَّهُم ذُو نَقِماتٍ صِنْدِدُ ابْنُ الأَعرابي: الصَّنادِيدُ الساداتُ وَهُمُ الأَجواد وَهُمُ الحُلَماء وَهُمْ حُماة الْعَسْكَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ وَهُمْ أَشْرافُهُم وعُظماؤُهم، الْوَاحِدُ صِنْدِيدٌ. وَكُلُّ عَظِيمٍ غَالِبٍ: صِنْدِيد. وصِنْدِيدٌ «3»: اسم جَبَل معروف. صهد: صَهَدَتُه الشمسُ: لُغَةٌ فِي صَخَدَتْه. ابْنُ سِيدَهْ: صَهَدَتْه الشَّمْسُ تَصْهَدُه صَهْداً وصَهَداناً: أَصابَتْه وحَمِيَتْ عَلَيْهِ. والصَّيْهَدُ: شِدَّةُ الحَرِّ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: فأَوْرَدَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُوعِ، ... مِنْ صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَردَ الشَّمَالِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّيْهَد هُنَا السَّرابُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الصَّيْهَدُ السرابُ الْجَارِي؛ وأَورد بَيْتَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الهذلي: مِنْ صَيْهَدِ الصَّيْفِ بَرْدَ الشَّمَالِ قَالَ: وأَنكَرَ شَمِرٌ الصَّيْهَد السَّرَابُ، وَقَالَ: صَيْهَدُ الْحَرِّ شَدَّتُهُ؛ وَيَوْمٌ صَيْهَدٌ وصَيْهَبٌ وصَيْخُود. وَقَدْ صَهَدَهم الْحَرُّ وصَخَدَهم بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وهاجِرَةٌ صَيْهَدٌ وصَيْهُود: حارَّة. والصَّيْهَدُ: الطَّوِيلُ. والصَّيْهُود: الجَسيم. وَفَلَاةٌ صَيْهَدٌ: لَا يُنالُ ماؤُها؛ وَقَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلي: إِذا عَرَضَتْ مَجْهُولة صَيْهَدِيَّةٌ، ... مَخُوفٌ رَدَاها مِنْ سَرابٍ ومِغْوَل وَمَا غالَك وأَهْلَكَكَ، فهو مِغْوَل. صود: الصَّادُ حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا لَا زَائِدًا، وَالصَّادُ أَحد الْحُرُوفِ الْمُسْتَعْلِيَةِ الَّتِي تَمْنَعُ الإِمالة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَلفها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لأَن عَيْنَهَا أَلف. صيد: صَادَ الصَّيْدَ يَصِيدُه ويَصادُه صَيْداً إِذا أَخذه وتَصَيَّدَه واصْطادَه وصادَه إِياه. يقال: صِدْتُ

_ (3). قوله [وصنديد] كذا بالأَصل المعول عليه، وهو صريح شارح القاموس، وقد استدرك عليه بأنه في الجمهرة كزبرج، والذي في معجم البلدان لياقوت كما في الجمهرة واستشهد عليه بعدة شواهد

فُلَانًا صَيْداً إِذا صِدْتَه لَهُ، كَقَوْلِكَ بَغيتُه حَاجَةٌ أَي بَغَيْتُها لَهُ. صادَ المكانَ واصْطادَه: صادَ فِيهِ؛ قَالَ: أَحَبُّ مَا اصْطادَ مكانُ تَخْلِيَه وَقِيلَ: إِنه جَعَلَ المكانَ مُصْطاداً كَمَا يُصْطادُ الوَحْش. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ صِدْنا قَنَوَيْن؛ يُرِيدُ صِدْنَا وحْشَ قَنَوَيْن، وإِنما قَنوان اسْمُ أَرض. والصَّيْدُ: مَا تُصُيِّدَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ ؛ يَجُوزُ أَن يُعْنَى بِهِ عَيْنُ المُتَصيَّد، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى قَوْلِهِ صِدْنا قَنَوَين أَي صِدْنا وَحش قَنَوَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَ المَفْعُول، وَقِيلَ: كلُّ وَحْشٍ صَيْدٌ، صِيدَ أَو لَمْ يُصَدْ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر الصَّيْد اسْمًا وفِعْلًا وَمَصْدَرًا، يُقَالُ: صادَ يَصِيدُ صَيْداً، فَهُوَ صائِد ومَصِيد. وَقَدْ يَقَعُ الصَّيْدُ عَلَى المَصِيد نَفْسِه تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ؛ قِيلَ: لَا يُقَالُ لِلشَّيْءِ صَيْدٌ حَتَّى يَكُونَ مُمْتَنَعًا حَلَالًا لَا مَالِكَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ قَالَ لَهُ: أَصَدْتُمْ ؛ يُقَالُ: أَصَدْتُ غَيْرِي إِذا حَمَلْتَه عَلَى الصَّيْدِ وأَغْرَيْتَه بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنا اصَّدْنا حِمار وَحْش ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِصَادٍ مُشَدَّدَةٍ، وأَصلُه اصْطَدنْا فَقُلِبَتِ الطَّاءُ صَادًا وأُدغمت مِثْلَ اصَّبَر فِي اصْطَبر، وأَصل الطَّاءِ مُبْدَلَةٌ مِنْ تَاءِ افْتَعَل. والمَصِيدَةُ والمِصْيَدَةُ والمَصْيَدَة كُلُّهُ: الَّتِي يُصادُ بِهَا، وَهِيَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ الْمُعْتَلَّةِ، وَجَمْعُهَا مَصايِدُ، بِلَا هَمْزٍ، مِثْلُ معايِشَ جَمْعُ مَعِيشَة. المِصيَدُ والمِصْيَدة، بِالْكَسْرِ: مَا يُصادُ بِهِ. وَبِخَطِّ الأَزهري: المَصْيَدُ والمَصْيَدَة، بِالْفَتْحِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: صِدْنا كَمْأَةً، قَالَ: وَهُوَ مِنْ جَيِّدِ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه يُرِيدُ استَثَرْنا كَمَا يُسْتَثارُ الْوَحْشُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: صِدْنا ماءَ السماءِ أَي أَخَدْناه. التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ خَرَجْنا نَصِيدُ بَيْضَ النَّعَامِ ونَصِيدُ الكَمْأَةَ والافْتِعالُ مِنْهُ الاصْطِيادُ. يُقَالُ: اصْطادَ يَصْطادُ فَهُوَ مُصْطاد، والمَصِيدُ مُصْطادٌ أَيضاً. وَخَرَجَ فُلَانٌ يَتَصَيَّدُ الوَحْش أَي يَطْلُبُ صَيْدَهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِلى العَلَمَيْن أَدْهَمَ الهَمُّ والمُنى، ... يُرِيدُ الفُؤَادُ وَحْشَها فُيصَادُها قَالَ: فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: العَلَمان اسْمُ امرأَة؛ يَقُولُ: أُريد أَن أَنساها فَلَا أَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ. وَكَلْبٌ وَصَقْرٌ صَيُود وَكَذَلِكَ الأُنثى وَالْجَمْعُ صُيُد. قَالَ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ يُونُسَ صِيدٌ أَيضاً، وَكَذَلِكَ فِيمَنْ قَالَ رُسْل مُخَفَّفًا؛ قَالَ: وَهِيَ اللُّغَةُ التَّمِيمِيَّةُ وتُكْسَرُ الصَّادُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ. والصَّيُودُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّيِّئَةُ الخُلُق. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لامرأَةٍ: إِنَّك كَنُونٌ كَفُوتٌ صَيُودٌ ؛ أَراد أَنها تَصِيدُ شَيْئًا مِنْ زَوْجِهَا، وفَعُولٌ مِنْ أَبْنِية المُبالغة. والأَصْيَد: الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الالتفاتَ، وَقَدْ صَيِدَ صَيَداً وصادَ، ومَلِكٌ أَصْيَدُ، وأَصْيَدَ اللَّهُ بَعيرَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُعِلُّوا الْيَاءَ حِينَ لَحِقَتْهُ الزِّيَادَةُ وإِن لَمْ يَقُولُوا اصْيَدَّ تَشْبِيهًا لَهُ بعَوِرَ. والصادُ: عِرْق بَيْنَ الأَنف وَالْعَيْنِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الصادُ والصِّيد والصَّيَدُ داءٌ يُصِيبُ الإِبل فِي رؤُوسها فيسيل من أُنوفِها مِثْلُ الزَّبَد وتَسْمُو عند ذلك

برؤُوسها. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ: أَنتَ الذائِدُ عَنْ حَوْضِي يومَ القيامةِ، تَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يُذادُ البَعِيرُ الصادُ ؛ يَعْنِي الَّذِي بِهِ الصَّيَدُ وَهُوَ دَاءٌ يُصِيبُ الإِبل فِي رؤُوسها فَتَسِيلُ أُنوفها وترفَعُ رؤُوسَهَا وَلَا تَقْدِرُ أَن تَلْوِيَ مَعَهُ أَعناقها. يُقَالُ: بَعِيرٌ صادٌ أَي ذُو صادٍ، كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ مالٌ ويومٌ راحٌ أَي ذُو مالٍ وَرِيحٍ. وَقِيلَ: أَصلُ صادٍ صَيِد، بِالْكَسْرِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يُرْوَى صادٍ، بِالْكَسْرِ، عَلَى أَنه اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ الصَّدَى الْعَطَشُ. قَالَ: والصِّيدُ أَيضاً جَمْعُ الأَصْيَدِ. وَقَالَ اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ: الصَّيَدُ مصْدَر الأَصْيَد، وَهُوَ الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه كِبْراً؛ وَمِنْهُ قِيلَ للمَلِك: أَصْيَدُ لأَنه لَا يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا، وَكَذَلِكَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الِالْتِفَاتَ مِنْ دَاءٍ، وَالْفِعْلُ صَيِدَ، بِالْكَسْرِ، يَصْيدُ؛ قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يُثْبتون الْيَاءَ وَالْوَاوَ نَحْوَ صَيِدَ وعَوِرَ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ صادَ يَصادُ وَعَارَ يَعَارُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما صَحَّتِ الْيَاءُ فِيهِ لِصِحَّتِهَا فِي أَصله لِتَدُلَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ اصْيَدَّ، بِالتَّشْدِيدِ، وَكَذَلِكَ اعْوَرَّ لأَن عَوِرَ واعْوَرَّ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وإِنما حُذِفَتْ مِنْهُ الزَّوَائِدُ لِلتَّخْفِيفِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقُلْتَ صادَ وعارَ وقَلَبْتَ الْوَاوَ أَلفاً كَمَا قَلَبْتَهَا فِي خَافَ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه افْعَلَّ مجيءُ أَخواته عَلَى هَذَا فِي الأَلوان وَالْعُيُوبِ نَحْوَ اسْوَدَّ واحْمَرَّ، وَلِذَا قَالُوا عَوِرَ وعَرِجَ لِلتَّخْفِيفِ، وَكَذَلِكَ قِيَاسُ عَمِيَ وإِن لَمْ يَسْمَعْ، وَلِهَذَا لَا يُقَالُ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا أَفعله فِي التَّعَجُّبِ، لأَن أَصله يَزِيدُ عَلَى الثُّلَاثِيِّ وَلَا يُمْكِنُ بِنَاءُ الرُّبَاعِيِّ مِنَ الرُّبَاعِيِّ، وإِنما يُبْنَى الْوَزْنُ الأَكثر مِنَ الأَقل. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني رَجُلٌ أَصْيَدُ، أَفَأُصَلِّي فِي الْقَمِيصِ الْوَاحِدِ؟ قَالَ: نَعَمْ وازْرُره عَلَيْكَ وَلَوْ بشَوْكَةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهُوَ الَّذِي فِي رَقَبَتِهِ عِلَّةٌ لَا يُمْكِنُهُ الِالْتِفَاتُ مَعَهَا. قَالَ: وَالْمَشْهُورُ إِني رَجُلٌ أَصْيَدُ مِنَ الِاصْطِيَادِ. قَالَ: ودواءُ الصَّيَد أَن يُكْوَى مَوْضِعٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَيَذْهَبُ الصَّيَد؛ وأَنشد: أَشْفي المَجانِينَ وأَكْوي الأَصْيَدا والصَّادُ: النحاسُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصادُ قدُور الصُّفْرِ وَالنُّحَاسِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: رَأَيْتُ قُدوُرَ الصادِ حَوْلَ بُيُوتِنا، ... قبَائِلَ سُحْماً فِي المَحِلة صُيَّما «1» وَالْجَمْعُ صِيدانٌ، والصادِيُّ مَنْسُوبٌ إِليه، وَقِيلَ: الصادُ الصُّفْرُ نَفْسُه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الصَّيْدانُ النُّحاس؛ وَقَالَ كَعْبٌ: وقِدْراً تَغْرَقُ الأَوْصالُ فِيه، ... مِنَ الصَّيْدانِ، مُتْرَعَةً رَكودا والصَّيْدانُ والصَّيْداءُ: حَجَرٌ أَبيض تُعْمَلُ مِنْهُ البِرامُ. غَيْرُهُ: والصَّيْدان، بِالْفَتْحِ، بِرامُ الْحِجَارَةِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وسُودٍ منَ الصَّيْدانِ فِيهَا مَذانِبٌ ... نُضارٌ، إِذا لَمْ نَسْتَفِدها نُعارُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ بِفَتْحِ الصَّادِ مِنَ الصَّيْدان وَكَسْرِهَا، فَمَنْ فَتَحَهَا جَعَلَ الصَّيْدان جَمْعَ صَيْدانة، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ، وَمَنْ كَسَرَهَا جَعَلَهَا جَمْعَ صَادٍّ لِلنُّحَاسِ، وَيَكُونُ صادٌ وصيدانٌ بِمَنْزِلَةِ تَاجٍ وَتِيجَانٍ. وَقَوْلُهُ فِيهَا مذانِبُ نُضارٌ، يُرِيدُ فِيهَا مغارِفُ مَعْمُولَةٌ مِنَ النُّضار، وَهُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ: وأَما الْحِجَارَةُ الَّتِي تُعمل منها القُدور فهي

_ (1). قوله [قبائل] في الأَساس قنابل.

فصل الضاد المعجمة

الصَّيْداءُ، بِالْمَدِّ. وَقَالَ النَّضْرُ: الصَّيداءُ الأَرض الَّتِي تُرْبتها حَمْرَاءُ غَلِيظَةُ الْحِجَارَةِ مُسْتَوِيَةٌ بالأَرض. وَقَالَ أَبو وَجْزةَ: الصَّيْداء الْحَصَى؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: حَذاها مِنَ الصَّيْداءِ نَعْلًا طِراقُها ... حَوامي الكُراع المُؤْيَداتِ الْمَعَاوِرِ أَي حَذَاهَا حُوَّةَ «1» نِعالها الصُّخُورُ. أَبو عَمْرٍو: الصَّيْداءُ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ إِذا كان فيها حصر فَهِيَ قَاعٌ؛ قَالَ: وَيَكُونُ فِي البُرْمَةِ صَيْدانٌ وَصَيْدَاءٌ يَكُونُ فِيهَا كَهَيْئَةِ بَرِيقِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وأَجوده مَا كَانَ كَالذَّهَبِ؛ وأَنشد: طِلْحٌ كَضاحِيَة الصَّيْداء مَهْزُولُ وصَيْدان الْحَصَى: صِغَارُهَا. والصَّيْداء: أَرْضٌ غَليظَةٌ ذاتُ حِجَارَةٍ. وَبَنُو الصَّيْداءِ: حَيٌّ مِنْ بَنِي أَسَد. وصَيْداء: مَوْضِعٌ؛ وَقِيلَ: مَاءٌ بِعَيْنِهِ. وَالصَّائِدُ: السّاقُ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: والصَّيْدانَةُ الْغُولُ. والصَّيْدانَةُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّيّئَةُ الخُلُق الْكَثِيرَةُ الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كَانَ يَحْلِفُ أَنَّ ابنَ صَيَّادٍ الدجالُ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ كَثِيرًا. وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ أَو دَخِيلٌ فِيهِمْ، وَاسْمُهُ صافُ فِيمَا قِيلَ، وَكَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الكَهانَة أَو السِّحْر، وَجُمْلَةُ أَمره أَنه كَانَ فِتْنَةً امْتَحَن اللهُ بِهِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيّنَة وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، ثُمَّ إِنه مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي الأَكثر، وَقِيلَ إِنه فُقِدَ يَوْمَ الحَرَّة فَلَمْ يَجِدُوهُ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الضاد المعجمة ضأد: الضُّؤْد والضُّؤْدة: الزُّكَامُ. ضُئِدَ الرجلُ ضُؤْاداً وضؤْوداً: زُكِمَ، والاسْم الضّؤْدَةُ. وَقَدْ أَضْأَدَه اللَّهُ أَي أَزْكَمَه، فَهُوَ مَضْؤُودٌ ومُضْأَدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى مَضْؤُوداً عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ أَو كأَنه جَعَلَ فِيهِ ضَأَدَ. قَالَ: وأَباها أَبو عُبَيْدٍ، وَحَكَى أَبو زَيْدٍ ضَأَدْتُ الرجلَ ضَأْداً إِذا خَصَمْتَه. وضَئِيدَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: جَعَلْنَ حُبَيّا باليَمِينِ، ونَكَّبَتْ ... كُبَيْشاً لِوِرْدٍ، مِنْ ضَئِيدَةَ، بَاكِرِ ضبد: الضَّبَدُ: الغَيْظ. وضَبَدْتُه: ذكرته بما يَغِيظُه. ضدد: اللَّيْثُ: الضِّدُّ كُلُّ شيءٍ ضادَّ شَيْئًا لِيَغْلِبَهُ، والسّوادُ ضِدّ الْبَيَاضِ، والموتُ ضِدُّ الْحَيَاةِ، وَاللَّيْلُ ضِدُّ النَّهَارِ إِذا جَاءَ هَذَا ذَهَبَ ذَلِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: ضدُّ الشيءِ وضدَيدُه وضَديدَتُه خلافُه؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وضِدُّه أَيضاً مِثْلُه؛ عَنْهُ وحْدَه، وَالْجَمْعُ أَضداد. وَقَدْ ضادَّه وَهُمَا متضادّانِ، وَقَدْ يَكُونُ الضِّدُّ جَمَاعَةً، وَالْقَوْمُ عَلَى ضِدٍّ واحِدٍ إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فِي الْخُصُومَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ عَوْناً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَعْنِي الأَصْنامَ الَّتِي عَبَدَها الكُفَّار تَكُونُ أَعْواناً عَلَى عابِديها يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرمة: يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ أَعداء، وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ؛ قَالَ: الضِّدّ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمَاعَةً مِثْلُ الرَّصَدِ والأَرْصاد، والرَّصَدُ يَكُونُ لِلْجَمَاعَةِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ فِي التَّفْسِيرِ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ عَوْناً فَلِذَلِكَ وَحَّدَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حَكَى لَنَا أَبو عَمْرٍو الضِّدُّ مِثْلُ الشيءِ، والضّدُّ خِلَافُهُ. والضَّدُّ المملوءُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الضَّدُّ، بِالْفَتْحِ، المَلْء؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. يُقَالُ: ضَدَّ القِرْبَةَ يَضُدُّها أَي مَلأَها. وأَضَدَّ الرجلُ: غَضِبَ. أَبو زيد:

_ (1). قوله [حوة] كذا بالأصل المعوّل عليه والذي لياقوت في معجمه حرة، بالراء.

ضَدَدْتُ فُلَانًا ضَدّاً أَي غَلَبْتُه وخَصَمْتُه. وَيُقَالُ: لَقِيَ القومُ أَضْدادَهُم وأَنْدادَهُم أَي أَقْرانَهُم. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ ضادَّني فُلَانٌ إِذا خَالَفَكَ، فأَرَدْتَ طُولًا وأَراد قِصَراً، وأَردْتَ ظُلْمة وأَراد نُورًا، فَهُوَ ضِدُّك وضَديدُك، وَقَدْ يُقَالُ إِذا خَالَفَكَ فأَردت وَجْهًا تَذْهَبُ فِيهِ وَنَازَعَكَ فِي ضِدِّهِ. وَفُلَانٌ نِدِّي ونَديدي: لِلَّذِي يُرِيدُ خلافَ الوجْه الَّذِي تُريده، وَهُوَ مُسْتَقِلٌّ مِنْ ذَلِكَ بِمِثْلِ مَا تَسْتَقِلُّ بِهِ. الأَخفش: النِّدُّ الضِّدُّ والشِّبْهُ؛ وَيَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً أَي أَضداداً وأَشْباهاً. ابْنُ الأَعرابي: نِدُّ الشَّيْءِ مِثْلُه وضِدُّه خِلافُه. وَيُقَالُ: لَا ضِدَّ لَهُ وَلَا ضَدِيدَ لَهُ أَي لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا كُفْءَ لَهُ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: صَدَّه عَنِ الأَمْر وضَدَّه أَي صَرَفَه عَنْهُ بِرِفْقٍ. أَبو عَمْرٍو: الضُّدَدُ الَّذِينَ يَمْلؤُون لِلنَّاسِ الآنِيةَ إِذا طَلَبُوا الْمَاءَ، واحِدُهم ضادٌّ؛ وَيُقَالُ: ضادِدٌ وضَدَد. وَبَنُو ضِدٍّ: بَطْنٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُمْ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ؛ وأَنشد: وذُو النُّونَيْنِ مِنْ عَهْدِ ابْنِ ضِدٍّ، ... تَخَيَّرَه الفَتى مِنْ قَوْمِ عادِ يعني سيفاً. ضرغد: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ ضَرْغَطَ: ضَرْغَطُ اسْمُ جَبَلٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ مَاءٍ وَنَخْلٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: ذُو ضَرْغَد؛ قَالَ: إِذا نَزَلُوا ذَا ضَرْغَدٍ فَقُتائِداً، ... يُغَنِّيهِمُ فِيهَا نَقِيقُ الضَّفادِعِ وَقِيلَ: ضَرْغَد جَبَلٌ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً، ... ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابَةَ ضَرْغَدِ وَيُقَالُ: مَقْبُرَةٌ تُصْرفُ مِنَ الأَوّل وَلَا تُصْرفُ مِنَ الثَّانِي. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: لأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارِضاً أَي لأَطْلُبَنَّكُم بِقَناً وعُوارِضٍ، وَهُمَا مَكَانَانِ مَعْرُوفَانِ، فأَسقط الْبَاءَ فَلَمَّا سَقَط الخافضُ تَعَدَّى الفعلُ إِليهما فَنصبهما، وأُقْبِلُ فِعْل يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ مَنْقُولٌ مِنْ قَوْلِهِمْ قَبَلَ الدابةُ الوادِيَ إِذا اسْتَقْبَلَهُ. واللَّابَةُ: الحَرَّة. التَّهْذِيبَ: اللَّيْثُ: ضَرْغَد اسْمُ جَبَلٍ. ضغد: الضَّغْدُ مِثْلُ الزَّغْد: وَهُوَ عَصْر الحَلْق وَقَدْ ضَغَده. ضفد: ضَفَدْتُه أَضْفِدُه ضَفْداً: ضَرَبْتَه بِبَطْنِ كَفِّكَ. والضَّفْدُ: الكَسْعُ، وَهُوَ ضَرْبُكَ اسْتَه بباطنِ رِجْلَيْك. وامرأَة ضَفَنْدَدٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: ضَخْمَة الخاصرةُ مُسترخية اللَّحْمِ. وَرَجُلٌ ضَفَنْدَد: كثيرُ اللَّحْمِ ثقيلٌ مَعَ حُمْق؛ وضَفِدَ واضْفَأَدَّ: صَارَ كَذَلِكَ، وَجَعَلَ ابْنُ جِنِّي اضْفَأَدّ رُبَاعِيًّا؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المُضْفَئِدُّ مِنَ النَّاسِ والإِبل المُنْزَوي الجِلْد البَطِينُ البادِنُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: اضفأَدّ الرَّجُلُ يَضْفَئِدُّ اضْفِئْداداً إِذا انْتَفَخَ مِنَ الغَضَب. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّفَنْدَدُ الضَّخْم الأَحمق، قَالَ: وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ بِتَكْرِيرِ آخره. ضفند: التَّهْذِيبَ فِي الرُّبَاعِيِّ: امرأَة ضَفَنْدَدَة رَخْوَةٌ، وَالذَّكَرُ ضَفَنْدَد. الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ مَعَ الحُمْقِ فِي الرَّجُلِ كَثْرَةُ لَحْمٍ وثِقَلٌ قِيلَ: رَجُلٌ ضَفَنْدَدٌ ضِفَنٌّ خُجَأَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ ضَفَنَّدٌ رِخْو ضَخْم، وَقَدْ ذُكِرَ عَامَّةُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ ضفد. ضمد: ضَمَدْتُ الْجُرْحَ وَغَيْرَهُ أَضْمِدُه ضَمْداً، بالإِسكان: شَدَدْتُه بالضِّمادِ والضِّمادَة، وَهِيَ العِصابَةُ، وعَصَّبْتُه وَكَذَلِكَ الرأْس إِذا مَسَحْت عَلَيْهِ بِدُهْن أَو مَاءٍ ثُمَّ

لَفَفْتَ عَلَيْهِ خِرْقَة، وَاسْمُ مَا يَلْزَقُ بِهِمَا الضِّمَادُ؛ وَقَدْ تَضَمَّد. اللَّيْثُ: ضَمَّدْت رأْسه بالضِّماد، وَهِيَ خِرْقَةٌ تُلَفُّ عَلَى الرأْس عِنْدَ الادّهانِ والغَسْل وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَقَدْ يُوضَعُ الضِّمادُ عَلَى الرأْس للصُّداع يُضَمَّد بِهِ، والمِضَدُّ لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ. وضَمَّدَ فُلَانٌ رأْسَه تَضْمِيداً أَي شَدَّه بِعِصَابَةٍ أَو ثَوْبٍ مَا خَلَا الْعِمَامَةَ، وَقَدْ ضُمِّدَ بِهِ فَتَضَمَّد. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنه ضَمَّدَ عَيْنَيْه بالصَّبِرِ وَهُوَ مُحْرم أَي جَعَلَهُ عَلَيْهِمَا وَدَاوَاهُمَا بِهِ. وأَصل الضَّمْد الشَّدُّ مِنْ ضَمَدَ رأْسَه وجُرْحَه إِذا شَدَّهُ بالضِّماد، وَهِيَ خِرْقَةٌ يُشَدّ بِهَا العُضْو المَؤُوفُ، ثُمَّ قِيلَ لِوَضْع الدواءِ عَلَى الجُرح وَغَيْرِهِ، وإِنْ لَمْ يُشدّ. وَيُقَالُ: ضَمَّدْت الْجُرْحَ إِذا جَعَلْتَ عَلَيْهِ الدَّوَاءَ. قَالَ: وضَمَّدْتُه بالزَّعْفَران والصَّبِرِ أَي لَطَخْتُه. وضَمَّدت رأْسه إِذا لفَفْته بِخِرْقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: هَذَا ضِماد، وَهُوَ الدَّوَاءُ الَّذِي يُضَمَّدُ بِهِ الجرحُ، وَجَمْعُهُ ضَمائِدُ. وَيُقَالُ: ضَمِدَ الدّمُ عَلَيْهِ أَي يَبِسَ وَقَرَتَ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَمَا هُريقَ عَلَى غَرِيِّكَ الضَّمَدُ فَقَدْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: الضَّمَدُ الَّذِي ضُمِّدَ بِالدَّمِ؛ وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: يُقَالُ ضَمدَ الدمُ عَلَى حَلْقِ الشَّاةِ إِذا ذُبحت فسالَ الدمُ ويَبِس عَلَى جِلْدها. وَيُقَالُ: رأَيت عَلَى الدَّابَّةِ ضَمَداً مِنَ الدَّم، وَهُوَ الَّذِي قَرَتَ عَلَيْهِ وجَفَّ، وَلَا يُقَالُ الضَّمَدُ إِلا عَلَى الدَّابَّةِ لأَنه يَجِيءُ مِنْهُ فَيَجْمُد عَلَيْهِ. قَالَ: والغَرِيُّ فِي بَيْتِ النَّابِغَةِ مُشَبَّه بِالدَّابَّةِ. أَبو مالك: اضْمُدْ [اضْمِدْ] عَلَيْكَ ثيابَك أَي شُدَّها. وأَجِدْ ضَمْدَ هَذَا العِدْلِ. وضَمَدْتُ رأْسَه بِالْعَصَا: ضَرَبْتُهُ وعَمَّمْتُه بِالسَّيْفِ. والضَّمْدُ: الظُّلْم. والضَّمَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحِقْدُ اللازِقُ بِالْقَلْبِ، وَقِيلَ: هُوَ الحِقْدُ مَا كَانَ. وَقَدْ ضَمِدَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، ضَمَداً أَي أَحِنَ عَلَيْهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ومَنْ عَصاكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً ... تَنْهى الظَّلومَ، وَلَا تَقْعُدْ على الضَّمَد وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقْعُدْ عَلَى ضَمَد، بِغَيْرِ تَعْرِيفٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقِيلَ لَهُ: أَنت أَمَرْتَ بقتلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَضَمِدَ أَي اغْتَاظَ. يُقَالُ: ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً، بِالتَّحْرِيكِ، إِذا اشْتَدَّ غَيْظُه وَغَضَبُهُ. وفَرَق قَوْمٌ بَيْنَ الضَّمَد والغَيْظِ فَقَالُوا: الضَّمَد أَن يَغْتَاظَ عَلَى مَنْ يَقْدِر عَلَيْهِ، والغيظُ أَن يَغتاط عَلَى مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَمَنْ لَا يقدِرُ. يُقَالُ: ضَمِدَ عَلَيْهِ إِذا غَضِبَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: الضَّمَدُ شِدَّةُ الْغَيْظِ. وأَنا عَلَى ضِمادَةٍ مِنَ الأَمْر أَي أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ. والضَّمْدُ: المُداجاةُ. والضَّمْدُ: رَطْبُ الشَّجَرِ ويابسُه قَديمُه وحَديثُه؛ وَقِيلَ: الضَّمْدُ رَطْبُ النَّبْتِ وَيَابِسُهُ إِذا اخْتَلَطَا. يُقَالُ: الإِبل تأْكل مِنْ ضَمْدِ الْوَادِي أَي مِنْ رَطْبِه ويابسهِ إِذا اخْتَلَطا. وَفِي صِفَةِ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى: مِنْ خُوصٍ وضَمْدٍ؛ الضَّمدُ، بِالسُّكُونِ، رَطْبُ الشَّجَرِ ويابسُه. وَقَالَ رَجُلٌ لِآخَرَ: فِيمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ؟ قَالَ: تَرَكْتُهمْ فِي أَرض قَدْ شَبِعَتْ غَنَمُها مِنْ سَوادِ نَبْتها، وشبِعت إِبلُها مِنْ ضَمْدها ولَقِحَ نَعَمُها؛ قَوْلُهُ ضَمْدها قَالَ: لَيْسَ فِيهَا عُود إِلَّا وَقَدْ ثَقَبَه النبْت أَي أَوْرَق. وأَضْمَدَ العَرْفَجُ: تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ وَلَمْ تَبْدُرْ مِنْهُ أَي كَانَتْ فِي جَوْفِهِ وَلَمْ تَظْهَرْ. والضَّمْدُ: خِيارُ الغَنمِ ورُذالُها. وأُعطيكَ مِنْ ضَمْدِ هَذِهِ الْغَنَمِ أَي مِنْ صَغيرَتِها وكبيرتِها وصالِحَتها وطالِحَتِها ودَقِيقها وجَلِيلها. والضَّمْدُ: أَنْ يُخالَّ الرجلُ المرأَة وَمَعَهَا زَوْجٌ؛ وَقَدْ ضَمَدَتْه تَضْمِدُه وتَضْمُده. والضَّمْد أَيضاً: أَن يُخالَّها خَلِيلانِ، والفِعْل كالفِعل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

تُريدينَ كَيْما تَضْمُديني وَخَالِدًا، ... وَهَلْ يُجْمَعُ السَّيْفانِ ويْحَكِ فِي غِمْدِ؟ والضِّمادُ كالضَّمْد. قَالَ: والضَّمْد أَن تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزَّوْجِ رَجُلًا غَيْرَ زَوْجِهَا أَو رَجُلَيْنِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ قَالَ مُدْرِكٌ: لَا يُخْلِصُ، الدَّهْرَ، خَلِيلٌ عَشْرَا ... ذاتَ الضِّماد أَو يَزُورَ القَبْرا، إِني رَأَيْتُ الضَّمْدَ شَيْئًا نُكْرا قَالَ: لَا يَدومُ رَجُلٌ عَلَى امرأَته وَلَا امرأَةٌ عَلَى زَوْجِهَا إِلا قَدْرَ عَشْرِ لَيَالٍ للعُذْر فِي النَّاسِ فِي هَذَا الْعَامِ، فَوَصَفَ مَا رأَى لأَنه رأَى النَّاسَ كَذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْعَامِ؛ وأَنشد: أَرَدْتِ لِكَيْما تَضْمُديني وصاحِبي، ... أَلا لَا، أَحِبِّي صاحِبي ودَعِيني الْفَرَّاءُ: الضِّمادُ أَن تُصادِقَ المرأَةُ اثْنَيْنِ أَو ثَلَاثَةً فِي الْقَحْطِ لتأْكل عِنْدَ هَذَا وَهَذَا لِتَشْبَعَ. قَالَ أَبو يُوسُفَ: سَمِعْتُ مُنْتَجِعًا الْكِلَابِيَّ وأَبا مَهْدِيّ يَقُولَانِ: الضَّمَدُ الْغَابِرُ الْبَاقِي مِنَ الْحَقِّ؛ تَقُولُ: لَنَا عِنْدَ بَنِي فُلَانٍ ضَمَد أَي غابِرٌ مِنْ حقٍّ مِنْ مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن. والمِضْمَدَةُ: خَشَبَة تُجْعَلُ عَلَى أَعْناقِ الثَّوْرَيْنِ فِي طَرَفِها ثَقبانِ، فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا ثُقْبَة بَيْنَهُمَا فَرْضٌ فِي ظَهْرِهَا ثُمَّ يُجْعَلُ فِي الثُّقْبَيْنِ خَيْطٌ يُخْرج طَرَفَاهُ مِنْ بَاطِنِ المِضْمَدَة، ويُوثَقُ فِي طَرفِ كلِّ خَيْطٍ عُودٌ يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْرِ بَيْنَ العُودَيْنِ. والضَّامِدُ: اللَّازِمُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وعَبْدٌ ضَمَدَة: ضَخْمٌ غلِيظٌ؛ عَنِ الهَجَريِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سأَل رَسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ البَداوَة، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا يَضُرُّك أَن تَكُونَ بجانِب ضَمَدٍ ؛ هُوَ بِفَتْحِ الضَّادِ وَالْمِيمِ: مَوْضِعٌ باليمن. ضهد: ضَهَدَه يَضْهَدُه ضَهْداً واضْطَهَدَه: ظَلَمه وقَهرَه. وأَضْهَدَ بِهِ: جارَ عَلَيْهِ. ورجلٌ مَضْهُودٌ ومُضْطَهَد: مَقْهُور ذَلِيلٌ مُضْطَرٌّ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: كَانَ لَا يُجيزُ الاضْطِهادَ ؛ هُوَ الظلمُ والقَهْرُ. يُقَالُ: ضَهَدَه واضْطَهَده، وَالطَّاءُ بَدَلٌ مِنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ؛ الْمَعْنَى: كَانَ لَا يُجيزُ الْبَيْعَ واليمِينَ وَغَيْرَهَا فِي الإِكْراه والقَهْر. وَرَوَى ابْنُ الْفَرَجِ لأَبي زَيْدٍ: أَضْهَدتُ بِالرَّجُلِ إِضْهاداً، وأَلْهَدْتُ بِهِ إِلهاداً، وَهُوَ أَنْ تَجُورَ عَلَيْهِ وتسْتَأْثِرَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: اضْطَهَدَ فلانٌ فُلَانًا إِذا اضْطَعَفَه وقَسَرَه. وَهِيَ الضُّهْدَة؛ يُقَالُ: مَا نَخَافُ بِهَذَا البَلَدِ الضُّهْدَة أَي الغَلَبَة والقَهْر. وَفُلَانٌ ضُهْدَة لِكُلِّ أَحَدٍ أَي كلُّ مَنْ شاءَ أَن يَقْهَرَه فَعَلَ. وَرَجُلٌ ضَهِيدٌ: صُلْبٌ شديدٌ. وضَهْيَدٌ: مَوْضِعٌ، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْيَلٌ غيرُه، وَذَكَرَ الْخَلِيلُ أَنه مصنوع. ضود: الضَّادُ حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُور، وَهُوَ أَحد الْحُرُوفِ المُسْتَعْلية يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا. وَالضَّادُ للعَرَب خَاصَّةً وَلَا تُوجَدُ فِي كَلَامِ الْعَجَمِ إِلا فِي الْقَلِيلِ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي قَوْلِ أَبي الطَّيِّبِ: وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ، ... وعَوْذُ الْجَانِي، وغَوْثُ الطَّريدِ ذَهَبَ بِهِ إِلى أَنها لِلْعَرَبِ خَاصَّةً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَا يُعْتَرَضُ بِمِثْلِ هَذَا عَلَى أَصحابنا؛ قَالَ: وَعَيْنُهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ. والضَّوادي: مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا يُحَقَّقُ لَهُ فِعْلٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: وَمَا لِيَ لَا أُحَيِّيه، وَعِنْدِي ... قَلائِصُ يَطَّلِعْنَ مِنَ النِّجادِ؟

فصل الطاء المهملة

إِليَّ وإِنَّه للناسِ نَهْيٌ، ... وَلَا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوادِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمُ لَمْ يَحْكِهَا إِلا ابْنُ دَرَسْتُوَيْهِ، قَالَ: وَلَا أَصل لَهَا فِي اللُّغَةِ. التَّهْذِيبِ: ابْنُ الأَعرابي: الضَّوادِي الفُحْش. وَقَالَ ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ ضادَى فلانٌ فُلَانًا، وضادَّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وإِنه لصاحِبُ ضَدًى مِثْلُ قَفاً: مِنَ المُضَادَّة أَخرجه مِنَ التضعيف. فصل الطاء المهملة طرد: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً وطَرَّده؛ قَالَ: فأُقْسِمُ لَوْلَا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ ... عليَّ، وَلَمْ أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا حُدْباً: يَعْنِي دَواهِيَ، وَكَذَلِكَ اطَّرَدَه؛ قَالَ طُرَيْحٌ: أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، وأَصْبَحَتْ ... زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب والطَّرِيدُ: المَطْرُودُ مِنَ النَّاسِ، وَفِي الْمُحْكَمِ المَطْرُود، والأُنثى طَريدٌ وطَريدة؛ وَجَمْعُهُمَا مَعاً طَرائِدُ. وَنَاقَةٌ طَريدٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: طُرِدَتْ فَذُهِبَ بِهَا كَذَلِكَ، وَجَمْعُهَا طَرائِدُ. وَيُقَالُ: طَردْتُ فُلَانًا فَذَهَبَ، وَلَا يُقَالُ فاطَّرَدَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُقالُ مِن هَذَا انْفَعَلَ وَلَا افْتَعَلَ إِلا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ. والطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، وَكَذَلِكَ الطَّرَدُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَالرَّجُلُ مَطْرُودٌ وطَريدٌ. ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَؤهُمْ. وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها مِنْ نَوَاحِيهَا، وأَطْرَدْتُها أَي أَمرتُ بِطَرْدِها. وفلانٌ أَطْرَدَه السُّلْطَانُ إِذا أَمر بإِخْراجه عَنْ بَلَده. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طَرِيدًا، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عَنْكَ وقلتَ لَهُ: اذْهَبْ عَنَّا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَطْرَدْنا المُعْتَرفِينَ. يُقَالُ: أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عَنْ بَلدِه، وحَقِيقَتُه أَنه صيَّره طَرِيدًا. وطَرَدْتُ الرَّجُلَ طَرْداً إِذا أَبْعَدته، وطَرَدْتُ القومَ إِذا أَتَيْتَ عَلَيْهِمْ وجُزْتَهُم. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ اللَّيْلِ: هُوَ قُرْبَةٌ إِلى اللَّهِ تَعَالَى ومَطْرَدَةُ الدَّاءِ عَنِ الجَسَد أَي أَنها حالةٌ مِنْ شأْنها إِبْعادُ الدَّاءِ أَو مكانٌ يَخْتَصُّ بِهِ ويُعْرَفُ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ الطَّرْدِ. والطَّريدُ: الرَّجُلُ يُولَدُ بعدَ أَخيه فَالثَّانِي طَريدُ الأَول؛ يُقَالُ: هُوَ طريدُه. وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ طَريدان، كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا طَرِيدُ صَاحِبِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُعيدانِ لِي مَا أَمضيا، وَهُمَا مَعًا ... طَريدانِ لَا يَسْتَلْهِيان قَرارِي وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وَهُوَ الْمُتَتَابِعُ فِي سَيْرِهِ وَلَا يَكْبو؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ وطَرَدْتُ الرَّجُلَ إِذا نَحَّيْتَهُ. وأَطْرَدَ الرجلَ: جَعَلَهُ طَريداً وَنَفَاهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَطرَدْتُ الرَّجُلَ جَعَلْتُهُ طَرِيدًا لَا يأْمن. وطَرَدْتُه: نَحَّيْتُه ثُمَّ يَأْمَنُ. وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً: نَحَّتْه وأَرهَقَتْه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: يُقَالُ طَرَدْتُه فَذَهَبَ، لَا مُضَارِعَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. وَالطَّرِيدَةُ: مَا طَرَدْتَ مِنْ صَيْدٍ وَغَيْرِهِ. وبَلَد طَرَّادٌ: وَاسِعٌ يَطَّرِدُ فِيهِ السَّرابُ. وَمَكَانُ طَرَّادٌ أَي واسعٌ. وسَطْحُ طَرَّادٌ: مُسْتَوٍ وَاسِعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجُ: وَكَمْ قَطَعْنا مِنْ خِفافٍ حُمْسِ،

غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ، ... وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ، وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ، ... والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ قَوْلُهُ نُسامِيها أَي نُغالبها. بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذِي وَطْءٍ شَدِيدٍ. يُقَالُ: وَهَسَهُ أَي وَطِئَه وَطْأً شَدِيدًا يَهِسُه وَكَذَلِكَ وعَسَه؛ وخَرَج فُلَانٌ يَطْرُد حُمُرَ الْوَحْشِ. وَالرِّيحُ تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ عَلَى وجْه الأَرض، وَهُوَ عَصْفُها وذَهابُها بِها. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه، ... أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الرِّيحِ مَنْتوج واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بَعْضًا وَجَرَى. واطَّرَدَ الأَمرُ: استقامَ. واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بَعْضًا. واطَّرَدَ الكلامُ إِذا تتابَع. واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ أَراد بالمَذاهب جُلُودًا مُذْهَبَةً بِخُطُوطٍ يُرَى بَعْضُهَا فِي إِثر بَعْضٍ فكأَنها مُتَتابعَة؛ وقولُ الرَّاعِي يَصِفُ الإِبل واتِّباعَها مَوَاضِعَ الْقَطْرِ: سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ، ... كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا أَي تَتَتابَعُ إِلى الأَرَضِين الْمَمْطُورَةِ لِتَشْرَبَ مِنْهَا فَهِيَ تُسْرِعُ وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الْفِعْلَ وأَعْمَلَه. والماءُ الطَّرِدُ: الَّذِي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فِيهِ وَتَدْفَعُهُ أَي تَتَتَابَعُ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ فِي الرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ والماءِ الطَّرِدِ ؛ هُوَ الَّذِي تَخُوضه الدوابُّ. ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بَعْضًا وَيَتْبَعُهُ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَ ما ... جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة. والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري. وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وَهُمَا يَفْتَعِلان. وأَمرٌ مُطَّردٌ: مُسْتَقِيمٌ عَلَى جِهَتِهِ. وَفُلَانٌ يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مُسْتَقِيمًا. والمُطارَدَة فِي الْقِتَالِ: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بَعْضًا. وَالْفَارِسُ يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عَلَيْهِ قِرْنُه ثُمَّ يَكُرُّ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنه يَتَحَيَّزُ فِي اسْتِطْرادِه إِلى فِئَتِهِ وَهُوَ يَنْتَهِزُ الفُرْصة لِمُطَارَدَتِهِ، وَقَدِ اسْتَطْرَدَ لَهُ وَذَلِكَ ضَرْب مِنَ المَكِيدَة. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ أُطارِدُ حيَّةً أَي أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ وَمِنْهُ طِرادُ الصَّيْد. ومُطارَدَة الأَقران والفُرْسان وطِرادُهم: هُوَ أَن يَحْمِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. يُقَالُ: هُمْ فُرْسَانُ الطِّرادِ. والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قَصِيرٌ تُطْعَنُ بِهِ حُمُر الْوَحْشِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المِطْرَد، بِالْكَسْرِ، رُمْحٌ قَصِيرٌ يُطْرَد بِهِ، وَقِيلَ: يُطْرَد بِهِ الْوَحْشُ. والطِّرادُ: الرُّمْحُ الْقَصِيرُ لأَن صَاحِبَهُ يُطارِدُ بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِطْرَدُ مِنَ الرُّمْحِ مَا بَيْنَ الجُبَّةِ وَالْعَالِيَةِ. والطَّرِيدَةُ: مَا طَرَدْتَ مِنْ وَحْشٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: إِذا كَانَ عِنْدَ اطِّراد الْخَيْلِ وَعِنْدَ سَلِّ السُّيُوفِ أَجزأَ الرجلَ أَن تَكُونَ صلاتُهُ تَكْبِيرًا. الاضْطِرادُ: هُوَ الطِّرادُ، وَهُوَ افتِعالٌ، مِنْ طِرادِ الخَيْل، وَهُوَ عَدْوُها وَتَتَابُعُهَا، فَقُلِبَتْ تَاءُ الِافْتِعَالِ طَاءً ثُمَّ قُلِبَتِ الطَّاءُ الأَصلية ضَادًا. والطَّريدة: قَصَبَة فِيهَا حُزَّة تُوضَع عَلَى المَغازِلِ والعُودِ والقِداح

فَتُنْحَتُ عَلَيْهَا وتُبْرَى بِهَا؛ قَالَ الشماخُ يَصِفُ قَوْسًا: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها، ... كَمَا قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ أَبو الْهَيْثَمِ: الطَّرِيدَةُ السَّفَن وَهِيَ قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُفْغَرُ مِنْهَا مَوَاضِعُ فَيُتَّبَعُ بِهَا جَذْب السَّهْم. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطَّرِيدَة قِطْعَةُ عُودٍ صَغِيرَةٍ فِي هَيْئَةِ المِيزابِ كأَنها نِصْفُ قَصَبة، سَعَتُها بِقَدْرِ مَا يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. والطَّرِيدَةُ: الخِرْقَة الطَّوِيلَةُ مِنَ الْحَرِيرِ. وَفِي حَدِيثِ مُعاوية: أَنه صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَبِيَدِهِ طَرِيدَةٌ ؛ التَّفْسِيرُ لِابْنِ الأَعرابي حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: الجُبَّةُ الخِرْقَة المُدَوَّرَة، وإِن كَانَتْ طَوِيلَةً، فَهِيَ الطَّرِيدَة. وَيُقَالُ للخِرْقَة الَّتِي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بِهَا التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة. وثَوْبٌ طَرائد، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي خَلَقٌ. وَيَوْمٌ طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ: كاملٌ مُتَمَّم؛ قَالَ: إِذا القَعُودُ كَرَّ فِيهَا حَفَدَا ... يَوْماً، جَديداً كُلَّه، مُطَرَّدا وَيُقَالُ: مَرَّ بِنَا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ. ويومٌ مُطَرَّدٌ أَي طَرَّادٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ الْفَرَسَ: وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم، إِذا جَرَى ... بَعْدَ الكَلالِ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ يَعْنِي بِهِ الأَنْفَ. والطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، وَالْجَمْعُ طُرُود؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والطَّرِيدَةُ: أَصلُ العِذْق. والطَّرِيدُ: العُرْجُون. والطَّرِيدَةُ: بُحَيْرَةٌ مِنَ الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هِيَ طَريقَة. والطَّرِيدَةُ: شُقَّةٌ مِنَ الثَّوب شُقَّتْ طُولًا. والطَّرِيدَة: الوَسيقَة مِنَ الإِبل يُغِيرُ عَلَيْهَا قومٌ فَيَطْرُدُونها؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَهُوَ مَا يُسْرَقُ مِنَ الإِبل. والطَّرِيدَة: الخُطَّة بَيْنَ العَجْبِ والكاهِلِ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: فَهَذَّبَ عَنْهَا مَا يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى ... طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ والطَّريدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْيانِ، صِبْيانِ الأَعراب، يُقَالُ لَهَا المَاسَّةُ والمَسَّةُ، وَلَيْسَتْ بِثَبَت؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عَنْ لَعِب الصِّغَارِ والأَحداث: قَضَتْ مِنْ عَيَافٍ والطَّريدَةِ حَاجَةً، ... فهُنَّ إِلى لَهْوِ الْحَدِيثِ خُضُوعُ وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قَالَ لَهُ إِن سَبَقْتَني فَلَكَ عَلَيَّ كَذَا. وَفِي الحديثِ: لَا بأْسَ بالسِّباق مَا لَمْ تُطْرِدْه ويُطْرِدْك. قَالَ الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَني فَلَكَ عَلَيَّ كَذَا، وإِن سَبَقْتُكَ فَلِي عَلَيْكَ كَذَا. قَالَ ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ أَطْرِدْ أَخاك فِي سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ فإِن ظَفِرَ كَانَ قَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ. ابْنُ الأَعرابي: أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا التُّيوس فِي الْغَنَمِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَيَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ إِذا شَهِدَ الشهودُ لِرَجُلٍ عَلَى آخَرَ أَن يُحْضِرَ الخَصْم، ويَقْرأَ عَلَيْهِ مَا شَهِدُوا بِهِ عَلَيْهِ، ويُنْسِخَه أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لَمْ يأْتِ بِهِ حَكَمَ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ يُطْرِدَه جَرْحَهُمْ أَن يَقُولَ لَهُ: قَدْ عُدِّلَ هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بِجَرْحِهِمْ وإِلا حَكَمْتُ عَلَيْكَ بِمَا شَهِدُوا بِهِ عَلَيْكَ؛ قَالَ: وأَصله مِنَ الإِطْرادِ فِي السِّباق وَهُوَ أَن يَقُولَ أَحد الْمُتَسَابِقَيْنِ لِصَاحِبِهِ: إِن سبقْتني فَلَكَ عَلَيَّ كَذَا،

فصل العين المهملة

وإِن سَبَقْتُ فَلِي عَلَيْكَ كَذَا، كأَنَّ الْحَاكِمَ يَقُولُ لَهُ: إِن جِئْتَ بِجَرْحِ الشُّهودِ وإِلا حَكَمْتُ عَلَيْكَ بِشَهَادَتِهِمْ. وَبَنُو طُرُودٍ: بَطْن وَقَدْ سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً. طود: الطَّوْدُ: الْجَبَلُ الْعَظِيمُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ذَاكَ طَودٌ مُنِيفٌ أَي جَبَلٌ عَالٍ. والطَّوْدُ: الهَضْبَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ أَطْوادٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَا مَنْ رأَى هامَةً تَزْقُو عَلَى جَدَثٍ، ... تُجِيبُها خَلِفاتٌ ذاتُ أَطْوادِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: الأَطوادُ هُنَا الأَسْنِمَة، شَبَّهَهَا فِي ارْتِفَاعِهَا بالأَطواد الَّتِي هِيَ الْجِبَالُ، يَصِفُ إِبِلَا أُخِذَت فِي الدِّيَةِ فَعَيَّرَ صاحِبَها بِهَا. والتَّطْوادُ: التَّطْوافُ؛ ابْنُ الأَعرابي: طَوَّدَ إِذا طَوَّفَ بالبِلادِ لِطَلَبِ الْمَعَاشِ. والمَطاوِدُ: مِثْلُ المَطَاوِحِ. والطادِي: الثَّابِتُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِ الْقَطَامِيِّ: ......... وَمَا ... تُقْضَى بَواقي دَيْنِها الطَّادِي قَالَ: يُرادُ بِهِ الواطِدُ فأَخَّر الْوَاوَ وَقَلَبَهَا أَلفاً «2» الْفَرَّاءُ: طَادَ إِذا ثَبَتَ، وداطَ إِذا حَمُق، ووَطَد إِذا حَمُق، ووطَدَ إِذا سَارَ. وطَوَّد فُلَانٌ بِفُلَانٍ تَطْويداً وطَوَّحَ بِهِ تَطْوِيحاً وطَوَّد بِنَفْسِهِ فِي المَطاوِدِ وطَوَّح بِهَا فِي المطاوِح وَهِيَ المَذاهب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَخُو شُقَّةٍ جابَ البلادَ بنفْسِه، ... عَلَى الهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْه المَطاوِدُ وابنُ الطَّوْدِ: الجُلْمُودُ الَّذِي يَتَدَهْدى مِنَ الطَّوْدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَعَوْتُ جُلَيْداً دَعْوَةً فَكأَنما ... دَعَوْتُ بِه ابنَ الطَّوْدِ، أَو هُوَ أَسْرَع «3» . وطَوْدٌ وطُوَيْد: اسمان. فصل العين المهملة عبد: الْعَبْدُ: الإِنسان، حُرًّا كَانَ أَو رَقِيقًا، يُذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى أَنه مَرْبُوبٌ لِبَارِيهِ، جَلَّ وَعَزَّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ فِي الْفِدَاءِ: مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ ، كَانَ مِنْ مَذْهَبِ عُمَرَ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَنْ سُبيَ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وأَدركه الإِسلام، وَهُوَ عِنْدَ مَنْ سَبَاهُ، أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نَسَبِهِ وَتَكُونَ قِيمَتُهُ عَلَيْهِ يؤَدّيها إِلى مَنْ سَبَاهُ، فَجَعل مَكَانَ كُلِّ رأْس مِنْهُمْ رأْساً مِنَ الرَّقِيقِ؛ وأَما قَوْلُهُ: وَفِي ابْنِ الأَمة عَبْدان ، فإِنه يُرِيدُ الرَّجُلَ الْعَرَبِيَّ يَتَزَوَّجُ أَمة لِقَوْمٍ فَتَلِدُ مِنْهُ وَلَدًا فَلَا يَجْعَلُهُ رَقِيقًا، وَلَكِنَّهُ يُفْدَى بِعَبْدَيْنِ، وإِلى هَذَا ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ رَاهَوَيْهِ، وسائرُ الْفُقَهَاءِ عَلَى خِلَافِهِ. والعَبْدُ: الْمَمْلُوكُ خِلَافُ الْحُرِّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فِي الأَصل صِفَةٌ، قَالُوا: رَجُلٌ عَبْدٌ، وَلَكِنَّهُ استُعمل اسْتِعْمَالَ الأَسماء، وَالْجَمْعُ أَعْبُد وعَبِيد مِثْلُ كَلْبٍ وكَليبٍ، وَهُوَ جَمْع عَزيزٌ، وعِبادٌ وعُبُدٌ مِثْلُ سَقْف وسُقُف؛ وأَنشد الأَخفش: انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه، ... أَسْوَدَ الجِلْدَةِ مِنْ قَوْمٍ عُبُدْ وَمِنْهُ قرأَ بعضُهم: وعُبُدَ الطاغوتِ؛ وَمِنَ الْجَمْعِ أَيضاً عِبْدانٌ، بِالْكَسْرِ، مِثْلَ جِحْشانٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: هؤُلاء قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدانُكم. وعُبْدانٌ، بِالضَّمِّ: مِثْلُ تَمْرٍ وتُمْرانٍ. وعِبِدَّان،

_ (2). قوله [وقلبها ألفاً] كذا بالأَصل المعتمد والمناسب قلبها ياء كما هو ظاهر. (3). قوله [جليدا] كذا بالأصل، وفي شرح القاموس خليداً، وفي الأَساس كليباً

مُشَدَّدَةُ الدَّالِ، وأَعابِدُ جَمْعُ أَعْبُدٍ؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِيادي يَصِفُ نَارًا: لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ، بالْعَلْياءِ، ... تُذْكيها الأَعابِدْ وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ؛ وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل. والعِبِدَّى، مَقْصُورٌ، والعبدَّاءُ، مَمْدُودٌ، والمَعْبوداء، بِالْمَدِّ، والمَعْبَدَة أَسماءُ الْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَا يَقُل أَحدكم لِمَمْلُوكِهِ عَبْدي وأَمَتي وَلْيَقُلْ فتايَ وَفَتَاتِي ؛ هَذَا عَلَى نَفْيِ الِاسْتِكْبَارِ عَلَيْهِمْ وأَنْ يَنْسُب عُبُودِيَّتَهُمْ إِليه، فإِن الْمُسْتَحِقَّ لِذَلِكَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ رَبُّ الْعِبَادِ كُلِّهِمْ والعَبيدِ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمُ العِباد لِلَّهِ، وغيرَه مِنَ الْجَمْعِ لِلَّهِ وَالْمَخْلُوقِينَ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالعِبِدَّى العَبيدَ الَّذِينَ وُلِدوا فِي المِلْك، والأُنثى عَبْدة. قَالَ الأَزهري: اجْتَمَعَ الْعَامَّةُ عَلَى تَفْرِقَةِ مَا بَيْنَ عِباد اللَّهِ وَالْمَمَالِيكِ فَقَالُوا هَذَا عَبْد مِنْ عِباد اللَّهِ، وهؤُلاء عَبيدٌ مَمَالِيكُ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لِمَنْ يَعْبُد اللَّهَ، وَمَنْ عَبَدَ دُونَهُ إِلهاً فَهُوَ مِنَ الْخَاسِرِينَ. قَالَ: وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مَوْلَاهُ فَلَا يُقَالُ عَبَدَه. قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلْمُشْرِكِينَ هُمْ عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ، وَيُقَالُ لِلْمُسْلِمِينَ عِبادُ اللَّهِ يَعْبُدُونَ اللَّهَ. وَالْعَابِدُ: المُوَحِّدُ. قَالَ اللَّيْثُ: العِبِدَّى جَمَاعَةُ العَبِيد الَّذِينَ وُلِدوا فِي العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابْنُ تَعْبِيدَةٍ أَي فِي العُبودة إِلى آبَائِهِ، قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، يُقَالُ: هَؤُلَاءِ عِبِدَّى اللَّهِ أَي عِبَادُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ: هَؤُلَاءِ عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك ؛ العِبِدَّاءُ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، جَمْعُ الْعَبْدِ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: أَنه قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ العِبِدَّى حوْلَك يَا مُحَمَّدُ؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة، وَكَانُوا يَقُولُونَ اتَّبَعَه الأَرذلون. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ لِلْعَبِيدِ مَعْبَدَةٌ؛ وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: وَمَا كَانَتْ فُقَيْمٌ، حيثُ كَانَتْ ... بِيَثْرِبَ، غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ قَالَ الأَزهري: ومثلُ مَعْبَدة جَمْعِ العَبْد مَشْيَخَةٌ جَمْعُ الشيْخ، ومَسْيَفة جَمْعُ السَّيْفِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَبَدْتُ اللَّهَ عِبادَة ومَعْبَداً. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، الْمَعْنَى مَا خَلَقْتُهُمْ إِلا لأَدعوهم إِلى عِبَادَتِي وأَنا مُرِيدٌ لِلْعِبَادَةِ مِنْهُمْ، وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ مَنْ يَعْبُدُهُ مِمَّنْ يَكْفُرُ بِهِ، وَلَوْ كَانَ خَلَقَهُمْ لِيُجْبِرَهُمْ عَلَى الْعِبَادَةِ لَكَانُوا كُلُّهُمْ عُبَّاداً مُؤْمُنِينَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ أَهل السنَّة وَالْجَمَاعَةِ. والَعبْدَلُ: العبدُ، وَلَامُهُ زَائِدَةٌ. والتِّعْبِدَةُ: المُعْرِقُ فِي المِلْكِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ العُبودةُ والعُبودِيَّة وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: عَبُدَ عُبودَة وعُبودِية. اللَّيْثُ: وأَعْبَدَه عَبْدًا مَلَّكه إِياه؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ أَعْبَدْتُ فُلَانًا أَي استَعْبَدْتُه؛ قَالَ: وَلَسْتُ أُنْكِرُ جَوَازَ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ إِن صَحَّ لِثِقَةٍ مِنَ الأَئمة فإِن السَّمَاعَ فِي اللُّغَاتِ أَولى بِنَا مِنْ خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لَا تَطَّرِدُ. وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه: صيَّره كالعَبْد، وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بِالطَّاعَةِ أَي اسْتَعْبَدَهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي، وَقَدْ كَثُرَت ... فيهمْ أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعِبْدانُ؟ وعَبَّدَه واعْتَبَده وَاسْتَعْبَدَهُ؛ اتَّخَذَهُ عَبْداً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي

أَراد: والتَّأْمِيَةِ. يُقَالُ: تَعَبَّدْتُ فُلَانًا أَي اتخذْتُه عَبْداً مِثْلُ عَبَّدْتُه سَوَاءٌ. وتأَمَّيْتُ فُلَانَةً أَي اتخذْتُها أَمَة. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثَةٌ أَنا خَصْمُهم: رَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَعبَدَ مُحَرَّراً أَي اتَّخَذَهُ عَبْدًا، وَهُوَ أَن يُعْتِقَه ثُمَّ يكْتمه إِياه، أَو يَعْتَقِلَه بَعْدَ العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخذ حُرًّا فيدَّعيه عَبْدًا وَيَتَمَلَّكَهُ؛ وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ أَعبَدْتُه جَعَلْتُهُ عَبداً. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ آيَةٌ مُشْكِلَةٌ وَسَنَذْكُرُ مَا قِيلَ فِيهَا وَنُخْبِرُ بالأَصح الأَوضح. قَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ، قَالَ: يُقَالُ هَذَا اسْتِفْهَامٌ كأَنه قَالَ أَو تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ ثُمَّ فَسَّرَ فَقَالَ: أَن عَبَّدْتَ بَنِي إِسرائيل، فَجَعَلَهُ بَدَلًا مِنَ النِّعْمَةِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَهَذَا غَلَطٌ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ الِاسْتِفْهَامُ مُلْقًى وَهُوَ يُطْلَبُ، فِيَكُونُ الِاسْتِفْهَامُ كَاْلَخَبَرِ؛ وَقَدِ استُقْبِحَ وَمَعَهُ أَمْ وَهِيَ دَلِيلٌ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ، اسْتَقْبَحُوا قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِرْ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الِاسْتِفْهَامِ أَولى وَالنَّفِيُ تَامٌّ؛ وَقَالَ أَكثرهم: الأَوّل خَبَرٌ وَالثَّانِي اسْتِفْهَامٌ فأَما وَلَيْسَ مَعَهُ أَم لَمْ يَقُلْهُ إِنسان. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ، لأَنه قَالَ وأَنت مِنَ الْكَافِرِينَ لِنِعْمَتِي أَي لِنِعْمَةِ تَرْبِيَتِي لَكَ فأَجابه فَقَالَ: نَعَمْ هِي نِعْمَةٌ عَلَيَّ أَن عبَّدْت بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَسْتَعْبِدْنِي، فَيَكُونُ مَوْضِعُ أَن رَفْعًا وَيَكُونُ نَصْبًا وَخَفْضًا، مَنْ رَفَعَ رَدَّهَا عَلَى النِّعْمَةِ كأَنه قَالَ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ تَعْبِيدُك بَنِي إِسرائيل وَلَمْ تُعَبِّدْني، وَمَنْ خَفَضَ أَو نَصَبَ أَضمر اللَّامَ؛ قَالَ الأَزهري: وَالنَّصْبُ أَحسن الْوُجُوهِ؛ الْمَعْنَى: أَن فِرْعَوْنَ لَمَّا قَالَ لِمُوسَى: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ، فاعْتَدَّ فِرْعَوْنُ عَلَى مُوسَى بأَنه ربَّاه وَلِيدًا منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ فَكَانَ مِنْ جَوَابِ مُوسَى لَهُ: تِلْكَ نِعْمَةٌ تَعْتَدُّ بِهَا عَلَيَّ لأَنك عبَّدْتَ بَنِي إِسرائيل، وَلَوْ لَمْ تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي وَلَمْ يُلْقُوني فِي الْيَمِّ، فإِنما صَارَتْ نِعْمَةً لِمَا أَقدمت عَلَيْهِ مِمَّا حَظَرَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: الْمُفَسِّرُونَ أَخرجوا هَذِهِ عَلَى جِهَةِ الإِنكار أَن تَكُونَ تِلْكَ نِعْمَةً، كأَنه قَالَ: وأَيّ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَيَّ فِي أَن عَبَّدْتَ بَنِي إِسرائيل، وَاللَّفْظُ لَفْظُ خَبَرٍ؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى يَخْرُجُ عَلَى مَا قَالُوا عَلَى أَن لَفْظَهُ لَفْظُ الْخَبَرِ وَفِيهِ تَبْكِيتُ الْمُخَاطَبِ، كأَنه قَالَ لَهُ: هَذِهِ نِعْمَةٌ أَنِ اتَّخَذْتَ بَنِي إِسرائيلَ عَبيداً وَلَمْ تَتَخِذْنِي عَبْدًا. وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤَه مِنْ قبلُ. والعِبادُ: قَوْمٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى مِنْ بطونِ الْعَرَبِ اجْتَمَعُوا عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وَقَالُوا: نَحْنُ العِبادُ، والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصارِيٍّ، نَزَلُوا بالحِيرَة، وَقِيلَ: هُمُ العَباد، بِالْفَتْحِ، وَقِيلَ لِعَبادِيٍّ: أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ؟ فَقَالَ: هَذَا ثُمَّ هَذَا. وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: العَبادي، بِفَتْحِ الْعَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا غَلَطٌ بَلْ مَكْسُورُ الْعَيْنِ؛ كَذَا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَغَيْرُهُ؛ وَمِنْهُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبادي، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَكَذَا وُجِدَ بِخَطِّ الأَزهري. وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه لَهُ؛ وَرَجُلٌ عَابِدٌ مِنْ قَوْمٍ عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ. والتَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ. والعِبادَةُ: الطَّاعَةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ

مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ؛ قرأَ أَبو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ وأَبو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلِيٍّ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ ومَن عَبَدَ الطاغوتَ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَوْلُهُ: وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ، نَسَقٌ عَلَى مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ؛ الْمَعْنَى مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَمَنْ عبَدَ الطاغوتَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يَعْنِي الشيطانَ فِيمَا سَوّلَ لَهُ وأَغواه؛ قَالَ: والطاغوتُ هُوَ الشَّيْطَانُ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ ؛ أَي نُطِيعُ الطاعةَ الَّتِي يُخْضَعُ مَعَهَا، وَقِيلَ: إِياك نُوَحِّد، قَالَ: وَمَعْنَى العبادةِ فِي اللُّغَةِ الطاعةُ مَعَ الخُضُوعِ، وَمِنْهُ طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كَانَ مُذَلَّلًا بِكَثْرَةِ الوطءِ. وقرأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّاب والأَعمش وَحَمْزَةُ: وعَبُدَ الطاغوتِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَا أَعلم لَهُ وَجْهًا إِلا أَن يَكُونَ عَبُدَ بِمْنْزِلَةِ حَذُرٍ وعَجُلٍ. وَقَالَ نَصْرٌ الرَّازِيُّ: عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه وَلَسْنَا نَعْرِفُ ذَلِكَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. قَالَ اللَّيْثُ: وعَبُدَ الطاغوتُ مَعْنَاهُ صَارَ الطاغوتُ يُعْبَدُ كَمَا يُقَالُ ظَرُفَ الرَّجُلُ وفَقُه؛ قَالَ الأَزهري: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي الْقِرَاءَةِ وَالتَّفْسِيرِ، مَا قرأَ أَحد مِنْ قرَّاء الأَمصار وَغَيْرِهِمْ وعَبُدَ الطاغوتُ، بِرَفْعِ الطَّاغُوتِ، إِنما قرأَ حَمْزَةُ وعَبُدَ الطاغوتِ وَهِيَ مَهْجُورَةٌ أَيضاً؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وقرأَ بَعْضُهُمْ وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى فِيمَا يُقَالُ خَدَمُ الطاغوتِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَمْعٍ لأَن فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعُلٍ مِثْلَ حَذُرٍ ونَدُسٍ، فِيَكُونُ الْمَعْنَى وخادِمَ الطاغوتِ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَكَرَ اللَّيْثُ أَيضاً قِرَاءَةً أُخرى مَا قرأَ بِهَا أَحد قَالَ وَهِيَ: وَعَابِدُو الطاغوتِ جَمَاعَةٌ؛ قَالَ: وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَلِيلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْقِرَاآتِ، وَكَانَ نَوْلُه أَن لَا يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وَهُوَ لَا يَحْفَظُهَا، وَالْقَارِئُ إِذا قرأَ بِهَا جَاهِلٌ، وَهَذَا دَلِيلُ أَن إِضافته كِتَابَهُ إِلى الْخَلِيلِ بْنِ أَحمد غَيْرُ صَحِيحٍ، لأَن الْخَلِيلَ كَانَ أَعقل مِنْ أَن يُسَمِّيَ مِثْلَ هَذِهِ الْحُرُوفِ قِرَاآتٍ فِي الْقُرْآنِ وَلَا تَكُونُ مَحْفُوظَةً لِقَارِئٍ مَشْهُورٍ مِنْ قُرَّاءِ الأَمصار، ونسأَل اللَّهَ الْعِصْمَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ جَمْعُ عَبيدٍ كَرَغِيفٍ ورُغُف؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قرأَ: وعُبْدَ الطاغوتِ، بإِسكان الْبَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ، وَقُرِئَ وعَبْدَ الطاغوتِ وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ مُخَفَفًا مِنْ عَبُدٍ كَمَا يُقَالُ فِي عَضُدٍ عَضْدٌ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ عَبْدَ اسْمُ الْوَاحِدِ يَدُلُّ عَلَى الْجِنْسِ وَيَجُوزُ فِي عَبْدٍ النَّصْبَ وَالرَّفْعَ، وَذَكَرَ الْفَرَّاءُ أَن أُبَيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ قَرَآ: وعَبَدوا الطاغوتَ؛ وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قرأَ: وعُبَّادَ الطاغوتِ، وَبَعْضُهُمْ: وعابِدَ الطاغوتِ؛ قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وعُبِّدَ الطاغوتُ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيضاً: وعُبَّدَ الطاغوتِ، وَمَعْنَاهُ عُبَّاد الطاغوتِ؛ وَقُرِئَ: وعَبَدَ الطاغوتِ، وَقُرِئَ: وعَبُدَ الطاغوتِ. قَالَ الأَزهري: وَالْقِرَاءَةُ الْجَيِّدَةُ الَّتِي لَا يَجُوزُ عِنْدِي غَيْرُهَا هِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ الَّتِي بِهَا قرأَ الْقُرَّاءُ الْمَشْهُورُونَ، وعَبَدَ الطاغوتَ عَلَى التَّفْسِيرِ الَّذِي بَيَّنْتُهُ أَوّلًا؛ وأَما قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَر: أَبَنِي لُبَيْنَى، لَسْتُ مُعْتَرِفاً، ... لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ أَبَني لُبَيْنى، إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل لِلضَّرُورَةِ، فَقَالَ عَبُدُ لأَن الْقَصِيدَةَ مِنَ الْكَامِلِ وَهِي حَذَّاء. وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ ؛ أَي دَائِنُونَ. وكلُّ مَنْ دانَ لِمَلِكٍ فَهُوَ عَابِدٌ لَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: فُلَانٌ عَابِدٌ

وَهُوَ الْخَاضِعُ لِرَبِّهِ الْمُسْتَسْلِمُ المُنْقاد لأَمره. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ* ؛ أَي أَطيعوا رَبَّكُمْ. وَالْمُتَعَبِّدُ: الْمُنْفَرِدُ بِالْعِبَادَةِ. والمُعَبَّد: المُكَرَّم المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد؛ قَالَ: تقولُ: أَلا تُمْسِكْ عليكَ، فإِنَّني ... أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا؟ سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ «4» مَنْ تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فِيهِ ضَمَّةٌ بَعْدَ كَسْرَةٍ، وَذَلِكَ مُسْتَثْقَلٌ فَسَكَّنَ، كَقَوْلِ جَرِيرٍ: سِيروا بَني العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم ... ونَهْرُ تِيرَى، وَلَا تَعْرِفْكُمُ العَربُ والمُعَبَّد: المُكَرَّم فِي بَيْتِ حَاتِمٍ حَيْثُ يَقُولُ: تقولُ: أَلا تُبْقِي عَلَيْكَ، فإِنَّني ... أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكينَ مُعَبَّدا؟ أَي مُعَظَّماً مَخْدُومًا. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّم. والعَبَدُ: الجَرَبُ، وَقِيلَ: الجربُ الَّذِي لَا يَنْفَعُهُ دَوَاءٌ؛ وَقَدْ عَبِدَ عَبَداً. وَبَعِيرٌ مُعَبَّد: أَصابه ذَلِكَ الجربُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مَهْنُوءٌ بالقَطِران؛ قَالَ طَرَفَةُ: إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها، ... وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ قَالَ شَمِرٌ: المُعَبَّد مِنَ الإِبل الَّذِي قَدْ عُمَّ جِلدُه كلُّه بالقَطِران؛ وَيُقَالُ: المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الَّذِي قَدْ تَسَاقَطَ وَبَرهُ فأُفْرِدَ عَنِ الإِبل لِيُهْنَأَ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً، ... إِذا مَا ضَرَبْنا رأْسَه لَا يُرَنِّحُ قَالَ: المُعَبَّد هَاهُنَا الوَتِدُ. قَالَ شَمِرٌ: قِيلَ لِلْبَعِيرِ إِذا هُنِئَ بالقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يَتَذَلَّلُ لِشَهْوَتِه القَطِرانَ وَغَيْرَهُ فَلَا يَمْتَنِعُ. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْتُ الْكِلَابِيِّينَ يَقُولُونَ: بَعِيرٌ مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ إِذا امْتَنَعَ عَلَى النَّاسِ صُعُوبَةً وَصَارَ كآبِدَةِ الْوَحْشِ. والمُعَبَّدُ: الْمُذَلَّلُ. وَالتَّعَبُّدُ: التَّذَلُّلُ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي يُترَك وَلَا يُرْكَبُ. وَالْتَعْبِيدُ: التَّذْلِيلُ. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُذَلَّلٌ. وَطَرِيقٌ مُعَبَّد: مَسْلُوكٌ مُذَلَّلٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ الْمُخْتَلِفَةُ؛ قَالَ الأَزهري: والمعبَّد الطَّرِيقُ الْمَوْطُوءُ فِي قَوْلِهِ: وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ وأَنشد شَمِرٌ: وبَلَدٍ نَائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ، ... قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ قَالَ: أَنشدنيه أَبو عدنانَ وَذَكَرَ أَن الْكِلَابِيَّةَ أَنشدته وَقَالَتِ: المعبَّد الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أَثر وَلَا علَم وَلَا مَاءٌ والمُعَبَّدة: السَّفِينَةُ المُقَيَّرة؛ قَالَ بِشْرٌ فِي سَفِينَةٍ رَكِبَهَا: مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ، ... مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بِالشَّحْمِ أَو الدُّهْنِ أَو الْقَارِ؛ وَقَوْلُ بِشْرٍ: تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها، ... لِكَذَّانِ الإِكامِ بِهِ انْتِضالُ الطَّرَقُ: اللِّينُ فِي اليَدَينِ. وَعَنَى بالمعبَّد الطَّرَق الَّذِي لَا يُبْس يَحْدُثُ عَنْهُ وَلَا جُسُوءَ فكأَنه طَرِيقٌ مُعَبَّد قَدْ سُهِّلَ وذُلِّلَ. والتَّعْبِيدُ: الاسْتِعْبَادُ وَهُوَ أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وَكَذَلِكَ الاعْتِبادُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ، والإِعبادُ مِثْلُه وَكَذَلِكَ التَّعَبُّد؛ وَقَالَ: تَعَبَّدَني نِمْرُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَدْ أُرَى ... ونِمْرُ بْنُ سَعْدٍ لِي مُطيعٌ ومُهْطِعُ

_ (4). هكذا في الأَصل.

وعَبِدَ عَلَيْهِ عَبَداً وعَبَدَةً فَهُوَ عابِدٌ وعَبدٌ: غَضِب؛ وَعَدَّاهُ الْفَرَزْدَقُ بِغَيْرِ حَرْفٍ فَقَالَ: عَلَامَ يَعْبَدُني قَوْمي، وَقَدْ كَثُرَتْ ... فِيهِمْ أَباعِرُ، ما شاؤُوا، وعُبْدانُ [عِبْدانُ]؟ أَنشده يَعْقُوبُ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ رِوَايَةُ مَنْ رَوَى يُعْبِدُني؛ وَقِيلَ: عَبِدَ عَبَداً فَهُوَ عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، وَالِاسْمُ العَبَدَةُ. والعَبَدُ: طُولُ الْغَضَبِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: عَبِد عَلَيْهِ وأَحِنَ عَلِيْهِ وأَمِدَ وأَبِدَ أَي غَضِبَ. وَقَالَ الغَنَوِيُّ: العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم، ... وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ أَعبَدُ أَي آنَفُ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الغَوَّاص: فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها، ... وَكَانَ بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا قِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ عَبَداً أَي أَنَفاً. يَقُولُ: أَنِفَ أَن تَفُوتَهُ الدُّرَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ، ويُقْرأُ: العَبِدينَ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: العَبَدُ، بِالتَّحْرِيكِ، الأَنَفُ والغَضَبُ والحَمِيَّةُ مِنْ قَوْلٍ يُسْتَحْيا مِنْهُ ويُسْتَنْكَف، وَمَنْ قرأَ العَبِدِينَ فَهُوَ مَقْصُورٌ مِنْ عَبِدَ يَعْبَدُ فَهُوَ عَبِدٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذِهِ آيَةٌ مُشْكِلَةٌ وأَنا ذَاكِرُ أَقوال السَّلَفِ فِيهَا ثُمَّ أُتْبِعُها بِالَّذِي قَالَ أَهل اللُّغَةِ وأُخبر بأَصحها عَنْدِي؛ أَما الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي قراءَة الْعَبِدِينَ، فَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ عَلَى أَني مَا عَلِمْتُ أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين، وَلَوْ قرئَ مَقْصُورًا كَانَ مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ مُحْتَمَلًا، وإِذ لَمْ يقرأْ بِهِ قَارِئٌ مَشْهُورٌ لَمْ نعبأْ بِهِ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عْيَيْنَةَ أَنه سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فأَنا أَوّل الْعَابِدِينَ ، يَقُولُ: فَكَمَا أَني لَسْتُ أَول مَنْ عَبَدَ اللَّهَ فَكَذَلِكَ لَيْسَ لِلَّهِ وَلَدٌ؛ وَقَالَ السُّدِّيُّ: قَالَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ: قُلْ إِن كَانَ عَلَى الشَّرَطِ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ كَمَا تَقُولُونَ لَكُنْتُ أَوّل مَنْ يُطِيعُهُ وَيَعْبُدُهُ؛ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: إِن كَانَ مَا كَانَ وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ عَلَى مَعْنَى مَا كَانَ، فأَنا أَوّل الْعَابِدِينَ أَوّل مَنْ عَبْدَ اللَّهِ مَنْ هَذِهِ الأُمة؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ إِن كَانَ أَي مَا كَانَ لِلرَّحْمَنِ فأَنا أَول الْعَابِدِينَ أَي الْآنِفِينَ، رَجُلٌ عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الْآنِفِينَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، وَقَالَ فأَنا أَول الْجَاحِدِينَ لِمَا تَقُولُونَ، وَيُقَالُ أَنا أَوَّل مَنْ تَعبَّده عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ مُخالَفَةً لَكُمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقِيلَ لَهُ: أَنت أَمرت بِقَتْلِ عُثْمَانَ أَو أَعَنْتَ عَلَى قَتْلِهِ فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ غَضَبَ أَنَفَةٍ؛ عَبِدَ، بِالْكَسْرِ، يَعْبَدُ عَبَداً، بِالتَّحْرِيكِ، فَهُوَ عابِدٌ وعَبِدٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: عَبِدْتُ فصَمَتُ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَا كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ، وَالْوَقْفُ عَلَى الْوَلَدِ ثُمَّ يَبْتَدِئُ: فأَنا أَوّل الْعَابِدِينَ لَهُ، عَلَى أَنه لَا وَلَدَ لَهُ وَالْوَقْفُ عَلَى الْعَابِدِينَ تَامٌّ. قَالَ الأَزهري: قَدْ ذَكَرْتُ الأَقوال وَفِيهِ قَوْلٌ أَحْسَنُ مِنْ جَمِيعِ مَا قَالُوا وأَسْوَغُ فِي اللُّغَةِ وأَبْعَدُ مِنَ الِاسْتِكْرَاهِ وأَسرع إِلى الْفَهْمِ. رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِيهِ أَنه يَقُولُ: إِن كَانَ لِلَّهِ وَلَدٌ فِي قَوْلِكُمْ فأَنا أَوّل مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَكَذَّبَكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا وَاضِحٌ، وَمِمَّا يَزِيدُهُ وُضُوحًا أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لنبيِّه: قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلْكُفَّارِ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فِي زَعْمِكُمْ فأَنا أَوّل الْعَابِدِينَ إِلهَ الخَلْق أَجمعين الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وأَوّل المُوَحِّدِين لِلرَّبِّ الْخَاضِعِينَ

الْمُطِيعِينَ لَهُ وَحْدَهُ لأَن مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَاعْتَرَفَ بأَنه مَعْبُودُهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَقَدْ دَفَعَ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ فِي دَعْوَاكُمْ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ مَعْبُودِي الَّذِي لَا ولَدَ لَهُ وَلَا والِدَ؛ قَالَ الأَزهري: وإِلى هَذَا ذَهَبَ إِبراهيم بْنُ السريِّ وَجَمَاعَةٌ مِنَ ذَوِي الْمَعْرِفَةِ؛ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي لَا يَجُوزُ عِنْدِي غَيْرُهُ. وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني ... حِياضَ المَوْتِ، واللُّجَجَ الغِمارا وأَعْبَدُوا بِهِ: اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ يَضْرِبُونَهُ. وأُعْبِدَ بِفُلانٍ: ماتَتْ راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ بِهِ، وَكَذَلِكَ أُبْدِعَ بِهِ. وعَبَّدَ الرجلُ: أَسْرعَ. وَمَا عَبَدَك عَنِّي أَي مَا حَبَسَك؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وعَبِدَ بِهِ: لَزِمَه فَلَمْ يُفارِقْه؛ عَنْهُ أَيضاً. والعَبَدَةُ: البَقاءُ؛ يُقَالُ: لَيْسَ لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وَقُوَّةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَبَدَةُ: صَلاءَةُ الطِّيب. ابْنُ الأَعرابي: العَبْدُ نَبات طَيِّبُ الرَّائِحَةِ؛ وأَنشد: حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ، ... فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنانِ قَالَ: والعَبْدُ تُكلَفُ بِهِ الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ، وَهُوَ حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الْمَاءَ. والعَبَدَةُ: النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً، ... تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ؛ وَقَالَ أَبو دُوادٍ الإِيادِيُّ: إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ ... صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ، لهَا عَبَدَه والدراهمُ العَبْدِيَّة: كَانَتْ دراهمَ أَفضل مِنْ هَذِهِ الدَّرَاهِمِ وأَكثر وَزْنًا. وَيُقَالُ: عَبِدَ فُلَانٌ إِذا نَدِمَ عَلَى شَيْءٍ يَفُوتُهُ يَلُومُ نَفْسَهُ عَلَى تَقْصِيرِ مَا كَانَ مِنْهُ. والمِعْبَدُ: المِسْحاةُ. ابْنُ الأَعرابي: المَعَابِدُ المَساحي والمُرورُ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادِي: إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ «1» وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: المَعَابِدُ العَبيدُ. وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ؛ والعَباديدُ والعَبابيدُ: الْخَيْلُ الْمُتَفَرِّقَةُ فِي ذَهَابِهَا وَمَجِيئِهَا وَلَا وَاحِدَ لَهُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَلَا يَقَعُ إِلا فِي جَمَاعَةٍ وَلَا يُقَالُ لِلْوَاحِدِ عبْدِيدٌ. الْفَرَّاءُ: العباديدُ والشَّماطِيطُ لَا يُفْرَد لَهُ واحدٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلَا يُتكلم بِهِمَا فِي الإِقبال إِنما يُتَكَلَّمُ بِهِمَا فِي التَّفَرُّق وَالذَّهَابِ. الأَصمعيُّ: يُقَالُ صَارُوا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي مُتَفَرِّقِين؛ وَذَهَبُوا عَباديدَ كَذَلِكَ إِذا ذَهَبُوا مُتَفَرِّقِينَ. وَلَا يُقَالُ أَقبلوا عَبادِيدَ. قَالُوا: وَالنِّسْبَةُ إِليهم عَبَادِيدِيُّ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ ذهَبَ إِلى أَنه لَوْ كَانَ لَهُ واحدٌ لَرُدَّ فِي النَّسَبِ إِليه. والعبادِيدُ: الآكامُ. والعَبادِيدُ: الأَطرافُ الْبَعِيدَةُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم، ... كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ وبَهْزٌ: حيٌّ مِنْ سُلَيمٍ. قَالَ: هِيَ الأَطرافُ الْبَعِيدَةُ والأَشياء المتفَرِّقةُ. قَالَ الأَصمعي: العَبابيدُ الطُّرُقُ الْمُخْتَلِفَةُ. والتَّعْبيدُ: مِنْ قَوْلِكَ مَا عَبَّدَ أَن فعَلَ ذَلِكَ أَي مَا لَبِثَ؛ وَمَا عَتَّمَ وَمَا كَذَّبَ كُلُّه: مَا لَبِثَ. وَيُقَالُ انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ يَعْدُو

_ (1). قوله [إذ يحرثنه إلخ] في شرح القاموس: وملك سليمان بن داود زلزلت ... دريدان إذ يحرثنه بالمعابد

وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ. والعَبْدُ: وَادٍ معروف في جبال طيء. وعَبُّودٌ: اسْمُ رَجُلٍ ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فَقِيلَ: نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ، وَكَانَ رَجُلًا تَماوَتَ عَلَى أَهله وَقَالَ: انْدُبِيني لأَعلم كَيْفَ تَنْدبينني، فَنَدَبَتْهُ فَمَاتَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ سَلَمَةَ: كَانَ عَبُّودٌ عَبْداً أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر فِي مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لَمْ يَنَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَبَقِيَ أُسبوعاً نَائِمًا، فَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ وَقِيلَ: نَامَ نومةَ عَبُّودٍ. وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ، تصغيرُ عَبْدانَ، وعَبِدَةُ وعَبَدَةُ: أَسماءٌ. وَمِنْهُ علقمةُ بْنُ عَبَدَة، بِالتَّحْرِيكِ، فإِما أَن يَكُونَ مِنَ العَبَدَةِ الَّتِي هِيَ البَقاءُ، وإِما أَن يَكُونَ سُمِّيَ بالعَبَدَة الَّتِي هِيَ صَلاءَةُ الطِّيبِ، وعَبْدة بْنُ الطَّبيب، بِالتَّسْكِينِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: النَّسب إِلى عَبْدِ الْقَيْسِ عَبْدِيٌّ، وَهُوَ مِنَ الْقِسْمِ الَّذِي أُضيف فِيهِ إِلى الأَول لأَنهم لَوْ قَالُوا قَيْسِيٌّ، لَالْتَبَسَ بِالْمُضَافِ إِلى قَيْس عَيْلانَ وَنَحْوِهِ، وَرُبَّمَا قَالُوا عَبْقَسِيٌّ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: وهُمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ فِي جِذْعِ نَخْلَةٍ، ... فَلَا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلَّا بِأَجْدَعَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الْمَوْصُوفَ وأَقام صِفَتَهُ مَكَانَهُ. والعَبيدتانِ: عَبيدَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ وعَبيدَةُ بْنُ عَمْرٍو. وَبَنُو عَبيدَة: حيٌّ، النَّسَبُ إِليه عُبَدِيٌّ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ. والعُبَيْدُ، مُصَغَّرٌ: اسْمُ فَرَسُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداسٍ؛ وَقَالَ: أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟ وعابِدٌ: مَوْضِعٌ. وعَبُّودٌّ: مَوْضِعٌ أَو جبلٌ. وعُبَيْدانُ: مَوْضِعٌ. وعُبَيْدانُ: ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرض الْيَمَنِ لَا يَقْرَبُه أَنِيسٌ وَلَا وَحْشٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فهَلْ كنتُ إِلَّا نَائِيًا إِذْ دَعَوْتَني، ... مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلَّاءِ باقِرُهْ وَقِيلَ: عُبَيْدانُ فِي الْبَيْتِ رَجُلٌ كَانَ رَاعِيًا لِرَجُلٍ مِنْ عَادٍ ثُمَّ أَحد بَنِي سُوَيْدٍ وَلَهُ خَبَرٌ طَوِيلٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعُبَيْدانُ اسْمُ وَادٍ يُقَالُ إِن فِيهِ حيَّة قَدْ مَنَعَتْه فَلَا يُرْعَى وَلَا يُؤْتَى؛ قَالَ النَّابِغَةُ: لِيَهْنَأْ لَكُمْ أَنْ قَدْ نَفَيْتُمْ بُيوتَنا، ... مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلَّاءِ باقِرُهْ يَقُولُ: نَفَيْتُمْ بُيُوتَنَا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ؛ وَقِيلَ: عُبَيْدَانُ هُنَا الْفَلَاةُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: عُبَيْدَانُ اسْمُ وَادِي الْحَيَّةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: المُحَلِّئِ باقِرَه، بِكَسْرِ اللَّامِ مِنَ المُحَلِّئِ وَفَتْحِ الرَّاءِ مِنْ باقِرَه، وأَوّل الْقَصِيدَةِ: أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رِسَالَةً، ... فَقَدْ أَصْبَحَتْ عَنْ مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ وَقَالَ: قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: عُبَيْدانُ رَاعٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سُوَيْدِ بْنِ عَادٍ وَكَانَ آخِرَ عَادٍ، فإِذا حَضَرَ عُبَيْدَانُ الْمَاءَ سَقَى مَاشِيَتَهُ أَوّل النَّاسِ وتأَخر النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى يَسْقِي فَلَا يُزَاحِمُهُ عَلَى الْمَاءِ أَحد، فَلَمَّا أَدرك لُقْمَانَ بْنَ عَادٍ وَاشْتَدَّ أَمره أَغار عَلَى قَوْمِ عُبَيْدَانَ فَقَتَلَ مِنْهُمْ حَتَّى ذُلُّوا، فَكَانَ لُقْمَانُ يُورِدُ إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ مَاشِيَتَهُ بَعَدَ أَن يَسْقِيَ لُقْمَانُ فَضَرَبَهُ النَّاسُ مَثَلًا. والمُنَدَّى: المَرْعَى يَكُونُ قَرِيبًا مِنَ الْمَاءِ يَكُونُ فِيهِ الحَمْضُ، فإِذا شَرِبَتِ الإِبلُ أَوّل شَرْبَةٍ نُحِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لِتَرْعَى فِيهِ، ثُمَّ تُعَادُ إِلى الشُّرْبِ فَتَشْرَبُ حَتَّى تَرْوَى وَذَلِكَ أَبقى للماءِ فِي أَجوافها.

والباقِرُ: جَمَاعَةُ البَقَر. والمُحَلِّئُ: الْمَانِعُ. الفرَّاء: يُقَالُ صُكَّ بِهِ فِي أُمِّ عُبَيْدٍ، وَهِي الفلاةُ، وَهِي الرقَّاصَةُ. قَالَ: وَقُلْتُ لِلْعَتَّابِيِّ: مَا عُبَيْدٌ؟ فَقَالَ: ابْنُ الْفَلَاةِ؛ وعُبَيْدٌ فِي قَوْلِ الأَعشى: لَمْ تُعَطَّفْ عَلَى حُوارٍ، ولم يَقْطَعْ ... عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ اسْمُ بَيْطارٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ؛ أَي فِي حِزْبي. والعُبَدِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلى بَطْنٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ جَنابٍ مِنْ قُضاعَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو العُبَيْدِ، كَمَا قَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِلى بَنِي الهُذَيْل هُذَلِيٌّ، وَهُمُ الَّذِينَ عَنَاهُمُ الأَعشى بِقَوْلِهِ: بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ، ... ولَسْتَ مِنَ الكِرامِ بَني العُبَيْدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بْنِ عَدِيِّ بْنِ جنابٍ كَانَ رَاجِعًا مِنْ غَزاةٍ، وَمَعَهُ أُسارى، وَكَانَ قَدْ لَقِيَ الأَعشى فأَخذه فِي جُمْلَةِ الأُسارى، ثُمَّ سَارَ عَمْرٌو حَتَّى نَزَلَ عِنْدَ شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ السَّمَوْأَل بْنِ عَادِيَاءَ فأَحسن نُزُلَهُ، فسأَل الأَعشى عَنِ الَّذِي أَنزله، فَقِيلَ لَهُ هُوَ شُرَيْحُ بْنُ حِصْنٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ خلَّةٌ، فأَرسل الأَعشى إِلى شُرَيْحٍ يُخْبِرُهُ بِمَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبيه، وَمَضَى شُرَيْحٌ إِلى عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ فَقَالَ: إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هَؤُلَاءِ، فَقَالَ: خُذْ مِنْهُمْ مَنْ شِئتَ، فَقَالَ: أَعطني هَذَا الأَعمى، فَقَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهَذَا الزَّمِنِ؟ خُذْ أَسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مِائَتَانِ مِنَ الإِبل، فَقَالَ: مَا أُريدُ إِلا هَذَا الأَعمى فإِني قَدْ رَحِمْتُهُ، فَوَهَبَهُ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ الأَعشى هَجَا عَمْرَو بْنَ ثَعْلَبَةَ بِبَيْتَيْنِ وَهُمَا هَذَا الْبَيْتُ [بَنُو الشَّهْرِ الْحَرَامِ] وَبَعْدَهُ: وَلَا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ، ... وَلَا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمْرَو بْنَ ثَعْلَبَةَ فأَنْفَذ إِلى شُرَيْحٍ أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي، فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: مَا إِلى ذَلِكَ سَبِيلٌ، فَقَالَ: إِنه هَجَانِي، فَقَالَ شُرَيْحٌ: لَا يَهْجُوكَ بَعْدَهَا أَبداً؛ فَقَالَ الأَعشى يَمْدَحُ شُرَيْحًا: شُرَيْحُ، لَا تَتْرُكَنِّي بعد ما عَلِقَتْ، ... حِبالَكَ اليومَ بَعْدَ القِدِّ، أَظْفارِي يَقُولُ فِيهَا: كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ بِهِ ... فِي جَحْفَلٍ، كَسَوادِ الليلِ، جَرَّارِ بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ، ... حِصْنٌ حَصِينٌ، وجارٌ غيرُ غدَّارِ خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فَقَالَ لَهُ: ... مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي فَقَالَ: ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بَيْنَهُمَا، ... فاخْتَرْ، وَمَا فِيهِمَا حَظٌّ لمُخْتارِ فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ: ... اقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جَارِي وَبِهَذَا ضُرِبَ المثلُ فِي الْوَفَاءِ بالسَّمَوْأَلِ فَقِيلَ: أَوفى مِنَ السَّمَوْأَل. وكان الحرث الأَعرج الْغَسَّانِيُّ قَدْ نَزَلَ عَلَى السموأَل، وَهُوَ فِي حِصْنِهِ، وَكَانَ وَلَدُهُ خَارِجَ الْحِصْنِ فأَسره الْغَسَّانِيُّ وَقَالَ للسموأَل: اخْتَرْ إِمّا أَن تُعْطِيَني السِّلاحَ الَّذِي أَوْدَعك إِياه إمرُؤُ الْقَيْسِ، وإِمّا أَن أَقتل وَلَدَكَ؛ فأَبى أَن يُعْطِيَهُ فَقَتَلَ وَلَدَهُ. والعَبْدانِ فِي بَنِي قُشَيْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُشَيْرٍ، وَهُوَ الأَعور، وَهُوَ ابْنُ لُبَيْنى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ قُشَير، وَهُوَ سَلَمَةُ الْخَيْرِ. والعَبيدَتانِ: عَبيدَةُ

ابن معاويةَ بْنِ قُشَيْر، وعَبيدَةُ بْنَ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ. والعَبادِلَةُ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص. عبرد: غُصْنٌ عُبَرِّدٌ: مُهْتَزٌّ نَاعِمٌ لَيِّنٌ. وَشَحْمٌ عُبَرِّدٌ: يَرْتَجُّ مِنْ رُطُوبَتِهِ. والعُبَرِّدَةُ «2»: الْبَيْضَاءُ مِنَ النِّسَاءِ النَّاعِمَةُ. وَجَارِيَةٌ عُبَرِّدَةٌ: تَرْتَجُّ مِنْ نَعْمَتِهَا. وَعُشْبٌ عُبَرِّدٌ ورُطَبٌ عُبَرِّدٌ: رقيق رديء. عتد: عَتُدَ الشيءُ عَتاداً، فَهُوَ عَتِيدٌ: جَسُمَ. والعَتِيدَةُ: وعاءُ الطِّيب ونحوهُ، مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: والعَتِيدَةُ طَبْلُ العَرائس أُعْتِدَتْ لِما تَحْتَاجُ إِليه العَرُوسُ مِنْ طِيبٍ وأَداة وبَخُور ومِشْط [مُشْط] وَغَيْرِهِ، أُدخل فِيهَا الْهَاءُ عَلَى مَذْهَبِ الأَسماء. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ: فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَها ؛ هِيَ كَالصُّنْدُوقِ الصَّغِيرِ الَّذِي تَتْرُكُ فِيهِ المرأَة مَا يَعِزُّ عَلَيْهَا مِنْ مَتَاعِهَا. وأَعْتَدَ الشيءَ: أَعَدَّه؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً أَي هَيَّأَتْ وأَعَدَّت. وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن تَاءَ أَعْتَدْتُه بَدَلٌ مِنْ دَالِ أَعْدَدْتُه. يُقَالُ: أَعْتَدْتُ الشيءَ وأَعْدَدْتُه، فَهُوَ مُعْتَدٌ وعَتِيدٌ؛ وَقَدْ عَتَّدَه تَعْتِيداً. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَعْتَدْتُ للغُرَماءِ كَلْباً ضارِياً ... عِنْدي، وفَضْلَ هِراوَةٍ مِن أَزرَقِ وَشَيْءٌ عَتِيدٌ: مُعَدٌّ حاضِرٌ. وعَتُدَ الشيءُ عَتادَةً، فَهُوَ عَتِيدٌ: حَاضِرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمِنْ هُنَاكَ سُمِّيَتِ العَتِيدَةُ الَّتِي فِيهَا طِيبُ الرَّجُلِ وأَدْهانُه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ؛ فِي رَفْعِهَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ: أَحدها أَنه عَلَى إِضمار التَّكْرِيرِ كأَنه قَالَ: هَذَا مَا لَدَيَّ هَذَا عَتِيدٌ، وَيَجُوزُ أَن تَرْفَعَهُ عَلَى أَنه خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ، كَمَا تَقُولُ هَذَا حُلْوٌ حَامِضٌ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى هَذَا شَيْءٌ لَدَيَّ عَتِيدٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بإِضمار هُوَ كأَنه قَالَ: هَذَا مَا لَدَيَّ هُوَ عَتِيدٌ، يَعْنِي مَا كَتَبَهُ مِنْ عَمَلِهِ حَاضِرٌ عِنْدِي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ قَرِيبٌ. والعَتادُ: العُدَّةُ، وَالْجَمْعُ أَعْتِدَةٌ وعُتُدٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَالْعَتَادُ الشَّيْءُ الَّذِي تُعِدُّه لأَمْرٍ مَا وتُهَيِّئُه لَهُ، يُقَالُ: أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه أَي أُهْبَتَه وَآلَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ صِفَتِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لِكُلِّ حالٍ عِنْدَهُ عَتادٌ أَي مَا يَصْلُحُ لِكُلِّ مَا يَقَعُ مِنَ الأُمور. وَيُقَالُ: إِنَّ العُدَّةَ إِنما هِيَ العُتْدَةُ، وأَعَدَّ يُعِدُّ إِنما هُوَ أَعْتَدَ يُعْتِدُ، وَلَكِنْ أُدغمت التَّاءُ فِي الدَّالِ؛ قَالَ: وأَنكر الْآخَرُونَ فَقَالُوا اشْتِقَاقُ أَعَدَّ مِنْ عَيْنٍ وَدَالَيْنِ لأَنهم يَقُولُونَ أَعددناه فَيُظْهِرُونَ الدَّالَيْنِ؛ وأَنشد: أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صَارِمًا ذَكَراً، ... مُجَرَّبَ الوقْع، غيرَ ذِي عَتَبِ وَلَمْ يَقُلْ أَعْتَدْتُ. قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ عَتَدَ بِناءً عَلَى حِدَةٍ وعَدَّ بِنَاءً مُضَاعَفًا؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الأَصوب عِنْدِي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَدَب الناسَ إِلى الصَّدقةِ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ مَنَعَ خالدُ بنُ الوليدِ والعباسُ عَمُّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمّا خَالِدٌ فإِنهم يَظْلِمون خَالِدًا، إِنَّ خَالِدًا جَعَل رقيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وأَما الْعَبَّاسُ فإِنها عَلَيْهِ ومثلُها مَعَهَا ؛ الأَعْتُدُ: جَمْعُ قِلَّةٍ للعَتاد، وَهُوَ مَا أَعدّه الرَّجُلُ مِنَ السِّلَاحِ وَالدَّوَابِّ وآلة الحرب

_ (2). قوله [غصن عبرد] كذا في الأَصل المعوّل عليه بهذا الضبط، والذي في القاموس غصن عبرود وعبارد انتهى يعني كعصفور وعلابط وقوله وشحم عبرد كذا فيه أيضاً وفي القاموس وشحم عبرود إِذا كان يرتج انتهى يعني كعصفور؛ وقوله [والعبردة إلخ] كذا فيه أَيضاً والذي في القاموس جارية عبرد كقنفذ وعلبط وعلبطة وعلابط بيضاء ناعمة ترتج من نعمتها؛ وقوله وعشب عبرد كذا فيه أيضاً والذي في القاموس عشب عبرد انتهى يعني كقنفذ

لِلْجِهَادِ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَعْتِدَةٍ أَيضاً. وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وأَعْتادَه ؛ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ: وأَعْتادَه وأَخطأَ فِيهِ وصحَّف وإِنما هُوَ أَعْتُدَه، وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَعْبُدَه، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، جَمْعُ قِلَّةٍ لِلْعَبْدِ؛ وَفِي مَعْنَى الْحَدِيثِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنَّهُ كَانَ قَدْ طُولِبَ بِالزَّكَاةِ عَنْ أَثمان الدُّرُوعِ والأَعْتُدِ عَلَى مَعْنَى أَنها كَانَتْ عِنْدَهُ للتجارة فأَخبرهم النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه لَا زَكَاةَ عَلَيْهِ فِيهَا وأَنه قَدْ جَعَلَهَا حُبساً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ اعْتَذَرَ لِخَالِدٍ وَدَافَعَ عَنْهُ؛ يَقُولُ: إِذا كَانَ خَالِدٌ قَدْ جَعَلَ أَدراعه وأَعتاده فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَرُّعًا وَتَقَرُّبًا إِلى اللَّهِ، وَهُوَ غَيْرُ وَاجِبٍ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ يَسْتَجِيزُ مَنْعَ الصَّدَقَةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِ؟ وَفَرَسٌ عَتَدٌ وعَتِدٌ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا: شَدِيدٌ تَامُّ الْخَلْقِ سَرِيعُ الْوَثْبَةِ مُعَدٌّ للجَرْيِ لَيْسَ فِيهِ اضطِرابٌ وَلَا رَخاوَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَتِيدُ الْحَاضِرُ المُعَدُّ لِلرُّكُوبِ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِمَا سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَشْعَرُ الجُعْفِيُّ: راحُوا بَصائِرُهُم عَلَى أَكتافِهِمْ، ... وبَصِيرَتي يَعْدُو بِهَا عَتَدٌ [عَتِدٌ] وَأَى وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: بِكُلِّ مُجَنَّب كالسِّيدِ نَهْدٍ، ... وكلِّ طُوالَةٍ عَتَدٍ [عَتِدٍ] نِزاقِ وَمِثْلُهُ رَجُلٌ سَبِطٌ وسَبَطٌ، وشعَرٌ رَجِلٌ ورَجَلٌ، وثَغْرٌ رَتِلٌ ورَتَلٌ أَي مُفَلَّج. والعَتُودُ: الجَدْيُ الَّذِي استَكْرَشَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بَلَغَ السِّفادَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَجْذَعَ. والعَتُودُ مِنْ أَولاد المَعَز: مَا رَعى وقَوِيَ وأَتى عَلَيْهِ حَوْل. وَفِي حَدِيثِ الأُضحية: وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي عَتُودٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وذكَرَ سِياسَتَهُ فَقَالَ: وَأَضُمُّ العَتُودَ أَي أَرُدُّه إِذا نَدَّ وشَرَدَ، وَالْجَمْعُ أَعْتِدَةٌ وعِدَّانٌ، وأَصله عِتْدانٌ إِلا أَنه أُدغم؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: واذْكُرْ غُدانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمَةً ... مِنَ الحَبَلَّقِ، تُبْنى حَوْلها الصِّيَرُ وَهُوَ العَريضُ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: العَتادُ القَدَحُ، وَهُوَ العَسْفُ والصَّحْنُ، والعَتادُ: العُسُّ مِنَ الأَثل؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سَمَّوُا القَدَحَ الضَّخْم عَتاداً؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: فكُلْ هَنِيّاً ثُمَّ لَا تُزَمِّلِ، ... وادْعُ هُديتَ بِعَتادٍ جُنْبُلِ قَالَ شَمِرٌ: أَنشد ابْنُ عَدْنَانَ وَذَكَرَ أَن أَعرابيّاً مِنْ بَلْعَنْبَرِ أَنشده هَذِهِ الأُرجوزة: يَا حمزُ هَلْ شَبِعْتَ مِنْ هَذَا الخَبَطْ؟ ... «3»؟ أَو أَنتَ فِي شَكٍّ فَهَذَا مُنْتَفَدْ، صَقْبٌ جَسِيمٌ وشَديدُ المُعْتَمَدْ: ... يَعْلُو بِهِ كلُّ عَتُودٍ ذاتِ وَدْ، عرُوقُها فِي الْبَحْرِ تَرْمي بالزَّبَدْ قَالَ: العَتُودُ السِّدْرَة أَو الطَّلْحَةُ. وعَتائِد: مَوْضِعٌ، وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنه رُبَاعِيٌّ. وعَتْيَدٌ وعِتْوَدٌ: وَادٍ أَو مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: عَتْيَدٌ مَصْنُوعٌ كَصَهْيَدٍ، وعِتْوَدٌ دُوَيْبَّةٌ مَثَّلَ بِهَا سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ. وَعَتْوَدٌ عَلَى بِناء جَهْورٍ «4»: مَأْسَدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ مقبل:

_ (3). [الخبط] كذا بالأَصل (4). قوله [على بناء جهور] في المعجم لياقوت وقال العمراني: عتود، بفتح أوله، واد، قال ويروى بكسر العين، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: جُلُوسًا به الشعب الطوال كأَنهم

جُلوساً بِهِ الشُّمُّ العِجافُ كأَنَّه ... أُسودٌ بِتَرْجٍ، أَو أُسودٌ بِعَتْوَدا وعِتْوَدٌ: اسْمُ وَادٍ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فِعْوَلٌ غَيْرُهُ، وَغَيْرُ خِرْوَعٍ. عتبد: عُتابِدٌ: موضع. عجد: العَجَدُ: الغِرْبانُ، الْوَاحِدَةُ عَجَدَة؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ يَصِفُ الْخَيْلَ: فَأَرْسَلُوهُنَّ يَهْتَلِكْنَ بِهِمْ ... شَطْرَ سَوامٍ، كأَنها العَجَدُ والعُجْدُ: الزَّبيبُ. والعُجْدُ والعُنْجُدُ: حَبُّ العِنَبِ، وَقِيلَ: حبُّ الزَّبِيبِ، وَقِيلَ: هُوَ أَرْدَؤُه، وَقِيلَ: هُوَ ثَمَرٌ يشبهه وليس به. عجرد: العَجْرَدُ والعُجارِدُ: ذَكَرُ الرَّجُلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الذَّكَرُ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ؛ وأَنشد شَمِرٌ: فَشامَ فِي وَمَّاحِ سَلْمى العَجْرَدا والمُعَجْرِدُ: العُرْيانُ. قَالَ شَمِرٌ: هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ «1». وكأَنَّ اسْمَ عَجْرَدٍ مِنْهُ مأْخوذ. وَشَجَرٌ عَجْرَدٌ ومُعَجْرِدٌ: عارٍ مِنْ وَرَقِهِ. والعَجْرَدُ: الْخَفِيفُ السَّرِيعُ. وعَجْرَدٌ: اسْمُ رَجُلٍ مَنَ الحَرُوريَّة. والعَجْرَدِيَّة مَنَ الْحَرُورِيَّةِ: ضَرْب يُنْسَبُونَ إِليه. والعَجْرَدُ: الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ. وَنَاقَةٌ عَجْرَدٌ: مِنْهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَمَّادُ عَجْرَدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: العَجارِدَةُ صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ أَصحاب عَبْدِ الْكَرِيمِ بن العَجْرَدِ. عجلد: لَبَنٌ عُجَلِدٌ: كَعُجَلِطٍ، والعُجالِدُ والعُجَلِدُ: اللَّبَنُ الخاثِرُ. عدد: العَدُّ: إِحْصاءُ الشيءِ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه. والعَدَدُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ؛ لَهُ مَعْنَيَانِ: يَكُونُ أَحصى كُلَّ شَيْءٍ مَعْدُودًا فَيَكُونُ نَصْبُهُ عَلَى الْحَالِ، يُقَالُ: عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ عَدًّا وَمَا عُدَّ فَهُوَ مَعْدود وعَدَد، كَمَا يُقَالُ: نَفَضْتُ ثَمَرَ الشَّجَرِ نَفْضاً، والمَنْفُوضُ نَفَضٌ، وَيَكُونُ مَعْنَى قوله: أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ؛ أَي إِحصاء فأَقام عَدَدًا مَقَامَ الإِحصاء لأَنه بِمَعْنَاهُ، وَالِاسْمُ الْعَدَدُ وَالْعَدِيدُ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: وَلَا نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا أَي لَا نُحْصِيه لِكَثْرَتِهِ، وَقِيلَ: لَا نَعْتَدُّهُ عَلَيْنَا مِنَّةً لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سُئِلَ عَنِ الْقِيَامَةِ مَتَى تَكُونُ، فَقَالَ: إِذا تَكَامَلَتِ العِدَّتان ؛ قِيلَ: هُمَا عِدّةُ أَهل الْجَنَّةِ وعِدَّةُ أَهلِ النَّارِ أَي إِذا تَكَامَلَتْ عِنْدَ اللَّهِ بِرُجُوعِهِمْ إِليه قَامَتِ الْقِيَامَةُ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: عَدَّه مَعَدّاً؛ وأَنشد: لَا تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ، ... كَزِّ القُصَيْرى، مُقْرِفِ المَعَدِّ «2» . قَوْلُهُ: مُقْرِفُ الْمَعَدِّ أَي مَا عُدَّ مِنْ آبَائِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن المَعَدَّ هُنَا الجَنْبُ لأَنه قَدْ قَالَ كَزِّ الْقُصَيْرَى، وَالْقُصَيْرَى عُضْو، فَمُقَابَلَةُ الْعُضْوِ بِالْعُضْوِ خَيْرٌ مِنْ مُقَابَلَتِهِ بالعِدَّة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ؛ أَي فأَفطر فَعليه كَذَا فَاكْتَفَى بِالْمُسَبَّبِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيام أُخر عَنِ السَّبَبِ الَّذِي هُوَ الإِفطار. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً عَنِ الْعَرَبِ: عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً وَوِحاداً، وأَعْدَدْت الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحاداً، ثُمَّ قَالَ: لَا أَدري أَمن الْعَدَدِ أَم مِنَ الْعُدَّةِ، فَشَكُّهُ فِي ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَن أَعددت لُغَةٌ فِي عَدَدْتُ وَلَا أَعرفها؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

_ (1). قوله [هو بكسر الراء] في القاموس الفتح أيضاً (2). قوله [لا تعدليني] بالدال المهملة، ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في المحلين وإن كان الظاهر ما هنا

رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ ... يُعَدُّ بِهَا، وَسْطَ النِّساءِ الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى احْتُسِبَ بِهَا. والعَدَدُ: مِقْدَارُ مَا يُعَدُّ ومَبْلغُه، وَالْجَمْعُ أَعداد وَكَذَلِكَ العِدّةُ، وَقِيلَ: العِدّةُ مَصْدَرٌ كالعَدِّ، والعِدّةُ أَيضاً: الْجَمَاعَةُ، قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ تَقُولُ: رأَيت عِدَّةَ رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ، وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جَمَاعَةَ كُتُبٍ. والعديدُ: الْكَثْرَةُ، وَهَذِهِ الدراهمُ عَديدُ هَذِهِ الدَّرَاهِمِ أَي مِثْلُها فِي العِدّة، جاؤوا بِهِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل، فَهُوَ مِنْ بَابِ الكَمِيعِ والنَّزيعِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هَذَا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه «1» أَي مِثْلُه وقِرْنُه، وَالْجَمْعُ الأَعْدادُ والأَبْدادُ؛ والعَدائدُ النُّظَراءُ، واحدُهم عَديدٌ. وَيُقَالُ: مَا أَكْثَرَ عَديدَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنُو فُلَانٍ عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كَانُوا لَا يُحْصَوْن كَثْرَةً كَمَا لَا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هُمْ بِعَدَدِ هَذَيْنِ الْكَثِيرِينَ. وَهُمْ يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ عَلَى عَدَدِ كَذَا أَي يَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي العَدَد، وَقِيلَ: يَتَعَدَّدُونَ عَلَيْهِ يَزيدون عَلَيْهِ فِي الْعَدَدِ، ويَتَعَادُّون إِذا اشْتَرَكُوا فِيمَا يُعادُّ بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنَ المَكارِم. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ . وَفِي الْحَدِيثِ: فَيَتعادُّ بَنُو الأُم كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلا الرَّجُلَ الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ أَنس: إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مِائَةً أَو يَزِيدُونَ عَلَيْهَا ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ يَتَعدّدون. والأَيام الْمَعْدُودَاتُ: أَيامُ التَّشْرِيقِ وَهِيَ ثَلَاثَةٌ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، وأَما الأَيام المعلوماتُ فَعَشْرُ ذِي الحِجة، عُرِّفَتْ تِلْكَ بِالتَّقْلِيلِ لأَنها ثَلَاثَةٌ، وعُرِّفَتْ هَذِهِ بالشُّهْرة لأَنها عَشَرَةٌ، وإِنما قُلِّلَ بِمَعْدُودَةٍ لأَنها نَقِيضُ قَوْلِكَ لَا تُحْصَى كَثْرَةً؛ وَمِنْهُ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ أَي قَلِيلَةٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ عَدَدٍ قَلَّ أَو كَثُرَ فَهُوَ مَعْدُودٌ، وَلَكِنْ مَعْدُودَاتٌ أَدل عَلَى القِلَّة لأَن كُلَّ قَلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلف وَالتَّاءِ نَحْوَ دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَقَعَ الأَلف وَالتَّاءُ لِلتَّكْثِيرِ. والعِدُّ: الكَثْرَةُ. يُقَالُ: إِنهم لَذُو عِدٍّ وقِبْصٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْرُجُ جَيْشٌ مِنَ الْمَشْرِقِ آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه اسْتِعْدَادًا. وعَدَدْتُ: مِنَ الأَفعال الْمُتَعَدِّيَةِ إِلى مَفْعُولَيْنِ بَعْدَ اعْتِقَادِ حَذْفِ الْوَسِيطِ. يَقُولُونَ: عَدَدْتُكَ المالَ، وَعَدَدْتُ لَكَ الْمَالَ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: عَدَدْتُكَ وَعَدَدْتُ لَكَ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَالَ. وعادَّهُم الشيءُ: تَساهَموه بَيْنَهُمْ فَسَاوَاهُمْ. وَهُمْ يَتَعادُّون إِذا اشْتَرَكُوا فِيمَا يُعادُّ فِيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ مكارِمَ أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَشياء كُلِّهَا. والعدائدُ: المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ. ابْنُ الأَعرابي: العَدِيدَةُ الحِصَّةُ، والعِدادُ الحِصَصُ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ: تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلام يَعْنِي مَنْ يَعُدُّه فِي الْمِيرَاثِ، وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ عِدَّةِ الْمَالِ؛ وَقَدْ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: العَدائد المالُ والميراثُ. والأَشْراكُ: الشَّرِكةُ؛ يَعْنِي ابْنَ الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يَقْتَسِمُونَهَا بَيْنَهُمْ شَفْعاً وَوِتْراً: سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ، وَسَهْمًا سهماً، فيقول:

_ (1). قوله [وزنه وزنه وعفره وغفره ودنه] كذا بالأَصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا

تَذْهَبُ هَذِهِ الأَنصباء عَلَى الدَّهْرِ وَتَبْقَى الرِّيَاسَةُ لِلْوَلَدِ. وَقَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ: العَدائدُ مَنْ يَعُدُّه فِي الْمِيرَاثِ، خطأٌ؛ وَقَوْلُ أَبي دُوَادَ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ: وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْزَابِ، ... ليسَ لَهَا عَدائدْ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: شَبَّهَهَا بِعَصَا الْمُسَافِرِ لأَنها مَلْسَاءُ فكأَنّ الْعَدَائِدَ هُنَا العُقَدُ، وإِن كَانَ هُوَ لَمْ يُفَسِّرْهَا. وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ لَيْسَ لها نَظَائِرُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْعَدَائِدُ الَّذِينَ يُعادُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْمِيرَاثِ. وفلانٌ عَدِيدُ بَنِي فُلَانٍ أَي يُعَدُّ فِيهِمْ. وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صَارَ مَعْدُودًا واعْتُدَّ بِهِ. وعِدادُ فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ أَي أَنه يُعَدُّ مَعَهُمْ فِي دِيوَانِهِمْ، ويُعَدُّ مِنْهُمْ فِي الدِّيوَانِ. وَفُلَانٌ فِي عِدادِ أَهل الْخَيْرِ أَي يُعَدُّ مِنْهُمْ. والعِدادُ والبِدادُ: المناهَدَة. يُقَالُ: فلانٌ عِدُّ فُلَانٍ وبِدُّه أَي قِرْنُه، وَالْجَمْعُ أَعْدادٌ وأَبْدادٌ. والعَدِيدُ: الَّذِي يُعَدُّ مِنْ أَهلك وَلَيْسَ مَعَهُمْ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ أَتيت فُلَانًا فِي يَوْمٍ عِدادٍ أَي يَوْمِ جُمُعَةٍ أَو فِطْرٍ أَو عِيدٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا يأْتينا فُلَانٌ إِلا عِدادَ القَمَرِ الثُّرَيَّا وإِلا قِرانَ القمرِ الثُّرَيَّا أَي مَا يأْتينا فِي السَّنَةِ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ أَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل: إِذا مَا قارَنَ القَمَرُ الثُّرَيَّا ... لِثَالِثَةٍ، فَقَدْ ذَهَبَ الشِّتاءُ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وإِنما يقارنُ القمرُ الثُّرَيَّا لَيْلَةً ثَالِثَةً مِنَ الْهِلَالِ، وَذَلِكَ أَول الرَّبِيعِ وَآخِرَ الشِّتَاءِ. وَيُقَالُ: مَا أَلقاه إِلا عِدَّة الثُّرَيَّا القمرَ، وإِلا عِدادَ الثُّرَيَّا القمرَ، وإِلا عدادَ الثُّرَيَّا مِنَ الْقَمَرِ أَي إِلا مَرَّةً فِي السَّنَةِ؛ وَقِيلَ: فِي عِدَّةِ نُزُولِ الْقَمَرِ الثُّرَيَّا، وَقِيلَ: هِيَ لَيْلَةٌ فِي كُلِّ شَهْرٍ يَلْتَقِي فِيهَا الثُّرَيَّا وَالْقَمَرُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَذَلِكَ أَن القمر ينزل الثريا في كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ: لأَن الْقَمَرَ يُقَارِنُ الثُّرَيَّا فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَذَلِكَ فِي خَمْسَةِ أَيام مِنْ آذَارَ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ أُسيد بْنِ الْحُلَاحِلِ: إِذا مَا قَارَنَ الْقَمَرُ الثُّرَيَّا الْبَيْتَ؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ: فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى، إِنما تُسْعِفُ النَّوَى ... قِرانَ الثُّرَيَّا مَرَّةً، ثُمَّ تَأْفُلُ [تَأْفِلُ] رأَيت بِخَطِّ الْقَاضِي شَمْسِ الدِّينِ أَحمد بْنِ خِلِّكَانَ: هَذَا الَّذِي اسْتَدْرَكَهُ الشَّيْخُ عَلَى الْجَوْهَرِيِّ لَا يُرَدُّ عَلَيْهِ لأَنه قَالَ إِن القمر ينزل الثريا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، وَهَذَا كَلَامٌ صَحِيحٌ لأَن القمر يقطع الفلك في كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، وَيَكُونُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلَةٍ وَالثُّرَيَّا مِنْ جُمْلَةِ الْمَنَازِلِ فَيَكُونُ الْقَمَرُ فِيهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّةً، وَمَا تَعَرَّضَ الْجَوْهَرِيُّ لِلْمُقَارَنَةِ حَتَّى يَقُولَ الشَّيْخُ صَوَابُهُ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: فُلَانٌ إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ وَهِيَ مِنَ العِدادِ أَي يأْتي أَهله فِي الشَّهْرِ وَالشَّهْرَيْنِ. وَيُقَالُ: بِهِ مرضٌ عِدادٌ وَهُوَ أَن يَدَعَه زَمَانًا ثُمَّ يُعَاوِدُهُ، وَقَدْ عادَّه مُعادَّة وعِداداً، وَكَذَلِكَ السَّلِيمُ وَالْمَجْنُونُ كأَنّ اشْتِقَاقَهُ مِنَ الْحِسَابِ مِنْ قِبَل عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيام أَي أَن الْوَجَعَ كأَنه يَعُدُّ مَا يَمْضِي مِنَ السَّنَةِ فإِذا تَمَّتْ عَاوَدَ الملدوغَ. والعِدادُ: اهتياجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ، وَذَلِكَ إِذا تَمَّتْ لَهُ سَنَةٌ مُذْ يَوْمِ لُدِغَ هَاجَ بِهِ الأَلم، والعِدَدُ، مَقْصُورٌ، مِنْهُ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. يُقَالُ: عادّتهُ اللَّسْعَةُ إِذا أَتته لِعِدادٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا زَالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فَهَذَا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تُرَاجِعُنِي وَيُعَاوِدُنِي أَلَمُ سُمِّها فِي أَوقاتٍ مَعْلُومَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى، ... كَمَا يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ

وَقِيلَ: عِدادُ السَّلِيمِ أَن تَعُدَّ لَهُ سَبْعَةَ أَيام، فإِن مَضَتْ رَجَوْا لَهُ البُرْءَ، وَمَا لَمْ تَمْضِ قِيلَ: هُوَ فِي عِدادِه. وَمَعْنَى قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُعادُّني تُؤْذيني وَتُرَاجِعُنِي فِي أَوقاتٍ مَعْلُومَةٍ وَيُعَاوِدُنِي أَلمُ سُمِّهَا؛ كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ فِي حَيَّةٍ لَدَغَتْ رَجُلًا: تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ وَيُقَالُ: بِهِ عِدادٌ مِنْ أَلَمٍ أَي يُعَاوِدُهُ فِي أَوقات مَعْلُومَةٍ. وعِدادُ الْحُمَّى: وَقْتُهَا المعروفُ الَّذِي لَا يكادُ يُخْطِيئُه؛ وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فَقَالَ: هُوَ الشيءُ يأْتيك لِوَقْتِهِ مِثْلُ الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ، وَكَذَلِكَ السُّمُّ الَّذِي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ، وأَصله مِنَ العَدَدِ كَمَا تَقَدَّمَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ انْقَضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ إِذا انْقَضَى أَجَلُه، وجَمْعُها العِدَدُ؛ وَمِثْلُهُ: انْقَضَتْ مُدَّتُه، وَجَمْعُهَا المُدَدُ. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: قَالَتِ امرأَة ورأَت رَجُلًا كَانَتْ عَهِدَتْه شَابًّا جَلْداً: أَين شَبابُك وجَلَدُك؟ فَقَالَ: مَنْ طَالَ أَمَدُه، وكَثُر ولَدُه، ورَقَّ عَدَدُه، ذَهَبَ جَلَدُه. قَوْلُهُ: رَقَّ عَدَدُهُ أَي سِنُوه الَّتِي بِعَدِّها ذَهَبَ أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ مَا بَقِيَ فَكَانَ عِنْدَهُ رَقِيقًا؛ وأَما قَوْلُ الهُذَلِيِّ فِي العِدادِ: هَلْ أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي؟ فَمَعْنَاهُ: هَلْ تَعْرِفِينَ وَقْتَ وَفَاتِي؟ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ لأَهل الْمَيِّتِ يَوْمٌ أَو لَيْلَةٌ يُجْتَمع فِيهِ لِلنِّيَاحَةِ عَلَيْهِ فَهُوَ عِدادٌ لَهُمْ. وعِدَّةُ المرأَة: أَيام قُروئها. وعِدَّتُها أَيضاً: أَيام إِحدادها عَلَى بَعْلِهَا وإِمساكها عَنِ الزِّينَةِ شُهُورًا كَانَ أَو أَقراء أَو وَضْعُ حَمْلٍ حَمَلَتْهُ مِنْ زَوْجِهَا. وَقَدِ اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها مِنْ وَفَاةِ زَوْجِهَا أَو طَلَاقِهِ إِياها، وجمعُ عِدَّتِها عِدَدٌ وأَصل ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ العَدِّ؛ وَقَدِ انْقَضَتْ عِدَّتُها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ تَكُنْ لِلْمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى العِدَّة لِلطَّلَاقِ. وعِدَّةُ المرأَة الْمُطْلَقَةِ والمُتَوَفَّى زَوْجُها: هِيَ مَا تَعُدُّه مِنْ أَيام أَقرائها أَو أَيام حَمْلِهَا أَو أَربعة أَشهر وَعَشْرُ لَيَالٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: إِذا دَخَلَتْ عِدَّةٌ فِي عِدَّةٍ أَجزأَت إِحداهما ؛ يُرِيدُ إِذا لَزِمَتِ المرأَة عِدَّتان مِنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ، كَفَتْ إِحداهما عَنِ الأُخرى كَمَنْ طَلَّقَ امرأَته ثَلَاثًا ثُمَّ مَاتَ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا فإِنها تَعْتَدُّ أَقصى الْعِدَّتَيْنِ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ فِي هَذَا، وَكَمَنَ مَاتَ وَزَوْجَتُهُ حَامِلٌ فَوَضَعَتْ قَبْلَ انْقِضَاءِ عِدَّةِ الْوَفَاةِ فإِن عِدَّتَهَا تَنْقَضِي بِالْوَضْعِ عِنْدَ الأَكثر. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ؛ فأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ تَعْتَدُونَها فَمِنْ بَابِ تَظَنَّيْتُ، وَحَذْفِ الْوَسِيطِ أَي تَعْتَدُّونَ بِهَا. وإِعْدادُ الشَّيْءِ واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه: إِحْضارُه؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: اسْتَعْدَدْتُ لِلْمَسَائِلِ وتَعَدَّدْتُ، وَاسْمُ ذَلِكَ العُدَّة. يُقَالُ: كُونُوا عَلَى عُدَّة، فأَما قراءةُ مَنْ قرأَ: وَلَوْ أَرادوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّهُ، فَعَلَى حَذْفِ عَلَامَةِ التأْنيث وإِقامة هَاءِ الضَّمِيرِ مُقامها لأَنهما مُشْتَرِكَتَانِ فِي أَنهما جُزْئِيَّتَانِ. والعُدَّةُ: مَا أَعددته لِحَوَادِثِ الدَّهْرِ مِنَ الْمَالِ وَالسِّلَاحِ. يُقَالُ: أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه بِمَعْنًى. قَالَ الأَخفش: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ . وَيُقَالُ: جَعَلَهُ ذَا عَدَدٍ. والعُدَّةُ: مَا أُعِدَّ لأَمر يَحْدُثُ مِثْلَ الأُهْبَةِ. يُقَالُ: أَعْدَدْتُ للأَمر عُدَّتَه. وأَعَدّه لأَمر كَذَا: هيَّأَه لَهُ. وَالِاسْتِعْدَادُ للأَمر: التَّهَيُّؤُ لَهُ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ، فإِنه إِن كَانَ كَمَا ذَهَبَ إِليه قَوْمٌ مِنْ أَنه غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ الْمِثْلَيْنِ، كَمَا يُفَرُّ مِنْهَا إِلى الإِدغام، فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وإِن كَانَ مِنَ العَتادِ فَظَاهِرٌ أَنه لَيْسَ مِنْهُ، وَمَذْهَبُ الْفَارِسِيِّ أَنه عَلَى الإِبدال. قَالَ

ابْنُ دُرَيْدٍ: والعُدَّةُ مِنَ السِّلَاحِ مَا اعْتَدَدْتَه، خُصَّ بِهِ السِّلَاحُ لَفْظًا فَلَا أَدري أَخصه فِي الْمَعْنَى أَم لَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبيض بْنَ حَمَّالٍ الْمَازِنِيَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الَّذِي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتدري مَا أَقطعته؟ إِنما أَقطعت لَهُ الماءَ العِدَّ؛ قَالَ: فرَجَعه مِنْهُ ؛ قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: العِدُّ مَوْضِعٌ يَتَّخِذُهُ النَّاسُ يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءٌ كَثِيرٌ، وَالْجَمْعُ الأَعْدادُ، ثُمَّ قَالَ: العِدُّ مَا يُجْمَعُ ويُعَدُّ؛ قَالَ الأَزهري: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ العِدِّ وَلَمْ يَعْرِفْهُ؛ قَالَ الأَصمعي: الْمَاءُ العِدُّ الدَّائِمُ الَّذِي لَهُ مَادَّةٌ لَا انْقِطَاعَ لَهَا مِثْلَ مَاءِ الْعَيْنِ وَمَاءِ الْبِئْرِ، وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَزَلُوا أَعْدادَ مِيَاهِ الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات الْمَادَّةِ كَالْعُيُونِ وَالْآبَارِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ امرأَة حَضَرَتْ ماء عِدّاً بَعْدَ ما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ فِي القَيْظِ فَقَالَ: دَعَتْ مَيَّةَ الأَعْدادُ، واسْتَبْدَلَتْ بِها ... خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ اسْتَبْدَلَتْ بِهَا: يَعْنِي مَنَازِلَهَا الَّتِي ظَعَنَتْ عَنْهَا حَاضِرَةً أَعداد الْمِيَاهِ فَخَالَفَتْهَا إِليها الْوَحْشُ وأَقامت فِي مَنَازِلِهَا؛ وَهَذَا اسْتِعَارَةٌ كَمَا قَالَ: ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ، وَوَادِياً ... يَدْعُو الأَنِيسَ بِهَا الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وَقِيلَ: العِدُّ مَاءُ الأَرض الغَزِيرُ، وَقِيلَ: العِدُّ مَا نَبَعَ مِنَ الأَرض، والكَرَعُ، مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: العِدُّ الماءُ الْقَدِيمُ الَّذِي لَا يَنْتَزِحُ؛ قَالَ الرَّاعِي: فِي كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها، ... دَيْمُومَةٍ، مَا بِهَا عِدٌّ وَلَا ثَمَدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ خَفْضُ دَيْمُومَةٍ لأَنه نَعَتٌ لِغَبْرَاءَ، وَيُرْوَى جَدَّاءَ بَدَلَ غَبْرَاءَ، وَالْجَدَّاءُ: الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا، وَكَذَلِكَ الدَّيْمُومَةُ. والعِدُّ: الْقَدِيمَةُ مِنَ الرَّكايا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ العِدِّ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ الْقَدِيمُ الَّذِي لَا يَنْتَزِحُ هَذَا الَّذِي جَرَتِ الْعَادَةُ بِهِ فِي الْعِبَارَةِ عَنْهُ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَحَذِّقِينَ: حَسَبٌ عِدٌّ كَثِيرٌ، تَشْبِيهًا بِالْمَاءِ الْكَثِيرِ وَهَذَا غَيْرُ قَوِيٍّ وأَن يَكُونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَوَرَدَتْ عِدّاً مِنَ الأَعْدادِ ... أَقدَمَ مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ، وإِنما ... أَتَتْهُمْ بِهَا الأَحلامُ والحَسَبُ العِدُّ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: سأَلت أَبا عُبَيْدَةَ عَنِ الماءِ العِدِّ، فَقَالَ لِي: الماءُ العِدُّ، بِلُغَةِ تَمِيمٍ، الْكَثِيرُ، قَالَ: وَهُوَ بِلُغَةِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الماءُ الْقَلِيلُ. قَالَ: بَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ الماءُ العِدُّ، مثلُ كاظِمَةٍ [كاظِمَةَ]، جاهِلِيٌّ إِسلامِيٌّ لَمْ يَنْزَحْ قَطُّ، وَقَالَتْ لِي الكُلابِيَّةُ: الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ؛ يُقَالُ: أَمِنَ العِدِّ هَذَا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ؟ وأَنشدتني: وماءٍ، لَيْسَ مِنْ عِدِّ الرَّكايا ... وَلَا جَلْبِ السماءِ، قدِ اسْتَقَيْتُ وَقَالَتْ: ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ، قَلَّ أَو كَثُرَ. وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ: أَوّلُهما وأَفضلهما؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَلِي عَلَى عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ: الزَّمانُ والعَهْدُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يُخَاطِبُ مِسْكِينًا الدَّارِمِيَّ وَكَانَ قَدْ رَثَى زِيَادَ بْنَ أَبيه فَقَالَ: أَمِسْكِينُ، أَبْكَى اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما ... جَرَى فِي ضَلالٍ دَمْعُها، فَتَحَدَّرَا

أَقولُ لَهُ لمَّا أَتاني نَعِيُّهُ: ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً مِنْ آلِ مَيْسانَ كافِراً، ... كَكِسرى عَلَى عِدَّانِه، أَو كَقَيْصَرا؟ قَوْلُهُ: بِهِ لَا بِظَبْيٍ، يُرِيدُ: بِهِ الهَلَكَةُ، فَحَذَفَ المبتدأَ. مَعْنَاهُ: أَوقع اللَّهُ بِهِ الْهِلْكَةَ لَا بِمَنْ يُهِمُّنِي أَمره. قَالَ: وَهُوَ مِنَ العُدَّة كأَنه أُعِدَّ لَهُ وهُيِّئَ. وأَنا عَلَى عِدَّانِ ذَلِكَ أَي حِينِهِ وإِبَّانِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى عَدَّانِ فُلَانٍ وعِدَّانِه أَي عَلَى عَهْدِهِ وَزَمَانِهِ، وأَورده الأَزهري فِي عَدَنَ أَيضاً. وَجِئْتُ عَلَى عِدَّانِ تَفْعَلُ ذَلِكَ وعَدَّان تَفْعَلُ ذَلِكَ أَي حِينِهِ. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي عِدَّانِ شَبَابِهِ وعِدَّانِ مُلْكِه وَهُوَ أَفضله وأَكثره؛ قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ أَن ذَلِكَ كَانَ مُهَيَّأً مُعَدّاً. وعِدادُ الْقَوْسِ: صَوْتُهَا ورَنِينُها وَهُوَ صَوْتُ الْوَتَرِ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْراءَ ... هَتُوفٍ، عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ: بَثرٌ يَكُونُ فِي الْوَجْهِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ وَقِيلَ: العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يَخْرُجُ عَلَى وُجُوهِ المِلاح. يُقَالُ: قَدِ اسْتَكْمَتَ العُدُّ فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه مِنَ القَيْح فافْضَخْه حَتَّى تَمْسَحَ عَنْهُ قَيْحَهُ؛ قَالَ: والقَبْحُ، بِالْبَاءِ، الكَسْرُ. ابْنُ الأَعرابي: العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ. وعَدْعَدَ فِي الْمَشْيِ وَغَيْرِهِ عَدْعَدَةً: أَسرع. وَيَوْمُ العِدادِ: يَوْمُ الْعَطَاءِ؛ قَالَ عَتَبَةُ بْنُ الْوَعْلِ: وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لِبَعْلِهَا: ... أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّرا قَالَ: والعِدادُ يومُ العَطاءِ؛ والعِدادُ يومُ العَرْض؛ وأَنشد شَمِرٌ لجَهْم بنِ سَبَلٍ: مِنَ البيضِ العَقَائِلِ، لَمْ يُقَصِّرْ ... بِهَا الآباءُ فِي يَوْمِ العِدادِ قَالَ شَمِرٌ: أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بَعْضًا. وَيُقَالُ: بِالرَّجُلِ عِدادٌ أَي مَسٌّ مِنْ جُنُونٍ، وَقَيَّدَهُ الأَزهري فَقَالَ: هُوَ شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ فِي أَوقاتٍ مَعلومة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَغْلِ إِذا زَجَرْتَهُ عَدْعَدْ، قَالَ: وعَدَسْ مثلُه. والعَدْعَدةُ: صوتُ الْقَطَا وكأَنه حِكَايَةٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ، وَلَا أَرى ... بَعِيداً غَداً، مَا أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يَقُولُ: لِكُلِّ إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذَهَبَتِ النُّفُوسُ ذَهَبَتْ مِيَتُهُم كُلُّهَا. وأَما العِدّانُ جَمْعُ العتُودِ، فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَنْ تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ مِنْ أَن تَرَاهُ؛ وَهُوَ تَصْغِيرُ مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ، وإِنما خُفِّفَتِ الدَّالُ اسْتِثْقَالًا لِلْجَمْعِ بَيْنَ الشَّدِيدَتَيْنِ مَعَ يَاءِ التَّصْغِيرِ، يُضْرَب للرجُل الَّذِي لَهُ صيتٌ وذِكْرٌ فِي النَّاسِ، فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ لَا أَنْ تراهُ؛ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ بِهِ وَلَا تَرَه. والمَعَدَّانِ: موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ. ومَعَدٌّ: أَبو الْعَرَبِ وَهُوَ مَعَدُّ بنُ عَدْنانَ، وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ لِقَوْلِهِمْ تَمَعْدَدَ لِقِلَّة تَمَفْعَلَ فِي الْكَلَامِ، وَقَدْ خولِفَ فِيهِ. وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم، أَو انْتَسَبَ إِليهم، أَو تَصَبَّرَ عَلَى عَيْش مَعَدّ. وَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِيهِ قَوْلَانِ: يُقَالُ هُوَ مِنَ الغِلَظِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْغُلَامِ

إِذا شبَّ وغلُظ: قَدْ تَمَعْدَدَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تَمَعْدَدا وَيُقَالُ: تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ، وَكَانُوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ فِي الْمَعَاشِ؛ يَقُولُ: فَكُونُوا مثلَهم وَدَعَوُا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَلَيْكُمْ باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وأَما قَوْلُ مَعْنِ بْنِ أَوس: قِفَا، إِنها أَمْسَت قِفاراً ومَن بِهَا، ... وإِن كَانَ مِن ذِي وُدِّنا قَدْ تَمَعْدَدَا فإِنه يُرِيدُ تَبَاعَدَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَذْكُرَ تَمَعْدَدَ فِي فَصْلِ مَعَدَ لأَن الْمِيمَ أَصلية. قَالَ: وَكَذَا ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ قولَهم مَعَدٌّ فَقَالَ الْمِيمُ أَصلية لِقَوْلِهِمْ تَمَعْدَدَ. قَالَ: وَلَا يُحْمَلُ عَلَى تمَفْعل مِثْلَ تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه، وَتَمَعْدَدَ فِي بَيْتِ ابْنِ أَوْس هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ مَعَدَ فِي الأَرض إِذا أَبعد فِي الذَّهَابِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَصْلِ مَعَدَ مُسْتَوْفًى؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَخْشَى عَلَيْهِ طَيِّئاً وأَسَدَا، ... وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي أَبْعَدَا فِي الذَّهَابِ؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ: أَنه يَقُولُ لِصَاحِبَيْهِ: قِفَا عَلَيْهَا لأَنها مَنْزِلُ أَحبابِنا وإِن كَانَتِ الْآنَ خَالِيَةً، واسمُ كَانَ مُضْمَرًا فِيهَا يَعُودُ عَلَى مَن، وَقَبْلَ الْبَيْتِ: قِفَا نَبْكِ، فِي أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ ... لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ، تُثابَا وتُحْمَدَا عرد: عَرَدَ النابُ يَعْرُدُ عُرُوداً: خَرَجَ كلُّه وَاشْتَدَّ وَانْتَصَبَ، وَكَذَلِكَ النباتُ. وكلُّ شيءٍ مُنْتَصِبٍ شديدٍ: عَرْدٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَساً قَالَ الأَصمعي: عَرْداً غَلِيظًا. مِرْأَساً: مِصَكّاً للرؤوس. وعَرَدَتْ أَنيابُ الْجَمَلِ: غَلُظَتْ واشتدَّت. وعَرَدَ الشيءُ يَعْرُدُ عُرُوداً: غلُظ. والعُرُدُّ والعُرُنْدُ: الشديدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، نُونُهُ بَدَلٌ مِنَ الدَّالِ. الْفَرَّاءُ: رُمْحٌ مِتَلٌّ وَرُمْحٌ عُرُدٌّ ووتَرٌ عُرُدٌّ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: شديدٌ؛ وأَنشد: والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُرُدُّ، ... مثِلُ جِران الفِيلِ أَو أَشَدُّ وَيُرْوَى: مِثْلُ ذِرَاعِ الْبِكْرِ؛ شَبَّه الوَتَرَ بِذِرَاعِ الْبَعِيرِ فِي تَوَتُّرِه. وَوَرَدَ هَذَا أَيضاً فِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: والقَوْسُ فيها وتَرٌ عُرُدٌّ ؛ العُرُدُّ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: إِنه لَقَويٌّ شَدِيدٌ عُرُدٌّ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: وَتَرٌ عُرُنْد أَي غَلِيظٌ؛ وَنَظِيرُهُ مِنَ الْكَلَامِ تُرُنْجٌ. والعَرْدُ: ذَكَر الإِنسان، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، وَجَمْعُهُ أَعْراد، وَقِيلَ: العَرْدُ الذَّكَرُ إِذا انْتَشَرَ واتْمَهَلَّ وصَلُبَ. قَالَ اللَّيْثُ: العَرْدُ الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الصُّلْبُ المنتصبُ؛ يُقَالُ: إِنه لعَرْدُ مَغْرِزِ العُنُق؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَرْدَ التَّراقِي حَشْوَراً مُعَقْرَبا وعَرَّدَ الرجلُ إِذا قَوِيَ جسمُه بَعْدَ الْمَرَضِ. وعَرَدَتِ الشجرةُ تعردُ عُرُوداً ونَجَمَتْ نُجُوماً: طَلَعَتْ، وَقِيلَ: اعْوَجَّتْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَرَدَ النبتُ يَعْرُدُ عُرُوداً طَلَعَ وَارْتَفَعَ، وَقِيلَ: خَرَجَ عَنْ نَعْمَتِه وغُضُوضَتِه فاشتدَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُصَعِّدْن رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها ... زِجاجُ القَنا، مِنْهَا نَجِيمٌ وعارِدُ وَفِي النَّوَادِرِ: عَرَدَ الشجرُ وأَعْرَدَ إِذا غَلُظَ وكَبُرَ.

والعارِدُ: المُنْتَبِذُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ جُلاعِدا، ... لَمْ يَرْعَ بالأَصْيافِ إِلا فارِدا تَرَى شُؤونَ رأْسِهِ العَوارِدَا، ... مَضْبورَةً إِلى شَبَا حَدائِدَا أَي مُنْتَبِذَةً بعضُها مِنْ بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ترى شؤون رأْسها والصواب شؤون رأْسه لأَنه يَصِفُ فَحْلًا. وَمَعْنَى صَوَّى لَهَا أَي اخْتَارَ لَهَا فَحْلًا. والكِدْنَةُ: الغِلَظُ. والجُلاعِدُ: الشديدُ الصلْبُ. وعَرَّدَ الرَّجُلُ عَنْ قِرْنِه إِذا أَحْجَمَ ونَكَلَ. والتَّعْرِيدُ: الفِرارُ، وَقِيلَ: التَّعْرِيدُ سرعةُ الذَّهَابِ فِي الْهَزِيمَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ هَزِيمَةَ أَبي نَعَامَة الحَرُورِيِّ: لمَّا اسْتَباحُوا عَبْدَ رَبٍّ، عَرَّدَتْ ... بأَبي نَعَامَةَ أُمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ وعَرَّدَ الرجلُ تَعْرِيداً أَي فَرَّ. وعَرِدَ الرجلُ إِذا هَرَبَ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: ضَرْبٌ إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ أَي فَرُّوا وأَعْرَضُوا، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، مِنَ التَّغْرِيدِ التَّطْريب. وعَرَّدَ السهمُ تَعْرِيدًا إِذا نَفَذَ مِنَ الرَّمِية؛ قَالَ سَاعِدَةُ: فجَالَتْ وخَالَتْ أَنه لَمْ يَقَعْ بِهَا، ... وَقَدْ خَلَّها قِدْحٌ صَويبٌ مُعَرِّدُ مُعَرِّدٌ أَي نافِذٌ. وخَلَّها أَي دَخَلَ فِيهَا. وصويبٌ: صائبٌ قاصِد. وعَرَّدَ: تَرَك القصدَ وَانْهَزَمَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فمَضَى وقَدَّمها، وَكَانَتْ عَادَةً ... مِنْهُ إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَنَّثَ الإِقدامَ لِتَعَلُّقِهِ بِهَا، كَقَوْلِهِ: مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وعَرَدَ الحَجَرَ يَعْرُدُهُ عَرْداً: رَمَاهُ رَمْياً بَعِيدًا. والعَرَّادَةُ: شِبْهُ المَنْجَنِيقِ صَغِيرَةٌ، وَالْجَمْعُ العَرَّاداتُ. والعَرادُ والعَرادَةُ: حشيشٌ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَقِيلَ: حَمْضٌ تأْكله الإِبل وَمَنَابِتُهُ الرَّمْلُ وَسُهُولُ الرَّمْلِ؛ وَقَالَ الرَّاعِي وَوَصَفَ إِبله: إِذا أَخلَفَتْ صَوْبَ الرَّبِيعِ؛ وَصَالهَا ... عَرادٌ وحاذٌ أَلْبَسَا كلَّ أَحْرَعَا «2» . وَقِيلَ: هُوَ مِنْ نَجِيل العَذاة، وَاحِدَتُهُ عَرادَةٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. قَالَ الأَزهري: رأَيتُ العَرادَةَ فِي الْبَادِيَةِ وَهِيَ صُلْبةُ العُود مُنْتَشِرَةُ الأَغصان لَا رَائِحَةَ لَهَا؛ قَالَ: وَالَّذِي أَراد اللَّيْثُ الْعَرَادَةُ فِيمَا أَحْسَبُ وَهِيَ بَهارُ البَرِّ، وعَرادٌ عَرِدٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ قِيلَ لِلضَّبِّ: وِرْداً وِرْداً؛ فَقَالَ: أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدَا، ... لَا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا، إِلَّا عَراداً عَرِدَا، ... وصِلِّياناً بَرِدَا، وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا وإِنما أَراد عَارِدًا وَبَارِدًا فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ. والعَرادةُ: شَجَرَةٌ صُلْبَةُ العُود، وَجَمْعُهَا عَرادٌ. وعَرادٌ: نبتٌ صُلْبٌ مُنْتَصِبٌ. وعَرَّدَ النجمُ إِذا مَالَ لِلْغُرُوبِ بَعْدَ ما يُكَبِّدُ السماءَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وهَمَّتِ الجَوْزَاءُ بالتَّعْريدِ

_ (2). قوله [وصالها] كذا رسم هنا بألف بين الصاد واللام وفي ح وذ أَيضاً بالأَصل المعول عليه ولعله وصى بالياء بمعنى اتصل

ونِيقٌ مُعَرِّدٌ: مُرْتَفَعٌ طَوِيلٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وإِني، وإِيَّاكم ومَن فِي حِبالِكُمْ، ... كَمَنْ حَبْلُه فِي رأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الرَّاعِي: بأَطْيَبَ مِنْ ثَوْبَيْنِ تَأْوي إِليهما ... سُعادُ، إِذا نجْمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا أَي ارْتَفَعَ؛ وَقَالَ أَيضاً: فجاءَ بأَشْوَالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ ... طَرُوقاً، وَقَدْ أَقْعَى سُهَيْلٌ فَعَرَّدا قَالَ: أَقعى ارْتَفَعَ ثُمَّ لَمْ يَبْرَحْ. وَيُقَالُ: عَرَّدَ فُلَانٌ بِحَاجَتِنَا إِذا لَمْ يَقْضِهَا. والعَرادة: الجَرادة الأُنثى. والعَرِيدَ: الْبَعِيدُ، يَمَانِيَةٌ. وَمَا زَالَ ذَلِكَ عَرِيدَه أَي دَأْبَه وهِجِّيراهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَرادةُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَتاني عَنْ عَرادةَ قَوْلُ سَوْءٍ، ... فَلا وأَبي عَرادَةُ مَا أَصابا عَرادَةُ مِن بَقِيَّةِ قومِ لوطٍ، ... أَلا تَبّاً لِمَا صَنَعوا تَبَابا والعَرادة: اسْمُ فَرَسٍ مِنْ خَيْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ كَلْحَبَةُ وَاسْمُهُ هُبَيرَةُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ: تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بنِ بكرٍ: ... أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَم بَهِيمُ؟ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ، وَلَكِنْ ... كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ والعَرّادةُ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: فَرَسُ أَبي دُوادٍ. وَفُلَانٌ فِي عَرادة خَيرٍ أَي فِي حَالِ خَيْرٍ. والعَرَنْدَدُ: الصُّلْبُ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بسفرجل. عربد: العِرْبِدُ: الحيَّةُ الْخَفِيفَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والعِرْبِدُّ والعِرْبَدُّ كِلَاهُمَا: حَيَّةٌ تَنْفُخ وَلَا تؤْذِي، مِثَالُ سِلْغَدّ مُلْحَقٍ بِجِرْدَحْلٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَنها الحيَّة الْخَبِيثَةُ، لأَن ابْنَ الأَعرابي قَدْ أَنشد: إِنِّي، إِذا مَا الأَمرُ كَانَ جِدَّا، ... وَلَمْ أَجِدْ مِنَ اقتِحامٍ بُدَّا، لاقِي العِدى فِي حَيَّةٍ عِرْبَدَّا فَكَيْفَ يَصِفُ نَفْسَهُ بأَنه حَيَّةً يَنْفُخُ الْعِدَى وَلَا يُؤْذِيهِمُ؟ الأُفْعُوانُ يُسَمَّى العِرْبَدّ: وَهُوَ الذَّكَرُ مِنَ الأَفاعي، وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ حَيَّةٌ حَمْرَاءُ خَبِيثَةٌ، وَمِنْهُ اشْتُقَّتْ عَرْبَدَةُ الشَّارِبِ؛ وأَنشد: مُولَعَة بِخُلُقِ العِرْبَدِّ وَقَدْ قِيلَ: العربدُّ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد: لقدْ غَضِبْنَ غَضَباً عِرْبَدَّا أَبو خَيْرَةَ وَابْنُ شُمَيْلٍ: الْعِرْبَدُّ، الدَّالُّ شَدِيدَةٌ: حَيَّةٌ أَحمر أَرقشُ بِكُدْرة وَسَوَادٍ لَا يَزَالُ ظَاهِرًا عِنْدَنَا وَقَلَّمَا يَظْلِمُ إِلا أَن يُؤْذَى، لَا صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ. وَيُقَالُ للمُعَرْبِدِ: عِرْبيدٌ كأَنه شُبِّهَ بِالْحَيَّةِ. والعِرْبيدُ والمُعَربِدُ: السَّوَّار فِي السُّكْر، مِنْهُ. وَرَجُلٌ عِرْبَدٌّ وعِرْبِيدٌ ومعربدٌ: شِرِّير مُشارٌّ. والعِرْبِدُ: الأَرض الخَشِنَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: العَرْبَدَة سُوءُ الخُلُق. وَرَجُلٌ مُعَرْبِدٌ: يؤْذي نَدِيمَهُ فِي سكره. عرجد: العُرْجُود: أَصل العِذْقِ مِنَ التَّمْرِ وَالْعِنَبِ حَتَّى يُقطفا. الأَزهري: الْعُرْجُودُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْعِنَبِ أَوّل مَا يَخْرُجُ كَالثَّآلِيلِ. وَالْعُرْجُودُ: العُرْجُون وَهُوَ مِنَ الْعِنَبِ عُرْجُونٌ صَغُر؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ العُرْجُدُ والعُرْجُدُّ. والعُرْجود: لعُرْجون النخل. عرقد: العَرْقَدَة: شِدَّةُ فَتْلِ الْحَبْلِ وَنَحْوِهِ مِنَ الأَشياء كلها.

عزد: العَزْدُ والعَصْدُ: الْجِمَاعُ. عَزَدَها يَعْزِدُها عَزْداً: جَامَعَهَا. عسد: عَسَدَ الحبْلَ يَعْسِدُه عَسْداً: أَحكم فَتْلَهُ. والعَسْدُ: لُغَةٌ فِي العَزْد، وَهُوَ الْجِمَاعُ، كالأَسْد والأَزْد. يُقَالُ: عَسَدَ فلانٌ جاريتَه وعزَدَها وعَصَدَها إِذا جَامَعَهَا. وَجَمَلٌ عِسْوَدٌّ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. والعِسْوَدَّةُ: دُوَيبَّة بَيْضَاءُ كأَنها شَحْمَةٌ يُقَالُ لَهَا بِنْتُ النَّقا تَكُونُ فِي الرَّمْلِ، يُشَبَّهُ بِهَا بَنانُ الْجَوَارِي، وَيُجْمَعُ عَساوِدَ وعِسْوَدّاتٍ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العسودُّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ: العَضْرَفوطُ. وَقَالَ الأَزهري: بِنْتُ النَّقَا غَيْرُ الْعَضْرَفُوطِ لأَن بِنْتَ النَّقَا تُشْبِهُ السَّمَكَةَ، والعَضْرفُوطُ مِنَ العِظاءِ وَلَهَا قَوَائِمُ؛ وَقِيلَ: العِسْوَدَّة تُشْبِهُ الحُكَأَة أَصغر مِنْهَا وأَدق رأْساً سَوْدَاءُ غَبْرَاءُ؛ وَقِيلَ: العِسْوَدُّ دَسَّاسٌ يَكُونُ فِي الأَنقاء. ابْنُ الأَعرابي: الْعِسْوَدُّ وَالْعِرْبَدُّ الْحَيَّةُ. قَالَ الأَزهري وَقَالَ بَعْضُهُمْ: العَسْدُ هُوَ البَبْر وأَنا لَا أَعرفه. وتفرَّق القومُ عُسادَياتٍ أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ. عسجد: العَسْجَدُ: الذَّهَبُ؛ وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لِلْجَوْهَرِ كُلِّهِ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْعَسْجَدِ؛ فَرَوَى أَبو نَصْرٍ عَنِ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: إِذا اصْطَكّتْ بِضيقٍ حُجْرَتاها، ... تَلَاقَى العَسْجَدِيَّةُ واللَّطيمُ قَالَ: الْعَسْجَدِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى سُوقٍ يَكُونُ فِيهَا الْعَسْجَدُ وَهُوَ الذَّهَبُ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي عَنِ الْمُفَضَّلِ أَنه قَالَ: الْعَسْجَدِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْلٍ كَرِيمٍ يُقَالُ لَهُ عَسْجَد؛ قَالَ وأَنشده الأَصمعي: بَنونَ وهَجْمَةٌ، كأَشاءِ بُسٍّ، ... تَحِلِّي العَسْجَدِيَّة واللَّطِيمِ «3» . قَالَ: الْعَسْجَدُ الذَّهَبُ، وَكَذَلِكَ العِقْيانُ، والعَسْجَدية رِكَابُ الْمُلُوكِ، وَهِيَ إِبل كَانَتْ تُزَيَّنُ لِلنُّعْمَانِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الْعَسْجَدِيَّةُ رِكَابُ الْمُلُوكِ الَّتِي تَحْمِلُ الدِّقَّ الْكَثِيرَ الثَّمَنِ لَيْسَ بِجَافٍ. واللَّطيمةُ: سُوقٌ فِيهَا بَزُّ وطِيبٌ. وَيُقَالُ: أَعظمُ لَطِيمَةٍ مِنْ مِسْك أَي قِطْعَةٍ. وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: فِي الْعَسْجَدِيَّةِ قَوْلَانِ: أَحدهما تَلَاقَى أَولادُ عَسْجَدٍ وَهُوَ الْبَعِيرُ الضَّخْمُ؛ وَيُقَالُ: الإِبل تَحْمِل الْعَسْجَدَ وَهُوَ الذَّهَبُ؛ وَيُقَالُ: اللَّطِيمُ الصَّغِيرُ مِنِ الإِبل سُمِّيَ لَطِيمًا لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ تأْخذ الْفَصِيلَ إِذا صَارَ لَهُ وَقْتٌ مِنْ سِنِّهِ، فتقبلُ بِهِ سُهَيْلًا إِذا طَلَعَ ثُمَّ تَلْطِمُ خدَّه، وَيُقَالُ لَهُ: اذْهَبْ لَا تَذُقْ بَعْدَهَا قَطْرَةً. والعَسْجَدِيَّةُ: العِيرُ الَّتِي تَحْمِلُ الذَّهَبَ وَالْمَالَ، وَقِيلَ: هِيَ كِبَارُ الإِبل. والعَسْجَدُ: مِنْ فُحُولِ الإِبل، مَعْرُوفٌ، وَهُوَ الْعَسْجَدِيُّ أَيضاً كأَنه مِنْ إِضافة الشيءِ إِلى نَفْسِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فِيهمْ بَناتُ العَسْجَدِيّ ولاحِقٍ، ... وُرْقاً مراكِلُها مِنَ المِضْمارِ الْجَوْهَرِيُّ: الْعَسْجَدِيَّةُ فِي قَوْلِ الأَعشى: فالعَسْجَدِيَّةُ فالأَبْواءُ فالرِّجَلُ اسْمُ مَوْضِعٍ. الأَزهري: الْعَسْجَدِيُّ اسْمُ فَرَسٍ لِبَنِي أَسَدٍ مِنْ نِتاج الدِّيناريّ بْنِ الهُمَيْسِ بْنِ زَادِ الرَّكْبِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْعَسْجَدُ هُوَ أَحد مَا جاءَ مِنْ الرُّبَاعِيِّ بِغَيْرِ حرْف ذَوْلَقيٍّ، وَالْحُرُوفُ الذَّوْلَقِيَّةُ سِتَّةٌ: ثَلَاثَةٌ مِنْ طَرف اللِّسَانِ وَهِيَ الرَّاءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ، وَثَلَاثَةٌ شَفَهِيَّة وَهِيَ الْبَاءُ وَالْفَاءُ وَالْمِيمُ، وَلَا نَجِدُ كَلِمَةٌ رُبَاعِيَّةٌ أَو خُمَاسِيَّةٌ إِلا وَفِيهَا حَرْفٌ أَو حرفان

_ (3). قوله [بنون إلخ] بياقوت بدل المصراع الثاني ما نصه [صفايا كنة الآبار كوم] فالظاهر أَن ما هنا عجز بيت آخر

مِنْ هَذِهِ السِّتَّةِ أَحرف، إِلا مَا جاءَ نَحْوَ عسجد وما أَشبهه. عسقد: العُسْقُد: الرجلُ الطُّوالُ فِيهِ لَوْثَةٌ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. الأَزهري: العُسْقُدُ الطويلُ الأَحمقُ. عشد: عَشَدَه يَعْشِدُه عَشْداً: جَمَعَه. عصد: العَصْدُ: اللَّيُّ. عَصَدَ الشيءَ يَعْصِدُه عَصْداً، فَهُوَ مَعْصُود وعَصيدٌ: لَوَاهُ؛ والعَصِيدَةُ مِنْهُ، والمِعْصَدُ مَا تُعْصَدُ بِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعصيدَةُ الَّتِي تَعْصِدُها بِالْمِسْوَاطِ فَتُمِرُّها بِهِ، فَتَنْقَلِبُ وَلَا يَبْقَى فِي الإِناءِ مِنْهَا شَيْءٌ إِلا انْقَلَبَ. وَفِي حَدِيثِ خَوْلَةَ: فقَرَّبْتُ لَهُ عَصِيدَةً ؛ هُوَ دَقِيقٌ يُلَتُّ بِالسَّمْنِ وَيُطْبَخُ. يُقَالُ: عَصَدْتُ الْعَصِيدَةَ وأَعْصَدْتُها أَي اتَّخَذَتْهَا. وعَصَدَ الْبَعِيرُ عُنُقَهُ: لَوَاهُ نَحْوَ حارِكِه لِلْمَوْتِ؛ يَعْصدُه عُصُوداً، فَهُوَ عَاصِدٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. يُقَالُ: عَصَدَ فُلَانٌ «1» يَعْصُدُ عُصُوداً مَاتَ؛ وأَنشد شَمِرٌ: عَلَى الرَّحْلِ ممَّا مَنَّه السيْرُ عاصِدُ وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَاصِدُ هَاهُنَا الَّذِي يَعْصِدُ العصِيدة أَي يُدِيرُهَا وَيُقَلِّبُهَا بالمِعْصَدَة؛ شبَّه الناعسَ بِهِ لِخَفَقَانِ رأْسه. قَالَ: وَمَنْ قَالَ إِنه أَراد الْمَيِّتَ بِالْعَاصِدِ فَقَدْ أَخطأَ. وعَصَدَ السَّهْمُ: الْتَوَى فِي مَرٍّ وَلَمْ يَقْصِد الهَدَف. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يومٌ عَطُودٌ «2» وعَطَوَّدٌ وعَصَوَّدٌ أَي طَوِيلٌ. ورَكِبَ فُلَانٌ عِصْوَدَّه أَي رأْيه وعِرْبَدَّهُ إِذا رَكِبَ رأْيَه. والعَصْدُ والعَزْدُ: النكاحُ لَا فِعْلَ لَهُ. وَقَالَ كُرَاعٌ: عصَدَ الرجلُ المرأَة يَعْصِدُها عَصْداً وعزَدَها عَزْداً: نَكَحَهَا، فجاءَ لَهُ بِفِعْلٍ. وأَعْصِدْني عَصْداً مِنْ حِمَارِكَ وعَزْداً، عَلَى الْمُضَارَعَةِ، أَي أَعِرْني إِياه لأُنْزِيَه عَلَى أَتاني؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ عَصِيدٌ مَعْصودٌ: نَعْتُ سُوءٍ. وعَصَدْتُه عَلَى الأَمر عَصْداً إِذا أَكرهته عَلَيْهِ؛ وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ لِعَنْتَرَةَ: فهَلَّا وَفَى الفَغْواءَ عَمْرُو بْنُ جابِرٍ ... بِذِمَّتِهِ، وابنُ اللَّقِيطَةِ عِصْيَدُ قَالَ بَعْضُهُمْ: عِصْيَدٌ بِوَزْنِ حِذْيَم وَهُوَ المأْبون؛ قَالَ الأَزهري: وقرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ فِي شِعْرِ المتلمس يهجو عمرون بْنَ هِنْدٍ: فإِذا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتي غاوَةٌ، ... فابْرُقْ بأَرضِك مَا بَدَا لكَ وارْعُدِ أَبَنِي قِلابَة، لَمْ تكُنْ عاداتُكُم ... أَخْذَ الدَّنِيَّةِ قَبْلَ خُطَّةِ مِعْصَدِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي عُصِدَ عَمْرُو بْنُ هِند مِنَ العَصْدِ والعَزْدِ يَعْنِي مَنْكُوحًا. والعِصْوادُ والعُصْوادُ: الجَلَبة والاختلاطُ فِي حَرْبٍ أَو خُصُومَةٍ، قَالَ: وتَرامى الأَبْطالُ بالنَّظَرِ الشَّزْرِ، ... وظَلَّ الكُماةُ فِي عِصْوادِ وتَعَصْوَدَ القومُ: جَلَّبوا وَاخْتَلَطُوا. وعَصْوَدُوا عَصْوَدَةً مُنْذُ الْيَوْمِ أَي صَاحُوا وَاقْتَتَلُوا. اللَّيْثُ: العِصْوادُ جَلَبة فِي بَلِيَّة، وعَصَدَتْهُم العَصاويدُ: أَصابتهم بِذَلِكَ. وعِصْوادُ الظَّلَامِ: اختلاطُه وتراكُبه. وجاءَت الإِبلُ عَصاويدَ إِذا رَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَكَذَلِكَ عَصاويدُ الْكَلَامِ. والعصاويدُ: العِطاشُ مِنِ الإِبل. وَرَجُلٌ عِصْوادٌ: عَسِر شديد. وامرأَة

_ (1). قوله [عصد فلان] في القاموس وكعلم ونصر عصوداً مات. (2). قوله [عطود] كذا في الأَصل بهذا الضبط. وفي شرح القاموس عن نوادر الأَعراب عطرد، براء مهملة مشددة بدل الواو الساكنة.

عِصواد: كَثِيرَةُ الشَّرِّ؛ قَالَ: يَا مَيُّ ذاتَ الطَّوْقِ والمِعْصادِ، ... فدَتْكِ كلُّ رَعْبَلٍ عِصْوادِ، نَافِيَةٍ للبَعْلِ والأَوْلادِ وقومٌ عَصاويدُ فِي الْحَرْبِ: يُلَازِمُونَ أَقرانهم وَلَا يُفَارِقُونَهُمْ؛ وأَنشد: لمَّا رَأَيْتُهُمُ، لَا دَرْءَ دُونَهُمُ، ... يَدْعونَ لِحْيانَ فِي شُعْثٍ عَصاويدِ وَقَوْلُهُمْ: وَقَعُوا فِي عِصْوادٍ أَي فِي أَمر عَظِيمٍ. وَيُقَالُ: تَرَكْتُهُمْ فِي عِصْوادٍ وَهُوَ الشَّرُّ مِنْ قَتْل أَو سِباب أَو صَخَب. وَهُمْ فِي عِصْوادٍ بَيْنَهُمْ: يَعْنِي الْبَلَايَا وَالْخُصُومَاتِ. ورجلٌ عِصْوادٌ: مُتعِب؛ وأَنشد: وَفِي القَرَبِ العِصْوادُ للعِيسِ سائقُ عصلد: العَصْلَدُ والعُصْلُودُ: الصُّلْب الشديد. عضد: العَضُدُ والعَضْدُ والعُضُدُ والعُضْدُ والعَضِدُ مِنِ الإِنسان وغيره؛ الساعدُ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْمِرْفَقِ إِلى الْكَتِفِ، وَالْكَلَامُ الأَكثر العَضُدُ: وَحَكَى ثَعْلَبٌ: العَضَد، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالضَّادِ، كلٌّ يُذَكَّرُ ويؤْنث. قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَهل تِهامة يَقُولُونَ العُضُد والعُجُزُ ويُذكرون. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْعَضُدُ مُؤَنَّثَةٌ لَا غَيْرَ، وَهُمَا العَضُدانِ، وَجَمْعُهَا أَعضادٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: وملأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَ ؛ الْعَضُدُ مَا بَيْنَ الكَتِفِ والمِرْفَقِ وَلَمْ تُرِدْهُ خَاصَّةً، وَلَكِنَّهَا أَرادت الْجَسَدَ كُلَّهُ فإِنه إِذا سَمِن الْعَضُدُ سَمِنَ سَائِرُ الْجَسَدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي قَتَادَةَ والحمارِ الْوَحْشِيِّ: فناولْتُه العضدَ فأَكلها ، يُرِيدُ كَتِفَهُ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَبيض مُعَضَّداً ؛ هَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَهُوَ المُوَثَّقُ الخَلْق؛ وَالْمَحْفُوظُ فِي الرِّوَايَةِ: مُقَصّداً؛ وَاسْتَعْمَلَ ساعدةُ بنُ جؤيَّةَ الأَعضاد لِلنَّحْلِ، فَقَالَ: وكأَنَّ مَا جَرَسَتْ عَلَى أَعضادِها، ... حَيْثُ اسْتَقَلَّ بِهَا الشرائعُ مَحْلَبُ شَبَّهَ مَا عَلَى سُوقِهَا مِنَ الْعَسَلِ بِالْمَحْلَبِ. وَرَجُلٌ «1» عُضِاديٌّ: عَظِيمُ الْعَضُدِ، وأَعْضَدُ: دَقيق الْعَضُدِ. وعَضَدَه يَعْضِدُه عَضْداً: أَصاب عَضُدَه؛ وَكَذَلِكَ إِذا أَعَنْتَه وكنتَ لَهُ عَضُدًا. وعَضِدَ عَضَداً: أَصابه داءٌ فِي عَضُدِه. وعُضِدَ عَضْداً: شَكَا عَضُدَه، يطَّرد عَلَى هَذَا بابٌ فِي جَمِيعِ الأَعضاءِ. وأَعْضَدَ المطرُ وعَضَّدَ: بَلَغَ ثَرَاهُ العَضُدَ وعَضُدٌ عَضِدَةٌ: قَصِيرَةٌ. ويَدٌ عَضِدَةٌ: قَصِيرَةُ العَضُد. والعِضادُ: مِنْ سِمات الإِبل وَسْمٌ فِي الْعَضُدِ عَرْضًا؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وإِبِلٌ مُعَضَّدَةٌ: مَوْسُومَةٌ فِي أَعضادها. وناقةٌ عَضادٌ: وَهِيَ الَّتِي لَا تَرِدُ النَّضيحَ حَتَّى يَخْلو لهَا، تَنْصرِمُ عَنِ الإِبل وَيُقَالُ لَهَا القَذُورُ. والعِضادُ والمِعْضَدُ: مَا شُدَّ فِي العَضُدِ مِنَ الحِرْزِ؛ وَقِيلَ: المِعْضَدَةُ والمِعْضَد الدُّمْلُجُ لأَنه عَلَى الْعَضُدِ يَكُونُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ، وَالْجَمْعُ مَعاضِدُ. واعْتَضَدْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ فِي عَضُدِي. والمِعْضَدَةُ أَيضاً: الَّتِي يَشُدُّهَا المسافرُ عَلَى عَضُدِهِ وَيَجْعَلُ فِيهَا نَفَقَتَهُ، عَنْهُ أَيضاً. وَثَوْبٌ مُعَضَّدٌ: مُخَطَّطٌ عَلَى شَكْلِ الْعَضُدِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي وَشْيُه فِي جَوَانِبِهِ. والمُعَضَّدُ: الثَّوْبُ الَّذِي لَهُ عَلَم فِي مَوْضِعِ الْعَضُدِ مِنْ لَابِسِهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً:

_ (1). قوله [ورجل إلخ] في القاموس ورجل عضادي مثلثة إلخ.

فجالَتْ عَلَى وحْشِيِّها، وكأَنَّها ... مُسَرْبَلَةٌ مِنْ رازِقِيٍّ مُعَضَّدِ والعَضُدُ: الْقُوَّةُ لأَن الإِنسان إِنما يَقْوى بِعَضُدِهِ فَسُمِّيَتِ الْقُوَّةُ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي سَنُعِينُكَ بأَخيك. قَالَ: وَلَفْظُ الْعَضُدِ عَلَى جِهَةِ الْمَثَلِ لأَن الْيَدَ قِوامُها عَضُدُها. وَكُلُّ مُعين، فَهُوَ عَضُدٌ. والعَضُدُ: المُعين عَلَى الْمَثَلِ بِالْعَضُدِ مِنَ الأَعضاءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ؛ أَي أَعضاداً وإِنما أَفرد لتعتدل رؤوس الْآيِ بالإِفراد. وَمَا كنتَ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا؛ أَي مَا كُنْتَ يَا مُحَمَّدُ لِتَتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ أَنصاراً. وعَضُدُ الرجلِ: أَنصاره وأَعوانه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فلانٌ يَفُتُّ فِي عَضُدِ فُلَانٍ وَيَقْدَحُ فِي سَاقِهِ؛ فَالْعَضُدُ أَهل بَيْتِهِ وَسَاقُهُ نَفْسُهُ. والاعْتِضادُ: التَّقَوِّي وَالِاسْتِعَانَةُ. وَفُلَانٌ يَعْضُدُ فُلَانًا أَي يُعِينه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَضُدُ فلانٍ وعِضادَتُه ومُعاضِدُه إِذا كَانَ يُعَاوِنُهُ وَيُرَافِقُهُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: أَوْ مِسْحَل سَنِق عِضادَة سَمْحَجٍ، ... بِسَراتها نَدَبٌ لَهُ وكُلومُ وَاعْتَضَدْتُ بِفُلَانٍ: اسْتَعَنْتُ. وعَضَدَه يَعْضُدُه عَضْداً وعاضَدَه: أَعانه. وَعَاضَدَنِي فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ أَي عَاوَنَنِي. والمُعاضدَة: المُعاونة. وعَضُدُ البِناء وَغَيْرِهِ وعَضَدُه وأَعْضاده: مَا شُدَّ مِنْ حَوَالَيْهِ كَالصَّفَائِحِ الْمَنْصُوبَةِ حَوْلَ شَفِير الْحَوْضِ. وعَضُدُ الْحَوْضِ: مِنْ إِزائه إِلى مُؤَخّره، وإِزاؤُه مَصَبُّ الْمَاءِ فِيهِ، وَقِيلَ: عَضَدُهُ جَانِبَاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ أَعضاد؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الْحَوْضَ الَّذِي طَالَ عَهْدُهُ بِالْوَارِدَةِ: راسِخُ الدِّمْنِ عَلَى أَعْضادِه، ... ثَلَمَتْه كلُّ رِيحٍ وسَبَلْ وعُضود؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَارْفَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضودُ ... مِنْ عَكَراتٍ، وَطْؤُها وئِيدُ وعَضُدُ الركائبِ: مَا حَوَالَيْهَا. وعَضَدَ الركائبَ يَعْضُدُها عَضْداً: أَتاها مِنْ قبَلِ أَعْضادِها فضمَّ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا مَشى لَمْ يَعْضُدِ الرَّكائبا والعاضِدُ: الَّذِي يَمْشِي إِلى جَانِبِ دَابَّةٍ عَنْ يَمِينِهِ أَو يَسَارِهِ. وَتَقُولُ: هُوَ يَعْضُدُها يَكُونُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِهَا وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِهَا لَا يُفَارِقُهَا، وَقَدْ عَضَدَ يَعْضُدُ عُضُوداً، والبعيرُ مَعْضُودٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ساقَتُها أَربعةٌ بالأَشْطانْ، ... يَعْضُدُها اثْنانِ، ويَتْلوها اثنانْ يُقَالُ: اعْضُدْ بَعِيرَك وَلَا تَتْلُه. وعَضَدَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بِعَضُدِه فَصَرَعَه، وضَبَعَه إِذا أَخذ بِضَبْعَيْهِ. والعاضِدُ: الْجَمَلُ يأْخُذُ عَضُدَ النَّاقَةِ فَيَتَنَوَّخُها. وحِمارٌ عَضِدٌ وعاضِدٌ إِذا ضَمَّ الأُتنَ مِنْ جَوَانِبِهَا. وعَضُدُ الطريقِ وعِضادَتُه: نَاحِيَتُهُ. وعَضُدُ الإِبْطِ وعَضَدُه: نَاحِيَتُهُ؛ وَقِيلَ: كلُّ نَاحِيَةٍ عَضُدٌ وعَضَدٌ. وأَعْضادُ الْبَيْتِ: نواحِيه. وَيُقَالُ: إِذا نَخَرَتِ الرِّيحُ مِنْ هَذِهِ العَضُدِ أَتاك الغيثُ، يَعْنِي ناحيةَ الْيَمَنِ. وعضُدُ الرَّحْلِ: خَشَبَتَانِ تَلزقان بِوَاسِطَتِهِ؛ وَقِيلَ: بأَسفل وَاسِطَتِهِ. وعضَدَ القَتَبُ البعيرَ عَضْداً: عَضَّه فَعَقَرَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وهُنَّ عَلَى عَضْدِ الرِّحالِ صَوابِرُ وعَضَدَتْها الرِّحالُ إِذا أَلَحَّتْ عَلَيْهَا. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لأَعْلى ظَلِفَتَي الرَّحْلِ مِمَّا يَلي العَراقي: العَضُدان، وأَسْفَلِهما: الظَّلِفَتانِ، وَهُمَا مَا سَفَلَ مِنَ الحِنْوَين: الواسِط والمُؤخَّرَةِ. وعَضُدُ النَّعْلِ وعِضادَتاها:

اللَّتَانِ تَقَعَانِ عَلَى الْقَدَمِ. وعِضادتا البابِ والإِبْزيمِ: نَاحِيَتَاهُ. وَمَا كَانَ نَحْوَ ذَلِكَ، فَهُوَ العِضادة. وعِضادَتا الْبَابِ: الْخَشَبَتَانِ الْمَنْصُوبَتَانِ عَنْ يَمِينِ الدَّاخِلِ مِنْهُ وَشَمَالِهِ. والعِضادتان: العُودان اللَّذَانِ فِي النِّير الَّذِي يَكُونُ عَلَى عُنُقِ ثَوْرِ الْعَجَلَةِ، والواسِطُ: الَّذِي يَكُونُ وَسَطَ النِّيرِ. والعاضِدان: سَطْران مِنَ النَّخْلِ عَلَى فَلَج. والعَضُدُ مِنَ النَّخْلِ: الطَّرِيقَةُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ سَمُرة كَانَتْ لَهُ عَضُدٌ مِنْ نَخْلٍ فِي حَائِطِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصار ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ؛ أَراد طَرِيقَةً مِنَ النَّخْلِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ عَضِيدٌ مِنَ النَّخْلِ. وَرَجُلٌ عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. وامرأَة عَضادٌ «1» قَصِيرَةٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: ثَنَتْ عُنُقاً لَمْ تَثْنِه جَيْدَرِيَّةٌ ... عَضادٌ، وَلَا مَكْنوزَةُ اللحمِ ضَمْزَرُ الضمزرُ: الْغَلِيظَةُ اللَّئِيمَةُ. قَالَ الْمُؤَرِّجُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ عَضادٌ. وعضَدَ الشجرَ يَعْضِدُه، بِالْكَسْرِ، عَضْداً، فَهُوَ مَعْضود وعَضِيدٌ، واسْتَعْضَدَه: قَطَعَهُ بالمِعْضَد؛ الأَخيرة عَنِ الْهَرَوِيِّ؛ قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَةَ: ونَسْتَعْضِدُ البَريرَ أَي نَقْطَعُهُ ونَجْنِيه مِنْ شَجَرِهِ للأَكل. والعَضَدُ: مَا عُضِدَ مِنَ الشَّجَرِ أَو قُطِعَ بِمَنْزِلَةِ الْمَعْضُودِ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الهُذَلي: الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ، ... ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدَا الشَّغْشَغَةُ: صَوْتُ الطَّعْن. وَالْهَيْقَعَةُ: صَوْتُ الضَّرْبِ بِالسَّيْفِ. والمُعَوِّلُ: الَّذِي يَبْنِي العالَةَ، وَهِيَ ظُلَّةٌ مِنَ الشَّجَرِ يُسْتَظَلُّ بِهَا مِنَ الْمَطَرِ. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الْمَدِينَةِ: نَهَى أَن يُعْضَدَ شجرُها أَي يَقْطَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لوَدِدْتُ أَني شجرةٌ تُعْضَد. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ: وَكَانَ بَنُو عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ مِنْ جَذيمَةَ يخبِطون عَضِيدَها ويأْكلون حَصِيدَها ؛ العَضِيدُ والعَضَدُ: مَا قُطِع مِنَ الشَّجَرِ أَي يَضْرِبُونَهُ لِيَسْقُطَ وَرَقُهُ فَيَتَّخِذُوهُ عَلَفاً لإِبلهم. وعَضَدَ الشجرَ: نَثَر ورَقَها لإِبله؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَاسْمُ ذَلِكَ الورَقِ العَضَدُ. والمِعْضَدُ والمِعْضادُ مِنَ السُّيُوفِ: المُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ الشَّجَرِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: سَيْفاً بِرِنْداً لَمْ يَكُنْ مِعْضاداً قَالَ: والمِعْضادُ سَيْفٌ يَكُونُ مَعَ الْقَصَّابِينَ تُقْطَعُ بِهِ الْعِظَامُ. وَالْمِعْضَادُ: مِثْلُ المِنْجل لَيْسَ لَهَا أُشُرٌ «2». يُرْبَط نِصابُها إِلى عَصَا أَو قَنَاةٍ ثُمَّ يَقْصِمُ الرَّاعِي بِهَا عَلَى غَنَمِهِ أَو إِبله فُروعَ غُصونِ الشَّجَرِ؛ قَالَ: كأَنما تُنْحي، عَلَى القَتادِ ... والشَّوْكِ، حَدَّ الْفَأْسِ والمِعْضادِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كُلُّ مَا عُضِد بِهِ الشَّجَرُ فَهُوَ مِعْضَد. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي: المِعْضَدُ عِنْدَنَا حَدِيدَةٌ ثَقِيلَةٌ فِي هَيْئَةِ المِنْجل يَقْطَعُ بِهَا الشَّجَرَ. والعَضِيدُ: النَّخْلَةُ الَّتِي لَهَا جِذْعٌ يَتناولُ مِنْهُ الْمُتَنَاوِلُ، وَجَمْعُهُ عِضْدانٌ؛ قَالَ الأَصمعي: إِذا صَارَ لِلنَّخْلَةِ جِذْعٌ يَتَنَاوَلُ مِنْهُ الْمُتَنَاوَلُ فَتِلْكَ النَّخْلَةُ العَضِيدُ، فإِذا فأَتت الْيَدَ فَهِيَ جَبَّارَةٌ. والعَواضِدُ: مَا يَنْبُتُ مِنَ النَّخْلِ عَلَى جَانِبَيِ النَّهْرِ. وبُسْرَةٌ مُعَضِّدة، بِكَسْرِ الضَّادِ: بَدَا التَّرْطِيبُ فِي أَحد جَانِبَيْهَا. وَقَالَ النضر: أَعضادُ المزارع حدودها يَعْنِي الْحُدُودَ الَّتِي تَكُونُ فِيمَا بَيْنَ الْجَارِّ وَالْجَارِّ كالجُدْران فِي الأَرضين. وَالْعَضُدُ، بِالتَّحْرِيكِ: دَاءً يأْخذ الإِبل فِي أَعضادها

_ (1). قوله [وامرأة عضاد] في القاموس والعضاد كسحاب الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ والغليظة العضد. (2). قوله [أشر] كشطب وشطب، بفتح الشين وضمها كما في الصحاح والقاموس، وقوله نصابها كذا فيه وفي شرح القاموس ولعله نصالها باللام لا بالباء

فَتُبَطُّ، تَقُولُ مِنْهُ: عَضِدَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: شَكَّ الفَريصَةَ بالمِدْرى فَأَنْفَذَها، ... شَكَّ المُبَيْطِر إِذ يَشفِي مِنَ العَضَدِ واليَعْضِيدُ: بَقْلَةٌ، وَهُوَ الطَّرْخَشْقوق، وَفِي التَّهْذِيبِ: التَّرْخَجْقوق. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْيَعْضِيدُ بَقْلَةٌ زَهْرُهَا أَشد صُفْرَةً مِنَ الوَرْس، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هِيَ بَقْلَةٌ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ فِيهَا مَرارة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْيَعْضِيدُ بَقْلَةٌ مِنَ الأَحرار مُرَّةٌ، لَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ تَشْتَهِيهَا الإِبل وَالْغَنَمُ وَالْخَيْلُ أَيضاً تُعْجِبُ بِهَا وتُخْصِبُ عَلَيْهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ وَوَصَفَ خَيْلًا: يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ مِنْ أَشْداقِها، ... صُفْراً مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ عطد: العَطْدُ: الشِّدَّةُ. والعَطَوَّدُ: الشَّدِيدُ الشاقُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وسَفَرٌ عَطَوَّدٌ: شَاقُّ شَدِيدٌ، وَقِيلَ: بَعِيدٌ؛ قَالَ: فَقَدْ لَقِينا سَفَراً عَطَوَّدا، ... يَتْرُكُ ذَا اللَّوْنِ البَصيصِ أَسْودا والعَطَوَّدُ: الانطلاقُ السَّرِيعُ؛ قَالَ: إِليك أَشْكُو عَنَقاً عَطَوَّدا وَقَدْ حُكِيَ كُلُّ ذَلِكَ بِالرَّاءِ مَكَانَ الْوَاوِ وَسَنَذْكُرُهُ فِي الرُّبَاعِيِّ. ويومٌ عَطَوَّدٌ: تَامٌّ. قَالَ الأَزهري: وَذَهَبَ يَوْمًا عطوَّداً أَي يَوْمًا أَجمعَ؛ وأَنشد: أَتْمٌ، أُدِيمَ يومَها عَطَوّدا، ... مِثْلَ سُرى لَيْلَتِها، أَو أَبْعَدا والعَطَوَّدُ: الطويلُ. وَالْعَطَوَّدُ: الْمُرْتَفِعُ. وَجَبَلٌ عَطَوَّدٌ وعَطَرَّدٌ وعَصَوَّدٌ أَي طَوِيلٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هَذَا طَرِيقٌ عَطَوَّدٌ أَي بَيِّنٌ يَذْهَبُ فِيهِ حيثما شاء. عطرد: نَاقَةٌ عَطَرَّدَةٌ: مُرْتَفِعَةٌ. وَرَجُلٌ عَطَرَّد، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: طَوِيلٌ. وَسَيْرٌ عَطَرَّد: كعطوَّد. وَيَوْمٌ عطرَّدٌ وعطوَّدٌ: طَوِيلٌ. وَطَرِيقٌ عطرَّد: مُمْتَدٌّ طَوِيلٌ، وشأْوٌ عَطَرَّدٌ. وَيُقَالُ: عَطْرِدْ لَنَا عِنْدَكَ هَذَا يَا فُلَانُ أَي صَيِّره لَنَا عِنْدَكَ كالعِدَة وَاجْعَلْهُ لَنَا عُطْروداً مِثْلُه؛ قَالَ: وَمِنْهُ اسْمُ عُطارِدٍ. وعُطارِدٌ: كَوْكَبٌ لَا يُفَارِقُ الشَّمْسَ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ كوكبُ الْكِتَابِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ نَجْمٌ مَنَّ الخُنَّسِ. وعُطارِدٌ: حَيٌّ مِنْ سَعْد، وَقِيلَ: عُطارِدٌ بطنٌ مِنْ تَميمٍ رَهْطُ أَبي رَجاءٍ العُطاردي. عطود: العَطَوَّدُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ؛ قَالَ: وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِليك أَشكُو عَنَقاً عَطَوَّدا وَيَوْمٌ عَطَرَّد وعَطَوَّدٌ: طَوِيلٌ. عفد: عَفَدَ يَعْفِد عَفْداً وعَفَداناً: طَفَرَ، يَمَانِيَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَفَّ رِجْلَيْهِ فَوَثَبَ مِنْ غَيْرِ عَدْو. والعَفْد: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحَمام، وَقِيلَ: هُوَ الْحَمَامُ بِعَيْنِهِ، وَالْجَمْعُ عُفْدانٌ. أَبو عَمْرٍو: الاعْتِفادُ أَن يُغْلِقَ الرَّجُلُ بابَهُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَا يسأَل أَحداً حَتَّى يَمُوتَ جُوعًا؛ وأَنشد: وقائلةٍ: ذَا زَمانُ اعْتِفادِ، ... ومَن ذاكَ يَبْقى عَلَى الاعْتِفاد؟ وَقَدِ اعْتَفَدَ يَعْتَفِدُ اعتِفاداً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَنس: كَانُوا إِذا اشْتَدَّ بِهِمُ الْجُوعُ وَخَافُوا أَن يَمُوتُوا أَغْلَقوا عَلَيْهِمْ بَابًا، وَجَعَلُوا حَظِيرَةً مِنْ شَجَرَةٍ يَدْخُلُونَ فِيهَا لِيَمُوتُوا جُوعًا. قَالَ: وَلَقِيَ رِجْلٌ جَارِيَةً تَبْكِي فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: نُرِيدُ أَن نَعْتَفِدَ؛ قَالَ: وَقَالَ النَّظَّارُ بْنُ هَاشِمٍ الأَسدي:

صاحَ بِهِم، عَلَى اعتِفادٍ، زَمانْ ... مُعْتَفَدٌ قَطَّاعُ بَيْنِ الأَقْرانْ قَالَ شَمِرٌ: وَوَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ ابْنِ بُزُرْج اعْتَقَدَ الرجلُ، بِالْقَافِ، وآطَمَ وَذَلِكَ أَن يُغْلق عَلَيْهِ بَابًا إِذا احْتَاجَ حَتَّى يموت. عقد: العَقْد: نَقِيضُ الحَلِّ؛ عَقَدَه يَعْقِدُه عَقْداً وتَعْقاداً وعَقَّده؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَا يَمْنَعَنَّكَ، مِنْ بِغاءِ ... الخَيْرِ، تَعْقادُ التمائمْ واعتَقَدَه كعَقَدَه؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَسِيلَةُ معْقِدِ السِّمْطَيْنِ مِنْهَا، ... وَرَيَّا حيثُ تَعْتَقِدُ الحِقابا وَقَدِ انعَقَد وتعَقَّدَ. والمعاقِدُ: مَوَاضِعُ العَقْد. والعَقِيدُ: المُعَاقِدُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هُوَ مِنِّي مَعْقِدَ الإِزار أَي بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فِي الْقُرْبِ، فحذفَ وأَوْصَلَ، وَهُوَ مِنَ الحروف الْمُخْتَصَّةِ الَّتِي أُجريت مُجْرى غَيْرِ الْمُخْتَصَّةِ لأَنه كَالْمَكَانِ وإِن لَمْ يَكُنْ مَكَانًا، وإِنما هُوَ كَالْمَثَلِ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ غَنَاءٌ: فُلَانٌ لَا يَعْقِدُ الحَبْلَ أَي أَنه يَعْجِزُ عَنْ هَذَا عَلَى هَوانِهِ وخفَّته؛ قَالَ: فإِنْ تَقُلْ يَا ظَبْيُ حَلًّا حَلَّا، ... تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا أَي تجِدُّ وتَتَشَمَّرُ لإِغْضابِه وإِرْغامِهِ حَتَّى كأَنها تَعْقِدُ عَلَى نَفْسِهِ الحبْل. والعُقْدَةُ: حَجْمُ العَقْد، وَالْجَمْعُ عُقَد. وَخُيُوطٌ معقَّدة: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَيُقَالُ: عَقَدْتُ الْحَبْلَ، فَهُوَ مَعْقُودٌ، وَكَذَلِكَ الْعَهْدُ؛ وَمِنْهُ عُقْدَةُ النِّكَاحِ؛ وانعقَدَ عَقْدُ الْحَبْلِ انْعِقَادًا. وَمَوْضِعُ الْعَقْدِ مِنَ الْحَبْلِ: مَعْقِدٌ، وَجَمْعُهُ مَعاقِد. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: أَسأَلك بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِك أَي بِالْخِصَالِ الَّتِي اسْتَحَقَّ بِهَا العرشُ العِزَّ أَو بِمَوَاضِعِ انْعِقَادِهَا مِنْهُ، وَحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ: بِعِزِّ عَرْشِكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصحاب أَبي حَنِيفَةَ يَكْرَهُونَ هَذَا اللَّفْظَ مِنَ الدُّعَاءِ. وجَبَرَ عَظْمُه عَلَى عُقْدَةٍ إِذا لَمْ يَسْتَوِ. والعُقْدَةُ: قِلَادَةٌ. والعِقْد: الْخَيْطُ يُنْظَمُ فِيهِ الْخَرَزُ، وَجَمْعُهُ عُقود. وَقَدِ اعتقَدَ الدرَّ والخرَزَ وَغَيْرَهُ إِذا اتَّخَذَ مِنْهُ عِقْداً، قَالَ عديَّ بْنُ الرَّقَّاعِ: وَمَا حُسَيْنَةُ، إِذ قامَتْ تُوَدِّعُنا ... لِلبَيْنِ، واعَتَقَدتْ شَذْراً ومَرْجاناً والمِعْقادُ: خَيْطٌ يُنْظَمُ فِيهِ خَرَزَاتٌ وتُعَلَّق فِي عُنُقِ الصَّبِيِّ. وعقَدَ التاجَ فَوْقَ رأْسه وَاعْتَقَدَهُ: عَصَّبَه بِهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: يَعْتَقِدُ التاجَ فوقَ مَفْرَقِه ... على جَبينٍ، كأَنه الذَّهَبُ وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَبَّاد قَالَ: كنتُ آتِي المدينةَ فأَلقى أَصحابَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَحَبُّهم إِليّ عمرُ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأُقيمت صَلَاةُ الصُّبْحِ فَخَرَجَ عُمَرُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَعَرَفَهُمْ غَيْرِي، فَدَفَعَنِي مِنَ الصَّفِّ وَقَامَ مَقَامِي ثُمَّ قَعَدَ يُحَدِّثُنَا، فَمَا رأَيت الرِّجَالَ مَدَّتْ أَعناقها مُتَوَجِّهَةً إِليه فَقَالَ: هلَك أَهلُ العُقَدِ وربِّ الكعبةِ، قَالَهَا ثَلَاثًا، وَلَا آسَى عَلَيْهِمْ إِنما آسَى عَلَى مَنْ يَهْلِكون مِنَ النَّاسِ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: العُقَدُ الوِلاياتُ عَلَى الأَمصار، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: هَلَكَ أَهلُ العَقَدِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَقْدِ الْوِلَايَةِ للأُمراء. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: هلكَ أَهلُ العُقْدَة وربِّ الْكَعْبَةِ ؛ يُرِيدُ البَيْعَة الْمَعْقُودَةَ لِلْوِلَايَةِ. وعَقَدَ العَهْدَ وَالْيَمِينَ يَعْقِدهما عَقْداً وعَقَّدهما: أَكدهما. أَبو زَيْدٍ فِي

قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ وَعَاقَدَتْ أَيمانكم؛ وَقَدْ قُرِئَ عَقَّدَتْ بِالتَّشْدِيدِ، مَعْنَاهُ التَّوْكِيدُ وَالتَّغْلِيظُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها، فِي الْحَلِفِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ عاقَدَت أَيمانُكم ؛ المُعاقَدَة: المُعاهَدة وَالْمِيثَاقُ. والأَيمانُ: جَمْعُ يَمِينِ القَسَمِ أَو الْيَدِ. فأَما الْحَرْفُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ، بِالتَّشْدِيدِ فِي الْقَافِ قِرَاءَةُ الأَعمش وَغَيْرِهِ، وَقَدْ قُرِئَ عَقَدْتُمْ بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: أُولئك قَوْمٌ، إِن بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبُنَا، ... وإِن عَاهَدُوا أَوفَوْا، وإِن عاقَدوا شَدُّوا وَقَالَ آخَرُ: قوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: عَاقَدُوا، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: عَقَّدوا، وَالْحَرْفُ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ؛ وعَقَدْتُ الحبْلَ وَالْبَيْعَ وَالْعَهْدَ فَانْعَقَدَ. والعَقْد: الْعَهْدُ، وَالْجَمْعُ عُقود، وَهِيَ أَوكد العُهود. وَيُقَالُ: عَهِدْتُ إِلى فلانٍ فِي كَذَا وَكَذَا، وتأْويله أَلزمته ذَلِكَ، فإِذا قُلْتَ: عَاقَدْتُهُ أَو عَقَدْتُ عَلَيْهِ فتأْويله أَنك أَلزمته ذَلِكَ بِاسْتِيثَاقٍ. وَالْمُعَاقَدَةُ: الْمُعَاهَدَةُ. وَعَاقَدَهُ: عهده. وَتَعَاقَدَ الْقَوْمُ: تَعَاهَدُوا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ؛ قِيلَ: هِيَ الْعُهُودُ، وَقِيلَ: هِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي أُلزموها؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَوفوا بالعُقود، خَاطَبَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بالوفاءِ بِالْعُقُودِ الَّتِي عَقَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، والعقُودِ الَّتِي يعقِدها بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ عَلَى مَا يُوجِبُهُ الدِّينُ. والعَقِيدُ: الحَليفُ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذْلِيُّ: كَمْ مِن عَقِيدٍ وجارٍ حَلَّ عِنْدَهُمُ، ... ومِن مُجارٍ بِعَهْدِ اللهِ قَدْ قَتَلُوا وعَقَدَ البِناءَ بالجِصِّ يَعْقِدُه عَقْداً: أَلْزَقَهُ. والعَقْدُ: مَا عَقَدْتَ مِنَ البِناءِ، وَالْجَمْعُ أَعْقادٌ وعُقودٌ. وعَقَدَ: بَنَى عَقْداً. والعَقْدُ: عَقْدُ طاقِ البناءِ، وَقَدْ عَقَّدَه البَنَّاءُ تَعْقِيداً. وتَعَقَّدَ القوْسُ فِي السَّمَاءِ إِذا صَارَ كأَنه عَقْد مَبْنّي. وتَعَقَّدَ السَّحابُ: صَارَ كَالْعَقْدِ الْمَبْنِيِّ. وأَعقادُه: مَا تعَقَّدَ مِنْهُ، وَاحِدُهَا عَقْد. والمَعْقِدُ: المَفْصِلُ. والأَعْقَدُ مِنَ التُّيوس: الَّذِي فِي قَرْنِه الْتِواء، وَقِيلَ: الَّذِي فِي قَرْنِهِ عُقْدة، وَالِاسْمُ العَقَد. والذئبُ الأَعْقَدُ: المُعْوَجُّ. وَفَحْلٌ أَعْقَدُ إِذا رَفَعَ ذَنَبَه، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ النَّشَاطِ. وَظَبْيَةٌ عَاقِدٌ: انْعَقَدَ طرَفُ ذَنَبِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْعَاطِفُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي رَفَعَتْ رأْسها حَذَرًا عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى وَلَدِهَا. والعَقْداءُ مِنَ الشَّاءِ: الَّتِي ذَنَبُهَا كأَنه مَعْقُودٌ. والعَقَدُ: التواءٌ فِي ذنَب الشَّاةِ يَكُونُ فِيهِ كالعُقْدة؛ شاةٌ أَعْقَدُ وكَبْشٌ أَعْقد وَكَذَلِكَ ذِئْبٌ أَعقد وَكَلْبٌ أَعقد؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَبُول عَلَى القَتادِ بناتُ تَيْمٍ، ... مَعَ العُقَدِ النَّوابحِ فِي الدِّيار وَلَيْسَ شيءٌ أَحَبَّ إِلى الْكَلْبِ مِنْ أَن يَبُولَ عَلَى قَتادةٍ أَو عَلَى شُجَيْرَةٍ صَغِيرَةٍ غَيْرِهَا. والأَعْقَدُ: الْكَلْبُ لِانْعِقَادِ ذَنَبِهِ جَعَلُوهُ اسْمًا لَهُ مَعْرُوفًا. وكلُّ مُلْتَوي الذنَب أَعْقَدُ. وعُقْدَة الْكَلْبِ: قَضِيبُهُ وإِنما قيل عُقدة إِذا عَقَدَت عَلَيْهِ الكلبةُ فَانْتَفَخَ طَرَفه. والعَقَدُ: تَشبُّثُ ظبيةِ اللَّعْوَةِ ببُسْرَة قَضِيبِ الثَّمْثَم، والثمثمُ كَلْبُ الصَّيْد، وَاللَّعْوَةُ: الأُنثى، وظَبْيَتُها: حَياؤُها. وَتَعَاقَدَتِ الكلابُ: تَعاظَلَتْ؛ وَسَمَّى جَرِيرٌ الفرزدقَ عُقْدانَ، إِما عَلَى التَّشْبِيهِ لَهُ بِالْكَلْبِ الأَعْقَدِ الذنبِ، وإِما عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْكَلْبِ المُتعَقِّدِ مَعَ الْكَلْبَةِ إِذا عاظَلَها، فَقَالَ:

وَمَا زِلْتَ يَا عُقْدانُ صاحِبَ سَوْأَةٍ، ... تُناجِي بِهَا نَفْساً لَئِيماً ضَمِيرُها وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَقَّبَهُ عُقْدانَ لِقِصَرِه؛ وَفِيهِ يَقُولُ: يَا لَيْتَ شِعْري مَا تَمَنَّى مُجاشِعٌ، ... وَلَمْ يَتَّرِكْ عُقْدانُ لِلقَوْسِ مَنْزَعا أَي أَعرَقَ فِي النَّزْع وَلَمْ يَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا. وإِذا أَرْتَجَتِ الناقةُ عَلَى ماءِ الْفَحْلِ فَهِيَ عاقِدٌ، وَذَلِكَ حِينَ تَعْقِدُ بِذَنَبِهَا فَيُعْلَمُ أَنها قَدْ حَمَلَتْ وأَقرت باللِّقاحِ. وَنَاقَةٌ عَاقِدٌ: تَعْقِدُ بذَنَبِها عِنْدَ اللِّقاح؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ، وبُزْلٌ ... عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ وظَبْيٌ عاقِدٌ: واضِعٌ عُنُقَه عَلَى عَجُزه، قَدْ عطَفَه لِلنَّوْمِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وكأَنما وافاكَ، يومَ لَقِيتَها، ... مِنْ وحشِ مكةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ وَالْجَمْعُ العَواقِدُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: حِسان الوُجوهِ كالظباءِ العَواقِد وَهِيَ العواطِفُ أَيضاً. وجاءَ عاقِداً عُنُقَه أَي لَاوِيًا لَهَا مِنَ الكِبْر. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَه فإِن مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ ؛ قِيلَ: هُوَ مُعَالَجَتُهَا حَتَّى تَنْعَقِد وتَتَجَعَّد، وَقِيلَ: كَانُوا يَعْقِدونها فِي الْحُرُوبِ فأَمرهم بإِرسالها، كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ تَكَبُّرًا وعُجْباً. وعقدَ العسلُ والرُّبُّ ونحوُهما يَعْقِدُ وانعَقَدَ وأَعْقَدْتُه فَهُوَ مُعْقَدٌ وعَقِيد: غَلُظَ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ فِي نَاقَةٍ لَهُ: أُجُدٌ إِذا اسْتَنْفَرْتَها مِن مَبْرَكٍ ... حَلَبَتْ مَغَابِنَها بِرُبٍّ مُعْقَدِ وَكَذَلِكَ عَقيدُ عَصير الْعِنَبِ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ: عَقَّدْتُ العسلَ والكلامَ أَعْقَدْتُ؛ وأَنشد: وَكَأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلًا مُعْقَدا قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَيُقَالُ لِلْقَطِرَانِ وَالرُّبِّ وَنَحْوِهِ: أَعْقَدْتُه حَتَّى تَعَقَّد. واليَعْقِيدُ: عَسَلٌ يُعْقَدُ حَتَّى يَخْثُرَ، وَقِيلَ: اليَعْقِيدُ طعامٌ يُعْقَدُ بِالْعَسَلِ. وعُقْدَةُ اللِّسَانِ. مَا غلُظَ مِنْهُ. وَفِي لِسَانِهِ عُقْدَةٌ وعَقَدٌ أَي التِواء. وَرَجُلٌ أَعْقَدُ وعَقِدٌ: فِي لِسَانِهِ عُقْدَة أَو رَتَجٌ؛ وعَقِدَ لسانهُ يَعْقَدُ عَقَداً. وعَقَّد كلامَه: أَعوَصَه وعَمَّاه. وكلامٌ مُعَقَّدٌ أَي مُغَمَّضٌ. وَقَالَ إِسحاق بْنُ فَرَجٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: عَقَدَ فلانُ بْنُ فُلَانٍ عُنقَه إِلى فُلَانٍ إِذا لجأَ إِليه وعَكَدَها. وعَقَدَ قَلْبه عَلَى الشَّيْءِ: لَزِمَه، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَقَد فُلَانٌ نَاصِيَتَهُ إِذا غَضِبَ وتهيأَ لِلشَّرِّ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَثابُوا أَخاهُمْ، إِذْ أَرادُوا زِيالَه ... بأَسْواطِ قِدٍّ، عاقِدِينَ النَّواصِيا وَفِي حَدِيثٍ: الخيلُ مَعقودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخيْرُ أَي مُلَازِمٌ لَهَا كأَنه مَعْقُودٌ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عُقْدَةُ النَّدم ؛ يُرِيدُ عَقْدَ الْعَزْمِ عَلَى النَّدَامَةِ وَهُوَ تَحْقِيقُ التَّوْبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لآمُرَنَّ بِرَاحِلَتِي تُرْحَلُ ثُمَّ لَا أَحُلُّ لَهَا عُقْدةً حَتَّى أَقدَمَ الْمَدِينَةَ أَي لَا أَحُلُّ عَزْمِي حَتَّى أَقدَمَها؛ وَقِيلَ: أَراد لَا أَنزل عَنْهَا فأَعقلها حَتَّى أَحتاج إِلى حَلِّ عِقَالِهَا. وعُقْدَة النكاحِ والبيعِ: وُجُوبُهُمَا؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: هُوَ مِنَ الشَّدِّ وَالرَّبْطِ، وَلِذَلِكَ قَالُوا: إِمْلاكُ المرأَةِ، لأَن أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ أَيضاً العَقْدُ، فَقِيلَ إِملاك المرأَة كَمَا قِيلَ عُقْدَةُ النِّكَاحِ؛ وانعَقدَ النكاحُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ والبيعُ بَيْنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ. وعُقْدَةُ كلِّ شيءٍ: إِبرامه. وَفِي

الْحَدِيثِ: مَن عقدَ الجِزْية في عنقه فقد بَرِىءَ مِمَّا جاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ عَقْدُ الجِزْيةِ كِنَايَةٌ عَنْ تَقْرِيرِهَا عَلَى نَفْسِهِ كَمَا تُعْقَدُ الذِّمَّةُ لِلْكِتَابِيِّ عَلَيْهَا. واعتقدَ الشيءُ: صَلُبَ وَاشْتَدَّ. وتَعَقَّد الإِخاءُ: اسْتَحْكَمَ مِثْلُ تَذَلَّلَ. وتَعَقَّدَ الثَّرَى: جَعُدَ. وثَرًى عَقِدٌ عَلَى النسَبِ: مُتَجَعِّدٌ. وعقدَ الشحمُ يعقِدُ: انْبَنَى وَظَهَرَ. والعَقِدُ: المتراكِمُ مِنَ الرَّمْلِ، وَاحِدُهُ عَقِدَة وَالْجَمْعُ أَعقادٌ. والعَقَدُ لُغَةٌ فِي العَقِدِ؛ وَقَالَ هِمْيَانُ: يَفْتَحُ طُرْقَ العَقِدِ الرَّواتِجا لِكَثْرَةِ الْمَطَرِ. والعَقدُ: ترطُّبُ الرَّمْلِ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ. وَجَمَلٌ عَقِدٌ: قَوِيٌّ. ابْنُ الأَعرابي: العَقِدُ الْجَمَلُ الْقَصِيرُ الصَّبُورُ عَلَى الْعَمَلِ. وَلَئِيمٌ أَعقد: عَسِرُ الخُلُق لَيْسَ بِسَهْلٍ؛ وَفُلَانٌ عَقِيدُ الكرَم وعَقِيدُ اللُّؤْمِ. والعَقَدُ فِي الأَسنان كالقادِحِ. والعاقِدُ: حَرِيمُ الْبِئْرِ وَمَا حَوْلَهُ. والتَّعَقُّدُ فِي الْبِئْرِ: أَن يَخْرخَ أَسفَلُ الطيِّ وَيَدْخُلَ أَعلاه إِلى جِرابها، وجِرابُها اتِّسَاعُهَا. وَنَاقَةٌ مَعْقُودَةُ القَرا: مُوَثَّقَهُ الظَّهْرِ؛ وَجُمَلٌ عَقْدٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فكيْفَ مَزارُها إِلا بِعَقْدٍ ... مُمَرٍّ، لَيْسَ يَنْقُضُه الخَؤُون؟ الْمُرَادُ الحَبْلُ وأَراد بِهِ عَهْدَها. والعُقْدَةُ: الضَّيْعَةُ. واعتَقَدَ أَيضاً: اشْتَرَاهَا. والعُقْدة: الأَرض الْكَثِيرَةُ الشَّجَرِ وَهِيَ تَكُونُ مِنَ الرِّمْثِ والعَرْفَجِ، وأَنكرها بَعْضُهُمْ فِي الْعَرْفَجِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَدَلْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فإِذا بِعُقْدَةٍ مِنْ شَجَرٍ أَي بُقْعَةٍ كَثِيرَةِ الشَّجَرِ؛ وَقِيلَ: الْعُقْدَةُ مِنَ الشَّجَرِ مَا يَكْفِي الْمَاشِيَةَ؛ وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الشَّجَرِ مَا اجْتَمَعَ وَثَبَتَ أَصله يُرِيدُ الدوامَ. وَقَوْلُهُمْ؛ آلَفُ مِنْ غُرابِ عُقْدَة؛ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: هِيَ أَرض كَثِيرَةُ النَّخِيلِ لَا يطيرُ غُرابُها. وَفِي الصِّحَاحِ: آلفُ مِنْ غُراب عُقْدة لأَنه لَا يُطَيَّرُ. والعُقْدَة: بَقِيَّةُ المَرْعَى، وَالْجَمْعُ عُقَدٌ وعِقادٌ. وَفِي أَرض بَنِي فُلَانٍ عُقْدة تَكْفِيهِمْ سَنَتَهُمْ، يَعْنِي مَكَانًا ذَا شَجَرٍ يَرْعَوْنَهُ. وَكُلُّ مَا يَعْتَقِدُهُ الإِنسان مِنَ الْعَقَارِ، فَهُوَ عُقْدَةٌ لَهُ. وَاعْتَقَدَ ضَيْعة وَمَالًا أَي اقْتَنَاهُمَا. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: فِي قَوْلِهِمْ لِفُلَانٍ عُقْدة، الْعُقْدَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْحَائِطُ الْكَثِيرُ النَّخْلِ. وَيُقَالُ للقَرْية الْكَثِيرَةِ النَّخْلِ: عُقْدة، وكأَنّ الرَّجُلَ إِذا اتَّخَذَ ذَلِكَ فَقَدْ أَحكم أَمره عِنْدَ نَفْسِهِ وَاسْتَوْثَقَ مِنْهُ، ثُمَّ صَيَّرُوا كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَوْثِقُ الرَّجُلُ بِهِ لِنَفْسِهِ وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ عُقْدة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سَكَنَ غَضَبُهُ: قَدْ تَحَلَّلَتْ عُقَدُه. وَاعْتَقَدَ كَذَا بِقَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ معقودٌ أَي عقدُ رأْي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ يُبَايِعُ وَفِي عُقْدته ضَعْفٌ أَي فِي رأْيه وَنَظَرِهِ فِي مَصَالِحِ نَفْسِهِ. والعَقَدُ والعَقَدانُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ. والعَقِدُ، وَقِيلَ العَقَد: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدٍ. وَبَنُو عَقِيدَةَ: قَبِيلَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ. وَبَنُو عَقِيدَةَ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. والعُقُدُ: بُطُونٌ مِنْ تَمِيمٍ. وَقِيلَ: العَقَدُ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُ إِليهم العَقَدِيُّ. والعَقَدُ: مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ خَاصَّةً؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. قَالَ: واللَّبكُ بَنُو الْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ مَا خَلَا مِنْقَراً، وذِئابُ الْغَضَا بَنُو كَعْبِ بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَة. والعُنْقُودُ: وَاحِدُ عناقِيدِ الْعِنَبِ، والعِنقادُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذ لِمَّتي سَوْداء كالعِنْقادِ والعُقْدَةُ مِنَ المَرْعَى: هِيَ الجَنْبَةُ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ مَرْعَى عَامَ أَوّلَ، فَهُوَ عُقْدَةٌ وعُرْوَةٌ فَهَذَا مِنَ الجَنْبَة، وَقَدْ يضطرُّ المالُ إِلَى الشَّجَرِ، وَيُسَمَّى عُقْدَةً

وَعُرْوَةً فإِذا كَانَتِ الْجَنَبَةُ لَمْ يُقِلْ لِلشَّجَرِ عُقْدَةً وَلَا عُرْوَةً؛ قَالَ: وَمِنْهُ سميت العُقْدَة؛ وقال الرِّقَاعِ الْعَامِلِيُّ: خَضَبَتْ لَهَا عُقَدُ البِراقِ جَبينَها، ... مِن عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: أَلم أَكن أَعلم السباعَ هَاهُنَا كَثِيرًا؟ قِيلَ: نَعَمْ وَلَكِنَّهَا عُقِدَت فَهِيَ تُخَالِطُ الْبَهَائِمَ وَلَا تَهِيجُها أَي عُولِجَتْ بالأُخَذِ وَالطَّلْسَمَاتِ كَمَا يُعَالِجُ الرومُ الهوامَّ ذواتِ السُّمُومِ، يَعْنِي عُقِدت ومُنِعتْ أَن تَضُرَّ الْبَهَائِمَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أَنه كَسَا فِي كفَّارة الْيَمِينِ ثَوْبَيْنِ ظَهْرانِيًّا ومُعَقَّداً ؛ المُعَقَّدُ: ضَرْبٌ من برودِ هَجَرَ. عكد: العُكْدَةُ والعَكَدَةُ: أَصل اللِّسَانِ وَالذَّنَبِ وعُقْدَتُه، وَالْجَمْعُ عُكَدٌ وعَكَد. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا قُطِعَ اللِّسَانُ مِنْ عُكْدَتِه فَفِيهِ كَذَا ؛ العُكْدَةُ عُقْدَةُ أَصل اللِّسَانِ، وَقِيلَ: مُعْظَمُهُ، وَقِيلَ: وَسَطُه. وعَكْدُ كلِّ شيءٍ: وسَطُه. وعَكَدَة الْقَلْبِ: أَصله بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ. وعَكِدَ الضَّبُّ يَعْكَدُ عَكَداً، فَهُوَ عَكِدٌ، واستَعْكَدَ: سَمِنَ وصَلُبَ لحمُه. واستَعْكَدَ الضبُّ بِحَجَرٍ أَو شَجَرٍ إِذا تَعَصَّرَ بِهِ مخافةَ عُقابٍ أَو بازٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي يَصِفُ الضَّبَّ: إِذا اسْتَعْكَدَتْ مِنْهُ بكلِّ كُدايَةٍ ... مِنَ الصَّخْرِ، وَافَاهَا لَدى كلِّ مَسْرَحِ وَنَاقَةٌ عَكِدَةٌ: سَمِينَةٌ. واسْتَعْكَدَ الماءُ: اجْتَمَعَ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ إمرئِ الْقَيْسِ: تَرى الفَأْرَ فِي مُسْتَعْكِدِ الماءِ لاحِباً ... عَلَى جَدَدِ الصَّحْراءِ، مِن شَدِّ مَلْهَبِ وعَكْدُكَ هَذَا الأَمْرُ. وحَبابُك وشَبابُكَ ومجهودُك ومعكودُك أَن تَفْعَلَ كَذَا مَعْنَاهُ كلِّه: غايتُك وآخِرُ أَمْرِكَ أَي قُصاراكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سَنُصْلي بِهَا القَوْمَ الَّذِينَ اصْطَلَوْا بِهَا، ... وإِلَّا فمَعكودٌ لَنا أُمُّ جُندُبِ ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْكود لَنَا أَي قُصارى أَمْرِنا وَآخِرُهُ أَن نَظْلِمَ فنَقْتُلَ غيرَ قاتِلِنا. وأُم جُنْدُبٍ هُنَا: الغَدْرُ والداهيةُ، وَهَذَا معكودٌ أَي عَتِيدٌ. والمَعْكُودُ: الْمَحْبُوسُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَلَبَنٌ عُكالِدٌ وعُكَلِدٌ أَي خَاثِرٌ، بِزِيَادَةِ اللَّامِ. والعِلْكِدُ: القَصيرةُ اللَّحِيمةُ. عكرد: غُلَامٌ عُكْرُدٌ وعُكْرُودٌ وعُكَرِدٌ: سَمِينٌ. وَقَدْ عَكْرَدَ الغلامُ وَالْبَعِيرُ يُعَكْرِدُ عَكْرَدَة إِذا سَمِنَ. وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الإِنسان. وَفِي حَدِيثِ العُرنيين: فسَمِنوا وعَكْرَدُوا أَي غَلُظوا وَاشْتَدُّوا. يُقَالُ لِلْغُلَامِ الْغَلِيظِ الْمُشْتَدِّ: عَكْرَدٌ وعُكْرُود. عكلد: لبنٌ عُكَلِدٌ كَعُكَلِطٍ: خَاثِرٌ. والعُكَلِدُ والعُلَكِدُ كُلُّهُ: الغليظُ الشَّدِيدُ الْعُنُقِ وَالظَّهْرِ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ عامَّةً، الذَّكَرُ فِيهِ والأُنثى سَوَاءٌ، وَالِاسْمُ العَكْلَدَة. علد: العَلْدُ: عَصَبُ العُنُق، وَجَمْعُهُ أَعلادٌ. والأَعْلاد: مَضائغُ فِي العُنُقِ مِنْ عَصَبٍ، وَاحِدُهَا عَلْدٌ؛ قَالَ رؤْبة يَصِفُ فَحْلًا: قَسْبُ العَلابيِّ جُراز الأَعْلادْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُرِيدُ عصَبَ عُنُقِهِ. والقَسْبُ: الشديدُ الْيَابِسُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كَانَ مجاشِعُ بْنُ دارمٍ عِلْودَّ العُنق. قَالَ أَبو عَمْرٍو: العِلْوَدُّ مِنَ الرِّجَالِ الْغَلِيظُ الرقَبَة. والعَلْدُ: الصُّلْبُ الشديدُ مِنْ كُلِّ شيءٍ كأَن فِيهِ

يُبساً مِنْ صَلَابَتِهِ، وَهُوَ أَيضاً: الرَّاسِي الَّذِي لَا يَنقادُ وَلَا يَنْعَطِفُ، وَقَدْ عَلِدَ عَلَداً. وَرَجُلٌ عِلْوَدٌّ وامرأَة عِلْوَدَّةٌ: وَهُوَ الشَّدِيدُ ذُو القَسْوة. والعِلْوَدُّ والعَلْوَدُّ مِنَ الرِّجَالِ والإِبل: المُسِنُّ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ؛ قَالَ الدُّبَيْرِيُّ يَصِفُ الضَّبَّ: كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّا عَرادَةٍ، ... كَبيران عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشاهُما علْوَدَّان: ضَخْمان. واعْلَوَّدَ الرجلُ إِذا غلط. والعِلْوَدُّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ: الْكَبِيرُ الْهَرِمُ؛ وَوَصَفَ الْفَرَزْدَقُ بَظْرَ أُم جَرِيرٍ بِالْعِلْوَدِّ فَقَالَ: بِئْسَ المُدافِعُ عنكمُ عِلْوَدُّها، ... وابنُ المَراغَةِ كانَ شَرّ مُجِير وإِنما عَنَى بِهِ عِظَمَه وصَلابَتَه. وَنَاقَةٌ عِلْوَدَّة: هَرِمة. وَسَيِّدٌ عِلْوَدٌّ: رَزِينٌ ثَخِينٌ؛ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْكِتَابِ: العِلوَدُ، بِالتَّخْفِيفِ، فَزَعَمَ السِّيرَافِيُّ أَنها لُغَةٌ. واعْلَوَّدَ: لَزِمَ مَكانه فَلَمْ يُقْدَر عَلَى تَحْرِيكِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا، ... تَثاقلتْ أَركانُه واعْلَوَّدا وعَلْوَدَ يُعَلْوِدُ إِذا لَزِمَ مَكَانَهُ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى تَحْرِيكِهِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العِلْوَدَّةُ مِنَ الْخَيْلِ الَّتِي تَنْقادُ بِقَوَائِمِهَا وتَجْذِبُ بِعُنُقِها الْقَائِدَ جَذْباً شَدِيدًا، وَقَلَّمَا يَقُودُهَا حَتَّى يَسُوقَهَا سَائِقٌ مِنْ وَرَائِهَا، وَهِيَ غَيْرُ طَيِّعَةِ القِيادة وَلَا سَلِسَةٍ؛ وأَما قَوْلُ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ: وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطاوِلٌ، ... نَبيلٌ كَجُثْمانِ الجُرادَةِ ناشِرُ فإِنه أَراد بِعِلْوَدِّها عُنُقَها، أَراد النَّاقَةَ. والجُرادَةُ: اسْمُ رملةٍ بِعَيْنِهَا؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: أَيُّ غُلامٍ لَشَ عِلَوَدِّ العُنُقْ ... لَيْسَ بِكَبَّاسٍ وَلَا جَدٍّ حَمِقْ «3» . قَوْلُهُ لَشَ أَراد لَكَ، لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ. والعُلادى والعَلَنْدى والعُلَنْدى: الْبَعِيرُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الضَّخْمُ الطَّوِيلُ وَكَذَلِكَ الفرس، وقيل: هو الغليط مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والأُنثى عَلَنْداة، وَالْجَمْعُ عَلادى، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَلَدْنى. وَفِي التَّهْذِيبِ: عَلانِدُ عَلَى تَقْدِيرِ قَلانِسَ. وَقَالَ النَّضْرُ: العَلَنْداة مِنَ الإِبل الْعَظِيمَةُ الطَّوِيلَةُ، وَلَا يُقَالُ جمَلٌ عَلَنْدى؛ قَالَ: والعَفَرْناة مِثْلُهَا وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ عَفَرْنى، وَرُبَّمَا قَالُوا جَمَلٌ عُلُنْدى؛ قَالَ أَبو السَّمَيْدَع: اعْلَنْدى الجملُ واكْلَنْدى إِذا غِلَظَ وَاشْتَدَّ. والعَلَنْدَدُ: الْفَرَسُ الشَّدِيدُ. وَمَا لِي عَنْهُ عَلَنْدَدٌ ومُعْلَنْدَدٌ أَي بدٌّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا وَجَدْتُ إِلى ذَلِكَ مَعْلَنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي سَبِيلًا؛ وَحَكَى أَيضاً: مَا لِي عَنْ ذَلِكَ مُعْلُنْدُدٌ ومُعُلَنْدَدٌ أَي مَحِيص. والعَلَنْدَى، بِالْفَتْحِ: الْغَلِيظُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَلَنْدى: ضَرْبٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ وَلَيْسَ بحَمْض يَهِيجُ لَهُ دُخَانٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي، وإِنْ كنتُ نَائِيًا، ... دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتَي مِذْوَدُ أَي سيأْتي مذْوَدٌ يَذُودُكُمْ يَعْنِي الْهِجَاءَ. وَقَوْلُهُ: دُخَانُ العَلَنْدى دُونَ بَيْتِي أَي منابتُ الْعَلْنَدَى بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ: العَلَنْداةُ شَجَرَةٌ طَوِيلَةٌ لَا شَوْكَ لَهَا مِنَ العِضاه؛ قَالَ الأَزهري: لم يصب

_ (3). قوله [بكباس] كذا في شرح القاموس بباء موحدة قبل الألف وفي الأَصل بلا نقط

اللَّيْثُ فِي وَصْفِ الْعَلَنْدَاةِ لأَن الْعَلَنْدَاةَ شَجَرَةٌ صُلْبَةُ الْعِيدَانِ جاسيَة لَا يُجْهِدُهَا الْمَالُ، وَلَيْسَتْ مِنَ الْعِضَاهِ، وَكَيْفَ تَكُونُ مِنَ الْعِضَاهِ وَلَا شَوْكَ لَهَا؟ والعضاهُ مِنَ الشَّجَرِ: مَا كَانَ لَهُ شَوْكٌ صَغِيرًا كَانَ أَو كَبِيرًا، وَالْعَلْنَدَاةُ لَيْسَتْ بِطَوِيلَةٍ وأَطولها عَلَى قَدْرِ قِعْدة الرَّجُلِ، وَهِيَ مَعَ قِصَرِهَا كَثِيفَةُ الأَغصان مُجْتَمِعَةٌ. علكد: العِلْكِدُ والعُلَكِدُ والعَلْكَدُ والعُلْكُدُ والعُلاكِدُ والعِلَّكْد، كُلُّهُ: الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ الْعُنُقِ وَالظَّهْرِ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ عامَّةً، الذكرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، وَالِاسْمُ العَلْكَدَةُ. والعِلْكِد والعلَّكْد كِلْتَاهُمَا: الْعَجُوزُ الصَّخَّابة، وَقِيلَ هِيَ المرأَة الْقَصِيرَةُ اللَّحِيمةُ الْحَقِيرَةُ الْقَلِيلَةُ الْخَيْرِ؛ وأَنشد الأَزهري: وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ، ... قَالَتْ وَهِيَ تُوعِدُني بالكَفِّ: أَلا امْلأَنَّ وَطْبَنا وكَفِّي قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العِلْكِدُ الدَّاهِيَةُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: أَعْيَسَ مَضْبُورَ القَرا عِلْكَدَّا قَالَ: شَدَّدَ الدَّالَ اضْطِرَارًا. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ اللَّامَ. وَقَالَ النَّضْرُ: فِي فُلَانٍ عَلْكَدَةٌ وجَساةٌ فِي خَلْقه أَي غِلَظٌ. الأَزهري: العَلاكِدُ الإِبل الشِّدَادُ؛ قَالَ دُكَيْنٌ: يَا دِيلُ مَا بِتَّ بِلَيْلٍ جاهِدا، ... وَلَا رَحَلْتَ الأَيْنُقَ العَلاكِدا علند: العَلَنْدى: البَعِير الضَّخْمُ الطَّوِيلُ، والأُنثى عَلَنداة، وَالْجَمْعُ العَلانِدُ والعَلادى والعَلَنْداةُ أَو الْعَلَانِدُ. وَالْعَلَنْدَاةُ: الْعَظِيمَةُ الطَّوِيلَةُ، وَرَجُلٌ عَلَنْدى والعَفَرْناة مِثْلُهَا. واعْلَنْدى الْبَعِيرُ إِذا غَلُظَ. وَيُقَالُ: مَا لِي عَنْهُ مُعْلَنْدِدٌ، بِكَسْرِ الدَّالِ، أَي لَيْسَ دُونَهُ مُناخٌ وَلَا مَقِيلٌ إِلا الْقَصْدَ نَحْوَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمْ دونَ مَهْدِيَّةَ مِنْ مُعْلَنْدِدِ قَالَ: المُعْلَنْدِدُ الْبَلَدُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ ماءٌ وَلَا مرْعى. وَيُقَالُ: مَا لِي عَنْهُ عُنْدُدٌ وَلَا مُعْلَنْدَدٌ وَلَا احْتِيَالٌ أَي مَا لِي عَنْهُ بُدٌّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا وَجَدْتُ إِلى ذَلِكَ عُنْدُداً وعَنْدَداً ومُعْلَنْدداً أَي سَبِيلًا، وَقَدْ مَرَّ أَكثر هَذِهِ التَّرْجَمَةِ فِي عَلِدَ. علنكد: الأَزهري: رَجُلٌ عَلَنْكَدٌ صلب شديد. علهد: عَلْهَدْت الصَّبِيَّ: أَحسنت غذاءَه. عمد: العَمْدُ: ضِدُّ الخطإِ فِي الْقَتْلِ وَسَائِرِ الْجِنَايَاتِ. وَقَدْ تَعَمَّده وتعمَّد لَهُ وعَمَده يعْمِده عَمْداً وعَمَدَ إِليه وَلَهُ يَعْمِد عَمَدًا وتعمَّده واعتَمَده: قَصَدَهُ، وَالْعَمْدُ الْمَصْدَرُ مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: الْقَتْلُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: قَتْلُ الخطإِ المحْضِ وَهُوَ أَن يَرْمِيَ الرَّجُلَ بِحَجَرٍ يُرِيدُ تَنْحِيَتَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ وَلَا يَقْصِدُ بِهِ أَحداً فيصيب إِنساناً فيقلته، فَفِيهِ الدِّيَةُ عَلَى عَاقِلَةِ الرَّامِي أَخماساً مِنَ الإِبل وَهِيَ عِشْرُونَ ابْنَةَ مَخاض، وَعِشْرُونَ ابْنَةَ لَبُون، وَعِشْرُونَ ابْنَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ حِقَّة وَعِشْرُونَ جَذَعة؛ وأَما شِبْهُ الْعَمْدِ فَهُوَ أَن يَضْرِبَ الإِنسان بِعَمُودٍ لَا يَقْتُلُ مِثْلُهُ أَو بِحَجَرٍ لَا يَكَادُ يَمُوتُ مَنْ أَصابه فيموت منه فيه الدِّيَةُ مُغَلَّظَةٌ؛ وَكَذَلِكَ الْعَمْدُ الْمَحْضُ فِيهِ ثَلَاثُونَ حَقَّةً وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً وأَربعون مَا بَيْنَ ثَنِيَّةٍ إِلى بازِلِ عامِها كُلُّهَا خَلِفَةٌ؛ فأَما شِبْهُ الْعَمْدِ فَالدِّيَةُ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلِ، وأَما الْعَمْدُ الْمَحْضُ فَهُوَ فِي مَالِ الْقَاتِلِ. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْداً عَلَى عَيْن وعَمْدَ عَيْنٍ أَي بِجدٍّ وَيَقِينٍ؛ قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ: إِنْ تَكُ خَيْلِي قَدْ أُصِيبَ صَميمُها. ... فعَمْداً عَلَى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا

وعَمَد الْحَائِطَ يَعْمِدُه عَمْداً: دعَمَه؛ وَالْعَمُودُ الَّذِي تَحَامَلَ الثِّقْلُ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ كَالسَّقْفِ يُعْمَدُ بالأَساطينِ الْمَنْصُوبَةِ. وعَمَد الشيءَ يَعْمِدُه عَمْدًا: أَقامه. والعِمادُ: مَا أُقِيمَ بِهِ. وعمدتُ الشيءَ فانعَمَد أَي أَقمته بِعِمادٍ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. والعِمادُ: الأَبنية الرَّفِيعَةُ، يُذَكَّرُ ويؤَنث، الْوَاحِدَةُ عِمادة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ونَحْنُ، إِذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ ... عَلَى الأَحَفاضِ، نَمْنَعُ مَنْ يَلِينا وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَي ذَاتِ الطُّولِ، وَقِيلَ أَي ذَاتِ البناءِ الرَّفِيعِ؛ وَقِيلَ أَي ذَاتِ البناءِ الرَّفِيعِ المُعْمَدِ، وَجَمْعُهُ عُمُدٌ والعَمَدُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ذاتِ الْعِمادِ إِنهم كَانُوا أَهل عَمَدٍ يَنْتَقِلُونَ إِلى الكَلإِ حَيْثُ كَانَ ثَمَّ يَرْجِعُونَ إِلى مَنَازِلِهِمْ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لأَصحاب الأَخبِيَة الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ غَيْرَهَا هُمْ أَهل عَمود وأَهل عِماد. الْمُبَرِّدُ: رَجُلٌ طويلُ العِماد إِذا كَانَ مُعْمَداً أَي طَوِيلًا. وَفُلَانٌ طويلُ العِماد إِذا كَانَ مَنْزِلُهُ مُعْلَماً لِزَائِرِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: زَوْجِي رفيعُ العِمادِ ؛ أَرادت عِمادَ بيتِ شَرَفِهِ، وَالْعَرَبُ تَضَعُ الْبَيْتَ مَوْضِعَ الشَّرَفِ فِي النَّسَبِ وَالْحَسَبِ. والعِمادُ والعَمُود: الْخَشَبَةُ الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا الْبَيْتُ. وأَعمَدَ الشيءَ: جَعَلَ تَحْتَهُ عَمَداً. والعَمِيدُ: الْمَرِيضُ لَا يَسْتَطِيعُ الْجُلُوسَ مِنْ مَرَضِهِ حَتَّى يُعْمَدَ مِنْ جَوَانِبِهِ بالوَسائد أَي يُقامَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَذَكَرَ طَالِبَ الْعِلْمِ: وأَعْمَدَتاه رِجْلاه أَي صَيَّرَتاه عَمِيداً، وَهُوَ الْمَرِيضُ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَن يَثْبُتَ عَلَى الْمَكَانِ حَتَّى يُعْمَدَ مِنْ جَوَانِبِهِ لِطُولِ اعْتِمَادِهِ فِي الْقِيَامِ عَلَيْهَا، وَقَوْلُهُ: أَعمدتاه رِجْلَاهُ، عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ أَكلوني البراغيثُ، وهي لغة طيء. وَقَدْ عَمَدَه المرضُ يَعْمِدُه: فَدَحَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ القلبُ العَمِيدُ. يَعْمِدُه: يُسْقِطُهُ ويَفْدَحُه ويَشْتَدُّ عَلَيْهِ. قَالَ: وَدَخَلَ أَعرابي عَلَى بَعْضِ الْعَرَبِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَجدُك؟ فَقَالَ: أَما الَّذِي يَعْمِدُني فَحُصْرٌ وأُسْرٌ. وَيُقَالُ لِلْمَرِيضِ مَعمود، وَيُقَالُ لَهُ: مَا يَعْمِدُكَ؟ أَي مَا يُوجِعُك. وعَمَده الْمَرَضُ أَي أَضناه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا مَنْ لِهَمٍّ آخِرَ اللَّيْلِ عامِدِ مَعْنَاهُ: مُوجِعٌ. رَوَى ثَعْلَبٌ أَنَّ ابْنَ الأَعرابي أَنشده لِسِمَاكٍ الْعَامِلِيِّ: أَلا مَنْ شَجَتْ ليلةٌ عامِدَه، ... كَمَا أَبَداً ليلةٌ واحِدَه وَقَالَ: مَا مَعْرِفَةٌ فَنَصْبُ أَبداً عَلَى خُرُوجِهِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ كَانَ جَائِزًا «4». قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُ لَيْلَةٌ عَامِدَةٌ أَي مُمْرضة مُوجِعَةٌ. واعْتَمَد عَلَى الشَّيْءِ: توكّأَ. والعُمْدَةُ: مَا يُعتَمَدُ عَلَيْهِ. واعْتَمَدْتُ عَلَى الشَّيْءِ: اتكأْتُ عَلَيْهِ. وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ فِي كَذَا أَي اتَّكَلْتُ عَلَيْهِ. وَالْعَمُودُ: الْعَصَا؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: يَهْدي العَمُودُ لَهُ الطريقَ إِذا هُمُ ... ظَعَنُوا، ويَعْمِدُ لِلطَّرِيقِ الأَسْهَلِ واعْتَمَد عَلَيْهِ فِي الأَمر: تَوَرَّك عَلَى الْمَثَلِ. وَالِاعْتِمَادُ: اسْمٌ لِكُلِّ سَبَبٍ زَاحَفْتَهُ، وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنك إِنما تُزاحِفُ الأَسباب لاعْتِمادها عَلَى الأَوْتاد. والعَمود: الْخَشَبَةُ الْقَائِمَةُ فِي وَسَطِ الخِباء، وَالْجَمْعُ أَعْمِدَة وعُمُدٌ، والعَمَدُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَيُقَالُ: كُلُّ خِبَاءٍ مُعَمَّدٌ؛ وَقِيلَ: كُلُّ خِبَاءٍ كَانَ طَوِيلًا فِي الأَرض

_ (4). قوله [وقال ما معرفة إلى قوله كان جائزاً] كذا بالأَصل

يُضْرَبُ عَلَى أَعمدة كَثِيرَةٍ فَيُقَالُ لأَهْلِه: عَلَيْكُمْ بأَهْل ذَلِكَ الْعَمُودِ، وَلَا يُقَالُ: أَهل العَمَد؛ وأَنشد: وَمَا أَهْلُ العَمُودِ لَنَا بأَهْلٍ، ... وَلَا النَّعَمُ المُسامُ لَنَا بمالِ وَقَالَ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ قَالَ: الْعَمَدُ أَساطين الرُّخَامِ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ؛ قُرِئَتْ فِي عُمُدٍ، وَهُوَ جَمْعُ عِمادٍ وعَمَد، وعُمُد كَمَا قَالُوا إِهابٌ وأَهَبٌ وَأُهُبٌ وَمَعْنَاهُ أَنها فِي عَمَدٍ مِنَ النَّارِ؛ نَسَبَ الأَزهري هَذَا الْقَوْلَ إِلى الزَّجَّاجِ، وَقَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ: العَمَد والعُمُد جَمِيعًا جَمْعَانِ لِلْعَمُودِ مِثْلُ أَديمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ وقَضيم وقَضَمٍ وقُضُمٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ إِنها بِعَمَدٍ لَا تَرَوْنَهَا أَي لَا تَرَوْنَ تِلْكَ الْعَمَدَ، وَقِيلَ خَلَقَهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ وَكَذَلِكَ تَرَوْنَهَا؛ قَالَ: والمعنى في التفسير يؤول إِلى شَيْءٍ وَاحِدٍ، وَيَكُونُ تأْويل بِغَيْرِ عَمْدٍ تَرَوْنَهَا التأْويل الَّذِي فُسِّرَ بِعَمَدٍ لَا تَرَوْنَهَا، وَتَكُونُ الْعَمَدُ قُدْرَتَهُ الَّتِي يُمْسِكُ بِهَا السَّمَاوَاتِ والأَرض؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه خَلَقَهَا مَرْفُوعَةً بِلَا عَمَدٍ وَلَا يَحْتَاجُونَ مَعَ الرُّؤْيَةِ إِلى خَبَرٍ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهُ خَلَقَهَا بِعَمَدٍ لَا تَرَوْنَ تِلْكَ الْعَمَدَ؛ وَقِيلَ: الْعَمَدُ الَّتِي لَا تُرَى قُدْرَتُهُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ أَنكم لَا تَرَوْنَ الْعَمَدَ وَلَهَا عَمَدٌ، وَاحْتَجَّ بأَن عَمَدَهَا جَبَلُ قَافٍ الْمُحِيطُ بِالدُّنْيَا وَالسَّمَاءُ مِثْلُ الْقُبَّةِ، أَطرافها عَلَى قَافٍ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، وَيُقَالُ: إِن خُضْرَةَ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ فَيَصِيرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَارًا تَحْشُرُ النَّاسَ إِلى الْمَحْشَرِ. وعَمُودُ الأُذُنِ: مَا اسْتَدَارَ فَوْقَ الشَّحْمَةِ وَهُوَ قِوامُ الأُذن الَّتِي تَثْبُتُ عَلَيْهِ وَمُعْظَمُهَا. وَعَمُودُ اللِّسَانِ: وسَطُه طُولًا، وعمودُ الْقَلْبِ كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ يَسْقِيهِ، وَكَذَلِكَ عَمُودُ الكَبِد. وَيُقَالُ للوَتِينِ: عَمُودُ السَّحْر، وَقِيلَ: عَمُودُ الْكَبِدِ عِرْقَانِ ضَخْمَانِ جَنَابَتَي السُّرة يَمِينًا وَشِمَالًا. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَخَارِجٌ عَمُودُهُ مِنْ كَبِدِهِ مِنَ الْجُوعِ. والعمودُ: الوَتِينُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الجالِبِ قَالَ: يأْتي بِهِ أَحدهم عَلَى عَمُودِ بَطْنِه ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: عَمُودُ بَطْنِهِ ظَهْرُهُ لأَنه يُمْسِكُ الْبَطْنَ ويقوِّيه فَصَارَ كَالْعَمُودِ لَهُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: عِنْدِي أَنه كَنَّى بِعَمُودِ بَطْنِهِ عَنِ الْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ أَي أَنه يأْتي بِهِ عَلَى تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ، وإِن لَمْ يَكُنْ عَلَى ظَهْرِهِ إِنما هُوَ مَثَلٌ، وَالْجَالِبُ الَّذِي يَجْلِبُ الْمَتَاعَ إِلى الْبِلَادِ؛ يقولُ: يُتْرَكُ وبَيْعَه لَا يَتَعَرَّضُ لَهُ حَتَّى يَبِيعَ سِلْعَتَهُ كَمَا شَاءَ، فإِنه قَدِ احْتَمَلَ الْمَشَقَّةَ وَالتَّعَبَ فِي اجْتِلَابِهِ وَقَاسَى السَّفَرَ والنصَب. والعمودُ: عِرْقٌ مِنْ أُذُن الرُّهَابَةِ إِلى السَّحْرِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: عَمُودُ الْبَطْنِ شِبْهُ عِرْق مَمْدُودٍ مِنْ لَدُنِ الرُّهَابَةِ إِلى دُوَيْنِ السُّرَّةِ فِي وَسَطِهِ يَشُقُّ مِنْ بَطْنِ الشَّاةِ. وَدَائِرَةُ الْعَمُودِ فِي الْفَرَسِ: الَّتِي فِي مَوَاضِعِ الْقِلَادَةِ، وَالْعَرَبُ تَسْتَحِبُّهَا. وَعَمُودُ الأَمر: قِوامُه الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ إِلا بِهِ. وَعَمُودُ السِّنانِ: مَا تَوَسَّط شَفْرتَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ النَّاتِئُ فِي وَسَطِهِ. وَقَالَ النَّضْرُ: عَمُودُ السَّيْفِ الشَّطِيبَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ مَتْنِهِ إِلى أَسفله، وَرُبَّمَا كَانَ لِلسَّيْفِ ثَلَاثَةُ أَعمدة فِي ظَهْرِهِ وَهِيَ الشُّطَبُ والشَّطائِبُ. وعمودُ الصُّبْحِ: مَا تَبَلَّجَ مِنْ ضَوْئِهِ وَهُوَ المُسْتَظهِرُ مِنْهُ، وَسَطَعَ عمودُ الصُّبْحِ عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. وعمودُ النَّوَى: مَا اسْتَقَامَتْ عَلَيْهِ السَّيَّارَةُ مِنْ بَيْتِهِ عَلَى الْمَثَلِ. وَعَمُودُ الإِعْصارِ: مَا يَسْطَعُ مِنْهُ فِي السَّمَاءِ أَو يَسْتَطِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرض.

وعَمِيدُ الأَمرِ: قِوامُه. والعميدُ: السَّيِّدُ المُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الأُمور أَو الْمَعْمُودُ إِليه؛ قَالَ: إِذا مَا رأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ ... إِلى رَمْلِها، والجُلْهُمِيُّ عَمِيدُها وَالْجَمْعُ عُمَداءُ، وَكَذَلِكَ العُمْدَةُ، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ: أَنتم عُمْدَتُنا الَّذِينَ يُعْتَمد عَلَيْهِمْ. وعَمِيدُ الْقَوْمِ وعَمُودُهم: سَيِّدُهُمْ. وَفُلَانٌ عُمْدَةُ قَوْمِهِ إِذا كَانُوا يَعْتَمِدُونَهُ فِيمَا يَحْزُبُهم، وَكَذَلِكَ هُوَ عُمْدتنا. والعَمِيدُ: سَيِّدُ الْقَوْمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: حَتَّى يَصِيرَ عَمِيدُ القومِ مُتَّكِئاً، ... يَدْفَعُ بالرَّاح عَنْهُ نِسْوَةٌ عُجُلُ وَيُقَالُ: استقامَ القومُ عَلَى عَمُودِ رأْيهم أَي عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ. وَاعْتَمَدَ فُلَانٌ لَيْلَتَهُ إِذا رَكِبَهَا يَسْرِي فِيهَا؛ وَاعْتَمَدَ فُلَانٌ فُلَانًا فِي حَاجَتِهِ وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ. والعَمِيدُ: الشَّدِيدُ الْحُزْنِ. يُقَالُ: مَا عَمَدَكَ؟ أَي مَا أَحْزَنَك. والعَمِيدُ والمَعْمُودُ: المشعوف عِشْقاً، وَقِيلَ: الَّذِي بَلَغَ بِهِ الْحُبُّ مَبْلَغاً. وقَلبٌ عَمِيدٌ: هَدَّهُ الْعِشْقُ وَكَسَرَهُ. وعَمِيدُ الوجعِ: مَكَانُهُ. وعَمِدَ البعَيرُ عَمَداً، فَهُوَ عَمِدٌ والأُنثى بِالْهَاءِ: وَرِمَ سنَامُه مِنْ عَضِّ القَتَب والحِلْس وانْشدَخَ؛ قَالَ لَبِيَدٌ يَصِفُ مَطَرًا أَسال الأَودية: فَبَاتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ، ... مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَالِ قَالَ الأَصمعي: يَعْنِي أَن السَّيْلَ يَرْكَبُ جَانِبَيْهِ سحابٌ كالعَمِد أَي أَحاط بِهِ سَحَابٌ مِنْ نَوَاحِيهِ بِالْمَطَرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ السَّنَامُ وَارِيًا فَيُحْمَلَ عَلَيْهِ ثِقْلٌ فَيَكْسِرَهُ فَيَمُوتَ فِيهِ شَحْمُهُ فَلَا يَسْتَوِي، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَرِمَ ظَهْرُ الْبَعِيرِ مَعَ الغُدَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْشَدِخَ السَّنَامُ انْشِدَاخًا، وَذَلِكَ أَن يُرْكَب وَعَلَيْهِ شَحْمٌ كَثِيرٌ. والعَمِدُ: الْبَعِيرُ الَّذِي قَدْ فَسَدَ سَنَامُه. قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ رَجُلٌ عَمِيدٌ ومَعْمُودٌ أَي بَلَغَ الْحُبُّ مِنْهُ، شُبه بِالسَّنَامِ الَّذِي انْشَدَخَ انْشِدَاخًا. وعَمِدَ البعيرُ إِذا انْفَضَخَ داخلُ سَنَامِه مِنَ الرُّكُوبِ وَظَاهِرُهُ صَحِيحٌ، فَهُوَ بَعِيرٌ عَمِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنّ نادبته قالت: وا عُمراه أَقام الأَودَ وَشَفَى العَمَدَ. الْعَمَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: ورَمٌ ودَبَرٌ يَكُونُ فِي الظَّهْرِ، أَرادت بِهِ أَنه أَحسن السِّيَاسَةَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: لِلَّهِ بَلَاءُ فُلَانٍ فَلَقَدْ قَوَّم الأَوَدَ ودَاوَى العَمَدَ ؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: كَمْ أُدارِيكم كَمَا تُدارَى البِكارُ العَمِدَةُ؟ البِكار جَمْعُ بَكْر وَهُوَ الفَتيُّ مِنَ الإِبل، والعَمِدَةُ مِنَ العَمَدِ: الورَمِ والدَّبَرِ، وَقِيلَ: العَمِدَةُ الَّتِي كَسَرَهَا ثِقَلُ حَمْلِهَا. والعِمْدَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْتَفِخُ مِنْ سَنَامِ الْبَعِيرِ وَغَارِبِهِ. وَقَالَ النَّضْرُ: عَمِدَتْ أَلْيَتَاهُ مِنَ الرُّكُوبِ، وَهُوَ أَن تَرِمَا وتَخْلَجَا. وعَمدْتُ الرَّجُلَ أَعْمِدُه عَمْداً إِذا «1» ضَرَبْتَهُ بِالْعَمُودِ. وعَمَدْتُه إِذا ضَرَبْتَ عَمُودَ بَطْنِهِ. وعَمدَ الخُراجُ عَمَداً إِذا عُصرَ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ فَوَرِمَ وَلَمْ تَخْرُجْ بَيْضَتُهُ، وَهُوَ الْجُرْحُ العَمِدُ. وعَمِدَ الثَّرى يَعْمَدُ عَمَداً: بَلَّلَه الْمَطَرُ، فَهُوَ عَمِدٌ، تقَبَّضَ وتَجَعَّدَ ونَدِيَ وَتَرَاكَبَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فإِذا قَبَضْتَ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ تَعَقَّدَ وَاجْتَمَعَ مِنْ نُدُوَّته؛ قَالَ الرَّاعِيَ يَصِفُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً: حَتَّى غَدَتْ فِي بياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً، ... رِيحَ المَباءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ

_ (1). قوله [أعمده عمداً إذا إلخ] كذا ضبط بالأَصل ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب.

أَراد طَيِّبَةَ ريِحِ المباءَةِ، فَلَمَّا نَوَّنَ طَيِّبَةً نَصبَ رِيحَ الْمَبَاءَةِ. أَبو زَيْدٍ: عَمِدَتِ الأَرضُ عَمَداً إِذا رَسَخَ فِيهَا الْمَطَرُ إِلى الثَّرَى حَتَّى إِذ قَبَضْتَ عَلَيْهِ فِي كَفِّكَ تَعَقَّدَ وجَعُدَ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لعَمِدُ الثَّرَى أَي كَثِيرُ الْمَعْرُوفِ. وعَمَّدْتُ السيلَ تَعْميداً إِذا سَدَدْتَ وَجْهَ جَريته حَتَّى يَجْتَمِعَ فِي مَوْضِعٍ بِتُرَابٍ أَو حِجَارَةٍ. والعمودُ: قضِيبُ الْحَدِيدِ. وأَعْمَدُ: بِمَعْنَى أَعْجَبُ، وَقِيلَ: أَعْمَدُ بِمَعْنَى أَغْضبُ مِنْ قَوْلِهِمْ عَمِدَ عَلَيْهِ إِذا غَضِبَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَتَوَجَّعُ وأَشتكي مِنْ قَوْلِهِمْ عَمَدَني الأَمرُ فَعَمِدْتُ أَي أَوجعني فَوَجِعتُ. الغَنَويُّ: العَمَدُ والضَّمَدُ والغَضَبُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ العَمَدُ والأَمَدُ أَيضاً. وعَمِدَ عَلَيْهِ: غَضب كَعَبِدَ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: أَعْمَدُ من كَيلِ مُحِقٍّ أَي هَلْ زَادَ عَلَى هَذَا. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ مُحِّقَ، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي كِتَابٍ قَدِيمٍ مَسْمُوعٍ مِنْ كَيْلٍ مُحِقَ، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ المَحْقِ، وفُسِّر هَلْ زَادَ عَلَى مِكْيَالٍ نُقِصَ كَيْلُه أَي طُفِّفَ. قَالَ: وَحَسِبْتُ أَن الصَّوَابَ هَذَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: فاكْتَلْ أُصَيَّاعَكَ مِنْهُ وانْطَلِقْ، ... وَيْحَكَ هَلْ أَعْمَدُ مِن كَيْلٍ مُحِقْ وَقَالَ: مَعْنَاهُ هَلْ أَزيد عَلَى أَن مُحِقَ كَيْلي؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه أَتى أَبا جَهْلِ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ صَرِيعٌ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى مُذَمَّرِهِ لِيُجْهِزَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبو جَهْلٍ: أَعْمَدُ مِنْ سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ أَي أَعْجَبُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ هَلْ زَادَ عَلَى سَيِّدٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ، هَلْ كَانَ إِلا هَذَا؟ أَي أَن هَذَا لَيْسَ بِعَارٍ، وَمُرَادُهُ بِذَلِكَ أَن يُهَوِّنَ عَلَى نَفْسِهِ مَا حَلَّ بِهِ مِنَ الْهَلَاكِ، وأَنه لَيْسَ بِعَارٍ عَلَيْهِ أَن يَقْتُلَهُ قَوْمُهُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: هَذَا اسْتِفْهَامٌ أَي أَعجب مِنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؛ قَالَ الأَزهري: كأَن الأَصل أَأَعْمَدُ مِنْ سَيِّدٍ فَخُفِّفَتْ إِحدى الْهَمْزَتَيْنِ؛ وَقَالَ ابْنُ مَيَّادة وَنَسَبَهُ الأَزهري لِابْنِ مُقْبِلٍ: تُقَدَّمُ قَيْسٌ كلَّ يومِ كَرِيهَةٍ، ... ويُثْنى عَلَيْهَا فِي الرَّخاءِ ذُنوبُها وأَعْمَدُ مِنْ قومٍ كفَاهُمْ أَخوهُمُ ... صِدامَ الأَعادِي، حيثُ فُلَّتْ نُيُوبُها يَقُولُ: هَلْ زِدْنَا عَلَى أَن كَفَينَا إِخْوَتَنَا. والمُعْمَدُ والعُمُدُّ والعُمُدَّان والعُمُدَّانيُّ: الشابُّ الْمُمْتَلِئُ شَبَابًا، وَقِيلَ هُوَ الضَّخْمُ الطَّوِيلُ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ العُمَدَّانِيُّونَ. وامرأَة عُمُدَانِيَّة: ذاتُ جِسْمٍ وعَبَالَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: العَمودُ والعِمادُ والعُمْدَةُ والعُمْدانُ رَئِيسُ الْعَسْكَرِ وَهُوَ الزُّوَيْرُ. وَيُقَالُ لرِجْلَي الظَّلِيمِ: عَمودانِ. وعَمُودانُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: بَكَيْتَ، وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ دِمْنَةٍ قَفْرِ، ... بِسُقفٍ إِلى وَادِي عَمُودانَ فالغَمْرِ؟ ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ: حَلِسَ بِهِ وعَرِسَ بِهِ وعَمِدَ بِهِ ولَزِبَ بِهِ إِذا لَزِمَه. ابْنُ الْمُظَفَّرِ: عُمْدانُ اسْمُ جَبَلٍ أَو مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَزهري: أُراه أَراد غُمْدان، بِالْغَيْنِ، فصحَّفه وَهُوَ حِصْنٌ فِي رأْس جَبَلٍ بِالْيَمَنِ مَعْرُوفٌ وَكَانَ لِآلِ ذِي يَزَنَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيفٌ كَتَصْحِيفِهِ يَوْمَ بُعاث وَهُوَ مِنْ مَشَاهِيرِ أَيَّامِ العرب أَخرجه في الغين وصحفه. عمرد: العُمْرُودُ والعَمَرَّدُ: الطَّوِيلُ. يُقَالُ ذئبٌ عَمَرَّدٌ وسَبْسَبٌ عَمَرَّدٌ طَوِيلٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛

وأَنشد: فَقَامَ وَسْنَانَ وَلَمْ يُوَسَّدِ، ... يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ كَفِعلِ الأَرْمَدِ إِلى صَناعِ الرِّجْلِ خَرْقاءِ اليَدِ، ... خَطّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرَّدِ وَيُقَالُ: العَمَرّدُ الشرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ عَمَرَّد؛ قَالَ المُعَذَّلُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مِنَ السُّحِّ جَوَّالًا، كأَنَّ غُلامَه ... يُصَرِّفُ سِبْداً فِي العِنانِ عَمَرَّدَا قَوْلُهُ مِنَ السُّحِّ يُرِيدُ مِنَ الْخَيْلِ الَّتِي تَصُبُّ الجَرْي. والسِّبْدُ: الداهِيةُ. يُقَالُ: هُوَ سِبدُ أَسْبادٍ. أَبو عَمْرٍو: شَأْوٌ عَمَرَّدٌ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحوص: ثارَتْ بِهِمْ قَتْلَى حَنِيفَةَ، إِذْ أَبَتْ ... بِنِسْوَتِهِمْ إِلا النَّجاءَ العَمَرَّدَا والعَمَرَّدُ: الذئبُ الخبيثُ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ فَرَسًا: عَلَى سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّه، بالضُّحَى، ... إِذا عَادَ فِيهِ الرَّكْضُ، سِيداً عَمَرَّدا قَالَ أَبو عَدْنانَ: أَنشدتني امرأَة شدَّادٍ الكِلابية لأَبيها: عَلَى رِفَلٍّ ذِي فُضُولٍ أَقْوَدِ، ... يَغْتَالُ نِسْعَيْهِ بِحَوْزٍ مُوفِدِ، صَافِي السَّبِيبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ فسأَلتها عَنِ العَمَرَّد فَقَالَتِ: النجيبةُ الرحيلُ مِنَ الإِبل، وَقَالَتِ: الرَّحِيلُ الَّذِي يَرْتَحِلُهُ الرَّجُلُ فَيَرْكَبُهُ. والعمرَّد: السَّيْرُ السَّرِيعُ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد: فَلَمْ أَرَ لِلْهَمِّ المُنِيخِ كَرِحْلَةٍ، ... يَحُثُّ بِهَا القومُ النَّجاءَ العَمَرَّدا عند: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ . قَالَ قَتَادَةُ: العنيدُ المُعْرِضُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَالَ تَعَالَى: وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ . عَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً وعُنُوداً وعَنَداً: عَتَا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه. وَرَجُلٌ عَنِيدٌ: عانِدٌ، وَهُوَ مِنَ التجبُّرِ. وَفِي خُطْبَةِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وستَرَوْن بَعْدِي مُلْكاً عَضُوضاً ومَلِكاً عَنوداً ؛ العَنُودُ والعَنِيدُ بِمَعْنًى وَهُمَا فَعِيلٌ وفَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَو مُفاعَل. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: فَأَقْصِ الأَدْنَيْنَ عَلَى عُنُودِهِم عَنْكَ أَي مَيْلِهم وجَوْرِهِم. وعنَدَ عَنِ الْحَقِّ وَعَنِ الطَّرِيقِ يَعْنُدُ ويَعْنِدُ: مالَ. والمُعانَدَةُ والعِنادُ: أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشَّيْءَ فيأْباه وَيَمِيلَ عَنْهُ؛ وَكَانَ كُفْرُ أَبي طَالِبٍ مُعاندة لأَنه عَرَفَ وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يُقَالَ: تَبِعَ ابْنَ أَخيه، فَصَارَ بِذَلِكَ كَافِرًا. وعانَدَ مُعانَدَةً أَي خَالَفَ وردَّ الحقَّ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، فَهُوَ عَنِيدٌ وعانِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً عَنِيدًا ؛ الْعَنِيدُ: الْجَائِرُ عَنِ الْقَصْدِ الْبَاغِي الَّذِي يَرُدُّ الْحَقَّ مَعَ الْعِلْمِ بِهِ. وَتَعَانَدَ الْخَصْمَانِ: تَجَادَلَا. وعندَ عَنِ الشَّيْءِ وَالطَّرِيقِ يَعْنِدُ ويَعْنُدُ عُنُوداً، فَهُوَ عَنُود، وعَنِدَ عَنَداً: تَباعَدَ وعَدل. وَنَاقَةٌ عَنُودٌ: لَا تخالطُ الإِبل تَباعَدُ عَنِ الإِبل فَتَرْعَى نَاحِيَةً أَبداً، والجمعُ عُنُدٌ وعانِدٌ وعانِدَةٌ، وَجَمْعُهَمَا جَمِيعًا عَوانِدُ وعُنَّدٌ؛ قَالَ: إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلوني وسَطَا، ... إِني كَبيرٌ لَا أُطِيقُ العُنَّدَا جَمَعَ بَيْنِ الطَّاءِ وَالدَّالِ، وَهُوَ إِكفاءٌ. وَيُقَالُ: هُوَ يَمْشِي وسَطاً لَا عَنَداً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ يَذْكُرُ سِيرَتَهُ يَصِفُ نَفْسَهُ بِالسِّيَاسَةِ فَقَالَ: إِني أَنهَرُ اللَّفُوت وأَضُمُّ العَنُود وأُلْحِقُ القَطُوف وأَزْجُرُ العَرُوض ؛ قَالَ: الْعُنُودُ هُوَ مِنَ

الإِبل الَّذِي لَا يُخَالِطُهَا وَلَا يَزَالُ مُنْفَرِدًا عَنْهَا، وأَراد: مَنْ خَرَجَ عَنِ الْجَمَاعَةِ أَعدته إِليها وَعَطَفْتُهُ عَلَيْهَا؛ وَقِيلَ: العَنُود الَّتِي تباعَدُ عَنِ الإِبل تَطْلُبُ خِيَارَ المَرْتَع تتأَنَّفُ، وَبَعْضُ الإِبل يَرْتَعُ مَا وَجَدَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وأَبو نَصْرٍ: هِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي طَائِفَةِ الإِبل أَي فِي نَاحِيَتِهَا. وَقَالَ الْقَيْسِيُّ: الْعَنُودُ مِنَ الإِبل الَّتِي تُعَانِدُ الإِبل فَتُعَارِضُهَا، قَالَ: فإِذا قَادَتْهُنَّ قُدُماً أَمامهنَّ فَتِلْكَ السَّلوف. وَالْعَانِدُ: الْبَعِيرُ الذي يَجُورُ عَنِ الطَّرِيقِ ويَعْدِلُ عَنِ القَصْد. ورجلٌ عَنُودٌ: يُحَلُّ عِنْده وَلَا يُخَالِطُ النَّاسَ؛ قَالَ: ومَوْلًى عَنُودٌ أَلْحَقَتْه جَريرَةٌ، ... وَقَدْ تَلْحَقُ المَوْلى العنودَ الجرائرُ الْكِسَائِيُّ: عنَدَتِ الطَّعْنَةُ تَعْنِدُ وتَعْنُد إِذا سَالَ دَمُهَا بَعِيدًا مِنْ صَاحِبِهَا؛ وَهِيَ طَعْنَةٌ عَانِدَةٌ. وعَنَدَ الدمُ يَعْنِد [يَعْنُد] إِذا سَالَ فِي جَانِبٍ. والعَنودُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْمُتَقَدِّمَةُ فِي السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ. وَنَاقَةٌ عُنُودٌ: تَنْكُبُ الطريقَ مِنْ نَشَاطِهَا وَقُوَّتِهَا، وَالْجَمْعُ عُنُدٌ وعُنَّدٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن عُنَّداً لَيْسَ جَمْعَ عَنُودٍ لأَن فَعُولًا لَا يُكَسَّرُ عَلَى فُعَّل، وإِنما هِيَ جَمْعُ عانِدٍ، وَهِيَ مُمَاتَةٌ. وعانِدَةُ الطَّرِيقِ: مَا عُدِلَ عَنْهُ فَعَنَدَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فإِنَّكَ، والبُكا بَعْدَ ابنِ عَمْرٍو، ... لَكَالسَّاري بِعانِدَة الطريقِ يَقُولُ: رُزِئْتَ عَظِيمًا فَبُكَاؤُكَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَهُ ضَلَالٌ أَي لَا يَنْبَغِي لَكَ أَن تَبْكِيَ عَلَى أَحد بَعْدَهُ. وَيُقَالُ: عانَدَ فُلَانٌ فُلَانًا عِناداً: فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يُعانِدُ فُلَانًا أَي يَفْعَلُ مِثْلَ فِعْلِهِ، وَهُوَ يُعَارِضُهُ ويُباريهِ. قَالَ: وَالْعَامَّةُ يُفَسِّرُونَهُ يُعانِدُه يَفْعَلُ خِلافَ فِعْلِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرف ذَلِكَ وَلَا أَثبته. والعَنَدُ: الِاعْتِرَاضُ؛ وَقَوْلُهُ: يَا قومِ، مَا لِي لَا أُحِبُّ عَنْجَدَهْ؟ ... وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَهْ، حُبَّ الحُبارَى ويَزِفُّ عَنَدَهْ وَيُرْوَى يَدُقُّ أَي معارَضةَ الْوَلَدِ؛ قَالَ الأَزهري: يُعَارِضُهُ شَفَقَةً عَلَيْهِ. وَقِيلَ: العَنَدُ هُنَا الْجَانِبُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الِاعْتِرَاضُ. قَالَ: يُعَلِّمُهُ الطَّيَرانَ كَمَا يُعَلِّمُ العُصْفُورُ ولَدَه، وأَنشده ثَعْلَبٌ: وكلُّ خنزيرٍ. قَالَ الأَزهري: والمُعانِدُ هُوَ المُعارِضُ بِالْخِلَافِ لَا بالوِفاقِ، وَهَذَا الَّذِي تَعْرِفُهُ الْعَوَامُّ، وَقَدْ يَكُونُ العِنادُ مُعَارَضَةً لِغَيْرِ الْخِلَافِ، كَمَا قَالَ الأَصمعي وَاسْتَخْرَجَهُ مِنْ عَنَدِ الحُبارى، جَعَلَهُ اسْمًا مِنْ عانَدَ الحُبارى فَرْخَه إِذا عَارَضَهُ فِي الطَّيَرَانِ أَوّلَ مَا يَنْهَضُ كأَنه يُعَلِّمُهُ الطَّيَرَانَ شَفَقَةً عَلَيْهِ. وأَعْنَدَ الرجلُ: عارَضَ بِالْخِلَافِ. وأَعْنَدَ: عارَض بِالِاتِّفَاقِ. وعانَدَ البعيرُ خِطامَه: عارضَه. وعانَدَه معانَدَةً وعِناداً: عارَضَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ وماؤُه ... بَثْرٌ، وعانَدَه طريقٌ مَهْيَعُ «2» افْتَنَّهُنَّ مِنَ الفَنّ، وَهُوَ الطرْدُ، أَي طَرَدَ الحِمارُ أُتُنَه مِنَ السَّواءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ بَثْرٌ. والمَهْيَعُ: الْوَاسِعُ. وعَقَبَةٌ عَنُودٌ: صَعْبَةُ المُرْتَقى. وعَنَدَ العِرْقُ وعَنِدَ وعَنُدَ وأَعْنَدَ: سَالَ فَلَمْ يَكَدْ يَرْقَأُ، وَهُوَ عِرْقٌ عاندٌ؛ قَالَ عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ:

_ (2). قوله [وماؤه بثر] تفسير البثر بالموضع لا يلاقي الإِخبار به عن قوله ماؤه، ولياقوت في حل هذا البيت أنه الماء القليل وهو من الأَضداد انتهى. ولا ريب أن بثراً اسم موضع إلا أنه غير مراد هنا

بِطَعْنَةٍ يَجْري لَها عانِدٌ، ... كالماءِ مِنْ غائِلَةِ الجابِيَهْ وَفَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي العانِدَ هُنَا بِالْمَائِلِ، وَعَسَى أَن يَكُونَ السَّائِلَ فَصَحَّفَهُ النَّاقِلُ عَنْهُ. وأَعْنَدَ أَنْفُه: كَثُرَ سَيَلانُ الدمِ مِنْهُ. وأَعْنَدَ القَيْءَ وأَعْنَدَ فِيهِ إِعناداً: تَابَعَهُ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْمُسْتَحَاضَةِ فَقَالَ: إِنه عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العِرْقُ العانِدُ الَّذِي عَنَدَ وبَغى كالإِنسان يُعانِدُ، فَهَذَا الْعِرْقُ فِي كَثْرَةِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ بِمُنْزِلَتِهِ، شُبِّهَ بِهِ لِكَثْرَةِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ عَلَى خِلَافِ عَادَتِهِ؛ وَقِيلَ: العانِدُ الَّذِي لَا يرقأُ؛ قَالَ الرَّاعِي: ونحنُ تَرَكْنا بالفَعاليِّ طَعْنَةً، ... لَهَا عانِدٌ، فَوقَ الذِّراعَينِ، مُسْبِل «1» وأَصله مِنْ عُنودِ الإِنسان إِذا بَغى وعَنَدَ عَنِ الْقَصْدِ؛ وأَنشد: وبَخَّ كلُّ عانِدٍ نَعُورِ والعَنَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْجَانِبُ. وعانَدَ فلانٌ فُلَانًا إِذا جَانَبَهُ. ودَمٌ عانِدٌ: يَسِيلُ جَانِبًا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: عَنَدَ الرَّجُلُ عن أَصحابه يَعْنُدُ عُنُوداً إِذا مَا تَرَكَهُمْ وَاجْتَازَ عَلَيْهِمْ. وعَنَدَ عَنْهُمْ إِذا مَا تَرَكَهُمْ فِي سَفَرٍ وأَخَذَ فِي غيرِ طَرِيقِهِمْ أَو تَخَلَّفَ عَنْهُمْ. والعُنُودُ: كأَنه الخِلافُ والتَّباعُدُ وَالتَّرْكُ؛ لَوْ رأَيت رَجُلًا بِالْبَصْرَةِ مِنْ أَهل الْحِجَازِ لَقُلْتَ: شَدَّ مَا عَنَدْتَ عَنْ قَوْمِكَ أَي تَبَاعَدْتَ عَنْهُمْ. وَسَحَابَةٌ عَنُودٌ: كَثِيرَةُ الْمَطَرِ، وَجَمْعُهُ عُنُدٌ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: دِعْصاً أَرَذَّ عَلَيْهِ فُرَّقٌ عُنُدُ وقِدْحٌ عَنُودٌ: وهو الَّذِي يَخْرُجُ فَائِزًا عَلَى غَيْرِ جِهَةِ سائرِ الْقِدَاحِ. وَيُقَالُ: اسْتَعْنَدَني فُلَانٌ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَي قَصَدَني. وأَما عِنْدَ: فَحُضُورُ الشيءِ ودُنُوُّه وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: عِنْدَ وعَنْدَ وعُنْدَ، وَهِيَ ظَرْفٌ فِي الْمَكَانِ وَالزَّمَانِ، تَقُولُ: عِنْدَ الليلِ وعِنْدَ الْحَائِطِ إِلا أَنها ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، لَا تَقُولُ: عِنْدُك واسعٌ، بِالرَّفْعِ؛ وَقَدْ أَدخلوا عَلَيْهِ مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ مِنْ وَحْدِهَا كَمَا أَدخلوها عَلَى لَدُنْ. قَالَ تَعَالَى: رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا* . وَقَالَ تَعَالَى: مِنْ لَدُنَّا*. وَلَا يُقَالُ: مَضَيْتُ إِلى عِنْدِك وَلَا إِلى لَدُنْكَ؛ وَقَدْ يُغْرى بِهَا فَيُقَالُ: عِنْدَكَ زَيْدًا أَي خُذْه؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ بِلُغَاتِهَا الثَّلَاثِ أَقْصى نِهاياتِ القُرْبِ وَلِذَلِكَ لَمْ تُصَغَّرْ، وَهُوَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ وَلِذَلِكَ لَمْ يَتَمَكَّنَ إِلا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يَقُولَ الْقَائِلُ لِشَيْءٍ بِلَا عِلْمٍ: هَذَا عِنْدي كَذَا وَكَذَا، فَيُقَالُ: ولَكَ عِنْدٌ؛ زَعَمُوا أَنه فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يُرَادُ بِهِ القَلْبُ وَمَا فِيهِ مَعْقُولٌ مِنَ اللُّبِّ، وَهَذَا غَيْرُ قَوِيٍّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: عِنْد حَرْفٌ صِفَةٌ يَكُونُ مَوْضعاً لِغَيْرِهِ وَلَفْظُهُ نَصْبٌ لأَنه ظَرْفٌ لِغَيْرِهِ، وَهُوَ فِي التَّقْرِيبِ شِبْهُ اللِّزْقِ وَلَا يَكَادُ يَجِيءُ فِي الْكَلَامِ إِلا مَنْصُوبًا لأَنه لَا يَكُونُ إِلا صِفَةً مَعْمُولًا فِيهَا أَو مُضْمَرًا فِيهَا فِعْلٌ إِلا فِي قَوْلِهِمْ: ولَكَ عندٌ، كَمَا تَقَدَّمَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا عِنْدَكَ: تُحَذّرُه شَيْئًا بَيْنَ يَدَيْهِ أَو تأْمُرُه أَن يَتَقَدَّمَ، وَهُوَ مِنْ أَسماء الْفِعْلِ لَا يَتَعَدَّى؛ وَقَالُوا: أَنت عِنْدي ذاهبٌ أَي فِي ظَنِّي؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ عَنِ الْفَرَّاءِ. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تأْمر مِنَ الصِّفَاتِ بِعَلَيْكَ وعِنْدَك ودُونَك وإِلَيْكَ، يَقُولُونَ: إِليكَ إِليكَ عَنِّي، كَمَا يَقُولُونَ: وراءَكَ وَرَاءَكَ، فَهَذِهِ الْحُرُوفُ كَثِيرَةٌ؛ وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ: بَيْنَكما البعيرَ فَخُذَاهُ، فَنَصَبَ الْبَعِيرَ وأَجاز ذَلِكَ فِي كُلِّ الصِّفَاتِ الَّتِي تُفْرَدُ وَلَمْ يُجِزْهُ فِي اللَّامِ وَلَا

_ (1). قوله [بالفعالي] كذا بالأَصل

الْبَاءِ وَلَا الْكَافِ؛ وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ الْعَرَبَ تَقُولُ: كَمَا أَنْتَ وزَيْداً ومكانَكَ وزيْداً؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ: كَمَا أَنْتَني، يَقُولُ: انْتَظِرْني فِي مكانِكَ. وَمَا لِي عَنْهُ عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي بُدٌّ؛ قَالَ: لَقَدْ ظَعَنَ الحَيُّ الجميعُ فأَصْعَدُوا، ... نَعَمْ لَيْسَ عَمَّا يَفْعَلُ اللَّهُ عُنْدُدُ وإِنما لَمْ يُقْضَ عَلَيْهَا أَنها فُنْعُلٌ لأَن التَّكْرِيرَ إِذا وَقَعَ وَجَبَ الْقَضَاءُ بِالزِّيَادَةِ إِلا أَن يَجِيءَ ثَبَتٌ، وإِنما قَضَى عَلَى النُّونِ هَاهُنَا أَنها أَصل لأَنها ثَانِيَةٌ وَالنُّونُ لَا تُزَادُ ثَانِيَةً إِلا بثَبَتٍ. وَمَا لِي عَنْهُ مُعْلَنْدَدٌ أَيضاً وَمَا وَجَدْتُ إِلى كَذَا مُعْلَنْدَداً أَي سَبِيلًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا لِي عَنْ ذَاكَ عُنْدَدٌ وعُنْدُدٌ أَي مَحِيص. وَقَالَ مَرَّةً: مَا وَجَدْتُ إِلى ذَلِكَ عُنْدُداً وعُنْدَداً أَي سَبِيلًا وَلَا ثَبَتَ هُنَا. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةً، والطريقةُ: اللّينُ والسكونُ، والعِنْدَأْوَةُ: الجَفْوَةُ والمَكْرُ؛ قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ إِن تَحْتَ سُكُونِكَ لَنَزْوَةً وطِماحاً؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: العِنْدَأْوَةُ الِالْتِوَاءُ والعَسَرُ، وَقَالَ: هُوَ مِنَ العَداء، وَهَمَزَهُ بَعْضُهُمْ فَجَعَلَ النُّونَ وَالْهَمْزَةَ زَائِدَتَيْنِ «1» عَلَى بِناءِ فِنْعَلْوة، وَقَالَ غَيْرُهُ: عِنْداوَةٌ فِعْلَلْوَة. وعانِدانِ: وَادِيَانِ مَعْرُوفَانِ؛ قَالَ: شُبَّتْ بِأَعْلى عانِدَيْنِ مَنْ إِضَمْ وعانِدينَ وعانِدونَ: اسمُ وادٍ أَيضاً. وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ عَانِدِينِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ وَمِثْلُهُ بِقاصِرينَ وخانِقِينَ ومارِدين وماكِسِين وناعِتِين، وَكُلُّ هَذِهِ أَسماء مَوَاضِعَ؛ وَقَوْلُ سَالِمِ بْنِ قُحْفَانَ: يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ، ... لاحِقَةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ يَعْنِي بَعِيدَةَ المِرْفَقِ مِنَ الزَّوْرِ. والعَوْهَقُ: الخُطَّافُ الجَبَلِيُّ، وَقِيلَ: الْغُرَابُ الأَسود، وَقِيلَ: الثَّوْرُ الأَسود، وَقِيلَ: اللَّازَوَرْدُ. وطَعْنٌ عَنِدٌ، بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَ يَمْنَةً ويَسْرَةً. قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَخَفُّ الطَّعْن الوَلْقُ، والعانِدُ مثله. عنجد: العُنْجُدُ: حبُّ الْعِنَبِ. والعَنْجَدُ والعُنْجَدُ: رَديءُ الزَّبيب، وَقِيلَ: نَوَاهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُنْجُدُ والعُنْجَدُ الزبيبُ، وَزَعَمَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه حَبُّ الزَّبِيبِ؛ قَالَ الشاعر: غَدا كالعَسَلَّسِ، فِي حُذْلِهِ ... رُؤُوسُ العَظارِيِّ كالعُنْجُدِ والعَظارِيُّ: ذكورُ الْجَرَادِ، وَذُكِرَ عَنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ أَن العنجُد، بِضَمِّ الْجِيمِ، الأَسود مِنَ الزَّبِيبِ. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ العَنْجَدُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْجِيمِ؛ قَالَ الخليل: رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجَدِ شبَّه رؤُوس الْجَرَادِ بِالزَّبِيبِ، وَمَنْ رَوَاهُ خَناظِب فَهِيَ الخنافِسُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلزَّبِيبِ العَنْجَدُ والعُنْجَدُ والعُنْجُدُ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَحَاكَمَ أَعرابي رَجُلًا إِلى الْقَاضِي فَقَالَ: بِعْتُ بِهِ عُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فَغَابَ عَنِّي؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْجَهْرُ قِطْعَةٌ مِنَ الدَّهْرِ. وعَنْجَدٌ وعَنْجَدَةُ: اسْمَانِ؛ قَالَ: يَا قومِ، مَا لِي لَا أُحِبُّ عَنْجَدَه؟ ... وكلُّ إِنسانٍ يُحِبُّ وَلَدَه، حُبَّ الحُبارى، ويَذُبُّ عَنَدَه

_ (1). قوله [النون والهمزة زائدتين] كذا بالأَصل وفيه يكون بناء عندأوة فنعالة لا فنعلوة

عنجرد: الأَزهري، الْفَرَّاءُ: امرأَة عَنْجَرِدٌ: خبيثةٌ سيئةُ الخُلُق؛ وأَنشد: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، ... كَمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ وَقَالَ غَيْرُهُ: امرأَة عنجرد سَلِيطَةٌ. عندد: الأَزهري: يُقَالُ مَا لِي عَنْهُ عُنْدُدٌ وَلَا مُعْلَنْدَدٌ أَي مَا لِي عَنْهُ بُدٌّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا وَجَدْتُ إِلى ذَلِكَ عُنْدُداً وعُنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي سبيلًا. عنقد: العُنْقُودُ والعِنقادُ مِنَ النَّخْلِ والعنبِ والأَراكِ والبُطْم وَنَحْوِهَا؛ قَالَ: إِذْ لِمَّتي سَوْداءُ كالعِنْقادِ، ... كَلِمَّةٍ كانتْ عَلَى مَصادِ وعُنْقُود: اسْمُ ثَوْرٍ؛ قَالَ: يَا ربِّ سَلِّمْ قَصَباتِ عُنْقُودْ عنكد: العَنْكَدُ: ضَرْبٌ مِنَ السمك البحري. عهد: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ بَعْضُهُمْ: مَا أَدري مَا الْعَهْدُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: العَهْدُ كُلُّ مَا عُوهِدَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وكلُّ مَا بَيْنَ العبادِ مِنَ المواثِيقِ، فَهُوَ عَهْدٌ. وأَمْرُ الْيَتِيمِ مِنَ العهدِ، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ ونَهى عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاءِ: وأَنا عَلَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ مَا استَطَعْتُ أَي أَنا مُقِيمٌ عَلَى مَا عاهَدْتُك عَلَيْهِ مِنَ الإِيمان بِكَ والإِقرار بوَحْدانيَّتِك لَا أَزول عَنْهُ، وَاسْتَثْنَى بِقَوْلِهِ مَا استَطَعْتُ مَوْضِع القَدَرِ السابقِ فِي أَمره أَي إِن كَانَ قَدْ جَرَى القضاءُ أَنْ أَنْقُضَ العهدَ يَوْمًا مَا فإِني أُخْلِدُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلى التَّنَصُّلِ وَالِاعْتِذَارِ، لِعَدَمِ الِاسْتِطَاعَةِ فِي دَفْعِ مَا قَضَيْتَهُ عَلَيَّ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِني مُتَمَسِّكٌ بِمَا عَهِدْتَه إِليّ مِنْ أَمرك وَنَهْيِكَ ومُبْلي العُذْرِ فِي الوفاءِ بِهِ قَدْرَ الوُسْع وَالطَّاقَةِ، وإِن كُنْتُ لَا أَقدر أَن أَبلغ كُنْهَ الْوَاجِبِ فِيهِ. والعَهْدُ: الْوَصِيَّةُ، كَقَوْلِ سَعْدٍ حِينَ خَاصَمَ عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ فِي ابْنِ أَمَتِهِ فَقَالَ: ابْنُ أَخي عَهِدَ إِليّ فِيهِ أَي أَوصى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تمَسَّكوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ أَي مَا يُوصِيكُمْ بِهِ ويأْمرُكم، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: رضِيتُ لأُمَّتي مَا رضيَ لَهَا ابنُ أُمِّ عَبْدٍ لِمَعْرِفَتِهِ بِشَفَقَتِهِ عَلَيْهِمْ وَنَصِيحَتِهِ لَهُمْ، وابنُ أُم عَبْدٍ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. وَيُقَالُ: عهِد إِلي فِي كَذَا أَي أَوصاني؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: عَهِدَ إِليّ النبيُّ الأُمّيُ أَي أَوْصَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ ؛ يَعْنِي الوصيةَ والأَمر. والعَهْدُ: التقدُّم إِلى المرءِ فِي الشيءِ. وَالْعَهْدُ: الَّذِي يُكتب لِلْوُلَاةِ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ عُهودٌ، وَقَدْ عَهِدَ إِليه عَهْداً. والعَهْدُ: المَوْثِقُ وَالْيَمِينُ يَحْلِفُ بِهَا الرَّجُلُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. تَقُولُ: عَلَيَّ عهْدُ اللَّهِ وميثاقُه، وأَخذتُ عَلَيْهِ عهدَ اللَّهِ وميثاقَه؛ وَتَقُولُ: عَلَيَّ عهدُ اللهِ لأَفعلن كَذَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ ؛ وَقِيلَ: وليُّ الْعَهْدِ لأَنه وليَ الميثاقَ الَّذِي يؤْخذ عَلَى مَنْ بَايَعَ الْخَلِيفَةَ. وَالْعَهْدُ أَيضاً: الْوَفَاءُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ؛ أَي مِنْ وَفَاءٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العهْدُ جَمْعُ العُهْدَةِ وَهُوَ الْمِيثَاقُ وَالْيَمِينُ الَّتِي تستوثقُ بِهَا مِمَّنْ يعاهدُك، وإِنما سُمِّيَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَهلَ العهدِ: لِلذِّمَّةِ الَّتِي أُعْطُوها والعُهْدَةِ المُشْتَرَطَةِ عَلَيْهِمْ وَلَهُمْ. والعَهْدُ والعُهْدَةُ وَاحِدٌ؛ تَقُولُ: بَرِئْتُ إِليك مِنَ عُهْدَةِ هَذَا العبدِ أَي مِمَّا يدركُك فِيهِ مِنْ عَيْب كَانَ مَعْهُودًا فِيهِ عِنْدِي. وَقَالَ شَمِرٌ: العَهْد الأَمانُ، وَكَذَلِكَ الذِّمَّةُ؛ تَقُولُ: أَنا أُعْهِدُك مِنْ هَذَا الأَمر

أَي أُؤَمِّنُك مِنْهُ أَو أَنا كَفيلُك، وَكَذَلِكَ لَوِ اشْتَرَى غُلَامًا فَقَالَ: أَنا أُعْهِدُك مِنْ إِباقه، فَمَعْنَاهُ أَنا أُؤَمِّنُك مِنْهُ وأُبَرِّئُكَ مِنْ إِباقه؛ وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ العُهْدَة؛ وَيُقَالُ: عُهْدَتُه عَلَى فُلَانٍ أَي مَا أُدْرِك فِيهِ مِنْ دَرَكٍ فإِصلاحه عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا عُهْدَة أَي لَا رَجْعَة. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: عُهْدَةُ الرقيقِ ثَلَاثَةُ أَيامٍ ؛ هُوَ أَن يَشْتَرِي الرقيقَ وَلَا يَشْترِطَ البائعُ البَراءَةَ مِنَ الْعَيْبِ، فَمَا أَصاب الْمُشْتَرَى مِنْ عَيْبٍ فِي الأَيام الثَّلَاثَةِ فَهُوَ مِنْ مَالِ الْبَائِعِ وَيَرُدُّ إِن شَاءَ بِلَا بَيِّنَةٍ، فإِن وَجَدَ بِهِ عَيْبًا بَعْدَ الثَّلَاثَةِ فَلَا يَرُدُّ إِلا بِبَيِّنَةٍ. وعَهِيدُك: المُعاهِدُ لَكَ يُعاهِدُك وتُعاهِدُه وَقَدْ عَاهَدَهُ؛ قَالَ: فَلَلتُّرْكُ أَوفى مِنْ نِزارٍ بعَهْدِها، ... فَلَا يَأْمَنَنَّ الغَدْرَ يَوْماً عَهِيدُها والعُهْدةُ: كِتَابُ الحِلْفِ والشراءِ. واستَعْهَدَ مِنْ صَاحِبِهِ: اشْتَرَطَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ عَلَيْهِ عُهْدة، وَهُوَ مِنْ بَابِ العَهد والعُهدة لأَن الشَّرْطَ عَهْدٌ فِي الْحَقِيقَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الْفَرَزْدَقَ حِينَ تَزَوَّجَ بِنْتَ زِيقٍ: وَمَا استَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن ذِي خُتُونَةٍ ... مِنَ الناسِ إِلَّا مِنْكَ، أَو مِنْ مُحارِبِ والجمعُ عُهَدٌ. وَفِيهِ عُهْدَةٌ لَمْ تُحْكَمْ أَي عَيْبٌ. وَفِي الأَمر عُهْدَةٌ إِذا لَمْ يُحْكَمْ بَعْدُ. وَفِي عَقْلِه عُهْدَةٌ أَي ضَعْفٌ. وَفِي خَطِّه عُهدة إِذا لَمْ يُقِم حُروفَه. والعَهْدُ: الحِفاظُ ورعايةُ الحُرْمَة. وَفِي الْحَدِيثِ أَن عَجُوزًا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأَل بِهَا وأَحفى وَقَالَ: إِنها كَانَتْ تأْتينا أَيام خَدِيجَةَ وإِن حُسن الْعَهْدِ مِنَ الإِيمان. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: قَالَتْ لِعَائِشَةَ: وتَرَكَتْ عُهَّيْدَى «1» العُهَّيْدَى، بِالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ، فُعَّيْلى مِنَ العَهْدِ كالجُهَّيْدَى مِنَ الجَهْدِ، والعُجَّيْلى مِنَ العَجَلة. والعَهْدُ: الأَمانُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ، وَفِيهِ: فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ . وعاهَدَ الذِّمِّيَّ: أَعطاهُ عَهْداً، وَقِيلَ: مُعَاهَدَتُه مُبايَعَتُه لَكَ عَلَى إِعطائه الْجِزْيَةَ والكفِّ عَنْهُ. والمُعَاهَدُ: الذِّمِّيُّ. وأَهلُ العهدِ: أَهل الذِّمَّةِ، فإِذا أَسلموا سَقَطَ عَنْهُمُ اسْمُ الْعَهْدِ. وَتَقُولُ: عاهدْتُ اللَّهَ أَن لَا أَفعل كَذَا وَكَذَا؛ وَمِنْهُ الذِّمِّيُّ المعاهَدُ الَّذِي فُورِقَ فَأُومِرَ عَلَى شُرُوطٍ استُوثِقَ مِنْهُ بِهَا، وأُوِمن عَلَيْهَا، فإِن لَمْ يفِ بِهَا حَلَّ سَفْكُ دمِه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ كَرَمَ العَهْدِ مِنَ الإِيمانِ أَي رِعَايَةَ المَوَدَّة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يُقْتَلُ مُؤمنٌ بكافِرٍ ، وَلَا ذُو عهْد فِي عَهْدِه؛ مَعْنَاهُ لَا يُقتل مُؤْمِنٍ بِكَافِرٍ، تَمَّ الْكَلَامُ، ثُمَّ قَالَ: وَلَا يُقْتَلُ أَيضاً ذُو عَهْدٍ أَي ذُو ذِمَّة وأَمان مَا دَامَ عَلَى عَهْدِهِ الَّذِي عُوهِدَ عَلَيْهِ، فَنَهَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَتْلِ المؤْمن بِالْكَافِرِ، وَعَنْ قَتْلِ الذِّمِّيِّ الْمُعَاهِدِ الثَّابِتِ عَلَى عَهْدِهِ. وَفِي النِّهَايَةِ: لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ أَي وَلَا ذُو ذِمَّةٍ فِي ذِمَّتِهِ، وَلَا مُشْرِكٌ أُعْطِيَ أَماناً فَدَخَلَ دَارَ الإِسلام، فَلَا يُقْتَلُ حَتَّى يعودَ إِلى مَأْمَنِه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلِهَذَا الْحَدِيثِ تأْويلان بِمُقْتَضَى مَذْهَبَيِ الشَّافِعِيِّ وأَبي حَنِيفَةَ: أَما الشَّافِعِيُّ فَقَالَ لَا يُقْتَلُ الْمُسْلِمُ بِالْكَافِرِ مُطْلَقًا مُعَاهَدًا كَانَ أَو غَيْرَ مُعَاهَدٍ حَرْبِيًّا كَانَ أَو ذِمِّيًّا مُشْرِكًا أَو كِتَابِيًّا، فأَجرى اللَّفْظَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَلَمْ يُضْمِرْ لَهُ شَيْئًا فكأَنه نَهَى عَنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ بِالْكَافِرِ وَعَنْ قَتْلِ الْمَعَاهَدِ، وَفَائِدَةُ ذِكْرِهِ بَعْدَ قَوْلِهِ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ لِئَلَّا يَتَوهَّمَ مُتَوَهِّمٌ أَنه قَدْ نَفَى عَنْهُ القَوَدَ بقَتْله الكافرَ، فيَظُّنَّ أَنَّ المعاهَدَ لو قَتَلَ كان حكمه كذلك

_ (1). قوله [وتركت عهيدى] كذا بالأَصل والذي في النهاية وتركت عهيداه

فَقَالَ: وَلَا يُقْتَلُ ذُو عَهْدٍ فِي عهدِه، وَيَكُونُ الْكَلَامُ مَعْطُوفًا عَلَى مَا قَبْلَهُ مُنْتَظِمًا فِي سِلْكِهِ مِنْ غَيْرِ تَقْدِيرِ شَيْءٍ مَحْذُوفٍ؛ وأَما أَبو حَنِيفَةَ فإِنه خَصَّصَ الكافرَ فِي الْحَدِيثِ بالحرْبيِّ دُونَ الذِّمِّي، وَهُوَ بِخِلَافِ الإِطلاق، لأَن مِنْ مَذْهَبِهِ أَن الْمُسْلِمَ يُقْتَلُ بِالذِّمِّيِّ فَاحْتَاجَ أَن يُضْمِرَ فِي الْكَلَامِ شَيْئًا مُقَدَّرًا ويجعلَ فِيهِ تَقْدِيمًا وتأْخيراً فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ بِكَافِرٍ أَي لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ وَلَا كَافِرٌ مُعَاهَدٌ بِكَافِرٍ، فإِن الكافرَ قَدْ يَكُونُ مُعَاهَدًا وَغَيْرَ مُعَاهَدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن قَتَلَ مُعَاهَداً [مُعَاهِداً] لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدلًا ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِهَا عَلَى الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ بِالْفَتْحِ أَشهر وأَكثر. والمعاهدُ: مَن كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَهْدٌ، وأَكثر مَا يُطْلَقُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى أَهل الذِّمَّةِ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ إِذا صُولحوا عَلَى تَرْكِ الْحَرْبِ مدَّة مَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يَحِلُّ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهد أَي لَا يَجُوزُ أَن تُتَمَلَّك لُقَطَتُه الْمَوْجُودَةُ مِنْ مَالِهِ لأَنه مَعْصُومُ الْمَالِ، يُجْرِي حُكْمُهُ مَجْرَى حُكْمِ الذِّمِّيِّ. وَالْعَهْدُ: الِالْتِقَاءُ. وعَهِدَ الشيءَ عَهْداً: عرَفه؛ وَمِنَ العَهْدِ أَن تَعْهَدَ الرجلَ عَلَى حَالٍ أَو فِي مَكَانٍ، يُقَالُ: عَهْدِي بِهِ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَفِي حَالِ كَذَا، وعَهِدْتُه بِمَكَانِ كَذَا أَي لَقِيتُه وعَهْدِي بِهِ قَرِيبٌ؛ وَقَوْلُ أَبي خِرَاشٍ الْهُذَلِيِّ: وَلَمْ أَنْسَ أَياماً لَنا ولَيالِياً ... بِحَلْيَةَ، إِذْ نَلْقَى بِهَا مَا نُحاوِلُ فَلَيْسَ كعَهْدِ الدارِ، يَا أُمَّ مالِكٍ، ... ولكِنْ أَحاطَتْ بالرِّقابِ السَّلاسِلُ أَي لَيْسَ الأَمر كَمَا عَهِدْتِ وَلَكِنْ جَاءَ الإِسلامُ فَهَدَمَ ذَلِكَ، وأَراد بِالسَّلَاسِلِ الإِسلامَ وأَنه أَحاط بِرِقَابِنَا فَلَا نسْتَطِيعُ أَن نَعْمَلَ شَيْئًا مَكْرُوهًا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَلَا يَسْأَلُ عمَّا عَهِدَ أَي عَمَّا كَانَ يَعْرِفُه فِي الْبَيْتِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَنَحْوِهِمَا لِسَخَائِهِ وَسِعَةِ نَفْسِهِ. والتَّعَهُّدُ: التَّحَفُّظُ بِالشَّيْءِ وتجديدُ العَهْدِ بِهِ، وَفُلَانٌ يَتَعَهَّدُه صَرْعٌ. والعِهْدانُ: العَهْدُ. والعَهْدُ: مَا عَهِدْتَه فَثافَنْتَه. يُقَالُ: عَهْدِي بِفُلَانٍ وَهُوَ شابٌّ أَي أَدركتُه فرأَيتُه كَذَلِكَ؛ وَكَذَلِكَ المَعْهَدُ. والمَعْهَدُ: الموضعُ كنتَ عَهِدْتَه أَو عَهِدْت هَوىً لَكَ أَو كنتَ تَعْهَدُ بِهِ شَيْئًا، والجمعُ المَعَاهِدُ. والمُعاهَدَةُ والاعْتِهادُ والتعاهُدُ والتَّعَهُّدُ وَاحِدٌ، وَهُوَ إِحداثُ العَهْدِ بِمَا عَهِدْتَه. وَيُقَالُ لِلْمُحَافَظِ عَلَى العَهْدِ: مُتَعَهِّدٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي عَطَاءٍ السِّنْدِيِّ وَكَانَ فَصِيحًا يَرْثِي ابْنَ هُبَيرَة: وإِنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الفِناءِ فَرُبَّما ... أَقامَ بِهِ، بَعْدَ الوُفُودِ، وُفُودُ فإِنَّكَ لَمْ تَبْعُدْ عَلَى مُتعَهِّدٍ، ... بَلى كلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ بعِيدُ أَراد: مُحَافِظٌ عَلَى عَهْدِكَ بِذِكْرِه إِياي «2». وَيُقَالُ: مَتَى عَهْدُكَ بِفُلَانٍ أَي مَتَى رُؤْيَتُك إِياه. وعَهْدُه: رؤيتُه. والعَهْدُ: المَنْزِلُ الَّذِي لَا يَزَالُ الْقَوْمُ إِذا انْتَأَوْا عَنْهُ رَجَعُوا إِليه، وَكَذَلِكَ المَعْهَدُ. والمعهودُ: الَّذِي عُهِدَ وعُرِفَ. والعَهْدُ: الْمَنْزِلُ المعهودُ بِهِ الشَّيْءُ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَلْ تَعْرِفُ العَهْدَ المُحِيلَ رَسْمُه وتعَهَّدَ الشَّيْءَ وتَعَاهَدَه واعْتَهَدَه: تَفَقَّدَهُ وأَحْدَثَ العَهْدَ به؛ قال الطرماح:

_ (2). قوله [بذكره إياي] كذا بالأَصل ولعله بذكره إياه

ويُضِيعُ الَّذِي قدَ أَوْجَبَهُ اللَّهُ ... عَلَيْه، وَلَيْسَ يَعْتَهِدُهْ وتَعَهَّدْتُ ضَيْعَتي وَكُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ أَفصح مِنْ قَوْلِكَ تَعاهَدْتُه لأَن التعاهدَ إِنما يَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُقَالُ تعاهَدتُه، قَالَ: وأَجازهما الْفَرَّاءُ. وَرَجُلٌ عَهِدٌ، بِالْكَسْرِ: يتَعاهَدُ الأُمورَ وَيُحِبُّ الولاياتِ والعُهودَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ قُتَيْبَة بْنَ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيَّ وَيَذْكُرُ فُتُوحَهُ: نامَ المُهَلَّبُ عَنْهَا فِي إِمارتِه، ... حَتَّى مَضَتْ سَنَةٌ، لَمْ يَقْضِها العَهِدُ وَكَانَ الْمُهَلَّبُ يُحِبُّ الْعُهُودَ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: فَهُنَّ مُناخاتٌ يُجَلَّلْنَ زِينَةً، ... كَمَا اقْتانَ بالنَّبْتِ العِهادُ المُحَوَّفُ، المُحَوَّفُ: الَّذِي قَدْ نَبَتَتْ حَافَّتَاهُ واستدارَ بِهِ النباتُ. والعِهادُ: مواقِعُ الوَسْمِيّ مِنَ الأَرض. وَقَالَ الْخَلِيلُ: فِعْلٌ لَهُ مَعْهُودٌ ومشهودٌ ومَوْعودٌ؛ قَالَ: مَشْهود يَقُولُ هُوَ الساعةَ، والمعهودُ مَا كَانَ أَمْسِ، والموعودُ مَا يَكُونُ غَدًا. والعَهْدُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: أَوَّل مَطَرٍ والوَليُّ الَّذِي يَلِيه مِنَ الأَمطار أَي يَتَّصِلُ بِهِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: العَهْدُ أَوَّل الْمَطَرِ الوَسْمِيِّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ العِهادُ. والعَهْدُ: المطرُ الأَوَّل. والعَهْدُ والعَهْدَةُ والعِهْدَةُ: مطرٌ بَعْدَ مطرٍ يُدْرِك آخِرُهُ بَلَلَ أَوّله؛ وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مطرٍ بَعْدَ مَطَرٍ، وَقِيلَ: هُوَ المَطْرَةُ الَّتِي تَكُونُ أَوّلًا لِمَا يأْتي بعْدها، وَجَمْعُهَا عِهادُ وعُهودٌ؛ قَالَ: أَراقَتْ نُجُومُ الصَّيْفِ فِيهَا سِجالَها، ... عِهاداً لِنَجْمِ المَرْبَعِ المُتَقَدِّمِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا أَصاب الأَرضَ مَطَرٌ بَعْدَ مَطَرٍ، وَنَدَى الأَوّل بَاقٍ، فَذَلِكَ العَهْدُ لأَن الأَوّل عُهِدَ بِالثَّانِي. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ العِهادُ: الحديثةُ مِنَ الأَمطارِ؛ قَالَ: وأَحسبه ذَهَبَ فِيهِ إِلى قَوْلِ السَّاجِعِ فِي وَصْفِ الْغَيْثِ: أَصابَتْنا دِيمَةٌ بَعْدَ دِيمَةٍ عَلَى عِهادٍ غيرِ قَدِيمةٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: عَلَى عِهَادٍ قَدِيمَةٍ تَشْبَعُ مِنْهَا النابُ قَبْلَ الفَطِيمَةِ؛ وَقَوْلُهُ: تشبعُ مِنْهَا النَّابُ قَبْلَ الْفَطِيمَةِ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ هَذَا النَّبْتُ قَدْ عَلَا وَطَالَ فَلَا تُدْرِكُهُ الصَّغِيرَةُ لِطُولِهِ، وَبَقِيَ مِنْهُ أَسافله فَنَالَتْهُ الصَّغِيرَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العِهادُ ضعيفُ مطرِ الوَسْمِيِّ ورِكاكُه. وعُهِدَتِ الرَّوْضَةُ: سَقَتْها العَهْدَةُ [العِهْدَةُ]، فَهِيَ معهودةٌ. وأَرض معهودةٌ إِذا عَمَّها الْمَطَرُ. والأَرض المُعَهَّدَةُ تَعْهِيداً: الَّتِي تُصِيبُهَا النُّفْضَةُ مِنَ الْمَطَرِ، والنُّفْضَةُ المَطْرَةُ تُصِيبُ القِطْعة مِنَ الأَرض وَتُخْطِئُ الْقِطْعَةَ. يُقَالُ: أَرض مُنَفَّضَةٌ تَنْفيضاً؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: أَصْلَبيٌّ تَسْمُو العُيونُ إِليه، ... مُسْتَنيرٌ، كالبَدْرِ عامَ العُهودِ ومطرُ العُهودِ أَحسن مَا يكونُ لِقِلَّةِ غُبارِ الآفاقِ؛ قِيلَ: عامُ العُهودِ عامُ قِلَّةِ الأَمطار. وَمِنْ أَمثالهم فِي كَرَاهَةِ الْمَعَايِبِ: المَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ؛ الْمَعْنَى ذُو المَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ. والمَلَسَى: ذهابٌ فِي خِفْيَةٍ، وَهُوَ نَعْتٌ لِفَعْلَتِه، والمَلَسى مُؤَنَّثَةٌ، قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه خَرَجَ مِنَ الأَمر سَالِمًا فَانْقَضَى عَنْهُ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: المَلَسى أَن يَبيعَ الرجلُ سِلْعَةً يَكُونُ قَدْ سرَقَها فَيَمَّلِس ويَغِيب بَعْدَ قَبْضِ الثَّمَنِ، وإِن استُحِقَّتْ فِي يَدَيِ الْمُشْتَرِي لَمْ يتهيأْ لَهُ أَن يبيعَ البائعُ بِضَمَانِ عُهْدَتِها لأَنه امَّلَسَ هَارِبًا، وعُهْدَتُها أَن يَبيعَها وَبِهَا عَيْبٌ أَو فِيهَا اسْتِحْقَاقٌ لِمَالِكِهَا. تَقُولُ: أَبيعُك المَلَسى لَا عُهْدَة أَي تنملسُ

وتَنْفَلتُ فَلَا تَرْجِعُ إِليّ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: مَتَى عهدكَ بأَسفلِ فيكَ؟ وَذَلِكَ إِذا سأَلته عَنْ أَمر قَدِيمٍ لَا عَهْدَ لَهُ بِهِ؛ ومِثْلُه: عَهْدُك بالفالياتِ قديمٌ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَمر الَّذِي قَدْ فَاتَ وَلَا يُطْمَعُ فِيهِ؛ وَمِثْلُهُ: هَيْهَاتَ طَارَ غُرابُها بِجَرادَتِك؛ وأَنشد: وعَهْدي بِعَهْدِ الفالياتِ قَديمُ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: وإِني لأَطْوي السِّرَّ فِي مُضْمَرِ الحَشا، ... كُمونَ الثَّرَى فِي عَهْدَةٍ مَا يَريمُها أَراد بالعَهْدَةِ مَقْنُوءَةً لَا تَطْلُعُ عَلَيْهَا الشمسُ فَلَا يَرِيمُهَا الثَّرَى. والعَهْدُ: الزمانُ. وقريةٌ عَهِيدَةٌ أَي قَدِيمَةٌ أَتى عَلَيْهَا عَهْدٌ طويلٌ. وَبَنُو عُهادَةَ: بُطَيْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. عود: فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى: المبدِئُ المعِيدُ؛ قَالَ الأَزهري: بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثُمَّ يميتُهم ثُمَّ يعيدُهم أَحياءً كَمَا كَانُوا. قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ . وَقَالَ: إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ؛ فَهُوَ سُبْحَانُهُ وَتَعَالَى الَّذِي يُعِيدُ الْخَلْقَ بَعْدَ الْحَيَاةِ إِلى المماتِ فِي الدُّنْيَا وَبَعْدَ المماتِ إِلى الحياةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ عَلَى النَّكَلِ، قِيلَ: وَمَا النَّكَلُ عَلَى النَّكَلِ؟ قَالَ: الرَّجُلُ القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ عَلَى الْفَرَسِ القَوِيِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعيدِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَوْلُهُ الْمُبْدِئُ المعِيدُ هُوَ الَّذِي قَدْ أَبْدَأَ فِي غَزْوِهِ وأَعاد أَي غَزَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وجرَّب الأُمور طَوْراً بَعْدَ طَوْر، وأَعاد فِيهَا وأَبْدَأَ، والفرسُ المبدئُ المعِيدُ هُوَ الَّذِي قَدْ رِيضَ وأُدِّبَ وذُلِّلَ، فَهُوَ طَوْعُ راكبِهِ وفارِسِه، يُصَرِّفه كَيْفَ شَاءَ لِطَواعِيَتِه وذُلِّه، وأَنه لَا يَسْتَصْعِبُ عَلَيْهِ وَلَا يمْنَعُه رِكابَه وَلَا يَجْمَحُ بِهِ؛ وَقِيلَ: الْفَرَسُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الَّذِي قَدْ غَزَا عَلَيْهِ صَاحِبُهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ لَيْلٌ نائِمٌ إِذا نِيمَ فِيهِ وسِرٌّ كَاتِمٌ قَدْ كَتَمُوهُ. وَقَالَ شِمْرٌ: رَجُلٌ مُعِيدٌ أَي حَاذِقٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ بِهِ ... فِي اللُّجِّ داوِيَةُ المَكانِ، جَمُومُ والمُعِيدُ مِنَ الرجالِ: العالِمُ بالأُمور الَّذِي لَيْسَ بغُمْرٍ؛ وأَنشد: كَمَا يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب وَالْعَوْدُ ثَانِي الْبَدْءِ؛ قَالَ: بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً، ... فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ، والعَوْدُ أَحْمَدُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَعَادَ إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً: رَجَعَ. وَفِي الْمَثَلِ: العَوْدُ أَحمدُ؛ وأَنشد لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ: جَزَيْنا بَنِي شَيْبانَ أَمْسِ بِقَرْضِهِمْ، ... وجِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ، والعَوْدُ أَحمدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وعُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شِعْرِهِ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْبَيْتِ: وَالْعَوْدُ أَحمد؟ وَقَدْ عَادَ لَهُ بعد ما كَانَ أَعرَضَ عَنْهُ؛ وَعَادَ إِليه وَعَلَيْهِ عَوْداً وعِياداً وأَعاده هُوَ، وَاللَّهُ يبدِئُ الْخَلْقَ ثُمَّ يعيدُه، مِنْ ذَلِكَ. وَاسْتَعَادَهُ إِياه: سأَله إِعادَتَه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَتَقُولُ رَجَعَ عَوْدُه عَلَى بَدْئِه؛ تُرِيدُ أَنه لَمْ يَقْطَعْ ذَهابَه حَتَّى وَصَلَهُ بِرُجُوعِهِ، إِنما أَردْتَ أَنه رَجَعَ فِي حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه بِرُجُوعِهِ، وَقَدْ يَكُونُ أَن يَقْطَعَ مَجِيئَهُ ثُمَّ يرجع فتقول: رجَعْتُ عَوْدي عَلَى بَدْئي أَي رجَعْتُ كَمَا

جِئْتُ، فالمَجِيءُ مَوْصُولٌ بِهِ الرجوعُ، فَهُوَ بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ؛ انْتَهَى كَلَامُ سِيبَوَيْهِ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: رَجَعَ عَوْداً عَلَى بَدْءٍ مِنْ غَيْرِ إِضافة. وَلَكَ العَوْدُ والعَوْدَةُ والعُوادَةُ أَي لَكَ أَن تعودَ فِي هَذَا الأَمر؛ كُلُّ هَذِهِ الثَّلَاثَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ: العَوْد تَثْنِيَةُ الأَمر عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ. يُقَالُ: بَدَأَ ثُمَّ عَادَ، والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ؛ يَقُولُ: لَيْسَ بَعْثُكم بأَشَدَّ مِنَ ابتِدائِكم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَعُودون أَشقِياءَ وسُعداءَ كَمَا ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم فِي سَابِقِ عِلْمِهِ، وَحِينَ أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فِيهِمْ وَهُمْ فِي أَرحام أُمهاتهم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَصْلُحُ فِيهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يَعُودُونَ إِلى مَا قَالُوا وَفِيمَا قَالُوا، يُرِيدُ النِّكَاحَ وكلٌّ صوابٌ؛ يُرِيدُ يَرْجِعُونَ عَمَّا قَالُوا، وَفِي نَقْض مَا قَالُوا قَالَ: وَيَجُوزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ أَن تَقُولَ: إِن عَادَ لِمَا فَعَلَ، تُرِيدُ إِن فَعَلَهُ مَرَّةً أُخرى. وَيَجُوزُ: إِن عَادَ لِمَا فَعَلَ، إِن نَقَضَ مَا فَعَلَ، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: حَلَفَ أَن يَضْرِبَكَ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: حَلَفَ لَا يَضْرِبُكَ وَحَلَفَ لَيَضْرِبَنَّكَ؛ وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ: ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا إِنا لَا نَفْعَلُهُ فَيَفْعَلُونَهُ يَعْنِي الظِّهَارَ، فإِذا أَعتق رَقَبَةً عَادَ لِهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي قَالَ إِنه عَلَيَّ حَرَامٌ فَفَعَلَهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ: يَعُودُونَ لِما قالُوا ، لِتَحْلِيلِ مَا حَرَّمُوا فَقَدْ عَادُوا فِيهِ. وَرَوَى الزَّجَّاجُ عَنِ الأَخفش أَنه جَعَلَ لِمَا قَالُوا مِنْ صِلَةِ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ، وَالْمَعْنَى عِنْدَهُ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ ثُمَّ يَعُودُونَ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ لِمَا قَالُوا، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبٌ حَسَنٌ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي قَوْلِهِ: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ، يَقُولُ: إِذا ظَاهَرَ مِنْهَا فَهُوَ تَحْرِيمٌ كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَفْعَلُونَهُ وَحُرِّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ تَحْرِيمَ النِّسَاءِ بِهَذَا اللَّفْظِ، فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ الظِّهارَ طَلَاقًا، فَهُوَ تَحْرِيمُ أَهل الإِسلام وَسَقَطَتْ عَنْهُ الْكَفَّارَةُ، وإِن لَمْ يُتْبِع الظِّهَارَ طَلَاقًا فَقَدْ عَادَ لِمَا حَرَّمَ وَلَزِمَهُ الْكَفَّارَةُ عُقُوبَةً لِمَا قَالَ؛ قَالَ: وَكَانَ تَحْرِيمُهُ إِياها بِالظِّهَارِ قَوْلًا فإِذا لَمْ يُطَلِّقْهَا فَقَدْ عَادَ لِمَا قَالَ مِنَ التَّحْرِيمِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذا أَراد الْعَوْدَ إِليها والإِقامة عَلَيْهَا، مَسَّ أَو لَمْ يَمَسَّ، كَفَّر. قَالَ اللَّيْثُ: يَقُولُ هَذَا الأَمر أَعْوَدُ عَلَيْكَ أَي أَرفق بِكَ وأَنفع لأَنه يَعُودُ عَلَيْكَ بِرِفْقٍ وَيُسْرٍ. والعائدَةُ: اسْمُ مَا عادَ بِهِ عَلَيْكَ الْمُفْضِلُ مِنْ صِلَةٍ أَو فَضْلٍ، وَجَمْعُهُ الْعَوَائِدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْعَائِدَةُ المعروفُ والصِّلةُ يُعَادُ بِهِ عَلَى الإِنسان والعَطْفُ والمنْفَعَةُ. والعُوادَةُ، بِالضَّمِّ: مَا أُعيد عَلَى الرَّجُلِ مِنْ طَعَامٍ يُخَصُّ بِهِ بَعْدَمَا يفرُغُ الْقَوْمُ؛ قَالَ الأَزهري: إِذا حَذَفْتَ الْهَاءَ قُلْتَ عَوادٌ كَمَا قَالُوا أَكامٌ ولمَاظٌ وقَضامٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العُوادُ، بِالضَّمِّ، مَا أُعيد مِنَ الطعام بعد ما أُكِلَ مِنْهُ مَرَّةً. وعَوادِ: بِمَعْنَى عُدْ مِثْلُ نَزالِ وتَراكِ. وَيُقَالُ أَيضاً: عُدْ إِلينا فإِن لَكَ عِنْدَنَا عَواداً حَسَناً، بِالْفَتْحِ، أَي مَا تُحِبُّ، وَقِيلَ: أَي بِرًّا وَلُطْفًا. وَفُلَانٌ ذُو صَفْحٍ وَعَائِدَةٍ أَي ذُو عَفْوٍ وَتَعَطُّفٍ. والعَوادُ: البِرُّ واللُّطْف. وَيُقَالُ لِلطَّرِيقِ الَّذِي أَعاد فِيهِ السَّفَرَ وأَبدأَ: مُعِيدٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ الإِبل السَّائِرَةَ: يُصْبِحْنَ بالخَبْتِ، يَجْتَبْنَ النِّعافَ عَلَى ... أَصْلابِ هادٍ مُعِيدٍ، لابِسِ القَتَمِ أَراد بِالْهَادِي الطريقَ الَّذِي يُهْتَدى إِليه، وبالمُعِيدِ الَّذِي لُحِبَ. والعادَةُ: الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه، مَعْرُوفَةٌ وَجَمْعُهَا عادٌ وعاداتٌ وعِيدٌ؛ الأَخيرةُ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، إِنما العِيدُ مَا عَادَ إِليك مِنَ الشَّوْقِ

وَالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ وَسَنَذْكُرُهُ. وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً وعِواداً واعتادَه وَاسْتَعَادَهُ وأَعادَه أَي صَارَ عادَةً لَهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَمْ تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي، ... والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ وَقَالَ: تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخْلاقِ، إِني ... رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ مَا اسْتَعادا وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ الذِّئَابَ: إِلَّا عَواسِلَ، كالمِراطِ، مُعِيدَةً ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَي وَرَدَتْ مَرَّاتٍ فَلَيْسَ تُنْكِرُ الْوُرُودَ. وعاوَدَ فلانٌ مَا كَانَ فِيهِ، فَهُوَ مُعاوِدٌ. وعاوَدَتْه الحُمَّى وعاوَدَهُ بالمسأَلة أَي سأَله مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، وعَوَّدَ كَلْبَهُ الصيْدَ فَتَعَوّده؛ وَعَوَّدَهُ الشيءَ: جَعَلَهُ يَعْتَادُهُ. والمُعاوِدُ: المُواظِبُ، وَهُوَ مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ المواظبِ عَلَى أَمْرٍ: معاوِدٌ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ: الْزَمُوا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي تَعَوَّدُوها. واسْتَعَدْتُه الشَّيْءَ فأَعادَه إِذا سأَلتَه أَن يَفْعَلَهُ ثَانِيًا. والمُعاوَدَةُ: الرُّجُوعُ إِلى الأَمر الأَول؛ يُقَالُ لِلشُّجَاعِ: بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لَا يَمَلُّ المِراسَ. وتعاوَدَ القومُ فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا إِذا عَادَ كُلُّ فَرِيقٍ إِلى صَاحِبِهِ. وَبَطَلٌ مُعاوِد: عَائِدٌ. والمَعادُ: المَصِيرُ والمَرْجِعُ، وَالْآخِرَةُ: مَعادُ الخلقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعَادُ الآخرةُ وَالْحَجُّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ؛ يَعْنِي إِلى مَكَّةَ، عِدَةٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يَفْتَحَهَا لَهُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِلى مَعَادٍ حَيْثُ وُلِدْتَ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ يَرُدُّكَ إِلى وَطَنِكَ وَبَلَدِكَ؛ وَذَكَرُوا أَن جِبْرِيلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَقْتَ إِلى مَوْلِدِكَ وَوَطَنِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ ؛ قَالَ: والمَعادُ هَاهُنَا إِلى عادَتِك حَيْثُ وُلِدْتَ وَلَيْسَ مِنَ العَوْدِ، وَقَدْ يَكُونُ أَن يُجْعَلَ قَوْلُهُ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ لَمُصَيِّرُكَ إِلى أَن تَعُودَ إِلى مَكَّةَ مَفْتُوحَةً لَكَ، فَيَكُونُ المَعادُ تَعَجُّبًا إِلى معادٍ أَيِّ معادٍ لِمَا وَعَدَهُ مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ. وَقَالَ الْحَسَنُ: معادٍ الآخرةُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يُحْييه يَوْمَ الْبَعْثِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَي إِلى مَعْدِنِك مِنَ الْجَنَّةِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعادَةُ والمَعاد كَقَوْلِكَ لِآلِ فُلَانٍ مَعادَةٌ أَي مُصِيبَةٌ يَغْشَاهُمُ النَّاسُ فِي مَناوِحَ أَو غَيْرِهَا يَتَكَلَّمُ بِهِ النِّسَاءُ؛ يُقَالُ: خَرَجْتُ إِلى المَعادةِ والمَعادِ والمأْتم. والمَعادُ: كُلُّ شَيْءٍ إِليه الْمَصِيرُ. قَالَ: وَالْآخِرَةُ مَعَادٌ لِلنَّاسِ، وأَكثر التَّفْسِيرِ فِي قوله [لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ] لَبَاعِثُكَ. وَعَلَى هَذَا كَلَامُ النَّاسِ: اذْكُرِ المَعادَ أَي اذْكُرْ مَبْعَثَكَ فِي الْآخِرَةِ؛ قَالَهُ الزَّجَّاجُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَعَادُ الْمَوْلِدُ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِلى أَصلك مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ: إِلى مَعَادٍ أَي إِلى الْجَنَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَصْلِحْ لِي آخِرتي الَّتِي فِيهَا مَعادي أَي مَا يعودُ إِليه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ إِمّا مَصْدَرٌ وإِمّا ظَرْفٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: والحَكَمُ اللَّهُ والمَعْوَدُ إِليه يومَ الْقِيَامَةِ أَي المَعادُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ المَعْوَدُ عَلَى الأَصل، وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنْ عَادَ يَعُودُ، وَمِنْ حَقِّ أَمثاله أَن تُقْلَبَ وَاوُهُ أَلفاً كالمَقام والمَراح، وَلَكِنَّهُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الأَصل. تَقُولُ: عَادَ الشيءُ يعودُ عَوْداً ومَعاداً أَي رَجَعَ، وَقَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى صَارَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَعُدْتَ فَتَّاناً يَا مُعاذُ أَي صِرتَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ: عادَ لَهَا النِّقادُ مُجْرَنْثِماً أَي

صَارَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ: وَدِدْتُ أَن هَذَا اللَّبَنَ يعودُ قَطِراناً أَي يَصِيرُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ ذَلِكَ قَالَ: تَتَبَّعَتْ قُرَيشٌ أَذْنابَ الإِبلِ وتَرَكُوا الجماعاتِ. والمَعادُ والمَعادة: المأْتَمُ يُعادُ إِليه؛ وأَعاد فُلَانٌ الصلاةَ يُعِيدها. وَقَالَ اللَّيْثُ: رأَيت فُلَانًا ما يُبْدِيءُ وَمَا يُعِيدُ أَي مَا يَتَكَلَّمُ ببادئَة وَلَا عائِدَة. وَفُلَانٌ مَا يُعِيدُ وَمَا يُبدئ إِذا لَمْ تَكُنْ لَهُ حِيلَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وكنتُ امْرَأً بالغَورِ مِنِّي ضَمانَةٌ، ... وأُخْرى بِنَجْد مَا تُعِيدُ وَمَا تُبْدي يَقُولُ: لَيْسَ لِما أَنا فِيهِ مِنَ الْوَجْدِ حِيلَةٌ وَلَا جِهَةٌ. والمُعِيدُ: المُطِيقُ للشيءِ يُعاوِدُه؛ قَالَ: لَا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ ... إِلا المُعِيداتُ بِهِ النَّواهِضُ وَحَكَى الأَزهري فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ: يَعْنِي النُّوقَ الَّتِي اسْتَعَادَتِ النَّهْضَ بالدَّلْوِ. وَيُقَالُ: هُوَ مُعِيدٌ لِهَذَا الشَّيْءِ أَي مُطِيقٌ لَهُ لأَنه قَدِ اعْتادَه؛ وأَما قَوْلُ الأَخطل: يَشُولُ ابنُ اللَّبونِ إِذا رَآنِي، ... ويَخْشاني الضُّواضِيَةُ المُعِيدُ قَالَ: أَصل المُعيدِ الْجَمَلُ الَّذِي لَيْسَ بِعَياياءٍ وَهُوَ الَّذِي لَا يَضْرِبُ حَتَّى يَخْلِطَ لَهُ، والمعِيدُ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ إِلى ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمُعِيدُ الْجَمَلُ الَّذِي قَدْ ضَرَبَ فِي الإِبل مَرَّاتٍ كأَنه أَعاد ذَلِكَ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وَعَادَنِي الشيءُ عَوْداً وَاعْتَادَنِي، انْتابَني. وَاعْتَادَنِي هَمٌّ وحُزْنٌ؛ قَالَ: والاعتِيادُ فِي مَعْنَى التَّعوُّدِ، وَهُوَ مِنَ الْعَادَةِ. يُقَالُ: عَوَّدْتُه فاعتادَ وتَعَوَّدَ. والعِيدُ: مَا يَعتادُ مِنْ نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ وَنَحْوِهِ. وَمَا اعتادَكَ مِنَ الهمِّ وَغَيْرِهِ، فَهُوَ عِيدٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والقَلْبُ يَعْتادُه مِنْ حُبِّها عِيدُ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ يَمْدَحُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَمْسَى بأَسْماءَ هَذَا القلبُ مَعْمُودَا، ... إِذا أَقولُ: صَحا، يَعْتادُه عِيدا كأَنَّني، يومَ أُمْسِي مَا تُكَلِّمُني، ... ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي مَا ليسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ مِنْ غِزْلانِ ذِي بَقَرٍ، ... أَهْدَى لَنَا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ يَرْوِيهِ شِبْهَ الْعَيْنَيْنِ وَالْجِيدَا، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ مِنْ تَحْتِهَا، أَراد وَشِبْهَ الْجِيدِ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقامه؛ وَقَدْ قِيلَ إِن أَبا عَلِيٍّ صَحَّفَهُ يَقُولُ في مدحها: سُمِّيتَ باسمِ نَبِيٍّ أَنتَ تُشْبِهُه ... حِلْماً وعِلْماً، سُلَيْمَانَ بنِ دَاوُدَا أَحْمِدْ بِهِ فِي الْوَرَى الماضِين مِنْ مَلِكٍ، ... وأَنتَ أَصْبَحتَ فِي الباقِينَ مَوْجُوداً لَا يُعذَلُ الناسُ فِي أَن يَشكُروا مَلِكاً ... أَوْلاهُمُ، فِي الأُمُورِ، الحَزْمَ والجُودا وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: عَادَنِي عِيدي أَي عَادَتِي؛ وأَنشد: عادَ قَلْبي مِنَ الطويلةِ عِيدُ أَراد بِالطَّوِيلَةِ رَوْضَةً بالصَّمَّانِ تَكُونُ ثَلَاثَةَ أَميال فِي مِثْلِهَا؛ وأَما قَوْلُ تأَبَّطَ شَرّاً: يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وإِيراقِ، ... ومَرِّ طَيْفٍ، عَلَى الأَهوالِ طَرَّاقِ قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ يَا عِيدُ مَا لَكَ: العِيدُ مَا يَعْتادُه مِنَ الْحُزْنِ والشَّوْق، وَقَوْلُهُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ أَي مَا أَعظمك مِنْ شَوْقٍ، وَيُرْوَى: يَا هَيْدَ مَا لكَ، وَالْمَعْنَى: يَا هَيْدَ مَا حالُك وَمَا شأْنُك. يُقَالُ: أَتى

فُلَانٌ القومَ فَمَا قَالُوا لَهُ: هَيْدَ مَا لَك أَي مَا سأَلوه عَنْ حَالِهِ؛ أَراد: يَا أَيها المعتادُني مَا لَك مِنْ شَوْقٍ كَقَوْلِكَ مَا لَكَ مِنْ فَارِسٍ وأَنت تتعجَّب مِنْ فُروسيَّته وَتَمْدَحُهُ؛ وَمِنْهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ مِنْ شَاعِرٍ. والعِيدُ: كلُّ يَوْمٍ فِيهِ جَمْعٌ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ عَادَ يَعُود كأَنهم عَادُوا إِليه؛ وَقِيلَ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ الْعَادَةِ لأَنهم اعْتَادُوهُ، وَالْجَمْعُ أَعياد لَزِمَ الْبَدَلَ، وَلَوْ لَمْ يَلْزَمْ لَقِيلَ: أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه مِنْ عَادَ يَعُودُ. وعَيَّدَ الْمُسْلِمُونَ: شَهِدوا عِيدَهم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ: واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ، ... كَمَا يَعُودُ العِيدَ نَصْرانيُ فَجَعَلَ الْعِيدَ مِنْ عَادَ يَعُودُ؛ قَالَ: وتحوَّلت الْوَاوُ فِي الْعِيدِ يَاءً لِكَسْرَةِ الْعَيْنِ، وَتَصْغِيرُ عِيد عُيَيْدٌ تَرَكُوهُ عَلَى التَّغْيِيرِ كَمَا أَنهم جَمَعُوهُ أَعياداً وَلَمْ يَقُولُوا أَعواداً؛ قَالَ الأَزهري: والعِيدُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْوَقْتُ الَّذِي يَعُودُ فِيهِ الفَرَح وَالْحُزْنُ، وَكَانَ فِي الأَصل العِوْد فَلَمَّا سُكِّنَتِ الْوَاوُ وَانْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا صَارَتْ يَاءً، وَقِيلَ: قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً ليَفْرُقوا بَيْنَ الِاسْمِ الْحَقِيقِيِّ وَبَيْنَ الْمَصْدَرِيِّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بِالْيَاءِ لِلُزُومِهَا فِي الْوَاحِدِ، وَيُقَالُ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَعوادِ الْخَشَبِ. ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ العِيدُ عِيدًا لأَنه يَعُودُ كُلَّ سَنَةٍ بِفَرَحٍ مُجَدَّد. وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه عَوْداً وعِيادة وعِياداً: زَارَهُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَنَظَّرَ خالدٌ ... عِيادي عَلَى الهِجْرانِ، أَم هوَ يائِسُ؟ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد عِيَادَتِي فَحَذَفَ الْهَاءَ لأَجل الإِضافة، كَمَا قَالُوا: لَيْتَ شِعْرِي؛ وَرَجُلٌ عائدٌ مِنْ قَوْم عَوْدٍ وعُوَّادٍ، ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود، الأَخيرة شَاذَّةٌ، وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العُوادَةُ مِنْ عِيادةِ الْمَرِيضِ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. ونِسوةٌ عوائِدُ وعُوَّدٌ: وهنَّ اللَّاتِي يَعُدْنَ الْمَرِيضَ، الْوَاحِدَةُ عائِدةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَؤُلَاءِ عَودُ فُلَانٍ وعُوَّادُه مِثْلَ زَوْرِه وزُوَّاره، وَهُمُ الَّذِينَ يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها. وَكُلٌّ مَنْ أَتاك مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، فَهُوَ عَائِدٌ، وإِن اشْتُهِرَ ذَلِكَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ حَتَّى صَارَ كأَنه مُخْتَصٌّ بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: العُودُ كُلُّ خَشَبَةٍ دَقَّتْ؛ وَقِيلَ: العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ، دَقَّ أَو غَلُظ، وَقِيلَ: هُوَ مَا جَرَى فِيهِ الْمَاءُ مِنَ الشَّجَرِ وَهُوَ يَكُونُ للرطْب وَالْيَابِسِ، وَالْجَمْعُ أَعوادٌ وعِيدانٌ؛ قَالَ الأَعشى: فَجَرَوْا عَلَى مَا عُوِّدوا، ... ولكلِّ عِيدانٍ عُصارَهْ وَهُوَ مِنْ عُودِ صِدْقٍ أَو سَوْءٍ، عَلَى الْمَثَلِ، كَقَوْلِهِمْ مِنْ شجرةٍ صالحةٍ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة: تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القلوبِ عَرْضَ الحُصْرِ عَوْداً عَوْداً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا الرِّوَايَةُ، بِالْفَتْحِ، أَي مَرَّةً بَعْدَ مرةٍ، وَيُرْوَى بِالضَّمِّ، وَهُوَ وَاحِدُ العِيدان يَعْنِي مَا يُنْسَجُ بِهِ الحُصْرُ مِنْ طَاقَاتِهِ، وَيُرْوَى بِالْفَتْحِ مَعَ ذَالٍ مُعْجَمَةٍ، كأَنه اسْتَعَاذَ مِنَ الْفِتَنِ. والعُودُ: الْخَشَبَةُ المُطَرَّاةُ يدخَّن بِهَا ويُسْتَجْمَرُ بِهَا، غَلَبَ عَلَيْهَا الِاسْمُ لِكَرَمِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالعُودِ الهِندِيّ ؛ قِيلَ: هُوَ القُسْطُ البَحْرِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ العودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ. والعُودُ ذُو الأَوْتارِ الأَربعة: الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ غَلَبَ عَلَيْهِ أَيضاً؛ كَذَلِكَ

قَالَ ابْنُ جِنِّي، وَالْجَمْعُ عِيدانٌ؛ وَمِمَّا اتَّفَقَ لَفْظُهُ وَاخْتَلَفَ مَعْنَاهُ فَلَمْ يَكُنْ إِيطاءً قولُ بَعْضِ الْمُوَلَّدِينَ: يَا طِيبَ لَذَّةِ أَيامٍ لَنَا سَلَفَتْ، ... وحُسْنَ بَهْجَةِ أَيامِ الصِّبا عُودِي أَيامَ أَسْحَبُ ذَيْلًا فِي مَفارِقِها، ... إِذا تَرَنَّمَ صَوْتُ النَّايِ والعُودِ وقهْوَةٍ مِنْ سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ، ... كالمِسْكِ والعَنبَرِ الهِندِيِّ والعُودِ تستَلُّ رُوحَكَ فِي بِرٍّ وَفِي لَطَفٍ، ... إِذا جَرَتْ منكَ مَجْرَى الماءِ فِي العُودِ قَوْلُهُ أَوَّلَ وهْلَةٍ عُودي: طَلَبٌ لَهَا فِي العَوْدَةِ، والعُودُ الثَّانِي: عُودُ الغِناء، والعُودُ الثَّالِثُ: المَنْدَلُ وَهُوَ العُودُ الَّذِي يُتَطَيَّبُ بِهِ، والعُودُ الرَّابِعُ: الشَّجَرَةُ، وَهَذَا مِنْ قَعاقعِ ابْنِ سِيدَهْ؛ والأَمر فِيهِ أَهون مِنَ الِاسْتِشْهَادِ بِهِ أَو تَفْسِيرِ مَعَانِيهِ وإِنما ذَكَرْنَاهُ عَلَى مَا وَجَدْنَاهُ. والعَوَّادُ: مُتَّخِذُ العِيدانِ. وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: إِنما الْقَضَاءُ جَمْرٌ فادفعِ الجمرَ عَنْكَ بعُودَيْنِ ؛ فإِنه أَراد بِالْعُودَيْنِ الشَّاهِدَيْنِ، يُرِيدُ اتَّقِ النَّارَ بِهِمَا وَاجْعَلْهُمَا جُنَّتَك كَمَا يَدْفَعُ المُصْطَلي الجمرَ عَنْ مَكَانِهِ بِعُودٍ أَو غَيْرِهِ لِئَلَّا يَحْتَرِقَ، فمثَّل الشَّاهِدَيْنِ بِهِمَا لأَنه يَدْفَعُ بِهِمَا الإِثم وَالْوَبَالَ عَنْهُ، وَقِيلَ: أَراد تَثَبَّتْ فِي الْحُكْمِ وَاجْتَهِدْ فِيمَا يَدْفَعُ عَنْكَ النَّارَ مَا اسْتَطَعْتَ؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: ومَنْ وَرِثَ العُودَيْنِ والخاتَمَ الَّذِي ... لَهُ المُلْكُ، والأَرضُ الفَضاءُ رَحْيبُها قَالَ: العودانِ مِنْبَرُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَصاه؛ وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ الْعُودَيْنِ فِي الْحَدِيثِ وفُسِّرا بِذَلِكَ؛ وَقَوْلُ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: وَلَقَدْ عَلِمْت سوَى الَّذِي نَبَّأْتني: ... أَنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ ذِي الأَعْوادِ قَالَ الْمُفَضَّلُ: سَبِيلُ ذِي الأَعواد يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَعَنَى بالأَعواد مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَيِّتُ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ أَن الْبَوَادِيَ لَا جَنَائِزَ لَهُمْ فَهُمْ يَضُمُّونَ عُوداً إِلى عُودٍ وَيَحْمِلُونَ الْمَيِّتَ عَلَيْهَا إِلى الْقَبْرِ. وَذُو الأَعْواد: الَّذِي قُرِعَتْ لَهُ العَصا، وَقِيلَ: هُوَ رَجُلٌ أَسَنَّ فَكَانَ يُحمل فِي مِحَفَّةٍ مِنْ عُودٍ. أَبو عَدْنَانَ: هَذَا أَمر يُعَوِّدُ الناسَ عليَّ أَي يُضَرِّيهم بِظُلْمي. وَقَالَ: أَكْرَهُ تَعَوُّدَ الناسِ عليَّ فَيَضْرَوْا بِظُلْمي أَي يَعْتادُوه. وَقَالَ شِمْرٌ: المُتَعَيِّدُ الظَّلُومُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِطَرَفَةَ: فَقَالَ: أَلا مَاذَا تَرَوْنَ لِشارِبٍ ... شَدِيدٍ عَلَيْنَا سُخطُه مُتَعَيِّدِ؟ «3» . أَي ظَلُومٍ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: يَرَى المُتَعَيِّدُونَ عليَّ دُوني ... أُسُودَ خَفِيَّةَ الغُلْبَ الرِّقابا وَقَالَ غَيْرُهُ: المُتَعَيِّدُ الَّذِي يُتَعَيَّدُ عَلَيْهِ بِوَعْدِهِ. وَقَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: المُتَعَيِّدُ المُتجَنِّي فِي بَيْتِ جَرِيرٍ؛ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ: عَلَى الجُهَّالِ والمُتَعَيِّدِينا قَالَ: والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: تَعَيِّدَ العائنُ عَلَى مَا يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عَلَيْهِ وتَشَدَّدَ لِيُبَالِغَ فِي إِصابته بِعَيْنِهِ. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي: هُوَ لَا يُتَعَيَّنُ عَلَيْهِ وَلَا يُتَعَيَّدُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ، ... وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ،

_ (3). في ديوان طرفة: شديد علينا بغيُه متعمِّدِ

غَيْرَى عَلَى جاراتِها تَعَيَّدُ قَالَ: المُجَلَّدُ حِمْل ثَقِيلٌ فكأَنها، وَفَوْقَهَا هَذَا الْحِمْلُ وَقِرْبَةٌ وَمِزْوَدٌ، امرأَة غَيْرَى. تُعِيدُ أَي تَنْدَرِئُ بِلِسَانِهَا عَلَى ضَرَّاتها وَتُحَرِّكُ يَدَيْهَا. والعَوْدُ: الْجَمَلُ المُسِنُّ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ الَّذِي جاوَزَ فِي السنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ، وَالْجَمْعُ عِوَدَةٌ، قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ فِي لُغَةٍ عِيَدَةَ وَهِيَ قَبِيحَةٌ. وَفِي الْمَثَلِ: إنْ جَرْجَرَ العَوْدُ فَزِدْه وقْراً، وَفِي الْمَثَلِ: زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَي اسْتَعِنْ عَلَى حَرْبِكَ بأَهل السِّنِّ وَالْمَعْرِفَةِ، فإِنَّ رأْي الشَّيْخِ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِ الْغُلَامِ، والأُنثى عَوْدَةٌ وَالْجَمْعُ عِيادٌ؛ وَقَدْ عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وَهُوَ مُعَوِّد. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مَضَتْ لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ بَعْدَ بُزُولِه أَو أَربعٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلنَّاقَةِ عَوْدَةٌ وَلَا عَوَّدَتْ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِفَرَسٍ لَهُ أُنثى عَوْدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَبْعَثُوا إِلى هَذَا العَوْدِ ؛ هُوَ الْجَمَلُ الْكَبِيرُ المُسِنُّ المُدَرَّبُ فَشَبَّهَ نَفْسَهُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: سأَله رَجُلٌ فَقَالَ: إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة، فَقَالَ: بُلَّها بعَطائكَ حَتَّى تَقْرُبَ، أَي برَحِمٍ قديمةٍ بَعِيدَةِ النَّسَبِ. والعَوْد أَيضاً: الشَّاةُ الْمُسِنُّ، والأُنثى كالأُنثى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، دَخَلَ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ منزلَهُ قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لِي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ، فقال، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا جَابِرُ لَا تَقْطَعْ دَرًّا وَلَا نَسْلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنما هِيَ عَوْدَة عَلَفْنَاهَا الْبَلَحَ والرُّطَب فَسَمِنَتْ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وعَوَّدَ البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا، وَبَعِيرٌ عَوْد وَشَاةٌ عَوْدَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن؛ وأَنشد: فَقُلْنَ قَدْ أَقْصَرَ أَو قَدْ عَوّدا أَي صَارَ عَوْداً كَبِيرًا. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ عَوْدٌ لِبَعِيرٍ أَو شَاةٍ، وَيُقَالُ لِلشَّاةِ عَوْدة وَلَا يُقَالُ لِلنَّعْجَةِ عَوْدة. قَالَ: وَنَاقَةٌ مُعَوِّد. وَقَالَ الأَصمعي: جَمَلٌ عَوْدٌ وَنَاقَةٌ عَوْدَةٌ وَنَاقَتَانِ عَوْدَتان، ثُمَّ عِوَدٌ فِي جَمْعِ العَوْدة مِثْلَ هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مِثْلَ هِرٍّ وهِرَرَةٍ، وَفِي النَّوَادِرِ: عَوْدٌ وعِيدَة؛ وأَما قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: حَتَّى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه، ... وانْجابَ عَنْ وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه، وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصُّبْحَ، وأَراد بِالْعَوْدِ الشَّمْسَ. والعَوْدُ: الطريقُ القديمُ العادِيُّ؛ قَالَ بُشَيْرُ بْنُ النِّكْثِ: عَوْدٌ عَلَى عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ، ... يَمُوتُ بالتَّركِ، ويَحْيا بالعَمَلْ يُرِيدُ بِالْعَوْدِ الأُول الْجَمَلَ الْمُسِنَّ، وَبِالثَّانِي الطَّرِيقَ أَي عَلَى طَرِيقٍ قَدِيمٍ، وَهَكَذَا الطَّرِيقُ يَمُوتُ إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ فالعَوْدُ الأَول رَجُلٌ مُسنّ، والعَوْدُ الثَّانِي جَمَلٌ مُسِنٌّ، وَالْعَوْدُ الثَّالِثُ طَرِيقٌ قَدِيمٌ. وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى، ... وَرَأْبُ الثَّأَى، والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ؟ وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني، مَقْلُوبٌ مِنْ عَداني؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وعادَ فِعْلٌ بِمَنْزِلَةِ صَارَ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة، ... قَدْ عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ

لَا يَكُونُ عَادَ هُنَا إِلا بِمَعْنَى صَارَ، وَلَيْسَ يُرِيدُ أَنه عَاوَدَ حَالًا كَانَ عَلَيْهَا قَبْلُ، وَقَدْ جَاءَ عَنْهُمْ هَذَا مَجِيئًا وَاسِعًا؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ لِلْعَجَّاجِ: وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا ... يَعُودُ، بَعْدَ أَعْظُمٍ، أَعْوادَا أَي يَصِيرُ. وَعَادٌ: قَبِيلَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا عَلَى أَلفها أَنها وَاوٌ لِلْكَثْرَةِ وأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ [ع ي د] وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فَبَدَلٌ لَازِمٌ. وأَما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ مِنْ أَهلِ عَادٍ بالإِمالة فَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ أَن أَلفها مِنْ يَاءٍ لِمَا قَدَّمْنَا، وإِنما أَمالوا لِكَسْرَةِ الدَّالِ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يدَعُ صَرْفَ عَادٍ؛ وأَنشد: تَمُدُّ عليهِ، منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ، ... بُحُورٌ لَهُ مِنْ عَهْدِ عَادَ وتُبَّعا جَعَلَهُمَا اسْمَيْنِ لِلْقَبِيلَتَيْنِ. وَبِئْرٌ عادِيَّةٌ، والعادِيُّ الشَّيْءُ الْقَدِيمُ نُسِبَ إِلى عَادٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وَمَا سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ، ... بِهِ قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ «4» . وَعَادٌ: قَبِيلَةٌ وَهُمْ قومُ هودٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ اللَّيْثُ: وَعَادٌ الأُولى هُمْ عادُ بْنُ عَادِيَا بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ الَّذِينَ أَهلكهم اللَّهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا وأَما عَادٌ الأَخيرة فَهُمْ بَنُو تَمِيمٍ يُنْزِلُونَ رمالَ عالِجٍ عَصَوُا اللَّهَ فَمُسخُوا نَسْناساً، لِكُلِّ إِنسان مِنْهُمْ يَدٌ وَرِجْلٍ مِنْ شِقّ؛ وَمَا أَدْري أَيُّ عادَ هُوَ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ «5» أَي أَيّ خَلْقٍ هُوَ. والعِيدُ: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ يُنْبِتُ عِيداناً نَحْوَ الذِّرَاعِ أَغبر، لَا وَرَقَ لَهُ وَلَا نَوْر، كَثِيرُ اللِّحَاءِ والعُقَد يُضَمَّدُ بِلِحَائِهِ الْجُرْحُ الطَّرِيُّ فَيَلْتَئِمُ، وإِنما حَمَلْنَا الْعِيدَ عَلَى الْوَاوِ لأَن اشْتِقَاقَ الْعِيدِ الَّذِي هُوَ الْمَوْسِمُ إِنما هُوَ مِنَ الْوَاوِ فَحَمَلْنَا هَذَا عَلَيْهِ. وَبَنُو العِيدِ: حَيٌّ تُنْسَبُ إِليه النُّوقُ العِيدِيَّةُ، والعيدِيَّة: نَجَائِبُ مَنْسُوبَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ وَقِيلَ: العِيدية مَنْسُوبَةٌ إِلى عَادِ بْنِ عَادِ، وَقِيلَ: إِلَى عادِيّ بْنِ عَادٍ إِلا أَنه عَلَى هَذَيْنِ الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ، وَقِيلَ: الْعِيدِيَّةُ تُنْسَبُ إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يُقَالُ لَهُ عِيدٌ كأَنه ضَرَبَ فِي الإِبل مَرَّاتٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِرَذَاذٍ الْكَلْبِيِّ: ظَلَّتْ تَجُوبُ بِهَا البُلْدانَ ناجِيَةٌ ... عِيدِيَّةٌ، أُرْهِنَتْ فِيهَا الدَّنانِيرُ وَقَالَ: هِيَ نُوق مِنْ كِرام النَّجَائِبِ مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْلٍ مُنْجِبٍ. قَالَ شِمْرٌ: والعِيدِيَّة ضَرْب مِنَ الْغَنَمِ، وَهِيَ الأُنثى من البُرْقانِ [البِرْقانِ]، قَالَ: وَالذَّكَرُ خَرُوفٌ فَلَا يَزالُ اسمَه حَتَّى يُعَقَّ عَقِيقَتُه؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف العِيدِيَّة فِي الْغَنَمِ وأَعرف جِنْسًا مِنَ الإِبل العُقَيْلِيَّة يُقَالُ لَهَا العِيدِيَّة، قَالَ: وَلَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نُسِبَتْ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ الأَصمعي: العَيْدانَةُ النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ، وَالْجَمْعُ العَيْدانُ؛ قال لبيد: وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّارِ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: يُقَالُ عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا صَارَتْ عَيْدانَةً؛ وَقَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ: والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها، ... تحتَ الأَشاءِ، مُكَمَّمٌ جَعْلُ قَالَ الأَزهري: مَنْ جَعَلَ الْعِيدَانَ فَيْعالًا جعل النون

_ (4). قوله [وكرور] كذا بالأَصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالألف وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها (5). قوله [غير مصروف] كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو أريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف.

فصل الغين المعجمة

أَصلية وَالْيَاءَ زَائِدَةً، وَدَلِيلُهُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ عيْدَنَتِ النخلةُ، وَمَنْ جَعَلَهُ فَعْلانَ مِثْلَ سَيْحانَ مِنْ ساحَ يَسِيحُ جَعَلَ الْيَاءَ أَصلية وَالنُّونَ زَائِدَةً. قَالَ الأَصمعي: العَيْدانَةُ شَجَرَةٌ صُلْبَة قَدِيمَةٌ لَهَا عُرُوقٌ نَافِذَةٌ إِلى الْمَاءِ، قَالَ: وَمِنْهُ هَيْمانُ وعَيْلانُ؛ وأَنشد: تَجاوَبْنَ فِي عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ ... مِنَ السِّدْرِ، رَوَّاها، المَصِيفَ، مَسِيلُ وَقَالَ: بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَيدان، بِالْفَتْحِ، الطِّوالُ مِنَ النَّخْلِ، الْوَاحِدَةُ عيْدانَةٌ، هَذَا إِن كَانَ فَعْلان، فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وإِن كَانَ فَيْعالًا، فَهُوَ مِنْ بَابِ النُّونِ وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والعَوْدُ: اسْمُ فرَس مَالِكِ بْنِ جُشَم. والعَوْدُ أَيضاً: فَرَسُ أُبَيّ بْنِ خلَف. وعادِياءُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: هَلَّا سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه ... والخلِّ والخمرِ، الَّذِي لَمْ يُمْنَعِ؟ قَالَ: وإِن كَانَ تَقْدِيرُهُ فَاعِلَاءَ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ، يذكر في موضعه. عيد: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ انْفَرَدَ بِهَا ابْنُ سِيدَهْ وَحْدَهُ وَقَالَ: العَيْدانَةُ أَطول مَا يَكُونُ مِنَ النَّخْلِ وَلَا تَكُونُ عَيْدانَةً حَتَّى يَسْقُطَ كَرَبُها كُلُّهُ، وَيَصِيرُ جِذْعُهَا أَجرد مِنْ أَعلاه إِلى أَسفله، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ كالرَّقْلة. فصل الغين المعجمة غدد: الغُدَّةُ والغُددَةُ: كُلُّ عُقْدَةٍ فِي جَسَدِ الإِنسان أَطاف بِهَا شَحْم. والغُدَدُ: الَّتِي فِي اللَّحْمِ، الْوَاحِدَةُ غُدَّةٌ وغُدَدَةٌ. والغُدٌةُ والغُدَدَة: كُلُّ قِطعة صُلْبة بَيْنَ العصَب. والغُدَّةُ: السِّلْعَة يَرْكَبُهَا الشَّحْمُ. والغُدَّة: مَا بَيْنَ الشَّحْمِ وَالسَّنَامِ. والغُدَّة والغُدَدُ: طَاعُونُ الإِبل. وغُدَّ الْبَعِيرُ فأَغَدَّ، فَهُوَ مُغِدٌّ أَي بِهِ غُدَّة والأُنثى مُغِدٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَلَمَّا مَثَّل سِيبَوَيْهِ قَوْلَهُمْ أَغُدَّةً كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ قَالَ: أُغَدُّ غُدَّةً، فجاءَ بِهِ عَلَى صِيغَةِ فِعل الْمَفْعُولِ. وأَغَدَّ القومُ: أَصابت إِبِلَهم الغُدَّةُ. وأَغَدَّتِ الإِبِلُ: صَارَتْ لَهَا غُدَد مِنَ اللَّحْمِ وَالْجِلْدِ مِنْ دَاءٍ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: لَا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا قَالَ: والغُدّة أَيضاً تَكُونُ فِي الشَّحْمِ؛ قَالَ الأَصمعي: مِنْ أَدواء الإِبل الغُدَّةُ، وَهُوَ طَاعُونُهَا. يُقَالُ: بَعِيرٌ مُغِدٌّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغُدَّةُ لَا تَكُونُ إِلا فِي الْبَطْنِ فإِذا مَضَتْ إِلى نَحْرِهِ ورُفْغِه قِيلَ: بَعِيرٌ دَابِرٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ غُدَّتِ الإِبلُ، فَهِيَ مَغْدُودةٌ مِنَ الغُدَّةِ. وغُدَّتِ الإِبلُ، فَهِيَ مُغَدَّدَة «1». وَبَنُو فُلَانٍ مُغِدُّون إِذا ظَهَرَتِ الغُدَّةُ فِي إِبلهم. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: أَغَدَّتِ النَّاقَةُ وأُغِدَّت. وَيُقَالُ: بَعِيرٌ مَغْدُود وغادٌّ ومُغِدٌّ ومُغَدٌّ، وإِبل مَغادُّ؛ وأَنشد فِي الْغَادِّ: عَدِمْتُكُمُ ونَظْرَتَكُمْ إِلينا، ... بِجَنْبِ عُكاظَ، كالإِبِلِ الغِدادِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذكَرَ الطاعونَ فَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ تأْخذهم فِي مَراقِّهم أَي فِي أَسفلِ بُطُونِهِمْ؛ الغُدَّةُ: طاعونُ الإِبل وَقَلَّمَا تَسْلَمُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ ومَوْتٌ فِي بَيْتٍ سَلُولِيَّةٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: مَا

_ (1). قوله [وَغُدَّتِ الإِبل فَهِيَ مُغَدَّدَةٌ] كذا بالأَصل وليس الوصف جارياً على الفعل.

هِيَ بمُغِدٍّ فَيَسْتَحْجِيَ «1» لحمُها ؛ يَعْنِي النَّاقَةَ وَلَمْ يُدْخِلها تَاءُ التأْنيث لأَنه أَراد ذَاتَ غُدَّةٍ. والغِدادُ جَمْعُ الْغَادِّ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً، ... لَهَا غُدَداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ قَالَ: والغُدَداتُ فُضولُ السِّمَنِ وَمَا كَانَ مِنْ فُضُولِ وَبَرٍ حَسَنٍ. وأَغَدَّ عَلَيْهِ: انْتَفَخَ وغَضِبَ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. والمُغِدُّ: الغَضْبانُ. وَرَجُلٌ مِغْدادٌ: كَثِيرُ الغضَب. ورأَيت فُلَانًا مُغِدّاً ومُسْمَغِدّاً إِذا رأَيتَه وَارِمًا مِنَ الْغَضَبِ. وامرأَة مِغْدادٌ إِذا كَانَ مِنْ خُلُقِها الغضبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رَبِّ مَنْ يَكْتُمُني الصِّعادا، ... فَهَبْ لَهُ حَلِيلَةً مِغْدادا الأَصمعي: أَغَدَّ الرجلُ، فَهُوَ مُغِدٌّ، أَي غَضِبَ، وأَضَدَّ، فَهُوَ مُضِدٌّ أَي غَضْبَانُ. وَرَجُلٌ مِغْدادٌ: كَثِيرُ الْغَضَبِ. وَعَلَيْهِ غُدَّةٌ مِنْ مَالٍ أَي قِطْعة، وَالْجَمْعُ غَدائِدُ كَحُرَّة وحَرائِرَ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ لَبِيدٍ: تَطِيرُ غَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً، والزَّعامَةُ للغلامِ والاعْرَفُ عَدَائِدُ. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي شَرْحِ الْبَيْتِ: الْغَدَائِدُ الفُضول. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الغَدائدُ والغِدادُ الأَنْصِباء فِي قَوْلِ لَبِيدٍ. غرد: الغَرَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: التَّطْرِيبُ فِي الصَّوْتِ والغِناء. والتَّغَرُّدُ والتغريدُ: صَوْتٌ مَعَهُ بَحَحٌ؛ وَقَدْ جَمَعَهُمَا امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي قَوْلِهِ يَصِفُ حِمَارًا: يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ فِي كلِّ سُدْفَةٍ، ... تَغَرُّدَ مِرِّيحِ النَّدامى المُطرِّبِ قَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ صَائِتٍ طَرَّبَ فِي الصَّوْت غَرِدٌ، وَالْفِعْلُ غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً. الأَصمعي: التَّغْرِيدُ الصَّوْتُ. وغَرِدَ الطَّائِرُ، فَهُوَ غَرِدٌ، وَالتَّغْرِيدُ مِثْلُهُ؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُرَاعٍ الْعُكْلِيُّ: إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، ... وغَرَّدَ حَادِيهَا، فَرَيْنَ بها فَلْقا وغَرَّدَ الإِنسانُ: رَفَّعَ صوتَه وطَرَّبَ، وَكَذَلِكَ الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ. وَحَكَى الْهِجْرِيُّ: سَمِعْتُ قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بِتَغْرِيدِهِ، وَقِيلَ: كُلُّ مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ، فَغَرِدٌ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وغِرْدٌ أُراهُ مُتَغَيِّرًا مِنْهُ؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ: سُدْساً وبُزْلًا إِذا مَا قامَ راحِلُها، ... تَحَصَّنَتْ بِشَباً، أَطْرافُه غَرِدُ وحَّدَ غَرِداً وإِن كَانَ خَبَرًا عَنِ الأَطراف حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى كأَنه كلُّ طَرَف مِنْهَا غَرِد؛ فأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: يُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ حُوصٍ سَواهِمٍ، ... بِهَا كلُّ مُنْجابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَن يُغَرِّدُ يَتَعَدَّى كَتَعَدِّي يُغَنِّي، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْجَرِّ وإِيصال الْفِعْلِ؛ وَقَوْلُهُ: لَا أَشْتَهِي لَبَنَ البعيرِ، وعِندنَا ... غَرِدُ الزجاجةِ واكِفُ المِعْصارِ مَعْنَاهُ: وَعِنْدَنَا نَبِيذٌ يَحْمِلُ صَاحِبَهُ عَلَى أَن يَتَغَنَّى إِذا شَرِبَهُ. وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: تَعالَوْا نُحالِفْ صامِتاً ومُزاحِماً ... عَلَيْهِمْ نِصاراً، مَا تَغَرَّدَ راكِبُ

_ (1). قوله [فيستحجي] معناه يتغير كما في النهاية وإن أغفله الصحاح والقاموس.

واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ: دَعَاهُ بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: واستَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا وغَرَّدَت القَوْسُ: صَوَّتَتْ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والغِرْدُ، بِالْكَسْرِ، والغَرْدُ، بِالْفَتْحِ، والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الصِّغَارُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ الرديئةُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ غِرَدَةٌ وغِرادٌ، وَجَمْعُ الغَرادةِ غَرادٌ، وَهِيَ المَغاريدُ، وَاحِدُهَا مُغْرود؛ قَالَ: يَحُجُّ مأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ، ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَرادُ الكَمْأَةُ، وَاحِدَتُهَا غَرادَةٌ، وَهِيَ أَيضاً الغِرادَةُ، وَاحِدَتُهَا غَرَدَةٌ «1» وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ المُغْرُودةُ فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: إِنما هُوَ المُغْرُودُ، وَرَوَاهُ الأَصمعي المَغْرودُ مِنَ الكمأَة، بِفَتْحِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الغَرَدُ والمُغْرُودُ، بِضَمِّ الْمِيمِ، الكمأَة وَهُوَ مُفعول نَادِرٌ؛ وأَنشد: لَوْ كنْتُمُ صُوفاً لكنْتُمْ قَرَدا، ... أَو كنْتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مُفْعُولٌ، مَضْمُومُ الْمِيمِ، إِلا مُغْرُودٌ لِضَرْبٍ مِنَ الكمأَة، ومُغْفُورٌ وَاحِدُ المَغافِر، وَهُوَ شَيْءٌ يَنْضَحُهُ العُرفُطُ حُلْوٌ كَالنَّاطِفِ. وَيُقَالُ: مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لِوَاحِدِ الْمَعَالِيقِ. وَالْجَمْعُ المَغاريدُ. والمَغْرُوداءُ: الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ. غرقد: الغَرْقَدُ: شَجَرٌ عِظَامٌ وَهُوَ مِنَ الْعِضَاهِ، وَاحِدَتُهُ غَرْقَدَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا عَظُمَتِ العَوْسَجَةُ فَهِيَ الْغَرْقَدَةُ. وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: الغَرْقَدُ مِنْ نَبَاتِ القُفِّ. والغَرْقَدُ: كِبَارُ الْعَوْسَجِ، وَبِهِ سُمِّيَ بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كَانَ فِيهِ غَرْقَدٌ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَلِفْنَ ضَالًا نَاعِمًا وغَرْقَدا وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: إِلا الغَرْقَد فإِنه مَنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إِلا الغرْقَدَة ؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنْ شَجَرِ العِضاه وَشَجَرِ الشَّوْكِ، والغَرْقَدَة وَاحِدَتُهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَقْبَرَةِ أَهل الْمَدِينَةِ بَقِيعُ الْغَرْقَدِ لأَنه كَانَ فِيهِ غَرْقَدٌ وَقُطِعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَقِيعُ الْغَرْقَدِ مَقَابِرٌ بِالْمَدِينَةِ وَرُبَّمَا قِيلَ لَهُ الْغَرْقَدُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ، ... كالوَحْيِ فِي حَجَرِ المسِيلِ المُخْلِدِ؟ غرند: أَبو عُبَيْدٍ: تَثَوَّلَ عليَّ القومُ تَثَوُّلًا واغْرَنْدَوُا اغْرِنْداءً واغْلَنْتَوُا اغْلِنْتاءً إِذا عَلَوْهُ بالشَّتْمِ والضَّرْب وَالْقَهْرِ. الأَصمعي: اغْرَنْداهُ واسْرَنْداهُ إِذا عَلاه، واغْرَنْداهُ واغْرَنْدَى عَلَيْهِ واغْرَنْدَوْا عَلَيْهِ: عَلَوْه بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ وَالْقَهْرِ. والمُغْرَنْدِي والمُسْرَنْدِي: الَّذِي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ؛ قَالَ: قَدْ جَعَلَ النُّعاسُ يَغْرَنْدِيني، ... أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِيني قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن شِئْتَ جَعَلْتَ رَوِيَّهُ النُّونَ وَهُوَ الْوَجْهُ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ الْيَاءَ وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ، فإِن جَعَلْتَ النُّونَ هِيَ الرَّوِيَّ فَقَدْ أُلْزِمَ الشاعرُ فِيهَا أَربعةَ أَحرف غَيْرَ وَاجِبَةٍ وَهِيَ الرَّاءُ وَالنُّونُ وَالدَّالُ وَالْيَاءُ، أَلا تَرَى أَنه يَجُوزُ مَعَهَا يُعْطيني ويُرضيني ويَدْعُوني ويَغْزوني؟ وإِن أَنت جَعَلْتَ الْيَاءَ الرَّوِيَّ فَقَدْ أُلْزِمَ فِيهِ خمسةَ أَحرف غَيْرَ لَازِمَةٍ وَهِيَ الرَّاءُ وَالنُّونُ وَالدَّالُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ، أَلا تَرَى أَنك إِذا جَعَلْتَ الْيَاءَ هِيَ الرَّوِيَّ

_ (1). قوله [وَهِيَ أَيضاً الْغِرَادَةُ وَاحِدَتُهَا غردة] كذا في الأصل بهذا الضبط.

فَقَدْ زَالَتِ الْيَاءُ أَن تَكُونَ رِدفاً لِبُعْدِهَا عَنِ الرَّوِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ وَكَذَلِكَ لَمَّا كَانَتِ النُّونُ رَوِيًّا كَانَتِ الْيَاءُ غَيْرَ لَازِمَةٍ لأَن الْوَاوَ يَجُوزُ مَعَهَا، أَلا تَرَى أَنه يَجُوزُ مَعَهَا فِي الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا يَغْزُونِي وَيَدْعُونِي؟ أَبو زَيْدٍ: اغْرَنْدَوْا عَلَيْهِ اغْرِنْداءً أَي عَلَوْهُ بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ وَالْقَهْرِ مثل اغْلَنْتَوْا. غزد: «1»: الغِزْيَدُ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ. والغِزْيَدُ: الناعِمُ اللَّيِّنُ الرَّطْبُ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ: هَزَّ الصَّبا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَدا قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الغِزْيَدَ الشديدَ الصوتِ، قَالَ: وأَحسبه غِرِّيداً، بِالرَّاءِ، مِنْ غَرَّدَ تَغْريداً. والغِزْيَدُ مِنَ النَّبَاتِ: النَّاعِمُ، لَيْسَ بِمُنْكَرٍ. قَالَ بَعْضُهُمْ: غُصْن سَرَعْرَعٌ وغِزْيَدٌ وخُرْعُوبٌ: ناعِم. غلد: سُمٌّ [سِمٌ] مُتَغَلِّدٌ: مُتَعَتِّقٌ، وَقِيلَ: غَيْرُ مُلْبِثٍ لِصَاحِبِهِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: وَقَدْ أَوْرَثَتْ فِي القلبِ سُقْماً تَعُدُّه ... عِداداً، كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَغَلِّد غمد: الغِمْدُ: جَفْنُ السَّيْفِ، وَجَمْعُهُ أَغمادٌ وغُمودٌ وَهُوَ الغُمُدَّانُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بِثَبَت. غَمَدَ السيفَ يَغْمِدُه غَمْداً وأَغْمَدَه: أَدْخَلَهُ فِي غِمْدِهِ، فَهُوَ مُغْمَدٌ ومَغْمُودٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فَعَلْتُ وأَفعلت: غَمَدْتُ السيفَ وأَغْمَدتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَهُمَا لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ. وغَمَدَ العُرْفُطُ غُمُوداً إِذا اسْتَوفَرَتْ خُصْلَتُه ورَقاً حَتَّى لَا يُرى شَوْكُها كأَنه قَدْ أُغْمِدَ. وتَغَمَّدَه اللَّهُ بِرَحْمَتِه: غَمَده فِيهَا وغَمَرَه بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجنَّة بِعَمَلِه، قَالُوا: وَلَا أَنت؟ قَالَ: وَلَا أَنا إِلَّا أَن يَتَغَمَّدَني اللَّهُ بِرَحْمَتِه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يَتَغَمَّدَنِي يُلْبِسَني ويَتَغَشَّاني ويَسْتُرَني بِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوْناً مِرْدَسا قَالَ: يَعْنِي أَنه يُلْقِي نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ وَيَرْكَبُهُمْ ويُغشِّيهم، قَالَ: وَلَا أَحسب هَذَا مأْخوذاً إِلّا مِنْ غِمْدِ السَّيْفِ وَهُوَ غِلَافُهُ لأَنك إِذا أَغْمَدْتَه فَقَدْ أَلبسته إِياه وغَشَّيْتَه بِهِ. وَقَالَ الأَخفش: أَغْمَدْتُ الحِلْس إِغْماداً، وَهُوَ أَن تَجْعَلَهُ تَحْتَ الرَّحْلِ تَقِي بِهِ الْبَعِيرَ مِنْ عَقَرَ الرَّحْلِ؛ وأَنشد: وَوَضْعِ سِقاءٍ وإِخْفائِه، ... وحَلِّ حُلُوسٍ وإِغْمادِها «2» . وتَغَمَّدْتُ فُلَانًا: سَتَرْتُ مَا كَانَ مِنْهُ وغَطَّيْتُه. وتَغَمَّدَ الرَّجُلَ وغَمَّدَه إِذا أَخَذَه بِخَتْل حَتَّى يُغَطِّيَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوناً مِرْدَسَا قَالَ: وَكُلُّهُ مِنَ الأَول. وغَمَدَتِ الرَّكيّةُ تَغْمُدُ غُمُوداً: ذهَبَ ماؤُها. وغامِدٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، قَالَ: أَلا هَلْ أَتاها، عَلَى نَأْيِها، ... بِمَا فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدُ؟ حَمَلَهُ عَلَى الْقَبِيلَةِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اشْتِقَاقِهِ فَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: سُمِّيَ غامِداً لأَنه تَغَمَّدَ أَمراً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَشِيرَتِهِ فَسَتَرَهُ فَسَمَّاهُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْير غَامِدًا؛ وأَنشد لِغَامِدٍ: تَغَمَّدْتُ أَمراً كَانَ بَينَ عَشِيرَتي، ... فَسَمَّانيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدا «3».

_ (1). في القاموس مع شرحه الغزيد كحزيم، قال الليث: هو الشديد الصوت أو هو تصحيف غريد بالراء. قَالَ الأَزهري: لَا أَعْرِفُ الْغِزْيَدَ الشَّدِيدَ الصَّوْتِ، قَالَ وأحسبه غريداً أَو غِرِّيدًا، بِالرَّاءِ، مِنْ غَرَّدَ تغريداً. انتهى بتصرف (2). قوله [وإخفائه] في الأَساس وإحقابه (3). قوله [أَمراً] في الصحاح شراً. وقوله [فسماني] فيه أيضاً فأسماني

والحَضُور: قَبِيلَةٌ مِنْ حِمْيَرَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ غُمُودِ الْبِئْرِ. قَالَ الأَصمعي: لَيْسَ اشْتِقَاقُ غَامِدٍ مِمَّا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ إِنما هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كَثُرَ ماؤُها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْقَبِيلَةُ غَامِدَةٌ، بِالْهَاءِ؛ وأَنشد: أَلا هَلْ أَتاها، عَلَى نَأْيِها، ... بِمَا فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَهْ؟ وَيُقَالُ لِلسَّفِينَةِ إِذا كَانَتْ مَشْحُونَةً: غامِدٌ وآمِدٌ، وَيُقَالُ: غامِدَةٌ وآمِدَةٌ؛ قَالَ: والخِنُّ الفارغةُ مِنَ السُّفُنِ وَكَذَلِكَ الحَفَّانَة «1». وغُمْدان: حِصْن فِي رأْس جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ صَنْعَاءَ؛ وَفِيهِ يَقُولُ: فِي رأْسِ غُمْدانَ دَارًا منكَ مِحْلالا وغُمْدانُ: قُبَّةُ سَيْفِ بْنُ ذِي يَزَن، وَقِيلَ: قَصْرٌ معروف باليمن. وغُمْدانُ: مَوْضِعٌ. والغُمادُ وبَرْكُ الغُمادِ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ ذِكْرُ الغُمادِ مَعَ شُهْرَتِهِ وَهُوَ مَوْضِعٌ باليمن، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ فِي ضم الغين وكسرها رواه قَوْمٌ بِالضَّمِّ وَآخَرُونَ بِالْكَسْرِ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبي عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسمعيل الْقَاضِي الْمَحَامِلِيِّ وَفِيهِ زُهاء أَلف، فَأَمَلَّ عَلَيْهِمْ أَن الأَنصار قَالُوا لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ مَا نَقُولُ لَكَ مَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ، بَلْ نَفْدِيك بِآبَائِنَا وأَبنائنا، وَلَوْ دَعَوْتَنَا إِلى بَرْك الغِماد ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، فَقُلْتُ لِلْمُسْتَمْلِيِّ: قَالَ النَّحْوِيُّ الغُماد، بِالضَّمِّ، أَيها الْقَاضِي، قَالَ: وَمَا بَرْكُ الغُماد؟ قَالَ: سأَلت ابْنَ دُرَيْدٍ عَنْهُ فَقَالَ هُوَ بُقْعَةٌ فِي جَهَنَّمَ، فَقَالَ الْقَاضِي: وَكَذَا فِي كِتَابِي عَلَى الْغَيْنِ ضَمَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وأَنشدني ابْنُ دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ: وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلادُ، ... فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِينَ، ... وَلَا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ واجْعَلْ مُقامَكَ، أَو مَقَرَّك، ... جانِبَيْ بَرْكِ الغِمادِ [الغُمادِ] قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وسأَلت أَبا عُمَر عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: يُرْوَى بِرْكِ الغِماد، بِالْكَسْرِ، والغُماد، بِالضَّمِّ، والغِمار، بِالرَّاءِ مَكْسُورَةَ الْغَيْنِ. وَقَدْ قِيلَ: إِن الْغُمَادَ موضع باليمن، وَهُوَ بَرَهُوت، وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن أَرواح الْكَافِرِينَ تَكُونُ فِيهِ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غُمْدانَ، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ: البِناء الْعَظِيمُ بِنَاحِيَةِ صَنْعاءِ الْيَمَنِ؛ قِيلَ: هُوَ مِنْ بناءِ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَن. واغْتَمدَ فُلَانٌ اللَّيْلَ: دَخَلَ فِيهِ كأَنه صَارَ كالغِمْدِ لَهُ كَمَا يُقَالُ: ادَّرَعَ الليلَ؛ وَيُنْشَدُ: لَيْسَ لِوِلْدانِكَ لَيْلٌ فاغْتَمِدْ أَي ارْكَبِ اللَّيْلَ واطلُبْ لَهُمُ القُوتَ. غيد: غَيِدَ غَيَداً وَهُوَ أَغْيَدُ: مَالَتْ عنقُه ولانَتْ أَعْطافُه، وَقِيلَ: اسْتَرْخَتْ عُنُقُهُ. وَظَبْيٌ أَغْيَدُ كَذَلِكَ؛ والأَغْيَدُ: الوَسنانُ المائلُ الْعُنُقِ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَغايدُ فِي مَشْيِه؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: ولَيْلٍ هَدَيْتُ بِهِ فِتْيَةً، ... سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيدِ فإِنما أَرادَ الكَرَى الَّذِي يَعُودُ منه الرَّكْبُ غِيداً،

_ (1). قوله [الحفانة] كذا بالأَصل

فصل الفاء

وَذَلِكَ لِمَيَلانهم عَلَى الرِّحَالِ مِنْ نَشْوَة الكَرى طَورْاً كَذَا وطَورْاً كَذَا، لَا لأَن الكَرى نفسَه أَغْيَدُ لأَن الغَيَدَ إِنما يَكُونُ فِي مُتَجَسِّم وَالْكَرَى لَيْسَ بِجِسْمٍ. والغَيَدُ: النُّعومةُ. والأَغْيَدُ مِنَ النَّبَاتِ: النَّاعِمُ الْمُتَثَنِّي. والغَيْداء: المرأَة الْمُتَثَنِّيَةُ مِنَ اللِّينِ، وَقَدْ تَغَايَدَتْ فِي مَشْيِها. والغادَةُ: الْفَتَاةُ النَّاعِمَةُ اللَّيِّنَةُ؛ وَكَذَلِكَ الغَيْداءُ بَيِّنَةُ الغَيَدِ، وكلُّ خُوطٍ ناعمٍ مادَ غادٌ. وَشَجَرَةٌ غادَةٌ: رَيَّا غَضَّةٌ، وَكَذَلِكَ الجاريةُ الرَّطْبَةُ الشِّطْبَةُ؛ قَالَ: وَمَا جَأَبَةُ المِدْرَى خَذولٌ خِلالُها ... أَراكٌ بِذِي الرَّيَّانِ، غادٌ صَرِيمُها وغادَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة الْهُذَلِيُّ: فَمَا راعَهُمْ إِلا أَخوهم، كأَنه، ... بِغادَةَ، فتخاءُ العِظامِ تَحومُ «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ بِالْيَاءِ لأَنا لَمْ نَجِدْ فِي الْكَلَامِ [غ ود] قَالَ: وَكَلِمَةٌ لأَهل الشِّحْرِ يَقُولُونَ غِيدِ غِيدِ أَي اعْجَلْ، والله أَعلم. فصل الفاء فأد: فأَد الْخُبْزَةَ فِي المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً: شَوَاهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها فِي المَلَّةِ. والفَئِيدُ: مَا شُوِيَ وخُبِزَ عَلَى النَّارِ. وإِذا شُوِيَ اللحمُ فَوْقَ الجمْرِ، فَهُوَ مُفْأَدٌ وفئيد. والأُفؤُودُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُفْأَدُ فِيهِ. وفَأَدَ اللحمَ فِي النَّارِ يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه: شَوَاهُ. والمِفْأَد والمِفْأَدَةُ: السَّفُّودُ، وَهُوَ مِنْ فأَدت اللَّحْمَ وافتأَدته إِذا شَوَيْتَهُ. وَلَحْمٌ فَئِيدٌ أَي مشويٌّ. والفئِيد: الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود. قَالَ مَرْضَاوِيٌّ يُخَاطِبُ خُوَيْلَةَ: أَجارَتَنا، سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ ... عليَّ، وتَشْهادُ النَّدامَى مَعَ الخمرِ كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ، وَمَا ارتمتْ ... بِهِ بَيْنَ جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ «2» . والمِفْأَدُ: مَا يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً ... مَعَ الذئْبِ، يَعْتَسَّانِ نَارِي ومِفْأَدي وَيُقَالُ لَهُ المِفْآدُ عَلَى مِفْعالٍ. وَيُقَالُ: فَحَصْت للخُبزَةِ فِي الأَرض وفَأَدْتُ لَهَا أَفْأَدُ فَأْداً، وَالِاسْمُ أُفْحُوصٌ وأُفْؤودٌ، عَلَى أُفْعُول، وَالْجَمْعُ أَفاحيصُ وأَفائِيدُ. وَيُقَالُ: فَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جَعَلْتَ لَهَا مَوْضِعًا فِي الرَّمَادِ وَالنَّارِ لِتَضَعَهَا فِيهِ. وَالْخَشَبَةُ الَّتِي يحرَّك بِهَا التَّنُّورُ مِفْأَدٌ، وَالْجَمْعُ مفائِدُ «3» وافْتَأَدُوا: أَوقدوا نَارًا. والفئِيدُ: النارُ نفسُها؛ قَالَ لَبِيدٌ: وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى، ... وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ والمُفْتَأَدُ: مَوْضِعُ الوَقُود؛ قَالَ النَّابِغَةُ: سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عِنْدَ مُفْتَأَدِ والتَّفَؤُّدُ: التَّوَقُّد. وَالْفُؤَادُ: القلبُ لِتَفَؤُّدِه وتوقُّدِه، مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ؛ صَرَّحَ بِذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ، يَكُونُ ذَلِكَ لِنَوْعِ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِنْ أَنواع الْحَيَوَانِ الَّذِي لَهُ قَلْبٌ؛ قَالَ يَصِفُ ناقة:

_ (1). قوله [فتخاء العظام] كذا بالأَصل وشرح القاموس. والذي بياقوت في معجمه: فتخاء الجناح بدل العظام وهو المعروف في الأَشعار وكتب اللغة، يقال عقاب فتخاء لأَنها إِذَا انْحَطَّتْ كَسَرَتْ جَنَاحَيْهَا وَغَمْزَتْهُمَا وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اللِّينِ (2). قوله [ملوذر] أراد من الوذر (3). قوله [والجمع مفائد] في القاموس والجمع مفائيد.

كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فُؤادُها ... فَصَعْبٌ، وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ والفؤادُ: الْقَلْبُ، وَقِيلَ: وسَطُه، وَقِيلَ: الْفُؤَادُ غِشاءُ القلبِ، والقلبُ حَبَّتُهُ وسُوَيْداؤُه؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: رَآهَا الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه، ... نِيافاً مِنَ البيضِ الحِسانِ العَطائِلِ رأَى هَاهُنَا مِنْ رُؤْيَةِ الْقَلْبِ وَقَدْ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ رَآهَا الْفُؤَادُ وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي نِيَافًا، وَقَدْ يَكُونُ نِيَافًا حَالًا كأَنه لَمَّا كَانَتْ مَحَبَّتُهَا تَلِي الْقَلْبَ وَتَدْخُلُهُ صَارَ كأَن لَهُ عَيْنَيْنِ يَرَاهَا بِهِمَا؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: فقامَ فِي سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى، ... وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ يَعْنِي بِبَنَاتِ الجَوْف الأَفئدةَ، وَالْجَمْعُ أَفئدةٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا نَعْلَمُهُ كُسِّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاكم أَهلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرقُّ أَفئِدةً وأَلْيَنُ قُلُوبًا. وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً: أَصاب فُؤَادَهُ. وفَئِدَ فَأَداً: شَكَا فُؤَادَه وأَصابه دَاءٌ في فؤَاده، فهو مَفؤُودٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَادَ سَعْدًا وَقَالَ إِنك رَجُلٌ مَفْؤُودٌ. المفؤُودُ: الذي أُصيب فؤادُه بوجه. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: قِيلَ له: رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دَمًا أَحَدَثٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا ؛ أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دَمًا. وَرَجُلٌ مَفْؤُودٌ: جَبَانٌ ضَعِيفُ الْفُؤَادِ مِثْلُ المَنْخُوبِ ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ: لَا فؤَادَ لَهُ؛ وَلَا فِعْل لَهُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ يُصَرِّفُوا مِنْهُ فِعلًا، وَمَفْعُولُ الصِّفَةِ إِنما يأْتي عَلَى الْفِعْلِ نَحْوَ مَضْرُوب مِنْ ضُرِب وَمَقْتُولٍ مِنْ قُتِلَ. التَّهْذِيبُ: فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه. فثد: فِي تَرْجَمَةِ ثفد: الثَّفافِيدُ بَطائِنُ كلِّ شَيْءٍ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ثَفَّدَ دِرْعَه بِالْحَرِيرِ إِذا بَطَّنَها. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَغَيْرُهُ يقول فَثافِيدُ. فحد: الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي: وَاحِدٌ فاحِدٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، بِالْفَاءِ؛ قَالَ: وقرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ لِابْنِ الأَعرابي: القَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الَّذِي لَا أَخَ لَهُ وَلَا وَلَد. يُقَالُ: واحِدٌ قاحِدٌ صاخِدٌ وَهُوَ الصُّنْبُورُ. قَالَ الأَزهري: أَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْفِ وَخَطُّ شَمِرٍ أَقربهما إِلى الصَّوَابِ كأَنه مأْخوذ مِنْ قَحَدَة السَّنامِ وَهُوَ أَصله. فدد: الفَديدُ: الصوتُ، وَقِيلَ: شِدَّتُهُ، وَقِيلَ: الفَدِيدُ والفَدْفَدَة صَوْتٌ كالحفيفِ. فَدَّ يَفِدُّ فَدّاً وفَديداً وفَدْفَدَ إِذا اشتدَّ صوتُه؛ وأَنشد: أُنْبِئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ، ... ظُلْماً عَلَيْنا لَهُمُ فَدِيدُ وَمِنْهُ الفَدْفَدَةُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَوابِدُ كالسَّلامِ إِذا استمرَّتْ، ... فَلَيْس يَرُدُّ فَدْفَدَها التَّظَنِّي «1» . وَرَجُلٌ فَدَّادٌ: شديدُ الصوتِ جَافِي الكلامِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ فُدْفُدٌ وفُدَفِدٌ. وفدَّ يَفِدُّ فَدًّا وفَديداً وفَدْفَدَ: اشْتَدَّ وطؤُه فَوْقَ الأَرض مَرَحاً وَنَشَاطًا. وَرَجُلٌ فَدَّادٌ: شَدِيدُ الوَطْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ حِكَايَةً عَنِ الأَرض: وَقَدْ كُنْتَ تَمْشي فَوْقِي فَدَّاداً أَي شديدَ الوَطءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الأَرض إِذا دُفِنَ فِيهَا الإِنسانُ قَالَتْ لَهُ: رُبَّمَا مَشَيْتَ عليَّ فَدَّاداً ذَا مالٍ كَثِيرٍ وَذَا أَمَلٍ كَبِيرٍ وَذَا خيلاءَ وسَعْيٍ دائمٍ. ابْنُ الأَعرابي: فَدَّدَ الرجلُ إِذا مَشَى عَلَى الأَرض كِبراً وبَطَراً. وفَدَّدَ الرجلُ إِذا صَاحَ فِي بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ. وفَدَّتِ الإِبل فَدِيداً: شَدَخَتِ الأَرضَ بِخِفافِها مِنْ شِدَّةِ وَطْئِهَا؛ قَالَ المعلوّط السعدي:

_ (1). في ديوان النابغة: قوافي كالسِّلام إِذَا استمرتْ ... فَلَيْسَ يردُّ مذهبها التظنّي

أَعاذِلَ، مَا يُدْرِيكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتانِ، فَدِيدُ؟ وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: فَوْقَ الفَلاةِ فَدِيد، قَالَ: وَيُرْوَى وئيدُ، قَالَ: وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وفدَّ الطائرُ يَفِدُّ فَدِيداً: حَثَّ جناحَيْه بَسْطًا وَقَبْضًا. والفَدِيد: كَثْرَةُ الإِبل. وإِبل فَديدٌ: كَثِيرَةٌ. وَالْفَدَّادُونَ: أَصحاب الإِبل الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ يَمْلِكُ أَحدهم الْمِائَتَيْنِ مِنَ الإِبل إِلى الأَلف؛ يُقَالُ لَهُ: فَدَّادٌ إِذا بَلَغَ ذَلِكَ وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ جُفاةٌ أَهلُ خُيَلاء. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلَكَ الفدَّادون إِلَّا مَنْ أَعطى فِي نَجْدَتها ورِسْلِها، أَراد الْكَثِيرِي الإِبل، كَانَ أَحدهم إِذا ملَكَ المِئين مِنَ الإِبل إِلى الأَلف قِيلَ لَهُ: فَدَّادٌ وَهُوَ فِي مَعْنَى النَّسَب كَسَرّاجٍ وعَوَّاجٍ؛ يَقُولُ: إِلا مَنْ أَخْرَجَ زكاتَها فِي شدتِها وَرَخَائِهَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الفَدَّادون أَصحاب الْوَبَرِ لِغِلَظِ أَصواتِهم وجفَائِهم، يَعْنِي بأَصحاب الْوَبَرِ أَهل الْبَادِيَةِ، والفدَّادون: الفلَّاحون. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن الْجَفَاءَ والقَسْوة فِي الفَدَّادِين. قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الفَدادِينُ، مُخَفَّفَةٌ، وَاحِدُهَا فَدَّانٌ، بِالتَّشْدِيدِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَهِيَ الْبَقَرُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا، وأَهلُها أَهلُ جَفَاء وغِلظة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ الفَدادِينُ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ وَلَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْرِفُهَا إِنما هَذِهِ للرومِ وأَهلِ الشَّامِ، وإِنما افْتُتِحَتِ الشَّامُ بَعْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّهُمُ الفَدَّادون، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَاحِدُهُمْ فَدّادٌ؛ قَالَ الأَصمعي: وَهُمُ الَّذِينَ تَعْلُو أَصواتهم فِي حُروثِهم وأَموالهم مواشيهم وَمَا يُعَالِجُونَ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَحمر؛ وَقِيلَ: هُمُ الْمُكْثِرُونَ مِنَ الإِبل، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: فِي قَوْلِهِ الجَفاءُ، والقَسْوَةُ في الفَدَّادِينَ؛ هُمُ الجَمَّالون والرُّعْيان والبقَّارون والحَمَّارون. وفَدْفَدَ إِذا عَدَا هَارِبًا مِنْ سَبُعٍ أَو عَدُوٍّ «1» وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه رأَى رَجُلَيْنِ يُسْرِعانِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: مَا لَكُمَا تَفِدَّانِ فَدِيدَ الْجَمَلِ؟ يُقَالُ: فَدْفَدَ الإِنسان وَالْجَمَلُ إِذا عَلَا صَوْتُهُ ؛ أَراد أَنهما كَانَا يَعْدُوان فَيُسْمَعُ لِعَدْوِهِمَا صَوْتٌ. والفُدادُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَاحِدَتُهُ فُدَادَة. وَرَجُلٌ فَدَّادَة وفَدادَةٌ: جَبَانٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَفَدادَةٌ عِندَ اللقاءِ، وقَيْنَةٌ ... عِندَ الإِيابِ، بِخَيبَةٍ وصُدُودِ؟ وَاخْتَارَ ثَعْلَبٌ فَدَّادَةٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ أَي هُوَ فَدّادَةٌ، وَقَالَ: هَذَا الَّذِي أَختاره. فدفد: الفَدْفَدُ: الْفَلَاةُ الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْغَلِيظَةُ ذاتُ الْحَصَى، وَقِيلَ: الْمَكَانُ الصُّلب؛ قَالَ: تَرى الحَرّةَ السَّوداءَ يَحْمَرُّ لَوْنُها، ... ويَغْبَرُّ مِنْهَا كلُّ رِيعٍ وفَدْفَدِ وَالْفَدْفَدُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ فِيهِ صَلَابَةٌ، وَقِيلَ: الْفَدْفَدُ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ؛ وفي الحديث: فَلَجؤَوا إِلى فَدْفَدٍ فأَحاطوا بِهِمُ ؛ الفَدْفَدُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ غِلظٌ وَارْتِفَاعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا قَفَلَ مِنْ سَفَرٍ فَمَرَّ بِفَدفَدٍ أَو نَشْزٍ كبَّر ثَلَاثًا ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسٍّ: وأَرْمُقُ فَدْفَدَها ، وَجَمْعُهُ فَدافِدُ. وَالْفَدْفَدَةُ: صَوْتٌ كالحَفِيف. وَرَجُلٌ فُدْفُدٌ وفُدَفِدٌ: شَدِيدُ الوطءِ عَلَى الأَرض. وفَدفَد إِذا عَدَا هَارِبًا مِنْ سَبُعٍ أَو عَدُوٍّ. الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: لَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ،

_ (1). قوله [وَفَدْفَدَ إِذَا عَدَا هَارِبًا مِنْ سَبُعٍ أَوْ عَدُوٍّ] وساق الحديث وقال بعده: يقال فدفد إلخ سابق الكلام ولاحقه يقتضي أن الحديث تفدفدان وأنت تراه تفدّان هنا وشرح القاموس فلعل أصل العبارة وفدّ يفد وفدفد إذا إلخ.

وَهُوَ الْحَامِضُ الْخَاثِرُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلَّبَنِ الثَّخِينِ فُدَفِدٌ. وفَدْفَدُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَخطل: وقُلْتُ لِحادِيهِنَّ: وَيْحَكَ غَنِّنا ... لِجَلْداءَ أَو بنْتِ الكِنانيِّ فَدْفَدا فرد: اللَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ هُوَ الفَرْدُ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بالأَمر دُونَ خَلْقِهِ. اللَّيْثُ: والفَرْد فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ الْوَاحِدُ الأَحد الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مِثْلَ وَلَا ثَانِيَ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَجده فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي وَرَدَتْ فِي السنَّة، قَالَ: وَلَا يُوصَفُ اللَّهُ تَعَالَى إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَو وَصَفَهُ بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ. وَالْفَرْدُ: الْوِتْرُ، وَالْجَمْعُ أَفراد وفُرادَى، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنه جَمْعُ فَرْدانَ. ابْنُ سِيدَهْ: الفَرْدُ نِصْفُ الزَّوْج، وَالْفَرْدُ: المَنْحَرُ «2» وَالْجَمْعُ فِرادٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ وَالْفَرْدُ أَيضاً: الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أَفراد. يُقَالُ: شَيْءٌ فَرْدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفُرُدٌ وفارِدٌ. والمُفْرَدُ: ثورُ الوَحْشِ؛ وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبٍ: تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ الْمُفْرَدُ: ثَوْرُ الْوَحْشِ شبَّه بِهِ النَّاقَةَ. وَثَوْرٌ فُرُدٌ وفارِدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفَرِيد، كُلُّهُ بِمَعْنَى مُنْفَرِدٍ. وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انْفَرَدَتْ عَنْ سَائِرِ السِّدْر. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُعَدُّ فارِدَتُكُم ؛ يَعْنِي الزَّائِدَةَ عَلَى الْفَرِيضَةِ أَي لَا تُضَمُّ إِلى غَيْرِهَا فَتُعَدُّ مَعَهَا وتُحْسَب. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: فَمِنْكُمُ المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة ؛ إِنما قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه كَانَ إِذا رَكِبَ لَمْ يَعْتَمّ مَعَهُ غيرُه إِجلالًا لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَهُ رَجُلٌ يَشْكُو رَجُلًا مِنَ الأَنصار شَجَّه فَقَالَ: يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ، ... أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ «3» أَراد النَّعْلَ الَّتِي هِيَ طَاقٌ وَاحِدٌ وَلَمْ تُخْصَفْ طَاقًا عَلَى طَاقٍ وَلَمْ تُطارَقْ، وَهُمْ يَمْدَحُونَ برقَّة النِّعَالِ، وإِنما يَلْبَسُهَا مُلُوكُهُمْ وَسَادَاتُهُمْ؛ أَراد: يَا خَيْرَ الأَكابر مِنَ الْعَرَبِ لأَنَّ لُبْسَ النَّعال لَهُمْ دُونَ الْعَجَمِ. وَشَجَرَةٌ فارِدٌ وفَارِدَةٌ: متَنَحِّية؛ قَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ: فِي ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ وَظَبْيَةٌ فاردٌ: مُنْفَرِدَةٌ انقطعت عن القطيع. قوله: لا بَغُلَّ فارِدَتكم؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَنِ انْفَرَدَ مِنْكُمْ مِثْلُ وَاحِدٍ أَو اثْنَيْنِ فأَصاب غَنِيمَةً فليردَّها عَلَى الْجَمَاعَةِ وَلَا يَغُلَّها أَي لَا يأْخذها وَحْدَهُ. وَنَاقَةٌ فارِدَةٌ ومِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ فِي الْمَرَاعِي، وَالذَّكَرُ فاردٌ لَا غَيْرُ. وأَفرادُ النُّجُومِ: الدَّرارِيُّ الَّتِي تَطَلَّعَ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لَتَنَحِّيها وَانْفِرَادِهَا مِنْ سَائِرِ النُّجُومِ. والفَرُودُ مِنَ الإِبل: الْمُتَنَحِّيَةُ فِي الْمَرْعَى وَالْمَشْرَبِ؛ وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ فُلَانًا: انَفَردَ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: فَرَدْتُ بِهَذَا الأَمرِ أَفْرُدُ بِهِ فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ بِهِ. وَيُقَالُ: اسْتَفْرَدْتُ الشَّيْءَ إِذا أَخذته فَرْداً لَا ثَانِيَ لَهُ وَلَا مِثْلَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَذْكُرُ قِدْحاً مِنْ قِداحِ الْمَيْسِرِ: إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً، ... حَالَ بَريحاً واسْتَفْرَدَتْهُ يَدُه

_ (2). قوله [المنحر] كذا بالأَصل وكتب بهامشه السيد مرتضى صوابه المتحد وفي القاموس الفرد المتحد. (3). قوله [أوهبه] كذا بألف قبل الواو هنا وفي النهاية أيضاً في مادة ن هـ د وسيأتي للمؤلف فيها وهبه.

والفارِدُ والفَرَدُ: الثَّوْرُ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ قَالَ: الفَرَدُ والفُرُدُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، أَي هُوَ مُنْقَطَعُ القَرِينِ لَا مِثْلَ لَهُ فِي جَوْدَتِه. قَالَ: وَلَمْ أَسمع بالفَرَدِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. واسْتَفْرَدَ الشيءَ: أَخرجه مِنْ بَيْنِ أَصحابه. وأَفرده: جَعَلَهُ فَرْداً. وجاؤوا فُرادَى وفِرادَى أَي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ. أَبو زَيْدٍ عَنِ الْكِلَابِيِّينَ: جِئْتُمُونَا فُرَادَى وَهُمْ فُرادٌ وأَزواجٌ نَوَّنُوا. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى ؛ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: فُرَادَى جَمْعٌ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ قومٌ فُرَادَى، وفُرادَ يَا هَذَا فَلَا يَجُرُّونَهَا، شُبِّهَتْ بِثُلاثَ ورُباعَ. قَالَ: وفُرادَى وَاحِدُهَا فَرَدٌ وفَرِيدٌ وفَرِدٌ وفَرْدانُ، وَلَا يَجُوزُ فرْد فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ وأَنشدني بَعْضُهُمْ: تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه، ... فُرادَ ومَثْنى، أَضعَفَتْها صَواهِلُهْ وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَرْدُ مَا كَانَ وَحْدَهُ. يُقَالُ: فَرَدَ يَفْرُدُ وأَفْرَدْتُه جَعَلْتُهُ وَاحِدًا. وَيُقَالُ: جَاءَ القومُ فُراداً وفُرادَى، مُنَوَّنًا وَغَيْرَ مُنَوَّنٍ، أَي وَاحِدًا وَاحِدًا. وَعَدَدْتُ الْجَوْزَ أَو الدارهم أَفراداً أَي وَاحِدًا وَاحِدًا. وَيُقَالُ: قَدِ اسْتَطْرَدَ فُلَانٌ لَهُمْ فَكُلَّمَا اسْتَفْرَدَ رَجُلًا كَرَّ عَلَيْهِ فَجدَّله. والفَرْدُ: الجانِب الْوَاحِدُ مِنَ اللَّحْي كأَنه يُتَوَهَّمُ مُفْرداً، وَالْجَمْعُ أَفراد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الَّذِي عَنَاهُ سِيبَوَيْهِ بقوله: نحو فَرْدٍ وأَفْرادٍ، وَلَمْ يَعْنِ الْفَرْدَ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الزَّوْجِ لأَن ذَلِكَ لَا يَكَادُ يُجْمَعُ. وفَرْدٌ: كَثِيبٌ مُنْفَرِدٌ عَنِ الكثبانِ غَلب عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَفِيهِ الأَلف وَاللَّامُ «1»، حَتَّى جَعَلَ ذَلِكَ اسْمًا لَهُ كَزَيْدٍ، وَلَمْ نَسْمَعْ فِيهِ الْفَرْدَ؛ قَالَ: لَعَمْري لأَعْرابيَّة فِي عَباءَةٍ ... تَحُلُّ الكَثِيبَ مِنْ سُوَيْقَةَ أَو فَرْداً وفَرْدَةُ أَيضاً: رَمْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنٍ فَرْدَةَ والرَّحَى وفَرْدَةُ: مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ جَرْم. والفَريدُ والفَرائِدُ: المَحالُ الَّتِي انْفَرَدَتْ فَوَقَعَتْ بَيْنَ آخِرِ المَحالاتِ السِّتِّ الَّتِي تَلِي دَأْيَ العُنُق، وَبَيْنَ الست التي بيت العَجْبِ وَبَيْنَ هَذِهِ، سُمِّيَتْ بِهِ لِانْفِرَادِهَا، وَاحِدَتُهَا فَريدَة؛ وَقِيلَ: الفَريدة المَحالةُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الصَّهْوَة الَّتِي تَلي المَعاقِمَ وَقَدْ تَنْتَأُ مِنْ بَعْضِ الْخَيْلِ، وإِنما دُعِيت فَريدَة لأَنها وقَعَتْ بَيْنَ فِقارِ الظَّهْرِ وَبَيْنَ مَحال الظَّهْرِ «2» ومعَاقِمِ العَجُزِ؛ والمَعاقِمُ: مُلْتَقى أَطراف العِظامِ ومعاقِمِ الْعَجُزِ. والفَريدُ والفَرائدُ: الشَّذْرُ الَّذِي يَفْصِل بَيْنَ اللُّؤْلؤ وَالذَّهَبِ، وَاحِدَتُهُ فَريدَةٌ، وَيُقَالُ لَهُ: الجاوَرْسَقُ بِلِسَانِ الْعَجَمِ، وبَيَّاعُه الفَرَّادُ. والفَريدُ: الدُّرُّ إِذا نُظمَ وفُصِلَ بِغَيْرِهِ، وَقِيلَ: الفَريدُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، الْجَوْهَرَةُ النَّفِيسَةُ كأَنها مُفْرَدَةٌ فِي نوعِها، والفَرَّادُ صانِعُها. وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ: مَفَصَّلٌ بِالْفَرِيدِ. وَقَالَ إِبراهيم الْحَرْبِيُّ: الفَريدُ جَمْعُ الفَريدَة وَهِيَ الشَّذْرُ مِنْ فِضَّةٍ كاللؤْلؤَة. وفَرائِدُ الدرِّ: كِبارُها. ابْنُ الأَعرابي: وفَرَّدَ الرجلُ إِذا تَفَقَّه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَخَلَا بِمُرَاعَاةِ الأَمر وَالنَّهْيِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ: طُوبَى للمفرِّدين وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: المُفَرِّدون الَّذِينَ قَدْ هلَك لِداتُهُم مِنَ الناس وذهَب

_ (1). قوله: وفيه الأَلف واللام يخالف قوله فيما بعد: وَلَمْ نَسْمَعْ فِيهِ الْفَرْدَ. (2). قوله [وبين محال الظهر] كذا في الأَصل المعتمد وهي عين قوله بين فقار الظهر فالأَحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس حين نقل عبارته.

القَرْنُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ وبَقُوا هُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي فِي التَّفْرِيدِ عِنْدِي أَصوب مِنْ قَوْلِ الْقُتَيْبِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ بُجْدانُ فَقَالَ: سِيرُوا هَذَا بُجْدانُ، سَبَقَ المُفَرِّدون ، وَفِي رِوَايَةٍ: طُوبَى للمُفَرِّدين، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمِنَ المُفَرِّدون؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا والذاكراتُ ، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: الَّذِينَ اهْتَزُّوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: فَرَدَ «1» برأْيه وأَفْرَدَ وفَرَّد واستَفْرَدَ بِمَعْنَى انْفَرَد بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: لأُقاتِلَنَّهم حَتَّى تَنْفَرِدَ سالِفَتي أَي حَتَّى أَموتَ؛ السَّالِفَةُ: صَفْحَةُ الْعُنُقِ وَكَنَّى بِانْفِرَادِهَا عَنِ الْمَوْتِ لأَنها لَا تَنْفَرِدُ عَمَّا يَلِيهَا إِلا بِهِ. وأَفْرَدْتُه: عَزَلْتُهُ، وأَفْرَدْتُ إِليه رَسُولًا. وأَفْرَدَتِ الأُنثى: وَضَعَتْ وَاحِدًا فَهِيَ مُفْرِدٌ ومُوحِدٌ ومُفِذٌّ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاقَةِ لأَنها لَا تَلِدُ إِلَّا وَاحِدًا؛ وفَرِدَ وانْفَرَدَ بِمَعْنًى؛ قَالَ الصَّمَّةُ الْقُشَيْرِيُّ: وَلَمْ آتِ البُيوتَ مُطَنَّباتٍ، ... بأَكْثِبَةٍ فَرِدْنَ مِنَ الرَّغامِ وَتَقُولُ: لِقيتُ زَيْدًا فَرْدَيْنِ إِذا لَمْ يَكُنْ مَعَكُمَا أَحد. وتَفَرَّدْتُ بِكَذَا واستَفْرَدْتُه إِذا انفَرَدْتَ بِهِ. والفُرُودُ: كواكِبُ «2» زاهِرَةٌ حَولَ الثُّرَيَّا. والفُرودُ: نُجُومٌ حولَ حَضارِ، وحَضارِ هَذَا نَجم وَهُوَ أَحد المُحْلِفَيْنِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَرى نارَ لَيْلى بالعَقِيقِ كأَنَّها ... حَضارِ، إِذا مَا أَعرضَتْ، وفُرودُها وفَرُودٌ وفَرْدَةُ: اسْمَا مَوْضِعَيْنِ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: لَعَمْرِي لأَعْرابِيَّةٌ فِي عَباءَةٍ ... تَحُلُّ الكَثِيبَ مِنْ سوُيْقَةَ أَو فرْدا، أَحَبّ إِلى القَلْبِ الَّذِي لَجَّ فِي الهَوَى، ... مِنَ اللَّابِساتِ الرَّيْطَ يُظْهِرْنَه كَيْدا أَرْدَفَ أَحَدَ الْبَيْتَيْنِ وَلَمْ يُرْدِفِ الْآخَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي فِرْعَوْنَ: إِذا طَلَبْتُ الماءَ قالَتْ: لَيْكا، ... كأَنَّ شَفْرَيْها، إِذا مَا احتَكَّا، حَرْفا بِرامٍ كُسِرا فاصْطَكَّا قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ أَو فَرْداً مُرَخَّماً مِنْ فَرْدَة، رَخَّمَهُ فِي غَيْرِ النداءِ اضْطِرَارًا، كَقَوْلِ زُهَيْرٍ: خُذوا حَظَّكُم، يَا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا ... أَواصِرنا، والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ أَراد عِكرمةَ: والفُرُداتُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قمِيئَة: نَوازِع للخالِ، إِنْ شِمْنَه ... عَلَى الفُرُداتِ يَسِحُّ السِّجالا فرصد: الفِرْصِدُ والفِرْصِيدُ والفِرْصاد: عَجْمُ الزَّبِيبِ وَالْعِنَبِ وَهُوَ العُنْجُدُ أَيضاً. والفِرْصادُ: التُّوت، وَقِيلَ حَمْلُه وَهُوَ الأَحمر مِنْهُ. والفِرْصادُ: الحُمْرَة؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: يَسْعَى بِهَا ذُو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ، ... قَنَأَتْ أَنامِلُه مِنَ الفِرْصادِ وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ بِهَا تعود عَلَى سُلافَةٍ ذَكَرَهَا فِي بيت

_ (1). قوله [ويقال فرد] هو مثلث الراء. (2). قوله [والفرود كواكب] كذا بالأَصل وفي القاموس والفردود، زاد شارحه كسرسور كما هو نص التكملة، وفي بعض النسخ الفرود.

قَبْلَهُ وَهُوَ: ولقَدْ لَهَوْتُ، وللشَّبابِ بَشاشةٌ. ... بِسُلافَةٍ مُرِجَتْ بماءِ غَوادِي والتُّومَةُ: الحَبَّةُ مِنَ الدُّرِّ. والسُّلافَةُ: أَولُ الْخَمْرِ. والغَوادي: جَمْعُ غاديةٍ وهي السَّحَابَةُ الَّتِي تأْتي غُدْوَة. اللَّيْثُ: الفِرْصادُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ؛ وأَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الشَّجَرَ فِرْصاداً وَحَمْلُهُ التُّوتُ؛ وأَنشد: كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمال ذاوِيَةً، ... عَلَى جَوانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ أَراد بِالْفِرْصَادِ وَالْعِنَبِ الشَّجَرَتَيْنِ لَا حَمْلَهُمَا. أَراد: كأَنما نَفَضَ الفِرْصادُ أَحمالَه ذاويَةً، نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، وَالْعِنَبُ كَذَلِكَ؛ شبَّه أَبعارَ الْبَقَرِ بحب الفِرصادِ والعنب. فرقد: الفَرْقَدُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، والأُنثى فَرْقَدَة؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ عَيْنَيْ نَاقَتِهِ: طَحُورانِ عُوَّارَ القَذى، فَتراهُما ... كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فرْقَدِ طَحُورانِ: راميتانِ. وعُوَّارُ القَذى: مَا أَفْسَدَ الْعَيْنَ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ فِيهِ الفُرْقُود؛ وأَنشد: ولَيْلَةٍ خامِدَةٍ خُمودا، ... طَخْياءَ تُعْشِب الجَدْيَ والفُرقودا، إِذا عُمْيرٌ هَمَّ أَن يَرْقُودا وأَراد يَرْقُد فأَشبع الضَّمَّةَ. والفَرْقدانِ: نَجْمَانِ فِي السَّمَاءِ لَا يغرُبانِ وَلَكِنَّهُمَا يَطُوفَانِ بِالْجَدْيِ، وَقِيلَ: هُمَا كَوْكَبَانِ قَرِيبَانِ مِنَ القُطْب، وَقِيلَ: هُمَا كَوْكَبَانِ فِي بَنَاتِ نَعْش الصُّغْرَى. يُقَالُ: لأَبْكِيَنَّكَ الفَرْقَدَيْن؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، أَي طولَ طُلُوعِهِمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ النُّجُومُ كُلُّهَا تَنْتَصِبُ عَلَى الظَّرْفِ كَقَوْلِكَ لأَبكينَّك الشمسَ والقَمرَ والنِّسرَ الواقِعَ: كُلُّ هَذَا يُقيمونَ فِيهِ الأَسماء مُقام الظُّرُوفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنهم يُرِيدُونَ طُولَ طُلُوعِهِمَا فَيَحْذِفُونَ اخْتِصَارًا وَاتِّسَاعًا وَقَدْ قَالُوا فِيهِمَا الفَراقِد كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُمَا فَرْقَداً؛ قَالَ: لَقَدْ طالَ، يَا سَوْداءُ، منكِ المواعِدُ، ... ودونَ الجَدَا المأْمِولِ منكَ الفَراقِدُ قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَتِ الْعَرَبُ لَهُمَا الفَرْقد؛ قَالَ لَبِيدٌ: حالَفَ الفَرْقَدُ شرْباً فِي الهُدى، ... خُلَّةً بَاقِيَةً دُونَ الخَلَل «1». فرند: الفِرِندُ: وَشْيُ السَّيْفِ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَفِرِنْدُ السَّيْفِ: وَشْيُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فِرِنْدُ السَّيْفِ جَوْهَرُهُ وماؤُه الَّذِي يَجْرِي فِيهِ، وَطَرَائِقُهُ يُقَالُ لَهَا الفِرِنْد وَهِيَ سَفاسِقُه. الْجَوْهَرِيُّ: فِرِنْدُ السَّيْفِ وإِفْرِنْدُه رُبَدُهُ ووَشْيُه. والفِرِنْد: السَّيْفُ نفسُه؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَقَدْ قَطَعَ الحَدِيدَ، فَلَا تُمارُوا، ... فِرِنْدٌ لا يُفَلُّ وَلَا يَذُوبُ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد ذُو فِرِنْدٍ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقَامَهُ. والفِرِنْدُ: الْوَرْدُ الأَحمر. وفِرنْد، دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ: اسْمُ ثَوْبٍ. ابْنُ الأَعرابي: الفِرِنْدُ عَلَى فِعْلِلٍ الأَبزارُ وَجَمْعُهُ الفرانِدُ. والفِرِنْدادُ: موضِعٌ وَيُقَالُ اسْمُ رَمْلَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الفِرِنْدادُ شَجَرٌ، وَقِيلَ: رَمَلَةٌ مُشْرِفَةٌ فِي بِلَادِ بَنِي تَمِيمٍ وَيَزْعُمُونَ أَن قَبْرَ ذِي الرُّمَّةِ فِي ذِرْوَتها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ويافِعٌ مِنْ فِرِنْدادَيْنِ مَلْمُومُ ثَنَاهُ ضَرُورَةً، كَمَا قال:

_ (1). قوله [في الهدى] كذا بالأَصل ولعلها في الهوى

لِمَنِ الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فَعاقِلٍ ... دَرَسَتْ، وغيَّر آيَها القَطْرُ وَفِي التَّهْذِيبِ: فِرِنْدادٌ جَبَلٌ بِنَاحِيَةِ الدَّهْناء وَبِحِذَائِهِ جَبَلٌ آخَرُ، وَيُقَالُ لَهُمَا مَعًا الفِرِنْدادانِ، وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ ذَكَرَهُ فِي الرُّبَاعِيِّ. فرهد: الفُرْهُدُ، بِالضَّمِّ: الحادرُ الْغَلِيظُ مِنَ الْغِلْمَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: الفُرْهُودُ الحادِرُ الْغَلِيظُ وَهُوَ النَّاعِمُ التارُّ؛ وَيُقَالُ: غُلَامٌ فُلْهُدٌ، بِاللَّامِ أَيضاً، أَي ممتلئ، وقيل: القُرْهد النَّاعِمُ التارُّ الرَّخْصُ، وَقَالَ: إِنما هُوَ الفُرْهد، بِالْفَاءِ وَضَمِّ الهاءِ وَالْقَافُ فِيهِ تَصْحِيفٌ. والفُرْهُدُ والفُرْهُودُ: وَلَدُ الأَسد؛ عُمانِيَّة؛ وَزَعَمَ كُرَاعٌ أَن جَمْعَ الفُرْهُدِ فَراهِيدُ كَمَا جَمْعُ هُدْهُدٌ عَلَى هَداهِيدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُؤْمَنُ كُرَاعٌ عَلَى مِثْلِ هَذَا إِنما يُؤْمَنُ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهِ وَشِبْهِهِ؛ وَقِيلَ: الْفُرْهُودُ وَلَدُ الوَعلِ. وفَراهِيدُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مِنَ الأَزد. وفُرْهُود: أَبو بَطْنٍ. الصِّحَاحُ: الفُرْهُود حَيٌّ مِنْ يَحْمَد «2». وَهُمْ بَطْنٌ مِنَ الأَزد يُقَالُ لَهُمُ الْفَرَاهِيدُ مِنْهُمُ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد الْعَرُوضِيُّ. يُقَالُ: رَجُلٌ فَرَاهِيدِيٌّ وَكَانَ يُونُسُ يَقُولُ فُرْهُودي. فزد: الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ لِمَنْ يَصِلُ إِلى طَرَفٍ مِنْ حَاجَتِهِ وَهُوَ يَطْلُبُ نِهَايَتَهَا: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ لَهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: مَن فُصْدَ لَهُ، وَهُوَ الأَصل فَقُلِبَتِ الصَّادُ زَايًا، فَيُقَالُ لَهُ: اقْنَعْ بِمَا رُزِقْتَ مِنْهَا فإِنك غَيْرُ مَحْرُومٍ. أَصل قَوْلِهِمْ: مَن فُصْدَ لَهُ أَو فُزْدَ لَهُ فُصِدَ لَهُ، ثُمَّ سُكِّنَتِ الصَّادُ فَقِيلَ فُصْد، وأَصله مِنَ الْفَصِيدِ وَهُوَ أَن يُؤْخَذَ مَصِيرٌ فَيُلْقَمَ عِرْقًا مَفْصُودًا فِي يَدِ الْبَعِيرِ حَتَّى يَمْتَلِئَ دَمًا ثُمَّ يُشْوَى وَيُؤْكَلَ، وَكَانَ هَذَا مِنْ مَآكِلِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الدَّمِ انْتَهَوْا عَنْهُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ فصد إِن شاءَ الله. فسد: الفسادُ: نَقِيضُ الصَّلَاحِ، فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ وفَسُدَ فَساداً وفُسُوداً، فَهُوَ فاسدٌ وفَسِيدٌ فِيهِمَا، وَلَا يُقَالُ انْفَسَد وأَفْسَدْتُه أَنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً* ؛ نَصَبَ فَسَادًا لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ أَراد يَسْعَوْن فِي الأَرض لِلْفَسَادِ. وَقَوْمٌ فَسْدَى كَمَا قَالُوا ساقِطٌ وسَقْطَى، قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمَعُوهُ جَمْعَ هَلْكى لِتَقَارُبِهِمَا فِي الْمَعْنَى. وأَفَسَدَه هُوَ واسْتَفْسَد فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ. وتَفَاسَدَ القومُ: تدابَرُوا وَقَطَّعُوا الأَرحام؛ قَالَ: يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ فِي المَجَاسِدِ ... إِلى الرجالِ، خَشْيَةَ التَّفاسُدِ يَقُولُ؛ يُخْرِجن ثُدِيَّهُنَّ يَقُلْنَ: نَنشدكم اللَّهَ أَلا حَمَيْتُمُونَا، يُحَرِّضْنَ بِذَلِكَ الرِّجَالَ. وَاسْتَفْسَدَ السلطانُ قائدَه إِذا أَساء إِليه حَتَّى اسْتَعْصَى عَلَيْهِ. والمَفْسَدَةُ: خِلَافُ المصْلَحة. والاستفسادُ: خِلَافُ الِاسْتِصْلَاحِ. وَقَالُوا: هَذَا الأَمر مَفْسَدَةٌ لِكَذَا أَي فِيهِ فَسَادٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الشبابَ والفَراغَ والجِدَهْ ... مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ، أَيُّ مَفْسَدَهْ وَفِي الْخَبَرِ: أَن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ أَشرف عَلَى أَصحابه وَهُمْ يَذْكُرُونَ سِيرَةَ عُمَرَ فَغَاظَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِيهاً عَنْ ذِكْرِ عُمَرَ فإِنه إِزْراءٌ عَلَى الوُلاةِ مَفْسَدَةٌ لِلرَّعِيَّةِ. وعدَّى إِيهاً بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى انْتَهُوا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ؛ الْفَسَادُ هُنَا: الجَدْب فِي الْبِرِّ وَالْقَحْطُ فِي الْبَحْرِ أَي فِي المُدُن الَّتِي عَلَى الأَنهار؛ هَذَا قَوْلُ الزجاجِيِّ. وَيُقَالُ: أَفْسَدَ فُلَانٌ المالَ يُفْسِدُه إِفْساداً وفَساداً، وَاللَّهُ لا يحب

_ (2). قوله [يحمد] كيمنع وكيعلم مضارع أعلم أبو قبيلة، الجمع اليحامد

الْفَسَادَ. وفَسَّدَ الشيءَ إِذا أَبَارَه؛ وَقَالَ ابْنُ جُنْدُبٍ: وقلتُ لَهُمْ: قَدْ أَدْرَكَتْكُمْ كَتِيبَةٌ ... مُفَسِّدَةُ الأَدْبارِ، مَا لَمْ تُخَفَّرِ أَي إِذا شَدَّت عَلَى قَوْمٍ قَطَعَتْ أَدبارَهم مَا لَمْ تُخَفَّرِ الأَدبارُ أَي لَمْ تُمْنَعْ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُرِهَ عَشْرُ خِلال مِنْهَا إِفسادُ الصَّبِيِّ غيرَ مُحَرِّمِهِ ؛ هُوَ أَن يَطأَ المرأَة الْمُرْضِعَ فإِذا حَمَلَتْ فَسَدَ لَبَنُهَا وَكَانَ مِنْ ذَلِكَ فَسَادُ الصَّبِيِّ وَتُسَمَّى الغِيلَة؛ وَقَوْلُهُ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ أَي أَنه كَرِهَهُ وَلَمْ يَبْلُغْ بِهِ حَدَّ التحريم. فصد: الفصدُ: شَقُّ العِرْقِ؛ فَصَدَه يَفْصِدُه فَصْداً وفِصاداً، فَهُوَ مَفْصُودٌ وفَصِيدٌ. وفَصَدَ الناقةَ: شَقَّ عِرْقَها ليستخرِجَ دَمَهَ فيشرَبَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَصْدُ قَطْعُ العُروق. وافْتَصَدَ فلانٌ إِذا قطعَ عرْقَه فَفَصَد، وَقَدْ فَصَدَتْ وافْتَصدَتْ. وَمِنْ أَمثالهم فِي الَّذِي يُقْضَى لَهُ بعضُ حَاجَتِهِ دُونَ تَمَامِهَا: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ، بإِسكان الصَّادِ، مأْخوذ مِنَ الفَصيدِ الَّذِي كَانَ يُصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ويؤْكل، يَقُولُ: كَمَا يَتَبَلَّغُ الْمُضْطَرُّ بِالْفَصِيدِ فَاقْنَعْ أَنت بِمَا ارْتَفَعَ مِنْ قَضَاءِ حَاجَتِكَ وإِن لَمْ تُقْضَ كلُّها. ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْمَثَلِ: لَمْ يُحْرَمْ مِنْ فُصْد لَهُ، وَيُرْوَى: لم يحرم من فُزْدَ لَهُ أَي فُصِدَ لَهُ الْبَعِيرُ، ثُمَّ سُكِّنَتِ الصَّادُ تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا فِي ضُرِبَ: ضُرْبَ، وَفِي قُتِلَ: قُتْلَ؛ كَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ. لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انعَصَرْ فَلَمَّا سُكِّنَتِ الصَّادُ وضَعُفَتْ ضارَعوا بِهَا الدَّالَ الَّتِي بَعْدَهَا بأَن قَلَبُوهَا إِلى أَشبه الْحُرُوفِ بِالدَّالِ مِنْ مَخْرَجِ الصَّادِ، وَهُوَ الزَّايُ لأَنها مَجْهُورَةٌ كَمَا أَن الدَّالَ مَجْهُورَةٌ، فَقَالُوا؛ فُزْد، فإِن تَحَرَّكَتِ الصَّادُ هُنَا لَمْ يَجُزِ الْبَدَلُ فِيهَا وَذَلِكَ نَحْوُ صَدَرَ وصَدَفَ لَا تَقُولُ فِيهِ زَدَرَ وَلَا زَدَفَ، وَذَلِكَ أَن الْحَرَكَةَ قَوَّتِ الْحِرَفَ وَحَصَّنَتْهُ فأَبعدته مِنَ الِانْقِلَابِ، بَلْ قَدْ يَجُوزُ فِيهَا إِذا تَحَرَّكَتْ إِشمامها رَائِحَةَ الزَّايِ، فأَما أَن تخلُص زَايًا وَهِيَ مُتَحَرِّكَةٌ كَمَا تَخْلُصُ وَهِيَ سَاكِنَةٌ فَلَا، وإِنما تُقْلَبُ الصَّادُ زَايًا وَتُشَمُّ رَائِحَتَهَا إِذا وَقَعَتْ قَبْلَ الدَّالِ، فإِن وَقَعَتْ قَبْلَ غَيْرِهَا لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ فِيهَا، وَكُلُّ صَادٍ وَقَعَتْ قَبْلَ الدَّالِ فإِنه يَجُوزُ أَن تَشُمَّهَا رَائِحَةَ الزَّايِ إِذا تَحَرَّكَتْ، وأَن تَقْلِبَهَا زَايًا مَحْضًا إِذا سُكِّنَتْ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: قُصْدَ لَهُ، بِالْقَافِ، أَي مِنْ أُعْطِيَ قَصْداً أَي قَلِيلًا، وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِالْفَاءِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْمَعْنَى لَمْ يُحْرَمْ مَنْ أَصاب بَعْضَ حَاجَتِهِ وإِن لَمْ يَنَلْهَا كُلَّهَا، وتأْويل هَذَا أَن الرَّجُلَ كَانَ يُضِيفُ الرَّجُلَ فِي شِدَّةِ الزَّمَانِ فَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَا يَقْرِيه، ويَشِحُّ أَن يَنْحَرَ رَاحِلَتَهُ فَيَفْصِدُهَا فإِذا خَرَجَ الدَّمُ سَخَّنَه لِلضَّيْفِ إِلى أَن يَجْمُد ويَقْوَى فَيُطْعِمَهُ إِياه فَجَرَى الْمَثَلُ فِي هَذَا فَقِيلَ: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فَزْدَ لَهُ أَي لَمْ يُحْرَمِ القِرَى مَنْ فُصِدت لَهُ الرَّاحِلَةُ فَحَظِيَ بِدَمِهَا، يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِيمَنْ طَلَبَ أَمراً فَنَالَ بَعْضَهُ. والفَصِيدُ: دَمٌ كَانَ يُوضَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي مِعًى مِنْ فَصْدِ عِرْقِ الْبَعِيرِ ويُشْوى، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يأْكلونه وَيُطْعِمُونَهُ الضَّيْفَ فِي الأَزْمة. ابن كُبْوَةَ: الفَصيدَة تمرٌ يُعْجَنُ ويُشابُ بِشَيْءٍ مِنْ دَمٍ وَهُوَ دَوَاءٌ يُداوَى بِهِ الصِّبْيَانُ، قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِمْ: مَا حُرِمَ مَنْ فُصْد لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَجَاءٍ العُطاردي أَنه قَالَ: لَمَّا بَلَغَنَا أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخذ فِي الْقَتْلِ هرَبْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَفيناً وفَصَدْنا عَلَيْهَا فَلَا أَنسى تِلْكَ الأُكْلَةَ ؛ قَوْلُهُ: فَصَدْنا عَلَيْهَا يَعْنِي الإِبل وَكَانُوا يَفْصِدونها ويعالِجون ذَلِكَ الدمَ ويأْكلونه عِنْدَ الضَّرُورَةِ أَي فَصَدْنَا عَلَى شِلْوِ الأَرنب بَعِيرًا وأَسلنا عَلَيْهِ دَمَهُ وَطَبَخْنَاهُ وأَكلنا.

وأَفْصَدَ الشجرُ وانفَصَدَ: انْشَقَّتْ عُيون وَرَقِهِ وبَدَتْ أَطرافُه. والمُنْفَصِدُ: السَّائِلُ وَكَذَلِكَ المُتَفَصِّدُ. يُقَالُ: تَفَصَّدَ جبينُه عَرَقاً، إِنما يُرِيدُونَ تَفَصَّد عَرَقُ جبينِه، وَكَذَلِكَ هَذَا الضَّرْبُ مِنَ التَّمْيِيزِ إِنما هُوَ فِي نِيَّةِ الْفَاعِلِ. وانفَصَدَ الشيءُ وتَفصَّدَ: سالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوحيُ تَفَصَّدَ عَرَقاً. يُقَالُ: هُوَ يَتَفَصَّدُ عَرَقًا ويَتَبَضَّعُ عَرَقًا أَي يسيلُ عَرَقًا. مَعْنَاهُ أَي سالَ عَرَقُهُ تَشْبِيهًا فِي كَثْرَتِهِ بالفِصاد، وعَرَقاً مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رأَيت فِي الأَرض تَفْصِيدًا مِنَ السَّيْلِ أَي تَشَقُّقاً وتَخَدُّداً. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: التفصيدُ أَن يُنْقَع بشيءٍ مِنْ ماءٍ قَلِيلٍ. وَيُقَالُ: فصَد لَهُ عَطَاءً أَي قَطع لَهُ وأَمضاهُ يَفْصِدُه فَصْداً. فقد: فَقَدَ الشيءَ يَفْقِدُه فَقْداً وفِقْداناً وفقُوداً، فَهُوَ مَفْقُودٌ وفَقِيدٌ: عَدِمَه؛ وأَفْقَدَه اللَّهُ إِياه. والفاقِدُ مِنَ النساءِ: الَّتِي يموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حَمِيمُهَا. أَبو عُبَيْدٍ: امرأَة فاقِدٌ وَهِيَ الثَّكُولُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ ... ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَناكِيدُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي تتزوج بَعْدِ مَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ فَمَاتَ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً وَتَزَوَّجْ مُطَلَّقَةً. وظَبْيَةٌ فاقِدٌ وبقرةٌ فاقِدٌ: شبع وَلَدُهَا؛ وَكَذَلِكَ حَمامَة فاقِدٌ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: إِذا فاقِدٌ، خَطْباءُ، فَرْخَينِ رَجَّعَتْ، ... ذَكَرْتُ سُلَيْمَى فِي الخَلِيطِ المُبايِن قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ بِتَقْدِيمِ خَطْباءُ عَلَى فَرْخَينِ مُقَوِّياً بِذَلِكَ أَن اسْمَ الْفَاعِلِ إِذا وُصِفَ قَرُب مِنَ الِاسْمِ، وَفَارَقَ شبَهَ الْفِعْلِ. والتفقُّدُ: تَطَلُّبُ مَا غَابَ مِنَ الشَّيْءِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ أَنه قَالَ: مَنْ يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ، وَمَنْ لَا يُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور يَعْجِزْ ؛ فالتَّفقُّدُ: تَطَلُّب مَا فَقَدْتَه، وَمَعْنَى قَوْلِ أَبي الدَّرْدَاءِ أَن مَنْ تَفَقَّدَ الخيرَ وَطَلَبَهُ فِي النَّاسِ فَقَدَه وَلَمْ يَجِدْه، وَذَلِكَ أَنه رأَى الْخَيْرَ فِي النَّادِرِ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يَجِدْهُ فَاشِيًا مَوْجُودًا. غَيْرُهُ: أَي مَنْ يَتَفَقَّدْ أَحوالَ النَّاسِ ويَتَعَرَّفْها فإِنه لَا يَجِدُ مَا يُرضِيه. وافتَقَدَ الشيءَ: طَلبه؛ قَالَ: فَلَا أُخْتٌ فَتَبْكِيهِ، ... وَلَا أُمٌّ فَتَفْتَقِده وَكَذَلِكَ تَفَقَّدَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ ؛ وَكَذَلِكَ الافتقادُ؛ وَقِيلَ: تَفَقَّدْتُه أَي طَلَبْتُه عِنْدَ غَيْبَتِهِ. وتفاقَدَ القومُ أَي فَقَدَ بعضُهم بَعْضًا؛ وَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبيعونَ مُهْجَتي ... بِجارِيةٍ، بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا بَهْراً قِيلَ فِيهِ: تَبّاً، وَقِيلَ: خَيْبَةً، وَقِيلَ: تَعْساً لَهُمْ، وَقِيلَ: أَصابهم شَرٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: افتقَدْتُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةً أَي لَمْ أَجِدْه؛ هُوَ افتَعَلْتُ مِنْ فَقَدْتُ الشيءَ أَفقِدُه إِذا غَابَ عَنْكَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفاقَدُوا ؛ يَدْعُو عَلَيْهِمْ بِالْمَوْتِ وأَن يَفْقِدَ بعضُهم بَعْضًا. وَيُقَالُ: أَفقدَه اللَّهُ كلَّ حميمٍ. وَيُقَالُ: مَاتَ فلانٌ غيرَ فَقِيدٍ وَلَا حَمِيدٍ أَي غيرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقدانِه. والفَقَد: شرابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ. وَيُقَالُ: إِن الْعَسَلَ يُنْبَذُ ثُمَّ يَلْقَى فِيهِ الفَقَد فيُشَدِّدُه؛ قَالَ:

وَهُوَ نَبْتٌ شِبْهُ الكَشُوث. والفَقَدُ: نباتٌ يُشْبِهُ الكَشوث يُنْبَذُ فِي الْعَسَلِ فَيُقَوِّيهِ وَيُجِيدُ إِسكاره؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ثُمَّ يُقَالُ لِذَلِكَ الشَّرَابِ: الفَقَدُ. ابْنُ الأَعرابي: الفَقْدَةُ: الكُشُوث. فقدد: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو: الفقْدُدُ نبيذُ الكشوث. فلهد: غُلَامٌ فُلْهُدٌ، بِاللَّامِ: يملأُ المَهْد؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: الفَلْهَدُ والفُرْهُدُ الْغُلَامُ السَّمِينُ الَّذِي قَدْ راهقَ الحُلُمَ. وَيُقَالُ: غُلَامٌ فُلْهُدٌ إِذا كَانَ مُمْتَلِئًا. فند: الفَنَدُ: الخَرَفُ وإِنكار الْعَقْلِ مِنَ الهَرَم أَو المَرضِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الكِبَر وأَصله فِي الْكِبَرِ، وَقَدْ أَفند؛ قَالَ: قَدْ عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْلٍ إِفْناد إِنما أَراد بقَوْلٍ ذِي إِفناد وقَوْلٍ فِيهِ إِفناد، وَشَيْخٌ مُفْنِدٌ وَلَا يُقَالُ للأُنثى عَجُوزٌ مُفْنِدَة لأَنها لَمْ تَكُنْ ذَاتَ رأْي فِي شَبَابِهَا فَتُفَنَّدَ فِي كِبَرها. والفَنَدُ: الخطأُ فِي الرأْي وَالْقَوْلِ. وأَفْنَدَه: خطَّأَ رَأْيَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ حِكَايَةً عَنْ يَعْقُوبَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ لَوْلَا أَن تُكَذِّبوني وتُعَجِّزُوني وتُضَعِّفُوني. ابْنُ الأَعرابي: فَنَّدَ رأْيه إِذا ضَعَّفَه. والتَّفْنيدُ: اللَّوْمُ وتضعيفُ الرأْي. الْفَرَّاءُ: المُفَنَّدُ الضعيفُ الرأْي وإِن كَانَ قويَّ الْجِسْمِ. والمُفَنَّدُ: الضعيفُ الْجِسْمِ وإِن كَانَ رأْيه سَدِيدًا. قَالَ: وَالْمُفَنَّدُ الضَّعِيفُ الرأْي وَالْجِسْمِ مَعًا. وفَنَّدَه: عَجَّزَه وأَضْعَفَه. وَرَوَى شَمِرٌ فِي حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسقع أَنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَتزعمون أَنِّي مِنْ آخِرِكم وَفَاةً؟ أَلا إِني مِنْ أَوَّلِكم وفاةً، تتبعونني أَفْناداً يُهْلِكُ بعضُكم بَعْضًا ؛ قَوْلُهُ تَتْبَعُونَنِي أَفناداً يضرِبُ «1» بعضُكم رِقَابَ بَعْضٍ أَي تَتْبَعُونَنِي ذَوِي فَنَدٍ أَي ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ لِلنِّعْمَةِ، وَفِي النِّهَايَةِ: أَي جَمَاعَاتِ مُتَفَرِّقِينَ قَوْمًا بَعْدَ قَوْمٍ، وَاحِدُهُمْ فَنَد. وَيُقَالُ: أَفْنَدَ الرجلُ فَهُوَ مُفْنِدٌ إِذا ضَعُفَ عَقْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ بِي لُحوقاً قَوْمي، تَسْتَجْلِبُهم المَنايا وَتَتَنَافَسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهم ويعيشُ الناسُ بِعَدِّهِمْ أَفناداً يَقْتُلُ بعضُهم بَعْضًا ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ أَنهم يَصيرون فِرَقاً مُخْتَلِفِينَ يَقْتُلُ بعضُهم بَعْضًا؛ قَالَ: هُمْ فِنْدٌ عَلَى حِدَةٍ أَي فِرْقَة عَلَى حِدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني أُريد أَن أُفَنِّدَ فَرَسًا، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِهِ كُمَيْتاً أَو أَدْهَم أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلًا طَلْقَ الْيُمْنَى. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمِنْهُ كَانَ سُمِع هَذَا الْحَدِيثُ: أُفَنِّدَ أَي أَقْتَني. قَالَ: وَرُوِيَ أَيضاً مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ: وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ قَوْلُهُ أُفَنِّدَ فَرَسًا أَي أَرْتَبِطَه وأَتخذه حِصْنًا أَلجأُ إِليه، ومَلاذاً إِذا دَهَمني عَدُوٌّ، مأْخوذ مِنْ فِنْدِ الْجَبَلِ وَهُوَ الشِّمْراخ الْعَظِيمُ مِنْهُ، أَي أَلجأُ إِليه كَمَا يُلجأُ إِلى الفِنْدِ مِنَ الْجَبَلِ، وَهُوَ أَنفه الْخَارِجُ مِنْهُ؛ قَالَ: وَلَسْتُ أَعرف أُفَنِّد بِمَعْنَى أَقتني. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِالتَّفْنِيدِ التَّضْمِيرَ مِنَ الفِنْدِ وَهُوَ الغُصْنُ مِنْ أَغصان الشَّجَرَةِ أَي أُضمره حَتَّى يَصِيرَ فِي ضُمْرِه كَالْغُصْنِ. والفِنْدُ، بِالْكَسْرِ: الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: الرأْس الْعَظِيمُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَفناد. والفِنْدفِنْد: الْجَبَلُ. وفَنَّدَ الرجلُ إِذا جَلَسَ عَلَى فِنْد، وَبِهِ سُمِّيَ الفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ الشَّاعِرُ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ فَرَسَانِهِمْ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِعِظَمِ شَخْصِهِ، وَاسْمُهُ شَهْلُ بْنُ شَيْبَانَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَدِيدُ الأَلف؛ وَقِيلَ: الفِنْد، بالكسر، قطعة من

_ (1). قوله [يضرب] أفاد شارح القاموس أَنها رواية أخرى بدل يهلك

الْجَبَلِ طُولًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنداً ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُنْفَرِدُ مِنَ الْجِبَالِ. والفَنَدُ: الْكَذِبُ. وأَفْنَدَ إِفناداً: كَذِبَ. وفَنَّدَه: كَذَّبَهُ ... والفَنَدُ: ضَعُفَ الرأْي مِنْ هَرَم. وأَفْنَدَ الرجلُ: أُهتِرَ، وَلَا يُقَالُ: عَجُوزٌ مُفْنِدَة لأَنها لَمْ تَكُنْ فِي شَبِيبَتِهَا ذَاتَ رأْي. وَقَالَ الأَصمعي: إِذا كَثُرَ كَلَامُ الرَّجُلِ مِنْ خَرَف، فَهُوَ المُفْنِدُ والمُفْنَدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا يُنْتَظَرُ أَحدكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مَرَضًا مُفْسِداً ؛ الفَنَدُ فِي الأَصل: الكَذب. وأَفْنَدَ: تَكَلَّمَ بالفَنَد. ثُمَّ قَالُوا لِلشَّيْخِ إِذا هَرِمَ: قَدْ أَفْنَدَ لأَنه يَتَكَلَّمُ بالمُحَرَّف مِنَ الْكَلَامِ عَنْ سَنَن الصِّحَّةِ. وأَفنده الكِبَرُ إِذا أَوقعه فِي الفَنَد. وَفِي حَدِيثِ التَّنُوخِيِّ رَسُولِ هِرَقْل: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قدْ بَلَغَ الفَنَد أَو قَرُب. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: لَا عَابِسٌ وَلَا مُفْنَد [مُفْنِدٌ] أَي لَا فَائِدَةَ فِي كَلَامِهِ لكبرٍ أَصابه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا تُوُفِّيَ وغُسِّلَ صَلَّى عَلَيْهِ الناسُ أَفناداً أَفناداً ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: أَي فِرْقاً بَعْدَ فِرْق، فُرادى بِلَا إِمام. قَالَ: وحُزِرَ الْمُصَلُّونَ فَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلفاً وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ سِتِّينَ أَلفاً لأَن مَعَ كُلِّ مؤْمن مَلَكَيْنِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تَفْسِيرُ أَبي الْعَبَّاسِ لِقَوْلِهِ صَلَّوْا عَلَيْهِ أَفناداً أَي فُرَادَى لَا أَعلمه إِلا مِنَ الفِنْدِ مِنْ أَفْناد الْجَبَلِ. والفِنْدُ: الْغُصْنُ مِنْ أَغصان الشَّجَرِ، شَبَّهَ كُلَّ رِجْلٍ مِنْهُمْ بِفِنْدٍ مِنْ أَفناد الْجَبَلِ، وَهِيَ شَمَارِيخُهُ. والفِنْدُ: الطائفةُ مِنَ اللَّيْلِ. وَيُقَالُ: هُمْ فِنْدٌ عَلَى حِدَة أَي فِئَةٌ. وفَنَّدَ فِي الشَّرَابِ: عكَفَ عَلَيْهِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والفِنْدَأْيَةُ: الفَأْسُ، وَقِيلَ: الفِنْدَأْيَةُ الفأْس الْعَرِيضَةُ الرأْس؛ قَالَ: يَحْمِلُ فَأْساً مَعَهُ فِنْدَأْيَة وَجَمْعُهُ فَنَادِيدُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الْجَوْهَرِيُّ: قَدُومٌ فِنْداوةٌ أَي حادّةٌ. والفِنْدُ: أَرض لَمْ يُصِبْهَا الْمَطَرُ، وَهِيَ الفِنْدِيَةُ. وَيُقَالُ: لَقِينَا بِهَا فِنْداً مِنَ النَّاسِ أَي قَوْمًا مُجْتَمَعَيْنِ. وأَفنادُ الليلِ: أَركانه. قَالَ: وبأَحد هَذِهِ الْوُجُوهِ سُمِّيَ الزِّمَّانيُّ فِنْداً. وأَفنادٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: بَرْقاً قَعَدْتُ لَهُ بالليلِ مُرْتَفِقاً ... ذاتَ العِشاءِ، وأَصحابي بأَفْنادِ فهد: الفَهْدُ: مَعْرُوفٌ سبُع يُصَادُ بِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَنْوَمُ مِنْ فَهْدٍ، وَالْجَمْعُ أَفهُد وفُهُودٌ والأُنثى فَهْدَةٌ، والفَهَّادُ صَاحِبُهَا. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلَّذِي يُعَلِّم الفَهْدَ الصَّيْدَ: فَهَّاد. وَرَجُلٌ فَهْد: يُشَبَّهُ بِالْفَهْدِ فِي ثِقَلِ نَوْمِهِ. وفَهِدَ الرجلُ فَهَداً: نَامَ وأَشبه الْفَهْدَ فِي كَثْرَةِ نَوْمِهِ وتمَدُّدِه وتغافلَ عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ تَعَهُّدُه. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وصفَتْ امرأَةٌ زوجَها فَقَالَتْ: إِن دَخَلَ فَهِدَ، وإِن خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ ؛ قَالَ الأَزهري: وَصَفَتْ زَوْجَهَا بِاللِّينِ وَالسُّكُونِ إِذا كَانَ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ؛ وَيُوصَفُ الْفَهْدُ بِكَثْرَةِ النَّوْمِ فَيُقَالُ: أَنوم مِنْ فَهْدٍ، شَبَّهَتْهُ بِهِ إِذا خَلَا بِهَا، وبالأَسد إِذا رأَى عَدُوَّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي نَامَ وَغَفَلَ عَنْ مَعَايِبِ البيتِ الَّتِي يَلْزَمُنِي إِصلاحُها، فَهِيَ تَصِفُهُ بالكرَمِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ فكأَنه نَائِمٌ عَنْ ذَلِكَ أَو ساهٍ، وإِنما هُوَ مُتناوم ومُتغافِل. الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ فَهَد فُلَانٌ لِفُلَانٍ وفَأَدَ ومَهد إِذا عَمِلَ فِي أَمره بِالْغَيْبِ جَمِيلًا. والفَهْدُ: مِسْمارٌ يُسْمَرُ بِهِ فِي واسِطِ الرَّحل وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الكلبَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ صَرِيفَ نَابَيِ الْفَحْلِ بِصَرِيرِ هَذَا الْمِسْمَارِ: مُضَبَّرٌ، كأَنَّما زَئِيرُه ... صَريرُ فَهْدٍ واسِطٍ صَريرُه

وَقَالَ خَالِدٌ: واسِطُ الفَهْدِ مِسْمارٌ يُجْعل فِي وَاسِطِ الرَّحْلِ. وفَهْدَتا الفَرَس: اللحمُ الناتِئُ فِي صَدْرِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ؛ قَالَ أَبو دُوَادَ: كأَنَّ الغُصُون، مِنَ الفَهْدَتَيْن ... إِلى طَرَفِ الزَّوْرِ، حُبْكُ العَقَدْ أَبو عُبَيْدَةَ: فَهْدتا صَدْرِ الفَرَسِ لحْمتانِ تَكْتَنِفانِه. الْجَوْهَرِيُّ: الْفَهْدَتَانِ لَحْمَتَانِ فِي زَوْرِ الفَرَس نَاتِئَتَانِ مِثْلُ الفِهْرَيْنِ. وَفَهَدَتَا الْبَعِيرِ: عَظْمَانِ نَاتِئَانِ خَلْفَ الأُذنين وَهُمَا الخُشَشاوانِ. والفَهْدة: الاسْتُ. وَغُلَامٌ فَوْهَدٌ: تامٌّ تارٌّ ناعِمٌ كَثَوْهَدٍ، وجاريةٌ فَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُحِبُّ مِنَّا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدَا، ... عِجْزَةَ شَيْخَيْنِ، غُلاماً أَمْرَدا وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن فاءَ فَوْهَدٍ بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ ثَوْهَدٍ، أَو بِعَكْسِ ذَلِكَ. والفَوْهَدُ: الْغُلَامُ السَّمِينُ الَّذِي رَاهَقَ الْحُلُمَ. وَغُلَامٌ ثَوْهد وفَوْهد: تَامُّ الْخَلْقِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَهُوَ النَّاعِمُ الممتلئُ. أَبو عَمْرٍو: الفَلْهَدُ والفَوْهَد الْغُلَامُ السَّمِينُ الَّذِي قَدْ راهَقَ الحُلُمَ. فود: الفَوْدُ: مُعظم شَعَرِ الرأْس مِمَّا يَلِي الأُذن. وفَوْدا الرأْس: جَانِبَاهُ، وَالْجَمْعُ أَفوادٌ. وفَوْدا جناحَيِ العُقاب: مَا أَثَّ مِنْهُمَا؛ وَقَالَ خُفَافٌ: مَتى تُلْقِ فَوْدَيْها عَلَى ظَهْرِ ناهِضٍ الفَوْدان: وَاحِدُهُمَا فَوْدٌ، وَهُوَ مُعْظَمُ شَعَرِ اللِّمَّة مِمَّا يَلِي الأُذن. والفَوْدُ والحَيْدُ: نَاحِيَةُ الرأْس؛ قَالَ الأَغلب: فانْطَحْ بِفَوْدَيْ رأْسِه الأَرْكانا والفَوْدانِ: قَرْنا الرأْس وَنَاحِيَتَاهُ. وَيُقَالُ: بَدَا الشَّيْبُ بِفَوْدَيْهِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ لِلرَّجُلِ ضَفِيرتان يُقَالُ لِلرَّجُلِ فَوْدان. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ أَكثر شَيْبِهِ فِي فَوْدَيْ رأْسه أَي نَاحِيَتَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَوْد. والفَوْدان: النَّاحِيَتَانِ. وَالْفَوْدَانِ: العِدْلانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَوْد. وَقَعَدَ بَيْنَ الفَوْدينِ أَي بَيْنِ العِدْلَيْنِ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلَبِيدٍ: كَمْ عطاؤكَ؟ قَالَ أَلفان وَخَمْسُمِائَةٍ، قَالَ: مَا بَالُ العِلاوةِ بَيْنَ الفَوْدَينِ؟ والفَوْدُ: المَوْتُ. وفادَ يَفُودُ فَوْداً: مَاتَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ يَذْكُرُ الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الْغَسَّانِيُّ وَكَانَ كلُّ ملِك مِنْهُمْ كُلَّمَا مَضَتْ عَلَيْهِ سَنَةٌ زادَ فِي تَاجِهِ خَرَزَةً فأَراد أَنه عُمِّرَ حَتَّى صَارَ فِي تَاجِهِ خَرَزَاتٌ كَثِيرَةٌ: رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ سِتِّينَ حِجَّةً ... وعشرينَ حَتَّى فَادَ، والشَّيْبُ شامِلُ وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: أَمْ فادَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَنْ يُقَالُ: فادَ يَفُودُ إِذا مَاتَ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ بِمَعْنَاهُ. وفَوْدا الخِباءِ: ناحيتاهُ. وَيُقَالُ: تَفَوَّدَتِ الأَوْعالُ فَوْقَ الْجِبَالِ أَي أَشْرَفَت. وَاسْتَفَادَهُ: اقْتَناه. وأَفَدْتُه أَنا: أَعطيْتُه إِياه وسيأْتي بَعْضُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ فيد لأَن الْكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وفُدْتُ الزعفرانَ: خلَطْتُه، مَقْلُوبٌ عَنْ دُفْتُ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وفادَه يَفُودُه: مِثْلُ دافَه؛ وأَنشد الأَزهري لِكُثَيْرٍ يَصِفُ الْجَوَارِيَ: يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فِي كلِّ مَهْجَعٍ، ... ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُودُ أَي مَدُوفٌ. وفادَ الزعفرانَ والوَرْسَ فَيْداً إِذا دَقَّه ثُمَّ أَمَسَّه مَاءً وفَيَداناً. فيد: الفائدةُ: مَا أَفادَ اللَّهُ تَعَالَى العبدَ مِنْ خيرٍ يَسْتَفيدُه ويَسْتَحْدِثُه، وَجَمْعُهَا الفَوائِدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ

إِنهما لَيَتَفايَدانِ بِالْمَالِ بَيْنَهُمَا أَي يُفِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: هُمَا يَتَفَاوَدَانِ العِلْمَ أَي يُفيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْآخَرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْفَائِدَةُ مَا اسْتَفَدْتَ مِنْ عِلْمٍ أَو مَالٍ، تَقُولُ مِنْهُ: فادَتْ لَهُ فائدةٌ. الْكِسَائِيُّ: أَفَدْتُ المالَ أَي أَعطيته غَيْرِي. وأَفَدْتُه: استَفَدْتُه؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِلْقَتَّالِ: ناقَتُهُ تَرْمُلُ فِي النِّقالِ، ... مُهْلِكُ مالٍ ومُفِيدُ مالِ أَي مُسْتَفِيدُ مَالٍ. وفادَ المالُ نفسُه لفلانٍ يَفِيدُ إِذا ثَبَتَ لَهُ مالٌ، وَالِاسْمُ الفائدةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرَّجُلِ يَسْتَفِيدُ الْمَالَ بِطَرِيقِ الرِّبْحِ أَو غَيْرِهِ قَالَ: يُزَكِّيهِ يَوْمَ يَسْتَفِيدُه أَي يَوْمَ يَمْلِكُه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا لَعَلَّهُ مَذْهَبٌ لَهُ وإِلا فَلَا قَائِلَ بِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ إِلا أَن يَكُونَ لِلرَّجُلِ مَالٌ قَدْ حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ، واستفادَ قَبْلَ وجوبِ الزَّكَاةِ فِيهِ مَالًا فيُضِيفُه إِليه ويجعلُ حَوْلَهُمَا وَاحِدًا وَيُزَكِّي الْجَمِيعُ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ. وفادَ يَفِيدُ فَيْداً وتَفَيَّد: تَبَخْتَرَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْذَرَ شَيْئًا فَيَعْدِلَ عَنْهُ جَانِبًا؛ وَرَجُلٌ فَيَّادٌ وفَيَّادةٌ. والتَّفَيُّدُ: التبخْتُرُ. والفَيَّادُ: المتبخْتِرُ؛ وَهُوَ رَجُلٌ فَيَّادٌ ومُتَفَيِّدٌ. وفَيَّدَ مِن قِرْنِه: ضَرَبَ «2» عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: نُباشِرُ أَطرافَ القَنا بِصُدُورِنا، ... إِذا جَمْعُ قَيْسٍ، خَشْيَةَ المَوْتِ، فَيَّدُوا والفَيَّادُ والفَيَّادَةُ: الَّذِي يَلُفُّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فيأْكلُه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي النَّجْمِ: لَيْسَ بِمُلْتاثٍ وَلَا عَمَيْثَلِ، ... وَلَيْسَ بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ أَي هَذَا الرَّاعِي لَيْسَ بالمُتَجَبِّرِ الشديدِ العَصا. والفَيَّادَةُ: الَّذِي يَفيدُ فِي مِشْيَتِه، وَالْهَاءُ دَخَلَتْ فِي نَعْتِ الْمُذَكَّرِ مُبَالَغَةً فِي الصِّفَةِ. والفَيَّادُ: ذَكَرُ البُومِ، وَيُقَالُ الصَّدَى. وفَيَّد الرَّجُلُ إِذا تَطَيَّرَ مِنْ صَوْتِ الفَيَّادِ؛ وَقَالَ الأَعشى: وبَهْماء بالليلِ عَطْشَى الفَلاةِ، ... يؤْنِسُني صَوْتُ فَيَّادِها والفَيْدُ: الموْتُ. وفادَ يَفِيدُ إِذا مَاتَ. وَفَادَ المالُ نفسُه يَفِيدُ فَيْداً: مَاتَ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شأْس فِي الإِفادة بِمَعْنَى الإِهلاك: وفِتْيانِ صِدْقٍ قَدْ أَفَدْتُ جَزُورَهم، ... بِذِي أَوَدٍ خَيْسِ المَتاقَةِ مُسْبِلِ أَفَدْتُها: نَحَرْتُها وأَهلكتُها مِنْ قَوْلِكَ فادَ الرجلُ إِذا مَاتَ، وأَفَدْتُه أَنا، وأَراد بِقَوْلِهِ بِذِي أَوَدٍ قِدْحاً مِنْ قِداح المَيْسِرِ يقالُ لَهُ مُسْبِلٌ. خَيْسِ المتاقَةِ: خفيفِ التَّوَقانِ إِلى الفَوْزِ. وفادتِ المرأَةُ الطِّيبَ فَيْداً: دَلَكَتْه فِي الْمَاءِ لِيَذوبَ؛ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فِي كلِّ مَشْهَدٍ، ... ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفِيدُ أَي مَدُوف. وفادَه يَفِيدُه أَي دافَه. والفَيْدُ: الزعفرانُ المَدُوفُ. والفَيْدُ: ورقُ الزَّعْفَرَانِ. والفَيدُ: الشَّعَر الَّذِي عَلَى جَحْفَلَة الفَرس. وفَيْد: مَاءٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ثُمَّ اسْتَمَرُّوا وَقَالُوا: إِنَّ مَشْرَبَكم ... ماءٌ بِشَرْقيِّ سَلْمَى: فَيْدُ أَو رَكَكُ وَقَالَ لَبِيدٌ: مُرِّيَّةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ، وجاوَرَتْ ... أَرضَ الحِجازِ، فَأَيْنَ مِنْكَ مَرامُها؟

_ (2). قوله [ضرب] كذا بالأَصل وشرح القاموس ولعل الأَظهر هرب:

فصل القاف

وفَيْد: مَنْزِلٌ بِطَرِيقِ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيُّ: قُلْتُ للمؤَرّج: لَمِ اكْتَنَيْتَ بأَبي فَيْدَ؟ فَقَالَ: الفَيْدُ مَنْزِلٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، والفَيْدُ: وردُ الزعفران. فصل القاف قتد: القَتادُ: شَجَرٌ شاكٍ صُلْب لَهُ سِنْفَة وجَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ينبُتُ بِنَجْد وتِهامَةَ، وَاحِدَتُهُ قَتادة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْقَتَادَةُ ذَاتُ شَوْك، قَالَ: وَلَا يُعَدُّ مِنْ العِضاهِ. وَقَالَ مَرَّةً: الْقَتَادُ شَجَرٌ لَهُ شَوْك أَمثالُ الإِبَر وَلَهُ وُرَيْقة غَبْرَاءُ وَثَمَرَةٌ تَنْبُتُ مَعَهَا غَبْرَاءُ كأَنها عَجْمة النَّوَى. والقتادُ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ، وَهُوَ الأَعظم. وَقَالَ عَنِ الأَعراب القُدُمِ: القَتادُ لَيْسَتْ بِالطَّوِيلَةِ تَكُونَ مِثْلَ قِعْدةِ الإِنسان لَهَا ثمرةٌ مِثْلُ التُّفَّاح. قَالَ وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: مِنَ الْعِضَاهِ القَتادُ، وَهُوَ ضَرْبَانِ: فأَما القَتادُ الضِّخامُ فإِنه يَخْرُجُ لَهُ خَشَبٌ عِظَامٌ وشَوكة حَجْنَاءُ قَصِيرَةٌ، وأَما الْقَتَادُ الْآخَرُ فإِنه يَنْبُتُ صُعُداً لَا يَنْفَرِشُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَهُوَ قُضْبان مُجْتَمِعَةٌ كُلُّ قَضِيبٍ مِنْهَا ملآنُ مَا بينَ أَعلاه وأَسْفَلِه شَوْكاً. وَفِي الْمَثَلِ: مِنْ دُونَ ذَلِكَ خَرْطُ القَتادِ؛ وَهُوَ صِنْفَانِ: فالأَعظم هُوَ الشَّجَرُ الَّذِي لَهُ شَوْكٌ، والأَصغر هُوَ الَّذِي ثَمَرَتُهُ نَفَّاخَةٌ كَنَفَّاخَةِ العُشر. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِبل قَتادِيَّةٌ تأْكل القَتادَ. والتَّقْتِيدُ: أَن تَقْطع القَتادَ ثُمَّ تُحْرِقَ شَوْكَه ثُمَّ تَعْلِفَه الإِبل فَتَسْمَنَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ الْجَدْبِ؛ قَالَ: يَا رَبُّ سَلّمني مِنَ التَّقْتِيدِ قَالَ الأَزهري: والقتادُ شَجَرٌ ذُو شَوْكٍ لَا تأْكله الإِبل إِلا فِي عَامِ جَدْبٍ فِيجِيءُ الرَّجُلُ وَيُضْرِمُ فِيهِ النَّارَ حَتَّى يَحْرِقَ شَوْكَهُ ثُمَّ يُرْعِيَهُ إِبله، وَيُسَمَّى ذَلِكَ التَّقْتِيدَ. وَقَدْ قُتِّدَ القَتادُ إِذا لُوِّحَتْ أَطرافُه بِالنَّارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ إِبله وسَقْيَه لِلنَّاسِ أَلبانَها فِي سنَةِ الْمَحْلِ: وَتَرَى لَهَا زَمَنَ القَتادِ عَلَى الشَّرى ... رَخَماً، وَلَا يَحْيا لَها فُصُلُ قَوْلُهُ: وَتَرَى لَهَا رخَماً عَلَى الشَّرى يَعْنِي الرَّغْوَة شبَّهها فِي بِيَاضِهَا بِالرَّخَمِ، وَهُوَ طَيْرٌ أَبيض، وَقَوْلُهُ: لَا يَحْيَا لَهَا فُصُلٌ لأَنه يُؤْثِرُ بأَلبانها أَضيافَه وَيَنْحَرُ فُصْلانها وَلَا يَقْتَنِيها إِلى أَن يَحْيا الناسُ. وقَتِدَتِ الإِبلُ قَتَداً، فَهِيَ قَتادَى وقَتِدَةٌ: اشْتَكَتْ بطونَها مِنْ أَكلِ القَتادِ كَمَا يُقَالُ رَمِثَةٌ وَرَماثى. والقَتَدُ والقِتْدُ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: خَشَبُ الرَّحْلِ، وَقِيلَ: القَتَدُ مِنْ أَدوات الرَّحْلِ، وَقِيلَ: جَمِيعُ أَداتِه، وَالْجَمْعُ أَقْتادٌ وَأَقْتُدٌ وقُتود؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: قُطِرَتْ وأَدْرَجَها الوَجِيفُ، وضَمَّها ... شَدُّ النُّسُوعِ إِلى شُجُورِ الأَقْتُدِ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيرانَةٍ أُجُدِ وَقَالَ الرَّاجِزِ: كأَنَّني ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا، ... أَقتادَ رَحْلِي أَو كُدُرّاً مُحْنِقا وقُتائِدةُ: ثَنِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَقِيلَ: اسْمُ عَقَبة؛ قَالَ عَبْدُ منافٍ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيِّ: حَتَّى إِذا أَسْلَكُوهم فِي قُتائدةٍ ... شَلًّا، كَمَا تَطْرُدُ الجمَّالَةُ الشُّرُدا أَي أَسلكوهم فِي طَرِيقٍ فِي قُتائدة. والشُّرُد: جَمْعُ شَرُودٍ مِثْلُ صَبُورٍ وصُبُرٍ. والشَّرَد، بِفَتْحِ الشِّينِ وَالرَّاءِ: جَمْعُ شَارِدٍ مِثْلُ خَادِمٍ وخَدَم. قَالَ: وَجَوَابُ إِذا مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ شَلًّا كأَنه قَالَ شَلُّوهم شَلًّا، وَقِيلَ: قَتَائِدَةُ مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ.

وتَقْتَدُ «1»: اسْمُ مَاءٍ، حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ بِالْقَافِ وَالْكَافِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ بَيْتُ الْكِتَابِ بِالْوَجْهَيْنِ، قَالَ: تَذَكَّرَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مَائِهَا وَقِيلَ: هِيَ رَكِيةٌ بِعَيْنِهَا، ونَصب بَرْدَ لأَنه جَعَلَهُ بَدَلًا مِنْ تَقْتَدَ. قترد: قَتْرَد الرجلُ: كثُر لبَنُه وأَقِطُه. وَعَلَيْهِ قِتْرِدَةُ مالٍ أَي مالٌ كَثِيرٌ. والقِتْرِدُ: مَا تَرَك «2» القومُ فِي دَارِهِمْ مِنَ الوَبَرِ والشَّعَرِ والصوفِ. والقِتْرِدُ: الرَّدِيءُ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ. وَرَجُلٌ قِتْرِدٌ وقُتارِدٌ ومُقَتْرِدٌ: كَثِيرُ الغنمِ والسِّخالِ. قثد: القَثَدُ: الْخِيَارُ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ القِثَّاءِ، وَاحِدَتُهُ قَثَدَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يُشْبِهُ القِثَّاء. التَّهْذِيبِ: القَثَدُ خِيَارُ باذْرَنْق؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ القِثَّاء المُدَوَّرُ؛ قَالَ خَصِيب الْهُذَلِيُّ: تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عَمْروٍ فِي طوائِفِها، ... فِي كلِّ وجْهِ رَعِيلٍ ثُمَّ يُقْتَثَدُ أَي يُقْطَع كَمَا يُقْطَعُ القَثَدُ وَهُوَ الْخِيَارُ، وَيُرْوَى يَفْتَنِدُ أَي يَفْنَى مِنَ الفَنَد وَهُوَ الْهَرَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يأْكل القِثَّاءِ أَو القَثَدَ بالمُجاجِ ؛ القَثَدُ، بِفَتْحَتَيْنِ: نَبْتٌ يُشْبِهِ القِثَّاء، والمُجاجُ: العسل. قثرد: أَبو عَمْرٍو: القِثْرِدُ قُمَاشُ الْبَيْتِ؛ وَغَيْرُهُ يَقُولُ: القِثْرِدُ والقُثارِدُ وَهُوَ الْقَرْنَشُوشُ؛ قاله ابن الأَعرابي. قحد: القَحَدَةُ، بِالتَّحْرِيكَ: أَصل السَّنَامِ، وَالْجَمْعُ قِحادٌ مِثْلَ ثَمَرةٍ وثِمارٍ، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ المَأْنَتَيْنِ مِنْ شحْمِ السَّنامِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّنَامُ. وقَحَدَتِ الناقَةُ وأَقْحَدَتْ: صَارَتْ مِقْحاداً؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: صَارَتْ لَهَا قَحَدَة، وَقِيلَ: الإِقْحادُ أَن لَا يزالَ لَهَا قَحَدَةٌ وإِن هُزِلَتْ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَعْظُمَ قَحَدَتُها بَعْدَ الصِّغَرِ وَكُلُّ ذَلِكَ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَنَاقَةٌ مِقْحاد: ضَخْمة القَحَدَة؛ قَالَ: المُطْعِم القومِ الخِفافِ الأَزْواد، ... مِن كلِّ كَوْماءَ شَطُوطٍ مِقْحاد الْجَوْهَرِيُّ: بَكْرَةٌ قَحْدَةٌ وأَصله قَحِدَةٌ فَسُكِّنَتْ؛ مِثْلَ عَشْرَة وعَشِرة. وَقَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: المِقْحادُ النَّاقَةُ العظيمةُ السَّنَامِ، وَيُقَالُ لِلسَّنَامِ القَحَدَة. والشَّطُوطُ: الْعَظِيمَةُ جَنَبَتَي السَّنَامِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: فَقُمْتُ إِلى بَكْرَةٍ قَحِدَةٍ أُريد أَن أُعَرْقِبها ؛ القَحِدَةُ: العَظيمة السَّنَامِ. وَيُقَالُ: بَكْرَةٌ قَحِدَة، بِكَسْرِ الْحَاءِ، ثُمَّ تُسَكَّنُ تَخْفِيفًا كفَخِذ وفَخْذ. وَذَكَرَ ابْنُ الأَعرابي: المَحْفِدُ أَصل السَّنَامِ، بِالْفَاءِ؛ وَعَنْ أَبي نَصْرٍ مِثْلُهُ. ابْنُ الأَعرابي: المَحْتِدُ والمَحْقِدُ والمَحْفِدُ والمَحْكِدُ كلُّه الأَصل، قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ فِي كِتَابِ أَبي تُرَابٍ الْمَحْقِدِ مَعَ الْمَحْتِدِ. شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: والقَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الَّذِي لَا أَخ لَهُ وَلَا وَلَدَ. يُقَالُ: وَاحِدٌ قاحِدٌ وصاخِدٌ وَهُوَ الصُّنْبُورُ. قَالَ الأَزهري: رَوَى أَبو عَمْرٍو عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ هَذَا الْحَرْفَ بِالْفَاءِ فَقَالَ: وَاحِدٌ فَاحِدٌ؛ قَالَ: وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وواحدٌ قاحِدٌ إِتباع. وَبَنُو قُحَادَة: بَطْنٌ، مِنْهُمْ أُم يزيدَ بنِ القُحادِيَّةِ أَحد فُرْسَانِ بَنِي يربوعٍ. والقَمَحْدُوَةُ، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ: مَا خَلْفَ الرأْسِ، وَالْجَمْعُ قَماحِدُ.

_ (1). قوله [تقتد] هو بهذا الضبط لياقوت ونسب للزمخشري ضم التاء الثانية (2). قوله [والقترد ما ترك إلخ] ذكره المؤلف هنا تبعاً للجوهري قال في القاموس والكل تصحيف والصواب بالثاء المثلثة كما صرح به أَبو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي وغيرهما.

قدد: القَدُّ: الْقَطْعُ المستأْصِلُ والشَّقُّ طُولًا. والانْقِدادُ: الِانْشِقَاقُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الْقَطْعُ الْمُسْتَطِيلُ، قَدَّه يَقُدُّه قَدَّا. والقَدُّ: مَصْدَرُ قَدَدْتُ السَّيْرَ وغيرَه أَقُدُّهُ قَدَّا. والقَدُّ: قَطْعُ الْجِلْدِ وشَقُّ الثَّوْبِ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وضربَه بِالسَّيْفِ فقَدَّه بِنِصْفَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ إِذا اعْتَلى قَدَّ وإِذا اعترَض قطَّ ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ إِذا تَطَاوَلَ قَدَّ وَإِذَا تَقاصَر قَطَّ أَي قَطَعَ طُولًا وَقَطَعَ عَرْضاً. واقْتَدَّه وقَدَّدَه، كَذَلِكَ، وَقَدِ انقدَّ وتقَدَّدَ. والقِدُّ: الشَّيْءُ المَقْدُودُ بِعَيْنِهِ. والقِدَّةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ. والقِدَّةُ: الفِرْقَةُ والطريقةُ مِنَ النَّاسِ مُشْتُقٌّ مِنْ ذَلِكَ إِذا كَانَ هوَى كلِّ واحِدٍ عَلَى حِدة. وَفِي التَّنْزِيلِ: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً . وتَقَدَّدَ القومُ: تَفَرَّقوا قِدداً وَتَقَطَّعُوا. قَالَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ حِكَايَةً عَنِ الْجِنِّ: كُنَّا فِرَقاً مُخْتَلِفَةً أَهواؤنا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً ، قَالَ: قِدَداً مُتَفَرِّقِينَ أَي كُنَّا جَمَاعَاتٍ مُتَفَرِّقِينَ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ. قَالَ: وَقَوْلُهُ: وأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ، هَذَا تَفْسِيرُ قَوْلِهِمْ: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً ، وَقَالَ غَيْرُهُ: قِدَدًا جَمْعُ قِدّة مِثْلَ قِطَعٍ وقِطْعَةٍ. وَصَارَ الْقَوْمُ قِدَدًا: تفرَّقت حَالَاتُهُمْ وأَهواؤهم. والقدِيدُ: اللَّحْمُ المُقَدَّدُ. وَالْقَدِيدُ: مَا قُطِعَ مِنَ اللَّحْمِ وشُرِّرَ، وَقِيلَ: هُوَ مَا قُطِعَ مِنْهُ طُوَالًا. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: كَانَ يَتَزَوَّدُ قدِيدَ الظِّباءِ وَهُوَ مُحْرِم ، الْقَدِيدُ: اللَّحْمُ المَمْلُوحُ المُجَفَّف فِي الشَّمْسِ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والقدِيدُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ أَيضاً. والتَّقْدِيدُ: فِعْلُ القَدِيد. والقِدُّ: السَّيْرُ الَّذِي يُقَدُّ مِنَ الْجِلْدِ. والقِدُّ، بِالْكَسْرِ: سَيْرٌ يُقَدُّ مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ مَدْبُوغٍ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعْقِ: فَرَغْتُمْ لِتَمْرِينِ السِّياطِ، وكُنتُمُ ... يُصَبُّ عليكُمْ بالقَنا كلَّ مَرْبَعِ فأَجابه بَعْضُ بَنِي أَسد: أَعِبْتُمْ عَلَيْنَا أَن نُمَرِّنَ قِدَّنا؟ ... ومَنْ لَمْ يُمَرِّنْ قِدَّهُ يَتَقَطَّعِ وَالْجَمْعُ أَقُدٌّ. والقِدُّ: الْجِلْدُ أَيضاً تُخْصَفُ بِهِ النِّعالُ. والقِدُّ: سُيور تُقَدُّ مِنْ جِلْدٍ فَطِيرٍ غيرِ مَدْبُوغٍ، فَتُشَدُّ بِهَا الأَقتاب وَالْمَحَامِلُ، والقِدَّةُ أَخص مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم وَمَوْضِعُ قِدِّه فِي الْجَنَّةِ خيرٌ مِنَ الدُّنِيَا وَمَا فِيهَا ، القِدّ، بِالْكَسْرِ: السَّوط وَهُوَ فِي الأَصل سَيْرٌ يُقَدُّ مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ مَدْبُوغٍ، أَي قدْرُ سَوْطِ أَحَدِكم وقدرُ الْمَوْضِعِ الذِي يَسَعُ سوطَه مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنِيَا وَمَا فِيهَا. والمِقَدَّةُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُقَدُّ بِهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ القِدُّ النعْلَ سُمِّيَتْ قِدّاً لأَنها تُقَدُّ مِنَ الْجِلْدِ، قَالَ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: كَسِبْتِ اليَماني قِدُّهُ لَمْ يُجَرَّد بِالْجِيمِ وقِدُّه بِالْقَافِ، وَقَالَ: القِدُّ النَّعْلُ لَمْ تُجَرَّدْ مِنَ الشَّعْرِ فَتَكُونَ أَليَن لَهُ، وَمَنْ رَوَى قَدّه لَمْ يُحَرَّد، أَراد مِثالَه لَمْ يُعَوَّجِ، وَالتَّحْرِيدُ: أَن تَجْعَلَ بَعْضَ السَّيْرِ عَرِيضًا وَبَعْضَهُ دَقِيقًا. وقَدَّ الكلامَ قَدًّا: قَطَعَهُ وَشَقَّهُ. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ: نَهَى أَن يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ أَي يُقْطَع ويُشَقَّ لِئَلًا يَعْقِرَ الحديدُ يَدَهُ، وَهُوَ شَبِيهُ نَهْيِهِ أَن يُتعاطَى السيفُ مَسْلُولًا. والقَدُّ: الْقَطْعُ طُولًا كَالشَّقِّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، يَوْمَ السَّقيفَةِ: الأَمر بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كَقَدِّ الأُبْلُمَة أَي

كَشَقِّ الْخُوصَةِ نِصْفَيْنِ. واقَتَدَّ الأُمورَ: اشتقَّها وَمَيَّزَهَا وَتَدَبَّرَهَا، وَكِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. وقَدَّ المُسافِرُ المفازَةَ وقَدَّ الفَلاةَ والليلَ قَدًّا: خَرَقهما وَقَطَعَهُمَا. وقَدَّتْه الطرِيقُ تَقُدُّه قَدًّا: قطعَتْه. والمَقَدُّ، بِالْفَتْحِ: القاعُ وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي. والمَقَدُّ: مَشْقُ القُبُلِ. والقَدُّ: القامةُ. والقَدُّ: قَدْرُ الشَّيْءِ وَتَقْطِيعُهُ، وَالْجَمْعُ أَقُدٌّ وقُدُود، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أُتِيَ بِالْعَبَّاسِ يومَ بَدْرٍ أَسيراً وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فَنَظَرَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَمِيصًا فَوَجَدُوا قميصَ عبدِ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ يُقَدَّدُ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ إِياه أَي كَانَ الثوبُ عَلَى قَدْرِه وطولهِ. وَغُلَامٌ حسنُ القَدِّ أَي الِاعْتِدَالِ وَالْجِسْمِ. وَشَيْءٌ حسَن القَدِّ أَي حسنُ التَّقْطِيعِ. يُقَالُ: قُدَّ فلانٌ قَدَّ السَّيْفِ أَي جُعِلَ حسَنَ التَّقْطِيعِ، وَقَوْلُ النَّابِغَةُ: ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ ... فِي المَجْدِ، لَيْسَ غُرابُها بِمُطارِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُمَا رَجُلَانِ مِنْ أَسد. والقَدُّ: جِلْدُ السَّخْلَةِ، وَقِيلَ: السخلةُ الماعِزةُ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ المَسْكُ الصَّغِيرُ فَلَمْ يُعَيِّنِ السَّخْلَةَ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَقُدٌّ، وَالْكَثِيرُ قِدادٌ وأَقِدَّةٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة أَرسَلَت إِلى رسولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، بِجَدْيَيْنِ مَرْضُوفَيْن وقَدٍّ ، أَراد سِقاءً صَغِيرًا مُتَّخَذًا مِنْ جِلْدِ السَّخْلَةِ فِيهِ لَبن، وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: كَانُوا يأْكلون القَدَّ ، يُرِيدُ جِلْدَ السخلةِ فِي الجَدْب. وَفِي الْمَثَلِ: مَا يَجْعَلُ قدَّك إِلى أَدِيمِك أَي مَا يَجْعَلُ الشَّيْءَ الصَّغِيرَ إِلى الْكَبِيرِ، وَمَعْنَى هَذَا الْمَثَلِ: أَي شَيْءٍ يَحْمِلُكَ عَلَى أَن تجعلَ أَمرَكَ الصَّغِيرَ عَظِيمًا، يُضْرَبُ «3» لِلرَّجُلِ يَتَعَدَّى طَوْرَه أَي مَا يَجْعَلُ مَسْكَ السَّخْلَةِ إِلى الأَديم وَهُوَ الْجِلْدُ الْكَامِلُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: القَدُّ هَاهُنَا الْجِلْدُ الصَّغِيرُ أَي مَا يَجْعَلُ الْكَبِيرَ مِثْلَ الصَّغِيرِ. وَفِي حَدِيثِ أُحد: كَانَ أَبو طَلْحَةَ شَدِيدَ القِدِّ ، إِن رُوِيَ بِالْكَسْرِ فَيُرِيدُ بِهِ وَتَرَ الْقَوْسِ، وإِن رُوِيَ بِالْفَتْحِ فَهُوَ المَدُّ وَالنَّزْعُ فِي الْقَوْسِ. وَمَا لَهُ قَدٌّ وَلَا قِحْفٌ، القَدُّ الجِلدُ والقِحْفُ الكِسْرَةُ مِنَ القَدَح، وَقِيلَ: القَدُّ إِناء مِنْ جُلُودٍ، والقِحْفُ إِناء مِنْ خَشَبٍ. والقُدادُ: الحَبْنُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، إِنا لَنَعْرِفُ الصِّلاءَ بالصِّناب والفَلائقَ والأَفْلاذَ والشِّهادَ بالقُدادِ ، والقُدادُ: وَجَعٌ فِي الْبَطْنِ، وقَدْ قُدَّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ فِي جَوَابٍ: رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدُّ عَلَيْهِ وشارِبِ صَفْوٍ سَيَغَصُّ بِهِ ، هُوَ مِنَ القُدادِ وَهُوَ دَاءٌ فِي الْبَطْنِ، وَيَدْعُو الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ فِيقُولُ: حَبَناً قُداداً. والحَبَنُ: مَصْدَرُ الأَحْبَنِ وَهُوَ الَّذِي بِهِ السِّقْيُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَهُ اللَّه حَبَناً وقُداداً ، والحَبَنُ: الِاسْتِسْقَاءُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ مُتَقَدِّدَةٌ إِذا كَانَتْ بَيْنَ السِّمَن والهُزال، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ سَمِينَةً فَخَفَّتْ، أَو كَانَتْ مَهْزُولَةً فابتدأَت فِي السِّمْنِ، يُقَالُ: كَانَتْ مَهْزُولَةً فتَقَدَّدَتْ أَي هُزِلَتْ بعضَ الْهُزَالِ. وَرُوِيَ عَنِ الأَوزاعي فِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: لَا يُقْسَمُ مِنَ الغنيمةِ للعبدِ وَلَا للأَجيرِ وَلَا للقَدِيدِيِّينَ ، فالقَدِيدِيون هُمْ تُبَّاعُ العسكرِ والصُّناعُ كالحدَّادِ والبَيْطارِ، مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ أَهل الشَّامِ، صَانَهُ اللَّه تَعَالَى، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِالْقَافِ وَكَسْرِ الدَّالِ، وَقِيلَ: هُوَ بِضَمِّ الْقَافِ وفتح الدال، كأَنهم لِخِسَّتِهِمْ يَكْتَسُونَ القَدِيدَ وَهُوَ مِسحٌ صَغِيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ التَّقَدُّدِ والتفرُّقِ لأَنهم يَتَفَرَّقون فِي الْبِلَادِ لِلْحَاجَةِ

_ (3). قوله" يضرب إلخ" في مجمع الأمثال للميداني يضرب في أخطاء القياس.

وتَمزُّقِ ثِيَابِهِمْ وتصغيرُهُم تحقيرٌ لشأْنهم. ويُشتَمُ الرَّجُلُ فِيقَالُ لَهُ: يَا قَدِيدِيُّ وَيَا قُدَيْدِيُّ. والمَقَدُّ: المكانُ المستوِي. والقُدَيْدُ: مُسَيْحٌ صَغِيرٌ. والقُدَيْدُ: رَجُلٌ. والمِقْدَادُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ: إِنَّ الفَرَزْدَقَ، يَا مِقْدادُ، زائِرُكُم، ... يَا وَيْلَ قَدٍّ عَلَى مَنْ تُغْلَقُ الدارُ! أَراد بِقَوْلِهِ يَا وَيْلَ قَدٍّ: يَا وَيل مِقْدادٍ فَاقْتَصَرَ عَلَى بَعْضِ حُرُوفِهِ كَمَا قَالَ الحُطَيْئَةُ" مِنْ صُنْع سلَّامِ" وإِنما أَراد سُلَيْمَانُ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ الأَعشى: إِلا كخارِجَةَ المُكَلِّفِ نفسَه أَراد: كَخَيْرَجَانَ مَلِكِ فَارِسَ، فَسَمَّاهُ خَارِجَةَ. والقُدَيْدُ: اسْمُ مَاءٍ بِعَيْنِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: وقُدَيْدٌ ماءٌ بِالْحِجَازِ، وَهُوَ مُصَغَّرٌ وَوَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: وقُدَيدٌ مَوْضِعٌ وَبَعْضُهُمْ لَا يَصْرِفُهُ يَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عِيسَى بْنِ جَهْمَةَ اللَّيْثِيِّ وذُكِرَ قَيسُ بْنُ ذُرَيْح فَقَالَ: كَانَ رَجُلًا مِنَّا وَكَانَ ظَرِيفًا شَاعِرًا، وَكَانَ يَكُونَ بمكة وذويها مِنْ قُدَيْد وسَرف وَحَوْلَ مَكَّةَ فِي بَوَادِيهَا كُلِّهَا. وقُدَيْدٌ: فَرَسُ عَبْس بنِ جَدَّانِ. وقُدْقُداء: مَوْضِعٌ، عَنِ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: عَلَى مَنْهَلٍ مِنْ قُدْقُداءَ ومَوْرِدٍ وَقَدْ تُفتح. وَذَهَبَتِ الْخَيْلُ بِقِدَّان، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. والقَيْدُودُ: النَّاقَةُ الطويلةُ الظَّهْرِ، يُقَالُ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ القَوْدِ مِثْلَ الكَيْنُونَةِ مِنَ الكَوْنِ، كأَنها فِي مِيزَانِ فَيْعُولٍ وَهِيَ فِي اللَّفْظِ فَعْلُولٌ، وإِحدى الدَّالَيْنِ مِنَ الْقَيْدُودِ زَائِدَةٌ، قَالَ وَقَالَ بَعْضُ أَصحاب التَّصْرِيفِ: إِنما أَراد تَثْقِيلَ فَيْعُولٍ بِمَنْزِلَةِ حَيدٍ وحَيْدُوْدٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ تُرِكَ عَلَى لَفْظِ كُوْنُونة فَلَمَّا قَبُحَ دُخُولُ الْوَاوَيْنِ والضماتِ حَوَّلُوا الْوَاوَ الأُولى يَاءً لِيُشَبِّهُوهَا بفَيْعُولٍ، ولأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بِنَاءٌ عَلَى فُوعُولٍ حَتَّى إِنهم قَالُوا فِي إِعراب نَوْرُوز نَيْرُوزاً فِرَارًا مِنَ الْوَاوِ، وَذَكَرَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ عَنْ أَبي عَمْرٍو: المَقْدِيُّ، بِتَخْفِيفِ الدَّالِ، ضَرْب مِنَ الشَّرَابِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا ذَكَرَهُ هُوَ وَغَيْرُهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَسَمِعْتُ رَجاء بْنَ سلَمَة يَقُولُ: المَقَدِّيُّ طِلاءٌ مُنَصَّفٌ يُشَبَّه بِمَا قُدّ بِنِصْفِينِ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الأَشربة: المَقَدِّيُّ هُوَ طِلَاءٌ مُنَصَّفٌ طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ نصفُه تَشْبِيهًا بِشَيْءٍ قُدَّ بِنِصْفَيْنِ، وقَدْ تُخَفَّفُ دَالُهُ. وَقَدْ، مُخَفَّفٌ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا التَّوَقُّعُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ حَرْفٌ لَا يَدْخُلُ إِلَّا عَلَى الأَفعال، قَالَ الْخَلِيلُ: هِيَ جَوَابٌ لِقَوْمٍ يَنْتَظِرُونَ الْخَبَرَ أَو لِقَوْمٍ يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا، تَقُولُ: قَدْ مَاتَ فُلَانٌ، وَلَوْ أَخبره وَهُوَ لَا يَنْتَظِرُهُ لَمْ يَقُلْ قَدْ مَاتَ وَلَكِنْ يَقُولُ مَاتَ فُلَانٌ، وَقِيلَ: هِيَ جَوَابُ قَوْلِكَ لَمَّا يَفْعَلْ فِيقُولُ قَدْ فعَل، قَالَ النَّابِغَةُ: أَفِدَ التَّرَحُّلُ، غَيْرَ أَنَّ رِكابَنا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحالِنا، وكأَنْ قَدِ أَي وكأَن قَدْ زَالَتْ فَحَذَفَ الْجُمْلَةَ. التَّهْذِيبِ: وَقَدْ حَرْفٌ يوجَبُ بِهِ الشيءُ كَقَوْلِكَ قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَالْخَبَرُ أَن تَقُولَ كَانَ كَذَا وَكَذَا فَأُدْخِلَ قَدْ تَوْكِيدًا لِتَصْدِيقِ ذَلِكَ، قَالَ: وَتَكُونُ قَدْ فِي مَوْضِعٍ تُشْبِهُ رُبَّمَا وَعِنْدَهَا تَمِيلُ قَدْ إِلى الشَّكِّ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ مَعَ الْيَاءُ وَالتَّاءُ وَالنُّونُ والأَلف فِي الْفِعْلِ كَقَوْلِكَ، قَدْ يَكُونُ الَّذِي تَقُولُ. وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: الْفِعْلُ الْمَاضِي لَا يَكُونُ حَالًا إِلا بِقَدْ مُظْهَرًا أَو مُضْمَرًا، وَذَلِكَ مِثْلُ قوله تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ، لَا

تَكُونُ حَصِرَتْ حَالًا إِلا بإِضمار قَدْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً، الْمَعْنَى وَقَدْ كُنْتُمْ أَمواتاً وَلَوْلَا إِضمار قَدْ لَمْ يَجُزْ مِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ، أَلا تَرَى أَن قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ يُوسُفَ: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ، الْمَعْنَى فَقَدْ كَذَبَتْ. قَالَ الأَزهري: وأَما الْحَالُ فِي الْمُضَارِعِ فَهُوَ سَائِغٌ دُونَ قَدْ ظَاهِرًا أَو مُضْمَرًا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُهُ: إِذا قِيلَ: مَهْلًا، قَالَ حاجِزُهُ: قَدِ فَيَكُونُ جَوَابًا كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي بَيْتِ النَّابِغَةِ وكأَنْ قَدِ، وَالْمَعْنَى أَي قَدْ قَطَعَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ قَدْك أَي حَسْبُك لأَنه قَدْ فَرَغَ مِمَّا أُريد مِنْهُ فَلَا مَعْنَى لرَدْعِكَ وزَجْرِك، وَتَكُونُ قَدْ مَعَ الأَفعال الْآتِيَةِ بِمَنْزِلَةِ رُبَّمَا، قَالَ الْهُذَلِيُّ: قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، ... كأَنّ أَثوابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصادِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَبِيدِ بْنِ الأَبرص. وَتَكُونَ قَدْ مِثْلَ قَطْ بِمَنْزِلَةِ حَسْبُ، يَقُولُونَ: مَا لَكَ عِنْدِي إِلا هَذَا فَقَدْ أَي فَقَطْ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَزَعَمَ أَنه بَدَلٌ فَتَقُولُ قَدْيِ وَقَدْنِي، وأَنشد: إِلى حَمامَتِنا ونِصْفُه فَقَدِ وَالْقَوْلُ فِي قَدْني كَالْقَوْلِ فِي قَطْني، قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: قَدْنيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُهُمْ قَدْكَ بِمَعْنَى حَسْبُكَ فَهُوَ اسْمٌ، تَقُولُ قَدِي وقَدْني أَيضاً، بِالنُّونِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن هَذِهِ النُّونَ إِنما تُزادُ فِي الأَفعال وِقايةً لَهَا، مِثْلَ ضَرَبني وشَتَمَني، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وهَمَ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ إِن النُّونَ فِي قَوْلِهِ قَدْني زِيدَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وجعَل نُونَ الوقايَةِ مَخْصُوصَةً بِالْفِعْلِ لَا غَيْرَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ وإِنما تُزَادُ وِقايَةً لِحَرَكَةٍ أَو سُكُونٍ فِي فِعْلٍ أَو حَرْفٍ كَقَوْلِكَ فِي مِنْ وعَنْ إِذا أَضفتهما إِلى نَفْسِكَ مِنِّي وعَنِّي فَزِدْتَ نُونَ الْوِقَايَةِ لِتَبْقَى نُونُ مِنْ وَعَنْ عَلَى سُكُونِهَا، وَكَذَلِكَ فِي قَدْ وَقَطْ تَقُولُ قَدْنِي وَقَطْنِي فَتَزِيدُ نُونَ الْوِقَايَةِ لِتَبْقَى الدَّالُ وَالطَّاءُ عَلَى سُكُونِهِمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ زَادُوهَا فِي لَيْتَ فَقَالُوا لَيْتَنِي لِتَبْقَى حَرَكَةُ التَّاءِ عَلَى حَالِهَا، وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي ضَرَبَ ضَرَبَنِي لِتَبْقَى حَرَكَةُ الْبَاءِ عَلَى فَتْحَتِهَا، وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي اضْرِبْ اضْرِبْنِي أَيضاً أَدخلوا نُونَ الْوِقَايَةِ عَلَيْهِ لِتَبْقَى الْبَاءُ عَلَى سُكُونِهَا، وأَراد حُمَيْدٌ بالخُبَيْبَينِ عبدَ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وأَخاه مُصْعَبًا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالشَّاهِدُ فِي الْبَيْتِ أَنه يُقَالُ قَدْني وقَدِي بِمَعْنًى، وأَما الأَصل قَدِي بِغَيْرِ نُونٍ، وَقَدْنِي بِالنُّونِ شاذٌّ أُلحقت النُّونُ فِيهِ لِضَرُورَةِ الْوَزْنِ، قَالَ: فالأَمر فِيهِ بِعَكْسِ مَا قَالَ وأَن قَدْنِي هُوَ الأَصل وَقَدِي حُذِفَتِ النُّونُ مِنْهُ لِلضَّرُورَةِ. وَفِي صِفَةِ جَهَنَّمَ، نَعُوذُ باللَّه مِنْهَا، فِيقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى إِذا أُوعِبُوا فِيهَا قَالَتْ قَدْ قَدْ أَي حَسْبي حَسْبي، وَيُرْوَى بِالطَّاءِ بَدَلَ الدَّالِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّلْبِيَةِ: فَيَقُولُ قَدْ قَدْ بِمَعْنَى حَسْبُ، وَتَكَرَارُهَا لتأْكيد الأَمر، وَيَقُولُ الْمُتَكَلِّمُ: قَدِي أَي حَسْبِي، والمخاطِب: قَدْكَ أَي حَسْبُكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: قَدْكَ يَا أَبا بَكْرٍ. قَالَ: وَتَكُونُ قَدْ بِمَنْزِلَةِ مَا فيُنفى بِهَا، سُمِعَ بَعْضُ الْفُصَحَاءِ يَقُولُ: قَدْ كنتَ فِي خَيْرٍ فَتَعْرِفَه وإِن جَعَلْتَ قَدْ اسْمًا شَدَّدْتَهُ فَتَقُولُ: كَتَبْتُ قَدّاً حَسَنَةً وَكَذَلِكَ كَيْ وَهُوَ وَلَوْ لأَن هَذِهِ الْحُرُوفَ لَا دَلِيلَ عَلَى مَا نَقَصَ مِنْهَا، فِيجِبُ أَن يُزَادَ فِي أَواخرها مَا هُوَ مِنْ جِنْسِهَا ويُدْغَمَ، إِلا فِي الأَلف فإِنك

تَهْمِزُهَا وَلَوْ سَمَّيْتَ رَجُلًا بِلَا أَو مَا ثُمَّ زِدْتَ فِي آخِرِهِ أَلفاً هَمَزْتَ لأَنك تُحَرِّكُ الثَّانِيَةَ والأَلف إِذا تَحَرَّكَتْ صَارَتْ هَمْزَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَوْ سَمَّيْتَ بِقَدْ رَجُلًا لَقُلْتَ: هَذَا قَدٌّ، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ: هَذَا غَلَطٌ مِنْهُ إِنما يَكُونُ التَّضْعِيفُ فِي الْمُعْتَلِّ كَقَوْلِكَ فِي هُوَ اسمَ رَجُلٍ: هَذَا هُوٌّ، وَفِي لَوْ: هَذَا لَوٌّ، وَفِي فِي: هَذَا فِيٌّ، وأَما الصَّحِيحُ فَلَا يُضَعَّفُ فَتَقُولُ فِي قَدٍ: هَذَا قَدٌ ورأَيت قَداً وَمَرَرْتُ بِقَدٍ، كَمَا تَقُولُ: هَذِهِ يَدٌ ورأَيت يَداً ومررت بِيَدٍ. قرد: القَرَدُ، بِالتَّحْرِيكَ: مَا تَمَعَّطَ مِنَ الوَبَرِ والصوفِ وتَلَبَّدَ، وَقِيلَ: هُوَ نُفايَةُ الصُّوفِ خاصَّةً ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْوَبَرِ وَالشَّعْرِ والكَتَّان، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أُسَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً، ... مِنَ المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ يَعْنِي بالأُسَيِّدِ هُنَا سُوَيْداءَ، وَقَالَ مِنَ المُتَلَقِّطي قَرَدَ القُمامِ لِيثْبِتَ أَنها امرأَة لأَنه لَا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمامِ إِلا النِّسَاءُ، وَهَذَا البيتُ مُضَمَّنٌ لأَن قَوْلَهُ أُسَيِّدٌ فَاعِلٌ بِمَا قَبْلَهُ، أَلا تَرَى أَن قَبْلَهُ: سَيَأْتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي، ... ويُدْخِلُ رأْسَهُ تحتَ القِرامِ أُسَيِّدُ. ........ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَلِكَ أَنه لَوْ قَالَ أُسَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَةٍ نَهَارًا وَلَمْ يُتْبِعْهُ مَا بَعْدَهُ لَظُنَّ رَجُلًا فَكَانَ ذَلِكَ عَارًا بِالْفَرَزْدَقِ وَبِالنِّسَاءِ، أَعني أَن يُدْخِلَ رأْسَه تحتَ القِرامِ أَسودُ فَانْتَفَى مِنْ هَذَا وبَرّأَ النِّسَاءَ مِنْهُ بأَن قَالَ مِنَ المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ، وَاحِدَتُهُ قَرَدَة. وَفِي الْمَثَلِ: عَكَرَتْ عَلَى الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فَلَمْ تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً؛ وأَصله أَن تَتْرُكَ المرأَة الْغَزَلَ وَهِيَ تَجِدُ مَا تَغْزِلُ مِنْ قُطْنٍ أَو كَتَّانٍ أَو غَيْرِهِمَا حَتَّى إِذا فَاتَهَا تَتَبَّعَتِ القَرَدَ فِي القُماماتِ مُلْتَقِطَةً، وعَكَرَتْ أَي عَطَفَتْ. وقَرِدَ الشعرُ وَالصُّوفُ، بِالْكَسْرِ، يَقْرَدُ قَرَداً فَهُوَ قَرِدٌ، وتَقَرَّدَ: تَجَعَّدَ وانعَقَدَتْ أَطرافُه. وتَقَرَّدَ الشعرُ: تَجَمَّعَ. وقَرِدَ الأَدِيمُ: حَلِمَ. والقَرِدُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي تَرَاهُ فِي وجهِهِ شِبْهُ انعقادٍ فِي الوهمِ يُشَبَّه بالشَّعَرِ القَرِدِ الَّذِي انعَقَدَتْ أَطرافه. ابْنُ سِيدَهْ: والقَرِدُ مِنَ السَّحَابِ المتَعَقِّدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ شُبِّهَ بالوبَرِ القَرِدِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا رأَيتَ السحابَ مُلتَبِداً وَلَمْ يَملاسَّ فَهُوَ القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ. وسحابٌ قَرِدٌ: وَهُوَ الْمُتَقَطِّعُ فِي أَقطار السَّمَاءِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ذُرِّي الدَّقيقَ وأَنا أُحَرِّكُ لكِ لِئَلَّا يَتَقَرَّد أَي لِئَلَّا يَرْكَبَ بَعضُهُ بَعْضًا؛ وَفِيهِ: أَنه صَلَّى إِلى بعِيرٍ مِنَ المَغْنَمِ فَلَمَّا انْفَتَلَ تَنَاوَلَ قَرَدَةً مِنْ وبرِ الْبَعِيرِ أَي قِطْعَةً مِمَّا يُنْسَلُ مِنْهُ. والمُتَقَرِّدُ: هَناتٌ صغارٌ تَكُونُ دُونَ السَّحَابِ لَمْ تَلْتَئِمْ بَعْدُ. وَفَرَسٌ قَرِدُ الخَصِيلِ إِذا لَمْ يَكُنْ مُسْتَرْخِياً، وأَنشد: قَرِد الخَصِيلِ وَفِي العِظامِ بَقِيَّةٌ والقُرادُ: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ القِرْدانِ. والقُرادُ: دُوَيبَّةٌ تَعَضُّ الإِبل؛ قَالَ: لقدْ تَعَلَّلْتُ عَلَى أَيانِقِ ... صُهْبٍ، قَلِيلاتِ القُرادِ اللَّازِقِ عَنَى بالقُراد هَاهُنَا الْجِنْسَ فَلِذَلِكَ أَفرد نَعْتَهَا وذكَّرَه. وَمَعْنَى قَلِيلات: أَنَّ جُلودَها مُلْسٌ لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا قُرادٌ إِلا زَلِقَ لأَنها سِمانٌ مُمْتَلِئَةٌ، وَالْجَمْعُ أَقْردَة وقِرْدانٌ كَثِيرَةٌ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ:

وأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرَزْدَقِ ناخِساً، ... وقُرْدُ اسْتِها بَعْدَ المنامِ يُثِيرُها قُرْد فِيهِ: مُخَفَّفٌ مِنْ قُرُدٍ؛ جَمَعَ قُراداً جَمْعَ مِثالٍ وقَذالٍ لِاسْتَوَاءِ بِنَائِهِ مَعَ بِنَائِهِمَا. وبعيرٌ قَرِدٌ: كَثِيرُ القِرْدانِ؛ فأَما قَوْلُ مُبَشِّرُ بْنُ هُذَيْلِ بْنِ زَافِرٍ «4» الْفَزَارِيِّ: أَرسَلْتُ فِيهَا قَرِداً لُكالِكَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن القَرِدَ هَاهُنَا الكثيرُ القِرْدانِ. قَالَ: وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: هُوَ الْمُتَجَمِّعُ الشَّعْرِ، وَالْقَوْلَانِ مُتَقَارِبَانِ لأَنه إِذا تَجَمَّعَ وَبَرُهُ كَثُرَتْ فِيهِ القِرْدانُ. وقَرَّده: انْتَزَعَ قِرْدانَه وَهَذَا فِيهِ مَعْنَى السَّلْبِ، وَتَقُولُ مِنْهُ: قَرِّدْ بعيركَ أَي انْزِعْ مِنْهُ القِرْدان. وقَرَّده: ذلَّله وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه إِذا قُرِّدَ سكَنَ لِذَلِكَ وذَلَّ، والتقريدُ: الخِداعُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَن الرَّجُلُ إِذا أَراد أَن يأْخذ الْبَعِيرَ الصَّعْبَ قَرَّده أَولًا كأَنه يَنْزعُ قِرْدانه؛ قَالَ الْحُصَيْنُ بْنُ الْقَعْقَاعِ: هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمُ، ... وَهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا قَالَ ابْنَ الأَعرابي: يَقُولُ لَا يَسْتَنْبِذُ إِليهم «5» أَحد؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: لَعَمْرُكَ مَا قُرادُ بَني كُلَيْبٍ، ... إِذا نُزِعَ القُرادُ، بِمُسْتَطاع وَنَسَبَهُ الأَزهري للأَخطل. والقَرُودُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَا يَنْفِرُ عِنْدَ التَّقْرِيد. وقُرادا الثَّدْيَيْنِ: حَلَمتاهما؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَقِيلَ هُوَ لِمِلْحَةَ الجَرْمي: كأَنَّ قُرادَيْ زَوْرِه طَبَعَتْهُما، ... بِطِينٍ منَ الجَوْلانِ، كُتَّابُ أَعْجَمِ إِذا شِئتَ أَن تَلْقى فَتى الباسِ والنَّدى، ... وَذَا الحَسَبِ الزَّاكِي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ فَكُنْ عُمَراً تَأْتي، وَلَا تَعْدوَنَّه ... إِلى غيرِه، واسْتَخْبرِ الناسَ وافْهَمِ وأُم القِرْدانِ: الموضع بلين الثُّنَّة وَالْحَافِرِ وأَنشد بَيْتَ مِلْحَةَ الْجَرْمِيِّ أَيضاً وَقَالَ: عَنَى بِهِ حَلَمَتي الثَّدْيِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه لَحَسَنُ قُرادَيِ الصدرِ، وأَنشد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ وَنَسَبَهُ لِابْنِ مَيَّادَةَ يَمْدَحُ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: كُتَّابَ أَعجما؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْقَرَادَانِ مِنَ الرَّجُلِ أَسفل الثُّنْدُوَة. يُقَالُ: إِنهما مِنْهُ لَطِيفَانِ كأَنهما فِي صَدْرِهِ أَثر طِينِ خَاتَمٍ خَتَمَهُ بَعْضُ كتَّاب الْعَجَمِ، وَخَصَّهُمْ لأَنهم كَانُوا أَهل دَواوِينَ وَكِتَابَةٍ. وأُمُّ القِرْدانِ فِي فِرْسِن الْبَعِيرِ: بَيْنَ السُّلاميَاتِ؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قُرادِ الزَّوْرِ الحَلَمةُ وَمَا حَوْلَهَا مِنَ الْجِلْدِ الْمُخَالِفِ لِلَوْنِ الحَلَمة. وقُرادا الْفَرَسِ: حَلَمَتَانِ عَنْ جانِبَيْ إِحْلِيلِه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُقَرِّدُ فُلَانًا إِذا خَادَعَهُ مُتَلَطِّفًا؛ وأَصله الرَّجُلُ يَجِيءُ إِلى الإِبل لَيْلًا لِيَرْكَبَ مِنْهَا بَعِيرًا فِيخَافُ أَن يَرْغُوَ فَيَنْزِعُ مِنْهُ القُراد حَتَّى يستأْنس إِليه ثُمَّ يَخْطِمُه، وإِنما قِيلَ لِمَنْ يَذِلُّ قَدْ أُقْرِدَ لأَنه شُبِّهَ بِالْبَعِيرِ يُقَرَّدُ أَي يُنْزَعُ مِنْهُ الْقُرَادُ فَيَقْرَدُ لِخَاطِمِهِ وَلَا يُسْتَصْعَبُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمْ يَرَ بِتَقْريدِ المحرمِ البعيرَ بَأْساً ؛ التقريدُ نَزْعُ القِرْدانِ مِنَ الْبَعِيرِ، وَهُوَ الطَّبُّوعُ الَّذِي يَلْصَقُ بِجِسْمِهِ. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: قَالَ لِعِكْرِمَةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ: قُمْ فَقَرِّدْ هَذَا الْبَعِيرَ، فَقَالَ: إِني مُحْرِمٌ، فَقَالَ: قُمْ فَانْحَرْهُ فَنَحَرَهُ، فَقَالَ: كَمْ نَرَاكَ الْآنَ قَتَلْتَ مِنْ قُرادٍ وحَمْنانة؟ ابْنُ

_ (4). قوله [زافر] كذا في الأَصل بدون هاء تأنيث. (5). قوله [لا يستنبذ إليهم] كذا بالأصل بدون ضبط ولعل الأظهر لا يستذلهم

الأَعرابي: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سَكَتَ ذَلًّا وأَخْرَدَ إِذا سَكَتَ حَيَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِيَّاكُمْ والإِقْرادَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الإِقرادُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مِنْكُمْ أَميراً أَو عَامِلًا فيأْتيه المِسْكينُ والأَرملة فِيقُولُ لَهُمْ: مكانَكم، ويأْتيه «1» الشريفُ وَالْغَنِيُّ فَيُدْنِيهِ وَيَقُولُ: عَجِّلُوا قَضَاءَ حاجتِه، ويُتْرَكُ الآخَرون مُقْرِدين. يُقَالُ: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سَكَتَ ذُلًّا، وأَصله أَن يَقَعَ الغُرابُ عَلَى الْبَعِيرِ فَيَلْتَقِطَ القِرْدانَ فَيَقِرَّ وَيَسْكُنَ لِمَا يَجِدُهُ مِنَ الرَّاحَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ لَنَا وحْشٌ فإِذا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، أَسْعَرَنا قَفْزاً فإِذا حَضَرَ مَجِيئُه أَقرَدَ أَي سكَنَ وذَلَّ. وأَقْرَدَ الرجلُ وقَرِدَ: ذَلَّ وخَضَع، وَقِيلَ: سَكَتَ عَنْ عِيٍّ. وأَقرَدَ أَي سَكَنَ وتَماوَت؛ وأَنشد الأَحمر: تقولُ إِذا اقْلَوْلى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ ... أَلا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدائِم؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ يَذْكُرُ امرأَة إِذا عَلَاهَا الْفَحْلُ أَقرَدَتْ وَسَكَنَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ أَن يَكُونَ فِعْلُهُ دَائِمًا مُتَّصِلًا. والقَرَدُ: لَجْلَجَة فِي اللِّسَانِ؛ عَنِ الهَجَريّ، وَحُكِيَ: نِعْمَ الخَبَرُ خبَرُكَ لَوْلَا قَرَدٌ فِي لِسَانِكَ، وَهُوَ مِنْ هَذَا لأَن المُتَلَجْلِجَ لسانُه يَسْكُتُ عَنْ بَعْضِ مَا يُريدُ الكلامَ بِهِ. أَبو سَعِيدٍ: القِرْديدَةُ صُلْبُ الْكَلَامِ. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: اسْتَوْقَحَ الكلامُ فَلَمْ يَسْهُلْ فأَخذت قِرديدةً مِنْهُ فركِبْتُه وَلَمْ أَزُغْ عَنْهُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا. وقرِدَت أَسنانُه قَرَداً: صَغُرَتْ ولحِقَتْ بالدُّرْدُر. وقَرِدَ العِلْكُ قَرَداً: فَسَد طعمُه. والقِرْد: مَعْرُوفٌ. وَالْجَمْعُ أَقرادٌ وأَقْرُد وقُرودٌ وقِرَدَةٌ كَثِيرَةٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ* : يَنْبَغِي أَن يَكُونَ خَاسِئِينَ خَبَرًا آخَرَ لِكُونُوا والأَوَّلُ قِرَدَةً، فَهُوَ كَقَوْلِكَ هَذَا حُلْو حَامِضٌ، وإِن جَعَلْتَهُ وَصْفًا لقِرَدَة صَغُرَ مَعْنَاهُ، أَلا تَرَى أَن القِرْد لذُّلِّه وصَغارِه خَاسِئٌ أَبداً، فَيَكُونُ إِذاً صِفَةً غَيْرَ مُفيدَة، وإِذا جَعَلْتَ خَاسِئِينَ خَبَرًا ثَانِيًا حَسُنَ وأَفاد حَتَّى كأَنه قَالَ كُونُوا قِرَدَةً كُونُوا خَاسِئِينَ، أَلا تَرَى أَن لأَحد الِاسْمَيْنِ مِنَ الِاخْتِصَاصِ بِالْخَبَرِيَّةِ مَا لِصَاحِبِهِ وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ الصِّفَةُ بَعْدَ الْمَوْصُوفِ، إِنما اخْتِصَاصُ الْعَامِلِ بِالْمَوْصُوفِ ثُمَّ الصفةُ بَعْدُ تَابِعَةٌ لَهُ. قَالَ: وَلَسْتُ أَعني بِقَوْلِي كأَنه قَالَ كُونُوا قِرَدَةً كُونُوا خَاسِئِينَ أَن الْعَامِلَ فِي خَاسِئِينَ عَامِلٌ ثَانٍ غَيْرُ الأَوّل، مَعَاذَ اللَّهِ أَن أُريد ذَلِكَ إِنما هَذَا شَيْءٌ يُقَدَّر مَعَ الْبَدَلِ، فأَما فِي الْخَبَرَيْنِ فإِن الْعَامِلَ فِيهِمَا جَمِيعًا وَاحِدٌ. وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ عَامِلٌ لَمَا كَانَا خَبَرَيْنِ لِمُخْبَرٍ عَنْهُ وَاحِدٌ. وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ عَامِلٌ لَمَا كَانَا خَبَرَيْنِ لِمُخْبَرٍ عَنْهُ وَاحِدٍ، وإِنما مُفَادُ الْخَبَرِ مِنْ مَجْمُوعِهِمَا؛ قَالَ: وَلِهَذَا كَانَ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ أَن الْعَائِدَ عَلَى المبتدإِ مِنْ مَجْمُوعِهِمَا وإِنما أُريد أَنك مَتَى شِئْتَ بَاشَرْتَ كُونُوا أَيَّ الِاسْمَيْنِ آثَرْتَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ الصِّفَةُ، ويُؤْنِسُ لِذَلِكَ أَنه لَوْ كَانَتْ خَاسِئِينَ صِفَةً لِقِرَدَةٍ لَكَانَ الأَخلقُ أَن يَكُونَ قِرْدَةً خَاسِئَةً، فأَنْ لَمْ يُقْرأْ بِذَلِكَ البتةَ دلالةٌ عَلَى أَنه لَيْسَ بِوَصْفٍ وإِن كَانَ قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ خَاسِئِينَ صِفَةً لِقِرَدَةٍ عَلَى الْمَعْنَى، إِذ كَانَ الْمَعْنَى إِنما هِيَ هُمْ فِي الْمَعْنَى إِلا أَن هَذَا إِنما هُوَ جَائِزٌ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ بَلِ الْوَجْهُ أَن يَكُونَ وَصْفًا لَوْ كَانَ عَلَى اللَّفْظِ فَكَيْفَ وَقَدْ سَبَقَ ضَعْفُ الصِّفَةِ هُنَا؟ والأُنثى قِرْدَة وَالْجَمْعُ قِرَدٌ مِثْلُ قِرْبَةٍ وقِرَبٍ. والقَرَّادُ: سائِسُ القُرُودِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنه لأَزْنى مِنْ قِرْدٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُ

_ (1). قوله [مكانكم ويأتيه] كذا بالأَصل وفي النهاية مكانكم حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه ...

قِرْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وقَرَدَ لِعِيَالِهِ قَرْداً: جَمَعَ وكسَبَ. وقَرَدْتُ السَّمْنَ، بِالْفَتْحِ، فِي السِّقاءِ أَقْرِدُه قَرْداً: جَمَعْتُهُ. وقَرَدَ فِي السقاءِ قَرْداً: جَمَعَ السمْنَ فِيهِ أَو اللَّبن كَقَلَدَ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرفه وَلَمْ أَسمعه إِلا لأَبي عُبَيْدٍ. وَسَمَعَ ابْنُ الأَعرابي: قَلَدْتُ فِي السِّقَاءِ وقَرَيْتُ فِيهِ؛ والقَلْدُ: جَمْعُك الشَّيْءَ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ لبَن وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: جَاءَ بِالْحَدِيثِ عَلَى قَرْدَدِه وَعَلَى قَنَنِهِ وَعَلَى سَمْتِهِ إِذا جَاءَ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ. والتِّقْرِدُ الكَرَوْيا، وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ الأَبزار، وَاحِدَتُهُا تِقْرِدَة. والقَرْدَدُ مِنَ الأَرض: قُرْنَةٌ إِلى جَنْبِ وَهْدة؛ وأَنشد: مَتَّى مَا تَزُرْنا، آخِرَ الدَّهْرِ، تَلْقَنا ... بِقَرْقَرَةٍ مَلْساءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ الأَصمعي: القَرْدَدُ نَحْوُ القُفِّ. ابْنُ شُمَيْلٍ القُرْدودة مَا أَشرَف مِنْهَا وغلُظَ وَقَلَّمَا تَكُونُ القراديدُ إِلا فِي بَسْطَةٍ مِنَ الأَرض وَفِيمَا اتَّسَعَ مِنْهَا، فتَرى لَهَا مَتْنًا مُشْرِفًا عَلَيْهَا غَلِيظًا لَا يُنْبِتُ إِلا قَلِيلًا؛ قَالَ: وَيَكُونُ ظَهْرُهَا سِعَتُهُ دَعْوَةً «1» وبُعْدُها فِي الأَرض عُقْبَتَيْن وأَكثر وأَقل، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا حدَبٌ ظهرُها وأَسنادها. وَقَالَ شَمِرٌ: القُرْدُودة طَرِيقَةٌ مُنْقَادَةٌ كقُرْدُودةِ الظَّهْرِ. والقَرْدَدُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: وغلُظَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ دَالُهُ مُلْحِقة لَهُ بِجَعْفَرٍ وَلَيْسَ كَمَعدّ لأَن ذَلِكَ مَبْنِيٌّ عَلَى فَعَلّ مِنْ أَول وَهْلَةٍ، وَلَوْ كَانَ قَرْدَدٌ كَمَعدّ لَمْ يَظْهَرْ فِيهِ الْمَثَلَانِ لأَن مَا أَصله الإِدغام لَا يُخَرَّجُ عَلَى الأَصل إِلَّا فِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ، قَالَ: وَجَمْعُ القَرْدَدِ قرادِدُ ظَهَرَتْ فِي الْجَمْعِ كَظُهُورِهَا فِي الْوَاحِدِ. قَالَ: وَقَدْ قَالُوا: قَراديدُ فأَدخلوا الْيَاءَ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ. والقُرْدُودُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وَغَلُظَ مِثْلُ القَرْدَدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَعَلَى هَذَا لَا مَعْنَى لِقَوْلِ سِيبَوَيْهِ إِن القَراديدَ جَمْعُ قَرْدَد. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَرْدَد الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْمُرْتَفِعُ وإِنما أُظْهِرَ التَّضْعِيفُ لأَنه مُلْحَق بِفَعْلَل والمُلْحَق لَا يُدْغم، وَالْجَمْعُ قَرادِدُ. قَالَ: وَقَدْ قَالُوا قَرَادِيدُ كَرَاهِيَةَ الدَّالَيْنِ. وفي الحديث: لَجَؤوا إِلى قَرْدَدٍ ؛ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض كأَنهم تَحَصَّنُوا بِهِ. وَيُقَالُ للأَرض الْمُسْتَوِيَةِ أَيضاً: قَرْدد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَسِّ الْجَارُودِ «2». قطَعْتُ قَرْدَداً. وقُرْدُودَةُ الثَّبَجِ: مَا أَشرَفَ مِنْهُ. وقُرْدُودَةُ الظَّهْرِ: مَا ارتَفَعَ مِنْ ثبَجِه. الأَصمعي: السِّيساءُ قُرْدودَةُ الظَّهْرِ. أَبو عمرو: السِّيساءُ مِنَ الفرَسِ الحارِكُ وَمِنَ الحمارِ الظَّهْرُ. أَبو زَيْدٍ: القِرْديدَةُ الْخَطُّ الَّذِي وسَطَ الظَّهْرِ، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: القُرْدودَةُ هِيَ الْفِقَارَةُ نَفْسُهَا. وَقَالَ: تَمْضِي قُرْدُودَةُ الشتاءِ عَنَّا، وَهِيَ جَدْبَتُه وشِدَّتُه. وقُرْدودَةُ الظَّهْرِ: أَعلاهُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ. وأَخذه بِقَرْدَةِ عُنُقِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَقَوْلِكَ بِصُوفِه، قَالَ: وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الرَّاجِزُ: يَرْكَبْنَ ثِنْيَ لاحِبٍ مَدْعُوقِ، ... نَابِي القَرادِيدِ مِنَ البُؤوقِ القَراديدُ: جَمْعُ قُرْدُودَةٍ، وَهِيَ الْمَوْضِعُ الناتئُ فِي وَسَطِهِ. التَّهْذِيبِ: القَرْدُ لُغَةٌ فِي الكَرْدِ، وَهُوَ الْعُنُقُ، وَهُوَ

_ (1). قوله [سعته دعوة] كذا بالأصل ولعله غلوة. (2). قوله [قس الجارود] كذا بالأَصل وفي شرح القاموس قيس بن الجارود، بياء بعد القاف مع لفظ ابن وفي نسخة من النهاية قس والجارود

مَجْثَمُ الهامةِ عَلَى سالفةِ العُنُق؛ وأَنشد: فَجَلَّلَه عَضْبَ الضَّريبةِ صارِماً، ... فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الضَّريبةِ والقَرْدِ التَّهْذِيبِ: وأَنشد شَمِرٌ فِي القَرْدِ القصِير: أَو هِقْلَةِ مِنْ نَعامِ الجوِّ عارَضَها ... قَرْدُ العِفاءِ، وَفِي يافُوخِه صَقَعُ قَالَ: الصقَعُ القَرَعُ. والعِفاءُ: الرِّيشُ. والقَرْدُ: القصيرُ. وَبَنُو قَرَدٍ: قَوْمٌ مِنْ هُذَيْلٍ مِنْهُمْ أَبو ذُؤَيْبٍ. وذُو قَرَدٍ: مَوْضِعٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذِي قَرَد؛ هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالرَّاءِ: مَاءٌ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ خَيْبَرَ؛ وَمِنْهُ غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ وَيُقَالُ ذو القَرَد. قرصد: التَّهْذِيبُ: ذَكَرَ بَعْضُ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعِلْمِهِ القَرْصَدُ القِصْرِيُّ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كَفَهْ؛ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. قرمد: القَرْمَد: كُلُّ مَا طُلِيَ بِهِ؛ زَادَ الأَزهري: للزينة كالجَصِّ [كالجِصِ] والزعفرانِ. وَثَوْبٌ مُقَرْمَدٌ بالزعفرانِ وَالطِّيبِ أَي مَطْلِيٌّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ هَناً: رَابِي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَد وَذَكَرَ البُشتي أَن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ قَالَ لِشَيْخٍ مِنْ غَطَفان: صِفْ لِيَ النِّسَاءَ، فَقَالَ: خُذْها مَلِيسَةَ القَدَمَيْنِ مُقَرْمَدَةَ الرُّفْغَيْنِ؛ قَالَ الْبُشْتِيُّ: المُقَرْمَدَة الْمُجْتَمَعُ قَصَبها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا بَاطِلٌ مَعْنَى الْمُقَرْمَدَةِ الرُّفَغَيْنِ الضَّيِّقَتُهما وَذَلِكَ لالتِفافِ فَخِذَيْها واكْتِنازِ بادَّيْها؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: رَابِي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ إِنه الضيِّقُ؛ وَقِيلَ: المطليُّ كَمَا يُطْلَى الْحَوْضُ بِالْقَرْمَدِ. ورُفْغا المرأَة: أُصول فَخِذَيْها. والقَرْمَدُ: الآجُرُّ، وَقِيلَ: القَرْمَدُ والقِرْمِيدُ حِجَارَةٌ لَهَا خُروقٌ يُوقَدُ عَلَيْهَا حَتَّى إِذا نَضِجَتْ بُنِيَ بِهَا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ رُومِيٌّ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ قَدِيمًا. وَقَدْ قُرمِدَ البِناءُ. قَالَ الْعَدَبَّسُ الْكِنَانِيُّ: القَرْمَدُ حِجَارَةٌ لَهَا نَخاريبُ، وَهِيَ خُرُوقٌ يُوقَدُ عَلَيْهَا حَتَّى إِذا نَضِجت قُرْمِدَتْ بِهَا الحِياض والبِرَك أَي طُلِيَتْ، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ [بِالْعَبِيرِ مُقَرْمَدِ] قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ المُقَرْمَدُ الْمَطْلِيُّ بِالزَّعْفَرَانِ، وَقِيلَ: المُقَرْمَدُ المُضَيَّق، وَقِيلَ: الْمُقَرْمَدُ المُشَرَّف. وَحَوْضٌ مُقَرْمَد إِذا كَانَ ضَيِّقًا، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ أَيضاً وَقَالَ: أَي ضُيِّقَ بالمِسْك. وَبِنَاءٌ مُقَرْمَدٌ: مَبْنِيٌّ بالآجُرِّ أَو الْحِجَارَةِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: يَنْفي القَراميدَ عَنْهَا الأَعْصَمُ الوَعِلُ قَالَ: الْقَرَامِيدُ فِي كَلَامِ أَهل الشَّامِ آجُرُّ الْحَمَّامَاتِ، وَقِيلَ: هِيَ بِالرُّومِيَّةِ قِرْمِيدى. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِطَوابيقِ الدارِ القَرامِيدُ، وَاحِدُهَا قِرْمِيدٌ. والقَرْمَدُ: الصخُورُ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ: حَرَجاً كَمِجْدَلِ هاجِرِيٍّ، لَزَّه ... تَذْوابُ طَبْخِ أَطِيمَةٍ لَا تَخْمُدُ قُدِرَتْ عَلَى مِثْلٍ، فَهُنَّ تَوائِمٌ ... شَتَّى، يُلائِمُ بَيْنَهُنَّ القَرْمَدُ قَالَ: القَرْمَدُ خَزَفٌ يُطْبَخُ. والحَرَجُ: الطَّوِيلَةُ. والأَطِيمَةُ: الأَتُّون وأَراد تَذْوابَ طَبْخِ الآجُرِّ. والقِرْمِيدُ: الأُرْوِيَّةُ. والقُرْمُودُ: ذَكَرَ الوُعُول. الأَزهري: القرامِيدُ والقراهِيدُ أَولادُ الوُعُول، وَاحِدُهَا قُرْمُودٌ؛ وأَنشد لِابْنِ الأَحمر: مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجاءِ ذِي عَلَق ... يَنْفي القَراميدَ عَنْهَا الأَعْصَمُ الوَقِلُ

والقِرْمِيدُ: الآجُرُّ، وَالْجَمْعُ القَرامِيدُ. والقُرْمودُ: ضَرْب مِنْ ثَمَرِ العِضاه. التَّهْذِيبُ: وقُرْمُوطٌ وقُرْمُودٌ ثَمرُ الغَضا. وقَرْمَدَ الكِتابَ: لغة في قَرْمَطَه. قرهد: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: اللَّيْثُ: القُرْهُدُ الناعمُ التارُّ الرَّخْصُ؛ قَالَ الأَزهري: إِنما هُوَ الفُرْهُدُ، بِالْفَاءِ وَضَمِّ الْهَاءِ وَالْقَافُ، فِيهِ تَصْحِيفٌ: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً: القرامِيدُ والقراهِيدُ أَولاد الوُعول. قسد: القِسْوَدُّ: الغليظُ الرقبةِ القويُّ؛ وأَنشد: ضَخْمَ الذَّفارى قاسِياً قِسْوَدَّا قشد: القِشْدَة، بِالْكَسْرِ: حَشِيشَةٌ كَثِيرَةُ اللبَن والإِهالَة. والقِشْدة: الزُّبْدَة الرَّقِيقَةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ ثُفْل السمْن، وَقِيلَ: هُوَ الثُّفْلُ الَّذِي يَبْقَى أَسفل الزُّبْدِ إِذا طُبِخَ مَعَ السَّوِيقِ لِيُتَّخَذَ سَمْنًا. وَاقْتَشَدَ السَّمْنَ: جَمَعَهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِذا طَلَعَتِ البَلْدَةُ أُكِلَتِ القِشْدة. قَالَ: وَتُسَمَّى القشدةُ الإِثْرَ والخُلاصةَ [الخِلاصةَ] والأُلاقَةَ، قَالَ: وَسُمِّيَتْ أُلاقَةً لأَنها تَلِيقُ بالقِدْر تَلْزَقُ بأَسفلها يصفَّى السَّمْنُ وَيَبْقَى الإِثر مَعَ شِعْرٍ وَعُودٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ إِن كَانَ، وَيَخْرُجُ السَّمْنُ صَافِيًا مُهَذَّبًا كأَنه الحَلُّ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِثُفْلِ السَّمْنِ: القِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادَةُ. قصد: الْقَصْدُ: اسْتِقَامَةُ الطَّرِيقِ. قَصَد يَقْصِدُ قَصْدًا، فَهُوَ قاصِد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ؛ أَي عَلَى اللَّهِ تَبْيِينُ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ والدعاءُ إِليه بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ الْوَاضِحَةِ، وَمِنْهَا جَائِرٌ أَي وَمِنْهَا طَرِيقٌ غَيْرُ قَاصِدٍ. وطريقٌ قَاصِدٌ: سَهْلٌ مُسْتَقِيمٌ. وسَفَرٌ قاصدٌ: سَهْلٌ قَرِيبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: سَفَرًا قَاصِدًا أَي غيرَ شاقٍّ. والقَصْدُ: العَدْل؛ قَالَ أَبو اللِّحَامِ التَّغْلِبِيُّ، وَيُرْوَى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ، والأَول الصَّحِيحُ: عَلَى الحَكَمِ المأْتِيِّ، يَوْمًا إِذا قَضَى ... قَضِيَّتَه، أَن لَا يَجُورَ ويَقْصِدُ قَالَ الأَخفش: أَراد وَيَنْبَغِي أَن يَقْصِدَ فَلَمَّا حَذَفَهُ وأَوقع يَقْصِدُ مَوْقِعَ يَنْبَغِي رَفَعَهُ لِوُقُوعِهِ مَوْقِعَ الْمَرْفُوعِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَفَعَهُ لِلْمُخَالَفَةِ لأَن مَعْنَاهُ مُخَالِفٌ لِمَا قَبْلَهُ فَخُولِفَ بَيْنَهُمَا فِي الإِعراب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَاهُ عَلَى الْحَكَمِ المرْضِيِّ بِحُكْمِهِ المأْتِيِّ إِليه لِيَحْكُمَ أَن لَا يَجُورَ فِي حُكْمِهِ بَلْ يَقْصِدُ أَي يَعْدِلُ، وَلِهَذَا رَفَعَهُ وَلَمْ يَنْصِبْهُ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ أَن لَا يَجُورَ لِفَسَادِ الْمَعْنَى لأَنه يَصِيرُ التَّقْدِيرُ: عَلَيْهِ أَن لَا يَجُورَ وَعَلَيْهِ أَن لَا يَقْصِدَ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى عَلَى ذَلِكَ بَلِ الْمَعْنَى: وَيَنْبَغِي لَهُ أَن يَقْصِدَ وَهُوَ خَبَرٌ بِمَعْنَى الأَمر أَي وَلْيَقْصِدْ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ؛ أَي لِيُرْضِعْنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: القَصدَ القصدَ تَبْلُغُوا أَي عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ مِنَ الأَمور فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَهُوَ الْوَسَطُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ المؤَكد وَتَكْرَارُهُ للتأْكيد. وَفِي الحديث: كان صلاتُه قَصْداً وخُطبته قَصْداً. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِدًا أَي طَرِيقًا مُعْتَدِلًا. والقَصْدُ: الاعتمادُ والأَمُّ. قَصَدَه يَقْصِدُه قَصْداً وقَصَدَ لَهُ وأَقْصَدَني إِليه الأَمرُ، وَهُوَ قَصْدُكَ وقَصْدَكَ أَي تُجاهَك، وَكَوْنُهُ اسْمًا أَكثر فِي كَلَامِهِمْ. والقَصْدُ: إِتيان الشَّيْءِ. تَقُولُ: قصَدْتُه وقصدْتُ لَهُ وقصدْتُ إِليه بِمَعْنًى. وَقَدْ قَصُدْتَ قَصادَةً؛ وَقَالَ: قَطَعْتُ وصاحِبي سُرُحٌ كِنازٌ ... كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قصِيدٌ وقَصَدْتُ قَصْدَه: نَحَوْتُ نَحْوَهُ.

والقَصْد فِي الشَّيْءِ: خلافُ الإِفراطِ وَهُوَ مَا بَيْنَ الإِسراف وَالتَّقْتِيرِ. وَالْقَصْدُ فِي الْمَعِيشَةِ: أَن لَا يُسْرِفَ وَلَا يُقَتِّر. يُقَالُ: فُلَانٌ مُقْتَصِدٌ فِي النَّفَقَةِ وَقَدِ اقْتَصَدَ. وَاقْتَصَدَ فُلَانٌ فِي أَمره أَي اسْتَقَامَ. وَقَوْلُهُ: وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ؛ بَيْنَ الظَّالِمِ وَالسَّابِقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا عالَ مُقْتَصِدٌ وَلَا يَعِيلُ أَي مَا افْتَقَرَ مَنْ لَا يُسْرِفُ فِي الإِنفاقِ وَلَا يُقَتِّرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاقْصِدْ بذَرْعِك؛ أَي ارْبَعْ عَلَى نفسِك. وَقَصَدَ فُلَانٌ فِي مَشْيِهِ إِذا مَشَى مُسْتَوِيًا، وَرَجُلٌ قَصْد ومُقْتَصِد وَالْمَعْرُوفُ مُقَصَّدٌ: لَيْسَ بِالْجَسِيمِ وَلَا الضئِيل. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الجُرَيْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَطوف بِالْبَيْتِ مَعَ أَبي الطُّفَيْلِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحد رأَى رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَيْرِي، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: ورأَيته؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَكَيْفَ كان صفته؟ قال: كَانَ أَبيضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً ؛ قَالَ: أَراد بِالْمُقَصَّدِ أَنه كَانَ رَبْعة بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وكلُّ بَيْن مستوٍ غيرِ مُشْرفٍ وَلَا ناقِص فَهُوَ قَصْد، وأَبو الطُّفَيْلِ هُوَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسقع. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المُقَصَّدُ مِنَ الرِّجَالِ يَكُونُ بِمَعْنَى الْقَصْدِ وَهُوَ الرَّبْعَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المقصَّد مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَيْسَ بِجَسِيمٍ وَلَا قَصِيرٍ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ هَذَا النَّعْتُ فِي غَيْرِ الرِّجَالِ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْمَقْصِدِ فِي الْحَدِيثِ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِطَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ وَلَا جَسِيمٍ كأَنَّ خَلْقه يجيءُ بِهِ القَصْدُ مِنَ الأُمور والمعتدِلُ الَّذِي لَا يَمِيلُ إِلى أَحد طَرَفَيِ التَّفْرِيطِ والإِفراط. والقَصْدَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْعَظِيمَةُ الهامةِ الَّتِي لَا يَرَاهَا أَحد إِلَّا أَعجبته. والمَقْصَدَةُ: الَّتِي إِلى القِصَر. وَالْقَاصِدُ: الْقَرِيبُ؛ يُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ لَيْلَةٌ قَاصِدَةٌ أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ لَا تَعَب وَلَا بُطء. والقَصِيدُ مِنَ الشِّعْر: مَا تمَّ شَطْرُ أَبياته، وَفِي التَّهْذِيبِ: شَطْرَا بِنْيَتِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَمَالِهِ وَصِحَّةِ وَزْنِهِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: سُمِّيَ قَصِيدًا لأَنه قُصِدَ واعتُمِدَ وإِن كَانَ مَا قَصُر مِنْهُ وَاضْطَرَبَ بناؤُه نَحْوَ الرمَل والرجَز شِعْرًا مُرَادًا مَقْصُودًا، وَذَلِكَ أَن مَا تمَّ مِنَ الشِّعْر وَتَوَفَّرَ آثرُ عِنْدَهُمْ وأَشَدُّ تَقَدُّمًا فِي أَنفسهم مِمَّا قَصُر واختلَّ، فسَمُّوا مَا طَالَ ووَفَرَ قَصِيداً أَي مُراداً مَقْصُودًا، وإِن كَانَ الرَّمَلُ وَالرَّجَزُ أَيضاً مُرَادَيْنِ مَقْصُودَيْنِ، وَالْجَمْعُ قَصَائِدُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: قَصِيدَة. الْجَوْهَرِيُّ: القَصِيدُ جَمْعُ القَصِيدة كسَفِين جَمْعُ سَفِينَةٍ، وَقِيلَ: الْجَمْعُ قصائدُ وقصِيدٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: فإِذا رأَيت الْقَصِيدَةَ الْوَاحِدَةَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهَا الْقَصِيدُ بِلَا هَاءٍ فإِنما ذَلِكَ لأَنه وُضِعَ عَلَى الْوَاحِدِ اسمُ جِنْسٍ اتِّسَاعًا، كَقَوْلِكَ: خَرَجْتُ فإِذا السَّبُعُ، وَقَتَلْتُ الْيَوْمَ الذِّئْبَ، وأَكلت الْخُبْزَ وَشَرِبْتُ الْمَاءَ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ قَصِيدًا لأَن قَائِلَهُ احْتَفَلَ لَهُ فَنَقَّحَهُ بِاللَّفْظِ الجيِّد وَالْمَعْنَى الْمُخْتَارِ، وأَصله مِنَ الْقَصِيدِ وَهُوَ الْمُخُّ السَّمِينُ الَّذِي يَتَقَصَّد أَي يَتَكَسَّرُ لِسِمَنِه، وَضِدُّهُ الرِّيرُ والرَّارُ وَهُوَ الْمُخُّ السَّائِلُ الذَّائِبُ الَّذِي يَمِيعُ كَالْمَاءِ وَلَا يتقصَّد، وَالْعَرَبُ تَسْتَعِيرُ السِّمَنَ فِي الْكَلَامِ الْفَصِيحِ فَتَقُولُ: هَذَا كَلَامٌ سَمِينٌ أَي جَيِّد. وَقَالُوا: شِعْرٌ قُصِّدَ إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّبَ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ الشِّعْرُ التامُّ قَصِيدًا لأَن قَائِلَهُ جَعَلَهُ مِنْ بَالِهِ فَقَصَدَ لَهُ قَصْداً وَلَمْ يَحْتَسِه حَسْياً عَلَى مَا خَطَرَ بِبَالِهِ وَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ، بَلْ رَوَّى فِيهِ خَاطِرَهُ وَاجْتَهَدَ فِي تَجْوِيدِهِ وَلَمْ يقتَضِبْه اقْتِضَابًا فَهُوَ فَعِيلٌ مِنَ الْقَصْدِ وَهُوَ الأَمُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: وقائِلةٍ: مَنْ أَمَّها واهْتَدَى لَهَا؟ ... زيادُ بنُ عَمْرٍو أَمَّها واهْتَدَى لَهَا أَراد قَصِيدَتَهُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:

يَا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ ابْنُ بُزُرج: أَقصَدَ الشاعرُ وأَرْملَ وأَهْزَجَ وأَرْجَزَ مِنَ الْقَصِيدِ والرمَل والهَزَج والرَّجَزِ. وقَصَّدَ الشاعرُ وأَقْصَدَ: أَطال وَوَاصَلَ عَمَلَ الْقَصَائِدِ؛ قَالَ: قَدْ وَرَدَتْ مِثلَ الْيَمَانِي الهَزْهاز، ... تَدْفَعُ عَنْ أَعْناقِها بالأَعْجاز، أَعْيَتْ عَلَى مُقْصِدِنا والرَّجَّاز فَمُفْعِلٌ إِنما يُرَادُ بِهِ هاهنَا مُفَعِّل لِتَكْثِيرِ الْفِعْلِ، يَدُلُّ عَلَى أَنه لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مُحْسِن ومُجْمِل وَنَحْوِهِ مِمَّا لَا يَدُلُّ عَلَى تَكْثِيرٍ لأَنه لَا تَكْرِيرَ عَيَّنَ فِيهِ أَنه قَرَنَهُ بالرَّجَّاز وَهُوَ فعَّال، وفعَّال مَوْضُوعٌ لِلْكَثْرَةِ. وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش: وَمِمَّا لَا يَكَادُ يُوجَدُ فِي الشِّعْرِ الْبَيْتَانِ المُوطَآن لَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيْتٌ وَالْبَيْتَانِ المُوطَآن، وَلَيْسَتِ الْقَصِيدَةُ إِلا ثَلَاثَةُ أَبيات فَجَعَلَ الْقَصِيدَةَ مَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَبيات؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِي هَذَا الْقَوْلِ مِنَ الأَخفش جَوَازٌ، وَذَلِكَ لِتَسْمِيَتِهِ مَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَبيات قَصِيدَةً، قَالَ: وَالَّذِي فِي الْعَادَةِ أَن يُسَمَّى مَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَبيات أَو عَشَرَةٍ أَو خَمْسَةَ عَشَرَ قِطْعَةً، فأَما مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فإِنما تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ قَصِيدَةً. وَقَالَ الأَخفش: الْقَصِيدُ مِنَ الشِّعْرِ هُوَ الطَّوِيلُ وَالْبَسِيطُ التَّامُّ وَالْكَامِلُ التَّامُّ وَالْمَدِيدُ التَّامُّ وَالْوَافِرُ التَّامُّ وَالرَّجَزُ التَّامُّ وَالْخَفِيفُ التَّامُّ، وَهُوَ كُلُّ مَا تَغَنَّى بِهِ الرُّكْبَانُ، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ يَتَغَنَّوْنَ بِالْخَفِيفِ؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ الْمَدِيدُ التامُّ وَالْوَافِرُ التَّامُّ يُرِيدُ أَتم مَا جَاءَ مِنْهَا فِي الِاسْتِعْمَالِ، أَعني الضَّرْبَيْنِ الأَوّلين مِنْهَا، فأَما أَن يَجِيئَا عَلَى أَصل وَضْعِهِمَا فِي دَائِرَتَيْهِمَا فَذَلِكَ مَرْفُوضٌ مُطَّرَحٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَصل [ق ص د] وَمَوَاقِعُهَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الِاعْتِزَامُ وَالتَّوَجُّهُ والنهودُ والنهوضُ نَحْوَ الشَّيْءِ، عَلَى اعْتِدَالٍ كَانَ ذَلِكَ أَو جَوْر، هَذَا أَصله فِي الْحَقِيقَةِ وإِن كَانَ قَدْ يُخَصُّ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ بِقَصْدِ الِاسْتِقَامَةِ دُونَ الْمَيْلِ، أَلا تَرَى أَنك تَقْصِد الجَوْرَ تَارَةً كَمَا تَقْصِدُ الْعَدْلَ أُخرى؟ فَالِاعْتِزَامُ وَالتَّوَجُّهُ شَامِلٌ لَهُمَا جَمِيعًا. والقَصْدُ: الْكَسْرُ فِي أَيّ وَجْهٍ كَانَ، تَقُولُ: قصَدْتُ العُود قَصْداً كسَرْتُه، وَقِيلَ: هُوَ الْكَسْرُ بِالنِّصْفِ قَصَدْتُهُ أَقْصِدُه وقَصَدْتُه فانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتِها ... عَلَى قَصَبٍ، مِثلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ شَبَّهَ صَوْتَ النَّاقَةِ بِالْمَزَامِيرِ؛ والقِصْدَةُ: الكِسْرة مِنْهُ، وَالْجَمْعُ قِصَد. يُقَالُ: الْقَنَا قِصَدٌ، ورُمْحٌ قَصِدٌ وقَصِيدٌ مَكْسُورٌ. وتَقَصَّدَتِ الرماحُ: تَكَسَّرَتْ. ورُمْحٌ أَقصادٌ وَقَدِ انْقَصَدَ الرمحُ: انْكَسَرَ بِنِصْفَيْنِ حَتَّى يَبِينَ، وَكُلُّ قِطْعَةٍ قِصْدة، وَرُمْحٌ قَصِدٌ بَيِّنُ القَصَد، وإِذا اشْتَقُّوا لَهُ فِعْلًا قَالُوا انْقَصَدَ، وَقَلَّمَا يَقُولُونَ قَصِدَ إِلا أَنَّ كُلَّ نَعْتٍ عَلَى فَعِلٍ لَا يَمْتَنِعُ صُدُورُهُ مِنِ انْفَعَلَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِقَيْسِ بْنُ الْخَطِيمِ: تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كأَنها ... تَذَرُّعُ خُرْصانٍ [خِرْصانٍ] بأَيدي الشَّواطِبِ وَقَالَ آخَرُ: أَقْرُو إِليهم أَنابِيبَ القَنا قِصَدا يُرِيدُ أَمشي إِليهم عَلَى كِسَرِ الرِّماحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ المُداعَسَةُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تَقَصَّدَتْ أَي تَكسَّرَت وَصَارَتْ قِصَداً أَي قِطَعًا. والقِصْدَةُ، بِالْكَسْرِ: القِطْعة مِنَ الشَّيْءِ إِذا انْكَسَرَ؛ ورمْحٌ أَقْصادٌ. قَالَ الأَخفش: هَذَا أَحد مَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْجَمْعِ. وقَصَدَ لَهُ قِصْدَةً مِنْ عَظْم وَهِيَ الثُّلُثُ أَو الربُع مِنَ الفَخِذِ أَو الذراعِ أَو الساقِ أَو الكَتِفِ. وقَصَدَ المُخَّةَ قَصْداً وقَصَّدَها: كَسَرَها وفَصَّلَها وَقَدِ

انقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ. والقَصِيدُ: المُخُّ الغليظُ السمِينُ، وَاحِدَتُهُ قَصِيدَةٌ. وعَظْمٌ قَصِيدٌ: مُمخٌّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وهمْ تَرَكُوكمْ لَا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ ... هُزالًا، وَكَانَ العَظْمُ قبْلُ قَصِيدَا أَي مُمِخًّا، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: أَراد ذَا قَصِيدٍ أَي مُخٍّ. والقَصِيدَةُ: المُخَّةُ إِذا خَرَجَتْ مِنَ الْعَظْمِ، وإِذا انْفَصَلَتْ مِنْ مَوْضِعِهَا أَو خَرَجَتْ قِيلَ: انقَصَدَتْ. أَبو عُبَيْدَةَ: مُخٌّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ وَهُوَ دُونَ السَّمِينِ وَفَوْقَ الْمَهْزُولِ. اللَّيْثُ: القَصِيدُ الْيَابِسُ مِنَ اللَّحْمِ؛ وأَنشد قَوْلَ أَبي زُبَيْدٍ: وإِذا القَوْمُ كان زادُهُمُ اللحمَ ... قَصِيداً مِنْهُ وغَيرَ قَصِيدِ وَقِيلَ: القَصِيدُ السَّمِينُ هَاهُنَا. وَسَنَامُ الْبَعِيرِ إِذا سَمِنَ: قَصِيدٌ؛ قَالَ الْمُثَقِّبُ: سَيُبْلِغُني أَجْلادُها وقَصِيدُهَا ابْنُ شُمَيْلٍ: القَصُودُ مِنَ الإِبل الجامِسُ المُخِّ، وَاسْمُ المُخِّ الجامِس قَصِيدٌ. وَنَاقَةٌ قَصِيدٌ وقصِيدَةٌ: سَمِينَةٌ مُمْتَلِئَةٌ جَسِيمَةٌ بِهَا نِقْيٌ أَي مُخٌّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وخَفَّتْ بَقايا النِّقْيِ إِلا قَصِيبَةً، ... قَصِيدَ السُّلامى أَو لَمُوساً سَنامُها والقَصيدُ أَيضاً والقَصْدُ: اللحمُ الْيَابِسُ؛ قَالَ الأَخطل: وسيرُوا إِلى الأَرضِ الَّتِي قَدْ عَلِمْتُمُ، ... يَكُنْ زادُكُمْ فِيهَا قَصِيدُ الأَباعِرِ والقَصَدَةُ: العُنُقُ، وَالْجَمْعُ أَقْصادٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ: وَهَذَا نَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني أَن يَكُونَ أَفعالٌ جَمْعَ فَعَلَةٍ إِلا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ وَالْمَعْرُوفُ القَصَرَةُ والقِصَدُ والقَصَدُ والقَصْدُ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: كُلُّ ذَلِكَ مَشْرَةُ العِضاهِ وَهِيَ بَراعيمُها وَمَا لانَ قبْلَ أَن يَعْسُوَ، وَقَدْ أَقصَدتِ العِضاهُ وقصَّدَتْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَصْدُ يَنْبُتُ فِي الْخَرِيفِ إِذا بَرَدَ اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ. والقَصِيدُ: المَشْرَةُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: وَلَا تَشْعفاها بالجِبالِ وتَحْمِيا ... عَلَيْهَا ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُها اللَّيْثُ: القَصَدُ مَشْرَةُ العِضاهِ أَيامَ الخَريفِ تُخْرِجُ بَعْدَ الْقَيْظِ الْوَرَقَ فِي الْعِضَاهِ أَغْصان رَطْبة غَضَّةٌ رِخاصٌ، فَسَمَّى كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا قَصَدة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَصَدَةُ مِنْ كُلُّ شَجَرَةٍ ذَاتِ شَوْكٍ أَن يَظْهَرَ نَبَاتُهَا أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ. الأَصمعي: والإِقْصادُ القَتْل عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الْقَتْلُ عَلَى الْمَكَانِ، يُقَالُ: عَضَّتْه حيَّةٌ فأَقْصَدَتْه. والإِقْصادُ: أَن تَضْرِبَ الشيءَ أَو تَرْمِيَه فيموتَ مَكَانَهُ. وأَقصَد السهمُ أَي أَصاب فَقَتَلَ مكانَه. وأَقْصَدَتْه حَيَّةٌ: قَتَلَتْهُ؛ قَالَ الأَخطل: فإِن كنْتِ قَدْ أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيتِنِي ... بِسَهْمَيْكِ، فالرَّامي يَصِيدُ وَلَا يَدري أَي ولا يخْتُلُ [يخْتِلُ]. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وأَقْصَدَت بأَسْهُمِها ؛ أَقْصَدْتُ الرجلَ إِذا طَعَنْتَه أَو رَمَيتَه بِسَهْمٍ فَلَمْ تُخْطئْ مَقاتلَه فَهُوَ مُقْصَد؛ وَفِي شِعْرِ حميد ابن ثَوْرٍ: أَصْبَحَ قَلْبي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدا، ... إِنْ خَطَأً مِنْهَا وإِنْ تَعَمُّدا والمُقْصَدُ: الَّذِي يَمْرَضُ ثُمَّ يَمُوتُ سَرِيعًا. وتَقَصَّدَ الكلبُ وَغَيْرُهُ أَي مَاتَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسابِ وضُرِّجَتْ ... بِدَمٍ، وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُحامُها

وقَصَدَه قَصْداً: قَسَرَه. والقصيدُ: الْعَصَا؛ قَالَ حُمَيْدٌ: فَظَلَّ نِساء الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً ... رُؤُوسَ عِظامٍ أَوْضَحَتْها القصائدُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه بِهَا يُقْصَدُ الإِنسانُ وَهِيَ تَهدِيهِ وتَؤُمُّه، كَقَوْلِ الأَعشى: إِذا كانَ هادِي الفَتى في البِلادِ ... صَدْرَ القناةِ، أَطاعَ الأَمِيرا والقَصَدُ: العَوْسَجُ، يَمانِيةٌ. قعد: القُعُودُ: نقيضُ القيامِ. قَعَدَ يَقْعُدُ قُعوداً ومَقْعَداً أَي جَلَسَ، وأَقْعَدْتُه وقَعَدْتُ بِهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَعَدَ الإِنسانُ أَي قَامَ وَقَعَدَ جلَس، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والمَقْعَدَةُ: السافِلَةُ. والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ: مَكَانُ القُعودِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ارْزُنْ فِي مَقْعَدِكَ ومَقْعَدَتِكَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا: هُوَ مِنِّي مَقْعَدَ القابلةِ أَي فِي القربِ، وَذَلِكَ إِذا دَنَا فَلَزِقَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ، يُرِيدُ بِتِلْكَ المَنَزلة وَلَكِنَّهُ حَذَفَ وأَوصل كَمَا قَالُوا: دَخَلْتُ الْبَيْتَ أَي فِي الْبَيْتِ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَرْفَعُهُ يَجْعَلُهُ هُوَ الأَول عَلَى قَوْلِهِمْ أَنت مِنِّي مَرأًى ومَسْمَعٌ. والقِعْدَةِ، بِالْكَسْرِ: الضَّرْبُ مِنَ القُعود كالجِلْسَة، وَبِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَهَا نَظَائِرُ وسيأْتي ذِكْرُهَا؛ الْيَزِيدِيُّ: قَعَد قَعْدَة وَاحِدَةً وَهُوَ حَسَنُ القِعْدة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَراد القُعودَ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ مِنَ الْحَدَثِ، وَقِيلَ: أَراد الإِحْدادَ والحُزْن وَهُوَ أَن يُلَازِمَهُ وَلَا يَرْجِعَ عَنْهُ؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِ احْتِرَامَ الميتِ وتهويِلَ الأَمرِ فِي القُعود عَلَيْهِ تَهَاوُنًا بالميتِ والمَوْتِ؛ وَرُوِيَ أَنه رأَى رَجُلًا مُتَّكِئًا عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ: لَا تؤْذِ صاحبَ الْقَبْرِ. والمَقاعِدُ: موضِعُ قُعُودِ النَّاسِ فِي الأَسواق وَغَيْرِهَا. ابْنُ بُزُرج: أَقْعَدَ بِذَلِكَ الْمَكَانِ كَمَا يُقَالُ أَقام؛ وأَنشد: أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا؛ ... وَلَا غَداً، وَلَا الَّذِي يَلي غَدا ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا تَقَعَّدني عَنْ ذَلِكَ الأَمر إِلا شُغُلٌ أَي مَا حَبَسَنِي. وقِعْدَة الرَّجُلِ: مِقْدَارُ مَا أَخذ مِنَ الأَرض قُعُودُه. وعُمْقُ بِئرِنا قِعدَةٌ وقَعْدَة أَي قَدْرُ ذَلِكَ. وَمَرَرْتُ بماءٍ قِعْدَةَ رَجُلٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ قَالَ: وَالْجَرُّ الْوَجْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا حَفَرْتُ فِي الأَرض إِلا قِعْدَةً وقَعْدَة. وأَقْعَدَ البئرَ: حَفَرَهَا قَدْرَ قِعْدة، وأَقعدها إِذا تَرَكَهَا عَلَى وَجْهِ الأَرض وَلَمْ يَنْتَهِ بِهَا الْمَاءُ. والمُقْعَدَةُ مِنَ الْآبَارِ: الَّتِي احتُفِرَتْ فَلَمْ يَنْبُط مَاؤُهَا فَتُرِكَتْ وَهِيَ المُسْهَبَةُ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ الأَصمعي: بئرٌ قِعْدَة أَي طُولُهَا طُولُ إِنسان قَاعِدٍ. وَذُو القَعْدة: اسْمُ الشَّهْرِ الَّذِي يَلِي شوَّالًا وَهُوَ اسْمُ شَهْرٍ كَانَتِ الْعَرَبُ تَقْعد فِيهِ وَتَحُجُّ فِي ذِي الحِجَّة، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لقُعُودهم فِي رِحَالِهِمْ عَنِ الْغَزْوِ وَالْمِيرَةِ وَطَلَبِ الكلإِ، وَالْجَمْعُ ذَوَاتُ القَعْدَةِ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ شعب: قَالَ يُونُسُ: ذواتُ القَعَداتِ، ثُمَّ قَالَ: وَالْقِيَاسُ أَن تَقُولَ ذواتُ القَعْدَة. وَالْعَرَبُ تَدْعُو عَلَى الرَّجُلِ فَتَقُولُ: حَلَبْتَ قَاعِدًا وشَرِبْتَ قَائِمًا؛ تَقُولُ: لَا مَلَكْتَ غَيْرَ الشَّاءِ الَّتِي تُحْلَبُ مِنْ قُعُودٍ وَلَا مَلَكْتَ إِبلًا تَحْلُبُها قَائِمًا، مَعْنَاهُ: ذَهَبَتْ إِبلك فصرتَ تَحْلِبُ الْغَنَمَ لأَن حَالِبَ الْغَنَمِ لَا يَكُونُ إِلا قَاعِدًا، وَالشَّاءُ مَالُ الضَّعْفَى والأَذلَّاءِ، والإِبلُ مَالُ الأَشرافِ والأَقوياء وَيُقَالُ: رَجُلٌ قَاعِدٌ عَنِ الْغَزْوِ، وَقَوْمٌ قُعَّادٌ وَقَاعِدُونَ.

والقَعَدُ: الَّذِينَ لَا دِيوَانَ لَهُمْ، وَقِيلَ: القَعَد الَّذِينَ لَا يَمْضُون إِلى الْقِتَالِ، وَهُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَبِهِ سُمِّيَ قَعَدُ الحَرُورِيَّةِ. وَرَجُلٌ قَعَدِيٌّ مَنْسُوبٌ إِلى القَعَد كَعَرَبِيٍّ وَعَرَبٍ، وَعَجَمِيٍّ وعجَم. ابْنُ الأَعرابي: القَعَدُ الشُّراةُ الَّذِينَ يُحَكِّمون وَلَا يُحارِبون، وَهُوَ جَمْعُ قَاعِدٍ كَمَا قَالُوا حَارِسٌ وحَرَسٌ. والقَعَدِيُّ مِنَ الْخَوَارِجِ: الَّذِي يَرى رأْيَ القَعَد الَّذِينَ يَرَوْنَ التَّحْكِيمَ حَقًّا غَيْرَ أَنهم قَعَدُوا عَنِ الْخُرُوجِ عَلَى النَّاسِ؛ وَقَالَ بَعْضُ مُجَّان المُحْدَثِين فِيمَنْ يأْبى أَن يَشْرَبَ الْخَمْرَ وَهُوَ يَسْتَحْسِنُ شُرْبَهَا لِغَيْرِهِ فَشَبَّهَهُ بِالَّذِي يَرَى التَّحْكِيمَ وَقَدْ قَعَدَ عَنْهُ فَقَالَ: فكأَنِّي، وَمَا أُحَسِّنُ مِنْهَا، ... قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما وتَقَعَّدَ فُلَانٌ عَنِ الأَمر إِذا لَمْ يَطْلُبْهُ. وتقاعَدَ بِهِ فُلَانٌ إِذا لَمْ يُخْرِجْ إِليه مِنْ حَقِّه. وتَقَعَّدْتُه أَي رَبَّثْتُه عَنْ حَاجَتِهِ وعُقْتُه. وَرَجُلٌ قُعَدَةٌ ضُجَعَة أَي كَثِيرُ الْقُعُودِ وَالِاضْطِجَاعِ. وَقَالُوا: ضَرَبَهُ ضَرْبَةَ ابنَةِ اقْعُدِي وقُومي أَي ضَرْبَ أَمَةٍ، وَذَلِكَ لِقُعُودِهَا وَقِيَامِهَا فِي خِدْمَةِ مَوَالِيهَا لأَنها تُؤْمَرُ بِذَلِكَ، وَهُوَ نَصُّ كَلَامِ ابْنِ الأَعرابي. وأُقْعِدَ الرجلُ: لَمْ يَقْدِرْ عَلَى النُّهُوضِ، وَبِهِ قُعاد أَي دَاءٌ يُقْعِدُه. وَرَجُلٌ مُقْعَدٌ إِذا أَزمنه دَاءٌ فِي جَسَدِهِ حَتَّى لَا حراكَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الحُدُود: أُتيَ بامرأَة قَدْ زَنَتْ فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنَ المُقْعَد الَّذِي فِي حائِطِ سَعْد ؛ المُقْعَد الَّذِي لَا يَقْدِر عَلَى الْقِيَامِ لزَمانة بِهِ كأَنه قَدْ أُلزِمَ القُعُودَ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القُعاد الَّذِي هُوَ الدَّاءُ الَّذِي يأْخذ الإِبل فِي أَوراكها فَيُمِيلُهَا إِلى الأَرض. والمُقْعَداتُ: الضَّفادِع؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: توَجَّسْنَ واسْتَيْقَنَّ أَنْ ليْسَ حاضِراً، ... عَلَى الماءِ، إِلا المُقْعَداتُ القَوافِزُ والمُقْعَداتُ: فِراخُ القَطا قَبْلَ أَن تَنْهَضَ لِلطَّيَرَانِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى مُقْعَداتٍ تَطْرَحُ الرِّيحَ بالضُّحَى ... عَلَيْهِنَّ رَفْضاً مِن حَصادِ القُلاقِلِ والمُقْعَدُ: فَرْخُ النسْرِ، وَقِيلَ: فَرْخُ كلِّ طَائِرٍ لَمْ يَسْتَقِلَّ مُقْعَدٌ. والمُقَعْدَدُ: فَرْخُ النَّسْرِ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَما قَوْلُ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنصاري: أَبو سليمانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ، ... ومُجْنَأٌ مِنْ مَسْكِ ثَوْرٍ أَجْرَدِ، وضالَةٌ مِثلُ الجَحِيمِ المُوْقَدِ فإِن أَبا الْعَبَّاسِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمُقْعَدُ فَرْخُ النَّسْرِ وَرِيشُهُ أَجوَد الرِّيشِ، وَقِيلَ: الْمُقْعَدُ النَّسْرُ الَّذِي قُشِبَ لَهُ حَتَّى صِيدَ فَأُخِذ رِيشُه، وَقِيلَ: الْمُقْعَدُ اسْمُ رجل كان يَرِيشُ السِّهام، أَي أَنا أَبو سُلَيْمَانَ وَمَعِي سِهَامٌ رَاشَهَا الْمُقْعَدُ فَمَا عُذْرِي أَن لَا أُقاتل؟ والضالَةُ: مِنْ شَجَرِ السِّدْر، يُعْمَلُ مِنْهَا السِّهَامُ، شَبَّهَ السِّهَامَ بِالْجَمْرِ لِتَوَقُّدِهَا. وقَعَدَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ، وَمَا قَعَّدَك واقْتعدك أَي حَبَسَك. والقَعَدُ: النَّخْلُ، وَقِيلَ النَّخْلُ الصِّغار، وَهُوَ جَمْعُ قَاعِدٍ كَمَا قَالُوا خَادِمٌ وخَدَمٌ. وقَعَدَت الفَسِيلَة، وَهِيَ قَاعِدٌ: صَارَ لَهَا جِذْعٌ تَقْعُد عَلَيْهِ. وَفِي أَرض فُلَانٍ مِنَ الْقَاعِدِ كَذَا وَكَذَا أَصلًا ذَهَبُوا إِلى الجِنس. والقاعِدُ مِنَ النَّخْلِ: الَّذِي تَنَالُهُ الْيَدُ. وَرَجُلٌ قِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ: عَاجِزٌ كأَنه يُؤثِرُ القُعود. والقُعْدَة: السرجُ وَالرَّحْلُ تَقْعُد عَلَيْهِمَا. والقَعْدَة، مَفْتُوحَةٌ: مَرْكَبُ الإِنسان والطِّنْفِسَةُ الَّتِي يَجْلِسُ

عَلَيْهَا قَعْدَة، مَفْتُوحَةٌ، وَمَا أَشبهها. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القُعْداتُ الرحالُ والسُّرُوجُ. والقُعَيْداتُ: السُّروجُ وَالرِّحَالُ. والقُعدة: الْحِمَارُ، وجمْعه قُعْدات؛ قَالَ عروةُ بن معديكرب: سَيْباً عَلَى القُعُداتِ تَخْفِقُ فَوْقَهُم ... راياتُ أَبْيَضَ كالفَنِيقِ هِجانِ اللَّيْثُ: القُعْدَةُ مِنَ الدوابِّ الَّذِي يَقْتَعِدُه الرَّجُلُ لِلرُّكُوبِ خَاصَّةً. والقُعْدَةُ والقَعُودَةُ والقَعُودُ مِنَ الإِبل: مَا اتَّخَذَهُ الرَّاعِي لِلرُّكُوبِ وحَمْلِ الزادِ والمتاعِ، وَجَمْعُهُ أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ وقِعْدانٌ وقَعَائِدُ. واقْتَعَدَها: اتَّخَذَهَا قَعُوداً. قَالَ أَبو عبيدة: وَقِيلَ القَعُود مِنَ الإِبل هُوَ الَّذِي يَقْتَعِدُه الرَّاعِي فِي كُلِّ حَاجَةٍ؛ قَالَ: وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ رَخْتْ وَبِتَصْغِيرِهِ جَاءَ الْمَثَلُ: اتَّخَذُوه قُعَيِّدَ الْحَاجَاتِ إِذا امْتَهَنوا الرجلَ فِي حَوَائِجِهِمْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ نَاقَتَهُ: مَعْكُوسَةٌ كقَعُودِ الشَّوْلِ أَنَطَفَها ... عَكْسُ الرِّعاءِ بإِيضاعٍ وتَكْرارِ . وَيُقَالُ: نِعْمَ القُعْدَةُ هَذَا أَي نِعْمَ المُقْتَعَدُ. وَذَكَرَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ مَنْ يَقُولُ: قَعُودَةٌ للقلوصِ، وَلِلذَّكَرِ قَعُودٌ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عِنْدَ الْكِسَائِيِّ مِنْ نَوَادِرِ الْكَلَامِ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْ بَعْضِهِمْ وَكَلَامُ أَكثر الْعَرَبِ عَلَى غَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ قَلُوصٌ للبكْرة الأُنثى وللبكْر قَعُود مِثْلُ القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنِيا ثُمَّ هُوَ جَمَل؛ قَالَ الأَزهري: وَعَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ قَوْلُ مَنْ شَاهَدْتُ مِنَ الْعَرَبِ لَا يَكُونُ الْقَعُودُ إِلا البكْر الذَّكَرَ، وَجَمْعُهُ قِعْدانٌ ثُمَّ القَعَادِينُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَلَمْ أَسمع قَعُودَة بِالْهَاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. والقَعُود مِنَ الإِبل: هُوَ الْبَكْرُ حِينَ يُرْكَب أَي يُمَكّن ظَهْرُهُ مِنَ الرُّكُوبِ، وأَدنى ذَلِكَ أَن يأْتي عَلَيْهِ سَنَتَانِ، وَلَا تَكُونُ الْبَكْرَةُ قَعُودًا وإِنما تَكُونُ قَلُوصاً. وَقَالَ النَّضْرُ: القُعْدَةُ أَن يَقْتَعِدَ الرَّاعِي قَعوداً مِنْ إِبله فَيَرْكَبُهُ فَجَعَلَ القُعْدة والقَعُود شَيْئًا وَاحِدًا. والاقْتِعادُ: الرُّكُوبُ. يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّاعِي: نستأْجرك بِكَذَا وَعَلَيْنَا قُعْدَتُك أَي عَلَيْنَا مَرْكَبُكَ، تَرْكَبُ مِنَ الإِبل مَا شِئْتَ وَمَتَى شِئْتَ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: لَمْ يَقْتَعِدْها المُعْجِلون وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: مِنَ النَّاسِ مَنْ يُذِلُّه الشيطانُ كَمَا يُذلُّ الرَّجُلُ قَعُودَهُ مِنَ الدَّوَابِّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: القَعُودُ مِنَ الدوابِّ مَا يَقْتَعِدُه الرَّجُلُ لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ وَلَا يَكُونُ إِلا ذَكَرًا، وَقِيلَ: القَعُودُ ذَكَرٌ، والأُنثى قَعُودَةٌ؛ وَالْقَعُودُ مِنَ الإِبل: مَا أَمكن أَن يُركب، وأَدناه أَن تَكُونَ لَهُ سَنَتَانِ ثُمَّ هُوَ قَعود إِلى أَنْ يُثْنِيَ فَيَدْخُلَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ ثُمَّ هُوَ جَمَلٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَجَاءٍ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُتَّقِياً حَتَّى يَكُونَ أَذَلَّ مِنْ قَعُودٍ، كلُّ مَنْ أَتى عَلَيْهِ أَرْغاه أَي قَهَره وأَذَلَّه لأَن الْبَعِيرَ إِنما يَرْغُو عَنْ ذُلٍّ وَاسْتِكَانَةٍ. والقَعُود أَيضاً: الْفَصِيلُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: القَعُودُ مِنَ الذُّكُورِ والقَلوص مِنَ الإِناث. قَالَ الْبُشْتِيُّ: قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِابْنِ المَخاض حِينَ يَبْلُغُ أَن يَكُونَ ثَنِيًّا قَعُودٌ وَبَكْرٌ، وَهُوَ مِنَ الذُّكُورِ كَالْقَلُوصِ مِنَ الإِناث؛ قَالَ الْبُشْتِيُّ: لَيْسَ هَذَا مِنَ القَعُود التي يقتعدها الراعي فَيَرْكَبُهَا وَيَحْمِلُ عَلَيْهَا زَادَهُ وأَداته، إِنما هُوَ صِفَةٌ لِلْبَكْرِ إِذا بَلَغَ الأَثْنَاءَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَخطأَ الْبُشْتِيُّ فِي حِكَايَتِهِ عَنْ يَعْقُوبَ ثُمَّ أَخطأَ فِيمَا فَسَّرَهُ مِنْ كِيسه أَنه غَيْرُ الْقُعُودِ الَّتِي يَقْتَعِدُهَا الرَّاعِي مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ، فأَما يَعْقُوبُ فإِنه قَالَ: يُقَالُ لِابْنِ الْمَخَاضِ حَتَّى يبلغ أَن يكون ثنيا قعود وبَكر وهو الذُّكُورِ كالقَلوص، فَجَعَلَ

الْبُشْتِيُّ حَتَّى حِينَ وَحَتَّى بِمَعْنَى إِلى، وأَحد الخطأَين مِنَ الْبُشْتِيِّ أَنه أَنَّث الْقَعُودَ وَلَا يَكُونُ الْقَعُودُ عِنْدَ الْعَرَبِ إِلا ذَكَرًا، وَالثَّانِي أَنه لَا قَعُودَ فِي الإِبل تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ غَيْرَ مَا فَسَّرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ، قَالَ: ورأَيت الْعَرَبَ تَجْعَلُ الْقَعُودَ الْبَكْرَ مِنَ الإِبل حِينَ يُركب أَي يُمَكَّنُ ظَهْرُهُ مِنَ الرُّكُوبِ، قَالَ: وأَدنى ذَلِكَ أَن يأْتي عَلَيْهِ سَنَتَانِ إِلى أَن يُثْنِيَ فإِذا أَثنى سُمِّيَ جَمَلًا، وَالْبَكْرُ والبَكْرَة بِمَنْزِلَةِ الْغُلَامِ وَالْجَارِيَةِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُدْرِكَا، وَلَا تَكُونُ الْبَكْرَةَ قَعُودًا. ابْنُ الأَعرابي: البَكر قَعود مِثْلُ القَلوص فِي النُّوقِ إِلى أَن يُثْنِيَ. وقاعَدَ الرجلَ: قَعَدَ منه. وقَعِيدُ الرجلِ: مُقاعِدُه. وَفِي حَدِيثِ الأَمر بِالْمَعْرُوفِ: لَا يَمْنَعُه ذَلِكَ أَن يَكُونَ أَكِيلَه وشَرِيبَه وقَعِيدَه ؛ القَعِيدُ الَّذِي يُصَاحِبُكَ فِي قُعودِكَ، فَعِيلٌ بمعى مُفَاعِلٍ؛ وقعِيدا كلِّ أَمرٍ: حَافِظَاهُ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَفرد كَمَا تَقُولُ لِلْجَمَاعَةِ هُمْ فَرِيقٌ، وَقِيلَ: الْقَعِيدُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ والمؤَنث بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَهُمَا قَعِيدَانِ، وفَعِيلٌ وَفَعُولٌ مِمَّا يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ، كَقَوْلِهِ: أَنا رَسُولُ رَبِّكِ، وَكَقَوْلِهِ: وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ؛ وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: مَعْنَاهُ عَنِ الْيَمِينِ قَعِيدٌ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْوَاحِدِ عَنْ صَاحِبِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: نحْنُ بِمَا عِنْدَنا، وأَنتَ بِمَا ... عِنْدَك راضٍ، والرَّأْيُ مُخْتَلِفُ وَلَمْ يَقُلْ راضِيان وَلَا راضُون، أَراد: نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا رَاضُونَ وأَنت بِمَا عِنْدَكَ راضٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: إِني ضَمِنْتُ لمنْ أَتاني مَا جَنَى ... وَأَتَى، وَكَانَ وكنتُ غيرَ غَدُورِ وَلَمْ يَقُلْ غدُوَرينِ. وقَعِيدَةُ الرَّجُلِ وقَعِيدَةُ بيِته: امرأَتُه؛ قَالَ الأَشعَرُ الجُعْفِيُّ: لَكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ، ... بادٍ جنَاجِنُ صَدْرِها وَلَهَا غِنَى وَالْجَمْعُ قَعائدُ. وقَعِيدَةُ الرجلِ: امرأَته. وَكَذَلِكَ قِعادُه؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَوفى الْخُزَاعِيُّ فِي امرأَته: مُنَجَّدَةٌ مثلُ كَلْبِ الهِراش، ... إِذا هَجَعَ الناسُ لَمْ تَهْجَعِ فَلَيْسَتْ بِتارِكَةٍ مَحْرَماً، ... وَلَوْ حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَعِ فَبِئْسَتْ قِعادُ الفَتَى وحدْهَا، ... وبِئْسَتْ مُوَفِّيَةُ الأَرْبَعِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُنَجَّدَةٌ مُحَكَّمَةٌ مُجَرَّبَةٌ وَهُوَ مِمَّا يُذَمُّ بِهِ النساءُ وتُمْدَحُ بِهِ الرِّجَالُ. وتَقَعَّدَتْه: قَامَتْ بأَمره؛ حكاه ثعلب وابن الأَعرابي. والأَسَلُ: الرِّماحُ. وَيُقَالُ: قَعَّدْتُ الرجلَ وأَقْعدْتُه أَي خَدَمْتُه وأَنا مُقْعِدٌ لَهُ ومُقَعِّدٌ؛ وأَنشد: تَخِذَها سرِّيَّةً تُقَعِّدُه وَقَالَ الْآخَرُ: وليسَ لِي مُقْعِدٌ فِي البيتِ يُقْعِدُني، ... وَلَا سَوامٌ، وَلَا مِنْ فِضَّةٍ كِيسُ والقَعِيدُ: مَا أَتاك مِنْ وَرَائِكَ مِنْ ظَبْيٍ أَو طَائِرٍ يُتَطَّيرُ مِنْهُ بِخِلَافِ النَّطِيح؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: وَلَقَدْ جَرَى لهُمُ، فَلَمْ يَتَعَيَّفُوا، ... تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ الوَشِيجَةُ: عِرْقُ الشجرةِ، شبَّه التَّيْسَ مِنْ ضُمْرِه

به، ذَكَرُهُ أَبو عُبَيْدَةَ فِي بَابِ السَّانِحِ والبارِحِ وَهُوَ خِلَافُ النَّطِيح. والقَعِيدُ: الجرادُ الَّذِي لَمْ يَسْتَوِ جَنَاحَاهُ بَعْدُ. وثَدْيٌ مُقْعَدٌ: ناتِئٌ عَلَى النَّحْرِ إِذَا كَانَ ناهِداً لَمْ يَنْثَنِ بَعْدُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: والبَطنُ ذُو عُكَنٍ لطيفٌ طَيُّهُ، ... والإِتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ وقَعَدَ بَنُو فلانٍ لِبَنِي فُلَانٍ يَقْعُدون: أَطاقوهم وجاؤُوهم بأَعْدادِهم. وقَعَدَ بِقِرْنِهِ: أَطاقَه. وقَعَدَ لِلْحَرْبِ: هَيَّأَ لَهَا أَقرانَها؛ قَالَ: لأُصْبِحَنْ ظَالِمًا حَرْباً رَباعِيَةً، ... فاقعُدْ لَهَا، ودَعَنْ عنْكَ الأَظانِينا وَقَوْلُهُ: سَتَقْعُدُ عبدَ اللهِ عَنَّا بِنَهْشَل أَي سَتُطيقها وتَجِيئُها بأَقْرانها فَتَكْفينا نَحْنُ الْحَرْبَ. وقَعَدَتِ المرأَةُ عَنِ الْحَيْضِ والولدِ تَقْعُدُ قُعوداً، وَهِيَ قَاعِدٌ: انْقَطَعَ عَنْهَا، وَالْجَمْعُ قَواعِدُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ: هُنَّ اللَّوَاتِي قَعَدْنَ عَنِ الأَزواج. ابْنُ السِّكِّيتِ: امرأَة قاعِدٌ إِذا قَعَدَتْ عَنِ الْمَحِيضِ، فإِذا أَردت القُعود قُلْتَ: قَاعِدَةٌ. قَالَ: وَيَقُولُونَ امرأَة واضِعٌ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا خِمَارٌ، وأَتانٌ جامِعٌ إِذا حَمَلَتْ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْقَوَاعِدُ مِنْ صِفَاتِ الإِناث لَا يُقَالُ رِجَالٌ قواعِدُ، وَفِي حَدِيثِ أَسماءَ الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعاشِرَ النساءِ محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعِدُ بيوتِكم وحوامِلُ أَولادِكم ؛ الْقَوَاعِدُ: جَمْعُ قاعِدٍ وَهِيَ المرأَة الْكَبِيرَةُ الْمُسِنَّةُ، هَكَذَا يُقَالُ بِغَيْرِ هَاءٍ أَي أَنها ذَاتُ قُعُودٍ، فأَما قَاعِدَةٌ فَهِيَ فَاعِلَةٌ مِنْ قَعَدَتْ قُعُودًا، وَيُجْمَعُ عَلَى قَوَاعِدَ أَيضاً. وَقَعَدَتِ النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً وَلَمْ تَحْمِلْ أُخرى. والقاعِدَةِ: أَصلُ الأُسِّ، والقَواعِدُ: الإِساسُ، وقواعِد الْبَيْتِ إِساسُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ؛ وَفِيهِ: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: القَواعِدُ أَساطينُ الْبِنَاءِ الَّتِي تَعْمِدُه. وقَواعِدُ الهَوْدَج: خَشَبَاتٌ أَربع مُعْتَرِضَةٌ فِي أَسفله تُركَّبُ عِيدانُ الهَوْدَج فِيهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوَاعِدُ السَّحَابِ أُصولها الْمُعْتَرِضَةُ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ شُبِّهَتْ بِقَوَاعِدِ الْبِنَاءِ؛ قَالَ ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ سأَل عَنْ سَحَابَةٍ مَرَّت فَقَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ قواعِدَها وبواسِقَها؟ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بِالْقَوَاعِدِ مَا اعْتَرَضَ مِنْهَا وسَفَل تَشْبِيهًا بِقَوَاعِدِ الْبِنَاءِ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: إِذَا قامَ بكَ الشَّرْ فاقْعُدْ، يفسَّر عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن الشَّرَّ إِذا غَلَبَكَ فَذِلَّ لَهُ وَلَا تَضْطَرِبْ فِيهِ، وَالثَّانِي أَن مَعْنَاهُ إِذا انْتَصَبَ لَكَ الشرُّ وَلَمْ تَجِدْ مِنْهُ بُدًّا فانتِصبْ لَهُ وجاهِدْه؛ وَهَذَا مِمَّا ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ. والقُعْدُدُ والقُعْدَدُ: الجبانُ اللئيمُ القاعدُ عَنِ الْحَرْبِ والمكارِمِ. والقُعْدُدُ: الْخَامِلُ. قَالَ الأَزهري: رَجُلٌ قُعْددٌ وقَعْدَدٌ إِذا كَانَ لَئِيمًا مِنَ الحَسَبِ. المُقْعَدُ والقُعْدُدُ: الَّذِي يَقْعُدُ بِهِ أَنسابه؛ وأَنشد: قَرَنْبَى تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ ... لَئِيمٍ، مآثِرُهُ قُعْدُد وَيُقَالُ: اقْتَعَدَ فُلَانًا عَنِ السخاءِ لؤْمُ جِنْثِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فازَ قدْحُ الكَلْبيِّ، واقتَعَدَتْ مَغْراءَ ... عَنْ سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِ وَرَجُلٌ قُعْدُدٌ: قَرِيبٌ مِنَ الجَدِّ الأَكبر وَكَذَلِكَ قعدَد. والقُعْدُدُ والقُعْدَدُ: أَملك الْقَرَابَةِ فِي النَّسَبِ.

والقُعْدُدُ؛ القُرْبَى. والمِيراث القُعْدُدُ: هُوَ أَقربُ القَرابَةِ إِلى الْمَيِّتِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قُعْدُدٌ مُلْحَقٌ بجُعْشُمٍ، وَلِذَلِكَ ظَهَرَ فِيهِ الْمَثَلَانِ. وَفُلَانٌ أَقْعَد مِنْ فُلَانٍ أَي أَقرب مِنْهُ إِلى جَدِّهِ الأَكبر، وَعَبَّرَ عَنْهُ ابْنُ الأَعرابي بِمِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ: فُلَانٌ أَقْعَدُ مِنْ فُلَانٍ أَي أَقلُّ آبَاءً. والإِقْعادُ: قِلَّةُ الْآبَاءِ والأَجداد وَهُوَ مَذْمُومٌ، والإِطْرافُ كَثَرتُهم وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَقِيلَ: كِلَاهُمَا مَدْحٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ ذُو قُعْدد إِذا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْقَبِيلَةِ وَالْعَدَدُ فِيهِ قِلَّةٌ. يُقَالُ: هُوَ أَقْعَدُهم أَي أَقربهم إِلى الْجَدِّ الأَكبر، وأَطْرَفُهم وأَفْسَلُهم أَي أَبعدهم مِنَ الْجَدِّ الأَكبر. وَيُقَالُ: فُلَانٌ طَرِيفٌ بَيِّنُ الطَّرافَة إِذا كَانَ كَثِيرَ الْآبَاءِ إِلى الْجَدِّ الأَكبر لَيْسَ بِذِي قُعْدُد؛ وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَعِيدُ النَّسَبِ ذُو قُعْدد إِذا كَانَ قَلِيلَ الآباءِ إِلى الْجَدِّ الأَكبر؛ وَكَانَ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ أَقعَدَ بَنِي الْعَبَّاسِ نَسَبًا فِي زَمَانِهِ، وَلَيْسَ هَذَا ذَمًّا عِنْدَهُمْ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ قُعْدُدُ بَنِي هَاشِمٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُمْدَحُ بِهِ مِنْ وَجْهٍ لأَن الْوَلَاءَ للكُبر وَيُذَمُّ بِهِ مِنْ وَجْهٍ لأَنه مِنْ أَولادِ الهَرْمَى ويُنسَب إِلى الضَّعْفِ؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يَرْثِي أَخاه: دَعاني أَخي والخيلُ بيْني وبيْنَه، ... فَلَمَّا دَعاني لَمْ يَجِدْني بِقُعْدُدِ وَقِيلَ: الْقُعْدُدُ فِي هَذَا الْبَيْتِ الجبانُ القاعِدُ عَنِ الحربِ والمكارِمِ أَيضاً يَتَقَعَّد فَلَا يَنْهَضُ؛ قَالَ الأَعشي: طَرِفُونَ ولَّادُونَ كلَّ مُبارَكٍ، ... أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهمَ القُعْدُدِ وأَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ: أَمِرُونَ ولَّادُونَ كلَّ مُبارَكٍ، ... طَرِفُونَ ...... وَقَالَ: أَمرون أَي كَثِيرُونَ. وَالطَّرِفُ: نَقِيضُ القُعدد. ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ أَن هَذَا الْبَيْتَ أَنشده المَرْزُبانيُّ فِي مُعْجَمِ الشُّعَرَاءِ لأَبي وجْزَةَ السَّعْدِيِّ فِي آلِ الزُّبَيْرِ. وأَما القُعدد الْمَذْمُومُ فَهُوَ اللَّئِيمُ فِي حَسَبِهِ، والقُعْدُد مِنَ الأَضداد. يُقَالُ لِلْقَرِيبِ النَّسَبِ مِنَ الْجَدِّ الأَكبر: قُعْدُدٌ، وَلِلْبَعِيدِ النَّسَبِ مِنَ الْجَدِّ الأَكبر: قُعْدُدٌ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الْبُعَيْثِ: لَقًى مُقْعَدُ الأَسبابِ مُنْقَطَعٌ بِهِ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه قَصِيرُ النَّسَبِ مِنَ الْقُعْدُدِ. وَقَوْلُهُ منقَطَعٌ بِهِ مُلْقًى أَي لَا سَعْيَ لَهُ إِن أَراد أَن يَسْعَى لَمْ يَكُنْ بِهِ عَلَى ذَلِكَ قُوَّةُ بُلْقَةٍ أَي شَيْءٌ يَتَبَلَّغُ بِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُقْعَدُ الحَسَبِ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرَفٌ؛ وَقَدْ أَقْعَدَه آباؤُه وتَقَعَّدُوه؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَهْجُو رَجُلًا: ولكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأْيَه ... لِئامُ الفُحولِ وارْتخاضُ المناكِحِ «3» أَي أَقعد حَسَبَهُ عَنِ الْمَكَارِمِ لؤْم آبَائِهِ وأُمهاته. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ وَرِثَ فُلَانٌ بالإِقْعادِ، وَلَا يُقَالُ وَرِثه بِالْقُعُودِ. والقُعادُ والإِقْعادُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبل وَالنَّجَائِبَ فِي أَوراكها وَهُوَ شِبْهُ مَيْل العَجُزِ إِلى الأَرض، وَقَدْ أُقْعِدَ الْبَعِيرُ فَهُوَ مُقْعَدٌ. والقَعَدُ: أَن يَكُونَ بِوَظِيفِ الْبَعِيرِ تَطامُنٌ واسْتِرْخاء. والإِقعادُ فِي رِجْلِ الْفَرَسِ: أَن تُفْرَشَ «4» جِدًّا فلا تَنْتَصِبَ. والمُقْعَدُ: الأَعوج، يُقَالُ مِنْهُ: أُقعِدَ الرجلُ، تَقُولُ: مَتَى أَصابك هَذَا القُعادُ؟ وجملٌ أَقْعَدُ: فِي وظِيفَيْ رِجْلَيْهِ كَالِاسْتِرْخَاءِ. والقَعِيدَةُ: شَيْءٌ تَنْسُجُه النِّسَاءُ يُشْبِهُ العَيْبَةَ

_ (3). قوله [وارتخاض] كذا بالأَصل، ولعله مصحف عن ارتخاص من الرخص ضد الغلاء أو ارتحاض بمعنى افتضاح. (4). وقوله [تفرش] في الصحاح تقوس.

يُجْلَسُ عَلَيْهِ، وَقَدِ اقْتَعَدَها؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: رَفَعْنَ حَوَايَا واقْتَعَدْنَ قَعائِداً، ... وحَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِراقِ المُنَمَّقِ والقَعِيدَةُ أَيضاً: مِثْلُ الغِرارَةِ يَكُونُ فِيهَا القَدِيدُ والكعكُ، وَجَمْعُهَا قَعائِدُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صَائِدًا: لَهُ مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ ... قَعائِدُ، قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ وَالضَّمِيرُ فِي كَسْبِهِنَّ يَعُودُ عَلَى سِهَامٍ ذَكَرَهَا قَبْلَ الْبَيْتِ. ومُعَذْلَجاتٌ: مَمْلُوَءَاتٌ. والوشِيقُ: مَا جَفَّ مِنَ اللَّحْمِ وَهُوَ القَدِيدُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلُ الرَّاجِزِ: تُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ قَالَ: القاعِدُ الجُوالقُ الممتلئُ حَبًّا كأَنه مِنَ امْتِلَائِهِ قَاعِدٌ. والجَشِيرُ: الجُوالِقُ. والقَعِيدَةُ مِنَ الرَّمْلِ: الَّتِي لَيْسَتْ بمُسْتَطِيلة، وَقِيلَ: هِيَ الحبْل اللاطِئُ بالأَرض، وقيل: وهو مَا ارْتَكَم مِنْهُ. قَالَ الْخَلِيلُ: إِذا كَانَ بَيْتٌ مِنَ الشِّعْر فِيهِ زِحافٌ قِيلَ لَهُ مُقْعَدٌ؛ والمُقْعَدُ مِنَ الشِّعْرِ: مَا نَقَصَتْ مِنْ عَرُوضِه قُوَّة، كَقَوْلِهِ: أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِكِ بنِ زُهَيرٍ ... تَرْجُو النساءُ عَوَاقِبَ الأَطْهارِ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِقواء نُقْصَانُ الْحُرُوفِ مِنَ الْفَاصِلَةِ فَيَنْقُص مِنْ عَرُوضِ الْبَيْتِ قُوَّةٌ، وَكَانَ الْخَلِيلُ يُسَمِّي هَذَا المُقْعَدَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا صَحِيحٌ عَنِ الْخَلِيلِ وَهَذَا غَيْرُ الزِّحَافِ وَهُوَ عَيْبٌ فِي الشِّعْرِ وَالزِّحَافُ لَيْسَ بِعَيْبٍ. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ قَعَدَ فُلَانٌ يَشْتُمُني بِمَعْنَى طَفِقَ وجَعَل؛ وأَنشد لِبَعْضِ بَنِي عَامِرٍ: لَا يُقْنِعُ الجارِيَةَ الخِضابُ، ... وَلَا الوِشاحانِ، وَلَا الجِلْبابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقيَ الأَركابُ، ... ويَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعابُ وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: حَدَّدَ شَفْرَتَه حَتَّى قَعدتْ كأَنها حَربَةٌ أَي صَارَتْ. وَقَالَ: ثَوْبَكَ لَا تَقْعُدُ تَطِيرُ بِهِ الريحُ أَي لَا تَصِيرُ الريحُ طَائِرَةً بِهِ، وَنَصَبَ ثَوْبَكَ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَي احْفَظْ ثَوْبَكَ. وَقَالَ: قَعَدَ لَا يَسْأْلُه أَحَدٌ حَاجَةً إِلا قَضَاهَا وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ فإِن عَنَى بِهِ صَارَ فَقَدْ تَقَدَّمَ لَهَا هَذِهِ النَّظَائِرُ وَاسْتَغْنَى بِتَفْسِيرِ تِلْكَ النَّظَائِرِ عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ، وإِن كَانَ عَنَى الْقُعُودَ فَلَا مَعْنَى لَهُ لأَن الْقُعُودَ لَيْسَتْ حَالٌ أَولى بِهِ مِنْ حَالٍ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ قَعَدَ لَا يَمُرُّ بِهِ أَحد إِلا يسبه، وقعد لَا يسأَله سَائِلٌ إِلا حَرَمَهُ؟ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يُخْبَرُ بِهِ مِنْ أَحوال الْقَاعِدِ، وإِنما هُوَ كَقَوْلِكَ: قَامَ لَا يُسأَلُ حاجَةً إِلا قَضَاهَا. وقَعِيدَكَ اللهَ لَا أَفعلُ ذَلِكَ وقِعْدَك [قَعْدَك]؛ قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: قَعِيدَكِ أَن لَا تُسْمِعيني مَلامَةً، ... وَلَا تَنْكَئِي قَرْحَ الفؤَادِ فَيِيجَعَا وَقِيلَ: قَعْدَكَ [قِعْدَكَ] اللهَ وقَعيدَكَ اللهَ أَي كأَنه قاعدٌ مَعَكَ يَحْفَظُ عَلَيْكَ قَوْلَكَ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ قِعْدكَ اللَّهَ أَي اللهُ مَعَكَ؛ قَالَ وأَنشد غَيْرُهُ عَنْ قُرَيْبَةَ الأَعرابية: قَعِيدَكِ عَمْرَ اللَّهِ، يَا بِنْتَ مالِكٍ، ... أَلم تَعْلَمِينا نِعْمَ مَأْوى المُعَصِّبِ قَالَ: وَلَمْ أَسمع بَيْتًا اجْتَمَعَ فِيهِ العَمْرُ والقَعِيدُ إِلا هَذَا. وَقَالَ ثعلب: قَعْدَكَ [قِعْدَكَ] اللهَ وقَعِيدَكَ اللهَ أَي نَشَدْتُكَ اللهَ. وَقَالَ: إِذا قُلْتَ قَعِيدَكُما اللَّهَ جاءَ مَعَهُ الِاسْتِفْهَامُ وَالْيَمِينُ، فَالِاسْتِفْهَامُ كَقَوْلِهِ: قَعِيدَكما اللهَ أَلم يَكُنْ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

قَعِيدَكما اللهَ الَّذِي أَنْتُما لَهُ، ... أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَيْنِ المُنادِيا؟ والقَسَمُ: قَعِيدَكَ اللهَ لأُكْرِمَنَّكَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: عَلْيا مُضَر تَقُولُ قَعِيدَك لَتَفْعَلَنَّ كَذَا؛ قَالَ القَعِيدُ الأَب؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: القَعِيد المُقاعِدُ؛ وأَنشد بَيْتَ الفرزدق: قَعيدَكُما اللهَ الَّذِي أَنتما لَهُ يَقُولُ: أَينما قعدت فأَنت مقاعد لله أَي هُوَ مَعَكَ. قَالَ: وَيُقَالُ قَعِيدَك اللَّهَ لَا تَفْعل كَذَا، وقَعْدَكَ اللَّهَ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وأَما قِعْدَكَ فَلَا أَعْرِفُه. وَيُقَالُ: قَعَدَ قَعْدًا وَقُعُودًا؛ وأَنشد: فَقَعْدَكِ أَن لَا تُسْمِعِيني مَلامَةً قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هِيَ يَمِينٌ لِلْعَرَبِ وَهِيَ مَصَادِرُ اسْتُعْمِلَتْ مَنْصُوبَةً بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ، وَالْمَعْنَى بِصَاحِبِكِ الَّذِي هُوَ صَاحِبُ كُلِّ نَجْوَى، كَمَا يُقَالُ: نَشَدْتُكَ اللَّهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ وَجَعَ فِي بَيْتِ مُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: قَعِيدَكِ أَن لَا تُسْمِعِيني مَلامَةً قَالَ: قَعِيدَك اللهَ وقَعدك [قِعدك] اللَّهَ اسْتِعْطَافٌ وَلَيْسَ بِقَسَمٍ؛ كَذَا قَالَ أَبو عَلِيٍّ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه لَيْسَ بِقَسَمٍ كَوْنُهُ لَمْ يُجَبْ بجوابِ القَسَم. وقَعِيدَكَ اللهَ بِمَنْزِلَةِ عَمْرَكَ اللهَ فِي كَوْنِهِ يَنْتَصِبُ انْتِصَابَ الْمَصَادِرِ الْوَاقِعَةِ مَوْقِعَ الْفِعْلِ، فَعَمْرَكَ اللهَ وَاقِعٌ مَوْقِعَ عَمَّرَك اللهُ أَي سأَلْتُ اللهَ تَعْمِيرَك، وَكَذَلِكَ قِعْدَكَ اللهَ تَقْديره قَعَّدْتُك اللهَ أَي سأَلت اللَّهَ حِفْظَكَ مِنْ قَوْلِهِ: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ أَي حَفِيظٌ. والمُقْعَدُ: رجلٌ كَانَ يَرِيشُ السِّهَامَ بِالْمَدِينَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبو سُلَيْمان ورِيشُ المُقْعَدِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُقْعدانُ شَجَرٌ يَنْبُتُ نَبَاتَ المَقِرِ وَلَا مَرَارَةَ لَهُ يخرج في وَسَطِهِ قَضِيبٌ بِطُولِ قَامَةٍ وَفِي رأْسه مِثْلُ ثَمَرَةِ العَرْعَرَة صُلْبة حَمْرَاءُ يَتَرَامَى بِهِ الصِّبْيَانُ وَلَا يَرْعَاهُ شَيْءٌ. وَرَجُلٌ مُقْعَدُ الأَنف: وَهُوَ الَّذِي فِي مَنْخِرِه سَعة وقِصَر. والمُقْعَدَةُ: الدَّوْخَلَّةُ مِنَ الخُوصِ. وَرَحًى قاعِدَةٌ: يَطْحَنُ الطاحِنُ بِهَا بالرَّائِدِ بيَدِه. وَقَالَ النَّضْرُ: القَعَدُ العَذِرَةُ والطَّوْفُ. قفد: القَفْدُ: صَفْعُ الرَّأْس بِبَسْطِ الْكَفِّ مِنْ قِبَلِ القَفا. تَقُولُ: قَفَدَه قَفْداً صَفَعَ قَفَاهُ بِبَطْنِ الْكَفِّ. والأَقْفَدُ: الْمُسْتَرْخِي الْعُنُقِ مِنَ النَّاسِ وَالنَّعَامِ، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ الْعُنُقِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: قُلْتُ لأُمية مَا حَطأَني حَطْأَةً، فَقَالَ: قَفَدَني قفْدَةً ؛ القَفْدُ صَفْعُ الرأْس بِبَسْطِ الْكَفِّ مِنْ قِبَلِ الْقَفَا. وَالْقَفَدُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ: أَن يَمِيلَ خُفُّ الْبَعِيرِ مِنَ الْيَدِ أَو الرِّجْلِ إِلى الْجَانِبِ الإِنسي؛ قَفِدَ، فَهُوَ أَقْفَدُ، فإِن مَالَ إِلى الوحْشِيّ، فَهُوَ أَصْدَفُ؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعْيُنُهُمْ، ... قُفْدِ الأَكُفِّ، لِئامٍ غيرِ صُيَّابِ وَقِيلَ: القَفَدُ أَن يُخْلَقَ رأْس الكفِّ والقَدَمِ مَائِلًا إِلى الْجَانِبِ الْوَحْشِيِّ. وَقِيلَ: القَفَدُ فِي الإِنسان أَن يُرى مُقَدَّمُ رِجْلِهِ مِنْ مؤَخَّرِها مِنْ خَلْفِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْهِ عَباءةٌ ... كَساها مَعَدَّيْهِ مُقاتَلَة الدَّهْرِ

وَهُوَ فِي الإِبل يُبْسُ الرجْلَيْنِ مِنْ خِلقَةٍ، وَفِي الْخَيْلِ ارْتِفَاعٌ مِنَ العُجايَةِ وأَلْيَة الْحَافِرِ وانتصابُ الرُّسْغِ وإِقبْالُه عَلَى الْحَافِرِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا فِي الرِّجْلِ. قَفِدَ قَفَداً، وَهُوَ أَقْفَدُ وَهُوَ عَيْبٌ؛ وَقِيلَ: الأَقفد مِنَ النَّاسِ الَّذِي يَمْشِي عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ مِنْ قِبَلِ الأَصابع وَلَا تَبْلُغُ عَقِبَاهُ الأَرض، وَمِنَ الدوابِّ المُنْتَصِبُ الرسْغِ فِي إِقبال عَلَى الْحَافِرِ. يُقَالُ: فَرَسٌ أَقْفَدُ بَيِّنُ القَفَدِ وَهُوَ عَيْبٌ مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ القَفَدُ إِلا فِي الرِّجْلِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَفَدُ يُبْس يَكُونُ فِي رُسْغِه كأَنه يَطَأُ عَلَى مُقَدَّمِ سُنْبُكِه. وَعَبْدٌ أَقْفَدُ كَزُّ اليَدَيْنِ والرجلين قصير الأَصابع. قال اللَّيْثُ: الأَقفد الَّذِي فِي عَقِبِهِ اسْتِرْخَاءٌ مِنَ النَّاسِ؛ والظَّلِيم أَقفد، وامرأَة قَفْداءُ. والأَقْفَدُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ الرِّخْوُ المفاصلِ؛ وقَفِدَتْ أَعضاؤه قَفَداً. والقَفَدانَةُ: غِلافُ المُكْحُلَةُ يُتَّخَذ مِنْ مَشاوِبَ وَرُبَّمَا اتُّخِذَ مِنْ أَديم. والقَفَدانَة والقَفَدان: خَريطة مِنْ أَدَم تُتَّخَذُ لِلْعِطْرِ، بِالتَّحْرِيكِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ خَرِيطَةُ العَطَّار؛ قَالَ يَصِفُ شِقْشِقَة الْبَعِيرِ: فِي جَوْنَةٍ كَقَفَدانِ العَطَّار عَنَى بِالْجَوْنَةِ هَاهُنَا الْحَمْرَاءَ. والقَفَدُ: جِنْسٌ مِنَ العِمَّة. واعْتَمَّ القَفَدَ والقَفْداءَ إِذا لَوَى عِمامَته عَلَى رأْسه وَلَمْ يَسْدُلْها؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن يَعْتَمَّ عَلَى قَفْدِ رأْسِه وَلَمْ يُفَسِّرِ القَفْد. التَّهْذِيبُ: والعِمَّة القَفْداءُ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ غَيْرُ المَيْلاءِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: كَانَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَعْتَمُّ الْقَفْدَاءَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَ بْنَ أَبي وَقَّاصٍ الَّذِي قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ يَعْتَمُّ الْمَيْلَاءَ. قفعد: القَفَعْدَد: القَصِيرُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. قفند: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ القَفَنَّدُ: الشديد الرأْس. قلد: قَلَد الماءَ فِي الحَوْضِ وَاللَّبَنَ فِي السِّقَاءِ والسمْنَ فِي النِّحْي يَقْلِدهُ قَلْداً: جَمَعَهُ فِيهِ؛ وَكَذَلِكَ قَلَد الشرابَ فِي بَطْنِه. والقَلْدُ: جَمْعُ الْمَاءِ فِي الشَّيْءِ. يُقَالُ: قَلَدْتُ أَقْلِدُ قَلْداً أَي جَمَعْتُ مَاءً إِلى مَاءٍ. أَبو عَمْرٍو: هُمْ يَتَقالَدون الْمَاءَ ويتَفَارطُون ويَتَرَقَّطون ويَتَهاجَرون ويتفارَصُونَ وَكَذَلِكَ يَترافَصُون أَي يَتَنَاوَبُونَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنه قَالَ لِقَيِّمِه عَلَى الْوَهْطِ: إِذا أَقَمْتَ قِلْدَكَ مِنَ الْمَاءِ فاسقِ الأَقْرَبَ فالأَقرب ؛ أَراد بِقِلْدِه يَوْمَ سَقْيِه مَالَهُ أَي إِذا سَقَيْتَ أَرْضَك فأَعْطِ مَنْ يَلِيكَ. ابْنُ الأَعرابي: قَلَدْتُ اللَّبَنَ فِي السِّقَاءِ وقَرَيْتُه: جَمَعْتُهُ فِيهِ. أَبو زَيْدٍ: قَلَدْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ وقَلَدْت اللَّبَنَ فِي السِّقَاءِ أَقْلِدُه قَلْداً إِذا قَدَحْتَ بقدَحِكَ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ صَبَبْتَه فِي الْحَوْضِ أَو فِي السِّقَاءِ. وقَلَدَ مِنَ الشَّرَابِ فِي جَوْفِهِ إِذا شَرِبَ. وأَقْلَدَ البحرُ عَلَى خَلْقٍ كَثِيرٍ: ضَمَّ عَلَيْهِمْ أَي غَرَّقهم، كأَنه أُغْلِقَ عَلَيْهِمْ وَجَعَلَهُمْ فِي جَوْفِهِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: تُسَبِّحُه النِّينانُ والبَحْرُ زاخِراً، ... وَمَا ضَمَّ مِنْ شَيءٍ، وَمَا هُوَ مُقْلِدُ وَرَجُلٌ مِقْلَدٌ: مَجْمَعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: جَانِي جَرادٍ فِي وِعَاءٍ مِقْلَدَا والمِقْلَدُ: عَصاً فِي رأْسها اعْوِجاجٌ يُقْلَدُ بِهَا الكلأُ كَمَا يُقْتَلَدُ القَتُّ إِذا جُعِلَ حِبَالًا أَي يُفْتَلُ، وَالْجَمْعُ المَقالِيدُ. والمِقْلَدُ: المنْجَلُ يَقْطَعُ بِهِ القتُّ؛ قَالَ الأَعشى:

لَدَى ابنِ يزيدٍ أَو لَدَى ابْنِ مُعَرِّفٍ، ... يَقُتُّ لَهَا طَوْراً، وطَوْراً بمِقْلَدِ والمِقْلَدُ: مِفتاح كالمِنْجَلِ، وَقِيلَ: الإِقْليدُ مُعَرَّبٌ وأَصله كِلِيذ. أَبو الْهَيْثَمِ: الإِقْلِيدُ المِفْتاحُ وَهُوَ المِقْلِيدُ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ ابْنِ أَبي الحُقَيْق: فَقُمْتُ إِلى الأَقالِيدِ فأَخذْتُها ؛ هِيَ جَمْعُ إِقْلِيد وَهِيَ المفاتِيحُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذا أَفْنَدَ: قَدْ قُلِّدَ حَبلَه فَلَا يُلْتَفَتُ إِلى رأْيه. والقَلْدُ: إِدارَتُك قُلْباً عَلَى قُلْبٍ مِنَ الحُليِّ وَكَذَلِكَ لَيُّ الحَديدةِ الدَّقِيقَةِ عَلَى مِثْلِهَا. وقَلَدَ القُلْبَ عَلَى القُلْبِ يَقْلِدُه قَلْداً: لَوَاهُ وَكَذَلِكَ الجَرِيدة إِذا رَقَّقَها وَلَوَاهَا عَلَى شَيْءٍ. وَكُلُّ مَا لُوِيَ عَلَى شيءٍ، فَقَدْ قُلِدَ. وسِوارٌ مَقْلودٌ، وَهُوَ ذُو قُلْبَينِ مَلْوِيَّيْنِ. والقَلْدُ: لَيُّ الشيءِ عَلَى الشَّيْءِ؛ وسوارٌ مَقْلُودٌ وقَلْدٌ: مَلْوِيٌّ. والقَلْدُ: السِّوارُ المَفْتُولُ مِنْ فِضَّةٍ. والإِقْلِيدُ: بُرَة النَّاقَةِ يُلْوَى طَرَفَاهَا. والبرَةُ الَّتِي يُشَدُّ فِيهَا زِمَامُ النَّاقَةِ لَهَا إِقليد، وَهُوَ طَرَفها يُثْنى عَلَى طَرَفِهَا الْآخَرِ ويُلْوَى لَياً حَتَّى يَسْتَمْسِك. والإِقْلِيدُ: المِفتاحُ، يَمَانِيَةٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْمِفْتَاحُ وَلَمْ يَعْزُهَا إِلى الْيَمَنِ؛ وَقَالَ تبَّعٌ حِينَ حَجَّ الْبَيْتَ: وأَقَمْنا بِهِ مِنَ الدَّهْر سَبْتاً، ... وجَعَلْنا لِبابِهِ إِقْلِيدَا سَبْتاً: دَهْراً وَيُرْوَى سِتًّا أَي سِتَّ سِنِينَ. والمِقْلدُ والإِقْلادُ: كالإِقْلِيدِ. والمِقْلادُ: الخِزانةُ. والمَقالِيدُ: الخَزائِنُ؛ وقَلَّدَ فلانٌ فُلَانًا عَمَلَا تَقْلِيداً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ* ؛ يَجُوزُ أَن تَكُونَ المَفاتيحَ وَمَعْنَاهُ لَهُ مَفَاتِيحُ السَّمَاوَاتِ والأَرض، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْخَزَائِنَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ أَن كُلَّ شَيْءٍ مِنْ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ فَاللَّهُ خَالِقُهُ وَفَاتِحُ بَابِهِ؛ قَالَ الأَصمعي: المقالِيدُ لَا واحدَ لَهَا. وقَلَدَ الحبْلَ يَقْلِدُه قَلْداً: فَتلَه. وكلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ مِنَ الحبْلِ عَلَى قُوَّةٍ، فَهُوَ قَلْدٌ، وَالْجَمْعُ أَقْلادٌ وقُلُودٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وحَبْلٌ مَقْلُودٌ وقَلِيدٌ. والقَلِيدُ: الشَّريطُ، عَبْدِيَّة. والإِقْلِيدُ: شَرِيطٌ يُشَدُّ بِهِ رأْس الجُلَّة. والإِقْلِيدُ: شَيْءٌ يَطُولُ مِثْلُ الْخَيْطِ مِنَ الصُّفْر يُقْلَدُ عَلَى البُرَة وخَرْقِ القُرْط «5»، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَهُ الْقُلَادُ يُقْلَدُ أَي يُقَوّى. والقِلادَة: مَا جُعِل فِي العُنُق يَكُونُ للإِنسان والفرسِ والكلبِ والبَدَنَةِ الَّتِي تُهْدَى ونحوِها؛ وقَلَّدْتُ المرأَةَ فَتَقَلَّدَتْ هِيَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ لأَعرابي: مَا تَقُولُ فِي نِسَاءِ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: قلائِدُ الْخَيْلِ أَي هنَّ كِرامٌ وَلَا يُقَلَّدُ مِنَ الْخَيْلِ إِلَّا سَابِقٌ كَرِيمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَلِّدُوا الخيلَ وَلَا تُقَلِّدُوها الأَوتارَ أَي قَلِّدُوها طلبَ أَعداء الدِّينِ والدفاعَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُقَلِّدُوها طَلَبَ أَوتارِ الْجَاهِلِيَّةِ وذُحُولها الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمْ، والأَوتار: جَمْعُ وِتر، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الدَّمُ وَطَلَبُ الثأْر، يُرِيدُ اجْعَلُوا ذَلِكَ لَازِمًا لَهَا فِي أَعناقها لُزومَ الْقَلَائِدِ لِلأَعْناقِ؛ وَقِيلَ: أَراد بالأَوتار جَمْعَ وَتَرِ القَوْس أَي لَا تَجْعَلُوا فِي أَعناقها الأَوتار فتختَنِقَ لأَن الْخَيْلَ رُبَّمَا رَعَتِ الأَشجار فَنَشِبَتِ الأَوتارُ بِبَعْضِ شُعَبِها فَخَنَقَتْها؛ وَقِيلَ إِنما نَهَاهُمْ عَنْهَا لأَنهم كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَن تَقْلِيدَ الْخَيْلِ بالأَوتار يَدْفَعُ عَنْهَا الْعَيْنَ والأَذى فيكون كالعُوذةِ

_ (5). قوله [وخرق القرط] هو بالراء في الأَصل وفي القاموس وخوق بالواو، قال شارحه أي حلقته وشنفه، وفي بعض النسخ بالراء.

لَهَا، فَنَهَاهُمْ وأَعلمهم أَنها لَا تَدْفَعُ ضَرَراً وَلَا تَصْرِفُ حَذراً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَيْلى قَضِيبٌ تحتَه كَثِيبُ، ... وَفِي القِلادِ رَشَأٌ رَبِيبُ فإِما أَن يَكُونَ جَعَلَ قِلاداً مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ كَتَمْرَةٍ وَتَمْرٍ، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ فِعالَةً عَلَى فِعالٍ كَدِجاجَةٍ ودِجاجٍ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَالْكَسْرَةُ الَّتِي فِي الْجَمْعِ غَيْرُ الْكَسْرَةِ الَّتِي فِي الْوَاحِدِ، والأَلف غَيْرَ الأَلف. وَقَدْ قَلَّدَه قِلاداً وتَقَلَّدَها؛ وَمِنْهُ التقلِيدُ فِي الدِّينِ وتقليدُ الوُلاةِ الأَعمالَ، وتقليدُ البُدْنِ: أَن يُجْعَلَ فِي عُنُقِها شِعارٌ يُعْلَمُ بِهِ أَنها هَدْي؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: حَلَفتُ بِرَبِّ مكةَ والمُصَلَّى، ... وأَعْناقِ الهَديِّ مُقلَّداتِ وقَلَّدَه الأَمرَ: أَلزَمه إِياه، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: وتقلِيدُ البدَنَةِ أَن يُجْعَلَ فِي عُنُقِهَا عُرْوةُ مَزادة أَو خَلَقُ نَعْل فيُعْلم أَنها هَدْيٌ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانُوا يُقَلِّدُون الإِبل بِلِحاءِ شَجَرِ الْحَرَمِ وَيَعْتَصِمُونَ بِذَلِكَ مِنْ أَعدائهم، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فأُمِرَ الْمُسْلِمُونَ بأَن لَا يُحِلُّوا هَذِهِ الأَشياء الَّتِي يَتَقَرَّبُ بِهَا الْمُشْرِكُونَ إِلى اللَّهِ ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ مَا ذُكِرَ فِي الْآيَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ. وتَقَلَّدَ الأَمرَ: احْتَمَلَهُ، وَكَذَلِكَ تَقَلَّدَ السَّيْفَ؛ وَقَوْلُهُ: يَا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحَا أَي وَحَامِلًا رُمْحاً؛ قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِ الْآخَرِ: عَلَفْتُها تِبْناً وَمَاءً بارِدَا أَي وَسَقَيْتُهَا مَاءً بَارِدًا. ومُقَلَّدُ الرَّجُلِ: مَوْضِعُ نِجاد السَّيْفِ عَلَى مَنْكِبَيْه. والمُقَلَّدُ مِنَ الْخَيْلِ: السابِقُ يُقَلَّدُ شَيْئًا لِيُعْرَفَ أَنه قَدْ سَبَقَ. والمُقَلَّدُ: مَوْضِعٌ. ومُقَلَّداتُ الشِّعْرِ: البَواقِي عَلَى الدَّهْرِ. والإِقْلِيدُ: العُنُقُ، وَالْجَمْعُ أَقْلاد، نادِر. وَنَاقَةٌ قَلْداءُ: طَوِيلَةُ العُنُق. والقِلْدَة: القِشْدة وَهِيَ ثُفْلُ السَّمْنِ وَهِيَ الكُدادَةُ. والقِلْدَةُ: التَّمْرُ والسوِيقُ يُخَلَّصُ بِهِ السَّمْنُ. والقِلْدُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الحُمَّى: يومُ إِتْيانِ الرِّبْع، وَقِيلَ: هُوَ وَقْتُ الحُمَّى المعروفُ الَّذِي لَا يَكَادُ يُخْطِئُ، وَالْجَمْعُ أَقلاد؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتْ قَوافِلُ جُدَّة قِلْداً. وَيُقَالُ: قَلَدتْه الحُمَّى أَخَذَته كُلَّ يَوْمٍ تَقْلِدُه قَلْداً. الأَصمعي: القِلْدُ المَحْمومُ يومَ تأْتيه الرِّبْع. والقِلْدُ: الحَظُّ مِنَ الْمَاءِ. والقِلْدُ: سَقْيُ السَّمَاءِ. وَقَدْ قَلَدَتْنا وَسَقَتْنَا السَّمَاءُ قَلْداً فِي كُلِّ أُسْبوع أَي مَطَرَتْنا لِوَقْتٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه اسْتَسْقَى قَالَ: فَقَلَدَتْنا السَّمَاءُ قَلْداً كُلَّ خَمْسَ عشْرةَ لَيْلَةً أَي مَطَرَتْنا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ، مأْخوذ مِنْ قِلْدِ الحُمَّى وَهُوَ يومُ نَوْبَتِها. والقَلْدُ [القِلْدُ]: السَّقْيُ. يُقَالُ: قَلَدْتُ الزرعَ إِذا سَقَيْتَه. قَالَ الأَزهري: فالقَلْدُ الْمَصْدَرُ، والقِلْدُ الِاسْمُ، والقِلْدُ يومُ السَّقْيِ، وَمَا بَيْنَ القِلْدَيْنِ ظِمْءٌ، وَكَذَلِكَ القِلْد يومُ وِرْدِ الحُمَّى. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ سقَى إِبِلَهُ قلْداً وَهُوَ السَّقْيُ كُلَّ يَوْمٍ بِمَنْزِلَةِ الظَّاهِرَةِ. وَيُقَالُ: كَيْفَ قَلْد نَخْلِ بَنِي فُلَانٍ؟ فَيُقَالُ: تَشْرَبُ فِي كُلِّ عشْرٍ مَرَّةً. وَيُقَالُ: اقْلَوَّدَه النعاسُ إِذا غَشِيَهُ وغَلبه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والقومُ صَرْعَى مِن كَرًى مُقْلَوِّد

والقِلد: الرُّفْقَة مِنَ الْقَوْمِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ مِنْهُمْ. وصَرَّحَتْ بِقِلندان أَي بِجِدٍّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وقُلُودِيَّةُ «1» مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ. الأَزهري: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعُبَةُ والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمَةُ والوَهْدَةُ والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والحَثْرَمة [الحِثْرَمة] [الحَثْرِمة] [الحِثْرِمة] والعَرْتَمَةُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشَّارِبِينَ بِحيال الوَتَرة. قلعد: اقْلَعَدَّ الشعَر كاقْلَعَطَّ: جَعُد، وَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ قَلْعَطَ إِن شَاءَ اللَّهُ. قمد: اللَّيْثُ: القُمُدُّ: القويُّ الشديدُ. وَيُقَالُ: إِنه لَقُمُدٌّ قُمْدُدٌ وامرأَة قُمُدَّةٌ. والقُمُودُ: شِبه العُسُوِّ مِنْ شدّةِ الإِباءِ. يُقَالُ: قَمَدَ يَقْمُدُ قَمْداً وقُمُوداً: جَامِعٌ فِي كُلَّ شَيْءٍ. ابْنُ سِيدَهْ: قَمَدَ يَقْمُدُ قَمْداً وقُمُوداً: أَبَى وَتَمَنَّعَ. والأَقْمَدُ: الضخْمُ العُنقِ الطوِيلُها، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ عَامَّةً؛ وامرأَة قَمْداءُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ونحنُ، إِنْ نُهْنِهَ ذَوْدُ الذَّوّاد، ... سَواعِدُ القومِ وقُمْدُ الأَقْماد أَي نَحْنُ غُلْبُ الرِّقاب. وذكَرٌ قُمُدٌّ: صُلْبٌ شديدُ الإِنْعاظِ؛ وَقِيلَ: القُمُدُّ اسْمٌ لَهُ. وَرَجُلٌ قُمْدٌ وقُمُدٌّ وقُمْدُدٌ وقمُدَّانٌ وقمُدَّانِيٌّ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ صُلْب، والأُنثى قُمُدَّانَةٌ وقُمُدَّانِيَّةٌ. والقَمْدُ: الإِقامةُ فِي خَيْرٍ أَو شَرٍّ. والقُمُدُّ: الْغَلِيظُ مِنَ الرِّجَالِ. واقْمَهَدَّ الْبَعِيرُ: رَفَعَ رأْسه، بِزِيَادَةِ الْهَاءِ، وسيأْتي ذكره. قمحد: القَمَحْدُوَةُ: الهَنَةُ النَّاشِزَةُ فَوْقَ الْقَفَا، وَهِيَ بَيْنَ الذُّؤَابَةِ وَالْقَفَا مُنْحَدِرَةٌ عَنِ الْهَامَةِ إِذا اسْتَلْقَى الرَّجُلُ أَصابت الأَرض مِنْ رأْسه، قَالَ: وَالْجَمْعُ قَماحِدُ؛ قَالَ: فإِنْ يُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحُورِهْم، ... وإِنْ يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالي القَماحِدِ والقَمَحْدُوَةُ أَيضاً: أَعْلى القَذالِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: صَحَّتِ الْوَاوُ فِي قَمَحْدُوَة لأَن الإِعراب لَمْ يَقَعْ فِيهَا وَلَيْسَتْ بِطَرَف، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ عَرْقُوَة. أَبو زَيْدٍ: القَمَحْدُوَةُ مَا أَشرف عَلَى الْقَفَا مِنْ عظْم الرأْسِ والهامةُ فَوْقَهَا، والقَذالُ دونَها مِمَّا يَلِي المَقَدَّ. الأَزهري: القَمَحْدُوَةُ مؤَخَّرُ القَذالِ وَهِيَ صَفْحَةُ مَا بَيْنَ الذؤَابة وفَأْسِ القَفا، ويُجْمَعُ قَماحِيدَ وقَمَحْدُوات. قمعد: اقْمَعَدَّ الرجلُ: كاقْمَعَطَّ؛ قَالَ الأَزهري: كَلَّمْتُهُ فاقْمَعَدَّ اقْمِعْداداً. والمُقْمَعِدُّ: الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِجُهْدِكَ فَلَا يَلِينُ لَكَ وَلَا يَنْقَادُ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي عَظُمَ أَعلى بَطْنِهِ واسْتَرْخَى أَسْفَلُه. قمهد: اقْمَهَدَّ الرجلُ اقْمِهْداداً إِذا رَفَعَ رأْسه؛ وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. واقْمَهَدَّ أَيضاً: مَاتَ؛ قَالَ: فإِنْ تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدّ مكانِيا الأَزهري: المُقْمَهِدُّ المُقِيمُ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ لَا يَبْرَحُ؛ وَاسْتَشْهَدَ هُوَ أَيضاً بِقَوْلِهِ: فإِنْ تَقْمَهِدِّي أَقْمَهِدّ والقَمْهَدُ: الرَّجُلُ اللئيمُ الأَصل الْقَبِيحُ الْوَجْهِ. والاقْمِهْدادُ: شِبْهُ ارْتِعادٍ فِي الفَرْخِ إِذا زَقَّه أَبواه فَتَرَاهُ يَكْوَهِدُّ إِليهما ويَقْمَهِدُّ نحوهما. قند: القَنْدُ والقَنْدَةُ والقِنْدِيدُ كُلُّهُ: عُصارة قصَب السُّكَّر إِذا جَمُدَ؛ وَمِنْهُ يُتَّخَذُ الفانيذُ. وَسَوِيقٌ مَقْنُودٌ ومُقَنَّدٌ: مَعْمُولٌ بالقِنْدِيدِ، قَالَ ابْنُ مقبل:

_ (1). وقوله [وقلودية] كذا ضبط بالأَصل وفي معجم ياقوت بفتحتين فسكون وياء مخففة.

أَشاقَكَ رَكْبٌ ذُو بَناتٍ ونِسْوَةٍ ... بِكِرْمانَ يَعْتَفْنَ السَّوِيقَ المُقَنَّدا «1» والقَنْدُ: عسَل قصَب السُّكَّرِ. والقِنْدِدُ: حَالُ الرَّجُلِ، حَسَنة كَانَتْ أَو قَبِيحَةً. والقِنْدِيدُ: الوَرْسُ الجَيِّدُ. والقِنْدِيدُ: الْخَمْرِ. قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِثْلُ الإِسْفَنْطِ [الإِسْفِنْطِ]؛ وأَنشد: كأَنها فِي سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ؛ وَقِيلَ: القِنْدِيدُ عَصِيرُ عِنَبٍ يُطْبَخُ وَيُجْعَلُ فِيهِ أَفواهٌ مِنَ الطِّيبِ ثُمَّ يُفْتَقُ، عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَيُقَالُ إِنه لَيْسَ بخمرٍ. أَبو عَمْرٍو: هِيَ القِنْدِيدُ والطَّابَةُ والطَّلَّةُ والكَسِيسُ والفَقْدُ وأُمُّ زَنْبَق وأُمُّ لَيْلَى والزَّرْقاءُ لِلْخَمْرِ. ابْنُ الأَعرابي: القنادِيدُ الخُمُورُ، والقناديدُ الْحَالَاتُ، الْوَاحِدُ مِنْهَا قِنْدِيد. والقِنْدِيدُ أَيضاً: العَنْبَرُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الأَعشى: بِبابِلَ لَمْ تُعْصَرْ فسالَتْ سُلافَةٌ، ... تُخالِطُ قِنْديداً ومِسْكاً مُخَتَّما وقَنْدَةُ الرِّقاعِ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَبو القُنْدَينِ: كُنْية الأَصمعي؛ قَالُوا: كُنِّيَ بِذَلِكَ لِعِظَمِ خُصْيَيْه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُحْكَ لَنَا فِيهِ أَكثر مِنْ ذَلِكَ وَالْقَضِيَّةُ تُؤْذن أَن القُنْد الخُصْية الْكَبِيرَةُ. وَنَاقَةٌ قِنْدَأْوَةٌ وَجَمَلٌ قِنْدَأْوٌ أَي سرِيعٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ: رَجُلٌ قِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوَةٌ وَهُوَ الْخَفِيفُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ مِنَ النُّوق الجَرِيئةُ. شَمِرٌ: قِنْدَاوة يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. أَبو الْهَيْثَمِ: قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، وَكَذَلِكَ سِنْداوَةٌ وعِنْداوَةٌ. اللَّيْثُ: القِنْدَأْوُ: السيءُ الخُلُق وَالْغِذَاءِ؛ وأَنشد: فجاءَ بِهِ يُسَوِّقُه، ورُحْنا ... بِهِ فِي البَهْم قِنْدَأْواً بَطِينا وقَدُومٌ قِنْدَأْوَةٌ أَي حَادَّةٌ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ: فندأْوة، بِالْفَاءِ. أَبو سَعِيدٍ: فَأْسٌ فِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوَةٌ أَي حَدِيدَةٌ، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: قَدُومٌ قِندأْوة حادّة. قندد: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: القِنْدِدُ حالُ الرَّجُلِ. والقِنْدِيدُ: الخمر. قنفد: القُنْفُدُ: لُغَةٌ فِي القُنْفُذِ؛ حَكَاهَا كَرَاعٌ عَنْ قُطْرُبٍ. قهد: القَهْدُ: النَّقِيُّ اللوْنِ. والقَهْدُ: الأَبيض، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ البِيضَ مِنْ أَولاد الظِّباءِ والبَقَر. والقَهْدُ: مِنْ أَولاد الضأْنِ يَضْرِبُ إِلى الْبَيَاضِ، وَيُقَالُ لِوَلَدِ الْبَقَرَةِ قَهد أَيضاً. والساجِسِيَّةُ: غَنَمٌ تَكُونُ بِالْجَزِيرَةِ؛ وأَنشد: نَقُودُ جِيادَهُنَّ ونَفْتَلِيها، ... وَلَا نَعْدُو التُّيُوسَ وَلَا القِهادا وَقِيلَ: القِهادُ شاءٌ حِجازية سُكُّ الأَذناب؛ وأَنشد الأَصمعي لِلْحُطَيْئَةِ: أَتَبْكي أَن يُساقَ القَهْدُ فِيكُم؟ ... فَمَنْ يَبْكي لأَهْلِ السَّاجِسيِّ؟ وَقِيلَ: القَهْدُ الصَّغِيرُ مِنَ الْبَقَرِ اللطيفُ الْجِسْمِ؛ وَيُقَالُ: الْقَهْدُ الْقَصِيرُ الذَّنَبِ، وَقِيلَ: القَهْدُ غَنَمٌ سُود باليمن وَهِيَ الْخُرُفُ «2» والقَهْدُ: ضَرْبٌ مِنَ الضأْن يَعْلُوهُنَّ حُمْرَةٌ وتَصْغُر آذَانُهُنَّ، وَقِيلَ: الْقَهْدُ مِنَ الضأْن الصَّغِيرُ الأُحَيْمِر الأُكَيْلِفُ الوجهِ مِنْ شاءِ الْحِجَازِ. وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: القَهد الَّذِي لَا قَرْنَ لَهُ.

_ (1). قوله [يعتفن] في الأساس يسقين. (2). قوله [وهي الخرف] كذا في الأَصل بالخاء المعجمة والراء. وفي القاموس الخذف قال شارحه بفتح الخاء وسكون الذال المعجمتين وآخره فاء، هكذا في النسخ وفي بعضها خرف بالراء بدل الذال ومثله في اللسان وكل ذلك ليس بوجه والصواب الحذف بالمهملة ثم المعجمة محركة كما هو نص الصاغاني.

وَالْقَهْدُ: الجُؤْذَرُ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ الرَّاعِي: وساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ، بَيْني وبينَها ... بِرَعْنِ أَشاءٍ، كلُّ ذِي جُدَدٍ قَهْد وَقِيلَ: القَهْدُ وَلَدُ الضأْن إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وَجَمْعُ كَلِّ ذَلِكَ قِهاد. الْجَوْهَرِيُّ: القَهْد مِثْلُ القَهْب وَهُوَ الأَبيض الكَدِر. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَبيض وقَهْب وقَهْد بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: لمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنازَعَ شِلْوَه ... غُبْسٌ كواسِبُ، لَا يُمَنُّ طَعامُها وصَف بَقَرَةً وَحْشِيَّةً أَكلت السباعُ ولدَها فَجَعَلَهُ قَهْداً لِبَيَاضِهِ. التَّهْذِيبُ: قَهَد فِي مَشْيِهِ إِذا قَارَبَ خَطْوَه وَلَمْ يَنْبَسِطْ فِي مَشْيِهِ، وَهُوَ مِنْ مَشْيِ القِصار. والقَهْدُ: النَّرْجِسُ إِذا كَانَ جُنْبذاً لَمْ يَتَفَتَّحْ، فإِذا تَفَتَّح فَهِيَ التفاتيحُ والتفاقيحُ والعُيون. والقِهادُ: اسم موضع. قهمد: القَهْمَدُ: اللَّئِيمُ الأَصل الدنِيءُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّمِيمُ الوجه. قود: القَوْدُ: نَقِيضُ السَّوْق، يَقُودُ الدابَّة مِنْ أَمامِها ويَسُوقُها مِنْ خَلْفِها، فالقَوْدُ مِنْ أَمام والسَّوْقُ مِنْ خَلْف. قُدْتُ الْفَرَسَ وَغَيْرَهَ أَقُودهُ قَوْداً ومَقادَة وقَيْدُودة، وَقَادَ البعيرَ واقْتادَه: مَعْنَاهُ جَرَّه خَلْفَهُ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: اقْتادوا رَواحِلَهم ؛ قَادَ الدابةَ قَوْداً، فَهِيَ مَقُودة ومَقْوُودَة؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ، واقْتادَها والاقْتِيادُ والقَوْدُ وَاحِدٌ، واقْتادَهُ وقادَهُ بِمَعْنًى. وقَوَّدَهُ: شدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. والقَوْدُ: الْخَيْلُ، يُقَالُ: مَرَّ بِنَا قَوْد. الْكِسَائِيُّ: فَرَسٌ قَوُودٌ، بِلَا هَمْزٍ، الَّذِي يَنْقَادُ، وَالْبَعِيرُ مِثْلُهُ، والقَوْد مِنَ الْخَيْلِ الَّتِي تُقادُ بِمَقاوِدِها وَلَا تُرْكَبُ، وَتَكُونُ مُودَعَة مُعَدّة لِوَقْتِ الْحَاجَةِ إِليها. يُقَالُ: هَذِهِ الخيلُ قَوْدُ فُلَانٍ القائِد، وَجَمْعُ قَائِدِ الْخَيْلِ قادَة وقُوَّاد، وَهُوَ قَائِدٌ بَيِّن القِيادة، والقائِدُ وَاحِدُ القُوَّاد والقادةِ؛ وَرَجُلٌ قَائِدٌ مِنْ قَوْمٍ قُوَّد وقُوَّاد وَقَادَةٍ. وأَقاده خَيْلًا: أَعطاه إِياها يَقُودها، وأَقَدْتُك خَيْلًا تَقُودُها. والمِقْوَدُ والقِيادُ: الْحَبْلُ الَّذِي تَقُودُ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْمِقْوَدُ الْحَبْلُ يُشَدُّ فِي الزِّمام أَو اللِّجامِ تُقاد بِهِ الدابَّة. والمِقْوَدُ: خَيْط أَو سَيْرٌ يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ أَو الدَّابَّةِ يُقَادُ بِهِ. وَفُلَانٌ سَلِسُ القِياد وصَعْبُه، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: فَمَنِ اللَّهِج باللذةِ السَّلِس القِيادِ للشَّهْوَةِ ، وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ القِيادَ فِي اليعاسِيب فَقَالَ فِي صِفاتها: وَهِيَ مُلوك النَّحْلِ وقادَتُها. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ: فَانْطَلَقَ أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَتَقاودان حَتَّى أَتَوْهُم أَي يَذْهبان مُسْرِعَين كأَن كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُودُ الآخرَ لسُرْعَتِه. وأَعطاه مَقادَتَه: انقادَ لَهُ. والانقيادُ: الخُضوعُ. تَقُولُ: قُدْتُهُ فانقادَ واستقادَ لِي إِذا أَعطاك مَقادتَه، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قُرَيْشٌ قادَة ذادَة أَي يَقُودونَ الجُيُوشَ، وَهُوَ جَمْعُ قائِدٍ. وَرُوِيَ أَنَّ قُصَيّاً قَسَمَ مَكارِمَه فأَعْطى قَوْدَ الجُيُوشِ عبدَ منافٍ، ثُمَّ وَلِيَها عبدُ شَمْسٍ، ثُمَّ أُمية بْنُ حَرْبٍ، ثُمَّ أَبو سفيان. وفرس قَؤُود: سَلِسٌ مُنْقادٌ. وبعير قَؤُود وقيِّدٌ وقَيْدٌ، مِثْلُ مَيْت، وأَقْوَدُ: ذَلِيلٌ مُنْقاد، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ القِيادةُ. وَجَعَلْتُهُ مَقادَ المُهْرِ أَي عَلَى الْيَمِينِ لأَن الْمُهْرَ أَكثر مَا

يُقادُ عَلَى الْيَمِينِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عَنْ يمينٍ ... مَقادَ المُهْرِ، واعْتَسَفُوا الرِّمالا وَقَادَتِ الريحُ السحابَ عَلَى المَثَل؛ قَالَتْ أُم خَالِدٍ الْخَثْعَمِيَّةُ: لَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه، ... يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضا بِزِمامِ وأَقادَ الغَيثُ؛ فَهُوَ مُقِيدٌ إِذا اتَّسَعَ؛ وَقَوْلَ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْغَيْثَ: سَقاها، وإِن كانتْ عَلَيْنا بَخِيلَةً، ... أَغَرُّ سِماكِيٌّ أَقادَ وأَمْطَرَا قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَقاد اتَّسَع، وَقِيلَ: أَقاد أَي صَارَ لَهُ قَائِدٌ مِنَ السَّحَابِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ كَمَا قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ أَيضاً: لَهُ قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ، وخَلْفَه ... رَوايا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرا أَراد: لَهُ قائدٌ دُهْمٌ رَبابُه فَلِذَلِكَ جَمَع. وأَقادَ: تقدَّم وَهُوَ مِمَّا ذَكَرَ كأَنه أَعطَى مَقادَتَه الأَرضَ فأَخَذَتْ مِنْهَا حَاجَتَهَا؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّاد قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: مُتَقَدّم. وَيُقَالُ: انقادَ لِي الطَّرِيقُ إِلى مَوْضِعِ كَذَا انقِياداً إِذا وَضَح صَوْبُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي ماءٍ وَرَدَه: تَنَزَّلَ عَنْ زَيْزَاءَةِ القُفِّ، وارْتَقَى ... عَنِ الرَّمْلِ، فانقادَتْ إِليه الموارِدُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سأَلتُ الأَصمعي عَنْ مَعْنَى وانقادتْ إِليه المَواردُ، قَالَ: تتابَعَتْ إِليه الطُّرُقُ. والقائدةُ مِنَ الإِبلِ: الَّتِي تَقَدَّمُ الإِبِلَ وتَأْلَفُها الأَفْتاءُ. والقَيِّدَةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ بِهَا، وَهِيَ الدَّرِيئة. والقائدُ مِنَ الجَبَل: أَنْفُه. وَقَائِدُ الْجَبَلِ: أَنْفُه. وكلُّ مستطيلٍ مِنَ الأَرضِ: قائدٌ. التَّهْذِيبُ: والقِيادَةُ مَصْدَرُ القائدِ. وكلُّ شيءٍ مِنْ جَبَلٍ أَو مُسَنَّاةٍ كَانَ مُسْتَطِيلًا عَلَى وَجْهِ الأَرض، فَهُوَ قائدٌ وَظَهَرَ مِنَ الأَرض يَقُودُ ويَنْقادُ ويَتَقاوَدُ كَذَا وَكَذَا مَيْلًا. والقائدَةُ: الأَكمَةُ تمتدُّ عَلَى وَجْهِ الأَرض. والقَوْداءُ: الثَّنِيَّةُ الطويلةُ فِي السماءِ؛ وَالْجَبَلُ أَقْوَدُ. وَهَذَا مَكَانٌ يَقُودُ مِنَ الأَرض كَذَا وَكَذَا ويقتادُه أَي يُحاذِيه. والقائدُ: أَعظم فُلْجانِ الحَرْثِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَاهُ عَلَى الْوَاوِ لأَنها أَكثر مِنَ الْيَاءِ فِيهِ. والأَقْوَدُ: الطويلُ العُنُق وَالظَّهْرِ مِنَ الإِبلِ وَالنَّاسِ والدوابِّ. وَفَرَسٌ أَقْوَدُ: بَيِّن القَوَد؛ وَنَاقَةٌ قَوْداءُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيلُ القَوْداءُ: الطَّوِيلَةُ؛ وَمِنْهُ رَمْلٌ مُنْقادٌ أَي مُسْتطِيلٌ؛ وَخَيْلٌ قُبٌّ قُودٌ، وَقَدْ قَوِد قَوَداً. والأَقْوَدُ: الجبَلُ الطَّوِيلُ. والقَيْدُود: الطَّوِيلُ، والأُنثى قَيْدُودة. وَفَرَسٌ قَيْدُودٌ: طَوِيلَةُ العُنُق فِي انْحِنَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يوصَفُ بِهِ الْمُذَكَّرُ. والقَيادِيدُ: الطِّوالُ مِنَ الأُتُن، الْوَاحِدُ قَيْدُود؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: راحَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ وُسِقَتْ ... لَهُ الفَرائِشُ، والقُبُّ القَيادِيدُ والأَقْوَدُ مِنَ الرِّجَالِ: الشديدُ العنُق، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ الْتِفَاتِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَخِيلِ عَلَى الزَّادِ: أَقود لأَنه لَا يتَلَفَّتُ عِنْدَ الأَكل لِئَلَّا يَرَى إِنساناً فَيَحْتَاجُ أَن يَدْعُوَه. وَرَجُلٌ أَقْوَدُ: لَا يَتَلَفَّتُ؛ التَّهْذِيبُ: والأَقود مِنَ النَّاسِ الَّذِي إِذا أَقبَل عَلَى الشَّيْءِ بِوَجْهِهِ لَمْ

يَكَدْ يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ؛ وأَنشد: إِنَّ الكَريمَ مَنْ تَلَفَّتَ حَوْلَه، ... وإِنَّ اللئِيمَ دَائِمُ الطَّرْفِ أَقْوَدُ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَقْوَدُ مِنَ الْخَيْلِ الطويلُ العُنُق العظيمُه. والقَوَدُ: قَتْلُ النفْسِ بالنفسِ، شاذٌّ كالحَوَكَة والخَوَنَة؛ وَقَدِ استَقَدْتُه فأَقادني. الْجَوْهَرِيُّ: القَوَدُ القِصاصُ. وأَقَدْتُ القاتِلَ بِالْقَتِيلِ أَي قَتَلْتُه بِهِ. يُقَالُ: أَقاده السُّلْطَانُ مِنْ أَخيه. وَاسْتَقَدْتُ الْحَاكِمَ أَي سأَلته أَن يُقِيدَ القاتلَ بِالْقَتِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَتَلَ عَمْداً، فَهُوَ قَوَدٌ ؛ القَوَدُ: القِصاصُ وقَتْلُ القاتِلِ بَدَلُ الْقَتِيلِ؛ وَقَدْ أَقَدْتُه بِهِ أُقِيدُه إِقادة. اللَّيْثُ: القَوَدُ قتْلُ القاتِلِ بِالْقَتِيلِ، تَقُولُ: أَقَدْتُه، وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخَرَ أَمْراً فانتَقَم مِنْهُ بِمثْلِها قِيلَ: استقادَها مِنْهُ؛ الأَحمر: فإِن قَتَلَهُ السلطانُ بِقَود قِيلَ: أَقاد السلطانُ فُلَانًا وأَقَصَّه. ابْنُ بُزُرج: تُقَيِّدُ أَرضٌ حَمِيضَة، سمِّيت تُقَيِّد لأَنها تُقَيِّدُ مَا كَانَ بِهَا مِنَ الإِبل تَرْتعِيها لِكَثْرَةِ حَمْضِها وخُلَّتِها. قيد: القَيْدُ: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَقْيادٌ وقُيودٌ، وَقَدْ قَيَّدَه يُقَيِّدُه تَقْييداً وقَيَّدْتُ الدابَّة. وَفَرَسٌ قَيْدُ الأَوابِد أَي أَنه لِسُرْعَتِهِ كأَنه يُقَيِّدُ الأَوابد وَهِيَ الحُمُرُ الوحشيَّةُ بِلَحَاقِهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ نَكِرَةٌ وإِن كَانَ بِلَفْظِ الْمَعْرِفَةِ؛ وأَنشد قَوْلَ إِمرئ الْقَيْسِ: وَقَدْ أَغْتَدِي والطَّيرُ فِي وكَناتِها ... بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابدِ هَيْكَلِ الوكَناتُ: جَمْعُ وَكْنَةٍ لِوَكْرِ الطائِر. والمُنْجَرِدُ: القصيرُ الشَّعَرِ. والأَوابِدُ: الوحْشُ. يُقَالُ: تأَبَّدَ أَي تَوَحَّشَ والهَيْكَلُ: الْعَظِيمُ الخَلْقِ؛ وأَنشد أَيضاً لإِمرئ الْقَيْسِ: بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوابِدِ لاحَه ... طِرادُ الهَوادِي كلَّ شأْوٍ مُغَرِّبِ قَالَ ابْنُ حني: أَصله تَقْيِيدُ الأَوابد ثُمَّ حَذَفَ زِيَادَتَيْهِ فَجَاءَ عَلَى الْفِعْلِ؛ وإِن شِئْتَ قُلْتَ وَصَفَ بِالْجَوْهَرِ لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ نَحْوَ قَوْلِهِ: فَلَوْلَا اللَّهُ والمُهْرُ المُفَدَّى، ... لَرُحْتَ وأَنتَ غِرْبالُ الإِهابِ وضَعَ غربالُ موضِعَ المُخَرَّقِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلْفَرَسِ الجَوادِ الَّذِي يَلْحَق الطرائدَ مِنَ الْوَحْشِ: قَيْد الأَوابِدِ؛ مَعْنَاهُ أَنه يَلْحَقُ الْوَحْشَ لجَوْدته وَيَمْنَعُهُ مِنَ الْفَوَاتِ بِسُرْعَتِهِ فكأَنها مُقَيَّدَة لَهُ لَا تَعْدُو. وَقَالَتِ امرأَة لعائشة، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: أَأُقَيِّدُ جَمَلي؟ أَرادت بِذَلِكَ تَأْخِيذَها إِياه مِنَ النساءِ سِواها، فقالت لها عائشة بعد ما فَهِمَت مُرَادَهَا: وجْهِي مِنْ وجْهِك حَرَامٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَرادت أَنها تَعْمَلُ لِزَوْجِهَا شَيْئًا يَمْنَعُهُ عَنْ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ فكأَنها تَرْبِطه وتُقَيِّدُه عَنْ إِتيان غَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك ؛ مَعْنَاهُ أَنَّ الإِيمانَ يمنع عن الفَتْك بِالْمُؤْمِنِ كَمَا يَمْنَعُ ذَا العَيْثِ عَنِ الفَسادِ قَيْدُه الَّذِي قُيِّدَ بِهِ. ومُقَيِّدَةُ الحِمار: الحُرَّةُ لأَنها تَعْقِلُه فكأَنها قَيْدٌ لَهُ؛ قَالَ: لَعمْرُكَ مَا خَشِيتُ عَلَى عَدِيٍّ ... سُيُوفَ بَني مُقَيِّدَة الحِمارِ ولكِني خَشِيتُ عَلَى عَدِيٍّ ... سُيُوفَ القَوْمِ أَو إِيَّاكَ حارِ عَنَى بِبَنِي مُقَيِّدَة الحِمارِ العَقارِبَ لأَنها هُنَاكَ تَكُونُ.

والقَيْدُ: مَا ضَمَّ العَضُدَتَيْنِ المؤَخَّرَتَيْنِ مِنْ أَعلاهما مِنَ القِدِّ. والقَيْدُ: القِدُّ الَّذِي يَضُمُّ العَرْقُوَتَيْنِ مِنَ القَتبِ. وَالْعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالقَيْد والغُلّ. وقَيْدُ الرَّحْل: قِدٌّ مَضْفُور بَيْنَ حِنْوَيْهِ مِنْ فَوْقُ، وَرُبَّمَا جُعِلَ لِلسَّرْجِ قَيْدٌ كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ أُسِرَ بعضُه إِلى بَعْضٍ. وقُيُودُ الأَسنان: لِثاتُها؛ قال الشاعر: لَمُرْتَجَّةُ الأَرْدافِ، هِيفٌ خُصُورُها، ... عِذابٌ ثَناياها، عِجافٌ قُيُودُها يعني اللِّثاتِ وقلَّة لَحْمِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَقُيُودُ الأَسنانِ عُمورها وَهِيَ الشرُفُ السابِلةُ بَيْنَ الأَسنان؛ شُبِّهَتْ بالقُيودِ الْحُمْرِ مِنْ سِمات الإِبلِ. قَيْدُ الْفَرَسِ: سِمَة فِي أَعناقها؛ وأَنشد: كُومٌ عَلَى أَعناقِها قَيْدُ الفَرَسْ، ... تَنْجُو إِذا الليلُ تَدانَى والتَبَسْ الْجَوْهَرِيُّ: قَيْدُ الفَرَسِ سِمَة تَكُونُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ عَلَى صُورَةِ القَيْد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمَرَ أَوْس بْنَ عبدِ اللَّهِ الأَسْلَمِي أَن يَسِمَ إِبله فِي أَعناقِها قَيدَ الفَرَسِ ؛ هِيَ سِمَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَصُورَتُهَا حَلْقَتان بَيْنَهُمَا مَدَّةٌ. وَهَذِهِ أَجمالٌ مقاييدُ أَي مُقَيَّدات. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِبل مَقايِيدُ مُقَيَّدة، حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، لأَنه إِذا ثَبَتَتْ مُقَيَّدة فَقَدْ ثَبَتَتْ مقايِيدُه. قَالَ: وَالْقَيْدُ مِنْ سِماتِ الإِبل وَسْمٌ مُسْتَطِيلٌ مِثْلُ الْقَيْدِ فِي عُنُقِهِ وَوَجْهِهِ وَفَخْذِهِ؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وقَيْدُ السَّيْفِ: هُوَ الْمَمْدُودُ فِي أُصول الْحَمَائِلِ تُمْسِكُه البَكَرات. وقَيَّد العِلم بِالْكِتَابِ: ضَبَطَه؛ وَكَذَلِكَ قَيَّدَ الْكِتَابَ بالشَّكْل: شَكَلَه، وَكِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. وتَقْييدُ الْخَطِّ: تَنْقِيطُهُ وإِعجامه وشَكْلُه. والمُقَيَّدُ مِنَ الشِّعْرِ: خلافُ المُطْلَق؛ قَالَ الأَخفش: المُقَيَّدُ عَلَى وَجْهَيْنِ: إِمَّا مُقَيَّد قَدْ تمَّ نَحْوُ قَوْلِهِ: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ قَالَ: فإِن زِدْتَ فِيهِ حَرَكَةً كَانَ فَضْلًا عَلَى الْبَيْتِ، وإِما مُقَيَّد قَدْ مُدَّ عَلَى مَا هُوَ أَقصر مِنْهُ نَحْوُ فَعُولْ فِي آخِرِ المُتَقارَب مُدَّ عَنْ فَعُلْ، فَزِيَادَتُهُ عَلَى فَعُلٍ عِوَضٌ لَهُ مِنَ الْوَصْلِ. وَهُوَ منِّي قِيدَ رُمْحٍ، بِالْكَسْرِ، وقادَ رُمْح أَي قَدْرَه. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: حِينَ مَالَتِ الشمسُ قِيدَ الشِّراكِ ؛ الشِّرَاكُ أَحدُ سُيُور النَّعْلِ الَّتِي عَلَى وَجْهِهَا، وأَراد بِقِيدِ الشِّراكِ الْوَقْتَ الَّذِي لَا يَجُوزُ لأَحد أَن يَتَقَدَّمه فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ، يَعْنِي فَوْقَ ظِلِّ الزَّوَالِ فَقَدَّرَهُ بِالشِّرَاكِ لِدِقَّتِهِ وَهُوَ أَقل مَا تَبِينُ بِهِ زِيَادَةُ الظِّلِّ حَتَّى يُعْرَفَ مِنْهُ مَيْلُ الشَّمْسُ عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ رِوَايَةٌ أُخرى: حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمح. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقابُ قَوْسِ أَحدِكم مِنَ الجنةِ أَو قِيدُ سَوْطِه خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. والقَيِّدُ: الَّذِي إِذا قُدْتَه ساهَلَكَ؛ قَالَ: وشاعِرِ قَوْمٍ قَدْ حَسَمْتُ خِصاءَه، ... وكانَ لَهُ قَبْلَ الخِصاءِ كَتِيتُ أَشَمُّ خَبُوطٌ بالفراسِنِ مُصْعَبٌ، ... فأَصْبَحَ مِنِّي قَيِّداً تَرَبوتُ والقِيادُ: حَبْلٌ تُقادُ بِهِ الدَّابَّةُ. والقَيِّدَةُ: الَّتِي يُسْتَترُ بِهَا مِنَ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ تُرْمَى؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَابْنُ قَيْدٍ: مِنْ رُجَّازِهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وقَيْد: اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِبَنِي تَغْلِبَ؛ عَنِ الأَصمعي.

فصل الكاف

والمُقَيَّدُ: مَوْضِعُ القَيْدِ مِنْ رِجْل الْفَرَسِ وَالْخَلْخَالِ مِنَ المرأَة. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: الدَّهْناءُ مُقَيَّد الْجَمَلِ ؛ أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة وَالْجَمَلُ لَا يَتَعدّى مَرْتَعَه. والمُقَيَّدُ هَاهُنَا: الموضِعُ الَّذِي يُقَيَّدُ فِيهِ أَي أَنه مكانٌ يَكُونُ الْجَمَلُ فِيهِ ذَا قَيْد. وَفِي الْحَدِيثِ: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك أَي أَن الإِيمان يمنع عن الفتك كَمَا يَمْنَعُ القَيْدُ عَنِ التَّصَرُّفِ، فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ: قَيْدُ الأَوابد. فصل الكاف كأد: تَكأَّدَ الشيءَ: تَكَلَّفَه. وتَكاءَدَني الأَمْرُ: شَقَّ عليَّ، تَفَاعَلَ وتَفَعَّل بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وَلَا يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عَنْ مُذْنِبٍ أَي يَصْعُبُ عَلَيْكَ ويَشُقُّ. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا تَكَأَّدَني شيءٌ مَا تَكَأَّدَني خُطْبَةُ النِّكَاحِ أَي صَعُبَ عليَّ وثقُلَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَلِكَ فِيمَا ظَنَّ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ أَن الْخَاطِبَ يَحْتَاجُ إِلى أَن يَمْدَحَ الْمَخْطُوبَ لَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، فَكَرِهَ عُمَرُ الْكَذِبَ لِذَلِكَ؛ وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عُمَرُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَخْطُبُ فِي جَرادَةٍ نَهَارًا طَوِيلًا فَكَيْفَ يُظَنُّ أَنه يَتَعَايَا بِخُطْبَةِ النِّكَاحِ وَلَكِنَّهُ كَرِهَ الْكَذِبَ. وَخَطَبَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لِعَبُودَةَ الثقَفيّ فَضَاقَ صَدْرُهُ حَتَّى قَالَ: إِن اللَّهَ قد سَاقَ إِليكم رِزْقًا فَاقْبَلُوهُ؛ كَرِهَ الْكَذِبَ. وتَكاءَدَني: كَتَكَأَّدَني. وتَكَأَّدَتْه الأُمورُ إِذا شَقَّتْ عَلَيْهِ. أَبو زَيْدٍ: تَكَأَّدْتُ الذهابَ إِلى فُلَانٍ تَكَؤُّداً إِذا مَا ذَهَبْتَ إِليه عَلَى مَشَقَّةٍ. وَيُقَالُ: تَكَأَّدَني الذهابُ تَكَؤُّداً إِذا مَا شَقَّ عَلَيْكَ. وتَكأَّدَ الأَمْرَ: كابَدَه وصَلِيَ بِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ويَوْمُ عَماسٍ تَكَأَّدْتُه ... طَويلَ النهارِ قَصِيرَ الغَدِ «3» وعقَبَةٌ كَؤُود وكَأْداءُ: شاقَّة المَصْعَدِ صَعْبَةُ المُرْتَقى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلِمَ تَكَأَّدْ رُجْلَتي كأْداؤُه، ... هيهاتَ مِن جَوْزِ الفَلاةِ ماؤُه وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: إِنَّ بَيْنَ أَيدينا عَقَبَةً كَؤُوداً لَا يَجُوزُها إِلا الرجلُ المُخِفُّ. وَيُقَالُ: هِيَ الكؤَداءُ وهي الصُّعَداءُ. والكَؤُودُ: المُرْتَقى الصَّعْبُ، وَهُوَ الصَّعُودُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَأْداءُ الشِّدَّةُ والخَوْفُ والحِذارُ، وَيُقَالُ: الهَوْلُ وَاللَّيْلُ الْمُظْلِمُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وتَكَأَّدَنا ضِيقُ المَضْجَعِ. واكْوَأَدَّ الشيخُ: أُرْعِشَ مِنَ الكِبَرِ. كبد: الكَبِدُ والكِبْدُ، مِثْلُ الكَذِب والكِذْب، وَاحِدَةُ الأَكْباد: اللُّحْمَةُ السوْداءُ فِي الْبَطْنِ، وَيُقَالُ أَيضاً كَبْد، لِلتَّخْفِيفِ، كَمَا قَالُوا للفَخِذ فَخْذ، وَهِيَ مِنَ السَّحْر فِي الْجَانِبِ الأَيمن، أُنْثى وَقَدْ تُذَكَّرُ؛ قَالَ ذَلِكَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ هِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَقَطْ، وَالْجَمْعُ أَكبادٌ وكُبُودٌ. وكَبَدَه يَكْبِدُهُ ويَكْبُدُه كَبْداً: ضرَب كَبِدَه. أَبو زَيْدٍ: كَبَدْتُه أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه. وإِذا أَضرَّ الْمَاءُ بِالْكَبِدِ قِيلَ: كَبَدَه، فَهُوَ مَكْبود. قَالَ الأَزهريّ: الْكَبِدُ مَعْرُوفٌ وموضِعُها مِنْ ظَاهِرٍ يُسَمَّى كَبِدًا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَوَضْعُ يَدِهِ عَلَى كَبِدي وإِنما وَضَعَهَا عَلَى جَنْبِهِ مِنَ الظَّاهِرِ؛ وقيل أَي ظاهر

_ (3). قوله [عماس] ضبط في الأَصل بفتح العين، وفي القاموس: العماس كسحاب الحرب الشديدة، ولياقوت في معجمه: عماس، بكسر العين، اليوم الثالث من أَيام القادسية ولعله الأنسب

جَنْبي مِمَّا يَلِي الكَبِد. والأَكْبَدُ الزائدُ: مَوْضِع الكبِد؛ قَالَ رؤْبة: أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا «1» . يَصِفُ جَمَلًا مُنْتَفِخَ الأَقراب. والكُبادُ: وَجَعُ الكَبِدِ أَو دَاءٌ؛ كَبِدَ كَبَداً، وَهُوَ أَكْبَدُ. قَالَ كُرَاعٌ: وَلَا يُعْرَفُ دَاءٍ اشْتُقَّ مِنِ اسْمِ العُضْو إِلا الكُباد مِنَ الكَبِد، والنُّكاف مِنَ النَّكَف، وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ فِي النَّكَفَتَيْنِ وَهُمَا الغُدَّتانِ اللَّتَانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ فِي أَصل اللّحْي، والقُلاب مِنَ القَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثُ: الكُبادُ مِنَ العَبِ ؛ هو بِالضَّمِّ، وَجَعُ الكَبِدِ. والعبُّ: شُرْب الماءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ. وكُبِدَ: شَكَا كَبِدَه، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الْجَوْفُ بِكَمَالِهِ كَبِداً؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ كُرَاعٍ أَنه ذَكَرَهُ فِي المُنَجَّد، وأَنشد: إِذا شاءَ مِنْهُمْ ناشئٌ مَدّ كَفَّه ... إِلى كَبِدٍ مَلْساءَ، أَو كَفَلٍ نَهْدِ وَأُمُّ وَجَعِ الكَبِد: بَقْلة مِنْ دِقِّ البَقْل يُحِبُّهَا الضأْن، لَهَا زَهْرَةٌ غَبْرَاءُ فِي بُرْعُومَة مُدَوَّرة وَلَهَا وَرَقٌ صَغِيرٌ جِدًّا أَغبر؛ سُمِّيَتْ أُم وَجَعِ الْكَبِدِ لأَنها شِفَاءٌ مِنْ وَجَعِ الْكَبِدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ للأَعداءِ: سُودُ الأَكْباد؛ قَالَ الأَعشى: فَمَا أُجْشِمْت مِن إِتْيانِ قَوْمٍ، ... هُمُ الأَعداءُ، فالأَكْبادُ سُودُ يَذْهَبُونَ إِلى أَن آثَارَ الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حَتَّى اسْوَدَّتْ، كَمَا يُقَالُ لَهُمْ صُهْبُ السِّبالِ وإِن لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ. والكَبِدُ: مَعْدِنُ العداوةِ. وكَبِدُ الأَرض: مَا فِي مَعادِنها مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ: وتُلْقي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها أَي تُلْقي مَا خُبِئَ فِي بطنِها مِنَ الكُنوز وَالْمَعَادِنِ فَاسْتَعَارَ لَهَا الْكَبِدَ؛ وَقِيلَ: إِنما تَرْمِي مَا فِي بَاطِنِهَا مِنْ مَعَادِنِ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي كَبِدِ جَبَلٍ أَي فِي جَوْفِه مِنْ كَهْفٍ أَو شِعْبٍ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، سَلَامُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا: فوجدْتُه عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ أَي عَلَى أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شَاطِئِهِ. وكَبِدُ كلِّ شَيْءٍ: وسَطُه وَمُعْظَمُهُ. يُقَالُ: انْتَزَعَ سَهْمًا فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ القِرْطاس. وَكَبِدُ الرمْلِ وَالسَّمَاءِ وكُبَيْداتُهما وكُبَيْداؤُهما: وسطُهما ومُعْظَمُهما. الْجَوْهَرِيُّ: وكُبَيْداتُ السَّمَاءِ، كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثُمَّ جَمَعُوا. وتَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ: صَارَتْ في كَبَدِها [كَبِدِها]. وكَبَدُ [كَبِدُ] السماءِ: وسطُها الَّذِي تَقُومُ فِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ الزَّوَالِ، فَيُقَالُ عِنْدَ انْحِطَاطِهَا: زَالَتْ ومالت. الليث: كَبَدُ [كَبِدُ] السماءِ مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ وسَطها. يُقَالُ: حَلَّقَ الطائرُ حَتَّى صَارَ فِي كَبَدِ [كَبِدِ] السَّمَاءِ وكُبَيْداءِ السَّمَاءِ إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها كالنعْت؛ وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي سُوَيْداءِ الْقَلْبِ، قَالَ: وَهُمَا نادرانِ حُفِظَتا عَنِ الْعَرَبِ، هَكَذَا قَالَ. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ أَي توسَّطها. وكبِدُ الْقَوْسِ: مَا بَيْنَ طَرَفَيِ العِلاقة، وَقِيلَ: قَدْرُ ذِراعٍ مِنْ مَقْبِضِها، وَقِيلَ: كَبِداها مَعْقِدا سَيْرِ عِلاقتِها. التَّهْذِيبُ: وكَبِدُ الْقَوْسِ فُوَيْق مَقْبِضِها حَيْثُ يَقَعُ السَّهْمُ. يُقَالُ: ضَعِ السَّهْمَ عَلَى كَبِدِ الْقَوْسِ، وَهِيَ مَا بَيْنَ طرَفي مِقْبَضِهَا ومَجْرى السَّهْمِ مِنْهَا. الأَصمعي: فِي الْقَوْسِ كَبِدُهَا، وَهُوَ مَا بَيْنَ طَرَفِي العِلاقة ثُمَّ الكُلْيَة تَلِي ذَلِكَ ثُمَّ الأَبْهَر يَلِي ذَلِكَ ثُمَّ الطائفُ ثُمَّ السِّيَةُ، وَهُوَ مَا عُطِفَ مِنْ طَرَفَيْها. وقَوْسٌ كَبْداءُ: غَلِيظَةُ الْكَبِدِ شَدِيدَتُهَا، وَقِيلَ:

_ (1). قوله [يمدّ] في الأَساس يقدّ

قَوْسٌ كَبْدَاءُ إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ. والكَبِدُ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: غَدَا ومِنْ عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُه ... عَنِ الشِّمالِ، وعنْ شَرْقِيِّهِ كَبِدُ والكَبَدُ: عِظَمُ الْبَطْنِ مِنْ أَعلاه. وكَبَد كُلِّ شيءٍ: عِظَمُ وسَطِه وغِلَظُه؛ كَبِدَ كَبَداً، وَهُوَ أَكْبَدُ. وَرَمَلَةٌ كَبْداء: عَظِيمَةُ الْوَسَطِ؛ وَنَاقَةٌ كَبْداء: كَذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سِوى وَطْأَةٍ دَهْماءَ مِنْ غيرِ جَعْدَةٍ، ... تَني أُخْتُها عَنْ غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ والأَكبد: الضَّخْمُ الْوَسَطِ وَلَا يَكُونُ إِلا بَطِيءَ السَّيْرِ. وامرأَةٌ كَبْداءُ: بَيِّنَة الكَبَدِ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَقَوْلُهُ: بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ، ... كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ، أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ يَعْنِي رَحًى. والكواكِبُ: جِبالٌ طِوالٌ. التَّهْذِيبُ: كواكِبُ جبَل مَعْرُوفٍ بِعَيْنِهِ؛ وَقَوْلُ الْآخَرِ: بُدِّلْتُ مِنْ وَصْلِ الغَواني البِيضِ، ... كَبْداءَ مِلْحاحاً عَلَى الرَّمِيضِ، تَخْلأُ إِلَّا بِيَدِ القَبِيضِ يَعْنِي رَحى اليَدِ أَي فِي يَدِ رَجُلٍ قَبِيضِ الْيَدِ خَفِيفِهَا. قَالَ: والكَبْداءُ الرَّحَى الَّتِي تُدَارُ بِالْيَدِ، سُمِّيَتْ كَبْداء لِمَا فِي إِدارتِها مِنَ المشَقَّة. وَفِي حَدِيثِ الخَنْدق: فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ ؛ هِيَ القِطْعة الصُّلْبة مِنَ الأَرض. وأَرضٌ كَبْداءُ وقَوْسٌ كَبْداءُ أَي شَدِيدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كُدْيَةٌ، بِالْيَاءِ، وسيجيءُ. وتَكَبَّد اللبنُ وغيرُه مِنَ الشَّرَابِ: غَلُظ وخَثُر. وَاللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ: الَّذِي يَخْثُر حَتَّى يَصِيرَ كأَنه كَبِدٌ يَتَرَجْرَجُ. والكَبْداء: الْهَوَاءُ. والكَبَدُ: الشدَّة والمشَقَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ خَلَقْنَاهُ مُنْتَصِبًا مُعْتَدِلًا، وَيُقَالُ: فِي كَبَدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعالِجُ وَيُكابِدُ أَمرَ الدُّنْيَا وأَمرَ الْآخِرَةِ، وَقِيلَ: فِي شِدَّةٍ وَمَشَقَّةٍ، وَقِيلَ: فِي كَبَد أَي خُلق مُنْتَصِبًا يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ وغيرُه مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ غَيْرُ مُنْتَصِبٍ، وَقِيلَ: فِي كَبَدٍ خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الْوِلَادَةَ انْقَلَبَ الْوَلَدُ إِلى أَسفل. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبا طَالِبٍ يَقُولُ: الكَبَدُ الِاسْتِوَاءُ وَالِاسْتِقَامَةُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا جَوَابُ القسم، المعنى: أَقْسَمَ بِهَذِهِ الأَشياء لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسان فِي كَبَدٍ يُكَابِدُ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ومكابَدَةُ الأَمر مُعَانَاةُ مَشَقَّتِهِ. وكابَدْت الأَمر إِذا قَاسَيْتُ شِدَّتَهُ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمْ يأْت أَحد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكَبَدَهُم البَرْدُ؟ أَي شَقَّ عَلَيْهِمْ وضَيَّق، مِنَ الكَبَد، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ الشِّدَّةُ وَالضِّيقُ، أَو أَصاب أَكبادَهم، وَذَلِكَ أَشد مَا يَكُونُ مِنَ الْبَرْدِ، لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الْحَرَارَةِ وَالدَّمِ وَلَا يَخْلُص إِليها إِلا أَشدّ الْبَرْدِ. اللَّيْثُ: الرَّجُلُ يُكابِدُ الليلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه. وَيُقَالُ: كابَدْتُ ظُلْمَةَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ مُكابدة شَدِيدَةً؛ وقال لبيد: عَيْنُ [عَيْنِ] هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذْ قُمْنا، ... وقامَ الخُصُومُ فِي كَبَدِ؟ أَي فِي شِدَّةٍ وَعَنَاءٍ. وَيُقَالُ: تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قَصَدْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَرُومُ البِلادَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها وَمُعْظَمَهَا. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه فِي

طلبِ العِلْم وَغَيْرِهِ. وكابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً: قَاسَاهُ، وَالِاسْمُ الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بِهِ أَنه غَيْرُ جَارٍ عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ الْعَجَاجُ: ولَيْلَةٍ مِنَ اللَّيالي مَرَّتْ ... بِكابِدٍ، كابَدْتُها وجَرَّتْ أَي طَالَتْ. وَقِيلَ: كابِدٌ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ مَوْضِعٌ بِشَقِّ بني تميم. وأَكْباد: اسْمُ أَرض؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: لَعَلَّ الهَوى، إِنْ أَنتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلًا ... بِأَكْبادَ، مُرْتَدٌّ عليكَ عَقابِلُه كتد: الكَتَدُ والكَتِدُ: مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ مِنَ الإِنسان وَالْفَرَسِ، وَقِيلَ: هُوَ أَعلى الكَتِف، وَقِيلَ: هُوَ الْكَاهِلُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْكَاهِلِ إِلى الظَّهْرِ، والثَّبَجُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وإِذْ هُنَّ أَكْتادٌ بِحَوْضَى كأَنما ... زَها الآلُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ وَقِيلَ: الكَتَدُ مِنْ أَصلِ العُنُق إِلى أَسفل الْكَتِفَيْنِ، وَهُوَ يَجْمَعُ الكاثِبَةَ والثبَجَ والكاهِلَ، كلُّ هَذَا كَتَدٌ. وَقَالُوا فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ: وإِذْ هُنَّ أَكْتادٌ أَشْباه لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ؛ وَقِيلَ: الكَتَدُ مَا بَيْنَ الثَّبَج إِلى مُنَصَّفِ الْكَاهِلِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الأَسَدِ الَّذِي هُوَ السبعُ، وَمِنَ الأَسد الَّذِي هُوَ النجمُ عَلَى التَّشْبِيهِ. والكَتَدُ: نَجْمٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا رأَيتَ أَنْجُماً مِن الأَسَدْ: ... جَبْهَتِه أَو الخَراةِ والكَتَد، بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَدْ، ... وطابَ أَلبانُ اللِّقاحِ فَبَرَد وَالْجَمْعُ أَكتادٌ وكُتُودٌ. وإِذا أَشرفَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ، فَهُوَ أَكتَدُ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جلِيل المُشاش والكَتَدِ ؛ الكَتَدُ [الكَتِدُ]، بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا: مُجْتَمَعُ الْكَتِفَيْنِ، وَهُوَ الْكَاهِلُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كُنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَنْقُلُ الترابَ عَلَى أَكتادِنا ، جَمْع الْكَتَدِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: مُشْرِفُ الكَتَدِ. وتَكْتُدُ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وإِذْ هُنَّ أَكتادٌ بْحَوْضَى كأَنما ... زَها الآلُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَكتاد جَمَاعَاتٌ، وَقِيلَ: أَشباه، وَلَمْ يُذْكَرِ الْوَاحِدُ؛ يُقَالُ: مَرَرْتُ بِجَمَاعَةِ أَكتاد. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَكتادٌ سِراعٌ بَعْضُهَا فِي إِثْر بَعْضٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ خَرَجُوا عَلَيْنَا أَكْتاداً وأَكْداداً أَي فِرَقاً وأَرْسالًا. كدد: الكَدُّ: الشِّدَّةُ فِي العَمَلِ وطَلبُ الرزقِ والإِلحاحُ فِي مُحَاوَلةِ الشيءِ والإِشارةُ بالإِصْبَعِ؛ يُقَالُ: هُوَ يَكُدُّ كَدًّا؛ وأَنشد الكميت: غَنِيتُ فَلَمْ أَرْدُدْكُمُ عِنَد بُغْيَةٍ، ... وحُجْتُ فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ وَفِي الْمَثَلِ: بِجَدِّكَ لَا بِكَدِّكَ أَي إِنما تُدْرِكُ الأُمورَ بِمَا تُرْزَقُه مِنَ الجَدِّ لَا بِمَا تَعْمَلُه مِنَ الكَدِّ. وَقَدْ كَدَّهُ يَكُدُّه كَدًّا واكْتَدَّهُ واسْتَكَدَّه: طَلبَ مِنْهُ الكَدَّ. وكَدَّ لسانَه بِالْكَلَامِ وقَلْبَه بِالْفِكْرِ، وَهُوَ مِثْلُ مَا تَقَدَّمَ. والكَدِيدُ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكَدِيدُ مِنَ الأَرض البَطْنُ الْوَاسِعُ خُلِق خَلْقَ الأَوْدِية أَو أَوسعَ مِنْهَا. والكِدَّةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ لأَنها تَكُدُّ الماشيَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ العُزّى: فَحَصَ الكِدَّةَ بِيَدِهِ فانبَجَسَ الماءُ ؛ هِيَ الأَرض الْغَلِيظَةُ مِنَ ذَلِكَ. والكَدِيدُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ. والكَدِيدُ: الأَرض المَكْدُودة بِالْحَوَافِرِ.

والكَدُّ: مَا يُدَقُّ فِيهِ الأَشياءُ كالهاوُن. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كنتُ أَكُدُّه مِنْ ثَوْبِ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ تَعْنِي المَنِيَّ. الكَدُّ: الحَكُّ، والكَدِيدُ: التُّرَابُ الدُّقاق الْمَكْدُودُ المُرَكَّل بِالْقَوَائِمِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: مِسَحّ إِذا مَا السَّابحاتُ عَلَى الوَنَى، ... أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ المِسَحُّ: الكثيرُ الجَرْيِ. والوَنَى: الفُتُور. والمُرَكَّلُ: الَّذِي أَثَّرَتْ فِيهِ الحوافِرُ. وَفِي حَدِيثِ إِسلام عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَخْرَجْنا رسولَ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صَفَّيْنِ لَهُ كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحين ؛ والكَدِيدُ: الترابُ الناعمُ فإِذا وُطِئَ ثارَ غُبارُه؛ أَراد أَنهم كَانُوا فِي جَمَاعَةٍ وأَنَّ الغُبار كَانَ يَثُور مِنْ مَشْيِهِمْ. وكَدِيدٌ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والطحينُ: الْمَطْحُونُ الْمَدْقُوقُ. وكَدَّدَ الرجلُ إِذا أَلقَى الكَدِيدَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ وَهُوَ الجَرِيشُ مِنَ الْمِلْحِ. والكَدِيدُ: صوتُ الملحِ الْجَرِيشِ إِذا صُبَّ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. والكَدِيدُ؛ تُرَابٌ الحَلْبَة، وكَدْكَدَ عَلَيْهِ أَي عَدَا عَلَيْهِ. وكَدَّ الدابةَ والإِنسانَ وغيرَهما يَكُدُّه كَدًّا: أَتعبه. وَرَجُلٌ مَكْدُود مَغْلُوبٌ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِعَبْدٍ لَهُ: لأَكُدَّنَّك كَدَّ الدَّبِرِ؛ أَراد أَنه يُلِحُّ عَلَيْهِ فِيمَا يُكِلِّفه مِنَ الْعَمَلِ الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبُه كَمَا أَن الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عَلَيْهِ ورُكِبَ أُتْعب الْبَعِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المسائلُ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرجلُ وجهَه ؛ الكَدُّ: الإِتعابُ. يُقَالُ: كَدَّ يَكُدّ فِي عَمَلِهِ إِذا اسْتَعْجَلَ وتَعِبَ، وأَراد بِالْوَجْهِ مَاءَهُ ورَوْنَقَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جُلَيْبِيب: وَلَا تَجْعَلُ عَيْشَهُمَا كَدًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَ كَدِّك وَلَا كَدِّ أَبيك أَي لَيْسَ حَاصِلًا بسَعْيِك وتَعَبِك. وكَدَّ الشيءَ يَكُدُّه واكتَدَّه: نَزَعَهُ بِيَدِهِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْجَامِدِ وَالسَّائِلِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَمُصُّ ثِمادِي، والمياهُ كَثِيرَةٌ، ... أُحاوِلُ مِنْهَا حَفْرَها واكتِدادَها يَقُولُ: أَرضَى بِالْقَلِيلِ وأَقَنعُ بِهِ. والكَدَدَةُ والكُدادة: مَا يَلْتَزِقُ بأَسفَلِ القِدْر بَعْدَ الغَرْف مِنْهَا. قَالَ الأَصمعي: الكُدادة مَا بَقِيَ فِي أَسفلِ القِدر. قَالَ الأَزهري: إِذا لَصِقَ الطبيخُ بأَسفل البُرْمه فَكُدَّ بالأَصابع، فَهِيَ الكُدادة. الْجَوْهَرِيُّ: الكُدادة، بِالضَّمِّ، القِشْدة وَمَا يَبْقَى فِي أَسفل الْقِدْرِ مِنْ الْمَرَقِ. والكُدادة: ثُفْل السَّمْن. وَبَقِيَتْ مِنَ الكلإِ كُدادة، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ.، وكُدادُ الصِّلِّيان: حُسافُه، وَهُوَ الرِّقَةُ يُؤْكَلُ حِينَ يَظْهَرُ وَلَا يُتْرَكُ حَتَّى يَتمّ. والكَدِيدُ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ. وَبِئْرٌ كَدُودٌ إِذَا لَمْ يُنَلْ ماؤُها إِلَّا بجَهْد. أَبو عَمْرٍو: الكُدَّدُ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وكَدْكَدَ الرجلُ فِي الضَّحِك وكَتْكَتَ وكَرْكَرَ وطَخْطَخَ وطَهْطَه كُلُّ ذَلِكَ إِذا أَفرَطَ فِي ضَحِكِه. والكَدْكَدَة: شِدَّةُ الضَّحِكِ؛ وأَنشد: وَلَا شَدِيدٍ ضِحْكُها كَدْكادِ، ... حَدَادِ دُونَ شَرِّها حَدادِ والكَدْكَدَةُ: ضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ عَلَى السَّيْفِ إِذا جَلاه. وأَكَدَّ الرجلُ واكْتَدَّ إِذا أَمسَك. وَفِي النَّوَادِرِ: كَدَّني وكَدْكَدَني وتَكَدَّدَني وتَكَرَّدَني أَي طَرَدَني طَرْدًا شَدِيدًا. والكَدْكَدَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ شَيْءٍ يَضْرِبُ عَلَى شَيْءٍ صُلْب. والكَدْكَدَة: العَدْوُ الْبَطِيءُ. وَحَكَى الأَصمعي: قَوْمٌ أَكدادٌ أَي سِراعٌ. والكُدادُ: اسْمُ فَحْلٍ تُنْسَبُ إِليه الحُمُر، يُقَالُ: بَنَاتٌ كُداد؛

وأَنشد: وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ، ... يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ كرد: الكَرْدُ: الطَّرْدُ. والمُكارَدَةُ: المُطارَدَةَ. كَرَدَهُمْ يَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم وطَرَدَهم ودفَعهم، وَخَصَّ بَعْضَهُمْ بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوّ فِي الحَمْلَة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا أَرادوا الدُّخُولَ عَلَيْهِ لِقَتْلِهِ جَعَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخنس يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ ويَكْردُهُم بِسَيْفِهِ أَي يَكُفُّهم ويطْردُهُم. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَذَكَرَ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ: كَانَ هَذَا الْمُتَكَلِّمُ كَرَد القومَ قَالَ لَا وَاللَّهِ أَي صَرَفَهم عَنْ رأْيِهِم وردَّهم عَنْهُ. والكَرْدُ: العُنُقُ، وَقِيلَ: الكَرْدُ لُغَةٌ فِي القَرْدِ وَهُوَ مَجْثم الرأْسَ عَلَى الْعُنُقِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَطارَ بمَشْحُوذِ الحديدةِ صارِمٍ، ... فَطَبَّقَ مَا بَينَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ وَقَالَ آخَرُ: وكنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ... ضربناهُ دونَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: وكنَّا إِذا العَبْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه، ... ضربناهُ بينَ الأُنْثَيَينِ عَلَى الكَرْدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ وَصَوَابُ إِنشاده: وَكُنَّا إِذا القَيْسِيُّ، بِالْقَافِ. والعَتُودُ: مَا اشْتَدَّ وَقَوِيَ مِنْ ذُكُورِ أَولاد الْمَعْزِ. ونَبِيبُه: صَوْتُهُ عِنْدَ الْهِيَاجِ. وأَراد بالأُنثيين هُنَا: الأُذنين. وَالْحَقِيقَةُ فِي الكْرد، أَنه أَصل العُنق. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: أَنه قَدِمَ عَلَى أَبي مُوسَى بِالْيَمَنِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فأَسلم ثمَّ تَهَوَّد، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقعُدُ حَتَّى تضرِبوا كَرْدَه أَي عُنُقَهُ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: يَا رَبِّ بَدِّلْ قُرْبَه بِبُعْدِه، ... واضربْ بحدِّ السيفِ عَظمَ كَرْدِه التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي: خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بِقَفَاهُ. والكُرْدُ: الدَّبْرَة، فَارِسِيٌّ أَيضاً، وَالْجَمْعُ كُرُودٌ، والكُرْدة كالكُرْد. والكُرْد، بِالضَّمِّ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَكراد؛ وأَنشد: لَعَمْرُكَ مَا كُرْدٌ مِنَ ابناءِ فارِس، ... وَلَكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عامِرِ . فَنَسَبَهُمْ إِلى الْيَمَنِ. والكِرْدِيدةُ: القِطْعَة الْعَظِيمَةُ مِنَ التَّمْرِ، وَهِيَ أَيضاً جُلَّةُ التَّمْرِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَفلَحَ مَنْ كانتْ لَهُ كِرْدِيدَه، ... يأْكلُ مِنْهَا وَهُوَ ثانٍ جِيدَه وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَه، ... وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَه، مِنْ تَمْرِها واعْلَوَّطَتْ بسُحرَه الْجَوْهَرِيُّ: والكِرديد، بِالْكَسْرِ، مَا يَبْقى فِي أَسفل الجُلَّةِ مِنْ جَانِبَيْهَا مِنَ التَّمْرِ، وَالْجَمْعُ الكَرادِيدُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: القاعِدات فَلَا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ، ... والآكِلات بَقِيَّاتِ الكَرادِيدِ والكُرْدُ: المَشارَةُ مِنَ الْمَزَارِعِ، وَيُجْمَعُ كُرْداً «2». كزد: كَزْدٌ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا حَقِيقَةُ عَرَبِيَّتِهِ.

_ (2). قوله [ويجمع كرداً] كذا بالأَصل ولعله كروداً كما تقدم له وهو القياس ويحتمل أنه أراد أن يكون كفلك مفرداً وجمعاً

كسد: الكَسادُ: خِلافُ النَّفاقِ ونقِيضُه، وَالْفِعْلُ يَكْسُدُ. وسُوق كَاسِدَةٌ «1»: بَائِرَةٌ. وكسَد الشيءُ كَساداً، فَهُوَ كاسِد وكَسِيدٌ، وسِلعة كَاسِدَةٌ. وكَسَدَتِ السوقُ تَكْسُد كَساداً: لَمْ تَنْفَقْ، وسوقٌ كاسدٌ، بِلَا هَاءٍ. وكسَدَ المتاعُ وَغَيْرُهُ، وكَسُدَ، فَهُوَ كَسِيد كَذَلِكَ. وأَكسَد القومُ: كَسَدَتْ سُوقُهُمْ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذْ كلُّ حَيٍّ نابِتٌ بأَرُومَةٍ، ... نبْتَ العِضاهِ، فَماجِدٌ وكَسِيدُ أَي دونٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى مُعَوِّذ الْحُكَمَاءِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: أُعَوِّذُ بَعْدَها الحكماءَ بَعْدِي، ... إِذا مَا الحَقُّ فِي الأَشْياعِ نَابَا وَرُوِيَ: فِي الأَزمان نَابَا؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ: أَن النَّاسَ كَالنَّبَاتِ فَمِنْهُمْ كرِيمُ المَنبتِ وغير كريمه. كشد: اللَّيْثُ: الكَشْد ضَرْبٌ مِنَ الحَلْب بِثَلَاثِ أَصابع. ابْنُ شُمَيْلٍ: الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ سَوَاءٌ، وَهُوَ الحَلْبُ بالسَّبَّابةِ والإِبهام. وكَشَدَ الناقةَ يَكْشِدُها كَشْداً، وَهِيَ كَشُود: حَلَبها بِثَلَاثِ أَصابع. وَنَاقَةٌ كَشُود، وَهِيَ الَّتِي تُحْلب كَشْداً فَتَدِرُّ. والكَشُودُ: الضَّيِّقَةُ الإِحْلِيل مِنَ النُّوق القَصِيرة الخِلْفِ. وكَشَدَ الشيءَ يَكْشِدُه كَشْداً: قَطَعَه بأَسنانه قطْعاً كَمَا يَقْطَعُ القِثَّاء وَنَحْوَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الكُشُدُ الكثيرُو الكَسْب الكادُّون عَلَى عِيالهم الواصِلون أَرْحامَهم، وَاحِدُهُمْ كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ. كغد: الكاغَدُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. كلد: كَلَدَ الشيءَ كَلْداً وكَلَّدَه: جَمَعَه وجعَل بعضَه عَلَى بَعْضٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَمَّا ارْجَعَنُّوا واشتَرَيْنا خِيارَهُم، ... وسارُوا أَسارَى فِي الحدِيدِ مُكَلَّدا والكَلَدَةُ: الأَرض الصُّلْبَة. والكَلَدَة: قِطعة مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ. والكَلَدُ والكَلَنْدَى: المكانُ الصُّلْبُ مِنْ غَيْرِ حَصًى. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ضَبٌّ كَلَدَة لأَنها لَا تَحْفِرُ جُحْرَها إِلا فِي الأَرض الصُّلْبة. وتَكَلَّد الرَّجُلُ: غَلُظَ لَحْمُهُ وتَغَزَّرَ. وذِيخٌ كالِدٌ: قدِيمٌ. وأَبو كَلَدَة: مِنْ كُنى الضِّبْعانِ. وكَلَدَةُ: اسْمُ رجل. والحرث بْنُ كَلَدة «2»: أَحد فُرسان الْعَرَبِ وشعَرائهم. والكَلَنْدَى: مَوْضِعٌ. والمُكْلَنْدِدُ: الصُّلْبُ. والمُكْلَنْدِدُ: الشديدُ الخَلْقِ العظيمُ. اللِّحْيَانِيُّ: اكلَنْدَى الرجلُ واكْلَنْدَدَ إِذا اشْتَدَّ، واكلَنْدَى الْبَعِيرُ إِذا غلُظ وَاشْتَدَّ مِثْلَ اعْلَنْدَى. وَبَعِيرٌ مُكْلَنْدٍ: صُلْبٌ شديدٌ. وعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: المُكْلَنْدِي الشَّدِيدُ. واكْلَنْدَد عَلَيْهِ: أَلقَى عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ. واكلَنْدَدَ: تَقَبَّضَ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً. كلهد: كَلْهَدَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. الأَزهري: أَبو كَلْهَدةَ مِنْ كُنى العرب. كمد: الكَمْدُ والكُمْدَةُ: تغيرُ اللونِ وذَهابُ صَفَائِهِ وبقاءُ أَثَرِه.

_ (1). وقوله [وسوق كاسدة] كذا بإثبات الهاء وقال فيما بعد بلا هاء وهو نص الجوهري والقاموس فلعل فيه لغتين (2). قوله [والحرث بن كلدة] ضبط في القاموس بالقلم بفتح الكاف وسكون اللام، وعبارة المصباح الكلدة القطعة الغليظة من الأَرض والجمع كلد مثل قصبة وقصب وبالمفرد سمي ومنه الحرث بن كلدة الطبيب

وكَمَدَ لونُه إِذا تغيَّر، ورأَيتُه كامِدَ اللَّوْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: كَانَتْ إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بِيَدِهَا فَتَصُبُّ عَلَى رأْسها بإِحْدى يَدَيْهَا فَتُكْمِدُ شِقَّها الأَيمنَ ؛ الكَمْدَةُ: تغيرُ اللونِ. يُقَالُ: أَكمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثوبَ إِذا لَمْ يُنَقِّه. وَرَجُلٌ كامدٌ وكَمِدٌ: عابِسٌ. والكَمعدُ: هَمٌّ وحُزن لَا يُسْتَطَاعُ إِمضاؤه. الْجَوْهَرِيُّ: الكَمَدُ الْحُزْنُ الْمَكْتُومُ. وكمَدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه، وَهُوَ كمَّادُ الثوبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والكَمَد أَشدُّ الْحُزْنِ. كمِدَ كَمَداً وأَكْمَده الْحُزْنُ. وكَمِدَ الرجلُ، فَهُوَ كَمِدٌ وكَمِيدٌ. وتَكْمِيدُ العُضْوِ: تَسْخِينُهُ بِخرَق وَنَحْوِهَا، وَذَلِكَ الكِمادِ، بِالْكَسْرِ. والكِمادَةُ: خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تُسَخَّنُ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ فَيُسْتَشْفَى بِهَا، وَقَدْ أَكْمَدَه، فَهُوَ مَكْمود، نَادِرٌ. وَيُقَالُ: كَمَدْتُ فُلَانًا إِذا وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ لَهُ ثَوْبًا أَو غَيْرَهُ وَتَابَعْتَ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ فَيَجِدُ له راحة، وهو التكنيدُ. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَادَ سعِيدَ بنَ العاصِ فَكَمَّده بِخِرْقَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: الكِمادُ أَحبّ إِليَّ مِنَ الكَيّ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: الكِمادُ مَكَانُ الْكَيِّ، والسَّعُوطُ مكانُ النَّفْخِ، واللَّدُودُ مَكَانُ الغمْزِ أَي أَنه يُبْدَلُ مِنْهُ ويَسُدُّ مَسَدَّه، وَهُوَ أَسهل وأَهون. وَقَالَ شَمِرٌ: الكِمادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَى بِالنَّارِ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الوَرَم، وَهُوَ كَيٌّ مِنْ غَيْرِ إِحراق؛ وقولُها: السَّعُوطُ مَكَانُ النَّفْخِ، هُوَ أَن يُشْتَكَى الحَلْقُ فيُنْفَخَ فِيهِ، فَقَالَتْ: السَّعوط خَيْرٌ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: النَّفْخُ دَوَاءٌ يُنْفَخُ بالقَصَب فِي الأَنف، وَقَوْلُهَا: اللَّدُودُ مَكَانُ الْغَمْزِ، هُوَ أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فتُغمَزَ بِالْيَدِ، فَقَالَتْ: اللَّدُودُ خَيْرٌ مِنْهُ وَلَا تَغْمِزْ باليد. كمهد: الكُمَّهْدَةُ: الكَمَرة؛ عَنْ كُرَاعٍ. والكُمَّهْدَة: الفَيْشَلة؛ وَقَوْلُهُ: نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ، ... شِفَاؤُهَا مِنْ دَائِهَا الكُمْهَدَّهْ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ لُغَةً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ غيَّر لِلضَّرُورَةِ. واكْمَهَدَّ الفرخُ: أَصابه مِثلُ الِارْتِعَادِ وَذَلِكَ إِذا زَقَّه أَبواه. أَبو عَمْرٍو: الكُمْهُدُ الكبيرُ الكُمَّهْدَةِ، وَهِيَ الْكَوْسَلَةُ: إِنَّ لَهَا بِكِنْهَلِ [بِكِنْهِلِ] الكَنَاهِلِ ... حَوْضاً، يَرُدُّ رُكَّبَ النَّواهِلِ «1» . أَراد يُصَائِبُهُ. كند: كَنَدَ يَكْنُدُ كُنوداً: كَفَرَ النِّعْمَة؛ وَرَجُلٌ كنَّادٌ وكَنُودٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ؛ قِيلَ: هُوَ الجَحُود وَهُوَ أَحسن، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يأْكُل وحْدَه ويمْنَعُ رِفْدَه ويَضْرِب عَبْده. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِي اللُّغَةِ أَصلًا وَلَا يَسُوغُ أَيضاً مَعَ قَوْلِهِ لِرَبِّهِ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: لَكَنود، لَكَفور بِالنِّعْمَةِ؛ وَقَالَ الْحَسَنُ: لَوَّام لِرَبِّهِ يَعُدُّ المصيباتِ ويَنْسى النِّعَم؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَكَنُودٌ، مَعَنَاهُ لَكَفُورٌ يَعْنِي بِذَلِكَ الْكَافِرَ. وامرأَة كُنُدٌ وكَنُود: كَفور لِلْمُوَاصَلَةِ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ امرأَته:

_ (1). قوله [إن لها إلخ] كذا بالأَصل وهو بهذا الضبط بشكل القلم في معجم ياقوت وانظر ما مناسبة هذا البيت هنا إلا أن يكون البيت الذي بعده أو قبله فيه الشاهد وسقط من قلم المصنف أو الناسخ أو نحو ذلك

كَنُودٌ لَا تَمُنُّ وَلَا تُفادِي، ... إِذا عَلِقَتْ حَبائِلُها بِرَهْنِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: كَنُود كَفور لِلْمَوَدَّةِ. وكَنَدَه أَي قطَعَه؛ قَالَ الأَعشى: أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الْفُؤَادِ ... وَصُول حِبالٍ وكَنَّادها وأَرض كَنُود: لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. وكِنْدَةُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: أَبو حَيٍّ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ كَنْدَةُ بْنُ ثَوْرٍ. وكَنُودٌ وكنَّاد وكُنادة: أَسماء. كنعد: الكَنْعَتُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ كالكَنْعَد، قَالَ: وأُرى تَاءَهُ بَدَلًا وَالنُّونُ سَاكِنَةٌ وَالْعَيْنُ مَنْصُوبَةٌ؛ وأَنشد: قُلْ لِطِعامِ الأَزْدِ: لَا تَبْطَرُوا ... بالشِّيمِ والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ وَقَالَ جَرِيرٍ: كَانُوا إِذا جَعَلوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلًا. ... ثُمَّ اشْتَوَوا كَنْعَداً مِن مالحٍ، جدَفَوا كهد: كَهَدَ فِي الْمَشْيِ كَهْداً: أَسْرَع. وَشَيْخٌ كَوْهَدٌ: يُرْعَشُ مِنَ الكِبَر، وَقَدِ اكْوَهَدَّ الشَّيْخُ والفَرْخُ إِذا ارْتَعَد. الْجَوْهَرِيُّ: كَهَدَ الحِمارُ كَهَداناً أَي عَدَا،؛ وأَكْهَدْتُه أَنا. واكْوَهَدَّ الفرخُ اكْوِهْداداً، وَهُوَ ارتِعادُه إِلى أُمِّهِ لِتَزُقَّه. وكَهَدَ إِذا أَلَحَّ فِي الطَّلَبِ. وأَكْهَدَ صاحبَه إِذا أَتعبه؛ وَهُوَ فِي بَيْتِ الْفَرَزْدَقِ: مُوَقَّعَة بِبَيَاضِ الرُّكُود، ... كَهُود اليَدَيْنِ مَعَ المُكْهِدِ أَراد بِكَهُودِ الْيَدَيْنِ الأَتانَ، وبالمُكْهِد العَيْرَ. كَهُودُ الْيَدَيْنِ: سَرِيعَةٌ. والمُكْهِدُ: المُتْعِبُ. وَيُقَالُ: أَصابه جَهْد وكَهْد. وَلَقِيَنِي كاهِداً قَدْ أَعيا ومُكْهَداً [مُكْهِداً]؛ وَقَدْ كَهَدَ وأَكْهَدَ وَكَدَه وأَكْدَه كُلُّ ذَلِكَ إِذا أَجْهَدَه الدُّؤُوب. كود: كادَ: وُضِعَتْ لِمُقَارَبَةِ الشَّيْءِ، فُعِلَ أَو لَمْ يُفْعَلْ، فمجرْدَةً تنبيء عَنْ نَفْيِ الْفِعْلِ، وَمَقْرُونَةً بالجحْد تنبئُ عَنْ وُقُوعِ الْفِعْلِ. قَالَ بَعْضِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَكادُ أُخْفِيها ؛ أُريد أُخفيها. قَالَ: فَكَمَا جَازَ أَن تُوضَعَ أُريد مَوْضِعَ أَكاد فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، فَكَذَلِكَ أَكاد؛ وأَنشد الأَخفش: كادَتْ وكِدْتُ وتِلْكَ خيرُ إِرادَةٍ، ... لَوْ عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ مَا مَضَى وَسَنَذْكُرُهَا فِي كَيَدَ بَعْدَ هَذِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ كَوَدَ: كادَ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَةً: هَمَّ وقارَبَ وَلَمْ يَفْعَل، وَهُوَ بِالْيَاءِ أَيضاً وَسَنَذْكُرُهُ. وَلَا كَوْداً وَلَا هَمًّا أَي لَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ، وَهُوَ بِالْيَاءِ أَيضاً. اللَّيْثُ: الكَوْد مَصْدَرُ كَادَ يكودُ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَة. تَقُولُ لِمَنْ يَطْلُبُ إِليك شَيْئًا وَلَا تُرِيدُ أَن تُعْطِيَهُ، تَقُولُ: لَا وَلَا مَكادَةً وَلَا مَهَمَّةً وَلَا كَوْداً وَلَا هَمّاً وَلَا مَكاداً وَلَا مَهَمّاً. وَيُقَالُ: وَلَا مَهَمَّة لِي وَلَا مَكادة أَي لَا أَهُمُّ وَلَا أَكادُ، وَلُغَةُ بَنِي عَدِيٍّ: كُدْتُ أَفْعَل كَذَا، بِضَمِّ الْكَافِ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ. أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ: لَا وَلَا كَيْدًا لَكَ وَلَا هَمًّا، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: لَا أَفعل ذَلِكَ وَلَا كَوْداً، بِالْوَاوِ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ العوَّام: كادَ زيدٌ أَن يموتَ؛ وأَن لَا تَدْخل مَعَ كَادَ وَلَا مَعَ مَا تصرَّف مِنْهَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ؛ وَكَذَلِكَ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ. قَالَ: وَقَدْ يُدْخلون عَلَيْهَا أَنْ تَشْبِيهًا

بعَسَى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ كادَ مِنْ طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحا وَقَوْلُهُمْ: عَرَفَ فُلَانٌ مَا يُكادُ مِنْهُ أَي مَا يرادُ مِنْهُ. وَحَكَى أَبو الْخَطَّابِ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ كِيدَ زَيْدٌ يَفْعل كَذَا وَمَا زِيلَ يَفْعَلُ كَذَا؛ يُرِيدُونَ كَادَ وَزَالَ فَنَقَلُوا الْكَسْرَ إِلى الْكَافِ كَمَا نَقَلُوا فِي فَعِلْت. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ مِنْ كَادَ يَكَادُ: هُمَا يَتَكايدان، وأَصحاب النَّحْوِ يَقُولُونَ: يَتَكاوَدَان وَهُوَ خطأٌ. والكَوْد: كلُّ «1» مَا جَمَعْتَه وَجَعَلْتَهُ كُثَباً مِنْ طَعَامٍ وترابٍ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ أَكوادٌ. وكوَّدَ الترابَ: جَمَعَه وَجَعَلَهُ كُثْبَةً، يمانيةٌ. وكُوَادٌ وكوَيْدٌ: اسمان. كيد: كَادَ يَفْعَل كَذَا كَيْداً: قارَب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يَسْتَعْمِلُوا الِاسْمَ وَالْمَصْدَرَ اللَّذَيْنِ فِي مَوْضِعِهِمَا يَفْعَلُ فِي كَادَ وعَسَى، يَعْنِي أَنهم لَا يَقُولُونَ كادَ فاعِلًا أَو فعْلًا فَتُرِكَ هَذَا مِنْ كَلَامِهِمْ لِلِاسْتِغْنَاءِ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي كَلَامِهِمْ؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا. فأُبْتُ إِلى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آئِبًا، ... وَكَمْ مِثلِها فارَقْتُها، وهْيَ تَصْفرُ قَالَ: هَكَذَا صِحَّةُ هَذَا الْبَيْتِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شِعْرِهِ، فأَما رِوَايَةُ مَنْ لَا يَضْبُطُهُ وَمَا كُنْتُ آئِبًا وَلِمَ أَكُ آئِبًا فَلِبُعْدِهِ عَنْ ضَبْطِهِ؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ، قَالَ: وَيُؤَكِّدُ مَا رَوَيْنَاهُ نَحْنُ مَعَ وُجُودِهِ فِي الدِّيوَانِ أَن الْمَعْنَى عَلَيْهِ أَلا تَرَى أَن مَعْنَاهُ فأُبْتُ وما كِدْتُ أَؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فَلَا وَجْهَ لَهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَلَا أَفعلُ ذَلِكَ وَلَا كَيْدًا وَلَا هَمّاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ أَن نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ كِيدَ زَيدٌ يَفْعَلُ كَذَا؛ وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ: وَمَا زِيل يَفْعَلُ كَذَا؛ يُرِيدُونَ كادَ وَزَالَ فَنَقَلُوا الْكَسْرَ إِلى الْكَافِ فِي فَعِلَ كَمَا نَقَلُوا فِي فعِلْت؛ وَقَدْ رُوِيَ بيتُ أَبي خِراش: وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي، ... وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذَلِكَ يَيْتَم قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ قَالُوا كُدْتُ تَكادُ فَاعْتَلَتْ مِنْ فَعُلَ يفْعَل، كَمَا اعْتَلَتْ مِت تَمُوتُ عَنْ فَعِلَ يَفْعُلُ، وَلَمْ يَجِئْ تَمُوتُ عَلَى مَا كَثُرَ فِي فَعِلَ. قَالَ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَكادُ أُخْفِيها ؛ قَالَ الأَحفَش: مَعْنَاهُ أُخفيها. اللَّيْثُ: الكَيْدُ مِنَ المَكِيدَة، وَقَدْ كَادَهُ مَكِيدةً. والكَيْدُ: الخُبْثُ والمَكْرُ؛ كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْداً ومَكِيدَةً، وَكَذَلِكَ المكايَدةُ. وكلُّ شَيْءٍ تعالجُه، فأَنت تَكِيدُه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا قَوْلُكَ فِي عُقُولٍ كَادَهَا خَالِقُهَا؟ وَفِي رِوَايَةٍ: تِلْكَ عقولٌ كَادَهَا بارِئُها أَي أَرادها بِسُوءٍ. يُقَالُ: كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه. والكَيْدُ: الاحتيالُ وَالِاجْتِهَادُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْحَرْبُ كَيْدًا. وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ كَيْدًا: يَجُودُ بِهَا وَيَسُوقُ سِياقاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ سيِّدِ قومٍ فَقَدْ صَدقْتَ اللهَ مَا وعَدْتَه وَهُوَ صادقُك مَا وعَدَك ؛ يكيدُ بِنَفْسِهِ: يُرِيدُ النَّزْعَ. والكَيْدُ: السَّوْقُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَخْرُجُ المرأَة إِلى أَبيها يَكِيدُ بِنَفْسِهِ أَي عندَ نَزْعِ روحِه وموتِه. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: مَا كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قَدْ بلَغت؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ وَجْهُ الْعَرَبِيَّةِ؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُدْخِلُ كَادَ وَيَكَادُ فِي الْيَقِينِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الظَّنِّ أَصله الشَّكُّ ثُمَّ يُجْعلُ يَقِينًا. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَمْ يَكَدْ يَراها ؛ حُمِلَ على المعنى

_ (1). قوله [والكود كل إلخ] في القاموس والكودة ما جمعت من تراب ونحوه.

وَذَلِكَ أَنه لَا يَرَاهَا، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ كادَ يَفْعَلُ إِنما تَعْنِي قارَب الْفِعْلَ، وَلَمْ يَفعل عَلَى صِحَّةِ الْكَلَامِ، وَهَكَذَا مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ إِلا أَنَّ اللُّغَةَ قَدْ أَجازت لَمْ يَكَد يَفْعل وَقَدْ فعَل بَعْدَ شِدَّةٍ، وَلَيْسَ هَذَا صِحَّةَ الْكَلَامِ لأَنه إِذا قَالَ كادَ يَفْعَلُ فإِنما يَعْنِي قارَبَ الفِعْل، وإِذا قَالَ لَمْ يكَدْ يَفْعَل يَقُولُ لَمْ يقارِبِ الْفِعْلَ إِلا أَن اللُّغَةَ جاءَت عَلَى مَا فُسِّرَ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ عَلَى صِحَّةِ الْكَلِمَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُلَّمَا أَخرج يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمَةِ لأَنَّ أَقلَّ مِنْ هَذِهِ الظُّلْمَةِ لَا تُرى الْيَدُ فِيهِ، وأَما لَمْ يَكَدْ يَقُومُ فَقَدْ قَامَ، هَذَا أَكثر اللُّغَةِ. ابْنُ الأَنباري: قَالَ اللُّغَوِيُّونَ كِدْتُ أَفْعَلُ مَعْنَاهُ عِنْدَ الْعَرَبِ قاربْتُ الْفِعْلَ، وَلَمْ أَفعل وَمَا كِدْتُ أَفعَلُ مَعْنَاهُ فَعَلْتُ بَعْدَ إِبْطاء. قَالَ: وَشَاهِدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ ؛ مَعْنَاهُ فَعَلُوا بَعْدَ إِبطاء لِتَعَذُّرِ وِجْدانِ الْبَقَرَةِ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ يَكُونُ: مَا كِدْتُ أَفْعَلُ بِمَعْنَى مَا فَعَلْتُ وَلَا قارَبْتُ إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: قَدْ كَادَ فُلَانٌ يَهْلِكُ؛ مَعْنَاهُ قَدْ قاربَ الهلاكَ وَلَمْ يَهْلِكْ، فإِذا قُلْتَ مَا كَادَ فلانٌ يَقُومُ، فَمَعْنَاهُ قَامَ بَعْدَ إِبطاء؛ وَكَذَلِكَ كَادَ يَقُومُ مَعْنَاهُ قَارَبَ القيامَ وَلَمْ يَقُمْ؛ قَالَ: وَهَذَا وَجْهُ الْكَلَامِ، ثُمَّ قَالَ: وَتَكُونُ كَادَ صِلَةً لِلْكَلَامِ، أَجاز ذَلِكَ الأَخفش وَقُطْرُبُ وأَبو حَاتِمٍ؛ وَاحْتَجَّ قُطْرُبُ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: سَريعٌ إِلى الهَيْجاءِ شاكٍ سِلاحهُ، ... فَمَا إِنْ يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ مَعْنَاهُ مَا يَتَنَفَّس قِرْنُه؛ وَقَالَ حَسَّانُ: وتَكادُ تَكْسَلُ أَن تجيءَ فِراشَها مَعْنَاهُ وتَكْسَل. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَمْ يَكَدْ يَراها ؛ مَعْنَاهُ لَمْ يَرَهَا وَلَمْ يُقارِبْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَآهَا مِنْ بَعْدَ أَن لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمَةِ؛ وَقَوْلِ أَبي ضَبَّةَ الْهُذَلِيِّ: لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنانَ فَكَبَّه ... مِنَّي تَكايُدُ طَعْنَة وتَأَيُّدُ قَالَ السُّكَّرِيُّ: تَكايُدٌ تَشَدُّدٌ. وَكَادَتِ المرأَة: حَاضَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه نَظَرَ إِلى جَوارٍ قَدْ كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ فأَمر أَن يَتَنَحَّيْنَ ؛ مَعْنَاهُ حِضْنَ فِي الطَّرِيقِ. يُقَالُ: كَادَتْ تَكِيدُ كَيْداً إِذا حَاضَتْ. وكادَ الرجلُ: قاءَ. والكَيْدُ: القَيْءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ: إِذا بَلِع الصائمُ الكَيْدَ أَفطر ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: الكَيْدُ صِياحُ الغُراب بجَهْد وَيُسَمَّى إِجهادُ الغُرابِ فِي صِيَاحِهِ كَيْدًا، وَكَذَلِكَ الْقَيْءُ. والكَيْدُ: إِخراج الزَّنْد النارَ. والكَيْدُ: التَّدْبِيرُ بِبَاطِلٍ أَو حَقّ. والكَيْدُ: الْحَيْضُ. والكَيْدُ: الْحَرْبُ. وَيُقَالُ: غَزَا فُلَانٌ فَلَمْ يَلْقَ كَيْداً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَزَا غَزْوَةَ كَذَا فَرَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْداً أَي حَرْبًا. وَفِي حَدِيثِ صُلْح نَجْران: أَن عَلَيْهِمْ عاريةَ السِّلَاحَ إِن كان باليمن كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ أَي حَرْبٌ وَلِذَلِكَ أَنَّثها. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ مِن كَادَهُمَا يَتَكايَدان وأَصحاب النَّحْوِ يَقُولُونَ يَتَكَاوَدَانِ وَهُوَ خطأٌ لأَنهم يَقُولُونَ إِذا حُمِلَ أَحدهم عَلَى مَا يَكْره: لَا وَاللَّهِ وَلَا كَيْداً وَلَا هَمًّا؛ يُرِيدُ لَا أُكادُ وَلَا أُهَمُّ. وَحَكَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَهل اللُّغَةِ: كَادَ يَكَادُ كَانَ فِي الأَصل كَيِدَ يَكْيَدُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي بِهِ الْكُفَّارَ، إِنهم يُخاتلون النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُظْهِرون مَا هُمْ عَلَى خِلَافِهِ؛ وأَكِيد كَيْدًا؛ قَالَ: كَيْد اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ اسْتِدْرَاجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا

فصل اللام

يَعْلَمُونَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَكِيدُ أَمراً مَا أَدْرِي مَا هُوَ إِذا كَانَ يُرِيغُه ويَحْتالُ لَهُ وَيَسْعَى لَهُ ويَخْتِلُه. وَقَالَ: بَلَغُوا الأَمر الَّذِي كَادُوا، يُرِيدُ: طَلَبُوا أَو أَرادوا؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ فِي كَادَ بِمَعْنَى أَراد للأَفوه: فإِنْ تَجَمَّعَ أَوتادٌ وأَعْمِدَةٌ ... وساكِنٌ، بَلَغُوا الأَمرَ الَّذِي كَادُوا أَراد الَّذِي أَرادوا؛ وأَنشد: كادَتْ وكِدْتُ، وَتِلْكَ خَيرُ إِرادةٍ، ... لَوْ كانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابةِ مَا مَضَى قَالَ: مَعْنَاهُ أَرادتْ وأَرَدْتُ. قَالَ: وَيَحْتَمِلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَمْ يَكَدْ يَراها ، لأَن الَّذِي عايَنَ مِنَ الظُّلُمَاتِ آيَسَه مِنَ التأَمل لِيَدِهِ والإِبصار إِليها. قَالَ: وَيَرَاهَا بِمَعْنَى أَن يَرَاهَا فَلَمَّا أَسقط أَن رَفَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ؛ مَعْنَاهُ أَن أَعبد. فصل اللام لبد: لبَدَ بِالْمَكَانِ يَلْبُدُ لبُوداً ولَبِدَ لَبَداً وأَلبَدَ: أَقام بِهِ ولَزِق، فَهُوَ مُلْبِدٌ بِهِ، ولَبَدَ بالأَرض وأَلبَدَ بِهَا إِذا لَزِمَها فأَقام؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِرَجُلَيْنِ جَاءَا يسأَلانه: أَلبِدا بالأَرض «2» حَتَّى تَفْهَما أَي أَقيما؛ وَمِنْهُ قَوْلُ حُذَيْفَةَ حِينَ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ قَالَ: فإِن كَانَ ذَلِكَ فالبُدُوا لبُودَ الراعِي عَلَى عَصَاهُ خَلْفَ غَنَمِه لَا يذهبُ بِكُمُ السَّيلُ أَي اثْبُتُوا وَالْزَمُوا منازِلَكم كَمَا يَعْتَمِدُ الرَّاعِي عَصَاهُ ثَابِتًا لَا يَبْرَحُ واقْعُدوا فِي بُيُوتِكُمْ لَا تَخْرُجُوا مِنْهَا فَتَهْلِكوا وَتَكُونُوا كَمَنْ ذهبَ بِهِ السيلُ. ولَبَدَ الشيءُ بالشيءِ يَلْبُد إِذَا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: الخُشوعُ فِي القلبِ وإِلبادِ الْبَصَرِ فِي الصَّلَاةِ أَي إِلزامِه موضعَ السُّجُودِ مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَرْزةَ: مَا أُرى اليومَ خَيْرًا مِنْ عِصابة مُلْبِدة يَعْنِي لَصِقُوا بالأَرض وأَخْملوا أَنفسهم. واللُّبَدُ واللَّبِدُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يُسَافِرُ وَلَا يَبْرَحُ مَنْزِلَه وَلَا يطلُب مَعَاشًا وَهُوَ الأَلْيَسُ؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْ أَمرِ ذِي بَدَواتٍ لَا تَزالُ لَهُ ... بَزْلاءُ، يَعْيا بِهَا الجَثَّامةُ اللُّبَدُ وَيُرْوَى اللَّبِدُ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْكَسْرُ أَجود. والبَزْلاءُ: الحاجةُ الَّتِي أُحْكِمَ أَمرُها. والجَثَّامةُ والجُثَمُ أَيضاً: الَّذِي لَا يَبْرَحُ مِنْ محلِّه وبَلْدِتِه. واللَّبُودُ: القُرادُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَلْبد بالأَرض أَي يَلْصَق. الأَزهري: المُلْبِدُ اللَّاصِقُ بالأَرض. ولَبَدَ الشيءُ بالأَرض، بِالْفَتْحِ، يَلْبُدُ لبُوداً: تَلَبَّد بِهَا أَي لَصِقَ. وتَلَبَّد الطائرُ بالأَرض أَي جَثَمَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَنه كَانَ يَحْلُبُ فَيَقُولُ: أَأُلْبِدُ أَم أُرْغِي؟ فإِن قَالُوا: أَلْبِدْ أَلزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْع فَحَلَبَ، وَلَا يَكُونُ لِذَلِكَ الحَلبِ رَغْوة، فإِن أَبان العُلْبة رَغَا الشَّخْب بِشِدَّةِ وُقُوعِهِ فِي الْعُلْبَةِ. والمُلَبِّدُ مِنَ الْمَطَرِ: الرَّشُّ؛ وَقَدْ لَبَّد الأَرضَ تَلْبِيدًا. ولُبَدٌ: اسْمُ آخَرِ نُسُورِ لُقْمَانَ بْنِ عادٍ، سَمَّاهُ بِذَلِكَ لأَنه لَبِدَ فَبَقِيَ لَا يَذْهَبُ وَلَا يَمُوتُ كاللَّبِدِ مِنَ الرِّجَالِ اللَّازِمِ لِرَحْلِهِ لَا يُفَارِقُهُ؛ ولُبَدٌ يَنْصَرِفُ لأَنه لَيْسَ بِمَعْدُولٍ، وَتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَن لُقْمَانَ هُوَ الَّذِي بَعَثَتْهُ عَادٌ فِي وَفْدِهَا إِلى الْحَرَمِ يَسْتَسْقِي لَهَا، فَلَمَّا أُهْلِكُوا خُيِّر لُقْمَانُ بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعْرات سُمْر مِنْ أَظْبٍ عُفْر فِي جَبَلٍ وَعْر لَا يَمَسُّها القَطْرُ، أَو بَقَاءِ سَبْعَةِ أَنْسُرٍ كُلَّمَا أُهْلِكَ نَسْرٌ خلَف بَعْدَهُ نَسْرٌ، فَاخْتَارَ النُّسُور

_ (2). قوله [ألبدا بالأَرض] يحتمل أنه من باب نصر أو فرح من ألبد وبالأَخير ضبط في نسخة من النهاية بشكل القلم.

فَكَانَ آخِرُ نُسُورِهِ يُسَمَّى لُبَداً وَقَدْ ذَكَرَتْهُ الشُّعَرَاءُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَضْحَتْ خَلاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتُمِلوا، ... أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَد وَفِي الْمَثَلِ: طَالَ الأَبَد عَلَى لُبَد. ولُبَّدَى ولُبَّادَى ولُبادَى؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: طَائِرٌ عَلَى شَكْلِ السُّمانى إِذا أَسَفَّ عَلَى الأَرض لَبَدَ [لَبِدَ] فَلَمْ يَكَدْ يَطِيرُ حَتَّى يُطار؛ وَقِيلَ: لُبَّادى طَائِرٌ. تَقُولُ صِبْيَانُ الْعَرَبِ: لُبَّادى فَيَلْبُد حَتَّى يؤْخذ. قَالَ اللَّيْثُ: وَتَقُولُ صِبْيَانُ الأَعراب إِذا رأَوا السُّمَانَى: سمُانَى لُبادَى البُدِي لَا تُرَيْ، فَلَا تَزَالُ تَقُولُ ذَلِكَ وَهِيَ لَابِدَةٌ بالأَرض أَي لاصِقة وَهُوَ يُطِيفُ بِهَا حَتَّى يأْخذها. والمُلْبِدُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَضْرِبُ فَخِذَيْهِ بِذَنَبِهِ فيلزَقُ بِهِمَا ثَلْطُه وبَعْرُه، وخصَّصه فِي التَّهْذِيبِ بِالْفَحْلِ مِنَ الإِبل. الصِّحَاحُ: وأَلبد الْبَعِيرُ إِذا ضَرَبَ بِذَنَبِهِ عَلَى عجُزه وَقَدْ ثَلَطَ عَلَيْهِ وَبَالَ فَيَصِيرُ عَلَى عجزه لِبْدَة [لُبْدَة] مِنْ ثَلْطه وَبَوْلِهِ. وتَلَبَّد الشعَر وَالصُّوفُ والوَبَر والتَبَدَ: تداخَلَ ولَزِقَ. وكلُّ شَعَرٍ أَو صُوفٍ مُلْتَبدٍ بعضُه عَلَى بَعْضٍ، فَهُوَ لِبْد ولِبْدة ولُبْدة، وَالْجَمْعُ أَلْباد ولُبُود عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الْهَاءِ؛ وَفِي حَدِيثِ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: وبَيْنَ نِسْعَيْه خِدَبًّا مُلْبِدا أَي عَلَيْهِ لِبْدةٌ مِنَ الوَبَر. ولَبِدَ الصوفُ يَلْبَدُ لَبَداً ولَبَدَه: نَفَشَه «1» بِمَاءٍ ثُمَّ خَاطَهُ وَجَعَلَهُ فِي رأْس العَمَد لِيُكَوِّنَ وِقايةً لِلْبِجَادِ أَنْ يَخْرِقَه، وَكُلُّ هَذَا مِنَ اللُّزُوقِ؛ وتَلَبَّدَتِ الأَرض بِالْمَطَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ أَي جَعَلَتْها قَوِيَّةً لَا تسُوخُ فِيهَا الأَرْجُلُ؛ والدِّماثُ: الأَرَضون السَّهْلة. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَيْسَ بِلَبِد فَيُتَوَقَّل وَلَا لَهُ عِنْدِي مُعَوَّل أَي ليسَ بِمُسْتَمْسِكٍ مُتَلَبِّدٍ فَيُسْرَع المشيُ فِيهِ ويُعْتَلى. وَالْتَبَدَ الْوَرَقُ أَي تَلَبَّد بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. وَالْتَبَدَتِ الشَّجَرَةُ: كَثُرَتْ أَوراقها؛ قَالَ السَّاجِعُ: وعَنْكَثاً مُلْتَبِدا ولَبَّد النَّدى الأَرضَ. وَفِي صِفَةِ طَلْح الْجَنَّةِ: أَنّ اللَّهَ يَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا مِثْلَ خُصْوَةِ التَّيْسِ «2» المَلْبُود أَي المُكْتَنِزِ اللَّحْمِ الَّذِي لَزِمَ بَعْضُهُ بَعْضًا فتلبَّدَ. واللِّبْدُ مِنَ البُسُط: مَعْرُوفٌ، وَكَذَلِكَ لِبْدُ السَّرْجِ. وأَلْبَدَ السرْجَ: عَمِلَ لَهُ لِبْداً. واللُّبَّادةُ: قَباء مِنْ لُبود. واللُّبَّادة: لِباس مِنْ لُبُود. واللِّبْدُ: وَاحِدُ اللُّبُود، واللِّبْدَة أَخص مِنْهُ. ولَبَّدَ شعَرَه: أَلزقه بشيءٍ لَزِج أَو صَمْغٍ حَتَّى صَارَ كاللِّبد، وَهُوَ شَيْءٌ كَانَ يَفْعَلُهُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِذا لَمْ يُرِيدُوا أَن يَحْلِقُوا رؤُوسهم فِي الْحَجِّ، وَقِيلَ: لَبَّد شَعَرَهُ حَلَقَهُ جَمِيعًا. الصِّحَاحُ: وَالتَّلْبِيدُ أَن يَجْعَلَ الْمُحْرِمُ فِي رأْسه شَيْئًا مِنْ صَمْغٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعَرُهُ بُقْياً عَلَيْهِ لِئَلَّا يَشْعَثَ فِي الإِحرام ويَقْمَلَ إِبْقاء عَلَى الشَّعَرِ، وإِنما يُلَبِّدُ مَنْ يَطُولُ مُكْثُهُ فِي الإِحرام. وَفِي حَدِيثِ الْمُحْرِمِ: لَا تُخَمّروا رأْسه فإنه يُبْعَث مُلَبِّداً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: مَنْ لَبَّدَ أَو عَقَصَ أَو ضَفَرَ فَعَلَيْهِ الحلق ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ لَبَّد يَعْنِي أَن يَجْعَلَ الْمُحْرِمُ فِي رأْسه شَيْئًا مِنْ صَمْغٍ أَو عَسَلٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعَرُهُ وَلَا يَقْمَل. قال

_ (1). قوله [ولبده نفشه] في القاموس ولبد الصوف كضرب نفشه كلبده يعني مضعفاً. (2). قوله [خصوة التيس] هو بهذه الحروف في النهاية أيضاً ولينظر ضبط خصوة ومعناها.

الأَزهري: هَكَذَا قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما التَّلْبِيدُ بُقْياً عَلَى الشَّعَرِ لِئَلَّا يَشْعَثَ فِي الإِحرام وَلِذَلِكَ أُوجب عَلَيْهِ الْحَلْقُ كَالْعُقُوبَةِ لَهُ؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِزُبْرِة الأَسَد: لِبْدَةٌ؛ والأَسد ذُو لِبْدَةٍ. واللِّبْدة: الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ عَلَى زُبْرَةِ الأَسد؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الشَّعَرُ الْمُتَرَاكِبُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَمنع مِنْ لِبدة الأَسد، وَالْجَمْعُ لِبَد مثلِ قِرْبة وقِرَب. واللُّبَّادة: مَا يُلْبَسُ مِنْهَا لِلْمَطَرِ؛ التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ بَلَدَ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ومُبْلِدٍ بينَ مَوْماةٍ ومَهْلَكةٍ، ... جاوَزْتُه بِعَلاة الخَلْقِ عِلْيانِ قَالَ: المُبْلِدُ الْحَوْضُ الْقَدِيمُ هَاهُنَا؛ قَالَ: وأَراد مُلْبِدَ فَقَلَبَ وَهُوَ اللَّاصِقُ بالأَرض. وَمَا لَهُ سَبَدٌ وَلَا لَبَد؛ السَّبَدُ مِنَ الشَّعَرِ واللبَد مِنَ الصُّوفِ لِتَلَبُّدِهِ أَي مَا لَهُ ذُو شَعَرٍ وَلَا ذُو صُوفٍ؛ وَقِيلَ السَّبْدُ هُنَا الْوَبَرُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا لَهُ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ؛ وَكَانَ مَالُ الْعَرَبِ الْخَيْلَ والإِبل وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ فَدَخَلَتْ كُلُّهَا فِي هَذَا الْمَثَلِ. وأَلبَدَتِ الإِبلُ إِذا أَخرج الرَّبِيعُ أَوبارَها وأَلوانها وحَسُنَتْ شارَتُها وتهيأَت للسمَن فكأَنها أُلْبِسَتْ مِنْ أَوبارها أَلباداً. التَّهْذِيبُ: وللأَسد شَعَرٌ كَثِيرٌ قَدْ يَلْبُد عَلَى زُبْرته، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَنَامِ الْبَعِيرِ؛ وأَنشد: كأَنه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَس وَمَالٌ لُبَد: كَثِيرٌ لَا يُخاف فَنَاؤه كأَنه التَبَدَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً ؛ أَي جَمّاً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اللُّبَد الْكَثِيرُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدَتُهُ لُبْدةٌ، ولُبَد: جِماع؛ قَالَ: وَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى جِهَةِ قُثَمٍ وحُطَم وَاحِدًا وَهُوَ فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا: الْكَثِيرُ. وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ: مَالًا لُبَّداً ، مُشَدَّدًا، فكأَنه أَراد مَالًا لَابِدًا. ومالانِ لابِدانِ وأَموالٌ لُبَّدٌ. والأَموالُ والمالُ قَدْ يَكُونَانِ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ. واللِّبْدَة واللُّبْدة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يُقِيمُونَ وسائرُهم يَظْعنون كأَنهم بِتَجَمُّعِهِمْ تَلَبَّدوا. وَيُقَالُ: النَّاسُ لُبَدٌ أَي مُجْتَمِعُونَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لُبَداً؛ وَقِيلَ: اللِّبْدَةُ الْجَرَادُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَلَى التَّشْبِيهِ. واللُّبَّدَى: الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ، مِنْ ذَلِكَ. الأَزهري: قَالَ وقرئَ: كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ كَادَ الجنُّ لَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ وتعجَّبوا مِنْهُ أَن يسْقُطوا عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً ؛ أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحِدَتُهَا لِبْدَة؛ قَالَ: وَمَعْنَى لِبَداً يَرْكَبُ بعضُهم بَعْضًا، وكلُّ شَيْءٍ أَلصقته بِشَيْءٍ إِلصاقاً شَدِيدًا، فَقَدْ لَبَّدْتَه؛ وَمِنْ هَذَا اشْتِقَاقُ اللُّبود الَّتِي تُفْرَشُ. قَالَ: ولِبَدٌ جَمْعُ لِبْدَة ولُبَدٌ، وَمَنْ قرأَ لُبَداً فَهُوَ جَمْعُ لُبْدة؛ وكِساءٌ مُلَبَّدٌ. وإِذا رُقِعَ الثوبُ، فَهُوَ مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ ومَلْبود. وَقَدْ لَبَدَه إِذا رَقَعَه وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ لأَن الرَّقْعَ يَجْتَمِعُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ وَيَلْتَزِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَخرجت إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِسَاءً مُلَبَّداً أَي مُرَقَّعاً. وَيُقَالُ: لَبَدْتُ القَميصَ أَلْبُدُه ولَبَّدْتُه. ويقال لِلْخِرْقَةِ الَّتِي يُرْقَعُ بِهَا صَدْرُ الْقَمِيصِ: اللِّبْدَة، وَالَّتِي يرْقَعُ بِهَا قَبُّه: القَبِيلَة. وَقِيلَ: المُلَبَّدُ الَّذِي ثَخُنَ وسَطه وصَفِقَ حَتَّى صَارَ يُشْبِهُ اللِّبْدَ.

واللِّبْدُ: مَا يسْقُط مِنَ الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ، وَهُوَ سَفاً أَبيض يسقط منهما فِي أُصولهما وَتَسْتَقْبِلُهُ الرِّيحُ فَتَجْمَعُهُ حَتَّى يَصِيرَ كأَنه قِطَعُ الأَلْبادِ الْبِيضِ إِلى أُصول الشَّعَرِ والصِّلِّيانِ والطريفةِ، فَيَرْعَاهُ الْمَالُ ويَسْمَن عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَا يُرْعى مِنْ يَبِيسِ العِيدان؛ وَقِيلَ: هُوَ الكلأُ الرَّقِيقُ يَلْتَبِدُ إِذا أَنسَلَ فَيَخْتَلِطُ بالحِبَّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِبِلٌ لَبِدةٌ ولَبادَى تشَكَّى بطونَها عَنِ القَتادِ؛ وَقَدْ لَبِدَتْ لَبَداً وَنَاقَةٌ لَبِدَة. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَبِدَتِ الإِبِل، بِالْكَسْرِ، تَلْبَدُ لَبَداً إِذا دَغِصَتْ بالصِّلِّيان، وَهُوَ التِواءٌ فِي حَيازيمِها وَفِي غلاصِمِها، وَذَلِكَ إِذا أَكثرت مِنْهُ فَتَغصُّ بِهِ وَلَا تَمْضِي. واللَّبيدُ: الجُوالِقُ الضَّخْمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّبِيدُ الجُوالِقُ الصَّغِيرُ. وأَلْبَدْتُ القِرْبةَ أَي صَيَّرْتُها فِي لَبيد أَي فِي جُوَالِقَ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي جُوَالِقَ صَغِيرٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قلتُ ضَعِ الأَدْسَم فِي اللَّبيد قَالَ: يُرِيدُ بالأَدسم نِحْيَ سَمْن. واللَّبِيدُ: لِبْدٌ يُخَاطُ عَلَيْهِ. واللَّبيدَةُ: المِخْلاة، اسْمٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: أَلْبَدْت الفرسَ، فَهُوَ مُلْبَد إِذا شدَدْت عَلَيْهِ اللِّبْد. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ لُبَيْداءَ، وَهِيَ الأَرض السَّابِعَةُ. ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ: أَسماء. واللِّبَدُ: بُطُونٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللِّبَدُ بَنُو الْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ أَجمعون مَا خَلَا مِنْقَراً. واللُّبَيْدُ: طَائِرٌ. ولَبِيدٌ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. لتد: لَتَدَه بِيَدِهِ: كوَكَزَه. لثد: لَثَدَ المتاعَ يَلْثِدُه لَثْداً، وَهُوَ لَثِيدٌ: كَرَثَدَه، فَهُوَ لَثِيد ورَثِيد. ولَثَدَ القَصْعة بِالثَّرِيدِ، مِثْلُ رَثَدَ: جَمَعَ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ وَسَوَّاهُ. واللِّثْدَة والرِّثْدة: الْجَمَاعَةُ يقيمون ولا يَظْعَنون. لحد: اللَّحْد واللُّحْد: الشَّقُّ الَّذِي يَكُونُ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ موضِع الْمَيِّتِ لأَنه قَدْ أُمِيل عَنْ وسَط إِلى جَانِبِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي يُحْفر فِي عُرْضه؛ والضَّريحُ والضَّريحة: مَا كَانَ فِي وَسَطِهِ، وَالْجَمْعُ أَلْحَادٌ ولحُود. والمَلْحود كَاللَّحْدِ صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ قَالَ: حَتَّى أُغَيَّبَ فِي أَثْناءِ مَلْحود ولَحَدَ القبرَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَدَه: عَمِلَ لَهُ لحْداً، وَكَذَلِكَ لَحَدَ الميتَ يَلْحَدُه لَحْداً وأَلْحَده ولَحَد لَهُ وأَلْحَدَ، وَقِيلَ: لَحَده دَفْنَهُ، وأَلْحَده عَمِلَ لَهُ لَحْداً. وَفِي حَدِيثِ دفْن النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلْحِدُوا لِي لَحْداً. وَفِي حَدِيثِ دَفْنِهِ أَيضاً: فأَرسَلُوا إِلى اللاحدِ والضارِحِ أَي إِلى الَّذِي يَعْمَلُ اللَّحْدَ والضَّريحَ. الأَزهريّ: قَبْرٌ مَلْحود لَهُ ومُلْحَد وَقَدْ لَحَدوا لَهُ لَحْداً؛ وأَنشد: أَناسِيّ مَلْحود لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ شَبَّهَ إِنسان «1» الْعَيْنِ تَحْتَ الْحَاجِبِ بِاللَّحْدِ، وَذَلِكَ حِينَ غَارَتْ عُيُونُ الإِبل مِنْ تعَب السيْر. أَبو عُبَيْدَةَ: لحَدْت لَهُ وأَلحَدْتُ لَهُ ولَحَدَ إِلى الشَّيْءِ يَلْحَدُ والتَحَدَ: مَالَ. ولحَدَ فِي الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ: مالَ وعدَل، وَقِيلَ: لَحَدَ مالَ وجارَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: المُلْحِدُ العادِلُ عَنِ الْحَقِّ المُدْخِلُ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، يُقَالُ قَدْ أَلحَدَ فِي الدِّينِ ولحَدَ أَي حَادَ عَنْهُ، وَقُرِئَ: لِسَانُ الَّذِي يَلْحَدون إِليه ، والتَحَدَ مِثْلُهُ. وَرُوِيَ عَنِ الأَحمر: لحَدْت جُرْت ومِلْت، وأَلحدْت مارَيْت وجادَلْت. وأَلحَدَ: مارَى

_ (1). قوله [شبه إنسان إلخ] كذا بالأَصل والمناسب شبه الموضع الذي يغيب فيه إِنْسَانَ الْعَيْنِ تَحْتَ الْحَاجِبِ من تعب السير اللحد.

وجادَل. وأَلحَدَ الرَّجُلُ أَي ظلَم فِي الحَرَم، وأَصله مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ومَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ؛ أَي إِلحاداً بِظُلْمٍ، وَالْبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: قَدْنيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدي، ... لَيْسَ الإِمامُ بالشَّحِيح المُلْحِدِ أَي الجائر بمكة. قَالَ الأَزهري: قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ مَعْنَى الْبَاءِ الطَّرْحُ، الْمَعْنَى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ إِلحاداً بِظُلْمٍ؛ وأَنشدوا: هُنَّ الحَرائِرُ لَا رَبَّاتُ أَخْمِرةٍ، ... سُودُ المَحاجِرِ لَا يَقْرأْنَ بالسُّوَرِ الْمَعْنَى عِنْدَهُمْ: لَا يَقْرأْنَ السُّوَر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ الْمَذْكُورُ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ هُوَ لِحُمَيْدٍ الأَرقط، وَلَيْسَ هُوَ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ الْهِلَالِيِّ كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَ: وأَراد بالإِمام هَاهُنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَمَعْنَى الإِلحاد فِي اللُّغَةِ المَيْلُ عَنِ القصْد. ولَحَدَ عليَّ فِي شَهَادَتِهِ يَلْحَدُ لَحْداً: أَثِمَ. ولحَدَ إِليه بِلِسَانِهِ: مَالَ. الأَزهري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قُرِئَ يَلْحَدون فَمَنْ قرأَ يَلْحَدون أَراد يَمِيلُون إِليه، ويُلْحِدون يَعْتَرِضون. قَالَ وَقَوْلُهُ: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ أَي بِاعْتِرَاضٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإِلحادٍ؛ قِيلَ: الإِلحادُ فِيهِ الشَّكُّ فِي اللَّهِ، وَقِيلَ: كلُّ ظَالِمٍ فِيهِ مُلْحِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: احتكارُ الطَّعَامِ فِي الْحَرَمِ إِلحادٌ فِيهِ أَي ظُلْم وعُدْوان. وأَصل الإِلحادِ: المَيْلُ والعُدول عَنِ الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: لَا تُلْطِطْ فِي الزكاةِ وَلَا تُلْحِدْ فِي الحياةِ أَي لَا يَجْري مِنْكُمْ مَيْلٌ عَنِ الْحَقِّ مَا دُمْتُمْ أَحياء؛ قَالَ أَبو مُوسَى: رَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ لَا تُلْطِطْ وَلَا تُلْحِدْ عَلَى النَّهْيِ لِلْوَاحِدِ، قَالَ: وَلَا وَجْهَ لَهُ لأَنه خِطَابٌ لِلْجَمَاعَةِ. وَرَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَا نُلْطِطُ وَلَا نُلْحِدُ، بِالنُّونِ. وأَلحَدَ فِي الْحَرَمِ: تَرَك القَصْدَ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وَمَالَ إِلى الظُّلْمِ؛ وأَنشد الأَزهري: لَمَّا رَأَى المُلْحِدُ، حِينَ أَلْحَما، ... صَواعِقَ الحَجَّاجِ يَمْطُرْنَ الدَّمَا قَالَ: وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي شَيْبَةَ فِي مَسْجِدِ مَكَّةَ قَالَ: إِني لأَذكر حِينَ نَصَبَ المَنْجَنِيق عَلَى أَبي قُبَيْس وَابْنِ الزُّبَيْرِ قَدْ تَحَصَّنَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، فجعَلَ يَرْميهِ بِالْحِجَارَةِ والنِّيرانِ فاشْتَعَلَتِ النيرانُ فِي أَسْتارِ الْكَعْبَةِ حَتَّى أَسرعت فِيهَا، فجاءَت سَحابةٌ مِنْ نَحْوِ الجُدّةِ فِيهَا رَعْد وبَرْق مُرْتَفِعَةً كأَنها مُلاءَة حَتَّى اسْتَوَتْ فَوْقَ الْبَيْتِ، فَمَطَرَتْ فَمَا جَاوَزَ مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطوافِ حَتَّى أَطفَأَتِ النارَ، وسالَ المِرْزابُ فِي الحِجْر ثُمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس فَرَمَتْ بِالصَّاعِقَةِ فأَحرقت المَنْجَنِيق وَمَا فِيهَا؛ قَالَ: فحدَّثْت بِهَذَا الْحَدِيثِ بِالْبَصْرَةِ قَوْمًا، وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهل واسِط، وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمان الطيَّارِ شَعْوَذِيّ الحَجَّاج، فَقَالَ الرَّجُلُ: سَمِعْتُ أَبي يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ؛ قَالَ: لمَّا أَحْرَقَتِ المَنْجَنِيقَ أَمْسَك الحجاجُ عَنِ الْقِتَالِ، وَكَتَبَ إِلى عَبْدِ الْمَلِكِ بِذَلِكَ فَكَتَبَ إِليه عَبْدُ الْمَلِكِ: أَما بَعْدُ فإِنّ بَنِي إِسرائيل كَانُوا إِذا قَرَّبوا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْهُمْ بَعْثَ اللَّهُ نَارًا مِنَ السَّمَاءِ فأَكلته، وإِن اللَّهَ قَدْ رَضِيَ عَمَلَكَ وَتَقَبَّلَ قُرْبانك، فَجِدَّ فِي أَمْرِكَ وَالسَّلَامُ. والمُلْتَحَدُ: المَلْجَأُ لأَن اللَّاجِئَ يَمِيلُ إِليه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ أَي مَلْجَأً وَلَا سَرَباً أَلجَأُ إِليه. واللَّحُودُ مِنَ الْآبَارِ: كالدَّحُولِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه مَقْلُوبًا عَنْهُ. وأَلْحَدَ بِالرَّجُلِ: أَزْرى بِحلْمه كأَلْهَدَ. وَيُقَالُ:

مَا عَلَى وجْه فلانٍ لُحادةُ لَحْم وَلَا مُزْعةُ لَحْمٍ أَي مَا عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ لهُزالِه. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَلْقى اللَّهَ وَمَا عَلَى وجْهِه لُحادةٌ مِنْ لحْم أَي قِطْعة؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَمَا أُراها إِلا لحُاتة، بِالتَّاءِ، مِنَ اللحْت وَهُوَ أَن لَا يَدَع عِنْدَ الإِنسان شَيْئًا إِلا أَخَذَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِالدَّالِ فَتَكُونُ مُبْدَلَةً مِنَ التَّاءِ كدَوْلَجٍ فِي تَوْلَج. لدد: اللَّديدانِ: جَانِبَا الْوَادِي. واللَّديدانِ: صَفْحتا العُنُق دُونَ الأُذنين، وَقِيلَ: مَضْيَعَتاه وعَرْشاه؛ قَالَ رؤْبة: عَلَى لَديدَيْ مُصْمَئِلٍّ صَلْخاد ولَديدا الذَّكَر: ناحِيتاهُ. ولَديدا الْوَادِي: جَانِبَاهُ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَديدٌ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: يَرْعُوْنَ مُنْخَرقَ اللَّديدِ كأَنهم، ... فِي العزِّ، أُسْرَةُ صاحِبٍ وشِهابِ وَقِيلَ: هُمَا جَانِبَا كلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَلِدَّةٌ. أَبو عَمْرٍو: اللَّديدُ ظَاهِرُ الرَّقَبَةِ؛ وأَنشد: كلُّ حُسام مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ، ... يَقْضِبُ عِنْدَ الهَزِّ والتَّحْريدِ، سالِفَةَ الهامةِ واللَّديدِ وتَلَدَّدَ: تَلَفَّتَ يَمِينًا وَشِمَالًا وَتَحَيَّرَ مُتَبَلِّداً. وَفِي الْحَدِيثِ حِينَ صُدَّ عَنِ الْبَيْتِ: أَمَرْتُ النَّاسَ فإِذا هُمْ يَتَلَدَّدُون أَي يَتَلَبَّثُون. والمُتَلَدَّدُ: العُنق، مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ نَاقَةً: بَعِيدة بَيْنِ العَجْبِ والمُتَلَدَّدِ أَي أَنها بَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الذنَب والعُنُق. وَقَوْلُهُمْ: مَا لِي عَنْهُ مُحْتَدٌّ وَلَا مُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ. واللَّدُودُ: مَا يُصَبُّ بالمُسْعُط مِنَ السقْي والدَّواء فِي أَحد شِقّي الْفَمِ فَيَمُرُّ عَلَى اللَّديد. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: خَيْرُ مَا تَداوَيْتُمْ بِهِ اللَّدودُ والحِجامةُ والمَشِيُّ. قَالَ الأَصمعي: اللَّدود مَا سُقِيَ الإِنسان فِي أَحدِ شقَّيِ الْفَمِ، وَلَدِيدَا الْفَمِ: جَانِبَاهُ، وإِنما أُخذ اللَّدُودُ مِنْ لديدَيِ الْوَادِي وَهُمَا جَانِبَاهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ: هُوَ يَتَلَدَّدُ إِذا تَلَفَّت يَمِينًا وَشِمَالًا. ولَدَدْتُ الرَّجُلَ أَلُدُّهُ لَدّاً إِذا سقيتَه كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: فَتَلَدَّدْت تَلَدُّد الْمُضْطَرِّ ؛ التلَدُّدُ: التَّلَفُّتُ يَمِينًا وَشِمَالًا تَحَيُّرًا، مأْخوذ مِنْ لَديدَيِ الْعُنُقِ وَهُمَا صَفْحَتَاهُ. الْفَرَّاءُ: اللَّدُّ أَنْ يؤخَذَ بِلِسَانِ الصَّبِيِّ فَيُمَدَّ إِلى أَحد شِقَّيْه، ويُوجَر فِي الْآخَرِ الدواءُ فِي الصدَف بَيْنَ اللِّسَانِ وَبَيْنَ الشِّدْق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لُدَّ فِي مَرَضِهِ، فَلَمَّا أَفاق قَالَ: لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحدٌ إِلا لُدَّ ؛ فَعَل ذَلِكَ عُقُوبَةً لَهُمْ لأَنهم لَدُّوه بِغَيْرِ إِذنه. وَفِي الْمَثَلِ: جَرَى مِنْهُ مَجْرى اللَّدُود، وَجَمْعُهُ أَلِدَّة. وَقَدْ لُدَّ الرجلُ، فَهُوَ مَلْدُودٌ، وأَلْدَدْتُه أَنا والتَدَّ هُوَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: شَرِبْتُ الشُّكاعى، والتَدَدْتُ أَلِدَّةً، ... وأَقْبَلْتُ أَفواهَ العُرُوق المَكاوِيا والوَجُور فِي وسَط الْفَمِ. وَقَدْ لَدَّه بِهِ يَلُدُّه لَدّاً ولُدوداً، بِضَمِّ اللَّامِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، ولَدّه إِياه؛ قَالَ: لَدَدْتُهُمُ النَّصِيحةَ كلَّ لَدٍّ، ... فَمَجُّوا النُّصْحَ، ثُمَّ ثَنَوا فَقاؤُوا اسْتَعْمَلَهُ فِي الأَعراض وإِنما هُوَ فِي الأَجسام كَالدَّوَاءِ وَالْمَاءِ. واللَّدودُ: وَجَعٌ يأْخذ فِي الْفَمِ وَالْحَلْقِ فَيُجْعَلُ عَلَيْهِ دَوَاءٌ وَيُوضَعُ عَلَى الْجَبْهَةِ مِنْ دَمِهِ. ابْنُ الأَعرابي: لَدَّد بِهِ ونَدَّدَ بِهِ إِذا سَمَّع بِهِ. ولَدَّه عَنِ الأَمر لَدّاً: حبَسَه، هُذَلِيَّةٌ. وَرَجُلٌ شَديد لَديدٌ. والأَلَدُّ: الخَصِمُ الجَدِلُ الشَّحِيحُ الَّذِي لَا يَزيغُ

إِلى الْحَقِّ، وَجَمْعُهُ لُدّ ولِدادٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لأُم سَلَمَةَ: فأَنا مِنْهُمْ بَيْنَ أَلْسِنَةٍ لِدادٍ، وَقُلُوبٍ شِداد، وسُيوف حِداد. والأَلَنْدَدُ واليَلَنْدَد: كالأَلَدِّ أَي الشَّدِيدِ الْخُصُومَةِ؛ قَالَ الطرِمَّاح يَصِفُ الْحِرْبَاءَ: يُضْحِي عَلَى سُوقِ الجُذُولِ كَأَنه ... خَصْمٌ، أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ، يَلَنْدَدُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْزَةُ أَلَنْدَد وَيَاءُ يلَنْدد كِلْتَاهُمَا للإِلحاق؛ فإِن قُلْتَ: فإِذا كَانَ الزَّائِدُ إِذا وَقَعَ أَولًا لَمْ يَكُنْ للإِلحاق فَكَيْفَ أَلحقوا الْهَمْزَةَ وَالْيَاءَ فِي أَلَنْدد ويلَنْدد، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ الإِلحاق ظُهُورُ التَّضْعِيفِ؟ قِيلَ: إِنهم لا يلحقون بالزائد مِنْ أَول الْكَلِمَةِ إِلا أَن يَكُونَ مَعَهُ زَائِدٌ آخَرُ، فَلِذَلِكَ جَازَ الإِلحاق بِالْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ فِي أَلندد وَيَلَنْدَدٍ لِمَا انْضَمَّ إِلى الْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ مِنَ النُّونِ. وَتَصْغِيرُ أَلندد أُلَيْد لأَن أَصله أَلد فَزَادُوا فِيهِ النُّونَ لِيُلْحِقُوهُ بِبِنَاءِ سَفَرْجَلٍ فَلَمَّا ذَهَبَتِ النُّونُ عَادَ إِلى أَصله. ولَدَدْتَ لَدَداً: صِرْت أَلَدَّ. ولَدَدْتُه أَلُدُّه لَدّاً: خصَمْتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ؛ قَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَى الخَصِم الأَلَدِّ فِي اللُّغَةِ الشديدُ الْخُصُومَةِ الجَدِل، وَاشْتِقَاقُهُ مِن لَديدَيِ الْعُنُقِ وَهُمَا صَفْحَتَاهُ، وتأْويله أَن خَصْمَه أَيّ وَجْهٍ أَخَذ مِنْ وُجُوهِ الْخُصُومَةِ غَلَبَهُ فِي ذَلِكَ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَلَدُّ بَيِّنُ اللَّدَد شَدِيدُ الْخُصُومَةِ؛ وامرأَة لَدَّاء وَقَوْمٌ لُدٌّ. وَقَدْ لَدَدْتَ يَا هَذَا تَلُدُّ لَدَداً. ولَدَدْتُ فُلَانًا أَلُدُّه إِذا جَادَلْتَهُ فَغَلَبْتَهُ. وأَلَدَّه يَلُدُّه: خَصَمَهُ، فَهُوَ لادٌّ ولَدُود؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَلُدُّ أَقرانَ الخُصُوم اللُّدِّ وَيُقَالُ: مَا زِلْتُ أُلادُّ عَنْكَ أَي أُدافِع. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَبْغَضَ الرجالِ إِلى اللَّهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ ؛ أَي الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ. واللَّدَد: الخُصومة الشَّدِيدَةُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: رأَيت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا لقِيتُ بَعْدَكَ مِنَ الأَوَدِ واللَّدَد؟ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ خُصَماءُ عُوج عَنِ الْحَقِّ، وَقِيلَ: صُمٌّ عَنْهُ. قَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ قَوْلُهُ: وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ؛ قَالَ: صُمّاً. واللَّدُّ، بِالْفَتْحِ: الجُوالِقُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَن لَدَّيْهِ عَلَى صَفْحِ جَبَل وَاللَّدِيدُ: الرَّوْضة «2» الْخَضْرَاءُ الزَّهْراءُ. ولُدٌّ: مَوْضِعٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ: يَقْتُلُهُ الْمَسِيحُ بِبَابِ لُدّ ؛ لُدٌّ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، وَقِيلَ بِفِلَسْطين؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَبِتُّ كأَنَّني أُسْقَى شَمُولًا، ... تَكُرُّ غَرِيبَةً مِن خَمْرِ لُدٍّ وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً اللُّدُّ؛ قَالَ جَمِيلٌ: تَذَكَّرْتُ مَنْ أَضْحَتْ قُرَى اللُّدِّ دُونَه، ... وهَضْبٌ لِتَيْما، والهِضابُ وُعُورُ التَّهْذِيبُ: ولُدُّ اسْمِ رَمْلة، بِضَمِّ اللَّامِ، بِالشَّامِ. واللَّدِيدُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَكُرُّ أَخادِيدُ اللَّدِيدِ عَليْهِمُ، ... وتُوفَى جِفانُ الصيفِ مَحْضاً مُعَمِّما ومِلَدٌّ: اسم رجل. لسد: لَسَدَ الطلَى أُمه يَلْسِدُها ويَلْسَدُها لَسْداً: رَضَعَهَا، مَثَّالُ كَسَرَ يَكْسِرُ كَسْراً. وَحَكَى أَبو خَالِدٍ فِي كِتَابِ الأَبواب: لَسِدَ الطَّلَى أُمه، بِالْكَسْرِ، لَسَداً، بِالتَّحْرِيكِ، مِثْلَ لَجِذَ الكلبُ الإِناءَ لَجَذاً؛ وَقِيلَ: لَسِدَهَا رَضِعَ جميع ما في

_ (2). قوله [واللديد الروضة] كذا بالأَصل وفي القاموس وبهاء الروضة.

ضَرْعِهَا؛ وأَنشد النَّضْرُ: لَا تَجْزَعَنَّ عَلَى عُلالةِ بَكْرَةٍ ... نَسْطٍ، يُعارِضُها فَصِيلٌ مِلْسَدُ قَالَ: اللَّسْدُ الرضْع. والمِلْسَدُ: الَّذِي يَرْضَعُ مِنَ الفُصلانِ. ولَسَد العَسَلَ: لَعِقَه. ولَسَدت الوحشيَّةُ ولَدَها: لَعِقَتْه. ولَسَدَ الكلبُ الإِناءَ ولَسِدَه يَلْسِدُه لَسْداً: لَعِقَه. وَكُلُّ لَحْسٍ: لَسْد. لغد: اللُّغْدُ: باطنُ النَّصِيل بَيْنَ الْحَنَكِ وصَفْقِ العُنُق، وَهُمَا اللُّغْدُودان؛ وَقِيلَ: هُوَ لَحْمَةٌ فِي الْحَلْقِ، وَالْجَمْعُ أَلغاد؛ وَهِيَ اللَّغاديد: اللحْمات الَّتِي بَيْنَ الْحَنَكِ وَصَفْحَةِ الْعُنُقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُحْشى بِهِ صدرُه ولغادِيدُه ؛ هِيَ جَمْعُ لُغْدود وَهِيَ لَحْمَةٌ عِنْدَ اللَّهواتِ، وَاحِدُهَا لُغْدود؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَيْها إِليْكَ ابنَ مِرْداسٍ بِقافِيَةٍ ... شَنْعاءَ، قَدْ سَكَنَتْ مِنْهُ اللَّغاديدا وَقِيلَ: الأَلْغادُ واللَّغادِيدُ أُصُول اللَّحْيَينِ، وَقِيلَ: هِيَ كَالزَّوَائِدِ مِنَ اللَّحْمِ تَكُونُ فِي بَاطِنِ الأُذنين مِنْ دَاخِلُ، وَقِيلَ: مَا أَطاف بأَقصى الْفَمِ إِلى الْحَلْقِ مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هِيَ فِي مَوْضِعِ النَّكَفَتَينِ عِنْدَ أَصل الْعُنُقِ؛ قَالَ: وإِنْ أَبَيْتَ، فإِنِّي واضِعٌ قَدَمِي ... عَلَى مَراغِمِ نَفَّاخِ اللَّغادِيد أَبو عُبَيْدٍ: الأَلْغادُ لَحْمات تَكُونُ عِنْدَ اللَّهَواتِ، وَاحِدُهَا لُغْد وَهِيَ اللَّغانِينُ وَاحِدُهَا لُغْنون. أَبو زَيْدٍ: اللُّغْدُ مُنتهى شَحْمَةِ الأُذن مِنْ أَسفلها وَهِيَ النَّكَفَة. قَالَ: واللَّغانين لحم بين النَّكَفَتَينِ واللسانِ مِنْ بَاطِنُ. وَيُقَالُ لَهَا مِنْ ظَاهِرُ: لَغادِيدُ، وَاحِدُهَا لُغْدود؛ وَوَدَجٌ ولُغْنون. وجاءَ مُتَلَغِّداً أَي مُتَغَضِّباً مُتَغَيِّظاً حَنِقاً. ولَغَدْت الإِبِلَ العَوانِد إِذا رَدَدْتَها إِلى القَصْدِ والطريقِ. التَّهْذِيبُ: اللَّغْدُ أَن تُقِيمَ الإِبِلَ عَلَى الطَّرِيقِ. يُقَالُ: قَدْ لَغَدَ الإِبل وجادَ مَا يَلْغَدُها منذُ اللَّيْلِ أَي يُقِيمُهَا لِلْقَصْدِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: هلْ يُورِدَنَّ القومَ مَاءً بارِداً، ... بَاقِي النَّسِيمِ، يَلْغَدُ اللَّواغِدا؟ «1» لقد: التَّهْذِيبُ: أَصله قَدْ وأُدخلت اللَّامُ عَلَيْهَا تَوْكِيدًا. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَظَنَّ بَعْضُ الْعَرَبِ أَن اللَّامَ أَصلية فأَدخل عَلَيْهَا لَامًا أُخرى فَقَالَ: لَلَقَدْ كَانُوا، عَلَى أَزْمانِنا، ... للصَّنِيعَينِ لِبَأْسٍ وتُقَى لكد: لَكِدَ الشيءُ بِفِيهِ لَكَداً إِذا أَكل شَيْئًا لَزجاً فَلَزِقَ بِفِيهِ مِنْ جَوْهَرِه أَو لَوْنِه. ولَكِدَ بِهِ لَكَداً والتَكَدَ: لَزِمَه فَلَمْ يُفارِقْه. وعُوتِبَ رَجُلٌ من طَيّءٍ فِي امرأَته فَقَالَ: إِذا التَكَدَتْ بِمَا يَسُرُّني لَمْ أُبالِ أَن أَلْتَكِدَ بِمَا يسوءُها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي: لَمْ أُبالِ، بإِثبات الأَلف، كَقَوْلِكَ لَمْ أُرامِ، وَقَالَ الأَصمعي: تَلَكَّد فلانٌ فُلَانًا إِذا اعْتَنَقَهُ تَلَكُّداً. وَيُقَالُ: رأَيت فُلَانًا مُلاكِداً فُلَانًا أَي مُلازِماً. وتَلَكَّدَ الشيءُ: لَزِمَ بعضُه بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: إِذا كَانَ حَوْلَ الجُرْحِ قَيْح ولَكِدَ، فَأَتْبِعْه بِصُوفَةٍ فِيهَا مَاءٌ فاغْسِله. يُقَالُ: لَكِدَ الدمُ بِالْجِلْدِ إِذا لَصِقَ. ولَكَدَه لَكْداً: ضَرَبه بِيَدِهِ أَو دَفَعَه. ولاكَدَ قَيْدَه: مَشَى فنازَعه القَيْدُ خِطاءه «2». وَيُقَالُ: إِن

_ (1). قوله [اللواغدا] كتب بخط الأَصل بحذاء اللواغدا مفصولًا عنه الملاغدا بواو عطف قبله إشارة إلى أنه ينشد بالوجهين. (2). قوله [خطاءه] بالمد جمع خطوة بالفتح كركوة وركاء أفاده في الصحاح

فُلَانًا يُلاكِدُ الغُلَّ ليلَته أَي يُعالِجُه؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ رَامِيًا: فَمَدّ ذِراعَيْهِ وأَجْنَأَ صُلْبَه، ... وفَرَّجَها عَطْفَى مُمَرٍّ مُلاكدِ وَيُقَالُ: لَكِدَ الوسخُ بِيَدِهِ ولَكِدَ شعَرُهُ إِذا تَلَبَّدَ. الأَصمعي: لَكِدَ عَلَيْهِ الوسَخُ؛ بِالْكَسْرِ، لَكَداً أَي لَزِمَه ولَصِقَ بِهِ. وَرَجُلٌ لَكِدٌ: نَكِدٌ لَحِزٌ عَسِيرٌ، لَكِدَ لَكَداً؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ: واللهِ لَوْ أَسْمَعَتْ مَقالَتَها ... شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ، لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤْيَتِها، ... وَكَانَ قَبْلُ ابِتياعُه لَكِدُ والأَلْكَدُ: اللئيمُ المُلْزَقُ بِالْقَوْمِ؛ وأَنشد: يُناسِبُ أَقواماً لِيُحْسَبَ فِيهِمُ، ... ويَتْرُكُ أَصلًا كانَ مِن جِذْمِ، أَلْكَدَا ولَكَّادٌ ومُلاكِدٌ: اسْمَانِ. والمِلْكَدُ شِبْهُ مُدُقٍّ يُدَقُّ به. لمد: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو عَمْرٍو: اللَّمْدُ التواضعُ بالذلِّ. لهد: أَلهَدَ الرجلُ: ظَلَمَ وجارَ. وأَلْهَدَ بِهِ: أَزْرَى. وأَلْهَدْتُ بِهِ إِلهاداً وأَحْضَنْتُ بِهِ إِحْضاناً إِذا أَزْرَيتَ بِهِ؛ قَالَ: تَعَلَّمْ، هَداكَ اللَّهُ، أَن ابنَ نَوْفَلٍ ... بِنا مُلْهِدٌ، لَوْ يَمْلِكُ الضَّلْعَ، ضالِعُ والبعيرُ اللَّهِيدُ: الَّذِي أَصابَ جَنْبَه ضَغْطَةٌ مِنْ حِمْل ثَقِيلٍ فأَورثه دَاءً أَفسد عَلَيْهِ رِئَتَهُ، فَهُوَ مَلْهُود؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِن الكُومِ، ... وَلَمْ نَدْعُ مَن يُشِيطُ الجَزُورا واللَّهِيدُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهَدَ ظهرَه أَو جَنْبَهُ حِمْل ثَقِيلٌ أَي ضَغَطَه أَو شَدَخَه فَوَرِمَ حَتَّى صارَ دَبِراً؛ وإِذا لُهِدَ البعيرُ أُخْلِيَ ذَلِكَ الموضعُ مِنْ بِدادَيِ القَتَبِ كَيْ لَا يَضْغَطَه الحِمل فَيَزْدَادَ فَسَادًا، وإِذا لَمْ يُخْلَ عَنْهُ تَفَتَّحَتِ اللَّهْدَة فَصَارَتْ دَبَرَة. ولَهَدَه الحِمْلُ يَلْهَدُه لَهْداً، فَهُوَ مَلْهُود ولَهِيدٌ: أَثقله وضَغَطه. واللَّهْدُ: انْفِرَاجٌ يُصيبُ الإِبل فِي صُدُورِهَا مِنْ صَدْمة أَو ضَغْطِ حِمْل؛ وَقِيلَ: اللَّهْدُ ورَمٌ فِي الْفَرِيصَةِ مِنْ وِعَاءٍ يُلِحُّ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ فَيَرِمُ. التَّهْذِيبُ: وَاللَّهْدُ دَاءً يأْخذ الإِبل فِي صُدُورِهَا؛ وأَنشد: تَظْلَعُ مِنْ لَهْدٍ بِهَا ولَهْد ولَهَدَ القومُ دوابَّهم: جَهَدُوها وأَحْرَثوها؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَقَدْ تَرَكتُكَ يَا فَرَزدقُ خاسِئاً، ... لمَّا كَبَوْتَ لَدَى الرِّهانِ لَهِيدا أَي حَسِيراً. واللَّهْدُ: دَاءٌ يصيبُ النَّاسَ فِي أَرجلهم وأَفخاذهم وَهُوَ كَالِانْفِرَاجِ. وَاللَّهْدُ: الضَّرْبُ فِي الثَّدْيَيْنِ وأُصول الكَتِفَينِ. ولَهَدَه يَلْهَدُه لَهْداً ولَهَّده: غَمَزه؛ قَالَ طَرَفَةُ: بَطِيءٍ عَنِ الجُلَّى سَرِيعٍ إِلى الخَنَى ... ذَلولٍ بإِجْماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ اللَّيْثُ: اللَّهْدُ الصَّدْمَةُ الشَّدِيدَةُ فِي الصَّدْرِ. ولَهَدَه لَهْداً أَي دَفَعَهُ لذُلِّه، فَهُوَ مَلْهُودٌ؛ وَكَذَلِكَ لَهَّده؛ قَالَ طَرَفَةُ، وأَنشد الْبَيْتَ: ذَلُولٍ بإِجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ أَي مُدَفَّع، وإِنما شَدَّدَ لِلتَّكْثِيرِ. الْهَوَازِنِيُّ: رَجُلٌ

فصل الميم

مُلَهَّد أَي مُسْتَضْعَفٌ ذَلِيلٌ. وَيُقَالُ: لَهَدْتُ الرَّجُلَ أَلهَدُه لهْداً أَي دَفَعْتُهُ، فَهُوَ مَلْهُودٌ. وَرَجُلٌ مُلَهَّد إِذا كَانَ يُدَفَّع تَدْفِيعًا مِنْ ذُلِّه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَوْ لقيتُ قاتِلَ أَبي فِي الْحَرَمِ مَا لَهَدْته أَي مَا دفَعْتُه؛ واللَّهْد: الدَّفْعُ الشَّدِيدُ فِي الصَّدْرِ، وَيُرْوَى: مَا هِدْته أَي حَرَّكْته. وَنَاقَةٌ لَهِيدٌ: غَمَزَها حِمْلُها فَوَثَأَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ولَهَدَ مَا فِي الإِناءِ يَلْهَدُه لَهْداً: لَحِسَه وأَكله؛ قَالَ عَدِيٌّ: ويَلْهَدْنَ مَا أَغْنى الوَليُّ فَلَمْ يُلِثْ، ... كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعا لَمْ يُلِثْ: لَمْ يُبْطِئْ أَن يَنْبُتَ. والنِّهاءُ: الغُدُر، فَشَبَّهَ الرِّيَاضَ «3» بِحَافَاتِهَا الْمَزَارِعَ. وأَلْهَدْتُ بِهِ إِلهاداً إِذا أَمْسَكْتَ أَحد الرجُلين وخَلَّيْتَ الآخرَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُقَاتِلُهُ. قَالَ: فإِن فَطَّنْتَ رَجُلًا بِمُخاصَمة صاحبِه أَو بِمَا صاحِبُه يُكَلِّمُه ولَحَنْت لَهُ ولقَّنْت حُجَّتَهُ، فَقَدْ أَلهدت بِهِ؛ وإِذا فَطَّنْته بِمَا صَاحِبُهُ يُكَلِّمُهُ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قُلْتَهَا إِلا أَن تُلْهِدَ عَلَيَّ أَي تُعِين عَلَيَّ. واللَّهِيدةُ: مِنْ أَطعمة الْعَرَبِ. واللَّهِيدةُ: الرِّخْوة مِنَ الْعَصَائِدِ لَيْسَتْ بِحَسَاءٍ فَتُحْسى وَلَا غَلِيظَةٍ فَتُلْتَقَم، وَهِيَ الَّتِي تُجَاوِزُ حَدَّ الحَرِيقةِ والسَّخينةِ وتقْصُر عَنِ العَصِيدة؛ وَالسَّخِينَةُ: الَّتِي ارْتَفَعَتْ عَنِ الحساءِ وثَقُلت أَن تُحْسَى. لود: عنُقٌ أَلوَدُ: غَلِيظٌ. وَرَجُلٌ أَلوَدُ: لَا يكادُ يميلُ إِلى عَدْلٍ وَلَا إِلى حَقٍّ وَلَا يَنْقادُ لأَمرٍ؛ وَقَدْ لَوِدَ يَلْوَدُ لَوَداً وقَوْمٌ أَلْوادٌ. قَالَ الأَزهري: هَذِهِ كَلِمَةٌ نَادِرَةٌ؛ وقال رؤبة: أُسْكِتُ أَجْراسَ القُرومِ الأَلْواد وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَلْوَدُ الشَّدِيدُ الَّذِي لَا يُعْطي طَاعَةً، وَجَمْعُهُ أَلواد؛ وأَنشد: أَغلَبَ غَلَّاباً أَلدَّ أَلوَدا فصل الميم مأد: المَأْدُ مِنَ النَّبَاتِ: اللَّيِّنُ الناعِم. قَالَ الأَصمعي: قِيلَ لِبَعْضِ الْعَرَبِ: أَصِبْ لَنَا مَوْضِعًا، فَقَالَ رائِدُهم: وَجَدْتُ مَكَانًا ثَأْداً مَأْداً. ومَأْد الشَّبَابِ: نَعْمَتُه. ومَأَدَ العُودُ يَمْأَدُ مَأْداً إِذا امتلأَ مِنَ الرَّيِّ فِي أَول مَا يَجْرِي الْمَاءُ فِي الْعُودِ فَلَا يَزَالُ مَائِدًا مَا كَانَ رَطْبًا. والمَأْدُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا قَدِ ارْتَوَى؛ يُقَالُ: نَبَاتٌ مَأْدٌ. وَقَدْ مَأَدَ يَمْأَدُ، فَهُوَ مَأْدٌ. وأَمْأَدَه الرَّيُّ وَالرَّبِيعُ وَنَحْوُهُ وَذَلِكَ إِذا جَرَى فِيهِ الْمَاءُ أَيام الرَّبِيعِ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشَّبَابِ وَهِيَ يَمؤُود ويَمؤُودة. وامتأَد فُلَانٌ خَيْرًا أَي كَسَبَهُ. وَيُقَالُ لِلْغُصْنِ إِذا كَانَ نَاعِمًا يَهْتَزُّ: هُوَ يَمْأَدُ مَأْداً حَسَنًا. ومَأَد النباتُ وَالشَّجَرُ يمأَدُ مأْداً: اهتزَّ وتَرَوّى وَجَرَى فِيهِ الْمَاءُ، وَقِيلَ: تَنَعَّمَ وَلَانَ؛ وَقَدْ أَمْأَدَه الرَّيّ. وَغُصْنٌ مَأْدٌ ويَمؤُود أَي نَاعِمٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ والأُنثى مَأْدَة ويَمْؤُودة شَابَّةٌ نَاعِمَةٌ، وَقِيلَ: المَأْد النَّاعِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: مَادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا غَيْرُ مَهْمُوزٍ. والمَأْدُ: النَّزُّ الَّذِي يَظْهَرُ فِي الأَرض قَبْلَ أَن يَنْبُع، شامِيَّة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وماكِدٍ تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِه فَسَّرَهُ فَقَالَ: تَمْأَدُه تأْخُذُه فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. ويَمْؤُودٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنَّ سَحِيله، فِي كلِّ فَجْرٍ ... على أَحْساءِ يَمْؤودٍ، دُعاءُ

_ (3). قوله [فشبه الرياض إلخ] كذا بالأَصل.

ويَمؤُود: بِئْرٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدودِ كَمَا غَدَتْ، ... عَلَى ماءِ يَمؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ الجوهري: ويَمؤُودٌ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَظَلَّتْ بِيَمؤُودٍ كأَنَّ عُيونَها ... إِلى الشمسِ، هَلْ تَدْنو رِكيٌّ نواكزُ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ: عَلَى ماءِ يمؤودَ الدِّلاءُ النواهِزُ قَالَ: جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبِئْرِ فَلَمْ يَصْرِفْهُ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ الْمَوْضِعَ وَتَرَكَ صَرْفَهُ لأَنه عَنَى بِهِ البُقْعَة أَو الشَّبَكة؛ قَالَ: أَعني بالشَّبَكةِ الآبارَ المُقْتَرِبةَ بعضُها من بعض. مبد: مأْبد: بَلَدٌ مِنَ السَّراة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَمانِية، أَحْيا لهَا مَظَّ مَأْبِدٍ ... وآلِ قَراسٍ صَوْبُ أَسْقِيةٍ كُحْلِ وَيُرْوَى أَرْمِيةٍ؛ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ مَظَّ مَائِدٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. متد: ابْنُ دُرَيْدٍ: مَتَدَ بالمكانِ يَمْتُدُ، فَهُوَ ماتِدٌ إِذا أَقام بِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَحفظه لغيره. مثد: مَثَدَ بَيْنَ الْحِجَارَةِ يَمْثُدُ: اسْتَتَرَ بِهَا وَنَظَرَ بِعَيْنِهِ مِنْ خِلالها إِلى العَدُوّ يَرْبأُ لِلْقَوْمِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مَا مَثَدَتْ بُوصانُ، إِلا لِعَمِّها، ... بخَيْلِ سُلَيْم فِي الوَغَى كَيْفَ تَصْنَعُ قَالَ: وَفَسَّرَهُ بِمَا ذَكَرْنَاهُ. أَبو عَمْرٍو: الماثِدُ الدَّيدَبانُ وَهُوَ اللابدُ والمُخْتَبئُ والشَّيِّفة والرَّبيئةُ. مجد: المَجْدُ: المُرُوءةُ والسخاءُ. والمَجْدُ: الكرمُ والشرفُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَجْدُ نَيْل الشَّرَفِ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلا بالآباءِ، وَقِيلَ: المَجْدُ كَرَمُ الْآبَاءِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: المَجْدُ الأَخذ مِنَ الشَّرَفِ والسُّؤدَد مَا يَكْفِي؛ وَقَدْ مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً، فَهُوَ مَاجِدٌ. ومَجُد، بِالضَّمِّ، مَجادةً، فَهُوَ مَجِيدٌ، وتَمَجَّد. والمجدُ: كَرَمُ فِعاله. وأَمجَدَه ومَجَّده كِلَاهُمَا: عظَّمَه وأَثنى عَلَيْهِ. وتماجَدَ القومُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: ذكَروا مَجْدَهم. وماجَدَه مِجاداً: عارَضه بِالْمَجْدِ. وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي غَلَبْتُه بِالْمَجْدِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الشرفُ والمجدُ يَكُونَانِ بِالْآبَاءِ. يُقَالُ: رَجُلٌ شَرِيفٌ ماجدٌ، لَهُ آباءٌ مُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّرَفِ؛ قَالَ: وَالْحَسَبُ وَالْكَرَمُ يَكُونَانِ فِي الرَّجُلِ وإِن لَمْ يَكُنْ لَهُ آبَاءٌ لَهُمْ شَرَفٌ. والتمجيدُ: أَن يُنْسب الرَّجُلُ إِلى الْمَجْدِ. وَرَجُلٌ مَاجِدٌ: مِفضالٌ كَثِيرُ الْخَيْرِ شَرِيفٌ، والمجيدُ، فَعِيلٌ، مِنْهُ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْكَرِيمُ الْمِفْضَالُ، وَقِيلَ: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال سُمِّيَ مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ مِنْ فاعِل فكأَنه يَجْمع مَعْنَى الْجَلِيلِ والوهَّابِ وَالْكَرِيمِ. والمجيدُ: مِنْ صفاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ . وَفِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى: الماجدُ. والمَجْد فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الشَّرَفُ الْوَاسِعُ. التَّهْذِيبِ: اللَّهُ تَعَالَى هُوَ المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده خَلْقُهُ لِعَظَمَتِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: خَفَضَهُ يَحيى وأَصحابه كَمَا قَالَ: بَلْ هُوَ قرآنٌ مجيدٌ ، فَوَصَفَ الْقُرْآنَ بالمَجادة. وَقِيلَ يقرأُ: بَلْ هُوَ قرآنُ مجيدٍ ، وَالْقِرَاءَةُ قرآنٌ مجيدٌ. وَمَنْ قرأَ: قرآنُ مجيدٍ، فَالْمَعْنَى بَلْ هُوَ قرآنُ ربٍّ مجيدٍ. ابْنُ الأَعرابي: قرآنٌ مجيدٌ، المجيدُ الرَّفِيعُ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى الْمَجِيدِ الْكَرِيمُ، فَمَنْ خَفَضَ الْمَجِيدَ فَمِنْ صِفَةِ الْعَرْشِ،

وَمِنْ رَفَعَ فَمِنْ صِفَةِ ذُو. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ؛ يُرِيدُ بِالْمَجِيدِ الرفيعَ الْعَالِيَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ناوِلِيني المجيدَ أَي المُصْحَف؛ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ . وَفِي حَدِيثِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ: مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَقُولُ: اللهمَّ هَبْ لِي حَمْداً ومَجْداً، لَا مَجْد إِلا بِفعال وَلَا فِعال إِلا بِمَالٍ؛ اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُني وَلَا أَصْلُحُ إِلا عَلَيْهِ «1». ابْنُ شُمَيْلٍ: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ. وَرَجُلٌ مَاجِدٌ وَمَجِيدٌ إِذا كَانَ كَرِيمًا مِعْطاءً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَمَّا نَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ فأَنجادٌ أَمْجادٌ أَي شِراف كِرام، جَمْعُ مجِيد أَو مَاجِدٍ كأَشهاد فِي شَهيد أَو شَاهِدٍ. ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، وَهِيَ مواجِدُ ومُجَّد ومُجُدٌ، وأَمْجَدَتْ: نَالَتْ مِنَ الكلإِ قَرِيبًا مِنَ الشَّبَعِ وَعُرِفَ ذَلِكَ فِي أَجسامها، ومَجَّدْتُها أَنا تَمْجِيدًا وأَمجَدَها رَاعِيهَا وَقَدْ أَمجَدَ القومُ إِبلهم، وَذَلِكَ فِي أَول الرَّبِيعِ. وأَما أَبو زَيْدٍ فَقَالَ: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بُطُونَهَا عَلَفًا وأَشبعها، وَلَا فِعْلَ لَهَا هِيَ فِي ذَلِكَ، فإِن أَرعاها فِي أَرض مُكْلِئَةٍ فَرَعَتْ وشبِعت. قَالَ: مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً وَلَا فِعْلَ لَكَ فِي هَذَا، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَرَوَى عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَن أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ مَجَد الناقةَ مُخَفَّفًا إِذا عَلَفَهَا مِلءَ بُطُونِهَا، وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ مَجَّدها تَمْجِيدًا، مشدَّداً، إِذا عَلَفَهَا نِصْفَ بُطُونِهَا. ابْنُ الأَعرابي: مَجَدَتِ الإِبل إِذا وَقَعَتْ فِي مَرْعًى كَثِيرٍ وَاسِعٍ؛ وأَمجَدَها الرَّاعِي وأَمجَدْتُها أَنا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا شَبِعَتِ الْغَنَمُ مَجُدَت الإِبل تَمجُد، وَالْمَجْدُ نَحْوٌ مِنْ نِصْفِ الشَّبَعِ؛ وَقَالَ أَبو حَيَّةَ يَصِفُ امرأَة: ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ وَلَا الشَّرَابِ أَي لَيْسَتْ بِكَثِيرَةِ الطَّعَامِ وَلَا الشَّرَابِ. الأَصمعي: أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً أَكثرت لَهَا ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَمجَدَ فُلَانٌ عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: فَاشْتَرَانِي وَاصْطَفَانِي نعْمةً، ... مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني الثَّمَنْ وَفِي الْمَثَلِ: فِي كُلِّ شَجَر نَارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار؛ اسْتَمْجَدَ اسْتَفْضَلَ أَي اسْتَكْثَرا مِنَ النَّارِ كأَنهما أَخذا مِنَ النَّارِ مَا هُوَ حَسْبُهُمَا فَصَلَحَا لِلِاقْتِدَاحِ بِهِمَا، وَيُقَالُ: لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ فَشُبِّهَا بِمَنْ يُكْثِر مِنَ الْعَطَاءِ طَلَبًا لِلْمَجْدِ. وَيُقَالُ: أَمجَدَنا فُلَانٌ قِرًى إِذا آتَى مَا كَفَى وَفَضَلَ. ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ: أَسماء. ومَجْد بِنْتُ تَمِيمِ بْنِ عامرِ بنِ لُؤَيٍّ: هِيَ أُم كِلَابٍ وَكَعْبٍ وَعَامِرٍ وكُلَيْب بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ؛ وَذَكَرَهَا لَبِيدٌ فَقَالَ يَفْتَخِرُ بِهَا: سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ، وأَسْقى ... نُمَيْراً، والقبائلَ مِنْ هِلالِ وبَنو مَجْد: بَنُو رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمَجْدُ: اسْمُ أُمهم هَذِهِ الَّتِي فَخَرَ بِهَا لبيد في شعره. مدد: المَدُّ: الجَذْب والمَطْلُ. مَدَّه يَمُدُّه مَدّاً ومدَّ بِهِ فامتَدّ ومَدَّدَه فَتَمَدَّد، وتَمَدَّدناه بَيْنَنَا: مَدَدْناه. وَفُلَانٌ يُمادُّ فُلَانًا أَي يُماطِلُه ويُجاذِبه. والتَّمَدُّد: كَتَمَدُّدِ السِّقاء، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ تَبْقَى فِيهِ سَعَةُ المَدِّ. والمادَّةُ: الزِّيَادَةُ الْمُتَّصِلَةُ. ومَدَّه فِي غَيِّه أَي أَمهلَه وطَوَّلَ لَهُ. ومادَدْتُ الرَّجُلَ مُمادَّةً ومِداداً: مَدَدْتُه ومَدَّني؛ هَذِهِ عن

_ (1). قوله [اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُنِي وَلَا أصلح إلخ] كذا بالأَصل

اللِّحْيَانِيِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ؛ مَعْنَاهُ يُمْهِلُهم. وطُغْيانُهم: غُلُوُّهم فِي كُفْرِهِمْ. وَشَيْءٌ مَدِيد: مَمْدُودٌ. وَرَجُلٌ مَدِيد الْجِسْمِ: طَوِيلٌ، وأَصله فِي الْقِيَامِ؛ سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ مُدُدٌ، جَاءَ عَلَى الأَصل لأَنه لَمْ يُشْبِهِ الْفِعْلَ، والأُنثى مَدِيدة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: قَالَ لِبَعْضِ عُمَّالِهِ: بَلَغَنِي أَنك تَزَوَّجْتَ امرأَة مَدِيدَةً أَي طَوِيلَةً. وَرَجُلٌ مَدِيدُ الْقَامَةِ: طَوِيلُ الْقَامَةِ. وطِرافٌ مُمدَّد أَي ممدودٌ بالأَطناب، وشُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وتَمَدَّد الرَّجُلُ أَي تَمطَّى. والمَدِيدُ: ضَرْبٌ مِنَ العَرُوض، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِامْتِدَادِ أَسبابه وأَوتاده؛ قَالَ أَبو إِسحاق: سُمِّيَ مَدِيدًا لأَنه امتَدَّ سَبَبَاهُ فَصَارَ سَبَب فِي أَوله وَسَبَبٌ بَعْدَ الوَتِدِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ فِي عَمَد طِوال. ومَدَّ الْحَرْفَ يَمُدُّه مَدّاً: طَوَّلَه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مدَّ اللهُ الأَرضَ يَمُدُّها مَدًّا بَسَطَهَا وسَوَّاها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ؛ وَفِيهِ: وَالْأَرْضَ مَدَدْناها* . وَيُقَالُ: مَدَدْت الأَرض مَدًّا إِذا زِدت فِيهَا تُرَابًا أَو سَماداً مِنْ غَيْرِهَا لِيَكُونَ أَعمر لَهَا وأَكثر رَيْعاً لِزَرْعِهَا، وَكَذَلِكَ الرِّمَالُ، والسَّمادُ مِداد لَهَا؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقُ: رَأَتْ كَمَرًا مِثْلَ الجَلاميدِ فَتَّحَتْ ... أَحالِيلَها، لمَّا اتْمَأَدَّتْ جُذورُها قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: اتْمَأَدَّتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا، اللَّهُمَّ إِلا أَن يُرِيدَ تَمادَّت فَسَكَّنَ التَّاءَ وَاجْتَلَبَ لِلسَّاكِنِ أَلِفَ الْوَصْلِ، كَمَا قَالُوا: ادَّكَرَ وادّارَأْتُمْ فِيهَا، وَهَمَزَ الأَلف الزَّائِدَةَ كَمَا هَمَزَ بَعْضُهُمْ أَلف دابَّة فَقَالَ دأَبَّة. ومدَّ بصَرَه إِلى الشَّيْءِ: طَمَح بِهِ إِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا . وأَمَدَّ لَهُ فِي الأَجل: أَنسأَه فِيهِ. ومَدَّه فِي الغَيّ وَالضَّلَالِ يَمُدُّه مَدًّا ومَدَّ لَهُ: أَمْلَى لَهُ وَتَرَكَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ؛ أَي يُمْلِي ويُلِجُّهم؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ مدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْعَذَابِ مَدًّا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا . قَالَ: وأَمَدَّه فِي الْغَيِّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ ؛ قِرَاءَةُ أَهل الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ يَمُدُّونَهم ، وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ يُمِدُّونَهم. والمَدُّ: كَثْرَةُ الْمَاءِ أَيامَ المُدُود وَجَمْعُهُ مُدُود؛ وَقَدْ مَدَّ الماءُ يَمُدُّ مَدًّا، وامْتَدَّ ومَدَّه غَيْرُهُ وأَمَدَّه. قَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ شَيْءٍ مَدَّه غَيْرُهُ، فَهُوَ بأَلف؛ يُقَالُ: مَدَّ البحرُ وامتَدَّ الحَبْل؛ قَالَ اللَّيْثُ: هَكَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ. الأَصمعي: المَدُّ مَدُّ النَّهْرِ. والمَدُّ: مَدُّ الْحَبْلِ. والمَدُّ: أَن يَمُدّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي غيِّه. وَيُقَالُ: وادِي كَذَا يَمُدُّ فِي نَهْرِ كَذَا أَي يَزِيدُ فِيهِ. وَيُقَالُ مِنْهُ: قلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَمَدَّتها ركيةٌ أُخرى فَهِيَ تَمُدُّها مَدّاً. والمَدُّ: السَّيْلُ. يُقَالُ: مَدَّ النهرُ ومدَّه نَهْرٌ آخَرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّه أَتِيُّ ... غِبَّ سمَاءٍ، فَهُوَ رَقْراقِيُ ومَدَّ النَّهرُ النهرَ إِذا جَرَى فِيهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ دَخَلَ فِيهِ مِثْلُهُ فَكَثَّرَه: مدَّه يَمُدُّه مَدًّا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ؛ أَي يَزِيدُ فِيهِ مَاءً مِنْ خلْفِه تجرُّه إِليه وتُكثِّرُه. ومادَّةُ الشَّيْءِ: مَا يمدُّه، دَخَلَتْ فِيهِ الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: يَنْبَعِثُ فِيهِ مِيزابانِ مِدادُهما أَنهار الْجَنَّةِ أَي يَمُدُّهما أَنهارُها. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَمَدَّها خَواصِر أَي أَوسعها وأَتَمَّها. والمادَّة: كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ مَدَداً لِغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: دعْ فِي الضَّرْع

مادَّة اللَّبَنِ، فَالْمَتْرُوكُ فِي الضَّرْعِ هُوَ الداعِيَةُ، وَمَا اجْتَمَعَ إِليه فَهُوَ المادَّة، والأَعْرابُ مادَّةُ الْإِسْلَامِ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ؛ قَالَ: تَكُونُ مِداداً كالمِدادِ الَّذِي يُكتب بِهِ. وَالشَّيْءُ إِذا مدَّ الشَّيْءَ فَكَانَ زِيَادَةً فِيهِ، فَهُوَ يَمُدُّه؛ تَقُولُ: دِجْلَةُ تَمُدُّ تَيَّارنا وأَنهارنا، وَاللَّهُ يَمُدُّنا بِهَا. وَتَقُولُ: قَدْ أَمْدَدْتُك بأَلف فَمُدَّ. وَلَا يُقَاسُ عَلَى هَذَا كُلُّ مَا وَرَدَ. ومَدَدْنا القومَ: صِرْنا لَهُمْ أَنصاراً ومدَدَاً وأَمْدَدْناهم بِغَيْرِنَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَمَدَّ الأَمير جُنْدَهُ بِالْخَيْلِ وَالرِّجَالِ وأَعانهم، وأَمَدَّهم بِمَالٍ كَثِيرٍ وأَغاثهم. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَعطاهم، والأَول أَكثر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ . والمَدَدُ: مَا مدَّهم بِهِ أَو أَمَدَّهم؛ سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَمْداد، قَالَ: وَلَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ، واستَمدَّه: طلَبَ مِنْهُ مَدَداً. والمَدَدُ: العساكرُ الَّتِي تُلحَق بالمَغازي فِي سَبِيلِ اللَّهِ. والإِمْدادُ: أَنْ يُرْسِلَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ مَدَداً، تَقُولُ: أَمْدَدْنا فُلَانًا بِجَيْشٍ. قال الله تعالى: يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ . وَقَالَ فِي الْمَالِ: أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ ؛ هَكَذَا قُرِئَ نُمِدُّهُمْ ، بِضَمِّ النُّونِ. وَقَالَ: وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ، فالمَدَدُ مَا أَمْدَدْتَ بِهِ قَوْمَكَ فِي حرْب أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ طَعَامٍ أَو أَعوان. وَفِي حَدِيثِ أُويس: كَانَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذا أَتَى أَمْدادُ أَهل الْيَمَنِ سأَلهم: أَفيكم أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ الأَمداد: جَمْعُ مَدَد وَهُمُ الأَعوان والأَنصار الَّذِينَ كَانُوا يَمُدُّون الْمُسْلِمِينَ فِي الْجِهَادِ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَة ورافَقَني مَدَدِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ ؛ وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى المدَد. وَقَالَ يُونُسُ: مَا كَانَ مِنَ الْخَيْرِ فإِنك تَقُولُ أَمْدَدْته، وَمَا كَانَ مِنَ الشَّرِّ فَهُوَ مدَدْت. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: هُمْ أَصلُ الْعَرَبِ ومادَّة الإِسلام أَي الَّذِينَ يُعِينونهم ويَكُثِّرُون جُيُوشَهُمْ ويُتَقَوَّى بزكاةِ أَموالهم. وَكُلُّ مَا أَعنت بِهِ قَوْمًا فِي حَرْبٍ أَو غَيْرِهِ، فَهُوَ مادَّة لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ الرَّمْيِ: مُنْبِلُه والمُمِدُّ بِهِ أَي الَّذِي يَقُومُ عِنْدَ الرَّامِي فَيُنَاوِلُهُ سَهْمًا بَعْدَ سَهْمٍ، أَو يَرُدُّ عَلَيْهِ النَّبْلَ مِنَ الهَدَف. يُقَالُ: أَمَدَّه يُمِدُّه، فَهُوَ مُمِدٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: قَائِلُ كلمةِ الزُّورِ وَالَّذِي يَمُدُّ بِحَبْلِهَا فِي الإِثم سواءٌ ؛ مَثَّل قَائِلَهَا بالمائِح الَّذِي يملأُ الدَّلْوَ فِي أَسفل الْبِئْرِ، وحاكِيَها بالماتِحِ الَّذِي يَجْذِبُ الْحَبْلَ عَلَى رأْس الْبِئْرِ ويَمُدُّه؛ وَلِهَذَا يُقَالُ: الراويةُ أَحد الكاذِبَيْنِ. والمِدادُ: النِّقْس. والمِدادُ: الَّذِي يُكتب بِهِ وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ. قَالَ شَمِرٌ: كُلُّ شَيْءٍ امتَلأَ وَارْتَفَعَ فَقَدْ مَدَّ؛ وأَمْدَدْتُه أَنا. ومَدَّ النهارُ إِذا ارْتَفَعَ. ومَدَّ الدَّواةَ وأَمَدَّها: زَادَ فِي مائِها ونِقْسِها؛ ومَدَّها وأَمَدَّها: جَعَلَ فِيهَا مِداداً، وَكَذَلِكَ مَدَّ القَلم وأَمَدَّه. واسْتَمَدَّ مِنَ الدواةِ: أَخذ مِنْهَا مِداداً؛ والمَدُّ: الاستمدادُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَسْتَمِدَّ مِنْهَا مَدّة وَاحِدَةً؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: سُمِّيَ المِدادُ مِداداً لإِمداده الكاتِب، مِنْ قَوْلِهِمْ أَمْدَدْت الْجَيْشَ بمَدد؛ قَالَ الأَخطل: رَأَوْا بارِقاتٍ بالأَكُفِّ كأَنّها ... مَصابيحُ سُرْجٌ، أُوقِدَتْ بِمِدادِ أَي بِزَيْتٍ يُمِدُّها. وأَمَدَّ الجُرْحُ يُمِدُّ إِمْداداً: صَارَتْ فِيهِ مَدَّة؛ وأَمْدَدْت الرَّجُلَ مُدَّةً. وَيُقَالُ: مُدَّني يَا غلامُ مُدَّة مِنَ الدَّوَاةِ، وإِن قُلْتَ: أَمْدِدْني مُدّة، كَانَ جَائِزًا، وَخَرَجَ عَلَى مَجْرَى المَدَدِ بِهَا وَالزِّيَادَةِ. والمُدَّة أَيضاً: اسْمُ مَا اسْتَمْدَدْتَ بِهِ مِنَ

المِدادِ عَلَى الْقَلَمِ. والمَدّة، بِالْفَتْحِ: الْوَاحِدَةُ مِنْ قَوْلِكَ مَدَدْتُ الشيءَ. والمِدّة، بِالْكَسْرِ: مَا يَجْتَمِعُ فِي الجُرْح مِنَ الْقَيْحِ. وأَمْدَدْتُ الرَّجُلَ إِذا أَعطيته مُدّة بِقَلَمٍ؛ وأَمْدَدْتُ الْجَيْشَ بِمَدَد. والاستمدادُ: طلبُ المَدَدِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَدَدْنا الْقَوْمَ أَي صِرنا مَدَداً لَهُمْ وأَمْدَدْناهم بِغَيْرِنَا وأَمْدَدْناهم بِفَاكِهَةٍ. وأَمَدّ العَرْفَجُ إِذا جَرَى الماءُ فِي عُودِهِ. ومَدَّه مِداداً وأَمَدَّه: أَعطاه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: نُمِدُّ لهمْ بالماءِ مِن غيرِ هُونِه، ... ولكِنْ إِذا مَا ضاقَ أَمرٌ يُوَسَّعُ يَعْنِي نَزِيدُ الْمَاءَ لِتَكْثُرَ الْمَرَقَةُ. وَيُقَالُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ السموات ومِدادَ كلماتِه ومَدَدَها أَي مِثْلَ عدَدِها وَكَثْرَتِهَا؛ وَقِيلَ: قَدْرَ مَا يُوازيها فِي الْكَثْرَةِ عِيارَ كَيْلٍ أَو وَزْنٍ أَو عدَد أَو مَا أَشبهه مِنْ وُجُوهِ الْحَصْرِ وَالتَّقْدِيرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا تَمْثِيلٌ يُرَادُ بِهِ التَّقْدِيرُ لأَن الْكَلَامَ لَا يَدْخُلُ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ وإِنما يَدْخُلُ فِي الْعَدَدِ. والمِدادُ: مَصْدَرٌ كالمَدَد. يُقَالُ: مَدَدْتُ الشيءَ مَدًّا ومِداداً وَهُوَ مَا يَكْثُرُ بِهِ وَيُزَادُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن المؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِه ؛ الْمَدُّ: الْقَدْرُ، يُرِيدُ بِهِ قَدْرَ الذُّنُوبِ أَي يُغْفَرُ لَهُ ذَلِكَ إِلى مُنْتَهَى مَدِّ صَوْتِهِ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِسَعَةِ الْمَغْفِرَةِ كقوله الْآخَرِ: وَلَوْ لَقِيتَني بِقُراب [بِقِراب] الأَرض «2» خَطايا لِقيتُك بِهَا مَغْفِرَةً؛ وَيُرْوَى مَدَى صَوْتِهِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَبَنَوْا بُيُوتَهُمْ عَلَى مِدادٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. وَيُقَالُ: جَاءَ هَذَا عَلَى مِدادٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى مِثَالٍ وَاحِدٍ؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ: لَمْ أُقْوِ فِيهِنَّ، وَلَمْ أُسانِدِ ... عَلَى مَدادٍ ورويٍّ واحِدِ والأَمِدّةُ، والواحدةُ مِدادٌ: المِساكُ فِي جَانِبَيِ الثوبِ إِذا ابْتدِئَ بعَملِه. وأَمَدَّ عُودُ العَرْفَجِ والصِّلِّيانِ والطَّرِيفَةِ: مُطِرَ فَلانَ. والمُدَّةُ: الْغَايَةُ مِنَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ. وَيُقَالُ: لِهَذِهِ الأُمّةُ مُدَّة أَي غَايَةٌ فِي بَقَائِهَا. وَيُقَالُ: مَدَّ اللَّهُ فِي عُمُرك أَي جَعَلَ لعُمُرك مُدة طَوِيلَةً. ومُدَّ فِي عُمُرِهِ: نُسِئَ. ومَدُّ النهارِ: ارتفاعُه. يُقَالُ: جِئْتُكَ مَدَّ النَّهَارِ وَفِي مَدِّ النَّهَارِ، وَكَذَلِكَ مَدَّ الضُّحَى، يَضَعُونَ الْمَصْدَرَ فِي كُلِّ ذَلِكَ مَوْضِعَ الظَّرْفِ. وامتدَّ النهارُ: تَنَفَّس. وامتدَّ بِهِمُ السَّيْرُ: طَالَ. ومَدَّ فِي السَّيْرِ: مَضَى. والمَدِيدُ: مَا يُخْلَطُ بِهِ سَوِيقٌ أَو سِمْسمٌ أَو دَقِيقٌ أَو شَعِيرٌ جَشٌّ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بحارٍّ ثُمَّ يُسقاه الْبَعِيرُ وَالدَّابَّةُ أَو يُضْفَرُه، وَقِيلَ: المَدِيدُ العَلَفُ، وَقَدْ مَدَّه بِهِ يَمُدُّه مَدًّا. أَبو زَيْدٍ: مَدَدْتُ الإِبلَ أَمُدُّها مَدًّا، وَهُوَ أَن تَسْقِيَهَا الْمَاءَ بِالْبِزْرِ أَو الدَّقِيقِ أَو السِّمْسِمِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المَدِيدُ شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلُّ فَيُضْفَرُ البَعِيرَ. وَيُقَالُ: هُنَاكَ قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض قَدْرُ مَدِّ الْبَصَرِ أَي مَدَى الْبَصَرِ. ومَدَدْتُ الإِبِلَ وأَمْدَدْتُها بِمَعْنًى، وهو أَن تَنْثِرَ [تَنْثُرَ] لَهَا عَلَى الماءِ شَيْئًا مِنَ الدَّقِيقِ وَنَحْوِهِ فَتَسْقِيَها، وَالِاسْمُ المَدِيدُ. والمِدّانُ والإِمِدّانُ: الْمَاءُ المِلْح، وَقِيلَ: الْمَاءُ الْمِلْحُ الشديدُ المُلُوحة؛ وَقِيلَ: مِياهُ السِّباخِ؛ قَالَ: وَهُوَ إِفِعْلانٌ. بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ، وَقِيلَ هُوَ لأَبي الطَّمَحان: فأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَينَ عَنِّي كَمَا أَبَتْ، ... حِياضَ الإِمِدَّانِ، الظِّباءُ القوامِحُ

_ (2). قوله [بقراب الأَرض] بهامش نسخة من النهاية يوثق بها يجوز فيه ضم القاف وكسرها، فمن ضمه جعله بمنزلة قريب يقال قريب وقراب كما يقال كثير وكثار، ومن كسر جعله مصدراً من قولك قاربت الشيء مقاربة وقراباً فيكون معناه مثل ما يقارب الأَرض.

والإِمِدّانُ أَيضاً: النَّزُّ. وَقِيلَ: هُوَ الإِمِّدانُ؛ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ. والمُدُّ: ضَرْبٌ مِنَ المكايِيل وَهُوَ رُبُع صَاعٍ، وَهُوَ قَدْرُ مُدِّ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، والصاعُ: خَمْسَةُ أَرطال؛ قال: لم يَغْدُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ، ... وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ وَالْجَمْعُ أَمدادٌ ومِدَدٌ ومِدادٌ كَثِيرَةٌ ومَدَدةٌ؛ قَالَ: كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ ... كَيْلَ مِدادٍ، مِنْ فَحاً مَدْقوقِ الْجَوْهَرِيُّ: المُدُّ، بِالضَّمِّ، مِكْيَالٌ وَهُوَ رِطْلٌ وَثُلْثٌ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ وَالشَّافِعِيِّ، وَرِطْلَانِ عِنْدَ أَهل الْعِرَاقِ وأَبي حَنِيفَةَ، وَالصَّاعُ أَربعة أَمداد. وَفِي حَدِيثِ فَضْلِ الصَّحَابَةِ: مَا أَدْرَك مُدَّ أَحدِهم وَلَا نَصِيفَه ؛ وَالْمُدُّ، فِي الأَصل: رُبُعُ صَاعٍ وإِنما قَدَّره بِهِ لأَنه أَقلُّ مَا كَانُوا يَتَصَدَّقُونَ بِهِ فِي الْعَادَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهُوَ الْغَايَةُ؛ وَقِيلَ: إِن أَصل الْمُدِّ مقدَّر بأَن يَمُدَّ الرَّجُلُ يَدَيْهِ فيملأَ كَفَّيْهِ طَعَامًا. ومُدَّةٌ مِنَ الزَّمَانِ: بُرْهَةٌ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُدَّة الَّتِي مادَّ فِيهَا أَبا سُفْيَانَ ؛ المُدَّةُ: طَائِفَةٌ مِنَ الزَّمَانِ تَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، ومادَّ فِيهَا أَي أَطالَها، وَهِيَ فاعَلَ مِنَ الْمَدِّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن شاؤُوا مادَدْناهم. ولُعْبة لِلصِّبْيَانِ تُسَمَّى: مِدادَ قَيْس؛ التَّهْذِيبِ: ومِدادُ قَيْس لُعْبة لَهُمْ. التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ دمم: دَمدَمَ إِذا عَذَّبَ عَذَابًا شَدِيدًا، ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ. ومُدٌّ: رَجُلٌ مِنْ دارِم؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الدَّارِمِيُّ يَهْجُو خُنْشُوشَ بْنَ مُدّ: جَزَى اللهُ خُنْشُوشَ بنَ مُدٍّ مَلامةً، ... إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ للناسِ مُوقُها مذد: فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المَذاد، وَهُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ: وَادٍ بَيْنَ سَلْعٍ وخَنْدَقِ الْمَدِينَةِ الَّذِي حَفَرَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في غَزْوة الخَنْدق. مرد: المارِدُ: الْعَاتِي. مَرُدَ عَلَى الأَمرِ، بِالضَّمِّ، يَمْرُدُ مُروُداً ومَرادةً، فَهُوَ ماردٌ ومَريدٌ، وتَمَرَّدَ: أَقْبَلَ وعَتا؛ وتأْويلُ المُرُود أَن يَبْلُغَ الْغَايَةَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذَلِكَ الصِّنْف. والمِرِّيدُ: الشديدُ المَرادةِ مِثْلُ الخِمِّير والسِّكِّير. وَفِي حَدِيثِ العِرْباض: وَكَانَ صاحبُ خَيْبَرَ رجُلًا مارِداً مُنْكراً ؛ الماردُ مِنَ الرِّجَالِ: الْعَاتِي الشَّدِيدُ، وأَصله مِنْ مَرَدة الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رَمَضَانَ: وتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدة الشَّيَاطِينِ ، جَمْعُ مَارِدٍ. والمُرُودُ عَلَى الشيءِ: المُرُونُ عَلَيْهِ. ومَرَدَ عَلَى الْكَلَامِ أَي مَرَنَ عَلَيْهِ لَا يَعْبَأُ بِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ مَرَنُوا عَلَيْهِ وجُرِّبُوا كَقَوْلِكَ تَمَرَّدُوا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَرْدُ التَّطَاوُلُ بالكِبْر وَالْمَعَاصِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ أَي تَطاوَلوا. والمَرادةُ: مَصْدَرُ المارِدِ، والمَرِيدُ: مِنْ شَيَاطِينِ الإِنس وَالْجِنِّ. وَقَدْ تَمَرَّدَ عَلَيْنَا أَي عَتا. ومَرَدَ عَلَى الشرِّ وتَمَرَّد أَي عَتَا وطَغَى. والمَرِيدُ: الخبيثُ الْمُتَمَرِّدُ الشِّرِّير. وَشَيْطَانٌ مارِد ومَرِيد وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَرِيدُ يَكُونُ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَجَمِيعِ الْحَيَوَانِ؛ وَقَدِ اسْتُعْمِلَ ذَلِكَ فِي المَواتِ فَقَالُوا: تَمَرَّدَ هَذَا البَثْق أَي جَاوَزَ حَدَّ مِثْلِهِ، وَجَمْعُ الْمَارِدِ مَرَدة، وَجَمْعُ المَريدِ مُرَداء؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:

مُسْنفات كأَنَّهُنَّ قَنا الهِنْدِ، ... ونَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرودِ «1» . قَالَ: الشَّغْبُ المَرَحُ. والمَرُودُ والمارِدُ: الَّذِي يَجِيءُ ويَذْهَبُ نَشاطاً؛ يَقُولُ: نَسَّى الوَجِيفُ المارِدَ شَغْبَه. ابْنُ الأَعرابي: المَرَدُ نَقاءُ الْخَدَّيْنِ مِنَ الشَّعْرِ ونَقاء الغُصْن مِنَ الوَرَق، والأَمْرَدُ: الشابُّ الَّذِي بلغَ خُرُوجَ لِحْيته وطَرَّ شَارِبُهُ وَلَمْ تَبْدُ لِحْيَتُهُ. ومَرِدَ مَرَداً ومُروُدة وتَمَرَّد: بَقِيَ زَمَانًا ثُمَّ الْتَحَى بَعْدَ ذَلِكَ وَخَرَجَ وَجْهَهُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: تَمَرَّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً وجَمَعْت عِشْرِينَ ونَتَفْت عِشْرِينَ وخَضَبت عِشْرِينَ وأَنا ابْنُ ثَمَانِينَ أَي مَكَثْتُ أَمرد عِشْرِينَ سَنَةً ثُمَّ صِرْتُ مُجْتَمِعَ اللِّحْيَةِ عشرين سنة. ورملة مَرْادء: مُتَسَطِّحَةٌ لَا تُنْبِت، وَالْجَمْعُ مَرادٍ، غَلَبَتِ الصِّفَةُ غلَبَة الأَسماء. والمَرادِي: رِمال بِهَجَر مَعْرُوفَةٌ، وَاحِدَتُهَا مَرْداء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ نَبَاتِهَا؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَيْتَكَ حالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كلُّه، ... ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما الأَصمعي: أَرض مَرادءُ، وَجَمْعُهَا مَرادٍ، وَهِيَ رِمَالٌ مُنْبَطِحَةٌ لَا يُنْبَتُ فِيهَا؛ وَمِنْهَا قِيلَ لِلْغُلَامِ أَمْرَدُ. ومَرْداء هَجَرَ: رَمْلَةٌ دُونَهَا لَا تُنْبِتُ شَيْئًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: هَلَّا سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْداءِ هَجَرْ وأَنشد الأَزهري بَيْتَ الرَّاعِي: ومَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَما وَقَالَ: المَرادِي جَمْعُ مَرْداءِ هَجَرَ؛ وَقَالَ: جَاءَ بِهِ ابْنُ السِّكِّيتِ: وامرأَة مَرْداء: لَا إِسْبَ لَهَا، وَهِيَ شِعْرَتُها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهل الْجَنَّةِ جُرْد مُرْد. وَشَجَرَةٌ مَرْداء: لَا وَرَقَ عَلَيْهَا، وَغُصْنٌ أَمْرَد كَذَلِكَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرَةٌ مَرْداء ذَهَبَ وَرَقُهَا أَجمع. والمَرْدُ: التَّمْلِيسُ. ومَرَدْتُ الشيءَ ومَرَّدْتُه: لَيَّنْتَهُ وَصَقَلْتَهُ. وَغُلَامٌ أَمْرَدُ بَيِّن المَرَد، بِالتَّحْرِيكِ، وَلَا يُقَالُ جَارِيَةٌ مَرْداء. وَيُقَالُ: تَمَرَّدَ فُلَانٌ زَمَانًا ثُمَّ خَرَجَ وَجْهُهُ وَذَلِكَ أَن يَبْقَى أَمْرَدَ حِينًا. وَيُقَالُ: شَجَرَةٌ مَرْداء وَلَا يُقَالُ غُصْنٌ أَمْرَدُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: شَجَرَةٌ مَرْداء وَغُصْنٌ أَمْردُ لَا وَرَقَ عَلَيْهِمَا. وَفَرَسٌ أَمْرَدُ: لَا شَعْرَ عَلَى ثُنَّتِه. والتَّمْرِيدُ: التَّمليسُ والتَّسْوِيةُ والتَّطْيِينُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُمَرَّد بِناء طَوِيلٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قوله تعالى: رْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ ؛ وَقِيلَ: الممرَّد الْمُمَلَّسُ. وتَمريد الْبِنَاءِ: تَمْلِيسُهُ. وتمريدُ الْغُصْنِ: تَجْرِيدُهُ مِنَ الْوَرَقِ. وَبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ: مُطَوَّلٌ. وَالْمَارِدُ: الْمُرْتَفِعُ. والتِّمْرادُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ يُجْعَلُ فِي بَيْتِ الحَمام لِمبْيَضِه فإِذا جُعِلَتْ نَسَقًا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ فَهِيَ التَّمارِيدُ؛ وَقَدْ مَرَّدها صَاحِبُهَا تَمْريداً وتِمْراداً والتِّمْراد الِاسْمُ، بِكَسْرِ التَّاءِ. ومَرَدَ الشيءَ: لَيَّنَهُ. الصِّحَاحُ: والمَرادُ، بِالْفَتْحِ، العُنُق. والمرَدُ: الثَّرِيدُ. ومَرَدَ الْخُبْزَ وَالتَّمْرَ فِي الماءِ يَمْرُده مَرْداً أَي ماثَه حَتَّى يَلِينَ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَنْقَعَه وَهُوَ المَريد؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ولمَّا أَبى أَن يَنْقُصَ القَوْدُ لَحمَه، ... نزَعْنا المَرِيذَ والمَريدَ لِيَضْمُرا والمَرِيذُ: التَّمْرُ يُنْقَعُ فِي اللَّبَنِ حَتَّى يَلِينَ. الأَصمعي: مَرَذَ فُلَانٌ الْخُبْزَ فِي الماءِ أَيضاً، بِالذَّالِ المعجمة، ومَرَثه.

_ (1). قوله [مسنفات] في الصحاح: أسنف الفرس تَقَدَّمَ الْخَيْلَ، فَإِذَا سَمِعْتَ فِي الشِّعْرِ مُسْنِفَةً، بِكَسْرِ، فَهِيَ مِنْ هَذَا وَهِيَ الْفَرَسُ تَتَقَدَّمُ الْخَيْلَ فِي سَيْرِهَا، وَإِذَا سَمِعْتَ مُسْنَفَةً، بِفَتْحِ النُّونِ، فَهِيَ النَّاقَةُ مِنَ السِّنَافِ أَيْ شُدَّ عليها ذلك

الأَصمعي: مَرَثَ خُبْزَهُ فِي الماءِ ومَرَدَه إِذا ليَّنَه وفَتَّتَه فِيهِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ شيءٍ دُلِكَ حَتَّى اسْتَرْخَى. مَرِيدٌ. وَيُقَالُ لِلتَّمْرِ يُلْقى فِي اللَّبَنِ حَتَّى يَلِينَ ثُمَّ يُمْرَد بِالْيَدِ: مَرِيدٌ. ومَرَذَ الطعان، بِالذَّالِ، إِذا مَاثَهُ حَتَّى يَلِينَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ مَرَثَ الخُبْزَ ومَرَدَه، بِالدَّالِ، إِلا أَن أَبا عُبَيْدٍ جَاءَ بِهِ فِي الْمُؤَلَّفِ مَرَثَ فُلَانٌ الْخُبْزَ ومَرَذَه، بِالثَّاءِ وَالذَّالِ، وَلَمْ يُغَيِّرْهُ شَمِرٌ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنهما لُغَتَانِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الخَصيبي يَقُولُ: مَرَدَه وهَرَدَه إِذا قطَعه وهَرَطَ عِرْضَه وهَرَدَه؛ ومَرَدَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمّه مَرْداً. والمَرْدُ: الغَضُّ مِنْ ثَمر الأَراك، وَقِيلَ: هُوَ النَّضِيجُ مِنْهُ، وَقِيلَ: المَرْدُ هَنواتٌ مِنْهُ حُمْر ضَخْمة؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: كِنانِيَّةٌ أَوتادُ أَطنابِ بَيْتِها، ... أَراكٌ، إِذا صافَتْ بِهِ المَرْدُ، شَقَّحا وَاحِدَتُهُ مَرْدةٌ. التَّهْذِيبِ: البَريرُ ثَمر الأَراك، فالغَضُّ مِنْهُ المَرْد والنضيجُ الكَباثُ. والمَرْدُ: السَّوْقُ الشديدُ. والمُرْدِيُّ: خَشَبة يَدْفَعُ بِهَا المَلَّاحُ السفينةَ، والمَرْدُ: دَفْعُهَا بالمُرْدِيِّ، وَالْفِعْلُ يَمْرُد. ومارِدٌ: حِصْنُ دُومةِ الْجَنْدَلِ؛ الْمُحْكَمِ: ومارِدٌ حِصْن مَعْرُوفٌ غَزَاهُ بَعْضُ الْمُلُوكِ فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ، فَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: تَمرَّدَ ماردٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ، وَهُمَا حِصْنَانِ بِالشَّامِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُمَا حِصْنَانِ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ غَزَتْهُمَا الزَّبَّاءُ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ: كَانْتِ الزَّبَّاءُ سَارَتْ إِلى مَارِدٍ حِصْن دُومة الْجَنْدَلِ وإِلى الأَبْلَق، وَهُوَ حِصْنُ تَيْماءَ، فَامْتَنَعَا عَلَيْهَا فَقَالَتْ هَذَا الْمَثَلَ، وَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ عَزيز مُمْتَنع. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مُرَيْد، وَهُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ مصغَّراً: أُطُمٌ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مَرْدانَ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَهِيَ ثَنِيَّةٌ بِطَرِيقِ تَبُوكَ وَبِهَا مسجدٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومُرادٌ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ مُرَادُ بْنِ مَالِكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَهْلان بْنِ سَبَا وَكَانَ اسْمُهُ يُحابِر فَتَمَرَّد فَسُمِّيَ مُراداً، وَهُوَ فُعال عَلَى هَذَا الْقَوْلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ومُرادٌ حَيٌّ هُوَ الْيَوْمَ فِي الْيَمَنِ، وَقِيلَ: إِن نَسَبَهُمْ فِي الأَصل مِنْ نِزَارٍ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: كَسَيْفِ المرادِيِّ لَا ناكِلًا ... جَباناً، وَلَا حَيْدَرِيّاً قَبيحا قِيلَ: أَراد سَيْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَم قاتِلِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: أَراد كأَنه سَيْفُ يَمَانٍ فِي مَضَائِهِ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ، فَقَالَ كَسَيْفِ المُرادِيِّ. ومارِدُون ومارِدِين: مَوْضِعٌ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ ماردين. مرخد: امْرَخَدَّ الشَّيْءُ: اسْتَرْخَى. مزد: مَا وجَدْنا لَهَا العامَ مَزْدةً كَمَصْدةٍ أَي لَمْ نَجِدْ لَهَا بَرْداً، أُبْدِل الزَّايُ مِنَ الصَّادِ. مسد: المسَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: اللِّيف. ابْنُ سِيدَهْ: المَسَدُ حَبْلٌ مِنْ ليفٍ أَو خُوص أَو شَعْرٍ أَو وبَر أَو صُوفٍ أَو جُلُودِ الإِبل أَو جُلُودٍ أَو مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ؛ وأَنشد: يَا مَسَدَ الخوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي، ... إِنْ تَكُ لَدْناً لَيِّناً، فإِني مَا شِئْتَ مِن أَشْمَطَ مُقْسَئِنِ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ جُلُودِ الإِبل أَو مِنْ أَوبارِها؛ وأَنشد الأَصمعي لِعُمَارَةَ بْنِ طَارِقٍ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ لِعُقْبَةَ الهُجَيْمِي: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلِ غَرْبِ طارِقِ، ... ومَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيانِقِ، لَيْسَ بأَنْيابٍ وَلَا حَقائِقِ

يَقُولُ: اعْجَلْ بدَلْوٍ مثلِ دلْو طارِقٍ ومَسَدٍ فُتِلَ مِنْ أَيانق، وأَيانِقُ: جَمْعُ أَيْنُق وأَينق جَمْعُ نَاقَةٍ، والأَنْيابُ جَمْعُ نَابٍ، وَهِيَ الهَرِمةُ، وَالْحَقَائِقُ جَمْعُ حِقَّة، وَهِيَ الَّتِي دَخَلَتْ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ وَلَيْسَ جِلْدُهَا بِالْقَوِيِّ؛ يُرِيدُ لَيْسَ جِلْدُهَا مِنَ الصَّغِيرِ وَلَا الْكَبِيرِ بَلْ هُوَ مِنْ جِلْدِ ثَنِيَّةٍ أَو رَباعِية أَو سَديس أَو بازِل؛ وَخَصَّ بِهِ أَبو عُبَيْدٍ الْحَبْلَ مِنَ اللِّيفِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ الْمَضْفُورُ الْمُحْكَمُ الْفَتْلِ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنها سِلْسِلَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا يَسْلُكُ بِهَا فِي النَّارِ، وَالْجَمْعُ أَمساد ومِسادٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ السلسلة الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً؛ يَعْنِي، جَلَّ اسْمُهُ، أَنّ امرأَة أَبي لَهَبٍ تسْلك فِي سِلْسِلَةٍ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا. حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ؛ أَي حَبْلٌ مُسِدَ أَيَّ مَسْدٍ أَي فُتِل فلُوي أَي أَنها تُسْلَكُ فِي النَّارِ أَي فِي سلسلةِ مَمْسُودٍ. الزَّجَّاجُ: الْمَسَدُ فِي اللُّغَةِ الْحَبْلُ إِذا كَانَ مِنْ لِيفِ المُقْل وَقَدْ يُقَالُ لِغَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المَسْدُ مَصْدَرُ مَسَدَ الْحَبَلَ يَمْسُدُه مَسْداً، بِالسُّكُونِ، إِذا أَجاد فَتْلَهُ، وَقِيلَ: حَبْلٌ مَسَدٌ أَي مَمْسُودٌ قَدْ مُسِدَ أَي أُجِيدَ فَتْلُهُ مَسْداً، فالمَسْدُ الْمَصْدَرُ، والمَسَدُ بِمَنْزِلَةِ المَمْسُود كَمَا تَقُولُ نفَضْت الشَّجَرَ نَفْضاً، وَمَا نُفض فَهُوَ نَفَضٌ، وَدَلَّ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ، أَن السلسلة التي ذكرها الله فُتِلت مِنَ الْحَدِيدِ فَتْلًا مُحْكَمًا، كأَنه قِيلَ فِي جيدِها حَبْلُ حَدِيدٍ قَدْ لُوي لَيّاً شَدِيدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أُقَرِّبُها لِثَرْوةِ أَعْوَجِيٍّ ... سَرَنداةً، لَهَا مَسَدٌ مُغارُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي لَهَا ظَهْرٌ مُدْمَج كالمَسَد المُغار أَي الشَّدِيدِ الْفَتْلِ. ومَسَدَ الحبلَ يَمْسُدُه مَسْداً: فَتَلَهُ. وَجَارِيَةٌ مَمْسُودةٌ: مَطْويّةٌ مَمْشوقةٌ. وامرأَة مَمْسُودةُ الخَلْق إِذا كَانَتْ مُلتفّة الخَلْق لَيْسَ فِي خلْقها اضْطِرَابٌ. وَرَجُلٌ مَمْسُود إِذا كَانَ مَجْدُولَ الخَلْق. وَجَارِيَةٌ مَمْسُودَةٌ إِذا كَانَتْ حَسَنة طَيّ الْخَلْقِ. وَجَارِيَةٌ حسَنةُ المَسْد والعَصْب والجَدْل والأَرْم، وَهِيَ مَمْسُودَةٌ وَمَعْصُوبَةٌ وَمَجْدُولَةٌ ومأْرومة، وبَطْن مَمْسُودٌ: لَيِّن لطيفٌ مُسْتَوٍ لَا قُبْح فِيهِ؛ وَقَدْ مُسِدَ مسْداً. وساقٌ مَسْداءُ: مُسْتَوِيَةٌ حَسَنَةٌ. والمَسَدُ: المِحْوَرُ إِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَرَّمْتُ شَجَرَ المدينةِ إِلَّا مَسَدَ مَحالة ؛ المسَد: الْحَبْلُ الْمَمْسُودُ أَي الْمَفْتُولُ مِنْ نَبَاتٍ أَو لِحاء شَجَرَةٍ «2»؛ وَقِيلَ: المَسَدُ مِرْوَدُ البَكَرَةِ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَذنَ فِي قطْع المَسَدِ والقائِمتيْن. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه كادَ «3». رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيَمْنَعُ أَنْ يُقْطَعَ المَسَدُ. والمسَدُ: اللِّيفُ أَيضاً، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ، فِي قَوْلٍ. ومَسَدَ يَمْسُد مَسْداً: أَدْأَب السَّيْرَ فِي اللَّيْلِ؛ وأَنشد: يُكابِدُ الليلَ عَلَيْهَا مَسْدَا والمَسْدُ: إِدْآبُ السَّيْرِ فِي اللَّيْلِ؛ وَقِيلَ: هُوَ السَّيْرُ الدائمُ، لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارًا؛ وَقَوْلُ الْعَبْدِيِّ يَذْكُرُ نَاقَةً شَبَّهَهَا بِثَوْرٍ وَحْشِيٍّ: كأَنها أَسْفَعُ ذُو جُدَّةٍ، ... يَمْسُدُه القَفْرُ وليلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ فِي بُرْقُعٍ، ... مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ

_ (2). قوله [أو لحاء شجرة] كذا بالأَصل والذي في نسخة من النهاية يظن بها الصحة لحاء شجر ونحوه (3). قوله [أنه كاد إلخ] في نسخة النهاية التي بيدنا إن كان ليمنع بحذف الضمير وبنون بدل الدال، وعليها فاللام لام الجحود والفعل بعدها منصوب

قَوْلُهُ: يَمْسُدُه يَعْنِي الثَّوْرَ أَي يَطْوِيهِ لَيْلٌ. سَدِيٌّ أَي نَدِيٌّ وَلَا يَزَالُ الْبَقْلُ فِي تَمَامٍ مَا سَقَطَ النَّدى عَلَيْهِ؛ أَراد أَنه يأْكل الْبَقْلَ فَيُجَزِّئُهُ عَنِ الْمَاءِ فَيَطْوِيهِ عَنْ ذَلِكَ، وَشَبَّهَ السُّفعة الَّتِي فِي وَجْهِ الثَّوْرِ بِبُرْقُعٍ. وَجَعَلَ اللَّيْثُ الدَّأَبَ مَسْداً لأَنه يَمْسُد خَلْقَ مَنْ يَدْأَبُ فَيطْوِيه ويُضَمِّرُه. والمِسادُ: عَلَى فِعالٍ: لُغَةٌ فِي المِسابِ، وَهُوَ نِحْي السَّمْن وسِقاء العَسل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذؤَيب: غَدَا فِي خافةٍ مَعَهُ مِسادٌ ... فأَضْحَى يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وَالْخَافَةُ: خَرِيطَةٌ يَتَقَلَّدُهَا المُشْتارُ لِيَجْعَلَ فِيهَا الْعَسَلَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الْمِسَادُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، الزِّقُّ الأَسود. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ أَحسَنُ مِسَادَ شِعْرٍ مِنْ فُلَانٍ؛ يُرِيدُ أَحْسَنَ قِوامَ شِعْرٍ مِنْ فُلَانٍ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةُ: يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ، ... جادَتْ بِمَطْحُونٍ لَهَا لَا تَأْجِمُهْ، تَطْبُخُه ضُروُعُها وتَأْدِمُهْ يَصِفُ رَاعِيًا جَادَتْ لَهُ الإِبل باللبَن، وَهُوَ الَّذِي طَبَخَتْهُ ضُرُوعُهَا؛ وَقَوْلُهُ بِمَطْحُونٍ أَي بلبَن لَا يَحْتاج إِلى طَحْنٍ كَمَا يُحتاج إِلى ذَلِكَ فِي الْحَبِّ، والضُّروُع هِيَ الَّتِي طَبَخَتْهُ، وَقَوْلُهُ لَا تَأْجِمُه أَي لَا تَكرهه، وتأْدِمُه: تَخْلِطُهُ بأُدْم، وأَراد بالأُدم مَا فِيهِ مِنَ الدّسَم؛ وَقَوْلُهُ يَمْسُدُ أَعلى لَحْمِهِ أَي اللَّبَنُ يَشُدُّ لَحْمَه وَيُقَوِّيهِ؛ يَقُولُ: إِن الْبَقْلَ يُقَوِّي ظَهْرَ هَذَا الحِمار وَيَشُدُّهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ يَصِفُ حِمَارًا كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ فإِنه قَالَ: إِن الْبَقْلَ يُقَوِّي ظهر هذا الحمار ويشده. مصد: المَصْدُ والمَزْدُ والمَصادُ: الهَضْبةُ الْعَالِيَةُ الْحَمْرَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ أَعْلى الجَبَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا أَبْرَزَ الرَّوْعُ الكَعابَ فإِنَّهُمْ ... مَصادٌ، لِمَنْ يَأْوِي إِليهم، ومَعْقِلُ وَالْجَمْعُ أَمْصِدةٌ ومُصدانٌ. الأَصمعي: المُصْدانُ أَعالي الجِبالِ، وَاحِدُهَا مَصادٌ. قَالَ الأَزهري: مِيمُ مَصادٍ مِيمُ مَفْعَلٍ وجُمِع عَلَى مُصْدانٍ كَمَا قَالُوا مَصِيرٌ ومُصْرانٌ، عَلَى تَوَهُّمِ أَن الْمِيمَ فَاءُ الفِعل. والمَصْدُ: البَرْد؛ وَمَا وَجَدْنَا لَهَا العامَ مَصْدةً ومَزْدةً، عَلَى الْبَدَلِ، تُبْدَلُ الصَّادُ زَايًا، يَعْنِي الْبَرْدَ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: يَعْنِي شِدَّةَ البرْد وَشِدَّةَ الْحَرِّ، ضِدٌّ. وَمَا أَصابتنا العامَ مَصْدة أَي مَطْرة. والمَصْد: الرَّعْد. والمَصْد: الْمَطَرُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: مَا لَهَا مَصْدَة أَي مَا للأَرض قُرٌّ وَلَا حَرٌّ. ومَصَدَ الرِّيقَ: مصَّه. ابْنُ الأَعرابي: المَصْدُ المَصُّ؛ مَصَدَ جَارِيَتَهُ ورَفَّها ومَصَّها ورَشَفها بِمَعْنًى وَاحِدٍ. اللَّيْثُ: المَصْدُ: ضَرْب مِنَ الرَّضَاعِ، يُقَالُ: قَبَّلَها فمصَدَها. والمَصْدُ: الْجِمَاعُ. يُقَالُ: مَصَد الرَّجُلُ جَارَيْتَهُ وعَصَدها إِذا نَكَحَهَا؛ وأَنشد: فَأَبِيتُ أَعْتَنِقُ الثُّغُورَ، وأَتَّقي ... عَنْ مَصْدِها، وشِفاؤُها المَصْدُ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: المَصْدُ البَرْد، وَرَوَاهُ وأَنتفي عَنْ مصدها أَي أَتَّقي. مضد: المَضْدُ: لُغَةٌ فِي ضَمْدِ الرأْس، يَمَانِيَةٌ. اللَّيْثُ: نَضَدَ ومَضَدَ إِذا جَمَعَ. معد: المَعْدُ: الضَّخْم. وَشَيْءٌ مَعْدٌ: غَلِيظٌ. وتَمَعْدَدَ: غَلُظ وسَمِن؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، قَالَ: رَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تمَعدَدَا والمَعِدَةُ والمِعْدَةُ: مَوْضِعُ الطَّعَامِ قَبْلَ أَن يَنحدر إِلى الأَمعاء؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الَّتِي تَسْتَوْعِبُ الطعامَ مِنَ الإِنسان. وَيُقَالُ: المَعِدةُ للإِنسان بِمَنْزِلَةِ الْكَرِشِ

لِكُلِّ مُجْتَرٍّ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: بِمَنْزِلَةِ الكرِش لِذَوَاتِ الأَظْلافِ والأَخْلافِ، وَالْجَمْعُ مَعِدٌ ومِعَدٌ، تُوُهِمَتْ فِيهِ فِعَلَة. وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ فِي جَمْعِ مَعِدَة: مِعَدٌ، قَالَ: وَكَانَ القِياس أَن يَقُولُوا مَعِدٌ كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ نَبِقة نَبِقٌ، وَفِي جَمْعِ كلِمةٍ كَلِمٌ، فَلَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ وَعَدَلُوا عَنْهُ إِلى أَن فَتَحُوا الْمَكْسُورَ وَكَسَرُوا الْمَفْتُوحَ. قَالَ: وَقَدْ عَلِمْنَا أَن مِنْ شَرْطِ الْجَمْعِ بِخَلْعِ الهاءِ أَن لَا يُغَيَّرُ مِنْ صِيغَةِ الْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ شَيْءٌ وَلَا يُزَادُ عَلَى طَرْحِ الْهَاءِ نَحْوَ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَنَخْلَةٍ وَنَخْلٍ، فَلَوْلَا أَن الْكَسْرَةَ وَالْفَتْحَةَ عِنْدَهُمْ تَجْرِيَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ لَمَا قَالُوا مَعِدٌ، ونَقِمٌ في جمع مِعْدَةٍ ونِقْمَةٍ وَقِيَاسُهُ نِقْم ومِعْدٌ وَلَكِنَّهُمْ فَعَلُوا هَذَا لِقُرْبِ الْحَالَيْنِ عَلَيْهِمْ ولِيُعْلِموا رأْيهم فِي ذَلِكَ فَيُؤْنِسُوا بِهِ ويوطِّئوا بِمَكَانِهِ لِمَا وَرَاءَهُ. ومُعِدَ الرجلُ، فَهُوَ مَمْعودٌ: ذَرِبت مَعِدَتُه فَلَمْ يَسْتَمْرِئْ مَا يأْكله. ومَعَدَه: أَصاب مَعِدتَه. والمَعْدُ: الْبَقْلُ الرخْص. والمَعْدُ: الغَضُّ مِنَ الثِّمَارِ. والمَعْدُ: ضَرْب مِنَ الرُّطَب. ورُطَبَة مَعْدَة ومُتَمَعِّدة: طَرِيَّةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَبُسْرٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ أَي رخْص؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ إِتباع لَا يُفْرَدُ. والمَعْدُ: الفسادُ. ومَعَدَ الدَّلْوَ مَعْداً ومَعَدَ بِهَا وامْتَعَدَها: نَزَعَهَا وأَخرجها مِنَ الْبِئْرِ، وَقِيلَ: جدبها. والمَعْدُ: الجَذْبُ؛ مَعَدْتُ الشَّيْءَ: جَذَبْتُه بِسُرْعَةٍ. وذِئْبٌ مِمْعَدٌ وماعِدٌ إِذا كَانَ يَجْذِبُ العَدْو جَذْباً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ صَائِدًا شَبَّهَهُ فِي سُرْعَتِهِ بِالذِّئْبِ: كأَنَّما أَطْمارُه، إِذا عَدَّا، ... جُلِّلْنَ سِرحانَ فَلاةٍ مِمْعَدا ونَزْعٌ مَعْدٌ: يُمَدُّ فِيهِ بالبكْرة؛ قَالَ أَحمد بْنُ جَنْدَلٍ السَّعْدِيُّ: يَا سَعْدُ، يَا ابنَ عُمَرٍ، يَا سعدُ ... هَلْ يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ، وساقِيانِ: سَبِطٌ وجَعْدُ؟ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَزْعٌ مَعْدٌ سَريع، وَبَعْضٌ يَقُولُ: شَدِيدٌ، وكأَنه نَزْعٌ مِنْ أَسفل قَعْرِ الرَّكِيَّةِ؛ وَجُعِلَ أَحد السَّاقِيَيْنِ جَعْداً وَالْآخَرُ سَبطاً لأَن الْجَعْدَ مِنْهُمَا أَسودُ زنْجِيٌّ وَالسَّبْطَ رُوميّ، وإِذا كَانَا هَكَذَا لَمْ يَشْتَغِلَا بِالْحَدِيثِ عَنْ ضَيْعَتِهِمَا. وامْتَعَدَ سَيْفَه مِنْ غِمْدِه: اسْتَلَّه واخْتَرَطَه. ومَعَدَ الرمْحَ مَعْداً وامْتَعَدَه: انْتَزَعَهُ مِنْ مَرْكَزِهِ، وَهُوَ مِنَ الِاجْتِذَابِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِي: مَرَّ بِرُمْحِهِ وَهُوَ مَرْكُوز فامْتَعَدَه ثُمَّ حَمَل: اقْتَلَعَهُ. ومَعَدَ الشيءَ مَعْداً وامْتَعَدَ: اخْتَطَفَه فَذَهَبَ بِهِ، وَقِيلَ: اخْتَلَسَهُ؛ قَالَ: أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا، ... وخارِبَيْنِ خَرَباً فَمَعَدَا، لَا يَحْسَبَانِ اللهَ إِلا رَقَدَا أَي اخْتَلساها واخْتَطفاها. ومَعَدَ فِي الأَرض يَمْعَدُ مَعْداً ومُعُوداً إِذا ذَهب؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِي. والمُتَمَعْدِدُ: البَعِيدُ. وتَمَعْدَدَ: تباعَد؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: قِفا إِنَّها أمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها، ... وإِن كانَ مِنْ ذِي ودِّنا، قد تَعَمْدَدا أَي تَباعَدَ. قال شَمِرٌ: قَوْلُهُ المُتَمَعْدِدُ الْبَعِيدُ لَا أَعلمه إِلا مِنَ مَعَدَ فِي الأَرض إِذا ذَهَبَ فِيهَا، ثُمَّ صَيَّرَهُ تَفَعْلَلَ مِنْهُ. وَبَعِيرٌ مَعْد أَي سَرِيعٌ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: لمَّا رأَيتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى، ... أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِيًّا مَعْدا

ومَعَدَ بِخُصْيَيه مَعْداً: ذَهَبَ بِهِمَا، وَقِيلَ: مَدَّهُمَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِي: أَخذ فُلَانٌ بِخُصْيَيْ فُلَانٍ فَمَعَدَهُمَا وَمَعَدَ بِهِمَا أَي مَدَّهُمَا وَاجْتَبَذَهُمَا. والمَعَدّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ: اللَّحْمُ الَّذِي تَحْتَ الْكَتِفِ أَو أَسفل مِنْهَا قَلِيلًا، وَهُوَ مِنْ أَطيب لَحْمِ الْجَنْبِ؛ قَالَ الأَزهري: وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي مَثَلٍ يَضْرِبُونَهُ: قَدْ يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ أَكلَ السُّوءِ؛ قَالَ: هُوَ فِي الِاشْتِقَاقِ يَخْرُجُ عَلَى مَفْعَل وَيَخْرُجُ عَلَى فَعَلٍّ عَلَى مِثَالِ عَلَدٍّ، وَلَمْ يشتقُّ مِنْهُ فِعْل. والمَعَدّان: الْجَنْبَانِ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُمَا مَوْضِعُ رِجْلَي الرَّاكِبِ مِنَ الْفَرَسِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْه عَبَاءَةٌ، ... كَسَاها مَعَدَّيْهِ مُقَاتَلة الدَّهْرِ أَخبر أَنه يُقَاتِلُ الدَّهْرَ مِنْ لؤْمه؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْمَعَدُّ الْجَنْبُ فأَفرده. والمَعَدّان مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ رؤُوس كَتِفَيْهِ إِلى مؤَخر مَتْنِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يُخَاطِبُ امرأَته: فإِمَّا زالَ سَرْجِي عَنْ مَعَدٍّ، ... وأَجْدِرْ بالحَوادث أَن تَكُونا يَقُولُ: إِن زَالَ عَنْكِ سَرْجِي فَبِنْتِ بِطَلَاقٍ أَو بِمَوْتٍ فَلَا تَتَزَوَّجِي هَذَا الْمَطْرُوقَ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: فَلَا تَصِلِي بِمَطْروُق، إِذا مَا ... سَرَى فِي القَوْمِ أَصبَحَ مُسْتَكِينا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِن عُرِّي فَرَسِي مِنْ سَرْجِي وَمُتُّ: فَبَكِّي، يَا غَنِيُّ بِأَرْيَحِيٍّ، ... مِنَ الفِتْيانِ، لَا يُمْسي بَطِينا وَقِيلَ: المَعَدَّان مِنَ الْفَرَسِ مَا بَيْنَ أَسفل الْكَتِفِ إِلى مُنْقَطِعِ الأَضلاع وَهُمَا اللَّحْمُ الْغَلِيظُ الْمُجْتَمِعُ خَلْفَ كَتِفَيْهِ، وَيُسْتَحَبُّ نُتُوءُهُما لأَن ذَلِكَ الْمَوْضِعَ إِذا ضَاقَ ضغطَ الْقَلْبَ فَغَمَّه. والمَعَدُّ: مَوْضِعٌ عَقِبَ الْفَارِسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِي: هُوَ مَوْضِعُ رِجْلِ الْفَارِسِ مِنَ الدَّابَّةِ، فَلَمْ يَخُصَّ عَقِبًا مِنْ غَيْرِهَا، وَمِنَ الرَّجُل مِثْلُهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْمَعَدِّ مِنَ الإِنسان: وكأَنَّما تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلةٌ، ... يَنْفِي رُقادَك سَمُّها وسمَاعُها يَعْنِي الْحَيَّةَ. والمَعْدُ والمَغْدُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ: النَّتْفُ. والمَعَدُّ: عِرْقٌ فِي مَنْسِجِ الْفَرَسِ. والمَعَدُّ: الْبَطْنُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، وأَنشد: أَبْرأْت مِنِّي بَرَصاً بِجِلْدِي، ... مِنْ بَعْدِ مَا طَعَنْتَ فِي مَعَدِّي ومَعَدٌّ: حَيٌّ سُمِّيَ بأَحد هَذِهِ الأَشياء وَغَلَبَ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ، وَهُوَ مِمَّا لَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَمَا كَانَ عَلَى هَذِهِ السورة فالتذكير فيه أَغلبَ، وَقَدْ يَكُونُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: ولَسْنا إِذا عُدَّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ، ... وإِنَّ مَعَدَّ اليومَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها وَالنَّسَبُ إِليه مَعَدِّيٌّ. فأَما قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: تَسْمَعُ بالمُعَيْدِي لَا أَن تَرَاهُ؛ فَمُخَفَّفٌ عَنِ الْقِيَاسِ اللَّازِمِ فِي هَذَا الضَّرْبِ؛ وَلِهَذَا النَّادِرِ فِي حَدِّ التَّحْقِيرِ ذَكَرْتُ الإِضافة «1» إِليه مُكَبَّرًا وإِلا فَمَعَدِّي عَلَى الْقِيَاسِ؛ وَقِيلَ فِيهِ: أَن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي خَيْرٌ مِنْ أَن تَرَاهُ، وَقِيلَ فِيهِ: تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَن تَرَاهُ، وَقِيلَ: الْمُخْتَارُ الأَول. قَالَ: وإِن شِئْتَ قُلْتَ: لأَنْ تسمعَ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَن تَرَاهُ؛ وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَرَى التَّشْدِيدَ فِي الدَّالِ فَيَقُولُ: بالمُعَيدِّيِّ، وَيَقُولُ إِنما هُوَ تَصْغِيرُ رَجُلٍ مَنْسُوبٌ إِلى مُعَدٍّ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ خَبَرُه خَيْرٌ مِنْ مَرْآتِه؛ وَكَانَ غَيْرُ الْكِسَائِيِّ يُخَفِّفُ الدَّالَ ويشدد

_ (1). قوله [ذكرت الإضافة إلخ] كذا بالأَصل.

يَاءَ النِّسْبَةِ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ تَصْغِيرُ مُعَدِّيِّ إِلا أَنه إِذا اجْتَمَعَتْ تَشْدِيدَةُ الْحَرْفِ وَتَشْدِيدَةُ يَاءِ النسبة خفت يَاءُ النِّسْبَةِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهمْ، وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيديِّ فِي رَعْيٍ وتَعْزِيبِ . يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ صِيتٌ وَذِكْرٌ، فَإِذَا رأَيته ازْدَرَيْتَ مَرْآتَه، وَكَأَنَّ تأْويلُه تأْويلَ أَمْرٍ كأَنه قَالَ: اسْمَعْ بِهِ وَلَا تَرَهُ. والتَّمَعْدُدُ: الصَّبْرُ عَلَى عَيْشٍ مَعَدٍّ، وَقِيلَ: التَّمَعْدُدُ التشَظُّف، مُرْتَجَل غَيْرُ مُشْتَقٍّ. وتَمَعْدَدَ: صَارَ فِي مَعَدّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا ؛ هَكَذَا رُوِيَ مِنْ كَلَامٍ عُمَرَ، وَقَدْ رَفَعَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ عَنِ أَبي حَدْرَدٍ الأَسلمي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِيهِ قَوْلَانِ، يُقَالُ: هُوَ مِنَ الْغِلَظِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْغُلَامِ إِذا شَبَّ وَغَلُظَ: قَدْ تَمَعْدَدَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رَبَّيْتُه حَتَّى إِذا تَمَعْدَدا وَيُقَالُ: تَمَعْدَدُوا تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدّ بْنِ عَدْنَانَ وَكَانُوا أَهل قَشَف وغِلَظ فِي المَعاش؛ يَقُولُ: فَكُونُوا مِثْلَهُمْ ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ الْعَجَمِ؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي حديث الْآخَرِ: عَلَيْكُمْ باللِّبْسةِ المَعَدِّية أَي خُشُونةِ اللِّباس. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّمَعْدُدُ الصَّبْرُ عَلَى عَيْشٍ مَعَدّ فِي الْحَضَرِ وَالسِّفْرِ. قَالَ: وإِذا ذَكَرْتَ أَن قَوْمًا تَحَوَّلُوا عَنْ معدٍّ إِلى الْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعُوا قُلْتَ: تَمَعْدَدُوا. ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ: اسْمَانِ. ومَعْديكَرِبَ: اسْمٌ مُرَكَّبٌ؛ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ إِعرابه فِي آخِرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ مَعْدِي إِلى كَرِبَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَعْدِيكَرِبَ فِيمَنْ رَكَّبَهُ وَلَمْ يُضِفْ صَدْرَهُ إِلى عَجُزِهِ يُكْتَبُ مُتَّصِلًا، فإِذا كَانَ، يُكْتَبُ كَذَلِكَ مَعَ كَوْنِهِ اسْمًا، وَمِنْ حُكْمِ الأَسماء أَنْ تُفْرَد وَلَا توصل بغيرها لقوتها وتمكنها فِي الْوَضْعِ، فالفِعْلُ فِي قَلَّما وَطَالَمَا لِاتِّصَالِهِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ بِمَا بَعْدَهُ نَحْوَ ضَرَبْتُ وَضَرَبْنَا ولتُبلَوُنَّ، وَهُمَا يَقُومَانِ وَهُمْ يَقْعُدُونَ وأَنتِ تَذْهَبِينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى شِدَّةِ اتِّصَالِ الْفِعْلِ بِفَاعِلِهِ، أَحْجَى بِجَوَازِ خَلْطِهِ بِمَا وُصِلَ بِهِ فِي طَالَمَا وَقَلَّمَا؛ قَالَ الأَزهري فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: المَدْعِيُّ المُتَّهَمُ فِي نَسَبِهِ، قَالَ كأَنه جَعَلَهُ مِنَ الدِّعْوة فِي النَّسَبِ، وَلَيْسَتِ الْمِيمُ بأَصلية. مغد: الإِمْغادُ: إِرْضاعُ الْفَصِيلِ وَغَيْرِهِ. وَتَقُولُ المرأَة: أَمْغَدْتُ هَذَا الصبيَّ فَمَغَدَني أَي رَضَعَني. وَيُقَالُ وجَدْتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جَوْفَها أَي مَصِصْتُه لأَنه قَدْ يَكُونُ فِي جَوْفِ الصرَبَة شَيْءٌ كأَنه الغِراءُ والدِّبْسُ. والصرَبَةُ: صَمْغُ الطلْحِ وَتُسَمَّى الصربةُ مَغْداً، وَكَذَلِكَ صَمْغُ سِدْرِ الْبَادِيَةِ؛ قال جزء بن الحرث: وأَنْتُمْ كَمَغْدِ السدْرِ يُنْظَرُ نحوَه، ... وَلَا يُجْتَنَى إِلا بِفأْسٍ ومِحْجَنِ . أَبو سَعِيدٍ: المغْدُ صَمْغٌ يَخْرُجُ مِنَ السِّدْرِ. قَالَ: ومَغْدٌ آخَرُ يُشْبِهُ الْخِيَارَ يؤْكل وَهُوَ طَيِّبٌ. ومَغَدَ الفَصِيلُ أُمَّه يَمْغَدُها مَغْداً: لَهَزَها ورَضَعَها، وَكَذَلِكَ السَّخْلَةُ. وَهُوَ يَمْغَدُ الضرْعَ مَغْداً أَي يَتَنَاوَلُهُ. وَبَعِيرٌ مَغْدُ الجِسْمِ: تارٌّ لَحِيم؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْم مِنْ كُلِّ شيءٍ كالمَعْدِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ومَغَدَ مَغْداً ومَغِدَ مَغَداً: كِلَاهُمَا امتَلأَ وسَمِنَ. ومَغَدَ فُلَانًا عيشٌ ناعمٌ يَمْغَدُه مَغْداً إِذا غَذاه عَيْشٌ نَاعِمٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: مَغَدَ الرجلُ والنباتُ وكلُّ شيءٍ إِذا طَالَ؛ ومَغَدَ فِي عَيْشٍ ناعمٍ يَمْغَدُ مَغْداً. وشابٌّ مَغْدٌ: ناعمٌ. والمَغْدُ: الناعِمُ؛ قَالَ إِياس الْخَيْبَرِيُّ: حَتَّى رَأَيْتُ العَزَبَ السِّمَغْدا، ... وَكَانَ قَدْ شَبَّ شَباباً مَغْدا

والسِّمَغْد «2»: الطويلُ. وعَيْشٌ مَغْدٌ: نَاعِمٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعِمٌ يمْغَدُه مَغْداً أَي غَذَاه عيشٌ ناعِمٌ؛ وقال النضر: مَغَدَه الشبابُ وَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَامَ فِيهِ الشَّبَابُ وَلَمْ يَتناهَ شَبَابُهُ كُلُّهُ، وإِنه لَفِي مَغْدِ الشَّبَابِ؛ وأَنشد: أَراهُ فِي مَغْدِ الشبابِ العُسْلُجِ والمَغْدُ: النَّتْفُ. ومَغَدَ: امْتَلأَ شَبَابًا. ومغَدَ شَعَرَه يَمْغَدُه مَغْداً: نَتَفَهُ. والمَغْدُ فِي الغُرَّة: أَن يَنْتَتِفَ موضعُها حَتَّى يَشْمَط؛ قَالَ: تُبارِي قُرْحةً مِثْلَ الْوَتِيرَةِ، ... لَمْ تَكُنْ مَغْدا وأُراه وُضِعَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الْمَفْعُولِ. والمَغْدَةُ فِي غُرَّةِ الْفَرَسِ كأَنها وَارِمَةٌ لأَن الشَّعْرَ يُنْتَفُ لِيُنْبِتَ أَبيضَ. الوَتِيرةُ: الوَرْدةُ البَيْضاء؛ أَخبر أَن غُرَّتها جِبِلّة لَمْ تَحْدُثْ عَنْ عِلاج نَتْف. والمَغْدُ فِي النَّاصِيَةِ: كالحَرْق. ومَغَدَ الرجلُ جاريتَه يَمْغَدُها إِذا نكَحها. والمَغْدُ والمَغَدُ: الباذَنْجانُ، وَقِيلَ: هُوَ شَبِيهٌ بِهِ يَنْبُتُ فِي أَصل العِضَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اللُّفَّاحُ، وَقِيلَ: هُوَ اللُّفَّاحُ البَرِّيُّ، وَقِيلَ: هُوَ جنَى التُّنْضُب. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَغْدُ شَجَرٌ يتلَوَّى عَلَى الشَّجَرِ أَرقُّ مِنَ الكَرْم، ووَرَقُه طِوالٌ دقاقٌ نَاعِمَةٌ ويُخْرِجُ جِراءً مِثْلَ جِراءِ المَوْز إِلا أَنها أَرقُّ قِشْراً وأَكثر مَاءً، وَهِيَ حُلْوَةٌ لَا تُقْشَرُ، وَلَهَا حَبٌّ كَحَبِّ التُّفَّاح وَالنَّاسُ يَنْتَابُونَهُ وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِ فيأْكلونه، ويبدأُ أَخضر ثُمَّ يَصْفَرُّ ثُمَّ يَخْضَرُّ إِذا انْتَهَى؛ قَالَ رَاجِزٌ مَنْ بَنِي سُواءَة: نحنُ بَنُو سُواءَةَ بنِ عامِرِ، ... أَهْلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ وَاحِدَتُهُ مَغْدَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع مَغَدَةً؛ قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ المَغَدُ، بِالْفَتْحِ، اسْمًا لِجَمْعِ مَغْدَةٍ، بالإِسكان، فَيَكُونُ كَحَلْقةٍ وحَلَق وفَلْكةٍ وفَلَك. وأَمْغَدَ الرجلُ إِمْغاداً إِذا أَكثر مِنَ الشُّرْبِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَمْغَدَ الرجلُ أَطال الشرْب. ومَغْدانُ: لُغَةٌ فِي بَغْدانَ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِن كَانَ بَدَلًا فَالْكَلِمَةُ رُبَاعِيَّةٌ. مقد: مَقَدٌ: مِنْ قُرَى البَثَنِيَّةِ. والمَقدِيَّة، خَفِيفَةُ الدَّالِ: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ مِنْ عَمَلِ الأُرْدُنّ، والشرابُ مَنْسُوبٌ إِليها. غَيْرُهُ: المَقَدِي، مُخَفَّفُ الدَّالِ: شَرَابٌ مَنْسُوبٌ إِلى قَرْيَةٍ بِالشَّامِ يُتَّخَذُ مِنَ الْعَسَلِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: عَلِّلِ القَوْمَ، قَلِيلًا، ... بابنِ بِنْتِ الفارِسِيَّة إِنَّهُمْ قد عاقَرُوا، اليَوْمَ، ... شَراباً مَقَدِيَّهْ وأَنشد اللَّيْثُ: مَقَدِيًّا أَحَلَّهُ اللَّهُ للناسِ ... شَراباً، وَمَا تَحِلُّ الشَّمُولُ وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: رأَيت مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يشربُ الطِّلاءَ المَقَدِيَّ الأَصفر، كَانَ يَرْزُقُهُ إِياه عَبْدُ الْمَلِكِ، وَكَانَ فِي ضِيَافَتِهِ يرْزُقه الطِّلاءَ وأَرطالًا مِنْ لَحْمٍ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبا عَبِيدٍ يَرْوِي عَنْ أَبي عَمْرٍو: المَقَدِيُّ ضَرْب مِنَ الشَّرَابِ، بِتَخْفِيفِ الدَّالِ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَن الدَّالَ مُشَدَّدَةٌ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ رَجَاءَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ المَقَدِّيُّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، الطِّلاءُ المُنَصَّف مُشَبَّهٌ بِمَا قُدَّ بِنِصْفَيْنِ؛

_ (2). قوله [والسمغد] هو بهذا الضبط هنا ويؤيده صريح القاموس في س م غ د قال سمغد كحضجر وقال شارحه عقب قوله والسمغد كحضجر الطويل الشديد الأَركان والأَحمق والمتكبر، هكذا في النسخ والصواب فيه سمغدّ كقرشبّ كما هو بخط الصاغاني

قَالَ: وَيُصَدِّقُهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: وهُمْ تَرَكُوا ابْنَ كَبْشَةَ مُسلَحِبّاً، ... وهُمْ شغَلوه عَنْ شُرْبِ المَقَدِّ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُنشد بِغَيْرِ يَاءٍ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد المَقَدّي فَحَذَفَ الْيَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَعَلَ الْجَوْهَرِيُّ المَقَدي مُخَفَّفًا، وَهُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ، وَقَدْ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ مُشَدَّدَ الدَّالِ، رَوَاهُ ابْنُ الأَنباري وَاسْتَشْهَدَ عَلَى صِحَّتِهِ بِبَيْتِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، حَكَى ذَلِكَ عَنْ أَبيه عَنْ أَحمد بْنِ عُبَيْدِ، وأَن المَقَدِّيّ مَنْسُوبٌ إِلى مَقَدّ، وَهِيَ قَرْيَةٌ بِدِمَشْق فِي الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ عَلَى الغَوْر؛ وَقَالَ أَبو الطَّيِّبِ اللُّغَوِيُّ: هُوَ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ لَا غَيْرُ مَنْسُوبٌ إِلى مَقَد؛ قَالَ: وإِنما شَدَّدَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ: وَكَذَا يَقْتَضِي أَن يَكُونَ عِنْدَهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ الرِّقَاعِ فِي تَشْدِيدِ الدَّالِ أَنه لِلضَّرُورَةِ وَهُوَ: فَظَلْتُ كأَنِّي شارِبٌ، لَعِبَتْ بِهِ ... عُقارٌ، ثَوَتْ فِي سِجْنِها حِجَجاً تِسْعَا مَقَدِّيَّةٌ صَهْباءُ باكَرْتُ شُرْبَها، ... إِذا مَا أَرادُوا أَن يَرُوحوا بِهَا صَرْعَى قَالَ: وَالَّذِي يَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِ أَبي الطَّيِّبِ أَنها مَنْسُوبَةٌ إِلى مَقَدٍ، بِالتَّخْفِيفِ، قَوْلُ الأَحوص: كأَنَّ مُدامَةً مِمَّا ... حَوَى الحانُوتُ مِنْ مَقَدِ، يُصَفَّقُ صَفْوُها بالمِسْكِ ... والكافُورِ والشَّهَدِ قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَجِيِّ: كأَنَّ عُقاراً قَرْقَفاً مَقَدِيَّةً، ... أَبى بَيْعَها خَبٌّ مِنَ التَّجْرِ خادِعُ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ: مَقَدِيّاً أَحَلَّه اللَّهُ لِلنَّاسِ قَالَ: زَعَمَ قَائِلُ هَذَا الْبَيْتِ أَنّ المَقَدِيَّة شَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ كَانَتِ الْخُلَفَاءُ مَنْ بَنِي أُمَيَّة تَشْرَبُهُ. والمَقَدِيّ: ضَرْبٌ من الثياب. مكد: مَكَدَ بِالْمَكَانِ يَمْكُدُ مُكُوداً: أَقام بِهِ؛ وثَكَمَ يَثْكُم مِثْلُهُ، ورَكَدَ رُكوداً. وماءٌ ماكِدٌ: دائمٌ؛ قَالَ: وماكِد تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِهِ، ... يَضْفُو ويُبْدِي تارَةً عَنْ قَعْرِهِ تَمْأَدُه: تأْخذه فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. ويَضْفُو: يَفِيضُ ويُبْدِي تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ أَي يُبْدِي لَكَ قَعْرَهُ مِنْ صَفَائِهِ. اللَّيْثُ: مَكَدَتِ الناقةُ إِذا نقصَ لبنُها مِنْ طُولِ الْعَهْدِ؛ وأَنشد: قَدْ حارَدَ الخُورُ وَمَا تُحاردُ، ... حَتَّى الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ وَنَاقَةٌ مَكُودٌ وَمَكْداءُ إِذا ثبت غُزرُها وَلَمْ يَنْقص مِثْلَ نَكْداءَ. وناقةٌ ماكِدةٌ ومَكُودٌ: دَائِمَةُ الغُزْر، وَالْجَمْعُ مُكُدٌ؛ وإِبِل مَكائِدُ؛ وأَنشد: إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدَّائِمُ، ... فاعْمِدْ بَراعِيسَ، أَبُوها الرَّاهِمُ وَنَاقَةٌ بِرْعِيسٌ إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لَا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ؛ وإِنما اعْتَبَرَ اللَّيْثُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: حَتَّى الجِلادُ دَرُّهُنَّ ماكِدُ فظنَّ أَنه بِمَعْنَى النَّاقِصِ وَهُوَ غَلَطٌ، وَالْمَعْنَى حَتَّى الجِلاد اللَّوَاتِي دَرُّهُنَّ مَاكِدٌ أَي دَائِمٌ قَدْ حارَدْن أَيضاً. والجِلادُ: أَدْسَمُ الإِبل لَبَنًا فَلَيْسَتْ فِي الْغَزَارَةِ كالخُورِ وَلَكِنَّهَا دَائِمَةُ الدُّرِّ، وَاحِدَتُهَا جَلْدَةٌ، والخُور

فِي أَلبانِهِنَّ رِقّة مَعَ الْكَثْرَةِ؛ وَقَوْلُ السَّاجِعِ: مَا دَرُّها بِماكِدِ أَي مَا لَبَنُهَا بِدَائِمٍ، وَمِثْلُ هَذَا التَّفْسِيرِ الخطإِ الَّذِي فَسَّرَهُ اللَّيْثُ فِي مَكَدَتِ الناقةُ مِمَّا يَجِبُ عَلَى ذَوِي الْمَعْرِفَةِ تَنْبِيهُ طَلَبَةِ هَذَا الشأْن لَهُ، لِئَلَّا يَتَعَثَّرُ فِيهِ مَنْ لَا يَحْفَظُ اللُّغَةَ تَقْلِيدًا. اللَّيْثُ: وَبِئْرٌ ماكدةٌ ومكُود: دَائِمَةٌ لَا تَنْقَطِعُ مادَّتها. ورَكِيَّةٌ ماكِدةٌ إِذا ثَبت مَاؤُهَا لَا يَنْقُصُ عَلَى قَرْن وَاحِدٍ لَا يتَغَيَّر؛ والقَرْنُ قَرْنُ الْقَامَةِ. وَوُدٌّ ماكِدٌ: لَا يَنْقَطِعُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي صُرَد لِعُيَيْنَة بْنِ حِصْنٍ وَقَدْ وَقَعَ فِي سُهْمَتِه عَجُوزٌ مِنْ سَبْيِ هَوازِنَ: أَخذَ عُيَيْنة بْنُ حِصْن مِنْهُمْ عَجُوزًا، فَلَمَّا ردَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، السَّبَايَا أَبى عُيَيْنَةُ أَن يردَّها فَقَالَ لَهُ أَبو صُرَدٍ: خُذْهَا إِليك فَوَاللَّهِ مَا فُوها ببارِد، وَلَا ثَدْيُها بناهِد، وَلَا دَرُّها بماكِد، وَلَا بَطْنُها بوالِد، وَلَا شَعْرُها بوارِد، وَلَا الطَّالِبُ لَهَا بِوَاجِدٍ. وَشَاةٌ مَكود وناقةٌ مَكود: قَلِيلَةُ اللَّبن، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَدْ مَكَدَتْ تَمْكُد مُكُوداً. ودَرٌّ ماكِدٌ: بَكيءٌ. ملد: المَلَدُ: الشَّبابُ ونَعْمَتُه. والمَلَدُ: مَصْدرُ الشَّباب الأَمْلَد، وَهُوَ الأَمْلَدُ؛ وأَنشد: بَعْدَ التَّصابي والشَّبابِ الأَمْلَدِ والمَلَدُ: الشَّبَابُ النَّاعِمُ، وَجَمْعُهُ أَمْلادٌ، وَهُوَ الأَملَدُ والأُملُدُ والأُملُودُ والإِملِيدُ والأُملُدانُ والأُملُدانِيُّ. وَرَجُلٌ أُمْلُودٌ. وامرأَة أُمْلُودٌ وأُمْلُودة وأُملُدانيَّة ومَلْدانِيَّةٌ ومَلْداء: نَاعِمَةٌ. والأُملُودُ مِنَ النِّسَاءِ: النَّاعِمَةُ المستويةُ القامةِ؛ وَقَالَ شَبانةُ الأَعرابي: غُلَامٌ أُمْلُود وأُفْلُودٌ إِذا كَانَ تَماماً مُحْتلِماً شَطْباً؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: فإِذا مَا اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّارِ، ... قَفْراً، بالسَّمْلَقِ الإِمْلِيدِ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الإِمْلِيدُ مِنَ الصَّحارى الإِمْلِيسُ، وَاحِدٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ. وشابٌّ أَمْلَدُ وَجَارِيَةٌ مَلْداءُ بَيِّنا المَلَد. وتَمْلِيدُ الأَدِيمِ: تَمرينُه. والمَلَدانُ: اهْتِزَازُ الغُصْن ونَعْمَتُه. وَغُصْنٌ أُملُودٌ وإِمْلِيدٌ: نَاعِمٌ؛ وَقَدْ مَلَّدَه الرّيُّ تَمْلِيداً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْزَةُ أُمْلُودٍ وإِمْلِيد مُلْحَقَةٌ بِبِنَاءِ عُسْلُوجٍ وقِطْمِير بِدَلِيلِ مَا انْضَافَ إِليها مِنْ زِيَادَةِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ مَعَهَا. مندد: التَّهْذِيبُ: مَنْدَدٌ «1» اسْمُ مَوْضِعٍ، ذَكَرَهُ تَمِيمِ بْنِ أَبي مُقْبِلٍ «2». فَقَالَ: عَفَا الدّارَ مِنْ دَهْماءَ، بَعْدَ إِقامةٍ، ... عَجاجٌ، بِخَلْفَيْ مَنْدَدٍ، مُتناوِحُ خَلْفاها: نَاحِيَتَاهَا مِنْ قَوْلِهِمْ فأْس لَهَا خَلْفان. ومَنْدَدٌ: موضع. مهد: مَهَدَ لِنَفْسِهِ يَمْهَدُ مَهْداً: كسَبَ وعَمِلَ. والمِهادُ: الفِراش. وَقَدْ مَهَدْتُ الفِراشَ مَهْداً: بَسَطْتُه ووَطَّأْتُه. يُقَالُ للفِراشِ: مِهاد لِوِثارَتِه. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ ؛ وَالْجَمْعُ أَمْهِدةٌ ومُهُدٌ. الأَزهري: المِهادُ أَجمع مِنَ المَهْد كالأَرض جَعَلَهَا اللَّهُ مِهاداً لِلْعِبَادِ، وأَصل المَهْد التَّوْثِيرُ؛ يُقَالُ: مَهَدْتُ لنَفْسي ومَهَّدت أَي جَعَلْتُ لَهَا مَكَانًا وَطيئاً سَهْلًا. ومَهَدَ لِنَفْسِهِ خَيْرًا وامْتَهَدَه: هَيّأَه وتَوَطَّأَه؛ ومنه قوله

_ (1). قوله [مندد] قال ياقوت بالفتح ثم السكون وفتح الدال وضبط في القاموس وشرحه بضم الميم (2). قوله [تَمِيمِ بْنِ أَبي مُقْبِلٍ] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس وكذا في معجم ياقوت ابن أبيّ بن مقبل

تَعَالَى: فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ؛ أَي يُوَطِّئُون؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وامْتَهَدَ الغارِب فِعْلُ الدُّمَّلِ والمَهْد: مَهْدُ الصَّبِيِّ. ومَهْدُ الصَّبِيِّ: مَوْضِعُهُ الَّذِي يُهَيّأُ لَهُ ويُوَطَّأُ لِيَنَامَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ؛ وَالْجَمْعُ مُهُود. وسَهْدٌ مَهْدٌ: حسَن، إِتباع. وتَمْهِيدُ الأُمُورِ: تَسْوِيَتُهَا وإِصلاحها. وتَمْهِيدُ العُذْر: قَبُوله وبَسْطُه. وامْتِهاد السَّنامِ: انْبِسَاطُهُ وَارْتِفَاعُهُ. والتمَهُّدُ: التَّمَكُّن. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا امْتَهَدَ فُلَانٌ عِنْدِي يَداً إِذا لَمْ يُولِكَ نِعْمة وَلَا مَعْرُوفًا. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْهُ: يُقَالُ مَا امْتَهَدَ فُلَانٌ عِنْدِي مَهْد ذَاكَ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَاءِ، يَقُولُهَا يَطْلُبُ إِليه المَعْروف بِلَا يَدٍ سَلَفَتْ مِنْهُ إِليه، وَيَقُولُهَا أَيضاً للمسِيءِ إِليه حِينَ يَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ أَو يَطْلُبُ لَهُ إِليه. والمَهِيدُ: الزُّبْدُ الْخَالِصُ، وَقِيلَ: هِيَ أَزْكاه عِنْدَ الإِذابة وأَقله لَبَنًا. والمُهْدُ: النَّشْزُ مِنَ الأَرض؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: إِنَّ أَباكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ، ... إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتورَ المُهْدِ النَّضِرُ: المُهْدةُ مِنَ الأَرض مَا انْخَفَضَ فِي سُهُولةٍ واسْتِواء. ومَهْدَد: اسْمُ امرأَة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْتُ عَلَى مِيمِ مَهْدد أَنها أَصل لأَنها لَوْ كَانَتْ زَائِدَةً لَمْ تَكُنِ الْكَلِمَةُ مَفْكُوكَةً وَكَانَتْ مُدْغَمَةً كمَسَدٍّ ومَرَدٍّ، وَهُوَ فَعْلَلٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ وَلَوْ كَانَتْ زَائِدَةً لأُدغم الْحَرْفُ مِثْلَ مَفَرّ ومَرَدّ فَثَبَتَ أَن الدَّالَ مُلْحَقَةٌ وَالْمُلْحَقُ لَا يدغم. ميد: مَادَ الشَّيْءُ يَميد: زَاغَ وَزَكَا؛ ومِدْتُه وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه. وامْتَادَه: طَلَبَ أَن يَمِيدَه. ومادَ أَهْلَه إِذَا غارَهم ومارَهم. ومادَ إِذا تَجِرَ، ومادَ: أَفْضَلَ. والمائِدةُ: الطَّعَامُ نَفْسُه وإِن لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ خِوانٌ؛ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: هِيَ نَفْسُ الخِوان؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَا تُسَمَّى مَائِدَةً حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهَا طَعَامٌ وإِلا فَهِيَ خِوان؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ؛ المائِدةُ فِي الْمَعْنَى مُفَعْوِلَةٌ وَلَفْظُهَا فَاعِلَةٌ، وَهِيَ مِثْلُ عِيشةٍ راضيةٍ بِمَعْنَى مَرْضِيّةٍ، وَقِيلَ: إِن المائدةَ مِنَ الْعَطَاءِ. والمُمْتادُ: الْمَطْلُوبُ مِنْهُ الْعَطَاءُ مُفْتَعَلٌ؛ وأَنشد لرؤبة: تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد، ... إِلى أَمير المؤمنينَ المُمْتاد أَي الْمُتَفَضِّلِ عَلَى النَّاسِ، وَهُوَ المُسْتَعْطَى المسؤولُ؛ وَمِنْهُ الْمَائِدَةُ، وَهِيَ خِوَانٌ عَلَيْهِ طَعَامٌ. ومادَ زَيْدٌ عَمراً إِذا أَعطاه. وَقَالَ أَبو إِسحاق: الأَصل عِنْدِي فِي مَائِدَةٍ أَنها فَاعِلَةٌ مِنْ مادَ يَمِيدُ إِذا تَحَرَّكَ فكأَنها تَمِيدُ بِمَا عَلَيْهَا أَي تَتَحَرَّكُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُمِّيَتِ الْمَائِدَةَ لأَنها مِيدَ بِهَا صاحِبُها أَي أُعْطِيها وتُفُضِّل عَلَيْهِ بِهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مادَني فُلَانٌ يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ؛ وقال الْجَرْمِيُّ: يُقَالُ مائدةٌ ومَيْدةٌ؛ وأَنشد: ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ، ... تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ ومادهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم «3» وإِنما سُمِّيَتِ المائدةُ مَائِدَةً لأَنه يُزَادُ عَلَيْهَا. والمائدةُ: الدائرةُ مِنَ الأَرض. ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تَحَرَّكَ وَمَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بِالْجِبَالِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها

_ (3). قوله [إذا زادهم] في القاموس زارهم.

فمادَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَسَكَنَتْ مِنَ المَيَدانِ بِرُسُوبِ الْجِبَالِ ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، مَصْدَرُ مادَ يَميدُ. وَفِي حَدِيثُهُ أَيضاً يَذُمُّ الدُّنْيَا: فَهِيَ الحَيُودُ المَيُودُ ، فَعُولٌ مِنْهُ. ومادَ السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً: تَمَايَلَ. ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى وتَبَخْتَرَ. وَمَادَتِ الأَغْصانُ: تَمَايَلَتْ. وَغُصْنٌ مائدٌ وميَّاد: مَائِلٌ. والمَيْدُ: مَا يُصِيبُ مِنَ الحَيْرةِ عَنِ السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو رُكُوبِ الْبَحْرِ، وَقَدْ مَادَ، فَهُوَ مَائِدٌ، مِنْ قَوْمٍ مَيْدى كَرَائِبَ ورَوْبى. أَبو الهيثم: الْمَائِدُ الَّذِي يَرْكَبُ الْبَحْرَ فَتَغْثي نَفسُه مِنْ نَتْن مَاءِ الْبَحْرِ حَتَّى يُدارَ بِهِ، ويَكاد يُغْشَى عَلَيْهِ فَيُقَالُ: مادَ بِهِ البحرُ يَمِيدُ بِهِ مَيْداً. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ: أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ* ، فَقَالَ: تَحَرَّكَ بِكُمْ وتَزَلْزَلَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: المَيْدى الَّذِينَ أَصابهم المَيْدُ مِنَ الدُّوارِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ حَرامٍ: المائدُ فِي الْبَحْرِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ ؛ هُوَ الَّذِي يُدارُ برأْسه مِنْ رِيحِ الْبَحْرِ وَاضْطِرَابِ السَّفِينَةِ بالأَمواج. الأَزهري: وَمِنَ الْمَقْلُوبِ الموائِدُ والمآوِدُ الدَّواهي. ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ: أَصابها نَدًى أَو بَلَل فَتَغَيَّرَتْ، وَكَذَلِكَ التَّمْرُ. وفَعَلْتُه مَيْدَ ذَاكَ أَي مِنْ أَجله وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ مَيْدى ذَلِكَ. ومَيْدٌ: بِمَعْنَى غَيْرٍ أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عَلَى كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَيْد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى مِيمُهُ أَن تَكُونَ بَدَلًا مِنَ بَاءِ بَيْد لأَنها أَشهر. وَفِي تَرْجَمَةٍ مَأَدَ يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ التارَّة: إِنها لمأْدةُ الشَّبَابِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا غَيْرُ مَهْمُوزٍ. ومِيداءُ الطَّرِيقِ: سَنَنُه. وبَنَوْا بُيُوتَهُمْ عَلَى مِيداءٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه وَيُقَالُ: لَمْ أَدر مَا مِيداءُ ذَلِكَ أَي لَمْ أَدر مَا مَبْلَغُه وقِياسُه، وَكَذَلِكَ مِيتاؤُه، أَي لَمْ أَدر مَا قَدْرُ جَانِبَيْهِ وبُعْده؛ وأَنشد: إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عَلَيْهِمَا، ... مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ وَيُرْوَى مِيتاءُ الطريقِ. والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة مِنَ النُّوق. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَا مِيداء وَقَضَيْنَا بأَنها يَاءٌ عَلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ مَعَ عَدَمِ [مَ وَدَ]. وَدَارِي بِمَيْدى دارِه، مَفْتُوحُ الْمِيمِ مَقْصُورٌ، أَي بِحِذَائِهَا؛ عَنْ يَعْقُوبَ. ومَيّادةُ: اسْمُ امرأَة. وابنُ مَيّادةَ: شَاعِرٌ؛ وَزَعَمُوا أَنه كَانَ يَضْرِبُ خَصْرَي أُمّه وَيَقُولُ: اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي والمَيْدانُ: وَاحِدُ المَيادينِ؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: ........ وصادَفَتْ ... نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا يَعْنِي بِهِ نَاعِمًا. ومادَهُم يَمِيدُهُم: لُغَةٌ فِي مارَهُم مِنَ الْمِيرَةِ؛ والمُمْتادُ مُفْتَعَلٌ [مُفْتَعِلٌ]، مِنْهُ؛ ومائِدٌ فِي شِعْرِ أَبي ذؤَيب: يَمانِية، أَحْيا لَها، مَظَّ مائِدٍ ... وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيةٍ كُحْلِ «1» اسْمُ جَبَلٍ. والمَظُّ: رُمَّان البَرّ. وقُراسٌ: جَبَلٌ بارِدٌ مأْخوذ مِنَ القَرْسِ، وهو الَردُ. وآلُه: مَا حَوْلَهُ، وَهِيَ أَجْبُلٌ بارِدَة. وأَرْمِيةٌ: جَمْعُ رَمِيٍّ، وَهِيَ السَّحَابَةُ الْعَظِيمَةُ القَطْر، وَيُرْوَى: صَوْبُ أَسْقِيةٍ، جَمْعُ سَقِيٍّ، وَهِيَ بِمَعْنَى أَرْمِية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده مَأْبِد، بِالْبَاءِ المعجمة بواحدة،

_ (1). قوله [مائد] هو بهمزة بعد الأَلف، وقراس، بضم القاف وفتحها، كما في معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح

فصل النون

وَقَدْ ذُكِرَ فِي مُبْدٍ. ومَيْد: لُغَةٌ فِي بَيْدَ بِمَعْنَى غَيْرٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُمَا عَلَى أَنّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشَأْتُ فِي بَنِي سعدِ بنِ بَكْر ؛ وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ أَجْلِ أَني. وَفِي الْحَدِيثِ: نَحْنُ الآخِرون السابِقون مَيْدَ أَنَّا أُوتينا الكِتابَ مِنْ بَعْدِهِم. فصل النون نأد: النَّآدُ والنَّآدى: الدّاهِيةُ. وداهِيةٌ نَآدٌ ونَؤُودٌ وَنَآدَى، عَلَى فَعالى؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَإِيَّاكُمْ وداهِيةً نآدَى، ... أَظَلَّتْكُم بِعارِضِها المُخيل نَعَتَ بِهِ الدَّاهِيَةَ وَقَدْ يَكُونُ بَدَلًا، وَهِيَ النّآدَى؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَدْ نَأَدَتْهُم الدَّواهي نَأْداً؛ وأَنشد: أَتاني أَنّ داهِيةً نَآداً ... أَتاكَ بِهَا عَلَى شَحَطٍ مَيونُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَاهَا غَيْرُ اللَّيْثِ أَنّ دَاهِيَةً نَآدَى عَلَى فَعالى كَمَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ والمرأَة العَجوز: أَجاءَتْني النّآئِدُ إِلى استِثْناء الأَباعد ؛ النّآئِدُ: الدَّوَاهِي،. جَمْعُ نآدَى. والنّآدُ والنُّؤُود: الدَّاهِيَةُ، يُرِيدُ أَنها اضْطَرَّتْها الدَّوَاهِي إِلى مَسْأَلةِ الأَباعِد. نبد: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي حَدِيثِ عُمَرَ: جَاءَتْهُ جَارِيَةٌ بِسَويق فَجَعَلَ إِذا حَرَّكَتْه ثارَ لَهُ قُشار وإِذا تَرَكَتْه نَبَدَ أَي سكَنَ وركَدَ؛ قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. نثد: النِّهَايَةُ: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: جَاءَتْهُ جَارِيَةٌ بِسَوِيقٍ فَجَعَلَ إِذا حَرَّكَتْهُ ثَارَ لَهُ قُشَارٌ وإِذا تَرَكَتْهُ نَثَد. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَدري مَا هُوَ وأُراه رَثَدَ، بِالرَّاءِ، أَي اجْتَمَعَ فِي قَعْرِ القَدَح، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ نَثَطَ، بإِبدالِ الطاءِ دَالًا للمَخْرج. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: نَثَدَ أَي سَكَنَ ورَكَدَ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. نجد: النَّجْدُ مِنَ الأَرض: قِفافُها وصَلَابَتُها «1» وَمَا غَلُظَ مِنْهَا وأَشرَفَ وارتَفَعَ واستَوى، وَالْجَمْعُ أَنْجُدٌ وأَنجادٌ ونِجاد ونُجُودٌ ونُجُدٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: لَمَّا رَأَيْتُ فِجاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ، ... ولاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِيةً [عادِيةٍ] حُصُرُ وَلَا يَكُونُ النِّجادُ إِلا قُفّاً أَو صَلابة مِنَ الأَرض فِي ارْتِفاعٍ مِثْلَ الْجَبَلِ مُعْتَرِضًا بَيْنَ يَدَيْكَ يردُّ طَرَفَكَ عَمَّا وَرَاءَهُ، وَيُقَالُ: اعْلُ هَاتَيْكَ النِّجاد وَهَذَاكَ النِّجاد، يُوَحَّدُ؛ وأَنشد: رَمَيْنَ بالطَّرْفِ النِّجادَ الأَبْعَدا قَالَ: وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ الِارْتِفَاعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي زكاةِ الإِبل: وَعَلَى أَكتافها أَمْثالُ النّواجِدِ شَحْماً ؛ هِيَ طرائقُ الشحْمِ، واحِدتُها ناجِدةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: في عانةٍ بِجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها ... غَوْرٌ، ومَصْدَرُها عَنْ مائِها نُجُد قَالَ الأَخفش: نُجُدٌ لُغَةُ هُذَيْلٍ خَاصَّةً يُرِيدُونَ نَجْداً. وَيُرْوَى النُّجُدُ، جَمَع نَجْداً عَلَى نُجُدٍ، جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ نَجْداً، قَالَ: هَذَا إِذا عَنَى نَجْداً العَلَمي، وَإِنْ عَنَى نَجْداً مِنَ الأَنجاد فغَوْرُ نَجْد أَيضاً، وَالْغَوْرُ هُوَ تِهامة، وَمَا ارْتَفَعَ عَنْ تِهامة إِلى أَرض الْعِرَاقِ، فَهُوَ نَجْدٌ، فَهِيَ تَرْعى بِنَجْدٍ وَتَشْرَبُ بِتِهامة، وَهُوَ مُذَكَّرٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ذَرانيَ مِنْ نَجْدٍ، فإنَّ سِنِينَه ... لَعِبْنَ بِنا شِيباً، وشَيَّبْنَنا مُرْدا

_ (1). قوله [قفافها وصلابتها] كذا في الأصل ومعجم ياقوت أَيضاً والذي لأبي الفداء في تقويم البلدان قفافها وصلابها.

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: طَلَّاع أَنْجُد أَي ضابطٌ للأُمور غَالِبٌ لَهَا؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ أَبي شِحاذٍ الضَّبِّي وَقِيلَ هُوَ لخالدِ بْنِ عَلْقَمةَ الدَّارمي: فَقَدْ يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه، ... وَقَدْ كانَ، لَوْلا القُلُّ، طَلَّاعَ أَنجُدِ يَقُولُ: قَدْ يَقْصُرُ الفَقْرُ عَنْ سَجِيَّتِه مِنَ السَّخَاءِ فَلَا يَجِدُ مَا يَسْخُو بِهِ، وَلَوْلَا فَقْرُهُ لسَما وَارْتَفَعَ؛ وَكَذَلِكَ طَلَّاعُ نِجَادٍ وطَلَّاع النَّجاد وطلَّاع أَنجِدةٍ، جَمْعُ نِجاد الَّذِي هُوَ جمعُ نَجْد؛ قَالَ زِيَادُ بْنُ مُنْقِذ فِي مَعْنَى أَنْجِدةٍ بِمَعْنَى أَنْجُدٍ يَصِفُ أَصحاباً لَهُ كَانَ يَصْحَبُهُمْ مَسْرُورًا: كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمائِلُه، ... جَمِّ الرَّمادِ إِذا مَا أَخْمَدَ البَرِمُ غَمْرِ النَّدى، لَا يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُه ... إِلّا غَدا، وَهُوَ سَامِي الطّرْفِ مُبْتَسِمُ يَغْدُو أَمامَهُمُ فِي كُلِّ مَرْبأَةٍ، ... طَلَّاعِ أَنْجِدةٍ، فِي كَشْحِه هَضَمُ وَمَعْنَى يَثْمُدُه: يُلِحُّ عَلَيْهِ فَيُبْرِزُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنجِدةٌ مِنَ الْجُمُوعِ الشَّاذَّةِ، وَمِثْلُهُ نَدًى وأَنْدِيةٌ ورَحًى وأَرْحِيةٌ، وَقِيَاسُهَا نِداء ورِحاء، وَكَذَلِكَ أَنجِدةٌ قِيَاسُهَا نِجادٌ. والمَرْبَأَةُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ يَكُونُ فِيهِ الرَّبِيئة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ جمعُ نُجُود جَمْعَ الجمْعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا وَهْمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ وَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ جَمْعُ نِجادٍ لأَن فِعالًا يُجْمَعُ أَفْعِلة نَحْوَ حِمار وأَحْمِرة، قَالَ وَلَا يُجْمَعُ فُعُول عَلَى أَفْعِلة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ فُلَانٌ طَلَّاعُ أَنْجُد وطلَّاع الثَّنايا إِذا كَانَ سامِياً لِمَعالي الأُمور؛ وأَنشد بَيْتَ حُمَيْدِ بْنِ أَبي شِحاذٍ الضَّبِّيّ: وَقَدْ كَانَ لَوْلا القُلُّ طَلَّاعَ أَنْجُد والأَنْجُدُ: جمعُ النَّجْد، وَهُوَ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. والنَّجْدُ: مَا خَالَفَ الغَوْر، وَالْجَمْعُ نُجُودٌ. ونجدٌ: مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ مَا كَانَ فَوْقَ العاليةِ والعاليةُ مَا كَانَ فَوْقَ نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامةَ إِلى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ، فَمَا كَانَ دُونَ ذَلِكَ إِلى أَرض الْعِرَاقِ، فَهُوَ نَجْدٌ. وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً النَّجْدُ والنُّجُدُ لأَنه فِي الأَصل صِفَةٌ؛ قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ: إِذا تُرِكَتْ وَحْشِيّةُ النَّجْدِ، لَمْ يَكُنْ، ... لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ، طَبيبُ وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذؤَيب: فِي عانة بَجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها ... غَوْرٌ، ومَصْدَرُها عَنْ مائِها النُّجُد وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن الرِّوَايَةَ ومصدرُها عَنْ مائِها نُجُدُ وأَنها هُذَلِيَّةٌ. وأَنْجَدَ فُلَانٌ الدَّعْوة، وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ الأَصمعي قَالَ: سَمِعْتُ الأَعراب يَقُولُونَ: إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً، وعَجْلَزٌ فَوْقَ القَرْيَتَيْنِ، فَقَدْ أَنْجَدْتَ، فإِذا أَنجدْتَ عَنْ ثَنايا ذاتِ عِرْق، فَقَدْ أَتْهَمْتَ، فإِذا عَرَضَتْ لَكَ الحِرارُ بنَجْد، قِيلَ: ذَلِكَ الْحِجَازُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: مَا ارْتَفَعَ مِنْ بَطْنِ الرُّمّةِ، والرُّمّةُ وَادٍ مَعْلُومٌ، فَهُوَ نَجْدٌ إِلى ثَنَايَا ذَاتِ عِرْق. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: كلُّ مَا وَرَاءَ الخنْدق الَّذِي خَنْدَقَه كِسْرَى عَلَى سَوَادِ الْعِرَاقِ، فَهُوَ نَجْدٌ إِلى أَن تَمِيلَ إِلى الحَرّةِ فإِذا مِلْت إِليها، فأَنت فِي الحِجاز؛ شَمِرٌ: إِذا جَاوَزْتَ عُذَيْباً إِلى أَن تُجَاوِزَ فَيْدَ وَمَا يَلِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: نَجْدُ مَا بَيْنَ العُذَيْب إِلى ذَاتِ عِرق وإِلى الْيَمَامَةِ وإِلى اليمن وإِلى جبل طَيّء، وَمِنَ المِرْبَدِ إِلى وجْرَة، وَذَاتُ عِرْق أَوّلُ تِهامةَ إِلى البحرِ وجُدَّةَ. والمدينةُ:

لَا تهاميةٌ وَلَا نجديةٌ، وإِنها حجازٌ فَوْقَ الغَوْر وَدُونَ نَجْدٍ، وإِنها جَلْسٌ لِارْتِفَاعِهَا عَنِ الغَوْر. الْبَاهِلِيُّ: كلُّ مَا وراءَ الخندقِ عَلَى سَوَادِ الْعِرَاقِ، فَهُوَ نَجْدٌ، والغَوْرُ كلُّ مَا انْحَدَرَ سَيْلُهُ مغرِبيّاً، وَمَا أَسفل مِنْهَا مَشْرِقِيًّا فَهُوَ نَجْدٌ، وتِهامةُ مَا بَيْنَ ذَاتِ عِرْق إِلى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ وَرَاءِ مَكَّةَ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَهُوَ غَوْرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ مَهَبّ الجَنُوب، فَهُوَ السَّراةُ إِلى تُخُوم الْيَمَنِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه جَاءَهُ رَجُلٌ وبِكَفِّه وضَحٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انظُرْ بَطْنَ وَادٍ لَا مُنْجِد وَلَا مُتْهِم، فَتَمعَّكْ فِيهِ، فَفَعَلَ فَلَمْ يَزِدِ شَيْئًا حَتَّى مَاتَ ؛ قَوْلُهُ لَا مُنْجِد وَلَا مُتْهِم لَمْ يُرِدْ أَنه لَيْسَ مِنْ نَجْدٍ وَلَا مِنْ تِهامةَ وَلَكِنَّهُ أَراد حَدًّا بَيْنَهُمَا، فَلَيْسَ ذَلِكَ الموضعُ مِنْ نَجْدٍ كلُّه وَلَا مِنْ تِهامة كلُّه، وَلَكِنَّهُ تَهامٍ مُنْجِدٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد مَوْضِعًا ذَا حَدٍّ مِنْ نَجْدٍ وَحَدٍّ مِنْ تِهَامَةَ فَلَيْسَ كُلُّهُ مِنْ هَذِهِ وَلَا مِنْ هَذِهِ. ونجدٌ: اسْمٌ خاصٌّ لِمَا دُونَ الْحِجَازِ مِمَّا يَلي العِراق؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا استَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفى، بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقِيّةُ الأَقْياظِ، نَجْدُ المَراتِعِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد جَمْعَ نَجْدِيٍّ فَحَذَفَ يَاءَ النسَب فِي الْجَمْعِ كَمَا قَالُوا زِنْجِيٌّ ثُمَّ قَالُوا فِي جَمْعِهِ زِنْج، وَكَذَلِكَ رُومِيٌّ ورُومٌ؛ حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فُلَانٌ مِنْ أَهل نَجْدٍ فإِذا أَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ قَالُوا النُّجُد، قَالَ: وَنَرَى أَنه جَمْعُ نَجْدٍ؛ والإِنجادُ: الأَخْذُ فِي بِلَادِ نَجْدٍ. وأَنجدَ القومُ: أَتوا نَجْدًا؛ وَأَنْجَدُوا مِنْ تِهَامَةَ إِلى نَجْدٍ: ذَهَبُوا؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا أُمَّ حَزْرةَ، مَا رأَيْنا مِثْلَكُم ... فِي المُنْجِدينَ، وَلَا بِغَوْرِ الغائِر وأنْجَدَ: خَرَجَ إِلى بِلَادِ نَجْدٍ؛ رَوَاهَا ابْنُ سِيدَهْ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الصِّحَاحُ: وَتَقُولُ أَنْجَدْنا أَي أَخذنا فِي بِلَادِ نَجْدٍ. وَفِي الْمَثَلِ: أَنْجَدَ مَنْ رأَى حَضَناً وَذَلِكَ إِذا عَلَا مِنَ الغَوْر، وحَضَنٌ اسْمُ جَبَلٍ. وأَنْجَد الشيءُ: ارْتَفَعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَلَيْهِ وَجْهُ الْفَارِسِيِّ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى قَوْلَ الأَعشى: نَبيٌّ يَرى مَا لَا تَروْنَ، وذِكْرُه ... أَغارَ لَعَمْري فِي البِلادِ، وأَنْجَدا فَقَالَ: أَغار ذَهَبَ فِي الأَرض. وأَنجد: ارْتَفَعَ؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ أَنجد فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَخذ فِي نَجْدٍ لأَن الأَخذ فِي نَجْدٍ إِنما يُعادَلُ بالأَخذ فِي الْغَوْرِ، وَذَلِكَ لِتَقَابُلِهِمَا، وَلَيْسَتْ أَغارَ مِنَ الْغَوْرِ لأَن ذَلِكَ إِنما يُقَالُ فِيهِ غارَ أَي أَتى الغَوْر؛ قَالَ وإِنما يَكُونُ التَّقَابُلُ فِي قَوْلِ جَرِيرٍ: فِي المُنْجدينَ وَلَا بغَوْر الْغَائِرِ والنَّجُودُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَبْرُك إِلا عَلَى مُرْتَفَعٍ مِنَ الأَرض. والنَّجْدُ: الطَّرِيقُ الْمُرْتَفِعُ البَيّنُ الْوَاضِحُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: غَداةَ غَدَوْا فَسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ، ... وآخَرُ مِنْهُمْ قاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ قَالَ الأَصمعي: هِيَ نُجُود عِدَّةٌ: فَمِنْهَا نَجْد كَبْكَبٍ، ونَجْد مَريع، ونَجْدُ خَالٍ؛ قَالَ: وَنَجْدُ كَبْكَبٍ طريقٌ بِكَبْكَبٍ، وَهُوَ الْجَبَلُ الأَحمر الَّذِي تَجْعَلُهُ فِي ظَهْرِكَ إِذا وَقَفْتَ بِعَرَفَةَ؛ قَالَ وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ: أَقُولُ، وأَهْلي بالجَنابِ وأَهْلُها ... بِنَجْدَيْنِ: لَا تَبْعَدْ نَوًى أُمّ حَشْرَجِ قَالَ بنَجْدَيْنِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ نَجْدا مَرِيع، وَقَالَ: فُلَانٌ مِنْ أَهل نَجْدٍ. قَالَ: وَفِي لُغَةِ هُذَيْلٍ وَالْحِجَازِ مِنْ أَهل النُّجُد. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهَدَيْناهُ

النَّجْدَيْنِ؛ أَي طَرِيقَ الْخَيْرِ وطريقَ الشَّرِّ، وَقِيلَ: النَّجْدَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ الْوَاضِحَيْنِ. والنَّجد: الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض، فَالْمَعْنَى أَلم نُعَرِّفْهُ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ بيِّنَين كَبَيَانِ الطَّرِيقَيْنِ الْعَالِيَيْنِ؟ وقيل: النَّجْدَيْنِ الثَّدْيَيْنِ. ونَجُدَ الأَمْرُ ينْجُد نُجُوداً، وَهُوَ نَجْدٌ وناجِدٌ: وضَحَ وَاسْتَبَانَ؛ وَقَالَ أُمية: تَرَى فِيهِ أَنْباءَ القُرونِ الَّتِي مَضَتْ، ... وأَخْبارَ غَيْبٍ فِي القيامةِ تَنْجُد ونجَدَ الطرِيق ينْجُد نُجُوداً: كَذَلِكَ. ودليلٌ نَجْدٌ: هادٍ ماهِرٌ. وأَعطاه الأَرض بِمَا نَجَدَ مِنْهَا أَي بِمَا خَرَجَ. والنَّجْدُ: مَا يُنَضَّدُ بِهِ الْبَيْتُ مِنَ البُسُط والوسائِد والفُرُشِ، وَالْجَمْعُ نُجُود ونِجادٌ؛ وَقِيلَ: مَا يُنَجَّدُ بِهِ الْبَيْتُ مِنَ الْمَتَاعِ أَي يُزَيَّن؛ وَقَدْ نَجَّدَ الْبَيْتُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى كأَنَّ رِياضَ القُفِّ أَلبَسَها، ... مِن وَشْيِ عَبْقر، تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ أَبو الْهَيْثَمِ: النَّجَّاد الَّذِي يُنَجِّدُ البيوتَ والفُرُشَ والبُسُط. وَفِي الصِّحَاحِ: النجَّاد الَّذِي يُعَالِجُ الْفُرُشَ والوِسادَ ويَخِيطُها. والنُّجُود: هِيَ الثِّيَابُ الَّتِي تُنَجَّدُ بِهَا الْبُيُوتُ فَتُلْبَسُ حِيطَانُهَا وتُبْسَطُ. قَالَ: ونَجَّدْتُ البيتَ بَسَطْتُهُ بِثِيَابٍ مَوْشِيَّة. والتَّنْجِيد: التَّزْيِينُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنه بَعَثَ إِلى أُمّ الدَّرْدَاءِ بأَنْجادٍ مِنْ عِنْدِهِ ؛ الأَنْجادُ جَمْعُ نَجَدٍ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مَتَاعُ الْبَيْتِ مِنْ فُرُش ونَمارِقَ وستُور؛ ابْنُ سِيدَهْ: والنَّجُود الَّذِي يُعَالِجُ النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْط والحشْوِ والتَّنْضِيدِ. وَبَيْتٌ مُنَجَّد إِذا كَانَ مُزَيَّنًا بِالثِّيَابِ والفُرش، ونُجُوده سُتُورُهُ الَّتِي تُعَلَّقُ عَلَى حِيطانِه يُزَين بِهَا. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: زُخْرِف ونُجِّدَ أَي زُيِّنَ. وَقَالَ شَمِرٌ: أَغرب مَا جَاءَ فِي النَّجُود مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الشُّورَى: وَكَانَتِ امرأَةً نَجُوداً ، يُرِيدُ ذاتَ رَأْي كأَنها الَّتِي تَجْهَدُ رأْيها فِي الأُمور. يُقَالُ: نَجِدَ نَجْدًا أَي جَهَدَ جَهْداً. والمَنَاجِدُ: حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بجواهِرَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ مُزَيَّن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى امرأَة تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَيْهَا «2» مَناجِدُ مِنْ ذَهَبٍ فَنَهَاهَا عَنْ ذَلِكَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَراد بِالْمَنَاجِدِ الحَلْيَ المُكَلَّلَ بِالْفُصُوصِ وأَصله مِنْ تَنْجِيدِ الْبَيْتِ، وَاحِدُهَا مِنْجَد وَهِيَ قَلائِدُ مِنْ لُؤْلُؤ وذهَب أَو قَرَنْفُلٍ، وَيَكُونُ عَرْضُهَا شِبْرًا تأْخذ مَا بَيْنَ الْعُنُقِ إِلى أَسفل الثَّدْيَيْنِ، سُمِّيَتْ مَناجِدَ لأَنها تَقَعُ عَلَى مَوْضِعِ نِجاد السَّيْفِ مِنَ الرَّجُلِ وَهِيَ حَمائِلُه. والنَّجُود مِنَ الأُتُن والإِبِل: الطويلةُ العُنُقِ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الأُتن خَاصَّةً الَّتِي لَا تَحْمِل. قَالَ شَمِرٌ: هَذَا مُنْكَرٌ وَالصَّوَابُ مَا رُوِيَ فِي الأَجناس عَنْهُ: النَّجُودُ الطَّوِيلَةُ مِنَ الحُمُر. وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي: أُخِذَتِ النَّجود مِنَ النَّجْد أَي هِيَ مُرْتَفِعَةٌ عَظِيمَةٌ، وَقِيلَ: النَّجُودُ الْمُتَقَدِّمَةُ، وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ مَاضِيَةً: نَجُود؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَرَمَى فأَنْفَذَ مِنْ نَجُودٍ عائِطِ قَالَ شَمِرٌ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ فِي النَّجُود صَحِيحٌ وَالَّذِي رُوي فِي بَابِ حُمُرِ الوحْشِ وهَم. والنَّجُود مِنَ الإِبل: المِغْزارُ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ النَّفْس. وَنَاقَةٌ نَجُود، وَهِيَ تُناجِدُ الإِبلَ فَتَغْزُرُهُنَّ. الصِّحَاحُ: والنَّجُود مِنْ حُمُر الْوَحْشِ الَّتِي لَا تَحْمِلُ، وَيُقَالُ: هِيَ الطَّوِيلَةُ الْمُشْرِفَةُ، وَالْجَمْعُ نُجُد. وناجَدَتِ الإِبِلُ: غَزُرَتْ وكَثُر لبنها، والإِبلُ

_ (2). قوله [امْرَأَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَيْهَا] في النهاية امرأة شيرة عليها، وشيرة، بشد الياء مكسورة، أي حسنة الشارة والهيئة.

حِينَئِذٍ بِكاءٌ غَوازِرُ، وَعَبَّرَ الْفَارِسِيُّ عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ نَحْوَ المُمانِحِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ حِينَ ذَكَرَ الإِبل وَوَطْأَها يومَ الْقِيَامَةِ صاحِبَها الَّذِي لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا فَقَالَ: إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِها ؛ قَالَ: النَّجْدَةُ الشِّدَّةُ، وَقِيلَ: السِّمَنُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: نَجْدَتُهَا أَن تَكْثُرَ شُحُومُهَا حَتَّى يمنعَ ذَلِكَ صاحِبَها أَن يَنْحَرَهَا نَفَاسَةً بِهَا، فَذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ السِّلَاحِ لَهَا مِنْ رَبِّهَا تَمْتَنِعُ بِهِ، قَالَ: ورِسْلُها أَن لَا يَكُونَ لَهَا سِمَن فيَهُونَ عَلَيْهِ إِعطاؤُها فَهُوَ يُعْطِيهَا عَلَى رِسْلِه أَي مُسْتَهيناً بِهَا، وكأَنَّ مَعْنَاهُ أَن يُعْطِيَهَا عَلَى مَشَقَّةٍ مِنَ النَّفْسِ وَعَلَى طِيبٍ مِنْهَا؛ ابْنُ الأَعرابي: فِي رِسْلِها أَي بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: فكأَنّ قَوْلَهُ فِي نَجْدتِها مَعْنَاهُ أَن لَا تطِيبَ نفسُه بإِعطائها وَيَشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ؛ وَقَالَ الْمَرَّارُ يَصِفُ الإِبل وَفَسَّرَهُ أَبو عَمْرٍو: لهمْ إِبِلٌ لَا مِنْ دياتٍ، وَلَمْ تَكُنْ ... مُهُوراً، وَلَا مِن مَكْسَبٍ غيرِ طائِلِ مُخَيَّسَةٌ فِي كلِّ رِسْلٍ ونَجْدةٍ، ... وَقَدْ عُرِفَتْ أَلوانُها فِي المَعاقِلِ الرِّسْل: الخِصْب. وَالنَّجْدَةُ: الشِّدَّةُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ: فِي نَجْدتها مَا يَنُوبُ أَهلها مِمَّا يَشُقُّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَغَارِمِ وَالدِّيَاتِ فَهَذِهِ نَجْدَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا. وَالرِّسْلُ: مَا دُونُ ذَلِكَ مِنَ النَّجْدَةِ وَهُوَ أَن يَعْقِرَ هَذَا وَيَمْنَحَ هَذَا وَمَا أَشبهه دُونَ النَّجْدَةِ؛ وأَنشد لِطَرَفَةَ يَصِفُ جَارِيَةً: تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً، ... يَا لَقَوْمي للشَّبابِ المُسْبَكِرْ يَقُولُ: شَقَّ عَلَيْهَا النظرُ لنَعْمتها فَهِيَ ساجيةُ الطرْف. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِل لَا يؤَدِّي حقَّها فِي نَجْدتها ورِسْلِها وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم: نَجْدتُها ورِسْلُها عُسْرُها ويُسْرُها إِلا بَرَزَ لَهَا بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخْفافِها، كُلَّمَا جَازَتْ عَلَيْهِ أُخْراها أُعِيدَتْ عَلَيْهِ أُولاها فِي يَوْمٍ كَانَ مقدارُه خَمْسِينَ أَلف سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، فَقِيلَ لأَبي هُرَيْرَةَ: فَمَا حَقُّ الإِبِل؟ فَقَالَ: تُعْطِي الكرِيمةَ وتَمْنَعُ الغَزيرةَ «1» وتُفْقِرُ الظَّهْرَ وتُطْرِقُ الفَحْل. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ هُنَا: وَقَدْ رَوَيْتُ هَذَا الْحَدِيثَ بِسَنَدِهِ لِتَفْسِيرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَجْدَتَها ورِسْلَها، قَالَ: وَهُوَ قَرِيبٌ مِمَّا فَسَّرَهُ أَبو سَعِيدٍ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: انْظُرْ إِلى مَا فِي هَذَا الْكَلَامِ مِنْ عَدَمِ الِاحْتِفَالِ بِالنُّطْقِ وَقِلَّةِ الْمُبَالَاةِ بإِطلاق اللَّفْظِ، وَهُوَ لَوْ قَالَ إِن تَفْسِيرَ أَبي سَعِيدٍ قَرِيبٌ مِمَّا فَسَّرَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِيهِ مَا فِيهِ فَلَا سِيَّمَا وَالْقَوْلُ بِالْعَكْسِ؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: لوْ أَنَّ قَوْمي مِن قُرَيْمٍ رَجْلا، ... لَمَنَعُوني نَجْدَةً أَو رِسْلا أَي لَمَنَعُونِي بأَمر شَدِيدٍ أَو بأَمر هَيِّنٍ. ورجلٌ نَجْد فِي الْحَاجَةِ إِذا كَانَ نَاجِيًا فِيهَا سَرِيعًا. والنَّجْدة: الشَّجَاعَةُ، تَقُولُ مِنْهُ: نَجُد الرجلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجِيدٌ، وَجَمْعُ نَجِد [نَجُد] أَنجاد مِثْلَ يَقِظٍ [يَقُظٍ] وأَيْقاظٍ وَجَمْعُ نَجِيد نُجُد ونُجَداء. ابْنُ سِيدَهْ: ورجُل نَجْدٌ ونَجِدٌ ونَجُد ونَجِيدٌ شُجَاعٌ مَاضٍ فِيمَا يَعْجِزُ عَنْهُ غَيْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ البأْس، وَقِيلَ: هُوَ السَّرِيعُ الإِجابة إِلى مَا دُعِيَ إِليه خَيْرًا كَانَ أَو شَرًّا، وَالْجَمْعُ أَنْجاد. قَالَ: وَلَا يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجاد جَمْعُ نَجِيدٍ كَنَصيرٍ وأَنْصار قِيَاسًا عَلَى أَن فعْلًا

_ (1). قوله [وتمنع الغزيرة] كذا بالأَصل تمنع بالعين المهملة ولعله تمنح بالحاء المهملة

وفِعَالًا «1» لَا يُكَسَّران لِقِلَّتِهِمَا فِي الصِّفَةِ، وإِنما قِيَاسُهُمَا الْوَاوُ وَالنُّونُ فَلَا تحسَبَنّ ذَلِكَ لأَن سِيبَوَيْهِ قَدْ نَصَّ عَلَى أَن أَنْجاداً جَمْعُ نَجُد ونَجِد؛ وَقَدْ نَجُدَ نَجَادة، وَالِاسْمُ النَّجْدَة. واسْتَنْجَد الرجلُ إِذا قَوِيَ بَعْدَ ضَعْفٍ أَو مَرَض. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ضَرِيَ بِالرَّجُلِ واجترأَ عَلَيْهِ بَعْدَ هَيْبَتِه: قَدِ اسْتَنْجَدَ عَلَيْهِ. والنَّجْدَةُ أَيضاً: القِتال والشِّدَّة. والمُناجِدُ: الْمُقَاتِلُ. وَيُقَالُ: ناجَدْت فُلَانًا إِذا بارزتَه لقِتال. والمُنَجَّدُ: الَّذِي قَدْ جَرَّبَ الأُمور وقاسَها فَعَقَلَها، لُغَةٌ فِي المُنَجَّذِ. ونَجَّده الدَّهْرُ: عجَمَه وعَلَّمَه، قَالَ: وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ أَعلى. وَرَجُلٌ مُنَجَّد، بِالدَّالِ وَالذَّالِ جَمِيعًا، أَي مُجَرَّب قَدْ نَجَّده الدَّهْرُ إِذا جَرَّبَ وعَرَفَ. وَقَدْ نَجَّدتْه بَعْدِي أُمور. وَرَجُلٌ نَجِدٌ: بَيِّنُ النَّجَد، وَهُوَ البأْس والنُّصْرة وَكَذَلِكَ النَّجْدة. وَرَجُلٌ نَجْد فِي الْحَاجَةِ إِذا كَانَ نَاجِحًا فِيهَا ناجِياً. وَرَجُلٌ ذُو نَجْدة أَي ذُو بأْس. ولاقَى فُلَانٌ نَجْدة أَي شِدَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَر قارئَ الْقُرْآنِ وصاحِبَ الصَّدَقة، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرأَيتَكَ النَّجْدة تَكُونُ فِي الرَّجُلِ فَقَالَ: لَيْسَتْ لَهُمَا بِعدْلٍ النَّجْدَةُ: الشَّجَاعَةُ. وَرَجُلٌ نَجُدٌ ونَجِد أَي شَدِيدُ البأْس. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عليه: أَما بَنُو هَاشِمٍ فأَنْجادٌ أَمْجَاد أَي أَشِداء شُجْعان؛ وَقِيلَ: أَنْجاد جَمْعُ الْجَمْعِ كأَنه جَمَعَ نَجُداً «2» عَلَى نِجاد أَو نُجُود ثُمَّ نُجُدٍ ثُمَّ أَنجادٍ؛ قَالَهُ أَبو مُوسَى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَا حَاجَةَ إِلى ذَلِكَ لأَن أَفعالًا فِي فَعُل وفَعِل مُطَّرِد «3» نَحْوَ عَضُد وأَعْضاد وكَتِف وأَكْتاف؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ خَيْفان: وأَما هَذَا الْحَيُّ مِنْ هَمْدان فأَنْجَاد بُسْل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَحاسِنُ الأُمور الَّتِي تَفَاضلَتْ فِيهَا المُجَداء والنُّجَداء ، جَمْعُ مَجِيدٍ ونجِيد، فَالْمَجِيدُ الشَّرِيفُ، والنَّجِيد الشُّجَاعُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. واسَتَنْجَده فأَنْجَدَهُ: اسْتَغَاثَهُ فأَغاثه. وَرَجُلٌ مِنْجادٌ: نَصُور؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِنجاد: الإِعانة. واسْتَنْجَده: اسْتَعَانَهُ. وأَنْجَدَه: أَعانه؛ وأَنْجَده عَلَيْهِ: كَذَلِكَ أَيضاً؛ وناجَدْتُه مُناجَدةً: مِثْلَهُ. وَرَجُلٌ مُناجِد أَي مُقَاتِلٌ. وَرَجُلٌ مِنْجادٌ: مِعْوانٌ. وأَنْجَدَ فُلَانٌ الدَّعْوةَ: أَجابها. الْمُحْكَمُ: وأَنْجَدَه الدَّعْوَةَ أَجابها «4». واسْتَنْجَد فُلَانٌ بِفُلَانٍ: ضَرِيَ بِهِ واجترأَ عَلَيْهِ بَعْدَ هَيْبَتِه إِياه. والنَّجَدُ: العَرَق مِنْ عَمَل أَو كَرْب أَو غَيْرِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: يَظَلُّ مِنْ خَوْفِه المَلَّاحُ مُعْتَصِماً ... بالخَيْزُرانةِ، بَعْدَ الأَيْن والنَّجَد وَقَدْ نَجِدَ يَنْجَدُ ويَنْجُدُ نَجْداً، الأَخيرة نَادِرَةٌ، إِذا عَرِقَ مِنْ عَمَل أَو كَرْب. وَقَدْ نُجِدَ عَرَقاً، فَهُوَ منْجُود إِذا سَالَ. والمنْجُود: الْمَكْرُوبُ. وَقَدْ نُجِد نَجْداً، فَهُوَ منْجُودٌ ونَجِيدٌ، وَرَجُلٌ نَجِدٌ: عَرِقٌ؛ فأَما قَوْلُهُ: إِذا نَضَخَتْ بالماءِ وازْدادَ فَوْرُها ... نَجا، وَهُوَ مَكْرُوبٌ منَ الغَمِّ ناجِدُ فإِنه أَشبع الْفَتْحَةَ اضْطِرَارًا كَقَوْلِهِ: فأَنتَ منَ الغَوائِلِ حينَ تُرْمَى، ... ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتزاحِ

_ (1). قوله [عَلَى أَنَّ فِعْلًا وَفِعَالًا] كذا بالأَصل بهذا الضبط ولعل المناسب على أن فعلًا وفعلًا كرجل وكتف لا يكسران أَي على أفعال، وقوله لقلتهما في الصفة لعل المناسب لقلته أي أَفعال في الصفة لأَنه إنما ينقاس في الاسم (2). قوله [كأنه جمع نجداً] إِلى قوله قَالَ ابْنُ الأَثير كَذَا في النهاية (3). قوله [لأَن أَفعالًا فِي فَعُلٍ وفعل مطرد] فيه أن اطراده في خصوص الاسم وما هنا من الصفة (4). قوله [وأنجده الدعوة أجابها] كذا في الأَصل

وَقِيلَ: هُوَ عَلَى فَعِلَ كَعَمِلَ، فَهُوَ عامِلٌ؛ وَفِي شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: ونَجِدَ الماءُ الَّذِي تَوَرَّدا أَي سالَ العَرَقُ. وتَوَرُّدُه: تَلَوُّنه. وَيُقَالُ: نَجِدَ يَنْجَدُ إِذا بَلُدَ وأَعْيَا، فَهُوَ نَاجِدٌ ومنْجُود. والنَّجْدة: الفَزَعُ والهَوْلُ؛ وَقَدْ نَجُد. والمنْجُود: المَكْرُوبُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَرْثِي ابْنَ أُخته وَكَانَ مَاتَ عَطَشًا فِي طَرِيقِ مكة: صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيرَ مُغاثٍ، ... ولَقَدْ كانَ عُصْرَةَ المنْجُودِ يُرِيدُ المَغْلُوب المُعْيا والمَنْجُود الْهَالِكُ. والنَّجْدةُ: الثِّقَلُ والشِّدَّةُ لَا يُعْنَى بِهِ شدةُ النَّفْس إِنما يُعْنى بِهِ شِدَّةُ الأَمر عَلَيْهِ؛ وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ: تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْها نَجْدَةً ونَجَدَ الرجُلَ يَنْجُدُه نَجْداً: غَلَبَه. والنِّجادُ: مَا وَقَعَ عَلَى الْعَاتِقِ مِنْ حَمائِلِ السيْفِ، وَفِي الصِّحَاحِ: حَمَائِلُ السَّيْفِ، وَلَمْ يُخَصَّصْ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: زَوْجِي طَوِيلُ النِّجاد ؛ النِّجاد: حمائِلُ السَّيْفِ، تُرِيدُ طُولَ قَامَتِهِ فإِنها إِذا طالتْ طالَ نِجادُه، وَهُوَ مِنْ أَحسن الْكِنَايَاتِ؛ وَقَوْلُ مُهَلْهَلٍ: تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأُمِنْتُه، ... وإِنَّ جَدِيراً أَن يَكُونَ وَيَكْذِبَا تَنَجَّدَ أَي حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظَةً. وأَنْجَدَ الرجلُ: قَرُبَ مِنْ أَهله؛ حَكَاهَا ابْنُ سِيدَهْ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنَّاجُودُ: الْبَاطِيَةُ، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ إِناءٍ يُجْعَلُ فِيهِ الْخَمْرُ مِنْ بَاطِيَةٍ أَو جَفْنةٍ أَو غَيْرِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الكَأْسُ بِعَيْنِهَا. أَبو عُبَيْدٍ: النَّاجُودُ كُلُّ إِناءٍ يُجْعَلُ فِيهِ الشَّرَابُ مِنْ جَفْنة أَو غَيْرِهَا. اللَّيْثُ: الناجُودُ هُوَ الرّاوُوقُ نَفْسُه. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: اجْتَمَعَ شَرْبٌ مِنْ أَهل الأَنبار وَبَيْنَ أَيديهم ناجُودُ خَمْرٍ أَي راوُوقٌ، وَيُقَالُ لِلْخَمْرِ: نَاجُودٌ. وَقَالَ الأَصمعي: النَّاجُودُ أَول مَا يَخْرُجُ مِنَ الْخَمْرِ إِذا بُزِلَ عَنْهَا الدنُّ، وَاحْتُجَّ بِقَوْلِ الأَخطل: كأَنَّما المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنا، ... مِمَّا تَضَوَّعَ مِنْ ناجُودِها الْجَارِي فَاحْتُجَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِ عَلْقَمَةَ: ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ فِي الناجُودِ، يُصْفِقُها ... وَلِيدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَلْثُومُ يُصْفِقُها: يُحَوِّلُها مِنْ إِناءٍ إِلى إِناء لِتَصْفُوَ. الأَصمعي: الناجُودُ الدَّمُ. والناجودُ: الزَّعْفَرَانُ. والناجودُ: الخَمْرُ، وَقِيلَ: الْخَمْرُ الجَيِّدُ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ؛ وأَنشد: تَمَشَّى بَيْننا ناجُودُ خَمْر اللِّحْيَانِيُّ: لاقَى فُلانٌ نَجْدَةً أَي شِدّة، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ شِدَّةِ النَّفْسِ وَلَكِنَّهُ مِنَ الأَمر الشَّدِيدِ. والنَّجْد: شَجَرٌ يُشْبِهُ الشُّبْرُمَ فِي لَوْنِه ونَبْتِه وَشَوْكِهِ. والنَّجْدُ: مَكَانٌ لَا شَجَرَ فِيهِ. والمِنجَدَةُ: عَصاً تُساقُ بِهَا الدَّوَابُّ وتُحَثُّ عَلَى السَّيْرِ ويُنْفَشُ بِهَا الصّوفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَذن فِي قَطْعِ المِنْجَدةِ ، يَعْنِي مِنْ شَجَرِ الحَرَمِ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وناجِدٌ ونَجْدٌ ونُجَيْدٌ ومُناجِدٌ ونَجْدَةُ: أَسماء. والنَّجَداتُ: قَوْمٌ مِنَ الْخَوَارِجِ مِنَ الحَرُورِيَّة يُنْسَبُونَ إِلى نَجْدة بنِ عامِرٍ الحَرُوريّ الحَنَفِيّ، رَجُلٌ مِنْهُمْ، يُقَالُ: هَؤُلَاءِ النجَداتُ. والنَّجَدِيَّة: قَوْمٌ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ. وعاصِمُ بْنُ أَبي النَّجُودِ: مِنَ القُرّاء. ندد: نَدَّ الْبَعِيرُ يَنِدُّ نُدوداً إِذا شَردَ. ونَدّتِ الإِبلُ تَنِدُّ نَدّاً ونَدِيداً ونِداداً ونُدوداً

وتَنادَّتْ: نَفَرتْ وَذَهَبَتْ شُرُوداً فمضَتْ عَلَى وُجُوهِهَا. وَنَاقَةٌ نَدُودٌ: شَرُودٌ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قَضَى عَلَى الناسِ أَمْراً لَا نِدادَ لَه ... عَنْهُمْ، وَقَدْ أَخَذَ المِيثاقَ واعْتَقَدا مَعْنَاهُ: أَنه لَا يَنِدُّ عَنْهُمْ وَلَا يَذْهَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَدَّ بعيرٌ مِنْهَا أَي شَرَد وذَهَبَ عَلَى وَجْهه. ويَوْمُ التَّنادِ: يَوْمُ القِيامةِ لِمَا فِيهِ مِنَ الِانْزِعَاجِ إِلى الْحَشْرِ، وَفِي التَّنْزِيلِ: يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ، قَالَ الأَزهري: الْقُرَّاءُ عَلَى تَخْفِيفِ الدَّالِ مِنَ التَّنَادِ، وقرأَ الضَّحَّاكُ وَحْدَهُ يَوْمَ التنادِّ ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هُوَ مِنْ نَدَّ الْبَعِيرُ نِداداً أَي شَرَد. قَالَ: وَيَكُونُ التَّنَادُ، بِتَخْفِيفِ الدَّالِ، مِنْ نَدَّ فلَيَّنوا تَشْدِيدَ الدَّالِ وَجَعَلُوا إِحدى الدَّالَيْنِ يَاءً، ثُمَّ حَذَفُوا الْيَاءَ كَمَا قَالُوا دِيوان ودِيباجٌ ودِينارٌ وقِيراط، والأَصل دِوَّان ودِبّاجٌ وقرّاطٌ ودِنّارٌ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ جَمْعُهُمُ إِياها دَواوينَ وقَراريطَ ودَبابيجَ ودَنانِير، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ التَّنَادِّ بِتَشْدِيدِ الدَّالِ قَوْلُهُ: يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ. وَقَالَ ابنُ سِيدَهْ: وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ يَوْمَ التَّنَادِ فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ مُحَوَّلِ هَذَا الْبَابِ فَحُوِّلَ للياء لتعتدل رؤوس الْآيِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ النِّدَاءِ وَحَذْفُ الْيَاءِ أَيضاً لِمِثْلِ ذَلِكَ. وإِبل نَدَدٌ: مُتَفَرِّقَةٌ كَرَفَضٍ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقَدْ أَنَدَّها ونَدَّدَها. وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ: نَدَّتِ الْكَلِمَةُ شَذَّت، وَلَيْسَتْ بِقَوِيَّةٍ فِي الِاسْتِعْمَالِ، أَلا تَرَى أَن سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: شَذَّ هَذَا وَلَا يَقُولُ نَدَّ؟ وَطَيْرٌ يَناديدُ وأَنادِيدُ: متفرقةٌ، قَالَ: كأَنَّما أَهلُ حُجْرٍ، يَنظرون مَتَى ... يَرَوْنَني خَارِجًا، طَيْرٌ يَنادِيدُ وَيُقَالُ: ذهبَ القومُ يَنادِيدَ وأَنادِيدَ إِذا تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ. ونَدَّدَ بِالرَّجُلِ: أَسْمَعَه الْقَبِيحَ وَصَرَّحَ بِعُيُوبِهِ، يَكُونُ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ. أَبو زَيْدٍ: نَدَّدْتُ بِالرَّجُلِ تَنْدِيداً وسمَّعت بِهِ تَسْمِيعًا إِذا أَسمعْتَه الْقَبِيحَ وَشَتَمْتَهُ وشَهَّرْته وَسَمَّعْتَ بِهِ. والتَّنْدِيدُ: رَفْعُ الصَّوْتِ، قَالَ طَرَفَةُ. لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَو لِصوتِ مُنَدَّدِ والصوتُ المُنَدَّدُ: المُبالَغُ فِي النِّداء. والنِّدُّ، بِالْكَسْرِ: الْمِثْلُ وَالنَّظِيرُ، وَالْجَمْعُ أَندادٌ، وَهُوَ النَّدِيدُ والنَّدِيدَةُ، قَالَ لَبِيَدٌ: لكَي لَا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي، ... وأَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عَماعِما وَفِي كِتَابِهِ لأِكَيْدِرَ «1» وخَلْعِ الأَنْدَادِ والأَصنام: الأَنْدادُ جَمْعُ نِدٍّ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ مِثْلُ الشَّيْءِ الَّذِي يُضادُّه فِي أُموره ويُنادُّه أَي يُخَالِفُهُ، وَيُرِيدُ بِهَا مَا كَانُوا يَتخذونه آلِهَةً مِنْ دُونِ اللَّه، تَعَالَى اللَّه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً ، قَالَ الأَخفش: النِّدُّ الضِّدُّ والشِّبْهُ. وقوله: جَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً ، أَي أَضداداً وأَشباهاً. وَيُقَالُ: نِدُّ فُلَانٍ ونَدِيدُه ونَدِيدَتُه أَي مِثْلُه وشَبَهُه. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا خَالَفَكَ فأَردت وَجْهًا تَذْهَبُ بِهِ وَنَازَعَكَ فِي ضِدِّه: فُلَانٌ نِدِّي ونَدِيدي لِلَّذِي يُرِيدُ خلافَ الْوَجْهِ الَّذِي تُرِيدُ، وَهُوَ مستقِلٌّ مِنْ ذَلِكَ بِمِثْلِ مَا تستَقِلُّ بِهِ، قَالَ حَسَّانُ: أَتَهْجُوهُ ولَسْتَ لَهُ بِنِدٍّ؟ ... فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُما الفِداءُ

_ (1). 1 قوله" لأُكيدر" قال الزرقاني على المواهب ممنوع من الصرف وكتب بهامشه في المصباح: وتصغير الأكدر أُكيدر وبه سمي ومنه أُكيدر صَاحِبَ دُومَةِ الْجَنْدَلِ.

أَي لَسْتَ لَهُ بِمِثْلٍ فِي شَيْءٍ مِنْ مَعَانِيهِ. وَيُقَالُ: نادَدْتُ فُلَانًا إِذا خَالَفْتَهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ فُلَانَةٌ نِدُّ فُلَانَةٍ وخَتَنُها وتِرْبُها. قَالَ: وَلَا يُقَالُ فُلَانَةٌ نِدُّ فُلَانٍ وَلَا ختنُ فُلَانٍ فَتُشَبِّهُها بِهِ. والنِّدُّ والنَّدُّ: ضَرْب مِنَ الطِّيبِ يُدَخَّن بِهِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسب النَّدَّ عَرَبِيًّا صَحِيحًا. قَالَ اللَّيْثُ: النَّدُّ ضَرْب مِنَ الدُّخْنَة. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يقال للعنبر: النَّدُّ، وللبَقَّم: العَنْدمُ، وللمِسْك: الْفَتِيقُ. والنَّدُّ: التَّلُّ المرتفعُ فِي السَّمَاءِ، لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. ويَنْدَد: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ أَسماء مَدِينَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومَنْدَد: بَلَدٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه جَرَى فِي فَكِّ التَّضْعِيفِ مَجْرَى مَحْبَب لِلْعَلَمِيَّةِ. قَالَ: وَلَمْ أَجعله مِنْ بَابِ مَهْدَدٍ لِعَدَمِ" م ن د"، قَالَ ابن الأَحمر: وللشَّيْخ تَبْكِيه رُسومٌ، كأَنَّما ... تَراوَحها العَصْرَيْنِ أَرواحُ مَنْدَدِ نرد: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ رَنَدَ: الرَّنْدُ عِنْدَ أَهل الْبَحْرَيْنِ شِبْه جُوالِقٍ واسِعِ الأَسفلِ مَخْروطِ الأَعلى، يُسَفُّ مِنْ خُوصِ النخْلِ ثُمَّ يُخَيَّطُ ويُضْرَبُ بالشُّرُط الْمَفْتُولَةِ مِنَ اللِّيف حَتَّى يَتَمَتَّنَ، فيقومَ قَائِمًا ويُعَرَّى بِعُرى وَثِيقَةٍ، يُنْقَلُ فِيهِ الرُّطَب أَيام الخِرافِ يُحْمَل مِنْهُ رَنْدانِ عَلَى الْجَمَلِ الْقَوِيِّ. قَالَ: ورأَيت هَجَرِيًّا يَقُولُ لَهُ النَّرْد وكأَنه مَقْلُوبٌ، وَيُقَالُ لَهُ القَرْنَةُ أَيضاً. وَالنَّرْدُ: مَعْرُوفٌ شَيْءٌ يُلْعَبُ بِهِ؛ فَارِسِيٌّ معرَّب وَلَيْسَ بِعَربي وَهُوَ النَّرْدشير. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدشير فكأَنما غَمَس يَدَه فِي لَحْمِ الخِنْزير ودَمه ؛ النَّرْدُ: اسْمٌ أَعجمي مُعَرَّبٌ وشِير بمعنى حُلْو. نشد: نَشَدْتُ الضَّالَّةَ إِذا ناديتَ وسَأَلتَ عَنْهَا. ابْنُ سِيدَهْ: نَشَدَ الضَّالَّةَ يَنْشُدُها نِشْدَةً ونِشْداناً طَلَبَها وعرَّفَها. وأَنْشَدَها: عَرَّفَها؛ وَيُقَالُ أَيضاً: نَشَدْتُها إِذا عَرَّفْتها؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ: ويُصِيخُ أَحْياناً، كَمَا اسْتَمَعَ ... المُضِلُّ لِصَوتِ ناشِدْ أَضَلَّ أَي ضَلَّ لَهُ شَيْءٌ، فَهُوَ يَنْشُدُه. قَالَ: وَيُقَالُ فِي النَّاشِدِ: إِنه المُعَرِّفُ. قَالَ شَمِرٌ: وَرُوِيَ عَنِ الْمُفَضَّلِ الضبِّي أَنه قَالَ: زَعَمُوا أَن امرأَة قَالَتْ لِابْنَتِهَا: احْفَظِي بِنْتَكِ مِمَّنْ لَا تَنْشُدِين أَي لَا تَعْرِفين. قَالَ الأَصمعي: كَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يَعْجَبُ مِنْ قَوْلِ أَبي دُواد: كَمَا اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِد قَالَ: أَحسبه قَالَ هَذَا وَغَيْرَهُ أَراد بِالنَّاشِدِ أَيضاً رَجُلًا قَدْ ضَلَّتْ دابَّتُه، فَهُوَ يَنْشُدُها أَي يَطلبها لِيَتَعَزَّى بِذَلِكَ؛ وأَما ابْنُ المُظفر فإِنه جَعَلَ النَّاشِدَ المعرِّف فِي هَذَا الْبَيْتِ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ عَجِيبِ كَلَامِهِمْ أَن يَكُونَ الناشِدُ الطالِبَ والمُعَرِّفَ جَمِيعًا، وَقِيلَ: أَنْشَدَ الضَّالة اسْترشَدَ عَنْهَا، وأَنشد بَيْتَ أَبي دُوَادَ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الناشِدُ هُنَا المُعَرِّفُ، قَالَ: وَقِيلَ الطَّالِبُ لأَن المُضِلَّ يَشْتَهِي أَن يَجِدَ مُضِلًا مِثْلَهُ لِيَتَعَزَّى بِهِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمُ الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى. وَالنَّاشِدُونَ: الَّذِينَ يَنْشُدُون الإِبل وَيَطْلُبُونَ الضوالَّ فيأْخذونها ويحْبِسونها عَلَى أَربابها؛ قَالَ ابْنُ عُرْسٍ: عِشْرُونَ أَلفاً هَلَكُوا ضَيْعَةً، ... وأَنْتَ مِنْهُمْ دَعْوَةُ الناشِدِ يَعْنِي قَوْلَهُ: أَين ذَهَبَ أَهلُ الدارِ أَين انْتَوَوْا كَمَا يَقُولُ صَاحِبُ الضَّالّ: مَنْ أَصابَ؟ مَنْ أَصابَ؟ فالناشِدُ الطَّالِبُ، يُقَالُ مِنْهُ: نَشَدْتُ الضَّالَّة أَنشُدُها

وأَنْشِدُها نَشْداً ونِشْداناً إِذا طَلَبْتها، فأَنا ناشِدٌ، وأَنْشَدْتُها فأَنا مُنْشِدٌ إِذا عَرَّفْتَها. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذِكْرِه حَرَمَ مَكَّةَ فَقَالَ: لَا يُخْتلى خَلاها وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لمُنْشِد ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُنْشِدُ المُعَرِّفُ. قَالَ: وَالطَّالِبُ هُوَ النَّاشِدُ. قَالَ: وَمِمَّا يُبَيِّنُ لَكَ أَن الناشدَ هُوَ الطالبُ حديثُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُد ضالَّة فِي المَسْجِد فَقَالَ: يَا أَيها الناشِدُ، غَيْرَكَ الواجِد ؛ مَعْنَاهُ لَا وجَدْت وَقَالَ ذَلِكَ تأْديباً لَهُ حَيْثُ طَلَبَ ضَالَّتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مِنَ النَّشِيدِ رفْع الصَّوْتِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِنما قِيلَ لِلطَّالِبِ نَاشَدَ لِرَفْعِ صَوْتِهِ بِالطَّلَبِ. والنَّشِيدُ: رَفْعُ الصَّوْت، وَكَذَلِكَ المعَرِّفُ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّعْرِيفِ فَسُمِّيَ مُنْشِداً؛ وَمِنْ هَذَا إِنشاد الشِّعْرِ إِنما هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ. وَقَوْلُهُمْ: نَشَدْتُك بِاللَّهِ وبالرَّحِم، مَعْنَاهُ: طَلَبْتُ إِليك بِاللَّهِ وَبِحَقِّ الرَّحِم بِرَفْعِ نَشِيدِي أَي صَوْتِي. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِمْ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ، قَالَ: النَّشِيدُ الصَّوْتُ، أَي سأَلتك بِاللَّهِ بِرَفْعِ نَشِيدِي أَي صَوْتِي. قَالَ: وَقَوْلُهُمْ نَشَدْتُ الضَّالَّةَ أَي رَفَعْتُ نَشِيدِي أَي صَوْتِي بِطَلَبِهَا. قَالَ: وَمِنْهُ نَشَدَ الشِّعْر وأَنشده، فنَشده: أَشاد بِذِكْرِهِ، وأَنشده إِذا رَفَعَهُ، وَقِيلَ فِي مَعْنَى قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلا لِمُنْشِدٍ ، قَالَ: إِنه فَرَقَ بِقُولِهِ هَذَا بَيْنَ لُقَطةِ الْحَرَمِ وَلُقَطَةِ سَائِرِ البُلْدانِ لأَنه جَعَلَ الحُكْم فِي لُقَطَةِ سَائِرِ الْبِلَادِ أَنَّ مُلْتَقِطَهَا إِذا عَرَّفَهَا سَنَةً حلَّ لَهُ الِانْتِفَاعُ بِهَا، وجَعَلَ لُقَطَةَ حَرمِ اللَّهِ مَحْظُورًا عَلَى مُلْتَقِطِها الانتفاعُ بِهَا وإِن طَالَ تَعْرِيفُهُ لَهَا، وحَكَمَ أَنه لَا يَحِلُّ لأَحد الْتِقَاطُهَا إِلا بنيَّة تَعْرِيفِهَا مَا عاشَ، فأَما أَن يأْخذها مِنْ مَكَانِهَا وَهُوَ يَنْوِي تَعْرِيفَهَا سَنَةً ثُمَّ يَنْتَفِعُ بِهَا كَمَا يَنْتَفِعُ بِلُقَطَةِ سَائِرِ الأَرض فَلَا؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مَعْنَى مَا فَسَّرَهُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وأَبو عُبَيْدٍ وَهُوَ الأَثر. غَيْرُهُ: ونَشَدْتُ فُلَانًا أَنْشُدُه نَشْداً إِذا قُلْتَ لَهُ نَشَدْتُك اللَّهَ أَي سأَلتك بِاللَّهِ كأَنك ذكَّرْتَه إِياه فَنَشَدَ أَي تَذَكَّرَ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: رَبِّي كَرِيمٌ لَا يُكَدِّرُ نِعْمَةً، ... وإِذا تُنُوشِدَ فِي المَهارِقِ أَنْشَدَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ إِذا سُئِلَ بكَتْبِ الجَوائِز أَعْطى. وَقَوْلُهُ تُنُوشِدَ هُوَ فِي مَوْضِعِ نُشِدَ أَي سُئِلَ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: يُقَالُ نَشُدَ يَنْشُدُ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا قَالَ نَشَدْتُكَ باللهِ والرَّحِم. وَتَقُولُ: ناشَدْتُكَ اللَّهَ. وَفِي الْمُحْكَمِ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ نَشْدَةً ونِشْدَةً ونِشْداناً اسْتَحْلَفْتُكَ بِاللَّهِ، وأَنشدُك بِاللَّهِ إِلا فَعَلْتَ: أَستَحْلِفُكَ بِاللَّهِ. ونَشْدَكَ اللَّهَ أَي أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ؛ وَقَدْ ناشَدَه مُناشَدةً ونِشاداً. وَفِي الْحَدِيثِ: نَشَدْتك اللَّهَ والرَّحِم أَي سأَلتُكَ بِاللَّهِ والرَّحِمِ. يُقَالُ: نَشَدْتُكَ اللَّهَ وأَنْشُدُك اللَّهَ وَبِاللَّهِ وناشَدتُك اللَّهَ وَبِاللَّهِ أَي سأَلتُك وأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ. ونَشَدْتُه نِشْدَةً ونِشْداناً ومُناشَدَةً، وتَعْدِيَتُه إِلى مَفْعُولَيْنِ إِما لأَنه بِمَنْزِلَةِ دَعَوْتَ، حَيْثُ قَالُوا نَشَدْتُكَ اللَّهَ وَبِاللَّهِ، كَمَا قَالُوا دَعَوْتُه زَيْدًا وَبِزَيْدٍ إِلا أَنهم ضمَّنوه مَعْنَى ذكَّرْت. قَالَ: فأَما أَنشدتك بِاللَّهِ فخطأٌ: وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْلَة: فَنَشَدْتُ عَلَيْهِ «2» فسأَلتُه الصُّحْبَة أَي طَلَبْتُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: أَنَّ الأَعضاء كلَّها تُكَفِّرُ اللسانَ تَقُولُ: نِشْدَكَ اللَّهَ فِينَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النِّشْدَةُ مَصْدَرٌ وأَما نِشْدَك فَقِيلَ إِنه حَذَفَ مِنْهَا التَّاءَ وأَقامها مُقامَ الفِعْل، وَقِيلَ: هُوَ بِنَاءٌ مُرْتَجَلٌ كقِعْدَك اللَّهَ وعَمْرَكَ اللَّهَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَوْلُهُمْ عَمْرَكَ الله

_ (2). قوله [فنشدت عليه إلخ] كذا بالأصل والذي في نسخة من النهاية يوثق بها فنشدت عنه أي سألت عنه

وقِعدَك اللَّهَ بِمَنْزِلَةِ نِشْدَك اللَّهَ، وإِن لَمْ يُتَكلم بِنِشْدَك، وَلَكِنْ زَعَمَ الْخَلِيلُ أَن هَذَا تَمْثِيلٌ تُمُثِّل بِهِ «1» قَالَ: وَلَعَلَّ الرَّاوِيَ قَدْ حَرَّفَ الرِّوَايَةَ عَنْ نَنْشُدُكَ اللَّهَ، أَو أَراد سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلُ قِلَّةَ مَجِيئِهِ فِي الْكَلَامِ لَا عَدَمَهُ، أَو لَمْ يبلغْهما مَجِيئُه فِي الْحَدِيثِ فحُذِفَ الفِعْلُ الَّذِي هُوَ أَنشدك اللَّهَ وَوُضِعَ المصْدَرُ مَوْضِعَهُ مُضَافًا إِلى الْكَافِ الَّذِي كَانَ مَفْعُولًا أَول. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: فأَنْشَدَ لَهُ رِجالٌ أَي أَجابوه. يُقَالُ: نَشَدْتُه فأَنْشَدَني وأَنْشَدَ لِي أَي سأَلْتُه فأَجابني، وَهَذِهِ الأَلِف تُسَمَّى أَلِفَ الإِزالة. يُقَالُ: قَسَطَ الرَّجُلُ إِذا جارَ، وأَقْسَطَ إِذا عَدَلَ، كأَنه أَزال جَوْرَه وأَزال نَشِيدَه، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الأَحاديث عَلَى اخْتِلَافِ تصرُّفها؛ وناشَدَه الأَمرَ وناشَدَه فِيهِ. وَفِي الْخَبَرِ: أَن أُمّ قَيْسِ بْنِ ذَرِيحٍ أَبْغَضَتْ لُبْنَى فناشَدَتْه فِي طَلاقِها ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ عَدَّتْ بِفِي لأَنَّ فِي ناشَدَتْ مَعْنى طَلَبَتْ ورَغِبَتْ وتَكَلَّمَتْ؛ وأَنشد الشِّعْرَ. وَتَنَاشَدُوا: أَنشد بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والنَّشِيدُ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل. والنشيدُ: الشِّعْرُ الْمُتَنَاشَدُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَنْشُدُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ قَالَ الأُقيشر الأَسدي: ومُسَوّف نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُه، ... قَبْلَ الصَّباح، وقَبْلَ كلِّ نِداءِ قَالَ: الْمُسَوِّفُ الْجَائِعُ يَنْظُرُ يَمْنَةً ويَسْرَةً. نَشَدَه: طَلَبَهُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: أَنْشُدُ الناسَ وَلَا أُنْشِدُهم، ... إِنَّما يَنْشُدُ مَنْ كانَ أَضَلْ قَالَ: لَا أُنْشِدُهم أَي لَا أَدُلُّ عَلَيْهِمْ. ويَنْشُدُ: يَطْلُبُ. والنَّشِيدُ مِنَ الأَشعار: مَا يُتناشَدُ. وأَنْشَدَ بِهِمْ. هَجَاهُمْ. وَفِي الْخَبَرِ أَن السَّليطِيِّينَ قَالُوا لِغَسَّانَ: هَذَا جَرِيرٌ يُنْشِدُ بِنَا أَي يَهْجُونا؛ واسْتَنْشَدْتُ فُلَانًا شِعْرَهُ فأَنشدنيه. ومُنْشِدٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذا مَا انْجَلَتْ عنهُ غَدَاةً ضَبابةٌ، ... غَدا وَهُوَ فِي بَلْدٍ خَرانِقِ مُنْشِدِ نضد: نَضَدْتُ المَتاعَ أَنْضِدُه، بِالْكَسْرِ، نَضْداً ونَضَّدْتُه: جَعَلْتُ بعضَه عَلَى بَعْضٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَمَمْتُ بَعْضَه إِلى بَعْضٍ. والتَّنْضِيدُ: مِثْلُهُ شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ فِي وَضْعِهِ مُتراصِفاً. والنَّضَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا نُضِّدَ مِنْ مَتاعِ الْبَيْتِ، وَفِي الصِّحَاحِ: متاعُ البيتِ المَنْضُودُ بعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ، وَقِيلَ: عامَّتُه، وَقِيلَ: هُوَ خِيارُه وحُرُّه، والأَوَّل أَولى. والنَّضَدُ: مَا نُضِّدَ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَنْضادٌ؛ قَالَ النَّابِغَةِ: خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُه، ... ورفَّعَتْه إِلى السَّجْفَيْنِ فالنَّضَدِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ الْوَحْيَ، وَقِيلَ جِبْرِيلُ، احْتَبَسَ أَياماً فَلَمَّا نَزَلَ استبطأَه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكر أَنَّ احتباسَه كَانَ لِكَلْبٍ كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ ؛ والنَّضَدُ: السريرُ يُنَضَّدُ عَلَيْهِ المتاعُ والثيابُ. قَالَ اللَّيْثُ: النَّضَدُ السريرُ فِي بَيْتِ النَّابِغَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ غَلَطٌ إِنما النَّضَدُ مَا فَسَّرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ، وَهُوَ بِمَعْنَى المَنْضُود. والنَّضَدُ: السَّحابُ الْمُتَرَاكِمُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلا تَسْأَل الأَطْلالَ بالجَرَعِ العُفْرِ؟ ... سَقاهُنَّ رَبِّي صَوْبَ ذِي نَضَدٍ صُمْرِ

_ (1). قوله [تمثل به] في نسخة النهاية التي بأيدينا يمثل به

وَالْجَمْعُ أَنضادٌ. ونَضَدَ الشيءَ: جَعَلَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ مُتَّسِقاً أَو بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، والنَّضَدُ الِاسْمُ، وَهُوَ مِنْ حُرِّ المتاعِ يُنَضَّدُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ يُسَمَّى نَضَداً. وأَنضادُ الجِبالِ: جَنادِلُ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ؛ وَكَذَلِكَ أَنضادُ السَّحَابِ: مَا تراكبَ مِنْهُ؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ يَصِفُ جَيْشًا: إِذا تَدانَى لَمْ يُفَرَّجْ أَجَمُهْ، ... يُرْجِفُ أَنْضادَ الجِبالِ هَزَمُه فإِنّ أَنضادَ الجِبالِ مَا تراصَفَ مِن حِجارتها بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. وطَلْعٌ نَضِيدٌ: قَدْ رَكِبَ بعضُه بَعْضًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ ؛ أَي مَنْضُودٌ؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: طَلْعٌ نَضِيدٌ يَعْنِي الكُفُرّى مَا دَامَ فِي أَكمامه فَهُوَ نَضِيدٌ، وَقِيلَ: النَّضِيدُ شِبْهُ مِشْجَبٍ نُضِّدَتْ عَلَيْهِ الثيابُ، وَمَعْنَى مَنْضُودٍ بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ، فإِذا خَرَجَ مِنْ أَكمامِه فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ فِي قَوْلِهِ: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ، هُوَ الَّذِي نُضِّدَ بِالْحَمْلِ مِنْ أَوله إِلى آخِرِهِ أَو بِالْوَرَقِ لَيْسَ دُونَهُ سُوق بَارِزَةٌ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: إِن الْكَلْبَ كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ أَي كَانَ تَحْتَ مِشْجَبٍ نُضِّدَتْ عَلَيْهِ الثيابُ والآثاثُ، وَسُمِّيَ السَّرِيرُ نَضَداً لأَن النَّضَدَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: لَتَتَّخِذُنَّ نَضائِدَ الدِّيباجِ وسُتورَ الحَريرِ ولَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ الأَذَرِيّ «1» كَمَا يَأْلَمُ أَحدُكُمُ النَّوْمَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: قَوْلُهُ نَضائِدَ الدِّيباجِ أَي الوَسائدَ، وَاحِدُهَا نَضِيدةٌ وَهِيَ الوسادةُ وَمَا حُشِي مِنَ الْمَتَاعِ؛ وأَنشد: وقَرَّبَتْ خُدّامُها الوَسائِدا، ... حَتَّى إِذا مَا عَلَّوُا النَّضائِدا قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِجَمَاعَةٍ ذَلِكَ النضَدُ؛ وأَنشد: ورَفَّعَتْه إِلى السَّجْفَيْنِ فالنَّضَدِ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ: شجرُ الْجَنَّةِ نَضِيدٌ مِنْ أَصلها إِلى فَرْعِهَا أَي لَيْسَ لَهَا سُوق بارِزَةٌ وَلَكِنَّهَا مَنْضُودةٌ بِالْوَرَقِ والثمارِ مِنْ أَسفلها إِلى أَعلاها، وَهُوَ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وأَنضادُ الْقَوْمِ: جماعتُهم وعددُهم. والنضَدُ: الأَعْمام والأَخوال الْمُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّرَفِ، وَالْجَمْعُ أَنضادٌ؛ قَالَ الأَعشى: وقَوْمُك إِنْ يَضْمَنُوا جَارَةً، ... يَكُونوا بِمَوضِعِ أَنْضادِها أَراد أَنهم كَانُوا بِمَوْضِعِ ذَوِي شَرَفِهَا وأَحسابها؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: لَا تُوعِدَنِّي حَيَّةٌ بالنَّكْزِ، ... أَنا ابنُ أَنْضادٍ إِليها أَرْزي ونَضَدْتُ اللَّبِنَ عَلَى الْمَيِّتِ. والنضَدُ: الشَّرِيفُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْجَمْعُ أَنْضادٌ. ونَضادِ: جبَلٌ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّة: كأَنّ المَطايا تَتَّقِي، مِنْ زُبانةٍ، ... مَناكِبَ رُكْنٍ مِنْ نَضادٍ مُلَمْلَمِ «2». نفد: نَفِدَ الشيءُ نَفَداً ونَفاداً: فَنِيَ وذهَب. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَا انقَطَعَتْ وَلَا فَنِيَتْ. وَيُرْوَى أَن الْمُشْرِكِينَ قَالُوا فِي الْقُرْآنِ: هَذَا كلامٌ سَيَنْفَدُ وَيَنْقَطِعُ، فأَعلم اللَّهُ تَعَالَى أَنّ كَلَامَهُ وحِكْمَتَه لَا تَنْفَدُ؛ وأَنْفَدَه هُوَ واسْتَنْفَدَه. وأَنْفَدَ القومُ إِذا نَفِدَ زادُهم أَو نَفِدَتْ أَموالُهم؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: أَغَرّ كَمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ النَّدَى، ... ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إِذا هو أَنْفَدَا

_ (1). قوله [الأَذري] كذا بالأَصل وفي شرح القاموس الأَذربي (2). قوله [مناكب] في ياقوت مناكد

واسْتَنْفَدَ القومُ مَا عِنْدَهُمْ وأَنْفَدُوه. واسْتَنْفَدَ وُسْعَه أَي اسْتَفْرَغَه. وأَنْفَدَتِ الرَّكِيَّةُ: ذَهَبَ مَاؤُهَا. والمُنافِدُ: الَّذِي يُحاجُّ صاحبَه حَتَّى يَقْطَع حُجَّتَه وتَنْفَدَ. ونافَدْتُ الخَصْمَ مُنافَدةً إِذا حاجَجْتَه حَتَّى تَقْطَعَ حُجَّتَه. وخَصْم مُنافِدٌ: يَسْتَفْرِغُ جُهْدَه فِي الْخُصُومَةِ؛ قَالَ بَعْضُ الدَّبِيرِيِّينَ: وَهُوَ إِذا مَا قِيلَ: هَلْ مِنْ وافِدِ؟ ... أَو رجُلٍ عَنْ حقِّكُم مُنافِدِ؟ يكونُ للغائِبِ مِثْلَ الشاهِدِ وَرَجُلٌ مُنافِدٌ: جَيِّدُ الِاسْتِفْرَاغِ لِحُجَجِ خَصْمِه حَتَّى يُنْفِدَها فَيَغْلِبَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك ، قَالَ: وَيُرْوَى بِالْقَافِ، وَقِيلَ: نَافَذُوكَ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك ؛ نافَدْتُ الرجلَ إِذا حاكَمْتَه أَي إِن قلتَ لَهُمْ قَالُوا لَكَ؛ قَالَ: وَيُرْوَى بِالْقَافِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي فُلَانٍ مُنْتَفَدٌ عَنْ غَيْرِهِ: كَقَوْلِكَ مَنْدُوحَةٌ؛ قَالَ الأَخطل: لقدْ نَزَلْت بِعبْدِ اللهِ مَنْزِلةً، ... فِيهَا عَنِ العَقْب مَنْجاةٌ ومُنْتَفَدُ وَيُقَالُ: إِنَّ فِي مَالِهِ لَمُنْتَفَداً أَي لَسَعَةً. وانتَفَدَ مِنْ عَدْوِه: استوْفاهُ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ يَصِفُ فَرَسًا: فأَلْجَمَها فأَرْسَلَها عَلَيْهِ، ... وولَّى، وَهُوَ مُنْتَفِدٌ بَعِيدُ وَقَعَدَ مُنْتَفِداً أَي مُتَنَحِّياً؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنكم مَجْمُوعُونَ فِي صَعيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُدُكُم البَصَرُ. يُقَالُ: نَفَدَني بَصَرُه إِذا بَلَغَني وجاوَزَني. وأَنفَدْتُ القومَ إِذا خَرَقْتَهم ومَشَيْتَ فِي وَسَطِهم، فإِن جُزْتَهم حَتَّى تُخَلِّفَهم قُلْتَ: نَفَدْتُهم، بِلَا أَلف؛ وَقِيلَ: يُقَالُ فِيهَا بالأَلف، قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ يَنْفُدُهم بصرُ الرحمنِ حَتَّى يأْتِيَ عَلَيْهِمْ كلِّهم، وَقِيلَ: أَراد يَنْفُدُهم بَصَرُ النَّاظِرِ لِاسْتِوَاءِ الصعيدِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وإِنما هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ أَي يَبْلُغُ أَوَّلَهم وآخِرَهم حَتَّى يَرَاهُمْ كلَّهم ويَسْتَوْعِبَهم، مِنْ نَفَدَ الشيءُ وأَنفَدْتُه؛ وحملُ الْحَدِيثِ عَلَى بَصَرِ المُبْصِر أَولى مِنْ حَمْلِهِ عَلَى بَصَرِ الرَّحْمَنِ، لأَن اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يَجْمَعُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَرضٍ يَشْهَدُ جميعُ الْخَلَائِقِ فِيهَا مُحاسَبةَ العبدِ الواحدِ عَلَى انْفِرَادِهِ، ويَرَوْنَ ما يَصِيرُ إِليه. نقد: النقْدُ: خلافُ النَّسيئة. والنقْدُ والتَّنْقادُ: تمييزُ الدراهِم وإِخراجُ الزَّيْفِ مِنْهَا؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: تَنْفِي يَداها الحَصَى، فِي كلِّ هاجِرةٍ، ... نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ وَرِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ: نَفْيَ الدراهِيمِ، وَهُوَ جَمْعُ دِرْهم عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ أَو دِرْهام عَلَى الْقِيَاسِ فِيمَنْ قَالَهُ. وَقَدْ نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه إِياها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. اللَّيْثُ: النقْدُ تَمْيِيزُ الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً، وأَخْذُها الانتقادُ، والنقْدُ مَصْدَرُ نَقَدْتُه دراهِمَه. ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ لَهُ الدَّرَاهِمَ أَي أَعطيته فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. ونقَدْتُ الدَّرَاهِمَ وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ مِنْهَا الزَّيْفَ. وَفِي حَدِيثِ جابِرٍ وجَمَلِه، قَالَ: فَنَقَدَني ثمنَه أَي أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلًا. والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ. وناقدْتُ فُلَانًا إِذا نَاقَشَتْهُ فِي الأَمر. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هَذِهِ مِائَةٌ نَقْدٌ، الناسُ عَلَى إِرادة حَذْفِ اللَّامِ وَالصِّفَةِ فِي ذَلِكَ أَكثرُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا فَسَّرَهُ فَقَالَ: لَتُنْتَجَنَّ نَاقَةً فَتُقْتَنَى أَو ذكَراً فَيُبَاعُ لأَنهم قَلَّمَا يُمْسِكُونَ الذُّكُورَ. ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كَمَا تُنْقَر الْجَوْزَةُ. والمِنْقَدَةُ: حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عَلَيْهَا الجَوْزُ. والنقْدةُ: ضربةُ الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضَرَبَ. ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضَرَبَهَا؛ قَالَ خَلْفٌ: وأَرْنَبَةٌ لَكَ مُحْمَرَّة، ... يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة أَي يشقُّها عَنْ دَمها. ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه، والمِنْقادُ مِنْقارُه. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: كَانَ فِي سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها، فَقَالَ: إِني صَائِمٌ، فَلَمَّا فَرَغُوا جَعَلَ يَنْقُدُ شَيْئًا مِنْ طَعَامِهِمْ أَي يأْكل شَيْئًا يَسِيرًا؛ وَهُوَ مِنْ نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي أَنقُدُه وَاحِدًا وَاحِدًا نَقْدَ الدراهِمِ. ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده إِذا كَانَ يلْقُطُه وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهُوَ مِثْلُ النَّقْر، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: وَقَدْ أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدُّنْيَا «3». ونقَدَ بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ، ونقَد الرجلُ الشيءَ بِنَظَرِهِ يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه: اختلَسَ النَّظَرَ نَحْوَهُ. وَمَا زَالَ فُلَانٌ يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشَّيْءِ إِذا لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ إِليه. والإِنسانُ يَنْقُدُ الشيءَ بِعَيْنِهِ، وَهُوَ مخالَسةُ النَّظَرِ لِئَلَّا يُفْطَنَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ أَنه قَالَ: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ تَرَكُوكَ ؛ مَعْنَى نَقَدْتَهُمْ أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قَابَلُوكَ بِمِثْلِهِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ نقَدْتُ رأْسه بإِصبعي أَي ضَرَبْتُهُ ونقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضَرَبْتُهَا، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ونقَدَتْه الحيَّةُ: لدغَتْه. والنَّقَدُ: تَقَشُّرٌ فِي الحافِرِ وتَأَكُّلٌ فِي الأَسنان، تَقُولُ مِنْهُ: نَقِدَ الْحَافِرُ، بِالْكَسْرِ، ونَقِدَتْ أَسنانُه ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ نَقَداً، فَهُوَ نَقِدٌ: ائتُكِلَ وتَكَسَّر. الأَزهري: والنقَدُ أَكل الضِّرْس، وَيَكُونُ فِي القَرْن أَيضاً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: عاضَها اللَّهُ غُلاماً، بَعْدَ ما ... شابتِ الأَصْداغُ والضِّرْسُ نَقَد وَيُرْوَى بِالْكَسْرِ أَيضاً؛ وَقَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها، ... يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ أَي أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ، وقَرْناً مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَيُرْوَى قَرْنٌ أَي يأْلَم قَرْنٌ مِنْهُ. ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ: أَكلتْه فتَرَكَتْه أَجْوَفَ. والنَّقَدةُ: الصَّغِيرَةُ مِنَ الغَنَم، الذكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَالْجَمْعُ نَقَدٌ ونِقادٌ ونِقادةٌ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ بِهِ، ... عَلَى نِقادَتهِ وافٍ ومَجْلُومُ والنَّقَدُ: السُّفَّلُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: النقَدُ، بِالتَّحْرِيكِ، جِنْس مِنَ الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تَكُونُ بالبَحْرَيْنِ؛ يُقَالُ: هُوَ أَذَلُّ مِنَ النقَد؛ وأَنشد: رُبَّ عَديمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ، ... ورُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ وَقِيلَ: النقَد غَنَمٌ صِغارٌ حِجازِيّة، والنقَّادُ: راعِيها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنّ مُكاتِباً لِبَني أَسَدٍ

_ (3). قوله [تهذرون الدنيا] قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَرُوِيَ تهذرون يعني بضم الذال، قال: وَهُوَ أَشبه بِالصَّوَابِ يَعْنِي تتوسعون في الدنيا

قَالَ: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلبُه إِلى المدينة ؛ النقَد: صِغَارُ الْغَنَمِ، وَاحِدَتُهَا نقَدة وَجَمْعُهَا نِقاد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ: وَعَادَ النِّقادُ مُجْرَنْثِماً ؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ الأَسد: كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه، ... يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جَعَلَ عَلَيْهِ خَمْلَه أَي أَنه وَرْدٌ ونصَب كَهْباء بِيَعْلُو؛ وَقَالَ الأَصمعي: أَجْوَدُ الصُّوفِ صوفُ النقَد. والنِّقْدُ: البَطِيءُ الشّبابِ القَلِيلُ الجْسمِ، وَرُبَّمَا قِيلَ للقَمِيءِ مِنَ الصِّبْيَانِ الَّذِي لَا يَكَادُ يَشِبُّ نَقَدٌ. وأَنْقَدَ الشجرُ: أَوْرَقَ. والأَنْقَدُ والأَنْقَذُ. بِالدَّالِ وَالذَّالِ: القُنْفُذُ والسُّلَحْفاءُ؛ قَالَ: فباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً، ... ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ كَمَا قِيلَ للأَسد أُسامة. وَمِنْ أَمثالهم: باتَ فُلان بِلَيْلَةِ أَنقَدَ إِذا بَاتَ ساهِراً، وَذَلِكَ أَن القُنْفُذ يَسْرِي ليلَه أَجمع لَا ينامُ الليلَ كُلّه. وَيُقَالُ: أَسْرى مِنْ أَنْقَدَ. اللَّيْثُ: الإِنْقدانُ السُّلَحْفاةُ الذكَر. والنُّقْدُ والنُّعْضُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ نُقدةٌ ونُعْضةٌ. والنُّقُدُ والنَّقَدُ: ضَرْبَانِ مِنَ الشَّجَرِ، وَاحِدَتُهُ نُقدةٌ، بِالضَّمِّ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ نَقَدةٌ فَيُحَرِّكُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّقْدةُ فِيمَا ذَكَرَ أَبو عَمْرٍو مِنَ الْخُوصَةِ، ونَوْرُها يُشْبِهُ البَهْرَمانَ، وَهُوَ العُصْفُر؛ وأَنشد لِلْخُضْرِيِّ فِي وَصْفِ الْقَطَاةِ وفَرْخَيْها: يَمُدّانِ أَشْداقاً إِليها، كأَنما ... تَفَرَّق عَنْ نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ اللِّحْيَانِيُّ: نُقْدةٌ ونُقْدٌ، وَهِيَ شَجَرَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ نقَدةٌ ونَقَدٌ؛ قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا سَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ نَقَدٌ، مُحَرَّكُ الْقَافِ، وَلَهُ نَور أَصفر يَنْبُتُ فِي الْقِيعَانِ. والنُّقْدُ: ثَمَرُ نَبْتٍ يُشْبِهُ الْبَهْرَمَانَ. والنِّقْدةُ: الكَرَوْيا. ابْنِ الأَعرابي: التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ. والنِّقْدةُ، بِالنُّونِ: الكَرَوْيا. ونَقْدةُ: مَوْضِعٌ «1»؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتاً وأَهْلُكِ حِيرةً، ... مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدةً فالمَغاسِلا ونُقْدَةُ، بِالضَّمِّ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وَيُقَالُ: النُّقْدةُ بالتعريف. نكد: النَّكَدُ: الشؤْمُ واللؤْمُ، نَكِدَ نَكَداً، فَهُوَ نَكِدٌ ونَكَدٌ ونَكْدٌ وأَنَكَدُ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَرَّ عَلَى صَاحِبِهِ شَرّاً، فَهُوَ نَكَدٌ، وَصَاحِبُهُ أَنكَدُ نَكِدٌ. ونَكِدَ عيشُهم، بِالْكَسْرِ، يَنْكَدُ نَكَداً: اشْتَدَّ. ونَكِدَ الرجلُ نَكَداً: قَلَّلَ العَطاء أَو لَمْ يُعْط البَتَّة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: نَكِدْتَ، أَبا زُبَيْبةَ، إِذْ سأَلْنا ... وَلَمْ يَنْكَدْ بِحاجَتِنا ضَبابُ عَدَّاهُ بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى بَخِلَ حَتَّى كأَنه قَالَ بَخِلْتَ بِحَاجَتِنَا. وأَرَضُونَ نِكادٌ: قَلِيلَةُ الْخَيْرِ. والنُّكْدُ والنَّكْد: قِلْةُ العَطاء وأَن لَا يَهْنَأَه مَن يُعْطاه؛ وأَنشد: وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَه طَيِّباً، ... لَا خَيْرَ فِي المَنْكودِ والنَّاكدِ وَفِي الدُّعَاءِ: نَكْداً لَهُ وجَحْداً ونُكْداً وجُحْداً.

_ (1). قوله [ونقدة موضع] وقوله وَنُقْدَةُ، بِالضَّمِّ، اسْمُ مَوْضِعٍ ظاهره أنهما موضعان والذي في معجم ياقوت نقدة، بالفتح ثم السكون ودال مهملة وقد تضم النون، عن الدريدي اسم مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ بَنِي عامر وقرأت بخط ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد

وسأَله فأَنكَدَهُ أَي وَجَدَهُ عَسِراً مُقَلِّلًا، وَقِيلَ: لَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ إِلَّا نَزْراً قَلِيلًا. ونكَدَه مَا سأَله يَنْكُدُه نَكْداً: لم يعظه مِنْهُ إِلا أَقَلَّه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مِنَ البِيضِ تُرْغِينا سُقاطَ حَديثِها، ... وتَنْكُدُنا لَهْوَ الحديثِ المُمَنَّعِ تُرْغِينا: تُعْطِينا مِنْهُ مَا لَيْسَ بِصَرِيحٍ. ونكَدَه حاجتَه: منَعَه إِياها. والنُّكْدُ مِنَ الإِبل: النّوقُ الغَزيراتُ مِنَ اللَّبَنِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا يَبْقَى لَهَا وَلَدٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتِ: ووَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتاةِ ضَجِيعُها، ... وَلَمْ يَكُ فِي النُّكْدِ المَقالِيتِ مَشْخَبُ وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، وَلَمْ يَكُنْ ... لِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرينَ مُعْقِبُ وَيُرْوَى: وَلَمْ يَكُ فِي المُكْد، وَهُمَا بِمَعْنًى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: النُّكْدُ النوقُ الَّتِي مَاتَتْ أَولادُها فَغَزُرَتْ؛ وَقَالَ: وَلَمْ تَبضِضِ النُّكْدُ للحاشِرِين، ... وأَنْفَدَتِ النَّمْلُ ملتَنْقُلُ وأَنشد غَيْرُهُ: وَلَمَ أَرْأَم الضَّيْمَ اخْتِتاءً وذِلَّةً، ... كَمَا شَمَّتِ النَّكْداءُ بَوًّا مُجَلَّدا النَّكْداءُ: تأْنيث أَنكَدَ ونَكِدٍ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي مَاتَ وَلَدُهَا: نَكْداءُ وإِياها عَنَى الشَّاعِرُ. وناقةٌ نَكْداءُ: مِقْلاتٌ لَا يعيشُ لَهَا وَلَدٌ فَتَكْثُرُ أَلبانها لأَنها لَا تُرْضِعُ. وَفِي حَدِيثِ هَوَازِنَ: وَلَا دَرُّهَا بماكِدٍ وَلَا ناكِدٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: إِن كَانَ الْمَحْفُوظُ نَاكِدٍ فإِنه أَراد الْقَلِيلَ لأَن الناكِدَ النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ اللَّبَنِ، فَقَالَ: مَا درُّها بِغَزِيرٍ. والناكِدُ أَيضاً: الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: قامَتْ تُجاوِبُها نُكْدٌ مَثاكِيلُ النُّكْد: جَمْعُ نَاكِدٍ، وَهِيَ الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ؛ قرأَ أَهل الْمَدِينَةِ نَكَداً، بِفَتْحِ الْكَافِ، وقرأَت الْعَامَّةُ نَكِداً؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَفِيهِ وَجْهَانِ آخَرَانِ لَمْ يُقرأْ بِهِمَا: إِلَّا نَكْدا ونُكْداً، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَخْرُجُ إِلا فِي نَكَدٍ وشِدّةٍ. وَيُقَالُ: عَطَاءٌ مَنْكُود أَي نَزِر قَلِيلٌ. وَيُقَالُ: نُكِدَ الرجلُ، فَهُوَ مَنْكُود، إِذا كَثُرَ سؤَاله وقَلَّ خَيْرُه. وَرَجُلٌ نَكِدٌ أَي عَسِرٌ؛ وقومٌ أَنْكادٌ ومَناكِيدُ. وناكَده فلانٌ وَهُمَا يتَناكدان إِذا تَعاسَرا. وَنَاقَةٌ نَكْداءُ: قَلِيلَةُ اللَّبن. وَرَجُلٌ مَنْكُود ومَعْروُك ومَشْفُوه ومَعْجُوزٌ: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي المسأَلة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجاءَه مُنْكِداً أَي غَيْرَ مَحْمُودِ المَجيء، وَقَالَ مَرَّةً: أَي فَارِغًا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ مُنْكِزاً من نَكِزَتِ [نَكَزَتِ] البئرُ إِذا قَلَّ ماؤُها، وَهُوَ أَحسن وإِن لَمْ يُسْمَعْ أَنْكَزَ الرجلُ إِذا نَكَزَتْ مِيَاهُ آبَارِهِ. وَمَاءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيلٌ. ونَكِدَتِ الرَّكِيَّةُ: قلَّ ماؤُها. والأَنْكَدان: مازنُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرو بْنِ تَميم، ويَرْبُوعُ بْنُ حَنْظَلَةَ؛ قَالَ بُجَيْر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْقُشَيْرِيُّ: الأَنْكَدانِ: مازِنٌ ويَرْبُوعْ، ... هَا إِنَّ ذَا اليَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعْ وَكَانَ بُجَيْرٌ هَذَا قَدِ الْتَقَى هُوَ وقَعْنَب بْنُ الحرث اليَرْبُوعي فَقَالَ بُجَيْرٌ: يَا قَعْنَبُ، مَا فَعَلَتِ البيضاءُ فَرسُكَ؟ قَالَ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ: فَكَيْفَ شُكْرُك

لَهَا؟ قَالَ: وَمَا عَسَيْتُ أَن أَشكرها قَالَ: وَكَيْفَ لَا تَشْكُرُهَا وَقَدْ نَجَّتك مِنِّي؟ قَالَ قَعْنَبٌ: وَمَتَى ذَلِكَ؟ قَالَ: حَيْثُ أَقول. تَمَطَّتْ بِهِ البَيْضاءُ بَعْدَ اخْتِلاسِه ... عَلَى دَهَشٍ، وخِلْتُني لَمْ أُكَذَّبِ فأَنكر قَعْنَب ذَلِكَ وَتَلَاعَنَا وَتَدَاعَيَا أَن يَقْتُلَ الصادِقُ مِنْهُمَا الكاذِب، ثُمَّ إِن بُجَيْرًا أَغار عَلَى بَنِي العَنْبر فَغَنِمَ وَمَضَى وَاتَّبَعَتْهُ قَبَائِلُ مِنْ تَمِيمٍ وَلَحِقَ بِهِ بَنُو مَازِنٍ وَبَنُو يَرْبُوعٍ، فَلَمَّا نظر إِليهن قَالَ هَذَا الرَّجَزَ، ثُمَّ إِنهم احْتَرَبوا قَلِيلًا فَحَمَلَ قَعْنَبُ بْنُ عِصْمة بْنِ عَاصِمٍ الْيَرْبُوعِيُّ عَلَى بُجَيْرٍ فَطَعَنَهُ فأَدَاره عَنْ فَرَسِهِ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ كَدّامُ بْنُ بَجِيلةَ الْمَازِنِيُّ فأَسره فَجَاءَهُ قَعْنَبٌ الْيَرْبُوعِيُّ لِيَقْتُلَهُ فَمَنَعَ مِنْهُ كَدّامٌ الْمَازِنِيُّ، فَقَالَ لَهُ قَعْنَبٌ: مازِ، رأْسَك والسَّيْفَ فَخَلَّى عَنْهُ كَدّام فَضَرَبَهُ قَعْنبٌ فأَطار رأْسَه؛ ومازِ: تَرْخِيمُ مَازِنٍ وَلَمْ يَكُنِ اسْمُهُ مَازِنًا وإِنما كَانَ اسْمُهُ كَدّاماً وإِنما سَمَّاهُ مَازِنًا لأَنه مِنْ بَنِي مَازِنٍ، وَقَدْ تَفْعَلُ الْعَرَبُ مِثْلَ هَذَا فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْمَثَلُ ذكرَه سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ مَا جَرَى عَلَى الأَمر وَالتَّحْذِيرِ فَذَكَرَهُ مَعَ قَوْلِهِمْ رأْسَك والجِداءَ، وَكَذَلِكَ تُقَدَّرُ فِي الْمَثَلِ أَبْقِ يَا مازِنُ رأْسَك وَالسَّيْفَ، فَحُذِفَ الْفِعْلُ لِدَلَالَةِ الحال عليه. نمرد: ابْنُ سِيدَهْ: نُمْرُود اسْمُ مَلِك مَعْرُوفٍ، وكأَنّ ثَعْلَبًا ذَهَبَ إِلى اشْتِقَاقِهِ مِنَ التَّمَرُّد فَهُوَ عَلَى هَذَا ثُلَاثِيٌّ. نهد: نَهَدَ الثدْيُ يَنْهُد، بِالضَّمِّ، نُهُوداً إِذا كَعَبَ وانتَبَرَ وأَشْرَفَ. ونهدتِ المرأَةُ تَنْهُدُ وتَنْهَدُ، وَهِيَ ناهِدٌ وناهِدةٌ، ونَهَّدَتْ، وَهِيَ مُنَهِّدٌ، كِلَاهُمَا: نَهَدَ ثَدْيُها. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا نَهَدَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ قِيلَ: هِيَ ناهِد؛ والثُّدِيُّ الفَوالِكُ دُونَ النَّواهِدِ. وَفِي حَدِيثِ هَوازِنَ: وَلَا ثَدْيُها بِنَاهِدٍ أَي مُرْتَفِعٍ. يُقَالُ: نَهَدَ الثديُ إِذا ارْتَفَعَ عَنِ الصَّدْرِ وَصَارَ لَهُ حَجْم. وَفَرَسٌ نَهْد: جَسِيمٌ مُشْرِفٌ. تَقُولُ مِنْهُ: نَهُدَ الْفَرَسُ، بِالضَّمِّ، نُهُودة؛ وَقِيلَ: كَثِيرُ اللَّحْمِ حسَن الْجِسْمِ مَعَ ارْتِفَاعٍ، وَكَذَلِكَ مَنْكِبٌ نَهْدٌ، وَقِيلَ: كُلُّ مُرْتَفِعٍ نَهْد؛ اللَّيْثُ: النَّهْدُ فِي نَعْتِ الْخَيْلِ الْجَسِيمُ الْمُشْرِفُ. يُقَالُ: فَرَسٌ نَهْدُ القَذالِ نَهْدُ القُصَيرَى؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَعرابي: يَا خَيرَ مَنْ يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ، ... وَهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ النهْدُ: الْفَرَسُ الضخْمُ القويُّ، والأُنثى نَهْدةٌ. وأَنهَدَ الحوضَ والإِناءَ: مَلأَه حَتَّى يَفِيضَ أَو قارَبَ مِلأَه، وَهُوَ حَوْضٌ نَهْدانُ. وإِناءٌ نَهْدانُ وقَصْعَةٌ نَهْدَى ونَهْدانةٌ: الَّذِي قَدْ عَلا وأَشرَف، وحَفَّان: قَدْ بَلَغَ حِفافَيْهِ. أَبو عُبَيْدٍ قَالَ: إِذا قارَبَتِ الدَّلْوُ المَلْءَ فَهُوَ نَهْدُها، يُقَالُ: نَهَدَتِ المَلْءَ، قَالَ: فإِذا كَانَتْ دُونَ مَلْئها قِيلَ: غَرَّضْتُ فِي الدَّلو؛ وأَنشد: لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فِيهَا، ... فإِنَّ دُونَ مَلْئها يَكْفِيها وَكَذَلِكَ عَرَّقْتُ. وَقَالَ: وضَخْتُ وأَوضَخْتُ إِذا جَعَلْتَ فِي أَسفَلِها مُوَيْهةً. الصِّحَاحُ: أَنْهَدْتُ الحوضَ ملأْتُه؛ وهو حَوْضٌ نَهْدانُ وقدم نَهْدانُ إِذا امتلأَ وَلَمْ يَفِضْ بَعْدُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ تَنْهَدُ الإِناءَ أَي تملؤُه. ونَهَدَ يَنْهَدُ نَهْدَاً، كِلَاهُمَا: شَخَصَ؛ ونَهَدَ وأَنْهَدْتُه أَنا. ونَهَدَ إِليه: قامَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمُناهَدَةُ فِي الْحَرْبِ: المُناهَضةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: المُناهَدةُ فِي الْحَرْبِ أَنْ يَنْهَدَ بَعْضٌ إِلى بَعْضٍ، وَهُوَ

فِي مَعْنَى نَهَضَ إِلا أَنّ النُّهُوضَ قيامٌ غَيْرُ قُعُود «2»، والنُّهُودُ نُهوضٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ. ونَهَدَ إِلى الْعَدُوِّ يَنْهَد، بِالْفَتْحِ: نَهَض. أَبو عُبَيْدٍ: نَهَد القومُ لِعَدُوِّهِمْ إِذا صَمَدوا لَهُ وَشَرَعُوا فِي قِتَالِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَنْهَدُ إِلى عَدُوّه حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ أَي يَنْهَضُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَنَهَد لَهُ النَّاسُ يسأَلونه أَي نَهَضُوا. والنّهْد: العَوْنُ. وطَرَحَ نَهْدَه مَعَ الْقَوْمِ: أَعانهم وَخَارَجَهُمْ. وَقَدْ تَناهَدوا أَي تَخارَجُوا، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؛ وَقِيلَ: النَّهْدُ إِخراج الْقَوْمِ نَفَقَاتِهِمْ عَلَى قَدْرِ عَدَدِ الرُّفقة. والتناهُدُ: إخراجُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الرُّفْقَةِ نَفَقَةً عَلَى قَدْرِ نَفَقَةِ صَاحِبِهِ. يُقَالُ: تَناهَدوا وناهَدوا وَنَاهَدَ بعضُهم بَعْضًا. والمُخْرَجُ يُقَالُ لَهُ: النِّهْدُ، بِالْكَسْرِ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَاتِ نِهدَكَ، مَكْسُورَةَ النُّونِ. قَالَ: وَحَكَى عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ: أَخْرِجوا نِهْدَكم فإِنه أَعظم لِلْبَرَكَةِ وأَحسن لأَخلاقِكم وأَطْيَبُ لِنُفُوسِكُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النِّهد، بِالْكَسْرِ، مَا يُخْرِجُه الرُّفْقَةُ عِنْدَ الْمُنَاهَدَةِ إِلى العدوِّ وَهُوَ أَن يُقَسِّمُوا نَفَقَتُهُمْ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ حَتَّى لَا يَتَغَابَنُوا وَلَا يَكُونُ لأَحدهم عَلَى الْآخَرِ فَضْلٌ وَمِنَّةٌ. وتَناهَدَ القومُ الشَّيْءَ: تَنَاوَلُوهُ بَيْنَهُمْ. والنَّهْداء مِنَ الرَّمْلِ، مَمْدُودٌ: وَهِيَ كالرَّابية المُتَلَبِّدة كَرِيمَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَلَا يُنْعَتُ الذَّكَرُ عَلَى أَنْهَد. والنهْداء: الرَّمْلَةُ الْمُشْرِفَةُ. والنَّهْدُ والنَّهِيدُ والنَّهِيدةُ كُلُّهُ: الزُّبْدةُ الْعَظِيمَةُ، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهَا إِذا كَانَتْ ضَخْمَةً نَهْدةً فإِذا كَانَتْ صَغِيرَةً فَهْدَةً؛ وَقِيلَ: النَّهِيدةُ أَن يُغْلى لُبابُ الهَبيد وَهُوَ حَبُّ الْحَنْظَلِ، فإِذا بَلَغ إِناه مِنَ النضْج وَالْكَثَافَةِ ذُرّ عَلَيْهِ قُمَيِّحة مِنْ دَقِيقٍ ثُمَّ أُكل؛ وَقِيلَ: النَّهِيدُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، الزُّبْدُ الَّذِي لَمْ يَتِمَّ رَوْب لبنِه ثُمَّ أُكل. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: النَّهيدة مِنَ الزبْد زُبْدُ اللَّبَنِ الَّذِي لَمْ يَرُبْ وَلَمْ يُدْرِكْ فيُمْخَضُ اللَّبَنُ فَتَكُونُ زُبْدَتُهُ قَلِيلَةً حُلوة. وَرَجُلٌ نَهْدٌ: كَرِيمٌ يَنْهَضُ إِلى مَعالي الأُمور. والمناهَدةُ: المُساهَمة بالأَصابع. وزبْد نَهِيد إِذا لَمْ يَكُنْ رَقِيقًا؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو عَمْرَو بْنَ لَجإٍ التَّيْمِيَّ: أَرَخْفٌ زُبْدُ أَيْسَرَ أَم نَهِيدُ وأَول الْقَصِيدَةِ: يَذُمُّ النازِلُون رفادَ تَيْمٍ، ... إِذا مَا الماءُ أَيْبَسَه الجَلِيدُ وكَعْثَبٌ نَهْدٌ إِذا كَانَ ناتِئاً مُرْتَفِعًا، وإِن كَانَ لَاصِقًا فَهُوَ هَيْدَبٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهداً كعْثَبا، ... أَذاكَ أَم أُعْطِيتَ هَيداً هَيْدَبا؟ وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ دَارِ النَّدْوة وإِبليس: فأَخذ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ شَابًّا نَهْداً أَي قَوِيّاً ضَخْماً. ونَهْدٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ قَبائل الْيَمَنِ. ونَهدانُ ونُهَيدٌ ومُناهِدٌ: أَسماء. نود: نادَ الرجلُ نُواداً: تَمايَلَ مِنَ النُّعَاسِ. التَّهْذِيبُ: نادَ الإِنسان يَنُودُ نَوْداً ونَوَداناً مِثْلُ ناسَ يَنُوس وَنَاعَ يَنوعُ. وَقَدْ تَنَوّد الغُصْن وتَنَوّع إِذا تَحرَّكَ؛ وَنَوَدانُ الْيَهُودِ فِي مَدَارِسِهِمْ مأْخوذ مِنْ هَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَكُونُوا مِثْلَ الْيَهُودِ إِذا نَشَروا التَّوراة نَادَوْا ؛ يُقَالُ: نَادَ يَنُودُ إِذا حَرَّك رأْسه وكَتِفَيْهِ. وَنَادِ مِنَ النُّعاس يَنُودُ نَوْداً إِذا تمايل.

_ (2). قوله [قيام غير قعود] كذا بالأَصل ولعلها عن قعود،

فصل الهاء

فصل الهاء هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وَقِيلَ: حَبُّهُ، وَاحِدَتُهُ هَبِيدة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الأَعراب: فَخَرَجْتُ لَا أَتلفع بِوَصِيدة وَلَا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هَبِيدُ الْحَنْظَلِ شَحْمه. واهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عَالَجَ الهَبيدَ. وهَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبيدَ. وهَبَدَ الهَبيدَ: طَبَخَهُ أَو جَنَاهُ. اللِّيْثُ: الهَبْد كسْر الهَبِيد وَهُوَ الْحَنْظَلُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: تَهَبَّدَ الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ مِنْ شَجَرِهِ؛ وَقَالَ: خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا، ... كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا كَانَ قائلُ هَذَا الشِّعْرِ صَيَّادًا أَخْفَق فَلَمْ يَصِدْ، فَقَالَ لامرأَته: عَالِجِي الهَبيدَ فَقَدْ أَخْفَقْنا. وتَهَبَّدَ الرجلُ والظَّليمُ واْهتَبَدا: أَخذاه مِنْ شَجَرَتِهِ أَو اسْتَخْرَجَاهُ للأَكل. الأَزهري: اهْتَبَدَ الظَّلِيمُ إِذا نَقَرَ الْحَنْظَلَ فأَكل هَبِيدَه؛ وَيُقَالُ لِلظَّلِيمِ: هُوَ يَتَهَبَّدُ إِذا اسْتَخْرَجَ ذَلِكَ ليأْكله. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وأُمّه: فَزَوَّدَتْنا مِنَ الْهَبِيدِ ؛ الهَبيد: الْحَنْظَلُ يُكْسَرُ ويستخرجُ حَبُّهُ ويُنْقَع لِتَذْهَبَ مَرارته ويُتّخذ مِنْهُ طَبِيخٌ يُؤْكَلُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حَبَّ الْحَنْظَلِ وَهُوَ يَابِسٌ وَتَجْعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ وتَصُبَّ عَلَيْهِ الماءَ وتَدْلُكه ثُمَّ تَصُبَّ عَنْهُ الماءَ، وَتَفْعَلُ ذَلِكَ أَياماً حَتَّى تَذْهَبَ مَرَارَتُهُ ثُمَّ يُدَقُّ وَيُطْبَخُ؛ غَيْرُهُ: والتَّهَبُّدُ اجْتِنَاءُ الْحَنْظَلِ وَنَقْعُهُ، وَقِيلَ: التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه؛ غَيْرُهُ: وهَبيدُ الْحَنْظَلِ حَبُّ حَدَجِه يُسْتَخْرَجُ ويُنْقَع ثُمَّ يُسخَّن الماءُ الَّذِي أُنْقِع فِيهِ حَتَّى تَذْهَبَ مَرَارَتُهُ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الوَدَك ويذرُّ عَلَيْهِ قُمَيِّحَةٌ مِنَ الدَّقِيقِ ويُتحسَّى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَبيد هُوَ أَن يُنقع الْحَنْظَلُ أَياماً ثُمَّ يُغْسَلَ وَيُطْرَحَ قِشْرُهُ الأَعلى فَيُطْبَخَ وَيُجْعَلَ فِيهِ دَقِيقٌ وَرُبَّمَا جُعِلَ مِنْهُ عَصِيدة. يُقَالُ مِنْهُ: رأَيت قَوْمًا يتَهَبَّدُون. وهَبُّود: جَبَلٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: شَرثانُ هذاكَ وَرَا هَبّودِ التَّهْذِيبُ: أَنشد أَبُو الْهَيْثَمِ: شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابيد شَرْبةً، ... وَكَانَ لَهَا الأَحْفى خَلِيطاً تُزايِلُهْ قَالَ عُكّاشُ الهَبابيد: مَاءٌ يُقَالُ لَهُ هَبُّودٌ فَجُمِعَ بِمَا حَوْلَهُ. وأَحْفى: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَهَبُّودٌ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِبِلَادِ بَنِي نُمَيْرٍ. وهَبُّودٌ: فَرَسُ عَلْقَمة بْنِ سُياج. الأَزهري: هَبُّود اسْمُ فَرَسٍ سَابِقٍ لِبَنِي قُرَيْعٍ؛ قَالَ: وفارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصيا هبرد: ثَريدةٌ هِبْردانةٌ: بادرة. تقول العرب: ثريدة هبرادانةٌ مِبْردانةٌ مُصَعْنَبَةٌ مُسَوَّاةٌ. هجد: هَجَدَ يَهْجُدُ هُجوداً وأَهْجَدَ: نَامَ. وهَجَد الْقَوْمُ هُجُوداً: نامُوا. والهاجِدِ: النائِمُ. والهاجِد والهَجُود: المُصَلي بِاللَّيْلِ، وَالْجَمْعُ هُجودٌ وهُجّد؛ قَالَ مُرَّةُ بْنُ شَيْبَانَ: أَلا هَلَكَ امْرُؤٌ قامَتْ عَلَيْهِ، ... بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجُودُ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: فَحَيَّاكِ وُدٌّ مَا هداكِ لِفِتْيَةٍ ... وخُوصٍ، بأَعلى ذِي طُوالة، هُجَّدِ وَكَذَلِكَ المُتَهَجِّدِ يَكُونُ مُصَلِّياً. وتَهَجَّدَ الْقَوْمُ: اسْتَيْقَظُوا لِلصَّلَاةِ أَو غَيْرِهَا؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ؛ الْجَوْهَرِيُّ: هَجَدَ

وتهَجَّدَ أَي نَامَ لَيْلًا. وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي سَهِرَ، وَهُوَ مِنَ الأَضدادِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِصَلَاةِ اللَّيْلِ: التَّهَجُّدُّ. والتهْجِيدُ: التَّنْويمُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ رَفِيقًا لَهُ فِي السَّفَرِ غَلَبَهُ النُّعَاسُ: ومَجُودٍ مِنْ صبُاباتِ الكَرَى، ... عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى، ... وقَدَرْنا إِن خَنا الدَّهْر غَفَلْ كأَنه قَالَ نَوِّمْنا فإِنَّ السُّرَى طالَ حَتَّى غَلَبنا النومُ. والمَجُودُ: الَّذِي أَصابه الجَوْدُ مِنَ النُّعَاسِ مِثْلُ المَجُودِ الَّذِي أَصابَه الجَوْدُ مِنَ المَطر؛ يَقُولُ: هُوَ مُنَعَّمٌ مُتْرَفٌ فإِذا صَارَ فِي السَّفَرِ تَبَذَّلَ وتَبَذُّلُه صَبْرُهُ عَلَى غَيْرِ فِرَاشٍ وَلَا وِطاء. ابْنُ بُزُرج: أَهْجَدْتُ الرَّجُلَ أَنَمْتُه وهَجَّدْتُه أَيْقَظْتُه. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَجَّدْتُ الرَّجُلَ أَنمتُه، وأَهْجَدْتُه: وَجَدْتُهُ نَائِمًا. ابْنُ الأَعرابي: هَجَّدَ الرَّجُلُ إِذا صلَّى بِاللَّيْلِ، وهَجَدَ إِذا نَامَ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وهَجَدَ إِذا نَامَ وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن الْهَاجِدَ هُوَ النَّائِمُ. وهَجَدَ هُجوداً إِذا نَامَ. وأَما المُتَهَجِّدُ، فَهُوَ الْقَائِمُ إِلى الصَّلَاةِ مِنَ النَّوْمِ، وكأَنه قِيلَ لَهُ مُتَهَجِّد لإِلقائه الهُجُود عَنْ نَفْسِهِ، كَمَا يُقَالُ لِلْعَابِدِ مُتَحَنِّثٌ لإِلقائه الحِنْثَ عَنْ نَفْسِهِ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فَنَظَرَ إِلى مُتَهَجِّدي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَي المصلِّين بِاللَّيْلِ. يُقَالُ: تهجَّدت إِذا سَهِرْت وإِذا نِمْت، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وأَهْجَدَ البعيرُ: وَضَعَ جرانَه على الأَرض. هدد: الهَدُّ: الهَدْمُ الشَّدِيدُ وَالْكَسْرُ كحائِط يُهَدُّ بمرَّة فَيَنْهَدِم؛ هَدَّه يَهُدُّه هَدًّا وهُدُودا؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فَلَوْ كَانَ مَا بِي بالجِبال لَهَدَّها، ... وإِن كَانَ فِي الدُّنيا شَدِيداً هدُوُدُها الأَصمعي: هَدَّ البِناءَ يَهُدُّه هَدًّا إِذا كَسَرَهُ وضَعْضَعَه. قَالَ: وَسَمِعْتُ هَادًّا أَي سَمِعْتُ صَوْتَ هَدِّهِ. وانهدَّ الجبَلُ أَي انْكَسَرَ. وهَدَّني الأَمرُ وهدَّ رُكْني إِذا بَلَغَ مِنْهُ وكسَره؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: يَقولوا قَدْ رأَيْنا خَيْرَ طِرْفٍ ... بِزَقْيَةَ لَا يُهَدُّ وَلَا يَخِيبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مِنْ هَذَا. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: مَا هَدَّني موتُ أَحد مَا هدَّني موتُ الأَقْران. وَقَوْلُهُمْ: مَا هدَّه كَذَا أَي مَا كَسَره كَذَا. وهدَّته المصيبةُ أَي أَوهَنَت رُكْنه. والهَدّة: صَوْتٌ شَدِيدٌ تَسْمَعُهُ مِنْ سُقُوطِ رُكْنٍ أَو حَائِطٍ أَو نَاحِيَةِ جَبَلٍ، تَقُولُ مِنْهُ: هَدَّ يَهِدُّ، بِالْكَسْرِ، هَدِيدًا؛ وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الهَدِّ والهِدَّة ؛ قَالَ أَحمد بْنُ غِيَاثٍ الْمَرْوَزِيُّ: الهَدُّ الهَدْمُ والهَدة الخُسوف. وَفِي حَدِيثِ الْاسْتِسْقَاءِ: ثُمَّ هَدّتْ ودَرَّتْ ؛ الهَدَّةُ صَوْتُ مَا يَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ، وَيُرْوَى: هَدَأَتْ أَي سَكَنَتْ. وهَدُّ الْبَعِيرِ: هَدِيرُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والهَدُّ والهَدَدُ: الصَّوْتُ الْغَلِيظُ، والهادُّ: صَوْتٌ يَسْمَعُهُ أَهل السَّوَاحِلِ يأْتيهم مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ لَهُ دَوِيٌّ فِي الأَرض وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْهُ الزَّلْزَلةُ، وهَدِيدُه دَوِيُّه؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ودَوِيُّه هَدِيدُه؛ وأَنشد: داعٍ شَدِيدُ الصَّوْت ذُو هَدِيدِ وَقَدْ هَدَّ يَهِدُّ. وَمَا سَمِعْنَا العامَ هَادَّةً أَي رَعْداً. والهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ الْبَدَنِ، وَالْجَمْعُ هَدُّونَ

وَلَا يُكْسَرُ؛ قَالَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَيْسُوا بِهَدِّينَ فِي الحُروبِ، إِذا ... تُعْقَدُ فَوْقَ الْحراقِفِ النُّطُقُ وَقَدْ هدَّ يَهَدُّ ويَهِدُّ هَدًّا. والأَهَدُّ: الْجَبَانُ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِذا أَوعده: إِني لغيرُ هَدٍّ أَي غيرُ ضَعِيفٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ الجَوادُ الْكَرِيمُ، وأَما الْجَبَانُ الضَّعِيفُ، فَهُوَ الهِدّ، بِالْكَسْرِ. ابْنُ الأَعرابي: الهَدّ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، الرَّجُلُ القَويّ، قَالَ: وإِذا أَردت الذَّمَّ بِالضَّعْفِ قُلْتُ: الهِدُّ بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ الضَّعِيفُ؛ وأَباها ابْنُ الأَعرابي بِالْفَتْحِ. شَمِرٌ: يُقَالُ رَجُلٌ هدٌّ وهَدادةٌ وَقَوْمٌ هَدادٌ أَي جُبناء؛ وأَنشد قَوْلَ أُمية: فأَدْخَلَهُم عَلَى رَبِذٍ يداهُ ... بِفعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ مِنَ الهَدادِ والهَدِيدُ والفَدِيدُ: الصوتُ. واسْتَهْدَدْتُ فُلَانًا أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: لَمْ أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَة بالْقُوَّةِ، ... إِنْ يُسْتَهَدَّ طالِبُها وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ للوعيدِ: مَنْ ورَاءُ ورَاءُ الفَدِيدُ والهَدِيدُ. وأَكَمَةٌ هَدُودٌ: صَعْبَةُ المُنْحَدَر. والهَدُودُ: العَقَبةُ الشاقَّةُ. والهَدِيدُ: الرَّجُلُ الطويلُ. وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدَّكَ مِنْ رَجُلٍ أَي حَسْبُك، وَهُوَ مَدْحٌ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَثْقَلَكَ وصْف محاسنِه، وَفِيهِ لُغَتَانِ: مِنْهُمْ مَنْ يُجْرِيه مُجْرى الْمَصْدَرِ فَلَا يُؤَنِّثُهُ وَلَا يُثَنِّيهِ وَلَا يَجْمَعُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ فِعْلًا فَيُثَنِّي وَيَجْمَعُ، فَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدّكَ مِنْ رَجُلٍ، وبامرأَة هَدَّتْكَ مِنِ امرأَة، كَقَوْلِكَ كفَاكَ وكفَتْك؛ وَبِرَجُلَيْنِ هَدَّاكَ وَبِرِجَالٍ هَدُّوك، وبامرأَتين هَدَّتاك وبِنسوةٍ هَدْدَنْك؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلِي صاحبٌ فِي الغارِ هَدَّكَ صاحِباً قَالَ: هَدّك صَاحِبًا أَي مَا أَجَلَّه مَا أَنْبَلَهُ مَا أَعلمه، يَصِفُ ذِئْباً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا لَهَبٍ قَالَ: لَهَدَّ مَا يَحَرَكم صاحِبُكُم ؛ قَالَ: لَهَدَّ كَلِمَةٌ يَتَعَجَّبُ بِهَا؛ يُقَالُ: لَهَدَّ الرجلُ أَي مَا أَجْلَدَه. غَيْرُهُ: وَفُلَانٌ يُهَدُّ، عَلَى مَا لَمْ يُسمّ فَاعِلُهُ، إِذا أُثْنِيَ عَلَيْه بالجَلَد والقُوّة. وَيُقَالُ: إِنه لهَدّ الرَّجلُ أَي لَنِعْمَ الرجلُ وَذَلِكَ إِذا أُثني عَلَيْهِ بِجَلَدٍ وَشِدَّةٍ، وَاللَّامُ للتأْكيد. ابْنُ سِيدَهْ: هَدَّ الرجلُ كَمَا تَقُولُ: نِعمَ الرَّجُلُ. ومَهْلًا هَدادَيْك أَي تَمَهَّلْ يَكْفِكَ. والتَّهَدُّدُ والتهْديدُ والتَّهْدادُ: مِنَ الْوَعِيدِ وَالتَّخَوُّفِ. وهُدَدُ: اسْمٌ لِمَلِكٍ مِنْ ملوكِ حِمْيَر وَهُوَ هُدَدُ بْنُ هَمَّال «1». وَيُرْوَى أَن سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، زَوَّجَه بَلْقَه وَهِيَ بِلْقِيسُ بِنْتُ بَلْبَشْرَح «2»؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: سَيْباً ونُعْمى مِنْ إِلهٍ فِي دِرَرْ، ... لَا عَصْفَ جارٍ هَدَّ جارُ المُعْتَصَرْ قَوْلُهُ: لَا عَصْف جارٍ أَي ليسَ مِنْ كسْب جارٍ إِنَّمَا هُوَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: هَدَّ جارُ المعتَصرْ

_ (1). قَوْلُهُ [هدد بن همال] الذي اقتصر عليه البخاري في التفسير من صحيحه وصاحب القاموس هدد بن بدد. راجع القسطلاني تقف على الخلاف في ضبط هدد وبدد (2). قوله [بنت بلبشرح] كذا في الأَصل مضبوطاً والذي في البيضاوي والخطيب بنت شراحيل ولعل في اسمه خلافاً أو أحدهما لقب.

كَقَوْلِكَ هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرَّجُلُ جارُ المُعْتَصَرِ أَي نِعْم جارُ الملتَجَإِ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُهَدْهَدُ إِليَّ كَذَا ويُهَدَّى إِليَّ كَذَا ويُسَوَّلُ إِليَّ كَذَا ويُهَدى لِي كَذَا ويُهَوَّلُ إِليَّ كَذَا وَلِي ويُوَسْوَسُ إِليَّ كَذَا ويُخَيَّلُ إِليَّ وَلِي ويُخالُ لِي كَذَا: تَفْسِيرُهُ إِذا شَبَّه الإِنسان فِي نَفْسِهِ بِالظَّنِّ مَا لَمْ يُثْبِتْه وَلَمْ يَعْقِد عَلَيْهِ إِلا التَّشْبِيهُ. وهَدْهَدَ الطائرُ: قَرْقَر. وكلُّ مَا قَرْقَرَ مِنَ الطَّيْرِ: هُدْهُدٌ وهُداهِدٌ؛ قَالَ الأَزهري: والهُداهِدُ طَائِرٌ يُشْبِهُ الحَمام؛ قَالَ الرَّاعِي: كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه، ... يَدْعُو بقارِعةِ الطَّريقِ هَدِيلا وَالْجَمْعُ هَداهِدُ، بِالْفَتْحِ، وهَداهِيدُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهَا وَجْهًا إِلا أَن يَكُونَ الْوَاحِدُ هَدْهاداً. وَقَالَ الأَصمعي: الهُداهِد يُعْنى بِهِ الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَيْكُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِنما أَراد الرَّاعِي فِي شِعْرِهِ بِهُداهِدٍ تَصْغِيرُ هُدْهُد فأَنكر الأَصمعي ذَلِكَ، قَالَ: وَلَا أَعرفه تَصْغِيرًا، قَالَ: وإِنما يُقَالُ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَا هَدَلَ وهَدَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَنه لَيْسَ فِيهِ يَاءُ تَصْغِيرٍ إِلا أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ دُوابَّة وشُوابَّة فِي دُوَيْبّة وشُوَيْبّة، قَالَ: فَعَلَى هَذَا إِنما هُوَ هُدَيْهِدٌ ثُمَّ أَبدل الأَلف مَكَانَ الْيَاءِ عَلَى ذَلِكَ الْحَدِّ، غَيْرَ أَن الَّذِينَ يَقُولُونَ دُوابَّة لَا يُجَاوِزُونَ بِنَاءَ الْمُدْغَمِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهُدهُدُ والهُداهِد الكثيرُ الهَديرِ مِنَ الْحَمَامِ. وفَحْلٌ هُداهدٌ: كَثِيرُ الهَدْهَدَةِ يَهْدِرُ فِي الإِبل وَلَا يَقْرَعُها؛ قَالَ: فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ وزَغْدِ جَعَلَهُ اسْمًا لِلْمَصْدَرِ وَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْحَذْفِ أَي مِنْ هَدِيد هُداهِد أَوْ هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وهَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سَمِعْتَ دَوِيَّ هَدِيرِه، وَالْفَحْلُ يُهَدْهِدُ فِي هَدِيرِه هَدْهَدة، وَجَمْعُ الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: يَتْبَعْنَ ذَا هَداهِدٍ عَجَنَّسا ... مُواصِلا قُفّاً، ورَمْلا أَدْهَسَا والهُدْهُدُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِمَّا يُقَرْقِرُ، وهَدْهَدَتُه: صَوْتُهُ، والهُداهِدُ مِثْلُهُ؛ وأَنشد بَيْتُ الرَّاعِي أَيضاً: كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جنَاحَه، ... يَدْعُو بقارعةِ الطَّرِيقِ هَدِيلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهَدِيل صَوْتُهُ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ عَلَى تَقْدِيرِ يَهْدِلُ هَديلًا لأَنَّ يَدْعو يَدُلُّ عَلَيْهِ، والمُشَبَّهُ بِالْهُدْهُدِ الَّذِي كُسِرَ جَناحُه، هُوَ رَجُلٌ أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ: أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً، ... لَا يَسْتَطِيعُ عَنِ الدِّيارِ حَوِيلا يَدْعُو أَميرَ المؤمِنِينَ، ودونَه ... خَرْقٌ تَجُرُّ بِهِ الرِّياحُ ذُيُولا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَيْتُ ابْنِ أَحمر: ثُمَّ اقْتَحَمْتُ مُناجِداً ولَزِمْتُه، ... وفؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ يُرْوَى: كعَزْفِ الهُدْهُد، وكعَزْف الهَدْهَد، فالهُدهُدُ: مَا تَقَدَّمَ، والهَدْهَدُ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَصواتُ الجنِّ وَلَا وَاحِدَ لَهُ. وهَدْهَدَ الشيءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ: حَدَرَه. وهَدْهَدَهُ: حرَّكه كَمَا يُهَدْهَدُ الصبيُّ فِي المَهْدِ. وهَدْهَدَت المرأَةُ ابْنَهَا أَي حرَّكَتْه لِينام، وَهِيَ

الهَدْهَدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: جَاءَ شَيْطَانٌ فَحَمَلَ بِلَالًا فَجَعَلَ يُهَدْهِدُه كَمَا يُهَدْهَدُ الصبيُ ؛ وَذَلِكَ حِينَ نَامَ عَنْ إِيقاظه القَوْمَ لِلصَّلَاةِ. والهَدْهَدَةُ: تَحْرِيكُ الأُم وَلَدَهَا لِيَنَامَ. وهُداهِد: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. وهَدْهادٌ: اسْمٌ. وهَداد: حَيٌّ من اليمن. هدبد: الهُدَبِدُ والهُدابِدُ: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ جِدًّا. ولَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ، وَهُوَ الْحَامِضُ الْخَاثِرُ، وَهُوَ أَيضاً عَمَشٌ يَكُونُ فِي الْعَيْنَيْنِ، وَقِيلَ: الهُدَبِدُ الخَفَشُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَعْفُ الْبَصَرِ. وَرَجُلٌ هُدَبِدٌ: ضَعِيفُ الْبَصَرِ؛ وبِعَيْنِه هُدَبِدٌ أَي عَمَشٌ؛ قَالَ: إِنه لَا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ ... مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنَامٍ وكَبِدْ قَوْلُهُ إِنه بِضَمَّةٍ مُخْتَلسَة مِثْلَ قَوْلِ العُجَيْرِ السَّلولي: فَبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قَالَ قائلٌ: ... لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نجِيبُ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الْمَشْهُورَةُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي إِنشاده عَلَى مَا هُوَ فِي شِعْرِ العجير: رَخو [رِخو] المِلاط طَوِيلُ، لأَن الْقَصِيدَةَ لَامِيَّةٌ؛ وَبَعْدَهُ: مُحلًّى بِأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنها ... بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهُنَّ صَلِيل الْمُفَضَّلُ: الهُدَبِدُ الشبْكَرةُ، وَهُوَ العَشاء يَكُونُ فِي الْعَيْنِ؛ يُقَالُ: بِعَيْنِهِ هُدَبِدٌ. والهدَبِدُ: الصَّمْغُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الشجَر أَسْوَدَ. هرد: هَرَدَ الثوبَ يَهْرِدُه هَرْداً: مَزَّقَه. وهَرَّدَه: شَقَّقَه. وهَرَدَ القَصَّار الثَّوْبَ وهَرَتَه هَرْداً، فَهُوَ مَهْرُودٌ وهَرِيدٌ: مَزّقه وخَرَّقه وضَرَبَه وهَرْدُ العِرْضِ: الطَّعْنُ فِيهِ، هَرَدَ عِرْضَه وهَرَته يَهْرِدُه هَرْداً. الأَصمعي: هَرَتَ فُلَانٌ الشَّيْءَ وهَرَدَه: أَنضجه إِنضاجاً شَدِيدًا. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْعَمَ إِنْضاجَه. وهَرَدْتُ اللحمَ أَهْرِدُه، بِالْكَسْرِ، هَرْداً: طَبَخْتُهُ حَتَّى تَهَرّأَ وتَفَسَّخَ، فَهُوَ مُهَرَّد. قال الأَزهري: والذي حَفِطناه عَنْ أَئمتنا الحِرْدى بِالْحَاءِ وَلَمْ يَقُلْهُ بِالْهَاءِ غَيْرُ اللَّيْثِ «3». وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فإِن أَدخلت اللحمَ النارَ وأَنضجته، فَهُوَ مُهَرَّد، وَقَدْ هَرَّدْتُه فَهَرِدَ هُوَ. قَالَ: والمُهَرَّأُ مِثْلُه، والتهْريد مِثْلُه شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَقَدْ هَرِدَ اللحمُ. والهَرْدُ: الاختلاطُ كالهَرْج. وَتَرَكَتْهُمْ يَهْرِدُون أَي يَمُوجون كيَهْرِجون. والهُرْدُ: العُروق الَّتِي يُصْبَغُ بِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الكُرْكُم. وَثَوْبٌ مَهْرُودٌ ومُهَرَّدٌ: مَصْبُوغٌ أَصفر بالهُرْد. وَفِي الْحَدِيثِ: يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي ثَوْبَيْنِ مَهْرُودَيْن. وَفِي التَّهْذِيبِ: يَنْزِلُ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَهْرُودان ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الهَرْدُ الشقُّ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: يَنْزِلُ عِيسَى فِي مَهْرُودَتَيْن أَي فِي شُقّتين أَو حُلَّتين. قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ لأَبي عَدْنَانَ: أَخبرني الْعَالِمُ مِنْ أَعراب بَاهِلَةَ أَن الثَّوْبَ الْمَهْرُودَ الَّذِي يُصْبَغُ بِالْوَرْسِ ثُمَّ بِالزَّعْفَرَانِ فَيَجِيءُ لَوْنُهُ مِثْلَ لَوْنِ زَهْرة الحَوْذانةِ، فَذَلِكَ الثَّوْبُ المَهْرُودُ. وَيُرْوَى: فِي مُمَصَّرَتَيْن، وَمَعْنَى المُمَصَّرتين وَالْمَهْرُودَتَيْنِ وَاحِدٌ، وَهِيَ الْمَصْبُوغَةُ بالصُّفْرة مِنْ زَعْفران أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ عِنْدِي خطأٌ مِنَ النَّقَلة وأُراه مَهْرُوَّتَيْن أَي صَفْراوَيْن. يُقَالُ: هَرَّيْتُ الْعِمَامَةَ إِذا لَبِسْتَها صَفْرَاءَ وفَعَلْتُ مِنْهُ هَرَوْتُ؛ قَالَ: فإِن كَانَ مَحْفُوظًا بِالدَّالِ، فَهُوَ من

_ (3). قوله [قَالَ الأَزهري وَالَّذِي حَفِظْنَاهُ إلى قوله غير الليث] كذا بالأَصل ولا مناسبة له هنا وإنما يناسب قوله الآتي الْهِرْدَى عَلَى فِعْلَى بِكَسْرِ الهاء نبت

الهَرْدِ الشِّقِّ، وَخُطِّئَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي اسْتِدْرَاكِهِ وَاشْتِقَاقِهِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: الْقَوْلُ عِنْدَنَا فِي الْحَدِيثِ يَنْزِلُ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، يُرْوَى بِالدَّالِ والذال، أَي بين ممصرتين عَلَى مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلا فِيهِ. وَالْمُمَصَّرَةُ مِنَ الثِّيَابِ: الَّتِي فِيهَا صُفْرَةٌ خَفِيفَةٌ؛ وَقِيلَ: الْمَهْرُودُ الثَّوْبُ الَّذِي يُصْبَغُ بِالْعُرُوقِ، وَالْعُرُوقُ يُقَالُ لَهَا الهُرْد. قَالَ أَبو بَكْرٍ: لَا تَقُولُ الْعَرَبُ هَرَوْتُ الثَّوْبَ وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ هَرَّيْتُ، فَلَوْ بُنِيَ عَلَى هَذَا لَقِيلَ مُهَرّاة فِي كُرْكُمٍ عَلَى مَا لَمْ يُسَمّ فَاعِلُهُ، وَبَعْدُ فإِن الْعَرَبَ لَا تَقُولُ هَرَّيْتُ إِلا فِي العِمامة خَاصَّةً فَلَيْسَ لَهُ أَن يَقِيسَ الشِّقَّةَ عَلَى الْعِمَامَةِ لأَن اللُّغَةَ رِوَايَةٌ. وَقَوْلُهُ: بَيْنَ مَهْرودتين أَي بَيْنَ شِقَّتَيْنِ أُخذتا مِنَ الهَرْد، وَهُوَ الشِّقُّ، خطأٌ لأَن الْعَرَبَ لَا تُسَمِّي الشِّقَّ للإِصلاح هَرْداً بَلْ يُسَمُّونَ الإِخْراقَ والإِفساد هَرْداً؛ وهَرَد القَصَّارُ الثَّوْبَ؛ وهَرَدَ فُلَانٌ عِرْض فُلَانٍ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى الإِفساد، قَالَ: وَالْقَوْلُ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَنَا مَهْرُودَتَيْنِ، بَيْنَ الدَّالِ وَالذَّالِ، أَي بين مُمَصَّرتين، عَلَى مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلا فِي الْحَدِيثِ كَمَا لَمْ نَسْمَعِ الصِّيرَ الصِّحْناءَةَ «1» إِلا فِي الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ الثُّفّاءَ الحُرْفَ ونحوَه؛ قَالَ: وَالدَّالُ وَالذَّالُ أُختان تُبْدَلُ إِحداهما مِنَ الأُخرى؛ يُقَالُ: رجُل مِدْلٌ ومِذْلٌ إِذا كَانَ قَلِيلَ الْجِسْمِ خَفِيَّ الشَّخْصِ، وَكَذَلِكَ الدَّالُ وَالذَّالُ فِي قَوْلِهِ مَعْرودَتَين. والهُرْدِيّة: قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلْوِيّة بِطَاقَاتِ الْكَرَمِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا قُضْبانُه. أَبو زَيْدٍ: هَرَدَ ثَوْبَه وهَرَتَه إِذا شَقَّهُ، فَهُوَ هَريدٌ وهَريتٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيُّ: غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجوْتَ شَدًّا، ... وثَوْبُكَ فِي عَباقِيةٍ هَريدُ أَي مَشْقُوقٌ. وهُرْدانُ وهَيْرُدان: اسْمَانِ. والهُردانُ والهِرْداء: نَبْتٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهِرْدى، مَقْصُورٌ: عُشْبةٌ لَمْ يَبْلُغْنِي لَهَا صِفَةٌ، قَالَ: وَلَا أَدري أَمُذكرة أَم مُؤَنَّثَةٌ؟ والهَيْرُدانُ: نَبْتٌ كالهِرْدى. الأَصمعي: الهِرْدَى، عَلَى فِعْلى بِكَسْرِ الْهَاءِ، نَبْتٌ، قَالَهُ ابْنُ الأَنباري، وَهُوَ أُنثى. والهَيْرُدانُ: اللِّصّ، قَالَ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وهُرْدانُ: مَوْضِعٌ. هرشد: الهِرْشَدّةُ: العجوز. هسد: الأَزهري: رُوِيَ عَنِ المُؤرِّج أَنه قَالَ: يُقَالُ للأَسد هَسَدٌ؛ وأَنشد: فَلَا تَعْيا، مُعاوِيَ، عَنْ جَوابي، ... ودَعْ عَنْكَ التّعَزُّزَ للهِسادِ قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا لِغَيْرِهِ. هكد: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هَكَّدَ الرَّجُلُ إِذا شَدَّدَ عَلَى غريمه. همد: الهَمْدَةُ: السَّكْتةُ. هَمَدَتْ أَصواتُهم أَي سكَنَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: هَمَدَ يَهْمُدُ هُمُوداً، فَهُوَ هامِدٌ وهَمِدٌ وهَمِيدٌ: مَاتَ. وأَهْمَدَ: سَكَتَ عَلَى مَا يَكْرَه؛ قَالَ الرَّاعِي: وإِني لأَحْمي الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتي، ... إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأَمانةِ أَهْمَدا اللَّيْثُ: الهُمُودُ الموتُ، كَمَا هَمَدَتْ ثمودُ. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: حَتَّى كَادَ يَهْمُدُ مِنَ الجوعِ أَي يَهْلِكُ. وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُمُوداً: طُفِئَتْ طُفُوءاً وَذَهَبَتْ أَلْبَتَّةَ فَلَمْ يَبِنْ لَهَا أَثَر، وَقِيلَ: هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها. ورَمادٌ هامِدٌ: قَدْ تغيَّر وتَلَبَّدَ. وَالرَّمَادُ الهامِدُ: الْبَالِي المُتَلَبِّدُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. الأَصمعي: خَمَدَتِ النارُ إِذا سكَن

_ (1). قوله [الصحناءة] في القاموس والصحنا والصحناة ويمدان ويقصران إِدَامٌ يُتَّخَذُ مِنَ السُّمْكِ الصغار مشه مصلح للمعدة.

لَهَبُها، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت أَلْبَتَّةَ. فإِذا صَارَتْ رَماداً قِيلَ: هَبا يَهْبُو، وَهُوَ هابٍ. ونباتٌ هامِدٌ: يَابِسٌ. وهَمَدَ شجرُ الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب. وَشَجَرَةٌ هامدةٌ: قَدِ اسْوَدَّتْ وبَلِيَتْ. وثَمَرَةٌ هامدةٌ إِذا اسْوَدَّتْ وعَفِنَتْ. وَتَرَى الأَرض هَامِدَةً أَي جافَّة ذَاتَ تُراب. وأَرضٌ هَامِدَةٌ: مُقْشَعِرّة لَا نَبَاتَ فِيهَا إِلا الْيَابِسَ المُتَحَطِّم، وَقَدْ أَهْمَدَها القَحْطُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَخرَجَ مِنْ «1» هَوامِدِ الأَرض النباتَ ؛ الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن لَا يَكُونَ فِيهَا حياةٌ وَلَا نَبْت وَلَا عُود وَلَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ. وَالْهَامِدُ مِنَ الشَّجَرِ: الْيَابِسُ. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُمُوداً وهَمْداً: تَقَطَّع وبليَ، وَهُوَ مِنْ طُولِ الطَّيِّ تَنْظُرُ إِليه فتحسَبه صَحِيحًا فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر مِنَ البِلى، وَقِيلَ: الهامِدُ الْبَالِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ورُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صَارَتْ قَشِرةً وصَقِرةً. وأَهْمَدَ فِي الْمَكَانِ: أَقام. والإِهمادُ: الإِقامةُ؛ قَالَ رؤبةُ بْنُ الْعَجَّاجِ: لَمَّا رَأَتْني راضِياً بالإِهمادْ، ... كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بَيْنَ الأَوْتادْ . يَقُولُ: لَمَّا رأَتني رَاضِيًا بِالْجُلُوسِ لَا أَخرج وَلَا أَطلب كَالْبَازِيِّ الَّذِي كُرِّزَ أُسْقِطَ ريشُه، وأَهْمَدَ فِي السَّيْرِ أَسرع؛ قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ مِنَ الأَضْدادِ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِهمادُ السُّرْعةُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: السُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: فَهُوَ مِنَ الأَضداد، قَالَ رؤَبة بْنُ الْعَجَّاجِ: مَا كانَ إِلَّا طَلَقُ الإِهْماد، ... وكَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِياد حَتَّى تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد، ... تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكاد والطَّلَق: الشَّوْطُ؛ يُقَالُ: عَدا الْفَرَسُ طَلَقاً أَو طلَقين، كَمَا تَقُولُ: شَوْطاً أَو شَوْطين. والأَغْرُبُ: جَمْعُ غَرْب، وَهِيَ الدَّلْوُ الْكَبِيرَةُ، أَي تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حَتَّى رَوِيَتْ. وأَهْمَدَ الكلبُ أَي أَحضَرَ. وَيُقَالُ لِلْهَامِدِ: هَمِيدٌ. يُقَالُ: أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِيدِ أَي بِمَا مَاتَ مِنَ الْغَنَمِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَمِيدُ الْمَالُ الْمَكْتُوبُ عَلَى الرَّجُلِ فِي الدِّيوان فَيُقَالُ: هَاتُوا صدَقَتَه وَقَدْ ذَهَبَ المالُ. يُقَالُ: أَخَذَنا الساعِي بالهَمِيد. ابْنُ بُزُرج: أَهْمَدوا فِي الطّعامِ أَي انْدَفَعُوا فِيهِ. وهَمْدانُ: قَبِيلةٌ من اليمن. هند: هِنْدٌ وهُنَيدةٌ: اسْمٌ لِلْمِائَةِ مِنَ الإِبل خَاصَّةً؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَعْطَوْا هُنَيْدةَ يَحْدُوها ثَمانِيةٌ، ... مَا فِي عَطائِهِمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: هِيَ اسْمٌ لِكُلِّ مِائَةٍ مِنَ الإِبل؛ وأَنشد لِسَلَمَةَ بْنِ الخُرْشُبِ الأَنمارِيِّ: ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها، ... وتسعينَ عَامًا ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا «2» . ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هِيَ اسْمٌ لِلْمِائَةِ ولِما دُوَيْنَها وَلِمَا فُوَيْقَها، وَقِيلَ: هِيَ الْمِائَتَانِ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي عَنْ الزِّيَادِيِّ قَالَ: وَلَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ. قَالَ: والهُنَيْدَةُ مائةُ سَنَةٍ. والهِنْدُ مِائَتَانِ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبِ: هُنَيْدةُ مِائَةٌ مِنَ الإِبل مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَلَا يَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ وَلَا تُجْمَعُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ جِنْسِهَا؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: فِيهِمْ جِيادٌ وأَخْطارٌ مُؤَثَّلةٌ، ... مِنْ هِنْد هِنْد وإِرباءٌ عَلَى الهِنْدِ

_ (1). قوله [أخرج من] كذا بالأَصل، والذي في النهاية أخرج به من ولعل المعنى أخرج به أي بالماء. (2). قوله [وتسعين] هذا ما في الأصل والصحاح في غير موضع والذي في الأساس وخمسين

ابْنُ سِيدَهْ: ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ إِذا مَاتَ. ابْنُ الأَعرابي: هَنَّدَ إِذا قَصَّرَ، وهَنَدَ وهَنَّدَ إِذا صاحَ صِياحَ البُومةِ. أَبو عَمْرٍو: هَنَّدَ الرجلُ إِذا شَتَم إِنساناً شتماً قبيحاً، هَنَّدَ إِذا شُتِمَ فاحتَمَله وأَمسَك، وحمَلَ عَلَيْهِ فَمَا هَنَّدَ أَي مَا كَذَّب. وَمَا هنَّد عَنْ شَتْمِي أَي مَا كذَّب وَلَا تأَخَّرَ. وهَنَّدَتْه المرأَةُ: أَورثَتْه عِشْقاً بالملاطَفةِ والمُغازَلةِ؛ قَالَ: يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّما وهَنَّدَتْني فلانةُ أَي تَيَّمَتْني بالمُغازلة، وَقَالَ أَعرابي: غَرَّكَ مِنْ هَنّادةَ التَّهْنِيدُ، ... مَوْعُودُها، والباطِلُ المَوْعُودُ ابْنُ دُرَيْدٍ: هَنَّدْتُ الرجلَ تَنْهِيداً إِذا لايَنْته ولاطفْته. ابْنُ الْمُسْتَنِيرِ: هَنَّدَتْ فُلَانَةٌ بقَلْبه إِذا ذهَبَت بِهِ. وهَنَّد السيفَ: شَحَذَه. والتهنِيدُ: شَحْذُ السيفِ؛ قَالَ: كلَّ حُسامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ، ... يَقْضِبُ، عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ، سالِفةَ الهَامةِ واللَّدِيدِ قَالَ الأَزهري: والأَصل فِي التَّهْنِيدِ عَمَلُ الْهِنْدِ. يُقَالُ: سَيْفٌ مُهَنَّدٌ وهِنْدِيٌّ وهُنْدُوانيٌّ إِذا عُمِلَ بِبِلَادِ الْهِنْدِ وأُحْكِمَ عملُه. والمُهَنَّدُ: السيفُ المطبوعُ مِنْ حديدِ الهِنْد. وهِنْد: اسْمُ بِلَادٍ، وَالنِّسْبَةُ هِنْدِيٌّ وَالْجَمْعُ هُنُودٌ كَقَوْلِكَ زِنْجِيٌّ وزُنوجٌ؛ وَسَيْفٌ هِنْدُوانيٌّ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، وإِن شِئْتَ ضَمَمْتَهَا إِتباعاً لِلدَّالِ. ابْنُ سِيدَهْ: والهِنْدُ جِيلٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ عَدِيّ بْنِ الرَّقّاع: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، ... تَقْضَمُ [تَقْضِمُ] الهِنْدِيَّ والغارَا إِنما عَنى العُود الطَّيِّبَ الَّذِي مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ وأَما قَوْلُ كُثَيِّرٍ: ومُقْرَبة دُهْم وكُمْت، كأَنَّها ... طَماطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنادِكا فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: أَراد بالهَنادِك رجالَ الهِنْد؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَظَاهِرُ هَذَا الْقَوْلِ مِنْهُ يَقْتَضِي أَن تَكُونَ الْكَافُ زَائِدَةً. قَالَ: وَيُقَالُ رَجُلٌ هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ إِن الْكَافَ أَصل وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ أَصلان بِمَنْزِلَةِ سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لَكَانَ قَوْلًا قَوِيًّا؛ والسيفُ الهُنْدُوانيُّ [الهِنْدُوانيُ] والمُهَنَّدُ مَنْسُوبٌ إِليهم. وهِنْد: اسْمُ امرأَة يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، إِن شِئْتَ جَمَعْتَه جمعَ التَّكْسِيرِ فَقُلْتَ هُنودٌ وإِن شِئْتَ جَمَعْتَهُ جَمْعَ السلامةِ فَقُلْتَ هِنْدات؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ أَهنُدٌ وَأَهْناد وهُنود؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِجَرِيرٍ: أَخالِدَ قَدْ عَلِقْتُك بَعْدَ هِنْدٍ، ... فَشَيَّبَني الخَوالِدُ والهُنودُ وَهِنْدٌ اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: إِني لِمَنْ أَنكَرَني ابنُ اليَثْرِبي، ... قَتَلْتُ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِي أَراد وهِنْداً الجَمَليَّ فَحذفَ إِحدى يَاءَيِ النَّسَبِ لِلْقَافِيَةِ، وَحَذَفَ التَّنْوِينَ مِنْ هِنْداً لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ اللَّامِ مِنَ الْجُمَلِيِّ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: لَتَجِدَنِّي بالأَمِيرِ بَرّا، ... وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا، إِذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا فَحَذَفَ التَّنْوِينَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ كَثِيرٌ حَتَّى إِن بَعْضَهُمْ قرأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحدُ اللَّهُ ؛ فَحَذَفَ التَّنْوِينَ مِنْ أَحد. التَّهْذِيبُ: وهِنْد مِنْ أَسماء الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. قال: وَمِنْ أَسمائهم هِنْدِيٌّ وهَنَّادٌ

ومُهَنَّدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَبَنُو هِنْدٍ فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. وَبَنُو هَنّادٍ: بَطْنٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: وبَلْدةٍ يَدْعُو صَداها هِنْدا أَراد حكايةَ صوتِ الصَّدى هود: الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ وَرَجَعَ إِلى الْحَقِّ، فَهُوَ هائدٌ. وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ؛ قَالَ أَعرابي: إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ ؛ أَي تُبْنا إِليك، وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وإِبراهيم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَدَّاهُ بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى رَجَعْنَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تُبْنَا إِليك وَرَجَعْنَا وقَرُبْنا مِنَ الْمَغْفِرَةِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ؛ وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا* ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: سِوَى رُبَعٍ لَمْ يَأْتِ فِيهَا مَخافةً، ... وَلَا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد قَالَ: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شَمِرٌ: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه؛ قَالَ: قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والتَّهَوُّدُ: التوبةُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ. والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ وَالسَّبَبُ. ابْنُ الأَعرابي: هادَ إِذا رجَع مِنْ خَيْرٍ إِلى شَرٍّ أَو مِنْ شَرٍّ إِلى خَيْرٍ، وهادَ إِذا عُقِلَ. ويَهُودُ: اسْمٌ لِلْقَبِيلَةِ؛ قَالَ: أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ، ... إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لَمْ تُؤنَّب وَقِيلَ: إِنما اسْمُ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ يَهُوذ فَعُرِّبَ بِقَلْبِ الذَّالِ دَالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. وَقَالُوا الْيَهُودَ فأَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ فِيهَا عَلَى إِرادة النَّسَبِ يُرِيدُونَ الْيَهُودِيِّينَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ؛ مَعْنَاهُ دَخَلُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى؛ قَالَ: يُرِيدُ يَهُوداً فَحَذَفَ الْيَاءَ الزَّائِدَةَ وَرَجَعَ إِلى الْفِعْلِ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ، وَفِي قِرَاءَةِ أُبيّ: إِلا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَجْعَلَ هُوداً جَمْعًا وَاحِدُهُ هائِدٌ مِثْلُ حَائِلٍ وَعَائِطٍ مِنَ النُّوق، وَالْجَمْعِ حُول وعُوط، وَجَمْعُ الْيَهُودِيِّ يَهُود، كَمَا يُقَالُ فِي الْمَجُوسِيِّ مَجُوس وَفِي الْعَجَمِيِّ وَالْعَرَبِيِّ عَجَمٌ وَعَرَبٌ. والهُودُ: اليَهُود، هادُوا يَهُودُون هَوْداً. وَسُمِّيَتِ الْيَهُودُ اشْتِقَاقًا مِنْ هادُوا أَي تَابُوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ وَلَكِنَّهُمْ حَذَفُوا يَاءَ الإِضافة كَمَا قَالُوا زِنْجِيٌّ وزنْج، وإِنما عُرِّف عَلَى هَذَا الْحَدِّ فجُمِع عَلَى قِيَاسِ شُعَيْرَةٍ وَشَعِيرٍ، ثُمَّ عُرّف الْجَمْعُ بالأَلِف وَاللَّامِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ دُخُولُ الأَلِف وَاللَّامِ عَلَيْهِ لأَنه مَعْرِفَةٌ مُؤَنَّثٌ فَجَرَى فِي كَلَامِهِمْ مَجْرَى الْقَبِيلَةِ وَلَمْ يُجْعَلْ كَالْحَيِّ؛ وأَنشد عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّحْوِيُّ: فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها، ... صَمِّي، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمامِ قَالَ ابْنُ برِّيّ: الْبَيْتُ للأَسود بْنِ يَعْفُرَ. قَالَ يَعْقُوبُ: مَعْنَى صَمِّي اخْرسي يَا داهيةُ، وصَمامِ اسْمُ الداهيةِ عَلَمٌ مِثْلُ قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يَا صَمامِ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الضَّمِيرُ فِي صَمِّي يَعُودُ عَلَى الأُذن أَي صَمِّي يَا أُذُن لِمَا فعلتْ يَهُود. وصَمامِ اسْمٌ لِلْفِعْلِ مِثْلُ نَزالِ وَلَيْسَ بِنِدَاءٍ. وهَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلى مِلَّةِ يَهُودَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مَوْلُود يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه ، مَعْنَاهُ أَنهما يُعَلِّمَانَهُ دِينَ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصَارَى ويُدْخِلانه فِيهِ. والتَّهْوِيدُ: أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا. وهادَ وتَهَوَّد إِذا صَارَ يَهُودِيًّا.

والهَوادةُ: اللِّينُ وَمَا يُرْجَى بِهِ الصلاحُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تأْخُذُه فِي اللَّهِ هَوادةٌ أَي لَا يَسْكُنُ عِنْدَ حَدِّ اللَّهِ وَلَا يُحابي فِيهِ أَحداً. والهَوادةُ: السُّكونُ والرُّخْصة وَالْمُحَابَاةُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أُتِيَ بِشاربٍ فَقَالَ: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رَجُلٍ لَا تأْخُذُه فِيكَ هَوادةٌ. والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ فِي السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ. والتَّهْوِيدُ: المشيُ الرُّوَيْدُ مِثْلُ الدَّبيب وَنَحْوِهُ، وأَصله مِنَ الهَوادةِ. والتَّهْوِيدُ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ. وَفِي حَدِيثِ عِمْران بْنِ حُصين أَنه أَوْصَى عِنْدَ موتِه: إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بِي، فأَسْرِعُوا المَشْيَ وَلَا تُهَوِّدُوا كَمَا تُهَوِّدُ اليهودُ وَالنَّصَارَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذا كنتَ فِي الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ وَلَا تُهَوِّد أَي لَا تَفْتُرْ. قَالَ: وَكَذَلِكَ التَّهْوِيدُ فِي المَنْطِقِ وَهُوَ الساكِنُ؛ يُقَالُ: غِناءٌ مُهَوِّد؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً: وخُود منَ اللَّائي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحى، ... قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ قَالَ: وخُود الْوَاوُ أَصلية لَيْسَتْ بِوَاوِ الْعَطْفِ، وَهُوَ مَنْ وَخَدَ يَخِدُ إِذا أَسرعَ. أَبو مَالِكٍ: وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن. وهَوَّدَ إِذا غَنَّى. وهَوَّدَ إِذا اعتَمد عَلَى السِّيَرِ؛ وأَنشد: سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ... ذَا قُحَمٍ، وَلَيْسَ بالتَّهْوِيدِ أَي لَيْسَ بالسَّيْر اللَّيِّن. والتهوِيدُ أَيضاً: النومُ. وتَهْوِيدُ الشَّرَابِ: إِسكارُه. وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ وَقَالَ الأَخطل: ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه، ... وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ: الصُّلْحُ والمَيْلُ. والتهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ. والتهوِيدُ: هَدْهَدةُ الريحِ فِي الرَّمْلِ ولِينُ صَوْتِهَا فِيهِ. والتَّهْوِيدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها؛ قَالَ الرَّاعِي: يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بِهِ، ... كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: التهوِيدُ الترجيعُ بِالصَّوْتِ فِي لِين. والهَوادةُ: الرُّخْصة، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الأَخذ بِهَا أَلْيَنُ مِنَ الأَخذ بِالشِّدَّةِ. والمُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ. والمُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ. والمُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِي؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والهَوَدَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَصل السنامِ. شَمِرٌ: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه، وَالْجَمْعُ هَوَدٌ؛ وَقَالَ: كُومٌ عَلَيْهَا هَوَدٌ أَنضادُ وَتَسْكُنُ الْوَاوُ فَيُقَالُ هَوْدةٌ. وهُودٌ: اسْمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْصَرِفُ، تَقُولُ: هَذِهِ هُودٌ إِذا أَردْتَ سُورَةَ هُودٍ، وإِن جَعَلَتْ هُوداً اسْمَ السُّورَةِ لَمْ تَصْرِفْهُ، وَكَذَلِكَ نُوحٌ ونُونٌ، والله أَعلم. هيد: هادَه الشيءُ هَيْداً وِهَادًا: أَفزَعَه وكرَبَه. وَمَا يَهِيدُه ذَلِكَ أَي مَا يكْتَرِثُ لَهُ وَلَا يُزْعِجُه. تَقُولُ: مَا يَهِيدُني ذَلِكَ أَي مَا يُزْعِجُني وَمَا أَكتَرِثُ لَهُ وَلَا أُبالِيه. قَالَ يَعْقُوبُ: لَا يُنطق بِيَهِيدُ إِلا بِحَرْفِ جَحْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَهِيدَنَّكم الطالِعُ المُصْعِدُ أَي لَا تَنْزَعِجوا لِلْفَجْرِ المستطيلِ فتمتنِعوا بِهِ عَنِ السَّحورِ فإِنه الصُّبْحُ الكذَّابُ. قَالَ: وأَصل الهَيْدِ الحركَةُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: مَا من أَحَدٍ عَمِلَ لله عَمَلًا إِلا سارَ

فِي قلبِه سَوْرتان فَإِذَا كانت الأُولى منهما لله فَلَا تَهِيدَنَّه الآخرةُ أَي لَا يَمْنَعَنَّه ذَلِكَ الَّذِي تقدَّمت فيه نيته لله وَلَا يُحَرِّكَنَّه وَلَا يُزِيلَنَّه عَنْهَا، وَالْمَعْنَى: إِذا أَراد فِعْلًا وَصَحَّتْ نِيَّتُهُ فِيهِ فوَسوس لَهُ الشيطانُ فَقَالَ إِنك تُرِيدُ بِهَذَا الرِّياءَ فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنْ فعله. الهَيْدُ: الْحَرَكَةُ. وهادَه يَهِيدُه هَيْداً وهَيَّدَه: حَرَّكَه وأَصلَحَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قِيلَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسْجِدِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِدْه، فَقَالَ: بَلْ عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوسَى ؛ قَوْلُهُ هِدْه: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ مَعْنَاهُ أَصْلِحْه؛ قَالَ: وتأْويله كَمَا قَالَ وأَصله أَن يُرادَ بِهِ الإِصلاحُ بعدَ الهَدْم أَي هُدَّه ثُمَّ أَصْلِحْه. وكلُّ شيءٍ حَرَّكْتَه، فَقَدَ هِدْتَه تَهِيدُه هَيْداً، فكأَنّ الْمَعْنَى أَنه يُهْدَمُ ويُسْتأْنَفُ بناؤُه ويُصْلَح. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا نارُ لا تَهيدِيه أَي لاتَزْعِجيه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَوْ لَقِيتُ قاتِلَ أَبي فِي الْحَرَمِ مَا هِدْتُه ؛ يُرِيدُ مَا حَرَّكْتُه وَلَا أَزعَجْتُه. وَمَا هادَه كَذَا وَكَذَا أَي مَا حَرَّكَه. وَمَا هَيَّدَ عَنْ شَتْمِي أَي مَا تأَخَّرَ وَلَا كذَّب؛ وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي النُّونِ لأَنهما لُغَتَانِ هَنَّدَ وهَيَّدَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: مَا هَيَّدَ عَنْ شَتْمِي، قَالَ: لَا يُنْطَقُ بِيَهِيدُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْهُ إِلا مَعَ حَرْفِ الْجَحْدِ. وَلَا يَهِيدَنَّكَ هَذَا عَنْ رَأْيِكَ أَي لَا يُزِيلَنَّكَ. وَمَا لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادٌ أَي حَرَكَةٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرِمَةَ: ثُمَّ اسْتَقامَتْ لَهُ الأَعْناقُ طَائِعَةً، ... فَمَا يُقالُ لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: فَمَا يقال له هَيْدٌ ولا هادِ، فَيَكُونُ هَيْدِ مَبْنِيًّا عَلَى الْكَسْرِ وَكَذَلِكَ هادِ؛ وأَول الْقَصِيدَةِ: إِني إِذا الجارُ لَمْ تُحْفَظْ مَحارِمُه، ... وَلَمْ يُقَلْ دُونَه هَيْدِ وَلَا هادِ، لَا أَخْذُل الجارَ بَلْ أَحْمِي مَباءَتَه، ... وَلَيْسَ جَارِيَ كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ وَقِيلَ: مَعْنَى مَا يقال له هَيْد ولا هاد أَي لا يحرك وَلَا يُمْنَع مِنْ شَيْءٍ وَلَا يُزْجَرُ عَنْهُ. تَقُولُ: هِدْتُ الرَّجُلَ وهَيَّدْتُه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وهِدْتُ الرَّجُلَ أَهِيدُه هَيْداً إِذا زَجَرْتَه عَنِ الشَّيْءِ وَصَرَفْتُهُ عَنْهُ. يُقَالُ: هِدْه يَا رَجُلُ أَي أَزِلْه عَنْ مَوْضِعِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ هَرِمَةَ: فَما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ أَي لا يحرَّك وَلَا يُمْنَعُ مِنْ شَيْءٍ وَلَا يُزْجَرُ عَنْهُ، وَيَجُوزُ ما يقال له هَيْدِ بِالْخَفْضِ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ حِكَايَةً مِثْلُ صهْ وغاقِ وَنَحْوِهِ. والهَيْدُ: مِنْ قَوْلِكَ هادَني هَيْدٌ أَي كَرَبَنِي. وقولُهم مَا لَهُ هَيْد وَلَا هَادٍ أَي مَا يقال له هَيْد ولا هَادِ. وَيُقَالُ: أَتى فُلَانٌ الْقَوْمَ فَمَا قَالُوا لَهُ هَيد مَا لَك أَي مَا سأَلوه عَنْ حَالِهِ؛ وأَنشد: يَا هَيْدَ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وإِيراقِ، ... ومَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوالِ طَرّاقِ وَيُرْوَى: يَا عِيدُ مَا لَكَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لَقِيَه فَقَالَ لَهُ: هَيْدَ مَا لَك، ولقِيتُه فَمَا قَالَ لِي: هَيْدَ مَا لَكَ. وَقَالَ شَمِرٌ: هِيد وهَيْدَ جَائِزَانِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ يَا هَيْدَ مَا لِصحابِك وَيَا هَيْدَ مَا لأَصْحابِك. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي: حَكَى لِي عِيسَى بْنُ عُمَرَ هَيْدَ مَا لَكَ أَي مَا أَمْرُكَ. وَيُقَالُ: لَوْ شَتَمَني مَا قلتُ هَيْدَ مَا لَك. التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَيْدَ مَا لَكَ إِذا اسْتَفْهَمُوا الرَّجُلَ عَنْ شأْنه، كَمَا تَقُولُ: يَا هَذَا مَا لَكَ. أَبو زَيْدٍ: قَالُوا تَقُولُ: مَا قَالَ لَهُ هَيْدَ مَا لَكَ فَنَصَبُوا وَذَلِكَ أَن

فصل الواو

يَمُرَّ بِالرَّجُلِ البعيرُ الضالُّ فلا يعُوجه ولا يتلفت إِليه؛ ومرَّ بَعِيرٌ فَمَا قال لَهُ هَيْدِ مَا لَك؛ فَجَرُّ الدَّالِ حِكايةٌ عَنْ أَعرابي؛ وأَنشد لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: لوْ أَنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لَهَا: ... يَا هَيْدِ مَا لَكِ، أَو لَوْ آذَنَتْ نَصَفَا وَرَجُلٌ هَيْدان: ثقِيلٌ جَبانٌ كَهِدانٍ. والهَيْدانُ: الجَبانُ، والهَيْدُ: الشيءُ المُضْطَرِبُ. والهَيْدُ: الكَبِيرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد: أَذاكَ أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيْدَبَا وهادَ الرجلَ هَيْداً وِهَادًا: زَجَرَه. وهَيْدٌ وهِيدٌ وهِيدِ وهادِ «3»: مِنْ زَجْر الإِبل واسْتِحْثاثِها؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وَقَدْ حَدَوْناها بِهَيدٍ وهَلا، ... حَتَّى تَرَى أَسْفَلَها صارَ عَلا والهِيد فِي الحُداءِ كَقَوْلِ الْكُمَيْتِ: مُعاتَبة لَهُنَّ حَلا وحَوْبا، ... وجُلُّ غِنائِهِنَّ هَنا وهِيدِ وَذَلِكَ أَن الحادِي إِذا أَراد الحُداءَ قَالَ: هِيدِ هِيدِ ثُمَّ زَجِلَ بِصَوْتِهِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هِيدْ، بِسُكُونِ الدَّالِ، مَا لَكَ إِذا سأَلوه عَنْ شأْنه. وأَيامُ هَيْدٍ: أَيامُ مُوتانٍ كَانَتْ فِي الْعَرَبِ فِي الدَّهْرِ الْقَدِيمِ، يُقَالُ: مَاتَ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْف قَتِيلٍ. وَفُلَانٌ يُعْطِي الهَيْدانَ والزَّيْدانَ أَي يُعْطِي مَنْ عَرَفَ ومَنْ لَمْ يَعْرِفْ. وهَيُودٌ: جَبَلٌ أَو مَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثِ زَيْنَبَ: مَا لِي لَا أَزالُ أَسْمَعُ اللَّيْلَ أَجمع هِيدْ ؛ قِيلَ: هَذِهِ عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: هِيدْ، بِالسُّكُونِ: زَجْرٌ للإِبل وَضَرْبٌ من الحُداءِ. فصل الواو وَأَدَ: الوَأْدُ والوَئِيدُ: الصوتُ الْعَالِي الشديدُ كَصَوْتِ الْحَائِطِ إِذا سَقَطَ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ المَعْلُوط: أَعاذِل، مَا يُدْرِيك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ، ... لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتانِ، وئِيدُ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده اللِّحْيَانِيُّ وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ فَديدُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: خَرَجْتُ أَقْفُو آثَارَ الناسِ يومَ الْخَنْدَقِ فسمعتُ وئيدَ الأَرض خَلْفِي. الوئيدُ: شِدَّةُ الوطءِ عَلَى الأَرض يُسْمَعُ كالدَّوِيّ مِنْ بُعد. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ وَأْدَ قوائمِ الإِبلِ ووئيدَها. وَفِي حَدِيثِ سَوَادِ بْنِ مطرف: وأْدَ الذِّعْلِبِ الوجناء أَي صوتَ وَطْئِها على الأَرض. ووَأْدُ الْبَعِيرِ: هَدِيرُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ووأَدَ المَوْءُودةَ، وَفِي الصِّحَاحِ وأَدَ ابنتَهُ يَئِدُها وأْداً: دَفَنها فِي الْقَبْرِ وَهِيَ حَيَّةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَا لَقِيَ المَوْءُودُ مِنْ ظُلْمِ أُمّه، ... كَمَا لَقِيَتْ ذُهْلٌ جَمِيعًا وعامِرُ أَراد مِنْ ظُلْمِ أُمِّهِ إِياه بالوأْدِ. وامرأَة وئيدٌ ووئيدةٌ: مَوْءُودةٌ، وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ إِذا وُلِدَتْ لَهُ بِنْتٌ دَفَنَهَا حِينَ تَضَعُهَا وَالِدَتُهَا حَيَّةً مَخَافَةَ الْعَارِ وَالْحَاجَةِ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ «4». وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ. وَيُقَالُ: وأَدَها الوائدُ يَئِدُها وأْداً، فَهُوَ وائدٌ، وَهِيَ موءُودةٌ ووئيدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الوئيدُ فِي الْجَنَّةِ أَي الموءُودُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. ومنهم من

_ (3). قوله [وهيد وهاد] في شرح القاموس كلاهما مبني على الكسر. (4). الآية

كان يَئِدُ البَنِين عند المَجاعةِ، وَكَانَتْ كِنْدَةُ تَئِدُ البناتِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَعْنِي جَدَّهُ صَعْصَعَةَ بْنَ نَاجِيَةَ: وجَدّي الَّذِي مَنَعَ الوائداتِ، ... وأَحْيا الوئيدَ فَلَمْ يُوأَدِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ وَأْدِ البناتِ أَي قَتلِهِنَّ. وَفِي حَدِيثِ الْعَزْلِ: ذَلِكَ الوَأْدُ الخَفِيُّ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: تِلْكَ المَوْءُودةُ الصُّغْرَى ؛ جَعَلَ العَزْلَ عَنِ المرأَة بِمَنْزِلَةِ الوأْد إِلا أَنه خَفِيٌّ لأَنَّ مَنْ يَعْزِلُ عَنِ امرأَته إِنما يَعْزِلُ هرَباً مِنَ الْوَلَدِ، وَلِذَلِكَ سَمَّاهَا الموءُودة الصُّغْرَى لأَن وأْدَ البناتِ الأَحياء الموءُودةُ الْكُبْرَى. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَنْ خَفَّفَ هَمْزَةَ الموءُودة قَالَ مَوْدةٌ كَمَا تَرَى لِئَلَّا يُجْمَعَ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ. وَيُقَالُ: تَوَدّأَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ وتَكَمَّأَت وتَلَمَّعتْ إِذا غَيَّبَته وذهبَت بِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ؛ هُمَا لُغَتَانِ، تَوَدَّأَتْ عَلَيْهِ وتَوَأْدَتْ عَلَى الْقَلْبِ. والتؤْدةُ، سَاكِنَةٌ وَتُفْتَحُ: التَّأَنِّي والتَّمَهُّلُ والرَّزانةُ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فَتًى كَانَ ذَا حِلْمٍ رَزِينٍ وتؤْدةٍ، ... إِذا مَا الحُبى مِن طائِفِ الجَهْلِ حُلَّتِ وَقَدِ اتَّأَدَ وتَوَأَّدَ، والتَّوْآدُ مِنْهُ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: تَيْدَكَ بِمَعْنَى اتَّئدْ، اسْمٌ لِلْفِعْلِ كَرُوَيْد وكأَنّ وَضْعَه غُيِّرَ لِكَوْنِهِ اسْمًا لِلْفِعْلِ لَا فِعْلًا، فَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ كَمَا كَانَتْ فِي التُّؤدة، وَالْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ قُلِبَتْ مَعًا قَلْبًا لِغَيْرِ عِلَّةٍ. قَالَ الأَزهري: وأَما التُّؤدةُ بِمَعْنَى التأَنِّي فِي الأَمر فأَصلها وُأَدَةٌ مِثْلُ التُّكَأَةِ أَصلها وُكَأَةٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اتَّئدْ يَا فَتَى، وَقَدِ اتَّأَدَ يَتَّئِدُ اتِّئاداً إِذا تَأَنَّى فِي الأَمر؛ قَالَ: وَثَلَاثِيهِ غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ لَا يَقُولُونَ وَأَدَ يَئِدُ بِمَعْنَى اتَّأَدَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ إِيتَأَدَ وتَوَأَّدَ، فإِيتَأَد عَلَى افتَعَلَ وتَوَأَّدَ عَلَى تَفَعَّل. والأَصل فِيهِمَا الوأْد إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنْ الأَوْدِ وَهُوَ الإِثقالُ، فَيُقَالُ آدَني يَؤودني أَي أَثقلني، والتَّأَوُّد مِنْهُ. وَيُقَالُ: تَأَوَّدَتِ المرأَة فِي قِيَامِهَا إِذا تَثَنَّتْ لِتَثَاقُلِهَا؛ ثُمَّ قَالُوا: تَوَأَّدَ واتَّأَدَ إِذا تَرَزَّنَ وتمَهَّلَ، وَالْمَقْلُوبَاتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرَةٌ. ومَشى مَشْياً وَئِيدًا أَي عَلَى تُؤَدَةٍ؛ قَالَتِ الزَّبَّاءُ: مَا للجِمالِ مَشْيُها وئِيدا؟ ... أَجَنَدَلًا يَحْمِلْنَ أَم حَدِيدَا؟ واتَّأَدَ فِي مَشْيِهِ وتَوَأَّدَ فِي مَشْيِهِ، وَهُوَ افتَعَلَ وتَفَعَّل: مِنَ التُّؤَدة، وأَصل التَّاءِ فِي اتَّأَدَ وَاوٌ. يُقَالُ: اتَّئدْ فِي أَمرك أَي تَثَبَّت. وَبَدَ: الوَبْدُ: الحاجةُ إِلى الناسِ. والوَبَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ العَيْشِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ رَجُلٌ وَبَدٌ أَي سَيِءُ الْحَالِ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ كَقَوْلِكَ رَجُلٌ عَدْلٌ ثُمَّ يُجْمَعُ فَيُقَالُ أَوبادٌ كَمَا يُقَالُ عُدول، عَلَى تَوَهُّمِ النَّعْتِ الصَّحِيحِ. والوَبَدُ: الفقرُ والبُؤْسُ. والوبَدُ: سُوء الْحَالِ مِنْ كَثْرَةِ الْعِيَالِ وَقِلَّةِ الْمَالِ. وَرَجُلٌ وبَدٌ أَي فَقِيرٌ؛ وَقَوْمٌ أَوْبادٌ وَقَدْ وَبِدَتْ حالُه تَوْبَدُ وَبَداً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَوْ عالَجْنَ مِنْ وَبَدٍ كِبالا وأَما مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِ عَمْرُو بْنُ الْعَدَّاءِ الْكَلْبِيُّ: سَعَى عِقالًا فلَمْ يَتْرُكْ لَنا سَبَداً، ... فَكَيْفَ لَوْ قَد سَعَى عَمْرٌو عِقالَيْن؟ لأَصْبَحَ الحَيُّ أَوباداً وَلَمْ يَجِدُوا، ... عندَ التَّفرُّقِ فِي الهَيْجا، جِمالَيْن فَعَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذَوِي أَوباد وجَمَع الْمَصْدَرَ عَلَى التَّنَوُّعِ. والعِقالُ هُنَا: صدقةُ عَامٍ، وَقَوْلُهُ جِمالين يُرِيدُ قَطِيعَين مِنَ الجِمال، وأَراد جِمَالًا هَاهُنَا

وجِمالًا هَاهُنَا، وَذَلِكَ أَن أَصحاب الإِبل يَعْزِلُونَ الإِناث عَنِ الذُّكُورِ؛ وأَنشد الأَصمعي: عَهِدْتُ بِهَا سَراةَ بَنِي كلابٍ، ... وَرِثْتُهُمُ الحياةَ فأَوْبَدُوني «5» والمُسْتَوْبِدُ: مِثْلُ الوَبَدِ. ووَبِدَ الثَّوبُ وَبَداً: أَخْلَقَ. والوَبَدُ: العَيْب. ووَبِدَ عَلَيْهِ وبَداً: غَضِبَ مِثْلَ وَمِدَ. والوَبَدُ: الحرُّ مَعَ سُكُونِ الرِّيحِ كالوَمَدِ. والوَبِدُ: الشديدُ العَيْنِ. وإِنه لَوَبَدٌ أَي شديدُ الإِصابةِ بِالْعَيْنِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَوبَّدَ أَموالهم: تعَيَّنَها لِيُصِيبَهَا بِالْعَيْنِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وإِنه لَيَتَوَبَّدُ أَموالَ النَّاسِ أَي يُصِيبُهَا بِعَيْنِهِ فَيُسْقِطُهَا. والوَبْد، بِسُكُونِ الْبَاءِ: النُّقْرة فِي الصَّفاة يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَهِيَ أَظهر مِنَ الوَقْر، والوَقْرُ أَظهر مِنَ الوَقْبِ. وتد: الوتِدُ، بِالْكَسْرِ، والوَتْدُ والوَدُّ: مَا رُزَّ فِي الحائِط أَو الأَرض مِنَ الْخَشَبِ، وَالْجَمْعُ أَوتادٌ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالْجِبالَ أَوْتاداً . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه كَانَتْ لَهُ حبالٌ وأَوتاد يُلْعب لَهُ بِهَا. ووَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً وَوَتَّدَ كِلَاهُمَا: ثَبَتَ، ووَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه: أَثْبَتُّه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ أَسداً: يُقَصِّمُ أَعْناقَ المَخاضِ، كأَنَّما ... بِمَفْرَجِ لَحْيَيْهِ الرِّتاجُ المُوَتَّدُ وَيُقَالُ: تِدِ الوَتِدَ يَا واتِدُ، والوَتِدُ مَوْتُود. وَيُقَالُ للوتِد: وَدٌّ، كأَنهم أَرادوا أَن يَقُولُوا ودِدٌ فَقَلَبُوا إِحدى الدَّالِّينَ تَاءً لِقُرْبِ مخرجِهما؛ وَقَوْلُهُ: وعَز ودٌّ خَاذِلٌ وَدَّيْنِ الوَدُّ: الوتِدُ إِلا أَنه أَدغم التَّاءَ فِي الدَّالِ فَقَالَ وَدّ. والمِيتَدُ والمِيتَدةُ: المِرْزَبَّةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الوتِدُ. ووَتِدٌ واتِدٌ: ثَابِتُ رأْس مُنْتَصِبٌ؛ ذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ إِلى أَنه مِنْ بَابِ شِعْرٌ شاعِرٌ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَلَى وَتِدَ كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ: وإِنما يُحْمَلُ الشَّيْءُ عَلَى النَّسَبِ إِذا عُدِمَ الْفِعْلُ، وإِذا أَمرت قُلْتَ: تِدْ وَتَدَك بالميتَدةِ، وَهِيَ المُدُقُّ. الأَصمعي: يُقَالُ وَتِدٌ واتِد كَمَا يُقَالُ شُغْلٌ شاغِلٌ؛ وَقَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: لاقَتْ عَلَى الماءِ جُذَيلًا واتِدا، ... وَلَمْ يَكُنْ يُخْلِفُها المَواعِدَا إِنما شُبِّهَ الرَّجُلُ بالجِذْل لِثَبَاتِهِ. وجُذَيْل: تَصْغِيرُ جِذْل، وَهُوَ الرَّاعِي المُصْلِحُ الحَسَنُ الرِّعْية. يُقَالُ: هُوَ جذْلُ مالٍ كَمَا يُقَالُ صَدَى مالٍ وبِلْو مالٍ، وَقَدْ قِيلَ: إِن جُذَيلًا اسْمُ رَجُلٍ. والواتِد: الثابتُ. وَالضَّمِيرُ فِي لَاقَتْ ضَمِيرُ الإِبل وإِن لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهَا ذِكْرٌ، لأَن الْبَيْتَ أَول الْقَصِيدَةِ وإِنما أَضمرها لِفَهْمِ الْمَعْنَى. وَيُقَالُ: وَتَّدَ فُلَانٌ رِجلَه فِي الأَرض إِذا ثَبَّتَها؛ وَقَالَ بَشَّارٌ: ولَقَد قُلْتُ، حِينَ وَتَّدَ في الأَرْضِ: ... ثَبِيرٌ أَرْبي عَلَى ثَهلانِ وَوَتَّدَ الرجلُ: أَنعَظَ. والأَوتادُ فِي الشِّعْرِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما حَرْفَانِ مُتَحَرِّكَانِ وَالثَّالِثُ سَاكِنٌ نَحْوَ [فَعُو وَعِلُنْ] وَهَذَا الَّذِي يُسَمِّيهِ العروضِيون الْمَقْرُونَ لأَن الْحَرَكَةَ قَدْ قَرَنَتِ الْحَرْفَيْنِ، وَالْآخَرُ ثَلَاثَةُ أَحرف مُتَحَرِّكٌ ثُمَّ سَاكِنٌ ثُمَّ مُتَحَرِّكٌ وَذَلِكَ [لَاتُ] مِنْ مَفْعُولَاتٍ وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْعَرُوضِيُّونَ الْمَفْرُوقَ لأَن الْحَرْفَ قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَحَرِّكِينَ، وَلَا يَقَعُ فِي الأَوتاد

_ (5). قوله [ورثتهم] كذا بالأَصل ولعله ورشتهم

زِحَافٌ لأَنَّ اعْتِمَادَ الْجُزْءِ إِنما هُوَ عَلَيْهَا، إِنما يَقَعُ فِي الأَسْباب لأَن الْجُزْءَ غَيْرُ مُعْتَمِدٍ عَلَيْهَا. وأَوتادُ الأَرض: الْجِبَالُ لأَنها تُثَبِّتُهَا. وأَوتاد الْبِلَادِ: رُؤساؤها. وأَوتادُ الفَمِ: أَسنانه عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ: والفَرّ حَتَّى نَقِدَتْ أَوتادُها «1» اسْتَعَارَ النَّقَدَ لِلْمَوْتِ وإِنما هُوَ للأَسنان. وَوَتَّدَ فِي بَيْتِهِ: أَقام وَثَبَتَ. وَوَتَّدَ الزّرْعُ: طَلَع نَبَاتُهُ فَثَبَتَ وقَوِيَ. والوَتِدُ والوَتِدَةُ مِنَ الأُذن: الهُنَيَّةُ النَّاشِزَةُ فِي مُقدّمها مِثْلُ الثُّؤْلُول تَلي أَعْلى العارِض مِنَ اللِّحْيَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ المُنْتبر مِمَّا يَلِي الصُّدْغ. الصِّحَاحُ: والوَتِدانِ فِي الأُذنين اللَّذَانِ فِي بَاطِنِهِمَا كأَنهما وَتِدٌ، وَهُمَا العَيْران أَيضاً. ووَتِدُ النَّعل: النَّاتئُ مِنْ أُذُنها. والوَتِدُ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ. وليلَة الوَتِدَةِ لِبَنِي تَمِيمٍ عَلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وجد: وجَد مَطْلُوبَهُ وَالشَّيْءُ يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً، بِالضَّمِّ، لُغَةٌ عَامِرِيَّةٌ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي بَابِ الْمِثَالِ؛ قَالَ لَبِيدٌ وَهُوَ عَامِرِيٌّ: لَوْ شِئْت قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ، ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا يَجُدْنَ غَلِيلا بالعَذبِ فِي رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً ... قَضَّ [قِضَ] الأَباطِحِ، لَا يَزالُ ظَلِيلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِجَرِيرٍ وَلَيْسَ لِلَبِيدٍ كَمَا زَعَمَ. وَقَوْلُهُ: نَقَعَ الفؤادُ أَي روِيَ. يُقَالُ نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً ونُقوعاً فِيهِمَا، وَالْمَاءُ الناقعُ العَذْبُ المُرْوي. والصَّادِي: الْعَطْشَانُ. وَالْغَلِيلُ: حَرُّ الْعَطَشِ. والرَّضَفُ: الْحِجَارَةُ المرضوفةُ. والقِلاتُ: جَمْعُ قَلْت، وَهُوَ نُقْرَةٌ فِي الْجَبَلِ يُستَنْقَعُ فِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ. وَقَوْلُهُ: قَضّ [قِضّ] الأَباطِحِ، يُرِيدُ أَنها أَرض حَصِبةٌ وَذَلِكَ أَعذب لِلْمَاءِ وأَصفى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ قَالَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ: وجَدَ يَجُدُ كأَنهم حَذَفُوهَا مِنْ يَوْجُد؛ قَالَ: وَهَذَا لَا يكادُ يوجَدُ فِي الْكَلَامِ، وَالْمَصْدَرُ وَجْداً وجِدَةً ووُجْداً ووجُوداً ووِجْداناً وإِجْداناً؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: وآخَر مُلْتاث، يَجُرُّ كِساءَه، ... نَفَى عَنْهُ إِجْدانُ الرِّقِين المَلاوِيا قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى بَدَل الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ كَمَا قَالُوا إِلْدةٌ فِي وِلْدَة. وأَوجَده إِياه: جَعَلَه يَجِدُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ ووَجَدْتَني فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، ووَجَدَ المالَ وغيرَه يَجِدُه وَجْداً ووُجْداً وجِدةً. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ وجَدْتُ فِي المالِ وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً ووِجْداناً وجِدَةً أَي صِرْتُ ذَا مَالٍ؛ ووَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً. قَالَ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الوِجْدانُ فِي الوُجْد؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ: وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِين. وَفِي حَدِيثِ اللُّقَطَةِ: أَيها الناشدُ، غيرُك الواجِدُ ؛ مِن وَجَدَ الضَّالّة يَجِدُها. وأَوجده اللَّهُ مطلوبَه أَي أَظفره بِهِ. والوُجْدُ والوَجْدُ والوِجْدُ: الْيَسَارُ والسَّعةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ؛ وَقَدْ قُرِئَ بِالثَّلَاثِ، أَي مِنْ سَعَتكم وَمَا مَلَكْتُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مِنْ مَسَاكِنِكُمْ. والواجِدُ: الغنِيُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: الحمدُ للَّه الغَنِيِّ الواجِد وأَوجَده اللَّهُ أَي أَغناه. وَفِي أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الواجدُ، هُوَ الْغَنِيُّ الَّذِي لَا يَفْتَقِرُ. وَقَدْ وجَدَ يَجِدُ

_ (1). قوله [والفر] كذا بالأَصل

جِدة أَي اسْتَغْنَى غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه أَي القادرِ عَلَى قَضَاءِ دَيْنِهِ. وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْجَدَني بَعْدَ فَقْرٍ أَي أَغناني، وآجَدَني بَعْدَ ضَعْفٍ أَي قَوَّانِي. وَهَذَا مِنْ وَجْدِي أَي قُدْرتي. وَتَقُولُ: وجَدْت فِي الغِنى وَالْيَسَارِ وجْداً ووِجْداناً «1» وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الواجدُ الَّذِي يَجِدُ مَا يَقْضِي بِهِ دَيْنَهُ. ووُجِدَ الشيءُ عَنْ عدَم، فَهُوَ مَوْجُودٌ، مِثْلُ حُمّ فَهُوَ مَحْمُومٌ؛ وأَوجَدَه اللَّهُ وَلَا يُقَالُ وجَدَه، كَمَا لَا يُقَالُ حَمّه. ووَجَد عَلَيْهِ فِي الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً ووِجْداناً: غَضِبَ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: إِني سَائِلُكَ فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ أَي لَا تَغْضَبْ مِنْ سُؤَالِي؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَمْ يَجِدِ الصائمُ عَلَى المُفْطر ، وَقَدْ تكرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ اسْمًا وَفِعْلًا وَمَصْدَرًا وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ قَوْلَ صَخْرِ الْغَيِّ: كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ ... وتَأْنِيبٍ، ووِجْدانٍ شَديدِ فَهَذَا فِي الْغَضَبِ لأَن صَخْرَ الْغَيِّ أَيأَسَ الحَمامَة مِنْ وَلَدِهَا فَغَضِبَتْ عَلَيْهِ، ولأَن الْحَمَامَةَ أَيْأَسته مِنْ وَلَدِهِ فغَضِبَ عَلَيْهَا. ووَجَدَ بِهِ وَجْداً: فِي الحُبِّ لَا غَيْرَ، وإِنه ليَجِدُ بِفُلَانَةٍ وَجْداً شَدِيدًا إِذا كَانَ يَهْواها ويُحِبُّها حُبّاً شَدِيدًا. وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ ابْنِ عُمر وعُيينة بْنِ حِصْن: وَاللَّهِ مَا بَطْنُهَا بِوَالِدٍ وَلَا زَوْجُهَا بِوَاجِدٍ أَي أَنه لَا يُحِبُّهَا؛ وَقَالَتْ شَاعِرَةٌ مِنَ الْعَرَبِ وَكَانَ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنْ غَيْرِ بَلَدِهَا فَعُنِّنَ عَنْهَا: مَنْ يُهْدِ لِي مِن ماءِ بَقْعاءَ شَرْبةً، ... فإِنَّ لَهُ مِنْ ماءِ لِينةَ أَرْبعَا لَقَدْ زادَني وَجْداً بِبَقْعاءَ أَنَّني ... وَجَدْتُ مَطايانا بِلِينةَ ظُلَّعا فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بالرَّمْلِ أَنني ... بَكَيْتُ، فَلَمْ أَترُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعا؟ تَقُولُ: مَنْ أَهدى لِي شَرْبَةً مِنْ ماءِ بَقْعاءَ عَلَى مَا هُوَ بِهِ مِنْ مَرارة الطَّعْمِ فإِن لَهُ مِنْ ماءِ لِينةَ عَلَى مَا هُوَ بِهِ مِنَ العُذوبةِ أَربعَ شَرَبَاتٍ، لأَن بَقْعَاءَ حَبِيبَةٌ إِليَّ إِذ هِيَ بَلَدِي ومَوْلِدِي، ولِينةُ بَغِيضَةٌ إِليّ لأَن الَّذِي تَزَوَّجَنِي مِنْ أَهلها غَيْرُ مأْمون عَلَيَّ؛ وإِنما تِلْكَ كِنَايَةٌ عَنْ تَشَكِّيهَا لِهَذَا الرَّجُلِ حِينَ عُنِّنَ عَنْهَا؛ وَقَوْلُهَا: لَقَدْ زَادَنِي حُبًّا لِبَلْدَتِي بَقْعَاءَ هَذِهِ أَن هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَزَوَّجَنِي مِنْ أَهل لِينَةَ عُنِّنَ عَنِّي فَكَانَ كَالْمَطِيَّةِ الظَّالِعَةِ لَا تَحْمِلُ صَاحِبَهَا؛ وَقَوْلُهَا: فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبِيَّ «2» تَقُولُ: هَلْ مِنْ رَجُلٍ يُبَلِّغُ صاحِبَتَيَّ بِالرَّمْلِ أَن بَعْلِي ضَعُفَ عَنِّي وَعُنِّنَ، فأَوحشني ذَلِكَ إِلى أَن بَكَيْتُ حَتَّى قَرِحَتْ أَجفاني فَزَالَتِ الْمَدَامِعُ وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْجَفْنُ الدَّامِعُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الأَبيات قرأْتها عَلَى أَبي الْعَلَاءِ صَاعِدِ بْنِ الْحَسَنِ فِي الْكِتَابِ الْمَوْسُومِ بِالْفُصُوصِ. ووجَد الرجلُ فِي الحزْن وَجْداً، بِالْفَتْحِ، ووَجِد؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: حَزِنَ. وَقَدْ وَجَدْتُ فُلَانًا فأَنا أَجِدُ وَجْداً، وَذَلِكَ فِي الْحُزْنِ. وتَوَجَّدْتُ لِفُلَانٍ أَي حَزِنْتُ لَهُ. أَبو سَعِيدٍ: تَوَجَّد فُلَانٌ أَمر كَذَا إِذا شَكَاهُ، وَهُمْ لَا يَتَوَجَّدُون سَهَرَ لِيلِهِمْ وَلَا يَشْكون مَا مسهم من مشقته. وحد: الواحدُ: أَول عَدَدِ الْحِسَابِ وَقَدْ ثُنِّيَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَمَّا التَقَيْنا واحِدَيْنِ عَلَوْتُه ... بِذي الكَفِّ، إِني للكُماةِ ضَرُوبُ وَجُمِعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

_ (1). قوله [وجداً ووجداناً] واو وجداً مثلثة، أفاده القاموس. (2). البيت

فَقَدْ رَجَعُوا كَحَيٍّ واحِدِينا التَّهْذِيبُ: تَقُولُ: وَاحِدٌ وَاثْنَانِ وَثَلَاثَةٌ إِلى عَشَرَةٍ فإِن زَادَ قُلْتَ أَحد عَشَرَ يَجْرِي أَحد فِي الْعَدَدِ مَجْرَى وَاحِدٍ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ فِي الِابْتِدَاءِ وَاحِدٌ اثْنَانِ ثَلَاثَةٌ وَلَا يُقَالُ فِي أَحد عَشَرَ غَيْرُ أَحد، وللتأْنيث وَاحِدَةٌ، وإِحدى فِي ابْتِدَاءِ الْعَدَدِ تَجْرِي مَجْرَى وَاحِدٍ فِي قَوْلِكَ أَحد وَعِشْرُونَ كَمَا يُقَالُ وَاحِدٌ وَعِشْرُونَ، فأَما إِحدى عَشْرَةَ فَلَا يُقَالُ غَيْرُهَا، فإِذا حَمَلُوا الأَحد عَلَى الْفَاعِلِ أُجري مَجْرَى الثَّانِي وَالثَّالِثِ، وَقَالُوا: هُوَ حَادِي عِشْريهم وَهُوَ ثَانِي عِشْرِيهِمْ، وَاللَّيْلَةُ الحاديةَ عشْرَةَ وَالْيَوْمُ الْحَادِيَ عشَر؛ قَالَ: وَهَذَا مَقْلُوبٌ كَمَا قَالُوا جَذَبَ وَجَبَذَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَادِيَ عَشَرَ مقلوبٌ موضِع الْفَاءِ إِلى اللَّامِ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا كَذَلِكَ، وَهُوَ فاعِل نُقِلَ إِلى عَالِفٍ فَانْقَلَبَتِ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ الأَصل يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا. وَحَكَى يَعْقُوبُ: مَعِي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ أَي صَيِّرْهُنَّ لِي أَحد عَشَرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ قَوْلَهُ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، مِنَ الْحَادِي لَا مِنْ أَحد، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَظَاهِرُ ذَلِكَ يُؤْنِسُ بأَن الْحَادِيَ فَاعِلٌ، قَالَ: وَالْوَجْهُ إِن كَانَ هَذَا الْمَرْوِيُّ صَحِيحًا أَن يَكُونَ الْفِعْلُ مَقْلُوبًا مِنْ وحَدْت إِلى حَدَوْت، وَذَلِكَ أَنهم لَمَّا رأَوا الْحَادِيَ فِي ظَاهِرِ الأَمر عَلَى صُورَةِ فَاعِلٍ، صَارَ كأَنه جارٍ عَلَى حَدَوْتُ جَرَيانَ غازٍ عَلَى غَزَوْتُ؛ وإِحدى صِيغَةٌ مَضْرُوبَةٌ للتأْنيث عَلَى غَيْرِ بِنَاءِ الْوَاحِدِ كَبِنْتٍ مِنَ ابْنٍ وأُخت مِنْ أَخ. التَّهْذِيبُ: والوُحْدانُ جَمْعُ الواحِدِ وَيُقَالُ الأُحْدانُ فِي مَوْضِعِ الوُحْدانِ. وَفِي حَدِيثِ الْعِيدِ: فَصَلَّيْنَا وُحداناً أَي مُنْفَرِدِينَ جَمْعُ وَاحِدٍ كَرَاكِبٍ ورُكْبان. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: أَوْ لَتُصَلُّنّ وُحْداناً. وَتَقُولُ: هُوَ أَحدهم وَهِيَ إِحداهنّ، فإِن كَانَتِ امرأَة مَعَ رِجَالٍ لَمْ يَسْتَقِمْ أَن تَقُولَ هِيَ إِحداهم وَلَا أَحدهم وَلَا إِحداهنّ إِلّا أَن تَقُولَ هِيَ كأَحدهم أَو هِيَ وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ. وَتَقُولُ: الجُلوس والقُعود وَاحِدٌ، وأَصحابي وأَصحابك وَاحِدٌ. قَالَ: والمُوَحِّدُ كالمُثَنِّي والمُثَلِّث. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ هَذَا الحاديَ عَشَرَ وَهَذَا الثانيَ عَشَرَ وَهَذَا الثالثَ عَشَرَ مَفْتُوحٌ كُلُّهُ إِلى الْعِشْرِينَ؛ وَفِي المؤَنث: هَذِهِ الحاديةَ عَشْرة والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى الْعِشْرِينَ تَدْخُلُ الْهَاءُ فِيهَا جَمِيعًا. قَالَ الأَزهري: وَمَا ذَكَرْتُ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ الأَلفاظ النَّادِرَةِ فِي الأَحد وَالْوَاحِدِ والإِحدى وَالْحَادِي فإِنه يَجْرِي عَلَى مَا جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ وَلَا يُعَدَّى مَا حُكِيَ عَنْهُمْ لِقِيَاسٍ مُتَوَهَّمٍ اطِّرَادُهُ، فإِن فِي كَلَامِ الْعَرَبِ النَّوَادِرَ الَّتِي لَا تَنْقَاسُ وإِنما يَحْفَظُهَا أَهل الْمَعْرِفَةِ الْمُعْتَنُونَ بِهَا وَلَا يَقِيسُونَ عَلَيْهَا؛ قَالَ: وَمَا ذَكَرْتُهُ فإِنه كُلُّهُ مَسْمُوعٌ صَحِيحٌ. وَرَجُلٌ وَاحِدٌ: مُتَقَدِّم فِي بَأْس أَو عِلْمٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ كأَنه لَا مِثْلَ لَهُ فَهُوَ وَحْدَهُ لِذَلِكَ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: أَقْبَلْتُ لَا يَشْتَدُّ شَدِّيَ واحِدٌ، ... عِلْجٌ أَقَبُّ مُسَيَّرُ الأَقْرابِ وَالْجَمْعُ أُحْدانٌ ووُحْدانٌ مِثْلُ شابٍّ وشُبّانٍ وَرَاعٍ ورُعْيان. الأَزهري: يُقَالُ فِي جَمْعِ الْوَاحِدِ أُحْدانٌ والأَصل وُحْدان فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً لِانْضِمَامِهَا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يَحْمِي الصَّريمةَ، أُحْدانُ الرجالِ لَهُ ... صَيْدٌ، ومُجْتَرِئٌ بالليلِ هَمّاسُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُهُ: طارُوا إِليه زَرافاتٍ وأُحْدانا فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى أَفراداً، وَهُوَ أَجود لِقَوْلِهِ زَرَافَاتٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بِهِ الشُّجْعَانُ الَّذِينَ لَا نَظِيرَ لَهُمْ فِي البأْس؛ وأَما قَوْلُهُ:

لِيَهْنِئ تُراثي لامْرئٍ غيرِ ذِلّةٍ، ... صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ سَريعاتُ مَوتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ، ... إِذا مَا حُمِلْنَ، حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ فإِنه عَنَى بالأُحْدانِ السِّهَامَ الأَفْراد الَّتِي لَا نَظَائِرَ لَهَا، وأَراد لامْرئٍ غَيْرِ ذِي ذِلّةٍ أَو غَيْرِ ذَلِيلٍ. والصَّنابِرُ: السِّهامُ الرِّقاقُ. والحَفِيف: الصوتُ. والرَّيِّثاتُ: البِطاءُ. وَقَوْلُهُ: سَرِيعاتُ مَوْتٍ رَيِّثاتُ إِفاقة، يَقُولُ: يُمِتْنَ مَن رُميَ بِهِنَّ لَا يُفيق مِنْهُنَّ سَرِيعًا، وَحَمْلُهُنَّ خَفِيفٌ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُنَّ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ أَفْراداً ووِحاداً؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَعددت الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحاداً، ثُمَّ قَالَ: لَا أَدري أَعْدَدْتُ أَمن العَدَد أَم مِنَ العُدّة. والوَحَدُ والأَحَدُ: كَالْوَاحِدِ هَمْزَتُهُ أَيضاً بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ، والأَحَدُ أَصله الْوَاوُ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه سُئِلَ عَنْ الْآحَادِ: أَهي جَمْعُ الأَحَدِ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ لَيْسَ للأَحد جَمْعٌ، وَلَكِنْ إِن جُعلت جمعَ الْوَاحِدِ، فَهُوَ مُحْتَمَلٌ مِثْلَ شاهِد وأَشْهاد. قَالَ: وَلَيْسَ لِلْوَاحِدِ تَثْنِيَةٌ وَلَا لِلِاثْنَيْنِ وَاحِدٌ مِنْ جِنْسِهِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: الأَحَد أصله الوحَد، قال غَيْرُهُ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَاحِدِ والأَحد أَن الأَحد شَيْءٌ بُنِيَ لِنَفْيِ مَا يُذْكَرُ مَعَهُ مِنَ الْعَدَدِ، وَالْوَاحِدُ اسْمٌ لِمُفْتَتَحِ الْعَدَدِ، وأَحد يَصْلُحُ فِي الْكَلَامِ فِي مَوْضِعِ الْجُحُودِ وَوَاحِدٌ فِي مَوْضِعِ الإِثبات. يُقَالُ: مَا أَتاني مِنْهُمْ أَحد، فَمَعْنَاهُ لَا وَاحِدٌ أَتاني وَلَا اثْنَانِ؛ وإِذا قُلْتَ جَاءَنِي مِنْهُمْ وَاحِدٌ فَمَعْنَاهُ أَنه لَمْ يأْتني مِنْهُمُ اثْنَانِ، فَهَذَا حدُّ الأَحَد مَا لَمْ يُضَفْ، فإِذا أُضيف قَرُبَ مِنْ مَعْنَى الْوَاحِدِ، وَذَلِكَ أَنك تَقُولُ: قَالَ أَحد الثَّلَاثَةِ كَذَا وَكَذَا وأَنت تُرِيدُ وَاحِدًا مِنَ الثَّلَاثَةِ؛ والواحدُ بُنِيَ عَلَى انْقِطَاعِ النَّظِيرِ وعَوَزِ الْمِثْلِ، والوحِيدُ بُنِيَ عَلَى الوَحْدة وَالِانْفِرَادِ عَنِ الأَصحاب مِنْ طَرِيقِ بَيْنُونته عَنْهُمْ. وَقَوْلُهُمْ: لَسْتَ فِي هَذَا الأَمر بأَوْحَد أَي لَسْتُ بِعَادِمٍ فِيهِ مِثْلًا أَو عِدْلًا. الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا جاءَني مِنْ أَحد وَلَا تَقُولُ قَدْ جاءَني مِنْ أَحد، وَلَا يُقَالُ إِذا قِيلَ لَكَ مَا يَقُولُ ذَلِكَ أَحد: بَلى يَقُولُ ذَلِكَ أَحد. قَالَ: وَيُقَالُ: مَا فِي الدَّارِ عَريبٌ، وَلَا يُقَالُ: بَلَى فِيهَا عَرِيبٌ. الْفَرَّاءُ قَالَ: أَحد يَكُونُ لِلْجَمْعِ وَالْوَاحِدِ فِي النَّفْيِ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ؛ جُعِل أَحد فِي مَوْضِعِ جَمْعٍ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ؛ فَهَذَا جَمْعٌ لأَن بَيْنَ لَا تَقَعُ إِلا عَلَى اثْنَيْنِ فَمَا زَادَ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَنتم حَيّ وَاحِدٌ وَحَيٌّ واحِدون، قَالَ: وَمَعْنَى وَاحِدِينَ وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ: أَنتم حَيٌّ وَاحِدٌ وَحَيٌّ وَاحِدُونَ كَمَا يُقَالُ شِرْذِمةٌ قَلِيلُونَ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ مِنْهُمْ، ... فَقَدْ رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا وَيُقَالُ: وحَّدَه وأَحَّدَه كَمَا يُقَالُ ثَنَّاه وثَلَّثه. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ، والأُنثى وَحِدةٌ؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ، وأَنشد: كالبَيْدانةِ الوَحِدهْ الأَزهري: وَكَذَلِكَ فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ. وَرَجُلٌ وحِيدٌ: لَا أَحَدَ مَعَهُ يُؤنِسُه؛ وَقَدْ وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً وَوَحْداً. وَتَقُولُ: بَقِيتُ وَحيداً فَريداً حَريداً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَلَا يُقَالُ: بَقِيتُ أَوْحَدَ وأَنت تُرِيدُ فَرْداً، وَكَلَامُ الْعَرَبِ يَجِيءُ عَلَى مَا بُنِيَ عَلَيْهِ وأُخذ عَنْهُمْ، وَلَا يُعَدّى بِهِ موضعُه وَلَا يَجُوزُ أَن

يَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ أَهل الْمَعْرِفَةِ الرَّاسِخِينَ فِيهِ الَّذِينَ أَخذوه عَنِ الْعَرَبِ أَو عَمَّنْ أَخذ عَنْهُمْ مِنْ ذَوِي التَّمْيِيزِ وَالثِّقَةِ. وواحدٌ ووَحَد وأَحَد بِمَعْنًى؛ وَقَالَ: فلَمَّا التَقَيْنا واحدَيْن عَلَوْتُهُ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ وَحِدَ فُلَانٌ يَوْحَدُ أَي بَقِيَ وَحْدَهُ؛ وَيُقَالُ: وَحِدَ وَوَحُدَ وفَرِدَ وفَرُدَ وفَقِهَ وفَقُهَ وسَفِهَ وسَفُهَ وسَقِمَ وسَقُمَ وفَرِعَ وفَرُعَ وحَرِضَ وحَرُضَ. ابْنُ سِيدَهْ: وحِدَ ووحُدَ وَحَادَةً وحِدةً ووَحْداً وتَوَحَّدَ: بَقِيَ وَحْدَهُ يَطَّرد إِلى الْعَشَرَةِ؛ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ: وَكَانَ رَجُلًا مُتوحّداً أَي مُنْفرداً لَا يُخالِط النَّاسَ وَلَا يُجالِسهم. وأَوحد اللَّهُ جَانِبَهُ أَي بُقِّي وَحْدَه. وأَوْحَدَه للأَعْداء: تَرَكَهُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: الوَحْدة فِي مَعْنَى التوَحُّد. وتَوَحَّدَ برأْيه: تَفَرَّدَ بِهِ، وَدَخَلَ الْقَوْمُ مَوْحَدَ مَوْحَدَ وأُحادَ أُحادَ أَي فُرادى وَاحِدًا وَاحِدًا، مَعْدُولٌ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فَتَحُوا مَوْحَد إِذ كَانَ اسْمًا مَوْضُوعًا لَيْسَ بِمَصْدَرٍ وَلَا مَكَانٍ. ويقال: جاؤوا مَثْنَى مَثنى ومَوْحَدَ مَوْحد، وكذلك جاؤوا ثُلاثَ وثُناءَ وأُحادَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ أُحادَ وَوُحادَ ومَوْحَد غَيْرُ مَصْرُوفَاتٍ لِلتَّعْلِيلِ الْمَذْكُورِ فِي ثُلاثَ. ابْنُ سِيدَهْ: مَرَرْتُ بِهِ وحْدَه، مَصْدَرٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُغَيّر عَنْ الْمَصْدَرِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ إِفْراداً وإِن لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ، وأَصله أَوْحَدْتُه بِمُروري إِيحاداً ثُمَّ حُذِفت زِيَادَاتُهُ فجاءَ عَلَى الْفِعْلِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: عَمْرَكَ اللَّهَ إِلَّا فَعَلْتَ أَي عَمَّرتُك اللَّهَ تَعْمِيرًا. وَقَالُوا: هُوَ نسيجُ وحْدِه وعُيَيْرُ وحْدِه وجُحَيْشُ وحْدِه فأَضافوا إِليه فِي هَذِهِ الثَّلَاثَةِ، وَهُوَ شَاذٌّ؛ وأَما ابْنُ الأَعرابي فَجَعَلَ وحْدَه اسْمًا وَمَكَّنَهُ فَقَالَ جَلَسَ وحْدَه وَعَلَا وحْدَه وجلَسا عَلَى وحْدَيْهِما وَعَلَى وحْدِهما وَجَلَسُوا عَلَى وَحْدِهم، وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَحْد فِي كُلِّ شَيْءٍ مَنْصُوبٌ جَرَى مَجْرَى الْمَصْدَرِ خَارِجًا مِنَ الْوَصْفِ لَيْسَ بِنَعْتٍ فَيَتْبَعَ الِاسْمَ، وَلَا بِخَبَرِ فَيَقْصِدَ إِليه، فَكَانَ النَّصْبُ أَولى بِهِ إِلا أَن الْعَرَبَ أَضافت إِليه فَقَالَتْ: هُوَ نَسيجُ وحْدِه، وَهُمَا نَسِيجا وحْدِهما، وَهُمْ نُسَجاءُ وحدِهم، وَهِيَ نَسِيجةُ وحدِها، وهنَّ نَسَائِجُ وحْدِهنَّ؛ وَهُوَ الرَّجُلُ الْمُصِيبُ الرأْي. قَالَ: وَكَذَلِكَ قَريعُ وحْدِه، وَكَذَلِكَ صَرْفُه، وَهُوَ الَّذِي لَا يُقَارِعُهُ فِي الْفَضْلِ أَحد. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَحْدَهُ مَنْصُوبٌ فِي جَمِيعِ كَلَامِ الْعَرَبِ إِلا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ، تَقُولُ: لَا إِله إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَمَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَحْدَهُ؛ وَبِالْقَوْمِ وحدي. قال: وَفِي نَصْبِ وَحْدَهُ ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ، وَقَالَ يُونُسُ: وَحْدَهُ هو بمنزلة عنده، وقال هِشَامٌ: وَحْدَهُ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَحَكَى وَحَدَ يَحِدُ صَدَر وَحْدَه عَلَى هَذَا الْفِعْلِ. وَقَالَ هِشَامٌ وَالْفَرَّاءُ: نَسِيجُ وحدِه وعُيَيْرُ وحدِه وواحدُ أُمّه نَكِرَاتٌ، الدَّلِيلُ عَلَى هَذَا أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: رُبَّ نَسِيجِ وحدِه قَدْ رأَيت، وَرُبَّ وَاحِدِ أُمّه قَدْ أَسَرْتُ؛ وَقَالَ حَاتِمٌ: أَماوِيّ إِني رُبَّ واحِدِ أُمِّه ... أَخَذْتُ، فَلَا قَتْلٌ عَلَيْهِ، وَلَا أَسْرُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، ووصْفِها عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ: كَانَ واللهِ أَحْوذِيّاً نَسِيجَ وحدِه ؛ تَعْنِي أَنه لَيْسَ لَهُ شَبِيهٌ فِي رأْيه وَجَمِيعِ أُموره؛ وَقَالَ: جاءَتْ بِهِ مُعْتَجِراً بِبُرْدِه، ... سَفْواءُ تَرْدي بِنَسيجِ وحدِه قَالَ: وَالْعَرَبُ تَنْصِبُ وَحْدَهُ فِي الْكَلَامِ كُلِّهِ لَا تَرْفَعُهُ وَلَا تَخْفِضُهُ إِلا فِي ثَلَاثَةِ أَحرف: نَسِيجُ وحده، وعُيَيْر وحده، وجُحَيْش وَحْدِهِ؛ قَالَ: وَقَالَ الْبَصْرِيُّونَ إِنما

نَصَبُوا وَحْدَهُ عَلَى مَذْهَبِ الْمَصْدَرِ أَي تَوَحَّد وحدَه؛ قَالَ: وَقَالَ أَصحابنا إِنما النصْبُ عَلَى مَذْهَبِ الصِّفَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَدْ يَدْخُلُ الأَمران فِيهِ جَمِيعًا؛ وَقَالَ شَمِرٌ: أَما نَسِيجُ وَحْدِهِ فَمَدْحٌ وأَما جُحَيْشُ وَحْدِهِ وَعُيَيْرُ وَحْدِهِ فَمَوْضُوعَانِ مَوْضِعَ الذَّمِّ، وَهُمَا اللَّذَانِ لَا يُشاوِرانِ أَحداً وَلَا يُخالِطانِ، وَفِيهِمَا مَعَ ذَلِكَ مَهانةٌ وضَعْفٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَى قَوْلِهِ نَسِيجُ وَحْدِهِ أَنه لَا ثَانِيَ لَهُ وأَصله الثَّوْبُ الَّذِي لَا يُسْدى عَلَى سَداه لِرِقّة غَيْرِهِ مِنَ الثِّيَابِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ نسيجُ وَحْدِهِ وَعُيَيْرُ وَحْدِهِ ورجلُ وَحْدِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ لَا وَاحِدَ لَهُ كَمَا تَقُولُ هُوَ نَسِيجُ وَحْدِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ يَدُلُّني عَلَى نَسِيجِ وَحْدِهِ؟ الْجَوْهَرِيُّ: الوَحْدةُ الِانْفِرَادُ. يُقَالُ: رأَيته وَحْدَهُ وَجَلَسَ وَحْدَهُ أَي مُنْفَرِدًا، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عِنْدَ أَهل الْكُوفَةِ عَلَى الظَّرْفِ، وَعِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ عَلَى الْمَصْدَرِ فِي كُلِّ حَالٍ، كأَنك قُلْتَ أَوحدته برؤْيتي إِيحاداً أَي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ ثُمَّ وضَعْت وَحْدَهُ هَذَا الْمَوْضِعَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَيَحْتَمِلُ وَجْهًا آخَرُ، وَهُوَ أَن يَكُونَ الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ مُنْفَرِدًا كأَنك قُلْتَ رأَيت رَجُلًا مُنْفَرِدًا انْفِرَادًا ثُمَّ وَضَعْتَ وَحْدَهُ مَوْضِعَهُ، قَالَ: وَلَا يُضَافُ إِلا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: هُوَ نَسِيجُ وَحْدِهِ، وَهُوَ مَدْحٌ، وَعُيَيْرُ وَحْدِهِ وَجُحَيْشُ وَحْدِهِ، وَهُمَا ذَمٌّ، كأَنك قُلْتَ نَسِيجُ إِفراد فَلَمَّا وَضَعْتَ وَحْدَهُ مَوْضِعَ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ جَرَرْتَهُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: رُجَيْلٌ وَحْدَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ رأَيته وَحْدَهُ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ عِنْدَ أَهل الْكُوفَةِ وَعِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ قَالَ: أَما أَهل الْبَصْرَةِ فَيَنْصِبُونَهُ عَلَى الْحَالِ، وَهُوَ عِنْدَهُمُ اسْمٌ وَاقِعٌ مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ الْمُنْتَصِبِ عَلَى الْحَالِ مِثْلَ جَاءَ زَيْدٌ رَكْضاً أَي رَاكِضًا. قَالَ: وَمِنَ الْبَصْرِيِّينَ مَنْ يَنْصِبُهُ عَلَى الظَّرْفِ، قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبُ يُونُسَ. قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ مُخْتَصًّا بِالْكُوفِيِّينَ كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَ: وَهَذَا الْفَصْلُ لَهُ بَابٌ فِي كُتُبِ النَّحْوِيِّينَ مُسْتَوْفًى فِيهِ بَيَانُ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: والوحْد خفِيفٌ حِدةُ كلِّ شَيْءٍ؛ يُقَالُ: وَحَدَ الشيءُ، فَهُوَ يَحِدُ حِدةً، وكلُّ شَيْءٍ عَلَى حِدةٍ فَهُوَ ثَانِي آخَرَ. يُقَالُ: ذَلِكَ عَلَى حِدَتِه وَهُمَا عَلَى حِدَتِهما وَهُمْ عَلَى حِدَتِهم. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ ودَفْنِ أَبيه: فَجَعَلَهُ فِي قَبْرٍ عَلَى حِدةٍ أَي مُنْفَرِدًا وحدَه، وأَصلها مِنَ الْوَاوِ فَحُذِفَتْ مَنْ أَولها وَعُوِّضَتْ مِنْهَا الْهَاءُ فِي آخِرِهَا كعِدة وزِنةٍ مِنَ الوعْد والوَزْن؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: اجْعَلْ كلَّ نَوْعٍ مِنْ تَمْرِكَ عَلَى حِدةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحِدةُ الشَّيْءِ تَوَحُّدُه وَهَذَا الأَمر عَلَى حِدته وَعَلَى وحْدِه. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: قُلْنَا هَذَا الأَمر وحْدينا، وَقَالَتَاهُ وحْدَيْهِما، قَالَ: وَهَذَا خِلَافٌ لِمَا ذَكَرْنَا. وأَوحده النَّاسُ تَرَكُوهُ وَحْدَهُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: مُطَأْطَأَة لَمْ يُنْبِطُوها، وإِنَّها ... لَيَرْضَى بِهَا فُرَّاطُها أُمَّ واحِدِ أَي أَنهم تَقَدَّمُوا يَحْفِرونها يَرْضَوْن بِهَا أَن تَصِيرَ أُمّاً لِوَاحِدٍ أَي أَن تَضُمَّ وَاحِدًا، وَهِيَ لَا تَضُمُّ أَكثر مِنْ وَاحِدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ السُّكَّرِيِّ. والوحَدُ مِنَ الوَحْش: المُتَوَحِّد، وَمِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يُعْرَفُ نَسَبُهُ وَلَا أَصله. اللَّيْثُ: الوحَدُ الْمُنْفَرِدُ، رَجُلٌ وحَدٌ وثَوْر وحَد؛ وَتَفْسِيرُ الرَّجُلِ الوَحَدِ أَن لَا يُعرف لَهُ أَصل؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بِذي الجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وحَدِ وَالتَّوْحِيدُ: الإِيمان بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَاللَّهُ الواحِدُ الأَحَدُ: ذُو الْوَحْدَانِيَّةِ والتوحُّدِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَاللَّهُ الأَوحدُ والمُتَوَحِّدُ وذُو الوحْدانية، وَمِنْ صِفَاتِهِ الْوَاحِدُ الأَحد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: الْفَرْقُ

بَيْنَهُمَا أَن الأَحد بُنِيَ لِنَفْيِ مَا يُذْكَرُ مَعَهُ مِنَ الْعَدَدِ، تَقُولُ مَا جاءَني أَحد، وَالْوَاحِدُ اسْمٌ بُنِيَ لِمُفْتَتَح الْعَدَدِ، تَقُولُ جَاءَنِي وَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ، وَلَا تَقُولُ جَاءَنِي أَحد؛ فَالْوَاحِدُ مُنْفَرِدٌ بِالذَّاتِ فِي عَدَمِ الْمِثْلِ وَالنَّظِيرِ، والأَحد مُنْفَرِدٌ بِالْمَعْنَى؛ وَقِيلَ: الْوَاحِدُ هُوَ الَّذِي لَا يتجزأُ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يَقْبَلُ الِانْقِسَامَ وَلَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مِثْلَ وَلَا يَجْمَعُ هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الْوَاحِدُ، قَالَ: هُوَ الْفَرْدُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَحْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ آخَرُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما اسْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحد فإِنه لَا يُوصَفُ شَيْءٌ بالأَحدية غَيْرُهُ؛ لَا يُقَالُ: رَجُلٌ أَحَد وَلَا دِرْهَمٌ أَحَد كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ وحَدٌ أَي فَرْدٌ لأَن أَحداً صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّتِي اسْتَخْلَصَهَا لِنَفْسِهِ وَلَا يَشْرَكُهُ فِيهَا شَيْءٌ؛ وَلَيْسَ كَقَوْلِكِ اللَّهُ وَاحِدٌ وَهَذَا شَيْءٌ وَاحِدٌ؛ وَلَا يُقَالُ شَيْءٌ أَحد وإِن كَانَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ قَالَ: إِن الأَصل فِي الأَحَد وحَد؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا أَنت مِنَ الأَحد أَي مِنَ النَّاسِ؛ وأَنشد: وَلَيْسَ يَطْلُبُني فِي أَمرِ غانِيَةٍ ... إِلا كَعَمرٍو، وَمَا عَمرٌو مِنَ الأَحَدِ قَالَ: وَلَوْ قُلْتَ مَا هُوَ مِنَ الإِنسان، تُرِيدُ مَا هُوَ مِنَ النَّاسِ، أَصبت. وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ؛ فإِن أَكثر الْقُرَّاءِ عَلَى تَنْوِينِ أَحد. وَقَدْ قرأَه بَعْضُهُمْ بِتَرْكِ التَّنْوِينِ وقرئَ بإِسكان الدَّالِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ ، وأَجودها الرَّفْعُ بإِثبات التَّنْوِينِ فِي الْمُرُورِ وإِنما كُسِرَ التَّنْوِينُ لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ اللَّامِ مِنَ اللَّهِ، وَمَنْ حَذَفَ التَّنْوِينَ فَلِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ أَيضاً. وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: هُوَ اللَّهُ، فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ الْمَعْلُومِ قَبْلَ نُزُولِ الْقُرْآنِ؛ الْمَعْنَى: الَّذِي سأَلتم تَبْيِينَ نَسَبِهِ هُوَ اللَّهُ، وأَحد مَرْفُوعٌ عَلَى مَعْنَى هُوَ اللَّهُ أَحد، وَرُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْسُبْ لَنَا ربَّك، فأَنزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ. قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنّ لِلَّهِ نَسَباً انْتَسَبَ إِليه وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ نَفْيُ النَّسَبِ عَنِ اللهِ تَعَالَى الواحدِ، لأَن الأَنْسابَ إِنما تَكُونُ لِلْمَخْلُوقِينَ، وَاللَّهُ تَعَالَى صِفَتُهُ أَنه لَمْ يَلِدْ وَلَدًا يُنْسَبُ إِليه، وَلَمْ يُولَدْ فَيَنْتَسِبُ إِلى ولد، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِثْلٌ وَلَا يَكُونُ فَيُشَبَّهُ بِهِ تَعَالَى اللَّهُ عَنِ افْتِرَاءِ الْمُفْتَرِينَ، وتقدَّس عَنْ إِلحادِ الْمُشْرِكِينَ، وَسُبْحَانَهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا. قَالَ الأَزهري: وَالْوَاحِدُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، مَعْنَاهُ أَنه لَا ثَانِيَ لَهُ، وَيَجُوزُ أَن يُنْعَتَ الشَّيْءُ بأَنه وَاحِدٌ، فأَما أَحَد فَلَا يُنْعَتُ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى لِخُلُوصِ هَذَا الِاسْمِ الشَّرِيفِ لَهُ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ. وَتَقُولُ: أَحَّدْتُ اللَّهَ تَعَالَى ووحَّدْته، وَهُوَ الواحدُ الأَحَد. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِرَجُلٍ ذَكَرَ اللَّهَ وأَومَأَ بإِصْبَعَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَحِّدْ أَحِّدْ أَي أَشِرْ بِإِصْبَعٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ: وأَما قَوْلُ النَّاسِ: تَوَحَّدَ اللَّهُ بالأَمر وَتَفَرَّدَ، فإِنه وإِن كَانَ صَحِيحًا فإِني لَا أُحِبُّ أَن أَلْفِظَ بِهِ فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْمَعْنَى إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي التَّنْزِيلِ أَو فِي السُّنَّة، وَلَمْ أَجد المُتَوَحِّدَ فِي صِفَاتِهِ وَلَا المُتَفَرِّدَ، وإِنما نَنْتَهِي فِي صِفَاتِهِ إِلى مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا نُجاوِزُه إِلى غَيْرِهِ لمَجَازه فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَ بالوَحْدانيَّةِ لأَحَدٍ غَيْرِهِ، شَرُّ أُمَّتي الوَحْدانيُّ المُعْجِبُ بِدِينِهِ المُرائي بعَمَلِه ، يُرِيدُ بالوحْدانيِّ المُفارِقَ لِلْجَمَاعَةِ المُنْفَرِدَ بِنَفْسِهِ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الوَحْدةِ والانفرادِ، بِزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ لِلْمُبَالَغَةِ. والمِيحادُ: مِنَ الواحدِ كالمِعْشارِ، وَهُوَ جُزْءٌ وَاحِدٌ كَمَا أَن المِعْشارَ عُشْرٌ، والمَواحِيدُ جَمَاعَةُ المِيحادِ؛ لَوْ رأَيت أَكَماتٍ مُنْفَرِداتٍ كُلُّ وَاحِدَةٍ بَائِنَةٌ مِنَ

الأُخرى كَانَتْ مِيحاداً ومواحِيدَ. والمِيحادُ: الأَكمة المُفْرَدةُ. وَذَلِكَ أَمر لَسْتُ فِيهِ بأَوْحَد أَي لَا أُخَصُّ بِهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي لَسْتُ عَلَى حِدةٍ. وفلانٌ واحِدُ دَهْرِه أَي لَا نَظِيرَ لَهُ. وأَوحَدَه اللَّهُ: جَعَلَهُ وَاحِدَ زَمَانِهِ؛ وفلانٌ أَوْحَدُ أَهل زَمَانِهِ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: للهِ أُمٌّ «3» حَفَلَتْ عَلَيْهِ ودَرَّتْ لَقَدْ أَوْحَدَت بِهِ أَي ولَدَتْه وحِيداً فَرِيداً لَا نَظِيرَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أُحْدان مِثْلُ أَسْوَدَ وسُودان؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فباكَرَه، والشمسُ لَمْ يَبْدُ قَرْنُها، ... بِأُحْدانِه المُسْتَوْلِغاتِ، المُكَلِّبُ يَعْنِي كلابَه الَّتِي لَا مِثْلَهَا كِلَابٌ أَي هِيَ وَاحِدَةُ الْكِلَابِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ: لَسْتَ فِي هَذَا الأَمر بأَوْحَد وَلَا يُقَالُ للأُنثى وَحْداء. وَيُقَالُ: أَعْطِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى حِدَة أَي عَلَى حِيالِه، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ كَمَا قُلْنَا. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: اقْتَضَيْتُ كُلَّ دِرْهَمٍ عَلَى وَحْدِه وَعَلَى حِدته. تَقُولُ: فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ ذاتِ حِدَتِهِ وَمِنْ ذَاتِ نَفْسه وَمِنْ ذَاتِ رأْيه وَعَلَى ذَاتِ حِدَتِهِ وَمِنْ ذِي حِدَتِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَوَحَّده اللَّهُ بعِصْمته أَي عَصَمه وَلَمْ يَكِلْه إِلى غَيْرِهِ. وأَوْحَدَتِ الشاةُ فَهِيَ مُوحِدٌ أَي وَضَعَتْ واحِداً مِثْلَ أَفَذَّتْ. وَيُقَالُ: أَحَدْتُ إِليه أَي عَهِدْتُ إِليه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: سارَ الأَحِبَّةُ بالأَحْدِ الَّذِي أَحَدُوا يُرِيدُ بالعَهْدِ الَّذِي عَهِدُوا؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ: لقدْ بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ قَالَ: أَقام أَحداً مَقَامَ مَا أَو شيءٍ وَلَيْسَ أَحد مِنَ الإِنس وَلَا مِنَ الْجِنِّ، وَلَا يتكَلَّمُ بأَحَد إِلا فِي قَوْلِكِ مَا رأَيت أَحداً، قَالَ ذَلِكَ أَو تَكَلَّمَ بِذَلِكَ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَالْمَلَائِكَةِ. وإِن كَانَ النَّفْيُ فِي غَيْرِهِمْ قُلْتَ: مَا رأَيت شَيْئًا يَعْدِلُ هَذَا وَمَا رأَيت مَا يَعْدِلُ هَذَا، ثُمَّ العَربُ تُدْخِلُ شَيْئًا عَلَى أَحد وأَحداً عَلَى شَيْءٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ «4» وقرأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَإِنْ فَاتَكُمْ أَحد مِنْ أَزواجكم ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وقالتْ: فلَوْ شَيءٌ أَتانا رَسُوله ... سِواكَ، ولكنْ لَمْ نَجِدْ لكَ مَدْفَعا أَقام شَيْئًا مُقَامَ أَحَدٍ أَي لَيْسَ أَحَدٌ مَعْدُولًا بِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: وَفُلَانٌ لَا وَاحِدَ لَهُ أَي لَا نَظِيرَ لَهُ. وَلَا يَقُومُ بِهَذَا الأَمرِ إِلا ابن إِحداها أَي كِرِيمُ الآباءِ والأُمهاتِ مِنَ الرِّجَالِ والإِبل؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا يَقُومُ بِهَذَا الأَمرِ إِلا ابْنُ إِحداها أَي الْكَرِيمُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَفِي النَّوَادِرِ: لَا يَسْتَطِيعُهَا إِلا ابْنُ إِحْداتها يَعْنِي إِلا ابْنُ وَاحِدَةٍ مِنْهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُهُ: حَتَّى اسْتثارُوا بيَ إِحْدَى الإِحَدِ، ... لَيْثاً هِزَبْراً ذَا سِلاحٍ مُعْتَدِي فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي بأَنه وَاحِدٌ لَا مِثْلَ لَهُ؛ يُقَالُ: هَذَا إِحْدَى الإِحَدِ وأَحَدُ الأَحَدِين وواحِدُ الآحادِ. وَسُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: ذَلِكَ أَحَدُ الأَحَدِين؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هَذَا أَبلغ الْمَدْحِ. قَالَ: وأَلف الأَحَد مَقْطُوعَةٌ وَكَذَلِكَ إِحدى، وَتَصْغِيرُ أَحَد أُحَيْدٌ وَتَصْغِيرُ إِحْدَى أُحَيدَى، وَثُبُوتُ الأَلِف فِي أَحَد وإِحْدى دَلِيلٌ عَلَى أَنها مَقْطُوعَةٌ، وأَما أَلِف اثْنا واثْنَتا فأَلِف وَصْلٍ، وَتَصْغِيرُ اثْنا ثُنَيَّا وَتَصْغِيرُ اثْنَتا ثُنَيَّتا. وإِحْدَى بناتِ طَبَقٍ: الدّاهِيةُ، وَقِيلَ: الحَيَّةُ

_ (3). قوله [لله أم إلخ] هذا نص النهاية في وحد ونصها في حفل: لِلَّهِ أُمٌّ حَفَلَتْ لَهُ وَدَرَّتْ عَلَيْهِ أَيْ جَمَعَتِ اللبن في ثديها له. (4). الآية

سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَلَوِّيها حَتَّى تَصِيرَ كالطَّبَق. وبَنُو الوَحَدِ: قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَغْلِب؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ وَقَوْلُهُ: فَلَوْ كُنتُمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذِكم، ... ولكِنَّها الأَوْحادُ أَسْفَلُ سافِلِ أَراد بَنِي الوَحَد مِنْ بَنِي تَغْلِبَ، جُعِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَحَداً. وَقَوْلُهُ: أَخَذْنا بأَخْذِكم أَي أَدْرَكْنا إِبلكم فَرَدَدْنَاهَا عَلَيْكُمْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وبَنُو الوَحِيدِ بطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعةَ. والوَحِيدُ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَالْوَحِيدُ: نَقاً مِنْ أَنْقاء الدَّهْناءِ؛ قَالَ الرَّاعِي: مَهارِيسُ، لاقَتْ بالوَحِيدِ سَحابةً ... إِلى أُمُلِ الغَرّافِ ذاتِ السَّلاسِلِ والوُحْدانُ: رِمال مُنْقَطِعَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى إِذا هَبَطَ الوُحْدانُ، وانْكَشَفَتْ ... مِنْه سَلاسِلُ رَمْلٍ بَيْنَها رُبَدُ وَقِيلَ: الوُحْدانُ اسْمُ أَرض. والوَحِيدانِ: ماءانِ فِي بِلَادِ قَيْس مَعْرُوفَانِ. قَالَ: وآلُ الوَحِيدِ حيٌّ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: أَنه رَأَى أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ يَقُولُ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا حَدْراها ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ هَلْ أَحد رأَى مِثْلَ هَذَا؟ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ هِيَ هَذِهِ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى؛ وَقِيلَ: أَعظُكم أَنْ تُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى. وَقَوْلُهُ: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ؛ أَي لَمْ يَشْرَكْني فِي خَلْقِهِ أَحَدٌ، وَيَكُونُ وَحِيدًا من صِفَةِ الْمَخْلُوقِ أَي ومَنْ خَلَقْتُ وحْدَه لَا مَالَ لَهُ وَلَا وَلد ثُمَّ جَعَلْت لَهُ مَالًا وَبَنِينَ. وَقَوْلُهُ: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ، لَمْ يَقُلْ كَواحِدة لأَن أَحداً نَفْيٌ عَامٌّ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْوَاحِدِ وَالْجَمَاعَةِ. وخد: الوَخْدُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل، وَهُوَ سَعَةُ الخَطْو فِي الْمَشْيِ، وَمِثْلُهُ الخَدْيُ لُغَتَانِ. يُقَالُ: وخَدَتِ الناقةُ تَخِدُ وخْداً؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فَما وَخَدَتْ بِمِثْلِكِ ذاتُ غَرْبٍ، ... حَطُوطٌ فِي الزِّمامِ، وَلَا لَحُونُ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ فِي النَّاقَةِ: وَخُود مِنَ اللَّائي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحَى، ... قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ ووخَدَ الْبَعِيرُ يَخِدُ وَخْداً وَوَخَداناً: أَسْرَعَ ووَسَّع الخَطْو؛ وَقِيلَ: رَمَى بِقَوَائِمِهِ كَمَشْيِ النَّعَامِ؛ وَبَعِيرٌ واخِدٌ وَوَخَّادٌ وَظَلِيمٌ وَخّاد. ووَخْدُ الفرسِ: ضرْبٌ مِنْ سَيْرِهِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ وَلَمْ يَحُدَّه. وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ أَبي ذَرٍّ: رأَى قَوْمًا تَخِدُ بِهِمْ رَواحِلُهم ؛ الوَخْدُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل سَرِيعٌ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ ذَكَرَ وخْدةَ، هُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْخَاءِ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى خَيْبَر الحَصِينة بِهَا نخل. ودد: الودُّ: مَصْدَرُ المودَّة. ابْنُ سِيدَهْ: الودُّ الحُبُّ يَكُونُ فِي جَمِيعِ مَداخِل الخَيْر؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. ووَدِدْتُ الشيءَ أَوَدُّ، وَهُوَ مِنَ الأُمْنِيَّة؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا أَفضل الْكَلَامِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَدَدْتُ ويَفْعَلُ مِنْهُ يَوَدُّ لَا غَيْرَ؛ ذَكَرَ هَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَي يَتَمَنَّى. اللَّيْثُ: يُقَالُ: وِدُّكَ وَوَدِيدُكَ كَمَا تَقُولُ حِبُّكَ وحَبِيبُك. الْجَوْهَرِيُّ: الوِدُّ الوَدِيدُ، وَالْجَمْعُ أَوُدٌّ مِثْلُ قِدْحٍ وأَقْدُحٍ وذِئْبٍ وأَذْؤُبٍ؛ وَهُمَا يَتَوادّانِ وَهُمْ أَوِدّاء. ابْنُ سِيدَهْ: وَدَّ الشيءَ وُدًّا وَوِدًّا وَوَدّاً وَوَدادةً وَوِداداً وَوَداداً ومَوَدَّةً ومَوْدِدةً: أَحَبَّه؛ قَالَ:

إِنَّ بَنِيَّ لَلئامٌ زَهَدَهْ، ... مَا ليَ فِي صُدُورِهْم مِنْ مَوْدِدَهْ أَراد مِنْ مَوَدّة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَاءَ الْمَصْدَرُ فِي مَوَدّة عَلَى مَفْعَلة وَلَمْ يُشَاكِلْ بَابَ يَوْجَلُ فِيمَنْ كَسَرَ الْجِيمَ لأَن وَاوَ يَوْجَلُ قَدْ تَعْتَلُّ بِقَلْبِهَا أَلفاً فأَشبهت وَاوَ يَعِدُ فَكَسَرُوهَا كَمَا كَسَرُوا المَوْعِد، وإِن اخْتَلَفَ الْمَعْنَيَانِ، فَكَانَ تَغْيِيرُ ياجَل قَلْبًا وَتَغْيِيرُ يَعِدُ حَذْفًا لَكِنَّ التَّغْيِيرَ يَجْمَعُهُمَا. وَحَكَى الزجاجي عن الكسائي: ودَدْتُ الرَّجُلَ، بِالْفَتْحِ. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ وَدِدْتُ لَوْ تَفْعَل ذَلِكَ ووَدِدْتُ لَوْ أَنك تَفْعَلُ ذَلِكَ أَوَدُّ وُدًّا وَوَدًّا وَوَدادةً، وَوِداداً أَي تَمَنَّيْتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَدِدْتُ وَدادةً [وِدادةً] لَوْ أَنَّ حَظِّي، ... مِنَ الخُلَّانِ، أَنْ لَا يَصْرِمُوني ووَدِدْتُ الرَّجُلَ أَوَدُّه وَدًّا إِذا أَحببته. والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ: المَوَدَّة؛ تَقُولُ: بودِّي أَن يَكُونَ كَذَا؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَيُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنّا، ... وبِودِّيكَ لَوْ تَرَى أَكْفاني فإِنما أَشبع كَسْرَةَ الدَّالِ لِيَسْتَقِيمَ لَهُ الْبَيْتُ فَصَارَتْ يَاءً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ؛ مَعْنَاهُ لَا أَسأَلكم أَجراً عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وَلَكِنِّي أُذكركم الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى؛ والمودّةَ مُنْتَصِبَةٌ عَلَى اسْتِثْنَاءٌ لَيْسَ مِنَ الأَوّل لأَن الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى لَيْسَتْ بأَجر؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ فِي التَّمَنِّي: وددتُ وِدَادَةً لَوْ أَن حَظِّي قَالَ: وأَختارُ فِي مَعْنَى التَّمَنِّي: وَدِدْت. قَالَ: وَسَمِعْتُ وَدَدْتُ، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ: وَسَوَاءٌ قُلْتَ وَدِدْتُ أَو وَدَدْتُ الْمُسْتَقْبَلُ مِنْهُمَا أَوَدُّ ويَوَدُّ وتَوَدُّ لَا غَيْرُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَنكر الْبَصْرِيُّونَ ودَدْتُ، قَالَ: وَهُوَ لَحْنٌ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَدْ عَلِمْنَا أَن الْكِسَائِيَّ لَمْ يَحْكِ ودَدْت إِلا وَقَدْ سَمِعَهُ وَلَكِنَّهُ سَمِعَهُ مِمَّنْ لَا يَكُونُ حُجَّةً. وَقُرِئَ: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمنُ وُدّاً ووَدّاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: وُدًّا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: قَالَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ. ابْنُ الأَنباري: الوَدُودُ فِي أَسماءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، المحبُّ لِعِبَادِهِ، مِنْ قَوْلِكَ وَدِدْت الرَّجُلَ أَوَدّه وِدًّا ووِداداً وَوَداداً. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْوَدُودُ فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُول، مِنَ الْوُدِّ الْمَحَبَّةِ. يُقَالُ: وَدِدْتُ الرَّجُلَ إِذا أَحببته، فَاللَّهُ تَعَالَى مَوْدُود أَي مَحْبوب فِي قُلُوبِ أَوليائه؛ قَالَ: أَو هُوَ فَعُول بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَي يُحبّ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ بِمَعْنَى يَرْضى عَنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ أَبا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ ؛ هُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ تَقْدِيرُهُ كَانَ ذَا وُدّ لِعُمَرَ أَي صَدِيقًا، وإِن كَانَتِ الْوَاوُ مَكْسُورَةً فَلَا يُحْتَاجُ إِلى حَذْفِ فإِن الوِدّ، بِالْكَسْرِ، الصَّدِيقُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: فإِنْ وافَق قَوْلٌ عَمَلًا فآخِه وأَوْدِدْه أَي أَحْبِبْه وصادِقْه، فأَظهر الإِدغام للأَمر عَلَى لُغَةِ الْحِجَازِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِتَعَلُّمِ الْعَرَبِيَّةِ فإِنها تَدُلُّ عَلَى المُروءةِ وَتَزِيدُ فِي الموَدّةِ ؛ يُرِيدُ مَوَدَّةَ الْمُشَاكَلَةِ؛ وَرَجُلٌ وُدٌّ ومِوَدّ وَوَدُودٌ والأُنثى وَدُودٌ أَيضاً، والوَدُودُ: المُحِبُّ. ابْنُ الأَعرابي: الموَدَّةُ الْكِتَابَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ أَي بالكُتُب؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ خَيْفانةً، ... جَمُومَ الجِراءِ وَقاحاً وَدُوداً قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَى قَوْلِهِ وَدُوداً أَنها باذلةٌ مَا عِنْدَهَا مِنَ الجَرْي؛ لَا يَصِحُّ قَوْلُهُ ودُوداً إِلا عَلَى ذَلِكَ لأَن الْخَيْلَ بهائمُ وَالْبَهَائِمُ لَا ودَّ لَهَا فِي غَيْرِ نَوْعِهَا. وتوَدَّدَ إِليه: تَحَبَّبَ. وتوَدَّده: اجْتَلَبَ ودَّه؛

عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: أَقولُ: توَدَّدْني إِذا مَا لَقِيتَني ... بِرِفْقٍ، ومَعْروفٍ مِن القَوْلِ ناصِعِ وَفُلَانٌ وُدُّكَ ووِدُّكَ وَوَدُّكَ، بِالْفَتْحِ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، ووَديدُك وَقَوْمٌ وُدٌّ ووِدادٌ وأَوِدَّاءُ وأَوْدادٌ وأَوِدٌّ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْوَاوِ، وَأَوُدٌّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِني، كأَني أَرَى النُّعْمانَ خَبَّرَه ... بعضُ الأَوُدّ حَديثاً، غيرَ مَكْذوبِ قَالَ: وَذَهَبَ أَبو عُثْمَانَ إِلى أَن أَوُدّاً جَمْعٌ دَلَّ عَلَى وَاحِدِهِ أَي أَنه لَا وَاحِدَ لَهُ. قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: بعضُ الأَوَدّ، بِفَتْحِ الْوَاوِ؛ قَالَ: يُرِيدُ الَّذِي هُوَ أَشدُّ وُدًّا؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: أَراد الأَوَدِّين الْجَمَاعَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَرِجَالٌ وُدَداءُ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ لِكَوْنِهِ وَصْفًا دَاخِلًا عَلَى وَصْفٍ لِلْمُبَالَغَةِ. التَّهْذِيبُ: والوَدُّ صَنَم كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ ثُمَّ صَارَ لِكلب وَكَانَ بِدُومةِ الْجَنْدَلِ وَكَانَ لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونَهُ وُدّاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ أُدٌّ؛ وَمِنْهُ سُمِّي عَبدُ وُدٍّ، وَمِنْهُ سُمِّي أُدُّ بنُ طَابِخَةَ؛ وأُدَد: جَدُّ مَعَدِّ بْنِ عدنانَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ أَهل الْمَدِينَةِ: وَلَا تَذَرُنَّ وُدًّا، بِضَمِّ الْوَاوِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَكثر القرَّاء قرؤوا وَدًّا ، مِنْهُمْ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وقرأَ نَافِعٌ وُدًّا، بِضَمِّ الْوَاوِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَوَدٌّ وَوُدٌّ صَنَمٌ. وَحَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ مَفْتُوحًا لَا غَيْرَ. وَقَالُوا: عَبْدُ وُدّ يَعْنُونَهُ بِهِ، وَوُدٌّ لُغَةٌ فِي أُدّ، وَهُوَ وُدُّ بْنُ طَابِخَةَ؛ التَّهْذِيبُ: الوَدّ، بِالْفَتْحِ، الصنَمُ؛ وأَنشد: بِوَدِّكِ، مَا قَوْمي عَلَى مَا تَرَكْتِهِمْ، ... سُلَيْمَى إِذا هَبَّتْ شَمالٌ وَريحُها أَراد بِوَدّكِ «1» فَمَنْ رَوَاهُ بِوَدّكِ أَراد بِحَقِّ صنمكِ عليكِ، وَمَنْ ضَمَّ أَراد بالمَوَدّة بَيْنِي وبينكِ؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَيّ شَيْءٍ وجَدْتِ قَوْمِي يَا سُلَيْمَى عَلَى تركِكِ إِياهم أَي قَدْ رَضِيتُ بِقَوْلِكِ وإِن كُنْتِ تَارِكَةً لَهُمْ فاصدُقي وَقُولِي الْحَقَّ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى أَيّ شَيْءٍ قَوْمِي فَاصْدُقِي فَقَدْ رَضِيتُ قَوْلَكِ وإِن كُنْتِ تَارِكَةً لِقَوْمِي. ووَدّانُ: وادٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ نُصَيْبٌ: قِفُوا خَبِّرُوني عَنْ سُلَيْمَانَ إِنَّني، ... لِمَعْرُوفِه مِنْ أَهلِ وَدّانَ، طالِبُ وَوَدٌّ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: والوَد فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: تُظْهِرُ الوَدَّ إِذا مَا أَشْجَذَتْ، ... وتُوارِيهِ إِذا مَا تَعْتَكِرْ «2» قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: والوَدُّ الوَتِدُ بِلُغَةِ تَمِيمٍ، فإِذا زَادُوا الْيَاءَ قَالُوا وتيدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَنها لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ، قَالَ: لَا أَدري هَلْ أَراد أَنه لَا يُغَيِّرُهَا هَذَا التَّغْيِيرَ إِلا بَنُو تَمِيمٍ أَم هِيَ لُغَةٌ لِتَمِيمٍ غَيْرُ مُغَيَّرَةٍ عَنْ وَتِدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَدُّ، بِالْفَتْحِ، الوَتِدُ فِي لُغَةِ أَهل نَجْدٍ كأَنهم سكَّنوا التَّاءَ فأَدغموها فِي الدَّالِ. ومَوَدّةُ: اسْمُ امرأَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: مَوَدّةُ تَهْوى عُمْرَ شَيْخٍ يَسُرُّه ... لَهَا الموتُ، قَبْلَ اللَّيْلِ، لَوْ أَنَّها تَدْري يَخافُ عَلَيْهَا جَفْوةَ الناسِ بَعْدَه، ... وَلَا خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ وَقِيلَ: إِنها سُمِّيَتْ بالموَدّة الَّتِي هِيَ المَحبة.

_ (1). قوله [أراد بودّك إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [تعتكر] يروى أيضاً تشتكر.

ورد: وَرْدُ كُلِّ شَجَرَةٍ: نَوْرُها، وَقَدْ غَلَبَتْ عَلَى نَوْعِ الحَوْجَم. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَرْدُ نَوْرُ كُلِّ شَجَرَةٍ وزَهْرُ كُلِّ نَبْتَة، وَاحِدَتُهُ وَرْدة؛ قَالَ: وَالْوَرْدُ بِبِلَادِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ، رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً. ووَرَّدَ الشجرُ: نَوَّرَ. وَوَرَّدت الشَّجَرَةُ إِذا خَرَجَ نَوْرُها. الْجَوْهَرِيُّ: الوَرد، بِالْفَتْحِ، الَّذِي يُشمّ، الْوَاحِدَةُ وَرْدَةٌ، وَبِلَوْنِهِ قِيلَ للأَسد وَرْدٌ، وَلِلْفَرَسِ ورْد، وَهُوَ بَيْنَ الكُمَيْت والأَشْقَر. ابْنُ سِيدَهْ: الوَرْد لَوْنٌ أَحمر يَضْرِبُ إِلى صُفرة حَسَنة فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ فَرَس وَرْدٌ، وَالْجَمْعُ وُرْد ووِرادٌ والأُنثى ورْدة. وَقَدْ وَرُد الفرسُ يَوْرُدُ وُرُودةً أَي صَارَ وَرْداً. وَفِي الْمُحْكَمِ: وَقَدْ وَرُدَ وُرْدةً واوْرادّ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ ايرادَّ يَوْرادُّ عَلَى قِيَاسِ ادْهامَّ واكْماتَّ، وأَصله اوْرادَّ صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ؛ أَي صَارَتْ كَلَوْنِ الوَرْد؛ وَقِيلَ: فَكَانَتْ وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ؛ وَالْوَرْدُ يَتَلَوَّنُ فَيَكُونُ فِي الشِّتَاءِ خِلَافَ لَوْنِهِ فِي الصَّيْفِ، وأَراد أَنها تَتَلَوَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكبر كَمَا تَتَلَوَّنُ الدِّهَانُ الْمُخْتَلِفَةُ. وَاللَّوْنُ وُرْدةٌ، مِثْلُ غُبْسة وشُقْرة؛ وَقَوْلُهُ: تَنازَعَها لَوْنانِ: وَرْدٌ وجُؤْوةٌ، ... تَرَى لأَياءِ الشَّمْسِ فِيهَا تَحَدُّرا إِنما أَراد وُرْدةً وجُؤْوةً أَو وَرْداً وجَأًى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا ذَلِكَ لأَن وَرْدًا صِفَةٌ وجؤوة مَصْدَرٌ، وَالْحُكْمُ أَن تَقَابَلَ الصِّفَةُ بِالصِّفَةِ وَالْمَصْدَرُ بِالْمَصْدَرِ. ووَرَّدَ الثوبَ: جَعَلَهُ وَرْداً. وَيُقَالُ: وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إِذا عَالَجَتْهُ بِصَبْغِ الْقُطْنَةِ الْمَصْبُوغَةِ. وعَشِيّةٌ وَرْدةٌ إِذا احمَرَّ أُفُقها عِنْدَ غُروب الشَّمْسِ، وَكَذَلِكَ عِنْدَ طُلوع الشَّمْسِ، وَذَلِكَ عَلَامَةُ الجَدْب. وَقَمِيصٌ مُوَرَّد: صُبِغَ عَلَى لَوْنِ الْوَرْدِ، وَهُوَ دُونَ المضَرَّجِ. والوِرْدُ: مِنْ أَسماءِ الحُمَّى، وَقِيلَ: هُوَ يَوْمُها. الأَصمعي: الوِرْدُ يَوْمُ الحُمَّى إِذا أَخذت صَاحِبَهَا لِوَقْتٍ، وَقَدْ وَرَدَتْه الحُمَّى، فَهُوَ مَوْرُودٌ؛ قَالَ أَعرابي لِآخَرَ: مَا أَمارُ إِفْراقِ المَوْرُودِ «1» فَقَالَ: الرُّحَضاءُ. وَقَدْ وُرِدَ عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمّ فَاعِلُهُ. وَيُقَالُ: أَكْلُ الرُّطَبِ مَوْرِدةٌ أَي مَحَمَّةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والوِرْدُ ووُردُ الْقَوْمِ: الْمَاءُ. والوِرْدُ: الْمَاءُ الَّذِي يُورَدُ. والوِرْدُ: الإِبل الوارِدة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ دَقَّ وِرْدي حَوْضَه لَمْ يَنْدَهِ وَقَالَ الْآخَرُ: يَا عَمْرُو عَمْرَ الْمَاءِ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ وأَنشد قَوْلَ جَرِيرٍ فِي الْمَاءِ: لَا وِرْدَ للقَوْمِ، إِن لَمْ يَعْرِفُوا بَرَدى، ... إِذا تكَشَّفَ عَنْ أَعْناقِها السَّدَفُ بَرَدى: نَهْرُ دِمَشْقَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى. والوِرْدُ: العَطَشُ. والمَوارِدُ: المَناهِلُ، واحِدُها مَوْرِدٌ. وَوَرَدَ مَوْرِداً أَي وُرُوداً. والمَوْرِدةُ: الطَّرِيقُ إِلى الْمَاءِ. والوِرْدُ: وقتُ يومِ الوِرْدِ بَيْنَ الظِّمْأَيْنِ، والمَصْدَرُ الوُرُودُ. والوِرْدُ: اسْمٌ مِنْ وِرْدِ يومِ الوِرْدِ. وَمَا وَرَدَ مِنْ جَمَاعَةِ الطَّيْرِ والإِبل وَمَا كَانَ، فَهُوَ وِرْدٌ. تَقُولُ: وَرَدَتِ الإِبل وَالطَّيْرُ هَذَا الماءَ وِرْداً، وَوَرَدَتْهُ أَوْراداً؛ وأَنشد: فأَوْراد القَطا سَهْلَ البِطاحِ وإِنما سُمِّيَ النصيبُ مِنْ قراءَة الْقُرْآنِ وِرْداً مِنْ هَذَا. ابْنُ سِيدَهْ: ووَرَدَ الماءَ وَغَيْرَهُ وَرْداً ووُرُوداً

_ (1). قوله [إفراق المورود] في الصحاح قال الأَصمعي: أفرق المريض من مرضه والمحموم من حماه أي أَقبل. وحكى قول الأَعرابي هذا ثم قال: يَقُولُ مَا عَلَامَةُ بُرْءِ المحموم؟ فقال العرق.

وَوَرَدَ عَلَيْهِ: أَشرَفَ عَلَيْهِ، دَخَلَهُ أَو لَمْ يَدْخُلْهُ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: فَلَمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه، ... وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيّمِ مَعْنَاهُ لَمَّا بَلَغْنَ الْمَاءَ أَقَمْنَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ وارِدٌ مِنْ قَوْمٍ وُرّادٌ، وورَّادٌ مِنْ قومٍ وَرّادين، وَكُلُّ مَنْ أَتى مَكَانًا مَنْهَلًا أَو غَيْرَهُ، فَقَدْ وَرَدَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَرِدُونَهَا مَعَ الْكُفَّارِ فَيَدْخُلُهَا الْكُفَّارُ وَلَا يَدْخلُها الْمُسْلِمُونَ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِهِ آيَةٌ كَثُرَ اخْتِلَافُ الْمُفَسِّرِينَ فِيهَا، وَحَكَى كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَن الْخَلْقَ جَمِيعًا يَرِدُونَ النَّارَ فَيَنْجُو الْمُتَّقِي ويُتْرَك الظَّالِمُ، وَكُلُّهُمْ يَدْخُلُهَا. والوِرْد: خِلَافُ الصَدَر. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ عَلِمْنَا الوُرُودَ وَلَمْ نَعْلَمِ الصُّدور، وَدَلِيلُ مَن قَالَ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا. وَقَالَ قَوْمٌ: الْخَلْقُ يَرِدُونها فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْداً وَسَلَامًا؛ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: إِنّ وُروُدَها لَيْسَ دُخولها وَحُجَّتُهُمْ فِي ذَلِكَ قَوِيَّةٌ جِدًّا لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ ورَدْنا مَاءَ كَذَا وَلَمْ يَدْخُلوه. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ . وَيُقَالُ إِذا بَلَغْتَ إِلى الْبَلَدِ وَلَمْ تَدْخله: قَدْ وَرَدْتَ بَلَدَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ أَبو إِسحاق: وَالْحُجَّةُ قَاطِعَةٌ عِنْدِي فِي هَذَا مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها؛ قَالَ: فَهَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، دليلُ أَن أَهل الْحُسْنَى لَا يَدْخُلُونَ النَّارَ. وَفِي اللُّغَةِ: وَرَدَ بَلَدَ كَذَا وَمَاءَ كَذَا إِذا أَشرف عَلَيْهِ، دَخَلَهُ أَو لَمْ يَدْخُلْهُ، قَالَ: فالوُرودُ، بالإِجماع، لَيْسَ بِدُخُولٍ. الْجَوْهَرِيُّ: ورَدَ فُلَانٌ وُروُداً حَضَر، وأَورده غَيْرُهُ واسْتَوْرَده أَي أَحْضَره. ابْنُ سِيدَهْ: توَرَّدَه واسْتَوْرَدَه كَوَرَّده كَمَا قَالُوا: عَلَا قِرْنَه واسْتَعْلاه. ووارَدَه: وَرَدَ مَعَه؛ وأَنشد: ومُتَّ مِنِّي هَلَلًا، إِنَّما ... مَوْتُكَ، لَوْ وارَدْتُ، وُرَّادِيَهْ والوارِدةُ: وُرّادُ الماءِ. والوِرْدُ: الوارِدة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَي مُشاةً عِطاشاً، وَالْجَمْعُ أَوْرادٌ. والوِرْدُ: الوُرّادُ وَهُمُ الَّذِينَ يَرِدُون الْمَاءَ؛ قَالَ يَصِفُ قَلِيبًا: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَا قَلِيباً سُكّا، ... يَطْمُو إِذا الوِرْدُ عَلَيْهِ الْتَكّا وَكَذَلِكَ الإِبل: وصُبِّحَ الماءُ بِوِرْدٍ عَكْنان والوِرْدُ: النصيبُ مِنَ الْمَاءِ. وأَوْرَدَه الماءَ: جَعَله يَرِدُه. والموْرِدةُ: مَأْتاةُ الماءِ، وَقِيلَ: الجادّةُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كأَنَّ عُلوبَ النِّسْعِ، فِي دَأَياتِها، ... مَوارِدُ مِنْ خَلقاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ وَيُقَالُ: مَا لَكَ توَرَّدُني أَي تقدَّم عَلَيَّ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ طَرَفَةَ: كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَه المُتَوَرِّدِ هُوَ المتقدِّم عَلَى قِرْنِه الَّذِي لَا يَدْفَعُهُ شَيْءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا البَرازَ فِي المَوارِدِ أَي المجارِي والطُّرُق إِلى الْمَاءِ، وَاحِدُهَا مَوْرِدٌ، وَهُوَ مَفْعِلٌ مِنَ الوُرُودِ. يُقَالُ: ورَدْتُ الماءَ أَرِدُه وُرُوداً إِذَا حَضَرْتَهُ لِتَشْرَبَ. والوِرد: الْمَاءُ الَّذِي تَرِدُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَخذ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: هَذَا الَّذِي

أَورَدَني المَوارِدَ ؛ أَراد الْمَوَارِدَ المُهْلِكةَ، وَاحِدُهَا مَوْرِدة؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الْقَبْرَ: يَقُولونَ لمَّا جُشَّتِ البِئْرُ: أَوْرِدُوا ... وليسَ بِهَا أَدْنَى ذِفافٍ لِوارِدِ اسْتَعَارَ الإِيرادٍ لإِتْيان الْقَبْرِ؛ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ، وكلُّ مَا أَتَيْتَه فَقَدْ وَرَدْتَه؛ وَقَوْلُهُ: كأَنَّه بِذِي القِفافِ سِيدُ، ... وبالرِّشاءِ مُسْبِلٌ وَرُودُ وَرُود هُنَا يُرِيدُ أَن يَخْرُجَ إِذا ضُرِب بِهِ. وأَوْرَدَ عَلَيْهِ الخَبر: قصَّه. والوِرْدُ: القطيعُ مِنَ الطَّيْرِ. والوِرْدُ: الجَيْشُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَمْ دَقَّ مِن أَعناقِ وِرْدٍ مكْمَهِ وَقَوْلُ جَرِيرٍ أَنشده ابْنُ حَبِيبٍ: سَأَحْمَدُ يَرْبُوعاً، عَلَى أَنَّ وِرْدَها، ... إِذا ذِيدَ لَمْ يُحْبَسْ، وإِن ذادَ حُكِّما قَالَ: الوِرْدُ هَاهُنَا الْجَيْشُ، شَبَّهَهُ بالوِرْدِ مِنَ الإِبل بِعَيْنِهَا. والوِرْدُ: الإِبل بِعَيْنِهَا. والوِرْدُ: النَّصِيبُ مِنَ الْقُرْآنِ؛ تَقُولُ: قرأْتُ وِرْدِي. وَفِي الْحَدِيثِ أَن الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ كَانَا يقرآنِ القرآنَ مِنْ أَوَّله إِلى آخِرِهِ ويَكْرهانِ الأَورادَ ؛ الأَورادُ جَمْعُ وِرْدٍ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْجُزْءُ، يُقَالُ: قرأْت وِرْدِي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تأْويل الأَوراد أَنهم كَانُوا أَحْدثوا أَنْ جَعَلُوا الْقُرْآنَ أَجزاء، كُلُّ جُزْءٍ مِنْهَا فِيهِ سُوَر مُخْتَلِفَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ التأْليف، جَعَلُوا السُّورَةَ الطَّوِيلَةَ مَعَ أُخرى دُونَهَا فِي الطُّولِ ثُمَّ يَزيدُون كَذَلِكَ، حَتَّى يُعَدِّلوا بَيْنَ الأَجزاءِ ويُتِمُّوا الْجُزْءَ، وَلَا يَكُونُ فِيهِ سُورة مُنْقَطِعَةٌ وَلَكِنْ تَكُونُ كُلُّهَا سُوَراً تَامَّةً، وَكَانُوا يُسَمُّونَهَا الأَوراد. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ كلَّ ليلةٍ وِرْد مِنَ الْقُرْآنِ يَقْرَؤُهُ أَي مقدارٌ مَعْلُومٌ إِما سُبْعٌ أَو نِصْفُ السُّبُعِ أَو مَا أَشبه ذَلِكَ. يُقَالُ: قرأَ وِرْده وحِزْبه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والوِرْد: الْجُزْءُ مِنَ اللَّيْلِ يَكُونُ عَلَى الرَّجُلِ يُصَلِّيهِ. وأَرْنَبَةٌ واردةٌ إِذا كَانَتْ مُقْبِلَةً عَلَى السبَلة. وَفُلَانٌ وَارِدُ الأَرنبة إِذا كَانَ طَوِيلَ الأَنف. وَكُلُّ طَوِيلٍ: وَارِدٌ. وتَوَرَّدَتِ الْخَيْلُ الْبَلْدَةَ إِذا دَخَلَتْهَا قَلِيلًا قَلِيلًا قِطْعَةً قِطْعَةً. وشَعَر وَارِدٌ: مُسْتَرْسِلٌ طَوِيلٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وَعَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهَا وارِدٌ، ... حَسَنُ النَّبْتِ أَثِيثٌ مُسْبَكِرْ وَكَذَلِكَ الشَّفَةُ واللثةُ. والأَصل فِي ذَلِكَ أَن الأَنف إِذا طَالَ يَصِلُ إِلى الْمَاءِ إِذا شَرِبَ بِفِيهِ لِطُولِهِ، وَالشَّعَرُ مِنَ المرأَة يَرِدُ كَفَلَها. وَشَجَرَةٌ واردةُ الأَغصان إِذا تَدَلَّتْ أَغصانُها؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَخْلًا أَو كَرْمًا: يُلْقَى نَواطِيرُه، فِي كُلِّ مَرْقَبَةٍ، ... يَرْمُونَ عَنْ وارِدِ الأَفنانِ مُنْهَصِر «2» . أَي يَرْمُونَ الطَّيْرَ عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ أَي سابِقَهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ؛ قَالَ أَهل اللُّغَةِ: الوَرِيدُ عِرْق تَحْتَ اللِّسَانِ، وَهُوَ فِي العَضُد فَلِيقٌ، وَفِي الذِّرَاعِ الأَكْحَل، وَهُمَا فِيمَا تَفَرَّقَ مِنْ ظَهْرِ الكَفِّ الأَشاجِعُ، وَفِي بَطْنِ الذِّرَاعِ الرَّواهِشُ؛ وَيُقَالُ: إِنها أَربعة عُرُوقٍ فِي الرأْس، فَمِنْهَا اثْنَانِ يَنْحَدِران قُدّامَ الأُذنين، وَمِنْهَا الوَرِيدان فِي العُنق. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الورِيدان

_ (2). قوله [يلقى] في الأَساس تلقى

تَحْتَ الوَدَجَيْنِ، والوَدَجانِ عِرْقانِ غَلِيظَانِ عَنْ يَمِينِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسارِها. قَالَ: والوَرِيدانِ يَنْبِضان أَبداً منَ الإِنسان. وَكُلُّ عِرْق يَنْبِضُ، فَهُوَ مِنَ الأَوْرِدةِ الَّتِي فِيهَا مَجْرَى الْحَيَاةِ. والوَرِيدُ مِنَ العُرُوق: مَا جَرَى فِيهِ النَّفَسُ وَلَمْ يجرِ فِيهِ الدّمُ، والجَداوِلُ الَّتِي فِيهَا الدِّماءُ كالأَكْحَلِ والصَّافِن، وَهِيَ العُروقُ الَّتِي تُفْصَدُ. أَبو زَيْدٍ: فِي العُنُق الوَرِيدان وَهُمَا عِرْقان بَيْنَ الأَوداج وَبَيْنَ اللَّبَّتَيْنِ، وَهُمَا مِنَ الْبَعِيرِ الْوَدَجَانِ، وَفِيهِ الأَوداج وَهِيَ مَا أَحاطَ بالحُلْقُوم مِنَ الْعُرُوقِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ فِي الْوَرِيدَيْنِ مَا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ. غَيْرُهُ: والوَرِيدانِ عِرْقان فِي العُنُق، وَالْجَمْعُ أَوْرِدَةٌ ووُرودٌ. وَيُقَالُ للغَضْبَانِ: قَدِ انْتَفَخَ وَرِيدُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: حَبْل الوَرِيدِ عِرْق تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنه مِنْ الوَتِين، قَالَ: وَهُمَا وَرِيدَانِ مُكْتَنِفَا صَفْقَي العُنُق مِمَّا يَلي مُقَدَّمه غَلِيظان. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: مُنْتَفِخة الوَرِيدِ ، هُوَ العرقُ الَّذِي فِي صَفْحة العُنق يَنْتَفِخُ عِنْدَ الغضَب، وَهُمَا وريدانِ؛ يَصِفُها بِسُوءِ الخَلُق وَكَثْرَةِ الْغَضَبِ. والوارِدُ: الطَّرِيقُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ثُمَّ أَصْدَرْناهُما فِي وارِدٍ ... صادِرٍ وهْمٍ، صُواهُ قَدْ مَثَلْ يَقُولُ: أَصْدَرْنا بَعِيرَيْنا فِي طَرِيقٍ صادِرٍ، وَكَذَلِكَ المَوْرِدُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَمِيرُ المؤمِنينَ عَلَى صِراطٍ، ... إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيمُ وأَلقاهُ فِي وَرْدةٍ أَي فِي هَلَكَةٍ كَوَرْطَةٍ، وَالطَّاءُ أَعلى. والزُّماوَرْدُ: معرَّب وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: بَزْماوَرْد. ووَرْد: بَطْنٌ مِنْ جَعْدَة. ووَرْدَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ طَرَفَةُ: مَا يَنْظُرون بِحَقِّ وَرْدةَ فِيكُمُ، ... صَغُرَ البَنُونَ وَرَهطُ وَرْدَةَ غُيَّبُ والأَورادُ: موضعٌ عِنْدَ حُنَيْن؛ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ «1»: رَكَضْنَ الخَيْلَ فِيهَا، بَيْنَ بُسٍّ ... إِلى الأَوْرادِ، تَنْحِطُ بالنِّهابِ وَوَرْدٌ وَوَرَّادٌ: اسْمَانِ وَكَذَلِكَ وَرْدانُ. وبناتُ وَرْدانَ: دَوابُّ مَعْرُوفَةٌ. وَوَرْدٌ: اسْمُ فَرَس حَمْزة بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ الله عنه. وسد: الوِساد والوِسادَةُ: المِخَدَّةُ، وَالْجَمْعُ وسائِدُ وَوُسُدٌ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الوِسادُ المُتَّكَأُ وَقَدْ تَوَسَّد ووَسَّدَه إِياه فَتَوسَّد إِذا جعَله تَحْتَ رأْسه، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْ، ... وسُرْبِلْت أَكْفاني، ووُسِّدْتُ سَاعِدِي وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لعدِيّ بْنِ حَاتِمٍ: إِنَّ وِسادَكَ إِذَنْ لَعَرِيضٌ ؛ كَنى بالوِسادِ عَنِ النَّوْمِ لأَنه مَظِنَّته، أَراد أَن نَوَّمَكَ إِذَنْ كَثِيرٌ، وكَنى بِذَلِكَ عَنْ عِرَضِ قَفَاهُ وعِظَمِ رأْسه، وَذَلِكَ دَلِيلُ الغَباوَةِ؛ وَيَشْهَدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الأُخرى: إِنك لَعَريضُ القَفا، وَقِيلَ: أَراد أَنَّ مَنْ تَوَسَّدَ الْخَيْطَيْنِ الْمُكَنَّى بِهِمَا عَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَعَرِيضُ الْوِسَادِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدرْداء: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِني أُريد أَن أَطلب الْعِلْمَ وأَخشَى أَن أُضَيَّعَه، فَقَالَ: لأَنْ تَتَوَسَّدَ الْعِلْمَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَن تَتَوسَّدَ الْجَهْلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن شُرَيحاً الْحَضْرَمِيَّ ذُكر عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله

_ (1). قوله [ابن] كتب بهامش الأَصل كذا يعني بالأَصل ويحتمل أن يكون ابن مرداس أو غيره

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لِقَوْلِهِ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ وَجْهَانِ: أَحدهما مَدْحٌ وَالْآخِرُ ذَمٌّ، فَالَّذِي هُوَ مَدْحٌ أَنه لَا يَنَامُ عَنِ الْقُرْآنِ وَلَكِنْ يَتَهَجَّد بِهِ، وَلَا يَكُونُ القرآنُ مُتَوَسَّداً مَعَهُ بَلْ هُوَ يُداوِمُ قِراءتَه ويُحافِظُ عَلَيْهَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَوَسَّدوا الْقُرْآنَ واتْلُوه حَقَّ تُلاوته ، وَالَّذِي هُوَ ذَمٌّ أَنه لَا يقرأُ الْقُرْآنَ وَلَا يَحْفَظُهُ وَلَا يُديمُ قِرَاءَتَهُ وإِذا نَامَ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ، فإِن كَانَ حَمِدَه فَالْمَعْنَى هُوَ الأَوّل، وإِن كَانَ ذمَّه فَالْمَعْنَى هُوَ الْآخَرُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَشبههما أَنه أَثْنَى عَلَيْهِ وحَمِدَه. وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ قرأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوسَّداً لِلْقُرْآنِ. يُقَالُ: تَوَسَّدَ فُلَانٌ ذِراعه إِذا نَامَ عَلَيْهِ وَجَعَلَهُ كالوِسادة لَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ وسَّدَ فلانٌ فُلَانًا وِسادة، وتَوَسَّد وِسادة إِذا وضَع رأْسه عَلَيْهَا، وَجَمْعُ الوِسادِة وسَائِدُ. والوِسادُ: كُلُّ مَا يُوضَعُ تَحْتَ الرأْس وإِن كَانَ مِن تُرَابٍ أَو حِجَارَةٍ؛ وَقَالَ عَبْدُ بَنِي الْحَسْحَاسِ: فَبِتْنا وِسادانا إِلى عَلَجانةٍ ... وحِقْفٍ، تَهَادَاهُ الرِّياحُ تَهادِيا وَيُقَالُ لِلْوِسَادَةِ: إِسادة كَمَا قَالُوا للوِشاحِ: إِشاح. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا وُسِّدَ الأَمرُ إِلى غَيْرِ أَهله فَانْتَظَرِ السَّاعَةَ أَي أُسْنِدَ وجُعِلَ فِي غَيْرِ أَهله؛ يَعْنِي إِذا سُوِّدَ وشُرِّفَ غيرُ الْمُسْتَحِقِّ لِلسِّيَادَةِ وَالشَّرَفِ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ السِّيَادَةِ أَي إِذا وُضعت وِسادةُ المُلْك والأَمر وَالنَّهْيِ لِغَيْرِ مُسْتَحِقِّهِمَا، وَتَكُونُ إِلى بِمَعْنَى اللَّامِ. والتوسِيد: أَن تَمُدَّ الثِّلَامَ «1» طُولًا حَيْثُ تَبْلُغُهُ الْبَقَرُ. وأَوْسَدَ فِي السَّيْرِ: أَغَذَّ. وأَوْسَدَ الكلبَ: أَغْراه بالصَّيْدِ مِثْلُ آسَدَه. وصد: الوَصِيدُ: فِناءُ الدَّارِ وَالْبَيْتِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الوَصِيدُ والأَصيدُ لُغَتَانِ مِثْلُ الوِكافِ والإِكافِ وَهُمَا الفِناءُ، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ يُونُسُ والأَخفش. والوَصِيدةُ: بيتٌ يُتخذ مِنَ الْحِجَارَةِ لِلْمَالِ فِي الْجِبَالِ. والوِصادُ: المُطْبَقُ. وأَوْصَدَ البابَ وآصَدَه: أَغْلَقَه، فَهُوَ مُوصَدٌ، مِثْلُ أَوجَعَه، فَهُوَ موجَع. وَفِي حَدِيثِ أَصحاب الْغَارِ: فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الكَف فأَوْصَدَه أَي سَدَّه، مِنْ أَوْصَدْت الْبَابَ إِذا أَغلَقْتَه، وَيُرْوَى: فأَوْطَدَه، بِالطَّاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وأَوصَد القِدْرَ: أَطْبَقَها، وَالِاسْمُ مِنْهُمَا جَمِيعًا الوِصادُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ، وَقُرِئَ مُوصَدة، بِغَيْرِ هَمْزٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: آصَدْتُ وأَوْصَدْتُ إِذا أَطْبَقْتَ، وَمَعْنَى مُؤْصَدةٌ أَي مُطْبَقَةٌ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِصادُ والأَصِيدُ هُمَا بِمَنْزِلَةِ المُطْبَق. يُقَالُ: أَطْبَقَ عَلَيْهِمُ الإِصادَ والوِصادَ والأَصِيدةُ. والوَصِيدة كالحظيرةِ تُتَّخَذُ لِلْمَالِ إِلا أَنها مِنَ الْحِجَارَةِ والحَظِيرةُ مِنَ الغِصنَة. تَقُولُ مِنْهُ: اسْتَوْصَدْتُ فِي الْجَبَلِ إِذا اتَّخَذْتَ الوَصيدة. والمُوَصَّدُ: الخِدْرُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وعُلِّقْتُ لَيْلَى، وهْيَ ذاتُ مُوَصَّدٍ، ... وَلَمْ يَبْدُ لِلأَتْرابِ مِن ثَدْيِها حَجْمُ وَوَصَدَ النَّسَّاجُ بعضَ الخَيْطِ فِي بَعْضٍ وَصْداً وَوَصَّدَه: أَدْخَلَ اللُّحْمَةَ في السَّدَى. الوصَّادُ: الحائِكُ. وَفِي النَّوَادِرِ: وَصَدْتُ بِالْمَكَانِ أَصِدُ ووَتَدْتُ أَتِدُ إِذا ثَبَتَّ. وَيُقَالُ: وَصَدَ الشيءُ ووَصَبَ أَي ثَبَتَ، فَهُوَ واصِدٌ ووَاصِبٌ، وَمِثْلُهُ الصَّيْهَدُ. والصَّيْهَبُ: الحرُّ الشديدُ. والوصيدُ: النباتُ المتقاربُ الأُصولِ. ووَصَّدَه: أَغراه؛

_ (1). قوله [الثلام] كذا بالأَصل.

وأَوصَدَ الْكَلْبَ بالصَّيْدِ كَذَلِكَ. والتوصِيدُ: التحذيرُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ: ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بِوَصْدتِه، ... لَمْ يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ: وَعِنْدِي أَنه إِنما عَنَى به خُبْتَه سَراوِيله، أَو غَيْرَ ذَلِكَ مِنْهَا، وَقَوْلُهُ لَمْ يَسْتَعِنْ أَي لَمْ يَحْلِق عانتَه. وطد: وَطَدَ الشيءَ يَطِدُه وَطْداً وطِدةً، فَهُوَ مَوْطودٌ ووطَيدٌ: أَثْبَتَه وثَقَّلَه، والتوطِيدُ مِثْلُهُ؛ وَقَالَ يَصِفُ قَوْمًا بِكَثْرَةِ الْعَدَدِ: وهُمْ يَطِدُونَ الأَرضَ، لَولاهُمُ ارْتَمَتْ ... بِمَنْ فَوْقَها، مِنْ ذِي بَيانٍ وأَعْجَما وتَوَطَّدَ أَي تَثَبَّتَ. والواطِدُ: الثابتُ، والطادِي مَقْلُوبٌ مِنْهُ؛ الْمُحْكَمُ: وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ وأَحسبه لَكذَّاب بَنِي الحِرْمازِ: وأُسُّ مَجْدٍ ثابِتٌ وطِيدُ، ... نالَ السمَاءَ دِرْعُها المَدِيدُ وَقَدِ اتَّطَدَ ووَطَّدَ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً: مَهَّدَها. وَلَهُ عِنْدُهُ وطِيدَةٌ أَي مَنْزِلَةٌ ثَابِتَةٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. ووَطَّدَ الأَرضَ: رَدَمَها لِتَصْلُبَ. والمِيطَدَةُ: خَشَبَةٌ يُوَطَّدُ بِهَا الْمَكَانُ مِنْ أَساسِ بناءٍ أَو غَيْرِهِ لِيَصْلُب، وَقِيلَ: المِيطَدةُ خَشَبَةٌ يُمْسَكُ بِهَا المِثْقَب. والوطائدُ: قواعدُ البُنْيانِ. وَوطَدَ الشيءُ وَطْداً: دامَ ورَسا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن زيادَ بْنَ عَدِيٍّ أَتاه فَوَطَده إِلى الأَرض، وَكَانَ رَجُلًا مَجْبُولًا، فَقَالَ عبدُ اللَّهِ: اعْلُ عَنِّي، فَقَالَ: لَا، حَتَّى تُخْبِرَني مَتَى يَهْلِكُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، قَالَ: إِذا كَانَ عَلَيْهِ إِمام إِنْ أَطاعَه أَكفَرَه، وإِن عَصاه قتَله. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الوَطْدُ غمْزُك الشيءَ إِلى الشَّيْءِ وإِثباتُك إِياه؛ يُقَالُ مِنْهُ: وطَدْتُه أَطِدُه وَطْداً إِذا وَطِئتَه وغَمَزْتَه وأَثبتَّه، فَهُوَ مَوْطُود؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فالْحَقْ بِبَجْلَةَ ناسِبْهُمْ وكُنْ مَعَهُمْ، ... حَتَّى يُعِيرُوك مَجْداً غيرَ مَوطُودِ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فَوَطدَه إِلى الأَرض أَي غَمَزَه فِيهَا وأَثْبَتَه عَلَيْهَا وَمَنَعَهُ مِنَ الْحَرَكَةِ. وَيُقَالُ: وَطَدْتُ الأَرضَ أَطِدُها إِذا دُستَها لتتَثلَّب؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ يَوْمَ الْيَمَامَةَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: طِدْني إِليك أَي ضُمَّني إِليك واغْمِزْني. ووَطَدَه إِلى الأَرض: مِثْلُ رَهَصَه وغَمَزَه إِلى الأَرض. وَالطَّادِي: الثابتُ مِنْ وَطَد يَطِدُ فَقُلِبَ مِنْ فاعِل إِلى عالِف؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: مَا اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمى حَيْنَ مُعْتادِ، ... وَلَا تَقَضَّى بَواقي دَيْنِها الطادِي قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرادُ بِهِ الواطِدُ فأَخر الْوَاوَ وقَلَبَها أَلفاً. وَيُقَالُ: وطَّدَ اللهُ للسلطانِ مُلْكَه وأَطَّدَه إِذا ثَبَّتَه. الْفَرَّاءُ: طادَ إِذا ثَبَت، وداطَ إِذا حَمُق، ووَطَدَ إِذا حَمُق، ووَطَدَ إِذا سارَ. وَقَدْ وطَدْتُ عَلَى بَابِ الْغَارِ الصَّخْرَ إِذا سَدَّدَتْهُ بِهِ ونَضَّدْته عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَصحاب الْغَارِ: فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ فَأَوْطَدَه أَي سَدَّه بِالْهَدْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ وإِنما يُقَالُ وطَدَه، قَالَ: وَلَعَلَّهُ لُغَةٌ، وَقَدْ رُوِيَ فَأَوْصَدَه، بِالصَّادِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وعد: وعَدَه الأَمر وَبِهِ عِدةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدةً ومَوْعوداً ومَوْعودةً، وَهُوَ مِنَ المَصادِرِ الَّتِي جاءَت عَلَى مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ وَالْمَكْذُوبَةِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِمَّا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ مَجْمُوعًا مُعْمَلًا قَوْلَهُ:

مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِيَثْرِبِ والوَعْدُ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمَجْمُوعَةِ، قَالُوا: الوُعودُ؛ حَكَاهُ ابْنُ جني. وقوله تَعَالَى: وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* ؛ أَي إِنجازُ هَذَا الوَعْد أَرُونا ذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: الوَعْدُ والعِدةُ يَكُونَانِ مَصْدَرًا وَاسْمًا، فأَما العِدةُ فَتُجْمَعُ عِدات والوَعْدُ لَا يُجْمَعُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وعَدْتُ عِدةً، وَيَحْذِفُونَ الْهَاءَ إِذا أَضافوا؛ وأَنشد: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانجَرَدُوا، ... وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ الَّذِي وَعَدُوا وَقَالَ ابْنُ الأَنباري وَغَيْرُهُ: الْفَرَّاءُ يَقُولُ: عِدةً وعِدًى؛ وأَنشد: وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ وَقَالَ أَراد عِدَةَ الأَمر فَحَذَفَ الْهَاءَ عِنْدَ الإِضافة، قَالَ: وَيُكْتَبُ بِالْيَاءِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعِدةُ الوَعْدُ وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وَيُجْمَعُ عَلَى عِداتٍ وَلَا يُجْمَعُ الوَعْدُ، وَالنِّسْبَةُ إِلى عِدَةٍ عِدِيٌّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ، فَلَا تردَّ الْوَاوُ كَمَا تردُّها فِي شيةَ. وَالْفَرَّاءُ يَقُولُ: عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كَمَا يُقَالُ شِيَوِيٌّ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: الْعَامَّةُ تُخَطِئُ وَتَقُولُ أَوعَدَني فُلَانٌ مَوْعِداً أَقِفُ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ويقرأُ: وَعَدْنا. قرأَ أَبو عَمْرٍو: وَعَدْنَا ، بِغَيْرِ أَلف، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَاعَدْنَا، بالأَلف؛ قَالَ أَبو إِسحاق: اخْتَارَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ. وإِذ وَعَدْنَا، بِغَيْرِ أَلف، وَقَالُوا: إِنما اخْتَرْنَا هَذَا لأَن الْمُوَاعَدَةَ إِنما تَكُونُ مِنَ الْآدَمِيِّينَ فَاخْتَارُوا وَعْدَنَا، وَقَالُوا دَلِيلُنَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِ ، وَمَا أَشبهه؛ قَالَ: وَهَذَا الذي ذكروه لَيْسَ مِثْلَ هَذَا. وأَما وَاعَدْنَا هَذَا فَجَيِّدٌ لأَن الطَّاعَةَ فِي الْقَبُولِ بِمَنْزِلَةِ الْمُوَاعَدَةِ، فَهُوَ مِنَ اللَّهِ وَعْدٌ، وَمِنْ مُوسَى قَبُول واتّباعٌ فَجَرَى مَجْرَى الْمُوَاعِدَةِ قَالَ الأَزهري: مَنْ قرأَ وَعَدْنَا، فَالْفِعْلُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ قرأَ وَاعَدْنَا، فَالْفِعْلُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَمِنْ مُوسَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي التَّنْزِيلِ: وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً ، وَقُرِئَ وَوَعَدْنَا ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: فَوَاعَدْنَا مِنِ اثْنَيْنِ وَوَعَدْنَا مِنْ وَاحِدٍ؛ وَقَالَ: فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ، ... أَو الرُّبى بَيْنَهُمَا أَسْهَلا قَالَ أَبو مُعَاذٍ: وَاعَدْتُ زَيْدًا إِذا وعَدَك ووَعَدْته. وَوَعَدْتُ زَيْدًا إِذا كَانَ الْوَعْدُ مِنْكَ خَاصَّةً. والمَوْعِدُ: مَوْضِعُ التواعُدِ، وَهُوَ المِيعادُ، وَيَكُونُ المَوْعِدُ مَصْدَرَ وعَدْتُه، وَيَكُونُ المَوْعِدُ وَقْتًا للعِدةِ. والمَوْعِدةُ أَيضاً: اسْمٌ للعِدةِ. والميعادُ: لَا يَكُونُ إِلا وَقْتاً أَو مَوْضِعًا. والوَعْدُ: مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ. وَالْعِدَةُ: اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ وَكَذَلِكَ المَوْعِدةُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ . والميعادُ والمُواعَدةُ: وَقْتُ الْوَعْدِ وَمَوْضِعُهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الموعِدُ لأَن مَا كَانَ فَاءُ الْفِعْلِ مِنْهُ وَاوًا أَو يَاءً ثُمَّ سَقَطَتَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ، فإِن المَفْعِل مِنْهُ مَكْسُورٌ فِي الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ جَمِيعًا، وَلَا تُبالِ أَمنصوباً كَانَ يَفْعَلُ مِنْهُ أَو مَكْسُورًا بَعْدَ أَن تَكُونَ الْوَاوُ مِنْهُ ذَاهِبَةً، إِلا أَحْرُفاً جاءَت نَوَادِرَ، قَالُوا: دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، وَفُلَانُ ابْنُ مَوْرَقٍ، ومَوْكلٌ اسْمٌ رَجُلٍ أَو مَوْضِعٍ، ومَوْهَبٌ اسْمُ رَجُلٍ، ومَوزنٌ مَوْضِعٌ؛ هَذَا سَمَاعٌ وَالْقِيَاسُ فِيهِ الْكَسْرُ فإِن كَانَتِ الْوَاوُ مِنْ يَفْعَلُ مِنْهُ ثَابِتَةً نَحْوُ يَوْجَلُ ويَوْجَعُ ويَوْسَنُ فَفِيهِ الْوَجْهَانِ، فإِن أَردت بِهِ الْمَكَانَ وَالِاسْمَ كَسَرْتَهُ، وإِن أَردت بِهِ الْمَصْدَرَ نَصَبْتَ قُلْتَ مَوْجَلٌ

ومَوْجِلٌ ومَوْجَعٌ ومَوْجِعٌ، فإِن كَانَ مَعَ ذَلِكَ مُعْتَلَّ الْآخَرِ فَالْفِعْلُ مِنْهُ مَنْصُوبٌ ذَهَبَتِ الْوَاوُ فِي يَفْعَلُ أَو ثَبَتَتْ كَقَوْلِكَ المَوْلى والمَوْفى والمَوْعَى مَنْ يَلِي ويَفِي ويَعِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي اسْتِثْنَائِهِ إِلا أَحرفاً جاءَت نَوَادِرَ، قَالُوا دَخَلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، قَالَ: مَوْحَدُ لَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وإِنما هُوَ مَعْدُولٌ عَنْ وَاحِدٍ فَيَمْتَنِعُ مِنَ الصَّرْفِ لِلْعَدْلِ وَالصِّفَةِ كأُحادَ، وَمِثْلُهُ مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ وثُلاثَ ومَرْبَعَ وَرُبَاعَ. قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: مَوْحَدَ فَتَحُوهُ لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ وَلَا مَكَانٍ وإِنما هُوَ مَعْدُولٌ عَنْ وَاحِدٍ، كَمَا أَن عُمَرَ مَعْدُولٌ عَنْ عَامِرٍ. وَقَدْ تَواعَدَ الْقَوْمُ واتَّعَدُوا، والاتِّعادُ: قَبُولُ الْوَعْدِ، وأَصله الاوْتِعادُ قَلَبُوا الْوَاوَ تَاءً ثُمَّ أَدغموا. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ، فَهُوَ مُؤْتَعِدٌ، بِالْهَمْزِ، كَمَا قَالُوا يأْتَسِرُ فِي ائْتِسار الجَزُور. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ، فَهُوَ مُوتَعِدٌ، مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، وَكَذَلِكَ إِيتَسَر ياتَسِرُ، فَهُوَ موتَسِرٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وأَصحابه يُعِلُّونه عَلَى حَرَكَةٍ مَا قَبْلَ الْحَرْفِ الْمُعْتَلِّ فَيَجْعَلُونَهُ يَاءً إِن انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا، وأَلفاً إِن انْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا، وَوَاوًا إِذا انْضَمَّ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ بِالْهَمْزِ لأَنه لَا أَصل لَهُ فِي بَابِ الْوَعْدِ واليَسْر؛ وَعَلَى ذَلِكَ نَصَّ سِيبَوَيْهِ وجميعُ النَّحْوِيِّينَ الْبَصْرِيِّينَ. وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده: كَانَ أَكثر وعْداً مِنْهُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَا أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا ؛ قَالَ: المَوْعِدُ العَهْد؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي ؛ قَالَ: عَهْدي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ؛ قَالَ: رِزْقُكُمُ الْمَطَرُ، وَمَا تُوعَدُونَ: الجنةُ. قَالَ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ؛ إِنه يَوْمُ الْقِيَامَةِ. وَفَرَسٌ واعِدٌ: يَعِدُك جَرْيًا بَعْدَ جَرْيٍ. وأَرض واعِدةٌ: كأَنها تَعِدُ بِالنَّبَاتِ. وسَحاب واعِدٌ: كأَنه يَعِدُ بِالْمَطَرِ. وَيَوْمٌ واعِدٌ: يَعِدُ بالحَرِّ؛ قَالَ الأَصمعي: مَرَرْتُ بأَرض بَنِي فُلَانٍ غِبَّ مَطَرٍ وَقَعَ بِهَا فرأَيتها واعِدةً إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وَتَمَامُ نَبْتِهَا فِي أَول مَا يَظْهَرُ النَّبْتُ؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُرَاعٍ: رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه ... لُعاعٌ، تَهاداهُ الدَّكادِكُ، واعِدُ وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ وَالْمَاشِيَةِ إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وإِقبالها: وَاعَدَ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: كيفَ تَراها واعِداً صِغارُها، ... يَسُوءُ شُنَّاءَ العِدى كِبارُها؟ وَيُقَالُ: يَوْمُنا يَعِدُ بَرْداً. ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه بِحَرٍّ أَو بَرْدٍ. وَهَذَا غُلَامٌ تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً، وشِيَمُه تَهِدُ جَلْداً وصَرامةً. والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ: التَّهَدُّدُ، وَقَدْ أَوْعدَه وتَوَعَّدَه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الوَعْدُ يُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْخَيْرِ الوَعْدُ والعِدةُ، وَفِي الشَّرِّ الإِيعادُ والوَعِيدُ، فإِذا قَالُوا أَوْعَدْتُه بِالشَّرِّ أَثبتوا الأَلف مَعَ الْبَاءِ؛ وأَنشد لِبَعْضِ الرُّجاز: أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ ... رِجْلي، ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تقديرهُ أَوعدني بِالسِّجْنِ وأَوعَدَ رِجْلِي بالأَداهم وَرِجْلِي شَثْنة أَي قَوِيَّةٌ عَلَى القَيْد. قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ وعدْتُ الرجلَ خَيراً وَوَعَدْتُهُ شَرًّا، وأَوْعَدْتُه خَيْرًا وأَوعَدْتُه شَرًّا، فإِذا لَمْ يَذْكُرُوا الْخَيْرَ قَالُوا: وَعَدْتُهُ وَلَمْ يُدْخِلُوا أَلفاً، وإِذا لَمْ يَذْكُرُوا الشَّرَّ قَالُوا: أَوعدته وَلَمْ يُسْقِطُوا الأَلف؛ وأَنشد لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ:

وإِنّي، إِنْ أَوعَدْتُه، أَو وَعَدْتُه، ... لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي وإِذا أَدخلوا الْبَاءَ لَمْ يَكُنْ إِلا فِي الشَّرِّ، كَقَوْلِكَ: أَوعَدْتُه بِالضَّرْبِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَوعَدْتُه خَيْرًا، وَهُوَ نَادِرٌ؛ وأَنشد: يَبْسُطُني مَرَّةً، ويُوعِدُني ... فَضْلًا طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ قَالَ الأَزهري: هُوَ الوَعْدُ والعِدةُ فِي الخَيْر وَالشَّرِّ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: أَلا عَلِّلاني، كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ، ... وَلَا تَعِداني الخَيْرَ، والشرُّ مُقْبِلُ وَهَذَا الْبَيْتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَعُدَّانِي الشَّرَّ، وَالْخَيْرُ مُقبل وَيُقَالُ: اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه؛ قَالَ الأَعشى: فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فُلَانٌ يَتَّعِدُ إِذا وَثِق بِعِدَتكَ؛ وَقَالَ: إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي، ... واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غَيْرِ مَنْزُورِ أَبو الْهَيْثَمِ: أَوْعَدْتُ الرَّجُلَ أُوعِدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً. ووَعِيدُ الفحْل: هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ. وَفِي الْحَدِيثِ: دخَلَ حائِطاً مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فإِذا فِيهِ جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ ؛ وعِيدُ فَحْلِ الإِبل هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يَصُولَ؛ وَقَدْ أَوْعَد يُوعدُ إِيعاداً. وغد: الوَغْدُ: الخفِيف الأَحمقُ الضعيفُ العقْلِ الرذلُ الدنيءُ، وَقِيلَ: الضَّعِيفُ فِي بَدَنِهِ وقَدْ وَغُدَ وَغَادَةً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ أَوْغادِ الْقَوْمِ وَمِنْ وغْدانِ الْقَوْمِ وَوِغْدانِ الْقَوْمِ أَي مِنْ أَذِلَّائِهِمْ وضُعفائِهِمْ. والوَغْدُ: الصَّبِيُّ. والوَغْدُ: خادِمُ القومِ، وَقِيلَ: الَّذِي يَخْدمُ بِطَعَامِ بَطْنِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: وغُد الرجلُ، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ أَوْغادٌ ووُغْدانٌ ووِغْدانٌ. ووَغَدَهُم يَغِدُهمَ وغْداً: خدَمهم؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قُلْتُ لأُمّ الهيثم: أَوَيُقال لِلْعَبْدِ وَغْدٌ؟ قَالَتْ: وَمَنْ أَوْغَدُ مِنْهُ؟ والوَغْدُ: ثَمَر الباذِنجانِ. والوَغْد: قِدْحٌ مِنْ سِهَامِ المَيْسِرِ لَا نَصِيبَ لَهُ. وَواغَدَ الرجلَ: فَعَلَ كَمَا يَفْعَلُ، وخَصّ بَعْضُهُمْ بِهِ السَّيْرَ، وَذَلِكَ أَن تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صَاحِبِكَ. والمُواغَدةُ والمُواضخَة: أَنْ تَسِيرَ مِثْلَ سَيْر صاحِبِكَ، وَتَكُونُ الْمُوَاغَدَةُ لِلنَّاقَةِ الْوَاحِدَةِ لأَن إِحدى يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا تُواغِدُ الأُخرى. وواغَدَت النَّاقَةُ الأُخرى: سارَتْ مِثْلَ سَيْرِهَا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مُواغِد جاءَ لَهُ ظَباظِبُ يَعْنِي جَلَبَةً، وَيُرْوَى: مُواظِباً جاءَ لَهَا ظَباظِبُ وفد: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ؛ قِيلَ: الوَفْدُ الرُّكبان المُكَرَّمُون. الأَصمعي: وفَدَ فُلَانٌ يَفِدُ وِفادةً إِذا خَرَجَ إِلى مَلِكٍ أَو أَمير. ابْنُ سِيدَهْ: وفَدَ عَلَيْهِ وإِليه يَفِدُ وَفْداً وَوُفُوداً ووَفادةً وإِفادةً، عَلَى الْبَدَلِ: قَدِمَ، فَهُوَ وافِدٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَسَمِعْنَاهُمْ يُنْشِدُونَ بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ: إِلَّا الإِفادةَ فاسْتَوْلَتْ رَكائِبُنا، ... عِنْدَ الجَبابِيرِ بِالبَأْساءِ والنِّعَم وأَوْفَدَه عَلَيْهِ وهُمُ الوَفْدُ والوُفُودُ؛ فأَما الوَفْدُ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ جَمْعٌ؛ وأَما الوُفُودُ فَجَمْعُ وافِدٍ، وَقَدْ أَوْفَدَه إِليه. وَيُقَالُ: وفَّدَه الأَميرُ إِلى الأَمير الَّذِي فوقَه. وأَوْفَدَ فُلَانٌ إِيفاداً إِذا أَشْرَف. الْجَوْهَرِيُّ: وَفَدَ فُلَانٌ عَلَى الأَمير أَي وَرَدَ رَسُولًا،

فَهُوَ وافِدٌ. وَجَمْعُ الوَفْدِ أَوْفادٌ ووُفُودٌ. وأَوفَدتُه أَنا إِلى الأَمير: أَرْسَلْتُه. والوافِدُ مِنَ الإِبل: مَا سبقَ سائِرَها. وَقَدْ تَكَرَّرَ الوَفْدُ فِي الْحَدِيثِ، وَهُمُ الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ فَيرِدُونَ الْبِلَادَ، وَاحِدُهُمْ وافِدٌ، وَالَّذِينَ يَقْصِدُونَ الأُمراء لِزِيَارَةٍ واسْتِرْفَادٍ وانْتجاعٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وفْدُ اللهِ ثلاثةٌ. وَفِي حَدِيثِ الشَّهِيدِ: فإِذا قُتل فَهُوَ وافِدٌ لسَبْعِينَ يشْهَدُ لَهُمْ ؛ وَقَوْلُهُ: أَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهمْ. وتَوَفَّدَتِ الإِبلُ وَالطَّيْرُ: تسابَقَتْ. وأَوْفَدَ الشيءَ: رَفَعَه. وأَوْفَدَ هُوَ: ارْتَفَع. وأَوْفَدَ الرِّيمُ: رَفَعَ رأْسَه ونصَب أُذنيه؛ قَالَ تميم ابن مُقْبِلٍ: تَراءَتْ لَنَا يَوْمَ السِّيارِ بِفاحِمٍ ... وسُنَّة رِيمٍ خافَ سَمْعاً فَأَوْفَدَا «2» . وَرَكَبٌ مُوفِدٌ: مُرْتَفِعٌ. وَفُلَانٌ مُسْتَوْفِدٌ فِي قِعْدَتِه أَي مُنْتَصِبٌ غَيْرُ مُطَمَئِنٍّ كَمُسْتَوْفِزٍ. وأَمْسَيْنا عَلَى أَوْفادٍ أَي عَلَى سَفَرٍ قَدْ أَشْخَصَنا أَي أَقْلَقَنا. والإِيفادُ عَلَى الشَّيْءِ: الإِشرافُ عَلَيْهِ. والإِيفادُ أَيضاً: الإِسْراعُ، وَهُوَ فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر. والوَفْدُ: ذِروْة الحَبْلِ مِنَ الرَّمْل الْمُشْرِفِ. والوَافِدان اللَّذَانِ فِي شِعْرِ الأَعشى: هَمَّا النَّاشِزانِ مِنَ الخَدَّينِ عِنْدَ المضْغ، فإِذا هَرِمَ الإِنسانُ غابَ وافِداهُ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: مَا أَحْسَنَ مَا أَوْفَدَ حارِكُه أَي أَشْرَفَ؛ وأَنشد: تَرَى العِلافيَّ عَلْيها مُوفِدَا، ... كأَنَّ بُرْجاً فَوْقَها مُشَيَّدَا أَي مُشْرِفاً. والأَوْفادُ: قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ: فَلوْ كُنْتمُ منَّا أَخَذتمْ بِأَخْذنا، ... ولكِنَّما الأَوْفادُ أَسفَلَ سافِلِ «3» ووافِدٌ: اسْمٌ. وَبَنُو وَفْدانَ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنَّ بَني وَفْدانَ قَوْمٌ سُكُّ، ... مِثْلُ النَّعامِ، والنَّعامُ صُكُ وقد: الوَقُودُ: الحطَب. يُقَالُ: مَا أَجْوَدَ هَذَا الوَقُودَ للحطَب قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ . الوَقَدُ: نَفْسُ النَّارِ. وَوَقَدَتِ النَّارُ تَقِدُ وَقْداً وقِدةً ووَقَداناً وَوُقُوداً، بِالضَّمِّ، ووَقُوداً عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ: والأَكثر أَن الضَّمَّ لِلْمَصْدَرِ وَالْفَتْحَ لِلْحَطَبِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَصْدَرُ مَضْمُومٌ وَيَجُوزُ فِيهِ الْفَتْحُ وَقَدْ رَوَوْا: وَقَدت النَّارُ وَقُودًا، مِثْلُ قَبِلْتُ الشيءَ قَبُولًا. وَقَدْ جَاءَ فِي الْمَصْدَرِ فَعُولٌ، وَالْبَابُ الضَّمُّ. الْجَوْهَرِيُّ: وقَدَتِ النارُ تَقِدُ وُقُوداً، بِالضَّمِّ، ووَقَداً وقِدَةً ووَقِيداً ووَقْداً ووَقَداناً أَي تَوَقَّدَتْ. والاتِّقادُ: مِثْلُ التَّوَقُّد. والوَقُود، بِالْفَتْحِ: الْحَطَبُ، وَبِالضَّمِّ: الاتِّقادُ. الأَزهري: قَوْلُهُ تَعَالَى: النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ ، مَعْنَاهُ التَّوَقُّدُ فَيَكُونُ مَصْدَرًا أَحسن مِنْ أَن يَكُونَ الْوَقُودُ الْحَطَبَ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَقُرِئَ: النَّارِ ذاتِ الوُقود. وَقَالَ تَعَالَى: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ* ، وَقِيلَ: كأَنَّ الوَقُودَ اسْمٌ وُضِعَ موضِعَ الْمَصْدَرَ. اللَّيْثُ: الوَقود مَا تَرَى مِنْ لَهَبِهَا لأَنه اسْمٌ، والوُقُود الْمَصْدَرُ. وَيُقَالُ: أَوقَدْتُ النَّارَ واستَوْقَدْتُها إِيقاداً واسْتِيقاداً. وَقَدْ وقَدَتِ النارُ وتَوقَّدَتْ واستَوْقَدتِ اسْتِيقاداً، والموضع

_ (2). قوله [السيار] كذا بالأَصل (3). قوله [فلو إلخ] تقدم في وحد بلفظ [فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْنَا بأخذكم ولكنها الأَوحاد إلخ] وفسره هناك فقال: وَقَوْلُهُ أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ أَيْ أَدْرَكْنَا إِبِلَكُمْ فَرَدَدْنَاهَا عَلَيْكُمْ.

مَوْقِد مِثْلُ مَجْلِس، والنارُ مُوقَدة. وتَوَقَّدَتْ واتَّقَدَتْ واسْتَوْقَدَتْ، كُلُّهُ: هاجَتْ؛ وأَوْقَدَها هُوَ ووَقَّدَها واسْتَوْقَدَها. والوَقُود: مَا تُوقَدُ بِهِ النَّارُ، وَكُلُّ مَا أُوقِدَتْ بِهِ، فَهُوَ وَقُود. والمَوْقِدُ: مَوْضِعُ النَّارِ، وَهُوَ المُسْتَوقَدُ. ووَقَدَتْ بِك زِنادي: دُعَاءٌ مِثْلُ وَرِيَتْ. وزَنْدٌ مِيقاد: سَرِيعُ الوَرْيِ. وقَلْبٌ وَقَّادٌ ومُتَوَقِّدٌ: ماضٍ سَرِيعُ التَّوَقُّدِ فِي النَّشاطِ والمَضاءِ. وَرَجُلٌ وقَّاد: ظَرِيفٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وتَوَقَّدَ الشيءُ: تَلأْلأَ؛ وَهِيَ الوقَدَى؛ قَالَ: مَا كانَ أَسْقى لِناجُودٍ عَلَى ظَمَإٍ ... مَاءً بِخَمْرٍ، إِذا ناجُودُها بَرَدا مِنَ ابنِ مامةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَيَّ بِهِ ... زَوُّ المَنِيَّةِ، إِلَّا حَرَّةً [حِرَّةً] وقَدا وكَوْكَبٌ وقَّادٌ: مُضِيءٌ. ووَقْدةُ الَحرِّ: أَشَدُّه. والوَقْدةُ: أَشدُّ الحَرِّ، وَهِيَ عَشَرَةُ أَيام أَو نِصْفُ شَهْرٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ يَتَلأْلأُ، فَهُوَ يَقِدُ، حَتَّى الْحَافِرُ إِذا تلأْلأَ بَصِيصه. قَالَ تَعَالَى: كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ؛ وقرئَ: تُوقَدُ وتَوَقَّدُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: فَمَنْ قرأَ يُوقَد ذَهَبَ إِلى الْمِصْبَاحِ، وَمَنْ قرأَ تُوقَدُ ذَهَبَ إِلى الزُّجاجة، وَكَذَلِكَ مَنْ قرأَ تَوقَّدُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: مَنْ قرأَ تَوقَّدُ فَمَعْنَاهُ تَتَوَقَّدُ وَرَدَّهُ عَلَى الزُّجَاجَةِ، وَمَنْ قرأَ يُوقَدُ أَخرجه عَلَى تَذْكِيرِ النُّورِ، وَمَنْ قرأَ تُوقَدُ فَعَلَى مَعْنَى النَّارِ أَنها تُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَوقَدْتُ للصِّبا نَارًا أَي تَركْتُه وودَّعْتُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَحَوْتُ وأَوْقَدْتُ لِلَّهْوِ نارَا، ... ورَدَّ عَلَيَّ الصِّبا مَا اسْتَعارا قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: أَبْعَدَ اللَّهُ دارَ فُلَانٍ وأَوْقَدَ نَارًا إِثْرَه؛ وَالْمَعْنَى لَا رَجَعَه اللَّهُ وَلَا ردَّه. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: مَرَدَ عَلَيْهِمْ أَبْعَده اللَّهُ وأَسْحقه وأَوقد نَارًا أَثَرَه. قَالَ وَقَالَتِ الْعُقَيْلِيَّةُ: كَانَ الرَّجُلُ إِذا خِفْنا شَرَّه فتحوَّل عَنَّا أَوقَدْنا خَلْفَه نَارًا، فَقُلْتُ لَهَا: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لِتَحوُّل ضَبُعِهم «4». مَعَهُمْ أَي شَرِّهم. والوَقِيدِيَّةُ: جِنْسٌ مِنَ المِعْزَى ضِخامٌ حُمْر؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَا شَهِدَتْنا يَوْمَ جَيْشِ مُحَرِّقٍ ... طُهَيَّةُ فُرْسانُ الوقِيدِيَّةِ الشُّقْر والأَعْرَفُ الرُّقَيْدِيَّةُ «5». وَوَاقِدٌ ووَقَّاد ووَقْدانُ: أَسْماءٌ. وَكَدَ: وَكَّدَ العَقْدَ والعَهْدَ: أَوثَقَه، وَالْهَمْزُ فِيهِ لُغَةٌ. يُقَالُ: أَوْكَدْتُه وأَكَّدْتُه وآكَدْتُه إِيكاداً، وَبِالْوَاوِ أَفصح، أَي شَدَدْتُه، وتَوَكَّدَ الأْمر وتأَكَّدَ بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: وَكَّدْتُ اليَمِينَ، والهمْزُ فِي العَقْد أَجْوَدُ، وَتَقُولُ: إِذا عَقَدْتَ فأَكِّدْ، وإِذا حَلَفْتَ فَوَكِّدْ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: التوكيدُ دَخَلَ فِي الْكَلَامِ لإِخراج الشَّكّ وَفِي الأَعْدادِ لإِحاطةِ الأَجْزاء، وَمِنْ ذَلِكَ أَن تَقُولَ؛ كلَّمني أَخوك، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ كَلَّمَكَ هُوَ أَو أَمَر غُلَامَهُ بأَن يُكَلِّمَكَ، فإِذا قُلْتَ كَلَّمَنِي أَخوك تَكْليماً لَمْ يَجُزْ أَن يَكُونَ الْمُكَلِّمُ لَكَ إِلَّا هُوَ. ووَكَّدَ الرَّحْلَ والسَّرْجَ تَوْكِيدًا: شَدَّه. والوكائِدُ: السُّيورُ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا، وَاحِدُهَا وِكادٌ وإِكادٌ. والسُّيُورُ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا القَرَبُوس تُسَمَّى: المَياكِيدَ وَلَا تُسَمَّى التَّواكِيدَ. ابن دريد: الوكائِدُ

_ (4). قوله [ضبعهم إلخ] كذا بالأَصل بصيغة الجمع (5). قوله [الرقيدية] كذا ضبط بالأَصل وتابعه شارح القاموس

السُّيور الَّتِي يُشدُّ بِهَا الْقَرَبُوسُ إِلى دَفَّتَيِ السَّرج، الواحدِ وِكَادٌ وإِكاد؛ وَفِي شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: تَرَى العُلَيْفِيَّ عَلَيْهِ مُوكَدَا أَي مُوثَقاً شدِيدَ الأَسْرِ، وَيُرْوَى مُوفَدا، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والوِكادُ: حَبَلٌ يُشَدُّ بِهِ الْبَقَرُ عِنْدَ الحَلْب. ووكَدَ بِالْمَكَانِ يَكِدُ وُكُوداً إِذا أَقام بِهِ. وَيُقَالُ: ظَلَّ مُتَوَكِّداً بأَمر كَذَا ومُتَوكِّزاً ومتَحَرِّكاً أَي قائِماً مُسْتَعِدًّا. وَيُقَالُ: وَكَدَ يَكِدُ وَكْداً أَي أَصابَ. وَوَكَدَ وَكْدَه: قَصَدَ قَصْدَه وفَعَلَ مثلَ فِعْلِه. وَمَا زالَ ذاكَ وَكْدي أَي مُرادي وهَمِّي. وَيُقَالُ: وكَدَ فُلَانٌ أَمراً يَكِدُه وَكْداً إِذا مارَسَه وقَصَده؛ قَالَ الطرمَّاح: ونُبِّئْتُ أَنَّ القَيْنَ زَنَّى عَجُوزَةً ... فَقِيرَةَ أُمّ السُّوءِ أَنْ لَمْ يَكِدْ وَكْدي مَعْنَاهُ: أَن لَمْ يَعْمَلْ عَمَلي وَلَمْ يَقْصِدْ قَصْدي وَلَمْ يُغْنِ غَنائي. وَيُقَالُ: مَا زَالَ ذَلِكَ وُكْدي، بِضَمِّ الْوَاوِ، أَي فِعْلي ودَأْبي وقَصْدي، فكأَنّ الوُكْدَ اسْمٌ، والوَكْد المصدرُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَذَكَرَ طَالِبَ الْعِلْمِ: قَدْ أَوْكَدَتاه يَداه وأَعْمَدَتاه رِجلاهُ ؛ أَوْكَدتاه: حَمَلتاه. وَيُقَالُ: وَكدَ فُلَانٌ أَمراً يَكِدُه وَكْداً إِذا قَصَدَهُ وَطَلَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَفِرُه المَنْعُ وَلَا يَكِدُه الإِعْطاءُ أَي لَا يَزِيدُه الْمَنْعُ ولا يَنْقُصُه الإِعطاء. وَلَد: الوَلِيدُ: الصَّبِيُّ حِينَ يُولَدُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تُدْعَى الصَّبِيَّةُ أَيضاً وَلِيدًا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ لِلذَّكَرِ دُونَ الأُنثى، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ غلامٌ مَوْلُودٌ وَجَارِيَةٌ مَوْلودةٌ أَي حِينَ وَلَدَتْهُ أُمُّه، وَالْوَلَدُ اسْمٌ يَجْمَعُ الْوَاحِدَ وَالْكَثِيرَ وَالذَّكَرُ والأُنثى. ابْنُ سِيدَهْ: ولَدَتْهُ أُمُّهُ وِلَادَةً وإِلادةً عَلَى الْبَدَلِ، فَهِيَ والِدةٌ عَلَى الْفِعْلِ، ووالِدٌ عَلَى النَّسَبِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ فِي المرأَة. وَكُلُّ حَامِلٍ تَلِدُ، وَيُقَالُ لأُم الرَّجُلِ: هَذِهِ وَالِدَةٌ. وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ: حَانَ وِلادُها. والوالدُ: الأَب. والوالدةُ: الأُم، وَهُمَا الْوَلَدَانِ؛ والوَلدُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا. ابْنُ سِيدَهْ: الوَلَدُ والوُلْدُ، بِالضَّمِّ: مَا وُلِدَ أَيًّا كَانَ، وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَالذَّكَرِ والأُنثى، وَقَدْ جَمَعُوا فَقَالُوا أَولادٌ ووِلْدةٌ وإِلْدةٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الوُلْدُ جَمْعَ وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ، فإِن هَذَا مِمَّا يُكَسَّرُ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ لاعتِقاب المِثالين عَلَى الْكَلِمَةِ. والوِلْد، بِالْكَسْرِ: كالوُلْد لُغَةٌ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ لأَنَّ فَعَلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّر عَلَى فِعْل. والوَلَد أَيضاً: الرَّهْطُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِوَلَدِ الظَّهْرِ. ووَلَدُ الرَّجُلِ: وَلَدَهُ فِي معْنًى. ووَلَدُه: رَهْطُهُ فِي مَعْنَى. وتَوالَدُوا أَي كَثُرُوا، ووَلَد بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَيُقَالُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً ؛ أَي رهْطُه. وَيُقَالُ: وُلْدُه، والوِلْدَةُ جَمْعُ الأَولاد «1»؛ قَالَ رؤْبة: سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ إِبراهيم: مالُه ووُلْدُه، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبي عَمْرٍو، وَكَذَلِكَ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ، وَرَوَى خَارِجَةُ عَنْ نَافِعٍ ووُلْدُه أَيضاً، وقرأَ ابْنُ إِسحاق مالُه وَوِلْدُه، وَقَالَ هُمَا لُغَتَانِ: وُلْد ووِلْد. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الوَلَدُ والوُلْدُ وَاحِدٌ، مثل العَرَب

_ (1). قوله [والولدة جمع الأَولاد] عبارة القاموس الولد، محركة، وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم

والعُرْب، والعَجَم والعُجْم وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ وأَنشد: وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالًا ووُلْدا قَالَ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ، وَفِي الصِّحَاحِ: مِنْ أَمثال بَنِي أَسَد: وُلْدُكَ مَنْ دَمَّى «1». عَقِبَيْكَ؛ وأَنشد: فَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّه، ... ولَيْتَ فُلَانًا كانَ وُلْدَ حِمارِ فَهَذَا وَاحِدٌ. قَالَ: وقَيْس تَجْعَلُ الوُلدْ جُمَعًا والوَلَد وَاحِدًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ. قَالَ: وَيَكُونُ الوُلْدُ وَاحِدًا وَجَمْعًا. قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الوُلْدُ جَمْعَ الوَلَد مِثْلَ أَسَد وأُسْد، وَيُقَالُ: مَا أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هُوَ أَيْ أَيُّ الناسِ هُوَ. والوَليدُ: الْمَوْلُودُ حِينَ يُولَدُ، وَالْجَمْعُ وِلْدانٌ وَالِاسْمُ الوِلادةُ والوُلُودِيَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ثَعْلَبٌ: الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه بَنَاهُ عَلَى لَفْظِ الوَلِيد، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعالَ لَهَا، والأُنثى وَلِيدَةٌ، وَالْجَمْعُ وِلْدانٌ وولائِدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: واقِيةً كَواقِيَةِ الْوَلِيدِ ؛ هُوَ الطِّفْل فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول، أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كَمَا يُكْلأُ الطِّفْلُ؛ وَقِيلَ: أَراد بِالْوَلِيدِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً ؛ أَي كَمَا وَقَيْتَ مُوسَى شَرَّ فِرْعَوْنٍ وَهُوَ في حِجْرِه [حَجْرِه] فُقْنِي شَرَّ قَوْمِي وأَنا بَيْنَ أَظهرهم. وَفِي الْحَدِيثِ: الوليدُ فِي الْجَنَّةِ ؛ أَي الَّذِي مَاتَ وَهُوَ طفل أَو سقْطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا يَعْنِي فِي الغَزْو. قَالَ: وَقَدْ تُطْلَقُ الوليدةُ عَلَى الْجَارِيَةِ والأَمة، وإِن كَانَتْ كَبِيرَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: تَصَدَّقَتْ أُمِّي عَلَيَّ بِوَليدة يَعْنِي جَارِيَةً. ومَوْلِدُ الرَّجُلِ: وقتُ وِلادِه. ومَوْلِدُه: الْمَوْضِعُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ. وولَدته الأُم تَلِدُه مَوْلِداً. ومِيلادُ الرَّجُلِ: اسْمُ الْوَقْتِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِعَاذَةِ: وَمِنْ شرِّ والِدٍ وَمَا وَلَد ؛ يَعْنِي إِبليس وَالشَّيَاطِينَ، هَكَذَا فُسِّرَ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: هُمْ فِي أَمرٍ لَا يُنادَى وَلِيدُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: نُرَى أَصله كأَنَّ شِدَّةً أَصابتهم حَتَّى كَانَتِ الأُمُّ تَنْسَى ولِيدَها فَلَا تُنَادِيهِ وَلَا تذْكُره مِمَّا هُمْ فِيهِ، ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ شِدّة، وَقِيلَ: هُوَ أَمر عَظِيمٌ لَا يُنَادَى فِيهِ الصِّغار بَلِ الجِلَّةُ، وَقَدْ يُقَالُ فِي مَوْضِعِ الْكَثْرَةِ والسَّعة أَي مَتَى أَهوى الْوَلِيدُ بِيَدِهِ إِلى شَيْءٍ لَمْ يُزْجَرْ عَنْهُ لِكَثْرَةِ الشَّيْءِ عِنْدَهُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ مُزَرِّدٍ الثَعْلَبِيِّ: تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ ... إِلى اللَّهِ مِنِّي، لَا يُنادَى ولِيدُها قَالَ: هَذَا مَثْلٌ ضَرَبَهُ مَعْنَاهُ أَي لَا أَرْجِعُ وَلَا أُكَلَّمُ فِيهَا كَمَا لَا يُكَلَّمُ الولِيدُ فِي الشَّيْءِ الَّذِي يُضْرَبُ لَهُ فِيهِ المَثلُ. وَقَالَ الأَصمعي وأَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِمْ: هُوَ أَمرٌ لَا يُنادَى وَلِيدُه، قَالَ أَحدهما: أَي هُوَ أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لَا يُنادَى فِيهِ الوَليدُ وَلَكِنْ تَنَادَى فِيهِ الجِلَّةُ، وَقَالَ آخَرُ: أَصله مِنَ الْغَارَةِ أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عَنِ ابْنِهَا أَن تُنادِيَه وتَضُمَّه وَلَكِنَّهَا تَهْرُبُ عَنْهُ، وَيُقَالُ: أَصله مِنْ جَرْيِ الْخَيْلِ لأَن الْفَرَسَ إِذا كَانَ جَوَادًا أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ بِهِ لَاسْتَزَادَتِهِ، كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرَسًا:

_ (1). قوله [ولدك من دمى إلخ] هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط نسخ الصحاح، قال قال شيخنا: والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى؛ أَي من نفست به، وصير عقبيك ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك

وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه، ... وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا أَمامَ هَوِيٍّ لَا يُنادَى وَلِيدُه، ... وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا ثُمَّ قِيلَ ذَلِكَ لِكُلِّ أَمر عَظِيمٍ وَلِكُلِّ شَيْءٍ كَثِيرٍ. وَقَوْلُهُ: أَمامَ يُرِيدُ قُدّام، والهَوِيُّ: شِدَّةُ السُّرْعَةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ويقال جاؤوا بطَعامٍ لَا يُنادَى وليدُه، وَفِي الأَرض عشبٌ لَا يُنادى وليدُه أَي إِن كَانَ الْوَلِيدُ فِي مَاشِيَةٍ لَمْ يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها فِي عُشْب، فَلَا يُقَالُ لَهُ: اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كَذَا لأَن الأَرض كُلَّهَا مُخْصِبة، وإِن كَانَ طعامٌ أَو لَبَنٌ فَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُبَالِي كَيْفَ أَفسَدَ فِيهِ، وَلَا مَتَى أَكَل، وَلَا مَتَى شرِب، وَفِي أَيِّ نواحيهِ أَهْوَى. وَرَجُلٌ فِيهِ وُلُودِيَّةٌ؛ والولوديَّة: الْجَفَاءُ وَقِلَّةُ الرّفْق وَالْعِلْمِ بالأُمور، وَهِيَ الأُمّية. وَفَعَلَ ذَلِكَ فِي وَلِيدِيَّتِه أَي فِي الْحَالَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا وَلِيدًا. وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ: بَيِّنةُ الوِلادِ، ووالدٌ، وَالْجَمْعُ وُلْدٌ. وَقَدْ وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هِيَ، وَهِيَ مُولِدٌ، مِنْ غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ. وَيُقَالُ: ولَّد الرَّجُلُ غَنَمه تَوْلِيدًا كَمَا يُقَالُ: نَتَّجَ إِبله. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: مَا وَلَّدْتَ يَا رَاعِيَ؟ يُقَالُ: وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حِينَ يُبَيَّنُ الْوَلَدُ مِنْهَا. وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَ: مَا ولَدَت؟ يَعْنُونَ الشَّاةَ؛ وَالْمَحْفُوظُ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ عَلَى الْخِطَابِ لِلرَّاعِي؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَبْرصِ والأَقْرَعِ: فأَنتج هَذَا ووَلَّد هَذَا. اللَّيْثُ: شَاةٌ والِدٌ وَهِيَ الْحَامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَعطَى شَاةً وَالِدًا أَي عُرِف مِنْهَا كثرةُ النِّتاجِ. وأَما الوِلادَةُ، فَهِيَ وَضْعُ الوالِدة ولَدها. والمُوَلِّدَة: القابلةُ؛ وَفِي حَدِيثِ مُسافِعٍ: حَدَّثَتْنِي امرأَة مِنْ بَنِي سُلَيْم قَالَتْ: أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كُنْتُ لَهُمْ قَابِلَةً؛ وتَوَلَّدَ الشَّيْءُ مِنَ الشَّيْءِ. واللِّدةُ: التِّرْبُ، وَالْجَمْعُ لِداتٌ ولِدُون؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ، ... وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ الْجَوْهَرِيُّ: وَلِدَةُ الرَّجُلِ تِرْبُه، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ أَوله لأَنه مِنَ الولادة، وهما لِدان. ابْنُ سِيدَهْ: والولِيدةُ والمُوَلَّدَةُ الْجَارِيَةُ المولودةُ بَيْنَ الْعَرَبِ؛ غَيْرُهُ: وَعَرَبِيَّةٌ مُولَّدَةٌ، وَرَجُلٌ مُوَلَّدٌ إِذا كَانَ عَرَبِيًّا غَيْرُ مَحْضٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُوَلَّدة الَّتِي وُلِدَتْ بأَرض وَلَيْسَ بِهَا إِلا أَبوها أَو أُمها. والتَّلِيدَةُ: الَّتِي أَبوها وأَهلُ بيتِها وَجَمِيعُ مَنْ هُوَ بِسَبِيلٍ مِنْهَا بأَرْض وَهِيَ بأَرْض أُخرى. قَالَ: والقِنّ مِنَ الْعَبِيدِ التَّلِيدُ الَّذِي وُلِدَ عِنْدَكَ. وَجَارِيَةٌ مُوَلَّدةٌ: تُولَدُ بَيْنَ الْعَرَبِ وتَنْشَأُ مَعَ أَولادِهم ويَغْذونها غِذَاءَ الوَلَد ويُعلّمُونها مِنَ الأَدب مِثْلَ مَا يُعَلِّمون أَولادَهم؛ وَكَذَلِكَ المُوَلَّد مِنَ الْعَبِيدِ؛ وإِن سُمِّي المُوَلَّد مِنَ الْكَلَامِ مُوَلَّداً إِذا اسْتَحْدَثُوهُ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ كَلَامِهِمْ فِيمَا مَضَى. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَن رَجُلًا اشْتَرَى جَارِيَةً وَشَرَطُوا أَنها مُوَلَّدَةٌ فَوَجَدَهَا تَلِيدةً ؛ الْمُوَلَّدَةُ: الَّتِي وُلِدَتْ بَيْنَ الْعَرَبِ ونشأَت مَعَ أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم. والتليد: الَّتِي وُلِدَتْ بِبِلَادِ الْعَجَمِ وَحَمَلَتْ فنشأَت بِبِلَادِ الْعَرَبِ. والتَّليدةُ مِنَ الْجَوَارِي: هِيَ الَّتِي تُولَدُ فِي مِلْكِ قُومٍ وَعِنْدَهُمْ أَبواها. والوَلِيدةُ: الْمَوْلُودَةُ بَيْنَ الْعَرَبِ، وَغُلَامٌ وَلِيدٌ كَذَلِكَ. وَالْوَلِيدُ: الصَّبِيُّ وَالْعَبْدُ. وَالْوَلِيدُ: الْغُلَامُ حِينَ يُسْتَوصَف قَبْلَ أَن يَحْتَلِمَ، الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ؛ وَجَارِيَةٌ وَلِيدةٌ. وَجَاءَنَا بِبيِّنة مُوَلَّدة: لَيْسَتْ بِمُحَقَّقَةٍ. وَجَاءَنَا بِكِتَابٍ

مُوَلَّد أَي مُفْتَعَل. والمُوَلَّد: المُحْدَثُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَمِنْهُ المُوَلَّدُونَ مِنَ الشُّعَرَاءِ إِنما سُمُّوا بِذَلِكَ لِحُدُوثِهِمْ. والوَليدةُ: الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ؛ والوَلِيدِيَّة، وَالْجَمْعُ الولائِدُ. وَيُقَالُ للأَمَة: وَلِيدَةٌ، وإِن كَانَتْ مُسِنَّة. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الوَلِيدُ الشابُّ، والولائِدُ الشوابُّ مِنَ الْجَوَارِي، والوَلِيدُ الْخَادِمُ الشَّابُّ يُسَمَّى ولِيداً مِنْ حِينِ يُولَدُ إِلى أَن يَبْلُغَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً . قَالَ: وَالْخَادِمُ إِذا كَانَ شَابًّا وَصيفٌ. والوَصِيفةُ: وَلِيدَةٌ؛ وأَمْلَحُ الخَدمِ الوُصَفاءُ والوَصائِفُ. وخادِمُ أَهلِ الْجَنَّةِ: وَلِيدٌ أَبداً لَا يَتَغَيَّرُ عَنْ سِنِّهِ. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو عَنْ ثَعْلَبٍ قَالَ: وَمِمَّا حَرَّفَتْهُ النَّصَارَى أَن فِي الإِنجيل يَقُولُ اللَّهُ تعالى مخاطباً لعيسى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك، فَقَالَ النَّصارَى: أَنْتَ بُنَيِّي وأَنا وَلَدْتُك، وخَفَّفوه وَجَعَلُوا لَهُ وَلَدًا، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوَّاً كَبِيرًا. الأُمويُّ: إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُهَا بَعْدَ بَعْضٍ قِيلَ: قَدْ وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، مَمْدُودٌ، ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا: ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: وَلَّدوا شَاةً رَمَاهُمْ بأَنهم يأْتون الْبَهَائِمَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَتَّجَ فُلَانٌ ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها وَهُوَ يَلِي ذَلِكَ مِنْهَا، فَهِيَ مَنتُوجَةٌ، وَالنَّاتِجُ للإِبل بِمَنْزِلَةِ الْقَابِلَةِ للمرأَة إِذا وَلَدَتْ، وَيُقَالُ فِي الشاءِ: وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها، وَيُقَالُ لِذَوَاتِ الأَظْلاف والشَّاءِ وَالْبَقَرِ: وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة، مَضْمُومَةُ الْوَاوِ مَكْسُورَةُ اللَّامِ مُشَدَّدَةٌ. وَيُقَالُ أَيضاً: وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ. وَمَدَ: الوَمَدُ: نَدًى يَجِيءُ فِي صمِيم الحرِّ مِنْ قِبلِ البَحْرِ مَعَ سُكُونِ رِيح، وَقِيلَ: هُوَ الحَرُّ أَيّاً كَانَ مَعَ سُكُونِ الرِّيح. قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذا سَكَنَتِ الرِّيحُ مَعَ شِدَّةِ الْحَرِّ فَذَلِكَ الوَمَدُ. وَفِي حَدِيثُ عُتْبَة بْنِ غَزْوان: أَنه لَقِيَ المُشْركينَ فِي يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ ؛ الوَمَدةُ: نَدًى مِنَ الْبَحْرِ يَقَعُ عَلَى النَّاسِ فِي شِدَّةُ الْحَرِّ وَسُكُونُ الرِّيح. اللَّيْثُ: الوَمَدَةُ تَجِيءُ فِي صَمِيمِ الْحَرِّ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ حَتَّى تَقَعَ عَلَى النَّاسِ لَيْلًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ يَقَعُ الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً. قَالَ: والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدًى يَجيءُ مِنْ جِهَةِ الْبَحْرِ إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت بِهِ الرِّيحُ الصَّبا، فَيَقَعُ عَلَى الْبِلَادِ المُتاخِمةِ لَهُ مِثْلَ نَدى السَّمَاءِ، وَهُوَ يُؤْذِي النَّاسَ جِدّاً لنَتْنِ رائحَته. قَالَ: وَكُنَّا بِنَاحِيَةِ الْبَحْرِينِ إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لَمْ نَنْفَكْ مِنْ أَذى الوَمَدِ، فإِذا أَصْعَدْنا فِي بِلَادِ الدَّهْناءِ لَمْ يُصِبْنا الوَمَدُ. وَقَدْ وَمِدَ اليومُ ومَداً فَهُوَ وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأَكثر مَا يُقَالُ فِي اللَّيْلِ، وَقَدْ وَمِدَت الليلةُ، بِالْكَسْرِ، تَوْمَدُ وَمَداً. وَيُقَالُ: لَيْلَةٌ ومِدٌ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ امرأَة: كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ فِي مَلاحِفِها، ... إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ الوَمَدُ والوَمَدةُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ حَرِّ اللَّيْلِ. ووَمِدَ عَلَيْهِ وَمَداً: غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ. وَهَدَ: الوَهْدُ «2» والوَهْدَةُ: المطمئنُّ من الأَرض

_ (2). قوله [الوهد] كذا بالأَصل، وفي شرح القاموس بضم الواو وسكون الهاء، وذكر بدله صاحب القاموس وهدان بضم فسكون

وَالْمَكَانِ الْمُنْخَفِضِ كأَنه حُفْرَةٌ، والوَهْدُ يَكُونُ اسْمًا لِلْحُفْرَةِ، وَالْجَمْعُ أَوهُدٌ ووَهْدٌ ووِهادٌ. والوَهْدةُ: الهُوّةُ تَكُونُ فِي الأَرض؛ ومكانٌ وهْدٌ وأَرض وهْدةٌ: كذلك الوَهْدةُ: النُقْرة المُنْتَقِرةُ فِي الأَرض أَشدّ دُخُولًا فِي الأَرض مِنَ الْغَائِطِ وَلَيْسَ لَهَا حَرْفٌ، وعَرْضُها رُمْحان وَثَلَاثَةٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. وأَوهَدُ: مِنْ أَسماءِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، عَادِيَّةٌ، وَعَدَّهُ كُرَاعٌ فَوْعَلَا، وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ فِيهِ زَائِدَةً. ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقِلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبةُ مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشَّارِبِينَ بِحيالِ الوَتَرةِ، والله أَعلم.

ذ

ذ حرف الذال المعجمة ذ: الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ: حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَالْحُرُوفِ اللِّثَوِيَّةِ؛ والثاءُ الْمُثَلَّثَةُ وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ وَالظَّاءُ الْمُعْجَمَةُ فِي حَيِّزٍ واحد. فصل الهمزة أخذ: الأَخْذ: خِلَافُ الْعَطَاءِ، وَهُوَ أَيضاً التَّنَاوُلُ. أَخذت الشَّيْءَ آخُذُه أَخذاً: تَنَاوَلْتُهُ؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذاً، والإِخذُ، بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ. وإِذا أَمرت قُلْتَ: خذْ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم اسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَتَيْنِ فَحَذَفُوهُمَا تَخْفِيفًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْكَلِمَةِ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الأَصلية فَزَالَ السَّاكِنُ فَاسْتُغْنِيَ عَنِ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ، وَقَدْ جَاءَ عَلَى الأَصل فَقِيلَ: أُوخذ؛ وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي الأَمر مِنْ أَكل وأَمر وأَشباه ذَلِكَ؛ وَيُقَالُ: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بِمَعْنًى. والتأْخاذُ: تَفْعال مِنَ الأَخذ؛ قَالَ الأَعشى: لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَةً ... دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَحْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِ الأَعشى: ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها ... دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح أَي عَطْفَها. يُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ إِلى عَكْرِه أَي إِلى مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَفُسِّرَ العكْرَ بِقَوْلِهِ: دلجَ الليلِ وتأْخاذَ الْمِنَحْ. والمنَحُ: جَمْعُ مِنْحَة، وَهِيَ النَّاقَةُ يُعِيرُهَا صَاحِبُهَا لِمَنْ يَحْلِبُهَا وَيَنْتَفِعُ بِهَا ثُمَّ يُعِيدُهَا. وَفِي النَّوَادِرِ: إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وَهِيَ ثِقَافُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَتِ امرأَة إِلى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أُقَيّدُ جَمَلِي «1». وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أُؤَخِّذ جَمَلِي. فَلَمْ تَفْطُنْ لَهَا حَتَّى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: قَالَتْ لَهَا: أُؤَخِّذُ جَمَلِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. التأْخيذُ: حَبْسُ السَّوَاحِرِ أَزواجَهنَّ عَنْ غَيْرِهِنَّ مِنَ النِّسَاءِ، وكَنَتْ بِالْجَمَلِ عَنْ زَوْجِهَا وَلَمْ تَعْلَمْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلِذَلِكَ أَذِنت لَهَا فِيهِ. والتأْخِيذُ: أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل فِي منعِ زوجِها مِنْ جِماع غَيْرِهَا، وَذَلِكَ نَوْعٌ مِنَ السِّحْرِ. يقال:

_ (1). قوله [جاءت امرأة إلخ] كذا بالأَصل والذي في شرح القاموس فقالت أقيد

لِفُلَانَةٍ أَخْذَةٌ تُؤَخِّذُ بِهَا الرِّجَالَ عَنِ النِّسَاءِ، وَقَدْ أَخَّذَتْه السَّاحِرَةُ تأَخيذاً؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَسير: أَخِيذٌ. وَقَدْ أُخِذَ فُلَانٌ إِذا أُسر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ . مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم: ائْسِروهم. الْفَرَّاءُ: أَكذَبُ مِنْ أَخِيذ الْجَيْشِ، وَهُوَ الَّذِي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه عَلَى قَوْمِهِ، فَهُوَ يَكْذِبُهم بِجُهْدِه. والأَخيذُ: المأْخُوذُ. والأَخيذ: الأَسير. والأَخِيذَةُ: المرأَة لِسَبْي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَخذ السيفَ وَقَالَ مَن يمنعُك مِنِّي؟ فَقَالَ: كُنْ خَيْرَ آخِذٍ أَي خيرَ آسِرٍ. والأَخيذَةُ: مَا اغْتُصِبَ مِنْ شَيْءٍ فأُخِذَ. وآخَذَه بِذَنْبِهِ مُؤاخذة: عَاقَبَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها ؛ أَي أَخذتها بِالْعَذَابِ فَاسْتَغْنَى عَنْهُ لِتَقَدُّمِ ذِكْرِهِ فِي قَوْلِهِ: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ*. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَصاب مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أُخِذَ بِهِ. يُقَالُ: أُخِذَ فلانٌ بِذَنْبِهِ أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عَلَيْهِ وعُوقِب بِهِ. وإِن أَخذوا عَلَى أَيديهم نَجَوْا. يُقَالُ: أَخذتُ عَلَى يَدِ فُلَانٍ إِذا مَنَعْتَهُ عَمَّا يُرِيدُ أَن يَفْعَلَهُ كأَنك أَمْسكت عَلَى يَدِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ قال الزجاج: لِيَتَمَكَّنُوا مِنْهُ فَيَقْتُلُوهُ. وآخَذَه: كأَخَذَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ؛ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ واخَذَه. وأَتى العِراقَ وَمَا أَخذَ إِخْذَه، وَذَهَبَ الحجازَ وَمَا أَخذ إِخذه، ووَلي فُلَانٌ مكةَ وَمَا أَخذَ إِخذَها أَي مَا يَلِيهَا وَمَا هُوَ فِي ناحِيتها، واسْتُعْمِلَ فلانٌ عَلَى الشَّامِ وَمَا أَخَذَ إِخْذَه، بِالْكَسْرِ، أَي لَمْ يأْخذ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ حُسْنِ السِّيرَةِ وَلَا تَقُلْ أَخْذَه، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَا وَالَاهُ وَكَانَ فِي نَاحِيَتِهِ. وَذَهَبَ بَنُو فُلَانٍ وَمَنْ أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم، يَكْسِرُونَ «1». الأَلف وَيَضُمُّونَ الذَّالَ، وإِن شِئْتَ فَتَحْتَ الأَلف وَضَمَمْتَ الذَّالَ، أَي وَمَنْ سَارَ سَيْرَهُمْ؛ وَمَنْ قَالَ: وَمَنْ أَخَذَ إِخْذُهم أَي وَمَنْ أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَوْ كُنْتَ مِنَّا لأَخَذْتَ بإِخذنا، بِكَسْرِ الأَلف، أَي بِخَلَائِقِنَا وزِيِّنا وَشَكْلِنَا وَهَدْيِنَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَلَوْ كنتمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذكم، ... وَلَكِنَّهَا الأَوجاد أَسفل سَافِلِ «2» . فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عَلَيْكُمْ، لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدْ أَخَذُوا أَخَذاتِهم ؛ أَي نَزَلُوا منازِلَهم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْخَاءِ. والأُخْذَة، بِالضَّمِّ: رُقْيَةٌ تأْخُذُ العينَ وَنَحْوَهَا كَالسِّحْرِ أَو خَرَزَةٌ يُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرِّجَالَ، مِنَ التأْخِيذِ. وآخَذَه: رَقاه. وَقَالَتْ أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تَبْكِي أَخاها صُبْحًا، وَقَدْ قَتَلَهُ رَجُلٌ سِيقَ إِليه عَلَى سَرِيرٍ، لأَنها قَدْ كَانَتْ أَخَذَتْ عَنْهُ القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ: أَخَذْتُ عَنْكَ الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ، وَلَمْ آخُذْ عَنْكَ النائمَ؛ وَفِي صُبْحٍ هَذَا يَقُولُ لَبِيدٌ: وَلَقَدْ رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه، ... مَا بَيْنَ قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عَنَى بِخَلِيلِهِ كَبِدَه لأَنه يُرْوَى أَن الأَسد بَقَر بطنه، وهو حيٌّ، فنظر إِلى سوادِ كَبِده.

_ (1). قوله [إخذهم وأخذهم يكسرون إلخ] كذا بالأَصل وفي القاموس وذهبوا ومن أخذ إخذهم، بكسر الهمزة وفتحها ورفع الذال ونصبها (2). قوله [ولكنها الأَوجاد إلخ] كذا بالأصل وفي شرح القاموس الأَجساد

وَرَجُلٌ مُؤَخَّذٌ عَنِ النِّسَاءِ: مَحْبُوسٌ. وائْتَخَذْنا فِي الْقِتَالِ، بِهَمْزَتَيْنِ: أَخَذَ بعضُنا بَعْضًا. والاتِّخاذ: افْتِعَالٌ أَيضاً مِنَ الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بَعْدَ تَلْيِينِ الْهَمْزَةِ وإِبدال التَّاءِ، ثُمَّ لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ عَلَى لَفْظِ الِافْتِعَالِ تَوَهَّمُوا أَن التَّاءَ أَصلية فَبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ. قَالُوا: تَخِذَ يَتْخَذ، وَقُرِئَ: لتَخِذْت عَلَيْهِ أَجراً. وَحَكَى الْمُبَرِّدُ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: اسْتَخَذَ فُلَانٌ أَرضاً يُرِيدُ اتَّخَذَ أَرضاً فتُبْدِلُ مِنْ إِحدى التَّاءَيْنِ سِينًا كَمَا أَبدلوا التاءَ مَكَانَ السِّينِ فِي قَوْلِهِمْ ستُّ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد اسْتَفْعَلَ مِنْ تَخِذَ يَتْخَذ فَحَذَفَ إِحدى التاءَين تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا: ظَلْتُ مِنْ ظَلِلْتُ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَخَذْتُ عَلَيْهِمْ يَدًا وَعِنْدَهُمْ سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ. والإِخاذةُ: الضَّيْعَة يَتَّخِذُهَا الإِنسان لِنَفْسِهِ؛ وَكَذَلِكَ الإِخاذُ وَهِيَ أَيضاً أَرض يَحُوزُهَا الإِنسان لِنَفْسِهِ أَو السُّلْطَانُ. والأَخْذُ: مَا حَفَرْتَ كهيئةِ الْحَوْضِ لِنَفْسِكَ، وَالْجَمْعُ الأُخْذانُ، تُمْسِكُ الماءَ أَياماً. والإِخْذُ والإِخْذَةُ: مَا حَفَرْتَهُ كهيئةِ الْحَوْضِ، وَالْجَمْعُ أُخْذٌ وإِخاذ. والإِخاذُ: الغُدُرُ، وَقِيلَ: الإِخاذُ وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ آخاذ، نادر، وقيل: الإِخاذُ والإِخاذةُ بِمَعْنًى، والإِخاذةُ: شَيْءٌ كَالْغَدِيرِ، وَالْجَمْعُ إِخاذ، وَجَمْعُ الإِخاذِ أُخُذٌ مِثْلَ كِتَابٍ وكُتُبٍ، وَقَدْ يُخَفَّفُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة ... تَطْفُو، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا وَفِي حَدِيثِ مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قَالَ: مَا شَبَّهْتُ بأَصحاب مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلا الإِخاذ تَكْفِي الإِخاذةُ الرَّاكِبَ وَتَكْفِي الإِخاذَةُ الراكبَين وَتَكْفِي الإِخاذَةُ الفِئامَ مِنَ الناسِ ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الإِخاذُ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَهُوَ مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بِالْغَدِيرِ؛ قَالَ عدِيّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ مَطَرًا: فاضَ فِيهِ مِثلُ العُهونِ من الرَّوْضِ، ... وَمَا ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ وَجَمْعُ الإِخاذِ أُخُذٌ؛ وَقَالَ الأَخطل: فظَلَّ مُرْتَثِئاً، والأُخْذُ قَدْ حُمِيَتْ، ... وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ وَقَالَهُ أَيضاً أَبو عَمْرٍو وَزَادَ فِيهِ: وأَما الإِخاذةُ، بِالْهَاءِ، فإِنها الأَرض يأْخذها الرَّجُلُ فَيَحُوزُهَا لِنَفْسِهِ وَيَتَّخِذُهَا وَيُحْيِيهَا، وَقِيلَ: الإِخاذُ جَمْعُ الإِخاذةِ وَهُوَ مَصنعٌ للماءِ يَجْتَمِعُ فِيهِ، والأَولى أَن يَكُونَ جِنْسًا للإِخاذة لَا جَمْعًا، وَوَجْهُ التَّشْبِيهِ مَذْكُورٌ فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ تَكْفِي الإِخاذةُ الراكِبَ، وَبَاقِي الْحَدِيثِ يَعْنِي أَنَّ فِيهِمُ الصغيرَ والكبيرَ وَالْعَالِمَ والأَعلم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: وامتلأَت الإِخاذُ ؛ أَبو عَدْنَانَ: إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جَمْعُ إِخاذ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الإِخاذةُ والإِخاذ، بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ، جَمْعُ إِخْذٍ، والإِخْذُ صَنَعُ الْمَاءِ يَجْتَمِعُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ مَثَلَ مَا بعَثني اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضاً، فَكَانَتْ مِنْهَا طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ فِيهَا إِخاذاتٌ أَمسكتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا الناسَ، فشرِبوا مِنْهَا وسَقَوْا ورَعَوْا، وأَصابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخرى إِنما هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمسِكُ مَاءً وَلَا تُنبِتُ كَلَأً، وَكَذَلِكَ مَثلُ مَنْ فقُه فِي دِينِ اللَّهِ ونَفَعه مَا بعَثني اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وعلَّم، ومَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رأْساً وَلَمْ يَقْبلْ هُدى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ؛ الإِخاذاتُ: الغُدرانُ الَّتِي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ عَلَى الشَّارِبَةِ،

الواحدةُ إِخاذة. والقيعانُ: جَمْعُ قَاعٍ، وَهِيَ أَرض حَرَّة لَا رملَ فِيهَا وَلَا يَثبتُ عَلَيْهَا الْمَاءُ لِاسْتِوَائِهَا، وَلَا غُدُر فِيهَا تُمسِكُ الماءَ، فَهِيَ لَا تُنْبِتُ الكلأَ وَلَا تُمْسِكُ الْمَاءَ. انتهى. وأَخَذَ يَفْعَلُ كَذَا أَي جَعَلَ، وَهِيَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِنَ الأَفعال الَّتِي لَا يُوضَعُ اسمُ الْفَاعِلِ فِي مَوْضِعِ الفعلِ الَّذِي هُوَ خَبَرُهَا. وأَخذ فِي كَذَا أَي بدأَ. وَنُجُومُ الأَخْذِ: منازلُ الْقَمَرِ لأَن الْقَمَرَ يأْخذ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْهَا؛ قَالَ: وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً، ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري قَوْلُهُ: يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ، وَهِيَ نجومُ الأَنواءِ، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهَا نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كُلَّ يَوْمٍ فِي نَوْءٍ ولأَخْذِ الْقَمَرِ فِي مَنَازِلِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْهَا، وَقِيلَ: نجومُ الأَخْذِ الَّتِي يُرمى بِهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، والأَول أَصح. وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذاً، وَذَلِكَ إِذا تَصَارَعُوا فأَخذ كلٌّ مِنْهُمْ عَلَى مُصَارِعِه أُخذَةً يَعْتَقِلُهُ بِهَا، وَجَمْعُهَا أُخَذٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر اللَّيْثُ: يُقَالُ اتخَذَ فُلَانٌ مَالًا يَتَّخِذه اتِّخاذاً، وتَخِذَ يَتْخَذُ تَخَذاً، وتَخِذْتُ مَالًا أَي كسَبْتُه، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ مُجَاهِدٌ لَتَخِذْتَ ؛ قَالَ: وأَنشدني الْعَتَّابِيُّ: تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُه قَالَ: وأَصلها افْتَعَلْتُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَصَحَّتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبِهَا قرأَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وقرأَ أَبو زَيْدٍ: لَتَخَذْتَ عَلَيْهِ أَجراً. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَكْتُوبٌ هُوَ فِي الإِمام وَبِهِ يقرأُ الْقُرَّاءُ؛ وَمَنْ قرأَ لاتَّخَذْت، بِفَتْحِ الْخَاءِ وبالأَلف، فإِنه يُخَالِفُ الْكِتَابَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَنْ قرأَ لاتَّخَذْت فَقَدْ أَدغم التاءَ فِي الياءَ فَاجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ فَصُيِّرَتْ إِحداهما يَاءً، وأُدْغِمَت كراهةَ الْتِقَائِهِمَا. والأَخِذُ مِنَ الإِبل: الَّذِي أَخَذَ فِيهِ السِّمنُ، وَالْجَمْعُ أَواخِذُ. وأَخِذَ الْفَصِيلُ، بِالْكَسْرِ، يأْخَذُ أَخَذاً، فَهُوَ أَخِذ: أَكثر مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم. أَبو زَيْدٍ: إِنه لأَكْذَب مِنَ الأَخِيذِ الصَّيْحانِ، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: مِنَ الأَخِذِ الصَّيْحانِ بِلَا يَاءٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ الْفَصِيلُ الَّذِي اتُّخِذَ مِنَ اللَّبَنِ. والأَخَذُ: شِبْهُ الْجُنُونِ، فَصِيلٌ أَخِذٌ عَلَى فَعِل، وأَخِذَ البعيرُ أَخَذاً، وَهُوَ أَخِذٌ: أَخَذَه مثلُ الْجُنُونِ يَعْتَرِيهِ وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، وَقِيَاسُهُ أَخِذٌ. والأُخُذُ: الرَّمَد، وَقَدْ أَخِذَت عَيْنُهُ أَخَذاً. وَرَجُلٌ أَخِذٌ: بِعَيْنِهِ أُخُذ مِثْلُ جُنُب أَي رَمَدٌ، وَالْقِيَاسُ أَخِذٌ كالأَوّل. وَرَجُلٌ مُسْتأْخِذٌ: كأَخِذ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَرْمِي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ ... مُغْضٍ كَمَا كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ والمستأْخذُ: الَّذِي بِهِ أُخُذٌ مِنَ الرَّمَدِ. والمستأْخِذُ: المُطَأْطِئُ الرأْسِ مِنْ رَمَدٍ أَو وَجَعٍ أَو غَيْرِهِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ أَصبح فُلَانٌ مُؤْتَخِذًا لِمَرَضِهِ ومستأْخذاً إِذا أَصبحَ مُسْتَكِيناً. وَقَوْلُهُمْ: خُذْ عَنْكَ أَي خُذْ مَا أَقول وَدَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِراء؛ فَقَالَ: خُذِ الْخِطَامَ «3» وَقَوْلُهُمْ: أَخَذْتُ كَذَا يُبدلون الذَّالَ تَاءً فيُدْغمونها فِي التَّاءِ،

_ (3). قوله [فقال خذ الخطام] كذا بالأَصل وفيه كشطب كتب موضعه فقال ولا معنى له.

وَبَعْضُهُمْ يُظهرُ الذَّالَ، وَهُوَ قليل. أذذ: أَذَّ يَؤُذُّ: قَطَعَ مِثْلُ هذَّ، وَزَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَن هَمْزَةَ أَذَّ بَدَلٌ مِنْ هَاءِ هذَّ؛ قَالَ: يَؤُذُّ بالشَّفْرة أَيّ أَذِّ ... مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفلْذِ وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ: قَاطِعَةٌ كَهَذوذٍ. وإِذْ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى مَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، وَهُوَ اسْمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ وَحَقُّهُ أَن يَكُونَ مُضَافًا إِلى جُمْلَةٍ، تَقُولُ: جِئْتُكَ إِذ قَامَ زَيْدٌ، وإِذ زِيدٌ قَائِمٌ، وإِذ زِيدٌ يَقُومُ، فإِذا لَمْ تُضَفْ نُوِّنت؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: نَهَيْتُكَ عَنْ طِلابِك أُمَّ عَمْرٍو، ... بِعاقِبةٍ، وأَنت إِذٍ صحِيحُ أَراد حِينَئِذٍ كَمَا تَقُولُ يَوْمَئِذٍ وَلَيْلَتَئِذٍ؛ وَهُوَ مِنْ حُرُوفِ الْجَزَاءِ إِلا أَنه لَا يُجَازَى بِهِ إِلا مَعَ مَا، تَقُولُ: إِذ مَا تأْتني آتِكَ، كَمَا تَقُولُ: إِنْ تأْتني وَقْتًا آتِك؛ قال العباسُ بن مِرادسٍ يمدحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خيرَ مَن رَكِبَ المَطِيَّ وَمَنْ مَشى ... فَوْقَ الترابِ، إِذا تُعَدُّ الأَنْفُسُ بِكَ أَسلَم الطاغُوتُ واتُّبِعَ الهُدَى، ... وَبِكَ انْجَلَى عَنَّا الظلامُ الحِنْدِسُ إِذ مَا أَتيتَ عَلَى الرسولِ فَقُلْ لَهُ: ... حَقًّا عَلَيْكَ إِذا اطمأَن المجلِسُ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الجوهريُّ: إِذ مَا أَتيتَ عَلَى الأَمير قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده: إِذ مَا أَتيتَ عَلَى الرَّسُولِ، كَمَا أَوردناه. قَالَ: وَقَدْ تكونُ للشيءِ توافِقُه فِي حالٍ أَنتَ فِيهَا وَلَا يَلِيهَا إِلا الفعلُ الواجبُ، تَقُولُ: بَيْنَمَا أَنا كَذَا إِذ جَاءَ زَيْدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: إِذ ظَرْفٌ لِمَا مَضَى، يَقُولُونَ إِذ كَانَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذ هُنَا زَائِدَةٌ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: هَذَا إِقدام مِنْ أَبي عُبَيْدَةَ لأَن الْقُرْآنَ الْعَزِيزَ يَنْبَغِي أَن لَا يُتكلم فِيهِ إِلا بِغَايَةِ تَحَرِّي الْحَقِّ، وإِذ: مَعْنَاهَا الْوَقْتُ فَكَيْفَ تَكُونُ لَغْوًا وَمَعْنَاهُ الْوَقْتُ، وَالْحُجَّةُ فِي إِذ أَنّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ النَّاسَ وَغَيْرَهُمْ، فكأَنه قَالَ ابْتِدَاءُ خلْقكم: إِذ قَالَ ربك للملائكة إِني جاعل فِي الأَرض خَلِيفَةً أَي فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. قَالَ: وأَمّا قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وأَنت إِذ صَحِيحٌ، فإِنما أَصل هَذَا أَن تَكُونَ إِذ مُضَافَةً فِيهِ إِلى جُمْلَةٍ إِما مِنْ مبتدإٍ وَخَبَرٍ نَحْوُ قَوْلِكَ: جِئْتُكُ إِذ زَيْدٌ أَمير، وإِما مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ نَحْوُ قُمْتُ إِذ قَامَ زَيْدٌ، فلما حُذِف المضافُ إِليه إِذ عُوِّضَ مِنْهُ التَّنْوِينُ فَدَخَلَ وَهُوَ سَاكِنٌ عَلَى الذَّالِ وَهِيَ سَاكِنَةٌ، فكُسِرَت الذالُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَقِيلَ يَوْمَئِذٍ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ الكسرةُ فِي الذَّالِ كسرةَ إِعراب وإِن كَانَتْ إِذ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ بإِضافة مَا قَبْلَهَا إِليها، وإِنما الْكَسْرَةُ فِيهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ بعدها كقوله صَهٍ فِي النَّكِرَةِ، وإِن اخْتَلَفَتْ جِهَتَا التَّنْوِينِ، فَكَانَ فِي إِذٍ عِوَضًا مِنَ الْمُضَافِ إِليه، وَفِي صَهٍ عَلَمًا لِلتَّنْكِيرِ؛ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْكَسْرَةَ فِي ذَالِ إِذٍ إِنما هِيَ حَرَكَةُ التقاء الساكنين هما هِيَ وَالتَّنْوِينُ قَوْلُهُ [وأَنت إِذٍ صَحِيحٌ] أَلا تَرَى أَنَّ إِذٍ لَيْسَ قَبْلَهَا شَيْءٌ مُضَافٌ إِليها؟ وأَما قَوْلُ الأَخفش: إِنه جُرَّ إِذٍ لأَنه أَراد قَبْلَهَا حِينَ ثُمَّ حَذَفَهَا وبَقِيَ الْجَرُّ فِيهَا وَتَقْدِيرُهُ حِينَئِذٍ فَسَاقِطٌ غَيْرُ لَازِمٍ، أَلا تَرَى أَن الْجَمَاعَةَ قَدْ أَجمعت عَلَى أَن إِذْ وكَمْ مِنَ الأَسماء الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْوَقْفِ؟ وَقَوْلُ الحُصينِ بْنُ الحُمام: مَا كنتُ أَحسَبُ أَن أُمِّي عَلَّةٌ، ... حَتَّى رأَيتُ إِذِي نُحازُ ونُقْتَلُ

فصل الباء موحدة

إِنما أَراد: إِذ نُحازُ ونُقتل، إِلا أَنه لَمَّا كَانَ فِي التَّذْكِيرِ إِذي وَهُوَ يَتَذَكَّرُ إِذ كَانَ كَذَا وَكَذَا أَجرى الوصلَ مُجرَى الْوَقْفِ فأَلحقَ الْيَاءَ فِي الْوَصْلِ فَقَالَ إِذي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: طَاوَلْتُ أَبا عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فِي هَذَا وَرَاجَعْتُهُ عَوْدًا عَلَى بدءٍ فَكَانَ أَكثَرَ مَا بَرَدَ مِنْهُ فِي اليدِ أَنه لَمَّا كَانَتِ الدارُ الآخرةُ تَلِي الدارَ الدُّنْيَا لَا فَاصِلَ بَيْنَهُمَا إِنما هِيَ هَذِهِ فَهَذِهِ صَارَ مَا يقعُ فِي الآخرةِ كأَنه وَاقِعٌ فِي الدُّنْيَا، فَلِذَلِكَ أُجْرِيَ اليومُ وَهِيَ لِلْآخِرَةِ مُجْرى وَقْتِ الظُّلْمِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: إِذ ظَلَمْتُمْ، وَوَقْتُ الظُّلْمِ إِنما كَانَ فِي الدُّنْيَا، فإِن لَمْ تَفْعَلْ هَذَا وَتَرْتَكِبَهُ بَقِيَ إِذ ظَلَمْتُمْ غيرَ مُتَعَلِّقٍ بِشَيْءٍ، فَيَصِيرُ مَا قَالَهُ أَبو عَلِيٍّ إِلى أَنه كأَنه أَبدل إِذ ظَلَمْتُمْ مِنَ الْيَوْمِ أَو كرره عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لَنَنْزِلَنْه، ... وَلَمْ نَشْعُرْ إِذاً أَنِّي خَلِيفُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ خَالِدٌ إِذاً لُغَةُ هُذَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ يَقُولُونَ إِذٍ، قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ فَتْحَةَ ذَالِ إِذاً فِي هَذِهِ اللُّغَةِ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ بَعْدَهَا، كَمَا أَن مَنْ قَالَ إِذٍ بِكَسْرِهَا فإِنَّما كَسَرَهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ بَعْدَهَا بِمِنْ فَهَرَبَ إِلى الْفَتْحَةِ، اسْتِنْكَارًا لِتَوَالِي الْكَسْرَتَيْنِ، كَمَا كُرِهَ ذَلِكَ فِي مِنَ الرَّجُلِ ونحوه أسبذ: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ أَنه كَتَبَ لِعِبَادِ اللَّهِ الأَسبذِينَ ؛ قَالَ: هُمْ ملوكُ عُمانَ بالبحرَين؛ قَالَ: الْكَلِمَةُ فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا عَبَدَةُ الفَرَس لأَنهم كَانُوا يَعْبُدُونَ فَرَسًا فِيمَا قِيلَ، وَاسْمُ الْفَرَسِ بِالْفَارِسِيَّةِ أَسب. اصبهبذ: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: إِصْبَهْبَذْ اسم أَعجمي. فصل الباء موحدة بذذ: بَذِذْتَ تَبَذُّ بَذَذاً «1» وبَذاذةً وبُذُوذَةً: رثَّت هيئتُك وَسَاءَتْ حَالَتُكَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: البَذاذةُ مِنَ الإِيمان ؛ الْبَذَاذَةُ: رَثَاثَةُ الْهَيْئَةِ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ أَن يَكُونَ الرجلُ مَتَقَهِّلًا رثَّ الْهَيْئَةِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ بَاذُّ الْهَيْئَةِ وَفِي هَيْئَتِهِ بَذَاذَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَذّ الرَّجُلُ المُتَقَهِّل الْفَقِيرُ، قَالَ: وَالْبَذَاذَةُ أَن يَكُونَ يَوْمًا مُتَزَيِّنًا وَيَوْمًا شَعِثاً. وَيُقَالُ: هُوَ تَرْكُ مُدَاوَمَةِ الزِّينَةِ. وَحَالٌ بَذَّة أَي سَيِّئَةٌ. وَقَدْ بَذِذتَ بَعْدِي، بِالْكَسْرِ، فأَنت باذُّ الْهَيْئَةِ وبذُّ الْهَيْئَةِ أَي رثهُّا بَيِّن الْبَذَاذَةِ والبُذوذة. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي رَثُّ اللِّبْسَة، أَراد التواضعَ فِي اللباس وتركَ التَّبَجُّجِ بِهِ. وَهَيْئَةٌ بَذَّةٌ: صِفَةٌ، وَرَجُلٌ بَذُّ الْبَخْتِ: سيئُه رَدِيئُهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبَذَّ القومَ يَبُذُّهم بَذًّا: سَبَقَهُمْ وَغَلَبَهُمْ، وَكُلُّ غَالِبٍ باذٌّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بَذَّ فُلَانٌ فُلَانًا يَبُذُّه بَذًّا إِذا مَا عَلَاهُ وَفَاقَهُ فِي حُسْنٍ أَو عَمَلٍ كَائِنًا مَا كَانَ. أَبو عَمْرٍو: البَذْبَذَة التقشُّف. وَفِي الْحَدِيثِ: بَذَّ الْقَائِلِينَ أَي سَبَقَهُمْ وَغَلَبَهُمْ يَبُذُّهم بَذًّا؛ وَمِنْهُ صِفَةُ مَشْيِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَمْشِي الهُوُيْنا يَبُذُّ الْقَوْمَ إِذا سَارَعَ إِلى خَيْرٍ أَو مَشَى إِليه. وتَمر بَذٌّ: مُتَفَرِّق لَا يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ كَفَذٍّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والبَذُّ: مَوْضِعٌ، أُراه أَعجميّاً. والبَذُّ: اسْمُ كُورةٍ مِنْ كُوَر بابَكَ الخُرَّمِي. بسذ: قَالَ الأَزهري فِي تَهْذِيبِهِ: أُهملت السِّينُ مَعَ التَّاءِ وَالذَّالِ وَالظَّاءِ إِلى آخِرِ حُرُوفِهَا عَلَى تَرْتِيبِهِ فَلَمْ يُستعمل مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهَا شَيْءٌ فِي مُصاصِ كَلَامِ الْعَرَبِ، فأَما قَوْلُهُمْ: هَذَا قضاءُ سَذُومَ بِالذَّالِ فإِنه أَعجمي؛

_ (1). قوله [بذذاً] كذا بالأَصل وفي القاموس بذاذا.

فصل التاء المثناة

وَكَذَلِكَ البُسَّذُ لِهَذَا الجَوْهَرِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَكَذَلِكَ السَّبَذَة فارسي. بغدذ: بَغْدادُ وبَغداذُ وبَغذادُ بَغذاذُ وبَغْدانُ، بِالنُّونِ، ومغَدانُ، بِالْمِيمِ، مُعَرَّبٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ: مَدِينَةُ السلام. بغذذ: بَغْذَاذُ: مَدِينَةُ السَّلَامِ وَفِيهَا اخْتِلَافٌ ذُكِرَ فِي بغدذ. بوذ: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو: بَاذَ إِذا تَوَاضَعَ. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ: بَاذَ الرَّجُلُ إِذا افْتَقَرَ. ابْنُ الأَعرابي: باذَ يبوذُ إِذا تَعَدَّى عَلَى الناس. فصل التاء المثناة تخذ: تَخِذ الشيءَ تَخَذاً وتَخْذاً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، واتَّخَذَه: عَمِلَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ ؛ أَراد اتَّخَذُوهُ إِلهاً فَحُذِفَ الثَّانِي لأَن الِاتِّخَاذَ دَلِيلٌ عَلَيْهِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: اسْتَخَذَ فُلَانٌ أَرضاً، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنْهُ، كأَنه اسْتَتْخَذَ فَحُذِفَتْ إِحدى التاءَين كَمَا حُذِفَتِ التَّاءُ الأُولى مِنْ قَوْلِهِمْ تَقَى يَتْقِي، فَحُذِفَتِ التَّاءُ الَّتِي هِيَ فَاءُ الْفِعْلِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: زيادَتَنا نُعْمانُ لَا تَحْرِمنَّنا، ... تَقِ اللهَ فِينَا، والكتابَ الَّذِي تَتْلو أَي اتقِ اللَّهَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصله اتْتَخَذ وَزْنُهُ افتَعَل ثُمَّ إِنهم أَبدلوا مِنَ التَّاءِ الأُولى الَّتِي هِيَ فَاءُ افتَعَل سِينًا كَمَا أَبدلوا التَّاءَ مِنَ السِّينِ فِي سِتٍّ، فَلَمَّا كَانَتِ السِّينُ وَالتَّاءُ مَهْمُوسَتَيْنِ جَازَ إِبدال كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِنْ أُختها. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: لَوْ شِئْتَ لَتَخذْت عَلَيْهِ أَجراً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تَخِذَ يَتْخَذُ بِوَزْنِ سَمِعَ يَسْمَعُ مِثْلُ أَخذَ يأْخُذُ، وَقُرِئَ: لَتَخَذْتَ ولاتَّخَذْتَ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْ تَخِذَ فأَدغم إِحدى التاءَين فِي الأُخرى؛ قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ أَخذ فِي شَيْءٍ، فإِن الِافْتِعَالَ مِنْ أَخذ ائْتَخَذَ لأَن فَاءَهَا هَمْزَةٌ وَالْهَمْزَةُ لَا تُدْغَمُ فِي التاءِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الِاتِّخَاذُ الِافْتِعَالُ مِنَ الأَخذ إِلا أَنه أَدغم بَعْدَ تَلْيِينِ الْهَمْزَةِ وإِبدال التَّاءِ، ثُمَّ لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ بِلَفْظِ الِافْتِعَالِ تَوَهَّمُوا أَن التَّاءَ أَصلية فَبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ، قَالُوا: تَخِذَ يَتْخَذُ؛ قَالَ: وأَهل الْعَرَبِيَّةِ عَلَى خِلَافِ مَا قَالَ الجوهري: ترمذ: تِرمِذُ، بِكَسْرِ التَّاءِ وَالْمِيمِ: الْبَلَدُ الْمَعْرُوفُ بِخُرَاسَانَ. تلمذ: التلاميذُ: الخَدَمُ والأَتباع، واحدهم تِلْميذٌ. فصل الجيم جاذ: اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ: الْجَائِذُ العَبَّابُ فِي الشُّرْبِ، وَالْفِعْلُ جأَذَ يَجْأَذُ جَأْذاً شَرِبَ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: مُلاهِسُ الْقَوْمِ عَلَى الطَّعَامِ، ... وجائِذٌ فِي قَرْقَفِ المُدام شرْبَ الهِجان الْوُلَّهِ الهِيام جبذ: جَبَذَ جَبْذاً: لُغَةٌ فِي جَذَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَبَذَني رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي ، وَظَنَّهُ أَبو عُبَيْدٍ مَقْلُوبًا عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ: قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ لَيْسَ أَحدهما مَقْلُوبًا عَنْ صَاحِبِهِ وَذَلِكَ أَنهما جَمِيعًا يَتَصَرَّفَانِ تَصَرُّفًا وَاحِدًا، تَقُولُ: جَذَبَ يَجْذِبُ جَذْباً، فَهُوَ جَاذِبٌ، وجَبَذَ يَجبذُ جَبْذاً، فَهُوَ جَابِذٌ، فإِن جَعَلْتَ مَعَ هَذَا أَحدهما أَصلًا لِصَاحِبِهِ فَسَدَ ذَلِكَ لأَنك لَوْ فَعَلْتَهُ لَمْ يَكُنْ أَحدُهما أَسعَدَ بِهَذِهِ الْحَالِ مِنَ الْآخَرِ، فإِذا وقَفْتَ الحالَ بِهِمَا وَلَمْ تُؤْثِرْ بِالْمَزِيَّةِ أَحدَهما عَنْ تَصَرُّفِ صَاحِبِهِ فَلَمْ يُساوه فِيهِ كَانَ

أَوسعهُما تَصَرُّفاً أَصلًا لِصَاحِبِهِ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِهِمْ: أَنى الشيءُ يأْني وآنَ يَئِينُ، فآنَ مَقْلُوبٌ عَنْ أَنَى وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ وُجُودُكَ مصدَرَ أَنى يأْنِي أَنًى، وَلَا تَجِدُ لِآنَ مَصْدَرًا، كَذَا قَالَ الأَصمعي، فأَما الأَيْن فَلَيْسَ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ، إِنما الأَيْنُ الإِعْياءُ والتعبُ، فَلَمَّا عَدِمَ آنَ المصدرَ الَّذِي هُوَ أَصل الْفِعْلِ عُلِمَ أَنه مَقْلُوبٌ عَنْ أَنَى يأْنى. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ، أَي بلوغَه وإِداركَهُ، غَيْرَ أَن أَبا زَيْدٍ قَدْ حَكَى لِآنَ مَصْدَرًا، وَهُوَ الأَيْنُ، فإِن كَانَ الأَمر كَذَلِكَ فَهُمَا إِذاً أَصلان مُتَسَاوِيَانِ مُتَسَاوِقَانِ. وجَبَذَ العنبُ يَجْبِذُ: صَغُر وقَفَّ. جذذ: الجَذُّ: كَسْرُ الشَّيْءِ الصُّلْب. جَذَذْتُ الشيءَ: كسرتُه وقطَعْتُه والجُذاذُ والجِذاذُ: مَا كُسِرَ مِنْهُ، وَضَمُّهُ أَفصح مِنْ كَسْرِهِ، والجَذُّ: القَطْع الوحِيُّ المُستأْصِلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَطْعُ المستأْصِل فَلَمْ يُقَيَّدْ بِوَحَاءٍ؛ جَذَّهُ يَجُذُّهُ جَذًّا، فَهُوَ مَجْذُوذٌ وجَذيذ، وجَذَّذَه فانْجَذَّ وتَجَذَّذ. وَفِي التَّنْزِيلِ: عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ؛ فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدٍ غَيْرَ مَقْطُوعٍ، والانْجذاذُ: الِانْقِطَاعُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رحِمٌ جَذَّاءُ وحَذَّاءُ، بِالْجِيمِ وَالْحَاءِ، مَمْدُودَانِ وَذَلِكَ إِذا لَمْ توصَل. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: جُذّوهُم جَذّاً ؛ الجَذُّ: الْقَطْعُ، أَي استأْصلوهم قَتْلًا. والجُذاذ: المُقَطَّع «1» والجِذاذُ: الْقِطَعُ الْمُكَسَّرَةُ، مِنْهُ. فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً أَي حُطاماً، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ جَذيذ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً ، فَهُوَ مِثْلُ الحُطام والرُّفات، وَمَنْ قرأَها جِذاذاً، فَهُوَ جَمْعُ جَذيذ مِثْلُ خَفِيفٍ وَخِفَافٍ. وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ: فثُرتُ إِلى الضم فَكَسَرْتُهُ أَجذاذاً أَي قِطَعًا وَكِسَرًا، وَاحِدُهَا جَذ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَصولُ بيدٍ جَذَّاءَ أَي مَقْطُوعَةٍ، كَنَّى بِهِ عَنْ قُصُورِ أَصحابه وَتَقَاعُدِهِمْ عَنِ الْغَزْوِ، فإِن الْجُنْدَ للأَمير كَالْيَدِ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. اللَّيْثُ: الجُذاذُ قِطَع مَا كُسِرَ، الواحدةُ جُذاذَةٌ. قَالَ: وَقِطَعُ الْفِضَّةِ الصِّغَارِ جُذاذ. وَيُقَالُ لِحِجَارَةِ الذَّهَبِ: جُذاذ لأَنها تُكسر. والجُذاذات: الْقُرَاضَاتُ. وجُذاذات الْفِضَّةِ: قِطَعها. والجُذاذُ: الفِرق. وَسَوِيقٌ جَذيذ: مَجْذوذ. وَالسَّوِيقُ الجَذيذُ: الْكَثِيرُ الجُذاذ. والجَذيذة: السَّوِيقُ. والجَذِيذَة: جَشيشَةٌ تُعْمَلُ مِنَ السَّوِيقِ الْغَلِيظِ لأَنها تُجَذّ أَي تُقْطَعُ قَطْعًا وتُجش. وَرُوِيَ عَنْ أَنس أَنه كَانَ يأْكلُ جَذيذَة قَبْلَ أَن يَغْدُوَ فِي حَاجَتِهِ ؛ أَراد شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ أَو نَحْوِ ذَلِكَ، سُمِّيَتْ جَذيذة لأَنها تُجَذُّ أَي تُكَسَّر وتدق وتطحن وتُجش إِذا طُحِنَتْ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: أَنه أَمَرَ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ أَن يأْخذ مِنْ مِزْوده جَذيذاً ؛ وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: رأَيت عَلِيًّا يَشْرَبُ جَذيذاً حِينَ أَفطر. وَيُقَالُ لِلْحِجَارَةِ الذهب: جُذاذ، لأَنها تكسر وتسحل؛ وأَنشد: كما انْصَرفت فَوْقَ الجُذاذ المَساحِن وجَذَذْت الْحَبْلَ جَذّاً أَي قَطَعْتُهُ فَانْجَذَّ. وجَذَّ الأَمرَ عَنِيَ يَجُذُّه جَذّاً: قَطَعَهُ. وجَذَّ النخلَ يَجُذُّه جَذّاً وجَذاذاً وجِذاذاً: صَرَمَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَمَا عَلَيْهِ جُذّة وَمَا عَلَيْهِ قِزاع أَي مَا عَلَيْهِ ثَوْبٌ يَسْتُرُهُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مَا عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الثِّيَابِ. الأَصمعي: الجَذَّان والكذَّان الْحِجَارَةُ الرَّخْوَةُ، الْوَاحِدَةُ جَذَّانة وكَذَّانة. وَمِنْ أَمثالهم السَّائِرَةِ فِي الَّذِي يُقْدِمُ عَلَى الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ: جَذَّها جَذَّ البعير الصِّلِّيانَةَ، أَراد أَنه أَسرع إِليها. ابْنُ الأَعرابي: المِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ، وَهُوَ الْمِيلُ؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [والجذاذ المقطع] جيمه مثلثة كما في القاموس.

قَالَتْ وَقَدْ سَافَ مِجَذَّ المِرْود قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَن الْحَسْنَاءَ إِذا اكْتَحَلَتْ مَسَحَتْ بِطَرَفِ الْمِيلِ شَفَتَيْهَا ليزدادَ حُمَّة؛ وَقَالَ الجَعدي يَذْكُرُ نِسَاءً: تَرَكْن بِطالة وأَخَذْن جَذًّا، ... وأَلقين المكاحِلَ للنبِيج قَالَ: الْجَذُّ وَالْمِجَذُّ طَرَفُ الْمِرْوَدِ. جرذ: أَبو عُبَيْدٍ: الجَرَذُ. بِالتَّحْرِيكِ، كُلُّ مَا حَدَثَ فِي عُرْقُوبِ الْفَرَسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي عُرْقُوبِ الدَّابَّةِ مِنْ تزيُّد وَانْتِفَاخِ عَصَبٍ وَيَكُونُ فِي عَرْضِ الْكَعْبِ مِنْ ظَاهِرٍ أَو بَاطِنٍ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَرَذ وَرَمٌ يأْخذ الْفَرَسَ فِي عَرْضِ حَافِرِهِ وَفِي ثَفِنَته مِنْ رِجْلِهِ حَتَّى يَعْقِرَهُ وَدَمٌ غَلِيظٌ يَنْعَقِرُ «2» وَالْبَعِيرُ بِأَخْذِه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: الجَرَذ دَاءٌ يأْخذ فِي مَفْصِلِ الْعُرْقُوبِ وَيُكْوَى مِنْهُ تَمْشِيطًا فيبرأُ عُرْقُوبُهُ آخِرًا ضَخْمًا غَلِيظًا فَيَكُونُ رَدِيئًا فِي حَمْلِهِ وَمَشْيِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَرَذُ: دَاءٌ يأْخذ فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ والأَصل الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ؛ وَدَابَّةٌ جَرِذ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ جَرِذ الرِّجْلَيْنِ. والجُرَذ: الذَّكَرُ مِنَ الفأْر، وَقِيلَ: الذَّكَرُ الْكَبِيرُ مِنَ الفأْر، وَقِيلَ: هُوَ أَعظم مِنَ الْيَرْبُوعِ أَكدَر فِي ذَنَبِهِ سَوَادٌ وَالْجَمْعُ جُرْذان. الصِّحَاحُ: الجُرَذُ ضَرْبٌ مِنَ الفأْر. وأُمُّ جِرْذانَ: آخِرُ نَخْلَةٍ بِالْحِجَازِ إِدراكاً؛ حكاها أَبو حَنِيفَةَ وَعَزَاهَا إِلى الأَصمعي، قَالَ: وَلِذَلِكَ قَالَ السَّاجِعُ: إِذا طَلَعَتِ الخَراتان أُكِلَتْ أُمُّ جِرْذان؛ وَطُلُوعُ الخَراتَيْنِ فِي أُخْريات القَيْظ بَعْدَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ وَفِي قُبُل. الصفَرِيّ قَالَ: وَزَعَمُوا أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا لأُمّ جِرْذان مَرَّتَيْنِ؛ قَالَ: رَوَاهُ الأَصمعي عَنْ نَافِعِ بْنُ أَبي نُعَيْمٍ قَارِئِ أَهل الْمَدِينَةِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيهِهِمْ، قَالَ: وَهِيَ أُم جِرْذان رَطْبًا فإِذا جَفَّتْ فَهِيَ الْكَبِيسُ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ أُم جِرْذان، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ كِبَارٌ، قِيلَ: إِن نَخْلَهُ يَجْتَمِعُ تَحْتَهُ الفأْر، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى بِالْكُوفَةِ المُوشان، يَعْنُونَ الفأْر بِالْفَارِسِيَّةِ. وأَرض جَرِذَة: مِنَ الجُرَذ أَي ذات جِرْذان [جُرْذان]. والجُرَذان: عَصَبان فِي ظَاهِرِ خَصِيلة الْفَرَسِ وَبَاطِنُهُمَا يَلِي الْجَنْبَيْنِ. وَرَجُلٌ مُجَرَّذٌ: داهٍ مُجَرِّبٌ للأُمور؛ ابْنُ الأَعرابي: جَرَّذَه الدَّهْرُ ودلَكه ودَيَّثَه ونَجَّذَهُ وحَنَّكه. أَبو عَمْرٍو: هُوَ المُجَرَّذُ والمُجرَّسُ. وأَجْرذَه إِلى الشَّيْءِ: أَلجأَه وَاضْطَرَّهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَحَادَ عَنِّي عَبْدُهُمْ وأُجْرِذا أَي أُلجئ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَن أَوْبَ صَنْعَةِ [صَنْعَةَ] المَلَّاذِ ... يَسْتَهْيِعُ المُراهِقَ الْمُحَاذِي عافِيه سَهْواً غيرَ مَا إِجْراذِ وَعَافِيهِ: مَا جَاءَ مِنْ عَفْوِهِ سَهْوًا سَهْلًا بِلَا حَثٍّ وَلَا إِكراه عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ مُجْرَذٌ: أَفرده أَصحابه فلجأَ إِلى سِوَاهُمْ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ذَهَبَ مَالُهُ فلجأَ إِلى مَنْ يُنَوِّلُهُ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وأَلفَيْتُ عَيَّالًا كأَنّ عُواءَه ... بُكا مُجْرَذٍ، يَبْغي المَبيتَ، خَليع جربذ: الجَرْبَذَة: مِنْ عَدْوِ الْفَرَسِ فَوْقَ الْقَدْرِ بِتَنْكِيسِ الرأْس وَشِدَّةِ الِاخْتِلَاطِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: جَرْبَذَتِ الفرسُ جَرْبَذَة وجِرْباذاً، وَهُوَ عَدْوٌ ثَقِيلٌ، وَهِيَ مُجَرْبِذ. أَبو عُبَيْدَةَ: الجَرْبَذَة مِنْ سَيْرِ الخيل؛

_ (2). قوله [ودم غليظ ينعقر إلى قوله فيكون ردئياً] كذا بالأَصل ولعل فيه سقطاً. والأَصل ينعقر الفرس والبعير ومع ذلك في بقية التركيب قلاقة ونعوذ بالله من سقم النسخ.

وَفَرَسٌ مُجَرْبِذ، قَالَ: وَهُوَ الْقَرِيبُ القَدْر فِي تَنْكِيسِ الرأْس وَشِدَّةِ الِاخْتِلَاطِ مَعَ بُطْءِ إِحارة يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. قَالَ: وَيَكُونُ الْمُجَرْبِذُ أَيضاً فِي قُرب السُّنْبُك مِنَ الأَرض وَارْتِفَاعِهِ؛ وأَنشد: كُنْتَ تَجْري بالبُهْر خِلْواً، فَلَمَّا ... كَلَّفَتْكَ الجِيادُ جَرْيَ الجِيادِ، جَرْبَذَتْ دُونَهَا يَدَاكَ، وأَرْدَى ... بِكَ لؤمُ الآباءِ والأَجْدادِ والجَرْبَذَة: ثِقَلُ الدَّابَّةِ، وَهُوَ المُجَرْبِذُ. والجَرَنْبَذُ «1» الَّذِي تَتَزَوَّجُ أُمه. ابْنُ الأَنباري: البَروُك مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي تَتَزَوَّجُ زَوْجًا وَلَهَا ابْنٌ مُدْرِكٌ مِنْ زَوْجٍ آخَرَ، وَيُقَالُ لِابْنِهَا الجَرَنْبَذَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الجَرْبَذَة. جَلَذَ: الجَلِذُ «2» الفأْر الأَعمى، وَالْجَمْعُ مَناجِذُ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ، كَمَا قَالُوا خَلِفَةً وَالْجَمْعُ مَخَاضٌ. والجِلذاء: الْحِجَارَةُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا صَلُبَ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ جِلْذاء، بِالْكَسْرِ، مَمْدُودٌ وجَلاذي؛ الأَخيرة مُطَّرِدَةٌ. الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: جِلْظاء مِنَ الأَرض وَجِلْمَاظٌ وَجِلْذَاءٌ وجِلْذان. والجِلْذاءَة: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَجَمْعُهَا جَلاذي، وَهِيَ الحِزْباءَة. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجُلْذِية الْمَكَانُ الْخَشِنُ الْغَلِيظُ مِنَ القُف الْمُرْتَفِعِ «3» جَدًّا يَقْطَعُ أَخفاف الإِبل وَقَلَّمَا يَنْقَادُ، لَا يُنْبِتُ شَيْئًا. والجُلْذِية مِنَ الْفَرَاسِنِ: الْغَلِيظَةُ الْوَكِيعَةُ. وَقَوْلُهُمْ: أَسهل مِنْ جِلْذان، وَهُوَ حِمًى قَرِيبٌ مِنَ الطَّائِفِ لَيِّنٌ مُسْتَوٍ كَالرَّاحَةِ. والجُلْذي: الْحَجَرُ. وَالْجُلْذِيُّ، بِالضَّمِّ، مِنَ الإِبل: الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا، ... أَخْيَفَ كَانَتْ أُمه صَفِيَّا وَنَاقَةٌ جُلْذِيّة: قَوِيَّةٌ شَدِيدَةٌ صُلبة. وَالذَّكَرُ جُلْذِيّ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: هَلْ تُلْحِقيني بأَولى القَوْمِ إِذْ سَخِطوا ... جُلْذِيَّةً كأَتان الضَّحْلِ عُلْكُوم؟ وأَتان الضَّحْلِ: صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ مُلَمْلَمة. وَالضَّحْلُ: الْمَاءُ الضِّحْضَاحُ. وَالْعُلْكُومُ: النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْكِلَابِيُّونَ فِي ذُكُورِ الإِبل وَلَا فِي الرِّجَالِ؛ وَسَيْرٌ جُلْذِيٌّ وَخِمْسٌ جُلْذِيٌّ وقَرَبٌ جُلْذِيّ: شَدِيدٌ؛ فأَما قَوْلُ ابْنِ مَيَّادَةَ: لَتَقْرُبُنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا، ... مَا دَامَ فِيهِنَّ فَصِيلٌ حيَّا، وَقَدْ دَجَا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا القَرَب: القُرب مِنَ الْوُرُودِ بَعْدَ سَيْرٍ إِليه. وَلَيْلَةُ القَرَب: اللَّيْلَةُ الَّتِي تَرِدُ الإِبل فِي صَبِيحَتِهَا الْمَاءَ. وهيَّا: بِمَعْنَى الِاسْتِحْثَاثِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِفَةً للقَرَب وأَن يَكُونَ اسْمًا لِلنَّاقَةِ، عَلَى أَنه تَرْخِيمُ جُلْذِيَّة مُسَمًّى بِهَا أَو جلذِية صِفَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: والجَلاذي فِي شِعْرِ ابْنِ مُقْبِلٍ جَمْعُ الجُلْذِية، وَهِيَ النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ، وَهُوَ: صَوْتُ النَّوَاقِيسَ فِيهِ مَا يُفَرِّطُهُ ... أَيدي الْجَلَاذِيِّ جَوْنٌ مَا يُعَفِّينَا «4» . والجَلاذي: صِغَارُ الشَّجَرِ؛ وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ صِغَارَ الطَّلْحِ.

_ (1). قوله [والجرنبذ إلخ] كذا بالأصل، والذي في القاموس الجرنبذة بالهاء. (2). قوله [الجلذ] هكذا ضبط بالأَصل بفتح فكسر، وفي القاموس وشرحه بضم الجيم وسكون اللام وبفتح الجيم وككتف أيضاً. (3). قوله [من القف المرتفع إلخ] كذا بالأصل والذي في شرح القاموس ليس بالمرتفع جداً. (4). قوله [ما يفرطه] في شرح القاموس ما يقربه، وقوله ما يعفينا فيه ما يغضينا

فصل الحاء المهملة

وإِنه لَيُجْلَذ بِكُلِّ خَيْرٍ أَي يظن به، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّالِ. أَبو عَمْرٍو: الجَلاذِيُّ الصُّنَّاعُ، وَاحِدُهُمْ جُلْذِيٌّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الجَلاذي خَدَمُ الْبَيْعَةِ وَجَعَلَهُمْ جَلاذِيّ لِغِلَظِهِمْ. وجِلْذان: عَقَبَةٌ بِالطَّائِفِ. واجْلَوّذ اللَّيْلُ: ذَهَبَ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا حَبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا ... حَبيبٌ تَحَمَّلْتُ مِنْهُ الأَذى وَيَا حَبَّذا بَرْدُ أَنْيابهِ، ... إِذا أَظْلمَ الليلُ واجْلَوّذا والاجْلِوَّاذ والاجْليواذُ: المَضاء وَالسُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مَزِيدًا. التَّهْذِيبُ: الجُلْذِيُّ الشَّدِيدُ مِنَ السَّيْرِ السريعُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ فَلَاةً: الخِمْسُ والخِمْسُ بِهَا جُلْذِيُ يَقُولُ: سَيْرٌ خِمْسٌ بِهَا شَدِيدٌ. الأَصمعي: الاجْلِوَّاذ فِي السَّيْرِ والاجْرِوَّاطُ الْمَضَاءُ فِي السُّرْعَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الإِسراع. واجْلَوَّذ وَاجْرَهَدَّ إِذا أَسرع. واجْلَوَّذَ بِهِمُ السَّيْرَ اجْلِوَّاذاً أَي دَامَ مَعَ السُّرْعَةِ، وَهُوَ مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ وَمِنْهُ اجْلَوَّذَ الْمَطَرُ. وَفِي حَدِيثِ رَقِيقَةَ: وَاجْلَوَّذَ الْمَطَرُ أَي امْتَدَّ وقت تأَخره وانقطاعه. جنبذ: الجُنْبُذَةُ، بِالضَّمِّ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الشَّيْءِ وَاسْتَدَارَ كَالْقُبَّةِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: جُنْبَذَة، بِفَتْحِ الْبَاءِ، ابْنُ سِيدَهْ: الجُنْبُذَة الْمُرْتَفِعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والجُنْبُذَة: مَا عَلَا مِنَ الأَرض وَاسْتَدَارَ. وَمَكَانٌ مُجَنْبَذ: مُرْتَفِعٌ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ. وجُنْبُذَة الْكَيْلِ: مُنْتَهَى أَصْبارِه؛ وَقَدْ جَنْبَذه. والجُنْبُذَة: الْقُبَّةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: وَسَطُهَا جنَابِذ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ يَسْكُنُهَا قَوْمٌ مِنْ أَهل الْجَنَّةِ كالأَعراب فِي الْبَادِيَةِ ؛ وَوَرَدَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: فِيهَا جنَابِذ مِنْ لُؤْلُؤٍ ، وَفَسَّرَهُ بذلك أَيضاً. جوذ: أَبو الجُوذِيّ: كُنْيَةُ رجل؛ قال: لَوْ قَدْ حَداهُنَّ أَبو الجُوذِيِّ ... بَرَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّويِ مُسْتَويات كَنَوَى البَرْنيِ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه أَبو الجُودي، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. فصل الحاء المهملة حبذ: ذَكَرَ الأَزهري هَذِهِ التَّرْجَمَةَ فِي الْحَاءِ وَالذَّالِ وَالْبَاءِ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُمْ حَبَّذا كَذَا وَكَذَا، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، فَهُوَ حَرْفُ مَعْنًى أُلِّف مِنْ حَبَّ وَذَا. وَقَالَ فِي آخِرِ الْفَصْلِ: وَحَبَّذَا فِي الْحَقِيقَةِ فِعْلٌ وَاسْمٌ: حَبّ بِمَنْزِلَةِ نِعْم، وَذَا فَاعِلٌ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ فِي تَرْجَمَةِ حبب فِيمَا تَقَدَّمَ، والله أَعلم. حذذ: الحَذُّ: الْقَطْعُ المستأْصل. حَذَّهُ يَحُذّه حَذّاً: قَطَعَهُ قَطْعًا سَرِيعًا مُسْتأْصلًا؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَطَعَهُ قَطْعًا سَرِيعًا مِنْ غَيْرِ أَن يَقُولَ مستأْصلًا. والحُذَّة: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ كالحُزَّة والفِلْذة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُعْيِيه حُذَّة فِلْذٍ إِنْ أَلَمّ بِهَا ... مِنَ الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَهُ الغُمَرُ «1» . وَيُرْوَى حُزَّةُ فِلْذٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والحَذَذ: السُّرْعَةُ، وَقِيلَ: السُّرْعَةُ وَالْخِفَّةُ. وَالْحَذَذُ: خِفَّةُ الذَّنَبِ وَاللِّحْيَةِ، وَالنَّعْتُ مِنْهُمَا أَحَذُّ. وَبَعِيرٌ أَحَذُّ

_ (1). قوله [تعييه إلخ] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِهَا ... مِنَ الشِّوَاءِ ويكفي شربه الغمر

وَلِحْيَةٌ حَذاء: خَفِيفَةٌ؛ قَالَ: وشُعثٍ عَلَى الأَكْوارِ حُذٍّ لِحاهُمُ ... تَفادَوْا مِنَ الموتِ الذَّريعِ تَفادِيا وَفَرَسٌ أَحَذُّ: خَفِيفُ شَعْرِ الذَّنَبِ؛ وَقَطَاةٌ حَذاء: وُصِفَتْ بِذَلِكَ لِقِصَرِ ذَنَبِهَا وَقِلَّةِ رِيشِهَا، وَقِيلَ: لِخِفَّتِهَا وَسُرْعَةِ طَيَرَانِهَا. وَفِي حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ: أَنه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: إِن الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ ووَلَّتْ حَذَّاء فَلَمْ يَبْق مِنْهَا إِلا صُبابَةٌ كصُبابةِ الإِناء ؛ يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنَ الذَّنَبِ الأَحَذّ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَلَّتْ حَذَّاء أَي سَرِيعَةَ الإِدبار؛ قَالَ الأَزهري: وَلَّتْ حَذَّاءَ هِيَ السَّرِيعَةُ الْخَفِيفَةُ الَّتِي قَدِ انْقَطَعَ آخِرُهَا، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْقَطَاةِ حَذَّاءُ لِقِصَرِ ذَنَبِهَا مَعَ خِفَّتِهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ الْقَطَا: حَذَّاءُ مُقْبِلَةً سَكَّاءُ مُدْبِرَةً، ... لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةً عَجَبُ قَالَ: وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْحِمَارِ الْقَصِيرِ الذَّنَبِ أَحذّ. والأَحَذُّ: السَّرِيعُ فِي الْكَلَامِ وَالْفِعَالِ؛ وَقِيلَ: وَلَّتْ حَذَّاءَ أَي مَاضِيَةً لَا يَتَعَلَّقُ بِهَا شَيْءٌ. وَحِمَارٌ أَحَذُّ: قَصِيرُ الذَّنَبِ، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الحَذَذ وَلَا فِعْلَ لَهُ. الأَزهري: الحَذَذ مَصْدَرُ الأَحذّ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ. وَرَجُلٌ أَحَذُّ: سَرِيعُ الْيَدِ خَفِيفُهَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيَّ: تَفَيْهَقَ بالعراقِ أَبو المُثَنَّى، ... وعَلَّم أَهْلَه أَكلَ الخَبِيص أَأَطْعمتَ العراقَ ورافِدَيْهِ ... فَزارِيّاً أَحَذَّ يَد القَمِيص؟ يَصِفُهُ بِالْغُلُولِ وَسُرْعَةِ الْيَدِ، وَقَوْلُهُ أَحَذَّ يَدِ الْقَمِيصِ، أَراد أَحذَّ الْيَدِ فأَضاف إِلى الْقَمِيصِ لِحَاجَتِهِ وأَراد خِفَّةَ يَدِهِ فِي السَّرِقَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَزَارِيُّ الْمَهْجُوُّ فِي الْبَيْتِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ؛ وَقَدْ قِيلَ فِي الأَحذ غَيْرُ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ أَن الأَحذ الْمَقْطُوعُ، يُرِيدُ أَنه قَصِيرُ الْيَدِ عَنْ نَيْلِ الْمَعَالِي فَجَعَلَهُ كالأَحذ الَّذِي لَا شَعْرَ لِذَنَبِهِ وَلَا يُحِبُّ لِمَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ أَن يُوَلَّى الْعِرَاقَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَصول بِيَدٍ حَذَّاءَ أَي قَصِيرَةٍ لَا تَمْتَدُّ إِلى مَا أُريد، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، مِنَ الْجَذِّ الْقَطْعِ، كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ قُصُورِ أَصحابه وَتَقَاعُدِهِمْ عَنِ الْغَزْوِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وكأَنها بِالْجِيمِ أَشبه. وأَمر أَحَذُّ: سَرِيعُ المَضاء. وَصَرِيمَةٌ حَذَّاءُ: مَاضِيَةٌ. وَحَاجَةٌ حَذَّاء: خَفِيفَةٌ سَرِيعَةُ النَّفَاذِ. وأَمْرٌ أَحَذُّ أَي شَدِيدٌ مُنْكَرٌ. وَجِئْتَنَا بِخُطوبٍ حُذٍّ أَي بأُمور مُنْكَرَةٍ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: يَقْري الأُمورَ الحُذَّ ذَا إِرْبَةٍ ... فِي لَيِّها شَزْراً وإِبْرامِها أَي يَقْرِيهَا قَلْبًا ذَا إِربة. الأَزهري: وَالْقَلْبُ يُسَمَّى أَحَذَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَلْبٌ أَحَذُّ ذَكِيٌّ خَفِيفٌ. وَسَهْمٌ أَحذ: خُفِّفَ غِراء نَصْله وَلَمْ يُفتق؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَورد حُذًّا تَسْبِقُ الأَبصارا، ... وكلَّ أُنثى حَمَلَتْ أَحجارا يَعْنِي بالأُنثى الْحَامِلَةِ الأَحجار المنجنيقَ. الأَزهري: الأَحَذُّ اسْمُ عَرُوضٍ مِنْ أَعاريض الشِّعْرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مِنَ الْكَامِلِ مَا حُذِفَ مِنْ آخِرِهِ وتِدٌ تَامٌّ كَرَدِّ مُتَفاعِلُنْ إِلى مُتفا ونقله إِلى فَعِلُنْ، أَو مُتْفاعِلُنْ إِلى مُتْفا ونقله إِلى فَعْلُنْ، وَذَلِكَ لِخِفَّتِهَا بِالْحَذْفِ. وَزَادَهُ الأَزهري إِيضاحاً فَقَالَ: يَكُونُ صَدْرُهُ ثَلَاثَةَ أَجزاء مُتَفَاعِلُنْ، وَآخِرُهُ جُزْآنِ تَامَّانِ، وَالثَّالِثُ قَدْ حُذِفَ مِنْهُ عِلُنْ وَبَقِيَتِ الْقَافِيَةُ مُتَفَا فَجُعِلَتْ فَعِلُنْ أَو فَعْلُنْ كقول ضابىء:

إِلَّا كُمَيْتاً كالقَناةِ وَضَابِيَا ... بالقَرْحِ بَيْنَ لَبانِهِ ويَدِه «1» . وَكَقَوْلِهِ: وحُرِمْتَ مِنَّا صاحِباً ومُؤازِراً، ... وأَخاً عَلَى السَّرَّاءِ والضُّرّ وَالْقَصِيدَةُ حَذَّاءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو إِسحق: سُمِّيَ أَحَذَّ لأَنه قَطْعٌ سريعٌ مستأْصلٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: سُمِّيَ أَحَذَّ لأَنه لَمَّا قَطَعَ آخِرَ الْجُزْءِ قَلَّ وأَسْرَعَ انْقِضَاؤُهُ وَفَنَاؤُهُ. وجُزء أَحَذُّ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. والأَحَذُّ؛ الشيءُ الَّذِي لَا يَتَعَلَّقُ بِهِ شَيْءٌ. وَقَصِيدَةٌ حذَّاء: سَائِرَةٌ لَا عَيْبَ فِيهَا وَلَا يَتَعَلَّقُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْقَصَائِدِ لِجَوْدَتِهَا. والحذَّاء: الْيَمِينُ الْمُنْكَرَةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي يُقْتَطَعُ بِهَا الْحَقُّ؛ قَالَ: تَزَبَّدَها حذَّاءَ يَعْلَمُ أَنه ... هُوَ الكاذبُ الْآتِي الأُمورَ البَجارِيا «2» الأَمر البُجْرِيُّ: العظيم المنكر الدي لَمْ يُرَ مِثْلُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْيَمِينُ الحَذَّاء الَّتِي يَحْلِفُ صَاحِبُهَا بِسُرْعَةٍ، وَمَنْ قَالَهُ بِالْجِيمِ يَذْهَبُ إِلى أَنه جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانَةَ. ورَحِمٌ حَذَّاء وجَذَّاء؛ عَنِ الْفَرَّاءِ، إِذا لَمْ تُوصَلْ. وامرأَة حُذْحُذٌ وحُذْحُذَة: قَصِيرَةٌ. وقَرَبٌ حَذْحاذٌ وحُذاحِذ: بعيدٌ. وقال الأَزهري: قَرَبٌ حَذْحاذٌ سَرِيعٌ، أُخِذَ مِنَ الأَحَذِّ الْخَفِيفِ مِثْلُ حَثْحاثٍ. وخِمْسٌ حَذْحاذٌ: لَا فُتُورَ فِيهِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ذَالَهُ بَدَلٌ مِنْ ثاءِ حَثْحاثٍ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَيْسَ أَحدهما بَدَلًا مِنْ صَاحِبِهِ لأَن حَذْحاذاً مِنْ معنى الشيء الأَحَذّ، والحَثْحاتُ السريع، وقد تقدّم. حمذ: الحُماذيّ: شِدَّةُ الْحَرِّ كالهَمَاذِيّ. حنذ: حَنَذَ الجَدْيَ وَغَيْرَهُ يَحْنِذُه حَنْذاً: شَوَاهُ فَقَطْ، وَقِيلَ: سَمَطَهُ. ولحمٌ حَنْذٌ: مَشْوِيٌّ، عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ، وَكَذَلِكَ مَحْنُوذٌ وحَنِيذٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ . قَالَ: مَحْنُوذٌ مَشْوِيٌّ. وَرَوَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ، قَالَ: هُوَ الَّذِي يقطرُ مَاؤُهُ وَقَدْ شُوِيَ. قَالَ: وَهَذَا أَحسن مَا قِيلَ فِيهِ. الْفَرَّاءُ: الحَنْيذُ مَا حَفَرْتَ لَهُ فِي الأَرض ثُمَّ غَمَمْتَهُ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ فِعْلِ أَهل الْبَادِيَةِ مَعْرُوفٌ؛ وَهُوَ مَحْنُوذٌ فِي الأَصل وَقَدْ حُنِذَ، فَهُوَ مَحْنُوذٌ، كَمَا قِيلَ: طَبِيخٌ وَمَطْبُوخٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: الْحَنِيذُ الْمَاءُ السُّخْنُ؛ وأَنشد لِابْنِ مَيَّادَةَ: إِذا باكَرَتْهُ بالحَنِيذَ غَواسلُهْ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْحَنِيذُ مِنَ الشِّواءِ النَّضِيجُ، وَهُوَ أَنْ تَدُسَّه فِي النَّارِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: بِعِجْلٍ حَنِيذٍ أَي مَشْوِيٍّ بالرِّضافِ حَتَّى يَقْطُرَ عَرَقًا. وَحَنَذَتْهُ الشَّمْسُ وَالنَّارُ إِذا شَوَتَاهُ. والشِّواءُ المحنوذُ: الَّذِي قَدْ أُلقيت فَوْقَهُ الْحِجَارَةُ الْمَرْضُوفَةُ بِالنَّارِ حَتَّى يَنْشَوِيَ انْشِوَاءً شَدِيدًا فَيَتَهَرَّى تَحْتَهَا. شَمِرٌ: الْحَنِيذُ مِنَ الشِّواء الْحَارُّ الَّذِي يَقْطُرُ مَاؤُهُ وَقَدْ شُوِيَ. وَقِيلَ: الْحَنِيذُ مِنَ اللَّحْمِ الَّذِي يُؤْخَذُ فَيُقَطَّعُ أَعضاء وينصف لَهُ صَفيحُ الْحِجَارَةِ فَيقُابَلُ، يَكُونُ ارْتِفَاعُهُ ذِرَاعًا وعَرْضُه أَكْثَرَ مِنْ ذِرَاعَيْنِ فِي مَثَلِهِمَا، وَيُجْعَلُ لَهُ بَابَانِ ثُمَّ يُوقَدُ فِي الصَّفَائِحِ بِالْحَطَبِ «3» وَاشْتَدَّ حَرُّهَا وَذَهَبَ كُلُّ دُخَانٍ فِيهَا وَلَهَبٍ أُدخل فِيهِ اللَّحْمُ، وأُغلق البابان بصفيحتين قَدْ كَانَتَا قُدِّرَتا لِلْبَابَيْنِ ثُمَّ ضُرِبَتَا بِالطِّينِ وَبِفَرْثِ الشَّاةِ وأُدفئتا إِدفاءً شَدِيدًا

_ (1). قوله [وضابياً] كذا بالأَصل بالمثناة التحتية، وفي شرح القاموس ضابئاً، بالهمز، وهو الأَصل والياء تخفيف (2). وردت البجاريا في كلمة [زبد] بضم الباء والصواب فتحها. (3). هكذا بياض بالأَصل ولعل الساقط منه فإذا حميت.

بِالتُّرَابِ فِي النَّارِ سَاعَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ كأَنه البُسرُ قَدْ تَبَرَّأَ اللحمُ مِنَ الْعَظْمِ مِنْ شِدَّةِ نُضْجِه؛ وَقِيلَ: الْحَنِيذُ أَن يَشْوِيَ اللَّحْمَ عَلَى الْحِجَارَةِ المُحْماةِ، وَهُوَ مُحْنَذٌ؛ وَقِيلَ: الْحَنِيذُ أَن يأْخذ الشَّاةَ فَيَقْطَعَهَا ثُمَّ يَجْعَلَهَا فِي كِرْشِهَا وَيُلْقِيَ مَعَ كُلِّ قِطْعَةٍ مِنَ اللَّحْمِ فِي الكَرِش رَضْفَةً، وَرُبَّمَا جَعَلَ فِي الْكِرْشِ قَدَحاً مِنْ لَبَنٍ حَامِضٍ أَو مَاءٍ لِيَكُونَ أَسلم لِلْكِرْشِ أَن يَنْقَدَّ، ثُمَّ يُخَلِّلُهَا بِخِلَالٍ وَقَدْ حَفَرَ لَهَا بُؤرَة وأَحماها فَيُلْقِي الْكِرْشَ فِي البؤْرة وَيُغَطِّيهَا سَاعَةً، ثُمَّ يُخْرِجُهَا وَقَدْ أَخذت مِنَ النُّضْجِ حَاجَتَهَا؛ وَقِيلَ: الْحَنِيذُ المشويُّ عَامَّةً، وَقِيلَ: الْحَنِيذُ الشِّواءُ الَّذِي لَمْ يُبالَغْ فِي نُضْجِه، والفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَيُقَالُ: هُوَ الشِّواء المَغْمُومُ الَّذِي يُحْنَذُ أَي يُغير، وَهِيَ أَقلها. التَّهْذِيبُ: الحَنْذُ اشْتِوَاءُ اللَّحْمِ بِالْحِجَارَةِ الْمُسَخَّنَةِ، تَقُولُ: حَنَذْتُه حَنْذاً وحَنَذَه يَحْنِذُه حَنْذاً. وأَحْنَذَ اللَّحْمَ أَي أَنْضَجَهُ. وحَنَذْتُ الشَّاةَ أَحْنِذُها حَنْذاً أَي شَوَيْتُهَا وَجَعَلْتُ فَوْقَهَا حِجَارَةً مُحْمَاةً لِتُنْضِجَهَا، وَهِيَ حَنِيذٌ؛ وَالشَّمْسُ تَحْنِذُ أَي تُحْرِقُ. والحَنْذُ: شِدَّةُ الْحَرِّ وَإِحْرَاقِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ حِمَارًا وأَتاناً: حَتى إِذا مَا الصيفُ كَانَ أَمَجَا، ... ورَهِبَا مِنْ حَنْذِه أَنْ يَهْرَجَا وَيُقَالُ: حَنذَتُه الشمسُ أَي أَحرقته. وحِناذٌ مِحْنَذٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ أَي حَرٌّ مُحْرِقٌ؛ قَالَ بَخْدَجٌ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ: لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وَشَلًّا لِلأَعادي مِشْقَذَا أَي حَرًّا يُنْضِجُهُ وَيُحْرِقُهُ. وحَنَذَ الْفَرَسَ يَحْنِذه حَنْذاً. وحِناذاً، فَهُوَ مَحْنُوذٌ وَحَنِيذٌ: أَجراه أَو أَلقى عَلَيْهِ الجِلالَ لِيَعْرَقَ. والخيلُ تُحَنَّذُ إِذا أُلقيت عَلَيْهَا الجلالُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ لِتَعْرَقَ. الْفَرَّاءُ: وَيُقَالُ: إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ يَعْنِي أَخْفِسْ، يَقُولُ: أَقِلَّ الماءَ وأَكثر النبيذَ، وَقِيلَ: إِذا سَقَيْتَ فَاحْنِذْ أَي عَرِّقْ شَرَابَكَ أَي صُبَّ فِيهِ قليلَ مَاءٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَحْنَذَ، بِقَطْعِ الأَلف، قَالَ: وأَعْرَقَ فِي مَعْنَى أَخْفَسَ؛ وَذَكَرَ الْمُنْذِرِيُّ: أَن أَبا الْهَيْثَمِ أَنكر مَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ فِي الإِحْناذ أَنَّهُ بِمَعْنَى أَخْفَسَ وأَعْرَقَ وَعَرَفَ الإِخْفاسَ والإِعْراقَ. ابْنُ الأَعرابي: شَرَابٌ مُحْنَذٌ ومُخْفَسٌ ومُمْذًى ومُمْهًى إِذا أُكثر مِزاجُه بِالْمَاءِ، قَالَ: وَهَذَا ضِدُّ مَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَصل الحِناذِ مِنْ حِناذِ الْخَيْلِ إِذا ضُمِّرَتْ، قَالَ: وحِناذهُا أَن يُظاهَرَ عَلَيْهَا جُلٌّ فَوْقَ جُلٍّ حَتَّى تُجَلَّلَ بأَجْلالٍ خمسةٍ أَو سِتَّةٍ لِتَعْرَقَ الفرسُ تَحْتَ تِلْكَ الجِلالِ ويُخْرِجَ العرقُ شَحْمَها، كَيْ لَا يَتَنَفَّسَ تَنَفُّسًا شَدِيدًا إِذا جَرَى. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: أَنه أَتى بِضَبٍّ مَحْنوذ أَي مَشْوِيٍّ؛ أَبو الهثيم: أَصله مِنْ حِناذِ الْخَيْلِ، وَهُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: عَجَّلتْ قبلَ حَنيذها بِشوائها أَي عَجَّلَتِ القِرى وَلَمْ تَنْتَظِرِ الْمَشْوِيَّ. وحَنَذَ الكَرْمُ: فُرِغَ مِنْ بَعْضِهِ، وحَنَذَ لَهُ يَحْنِذُ: أَقَلَّ الماءَ وأَكثر الشرابَ كأَخْفَسَ. وحَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُه حَنْذاً، وَهُوَ أَن يُحْضِرَهُ شَوْطًا أَو شَوْطَيْنِ ثُمَّ يُظاهِرَ عَلَيْهِ الجِلالَ فِي الشَّمْسِ لِيَعْرَقَ تَحْتَهَا، فَهُوَ مَحْنُوذٌ وَحَنِيذٌ، وإِن لَمْ يَعْرَقْ قِيلَ: كَبَا. وحَنَذٌ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالنُّونِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بِوَادِي السِّتارَيْنِ مِنْ دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ عينَ مَاءٍ عَلَيْهِ نَخْلٌ زَيْنٌ عَامِرٌ وَقُصُورٌ مِنْ قُصُورِ مِيَاهِ الأَعراب يُقَالُ لِذَلِكَ الْمَاءِ حَنِيذٌ، وَكَانَ نَشِيلُه حَارًّا فإِذا حُقِنَ فِي السِّقَاءِ

وَعُلِّقَ فِي الْهَوَاءِ حَتَّى تَضْرِبَهُ الرِّيحُ عَذُبَ وَطَابَ. وَفِي أَعْراضِ مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ فِيهَا نَخْلٌ كَثِيرٌ يُقَالُ لَهَا حَنَذ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِبَعْضِ الرُّجَّاز يَصِفُ النَّخْلَ وأَنه بِحِذَاءِ حَنَذ ويتأَبر مِنْهُ دُونَ أَن يُؤَبِّرَ، فَقَالَ: تَأَبَّرِي يَا خَيْرَةَ الفَسيلِ، ... تَأَبَّري مِنْ حَنَذٍ فَشُولي، إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخلِ بالفُحول وَمَعْنَى تَأَبَّرِي أَي تلقَّحي، وإِن لَمْ تُؤبَّري بِرَائِحَةِ حِرْقِ فَحاحِيلِ حَنَذ، وَذَلِكَ أَن النَّخْلَ إِذا كَانَ بِحِذَاءِ حَائِطٍ فِيهِ فُحَّالٌ مِمَّا يَلِي الْجَنُوبَ فإِنها تُؤَبَّرُ بِرَوَائِحِهَا وإِن لَمْ تُؤَبِّرْ؛ وَقَوْلُهُ فَشُولِي شَبَّهَهَا بِالنَّاقَةِ الَّتِي تُلْقَحُ فَتَشُول ذَنَبَهَا أَي تَرْفَعُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لأُحَيْحَة بْنِ الجُلاحِ، قَالَ: وَالْمَعْنَى تأَبري مِنْ روائح هذا النخل إِذا ضَنَّ أَهل النَّخْلِ بِالْفُحُولِ الَّتِي يُؤَبَّرُ بِهَا، وَمَعْنَى شُولِي ارْفَعِي مِنْ قَوْلِهِمْ شَالَتِ النَّاقَةُ بِذَنْبِهَا إِذا رَفَعَتْهُ لِلِّقَاحِ. وحَنّاذٌ: اسْمٌ. حوذ: حاذَ يَحُوذ حَوْذاً كَحَاطَ حَوْطاً، والحَوْذُ: الطَّلْقُ. والحَوْذُ والإِحْواذُ: السيرُ الشَّدِيدُ. وَحَاذَ إِبله يَحُوذُهَا حَوْذاً: سَاقَهَا سَوْقًا شَدِيدًا كَحَازَهَا حَوْزًا؛ وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذيُ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بأَن مَعْنَى قَوْلِهِ حُوذِيٌّ امْتِنَاعٌ فِي نَفْسِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف هَذَا إِلا هَاهُنَا، وَالْمَعْرُوفُ: يَحُوزُهُنَّ وَلَهُ حُوزِيُّ وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: فَمَنْ فَرَّغَ لَهَا قَلْبَهُ وَحَاذَ عَلَيْهَا، فَهُوَ مُؤْمِنٌ أَي حَافِظٌ عَلَيْهَا، مِنْ حَاذَ الإِبل يَحُوذُهَا إِذا حَازَهَا وَجَمَعَهَا لِيَسُوقَهَا. وطَرَدٌ أَحْوَذُ: سَرِيعٌ؛ قَالَ بَخْدَجٌ: لَاقَى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وَشَلًا للأَعادي مِشْقَذا، وطَرَداً طَرْدَ النَّعَامِ أَحْوَذا وأَحْوَذَ السيرَ: سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا. والأَحْوَذِيُّ: السَّرِيعُ فِي كُلِّ مَا أَخَذَ فِيهِ، وأَصله فِي السَّفَرِ. والحَوْذُ: السَّوْقُ السَّرِيعُ، يُقَالُ: حُذْت الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مِثْلُهُ. والأَحْوَذِيّ: الْخَفِيفُ فِي الشَّيْءِ بحذفه؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَقَالَ يَصِفُ جَنَاحَيْ قَطَاةٍ: عَلَى أَحْوَذِيَّينِ اسْتَقَلّتْ عَلَيْهِمَا، ... فَمَا هِيَ إِلا لَمْحَة فَتَغيب وقال آخر: أَتَتْكَ عَبْسٌ تَحْمِل المَشِيَّا، ... مَاءً مِنَ الطَّثْرَةِ أَحْوَذيَّا يَعْنِي سَرِيعَ الإِسهال. والأَحْوَذيّ: الَّذِي يَسِيرُ مَسِيرَةَ عَشْرٍ فِي ثَلَاثِ لَيَالٍ؛ وأَنشد: لَقَدْ أَكونُ عَلَى الحاجاتِ ذَا لَبَثِ، ... وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ قَالَ: انْضِمَامُهَا انْطِوَاءُ بَدَنِهَا، وَهِيَ إِذا انْضَمَّتْ فَهِيَ أَسرع لَهَا. قَالَ: وَالذَّعَالِيبُ أَيضاً ذُيُولُ الثِّيَابِ. وَيُقَالُ: أَحْوَذَ ذَاكَ إِذا جَمَعَهُ وَضَمَّهُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اسْتَحْوَذَ عَلَى كَذَا إِذا حَوَاهُ. وأَحْوَذ ثَوْبَهُ: ضَمَّهُ إِليه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ حِمَارًا وأُتناً: إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها ... وأَوردَهَا عَلَى عُوجٍ طِوال

قَالَ: يَعْنِي ضَمَّهَا وَلَمْ يَفُتْهُ مِنْهَا شَيْءٌ، وَعَنَى بالعُوج الْقَوَائِمَ. وأَمر مَحُوذ: مَضْمُومٌ مُحْكَمٌ كَمَحُوز، وجادَ مَا أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها. وَيُقَالُ: أَحوذ الصَّانِعُ القِدْح إِذا أَخفه؛ وَمِنْ هَذَا أُخِذَ الأَحْوذيّ الْمُنْكَمِشُ الْحَادُّ الْخَفِيفُ فِي أُموره؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَهُوَ كَقِدْحِ المَنِيح أَحْوَذَه الصَّانعُ، ... يَنْفِي عَنْ مَتْنِه القُوَبَا والأَحْوَذِيُّ: الْمُشَمِّرُ فِي الأُمور الْقَاهِرُ لَهَا الَّذِي لَا يَشِذُّ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ. والحَويذُ مِنَ الرِّجَالِ: الْمُشَمِّرُ؛ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حَطَّان: ثَقْفٌ حَويذٌ مُبِينُ الكَفِّ ناصِعُه، ... لَا طَائِشُ الْكَفِّ وَقّاف وَلَا كَفِلُ يُرِيدُ بالكَفِلِ الكِفْلَ. والأَحْوَذِيّ: الَّذِي يَغْلِب. واستَحْوَذ: غَلَبَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَذيّاً نَسِيجَ وحْدِه. الأَحْوذِيّ: الْحَادُّ الْمُنْكَمِشُ فِي أُموره الْحَسَنُ لِسِيَاقِ الأُمور. وَحَاذَهُ يَحُوذه حَوْذًا: غَلَبَهُ. واستَحْوذ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ وَاسْتَحَاذَ أَي غَلَبَ، جَاءَ بِالْوَاوِ عَلَى أَصله، كَمَا جَاءَ اسْتَرْوحَ وَاسْتَصْوَبَ، وَهَذَا الْبَابُ كُلُّهُ يَجُوزُ أَن يُتَكَلَّم بِهِ عَلَى الأَصل. تَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَصاب واسْتَصْوَب واستَجاب واسْتَجْوب، وَهُوَ قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ عِنْدَهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ؛ أَي أَلم نَغْلِبْ عَلَى أُموركم وَنَسْتَوْلِ عَلَى مَوَدَّتِكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلا وَقَدِ اسْتَحْوَذ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ أَي اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ وَحَوَاهُمْ إِليه؛ قَالَ: وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ أَحد مَا جَاءَ عَلَى الأَصل مِنْ غَيْرِ إِعلال خارِجَةً عَنْ أَخواتها نَحْوَ اسْتَقَالَ وَاسْتَقَامَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: امْتَنَعُوا مِنِ اسْتِعْمَالِ اسْتَحْوَذَ مُعْتَلًّا وإِن كَانَ الْقِيَاسُ دَاعِيًا إِلى ذَلِكَ مُؤْذِنًا بِهِ، لَكِنْ عَارَضَ فِيهِ إِجماعهم عَلَى إِخراجه مُصَحَّحًا لِيَكُونَ ذَلِكَ عَلَى أُصول مَا غُيّر مِنْ نَحْوِهِ كَاسْتَقَامَ وَاسْتَعَانَ. وَقَدْ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ ، فَقَالَ: غَلَبَ عَلَى قُلُوبِهِمْ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، حِكَايَةً عَنِ الْمُنَافِقِينَ يُخَاطِبُونَ بِهِ الْكُفَّارَ: أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى أَلم نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ: أَلم نَسْتَوْلِ عَلَيْكُمْ بِالْمُوَالَاةِ لَكُمْ. وحاذَ الحمارُ أُتُنَه إِذا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَجَمَعَهَا وَكَذَلِكَ حَازَهَا؛ وأَنشد: يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذِيُ قَالَ وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: اسْتَحْوَذَ خَرَجَ عَلَى أَصله، فَمَنْ قَالَ حَاذَ يَحُوذ لَمْ يَقُلْ إِلا اسْتَحَاذَ، وَمَنْ قَالَ أَحْوذَ فأَخرجه عَلَى الأَصل قَالَ اسْتَحْوَذَ. والحاذُ: الْحَالُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَغبط النَّاسِ المؤمنُ الخفيفُ الحاذِ أَي خَفِيفُ الظَّهْرِ. والحاذانِ: مَا وَقَعَ عَلَيْهِ الذنَب مِنْ أَدبار الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ: خَفِيفُ الْحَالِ مِنَ الْمَالِ؛ وأَصل الحاذِ طَرِيقَةُ الْمَتْنِ مِنَ الإِنسان؛ وَفِي الْحَدِيثِ: ليأْتين عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُغْبَط الرَّجُلُ فِيهِ لِخِفَّةِ الحاذِ كَمَا يُغْبَطُ اليومَ أَبو العَشَرة ؛ ضربه مثلًا لقلة المال وَالْعِيَالِ. شَمِرٌ: يُقَالُ كَيْفَ حالُك وحاذُك؟ ابْنُ سِيدَهْ: والحاذُ طَرِيقَةُ الْمَتْنِ، وَاللَّامُ أَعلى مِنَ الذَّالِ، يُقَالُ: حالَ مَتْنُه وحاذَ مَتْنُه، وَهُوَ مَوْضِعُ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ. قَالَ: وَالْحَاذَانِ مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ فَخِذَيِ الدَّابَّةِ إِذا اسْتَدْبَرْتَهَا؛ قَالَ: وتَلُفُّ حاذَيْها بِذِي خُصَل ... رَيّانَ، مِثْلَ قَوادِمِ النَّسْر قَالَ: والحاذانِ لحمتانِ فِي ظَاهِرِ الْفَخِذَيْنِ تَكُونَانِ فِي الإِنسان وَغَيْرِهِ؛ قَالَ: خَفِيفُ الحاذِ نَسّالُ الفَيافي، ... وعَبْدٌ لِلصّحابَةِ غَيْرُ عَبْد

الرِّيَاشِيُّ قَالَ: الحاذُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الذنَب مِنَ الْفَخِذَيْنِ مِنْ ذَا الْجَانِبِ وَذَا الْجَانِبِ؛ وأَنشد: وتَلُفّ حاذَيْها بِذِي خُصَل ... عَقِمَتْ، فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم أَبو زَيْدٍ: الْحَاذُ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ الذَّنَبُ مِنْ أَدبار الْفَخِذَيْنِ، وَجَمْعُ الْحَاذِ أَحْواذ. والحاذُ والحالُ مَعًا: مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ؛ وَضَرَبَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ مؤمنٌ خَفِيفُ الحاذِ قلةَ اللَّحْمِ ، مَثَلًا لِقِلَّةِ مَالِهِ وَقِلَّةِ عِيَالِهِ كَمَا يُقَالُ خَفِيفُ الظَّهْرِ. وَرَجُلٌ خَفِيفُ الْحَاذِ أَي قَلِيلُ الْمَالِ، وَيَكُونُ أَيضاً الْقَلِيلَ الْعِيَالِ. أَبو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ: أَنفع اللَّبَنِ مَا وَليَ حاذَيِ النَّاقَةِ أَي سَاعَةَ تُحْلَبُ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ رضعها حُوار [حِوار] قَبْلَ ذَلِكَ. والحاذُ: نَبْتٌ، وَقِيلَ: شَجَرٌ عِظَامٌ يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لَهَا غِصَنَةٌ كَثِيرَةُ الشَّوْكِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْحَاذُ مِنْ شَجَرِ الحَمْض يَعْظُمُ وَمَنَابِتُهُ السَّهْلُ وَالرَّمْلُ، وَهُوَ نَاجِعٌ فِي الإِبل تُخصِب عَلَيْهِ رَطْبًا وَيَابِسًا؛ قَالَ الرَّاعِي وَوَصَفَ إِبله: إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها ... عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَلف الْحَاذِ وَاوٌ، لأَن الْعَيْنَ وَاوًا أَكثر مِنْهَا يَاءً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْحَاذُ شَجَرٌ، الْوَاحِدَةُ حَاذَةٌ مِنْ شَجَرِ الجنَبَة؛ وأَنشد: ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الحاذِ والأَمطيّ: شَجَرَةٌ لَهَا صَمْغٌ يَمْضُغُهُ صِبْيَانُ الأَعراب، وَقِيلَ: الْحَاذَةُ شَجَرَةٌ يأْلفها بقَرُ الْوَحْشِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَة، ... ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن وَقَالَ مُزَاحِمٌ: دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ مِنْ رَمْل خَطْمةٍ ... فَمارِدُ فِي جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ والحَوْذانُ: نبت يَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ لَهُ زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ فِي أَصلها صُفْرَةٌ وَوَرَقَتُهُ مُدَوَّرَةٌ وَالْحَافِرُ يَسْمُنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ حُلْوٌ طَيِّبُ الطَّعْمِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ: آكُلُ مِنْ حَوْذانِه وأَنْسَلْ والحوْذانُ: نَبَاتٌ مِثْلُ الهِنْدِبا يَنْبُتُ مُسَطَّحًا فِي جَلَد الأَرض وَلِيَانِهَا لَازِقًا بِهَا، وَقَلَّمَا يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ، وَلَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ عُمَيْرٍ حَوْذان: الْحَوْذَانُ نَبْتٌ لَهُ وَرَقٌ وَقَصَبٌ ونَور أَصفر. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ هَوَذَ: وَالْهَاذَةُ شَجَرَةٌ لَهَا أَغصان سَبْطَةٌ لَا وَرَقَ لَهَا، وَجَمْعُهَا الْهَاذُ؛ قَالَ الأَزهري: رَوَى هَذَا النَّضْرُ وَالْمَحْفُوظُ فِي بَابِ الأَشجار الْحَاذُ. وحَوْذان وأَبو حَوْذان: أَسماء رِجَالٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ: أَتتك قَوافٍ مِنْ كِرِيمٍ هَجَوْتَهُ، ... أَبا الحَوْذِ، فَانْظُرْ كَيْفَ عَنْكَ تَذودُ إِنما أَراد أَبا حَوْذَانَ فَحَذَفَ وَغَيَّرَ بِدُخُولِ الأَلف وَاللَّامِ؛ وَمِثْلُ هَذَا التَّغْيِيرِ كَثِيرٌ فِي أَشعار الْعَرَبِ كَقَوْلِ الْحُطَيْئَةِ: جَدْلاء مُحْكَمَة مِنْ صُنْع سَلَّام يُرِيدُ سُلَيْمَانَ فَغَيَّرَ مَعَ أَنه غَلِطَ فَنَسَبَ الدُّرُوعَ إِلى سُلَيْمَانَ وإِنما هِيَ لِدَاوُدَ؛ وَكَقَوْلِ النَّابِغَةِ: ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذَائِلِ يَعْنِي سُلَيْمَانَ أَيضاً، وَقَدْ غَلِطَ كَمَا غَلِطَ الْحُطَيْئَةُ؛ وَمِثْلُهُ فِي أَشعار الْعَرَبِ الْجُفَاةِ كَثِيرٌ، وَاحِدَتُهَا حَوْذانة وَبِهَا

_ (1). قوله [وصالها] كذا بالأَصل هنا وفي عرد. وقد وردت [أجرعا] في كلمة [عرد] بالحاء المهملة خطأ

فصل الخاء المعجمة

سُمِّي الرَّجُلُ؛ أَنشد يَعْقُوبُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي الْهَمَّازِ: لَوْ كَانَ حَوْذانةُ بالبلادِ، ... قَامَ بِهَا بالدّلْو والمِقَاطِ، أَيّامَ أَدْعُو يَا بَنِي زِيَادِ ... أَزْرَقَ بَوّالًا عَلَى الْبِسَاطِ مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ الصُّدَّادُ: الوزَغُ؛ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: بأَبي زِيَادٍ؛ وَرُوِيَ: أَوْرَقَ بَوَّالًا عَلَى الْبِسَاطِ وَهَذَا هو الأَكفأُ. فصل الخاء المعجمة خذذ: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: خَذَّ الجُرْحُ خَذيذاً إِذا سَالَ منه الصَّديد. خنذ: الخِنْذِيانُ: الْكَثِيرُ الشَّرِّ. وَرَجُلٌ خِنْذيذُ اللِّسَانِ: بَذِيُّه. والخنْذيذُ: الْفَحْلُ؛ قَالَ بِشْرٌ: وخِنْذيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ مِنْهُ ... كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ وَالْخِنْذِيذُ: الخصيُّ أَيضاً، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ابْنُ سِيدَهْ: الْخِنْذِيذُ، بِوَزْنِ فِعْلِيلٍ، كأَنه بُنِيَ مِنْ خَنَذَ وَقَدْ أُمِيتَ فِعْلُه، وَهُوَ مِنَ الْخَيْلِ الْخَصِيُّ وَالْفَحْلُ؛ وَقِيلَ: الْخَنَاذِيذُ جِيَادُ الْخَيْلِ؛ قَالَ خُفافُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ مِنَ البَراجِمِ: وبَراذِينَ كابِيَاتٍ، وأُتْنَا، ... وخَناذيذَ خِصْيَةً وفُحُولا وَصَفَهَا بِالْجَوْدَةِ أَي مِنْهَا فَحَوْلٌ وَمِنْهَا خِصْيَانٌ، فَخَرَجَ بِذَلِكَ مِنْ حَدِّ الأَضداد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ أَن الْبَيْتَ لِخِفَافِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَهُوَ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ؛ وَقَبْلَهُ: جَمَعُوا مِنْ نَوَافِلِ النَّاسِ سَيْباً، ... وَحَمِيرًا مَوْسُومَةً وخُيولا قَالَ: وَجُعِلَ هَذَا الْبَيْتُ شَاهِدًا عَلَى أَن الْخِنْذِيذَ يَكُونُ غَيْرَ الْخَصِيِّ؛ قَالَ: والأَكثر فِي اللُّغَةِ أَن الخِنْذيذ هُوَ الْخَصِيُّ، وَقِيلَ: الْخِنْذِيذُ الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ. ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ ضَخْمٍ مِنَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهِ خِنْذِيذ، خَصِيًّا كَانَ أَو غَيْرَهُ؛ وأَنشد بَيْتَ بِشْرٍ: وَخِنْذِيذٍ تَرَى الْغُرْمُولَ مِنْهُ والخِنْذِيذُ: الشَّاعِرُ الْمُجِيدُ المُنَقِّح المُفْلِقُ. والخِنْذِيذُ: الشُّجَاعُ البُهْمَةُ الَّذِي لَا يُهْتَدَى لِقِتَالِهِ. والخِنْذيذ: السَّخِيُّ التَّامُّ السَّخَاءِ. وَالْخِنْذِيذُ: الْخَطِيبُ المُصْقِعُ. وَالْخِنْذِيذُ: السَّيِّدُ الْحَلِيمُ. وَالْخِنْذِيذُ: الْعَالِمُ بأَيام الْعَرَبِ وأَشعار الْقَبَائِلِ. وَرَجُلٌ خِنْظِيانٌ وخِنْذِيانٌ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَي فَحَّاشٌ. وَرَجُلٌ خِنْذيانٌ: كَثِيرُ الشَّرِّ. التَّهْذِيبُ: والخِنذيذ الْبَذِيُّ اللِّسَانِ مِنَ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ الْخَنَاذِيذُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْمَسْمُوعُ مِنَ الْعَرَبِ بِهَذَا الْمَعْنَى الخِنْذِيانُ والخِنْظِيانُ؛ وَقَدْ خَنْذَى وخَنْظى وحَنْظى وعَنْظَى إِذا خَرَجَ إِلى الْبَذَاءَةِ وسَلاطَة اللِّسَانِ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع الخِنْذِيذَ بِهَذَا الْمَعْنَى. قَالَ: وَكَذَلِكَ خَنَاذِي الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا خُنْذُوَةٌ، وَقِيلَ: خِنْذِيذُ الرِّيحِ إِعْصاره؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: نِسْعيَّة ذَاتُ خِنْذِيذٍ يُجاوِبُها ... نِسْعٌ لَهَا بِعِضاه الأَرض تَهْزِيرُ نِسْعٌ ومِسْعٌ: مِنْ أَسماء الرِّيحِ الشَّمَالِ لِدِقَّةِ مَهَبِّهَا، شُبِّهَتْ بِالنَّسْعِ الَّذِي تَعْرِفُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والخِنْذِيذ الْجَبَلُ الطَّوِيلُ الْمُشْرِفُ الضَّخْمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: رأْس

فصل الدال المهملة

الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ. وَخَنَاذِيذُ الجِبال: شُعَب دِقَاقُ الأَطراف طُوَالٌ فِي أَطرافها خِنْذيذة؛ فأَما قَوْلُهُ: تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ فَقَدْ تَكُونُ الْخَنَاذِيذُ هُنَا الْجِبَالَ الضِّخَامَ وتَكون الْمُشْرِفَةَ الطِّوَالَ. وَالْخَنَاذِيذُ: هِيَ الشَّمَارِيخُ الطِّوَالُ الْمُشْرِفَةُ، وَاحِدَتُهَا خِنْذِيذَةٌ. وَخَنَاذِيذُ الْغَيْمِ: أَطراف مِنْهُ مُشْرِفَةٌ شَاخِصَةٌ مُشَبَّهَةٌ بِذَلِكَ. والخُنْذُوَة: الشعْبَةُ مِنَ الْجَبَلِ، مَثَّلَ بِهَا سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ، قَالَ: وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ حُنْذُوَةً، وَفِي بَعْضِهَا جُنْذُوَةً، وخُنذوة، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً، أَقعد بِذَلِكَ يَشْتَقُّهَا مِنَ الخِنْذِيذِ، وَحُكِيَتْ خِنْذُوَة، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَهُوَ قَبِيحٌ لأَنه لَا يَجْتَمِعُ كَسْرَةٌ وَضَمَّةٌ بَعْدَهَا وَاوٌ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا إِلا سَاكِنٌ لأَنَّ السَّاكِنَ غَيْرُ معتدٍّ بِهِ فكأَنه خِذُوَة، وَحُكِيَتْ جِنْذِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة، لُغَاتٌ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ حَكَاهُ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ؛ وَكَذَلِكَ وُجِدَ فِي بَعْضِ نُسَخِ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ وَهَذَا لَا يُعَضِّدُهُ الْقِيَاسُ وَلَا السَّمَاعُ، أَما الْكَسْرَةُ فإِنها تُوجِبُ قَلْبَ الْوَاوِ يَاءً، وإِن كَانَ بَعْدَهَا مَا يَقَعُ عَلَيْهِ الإِعراب وَهُوَ الْهَاءُ، وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ مِثْلَ ذَلِكَ؛ وأَما السَّمَاعُ فَلَمْ يَجِئْ لَهَا نَظِيرٌ وإِنما ذُكِرَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ وَالْجِيمِ لأَنَّ نُسَخَ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ اخْتَلَفَتْ فِيهَا. خوذ: المُخاوَذَةُ: الْمُخَالَفَةُ إِلى الشَّيْءِ. خَاوَذَهُ خِوَاذاً وَمُخَاوَذَةً: خَالَفَهُ. يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ خَاوَذُونَا إِلى الْمَاءِ أَي خَالَفُونَا إِليه. الأُمَوِيُّ: خاوَذْته مُخَاوَذَة فَعَلْتَ مِثْلَ فِعْلِهِ، وأَنكر شَمِرٌ خَاوَذْتُ بِهَذَا الْمَعْنَى، وَذَكَرَ أَن المُخاوَذَة والخِواذ الفِراقُ، وأَنشد: إِذا النَّوَى تَدْنُو عَنِ الخِوَاذِ وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً: أَخذته ثُمَّ انْقَطَعَتْ عَنْهُ ثُمَّ عَاوَدَتْهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: مُخَاوَذَتُهَا إِياه تَعَهُّدُهَا لَهُ، وَقِيلَ: خِواذُ الْحُمَّى أَن تأْتي لِوَقْتٍ غَيْرِ مَعْلُومٍ. الْفَرَّاءُ: الْحُمَّى تُخَاوذه إِذا حُمَّ فِي الأَيام. وَفُلَانٌ يُخَاوِذُنا بِالزِّيَارَةِ أَي يَتَعَهَّدُنَا بِالزِّيَارَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمَاعِي مِنَ الْعَرَبِ فِي الخِواذِ أَن حِلَّتَين نَزَلَتَا عَلَى مَاءٍ عَضُوضٍ لَا يَرْوِي نَعَمَهُما فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ: خَاوِذُوا وِرْدَكم تَرْوُوا نَعَمَكمْ؛ وَمَعْنَاهُ أَن يُورِدَ فَرِيقٌ نَعَمَه يَوْمًا ونَعَم الْآخَرِينَ فِي الرَّعْيِ، فإِذا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي أَورد الْآخَرُونَ نَعَمَهُمْ، فإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ شَرِبَ كلُّ مَالٍ غِبّاً لأَنَّ الْمَالَيْنِ إِذا اجْتَمَعَا عَلَى الْمَاءِ نَزَحَ فَلَمْ يَرْوُوا، وَكَانَ صَدَرُهم عَنْ غيرِ رِيٍّ، فَهَذَا مَعْنَى الخِوَاذِ عِنْدَهُمْ. وَهُوَ مِنْ خُوذَانِهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مِنْ خُشارِهم وخَمَّانهم. وَيُقَالُ: ذَهَبَ فُلَانٌ فِي خُوذانِ الْخَامِلِ إِذا أُخر عَنْ أَهل الْفَضْلِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: إِذا سَبَّنَا مِنْهُمْ دَعِيٌّ لأُمِّهِ ... خليلانِ مِنْ خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ وَفِي النَّوَادِرِ: أَمر خائذ لَائِذٌ، وأَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إِذا كَانَ مُعْوِزاً. وخَاوَذَ عَنْهُ إِذا تَنَحَّى؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: وَخَاوَذَ عَنْهُ فلم يعانها «2». فصل الدال المهملة دبذ: الدَّيابُوذُ: ثَوْبٌ» يُنْسَجُ بِنِيرَيْنِ كأَنه جَمْعُ دَيْبُوذ عَلَى فَيْعُول؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ دوبوذ؛ وأَنشد الأَعشى يَصِفُ الثَّوْرَ:

_ (2). كذا بالأَصل (3). قوله [ثوب] كذا بالأَصل والصحاح، والمناسب ثياب ينسج واحدها بنيرين جمع ديبوذ

فصل الراء المهملة

عَلَيْهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَهُ ... أَرَنْدَجَ إِسْكافٍ يُخَالِطُ عِظْلِمَا قَالَ: وَرُبَّمَا عَرَّبُوهُ بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. دوذ: الدَّاذِيُّ: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ لَهُ عُنْقود مُسْتَطِيلٌ وَحَبُّهُ عَلَى شَكْلِ حَبِّ الشَّعِيرِ يُوضَعُ مِنْهُ مِقْدَارُ رِطْلٍ فِي الفَرَق فَتَعْبَقُ رَائِحَتُهُ وَيَجُودُ إِسكاره؛ قَالَ: شَرِبنا مِنَ الدَّاذِيِّ حَتَّى كأَننا ... مُلوكٌ، لَنَا بَرُّ العِراقَيْنِ والبحرُ جَاءَ عَلَى لَفْظِ النَّسَبِ وَلَيْسَ بِنَسَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن أَلفه وَاوٌ لكونها عيناً. فصل الراء المهملة ربذ: الرَّبَذُ: خِفَّةُ الْقَوَائِمِ فِي الْمَشْيِ وَخِفَّةُ الأَصابع فِي الْعَمَلِ؛ تَقُولُ: إِنه لَرَبِذٌ. ورَبِذَتْ يَدُهُ بِالْقِدَاحِ تَرْبَذُ رَبَذاً أَي خَفَّتْ. والرَّبِذُ: الْخَفِيفُ الْقَوَائِمِ فِي مَشْيِهِ، والرَّبَذُ: خِفَّةُ الْيَدِ وَالرِّجْلِ فِي الْعَمَلِ وَالْمَشْيِ. رَبِذَ رَبَذاً، فَهُوَ رَبِذٌ. والرَّبَذُ: العِهْنُ يُعَلَّقُ عَلَى النَّاقَةِ. الْفَرَّاءُ: الرَّبَذُ العُهُون الَّتِي تُعَلَّقُ فِي أَعناق الإِبل، وَاحِدَتُهَا رَبَذَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّبَذَةُ والرِّبْذَةُ الْعِهْنَةُ تُعَلَّقُ فِي أُذن الشَّاةِ أَو الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَجَمْعُهَا رَبَذٌ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنه اسْمُ لِلْجَمْعِ كَمَا حكاه سيبوبه مِنْ حَلَق فِي جَمْعِ حَلْقَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والرِّبْذَة وَاحِدَةُ الرِّبَذ، وَهِيَ عُهُونٌ تُعَلَّقُ فِي أَعناق الإِبل؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ نَوَادِرِ الْفِعْلِ. والرَّبَذَة: الْخِرْقَةُ يُهْنأُ بِهَا، تَمِيمِيَّةٌ، وَقِيلَ هِيَ الصُّوفَةُ يُهْنأُ بِهَا الْجَرَبُ. والرِّبْذَةُ: خِرْقَةُ الْحَائِضِ وَخِرْقَةُ الصَّائِغِ الَّتِي يَجْلُو بِهَا الْحِلَى؛ قَالَ النَّابِغَةُ: قَبَّحَ اللَّهُ ثُمَّ ثَنَّى بِلَعْنٍ ... رِبْذَةَ الصَّائِغ الجَبانِ الجَهولا وَقِيلَ: هِيَ الصُّوفَةُ يُطْلَى بِهَا الجَرْبَى ويهنأُ بِهَا الْبَعِيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا عَقِيدَ اللُّؤمِ لَوْلا نِعْمَتي، ... كنتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقًى بالفِناء وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَتَبَ إِلى عَامِلِهِ عَدِيِّ بْنِ أَرطاة: إِنما أَنت رِبْذَةٌ مِنَ الرِّبَذِ ؛ قَالَ هُوَ بِمَعْنَى إِنما نُصِبت عَامِلًا لِتُعَالِجَ الأُمور برأْيك وتجلوَها بِتَدْبِيرِكَ، وَقِيلَ: هِيَ خِرْقَةُ الْحَائِضِ فَيَكُونُ قَدْ ذَمَّهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ وَنَالَ مِنْ عِرْضِهِ، وَقِيلَ: هِيَ صُوفَةٌ مِنَ الْعِهْنِ تُعَلَّقُ فِي أَعناق الإِبل وَعَلَى الْهَوَادِجِ وَلَا طَائِلَ لَهَا، فَشَبَّهَهُ بِهَا أَنه مِنْ ذَوِي الشَّارَةِ وَالْمَنْظَرِ مَعَ قِلَّةِ النَّفْعِ وَالْجَدْوَى. وكلُّ شَيْءٍ قذِرٍ: رِبْذَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما أَنت رِبْذَةٌ مِنَ الرِّبَذِ أَي مُنْتِنٌ لَا خَيْرَ فِيكَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ رِبْذَة لَا خَيْرَ فِيهِ، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّتْنَ. والرِّبْذَةُ: صِمامة الْقَارُورَةِ، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ رِبَذٌ ورِباذ. والرِّبْذَةُ: الشِّدَّةُ وَالشَّرُّ الَّذِي يَقَعُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَبَيْنَهُمْ رَباذِية أَي شَرٌّ؛ قَالَ زِيَادٌ الطَّمَّاحِيُّ: وكانَتْ بَيْنَ آلِ أَبي أُبَيٍّ ... رَباذِيَةٌ، فَأَطْفَأَها زِيادُ قَوْلُهُ: فأَطفأَها زِيَادٌ يَعْنِي نَفْسَهُ. وَجَاءَ رَبِذَ العِنانِ أَي مُنْفرداً مُنْهَزماً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَوْلُ هِشَامٍ الْمُزَنِيِّ: تَرَدَّدُ فِي الدِّيَارِ تَسُوقُ نَابًا، ... لهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بالبِطانِ

وَلَمْ تَرْمِ ابنَ دارَةَ عَنْ تمِيم، ... غَداةَ تَرَكْته رَبِذَ العِنانِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ خَالِيًا مِنَ الهِجاء؛ يَقُولُ: إِنما عَمَلُكَ أَن تَبْكِيَ فِي الدِّيَارِ وَلَا تَذُبَّ عَنْ نَفْسِكَ. أَبو سَعِيدٍ: لِثة رَبِذَة قَلِيلَةُ اللَّحْمِ؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ ... عَلَى رَبَذاتِ النِّيِّ، حُمْشٌ لِثاتها قَالَ: النِّيُّ اللَّحْمُ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: ربَذاتِ النِّيّ: مِنَ الرُّبْذَةِ وَهِيَ السَّوَادُ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: النِّيُّ الشَّحْمُ مِنْ نَوَتِ النَّاقَةُ إِذا سَمِنت. قَالَ: والنِّيءُ، بِالْهَمْزِ، اللَّحْمِ الَّذِي لَمْ يُنْضَجْ؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَفَرَسٌ رَبِذٌ: سَرِيعٌ. وَفُلَانٌ ذُو رَبِذاتٍ أَي كَثِيرُ السَّقَطِ فِي كَلَامِهِ. والرَّبَذَةُ: قَرْيَةٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَوْضِعٌ بِهِ قَبْرُ أَبي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّبَذِيّ الْوَتَرُ يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ وَلَمْ يُصنع بالرَّبَذَةِ؛ قَالَ: والأَصل مَا عُمِلَ بِهَا؛ وأَنشد لِعُبَيْدِ بْنِ أَيوب وَهُوَ مِنْ لُصُوصِ الْعَرَبِ: أَلم تَرَني حالفتُ صَفْراءَ نَبْعَةً، ... لَهَا رَبَذِيٌّ لَمْ تُفَلَّلْ مَعابِلُه؟ والرَّبَذِيَّةُ: الأَصبحِيَّة مِنَ السِّياط. وأَرْبَذَ الرجلُ إِذا اتَّخَذَ السِّياط الرَّبَذِية؛ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سَوْطٌ ذُو رُبَذٍ، وَهِيَ سُيُورٌ عِنْدَ مقدّم جلد السوط. رذذ: الرَّذاذ، الْمَطَرُ، وَقِيلَ: السَّاكِنُ الدَّائِمُ الصِّغَارُ الْقَطْرِ كأَنه غُبَارٌ، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ الطَّلِّ. قَالَ الأَصمعي: أَخف الْمَطَرِ وأَضعفه الطَّلُّ ثُمَّ الرَّذاذُ، والرَّذاذُ فَوْقَ القِطْقِطِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنثورِ، ... بَعْدَ رَذَاذ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ، عَلَى قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ فَجَعَلَ الرَّذَاذَ لِلدِّيمَةِ، وَاحِدَتُهُ رَذَاذَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَصاب أَصحاب مُحَمَّدٍ يَوْمَ بَدْرٍ إِلا رَذاذٌ لَبَّد لَهُمُ الأَرض ؛ الرَّذَاذُ: أَقل الْمَطَرِ، قِيلَ: هُوَ كَالْغُبَارِ؛ وأَما قَوْلُ بَخْدَجٌ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ: لَاقَى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وشَلًّا للأَعادي مِشْقَذَا وقافِياتٍ عارماتٍ شُمَّذَا، ... مِنْ هاطِلاتٍ وَابِلًا ورَذَذَا فإِنه أَراد رَذَاذًا فَحُذِفَ لِلضَّرُورَةِ كَقَوْلِ الْآخَرِ: مَنَازِلُ الْحَيِّ تُعْفِي الطِّلَل أَراد الطِّلالَ فَحُذِفَ، وَشَبَّهَ بَخْدَجٌ شِعْرَهُ بِالرَّذَاذِ فِي أَنه لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ، لَا أَنه عَنَى بِهِ الضَّعِيفَ بَلْ يَشْتَدُّ مَرَّةً فَيَكُونُ كَالْوَابِلِ، وَيَسْكُنُ مَرَّةً فَيَكُونُ كَالرَّذَاذِ الَّذِي هُوَ دَائِمٌ سَاكِنٌ. ويومٌ مُرِذٌّ وَقَدْ أَرَذَّت السَّمَاءُ وأَرض مُرَذٌّ عَلَيْهَا ومُرَذَّةٌ ومَرْذوذَةٌ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَدْ أَرَذَّتْ، فَهِيَ تُرِذُّ إِرْذَاذاً ورَذَاذاً، وأَرَذَّتِ العينُ بِمَائِهَا وأَرَذَّ السِّقاءُ إِرْذَاذاً إِذا سَالَ مَا فِيهِ. وأَرَذَّتِ الشَّجَّةُ إِذا سَالَتْ؛ وَكُلُّ سَائِلٍ: مُرذٌّ. قَالَ الأَصمعي: لَا يُقَالُ أَرض مُرَذَّة وَلَا مَرْذُوذَةٌ، وَلَكِنْ يُقَالُ: أَرض مُرَذٌّ عَلَيْهَا. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَرض مُرَذَّةٌ ومَطْلُولَةٌ. الأُموي: يَوْمٌ مُرِذ وَذُو رَذاذٍ.

فصل الزاي

روذ: الرَّوْذَةُ: الذَّهَابُ وَالْمَجِيءُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا قَيَّدَ الْحَرْفَ فِي نُسْخَةٍ مُقَيَّدَةٍ بِالذَّالِ؛ قَالَ: وأَنا فِيهَا وَاقِفٌ وَلَعَلَّهَا رَوْدَةٌ مِنْ رادَ يَرُودُ. وَراذانُ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَلِفها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ، وَانْقِلَابُ الأَلف عَنِ الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ. وأَصل رَاذانَ رَوَذَان، ثُمَّ اعْتَلَّتِ اعْتِلَالَ مَاهَانِ وَدَارَانِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ فِي الصَّحِيحِ عَلَى قَوْلِ مَنِ اعْتَقَدَ نُونَهَا أَصلًا، كَطَاءِ سَابَاطٍ، وإِنه إِنما تَرَكَ صَرْفُهُ لأَنه اسْمٌ لِلْبُقْعَةِ. فصل الزاي زمرذ: الزُّمُرُّذُ، بِالذَّالِ: مِنَ الْجَوَاهِرِ، مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ زُمُرُّذَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّمُرُّذُ، بِالضَّمِّ، الزَّبَرْجَدُ، والراء مضمومة «1» مشددة. فصل السين المهملة سبذ: قَالَ الأَزهري فِي تَرْتِيبِهِ: أُهملت السِّينُ مَعَ الطَّاءِ وَالدَّالِ وَالثَّاءِ إِلى آخِرِ حُرُوفِهَا فَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهَا شَيْءٌ فِي مُصاص كَلَامِ الْعَرَبِ؛ فأَما قَوْلُهُمْ هَذَا قَضَاءُ سَذوم، بِالذَّالِ، فإِنه أَعجمي؛ وَكَذَلِكَ البُسَّذُ لِهَذَا الْجَوْهَرِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ؛ وَكَذَلِكَ السَّبَذَة فَارِسِيٌّ. ابْنُ الأَثير: فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَسْبَذِيِّينَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؛ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ الْمَجُوسِ لَهُمْ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الْجِزْيَةِ ؛ قِيلَ: كَانُوا مُسَلَّحَةً لِحِصْنِ المُشَقّرِ مِنْ أَرض الْبَحْرِينِ، الْوَاحِدُ أَسْبَذِيٌّ والجمع الأَسابِذَةُ. فصل الشين المعجمة شبرذ: نَاقَةٌ شَبَرْذاةٌ وَشَمَرْذَاةٌ: نَاجِيَةٌ سَرِيعَةٌ؛ قَالَ مِرْدَاسٌ الزُّبَيْرِيُّ: لَمَّا أَتانا رَامِعًا قِبِرَّاهْ ... عَلَى أَمونٍ جَسْرَةٍ شَبَرْذاهْ والشَّبَرْذى والشَّمَرْذى: السَّرِيعُ فِيمَا أَخذ فِيهِ. والشَّبَرْذى: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: لَقَدْ أُوقِدَتْ نارُ الشَّبَرْذى بأَرْؤسٍ ... عِظامِ اللِّحى، مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ وَيُرْوَى الشَّمَرْذى، وَالْمِيمُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. شجذ: الشَّجْذَة: المَطرةُ الضَّعِيفَةُ، وَهِيَ فَوْقَ البَغْشَةِ. وأَشجذت السَّمَاءُ: سَكَنَ مَطَرُهَا وَضَعُفَ؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ يَصِفُ دِيمَةً: تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا مَا أَشْجَذَت، ... وتُوارِيهِ إِذَا مَا تَشْتَكِرْ الوَدّ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ. وَتَشْتَكِرُ: يَشْتَدُّ مَطَرُهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَعْتَكِرُ؛ يَقُولُ: إِذا أَقلعت هَذِهِ الدِّيمَةُ طَهُرَ الوَتِدُ، فإِذا عَادَتْ مَاطِرَةً وَارَتْهُ. الأَصمعي: أَشْجَذَ المطرُ مُنْذُ حِينٍ أَي نأَى وَبَعُدَ وأَقلع بَعْدَ إِثْجامِهِ. وَيُقَالُ: أَشجذت الْحُمَّى إِذا أَقلعت. شحذ: اللَّيْثُ: الشَّحْذُ التَّحْدِيدُ. شحَذ السكينَ والسيفَ وَنَحْوَهُمَا يَشْحَذُه شَحْذاً: أَحَدَّه بالمِسَنِّ وَغَيْرِهِ مِمَّا يُخرج حَدَّه، فَهُوَ شَحِيذٌ وَمَشْحُوذٌ؛ وأَنشد: يَشْحَذُ لَحْيَيْهِ بِنابٍ أَعْصَلِ والمِشْحَذُ: المِسَنُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلُمِّي المُدْيَةَ واشْحَذيها. وَرَجُلٌ شُحْذُوذٌ: حَدِيدٌ نَزِقٌ. وشَحَذَ الجوعُ مَعِدَتَه: ضَرَّمَهَا وَقَوَّاهَا عَلَى الطَّعَامِ وأَحَدَّها. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّحْذَانُ، بِالتَّحْرِيكِ، الْجَائِعُ، وهو من

_ (1). قوله [والراء مضمومة إلخ] وعن الأزهري فتح الراء أيضاً نقله شارح القاموس.

ذَلِكَ. وشَحَذَه بِعَيْنِهِ: أَحَدَّها إِليه وَرَمَاهُ بِهَا حَتَّى أَصابه بِهَا؛ قَالَ وَكَذَلِكَ ذَرَقْتُه وحَدَجْتُه وشَحَذْتُه أَي سُقْتَهُ سَوْقاً شَدِيدًا؛ وَسَائِقٌ مِشْحَذ؛ قَالَ أَبو نُخَيلة: قُلْتُ لإِبليس وَهَامَانَ: خُذَا ... سُوقا بَنِي الجَعْراءِ سَوْقاً مِشْحَذا واكْتَنِفاهُم مِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا، ... تَكَنُّفَ الرِّيحِ الجَهَامَ الرَّذَذَا ومَرَّ يَشْحَذُهم أَي يَطْرُدُهُمْ. وَرَجُلٌ شَحْذَانُ: سَوَّاقٌ. وَفُلَانٌ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ أَي مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَخطل: خَيَالٌ لأَرْوى والرَّباب، وَمَنْ يَكُنْ ... لَهُ عِنْدَ أَرْوَى والرَّباب تُبُولُ يَبِتْ، وَهُوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ، وَلَا يَرى ... إِلى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سَبِيلُ ابْنُ شُمَيْلٍ: المِشْحاذُ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ فِيهَا حَصًى نَحْوَ حَصَى الْمَسْجِدِ وَلَا جَبَلَ فِيهَا؛ قَالَ: وأَنكر أَبو الدُّقيش المِشْحاذَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: المِشْحاذ الأَكَمَةُ القَرْوَاءُ الَّتِي لَيْسَتْ بِضَرِسَة الْحِجَارَةِ وَلَكِنَّهَا مُسْتَطِيلَةٌ فِي الأَرض وَلَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا سَهْلٌ. أَبو زَيْدٍ: شَحَذَتِ السماءُ تَشْحَذُ شَحْذاً وَحَلَبَتْ حَلْبًا، وَهِيَ فَوْقَ البَغْشَة. وَفِي النَّوَادِرِ: تَشَحَّذَني فلانٌ وتَرَعَّفَني أَي طَرَدَنِي وعَنَّاني. شخذ: أَشْخَذَ الكلبَ: أَغراه، يمانية. شذذ: شَذَّ عَنْهُ يَشِذُّ ويَشُذُّ شُذُوذًا: انْفَرَدَ عَنِ الْجُمْهُورِ وَنَدَرَ، فَهُوَ شاذٌّ، وأَشذَّه غَيْرُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: شَذَّ الشَّيءُ يَشِذُّ ويَشُذُّ شَذّاً وشُذوذاً: نَدَرَ عَنْ جُمْهُورِهِ؛ وشَذَّه هُوَ يَشُذُّه لَا غَيْرُ، وأَشَذَّهُ؛ أَنشد أَبو الْفَتْحِ بْنُ جِنِّي: فَأَشَذَّني لِمُرُورِهِمْ، فَكَأَنني ... غُصْنٌ لأَوَّل عاضدٍ أَو عاسِفِ قَالَ: وأَبى الأَصمعي شَذَّهُ. وَسَمَّى أَهلُ النَّحْوِ مَا فَارَقَ مَا عَلَيْهِ بَقِيَّةُ بَابِهِ وَانْفَرَدَ عَنْ ذَلِكَ إِلى غَيْرِهِ شَاذًّا، حَمْلًا لِهَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى حُكْمِ غيره، وجاؤوا شُذَّاذاً أَي قِلالًا. وَقَوْمٌ شُذَّاذ إِذا لَمْ يَكُونُوا فِي مَنَازِلِهِمْ وَلَا حَيِّهِمْ. وشُذَّانُ النَّاسِ: مَا تَفَرَّقَ مِنْهُمْ. وشُذَّاذُ النَّاسِ: الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي الْقَوْمِ لَيْسُوا فِي قَبَائِلِهِمْ وَلَا مَنَازِلِهِمْ. وشُذَّاذُ الناس: متفرقوهم. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ وَذَكَرَ قَوْمَ لُوطٍ فَقَالَ: ثُمَّ أَتبع شُذَّانَ الْقَوْمِ صَخْراً مَنْضُوداً أَي مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ وَخَرَجَ عَنْ جَمَاعَتِهِ. قَالَ: وشُذَّان جَمْعُ شَاذٍّ مِثْلُ شَابٍّ وشُبَّان، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الشِّينِ، وَهُوَ الْمُتَفَرِّقُ مِنَ الْحَصَى وَغَيْرِهِ. ويقالُ: مَنْ قَالَ شُذَّان، فَهُوَ جَمْعُ شَاذٍّ، وَمَنْ قَالَ شَذَّان، فَهُوَ فَعْلانُ، وَهُوَ مَا شَذَّ مِنَ الْحَصَى. ويقالُ: شُذَّان وإِنما يُقَالُ شُذَّان، بِالضَّمِّ، لَا يُجْمَعُ «2» عَلَى فَعلان. ابْنُ سِيدَهْ: وشُذَّان الْحَصَى وَنَحْوِهِ مَا تَطَايَرَ مِنْهُ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: شَذَّان الْحَصَى؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تُطاير شَذَّانَ الحَصى بِمَناسِم ... صِلاب العُجى، مَلْثومها غَيرُ أَمعرا الْجَوْهَرِيُّ: شَذان الْحَصَى، بِالْفَتْحِ وَالنُّونِ، الْمُتَفَرِّقُ مِنْهُ؛ وَقَالَ: يَتْرُكْنَ شَذَّانَ الحَصى جَوافِلا

_ (2). قوله [وَإِنَّمَا يُقَالُ شُذَّانُ بِالضَّمِّ لا يجمع إلخ] كذا بالنسخة المعتمد عليها عندنا، ولعل فيها سقطاً والأَصل والله أعلم. وَإِنَّمَا يُقَالُ شُذَّانُ بِالضَّمِّ لأَن فَاعِلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعْلَانَ يعني بفتح الفاء.

وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها: مَا افْتَرَقَ مِنْهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: شُذَّانُها رَائِعَةٌ لِهَدْرِه رَائِعَةٌ: مُرْتَاعَةٌ. اللَّيْثُ: شَذَّ الرَّجُلُ إِذا انْفَرَدَ عَنْ أَصحابه؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مُنْفَرِدٍ، فَهُوَ شَاذٌّ؛ وَكَلِمَةٌ شَاذَّةٌ. وَيُقَالُ: أَشْذَذْتَ يَا رَجُلُ إِذا جَاءَ بِقَوْلٍ شاذٍّ نادٍّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا يَدَعُ فُلَانٌ شَاذًّا وَلَا نَادًّا إِلا قَتَلَهُ إِذا كَانَ شُجَاعًا لَا يَلْقَاهُ أَحد إِلا قَتَلَهُ. وَيُقَالُ: شَاذٌّ أَي متنحٍّ. شعذ: الشَّعْوَذَةُ: خِفَّةٌ فِي الْيَدِ وأُخْذٌ كَالسِّحْرِ يُري الشيءَ بِغَيْرِ مَا عَلَيْهِ أَصله فِي رأْي الْعَيْنِ؛ وَرَجُلٌ مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْبَادِيَةِ. والشَّعْوَذَةُ: السُّرْعَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الْخِفَّةُ فِي كُلِّ أَمْرٍ. والشَّعْوَذِيُّ: رَسُولُ الأُمراء فِي مُهِمَّاتِهِمْ عَلَى الْبَرِيدِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْهُ لِسُرْعَتِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّعْوَذَةُ والشَّعْوَذيُّ مُسْتَعْمَلٌ وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ. شقذ: الشَّقْذ [الشَّقِذ] والشَّقِيذُ والشَّقَذانُ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَنَامُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الشَّقِذُ العَيْنِ الَّذِي لَا يَكَادُ يَنَامُ. وإِنه لَشَقِذُ الْعَيْنِ إِذا كَانَ لَا يَقْهَرُه النُّعاسُ؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يَكُونُ إِلا عَيُوناً يُصِيبُ النَّاسَ بِالْعَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ العَيُونُ الَّذِي يُصِيبُ النَّاسَ بالعَين، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ البصر السريع الإِصابة؛ وَقَدْ شقِذ، بِالْكَسْرِ، شَقَذاً. وشقِذَ الرجلُ: ذَهَبَ وبَعُدَ. وأَشْقَذَهُ: طَرَدَهُ، وَهُوَ شَقِذٌ وشَقَذان، بِالتَّحْرِيكِ. الأَصمعي: أَشْقَذْتُ فُلَانًا إِشقاذاً إِذا طَرَدْتَهُ. وشَقِذَ هُوَ يَشْقَذُ إِذا ذَهَبَ، وَهُوَ الشَّقَذانُ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ كَثِيرٍ الْمُحَارِبِيُّ: فإِني لستُ مِنْ غَطَفانَ أَصْلي، ... وَلَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ اعْتِشَارُ إِذا غَضِبُوا عَلِيَّ وأَشْقَذُوني، ... فصرتُ كأَنني فَرَأٌ مُتارُ مُتَارٌ: يُرْمَى تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ. وَمَعْنَى مُتَارُ: مُفْزِعٌ. يُقَالُ: أَتَرْتُه أَي أَفزعته وَطَرَدْتُهُ، فَهُوَ مُتار؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصله أَتأَرته فَنُقِلَتِ الْحَرَكَةُ إِلى مَا قَبْلَهَا وَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ مُنارٌ بِالنُّونِ. يُقَالُ: أَنرته بِمَعْنَى أَفزعته، وَمِنْهُ النَّوارُ، وَهِيَ النَّفُورُ. وَالِاعْتِشَارُ: بِمَعْنَى العِشْرَة؛ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ تَوَرَ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِمْ فُلَانٌ يُتار عَلَى أَن يُؤْخَذَ أَي يُدارُ. وطَرَدٌ مِشْقَذٌ: بَعِيدٌ؛ قَالَ بَخْدَجٌ: لَاقَى النُّخيلاتُ حِنَاذًا مِحْنَذا ... مِنِّي، وشَلًّا للأَعادي مِشْقَذا أَراد أَبا نخلة فَلَمْ يُبَلْ كَيْفَ حَرَّفَ اسْمَهُ لأَنه كَانَ هَاجِيًا لَهُ. والشَّقْذاءُ: العُقاب الشَّدِيدَةُ الْجُوعِ. وَعُقَابٌ شَقَذى. شَدِيدَةُ الْجُوعِ وَالطَّلَبِ؛ قَالَ يَصِفُ فَرَسًا: شَقْذاءُ يَحْتَثُّها فِي جَرْيِها ضَرَم . والشِّقْذان: الضَّبُّ والوَرَلُ والطُّحَنُ وسامُّ أَبرص والدَّسَّاسَةُ، وأَخذته شِقْذَةٌ؛ وَجَعَلَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ الشّقْذانَ واحِداً فَقَالَتْ تَهْجُو زَوْجَهَا وَتُشَبِّهُهُ بِالْحِرْبَاءِ: إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كَأَنَّ سِبالَهُ ... وَلِحْيَتَهُ فِي خُرْؤُمَانٍ مُنَوَّر الخرؤُمانة: بَقْلَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيحِ تَنْبُتُ فِي الأَعطان

والدِّمَنِ؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ على الْوَاحِدِ مِنَ الحَرابيِّ. والشَّقْذُ والشِّقْذُ والشَّقِذُ والشَّقَذانُ: الحِرْباءُ، وَجَمْعُهُ شِقْذانٌ مِثْلُ كَرَوانٍ وكِرْوانٍ، وَقِيلَ: هُوَ حِرْبَاءٌ دَقِيقٌ مَعْصُوبٌ صَعْلُ الرأْس يَلْزَقُ بِسُوقِ العِضَاه. والشِّقَذُ والشَّقَذُ والشُّقَذُ: وَلَدُ الحِرْباء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الشُّقاذى والشِّقْذانُ؛ قَالَ: فَرَعَتْ بِهَا حَتَّى إِذا ... رَأَتِ الشُّقاذى تَصْطَلي اصطلاؤُها: تَحَرِّيهَا لِلشَّمْسِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الشُّقاذى فِي هَذَا الْبَيْتِ الفَراش؛ قَالَ: وَهَذَا خطأٌ لأَن الفَراشَ لَا يَصْطَلِي بِالنَّارِ، وإِنما وَصَفَ الْحُمُرَ فَذَكَرَ أَنها رَعَتِ الرَّبِيعَ حَتَّى اشْتَدَّ الْحَرُّ واصْطَلَتِ الحَرابي وعَطِشَتْ فاحتاجتِ الوُرُودَ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَلَاةً قَطَعَهَا: تَقَاذَف والعُصْفُور فِي الجُحرِ لاجِئٌ ... مَعَ الضَّبِّ، والشِّقْذانُ تَسْمُو صُدورُها أَي تَشْخَصُ فِي الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الشِّقْذانُ الْحَشَرَاتُ كُلُّهَا وَالْهَوَامُّ، وَاحِدَتُهَا شَقِذَةٌ وشَقِذٌ وشِقْذٌ؛ قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ تَكُونُ الشَّقِذَةُ واحدةَ الشِّقْذان إِلا أَن يَكُونَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ. والشَّقْذُ والشَّقَذانُ والشِّقْذان، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: الذِّئْبُ وَالصَّقْرُ وَالْحِرْبَاءُ. والشِّقْذانُ؛ فِرَاخُ الحُبارى وَالْقَطَا وَنَحْوِهِمَا. والشَّقْذانَةُ: الْخَفِيفَةُ الرُّوحِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَمَا لَهُ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ. وَمَتَاعٌ لَيْسَ بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي عَيْبٌ. وَكَلَامٌ لَيْسَ بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي نَقْصٌ وَلَا خَلَلٌ. ابْنُ الأَعرابي: مَا بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي مَا بِهِ حَراكٌ. وَفُلَانٌ يُشَاقِذُنِي أَي يُعَادِينِي. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَذَقَ: امرأَة عَقْذانة وشَقْذانَةٌ وعَدْوانَةٌ أَي بذية سليطة. شمذ: اللَّيْثُ: الشَّمْذُ رَفْعُ الذَّنَبِ. شَمَذَتِ النَّاقَةُ تَشْمِذُ، بِالْكَسْرِ، شَمْذاً وشِماذاً وشُموذاً، وَهِيَ شَامِذٌ، وَالْجَمْعُ شَوَامِذُ وشُمَّذ، أَي لَقَحَتْ فَشَالَتْ بذنَبها لِتُري اللِّقَاحَ بِذَلِكَ؛ وَرُبَّمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَحاً ونَشاطاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نَاقَةً: عَلَى كُلِّ صَهْباءِ العَثانِينِ شَامِذٍ ... جُمَالِيَّةٍ، فِي رأْسها شَطَنَانِ وَقِيلَ: الشَّامِذُ مِنَ الإِبل الخَلِفَة؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ حِرْبَاءَ: شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَلى المُرْيَةِ، ... كَرْهاً بالصِّرْف ذِي الطُّلَّاء يَقُولُ: النَّاقَةُ إِذا أُبِسَّ بِهَا اتَّقَتِ المُبِسَّ بِاللَّبَنِ، وَهَذِهِ تَتَّقِيهِ بِالدَّمِ؛ وَهَذَا مَثَلٌ. وَالْعَقْرَبُ شَامِذٌ مِنْ حَيْثُ قِيلَ لِمَا شَالَ مِنْ ذَنَبِهَا: شَوْلَةٌ. قَالَ أَبو الجرَّاح: مِنَ الكِباشِ مَا يَشْتَمِذُ وَمِنْهَا مَا يَغُلُّ؛ فَالِاشْتِمَاذُ: أَن يَضْرِبَ الأَلية حَتَّى تَرْتَفِعَ فَيَسْفِدَ، والغَلُّ: أَن يَسْفِدَ مِنْ غَيْرِ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ. والشَّيْمَذانُ: الذِّئْبُ «1» سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشُمُوذِهِ بِذَنَبِهِ؛ وَقَوْلُ بَخْدَجٌ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ: لَاقَى النُّخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وشَلًّا للأَعادِي مِشْقَذَا وقافياتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذا إِنما ذَلِكَ مَثَلٌ، شَبَّهَ الْقَوَافِيَ بالإِبل الشُّمَّذِ وَهِيَ مَا قدَّمناه مِنْ أَنها الَّتِي تَرْفَعُ أَذنابها نَشَاطًا ومَرَحاً أَو

_ (1). قوله [الشيمذان الذئب] كذا بالأَصل، وفي القاموس وشرحه، واليشمذان هذا هو الأَصل، والشيذمان مقلوبه وهو الذئب.

فصل الطاء المهملة

لِتُريَ بِذَلِكَ اللِّقَاحَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ شَبَّهَهَا بِالْعَقَارِبِ لِحِدَّتها وشِدَّةِ أَذنابها. وَيُقَالُ لِلنَّخِيلِ إِذا أُبِّرَت: قَدْ شَمَذتْ؛ ونَخِيلٌ شَوامِذ؛ وأَنشد: غُلْبٌ شَوامِذُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا الحَصْر قَالَ الأَصمعي: حَصَرَ النَّبْتُ إِذا كَانَ فِي مَوْضِعٍ غَلِيظٍ ضَيِّقٍ فَلَا يُسْرِعُ نَبَاتُهُ. شَمِرٌ: يُقَالُ اشْمِذْ إِزارك أَي ارْفَعْهُ. وَرَجُلٌ شَمْذانُ: يَرْفَعُ إِزاره إِلى رُكْبَتَيْهِ. وأَشْمَذانِ: مَوْضِعَانِ أَو جَبَلَانِ؛ قَالَ رَزَاحٌ أَخو قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ: جَمَعْنا مِنَ السِّرِّ مِنْ أَشْمَذَيْن، ... وَمِنْ كلِّ حَيٍّ جَمَعْنا قَبيلا شمرذ: الشَّمْرَذَةُ: السُّرْعَةُ. والشَّمَرْذَى: لُغَةٌ فِي الشَّبَرْذَى. وَنَاقَةٌ شَمَرْذاةٌ وشَبَرْذاةٌ: نَاجِيَةٌ سَرِيعَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَقَدْ أُوقِدَتْ نارُ الشَّمَرْذَى بِأَرْؤُس ... عِظَامِ اللِّحَى، مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ قَالَ: أَحسبه نَبْتًا أَو شجراً. شنذ: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: لَمَّا حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ حَمَلُوهُ عَلَى شَنَذَة مِنْ لِيفٍ ، هِيَ بِالتَّحْرِيكِ شِبْهُ إِكاف يُجْعَلُ لمقدِّمته حِنْوٌ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَلَسْتُ أَدري بأَيّ لِسَانٍ هي. شوذ: المِشْوَذُ: العِمامة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلْوَلِيدِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبي مُعَيْط وَكَانَ قَدْ وليَ صَدَقَاتِ تَغْلِبَ: إِذا مَا شَدَدْتُ الرَّأْسَ مِنِّي بِمشْوَذٍ، ... فَغَيَّكِ مِنِّي تَغْلِبُ ابْنَةَ وائِلِ يُرِيدُ غَيًّا لَكَ مَا أَطوله مِنِّي، وَقَدْ شَوَّذَه بِهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه بَعَثَ سَرِيَّةً فأَمرهم أَن يَمْسَحُوا عَلَى المَشَاوِذِ والتَّسَاخِين ؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: الْمَشَاوِذُ الْعَمَائِمُ، وَاحِدُهَا مِشْوَذٌ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْعِمَامَةِ الْمِشْوَذُ والعِمَادَة، وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الشِّيذَة أَي حَسَنُ الْعِمَّةِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَشَوَّذَ الرَّجُلُ وَاشْتَاذَ إِذا تَعَمَّمَ تَشَوْذُناً «1» قَالَ: وشَوَّذْتُه تَشْويذاً إِذا عَمَمْتَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحسبه أُخذ مِنْ قَوْلِكَ شَوَّذَتِ الشَّمْسُ إِذا مَالَتْ لِلْمَغِيبِ؛ وَذَلِكَ أَنها كَانَتْ غُطِّيَتْ بِهَذَا الْغَيْمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَدُنْ غُدْوَة حَتَّى إِذا الشمسُ شَوَّذَت ... لِذِي سَوْرة مَخْشيَّة وَحَذَارِ وتشوَّذَ الرَّجُلُ وَاشْتَاذَ أَي تَعَمَّمَ. وَجَاءَ فِي شِعْرِ أُمية: شَوَّذَت الشَّمْسُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَي عَمَمَتْ بِالسَّحَابِ؛ وَبَيْتُ أُمية: وشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذا طَلَعت ... بالخُلْبِ هِفّاً، كأَنه كَتَمُ الأَزهري: أَراد أَنّ الشَّمْسَ طَلَعَتْ فِي قَتَمَةٍ كأَنها عَمَمَتْ بالغُبرَة الَّتِي تَضْرِبُ إِلى الصُّفْرة، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ الْجَدَبِ وَالْقَحْطِ، أَي صَارَ حَوْلَهَا خُلَّبُ سَحابٍ رَقِيقٌ لَا مَاءَ فِيهِ وَفِيهِ صُفْرَةٌ، وَكَذَلِكَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فِي الْجَدْبِ وَقِلَّةِ الْمَطَرِ. والكَتَمُ: نَبَاتٌ يُخْلَطُ مَعَ الوَسْمَةِ يُخْتَضَبُ به. فصل الطاء المهملة طبرزذ: الطَّبَرْزَذُ: السُّكَّرُ، فارسي مُعَرَّبٌ، يُرِيدُ تَبَرْزَدْ بِالْفَارِسِيَّةِ كأَنه نُحِتَ مِنْ نَوَاحِيهِ بالفأْس. والتَّبَر: الفأْس، بِالْفَارِسِيَّةِ. وَحَكَى الأَصمعي طَبَرْزَل وطَبَرْزَنْ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: طَبَرْزُد وطَبَرْزُل وطَبَرْزُن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مثال

_ (1). قوله [تشوذناً] كذا بالأَصل ولعله تشوذاً.

فصل العين المهملة

لَا أَعرفه. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ طَبَرْزُل وطَبَرْزُن لَسْتَ بأَن تَجْعَلَ أَحدهما أَصلًا لِصَاحِبِهِ بأَولى مِنْكَ تَحْمِلُهُ عَلَى ضِدِّهِ لِاسْتِوَائِهِمَا في الاستعمال. طرمذ: رَجُلٌ فِيهِ طَرْمَذَة أَي أَنه لَا يُحَقِّقُ الأُمور، وَقَدْ طَرْمَذَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ طِرماذ: مُبَهْلِقٌ صَلِفٌ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الطِّرْمِذار؛ قَالَ: سَلامُ مَلَّاذٍ عَلَى مَلَّاذِ، ... طَرْمَذَةً مِنِّي عَلَى الطِّرْماذِ الْجَوْهَرِيُّ: الطَّرْمَذةُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ. والمُطَرْمِذُ: الَّذِي لَهُ كَلَامٌ وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ثَعْلَبٌ فِي أَماليه: الطَّرْمَذَةُ غَرِيبَةٌ. قَالَ: والطِّرْماذُ الْفَرَسُ الْكَرِيمُ الرَّائِعُ. والطِّرْمِذار: الْمُتَكَثِّرُ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ، وَقِيلَ: الطِّرْمِذارُ والطِّرْماذُ هُوَ المُتَنَدِّخُ. يُقَالُ تَنَدَّخَ أَي تشبَّع بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُ أَشجع السُّلَمِيِّ: لَيْسَ لِلْحَاجَاتِ إِلّا مِنْ لَهُ وَجْهٌ وَقَاحُ، ... ولِسانٌ طِرْمِذَارٌ؛ وغُدُوٌّ وَرَواح ابْنُ الأَعرابي: فِي فُلَانٍ طَرْمَذَةٌ وبَهْلَقَةٌ ولَهْوَقةٌ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَي كِبْرٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: المُفَايَشة الْمُفَاخَرَةُ وَهِيَ الطَّرْمَذَةُ بِعَيْنِهَا، والنَّفْخُ مِثْلُهُ. يُقَالُ: رَجُلٌ نَفَّاجٌ وفَيَّاشٌ وطِرْماذ وفَيُوشٌ وطِرْمِذانُ، بِالنُّونِ، إِذا افْتَخَرَ بِالْبَاطِلِ وَتَمَدَّحَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ. فصل العين المهملة عقذ: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَذَقَ: امرأَة عَقْذَانَةٌ وشَقْذانَةٌ وعَذْوَانَة أَي بذية سليطة. عنذ: العَانِذَة: أَصل الذَّقَنِ والأُذُنُ؛ قال: عَوانذِ مُكْتَنِفات اللَّها ... جَمِيعًا، وَمَا حَوَّلَهُنَّ اكتنافا عوذ: عَاذَ بِهِ يَعُوذُ عَوْذاً وعِياذاً ومَعاذاً: لَاذَ بِهِ ولجأَ إِليه وَاعْتَصَمَ. ومعاذَ اللهِ أَي عِيَاذًا بِاللَّهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ ؛ أَي نَعُوذُ بِاللَّهِ مَعَاذًا أَن نأْخذ غَيْرَ الْجَانِي بِجِنَايَتِهِ، نَصَبَهُ عَلَى الْمَصْدَرِ الَّذِي أُريدَ بِهِ الْفِعْلُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه تَزَوَّجَ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ قَالَتْ: أَعوذ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: لَقَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ فَالْحَقِي بأَهلك. والمَعَاذ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الَّذِي يُعَاذ بِهِ. والمَعَاذ: الْمَصْدَرُ وَالْمَكَانُ وَالزَّمَانُ أَي قَدْ لجأْت إِلى ملجإٍ ولُذْتِ بِمَلاذ. واللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَعَاذُ مَنْ عَاذَ بِهِ وملجأُ مَنْ لجأَ إِليه. وَالْمَلَاذُ مِثْلُ الْمَعَاذِ؛ وَهُوَ عِيَاذِي أَي مَلْجَئِي. وَعُذْتُ بِفُلَانٍ وَاسْتَعَذْتُ بِهِ أَي لَجَأْتُ إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: مَعَاذَ اللَّهِ أَي أَعوذ بِاللَّهِ مَعَاذًا، بِجَعْلِهِ بَدَلًا مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ لأَنه مَصْدَرٌ وإِن كَانَ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ مِثْلَ سُبْحَانَ. وَيُقَالُ أَيضاً: مَعَاذَة اللَّهِ ومَعَاذَ وَجْهِ اللَّهِ ومَعَاذَة وَجْهِ اللَّهِ، وَهُوَ مِثْلُ المَعْنَى والمَعْناة والمَأْتى والمَأْتاة. وأَعَذْتُ غَيْرِي بِهِ وعَوَّذْتُه بِهِ بِمَعْنًى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَوَضَعُوا الِاسْمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ السَّهْمِيُّ: أَلحقْ عذابَك بِالْقَوْمِ الَّذِينَ طَغَوْا، ... وَعَائِذًا بِكَ أَن يَغْلُوا فيُطْغُوني قَالَ الأَزهري: يُقَالُ: اللَّهُمَّ عَائِذًا بِكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَي أَعوذ بِكَ عَائِذًا. وَفِي الْحَدِيثِ: عَائِذٌ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ أَي أَنا عَائِذٌ وَمُتَعَوِّذٌ كَمَا يُقَالُ مُسْتَجِيرٌ بِاللَّهِ، فَجَعَلَ الْفَاعِلَ مَوْضِعَ الْمَفْعُولِ، كَقَوْلِهِمْ سِرٌّ كاتِمٌ وماءٌ دَافِقٌ؛ وَمَنْ رَوَاهُ عَائِذًا، بِالنَّصْبِ، جَعَلَ الْفَاعِلَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ وَهُوَ العِياذُ. وطَيْرٌ عِياذٌ وعُوَّذ: عَائِذَةٌ بِجَبَلٍ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَمْنَعُهَا؛

قَالَ بَخْدَجٌ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ: لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا، ... شَرًّا وشَلًّا للأَعادِي مِشْقَذَا «2». وقافِياتٍ عارِماتٍ شُمَّذَا ... كالطَّيْر يَنْجُونَ عِياذاً عُوَّذا كَرَّرَ مُبَالَغَةً فَقَالَ عِياذاً عُوَّذاً، وَقَدْ يَكُونُ عِيَاذًا هُنَا مَصْدَرًا، وَتَعَوَّذَ بِاللَّهِ وَاسْتَعَاذَ فأَعاذه وَعَوَّذَهُ، وعَوْذٌ بِاللَّهِ مِنْكَ أَي أَعوذ بِاللَّهِ مِنْكَ؛ قَالَ: قَالَتْ، وَفِيهَا حَيْدَة وذُعْرُ: ... عَوْذٌ بِرَبِّي مِنكُمُ وحَجْرُ قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلشَّيْءِ يُنْكِرُونَهُ والأَمر يَهَابُونَهُ: حُجْراً أَي دَفْعًا، وَهُوَ اسْتِعَاذَةٌ مِنَ الأَمر. وَمَا تَرَكْتُ فُلَانًا إِلا عَوَذاً مِنْهُ، بِالتَّحْرِيكِ، وعَوَاذاً مِنْهُ أَي كَرَاهَةً. وَيُقَالُ: أُفْلِتَ فلانٌ مِن فُلانٍ عَوَذاً إِذا خوَّفه وَلَمْ يَضْرِبْهُ أَو ضَرَبَهُ وَهُوَ يُرِيدُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَقْتُلْهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلَانٌ عَوَذٌ لَكَ أَي ملجأٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنما قَالَهَا تَعَوُّذاً أَي إِنما أَقرَّ بِالشَّهَادَةِ لَاجِئًا إِليها وَمُعْتَصِمًا بِهَا لِيَدْفَعَ عَنْهُ الْقَتْلَ وَلَيْسَ بِمُخْلِصٍ فِي إِسلامه. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: تُعْرَضُ الفتنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ عُوداً عُوداً ، بِالدَّالِ الْيَابِسَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرُوِيَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، كأَنه اسْتَعَاذَ مِنَ الْفِتَنِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ؛ مَعْنَاهُ إِذا أَردت قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فَقُلْ: أَعوذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَوَسْوَسَتِهِ. والعُوذةُ والمَعَاذَةُ والتَّعْوِيذُ: الرُّقية يُرْقى بِهَا الإِنسان مِنْ فَزَعٍ أَو جُنُونٍ لأَنه يُعَاذُ بِهَا. وَقَدْ عَوَّذَه؛ يُقَالُ: عَوَّذْت فُلَانًا بِاللَّهِ وأَسمائه وبالمُعَوِّذتين إِذا قُلْتَ أُعيذك بِاللَّهِ وأَسْمائه مِنْ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَكُلِّ دَاءٍ وَحَاسِدٍ وحَيْنٍ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يعوِّذ نَفْسَهُ بالمعوِّذتين بعد ما طُبَّ. وَكَانَ يُعَوِّذُ ابْنَيِ ابْنَتِهِ البَتُول، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، بِهِمَا. والمعوِّذتان، بِكَسْرِ الْوَاوِ: سُورَةُ الْفَلَقِ وَتَالِيَتُهَا لأَن مبدأَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قُلْ أَعوذ. وأَما التَّعَاوِيذُ الَّتِي تُكتب وَتُعَلَّقُ عَلَى الإِنسان مِنَ الْعَيْنِ فَقَدْ نُهِيَ عَنْ تَعْلِيقِهَا، وَهِيَ تُسَمَّى المَعَاذات أَيضاً، يُعَوَّذ بِهَا مَنْ عُلِّقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعَيْنِ وَالْفَزَعِ وَالْجُنُونِ، وَهِيَ العُوَذُ وَاحِدَتُهَا عُوذَةٌ. والعُوَّذُ: مَا عِيذ بِهِ مِنْ شَجَرٍ أَو غَيْرِهِ. والعُوَّذُ مِنَ الكلإِ: مَا لَمْ يَرْتَفِعْ إِلى الأَغصان وَمَنَعَهُ الشَّجَرُ مِنْ أَن يَرْعَى، مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ أَشياء تَكُونُ فِي غِلَظٍ لَا يَنَالُهَا المالُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: خَلِيلايَ خُلْصَانيَّ، لَمْ يُبْق حُبُّها ... مِنَ القلبِ إِلَّا عُوَّذاً سَيَنالها والعُوَّذ والمُعوَّذُ مِنَ الشَّجَرِ: مَا نَبَتَ فِي أَصل هدفٍ أَو شَجَرَةٍ أَو حَجَرٍ يَسْتُرُهُ لأَنه كأَنه يُعَوّذُ بِهَا؛ قَالَ كُثَيِّرُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيِّ يَصِفُ امرأَة: إِذا خَرَجَتْ مَن بَيْتِهَا، راقَ عَيْنَها ... مُعَوَّذُهُ، وأَعْجَبَتْها العَقائِقُ يَعْنِي هَذِهِ المرأَة إِذا خَرَجَت مِنْ بَيْتِهَا رَاقَهَا مُعَوَّذُ النَّبت حَوَالَيْ بَيْتِهَا، وَقِيلَ: المعَوِّذ، بِالْكَسْرِ، كُلُّ نَبْتٍ فِي أَصل شَجَرَةٍ أَو حَجَرٍ أَو شَيْءٍ يُعوّذ بِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَوَذُ السَّفِيرُ مِنَ الْوَرَقِ وإِنما قِيلَ لَهُ عَوَذٌ لأَنه يَعْتَصِمُ بِكُلِّ هَذَفٍ ويلجأُ إِليه وَيَعُوذُ بِهِ. قَالَ الأَزهري: والعَوَذُ مَا دَارَ بِهِ الشَّيْءُ الَّذِي يَضْرِبُهُ الرِّيحُ، فَهُوَ يَدُورُ بالعَوَذِ مِنْ حَجَر أَو أَرومة. وتَعَاوَذَ القومُ فِي الْحَرْبِ إِذا تَوَاكَلُوا وَعَاذَ بعضهم ببعض.

_ (2). قوله [شرّاً وشلًا إلخ] الذي تقدم: مني وشلًّا، ولعله روي بهما

ومُعَوَّذُ الْفَرَسِ: مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ، وَدَائِرَةُ المُعَوَّذِ تُسْتَحَبُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ دَوَائِرِ الْخَيْلِ المُعَوَّذُ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي مَوْضِعِ الْقِلَادَةِ يَسْتَحِبُّونَهَا. وَفُلَانٌ عَوْذٌ لبَني فُلَانٍ أَي ملجأٌ لَهُمْ يَعُوذُونَ بِهِ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ ؛ قِيلَ: إِن أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا إِذا نَزَلَتْ رُفْقَةٌ مِنْهُمْ فِي وَادٍ قَالَتْ: نَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِي مِنْ مَرَدَة الْجِنِّ وَسُفَهَائِهِمْ أَي نلوذُ بِهِ وَنَسْتَجِيرُ. والعُوَّذُ مِنَ اللَّحْمِ: مَا عَاذَ بِالْعَظْمِ وَلَزِمَهُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: قُلْتُ لأَعرابي: مَا طَعْمُ الْخُبْزِ؟ قَالَ: أُدْمُه. قَالَ قُلْتُ: مَا أَطيب اللَّحْمِ؟ قَالَ: عُوَّذُه، وَنَاقَةٌ عَائِذٌ: عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا، فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى النَّسَبِ. وَالْعَائِذُ: كُلُّ أُنثى إِذا وَضَعَتْ مُدَّةَ سَبْعَةِ أَيام لأَنّ وَلَدَهَا يَعُوذُ بِهَا، وَالْجَمْعُ عُوذٌ بِمَنْزِلَةِ النُّفَسَاءِ مِنَ النِّسَاءِ، وَهِيَ مِنَ الشَّاءِ رُبّى، وَجَمْعُهَا رِباب، وَهِيَ مِنْ ذَوَاتِ الْحَافِرِ فَرِيش. وَقَدْ عَاذَتْ عِيَاذًا وأَعاذت، وَهِيَ مُعِيذٌ، وأَعوذت. وَالْعَائِذُ مِنَ الإِبل: الْحَدِيثَةُ النِّتَاجِ إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ أَو نَحْوِهَا، مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. وَعَاذَتْ بِوَلَدِهَا: أَقامت مَعَهُ وحَدِبَتْ عَلَيْهِ مَا دَامَ صَغِيرًا، كأَنه يُرِيدُ عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا فَقَلَبَ؛ وَاسْتَعَارَ الرَّاعِي أَحد هَذِهِ الأَشياء لِلْوَحْشِ فقال: لَهَا بحَقِيلٍ فالنُّمَيرة منزلٌ، ... تَرَى الوحشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتَالِيَا كسَّر عَائِذًا عَلَى عُوذٍ ثُمَّ جَمَعَهُ بالأَلف وَالتَّاءِ؛ وَقَوْلُ مُلَيْحٍ الْهُذَلِيِّ: وعاجَ لَهَا جاراتُها العِيسَ، فارْعَوَتْ ... عَلَيْهَا اعوجاجَ المُعْوِذاتِ المَطَافِل قَالَ السُّكَّرِيُّ: الْمُعْوِذَاتُ الَّتِي مَعَهَا أَولادها. قَالَ الأَزهري: النَّاقَةُ إِذا وَضَعَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ عَائِذٌ أَياماً. ووقَّت بَعْضُهُمْ سَبْعَةَ أَيام، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ النَّاقَةُ عَائِذًا لأَنّ وَلَدَهَا يَعُوذُ بِهَا، فَهِيَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَقَالَ: إِنما قِيلَ لَهَا عَائِذٌ لأَنها ذَاتُ عَوْذٍ أَي عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا عَوْذاً. وَمِثْلُهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ أَي ذِي دَفْقٍ. والعُوذُ: الْحَدِيثَاتُ النِّتَاجِ مِنَ الظِّبَاءِ والإِبل وَالْخَيْلِ، وَاحِدَتُهَا عَائِذٌ مِثْلُ حَائِلٍ وَحُولٍ. وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى عُوذان مِثْلَ رَاعٍ ورُعيان وَحَائِرٍ وحُوران. وَيُقَالُ: هِيَ عَائِذٌ بيِّنةُ العُؤُوذ إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَيام أَو خَمْسَةَ عَشَرَ ثُمَّ هِيَ مُطْفِلٌ بعدُ. يُقَالُ: هِيَ فِي عِيَاذِهَا أَي بحِدْثان نِتَاجِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: وَمَعَهُمُ العُوذُ المَطافيل ؛ يُرِيدُ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ. والعُوذُ فِي الأَصل: جَمْعُ عَائِذٍ مِنْ هَذَا الَّذِي تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: فأَقبلتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافل. وعَوَذ النَّاسِ: رُذالهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَبَنُو عَيِّذ اللَّهِ: حَيٌّ، وَقِيلَ: حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عيِّذ اللَّهِ، بِكَسْرِ الْيَاءِ مُشَدَّدَةً، اسْمُ قَبِيلَةٍ. يُقَالُ: هُوَ مِنْ بَنِي عَيِّذِ اللَّهِ، وَلَا يُقَالُ عَائِذُ اللَّهِ. وَيُقَالُ لِلْجُودِيِّ أَيضاً: عَيِّذ. وَعَائِذَةٌ: أَبو حَيٍّ مِنْ ضَبَّةَ، وَهُوَ عَائِذَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَتَى تسأَل الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمِهِ، ... يَقُلْ لَكَ: إِن العائذيَّ لَئِيمُ وَبَنُو عَوْذَةَ: مِنَ الأَسْد. وَبَنُو عَوْذَى، مَقْصُورٌ: بَطْنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ساقَ الرُّفَيْداتِ مِنْ عَوْذى وَمِنْ عَمَم، ... والسَّبْيَ مِن رَهْط رِبْعِيٍّ وحَجَّار وَعَائِذُ اللَّهِ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. وعُوَيْذَة: اسْمُ امرأَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: فإِني وهِجْراني عُوَيْذَةَ، بعد ما ... تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ

فصل الغين المعجمة

وَعَاذٌ: قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَقِيلَ: مَاءٌ بِنَجْرَانَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: عارضتُهم بِسُؤَالٍ: هَلْ لكم خَبَرٌ؟ ... مَن حَجَّ مِنْ أَهل عاذٍ، إِنَّ لِي أَرَبا؟ وَالْعَاذُ: مَوْضِعٌ. قَالَ أَبو الْمُوَرِّقِ: تركتُ العاذَ مَقْليّاً ذَمِيمًا ... إِلى سَرَفٍ، وأَجْدَدْتُ الذهابا عيذ: العَيْذَانُ: السَّيِّءُ الخُلُق؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تُماضر امرأَة زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ لأَخيها الحرث: لَا يأْخذن فِيكَ مَا قَالَ زُهَيْرٌ فإِنه رَجُلٌ بَيْذَارَةٌ عَيْذَانُ شَنوءة. فصل الغين المعجمة غذذ: غَذَّ العِرْقُ يَغُذُّ [يَغِذُّ] غَذًّا وأَغذ: سَالَ. وغَذَّ الجُرح يَغُذُّ [يَغِذُّ] غَذًّا: ورِم. والغَاذُّ: الغَرَب حَيْثُ كَانَ مِنَ الْجَسَدِ. وغَذيِذَةُ الجُرحِ: مِدَّته وغَثِيثَتُه. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: غَذَّ الجرح يَغُذّ [يَغِذّ] إِذا ورِم؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ غَذَّ، وَالصَّوَابُ غَذَّ الْجُرْحُ إِذا سَالَ مَا فِيهِ مِنْ قَيْحٍ وَصَدِيدٍ. وأَغذَّ الجرحُ وأَغثَّ إِذا أَمدَّ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: فَجَعَلَ الدمُ يومَ الجَمَلِ يَغُذُّ [يَغِذُّ] مِنْ رُكبته أَي يَسِيلُ؛ غَذَّ العِرْقُ إِذا سَالَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّمِ وَلَمْ يَنْقَطِعْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ إِغذاذ السَّيْرِ. وَالْغَاذُّ فِي الْعَيْنِ: عِرْقٌ يَسْقِي وَلَا يَنْقَطِعُ، وَكِلَاهُمَا اسْمٌ كَالْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ. وعِرْقٌ غاذٌّ: لَا يرقأُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلَّتِي نَدْعوها نَحْنُ الغَرْبَ: الغاذُّ. وغَذِيذَة الجُرح: كغَثيثته، وَهِيَ مِدَّته. وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ذَالَهَا بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ غَثِيثَةٍ. وَرَوَى ابْنُ الْفَرَجِ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: غَضَضْتُ مِنْهُ وغَذَذْتُ أَي نَقَصْتُه. والإِغذاذ: الإِسراع فِي السَّيْرِ؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيت القومَ فِي إِغْذاذِ، ... وأَنه السَّيْرُ إِلى بَغْذاذ، قمتُ فسلمتُ عَلَى مُعَاذ، ... تسليمَ مَلَّاذٍ عَلَى مَلَّاذِ، طَرْمَذَةً مِنِّي عَلَى الطِّرْمَاذِ وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فتأْتي كَأَغَذِّ مَا كَانَتْ أَي أَسرع وأَنشط. وأَغَذَّ السَّيَر وأَغذ فِيهِ: أَسرع. وأَغذَّ يُغذُّ إِغذاذاً إِذا أَسرع فِي السَّيْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا مَرَرْتُمْ بأَرض قَوْمٍ قَدْ عُذِّبوا فأَغِذُّوا السَّيْرَ ؛ وأَما قَوْلُهُ: وإِني وإِيّاها لَحَتْمٌ مَبيتنا ... جَمِيعًا، وسَيْرانا مُغِذٌّ وذُو فَتَرْ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى قَوْلِهِمْ: لَيْلٌ نَائِمٌ. وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ بْنُ كَيْسَانَ: أَحسب أَنه يُقَالُ أَغَذَّ السَّيرُ نفسُه. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا كَانَتْ بِهِ دَبَرَةٌ فبرأَتْ وَهِيَ تَنْدَى قِيلَ: بِهِ غَاذٌّ، وتَرَكَتْ جُرْحَهُ يَغُذُّ [يَغِذُّ]. والمُغَاذُّ مِنَ الإِبل: العَيُوفُ يَعاف الماءَ؛ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الغاذَّة وَالْغَاذِيَةُ لرَمَّاعَةِ الصَّبي. غنذ: الْغَانِذُ: الحَلْق وَمَخْرَجُ الصوت. غيذ: التَّهْذِيبُ: عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الغَيْذان الَّذِي يَظُنُّ فَيُصِيبُ، بِالْغَيْنِ وَالذَّالِ المعجمتين. فصل الفاء فخذ: الفَخِذُ: وَصْلُ مَا بَيْنَ السَّاقِ وَالْوَرِكِ، أُنثى، وَالْجَمْعُ أَفخاذ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ، وَقِيلَ: فَخْذ وفِخْذ أَيضاً، بِكَسْرِ الْفَاءِ. وفُخِذَ فَخْذاً، فَهُوَ مَفْخُوذٌ: أُصيبت فَخْذُهُ. وَرَمَيْتُهُ فَفَخَذْتُه أَي أَصبت فَخْذَهُ. وفَخَّذَ الرجلَ: نَفَّرَه مِنْ حَيِّهِ الَّذِينَ هُمْ أَقرب عَشِيرَتِهِ إِليه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ وَهُوَ أَقل مِنَ الْبَطْنِ، وأَولها الشَّعْبُ ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ الفَصِيلة ثُمَّ العِمَارة ثُمَّ

البَطْن ثُمَّ الْفَخِذُ؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الشَّعْبُ أَكبر مِنَ الْقَبِيلَةِ ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ الْعِمَارَةُ ثُمَّ الْبَطْنُ ثُمَّ الْفَخِذُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْفَصِيلَةُ أَقرب مِنَ الْفَخِذِ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنْ أَعضاء الْجَسَدِ. وَالتَّفْخِيذُ: المُفاخَذَة. وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَنزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ؛ بَاتَ يُفَخِّذُ عشريته أَي يَدْعُوهُمْ فَخِذًا فَخِذًا. يُقَالُ: فَخَّذَ الرجلُ بَنِي فُلَانٍ إِذا دَعَاهُمْ فَخِذًا فَخِذًا. وَيُقَالُ: فَخَّذْتُ القومَ عَنْ فُلَانٍ أَي خَذَّلْتَهُمْ. وفَخَّذْتُ بَيْنَهُمْ أَي فرَّقت وخذلت. فذذ: الفَذُّ: الفَرْد، وَالْجَمْعُ أَفذاذ وفُذوذ. وأَفَذَّت الشَّاةُ إِفْذاذاً، وَهِيَ مُفِذُّ: وَلَدَتْ وَلَدًا وَاحِدًا، وإِن وَلَدَتِ اثْنَيْنِ، فَهِيَ مُتْئِمٌ، وإِن كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن تَلِدَ وَاحِدًا، فَهِيَ مِفْذَاذ، وَلَا يُقَالُ لِلنَّاقَةِ مُفِذٌّ لأَنها لَا تُنْتِجُ إِلا وَاحِدًا. وَيُقَالُ: ذَهَبَا فَذَّين. وَفِي الْحَدِيثِ: هَذِهِ الْآيَةُ الفَاذَّة أَي الْمُنْفَرِدَةُ فِي مَعْنَاهَا. والفذُّ: الْوَاحِدُ، وَقَدْ فَذَّ الرَّجُلُ عَنْ أَصحابه إِذا شذَّ عَنْهُمْ وَبَقِيَ فَرْدًا. والفَذُّ: الأَوّل مِنْ قِدَاحِ الْمَيْسِرِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيهِ فَرْضٌ وَاحِدٌ وَلَهُ غُنْمُ نَصِيبٍ وَاحِدٍ، إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ نَصِيبٍ وَاحِدٍ، إِن خَابَ وَلَمْ يَفُزْ؛ وَالثَّانِي التَّوْأَمُ وَسِهَامُ الْمَيْسِرِ عَشَرَةٌ: أَولها الْفَذُّ ثُمَّ التوأَم ثُمَّ الرَّقِيبُ ثُمَّ الحِلْسُ ثُمَّ النَّافِسُ ثُمَّ المُسْبِل ثُمَّ المعَلَّى، وَثَلَاثَةٌ لَا أَنصباء لَهَا وَهِيَ: السَّفِيحُ والمَنيح والوَغْدُ. وَتَمْرٌ فَذٌّ: مُتَفَرِّقٌ لَا يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الضَّادِ لأَنهما لُغَتَانِ. وَكَلِمَةُ فَذَّةٌ وَفَاذَّةٍ: شَاذَّةٌ. أَبو مَالِكٍ: مَا أَصبت مِنْهُ أَفَذَّ وَلَا مَرِيشاً؛ الأَفَذُّ القِدْحُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ رِيشٌ، والمَرِيشُ الَّذِي قَدْ رِيشَ؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ غَيْرُ هَذَا أَلْبَتَّةَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ قَالَ غَيْرُهُ: مَا أَصبت مِنْهُ أَقَذَّ وَلَا مَرِيشاً، بِالْقَافِ. الأَزهري: ذَفْذَفَ إِذا تَبَخْتَرَ، وفذْفَذَ إِذا تَقَاصَرَ ليَخْتِلَ وَهُوَ يَثِبُ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِذا تَقَاصَرَ ليثب خاتلًا. فلذ: فَلَذَ لَهُ مِنَ الْمَالِ يَفْلِذُ فَلْذاً: أَعطاه مِنْهُ دَفْعَةً، وَقِيلَ: قَطَعَ لَهُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَطَاءُ بِلَا تأْخير وَلَا عِدَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُكْثِرَ لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ. وافْتَلَذْتُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ الْمَالِ افْتِلَاذًا إِذا اقْتَطَعْتَهُ. وَافْتَلَذْتُهُ المالَ أَي أَخذت مِنْ مَالِهِ فِلْذَةً؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: إِذا الْمَالُ لَمْ يُوجِبْ عَلَيْكَ عطاءَه ... صنيعةُ قُرْبَى، أَو صديقٍ تُوَامِقُه، منَعْتَ، وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوةٌ، ... وَلَمْ يَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه والفِلْذُ: كَبِدُ الْبَعِيرِ، والجمعُ أَفْلاذٌ. والفِلذَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْكَبِدِ وَاللَّحْمِ وَالْمَالِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَالْجَمْعُ أَفلاذ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وَعَسَى أَن يَكُونَ الفِلْذُ لُغَةً فِي هَذَا فَيَكُونُ الْجَمْعُ عَلَى وَجْهِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فَتًى مِنَ الأَنصار دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ مِنَ النَّارِ فَحَبَسَتْهُ فِي الْبَيْتِ حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن الفَرَقَ مِنَ النَّارِ فَلَذَ كَبِدَه أَي خَوفَ النَّارِ قَطَعَ كَبِدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَشراط السَّاعَةِ: وَتَقِيءُ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدِهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: تُلْقِي الأَرض بأَفلاذها ، وَفِي رِوَايَةٍ: بأَفلاذ كَبِدِهَا أَي بِكُنُوزِهَا وأَموالها. قَالَ الأَصمعي: الأَفلاذ جَمْعُ الفِلْذَة وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ تُقْطَعُ طُولًا. وضَرَبَ أَفلاذَ الْكَبِدِ مَثَلًا لِلْكُنُوزِ أَي تُخْرِجُ الأَرض كُنُوزَهَا المدفونةَ تَحْتَ الأَرض، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها؛ وَسُمِّي مَا فِي الأَرض قِطَعًا تَشْبِيهًا وَتَمْثِيلًا وَخَصَّ الْكَبِدَ لأَنها مِنْ أَطايب

فصل القاف

الْجَزُورِ، وَاسْتَعَارَ الْقَيْءَ للإِخراج، وَقَدْ تُجمع الفِلْذةُ فِلْذاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَكْفِيهِ حُزَّةُ فِلْذٍ إِنْ أَلَمَّ بِهَا الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ الفِلْذة فِلَذٌ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: هَذِهِ مَكَّةُ قَدْ رَمَتْكُمْ بأَفلاذ كَبِدِهَا ؛ أَراد صَمِيمَ قُرَيْشٍ ولُبابَها وأَشرافها، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ قَلْبُ عَشِيرَتِهِ لأَن الْكَبِدَ مِنْ أَشرف الأَعضاء. والفِلْذَةُ مِنَ اللَّحْمِ: مَا قُطِعَ طُولًا. وَيُقَالُ: فَلَّذْتُ اللَّحْمَ تَفْلِيذًا إِذا قَطَعْتَهُ. التَّهْذِيبُ: والفُولاذُ مِنَ الْحَدِيدِ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مُصَاصُ الْحَدِيدِ الْمُنَقَّى مِنْ خَبَثِه. وَالْفُولَاذُ وَالْفَالَوْذُ: الذُّكْرَةُ مِنَ الْحَدِيدِ تُزَادُ فِي الْحَدِيدِ. وَالْفَالَوْذُ مِنَ الحَلْوَاءِ: هُوَ الَّذِي يُؤْكَلُ، يسوَّى مِنْ لُبِّ الْحِنْطَةِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْفَالَوْذُ والفالوذَقُ مُعَرَّبَانِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا يُقَالُ الْفَالَوْذَجُ. فنذ: الْفَانِيذُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَلْوَاءِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. فصل القاف قذذ: القُذَّةُ: ريشُ السَّهْمِ، وَجَمْعُهُا قُذَذٌ وقِذَاذ. وقَذَذْتُ السَّهْمَ أَقُذُّه قَذًّا وأَقذذته: جَعَلْتُ عَلَيْهِ القُذَذ؛ وَلِلسَّهْمِ ثَلَاثُ قُذَذ وَهِيَ آذَانُهُ؛ وأَنشد: مَا ذُو ثَلَاثِ آذَانٍ ... يَسْبِقُ الْخَيْلَ بالردَيان «3» . وَسَهْمٌ أَقذُّ: عَلَيْهِ القُذَذُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُسْتَوِي البَرْي الَّذِي لَا زَيْغَ فِيهِ وَلَا مَيْلَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الأَقَذُّ السَّهْمُ حِينَ يُبْرى قَبْلَ أَن يُرَاشَ، وَالْجَمْعُ قُذٌّ وَجَمْعُ القُذِّ قِذاذٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مِن يَثْرِبيَّات قِذاذٍ خُشُن والأَقَذُّ أَيضاً: الَّذِي لَا رِيشَ عَلَيْهِ. وَمَا لَهُ أَقَذُّ وَلَا مَرِيشٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا لَهُ مالٌ وَلَا قَوْمٌ. والأَقَذُّ: السَّهْمُ الَّذِي قَدْ تمرَّطَتْ قُذَذُه وَهِيَ آذَانُهُ، وَكُلُّ أُذن قُذَّةٌ. وَيُقَالُ: مَا أَصبت مِنْهُ أَقَذَّ وَلَا مَرِيشًا، بِالْقَافِ، أَي لَمْ أُصب مِنْهُ شَيْئًا؛ فَالْمَرِيشُ: السَّهْمُ الَّذِي عَلَيْهِ رِيشٌ. والأَقذ: الَّذِي لَا رِيشَ عَلَيْهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَقذ السَّهْمُ الَّذِي لَمْ يُرَش. وَيُقَالُ: سَهْمٌ أَفْوَقُ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ فُوقٌ فَهَذَا والأَقذ مِنَ الْمَقْلُوبِ لأَن القُذَّةَ الرِّيشُ كَمَا يُقَالُ لِلْمَلْسُوعِ سَلِيمٌ. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْ أَبي مَالِكٍ: مَا أَصبت مِنْهُ أَفذَّ وَلَا مَرِيشًا، بِالْفَاءِ، مِنَ الفَذِّ الفَرْدِ. وقَذُّ الرِّيش: قطعُ أَطرافه وحَذْفُه عَلَى نَحْوِ الْحَذْوِ وَالتَّدْوِيرِ وَالتَّسْوِيَةِ، والقَذُّ: قَطْعُ أَطراف الرِّيشِ عَلَى مِثَالِ الْحَذْوِ وَالتَّحْرِيفِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ قَطْعٍ كَنَحْوِ قُذَّةِ الرِّيشِ. والقُذاذاتُ: مَا سَقَطَ مِنْ قَذِّ الرِّيشِ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنتم، يَعْنِي أُمته، أَشبه الأُمم بِبَنِي إِسرائيل تَتَّبِعُونَ آثَارَهُمْ حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة ؛ يَعْنِي كَمَا تُقَدَّرُ كُلُّ وَاحِدٍةٍ مِنْهُنَّ عَلَى صَاحِبَتِهَا وَتُقْطَعُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لتركَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلشَّيْئَيْنِ يَسْتَوِيَانِ وَلَا يَتَفَاوَتَانِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدَةً وَمَجْمُوعَةً. والمِقَذُّ والمِقَذَّةُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: مَا قُذَّ بِهِ الرِّيشُ كَالسِّكِينِ وَنَحْوِهِ، والقُذَاذَةُ مَا قُذَّ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: القُذاذَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَا قُطِعَ مِنْهُ؛ وإِن لي قُذاذاتٍ وخُذاذاتٍ؛ فالقُذاذات الْقِطَعُ الصِّغَارُ تُقْطَعُ مِنْ أَطراف الذَّهَبِ، وَالْحُذَاذَاتُ القِطَع مِنَ الْفِضَّةِ. وَرَجُلٌ مُقَذَّذُ الشَّعْرِ وَمَقْذُوذٌ: مُزَيَّنٌ. وَقِيلَ: كُلُّ مَا زُيِّنَ، فَقَدْ قُذِّذ تَقْذِيذًا. وَرَجُلٌ مَقْذُوذٌ: مُقَصَّصٌ شَعْرُهُ حَوَالَيْ قُصاصه كُلِّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن

_ (3). قوله [ما ذو ثلاث إلخ] كذا بالأَصل وليس بمستقيم الوزن

النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، حِينَ ذَكَرَ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يمرُقُ السهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثم نَظَرَ فِي قُذَذِ سَهْمِهِ فَتَمَارَى أَيَرى شَيْئًا أَمْ لَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القُذَذُ رِيشُ السَّهْمِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا قُذَّة؛ أَراد أَنه أَنْفَذَ سَهْمَهُ فِي الرَّمِيَّةِ حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا وَلَمْ يَعْلَقْ مِنْ دَمِهَا بِشَيْءٍ لِسُرْعَةِ مُرُوقِهِ. والمُقَذَّذُ مِنَ الرِّجَالِ: المُزَلَّم الْخَفِيفُ الْهَيْئَةِ، وَكَذَلِكَ المرأَة إِذا لَمْ تَكُنْ بِالطَّوِيلَةِ، وامرأَة مُقَذَّذَة وامرأَة مُزَلَّمَةٌ. وَرَجُلٌ مُقَذَّذٌ إِذا كَانَ ثَوْبُهُ نَظِيفًا يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ حَسَنٌ. وأُذُنٌ مُقَذَّذَةٌ وَمَقْذُوذَةٌ: مدوَّرة كأَنها بُرِيَتْ بَرْياً. وَكُلُّ مَا سوِّي وأُلْطِفَ، فَقَدْ قُذَّ. والقُذَّتان: الأُذنان مِنَ الإِنسان وَالْفَرَسِ. وقُذَّتا الْحَيَاءِ: جَانِبَاهُ اللَّذَانِ يُقَالُ لَهُمَا الإِسْكَتَان. والمَقَذُّ: أَصل الأُذن، والمقَذُّ، بِالْفَتْحِ: مَا بَيْنَ الأُذنين مِنْ خَلْفٍ. يُقَالُ: إِنه لَلَئِيمُ المَقَذَّين إِذا كَانَ هَجِينَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ. وَيُقَالُ: إِنه لَحَسَنُ المقذَّينِ، وَلَيْسَ للإِنسان إِلا مَقَذٌّ وَاحِدٌ، وَلَكِنَّهُمْ ثَنَّوْا عَلَى نَحْوِ تَثْنِيَتِهِمْ رَامَتَين وصاحَتَينِ، وَهُوَ القُصاص أَيضاً. والمَقَذُّ: مُنْتَهَى مَنْبت الشَّعْرِ مِنْ مؤَخر الرأْس، وَقِيلَ: هُوَ مَجَزُّ الجَلَمِ مِنْ مؤَخر الرأْس؛ تَقُولُ: هُوَ مَقْذُوذُ الْقَفَا. وَرَجُلٌ مُقَذَّذ الشَّعْرِ إِذا كَانَ مُزَيَّنًا. والمَقَذُّ: مَقصُّ شَعْرِكَ مِنْ خَلْفِكَ وأَمامك؛ وَقَالَ ابْنُ لجإٍ يَصِفُ جَمَلًا: كأَنَّ رُبًّا سائلَا أَو دِبْسا، ... بِحَيْثُ يَحْتافُ المَقَذُّ الرأْسا وَيُقَالُ: قَذَّه يَقُذه إِذا ضَرَبَ مَقَذَّه فِي قَفَاهُ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ: قَامَ إِليها رَجُلٌ فِيهِ عُنُفْ، ... فَقَذَّها بينَ قَفَاهَا والكَتِفْ والقُذَّةُ: كَلِمَةٌ يَقُولُهَا صِبْيَانُ الأَعراب؛ يُقَالُ: لَعِبْنَا شعاريرَ قُذَّةَ «1» وَتَقَذَّذَ الْقَوْمُ: تَفَرَّقُوا. والقِذَّانُ: الْمُتَفَرِّقُ. وَذَهَبُوا شعاريرَ قَذَّان وقذَّانَ، وَذَهَبُوا شعاريرَ نَقْذَانَ وقُذَّانَ أَي مُتَفَرِّقِينَ. والقِذَّانُ: الْبَرَاغِيثُ، وَاحِدَتُهُا قُذَّة وقُذَذٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَسْهَرَ لَيْلِي قُذَذٌ أَسَكُّ، ... أَحُكُّ، حَتَّى مِرْفَقِي مُنْفَكُ وَقَالَ آخَرُ: يؤَرقني قِذَّانُها وبَعُوضُها والقَذُّ: الرَّمْيُ بِالْحِجَارَةِ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ غَلِيظٍ قَذَذْتُ بِهِ أَقُذُّ قَذًّا. وَمَا يَدَعُ شَاذًّا وَلَا قَاذًّا، وَذَلِكَ فِي الْقِتَالِ إِذا كَانَ شُجَاعًا لَا يَلْقَاهُ أَحد إِلَّا قَتَلَهُ. وَالتَّقَذْقُذُ: رُكُوبُ الرَّجُلِ رأْسه فِي الأَرض وَحْدَهُ أَو يَقَعُ فِي الركِيَّة؛ يُقَالُ: تَقَذْقَذَ فِي مَهْواةٍ فَهَلَكَ، وَتَقَطْقَطَ مِثْلُهُ. ابْنُ الأَعرابي: تَقَذْقَذَ فِي الْجَبَلِ إِذا صَعِدَ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم. قشذ: اللَّيْثُ: قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: القِشْذَةُ هِيَ الزُّبْدَةُ الرَّقِيقَةُ. وَقَدِ اقْتَشَذْنَا سَمْناً أَي جَمَعْنَاهُ. وأَتيت بَنِي فُلَانٍ فسأَلتهم فَاقْتَشَذْتُ شَيْئًا أَي جَمَعْتُ شَيْئًا. قَالَ: والقِشْذَة أَنك تذيب الزبذة فإِذا نَضِجَتْ أَفرغتها وَتَرَكْتَ فِي الْقِدْرِ مِنْهَا شَيْئًا فِي أَسفلها ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهِ لَبَنًا مَحْضًا قَدْرَ مَا تُرِيدُ، فإِذا نَضِجَ اللَّبَنُ صببْتَ عَلَيْهِ سَمْنًا، بَعْدَ ذَلِكَ، تَسْمَنُ بِهِ الْجَوَارِي. وَقَدِ اقْتَشَذْنا قِشْذَةً أَي أَكلناها. قَالَ الأَزهري: أَرجو أَن يَكُونَ مَا رَوَى اللَّيْثُ عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ فِي القِشْذَة، بِالذَّالِ، مَضْبُوطًا. قَالَ: وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الثِّقَاتِ القِشْدَة، بِالدَّالِ، وَلَعَلَّ الذَّالَ فِيهَا لُغَةٌ لَمْ نعرفها.

_ (1). قوله [شعارير قذة إلخ] كذا في الأَصل بهذا الضبط والذي في القاموس شعارير قذة قذة، وقذان قذان ممنوعات انتهى. والقاف مضمومة في الكل وحذف الواو من قذان الثانية.

فصل الكاف

قنفذ: القُنْفُذ والقُنْفَذ: الشَّيْهَمُ، مَعْرُوفٌ، والأُنثى قُنْفُذة وقُنْفَذَة. وتَقَنْفُذُهما: تَقَبُّضهما. وإِنه لقُنْفُذُ ليلٍ أَي أَنه لَا يَنَامُ كَمَا أَن القُنْفُذَ لَا يَنَامُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ النَّمَّامِ: مَا هُوَ إِلا قنفذُ ليلٍ وأَنَقَدُ لَيْلٍ. ومن الأَحاجي: ما أَبْيَضُ شَطْراً، أَسْوَدُ ظَهْراً، يَمْشِي قِمَطْراً، وَيَبُولُ قَطْراً؟ وَهُوَ القُنْفُذ، وَقَوْلُهُ يَمْشِي قِمَطْرًا أَي مُجْتَمِعًا. والقُنفذ: مَسِيلُ العَرَق مِنْ خَلْفِ أُذني الْبَعِيرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ بَذَفْرَاها عَنِيَّةَ مُجْرِبٍ، ... لَهَا وَشَلٌ فِي قُنْفُذِ اللِّيتِ يَنْتَحُ وَالْقُنْفُذُ: الْمَكَانُ الَّذِي يُنْبِتُ نَبْتًا مُلْتَفًّا؛ وَمِنْهُ قُنْفُذ الدُّرَّاجِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ. وَالْقُنْفُذَةُ: الفأْرة. وقُنْفُذ الْبَعِيرِ: ذِفْرَاه. وَالْقُنْفُذُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ. وقُنْفُذ الرَّمْلِ: كَثْرَةُ شَجَرِهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْقُنْفُذُ يَكُونُ فِي الجَلَد بين القُفّ وَالرَّمْلِ. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: الْقُنْفُذُ مِنَ الرَّمْلِ مَا اجْتَمَعَ وَارْتَفَعَ شَيْئًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قُنفَذه، بِفَتْحِ الْفَاءِ، كَثْرَةُ شَجَرِهِ وإِشرافه. وَيُقَالُ لِلشَّجَرَةِ إِذا كَانَتْ فِي وَسَطِ الرَّمْلَةِ: القُنْفَذَة والقُنْفذ. وَيُقَالُ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي دُونَ القَمَحْدُوة مِنَ الرأْس: القُنْفُذَة. وَالْقَنَافِذُ: أَجبل غَيْرُ طِوَالٍ، وَقِيلَ: أَجبل رَمْلٍ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْقَنَافِذُ نَبَكٌ فِي الطَّرِيقِ؛ وأَنشد: مَحَلًّا كَوَعْسَاءِ الْقَنَافِذِ ضَارِبًا ... بِهِ كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجَّمِ وَقَوْلُهُ مَحَلًّا كوعساءِ الْقَنَافِذِ أَي مَوْضِعًا لَا يَسْلُكُهُ أَحد أَي مَنْ أَرادهم لَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ، كَمَا لَا يُوصَلُ إِلى الأَسد فِي مَوْضِعِهِ، يَصِفُ أَنه طَرِيقٌ شَاقٌّ وَعْر. فصل الكاف كذذ: اللَّيْثُ: الكذَّان، بِالْفَتْحِ، حِجَارَةٌ كأَنها المدَر فِيهَا رَخَاوَةٌ وَرُبَّمَا كَانَتْ نَخِرَة، الْوَاحِدَةُ كَذَّانة، وَيُقَالُ هِيَ فَعّالة. الْمُحْكَمُ: الْكَذَّانُ الْحِجَارَةُ الرِّخْوة النَّخِرة، وَقَدْ قِيلَ: هِيَ فَعّال وَالنُّونُ أَصلية، وإِن قلَّ ذَلِكَ فِي الِاسْمِ، وَقِيلَ: هُوَ فَعْلان وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. أَبو عَمْرٍو: الكَذان الْحِجَارَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بصُلبة. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَكَذَّ القومُ إِكذاذاً صَارُوا فِي كَذَّان مِنَ الأَرض؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الرِّيَاحَ: تَرامى بكَذَّانِ الإِكَامِ ومَرْوِها، ... تَراميَ وُلْدانِ الأَصارِمِ بالخَشْلِ وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ الْبَصْرَةِ: فَوَجَدُوا هَذَا الكَذّان، فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْبَصْرَةُ الكَذّان؟ وَالْبَصْرَةُ حِجَارَةٌ رَخْوَةٌ إِلى الْبَيَاضِ. كغذ: الكاغَذُ: لُغَةٌ فِي الكاغَدِ. كلذ: الكِلْوَاذ، بِكَسْرِ الْكَافِ: تَابُوتُ التَّوْرَاةِ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي؛ وأَنشد: كأَنَّ آثارَ السَّبِيجِ الشّاذِي ... دَيْرُ مَهَارِيقَ عَلَى الكِلْوَاذِ وكَلواذ، بِفَتْحِ الْكَافِ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ بِنَاءٌ أَعجمي. وكَلْواذَا: قَرْيَةٌ أَسفلَ بغذاذ. كنبذ: وَجْهٌ كُنَابِذ: قَبِيحٌ. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ كُنَابذ غَلِيظُ الوجه جَهْمٌ. كوذ: الْكَاذَةُ: مَا حَوْلَ الْحَيَاءِ مِنْ ظَاهِرِ الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ لَحْمُ مُؤَخَّرِ الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْفَخِذَيْنِ مَوْضِعُ الْكَيِّ مِنْ جَاعِرَةِ الْحِمَارِ يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ كَاذَاتٌ وكاذٌ. وشَمْلة مُكَوَّذة: تَبْلُغُ الْكَاذَةَ إِذا اشْتَمَلَ بِهَا. قَالَ أَعرابي: أَتمنى حُلة رَبُوضاً وَصِيصَةً سَلُوكاً وشمْلَةً مُكَوَّذة؛ يَعْنِي شَمْلَةً تَبْلُغُ الكاذَتين إِذا اتَّزَرَ. وَيُقَالُ للإِزار الَّذِي لَا يَبْلُغُ إِلَّا الْكَاذَةَ: مُكَوّذ؛

فصل اللام

وَقَدْ كَوَّذ تَكْوِيذًا. وَالْكَاذِيُّ: شجر طيب الريح يطيب الدُّهْنُ وَنَبَاتُهُ بِبِلَادِ عُمَان، وَهُوَ نَخْلَةٌ «1» فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ حِلْيَتِهَا؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَلفه وَاوٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ادَّهَنَ بِالْكَاذِيِّ ؛ قِيلَ: هُوَ شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُطَيَّبُ بِهِ الدُّهْنُ. التَّهْذِيبُ: الْكَاذَتَانِ مِنْ فَخِذَيِ الْحِمَارِ فِي أَعلاهما وَهُمَا مَوْضِعُ الكيِّ مِنْ جاعِرَتي الْحِمَارِ لُحْمَتَانِ هُنَاكَ مُكْتَنِزَتَانِ بَيْنَ الْفَخِذِ وَالْوَرِكِ. الأَصمعي: الْكَاذَتَانِ لُحْمَتَا الْفَخِذِ مِنْ بَاطِنِهِمَا، وَالْوَاحِدَةُ كَاذَةٌ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الرَّبَلَة لَحْمُ بَاطِنِ الْفَخِذِ، وَالْكَاذَةُ لَحْمُ ظَاهِرِ الْفَخِذِ؛ وَالْكَاذُ لَحْمُ بَاطِنِ الْفَخِذِ؛ وأَنشد: فاسْتَكْمَشَتْ وانْتَهَزْنَ الْكَاذَتَيْنِ مَعًا قَالَ: هُمَا أَسفل مِنَ الْجَاعِرَتَيْنِ؛ قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الصَّوَابُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْكَاذَتَانِ مَا نتأَ مِنَ اللَّحْمِ فِي أَعالي الْفَخِذِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْرًا وَكِلَابًا: فَلما دَنَتْ لِلْكَاذَتَيْنِ، وأَحْرَجَتْ ... بِهِ حَلْبَساً عِنْدَ اللِّقَاءِ حُلابِسا أَحرجت، بِالْحَاءِ، مِنَ الحَرَج؛ يَقُولُ: لَمَّا دَنَتِ الْكِلَابُ مِنَ الثَّوْرِ أَلجأَته إِلى الرُّجُوعِ لِلطَّعْنِ، وَالضَّمِيرُ فِي دَنَتْ يَعُودُ عَلَى الْكِلَابِ، وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ أَحرجت بِهِ ضَمِيرُ الثَّوْرِ؛ أَحرجت مِنَ الْحَرَجِ أَي أَحرجته الْكِلَابُ إِلى أَن رَجَعَ فَطَعَنَ فِيهَا. وَالْحَلَابِسُ: الشُّجَاعُ، وَكَذَلِكَ الحلبس. فصل اللام لجذ: لَجَذَ الطعامَ لَجْذاً: أَكله. واللَّجْذُ: أَول الرَّعْيِ. وَاللَّجْذُ: الأَكل بِطَرَفِ اللِّسَانِ. ولَجَذَت الماشِيَةُ الكلأَ: أَكلته، وَقِيلَ: هُوَ أَن تأْكله بأَطراف أَلسنتها إِذا لَمْ يُمْكِنْهَا أَن تأْخذه بأَسنانها. ونبتٌ مَلْجُوذٌ إِذا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْهُ السِّنُّ لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مِثْلُ الوَأَى المُبْتَقِلِ اللَّجّاذِ وَيُقَالُ لِلْمَاشِيَةِ إِذا أَكلت الكلأَ: لَجَذَتِ الكلأَ. وَقَالَ الأَصمعي: لَجَذَه مِثْلَ لَسَّه. ولَجَذَه يَلْجُذُهُ لَجْذاً: سأَله وأَعطاه ثُمَّ سأَل فأَكثر. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا سأَلك الرَّجُلُ فأَعطيته ثُمَّ سأَلك قُلْتَ: لَجَذَني يَلْجُذُني لَجذاً. الْجَوْهَرِيُّ: لَجَذَني فُلَانٌ يَلْجُذَ، بِالضَّمِّ، لَجْذاً إِذا أَعطيته ثُمَّ سأَلك فأَكثر. ولَجِذَ لَجَذاً: أَخَذ أَخذاً يَسِيرًا. ولَجِذَ الكلبُ الإِناءَ، بِالْكَسْرِ، لَجْذاً ولَجَذاً أَي لَحِسَهُ مِنْ بَاطِنٍ. أَبو عَمْرٍو: لَجَذَ الكلبُ ولَجِذَ ولَجَنَ إِذا وَلَغَ فِي الإِناء. لذذ: اللَّذَّةُ: نَقِيضُ الأَلم، وَاحِدَةُ اللَّذَّاتِ. لذَّه ولَذَّ بِهِ يَلَذُّ لَذًّا ولَذَاذَةً والْتَذَّهُ والْتَذّ بِهِ واسْتَلَذّه: عَدَّهُ لَذِيذاً. ولَذِذْتُ الشيءَ، بِالْكَسْرِ، لَذَاذاً ولَذَاذَةً أَي وَجَدْتُهُ لَذِيذًا. وَالْتَذَذْتُ بِهِ وَتَلَذَّذْتُ بِهِ بِمَعْنًى. واللَّذّة واللَّذَادَةُ واللَّذِيذُ واللَّذْوَى: كُلُّهُ الأَكل وَالشُّرْبُ بِنَعْمَةٍ وَكِفَايَةٍ. ولَذِذْتُ الشَّيْءَ أَلَذُّه إِذا استلْذَذْته وَكَذَلِكَ لَذِذْتُ بِذَلِكَ الشَّيْءِ وأَنا أَلَذُّ بِهِ لَذَاذَةً ولَذِذْته سَوَاءٌ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقاكَ بِكَعْبٍ وَاحِدٍ وتَلَذّه ... يَدَاكَ، إِذا مَا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ ولَذَّ الشيءُ يَلَذُّ إِذا كَانَ لَذِيذًا؛ وَقَالَ رؤْبة: لَذَّتْ أَحاديثُ الغَوِيِّ المُبْدِعِ أَي اسْتُلِذ بِهَا؛ ويُجْمَعُ اللَّذيذُ لِذاذاً.

_ (1). قوله [وهو نخلة] أي الكاذي مثل النخلة فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ صفتها إلا أن الكاذي أقصر منها كما في ابن البيطار.

وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا رَكِبَ أَحدكم الدَّابَّةَ فَلْيَحْمِلْهَا عَلَى مَلاذِّها أَي ليُجْرِها فِي السُّهولة لَا فِي الحُزُونة. والمَلاذُّ: جَمْعُ مَلَذٍّ، وَهُوَ مَوْضِعُ اللَّذَّةِ، مِنْ لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذاذة، فَهُوَ لَذِيذٌ أَي مُشْتَهًى. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها ذَكَرَتْ الدُّنْيَا فَقَالَتْ: قَدْ مَضَى لَذْواها وَبَقِيَ بَلْواها أَي لَذَّتُهَا، وَهُوَ فَعْلى مِنَ اللَّذَّةِ فَقُلِبَتْ إِحْدَى الذَّالَيْنِ يَاءً كَالتَّقَضِّي وَالتَّلَظِّي، وأَرادت بِذَهَابِ لَذْواها حَيَاةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِالْبَلْوَى مَا حَدَثَ بَعْدَهُ مِنَ الْمِحَنِ. وَقَوْلُ الزُّبَيْرِ «1». فِي الْحَدِيثِ حِينَ كَانَ يُرَقّص عبدَ اللَّهِ وَيَقُولُ: أَبيضُ مِنْ آلِ أَبي عَتيقِ، ... مُبارَكٌ مِنْ ولَدِ الصِّدِّيقِ، أَلَذُّه كَمَا أَلَذُّ رِيقي قَالَ: تَقُولُ لَذِذْتُهُ، بِالْكَسْرِ، أَلذه، بِالْفَتْحِ. وَرَجُلٌ لَذٌّ: مُلْتذ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِابْنِ سَعْنَةَ: فَراحَ أَصِيلُ الحَزْم لَذّاً مُرَزَّأً ... وباكَرَ مَمْلُوءاً مِنَ الرَّاح مُتْرَعا واللَّذّ واللَّذيذ: يَجْرِيَانِ مَجرى وَاحِدًا فِي النَّعْتِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ أَي لَذِيذَةٍ، وَقِيلَ لَذَّةٍ أَي ذَاتِ لذةٍ؛ وَشَرَابٌ لَذٌّ مِنْ أَشربة لُذٍّ ولِذاذ، ولَذيذٌ مِنْ أَشربة لِذاذ. وكأْسٌ لَذَّةٌ: لَذِيذَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ . وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ سَاعِدَةَ: لَذٌّ بِهَزِّ الكَفِّ؛ أَراد يَلْتَذُّ الْكَفُّ بِهِ، وَجَعَلَ اللَّذَّةَ للعَرَض الَّذِي هُوَ الْهَزُّ لِتَشَبُّثِهِ بِالْكَفِّ إِذا هَزَّتْهُ، وَالْمَعْرُوفُ لَدْنٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: حَتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشهبا ... أَمْلَحَ، لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبا فَنَفَى عَنْهُ أَن يَكُونَ لَذًّا، وَكَذَلِكَ لَوِ احْتَاجَ إِلى إِثباته وإِنجابه لِوَصْفِهِ بأَنه لَذٌّ؛ وَكَانَ يَقُولُ: [قِنَاعًا أَشهبا، أَملح لَذًّا مُحَبَّبَا]. ولَذَّ الشيءُ: صَارَ لَذِيذًا. ابْنُ الأَعرابي: اللَّذُّ النَّوْمُ؛ وأَنشد: ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ، تركتُه ... بأَرْضِ العِدى، مِنْ خَشْيَةِ الحَدَثانِ وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: ولَذٍّ كَطَعْمِ الصّرْخَدِيّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلرَّاعِي وَعَجْزُهُ: ......... دَفَعْتُهُ ... عَشيَّةَ خَمْسِ القومِ والعينُ عَاشِقُهُ . أَراد أَنه لَمَّا دَخَلَ دِيَارَ أَعدائه لَمْ يَنَمْ حَذَارًا لَهُمْ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً ثُمَّ لُذَّ لَذًّا أَي قُرن بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ. واللَّذْلَذَةُ: السُّرْعَةُ والخِفَّةُ. ولَذْلاذٌ: الذئبُ لِسُرْعَتِهِ؛ هَكَذَا حُكِيَ لَذْلاذٌ بِغَيْرِ الأَلف وَاللَّامِ كأَوس ونَهْشَلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: واللذِ واللذْ، بِكَسْرِ الذَّالِ وَتَسْكِينِهَا، لُغَةٌ فِي الَّذِي، وَالتَّثْنِيَةُ اللَّذَا بِحَذْفِ النُّونِ، وَالْجَمْعُ الَّذِينَ؛ وَرُبَّمَا قَالُوا فِي الْجَمْعِ اللَّذُونَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذِهِ أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ لِذَا مِنَ الْمُعْتَلِّ. قَالَ وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وإِنما غَلَّطَهُ فِي جَعْلِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ كونُه بِغَيْرِ يَاءٍ، قَالَ: وَهَذَا إِنما بَابُهُ الشِّعْرُ أَعني حَذْفَ الياء من الذي. لمذ: لَمَذَ: لُغَةٌ فِي لمج. لوذ: لاذَ بِهِ يَلوذ لَوْذاً ولِواذاً ولَواذاً ولُواذاً ولِياذاً: لَجَأَ إِليه وعاذَ بِهِ. ولاوَذَ مُلاوَذَةً ولِواذاً ولِياذاً: اسْتَتَرَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لُذْت بِهِ لِواذاً احتَضَنْتُ. ولاوَذَ القومُ مُلاوَذةً ولِواذاً أَي لاذَ بعضُهُم بِبَعْضٍ

_ (1). قوله [وقول الزبير إلخ] في شرح القاموس وفي الحديث كان الزبير يُرَقِّصُ عَبْدَ اللَّهِ وَيَقُولُ

فصل الميم

، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً . وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ بِكَ أَعوذ وَبِكَ أَلوذُ ، لَاذَ بِهِ إِذا التجأَ إِليه وَانْضَمَّ وَاسْتَغَاثَ. والمَلاذُ والمَلْوَذَةُ: الحِصن. ولاذَ بِهِ ولاوَذَ وأَلاذَ: امْتَنَعَ. ولاوَذَه لِواذاً: راوَغَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً ، قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى لِوَاذًا هَاهُنَا خِلَافًا أَي يخالفون خلافاً، قَالَ: وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ وَقِيلَ: مَعْنَى يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا، يَلُوذُ هَذَا بِذَا وَيَسْتَتِرُ ذَا بِذَا وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَلُوذُ بِهِ الهُلَّاكُ أَي يَسْتَتِرُ بِهِ الْهَالِكُونَ وَيَحْتَمُونَ، وإِنما قَالَ تَعَالَى لِوَاذًا لأَنه مَصْدَرُ لَاوَذْتُ، وَلَوْ كَانَ مَصْدَرًا للُذت لَقُلْتَ لُذْتُ بِهِ لِياذاً، كَمَا تَقُولُ قُمْتُ إِليه قِيَامًا وَقَاوَمْتُكَ قِواماً طَوِيلًا، وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: وأَنا أَرميكم بطَرْفي وأَنتم تَتَسلَّلُون لِوَاذًا أَي مستخْفين وَمُسْتَتِرِينَ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ، وَهُوَ مَصْدَرُ لاوَذَ يُلاوِذُ مُلاوذَةً ولِواذاً. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: خيرُ بَنِي فُلَانٍ مُلاوِذٌ لَا يَجِيءُ إِلا بَعْدَ كَدٍّ، وأَنشد الْقُطَامِيُّ: وَمَا ضَرَّها أَن لَمْ تَكُنْ رَعَتِ الحِمَى، ... وَلَمْ تَطْلُبِ الخيرَ المُلاوِذَ مِنْ بِشْرِ الْجَوْهَرِيُّ: المُلاوِذ يَعْنِي الْقَلِيلَ، وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: يُلاوِذُ مِنْ حَرٍّ، كَأَنَّ أُوَارَهُ ... يُذيبُ دِماغَ الضَّبّ، وَهْوَ جَدوعُ يُلَاوِذُ يَعْنِي بَقَرَ الْوَحْشِ أَي تلجأُ إِلى كُنُسِها. ولاذَ الطريقُ بِالدَّارِ وأَلاذَ إِلاذَةً، وَالطَّرِيقُ مُلِيذ بِالدَّارِ إِذا أَحاط بِهَا. وأَلاذت الدَّارُ بِالطَّرِيقِ إِذا أَحاطت بِهِ. ولُذْتُ بِالْقَوْمِ وأَلَذْتُ بِهِمْ، وَهِيَ الْمُدَاوَرَةُ مِنْ حَيْثُمَا كَانَ. ولاوَذَهُمْ: دَارَاهُمْ. واللَّوْذُ: حِصْنُ الْجَبَلِ وَجَانِبُهُ وَمَا يُطِيفُ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَلْوَاذٌ. ولَوْذُ الْوَادِي: مُنْعَطَفُه وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَيُقَالُ: هُوَ بِلَوْذِ كَذَا أَي بِنَاحِيَةِ كَذَا وبِلَوْذانِ كَذَا، قَالَ ابْنُ أَحمر: كأَنّ وَقْعَتَهُ لَوْذانَ مِرْفَقِها ... صَلْقُ الصَّفَا بِأَديمٍ وَقْعُه تِيَرُ تِيَرٌ أَي تاراتٌ. وَيُقَالُ: هُوَ لَوْذُه أَي قَرِيبٌ مِنْهُ. وَلِي مِنَ الإِبل وَالدَّرَاهِمِ وَغَيْرِهَا مِائَةٌ أَو لِواذُها، يُرِيدُ أَو قُرَابَتُهَا، وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْمِائَةِ مِنَ الْعَدَدِ أَي أَنقص مِنْهَا بِوَاحِدٍ أَو اثْنَيْنِ أَو أَكثر مِنْهَا بِذَلِكَ الْعَدَدِ. واللَّاذُ: ثيابُ حَرِيرٍ تُنْسَجُ بِالصِّينِ، وَاحِدَتُهُ لاذَة، وَهُوَ بِالْعَجَمِيَّةِ سَوَاءٌ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ وَالْعَجَمُ اللَّاذَةُ. والمَلاوِذُ: الْمَآزِرُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. ولَوْذانُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ، ولَوْذانُ: اسْمُ أَرض، قَالَ الرَّاعِي: فَلَبَّثَها الرَّاعِي قَلِيلًا كَلا وَلَا ... بِلَوْذانَ، أَو مَا حَلَّلَتْ بالكراكِرِ فصل الميم متذ: مَتَذَ بِالْمَكَانِ يَمْتُذ مُتُوذاً: أَقام؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. مذذ: رَجُلٌ مَذْماذٌ: صيَّاح كَثِيرُ الْكَلَامِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي ظَبْيَةَ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ وَعَنْهُ أَيضاً: رَجُلٌ مَذْماذٌ وَطْواطٌ إِذا كَانَ صَيَّاحاً؛ وَكَذَلِكَ بَرْبارٌ فَجْفاجٌ بَجْباجٌ عَجْعاجٌ. ومَذْمَذَ إِذا كذَب. والمَذيذُ والمِذْميذُ: الْكَذَّابُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَذْمَذيٌّ، وَهُوَ الظَّرِيفُ الْمُخْتَالُ، وَهُوَ المَذْماذ. ابْنُ بُزُرْجَ: يُقَالُ مَا رأَيته مُذْ عامِ الأَوَّلِ، وقال العوام: مُذْ عامٍ أَوَّلَ، وَقَالَ أَبو هِلَالٍ: مُذْ عَامًا أَول، وَقَالَ الْآخَرُ: مُذْ عامٌ أَوَّلُ، وَمُذْ عامُ

الأَوَّلِ، وقال نجاد: مُذْ عامٌ أَوّلُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمْ أَره مُذُ يَوْمَانِ وَلَمْ أَره مُنْذُ يَوْمَيْنِ، يرفع بمذ ويخفض بمنذ، وسنذكره في منذ. مرذ: الأَصمعي: حَذَوْتُ وَحَثَوْتُ، وَهُوَ الْقِيَامُ عَلَى أَطراف الأَصابع. قَالَ: ومَرَثَ فلانٌ الخُبز فِي الْمَاءِ ومَرَذَه إِذا ماثَهُ؛ وَرَوَاهُ الإِيادي مَرَذَهُ، بِالذَّالِ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ مَرَدَهُ، بِالدَّالِ؛ وَرَوَى بَيْتَ النَّابِغَةِ: فَلَمَّا أَبى أَنْ يَنْقُصَ القَوْدُ لحمَهُ، ... نَزَعْنا المَرِيذَ والمَدِيدَ لِيَضْمُرَا وَيُقَالُ: امْرُذِ الثريدَ فتَفُتُّه ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهِ اللَّبَنَ ثُمَّ تَمَيّثُه وتَحسّاه. ملذ: مَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً: أَرضاه بِكَلَامٍ لَطِيفٍ وأَسمعه مَا يُسِرُّ وَلَا فِعْلَ لَهُ مَعَهُ؛ قَالَ أَبو إِسحق: الذَّالُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ. وَرَجُلٌ مَلَّاذٌ ومِلْوذ ومَلَذان ومَلَذانيٌّ: يَتَصَنَّعُ كَذُوبٌ لَا يَصِحُّ وُدُّهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَذَّابُ الَّذِي لَا يَصْدُقُ أَثره يُكَذِّبُكَ مِنْ أَين جَاءَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جئتُ فسلّمتُ عَلَى مُعاذِ، ... تسليمَ مَلَّاذٍ عَلَى مَلَّاذِ والمَلْثُ: مِثْلُ المَلْذِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ، ... ذُو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ، أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ والمِمْسَحُ: الْكَذَّابُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَتَمَثَّلَتْ بِشِعْرِ لَبِيدٍ: مُتَحدّثُون مَخانَةً ومَلاذَةً ... ويعاب قايِلُهُمْ، وإِن لم يَشْعَبِ المَلاذَةُ: مَصْدَرُ مَلَذَه مَلْذاً ومَلاذَةً. والمِلْوذُ: الَّذِي لَا يَصْدُقُ فِي مَوَدَّتِهِ، وأَصل الملْذ السُّرْعَةُ فِي الْمَجِيءِ وَالذَّهَابِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَلَّاذُ المُطَرْمِذ الْكَذَّابُ، لَهُ كَلَامٌ وَلَيْسَ لَهُ فِعَالٌ. ومَلَذَهُ بِالرُّمْحِ مَلْذاً: طَعَنَهُ. والمَلْذُ فِي عَدْوِ الْفَرَسِ: مَدٌّ ضَبُعَيْه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ حِمَارًا وأُتنه: إِذا مَلَذَ التَّقْريبَ حاكَينَ مَلْذَهُ، ... وإِن هُوَ مِنْهُ آلَ أُلْنَ إِلى النَّقَلْ وَمَلَذَ الفرسُ يَمْلُذُ مَلْذاً، وَهُوَ أَن يمدَّ ضَبُعَيْهِ حتى لا يجد مَزِيدًا لِلَّحَاقِ وَيَحْبِسَ رِجْلَيْهِ حَتَّى لَا يَجِدَ مَزِيدًا لِلَّحَاقِ فِي غَيْرِ اخْتِلَاطٍ. وَذِئْبٌ ملَّاذ: خَفِيُّ خَفِيفٌ. والمَلَذانُ: الَّذِي يُظهر النُّصْحَ ويضمر غيره. منذ: قَالَ اللَّيْثُ: مُنْذُ النُّونِ وَالذَّالُ فِيهَا أَصليان، وَقِيلَ: إِن بِنَاءَ مُنْذُ مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ [مِنْ إِذ] وَكَذَلِكَ مَعْنَاهَا مِنَ الزَّمَانِ إِذا قُلْتَ مُنْذُ كَانَ مَعْنَاهُ [مِنْ إِذ] كَانَ ذَلِكَ. ومُنْذُ ومُذْ: مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي. ابْنُ بُزُرْجَ: يُقَالُ مَا رأَيته مُذْ عامِ الأَوّلِ، وَقَالَ العوام: مُذْ عامٍ أَوّلَ، وَقَالَ أَبو هِلَالٍ: مُذْ عَامًا أَوّل، وَقَالَ الْآخَرُ: مُذْ عامٌ أَوّلُ ومُذْ عامُ الأَوّلِ، وقال نَجاد: مُذْ عامٌ أَوّلُ، وقال غَيْرُهُ: لَمْ أَره مُذُ يَوْمَانِ وَلَمْ أَره مُنْذُ يومين، يرفع بمذ ويخفض بِمُنْذُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَذَذَ. ابْنُ سِيدَهْ: مُنْذُ تَحْدِيدُ غَايَةٍ زَمَانِيَّةٍ، النُّونُ فِيهَا أَصلية، رُفِعَتْ عَلَى تَوَهُّمِ الْغَايَةِ؛ قِيلَ: وأَصلها [مِنْ إِذ] وَقَدْ تُحْذَفُ النُّونُ فِي لُغَةٍ، وَلَمَّا كَثُرَتْ فِي الْكَلَامِ طُرِحَتْ هَمْزَتُهَا وَجُعِلَتْ كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَمُذْ مَحْذُوفَةٌ مِنْهَا تَحْدِيدُ غَايَةٍ زَمَانِيَّةٍ أَيضاً. وَقَوْلُهُمْ: مَا رأَيته مُذُ الْيَوْمِ، حَرَّكُوهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَلَمْ يَكْسِرُوهَا لَكِنَّهُمْ ضَمُّوهَا لأَن أَصلها الضَّمُّ فِي مُنْذُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَكِنَّهُ الأَصل الأَقرب، أَلا تَرَى أَن أَوّل حَالِ هَذِهِ الذَّالِ أَن تَكُونَ سَاكِنَةً؟ وإِنما ضُمَّتْ لِالْتِقَاءِ

السَّاكِنَيْنِ إِتباعاً لِضَمَّةِ الْمِيمِ، فَهَذَا عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ الأَصل الأَوّل؛ قَالَ: فأَما ضَمُّ ذَالِ مُنْذُ فإِنما هُوَ فِي الرُّتْبَةِ بَعْدَ سُكُونِهَا الأَوّل الْمُقَدَّرِ، وَيَدُلُّكَ عَلَى أَن حَرَكَتَهَا إِنما هِيَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، أَنه لَمَّا زَالَ الْتِقَاؤُهُمَا سُكِّنَتِ الذَّالُ، فضمُّ الذَّالِ إِذاً فِي قَوْلِهِمْ مُذُ الْيَوْمِ وَمُذُ اللَّيْلَةِ، إِنما هُوَ رَدٌّ إِلى الأَصل الأَقرب الَّذِي هُوَ مُنْذُ دُونِ الأَصل، إِلا بَعْدَ الَّذِي هُوَ سُكُونُ الذَّالِ فِي مُنْذُ قَبْلَ أَن تُحَرَّكَ فِيمَا بَعْدُ؛ وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الْعَرَبُ فِي مُذْ وَمُنْذُ: فَبَعْضُهُمْ يَخْفِضُ بِمُذْ مَا مَضَى وَمَا لَمْ يَمْضِ، وَبَعْضُهُمْ يَرْفَعُ بِمُنْذُ مَا مَضَى وَمَا لَمْ يَمْضِ. وَالْكَلَامُ أَن يُخْفَضَ بِمُذْ مَا لَمْ يَمْضِ وَيُرْفَعَ مَا مَضَى، وَيُخْفَضُ بِمُنْذُ مَا لَمْ يَمْضِ وَمَا مَضَى، وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَجمعت الْعَرَبُ عَلَى ضَمِّ الذَّالِ مِنْ مُنْذُ إِذا كَانَ بَعْدَهَا مُتَحَرِّكٌ أَو سَاكِنٌ كَقَوْلِكَ لَمْ أَره مُنْذُ يَوْمٍ وَمُنْذُ الْيَوْمِ، وَعَلَى إِسكان مُذْ إِذا كَانَ بَعْدَهَا مُتَحَرِّكٌ، وَتَحْرِيكُهَا بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ إِذا كَانَتْ بَعْدَهَا أَلف وَصْلٍ، وَمَثَّلَهُ الأَزهري فَقَالَ: كَقَوْلِكَ لَمْ أَره مُذُ يَوْمَانِ وَلَمْ أَره مُذُ الْيَوْمِ. وَسُئِلَ بَعْضُ الْعَرَبِ: لِمَ خَفَضُوا بِمُنْذُ وَرَفَعُوا بِمُذْ فَقَالَ: لأَن مُنْذُ كَانَتْ فِي الأَصل مِنْ إِذ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُهَا فِي الْكَلَامِ فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وَضُمَّتِ الْمِيمُ، وَخَفَضُوا بِهَا عَلَى عِلَّةِ الأَصل، قَالَ: وأَما مُذْ فإِنهم لَمَّا حَذَفُوا مِنْهَا النُّونَ ذَهَبَتِ الْآلَةُ الْخَافِضَةُ وَضَمُّوا الْمِيمَ مِنْهَا لِيَكُونَ أَمتن لَهَا، وَرَفَعُوا بِهَا مَا مَضَى مَعَ سُكُونِ الذَّالِ لِيُفَرِّقُوا بِهَا بَيْنَ مَا مَضَى وَبَيْنَ مَا لَمْ يَمْضِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: مُنْذُ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ، وَمُذْ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَصْلُحُ أَن يَكُونَ حَرْفَ جَرٍّ فَتَجُرَّ مَا بَعْدَهُمَا وَتُجْرِيهِمَا مَجْرَى فِي، وَلَا تُدْخِلْهُمَا حِينَئِذٍ إِلا عَلَى زَمَانٍ أَنت فِيهِ، فَتَقُولُ: مَا رأَيته مُنْذُ اللَّيْلَةِ، وَيَصْلُحُ أَن يَكُونَا اسْمَيْنِ فَتَرْفَعُ مَا بَعْدَهُمَا عَلَى التَّارِيخِ أَو عَلَى التَّوْقِيتِ، وَتَقُولُ فِي التَّارِيخِ: مَا رأَيته مُذْ يومُ الْجُمْعَةِ، وَتَقُولُ فِي التَّوْقِيتِ: مَا رأَيته مُذْ سنةٌ أَي أَمد ذَلِكَ سَنَةٌ، وَلَا يَقَعُ هَاهُنَا إِلا نَكِرَةً، فَلَا تَقُولُ مُذْ سنةُ كَذَا، وإِنما تَقُولُ مُذْ سنةٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: مُنْذُ لِلزَّمَانِ نَظِيرُهُ مِنْ لِلْمَكَانِ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ إِن مُنْذُ فِي الأَصل كَلِمَتَانِ [مِنْ إِذ] جُعِلَتَا وَاحِدَةً، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَبَنُو عُبَيْدٍ مِنْ غَنِيٍّ يُحَرِّكُونَ الذَّالَ مِنْ مُنْذُ عِنْدِ الْمُتَحَرِّكِ وَالسَّاكِنِ، وَيَرْفَعُونَ مَا بَعْدَهَا فَيَقُولُونَ: مذُ اليومُ، وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُ عِنْدَ السَّاكِنِ فَيَقُولُ مذِ اليومُ. قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: وَوَجْهُ جَوَازِ هَذَا عِنْدِي عَلَى ضَعْفِهِ أَنه شبَّه ذَالَ مُذْ بِدَالِ قَدْ وَلَامِ هَلْ فَكَسَرَهَا حِينَ احْتَاجَ إِلى ذَلِكَ كَمَا كَسَرَ لَامَ هَلْ وَدَالَ قَدْ. وَحُكِيَ عَنْ بَنِي سُلَيْمٍ: مَا رأَيته مِنذ سِتٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَرَفْعِ مَا بَعْدَهُ. وَحُكِيَ عَنْ عَكْلٍ: مِذُ يَوْمَانِ، بِطَرْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْمِيمِ وَضَمِّ الذَّالِ. وَقَالَ بَنُو ضَبَّةَ: وَالرَّبَابُ يَخْفِضُونَ بِمُذْ كُلَّ شَيْءٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما مُذْ فَيَكُونُ ابْتِدَاءَ غَايَةِ الأَيام والأَحيان كَمَا كَانَتْ مِنْ فِيمَا ذَكَرْتُ لَكَ وَلَا تَدْخُلُ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبَتِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُكَ: مَا لَقِيتُهُ مُذْ يَوْمَ الْجُمْعَةِ إِلى الْيَوْمِ، وَمُذْ غدوةَ إِلى السَّاعَةِ، وَمَا لَقِيتُهُ مُذِ اليومِ إِلى سَاعَتِكَ هَذِهِ، فَجَعَلْتَ الْيَوْمَ أَول غَايَتِكَ وأَجْرَيْتَ فِي بَابِهَا كَمَا جَرَتْ مِنْ حَيْثُ قُلْتَ: مِنْ مَكَانِ كَذَا إِلى مَكَانِ كَذَا؛ وَتَقُولُ: مَا رأَيته مُذْ يَوْمَيْنِ فَجَعَلْتَهُ غَايَةً كَمَا قُلْتَ: أَخذته مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ فَجَعَلْتَهُ غَايَةً وَلَمْ تُرِدْ مُنْتَهًى؛ هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَدْ تُحْذَفُ النُّونُ مِنَ الأَسماء عَيْنًا فِي قَوْلِهِمْ مُذْ وأَصله مُنْذُ، وَلَوْ صَغَّرْتَ مُذِ اسْمَ رَجُلٍ لَقُلْتَ مُنَيْذ، فَرَدَدْتَ النُّونَ الْمَحْذُوفَةَ لِيَصِحَّ لَكَ وَزَنُ فُعَيْل. التَّهْذِيبُ: وَفِي مُذْ وَمُنْذُ لُغَاتٌ شَاذَّةٌ تَكَلَّمَ بِهَا الخَطِيئَة مِنْ أَحياء الْعَرَبِ فَلَا يعبأُ بِهَا، وإِن جُمْهُورَ الْعَرَبِ عَلَى مَا بُيِّنَ فِي

فصل النون

صَدْرِ التَّرْجَمَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي مُذْ وَمُنْذُ: هُمَا حَرْفَانِ مَبْنِيَّانِ مِنْ حَرْفَيْنِ مِنْ مِنْ وَمِنْ ذُو الَّتِي بِمَعْنَى الَّذِي فِي لغة طيء، فإِذا خُفِضَ بِهِمَا أُجريتا مُجْرى مِنْ، وإِذا رُفِعَ بِهِمَا مَا بَعْدَهُمَا بإِضمارٍ كَانَ فِي الصِّلَةِ، كأَنه قَالَ مِنَ الَّذِي هُوَ يَوْمَانِ، قَالَ وغلَّبوا الْخَفْضَ فِي مُنْذُ لِظُهُورِ النُّونِ. موذ: مَاذَ إِذا كَذَب. والماذُ: الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النَّفْسِ الطَّيِّبُ الْكَلَامِ. قَالَ: وَالْمَادُّ، بِالدَّالِ، الذَّاهِبُ وَالْجَائِي فِي خِفَّةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الماذِيُّ العَسل الأَبيض؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَادِيُّ: ومَلابٍ قَدْ تَلَهَّيْتُ بِهَا، ... وقَصَرْتُ اليومَ فِي بيتِ عِذَارْ فِي سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيخُ لَهُ، ... وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مُشَارْ مُشَارٌ: مِنْ أَشرت الْعَسَلَ إِذا جَنَيْتَهُ. يُقَالُ: شُرْتُ الْعَسَلَ وأَشَرْتُه، وشُرْتُ أَكثر. وَالْمَاذِيَةُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ السهلة. والماذية: الخمر. موبذ: فِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: فأَرسل كِسْرَى إِلى المُوبَذانِ ؛ المُوبَذانُ لِلْمَجُوسِ: كَقَاضِي الْقُضَاةِ للمسلمين. والمُوبَذ: القاضي. ميذ: اللَّيْثُ: المِيذُ جِيلٌ مِنَ الْهِنْدِ بِمَنْزِلَةِ التُّرْكِ يَغْزُونَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَحْرِ. فصل النون نبذ: النَّبْذُ: طَرْحُكَ الشَّيْءَ مِنْ يَدِكَ أَمامك أَو وَرَاءَكَ. نَبَذْتُ الشَّيْءَ أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته مِنْ يَدِكَ، ونَبَّذته، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَنَبَذْتُ الشَّيْءَ أَيضاً إِذا رَمَيْتَهُ وأَبعدته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَنَبَذَ خَاتَمَهُ، فَنَبَذَ النَّاسَ خَوَاتِيمَهُمْ أَي أَلقاها مِنْ يَدِهِ. وكلُّ طرحٍ: نَبْذٌ؛ نَبَذه يَنْبِذُه نَبْذاً. وَالنَّبِيذُ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدُ الأَنبذة. وَالنَّبِيذُ: الشَّيْءُ الْمَنْبُوذُ. وَالنَّبِيذُ: مَا نُبِذَ مِنْ عَصِيرٍ وَنَحْوِهِ. وَقَدْ نَبَذَ النَّبِيذَ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نَبِيذًا إِذا تَّخَذْتَهُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ أَنْبَذْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَبَّذوا وانْتَبَذُوا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: نَبَذَ تَمْرًا جَعَلَهُ نَبِيذًا، وَحَكَى أَيضاً: أَنبذ فُلَانٌ تَمْرًا؛ قَالَ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ وإِنما سُمِّيَ نَبِيذًا لأَن الَّذِي يَتَّخِذُهُ يأْخذ تَمْرًا أَو زَبِيبًا فَيَنْبِذُهُ فِي وِعَاءٍ أَو سِقَاءٍ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَيَتْرُكُهُ حَتَّى يَفُورَ فَيَصِيرَ مُسْكِرًا. وَالنَّبْذُ: الطَّرْحُ، وَهُوَ مَا لَمْ يُسْكِرْ حَلَالٌ فإِذا أَسكر حَرُمَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّبِيذِ، وَهُوَ مَا يُعْمَلُ مِنَ الأَشربة مِنَ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. يُقَالُ: نَبَذْتُ التَّمْرَ وَالْعِنَبَ إِذا تَرَكْتَ عَلَيْهِ الْمَاءَ لِيَصِيرَ نَبِيذًا، فَصُرِفَ مِنْ مَفْعُولٍ إِلى فَعِيلٍ. وَانْتَبَذْتُهُ: اتَّخَذْتُهُ نَبِيذًا وَسَوَاءٌ كَانَ مُسْكِرًا أَو غَيْرَ مُسْكِرٍ فإِنه يُقَالُ لَهُ نَبِيذٌ، وَيُقَالُ لِلْخَمْرِ المعتصَرة مِنَ الْعِنَبِ: نَبِيذٌ، كَمَا يُقَالُ لِلنَّبِيذِ خَمْرٌ. وَنَبَذَ الْكِتَابَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ: أَلقاه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ؛ وَكَذَلِكَ نَبَذَ إِليه الْقَوْلَ. وَالْمَنْبُوذُ: وَلَدُ الزِّنَا لأَنه يُنبذ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُمُ المَنَابذة، والأُنثى مَنْبُوذَةٌ وَنَبِيذَةٌ، وَهُمُ الْمَنْبُوذُونَ لأَنهم يُطْرحون. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَنْبُوذُ الَّذِي تَنْبِذُهُ وَالِدَتُهُ فِي الطَّرِيقِ حِينَ تَلِدُهُ فَيَلْتَقِطُهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَيَقُومُ بأَمره، وَسَوَاءٌ حَمَلَتْهُ أُمّه مِنْ زِنًا أَو نِكَاحٍ لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ لَهُ وَلَدُ الزِّنَا لِمَا أَمكن فِي نَسَبِهِ مِنَ الثَّبَاتِ.

وَالنَّبِيذَةُ وَالْمَنْبُوذَةُ: الَّتِي لَا تُؤْكَلُ مِنَ الْهُزَالِ، شَاةً كَانَتْ أَو غَيْرَهَا، وَذَلِكَ لأَنها تُنْبَذُ. وَيُقَالُ لِلشَّاةِ الْمَهْزُولَةِ الَّتِي يُهْمِلُهَا أَهلوها: نَبِيذَةٌ. وَيُقَالُ لِمَا يُنْبَثُ مِنْ تُرَابِ الْحُفْرَةِ: نَبِيثَةٌ وَنَبِيذَةٌ، وَالْجَمْعُ النَّبَائِثُ وَالنَّبَائِذُ. وَجَلَسَ نَبْذةً ونُبْذَةً أَي نَاحِيَةً. وَانْتَبَذَ عَنْ قَوْمِهِ: تَنَحَّى. وَانْتَبَذَ فُلَانٌ إِلى نَاحِيَةٍ أَي تَنَحَّى نَاحِيَةً؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مريم: انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا . وَالْمُنْتَبِذُ: الْمُتَنَحِّي نَاحِيَةً؛ قَالَ لَبِيَدٌ: يَجْتابُ أَصْلًا قَالِصًا، مُتَنَبّذاً ... بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيَامُها «2» وَانْتَبَذَ فُلَانٌ أَي ذَهَبَ نَاحِيَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِقَبْرٍ مُنْتَبِذ عَنِ الْقُبُورِ أَي مُنْفَرِدٍ بَعِيدٍ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: انْتَهَى إِلى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ ؛ يُرْوَى بِتَنْوِينِ الْقَبْرِ وبالإِضافة، فَمَعَ التَّنْوِينِ هُوَ بِمَعْنَى الأَول، وَمَعَ الإِضافة يَكُونُ الْمَنْبُوذُ اللَّقِيطَ أَي بِقَبْرِ إِنسان مَنْبُوذٍ رَمَتْهُ أُمّه عَلَى الطَّرِيقِ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: تَلِدُهُ أُمّه وَهِيَ مَنْبُوذة فِي قَبْرِهَا أَي مُلْقاة. وَالْمُنَابَذَةُ وَالِانْتِبَاذُ: تَحَيُّزُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ فِي الْحَرْبِ. وَقَدْ نَابَذَهُمُ الحربَ ونَبَذَ إِليهم عَلَى سَوَاءٍ يَنْبِذ أَي نَابَذَهُمُ الْحَرْبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَلَى سَوَاءٍ أَي عَلَى الْحَقِّ وَالْعَدْلِ. وَنَابَذَهُ الْحَرْبَ: كَاشَفَهُ. والمُنابذة: انْتِبَاذُ الْفَرِيقَيْنِ لِلْحَقِّ؛ تَقُولُ: نَابَذْنَاهُمُ الْحَرْبَ وَنَبَذْنَا إِليهم الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمُنَابَذَةُ أَن يَكُونَ بَيْنَ فَرِيقَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ عَهْدٌ وَهُدْنَةٌ بَعْدَ الْقِتَالِ، ثُمَّ أَرادا نَقْضَ ذَلِكَ الْعَهْدِ فَيَنْبِذُ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ الْعَهْدَ الَّذِي تَهَادَنَا عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ؛ الْمَعْنَى: إِن كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ قَوْمٍ هُدْنَةٌ فَخِفْتَ مِنْهُمْ نَقْضًا لِلْعَهْدِ فَلَا تُبَادِرُ إِلى النَّقْضِ حَتَّى تُلْقِيَ إِليهم أَنك قَدْ نَقَضْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، فَيَكُونُوا مَعَكَ فِي عِلْمِ النَّقْضِ وَالْعَوْدِ إِلى الْحَرْبِ مُسْتَوِينَ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: وإِن أَبيتم نَابَذْنَاكُمْ عَلَى سَوَاءٍ أَيْ كَاشَفْنَاكُمْ وَقَاتَلْنَاكُمْ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ مُسْتَوْفِي الْعِلْمَ بِالْمُنَابَذَةِ مِنَّا وَمِنْكُمْ بأَن نُظْهِرَ لَهُمُ الْعَزْمَ عَلَى قِتَالِهِمْ وَنُخْبِرَهُمْ بِهِ إِخباراً مَكْشُوفًا. وَالنَّبْذُ: يَكُونُ بِالْفِعْلِ وَالْقَوْلِ فِي الأَجسام وَالْمَعَانِي؛ وَمِنْهُ نَبَذَ الْعَهْدَ إِذا نَقَضَهُ وأَلقاه إِلى مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنِهِ. وَالْمُنَابَذَةُ فِي التَّجْر: أَن يَقُولَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: انْبِذ إِليّ الثَّوْبَ أَو غَيْرَهُ مِنَ الْمَتَاعِ أَو أَنبذه إِليك فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بِكَذَا وَكَذَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْمُنَابَذَةُ أَن تَرْمِيَ إِليه بِالثَّوْبِ وَيَرْمِيَ إِليك بِمِثْلِهِ؛ وَالْمُنَابَذَةُ أَيضاً: أَن يَرْمِيَ إِليك بِحَصَاةٍ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْمُنَابَذَةِ فِي الْبَيْعِ وَالْمُلَامَسَةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمُنَابَذَةُ أَن يَقُولَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ انْبِذْ إِليّ الثَّوْبَ أَو غَيْرَهُ مِنَ الْمَتَاعِ أَو أَنبذه إِليك وَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَيُقَالُ إِنما هِيَ أَن تَقُولَ إِذا نَبَذْتُ الْحَصَاةَ إِليك فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ؛ وَمِمَّا يُحَقِّقُهُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ فَيَكُونُ الْبَيْعُ مُعَاطَاةً مِنْ غَيْرِ عَقْدٍ وَلَا يَصِحُّ. وَنَبِيذَةُ الْبِئْرِ: نَبِيثَتُها، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الذَّالَ بَدَلٌ مِنَ الثاءِ. والنَّبْذ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ، وَالْجَمْعُ أَنباذ. وَيُقَالُ: فِي هَذَا العِذْق نَبْذٌ قَلِيلٌ مِنَ الرُّطَب ووخْرٌ قَلِيلٌ، وَهُوَ أَن يُرْطب فِي الْخَطِيئَةِ «3» بَعْدَ الْخَطِيئَةِ. ويقال:

_ (2). قوله [متنبذاً] هكذا بالأصل الذي بأيدينا، وهو كذلك في عدة من نسخ الصحاح المعتمدة في مواضع منه وهو لا يناسب المستشهد عليه، وهو قوله: والمنتبذ المتنحي إلخ، فلعله محرف عن المتنبذ وهو كذلك في شرح القاموس. (3). قوله [أَنْ يُرْطِبَ فِي الْخَطِيئَةِ] أَي أن يقع أرطابه أي العذق في الجماعة القائمة من شماريخه أَو بلحه فإن الخطيئة الْقَلِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

ذَهَبَ مَالُهُ وَبَقِيَ نَبْذٌ مِنْهُ ونُبْذَةٌ أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ؛ وبأَرض كَذَا نَبْذٌ مِنْ مَالٍ وَمِنْ كلإٍ. وَفِي رأْسه نَبْذٌ مِنْ شَيْب. وأَصاب الأَرض نَبْذٌ مِنْ مَطَرٍ أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: إِنما كَانَ الْبَيَاضُ فِي عَنْفَقَتِهِ وَفِي الرأْس نَبْذٌ أَي يَسِيرٌ مِنْ شَيْبٍ؛ يَعْنِي بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ عطيَّة: نُبْذَةُ قُسْطٍ وأَظفارٍ أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ. ورأَيت فِي العِذْقِ نَبْذاً مِنْ خُضْرَة وَفِي اللِّحْيَةِ نَبْذاً مِنْ شَيْبٍ أَي قَلِيلًا؛ وَكَذَلِكَ الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ والكلإِ. والمِنْبَذَةُ: الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عَلَيْهَا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَمر لَهُ لَمَّا أَتاه بِمِنْبَذَةٍ وَقَالَ: إِذا أَتاكم كريم قوم فأَكرموه ؛ وَسُمِّيَتِ الوِسادَةُ مِنْبَذَةً لأَنها تُنْبَذُ بالأَرض أَي تُطْرَحُ لِلْجُلُوسِ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَمر بالسِّتْرِ أَنْ يُقْطَعَ ويُجْعَلَ لَهُ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مَنْبُوذَتَانِ. ونَبَذَ العِرْقُ يَنْبِذُ نَبْذاً: ضَرَبَ، لُغَةٌ فِي نَبَضَ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَنْبِذُ نَبَذاناً لُغَةٌ فِي نبض، والله أَعلم. نجذ: النَّواجذ: أَقصى الأَضراس، وَهِيَ أَربعة فِي أَقصى الأَسنان بَعْدَ الأَرْحاءِ، وَتُسَمَّى ضِرْسَ الحلُم لأَنه يَنْبُتُ بَعْدَ الْبُلُوغِ وَكَمَالِ الْعَقْلِ؛ وَقِيلَ: النَّوَاجِذُ الَّتِي تَلِي الأَنْيابَ، وَقِيلَ: هِيَ الأَضراس كُلُّهَا نواجِذُ. وَيُقَالُ: ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ إِذا اسْتَغْرَقَ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تَكُونُ النَّوَاجِذُ لِلْفَرَسِ، وَهِيَ الأَنياب مِنَ الْخُفِّ والسّوالِغُ مِنَ الظِّلْف؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَذْكُرُ إِبلًا حِدَادَ الأَنياب: يُبَاكِرْنَ العِضاهَ بِمُقْنَعَاتٍ، ... نَواجِذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقِيعِ والنَّجْذُ: شِدَّةُ الْعَضِّ بِالنَّاجِذِ، وَهُوَ السِّنُّ بَيْنَ النَّابِ والأَضراس. وَقَوْلُ الْعَرَبِ: بَدَتْ نَوَاجِذُهُ إِذا أَظهرها غَضَبًا أَو ضَحِكًا. وعَضَّ عَلَى نَاجِذِهِ: تحَنَّكَ. وَرَجُلٌ مُنَجَّذٌ: مُجَرَّبٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَصابته الْبَلَايَا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ مُنَجَّذٌ ومُنَجِّذٌ الَّذِي جَرَّبَ الأُمور وَعَرَفَهَا وأَحكمها، وَهُوَ المجرَّب والمُجرِّب؛ قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ: وَمَاذَا يَدَّرِي الشعراءُ مِنِّي، ... وَقَدْ جاوزتُ حَدَّ الأَربعينِ؟ أَخُو خمْسِين مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي، ... ونَجَّذَني مُدَاوَرةُ الشُّؤون مداورة الشؤون يَعْنِي مُدَاوَلَةَ الأُمور وَمُعَالَجَتَهَا. ويَدَّرِي: يَخْتِلُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا بَلَغَ أَشدّه: قَدْ عضَّ عَلَى نَاجِذِهِ، وَذَلِكَ أَن النَّاجِذَ يَطْلعُ إِذا أَسنَّ، وَهُوَ أَقصى الأَضراس. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي النَّوَاجِذِ فِي الْخَبَرِ الَّذِي جاءَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. وَرَوَى عَبْدُ خَيْرٍ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن الْمَلَكَيْنِ قَاعِدَانِ عَلَى ناجذَي الْعَبْدِ يَكْتُبَانِ ، يَعْنِي سِنَّيْهِ الضَّاحِكَيْنِ وَهُمَا اللَّذَانِ بَيْنَ النَّابِ والأَضراس؛ وَقِيلَ: أَراد النَّابَيْنِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَى النَّوَاجِذِ فِي قَوْلِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الأَنياب وَهُوَ أَحسن مَا قِيلَ فِي النَّوَاجِذِ لأَن الْخَبَرَ أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، كان جل ضَحِكُهُ تَبَسُّمًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّوَاجِذُ مِنَ الأَسنان الضَّوَاحِكُ، وَهِيَ الَّتِي تَبْدُو عِنْدَ الضَّحِكِ والأَكثر الأَشهر أَنها أَقصى الأَسنان؛ وَالْمُرَادُ الأَوّل أَنه مَا كَانَ يَبْلُغُ بِهِ الضَّحِكُ حَتَّى تبدُوَ أَواخر أَضراسه، كَيْفَ وَقَدْ جَاءَ فِي صِفَةِ ضَحِكِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ؟ وإِن أُريد بِهَا الأَواخر فَالْوَجْهُ فِيهِ أَن يُرِيدَ مُبَالَغَةَ مِثْلِهِ فِي ضَحِكِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُرَادَ ظُهُورُ نَوَاجِذِهِ فِي الضَّحِكِ.

قَالَ: وَهُوَ أَقيس الْقَوْلَيْنِ لِاشْتِهَارِ النَّوَاجِذِ بأَواخر الأَسنان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ العِرْباض: عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ أَي تَمَسَّكُوا بِهَا كَمَا يَتَمَسَّكُ الْعَاضُّ بِجَمِيعِ أَضراسه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: وَلَنْ يَلِيَ الناسَ كَقُرَشِيٍّ عَضَّ عَلَى نَاجِذِهِ أَي صبَرَ وتَصَلَّبَ فِي الأُمور. والمَناجِذُ: الفَأْرُ العُمْيُ، وَاحِدُهَا جُلْذٌ كَمَا أَن المَخَاضَ مِنَ الإِبل إِنما وَاحِدُهَا خَلِفَةٌ، وَرُبَّ شَيْءٍ هَكَذَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الجُلْذِ، كَذَا قَالَ: الفأْر، ثُمَّ قَالَ: الْعُمْيُ، يَذْهَبُ فِي الفأْر إِلى الْجِنْسِ. والأَنْجُذانُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ لِكَثْرَةِ ذَلِكَ وَنُونُهَا أَصل وإِن لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ أَفْعُلٌ، لَكِنَّ الأَلف وَالنُّونَ مُسَهِّلتان لِلْبِنَاءِ كَالْهَاءِ، وَيَاءُ النَّسَبِ فِي أَسْنمَة وأَيْبُليّ. نفذ: النَّفاذ: الْجَوَازُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: جوازُ الشَّيْءِ والخلوصُ مِنْهُ. تَقُولُ: نَفَذْت أَي جُزْت، وَقَدْ نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذاً ونُفُوذاً. وَرَجُلٌ نافِذٌ فِي أَمره، ونَفُوذٌ ونَفَّاذٌ: ماضٍ فِي جَمِيعِ أَمره، وأَمره نَافِذٌ أَي مُطاع. وَفِي حَدِيثِ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ الاستغفارُ لَهُمَا وإِنْفاذُ عَهْدِهِمَا أَي إِمضاء وَصِيَّتِهِمَا وَمَا عَهِدا بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِمَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُحْرِمِ: إِذا أَصاب أَهلَه يَنْفُذان لِوَجْهِهِمَا ؛ أَي يَمْضِيَانِ عَلَى حَالِهِمَا وَلَا يُبْطلان حَجَّهُمَا. يُقَالُ: رَجُلٌ نَافِذٌ فِي أَمره أَي مَاضٍ. ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ونَفَذَ فِيهَا يَنْفُذُها نَفْذاً ونَفَاذاً: خَالَطَ جَوْفَهَا ثُمَّ خَرَجَ طرَفُه مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ وَسَائِرُهُ فِيهِ. يُقَالُ: نَفَذَ السهمُ مِنَ الرَّمْيَةِ يَنْفُذُ نَفَاذاً ونَفَذَ الكتابُ إِلى فُلَانٍ نَفَاذاً ونُفُوذاً، وأَنْفَذْتُه أَنا، والتَّنْفِيذُ مِثْلُهُ. وَطَعْنَةٌ نَافِذَةٌ: مُنْتَظِمَةُ الشِّقَّيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والنَّفاذ، عِنْدَ الأَخْفش، حَرَكَةُ هَاءِ الْوَصْلِ الَّتِي تَكُونُ للإِضمار وَلَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْ حُرُوفِ الْوَصْلِ غَيْرُهَا نَحْوُ فتحةِ الْهَاءِ مِنْ قَوْلِهِ: رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحمالَها وَكَسْرَةُ هَاءِ: تجرَّدَ الْمَجْنُونُ مِنْ كِسَائِهِ وَضَمَّةُ هَاءِ: وبلَدٍ عاميةٍ أَعماؤه سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه أَنفذ حَرَكَةَ هَاءِ الْوَصْلِ إِلى حَرْفِ الْخُرُوجِ، وَقَدْ دَلَّتِ الدَّلَالَةُ عَلَى أَن حَرَكَةَ هَاءِ الْوَصْلِ لَيْسَ لَهَا قُوَّةٌ فِي الْقِيَاسِ مِنْ قِبَلِ أَنّ حُرُوفَ الْوَصْلِ الْمُتَمَكِّنَةَ فِيهِ الَّتِي هِيَ «1» الْهَاءُ مَحْمُولَةٌ فِي الْوَصْلِ عَلَيْهَا، وَهِيَ الأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ لَا يَكُنَّ فِي الْوَصْلِ إِلَّا سَوَاكِنَ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتْ هَاءُ الْوَصْلِ شَابَهَتْ بِذَلِكَ حُرُوفَ الرَّوِيِّ وَتَنَزَّلَتْ حُرُوفُ الْخُرُوجِ مِنْ هَاءِ الْوَصْلِ قَبْلَهَا مَنْزِلَةَ حُرُوفِ الْوَصْلِ مِنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ قَبْلَهَا، فَكَمَا سُمِّيَتْ حَرَكَةُ هَاءِ الْوَصْلِ «2» نَفاذاً لأَن الصَّوْتَ جَرَى فِيهَا حَتَّى اسْتَطَالَ بِحُرُوفِ الْوَصْلِ وَتَمَكَّنَ بِهَا اللِّينُ، كَمَا سُمِّيَتْ حَرَكَةُ هَاءِ الْوَصْلِ نَفاذاً لأَن الصَّوْتَ نَفَذَ فِيهَا إِلى الْخُرُوجِ حَتَّى اسْتَطَالَ بِهَا وَتَمَكَّنَ الْمَدُّ فِيهَا. وَنُفُوذُ الشَّيْءِ إِلى الشَّيْءِ: نَحْوُ فِي الْمَعْنَى مِنْ جَرَيَانِهِ نَحْوَهُ، فإِن قُلْتَ: فَهَلَّا سُمِّيَتْ لِذَلِكَ نُفُوذاً لَا نَفَاذاً؟ قيل:

_ (1). قوله [التي هي] الضمير يعود إلى حروف الوصل، وقوله الهاء مبتدأ ثان. (2). قوله [فَكَمَا سُمِّيَتْ حَرَكَةُ هَاءِ الوصل إلخ] كذا بالأَصل وفيه تحريف ظاهر، والأولى أن يقال: فكما سميت حركة الروي مجرى لأَن الصوت جرى إلخ. وقوله وَتَمَكَّنَ بِهَا اللِّينُ كَمَا سميت إلخ الأَولى حذف لفظ كما هذه لأَنه لا معنى لها وقد اغتر صاحب شرح القاموس بهذه النسخة فنقل هذه العبارة بغير تأمل فوقع فيما وقع فيه المصنف.

أَصله [ن ف ذ] وَمَعْنَى تَصَرُّفِهَا مَوْجُودٌ فِي النَّفَاذِ وَالنُّفُوذِ جَمِيعًا، أَلا تَرَى أَن النَّفَاذَ هُوَ الحِدَّةُ وَالْمَضَاءُ، وَالنُّفُوذُ هُوَ الْقَطْعُ وَالسُّلُوكُ؟ فَقَدْ تَرَى الْمَعْنَيَيْنِ مُقْتَرِبَيْنِ إِلا أَن النَّفَاذَ كَانَ هُنَا بِالِاسْتِعْمَالِ أَولى، أَلا تَرَى أَنّ أَبا الْحَسَنِ الأَخفش سَمَّى مَا هُوَ نَحْوُ هَذِهِ الْحَرَكَةِ تَعَدِّيًا، وَهُوَ حَرَكَةُ الْهَاءِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ: قَرِيبَةٌ نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضهى والنَّفَاذُ والحِدَّةُ والمَضَاءُ كُلُّهُ أَدنى إِلى التَّعَدِّي وَالْغُلُوِّ مِنَ الْجَرَيَانِ وَالسُّلُوكِ، لأَن كُلَّ مُتَعَدٍّ مُتَجَاوِزٌ وَسَالِكٌ، فَهُوَ جَارٍ إِلى مَدًى مَا وَلَيْسَ كُلُّ جَارٍ إِلى مَدًى مُتَعَدِّيًا، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِي الْقِيَاسِ تَحْرِيكُ هَاءِ الْوَصْلِ سُمِّيَتْ حَرَكَتُهَا نَفَاذًا لِقُرْبِهِ مِنْ مَعْنَى الإِفراط وَالْحِدَّةِ، وَلَمَّا كَانَ الْقِيَاسُ فِي الرَّوِيِّ أَن يَكُونَ مُتَحَرِّكًا سُمِّيَتْ حَرَكَتُهُ الْمُجْرَى، لأَن ذَلِكَ عَلَى مَا بيَّنا أَخفض رُتْبَةً مِنَ النَّفَاذِ الْمَوْجُودِ فِيهِ مَعْنَى الْحِدَّةِ وَالْمَضَاءِ الْمُقَارَبِ لِلتَّعَدِّي والإِفراط، فَلِذَلِكَ اخْتِيرَ لِحَرَكَةِ الرَّوِيِّ الْمُجْرَى، وَلِحَرَكَةِ هَاءِ الْوَصْلِ النَّفَاذُ، وَكَمَا أَن الْوَصْلَ دُونَ الْخُرُوجِ فِي الْمَعْنَى لأَن الْوَصْلَ مَعْنَاهُ الْمُقَارَبَةُ وَالِاقْتِصَادُ، والخروج فيه مَعْنَى التَّجَاوُزِ والإِفراط، كَذَلِكَ الْحَرَكَتَانِ المؤدِّيتان أَيضاً إِلى هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ بَيْنَهُمَا مِنَ التَّقَارُبِ مَا بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ الْحَادِثَيْنِ عَنْهُمَا، أَلا تَرَى أَن اسْتِعْمَالَهُمْ [ن ف ذ] بِحَيْثُ الإِفراط وَالْمُبَالَغَةُ؟ وأَنْفَذَ الأَمر: قَضَاهُ. والنَّفَذُ: اسْمُ الإِنْفَاذِ. وأَمر بِنَفَذِهِ أَي بإِنْفاذِهِ. التَّهْذِيبُ: وأَما النَّفَذُ فَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي مَوْضِعِ إِنْفاذِ الأَمر؛ تَقُولُ: قَامَ الْمُسْلِمُونَ بِنَفَذِ الْكِتَابِ أَي بإِنفاذ مَا فِيهِ. وَطَعْنَةٌ لَهَا نَفَذٌ أَي نَافِذَةٌ؛ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ الْقَيْسِ طَعْنَةَ ثائرٍ، ... لَهَا نَفَذٌ، لَوْلَا الشُّعاعُ أَضاءها وَالشُّعَاعُ: مَا تَطَايَرَ مِنَ الدَّمِ؛ أَراد بِالنَّفْذِ المَنْفَذ. يَقُولُ: نَفَذَتِ الطَّعْنَةُ أَي جَاوَزَتِ الْجَانِبَ الْآخَرَ حَتَّى يُضيءَ نَفَذُها خرقَها، وَلَوْلَا انْتِشَارُ الدَّمِ الْفَائِرِ لأَبصر طَاعِنُهَا مَا وَرَاءَهَا. أَراد لَهَا نَفَذٌ أَضاءها لَوْلَا شُعَاعُ دَمِهَا؛ ونَفَذُها: نُفُوذُهَا إِلى الْجَانِبِ الْآخَرِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ دَوَائِرِ الْفَرَسِ دَائِرَةٌ نَافِذَةٌ وَذَلِكَ إِذا كَانَتِ الهَقْعَة فِي الشِّقَّين جَمِيعًا، فإِن كَانَتْ فِي شَقٍّ وَاحِدٍ فَهِيَ هَقْعَةٌ. وأَتى بِنَفَذ مَا قَالَ أَي بِالْمَخْرَجِ مِنْهُ. وَالنَّفَذُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَخْرج والمَخْلص؛ وَيُقَالُ لِمَنْفَذِ الْجِرَاحَةِ: نفَذٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيما رَجُلٍ أَشادَ عَلَى مُسْلِمٍ بِمَا هُوَ بريءٌ مِنْهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَن يُعَذِّبَهُ أَو يأْتي بِنَفَذِ مَا قَالَ أَي بالمَخْرَج مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنكم مَجْمُوعُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُكم البصرُ ؛ يُقَالُ مِنْهُ: أَنفذت الْقَوْمَ إِذا خَرَقْتَهُمْ وَمَشَيْتَ فِي وَسَطِهِمْ، فإِن جُزْتَهُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهم قُلْتَ: نفَذْتُهم بِلَا أَلف أَنْفُذُهم، قَالَ: وَيُقَالُ فِيهَا بالأَلف؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمَعْنَى أَنه يَنْفُذُهُمْ بَصَرُ الرَّحْمَنِ حَتَّى يأْتي عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ نفَذَني بصرُه يَنْفُذُني إِذا بَلَغَنِي وَجَاوَزَنِي؛ وَقِيلَ: أَراد يَنْفُذُهم بَصَرُ النَّاظِرِ لِاسْتِوَاءِ الصَّعِيدِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وإِنما هُوَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، أَي يَبْلُغُ أَولهم وَآخِرَهُمْ حَتَّى يَرَاهُمْ كُلَّهُمْ وَيَسْتَوْعِبَهُمْ، مِنْ نَفَدَ الشيءَ وأَنفَدْته؛ وحملُ الْحَدِيثِ عَلَى بَصَرِ الْمُبْصِرِ أَولى مِنْ حَمْلِهِ عَلَى بَصَرِ الرَّحْمَنِ، لأَن اللَّهَ يَجْمَعُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَرض يَشْهَدُ جميعُ الْخَلَائِقِ فِيهَا مُحَاسَبَةَ الْعَبْدِ الْوَاحِدِ عَلَى انْفِرَادِهِ وَيَرَوْنَ مَا يَصِيرُ إِليه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنس: جُمعوا فِي صَرْدَحٍ يَنْفُذُهم الْبَصَرَ وَيَسْمَعُهُمُ الصَّوْتَ. وأَمرٌ نَفِيذٌ: مُوَطَّأٌ. والمُنْتَفَذُ: السَّعَةُ.

ونَفَذَهم الْبَصَرُ وأَنْفَذَهْم: جَاوَزَهُمْ. وأَنْفَذَ القومَ: صَارَ بَيْنَهُمْ. ونَفَذَهم: جَازَهُمْ وتخلَّفهم لَا يُخَص بِهِ قَوْمٌ دُونَ قَوْمٍ. وَطَرِيقٌ نَافِذٌ: سَالِكٌ؛ وَقَدْ نَفَذَ إِلى مَوْضِعِ كَذَا يَنْفُذُ. وَالطَّرِيقُ النَّافِذُ: الَّذِي يُسلك وَلَيْسَ بِمَسْدُودٍ بَيْنَ خَاصَّةٍ دُونَ عَامَّةٍ يَسْلُكُونَهُ. وَيُقَالُ: هَذَا الطَّرِيقُ يَنْفُذُ إِلى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَفِيهِ مَنْفَذٌ لِلْقَوْمِ أَي مَجَازٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه طَافَ بِالْبَيْتِ مَعَ فُلَانٍ فَلَمَّا انْتَهَى إِلى الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ الَّذِي يَلِي الأَسود قَالَ لَهُ: أَلا تَسْتَلِم؟ فَقَالَ لَهُ: انْفُذ عَنْكَ فإِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَسْتَلِمْه أَي دَعْهُ وَتَجَاوَزْهُ. يُقَالُ: سِرْ عَنْكَ وانْفُذْ عَنْكَ أَي امْضِ عَنْ مَكَانِكَ وَجُزْهُ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِلْخُصُومِ إِذا ارْتَفَعُوا إِلى الْحَاكِمِ: قَدْ تَنَافَذُوا إِليه، بِالذَّالِ، أَي خَلَصوا إِليه، فإِذا أَدلى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِحُجَّتِهِ قِيلَ: قَدْ تَنَافَذُوا، بِالذَّالِ، أَي أَنفذوا حُجَّتَهُمْ، وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: إِنْ نافَذْتهم نَافَذُوكَ ؛ نافَذْت الرَّجُلَ إِذا حَاكَمْتَهُ، أَي إِن قُلْتَ لَهُمْ قَالُوا لَكَ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَزرق: أَلا رَجُلٌ يُنْفذُ بَيْنَنَا؟ أَي يُحَكِّمُ ويُمْضي أَمرَه فِينَا. يُقَالُ: أَمره نَافِذٌ أَي مَاضٍ مُطَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَبو الْمَكَارِمِ: النَّوَافِذُ كلُّ سَمٍّ يُوَصِّلُ إِلى النَّفْسِ فَرَحاً أَو تَرَحاً، قُلْتُ لَهُ: سَمِّها، فَقَالَ: الأَصْرَانِ والخِنّابَتَانِ والفمُ والطِّبِّيجَة؛ قَالَ: والأَصْران ثُقْبَا الأُذنين، والخِنّابتان سَمّا الأَنْفِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سِرْ عَنْكَ أَي جُزْ وَامْضِ، ولا معنى لعنك. نقذ: نَقَذَ يَنْقُذُ نَقْذاً: نَجَا؛ وأَنْقَذَه هُوَ وتنقَّذه وَاسْتَنْقَذَهُ. والنَّقَذُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَالنَّقِيذُ وَالنَّقِيذَةُ: مَا استُنْقذ وَهُوَ فَعَل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ وقَبَضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: أَنقَذَه مِنْ فُلَانٍ وَاسْتَنْقَذَهُ مِنْهُ وتَنَقَّذه بِمَعْنًى أَي نَجَّاهُ وخلَّصه. وَفَرَسٌ نَقَذٌ إِذا أُخِذَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ. وَخَيْلٌ نَقَائِذٌ: تُنُقِّذَتْ مِنْ أَيدي النَّاسِ أَو الْعَدُوِّ، وَاحِدُهَا نَقِيذٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها ... نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ مِنْ تحتِ مُقْصِدِ قَالَ لُقَيْمُ بْنُ أَوْسٍ الشَّيْباني: أَو كَانَ شُكرك أَن زعَمْت نَفَاسَةً ... نَقْذِيكَ أَمسِ، وَلَيْتَنِي لَمْ أَشْهَدِ نَقْذِيك: مِنَ الإِنقاذ كَمَا تَقُولُ ضَرْبِيكَ. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ نَقَذْتُه وأَنقذته وَاسْتَنْقَذْتُهُ وتنقَّذته أَي خَلَّصْتَهُ وَنَجَّيْتَهُ. وَوَاحِدُ الْخَيْلِ النَّقَائِذِ: نَقِيذ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَالنَّقَائِذُ مِنَ الْخَيْلِ: مَا أَنقذته مِنَ العدوِّ وأَخذته مِنْهُمْ، وَقِيلَ: وَاحِدُهَا نَقِيذَةٌ. قَالَ الأَزهري: وقرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ: النَّقِيذَةُ الدِّرْع المُسْتَنْقَذة مِنْ عَدُوٍّ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعِقِ: أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور أُنُف: لَمْ يَلْبَسْهَا غَيْرُهُ. كَلَائِحَةِ المُضِلِّ: يَعْنِي السَّرَابَ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: النَّقِيذَةُ الدِّرْعُ لأَن صَاحِبَهَا إِذا لَبِسَهَا أَنقذته مِنَ السُّيُوفِ. والأُنف الطَّوِيلَةُ جَعَلَهَا تَبْرُقُ كالسَّراب لحدَّتها. وَرَجُلٌ نَقَذٌ: مُسْتَنْقَذ. ومُنْقِذٌ: مِنْ أَسمائهم. ونَقَذَة: موضع. نمرذ: نُمْروذ: مَلِكٌ مَعْرُوفٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّالِ المهملة.

فصل الهاء

فصل الهاء هبذ: هَبَذَ يَهْبِذُ «3» هَبْذاً: عَدَا، يَكُونُ ذَلِكَ لِلْفَرَسِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَعْدُو. وأَهْبَذَ واهْتَبَذَ وهابَذَ: أَسرع فِي مَشْيَتِه أَو طَيَرَانِهِ كهاذَبَ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيْلِ، فَهُوَ مُهابِذٌ ... يَحُتُّ الجناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ والمُهابَذَة: الإِسراع؛ قَالَ: مُهَابَذَةً لَمْ تَتَّرِك حِينَ لَمْ يَكُنْ ... لَهَا مَشْرَبٌ إِلا بِناءٍ مُنَضَّبِ هذذ: الهَذّ والهَذَذُ: سُرْعَةُ الْقَطْعِ وَسُرْعَةُ الْقِرَاءَةِ؛ هَذَّ الْقُرْآنَ يَهُذُّه هَذًّا. يُقَالُ: هُوَ يَهُذُّ القرآنَ هَذًّا، ويهذُّ الْحَدِيثَ هَذًّا أَي يَسْرُده؛ وأَنشد: كَهَذِّ الأَشاءَةِ بالمِخْلَبِ وإِزْمِيلٌ هَذٌّ وهَذُوذٌ أَي حَادٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قرأْت المُفَصَّل اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: أَهَذًّا كَهذِّ الشِّعْرِ؟ أَراد أَتَهُذُّ الْقُرْآنَ هَذًّا فَتُسْرِعُ فِيهِ كَمَا تُسْرِعُ فِي قِرَاءَةِ الشِّعْرِ، وَنَصَبَهُ عَلَى الْمَصْدَرِ. وشَفْرَة هَذُوذٌ: قَاطِعَةٌ. وَسِكِّينٌ هَذُوذٌ: قَطَّاع. وَضَرْبًا هَذَاذَيْك أَي هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ، يَعْنِي قَطْعًا بَعْدَ قَطْعٍ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: ضَرْباً هَذَاذَيْك وطَعْناً وخْضَا قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن شَاءَ حَمَلَهُ عَلَى أَن الْفِعْلَ وَقَعَ فِي هَذِهِ الْحَالِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عَلَيْهِ سيَاعُه ... هذاذيْك حَتَّى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعَا فَسَّرَهُ أَبو حَنِيفَةَ فَقَالَ: هَذَاذَيْك هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ أَي شُرْبًا بَعْدَ شُرْبٍ. يَقُولُ: بَاكَرَ الدَّنُّ مَمْلُوءًا وَرَاحَ وَقَدْ فَرَّغَهُ. وَتَقُولُ لِلنَّاسِ إِذا أَردت أَن يكفُّوا عَنِ الشَّيْءِ: هذاذيكَ وهَجاجَيْك، عَلَى تَقْدِيرِ الْاثْنَيْنِ؛ قَالَ عَبْدُ بَنِي الْحَسْحَاسِ: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بِالْبَرْدِ مثلُه، ... هَذَاذَيْكَ حَتَّى لَيْسَ للبُرْدِ لابِسُ تَزْعُمُ النِّسَاءُ أَنه إِذا شَقَّ عِنْدَ البِضاع شَيْئًا مِنْ ثَوْبِ صَاحِبِهِ دَامَ الْوِدُّ بَيْنَهُمَا وإِلا تَهَاجَرَا. وَاهْتَذَذْتُ الشَّيْءَ: اقْتَطَعْتُهُ بِسُرْعَةٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وعَبْدُ يَغُوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه، ... قَدِ اهْتَذَّ عَرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ وَيُرْوَى: قَدِ احْتَزَّ. يُرِيدُ بِعَبْدِ يغوثَ هَذَا عَبْدَ يَغُوثَ بْنُ وقَّاص الْحَارِثِيَّ وَلَمْ يُقْتَلْ فِي الْمَعْرَكَةِ، وإِنما قُتِلَ بَعْدَ الأَسر؛ أَلا تَرَاهُ يَقُولُ: وتَضْحَكُ مِنِّي شَيخة عَبْشَمِيَّة، ... كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلي أَسيراً يمانِيَا الأَزهري: يُقَالُ حَجَازَيْك وهَذَاذيك؛ قَالَ: وَهِيَ حُرُوفٌ خِلْقتها التَّثْنِيَةُ لَا تُغَيَّرُ. وَحَجَازَيْكَ: أَمره أَن يحجُز بَيْنَهُمْ. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ كُفَّ نَفْسَكَ. قَالَ: وَهَذَاذَيْكَ يأْمره أَن يَقْطَعَ أَمر الْقَوْمِ. وهذَّه بِالسَّيْفِ هَذًّا: قَطَعَهُ كهَذَأَهُ. وَسَيْفٌ هَذْهاذٌ وهُذَاهِذٌ: قطَّاع. وقَرَبٌ هَذْهاذٌ: بَعيدٌ صَعْب. هربذ: الهِرْبِذُ، بِالْكَسْرِ، وَاحِدُ الهَرابِذَة الْمَجُوسِ وَهُمْ قَوَمَة بَيْتِ النَّارِ الَّتِي لِلْهِنْدِ، فارسي معرب،

_ (3). قوله [يهبذ] ضبط في الأَصل بشكل القلم بكسرة تحت الباء ومقتضى صنيع القاموس أنه من باب كتب

فصل الواو

وَقِيلَ: عُظَمَاءُ الْهِنْدِ أَو علماؤُهم. والهِرْبِذَى: مِشْيَةٌ فِيهَا اخْتِيَالٌ كَمَشْي الْهَرَابِذَةِ وَهُمْ حُكَّامُ الْمَجُوسِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مَشَى الهِرْبِذَى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا وَقِيلَ: هُوَ الِاخْتِيَالُ فِي الْمَشْيِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الهِرْبذى مِشْية تُشْبِهُ مِشْية الْهَرَابِذَةِ، حَكَاهُ فِي سَيْرِ الإِبل؛ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لِهَذَا الْبِنَاءِ. والهَرْبَذة: سَيْرٌ دُونَ الخَبب. وَعَدَا الجملُ الهِرْبذى أَي في شَقّ [شِقّ]. همذ: الهَماذِيّ: السُّرْعة فِي الْجَرْيِ، يُقَالُ: إِنه لَذُو هَماذِيّ فِي جَرْيِهِ؛ وَقِيلَ: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ غَيْرُ أَنه أَومأ بِهَا إِلى السَّرِيعَةِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الهَماذِيُّ الجِدّ فِي السَّيْرِ. والهَماذِيُّ: الْبَعِيرُ السَّرِيعُ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ بِلَا هَاءٍ. وهَماذِيُّ الْمَطَرِ: شَدَّتُهُ. والهَماذِيُّ: تَارَاتٌ شِدَادٌ تَكُونُ فِي الْمَطَرِ والسِّباب والجَرْي، مَرَّةً يَشْتَدُّ وَمَرَّةً يَسْكُنُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْهُ هَماذِيٌّ إِذا حَرَّتْ وحَرْ وحَرٌّ هَماذِيّ؛ وأَنشد الأَصمعي: يُرْبِعُ شُذَّاذاً إِلى شُذاذِ، ... فِيهَا هَماذِيّ إِلى هَماذِي وَيَوْمٌ ذُو هَماذِيّ وحُماذِيّ أَي شِدَّةِ حَرٍّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِهُمَامٍ أَخي ذِي الرُّمَّةِ: قَطَعْتُ ويومٍ ذِي هَماذِيّ تَلْتَظي ... بِهِ القورُ، مِنْ وهْجِ اللظى، وفَراهِنُه «1» هنبذ: الهَنْبَذَة: الأَمر الشَّدِيدُ. هوذ: الهَوْذَةُ: الْقَطَاةُ الأُنثى، وَفِي الصِّحَاحِ: هَوْذة القطاةُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهَا الأُنثى، وَبِهَا سُمِّيَ الرجلُ هَوْذَةَ؛ قَالَ الأَعشى: مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مُتَّئِبٍ ... إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاجِ أَو وضَعَا وَالْجَمْعُ هُوذ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مِنَ الهُوذِ كَدْراءُ السَّراةِ، ولَوْنُها ... خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّح وَقِيلَ: هَوْذَةُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ غَيْرُهَا. والهاذَة: شَجَرَةٌ لَهَا أَغصان سَبْطَةٌ لَا وَرَقَ لَهَا، وَجَمْعُهَا الْهَاذُ؛ قَالَ الأَزهري: رَوَى هَذَا النَّضْرُ، قَالَ: وَالْمَحْفُوظُ فِي بَابِ الأَشجار الحاذ. فصل الواو وجذ: الوَجْذُ، بِالْجِيمِ: النُّقْرَةُ فِي الْجَبَلِ تُمْسك الْمَاءَ وَيُسْتَنْقَعُ فِيهَا، وَقِيلَ هِيَ الْبِرْكَةُ، وَالْجَمْعُ وِجْذان ووِجاذٌ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ يَصِفُ الأَثافي: غَيْرَ أَثافي مِرْجلٍ جَواذِي، ... كأَنّهنّ قِطَعُ الأَفلاذِ، أُسُّ جَرامِيزَ عَلَى وِجاذِ الأَثافي: حِجَارَةُ الْقِدْرِ. وَالْجَوَاذِي: جَمْعُ جَاذٍ، وَهُوَ الْمُنْتَصِبُ. والأَفْلاذ، جَمْعُ فِلْذ: الْقِطْعَةُ «2» مِنَ الْكَبِدِ. وَالْجَرَامِيزُ: الْحِيَاضُ، وَاحِدُهَا جُرْمُوزٌ. قَالَ سيبويه:

_ (1). قوله [فراهنه] كذا بالأصول التي بأيدينا وكذا في شرح القاموس (2). قوله [جمع فلذ القطعة] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح: الفلذ كَبِدُ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ أَفْلَاذٌ، وَالْفِلْذَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْكَبِدِ.

وَسَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُقَالُ لَهُ: أَما تَعْرِفُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَجْذاً؟ وَهُوَ مَوْضِعٌ يُمْسك الْمَاءَ، فَقَالَ: بَلَى وِجاذاً أَي أَعرف بِهَا وِجاذاً. أَبو عَمْرٍو: أَوجَذته عَلَى الأَمر إِيجاذاً إِذا أَكْرَهته. وذذ: الوَذْوَذَة: السُّرْعَةُ. وَرَجُلٌ وَذْواذٌ: سَرِيعُ الْمَشْيِ. وَمَرَّ الذِّئْبُ يُوَذْوِذُ: مَرّ مَرّاً سَرِيعًا. وَوَذْوَذُ المرأَة بُظارتها إِذا طَالَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ اللَّائي اسْتَفاد بَنُو قُصَيٍّ، ... فَجَاءَ بِهَا وَوَذْوَذُها يَنُوس ورذ: ورَذَ فِي جَانِبِهِ: أَبطأَ. وقذ: الوقْذ: شِدَّةُ الضَّرْبِ. وَقَذه يَقِذُه وَقْذاً: ضَرَبَهُ حَتَّى استَرْخى وأَشرف عَلَى الْمَوْتِ. وَشَاةٌ مَوْقُوذَة: قُتِلَتْ بِالْخَشَبِ، وَقَدْ وقَذَ الشَّاةَ وقْذاً، وَهِيَ موْقُوذة ووقِيذٌ: قَتَلَهَا بِالْخَشَبِ؛ وَكَانَ يَفْعَلُهُ قَوْمٌ فَنَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: وقَذَه بِالضَّرْبِ، والمَوْقوذة والوَقِيذُ: الشَّاةُ تُضرب حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُؤْكَلُ. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ ؛ الْمَوْقُوذَةُ: الْمَضْرُوبَةُ حَتَّى تَمُوتَ وَلَمْ تُذَكّ؛ ووُقِذَ الرجلُ، فَهُوَ مَوْقُوذٌ وَوَقِيذٌ. وَالْوَقِيذُ مِنَ الرِّجَالِ: الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ كأَنّ ثِقَلَهُ وَضَعْفَهُ وقَذَه. وَالْوَقِيذُ وَالْمَوْقُوذُ: الشَّدِيدُ الْمَرَضِ الذي قَدْ أَشرف عَلَى الْمَوْتِ؛ وَقَدْ وقَذَه المرضُ وَالْغَمُّ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قرأْت عَلَى أَبي عَلِيٍّ عَنْ أَبي بَكْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصحاب يَعْقُوبَ عَنْهُ قَالَ: يُقَالُ تَرَكْتُهُ وَقيذاً ووَقِيظاً، قَالَ: قَالَ الْوَجْهُ عِنْدِي وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ الذَّالُ بَدَلًا مِنَ الظَّاءِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ ، وَلِقَوْلِهِمْ وَقَذِّهِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع وقَظَه وَلَا مَوْقوظة، فَالذَّالُ إِذاً أَعم تَصَرُّفًا. قَالَ: وَلِذَلِكَ قَضَيْنَا عَلَى أَن الذَّالَ هِيَ الأَصل. وَقَالَ الأَحمر: ضَرَبَهُ فَوَقَظَهُ. اللَّيْثُ: حُمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أَي ثَقِيلًا دَنِفاً مُشْفِياً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ: إِني لأَعلمُ مَتَى تَهْلِكُ العربُ، إِذا سَاسَهَا مَنْ لَمْ يُدْرك الْجَاهِلِيَّةَ فيأْخُذ بأَخلاقها وَلَمْ يُدركه الإِسلامُ فَيَقِذه الْوَرَعُ ؛ قَوْلُهُ: فيَقِذُه أَي يُسكِّنُه ويُثْخِنُه وَيَبْلُغُ مِنْهُ مَبْلَغًا يَمْنَعُهُ مِنَ انْتِهَاكِ مَا لَا يَحِلُّ وَلَا يَجْمُل. وَيُقَالُ: وَقَذَهُ الْحُلْمُ إِذا سكّنَه، وَالْوَقْذُ فِي الأَصل: الضَّرْبُ المُثْخن وَالْكَسْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فوقَذَ النِّفاقَ ، وَفِي روايةٍ الشيطانَ ، أَي كسَرَه ودَمغَه؛ وَفِي حَدِيثِهَا أَيضاً: وَكَانَ وَقِيذَ الْجَوَانِحِ أَي مَحْزُونَ الْقَلْبِ كأَن الْحُزْنَ قَدْ كَسَرَهُ وَضَعَّفَهُ، وَالْجَوَانِحُ تَحْبِسُ الْقَلْبَ وتَحْويه فأَضاف الوُقُوذَ إِليها. وَقَالَ خَالِدٌ: الْوَقْذُ أَن يُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاؤُه مِنْ وَرَاءِ أُذنيه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الوَقْذُ الضَّرْبُ عَلَى فَأْسِ القَفا فَتَصِيرُ هَدَّتُهَا إِلى الدِّمَاغَ فَيَذْهَبُ الْعَقْلُ، فَيُقَالُ: رَجُلٌ مَوْقُوذٌ. وَقَدْ وقَذَه الْحُلْمُ: سكَّنه. وَيُقَالُ: ضَرَبَهُ عَلَى مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المِرْفق أَو طَرَفِ المَنْكِب أَو الْكَعْبِ؛ وأَنشد للأَعشى: يَلْوينَني دَيْني النَّهَارَ وَأَقْتَضِي ... دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاس الرُّقَّدَا أَي صَارُوا كأَنهم سُكارى مِنَ النُّعَاسِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَقِيذُ الَّذِي يُغشى عَلَيْهِ لَا يُدْرى أَميت أَم لَا. وَيُقَالُ: وقَذَه النعاسُ إِذا غَلَبَهُ. وَرَجُلٌ وَقِيذٌ أَي مَا بِهِ طِرْقٌ.

وَنَاقَةٌ مُوَقَّذَة: أَثَّر الصِّرارُ فِي أَخْلافها مِنْ شَدِّه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَرْغَثُها وَلَدُهَا أَي يَرْضَعُها وَلَا يَخْرُجُ لَبَنُهَا إِلا نَزْرًا لِعِظَمِ ضَرْعِهَا فيُوقِذُها ذَلِكَ، ويأْخُذها لَهُ داءٌ وورمٌ فِي الضَّرْعِ. والوقائِذُ: حِجَارَةٌ مفروشة، واحدتها وَقيذَة. وَلَذَ: ولَذَ ولْذاً: أَسرع المَشي. وَرَجُلٌ وَلَّاذ مَلَّاذ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَمَذَ: ابْنُ الأَعرابي: الوَمْذَةُ الْبَيَاضُ النَّقِيُّ، وَاللَّهُ أَعلم.

ر

الجزء الرابع ر حَرْفُ الرَّاءِ الرَّاءُ: مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الذُّلْق، وَسُمِّيَتْ ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة فِي الْمَنْطِقِ إِنما هِيَ بطَرَف أَسَلَةِ اللِّسَانِ، وَالْحُرُوفُ الذُّلْقُ ثَلَاثَةٌ: الرَّاءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ، وَهُنَّ فِي حَيْزٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي أَوّل حَرْفِ الْبَاءِ دخولَ الْحُرُوفِ السِّتَّةِ الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دُخُولِهَا في أَبنية الكلام. فصل الألف أبر: أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره، ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره: أَصلحه. وأْتَبَرتَ فُلَانًا: سأَلتَه أَن يأْبُر نَخْلَكَ؛ وَكَذَلِكَ فِي الزَّرْعِ إِذا سأَلته أَن يُصْلِحَهُ لَكَ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وَلِيَ الأَصلُ الَّذِي، فِي مثلِه، ... يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ وَالْآبِرُ: الْعَامِلُ. والمُؤْتَبرُ: رَبُّ الزَّرْعِ. والمأْبور: الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ المُصْلَح. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ فِي دُعَائِهِ عَلَى الْخَوَارِجِ: أَصابَكم حاصِبٌ وَلَا بقِيَ مِنْكُمْ آبرِ أَي رَجُلٌ يَقُومُ بتأْبير النَّخْلِ وَإِصْلَاحِهَا، فَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَبَر الْمُخَفَّفَةِ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَوْلُهُ: أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم، ... والأَمرُ تَحقِرُهُ وَقَدْ يَنْمي قَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَعْنَى أَنهم قَدْ حَالَفُوا أَعداءَهم لِيَسْتَعِينُوا بِهِمْ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ، وَزَمَنُ الإِبار زَمَن تَلْقِيحِ النَّخْلِ وإِصلاحِه، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كُلُّ إِصلاحٍ إِبارة؛ وأَنشد قَوْلَ حُمَيْدٍ: إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها، ... حَتَّى أَصيدَكُما فِي بعضِها قَنَصا فَجَعَلَ إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة. وَفِي الْخَبَرِ: خَيْر الْمَالِ مُهْرة مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة ؛ السِّكَّة الطَّرِيقَةُ المُصْطَفَّة مِنَ النَّخْلِ، والمأْبُورة: المُلَقَّحة؛ يُقَالُ: أَبَرْتُ النَّخْلَةَ وأَبّرْتها، فَهِيَ مأْبُورة ومُؤَبَّرة، وَقِيلَ: السِّكَّةُ سِكَّةُ الْحَرْثِ، والمأْبُورة المُصْلَحَة لَهُ؛ أَرادَ خَيرُ الْمَالِ نِتَاجٌ أَو زَرْعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرت فَثَمَرتُها لِلْبَائِعِ إِلَّا أَن يَشْتَرِطَ المُبْتاع. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَذَلِكَ أَنها لَا تُؤْبَرُ إِلا بَعْدَ

ظُهُورِ ثَمَرَتِهَا وَانْشِقَاقُ طَلْعِهَا وكَوافِرِها مِنْ غَضِيضِها، وَشَبَّهَ الشَّافِعِيُّ ذَلِكَ بِالْوِلَادَةِ فِي الإِماء إِذا أُبِيعَت حَامِلًا تَبِعها وَلَدُهَا، وإِن وَلَدَتْهُ قَبْلَ ذَلِكَ كَانَ الْوَلَدُ لِلْبَائِعِ إِلا أَن يَشْتَرِطَهُ الْمُبْتَاعُ مَعَ الأُم؛ وَكَذَلِكَ النَّخْلُ إِذا أُبر أَو أُبيع «3». عَلَى التأْبير فِي الْمَعْنَيَيْنِ. وتأْبير النَّخْلِ: تَلْقِيحُهُ؛ يُقَالُ: نَخْلَةٌ مُؤَبَّرة مِثْلَ مأْبُورة، وَالِاسْمُ مِنْهُ الإِبار عَلَى وَزْنِ الإِزار. وَيُقَالُ: تأَبَّر الفَسِيلُ إِذَا قَبِل الإِبار؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: تَأَبّري يَا خَيْرَةَ الفَسِيلِ، ... إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول يَقُولُ: تَلَقَّحي مِنْ غَيْرِ تأْبير؛ وَفِي قَوْلِ مَالِكِ بْنِ أَنس: يَشترِطُ صَاحِبُ الأَرض عَلَى الْمَسَاقِي كَذَا وَكَذَا، وإِبارَ النَّخْلِ. وَرَوَى أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: يُقَالُ نَخْلٌ قَدْ أُبِّرَت، ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، فَمَنْ قَالَ أُبِّرت، فَهِيَ مُؤَبَّرة، وَمَنْ قَالَ وُبِرَت، فَهِيَ مَوْبُورَة، وَمَنْ قَالَ أُبِرَت، فَهِيَ مَأْبُورة أَي مُلقّحة، وَقَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يُقَالُ لِكُلِّ مُصْلِحِ صَنْعَةٍ: هُوَ آبِرُها، وإِنما قِيلَ للملقِّح آبِرٌ لأَنه مُصْلِحٌ لَهُ؛ وأَنشد: فَإِنْ أَنْتِ لَمْ تَرْضَيْ بِسَعْيِيَ فَاتْرُكي ... لِيَ البيتَ آبرْهُ، وكُوني مَكانِيا أَي أُصلحه، ابْنُ الأَعرابي: أَبَرَ إِذا آذَى وأَبَرَ إِذا اغْتَابَ وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النَّخْلَ وأَبَرَ أَصْلَح، وَقَالَ: المَأْبَر والمِئْبَر الحشُّ «4». تُلقّح بِهِ النَّخْلَةُ. وإِبرة الذِّرَاعِ: مُسْتَدَقُّها. ابْنُ سِيدَهْ: والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مَعَ طَرَف الزَّنْدِ مِنَ الذِّرَاعِ إِلى طَرَفِ الإِصبع؛ وَقِيلَ: الإِبرة مِنَ الإِنسان طَرَفُ الذِّرَاعِ الذي يَذْرَعُ منه الذراع؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِبرَةُ الذِّرَاعِ طَرَفُ الْعَظْمِ الَّذِي مِنْهُ يَذْرَع الذَّارِعُ، وَطَرَفُ عَظْمِ الْعَضُدِ الَّذِي يَلِي الْمِرْفَقَ يُقَالُ لَهُ الْقَبِيحُ، وزُجّ المِرْفق بَيْنَ القَبِيح وَبَيْنَ إِبرة الذراع، وأَنشد: حَتَّى تُلاقي الإِبرةُ الْقَبِيحَا وإِبرة الْفَرَسِ: شَظِيّة لَاصِقَةٌ بِالذِّرَاعِ لَيْسَتْ مِنْهَا. والإِبرة: عَظْمُ وَتَرة العُرْقوب، وَهُوَ عُظَيْم لَاصِقٌ بِالْكَعْبِ. وإِبرة الْفَرَسِ: مَا انْحَدّ مِنْ عُرْقُوبَيْهِ، وَفِي عُرْقُوبَيِ الْفَرَسِ إِبْرَتَانِ وَهُمَا حَدّ كُلِّ عُرْقُوبٍ مِنْ ظَاهِرٍ. والإِبْرة: مِسَلّة الْحَدِيدِ، وَالْجَمْعُ إِبَرٌ وإِبارٌ، قَالَ الْقُطَامِيُّ: وقوْلُ الْمَرْءِ يَنْفُذُ بَعْدَ حِينٍ ... أَماكِنَ، لَا تُجاوِزُها الإِبارُ وَصَانِعُهَا أَبّار. والإِبْرة: وَاحِدَةُ الإِبَر. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للمِخْيط إِبْرَةٌ، وَجَمْعُهَا إِبَر، وَالَّذِي يُسوّي الإِبر يُقَالُ لَهُ الأَبّار، وأَنشد شَمِرٌ فِي صِفَةِ الرِّيَاحِ لِابْنِ أَحمر: أَرَبَّتْ عَلَيْهَا كُلُّ هَوْجاء سَهْوةٍ، ... زَفُوفِ التَّوَالِي، رَحْبَةِ المُتَنَسِّم «5». إِبارِيّةٍ هَوْجاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى، ... إِذا أَرْزَمَتْ جَاءَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ، ... تَرى البِيدَ، مِنْ إِعْصافِها الجَرْي، تَرْتَمِي تَحِنُّ وَلَمْ تَرْأَمْ فَصِيلًا، وإِن تَجِدْ ... فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً، فليْسَ بِدَائِمٍ ... بِهِ وَتِدٌ، إِلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ وَفِي الْحَدِيثِ: المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور ، وَفِي حَدِيثِ

_ (3). قوله: [أباع] لغة في باع كما قال ابن القطاع (4). قوله: [الحش إلخ] كذا بالأَصل ولعله المحش (5). قوله: [هوجاء] وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام

مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: ومثَلُ الْمُؤْمِنِ مثَلُ الشَّاةِ المأْبورة أَي الَّتِي أَكلت الإِبرة فِي عَلَفها فَنَشِبَت فِي جَوْفِهَا، فَهِيَ لَا تأْكل شَيْئًا، وإِن أَكلت لَمْ يَنْجَعْ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وأَشار إِلى لِحْيَتِهِ ورأْسه، فَقَالَ النَّاسُ: لَوْ عَرَّفْنَاهُ أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم ؛ وَهُوَ مِنْ أَبَرْت الْكَلْبَ إِذا أَطعمته الإِبرة فِي الْخُبْزِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرجه الْحَافِظُ أَبو مُوسَى الأَصفهاني فِي حَرْفِ الْهَمْزَةِ وَعَادَ فأَخرجه فِي حَرْفِ الْبَاءِ وَجَعَلَهُ مِنَ البَوار الْهَلَاكِ، وَالْهَمْزَةُ فِي الأَوّل أَصلية، وَفِي الثَّانِي زَائِدَةٌ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ أَيضاً. وَيُقَالُ لِلِّسَانِ: مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول. وإِبرة الْعَقْرَبِ: الَّتِي تلدَغُ بِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: طَرَفُ ذَنَبِهَا. وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً: لِسَعَتِهِ أَي ضَرَبْتُهُ بإِبرتها. وَفِي حَدِيثِ أَسماء بِنْتِ عُمَيْس: قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلا تَتَزَوَّجَ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: مَا لي صَفْراء وَلَا بيضاءُ، وَلَسْتُ بِمأْبُور فِي دِينِي فيُوَرِّي بِهَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِّي، إِنِّي لأَوّلُ مَنْ أَسلم ،؛ المأْبور: مَنْ أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها، يَعْنِي لَسْتُ غَيْرَ الصَّحِيحِ الدِّينِ وَلَا المُتّهَمَ فِي الإِسلام فيَتَأَلّفني عَلَيْهِ بِتَزْوِيجِهَا إِيَّايَ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَسَنَذْكُرُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ رُوِيَ: لَسْتُ بمأْبون، بِالنُّونِ، لَكَانَ وَجْهًا. والإِبْرَة والمِئْبَرَة، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: النَّمِيمَةُ. والمآبِرُ: النَّمَائِمُ وَإِفْسَادُ ذاتِ الْبَيْنِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَذَلِكَ مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه، ... ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك الْمَآبِرَا والإِبْرَةُ: فَسِيلُ المُقْل يَعْنِي صِغَارَهَا، وَجَمْعُهَا إِبَرٌ وإِبَرات؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات. والمِئْبَر: مَا رَقّ مِنَ الرَّمْلِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: إِلى المِئْبَر الرَّابِي مِنَ الرّملِ ذِي الغَضا ... تَراها؛ وَقَدْ أَقْوَتْ، حَدِيثًا قديمُها وأَبَّرَ الأَثَر: عَفّى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّورى: أَنَّ السِّتَّةَ لَمَّا اجْتَمَعُوا تَكَلَّمُوا فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ فِي خُطْبَتِهِ: لَا تُؤَبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دِينَكُمْ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ الرِّيَاشِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ: التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ يُؤَبِّر أَثره حَتَّى لَا يُعْرف طَرِيقُهُ إِلا التُّفَّة، وَهِيَ عَناق الأَرض؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَفِي تَرْجَمَةِ بأَر وابْتَأَر الحَرُّ قَدَمَيْهِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي الِابْتِئَارِ لُغَتَانِ يُقَالُ ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابْتِئَارًا وأْتِباراً؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فإِن لَمْ تَأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ، ... فَلَيْسَ لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ يَعْنِي اصْطِنَاعَ الْخَيْرِ والمعروف وتقديمه. أتر: الأُتْرُور: لُغَةٌ فِي التُّؤْرُور مقلوب عنه. أثر: الأَثر: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ آثَارٌ وأُثور. وَخَرَجْتُ فِي إِثْره وَفِي أَثَره أَي بَعْدَهُ. وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته: تَتَبَّعْتُ أَثره؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وَيُقَالُ: آثَرَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا وَكَذَا أَي أَتْبَعه إِياه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ يَصِفُ الْغَيْثَ: فَآثَرَ سَيْلَ الوادِيَيْنِ بِدِيمَةٍ، ... تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً، مِنَ النَّبْتِ، خِرْوعا أَي أَتبع مَطَرًا تَقَدَّمَ بِدِيمَةٍ بَعْدَهُ. والأَثر، بِالتَّحْرِيكِ: مَا بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ. والتأْثير: إِبْقاءُ الأَثر فِي الشَّيْءِ. وأَثَّرَ فِي الشَّيْءِ: تَرَكَ فِيهِ أَثراً. والآثارُ: الأَعْلام. والأَثِيرَةُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْعَظِيمَةُ

الأَثَر فِي الأَرض بِخُفِّهَا أَو حَافِرِهَا بَيّنَة الإِثارَة. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرى لَهُ أَيْنَ أَثرٌ وَمَا يُدْرَى لَهُ مَا أَثَرٌ أَي مَا يُدْرَى أَين أَصله وَلَا مَا أَصله. والإِثارُ: شِبْهُ الشِّمال يُشدّ عَلَى ضَرْع الْعَنْزِ شِبْه كِيس لِئَلَّا تُعانَ. والأُثْرَة، بِالضَّمِّ: أَن يُسْحَى بَاطِنُ خُفِّ الْبَعِيرِ بِحَدِيدَةٍ ليُقْتَصّ أَثرُهُ. وأَثَرَ خفَّ الْبَعِيرِ يأْثُرُه أَثْراً وأَثّرَه: حَزَّه. والأَثَرُ: سِمَة فِي بَاطِنِ خُفِّ الْبَعِيرِ يُقْتَفَرُ بِهَا أَثَرهُ، وَالْجَمْعُ أُثور. والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور، عَلَى تُفعول بِالضَّمِّ: حَدِيدَةٌ يُؤْثَرُ بِهَا خُفُّ الْبَعِيرِ لِيُعْرَفَ أَثرهُ فِي الأَرض؛ وَقِيلَ: الأُثْرة والثُّؤْثور والثَّأْثور، كُلُّهَا: عَلَامَاتٌ تَجْعَلُهَا الأَعراب فِي بَاطِنِ خُفِّ الْبَعِيرِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: أَثَرْتُ البعيرَ، فَهُوَ مأْثور، ورأَيت أُثرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي مَوْضِعَ أَثَره مِنَ الأَرض. والأَثِيرَةُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْعَظِيمَةُ الأَثرِ فِي الأَرض بِخُفِّهَا أَو حَافِرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ فِي رِزْقِهِ ويَنْسَأَ فِي أَثَرِه فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ؛ الأَثَرُ: الأَجل، وَسُمِّيَ بِهِ لأَنه يَتْبَعُ الْعُمْرَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: والمرءُ مَا عَاشَ ممدودٌ لَهُ أَمَلٌ، ... لَا يَنْتَهي العمْرُ حَتَّى يَنْتَهِيَ الأَثَرُ وأَصله مَنْ أَثَّرَ مَشْيُه فِي الأَرض، فإِنَّ مَنْ مَاتَ لَا يَبْقَى لَهُ أَثَرٌ وَلَا يُرى لأَقدامه فِي الأَرض أَثر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِلَّذِي مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي: قَطَع صلاتَنا قَطَعَ اللَّهُ أَثره؛ دَعَا عَلَيْهِ بِالزَّمَانَةِ لأَنه إِذا زَمِنَ انْقَطَعَ مَشْيُهُ فَانْقَطَعَ أَثَرُه. وأَما مِيثَرَةُ السَّرْجِ فَغَيْرُ مَهْمُوزَةٍ. والأَثَر: الْخَبَرُ، وَالْجَمْعُ آثَارٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ ؛ أَي نَكْتُبُ مَا أَسلفوا مِنْ أَعمالهم وَنَكْتُبُ آثَارَهُمْ أَي مَن سَنَّ سُنَّة حَسَنة كُتِب لَهُ ثوابُها، ومَن سنَّ سُنَّة سَيِّئَةً كُتِبَ عَلَيْهِ عِقَابُهَا، وَسُنَنُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، آثَارُهُ. والأَثْرُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَثَرْتُ الْحَدِيثَ آثُرُه إِذا ذَكَرْتُهُ عَنْ غَيْرِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَثَرَ الحديثَ عَنِ الْقَوْمِ يأْثُرُه ويَأْثِرُه أَثْراً وأَثارَةً وأُثْرَةً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: أَنبأَهم بِمَا سُبِقُوا فِيهِ مِنَ الأَثَر؛ وَقِيلَ: حَدَّثَ بِهِ عَنْهُمْ فِي آثَارِهِمْ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَن الأُثْرة الِاسْمُ وَهِيَ المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي دُعَائِهِ عَلَى الْخَوَارِجِ: وَلَا بَقِيَ مِنْكُمْ آثِرٌ أَي مُخْبِرٌ يَرْوِي الْحَدِيثَ؛ وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيضاً بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي سُفْيَانَ فِي حَدِيثِ قَيْصَرَ: لَوْلَا أَن يَأْثُرُوا عَنِّي الْكَذِبَ أَي يَرْوُون وَيَحْكُونَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه حَلَفَ بأَبيه فَنَهَاهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: فَمَا حَلَفْتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَما قَوْلُهُ ذَاكِرًا فَلَيْسَ مِنَ الذِّكْرِ بَعْدَ النِّسْيَانِ إِنما أَراد مُتَكَلِّمًا بِهِ كَقَوْلِكَ ذَكَرْتُ لِفُلَانٍ حَدِيثَ كَذَا وَكَذَا، وَقَوْلُهُ وَلَا آثِراً يُرِيدُ مُخْبِرًا عَنْ غَيْرِي أَنه حَلَفَ بِهِ؛ يَقُولُ: لَا أَقول إِن فُلَانًا قَالَ وأَبي لَا أَفعل كَذَا وَكَذَا أَي مَا حَلَفْتُ بِهِ مُبْتَدِئًا مِنْ نَفْسِي، وَلَا رَوَيْتُ عَنْ أَحد أَنه حَلَفَ بِهِ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ: حَدِيثٌ مأْثور أَي يُخْبِر الناسُ بِهِ بعضُهم بَعْضًا أَي يَنْقُلُهُ خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ؛ يُقَالُ مِنْهُ: أَثَرْت الْحَدِيثَ، فَهُوَ مَأْثور وأَنا آثَرُ؛ قَالَ الأَعشى: إِن الَّذِي فِيهِ تَمارَيْتُما ... بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ وَيُرْوَى بَيَّنَ. وَيُقَالُ: إِن المأْثُرة مَفْعُلة مِنْ هَذَا يَعْنِي الْمَكْرُمَةَ، وإِنما أُخذت مِنْ هَذَا لأَنها يأْثُرها قَرْنٌ عَنْ قَرْنٍ أَي يَتَحَدَّثُونَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ،

كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ولَسْتُ بمأْثور فِي دِينِي أَي لَسْتُ مِمَّنْ يُؤْثَرُ عَنِّي شَرٌّ وَتُهْمَةٌ فِي دِينِي، فَيَكُونُ قَدْ وُضِعَ المأْثور مَوْضع المأْثور عَنْهُ؛ وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَته وأَثارَتُه: بَقِيَّةٌ مِنْهُ تُؤْثَرُ أَي تُرْوَى وَتُذْكَرُ؛ وَقُرِئَ: «1». أَو أَثْرَةٍ مِنْ عِلْم وأَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ وأَثارَةٍ، والأَخيرة أَعلى؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَثارَةٌ فِي مَعْنَى عَلَامَةٍ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى مَعْنَى بَقِيَّةٍ مِنْ عِلْمٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى مَا يُؤْثَرُ مِنَ الْعِلْمِ. وَيُقَالُ: أَو شَيْءٌ مأْثور مِنْ كُتُبِ الأَوَّلين، فَمَنْ قرأَ: أَثارَةٍ، فَهُوَ الْمَصْدَرُ مِثْلَ السَّمَاحَةِ، وَمَنْ قرأَ: أَثَرةٍ فإِنه بَنَاهُ عَلَى الأَثر كَمَا قِيلَ قَتَرَةٌ، وَمَنْ قرأَ: أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مِثْلَ الخَطْفَة والرَّجْفَةِ. وسَمِنَتِ الإِبل وَالنَّاقَةُ عَلَى أَثارة أَي عَلَى عَتِيقِ شَحْمٍ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْهِ ... نَباتاً فِي أَكِمَّتِهِ فَفارا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ أَو أَثارة مِنْ عِلْمٍ مِنْ هَذَا لأَنها سَمِنَتْ عَلَى بَقِيَّةِ شَحْم كَانَتْ عَلَيْهَا، فكأَنها حَمَلَت شَحْمًا عَلَى بَقِيَّةِ شَحْمِهَا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَو أَثارة مِنْ عِلْمٍ إِنه عِلْمُ الْخَطِّ الَّذِي كَانَ أُوتيَ بعضُ الأَنبياء. وَسُئِلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْخَطِّ فَقَالَ: قَدْ كَانَ نَبِيٌّ يَخُط فَمَنْ وَافَقَهُ خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه مِنَ الخَطَّاطِين خَطَّ ذَلِكَ النَّبِيِّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَدْ علِمَ عِلْمَه. وغَضِبَ عَلَى أَثارَةٍ قَبْلَ ذَلِكَ أَي قَدْ كَانَ «2». قَبْلَ ذَلِكَ مِنْهُ غَضَبٌ ثُمَّ ازْدَادَ بَعْدَ ذَلِكَ غَضَبًا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والأُثْرَة والمأْثَرَة والمأْثُرة، بِفَتْحِ الثَّاءِ وَضَمِّهَا: الْمَكْرَمَةُ لأَنها تُؤْثر أَي تُذْكَرُ ويأْثُرُها قَرْنٌ عَنْ قَرْنٍ يَتَحَدَّثُونَ بِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: المَكْرُمة الْمُتَوَارَثَةُ. أَبو زَيْدٍ: مأْثُرةٌ وَمَآثِرُ وَهِيَ الْقَدَمُ فِي الْحَسَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا إِنَّ كُلَّ دَمٍ ومأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فإِنها تَحْتَ قَدَمَيّ هَاتَيْنِ ؛ مآثِرُ الْعَرَبِ: مكارِمُها ومفاخِرُها الَّتِي تُؤْثَر عَنْهَا أَي تُذْكَر وَتُرْوَى، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وآثَرَه: أَكرمه. وَرَجُلٌ أَثِير: مَكِينٌ مُكْرَم، وَالْجَمْعُ أُثَرَاءُ والأُنثى أَثِيرَة. وآثَرَه عَلَيْهِ: فَضَّلَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا . وأَثِرَ أَن يَفْعَلَ كَذَا أَثَراً وأَثَر وآثَرَ، كُلُّهُ: فَضّل وقَدّم. وآثَرْتُ فُلَانًا عَلَى نَفْسِي: مِنَ الإِيثار. الأَصمعي: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك. وَفُلَانٌ أَثِيرٌ عِنْدَ فُلَانٍ وذُو أُثْرَة إِذا كَانَ خَاصًّا. وَيُقَالُ: قَدْ أَخَذه بِلَا أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وَبِلَا اسْتِئثارٍ أَي لَمْ يستأْثر عَلَى غَيْرِهِ وَلَمْ يأْخذ الأَجود؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ يَمْدَحُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لَهَا، ... لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بِهَا الإِثَرُ أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ، وكأَنَّ الإِثَرَ جَمْعُ الإِثْرَة وَهِيَ الأَثَرَة؛ وَقَوْلُ الأَعرج الطَّائِيِّ: أَراني إِذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته، ... فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِير قَالَ: يُرِيدُ المأْثور الَّذِي أَخَذَ فِيهِ؛ قَالَ: وَهُوَ مِنْ

_ (1). قَوْلِهِ: [وقرئ إلخ] حاصل القراءات ست: أثارة بفتح أو كسر، وأثرة بفتحتين، وأثرة مثلثة الهمزة مع سكون الثاء، فالأَثارة، بالفتح، البقية أي بقية من علم بقيت لكم من علوم الأَولين، هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به، وبالكسر من أثار الغبار أريد منها المناظرة لأنها تثير المعاني. والأثرة بفتحتين بمعنى الاستئثار والتفرد، والأثرة بالفتح مع السكون بناء مرة من رواية الحديث، وبكسرها معه بمعنى الأثرة بفتحتين وبضمها معه اسم للمأثور المرويّ كالخطبة انتهى ملخصاً من البيضاوي وزاده (2). قوله: [قد كان إلخ] كذا بالأصل، والذي في مادة خ ط ط منه: قَدْ كَانَ نَبِيٌّ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ علم مثل علمه، فلعل ما هنا رواية، وأي مقدمة على علم من مبيض المسودة

قَوْلِهِمْ خُذْ هَذَا آثِراً. وَشَيْءٌ كَثِيرٌ أَثِيرٌ: إِتباع لَهُ مِثْلَ بَثِيرٍ. واسْتأْثَرَ بِالشَّيْءِ عَلَى غَيْرِهِ: خصَّ بِهِ نَفْسَهُ واستبدَّ بِهِ؛ قَالَ الأَعشى: اسْتَأْثَرَ اللهُ بالوفاءِ و ... بالعدْلِ، ووَلَّى المَلامَة الرَّجُلَا وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا اسْتأْثر اللَّهُ بِشَيْءٍ فَالْهَ عَنْهُ. وَرَجُلٌ أَثُرٌ، عَلَى فَعُل، وأَثِرٌ: يسْتَأْثر عَلَى أَصحابه فِي القَسْم. وَرَجُلٌ أَثْر، مِثَالُ فَعْلٍ: وَهُوَ الَّذِي يَسْتَأْثِر عَلَى أَصحابه، مُخَفَّفٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ أَي يَحْتَاجُ «1». لِنَفْسِهِ أَفعالًا وأَخلاقاً حَسَنَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ للأَنصار: إِنكم ستَلْقَوْنَ بَعْدي أَثَرَةً فاصْبروا ؛ الأَثَرَة، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالثَّاءِ: الِاسْمُ مِنْ آثَرَ يُؤْثِر إِيثاراً إِذا أَعْطَى، أَراد أَنه يُسْتَأْثَرُ عَلَيْكُمْ فَيُفَضَّل غيرُكم فِي نَصِيبِهِ مِنَ الْفَيْءِ. والاستئثارُ: الِانْفِرَادُ بِالشَّيْءِ؛ ومنه حديث عمر: فو الله مَا أَسْتَأْثِرُ بِهَا عَلَيْكُمْ وَلَا آخُذُها دُونَكُمْ ، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ لَمَّا ذُكر لَهُ عُثْمَانُ لِلْخِلَافَةِ فَقَالَ: أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أَي إِيثارَه وَهِيَ الإِثْرَةُ، وَكَذَلِكَ الأُثْرَةُ والأَثْرَة؛ وأَنشد أَيضاً: ما آثروك بها إِذ قدَّموك لَهَا، ... لَكِنْ بِهَا استأْثروا، إِذ كَانَتِ الإِثَرُ وَهِيَ الأُثْرَى؛ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا ذِئْبُ هَل لكَ فِي أَخٍ ... يُواسِي بِلا أُثْرَى عَلَيْكَ وَلَا بُخْلِ؟ وَفُلَانٌ أَثيري أَي خُلْصاني. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ قَدْ آثَرْت أَن أَقول ذَلِكَ أُؤَاثرُ أَثْراً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، أَي إِن كَانَ لَا بُدَّ أَن تأْتينا فأْتنا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: قَدْ أَثِرَ أَنْ يَفْعلَ ذَلِكَ الأَمر أَي فَرغ لَهُ وعَزَم عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لَقَدْ أَثِرْتُ بأَن أَفعل كَذَا وَكَذَا وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزْمٍ. وَيُقَالُ: افْعَلْ هَذَا يَا فُلَانُ آثِراً مَّا؛ إِن اخْتَرْتَ ذَلِكَ الْفِعْلَ فَافْعَلْ هَذَا إِمَّا لَا. واسْتَأْثرَ اللَّهُ فُلَانًا وَبِفُلَانٍ إِذا مَاتَ، وَهُوَ مِمَّنْ يُرجى لَهُ الْجَنَّةُ ورُجِيَ لَهُ الغُفْرانُ. والأَثْرُ والإِثْرُ والأُثُرُ، عَلَى فُعُلٍ، وَهُوَ وَاحِدٌ لَيْسَ بِجَمْعٍ: فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه، وَالْجَمْعُ أُثور؛ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ الأَبرص: ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا ... سُيوفاً، عَلَيْهِنَّ الأُثورُ، بَواتِكا وأَنشد الأَزهري: كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ، ... عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بِهَا الأُثُرُ وأَثْرُ السَّيْفِ: تَسَلْسُلُه وديباجَتُه؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِهِ: فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لَا أُهَلِّكْ، ... كَوَقْع السيفِ ذِي الأَثَرِ الفِرِنْدِ فإِن ثَعْلَبًا قَالَ: إِنما أَراد ذِي الأَثْرِ فَحَرَّكَهُ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا ضَرُورَةَ هُنَا عِنْدِي لأَنه لَوْ قَالَ ذِي الأَثْر فَسَكَّنَهُ عَلَى أَصله لَصَارَ مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن، وَهَذَا لَا يَكْسِرُ الْبَيْتَ، لَكِنَّ الشَّاعِرَ إِنما أَراد تَوْفِيَةَ الْجُزْءِ فَحَرَّكَ لِذَلِكَ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، وأَبدل الفرنْدَ مِنَ الأَثَر. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ يَعْقُوبُ لَا يَعْرِفُ الأَصمعي الأَثْر إِلا بِالْفَتْحِ؛ قَالَ: وأَنشدني عِيسَى بْنُ عُمَرَ لِخِفَافِ بْنِ نُدْبَةَ وَنُدْبَةُ أُمّه: جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها خِفافاً، ... كلُّها يَتْقي بأَثْر

_ (1). قوله: [أي يحتاج] كذا بالأصل. ونص الصحاح: رجل أثر، بالضم على فعل بضم العين، إذا كان يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أخلاقاً إلخ

أَي كُلُّهَا يَسْتَقْبِلُكَ بِفَرِنَدِهِ، ويَتْقِي مُخَفَّفٌ مِنْ يَتَّقي، أَي إِذا نَظَرَ النَّاظِرُ إِليها اتَّصَلَ شُعَاعُهَا بِعَيْنِهِ فَلَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ النَّظَرِ إِليها، وَيُقَالُ تَقَيْتُه أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه. وَسَيْفٌ مأْثور: فِي مَتْنِهِ أَثْر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُقَالُ إِنه يَعْمَلُهُ الْجِنُّ وَلَيْسَ مِنَ الأَثْرِ الَّذِي هُوَ الْفِرِنْدُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِني أُقَيِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَتي، ... وَلَا أُبالي، وَلَوْ كنَّا عَلَى سَفَر قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ المَأْثور مَفْعول لَا فِعْلَ لَهُ كَمَا ذَهَبَ إِليه أَبو عَلِيٍّ في المَفْؤُود الَّذِي هُوَ الْجَبَانُ. وأُثْر الْوَجْهِ وأُثُرُه: مَاؤُهُ ورَوْنَقُه وأَثَرُ السَّيْفِ: ضَرْبَته. وأُثْر الجُرْح: أَثَرهُ يبقى بعد ما يبرأُ. الصِّحَاحُ: والأُثْر، بِالضَّمِّ، أَثَر الْجُرْحِ يَبْقَى بَعْدَ البُرء، وَقَدْ يُثَقَّلُ مِثْلَ عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وأَنشد: عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بِهَا الأُثر هَذَا الْعَجُزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: بيضٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بِهَا الأَثر وَالصَّحِيحُ مَا أَوردناه؛ قَالَ: وَفِي النَّاسِ مَنْ يَحْمِلُ هَذَا عَلَى الْفِرِنْدِ. والإِثْر والأُثْر: خُلاصة السمْن إِذا سُلِئَ وَهُوَ الخَلاص والخِلاص، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ إِذا فَارَقَهُ السَّمْنُ؛ قَالَ: والإِثْرَ والضَّرْبَ مَعًا كالآصِيَه الآصِيَةُ: حُساءٌ يُصْنَعُ بِالتَّمْرِ؛ وَرَوَى الإِيادي عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه كَانَ يَقُولُ الإِثر، بِكَسْرَةِ الْهَمْزَةِ، لِخُلَاصَةِ السَّمْنِ؛ وأَما فِرِنْدُ السَّيْفِ فَكُلُّهُمْ يَقُولُ أُثْر. ابْنُ بُزُرج: جَاءَ فُلَانٌ عَلَى إِثْرِي وأَثَري؛ قَالُوا: أُثْر السَّيْفِ، مَضْمُومٌ: جُرْحه، وأَثَرُه، مَفْتُوحٌ: رَوْنَقُهُ الَّذِي فِيهِ. وأُثْرُ الْبَعِيرِ فِي ظَهْرِهِ، مَضْمُومٌ؛ وأَفْعَل ذَلِكَ آثِراً وأَثِراً. وَيُقَالُ: خَرَجْتُ فِي أَثَرِه وإِثْرِه، وَجَاءَ فِي أَثَرِهِ وإثِرِه، وَفِي وَجْهِهِ أَثْرٌ وأُثْرٌ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الأُثْر، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، مِنَ الْجُرْحِ وَغَيْرِهِ فِي الْجَسَدِ يبرأُ وَيَبْقَى أَثَرُهُ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ فِي هَذَا أَثْرٌ وأُثْرٌ، وَالْجَمْعُ آثَارٌ، وَوَجْهُهُ إِثارٌ، بِكَسْرِ الأَلف. قَالَ: وَلَوْ قُلْتَ أُثُور كُنْتَ مُصِيبًا. وَيُقَالُ: أَثَّر بِوَجْهِهِ وَبِجَبِينِهِ السُّجُودُ وأَثَّر فِيهِ السَّيْفُ والضَّرْبة. الْفَرَّاءُ: ابدَأْ بِهَذَا آثِرًا مَّا، وآثِرَ ذِي أَثِير، وأَثيرَ ذِي أَثيرٍ أَي ابدَأْ بِهِ أَوَّل كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: افْعَلْه آثِراً مَا وأَثِراً مَا أَي إِن كُنْتَ لَا تَفْعَلُ غَيْرَهُ فَافْعَلْهُ، وَقِيلَ: افْعَلْهُ مُؤثراً له على غيره، وما زَائِدَةٌ وَهِيَ لَازِمَةٌ لَا يَجُوزُ حَذْفُهَا، لأَن مَعْنَاهُ افْعَلْهُ آثِراً مُخْتَارًا لَهُ مَعْنيّاً بِهِ، مِنْ قَوْلِكَ: آثَرْتُ أَن أَفعل كَذَا وَكَذَا. ابْنُ الأَعرابي: افْعَلْ هَذَا آثِرَا مَّا وَآثِرًا، بِلَا مَا، وَلَقِيتُهُ آثِراً مَّا، وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْن وَذِي يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِير أَي أَوَّل كُلِّ شَيْءٍ، وَلَقِيتُهُ أَوَّل ذِي أَثِيرٍ، وإِثْرَ ذِي أَثِيرٍ؛ وَقِيلَ: الأَثير الصُّبْحُ، وَذُو أَثيرٍ وَقْتُه؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: فَقَالُوا: مَا تُرِيدُ؟ فَقُلْت: أَلْهُو ... إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِير وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِثْرَ ذِي أَثِيرَيْن وأَثَرَ ذِي أَثِيرَيْن وإِثْرَةً مَّا. الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِمْ: خُذْ هَذَا آثِراً مَا، قَالَ: كأَنه يُرِيدُ أَن يأْخُذَ مِنْهُ وَاحِدًا وَهُوَ يُسامُ عَلَى آخَرَ فَيَقُولُ: خُذْ هَذَا الْوَاحِدَ آثِراً أَي قَدْ آثَرْتُك بِهِ وَمَا فِيهِ حَشْوٌ ثُمَّ سَلْ آخَرَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ أَثِرَ فُلانٌ بقَوْل كَذَا وَكَذَا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ، وَذَلِكَ إِذا أَبصر الشَّيْءَ وضَرِيَ بِمَعْرِفَتِهِ وحَذِقَه. والأُثْرَة: الْجَدْبُ وَالْحَالُ غَيْرُ الْمَرْضِيَّةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْرَةً، ... كفاهُ حمارٌ، مِنْ غَنِيٍّ، مُقَيَّدُ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوني عَلَى الْحَوْضِ. وأَثَر الفَحْلُ النَّاقَةَ يَأْثُرُها أَثْراً: أَكثَرَ ضِرابها. أجر: الأَجْرُ: الْجَزَاءُ عَلَى الْعَمَلِ، وَالْجَمْعُ أُجور. والإِجارَة: مِنْ أَجَر يَأْجِرُ، وَهُوَ مَا أَعطيت مِنْ أَجْر فِي عَمَلٍ. والأَجْر: الثَّوَابُ؛ وَقَدْ أَجَرَه اللَّهُ يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه اللَّهُ إِيجاراً. وأْتَجَرَ الرجلُ: تَصَدَّقَ وَطَلَبَ الأَجر. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الأَضاحي: كُلُوا وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تَصَدَّقُوا طَالِبِينَ لِلأَجْرِ بِذَلِكَ. قَالَ: وَلَا يَجُوزُ فِيهِ اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الْهَمْزَةَ لَا تُدْغَمُ فِي التَّاءِ لأَنَّه مِنَ الأَجر لَا مِنَ التِّجَارَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ أَجازه الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدِ وَقَدْ قَضَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، صلاتَه فَقَالَ: مَنْ يَتّجِر يَقُومُ فَيُصَلِّي مَعَهُ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ إِنما هِيَ يأْتَجِر، فإِن صَحَّ فِيهَا يَتَّجِرُ فَيَكُونُ مِنَ التِّجَارَةِ لَا مِنَ الأَجر كأَنه بِصَلَاتِهِ مَعَهُ قَدْ حصَّل لِنَفْسِهِ تِجارة أَي مَكْسَباً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ: وَمَنْ أَعطاها مُؤْتَجِراً بِهَا. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: آجَرَني اللَّهُ فِي مُصِيبَتِي وأَخْلف لِي خَيْراً مِنْهَا ؛ آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر وَالْجَزَاءَ، وَكَذَلِكَ أَجَرَه يَأْجُرُه ويأْجِرُه، والأَمر مِنْهُمَا آجِرْني وأْجُرْني. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا ؛ قِيلَ: هُوَ الذِّكْر الْحَسَنُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ مِنْ أُمة مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّصَارَى وَالْيَهُودِ وَالْمَجُوسِ إِلَّا وَهُمْ يُعَظِّمُونَ إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقِيلَ: أَجْرُه فِي الدُّنْيَا كونُ الأَنبياء مِنْ وَلَدِهِ، وَقِيلَ: أَجْرُه الولدُ الصَّالِحُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ؛ الأَجر الكريمُ: الجنةُ. وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً، فَهُوَ مأْجور، وَآجِرُهُ، يُؤَجِّرُهُ إِيجاراً ومؤاجَرَةً، وكلٌّ حسَنٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَآجَرْتُ عَبْدِي أُوجِرُه إِيجاراً، فَهُوَ مُؤْجَرٌ. وأَجْرُ المرأَة: مَهْرُها؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ . وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ نفسَها مؤاجَرَةً: أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ؛ وَآجَرَ الإِنسانَ واستأْجره. والأَجيرُ: المستأْجَرُ، وَجَمْعُهُ أُجَراءُ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فِيهِ، ... إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا وَالِاسْمُ مِنْهُ: الإِجارةُ. والأُجْرَةُ: الْكِرَاءُ. تَقُولُ: استأْجرتُ الرجلَ، فَهُوَ يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يَصِيرُ أَجيري. وأْتَجَرَ عَلَيْهِ بِكَذَا: مِنَ الأُجرة؛ وَقَالَ أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي، وَالصَّحِيحُ أَنه لِمُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ الْخَارِجِيِّ: يَا أَحْسنَ الناسِ، إِلّا أَنّ نائلَها، ... قِدْماً لِمَنْ يَرْتَجي مَعْرُوفَهَا، عَسِرُ وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ بِهِ، ... وإِنما قَلْبُها لِلْمُشْتَكِي حَجَرُ هَلْ تَذْكُريني؟ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ، ... وقدْ يَدومُ لِعَهْدِ الخُلَّةِ الذِّكَرُ قَوْلي، ورَكْبُكِ قَدْ مَالَتْ عمائمُهُم، ... وَقَدْ سَقَاهُمْ بكَأْس النَّومَةِ السهرُ: يَا لَيْت أَني بأَثوابي وَرَاحِلَتِي ... عبدٌ لأَهلِكِ، هَذَا الشهرَ، مُؤْتَجَرُ إِنْ كَانَ ذَا قَدَراً يُعطِيكِ نَافِلَةً ... منَّا ويَحْرِمُنا، مَا أَنْصَفَ القَدَرُ

جِنِّيَّةٌ، أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها، ... تَرْمِي القلوبَ بقوسٍ مَا لَهَا وَتَرُ قَوْلُهُ: يَا لَيْتَ أَني بأَثوابي وَرَاحِلَتِي أَي مَعَ أَثوابي. وَآجَرْتُهُ الدارَ: أَكريتُها، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ وأَجرْتُه. والأُجْرَةُ والإِجارَةُ والأُجارة: مَا أَعْطيتَ مِنْ أَجرٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى ثَعْلَبًا حَكَى فِيهِ الأَجارة، بِالْفَتْحِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ ؛ قَالَ الفرّاءُ: يَقُولُ أَن تَجْعَلَ ثَوَابِي أَن تَرْعَى عليَّ غَنمي ثَمَانِي حِجَج؛ وَرَوَى يُونُسُ: مَعْنَاهَا عَلَى أَن تُثِيبَني عَلَى الإِجارة؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: آجركَ اللهُ أَي أَثابك اللَّهُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: قالَتْ إِحْداهُما يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ؛ أَي اتَّخِذْهُ أَجيراً؛ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ؛ أَي خيرَ مَنِ اسْتَعْمَلْتَ مَنْ قَوِيَ عَلَى عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة. قَالَ وَقَوْلُهُ: عَلَى أَن تأْجُرَني ثمانيَ حِجَج أَي تَكُونُ أَجيراً لِي. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أُجِرَ فلانٌ خَمْسَةً مِنْ وَلَدِه أَي مَاتُوا فَصَارُوا أَجْرَهُ. وأَجِرَتْ يدُه تأْجُر وتَأْجِرُ أَجْراً وإِجاراً وأُجوراً: جُبِرَتْ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ فَبَقِيَ لَهَا عَثْمٌ، وَهُوَ مَشَشٌ كَهَيْئَةِ الْوَرَمِ فِيهِ أَوَدٌ؛ وآجَرَها هُوَ وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً. الْجَوْهَرِيُّ: أَجَرَ العظمُ يأْجُر ويأْجِرُ أَجْراً وأُجوراً أَي برئَ عَلَى عَثْمٍ. وَقَدْ أُجِرَتْ يدُه أَي جُبِرَتْ، وآجَرَها اللهُ أَي جَبَرَهَا عَلَى عَثْمٍ. وَفِي حَدِيثِ ديَة التَّرْقُوَةِ: إِذا كُسِرَت بَعيرانِ، فإِن كَانَ فِيهَا أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة ؛ الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت عَلَى عُقْدَة وَغَيْرِ اسْتِوَاءٍ فَبَقِيَ لَهَا خُرُوجٌ عَنْ هَيْئَتِهَا. والمِئْجارُ: المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كَمَا يَصْلُبُ الْعَظْمُ الْمَجْبُورُ؛ قَالَ الأَخطل: والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ فِي شَرِيدِهِم، ... كأَنه لاعبٌ يَسْعَى بِمِئْجارِ الْكِسَائِيُّ: الإِجارةُ فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ: أَن تَكُونَ القافيةُ طَاءً والأُخرى دَالًا. وَهَذَا مِنْ أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ عَلَى غَيْرِ استواءٍ؛ وَهُوَ فِعَالَةٌ مِنْ أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ مِنْ أَمَرَ. والأَجُورُ واليَأْجُورُ والآجِرُون [الآجُرُون] والأُجُرُّ والآجُرُّ [الآجِرُّ] والآجُرُ [الآجِرُ]: طبيخُ الطِّينِ، الْوَاحِدَةُ، بِالْهَاءِ، أُجُرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة؛ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الآجُر، مُخَفَّفُ الرَّاءِ، وَهِيَ الآجُرَة. وَقَالَ غَيْرُهُ: آجِرٌ وآجُورٌ، عَلَى فاعُول، وَهُوَ الَّذِي يُبْنَى بِهِ، فَارِسِيُّ مُعَرَّبٌ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ آجُرَّة وآجُرٌّ لِلْجَمْعِ، وآجُرَةُ وَجَمْعُهَا آجُرٌ، وأَجُرَةٌ وَجَمْعُهَا أَجُرٌ، وآجُورةٌ وَجَمْعُهَا آجُورٌ. والإِجَّارُ: السَّطح، بِلُغَةِ الشَّامِ وَالْحِجَازِ، وَجَمْعُ الإِجَّار أَجاجِيرُ وأَجاجِرَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِجَّار والإِجَّارةُ سَطْحٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سُتْرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَاتَ عَلَى إِجَّارٍ لَيْسَ حَوْلَهُ مَا يَرُدُّ قَدَمَيْهِ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذمَّة. الإِجَّارُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: السَّطحُ الَّذِي لَيْسَ حَوْلَهُ مَا يَرُدُّ الساقِطَ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: فإِذا جَارِيَةٌ مِنَ الأَنصار عَلَى إِجَّارٍ لَهُمْ ؛ والإِنْجارُ، بِالنُّونِ: لُغَةٌ فِيهِ، وَالْجَمْعُ الأَناجِيرُ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي السوق وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ ؛ يَعْنِي السطوحَ، والصوابُ فِي ذَلِكَ الإِجَّار. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا زَالَ ذَلِكَ إِجِّيراهُ أَي عَادَتَهُ. وَيُقَالُ لأُم إِسماعيلَ: هاجَرُ وآجَرُ، عليهما السلام. أخر: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: الآخِرُ والمؤخِّرُ، فالآخِرُ هُوَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ خلقِه كُلِّهِ ناطقِه وصامتِه، والمؤخِّرُ

هُوَ الَّذِي يُؤَخِّرُ الأَشياءَ فَيضعُها فِي مواضِعها، وَهُوَ ضِدُّ المُقَدِّمِ، والأُخُرُ ضِدُّ القُدُمِ. تَقُولُ: مَضَى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً، والتأَخر ضِدُّ التَّقَدُّمِ؛ وَقَدْ تَأَخَّرَ عَنْهُ تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً وَاحِدَةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَهَذَا مُطَّرِدٌ، وإِنما ذَكَرْنَاهُ لأَن اطِّراد مِثْلِ هَذَا مِمَّا يَجْهَلُهُ مَنْ لَا دُرْبَة لَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ. وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ، واستأْخَرَ كتأَخَّر. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ* ؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ؛ يَقُولُ: عَلِمْنَا مَنْ يَستقدِم مِنْكُمْ إِلى الْمَوْتِ وَمَنْ يَستأْخرُ عَنْهُ، وَقِيلَ: عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها، وَقَالَ ثعلبٌ: عَلمنا مَنْ يأْتي مِنْكُمْ إِلى الْمَسْجِدِ متقدِّماً وَمَنْ يأْتي متأَخِّراً، وَقِيلَ: إِنها كَانَتِ امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَنْ يُصَلِّي فِي النِّسَاءِ، فَكَانَ بعضُ مَنْ يُصلي يَتأَخَّرُ فِي أَواخِرِ الصُّفُوفِ، فإِذا سَجَدَ اطَّلَعَ إِلَيْهَا مِنْ تَحْتِ إِبطه، وَالَّذِينَ لَا يقصِدون هَذَا المقصِدَ إِنما كَانُوا يَطْلُبُونَ التَّقَدُّمَ فِي الصُّفُوفِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: أَخِّرْ عَنِّي يَا عمرُ ؛ يُقَالُ: أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بِمَعْنًى؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ أَي لَا تَتَقَدَّمُوا، وَقِيلَ: معناهُ أَخِّر عَنِّي رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وَبَلَاغَةً. والتأْخيرُ: ضدُّ التَّقْدِيمِ. ومُؤَخَّرُ كُلِّ شَيْءٍ، بِالتَّشْدِيدِ: خِلَافُ مُقَدَّمِه. يُقَالُ: ضَرَبَ مُقَدَّمَ رأْسه ومؤَخَّره. وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها: مَا وَليَ اللِّحاظَ، وَلَا يقالُ كَذَلِكَ إِلا فِي مؤَخَّرِ الْعَيْنِ. ومُؤْخِرُ الْعَيْنِ مِثْلُ مُؤمِنٍ: الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ، ومُقْدِمُها: الَّذِي يَلِي الأَنفَ؛ يُقَالُ: نَظَرَ إِليه بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ وبمُقْدِمِ عَيْنِهِ؛ ومُؤْخِرُ الْعَيْنِ ومقدِمُها: جَاءَ فِي الْعَيْنِ بِالتَّخْفِيفِ خَاصَّةً. ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره، كُلُّهُ: خِلَافُ قادِمته، وَهِيَ الَّتِي يَسْتنِدُ إِليها الرَّاكِبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا وضَعَ أَحدكُم بَيْنَ يَدَيْهِ مِثلَ آخِرة الرحلِ فَلَا يُبَالِي مَنْ مرَّ وراءَه ؛ هِيَ بِالْمَدِّ الْخَشَبَةُ الَّتِي يَسْتنِدُ إِليها الرَّاكِبُ مِنْ كُورِ الْبَعِيرِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مِثْلَ مؤْخرة ؛ وَهِيَ بِالْهَمْزِ وَالسُّكُونِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِي آخِرَتِه، وَقَدْ مَنَعَ مِنْهَا بَعْضُهُمْ وَلَا يُشَدَّدُ. ومُؤْخِرَة السَّرْجِ: خلافُ قادِمتِه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: واسِطُ الرَّحْلِ لِلَّذِي جَعَلَهُ اللَّيْثُ قادِمَه. وَيَقُولُونَ: مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ وآخِرَة الرَّحْلِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ مُؤْخِرَة. وَلِلنَّاقَةِ آخِرَان وَقَادِمَانِ: فخِلْفاها المقدَّمانِ قَادِمَاهَا، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها، والآخِران مِنَ الأَخْلاف: اللَّذَانِ يَلِيَانِ الفخِذَين؛ والآخِرُ: خلافُ الأَوَّل، والأُنثَى آخِرَةٌ. حَكَى ثعلبٌ: هنَّ الأَوَّلاتُ دُخُولًا والآخِراتُ خُرُوجًا. الأَزهري: وأَمَّا الآخِرُ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هُوَ الأَوَّل والآخِر وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ. رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ وَهُوَ يُمَجِّد اللَّهَ: أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شيءٌ وأَنت الآخِرُ فَلَيْسَ بعدَك شَيْءٌ. اللَّيْثُ: الآخِرُ وَالْآخِرَةُ نَقِيضُ الْمُتَقَدِّمِ والمتقدِّمة، والمستأْخِرُ نَقِيضُ الْمُسْتَقْدِمِ، والآخَر، بِالْفَتْحِ: أَحد الشَّيْئَيْنِ وَهُوَ اسْمٌ عَلَى أَفْعَلَ، والأُنثى أُخْرَى، إِلَّا أَنَّ فِيهِ مَعْنَى الصِّفَةِ لأَنَّ أَفعل مِنْ كَذَا لَا يَكُونُ إِلا فِي الصِّفَةِ. والآخَرُ بِمَعْنَى غَير كَقَوْلِكَ رجلٌ آخَرُ وَثَوْبٌ آخَرُ، وأَصله أَفْعَلُ مِنَ التَّأَخُّر، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ استُثْقِلتا فأُبدلت الثَّانِيَةُ أَلفاً لِسُكُونِهَا وَانْفِتَاحِ الأُولى قَبْلَهَا. قَالَ الأَخفش: لو جعلْتَ في الشِّعْرِ آخِر مَعَ جَابِرٍ لَجَازَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا هُوَ

الْوَجْهُ الْقَوِيُّ لأَنه لَا يحققُ أَحدٌ هَمْزَةَ آخِر، وَلَوْ كَانَ تَحْقِيقُهَا حَسَنًا لَكَانَ التحقيقُ حَقِيقًا بأَن يُسمع فِيهَا، وإِذا كَانَ بَدَلًا أَلْبَتَّةَ وَجَبَ أَن يُجْرى عَلَى مَا أَجرته عَلَيْهِ العربُ مِنْ مُرَاعَاةِ لَفْظِهِ وَتَنْزِيلِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ منزلةَ الأَلِفِ الزَّائِدَةِ الَّتِي لَا حظَّ فِيهَا لِلْهَمْزِ نحو عالِم وصابِرٍ، أَلا تراهم لما كسَّروا قالوا آخِرٌ وأَواخِرُ، كَمَا قَالُوا جابِرٌ وجوابِرُ؛ وَقَدْ جَمَعَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بَيْنَ آخَرَ وقَيصرَ توهَّمَ الأَلِفَ هَمْزَةً قَالَ: إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ... وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا إِذا قُلتُ: هَذَا صاحبٌ قَدْ رَضِيتُه، ... وقَرَّتْ بِهِ العينانِ، بُدّلْتُ آخَرا وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عَنِ الْهَمْزَةِ مَجْرَى أَلِفِ ضَارِبٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما ؛ فسَّره ثعلبٌ فَقَالَ: فَمُسْلِمَانِ يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يَحْلِفَانِ أَنهما اخْتَانا ثُمَّ يُرْتجَعُ عَلَى النصرانِيَّيْن، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ أَو آخَرانِ مِنْ غَيْرِ دِينِكُمْ مِنَ النَّصَارَى واليهودِ وَهَذَا لِلسَّفَرِ وَالضَّرُورَةِ لأَنه لَا تجوزُ شهادةُ كافرٍ عَلَى مسلمٍ فِي غَيْرِ هَذَا، وَالْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، والأُنثى أُخرى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى ؛ جَاءَ عَلَى لَفْظِ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ فِي مَعْنَى جماعةٍ أُخرى مِنَ الحاجاتِ ولأَنه رأُس آيَةٍ، وَالْجَمْعُ أُخْرَياتٌ وأُخَرُ. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ فِي أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي فِي أَواخِرهِم؛ وأَنشد: أَنا الَّذِي وُلِدْتُ فِي أُخرى الإِبلْ وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ ؛ مِنَ العربِ مَنْ يَقولُ فِي أُخراتِكُمْ وَلَا يجوزُ فِي القراءةِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ هَذَا آخَرُ وَهَذِهِ أُخْرَى فِي التَّذْكِيرِ والتأْنيثِ، قَالَ: وأُخَرُ جَمَاعَةٌ أُخْرَى. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وأُخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزواجٌ؛ أُخَرُ لَا ينصرِفُ لأَن وحدانَها لَا تنصرِفُ، وَهُوَ أُخْرًى وآخَرُ، وَكَذَلِكَ كلُّ جَمْعٍ عَلَى فُعَل لَا ينصرِفُ إِذا كَانَتْ وُحدانُه لَا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ؛ وَإِذَا كَانَ فُعَلٌ جَمْعًا لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نَحْوَ سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ وحُفْرٍ، وَإِذَا كَانَ فُعَلٌ اسْمًا مَصْرُوفًا عَنْ فاعِلٍ لَمْ ينصرِفْ فِي الْمَعْرِفَةِ ويَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ، وَإِذَا كَانَ اسْمًا لِطائِرٍ أَو غَيْرِهِ فإِنه ينصرفُ نَحْوُ سُبَدٍ ومُرَعٍ، وَمَا أَشبههما. وَقُرِئَ: وآخَرُ مِنْ شكلِه أَزواجٌ؛ عَلَى الواحدِ. وَقَوْلُهُ: وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ؛ تأْنيث الآخَر، وَمَعْنَى آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ؛ وقولُ أَبي العِيالِ: إِذا سَنَنُ الكَتِيبَةِ صَدَّ، ... عَنْ أُخْراتِها، العُصَبُ قَالَ السُّكَّريُّ: أَراد أُخْرَياتِها فَحَذَفَ؛ وَمِثْلُهُ مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه، ... مِنْ دونِ كَفِّ الجارِ والمِعْصَمِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا مذهبُ البَغدادِيينَ، أَلا تَراهم يُجيزُون فِي تَثْنِيَةِ قِرْقِرَّى قِرْقِرَّانِ، وَفِي نَحْوِ صَلَخْدَى صَلَخْدانِ؟ إِلَّا أَنَّ هَذَا إِنَّما هُوَ فِيمَا طَالَ مِنَ الْكَلَامِ، وأُخْرَى لَيْسَتْ بطويلةٍ. قَالَ: وَقَدْ يمكنُ أَن تَكُونَ أُخْراتُه وَاحِدَةً إِلَّا أَنَّ الأَلِفَ مَعَ الهاءِ تكونُ لِغَيْرِ التأْنيثِ، فإِذا زَالَتِ الهاءُ صارتِ الأَلفُ حِينَئِذٍ للتأْنيثِ، ومثلُهُ بُهْمَاةٌ، وَلَا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ فِي حالَتَيْنِ ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ، أَلَا تَرَى إِلى قَوْلِهِمْ عَلْقَاةٌ بِالتَّاءِ؟ ثُمَّ

قَالَ الْعَجَّاجُ: فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُور فَجَعَلَهَا للتأْنيث وَلَمْ يصرِفْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى أَصحابُنا أَنَّ أَبا عُبَيْدَةَ قَالَ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يَقُولُونَ إِنَّ عَلَامَةَ التأْنيثِ لَا تدخلُ عَلَى عَلَامَةِ التأْنيثِ؛ وَقَدْ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ فَلَمْ يصرِفْ، وَهُمْ مَعَ هَذَا يَقُولُونَ عَلْقَاة، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبا عثمانَ فَقَالَ: إنَّ أَبا عُبَيْدَةَ أَخفى مِن أَن يَعرِف مِثْلَ هَذَا؛ يُرِيدُ مَا تقدَّم ذكرهُ مِنِ اختلافِ التَّقْدِيرَيْنِ فِي حالَيْنِ مختلِفينِ. وقولُهُم: لَا أَفْعلهُ أُخْرَى اللَّيَالِي أَي أَبداً، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ؛ قَالَ: وَمَا القومُ إِلَّا خمسةٌ أَو ثلاثةٌ، ... يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ أَي مَنْ كَانَ فِي آخِرهم. والأَجادلُ: جَمْعُ أَجْدلٍ الصَّقْر. وخَوْتُ البازِي: انقضاضُهُ للصيدِ؛ قَالَ ابنُ بَرِّي: وَفِي الْحَاشِيَةِ بيتٌ شاهدٌ عَلَى أُخْرَى المنونِ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ، وَهُوَ لِكَعْبِ بْنِ مالِكٍ الأَنصارِيّ، وهو: أَن لَا تَزَالُوا، مَا تَغَرَّدَ طائِرٌ ... أُخْرَى المنونِ، مَوالياً إِخوانا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَبْلَهُ: أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ، ... وَلَقَدْ أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا؟ وأُخَرُ: جَمْعُ أُخْرَى، وأُخْرَى: تأْنيثُ آخَرَ، وَهُوَ غيرُ مصروفٍ. وَقَالَ تَعَالَى: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ* ، لأَن أَفْعَلَ الَّذِي مَعَهُ مِنْ لَا يُجْمَعُ وَلَا يؤنَّثُ مَا دامَ نَكِرَةً، تقولُ: مررتُ برجلٍ أَفضلَ مِنْكَ وبامرأَةٍ أَفضل مِنْكَ، فإِن أَدْخَلْتَ عَلَيْهِ الأَلِفَ واللَام أَو أَضفتَه ثَنَّيْتَ وجَمَعْتَ وأَنَّثْت، تقولُ: مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وَبِالرِّجَالِ الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ، ومررتُ بأَفضَلهِم وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ؛ وَقَالَتِ امرأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: صُغْراها مُرَّاها؛ وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ: مررتُ برجلٍ أَفضلَ وَلَا برجالٍ أَفضَلَ وَلَا بامرأَةٍ فُضْلَى حَتَّى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عَلَيْهِ الأَلفَ واللامَ وَهُمَا يَتَعَاقَبَانِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ، وَبِغَيْرِ الأَلف واللامِ، وَبِغَيْرِ الإِضافةِ، تقولُ: مررتُ بِرَجُلٍ آخَرَ وَبِرِجَالٍ أُخَرَ وآخَرِين، وبامرأَة أُخْرَى وَبِنِسْوَةٍ أُخَرَ، فَلَمَّا جَاءَ مَعْدُولًا، وَهُوَ صِفَةٌ، مُنِعَ الصرفَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ جمعٌ، فإِن سَمَّيْتَ بِهِ رَجُلًا صرفتَه فِي النَّكِرَة عِنْدَ الأَخفشِ، وَلَمْ تَصرفْه عِنْدَ سِيبَوَيْهِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني، ... فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ تصغيرُ أُخْرَى. والأُخْرَى والآخِرَةُ: دارُ البقاءِ، صفةٌ غَالِبَةٌ. والآخِرُ بعدَ الأَوَّلِ، وَهُوَ صِفَةٌ، يُقَالُ: جَاءَ أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ، بِفَتْحِ الخاءِ، وأُخَرَةً وبأُخَرةٍ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ بحرفٍ وَبِغَيْرِ حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقولُ: بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد أَن يقومَ مِنَ المجلِسِ كَذَا وَكَذَا أَي فِي آخِر جُلُوسِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي آخِرِ عمرِه، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ والخاءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: لَمَّا كَانَ بِأَخَرَةٍ وَمَا عَرَفْتُهُ إِلَّا بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً. وَيُقَالُ: لقيتُه أَخيراً وَجَاءَ أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً وآخِرِيّاً

وبآخِرَةٍ، بِالْمَدِّ، أَي آخِرَ كلِّ شَيْءٍ، والأُنثى آخِرَةٌ، وَالْجَمْعُ أَواخِرُ. وأَتيتُكَ آخِر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يُفَسِّرِ آخِر مَرَّتَيْنِ وَلَا آخرَةَ مَرَّتَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها المرَّةُ الثانيةُ مِنَ المرَّتين. وشقَّ ثوبَه أُخُراً وَمِنْ أُخُرٍ أَي مِنْ خَلْفٍ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يصفُ فَرَسًا حِجْراً: وعينٌ لَهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، ... شُقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وَعَيْنٌ حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة. والبَدْرَةُ: الَّتِي تَبْدُر بِالنَّظَرِ، وَيُقَالُ: هِيَ التَّامَّةُ كالبَدْرِ. وَمَعْنَى شُقَّتْ مِنْ أُخُرٍ: يَعْنِي أَنها مَفْتُوحَةٌ كأَنها شُقَّتْ مِنْ مُؤْخِرِها. وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ وَنَسِيئَةٍ، وَلَا يقالُ: بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً. وَيُقَالُ فِي الشَّتْمِ: أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَقَصْرِ الأَلِف، والأَخِيرَ وَلَا تقولُه للأُنثى. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ، بِالْمَدِّ، والآخِرُ والأَخِيرُ الغائبُ. شَمِرٌ فِي قَوْلِهِمْ: إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَخِرُ المؤَخَّرُ المطروحُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: مَعْنَى المؤَخَّرِ الأَبْعَدُ؛ قَالَ: أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الْيَاءَ. وَفِي حَدِيثِ ماعِزٍ: إِنَّ الأَخِرَ قَدْ زَنَى ؛ الأَخِرُ، بِوَزْنِ الكَبِد، هُوَ الأَبعدُ المتأَخِّرُ عَنِ الْخَيْرِ. وَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بالأَخِر أَي بالأَبعد؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ نَظَرَ إِليَّ بِمُؤْخِرِ عينِه. وضَرَبَ مُؤَخَّرَ رأْسِه، وَهِيَ آخِرَةُ الرحلِ. والمِئخارُ: النخلةُ الَّتِي يَبْقَى حملُها إِلَى آخِرِ الصِّرام: قَالَ: تَرَى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا، ... مِن وَقْعِه، يَنْتَثِرُ انْتِثَارَا وَيُرْوَى: تَرَى العَضِيدَ والعَضِيضَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المئخارُ الَّتِي يَبْقَى حَمْلُها إِلى آخِرِ الشِّتَاءِ، وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: المسأَلةُ أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ؛ وَيُرْوَى بِالْمَدِّ، أَي أَنّ السؤالَ آخِرُ مَا يَكْتَسِبُ بِهِ المرءُ عِنْدَ العجز عن الكسب. أدر: الأُدْرَةُ، بِالضَّمِّ: نفخةٌ فِي الخُصْيةِ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ آدَرُ بَيِّنُ الأَدَرِ. غيرُه: الأَدَرُ والمأْدُورُ الَّذِي يَنْفَتِقُ صِفاقُهُ فيَقعُ قُصْبُه وَلَا يَنْفَتِقُ إِلَّا مِنْ جَانِبِهِ الأَيسرِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُصيبهُ فَتْقٌ فِي إِحدى الخُصْيتينِ، وَلَا يُقَالُ امرأَةٌ أَدْراءُ، إِما لأَنه لَمْ يُسْمَعْ، وإِما أَن يَكُونَ لِاخْتِلَافِ الخِلْقَة؛ وَقَدْ أَدِرَ يأْدَرُ أَدَراً، فَهُوَ آدَرُ، وَالِاسْمُ الأُدْرَةُ؛ وَقِيلَ: الأَدَرَةُ الخُصْيَةُ، والخُصْيَةُ الأَدْراءُ: العظيمةُ مِنْ غَيْرِ فَتْقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا أَتاه وبه أُدْرَةٌ ، فقال: ائْتِ بِعُسٍّ، فحَسا مِنْهُ ثُمَّ مَجَّه فِيهِ، وَقَالَ: انْتَضِحْ بِهِ، فَذَهَبَتْ عَنْهُ الأُدْرَةُ. وَرَجُلٌ آدَرُ: بَيِّنُ الأَدَرَةِ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالدَّالِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيهَا الناسُ القَيْلَةَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن بَنِي إِسرائيلَ كَانُوا يقولونَ إِن مُوسَى آدَرُ، مِنْ أَجل أَنه كَانَ لَا يغتَسل إِلَّا وحدَه. وَفِيهِ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى «2». اللَّيْثُ: الأَدَرَةُ والأَدَرُ مَصْدَرَانِ، والأُدْرَةُ اسْمُ تِلْكَ المنْتَفِخَة، والآدَرُ نَعْتٌ. أرر: الإِرَارُ والأَرُّ: غُصْنٌ مِنْ شَوْكٍ أَو قَتادٍ تُضْرَبُ بِهِ الأَرضُ حَتَّى تلينَ أَطرافُه ثُمَّ تَبُلُّه وتَذُرُّ عَلَيْهِ مِلحاً، ثُمَّ تُدخِلُه فِي رَحِم الناقةِ إِذا مارَنَتْ فَلَمْ تَلْقَحْ، وَقَدْ أَرَّها يَؤُرُّها أَرّاً. قَالَ اللَّيْثُ: الإِرارُ شِبهُ ظُؤْرَةٍ يَؤُرُّ بِهَا الرَّاعِي رَحِمَ الناقةِ إِذا مارَنَتْ، وممارَنَتُها أَن يَضْرِبَها الفَحلُ فلا تَلْقَحَ.

_ (2). الآية

قَالَ: وتفسيرُ قَوْلِهِ يَؤُرُّها الرَّاعِي هُوَ أَن يُدْخِلَ يَدَه فِي رَحمِها أَو يَقْطَعَ مَا هُنَاكَ وَيُعَالِجَهُ. والأَرُّ: أَن يَأْخُذَ الرجلُ إِراراً، وَهُوَ غصنٌ مِنْ شَوْكِ القَتادِ وَغَيْرِهِ، ويفعَلَ بِهِ مَا ذَكَرْنَاهُ. والأَرُّ: الْجِمَاعُ. وَفِي خِطْبَةِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: يُفْضي كإِفضْاءِ الدِّيَكةِ ويَؤُرُّ بِملاقِحِه ؛ الأَرُّ: الْجِمَاعُ. وأَرَّ المرأَةَ يَؤُرُّها أَرّاً: نَكحها. غَيْرُهُ: وأَرَّ فُلَانٌ إِذا شَفْتَنَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَمَا النَّاسُ إِلَّا آئِرٌ ومَئِيرُ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: مَعْنَى شَفْتَنَ ناكَحَ وجامَع، جَعَلَ أَرَّ وآرَ بِمَعْنًى واحِد. أَبو عُبَيْدٍ: أَرَرْتُ المرأَةَ أَؤُرُّها أَرّاً إِذا نَكَحْتَهَا. وَرَجُلٌ مِئَرٌّ: كَثِيرُ النِّكَاحِ؛ قَالَتْ بِنْتُ الحُمارِس أَو الأَغْلب: بَلَّتْ بِهِ عُلابِطاً مِئَرّا، ضَخْمَ الكَراديس وَأًى زِبِرَّا أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ مِئَرٌّ أَي كَثِيرُ النِّكَاحِ مأْخوذ مِنَ الأَيْر؛ قَالَ الأَزهري: أَقرأَنيه الإِياديُّ عَنْ شَمِرٍ لأَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ مِيأَرٌ، بِوَزْنِ مِيعَرٍ، فَيَكُونُ حينئذٍ مِفْعَلًا مِنْ آرَها يَئِيرُها أَيْراً؛ وإِن جَعَلْتَهُ مِنَ الأَرِّ قُلْتَ: رَجُلٌ مِئَرُّ؛ وأَنشد أَبو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُرَيْدٍ أَبيات بِنْتِ الْحَمَارِسِ أَو الأَغلب. واليُؤْرُورُ: الجِلْوازُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ. والأَريرُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الماجِن عِنْدَ القِمارِ والغَلَبة، يُقَالُ: أَرَّ يَأَرُّ أَريراً. أَبو زَيْدٍ: ائْتَرَّ الرَّجُلُ ائْتِراراً إِذا استَعْجل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري هُوَ بِالزَّايِ أَم بِالرَّاءِ؛ وَقَدْ أَرَّ يَؤُرُّ. الإِرَّة: النَّارُ. وأَرَّ سَلْحَه أَرّاً وأَرَّ هُوَ نَفْسُه إِذا اسْتَطْلَقَ حَتَّى يموتَ. وأَرْأَرْ: من دُعاءِ الغنم. أزر: أَزَرَ بِهِ الشيءُ: أَحاطَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والإِزارُ: مَعْرُوفٌ. والإِزار: المِلْحَفَة، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه، ... وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها يَقُولُ: تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ الْقَتِيلِ فِي ثَوْبِهَا. وَكَانُوا إِذا قَتَلَ رَجُلٌ رَجُلًا قِيلَ: دَمُ فُلَانٍ فِي ثَوْبِ فُلَانٍ أَي هُوَ قَتَلَهُ، وَالْجَمْعُ آزِرَةٌ مِثْلُ حِمار وأَحْمِرة، وأُزُر مِثْلُ حِمَارٍ وحُمُر، حِجَازِيَّةٌ؛ وأُزْر: تَمِيِمِيَّةٌ عَلَى مَا يُقارب الاطِّراد فِي هَذَا النَّحْوِ. والإِزارَةُ: الإِزار، كَمَا قَالُوا للوِساد وسادَة؛ قَالَ الأَعشى: كَتَمايُلِ، النَّشْوانِ يَرْفُلُ ... فِي البَقيرَة والإِزارَه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى لُغَةِ مَنْ أَنَّث الإِزار، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد إِزارَتَها فَحَذَفَ الْهَاءَ كَمَا قَالُوا لَيْتَ شِعْري، أَرادوا ليت شِعْرتي، وَهُوَ أَبو عُذْرِها وَإِنَّمَا الْمَقُولُ ذَهَبَ بعُذْرتها. والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ: الإِزارُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: كَانَ إِذا دَخَلَ العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ المئْزَرَ ؛ المئزَرُ: الإِزار، وَكَنَّى بِشَدِّهِ عَنِ اعْتِزَالِ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: أَراد تَشْمِيرَهُ لِلْعِبَادَةِ. يُقَالُ: شَدَدْتُ لِهَذَا الأَمر مِئْزَري أَي تَشَمَّرْتُ لَهُ؛ وَقَدِ ائْتَزَرَ بِهِ وتأَزَّرَ. وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حَسَنَةً وتأَزَّرَ: لَبِسَ الْمِئْزَرَ، وَهُوَ مِثْلُ الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ، وَيَجُوزُ أَن تقول: اتَّزَرَ بِالْمِئْزَرِ أَيضاً فِيمَنْ يُدْغِمُ الْهَمْزَةَ فِي التَّاءِ، كَمَا تَقُولُ: اتَّمَنْتُهُ، والأَصل ائْتَمَنْتُهُ. وَيُقَالُ: أَزَّرْتهُ تأْزيراً

فَتَأَزَّرَ. وَفِي حَدِيثِ المْبعثَ: قَالَ لَهُ وَرَقَةُ إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بَالِغًا شَدِيدًا يُقَالُ: أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده، مِنَ الأَزْر: القُوَّةِ والشِّدّة؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ أَنه قَالَ للأَنصار يَوْمَ السَّقِيفَةِ: لَقَدْ نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ. الْفَرَّاءُ: أَزَرْتُ فُلَانًا آزُرُه أَزْراً قَوَّيْتُهُ، وآزَرْتُه عَاوَنْتُهُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: وازَرْتُه. وقرأَ ابْنُ عَامِرٍ: فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ، عَلَى فَعَلَهُ، وقرأَ سَائِرُ الْقُرَّاءِ: فَآزَرَهُ . وَقَالَ الزَّجَّاجُ: آزَرْتُ الرجلَ عَلَى فُلَانٍ إِذا أَعنته عَلَيْهِ وَقَوَّيْتَهُ. قَالَ: وَقَوْلُهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ؛ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ حَتَّى اسْتَوَى بَعْضُهُ مَعَ بَعْضٍ. وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ: مِنَ الإِزارِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: مثلَ السِّنان نَكيراً عِنْدَ خِلَّتِهِ ... لِكُلِّ إِزْرَةِ هَذَا الدَّهْرِ ذَا إِزَرِ . وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ. وأَزَرْتُ فُلَانًا إِذا أَلبسته إِزاراً فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: العَظَمَة إِزاري والكِبْرياء رِدَائِي ؛ ضَرَبَ بِهِمَا مَثَلًا فِي انْفِرَادِهِ بِصِفَةِ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ أَي لَيْسَا كَسَائِرِ الصِّفَاتِ الَّتِي قَدْ يَتَّصِفُ بِهَا الْخَلْقُ مَجَازًا كَالرَّحْمَةِ وَالْكَرَمِ وَغَيْرَهِمَا، وشَبَّهَهُما بالإِزار وَالرِّدَاءِ لأَن الْمُتَّصِفَ بِهِمَا يَشْتَمِلَانِهِ كَمَا يَشْتَمِلُ الرداءُ الإِنسان، وأَنه لَا يُشَارِكُهُ فِي إِزاره وَرِدَائِهِ أَحدٌ، فَكَذَلِكَ لَا يَنْبَغِي أَن يشاركه اللهَ تَعَالَى فِي هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ أَحدٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ وتَردّى بِالْكِبْرِيَاءِ وَتَسَرْبَلَ بِالْعِزِّ ؛ وَفِيهِ: مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزارِ فَفِي النَّارِ أَي مَا دُونَهُ مِنْ قدَم صَاحِبِهِ فِي النَّارِ عُقُوبَةً لَهُ، أَو عَلَى أَن هَذَا الْفِعْلَ مَعْدُودٌ فِي أَفعال أَهل النَّارِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَلَا جَنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ ؛ الإِزرة، بِالْكَسْرِ: الْحَالَةُ وَهَيْئَةُ الِائْتِزَارِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ: قَالَ لَهُ أَبانُ بنُ سَعِيدٍ: مَا لِي أَراك مُتَحَشِّفاً؟ أَسْبِلْ، فقال: هَكَذَا كَانَ إِزْرَةُ صَاحِبِنَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُبَاشِرُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَهِيَ مُؤْتَزِرَةٌ فِي حَالَةِ الْحَيْضِ ؛ أَي مَشْدُودَةُ الإِزار. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ وَهِيَ مُتَّزِرَةٌ ، قال: وهو خطأٌ لأَن الْهَمْزَةَ لَا تُدْغَمُ فِي التَّاءِ. والأُزْرُ: مَعْقِدُ الإِزارِ، وَقِيلَ: الإِزار كُلُّ مَا وَارَاكَ وسَتَرك؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: رأَيت السَّرَوِيَّ «3» يَمْشِي فِي دَارِهِ عُرْياناً، فَقُلْتُ لَهُ: عُرْيَانًا؟ فَقَالَ: دَارِي إِزاري. والإِزارُ: العَفافُ، عَلَى الْمِثْلِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ ... فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ أَبو عُبَيْدٍ: فُلَانٌ عَفِيفُ المِئْزَر وَعَفِيفُ الإِزارِ إِذا وُصِفَ بِالْعِفَّةِ عَمَّا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنَ النِّسَاءِ، وَيُكَنَّى بالإِزار عَنِ النَّفْسِ وَعَنِ المرأَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ، وَكُنْيَتُهُ أَبو المِنْهالِ، وَكَانَ كَتَبَ إِلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَبياتاً مِنَ الشِّعْرِ يُشِيرُ فِيهَا إِلَى رَجُلٍ، كَانَ وَالِيًا عَلَى مَدِينَتِهِمْ، يُخْرِجُ الجواريَ إِلى سَلْعٍ عِنْدَ خُرُوجِ أَزواجهن إِلى الْغَزْوِ، فيَعْقِلُهُن وَيَقُولُ لَا يَمْشِي فِي العِقال إِلا الحِصَان، فَرُبَّمَا وَقَعَتْ فَتَكَشَّفَتْ، وَكَانَ اسْمُ هَذَا الرَّجُلِ جَعْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيَّ؛ فَقَالَ: أَلا أَبلِغْ، أَبا حَفْصٍ، رَسُولًا ... فِدىً لَكَ، مِنْ أَخي ثِقَةٍ، إِزاري قَلائِصَنَا، هَدَاكَ اللَّهُ، إِنا ... شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ

_ (3). قوله [السروي] هكذا بضبط الأصل.

فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، ... قَفَا سَلْعٍ، بِمُخْتَلَفِ النِّجار قلائِصُ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، ... وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيمٍ، ... غَوِيٌّ يَبْتَغِي سَقَطَ العَذارِي يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ، ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ وَكَنَّى بِالْقَلَائِصِ عَنِ النِّسَاءِ وَنَصَبَهَا عَلَى الإِغراء، فَلَمَّا وَقَفَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى الأَبيات عَزَلَهُ وسأَله عَنْ ذَلِكَ الأَمر فَاعْتَرَفَ، فَجَلَدَهُ مِائَةً مَعْقُولًا وأَطْرَدَهُ إِلَى الشَّامِ، ثُمَّ سُئِلَ فِيهِ فأَخرجه مِنَ الشَّامِ وَلَمْ يأْذن لَهُ فِي دُخُولِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ سُئِلَ فِيهِ أَن يَدْخُلَ لِيُجَمِّعَ، فَكَانَ إِذا رَآهُ عُمَرُ تَوَعَّدَهُ؛ فَقَالَ: أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ، ... أَبا حَفْصٍ، لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ؟ فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ، ... وَلَا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ وَقَوْلُ جعدة قوله «1». بن عبد الله السلمي: فِدىً لَكَ، مِنْ أَخي ثِقَةٍ، إِزاري . أَي أَهلي ونفسي؛ وقال أَبو عَمْرٍو الجَرْمي: يُرِيدُ بالإِزار هاهنا المرأَة. وَفِي حَدِيثِ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ: لَنَمْنَعَنَّك مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنا أَي نِسَاءَنَا وأَهلنا، كَنَّى عَنْهُنَّ بالأُزر، وَقِيلَ: أَراد أَنفسنا. ابْنُ سِيدَهْ: والإِزارُ المرأَة، عَلَى التَّشْبِيهِ؛ أَنشد، الْفَارِسِيُّ: كَانَ مِنْهَا بِحَيْثُ تُعْكَى الإِزارُ وفرسٌ آزَرُ: أَبيض العَجُز، وَهُوَ مَوْضِعُ الإِزار مِنَ الإِنسان. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ آزَرُ، وَهُوَ الأَبيض الفخذَين ولونُ مَقَادِيمِهِ أَسودُ أَو أَيُّ لَوْنٍ كَانَ. والأَزْرُ: الظهر والقوّة؛ وقال الْبُعَيْثُ: شَدْدَتُ لَهُ أَزْري بِمِرَّةِ حازمٍ ... عَلَى مَوْقِعٍ مِنْ أَمره مَا يُعاجِلُهْ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: اشْدُدْ بِهِ أَزري؛ قَالَ الأَزر الْقُوَّةُ، والأَزْرُ الظَّهْرُ، والأَزر الضَّعْفُ. والإِزْرُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: الأَصل. قَالَ: فَمَنْ جَعَلَ الأَزْرَ الْقُوَّةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ اشْدُدْ بِهِ أَزري أَي اشْدُدْ بِهِ قُوَّتِي، وَمَنْ جَعَلَهُ الظَّهْرَ قَالَ شِدَّ بِهِ ظَهْرِي، وَمَنْ جَعَلَهُ الضَّعْف قَالَ شِدَّ بِهِ ضَعْفِي وقوِّ بِهِ ضَعْفِي؛ الْجَوْهَرِيُّ: اشدد به أَزري أَي ظَهْرِي وموضعَ الإِزار مِنَ الحَقْوَيْن. وآزَرَهُ ووازَرَهُ: أَعانه عَلَى الأَمر؛ الأَخيرة عَلَى الْبَدَلِ، وَهُوَ شَاذٌّ، والأَوّل أَفصح. وأَزَرَ الزَّرْعُ وتَأَزَّرَ: قَوَّى بَعْضُهُ بَعْضًا فَالْتَفَّ وَتَلَاحَقَ وَاشْتَدَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَأَزَّرَ فِيهِ النبتُ حَتَّى تَخايَلَتْ ... رُباه، وَحَتَّى مَا تُرى الشَّاءُ نُوَّما وآزَر الشيءُ الشيءَ: ساواه وحاذاه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِمَحْنِيَّةٍ قَدْ آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها ... مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمين، وخُيَّبِ «2» . أَي سَاوَى نبتُها الضَّالَّ، وَهُوَ السِّدْر الْبَرِّيُّ، أَراد: فَآزَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَسَاوَى الفِراخُ الطِّوالَ فَاسْتَوَى طُولُهَا. وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ: غَطَّاهَا؛ قَالَ الأَعشى: يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كوكبٌ شَرِقٌ، ... مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ: اسْمٌ أَعجمي، وَهُوَ اسْمُ أَبي إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا

_ (1). [وقول جعدة إلخ] هكذا في الأصل المعتمد عليه، ولعل الأولى أن يقول وقول نفيلة الأكبر الأشجعي إلخ لأنه هو الذي يقتضيه سياق الحكاية (2). قوله [مضمّ] في نسخة مجر كذا بهامش الأصل

وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ؛ قال أَبو إِسحق: يقرأُ بِالنَّصْبِ آزرَ، فَمَنْ نَصَبَ فَمَوْضِعُ آزَرَ خَفْضُ بَدَلٍ مِنْ أَبيه، وَمَنْ قرأَ آزرُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ عَلَى النِّدَاءِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ النسَّابين اخْتِلَافٌ أَن اسْمَ أَبيه كَانَ تارَخَ والذي في الْقُرْآنِ يَدُلُّ عَلَى أَن اسْمَهُ آزَرُ، وَقِيلَ: آزَرُ عِنْدَهُمْ ذمُّ فِي لُغَتِهِمْ كأَنه قَالَ وإِذ قَالَ: إِبراهيم لأَبيه الْخَاطِئِ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: آزَرَ أَتتخذ أَصناماً، قَالَ لَمْ يَكُنْ بأَبيه وَلَكِنْ آزَرُ اسْمُ صَنَمٍ، وإِذا كَانَ اسْمَ صَنَمٍ فَمَوْضِعُهُ نصب كأَنه قَالَ إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزَرَ إِلهاً، أَتتخذ أَصناماً آلهة؟. أسر: الأُسْرَةُ: الدِّرْعُ الْحَصِينَةُ؛ وأَنشد: والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ، و ... الْبَيْضُ المُكَلَّلُ، والرِّمَاح وأَسَرَ قَتَبَهُ: شدَّه. ابْنُ سِيدَهْ: أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار. والإِسارُ: مَا شُدّ بِهِ، وَالْجَمْعُ أُسُرٌ. الأَصمعي: مَا أَحسَنَ مَا أَسَرَ قَتَبَه أَي مَا أَحسَنَ مَا شَدَّهُ بالقِدِّ؛ والقِدُّ الَّذِي يُؤْسَرُ بِهِ القَتَبُ يُسَمَّى الإِسارَ، وَجَمْعُهُ أُسُرٌ؛ وقَتَبٌ مَأْسور وأَقْتابٌ مَآسِيرُ. والإِسارُ: الْقَيْدُ وَيَكُونُ حَبْلَ الكِتافِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الأَسير، وَكَانُوا يَشُدُّونَهُ بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وَإِنْ لم يشدّ به. يقال: أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وَإِسَارًا، فَهُوَ أَسير ومأْسور، وَالْجَمْعُ أَسْرى وأُسارى. وَتَقُولُ: اسْتَأْسِرْ أَي كُنْ أَسيراً لِي. والأَسيرُ: الأَخِيذُ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. وكلُّ مَحْبُوسٍ فِي قِدٍّ أَو سِجْنٍ: أَسيرٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: الأَسير الْمَسْجُونُ، وَالْجَمْعُ أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَيْسَ الأَسْر بِعَاهَةٍ فَيُجْعَلُ أَسرى مِنْ بَابِ جَرْحى فِي الْمَعْنَى، وَلَكِنَّهُ لَمَّا أُصيب بالأَسر صَارَ كَالْجَرِيحِ وَاللَّدِيغِ، فكُسِّرَ عَلَى فَعْلى، كَمَا كُسِّرَ الْجَرِيحُ وَنَحْوُهُ؛ هذا مَعْنَى قَوْلِهِ. وَيُقَالُ للأَسير من العدوّ: أَسير لأَن آخِذَهُ يَسْتَوْثِقُ مِنْهُ بالإِسار، وَهُوَ القِدُّ لِئَلَّا يُفلِتَ. قَالَ أَبو إِسحاق: يُجْمَعُ الأَسير أَسرى، قَالَ: وفَعْلى جَمْعٌ لِكُلِّ مَا أُصيبوا بِهِ فِي أَبدانهم أَو عُقُولِهِمْ مِثْلُ مَرِيضٍ ومَرْضى وأَحمق وحمَقْى وَسَكْرَانَ وسَكْرى؛ قَالَ: وَمَنْ قرأَ أَسارى وأُسارى فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ. يُقَالُ: أَسير وأَسْرَى ثُمَّ أَسارى جَمْعُ الْجَمْعِ. اللَّيْثُ: يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً وأُسِر بالإِسار، والإِسار الرِّباطُ، والإِسارُ الْمَصْدَرُ كالأَسْر. وجاءَ الْقَوْمُ بأَسْرِهم؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ جاؤُوا بِجَمِيعِهِمْ وخَلْقِهم. والأَسْرِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الخَلْقُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أُسِرَ فلانٌ أَحسن الأَسر أَي أَحسن الْخَلْقِ، وأَسرَهَ اللَّهُ أَي خَلَقَهُ. وَهَذَا الشيءُ لَكَ بأَسره أَي بِقدِّه يَعْنِي جَمِيعَهُ كَمَا يُقَالُ برُمَّتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: تَجْفُو الْقَبِيلَةُ بأَسْرِها أَي جَمِيعِهَا. والأَسْرُ: شِدَّة الخَلْقِ. وَرَجُلٌ مأْسور ومأْطور: شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ ؛ أَي شَدَدْنَا خَلْقهم، وَقِيلَ: أَسرهم مَفَاصِلُهُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَصَرَّتَيِ البَوْل وَالْغَائِطِ إِذا خَرَجَ الأَذى تَقَبَّضَتا، أَو مَعْنَاهُ أَنهما لَا تَسْتَرْخِيَانِ قَبْلَ الإِرادة. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر، وَيُقَالُ: فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا كَانَ مَعْصُوبَ الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ رَجُلَيْنِ كَانَا مأْسورين فأُطلقا:

فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ، ... مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ . يَعْنِي شُرِّفا بَعْدَ ضِيقٍ كَانَا فِيهِ. وَقَوْلُهُ: مِنْ إِسارٍ وأَسَرٍ، أَراد: وأَسْرٍ، فَحُرِّكَ لِاحْتِيَاجِهِ إِليه، وَهُوَ مَصْدَرٌ. وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ البُناني: كَانَ دَاوُدُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذا ذَكَرَ عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لَا يَشُدُّهَا إِلَّا الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ. والأَسْرُ: الْقُوَّةُ وَالْحَبْسُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعاء: فأَصْبَحَ طَلِيقَ عَفْوِكَ مِنْ إِسارِ غَضَبك ؛ الإِسارُ، بِالْكَسْرِ: مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً وإِساراً، وَهُوَ أَيضاً الْحَبْلُ والقِدُّ الَّذِي يُشدّ بِهِ الأَسير. وأُسْرَةُ الرَّجُلِ: عَشِيرَتُهُ ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يَتَقَوَّى بِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: زَنَى رَجُلٌ فِي أُسْرَةٍ مِنَ النَّاسِ ؛ الأُسْرَةُ: عَشِيرَةُ الرَّجُلِ وأَهل بَيْتِهِ. وأُسِرَ بَوْلُه أَسْراً: احْتَبَسَ، وَالِاسْمُ الأَسْرُ والأُسْرُ، بِالضَّمِّ، وعُودُ أُسْرٍ، مِنْهُ. الأَحْمر: إِذا احْتَبَسَ الرَّجُلُ بَوْله قِيلَ: أَخَذَه الأُسْرُ، وإِذا احتَبَس الْغَائِطُ فَهُوَ الحُصْرُ. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ، وَهُوَ الَّذِي يُعالَجُ بِهِ الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه. قَالَ: والأُسْرُ تَقْطِيرُ الْبَوْلِ وحزٌّ فِي الْمَثَانَةِ وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ. يُقَالُ: أَنالَه اللهُ أُسْراً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قِيلَ عُودُ الأُسْر هو الَّذِي يُوضَعُ عَلَى بَطْنِ المأْسور الَّذِي احْتَبَسَ بَوْلُهُ، وَلَا تَقُلْ عُودُ اليُسْر، تَقُولُ مِنْهُ أُسِرَ الرَّجُلُ فَهُوَ مأْسور. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِنَّ أَبي أَخَذه الأُسر يَعْنِي احْتِبَاسَ الْبَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ عُمر: لَا يُؤْسَر فِي الإِسلام أَحد بِشَهَادَةِ الزُّورِ، إِنا لَا نَقْبَلُ إِلَّا العُدول ، أَي لَا يُحْبس؛ وأَصْلُه مِنَ الآسِرَة القِدِّ، وَهِيَ قَدْر مَا يُشَدُّ بِهِ الأَسير. وتآسِيرُ السَّرْجِ: السُّيور الَّتِي يُؤْسَرُ بِهَا. أَبو زَيْدٍ: تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إِذا اعْتَلَّ وأَبطأَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنٌ هَانِئٍ عَنْهُ، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِنه رَوَاهُ عَنْهُ بِالنُّونِ: تأَسَّنَ، وَهُوَ وهمٌ وَالصَّوَابُ بالراءِ. أشر: الأَشَرُ: المَرَح. والأَشَرُ: البَطَرُ. أَشِرَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَأْشَرُ أَشَراً، فَهُوَ أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرانُ: مَرِحَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ وَذِكْرِ الْخَيْلِ: ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً ومَرَحاً ؛ الأَشَرُ: البَطَرُ. وَقِيلَ: أَشَدُّ البَطَر. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيضاً: كأَغَذِّ مَا كَانَتْ وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، وَالرِّوَايَةُ: وأَبْشَرِه. وَفِي حَدِيثِ الشعْبي: اجْتَمَعَ جَوارٍ فأَرِنَّ وأَشِرْنَ. ويُتْبعُ أَشِرٌ فَيُقَالُ: أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ أَفْرانُ، وَجَمْعُ الأَشِر والأَشُر: أَشِرون وأَشُرون، وَلَا يكسَّران لأَن التَّكْسِيرَ فِي هَذَيْنِ البناءَين قَلِيلٌ، وَجَمْعُ أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران وسُكارى؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِمِيَّةَ بِنْتِ ضِرَارٍ الضَّبِّيِّ تَرْثِي أَخاها: لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بَعْدَ امْرِئٍ ... بِوَادِي أَشائِنَ، إِذْلالَها كَريمٍ نثاهُ وآلاؤُه، ... وَكَافِي العشِيرَةِ مَا غالَها تَراه عَلَى الخَيْلِ ذَا قُدْمَةٍ، ... إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا وخَلَّتْ وُعُولًا أُشارى بِهَا، ... وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها، وَهُوَ بِالزَّايِ

، وغَلِطَ بَعْضُهُمْ فَرَوَاهُ بِالرَّاءِ. وإِذْلالها: مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قَالَ تُذِلُّ إِذْلالها. وَرَجُلٌ مِئْشِيرٌ وَكَذَلِكَ امرأَةٌ مِئْشيرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَنَاقَةٌ مِئْشِير وجَواد مِئْشِير: يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث؛ وقول الحرث بْنِ حلِّزة: إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً، فَساقَتْهُمْ ... إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ هِيَ فَعْلاءُ مِنَ الأَشَر وَلَا فِعْلَ لَهَا. وأَشِرَ النَّخْلُ أَشَراً كثُر شُرْبُه لِلْمَاءِ فَكَثُرَتْ فِرَاخُهُ. وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار، مَهْمُوزٌ: نَشَرها، وَالْمِئْشَارُ: مَا أُشِرَ بِهِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للمِئشار الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الْخَشَبُ مِيشار، وَجَمْعُهُ مَواشِيرُ مِنْ وَشَرْتُ أَشِر، ومِئْشارٌ جَمْعُهُ مآشِيرُ مِنْ أَشَرْت آشِرُ. وَفِي حَدِيثِ صَاحِبِ الأُخْدود: فَوَضَعَ المِئْشارَ عَلَى مَفْرِقِ رأْسه ؛ المِئْشارُ، بِالْهَمْزِ: هُوَ المِنْشارُ، بِالنُّونِ، قَالَ: وَقَدْ يُتْرَكُ الْهَمْزُ. يُقَالُ: أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً، ووَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقَقْتَها مِثُلُ نَشَرْتُها نَشْرًا، وَيُجْمَعُ عَلَى مآشيرَ وموَاشير؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَقَطَّعُوهُمْ بِالْمَآشِيرِ أَي بِالْمَنَاشِيرِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه، ... أَناشِرَ لَا زالَتْ يَمِينُك آشرَه أَراد: لَا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ؛ أَي مَدْفُوقٍ. ومثلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: عِيشَةٍ راضِيَةٍ*؛ أَي مَرْضِيَّة؛ وَذَلِكَ أَن الشَّاعِرَ إِنما دَعَا عَلَى نَاشِرَةٍ لَا لَهُ، بِذَلِكَ أَتى الْخَبَرُ، وإِياه حَكَتِ الرُّواةُ، وَذُو الشَّيْءِ قَدْ يَكُونُ مَفْعُولًا كَمَا يَكُونُ فَاعِلًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بْنِ ذُهْل بْنِ شَيْبان وَكَانَ قَتَلَهُ نَاشِرَةُ، وَهُوَ الَّذِي رَبَّاهُ، قَتَلَهُ غَدْرًا؛ وَكَانَ هَمَّامٌ قَدْ أَبْلى فِي بَنِي تَغْلِبَ فِي حَرْبِ الْبَسُوسِ وَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا ثُمَّ إِنه عَطِشَ فَجَاءَ إِلى رَحْلِهِ يَسْتَسْقِي، وَنَاشِرَةُ عِنْدَ رَحْلِهِ، فَلَمَّا رأَى غَفْلَتَهُ طَعَنَهُ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ وهَرَب إِلى بَنِي تَغْلِبَ. وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها: التحزيز الَّذِي فِيهَا يَكُونُ خِلْقة ومُسْتَعملًا، وَالْجَمْعُ أُشُور؛ قَالَ: لَهَا بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ، ... وغُرُّ ثَنَايا، لَمْ تُفَلَّلْ أُشُورُها وأُشَرُ المِنْجَل: أَسنانُه، وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ فِي وَصْفِ المِعْضاد فَقَالَ: المِعْضاد مِثْلُ المنْجل لَيْسَتْ لَهُ أُشَر، وَهُمَا عَلَى التَّشْبِيهِ. وتأْشير الأَسنان: تَحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها. وَيُقَالُ: بأَسنانه أُشُر وأُشَر، مِثَالُ شُطُب السَّيْفِ وشُطَبِه، وأُشُورٌ أَيضاً؛ قَالَ جَمِيلٌ: سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره وَقَدْ أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها: حَزَّزتها. والمُؤْتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كِلْتَاهُمَا: الَّتِي تَدْعُو إِلى أَشْر أَسنانها. وَفِي الْحَدِيثِ: لُعِنَت المأْشورةُ والمستأْشِرة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الواشِرَةُ المرأَة الَّتِي تَشِرُ أَسنانها، وَذَلِكَ أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حَتَّى يَكُونَ لَهَا أُشُر، والأُشُر: حِدَّة ورِقَّة فِي أَطراف الأَسنان؛ وَمِنْهُ قِيلَ: ثَغْر مُؤَشَّر، وإِنما يَكُونُ ذَلِكَ فِي أَسنان الأَحداث، تَفْعَلُهُ المرأَة الْكَبِيرَةُ تَتَشَبَّهُ بأُولئك؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ: أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرْجُوكِ «3». بِدُرْدُرٍ؟ وَذَلِكَ أَن رَجُلًا كَانَ لَهُ ابْنٌ مِنِ امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابْنَهُ يَوْمًا يُرَقِّصُهُ وَيَقُولُ: يَا حَبَّذَا دَرَادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فَهَتَمَتْ أَسنانها ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لِزَوْجِهَا فَقَالَ لَهَا: أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف

_ (3). قوله: [أرجوك] كذا بالأصل المعوّل عليه والذي في الصحاح والقاموس والميداني سقوطها وهو الصواب ويشهد له سقوطها في آخر العبارة

بِدُرْدُر. والجُعَلُ: مُؤَشَّر العَضُدَيْن. وكلُّ مُرَقَّقٍ: مُؤَشَّرٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ يَصِفُ جُعلًا: كأَنَّ مُؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلًا ... هَدُوجاً، بَيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ والتَّأْشِيرة: مَا تَعَضُّ بِهِ الجَرادةُ. والتَّأْشِير: شَوْكُ ساقَيْها. والتَّأْشِيرُ والمِئْشارُ: عُقْدة فِي رأْس ذَنَبِهَا كالمِخْلبين وَهُمَا الأُشْرَتان. أصر: أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً: كَسَرَهُ وعَطَفه. والأَصْرُ والإِصْرُ: مَا عَطَفك عَلَى شَيْءٍ. والآصِرَةُ: مَا عَطَفك عَلَى رَجُلٍ مِنْ رَحِم أَو قَرَابَةٍ أَو صِهْر أَو مَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ الأَواصِرُ. والآصِرَةُ: الرَّحِمُ لأَنها تَعْطِفُك. وَيُقَالُ: مَا تَأْصِرُني عَلَى فُلَانٍ آصِرَة أَي مَا يَعْطِفُني عَلَيْهِ مِنَّةٌ وَلَا قَرَابة؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: عَطَفُوا عليّ بِغَير ... آصِرَةٍ فَقَدْ عَظُمَ الأَواصِرْ أَي عَطَفُوا عَلَيَّ بِغَيْرِ عَهْد أَو قَرَابَةٍ. والمآصِرُ: هُوَ مأْخوذ مِنْ آصِرَةِ الْعَهْدِ إِنما هُوَ عَقْدٌ ليُحْبَس بِهِ؛ وَيُقَالَ لِلشَّيْءِ الَّذِي تُعْقَدُ بِهِ الأَشياء: الإِصارُ، مِنْ هَذَا. والإِصْرُ: العَهْد الثَّقِيلُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي ؛ وَفِيهِ: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ؛ وَجَمْعُهُ آصْار لَا يُجَاوَزُ بِهِ أَدني الْعَدَدِ. أَبو زَيْدٍ: أَخَذْت عَلَيْهِ إِصْراً وأَخَذْتُ مِنْهُ إِصْراً أَي مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ؛ الْفَرَّاءُ: الإِصْرُ الْعَهْدُ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي ؛ قَالَ: الإِصر هاهنا إِثْمُ العَقْد والعَهْدِ إِذا ضَيَّعوه كَمَا شَدَّدَ عَلَى بَنِي إِسرائيل. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً ؛ أَي أَمْراً يَثْقُلُ عَلَيْنَا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا نَحْوُ مَا أُمِرَ بِهِ بَنُو إِسرائيل مِنْ قَتْلِ أَنفسهم أَي لَا تمتحنَّا بِمَا يَثْقُل عَلَيْنَا أَيضاً. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً ، قَالَ: عَهْدًا لَا نَفِي بِهِ وتُعَذِّبُنا بِتَرْكِهِ ونَقْضِه. وَقَوْلُهُ: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي ، قَالَ: مِيثاقي وعَهْدي. قَالَ أَبو إِسحاق: كلُّ عَقْد مِنْ قَرابة أَو عَهْد، فَهُوَ إِصْر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً ؛ أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ عَلَيْنَا. وَقَوْلُهُ: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ؛ أَي مَا عُقِدَ مِنْ عَقْد ثَقِيلٍ عَلَيْهِمْ مِثْلُ قَتْلِهم أَنفسهم وَمَا أَشْبه ذَلِكَ مِنْ قَرض الْجِلْدِ إِذا أَصابته النَّجَاسَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ حَلَف عَلَى يَمِينٍ فِيهَا إِصْر فَلَا كَفَّارَةَ لَهَا ؛ يُقَالُ: إِن الإِصْرَ أَنْ يَحْلف بِطَلَاقٍ أَو عَتاق أَو نَذْر. وأَصل الإِصْر: الثِّقْل والشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَيمان وأَضْيَقُها مَخْرَجاً؛ يَعْنِي أَنه يَجِبُ الْوَفَاءُ بِهَا وَلَا يُتَعَوَّضُ عَنْهَا بِالْكَفَّارَةِ. والعَهْدُ يُقَالُ لَهُ: إِصْر. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَسلم بْنِ أَبي أُمامَة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ واغْتَسلَ وَغَدَا وابْتَكر ودَنا فاستْمَع وأَنْصَت كَانَ لَهُ كِفْلانِ مِنَ الأَجْر، وَمَنْ غَسّل واغْتسل وَغَدَا وابْتَكر وَدَنَا ولَغَا كَانَ لَهُ كِفْلانِ مِنَ الإِصْر ؛ قَالَ شَمِرٌ: فِي الإِصْر إثْمُ العَقْد إِذَا ضَيَّعَه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الإِصْرُ الْعَهْدُ الثقيلُ؛ وَمَا كَانَ عَنْ يَمِينٍ وعَهْد، فَهُوَ إِصْر؛ وَقِيلَ: الإِصْرُ الإِثْمُ والعقوبةُ لِلَغْوِه وتَضْيِيعهِ عَمَلَه، وأَصله مِنَ الضِّيقِ وَالْحَبْسِ. يُقَالُ: أَصَرَه يَأْصِرُه إِذا حَبَسه وضَيَّقَ عَلَيْهِ. والكِفْلُ: النَّصِيبُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ كَسَب مَالًا مِنْ حَرام فَأَعْتَقَ مِنْهُ كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِ إِصْراً ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنه سُئِلَ عَنِ السُّلْطَانِ قَالَ: هُوَ ظلُّ اللَّهِ فِي الأَرض فإِذا أَحسَنَ فَلَهُ الأَجرُ وَعَلَيْكُمُ الشُّكْر، وإِذا أَساءَ فَعَلَيْهِ الإِصْرُ وَعَلَيْكُمُ الصَّبْر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فِيهَا إِصْر ؛

والإِصر: الذَّنْب والثِّقْلُ، وَجَمْعُهُ آصارٌ. والإِصارُ: الطُّنُبُ، وَجَمْعُهُ أُصُر، عَلَى فُعُل. والإِصارُ: وَتِدٌ قَصِيرُ الأَطْنَابِ، وَالْجَمْعُ أُصُرٌ وآصِرَةٌ، وكذلك الإِصارَةُ والآصِرَةُ. والأَيْصَرُ: جُبَيْلٌ صَغِيرٌ قَصِير يُشَدُّ بِهِ أَسفَلُ الْخِبَاءِ إِلى وَتِدٍ، وَفِيهِ لغةٌ أَصارٌ، وَجَمْعُ الأَيْصَر أَياصِرُ. والآصِرَةُ والإِصارُ: القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرَّجُلِ، وَالسِّينُ فِيهِ لُغَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَعَمْرُكَ لَا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّة، ... وَلَا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَلِيلِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: لَا أَرْضَى مِنَ الوُدّ بِالضَّعِيفِ، وَلَمْ يُفَسِّرِ الآصِرَةَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما عَنَى بِالْآصِرَةِ الحَبْلَ الصَّغِيرَ الَّذِي يُشدّ بِهِ أَسفلُ الخِباء، فَيَقُولُ: لَا أَتعرّض لِتِلْكَ الْمَوَاضِعِ أَبْتَغي زوجةَ خليل وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعَرِّضَ بِهِ: لَا أَتَعَرَّضُ لِمَنْ كَانَ مِنْ قَرابة خَلِيلِي كَعَمَّتِهِ وَخَالَتِهِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. الأَحمر: هو جَارِي مُكاسِري ومُؤَاصِري أَي كِسْرُ بَيْتِهِ إِلى جَنْب كِسْر بَيْتِي، وإِصارُ بَيْتِي إِلى جَنْبِ إِصار بَيْته، وَهُوَ الطُّنُبُ. وحَيٌّ مُتآصِرُون أَي مُتَجَاوِرُونَ. ابْنُ الأَعرابي: الإِصْرانِ ثَقْبَا الأُذنين؛ وأَنشد: إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حِينَ أَرْجُو رِفْدَه ... غَمْراً، لأَقْطَعُ سَيِءُ الإِصْرانِ جُمِعَ عَلَى فِعْلان. قَالَ: الأَقْطَعُ الأَصَمُّ، والإِصرانُ جَمْعُ إِصْرٍ. والإِصار: مَا حَوَاهُ المِحَشُّ مِنَ الحَشِيش؛ قَالَ الأَعشى: فَهذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا، ... ويَجْمَعُ ذَا بَيْنَهُنَّ الإِصارا والأَيْصَر: كالإِصار؛ قَالَ: تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشِّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ، ... وكُنَّا أُناساً يَعْلِفُون الأَياصِرا وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: الشَّعِيرَ عَشِيَّةً. والإِصارُ: كِساء يُحَشُّ فِيهِ. وأَصَر الشيءَ يأْصِرُه أَصْراً: حَبَسَهُ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: عَيْرانَةٌ مَا تَشَكَّى الأَصْرَ والعَمَلا وكَلأٌ آصِرٌ: حابِس لِمَنْ فِيهِ أَو يُنْتَهَى إِليه مِنْ كَثْرَتِهِ. الْكِسَائِيُّ: أَصَرني الشيءُ يأْصِرُني أَي حَبَسَنِي. وأَصَرْتُ الرجلَ عَلَى ذَلِكَ الأَمر أَي حَبَسْتُهُ. ابْنُ الأَعرابي: أَصَرْتُه عَنْ حَاجَتِهِ وَعَمَّا أَرَدْتُه أَي حَبَسْتُهُ، والموضعُ مَأْصِرٌ ومأْصَر، وَالْجَمْعُ مَآصِرُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مُعَاصِرُ. وشَعَرٌ أَصِير: مُلْتَفٌّ مُجْتَمِعٌ كَثِيرُ الأَصل؛ قَالَ الرَّاعِي: ولأَتْرُكَنَّ بحاجِبَيْكَ عَلامةً، ... ثَبَتَتْ عَلَى شَعَرٍ أَلَفَّ أَصِيرِ وَكَذَلِكَ الهُدْب، وَقِيلَ: هُوَ الطَّويلُ الْكَثِيفُ؛ قَالَ: لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ الْمَنَامَةُ هُنَا: القَطِيفةُ يُنام فِيهَا. والإِصارُ والأَيْصَر: الْحَشِيشُ الْمُجْتَمِعُ، وَجَمْعُهُ أَياصِر. والأَصِيرُ: الْمُتَقَارِبُ. وأْتَصَر النَّبْتُ ائْتِصاراً إِذا الْتَفَّ. وإِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَي عَدَدُهُمْ كَثِيرٌ؛ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُب يَصِفُ الْخَيْلَ: يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّر ... إِلَى عُنُنٍ، مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ يُرِيدُ: خَيْلًا رُبِطَتْ بأَفنيتهم. والعُنُنُ: كُنُفٌ سُتِرَتْ بِهَا الخيلُ مِنَ الرِّيحِ وَالْبَرَدِ. والأَواصِرُ: الأَواخي والأَواري، واحِدَتُها آصِرَة؛ وَقَالَ آخَرُ:

لَها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وَجُلٌّ، ... وسِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ وَفِي كِتَابِ أَبي زَيْدٍ: الأَياصِرُ الأَكْسِيَة التي مَلَؤُوها مِنَ الكَلإِ وشَدُّوها، واحِدُها أَيْصَر. وَقَالَ: مَحَشٌّ لَا يُجَزُّ أَيْصَرُه أَي مِنْ كَثْرَتِهِ. قَالَ الأَصمعي: الأَيْصَرُ كِسَاءٌ فِيهِ حَشِيشٌ يُقَالُ لَهُ الأَيْصَر، وَلَا يُسَمَّى الكساءُ أَيْصَراً حِينَ لَا يكونُ فِيهِ الحَشِيش، وَلَا يُسَمَّى ذَلِكَ الحَشِيشُ أَيْصَراً حَتَّى يَكُونَ فِي ذَلِكَ الْكِسَاءِ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيصره أَي لَا يُقْطَع. والمَأْصِر: مَحْبِسٌ يُمَدُّ عَلَى طَرِيقٍ أَو نَهْرٍ يُؤْصَرُ بِهِ السُّفُنُ والسَّابِلَةُ أَي يُحْبَس لِتُؤْخَذَ منهم العُشور. أطر: الأَطْرُ: عَطْفُ الشيءِ تَقْبِضُ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْهِ فَتُعَوِّجُه؛ أَطَرَه يأْطِرُهُ ويأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً وأَطَّرَه فَتَأَطَّر: عطَفه فَانْعَطَفَ كالعُود تَرَاهُ مُسْتَدِيرًا إِذا جَمَعَتْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَسًا: كَبْداءُ قَعْسَاءُ عَلَى تَأْطِيرِها وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبْنَاءَ التَّمِيمِيُّ: وأَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ مِنَ القَنا، ... إِذا مَا رَقَى أَكْتَافَكُمْ وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثنى؛ وَقَالَ: تأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه، ... وقدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ الْمَظَالِمَ الَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا بَنُو إِسرائيل وَالْمَعَاصِيَ فَقَالَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى تأْخذوا عَلَى يَدَي الظَّالِمِ وتَأْطِرُوهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: قَوْلُهُ تَأْطِرُوه عَلَى الْحَقِّ يَقُولُ تَعْطِفُوه عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مِنْ غَرِيبِ مَا يُحْكَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ نِفْطَوَيْهِ أَنه قَالَ: بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ بَابِ ظأَر، وَمِنْهُ الظِّئْرُ وَهِيَ المرضِعَة، وجَعَلَ الْكَلِمَةَ مَقْلُوبَةً فَقَدَّمَ الْهَمْزَةَ عَلَى الظَّاءِ وَكُلُّ شَيْءٍ عَطَفْتَهُ عَلَى شَيْءٍ، فَقَدْ أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً؛ قَالَ طَرَفَةُ يَذْكُرُ نَاقَةً وَضُلُوعَهَا: كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفانِها، ... وأَطْرَ قِسِيٍّ، تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد شَبَّهَ انْحِنَاءَ الأَضلاع بِمَا حُني مِن طرَفي القَوْس؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الإِبل: وباكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِيرا، ... لَا آجِنَ الماءِ وَلَا مَأْطُورا وعَايَنَتْ أَعْيُنُها تامُورَا، ... يُطِيرُ عَنْ أَكتافِها القَتِيرا قَالَ: المأْطور الْبِئْرُ الَّتِي قَدْ ضَغَطَتْها بِئْرٌ إِلى جَنْبِهَا. قَالَ: تَامُورٌ جُبَيْل صَغير. والقَتِيرُ: مَا تَطَايَرَ مِنْ أَوْبارِها، يَطِيرُ مِنْ شِدَّة المزاحَمَة. وإِذا كَانَ حالُ البِئر سَهْلًا طُوي بِالشَّجَرِ لِئَلَّا يَنْهَدِمَ، فَهُوَ مأْطور. وتَأَطَّرَ الرُّمحُ: تَثَنَّى؛ وَمِنْهُ فِي صِفَةِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه كَانَ طُوالًا فَأَطَرَ اللهُ مِنْهُ أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَصَ مِنْ طُوله. يُقَالُ: أَطَرْتُ الشَّيْءَ فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ أَي انْثَنَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَتاه زِيَادُ بْنُ عَديّ فأَطَرَه إِلى الأَرض أَي عَطَفَه؛ وَيُرْوَى: وَطَدَه، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَطْرُ القَوْسِ والسَّحاب: مُنحناهُما، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ: وهاتِفَةٍ، لأَطْرَيْها حَفِيفٌ، ... وزُرْقٌ، فِي مُرَكَّبَةٍ، دِقاقُ ثنَّاه وَإِنْ كَانَ مَصْدَرًا لأَنه جَعَلَهُ كَالِاسْمِ. أَبو زَيْدٍ:

أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَيْتَها. والأَطْرُ: كالاعْوِجاج تَرَاهُ فِي السَّحَابِ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: أَطْرُ السَّحاب بِهَا بَيَاضُ المِجْدَلِ قَالَ: وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ. وتَأَطَّرَ بِالْمَكَانِ: تَحَبَّسَ. وتَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً: لَزِمَتْ بَيْتَهَا وأَقامت فِيهِ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ: لَسْنَ بَوارِحاً، ... وذُبْنَ كَمَا ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ والمأْطورة: العُلْبَة يُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ ويُدارُ ثُمَّ يُلْبَسُ شَفَتَها، وَرُبَّمَا ثُنِيَ عَلَى الْعُودِ المأْطور أَطرافُ جِلْدِ الْعُلْبَةِ فَتَجِفُّ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَوْرَثَكَ الرَّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً، ... ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلدِ قَالَ: وَالسَّوِيَّةُ مرْكبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التأْطير أَن تَبْقَى الْجَارِيَةُ زَمَانًا فِي بَيْتِ أَبويها لَا تتزوَّج. والأُطْرَةُ: مَا أَحاط بالظُّفُرِ مِنَ اللَّحْمِ، والجمعُ أُطَرٌ وإِطارٌ؛ وكُلُّ مَا أَحاط بِشَيْءٍ، فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ وإِطارٌ. وإِطارُ الشَّفَةِ: مَا يَفْصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ شَعَرَاتِ الشَّارِبِ، وَهُمَا إِطارانِ. وَسُئِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ السُّنَّة فِي قَصِّ الشَّارِبِ، فَقَالَ: نَقُصُّهُ حَتَّى يَبْدُوَ الإِطارُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِطارُ الحَيْدُ الشَّاخِصُ مَا بَيْنَ مَقَصِّ الشَّارِبِ وَالشَّفَةِ المختلطُ بِالْفَمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يَعْنِي حَرْفَ الشَّفَةِ الأَعلى الَّذِي يَحُولُ بَيْنَ مَنَابِتِ الشَّعْرِ وَالشَّفَةِ. وإِطارُ الذَّكَرِ وأُطْرَتُه: حَرْفُ حُوقِه. وإِطارُ السَّهْم وأُطْرتُه: عَقَبَةٌ تُلْوى عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هِيَ العَقَبَةُ الَّتِي تَجْمَعُ الفُوقَ. وأَطَرَه يَأْطِرُهُ أَطْراً: عَمِلَ لَهُ إِطاراً ولَفَّ عَلَى مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً. والأُطْرَةُ، بِالضَّمِّ: العَقَبَةُ الَّتِي تُلَفُّ عَلَى مَجْمَعِ الفُوقِ. وإِطارُ البيتِ: كالمِنطَقَة حَوله. والإِطارُ: قُضْبانُ الْكَرَمِ تُلْوى لِلتَّعْرِيشِ. والإِطارُ: الْحَلْقَةُ مِنَ النَّاسِ لإِحاطتهم بِمَا حَلَّقُوا بِهِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: وحَلَّ الحَيُّ، حَيُّ بَنِي سُبَيْعٍ، ... قُراضِبَةً، ونَحْنُ لَهم إِطارُ أَي وَنَحْنُ مُحْدِقُون بهم. والأُطْرَةُ: طَرَفُ الأَبْهَرِ فِي رأْس الحَجَبَةِ إِلى مُنْتَهَى الْخَاصِرَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْفَرَسِ طَرَفُ الأَبْهَرِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الأُطْرَةُ طَفْطَفَة غَلِيظَةٌ كأَنها عَصَبَةٌ مُرَكَّبَةٌ فِي رأْس الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ، وَعِنْدَ ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ، وَيُسْتَحَبُّ لِلْفَرَسِ تَشنُّجُ أُطْرتِهِ؛ وَقَوْلُهُ: كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ لهَا، ... حَدِيثٌ نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبِ يَصِفُ النِّصَالَ. والأُطُرُ عَلَى الفُوقِ: مِثْلُ الرِّصافِ عَلَى الأَرْعاظِ. اللَّيْثُ: والإِطارُ إِطارُ الدُّفّ. وإِطارْ المُنْخُلِ: خَشَبُهُ. وإِطارُ الْحَافِرِ: مَا أَحاط بالأَشْعَرِ، وكلُّ شَيْءٍ أَحاط بِشَيْءٍ، فَهُوَ إِطارٌ لَهُ؛ وَمِنْهُ صِفَةُ شِعْرِ عَلِيٍّ: إِنما كَانَ لَهُ إِطارٌ أَي شِعْرٍ مُحِيطٍ برأْسه ووسطُه أَصلَعُ. وأُطْرَة الرَّمْلِ: كُفَّتُه. والأَطِيرُ: الذَّنْبُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ وَالشَّرُّ يَجِيءُ مِنْ بَعِيدٍ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِحاطته بالعُنُق. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: أَخَذَني بأَطِيرِ غَيْرِي؛ وَقَالَ مِسْكِينُ الدَّارِمِيُّ: أَبَصَّرْتَني بأَطِير الرِّجال، ... وكلَّفْتَني مَا يَقُولُ البَشَرْ؟

وَقَالَ الأَصمعي: إِن بَيْنَهُمْ لأَواصِرَ رَحِمٍ وأَواطِرَ رَحِمٍ وعَواطِفَ رَحِمٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ الْوَاحِدَةُ آصِرةٌ وآطِرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَأَطَرْتُها بَيْنَ نِسَائِي أَي شَقَقْتُهَا وَقَسَّمْتُهَا بينهنُّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ طَارَ لَهُ فِي الْقِسْمَةِ كَذَا أَي وَقَعَ فِي حِصَّتِهِ، فَيَكُونُ مِنْ فَصْلِ الطَّاءِ لَا الْهَمْزَةِ. والأُطْرَة: أَن يُؤخذ رمادٌ ودَمٌ يُلْطَخ بِهِ كَسْرُ القِدْرِ وَيُصْلَحَ؛ قَالَ: قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بأُطْرَهْ، ... وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ أفر: الأَفْرُ: العَدْوُ. أَفَرَ يَأْفِرُ أَفْراً وأُفُوراً: عَدَا وَوَثَبَ؛ وأَفَرَ أَفْراً، وأَفِرَ أَفَراً: نَشِطَ. وَرَجُلٌ أَفَّارٌ ومِئفَرٌ إِذا كَانَ وَثَّاباً جَيِّدَ العَدْوِ. وأَفَرَ الظَّبْيُ وَغَيْرُهُ، بِالْفَتْحِ، يَأْفِرُ أُفُوراً أَي شَدَّ الإِحْضَارَ. وأَفَرَ الرَّجلُ أَيضاً أَي خَفَّ فِي الخِدْمَةِ. وأَفِرَتِ الإِبل أَفْراً واسْتَأْفَرَت اسْتِئْفَاراً إِذا نَشِطَتْ وسَمِنَتْ. وأَفِرَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يأْفَرُ أَفَراً أَي سَمِنَ بَعْدَ الجَهْدِ. وأَفَرَتِ القِدْرُ تَأْفِرُ أَفْراً: اشْتَدَّ غَلَيَانُهَا حَتَّى كأَنها تنِزُّ؛ وقال الشَّاعِرُ: بَاخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغلي أَفْرا والمِئْفَرُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَسْعَى بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ ويَخْدمهُ، وإِنه لَيَأْفِرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدِ اتَّخَذَهُ مِئفَراً. والمِئفَرُ: الْخَادِمُ. وَرَجُلٌ أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرانُ أَفْرانُ أَي بَطِرٌ، وَهُوَ إِتباع. وأُفُرَّة الشَّرِّ «1». والحَرِّ والشِّتاء، وأَفُرَّتُه: شدَّته. وقال الْفَرَّاءُ: أُفُرَّة الصَّيْفِ أَوّله. وَوَقَعَ فِي أُفُرَّةٍ أَي بلِية وَشَدَّةٍ. والأُفُرّة الْجَمَاعَةُ ذاتُ الجَلَبَةِ، وَالنَّاسُ فِي أُفُرَّة، يَعْنِي الاختلاطَ. وأَفَّارٌ: اسم. أقر: الْجَوْهَرِيُّ: أُقُرٌ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وثَرْوَةٍ مِنْ رجالٍ لَوْ رأَيْتَهُمُ، ... لَقُلْتَ: إِحْدَى حِراج الجَرِّ من أُقُر أكر: الأُكْرَة، بِالضَّمِّ: الحُفْرَةُ فِي الأَرض يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ فيُغْرَفُ صَافِيًا. وأَكَرَ يَأْكُرُ أَكْراً، وتَأَكَّرَ أُكَراً: حَفَرَ أُكْرَةً «2»؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ سَهْلِه ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ والأُكَرُ: الحُفَرُ فِي الأَرض، واحِدَتُها أُكْرَةٌ. والأَكَّارُ: الحَرَّاثُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَكَرَةُ جمعُ أَكَّارٍ كأَنه جمعُ آكِرٍ فِي التَّقْدِيرِ. والمؤاكَرَةُ: الْمُخَابَرَةُ وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبي جَهْلٍ: فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي ؛ الأَكَّارُ: الزَّرَّاعُ أَراد بِهِ احْتِقَارَهُ وَانْتِقَاصَهُ، كَيْفَ مِثْلُه يَقْتُلُ مِثْلَه وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ المؤاكَرَةِ ، يَعْنِي المزارعَةَ عَلَى نَصِيبٍ مَعْلُومٍ مِمَّا يُزْرَعُ فِي الأَرض وَهِيَ الْمُخَابَرَةُ. وَيُقَالُ: أَكَرْتُ الأَرض أَي حَفَرْتُهَا؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لِلْكُرَةِ الَّتِي يُلْعَبُ بِهَا: أُكْرَةٌ، واللغةُ الجيدةُ الكُرَةُ؛ قَالَ: حَزَاوِرَةٌ بأَبْطَحِهَا الكُرِينَا أمر: الأَمْرُ: مَعْرُوفٌ، نَقِيضُ النَّهْيِ. أَمَرَه بِهِ وأَمَرَهُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَمره إِياه، على

_ (1). قوله [وأفرّة الشر إلخ] بضم أوله وثانيه وفتح ثالثه مشدداً، وبفتح الأَول وضم الثاني وفتح الثالث مشدداً أيضاً، وزاد في القاموس أفرَّة بفتحات مشدد الثالث على وزن شربة وجربة مشدد الباء فيهما (2). قوله [حفر أكرة] كذا بالأصل والمناسب حفر حفراً

حَذْفِ الْحَرْفِ، يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه؛ وَقَوْلُهُ: ورَبْرَبٍ خِماصِ ... يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يُشَوِّقْنَ مَنْ رَآهُنَّ إِلى تَصَيُّدِهَا وَاقْتِنَاصِهَا، وإِلا فَلَيْسَ لهنَّ أَمر. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ؛ الْعَرَبُ تَقُولُ: أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل، فَمَنْ قَالَ: أَمرتك بأَن تَفْعَلَ فَالْبَاءُ للإِلصاق وَالْمَعْنَى وَقَعَ الأَمر بِهَذَا الْفِعْلِ، وَمَنْ قَالَ أَمرتُك أَن تَفْعَلَ فَعَلَى حَذْفِ الْبَاءِ، وَمَنْ قَالَ أَمرتك لِتَفْعَلَ فَقَدْ أَخبرنا بِالْعِلَّةِ الَّتِي لَهَا وَقَعَ الأَمرُ، وَالْمَعْنَى أُمِرْنا للإِسلام. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَمْرُ اللهِ مَا وعَدهم بِهِ مِنَ الْمُجَازَاةِ عَلَى كُفْرِهِمْ مِنْ أَصناف الْعَذَابِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ ؛ أَي جَاءَ مَا وَعَدْنَاهُمْ بِهِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً ؛ وَذَلِكَ أَنهم اسْتَعْجَلُوا الْعَذَابَ واستبطؤوا أَمْرَ السَّاعَةِ، فأَعلم اللَّهُ أَن ذَلِكَ فِي قُرْبِهِ بِمَنْزِلَةِ مَا قَدْ أَتى كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ؛ وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ . وأَمرتُه بِكَذَا أَمراً، وَالْجَمْعُ الأَوامِرُ. والأَمِيرُ: ذُو الأَمْر. والأَميرُ: الآمِر؛ قَالَ: والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ، إِذا هُمُ ... خَطِئُوا الصوابَ، وَلَا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ: مُرْ، وأَصله أُؤْمُرْ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْكَلِمَةِ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الأَصلية فَزَالَ السَّاكِنُ فَاسْتُغْنِيَ عَنِ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ، وَقَدْ جاءَ عَلَى الأَصل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ؛ وَفِيهِ: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ . والأَمْرُ: واحدُ الأُمُور؛ يُقَالُ: أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ. والأَمْرُ: الْحَادِثَةُ، وَالْجَمْعُ أُمورٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها ؛ قِيلَ: مَا يُصلحها، وَقِيلَ: ملائكتَهَا؛ كُلُّ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ. والآمِرَةُ: الأَمرُ، وَهُوَ أَحد الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ وَالْخَاتِمَةِ. وَقَالُوا فِي الأَمر: أُومُرْ ومُرْ، وَنَظِيرُهُ كُلْ وخُذْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ؛ وَلَيْسَ بِمُطَّرِدٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ اللَّيْثُ: وَلَا يُقَالُ أُومُرْ، وَلَا أُوخُذْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا أُوكُلْ، إِنما يُقَالُ مُرْ وكُلْ وخُذْ فِي الِابْتِدَاءِ بالأَمر اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّتَيْنِ، فإِذا تقدَّم قَبْلَ الْكَلَامِ واوٌ أَو فاءٌ قُلْتَ: وأْمُرْ فأْمُرْ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ؛ فأَما كُلْ مَنْ أَكَلَ يَأْكُلُ فَلَا يَكَادُ يُدْخِلُون فِيهِ الهمزةَ مَعَ الْفَاءِ وَالْوَاوِ، وَيَقُولُونَ: وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه وَلَا يَقُولُونَ فَأْكُلاهُ؛ قَالَ: وَهَذِهِ أَحْرُفٌ جَاءَتْ عَنِ الْعَرَبِ نوادِرُ، وَذَلِكَ أَن أَكثر كَلَامِهَا فِي كُلِّ فِعْلٍ أَوله هَمْزَةٌ مِثْلَ أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ أَبَقَ يَأْبِقُ، فإِذا كَانَ الْفِعْلُ الَّذِي أَوله هَمْزَةٌ ويَفْعِلُ مِنْهُ مَكْسُورًا مَرْدُودًا إِلى الأَمْرِ قِيلَ: إِيسِرْ يَا فلانُ، إِيْبِقْ يَا غلامُ، وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بِهَمْزَتَيْنِ فَكَرِهُوا جَمْعًا بَيْنَ هَمْزَتَيْنِ فَحَوَّلُوا إِحداهما ياء إِذ كَانَ مَا قَبْلَهَا مَكْسُورًا، قَالَ: وَكَانَ حَقُّ الأَمر مِنْ أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يُقَالَ أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بِهَمْزَتَيْنِ، فَتُرِكَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ وحوِّلت وَاوًا لِلضَّمَّةِ فَاجْتَمَعَ فِي الْحَرْفِ ضَمَّتَانِ بَيْنَهُمَا وَاوٌ وَالضَّمَّةُ

مِنْ جِنْسِ الْوَاوِ، فَاسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ جَمْعًا بَيْنَ ضَمَّتَيْنِ وَوَاوٍ فَطَرَحُوا هَمْزَةَ الْوَاوِ لأَنه بَقِيَ بَعْدَ طَرْحها حَرْفَانِ فَقَالُوا: مُرْ فُلَانًا بِكَذَا وَكَذَا، وخُذْ مِنْ فُلَانٍ وكُلْ، وَلَمْ يَقُولُوا أُكُلْ وَلَا أُمُرْ وَلَا أُخُذْ، إِلا أَنهم قَالُوا فِي أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تَقَدَّمَ قَبْلَ أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فَاءٌ أَو كَلَامٌ يَتَّصِلُ بِهِ الأَمْرُ مِنْ أَمَرَ يَأْمُرُ فَقَالُوا: الْقَ فُلَانًا وأْمُرْهُ، فَرَدُّوهُ إِلى أَصله، وإِنما فَعَلُوا ذَلِكَ لأَن أَلف الأَمر إِذا اتَّصَلَتْ بِكَلَامٍ قَبْلَهَا سَقَطَتِ الأَلفُ فِي اللَّفْظِ، وَلَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ فِي كُلْ وخُذْ إِذا اتَّصَلَ الأَمْرُ بِهِمَا بِكَلَامٍ قَبْلَهُ فَقَالُوا: الْقَ فُلَانًا وخُذْ مِنْهُ كَذَا، وَلَمْ نسْمَعْ وأُوخُذْ كَمَا سَمِعْنَا وأْمُرْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكُلا مِنْها رَغَداً؛ وَلَمْ يَقُلْ: وأْكُلا؛ قَالَ: فإِن قِيلَ لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها وَلَمْ يَرُدُّوا وكُلا وَلَا أُوخُذْ؟ قِيلَ: لِسَعَة كَلَامِ الْعَرَبِ رُبَّمَا ردُّوا الشَّيْءَ إِلَى أَصله، وَرُبَّمَا بَنَوْهُ عَلَى مَا سَبَقَ، وَرُبَّمَا كَتَبُوا الْحَرْفَ مَهْمُوزًا، وَرُبَّمَا تَرَكُوهُ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزَةِ، وَرُبَّمَا كَتَبُوهُ عَلَى الإِدغام، وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ وَاسِعٌ؛ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها ؛ قرأَ أَكثر الْقُرَّاءِ: أَمَرْنا، وَرَوَى خَارِجَةُ عَنْ نَافِعٍ آمَرْنا، بِالْمَدِّ، وَسَائِرُ أَصحاب نَافِعٍ رَوَوْهُ عَنْهُ مَقْصُورًا، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أَمَّرْنا، بِالتَّشْدِيدِ، وَسَائِرُ أَصحابه رَوَوْهُ بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ وَبِالْقَصْرِ، وَرَوَى هُدْبَةُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ: أَمَّرْنا، وَسَائِرُ النَّاسِ رَوَوْهُ عَنْهُ مُخَفَّفًا، وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ مَن قَرأَ: أَمَرْنا، خَفِيفَةً، فسَّرها بَعْضُهُمْ أَمَرْنا مُتْرَفِيهَا بالطاعة ففسقوا فيها، إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بِالطَّاعَةِ خالَفَ إِلى الْفِسْقِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وقرأَ الْحَسَنُ: آمَرْنا، وَرُوِيَ عَنْهُ أَمَرْنا، قَالَ: وَرُوِيَ عَنْهُ أَنه بِمَعْنَى أَكْثَرنا، قَالَ: وَلَا نَرَى أَنها حُفِظَتْ عَنْهُ لأَنا لَا نَعْرِفُ مَعْنَاهَا هَاهُنَا، وَمَعْنَى آمَرْنا، بِالْمَدِّ، أَكْثَرْنا؛ قَالَ: وقرأَ أَبو الْعَالِيَةِ: أَمَّرْنا مُتْرَفِيهَا، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِتَفْسِيرِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَذَلِكَ أَنه قَالَ: سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا. وقال أَبو إِسحاق نَحْواً مِمَّا قَالَ الْفَرَّاءُ، قَالَ: مَنْ قرأَ أَمَرْنا، بِالتَّخْفِيفِ، فَالْمَعْنَى أَمرناهم بِالطَّاعَةِ فَفَسَقُوا. فإِن قَالَ قَائِلٌ: أَلست تَقُولُ أَمَرتُ زَيْدًا فَضَرَبَ عَمْرًا؟ وَالْمَعْنَى أَنك أَمَرْتَه أَن يَضْرِبَ عَمْرًا فَضَرَبَهُ فَهَذَا اللَّفْظُ لَا يَدُلُّ عَلَى غَيْرِ الضَّرْبِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها ، أَمَرْتُكَ فعصيتَني، فَقَدْ عُلِمَ أَن المعصيةَ مخالَفَةُ الأَمْرِ، وَذَلِكَ الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ اللَّهِ. وقرأَ الْحَسَنُ: أَمِرْنا مُتْرَفِيهَا عَلَى مِثَالِ عَلِمْنَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى أَن تَكُونَ هَذِهِ لُغَةً ثَالِثَةً؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَمَرْناهم بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا؛ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ مِنَ الإِمارَةِ؛ قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِن مَعْنَى أَمِرْنا مُتْرَفِيهَا كَثَّرْنا مُتْرَفيها؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ خَيْرُ الْمَالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ؛ أَي مُكَثِّرَةٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ أَي كَثُرُوا. مُهَاجِرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود؛ وقال لَبِيدٌ: إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أَمِرُوا، ... يَوْماً، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: مُهْرَةٌ مَأْمورة: إِنها الْكَثِيرَةُ النِّتاج والنَّسْلِ؛ قَالَ: وَفِيهَا لُغَتَانِ: قَالَ أَمَرَها اللهُ فَهِيَ مَأْمُورَةٌ، وآمَرَها اللَّهُ فَهِيَ مُؤْمَرَة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ مُهرة مَأْمُورة لِلِازْدِوَاجِ لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة، فَلَمَّا ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة عَلَى وَزْنِ مَأْبُورَة كَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ: إِني آتِيهِ بِالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا، وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بِالْغَدَايَا عَلَى لَفْظِ الْعَشَايَا تَزْوِيجًا لِلَّفْظَيْنِ، وَلَهَا

نَظَائِرُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والأَصل فِيهَا مُؤْمَرَةٌ عَلَى مُفْعَلَةٍ، كَمَا قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْنَ مَأْزُورات غَيْرَ مَأْجورات ؛ وإِنما هُوَ مَوْزُورات مِنَ الوِزْرِ فَقِيلَ مأْزورات عَلَى لَفْظِ مأْجورات لِيَزْدَوِجا. وقال أَبو زَيْدٍ: مُهْرَةٌ مأْمورة هِيَ الَّتِي كَثُرَ نَسْلُهَا؛ يَقُولُونَ: أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها. وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا؛ قَالَ الأَعشى: طَرِفُونَ ولَّادُون كلَّ مُبَارَكٍ، ... أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ وَيُقَالُ: أَمَرَهم اللَّهُ فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا، وَفِيهِ لُغَتَانِ: أَمَرَها فَهِيَ مأْمُورَة، وآمَرَها فَهِيَ مُؤْمَرَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سُفْيَانَ: لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه ؛ يَعْنِي النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: مَا لِي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَأْمَرَنَ أَي يَزِيدُ عَلَى مَا تَرَى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: كُنَّا نَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَدْ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ أَي كَثُرُوا. وأَمِرَ الرجلُ، فَهُوَ أَمِرٌ: كَثُرَتْ مَاشِيَتُهُ. وآمَره اللَّهُ: كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه، وَلَا يُقَالُ أَمَرَه؛ فأَما قَوْلُهُ: ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فَعَلَى مَا قَدْ أُنِسَ بِهِ مِنَ الإِتباع، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، وَقِيلَ: آمَرَه وأَمَرَه لُغَتَانِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: آمَرْتُهُ، بِالْمَدِّ، وأَمَرْتُه لُغَتَانِ بِمَعْنَى كَثَّرْتُه. وأَمِرَ هُوَ أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ عَلَى تَقْدِيرِ قَوْلِهِمْ عَلِمَ فُلَانٌ وأَعلمته أَنا ذَلِكَ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَمْ يَقُلْهُ أَحد غَيْرُهُ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: أَمِرَ مالُه، بِالْكَسْرِ، أَي كَثُرَ. وأَمِرَ بَنُو فُلَانٍ إِيماراً: كَثُرَتْ أَموالهم. وَرَجُلٌ أَمُورٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدِ ائتُمِرَ بِخَيْرٍ: كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ بِهِ فَقَبِلَه. وتأَمَّروا عَلَى الأَمْرِ وائْتَمَرُوا: تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي يَتَشَاوَرُونَ عَلَيْكَ لِيَقْتُلُوكَ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ، ... ويَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ قَالَ غَيْرُهُ: وَهَذَا الشِّعْرُ لِامْرِئِ الْقَيْسِ. والخَمِرُ: الَّذِي قَدْ خَالَطَهُ داءٌ أَو حُبٌّ. وَيَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عَلَيْهِ فأَهلكه. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، كَيْفَ يَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا شَاوَرَ فِيهِ وَالْمُشَاوَرَةُ بَرَكَةٌ، وإِنما أَراد يَعْدُو عَلَى الْمَرْءِ مَا يَهُمُّ بِهِ مِنَ الشَّرِّ. قَالَ وَقَوْلُهُ: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ ؛ أَي يَهُمون بِكَ؛ وأَنشد: اعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ ... مُخْطِئٌ فِي الرَّأْي، أَحْيَانَا قَالَ: يَقُولُ مَنْ رَكِبَ أَمْراً بِغَيْرِ مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً. قَالَ وَقَوْلُهُ: وأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ؛ أَي هُمُّوا بِهِ واعْتَزِمُوا عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ لَقَالَ: يَتَأَمَّرُونَ بِكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى قَوْلِهِ: يَأْتَمِرُونَ بِكَ ؛ يَأْمُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِقَتْلِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ائْتَمَرَ القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، كَمَا يُقَالُ اقْتَتَلَ الْقَوْمُ وَتَقَاتَلُوا وَاخْتَصَمُوا وَتَخَاصَمُوا، وَمَعْنَى يَأْتَمِرُونَ بِكَ أَي يُؤَامِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِقَتْلِكَ وَفِي قَتْلِكَ؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يُقَالَ ائْتَمَرَ فُلَانٌ رَأْيَهُ إِذا شَاوَرَ عَقْلَهُ فِي الصَّوَابِ الَّذِي يأْتيه، وَقَدْ يُصِيبُ الَّذِي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى. قَالَ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ يَأْتَمِرُونَ بِكَ أَي يُؤَامِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِيكَ أَي فِي قَتْلِكَ أَحسن مِنْ قَوْلِ الْقُتَيْبِيِّ إِنه بِمَعْنَى يَهُمُّونَ بِكَ. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ: وأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ؛ فَمَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، لِيَأْمُرْ بعضُكم بَعْضًا بِمَعْرُوفٍ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ: اعْلَمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ

مَعْنَاهُ أَن مَنِ ائْتَمَرَ رَأْيَه فِي كُلِّ مَا يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً؛ وقال الْعَجَّاجُ: لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تَلْبِيسَ أَمر أَي تَخْلِيطَ أَمر. مُؤْتَمِرْ أَي اتَّخَذَ أَمراً. يُقَالُ: بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك. وَقَالَ شَمِرٌ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الرجالُ ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نَزَلَ بِهِ أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ ارْتَأَى وَشَاوَرَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَن يُوَاقِعَ مَا يُرِيدُ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ: اعْلَمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ أَي كُلَّ مَنْ عَمِلَ برأْيه فَلَا بُدَ أَن يُخْطِئَ الأَحيان. قَالَ وَقَوْلُهُ: وَلَا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لَا يُشَاوِرُهُ. وَيُقَالُ ائْتَمَرْتُ فُلَانًا فِي ذَلِكَ الأَمر، وائْتَمَرَ القومُ إِذا تَشَاوَرُوا؛ وَقَالَ الأَعشى: فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ، ... واشْتَرَكَا عَمَلًا وأْتمارا قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كَيْفَ يَرْتَئِي رَأْياً وَيُشَاوِرُ نَفْسَهُ ويَعْقِدُ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ويَعْدُو عَلَى المَرءِ مَا يَأْتَمِرْ مَعْنَاهُ الرَّجُلُ يَعْمَلُ الشَّيْءَ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا تثبُّت وَلَا نَظَرٍ فِي الْعَاقِبَةِ فيندَم عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امْتَثَلَهُ؛ قَالَ إمرؤٌ الْقَيْسِ: وَيَعْدُو عَلَى المرءِ مَا يأْتمر أَي مَا تأْمره بِهِ نَفْسُهُ فَيَرَى أَنه رَشَدَ فَرُبَّمَا كَانَ هَلَاكُهُ فِي ذَلِكَ. وَيُقَالُ: ائْتَمَرُوا بِهِ إِذا هَمُّوا بِهِ وَتَشَاوَرُوا فِيهِ. والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ: المشاوَرَةُ، وَكَذَلِكَ التَّآمُرُ، عَلَى وَزْنِ التَّفاعُل. والمُؤْتَمِرُ: المُسْتَبِدُّ برأْيه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْبِقُ إِلى الْقَوْلِ؛ قَالَ إمرؤٌ الْقَيْسِ فِي رِوَايَةِ بَعْضِهِمْ؛ أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ، ... ويَعْدُو عَلَى المرْءِ مَا يَأْتَمِرْ وَيُقَالُ: بَلْ أَراد أَن الْمَرْءَ يَأْتَمِرُ لِغَيْرِهِ بِسُوءٍ فَيَرْجِعُ وبالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وآمَرَهُ فِي أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ: شاوره. وقال غَيْرُهُ: آمَرْتُه فِي أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شَاوَرْتَهُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: وَامَرْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمِيري مِنَ الْمَلَائِكَةِ جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي. وكلُّ مَنْ فَزَعْتَ إِلى مُشَاوَرَتِهِ ومُؤَامَرَته، فَهُوَ أَمِيرُكَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ؛ الرِّجَالُ ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شَاوَرَ نَفْسَهُ وارْتأَى فِيهِ قَبْلَ مُواقَعَة الأَمر، وَقِيلَ: المُؤْتَمِرُ الَّذِي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لَا يأْتي بِرَشَدٍ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ فَعَلَ فِعْلًا مِنْ غَيْرِ مُشَاوِرَةٍ: ائْتَمَرَ، كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها؛ وَمِنَ المُؤَامَرَةِ المشاورةُ، فِي الْحَدِيثِ: آمِرُوا النساءَ فِي أَنْفُسِهِنَ أَي شَاوِرُوهُنَّ فِي تَزْوِيجِهِنَّ قَالَ: وَيُقَالُ فِيهِ وَامَرْتُه، وَلَيْسَ بِفَصِيحٍ. قَالَ: وَهَذَا أَمْرُ نَدْبٍ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ مِثْلَ قَوْلِهِ: البِكر تُسْتَأْذَنُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ الثَّيِّبَ دُونَ الْبِكْرِ، فإِنه لَا بُدَّ مِنْ إِذنهن فِي النِّكَاحِ، فإِن فِي ذَلِكَ بَقَاءً لِصُحْبَةِ الزَّوْجِ إِذا كَانَ بإِذنها. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: آمِرُوا النساءَ فِي بناتهنَ ، هُوَ مِنْ جِهَةِ اسْتِطَابَةِ أَنفسهن وَهُوَ أَدعى للأُلفة، وَخَوْفًا مِنْ وُقُوعِ الْوَحْشَةِ بَيْنَهُمَا، إِذا لَمْ يَكُنْ بِرِضَا الأُم إِذ الْبَنَاتُ إِلى الأُمَّهات أَميل وَفِي سَمَاعِ قولهنَّ أَرغب، ولأَن المرأَة رُبَّمَا عَلِمَتْ مِنْ حَالِ بِنْتِهَا الْخَافِي عَنْ أَبيها أَمراً

لَا يَصْلُحُ مَعَهُ النِّكَاحُ، مِنْ عِلَّةٍ تَكُونُ بِهَا أَو سَبَبٍ يَمْنَعُ مِنْ وَفَاءِ حُقُوقِ النِّكَاحِ، وَعَلَى نَحْوٍ مِنْ هَذَا يتأَول قَوْلُهُ: لَا تُزَوَّجُ الْبِكْرُ إِلا بإِذنها، وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قَدْ تَسْتَحِي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرَّغْبَةَ فِي النِّكَاحِ، فَيُسْتَدَلُّ بِسُكُوتِهَا عَلَى رِضَاهَا وَسَلَامَتِهَا مِنَ الْآفَةِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ وَالثَّيِّبُ تُسْتَأْمَرُ ، لأَن الإِذن يُعْرَفُ بِالسُّكُوتِ والأَمر لَا يُعْرَفُ إِلا بِالنُّطْقِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُتْعَةِ: فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شَاوَرَتْهَا واستأْمرتها. وَرَجُلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَة «3». وأَمَّارة: يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد فِي أَمره. والأَميرُ: الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ الإِمارة والأَمارة، والجمعُ أُمَراءُ. وأَمَرَ عَلَيْنَا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ وأَمِرَ: كوَليَ؛ قَالَ: قَدْ أَمِرَ المُهَلَّبُ، فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم فاذْهَبوا. وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صَارَ عَلَيْهِمْ أَميراً. وأَمَّرَ أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً. وَيُقَالُ: مَا لَكَ فِي الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ، بِالْكَسْرِ. وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً. وَقَدْ أَمِرَ فُلَانٌ وأَمُرَ، بِالضَّمِّ، أَي صارَ أَميراً، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيِّ: ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو بهنْدٍ، ... لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا وَالْمُصْدَرُ الإِمْرَةُ والإِمارة، بِالْكَسْرِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ الْفَرَّاءِ: كَانَ ذَلِكَ إِذ أَمَرَ عَلَيْنَا الحجاجُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهِيَ الإِمْرَة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَما إِنَّ لَهُ إمْرَة كلَعْقَةِ الْكَلْبِ لَبَنَهُ ؛ الإِمْرَة، بِالْكَسْرِ: الإِمارة؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ: لَعَلَّكَ ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ. وقالوا: عَلَيْكَ أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ، فَفَتَحُوا. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ: لَكَ عليَّ أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ، وَمَعْنَاهُ لَكَ عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فِيهَا، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الأُمور، وَلَا تَقُلْ: إِمْرَةٌ، بِالْكَسْرِ، إِنما الإِمرة مِنَ الْوِلَايَةِ. والتَّأْميرُ: تَوْلية الإِمارة. وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ: مُمَلَّكٌ. وأَمير الأَعمى: قَائِدُهُ لأَنه يَمْلِكُ أَمْرَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: إِذا كَانَ هَادِي الْفَتَى فِي البلادِ ... صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ: الرُّؤَساءُ وأَهل الْعِلْمِ. وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً، فَهُوَ أَمرٌ: كَثُرَ وتَمَّ؛ قَالَ: أُمُّ عِيالٍ ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ وَالِاسْمُ: الإِمْرُ. وزرعٌ أَمِرٌ: كَثِيرٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ أَمِرٌ: مباركٌ يُقْبِلُ عَلَيْهِ المالُ. وامرأَة أَمِرَةٌ: مُبَارَكَةٌ عَلَى بَعْلِهَا، وكلُّه من الكَثرة. وقالوا: فِي وَجْهِ مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه؛ وَهُوَ الَّذِي تَعْرِفُ فِيهِ الْخَيْرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وأَمَرَتُه: زِيَادَتُهُ وَكَثْرَتُهُ. وَمَا أَحسن أَمارَتَهم أَي مَا يَكْثُرُونَ وَيَكْثُرُ أَوْلادُهم وَعَدَدُهُمْ. الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ: فِي وَجْهِ الْمَالِ الأَمِر تَعْرِفُ أَمَرَتَه أَي زِيَادَتَهُ وَنَمَاءَهُ وَنَفَقَتَهُ. تَقُولُ: فِي إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه. والأَمَرَةُ: الزِّيَادَةُ والنماءُ وَالْبَرَكَةُ. وَيُقَالُ: لَا جَعَلَ اللَّهُ فِيهِ أَمَرَةً أَي بَرَكَةً؛ مِنْ قَوْلِكَ: أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ. قَالَ: وَوَجْهُ الأَمر أَول مَا تَرَاهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: تَعْرِفُ أَمْرَتَهُ مِنْ أَمِرَ المالُ إِذا كَثُرَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ: فِي وَجْهِ الْمَالِ تَعْرِفُ أَمَرَتَه أَي نُقْصَانَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ مَا قَالَ الْفَرَّاءُ فِي الأَمَرِ أَنه الزِّيادة. قال

_ (3). قوله [إمر وإمرة] هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس

ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا فِي وَجْهِ مَالِكَ تَعْرِفُ أَمَرَتَه أَي يُمنَه، وأَمارَتَهُ مِثْلُهُ وأَمْرَتَه. وَرَجُلٌ أَمِرٌ وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كَانَا مَيْمُونَيْنِ. والإِمَّرُ: الصغيرُ مِنَ الحُمْلان أَوْلادِ الضأْنِ، والأُنثى إِمَّرَةٌ، وَقِيلَ: هُمَا الصَّغِيرَانِ مِنْ أَولادِ الْمَعْزِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا وَصَفُوهُ بالإِعدامِ: مَا لَهُ إِمَّرٌ وَلَا إِمَّرَةٌ أَي مَا لَهُ خَرُوفٌ وَلَا رِخْلٌ، وَقِيلَ: مَا لَهُ شَيْءٌ. والإِمَّرُ: الْخَرُوفُ. والإِمَّرَةُ: الرِّخْلُ، وَالْخَرُوفُ ذَكَرٌ، والرِّخْلُ أُنثى. قَالَ السَّاجِعُ: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فَلَا تَغْذُونَّ إِمَّرَةً وَلَا إِمَّراً. ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ: أَحمق ضَعِيفٌ لَا رأْي لَهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا عَقْلَ لَهُ إِلا مَا أَمرتَه بِهِ لحُمْقِهِ، مِثَالُ إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وَلَيْسَ بِذِي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ، ... إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا وَيُقَالُ: رَجُلٌ إِمَّرٌ لَا رأْي لَهُ فَهُوَ يأْتَمِرُ لِكُلِّ آمِرٍ وَيُطِيعُهُ. وأَنشد شَمِرٌ: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا فَلَا تُرْسِلْ فِيهَا إِمَّرَةً وَلَا إِمَّراً؛ قَالَ: مَعْنَاهُ لَا تُرْسِلْ فِي الإِبل رَجُلًا لَا عَقْلَ لَهُ يُدَبِّرُها. وَفِي حَدِيثِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ يُطِعْ إِمَّرَةً لَا يأْكُلْ ثَمَرَةً. الإِمَّرَةُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ: تأْنيث الإِمَّرِ، وَهُوَ الأَحمق الضَّعِيفُ الرأْي الَّذِي يَقُولُ لِغَيْرِهِ: مُرْني بأَمرك، أَي مَنْ يُطِعِ امرأَة حَمْقَاءَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ. قَالَ: وَقَدْ تُطْلَقُ الإِمَّرَة عَلَى الرَّجُلِ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. يُقَالُ: رَجُلٌ إِمَّعَةٌ. والإِمَّرَةُ أَيضاً: النَّعْجَةُ وَكَنَّى بِهَا عَنِ المرأَة كَمَا كُنِّيَ عَنْهَا بِالشَّاةِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ: رَجُلٌ إِمَّرٌ. قَالَ: يُشَبَّه بالجَدْي. والأَمَرُ: الْحِجَارَةُ، واحدتُها أَمَرَةٌ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ مِنْ قَصِيدَةٍ يَرْثِي فِيهَا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كَانَ الَّذِي زَعَمُوا ... حَقًّا وَمَاذَا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي؟ إِن كَانَ عثمانُ أَمْسَى فَوْقَهُ أَمَرٌ، ... كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ: جَمَعَ عَانَةٍ، وَهِيَ حُمُرُ الْوَحْشِ، وَنَظِيرُهَا مِنَ الْجَمْعِ قارَةٌ وقورٌ، وَسَاحَةٌ وسُوحٌ. وَجَوَابُ إِن الشَّرْطِيَّةِ أَغنى عَنْهُ مَا تَقَدَّمَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ؛ وشبَّه الأَمَرَ بِالْفَحْلِ يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه. والأَمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ أَمَرَةٍ، وَهِيَ العَلَمُ الصَّغِيرُ مِنْ أَعلام الْمَفَاوِزِ من حجارة، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ. وقال الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَا بِهَا أَمَرٌ أَي عَلَمٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَمَرَاتُ الأَعلام، واحدتها أَمَرَةٌ. وقال غَيْرُهُ: وأَمارةٌ مِثْلُ أَمَرَةٍ؛ وقال حُمَيْدٌ: بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارةً ... مِنْها، إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ علامَةٍ تُعَدُّ، فَهِيَ أَمارةٌ. وَتَقُولُ: هِيَ أَمارةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَي عَلَامَةٌ؛ وأَنشد: إِذا طلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ، فإِنها ... أَمارةُ تَسْلِيمِي عليكِ، فسَلِّمي ابْنُ سِيدَهْ: والأَمَرَةُ الْعَلَامَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والأَمارُ: الْوَقْتُ وَالْعَلَامَةُ؛ قَالَ العجاجُ: إِذ رَدَّها بِكَيْدِهِ فارْتَدَّت ... إِلى أَمارٍ، وأَمارٍ مُدَّتي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده وأَمارِ مُدَّتِي بالإِضافة، وَالضَّمِيرُ الْمُرْتَفِعُ فِي ردِّها يَعُودُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالْهَاءُ فِي رَدَّهَا أَيضاً ضَمِيرُ نَفْسِ الْعَجَّاجِ؛ يَقُولُ: إِذ ردَّ اللَّهُ نَفْسِي بِكَيْدِهِ وَقُوَّتِهِ إِلى وَقْتِ انْتِهَاءِ مُدَّتِي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بَيْنَكُمْ

وَبَيْنَهُ يَوْمَ أَمارٍ ؛ الأَمارُ والأَمارةُ: الْعَلَامَةُ، وَقِيلَ: الأَمارُ جَمْعُ الأَمارَة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَهَلْ للسَّفَر أَمارة؟ والأَمَرَةُ: الرَّابِيَةُ، وَالْجَمْعُ أَمَرٌ. والأَمارة والأَمارُ: المَوْعِدُ وَالْوَقْتُ الْمَحْدُودُ؛ وَهُوَ أَمارٌ لِكَذَا أَي عَلَمٌ. وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فَقَالَ: الأَمارةُ الْوَقْتُ، وَلَمْ يُعَيِّنْ أَمحدود أَم غَيْرُ مَحْدُودٍ؟ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَمَرةُ مِثْلُ الْمَنَارَةِ، فَوْقَ الْجَبَلِ، عَرِيضٌ مِثْلُ الْبَيْتِ وأَعظم، وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ أَربعون قَامَةً، صُنِعَتْ عَلَى عَهْدِ عَادٍ وإِرَمَ، وَرُبَّمَا كَانَ أَصل إِحداهن مِثْلَ الدَّارِ، وإِنما هِيَ حِجَارَةٌ مكوَّمة بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، قَدْ أُلزقَ مَا بَيْنَهَا بِالطِّينِ وأَنت تَرَاهَا كأَنها خِلْقَةٌ. الأَخفش: يُقَالُ أَمِرَ أَمْرُه يأْمَرُ أَمْراً أَي اشْتَدَّ، وَالِاسْمُ الإِمْرُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ لَقيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا، ... داهِيَةً دَهْياءَ إِدّاً إِمْرا وَيُقَالُ: عَجَباً. وأَمْرٌ إِمْرٌ: عَجَبٌ مُنْكَرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: أَي جِئْتَ شَيْئًا عَظِيمًا مِنَ الْمُنْكَرِ، وقيل: الإِمْرُ، بالكسر، والأَمْرُ الْعَظِيمُ الشَّنِيعُ، وَقِيلَ: الْعَجِيبُ، قال: ونُكْراً أَقلُّ مِنْ قَوْلِهِ إِمْراً، لأَن تَغْرِيقَ مَنْ فِي السَّفِينَةِ أَنكرُ مِنْ قَتْلِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ الْكِسَائِيُّ إِلى أَن مَعْنَى إِمْراً شَيْئًا دَاهِيًا مُنْكَراً عَجَباً، وَاشْتَقَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَمِرَ الْقَوْمُ إِذا كثُروا. وأَمَّرَ القناةَ: جَعَلَ فِيهَا سِناناً. والمُؤَمَّرُ: المُحَدَّدُ، وَقِيلَ: الْمَوْسُومُ. وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَقَدْ كَانَ فِينَا مَنْ يَحُوطُ ذِمارَنا، ... ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا والمُؤَمَّرُ أَيضاً: المُسَلَّطُ. وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ. وقال خَالِدٌ فِي تَفْسِيرِ الزَّاعِبِيَّ المؤَمر، قَالَ: هُوَ الْمُسَلَّطُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجْعَلْ فِيهَا سِناناً. وَالزَّاعِبِيُّ: الرُّمْحُ الَّذِي إِذا هُزَّ تَدَافَعَ كُلُّه كأَنَّ مؤَخّره يَجْرِي فِي مُقدَّمه؛ وَمِنْهُ قِيلَ: مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كَانَ يَتَدَافَعُ؛ حَكَاهُ عَنِ الأَصمعي. وَيُقَالُ: فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عَلَيْهِ إِذا كَانَ وَالِيًا وَقَدْ كَانَ سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب. وَمَا بِهَا أَمَرٌ أَي مَا بِهَا أَحدٌ. وأَنت أَعلم بِتَامُورِكَ؛ تامورهُ: وعاؤُه، يُرِيدُ أَنت أَعلم بِمَا عِنْدَكَ وَبِنَفْسِكَ. وَقِيلَ: التَّامورُ النَّفْس وَحَيَاتُهَا، وَقِيلَ الْعَقْلُ. والتَّامورُ أَيضاً: دمُ الْقَلْبِ وحَبَّتُه وَحَيَاتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلْبُ نَفْسُهُ، وَرُبَّمَا جُعِلَ خَمْراً، وَرُبَّمَا جُعِلَ صِبغاً عَلَى التَّشْبِيهِ. وَالتَّامُورُ: الولدُ. وَالتَّامُورُ: وَزِيرُ الْمَلِكِ. وَالتَّامُورُ: نَامُوسُ الرَّاهِبِ. والتَّامورَةُ: عِرِّيسَة الأَسَدِ، وَقِيلَ: أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةَ سُرْيَانِيَّةٌ، والتَّامورة: الإِبريق؛ قَالَ الأَعشى: وإِذا لَهَا تامُورَة مرفوعةٌ ... لِشَرَابِهَا ...... والتَّامورة: الحُقَّة. والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ: الإِنسان؛ وَمَا رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن مِنْ هَذِهِ المرأَة. وَمَا بِالدَّارِ تأْمور أَي مَا بِهَا أَحد. وَمَا بِالرَّكِيَّةِ تامورٌ، يَعْنِي الماءَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ قِيَاسٌ عَلَى الأَوَّل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَيْهِ أَن التَّاءَ زَائِدَةٌ فِي هَذَا كُلِّهِ لِعَدَمِ فَعْلول فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. والتَّامور: مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: هِيَ دوَيبةٌ. والتَّامور: جِنْسٌ مِنَ الأَوعال أَو شَبِيهٌ بِهَا لَهُ قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ فِي وسَطِ رأْسه. وآمِرٌ: السَّادِسُ

مِنْ أَيام الْعَجُوزِ، ومؤُتَمِرٌ: السَّابِعُ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو شِبل الأَعرابي: كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ: ... بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مؤُتَمِرٍ، ... ومُعَلِّلٍ وبمُطْفِئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول مِنْهُمَا يأْمرُ النَّاسَ بِالْحَذَرِ، وَالْآخَرُ يُشَاوِرُهُمْ فِي الظَّعَن أَو الْمُقَامِ، وأَسماء أَيام الْعَجُوزِ مَجْمُوعَةٌ فِي مَوْضِعِهَا. قَالَ الأَزهري: قَالَ البُستْي: سُمي أَحد أَيام الْعَجُوزِ آمِراً لأَنه يأْمر النَّاسَ بِالْحَذَرِ مِنْهُ، وَسُمِّيَ الْآخَرُ مُؤْتَمَرًا. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا خطأٌ وإِنما سُمِّيَ آمِرًا لأَن النَّاسَ يُؤامِر فِيهِ بعضُهم بَعْضًا لِلظَّعْنِ أَو الْمُقَامِ فَجُعِلَ الْمُؤْتَمَرُ نَعْتًا لِلْيَوْمِ؛ وَالْمَعْنَى أَنه يؤْتَمرُ فِيهِ كَمَا يُقَالُ ليلٌ نَائِمٌ يُنام فِيهِ، وَيَوْمٌ عَاصِفٌ تَعْصِف فِيهِ الريحُ، وَنَهَارٌ صَائِمٌ إِذا كَانَ يَصُومُ فِيهِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ وَلَمْ يَقُلْ أَحد وَلَا سُمِعَ مِنْ عَرَبِيٍّ ائْتَمَرْتُه أَي آذنْتهُ فَهُوَ بَاطِلٌ. ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ: المُحَرَّمُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ، ... فِي الحَجِّ مِنْ قَبْلِ دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال: القَتِرُ الْمُتَكَبِّرُ. وَالْجَمْعُ مَآمِرُ وَمَآمِيرُ. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَتْ عَادٌ تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً، وصَفَرَ ناجِراً، وَرَبِيعًا الأَول خُوَّاناً، وَرَبِيعًا الْآخَرَ بُصاناً، وَجُمَادَى الأُولى رُبَّى، وجمادى الآخرة حَنِينًا، ورَجَبَ الأَصمَّ، وَشَعْبَانَ عاذِلًا، وَرَمَضَانَ ناتِقاً، وَشَوَّالًا وعِلًا، وَذَا القَعْدَةِ وَرْنَةَ، وَذَا الْحِجَّةِ بُرَكَ. وإِمَّرَةُ: بَلَدٌ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الوَرْد: وأَهْلُكَ بَيْنَ إِمَّرَةٍ وكِيرِ وَوَادِي الأُمَيِّرِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: وافْزَعْنَ فِي وادي الأُمَيِّرِ بَعْدَ ما ... كَسا البيدَ سَافِي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور: يَوْمٌ لبني الحرث بْنِ كَعْبٍ عَلَى بَنِي دَارِمٍ؛ وإِياه عَنَى الْفَرَزْدَقُ بِقَوْلِهِ: هَلْ تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا، ... أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ أَمَرَ، وَهُوَ بفتحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ، مَوْضِعٌ مِنْ دِيَارِ غَطَفان خَرَجَ إِليه رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِجَمْعٍ مُحَارِبٍ. أهر: الأَهَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَتَاعُ الْبَيْتِ. اللَّيْثُ: أَهَرَةُ الْبَيْتِ ثيابه وفرشه ومتاعه؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بيتٌ حَسَنُ الظَّهَرة والأَهَرَة والعَقار، وَهُوَ مَتَاعُهُ؛ والظَّهَرَةُ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ، والأَهَرَة: مَا بَطَنَ، وَالْجَمْعُ أَهَرٌ وأَهَراتٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَهْدِي بجَنَّاحٍ إِذا مَا ارْتَزَّا، ... وأَذْرَتِ الرِّيحُ تُراباً نَزَّا أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَراً وبَزَّا، ... كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا وأَحسن فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ سَادٌّ مَسَدَّ خَبَرٍ عَهْدِي، كَمَا تَقُولُ عَهْدِي بِزَيْدٍ قَائِمًا. وارْتَزَّ بِمَعْنَى ثَبَتَ. والترابُ النَّزُّ: هُوَ النَّديُّ. رأَيت فِي حَاشِيَةِ كِتَابِ ابْنِ بَرِّيٍّ مَا صُورَتُهُ: فِي الْمُحْكَمِ جَنَّاحٌ اسْمُ رَجُلٍ وجَنَّاحٌ اسْمُ خباءٍ مِنْ أَخبيتهم؛ وأَنشد: عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا مَا اهْتَزَّا، ... وأَذْرَت الرِّيحُ تُرَابًا نَزَّا، أَن سَوْفَ تَمْضِيه وَمَا ارْمأَزَّا قَالَ: وَتَمْضِيهِ تَمْضِي عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والأَهَرَة الْهَيْئَةُ.

أَوَرَ: الأُوارُ، بِالضَّمِّ: شدَّةُ حُرِّ الشَّمْسِ وَلَفْحُ النَّارِ وَوَهَجُهَا والعطشُ، وَقِيلَ: الدُّخان واللَّهَبُ. وَمِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِن طَاعَةَ اللَّهِ حِرْزٌ مَنْ أُوار نِيرَانٍ مُوقَدةٍ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُوارُ أَرَقُّ مِنَ الدُّخَانِ وأَلطف؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: والنَّارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ النَّارُ هَاهُنَا السِّماتُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الأُوار مقلوبٌ أَصله الوُآرُ ثُمَّ خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ فأُبدلت فِي اللَّفْظِ وَاوًا فَصَارَتْ وُواراً، فَلَمَّا الْتَقَتْ فِي أَول الْكَلِمَةِ وَاوَانِ وأُجْريَ غيرُ اللَّازِمِ مُجْرَى اللَّازِمِ أُبدلت الأُولى هَمْزَةً فَصَارَتْ أُواراً، وَالْجَمْعُ أُورٌ. وأَرض أَوِرَةٌ ووَيِرَةٌ، مَقْلُوبٌ: شَدِيدَةُ الأُوار. وَيَوْمٌ ذُو أُوارٍ أَي ذُو سَمُوم وَحَرٍّ شَدِيدٍ. وَرِيحٌ إِيرٌ وأُورٌ. باردةٌ. والأُوارُ أَيضاً: الجنوبُ. والمُسْتَأْوِرُ: الفَزِع؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّه بزوانٍ نامَ عَنْ غَنَمٍ، ... مُسْتَأْوِرٌ فِي سَوَادِ اللَّيل مَدْؤُوبُ الفراءُ: يُقَالُ لِرِيحِ الشَّمال الجِرْبياءُ بِوَزْنِ رَجُلٌ نِفْرِجاءُ وَهُوَ الجبانُ. وَيُقَالُ للسَّماء إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وأَوُورٌ؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُ بَنِي عُقَيْل: شَآمِيَّة جُنْحَ الظَّلام أَوُورُ قَالَ: والأَوُورُ عَلَى فَعُول. قَالَ: واسْتَأْوَرَتِ الإِبلُ نَفَرَتْ فِي السَّهْل، وَكَذَلِكَ الوحشُ. قَالَ الأَصمعي: اسْتَوْأَرَتِ الإِبِلُ إِذا تَرابَعتْ عَلَى نِفارٍ واحدٍ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: ذَاكَ إِذا نفرَتْ فصَعِدَت الجَبَلَ، فإِذا كَانَ نِفارُها فِي السَّهْلِ قِيلَ: اسْتَأْوَرَتْ؛ قَالَ: وَهَذَا كَلَامُ بَنِي عُقَيْلٍ. الشَّيْباني: المُسْتَأْوِرُ الفارُّ. واستَأْوَرَ الْبَعِيرُ إِذا تَهَيَّأَ للوُثوب وَهُوَ بَارِكٌ. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ للحُفْرَة الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا الماءُ أُورة وأُوقَةٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَرَبَّعَ بَيْنَ الأُورَتَيْنِ أَميرُها وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ: يَسْلُبُ الكانِسَ، لَمْ يُورَ بِهَا، ... شُعْبَةَ السَّاقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ وَرُوِيَ: لَمْ يُوأَرْ بِهَا؛ وَمَنْ رَوَاهُ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنْ أُوار الشَّمْسِ، وَهُوَ شِدَّةُ حَرِّهَا، فَقَلَبَهُ، وَهُوَ مِنَ التَّنْفِيرِ. وَيُقَالُ: أَوْأَرْتُه فاسْتَوْأَر إِذا نَفَّرْتَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: آرَ الرجلُ حَلِيلَتَهُ يَؤُورُها، وَقَالَ غَيْرُهُ: يَئِيرُها أَيْراً إِذا جامَعَها. وآرَةُ وأُوارَةُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ: عَداوِيَّةٌ هيهاتَ مِنْكِ مَحَلُّها، ... إِذا مَا هِيَ احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ وَيُرْوَى: بِقُدْسٍ أُوارَةِ. عَدَاوِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى عَدِيٍّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وأُوارَةُ: اسْمُ مَاءٍ. وأُورِياءُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسرائيل، وَهُوَ زَوْجُ المرأَة الَّتِي فُتِنَ بِهَا دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: أَبْشِري أُورى شَلَّمَ بِرَاكِبِ الْحِمَارِ ؛ يُرِيدُ بَيْتَ اللَّهِ المقدَّس؛ قَالَ الأَعشى: وقَدْ طُفْتُ للمالِ آفاقَهُ: ... عُمانَ فَحِمْصَ فَأُورَى شَلَمْ وَالْمَشْهُورُ أُورى شَلَّم، بِالتَّشْدِيدِ، فَخَفَّفَهُ لِلضَّرُورَةِ، وَهُوَ اسْمُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؛ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسَرَ اللَّامَ كأَنه عرّبه وقال: مَعْنَاهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ بَيْتُ السَّلَامِ. وَرُوِيَ عَنْ كَعْبٍ أَن الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بِمِيزَانِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالصَّخْرَةِ وَلَوْ وَقَعَ حَجَرٌ مِنْهَا وقع على الصخرة؛ ولذلك دُعِيَتْ أُورَشلَّم ودُعيت الجنةُ دارَ السلام.

أير: إِيْرٌ ولغةٌ أُخرى أَيْرٌ، مَفْتُوحَةُ الأَلف، وأَيِّرٌ، كُلُّ ذَلِكَ: مِنْ أَسماء الصَّبا، وَقِيلَ: الشَّمال، وَقِيلَ: الَّتِي بَيْنَ الصِّبَا وَالشِّمَالِ، وَهِيَ أَخبث النُّكْبِ. الْفَرَّاءُ: الأَصمعي فِي بابِ فِعْلٍ وفَعْلٍ: مِنْ أَسماء الصِّبَا إِيْرٌ وأَيْرٌ وهِيرٌ وهَيْرٌ وأَيِّر وهَيِّر، عَلَى مِثَالِ فَيْعِل؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: وإِنَّا مَسامِيحٌ إِذا هَبَّتِ الصَّبا، ... وإِنَّا لأَيْسارٌ إِذا الإِيرُ هَبَّتِ وَيُقَالُ لِلسَّمَاءِ: إِيرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ وأَوُورٌ. والإِيْرُ: ريحُ الجَنُوبِ، وَجَمْعُهُ إِيَرَةٌ. وَيُقَالُ: الإِيْرُ رِيحٌ حَارَّةٌ مِنَ الأُوارِ، وإِنما صَارَتْ وَاوُهُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. وَرِيحٌ إِيرٌ وأُورٌ: بَارِدَةٌ. والأَيْرُ: مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ آيُرٌ عَلَى أَفْعُل وأُيُورٌ وآيارٌ وأُيُرٌ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِجَرِيرٍ الضَّبِّيِّ: يَا أَضْبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرَةٍ، ... فَفِي الْبُطُونِ، وَقَدْ راحَتُ، قَراقيرُ هَلْ غَيْرُ أَنَّكُمُ جِعْلانُ مِمْدَرَةٍ ... دُسْمُ الْمَرَافِقِ، أَنْذالٌ عَواوِيرُ وغَيْرُ هُمْزٍ ولُمْزٍ للصَّديقِ، وَلَا ... يُنْكي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافيرُ وأَنَّكْم مَا بَطُنْتُمُ، لَمْ يَزَلْ أَبَداً، ... مِنْكُمْ عَلَى الأَقْرَبِ الأَدْنى، زَنابيرُ وَرَوَاهُ أَبو زَيْدٍ يَا ضَبُعاً عَلَى وَاحِدَةٍ وَيَا ضُبُعاً؛ وأَنشد أَيضاً: أَنْعَتُ أَعْياراً رَعَيْنَ الخَنْزَرا، ... أَنْعَتُهُنَّ آيُراً وكَمَرا ورجلٌ أُياريٌّ: عظيمُ الذَّكَرِ. وَرَجُلٌ أُنافيٌّ: عَظِيمُ الأَنف. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ يَوْمًا مُتَمَثِّلًا: مَنْ يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ بِهِ ؛ مَعْنَاهُ أَن مَنْ كَثُرَتْ ذُكُورُ وَلَدِ أَبيه شَدَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ الشَّاعِرِ: فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كَانَ أَيْرُ أَبِيكُمُ ... طويلًا، كَأَيْرِ الحَرِث بْنِ سَدوسِ قِيلَ: كَانَ لَهُ أَحد وَعِشْرُونَ ذَكَرَا. وصَخْرَةٌ يَرَّاءُ وَصَخْرَةٌ أَيَرٌ وحارٌّ يارٌّ: يُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ يَرَرْ، إِن شَاءَ اللَّهُ. وإِيْرٌ: موضعٌ بِالْبَادِيَةِ. التَّهْذِيبُ: إِيْرٌ وهِيرٌ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: عَلَى أَصْلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِيٍّ ... مِنَ اللَّائي تَضَمَّنَهُنَّ إِيرُ وإِيرٌ: جَبَلٌ؛ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ الأَصم: عَلَى ماءِ الكُلابِ وَمَا أَلامُوا؛ ... وَلَكِنْ مَنْ يُزاحِمُ رُكْنَ إِيرِ؟ . والأَيارُ: الصُّفْرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ: تِلْكَ التِّجارةُ لَا تُجِيبُ لِمِثْلِها، ... ذَهَبٌ يُبَاعُ بآنُكٍ وأَيارِ وآرَ الرجلُ حليلَتَهُ يَؤُورُها وآرَها يَئِيرُها أَيْراً إِذا جَامَعَهَا؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيُّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ يَهْجُو عِنانَ جاريَةَ الناطِفِيِّ وأَبا ثَعْلَبٍ الأَعرج الشَّاعِرَ، وَهُوَ كُلَيْبُ بْنُ أَبي الْغُولِ وَكَانَ مِنَ الْعَرَجَانِ وَالشُّعَرَاءِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِنَ الْعَرَجَانِ أَبو مَالِكٍ الأَعرج؛ قَالَ الْجَاحِظُ وَفِي أَحدهما يَقُولُ الْيَزِيدِيُّ: أَبو ثَعْلَبٍ للناطِفِيِّ مُؤازِرٌ، ... عَلَى خُبْثِهِ، والنَّاطِفيُّ غَيُورُ وبالبَغْلَةِ الشَّهْباءِ رِقَّةُ حافرٍ، ... وصاحِبُنَا ماضِي الجَنانِ جَسُورُ وَلَا غَرْوَ أَنْ كَانَ الأُعَيْرِجُ آرَها، ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا آيِرٌ ومَئِيرُ والآرُ: العارُ. والإِيارُ: اللُّوحُ، وَهُوَ الهواء.

فصل الباء الموحدة

فصل الباء الموحدة بأر: البِئْرُ: القَلِيبُ، أُنثى، وَالْجَمْعُ أَبْآرٌ، بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الْبَاءِ، مَقْلُوبٌ عَنْ يَعْقُوبَ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ الْهَمْزَةَ فَيَقُولُ: آبارٌ، فإِذا كُثِّرَتْ، فَهِيَ البِئارُ، وَهِيَ فِي الْقِلَّةِ أَبْؤُرٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: اغْتَسِلي مِنْ ثَلَاثِ أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بَعْضًا ؛ أَبْؤُرٌ: جمعُ قِلَّةٍ لِلْبِئْرِ. وَمَدُّ بَعْضِهَا بَعْضًا: هُوَ أَن مِيَاهَهَا تَجْتَمِعُ فِي وَاحِدَةٍ كَمِيَاهِ الْقَنَاةِ، وَهِيَ البِئْرَةُ، وحافرُها: الأَبَّارُ، مَقْلُوبٌ وَلَمْ يُسمع عَلَى وَجْهِهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وحافِرُها بأْآر؛ وَيُقَالُ: أَبَّارٌ؛ وَقَدْ بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرَها يَبْأَرُها وابْتَأَرَها: حَفَرَها. أَبو زَيْدٍ: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً يُطْبَخُ فِيهَا، وَهِيَ الإِرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: البِئْرُ جبارٌ قِيلَ هِيَ العادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ لَا يُعْلَمُ لَهَا حَافِرٌ وَلَا مَالِكٌ، فَيَقَعُ فِيهَا الإِنسان أَو غَيْرُهُ، فَهُوَ جُبار أَي هَدَرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الأَجير الَّذِي يَنْزِلُ الْبِئْرَ فَيُنَقِّيهَا أَو يُخْرِجُ مِنْهَا شَيْئًا وَقَعَ فِيهَا فَيَمُوتُ. والبُؤْرَةُ: كالزُّبْيَةِ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ مَوْقِدُ النَّارِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وبَأَرَ الشيءَ يَبْأَرُه بَأْراً وابْتَأَرَه، كِلَاهُمَا: خَبَأَهُ وادَّخَرَهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للحُفرَةِ: البُؤْرَةُ. والبُؤْرَةُ والبِئْرَةُ والبَئِيرَةُ، عَلَى فَعِيلَةٍ: مَا خُبِئَ وادُّخِرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يَبْتَئِرْ خَيْرًا : أَي لَمْ يُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ خَبِيئَةَ خَيْرٍ وَلَمْ يَدَّخِرْ. وابْتَأَرَ الخيرَ وبَأَرَهُ: قَدَّمَهُ، وَقِيلَ: عَمِلَهُ مَسْتُورًا. وَقَالَ الأُمَوِيُّ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ: هُوَ مِنَ الشَّيْءِ يُخْبَأُ كأَنه لَمْ يُقدِّم لِنَفْسِهِ خَيْرًا خَبَأَهُ لَهَا. وَيُقَالُ للذَّخيرة يَدَّخِرُهَا الإِنسان: بَئِيرَةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي الابْتِئار لُغَتَانِ: يُقَالُ ابْتَأَرْتُ وائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً وائتِباراً؛ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ: فإِن لَمْ تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ، ... فليس لسائِر لناسِ ائْتِبارُ يَعْنِي اصْطِنَاعَ الْخَيْرِ وَالْمَعْرُوفِ وَتَقْدِيمَهُ. وَيُقَالُ لإِرَةِ النارِ: بُؤْرَةٌ، وَجَمْعُهُ بُؤَرٌ. ببر: البَبْرُ: واحدُ البُبُور، وَهُوَ الفُرانِقُ الَّذِي يُعَادِي الأَسد. غَيْرُهُ: البَبْرُ ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. بتر: البَتْرُ: اسْتِئْصالُ الشَّيْءِ قَطْعًا. غَيْرُهُ: البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ وَنَحْوِهِ إِذا استأْصله. بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً: قَطَعَتْهُ قَبْلَ الإِتمام. والانْبتارُ: الانْقِطاعُ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَايَا: أَنه نَهَى عَنِ المبتورةِ ، وَهِيَ الَّتِي قُطِعَ ذَنَبُهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ كُلُّ قَطْعٍ بَتْرٌ؛ بَتَرَهُ يَبْتُرُهُ بَتْراً فانْبَتَرَ وتَبَتَّر. وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ: قطَّاع. والباتِرُ: السيفُ القاطعُ. والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَب مِنْ أَيّ مَوْضِعٍ كَانَ مِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ؛ وَقَدْ أَبْتَرَهُ فَبَتَر، وذَنَبٌ أَبْتَرُ. وَتَقُولُ مِنْهُ: بَتِرَ، بِالْكَسْرِ، يَبْتَرُ بَتَراً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ البُتَيْراءِ ؛ هُوَ أَن يُوتِرَ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي شَرَعَ فِي رَكْعَتَيْنِ فأَتم الأُولى وَقَطَعَ الثَّانِيَةَ: وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَنه أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ وَقَالَ: مَا هَذِهِ البَتْراءُ؟ وَكُلُّ أَمر انْقَطَعَ مِنَ الْخَيْرِ أَثَرُه، فَهُوَ أَبْتَرُ. والأَبْتَرانِ: العَيْرُ والعَبْدُ، سُمِّيا أَبْتَرَيْنِ لِقِلَّةِ خَيْرِهِمَا. وَقَدْ أَبْتَرَه اللهُ أَي صَيَّرَهُ أَبتر. وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لَمْ يُذكر اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا وَلَا صُلّيَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَخَطَبَ زِيَادٌ خُطْبَتَهُ البَتْراءَ: قِيلَ لَهَا البَتْراءُ لأَنه لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا

وَلَمْ يصلِّ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لرسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دِرْعٌ يُقَالُ لهَا البَتْراءُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِصَرِهَا. والأَبْتَرُ مِنَ الْحَيَّاتِ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ الشَّيْطَانُ قَصِيرُ الذَّنَبِ لَا يَرَاهُ أَحد إِلَّا فَرَّ مِنْهُ، وَلَا تُبْصِرُهُ حَامِلٌ إِلَّا أَسقطت، وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَصرِ ذَنَبه كأَنه بُتِرَ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ أَمْر ذِي بَالٍ لَا يُبدأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَبْتَرُ ؛ أَي أَقطع. والبَتْرُ: القطعُ. والأَبْتَرُ مِنْ عَرُوض المُتَقَارَب: الرَّابِعُ مِنَ المثمَّن، كَقَوْلِهِ: خَلِيليَّ عُوجَا عَلَى رَسْمِ دَارٍ، ... خَلَتْ مِنْ سُلَيْمى ومِنْ مَيَّهْ وَالثَّانِي مِنَ المُسَدَّس، كَقَوْلِهِ: تَعَفَّفْ وَلَا تَبْتَئِسْ، ... فَمَا يُقْضَ يَأْتيكَا فَقَوْلُهُ يَهْ مِنْ مَيَّهْ وقوله كامِنْ يَأْتِيكا كِلَاهُمَا فُلُّ، وإِنما حُكْمُهُمَا فَعُولُنْ، فَحُذِفَتْ لُنْ فَبَقِيَ فَعُو ثُمَّ حُذِفَتِ الْوَاوُ وأُسكنت الْعَيْنُ فَبَقِيَ فُلُّ؛ وَسَمَّى قُطْرُبٌ الْبَيْتَ الرَّابِعَ مِنَ الْمَدِيدِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ، ... أُخْرِجَتْ مِنْ كيسِ دِهْقانِ [دُهْقانِ] سَمَّاهُ أَبْتَرَ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَغَلِطَ قُطْرُبٌ، إِنما الأَبتر فِي الْمُتَقَارِبِ، فأَما هَذَا الَّذِي سَمَّاهُ قُطْرُبٌ الأَبْتَرَ فإِنما هُوَ الْمَقْطُوعُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والأَبْتَرُ: الَّذِي لَا عَقِبَ لَهُ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قولهُ تَعَالَى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ؛ نَزَلَتْ فِي الْعَاصِي بْنِ وَائِلٍ وَكَانَ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ جَالِسٌ فَقَالَ: هَذَا الأَبْتَرُ أَي هَذَا الَّذِي لَا عَقِبَ لَهُ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنَّ شانِئَكَ يَا مُحَمَّدُ هُوَ الْأَبْتَرُ أَي الْمُنْقَطِعُ الْعَقِبُ؛ وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ هُوَ الْمُنْقَطِعُ عَنْهُ كلُّ خَيْرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِم ابنُ الأَشْرَفِ مكةَ قَالَتْ لَهُ قريشٌ: أَنت حَبْرُ أَهل الْمَدِينَةِ وسَيِّدُهم؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: أَلا تَرى هَذَا الصُّنَيْبِرَ الأُبَيْتِرَ مِنْ قَوْمِهِ؟ يَزْعُمُ أَنه خَيْرٌ مِنَّا وَنَحْنُ أَهلُ الحَجيج وأَهلُ السِّدانَةِ وأَهلُ السِّقاية؟ قَالَ: أَنتم خَيْرٌ مِنْهُ، فأُنزلت: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ، وأُنزلت: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا. ابْنُ الأَثير: الأَبْتَرُ المُنْبَتِرُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ؛ قِيلَ: لَمْ يَكُنْ يومئذٍ وُلِدَ لَهُ، قَالَ: وَفِيهِ نَظَرٌ لأَنه وُلِدَ لَهُ قَبْلَ الْبَعْثِ وَالْوَحْيِ إِلَّا أَن يَكُونَ أَراد لَمْ يَعِشْ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ. والأَبْتَرُ: المُعْدِمُ. والأَبْتَرُ: الخاسرُ. والأَبْتَرُ: الَّذِي لَا عُرْوَةَ لَهُ مِنَ المَزادِ والدِّلاء. وتَبَتَّر لَحْمهُ: انْمارَ. وبَتَرَ رَحِمَهُ يَبْتُرُها بَتْراً: قَطَعَهَا. والأُباتِرُ، بِالضَّمِّ: الَّذِي يَبْتُرُ رَحِمَهُ وَيَقْطَعُهَا؛ قال أَبو الرئيس المازني واسمه عبادة بْنُ طَهْفَةَ يَهْجُو أَبا حِصْنٍ السُّلَمِيِّ: لَئِيمٌ نَزَتْ فِي أَنْفِهِ خُنْزُوانَةٌ، ... عَلَى قَطْعِ ذِي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ: شديدُ وِكاءٍ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ وَسَنَذْكُرُهُ هُنَا. وَقِيلَ: الأُباتِرُ الْقَصِيرُ كأَنه بُتِرَ عَنِ التَّمَامِ؛ وَقِيلَ؛ الأُباتِرُ الَّذِي لَا نَسْلَ لَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: شديدُ وِكاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِينَةٍ، ... عَلَى قَطْعِ ذِي القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ

قَالَ: أُباتِرُ يُسْرِعُ فِي بَتْرِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَدِيقِهِ. وأَبْتَرَ الرجلُ إِذا أَعْطَى ومَنَعَ. والحُجَّةُ البَتْراءُ: النَّافِذَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والبُتَيْراءُ: الشمسُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، وَسُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الأَضْحى أَو الضُّحى فَقَالَ: حِينَ تَبْهَرُ البُتَيْراءُ الأَرضَ ؛ أَراد حِينَ تَنْبَسِطُ الشَّمْسُ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَتَرْتَفِعُ. وأَبْتَرَ الرجلُ: صَلَّى الضُّحَى، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَبْتَرَ الرجلُ إِذا صَلَّى الضُّحَى حِينَ تُقَضِّبُ الشمسُ، وتُقَضِّبُ الشَّمْسُ أَي تُخرجُ شعاعَها كالْقُضْبان. ابْنُ الأَعرابي: البُتَيْرَةُ تَصْغِيرُ البَتْرَةِ، وَهِيَ الأَتانُ. والبُتْرِيَّةُ: فِرْقَةٌ مِنَ الزَّيدية نُسِبُوا إِلى الْمُغِيرَةَ بْنِ سَعْدٍ وَلَقَبُهُ الأَبْتَرُ. والبُتْرُ والبَتْراءُ والأُباتِرُ: مَوَاضِعُ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيِّ: عَفَا النَّبْتُ بعدي فالعَرِيشَانِ فالبُتْرُ وقال الرَّاعِي: تَرَكْنَ رِجالَ العُنْظُوانِ تَنُوبُهُمْ ... ضِباعٌ خِفافٌ مِنْ وراءِ الأُباتِر بثر: البَثْرُ والبَثَرُ والبُثُورُ: خُرَّاجٌ صِغارٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْوَجْهَ، وَاحِدَتُهُ بَثْرَةٌ وبَثَرَةٌ. وَقَدْ بَثَر جِلْدُه وَوَجْهُهُ يَبْثُرُ بَثْراً وبُثُوراً: وبَثِرَ، بِالْكَسْرِ، بَثَراً وبَثُرَ، بِالضَّمِّ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، فَهُوَ وَجْهٌ بَثِرٌ. وتَبَثَّرَ وَجْهُه: بَثِرَ. وتَبَثَّرَ جلدُه: تَنَفَّط. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: البُثُور مِثْل الجُدَرِيِّ يَقْبُحُ عَلَى الْوَجْهِ وَغَيْرِهِ مِنْ بَدَنِ الإِنسان، وَجَمْعُهَا بَثْرٌ. ابْنُ الأَعرابي: البَثْرَةُ تَصْغِيرُهَا البُثَيْرَةُ، وَهِيَ النِّعْمَةُ التَّامَّةُ. والبَثْرَةُ: الحَرَّةُ. والبَثْرُ: أَرضٌ سَهْلَةٌ رِخْوَةٌ. والبَثْرُ: أَرضٌ حِجَارَتُهَا كَحِجَارَةِ الحَرَّةِ إِلَّا أَنها بِيضٌ. والبَثْرُ: الْكَثِيرُ. يُقَالُ: كَثيرٌ بَثِيرٌ، إِتباع لَهُ وَقَدْ يُفْرَدُ. وعطاءٌ بَثْرٌ: كَثِيرٌ وَقَلِيلٌ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَمَاءٌ بَثْرٌ: بَقِيَ مِنْهُ عَلَى وَجْهِ الأَرض شَيْءٌ قَلِيلٌ. وبَثْرٌ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ بذاتِ عِرْقٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّواءِ، وَمَاؤُهُ ... بَثْرٌ، وعانَدَهُ طَرِيقٌ مَهْيَعُ وَالْمَعْرُوفُ فِي البَثْرِ: الكثيرُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هَذَا شَيْءٌ كثيرٌ بَثيرٌ بَذيرٌ وبَجيرٌ أَيضاً. الأَصمعي: البَثْرَة الحُفْرَةُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ رَكِيَّةً غَيْرَ مَطْوِيَّةٍ يُقَالُ لَهَا بَثْرَةُ، وَكَانَتْ وَاسِعَةً كَثِيرَةَ الْمَاءِ. اللَّيْثُ: الماءُ البَثْرُ فِي الْغَدِيرِ إِذا ذَهَبَ وَبَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ، ثُمَّ نَشَّ وغَشَّى وجْهَ الأَرض مِنْهُ شِبْهُ عِرْمِضٍ؛ يُقَالُ: صَارَ مَاءُ الْغَدِيرِ بَثْراً. والبَثْرُ: الحِسْيُ [الحَسْيُ]. والبُثُور: الأَحْساءُ، وَهِيَ الكِرارُ؛ وَيُقَالُ: ماءٌ باثِرٌ إِذا كَانَ بَادِيًا مِنْ غَيْرِ حَفْرٍ، وَكَذَلِكَ ماءٌ نابعٌ ونَبَعٌ. والباثِرُ: الحَسُودُ. والبَثْرُ والمَبْثُور: المَحْسُودُ. والمَبْثُور: الغنيُّ التّامُّ الغِنى. بثعر: ابْذَعَرَّتِ الخيلُ وابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شَيْئًا تَطْلُبُه. بجر: البَجَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: خروجُ السُّرَّة ونُتُوُّها وغِلَظُ أَصلِها. ابْنُ سِيدَهْ: البُجْرَةُ السُّرَّةُ مِنَ الإِنسان وَالْبَعِيرِ، عَظُمَتْ أَو لَمْ تَعْظُمْ. وبَجَرَ بَجْراً، فَهُوَ أَبْجَرُ إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِهِ فالتَحَمَ مِنْ حَيْثُ دَقَّ وَبَقِيَ فِي ذَلِكَ الْعِظَمِ رِيحٌ، والمرأَةُ بَجْراءُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ البَجَرَةُ والبُجْرَةُ. والأَبْجَرُ: الَّذِي خَرَجَتْ سُرَّتُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ صِفَةِ قُرَيْش: أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ؛ هِيَ جَمْعٌ بَاجِرٌ، وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. يُقَالُ: بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَراً، فَهُوَ باجِرٌ

وأَبْجَرُ، وَصَفَهُمْ بالبَطانَةِ ونُتُوءِ السُّرَرِ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ كِنَايَةً عَنْ كَنزهم الأَموال وَاقْتِنَائِهِمْ لَهَا، وَهُوَ أَشبه بِالْحَدِيثِ لأَنه قَرَنَهُ بِالشُّحِّ وَهُوَ أَشد الْبُخْلِ. والأَبْجَرُ: العظيمُ البَطْنِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بُجْرٌ وبُجْرانٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَا يَحْسَب البُجْرانُ أَنَّ دِماءَنا ... حَقِينٌ لهمْ فِي غيرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ أَي لَا يَحْسَبْنَ أَن دماءَنا تَذْهَبُ فِرْغاً بَاطِلًا أَي عِنْدِنَا مِنْ حِفْظِنا لَهَا فِي أَسْقِيَةٍ مَرْبُوبَةٍ، وَهَذَا مَثَلٌ. ابْنُ الأَعرابي: الباجِرُ المُنْتَفِخُ الجَوْف، والهِرْدَبَّةُ الجَبانُ. الْفَرَّاءُ: الباحرُ، بِالْحَاءِ: الأَحمق؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَيْرُ الْبَاجِرِ، ولكلٍّ مَعْنًى. الْفَرَّاءُ: البَجْرُ والبَجَرُ انْتِفَاخُ الْبَطْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحُوا بأَرْضٍ بَجْراءَ ؛ أَي مرتفعةٍ صُلْبَةٍ. والأَبْجَرُ: الَّذِي ارْتَفَعَتْ سُرَّتُه وصَلُبَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَصْبَحْنا فِي أَرضٍ عَرُونَةٍ بَجْراءَ ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا نباتَ بِهَا. والأَبْجَرُ: حَبْلُ السَّفِينَةِ لِعِظَمِهِ فِي نَوْعِ الْحِبَالِ، وَبِهِ سُمِّي أَبْجَرُ بنُ حَاجِزٍ. والبُجْرَةُ: العُقْدَةُ فِي الْبَطْنِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: البُجْرَةُ العُقْدَةُ تَكُونُ فِي الْوَجْهِ والعُنُقِ، وَهِيَ مثلُ العُجْرَةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبَجِرَ الرجلُ بَجَراً، فَهُوَ بَجِرٌ، ومَجَرَ مَجْراً: امتلأَ بطنُه مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ الْحَامِضِ ولسانُه عطشانُ مِثْلُ نَجَرَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يُكْثِرَ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ أَو اللَّبَنِ وَلَا يَكَادُ يَرْوَى، وَهُوَ بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ. وتَبَجَّر النبيذَ: أَلَحّ فِي شُرْبِهِ، مِنْهُ. والبَجَاري والبَجارى: الدَّوَاهِي والأُمور الْعِظَامُ، وَاحِدُهَا بُجْرِيٌّ وبُجْرِيَّةٌ. والأَباجِيرُ: كالبَجَاري وَلَا وَاحِدَ لَهُ. والبُجْرُ، بِالضَّمِّ: الشَّرُّ والأَمر الْعَظِيمُ. أَبو زَيْدٍ: لَقِيتُ مِنْهُ البَجَاري أَي الدَّوَاهِيَ، وَاحِدُهَا بُجْرِيٌّ مِثْلُ قُمْرِيٍّ وقَماري، وَهُوَ الشَّرُّ والأَمر الْعَظِيمُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ إِنه ليجيءُ بالأَباجِرِ، وَهِيَ الدَّوَاهِي؛ قَالَ الأَزهري: فكأَنها جَمْعُ بُجْرٍ وأَبْجارٍ ثُمَّ أَباجِرُ جمعُ الْجَمْعِ. وأَمرٌ بُجْرٌ: عَظِيمٌ، وَجَمْعُهُ أَباجِيرُ «4»؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ نَادِرٌ كأَباطيل وَنَحْوِهِ. وَقَوْلُهُمْ: أَفْضَيْتُ إِليك بِعُجَرِي وبُجَري أَي بِعُيُوبِي يَعْنِي أَمري كُلِّهِ. الأَصمعي فِي بَابِ إِسرار الرَّجُلِ إِلى أَخيه مَا يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ: أَخبرته بِعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَظهرته مِنْ ثِقَتِي بِهِ عَلَى مَعايبي. ابْنُ الأَعرابي: إِذا كَانَتْ فِي السُّرَّة نَفْخَةٌ فَهِيَ بُجْرَةٌ، وإِذا كَانَتْ فِي الظَّهْرِ فَهِيَ عُجْرَةٌ؛ قَالَ: ثُمَّ يُنْقَلَانِ إِلى الْهُمُومِ والأَحزان. قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَشْكُو إِلى اللَّهِ عُجَرِي وبُجَرِي أَي هُمُومِي وأَحزاني وَغُمُومِي. ابْنُ الأَثير: وأَصل العُجْرَةِ نَفْخَةٌ فِي الظَّهْرِ فإِذا كَانَتْ فِي السُّرَّةِ فَهِيَ بُجْرَةٌ؛ وَقِيلَ: العُجَرُ العروقُ المُتَعَقِّدَةُ فِي الظَّهْرِ، والبُجَرُ الْعُرُوقُ الْمُتَعَقِّدَةُ فِي الْبَطْنِ ثُمَّ نُقِلَا إِلَى الْهُمُومِ والأَحزان؛ أَراد أَنه يَشْكُو إِلى اللَّهِ تَعَالَى أُموره كُلَّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه أَي أُموره كُلَّهَا بَادِيَهَا وَخَافِيَهَا، وَقِيلَ: أَسراره، وَقِيلَ: عُيُوبَهُ. وأَبْجَرَ الرجلُ إِذا اسْتَغْنَى غِنًى يَكَادُ يُطْغِيهِ بَعْدَ فَقْرٍ كَادَ يُكَفِّرُهُ. وَقَالَ: هُجْراً وبُجْراً أَي أَمراً عَجَبًا، والبُجْرُ: العَجَبُ؛ قال الشاعر:

_ (4). قوله: [وجمعه أباجير] عبارة القاموس الجمع أَباجر وجمع الجمع أَباجير

أَرْمي عَلَيْهَا وَهِيَ شيءٌ بُجْرُ، ... والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ حِبَجْرُ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الرَّجَزَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى البُجْرِ الشَّرِّ والأَمر الْعَظِيمِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي دَاهِيَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنما هُوَ الفَجْرُ أَو البَجْرُ ؛ البَجْرُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: الدَّاهِيَةُ والأَمر الْعَظِيمُ، أَي إِن انْتَظَرْتَ حَتَّى يُضِيءَ الفجرُ أَبصرتَ الطريقَ، وإِن خبطت الظلماء أَفضتْ بك إِلى الْمَكْرُوهِ، وَيُرْوَى الْبَحْرُ، بِالْحَاءِ، يُرِيدُ غَمَرَاتِ الدُّنْيَا شَبَّهَهَا بِالْبَحْرِ لِتَحَيُّرِ أَهلها فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لمْ آتِ، لَا أَبا لَكُمْ، بُجْراً. أَبو عَمْرٍو: البَجِيرُ المالُ الْكَثِيرُ. وكثيرٌ بَجِيرٌ: إِتباعٌ. وَمَكَانٌ عَمِيرٌ بَجِيرٌ: كَذَلِكَ. وأَبْجَرُ وبُجَيْرٌ: اسْمَانِ. وابنُ بُجْرَةَ: خَمَّارٌ كَانَ بِالطَّائِفِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَلَوْ أَنَّ مَا عِنْدَ ابنِ بُجْرَةَ عِنْدَها، ... مِنَ الخَمْرِ، لَمْ تَبْلُلْ لَهاتِي بناطِلِ وباجَرٌ: صَنَمٌ كَانَ للأَزد فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ من طيء، وَقَالُوا باجِر، بِكَسْرِ الْجِيمِ. وَفِي نَوَادِرِ. الأَعراب: ابْجارَرْتُ عَنْ هَذَا الأَمر وابْثارَرْتُ وبَجِرْتُ ومَجِرْتُ أَي اسْتَرْخَيْتُ وَتَثَاقَلْتُ. وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ: كَانَ لَهُمْ صَنَمٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لْهُ بَاجِرٌ، تُكْسَرُ جِيمُهُ وَتُفْتَحُ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَكَانَ فِي الأَزد ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ذَهَبَتْ فَشيِشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنا ... سَرَقاً، فَصُبَّ عَلَى فَشِيشَةَ أَبْجَرُ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ رَجُلًا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَبِيلَةً، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الأُمور البَجَارى، أَي صُبَّتْ عَلَيْهِمْ داهيةٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ يَكُونُ خَبَرًا وَيَكُونُ دُعَاءً. وَمِنْ أَمثالهم: عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَهْ، ونَسِيَ. بُجَيْرٌ خَبَرَهْ؛ يَعْنِي عُيُوبَهُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ الْمُفَضَّلُ: بُجَيْرٌ وَبُجَرَةُ كَانَا أَخوين فِي الدَّهْرِ الْقَدِيمِ وَذَكَرَ قِصَّتَهُمَا، قَالَ: وَالَّذِي رأَيت عَلَيْهِ أَهل اللُّغَةِ أَنهم قَالُوا الْبُجَيْرُ تَصْغِيرُ الأَبجر، وَهُوَ النَّاتِئُ السُّرَّةِ، وَالْمَصْدَرُ الْبَجَرُ، فَالْمَعْنَى أَن ذَا بُجْرَةٍ فِي سُرَّتِه عَيَّرَ غَيْرَهُ بِمَا فِيهِ، كَمَا قِيلَ فِي امرأَة عَيَّرَتْ أُخرى بِعَيْبٍ فِيهَا: رَمَتْني بدائها وانْسَلَّتْ. بحر: البَحْرُ: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كَانَ أَو عَذْباً، وَهُوَ خِلَافُ البَرِّ، سُمِّيَ بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غَلَبَ عَلَى المِلْح حَتَّى قَلّ فِي العَذْبِ، وَجَمْعُهُ أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ. وماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو كَثُرَ؛ قَالَ نُصَيْبٌ: وَقَدْ عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني، ... إِلى مَرَضي، أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا القولُ هُوَ قولُ الأُمَوِيّ لأَنه كَانَ يَجْعَلُ الْبَحْرَ مِنَ الْمَاءِ الْمِلْحِ فَقَطْ. قَالَ: وَسُمِّيَ بَحْراً لِمُلُوحَتِهِ، يُقَالُ: ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ، وأَما غَيْرُهُ فَقَالَ: إِنما سُمِّيَ البَحْرُ بَحْراً لِسِعَتِهِ وَانْبِسَاطِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ إِن فُلَانًا لَبَحْرٌ أَي وَاسِعُ الْمَعْرُوفِ؛ قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَكُونُ البحرُ للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ الْعَذْبِ قولُ ابْنِ مُقْبِلٍ: ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا بِهِ، ... وَقَدْ كانَ مِنْكُمْ مَاؤُهُ بِمَكَانِ وَقَالَ جَرِيرٌ: أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ، ... مَا فِي عطائِهِمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ كُوماً مَهارِيسَ مثلَ الهَضْبِ، لَوْ وَرَدَتْ ... ماءَ الفُراتِ، لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ

وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وتَذَكَّرْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إِذْ أَشْرَفَ ... يَوْمًا، وللْهُدَى تَذْكِيرُ سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْلِكُ، ... والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ أَراد بِالْبَحْرِ هَاهُنَا الْفُرَاتَ لأَن رَبَّ الْخَوَرْنَقِ كَانَ يشرِفُ عَلَى الْفُرَاتِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أُناسٌ، إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ ... صَوادِي العَرائِبِ، لَمْ تُضْرَبِ وَقَدْ أَجمع أَهل اللُّغَةِ أَن اليَمَّ هُوَ الْبَحْرُ. وجاءَ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ: فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ؛ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ: هُوَ نِيلُ مِصْرَ، حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ سِيدَهْ: وأَبْحَرَ الماءُ صَارَ مِلْحاً؛ قَالَ: وَالنَّسَبُ إِلى الْبَحْرِ بَحْرانيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالَ الْخَلِيلُ: كأَنهم بَنَوُا الِاسْمَ عَلَى فَعْلان. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: شَرْطِي فِي هَذَا الْكِتَابِ أَن أَذكر مَا قَالَهُ مُصَنِّفُو الْكُتُبِ الْخَمْسَةِ الَّذِينَ عَيَّنْتُهُمْ فِي خُطْبَتِهِ، لَكِنَّ هَذِهِ نُكْتَةٌ لَمْ يَسَعْنِي إِهمالها. قَالَ السُّهَيْلِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: زَعَمَ ابْنُ سِيدَهْ فِي كِتَابِ الْمُحْكَمِ أَن الْعَرَبَ تَنْسُبُ إِلى الْبَحْرِ بَحْرانيّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وإِنه مِنْ شَوَاذِّ النِّسَبِ، وَنُسِبَ هَذَا الْقَوْلَ إِلى سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلِ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، وَمَا قَالَهُ سِيبَوَيْهِ قَطُّ، وإِنما قَالَ فِي شَوَاذِّ النِّسَبِ: تَقُولُ فِي بَهْرَاءَ بَهْرَانِيٌّ وَفِي صَنْعَاءَ صَنْعَانِيٌّ، كَمَا تَقُولُ بَحْرَانِيٌّ فِي النَّسَبِ إِلَى الْبَحْرِينِ الَّتِي هِيَ مَدِينَةٌ، قَالَ: وَعَلَى هَذَا تلقَّاه جَمِيعُ النُّحَاةِ وتأَوَّلوه مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وإِنما اشْتَبَهَ عَلَى ابْنِ سِيدَهْ لِقَوْلِ الْخَلِيلِ فِي هَذِهِ المسأَلة أَعني مسأَلة النِّسَبِ إِلى الْبَحْرِينِ، كأَنهم بَنَوُا الْبَحْرَ عَلَى بَحْرَانَ، وإِنما أَراد لَفْظَ الْبَحْرِينِ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ الْعَيْنِ: تَقُولُ بَحْرَانِيٌّ في النسب إِلى البحرين، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّسَبَ إِلى الْبَحْرِ أَصلًا، لِلْعِلْمِ بِهِ وأَنه عَلَى قِيَاسٍ جَارٍ. قَالَ: وَفِي الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ عَنِ الزَّيْدِيِّ أَنه قَالَ: إِنما قَالُوا بَحْرانيٌّ فِي النسب إِلى البَحْرَيْنِ، ولم يَقُولُوا بَحْرِيٌّ لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّسَبِ إِلَى الْبَحْرِ. قَالَ: وَمَا زَالَ ابْنُ سِيدَهْ يَعْثَرُ فِي هَذَا الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ عَثَرَاتٍ يَدْمَى مِنْهَا الأَظَلُّ، ويَدْحَضُ دَحَضَات تُخْرِجُهُ إِلى سَبِيلِ مَنْ ضَلَّ، أَلا تَرَاهُ قَالَ فِي هَذَا الْكِتَابِ، وَذَكَرَ بُحَيْرَة طَبَرَيَّة فَقَالَ: هِيَ مِنْ أَعلام خُرُوجِ الدَّجَّالِ وأَنه يَيْبَسُ ماؤُها عِنْدَ خُرُوجِهِ، وَالْحَدِيثُ إِنما جَاءَ فِي غَوْرِ زُغَرَ، وإِنما ذُكِرَتْ طَبَرِيَّةُ فِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج وأَنهم يَشْرَبُونَ مَاءَهَا؛ قَالَ: وَقَالَ فِي الجِمَار فِي غَيْرِ هَذَا الْكِتَابِ: إِنما هِيَ الَّتِي تُرْمَى بِعَرَفَةَ وَهَذِهِ هَفْوَةٌ لَا تُقَالُ، وَعَثْرَةٌ لَا لَعاً لَهَا؛ قَالَ: وَكَمْ لَهُ مِنْ هَذَا إِذا تَكَلَّمَ فِي النِّسَبِ وَغَيْرِهِ. هَذَا آخِرُ مَا رأَيته مَنْقُولًا عَنِ السُّهَيْلِيِّ. ابْنُ سِيدَهْ: وكلُّ نَهْرٍ عَظِيمٍ بَحْرٌ. الزَّجَّاجُ: وَكُلُّ نَهْرٍ لَا يَنْقَطِعُ ماؤُه، فَهُوَ بَحْرٌ. قَالَ الأَزهري: كُلُّ نَهْرٍ لَا يَنْقَطِعُ مَاؤُهُ مِثْلُ دِجْلَةَ والنِّيل وَمَا أَشبههما مِنَ الأَنهار الْعَذْبَةِ الْكِبَارِ، فَهُوَ بَحْرٌ. وأَما الْبَحْرُ الْكَبِيرُ الَّذِي هُوَ مَغِيضُ هَذِهِ الأَنهار فَلَا يَكُونُ ماؤُه إِلَّا مِلْحًا أُجاجاً، وَلَا يَكُونُ مَاؤُهُ إِلَّا رَاكِدًا؛ وأَما هَذِهِ الأَنهار الْعَذْبَةُ فماؤُها جَارٍ، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الأَنهار بِحَارًا لأَنها مَشْقُوقَةٌ فِي الأَرض شَقًّا. وَيُسَمَّى الْفَرَسُ الْوَاسِعُ الجَرْي بَحْراً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبي طَلْحَةَ وَقَدْ رَكِبَهُ عُرْياً: إِني وَجَدْتُهُ بَحْراً أَي وَاسِعَ الجَرْي؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لِلْفَرَسِ الْجَوَادُ إِنه لَبَحْرٌ لَا يُنْكَش حُضْرُه. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ فَرَسٌ بَحْرٌ وفَيضٌ وسَكْبٌ وحَتٌّ إِذا كَانَ جَوَادًا كثيرَ العَدْوِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَبَى ذَلِكَ البَحرُ ابنُ عَبَّاسٍ؛ سُمِّيَ

بَحْرًا لِسِعَةِ عِلْمِهِ وَكَثْرَتِهِ. والتَّبَحُّرُ والاستِبْحَارُ: الِانْبِسَاطُ والسَّعة. وَسُمِّيَ البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وَهُوَ انْبِسَاطُهُ وَسِعَتُهُ. وَيُقَالُ: إِنما سُمِّيَ البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ فِي الأَرض شَقًّا وَجَعَلَ ذَلِكَ الشَّقَّ لِمَائِهِ قَرَارًا. والبَحْرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الشَّقُّ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: وَحَفَرَ زَمْزَمَ ثُمَّ بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حَتَّى لَا تُنْزَفَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّاقَةِ الَّتِي كَانُوا يَشُقُّونَ فِي أُذنها شَقًّا: بَحِيرَةٌ. وبَحَرْتُ أُذنَ النَّاقَةِ بَحْرًا: شَقَّقْتُهَا وَخَرَقْتُهَا. ابْنُ سِيدَهْ: بَحَرَ الناقةَ والشاةَ يَبْحَرُها بَحْراً شقَّ أُذنها بِنِصْفَين، وَقِيلَ: بِنِصْفَيْنِ طُولًا، وَهِيَ البَحِيرَةُ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ بِهِمَا ذَلِكَ إِذا نُتِجَتا عشرةَ أَبْطن فَلَا يُنْتَفَع مِنْهُمَا بِلَبَنٍ وَلَا ظَهْرٍ، وتُترك البَحِيرَةُ تَرْعَى وَتَرِدُ الْمَاءَ ويُحَرَّمُ لَحْمُهَا عَلَى النِّسَاءِ، ويُحَلَّلُ لِلرِّجَالِ، فَنَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ ؛ قَالَ: وَقِيلَ البَحِيرَة مِنَ الإِبل الَّتِي بُحِرَتْ أُذنُها أَي شُقت طُولًا، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي خُلِّيَتْ بِلَا رَاعٍ، وَهِيَ أَيضاً الغَزِيرَةُ، وجَمْعُها بُحُرٌ، كأَنه يُوهِمُ حَذْفَ الْهَاءِ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: أَثْبَتُ مَا رَوَيْنَا عَنْ أَهل اللُّغَةِ فِي البَحِيرَة أَنها النَّاقَةُ كَانَتْ إِذا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبطن فَكَانَ آخِرُهَا ذَكَرًا، بَحَرُوا أُذنها أَي شَقُّوهَا وأَعْفَوا ظَهْرَهَا مِنَ الرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ وَالذَّبْحِ، وَلَا تُحلأُ عَنْ مَاءٍ تَرِدُهُ وَلَا تُمْنَعُ مِنْ مَرْعًى، وإِذا لَقِيَهَا المُعْيي المُنْقَطَعُ بِهِ لَمْ يَرْكَبْهَا. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن أَوَّل مَنْ بَحَرَ البحائرَ وحَمَى الحامِيَ وغَيَّرَ دِين إِسماعيل عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَة بنِ جُنْدُبٍ ؛ وَقِيلَ: البَحِيرَةُ الشَّاةُ إِذا وَلَدَتْ خَمْسَةَ أَبطُن فَكَانَ آخِرُهَا ذَكَرًا بَحَرُوا أُذنها أَي شَقُّوهَا وتُرِكَت فَلَا يَمَسُّها أَحدٌ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَوَّل لِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عَنْ أَبيه أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: أَرَبُّ إِبلٍ أَنتَ أَم ربُّ غَنَمٍ؟ فَقَالَ: مِنْ كلٍّ قَدْ آتَانِي اللهُ فأَكْثَرَ، فَقَالَ: هَلْ تُنْتَجُ إِبلُك وَافِيَةً آذانُها فَتَشُقُّ فِيهَا وَتَقُولُ بُحُرٌ؟ يُرِيدُ بِهِ جَمْعَ البَحِيرة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: البَحِيرَةُ هِيَ ابْنَةُ السَّائِبَةِ، وَقَدْ فَسَّرْتُ السَّائِبَةَ فِي مَكَانِهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَحُكْمُهَا حُكْمُ أُمها. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ عَرَفَةَ: البَحيرة النَّاقَةُ إِذا نُتِجَتْ خمسةَ أَبطن وَالْخَامِسُ ذَكَرٌ نَحَرُوهُ فأَكله الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وإِن كَانَ الْخَامِسُ أُنثى بَحَروا أُذنها أَي شَقُّوهَا فَكَانَتْ حَرَامًا عَلَى النِّسَاءِ لَحْمُهَا وَلَبَنُهَا وَرُكُوبُهَا، فإِذا مَاتَتْ حَلَّتْ لِلنِّسَاءِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَتَقْطَعُ آذانَها فتقُولُ بُحُرٌ ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِابْنِ مُقْبِلٍ: فِيهِ مِنَ الأَخْرَجِ المُرْتَاعِ قَرْقَرَةٌ، ... هَدْرَ الدَّيامِيِّ وَسْطَ الهجْمَةِ البُحُرِ البُحُرُ: الغِزارُ. والأَخرج: المرتاعُ المُكَّاءٌ. وَوَرَدَ ذِكْرُ البَحِيرة فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ: كَانُوا إِذا وَلَدَتْ إِبلهم سَقْباً بَحَروا أُذنه أَي شَقُّوهَا، وَقَالُوا: اللَّهُمَّ إِن عَاشَ فَقَنِيٌّ، وإِن مَاتَ فَذَكيٌّ؛ فإِذا مَاتَ أَكلوه وَسَمَّوْهُ الْبَحِيرَةَ، وَكَانُوا إِذا تَابَعَتِ النَّاقَةُ بَيْنَ عَشْرِ إِناث لَمْ يُرْكب ظهرُها، وَلَمْ يُجَزّ وَبَرُها، وَلَمْ يَشْرَبْ لَبَنَها إِلا ضَيْفٌ، فَتَرَكُوهَا مُسَيَّبَةً لِسَبِيلِهَا وسمُّوها السَّائِبَةَ، فَمَا وُلَدَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ أُنثى شَقُّوا أُذنها وخلَّوا سَبِيلَهَا، وَحَرُمَ مِنْهَا مَا حَرُمَ مِنْ أُمّها، وسَمّوْها البحِيرَةَ، وجمعُ البَحِيرَةِ عَلَى بُحُرٍ جمعٌ غريبٌ فِي الْمُؤَنَّثِ إِلا أَن يَكُونَ قَدْ حَمَلَهُ عَلَى الْمُذَكِّرِ، نَحْوَ نَذِيرٍ ونُذُرٍ، عَلَى أَن بَحِيرَةً فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ نَحْوَ قَتِيلَةٍ؛ قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ فِي جَمْعٍ مِثْلِهِ فُعُلٌ،

وَحَكَى الزمَخْشري بَحِيرَةٌ وبُحُرٌ وصَريمَةٌ وصُرُمٌ، وَهِيَ الَّتِي صُرِمَتْ أُذنها أَي قُطِعَتْ. واسْتَبْحَرَ الرَّجُلُ فِي الْعِلْمِ وَالْمَالِ وتَبَحَّرَ: اتَّسَعَ وَكَثُرَ مَالُهُ. وتَبَحَّرَ فِي الْعِلْمِ: اتَّسَعَ. واسْتَبْحَرَ الشاعرُ إِذا اتَّسَعَ فِي القولِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: بِمِثْلِ ثَنائِكَ يَحْلُو الْمَدِيحُ، ... وتَسْتَبْحِرُ الأَلسُنُ المادِحَهْ وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ: كَانَ لَهُمْ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ باحَر ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ. وتَبَحَّر الرَّاعِي فِي رعْيٍ كَثِيرٍ: اتَّسَعَ، وكلُّه مِنَ البَحْرِ لِسِعَتِهِ. وبَحِرَ الرجلُ إِذا رأَى الْبَحْرَ فَفَرِقَ حَتَّى دَهِشَ، وَكَذَلِكَ بَرِقَ إِذا رأَى سَنا البَرْقِ فَتَحَيَّرَ، وبَقِرَ إِذا رأَى البَقَرَ الكثيرَ، وَمِثْلُهُ خَرِقَ وعَقِرَ. ابْنُ سِيدَهْ: أَبْحَرَ القومُ رَكِبُوا البَحْرَ. وَيُقَالُ للبَحْرِ الصَّغِيرِ: بُحَيْرَةٌ كأَنهم تَوَهَّمُوا بَحْرَةً وإِلا فَلَا وَجْهَ لِلْهَاءِ، وأَما البُحَيْرَةُ الَّتِي فِي طَبَرِيَّةَ وَفِي الأَزهري الَّتِي بِالطَّبَرِيَّةِ فإِنها بَحْرٌ عَظِيمٌ نَحْوَ عَشَرَةِ أَميال فِي سِتَّةِ أَميال وغَوْرُ مَائِهَا، وأَنه» . عَلَامَةٌ لِخُرُوجِ الدَّجَّالِ تَيْبَس حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهَا قَطْرَةُ مَاءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا الْفَصْلِ مَا قَالَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي هَذَا الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُ: يَا هادِيَ الليلِ جُرْتَ إِنما هُوَ البَحْرُ أَو الفَجْرُ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما هُوَ الْهَلَاكُ أَو تَرَى الْفَجْرَ، شَبَّهَ اللَّيْلَ بِالْبَحْرِ. وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنما هُوَ الفَجْرُ أَو البَجْرُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَقَالَ: مَعْنَاهُ إِن انْتَظَرْتَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ أَبصرت الطريق، وإِن خبطت الظلماء أَفضت بِكَ إِلى الْمَكْرُوهِ. قَالَ: وَيُرْوَى الْبَحْرُ، بِالْحَاءِ، يُرِيدُ غَمَرَاتِ الدُّنْيَا شَبَّهَهَا بِالْبَحْرِ لِتَحَيُّرِ أَهلها فِيهَا. والبَحْرُ: الرجلُ الكريمُ الكثيرُ الْمَعْرُوفُ. وفَرسٌ بَحْرٌ: كَثِيرُ العَدوِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْبَحْرِ. والبَحْرُ: الرِّيفُ، وَبِهِ فَسَّرَ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ؛ لأَن الْبَحْرَ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ لَا يَظْهَرُ فِيهِ فَسَادٌ وَلَا صَلَاحٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ أَجدب الْبَرُّ وَانْقَطَعَتْ مَادَّةُ الْبَحْرِ بِذُنُوبِهِمْ، كَانَ ذَلِكَ لِيَذُوقُوا الشدَّة بِذُنُوبِهِمْ فِي الْعَاجِلِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ ظَهَرَ الْجَدْبُ فِي الْبِرِّ وَالْقَحْطُ في مُدُنِ الْبَحْرِ الَّتِي عَلَى الأَنهار؛ وَقَوْلُ بَعْضِ الأَغفال: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ، ... مِنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ، أَو البُحَيْرِ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْني بالبُحَيْرِ الْبَحْرَ الَّذِي هُوَ الرِّيفُ فَصَغَّرَهُ لِلْوَزْنِ وَإِقَامَةِ الْقَافِيَةِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَصَدَ البُحَيْرَةَ فَرَخَّمَ اضْطِرَارًا. وَقَوْلُهُ: مِنْ صُيَيْر مِن صِيرِ مِصْرَيْنِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِيرِ بَدَلًا مِنْ صُيَيْر، بإِعادة حَرْفِ الْجَرِّ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ مِنْ لِلتَّبْعِيضِ كأَنه أَراد مِنْ صُيَيْر كَائِنٍ مَنْ صِيرِ مِصْرَيْنِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ قَرْيَةٍ: هَذِهِ بَحْرَتُنا. والبَحْرَةُ: الأَرض وَالْبَلْدَةُ؛ يُقَالُ: هَذِهِ بَحْرَتُنا أَي أَرضنا. وَفِي حَدِيثِ القَسَامَةِ: قَتَلَ رَجُلًا بِبَحْرَةِ الرِّعاءِ عَلَى شَطِّ لِيَّةَ ، البَحْرَةُ: البَلْدَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبيّ: اصْطَلَحَ أَهلُ هَذِهِ البُحَيْرَةِ أَن يَعْصِبُوه بالعِصَابَةِ ؛ البُحَيْرَةُ: مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ تَصْغِيرُ البَحْرَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مُكَبَّرًا. والعربُ تُسَمِّي المُدُنَ وَالْقُرَى: البحارَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وكَتَبَ لَهُمْ بِبَحْرِهِم ؛ أَي بِبَلَدِهِمْ وأَرضهم. وأَما حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبيّ فَرَوَاهُ الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ عُرْوَةَ أَن أُسامة بْنَ زَيْدٍ أَخبره: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَكِبَ حِمَارًا عَلَى إِكافٍ وَتَحْتَهُ قَطِيفةٌ فركبه وأَرْدَفَ

_ (1). قوله [وغور مائها وأنه إلخ] كذا بالأصل المنسوب للمؤلف وهو غير تام

أُسامةَ، وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبادَةَ، وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَلَمَّا غَشِيَتِ المجلسَ عَجاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبيّ أَنْفَه ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ وَدَعَاهُمْ إِلى اللَّهِ وقرأَ القرآنَ، فَقَالَ لَهُ عبدُ اللَّهِ: أَيها المَرْءُ إِن كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجْلِسِنَا وارجعْ إِلى رَحْلك، فَمَنْ جاءَك منَّا فَقُصَّ عَلَيْهِ؛ ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ: أَي سَعْدُ أَلم تسمعْ مَا قَالَ أَبو حُباب؟ قَالَ كَذَا، فَقَالَ سعدٌ: اعْفُ واصفَحْ فو الله لَقَدْ أَعطاك اللهُ الَّذِي أَعطاك، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهلُ هَذِهِ البُحَيْرةِ عَلَى أَن يُتَوِّجُوه، يَعْنِي يُمَلِّكُوهُ فَيُعَصِّبوه بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا ردَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعطاكَ شَرِقَ لِذَلِكَ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والبَحْرَةُ: الفَجْوَةُ مِنَ الأَرض تَتَّسِعُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو نَصْرٍ البِحارُ الواسعةُ مِنَ الأَرض، الْوَاحِدَةُ بَحْرَةٌ؛ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ فِي وَصْفِ مَطَرٍ: يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ أَراكٍ وتَنْضُبٍ، ... وزُرْقاً بأَجوارِ البحارِ تُغادَرُ وَقَالَ مُرَّةُ: البَحْرَةُ الْوَادِي الصَّغِيرُ يَكُونُ فِي الأَرض الْغَلِيظَةِ. والبَحْرةُ: الرَّوْضَةُ العظيمةُ مَعَ سَعَةٍ، وجَمْعُها بِحَرٌ وبِحارٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: وكأَنها دَقَرَى تُخايِلُ، نَبْتُها ... أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها «2» . الأَزهري: يُقَالُ للرَّوْضَةِ بَحْرَةٌ. وَقَدْ أَبْحَرَتِ الأَرْضُ إِذا كَثُرَتْ مَنَاقِعُ الْمَاءِ فِيهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: البَحْرَةُ الأُوقَةُ يُسْتَنْقَعُ فِيهَا الْمَاءُ. ابْنُ الأَعرابي: البُحَيْرَةُ الْمُنْخَفِضُ مِنَ الأَرض. وبَحِرَ الرجلُ والبعيرُ بَحَراً، فَهُوَ بَحِرٌ إِذا اجْتَهَدَ فِي العدوِ طَالِبًا أَو مَطْلُوبًا، فَانْقَطَعَ وَضَعُفَ وَلَمْ يَزَلْ بِشَرٍّ حَتَّى اسودَّ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: البَحَرُ أَن يَلْغَى البعيرُ بِالْمَاءِ فَيُكْثِرُ مِنْهُ حَتَّى يُصِيبَهُ مِنْهُ دَاءٌ. يُقَالُ: بَحِرَ يَبْحَرُ بَحَراً، فَهُوَ بَحِرٌ؛ وأَنشد: لأَعْلِطَنَّه [لأَعْلُطَنَّه] وَسْماً لَا يُفارِقُه، ... كما يُحَزُّ بِحُمَّى المِيسَمِ البَحِرُ قَالَ: وإِذا أَصابه الداءُ كُويَ فِي مَوَاضِعَ فَيَبْرأُ. قَالَ الأَزهري: الدَّاءُ الَّذِي يُصِيبُ الْبَعِيرَ فَلَا يَرْوَى مِنَ الْمَاءِ، هُوَ النَّجَرُ، بِالنُّونِ وَالْجِيمِ، والبَجَرُ، بِالْبَاءِ وَالْجِيمِ، وأَما البَحَرُ، فَهُوَ دَاءٌ يُورِثُ السِّلَّ. وأَبْحَرَ الرجلُ إِذا أَخذه السِّلُّ. ورجلٌ بَحِيرٌ وبَحِرٌ: مسْلُولٌ ذاهبُ اللَّحْمِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وأَنشد: وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ، ... وآبقٌ، مِن جَذْبِ دَلْوَيْها، هَجِرْ أَبو عَمْرٍو: البَحِيرُ والبَحِرُ الَّذِي بِهِ السِّلُّ، والسَّحِيرُ: الَّذِي انْقَطَعَتْ رِئَتُه، وَيُقَالُ: سَحِرٌ. وبَحِرَ الرجلُ. بُهِتَ. وأَبْحَرَ الرَّجُلُ إِذَا اشتدَّتْ حُمرةُ أَنفه. وأَبْحَرَ إِذا صَادَفَ إِنساناً عَلَى غَيْرِ اعتمادٍ وقَصدٍ لِرُؤْيَتِهِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَقِيتُهُ صَحْرَةَ بَحْرَةَ أَي بَارِزًا لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ. والباحِر، بِالْحَاءِ: الأَحمق الَّذِي إِذا كُلِّمَ بَحِرَ وَبَقِيَ كَالْمَبْهُوتِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَتَمالكُ حُمْقاً. الأَزهري: الباحِرُ الفُضولي، والباحرُ الْكَذَّابُ. وتَبَحَّر الخبرَ: تَطَلَّبه. والباحرُ: الأَحمرُ الشديدُ الحُمرة. يُقَالُ: أَحمر باحرٌ وبَحْرانيٌّ. ابن الأَعرابي:

_ (2). قوله [تخايل إلخ] سيأتي للمؤلف في مادّة دقر هذا البيت وفيه تخيل بدل تخايل وقال أَيْ تَلَوَّنُ بِالنَّوْرِ فَتُرِيكَ رُؤْيَا تُخَيَّلُ إِلَيْكَ أَنَّهَا لَوْنٌ ثُمَّ تَرَاهَا لَوْنًا آخَرَ، ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ الأَول فَقَالَ نَبْتُهَا أُنٌفٌ فَنَبْتُهَا مبتدأ إلخ ما قال

يُقَالُ أَحْمَرُ قانِئٌ وأَحمرُ باحِرِيٌّ وذَرِيحِيٌّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ المرأَة تُسْتَحَاضُ وَيَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ، فَقَالَ: تُصَلِّي وتتوضأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرانيَّ قَعَدَتْ عَنِ الصَّلَاةِ؛ دَمٌ بَحْرَانيٌّ: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ كأَنه قَدْ نُسِبَ إِلى البَحْرِ، وَهُوَ اسْمُ قَعْرِ الرَّحِمِ، مَنْسُوبٌ إِلى قَعْرِ الرَّحِمِ وعُمْقِها، وَزَادُوهُ فِي النَّسَبِ أَلِفاً وَنُونًا لِلْمُبَالَغَةِ يُرِيدُ الدَّمَ الْغَلِيظَ الْوَاسِعَ؛ وَقِيلَ: نُسِبَ إِلى البَحْرِ لِكَثْرَتِهِ وَسِعَتِهِ؛ وَمِنَ الأَول قَوْلُ الْعَجَّاجِ: وَرْدٌ مِنَ الجَوْفِ وبَحْرانيُ أَي عَبِيطٌ خالصٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: البَحْرُ عُمْقُ الرَّحِمِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلدَّمِ الْخَالِصِ الْحُمْرَةِ: باحِرٌ وبَحْرانيٌّ. ابْنُ سِيدَهْ: ودَمٌ باحِرٌ وبَحْرانيٌّ خَالِصُ الْحُمْرَةِ مِنْ دَمِ الْجَوْفِ، وَعَمَّ بعضُهم بِهِ فَقَالَ: أَحْمَرُ باحِرِيٌّ وبَحْرَانيٌّ، وَلَمْ يَخُصَّ بِهِ دَمَ الْجَوْفِ وَلَا غَيْرَهُ. وبَناتُ بَحْرٍ: سحائبُ يجئنَ قَبْلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِبَاتٍ رِقَاقًا، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، جَمِيعًا. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ: بَناتُ بَحْرٍ ضَرْبٌ مِنَ السَّحَابِ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ وَالصَّوَابُ بَناتُ بَخْرٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: يُقَالُ لِسَحَائِبَ يأْتين قَبْلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِبَاتٍ: بَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ وَالْخَاءِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ وَغَيْرُهُ، وَسَنَذْكُرُ كُلًّا مِنْهُمَا فِي فَصْلِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: بَحِرَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَبْحَرُ بَحَراً إِذا تَحَيَّرَ مِنَ الْفَزَعِ مِثْلَ بَطِرَ؛ وَيُقَالُ أَيضاً: بَحِرَ إِذا اشتدَّ عَطَشُه فَلَمْ يَرْوَ مِنَ الْمَاءِ. والبَحَرُ أَيضاً: داءٌ فِي الإِبل، وَقَدْ بَحِرَتْ. والأَطباء يُسَمَّوْنَ التَّغَيُّرَ الَّذِي يَحْدُثُ لِلْعَلِيلِ دُفْعَةً فِي الأَمراض الْحَادَّةِ: بُحْراناً، يَقُولُونَ: هَذَا يَوْمُ بُحْرَانٍ بالإِضافة، ويومٌ باحُوريٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، فكأَنه مَنْسُوبٌ إِلى باحُورٍ وباحُوراء مِثْلَ عَاشُورٍ وَعَاشُورَاءَ، وَهُوَ شِدَّةُ الْحَرِّ فِي تَمُّوزَ، وَجَمِيعُ ذَلِكَ مُوَلَّدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: إِنه مُوَلَّدٌ وإِنه عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ: وَنَقِيضُ قَوْلِهِ إِن قِيَاسَهُ باحِرِيٌّ وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَذْكُرَهُ لأَنه يُقَالُ دَمٌ باحِرِيٌّ أَي خَالِصُ الْحُمْرَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ المُثَقِّب العَبْدِي: باحِريُّ الدَّمِ مُرٌّ لَحْمُهُ، ... يُبْرئُ الكَلْبَ، إِذا عَضَّ وهَرّ والباحُورُ: القَمَرُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ فِي الْبَصَرِيَّاتِ لَهُ. والبَحْرانِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وعُمانَ، النَّسَبُ إِليه بَحْريٌّ وبَحْرانيٌّ؛ قَالَ الْيَزِيدِيُّ: كَرِهُوا أَن يَقُولُوا بَحْريٌّ فَتُشْبِهُ النسبةَ إِلى البَحْرِ؛ اللَّيْثُ: رَجُلٌ بَحْرانيٌّ مَنْسُوبٌ إِلى البَحْرَينِ؛ قَالَ: وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وعُمان؛ وَيُقَالُ: هَذِهِ البَحْرَينُ وَانْتَهَيْنَا إِلى البَحْرَينِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي مُحَمَّدٍ الْيَزِيدِيِّ قَالَ: سأَلني الْمَهْدِيُّ وسأَل الْكِسَائِيُّ عَنِ النِّسْبَةِ إِلى الْبَحْرِينِ وإِلى حِصْنَينِ: لِمَ قَالُوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانيٌّ؟ فَقَالَ الْكِسَائِيُّ: كَرِهُوا أَن يَقُولُوا حِصْنانيٌّ لِاجْتِمَاعِ النُّونَيْنِ، قَالَ وَقُلْتُ أَنا: كَرِهُوا أَن يَقُولُوا بَحْريٌّ فَتُشْبِهُ النِّسْبَةَ إِلى الْبَحْرِ؛ قَالَ الأَزهري: وإِنما ثَنَوُا البَحْرَ لأَنَّ فِي نَاحِيَةِ قُرَاهَا بُحَيرَةً عَلَى بَابِ الأَحساء وَقُرَى هَجْرٍ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْبَحْرِ الأَخضر عَشْرَةَ فَرَاسِخَ، وقُدِّرَت البُحَيرَةُ ثلاثةَ أَميال فِي مِثْلِهَا وَلَا يَغِيضُ ماؤُها، وماؤُها رَاكِدٌ زُعاقٌ؛ وَقَدْ ذَكَرَهَا الْفَرَزْدَقُ فَقَالَ: كأَنَّ دِياراً بَيْنَ أَسْنِمَةِ النَّقا ... وبينَ هَذالِيلِ البُحَيرَةِ مُصْحَفُ وَكَانَتْ أَسماء بِنْتُ عُمَيْسٍ يُقَالُ لَهَا البَحْرِيَّة لأَنها كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلى بِلَادِ النَّجَاشِيِّ فَرَكِبَتِ الْبَحْرَ، وكلُّ مَا نُسِبَ إِلى البَحْرِ، فَهُوَ بَحْريٌّ.

وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بَحْرانَ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا وَسُكُونِ الْحَاءِ، مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الفُرْعِ مِنَ الْحِجَازِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي سَرِيَّة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. وبَحْرٌ وبَحِيرٌ وبُحَيْرٌ وبَيْحَرٌ وبَيْحَرَةُ: أَسماء. وَبَنُو بَحْريّ: بَطْنٌ. وبَحْرَةُ ويَبْحُرُ: مَوْضِعَانِ. وبِحارٌ وَذُو بِحارٍ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: صَبَا صَبْوَةً مِن ذِي بِحارٍ، فَجاوَرَتْ، ... إِلى آلِ لَيْلى، بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ بحتر: البُحْتُر: بِالضَّمِّ: الْقَصِيرُ الْمُجْتَمِعُ الخَلْقِ، وَكَذَلِكَ الحُبْتُرُ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، والأُنثى بُحْتُرَة وَالْجَمْعُ البحاتِرُ. وبُحْتُرٌ: أَبو بطن من طيّء، وَهُوَ بُحتُرُ بنُ عَتُود بْنِ عُنَين بْنِ سَلامانَ بْنِ ثُعَلَ بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بْنِ جَلْهَمَةَ بْنِ طَيّء بْنِ أُدَدَ وَهُوَ رَهْطُ الهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ. والبُحْتُرِيَّةُ مِنَ الإِبل: مَنْسُوبَةٌ إِليهم. بحثر: بَحْثَرَ الشيءَ: بَحَثَه وبَدَّدَه كَبَعْثَرَهُ، وَقُرِئَ: إِذا بُحْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ؛ أَي بُعِثَ الْمَوْتَى. وبَحْثَرَ الْمَتَاعَ: فرَّقه. الأَزهري: بَحْثَرَ مَتَاعَهُ وبَعْثَرَه إِذا أَثاره وَقَلَبَهُ وفرَّقه وَقَلَبَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. الأَصمعي: إِذا انْقَطَعَ اللَّبَنُ وتَحَبَّبَ، فَهُوَ مُبَحْثَرٌ، فإِذا خَثُرَ أَعلاه وأَسفَلُه رقيقٌ، فَهُوَ هَادِرٌ. أَبو الْجَرَّاحِ: بَحْثَرْتُ الشيءَ وبَعْثَرْتُه إِذا اسْتَخْرَجْتُهُ وَكَشَفْتُهُ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْعَامِرِيُّ: ومَنْ لَا تَلِدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرٍ ... وكَبْشَة، تُكْرَهُ أُمُّهُ أَنْ تُبَحْثَرَا بحدر: أَبو عَدْنَانَ قَالَ: البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الَّذِي لَا يَشِبُّ. بخر: البَخَرُ: الرَّائِحَةُ الْمُتَغَيِّرَةُ مِنَ الْفَمِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ. البَخَرُ النَّتْنُ يَكُونُ فِي الْفَمِ وَغَيْرِهِ. بَخِرَ بَخَراً، وَهُوَ أَبْخَرُ وَهِيَ بَخْرَاءُ. وأَبْخَرهُ الشيءُ: صَيَّرَه أَبْخَرَ. وبَخِرَ أَي نَتُنَ مِنْ بَخَرِ الفَم الْخَبِيثِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِياكم ونَوْمَةَ الغَداةِ فإِنها مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ مَجْعَرَةٌ ؛ وَجَعَلَهُ الْقُتَيْبِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَوْلُهُ مِبْخَرَةٌ أَي مَظِنَّةٌ للبَخَرِ، وَهُوَ تَغَيُّرُ رِيحِ الْفَمِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: إِيَّاكَ وكلَّ مَجْفَرَةٍ مَبْخَرَةٍ ، يَعْنِي مِنَ النِّسَاءِ. والبَخْرَاءُ والبَخْرَةُ: عُشْبَةٌ تُشْبِهُ نباتَ الكُشْنَى وَلَهَا حَبٌّ مِثْلُ حَبِّهِ سَوْدَاءَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها إِذا أُكِلت أَبْخَرَتِ الفَم؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَهِيَ مَرْعًى وتعلِفُها الْمَوَاشِي فَتُسْمِنُهَا وَمَنَابِتُهَا القِيعانُ. والبَخْراءُ: أَرض بِالشَّامِ لنَتْنِها بعُفونة تُرْبِها. وبُخارُ الفَسْوِ: رِيحُه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَشارِبُ قَهْوَةٍ وحَلِيفُ زِيرٍ، ... وصَرَّاءٌ، لِفَسْوَتِهِ بُخارُ وكلُّ رَائِحَةٍ سَطَعَتْ مِنْ نَتْنٍ أَو غَيْرِهِ: بَخَرٌ وبُخارٌ. والبَخْرُ، مَجْزُومٌ: فِعْلُ البُخارِ. وبُخارُ القِدر: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا؛ بَخَرَتْ تَبْخَرُ بَخْراً وبُخاراً، وَكَذَلِكَ بُخارُ الدُّخان، وكلُّ دُخَانٍ يَسْطَعُ مِنْ ماءٍ حَارٍّ، فَهُوَ بُخار، وَكَذَلِكَ مِنَ النَّدَى. وبُخارُ الْمَاءِ: مَا يَرْتَفِعُ مِنْهُ كَالدُّخَانِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه كَتَبَ إِلى مِلْكِ الرُّومِ: لأَجْعَلنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةَ البَخْراءَ حُمَمَةً سَوْداءَ ؛ وَصَفَهَا بِذَلِكَ لبُخار الْبَحْرِ. وتَبَخَّر بِالطَّيِّبِ وَنَحْوَهُ: تَدَخَّنَ. والبَخُورُ، بِالْفَتْحِ: مَا يُتَبَخَّرُ بِهِ. وَيُقَالُ: بَخَّرَ عَلَيْنَا مِنْ بَخُور العُود أَي طَيَّبَ. وبَناتُ بَخْرٍ وبَناتُ مَخْرٍ: سحابٌ يأْتين قَبْلَ

الصَّيْفِ منتصبةٌ رِقاقٌ بيضٌ حسانٌ، وَقَدْ وَرَدَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً فَقِيلَ: بَنَاتُ بَحْرٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمَبْخُورُ: المَخْمُورُ. ابْنُ الأَعرابي: الباخِرُ سَاقَيِ الزَّرْعِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ الماخِر، فأَبدَل مِنَ الْمِيمِ بَاءً، كَقَوْلِكَ سَمَدَ رأْسَه وسَبَدَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. بختر: البَخْتَرَةُ، والتَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ؛ وَقَدْ بَخْتَرَ وتَبَخْتَرَ، وفلانٌ يَمْشِي البَخْتَرِيَّةَ، وَفُلَانٌ يَتَبَخْتَرُ فِي مِشْيَتِهِ ويَتَبَخْتَى؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ لَمَّا أُدخل عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ المُهَلَّبِ أَسيراً فَقَالَ الْحَجَّاجُ: جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى فَقَالَ يَزِيدُ: وَفِي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ البَخْتَريُّ: المُتَبَخْتِرُ فِي مَشْيهِ، وَهِيَ مِشْيَةُ الْمُتَكَبِّرِ الْمُعْجَبُ بِنَفْسِهِ. وَرَجُلٌ بِخْتِيرٌ وبَخْتَرِيٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ، وَقِيلَ: حَسَنُ الْمَشْيِ وَالْجِسْمِ، والأُنثى بَخْتَرِيَّة. والبَخْتَريُّ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَتَبَخْتَرُ أَي يَخْتَالُ. وبَخْتَريٌّ: اسمُ رَجُلٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: جَزَى اللهُ عَنّا بَخْتَرِيّاً ورَهْطَهُ ... بَنِي عَبْدِ عَمْرٍو، مَا أَعَفَّ وأَمْجَدَا هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوت، لَا أَلْسَ فيهمُ، ... وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا وأَبو البَخْتَريّ: من كُناهم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا كنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُوكِ، ... فافْعَلْ فِعالَ أَبي البَخْتَرِي تَتَبَّعَ إِخْوانَهُ فِي البِلاد، ... فأَغْنَى المُقِلَّ عَنِ المُكْثِرِ وأَراد البختريَّ فَحَذَفَ إِحدى يَاءَيِ النَّسَبِ. بخثر: البَخْثَرَةُ: الكُدْرَةُ فِي الماء أَو الثوب. بدر: بَدَرْتُ إِلى الشَّيْءِ أَبْدُرُ بُدُوراً: أَسْرَعْتُ، وَكَذَلِكَ بادَرْتُ إِليه. وتَبادَرَ القومُ: أَسرعوا. وابْتَدَروا السلاحَ: تَبادَرُوا إِلى أَخذه. وبادَرَ الشيءَ مبادَرَةً وبِداراً وابْتَدَرَهُ وبَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ؛ وَقَوْلُ أَبي المُثَلَّمِ: فَيَبْدُرُها شَرائِعَها فَيَرْمي ... مَقاتِلَها، فَيَسْقِيها الزُّؤَامَا أَراد إِلى شَرَائِعِهَا فَحَذَفَ وأَوصل. وبادَرَهُ إِليه: كَبَدَرَهُ. وبَدَرَني الأَمرُ وبَدَرَ إِليَّ: عَجِلَ إِليَّ وَاسْتَبَقَ. واسْتَبَقْنا البَدَرَى أَي مُبادِرِينَ. وأَبْدَرَ الوصيُّ فِي مَالِ الْيَتِيمِ: بِمَعْنَى بادَرَ وبَدَرَ. وَيُقَالُ: ابْتَدَرَ القومُ أَمراً وتَبادَرُوهُ أَي بادَرَ بعضُهم بَعْضًا إِليه أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِليه فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ. وبادَرَ فلانٌ فُلَانًا مُوَلِّياً ذَاهِبًا فِي فِرَارِهِ. وَفِي حَدِيثِ اعْتِزَالِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نساءَه قَالَ عُمَرُ: فابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ ؛ أَي سَالَتَا بِالدُّمُوعِ. وناقةٌ بَدْرِيَّةٌ: بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ فِي النِّتاج فَجَاءَتْ بِهَا فِي أَول الزَّمَانِ، فَهُوَ أَغزر لَهَا وأَكرم. والبادِرَةُ: الحِدَّةُ، وَهُوَ مَا يَبْدُرُ مِنْ حِدَّةِ الرَّجُلِ عِنْدَ غَضَبِهِ مِنْ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ. وبادِرَةُ الشَّرِّ: مَا يَبْدُرُكَ مِنْهُ؛ يُقَالُ: أَخشى عَلَيْكَ بادِرَتَهُ. وبَدَرَتْ مِنْهُ بَوادِرُ غضَبٍ أَي خَطَأٌ وسَقَطاتٌ عند ما احْتَدَّ. والبادِرَةُ: البَدِيهةُ. والبادِرَةُ مِنَ الْكَلَامِ: الَّتِي تَسْبِقُ مِنَ الإِنسان فِي الْغَضَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ، إِذا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا

وبادِرَةُ السَّيْفِ: شَباتُه. وبادِرَةُ النَّبات: رأْسُه أَوَّل مَا يَنْفَطِرُ عَنْهُ. وبادِرَةُ الحِنَّاءِ: أَولُ مَا يَبْدأُ مِنْهُ. والبادِرَةُ: أَجْوَدُ الوَرْس وأَحْدَثُه نَبَاتًا. وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ؛ وحَدْرَةٌ: مكْتَنِزَةٌ صُلْبَةٌ، وبَدْرَةٌ: تَبْدُرُ بِالنَّظَرِ، وَقِيلَ: حَدْرَةٌ واسعةٌ وبَدْرَةٌ تامةٌ كالبَدْرِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وعيْنٌ لَهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، ... شُقَّتْ مَآقِيهِما مِنْ أُخُرْ وَقِيلَ: عَيْنٌ بَدْرَةٌ يَبْدُر نَظَرُهَا نظرَ الْخَيْلِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: هِيَ الْحَدِيدَةُ النَّظَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْمُدَوَّرَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالصَّحِيحُ فِي ذَلِكَ مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والبَدْرُ: القَمَرُ إِذا امْتَلأَ، وإِنما سُمِّيَ بَدْراً لأَنه يُبَادِرُ بِالْغُرُوبِ طلوعَ الشَّمْسِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: لأَنه يُبَادِرُ بِطُلُوعِهِ غروبَ الشَّمْسِ لأَنهما يَتراقَبانِ فِي الأُفُقِ صُبْحاً؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَ بَدْراً لِمُبادرته الشَّمْسَ بالطُّلُوع كأَنَّه يُعَجِّلُها المَغِيبَ، وَسُمِّيَ بَدْرًا لِتَمَامِهِ، وَسُمِّيَتْ ليلةَ البَدْرِ لِتَمَامِ قَمَرِهَا. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ عَنْ جَابِرٍ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتيَ بِبَدْرٍ فِيهِ خَضِراتٌ مِنَ البُقول ؛ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يَعْنِي بالبَدْرِ الطبقَ، شُبِّهَ بالبَدْرِ لِاسْتِدَارَتِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ صَحِيحٌ. قَالَ: وأَحسبه سُمي بَدْراً لأَنه مدوَّر، وجمعُ البَدْر بُدُورٌ. وأَبْدَرَ القومُ: طَلَعَ لَهُمُ البَدْرُ؛ وَنَحْنُ مُبْدِرُونَ. وأَبْدَرَ الرجلُ إِذا سَرَى فِي لَيْلَةِ البَدْرِ، وَسُمِّيَ بَدْراً لِامْتِلَائِهِ. وليلةُ البَدْر: ليلةُ أَربع عَشْرَةَ. وبَدْرُ القومِ: سَيِّدُهم، عَلَى التَّشْبِيهِ بالبَدْرِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَقَدْ نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بِكَفِّه ... عَلَيْهِ، ونُعْطِي رَغْبَةَ المُتَودِّدِ وَيُرْوَى البَدْءَ. والبادِرُ: الْقَمَرُ. والبادِرَةُ: الكلمةُ العَوْراءُ. والبادِرَةُ: الغَضْبَةُ السَّرِيعَةُ؛ يُقَالُ: احْذَرُوا بادِرَتَهُ. والبَدْرُ: الغلامُ المبادِر. وغلامٌ بَدْرٌ: مُمْتَلِئٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كُنَّا لَا نَبِيعُ الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُرَ أَي يَبْلُغُ. يُقَالُ: بَدَرَ الغلامُ إِذا تَمَّ وَاسْتَدَارَ، تَشْبِيهًا بِالْبَدْرِ فِي تَمَامِهِ وَكَمَالِهِ، وَقِيلَ: إِذا احْمَرَّ البُسْرُ يُقَالُ لَهُ: قَدْ أَبْدَرَ. والبَدْرَةُ: جِلْدُ السَّخْلَة إِذا فُطِمَ، وَالْجَمْعُ بُدورٌ وبِدَرٌ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لبَدْرَةٍ وبِدَر إِلا بَضْعَةٌ وبِضَعٌ وهَضْبَةٌ وهِضَبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والبَدْرَةُ مَسْكُ السَّخْلَةِ لأَنها مَا دَامَتْ تَرْضَعُ فَمَسْكُها لِلَّبَنِ شَكْوَةٌ، وللسَّمْنِ عُكَّةٌ، فإِذا فُطمت فَمَسْكُها لِلَّبَنِ بَدْرَةٌ، وللسَّمنِ مِسْأَدٌ، فإِذا أَجذعت فَمَسْكُها لِلَّبَنِ وَطْبٌ، وَلِلسَّمْنِ نِحْيٌ. والبَدْرَةُ: كِيسٌ فِيهِ أَلف أَو عَشَرَةُ آلَافٍ، سُمِّيَتْ ببَدْرَةِ السَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ البُدورُ، وثلاثُ بَدرات. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَسْك السَّخْلَةِ مَا دَامَتْ تَرْضَعُ الشَّكْوَةُ، فإِذا فُطم فَمَسْكُهُ البَدْرَةُ، فإِذا أَجذع فَمَسكه السِّقاءُ. والبادِرَتانِ مِنَ الإِنسان: لَحْمتانِ فَوْقَ الرُّغَثاوَيْنِ وأَسفلَ الثُّنْدُوَةِ، وَقِيلَ: هُمَا جَانِبَا الكِرْكِرَةِ، وَقِيلَ: هُمَا عِرْقان يَكْتَنِفانِها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَمْري بَوادِرَها مِنْهَا فَوارِقُها يَعْنِي فَوَارِقَ الإِبل، وَهِيَ الَّتِي أَخذها الْمَخَاضُ ففَرِقتْ نادَّةً، فَكُلَّمَا أَخذها وَجَعٌ فِي بَطْنِهَا مَرَتْ أَي ضَرَبَتْ بِخُفِّهَا بادرَةَ كِركِرَتِها وَقَدْ تَفْعَلُ ذَلِكَ عِنْدَ الْعَطَشِ. والبادِرَةُ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ: اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الْمَنْكِبِ والعُنق، والجمعُ البَوادِرُ؛ قَالَ خِراشَةُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِيُّ: هَلَّا سأَلْتِ، ابنةَ العَبْسِيِّ: مَا حَسَبي ... عِنْدَ الطِّعانِ، إِذا مَا غُصَّ بالرِّيقِ؟

وجاءَت الخيلُ مُحَمَّراً بَوادِرُها، ... زُوراً، وَزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عَنِ الفُوقِ يَقُولُ: هلَّا سأَلت عَنِّي وَعَنْ شَجَاعَتِي إِذا اشْتَدَّتِ الْحَرْبُ وَاحْمَرَّتْ بَوَادِرُ الْخَيْلِ مِنَ الدَّمِ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ فُرْسَانِهَا عَلَيْهَا، وَلَمَّا يَقَعُ فِيهَا مِنْ زَلَلِ الرَّامِي عَنِ الْفَوْقِ فَلَا يَهْتَدِي لِوَضْعِهِ فِي الْوَتَرِ دَهَشاً وحَيْرَةً؛ وَقَوْلُهُ زُورًا يَعْنِي مَائِلَةً أَي تَمِيلُ لِشِدَّةِ مَا تُلَاقِي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَمَّا أُنزلت عَلَيْهِ سُورَةُ: اقرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، جَاءَ بِهَا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُرْعَدُ بَوادِرُه، فَقَالَ: زَمِّلُوني زَمِّلُوني قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي هَذَا الْمَوْضِعِ البَوادِرُ مِنَ الإِنسان اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الْمَنْكِبِ وَالْعُنُقِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِصَوَابٍ، وَالصَّوَابُ أَن يَقُولَ الْبَوَادِرُ جَمْعُ بَادِرَةٍ: اللحمة التي بين المنكب وَالْعُنُقِ. والبَيْدَرُ: الأَنْدَرُ؛ وَخَصَّ كُراعٌ بِهِ أَنْدَرَ الْقَمْحِ يَعْنِي الكُدْسَ مِنْهُ، وَبِذَلِكَ فَسَّرَهُ الْجَوْهَرِيُّ. البَيْدَرُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُدَاسُ فِيهِ الطَّعَامُ. وبَدْرٌ: ماءٌ بِعَيْنِهِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. قَالَ الشَّعْبي: بَدْرٌ بِئْرٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ يُدْعى بَدْراً؛ وَمِنْهُ يومُ بَدْرٍ. وبَدْرٌ: اسمُ رجل. بذر: البَذْرُ والبُذْرُ: أَولُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الزَّرْعِ وَالْبَقْلِ وَالنَّبَاتِ لَا يَزَالُ ذَلِكَ اسمَهُ مَا دَامَ عَلَى وَرَقَتَينِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا عُزِلَ مِنَ الْحُبُوبِ للزَّرْعِ والزِّراعَةِ، وَقِيلَ: البَذْرُ جَمِيعُ النَّبَاتِ إِذا طَلَعَ مِنَ الأَرض فَنَجَمَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أَو تُعْرَفَ وُجُوهُهُ، وَالْجَمْعُ بُذُورٌ وبِذارٌ. والبَذْرُ: مَصْدَرُ بَذَرْتُ، وَهُوَ عَلَى مَعْنَى قَوْلِكَ نَثَرْتُ الحَبَّ. وبَذَرْتُ البَذْرَ: زَرَعْتَه. وبَذَرَتِ الأَرضُ تَبْذُرُ بَذْراً: خَرَجَ بَذْرُها؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ أَن يَظْهَرَ نَبْتُهَا مُتَفَرِّقًا. وبَذَرَها بَذْراً وبَذَّرَها، كِلَاهُمَا، زَرَعَهَا. والبَذْرُ والبُذارَةُ: النَّسْلُ. وَيُقَالُ: إِن هَؤُلَاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ. وبَذَرَ الشيءَ بَذْراً: فرَّقه. وبَذَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ بَذْراً: بَثَّهُمْ وَفَرَّقَهُمْ. وَتَفَرَّقَ القومُ شَذَرَ بَذَرَ وشِذَرَ بِذَرَ أَي فِي كُلِّ وَجهٍ، وَتَفَرَّقَتْ إِبله كَذَلِكَ؛ وبَذَرَ: إِتْباعٌ. وبُذُرَّى، فُعُلَّى: مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: مِنَ البَذْرِ الَّذِي هُوَ الزَّرْعُ، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى التَّفْرِيقِ. والبُذُرَّى: الباطلُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وبَذَّرَ مالهُ: أَفسده وأَنفقه فِي السَّرَفِ. وكُلُّ مَا فَرَّقْتَهُ وأَفسدته، فَقَدْ بَذَّرْتَهُ. وَفِيهِ بَذارَّةٌ، مُشَدَّدَةَ الرَّاءِ، وبَذارَةٌ، مُخَفَّفَةَ الرَّاءِ، أَي تَبْذِيرٌ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَبْذيرُ الْمَالِ: تَفْرِيقُهُ إِسرافاً. ورجلٌ تِبْذارَةٌ: لِلَّذِي يُبَذِّرُ مالَه وَيُفْسِدُهُ. والتَّبْذِيرُ: إِفسادُ الْمَالِ وإِنفاقه فِي السَّرَفِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً . وَقِيلَ: التَّبْذِيرُ أَن يُنْفِقَ الْمَالَ فِي الْمَعَاصِي، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَبْسُطَ يَدَهُ فِي إِنفاقه حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ مَا يَقْتَاتُهُ، وَاعْتِبَارُهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً. أَبو عَمْرٍو: البَيْذَرَةُ التَّبْذِيرُ. والنَّبْذَرَةُ، بِالنُّونِ وَالْبَاءِ: تفريقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ. وَفِي حَدِيثِ وَقْفِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلِوَلِيِّه أَن يأْكلَ مِنْهُ غَيْرَ مُباذِرٍ ؛ المُباذِرُ والمُبَذِّرُ: المُسْرِفُ فِي النَّفَقَةِ؛ باذرَ وبَذَّرَ مُباذَرَةً وتَبْذِيراً؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ يَصِفُ سَحَابًا: مُسْتَبْذِراً يَرْغَبُ قُدَّامَهُ، ... يَرْمِي بِعُمِّ السُّمُرِ الأَطْولِ فَسَّرَهُ السُّكَّرِيُّ فَقَالَ: مُسْتَبْذِرٌ يفرِّق الْمَاءَ. والبَذيرُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمْسِكَ سِرَّهُ. ورجلٌ بَيْذارَةٌ: يُبَذِّرُ مَالَهُ. وبَذُورٌ وبَذِيرٌ: يُذيعُ الأَسرارَ وَلَا يَكْتُمُ سِرًّا، وَالْجَمْعُ

بُذُرٌ مِثْلِ صَبُورٍ وصُبُرٍ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ لِعَائِشَةَ: إِني إِذاً لَبَذِرَةٌ ؛ البَذِرُ: الَّذِي يُفْشِي السِّرَّ وَيُظْهِرُ مَا يَسْمَعُهُ، وَقَدْ بَذُرَ بَذارَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسُوا بالمَساييح البُذُرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فِي صِفَةِ الأَولياء: لَيْسُوا بالمَذاييع البُذْرِ ؛ جَمْعُ بَذُورٍ. يُقَالُ: بَذَرْتُ الْكَلَامَ بَيْنَ النَّاسِ كَمَا تُبْذَرُ الحبُوبُ أَي أَفشيته وَفَرَّقْتَهُ. وبُذارَةُ الطَّعَامِ: نَزَلُه ورَيْعُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: طَعَامٌ كَثِيرُ البُذارَة أَي كثيرُ النَّزَل. وَهُوَ طَعَامٌ بَذَرٌ أَي نَزَلٌ؛ قَالَ: ومِنَ العَطِيَّةِ مَا تُرى ... جَذْماءَ، لَيْس لَهَا بُذارَهْ الأَصمعي: تَبَذَّر الماءُ إِذا تَغَيَّرَ واصْفَرَّ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ: قُلْباً مُبَلِّيَةً جَوائِزَ عَرْشِها، ... تَنْفي الدِّلاءَ بآجنٍ مُتَبَذِّرِ قَالَ: الْمُتَبَذِّرُ الْمُتَغَيِّرُ الأَصفر. وَلَوْ بَذَّرْتَ فُلَانًا لَوَجَدْتَهُ رَجُلًا أَي لَوْ جَرَّبْتَهُ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وكَثِيرٌ بَثِيرٌ وبَذِيرٌ: إِتْباعٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: كَثيرٌ بَذِيرٌ مثلُ بَثِير لُغَةٌ أَو لُغَيَّة. وَرَجُلٌ هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ وهَيْذارَةٌ بَيْذارَةٌ: كثيرُ الْكَلَامِ. وبَذَّرُ: موضعٌ، وَقِيلَ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: سَقى اللهُ أَمْواهاً عَرَفْتُ مَكانَها: ... جُراباً وَمَلْكوماً وبَذَّرَ والْغَمْرا وَهَذِهِ كُلُّهَا آبَارٌ بِمَكَّةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ كُلُّهَا أَسماء مِيَاهٍ بِدَلِيلِ إِبدالها مِنْ قَوْلِهِ أَمواهاً، وَدَعَا بِالسُّقْيَا للأَمواه، وَهُوَ يُرِيدُ أَهلها النَّازِلِينَ بِهَا اتِّسَاعًا وَمَجَازًا. وَلَمْ يَجِئْ مِنَ الأَسماء عَلَى فَعَّلَ إِلَّا بَذَّرُ، وعَثَّرُ اسمُ مَوْضِعٍ، وخَضَّمُ اسْمُ العَنْبَرِ بْنِ تَمِيم، وشَلَّمُ اسمُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَهُوَ عِبْرَانِيٌّ، وبَقَّمُ وَهُوَ اسْمٌ أَعجمي، وَهِيَ شَجَرَةٌ، وكَتَّمُ اسْمُ مَوْضِعٍ أَيضاً؛ قَالَ الأَزهري: ومثلُ بَذَّر خَضَّمُ وعَثَّرُ وبَقَّمُ شَجَرَةٌ، قَالَ: وَلَا مِثْلَ لَهَا فِي كَلَامِهِمْ. بذعر: ابْذَعَرَّ الناسُ: تَفَرَّقُوا: وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: ابْذَعَرَّ النِّفَاقُ أَي تَفَرَّقَ وَتَبَدَّدَ. قَالَ أَبو السَّمَيْدَعِ: ابْذَعَرَّتِ الخيلُ وابْثَعَرَّتْ إِذا رَكَضَتْ تُبادِرُ شَيْئًا تَطْلُبُهُ؛ قَالَ زُفَرُ بنُ الْحَرْثِ: فَلَا أَفْلَحَتْ قَيْسٌ، وَلَا عَزَّ ناصِرٌ ... لَها، بَعْدَ يَوْمِ المَرْحِ حينَ ابْذَعَرَّتِ «3» . قَالَ الأَزهري: وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: فَطَارَتْ شَلَالًا وابْذَعَرَّتْ كَأَنَّها ... عِصَابَةُ سَبْيٍ، خافَ أَنْ تُتَقَسَّما ابْذَعَرَّتْ أَي تَفَرَّقَتْ وجَفَلَتْ. بذقر: ابْذَقَرَّ القومُ وابْذَعَرُّوا: تفرَّقوا، وَتُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ مَذْقَرَ. فَمَا ابْذَقَرَّ دَمُه، وَهِيَ لُغَةٌ: مَعْنَاهُ مَا تَفَرَّقَ وَلَا تَمَذَّرَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. برر: البِرُّ: الصِّدْقُ والطاعةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ؛ أَراد ولكنَّ البِرَّ بِرُّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ولكنَّ ذَا الْبِرّ من آمن بالله؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: والأَول أَجود لأَن حَذْفَ الْمُضَافِ ضَرْبٌ مِنَ الِاتِّسَاعِ وَالْخَبَرُ أَولى مِنَ الْمُبْتَدَإِ لأَن الِاتِّسَاعَ بالأَعجاز أَولى مِنْهُ بِالصُّدُورِ. قَالَ: وأَما مَا يُرْوَى مِنْ أَن النَّمِرَ بنَ تَوْلَب قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى

_ (3). قوله [المرح] هو في الأَصل بالحاء المهملة

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَيْسَ مِنَ امْبِرِّ امْصِيامُ فِي امْسَفَرِ ؛ يُرِيدُ: لَيْسَ من البر الصيام في السَّفَرِ، فإِنه أَبدل لَامَ الْمَعْرِفَةِ مِيمًا، وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَسُوغُ؛ حَكَاهُ عَنْهُ ابْنُ جِنِّي؛ قَالَ: وَيُقَالُ إِن النَّمِرَ بْنُ تَوْلَبٍ لَمْ يَرْوِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ؛ قَالَ: وَنَظِيرُهُ فِي الشُّذُوذِ مَا قرأْته عَلَى أَبي عَلِيٍّ بإِسناده إِلى الأَصمعي، قَالَ: يُقَالُ بَناتُ مَخْرٍ وبَناتُ بَخْرٍ وَهُنَّ سَحَائِبُ يأْتين قَبْلَ الصَّيْفِ بيضٌ مُنْتَصِباتٌ فِي السَّمَاءِ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمْ بالصِّدْق فإِنه يَهْدي إِلى البِرِّ؛ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَفْسِيرِ الْبِرِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْبِرُّ الصَّلَاحُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْبِرُّ الْخَيْرُ. قَالَ: وَلَا أَعلم تَفْسِيرًا أَجمع مِنْهُ لأَنه يُحِيطُ بِجَمِيعِ مَا قَالُوا؛ قَالَ: وَجَعَلَ لبيدٌ البِرَّ التُّقى حَيْثُ يَقُولُ: وَمَا البِرُّ إِلا مُضْمَراتٌ مِنَ التُّقى قَالَ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: تُحَزُّ رؤُوسهم فِي غيرِ بِرّ مَعْنَاهُ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ وَخَيْرٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ بَعْضُهُمْ كلُّ مَا تُقُرِّبَ بِهِ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ عَمَلِ خَيْرٍ، فَهُوَ إِنفاق. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والبِرُّ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَخَيْرُ الدُّنْيَا مَا يُيَسِّرُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْعَبْدِ مِنَ الهُدى والنِّعْمَةِ والخيراتِ، وخَيْرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بِالنَّعِيمِ الدَّائِمِ فِي الْجَنَّةِ، جَمَعَ اللَّهُ لَنَا بَيْنَهُمَا بِكَرَمِهِ وَرَحْمَتِهِ. وبَرَّ يَبَرُّ إِذا صَلَحَ. وبَرَّ فِي يَمِينِهِ يَبَرُّ إِذا صَدَقَهُ وَلَمْ يَحْنَثْ. وبَرَّ رَحِمَهُ «1». يَبَرُّ إِذا وَصَلَهُ. وَيُقَالُ: فلانٌ يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يُطِيعَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَبَرُّك الناسُ ويَفْجُرُونَكا ورجلٌ بَرٌّ بِذِي قَرَابَتِهِ وبارٌّ مِنْ قَوْمٍ بَرَرَةٍ وأَبْرَارٍ، وَالْمَصْدَرُ البِرُّ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ؛ أَراد وَلَكِنَّ البِرَّ بِرُّ من آمن بالله؛ قول الشَّاعِرِ: وكَيْفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خِلالَتُهُ [خُلالَتُهُ] كأَبي مَرْحَبِ؟ أَي كخِلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ. وتَبارُّوا، تَفَاعَلُوا: مِنَ البِرّ. وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: الْبِرَّ تُرِدْنَ ؛ أَي الطاعةَ والعبادَةَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ. وَفِي كِتَابِ قُرَيْشٍ والأَنصار: وإِنَّ البِرَّ دُونَ الإِثم أَي أَنَّ الْوَفَاءَ بِمَا جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ دُونَ الغَدْر والنَّكْث. وبَرَّةُ: اسْمٌ عَلَمٌ بِمَعْنَى البِر، مَعْرِفَةٌ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُصْرَفُ، لأَنه اجْتَمَعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتأْنيث، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَجارِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنا، ... فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ وَقَدْ بَرَّ رَبَّه. وبَرَّتْ يمينُه تَبَرُّ وتَبِرُّ بَرّاً وبِرّاً وبُرُوراً: صَدَقَتْ. وأَبَرَّها: أَمضاها عَلَى الصِّدْقِ والبَرُّ: الصادقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ . والبَرُّ، مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ: العَطُوفُ الرَّحِيمُ اللَّطِيفُ الْكَرِيمُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى البَرُّ دُونَ البارِّ، وَهُوَ العَطُوف عَلَى عِبَادِهِ بِبِرِّهِ وَلُطْفِهِ. والبَرُّ والبارُّ بِمَعْنَى، وإِنما جَاءَ فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى البَرُّ دُونَ الْبَارِّ. وبُرَّ عملُه وبَرَّ بَرّاً وبُرُوراً وأَبَرَّ وأَبَرَّه اللَّهُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: بُرَّ حَجُّه، فإِذا قَالُوا: أَبَرَّ الله حَجَّك،

_ (1). قوله [وبرّ رحمه إلخ] بابه ضرب وعلم

قَالُوهُ بالأَلف. الْجَوْهَرِيُّ: وأَبَرَّ اللهُ حَجَّك لُغَةٌ فِي بَرَّ اللهُ حَجَّك أَي قَبِلَه؛ قَالَ: والبِرُّ فِي الْيَمِينِ مثلُه. وَقَالُوا فِي الدُّعَاءِ: مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ومَبرُوراً مَأْجوراً؛ تميمٌ تَرْفَعُ عَلَى إِضمار أَنتَ، وأَهلُ الْحِجَازِ يَنْصِبُونَ عَلَى اذْهَبْ مَبْرُوراً. شَمِرٌ: الْحَجُّ المَبْرُورُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَآثِمِ، والبيعُ المبرورُ: الَّذِي لَا شُبهة فِيهِ وَلَا كَذِبَ وَلَا خِيَانَةَ. وَيُقَالُ: بَرَّ فلانٌ ذَا قَرَابَتِهِ يَبَرُّ بِرّاً، وَقَدْ برَرْتُه أَبِرُّه، وبَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً، وبَرَّ الحجُّ يَبِرُّ بِرّاً، بِالْكَسْرِ، وبَرَّ اللهُ حَجَّهُ وبَرَّ حَجُّه. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحجُّ المبرورُ لَيْسَ لَهُ جزاءٌ إِلا الجنةُ ؛ قَالَ سُفْيَانُ: تَفْسِيرُ الْمَبْرُورِ طِيبُ الْكَلَامِ وإِطعام الطَّعَامِ، وَقِيلَ: هُوَ المقبولُ المقابَلُ بالبرِّ وَهُوَ الثَّوَابُ؛ يُقَالُ: بَرَّ اللهُ حَجَّه وأَبَرَّهُ بِرّاً، بِالْكَسْرِ، وإِبْرَاراً. وَقَالَ أَبو قِلابَةَ لِرَجُلٍ قَدِمَ مِنَ الْحَجِّ: بُرَّ العملُ؛ أَرادَ عملَ الْحَجِّ، دَعَا لَهُ أَن يَكُونَ مَبْرُوراً لَا مَأْثَمَ فِيهِ فَيَسْتَوْجِبُ ذَلِكَ الخروجَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي اقْتَرَفَها. وَرُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بِرُّ الحجِّ؟ قَالَ: إِطعامُ الطَّعَامِ وطِيبُ الْكَلَامِ. ورجل بَرٌّ مَنْ قَوْمٍ أَبرارٍ، وبارٌّ من قوم بَرَرَة وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: إِنما سَمَّاهُمُ اللَّهُ أَبْراراً لأَنهم بَرُّوا الآباءَ والأَبناءَ. وَقَالَ: كَمَا أَن لَكَ عَلَى وَلَدِكَ حَقًّا كَذَلِكَ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ. وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: حقُّ الولدِ عَلَى وَالِدِهِ أَن يُحْسِنَ اسْمَهُ وأَن يُزَوِّجَهُ إِذا بَلَغَ وأَن يُحِجَّه وأَن يُحْسِنَ أَدبه. وَيُقَالُ: قَدْ تَبَرَّرْتَ فِي أَمرنا أَي تَحَرَّجْتَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فقالتْ: تَبَرَّرْتَ فِي جَنْبِنا، ... وَمَا كنتَ فِينَا حَدِيثاً بِبِرْ أَي تَحَرَّجْتَ فِي سَبْيِنا وقُرْبِنا. الأَحمَر: بَرَرْتُ قسَمي وبَرَرْتُ وَالِدِي؛ وَغَيْرُهُ لَا يَقُولُ هَذَا. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ فِي كِتَابِ الْفَصِيحِ: يُقَالُ صَدَقْتُ وبَرِرْتُ، وَكَذَلِكَ بَرَرْتُ وَالِدِي أَبِرُّه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: بَرَرْتُ فِي قسَمِي وأَبَرَّ اللهُ قَسَمِي؛ وَقَالَ الأَعور الْكَلْبِيُّ: سَقَيْناهم دِماءَهُمُ فَسالَتْ، ... فأَبْرَرْنَا إِلَيْه مُقْسِمِينا وَقَالَ غَيْرُهُ: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلَانٍ وأَحْنَثَهُ، فأَما أَبَرَّه فَمَعْنَاهُ أَنه أَجابه إِلى مَا أَقسم عَلَيْهِ، وأَحنثه إِذا لَمْ يُجِبْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَرَّ اللهُ قَسَمَه وأَبَرَّه بِرّاً ، بِالْكَسْرِ، وإِبراراً أَي صَدَقَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ: لَمْ يَخْرُجْ مِنْ إِلٍّ وَلَا بِرٍّ أَي صِدْقٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:: أُمِرْنا بِسَبْعٍ مِنْهَا إِبرارُ القَسَمِ. أَبو سَعِيدٍ: بَرَّتْ سِلْعَتُه إِذا نَفَقَتْ، قَالَ والأَصل فِي ذَلِكَ أَن تُكافئه السِّلْعَةُ بِمَا حَفِظها وَقَامَ عَلَيْهَا، تُكَافِئُهُ بِالْغَلَاءِ فِي الثَّمَنِ؛ وَهُوَ مِنْ قَوْلِ الأَعشى يَصِفُ خَمْرًا: تَخَيَّرَها أَخو عَانَاتَ شَهْراً، ... ورَجَّى بِرَّها عَامًا فَعَامَا والبِرُّ: ضِدُّ العُقُوقُ، والمَبَرَّةُ مِثْلُهُ. وبَرِرْتُ وَالِدِي، بِالْكَسْرِ، أَبَرُّهُ بِرّاً وَقَدْ بَرَّ والدَه يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرّاً، فَيَبَرُّ عَلَى بَرِرْتُ ويَبِرُّ عَلَى بَرَرْتُ عَلَى حَدِّ مَا تقدَّم فِي الْيَمِينِ؛ وَهُوَ بَرٌّ بِهِ وبارٌّ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وأَنكر بَعْضُهُمْ بارٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَمَسَّحُوا بالأَرضِ فإِنها بَرَّةٌ بِكُمْ أَي تَكُونُ بُيُوتُكُمْ عَلَيْهَا وتُدْفَنُون فِيهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ فَإِنَّهَا بِكُمْ بَرَّةٌ أَيْ مُشْفِقَةٌ عَلَيْكُمْ كَالْوَالِدَةِ البَرَّة بأَولادها يَعْنِي أَن مِنْهَا خَلْقَكُمْ وَفِيهَا مَعَاشَكُمْ وإِليها بَعْدُ الْمَوْتِ مَعَادَكُمْ؛

وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ: أَتاه آتٍ فَقَالَ: احْفِرْ بَرَّة ؛ سَمَّاهَا بَرَّةً لِكَثْرَةِ مَنَافِعِهَا وسعَةِ مَائِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه غَيَّرَ اسْمَ امرأَةٍ كَانَتْ تُسَمَّى بَرَّةَ فَسَمَّاهَا زَيْنَبَ ، وَقَالَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، كأَنه كَرِهَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ حكِيم بْنِ حِزامٍ: أَرأَيتَ أُموراً كنتُ أَبْرَرْتُها أَي أَطْلُبُ بِهَا البِرِّ والإِحسان إِلى النَّاسِ وَالتَّقَرُّبَ إِلى اللَّهِ تَعَالَى. وجمعُ البَرّ الأَبْرارُ، وجمعُ الْبَارِّ البَرَرَةُ. وفلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرهُ أَي يُطِيعُهُ؛ وامرأَة بَرّةٌ بِوَلَدِهَا وبارّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ، فِي بِرّ الْوَالِدَيْنِ: وَهُوَ فِي حَقِّهِمَا وَحَقِّ الأَقْرَبِين مِنَ الأَهل ضِدُّ العُقوق وَهُوَ الإِساءةُ إِليهم وَالتَّضْيِيعُ لِحَقِّهِمْ. وَجَمْعُ البَرِّ أَبْرارٌ، وَهُوَ كَثِيرًا مَا يُخَصُّ بالأَولياء، والزُّهَّاد والعُبَّادِ، وَفِي الْحَدِيثِ: الماهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الكرامِ البَرَرَةِ أَي مَعَ الْمَلَائِكَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الأَئمةُ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْرارُها أُمراءُ أَبْرارِها وفُجَّارُها أُمراءُ فُجَّارها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا عَلَى جِهَةِ الإِخبار عَنْهُمْ لَا طريقِ الحُكْمِ فِيهِمْ أَي إِذا صَلَحَ النَّاسُ وبَرُّوا وَلِيَهُمُ الأَبْرارُ، وإِذا فَسَدوا وفجَرُوا وَلِيَهُمُ الأَشرارُ؛ وَهُوَ كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: كَمَا تَكُونُونَ يُوَلَّى عَلَيْكُمْ. وَاللَّهُ يَبَرُّ عبادَه: يَرحَمُهم، وَهُوَ البَرُّ. وبَرَرْتُه بِرّاً: وَصَلْتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ . وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ السَّائِرِ: فلانٌ مَا يَعْرِفُ هِرّاً مِنْ بِرٍّ؛ مَعْنَاهُ مَا يَعْرِفُ مَنْ يَهِرٌّه [يَهُرٌّه] أَي مِنْ يَكْرَهُه مِمَّنْ يَبِرُّه، وَقِيلَ: الهِرُّ السِّنَّوْرُ، والبِرُّ الفأْرةُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، أَو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُهَا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا يَعْرِفُ الهَرْهَرَة مِنَ البَرْبَرَةِ، فالهَرْهَرة: صوتُ الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزى. وَقَالَ الْفَزَارِيُّ: البِرُّ اللُّطْفُ، والهِرُّ العُقُوق. وَقَالَ يُونُسُ: الهِرُّ سَوْقُ الْغَنَمِ، والبِرُّ دُعاءُ الغَنَمِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البِرُّ فِعْلُ كُلِّ خَيْرٍ مِنْ أَي ضَرْبٍ كَانَ، والبِرُّ دُعاءُ الْغَنَمِ إِلى العَلَفِ، والبِرُّ الإِكرامُ، والهِرُّ الخصومةُ، وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهِرُّ دُعَاءُ الْغَنَمِ والبِرُّ سَوْقُها. التَّهْذِيبُ: وَمِنْ كَلَامِ سُلَيْمَانَ: مَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّتَهُ بَرَّ اللهُ بَرَّانِيَّته؛ الْمَعْنَى: مَنْ أَصلح سَرِيرَتَهُ أَصلح اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ؛ أُخذ مِنَ الجَوِّ والبَرِّ، فالجَوُّ كلُّ بَطْن غامضٍ، والبَرُّ المَتْنُ الظَّاهِرُ، فَهَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ عَلَى النِّسْبَةِ إِليهما بالأَلف وَالنُّونِ. وَوَرَدَ: مَنْ أَصْلحَ جُوَّانيَّهُ أَصْلح اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ. قَالُوا: البَرَّانيُّ الْعَلَانِيَةُ والأَلف وَالنُّونُ مِنْ زياداتِ النَّسبِ، كَمَا قَالُوا فِي صَنْعَاءَ صَنْعَانِيُّ، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ: خَرَجَ فلانٌ بَرًّا إِذا خَرَجَ إِلى البَرِّ وَالصَّحْرَاءِ، وَلَيْسَ مِنْ قَدِيمِ الْكَلَامِ وَفَصِيحِهِ. والبِرُّ: الْفُؤَادُ، يُقَالُ هُوَ مُطْمَئِنُّ البِرِّ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَكُونُ مَكانَ البِرِّ مِنْهُ ودونَهُ، ... وأَجْعَلُ مَالِي دُونَه وأُؤَامِرُهْ وأَبَرَّ الرجُلُ: كَثُرَ ولَدهُ. وأَبَرّ القومُ: كَثُرُوا وَكَذَلِكَ أَعَرُّوا، فَأَبَرُّوا فِي الْخَيْرِ وأَعَرُّوا فِي الشَّرِّ، وَسَنَذْكُرُ أَعَرُّوا فِي مَوْضِعِهِ. والبَرُّ، بِالْفَتْحِ: خِلَافُ البَحْرِ. والبَرِّيَّة مِنَ الأَرَضِين، بِفَتْحِ الْبَاءِ: خِلَافُ الرِّيفِيَّة. والبَرِّيَّةُ: الصحراءُ نُسِبَتْ إِلى البَرِّ، كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، بِالْفَتْحِ، كَالَّذِي قَبْلَهُ. والبَرُّ: نَقِيضُ الكِنّ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْعَرَبُ تستعمِله فِي النَّكِرَةِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: جَلَسْتُ بَرًّا وخَرَجْتُ بَرًّا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ كَلَامِ المولَّدين وَمَا سَمِعْتُهُ مِنْ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ الْبَادِيَةِ. وَيُقَالُ: أَفْصَحُ الْعَرَبِ أَبَرُّهم. مَعْنَاهُ أَبعدهم فِي البَرِّ والبَدْوِ دَارًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ظَهَرَ الْفَسادُ

فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ ظَهَرَ الجَدْبُ فِي البَرِّ والقَحْطُ فِي الْبَحْرِ أَي فِي مُدُنِ الْبَحْرِ الَّتِي عَلَى الأَنهار. قَالَ شَمِرٌ: البَرِّيَّةُ الأَرض المنسوبةُ إِلى البَرِّ وَهِيَ بَرِّيَّةٌ إِذا كَانَتْ إِلى البرِّ أَقربَ مِنْهَا إِلى الْمَاءِ، والجمعُ البرَارِي. والبَرِّيتُ، بِوَزْنِ فَعْلِيتٍ: البَرِّيَّةُ فَلَمَّا سَكَنَتِ الْيَاءُ صَارَتِ الْهَاءُ تَاءً، مِثْل عِفرِيتٍ وعِفْرِية، وَالْجَمْعُ البَرَارِيتُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: البَرِّيتُ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ وَشَمِرٍ وَابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ؛ قَالَ: البَرُّ القِفارُ وَالْبَحْرُ كلُّ قَرْيَةٍ فِيهَا ماءٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَبَرَّ فلانٌ إِذا رَكِبَ البَر. ابْنُ سِيدَهْ: وإِنه لمُبِرٌّ بِذَلِكَ أَي ضابطٌ لَهُ. وأَبَرَّ عَلَيْهِمْ: غَلَبَهُمْ. والإِبرارُ: الغلبةُ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: يَكْشِفُونَ الضُّرَّ عَنْ ذِي ضُرِّهِمْ، ... ويُبِرُّونَ عَلَى الْآبِي المُبرّ أَيْ يَغْلِبُونَ؛ يُقَالُ أَبَرَّ عَلَيْهِ أَي غَلَبَهُ. والمُبِرُّ: الْغَالِبُ. وَسُئِلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَد: أَتعرف الفَرَسَ الكريمَ؟ قَالَ: أَعرف الجوادَ المُبِرَّ مِنَ البَطِيءِ المُقْرِفِ؛ قَالَ: والجوادُ المُبِرُّ الَّذِي إِذا أُنِّف يَأْتَنِفُ السَّيْرَ، ولَهَزَ لَهْزَ العَيْرِ، الَّذِي إِذا عَدَا اسْلَهَبَّ، وإِذا قِيد اجْلَعَبَّ، وإِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ. وَيُقَالُ: أَبَرَّهُ يُبِرُّه إِذا قَهَره بفَعالٍ أَو غَيْرِهِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وأَبَرَّ عَلَيْهِمْ شَرّاً؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: إِذا كُنْتُ مِنْ حِمَّانَ فِي قَعْرِ دارِهِمْ، ... فَلَسْتُ أُبالي مَنْ أَبَرَّ ومَنْ فَجَرْ ثُمَّ قَالَ: أَبرَّ مِنْ قَوْلِهِمْ أَبرَّ عَلَيْهِمْ شَرّاً، وأَبرَّ وفَجَرَ واحدٌ فَجَمْعَ بَيْنِهِمَا. وأَبرّ فلانٌ عَلَى أَصحابه أَي عَلَاهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ ناضِح فُلَانٍ قَدْ أَبرّ عَلَيْهِمْ أَي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهُم. وابْتَرَّ الرَّجُلُ: انْتَصَبَ مُنْفَرِدًا مِنْ أَصحابه. ابْنُ الأَعرابي: البَرَابِيرُ أَن يأْتي الرَّاعِي إِذا جَاعَ إِلى السُّنْبُلِ فَيَفْرُكَ مِنْهُ مَا أَحبَّ وَيَنْزِعَه مِنْ قُنْبُعِه، وَهُوَ قِشْرُهُ، ثُمَّ يَصُبَّ عَلَيْهِ اللبنَ الحليبَ ويغْليَه حَتَّى يَنْضَجَ ثُمَّ يجعَله فِي إِناءِ وَاسِعٍ ثُمَّ يُسَمِّنَه أَي يُبَرِّدَه فَيَكُونَ أَطيب مِنَ السَّمِيذِ. قَالَ: وَهِيَ الغَديرَةُ، وَقَدِ اغْتَدَرنا. والبَريرُ: ثَمَرُ الأَراك عامَّةً، والمَرْدُ غَضُّه، والكَباثُ نَضِيجُه؛ وَقِيلَ: البريرُ أَوَّل مَا يَظْهَرُ مِنْ ثَمَرِ الأَراك وَهُوَ حُلْو؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَرِيرُ أَعظم حَبًّا مِنَ الكَبَاث وأَصغر عُنقُوداً مِنْهُ، وَلَهُ عَجَمَةٌ مُدَوّرَةٌ صَغِيرَةٌ صُلْبَة أَكبر مِنَ الحِمَّص قَلِيلًا، وعُنْقُوده يملأُ الْكَفَّ، الْوَاحِدَةُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ بَرِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: وَنَسْتَصْعِدُ البَريرَ أَي نَجْنيه للأَكل؛ البَريرُ: ثَمَرُ الأَراك إِذا اسوَدَّ وبَلَغَ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا لَنَا طعامٌ إِلَّا البَريرُ. والبُرُّ: الحِنْطَةُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: لَا درَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ، وَعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: رَائِدَهُمْ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: البُرُّ أَفصَحُ مِنْ قَوْلِهِمُ القَمْحُ والحنطةُ، وَاحِدَتُهُ بُرَّةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَالُ لِصَاحِبِهِ بَرَّارٌ عَلَى مَا يَغْلِبُ فِي هَذَا النَّحْوِ لأَن هَذَا الضَّرْبَ إِنما هُوَ سَمَاعِيٌّ لَا اطِّرَادِيٌّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَنَعَ سِيبَوَيْهِ أَن يُجْمَعَ البُرُّ عَلَى أَبْرارٍ وَجَوَّزَهُ الْمُبَرِّدُ قِيَاسًا. والبُرْبُورُ: الجشِيشُ مِنَ البُرِّ. والبَرْبَرَةُ: كَثْرَةُ الْكَلَامِ والجَلَبةُ بِاللِّسَانِ، وَقِيلَ:

الصِّيَاحُ. ورجلٌ بَرْبارٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ؛ وَقَدْ بَرْبَر إِذا هَذَى. الْفَرَّاءُ: البَرْبرِيُّ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ بِلَا مَنْفَعَةٍ. وَقَدْ بَرْبَرَ فِي كَلَامِهِ بَرْبَرَةً إِذا أَكثر. والبَرْبَرَةُ: الصوتُ وكلامٌ مِنْ غَضَبٍ؛ وَقَدْ بَرْبَرَ مِثْلُ ثَرثَرَ، فَهُوَ ثرثارٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، لَمَّا طَلَبَ إِليه أَهل الطَّائِفِ أَن يَكْتُبَ لَهُمُ الأَمانَ عَلَى تَحْلِيلِ الزِّنَا وَالْخَمْرِ فَامْتَنَعَ: قَامُوا وَلَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرةٌ ؛ البَرْبَرَةُ التَّخْلِيطُ فِي الْكَلَامِ مَعَ غَضَبٍ وَنُفُورٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُحُدٍ: فأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ. وبَرْبَرٌ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ يُقَالُ إِنهم مِنْ ولَدِ بَرِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا، والبَرابِرَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنْهُمْ، زَادُوا الْهَاءَ فِيهِ إِما لِلْعُجْمَةِ وإِما لِلنَّسَبِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِن شِئْتَ حَذَفْتَهَا. وبَرْبَرَ التَّيْسُ لِلهِياجِ: نَبَّ. ودَلْوٌ بَرْبارٌ: لَهَا فِي الْمَاءِ بَرْبَرَةٌ أَي صَوْتٌ، قَالَ رؤْبة: أَرْوي بِبَرْبارَيْنِ فِي الغِطْماطِ والبُرَيْراءُ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: مَوْضِعٌ، قَالَ: إِنَّ بِأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحِسَى ... فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَينِ مِن وَبِعانِ ومَبَرَّةُ: أَكَمَةٌ دُونَ الجارِ إِلى الْمَدِينَةِ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: أَقْوَى الغَياطِلُ مِن حِراجِ مَبَرَّةٍ، ... فَجُنوبُ سَهْوَةَ «2». قَدْ عَفَتْ، فَرِمالُها وبَرِيرَةُ: اسْمُ امرأَة. وبَرَّةُ: بِنْتُ مُرٍّ أُخت تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ وَهِيَ أُم النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ. بزر: البَزْرُ: بَزْرُ البَقْلِ وَغَيْرِهِ. ودُهْنُ البَزْرِ والبِزْرِ، وَبِالْكَسْرِ أَفصح. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: البِزْرُ والبَزْرُ كُلُّ حَبٍّ يُبْزَرُ لِلنَّبَاتِ. وبَزَرَه بَزْراً: بَذَرَهُ. وَيُقَالُ: بَزَرْتُه وبَذَرْتُه. والبُزُورُ: الحُبُوبُ الصِّغَارُ مِثْلَ بُزُور الْبُقُولِ وَمَا أَشبهها. وَقِيلَ: البَزْرُ الحَبُّ عامَّةً. والمَبْزُورُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الولَدِ؛ يُقَالُ: مَا أَكثر بَزْرَه أَي وَلَدَهُ. والبَزْراءُ: المرأَة الْكَثِيرَةُ الوَلَدِ. والزَّبْراءُ: الصُّلْبة عَلَى السَّيْرِ. والبَزْرُ: المُخاط. والبَزْرُ: الأَولاد. والبَزْرُ والبِزْرُ: التَّابَلُ، قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا يَقُولُهُ الْفُصَحَاءُ إِلَّا بِالْكَسْرِ، وَجَمْعُهُ أَبْزارٌ، وأَبازيرُ جمعُ الْجَمْعِ. وبَزَرَ القِدْرَ: رَمى فِيهَا البَزْرَ. والبَزْرُ: الهَيْجُ بِالضَّرْبِ. وبَزَرَه بِالْعَصَا بَزْراً: ضَرَبَهُ بِهَا. وعَصاً بَيْزارَةٌ: عَظِيمَةٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْعَصَا البَيْزارَةُ والقَصيدَةُ؛ والبَيَازِرُ: العِصِيُّ الضِّخامُ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ يَوْمَ الجَمَلِ: مَا شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّيُوفِ عَلَى الهَامِ إِلَّا بِوَقْعِ البَيَازِرِ عَلَى المَوَاجِنِ ؛ الْبَيَازِرُ: العِصِيُّ، وَالْمَوَاجِنُ: جمعُ مِيجَنةٍ وَهِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يَدُقُّ بِهَا القَصّارُ الثوبَ والبَيْزارُ: الذكَرُ. وعِزٌّ بَزَرى: ضَخْمٌ؛ قَالَ: قدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذَا لَهاً، ... وعَدَداً فَخْماً وعِزًّا بَزَرَى، مَنْ نَكَلَ الْيَومَ فَلَا رَعَى الحِمَى سِدْرَةُ: قَبِيلَةٌ وَسَنَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا. وعِزَّةٌ بَزَرَى: قَعْساء؛ قَالَ: أَبَتْ لِي عِزَّةٌ بَزَرَى بَذُوخُ، ... إِذا مَا رامَها عِزٌّ يَدُوخُ

_ (2). قوله: [فجنوب سهوة] كذا بالأَصل، وفي ياقوت فخبوت، بخاء معجمة فباء موحدة مضومتين فمثناة فوقية بعد الواو جمع خبت، بفتح الخاء المعجمة وسكون الموحدة، وهو المكان المتسع كما في القاموس

وَقِيلَ: بَزَرَى عَدَدٌ كَثِيرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَلَا أَدري كَيْفَ يَكُونُ وَصْفًا للعِزَّة إِلَّا أَن يُرِيدَ ذُو عِزَّةٍ. ومِبْزَرُ القَصّارِ ومَبْزَرُه، كِلَاهُمَا: الَّذِي يَبْزُرُ بِهِ الثوبَ فِي الْمَاءِ. اللَّيْثُ: المِبْزَرُ مِثْلَ خَشَبَةِ القصَّارين تُبْزَرُ بِهِ الثيابُ فِي الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: البَيْزَرُ خَشَبُ الْقَصَّارِ الَّذِي يَدُقُّ بِهِ. والبَيْزارُ: الَّذِي يَحْمِلُ البازِيّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ فِيهِ البازيارُ، وَكِلَاهُمَا دَخِيلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البَيازِرَةُ جَمْعُ بَيْزار وَهُوَ مُعَرَّبُ بازْيار؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنَّ سَوَابِقَها، فِي الغُبار، ... صُقُورٌ تُعَارِضُ بَيْزارَها وبَزَرَ يبْزُرُ: امْتَخَطَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَبَنُو البَزَرَى: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنسبون إِلى أُمِّهم. الأَزهري: البَزَرَى لَقَبٌ لِبَنِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ؛ وتَبَزَّرَ الرجلُ: إِذا انْتَمَى إِليهم. وَقَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ: إِذا مَا تَجَعْفَرتمْ عَلَيْنَا، فإِنَّنا بَنُو البَزَرَى مِن عِزَّةٍ نَتَبَزَّرُ وبَزْرَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَ كُثَيِّرٌ: يُعانِدْنَ فِي الأَرْسانِ أَجْوازَ بَزْرَةٍ، ... عتاقُ المَطايا مُسْنَفاتٌ حِبالُها وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تُقاتلوا قَوْماً يَنْتَعِلُون الشَّعَرَ وهم البازِرُ ؛ قيل: بازِرُ نَاحِيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ كِرْمان بِهَا جِبَالٌ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ هُمُ الأَكراد، فإِن كَانَ مِنْ هَذَا فكأَنه أَراد أَهل الْبَازِرِ، أَو يَكُونُ سُمُّوا بِاسْمِ بِلَادِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى بِالْبَاءِ والزاي من كتابه وشرحه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعالُهم الشَّعَرُ وَهُمْ هَذَا البارِزُ ؛ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: هُمْ أَهل البارِز؛ يَعْنِي بأَهل البارِز أَهل فارس، هكذا قَالَ هُوَ بِلُغَتِهِمْ؛ قَالَ: وَهَكَذَا جَاءَ فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ كأَنه أَبدل السِّينَ زَايًا فَيَكُونُ مِنْ بَابِ الزَّايِ، وَقَدِ اخْتَلَفَ فِي فَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا وَكَذَلِكَ اختلف مع تقديم الزاي. بسر: البَسْرُ: الإِعْجالُ. وبَسَرَ الفَحْلُ الناقةَ يَبْسُرُها بَسْراً وابْتَسَرَها: ضَرَبَهَا قَبْلَ الضَّبَعَةِ. الأَصمعي: إِذا ضُرِبَت الناقةُ عَلَى غَيْرِ ضَبَعَةٍ فَذَلِكَ البَسْرُ، وَقَدْ بَسَرَها الفحلُ، فَهِيَ مَبْسُورة؛ قَالَ شَمِرٌ: وَمِنْهُ يُقَالُ: بَسَرْتُ غَرِيمي إِذا تَقَاضَيْتُهُ قَبْلَ مَحَلِّ الْمَالِ، وبَسَرْتُ الدُّمَّلَ إِذا عَصَرْتُهُ قَبْلَ أَن يَتَقَيَّحَ، وكأَنَّ البَسْرَ مِنْهُ. والمَبْسُورُ: طَالِبُ الْحَاجَةِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ قَالَ لِلْوَلِيدِ التَّيّاسِ: لَا تُبْسِرْ ؛ البَسْرُ ضَرْبُ الْفَحْلِ النَّاقَةَ قَبْلَ أَن تَطْلُب؛ يَقُولُ: لَا تَحْمِلْ عَلَى النَّاقَةِ وَالشَّاةِ قَبْلَ أَن تَطْلُبَ الفحلَ، وبَسَرَ حَاجَتَهُ يَبْسُرُها بَسْراً وبِساراً وابْتَسَرَها وتَبَسَّرَها: طَلَبَهَا فِي غَيْرِ أَوانها أَو فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلرَّاعِي: إِذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأَرضِ عَنْهُ، ... تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسارَا بَنَاتُ الأَرض: النَّبَاتُ. وَفِي الصِّحَاحِ: بناتُ الأَرضِ الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَخْفَى عَلَى الرَّاعِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ بَنَاتِ الأَرض بِالْمَوَاضِعِ الَّتِي تَخْفَى عَلَى الرَّاعِي، وإِنما غَلَطُهُ فِي ذَلِكَ أَنه ظَنَّ أَن الْهَاءَ فِي عَنْهُ ضَمِيرُ الرَّاعِي، وأَن الْهَاءَ فِي قَوْلِهِ فِيهَا ضَمِيرُ الإِبل، فَحَمَلَ الْبَيْتَ عَلَى أَن شَاعِرَهُ وَصَفَ إِبلًا وَرَاعِيهَا، وَلَيْسَ

كَمَا ظَنَّ وإِنما وَصَفَ الشَّاعِرُ حِمَارًا وأُتُنَه، وَالْهَاءُ فِي عَنْهُ تَعُودُ عَلَى حِمَارِ الْوَحْشِ، وَالْهَاءُ فِي فِيهَا تَعُودُ عَلَى أُتنه؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ قَبْلَ الْبَيْتِ بِبَيْتَيْنِ أَو نَحْوَهُمَا: أَطَارَ نَسِيلَهُ الحَوْلِيَّ عَنْهُ، ... تَتَبُّعُه المَذانِبَ والقِفَارَا وتَبَسَّرَ: طَلَبَ النَّبَاتِ أَي حَفَر عَنْهُ قَبْلَ أَن يَخْرُجَ؛ أَخبر أَن الحَرَّ انْقَطَعَ وَجَاءَ القيظُ، وبَسَرَ النَّخْلَةَ وابْتَسَرها: لَقَّحَها قَبْلَ أَوان التَّلْقِيحِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: طَافَتْ بِهِ العَجْمُ، حَتَّى نَدَّ ناهِضُها، ... عَمٌّ لُقِحْنَ لِقاحاً غَيرَ مُبْتَسَرِ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا همَّت الفرسُ بالفَحْلِ وأَرادَتْ أَن تَسْتَودِقَ فَأَولُ وِداقِها المُباسَرَةُ، وَهِيَ مُباسِرَةٌ ثُمَّ تكونَ وَديقاً. والمُباسِرَةُ: الَّتِي هَمَّتْ بِالْفَحْلِ قَبْلَ تَمَامِ وِداقِها، فإِذا ضَرَبَهَا الحِصانُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، فَهِيَ مَبْسُورَةٌ، وَقَدْ تَبسَّرَها وبَسَرَها. والبَسْرُ ظَلْمُ السّقاءِ. وبَسَرَ الحِبْنَ بَسْراً: نَكَأَه قَبْلَ وَقْتِهِ. وبَسَرَ وأَبْسَرَ إِذا عَصَرَ الحِبْنَ قبلَ أَوانه. الْجَوْهَرِيُّ: البَسْرُ أَن يَنْكَأَ الحِبْنَ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ أَي يَقْرِفَ عَنْهُ قِشْرَهُ. وبَسَرَ القَرْحَةَ يَبْسُرُها بَسْراً: نكأَها قبلَ النُّضْجِ. والبَسْرُ: القَهْرُ. وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً: عَبَسَ. وَوَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ ؛ وَفِيهِ: ثُمَّ عَبَسَ. وَبَسَرَ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: بَسَرَ أَي نَظَرَ بِكَرَاهَةٍ شَدِيدَةٍ. وَقَوْلُهُ: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ أَي مُقَطِّبَةٌ قَدْ أَيقنت أَن الْعَذَابَ نَازِلٌ بِهَا. وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فَكَانَتْ تَلْقَانِي مَرَّةً بالبِشْرِ ومَرَّةً بالبَسْرِ ؛ البِشْرُ، بِالْمُعْجَمَةِ: الطَّلَاقَةُ؛ والبَسْرُ، بِالْمُهْمَلَةِ: القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه. وتَبَسَّرَ النهارُ: بَرَدَ. والبُسْرُ: الغَضُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والبُسْرُ: التَّمْرُ قَبْلَ أَن يُرْطِبَ لِغَضاضَتِه، وَاحِدَتُهُ بُسْرَةٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا تُكَسَّرُ البُسْرَةُ إِلَّا أَن تُجْمَعَ بالأَلف وَالتَّاءِ لِقِلَّةٍ هَذَا الْمِثَالُ فِي كَلَامِهِمْ، وأَجاز بُسْرانٌ وتُمْرانٌ يُرِيدُ بِهِمَا نَوْعَيْنِ مِنَ التَّمْرِ والبُسْرِ. وَقَدْ أَبْسَرَتِ النخلةُ وَنَخْلَةُ مُبْسِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، كُلُّهُ عَلَى النَّسَبِ، ومِبْسارٌ: لَا يَرْطُبُ ثَمَرُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ فِي شَرْطِ مُشْتَرِي النَّخْلِ عَلَى الْبَائِعِ: لَيْسَ لَهُ مِبْسارٌ ، هُوَ الَّذِي لَا يَرْطُبُ بُسْرُه. وبَسَرَ التَّمْرَ يَبْسُرُه بَسْراً وبَسَّرَهُ إِذا نَبَذَ فَخَلَطَ البُسْرَ بِالتَّمْرِ. وَرُوِيَ عَنِ الأَشْجَع العَبْدِيِّ أَنه قَالَ: لَا تَبْسُرُوا وَلَا تَثْجُرُوا؛ فَأَما البَسْرُ. بِفَتْحِ الْبَاءِ، فَهُوَ خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بِالتَّمْرِ وانتباذُهما جَمِيعًا، والثَّجْرُ: أَن يؤْخذ ثَجِيرُ البُسْرِ فَيُلْقَى مَعَ التَّمْرِ، وَكُرِهَ هَذَا حِذَارَ الْخَلِيطَيْنِ لِنَهْيِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْهُمَا. وأَبْسَرَ وبَسَرَ إِذا خَلَطَ البُسْرَ بِالتَّمْرِ أَو الرُّطَبِ فَنَبَذَهُمَا. وَفِي الصِّحَاحِ: البَسْر أَن يُخلَط البُسْرُ مَعَ غَيْرِهِ فِي النَّبِيذِ. والبُسْرُ: مَا لَوَّنَ وَلِمَ يَنْضَجْ، وإِذا نضِجَ فَقَدْ أَرْطَبَ؛ الأَصمعي: إِذا اخْضَرَّ حَبُّه وَاسْتَدَارَ فَهُوَ خَلالٌ، فإِذا عَظُمَ فَهُوَ البُسْرُ، فإِذا احْمَرَّتْ فَهِيَ شِقْحَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البُسْرُ «3». أَوَّله طَلْعٌ ثُمَّ خَلالٌ ثُمَّ بَلَحٌ ثُمَّ بُسْرٌ ثُمَّ رُطَبٌ ثُمَّ تَمْرٌ، الْوَاحِدَةُ بُسْرَةٌ وبُسُرَةٌ وَجَمْعُهَا بُسْراتٌ وبُسُراتٌ وبُسْرٌ وبُسُرٌ. وأَبْسَرَ النَّخْلُ: صَارَ مَا عَلَيْهِ بُسْراً. والبُسْرَةُ مِنَ النَّبْتِ: مَا ارْتَفَعَ عَنْ وَجْهِ الأَرض وَلَمْ يَطُلْ لأَنه حينئذٍ غَضٌّ.

_ (3). قوله: [الجوهري البسر] إلخ ترك كثيراً من المراتب التي يؤول إليها الطلع حتى يصل إلى مرتبة التمر فانظرها في القاموس وشرحه

قَالَ: وَهُوَ غَضّاً أَطيبُ مَا يَكُونُ. والبُسْرَةُ: الغَضُّ مِنَ البُهْمَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً، ... وصَمْعاءَ، حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها. أَي جَعَلَتْهَا تَشْتَكِي أُنُوفَها. الْجَوْهَرِيُّ: البُسْرَةُ مِنَ النَّبَاتِ أَوّلها البَارِضُ، وَهِيَ كَمَا تَبْدُو فِي الأَرض، ثُمَّ الجَمِيمُ ثُمَّ البُسْرَةُ ثُمَّ الصَّمْعَاءُ ثُمَّ الحشِيشُ ورَجُلٌ بُسْرٌ وامرأَةٌ بُسْرَةٌ: شَابَّانِ طَرِيَّانِ. والبُسْرُ والبَسْرُ: الماءُ الطَّرِيُّ الحديثُ العَهْدِ بِالْمَطَرِ ساعةَ يَنْزِلُ مَنِ المُزْنِ، وَالْجَمْعُ بِسارٌ، مِثْلَ رُمْحٍ وَرِمَاحٍ. والبَسْرُ: حَفْرُ الأَنهار إِذا عَرَا الماءُ أَوطانَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ التَّبَسُّرُ؛ وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي: إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنهُ، ... تَبَسَّرَ يَبْتَغِي فِيهَا البِسارَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: بَنَاتُ الأَرض الأَنهار الصِّغَارُ وَهِيَ الغُدْرانُ فِيهَا بَقَايَا الْمَاءِ. وبَسَرَ النَّهْرَ إِذا حَفَرَ فِيهِ بِئْرًا وَهُوَ جافٌّ، وأَنشد بَيْتُ الرَّاعِي أَيضاً. وأَبْسَرَ إِذا حَفَرَ فِي أَرض مَظْلُومَةٍ. وابْتَسَرَ الشيءَ: أَخَذَه غَضًّا طَرِيًّا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَنس قَالَ: لَمْ يَخْرُجْ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ قَطُّ إِلَّا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جلوسِه: اللهمَّ بكَ ابْتَسَرْتُ وإِليكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ، أَنتَ رَبِّي ورَجائي، اللهمَّ اكْفِني مَا أَهَمَّني وَمَا لَمْ أَهْتَمَّ بِهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وزَوِّدْني التَّقْوَى واغْفِرْ لِي ذَنْبي وَوَجِّهْني للخَيرِ أَيْنَ تَوَجَّهْتُ، ثُمَّ يَخْرُجُ ؛ قولُه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِكَ ابْتَسَرْتُ أَي ابتدأْت سَفَرِي. وكلُّ شَيْءٍ أَخذتَه غَضّاً، فَقَدَ بَسَرْتَه وابتَسَرْتَه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ الأَزهري، وَالْمُحْدَثُونَ يَرْوُونَه بِالنُّونِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَي تحركتُ وسِرْتُ. وبَسَرْتُ النباتَ أَبْسُرُه بَسْراً إِذا رَعَيْتُهُ غَضّاً وكنتَ أَوَّلَ مَنْ رَعَاهُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ غَيْثًا رَعَاهُ أُنُفاً: بَسَرْتُ نَدَاهُ، لَمْ تُسَرَّبْ وُحُوشُه ... بِعِرْبٍ، كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ. والبَيَاسِرَةُ: قَوْمٌ بالسِّنْدِ، وَقِيلَ: جِيلٌ مِنَ السَّنَدِ يُؤَاجِرُونَ أَنفسهم مِنْ أَهل السُّفُنِ لِحَرْبِ عَدُوِّهِمْ؛ وَرَجُلٌ بَيْسَرِيٌّ. والبسارُ: مَطَرٌ يَدُومُ عَلَى أَهل السِّنْدِ وَفِي الصَّيْفِ لَا يُقْلِعُ عَنْهُمْ سَاعَةً فَتِلْكَ أَيام الْبِسَارِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْبِسَارُ مَطَرُ يَوْمٍ فِي الصَّيْفِ يَدُومُ عَلَى البَيَاسِرَةِ وَلَا يُقْلِعُ. والمُبْسِرَاتُ: رِيَاحٌ يُسْتَدَلُّ بِهُبُوبِهَا عَلَى الْمَطَرِ. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ: بُسْرَةٌ إِذا كَانَتْ حَمْرَاءَ لَمْ تَصْفُ؛ وَقَالَ الْبَعِيثُ يَذْكُرُهَا: فَصَبَّحَها، والشَّمسُ حَمْرَاءُ بُسْرَةٌ ... بِسائِفَةِ الأَنْقاءِ، مَوْتٌ مُغَلِّسُ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلشَّمْسِ فِي أَوَّل طُلُوعِهَا بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ: رأْس قَضِيبِ الكَلْبِ. وأَبْسَرَ المركَبُ فِي الْبَحْرِ أَي وَقَفَ. والباسُور، كالنَّاسُور، أَعجمي: دَاءٌ مَعْرُوفٌ ويُجْمَعُ البَوَاسِيرَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هِيَ عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي الْمُقْعَدَةِ وَفِي دَاخِلِ الأَنف أَيضاً، نسأَل اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي صَلَاةِ الْقَاعِدِ: وَكَانَ مَبْسُوراً أَي بِهِ بَوَاسِيرُ، وَهِيَ الْمَرَضُ الْمَعْرُوفُ. وبُسْرَةُ: اسْمٌ. وبُسْرٌ: اسْمٌ؛ قَالَ: ويُدْعَى ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَيْمٌ وأَشْيَمٌ، ... ولَوْ كانَ بُسْرٌ رَاءَ ذلِكَ أَنْكَرَا بشر: البَشَرُ: الخَلْقُ يَقَعُ عَلَى الأُنثى وَالذَّكَرِ وَالْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ يُقَالُ: هِيَ بَشَرٌ

وَهُوَ بَشَرٌ وَهُمَا بَشَرٌ وَهُمْ بَشَرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: البَشَرُ الإِنسان الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَقَدْ يُثَنَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا ؟ وَالْجَمْعُ أَبشارٌ. والبَشَرَةُ: أَعلى جِلْدَةِ الرأْس وَالْوَجْهِ وَالْجَسَدِ مِنَ الإِنسان، وَهِيَ الَّتِي عَلَيْهَا الشَّعْرُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَلِي اللَّحْمَ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنما يُعاتَبُ الأَديمُ ذُو البَشَرَةِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَعْنَاهُ أَن يُعادَ إِلى الدِّباغ، يَقُولُ: إِنما يعاتَبُ مَن يُرْجَى ومَنْ لَهُ مُسْكَةُ عَقْلٍ، وَالْجَمْعُ بَشَرٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: والبَشَرُ جَمْعُ بَشَرَةٍ وَهُوَ ظَاهِرُ الْجِلْدِ. اللَّيْثُ: البَشَرَةُ أَعلى جِلْدَةِ الْوَجْهِ وَالْجَسَدِ مِنَ الإِنسان، ويُعْنى بِهِ اللَّوْنُ والرِّقَّةُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّتْ مُباشَرَةُ الرَّجُلِ المرأَةَ لِتَضامِّ أَبْشارِهِما. والبَشَرَةُ والبَشَرُ: ظَاهِرُ جِلْدِ الإِنسان؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ أَبْعَثْ عُمَّالي لِيَضْرِبُوا أَبْشاركم ؛ وأَما قَوْلُهُ: تُدَرِّي فَوْقَ مَتْنَيْها قُرُوناً ... عَلَى بَشَرٍ، وآنَسَهُ لَبابُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَكُونُ جَمْعُ بَشَرَةٍ كَشَجَرَةٍ وَشَجَرٍ وَثَمَرَةٍ وَثَمَرٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد الْهَاءَ فَحَذَفَهَا كَقَوْلِ أَبي ذؤَيب: أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِنادي عَلَى الهِجْرانِ، أَم هُوَ يائِسُ؟ قَالَ: وَجَمْعُهُ أَيضاً أَبْشارٌ، قَالَ: وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ. والبَشَرُ: بَشَرُ الأَديمِ. وبَشَرَ الأَديمَ يَبْشُرُه بَشْراً وأَبْشَرَهُ: قَشَرَ بَشَرَتَهُ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعَرُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْخذ باطنَه بِشَفْرَةٍ. ابْنُ بُزُرْجَ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ بَشَرْتُ الأَديم أَبْشِرهُ، بِكَسْرِ الشِّينِ، إِذا أَخذت بَشَرَتَهُ. والبُشارَةُ: مَا بُشِرَ مِنْهُ. وأَبْشَرَه؛ أَظهر بَشَرَتَهُ. وأَبْشَرْتُ الأَديمَ، فَهُوَ مُبْشَرٌ إِذا ظهرتْ بَشَرَتُه الَّتِي تَلِي اللَّحْمَ، وآدَمْتُه إِذا أَظهرت أَدَمَتَهُ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعَرُ. اللِّحْيَانِيُّ: البُشارَةُ مَا قَشَرْتَ مِنْ بطن الأَديم، والتِّحْلئُ مَا قَشرْتَ عَنْ ظَهْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَليَبْشَرْ أَي فَلْيَفْرَحْ ولَيُسَرَّ؛ أَراد أَن مَحَبَّةَ الْقُرْآنِ دَلِيلٌ عَلَى مَحْضِ الإِيمان مِنْ بَشِرَ يَبْشَرُ، بِالْفَتْحِ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ، فَهُوَ مَنْ بَشَرْتُ الأَديم أَبْشُرُه إِذا أَخذت بَاطِنَهُ بالشَّفْرَةِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ فَلْيُضَمِّرْ نَفْسَهُ لِلْقُرْآنِ فإِن الِاسْتِكْثَارَ مِنَ الطَّعَامِ يُنْسِيهِ الْقُرْآنَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أُمرنا أَن نَبْشُرَ الشَّوارِبَ بَشْراً أَي نَحُفّها حَتَّى تَبِينَ بَشَرَتُها، وَهِيَ ظَاهِرُ الْجِلْدِ، وَتُجْمَعُ عَلَى أَبْشارٍ. أَبو صَفْوَانَ: يُقَالُ لِظَاهِرِ جِلْدَةِ الرأْس الَّذِي يَنْبُتُ فِيهِ الشَّعَرُ البَشَرَةُ والأَدَمَةُ والشَّواةُ. الأَصمعي: رَجُلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ لِيناً وشِدَّةً مَعَ الْمَعْرِفَةِ بالأُمور، قَالَ: وأَصله مِنْ أَدَمَةِ الْجِلْدِ وبَشَرَتِهِ، فالبَشَرَةُ ظَاهِرُهُ، وَهُوَ مَنْبَتُ الشَّعْرِ، والأَدَمَةُ بَاطِنُهُ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي اللَّحْمَ؛ قَالَ وَالَّذِي يُرَادُ مِنْهُ أَنه قَدْ جَمع بَيْنَ لِينِ الأَدَمَةِ وخُشونة البَشَرَةِ وَجَرَّبَ الأُمور. وَفِي الصِّحَاحِ: فلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ إِذا كَانَ كَامِلًا مِنَ الرِّجَالِ، وامرأَة مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: تامَّةٌ فِي كُلّ وَجْهٍ. وَفِي حَدِيثِ بِحَنَّةَ: ابْنَتُكِ المُؤْدَمَةُ المُبْشَرَة ؛ يَصِفُ حُسْنَ بَشَرَتها وشِدَّتَها. وبَشْرُ الجرادِ الأَرْضَ: أَكْلُه مَا عَلَيْهَا. وبَشَرَ الجرادُ الأَرضَ يَبْشُرُها بَشراً: قَشَرَها وأَكل مَا عَلَيْهَا كأَن ظَاهِرَ الأَرض بَشَرَتُها. وَمَا أَحْسَنَ بَشَرَتَه أَي سَحْناءَه وهَيْئَتَه. وأَبْشَرَتِ الأَرْضُ إِذا أَخرجت نَبَاتَهَا. وأَبْشَرَتِ الأَرضُ

إِبْشاراً: بُذِرتْ فَظَهَر نَباتُها حَسَناً، فَيُقَالُ عِنْدَ ذَلِكَ: ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها؛ وقال أَبو زِيَادٍ الأَحمر: أَمْشَرَتِ الأَرضُ وَمَا أَحْسَنَ مَشَرَتَها. وبَشَرَةُ الأَرضِ: مَا ظَهَرَ مِنْ نَبَاتِهَا. والبَشَرَةُ: البَقْلُ والعُشْبُ وكُلُّه مِنَ البَشَرَةِ. وباشَرَ الرجلُ امرأَتَهُ مُباشَرَةً وبِشاراً: كَانَ مَعَهَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَوَلِيَتْ بَشَرَتُهُ بَشَرَتَها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ ؛ مَعْنَى الْمُبَاشَرَةِ الْجِمَاعُ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَيُجَامِعُ ثُمَّ يَعُودُ إِلى الْمَسْجِدِ. ومُباشرةُ المرأَةِ: مُلامَسَتُها. والحِجْرُ المُباشِرُ: الَّتِي تَهُمُّ بالفَحْلِ. والبَشْرُ أَيضاً: المُباشَرَةُ؛ قَالَ الأَفوه: لَمَّا رَأَتْ شَيْبي تَغَيَّر، وانْثَنى ... مِنْ دونِ نَهْمَةِ بَشْرِها حينَ انْثَنَى أَي مُبَاشَرَتِي إِياها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُقَبِّلُ ويُباشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ؛ أَراد بالمباشَرَةِ المُلامَسَةَ وأَصله مِنْ لَمْس بَشَرَةِ الرَّجُلِ بَشَرَةَ المرأَة، وَقَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى الْوَطْءِ فِي الْفَرَجِ وَخَارِجًا مِنْهُ. وباشَرَ الأَمْرَ: وَلِيَهُ بِنَفْسِهِ؛ وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ لأَنه لَا بَشَرَةَ للأَمر إِذْ لَيْسَ بِعَيْنٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: فَباشِرُوا رُوحَ الْيَقِينِ ، فَاسْتَعَارَهُ لِرُوحِ الْيَقِينِ لأَنّ رُوحَ الْيَقِينِ عَرَضٌ، وبيِّن أَنَّ العَرَضَ لَيْسَتْ لَهُ بَشَرَةٌ. ومُباشَرَةُ الأَمر: أَن تَحْضُرَهُ بِنَفْسِكَ وتَلِيَه بِنَفْسِكَ. والبِشْرُ: الطَّلاقَةُ، وَقَدْ بَشَرَه بالأَمر يَبْشُرُه، بِالضَّمِّ، بَشْراً وبُشُوراً وبِشْراً [بُشْراً]، وبَشَرَهُ بِهِ بَشْراً؛ كُلُّهُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وبَشَّرَهُ وأَبْشَرَهُ فَبَشِرَ بِهِ، وبَشَرَ يَبْشُرُ بَشْراً وبُشُوراً. يُقَالُ: بَشَرْتُه فَأَبْشَرَ واسْتَبْشَر وتَبشَّرَ وبَشِرَ: فَرِحَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ ؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ . واسْتَبْشَرَه كَبَشَّرَهُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فَبَيْنا تَنُوحُ اسْتَبْشَرُوها بِحِبِّها، ... عَلى حِينِ أَن كُلَّ المَرامِ تَرومُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ طَلَبُوا مِنْهَا البُشْرى على إِخبارهم إِياهم بِمَجِيءِ ابْنِهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا بُشْرايَ هَذَا غُلامٌ؛ كَقَوْلِكَ عَصايَ. وَتَقُولُ في التثنية: يا بُشْرَبيَّ. والبِشارَةُ المُطْلَقَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْخَيْرِ، وإِنما تَكُونُ بِالشَّرِّ إِذا كَانَتْ مُقَيَّدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والتَّبْشِيرُ يَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ* ؛ وَقَدْ يَكُونُ هَذَا عَلَى قَوْلِهِمْ: تَحِيَّتُكَ الضَّرْبُ وَعِتَابُكَ السَّيْفُ، وَالِاسْمُ البُشْرى. وقوله تعالى: هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ؛ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال: أَحدها أَن بُشْراهم فِي الدُّنْيَا مَا بُشِّرُوا بِهِ مِنَ الثَّوَابِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ* ؛ وبُشْراهُمْ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ، وَقِيلَ بُشْراهم فِي الدُّنْيَا الرؤْيا الصَّالِحَةُ يَراها المؤْمن فِي مَنَامِهِ أَو تُرَى لَهُ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ بُشْراهم فِي الدُّنْيَا أَن الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَا تُخْرَجُ رُوحُهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى يَرَى مَوْضِعَهُ مِنَ الْجَنَّةِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . الْجَوْهَرِيُّ: بَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه، بِالضَّمِّ، بَشْراً وبُشُوراً مِنَ البُشْرَى، وَكَذَلِكَ الإِبشارُ والتَّبْشِيرُ ثلاثُ لُغَاتٍ، وَالِاسْمُ البِشارَةُ والبُشارَةُ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ. يُقَالُ: بَشَرْتُه بِمَوْلُودٍ فَأَبْشَرَ إِبْشاراً أَي سُرَّ. وَتَقُولُ: أَبْشِرْ بِخَيْرٍ، بِقَطْعِ الأَلف. وبَشِرْتُ بِكَذَا، بِالْكَسْرِ، أَبْشَرُ أَي اسْتَبْشَرْتُ بِهِ؛ قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ زَيْدٍ جَاهِلِيٌّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لِعَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ خُفَافٍ البُرْجُميّ:

وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى العلى ... غُبْراً أَكُفُّهُمُ بِقاعٍ مُمْحِلِ، فَأَعِنْهُمُ وابْشَرْ بِمَا بَشِرُوا بِهِ، ... وإِذا هُمُ نَزَلُوا بَضَنْكٍ فانْزِلِ وَيُرْوَى: وايْسِرْ بِمَا يَسِرُوا بِهِ. وأَتاني أَمْرٌ بَشِرْتُ بِهِ أَي سُرِرْتُ بِهِ. وبَشَرَني فلانٌ بِوَجْهٍ حَسَنٍ أَي لَقِيَنِي. وَهُوَ حَسَنُ البِشْرِ، بِالْكَسْرِ، أَي طَلقُ الْوَجْهِ. والبِشارَةُ: مَا بُشِّرْتَ بِهِ. والبِشارة: تَباشُرُ الْقَوْمُ بأَمر، والتَّباشِيرُ: البُشْرَى. وتَبَاشَرَ القومُ أَي بَشَّرَ بعضُهم بَعْضًا. والبِشارة والبُشارة أَيضاً: مَا يُعْطَاهُ المبَشِّرُ بالأَمر. وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبٍ: فأَعطيته ثَوْبِي بُشارَةً ؛ الْبُشَارَةُ، بِالضَّمِّ: مَا يُعْطَى الْبَشِيرَ كالعُمَالَةِ لِلْعَامِلِ، وَبِالْكَسْرِ: الِاسْمُ لأَنها تُظْهِرُ طَلاقَةَ الإِنسان. وَالْبَشِيرُ: المبَشِّرُ الَّذِي يُبَشِّرُ الْقَوْمَ بأَمر خَيْرٍ أَو شرٍ. وَهُمْ يَتَبَاشَرُونَ بِذَلِكَ الأَمر أَي يُبَشرُ بضعهم بَعْضًا. والمبَشِّراتُ: الرِّيَاحُ الَّتِي تَهُبُّ بِالسَّحَابِ وتُبَشِّرُ بِالْغَيْثِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ ؛ وَفِيهِ: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً ؛ وبُشُراً وبُشْرَى وبَشْراً، فَبُشُراً جَمعُ بَشُورٍ، وبُشْراً مُخَفَّفٌ مِنْهُ، وبُشْرَى بِمَعْنَى بِشارَةٍ، وبَشْراً مَصْدَرُ بَشَرَهُ بَشْراً إِذا بَشَّرَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّ اللَّهَ: يُبَشِّرُكَ* ؛ وَقُرِئَ: يَبْشُرُك؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: كأَن الْمُشَدَّدَ مِنْهُ عَلَى بِشاراتِ البُشَرَاء، وكأَن الْمُخَفَّفَ مِنْ وَجْهِ الإِفْراحِ والسُّرُورِ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ المَشْيَخَةُ يَقُولُونَهُ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَبْشَرْتُ، قَالَ: وَلَعَلَّهَا لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ. وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَذْكُرُهَا فَلْيُبْشِرْ، وبَشَرْتُ لُغَةٌ رَوَاهَا الْكِسَائِيُّ. يُقَالُ: بَشَرَني بوَجْهٍ حَسَنٍ يَبْشُرُني. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى يَبْشُرُك يَسُرُّك ويُفْرِحُك. وبَشَرْتُ الرجلَ أَبْشُرُه إِذا أَفرحته. وبَشِرَ يَبْشَرُ إِذا فَرِحَ. قَالَ: وَمَعْنَى يَبْشُرُك ويُبَشِّرُك مِنَ البِشارة [البُشارة]. قَالَ: وأَصل هَذَا كُلِّهِ أَن بَشَرَةَ الإِنسان تَنْبَسِطُ عِنْدَ السُّرُورِ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَلْقَانِي بِبِشْرٍ أَي بِوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ بَشَرْتُه وبَشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه وبَشَرْتُ بِكَذَا وَكَذَا وبَشِرْت وأَبْشَرْتُ إِذا فَرِحْتَ بِه. ابْنُ سِيدَهْ: أَبْشَرَ الرجلُ فَرِحَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَيْتُ سَواماً، ... وبُيُوتاً مَبْثُوثَةً وجِلالا وبَشَّرَتِ الناقةُ باللِّقاحِ، وَهُوَ حِينَ يُعْلَمُ ذَلِكَ عِنْدَ أَوَّل مَا تَلْقَحُ. التَّهْذِيبُ. يُقَالُ أَبْشَرَتِ الناقَةُ إِذا لَقِحَتْ فكأَنها بَشَّرَتْ بالِّلقاحِ؛ قَالَ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يُحَقِّقُ ذَلِكَ: عَنْسَلٌ تَلْوِي، إِذا أَبْشَرَتْ، ... بِخَوافِي أَخْدَرِيٍّ سُخام وتَباشِيرُ كُلّ شَيْءٍ: أَوّله كَتَبَاشِيرِ الصَّبَاح والنَّوْرِ، لَا وَاحِدَ لَهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ صَاحِبًا لَهُ عَرَّسَ فِي السَّفَرِ فأَيقظه: فَلَمَّا عَرَّسَ، حَتَّى هِجْتُهُ ... بالتَّباشِيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ والتباشيرُ: طرائقُ ضَوْءِ الصُّبْحِ فِي اللَّيْلِ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلطَّرَائِقِ الَّتِي تَرَاهَا عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْ آثَارِ الرِّيَاحِ إِذا هِيَ خَوَّتْهُ: التباشيرُ. وَيُقَالُ لِآثَارِ جَنَبِ الدَّابَّةِ مِنَ الدَّبَرِ: تَباشِيرُ؛ وأَنشد: نِضْوَةُ أَسْفارٍ، إِذا حُطَّ رَحْلُها، ... رَأَيت بِدِفْأَيْها تَباشِيرَ تَبْرُقُ. الْجَوْهَرِيُّ: تَباشِيرُ الصُّبْحِ أَوائلُه، وَكَذَلِكَ أَوائل

كُلِّ شَيْءٍ، وَلَا يَكُونُ مِنْهُ فِعلٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: كَيْفَ كَانَ المطرُ وتَبْشِيرُه أَي مَبْدَؤُه وأَوَّلُه وتَبِاشِيرُ: لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحرف: تَعاشِيبُ الأَرض، وتَعاجِيبُ الدَّهرِ، وتَفاطِيرُ النَّباتِ مَا يَنْفَطر مِنْهُ، وَهُوَ أَيضاً مَا يَخْرُجُ عَلَى وَجْهِ الغِلْمَان وَالْفَتَيَاتِ؛ قَالَ: تَفاطِيرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَى ... قَدِيماً، لَا تَفاطِيرُ الشَّبابِ. وَيُرْوَى نَفَاطِيرُ، بِالنُّونِ. وَتَبَاشِيرُ النَّخْلِ: فِي أَوَّل مَا يُرْطِبُ. وَالْبَشَارَةُ، بِالْفَتْحِ: الْجَمَالُ والحُسْنُ؛ قَالَ الأَعشى فِي قَصِيدَتِهِ الَّتِي أَوَّلها: بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارَهْ، ... يَا جارَتا، مَا أَنْتِ جارهْ. قَالَ مِنْهَا: وَرَأَتْ بِأَنَّ الشَّيْبَ ... جَانَبَه البَشاشةُ والبَشارَهْ ورجلٌ بَشِيرُ الْوَجْهِ إِذا كَانَ جَمِيلَهُ؛ وامرأَةٌ بَشِيرةُ الْوَجْهِ، ورجلٌ بَشِيرٌ وامرأَة بَشِيرَةٌ، ووجهٌ بَشيرٌ: حَسَنٌ؛ قَالَ دُكَيْنُ بْنُ رَجَاءٍ: تَعْرِفُ، فِي أَوجُهِها البَشائِرِ، ... آسانَ كُلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ والآسانُ: جَمْعَ أُسُنٍ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالسِّينِ، وَقَدْ قِيلَ أَسن بِفَتْحِهِمَا أَيضاً، وَهُوَ الشَّبَهُ. وَالْآفِقُ: الْفَاضِلُ. والمُشَاجِرُ: الَّذِي يَرْعَى الشَّجَرَ. ابْنُ الأَعرابي: المَبْشُورَةُ الْجَارِيَةُ الْحَسَنَةُ الْخَلْقِ وَاللَّوْنِ، وَمَا أَحْسَنَ بَشَرَتَها. والبَشِيرُ: الْجَمِيلُ، والمرأَة بَشِيرَة. والبَشِيرُ: الحَسَنُ الْوَجْهِ. وأَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَهُ: حَسَّنَه ونَضَّرَه؛ وَعَلَيْهِ وَجَّهَ أَبو عَمْرٍو قراءَةَ مَنْ قرأَ: ذَلِكَ الَّذِي يَبْشُرُ اللهُ عِبادَه؛ قَالَ: إِنما قُرِئَتْ بِالتَّخْفِيفِ لأَنه لَيْسَ فِيهِ بِكَذَا إِنما تَقْدِيرُهُ ذَلِكَ الَّذِي يُنَضِّرُ اللهُ بِهِ وُجوهَهم. اللِّحْيَانِيُّ: وَنَاقَةٌ بَشِيرَةٌ أَي حَسَنَةٌ؛ وَنَاقَةٌ بَشِيرَةٌ: لَيْسَتْ بِمَهْزُولَةٍ وَلَا سَمِينَةٍ؛ وَحُكِيَ عَنْ أَبي هِلَالٍ قَالَ: هِيَ الَّتِي لَيْسَتْ بِالْكَرِيمَةِ وَلَا الْخَسِيسَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ وبَقَرٌ لَا يُؤَدِّي حَقَّها إِلَّا بُطِحَ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَاع قَرْقَرٍ كأَكْثَرِ مَا كانَتْ وأَبْشَرِه أَي أَحْسَنِه، مِنَ البِشر، وَهُوَ طَلَاقَةُ الْوَجْهِ وَبَشَاشَتُهُ، وَيُرْوَى: وآشَره مِنَ النَّشَاطِ «4». وَالْبَطَرِ. ابْنُ الأَعرابي: هُمُ البُشَارُ والقُشَارُ والخُشَارُ لِسِقاطِ الناسِ. والتُّبُشِّرُ والتُّبَشِّرُ: طَائِرٌ يُقَالُ هُوَ الصُّفارِيَّة، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا التُّنَوِّطُ، وَهُوَ طَائِرٌ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وقولُهم: وَقَعَ فِي وَادِي تُهُلِّكَ، وَوَادِي تُضُلِّلَ، وَوَادِي تُخُيِّبَ. والناقةُ البَشِيرَةُ: الصالحةُ الَّتِي عَلَى النِّصْفِ مِنْ شَحْمِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بَيْنَ ذَلِكَ لَيْسَتْ بِالْكَرِيمَةِ وَلَا بِالْخَسِيسَةِ. وبِشْرٌ وبِشْرَةُ: اسْمَانِ؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ: وبِشْرَةُ يَأْبَوْنا، كَأَنَّ خِبَاءَنَا ... جَنَاحُ سُمَانَى فِي السَّماءِ تَطِيرُ وَكَذَلِكَ بُشَيْرٌ وبَشِيرٌ وبَشَّار ومُبَشِّر. وبُشْرَى: اسْمُ رَجُلٍ لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، للتأْنيث وَلُزُومِ حَرْفِ التأْنيث لَهُ، وإِن لَمْ يَكُنْ صِفَةً لأَن هَذِهِ الأَلف يُبْنَى الِاسْمُ لَهَا فَصَارَتْ كأَنها مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، وَلَيْسَتْ كَالْهَاءِ الَّتِي تَدْخُلُ فِي الِاسْمِ بَعْدَ التَّذْكِيرِ. والبِشْرُ: اسْمُ مَاءٍ لِبَنِي تَغْلِبَ. والبِشْرُ: اسْمُ جَبَلٍ، وَقِيلَ: جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ؛ قَالَ الشاعر:

_ (4). قوله [من النشاط] كذا بالأصل والأحسن من الأشر وهو للنشاط

فَلَنْ تَشْرَبي إِلَّا بِرَنْقٍ، وَلَنْ تَرَيْ ... سَواماً وحَيّاً في القُصَيْبَةِ فالبِشْرِ بصر: ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى البَصِيرُ، هُوَ الَّذِي يُشَاهِدُ الأَشياء كُلَّهَا ظَاهِرَهَا وَخَافِيَهَا بِغَيْرِ جَارِحَةٍ، والبَصَرُ عِبَارَةٌ فِي حَقِّهِ عَنِ الصِّفَةِ الَّتِي يَنْكَشِفُ بِهَا كمالُ نُعُوتِ المُبْصَراتِ. اللَّيْثُ: البَصَرُ العَيْنُ إِلَّا أَنه مُذَكَّرٌ، وَقِيلَ: البَصَرُ حَاسَّةُ الرؤْية. ابْنُ سِيدَهْ: البَصَرُ حِسُّ العَين وَالْجَمْعُ أَبْصارٌ. بَصُرَ بِهِ بَصَراً وبَصارَةً وبِصارَةً وأَبْصَرَهُ وتَبَصَّرَهُ: نَظَرَ إِليه هَلْ يُبْصِرُه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: بَصُرَ صَارَ مُبْصِراً، وأَبصره إِذا أَخبر بِالَّذِي وَقَعَتْ عَيْنُهُ عَلَيْهِ، وَحَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ بَصِرَ بِهِ، بِكَسْرِ الصَّادِ، أَي أَبْصَرَهُ. وأَبْصَرْتُ الشيءَ: رأَيته. وباصَرَه: نَظَرَ مَعَهُ إِلى شَيْءٍ أَيُّهما يُبْصِرُه قَبْلَ صَاحِبِهِ. وباصَرَه أَيضاً: أَبْصَرَهُ؛ قَالَ سُكَيْنُ بنُ نَصْرَةَ البَجَلي: فَبِتُّ عَلى رَحْلِي وباتَ مَكانَه، ... أُراقبُ رِدْفِي تارَةً، وأُباصِرُه الْجَوْهَرِيُّ: باصَرْتُه إِذا أَشْرَفتَ تَنْظُرُ إِليه مِنْ بَعِيدٍ. وتَباصَرَ القومُ: أَبْصَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَرَجُلٌ بَصِيرٌ مُبْصِرٌ: خِلَافُ الضَّرِيرِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وجَمْعُه بُصَراءُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَبَصِيرٌ بِالْعَيْنَيْنِ. والبَصارَةُ مَصْدَرٌ: كالبَصر، وَالْفِعْلُ بَصُرَ يَبْصُرُ، وَيُقَالُ بَصِرْتُ وتَبَصَّرْتُ الشيءَ: شِبْهُ رَمَقْتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: أَعْلَمَ اللهُ أَنهُ يُدْرِك الأَبصارَ وَفِي هَذَا الإِعلام دَلِيلٌ أَن خَلْقَهُ لَا يُدْرِكُونَ الأَبصارَ أَي لَا يَعْرِفُونَ كَيْفَ حَقِيقَةُ البَصَرَ وَمَا الشَّيْءُ الَّذِي بِهِ صَارَ الإِنسان يُبْصِرُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُونَ أَن يُبْصِرَ مِنْ غَيْرِهِمَا مِنْ سَائِرِ أَعضائه، فَأَعْلَم أَن خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ لَا يُدْرِك الْمَخْلُوقُونَ كُنْهَهُ وَلَا يُحيطون بِعِلْمِهِ، فَكَيْفَ بِهِ تَعَالَى والأَبصار لَا تُحِيطُ بِهِ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. فأَمَّا مَا جَاءَ مِنَ الأَخبار فِي الرؤْية، وَصَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَغَيْرُ مَدْفُوعٍ وَلَيْسَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى دَفْعِهَا، لأَن مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ إِدراك الشَّيْءِ والإِحاطة بِحَقِيقَتِهِ وَهَذَا مَذْهَبُ أَهل السنَّة وَالْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ؛ أَي قَدْ جاءَكم الْقُرْآنُ الَّذِي فِيهِ الْبَيَانُ والبصائرُ، فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ نَفْعُ ذَلِكَ، وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها ضَرَرُ ذَلِكَ، لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَنِيٌّ عَنْ خَلْقِهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَبْصَرَ الرجلُ إِذا خَرَجَ مِنَ الْكُفْرِ إِلى بَصِيرَةِ الإِيمان؛ وأَنشد: قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ، ... وَعَلَى بَصائِرِها، وإِنْ لَمْ تُبْصِر قَالَ: بَصَائِرُهَا إِسْلَامُهَا وإِن لَمْ تُبْصِرْ فِي كُفْرِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: أَراه لَمْحاً باصِراً أَي نَظَرًا بِتَحْدِيقٍ شَدِيدٍ، قَالَ: فإِما أَن يَكُونَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ، وَالْآخَرُ مَذْهَبُ يَعْقُوبَ. وَلَقِيَ مِنْهُ لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً وَاضِحًا. قَالَ: ومَخْرَجُ باصِرٍ مِنْ مَخْرَجِ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذُو لَبَنٍ وَتَمْرٍ، فَمَعْنَى بَاصِرٍ ذُو بَصَرَ، وَهُوَ مِنْ أَبصرت، مِثْلُ مَوْتٌ مائِتٌ مِنْ أَمَتُّ، أَي أَرَيْتُه أَمْراً شَدِيدًا يُبْصِرُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: رأَى فُلَانٌ لَمْحاً باصِراً أَي أَمراً مَفْرُوغًا مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَوَّل؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ وَاضِحَةً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ مُبْصَرَةً أَي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: جَعَلَ الْفِعْلَ لَهَا، وَمَعْنَى مُبْصِرَة مُضِيئَةً، كَمَا قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: وَالنَّهارَ

مُبْصِراً*؛ أَي مُضِيئًا. وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى مُبْصِرَة تُبَصِّرُهم أَي تُبَيِّنُ لَهُمْ، ومن قرأَ مُبْصِرَةً فالمعنى بَيِّنَة، وَمَنْ قرأَ مُبْصَرَةً فَالْمَعْنَى مُتَبَيَّنَةً فَظَلَمُوا بِهَا أَي ظَلَمُوا بِتَكْذِيبِهَا. وَقَالَ الأَخفش: مُبْصَرَة أَي مُبْصَراً بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْفَرَّاءُ أَراد آتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَة أَي مُضِيئَةً. الْجَوْهَرِيُّ: المُبْصِرَةُ الْمُضِيئَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً ؛ قَالَ الأَخفش: إِنها تُبَصِّرهم أَي تَجْعَلُهُمْ بُصَراء. والمَبْصَرَةُ، بِالْفَتْحِ: الحُجَّة. والبَصِيرَةُ: الحجةُ وَالِاسْتِبْصَارُ فِي الشَّيْءِ. وبَصَّرَ الجَرْوُ تَبْصِيرًا: فَتَحَ عَيْنَيْهِ. وَلَقِيَهُ بَصَراً أَي حِينَ تَبَاصَرَتِ الأَعْيانُ ورأَى بعضها بَعْضًا، وَقِيلَ: هُوَ فِي أَوَّل الظَّلَامِ إِذا بَقِيَ مِنَ الضَّوْءِ قَدْرُ مَا تَتَبَايَنُ بِهِ الأَشباح، لَا يُستعمل إِلَّا ظَرْفًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فَأُرْسِلَتْ إِليه شَاةٌ فرأَى فِيهَا بُصْرَةً مِنْ لَبَنٍ ؛ يُرِيدُ أَثراً قَلِيلًا يُبْصِرُه الناظرُ إِليه، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ يُصَلِّي بِنَا صلاةَ البَصَرِ حَتَّى لَوْ أَن إِنساناً رَمَى بنَبْلَةٍ أَبصرها ؛ قِيلَ: هِيَ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، وَقِيلَ: الْفَجْرُ لأَنهما تؤَدَّيان وَقَدِ اخْتَلَطَ الظَّلَامُ بِالضِّيَاءِ. والبَصَر هَاهُنَا: بِمَعْنَى الإِبصار، يُقَالُ بَصِرَ بِهِ بَصَراً. وَفِي الْحَدِيثِ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذني ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهِ فَرُوِيَ بَصُرَ وسَمِعَ وبَصَرُ وسَمْعُ عَلَى أَنهما اسْمَانِ. والبَصَرُ: نَفاذٌ فِي الْقَلْبِ. وبَصرُ الْقَلْبِ: نَظَرَهُ وَخَاطِرُهُ. والبَصِيرَةُ: عَقِيدَةُ الْقَلْبِ. قَالَ اللَّيْثُ: البَصيرة اسْمٌ لِمَا اعْتُقِدَ فِي الْقَلْبِ مِنَ الدِّينِ وَتَحْقِيقِ الأَمر؛ وَقِيلَ: البَصيرة الْفِطْنَةُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَعمى اللَّهُ بَصَائِرَهُ أَي فِطَنَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَالَ لَهُمْ: يَا بَنِي هَاشِمٍ تُصابون فِي أَبصاركم، قَالُوا لَهُ: وأَنتم يَا بَنِي أُمية تُصَابُونَ فِي بَصَائِرِكُمْ. وفَعَلَ ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ أَي عَلَى عَمْدٍ. وَعَلَى غَيْرِ بَصيرة أَي عَلَى غَيْرِ يَقِينٍ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: ولتَخْتَلِفُنَّ عَلَى بَصِيرَةٍ أَي عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنْ أَمركم وَيَقِينٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَليس الطريقُ يَجْمَعُ التاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبورَ أَي المُسْتَبِينَ لِلشَّيْءِ؛ يَعْنِي أَنهم كَانُوا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، أَرادت أَن تِلْكَ الرُّفْقَةَ قَدْ جَمَعَتِ الأَخيار والأَشرار. وإِنه لَذُو بَصَرٍ وَبَصِيرَةٍ فِي الْعِبَادَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وإِنه لَبَصِيرٌ بالأَشياء أَي عَالِمٌ بِهَا؛ عَنْهُ أَيضاً. وَيُقَالُ للفِراسَةِ الصَّادِقَةِ: فِراسَةٌ ذاتُ بَصِيرة. وَالْبَصِيرَةُ: العِبْرَةُ؛ يُقَالُ: أَمَا لَكَ بَصِيرةٌ فِي هَذَا؟ أَي عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بِهَا؛ وأَنشد: فِي الذَّاهِبِين الأَوَّلِينَ ... مِن القُرُونِ، لَنا بَصائرْ أَي عِبَرٌ: والبَصَرُ: الْعِلْمُ. وبَصُرْتُ بِالشَّيْءِ: عَلِمْتُهُ؛ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ . وَالْبَصِيرُ: الْعَالِمُ، وَقَدْ بَصُرَ بَصارَةً. والتَّبَصُّر: التَّأَمُّل والتَّعَرُّفُ. والتَّبْصِيرُ: التَّعْرِيفُ والإِيضاح. ورجلٌ بَصِيرٌ بِالْعِلْمِ: عَالِمٌ بِهِ. وَقَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: اذهبْ بِنَا إِلى فلانٍ البصيرِ، وَكَانَ أَعمى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ بِهِ الْمُؤْمِنَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِنما ذَهَبَ إِلى التَّفؤل «1» . إِلى لَفْظِ الْبَصَرُ أَحسن مِنْ لَفْظِ الْعَمَى، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ مُعَاوِيَةَ: وَالْبَصِيرُ خَيْرٌ مِنَ الأَعمى؟ وتَبَصَّرَ فِي رأْيِه واسْتَبْصَرَ: تَبَيَّنَ مَا يأْتيه مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وَاسْتَبْصَرَ فِي أَمره وَدِينِهِ إِذا كَانَ ذَا بَصيرة. والبَصيرة: الثَّبَاتُ فِي الدِّينِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:

_ (1). قَوْلُهُ [إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى التَّفَؤُّلِ إلخ] كذا بالأصل

وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ : أَي أَتَوْا مَا أَتوه وَهُمْ قَدْ تَبَيَّنَ لَهُمْ أَن عَاقِبَتَهُ عَذَابُهُمْ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ؛ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ عَاقِبَةُ مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ كَانَ مَا فَعَلَ بِهِمْ عَدْلًا وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ؛ وَقِيلَ أَي كَانُوا فِي دِينِهِمْ ذَوِي بَصَائِرَ، وَقِيلَ: كَانُوا مُعْجَبِينَ بِضَلَالَتِهِمْ. وبَصُرَ بَصارَةً: صَارَ ذَا بَصِيرَةٍ. وبَصَّرَهُ الأَمْرَ تَبْصِيراً وتَبْصِرَةً: فَهَّمَهُ إِياه. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ: بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ؛ أَي عَلِمْتُ مَا لَمْ يَعْلَمُوا بِهِ مِنَ الْبَصِيرَةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَصُرْتُ أَي أَبصرت، قَالَ: وَلُغَةٌ أُخرى بَصِرْتُ بِهِ أَبْصَرْته. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: أَبْصِرْ إِليَّ أَي انْظر إِليّ، وَقِيلَ: أَبْصِرْ إِليَّ أَي التفتْ إِليَّ. وَالْبَصِيرَةُ: الشاهدُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَحُكِيَ: اجْعَلْنِي بَصِيرَةً عَلَيْهِمْ؛ بِمَنْزِلَةِ الشَّهِيدِ. قَالَ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَهُ مَعْنَيَانِ: إِن شِئْتَ كَانَ الإِنسان هُوَ البَصيرة عَلَى نَفْسِهِ أَي الشَّاهِدَ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَ الْبَصِيرَةَ هُنَا غَيْرَهُ فَعَنَيْتَ بِهِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَلِسَانَهُ لأَن كُلَّ ذَلِكَ شَاهِدٌ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَقَالَ الأَخفش: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ، جَعَلَهُ هُوَ الْبَصِيرَةَ كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَنت حُجة عَلَى نَفْسِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، أَي عَلَيْهَا شَاهِدٌ بِعَمَلِهَا وَلَوِ اعْتَذَرَ بِكُلِّ عُذْرٍ، يَقُولُ: جوارحُه بَصيرةٌ عَلَيْهِ أَي شُهُودٌ؛ قَالَ الأَزهري: يَقُولُ بَلِ الإِنسان يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَفْسِهِ جوارحُه بَصِيرَةٌ بِمَا جَنَى عَلَيْهَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ؛ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ بَصِيرَةٌ عَلَيْهِ بِمَا جَنَى عَلَيْهَا، وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ؛ أَي وَلَوْ أَدْلى بِكُلِ حُجَّةٍ. وَقِيلَ: وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ، سُتُورَه. والمِعْذَارُ: السِّتْرُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ عَلَى الإِنسان مِنْ نَفْسِهِ شُهُودٌ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِعَمَلِهِ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعَيْنَانِ وَالذَّكَرُ؛ وأَنشد: كأَنَّ عَلَى ذِي الظَّبْيِ عَيْناً بَصِيرَةً ... بِمَقْعَدِهِ، أَو مَنظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ يُحاذِرُ حَتَّى يَحْسَبَ النَّاسَ كُلَّهُمْ، ... مِنَ الخَوْفِ، لَا تَخْفَى عَلَيْهِمْ سَرائرُهْ وَقَوْلُهُ: قَرَنْتُ بِحِقُوَيْهِ ثَلَاثًا فَلَمْ تَزُغْ ... عَنِ القَصْدِ، حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ قُوِّيَتْ أَي لَمَّا هَمَّ هَذَا الرِّيشُ بِالزَّوَالِ عَنِ السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ بِهِ أَلزقه بالغِراء فَثَبَتَ. والباصِرُ: المُلَفِّقُ بَيْنَ شُقَّتين أَو خِرْقَتَين. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: يَعْنِي طَلَى رِيشَ السَّهْمِ بالبَصِيرَةِ وَهِيَ الدَّمُ. والبَصِيرَةُ: مَا بَيْنَ شُقَّتَي البيتِ وَهِيَ الْبَصَائِرُ. والبَصْرُ: أَن تُضَمَّ حَاشِيَتَا أَديمين يُخَاطَانِ كَمَا تُخَاطُ حَاشِيَتَا الثَّوْبِ. وَيُقَالُ: رأَيت عَلَيْهِ بَصِيرَةً مِنَ الْفَقْرِ أَي شُقَّةً مُلَفَّقَةً. الْجَوْهَرِيُّ: والبَصْرُ أَن يُضَمَّ أَدِيمٌ إِلى أَديم، فَيُخْرَزَانِ كَمَا تُخَاطُ حَاشِيَتَا الثَّوْبِ فَتُوضَعُ إِحداهما فَوْقَ الأُخرى، وَهُوَ خِلَافُ خِيَاطَةِ الثَّوْبِ قَبْلَ أَن يُكَفَّ. والبَصِيرَةُ: الشُّقَّةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى الْخِبَاءِ. وأَبْصَر إِذا عَلَّق عَلَى بَابِ رَحْلِهِ بَصِيرَةً، وَهِيَ شُقَّةٌ مِنْ قُطْنٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُ تَوْبَةَ: وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نارَ لَيْلَى، أَو يَراني بَصِيرُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَعْنِي كَلْبَهَا لأَن الْكَلْبَ مِنْ أَحَدّ العيونِ بَصَراً. والبُصْرُ: الناحيةُ مَقْلُوبٌ عَنِ الصُّبْرِ. وبُصْرُ الكَمْأَة وبَصَرُها: حُمْرَتُها؛ قَالَ: ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأَرض: غِلَظُها، وبُصْرُ كُلّ شَيْءٍ: غِلَظُهُ. وبُصْرُه وبَصْرُه: جِلْدُهُ؛

حَكَاهُمَا اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى جِلْدِ الْوَجْهِ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لمَعْضُوب البُصْرِ إِذا أَصاب جلدَه عُضابٌ، وَهُوَ دَاءٌ يَخْرُجُ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: والبُصْرُ، بِالضَّمِّ، الجانبُ والحَرْفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: بُصْرُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، يُرِيدُ غِلَظَها وسَمْكَها، وَهُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: بُصْرُ جِلْد الْكَافِرِ فِي النَّارِ أَربعون ذِرَاعًا. وثوبٌ جَيّدُ البُصْرِ: قويٌّ وَثِيجٌ. والبَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ: الْحَجَرُ الأَبيض الرِّخْوُ، وَقِيلَ: هو الكَذَّانُ فإِذا جاؤُوا بِالْهَاءِ قَالُوا بَصْرَة لَا غَيْرُ، وَجَمْعُهَا بِصار؛ التَّهْذِيبُ: البَصْرُ الْحِجَارَةُ إِلى الْبَيَاضِ فإِذا جاؤُوا بِالْهَاءِ قَالُوا البَصْرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْبَصْرَةُ حِجَارَةٌ رَخْوَةٌ إِلى الْبَيَاضِ مَا هِيَ، وَبِهَا سُمِّيَتِ الْبَصْرَةُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبلًا شَرِبَتْ مِنْ مَاءٍ: تَداعَيْن بِاسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّمٍ، ... جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ قَالَ: فإِذا أَسقطت مِنْهُ الْهَاءَ قُلْتَ بِصْرٌ، بِالْكَسْرِ. والشِّيب: حِكَايَةُ صَوْتِ مَشَافِرِهَا عِنْدَ رَشْفِ الْمَاءِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّاعِي: إِذا مَا دَعَتْ شِيباً، بِجَنْبَيْ عُنَيْزَةٍ، ... مَشافِرُها فِي ماءِ مُزْنٍ وباقِلِ وأَراد ذُو الرُّمَّةِ بِالْمُتَثَلِّمِ حَوْضًا قَدْ تَهَدَّمَ أَكثره لِقِدَمِهِ وَقِلَّةِ عَهْدِ النَّاسِ بِهِ؛ وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: إِنْ تَكُ جُلْمُودَ بَصْرٍ لَا أُوَبِّسُه، ... أُوقِدْ عَلَيْهِ فَأَحْمِيهِ فَيَنْصَدِعُ أَبو عَمْرٍو: البَصْرَةُ والكَذَّانُ، كِلَاهُمَا: الْحِجَارَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بصُلبة. وأَرض فُلَانٍ بُصُرة، بِضَمِّ الصَّادِ، إِذا كَانَتْ حَمْرَاءَ طَيِّبَةً. وأَرض بَصِرَةٌ إِذا كَانَتْ فِيهَا حِجَارَةٌ تُقَطِّعُ حَوَافِرَ الدَّوَابِّ. ابْنُ سِيدَهْ: والبُصْرُ الأَرض الطَّيِّبَةُ الحمراءُ. والبَصْرَةُ والبَصَرَةُ والبَصِرَة: أَرض حِجَارَتُهَا جِصٌّ، قَالَ: وَبِهَا سُمِّيَتِ البَصْرَةُ، والبَصْرَةُ أَعم، والبَصِرَةُ كأَنها صِفَةٌ، وَالنَّسَبُ إِلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ وبَصْرِيٌّ، الأُولى شَاذَّةٌ؛ قَالَ عُذَافِرٌ: بَصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيّا، ... يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا وبَصَّرَ القومُ تَبْصِيراً: أَتوا البَصْرَة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أُخَبِّرُ مَنْ لاقَيْتُ أَنِّي مُبَصِّرٌ، ... وكائِنْ تَرَى قَبْلِي مِنَ النَّاسِ بَصَّرَا وَفِي البَصْرَةِ ثلاثُ لُغَاتٍ: بَصْرَة وبِصْرَة وبُصْرَة، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ البَصْرَةُ. الْفَرَّاءُ: البِصْرُ والبَصْرَةُ الْحِجَارَةُ الْبَرَّاقَةُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: البَصْرَة أَرْض كأَنها جَبَلٌ مِنْ جِصٍّ وَهِيَ الَّتِي بُنِيَتْ بالمِرْبَدِ، وإِنما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرَةً بِهَا. والبَصْرَتان: الكوفةُ وَالْبَصْرَةُ. والبَصْرَةُ: الطِّين العَلِكُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البَصْرُ الطِّينُ العَلِكُ الجَيِّدُ الَّذِي فِيهِ حَصًى. والبَصِيرَةُ: التُّرْسُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتَطَالَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَزِقَ بالأَرض مِنَ الْجَسَدِ، وَقِيلَ: هُوَ قَدْرُ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى الرَّمِيَّةِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ بَصِيرَةٌ مِنْ دَمٍ، وَهِيَ الجَدِيَّةُ مِنْهَا عَلَى الأَرض. والبَصِيرَةُ: مِقْدَارُ الدِّرْهَم مِنَ الدَّمِ. والبَصِيرَةُ: الثَّأْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُمِرَ بِهِ فَبُصِرَ رَأْسُه أَي قُطِعَ. يُقَالُ: بَصَرَهُ بِسَيْفِهِ إِذا قَطَعَهُ، وَقِيلَ: الْبَصِيرَةُ مِنَ الدَّمِ مَا لَمْ يُسَلَّ، وَقِيلَ: هُوَ الدُّفْعَةُ مِنْهُ، وَقِيلَ: البَصِيرَةُ دَمُ البِكْرِ؛ قَالَ:

رَاحُوا، بَصائِرُهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ، ... وبَصِيرَتِي يَعْدُو بِها عَتَدٌ وَأَى يَعْنِي بِالْبَصَائِرِ دَمَ أَبيهم؛ يَقُولُ: تَرَكُوا دَمَ أَبيهم خَلْفَهُمْ وَلَمْ يَثْأَرُوا بِهِ وطَلَبْتُه أَنا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وأَنا طَلَبْتُ ثَأْرِي. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: البَصِيرَةُ فِي هَذَا الْبَيْتِ الترْسُ أَو الدِّرْعُ، وَكَانَ يَرْوِيهِ: حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَاحُوا بصائرُهم يَعْنِي ثِقْل دِمَائِهِمْ عَلَى أَكتافهم لَمْ يَثْأَرُوا بِهَا. والبَصِيرَة: الدِّيَةُ. وَالْبَصَائِرُ: الدِّيَاتُ فِي أَوَّل الْبَيْتِ، قَالَ أَخذوا الدِّيَاتِ فَصَارَتْ عَارًا، وَبَصِيرَتِي أَي ثَأْرِي قَدْ حملته على فرسي لأُطالب بِهِ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَرْقٌ. أَبو زَيْدٍ: البَصيرة مِنَ الدَّمِ مَا كَانَ عَلَى الأَرض. والجَدِيَّةُ: مَا لَزِقَ بِالْجَسَدِ. وَقَالَ الأَصمعي: البَصيرة شَيْءٌ مِنَ الدَّمِ يستدل به على الرَّمِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: ويَنْظُر فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً أَي شَيْئًا مِنَ الدم يستدل به على الرَّمِيَّةِ وَيَسْتَبِينُهَا بِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: وَفِي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها ... شَهْبَاءُ، تُرْوِي الرِّيشَ مِنْ بَصِيرِها يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ الْبَصِيرَةِ مِنَ الدَّمِ كشَعِيرة وشَعِير وَنَحْوِهَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد مِنْ بَصِيرَتِهَا فَحَذَفَ الْهَاءَ ضَرُورَةً، كَمَا ذَهَبَ إِليه بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِيادِي عَلى الهِجْرانِ، أَمْ هُوَ يائِسُ؟ «2» . وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ البَصِيرُ لُغَةً فِي البَصِيرَة، كَقَوْلِكَ حُقٌّ وحُقَّةٌ وَبَيَاضٌ وَبَيَاضَةٌ. والبَصيرَةُ: الدِّرْعُ، وكلُّ مَا لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرةٌ. والبَصِيرَةُ: التُّرس، وَكُلُّ مَا لُبِسَ مِنَ السِّلَاحِ فَهُوَ بَصَائِرُ السِّلَاحِ. والباصَرُ: قَتَبٌ صَغِيرٌ مُسْتَدِيرٌ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَهِيَ الْبَوَاصِرُ. وأَبو بَصِير: الأَعْشَى، عَلَى التَّطَيُّرِ. وبَصير: اسْمُ رَجُلٍ. وبُصْرَى: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَوْ أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى ... وقِنَّسْرِينَ مِنْ عَرَبٍ وعُجْمِ وَتُنْسَبُ إِليها السُّيُوفُ البُصْرِيَّة؛ وَقَالَ: يَفْلُونَ بالقَلَعِ البُصْرِيّ هامَهُمُ «3» . وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْحُصَيْنِ بْنِ الحُمامِ المُرّي: صَفائح بُصْرَى أَخْلَصَتْها قُيُونُها، ... ومُطَّرِداً مِنْ نَسْج دَاودَ مُحْكَمَا والنسَبُ إِليها بُصْرِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه دَخِيلًا. والأَباصِرُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: تُمسك النار يوم القيامة حَتَّى تَبِصَّ كأَنَّها مَتْنُ إِهالَةٍ أَي تَبْرُقَ ويتلأْلأَ ضوؤُها. بضر: الْفَرَّاءُ: البَضْرُ نَوْفُ الجاريةِ قَبْلَ أَن تُخْفَضَ. وَقَالَ الْمُفَضِّلُ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ البَضْرُ، وَيُبْدِلُ الظَّاءَ ضَادًا، وَيَقُولُ: قَدِ اشْتَكَى ضَهْرِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يُبْدِلُ الضَّادَ ظَاءً فَيَقُولُ: قَدْ عَظَّتِ الحربُ بَنِي تَمِيمٍ. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: البُضَيْرَةُ تَصْغِيرُ البَضْرَة وَهِيَ بُطلان الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ذَهَبَ دَمُهُ بِضْراً مِضْراً «4». خِضْراً أَي هَدَراً، وذَهَبَ بِطْراً، بِالطَّاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ: ذَهَبَ دَمُهُ مَضِراً. بطر: البَطَرُ: النَّشَاطُ، وَقِيلَ: التَّبَخْتُرُ، وَقِيلَ: قِلَّةُ احْتِمَالِ النِّعمة، وَقِيلَ: الدَّهَشُ والحَيْرَةُ. وأَبْطَرهُ أَي أَدهشه؛ وَقِيلَ: البَطَرُ الطُّغيان فِي النِّعْمَةِ،

_ (2). وَرَدَ هَذَا الشِّعْرُ فِي صفحة 60 وفيه لفظة عنادي بدلًا من عيادي ولعلَّ ما هنا أَكثر مناسبة للمعنى مما هنالك (3). في أساس البلاغة: يَعلون بالقَلَع إلخ (4). قوله [بضراً مضراً إلخ] بكسر فسكون وككتف كما في القاموس

وَقِيلَ: هُوَ كَرَاهَةُ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ أَن يَسْتَحِقَّ الْكَرَاهِيَةَ. بَطِرَ بَطَراً، فَهُوَ بَطِرٌ. والبَطَرُ: الأَشَر، وَهُوَ شِدَّةُ المَرَح. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلى مَنْ جرَّ إِزَارَه بَطَراً ؛ البَطَر: الطُّغْيَانُ عِنْدَ النِّعْمَةِ وَطُولِ الْغِنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: الكِبْرُ بَطَرُ الحَقّ ؛ هُوَ أَن يَجْعَلَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ حَقًّا مِنْ تَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ بَاطِلًا، وقيل: هو أَن يتخير عِنْدَ الْحَقِّ فَلَا يَرَاهُ حَقًّا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَتَكَبَّرَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَقْبَلَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها ؛ أَراد بَطِرت فِي مَعِيشَتِهَا فَحَذَفَ وأَوصل؛ قَالَ أَبو إِسحاق: نَصَبَ مَعِيشَتَهَا بِإِسْقَاطِ فِي وَعَمَلِ الْفِعْلِ، وتأْويله بَطِرَتْ فِي مَعِيشَتِهَا. وبَطِرَ الرجلُ وبَهِتَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَطَرُ كالحَيْرَة والدَّهَشِ، والبَطَرُ كالأَشَرِ وغَمْطِ النِّعْمَةِ. وبَطِرَ، بِالْكَسْرِ، يَبْطَرُ وأَبْطَرَه المالُ وبَطِرَ بالأَمر: ثَقُل بِهِ ودَهِشَ فَلَمْ يَدْرِ مَا يُقَدِّم وَلَا مَا يُؤَخِّرُ. وأَبْطَرَه حِلْمَهُ: أَدْهَشَهُ وبَهَتَهُ عَنْهُ. وأَبْطَرَه ذَرْعَهُ: حَمَّلَهُ فَوْقَ مَا يُطيق، وَقِيلَ: قَطَعَ عَلَيْهِ مَعَاشَهُ وأَبْلَى بَدَنَه؛ وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَزَعَمَ أَن الذَّرْعَ البَدَنُ، وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ القَطُوفِ إِذا جَارَى بَعِيرًا وَسَاعَ الخطْوِ فَقَصُرَتْ خُطاه عَنْ مُباراته: قَدْ أَبْطَرَه ذَرْعَهُ أَي حَمَّلَهُ أَكثر مِنْ طَوْقِه؛ والهُبَعُ إِذا مَاشَى الرُّبَعَ أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَعَ أَي اسْتَعَانَ بِعُنُقه ليَلْحَقَهُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ أَرْهَقَ إِنساناً فحمَّلَه مَا لَا يُطِيقُهُ: قَدْ أَبْطَرَه ذَرْعَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّه قَالَ: الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْصُ النَّاس ؛ وبَطَرُ الحقِّ أَن لَا يَرَاهُ حَقًّا وَيَتَكَبَّرُ عَنْ قَبُولِهِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: بَطِرَ فلانٌ هَدْيَةَ [هِدْيَةَ] أَمْرِه إِذا لَمْ يَهْتَدِ لَهُ وَجَهِلَهُ وَلَمْ يَقْبَلْهُ؛ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ ذَهَبَ دَمُهُ بِطْراً وبِطْلًا وفِرْغاً إِذا بَطَلَ، فَكَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ بَطْرُ الحقِّ أَن يَرَاهُ بَاطِلًا، وَمِنْ جَعْلِهِ مِنْ قَوْلِكَ بَطِرَ إِذا تَحَيَّرَ ودَهِشَ، أَراد أَنه تَحَيَّرَ فِي الْحَقِّ فَلَا يَرَاهُ حَقًّا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: البَطَرُ الطُّغْيَانُ عِنْدَ النِّعْمَةِ. وبَطَرُ الحقِّ عَلَى قَوْلِهِ: أَن يَطْغَى عِنْدَ الْحَقِّ أَي يَتَكَبَّرَ فَلَا يَقْبَلُهُ. وبَطِرَ النِّعْمَةَ بَطَراً، فَهُوَ بَطِرٌ: لَمْ يَشْكُرْهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: بَطِرَتْ مَعِيشَتَها . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَطِرْتَ عَيْشَك لَيْسَ عَلَى التَّعَدِّي وَلَكِنْ عَلَى قَوْلِهِمْ: أَلِمْتَ بَطْنَك ورَشِدْتَ أَمْرَكَ وسَفِهْتَ نَفْسَك وَنَحْوَهَا مِمَّا لَفَظُهُ لَفْظِ الْفَاعِلِ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى الْمَفْعُولِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: وأَوقعت الْعَرَبُ هَذِهِ الأَفعال عَلَى هَذِهِ الْمَعَارِفِ الَّتِي خَرَجَتْ مُفَسَّرَةً لِتَحْوِيلِ الْفِعْلِ عَنْهَا وَهُوَ لَهَا، وإِنما الْمَعْنَى بَطِرَتْ مَعِيشَتُها وَكَذَلِكَ أَخواتها، وَيُقَالُ: لَا يُبْطِرَنَّ جهلُ فُلَانٍ حلْمَكَ أَي لَا يُدْهِشْكَ عَنْهُ. وذهب دَمُه بَطْراً [بِطْراً] أَي هَدَراً؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَصله أَن يَكُونَ طُلَّابُه حُرَّاصاً بِاقْتِدَارٍ وبَطَر فَيُحَرِّمُوا إِدراك الثَّأْر. الْجَوْهَرِيُّ: وَذَهَبَ دَمُهُ بِطْراً، بِالْكَسْرِ، أَي هَدَراً. وبَطَرَ الشيءَ يَبْطُرُه ويَبْطِرُه بَطْراً، فَهُوَ مَبْطُورٌ وَبِطَيْرٌ: شَقَّهُ. والبَطْرُ: الشَّقُّ؛ وَبِهِ سُمِّي البَيْطارُ بَيْطاراً والبَطِيرُ والبَيْطَرُ والبَيْطارُ والبِيَطْرُ، مِثْلَ هِزَبْرٍ، والمُبَيْطِرُ، مُعالجُ الدوابِّ: مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَميلَةٍ، ... كبَزْغِ الِبيَطْرِ الثِّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ وَيُرْوَى البَطِير؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها، ... طَعْنَ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَد

الْمِدْرَى هُنَا قَرْنُ الثَّوْرِ؛ يُرِيدُ أَنه ضَرَبَ بِقَرْنِهِ فَرِيصَةَ الْكَلْبِ وَهِيَ اللُّحْمَةُ الَّتِي تَحْتَ الْكَتِفِ الَّتِي تُرْعَدُ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ فأَنفذها. والعَضَدُ: دَاءٌ يأْخذ فِي العَضُد. وَهُوَ يُبَيْطِرُ الدَّوَابَّ أَي يُعَالِجُهَا، وَمُعَالَجَتُهُ البَيْطَرَةُ. والبِيَطْرُ: الخَيَّاط؛ قَالَ: شَقَّ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ وَفِي التَّهْذِيبِ: باتَتْ تَجيبُ أَدْعَجَ الظَّلَامِ، ... جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قَالَ شَمِرٌ: صَيَّر الْبَيْطَارُ خَيَّاطاً كَمَا صُير الرجلُ الحاذقُ إِسْكافاً. وَرَجُلٌ بِطْرِيرٌ: متمادٍ فِي غَيِّه، والأُنثى بِطْرِيرَةٌ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النِّسَاءِ. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: إِذا بَطِرَت وَتَمَادَتْ فِي الغَيّ. بظر: البَظْرُ: مَا بَيْنَ الإِسْكَتَيْنِ مِنَ المرأَة، وَفِي الصِّحَاحِ: هَنَةٌ بَيْنَ الإِسْكَتَيْن لَمْ تُخْفَضْ، وَالْجَمْعُ بُظور، وَهُوَ البَيْظَرُ والبُنْظُر والبُنظارة والبَظَارَةُ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي غَسَّانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا ابنَ مُقَطِّعَة البُظُور ، جَمْعُ بَظْر، وَدَعَاهُ بِذَلِكَ لأَن أُمه كَانَتْ تَخْتنُ النساءَ، وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ هَذَا اللَّفْظَ فِي مَعْرِضِ الذَّم وإِن لَمْ تَكُنْ أُمُّ مَنْ يُقَالُ لَهُ هَذَا خَاتِنَةً، وَزَادَ فِيهَا اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: والكَيْنُ والنَّوْفُ والرَّفْرَف، قَالَ: وَيُقَالُ لِلنَّاتِئِ فِي أَسفل حَيَاءِ النَّاقَةِ البُظارة أَيضاً. وبُظارة الشَّاةِ: هَنَةٌ فِي طَرَفِ حَيَائِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والبُظارة طَرَفُ حَيَاءِ الشَّاةِ وَجَمِيعِ الْمَوَاشِي مِنْ أَسفله؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الناتئُ فِي أَسفل حَيَاءِ الشَّاةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ جَرِيرٌ للمرأَة فَقَالَ: تُبَرِّئُهُمْ مِنْ عَقْرِ جِعْثِنَ، بَعد ما ... أَتَتْكَ بِمَسْلوخِ البُظارَةِ وارِمِ وَرَوَاهُ أَبو غَسَّانَ البَظارة، بِالْفَتْحِ. وأَمَةٌ بَظْرَاءُ: بَيِّنَةُ البَظْرِ طَوِيلَةُ البَظْرِ، وَالِاسْمُ البَظَرُ وَلَا فِعْلَ لَهُ، وَالْجَمْعُ بُظْرٌ، والبَظَرُ الْمَصْدَرُ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَالَ بَظِرَتْ تَبْظَرُ لأَنه لَيْسَ بِحَادِثٍ وَلَكِنَّهُ لَازِمٌ. وَيُقَالُ لِلَّتِي تَخْفضُ الجواريَ: مُبَظِّرَة. والمُبَظِّرُ: الخَتَّانُ كأَنه عَلَى السَّلْبِ. وَرَجُلٌ أَبْظَرُ: لَمْ يُخْتَنْ. والبُظْرَةُ: نُتُوءٌ فِي الشَّفَةِ، وَتَصْغِيرُهَا بُظَيْرَةٌ. والأَبْظَرُ: النَّاتئُ الشفةِ الْعُلْيَا مَعَ طُولِهَا، ونُتُوء فِي وَسَطِهَا مُحَاذٍ للأَنف. أَبو الدُّقَيْشِ: امرأَة بِظْريرٌ، بِالظَّاءِ، طَوِيلَةُ اللِّسَانِ صَخَّابَةٌ. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: بِظْرِيرٌ شُبِّه لِسانُها بالبَظْرِ. قَالَ اللَّيْثُ: قَوْلُ أَبي الدُّقَيْشِ أَحب إِلَيْنَا، وَنَظِيرُهَا مَعْرُوفٌ؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ بِطْرِيرٌ، بِالطَّاءِ، أَي أَنها بَطِرَتْ وأَشِرَتْ. والبُظْرَةُ والبُظَارَةُ: الهَنَةُ الناتِئَة فِي وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا إِذا عَظُمَتْ قَلِيلًا. وَرَجُلٌ أَبْظَر: فِي شَفَتِهِ الْعُلْيَا طُولٌ مَعَ نُتُوء فِي وَسَطِهَا، وَهِيَ الحِثْرِمَةُ مَا لَمْ تُطِلْ، فإِذا طَالَتْ قَلِيلًا فَالرَّجُلُ حِينَئِذٍ أَبْظر. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ أَنه أَتى فِي فَرِيضَةٍ وَعِنْدَهُ شُرَيْحٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا تَقُولُ فِيهَا أَيها الْعَبْدُ الأَبْظَر؟ وَقَدْ بَظِرَ الرجلُ بَظَراً وَقِيلَ: الأَبْظَرُ الَّذِي فِي شَفَتِهِ الْعُلْيَا طُولٌ مَعَ نُتُوء. وَفُلَانٌ يُمِصُّ «5». فُلَانًا ويُبَظِّره. وَذَهَبَ دَمُه بِظْراً أَي هَدَراً، وَالطَّاءُ فِيهِ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والبَظْرُ الخاتمُ، حِمْيَرِيَّة، وَجَمْعُهُ بُظُور؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: كَمَا سَلَّ البُظُورَ مِن الشَّناتِرْ الشَّنَاتِرُ: الأَصابع. التَّهْذِيبُ: والبَظْرةُ، بِسُكُونِ الظَّاءِ، حَلْقَةُ الْخَاتَمِ بِلَا كُرْسِيٍّ، وَتَصْغِيرُهَا بُظَيْرة أَيضاً، قَالَ: والبُظَيْرَةُ تَصْغِيرُ البَظْرَة وهي القليل من

_ (5). قوله [وفلان يمص إلخ] أي قال له امصص بظر فلانة كما في القاموس

الشَّعْرِ فِي الإِبط يَتَوَانَى الرَّجُلُ عَنْ نَتْفِهِ، فَيُقَالُ: تَحْتَ إِبطه بُظَيْرَة. قَالَ: والبَضْرُ: بِالضَّادِ، نَوْفُ الْجَارِيَةِ قَبْلَ أَن تُخْفَضَ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُبْدِلُ الظَّاءَ ضَادًا فَيَقُولُ: البَضْرُ، وَقَدِ اشْتَكَى ضَهْرِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يُبْدِلُ الضَّادَ ظَاءً، فَيَقُولُ: قَدْ عَظَّتِ الحربُ بَنِي تميم. بعر: البَعيرُ: الجَمَل البازِلُ، وَقِيلَ: الجَذَعُ، وَقَدْ يَكُونُ للأُنثى، حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: شَرِبْتُ مِنْ لَبَنِ بَعيري وصَرَعَتْني بَعيري أَي نَاقَتِي، وَالْجَمْعُ أَبْعِرَةٌ فِي الْجَمْعِ الأَقل، وأَباعِرُ وأَباعيرُ وبُعْرانٌ وبِعْرانٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَباعِرُ جَمْعُ أَبْعِرةٍ، وأَبْعِرَةٌ جَمْعُ بَعير، وأَباعِرُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَلَيْسَ جَمْعًا لِبَعِيرٍ، وَشَاهِدُ الأَباعر قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ الصِّقّيل العُقَيْلي أَحد اللُّصُوصِ الْمَشْهُورَةِ بِالْبَادِيَةِ وَكَانَ قَدْ تَابَ: أَلا قُلْ لرُعْيانِ الأَباعِرِ: أَهْمِلوا، ... فَقَدْ تابَ عَمّا تَعْلَمونَ يَزيدُ وإِنَّ امْرَأً يَنْجو من النار، بَعْدَ ما ... تَزَوَّدَ منْ أَعْمالِها، لسَعيدُ قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِهِ النَّاسُ وَلَا يَعْرِفُونَ قَائِلَهُ، وَكَانَ سَبَبُ تَوْبَةِ يَزِيدَ هَذَا أَن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَجَّه إِلى الشَّامِ جَيْشًا غَازِيًا، وَكَانَ يَزِيدُ هَذَا فِي بَعْضِ بَوَادِي الْحِجَازِ يَسْرِقُ الشَّاةَ وَالْبَعِيرَ وإِذا طُلب لَمْ يُوجَدْ، فَلَمَّا أَبصر الْجَيْشَ مُتَوَجِّهًا إِلى الْغَزْوِ أَخلص التَّوْبَةَ وَسَارَ مَعَهُمْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْبَعِيرُ مِنَ الإِبل بِمَنْزِلَةِ الإِنسان مِنَ النَّاسِ، يُقَالُ لِلْجُمَلِ بَعيرٌ وَلِلنَّاقَةِ بَعيرٌ. قَالَ: وَإِنَّمَا يُقَالُ لَهُ بَعِيرٌ إِذا أَجذع. يُقَالُ: رأَيت بَعِيرًا مِنْ بَعِيدٍ، وَلَا يُبَالِي ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ بِعير، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وشِعير، وَسَائِرُ الْعَرَبِ يَقُولُونَ بَعير، وَهُوَ أَفصح اللُّغَتَيْنِ؛ وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيِّ: فإِن كنتَ تَبْغِي للظُّلامَةِ مَرْكَباً ... ذَلُولًا، فإِني ليسَ عِنْدِي بَعِيرُها يَقُولُ: إِن كُنْتَ تُرِيدُ أَن أَكون لَكَ رَاحِلَةً تَرْكَبُنِي بِالظُّلْمِ لَمْ أُقرّ لَكَ بِذَلِكَ وَلَمْ أَحتمله لَكَ كَاحْتِمَالِ الْبَعِيرِ مَا حُمّلَ. وبَعِرَ الجَمَلُ بَعَراً: صَارَ بَعِيرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْبَعِيرِ سُؤَالٌ جَرَى فِي مَجْلِسِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ، وَكَانَ السَّائِلُ ابْنُ خالويه والمسؤُول الْمُتَنَبِي، قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وَالْبَعِيرُ أَيضاً الْحِمَارُ وَهُوَ حَرْفٌ نَادِرٌ أَلقيته عَلَى الْمُتَنَبِّي بَيْنَ يَدَيْ سَيْفِ الدَّوْلَةِ، وَكَانَتْ فِيهِ خُنْزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّة، فَاضْطَرَبَ فَقُلْتُ: الْمُرَادُ بِالْبَعِيرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ، الحمارُ فَكَسَرَتْ مِنْ عِزَّتِهِ، وَهُوَ أَن الْبَعِيرَ فِي الْقُرْآنِ الْحِمَارُ، وَذَلِكَ أَن يَعْقُوبَ وَأُخْوَةَ يُوسُفَ، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانُوا بِأَرْضِ كَنْعَانَ وَلَيْسَ هُنَاكَ إِبل وَإِنَّمَا كَانُوا يَمْتَارُونَ عَلَى الْحَمِيرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ، أَي حِمْلُ حِمَارٍ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي تَفْسِيرِهِ. وَفِي زَبُورِ دَاوُدَ: أَن الْبَعِيرَ كُلُّ مَا يُحْمَلُ، وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا يُحْمَلُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ بِعِيرٌ، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: اسْتَغْفَرَ لِي رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ الْبَعِيرِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً ؛ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي اشْتَرَى فِيهَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جَابِرٍ جَمَلَهُ وَهُوَ فِي السَّفَرِ. وَحَدِيثُ الْجَمَلِ مَشْهُورٌ. والبَعْرَة: وَاحِدَةُ البَعْرِ. والبَعْرُ والبَعَرُ: رَجِيعُ الخُف والظِّلف مِنَ الإِبل وَالشَّاءِ وَبَقْرِ الْوَحْشِ وَالظِّبَاءِ إِلَّا الْبَقَرَ الأَهلية فَإِنَّهَا تَخْثي وَهُوَ خَثْيُها، وَالْجَمْعُ أَبْعَارٌ، والأَرنب تَبْعَرُ أَيضاً، وَقَدْ بَعَرَتِ الشاةُ وَالْبَعِيرُ يَبْعَرُ بَعْراً. والمِبْعَرُ والمَبْعَرُ: مكانُ البَعَرِ مِنْ كُلِّ ذِي أَربع،

وَالْجَمْعُ مَباعِرُ. والمِبْعارُ: الشَّاةُ وَالنَّاقَةُ تُباعِرُ حالِبَها. وباعَرَتِ الشاةُ وَالنَّاقَةُ إِلى حَالِبِهَا: أَسْرَعَتْ، والاسمُ البِعارُ، ويُعَدُّ عَيْبًا لأَنها رُبَّمَا أَلقت بَعَرَها فِي المِحْلَب. والبَعْرُ: الْفَقْرُ التَّامُّ الدَّائِمُ، والبَعَرَةُ: الكَمَرَةُ. والبُعَيْرَةُ: تَصْغِيرُ البَعْرَة، وَهِيَ الغَضْبَةُ فِي اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ. وَمِنْ أَمثالهم: أَنت كَصَاحِبِ البَعْرَة؛ وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ أَن رَجُلًا كَانَتْ لَهُ ظِنَّة فِي قَوْمِهِ فَجَمَعَهُمْ يَسْتَبْرِئُهُمْ وأَخذ بَعْرَة فَقَالَ: إِني رَامٍ بِبَعْرَتِي هَذِهِ صَاحِبَ ظِنِّتي، فَجَفَلَ لَهَا أَحَدُهُم وَقَالَ: لَا تَرْمِنِي بِهَا، فأَقرّ عَلَى نَفْسِهِ. والبَعَّارُ: لَقَبُ رَجُلٍ. والبَيْعَرَة: مَوْضِعٌ. وأَبناء الْبَعِيرِ: قَوْمٌ. وَبَنُو بُعْرَان: حَيٌّ. بعثر: الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ؛ قَالَ: خَرَجَ مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وخروج الموتى بعد ذلك؛ قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن تُخرج الأَرض أَفْلَاذَ كَبِدِها. قَالَ: وبُعْثِرَتْ وبُحْثِرَتْ لُغَتَانِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بُعْثِرَتْ أَي قلب ترابها وَبُعِثَ الْمَوْتَى الَّذِينَ فِيهَا. وَقَالَ: بَعْثَرُوا مَتَاعَهُمْ وبَحْثَرُوه إِذا قَلَبُوه وفَرَّقُوه وبَدَّدُوه وَقَلَبُوا بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِني إِذا لَمْ أَرك تَبَعْثَرَتْ نَفْسي أَي جَاشَتْ وَانْقَلَبَتْ وغَثَتْ. وبَعْثَرَ الشيءَ: فرَّقه. وبَعْثَر الترابَ وَالْمَتَاعَ: قَلَبَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن عَيْنَهَا بَدَلٌ مِنْ غَيْنِ بَغْثَرَ أَو غَيْنُ بَغْثَرَ بَدَلٌ مِنْهَا. وبَعْثَرَ الْخَبَرَ بَحَثَهُ، وَيُقَالُ: بَعْثَرْتُ الشيءَ وبَحْثَرْتهُ إِذا اسْتَخْرَجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ؛ أُثِيرَ وأُخْرِجَ، قَالَ: وَتَقُولُ بَعْثَرْتُ حَوْضي أَي هَدَمْتُهُ وَجَعَلْتُ أَسفله أَعلاه. بعذر: بَعْذَرَه: حَرَّكه ونفَضَه. بعكر: بعْكَرَ الشَّيْءَ. قَطَعَهُ كَكَعْبرَهُ. بغر: ابْنُ الأَعرابي: البَغَرُ والبَغْرُ الشُّرْبُ بِلَا رِيّ. الْبَغَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ أَو عَطَشٌ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ دَاءٌ يأْخذ الإِبل فَتَشْرَبُ فَلَا تَرْوَى وتَمْرضُ عَنْهُ فَتَمُوتُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَقُلْتُ: مَا هو إِلا السَّامُ تَرْكَبُه، ... كَأَنَّما المَوْتُ فِي أَجْنَادِهِ البَغَرُ والبَحَرُ مِثْلُهُ؛ وأَنشد: وسِرْتَ بِقِيقاةٍ، فَأَنْتَ بَغِيرُ الْيَزِيدِيُّ: بَغِرَ بَغَراً إِذا أَكثر مِنَ الْمَاءِ فَلَمْ يَرْوَ، وَكَذَلِكَ مَجَرَ مَجْراً. وبَغَرَ الرجلُ بَغْراً وبَغِرَ، فَهُوَ بَغِرٌ وبَغِيرٌ: لَمْ يَرْوَ، وأَخذه مِنْ كَثْرَةِ الشُّرْبِ دَاءٌ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ، وَالْجَمْعُ بَغارَى وبُغارَى. وماءٌ مَبْغَرَةٌ: يُصِيبُ عَنْهُ البَغَرُ. والبَغْرَةُ: قُوَّةُ الْمَاءِ. وبَغَرَ النجمُ يَبْغُرُ بُغوراً أَي سَقَطَ وَهَاجَ بِالْمَطَرِ، يَعْنِي بِالنَّجْمِ الثريا. وبَغَرَ النَّوُّ إِذا هَاجَ بِالْمَطَرِ؛ وأَنشد: بَغْرَة نَجْمٍ هَاجَ لَيْلًا فَبَغَرْ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هَذِهِ بَغْرَةُ نَجْمِ كَذَا، وَلَا تَكُونُ البَغْرَةُ إِلا مَعَ كَثْرَةِ الْمَطَرِ. والبَغْرُ والبَغَرُ والبَغْرَةُ: الدُّفْعَةُ الشَّدِيدَةُ مِنَ الْمَطَرِ؛ بَغِرَتِ السَّمَاءُ بَغَراً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: بُغِرَتِ الأَرْضُ أَصابها الْمَطَرُ فَلَيَّنَها قَبْلَ أَن تُحْرَثَ، وإِن سَقَاهَا أَهلها قَالُوا: بَغَرْناها بَغْراً. والبَغْرَةُ: الزَّرْعُ يُزْرَعُ بَعْدَ الْمَطَرِ فَيَبْقَى فِيهِ الثَّرَى حَتَّى يُحْقِلَ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ بَغْرَةٌ من العطاء لا تَعِيضُ إِذا دَامَ عَطَاؤُهُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ؛

سَحَّتْ لأَبْناءِ الزُّبَيْرِ مآثِرٌ ... فِي المَكْرُمَاتِ، وبَغْرَةٌ لَا تُنْجِمُ وَيُقَالُ: تَفَرَّقَتِ الإِبل وَذَهَبَ الْقَوْمُ شَغَرَ بَغَرَ، وَذَهَبَ الْقَوْمُ شَغَرَ مَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ وشِغَرَ مِغَرَ أَي مُتَفَرِّقِينَ فِي كُلِّ وَجْهٍ. وعُيِّرَ رجلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ أَبوكَ بَشَماً، وَمَاتَتْ أُمُّكَ بَغَراً. بغبر: ابْنُ الأَعرابي: البُغْبُور الحجَر الَّذِي يُذْبَحُ عَلَيْهِ الْقُرْبَانُ لِلصَّنَمِ. والبُغبُورُ: مَلِكُ الصِّين. بغثر: بَغْثَرَ طعامَه: فَرَّقَه. وَتَقُولُ: رَكِبَ الْقَوْمُ فِي بَغْثَرَةٍ أَي فِي هَيْجٍ واختلاطٍ. وبَغْثَرَ مَتَاعَهُ وبَعْثَرَهُ إِذا قَلَبَهُ. والبَغْثَرَةُ: خُبْثُ النَّفْسِ. تَقُولُ: مَا لِي أَراك مُبَغْثِرًا وَقَدْ تَبَغْثَرَتْ نَفْسُه أَي خَبُثَتْ وغَثَتْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا لَمْ أَرك تَبَغْثَرَتْ نَفْسِي أَي غَثَتْ، وَيُرْوَى تَبَعْثَرَتْ، بِالْعَيْنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَصبح فلانٌ مُتَبَغْثِراً أَي مُتَمَقِّساً، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْعَيْنِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا أَرويه عَنْ أَحد. والبَغْثَرُ: الأَحمق الضَّعِيفُ، والأُنثى بَغْثَرَةٌ. التَّهْذِيبُ: والبَغْثَرُ مِنَ الرِّجَالِ الثَّقِيلُ الوخِمُ؛ وأَنشد: وَلَمْ نَجِدْ بَغْثَراً كَهَاماً وبَغْثَرٌ: اسْمُ شَاعِرٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَنَسَبَهُ فَقَالَ: وَهُوَ بَغْثَرُ بْنُ لَقِيطِ بْنِ خَالِدِ بن نضلة. بقر: البَقَرُ: اسْمُ جِنْسٍ. ابْنُ سِيدَهْ: البَقَرَةُ مِنَ الأَهلي وَالْوَحْشِيِّ يَكُونُ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى؛ قَالَ غَيْرُهُ: وإِنما دَخَلَتْهُ الْهَاءُ عَلَى أَنه وَاحِدٌ مِنْ جِنْسٍ، وَالْجَمْعُ البَقَراتُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ بَقَرٌ وَجَمْعُ البَقَرِ أَبْقُرُ كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ، وأَنشد لِمُقْبِلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيِّ: كأَنَّ عَرُوضَيْهِ مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ ... لَهُنَّ، إِذا مَا رُحْنَ فِيهَا، مَذاعِقُ فأَما بَقَرٌ وباقِرٌ وبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَسماء لِلْجَمْعِ؛ زَادَ الأَزهري: وبَواقِر؛ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: وأَنشدني ابْنُ أَبي طَرَفَةَ: وسَكَّنْتُهُمْ بالقَوْلِ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ ... بَواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَراتِعُ وأَنشد غَيْرُ الأَصمعي فِي بَيْقُورٍ: سَلَعٌ مَّا، ومِثلُه عُشَرٌ مَّا، ... عائلٌ مَّا، وعالَتِ البَيْقُورا وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْوَرَلِ الطَّائِيِّ: لَا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خَابَ سَعْيُهُمُ، ... يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزمَات بالعُشَرِ أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً، ... ذَرِيعَةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والْمَطَرِ؟ وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا اسْتَسْقَوْا جَعَلُوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ فِي أَذناب الْبَقَرِ وأَشعلوا فِيهِ النَّارَ فَتَضِجُّ الْبَقَرُ مِنْ ذَلِكَ وَيُمْطَرُونَ. وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ البَقَرَ: باقُورَةً. وَكَتَبَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي كِتَابِ الصَّدَقَةِ لأَهل الْيَمَنِ: فِي ثَلَاثِينَ بَاقُورَةً بَقَرَةٌ. اللَّيْثُ: الْبَاقِرُ جَمَاعَةُ الْبَقَرِ مَعَ رُعَاتِهَا، وَالْجَامِلُ جَمَاعَةُ الْجِمَالِ مَعَ رَاعِيهَا. ورجلٌ بَقَّارٌ: صَاحِبُ بَقْرٍ. وعُيونُ البَقَرِ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ. وبَقِرَ: رَأَى بَقَرَ الْوَحْشِ فَذَهَبَ عَقْلُهُ فَرِحًا بِهِنَّ.

وبَقِرَ بَقَراً وبَقْراً، «1». فَهُوَ مَبْقُور وبَقِيرٌ: شُقه. وَنَاقَةٌ بَقِيرٌ: شُقَّ بَطْنُهَا عَنْ وَلَدِهَا أَيَّ شَقٍّ؛ وَقَدْ تَبَقَّر وابْتَقَر وانْبَقَر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تُنْتَجُ يَوْمَ تُلْقِحُ انْبِقَارا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي حَدِيثٍ لَهُ: فَجَاءَتِ المرأَة فإِذا الْبَيْتُ مَبْقُورٌ أَي مُنْتَثِرٌ عَتَبَتُهُ وعِكْمُه الَّذِي فِيهِ طَعَامُهُ وَكُلُّ مَا فِيهِ. والبِقِيرُ والبَقِيرةُ: بُرْدٌ يُشَقُّ فَيُلْبَسُ بِلَا كُمَّيْنِ وَلَا جَيْب، وَقِيلَ: هُوَ الإِتْبُ. الأَصمعي: البَقِيرةُ أَن يؤْخذ بُرد فَيُشَقُّ ثُمَّ تُلْقِيهِ المرأَة فِي عُنُقِهَا مِنْ غَيْرِ كُمَّيْنِ وَلَا جَيْبٍ، والإِتْبُ قَمِيصٌ لَا كُمَيْنِ لَهُ تَلْبَسُهُ النِّسَاءُ. التَّهْذِيبُ: رَوَى الأَعمش عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ هُدْهُدِ سُلَيْمَانَ قَالَ: بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ فِي فَلَاةٍ احْتَاجَ إِلى الْمَاءِ فَدَعَا الْهُدْهُدَ فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الْمَاءَ، فَدَعَا الشَّيَاطِينَ فَسَلَخُوا مَوَاضِعَ الْمَاءِ كَمَا يُسْلَخُ الإِهاب فَخَرَجَ الْمَاءُ؛ قَالَ الأَزهري : قَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ مَعْنَى بَقَرَ نَظَرَ مَوْضِعَ الْمَاءِ فرأَى الْمَاءَ تَحْتَ الأَرض فأَعلم سُلَيْمَانَ حَتَّى أَمر بِحَفْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ فَسَلَخُوا أَي حَفَرُوا حَتَّى وَجَدُوا الْمَاءَ. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ عَنِ ابْنِ نَبَاتَةَ: المُبَقِّرُ الَّذِي يَخُطُّ فِي الأَرض دَارَةً قَدْرَ حَافِرِ الْفَرَسِ، وَتُدْعَى تِلْكَ الدَّارَةُ البَقْرَةَ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: بِها مِثْلُ آثَارِ المُبَقِّر مَلْعَب وَقَالَ الأَصمعي: بَقَّرَ القومُ مَا حَوْلَهُمْ أَيْ حَفَرُوا وَاتَّخَذُوا الرَّكَايَا. وَالتَّبَقُّرُ: التَّوَسُّعُ فِي الْعِلْمِ وَالْمَالِ. وَكَانَ يُقَالُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، لأَنه بَقَرَ الْعِلْمَ وَعَرَفَ أَصله وَاسْتَنْبَطَ فَرْعَهُ وتَبقَّر فِي الْعِلْمِ. وأَصل الْبَقَرِ: الشَّقُّ وَالْفَتْحُ وَالتَّوْسِعَةُ. بَقَرْتُ الشيءَ بَقْراً: فَتَحْتُهُ وَوَسَّعْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبْقُرونَ بُيُوتَنَا أَي يَفْتَحُونَهَا وَيُوَسِّعُونَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِفك: فَبَقَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ أَيْ فَتَحْتُهُ وَكَشَفْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَمر بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فأُحميت ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْحَافِظُ أَبو مُوسَى: الَّذِي يَقَعُ لِي فِي مَعْنَاهُ أَنه لَا يُرِيدُ شَيْئًا مَصُوغًا عَلَى صُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَلَكِنَّهُ رُبَّمَا كَانَتْ قِدْراً كَبِيرَةً وَاسِعَةً فَسَمَّاهَا بَقَرَةً مأْخوذاً مِنَ التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع، أَو كَانَ شَيْئًا يَسَعُ بَقَرَةً تَامَّةً بِتَوابلها فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: ابْقُرْها عَنْ جَنينها أَي شُقَّ بَطْنُهَا عَنْ وَلَدِهَا، وبَقِرَ الرَّجُلُ يَبْقَرُ بَقَراً وبَقْراً، وَهُوَ أَن يَحْسِرَ فَلَا يَكَادُ يُبصر؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَنكر أَبو الْهَيْثَمِ فَمَا أَخبرني عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ بَقْراً، بِسُكُونِ الْقَافِ؛ وَقَالَ: الْقِيَاسُ بَقَراً عَلَى فَعَلًا لأَنه لَازِمٌ غَيْرُ وَاقِعٍ. الأَصمعي: بَيْقَرَ الفرسُ إِذا خَامَ بِيَدِهِ كَمَا يَصْفِنُ بِرِجْلِهِ. والبَقِير: المُهْرُ يُولَدُ فِي ماسكَةٍ أَو سَلًى لأَنه يَشُقُّ عَلَيْهِ. والبَقَرُ: الْعِيَالُ. وَعَلَيْهِ بَقَرَةٌ مِنْ عيالٍ ومالٍ أَي جماعةٌ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَجُرُّ بَقَرَةً أَي عِيَالًا. وتَبَقَّرَ فِيهَا وتَبَيْقَرَ: تَوَسَّعَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنِ التَّبَقُّر فِي الأَهل وَالْمَالِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي يُرِيدُ الْكَثْرَةَ والسَّعة، قَالَ: وأَصل التَّبَقُّرِ التوسعُ والتَّفَتُّح؛ وَمِنْهُ قِيلَ: بَقَرْتُ بَطْنَهُ إِنَّمَا هُوَ شْققته وَفَتَحْتُهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم سُلَيْمٍ: إِنْ دَنَا مِنِّي أَحد مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بَطْنَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ هذا

_ (1). قوله؛ [وبقر بقراً وبقراً] سيأتي قريباً التنبيه على ما فيه بنقل عبارة الْأَزْهَرِيُّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ والحاصل كما يؤخذ من القاموس والصحاح والمصباح أنه من باب فرح فيكون لازماً ومن باب قتل ومنع فيكون متعدياً

حَدِيثُ أَبي مُوسَى حِينَ أَقبلت الْفِتْنَةُ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ إِن هَذِهِ الْفِتْنَةَ بَاقِرَةٌ كَدَاءِ الْبَطْنِ لَا يُدْرَى أَنَّى يُؤْتى لَهُ ؛ إِنما أَراد أَنها مُفْسِدَةٌ لِلدِّينِ وَمُفَرِّقَةٌ بَيْنَ النَّاسِ ومُشَتِّتَةٌ أُمورهم، وَشَبَّهَهَا بِوَجَعِ الْبَطْنِ لأَنه لَا يُدْرَى مَا هَاجَهُ وَكَيْفَ يُدَاوَى ويتأَتى لَهُ. وبَيْقَرَ الرجلُ: هَاجَرَ مِنْ أَرض إِلى أَرض. وبَيْقَرَ: خَرَجَ إِلَى حَيْثُ لَا يَدْرِي. وبَيْقَرَ: نَزَلَ الحَضَرَ وأَقام هُنَاكَ وَتَرَكَ قَوْمَهُ بِالْبَادِيَةِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْعِرَاقَ، وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَلا هَلْ أَتَاهَا، والحوادثُ جَمَّةٌ، ... بأَنَّ إمْرَأَ القَيْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَيْقَرا؟ يَحْتَمِلُ جَمِيعَ ذَلِكَ. وبَيْقَرَ: أَعْيَا. وبَيْقَر: هلَك. وَبَيْقَرَ: مشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ. وبَيْقَرَ: أَفسد؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قوله: وَقَدْ كانَ زَيْدٌ، والقُعُودُ بأَرْضِهِ، ... كَرَاعِي أُنَاسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقرَا وَالْبَيْقَرَةُ: الْفَسَادُ. وَقَوْلُهُ: كَرَاعِي أُناس أَي ضَيَّعَ غَنَمَهُ لِلذِّئْبِ؛ وَكَذَلِكَ فُسِّرَ بِالْفَسَادِ قَوْلُهُ: يَا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كانَ حِيَرَا، ... فَسُلَّ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَ بَيْقَرَا أَي يَوْمَ فَسَادٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي جَعَلَهُ اسْمًا؛ قَالَ: وَلَا أَدري لِتَرْكِ صَرْفِهِ وَجْهًا إِلَّا أَن يضمنه الضمير وَيَجْعَلَهُ حِكَايَةً، كَمَا قَالَ: نُبِّئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ ... بَغيْاً عَلَيْنَا لَهُمُ فَدِيدُ ضَمَّنَ يَزِيدُ الضَّمِيرَ فَصَارَ جُمْلَةً فَسُمِّيَ بِهَا فَحُكِيَ؛ وَيُرْوَى: يَوْمًا بَيْقَرًا أَي يَوْمًا هَلَكَ أَو فَسَدَ فِيهِ مُلْكُهُ. وبَقِرَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَعيا وحَسَرَ، وبَيْقَرَ مِثْلُهُ. ابْنُ الأَعرابي: بَيْقَرَ إِذا تَحَيَّرَ. يُقَالُ: بَقِرَ الْكَلْبُ وبَيْقَر إِذا رأَى البَقَرَ فَتَحَيَّرَ، كَمَا يُقَالُ غَزِلَ إِذا رأَى الْغَزَالَ فَلَهِيَ. وبَيْقَرَ: خَرَجَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ. وبَيْقَر إِذا شَكَّ، وبَيْقَرَ إِذا حَرَصَ عَلَى جَمْعِ الْمَالِ وَمَنْعِهِ. وبَيْقَر إِذا مَاتَ، وأَصْلُ البَيْقَرَة الْفَسَادُ. وبَيْقَرَ الرَّجُلُ فِي مَالِهِ إِذا أَسرع فِيهِ وأَفسده. وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه: البَيْقَرَة كَثْرَةُ الْمَتَاعِ وَالْمَالِ. أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْقَرَ الرَّجُلُ فِي العَدْو إِذا اعْتَمَدَ فِيهِ. وبَيْقَر الدَّارَ إِذا نَزَلَهَا وَاتَّخَذَهَا مَنْزِلًا. وَيُقَالُ: فِتْنَةٌ بَاقِرَةٌ كَدَاءِ الْبَطْنِ، وَهُوَ الْمَاءُ الأَصفر. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: سيأْتي عَلَى النَّاسِ فتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ ؛ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ. كَفَانَا اللَّهُ شَرَّهَا. والبُقَّيْرَى، مِثَالُ السُّمَّيْهى: لِعْبَةُ الصِّبْيَانِ، وَهِيَ كَوْمَةٌ مِنْ تُرَابٍ وَحَوْلَهَا خُطُوطٌ. وبَقَّرَ الصبيانُ: لَعِبُوا البُقَّيْرَى، يأْتون إِلى مَوْضِعٍ قَدْ خُبِّئَ لَهُمْ فِيهِ شَيْءٌ فَيَضْرِبُونَ بأَيديهم بِلَا حَفْرٍ يَطْلُبُونَهُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ يَصِفُ فَرَسًا: أَبَنَّتْ فَمَا تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ، ... لَهَا مِثلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ يَصِفُ فَرَسًا، وَقَوْلُهُ ذَلِكَ سَهْوٌ وإِنما هُوَ يَصِفُ خَيْلًا تَلْعَبُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَهُوَ مَا حَوْلَ مُتَالِعٍ، وَمُتَالِعٌ: اسْمُ جَبَلٍ. والبُقَّارُ: تُرَابٌ يُجْمَعُ بالأَيدي فَيُجْعَلُ قُمَزاً قُمَزاً وَيُلْعَبُ بِهِ، جَعَلُوهُ اسْمًا كالقِذَافِ؛ والقُمَزُ كأَنها صَوَامِعُ، وَهُوَ البُقَّيْرَى؛ وأَنشد: نِيطَ بِحَقْوَيها خَمِيسٌ أَقْمَرُ ... جَهْمٌ، كبُقَّارِ الوليدِ، أَشْعَرُ

والبَقَّار: اسْمُ وَادٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَبَاتَ السَّيلُ يَرْكبُ جانِبَيْهِ ... مِنَ البَقَّارِ، كالعَمِدِ الثَّقَال والبَقَّارُ: مَوْضِعٌ. والبَيْقَرَةُ: إِسْرَاعٌ يطأْطئ الرَّجُلُ فِيهِ رأْسه؛ قَالَ المثَقِّبُ العَبْدِيّ، وَيُرْوَى لِعَدِيِّ بْنِ وَدَاع: فَباتَ يَجْتَابُ شُقارَى، كَمَا ... بَيْقَرَ منْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ وشُقارَى، مُخَفَّفٌ مِنْ شُقَّارَى: نَبْتٌ، خَفَّفَهُ لِلضَّرُورَةِ، وَرَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِهِ النَّبَاتِ: مَنْ يَمْشِي إِلَى الخَلَصَة، قَالَ: والخَلَصَةُ الوَثَنُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي فَصْلِ جَسَدَ. والبَيْقَرانُ: نَبْتٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. وبَيْقُور: مَوْضِعٌ، وَذُو بَقَرٍ: مَوْضِعٌ. وَجَاءَ بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى أَي الداهية. بكر: البُكْرَةُ: الغُدْوَةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَتيتك بُكْرَةً؛ نَكِرَةٌ مُنَوَّنٌ، وَهُوَ يُرِيدُ فِي يَوْمِهِ أَو غَدِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا . التَّهْذِيبُ: والبُكْرَةُ مِنَ الْغَدِ، وَيُجْمَعُ بُكَراً وأَبْكاراً، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ ؛ بُكْرَةٌ وغُدْوَةٌ إِذا كَانَتَا نَكِرَتَيْنِ نُوِّنَتَا وَصُرِفَتَا، وَإِذَا أَرادوا بِهِمَا بُكْرَةَ يَوْمِكَ وَغَدَاةَ يَوْمِكَ لَمْ تصرفهما، فبكرة هاهنا نَكِرَةٌ. والبُكُور والتَّبْكيرُ: الْخُرُوجُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. والإِبْكارُ: الدُّخُولُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. الجوهري: وسِيرَ عَلَى فَرَسِكَ بُكْرَةً وبَكَراً كَمَا تَقُولُ سَحَراً. والبَكَرُ: البُكْرَةُ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُستعمل إِلَّا ظَرْفًا. والإِبْكارُ: اسْمُ البُكْرَةِ كالإِصباح، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَعِنْدِي أَنه مَصْدَرُ أَبْكَرَ. وبَكَرَ عَلَى الشَّيْءِ وإِليه يَبْكُرُ بُكُوراً وبكَّرَ تَبْكِيراً وابْتَكَرَ وأَبْكَرَ وباكَرَهُ: أَتاهُ بُكْرةً، كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: باكَرْتُ الشَّيْءَ إِذا بكَّرْت لَهُ؛ قال لبيد: باكَرْتُ جاجَتَها الدجاجَ بِسُحْرَةٍ مَعْنَاهُ بَادَرْتُ صَقِيعَ الدِّيكِ سَحَرًا إِلى حَاجَتِي. وَيُقَالُ: أَتيته بَاكِرًا، فَمَنْ جَعَلَ الْبَاكِرَ نَعْتاً قَالَ للأُنثى باكِرَةٌ، وَلَا يقال بَكُرَ ولا بَكِرَ إِذا بَكَّرَ، وَيُقَالُ: أَتيته بُكرة، بِالضَّمِّ، أَي باكِراً، فإِن أَردت بِهِ بُكْرَةَ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ، قُلْتَ: أَتيته بُكْرَةَ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ، وَهِيَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَا تَتَمَكَّنُ. وَكُلُّ مَنْ بَادَرَ إِلَى شَيْءٍ، فَقَدَ أَبكر عَلَيْهِ وبَكَّرَ أَيَّ وَقْتٍ كانَ. يُقَالُ: بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ أَي صَلُّوها عِنْدَ سُقُوطِ القُرْص. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ* ؛ جَعَلَ الإِبكار وَهُوَ فِعْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْوَقْتِ وَهُوَ البُكْرَةُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ*؛ جَعَلَ الْغُدُوَّ وَهُوَ مَصْدَرٌ يَدُلُّ عَلَى الْغَدَاةِ. وَرَجُلٌ بَكُرٌ فِي حَاجَتِهِ وبَكِرٌ، مِثْلَ حَذُرٍ وحَذِرٍ، وبَكِيرٌ؛ صَاحِبُ بُكُورٍ قَوِيٌّ عَلَى ذَلِكَ؛ وبَكِرٌ وبَكِيرٌ: كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ إِذ لَا فِعْلَ لَهُ ثُلَاثِيًّا بَسِيطًا. وبَكَرَ الرجلُ: بَكَّرَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: جِيرانُك باكِرٌ؛ وأَنشد: يَا عَمْرُو جِيرانُكُمُ باكِرُ، ... فالقلبُ لَا لاهٍ وَلَا صابِرُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراهم يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلى مَعْنَى الْقَوْمِ وَالْجَمْعِ لأَن لَفْظَ الْجَمْعِ وَاحِدٌ، إِلَّا أَن هَذَا إِنما يُسْتَعْمَلُ إِذا كَانَ الْمَوْصُوفُ مَعْرِفَةً لَا يَقُولُونَ جِيرانٌ باكِرٌ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنه لَا

يَمْتَنِعُ جِيرانٌ باكِرٌ كَمَا لَا يَمْتَنِعُ جِيرانُكُمْ باكِرٌ. وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ إِبْكاراً: عاجَلَهُما. وبَكَرْتُ عَلَى الْحَاجَةِ بُكُوراً وغَدَوْتُ عَلَيْهَا غُدُوّاً مِثْلَ البُكُورِ، وأَبْكَرْتُ غَيْرِي وأَبْكَرْتُ الرجلَ عَلَى صَاحِبِهِ إِبكاراً حَتَّى بَكَرَ إِليه بُكُوراً. أَبو زَيْدٍ: أَبْكَرْتُ عَلَى الوِرْدِ إِبْكاراً، وَكَذَلِكَ أَبكرت الْغَدَاءَ. وأَبْكَرَ الرجلُ: وَرَدَتْ إِبله بُكْرَةً. ابْنُ سِيدَهْ: وبَكَّرَهُ عَلَى أَصحابه وأَبْكَرَهُ عَلَيْهِمْ جَعَلَهُ يَبْكُرُ عَلَيْهِمْ. وبَكِرَ: عَجِلَ. وبَكَّرَ وتَبَكَّرَ وأَبْكَرَ: تَقَدَّمَ. والمُبْكِرُ والباكُورُ جَمِيعًا، مِنَ الْمَطَرِ: مَا جَاءَ فِي أَوَّل الوَسْمِيِّ. والباكُورُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: المعَجَّلُ الْمَجِيءِ والإِدراك، والأُنثى بَاكُورَةٌ؛ وَبَاكُورَةُ الثَّمَرَةِ مِنْهُ. وَالْبَاكُورَةُ: أَوَّل الْفَاكِهَةِ. وَقَدِ ابْتَكَرْتُ الشيءَ إِذا اسْتَوْلَيْتُ عَلَى بَاكُورَتِهِ. وابْتَكَرَ الرجلُ: أَكل باكُورَةَ الْفَاكِهَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: مَنْ بَكَّرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وابْتَكَرَ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ؛ قَالُوا: بَكَّرَ أَسرع وَخَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ بَاكِرًا وأَتى الصَّلَاةَ فِي أَوّل وَقْتِهَا؛ وَكُلُّ مَنْ أَسرع إِلى شَيْءٍ، فَقَدْ بَكَّرَ إِليه. وابْتَكَرَ: أَدرك الخُطْبَةَ مِنْ أَوَّلها، وَهُوَ مِنَ الْبَاكُورَةِ. وأَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ: باكُورَتُه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: مَعْنَاهُ مَنْ بَكَّرَ إِلى الْجُمُعَةِ قَبْلَ الأَذان، وإِن لَمْ يأْتها بَاكِرًا، فَقَدْ بَكَّرَ؛ وأَما ابْتِكارُها فأَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وَقْتِهَا، وأَصلُه مِنِ ابْتِكارِ الْجَارِيَةِ وَهُوَ أَخْذُ عُذْرَتها، وَقِيلَ: مَعْنَى اللَّفْظَيْنِ وَاحِدٌ مِثْلَ فَعَلَ وافْتَعَلَ، وإِنما كُرِّرَ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّوْكِيدِ كَمَا قَالُوا: جادٌّ مُجِدٌ. قَالَ: وَقَوْلُهُ غَسَلَ واغْتَسَلَ، غَسَل أَي غَسَلَ مَوَاضِعَ الْوُضُوءِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ؛ وَاغْتَسَلَ أَي غَسَلَ الْبَدَنَ. وَالْبَاكُورُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: هُوَ المُبَكِّرُ السَّرِيعُ الإِدْراكِ، والأُنثى باكُورَةٌ. وَغَيْثٌ بَكُورٌ: وَهُوَ المُبَكِّرُ فِي أَوَّل الوَسْمِيّ، وَيُقَالُ أَيضاً: هُوَ السَّارِي فِي آخِرِ اللَّيْلِ وأَول النَّهَارِ؛ وأَنشد: جَرَّرَ السَّيْلُ بِهَا عُثْنُونَهُ، ... وتَهادَتْها مَداليجٌ بُكُرْ وَسَحَابَةٌ مِدْلاجٌ بَكُورٌ. وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقْطَفُ؛ قَالَ: وَاحِدُهَا بِكْرٌ وَهُوَ الكَرْمُ الَّذِي حَمَلَ أَوّل حَمْلِهِ. وعَسَلٌ أَبْكارٌ: تُعَسِّلُه أَبْكارُ النَّحْلِ أَي أَفتاؤها وَيُقَالُ: بَلْ أَبْكارُ الْجَوَارِي تَلِينَهُ. وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلى عَامِلٍ لَهُ: ابعثْ إِلَيَّ بِعَسَلِ خُلَّار، مِنَ النَّحْلِ الأَبكار، مِنَ الدِّسْتِفْشَارِ، الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ؛ يُرِيدُ بالأَبكار أَفراخ النَّحْلِ لأَن عَسَلَهَا أَطيب وأَصفى، وَخُلَّارُ: موضع بفارس، والدستفشار: كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا مَا عَصَرَتْهُ الأَيْدِي؛ وَقَالَ الأَعشى: تَنَحَّلَها، مِنْ بَكارِ القِطاف، ... أُزَيْرقُ آمِنُ إِكْسَادِهَا بِكَارِ الْقِطَافِ: جَمْعُ بَاكِرٍ كَمَا يُقَالُ صاحِبٌ وصِحابٌ، وَهُوَ أَول مَا يُدْرِك. الأَصمعي: نَارٌ بِكْرٌ لَمْ تُقْبَسْ مِنْ نَارٍ، وَحَاجَةٌ بِكْرٌ طُلبت حَدِيثًا. وأَنا آتِيكَ العَشِيَّةَ فأُبَكِّر أَي أُعجل ذَلِكَ؛ قَالَ: بَكَرَتْ تَلُومُكَ، بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى؛ ... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وعِتابي فَجُعِلَ الْبُكُورُ بَعْدَ وَهْنٍ؛ وَقِيلَ: إِنما عَنَى أَوَّل اللَّيْلِ فَشَبَّهَهُ بِالْبُكُورِ فِي أَول النَّهَارِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: أَصل [ب ك ر] إِنما هُوَ التَّقَدُّمُ أَيَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَو نَهَارٍ، فأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: [بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ]

فَوَجْهُهُ أَنه اضْطُرَّ فَاسْتَعْمَلَ ذَلِكَ عَلَى أَصل وَضْعِهِ الأَول فِي اللُّغَةِ، وَتَرَكَ مَا وَرَدَ بِهِ الِاسْتِعْمَالُ الْآنَ مِنَ الِاقْتِصَارِ بِهِ عَلَى أَول النَّهَارِ دُونَ آخِرِهِ، وإِنما يَفْعَلُ الشَّاعِرُ ذَلِكَ تَعَمُّدًا لَهُ أَو اتِّفَاقًا وَبَدِيهَةَ تَهَجُّمٍ عَلَى طَبْعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ؛ لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ ؛ مَعْنَاهُ مَا صلَّوها فِي أَول وَقْتِهَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: مَا تَزَالُ أُمتي عَلَى سُنَّتي مَا بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ، فإِنه مَن تَرَكَ الْعَصْرَ حَبِطَ عَمَلُهُ ؛ أَي حَافِظُوا عَلَيْهَا وَقَدِّمُوهَا. والبِكِيرَةُ والباكُورَةُ والبَكُورُ مِنَ النَّخْلِ، مِثْلُ البَكِيرَةِ: الَّتِي تُدْرَكُ فِي أَول النَّخْلِ، وَجَمْعُ البَكُورِ بُكُرٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: ذَلِكَ مَا دِينُك، إِذ جُنِّبَتْ ... أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ وَصَفَ الْجَمْعَ بِالْوَاحِدِ كأَنه أَراد المُبْتِلَةَ فَحُذِفَ لأَن الْبِنَاءَ قَدِ انْتَهَى، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ المُبْتِل جَمْعَ مُبْتِلَة، وإِن قَلَّ نَظِيرُهُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بالبُكُرِ هاهنا الْوَاحِدَةَ لأَنه إِنما نَعَتَ حُدوجاً كَثِيرَةً فَشَبَّهَهَا بِنَخِيلٍ كَثِيرَةٍ، وَهِيَ المِبْكارُ؛ وأَرْضٌ مِبْكار: سَرِيعَةُ الإِنبات؛ وَسَحَابَةٌ مِبكار وبَكُورٌ: مِدْلاجٌ مِنْ آخَرِ اللَّيْلِ؛ وَقَوْلُهُ: إِذا وَلَدَتْ قَرَائبُ أُمِّ نَبْلٍ، ... فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ «2» . أَي إِنما عَجَّلَتْ بِجَمْعِ اللؤْم كَمَا تُعَجِّلُ النَّخْلَةُ وَالسَّحَابَةُ. وبِكرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوّله؛ وكُلُّ فَعْلَةٍ لَمْ يَتَقَدَّمْهَا مِثْلُهَا، بِكْرٌ. والبِكْرُ: أَوَّل وَلَدِ الرَّجُلِ، غُلَامًا كَانَ أَو جَارِيَةً. وَهَذَا بِكْرُ أَبويه أَي أَول وَلَدٍ يُولَدُ لَهُمَا، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَةُ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا أَبكار. وكِبْرَةُ وَلَدِ أَبويه: أَكبرهم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُعَلِّمُوا أَبْكارَ أَولادكم كُتُبَ النَّصَارَى ؛ يَعْنِي أَحداثكم. وبِكْرُ الرَّجُلِ بِالْكَسْرِ: أَوّل وَلَدِهِ، وَقَدْ يَكُونُ البِكْرُ مِنَ الأَولاد فِي غَيْرِ النَّاسِ كَقَوْلِهِمْ بِكْرُ الحَيَّةِ. وَقَالُوا: أَشدّ النَّاسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْن، وَفِي الْمُحْكَمِ: بِكْرُ بِكْرَيْن؛ قَالَ: يَا بِكْرَ بِكْرَيْنِ، وَيَا خِلْبَ الكَبِدْ، ... أَصبَحتَ مِنِّي كَذِرَاعٍ مِنْ عَضُدْ والبِكْرُ: الْجَارِيَةُ الَّتِي لَمْ تُفْتَضَّ، وَجَمْعُهَا أَبْكارٌ. والبِكْرُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَمْ يَقْرَبْهَا رَجُلٌ، وَمِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَمْ يَقْرُبِ امرأَة بَعْدُ؛ وَالْجَمْعُ أَبْكارٌ. ومَرَةٌ بِكْرٌ: حَمَلَتْ بَطْنًا وَاحِدًا. والبِكْرُ: العَذْراءُ، وَالْمَصْدَرُ البَكارَةُ، بِالْفَتْحِ. والبِكْرُ: المرأَة الَّتِي وَلَدَتْ بَطْنًا وَاحِدًا، وبِكْرُها وَلَدُهَا، وَالذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ؛ وَكَذَلِكَ البِكْرُ مِنَ الإِبل. أَبو الْهَيْثَمِ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الَّتِي وَلِدَتْ بَطْنًا وَاحِدًا بِكْراً بِوَلَدِهَا الَّذِي تَبْتَكرُ بِهِ، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً بِكْرٌ مَا لَمْ تَلِدْ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الأَصمعي: إِذا كَانَ أَوّل وَلَدٍ وَلَدَتْهُ النَّاقَةُ فَهِيَ بِكْرٌ. وَبَقَرَةٌ بِكْرٌ: فَتِيَّةٌ لَمْ تَحْمِلْ. وَيُقَالُ: مَا هَذَا الأَمر مِنْكَ بِكْراً وَلَا ثِنْياً؛ عَلَى مَعْنَى مَا هُوَ بأَوّل وَلَا ثَانٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وقُوفاً لَدَى الأَبْوابِ، طُلابَ حاجَةٍ، ... عَوانٍ مِنَ الحاجاتِ، أَو حاجَةً بِكْرَا أَبو الْبَيْدَاءِ: ابْتَكَرَتِ الحاملُ إِذا وَلَدَتْ بِكْرَها، وأَثنت فِي الثَّانِي، وثَلَّثَتْ فِي الثَّالِثِ، وَرَبَّعَتْ وَخَمَّسَتْ وَعَشَّرَتْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَسبعت وأَعشرت وأَثمنت فِي الثَّامِنِ وَالسَّابِعِ وَالْعَاشِرِ. وَفِي نَوَادِرِ

_ (2). قوله: [نبل] بالنون والباء الموحدة كذا في الأَصل

الأَعراب: ابْتَكَرَتِ المرأَةُ وَلَدًا إِذا كَانَ أَول وَلَدِهَا ذَكَرًا، واثْتَنَيَتْ جَاءَتْ بولدٍ ثِنْيٍ، واثْتَلَثَتْ وَلَدَها الثَّالِثَ، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْتَنَيْتُ واثْتَلَثْتُ. والبِكْرُ: النَّاقَةُ الَّتِي وَلَدَتْ بَطْنًا وَاحِدًا، وَالْجَمْعُ أَبْكارٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: وإِنَّ حَدِيثاً مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ، ... جَنَى النَّحْلِ فِي أَلْبانِ عُوذٍ مَطافِلِ مَطافِيلِ أَبْكارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُها، ... تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ وبِكْرُها أَيضاً: وَلَدُها، وَالْجَمْعُ أَبْكارٌ وبِكارٌ. وَبَقَرَةٌ بِكْرٌ: لَمْ تَحْمِلْ، وَقِيلَ: هِيَ الفَتِيَّةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ ؛ أَي لَيْسَتْ بِكَبِيرَةٍ وَلَا صَغِيرَةٍ، وَمَعْنَى ذَلِكَ: بَيْنَ البِكْرِ والفارِضِ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْل أَوْ أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ عَنَى الكَرْمَ البِكْرَ الَّذِي لَمْ يَحْمِلْ قَبْلَ ذَلِكَ؛ وَكَذَلِكَ عَمَلُ أَبْكار، وَهُوَ الَّذِي عَمِلَتْهُ أَبْكار النَّحْلِ. وَسَحَابَةٌ بكْرٌ: غَزيرَةٌ بِمَنْزِلَةِ البكْرِ مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لأَن دَمَهَا أَكثر مِنْ دَمِ الثيِّب، وَرُبَّمَا قِيلَ: سَحابٌ بكْرٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ولَقَدْ نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ، ... بِكْرٍ تَوَسَّنَ فِي الخَمِيلَةِ عُونَا وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وبِكْرٍ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ، ... تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِي الشُّرُعِ العَتِيقِ إِنما عَنَى قَوْسًا أَوَّل مَا يُرْمَى عَنْهَا، شَبَّهَ تَرَنُّمَهَا بِنَغَمِ ذِي الشُّرُع وَهُوَ الْعُودُ الَّذِي عَلَيْهِ أَوتار. والبِكْرُ: الفَتِيُّ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ الثَّنيُّ إِلى أَن يُجْذِعَ، وَقِيلَ: هُوَ ابْنُ الْمَخَاضِ إِلى أَن يُثْنِيَ، وَقِيلَ: هُوَ ابْنُ اللَّبُونِ، والحِقُّ والجَذَعُ، فإِذا أَثْنى فَهُوَ جَمَلٌ وَهِيَ نَاقَةٌ، وَهُوَ بَعِيرٌ حَتَّى يَبْزُلَ، وَلَيْسَ بَعْدَ الْبَازِلِ سِنٌّ يُسَمَّى، وَلَا قَبْلَ الثَّنيِّ سَنٌّ يُسَمَّى؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي وَهُوَ صَحِيحٌ؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ شَاهَدْتُ كَلَامَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَمْ يَبْزُلْ، والأُنثى بِكْرَةٌ، فإِذا بَزَلا فَجَمَلٌ وَنَاقَةٌ، وَقِيلَ: البِكْرُ وَلَدُ النَّاقَةِ فَلَمَّ يُحَدَّ وَلَا وُقِّتَ، وَقِيلَ: البِكْرُ مِنَ الإِبل بِمَنْزِلَةِ الفَتِيِّ مِنَ النَّاسِ، والبِكْرَةُ بِمَنْزِلَةِ الْفَتَاةِ، والقَلُوصُ بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ، والبَعِيرُ بِمَنْزِلَةِ الإِنسان، والجملُ بمنزلةِ الرجلِ، والناقةُ بمنزلةِ المرأَةِ، وَيُجْمَعُ فِي الْقِلَّةِ عَلَى أَبْكُرٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ صَغَّرَهُ الرَّاجِزُ وَجَمَعَهُ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ فَقَالَ: قَدْ شَرِبَتْ إِلَّا الدُّهَيْدِهِينَا ... قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكِرِينَا وَقِيلَ فِي الأُنثى أَيضاً: بِكْرٌ، بِلَا هَاءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَسْلَفَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ رَجُلٍ بَكْراً ؛ البَكر، بِالْفَتْحِ: الفَتِيُّ مِنَ الإِبل بِمَنْزِلَةِ الْغُلَامِ مِنَ النَّاسِ، والأُنثى بَكْرَةٌ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ لِلنَّاسِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُتْعَةِ: كأَنها بَكْرَةٌ عَيْطاء أَي شَابَّةٌ طَوِيلَةُ الْعُنُقِ فِي اعْتِدَالٍ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: وَسَقَطَ الأُملوج مِنَ الْبِكَارَةِ ؛ البِكارة، بِالْكَسْرِ: جَمْعُ البَكْرِ، بِالْفَتْحِ؛ يُرِيدُ أَن السِّمَنَ الَّذِي قَدْ عَلَا بِكَارَةَ الإِبل بِمَا رَعَتْ مِنْ هَذَا الشَّجَرِ قَدْ سَقَطَ عَنْهَا فَسَمَّاهُ بِاسْمِ الْمَرْعَى إِذ كَانَ سَبَبًا لَهُ؛ وَرَوَى بَيْتَ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بَكْرٍ، ... غَذَاهَا الخَفْضُ لَمْ تَحْمِلْ جَنِينَا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَصح الرِّوَايَتَيْنِ بِكر، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَبْكارٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَجَمْعُ البَكْرِ بِكارٌ مِثْلَ فَرْخٍ وفِرَاخٍ، وبِكارَةٌ أَيضاً مِثْلَ فَحْلٍ وفِحالَةٍ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: قليِّصات وأُبيكرينا جمعُ الأَبْكُرِ كَمَا تُجْمَعُ الجُزُرَ والطُّرُقَ، فَتَقُولُ: طُرُقاتٌ وجُزُراتٌ، وَلَكِنَّهُ أَدخل الْيَاءَ وَالنُّونَ كَمَا أَدخلهما فِي الدُّهَيْدِهِينِ، وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ بُكْرانٌ وبِكارٌ وبَكارَةٌ [بِكارَةٌ]، والأُنثى بَكْرَةٌ وَالْجَمْعُ بِكارٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، كعَيْلَةٍ وعِيالٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَكارَةُ للذكور خَاصَّةً، والبَكارُ، بِغَيْرِ هَاءٍ للإِناث. وبَكْرَةُ الْبِئْرِ: مَا يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَجَمْعُهَا بَكَرٌ بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مِنْ شَوَاذِّ الْجَمْعِ لأَن فَعْلَةً لَا تُجْمَعُ عَلَى فَعَلٍ إِلَّا أَحرفاً مِثْلُ حَلْقَةٍ وحَلَقٍ وحَمْأَةٍ وحَمَإٍ وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ وبَكَرات أَيضاً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُورُ. ابْنُ سِيدَهْ: والبَكْرَةُ والبَكَرَةُ لُغَتَانِ لِلَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا وَهِيَ خَشَبَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ فِي وَسَطِهَا مَحْزُّ لِلْحَبْلِ وَفِي جَوْفِهَا مِحْوَرٌ تَدُورُ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: هِيَ المَحَالَةُ السَّريعة. والبَكَراتُ أَيضاً: الحَلَقُ الَّتِي فِي حِلْيَةِ السَّيْفِ شَبِيهَةٌ بِفَتَخِ النساء. وجاؤوا عَلَى بَكْرَةِ أَبيهم إِذا جاؤوا جَمِيعًا عَلَى آخِرِهِمْ؛ وَقَالَ الأَصمعي: جاؤوا عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ؛ وَقَالَ أَبو عمرو: جاؤوا بأَجمعهم؛ وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَتْ هوازنُ عَلَى بَكْرَةِ أَبيها ؛ هَذِهِ كَلِمَةٌ لِلْعَرَبِ يُرِيدُونَ بِهَا الْكَثْرَةُ وَتَوْفِيرُ الْعَدَدِ وأَنهم جاؤوا جَمِيعًا لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحد. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: معناه جاؤوا بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ وَلَيْسَ هُنَاكَ بَكْرَةٌ فِي الْحَقِيقَةِ، وَهِيَ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ الْعَذْبُ، فَاسْتُعِيرَتْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وإِنما هِيَ مَثَلٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: عندي أَن قولهم جاؤوا عَلَى بَكَرَةِ أَبيهم بِمَعْنَى جاؤوا بأَجمعهم، هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ بَكَرْتُ فِي كَذَا أَي تقدّمت فيه، ومعناه جاؤوا عَلَى أَوليتهم أَي لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحد بَلْ جاؤوا مِنْ أَولهم إِلى آخِرِهِمْ. وَضَرْبَةٌ بِكْرٌ، بِالْكَسْرِ، أَي قَاطِعَةٌ لَا تُثْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ ضَرَبَاتُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَبْكاراً إِذا اعْتَلَى قَدَّ وإِذا اعْتَرَضَ قَطَّ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَتْ ضَرَبَاتُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مُبْتَكَرَاتٍ لَا عُوناً أَي أَن ضَرْبَتَهُ كَانَتْ بِكراً يَقْتُلُ بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا لَا يَحْتَاجُ أَن يُعِيدَ الضَّرْبَةَ ثَانِيًا؛ والعُون: جَمْعُ عَوانٍ هِيَ فِي الأَصل الْكَهْلَةُ مِنَ النِّسَاءِ وَيُرِيدُ بِهَا هاهنا المثناة. وبَكْرٌ: اسْمٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جمعه أَبْكُرٌ وبُكُورٌ. وبُكَيْرٌ وبَكَّارٌ ومُبَكِّر: أَسماء. وبَنُو بَكْرٍ: حَيٌّ مِنْهُمْ؛ وَقَوْلُهُ: إِنَّ الذِّئَابَ قَدِ اخْضَرَّتْ بَراثِنُها، ... والناسُ كُلُّهُمُ بَكْرٌ إِذا شَبِعُوا أَراد إِذا شَبِعُوا تَعَادَوْا وَتَغَاوَرُوا لأَن بَكْرًا كَذَا فِعْلُهَا. التَّهْذِيبُ: وبنو بَكْرٍ فِي الْعَرَبِ قَبِيلَتَانِ: إِحداهما بَنُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كِنَانَةَ، والأُخرى بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ قَاسِطٍ، وإِذا نُسِبَ إِليهما قَالُوا بَكْرِيُّ. وأَما بَنُو بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ فَالنِّسْبَةُ إِليهم بَكْراوِيُّونَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِذا نَسَبْتَ إِلى أَبي بَكْرٍ قُلْتَ بَكْرِيٌّ، تَحْذِفُ مِنْهُ الِاسْمَ الأَول، وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ كُنْيَةٍ. بلر: البِلَّوْرُ عَلَى مِثَالِ عِجَّوْل: المَهَا مِنَ الْحَجَرِ، وَاحِدَتُهُ بِلَّوْرَةٌ. التَّهْذِيبُ: البِلَّوْرُ الرَّجُلُ الضَّخْمُ

الشُّجَاعُ، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ. قَالَ: وأَما البِلَوْرُ الْمَعْرُوفُ، فَهُوَ مُخَفَّفُ اللَّامِ. وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يُحِبُّنَا، أَهلَ الْبَيْتِ، الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ وَلَا الأَعْوَرُ البِلَوْرَةُ ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو الزَّاهِدُ: هُوَ الَّذِي عَيْنُهُ نَاتِئَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا شَرَحَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ أَصله. بلهر: كُلُّ عَظِيمٍ مِنْ مُلُوكِ الْهِنْدِ: بَلَهْوَرٌ؛ مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. بندر: البَنادِرَةُ، دَخِيلٌ: وَهُمُ التُّجَّارُ الَّذِينَ يَلْزَمُونَ الْمَعَادِنَ، وَاحِدُهُمْ بُنْدارٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ بَنْدَرِيٌّ ومُبَنْدِرٌ ومُتَبَنْدِرٌ، وهو الكثير المال. بنصر: البِنْصِرُ: الأُصبع الَّتِي بَيْنَ الْوُسْطَى والخنصِر، مُؤَنَّثَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والجمع البَناصِرُ. بهر: البُهْرُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض. والبُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ، وَقِيلَ هِيَ الأَرض الْوَاسِعَةُ بَيْنَ الأَجْبُلِ. وبُهْرَةُ الْوَادِي: سَرارَتُه وَخَيْرُهُ. وبُهْرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: وسطُه. وبُهْرَةُ الرَّحْلِ كزُفْرَتِه أَي وَسَطِهِ. وبُهْرَةُ اللَّيْلِ وَالْوَادِي وَالْفَرَسِ: وَسَطُهُ. وابْهارَّ النهارُ: وَذَلِكَ حِينَ تَرْتَفِعُ الشَّمْسُ. وابْهارَّ الليلُ وابْهِيراراً إِذا انْتَصَفَ؛ وَقِيلَ: ابْهارَّ تَرَاكَبَتْ ظُلْمَتُهُ، وَقِيلَ: ابْهارَّ ذَهَبَتْ عَامَّتُهُ وأَكثره وَبَقِيَ نَحْوٌ مِنْ ثُلْثِهِ. وابْهارَّ عَلَيْنَا اللَّيْلُ أَي طَالَ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه سَارَ لَيْلَةً حَتَّى ابْهارَّ الليلُ. قَالَ الأَصمعي: ابْهارَّ الليلُ يَعْنِي انْتَصَفَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ بُهْرَةِ الشَّيْءِ وَهُوَ وَسَطُهُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: ابْهِيرارُ اللَّيْلِ طلوعُ نُجُومِهِ إِذا تَتَامَّتْ وَاسْتَنَارَتْ، لأَن اللَّيْلَ إِذا أَقبل أَقبلت فَحْمَتُه، وإِذا اسْتَنَارَتِ النُّجُومُ ذَهَبَتْ تِلْكَ الْفَحْمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا أَبْهَرَ القومُ احْتَرَقُوا أَي صَارُوا فِي بُهْرَةِ النَّهَارِ وَهُوَ وَسَطُهُ. وتَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَعراب وَقَدْ كَبُرَ وَكَانَ فِي دَاخِلِ بينه فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ: كَيْفَ تَرَاهَا يَا بُنَيَّ؟ فَقَالَ: أَراها قَدْ نَكَّبتْ وتَبَهَّرَتْ؛ نَكَّبَتْ: عَدَلَتْ. والبُهْرُ: الْغَلَبَةُ. وبَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ وَعَلَاهُ وَغَلَبَهُ. وبَهَرَتْ فُلانةُ النِّسَاءَ: غَلَبَتْهُنَّ حُسْناً. وبَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً: غَمَرَها بِضَوْئِهِ؛ قال: غَمَّ النجومَ ضَوؤُه حِينَ بَهَرْ، ... فَغَمَرَ النَّجْمَ الَّذِي كَانَ ازْدَهَرْ وَهِيَ لَيْلَةُ البُهْرِ. وَالثَّلَاثُ البُهْرُ: الَّتِي يَغْلِبُ فِيهَا ضوءُ الْقَمَرِ النجومَ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ السَّابِعَةُ وَالثَّامِنَةُ وَالتَّاسِعَةُ. يُقَالُ: قَمَرٌ بَاهِرٌ إِذا عَلَا الكواكبَ ضَوؤه وَغَلَبَ ضوؤُه ضوأَها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ: مَا زِلْتَ فِي دَرَجاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِياً، ... تَنْمي وتَسْمُو بِكَ الفُرْعانُ مِنْ مُضَرَا «3». حَتَّى بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلَى أَحَدٍ، ... إِلَّا عَلَى أَكْمَهٍ، لَا يَعْرِفُ القَمَرَا. أَي عَلَوْتَ كُلَّ مَنْ يُفَاخِرُكَ فَظَهَرْتَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَورده الْجَوْهَرِيُّ وَقَدْ بَهرْتَ، وَصَوَابُهُ حَتَّى بَهرْتَ كَمَا أَوردناه، وَقَوْلُهُ: عَلَى أَحد؛ أَحد هاهنا بِمَعْنَى وَاحِدٍ لأَن أَحداً الْمُسْتَعْمَلُ بَعْدَ النَّفْيِ فِي قَوْلِكَ مَا أَحد فِي الدَّارِ لَا يَصِحُّ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْوَاجِبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَاةُ الضُّحَى إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ أَي غَلَبَهَا نُورُهَا وضوْؤُها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ له

_ (3). قوله الفرعان هكذا في الأصل، ولعلها القُرعان: ويريد بهم الأَقرع بن حابس الصحابي وأَخاه مرثداً وكانا من سادات العرب

عَبْدُ خَيْرٍ: أُصَلِّي الضُّحَى إِذا بَزَغَتِ الشمسُ؟ قَالَ: لَا، حَتَّى تَبْهَرَ البُتَيْراءُ أَي يَسْتَبِينَ ضوؤُها. وَفِي حَدِيثِ الْفِتْنَةِ: إِنْ خَشِيتَ أَن يَبْهَرَك شُعاعُ السَّيْفِ. وَيُقَالُ لِلَّيَالِي الْبِيضِ: بُهْرٌ، جَمْعُ بَاهِرٍ. وَيُقَالُ: بُهَرٌ بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وبَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ؛ وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً: حَتَّى بهرتَ فَمَا تَخْفَى عَلَى أَحد وبَهْراً لَهُ أَي تَعْساً وغَلَبَةً؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبِيعُونَ مُهْجَتي ... بجاريةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرا وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّها؟ قُلْتُ: بَهْراً ... عَدَدَ الرَّمْلِ والحَصَى والتُّرابِ وَقِيلَ: مَعْنَى بَهْراً فِي هَذَا الْبَيْتِ جَمًّا، وَقِيلَ: عَجَباً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا فِعْلَ لِقَوْلِهِمْ بَهْراً لَهُ فِي حَدِّ الدُّعَاءِ وَإِنَّمَا نُصِبَ عَلَى تَوَهُّمِ الْفِعْلِ وَهُوَ مِمَّا يَنْتَصِبُ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ غَيْرِ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه. وبَهَرَهُم اللَّهُ بَهْراً: كَرَبَهُم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وبَهْراً لَهُ أَي عَجَباً. وأَبْهَرَ إِذا جَاءَ بالعَجَبِ. ابْنُ الأَعرابي: البَهْرُ الْغَلَبَةُ. والبَهْرُ: المَلْءُ، والبَهْرُ: البُعْدُ، والبَهْرُ: الْمُبَاعَدَةُ مِنَ الْخَيْرِ، والبَهْرُ: الخَيْبَةُ، والبَهْرُ: الفَخْرُ. وأَنشد بَيْتَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ كُلُّ مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي فِي وَجُوهِ البَهْرِ أَن يَكُونَ مَعْنًى لِمَا قَالَ عُمَرُ وأَحسنها العَجَبُ. والبِهارُ: الْمُفَاخَرَةُ. شَمِرٌ: البَهْرُ التَعْسُ، قَالَ: وَهُوَ الْهَلَاكُ. وأَبْهَرَ إِذا اسْتَغْنَى بَعْدَ فَقْرٍ. وأَبْهَرَ: تَزَوَّجَ سَيِّدَةً، وَهِيَ البَهِيرَةُ. وَيُقَالُ: فُلَانَةٌ بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ. وأَبْهَرَ إِذا تَلَوَّنَ فِي أَخلاقه دَماثَةً مَرّةً وخُبْثاً أُخْرى. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الأَزواج ثَلَاثَةٌ: زوجُ مَهْرٍ، وزوجُ بَهْرٍ، وَزَوْجُ دَهْرٍ؛ فأَما زَوْجُ مهرٍ فَرَجُلٌ لَا شَرَفَ لَهُ فَهُوَ يُسنْي المهرَ لِيَرْغَبَ فِيهِ، وأَما زَوْجُ بَهْرٍ فَالشَّرِيفُ وإِن قَلَّ مَالُهُ تَتَزَوَّجُهُ المرأَة لِتَفْخَرَ بِهِ، وَزَوْجُ دَهْرٍ كُفْؤُهَا؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِمْ: يَبْهَرُ الْعُيُونَ بِحُسْنِهِ أَو يُعدّ لِنَوَائِبِ الدَّهْرِ أَو يُؤْخَذُ مِنْهُ الْمَهْرُ. والبُهْرُ: انْقِطَاعُ النَّفَسِ مِنَ الإِعياء؛ وَقَدِ انْبَهَرَ وبُهِرَ فَهُوَ مَبْهُورٌ وبَهِيرٌ؛ قَالَ الأَعشى: إِذا مَا تَأَتَّى يُرِيدُ الْقِيَامِ ... تَهادى، كَمَا قَدْ رَأَيْتَ البَهِيرَا والبُهْرُ بِالضَّمِّ: تَتَابُعُ النَّفَسِ مِنَ الإِعياء، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ؛ بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً أَي أَوقع عَلَيْهِ البُهْرَ فانْبَهَرَ أَي تَتَابَعَ نَفَسُهُ. وَيُقَالُ: بُهِرَ الرَّجُلُ إِذا عَدَا حَتَّى غَلَبَهُ البُهْرُ وَهُوَ الرَّبْوُ، فَهُوَ مَبْهُورٌ وَبَهِيرٌ. شَمِرٌ: بَهَرْت فَلَانًا إِذا غَلَبْتَهُ بِبَطْشٍ أَو لِسَانٍ. وبَهَرْتُ البعيرَ إِذا مَا رَكَضْتَهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مَيَّادَةَ: أَلا يَا لِقَوْمِي إِذ يَبِيعُونَ مُهْجَتي ... بجاريةٍ، بَهْراً لَهُمْ بَعْدَها بَهْرَا ابْنُ شُمَيْلٍ: البَهْرُ تَكَلُّف الجُهْدِ إِذا كُلِّفَ فَوْقَ ذَرْعِهِ؛ يُقَالُ بَهَرَه إِذا قَطَعَ بُهْرَهُ إِذا قَطَعَ نَفَسَه بِضَرْبٍ أَو خَنْقٍ أَو مَا كَانَ؛ وأَنشد: إِنَّ الْبَخِيلَ إِذَا سَأَلْتَ بَهَرْتَهُ وَفِي الْحَدِيثِ: وقع عليه البُهْرُ ، هو بِالضَّمِّ مَا يَعْتَرِي الإِنسان عِنْدَ السَّعْيِ الشَّدِيدِ وَالْعَدْوِ مِنَ النَّهِيجِ وَتَتَابُعِ النَّفَس؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِنه أَصابه قَطْعٌ أَو بُهْرٌ.

وبَهَرَه: عَالَجَهُ حَتَّى انْبَهَرَ. وَيُقَالُ: انْبَهَرَ فُلَانٌ إِذا بَالَغَ فِي الشَّيْءِ وَلَمْ يَدَعْ جُهْداً. وَيُقَالُ: انْبَهَرَ فِي الدُّعَاءِ إِذا تَحَوَّبَ وَجَهَدَ، وابْتَهَرَ فُلانٌ فِي فُلَانٍ وَلِفُلَانٍ إِذا لَمْ يَدَعْ جَهْدًا مِمَّا لِفُلَانٍ أَو عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ ابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ؛ قَالَ: وَهَذَا مِمَّا جُعِلَتِ اللَّامُ فِيهِ رَاءً. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: ابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ إِذا كَانَ لَا يُفَرِّطُ عَنْ ذَلِكَ وَلَا يَثْجُو، قَالَ: لَا يَثْجُو لَا يَسْكُتُ عَنْهُ؛ قَالَ: وأَنشد عَجُوزٌ مَنْ بَنِي دَارِمٍ لِشَيْخٍ مِنَ الْحَيِّ فِي قَعِيدَتِهِ: وَلَا ينامُ الضَّيْفُ مِنْ حِذَارِها، ... وقَوْلِها الباطِلِ وابْتِهارِها وَقَالَ: الابْتِهارُ قَوْلُ الْكَذِبِ وَالْحَلِفُ عَلَيْهِ. وَالِابْتِهَارُ: ادِّعَاءُ الشَّيْءِ كَذِبًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا بِي إِنْ مَدَحْتُهُمُ ابْتِهارُ وابْتُهر فُلانٌ بفلانَةَ: شُهِرَ بِهَا. والأَبْهرُ: عِرْق فِي الظَّهْرِ، يُقَالُ هُوَ الوَرِيدُ فِي العُنق، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ عرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْب؛ وَقِيلَ: الأَبْهَرانِ الأَكْحَلانِ، وَفُلَانٌ شَدِيدُ الأَبْهَرِ أَي الظَّهْرِ. والأَبْهَرُ: عِرْقٌ إِذا انْقَطَعَ مَاتَ صَاحِبُهُ؛ وَهُمَا أَبْهَرانِ يَخْرُجَانِ مِنَ الْقَلْبِ ثُمَّ يَتَشَعَّبُ مِنْهُمَا سَائِرُ الشَّرايين. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا زَالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَاوِدُنِي فَهَذَا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَبْهَرُ عِرْقٌ مُسْتَبْطَنٌ فِي الصُّلْبِ وَالْقَلْبِ مُتَّصِلٌ بِهِ فإِذا انْقَطَعَ لَمْ تَكُنْ مَعَهُ حَيَاةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لِابْنِ مُقْبِلٍ: وللفؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبهَرِه، ... لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ الْوَجِيبُ: تحرُّك الْقَلْبِ تَحْتَ أَبهره. واللَّدْمُ: الضَّرْب. وَالْغَيْبُ: مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ؛ يُرِيدُ أَن لِلْفُؤَادِ صَوْتًا يَسْمَعُهُ وَلَا يَرَاهُ كَمَا يَسْمَعُ صَوْتَ الْحَجَرِ الَّذِي يَرْمِي بِهِ الصَّبِيُّ وَلَا يَرَاهُ، وَخَصَّ الْوَلِيدَ لأَن الصِّبْيَانَ كَثِيرًا مَا يَلْعَبُونَ بِرَمْيِ الْحِجَارَةِ، وَفِي شِعْرِهِ لَدْمَ الْوَلِيدِ بَدَلَ لَدْمَ الْغُلَامِ. ابْنُ الأَثير: الأَبهر عِرْقٌ فِي الظَّهْرِ وَهُمَا أَبهران، وَقِيلَ: هُمَا الأَكحلان اللَّذَانِ فِي الذِّرَاعَيْنِ، وَقِيلَ: الأَبهر عِرْقٌ مَنْشَؤُهُ مِنَ الرأْس وَيَمْتَدُّ إِلى الْقَدَمِ وَلَهُ شَرَايِينٌ تَتَّصِلُ بِأَكْثَرِ الأَطراف وَالْبَدَنِ، فَالَّذِي فِي الرأْس مِنْهُ يُسَمَّى النَّأْمَةَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه أَي أَماته، ويمتدُ إِلى الْحَلْقِ فَيُسَمَّى فِيهِ الْوَرِيدَ، وَيَمْتَدُّ إِلى الصَّدْرِ فَيُسَمَّى الأَبهر، وَيَمْتَدُّ إِلى الظَّهْرِ فَيُسَمَّى الْوَتِينَ وَالْفُؤَادُ مُعَلَّقٌ بِهِ، وَيَمْتَدُّ إِلى الْفَخِذِ فَيُسَمَّى النَّسَا، وَيَمْتَدُّ إِلى السَّاقِ فَيُسَمَّى الصَّافِنَ، وَالْهَمْزَةُ فِي الأَبهر زَائِدَةٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ فِي أَوان الضَّمُّ وَالْفَتْحُ، فَالضَّمُّ لأَنه خَبَرُ المبتدإِ، وَالْفَتْحُ عَلَى الْبِنَاءِ لإِضافته إِلى مَبْنِيٍّ كَقَوْلِهِ: عَلَى حِينَ عاتبتُ المَشيبَ عَلى الصِّبا ... وقلتُ: أَلمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ؟ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فيُلْقى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعًا أَبْهَراهُ. والأَبْهَرُ مِنَ الْقَوْسِ: مَا بَيْنَ الطَّائِفِ والكُلْية. الأَصمعي: الأَبهر مِنَ الْقَوْسِ كَبِدُهَا وَهُوَ مَا بَيْنَ طَرَفِي العِلاقَةِ ثُمَّ الْكُلْيَةُ تَلِي ذَلِكَ ثُمَّ الأَبهر يَلِي ذَلِكَ ثُمَّ الطَّائِفُ ثُمَّ السِّيَةُ وَهُوَ مَا عُطِفَ مِنْ طَرَفَيْهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والأَبهر مِنَ الْقَوْسِ مَا دُونَ الطَّائِفِ وَهُمَا أَبهَران، وَقِيلَ: الأَبهر ظَهْرُ سِيَةِ الْقَوْسِ، والأَبهر الْجَانِبُ الأَقصر مِنَ الرِّيشِ، والأَباهر مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ مَا يَلِي الكُلَى أَوّلها القَوادِمُ ثُمَّ المَنَاكِبُ ثُمَّ الخَوافي ثُمَّ الأَباهِرُ ثُمَّ الْكُلَى؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لأَربع رِيشَاتٍ مِنْ مُقَدَّمِ الْجَنَاحِ

الْقَوَادِمُ، ولأَربع تَلِيهِنَّ الْمَنَاكِبُ، ولأَربع بَعْدَ الْمَنَاكِبِ الْخَوَافِي، ولأَربع بَعْدَ الْخَوَافِي الأَباهر. وَيُقَالُ: رأَيت فُلَانًا بَهْرَةً أَي جَهْرَةً عَلَانِيَةً؛ وأَنشد: وكَمْ مِنْ شُجاع بادَرَ المَوْتَ بَهْرَةً، ... يَمُوتُ عَلَى ظَهْرِ الفِراشِ ويَهْرَمُ وتَبَهَّر الإِناءُ: امْتَلأَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: مُتَبَهّراتٌ بالسِّجالِ مِلاؤُها، ... يَخْرُجْنَ مِنْ لَجَفٍ لهَا مُتَلَقَّمِ والبُهار: الحِمْلُ، وقيل: هو ثلاثمائة رِطْلٍ بِالْقِبْطِيَّةِ، وَقِيلَ: أَربعمائة رِطْلٍ، وَقِيلَ: سِتُّمِائَةِ رِطْلٍ، عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَقِيلَ: أَلف رِطْلٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْبُهَارُ، بِالضَّمِّ، شَيْءٌ يُوزَنُ به وهو ثلاثمائة رِطْلٍ. وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنه قَالَ: إِنّ ابْنَ الصَّعْبَةِ، يَعْنِي طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، كَانَ يُقَالُ لأُمه الصَّعْبَةُ؛ قَالَ: إِنّ ابْنَ الصَّعْبَةِ تَرَكَ مِائَةَ بُهار فِي كُلِّ بُهار ثَلَاثَةُ قَنَاطِيرَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَجَعَلَهُ وِعَاءً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: بُهار أَحسبها كَلِمَةً غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ وَأُرَاهَا قِبْطِيَّةً. الْفَرَّاءُ: البُهارُ ثُلُثُمِائَةِ رِطْلِ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: والمُجَلَّدُ سِتُّمِائَةِ رِطْلٍ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن البُهار عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ وَهُوَ مَا يُحْمَلُ عَلَى الْبَعِيرِ بِلُغَةِ أَهل الشأْم؛ قَالَ بُرَيْقٌ الهُذَليّ يَصِفُ سَحَابًا ثَقِيلًا: بِمُرْتَجِزٍ كَأَنَّ عَلَى ذُرَاهُ ... رِكاب الشَّأْمِ، يَحْمِلْنَ البُهارا قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: كَيْفَ يُخْلفُ فِي كُلِّ ثُلُثِمِائَةِ رِطْلٍ ثَلَاثَةَ قَنَاطِيرَ؟ وَلَكِنَّ البُهار الحِمْلُ؛ وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ يَحْمِلْنَ الْبُهَارَا: يَحْمِلْنَ الأَحمال مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ؛ قَالَ: وأَراد أَنه تَرَكَ مِائَةَ حِمْلٍ. قَالَ: مِقْدَارُ الْحِمْلِ مِنْهَا ثَلَاثَةُ قَنَاطِيرَ، قَالَ: وَالْقِنْطَارُ مِائَةُ رِطْلٍ فَكَانَ كُلُّ حِمْلٍ مِنْهَا ثُلُثُمِائَةِ رِطْلٍ. والبُهارُ: إِناءٌ كالإِبْريق؛ وأَنشد: عَلَى العَلْياءِ كُوبٌ أَو بُهارُ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف البُهارَ بِهَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: والبَهارُ كُلُّ شَيْءٍ حَسَنٍ مُنِيرٍ. والبَهارُ: نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ. الْجَوْهَرِيُّ: البَهارُ العَرارُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ عَيْنُ الْبَقَرِ وَهُوَ بَهارُ البَرِّ، وَهُوَ نَبْتٌ جَعْدٌ لَهُ فُقَّاحَةٌ صَفْرَاءُ يَنْبُتُ أَيام الرَّبِيعِ يُقَالُ لَهُ الْعَرَارَةُ. الأَصمعي: العَرارُ بَهارُ الْبَرِّ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَارَةُ الحَنْوَةُ، قَالَ: وأُرى البَهار فَارِسِيَّةً. والبَهارُ: الْبَيَاضُ فِي لَبَبِ الْفَرَسِ. والبُهارُ: الخُطَّاف الَّذِي يَطِيرُ تَدْعُوهُ الْعَامَّةُ عُصْفُورُ الْجَنَّةِ. وامرأَة بَهِيرَةٌ: صَغِيرَةُ الخَلْقِ ضَعِيفَةٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وامرأَةٌ بَهِيرَةٌ وَهِيَ الْقَصِيرَةُ الذَّلِيلَةُ الْخِلْقَةِ، وَيُقَالُ: هِيَ الضَّعِيفَةُ الْمَشْيِ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا خطأٌ وَالَّذِي أَراد اللَّيْثُ البُهْتُرَةُ بِمَعْنَى الْقَصِيرَةِ، وأَما البَهِيرَةُ مِنَ النِّسَاءِ فَهِيَ السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ؛ وَيُقَالُ للمرأَة إِذا ثَقُلَتْ أَردافها فإِذا مَشَتْ وَقْعَ عَلَيْهَا البَهْرُ والرَّبْوُ: بَهِيرَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: تَهادَى كَمَا قَدْ رأَيتَ البَهِيرَا وبَهَرَها بِبُهْتانٍ: قَذَفَهَا بِهِ. وَالِابْتِهَارُ: أَن تَرْمِيَ المرأَة بِنَفْسِكَ وأَنت كَاذِبٌ، وَقِيلَ: الابْتِهارُ أَن تَرْمِيَ الرَّجُلَ بِمَا فِيهِ، والابْتِيارُ أَن تَرْمِيَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رُفِعَ إِليه غُلَامٌ ابْتَهَرَ جَارِيَةً فِي شِعْرِهِ فَلَمْ يُوجَدِ الثَّبَتُ فدرأَ عَنْهُ الْحَدَّ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الِابْتِهَارُ أَن يَقْذِفَهَا بِنَفْسِهِ فَيَقُولُ فَعَلْتُ بِهَا كَاذِبًا، فإِن كَانَ صَادِقًا قَدْ فَعَلَ فَهُوَ الِابْتِيَارُ عَلَى قَلْبِ الْهَاءِ يَاءً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

قَبيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَاة، ... إِمَّا ابْتِهاراً وإِمَّا ابْتِيارَا وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَوَّامِ: الِابْتِهَارُ بِالذَّنْبِ أَعظم مِنْ رُكُوبِهِ وَهُوَ أَن يَقُولَ فَعَلْتُ وَلَمْ يَفْعَلْ لأَنه لَمْ يَدَّعِهِ لِنَفْسِهِ إِلَّا وَهُوَ لَوْ قَدَرَ فَعَلَ، فَهُوَ كَفَاعِلِهِ بِالنِّيَّةِ وَزَادَ عَلَيْهِ بِقُبْحِهِ وَهَتْكِ سِتْرِهِ وَتَبَجُّحِهِ بِذَنْبٍ لَمْ يَفْعَلْهُ. وبَهْراءُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ كُرَاعٌ: بَهْرَاءُ، مَمْدُودَةٌ، قَبِيلَةٌ، وَقَدْ تُقْصَرُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَعلم أَحداً حَكَى فِيهِ الْقَصْرَ إِلا هُوَ وإِنما الْمَعْرُوفُ فِيهِ الْمَدُّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَقَدْ عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُيوفَنا ... سُيوفُ النَّصارَى لَا يَلِيقُ بِهَا الدَّمُ وَقَالَ مَعْنَاهُ: لَا يَلِيقُ بِنَا أَن نَقْتُلَ مُسْلِمًا لأَنهم نَصَارَى مُعَاهِدُونَ، وَالنَّسَبُ إِلى بَهْرَاءَ بَهْراوِيٌّ، بِالْوَاوِ عَلَى الْقِيَاسِ، وبَهْرَانِيٌّ مثلُ بَحْرانِيّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، النُّونُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: مِنْ حُذَّاقِ أَصحابنا مَنْ يَذْهَبُ إِلى أَن النُّونَ فِي بَهْرَانِيٍّ إِنما هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الَّتِي تُبْدَلُ مِنْ هَمْزَةِ التأْنيث فِي النَّسَبِ، وأَن الأَصل بَهْرَاوِيٌّ وأَن النُّونَ هُنَاكَ بَدَلٌ مِنْ هَذِهِ الْوَاوِ، كَمَا أَبدلت الْوَاوَ مِنَ النُّونِ فِي قَوْلِكَ؛ مِنْ وَافِدٍ، وإِن وَقَفْتَ وَقَفْتُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَكَيْفَ تَصَرَّفَتِ الْحَالُ فَالنُّونُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ: وإِنما ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلى هَذَا لأَنه لَمْ يَرَ النُّونَ أُبدلت مِنَ الْهَمْزَةِ فِي غَيْرِ هَذَا، وَكَانَ يَحْتَجُّ فِي قَوْلِهِمْ إِن نُونَ فَعْلَانَ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ فَعْلَاءَ، فَيَقُولُ لَيْسَ غَرَضَهُمْ هُنَا الْبَدَلُ الَّذِي هُوَ نَحْوُ قَوْلِهِمْ فِي ذِئْبٍ ذِيبٌ وَفِي جؤْنة جُونَةٍ، إِنما يُرِيدُونَ أَن النُّونَ تُعَاقِبُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الْهَمْزَةَ كَمَا تُعَاقِبُ لَامُ الْمَعْرِفَةِ التَّنْوِينَ أَي لَا تَجْتَمِعُ مَعَهُ فَلَمَّا لَمْ تُجَامِعْهُ قِيلَ: إِنها بَدَلٌ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ النُّونُ وَالْهَمْزَةُ؛ قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبٌ لَيْسَ بقصد. بهتر: البُهْتُر: الْقَصِيرُ، والأُنثى بُهْتُرٌ وبُهْتُرَةٌ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن الْهَاءَ فِي بُهْتُرٍ بَدَلٌ مِنَ الْحَاءِ فِي بُحْتُرٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِنِجَادٍ الخبيري: عِضٌّ لَئِيمٌ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ، ... لَيْسَ بِجِلْحَابٍ وَلَا هَقَوَّرِ، لَكِنَّهُ البُهْتُر وابنُ البُهْتُرِ العِضُّ: الرَّجُلُ الدَّاهِي الْمُنْكَرُ. وَالْجِلْحَابُ: الطَّوِيلُ، وَكَذَلِكَ الْهَقَوَّرُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْقَصِيرَ مِنَ الإِبل، وَجَمْعُهُ البَهاتِرُ والبَحاتِرُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ قَوْلَ كُثَيِّرٌ: وأَنتِ الَّتِي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليَّ، وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القَصائِرُ عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجالِ، وَلَمْ أُردْ ... قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النساءِ البَهاتِرُ أَنشده الْفَرَّاءُ: الْبَهَاتِرُ، بالهاء. بهدر: أَبو عَدْنَانَ قَالَ: البُهْدُرِيُّ والبُحْدُرِيُّ المُقَرْقَمُ الَّذِي لَا يَشِبُّ. بهزر: البُهْزُرَةُ: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الناقةُ الجسيمةُ الضَّخْمة الصَّفِيَّة، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ النخلِ، وَالْجَمْعُ البَهازِر، وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الطَّوِيلَةِ. والبُهْزُرَةُ: النَّخْلَةُ الَّتِي تَناوَلُها بيدِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: بَهازِراً لَمْ تَتَّخِذْ مآزِرا، ... فَهِيَ تُسامي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا يَعْنِي بالجلْفِ هُنَا الفُحَّال مِنَ النَّخْلِ. ابْنُ الأَعرابي: البَهازِرُ الإِبل وَالنَّخِيلُ الْعِظَامُ المَواقِيرُ؛ وأَنشد: أَعْطاكَ يَا بَحْرُ الَّذِي يُعطي النِّعَمْ، ... مِنْ غيرِ لَا تَمَنُّنٍ وَلَا عَدَمْ،

بَهازِراً لَمْ تَنْتَجِعْ مَعَ الغَنَمْ، ... وَلَمْ تكنْ مَأْوَى القُرادِ والْجَلَمْ، بينَ نواصِيهنَّ والأَرضِ قِيَمْ وأَنشد الأَزهري للكميت: إِلَّا لِهَمْهَمَةِ الصَّهيلِ، ... وحَنَّةِ الْكُومِ البَهازِر بور: الْبَوارُ: الْهَلَاكُ، بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم اللَّهُ، وَرَجُلٌ بُورٌ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرى السَّهْمي: يَا رسولَ الإِلهِ، إِنَّ لِساني ... رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ، إِذْ أَنا بُورُ وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ والجمعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً ؛ وَقَدْ يَكُونُ بُورٌ هُنَا جَمْعَ بائرٍ مِثْلَ حُولٍ وحائلٍ؛ وَحَكَى الأَخفش عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه لُغَةٌ وَلَيْسَ بجمعٍ لِبائرٍ كَمَا يُقَالُ أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ؛ وَقِيلَ: رَجُلٌ بائرٌ وَقَوْمٌ بَوْرٌ، بِفَتْحِ الْبَاءِ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمٌ لِلْجَمْعِ كَنَائِمٍ ونَوْمٍ وَصَائِمٍ وصَوْمٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً ، قَالَ: البُورُ مصدَرٌ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا. يُقَالُ: أَصبحت مَنَازِلُهُمْ بُوراً أَي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَكَذَلِكَ أَعمال الْكُفَّارِ تبطُلُ. أَبو عُبَيْدَةَ: رَجُلٌ بُورٌ وَرَجُلَانِ بُورٌ وَقَوْمٌ بُورٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَمَعْنَاهُ هَالِكٌ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: البائِرُ الْهَالِكُ، وَالْبَائِرُ المجرِّب، وَالْبَائِرُ الْكَاسِدُ، وسُوقٌ بَائِرَةٌ أَي كَاسِدَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البُورُ الرَّجُلُ الْفَاسِدُ الْهَالِكُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. وَقَدْ بارَ فلانٌ أَي هَلَكَ. وأَباره اللَّهُ: أَهلكه. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُولئك قومٌ بُورٌ ؛ أَي هَلْكَى، جَمْعُ بَائِرٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عليٍّ: لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي فَصْلِ الْهَمْزَةِ فِي أَبر. وَفِي حَدِيثِ أَسماء فِي ثَقِيفٍ: كَذَّابٌ ومُبِيرٌ ؛ أَي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ فِي إِهلاك النَّاسِ؛ يُقَالُ: بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً، وأَبارَ غَيْرَهُ، فَهُوَ مُبِير. ودارُ البَوارِ: دارُ الهَلاك. ونزلتْ بَوارِ عَلَى النَّاسِ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، مِثْلُ قَطَامِ اسْمُ الهَلَكَةِ؛ قَالَ أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي، وَاسْمُهُ مُنْقِذ بْنُ خُنَيْسٍ، وَقَدْ ذُكِرَ أَن ابْنَ الصَّاغَانِيِّ قَالَ أَبو معكت اسمه الحرث بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ لِمُنْقِذِ بْنِ خُنَيْسٍ: قُتِلَتْ فَكَانَ تَباغِياً وتَظالُماً؛ ... إِنَّ التَّظالُمَ فِي الصَّدِيقِ بَوارُ وَالضَّمِيرُ فِي قُتِلَتْ ضَمِيرُ جَارِيَةٍ اسْمُهَا أَنيسة قَتَلَهَا بَنُو سَلَامَةَ، وَكَانَتِ الْجَارِيَةُ لِضِرَارِ بْنِ فَضَالَةَ، واحترب بنو الحرث وَبَنُو سَلَامَةَ مِنْ أَجلها، وَاسْمُ كَانَ مُضْمَرٌ فِيهَا تَقْدِيرُهُ: فَكَانَ قَتْلُهَا تَبَاغِيًا، فأَضمر الْقَتْلُ لِتَقَدُّمِ قُتِلَتْ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ: مَنْ كَذَبَ كَانَ شَرًّا لَهُ أَي كَانَ الْكَذِبُ شَرًّا لَهُ. الأَصمعي: بارَ يَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ. والبَوارُ: الكَسَادُ. وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها، وَهُوَ أَن تَبْقَى المرأَة فِي بَيْتِهَا لَا يَخْطُبُهَا خَاطِبٌ، مِنْ بَارَتِ السُّوقُ إِذا كَسَدَتْ، والأَيِّم الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ لَا يَرْغَبُ فِيهَا أَحد. والبُورُ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُزْرَعُ والمَعَامي الْمَجْهُولَةُ والأَغفال وَنَحْوُهَا. وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِرِ دُومَةَ: ولكُمُ البَوْر وَالْمَعَامِي وأَغفال الأَرض ؛ وَهُوَ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ، وَيُرْوَى بِالضَّمِّ، وَهُوَ جَمْعُ البَوارِ، وَهِيَ الأَرض الْخَرَابُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ. وبارَ المتاعُ: كَسَدَ. وبارَ عَمَلُه: بَطَلَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ . وبُورُ الأَرض، بِالضَّمِّ: مَا بَارَ مِنْهَا وَلَمْ

فصل التاء المثناة

يُعْمَرْ بِالزَّرْعِ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْبَائِرُ فِي اللُّغَةِ الْفَاسِدُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَرض بَائِرَةٌ مَتْرُوكَةٌ مِنْ أَن يَزْرَعَ فِيهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَوْرُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْوَاوِ، الأَرض كُلُّهَا قَبْلَ أَن تُسْتَخْرَجَ حَتَّى تَصْلُحَ لِلزَّرْعِ أَو الْغَرْسِ. والبُورُ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ. وَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ: يَكُونُ مِنَ الْكَسَلِ وَيَكُونُ مِنَ الْهَلَاكِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ، لَا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ، وَهُوَ إِتباع، وَالِابْتِيَارُ مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثُ عُمَرَ: الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ، فَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ إِذا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا قَذَفَ امرأَة بِنَفْسِهِ: إِنه فَجَرَ بِهَا، فإِن كَانَ كَاذِبًا فَقَدَ ابْتَهَرَها، وإِن كَانَ صَادِقًا فَهُوَ الابْتِيَارُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، افْتِعَالٌ مِنْ بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَاةِ، ... إِمَّا ابْتِهَاراً وإِمَّا ابْتِيارا يَقُولُ: إِما بُهْتَانًا وإِما اخْتِبَارًا بِالصِّدْقِ لِاسْتِخْرَاجِ مَا عِنْدَهَا، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَهَرَ. وبارَهُ بَوْراً وابْتَارَهُ، كِلَاهُمَا: اخْتَبَرَهُ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ زُغْبَةَ: بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه، ... وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كإِيزاغ الْمَخَاضِ يَعْنِي قَذْفَهَا بأَبوالها، وَذَلِكَ إِذا كَانَتْ حَوَامِلَ، شَبَّهَ خُرُوجَ الدَّمِ بِرَمْيِ الْمَخَاضِ أَبوالها. وَقَوْلُهُ: تَبُورُهَا تَخْتَبِرُهَا أَنت حَتَّى تَعْرِضَهَا عَلَى الْفَحْلِ، أَلاقح هِيَ أَم لَا؟ وَبَارَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ يَبُورها بَوْراً ويَبْتَارُها وابْتَارَها: جَعَلَ يَتَشَمَّمُهَا لِيَنْظُرَ أَلاقح هِيَ أَم حَائِلٌ، وأَنشد بَيْتَ مَالِكِ بْنِ زُغْبَةَ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها عَلَى الْفَحْلِ تَنْظُرُ أَلاقح هِيَ أَم لَا، لأَنها إِذا كَانَتْ لَاقِحًا بَالَتْ فِي وَجْهِ الْفَحْلِ إِذا تَشَمَّمَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: بُرْ لِي مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي اعْلَمْهُ وَامْتَحِنْ لِي مَا فِي نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَن دَاوُدَ سأَل سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَهُوَ يَبْتَارُ عِلْمَهُ أَي يَخْتَبِرُهُ وَيَمْتَحِنُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بِحُبِّ عَليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ: حَتَّى وَاللَّهِ مَا نَحْسَبُ إِلَّا أَن ذَلِكَ شَيْءٌ يُبْتارُ بِهِ إِسلامنا. وفَحْلٌ مِبْوَرٌ: عَالِمٌ بِالْحَالَيْنِ مِنَ النَّاقَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وابنُ بُورٍ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ فِي الإِمالة، وَالَّذِي ثَبَتَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ ابْنُ نُور، بِالنُّونِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ: فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ، وَقِيلَ: الْحَصِيرُ الْمَنْسُوجُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الَّتِي مِنَ الْقَصَبِ. قَالَ الأَصمعي: الْبُورْيَاءُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ بارِيٌّ وبورِيٌّ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ كِنَاسَ الثَّوْرِ: كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيُ قَالَ: وَكَذَلِكَ البَارِيَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَا يَرَى بأْساً بِالصَّلَاةِ عَلَى البُورِيّ ؛ هِيَ الْحَصِيرُ الْمَعْمُولُ مِنَ الْقَصَبِ، وَيُقَالُ فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء. فصل التاء المثناة تأر: أَتأَر إِليه النَّظَرَ: أَحَدَّه. وأَتْأَره بَصَرَهُ: أَتْبَعَه إِياه، بِهَمْزِ الأَلفين غَيْرَ مَمْدُودَةٍ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: وأَتْأَرَتْني نَظْرَة الشَّفير. وأَتْأَرتُه بَصَرِي: أَتْبَعْته إِياه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتاه فَأَتْأَرَ إِليه النَّظَرَ أَي أَحَدَّه إِليه وحَقَّقَه؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ؛

أَتْأَرْتُهُمْ بَصَري، والآلُ يَرْفَعُهُمْ، ... حَتَّى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ إِتْآري وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ قَالَ: أَتَرْتُ إِليه النَّظَرَ والرَّمْيَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي تَوَرَ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيَّ وأَشْقَذُوني، ... فَصِرْت كَأَنَّني فَرَأٌ مُتَارُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِنه أَراد مُتْأَرٌ فَنَقَلَ حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ إِلى التَّاءِ وأَبدل مِنْهَا أَلفاً لِسُكُونِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَ مُتارٌ. والتُّؤْرُورُ: العَوْن يَكُونُ مَعَ السُّلْطَانِ بِلَا رِزْقٍ، وَقِيلَ: هُوَ الجِلوازُ، وَذَهَبَ الْفَارِسِيُّ إِلى أَنه تُفْعُول مِنَ الأَرِّ وَهُوَ الدَّفْعُ؛ وأَنشد ابْنُ السَّكِّيتِ: تَاللَّهَ لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ، ... وخشيةُ الشُّرْطيِّ والتُّؤْرورِ قَالَ: التُّؤْرُورُ أَتْباع الشُّرَطِ. ابْنُ الأَعرابي: التَّائرُ الْمُدَاوِمُ عَلَى الْعَمَلِ بَعْدَ فُتُورٍ. الأَزهري فِي التَّأْرَةِ: الْحِينُ. عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: تأْرَةٌ، مَهْمُوزٌ، فَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لَهَا تَرَكُوا هَمْزَهَا؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ غَيْرُهُ وَجَمْعُهَا تِئَرٌ، مَهْمُوزَةٌ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: أَتأَرْتُ إِليه النَّظَرَ أَي أَدمته تارَةً بعد تارَةٍ. تبر: التِّبْرُ: الذهبُ كُلُّه، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَجَمِيعِ جَوَاهِرِ الأَرض مِنَ النُّحَاسِ والصُّفْرِ والشَّبَهِ والزُّجاج وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا اسْتُخْرِجَ مِنَ الْمَعْدَنِ قَبْلَ أَن يُصَاغَ وَيُسْتَعْمَلَ؛ وَقِيلَ: هُوَ الذَّهَبُ الْمَكْسُورُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ مِنْ تِبْرِهِمْ، ... وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ ابْنُ الأَعرابي: التِّبْرُ الفُتاتُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ قَبْلَ أَن يُصَاغَا فإِذا صِيغَا فَهُمَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: التِّبْرُ مَا كَانَ مِنَ الذَّهَبِ غَيْرَ مَضْرُوبٍ فإِذا ضُرِبَ دَنَانِيرَ فَهُوَ عَيْنٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ تِبْرٌ إِلا لِلذَّهَبِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ لِلْفِضَّةِ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ تِبْرِها وعَيْنِها، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ تِبْرِهَا وَعَيْنِهَا. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ التِّبْرُ عَلَى غَيْرِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مِنَ الْمَعْدِنِيَّاتِ كَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ والرَّصاص، وأَكثر اخْتِصَاصِهِ بِالذَّهَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ فِي الذَّهَبِ أَصلًا وَفِي غَيْرِهِ فَرْعًا وَمَجَازًا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا يُقَالُ لَهُ تِبْرٌ حَتَّى يَكُونَ فِي تُرَابِ مَعْدِنِهِ أَو مَكْسُورًا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَمِنْهُ قِيلَ لِمُكَسَّرِ الزُّجَاجِ تِبْرٌ. والتَّبَارُ: الْهَلَاكُ. وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه. وهؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: عَجْزٌ حَاضِرٌ ورَأْيٌ مُتَبَّر ، أَي مهلَك. وتَبَّرَهُ هُوَ: كَسَّرَهُ وأَذهبه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُّ: مَعْنَاهُ إِلَّا هَلَاكًا، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ كُلُّ مُكَسَّرٍ تِبْراً. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً ، قَالَ: التَّتْبِيرُ التَّدْمِيرُ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ كَسَّرْتَهُ وَفَتَّتْتَهُ، فَقَدَ تَبَّرْتَهُ، وَيُقَالُ: تَبِرَ «4». الشيءُ يَتْبَرُ تَباراً. ابْنُ الأَعرابي: الْمَتْبُورُ الْهَالِكُ، وَالْمَبْتُورُ النَّاقِصُ. قَالَ: والتَّبْراءُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ مِنَ النُّوق. وَمَا أَصبتُ مِنْهُ تَبْرِيراً أَي شَيْئًا، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ فِي رأْسه تِبْرِيَةٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: لُغَةٌ فِي الهِبْرِيَةِ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي أُصول الشِّعْرِ مِثْلُ النُّخَالَةِ.

_ (4). قوله [تبر] من باب ضرب على ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح

تثر: ابْنُ الأَعرابي: التَّواثِيرُ الجَلَاوِزَةُ. تجر: تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْراً وتِجَارَةً؛ بَاعَ وَشَرَى، وَكَذَلِكَ اتَّجَرَ وَهُوَ افْتَعَل، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الخَمَّار قَالَ الأَعشى: ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ ... الأُمَّانَ، مَوْرُوداً شَرَابُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يَتَّجِرُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يَرْوِيهِ بَعْضُهُمْ وَهُوَ يَفْتَعِلُ مِنَ التِّجَارَةِ لأَنه يَشْتَرِي بِعَمَلِهِ الثَّوَابَ وَلَا يَكُونُ مِنَ الأَجر عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ لأَن الْهَمْزَةَ لَا تُدْغَمُ فِي التَّاءِ وإِنما يُقَالُ فِيهِ يأْتَجِرُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي بَائِعَ الْخَمْرِ تَاجِرًا؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: ولَقَدْ أَروحُ عَلَى التِّجَارِ مُرَجَّلًا، ... مَذِلًا بِمالي، لَيِّناً أَجْيادي أَي مَائِلًا عُنُقي مِنَ السُّكْرِ. ورجلٌ تاجِرٌ، وَالْجَمْعُ تِجارٌ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، وتُجَّارٌ وتَجْرٌ مِثْلُ صَاحِبٍ وصَحْبٍ؛ فأَما قَوْلُهُ: إِذا ذُقْتَ فَاهَا قلتَ: طَعمُ مُدامَةٍ ... مُعَتَّقَةٍ، مِمَّا يَجِيءُ بِهِ التُّجُرْ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ تِجَارٍ، عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ لَا يَطْرُدُ جَمْعَ الْجَمْعِ؛ وَنَظِيرُهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ؛ قَالَ: هُوَ جَمْعُ رهانٍ الَّذِي هُوَ جَمْعُ رَهْنٍ وَحَمَلَهُ أَبو عليُّ عَلَى أَنه جَمْعُ رَهْن كَسَحْل وسُحُلٍ، وإِنما ذَلِكَ لِمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ مِنَ التَّحْجِيرِ عَلَى جَمْعِ الْجَمْعِ إِلا فِيمَا لَا بُدَّ مِنْهُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ التُّجُرُ فِي الْبَيْتِ مِنْ بَابِ: أَنا ابنُ ماويَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ عَلَى نَقْلِ الْحَرَكَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ التُّجُرُ جَمْعُ تَاجِرٍ كَشَارِفٍ وشُرُفٍ وَبَازِلٍ وبُزُلٍ، إِلا أَنه لَمْ يُسْمَعْ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن التُّجَّار يُبعثون يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً إِلا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وبَرَّ وصَدَقَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سَمَّاهُمْ فُجَّارًا لِمَا فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ مِنَ الأَيمان الْكَاذِبَةِ وَالْغَبَنِ وَالتَّدْلِيسِ وَالرِّبَا الَّذِي لَا يَتَحَاشَاهُ أَكثرهم أَو لَا يَفْطِنُونَ لَهُ، وَلِهَذَا قَالَ فِي تَمَامِهِ: إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ؛ وَقِيلَ: أَصل التَّاجِرِ عِنْدَهُمُ الخمَّار يَخُصُّونَهُ بِهِ مِنْ بَيْنِ التُّجَّارِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَن التَّاجِرَ فَاجِرٌ ؛ والتَّجْرُ: اسمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ؛ وَقَوْلُ الأَخطل: كَأَنَّ فَأْرَةَ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها، ... حَتَّى اشْتَراها بِأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ كَطَهِرٍ فِي قَوْلِ الْآخَرِ: خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّيابِ وأَرضَ مَتْجَرَةٌ: يُتَّجَرُ إِليها؛ وَفِي الصِّحَاحِ: يَتَّجِرُ فِيهَا. وَنَاقَةٌ تَاجِرٌ: نَافِقَةٌ فِي التِّجَارَةِ وَالسُّوقِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: عِفَاءٌ قِلاصٍ طَارَ عَنْهَا تَواجِر وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي ضِدِّهَا كَاسِدَةٌ. التَّهْذِيبُ: الْعَرَبُ تَقُولُ نَاقَةٌ تَاجِرَةٌ إِذا كَانَتْ تَنْفُقُ إِذا عُرِضَتْ عَلَى الْبَيْعِ لِنَجَابَتِهَا، وَنُوقٌ تَوَاجِرُ؛ وأَنشد الأَصمعي: مَجَالِحٌ فِي سِرِّها التَّواجِرُ وَيُقَالُ: ناقةٌ تاجِرَةٌ وأُخرى كَاسِدَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ الْعَرَبُ إِنه لَتَاجِرٌ بِذَلِكَ الأَمر أَي حَاذِقٌ؛ وأَنشد: لَيْسَتْ لِقَوْمِي بالكَتِيفِ تِجارَةٌ، ... لكِنَّ قَوْمِي بالطِّعانِ تِجَارُ وَيُقَالُ: رَبِحَ فلانٌ فِي تِجارَتِهِ إِذا أَفْضَلَ، وأَرْبَحَ إِذا صَادَفَ سُوقاً ذاتَ رِبْحٍ. ترر: تَرَّ الشَّيْءُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتُروراً: بَانَ وَانْقَطَعَ بِضَرْبِهِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْعَظْمَ؛ وتَرَّتْ يَدُه

تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً وأَتَرَّها هُوَ وتَرَّها تَرّاً؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ كَلُّ عُضْوٍ قُطِعَ بِضَرْبِهِ فَقَدْ تُرَّ تَرّاً؛ وأَنشد لِطَرَفَةَ يَصِفُ بَعِيرًا عَقَرَهُ: تَقُولُ، وَقَدْ تُرَّ الوَظِيفُ وساقُها: ... أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ؟ تُرَّ الوظيفُ أَي انْقَطَعَ فَبَانَ وَسَقَطَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ أَتَرَّ الشَّيْءَ وتَرَّ هُوَ نَفْسُه؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ الأَصمعي: تَقُولُ، وَقَدْ تَرَّ الوَظِيفُ وساقُها بِالرَّفْعِ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ فُلَانٌ يَدَ فُلَانٍ بِالسَّيْفِ فأَتَرَّها وأَطَرَّها وأَطَنَّها أَي قَطَعَهَا وأَنْدَرَها. وتَرَّ الرجلُ عَنْ بِلَادِهِ تُروراً: بَعُدَ. وأَتَرَّه القضاءُ إِتْراراً: أَبعده. والتُّرُورُ: وَثْبَةُ النَّواة مِنَ الحَيْس. وتَرَّت النَّواةُ منْ مِرْضاخِها تَتِرُّ وتَتُرُّ تُروراً: وثَبَتْ ونَدَرَتْ. وأَتَرَّ الغلامُ القُلَةَ بِمِقْلاتِه والغلامُ يُتِرُّ القُلَةَ بالمِقْلَى: نَزَّاها. والتَّرارَةُ: السِّمَنُ والبَضَاضَةُ؛ يُقَالُ مِنْهُ: تَرِرْتَ، بِالْكَسْرِ، أَي صِرْتُ تَارَّا وَهُوَ الْمُمْتَلِئُ والتَّرارَةُ: امْتِلَاءُ الْجِسْمِ مِنَ اللَّحْمِ ورَيُّ الْعَظْمِ؛ يُقَالُ لِلْغُلَامِ الشَّابِّ الْمُمْتَلِئِ: تارٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: رَبْعَةٌ مِنَ الرِّجَالِ تارٌّ ؛ التارُّ: الْمُمْتَلِئُ الْبَدَنِ، وتَرَّ الرجلُ يَتِرُّ ويَتُرُّ تَرّاً وتَرارةً وتُروراً: امتلأَ جِسْمُهُ وتَرَوَّى عَظْمُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بِسَلْهَبٍ لُيِّنَ فِي تُرُورِ وَقَالَ: ونُصْبِحُ بالغَدَاةِ أَتَرَّ شَيْءٍ، ... ونُمْسِي بالعَشِيِّ طَلَنْفَحِينَا ورجلٌ تارٌّ وتَرٌّ: طَوِيلٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى تَرّاً فَعِلًا، وَقَدْ تَرَّ تَرارَةً، وقَصَرَةٌ تارَّةٌ. والتَّرَّةُ: الْجَارِيَةُ الْحَسْنَاءُ الرَّعْناءُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّرَاتِيرُ الْجَوَارِي الرُّعْنُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأُتْرُورُ الْغُلَامُ الصَّغِيرُ. اللَّيْثُ: الأُتْرُورُ الشُّرَطِيُّ؛ وأَنشد: أَعوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ ... مِنْ صاحِبِ الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وَقِيلَ: الأُتْرُورُ غلامُ الشُّرَطِيِّ لَا يَلْبَسُ السَّوادَ؛ قَالَتِ الدَّهْنَاءُ امرأَة الْعَجَّاجِ: وَاللَّهِ لَوْلَا خَشْيَةُ الأَمِيرِ، ... وخَشْيَةُ الشُّرْطِيِّ والأُترورِ، لَجُلْتُ بِالشَّيْخِ مِنَ البَقِيرِ، ... كَجَوَلانِ صَعْبَةٍ عَسِيرِ وتَرَّ بسَلْحِه وهَذَّ بِهِ وهَرَّ بِهِ إِذَا رَمَى بِهِ. وتَرَّ بِسَلْحِه يَتِرُّ: قَذَفَ بِهِ. وتَرَّ النَّعامُ: أَلقى مَا فِي بَطْنِهِ. وتُرَّ فِي يَدِهِ: دَفَعَ. والتُّرُّ: الأَصل. يُقَالُ: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ وقُحاحِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: لأَضْطَرَّنَّكَ إِلى تُرِّكَ أَي إِلى مَجْهُودِكَ. والتُّرُّ، بِالضَّمِّ: الْخَيْطُ الَّذِي يُقَدَّرُ بِهِ البِناءُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يُمَدُّ عَلَى الْبِنَاءِ فَيُبْنَى عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ الإِمام، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: التُّرُّ كَلِمَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الْعَرَبُ، إِذا غَضِبَ أَحدهم عَلَى الْآخَرِ قَالَ: وَاللَّهِ لأُقيمنك عَلَى التُّرِّ. قَالَ الأَصمعي: المِطْمَرُ هُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يقدَّر بِهِ الْبِنَاءُ يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ التُّرُّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التُّرُّ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. وَفِي النَّوَادِرِ: بِرْذَوْنٌ تَرٌّ ومُنْتَرٌّ وَعَرِبٌ وقَزَعٌ ودُفاقٌ [دِفاقٌ] إِذا كَانَ سريعَ الرَّكْضِ، وَقَالُوا: التَّرُّ مِنَ الْخَيْلِ الْمُعْتَدِلُ الأَعضاء الْخَفِيفُ الدَّرِيرُ؛ وأَنشد:

وقَدْ أَغْدُو مَعَ الفِتْيَانِ ... بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ «1». وذِي البِرْكَةِ كالتَّابُوتِ، ... والمِحْزَمِ كالقَرِّ، مَعَ قَاضِيهِ في متنيه ... كالدر وقال الأَصمعي: التَّارُّ الْمُنْفَرِدُ عَنْ قَوْمِهِ، تَرَّ عَنْهُمْ إِذا انْفَرَدَ وَقَدْ أَتَرُّوه إِتْراراً. ابْنُ الأَعرابي: تَرْتَرَ إِذا اسْتَرْخَى فِي بَدَنِهِ وَكَلَامِهِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: التَّارُّ الْمُسْتَرْخِي مِنْ جُوعٍ أَو غَيْرِهِ؛ وأَنشد: ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شَيْءٍ قَوْلُهُ: أَترّ شَيْءٍ أَي أَرخى شَيْءٍ مِنِ امْتِلَاءِ الْجَوْفِ، وَنُمْسِي بِالْعَشِيِّ جِيَاعًا قَدْ خَلَتْ أَجوافنا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَتَرَّ شَيْءٍ أَمْلأَ شَيْءٍ مِنَ الْغُلَامِ التَّارّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَتَرَّ شَيْءٍ أَرخى شَيْءٍ مِنَ التَّعَبِ. يُقَالُ: تُرَّ يَا رَجُلُ. والتَّرْتَرَةُ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ. اللَّيْثُ: التَّرْتَرَةُ أَن تَقْبِضَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ تُتَرْتِرُه أَي تُحَرِّكُهُ. وتَرْتَرَ الرجُلَ: تَعْتَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي ظُنَّ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَالَ: تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوه أَي حَرِّكُوهُ ليُسْتَنْكَهَ هَلْ يُوجَدُ مِنْهُ رِيحُ الْخَمْرِ أَم لَا؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ أَن يُحَرَّكَ ويُزَعْزَعَ ويُسْتَنْكَهَ حَتَّى يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ لِيُعْلَمَ مَا شَرِبَ، وَهِيَ التَّرْتَرَةُ والمَزْمَزَةُ والتَّلْتَلَةُ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: تَلْتِلُوه ، وَمَعْنَى الْكُلِّ التَّحْرِيكُ؛ وَقَوْلُ زِيدِ الْفَوَارِسِ: أَلم تَعْلَمِي أَنِّي إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِي ... بنائِبَةٍ، زَلَّتْ وَلَمْ أَتَتَرْتَرِ أَي لَمْ أَتزلزل وَلَمْ أَتقلقل. وتَرْتَرَ: تَكَلَّمَ فأَكثر؛ قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدٍ: لَا تُتَرْتِرْ، فإِنَّهُمْ ... يَرَوْنَ الْمَنَايَا دونَ قَتْلِكَ أَوْ قَتْلِي وَيُرْوَى: تُثَرْثِرْ وتُبَرْبِرْ. والتَّراتِرُ: الشَّدَائِدُ والأُمور الْعِظَامُ. والتُّرَّى: اليد المقطوعة. تشر: التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثِ: تِشْرينُ اسْمُ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ الْخَرِيفِ بِالرُّومِيَّةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا تِشْرِينان تِشْرِينُ الأَول وَتِشْرِينُ الثَّانِي وهما قبل الكانونين. تعر: جُرْحٌ تَعَّارٌ وتَغَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا كَانَ يَسِيلُ مِنْهُ الدَّمُ، وَقِيلَ: جُرْحٌ نَعَّار، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ بِهَراةَ يَزْعُمُ أَن تَغَّارَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ تَصْحِيفٌ، قَالَ: وقرأْت فِي كِتَابِ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: جُرْحٌ تَعَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالتَّاءِ، وَتَغَّارُ بِالْغَيْنِ وَالتَّاءِ، وَنَعَّارٌ بِالنُّونِ وَالْعَيْنِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْقَأُ، فَجَعَلَهَا كُلَّهَا لُغَاتٍ وَصَحَّحَهَا، وَالْعَيْنُ وَالْغَيْنُ فِي تَعَّار وتَغَّار تَعَاقَبًا كَمَا قَالُوا العَبِيثَةُ والغَبِيثَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: التَّعَرُ اشْتِعَالُ الْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: مَا طَمَا الْبَحْرُ وَقَامَ تِعَارٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: تِعار، بِكَسْرِ التَّاءِ، جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، يَنْصَرِفُ وَلَا يَنْصَرِفُ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ: وَمَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِي، وَمَا ثَوَى ... مُقِيمًا بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها وَقَيَّدَهُ الأَزهري فَقَالَ: تِعَارُ جَبَلٌ بِبِلَادِ قَيْسٍ؛ وَقَدْ ذكره لبيد «2»:

_ (1). قوله [وقد أغدو إلخ] هذه ثلاثة أبيات من الهزج كما لا يخفى، لكن البيت الثالث ناقص وبمحل النقص بياض بالأصل (2). قوله [وقد ذكره لبيد] أي في قصيدته التي منها: عشت دهراً ولا يعيش مع الأَيام ... إِلَّا يَرَمْرَمٌ أَوْ تِعَارُ كما في ياقوت

إِلَّا يَرَمْرَمٌ أَو تِعَارُ وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِ النِّهَايَةِ: منْ تَعَارَّ مِنَ الليلِ، فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَقَالَ: أَي هَبَّ مِنْ نومِه وَاسْتَيْقَظَ، قَالَ: وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ وَلَيْسَ بَابَهُ. تغر: تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا: لُغَةٌ فِي تَغِرَتْ تَتْغَرُ تَغَراناً إِذا غَلَتْ؛ وأَنشد: وصَهْباءَ مَيْسَانِيَّةٍ لَمْ يَقُمْ بِها ... حَنِيفٌ، وَلَمْ تَتْغَرْ بِها ساعَةً قِدْرُ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ نَغَرَتْ، بِالنُّونِ، وَسَنَذْكُرُهُ؛ وأَما تَغَرَ، بِالتَّاءِ، فإِن أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى فِي بَابِ الْجِرَاحِ قَالَ: فإِن سَالَ مِنْهُ الدَّمُ قِيلَ جُرح تَغَّارٌ وَدَمٌ تَغَّارٌ، قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: جُرْحٌ نَعَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالنُّونِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: جُرْحٌ تَغَّارٌ وَنَغَّارٌ، فَمَنْ جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ فَصَحَّتَا مَعًا، وَرَوَاهُمَا شَمِرٌ عَنْ أَبي مَالِكٍ تَغَرَ ونغر ونعر. تفر: التِّفْرَةُ «1»: الدَّائِرَةُ تَحْتَ الأَنف فِي وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، زَادَ فِي التَّهْذِيبِ: مِنْ الإِنسان، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِهَذِهِ الدَّائِرَةِ تِفْرَةٌ وتَفِرَةٌ وتُفَرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: التَّفِرة، بِكَسْرِ الْفَاءِ، النُّقْرَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، والتَّفِرَةُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: الْوَتِيرَةُ. والتَّفِيرَةُ: كُلُّ مَا اكْتَسَبَتْهُ الْمَاشِيَةُ مِنْ حَلَاوَاتِ الخُضَرِ وأَكثر مَا تَرْعاه الضأْن وَصِغَارُ الْمَاشِيَةِ، وَهِيَ أَقل مِنْ حَظِّ الإِبل. والتَّفِرَةُ: تَكُونُ مِنْ جَمِيعِ الشَّجَرِ وَالْبَقَرِ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الجَنَبَةِ. والتَّفِرَةُ: مَا ابْتَدَأَ مِنَ الطَّرِيفَةِ يَنْبُتُ لَيِّنًا صَغِيرًا، وَهُوَ أَحب الْمَرْعَى إِلى الْمَالِ إِذا عَدِمَتِ الْبَقْلَ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ القَرْنُونَةِ «2». والمَكْرِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ نَاقَةً تأْكل المَشْرَةَ، وَهِيَ شَجَرَةٌ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى أَكل النَّبَاتِ لِصِغَرِهِ: لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وَقَصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ لَمْ تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا تَعْتلِقْ بِالْمَحَاجِنِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّفِراتُ مِنَ النَّبَاتِ مَا لَا تَسْتَمْكِنُ مِنْهُ الرَّاعِيَةُ لِصِغَرِهَا، وأَرض مُتْفِرَةٌ. والتَّفِرُ: النَّبَاتُ الْقَصِيرُ الزَّمِرُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّافِرُ الوَسِخُ مِنَ النَّاسِ، وَرَجُلٌ تَفِرٌ وتَفْران. قَالَ: وأَتْفَرَ الرجلُ إِذا خَرَجَ شَعْرُ أَنفه إِلى تِفْرَتِهِ، وهو عيب. تفتر: التَّفْتَرُ: لُغَةٌ فِي الدَّفْتَرِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عجميّاً. تفطر: الأَزهري فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ تَفْطَرَ: التَّفَاطِيرُ النَّباتُ، قَالَ: وَالتَّفَاطِيرُ، بِالتَّاءِ، النَّوْرُ. قَالَ: وَفِي نَوَادِرِ اللِّحْيَانِيِّ عَنِ الإِيادي فِي الأَرض تَفَاطِيرُ مِنْ عُشْبٍ، بِالتَّاءِ، أَي نَبْذٌ مُتَفَرِّقٌ، وَلَيْسَ له واحد. تقر: التَّقِرُ والتَّقِرَةُ: التَّابَلُ [التَّابِلُ]، وَقِيلَ: التَّقِر الْكَرَوْيَا، والتَّقِرَةُ: جَمَاعَةُ التَّوَابِلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ بِالدَّالِ أَعلى. تكر: التَّكُّرِيُّ: الْقَائِدُ مِنْ قُوَّادِ السِّند، والجمعُ تَكاتِرَةٌ، أَلحقوا الْهَاءَ لِلْعُجْمَةِ؛ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَتْ تَكاتِرَةُ ابْنِ تِيرِي، ... غَداةَ البُدِّ، أَنِّي هِبْرِزِيُ وَفِي التَّهْذِيبِ: الْجَمْعُ تَكَاكِرَةُ، وَبِذَلِكَ أَنشد الْبَيْتَ: لقد علمت تكاكرة. تمر: التَّمْرُ: حَمْلُ النَّخْلِ، اسْمُ جِنْسٍ، وَاحِدَتُهُ تَمْرَةٌ وَجَمْعُهَا تَمَرَاتٌ، بِالتَّحْرِيكِ. والتُّمْرانُ والتُّمورُ، بِالضَّمِّ: جَمْعُ التَّمْرِ؛ الأَوَّل عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ تَكْسِيرُ الأَسماء الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الجموع

_ (1). قوله [التفرة] بكسر التاء وضمها وككلمة وتؤدة كما في القاموس (2). قوله [من القرنونة] في القاموس القرنوة هي الهرنوة والقرانيا وليس فيه القرنونة

بِمُطَّرِدٍ، أَلا تَرَى أَنهم لَمْ يَقُولُوا أَبرار فِي جَمْعِ بُرٍّ؟ الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ التَّمر تُمُورٌ وتُمْرانٌ، بِالضَّمِّ، فَتُرَادُ بِهِ الأَنواع لأَن الْجِنْسَ لَا يُجْمَعُ فِي الْحَقِيقَةِ. وتَمَّرَ الرُّطَبُ وأَتْمَرَ، كِلَاهُمَا: صَارَ فِي حَدِّ التَّمْرِ. وتَمَّرَتِ النَّخْلَةُ وأَتْمَرَت، كِلَاهُمَا: حَمَلَتِ التَّمْرَ. وتَمَرَ القَوْمَ يَتْمُرُهُمْ تَمْراً وتَمَّرَهُمْ وأَتْمَرَهُمْ: أَطعمهم التَّمْرَ. وتَمَّرَني فُلَانٌ: أَطعمني تَمْراً. وأَتْمَرُوا، وَهُمْ تامِرُونَ: كَثُرَ تَمْرُهم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن تامِراً عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذا أَردت أَطعمتهم أَو وَهَبْتَ لَهُمْ قُلْتَهُ بِغَيْرِ أَلف، وإِذا أَردت أَن ذَلِكَ قَدْ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفْعَلُوا. وَرَجُلٌ تامِرٌ: ذُو تَمْرٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ تَامِرٌ وَلَابِنٌ أَي ذُو تَمْرٍ وَذُو لَبَنٍ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ قولِكَ تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ أَي أَطعمتهم التَّمْرَ. والتَّمَّار: الَّذِي يَبِيعُ التَّمْرَ. والتَّمْرِيُّ: الَّذِي يُحِبُّهُ. والمُتْمِرُ: الْكَثِيرُ التَّمْرِ. وأَتْمَرَ الرجلُ إِذا كَثُرَ عِنْدَهُ التَّمْرُ. والمَتْمُورُ: المُزَوَّدُ تَمْراً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: لَسْنَا مِنَ القَوْمِ الَّذِينَ، إِذا ... جاءَ الشتاءُ، فَجارُهم تَمْرُ يَعْنِي أَنهم يأْكلون مَالَ جَارِهِمْ ويَسْتَحلُونه كَمَا تَسْتَحْلي الناسُ التَّمْرَ فِي الشِّتَاءِ؛ وَيُرْوَى: لَسْنَا كَأَقْوَامٍ، إِذا كَحَلَتْ ... إِحدى السِّنِينَ، فجارُهُمْ تَمْرُ والتَّتْمِيرُ: التَّقْدِيدُ. يُقَالُ: تَمَّرْتُ القَدِيدَ، فَهُوَ مُتَمَّرٌ؛ وَقَالَ أَبو كَاهِلٍ الْيَشْكُرِيُّ يَصِفُ فَرْخَةَ عُقَابٍ تُسَمَّى غُبَّة، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَصِفُ عُقاباً شَبَّهَ رَاحِلَتَهُ بِهَا: كأَنَّ رَحْلي عَلَى شَغْواءَ حادِرَةٍ ... ظَمْياءَ، قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ ... مِنَ الثَّعالي، وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها أَراد الأَرانب وَالثَّعَالِبَ أَي تُقَدِّدُهُ؛ يَقُولُ: إِنها تَصِيدُ الأَرانب وَالثَّعَالِبَ فأَبدل مِنَ الْبَاءِ فِيهِمَا يَاءً، شَبَّهَ رَاحِلَتَهُ فِي سُرْعَتِهَا بِالْعُقَابِ، وَهِيَ الشَّغْوَاءُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لاعوجاجِ مِنْقَارِهَا. والشَّغاء: العِوَجُ. وَالظَّمْيَاءُ: الْعَطْشَى إِلى الدَّمِ. وَالْخَوَافِي: قِصَارُ رِيشِ جَنَاحِهَا. وَالْوَخْزُ: شَيْءٌ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ. والأَشارير: جَمْعُ إِشرارة: وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْقَدِيدِ. وَالثَّعَالِي: يُرِيدُ الثَّعَالِبَ، وَكَذَلِكَ الأَراني يُرِيدُ الأَرانب فأَبدل مِنَ الْبَاءِ فِيهِمَا يَاءً لِلضَّرُورَةِ. والتَّتْمِيرُ: التَّيْبِيسُ. والتَّتْمير: أَن يَقْطَعَ اللَّحْمَ صِغَارًا وَيُجَفِّفَ. وتَتْمِيرُ اللَّحْمِ وَالتَّمْرِ: تَجْفِيفُهما. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانَ لَا يَرَى بِالتَّتْمِيرِ بأْساً ؛ التَّتْمِيرُ: تَقْطِيعُ اللَّحْمِ صِغَارًا كَالتَّمْرِ وَتَجْفِيفِهِ وَتَنْشِيفِهِ، أَراد لَا بأْس أَن يَتَزَوَّدَهُ المُحْرِمُ، وَقِيلَ: أَراد مَا قُدِّدَ مِنْ لُحُومِ الْوُحُوشِ قَبْلَ الإِحرام. واللحمُ المُتَمَّرُ: المُقَطَّع. وَالتَّامُورُ والتَّامُورة جَمِيعًا: الإِبريق؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ خَمَّارة: وإِذا لَها تامُورَةٌ ... مرفوعةٌ لِشَرابِها وَلَمْ يَهْمِزْهُ، وَقِيلَ: حُقَّة يُجْعَلُ فِيهَا الْخَمْرُ: وَقِيلَ: التَّامُورُ وَالتَّامُورَةُ الْخَمْرُ نَفْسُهَا. الأَصمعي: التَّامُورُ الدَّمُ وَالْخَمْرُ وَالزَّعْفَرَانُ. وَالتَّامُورُ: وَزِيرُ الْمَلِكِ. وَالتَّامُورُ: النَّفْسُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لَقَدْ عَلِمَ تمامورُك ذَلِكَ أَي قَدْ عَلِمَتْ نفسُك ذَلِكَ. وَالتَّامُورُ: دَمُ الْقَلْبِ، وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ كُلَّ دَمٍ؛ وَقَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سُحَيْمٍ أَوْلَجُوا ... أَبْيَاتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنذِرِ

قَالَ الأَصمعي: أَي مُهْجَةَ نَفْسه، وَكَانُوا قَتَلُوهُ؛ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ قُنْعاسٍ الْمُرَادِيُّ، وَيُقَالُ قُعاس: وتامُورٍ هَرَقْتُ، وَلَيْسَ خَمْراً، ... وحَبَّةِ غَيْرِ طاحيَةٍ طَحَيْتُ وأَورده الْجَوْهَرِيُّ: وَحَبَّةِ غَيْرِ طَاحِنَةٍ طَحَنْتُ بِالنُّونِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وَحَبَّةِ غَيْرِ طَاحِيَةٍ طَحَيْتُ، بِالْيَاءِ فِيهِمَا، لأَن الْقَصِيدَةَ مُرْدِفَةٌ بِيَاءٍ وأَوّلها: أَلا يَا بَيْتُ بالعَلْيَاءِ بَيْتُ، ... ولولا حُبُّ أَهْلِكَ مَا أَتَيْتُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ورأَيته بِخَطِّ الْجَوْهَرِيِّ فِي نُسْخَتِهِ طَاحِنَةٍ طَحَنْتُ، بِالنُّونِ فِيهِمَا. وَقَدْ غَيَّرَهُ مَنْ رَوَاهُ طَحَيْتُ، بِالْيَاءِ، عَلَى الصَّوَابِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: حَبَّةٍ غَيْرِ طَاحِيَةٍ، بِالْيَاءِ، حَبَّةُ الْقَلْبِ أَي رُبَّ عَلَقَةِ قَلْبٍ مُجْتَمِعَةٍ غَيْرِ طَاحِيَةٍ هَرَقْتُهَا وَبَسَطْتُهَا بَعْدَ اجْتِمَاعِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: والتَّامُورَةُ غِلافُ الْقَلْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالتَّامُورُ غِلَافُ الْقَلْبِ، وَالتَّامُورُ حَبَّةُ الْقَلْبِ، وَتَامُورُ الرَّجُلِ قَلْبُهُ. يُقَالُ: حَرْفٌ فِي تامُورك خَيْرٌ مِنْ عَشْرَةٍ فِي وِعَائِكَ. وعَرَّفْتُه بِتامُوري أَي عَقْلي. والتَّامُور: وِعَاءُ الْوَلَدِ. والتَّامُور: لَعِبُ الْجَوَارِي، وَقِيلَ: لَعِبُ الصِّبْيَانِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والتَّامُور: صَوْمَعَةُ الرَّاهِبِ. وَفِي الصِّحَاحِ: التَّامُورَةُ الصَّوْمَعَةُ؛ قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرومٍ الضَّبّيُّ: لَدَنا لبَهْجَتِها وحُسْنِ حَدِيثِها، ... ولَهَمَّ مِنْ تامُورِهِ يَتَنَزَّلُ وَيُقَالُ: أَكل الذئبُ الشاةَ فَمَا تَرَكَ مِنْهَا تَامُورًا؛ وأَكلنا جَزَرَةً، وَهِيَ الشَّاةُ السَّمِينَةُ، فَمَا تَرَكْنَا مِنْهَا تَامُورًا أَي شَيْئًا. وَقَالُوا: مَا فِي الرَّكِيَّةِ تامُورٌ يَعْنِي الْمَاءَ أَي شَيْءٌ مِنَ الْمَاءِ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ فِيمَا يُهْمَزُ وَفِيمَا لَا يُهْمَزُ. والتَّامُورُ: خِيسُ الأَسد، وَهُوَ التَّامُورَةُ أَيضاً؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَيُقَالُ: احْذَرِ الأَسد فِي تَامُورِهِ ومِحْرابِهِ وغِيلِهِ وعِرْزاله. وسأَل عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، عَمْرَو بْنَ مَعْدِيَكْرِبَ عَنْ سَعْدٍ فَقَالَ: أَسد فِي تَامُورَتِهِ أَي فِي عَرِينِهِ، وَهُوَ بَيْتُ الأَسد الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، وَهِيَ فِي الأَصل الصَّوْمَعَةُ فَاسْتَعَارَهَا للأَسد. والتَّامُورَةُ وَالتَّامُورُ: عَلَقَةُ الْقَلْبِ ودَمُه، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد أَنه أَسَدٌ فِي شِدَّةِ قَلْبِهِ وَشَجَاعَتِهِ. وَمَا فِي الدَّارِ تامُورٌ وتُومُور وَمَا بِهَا تُومُريٌّ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَي لَيْسَ بِهَا أَحد. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا بِهَا تأْمور، مَهْمُوزٌ، أَي مَا بِهَا أَحد. وبلادٌ خَلاءٌ لَيْسَ بِهَا تُومُرِيٌّ أَي أَحد. وَمَا رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ المرأَة أَي إِنسيّاً وخَلْقاً. وَمَا رأَيت تُومُرِيّاً أَحْسنَ مِنْهُ. والتُّمارِيُّ: شَجَرَةٌ لَهَا مُصَعٌ كَمُصَعِ العَوْسَجِ إِلَّا أَنها أَطيب مِنْهَا، وَهِيَ تُشْبِهُ النَّبْعَ؛ قَالَ: كَقِدْحِ التُّماري أَخْطَأَ النَّبْعَ قاضبُهْ والتُّمَّرَةُ: طَائِرٌ أَصغر مِنَ الْعُصْفُورِ، وَالْجَمْعُ تُمَّرٌ، وَقِيلَ: التُّمَّرُ طَائِرٌ يقال له ابن تَمْرَة وَذَلِكَ أَنك لَا تَرَاهُ أَبداً إِلا وَفِي فِيهِ تَمْرَةٌ. وتَيْمَرى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسَ: لَدَى جانِب الأَفْلاج مِنْ جَنْبِ تَيْمَرى واتْمَأَرَّ الرُّمْحُ اتْمِئْراراً، فَهُوَ مُتْمَئِرٌّ إِذا كَانَ غَلِيظًا مُسْتَقِيمًا. ابْنُ سِيدَهْ: واتْمَأَرَّ الرُّمْحُ وَالْحَبْلُ صَلُبَ، وَكَذَلِكَ الذَّكَرُ إِذا اشتدَّ نَعْظُه. الْجَوْهَرِيُّ: اتْمَأَرَّ الشيءُ طَالَ وَاشْتَدَّ مِثْلُ اتْمَهَلَّ واتْمَأَلَّ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مَسْعُودٍ الضَّبِّيُّ:

ثَنَّى لَهَا يَهْتِكُ أَسْحَارَها ... بِمْتمَئِرٍّ فيه تَحْزِيبُ تنر: التَّنُّورُ: نَوْعٌ مِنَ الْكَوَانِينِ. الْجَوْهَرِيُّ: التِّنُّورُ الَّذِي يُخْبَزُ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِرَجُلٍ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مُعَصْفَرٌ: لَوْ أَن ثَوْبَك فِي تَنُّورِ أَهْلِكَ أَو تَحْتَ قدْرِهم كَانَ خَيْرًا؛ فَذَهَبَ فأَحرقه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما أَراد أَنك لَوْ صَرَفْتَ ثَمَنَهُ إِلى دَقِيقٍ تَخْبِزُهُ أَو حَطَبٍ تَطْبُخُ بِهِ كَانَ خَيْرًا لَكَ، كأَنه كَرِهَ الثَّوْبَ الْمُعَصْفَرَ. والتَّنُّور: الَّذِي يُخْبَزُ فِيهِ؛ يُقَالُ: هُوَ فِي جَمِيعِ اللُّغَاتِ كَذَلِكَ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: التَّنُّور تَفْعُول مِنَ النَّارُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنَ الْفَسَادِ بِحَيْثُ تَرَاهُ وإِنما هُوَ أَصل لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلَّا فِي هَذَا الْحَرْفِ وَبِالزِّيَادَةِ، وَصَاحِبُهُ تَنَّارٌ. والتَّنُّور: وَجْهُ الأَرض، فَارِسِيٌّ معرَّب، وَقِيلَ: هُوَ بِكُلِّ لُغَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ ؛ قَالَ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: هُوَ وَجْهُ الأَرض ، وَكُلُّ مَفْجَرِ ماءٍ تَنُّورٌ. قَالَ أَبو إِسحاق: أَعلم اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَن وَقْتَ هَلَاكِهِمْ فَوْرُ التَّنُّورِ، وَقِيلَ فِي التَّنُّورِ أَقوال: قِيلَ التَّنُّورُ وَجْهُ الأَرض، وَيُقَالُ: أَراد أَن الْمَاءَ إِذا فَارَ مِنْ نَاحِيَةِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَقِيلَ: إِن الْمَاءَ فَارَ مِنْ تَنُّورِ الْخَابِزَةِ، وَقِيلَ أَيضاً: إِن التَّنُّور تَنْوِيرُ الصُّبْح. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: التَّنُّورُ الَّذِي بِالْجَزِيرَةِ وَهِيَ عَيْنُ الوَرْدِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. قَالَ اللَّيْثُ: التَّنُّورُ عَمَّتْ بِكُلِّ لِسَانٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ إِن التَّنُّورَ عَمَّتْ بِكُلِّ لِسَانٍ يَدُلُّ عَلَى أَن الِاسْمَ فِي الأَصل أَعجمي فَعَرَّبَتْهَا الْعَرَبُ فَصَارَ عربيّاً على بنار فَعُّول، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَن أَصل بِنَائِهِ تَنَرَ، قَالَ: وَلَا نَعْرِفُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لأَنه مُهْمَلٌ، وَهُوَ نَظِيرُ مَا دَخَلَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ مِثْلُ الدِّيبَاجِ وَالدِّينَارِ وَالسُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ وَمَا أَشبهها وَلَمَّا تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ صَارَتْ عَرَبِيَّةً. وَتَنَانِيرُ الْوَادِي: مَحَافِلُهُ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا عَلَا ذَاتَ التِّنَانِيرِ صَوْتُهُ، ... تَكَشَّفَ عَنْ بَرْقٍ قَليلٍ صَواعِقُهْ وَقِيلَ: ذَاتَ التَّنَانِيرِ هُنَا مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَاتُ التَّنَانِيرِ عَقَبَةٌ بِحْذاء زُبَالة مِمَّا يلي المغرب منها. تهر: التَّيْهُورُ: مَوْجُ الْبَحْرِ إِذا ارْتَفَعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيْهُورِ تَيهورا وَالتَّيْهُورَ: مَا بَيْنَ قُلَّةِ الْجَبَلِ وأَسفله؛ قَالَ بَعْضُ الْهُذَلِيِّينَ: وطَلَعْتُ مِنْ شِمْراخِهِ تَيْهُورَةً، ... شَمَّاءَ مُشْرِفَةً كرأْس الأَصْلَعِ والتَّيْهُورُ: مَا اطمأَنَّ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أَعلى شَفِيرِ الْوَادِي وأَسفله الْعَمِيقِ، نَجْدِيَّةٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أَعلى الْجَبَلِ وأَسفله، هَذَلِيَّةٌ؛ وَهِيَ التَّيْهُورةُ، وُضِعَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَلَى مَا وَضَعَهَا عَلَيْهِ أَهل التَّجْنِيسِ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: التَّيْهُورُ مَا اطمأَن مِنَ الرَّمْل. الْجَوْهَرِيُّ: التَّيْهُورُ مِنَ الرَّمْلِ مَا لَهُ جُرُفٌ، وَالْجَمْعُ تَيَاهِيرُ وتَياهِرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَيْفَ اهْتَدَتْ ودُونَها الجَزائِرُ، ... وعَقِصٌ مِنْ عالِجٍ تَياهِرُ؟ وَقِيلَ: التَّيْهورُ مِنَ الرَّمْلِ المُشْرفُ، وأَنشد الرَّجِزُ أَيضاً. والتَّوْهَرِيُّ: السِّنام الطَّوِيلُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَميئَة: فَأَرْسَلْتُ الغُلامَ، وَلَمْ أُلبِّثْ، ... إِلى خَيْرِ البوارِك تَوْهَرِيّا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَثْبُتُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي هَذَا الْبَابِ لأَن التَّاءَ لَا يُحْكَمُ عَلَيْهَا بِالزِّيَادَةِ أَوّلًا إِلَّا بِثَبَتٍ. قَالَ الأَزهري: التَّيْهُورُ فَيْعُول مِنَ الوَهْرِ قُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً وأَصله وَيْهُورٌ مِثْلُ التَّيْقُور وأَصله وَيْقُور؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِلى أَرَاطَى ونَقاً تَيْهُورِ قَالَ: أَراد بِهِ فَيْعُول مِنَ الْوَهْرِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ ذَاهِبًا بِنَفْسِهِ: بِهِ تِيهٌ تَيْهُورٌ أَي تَائِهٌ. تور: التَّوْرُ مِنَ الأَواني: مُذَكَّرٌ، قِيلَ: هُوَ عَرَبِيٌّ، وَقِيلَ: دَخِيلٌ. الأَزهري: التَّوْرُ إِناء مَعْرُوفٌ تُذَكِّرُهُ الْعَرَبُ تَشْرَبُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ: أَنها صَنَعَتْ حَيْساً فِي تَوْرٍ ؛ هُوَ إِناء مِنْ صُفْرٍ أَو حِجَارَةٍ كالإِجَّانَةِ وَقَدْ يتوضأُ مِنْهُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ: لَمَّا احْتُضِرَ دَعَا بِمِسْكٍ ثُمَّ قَالَ لامرأَته أَوْخِفِيهِ فِي تَوْرٍ أَي اضْرِبِيهِ بِالْمَاءِ. والتَّوْرُ: الرَّسُولُ بَيْنَ الْقَوْمِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ؛ قَالَ: والتَّوْرُ فِيمَا بَيْنَنَا مُعْمَلُ، ... يَرْضَى بهِ الآتيُّ والمُرْسِلُ وَفِي الصِّحَاحِ: يَرْضَى بِهِ المأْتيُّ وَالْمُرْسَلُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّورَةُ الْجَارِيَةُ الَّتِي تُرسَلُ بَيْنَ العُشَّاق. والتَّارَةُ: الْحِينُ والمَرَّة، أَلفها وَاوٌ، جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ؛ قَالَ: يَقُومُ تاراتٍ ويَمْشي تِيَرا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: ضَرْباً، إِذا مَا مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ ... بالْغَلْي، أَحْمَوهُ وأَحْنَوه التِّيَرْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: تأْرة مَهْمُوزٌ فَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لَهَا تَرَكُوا هَمْزَهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمْعُ تَأْرَةٍ تِئَرٌ، مَهْمُوزَةٌ؛ قَالَ: وَمِنْهُ يُقَالُ أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تَارَةً بَعْدَ تارةٍ. وأَتَرْتُ الشيءَ: جِئْتُ بِهِ تَارَةً أُخرى أَي مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ عَيْراً يُدِيمُ صَوْتَهُ وَنَهِيقَهُ: يَجِدُّ سَحِيلَةً ويُتِيرُ فِيهَا، ... ويُتْبِعها خِنَاقاً فِي زَمالِ وَيُرْوَى: ويُبِيرُ، وَيُرْوَى: ويُبِين؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِذا حَدَدْتَهُ قَالَ: بِهَمْزِ الأَلفين غَيْرِ مَمْدُودَةٍ، ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ قَالَ: أَتَرْتُ إِليه النَّظَرَ وَالرَّمْيَ أُتِيرُ تارَةً. وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إِذا رَمَيْتُهُ تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ، فَهُوَ مُتَارٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ ابْنُ الأَعرابي: التَّائر الْمُدَاوِمُ عَلَى الْعَمَلِ بَعْدَ فُتور. أَبو عَمْرٍو: فُلَانٌ يُتارُ عَلَى أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار عَلَى أَن يؤْخذ؛ وأَنشد لِعَامِرِ بْنِ كَثِيرٍ الْمُحَارِبِيِّ: لَقَدْ غَضِبُوا عَليَّ وأَشْقَذوني، ... فَصِرْتُ كَأَنَّني فَرَأٌ يتارُ وَيُرْوَى: مُتارُ، وَحُكِيَ: يَا تَارَاتِ فُلَانٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وأَنشد قَوْلَ حَسَّانَ: لتَسْمَعُنَّ وَشيكاً فِي دِيارِكُمُ: ... اللهُ أَكْبرُ، يَا تاراتِ عُثمَانَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه مَقْلُوبٌ مِنَ الوَتْرِ الَّذِي هُوَ الدَّمُ وإِن كَانَ غَيْرَ مُوَازَنٍ بِهِ. وتِيرَ الرجلُ: أُصيب التَّارُ مِنْهُ، هَكَذَا جَاءَ عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: حَييٌّ تَقِيٌّ ساكنُ القَوْلِ وَادِعٌ ... إِذا لَمْ يُتَرْ، شَهْمٌ، إِذا تِيرَ، مانِعُ وتارَاءُ: مِنْ مَسَاجِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَتَبُوكَ؛ ورأَيت فِي حَوَاشِي ابْنِ

فصل الثاء المثلثة

بَرِّيٍّ بِخَطِّ الشَّيْخِ الْفَاضِلِ رَضِيُّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، وأَظنه نَسَبَهُ إِلَى ابْنِ سِيدَهْ، قَوْلَهُ: وَمَا الدَّهْرُ إِلّا تارتانِ: فَمِنْهما ... أَمُوتُ، وأُخرى أَبْتَغِي العَيْشَ أَكْدَحُ أَراد: فَمِنْهُمَا تَارَةٌ أَموتها أَي أَموت فيها. تير: التِّير: الحاجز بَيْنَ الْحَائِطَيْنِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والتَّيَّارُ: المَوْجُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَوْجَ الْبَحْرِ، وَهُوَ آذِيُّه ومَوْجُه؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: عَفُّ المكاسِبِ مَا تُكْدى حُسافَتُه، ... كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالتَّيَّارِ تَيَّارا وَيُرْوَى: حَسيفَتُه أَي غَيْظُهُ وَعَدَاوَتُهُ. والحُسافَةُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ، وأَصله مَا تَسَاقَطَ مِنَ التَّمْرِ؛ يَقُولُ: إِن كَانَ عطاؤُه قَلِيلًا فَهُوَ كَثِيرٌ بالإِضافة إِلى غَيْرِهِ، وَصَوَابُ إِنشاده: يُلحق بِالتَّيَّارِ تَيَارًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ثُمَّ أَقبل مُزْبِداً كالتَّيَّار ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْجُ الْبَحْرِ ولُجَّتُه. والتَّيَّار فَيْعالٌ مِنْ تَارَ يَتُورُ مِثْلُ الْقِيَامِ مَنْ قَامَ يَقُومُ غَيْرَ أَن فِعْلَهُ مُماتٌ. وَيُقَالُ: قَطَعَ عِرْقاً تَيَّاراً أَي سَرِيعَ الجَرْيَةِ. وفَعَلَ ذَلِكَ تارَةً بَعْدَ تَارَةٍ أَي مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَالْجَمْعُ تاراتٌ وتِيَرٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ مَقْصُورٌ مِنْ تِيَارٍ كَمَا قَالُوا قاماتٌ وقِيَمٌ وإِنما غُيِّرَ لأَجل حَرْفِ الْعِلَّةِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا غُيِّرَ، أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا فِي جَمْعِ رَحَبَةٍ رحابٌ وَلَمْ يَقُولُوا رِحَبٌ؟ وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِحَذْفِ الْهَاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بالْوَيْلِ تَارًا والثُّبُورِ تَارَا وأَتاره: أَعاده مَرَّةً بعد مرة. فصل الثاء المثلثة ثأر: الثَّأْر والثُّؤْرَةُ: الذَّحْلُ. ابْنُ سِيدَهْ: الثَّأْرُ الطَّلَبُ بالدَّمِ، وَقِيلَ: الدَّمُ نَفْسَهُ، وَالْجَمْعُ أَثْآرٌ وآثارٌ، عَلَى الْقَلْبِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وَقِيلَ: الثَّأْرُ قاتلُ حَمِيمكَ، وَالِاسْمُ الثُّؤْرَةُ. الأَصمعي: أَدرك فلانٌ ثُؤْرَتَهُ إِذا أَدرك مَنْ يطلب ثَأْرَهُ. والثُّؤُورة: كالثُّؤْرة؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: ثَأَرْتُ القتيلَ وَبِالْقَتِيلِ ثَأْراً وثُؤْرَةً، فأَنا ثائرٌ، أَي قَتَلْتُ قاتلَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَفَيْتُ بِهِ نفْسِي وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي، ... بَني مالِكٍ، هَلْ كُنْتُ فِي ثُؤْرَتي نِكْسا؟ والثَّائِرُ: الَّذِي لَا يُبْقِي عَلَى شَيْءٍ حَتَّى يُدْرِك ثَأْرَهُ. وأَثْأَرَ الرجلُ واثَّأَرَ: أَدرك ثَأْرَهُ. وثَأَرَ بِهِ وثَأَرَهُ: طَلَبَ دَمَهُ. وَيُقَالُ: ثَأَرْتُك بِكَذَا أَي أَدركت بِهِ ثَأْري مِنْكَ. وَيُقَالُ: ثَأَرْتُ فُلَانًا واثَّأَرْتُ بِهِ إِذا طَلَبْتَ قَاتِلَهُ. وَالثَّائِرُ: الطَّالِبُ. وَالثَّائِرُ: الْمَطْلُوبُ، وَيُجْمَعُ الأَثْآرَ؛ والثُّؤْرَةُ الْمَصْدَرُ. وثَأَرْتُ الْقَوْمَ ثَأْراً إِذَا طَلَبْتَ بثَأْرِهِم. ابْنُ السِّكِّيتِ: ثَأَرْتُ فُلَانًا وثَأَرْتُ بِفُلَانٍ إِذا قَتَلْتَ قَاتِلَهُ. وثَأْرُكَ: الرَّجُلُ الَّذِي أَصاب حَمِيمَكَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: قَتَلْتُ بِهِ ثَأْري وأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتي «3» . وَقَالَ الشَّاعِرُ: طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ، ... لهَا نَفَذٌ، لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها وَقَالَ آخَرُ: حَلَفْتُ، فَلَمْ تَأْثَمْ يمِيني: لأَثْأَرَنْ ... عَدِيّاً ونُعْمانَ بنَ قَيْلٍ وأَيْهَما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ قَتَلَهُمْ بَنُو شَيْبَانَ يَوْمَ مَلِيحَةٍ فَحَلَفَ أَن يَطْلُبَ بثأْرهم. وَيُقَالُ: هُوَ ثَأْرُهُ أَي قَاتِلُ حَمِيمِهِ؛ قَالَ جرير:

_ (3). يظهر أن هذه رواية ثانية للبيت الذي مرّ ذكره قبل هذا الكلام

وامْدَحْ سَراةَ بَني فُقَيْمٍ، إِنَّهُمْ ... قَتَلُوا أَباكَ، وثَأْرُهُ لَمْ يُقْتَلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ يُخَاطِبُ بِهَذَا الشِّعْرِ الْفَرَزْدَقَ، وَذَلِكَ أَن رَكْبًا مِنْ فُقَيْمٍ خَرَجُوا يُرِيدُونَ الْبَصْرَةَ وَفِيهِمُ امرأَة مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ بْنِ حَنْظَلَةَ مَعَهَا صَبِيٌّ مِنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ، فَمَرُّوا بِخَابِيَةٍ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ وَعَلَيْهَا أَمة تَحْفَظُهَا، فأَشرعوا فِيهَا إِبلهم فَنَهَتْهُمُ الأَمة فَضَرَبُوهَا وَاسْتَقَوْا فِي أَسقيتهم، فَجَاءَتِ الأَمة أَهلها فأَخبرتهم، فَرَكِبَ الْفَرَزْدَقُ فَرَسًا لَهُ وأَخذ رُمْحًا فأَدرك الْقَوْمَ فَشَقَّ أَسقيتهم، فَلَمَّا قَدِمَتِ المرأَة الْبَصْرَةَ أَراد قَوْمُهَا أَن يثأَروا لَهَا فأَمرتهم أَن لَا يَفْعَلُوا، وَكَانَ لَهَا وَلَدٌ يُقَالُ لَهُ ذَكْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ فُقَيْمٍ، فَلَمَّا شَبَّ راضَ الإِبل بِالْبَصْرَةِ فَخَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ فَرَكِبَ نَاقَةً لَهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ: مَا أَحسن هَيْئَتَكَ يَا ذَكْوَانُ لَوْ كُنْتَ أَدركت مَا صُنع بأُمّك. فَاسْتَنْجَدَ ذَكْوَانُ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فَخَرَجَ حَتَّى أَتيا غَالِبًا أَبا الْفَرَزْدَقِ بالحَزْنِ مُتَنَكِّرِينَ يَطْلُبَانِ لَهُ غِرَّةً، فَلَمْ يَقْدِرَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تحمَّل غَالِبٌ إِلى كَاظِمَةَ، فَعَرَضَ لَهُ ذَكْوَانُ وَابْنُ عَمِّهِ فَقَالَا: هَلْ مِنْ بَعِيرٍ يُبَاعُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَكَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ عَلَيْهِ مَعَالِيقُ كَثِيرَةٌ فَعَرَضَهُ عَلَيْهِمَا فَقَالَا: حُطَّ لَنَا حَتَّى نَنْظُرَ إِليه، فَفَعَلَ غَالِبٌ ذَلِكَ وَتَخَلَّفَ مَعَهُ الْفَرَزْدَقُ وأَعوان لَهُ، فَلَمَّا حَطَّ عَنِ الْبَعِيرِ نَظَرَا إِليه وَقَالَا لَهُ: لَا يُعْجِبُنَا، فَتَخَلَّفَ الْفَرَزْدَقُ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْبَعِيرِ يَحْمِلُونَ عَلَيْهِ وَلَحِقَ ذَكْوَانُ وَابْنُ عَمِّهِ غَالِبًا، وَهُوَ عَدِيلُ أُم الْفَرَزْدَقِ، عَلَى بَعِيرٍ فِي مَحْمَلٍ فَعُقِرَ الْبَعِيرُ فَخَرَّ غَالِبٌ وامرأَته ثُمَّ شَدَّا عَلَى بَعِيرِ جِعْثِنَ أُخت الْفَرَزْدَقِ فَعَقَرَاهُ ثُمَّ هَرَبَا، فَذَكَرُوا أَن غَالِبًا لَمْ يَزَلْ وجِعاً مِنْ تِلْكَ السَّقْطَةِ حَتَّى مَاتَ بِكَاظِمَةَ. والمثْؤُور بِهِ: المقتولُ. وَتَقُولُ: يَا ثاراتِ فُلَانٍ أَي يَا قَتَلَةَ فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا ثاراتِ عُثْمَانَ أَي يَا أَهل ثَارَاتِهِ، وَيَا أَيها الطَّالِبُونَ بِدَمِهِ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ؛ وَقَالَ حَسَّانُ: لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً فِي دِيارِهِمُ: ... اللهُ أَكْبَرُ، يَا ثاراتِ عُثْمانا الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ يَا ثَارَاتِ فُلَانٍ أَي يَا قَتَلَتَهُ، فَعَلَى الأَوّل يَكُونُ قَدْ نَادَى طَالِبِي الثأْر لِيُعِينُوهُ عَلَى اسْتِيفَائِهِ وأَخذه، وَالثَّانِي يَكُونُ قَدْ نَادَى الْقَتَلَةَ تَعْرِيفًا لَهُمْ وَتَقْرِيعًا وَتَفْظِيعًا للأَمر عَلَيْهِمْ حَتَّى يَجْمَعَ لَهُمْ عِنْدَ أَخذ الثَّأْرِ بَيْنَ الْقَتْلِ وَبَيْنَ تَعْرِيفِ الجُرْمِ؛ وتسميتُه وقَرْعُ أَسماعهم بِهِ ليَصْدَعَ قُلُوبَهُمْ فَيَكُونَ أَنْكَأَ فِيهِمْ وأَشفى لِلنَّاسِ. وَيُقَالُ: اثَّأَرَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِذا أَدرك ثَأْرَه، وَكَذَلِكَ إِذا قَتَلَ قَاتِلَ وليِّه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: والنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنّي رِمَّةً خَلَقاً، ... بَعْدَ الْمَماتِ، فإِنّي كُنْتُ أَثَّئِرُ أَي كُنْتُ أَنحرها لِلضِّيفَانِ، فَقَدْ أَدركت مِنْهَا ثَأْري فِي حَيَاتِي مُجَازَاةً لتَقَضُّمِها عِظَامِيَ النَّخِرَةَ بَعْدَ مَمَاتِي، وَذَلِكَ أَن الإِبل إِذا لَمْ تَجِدْ حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ الموتَى وعِظامَ الإِبل تُحْمِضُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الشُّورَى: لَا تَغْمِدُوا سُيُوفَكُمْ عَنْ أَعدائكم فَتُوتِروا ثأْرَكُمْ ؛ الثَّأْرُ هَاهُنَا: الْعَدُوُّ لأَنه مَوْضِعُ الثأْر، أَراد أَنَّكُمْ تُمَكِّنُونَ عَدُوَّكُمْ مِنْ أَخذ وَتْرِهِ عِنْدَكُمْ. يُقَالُ: وَتَرْتُه إِذا أَصبته بِوَترٍ، وأَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَهُ وَتْرَهُ وَمَكَّنْتَهُ مِنْهُ. واثَّأَر: كَانَ الأَصل فِيهِ اثْتَأَرَ فأُدغمت فِي الثَّاءِ وَشُدِّدَتْ، وَهُوَ افْتِعَالٌ «4» مِنْ ثأَرَ. والثَّأْرُ المُنِيمُ: الَّذِي يَكُونُ كُفُؤاً لِدَمِ وَلِيِّكَ.

_ (4). قوله: [وهو افتعال إِلخ] أَي مصدر اثتأَر الاثتئار افتعال من ثأَر

وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الثَّأْرُ المُنِيمُ الَّذِي إِذا أَصابه الطالبُ رَضِيَ بِهِ فَنَامَ بَعْدَهُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: اسْتَثْأَرَ فُلَانٌ فَهُوَ مُسْتَثْئِرٌ إِذا اسْتَغَاثَ لِيَثْأَرَ بِمَقْتُولِهِ: إِذا جَاءَهُمْ مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْره ... دُعَاءً: أَلا طِيرُوا بِكُلِّ وَأًى نَهْدِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه يَسْتَغِيثُ بِمَنْ يُنْجِدُه عَلَى ثَأْرِه. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ: أَنا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ المَوْتُور الثَّائرُ أَي طَالِبُ الثَّأْر، وهو طلب الدم. والثُّؤْرُورُ: الجلْوازُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ التَّاءِ أَنه التُّؤْرُورُ بالتاء؛ عن الفارسي. ثبر: ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً، كِلَاهُمَا: حَبَسَهُ؛ قَالَ: بنَعْمانَ لَمْ يُخْلَقْ ضَعِيفًا مُثَبَّراً وثَبَرَهُ عَلَى الأَمر يَثْبُرُه: صَرَفَهُ. والمُثَابَرَةُ عَلَى الأَمر: الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ثابَرَ عَلَى ثنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ ؛ المثابَرةُ: الحِرْصُ عَلَى الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ وَمُلَازَمَتُهُمَا. وثابَرَ عَلَى الشَّيْءِ: وَاظَبَ. أَبو زَيْدٍ: ثَبَرْتُ فُلَانًا عَنِ الشَّيْءِ أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أَتَدْرِي مَا ثَبَرَ النَّاسَ ؟ أَي مَا الَّذِي صَدَّهُمْ وَمَنَعَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَقِيلَ: مَا أَبطأَ بِهِمْ عَنْهَا. والثَّبْرُ: الحَبْسُ. وَقَوْلُهُ تعالى: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي مَغْلُوبًا مَمْنُوعًا مِنَ الْخَيْرِ؛ ابْنُ الأَعرابي: الْمَثْبُورُ الْمَلْعُونُ الْمَطْرُودُ الْمُعَذَّبُ. وثَبَرَهُ عَنْ كَذَا يَثْبُرُه، بِالضَّمِّ، ثَبْراً أَي حَبَسَهُ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا ثَبَرَك عَنْ هَذَا أَي مَا مَنَعَكَ مِنْهُ وَمَا صَرَفَكَ عَنْهُ؟ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَثْبُوراً أَي هَالِكًا. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: هُنالِكَ ثُبُوراً ؛ قَالَ: وَيْلًا وَهَلَاكًا. ومَثَلُ العَرَبِ: إِلى أُمِّهِ يَأْوِي مَن ثُبِرَ أَي مَنْ أُهْلِكَ. والثُّبُورُ: الْهَلَاكُ وَالْخُسْرَانُ وَالْوَيْلُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ورَأَتْ قُضاعَةُ، فِي الأَيامِنِ، ... رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ أَي مَخْسُورٍ وَخَاسِرٍ، يَعْنِي فِي انْتِسَابِهَا إِلى الْيَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: أَعوذ بِكَ مِنْ دَعْوَة الثُّبُورِ ؛ هُوَ الْهَلَاكُ، وَقَدْ ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً. وثَبَرَهُ اللَّهُ: أَهلكه إِهلاكاً لَا يَنْتَعِشُ، فَمِنْ هُنَالِكَ يَدْعُو أَهل النَّارِ: وا ثُبُوراه فَيُقَالُ لَهُمْ: لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً . قَالَ الْفَرَّاءُ: الثُّبُور مَصْدَرٌ وَلِذَلِكَ قَالَ ثُبُوراً كَثِيراً لأَن الْمَصَادِرَ لَا تُجْمَعُ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ قَعَدْتُ قُعُودًا طَوِيلًا وَضَرَبْتُهُ ضَرْبًا كَثِيرًا؟ قَالَ: وكأَنهم دَعَوْا بِمَا فَعَلُوا كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ: وَا نَدامتَاهْ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً ؛ بِمَعْنَى هَلَاكًا، وَنَصْبُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ كأَنهم قَالُوا ثَبَرْنَا ثُبُورًا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً ، مَصْدَرٌ فَهُوَ لِلْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ. وثَبَرَ البحرُ: جَزَرَ. وتَثَابَرَتِ الرجالُ فِي الْحَرْبِ: تَوَاثَبَتْ. والمَثْبِرُ، مِثَالُ الْمَجْلِسِ: الموضعُ الَّذِي تَلِدُ فِيهِ المرأَةُ وَتَضَعُ الناقةُ، مِنَ الأَرض، وَلَيْسَ لَهُ فِعَلٌّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرى أَنما هُوَ مِنْ بَابِ المخْدَع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم وَجَدُوا النَّاقَةَ المُنْتِجَةَ تَفْحَصُ فِي مَثْبَرِهَا ؛ وَقَالَ نُصَير: مَثْبِرُ النَّاقَةِ أَيضاً حَيْثُ تُعَضَّى وتُنْحَرُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا صَحِيحٌ وَمِنَ الْعَرَبِ مَسْمُوعٌ، وَرُبَّمَا قِيلَ لِمَجْلِسِ الرَّجُلِ: مَثْبِرٌ. وَفِي حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ: أَنَّ أُمه وَلَدَتْهُ فِي الْكَعْبَةِ وأَنه حُمِلَ فِي نِطَعٍ وأُخذ مَا تَحْتَ مَثْبِرِها فَغُسِلَ عِنْدَ حَوْضِ زَمْزَمَ ؛ المَثْبِرُ: مَسْقَطُ

الْوَلَدِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الإِبل. وثَبِرَتِ القَرْحَةُ: انْفَتَحَتْ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَن أَبا بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ حِينَ أَصابته قَرْحَةٌ، فَقَالَ: هَلُمَّ يَا ابْنَ أَخي فَانْظُرْ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فإِذا هِيَ قَدْ ثَبِرَتْ، فَقُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ بأْس يَا أَمير المؤْمنين ؛ ثَبِرَتْ أَي انْفَتَحَتْ. والثَّبْرَةُ: تُرَابٌ شَبِيهٌ بالنُّورة يَكُونُ بَيْنَ ظَهْرَيِ الأَرض فإِذا بَلَغَ عِرْقُ النَّخْلَةِ إِليه وَقَفَ. يُقَالُ: لقيتْ عروقُ النَّخْلَةِ ثَبْرَةً فَرَدَّتها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ: أَيُّ فَتًى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ إِنما أَراد بِثَبْرَةٍ فَزَادَ رَاءً ثَانِيَةً لِلْوَزْنِ. والثَّبْرَةُ: أَرضٌ رِخْوَةٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ بِيضٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ حِجَارَةٌ بِيضٌ تقوَّم وَيُبْنَى بِهَا، وَلَمْ يَقُلْ إِنها أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ. والثَّبْرَةُ: الأَرض السَّهْلَةُ؛ يُقَالُ: بَالَغَتِ النَّخْلَةُ إِلى ثَبْرَةٍ مِنَ الأَرض. والثَّبْرَةُ: الْحُفْرَةُ فِي الأَرض. والثَّبْرَةُ: النُّقْرَةُ تَكُونُ فِي الْجَبَلِ تُمْسِكُ الْمَاءَ يَصْفُو فِيهَا كالصِّهْرِيجِ، إِذا دَخَلَهَا الْمَاءُ خَرَجَ فِيهَا عَنْ غُثائه وَصَفَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَثَجَّ بِهَا ثَبَراتِ الرَّصافِ، ... حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ «1» . أَراد بِالثَّبَرَاتِ نِقَاراً يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ مِنَ السماءِ فَيَصْفُو فِيهَا. التَّهْذِيبُ: والثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ فِي الشَّيْءِ والهَزْمَةُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلنُّقْرَةِ فِي الْجَبَلِ يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ: ثَبْرَةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ عَلَى صِيرِ أَمْرٍ وثِبَارِ أَمر بِمَعْنًى وَاحِدٍ «2». وثَبْرَةُ: مَوْضِعٌ، وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَأَعْشَيْتُه، مِنْ بَعْدِ مَا راثَ عِشْيَهُ، ... بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ قِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى أَرض أَو حَيٍّ، وَرُوِيَ التَّابِرِيَّةُ، بِالتَّاءِ. وثَبِيرٌ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ. وَيُقَالُ: أَشْرِقْ ثَبير كَيْمَا نُغِير، وَهِيَ أَربعةُ أَثْبِرَةٍ: ثَبِيرُ غَيناء، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ، وثَبِيرُ حِراء. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ثَبِيرٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ الْجَبَلُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ مَكَّةَ، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ مَاءٍ فِي دِيَارِ مُزَيْنَةَ أَقطعه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ. ويَثْبِرَةُ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلَّأَها، ... عَنْ مَاءِ يَثْبِرَةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصدُ ثبجر: اثْبَجَرَّ الرجلُ: ارْتَعَدَ عِنْدَ الْفَزَعِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْحِمَارَ والأَتان: إِذا اثْبَجَرَّا مِنْ سَوادٍ خَدَجَا اثْبَجَرَّا أَي نَفَرَا وَجَفَلَا، وَهُوَ الاثْبِجارُ. واثْبَجَرَّ: تَحَيَّرَ فِي أَمره. واثْبَجَرَّ الْمَاءُ: سَالَ وَانْصَبَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ مُرْجَحِنٍّ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَرْ يَعْنِي الْجَيْشَ شَبَّهَهُ بِالسَّيْلِ إِذا انْدَفَعَ وَانْبَعَثَ لِقُوَّتِهِ. أَبو زَيْدٍ: اثْبَجَرَّ فِي أَمره إِذا لَمْ يَصْرِمُهُ وَضَعُفَ. واثْبَجَرَّ: رَجَعَ على ظهره. ثجر: اللَّيْثُ: الثَّجِيرُ مَا عُصِرَ مِنَ الْعِنَبِ فُجِّرَتْ سُلافته وَبَقِيَتْ عُصارته فَهُوَ الثَّجِيرُ «3». وَيُقَالُ: الثَّجِيرُ ثُفْلُ البُسْرِ يُخْلَطُ بِالتَّمْرِ فَيُنْتَبَذُ. وَفِي حَدِيثِ الأَشَجِّ: لَا تَتْجُروا وَلَا تَبْسُروا أَي لَا تَخلطوا ثَجِيرَ التَّمْرِ مَعَ غَيْرِهِ فِي النَّبِيذِ، فَنَهَاهُمْ عن انتباذه. والثَّجِيرُ:

_ (1). قوله: [حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الْكَدَرْ] كذا بالأَصل وفي شرح القاموس حتى تفرق رنق المدر (2). قوله: [بمعنى واحد] أَي على إِشراف من قضائه كما في القاموس (3). قوله: [فهو الثجير] كذا بالأَصل ولا حاجة له كما لا يخفى

ثُفْلُ كُلِّ شَيْءٍ يُعْصَرُ، والعامَّةُ تَقُولُهُ بِالتَّاءِ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّجْرَةُ وَهْدَةٌ مِنَ الأَرض مُنْخَفِضَةٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: ثُجْرَةُ الْوَادِي أَوّلُ مَا تَنْفَرِجُ عَنْهُ الْمَضَايِقُ قَبْلَ أَن يَنْبَسِطَ فِي السَّعَةِ، ويُشَبَّه ذَلِكَ الموضعُ مِنَ الإِنسان بثُجْرَةِ النَّحْرِ، وثُجْرَةُ النَّحْرِ: وسَطُه. الأَصمعي: الثُّجَرُ الأَوساط، وَاحِدَتُهَا ثُجْرَةٌ؛ والثُّجْرَةُ، بِالضَّمِّ: وسَطُ الْوَادِي ومُتَّسَعُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَخذ بثُجْرَة صَبِيٍّ بِهِ جُنُونٌ، وَقَالَ: اخْرُجْ أَنا محمدٌ ؛ ثُجْرَةُ النَّحْرِ: وَسَطُهُ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الوَهْدَةِ فِي اللَّبَّةِ مِنْ أَدنى الحَلْقِ. اللَّيْثُ: ثُجْرَةُ الحَشا مُجْتَمَعُ أَعلى السَّحْرِ بقَصَب الرِّئَةِ. وَوَرقٌ ثَجْرٌ، بِالْفَتْحِ، أَي عَرِيضٌ. والثُّجَرُ: سِهَامٌ غِلَاظُ الأُصول عِراضٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَجاوَبَ مِنْهَا الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ أَي المعرَّض خُوطاً؛ وأَما قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: والعَيْرُ يَنْفُخُ فِي المِكْتانِ، قَدْ كَتِنَتْ ... مِنْهُ جَحافِلُهُ. والعِضْرِسِ الثَّجِرِ فَمَعْنَاهُ الْمُجْتَمِعُ، وَيُرْوَى الثُّجَر، وَهُوَ جَمْعُ الثُّجْرَةِ، وَهُوَ مَا يَجْتَمِعُ فِي نَبَاتِهِ. أَبو عَمْرٍو: ثُجْرة مِنْ نَجْمٍ أَي قِطْعَةٌ. الأَصمعي: الثُّجَرُ جَمَاعَاتٌ متفرقة، والثَّجْرُ [الثَّجِرُ]: الْعَرِيضُ. ابْنُ الأَعرابي: انْثَجَر الجُرْحُ وانْفَجَر إِذا سَالَ مَا فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: انْثَجَر الدَّمُ لُغَةً فِي انْفَجَرَ. ثرر: عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ: غَزيرَة الْمَاءِ، وَقَدْ ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً، وَكَذَلِكَ السَّحَابَةُ. وسحابٌ ثَرٌّ أَي كَثِيرُ الْمَاءِ. وَعَيْنٌ ثَرَّةٌ: كَثِيرَةُ الدُّمُوعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يُسْمَعْ فِيهَا ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: يَا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ ... يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ يَحْفِشُهَا: يَسْتَخْرِجُ كُلَّ مَا فِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَعَيْنٌ ثَرَّةٌ، قَالَ: وَهِيَ سَحَابَةٌ تأْتي مِنْ قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل الْعِرَاقِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: جادتْ عَلَيْهَا كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ، ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ وَطَعْنَةٌ ثَرَّةٌ أَي وَاسِعَةٌ، وَقِيلَ: ثَرَّةٌ كَثِيرَةُ الدَّمِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْعَيْنِ، وَكَذَلِكَ عَيْنُ السَّحَابِ. قَالَ: وَكُلُّ نَعْتٍ فِي حَدِّ الْمُدْغَمِ إِذا كَانَ عَلَى تَقْدِيرِ فَعَلَ فأَكثره عَلَى تَقْدِيرِ يَفْعِل، نَحْوَ طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ، وَقَدْ يُخْتَلَفُ فِي نَحْوِ خَبَّ يَخِبُّ [يَخُبُ] «1». فهو خَبُّ [خِبُ]، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ فِي بَابِ التَّضْعِيفِ فِعْلُهُ مِنْ يفَعل مَفْتُوحٌ فَهُوَ، فِي فَعِيلٍ، مَكْسُورٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، نَحْوَ شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ، فَهُوَ شَحِيحٌ وَضَنِينٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ؛ وَمَا كَانَ مِنْ أَفعل وَفَعْلَاءَ مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ، فإِنَّ فَعِلْتُ مِنْهُ مَكْسُورُ الْعَيْنِ وَيَفْعَلُ مَفْتُوحٌ، نَحْوُ أَصم وَصَمَّاءَ وأَشم وَشَمَّاءَ؛ تَقُولُ: صَمِمْتَ يَا رَجُلٌ تَصَمُّ، وجَمِمتَ يَا كَبْشُ تَجَمُّ، وَمَا كَانَ عَلَى فَعلْت مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ غَيْرُ وَاقِعٍ، فإِن يَفْعِلُ مِنْهُ مَكْسُورُ الْعَيْنِ، نَحْوُ عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وَمَا كَانَ مِنْهُ وَاقِعًا نَحْوَ رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ، فإِن يَفْعُلُ مِنْهُ مَضْمُومٌ إِلَّا أَحرفاً جَاءَتْ نَادِرَةً وَهِيَ: شَدَّه يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إِذا كَرِهَهُ يَهُرُّه ويَهِرُّه؛ قَالَ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرِهِ مِنْ النَّحْوِيِّينَ؛ ابن سيدة:

_ (1). وقوله: [وَقَدْ يُخْتَلَفُ فِي نَحْوِ خب يخب] يقتضي أَنه لم يتخلف فيما قبله وليس كذلك

وَالْمَصْدَرُ الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ. وَسَحَابَةٌ ثَرَّةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ. وَمَطَرٌ ثَرُّ: واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه. وَمَطَرٌ ثَرٌّ: بَيِّنُ الثَّرارَةِ. وَشَاةٌ ثَرَّةٌ وثَرُورٌ: وَاسِعَةُ الإِحليل غَزِيرَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَتْ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَالْجَمْعُ ثُرُرٌ وثِرارٌ، وَقَدْ ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً. وإِحْليل ثَرٌّ: وَاسِعٌ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ وَذَكَرَ السُّنَّةِ: غاضتْ لَهَا الدَّرَّةُ وَنَقَصَتْ لَهَا الثَّرَّةُ ؛ الثَّرَّةُ، بِالْفَتْحِ: كَثْرَةُ اللَّبَنِ. يُقَالُ: نَاقَةٌ ثَرَّة وَاسِعَةُ الإِحليل، وَهُوَ مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْعِ، قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ الثَّاءُ. وَبَوْلٌ ثَرُّ: غَزِيرٌ. وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إِذا اتَّسَعَ، وثَرَّ يَثُرُّ إِذا بَلَّ سَويقاً أَو غَيْرَهُ. وَرَجُلٌ ثَرُّ وثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كَثِيرُ الْكَلَامِ، والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ. والثَّرْثارُ أَيضاً: الصَّيَّاحُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. والثَّرْثَرَةُ فِي الْكَلَامِ: الكَثْرةُ وَالتَّرْدِيدُ، وَفِي الأَكل: الإِكثار فِي تَخْلِيطٍ. تَقُولُ: رَجُلٌ ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وَقَوْمٌ ثَرْثارُونَ؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ ؛ هُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ الْكَلَامَ تَكَلُّفاً وَخُرُوجًا عَنِ الْحَقِّ. وَبِنَاحِيَةِ الْجَزِيرَةِ عَيْنٌ غَزِيرَةُ الْمَاءِ يُقَالُ لَهَا: الثَّرْثارُ. والثَّرْثارُ: نَهْرٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الأَخطل: لَعَمْري لَقَدْ لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ، ... عَلَى جَانِبِ الثَّرْثارِ، رَاغِيَةَ البَكْرِ وثَرْثارٌ: وَادٍ مَعْرُوفٌ. وثَراثِرُ: مَوْضِعٌ: قَالَ الشَّمَّاخُ: وأَحْمَى عَلَيْهَا ابْنَا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ ... مُشَاشَ المَراضِ، اعْتادها مِنْ ثَراثِر والثَّرْثَرةُ: كَثْرَةُ الأَكل وَالْكَلَامِ فِي تَخْلِيطٍ وَتَرْدِيدٍ، وَقَدْ ثَرْثَر الرجُل، فَهُوَ ثَرْثارٌ مهْذارٌ. وثَرَّ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. وَحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، وَلَمْ يَخُصَّ اليدَ. والإِثْرارَةُ: نَبْتٌ يسمى بالفارسية الزريك؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَجَمْعُهَا إِثْرارٌ. وثَرَّرْت المكانَ مِثْلَ ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه. وثُرَيْرٌ، بِضَمِّ الثَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْيَاءِ: مَوْضِعٌ مِنَ الْحِجَازِ كَانَ بِهِ مَالٌ لِابْنِ الزُّبَيْرِ لَهُ ذِكْرٌ في حديثه. ثعر: الثَّعْرُ والثُّعْرُ والثَّعَرُ، جَمِيعًا: لَثىً يَخْرُجُ مِنْ أَصل السَّمُرِ، يُقَالُ إِنه سَمُّ قَاتِلٌ، إِذا قُطِّرَ فِي الْعَيْنِ مِنْهُ شَيْءٌ مَاتَ الإِنسان وَجَعًا. والثَّعَر: كَثْرَةُ الثَّآلِيلِ. والثُّعْرُور: ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ وَهِيَ شَجَرَةٌ مُرَّةٌ، وَيُقَالُ لرأْس الطُّرْثُوثِ ثُعْرُورٌ كأَنه كَمَرَةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ فِي أَعلاه. والثُّعْرُور: الطُّرْثُوثُ، وَقِيلَ: طَرَفُه، وَهُوَ نَبْتٌ يؤْكل، والثَّعارِيرُ: الثَّآلِيلُ وحَمْلُ الطَّراثيث أَيضاً، وَاحِدُهَا ثُعْرور. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِذا مُيِّزَ أَهلُ الْجَنَّةِ مِنَ النَّارِ أُخرجوا قَدِ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ فَيَخْرُجُونَ بِيضًا مِثْلَ الثَّعارير ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ ، قِيلَ: الثَّعَارِيرُ في هذا الحديث رؤوس الطَّرَاثِيثِ تَرَاهَا إِذا خَرَجَتْ مِنَ الأَرض بِيضًا شُبِّهُوا فِي الْبَيَاضِ بِهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الثَّعَارِيرُ هِيَ الْقِثَّاءُ الصِّغَارُ شُبِّهُوا بِهَا لأَن الْقِثَّاءَ يَنْمِي سَرِيعًا. والثُّعْرورانِ: كالحَلَمَتَيْنِ يكتنفان غُرْمُولَ الْفَرَسِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَفِي الصِّحَاحِ:

يَكْتَنِفَانِ القَتَبَ مِنْ خَارِجٍ، وَهُمَا أَيضاً الزَّائِدَانِ عَلَى ضَرْعِ الشَّاةِ. والثُّعْرُورُ: الرَّجُلُ الغليظ القصير. ثعجر: الثَّعْجَرَةُ: انْصباب الدمعِ. ثَعْجَرَ الشيءَ والدمَ وَغَيْرَهُ فاثْعَنْجَرَ: صَبّه فانصبَّ؛ وَقِيلَ: المُثْعَنْجِرُ السَّائِلُ مِنَ الْمَاءِ وَالدَّمْعِ. وجَفْنَةٌ مُثْعَنْجِرَةٌ: مُمْتَلِئَةٌ ثَرِيدًا؛ واثْعَنْجَر دَمْعُهُ، واثْعَنْجَرت الْعَيْنُ دَمْعًا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ حِينَ أَدركه الْمَوْتُ: رُبَّ جَفْنَة مُثْعَنْجِرَة، وطَعْنَةٍ مُسْحَنْفِرَة، تَبْقَى غَدًا بِأَنْقِرَة؛ والمُثْعَنْجِرَة: المَلأَى تُفِيضُ ودَكَها. والمُثْعَنْجِرُ والمُسْحَنْفِرُ: السَّيْلُ الْكَثِيرُ؛ واثْعَنْجَرَتِ السَّحَابَةُ بِقَطْرها واثْعَنْجَرَ الْمَطَرُ نَفْسُهُ يَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجاراً. ابْنُ الأَعرابي: المُثْعَنْجَرُ والعَرانِيَةُ وَسَطُ الْبَحْرِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لَيْسَ فِي الْبَحْرِ مَا يُشْبِهُهُ كَثْرَةً. وَتَصْغِيرُ المُثْعَنْجِر مُثَيْعِجٌ ومُثَيْعيجٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا خطأٌ وَصَوَابُهُ ثُعَيْجِر وثُعَيْجِيرٌ، تَسْقُطُ الْمِيمُ وَالنُّونُ لأَنهما زَائِدَتَانِ، وَالتَّصْغِيرُ وَالتَّكْثِيرُ وَالْجَمْعُ يَرُدُّ الأَشياء إِلى أُصولها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَحْمِلُهَا الأَخْضَرُ المُثْعَنْجِرُ ؛ هُوَ أَكثر مَوْضِعٍ فِي الْبَحْرِ مَاءً، وَالْمِيمُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فإِذا عِلْمِي بِالْقُرْآنِ فِي عِلْمِ عَلِيٍّ كالقَرارَة فِي المُثْعَنْجِر ؛ والقَرارَةُ: الغَدِيرُ الصَّغِيرُ. ثغر: الثَّغْرُ والثَّغْرَةُ: كُلُّ فُرْجَةٍ فِي جَبَلٍ أَو بَطْنِ وَادٍ أَو طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ؛ وَقَالَ طَلْقُ بْنُ عَدِيٍّ يَصِفُ ظَلِيمًا ورِئَالَهُ: صَعْلٌ لَجُوجٌ وَلَهَا مُلِجُّ، ... بِهنَّ كُلَّ ثَغْرَةٍ يَشُجُّ، كَأَنه قُدَّامَهُنَّ بُرْجُ، ابْنُ سِيدَهْ: الثَّغْرُ كُلُّ جَوْبَةٍ مُنْفَتِحَةٍ أَو عَوْرة. غَيْرُهُ: والثَّغْرَةُ الثُّلْمَةُ، يُقَالُ: ثَغَرْناهُم أَي سَدَدْنَا عَلَيْهِمْ ثَلْمَ الْجَبَلِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وهُمْ ثَغَروا أَقرانَهُمْ بِمُضَرَّسٍ ... وعَضْبٍ، وحارُوا القومَ حَتَّى تَزَحْزَحوا وَهَذِهِ مَدِينَةٌ فِيهَا ثَغْرٌ وثَلْمٌ، والثَّغْرُ: مَا يَلِي دَارَ الْحَرْبِ. والثَّغْرُ: مَوْضِعُ المَخافَة مِنْ فُروج البُلْدانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا مَرَّ الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذَلِكَ الثَّغرِ ؛ قَالَ: الثَّغْرُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَكُونُ حَدًّا فَاصِلًا بَيْنَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْمَخَافَةِ مِنْ أَطراف الْبِلَادِ. وَفِي حَدِيثِ فَتْحِ قَيْسارِيَةَ: وَقَدْ ثَغَروا مِنْهَا ثَغْرَةً وَاحِدَةً ؛ الثَّغْرَةُ: الثُّلْمَةُ. والثَّغْرُ: الفَمُ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ الأَسنان كُلِّهَا مَا دَامَتْ فِي مَنَابِتِهَا قَبْلَ أَن تَسْقُطَ، وَقِيلَ: هِيَ الأَسنان كُلُّهَا، كُنَّ فِي مَنَابِتِهَا أَو لَمْ يَكُنَّ، وَقِيلَ: هُوَ مُقَدَّمُ الأَسنان؛ قَالَ: لَهَا ثَنايا أَربعٌ حِسَانُ ... وأَرْبَعٌ، فَثَغْرُها ثَمانُ جَعَلَ الثَّغْرَ ثَمَانِيًا، أَربعاً فِي أَعلى الْفَمِ وأَربعاً فِي أَسفله، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ثُغُور. وثَغَرَه: كَسَرَ أَسنانه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لِجَرِيرٍ: مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً عَلَى سُوءِ ثَغْرِهِ، ... أَضَعْ فَوْقَ مَا أَبْقَى الرِّياحِيُّ مِبْرَدَا وَقِيلَ: ثُغِرَ وأُثغِرَ دُقَّ فَمُه. وثُغِرَ الغلامُ ثَغْراً: سَقَطَتْ أَسنانه الرَّوَاضِعُ، فَهُوَ مَثْغُورٌ. واثَّغَرَ واتَّغَرَ وادَّغَرَ، عَلَى الْبَدَلِ: نَبَتَتْ أَسنانه، والأَصل فِي اتَّغَرَ اثْتَغَرَ، قُلِبَتِ الثاء تاء ثُمَّ أُدغمت، وإِن شِئْتَ قلت اثَّغَرَ بِجَعْلِ الْحَرْفِ الأَصلي هُوَ

الظَّاهِرُ. أَبو زَيْدٍ: إِذا سَقَطَتْ رَوَاضِعُ الصَّبِيِّ قِيلَ: ثُغِرَ، فَهُوَ مَثْغُور، فإِذا نَبَتَتْ أَسنانه بَعْدَ السُّقُوطِ قِيلَ: اثَّغَر، بِتَشْدِيدِ الثَّاءِ، واتَّغَر، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَرُوِيَ اثْتَغَر وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الثَّغْرِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ تَاءَ الِافْتِعَالِ ثَاءً وَيُدْغَمُ فِيهَا الثَّاءُ الأَصلية، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ الثَّاءَ الأَصلية تَاءً وَيُدْغِمُهَا فِي تَاءِ الِافْتِعَالِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالاثِّغار والاتِّغار الْبَهِيمَةَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ فَرَسٍ: قارحٌ قَدْ فَرَّ عَنْهُ جانِبٌ، ... ورَباعٌ جانبٌ لم يَتَّغِرْ وَقِيلَ: اثَّغَرَ الغلامُ نَبَتَ ثَغْرُه، واثَّغَرَ: أَلقى ثَغْرَه، وثَغَرْتُه: كَسَرْتُ ثَغْرَهُ. وَقَالَ شِمْرٌ: الإِثِّغارُ يَكُونُ فِي النَّبَاتِ وَالسُّقُوطُ، وَمِنَ النَّبَاتِ حَدِيثُ الضَّحَّاكِ: أَنه وُلِدَ وَهُوَ مُثَّغِرٌ ، وَمِنَ السُّقُوطِ حَدِيثُ إِبراهيم: كَانُوا يُحِبُّونَ أَن يعلِّموا الصَّبِيَّ الصلاةَ إِذا اثَّغَرَ ، الإِثِّغارُ: سُقُوطُ سِنِّ الصَّبِيِّ وَنَبَاتُهَا، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا السُّقُوطُ؛ وَقَالَ شِمْرٌ: هُوَ عِنْدِي فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى السُّقُوطِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ بإِسناده عَنْ إِبراهيم إِذا ثُغِرَ ، وثُغِرَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَعْنَى السُّقُوطِ. وَقَالَ: وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ لَيْسَ فِي سِنِّ الصَّبِيِّ شَيْءٌ إِذا لَمْ يَثَّغِرْ ؛ قَالَ: وَمَعْنَاهُ عِنْدَهُ النَّبَاتُ بَعْدَ السُّقُوطِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَفتنا فِي دَابَّةٍ تَرْعَى الشَّجَرَ فِي كَرِشٍ لَمْ تَثَّغِرْ أَي لَمْ تَسْقُطْ أَسنانها. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: إِذا وَقَعَ مُقَدَّم الْفَمِ مِنَ الصَّبِيِّ قِيلَ: اتَّغَر، بِالتَّاءِ، فإِذا قُلِعَ مِنَ الرَّجُلِ بعد ما يُسِنُّ قِيلَ: قَدْ ثُغِر، بِالثَّاءِ، فَهُوَ مَثْغُورٌ. الهُجَيْميُّ: ثَغَرْتُ سنَّه نَزَعْتها. واتَّغَرَ: نَبَتَ، واثَّغَرَ: سَقَط ونَبَتَ جَمِيعًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَبَيَّنَ فِيهِ الناسُ، قَبْلَ اتّغارِه، ... مَكارِمَ أَرْبَى فَوْقَ مِثْلٍ مِثالُها قَالَ شِمْرٌ: اتِّغارُه سُقُوطُ أَسنانه، قَالَ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَتَّغِرُ أَبداً؛ رُوِيَ أَن عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ لَمْ يَتَّغِرْ قَطُّ، وأَنه دَخَلَ قَبْرَهُ بأَسنان الصِّبَا وَمَا نَغَضَ لَهُ سِنُّ قَطُّ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا مَعَ مَا بَلَغَ مِنَ الْعُمُرِ؛ وَقَالَ المَرَّارُ العَدَوِيُّ: قارِحٌ قَدْ مرَّ مِنْهُ جانِبٌ، ... ورَباعٌ جانِبٌ لم يَتَّغِرْ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ أَنياب الأَسد: شِبالًا وأَشبْاه الزُّجاج مَغاوِلًا ... مَطَلْنَ، وَلَمْ يَلْقَيْنَ فِي الرأْس مَثْغَرَا قَالَ: مَثْغَرًا مَنْفَذًا فَأَقَمْنَ مَكَانَهُنَّ مِنْ فَمِهِ؛ يَقُولُ: إِنه لَمْ يَتَّغِرْ فَيُخْلِفَ سِنّاً بَعْدَ سِنٍّ كَسَائِرِ الْحَيَوَانِ. قَالَ الأَزهري: أَصل الثَّغْرِ الْكَسْرُ وَالْهَدْمُ. وثَغَرْتُ الْجِدَارَ إِذا هَدَمْتَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي تَخَافُ أَن يأْتيك الْعَدُوُّ مِنْهُ فِي جَبَلٍ أَو حِصْنٍ: ثَغْرٌ، لِانْثِلَامِهِ وإِمكان دُخُولِ الْعَدُوِّ مِنْهُ. والثُّغْرَةُ: نُقْرَة النَّحْرِ. والثُّغَيْرَةُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الأَرض. يُقَالُ: مَا بِتِلْكَ الثُّغْرة مِثْلُهُ. وثُغَرُ المجدِ: طُرُقه، وَاحِدَتُهَا ثُغْرَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ طَرِيقٍ يَلْتَحِبُه الناسُ بِسُهُولَةٍ، فَهُوَ ثُغْرَةٌ، وَذَلِكَ أَن سَالِكِيهِ يَثْغَرُون وَجْهَهُ ويَجِدُون فِيهِ شَرَكاً محفورَةً. والثُّغْرَةُ، بِالضَّمِّ: نُقْرَةُ النَّحْرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والثُّغْرَةُ مِنَ النَّحْرِ الهَزْمَةُ الَّتِي بَيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ، وَقِيلَ: الَّتِي فِي الْمَنْحَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْهَزْمَةُ الَّتِي يُنْحَرُ مِنْهَا الْبَعِيرُ، وَهِيَ مِنَ الْفَرَسِ فَوْقَ الجُؤْجُؤِ، والجُؤْجُؤُ: مَا نَتأَ مِنْ نَحْرِهِ بَيْنَ أَعالي الفَهْدتينِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: تَسْتَبِقُ إِلى ثُغْرَةِ

ثَنِيَّةٍ. وَحَدِيثُ أَبي بَكْرٍ وَالنَّسَّابَةِ: أَمكنتَ مِنْ سَوَاءِ الثُّغْرَةِ أَي وَسَطَ الثُّغْرَةِ، وَهِيَ نُقْرَةُ النَّحْرِ فَوْقَ الصَّدْرِ. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: بادِرُوا ثُغَرَ الْمَسْجِدِ ؛ أَي طَرَائِقَهُ، وَقِيلَ: ثُغْرَةُ الْمَسْجِدِ أَعلاه. والثَّغْرَةُ: مِنْ خِيَارِ العُشْبِ، وَهِيَ خَضْرَاءُ، وَقِيلَ: غَبْرَاءُ تَضْخُمُ حَتَّى تَصِيرَ كأَنها زِنْبِيلٌ مُكْفَأٌ مِمَّا يَرْكَبُهَا مِنَ الْوَرَقِ والغِصَنَةِ، وَوَرَقُهَا عَلَى طُولِ الأَظافير وعَرْضِها، وَفِيهَا مُلْحَةٌ قَلِيلَةٌ مَعَ خُضْرَتِها، وزَهْرتَها بَيْضَاءُ، يَنْبُتُ لَهَا غِصَنَةٌ فِي أَصل وَاحِدٍ، وَهِيَ تَنْبُتُ فِي جَلَدِ الأَرض وَلَا تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ، والإِبل تأْكلها أَكلًا شَدِيدًا وَلَهَا أَرْكٌ أَي تُقِيمُ الإِبل فِيهَا وَتُعَاوِدُ أَكلها، وَجَمْعُهَا ثَغْرٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وفاضتْ دُمُوعُ العَيْن حَتَّى كأَنَّما ... بُرادُ القَذَى، مِنْ يَابِسِ الثَّغْرِ، يُكْحَلُ وأَنشد فِي التَّهْذِيبِ: وكُحْلٌ بِهَا مِنْ يَابِسِ الثَّغْرِ مُولَعٌ، ... وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنْ نَآها خَلِيلُها قَالَ: وَلَهَا زَغَبٌ خَشِنٌ، وَكَذَلِكَ الخِمْخِمُ أَي لَهُ زَغَبٌ خَشِنٌ، وَيُوضَعُ الثَّغْر والخِمْخِمُ فِي الْعَيْنِ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ نَبَاتًا يُقَالُ لَهُ الثَّغَر وَرُبَّمَا خُفِّفَ فَيُقَالُ ثَغْرٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَفانياً ثَعْداً وثَغْراً ناعِما ثفر: الثَّفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: ثَفَرُ الدَّابَّةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الثَّفَرُ السَّيْرُ الَّذِي فِي مؤَخر السَّرْج، وثَفَر الْبَعِيرِ وَالْحِمَارِ وَالدَّابَّةِ مُثَقَّلٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَا حِمْيَرِيٌّ وفَى وَلَا عَدَسٌ، ... وَلَا اسْتُ عَيْرٍ يَحُكُّها ثَفَرُهْ وأَثْفَرَ الدَّابَّةَ: عَمِلَ لَهَا ثفَراً أَو شَدَّهَا بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر الْمُسْتَحَاضَةَ أَن تَسْتَثْفِرَ وتُلْجِمَ إِذا غَلَبَهَا سَيَلَانُ الدَّمِ، وَهُوَ أَنْ تَشُدَّ فَرْجَهَا بِخِرْقَةٍ عَرِيضَةٍ أَو قُطْنَةٍ تَحْتَشِي بِهَا وتُوثِقَ طَرَفَيْهَا فِي شَيْءٍ تَشُدُّه عَلَى وَسَطِهَا فَتَمْنَعُ سَيَلَانَ الدَّمِ ، وهو مأْخود مِنْ ثَفَرِ الدَّابَّةِ الَّذِي يُجْعَلُ تَحْتَ ذَنَبِهَا؛ وَفِي نُسْخَةٍ: وَتُوثِقُ طَرَفَيْهَا ثُمَّ تَرْبُطُ فَوْقَ ذَلِكَ رِبَاطًا تَشُدُّ طَرَفَيْهِ إِلى حَقَبٍ تَشُدُّه كَمَا تَشُدُّ الثَّفَرَ تَحْتَ ذَنَبِ الدَّابَّةِ؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مأْخوذاً مِنَ الثَّفْرِ، أُريد بِهِ فَرْجُهَا وإِن كَانَ أَصله لِلسِّبَاعِ، وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: لَا سَلَّم اللهُ عَلَى سَلَامَهْ ... زِنْجِيَّةٍ، كَأَنَّها نَعامَهْ مُثْفَرَةٌ بِرِيشَتَيْ حَمامَهْ أَي كَأَنَّ أَسْكَتَيْها قَدْ أُثْفِرتا بِرِيشَتَيْ حَمَامَةٍ. والمِثْفَارُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّتِي تَرْمِي بِسَرْجِهَا إِلى مُؤَخَّرِهَا. وَالِاسْتِثْفَارُ: أَن يُدْخِلَ الإِنسان إِزاره بَيْنَ فَخِذَيْهِ مَلْوِيًّا ثُمَّ يُخْرِجَهُ. وَالرَّجُلُ يَسْتَثْفِرُ بإِزاره عِنْدَ الصِّراع إِذا هُوَ لَوَاهُ عَلَى فَخِذَيْهِ ثُمَّ أَخرجه بَيْنَ فَخِذَيْهِ فَشَدَّ طَرَفَيْهِ فِي حُجْزَتِه. واسْتَثْفَرَ الرجلُ بِثَوْبِهِ إِذا ردَّ طَرَفَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ إِلى حُجْزَتِهِ. واسْتَثْفَرَ الْكَلْبُ إِذا أَدخل ذَنَبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ حَتَّى يُلْزِقَهُ بِبَطْنِهِ، وَهُوَ الِاسْتِثْفَارُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: تَعْدُو الذِّئابُ عَلَى مَنْ لَا كِلابَ لَهُ، ... وتَتَّقِي مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِي وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي صِفَةِ الْجِنِّ: فإِذا نَحْنُ برجالٍ طِوالٍ كأَنهم الرِّماح مُسْتَثْفِرينَ ثِيَابَهُمْ ، قَالَ: هُوَ أَن يُدْخِلَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ كَمَا يَفْعَلُ الْكَلْبُ بِذَنَبِهِ. والثُّفْرُ والثَّفْرُ، بِسُكُونِ الْفَاءِ أَيضاً، لِجَمِيعِ ضُرُوبِ السِّبَاعِ وَلِكُلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ كالحياءِ لِلنَّاقَةِ،

وَفِي الْمُحْكَمِ: كَالْحَيَاءِ لِلشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَسْلَكُ الْقَضِيبِ فِيهَا، وَاسْتَعَارَهُ الأَخطل فَجَعَلَهُ لِلْبَقَرَةِ فَقَالَ: جَزَى اللهُ فِيهَا الأَعْوَرَيْنِ مَلامَةً، ... وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضَاجِمِ الْمُتَضَاجِمُ: الْمَائِلُ؛ قَالَ: إِنما هُوَ شَيْءٌ اسْتَعَارَهُ فأَدخله فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ كَقَوْلِهِمْ مَشَافِرُ الحَبَشِ وإِنما المِشْفَرُ للإِبل؛ وَفَرْوَةُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَنُصِبَ الثَّفْر عَلَى الْبَدَلِ مِنْهُ، وَهُوَ لَقَبُهُ، كَقَوْلِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ قُفَّةُ وإِنما خُفِضَ الْمُتَضَاجِمُ، وَهُوَ مِنْ صِفَةِ الثَّفْرِ عَلَى الْجِوَارِ، كَقَوْلِكَ جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ؛ وَاسْتَعَارَهُ الْجَعْدِيُّ أَيضاً لِلْبِرْذَوْنَةِ فَقَالَ: بُرَيْذِينَةٌ بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها، ... وَقَدْ شَرِبَتْ مِنْ آخرِ الصَّيْفِ إِبَّلا وَاسْتَعَارَهُ آخَرُ فَجَعَلَهُ لِلنَّعْجَةِ فَقَالَ: وَمَا عَمْرُو إِلَّا نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ، ... تُخَزَّلُ تحتَ الكبشِ، والثَّفْرُ وارِدُ سَاجِسِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ، وَهِيَ غَنَمٌ شَامِيَّةٌ حُمْرٌ صِغَارُ الرؤوس؛ وَاسْتَعَارَهُ آخَرُ للمرأَة فَقَالَ: نَحْنُ بَنُو عَمْرَةَ فِي انْتِسابِ، ... بِنْتِ سُوَيْدٍ أَكْرَمِ الضِّبابِ، جاءتْ بِنَا مِنْ ثَفْرِها المُنْجَابِ وَقِيلَ: الثُّفْر والثَّفْر لِلْبَقَرَةِ أَصل لَا مُسْتَعَارٌ. وَرَجُلٌ مِثْفَرٌ ومِثْفار: ثَنَاءٌ قَبِيحٌ ونَعْتُ سَوْء، وَزَادَ فِي الْمُحْكَمِ: وَهُوَ الذي يُؤْتى. ثقر: التَّثَقُّر: التَّرَدُّدُ والجزَع؛ وأَنشد: إِذا بُلِيتَ بِقِرْنٍ، ... فاصْبِرْ ولا تَتَثَقَّرْ ثمر: الثَّمَرُ: حَمْلُ الشَّجَرِ. وأَنواع الْمَالِ وَالْوَلَدِ: ثَمَرَةُ الْقَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَاده، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ ؛ قِيلَ لِلْوَلَدِ ثَمَرَةٌ لأَن الثَّمَرَةَ مَا يُنْتِجُهُ الشَّجَرُ وَالْوَلَدُ يُنْتِجُهُ الأَب. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: مَا تسأَل عَمَّنْ ذَبُلَتْ بَشَرَتُه وقُطِعَتْ ثَمَرَتُه ، يَعْنِي نَسْلَهَ، وَقِيلَ: انْقِطَاعُ شَهْوَتِهِ لِلْجِمَاعِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُبَايَعَةِ: فأَعطاه صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قَلْبِهِ أَي خَالِصَ عَهْدِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لِسَانِهِ أَي طَرَفَهُ الَّذِي يَكُونُ فِي أَسفله. وَالثَّمَرُ: أَنواع الْمَالِ، وجمعُ الثَّمَرِ ثمارٌ، وثُمُرٌ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الثُّمُر جَمْعَ ثَمَرَةٍ كخَشَبَةٍ وخُشُب وأَن لَا يَكُونَ جمعَ ثِمارٍ لأَن بَابَ خشبةٍ وخُشُبٍ أَكثر مِنْ بَابِ رِهان ورُهُن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني أَن جَمْعَ الْجَمْعِ قَلِيلٌ فِي كَلَامِهِمْ؛ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الثَّمَر ثَمُرَةً، وَجَمْعُهَا ثَمُرٌ كَسَمُرَة وسَمُرٍ؛ قَالَ: وَلَا تُكَسَّرُ لِقِلَّةِ فَعُلَةٍ فِي كَلَامِهِمْ، وَلَمْ يَحْكِ الثَّمُرَة أَحد غَيْرَهُ. والثَّيْمارُ: كالثَّمَر؛ قَالَ الطِّرْمَاحُ: حَتَّى تركتُ جَنابَهُمْ ذَا بَهْجَةٍ، ... وَرْدَ الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمار وأَثْمَر الشَّجَرُ: خَرَجَ ثمَره. ابْنُ سِيدَهْ: وثمَرَ الشَّجَرُ وأَثْمَر: صَارَ فِيهِ الثَّمَرُ، وَقِيلَ: الثَّامِرُ الَّذِي بَلَغَ أَوان أَن يُثْمِر. والمُثْمِر: الَّذِي فِيهِ ثَمَر، وَقِيلَ: ثَمَرٌ مُثْمِرٌ لَمْ يَنْضَجْ، وثامِرٌ قَدْ نَضِج. ابْنُ الأَعرابي: أَثْمَرَ الشجرُ إِذا طَلَعَ ثَمَرُه قَبْلَ أَن يَنْضَجَ، فَهُوَ مُثْمِر، وَقَدْ ثَمَر الثَّمَرُ يَثْمُر، فَهُوَ ثامِرٌ، وَشَجَرٌ ثامِر إِذا أَدْرَك ثَمَرُهُ. وَشَجَرَةٌ ثَمْراءُ أَي ذَاتُ ثَمَر. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ ؛ الثَّمَرُ: هُوَ الرَّطْبُ فِي رأْس النَّخْلَةِ فإِذا كَبُرَ فَهُوَ التَّمْرُ، والكَثَرُ: الجُمَّارُ؛ وَيَقَعُ الثَّمَرُ عَلَى كُلِّ الثِّمارِ وَيَغْلِبُ عَلَى ثَمَرِ النَّخْلِ.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: زَاكِيًا نَبتُها ثامِراً فَرْعُها ؛ يُقَالُ: شَجَرٌ ثامِرٌ إِذا أَدرك ثَمَرُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: والخمرُ لَيْسَتْ مِنْ أَخيكَ، ولكنْ ... قَدْ، تَغُرُّ بِثامِرِ الحِلْمِ قَالَ: ثَامِرُهُ تامُّه كثامِرِ الثَّمَرَةِ، وَهُوَ النَّضِيج مِنْهُ، وَيُرْوَى: بِآمِنِ الحِلْمِ، وَقِيلَ: الثامرُ كُلُّ شَيْءٍ خَرَجَ ثَمَره، والمُثْمِر: الَّذِي بَلَغَ أَن يُجْنَى؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: تَجْتَنِي ثامرَ جُدَّادِهِ، ... بَيْنَ فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ وَقَدْ أَخطأَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ لأَنه قَالَ بَيْنَ فُرَادَى فَجَعَلَ النِّصْفَ الأَوّل مِنَ الْمَدِيدِ وَالنِّصْفَ الثَّانِيَ مِنَ السَّرِيعِ، وإِنما الرِّوَايَةُ مِنْ فُرَادَى وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. وَالثَّمَرَةُ: الشَّجَرَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض ثَمِيرة كَثِيرَةُ الثَّمَر، وَشَجَرَةٌ ثَمِيرة وَنَخْلَةٌ ثَمِيرَةٌ مُثْمِرة؛ وَقِيلَ: هُمَا الْكَثِيرَا الثَّمَر، وَالْجَمْعُ ثُمُرٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا كَثُرَ حِمْلُ الشَّجَرَةِ أَو ثَمَرُ الأَرض فَهِيَ ثَمْراء. والثَّمْراء: جَمْعُ الثَّمَرة مِثْلُ الشَّجْراءِ جمعُ الشَّجَرَة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ فِي صِفَةِ نَحْلٍ: تَظَلُّ عَلَى الثَّمْراءِ مِنْهَا جوارِسٌ، ... مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها الْجَوَارِسُ: النَّحْلُ الَّتِي تَجْرِس وَرَقَ الشَّجَرِ أَي تأْكله، وَالْمَرَاضِيعُ هُنَا: الصِّغَارُ مِنَ النَّحْلِ. وَصُهْبُ الرِّيشِ يُرِيدُ أَجنحتها، وَقِيلَ: الثَّمْراء فِي بَيْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ اسْمُ جَبَلٍ، وَقِيلَ: شَجَرَةٌ بِعَيْنِهَا. وثَمَّرَ النباتُ: نَفَض نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه؛ رَوَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والثُّمُرُ: الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ يَرْفَعُهُ إِلى مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ ؛ فِيمَنْ قرأَ بِهِ، قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ. التَّهْذِيبِ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ ؛ قَالَ: مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ ثُمُرٍ فَهُوَ مَالٌ وَمَا كَانَ مِنْ ثَمَر فَهُوَ مِنَ الثِّمار. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ قَالَ: قَالَ سَلَّامُ أَبو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ ؛ مَفْتُوحٌ جَمْعُ ثَمَرة، وَمَنْ قرأَ ثُمُر قَالَ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ، قَالَ: فأَخبرت بِذَلِكَ يُونُسَ فَلَمْ يَقْبَلْهُ كأَنهما كَانَا عِنْدَهُ سَوَاءً. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الْهَيْثَمِ يَقُولُ ثَمَرة ثُمَّ ثَمَر ثُمَّ ثُمُر جَمْعُ الْجَمْعِ، وَجَمْعُ الثُّمُر أَثمار مِثْلُ عُنُقٍ وأَعناق. الْجَوْهَرِيُّ: الثَّمَرة وَاحِدَةُ الثَّمَر والثَّمَرات، والثُّمُر الْمَالُ المُثَمَّر، يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ. وقرأَ أَبو عَمْرٍو: وَكَانَ لَهُ ثُمْرٌ، وَفَسَّرَهُ بأَنواع الأَموال. وثَمَّرَ مَالَهُ: نمَّاه. يُقَالُ: ثَمَّر اللَّهُ مَالَكَ أَي كثَّره. وأَثمَر الرجلُ: كَثُرَ مَالُهُ. وَالْعَقْلُ المُثْمِر: عَقْلُ الْمُسْلِمِ، وَالْعَقْلُ الْعَقِيمُ: عَقْلُ الْكَافِرِ. والثَّامِرُ: نَوْرُ الحُمَّاضِ، وَهُوَ أَحمر؛ قَالَ: مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمَّاض وَيُقَالُ: هُوَ اسْمٌ لثَمَره وحَمْلِه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِهِ حُمْرَة ثَمَره عِنْدَ إِيناعه، كَمَا قَالَ: كأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ ... يانِعُ حُمَّاضٍ وأُرْجُوانِ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه أَخذ بِثَمَرَةِ لِسَانِهِ وَقَالَ: قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ أَو أَمسك عَنْ سُوءٍ تَسْلَمْ؛ قَالَ شِمْرٌ: يُرِيدُ أَنه أَخذ بِطَرَفِ لِسَانِهِ؛ وَكَذَلِكَ ثَمَرَةُ السَّوْطِ طَرَفُهُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: ثَمَرة الرأْس جِلْدَتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَقَّ ثمَرة السَّوْطِ حَتَّى أُخِذَتْ لَهُ ؛ مُخَفَّفَةً، يَعْنِي طَرَفَ السَّوْطِ. وثَمَر السِّيَاطِ: عُقَدُ أَطرافها. وَفِي حَدِيثِ الْحَدِّ:

فأَتى بِسَوْطٍ لَمْ تُقْطَعْ ثَمَرته أَي طَرَفُهُ، وإِنما دَقَّ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثَمَرَةَ السَّوْطِ لِتَلِينَ تَخْفِيفًا عَلَى الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ. والثَّامر: اللُّوبِياءُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَكِلَاهُمَا اسْمٌ. والثَّمِير مِنَ اللَّبَنِ: مَا لَمْ يَخْرُجْ زُبْدُه؛ وَقِيلَ: الثَّمِير والثَّمِيرة الَّذِي ظَهَرَ زُبْدُه؛ وَقِيلَ: الثَّمِيرَةُ أَن يَظْهَرَ الزُّبْدُ قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ وَيَبْلُغَ إِناهُ مِنَ الصُّلوح؛ وَقَدْ ثَمَّر السِّقاءُ تَثْمِيرًا وأَثْمَر، وَقِيلَ: المُثْمِر مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي ظَهَرَ عَلَيْهِ تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ وَذَلِكَ عند الرُّؤوب. وأَثْمَر الزُّبْدُ: اجْتَمَعَ؛ الأَصمعي: إِذا أَدرك ليُمْخَضَ فَظَهَرَ عَلَيْهِ تَحَبُّبٌ وزُبْدٌ، فَهُوَ المُثْمِر. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الثَّمير، وَكَانَ إِذا كان مُخِضَ فرؤي عَلَيْهِ أَمثال الحَصَفِ فِي الْجِلْدِ ثُمَّ يَجْتَمِعُ فَيَصِيرُ زُبْدًا، وَمَا دَامَتْ صِغَارًا فَهُوَ ثَمِير؛ وَقَدْ ثَمَّر السقاءُ وأَثْمَر، وَإِنَّ لَبَنَكَ لَحَسَنُ الثَّمَر، وَقَدْ أَثْمَر مِخاضُك؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ ثَمِيرة اللَّبَنِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِجَارِيَةٍ: هَلْ عِنْدَكِ قِرًى؟ قَالَتْ: نَعَمْ، خُبزٌ خَميرٌ ولَبَن ثَمِير وحَيْسٌ جَمِير ؛ الثَّمير: الَّذِي قَدْ تَحَبَّبَ زُبْدُهُ وَظَهَرَتْ ثَمِيرته أَي زُبْدُهُ. وَالْجَمِيرُ: الْمُجْتَمِعُ. وَابْنُ ثَمِيرٍ: الليلُ المُقْمِرُ؛ قَالَ: وإِني لَمِنْ عَبْسٍ، وإِن قَالَ قائِلٌ ... عَلَى رَغْمِهمْ: مَا أَثْمَرَ ابنُ ثَمِير أَراد: وإِني لَمِنْ عَبْسٍ مَا أَثمر. وثامرٌ ومُثْمرُ: اسمان. ثنجر: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثِّنْجارُ نُقْرَةٌ مِنَ الأَرض يَدُومُ نَداها وَتُنْبِتُ، والثِّنْجارَةُ إِلا أَنها تُنْبِتُ العَضْرَس. ابْنُ الأَعرابي: الثِّنْجارَةُ والثِّبْجارَةُ: الْحُفْرَةُ الَّتِي يَحْفِرُهَا مَاءُ المَرازِب. ثور: ثارَ الشيءُ ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً وتَثَوَّرَ: هَاجَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: يَأْوي إِلى عُظُمِ الغَرِيف، ونَبْلُه ... كَسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ وأَثَرْتُه وهَثَرْتُهُ عَلَى الْبَدَلِ وثَوَّرْتهُ، وثَورُ الغَضَب: حِدَّته. والثَّائر: الْغَضْبَانُ، وَيُقَالُ لِلْغَضْبَانِ أَهْيَجَ مَا يكونُ: قَدْ ثَارَ ثائِرُه وفارَ فائِرُه إِذا غَضِبَ وَهَاجَ غَضَبُهُ. وثارَ إِليه ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً: وَثَبَ. والمُثاوَرَةُ: المواثَبَةُ. وثاوَرَه مُثاوَرَة وثِوَاراً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: واثبَه وساوَرَه. وَيُقَالُ: انْتَظِرْ حَتَّى تَسْكُنَ هَذِهِ الثَّوْرَةُ، وَهِيَ الهَيْجُ. وَثَارَ الدُّخَانُ والغُبار وَغَيْرُهُمَا يَثُور ثَوْراً وثُؤوراً وثَوَراناً: ظَهَرَ وَسَطَعَ، وأَثارَهُ هُوَ؛ قَالَ: يُثِرْنَ مِنْ أَكْدرِها بالدَّقْعَاءْ، ... مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْبَاءِ الأَصمعي: رأَيت فُلَانًا ثائِرَ الرأْس إِذا رأَيته قَدِ اشْعانَّ شَعْرُهُ أَي انْتَشَرَ وَتَفَرَّقَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَهُ رجلٌ مِنْ أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرأْس يسأَله عَنِ الإِيمان ؛ أَي مُنْتَشِرَ شَعر الرأْس قائمَهُ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: يَقُومُ إِلى أَخيه ثَائِرًا فَرِيصَتُهُ ؛ أَي مُنْتَفِخَ الْفَرِيصَةِ قَائِمَهَا غَضَباً، وَالْفَرِيصَةُ: اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الْجَنْبِ وَالْكَتِفِ لَا تَزَالُ تُرْعَدُ مِنَ الدَّابَّةِ، وأَراد بِهَا هَاهُنَا عَصَبَ الرَّقَبَةِ وَعُرُوقَهَا لأَنها هِيَ الَّتِي تَثُورُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَقِيلَ: أَراد شَعْرَ الْفَرِيصَةِ، عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ. وَيُقَالُ: ثارَتْ نَفْسُهُ إِذا جَشَأَتْ وإِن شئتَ جاشَت؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَشَأَتْ أَي ارتَفعت، وَجَاشَتْ أَي فَارَتْ. وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِأَرانِبَ فأَثَرْتُها. وَيُقَالُ: كَيْفَ الدَّبى؟ فَيُقَالُ: ثائِرٌ وناقِرٌ، فالثَّائِرُ ساعَةَ مَا يَخْرُجُ مِنَ التُّرَابِ، وَالنَّاقِرُ حِينَ يَنْقُرُ أَي

يَثِبُ مِنَ الأَرض. وثارَ بِهِ الدَّمُ وثارَ بِه الناسُ أَي وَثَبُوا عَلَيْهِ. وثَوَّرَ البَرْكَ وَاسْتَثَارَهَا أَي أَزعجها وأَنهضها. وَفِي الْحَدِيثِ: فرأَيت الْمَاءَ يَثُور مِنْ بَيْنِ أَصابعه أَي يَنْبُعُ بِقُوَّةٍ وَشِدَّةٍ؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: بَلْ هِيَ حُمَّى تَثُورُ أَو تَفُور. وثارَ القَطَا مِنْ مَجْثَمِه وثارَ الجَرادُ ثَوْراً وانْثار: ظَهَرَ. والثَّوْرُ: حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثَّائِرَةُ فِيهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِذا سَقَط ثَوْرُ الشَّفَقِ ، وَهُوَ انْتِشَارُ الشَّفَقِ، وثَوَرانهُ حُمْرَته ومُعْظَمُه. وَيُقَالُ: قَدْ ثارَ يَثُورُ ثَوْراً وثَوَراناً إِذا انْتَشَرَ فِي الأُفُقِ وَارْتَفَعَ، فإِذا غَابَ حَلَّتْ صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَقَالَ فِي الْمُغْرِبِ: مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ. والثَّوْرُ: ثَوَرَانُ الحَصْبَةِ. وثارَتِ الحَصْبَةُ بفلان ثَوْراً وثُؤوراً وثُؤَاراً وثَوَراناً: انْتَشَرَتْ: وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا ظَهَرَ، فَقَدْ ثارَ يَثُور ثَوْراً وثَوَراناً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ثارَ الرَّجُلُ ثورَاناً ظَهَرَتْ فِيهِ الحَصْبَةُ. وَيُقَالُ: ثَوَّرَ فلانٌ عَلَيْهِمْ شَرًّا إِذا هَيَّجَهُ وأَظهره. والثَّوْرُ: الطُّحْلُبُ وَمَا أَشبهه عَلَى رأْس الْمَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: والثَّوْرُ مَا عَلَا الْمَاءَ مِنَ الطُّحْلُبِ والعِرْمِضِ والغَلْفَقِ وَنَحْوِهِ، وَقَدْ ثارَ الطُّحْلُب ثَوْراً وثَوَراناً وثَوَّرْتُه وأَثَرْتُه. وَكُلُّ مَا اسْتَخْرَجْتَهُ أَو هِجْتَه، فَقَدْ أَثَرْتَه إِثارَةً وإِثاراً؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وثَوَّرْتُه واسْتَثَرْتُه كَمَا تَسْتَثِيرُ الأَسَدَ والصَّيْدَ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: لَكَالثَّوْرِ، والجنِّيُّ يَضْرِب ظَهْرَه، ... وَمَا ذَنْبُه أَنْ عافَتِ الماءَ مَشْربا؟ أَراد بالجِنّي اسْمَ رَاعٍ، وأَراد بِالثَّوْرِ هَاهُنَا مَا عَلَا الْمَاءَ مِنَ القِمَاسِ يَضْرِبُهُ الرَّاعِي لِيَصْفُوَ الْمَاءُ لِلْبَقَرِ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: يَقُولُ ثَوْرُ الْبَقَرِ أَجرأُ فَيُقَدَّمُ لِلشُّرْبِ لِتَتْبَعَهُ إِناث الْبَقَرِ؛ وأَنشد: أَبَصَّرْتَني بأَطِيرِ الرِّجال، ... وكَلَّفْتَني مَا يَقُول البَشَرْ كَمَا الثورِ يَضْرِبُه الرَّاعيان، ... وَمَا ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ؟ والثَّوْرُ: السَّيِّدُ، وَبِهِ كُنِّيَ عَمْرُو بْنُ معديكرب أَبا ثَوْرٍ. وَقَوْلُ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: إِنما أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ ؛ عَنَى بِهِ عُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لأَنه كَانَ سَيِّداً، وَجَعَلَهُ أَبيض لأَنه كَانَ أَشيب، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بِهِ الشُّهْرَةَ؛ وأَنشد لأَنس بْنِ مُدْرِكٍ الْخَثْعَمِيِّ: إِنِّي وقَتْلي سُلَيْكاً ثُمَّ أَعْقِلَهُ، ... كالثورِ يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ غَضِبْتُ لِلمَرْءِ إِذ يَنْكُتْ حَلِيلَتَه، ... وإِذْ يُشَدُّ عَلَى وَجْعائِها الثَّفَرُ قِيلَ: عَنَى الثَّوْرَ الَّذِي هُوَ الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَرِ لأَن الْبَقَرَ تَتْبَعُهُ فإِذا عَافَ الْمَاءَ عَافَتْهُ، فَيُضْرَبُ لِيَرِدَ فَتَرِدَ مَعَهُ، وَقِيلَ: عَنَى بالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ لأَن البَقَّارَ إِذا أَورد الْقِطْعَةَ مِنَ الْبَقَرِ فَعَافَتِ الْمَاءَ وَصَدَّهَا عَنْهُ الطُّحْلُبُ ضَرَبَهُ لِيَفْحَصَ عَنِ الْمَاءِ فَتَشْرَبَهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ الشِّعْرِ: إِن الْبَقَرَ إِذا امْتَنَعَتْ مِنْ شُرُوعِهَا فِي الْمَاءِ لَا تُضْرَبُ لأَنها ذَاتُ لَبَنٍ، وإِنما يُضْرَبُ الثَّوْرُ لِتَفْزَعَ هِيَ فَتَشْرَبَ، وَيُقَالُ لِلطُّحْلُبِ: ثَوْرُ الْمَاءِ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْمَطَرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الشِّعْرُ: إِنِّي وعَقْلي سُلَيْكاً بعدَ مَقْتَلِه قَالَ: وَسَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَن السُّلَيْكَ خَرَجَ فِي تَيْمِ الرِّباب يَتْبَعُ الأَرياف فَلَقِيَ فِي طَرِيقِهِ رَجُلًا مَنْ خَثْعَمٍ

يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ فأَخذه وَمَعَهُ امرأَة مِنْ خَفاجَة يُقَالُ لَهَا نَوَارُ، فَقَالَ الخَثْعَمِيُّ: أَنا أَفدي نَفْسِي مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ السُّلَيْكُ: ذَلِكَ لَكَ عَلَى أَن لَا تَخِيسَ بِعَهْدِي وَلَا تُطْلِعُ عَلَيَّ أَحداً مِنْ خَثْعَمَ، فأَعطاه ذَلِكَ وَخَرَجَ إِلى قَوْمِهِ وَخَلَفَ السُّلَيْكُ عَلَى امرأَته فَنَكَحَهَا، وَجَعَلَتْ تَقُولُ لَهُ: احْذَرْ خَثْعَمَ فَقَالَ: وَمَا خَثْعَمٌ إِلَّا لِئامٌ أَذِلَّةٌ، ... إِلى الذُّلِّ والإِسْخاف تُنْمى وتَنْتَمي فَبَلَغَ الخبرُ أَنسَ بْنَ مُدْرِكَةَ الْخَثْعَمِيَّ وشبْلَ بْنَ قِلادَةَ فَحَالَفَا الخَثْعَمِيَّ زوجَ المرأَة وَلَمْ يَعْلَمِ السُّلَيْكُ حَتَّى طَرَقَاهُ، فَقَالَ أَنس لِشِبْلٍ: إِن شِئت كَفَيْتُكَ الْقَوْمَ وَتَكْفِينِي الرَّجُلَ، فَقَالَ: لَا بَلِ اكْفِنِي الرَّجُلَ وأَكفيك الْقَوْمَ، فشدَّ أَنس عَلَى السُّلَيْكِ فَقَتَلَهُ وشدَّ شِبْلٌ وأَصحابه عَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ، فَقَالَ عَوْفُ بْنُ يَرْبُوعٍ الْخَثْعَمِيُّ وَهُوَ عَمُّ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَاللَّهِ لأَقتلن أَنساً لإِخفاره ذِمَّةَ ابْنِ عَمِّي وَجَرَى بَيْنَهُمَا أَمر وأَلزموه دِيَتَهُ فأَبى فَقَالَ هَذَا الشِّعْرَ؛ وَقَوْلُهُ: كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ الْبَقَرُ هُوَ مَثَلٌ يُقَالُ عِنْدَ عُقُوبَةِ الإِنسان بِذَنْبِ غَيْرِهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذا أَوردوا الْبَقَرَ فَلَمْ تَشْرَبْ لِكَدَرِ الْمَاءِ أَو لِقِلَّةِ الْعَطَشِ ضَرَبُوا الثَّوْرَ لِيَقْتَحِمَ الْمَاءَ فَتَتْبَعُهُ الْبَقَرُ؛ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الأَعشى: وما ذَنْبُه إِن عافَتِ الماءَ باقِرٌ، ... وَمَا أَن يَعَاف الماءَ إِلَّا لِيُضْرَبا وَقَوْلُهُ: وإِذ يُشَدُّ عَلَى وَجْعَائِهَا الثُّفَرُ الْوَجْعَاءُ: السَّافِلَةُ، وَهِيَ الدُّبُرُ. وَالثُّفَرُ: هُوَ الَّذِي يُشَدُّ عَلَى مَوْضِعِ الثَّفْرِ، وَهُوَ الْفَرَجُ، وأَصله لِلسِّبَاعِ ثُمَّ يُسْتَعَارُ للإِنسان. وَيُقَالُ: ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الْمَاءِ فَثارَ. وأَثَرْتُ السَّبُعَ والصَّيْدَ إِذا هِجْتَه. وأَثَرْتُ فُلَانًا إِذا هَيَّجْتَهُ لأَمر. واسْتَثَرْتُ الصَّيْدَ إِذا أَثَرْتَهُ أَيضاً. وثَوَّرْتُ الأَمر: بَحَثْتُه وثَوَّرَ القرآنَ: بَحَثَ عَنْ مَعَانِيهِ وَعَنْ عِلْمِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: أَثِيرُوا الْقُرْآنَ فإِن فِيهِ خَبَرَ الأَولين وَالْآخِرِينَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: عِلْمَ الأَوَّلين وَالْآخِرِينَ ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ أَراد الْعِلْمَ فليُثَوِّر الْقُرْآنَ ؛ قَالَ شِمْرٌ: تَثْوِيرُ الْقُرْآنِ قِرَاءَتُهُ وَمُفَاتَشَةُ الْعُلَمَاءِ بِهِ فِي تَفْسِيرِهِ وَمَعَانِيهِ، وَقِيلَ: لِيُنَقِّرْ عَنْهُ ويُفَكِّرْ فِي مَعَانِيهِ وَتَفْسِيرِهِ وَقِرَاءَتِهِ، وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ مُحَارِبٌ صَاحِبُ الْخَلِيلِ لَا تَقْطَعْنَا فإِنك إِذا جِئْتَ أَثَرْتَ الْعَرَبِيَّةَ؛ وَمِنْهُ قوله: يُثَوِّرُها العينانِ زَيدٌ ودَغْفَلٌ وأَثَرْتُ الْبَعِيرَ أُثيرُه إِثارةً فَثارَ يَثُورُ وتَثَوَّرَ تَثَوُّراً إِذا كَانَ بَارِكًا وَبَعَثَهُ فَانْبَعَثَ. وأَثارَ الترابَ بقوائمهِ إِثارَةً: بَحَثه؛ قَالَ: يُثِيرُ ويُذْري تُرْبَها ويَهيلُه، ... إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ قَوْلُهُ: نَبَاثُّ الْهَوَاجِرِ يَعْنِي الرَّجُلَ الَّذِي إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ هَالَ التُّرَابَ لِيَصِلَ إِلى ثَرَاهُ، وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ. وَقَالُوا: ثَورَة رِجَالٍ كَثروَةِ رِجَالٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وثَوْرَةٍ مِنْ رِجالِ لَوْ رأَيْتَهُمُ، ... لقُلْتَ: إِحدى حِراجِ الجَرَّ مِن أُقُرِ وَيُرْوَى وثَرْوةٍ. وَلَا يُقَالُ ثَوْرَةُ مالٍ إِنما هُوَ ثَرْوَةُ مالٍ فَقَطْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَوْرَةٌ مِنْ رِجَالٍ وثَوْرَةٌ مِنْ مَالٍ لِلْكَثِيرِ. وَيُقَالُ: ثَرْوَةٌ مِنْ رِجَالٍ وثَرْوَةٌ مِنْ مَالٍ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ثَوْرَةٌ مِنْ رِجَالٍ وثَرْوَةٌ يعني عَدَدٍ كَثِيرٍ، وثَرْوَةٌ مِنْ

مالٍ لَا غَيْرُ. والثَّوْرُ: القِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الأَقِطِ، وَالْجَمْعُ أَثْوَارٌ وثِوَرَةٌ، عَلَى الْقِيَاسِ. وَيُقَالُ: أَعطاه ثِوَرَةً عِظَامًا مِنَ الأَقِطِ جَمْعُ ثَوْرٍ. وفي الحديث: توضؤوا مِمَّا غَيَّرتِ النارُ وَلَوْ مِنْ ثَوْرَ أَقِطٍ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَذَلِكَ فِي أَوّل الإِسلام ثُمَّ نُسِخَ بِتَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، وَقِيلَ: يُرِيدُ غَسْلَ الْيَدِ وَالْفَمِ مِنْهُ، ومَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ أَوْجَبَ عَلَيْهِ وُجُوبَ الْوُضُوءِ لِلصَّلَاةِ. وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ أَنه قَالَ: أَتيت بَنِي فُلَانٍ فأَتوني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ ؛ فَالثَّوْرُ الْقِطْعَةُ مِنَ الأَقط، وَالْقَوْسُ الْبَقِيَّةُ مِنَ التَّمْرِ تَبْقَى فِي أَسفل الجُلَّةِ، وَالْكَعْبُ الكُتْلَةُ مِنَ السَّمْنِ الحَامِسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَكلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ ؛ الْأَثْوَارُ جَمْعُ ثَوْرٍ، وَهِيَ قِطْعَةٌ مِنَ الأَقط، وَهُوَ لَبَنٌ جَامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ. والثَّوْرُ: الأَحمق؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْبَلِيدِ الْفَهْمِ: مَا هُوَ إِلا ثَوْرٌ. والثَّوْرُ: الذَّكَرُ مِنَ الْبَقَرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي عُثْمَانَ: أَثَوْرَ مَا أَصِيدُكُمْ أَو ثَوْريْنْ ... أَمْ تِيكُمُ الجمَّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ؟ فإِن فَتْحَةَ الرَّاءِ مِنْهُ فَتْحَةُ تَرْكِيبِ ثَوْرٍ مَعَ مَا بَعْدَهُ كَفَتْحَةِ رَاءِ حَضْرَمَوْتَ، وَلَوْ كَانَتْ فَتْحَةَ إِعراب لَوَجَبَ التَّنْوِينُ لَا مَحَالَةَ لأَنه مَصْرُوفٌ، وَبُنِيَتْ مَا مَعَ الِاسْمِ وَهِيَ مُبْقَاةٌ عَلَى حَرْفِيَّتِهَا كَمَا بُنِيَتْ لَا مَعَ النَّكِرَةِ فِي نَحْوِ لَا رَجُلَ، وَلَوْ جَعَلْتَ مَا مَعَ ثَوْرٍ اسْمًا ضَمَمْتَ إِليه ثَوْرًا لَوَجَبَ مَدُّهَا لأَنها قَدْ صَارَتِ اسْمًا فَقُلْتَ أَثور مَاءَ أَصيدكم؛ كَمَا أَنك لَوْ جَعَلْتَ حَامِيمَ مِنْ قَوْلِهِ: يُذَكِّرُني حامِيمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ اسْمَيْنِ مَضْمُومًا أَحدهما إِلى صَاحِبِهِ لَمَدَدْتَ حَا فَقُلْتَ حَاءَ مِيمَ لِيَصِيرَ كَحَضْرَمَوْتَ، كَذَا أَنشده الْجَمَّاءَ جَعَلَهَا جَمَّاءَ ذَاتَ قَرْنَيْنِ عَلَى الهُزْءِ، وأَنشدها بَعْضُهُمُ الحَمَّاءَ؛ وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي وَيْحَمَا مِنْ قَوْلِهِ: أَلا هَيَّما مِمَّا لَقِيتُ وهَيَّما، ... وَوَيْحاً لمَنْ لَمْ يَلْقَ مِنْهُنَّ ويْحَمَا وَالْجَمْعُ أَثْوارٌ وثِيارٌ وثِيارَةٌ وثِوَرَةٌ وثِيَرَةٌ وثِيرانٌ وثِيْرَةٌ، عَلَى أَن أَبا عَلِيٍّ قَالَ فِي ثِيَرَةٍ إِنه مَحْذُوفٌ مِنْ ثِيَارَةٍ فَتَرَكُوا الإِعلال فِي الْعَيْنِ أَمارة لِمَا نَوَوْهُ مِنَ الأَلف، كَمَا جَعَلُوا الصَّحِيحَ نَحْوَ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دَلِيلًا عَلَى أَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ تَجاوَروا وتَعاونُوا؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ شَاذٌّ وكأَنهم فَرَّقُوا بِالْقَلْبِ بَيْنَ جَمْعِ ثَوْرٍ مِنَ الْحَيَوَانِ وَبَيْنَ جَمْعِ ثَوْرٍ مِنَ الأَقِطِ لأَنهم يَقُولُونَ فِي ثَوْر الأَقط ثِوَرةٌ فَقَطْ وللأُنثى ثَوْرَةٌ؛ قَالَ الأَخطل: وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ وأَرض مَثْوَرَةٌ: كَثِيرَةُ الثَّيرانِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الْجَوْهَرِيُّ عِنْدَ قَوْلِهِ فِي جَمْعِ ثِيَرَةٍ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً حَيْثُ كَانَتْ بَعْدَ كَسْرَةٍ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِمُطَّرَدٍ. وَقَالَ الْمُبَرَّدُ: إِنما قَالُوا ثِيَرَةٌ لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ثِوَرَة الأَقط، وَبَنَوْهُ عَلَى فِعْلَةٍ ثُمَّ حَرَّكُوهُ، وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِثِيَرَةٍ لِجَمَاعَةِ الثَّوْرِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ ثِيَرَةٌ مُثِيرَة أَي تُثِيرُ الأَرضَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ بَقَرَةِ بَنِي إِسرائيل: تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ ؛ أَرض مُثارَةٌ إِذا أُثيرت بالسِّنِّ وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الأَرض. وأَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها عَلَى الْحَبِّ بعد ما فُتحت مَرَّةً، وَحُكِيَ أَثْوَرَها عَلَى التَّصْحِيحِ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَثارُوا الْأَرْضَ ؛ أَي حَرَثُوهَا وَزَرَعُوهَا وَاسْتَخْرَجُوا مِنْهَا بَرَكَاتِهَا وأَنْزال زَرْعِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَتَبَ لأَهل جُرَش بالحمَى الَّذِي حَمَاهُ لَهُمْ للفَرَس والرَّاحِلَةِ والمُثِيرَةِ ؛ أَراد بِالْمُثِيرَةِ بَقَرَ الحَرْث

فصل الجيم

لأَنها تُثيرُ الأَرض. والثّورُ: بُرْجٌ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ، عَلَى التَّشْبِيهِ. والثَّوْرُ: الْبَيَاضُ الَّذِي فِي أَسفل ظُفْرِ الإِنسان. وثَوْرٌ: حيٌّ مِنْ تَمِيمٍ. وبَنُو ثَورٍ: بَطنٌ مِنَ الرَّبابِ وإِليهم نُسِبَ سُفْيَانُ الثَّوري. الْجَوْهَرِيُّ: ثَوْر أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَر وَهُوَ ثَوْرُ بْنِ عَبْدِ منَاةَ بْنِ أُدِّ بْنُ طابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَر وَهُمْ رَهْطُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وثَوْرٌ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ: جَبَلٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ يُسَمَّى ثَوْرَ أَطْحَل. غَيْرُهُ: ثَوْرٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ وَفِيهِ الْغَارُ نُسِبَ إِليه ثَوْرُ بنُ عَبْدِ مَنَاةَ لأَنه نَزَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ حَرَّمَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ. ابْنُ الأَثير قَالَ: هُمَا جَبَلَانِ، أَما عَيْرٌ فَجَبَلٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ، وأَما ثَوْرٌ فَالْمَعْرُوفُ أَنه بِمَكَّةَ، وَفِيهِ الْغَارُ الَّذِي بَاتَ فِيهِ سَيِّدُنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا هَاجَرَ، وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي الْقُرْآنِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ قَلِيلَةٍ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وأُحُد، وأُحد بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَيَكُونُ ثَوْرٌ غَلَطًا مِنَ الرَّاوِي وإِن كَانَ هُوَ الأَشهر فِي الرِّوَايَةِ والأَكثر، وَقِيلَ: إِنَّ عَيْراً جَبَلٌ بِمَكَّةَ وَيَكُونُ الْمُرَادُ أَنه حَرَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَدْرَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ مِنْ مَكَّةَ أَو حَرَّمَ الْمَدِينَةَ تَحْرِيمًا مِثْلَ تَحْرِيمِ مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ بِمَكَّةَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَوَصْفِ الْمَصْدَرِ الْمَحْذُوفِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَهل الْمَدِينَةِ لَا يَعْرِفُونَ بِالْمَدِينَةِ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ ثَوْرٌ «2». وإِنما ثَوْرٌ بِمَكَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِلى بِمَعْنَى مَعَ كأَنه جَعَلَ الْمَدِينَةَ مُضَافَةً إِلى مَكَّةَ فِي التَّحْرِيمِ. فصل الجيم جأر: جَأَرَ يَجْأَرُ جَأْراً وجُؤَاراً: رَفَعَ صَوْتَهُ مَعَ تَضَرُّعٍ وَاسْتِغَاثَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ إِليه بِالدُّعَاءِ. وجَأَر الرجلُ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذا تَضَرَّعَ بالدعاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَني أَنظر إِلى مُوسَى لَهُ جُؤَارُ إِلى رَبِّهِ بِالتَّلْبِيَةِ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَخَرَجْتُمْ إِلى الصُّعدَاتِ تَجْأَرُون إِلى اللَّهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: إِذا هُمْ يَجأَرُون؛ قَالَ: إِذا هُمْ يَجْزعُون، وَقَالَ السُّدِّيُّ: يَصِيحُونَ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَضْرَعُونَ دُعَاءً، وجأَرَ القومُ جُؤَاراً: وَهُوَ أَن يَرْفَعُوا أَصواتهم بِالدُّعَاءِ متضرِّعين. قَالَ: وجأَرَ بِالدُّعَاءِ إِذا رَفَعَ صَوْتَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الجُؤَارُ مِثْلُ الخُوَار، جأَر الثَّوْرُ وَالْبَقَرَةُ يَجْأَرُ جُؤَاراً: صَاحَا، وخَارَ يَخور بِمَعْنًى وَاحِدٍ: رَفَعَا صَوْتَهُمَا؛ وقرأَ بَعْضُهُمْ: عِجْلًا جَسَدًا لَهُ جُؤَارٌ، حَكَاهُ الأَخفش؛ وَغَيْثٌ جُؤَرٌ مِثْلَ نُغَرٍ أَي مُصَوّتٌ، مِنْ ذَلِكَ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي غَزِيرٌ كَثِيرُ الْمَطَرِ؛ وأَنشد لِجَنْدَلِ بْنِ المُثَنَّى: يَا رَبَّ رَبَّ الْمُسْلِمِينَ بالسُّوَرْ، ... لَا تَسقِهِ صَيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ دَعَا عَلَيْهِ أَن لَا تُمْطَرَ أَرضه حَتَّى تَكُونَ مُجْدِبةً لَا نَبْتَ بِهَا، والصَّيّبُ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ، والعزَّافُ: الَّذِي فِيهِ رَعْدٌ. والعَزْفُ: الصَّوْتُ، وَقِيلَ: غَيْثٌ جُؤَرٌ طَالَ نَبْتُهُ وَارْتَفَعَ. وجَأَرَ النبتُ: طَالَ وَارْتَفَعَ، وجَأَرَت الأَرض بِالنَّبَاتِ كَذَلِكَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَبْشرْ فَهذي خُوصَةٌ وجَدْرُ ... وعُشُبٌ، إِذا أَكَلْتَ، جَوأَرُ «3» . وعُشْبٌ جَأْرٌ وغَمْرٌ أَي كَثِيرٌ. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ: غَيْثٌ جِوَرُّ فِي جَوَرَ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والجأْرُ مِنَ النَّبْتِ: الغَضُّ الرَّيَّانُ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: وكُلِّلَتْ بأُقْحوانٍ جأْرِ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ مُعَرَّفٌ: وَكُلِّلَتْ بالأُقحوان الجأْر

_ (2). قَوْلَهُ [وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ إلخ] رده في القاموس بأن حذاء أحد جانحاً إلى ورائه جبلًا صغيراً يقال له ثور (3). قوله [جوأر] كذا بالأصل، والصواب: جَأرُ

قَالَ: وَهُوَ الَّذِي طَالَ وَاكْتَهَلَ. وَرَجُلٌ جَأْرٌ: ضَخْمٌ، والأُنثى جَأْرةٌ. وَالْجَائِرُ: جَيَشانُ النَّفْس، وَقَدْ جُئِرَ. والجائرُ أَيضاً: الغَصَصُ، والجائرُ: حَرٌّ في الحَلْقِ. جبر: الجَبَّارُ: اللَّهُ عَزَّ اسْمُهُ الْقَاهِرُ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَراد مِنْ أَمر وَنَهْيٍ. ابْنُ الأَنباري: الْجَبَّارُ فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي لَا يُنالُ، وَمِنْهُ جَبَّارُ النَّخْلِ. الْفَرَّاءُ: لَمْ أَسمع فَعَّالًا مِنْ أَفعل إِلا فِي حَرْفَيْنِ وَهُوَ جَبَّار مِنْ أَجْبَرْتُ، ودَرَّاك مِنْ أَدركْتُ، قَالَ الأَزهري: جَعَلَ جَبَّاراً فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَو فِي صِفَةِ الْعِبَادِ مِنَ الإِجْبار وَهُوَ الْقَهْرُ والإِكراه لَا مِنْ جَبَرَ. ابْنُ الأَثير: وَيُقَالُ جَبَرَ الخلقَ وأَجْبَرَهُمْ، وأَجْبَرَ أَكْثَرُ، وَقِيلَ: الجَبَّار الْعَالِي فَوْقَ خَلْقِهِ، وفَعَّال مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: نَخْلَةٌ جَبَّارة، وَهِيَ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَفُوتُ يَدَ الْمُتَنَاوِلِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: يَا أَمَةَ الجَبَّار إِنما أَضافها إِلى الْجَبَّارِ دُونَ بَاقِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى لِاخْتِصَاصِ الْحَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا مِنْ إِظهار العِطْرِ والبَخُورِ وَالتَّبَاهِي وَالتَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْيِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ النَّارِ: حَتَّى يَضَعَ الجَبَّار فِيهَا قَدَمَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَشْهُورُ فِي تأْويله أَن الْمُرَادَ بِالْجَبَّارِ اللَّهُ تَعَالَى، وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ قَدَمَهُ ؛ وَالْمُرَادُ بِالْقَدَمِ أَهل النَّارِ الَّذِينَ قدَّمهم اللَّهُ لَهَا مِنْ شِرَارِ خَلْقِهُ كَمَا أَن الْمُؤْمِنِينَ قَدَمُه الَّذِينَ قدَّمهم إِلى الْجَنَّةِ، وَقِيلَ: أَراد بِالْجَبَّارِ هَاهُنَا الْمُتَمَرِّدَ الْعَاتِيَ، وَيَشْهَدُ لَهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِن النَّارَ قَالَتْ: وُكّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ، وَبِكُلِّ جَبَّار عَنِيدٍ، وبالمصوِّرين. والجَبَّارُ: الْمُتَكَبِّرُ الَّذِي لَا يَرَى لأَحد عَلَيْهِ حَقًّا. يُقَالُ: جَبَّارٌ بَيِّنُ الجَبَرِيَّة والجِبِرِيَّة، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْبَاءِ، والجَبْرِيَّةِ والجَبْرُوَّةِ والجَبَرُوَّةِ والجُبُرُوتِ والجَبَرُوتِ والجُبُّورَةِ والجَبُّورَة، مِثْلِ الفَرُّوجة، والجِبْرِياءُ والتَّجْبَارُ: هُوَ بِمَعْنَى الكِبْرِ؛ وأَنشد الأَحمر لمُغَلِّسِ بْنِ لَقِيطٍ الأَسَدِيّ يُعَاتِبُ رَجُلًا كَانَ وَالِيًا عَلَى أُوضَاخ: فإِنك إِنْ عادَيْتَني غَضِبِ الْحَصَى ... عَلَيْكَ، وذُو الجَبُّورَةِ المُتَغَطْرفُ يَقُولُ: إِن عَادَيْتَنِي غَضِبَ عَلَيْكَ الْخَلِيقَةُ وَمَا هُوَ فِي الْعَدَدِ كَالْحَصَى. وَالْمُتَغَطْرِفُ: الْمُتَكَبِّرُ. وَيُرْوَى الْمُتَغَتْرِفُ، بِالتَّاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وتَجَبَّرَ الرَّجُلُ: تَكَبَّرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوت والمَلَكُوت ؛ هو فَعَلُوتٌ مِنَ الجَبْر والقَهْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: ثُمَّ يَكُونُ مُلْكٌ وجَبَرُوتٌ أَي عُتُوٌّ وقَهْرٌ. اللِّحْيَانِيُّ: الجَبَّار الْمُتَكَبِّرُ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا ؛ أَي مُتَكَبِّرًا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَضَرَتْهُ امرأَة فأَمرها بأَمر فَتَأَبَّتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: دَعُوها فإِنها جَبَّارَة أَي عَاتِيَةٌ مُتَكَبِّرَةٌ. والجبِّيرُ، مِثَالُ الفِسِّيق: الشَّدِيدُ التَّجَبُّرِ. والجَبَّارُ مِنَ الْمُلُوكِ: الْعَاتِي، وَقِيلَ: كُلُّ عاتٍ جَبَّارٌ وجِبِّيرٌ. وقَلْبٌ جَبَّارٌ: لَا تَدْخُلُهُ الرَّحْمَةُ. وقَلْبٌ جَبَّارٌ: ذُو كِبْرٍ لَا يَقْبَلُ مَوْعِظَةً. وَرَجُلٌ جَبَّار: مُسَلَّط قَاهِرٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ؛ أَي بِمُسَلَّطٍ فَتَقْهَرَهم عَلَى الإِسلام. والجَبَّارُ: الَّذِي يَقْتُلُ عَلَى الغَضَبِ. والجَبَّارُ: القَتَّال فِي غَيْرِ حَقٍّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الرَّجُلِ لِمُوسَى فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ ؛ أَي قتَّالًا

فِي غَيْرِ الْحَقِّ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى التَّكَبُّرِ. والجَبَّارُ: العظيمُ القَوِيُّ الطويلُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَراد الطُّولَ وَالْقُوَّةَ والعِظَمَ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى الجَبَّار مِنَ النَّخِيلِ وَهُوَ الطَّوِيلُ الَّذِي فَاتَ يَدَ المُتَناول. وَيُقَالُ: رَجُلٌ جَبَّار إِذا كَانَ طَوِيلًا عَظِيمًا قَوِيًّا، تَشْبِيهًا بالجَبَّارِ مِنَ النَّخْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَبَّارُ مِنَ النَّخْلِ مَا طَالَ وَفَاتَ الْيَدَ؛ قَالَ الأَعشى: طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُه، ... عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ وَنَخْلَةٌ جَبَّارَة أَي عَظِيمَةٌ سَمِينَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَثافَةُ جِلْدِ الْكَافِرِ أَربعون ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الجَبَّار ؛ أَراد بِهِ هَاهُنَا الطَّوِيلَ، وَقِيلَ: الْمَلِكُ، كَمَا يُقَالُ بِذِرَاعِ الْمَلِكِ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: وأَحسبه مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ الأَعاجم كَانَ تَامَّ الذِّرَاعِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَخْلَةٌ جَبَّارة فَتِيَّة قَدْ بَلَغَتْ غَايَةَ الطُّولِ وَحَمَلَتْ، وَالْجَمْعُ جَبَّار؛ قَالَ: فاخِراتٌ ضُلُوعها فِي ذُراها، ... وأَنَاضَ العَيْدانُ والجَبَّارُ وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: نَخْلَةٌ جَبَّارٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَبَّارُ الَّذِي قَدِ ارْتُقِيَ فِيهِ وَلَمْ يَسْقُطْ كَرْمُه، قَالَ: وَهُوَ أَفْتَى النَّخْلِ وأَكْرَمُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجَبْرُ المَلِكُ، قَالَ: وَلَا أَعرف مِمَّ اشْتُقَّ إِلا أَن ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَجْبُر بِجُوده، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: اسْلَمْ بِراوُوقٍ حُيِيتَ بِهِ، ... وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ بالجَبْرِ المَلِكِ إِلا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر؛ قَالَ: حَكَى ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ قَالَ: وَلَهُ فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر نَظَائِرُ كُلُّهَا مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْمَلِك جَبْرٌ. قَالَ: والجَبْرُ الشُّجاعُ وإِن لَمْ يَكُنْ مَلِكاً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَبْرُ الرَّجُلُ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ أَحمر: وانْعمْ صَباحاً أَيُّها الجَبْرُ أَي أَيها الرَّجُلُ. والجَبْرُ: العَبْدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ: كَقَوْلِكَ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ الأَصمعي: مَعْنَى إِيل هُوَ الرُّبُوبِيَّةُ فأُضيف جَبْرَ وَمِيكَا إِليه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فكأَنَّ مَعْنَاهُ عَبْدُ إِيل، رَجُلُ إِيل. وَيُقَالُ: جَبْرَ عَبْدُ، وإِيل هُوَ اللَّهُ. الْجَوْهَرِيُّ: جَبْرَئيل اسْمٌ، يُقَالُ هُوَ جَبْرَ أُضيف إِلى إِيل؛ وَفِيهِ لُغَاتٌ: جَبْرَئِيلُ مِثَالُ جَبْرَعِيل، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ؛ وأَنشد الأَخفش لكعب ابن مَالِكٍ: شَهِدْنا فَمَا تَلْقى لَنَا مِنْ كَتِيبَةٍ، ... يَدَ الدَّهرِ، إِلا جَبْرَئِيلٌ أَمامُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَفَعَ أَمامها عَلَى الإِتباع بِنَقْلِهِ مِنَ الظُّرُوفِ إِلى الأَسماء؛ وَكَذَلِكَ الْبَيْتُ الَّذِي لِحَسَّانَ شَاهِدًا عَلَى جِبْرِيلَ بِالْكَسْرِ وَحَذْفِ الْهَمْزَةِ فإِنه قَالَ: وَيُقَالُ جِبريل، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ حَسَّانُ: وجِبْرِيلٌ رسولُ اللهِ فِينا، ... ورُوحُ القُدْسِ ليسَ لَهُ كِفاءُ وجَبْرَئِل، مَقْصُورٌ: مِثَالُ جَبْرَعِلٍ وجَبْرِين وجِبْرِين، بِالنُّونِ. والجَبْرُ: خِلَافُ الْكَسْرِ، جَبَر الْعَظْمَ وَالْفَقِيرَ وَالْيَتِيمَ يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وجِبَارَةٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وجَبَّرَهُ فَجَبر يَجْبُرُ جَبْراً وجُبُوراً وانْجَبَرَ واجْتَبَر وتَجَبَّرَ. وَيُقَالُ: جَبَّرْتُ الكَسِير أُجَبِّره تَجْبيراً وجَبَرْتُه جَبْراً؛ وأَنشد:

لَهَا رِجْلٌ مجَبَّرَةٌ تَخُبُّ، ... وأُخْرَى مَا يُسَتِّرُها وجاحُ وَيُقَالُ: جَبَرْتُ الْعَظْمَ جَبْراً وجَبَرَ العظمُ بِنَفْسِهِ جُبُوراً أَي انجَبَر؛ وَقَدْ جَمَعَ الْعَجَّاجُ بَيْنَ الْمُتَعَدِّي وَاللَّازِمِ فَقَالَ: قَدْ جَبَر الدِّينَ الإِلهُ فَجَبَرْ واجْتَبَر الْعَظْمُ: مِثْلُ انْجَبَر؛ يُقَالُ: جَبَرَ اللهُ فُلَانًا فاجْتَبَر أَي سَدَّ مَفَاقِرَهُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: مَنْ عالَ مِنَّا بَعدَها فَلَا اجْتَبَرْ، ... وَلَا سَقَى الماءَ، وَلَا راءَ الشَّجَرْ مَعْنَى عَالَ جَارَ وَمَالَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا؛ أَي لَا تَجُورُوا وَتَمِيلُوا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: واجْبُرْني وَاهْدِنِي أَي أَغنني؛ مِنْ جَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَهُ أَي رَدَّ عَلَيْهِ مَا ذَهَبَ مِنْهُ أَو عَوَّضَه عَنْهُ، وأَصله مِنْ جَبْرِ الْكَسْرِ. وقِدْرٌ إِجْبارٌ: ضِدُّ قَوْلِهِمْ قِدْرٌ إِكْسارٌ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ جَابِرًا فِي نَفْسِهِ، أَو أَرادوا جَمْعَ قِدْرٍ جَبْرٍ وإِن لَمْ يُصَرِّحُوا بِذَلِكَ، كَمَا قَالُوا قِدْرٌ كَسْرٌ؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ. والجَبائر: الْعِيدَانُ الَّتِي تَشُدُّهَا عَلَى الْعَظْمِ لتَجْبُرَه بِهَا عَلَى اسْتِوَاءٍ، وَاحِدَتُهَا جِبارَة وجَبِيرةٌ. والمُجَبِّرُ: الَّذِي يَجْبُر الْعِظَامَ الْمَكْسُورَةَ. والجِبارَةُ والجَبيرَة: اليارَقَةُ، وَقَالَ فِي حَرْفِ الْقَافِ: اليارَقُ الجَبِيرَةُ والجِبارَةُ وَالْجَبِيرَةُ أَيضاً: الْعِيدَانُ الَّتِي تُجْبَرُ بِهَا الْعِظَامُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: وجَبَّار الْقُلُوبِ عَلَى فِطراتِها ؛ هُوَ مِنْ جَبْرِ الْعَظْمِ الْمَكْسُورِ كأَنه أَقام الْقُلُوبَ وأَثبتها عَلَى مَا فَطَرَهَا عَلَيْهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ والإِقرار بِهِ شَقِيُّهَا وَسَعِيدُهَا. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَجعله مِنْ أَجْبَرْتُ لأَن أَفعل لَا يُقَالُ فِيهِ فَعَّال، قَالَ: يَكُونُ مِنَ اللُّغَةِ الأُخْرَى. يُقَالُ: جَبَرْت وأَجْبَرْتُ بِمَعْنَى قَهَرْتُ. وَفِي حَدِيثِ خَسْفِ جَيْشِ البَيْدَاء: فِيهِمُ المُسْتَبْصِرُ والمَجْبُور وَابْنُ السَّبِيلِ ؛ وَهَذَا مِنْ جَبَرْتُ لَا أَجْبَرْتُ. أَبو عُبَيْدٍ: الجَبائر الأَسْوِرَة مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَاحِدَتُهَا جِبَارة وجَبِيرَةٌ؛ وَقَالَ الأَعشى: فَأَرَتْكَ كَفّاً فِي الخِضَابِ ... ومِعصماً، مِثْلَ الجِبَارَهْ وجَبَرَ اللَّهُ الدِّينَ جَبْراً فَجَبَر جُبُوراً؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ، وأَنشد قَوْلَ الْعَجَّاجِ: قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجبَرْ والجَبْرُ أَن تُغْنِيَ الرجلَ مِنَ الْفَقْرِ أَو تَجْبُرَ عظمَه مِنَ الْكَسْرِ. أَبو الْهَيْثَمِ: جَبَرْتُ فاقةَ الرَّجُلِ إِذا أَغنيته. ابْنُ سِيدَهْ: وجَبَرَ الرجلَ أَحسن إِليه. قَالَ الْفَارِسِيُّ: جَبَرَه أَغناه بَعْدَ فَقْرٍ، وَهَذِهِ أَليق الْعِبَارَتَيْنِ. وَقَدِ استَجْبَرَ واجْتَبَرَ وأَصابته مُصِيبَةٌ لَا يَجْتَبِرُها أَي لَا مَجْبَرَ مِنْهَا. وتَجَبَّرَ النبتُ وَالشَّجَرُ: اخْضَرَّ وأَوْرَقَ وَظَهَرَتْ فِيهِ المَشْرَةُ وَهُوَ يابس، وأَنشد اللحياني لإمرئ الْقَيْسِ: ويأْكُلْنَ مِنْ قوٍّ لَعَاعاً وَرِبَّةً، ... تَجَبَّرَ بعدَ الأَكْلِ، فَهْوَ نَمِيصُ قَوٌّ: مَوْضِعٌ. وَاللَّعَاعُ: الرَّقِيقُ مِنَ النَّبَاتِ فِي أَوّل مَا يَنْبُتُ. والرِّبَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. والنَّمِيصُ: النَّبَاتُ حِينَ طَلَعَ وَرَقُهُ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَنه عَادَ نابتاً مخضرّاً بعد ما كَانَ رُعِيَ، يَعْنِي الرَّوْضَ. وتَجَبَّرَ النَّبْتُ أَي نَبَتَ بَعْدَ الأَكل. وتَجَبَّر النَّبْتُ وَالشَّجَرُ إِذا نَبَتَ فِي يَابِسِهِ الرَّطْبُ. وتَجَبَّرَ الكَلأُ أُكل ثُمَّ صَلَحَ قَلِيلًا بَعْدَ الأَكل. قَالَ: وَيُقَالُ لِلْمَرِيضِ: يَوْمًا

تَرَاهُ مُتَجَبِّراً وَيَوْمًا تَيْأَسُ مِنْهُ؛ مَعْنَى قَوْلِهِ مُتَجَبِّرًا أَي صَالِحَ الْحَالِ. وتَجَبَّرَ الرجُل مَالًا: أَصابه، وَقِيلَ: عَادَ إِليه مَا ذَهَبَ مِنْهُ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَجَبَّرَ الرجُل، فِي هَذَا الْمَعْنَى، فَلَمْ يُعَدِّه. التَّهْذِيبُ: تَجَبَّر فُلَانٌ إِذا عَادَ إِليه مِنْ مَالِهِ بعضُ مَا ذَهَبَ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الخُبْزَ جابِراً، وَكُنْيَتُهُ أَيضاً أَبو جَابِرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وجابرُ بنُ حَبَّة اسْمٌ لِلْخُبْزِ مَعْرِفَةٌ؛ وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الجَبْرِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْكَسْرِ. وجابِرَةُ: اسْمُ مَدِينَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كأَنها جَبَرَتِ الإِيمانَ. وَسَمَّى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَدِينَةَ بِعِدَّةِ أَسماء: مِنْهَا الجابِرَةُ والمَجْبُورَةُ. وجَبَرَ الرجلَ عَلَى الأَمر يَجْبُرُه جَبْراً وجُبُوراً وأَجْبَرَه: أَكرهه، والأَخيرة أَعلى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَبَرَه لُغَةُ تَمِيمٍ وَحْدَهَا؛ قَالَ: وَعَامَّةُ الْعَرَبِ يَقُولُونَ: أَجْبَرَهُ. والجَبْرُ: تَثْبِيتُ وُقُوعِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ. والإِجْبارُ فِي الْحُكْمِ، يُقَالُ: أَجْبَرَ الْقَاضِي الرجلَ عَلَى الْحُكْمِ إِذا أَكرهه عَلَيْهِ. أَبو الْهَيْثَمِ: والجَبْرِيَّةُ الَّذِينَ يَقُولُونَ أَجْبَرَ اللهُ العبادَ عَلَى الذُّنُوبِ أَي أَكرههم، وَمَعَاذَ اللَّهِ أَن يُكره أَحداً عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَلَكِنَّهُ عَلِمَ مَا العبادُ. وأَجْبَرْتُهُ: نَسَبْتُهُ إِلَى الجَبْرِ، كَمَا يُقَالُ أَكفرته: نَسَبْتُهُ إِلى الكُفْرِ. اللِّحْيَانِيُّ: أَجْبَرْتُ فُلَانًا عَلَى كَذَا فَهُوَ مُجْبَرٌ، وَهُوَ كَلَامُ عَامَّةِ الْعَرَبِ، أَي أَكرهته عَلَيْهِ. وَتَمِيمٌ تَقُولُ: جَبَرْتُه عَلَى الأَمر أَجْبرُهُ جَبْراً وجُبُوراً؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ: جَبَرَ السلطانُ، وَهُوَ حِجَازِيٌّ فَصِيحٌ. وَقِيلَ للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ لأَنهم نُسِبُوا إِلى الْقَوْلِ بالجَبْرِ، فَهُمَا لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ: جَبَرْتُه وأَجْبَرْته، غَيْرَ أَن النَّحْوِيِّينَ اسْتَحَبُّوا أَن يَجْعَلُوا جَبَرْتُ لجَبْرِ الْعَظْمِ بَعْدَ كَسْرِهِ وجَبْرِ الْفَقِيرِ بَعْدَ فَاقَتِهِ، وأَن يَكُونَ الإِجْبارُ مَقْصُورًا عَلَى الإِكْراه، وَلِذَلِكَ جَعَلَ الْفَرَّاءُ الجَبَّارَ مِنْ أَجْبَرْتُ لَا مَنْ جَبَرْتُ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ الجَبَّارُ فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ جَبْرِه الفَقْرَ بالغِنَى، وَهُوَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَابِرُ كُلِّ كَسِيرٍ وَفَقِيرٍ، وَهُوَ جابِرُ دِينِه الَّذِي ارْتَضَاهُ، كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ: قَدْ جَبَرَ الدينَ الإِلهُ فَجَبَرْ والجَبْرُ: خلافُ القَدَرِ. وَالْجَبَرِيَّةُ، بِالتَّحْرِيكِ: خِلَافُ القَدَرِيَّة، وَهُوَ كَلَامٌ مولَّد. وحربٌ جُبَارٌ: لَا قَوَدَ فِيهَا وَلَا دِيَةَ. والجُبَارُ مِنَ الدَّمِ: الهَدَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المَعْدِنُ جُبَارٌ والبِئْرُ جُبَارٌ والعَجْماءُ جُبَارٌ ؛ قَالَ: حَتَمَ الدَّهْرُ عَلَيْنَا أَنَّهُ ... ظَلَفٌ، مَا زَالَ منَّا، وجُبَار وَقَالَ تَأَبَّط شَرّاً: بِهِ مِنْ نَجاءِ الصَّيْفِ بِيضٌ أَقَرَّها ... جُبَارٌ، لِصُمِّ الصَّخْرِ فِيهِ قَراقِرُ جُبَارٌ يَعْنِي سَيْلًا. كُلُّ مَا أَهْلَكَ وأَفْسَدَ: جُبَارٌ. التَّهْذِيبُ: والجُبارُ الهَدَرُ. يُقَالُ: ذَهَبَ دَمُه جُبَاراً. وَمَعْنَى الأَحاديث: أَنْ تَنْفَلِتَ الْبَهِيمَةُ الْعَجْمَاءُ فَتُصِيبَ فِي انْفِلَاتِهَا إِنساناً أَو شَيْئًا فَجُرْحُهَا هدَر، وَكَذَلِكَ الْبِئْرُ العادِيَّة يَسْقُطُ فِيهَا إِنسان فَيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ، والمَعْدِن إِذا انهارَ عَلَى حَافِرِهِ فَقَتَلَهُ فَدَمُهُ هَدَرٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا انْهَارَ عَلَى مَنْ يَعْمَلُ فِيهِ فَهَلَكَ لَمْ يُؤْخَذْ بِهِ مُستَأْجرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: السائمةُ جُبَار ؛ أَي الدَّابَّةُ المرسَلة فِي رَعْيِهَا. ونارُ إِجْبِيرَ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ: نَارُ الحُباحِبِ؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ. وجُبَارٌ [جِبَارٌ]: اسْمُ يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ أَسمائهم الْقَدِيمَةِ؛ قَالَ:

أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي ... بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالي دُبارِ، فإِنْ يَفُتْني، ... فمُؤنِس أَو عَرُوبةَ أَو شِيَارِ الْفَرَّاءُ عَنِ المُفَضَّل: الجُبَارُ يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ. والجَبَارُ: فِناءُ الجَبَّان. والجِبَارُ: الْمُلُوكُ، وَاحِدُهُمْ جَبْرٌ. والجَبَابِرَةُ: الْمُلُوكُ، وَقَدْ تقدّمَ بذراعِ الجَبَّار. قِيلَ: الجَبَّارُ المَلِكُ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ هُوَ كَذَا وَكَذَا ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْمَلِكِ، وأَحسبه مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ الْعَجَمِ يُنْسَبُ إِليه الذِّرَاعُ. وجَبْرٌ وجابِرٌ وجُبَيْرٌ وجُبَيْرَةُ وجَبِيرَةُ: أَسماء، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: جِنْبَارٌ مِنَ الجَبْرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا نَصُّ لَفْظِهِ فَلَا أَدري مِنْ أَيِّ جَبْرٍ عَنَى، أَمن الجَبْرِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْكَسْرِ وَمَا فِي طَرِيقِهِ أَم مِنَ الجَبْرِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ القَدَرِ؟ قَالَ: وَكَذَلِكَ لَا أَدري مَا جِنْبَارٌ، أَوَصْفٌ أَم عَلَم أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ؟ وَلَوْلَا أَنه قَالَ جِنْبَارٌ، مِنَ الجَبْرِ لأَلحقته بِالرُّبَاعِيِّ وَلَقُلْتُ: إِنها لُغَةٌ فِي الجِنِبَّارِ الَّذِي هُوَ فَرْخُ الحُبَارَى أَو مُخَفَّفٌ عَنْهُ، وَلَكِنَّ قَوْلَهُ مِنَ الجَبْرِ تصريحٌ بأَنه ثُلَاثِيٌّ، وَاللَّهُ أَعلم. جثر: ورَقٌ جِثْرٌ: وَاسِعٌ. وثَجَّرَ الشيءَ «4». وَسَّعَه. وانثَجر الْمَاءُ: صَارَ كَثِيرًا. وانْثَجَر الدَّمُ: خَرَجَ دُفَعاً، وَقِيلَ: انْثَجَر كانْفَجَر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فإِما أَن يَكُونَ ذَهَبَ إِلى تَسْوِيَتِهِمَا فِي الْمَعْنَى فَقَطْ، وإِما أَن يَكُونَ أَراد أَنهما سَوَاءٌ فِي الْمَعْنَى، وأَن الثَّاءَ مَعَ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ. وثُجْرَةُ الْوَادِي: حَيْثُ يَتَفَرَّقُ الْمَاءُ وَيَتَّسِعُ، وَهُوَ مُعْظَمُهُ. وثُجْرَةُ الإِنسان وَغَيْرِهِ: وسَطُه، وَقِيلَ: مُجْتَمَعُ أَعلى جَسَدِهِ، وَقِيلَ: هِيَ اللَّبَّةُ وَهِيَ مِنَ الْبَعِيرِ السَّبَلَةُ. وَسَهْمٌ أَثْجَرُ: عَرِيضٌ وَاسِعُ الجَرْحِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد الهذلي وَذَكَرَ رَجُلًا احْتَمَى بِنُبْلِهِ: وأَحْصَنَه ثُجْرُ الظُّبَاتِ كأَنَّها، ... إِذا لَمْ يُغَيِّبْها الجَفِيرُ، جَحِيمُ وَقِيلَ: سهامٌ ثُجْرٌ غِلاظ الأُصول قِصَارٌ. والثُجْرَة: القِطْعَةُ المتفرِّقة مِنَ النَّبَاتِ. والثَّجِيرُ: ثُفْلُ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ ثُفْلُ التَّمْرِ وَقِشْرُ الْعِنَبِ إِذا عُصِرَ. وثَجَر التمرَ: خَلَطَهُ بِثَجِير البُسْرِ. وثَجْرٌ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ نجْرانَ؛ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ، وأَنشد: هَيْهَاتَ، حَتَّى غَدَوْا مِنْ ثَجْرَ، مَنْهَلُهم ... حِسْيٌ بِنَجْرانَ، صاحَ الدِّيكُ فاحْتَملُوا جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ فَتَرَكَ صَرْفَهُ. وَمَكَانٌ جَثْرٌ: فِيهِ ترابٌ يخالطه سَبَخٌ. جحر: الجُحْرُ: لِكُلِّ شَيْءٍ يُحْتَفَرُ فِي الأَرض إِذا لَمْ يَكُنْ مِنْ عِظَامِ الْخَلْقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الجُحْرُ كُلُّ شَيْءٍ تَحْتَفِرُه الهَوامُّ وَالسِّبَاعُ لأَنفسها، وَالْجَمْعُ أَجْحارٌ وجِحَرَةٌ؛ وَقَوْلُهُ: مُقَبِّضاً نَفْسِيَ فِي طُمَيْرِي، ... تَجَمُّعَ القُنْفُذِ فِي الجُحَيْرِ فإِنه يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ شَوْكَهُ لِيُقَابِلَ قَوْلَهُ مُقَبِّضًا نَفْسِي فِي طُمَيْرِي، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي جُحْره الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ، وَهُوَ المَجْحَرُ. ومَجاحِرُ الْقَوْمِ: مَكامِنُهُمْ. وأَجْحَرَهُ فانْجَحرَ: أَدخله الجُحْرَ فدخَله. وأَجْحَرْتُه

_ (4). قوله: [وثجر الشيء إلخ] من هنا إلى قوله ومكان جثر حَقُّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِي ثجر بل ذكر معظمه هناك

أَي أَلجأْته إِلى أَن دخلَ جُحْرَهُ. وجَحَرَ الضَّبُّ: «1». دَخَلَ جُحْرَهُ. وأَجْحَرَهُ إِلى كَذَا: أَلجأَه. والمُجْحَرُ: المضطرُّ المُلْجَأُ؛ وأَنشد: يَحمِي المُجْحَرِينا وَيُقَالُ: جَحَرَ عنَّا خَيْرُكَ أَي تَخَلَّفَ فَلَمْ يُصِبنا. واجْتَحَرَ لِنَفْسِهِ جُحْراً أَي اتَّخَذَهُ. قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ جَحَرَتِ الهَناةُ فِي جِحَرَتها. والجُحْرانُ: الجُحْرُ، وَنَظِيرُهُ: جِئْتُ فِي عُقْبِ الشَّهْرِ وَفِي عُقْبانِه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا حَاضَتِ المرأَة حَرُمَ الجُحْران ؛ مَرْوِيٌّ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، رَوَاهُ بَعْضُ النَّاسِ بِكَسْرِ النُّونِ عَلَى التَّثْنِيَةِ يُرِيدُ الْفَرْجَ وَالدُّبُرَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: إِنما هُوَ الجُحْرانُ، بِضَمِّ النُّونِ، اسْمُ القُبُل خَاصَّةً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمٌ لِلْفَرْجِ، بِزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ، تَمْيِيزًا لَهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الجِحَرَةِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَن أَحدهما حَرَامٌ قَبْلَ الْحَيْضِ، فإِذا حَاضَتْ حُرِّمَا جَمِيعًا. والجَواحِرُ: الْمُتَخَلِّفَاتُ مِنَ الْوَحْشِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَأَلْحَقَنا بالْهَادِياتِ، ودُونَهُ ... جَواحِرُها، فِي صَرَّةٍ لَمْ تَزَيَّلِ وَقِيلَ: الْجَاحِرُ مِنَ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا الْمُتَخَلِّفُ الَّذِي لَمْ يَلْحَقْ. والجَحْرَةُ، بِالْفَتْحِ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الْمُجْدِبَةُ الْقَلِيلَةُ الْمَطَرِ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى: إِذا السَّنَةُ الشَّهْبَاءُ بالناسِ أَجْحَفَتْ، ... ونالَ كِرامَ المالِ فِي الجَحْرَةِ الأَكْلُ الجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ لأَنها تَجْحَرُ الناسَ فِي الْبُيُوتِ. وَالشَّهْبَاءُ: الْبَيْضَاءُ لِكَثْرَةِ الثَّلْجِ وَعَدَمِ النَّبَاتِ. وأَجْحَفَتْ: أَضَرَّتْ بِهِمْ وأَهلكت أَموالهم. وَنَالَ كرامَ الْمَالِ يَعْنِي كَرَائِمَ الإِبل، يُرِيدُ أَنها تُنْحَرُ وَتُؤْكَلُ لأَنهم لَا يَجِدُونَ لَبَنًا يُغْنِيهِمْ عَنْ أَكلها. والجَحَرَةُ: السَّنة «2». الَّتِي تَجْحَرُ الناسَ فِي الْبُيُوتِ، سُمِّيَتْ جَحَرَةً لِذَلِكَ. الأَزهري: وأَجْحَرَتْ نُجُومُ الشِّتَاءِ إِذا لَمْ تُمْطِرْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا الشِّتاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُهُ، ... واشْتَدَّ فِي غيرِ ثَرًى أُرُومُهُ وجَحَرَ الربيعُ إِذا لَمْ يُصِبْكَ مَطَرُهُ. وجَحَرَتْ عَيْنُهُ: غَارت. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجال: لَيْسَتْ عَيْنُهُ بِناتئَةٍ وَلَا جَحْراءَ ؛ أَي غَائِرَةٍ مُنْجَحِرَة فِي نُقْرَتها؛ وَقَالَ الأَزهري: هِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وأَنكر الْحَاءَ، وَسَنَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا. وبَعِير جُحارِيَةٌ: مُجْتَمَعُ الخَلْقِ. والجَحْرَمَةُ: الضِّيقُ وسُوءُ الخُلق، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وجَحَرَ فلانٌ: تأَخر. والجَواحِرُ: الدَّواخل فِي الجِحَرَةِ والمَكامِنِ، وجَحَرَتِ الشمسُ لِلْغُيوب، وجَحَرَتِ الشَّمْسُ إِذا ارْتَفَعَتْ فأَزِيَ الظلُّ. جحدر: الجَحْدَرُ: الرَّجُلُ الجَعْدُ القَصِيرُ، والأُنثى جَحْدَرَةٌ، وَالِاسْمُ الجَحْدَرَةُ. وَيُقَالُ: جَحْدَرَ صاحبَه وجَحْدَلَهُ إِذا صَرَعَهُ. وجَحْدَرٌ: اسم رجل. جحشر: الجُحاشِرُ: الضَّخْمُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ إِبل لِبَعْضِ الرُّجَّازِ: تَسْتَلُّ مَا تَحْتَ الإِزارِ الحاجِرِ، ... بِمُقْنِعٍ مِنْ رأْسِها جُحاشِرِ قَالَ: والمُقْنِعُ مِنَ الإِبل الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه وَهُوَ كالخِلْقَةِ والرأْسُ مُقْنِعٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: الجَحشَرُ مِنْ صِفَاتِ الْخَيْلِ، والأُنثى جَحْشَرَةٌ، قال: وإِن

_ (1). قوله: [وجحر الضب إلخ] من باب منع كما في القاموس (2). قوله: [والجحرة السنة إلخ] بالتحريك، وبسكون الحاء كما في القاموس

شِئْتَ قُلْتَ جُحَاشِرٌ، والأُنثى جُحاشِرَةٌ، وَهُوَ الَّذِي فِي ضُلُوعِهِ قِصَرٌ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ مُجْفِرٌ كإِجْفارِ الجُرْشُعِ؛ وأَنشد: جُحاشِرَة صَتْمٌ طِمِرٌّ كأَنَّها ... عُقابٌ، زَفَتْها الرِّيحُ، فَتْخاءُ كاسِرُ قَالَ: والصَّتْمُ والصَّتَمُ الَّذِي شَخَصَتْ مَحَانِي ضُلُوعِهِ حَتَّى سَاوَتْ بِمَتْنِهِ وغَرِضَتْ شَهْوَتُهُ، وَهُوَ أَصْتَمُ الْعِظَامِ، والأُنثى صَتْمَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَحْشَرُ والجُحاشِرُ والجَحْرَشُ الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجِسْمِ العَبْلُ الْمَفَاصِلِ، وَكَذَلِكَ الجُحَاشِرَةُ؛ قَالَ: جُحاشِرَةٌ هِمٌّ، كأَنَّ عِظامَهُ ... عَوَاثِمُ كَسْرٍ، أَو أَسيلٌ مُطَهَّمُ وجَحْشَرٌ: اسْمٌ. جحنبر: الْفَرَّاءُ: الجِحِنْبارُ: الرجلُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد: فَهْوَ جِحِنْبارٌ مُبِينُ الدَّعْرَمَهْ جخر: جَخِرَ الفرسُ جَخَراً: امتلأَ بَطْنُهُ فَذَهَبَ نَشَاطُهُ وَانْكَسَرَ. وجَخِرَ الفرسُ «1». جَخَراً: جَزِعَ مِنَ الْجُوعِ وَانْكَسَرَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ جَخِرٌ: جَبَانٌ أَكولٌ، والأُنثى جَخِرَةٌ. وجَخِرَ جَوْفُ الْبِئْرِ، بِالْكَسْرِ: اتَّسَعَ، وتَجْخِيرها: تَوْسِيعُهَا، وأَجْخَر فُلَانٌ إِذا وَسَّعَ رأْسَ بِئْرِهِ. وأَجْخَرَ إِذا أَنْبَعَ مَاءً كَثِيرًا فِي غَيْرِ مَوْضِعِ بِئْرٍ. وأَجْخَرَ إِذا تَزَوَّج جَخْراء، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ. وأَجْخَرَ إِذا غَسَلَ دُبُرَهُ وَلَمْ يُنْقِها فَبَقِيَ نَتْنُه. الْجَوْهَرِيُّ: الجَخَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، الِاتِّسَاعُ فِي الْبِئْرِ. وجَخَرَ البئرَ يَجْخَرُها جَخْراً وجَخَّرها: وَسَّعَهَا. والجَخَرُ: قُبْحُ رَائِحَةِ الرَّحِمِ. وامرأَة جَخْراءُ: وَاسِعَةُ الْبَطْنِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَخْراء مِنَ النِّسَاءِ المُنْتِنَةُ التَّفِلَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ عَيْنِ الدَّجَّالِ: أَعْورُ مطموسُ الْعَيْنِ لَيْسَتْ بِناتِئَةٍ وَلَا جَخْراءَ ؛ قَالَ: يَعْنِي الضَّيِّقَةَ الَّتِي فِيهَا غَمْصٌ ورَمَصٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للمرأَة جَخْراءُ إِذا لَمْ تَكُنْ نظيفةَ المكانِ، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ المهمَلة، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ الأَزهري: هِيَ بِالْخَاءِ وأَنكر الْحَاءَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَخَرُ فِي الْغَنَمِ أَن تَشْرَبَ الْمَاءَ وَلَيْسَ فِي بَطْنِهَا شَيْءٌ فيَتَخَضْخَضَ الماءُ فِي بُطُونِهَا فَتَرَاهَا جَخِرَةً خاسِفَة» ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرْ قَالَ: الذَّكَرُ مِنَ الْخَيْلِ لَا يَعْدُو إِلا إِذا كَانَ بَيْنَ الْمُمْتَلِئِ وَالطَّاوِي، فَهُوَ أَقل احْتِمَالًا للجَخَرِ مِنَ الأُنثى. والجَخَرُ: الْخَلَاءُ، وَالذَّكَرُ إِذا خَلَا بَطْنُهُ انْكَسَرَ وَذَهَبَ نَشَاطُهُ. والجاخِرُ: الْوَادِي الْوَاسِعُ. وتَجَخَّرَ الْحَوْضُ إِذا تَفَلَّقَ طِينُهُ وَانْفَجَرَ مَاؤُهُ. الأَزهري: والجُخَيرة تَصْغِيرُ الجَخَرة، وَهِيَ نَفْحَة تَبْقَى فِي الْقُنْدُودَةِ إِذا لم تنق. جخدر: ابْنُ دُرَيْدٍ: الجَخْدَرُ والجَخْدرِيُّ الضَّخْمُ. جدر: هُوَ جَدِيرٌ بِكَذَا وَلِكَذَا أَي خَلِيقٌ لَهُ، وَالْجَمْعُ جَدِيرُونَ وجُدَراءُ، والأُنثى جَدِيرَةٌ. وَقَدْ جَدُرَ جَدارَة، وإِنه لمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ، وَإِنَّهَا لمَجْدَرَةٌ بِذَلِكَ وبأَن تَفْعَلَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَتَانِ وَالْجَمْعُ؛ كُلُّهُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَعَنْهُ أَيضاً: إنه لَجدِير أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ وإِنهما لجَدِيرانِ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: جَدِيرُونَ يَوْمًا أَن يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا وَيُقَالُ للمرأَة: إِنها لجَدِيرَةٌ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ وخليقة،

_ (1). قوله: [جخر الفرس] هذا والذي بعده من باب فرح، وقوله وجخر البئر إلخ من باب منع كما في القاموس (2). قوله: [خاسفة] كذا بالأصل بالسين المهملة والفاء أي مهزولة، وفي القاموس خاشعة بالمعجمة والعين

وَأَنَّهُنَّ جَدِيراتٌ وجَدائِرُ؛ وَهَذَا الأَمر مَجْدَرَةٌ لِذَلِكَ ومَجْدَرَةٌ مِنْهُ أَي مَخْلَقَةٌ. ومَجْدَرَةٌ مِنْهُ أَن يَفْعَل كَذَا أَي هُوَ جَدِيرٌ بِفِعْلِهِ؛ وأَجْدِرْ بِهِ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي جَعْفَرٍ الرَّوَاسي: إِنه لمَجْدُورٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، جَاءَ بِهِ عَلَى لَفْظِ الْمَفْعُولِ وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَحَكَى: مَا رأَيت مِنْ جَدَارتِهِ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. والجُدَرِيُّ «1». والجَدَرِيُّ، بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَبِفَتْحِهِمَا لُغَتَانِ: قُروحٌ فِي الْبَدَنِ تَنَفَّطُ عَنِ الْجِلْدِ مُمْتَلِئَة مَاءً، وتَقَيَّحُ، وَقَدْ جُدِرَ جَدْراً وجُدِّرَ وَصَاحِبُهَا جَدِيرٌ مُجَدَّرٌ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جَدِرَ يَجْدَرُ جَدَراً. وأَرضٌ مَجْدَرَة: ذَاتُ جُدَرِيّ. والجَدَرُ والجُدَرُ: سِلَعٌ تَكُونُ فِي الْبَدَنِ خِلْقَةً وَقَدْ تَكُونُ مِنَ الضَّرْبِ وَالْجِرَاحَاتِ، وَاحِدَتُهَا جَدَرَة وجُدَرَةٌ، وَهِيَ الأَجْدارُ. وَقِيلَ: الجُدَرُ إِذا ارْتَفَعَتْ عَنِ الْجِلْدِ وإِذا لَمْ تَرْتَفِعْ فَهِيَ نَدَبٌ، وَقَدْ يُدْعَى النَّدَبُ جُدَراً وَلَا يُدْعَى الجُدَرُ نَدَباً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجُدَرُ السِّلَع تَكُونُ بالإِنسان أَو البُثُورُ النَّاتِئَةُ، وَاحِدَتُهَا جُدَرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَدَرَةُ خُرَاجٌ، وَهِيَ السِّلْعَةُ، وَالْجَمْعُ جَدَرٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا قاتَلَ اللهُ ذُقَيْلًا ذَا الجَدَرْ والجُدَرُ: آثارُ ضربٍ مرتفعةٌ عَلَى جِلْدِ الإِنسان، الْوَاحِدَةُ جُدَرَةٌ، فَمَنْ قَالَ الجُدَرِيُّ نَسَبَه إِلى الجُدَرِ، وَمَنْ قَالَ الجَدَريُّ نَسَبَهُ إِلى الجَدَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْحَسَنِ. وجَدِرَ ظهرهُ جَدَراً: ظَهَرَتْ فِيهِ جُدَرٌ. والجُدَرَةُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ: السِّلْعَةُ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْبَعِيرِ جُدَرَةٌ وَمِنَ الإِنسان سِلْعَةٌ وضَواةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَدَرَةُ الوَرْمَةُ فِي أَصل لَحْيِ الْبَعِيرِ النَّضِرِ. الجَدَرَةُ: غُدَدٌ تَكُونُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ يَسْقِيهَا عِرْقٌ فِي أَصلها نَحْوُ السِّلْعَةِ برأْس الإِنسان. وجَمَلٌ أَجْدَرُ وَنَاقَةٌ جَدْراء. والجَدَرُ: وَرَمٌ يأْخذ فِي الْحَلْقِ. وَشَاةٌ جَدْراء: تَقَوَّب جِلْدُهَا عَنْ دَاءٍ يُصِيبُهَا وليسَ مِنْ جُدَرِيّ. والجُدَرُ: انْتِبارٌ فِي عُنُقِ الْحِمَارِ وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ آثَارِ الكَدْمِ، وَقَدْ جَدَرَتْ عُنُقُهُ جُدُوراً. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَدِرَتْ عُنُقُهُ جَدَراً إِذا انْتَبَرَتْ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ ابْنُ بُزُرج: جَدِرَتْ يدَهُ تَجْدَرُ ونَفِطَتْ ومَجِلَتْ، كُلُّ ذَلِكَ مَفْتُوحٌ، وَهِيَ تَمْجَلُ وَهُوَ المَجْلُ؛ وأَنشد: إِنِّي لَساقٍ أُمَّ عَمْرٍو سَجْلا، ... وَإِنْ وجَدْتُ فِي يَدَيَّ مَجْلا وَفِي الْحَدِيثِ: الكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الأَرض ، شَبَّهَهَا بالجُدَرِيِّ، وَهُوَ الْحَبُّ الَّذِي يَظْهَرُ فِي جَسَدِ الصَّبِيِّ لِظُهُورِهَا مِنْ بَطْنِ الأَرض، كَمَا يَظْهَرُ الجُدَرِيُّ مِنْ بَاطِنِ الْجِلْدِ، وأَراد بِهِ ذَمَّهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ مَسْرُوق: أَتينا عَبْدَ اللَّهِ فِي مُجَدَّرِينَ ومُحَصَّبِينَ أَي جَمَاعَةٌ أَصابهم الجُدَرِيُّ والحَصْبَةُ. والحَصْبَةُ: شِبْه الجُدَرِيّ يَظْهَرُ فِي جِلْدِ الصَّغِيرِ. وعامِرُ الأَجْدَارِ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ كَلْبٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسِلَعٍ كَانَتْ فِي بَدَنِهِ. وجَدَرَ النَّبْتُ وَالشَّجَرُ وجَدُرَ جَدارَةً وجَدَّرَ

_ (1). قوله: [والجدري] هو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر غالباً. قالوا: أول من عذب به قوم فرعون ثم بقي بعدهم، وقال عكرمة: أوّل جدري ظهر ما أصيب به أبرهة، أفاده شارح القاموس

وأَجْدَرَ: طلعت رؤوسه فِي أَوّل الرَّبِيعِ وَذَلِكَ يَكُونُ عَشْراً أَو نِصْفَ شَهْرٍ، وأَجْدَرَتِ الأَرض كَذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثَمَرَهُ كالحِمَّصِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ وَشَجَرٌ جَدَرٌ. وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خَرَجَ فِي كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطَّيْرِ. وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ: اسْمَرَّ وَتَغَيَّرَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، يَعْنِي بِالْوَلِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ والجَدَرَةُ: الحَبَّةُ مِنَ الطَّلْعِ. وجَدَّرَ العنَبُ: صَارَ حَبُّهُ فُوَيْقَ النَّفَض. وَيُقَالُ: جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق. والجِدْرَ: نَبْتٌ؛ وَقَدْ أَجْدَرَ المكانُ. والجَدَرَةُ، بِفَتْحِ الدَّالِ: حَظِيرة تُصْنَعُ لِلْغَنَمِ مِنْ حِجَارَةٍ، وَالْجَمْعُ جَدَرٌ. والجَدِيرَة: زَرْبُ الغَنم. والجَدِيرَة: كَنِيفٌ يُتَّخَذُ مِنْ حِجَارَةٍ يَكُونُ لِلْبَهْم وَغَيْرِهَا. أَبو زَيْدٍ: كَنِيفُ البيت مثل الجُحْرَة يُجْمَعُ مِنَ الشَّجَرِ، وَهِيَ الْحَظِيرَةُ أَيضاً. والحِظَارُ: مَا حُظِرَ عَلَى نَبَاتِ شَجَرٍ، فإِن كَانَتِ الْحَظِيرَةُ مِنْ حِجَارَةٍ فَهِيَ جَدِيرَة، وإِن كَانَ مِنْ طِينٍ فَهُوَ جِدارٌ. والجِدارُ: الْحَائِطُ، وَالْجَمْعُ جُدُرٌ، وجُدْرانٌ جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلُ بَطْنٍ وبُطْنانٍ «2»؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِمَّا اسْتَغْنَوْا فِيهِ بِبِنَاءِ أَكثر الْعَدَدِ عَنْ بِنَاءِ أَقله، فَقَالُوا ثَلَاثَةُ جُدُرٍ؛ وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَو غَيْرِهِ: إِذا اشْتَرَيْتَ اللَّحْمَ يَضْحَكُ جَدْرُ الْبَيْتِ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَدْرٌ لُغَةً فِي جِدارٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي تَضْحَكُ جُدُرُ الْبَيْتِ، وَهُوَ جَمْعُ جِدارٍ، وَهَذَا مَثَلٌ وإِنما يُرِيدُ أَن أَهل الدَّارِ يَفْرَحُونَ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَدْرُ والجِدَارُ الْحَائِطُ. وجَدَرَه يَجْدُرُه جَدْراً: حَوَّطه. واجْتَدَرَهُ: بَنَاهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ وجَدَّرَهُ: شَيَّدَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ، ... كأَنَّهُمْ فِي السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ إِنما أَراد ذِي الْحَائِطِ الْمُجَدَّرِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد ذِي التَّجْدِيرِ أَي الَّذِي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جَمِيعًا مَصْدَرَانِ لفَعَّلَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ مَا لَقِيتُ أَي إِن التَّوْقِيَةَ. وجَدَرَ الرجلُ: تَوَارَى بالجِدارِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وأَنشد: إِنَّ صُبَيْحَ بْنَ الزُّبَيْرِ فأَرَا ... فِي الرَّضْمِ، لَا يَتْرُك مِنْهُ حَجَرا إِلَّا مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا قَالَ: وَيُرْوَى حَشَاهُ. وفأَر: حَفَرَ. قَالَ: هَذَا سَرَقَ حِنْطَةً وخبأَها. والجَدَرَةُ: حَيٌّ مِنَ الأَزد بَنَوْا جِدارَ الْكَعْبَةِ فسُمُّوا الجَدَرَة لِذَلِكَ. والجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ جَدْرَهُ أَي أَصله، وَالْجَمْعُ جُدُورٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْجَوَانِبُ؛ وأَنشد: تَسْقي مَذانِبَ قَدْ طالَتْ عَصِيفتُها، ... جُدُورُها مِنْ أَتِيِّ الْمَاءِ مَطْمُومُ قَالَ: أَفرد مَطْمُومًا لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ،

_ (2). قوله: [مثل بطن وبطنان] كذا في الصحاح. ولعل التمثيل: إنما هو بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما. وفي المصباح: وَالْجِدَارُ الْحَائِطُ وَالْجَمْعُ جُدُرٌ مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران

وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالَ مَطْمُومَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ حِينَ اخْتَصَمَ هُوَ والأَنصاري إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فِي سُيول شِراجِ الحَرَّةِ: اسْقِ أَرْضَكَ حَتَّى يَبْلُغَ الماءُ الجَدْرَ ؛ أَراد مَا رُفِعَ مِنْ أَعضاد الْمَزْرَعَةِ لتُمْسكَ الْمَاءَ كَالْجِدَارِ، وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ لَهُ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يبلغَ الجُدَّ؛ هِيَ المُسنَّاةُ وَهُوَ مَا رُفِعَ حَوْلَ الْمَزْرَعَةِ كالجِدارِ، وَقِيلَ: هُوَ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ، وَرُوِيَ الجُدُر، بِالضَّمِّ، جَمْعُ جِدَارٍ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَخاف أَن يَدْخُلَ قُلُوبَهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الجَذْرَ فِي الْبَيْتِ ؛ يُرِيدُ الحِجْرَ لِمَا فِيهِ مِنْ أُصول حَائِطِ الْبَيْتِ. والجُدُرُ: الْحَوَاجِزُ الَّتِي بَيْنَ الدِّبارِ الْمُمْسِكَةِ الْمَاءَ. والجَدِيرُ: الْمَكَانُ يُبْنَى حَوْلَهُ جِدارٌ. اللَّيْثُ: الجَدِيرُ مَكَانٌ قَدْ بُنِيَ حَوَالَيْهِ مَجْدورٌ؛ قَالَ الأَعشى: ويَبْنُونَ فِي كُلِّ وادٍ جَدِيرا وَيُقَالُ لِلْحَظِيرَةِ مِنْ صَخْرٍ: جَدِيرَةٌ. وجُدُورُ الْعِنَبِ: حَوَائِطُهُ، وَاحِدُهَا جَدْرٌ. وجَدْراءُ الكَظَامَة: حَافَّاتُهَا، وَقِيلَ: طِينُ حَافَّتَيْهَا. والجِدْرُ: نَبَاتٌ «1». وَاحِدَتُهُ جِدْرَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَدْرُ كَالْحَلَمَةِ غَيْرَ أَنه صَغِيرٌ يَتَرَبَّلُ وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ الرَّمْلِ يَنْبُتُ مَعَ المَكْرِ، وَجَمْعُهُ جُدُورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ وَوَصَفَ ثَوْرًا: أَمْسَى بذاتِ الحاذِ والجُدُورِ التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: الجَدْرُ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، الْوَاحِدَةُ جَدْرَةٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مَكْراً وجَدْراً واكْتَسَى النَّصِيُ قَالَ: وَمِنْ شَجَرِ الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبُتُ فِي القِفاف والصِّلابِ، فإِذا أَطلعت رؤوسها فِي أَول الرَّبِيعِ قِيلَ: أَجْدَرَتِ الأَرْضُ. وأَجْدَرَ الشَّجَرُ، فَهُوَ جَدْرٌ، حَتَّى يَطُولَ، فإِذا طَالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤه. وجَدَرٌ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ تُنْسَبُ إِليها الْخَمْرُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَمَا إِنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجَارُ ... مِنْ أَذْرِعَاتٍ، فَوَادي جَدَرْ وَخَمْرٌ جَيْدَرِيَّةٌ: مَنْسُوبٌ إِليها، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ مَعْبَدُ بْنُ سَعْنَةَ: أَلا يَا اصْبَحَاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ، ... وقَبْلَ وَدَاعٍ مِنْ رُبَيْبَةَ عاجِلِ أَلا يَا اصْبَحَاني فَيْهَجاً جَيْدَرِيَّةً، ... بماءٍ سَحَابٍ، يَسْبِقِ الحَقَّ باطِلي وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ أَلا يَا اصْبَحِينا، وَالصَّوَابُ مَا أَوردناه لأَنه يُخَاطِبُ صَاحِبَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْفَيْهَجُ هُنَا الْخَمْرُ وأَصله مَا يُكَالُ بِهِ الْخَمْرُ، وَيَعْنِي بِالْحَقِّ الْمَوْتَ وَالْقِيَامَةَ، وَقَدْ قِيلَ: إِن جَيْدَراً مَوْضِعٌ هُنَالِكَ أَيضاً فإِن كَانَتِ الْخَمْرُ الْجَيْدَرِيَّةُ مَنْسُوبَةً إِليه فَهُوَ نَسَبٌ قِيَاسِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذِي الجَدْرِ، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونُ الدَّالِ، مَسْرَحٌ عَلَى سِتَّةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَتْ فِيهِ لِقاحُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أُغير عَلَيْهَا. والجَيْدَرُ والجَيْدَرِيُّ والجَيْدَرانُ: القصِير، وَقَدْ يُقَالُ لَهُ جَيْدَرَةٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهَذَا كَمَا قَالُوا لَهُ دَحْداحة ودِنَّبَةٌ وحِنْزَقْرَة. وامرأَة جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: ثَنَتْ عُنُقاً لَمْ تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ ... عَضَادٌ، وَلَا مَكْنُوزة اللحمِ ضَمْزَرُ والتَّجْدِيرُ: القِصَرُ، وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ قَالَ:

_ (1). قوله: [والجدر نبات إلخ] هو بكسر الجيم وأما الذي من نبات الرمل فبفتحها كما في القاموس

إِني لأَعْظُمُ فِي صَدْرِ الكَمِيِّ، عَلَى ... مَا كانَ فيَّ مِنَ التَّجْدِيرِ والقِصَرِ أَعاد الْمَعْنَيَيْنِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ: وهِنْدٌ أَتَى مِنْ دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ الْجَوْهَرِيُّ: وجَنْدَرْتُ الْكِتَابَ إِذا أَمررت القَلَم عَلَى مَا دَرَسَ مِنْهُ لِيَتَبَيَّنَ؛ وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ إِذا أَعدت وَشْيَه بعد ما كَانَ ذَهَبَ، قَالَ: وأَظنه معرّباً. جذر: جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً: قَطَعَهُ واستأْصله. وجَذْرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصلُه. والجَذْرُ: أَصل اللِّسَانِ وأَصلُ الذَّكَرِ وأَصل كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: إِنه لَشَدِيدُ جَذْرِ [جِذْرِ] اللِّسَانِ وَشَدِيدُ جَذْرِ الذكَر أَي أَصله؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: رَأَتْ كَمَراً مِثْلَ الجَلامِيد أَفْتَحَتْ ... أَحالِيلَها، حَتَّى اسْمَأَدَّتْ جُذورُها وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: نَزَلَتِ الأَمانَةُ فِي جَذْر قُلُوبِ الرِّجَالِ أَي فِي أَصلها؛ الجَذْرُ [الجِذْرُ]: الأَصلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً: وسامِعتَيْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيهِمَا، ... إِلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ يَعْنِي قَرْنَهَا. وأَصلُ كُلِّ شَيْءٍ: جَذْرُه، بِالْفَتْحِ؛ عَنِ الأَصمعي، وجِذره، بِالْكَسْرِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. أَبو عَمْرٍو: الْجِذْرُ، بِالْكَسْرِ، والأَصمعي بِالْفَتْحِ. وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ جَذْرٌ، قَالَ: وَلَا أَقول جِذْرٌ، قَالَ: والجَذْر أَصل حِسابٍ ونَسَبٍ. والجَذْرُ: أَصلُ شَجَرٍ وَنَحْوِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وجَذْرُ [جِذْرُ] كُلِّ شَيْءٍ أَصله، وجَذْرُ العُنُقِ: مَغْرِزُها؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: تَمُجُّ ذَفَارِيهنَّ مَاءً كَأَنَّهُ ... عَصِيمٌ، عَلَى جَذْرِ السَّوالِفِ، مُغْفُرُ وَالْجَمْعُ جُذُورٌ. والحسابُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ عَشَرَةٌ فِي عَشَرَة وَكَذَا فِي كَذَا تَقُولُ: مَا جَذْرُه أَي مَا يَبْلُغُ تَمَامُهُ؟ فَتَقُولُ: عَشَرَةٌ فِي عَشَرَةِ مائةٌ، وَخَمْسَةٌ فِي خَمْسَةٍ خمسةٌ وَعِشْرُونَ، أَي فَجَذْرُ مِائَةٍ عَشَرَةٌ وجَذْرُ خمسةٍ وَعِشْرِينَ خمسةٌ. وعشرةٌ فِي حِسَابِ الضَّرْبِ: جَذْرُ مِائَةٍ ابنُ جَنَبَةَ. الجَذْرُ جَذْرُ الْكَلَامِ وَهُوَ أَن يَكُونَ الرَّجُلُ مُحْكِمًا لَا يَسْتَعِينُ بأَحد وَلَا يَرُدُّ عَلَيْهِ أَحد وَلَا يُعَابُ فَيُقَالُ: قاتَلَهُ اللهُ كَيْفَ يَجْذِرُ فِي الْمُجَادَلَةِ؟ وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: احْبِس الماءَ حَتَّى يَبْلُغَ الجَذْرَ ؛ يُرِيدُ مَبْلَغَ تمامِ الشُّرْبِ مِنْ جَذْرِ الْحِسَابِ وَهُوَ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، أَصل كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقِيلَ: أَراد أَصل الْحَائِطِ، وَالْمَحْفُوظُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: سأَلتُهُ عَنِ الجَذْرِ، قَالَ: هُوَ الشَّاذَرْوانُ الفارِغُ مِنَ الْبِنَاءِ حولَ الْكَعْبَةِ. والمُجَذَّرُ: الْقَصِيرُ الغليظُ الشَّثْنُ الأَطرافِ، وَزَادَ التَّهْذِيبُ: مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ: إِنَّ الخِلافةَ لَمْ تَزَلْ مَجْعُولَةً ... أَبداً عَلَى جاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: البُحْتُر المُجَذَّر الزَّوَّال يُرِيدُ فِي مِشْيَتِهِ، والأُنثى بِالْهَاءِ، والجَيْذَرُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْعَجُزُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ وَزَعَمَ أَن أَبا عَمْرٍو أَنشده، قَالَ: وَالْبَيْتُ كُلُّهُ مُغَيَّرٌ وَالَّذِي أَنشده أَبو عَمْرٍو لأَبي السَّوداءِ العِجْلِيِّ وَهُوَ: البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ وَقَبْلَهُ: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ ... لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ، البُهْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّاكِ،

فأَرَّها بقاسِحٍ بَكَّاكِ، ... فَأَوْزَكَتْ لِطَعْنِهِ الدَّرَّاكِ، عِنْدَ الخِلاطِ، أَيَّما إِيزاكِ ... وبَرَكَتْ لِشَبِقٍ بَرَّاكِ، مِنها عَلَى الكَعْثَبِ والمَناكِ، ... فَداكَها بِمُنْعِظٍ دَوَّاكِ، يَدْلُكُها، فِي ذَلِكَ العِراكِ، ... بالقَنْفَرِيشِ أَيَّما تَدْلاكِ الْحَيَّاكُ: الَّذِي يَحِيكُ فِي مِشْيَتِهِ فَيُقَارِبُهَا. وَالْبُهْتُرُ: الْقَصِيرُ. وَالْمُجَدَّرُ: الْغَلِيظُ، وَكَذَلِكَ الْجَادِرُ. وَالدَّمَكْمَكُ: الشَّدِيدُ. وأَرّها: نَكَحَهَا. وَالْقَاسِحُ: الصُّلْبُ. وَالْبَكَّاكُ: مِنَ البَكِّ، وَهُوَ الزَّحْمُ. وَدَاكَهَا: مِنَ الدَّوْك، وَهُوَ السَّحْقُ. يُقَالُ: دُكْتُ الطِّيبَ بالفِهْرِ عَلَى المَدَاكِ. وَالْقَنْفَرِيشُ: الأَير الْغَلِيظُ، وَيُقَالُ: الْقَنْفَرِشُ أَيضاً، بِغَيْرِ يَاءٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ قَرَنُوني بِعَجُوزٍ جَحْمَرِشْ، ... تُحِبُّ أَنْ يُغْمَزَ فِيهَا القَنْفَرِشْ وَنَاقَةٌ مُجَذَّرَةٌ: قَصِيرَةٌ شَدِيدَةٌ. أَبو زَيْدٍ: جَذَرْتُ الشَّيْءَ جَذْراً وأَجْذَرْتُه استأْصلته. الأَصمعي: جَذَرْتُ الشَّيْءَ أَجْذُرُه قَطَعْتُهُ. وَقَالَ أَبو أُسَيْدٍ: الجَذْرُ الِانْقِطَاعُ أَيضاً مِنَ الحَبْلِ وَالصَّاحِبِ والرُّفْقَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: يَا طِيبَ حالٍ قَضَاهُ اللَّهُ دُونَكُمُ، ... واسْتَحْصَدَ الحَبْلُ مِنْكِ اليومَ فانَجذَرا أَي انْقَطَعَ. والجُؤْذُرُ والجُوذَرُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، وَالْجَمْعُ جآذِرُ. وَبَقَرَةٌ مُجْذِرٌ: ذَاتُ جُؤْذَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِذَلِكَ حَكَمْنَا بِزِيَادَةِ هَمْزَةِ جُؤْذُر ولأَنها قَدْ تُزَادُ ثَانِيَةً كَثِيرًا. وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ جُؤْذُراً وجُؤْذَراً فِي هَذَا الْمَعْنَى، وكَسَّرَه عَلَى جَواذِرَ. قَالَ: فإِن كَانَ ذَلِكَ فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ. وَيَكُونُ جُوذُرٌ وجوذَرٌ مُخَفَّفًا مِنْ ذَلِكَ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا أَو لُغَةً فِيهِ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ أَن جَوْذَراً عَلَى مِثَالِ كَوْثَرٍ لُغَةٌ فِي جُوذَرٍ، وَهَذَا مِمَّا يَشْهَدُ لَهُ أَيضاً بِالزِّيَادَةِ لأَن الْوَاوَ ثانِيةً لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة. والجَيْذَرُ: لُغَةٌ فِي الجَوْذَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عَرَبِيَّانِ، والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان. جذأر: اللَّيْثُ: المُجْذَئِرُّ الْمُنْتَصِبُ للسِّبَابِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: تَبِيتُ عَلَى أَطرافِها مُجْذَئِرَّةً، ... تُكابِدُ هَمّاً مِثْلَ هَمِّ المُخاطِرِ ابْنُ بُزُرْج: المُجْذَئِرُّ الْمُنْتَصِبُ الَّذِي لَا يبرحُ. والمُجْذَئِرُّ مِنَ النَّبَاتِ الَّذِي نَبَتَ وَلَمْ يَطُلْ، وَمِنَ الْقُرُونِ حِينَ يُجَاوِزُ النجومَ وَلَمْ يَغْلُظْ. جذمر: الجِذْمارُ والجُذْمُورُ: أَصل الشَّيْءِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قُطعت السَّعَفَةُ فَبَقِيَتْ مِنْهَا قِطْعَةٌ مِنْ أَصل السعَفة فِي الجِذْعِ، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ، وَكَذَلِكَ إِذا قُطِعَتِ النَّبْعَةُ فَبَقِيَتْ مِنْهَا قِطْعَةٌ، وَمِثْلُهُ الْيَدُ إِذا قُطِعَتْ إِلَّا أَقَلَّها. التَّهْذِيبُ: وَمَا بَقِيَ مِنْ يَدِ الأَقطع عِنْدَ رأْس الزَّنْدَيْنِ جُذْمُورٌ؛ يُقَالُ: ضَرَبَهُ بِجُذْموره وَبِقِطْعَتِهِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرَةَ يَرْثِي يَدَهُ: فإِن يَكُنْ أَطربُونُ الرُّومِ قَطَّعَها، ... فإِنَّ فِيهَا بحمدِ اللَّهِ مُنْتَفَعَا بَنَانَتانِ وجُذْمُورٌ أُقِيمُ بِهَا ... صَدْرَ القَناةِ، إِذا مَا صارِخٌ فَزِعا وَيُرْوَى إِذا مَا آنَسُوا فَزَعا. ابْنُ الأَعرابي: الجُذْمُورُ بَقِيَّةُ كُلِّ شَيْءٍ مَقْطُوعٍ، وَمِنْهُ جُذْمُورُ الكِباسَةِ. وَرَجُلٌ جُذامِرٌ: قَطَّاعٌ لِلْعَهْدِ والرَّحِم؛

قَالَ تأَبَّطَ شَرّاً: فإِن تَصْرِمِينِي أَو تُسِيئِي جَنابَتِي، ... فإِنِّي لَصَرَّامُ المُهِينِ جُذامِرُ وأَخذ الشيءَ بِجُذْمُورِه وبجَذامِيرِه أَي بِجَمِيعِهِ، وَقِيلَ: أَخذه بِجُذْمُورِه أَي بِحِدْثانِهِ. الْفَرَّاءُ: خُذْهُ بجِذْمِيرِه وجِذْمارِه وجُذْمُورِه؛ وأَنشد: لَعَلَّكَ إِنْ أَرْدَدْتَ مِنْهَا حَلِيَّةً ... بِجُذْمُورِ مَا أَبَقْىَ لَكَ السَّيْفُ، تَغْضَبُ جرر: الجَرُّ: الجَذْبُ، جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً، وجَرَرْتُ الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ أَجُرُّه جَرّاً. وانْجَرَّ الشيءُ: انْجَذَب. واجْتَرَّ واجْدَرَّ قَلَبُوا التَّاءَ دَالًا، وَذَلِكَ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ؛ قَالَ: فقلتُ لِصاحِبي: لَا تَحْبِسَنَّا ... بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا وَلَا يُقَاسُ ذَلِكَ. لَا يُقَالُ فِي اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ وَلَا فِي اجْتَرَحَ اجْدَرَحَ؛ واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ بِهِ؛ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: عِيشِي جَعَارِ، وجَرِّرِي ... بِلَحْمِ امْرِئٍ لَمْ يَشْهَدِ الْيَوْمَ ناصِرُهْ وتَجِرَّة: تَفْعِلَةٌ مِنْهُ. وجارُّ الضَّبُعِ: المطرُ الَّذِي يَجُرُّ الضبعَ عَنْ وجارِها مِنْ شِدَّتِهِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ السَّيْلُ الْعَظِيمِ لأَنه يَجُرُّ الضباعَ مِنْ وُجُرِها أَيضاً، وَقِيلَ: جارُّ الضَّبُعِ أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَطَرِ كأَنه لَا يَدَعُ شَيْئًا إِلَّا جَرَّهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْمَطَرِ الَّذِي لَا يَدَعُ شَيْئًا إلَّا أَساله وجَرَّهُ: جاءَنا جارُّ الضَّبُعِ، وَلَا يَجُرُّ الضبعَ إِلَّا سَيْلٌ غالبٌ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: جِئْتُكَ فِي مِثْلِ مَجَرِّ الضَّبُعِ؛ يُرِيدُ السَّيْلَ قَدْ خَرَقَ الأَرض فكأَنَّ الضَّبُعَ جُرَّتْ فِيهِ؛ وأَصابتنا السَّمَاءُ بجارِّ الضَّبُعِ. أَبو زَيْدٍ: غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كَثِيرَةً إِذا أَتبَعَه صَوْتًا بَعْدَ صَوْت؛ وأَنشد: فَلَمَّا قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني ... أَغانِيَّ لَا يَعْيَا بِهَا المُتَرَنِّمُ والجارُورُ: نَهَرَ يَشُقُّهُ السَّيْلُ فيجرُّه. وجَرَّت المرأَة وَلَدَهَا جَرّاً وجَرَّت بِهِ: وَهُوَ أَن يَجُوزَ وِلادُها عَنْ تِسْعَةِ أَشهر فَيُجَاوِزُهَا بأَربعة أَيام أَو ثَلَاثَةٍ فَيَنْضَج وَيَتِمُّ فِي الرَّحِمِ. والجَرُّ: أَن تَجُرَّ. الناقّةُ ولدَها بَعْدَ تَمَامِ السَّنَةِ شَهْرًا أَو شَهْرَيْنِ أَو أَربعين يَوْمًا فَقَطْ. والجَرُورُ: مِنَ الْحَوَامِلِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مِنَ الإِبل الَّتِي تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى الْغَايَةِ أَو تُجَاوِزُهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَرَّتْ تَمَامًا لَمْ تُخَنِّقْ جَهْضا وجَرَّت النَّاقَةُ تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت عَلَى مَضْرَبِها ثُمَّ جَاوَزَتْهُ بأَيام وَلَمْ تُنْتَجْ. والجَرُّ: أَن تَزِيدَ النَّاقَةُ عَلَى عَدَدِ شُهُورِهَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النَّاقَةُ تَجُرُّ ولدَها شَهْرًا. وَقَالَ: يُقَالُ أَتم مَا يَكُونُ الْوَلَدُ إِذا جَرَّتْ بِهِ أُمّه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَرُورُ الَّتِي تَجُرُّ ثَلَاثَةَ أَشهر بَعْدَ السَّنَةِ وَهِيَ أَكرم الإِبل. قَالَ: وَلَا تَجُرُّ إِلَّا مَرابيعُ الإِبل فأَما المصاييفُ فَلَا تَجُرُّ. قَالَ: وإِنما تَجُرُّ مِنَ الإِبل حُمْرُها وصُهْبُها ورُمْكُها وَلَا يَجُرُّ دُهْمُها لِغِلَظِ جُلُودِهَا وَضِيقِ أَجوافها. قَالَ: وَلَا يَكَادُ شَيْءٌ مِنْهَا يَجُرُّ لِشِدَّةِ لُحُومِهَا وجُسْأَتِها، والحُمْرُ والصُّهْبُ لَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَقَفَّصَ وَلَدُهَا فَتُوثَقُ يَدَاهُ إِلى عُنُقِهِ عِنْدَ نِتاجِه فَيُجَرُّ بَيْنَ يَدَيْهَا ويُسْتَلُّ فصِيلُها، فَيُخَافُ عَلَيْهِ أَن يَمُوتَ، فَيُلْبَسُ الخرقةَ حَتَّى تَعْرِفَهَا أُمُّهُ عَلَيْهِ، فإِذا مَاتَ أَلبسوا تِلْكَ الخرقةَ فَصِيلًا آخَرَ ثُمَّ ظَأَرُوها عَلَيْهِ وسَدّوا مَنَاخِرَهَا فَلَا تُفْتَحُ حَتَّى يَرْضَعَها ذَلِكَ الفصيلُ فَتَجِدَ رِيحَ لَبَنِهَا مِنْهُ فَتَرْأَمَه. وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً، وَهِيَ جَرُورٌ إِذا

زَادَتْ عَلَى أَحد عَشَرَ شَهْرًا وَلَمْ تَضَعْ مَا فِي بَطْنِهَا، وَكُلَّمَا جَرَّتْ كَانَ أَقوى لِوَلَدِهَا، وأَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بَعْدَ أَحد عَشَرَ شَهْرًا خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً وَهَذَا أَكثر أَوقاتها. أَبو عُبَيْدَةَ: وَقْتُ حَمْلِ الْفَرَسِ مِنْ لَدُنْ أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تَضَعَهُ أَحد عَشَرَ شَهْرًا، فإِن زَادَتْ عَلَيْهَا شَيْئًا قَالُوا: جَرَّتْ. التَّهْذِيبُ: وأَما الإِبل الجارَّةُ فَهِيَ الْعَوَامِلُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الجارَّةُ الإِبل الَّتِي تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ، وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، مِثْلُ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ بِمَعْنَى مَرَضِيَّةٍ، وَمَاءٌ دَافِقٌ بِمَعْنَى مَدْفُوقٍ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ جارَّةً فِي سَيْرِهَا. وجَرُّها: أَن تُبْطِئَ وتَرْتَع. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ فِي الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ ، وَهِيَ الْعَوَامِلُ، سُمِّيَتْ جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مَجْرُورَةٌ فَقَالَ جارَّة، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، كأَرض عَامِرَةٍ أَي معمورة بِالْمَاءِ، أَراد لَيْسَ فِي الإِبل الْعَوَامِلِ صَدَقَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ رَكَائِبُ الْقَوْمِ لأَن الصَّدَقَةَ فِي السَّوَائِمِ دُونَ الْعَوَامِلِ. وفلانٌ يَجُرُّ الإِبل أَي يَسُوقُهَا سَوْقاً رُوَيْداً؛ قَالَ ابْنُ لجَأ: تَجُرُّ بالأَهْوَنِ مِنْ إِدْنائِها، ... جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها وَقَالَ: إِن كُنْتَ يَا رَبَّ الجِمالِ حُرَّا، ... فارْفَعْ إِذا مَا لَمْ تَجِدْ مَجَرَّا يَقُولُ: إِذا لَمْ تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها، وهذا كقوله: إِذا سَافَرْتُمْ فِي الجدْبِ فاسْتَنْجُوا؛ وقال الآخر: أَطْلَقَها نِضْوَ بِلَى طُلَّحِ، ... جَرّاً عَلَى أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ «2» . أَراد أَنها طِوال الْخَرَاطِيمِ. وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ: أَدامَ المَطَرَ؛ قَالَ حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ: جَرَّ بِهَا نَوْءٌ مِنَ السِّماكَيْن والجَرُورُ مِنَ الرَّكايا وَالْآبَارِ: البعيدةُ القَعْرِ. الأَصمعي: بِئْرٌ جَرُورٌ وَهِيَ الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا عَلَى بَعِيرٍ، وإِنما قِيلَ لَهَا ذَلِكَ لأَن دَلْوها تُجَرُّ عَلَى شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها. شَمِرٌ: امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ، ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ: بَعِيدَةُ الْقَعْرِ؛ ابْنُ بُزُرْجٍ: مَا كَانَتْ جَرُوراً وَلَقَدْ أَجَرَّتْ، وَلَا جُدّاً وَلَقَدْ أَجَدَّتْ، وَلَا عِدّاً وَلَقَدْ أَعَدَّتْ. وَبَعِيرٌ جَرُورٌ: يُسْنى بِهِ، وَجَمْعُهُ جُرُرٌ. وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه: شَقَّ لِسَانَهُ لِئَلَّا يَرْضَعَ؛ قَالَ: عَلَى دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ، ... لَمْ تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ وَقِيلَ: الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وَهُوَ أَن يَجْعَلَ الرَّاعِيَ مِنَ الهُلْبِ مِثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَل ثُمَّ يَثْقُب لسانَ الْبَعِيرِ فَيَجْعَلَهُ فِيهِ لِئَلَّا يَرْضَعَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرِ: فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ، ... كَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عَنِ الرَّضاع: أَخذته قَرْحَةٌ فِي فِيهِ أَو فِي سَائِرِ جَسَدِهِ فَكَفَّ عَنْهُ لِذَلِكَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَجْرَرْتُ الْفَصِيلَ إِذا شَقَقْتَ لِسَانَهُ لِئَلَّا يَرْضَع؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ، ... نَطَقْتُ، ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ أَي لَوْ قَاتَلُوا وأَبلوا لَذَكَرْتُ ذَلِكَ وفَخَرْتُ بِهِمْ، وَلَكِنَّ رِمَاحَهُمْ أَجَرَّتْنِي أَي قَطَعَتْ لِسَانِي عَنِ الْكَلَامِ بِفِرارِهم، أَراد أَنهم لَمْ يُقَاتِلُوا. الأَصمعي: يُقَالُ

_ (2). قوله: [بلى طلح] كذا بالأصل

جُرَّ الفَصِيلُ فَهُوَ مَجْرُورٌ، وأُجِرَّ فَهُوَ مُجَرٌّ؛ وأَنشد: وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللِّسَانِ اللَّيْثُ: الجَرِيرُ حَبْلُ الزِّمامِ، وَقِيلَ: الجَرِيرُ حَبْلٌ مِنْ أَدَمٍ يُخْطَمُ بِهِ البعيرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ وِتْرٍ أَصْبَحَ وَعَلَى رأْسِهِ جَرِيرٌ سَبْعُونَ ذِراعاً ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الجَرِيرُ الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ فَتَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا ؛ يُرِيدُ، أَنه كَانَ يَسْتَقِي الْمَاءَ بِالْحَبْلِ. وزِمامُ النَّاقَةِ أَيضاً: جَرِيرٌ؛ وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ جَنَابٍ فِي الجَرِيرِ فَجَعَلَهُ حَبْلًا: فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْياحاً ... تُغَازِلُهُ الأَجِرَّهْ وَقَالَ الْهَوَازِنِيُّ: الجَرِيرُ مِنْ أَدَمٍ مُلَيَّنٍ يُثْنَى عَلَى أَنف الْبَعِيرِ النَّجِيبةِ والفرسِ. ابْنُ سَمعانَ: أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ إِذا جَعَلْتَ طَرَفَهُ فِي حَلْقَتِه وَهُوَ فِي عُنُقِهِ ثُمَّ جَذَبْتَهُ وَهُوَ حينئذٍ يَخْنُقُ الْبَعِيرَ؛ وأَنشد: حَتَّى تَراها فِي الجَرِيرِ المُورَطِ، ... سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا أَن تَغْلِبَكُمُ الناسُ عَلَيْهَا ، يَعْنِي زَمْزَمَ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ حَتَّى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي؛ هُوَ حَبْلٌ مِنْ أَدَمٍ نحوُ الزِّمام وَيُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْحِبَالِ الْمَضْفُورَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مسلمةٍ ذكرٍ وَلَا أُنثى يَنَامُ بِاللَّيْلِ إِلَّا عَلَى رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ، فإِن هُوَ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإِن قَامَ وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، وأَصْبَح نَشِيطاً قَدْ أَصاب خَيْرًا، وإِن هُوَ نَامَ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ أَصبح عَلَيْهِ عُقَدُهُ ثَقِيلًا ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وإِن لَمْ يُذْكَرِ اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى يُصْبِحَ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذنيه والجَرِيرُ: حَبْلٌ مَفْتُولٌ مِنْ أَدَمٍ يَكُونُ فِي أَعناق الإِبل، وَالْجَمْعُ أَجِرَّةٌ وَجُرَّانٌ. وأَجَرَّهُ: تَرَكَ الجَرِيرَ عَلَى عُنُقه. وأَجَرَّهُ جَرِيرة: خَلَّاهُ وسَوْمَهُ، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. وَيُقَالُ: قَدْ أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تَرَكْتَهُ يَصْنَعُ مَا شَاءَ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَرِيرُ حَبْلٌ يُجْعَلُ لِلْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ العِذَارِ لِلدَّابَّةِ غَيْرُ الزِّمام، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ جَرِيراً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الصَّحَابَةَ نَازَعُوا جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ زِمامَه فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ والجَرِيرِ : أَي دَعُوا لَهُ زمامَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لَهُ نُقَادَةُ الأَسدي: إِني رَجُلٌ مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ؟ قَالَ: فِي مَوْضِعِ الجَرِيرَ مِنَ السَّالِفَةِ ؛ أَي فِي مُقَدَّم صَفْحَةِ الْعُنُقِ؛ والمُغْفِلُ: الَّذِي لَا وَسْمَ عَلَى إِبله. وَقَدْ جَرَرْتُ الشَّيْءَ أَجُرُّهُ جَرّاً. وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته لَهُ. وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تَابَعَهَا. وَفُلَانٌ يُجَارُّ فُلَانًا أَي يُطَاوِلُهُ. والتَّجْرِيرُ: الجَرُّ، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. واجْتَرَّه أَي جَرَّهُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: طَعَنْتُ مُسَيْلِمَة وَمَشَى فِي الرُّمْحِ فَنَادَانِي رَجُلٌ أَنْ أَجْرِرْه الرُّمْحَ فَلَمْ أَفهم، فَنَادَانِي أَن أَلْقِ الرُّمْحَ مِنْ يَدَيْكَ أَي اتْرُكِ الرُّمْحَ فِيهِ. يُقَالُ: أَجْرَرْتُه الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَهُ بِهِ فَمَشَى وَهُوَ يَجُرُّهُ كأَنك أَنت جَعَلْتَهُ يَجُرُّهُ. وَزَعَمُوا أَن عَمْرَو بْنَ بِشْرِ بْنِ مَرْثَدٍ حِينَ قَتَلَهُ الأَسَدِيُّ قَالَ لَهُ: أَجِرَّ لِي سَرَاوِيلِي فإِني لَمْ أَسْتَعِنْ «1». قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَهُ وَتَرَكْتَ الرُّمْحَ فِيهِ، أَي دَع السَّرَاوِيلَ عَلَيَّ أَجُرَّه، فَأَظهر الإِدغام عَلَى لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ وَهَذَا أَدغم عَلَى لُغَةِ غَيْرِهِمْ؛ ويجوز أَن

_ (1). قوله: [لم أستعن] فعل من استعان أَي حلق عانته

يَكُونَ لَمَّا سَلَبَهُ ثِيَابَهُ وأَراد أَن يأْخذ سَرَاوِيلَهُ قَالَ: أَجِرْ لِي سَرَاوِيلِي، مِنَ الإِجَارَةِ وَهُوَ الأَمانُ، أَي أَبقه عليَّ فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. وأَجَرَّه الرُّمْحَ: طَعَنَهُ بِهِ وَتَرَكَهُ فِيهِ: قَالَ عَنْتَرَةَ: وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي، ... وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ يُقَالُ: أَجَرَّه إِذا طَعَنَهُ وَتَرَكَ الرُّمْحَ فِيهِ يَجُرُّه. وَيُقَالُ: أَجَرَّ الرمحَ إِذا طَعَنَهُ وَتَرَكَ الرُّمْحَ فِيهِ؛ قَالَ الحَادِرَةُ وَاسْمُهُ قُطْبَةُ بْنُ أَوس: ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا، ... ونَجُرُّ فِي الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي ابْنُ السِّكِّيتِ: سُئِلَ ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عَنِ الضأْن، فَقَالَ: مَالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لَا حِمَى لَهَا إِذا أُفْلِتَتْ مِنْ جَرَّتَيْها؛ قَالَ: يَعْنِي بِجَرَّتَيْها المَجَرَ فِي الدَّهْرِ الشَّدِيدِ والنَّشَرَ وَهُوَ أَن تَنْتَشِرَ بِاللَّيْلِ فتأْتي عَلَيْهَا السِّبَاعُ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ المَجَرَ لَهَا جَرَّتَيْنِ أَي حِبَالَتَيْنِ تَقَعُ فِيهِمَا فَتَهْلِكُ. والجارَّةُ: الطَّرِيقُ إِلى الْمَاءِ. والجَرُّ: الحَبْلُ الَّذِي فِي وَسَطِهِ اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ؛ قَالَ: وكَلَّفُوني الجَرَّ، والجَرُّ عَمَلْ والجَرَّةُ: خَشَبة «1». نَحْوُ الذِّرَاعِ يُجْعَلُ فِي رأْسها كِفَّةٌ وَفِي وَسَطِهَا حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بِهَا الظِّبَاءُ، فإِذا نَشِبَ فِيهَا الظَّبْيُ وَوَقَعَ فِيهَا نَاوَصَها سَاعَةً وَاضْطَرَبَ فِيهَا وَمَارَسَهَا لِيَنْفَلِتَ، فإِذا غَلَبَتْهُ وأَعيته سَكَنَ وَاسْتَقَرَّ فِيهَا، فَتِلْكَ المُسالَمَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: نَاوَصَ الجَرَّةَ ثُمَّ سَالَمَها؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِلَّذِي يُخَالِفُ الْقَوْمَ عَنْ رأْيهم ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلِهِمْ وَيُضْطَرُّ إِلى الوِفَاقِ؛ وَقِيلَ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَقَعُ فِي أَمر فَيَضْطَرِبُ فِيهِ ثُمَّ يَسْكُنُ. قَالَ: وَالْمُنَاوَصَةُ أَن يَضْطَرِبَ فإِذا أَعياه الْخَلَاصُ سَكَنَ. أَبو الْهَيْثَمِ: مِنْ أَمثالهم: هُوَ كَالْبَاحِثِ عَنِ الجَرَّةِ؛ قَالَ: وَهِيَ عَصَا تُرْبَطُ إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ فِي التُّرَابِ لِلظَّبْيِ يُصْطَاد بِهَا فِيهَا وَتَرٌ، فِإِذا دَخَلَتْ يَدُهُ فِي الْحِبَالَةِ انْعَقَدَتِ الأَوتار فِي يَدِهِ، فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يَدَهُ ضَرَبَ بِتِلْكَ الْعَصَا يَدَهُ الأُخْرَى وَرِجْلَهُ فَكَسَرَهَا، فَتِلْكَ الْعَصَا هِيَ الجَرَّةُ. والجَرَّةُ أَيضاً: الخُبْزْةُ الَّتِي فِي المَلَّةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: داوَيْتُه، لَمَّا تَشَكَّى وَوَجِعْ، ... بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ شَبَّهَهَا بِالْفَرَسِ لِعِظَمِهَا. وجَرَّ يَجُرُّ إِذا رَكِبَ نَاقَةً وَتَرَكَهَا تَرْعَى. وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً: رَعَتْ وَهِيَ تَسِيرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَا تُعْجِلَاها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً، ... تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً أَي تُعَلِّي إِلى الْبَادِيَةِ البُرَّ وتَحْدُر إِلى الْحَاضِرَةِ الصُّفْرَ أَي الذَّهَبَ، فإِما أَن يَعْنِيَ بالصُّفْر الدَّنَانِيرَ الصُّفْرَ، وإِما أَن يَكُونَ سَمَّاهُ بِالصُّفْرِ الَّذِي تُعْمَلُ مِنْهُ الْآنِيَةُ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمُشَابَهَةِ حَتَّى سُمِّيَ اللاطُونُ شَبَهاً. والجَرُّ: أَن تَسِيرَ النَّاقَةُ وَتَرْعَى وَرَاكِبُهَا عَلَيْهَا وَهُوَ الِانْجِرَارُ؛ وأَنشد: إِنِّي، عَلَى أَوْنِيَ وانْجِرارِي، ... أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي أَراد بِالْمَنْزِلِ الثُّرَيَّا، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ وَمَعَهُ فَرَسٌ حَرُونٌ وَجَمَلٌ جَرُورٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْجَمَلُ الْجَرُورُ الَّذِي لَا يَنْقَادُ وَلَا يكاد يتبع

_ (1). قوله: [والجرة خشبة] بفتح الجيم وضمها، وأما التي بمعنى الخبزة الآتية، فبالفتح لا غير كما يستفاد من القاموس

صَاحِبَهُ؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. أَبو عُبَيْدٍ: الجَرُورُ مِنَ الْخَيْلِ الْبَطِيءُ وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ إِعياء وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ قِطَافٍ؛ وأَنشد لِلْعُقَيْلِيِّ: جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ وَجَمْعُهُ جُرُرٌ، وأَنشد: أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ، غَادَرَتْ ... بِهَا كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ قِيلَ للأَصمعي: جَرَّتْهَا مِنَ الجَرِيرَةِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ مِنَ الجَرِّ فِي الأَرض والتأْثير فِيهَا، كَقَوْلِهِ: مَجَرّ جُيوشٍ غَانِمِينَ وخُيَّبِ وَفَرَسٌ جَرُورٌ: يَمْنَعُ الْقِيَادَ. والمَجَرَّةُ: السَّمْنَةُ الجامِدَةُ، وَكَذَلِكَ الكَعْبُ. والمَجَرَّةُ: شَرَجُ السَّمَاءِ، يُقَالُ هِيَ بَابُهَا وَهِيَ كَهَيْئَةِ الْقُبَّةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: المَجَرَّةُ بَابُ السَّمَاءِ وَهِيَ الْبَيَاضُ الْمُعْتَرِضُ فِي السَّمَاءِ والنِّسْرَان مِنْ جَانِبَيْهَا. والمَجَرُّ: المَجَرَّةُ. وَمِنْ أَمثالهم: سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر؛ يُرِيدُ تَوَسَّطِي يَا مَجَرَّةُ كَبِدَ السَّمَاءِ فإِن ذَلِكَ وَقْتَ إِرطاب النَّخِيلِ بِهَجَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: المَجَرَّةُ فِي السَّمَاءِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَصَبْتُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي عَبَاءَةً وَعَلَى مَجَرّ بَيْتِي سِتْراً ؛ المَجَرُّ: هُوَ الْمَوْضِعُ المُعْتَرِضُ فِي الْبَيْتِ الَّذِي يُوضَعُ عَلَيْهِ أَطراف الْعَوَارِضِ وَتُسَمَّى الجائزَة. وَأَجْرَرْتُ لسانَ الْفَصِيلِ أَي شَقَقْتُهُ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ ثَوْرًا وَكَلْبًا: فَكَرَّ إِليه بِمِبْرَاتِهِ، ... كَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ أَي كَرَّ الثَّوْرُ عَلَى الْكَلْبِ بِمِبْرَاتِهِ أَي بِقَرْنِهِ فَشَقَّ بَطْنَ الْكَلْبِ كَمَا شَقَّ المُجِرُّ لِسَانَ الْفَصِيلِ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ. وجَرَّ يَجُرُّ إِذا جَنَى جِنَايَةً. والجُرُّ: الجَرِيرَةُ، والجَرِيرةُ: الذَّنْبُ وَالْجِنَايَةُ يَجْنِيهَا الرَّجُلُ. وَقَدْ جَرَّ عَلَى نَفْسِهِ وَغَيْرِهِ جَرِيرَةً يَجُرُّها جَرّاً أَي جَنَى عَلَيْهِمْ جِنَايَةً: قَالَ: إِذا جَرَّ مَوْلانا عَلَيْنَا جَرِيرةً، ... صَبَرْنا لَهَا، إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ يَا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني؟ قَالَ: بِجَريرَةِ حُلفَائك ؛ الجَرِيرَةُ: الْجِنَايَةُ وَالذَّنْبُ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ ثَقِيفٍ مُوَادعةٌ، فَلَمَّا نَقَضُوهَا وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ بَنُو عَقِيلٍ وَكَانُوا مَعَهُمْ فِي الْعَهْدِ صَارُوا مِثْلَهم فِي نَقْضِ الْعَهْدِ فأَخذه بِجَريرَتهم؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بِكَ جَرِيرَةُ حُلَفَائِكَ مِنْ ثَقِيفٍ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنه فُدِيَ بعدُ بِالرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَسَرَتْهُما ثَقِيفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ لَقِيطٍ: ثُمَّ بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ إِلَّا نَفْسَهُ أَي لَا يُؤْخَذَ بجَرِيرةِ غَيْرِهِ مِنْ وَلَدٍ أَو وَالِدٍ أَو عَشِيرَةٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَا تُجارِّ أَخاك وَلَا تُشَارِّهِ ؛ أَي لَا تَجْنِ عَلَيْهِ وتُلْحِقْ بِهِ جَرِيرَةً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا تُماطِلْه، مِنَ الجَرِّ وَهُوَ أَن تَلْوِيَهُ بِحَقِّهِ وتَجُرَّه مِنْ مَحَلّهِ إِلى وَقْتٍ آخَرَ؛ وَيُرْوَى بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، مِنَ الجَرْي وَالْمُسَابَقَةِ، أَي لَا تُطَاوِلْهُ وَلَا تُغَالِبْهُ وفعلتُ ذَلِكَ مِنْ جَرِيرتَكِ وَمِنْ جَرَّاك وَمِنْ جَرَّائك أَي من أَجلك؛ أَنشد اللِّحْياني: أَمِن جَرَّا بَنِي أَسَدٍ غَضِبْتُمْ؟ ... ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً ... لِقَوْمٍ، بَعْدَ ما وُطِئَ الخِيَارُ

وأَنشد الأَزهري لأَبي النَّجْمِ: فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها، ... وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ أَي مِنْ أَجلها. الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ فَعْلَى. وَلَا تَقُلْ مِجْراكَ؛ وَقَالَ: أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى، ... كَأَنِّي، يَا سَلَامُ، مِنَ اليَهُودِ قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا مِنْ جَرَاك، غَيْرِ مُشَدَّدٍ، وَمِنْ جَرَائِكَ، بِالْمَدِّ مِنَ الْمُعْتَلِّ. والجِرَّةُ: جِرَّةُ الْبَعِيرِ حِينَ يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثُمَّ يَكْظِمُها. الْجَوْهَرِيُّ: الجِرَّةُ، بِالْكَسْرِ، مَا يُخْرِجُهُ الْبَعِيرُ للاجْتِرار. واجْتَرَّ الْبَعِيرُ: مِنَ الجِرَّةِ، وَكُلُّ ذِي كَرِشٍ يَجْتَرُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَطَبَ عَلَى نَاقَتِهِ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجِرَّتها ؛ الجِرَّةُ: مَا يُخْرِجُهُ الْبَعِيرُ مِنْ بَطْنِهِ ليَمْضَغه ثُمَّ يَبْلَعَهُ، والقَصْعُ: شدَّةُ الْمَضْغِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: فَضَرَبَ ظهْرَ الشَّاةِ فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: لَا يَصْلُح هَذَا الأَمرُ إِلَّا لِمَنْ لَا يَحْنَقُ عَلَى جِرَّتِهِ أَي لَا يَحْقِدُ عَلَى رَعِيَّتِهِ فَضَرَب الجِرَّةَ لِذَلِكَ مَثَلًا. ابْنُ سِيدَهْ: والجِرَّةُ مَا يُفِيضُ بِهِ البعيرُ مِنْ كَرِشه فيأْكله ثَانِيَةً. وَقَدِ اجْتَرَّت النَّاقَةُ وَالشَّاةُ وأَجَرَّتْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وفلانٌ لَا يَحْنَقُ عَلَى جِرَّتِه أَي لَا يَكْتُمُ سِرًّا، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. وَلَا أَفْعَلُه مَا اخْتَلَفَ الدِّرَّةُ والجِرَّة، وَمَا خَالَفَتْ دِرَّةٌ جِرَّةً، وَاخْتِلَافُهُمَا أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَين والجِرَّةَ تَعْلُو إِلى الرأْس. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: أَن الحَجَّاجَ سأَل رَجُلًا قَدِمَ مِنَ الْحِجَازِ عَنِ الْمَطَرِ فَقَالَ: تَتَابَعَتْ عَلَيْنَا الأَسْمِيَةُ حَتَّى مَنَعت السِّفَارَ وتَظَالَمَتِ المِعزَى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة. اجْتِلابُ الدِّرَّة بِالْجِرَّةِ: أَن الْمَوَاشِيَ تَتَملَّأُ ثُمَّ تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فَلَا تَزَالُ تَجْتَرُّ إِلى حِينِ الحَلْبِ. والجِرَّة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يُقِيمُونَ ويَظْعَنُون. وعَسْكَرٌ جَرّارٌ: كَثِيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَسِيرُ إِلَّا زَحْفاً لِكَثْرَتِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ قَوْلُهُ: جَرَّ الأَثَر يَعْنِي أَنه لَيْسَ بِقَلِيلٍ تَسْتَبِينُ فِيهِ آثَارًا وفَجْوَاتٍ. الأَصمعي: كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثَقِيلَةُ السَّيرِ لَا تَقْدِرُ عَلَى السَّيرِ إِلَّا رُوَيْداً مِنْ كَثْرَتِهَا. والجَرَّارَةُ: عَقْرَبٌ صَفْرَاءُ صَغِيرةٌ عَلَى شَكْلِ التِّبْنَةِ، سُمِّيَتْ جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها، وَهِيَ مِنْ أَخبث الْعَقَارِبِ وأَقتلها لِمَنْ تَلْدَغُه. ابْنُ الأَعرابي: الجُرُّ جَمْعُ الجُرَّةِ، وَهُوَ المَكُّوكُ الَّذِي يُثْقَبُ أَسفله، يَكُونُ فِيهِ البَذْرُ وَيَمْشِي بِهِ الأَكَّارُ والفَدَّان وَهُوَ يَنْهَالُ فِي الأَرض. والجَرُّ: أَصْلُ الجبَل «2». وسَفْحُهُ، وَالْجَمْعُ جِرارٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقَدْ قَطَعْتُ وادِياً وجَرّا . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: رأَيته يَوْمَ أُحُد عندَ جَرِّ الْجَبَلِ أَي أَسفله؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ حَيْثُ عَلَا مِنَ السَّهْلِ إِلى الغِلَظ؛ قَالَ: كَمْ تَرى بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ، ... وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ، وجَرَلْ

_ (2). قوله: [والجر أصل الجبل] كذا بهذا الضبط بالأصل المعوّل عليه. قال في القاموس: والجرّ أصل الجبل أَو هو تصحيف للفراء، والصواب الجرّ أصل كعلابط الجبل؛ قال شارحه: والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أحد من أئمة الغريب، فإذاً لا تصحيف كما لا يخفى

والجَرُّ: الوَهْدَةُ مِنَ الأَرض. والجَرُّ أَيضاً: جُحْرُ الضّبُع وَالثَّعْلَبِ واليَربُوع والجُرَذِ؛ وَحَكَى كُرَاعٌ فِيهِمَا جَمِيعًا الجُرّ، بِالضَّمِّ، قَالَ: والجُرُّ أَيضاً الْمَسِيلُ. والجَرَّةُ: إِناء مِنْ خَزَفٍ كالفَخَّار، وَجَمْعُهَا جَرٌّ وجِرَارٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ شُرْبِ نَبِيذِ الجَرِّ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَنه مَا اتُّخِذَ مِنَ الطِّينِ، وفي رواية: عن نَبِيذِ الجِرَارِ، وَقِيلَ: أَراد مَا يَنْبِذُ فِي الْجِرَارِ الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فِيهَا الحَنَاتِمُ وَغَيْرُهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد النَّهْيَ عَنِ الْجِرَارِ الْمَدْهُونَةِ لأَنها أَسرع فِي الشِّدَّةِ وَالتَّخْمِيرِ. التَّهْذِيبُ: الجَرُّ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ، الْوَاحِدَةُ جَرَّةٌ، وَالْجَمْعُ جَرٌّ وجِرَارٌ. والجِرَارَةُ: حِرْفَةُ الجَرَّارِ. وَقَوْلُهُمْ: هَلُمَّ جَرّاً؛ مَعْنَاهُ عَلَى هِينَتِكَ. وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي قَوْلِهِمْ: هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا عَلَى هِينَتِكُمْ كَمَا يَسْهُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ غَيْرِ شِدَّةٍ وَلَا صُعُوبَةٍ، وأَصل ذَلِكَ مِنَ الجَرِّ فِي السَّوْقِ، وَهُوَ أَن يَتْرُكَ الإِبل وَالْغَنَمُ تَرْعَى فِي مَسِيرِهَا؛ وأَنشد: لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا، ... حَتَّى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا، فالَيْومَ لَا آلُو الرِّكابَ شَرَّا يُقَالُ: جُرَّها عَلَى أَفواهها أَي سُقْها وَهِيَ تَرْتَعُ وَتُصِيبُ مِنَ الكلإِ؛ وَقَوْلُهُ: فارْفَعْ إِذا مَا لَمْ تَجِدْ مَجَرَّا يَقُولُ: إِذا لَمْ تَجِدِ الإِبل مَرْتَعًا. وَيُقَالُ: كَانَ عَاماً أَوَّلَ كَذَا وَكَذَا فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى الْيَوْمِ أَي امْتَدَّ ذَلِكَ إِلى الْيَوْمِ؛ وَقَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَمَعْنَاهَا اسْتِدَامَةُ الأَمر وَاتِّصَالُهُ، وأَصله مِنَ الجَرِّ السَّحْبِ، وَانْتَصَبَ جَرّاً عَلَى الْمَصْدَرِ أَو الْحَالِ. وَجَاءَ بِجَيْشِ الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ: الْجِنُّ والإِنس؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والجَرْجَرَةُ: الصوتُ. والجَرْجَرَةُ: تَرَدُّدُ هَدِيرِ الْفَحْلِ، وَهُوَ صَوْتٌ يُرَدِّدُهُ الْبَعِيرُ فِي حَنْجَرَته، وَقَدْ جَرْجَرَ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ يَصِفُ فَحْلًا: وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ بَعْدَ الْهَبِّ، ... جَرْجَرَ فِي حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ، وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا، ... لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ بازِلٍ لَجَرْجَرا قَالَ: جَرْجَرَ ضَجَّ وَصَاحَ. وفَحْلٌ جُراجِرٌ: كَثِيرُ الجَرْجَرَة، وَهُوَ بَعِيرٌ جَرْجارٌ، كَمَا تَقُولُ: ثَرْثَرَ الرجلُ، فَهُوَ ثَرْثارٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الَّذِي يَشْرَبُ فِي الإِناء الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ إِنما يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ ؛ أَي يَحْدُرُ فِيهِ، فَجَعَلَ الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً، وَهُوَ صَوْتُ وُقُوعِ الْمَاءِ فِي الْجَوْفِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يُرْوَى بِرَفْعِ النَّارِ والأَكثر النَّصْبُ. قَالَ: وَهَذَا الْكَلَامُ مَجَازٌ لأَن نَارَ جَهَنَّمَ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا تُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ. والجَرْجَرَةُ: صَوْتُ الْبَعِيرِ عِنْدَ الضَّجَرِ وَلَكِنَّهُ جَعَلَ صَوْتَ جَرْعِ الإِنسان لِلْمَاءِ فِي هَذِهِ الأَواني الْمَخْصُوصَةِ لِوُقُوعِ النَّهْيِ عَنْهَا وَاسْتِحْقَاقِ الْعِقَابِ عَلَى اسْتِعْمَالِهَا، كَجَرْجَرَةِ نَارِ جَهَنَّمَ فِي بَطْنِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمَجَازِ، هَذَا وَجْهُ رَفْعِ النَّارِ وَيَكُونُ قَدْ ذَكَرَ يُجَرْجِرُ بِالْيَاءِ لِلْفَصْلِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ، وأَما عَلَى النَّصْبِ فَالشَّارِبُ هُوَ الْفَاعِلُ وَالنَّارُ مَفْعُولُهُ، وجَرْجَرَ فُلَانٌ الْمَاءَ إِذا جَرَعَهُ جَرْعاً مُتَوَاتِرًا لَهُ صَوْتٌ، فَالْمَعْنَى: كأَنما يَجْرَع نَارَ جَهَنَّمَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: يأْتي الحُبَ

فَيَكْتَازُ مِنْهُ ثُمَّ يُجَرْجِرُ قَائِمًا أَي يَغْرِفُ بِالْكُوزِ مِنَ الحُبِّ ثُمَّ يَشْرَبُهُ وَهُوَ قَائِمٌ. وَقَوْلُهُ فِي الحديث: قوم يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ جَراجِرَهُمْ ؛ أَي حُلُوقَهم؛ سَمَّاهَا جَراجِرَ لجَرْجَرَة الْمَاءِ. أَبو عُبَيْدٍ: الجَراجِرُ والجَراجِبُ الْعِظَامُ مِنَ الإِبل، الْوَاحِدُ جُرْجُورٌ. وَيُقَالُ: بَلْ إِبل جُرْجُورٌ عِظَامُ الأَجواف. والجُرْجُورُ: الْكِرَامُ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: هِيَ جَمَاعَتُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْعِظَامُ مِنْهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى ... مِائَةً، مِنْ عَطَائِكُمْ، جُرْجُورا وَجَمْعُهَا جَراجِرُ بِغَيْرِ يَاءٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْقِيَاسُ يُوجِبُ ثَبَاتَهَا إِلى أَن يُضْطَرَّ إِلى حَذْفِهَا شَاعِرٌ؛ قَالَ الأَعشى: يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ، كالْبُستانِ ... تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ ومائةٌ مِنَ الإِبل جُرْجُورٌ أَي كَامِلَةٌ. والتَّجَرْجُرُ: صَبُّ الْمَاءِ فِي الْحَلْقِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَجْرَعَه جَرْعاً مُتَدَارِكًا حَتَّى يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه؛ وَقَدْ جَرْجَرَ الشرابَ فِي حَلْقِهِ، وَيُقَالُ لِلْحُلُوقِ: الجَراجِرُ لِمَا يُسْمَعُ لَهَا مِنْ صَوْتِ وُقُوعِ الْمَاءِ فِيهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: لَهَامِيمُ يَسْتَلْهُونَها فِي الجَراجِرِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ. وَمِنْهُ قِيلَ للعَيْرِ إِذا صَوَّتَ: هُوَ يُجَرْجِرُ. قَالَ الأَزهري: أَراد بِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ أَي يَحْدُر فِيهِ نَارَ جَهَنَّمَ إِذا شَرِبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ، فَجَعَلَ شُرْبَ الْمَاءِ وجَرْعَه جَرْجَرَةً لِصَوْتِ وُقُوعِ الْمَاءِ فِي الْجَوْفِ عِنْدَ شِدَّةِ الشُّرْبِ، وَهَذَا كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا؛ فَجَعَلَ أَكل مَالِ الْيَتِيمِ مِثْلَ أَكل النَّارِ لأَن ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلى النَّارِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ أَي يُردِّدُها فِي جَوْفِهِ كَمَا يُرَدِّدُ الفحلُ هَدِيرَه فِي شِقْشِقَتِه، وَقِيلَ: التَّجَرْجُرُ والجَرْجَرَةُ صَبُّ الْمَاءِ فِي الْحَلْقِ. وجَرْجَرَهُ الْمَاءَ: سَقَاهُ إِياه عَلَى تِلْكَ الصُّورَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَقَدْ جَرْجَرَتْهُ الماءَ، حَتَّى كأَنَّها ... تُعالِجُ فِي أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا يَعْنِي بِالْمَاءِ هُنَا المَنِيَّ، وَالْهَاءُ فِي جَرْجَرَتِهِ عَائِدَةٌ إِلى الْحَيَاءِ. وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ: كَثِيرَةُ الشُّرْبِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: أَوْدَى بِمَاءِ حَوْضِكَ الرَّشِيفُ، ... أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ وَمَاءٌ جُراجِرٌ: مُصَوِّت، مِنْهُ. والجُراجِرُ: الجوفُ. والجَرْجَرُ: مَا يُدَاسُ بِهِ الكُدْسُ، وَهُوَ مِنْ حَدِيدٍ. والجِرْجِرُ، بِالْكَسْرِ: الْفُولُ فِي كَلَامِ أَهل الْعِرَاقِ. وَفِي كِتَابِ النَّبَاتِ: الجِرْجِرُ، بِالْكَسْرِ، والجَرْجَرُ والجِرْجيرُ والجَرْجار نَبْتَانِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَرْجارُ عُشْبَةٌ لَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ وَوَصَفَ خَيْلًا: يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ مِنْ أَشْداقِها ... صُفْراً، مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ اللَّيْثُ: الجَرْجارُ نَبْتٌ؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: طَيِّبُ الرِّيحِ. والجِرْجِيرُ: نَبْتٌ آخَرُ مَعْرُوفٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: الجِرْجِيرُ بَقْلٌ. قَالَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وأَصابهم غَيْثٌ جِوَرٌّ

أَي يَجُرُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: غَيْثٌ جِوَرٌّ إِذا طَالَ نَبْتُهُ وَارْتَفَعَ. أَبو عُبَيْدَةَ غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ ثَقِيلٌ. غَيْرُهُ: جَمَلٌ جِوَرٌّ أَي ضَخْمٌ، وَنَعْجَةٌ جِوَرَّة؛ وأَنشد: فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ، ... كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ قَالَ الْفَرَّاءُ: جِوَرُّ إِن شِئْتَ جَعَلْتَ الْوَاوَ فِيهِ زَائِدَةً مِنْ جَرَرْت، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ فِعَلًّا مِنَ الجَوْرِ، وَيَصِيرُ التَّشْدِيدُ فِي الرَّاءِ زِيَادَةً كَمَا يُقَالُ حَمارَّةٌ. التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدَةَ: المَجَرُّ الَّذِي تُنْتَجُه أُمه يُنْتابُ مِنْ أَسفل فَلَا يَجْهَدُ الرَّضاعَ، إِنما يَرِفُّ رَفّاً حَتَّى يُوضَعَ خِلفُها فِي فِيهِ. وَيُقَالُ: جوادٌ مُجَرٌّ، وَقَدْ جَرَرْتُ الشَّيْءَ أَجُرُّه جَرّاً؛ وَيُقَالُ فِي قَوْلِهِ: أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ أَراد بالجَرِّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق مِنَ الْبَعِيرِ، وَهُوَ النَّوْطُ كالجُلَّة الصَّغِيرَةِ. الصِّحَاحُ: والجِرِّيُّ ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ. والجِرِّيَّةُ: الحَوْصَلَةُ؛ أَبو زَيْدٍ: هِيَ القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ لِلْحَوْصَلَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سُئِلَ عَنْ أَكل الجِرِّيِّ، فَقَالَ: إِنما هُوَ شَيْءٌ حَرَّمَهُ الْيَهُودُ ؛ الجِرِّيُّ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: نَوْعٌ مِنَ السَّمَكِ يُشْبِهُ الْحَيَّةَ وَيُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ مَارْماهي، وَيُقَالُ: الجِرِّيُّ لُغَةٌ فِي الجِرِّيت مِنَ السَّمَكِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه كَانَ يَنْهَى عَنْ أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دُلَّ عَلَى أُم سَلَمَةَ فرأَى عِنْدَهَا الشُّبْرُمَ وَهِيَ تُرِيدُ أَن تَشْرَبَهُ فَقَالَ: إِنه حارٌّ جارٌّ، وأَمرها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ حارٌّ يارٌّ، بِالْيَاءِ، وَهُوَ إِتباع؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وجارٌّ بِالْجِيمِ صَحِيحٌ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: حارٌّ جارٌّ إِتباع لَهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَكثر كَلَامِهِمْ حارٌّ يارٌّ، بِالْيَاءِ. وَفِي تَرْجَمَةِ حَفَزَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا قَادَ أَلفاً: جَرَّاراً. ابْنُ الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد لِلْعَدُوِّ؛ ذَكَرَهُ الأَزهري آخِرَ تَرْجَمَةِ جَوَرَ، وأَما قَوْلُهُمْ لَا جَرَّ بِمَعْنَى لَا جَرَمَ فَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ جَرَمَ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. جَزَرَ: الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، وَهُوَ رُجُوعُ الْمَاءِ إِلَى خَلْفٍ. قَالَ اللَّيْثُ: الجَزْرُ، مَجْزُومٌ، انقطاعُ المَدِّ، يُقَالُ مَدَّ البحرُ والنهرُ فِي كَثْرَةِ الْمَاءِ وَفِي الِانْقِطَاعِ «1». ابْنُ سِيدَهْ: جَزَرَ البحرُ وَالنَّهْرُ يَجْزِرُ جَزْراً وانْجَزَرَ. الصِّحَاحُ: جَزُرَ الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: مَا جَزَرَ عَنْهُ البحرُ فَكُلْ ، أَي مَا انْكَشَفَ عَنْهُ مِنْ حَيَوَانِ الْبَحْرِ. يُقَالُ: جَزَرَ الماءُ يَجْزِرُ [يَجْزُرُ] جَزْراً إِذا ذَهَبَ وَنَقَصَ؛ وَمِنْهُ الجَزْر والمَدُّ وَهُوَ رُجُوعُ الْمَاءِ إِلى خَلْف. والجزِيرةُ: أَرضٌ يَنْجَزِرُ عَنْهَا المدُّ. التَّهْذِيبُ: الجزِيرةُ أَرض فِي الْبَحْرِ يَنْفَرِجُ مِنْهَا مَاءُ الْبَحْرِ فَتَبْدُو، وَكَذَلِكَ الأَرض الَّتِي لَا يَعْلُوهَا السَّيْلُ ويُحْدقُ بِهَا، فَهِيَ جَزِيرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَزِيرَةُ وَاحِدَةُ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْقِطَاعِهَا عَنْ مُعْظَمِ الأَرض. وَالْجَزِيرَةُ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ دِجْلَة والفُرات. وَالْجَزِيرَةُ: مَوْضِعٌ بِالْبَصْرَةِ أَرض نَخْلٍ بَيْنَ الْبَصْرَةَ والأُبُلَّة خُصَّتْ بِهَذَا الِاسْمِ. وَالْجَزِيرَةُ أَيضاً: كُورَةٌ تُتَاخِمُ كُوَرَ الشَّامِ وَحُدُودِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَزِيرَةُ إِلى جَنْبِ الشَّامِ. وَجَزِيرَةُ الْعَرَبِ مَا بين

_ (1). قوله: [وفي الانقطاع] لعل هنا حذفاً والتقدير وجزر في الانقطاع أي انقطاع المد لأن الجزر ضد المد

عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطوارِ الشَّامِ، وَقِيلَ: إِلى أَقصى الْيَمَنِ فِي الطُّول، وأَما فِي العَرْضِ فَمِنْ جُدَّةَ وَمَا وَالَاهَا مِنْ شَاطِئِ الْبَحْرِ إِلى رِيف الْعِرَاقِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ حَفْرِ أَبي مُوسَى إِلى أَقصى تِهَامَةَ فِي الطُّولِ، وأَما الْعَرْضُ فَمَا بَيْنَ رَمْلِ يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة، وَكُلُّ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن بَحْرَ فَارِسَ وَبَحْرَ الْحَبَشِ وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ قَدْ أَحاط بِهَا. التَّهْذِيبُ: وَجَزِيرَةُ الْعَرَبِ مَحَالُّها، سُمِّيَتْ جَزِيرَةً لأَن الْبَحْرَيْنَ بَحْرَ فَارِسَ وَبَحْرَ السُّودَانِ أَحاطا بِنَاحِيَتَيْهَا وأَحاط بِجَانِبِ الشَّمَالِ دِجْلَةُ وَالْفُرَاتُ، وَهِيَ أَرض الْعَرَبِ وَمَعْدِنُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الشَّيْطَانَ يَئِسَ أَن يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ اسْمُ صُقْع مِنَ الأَرض وَفَسَّرَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنس: أَراد بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ الْمَدِينَةَ نَفْسَهَا، إِذا أَطلقت الْجَزِيرَةُ فِي الْحَدِيثِ وَلَمْ تُضَفْ إِلى الْعَرَبِ فإِنما يُرَادُ بِهَا مَا بَيْنَ دِجْلَة والفُرات. وَالْجَزِيرَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَرض؛ عَنْ كُرَاعٍ. وجَزَرَ الشيءَ «1». يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً: قَطَعَهُ. والجَزْرُ: نَحْرُ الجَزَّارِ الجَزُورَ. وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها، بِالضَّمِّ، واجْتَزَرْتُها إِذا نَحَرْتُهَا وجَلَّدْتَها. وجَزَرَ النَّاقَةَ يَجْزُرها، بِالضَّمِّ، جَزْراً: نَحَرَهَا وَقَطَعَهَا. والجَزُورُ: النَّاقَةُ المَجْزُورَةُ، وَالْجَمْعُ جَزَائِرُ وجُزُرٌ، وجُزُرات جَمْعُ الْجَمْعِ، كطُرُق وطُرُقات. وأَجْزَرَ القومَ: أَعطاهم جَزُوراً؛ الجَزُورُ: يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى وَهُوَ يُؤَنَّثُ لأَن اللَّفْظَةَ مُؤَنَّثَةٌ، تَقُولُ: هَذِهِ الْجَزُورُ، وإِن أَردت ذَكَرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ أَعطى رَجُلًا شَكَا إِليه سُوءَ الْحَالِ ثَلَاثَةَ أَنْيابٍ جَزائرَ ؛ اللَّيْثُ: الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر مَا يَنْحَرُونَ النُّوقُ. وَقَدِ اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لَهُمْ. وأَجْزَرْتُ فُلَانًا جَزُوراً إِذا جَعَلْتَهَا لَهُ. قَالَ: والجَزَرُ كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٍ لِلذَّبْحِ، وَالْوَاحِدُ جَزَرَةٌ، وإِذا قُلْتَ أَعطيته جَزَرَةً فَهِيَ شَاةً، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، لأَن الشَّاةَ لَيْسَتْ إِلَّا لِلذَّبْحِ خَاصَّةً وَلَا تَقَعُ الجَزَرَةُ عَلَى النَّاقَةِ وَالْجَمَلِ لأَنهما لِسَائِرِ الْعَمَلِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَجْزَرْتُه شَاةً إِذا دَفَعْتَ إِليه شَاةً فَذَبَحَهَا، نَعْجَةً أَو كَبْشًا أَو عَنْزًا، وَهِيَ الجَزَرَةُ إِذا كَانَتْ سَمِينَةً، وَالْجَمْعُ الجَزَرُ، وَلَا تَكُونُ الجَزَرَةُ إِلَّا مِنَ الْغَنَمِ. وَلَا يُقَالُ أَجْزَرْتُه نَاقَةً لأَنها قَدْ تَصْلُحُ لِغَيْرِ الذَّبْحِ. والجَزَرُ: الشِّيَاهُ السَّمِينَةُ، الواحدة جَزَرَةٌ وَيُقَالُ: أَجزرت القومَ إِذا أَعطيتهم شَاةً يَذْبَحُونَهَا، نَعْجَةً أَو كَبْشًا أَو عَنْزًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ بَعْثًا فَمَرُّوا بأَعرابي لَهُ غَنَمٌ فَقَالُوا: أَجْزِرْنا ؛ أَي أَعطنا شَاةً تَصْلُحُ لِلذَّبْحِ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَقَالَ يَا رَاعِي أَجْزِرْني شَاةً ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عَمِّي أَأَجْتَزِرُ مِنْهَا شَاةً ؟ أَي آخُذُ مِنْهَا شَاةً وأَذبحها. وَفِي حَدِيثِ خَوَّاتٍ: أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سَمِينَةٍ أَي شَاةٍ صَالِحَةٍ لأَنْ تُجْزَرَ أَي تُذْبَحَ للأَكل، وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: فإِنما هِيَ جَزَرَةٌ أَطَعَمَها أَهله ؛ وَتُجْمَعُ عَلَى جَزَرٍ، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ والسحَرةِ: حَتَّى صَارَتْ حِبَالُهُمْ للثُّعبان جَزَراً ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْجِيمُ. وَمِنْ غَرِيبِ مَا يُرْوَى فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَا تأْخذوا مِنْ جَزَراتِ أَموال النَّاسِ ؛ أَي مَا يَكُونُ أُعدّ للأَكل، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَزَرُ مَا يُذْبَحُ مِنَ الشَّاءِ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، جَزَرَةٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الشَّاةَ الَّتِي يَقُومُ إِليها أَهلها فَيَذْبَحُونَهَا؛ وَقَدْ أَجْزَرَه إِياها. قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُقَالُ أَجْزَرَه

_ (1). قوله: [وجزر الشيء إلخ] من بابي ضرب وقتل كما في المصباح وغيره

جَزُوراً إِنما يُقَالُ أَجْزَرَه جَزَرَةً. والجَزَّارُ والجِزِّيرُ: الَّذِي يَجْزُر الجَزورَ، وَحِرْفَتُهُ الجِزارَةُ، والمَجْزِرُ، بِكَسْرِ الزَّايِ: مَوْضِعُ الجَزْر. والجُزارَةُ: حَقُّ الجَزَّار. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: لَا أُعطي مِنْهَا شَيْئًا فِي جُزارَتها ؛ الْجُزَارَةُ، بِالضَّمِّ: مَا يأْخذ الجَزَّارُ مِنَ الذَّبِيحَةِ عَنْ أُجرته فَمُنِعَ أَن يؤْخذ مِنَ الضَّحِيَّةِ جُزْءٌ فِي مُقَابَلَةِ الأُجرة، وَتُسَمَّى قَوَائِمُ الْبَعِيرِ ورأْسه جُزارَةً لأَنها كَانَتْ لَا تُقَسَّمُ فِي الْمَيْسِرِ وتُعْطَى الجَزَّارَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ، سائرُهُ ... مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ ابْنُ سِيدَهْ: والجُزارَةُ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْعُنُقُ لأَنها لَا تَدْخُلُ فِي أَنصباء الْمَيْسِرِ وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه، فَخَرَجَ عَلَى بِنَاءِ العُمالة وَهِيَ أَجْرُ الْعَامِلِ، وإِذا قَالُوا فِي الْفَرَسِ ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يُرِيدُونَ غِلَظَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وكَثْرَةَ عَصَبهما، وَلَا يُرِيدُونَ رأْسه لأَن عِظَمَ الرأْس فِي الْخَيْلِ هُجْنَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ، ... وَلَا نُرامِي بالحجارَه، إِلَّا عُلالَةَ أَو بُدَاهَةَ ... قارِحٍ، نَهْدِ الجُزارَه واجْتَزَر القومُ فِي الْقِتَالِ وتَجَزَّرُوا. وَيُقَالُ: صَارَ القَوم جَزَراً لِعَدُوِّهِمْ إِذا اقْتَتَلُوا. وجَزَرُ السِّباعِ: اللحمُ الَّذِي تأْكله. يُقَالُ: تَرَكُوهُمْ جَزَراً، بِالتَّحْرِيكِ، إِذا قَتَلُوهُمْ. وَتَرَكَهُمْ جَزَراً لِلسِّبَاعِ وَالطَّيْرِ أَي قِطَعاً؛ قَالَ: إِنْ يَفْعَلا، فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما ... جَزَرَ السِّباعِ، وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ وتَجَازَرُوا: تَشَاتَمُوا. وَتَجَازَرَا تَشَاتَمَا، فكأَنما جَزَرَا بَيْنَهُمَا ظَرِبَّاءَ أَي قَطَعَاهَا فَاشْتَدَّ نَتْنُها؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْمُتَشَاتِمِينَ الْمُتَبَالِغِينَ. والجِزارُ: صِرامُ النَّخْلِ، جَزَرَهُ يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً وجَزَاراً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَرَمَه. وأَجْزَرَ النخلُ: حَانَ جِزارُه كأَصْرَم حَانَ صِرامُه، وجَزَرَ النخلَ يَجْزِرُهَا، بِالْكَسْرِ، جَزْراً: صَرَمها، وَقِيلَ: أَفسدها عِنْدَ التَّلْقِيحِ. الْيَزِيدِيُّ: أَجْزَرَ القومُ مِنَ الجِزار، وَهُوَ وَقْتُ صِرَامِ النَّخْلِ مثلُ الجَزازِ. يُقَالُ: جَزُّوا نَخْلَهُمْ إِذا صَرَمُوهُ. وَيُقَالُ: أَجْزَرَ الرجلُ إِذا أَسَنَّ وَدَنَا فَنَاؤه كَمَا يُجْزِرُ النخلُ. وَكَانَ فِتْيانٌ يَقُولُونَ لِشَيْخٍ: أَجْزَرْتَ يَا شيخُ أَي حَانَ لَكَ أَن تَمُوتَ فَيَقُولُ: أَي بَنِيَّ، وتُحْتَضَرُونَ أَي تَمُوتُونَ شَبَابًا وَيُرْوَى: أَجْزَزْتَ مِنْ أَجَزَّ البُسْرُ أَي حَانَ لَهُ أَن يُجَزَّ. الأَحمر: جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صَرَمَهُ وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خَرَصَهُ. وأَجْزَرَ القومُ مِنَ الجِزارِ والجَزَار. وأَجَزُّوا أَي صَرُمُوا، مِنَ الجِزَازِ [الجَزَازِ] فِي الْغَنَمِ. وأَجْزَرَ النخلُ أَي أَصْرَمَ. وأَجْزَرَ البعيرُ: حَانَ لَهُ أَن يُجْزَرَ. وَيُقَالُ: جَزَرْتُ الْعَسَلَ إِذا شُرتَهُ وَاسْتَخْرَجْتَهُ مِنْ خَلِيَّتِه، وإِذا كَانَ غَلِيظًا سَهُلَ استخراجُه. وتَوَعَّدَ الحجاجُ بْنُ يُوسُفَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ: لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك، وَالْعَسَلُ يُسَمَّى ضَرَباً إِذا غَلُظَ. يُقَالُ: اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه عَلَى العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سَالَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: اتَّقوا هَذِهِ المجازِرَ فإِن لَهَا ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ ؛ أَراد مَوْضِعَ الجَزَّارين الَّتِي تُنْحَرُ فِيهَا الإِبل وَتُذْبَحُ الْبَقَرَ وَالشَّاءَ وَتُبَاعُ لُحْمانُها لأَجل النَّجَاسَةِ الَّتِي فِيهَا مِنَ الدِّمَاءِ دِمَاءِ الذَّبَائِحِ وأَرواثها، وَاحِدُهَا مَجْزَرَةٌ «2». ومَجْزِرَةٌ،

_ (2). قوله: [واحدها مجزرة إلخ] أي بفتح عين مفعل وكسرها إذ الفعل من باب قتل وضرب

وإِنما نَهَاهُمْ عَنْهَا لأَنه كَرِهَ لَهُمْ إِدْمانَ أَكل اللُّحُومَ وجعلَ لَهَا ضَراوَةً كَضَرَاوَةِ الْخَمْرِ أَي عَادَةً كَعَادَتِهَا، لأَن مَنِ اعْتَادَ أَكل اللُّحُومَ أَسرف فِي النَّفَقَةِ، فَجَعَلَ الْعَادَةَ فِي أَكل اللُّحُومِ كَالْعَادَةِ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ، لِمَا فِي الدَّوَامِ عَلَيْهَا مِنْ سَرَفِ النَّفَقَةِ وَالْفَسَادِ. يُقَالُ: أَضْرَى فُلَانٌ فِي الصَّيْدِ وَفِي أَكل اللَّحْمِ إِذا اعْتَادَهُ ضَرَاوَةً. وَفِي الصِّحَاحِ: المَجازِرُ يَعْنِي نَدِيَّ الْقَوْمِ وَهُوَ مُجْتَمَعُهُم لأَن الجَزُورَ إِنما تُنْحَرُ عِنْدَ جَمْعِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: نَهَى عَنْ أَماكن الذَّبْحِ لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النَّظَرِ إِليها وَمُشَاهَدَةَ ذَبْحِ الْحَيَوَانَاتِ مِمَّا يُقَسِّي الْقَلْبَ وَيُذْهِبُ الرَّحْمَةَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنه نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِي المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة. والجِزَرُ والجَزَرُ: مَعْرُوفٌ، هَذِهِ الأَرُومَةُ الَّتِي تُؤْكَلُ، وَاحِدَتُهَا جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَصله فَارِسِيٌّ. الْفَرَّاءُ: هُوَ الجَزَرُ والجِزَرُ لِلَّذِي يُؤْكَلُ، وَلَا يُقَالُ فِي الشَّاءِ إِلا الجَزَرُ، بِالْفَتْحِ. اللَّيْثُ: الجَزيرُ، بِلُغَةِ أَهل السَّوَادِ، رَجُلٌ يَخْتَارُهُ أَهل الْقَرْيَةِ لِمَا يَنُوبُهُمْ مِنْ نَفَقَاتِ مَنْ يَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ قِبَل السُّلْطَانِ؛ وأَنشد: إِذا مَا رأَونا قَلَّسوا مِنْ مَهابَةٍ، ... ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها جَسَرَ: جَسَرَ يَجْسُرُ جُسُوراً وجَسارَةً: مَضَى ونفَذ. وجَسَرَ عَلَى كَذَا يَجْسُر جَسارَةً وتَجاسَر عَلَيْهِ؛ أَقدم. والجَسُورُ: المِقْدامُ. وَرَجُلٌ جَسْر وجَسُورٌ: ماضٍ شجاعٌ، والأُنثى جَسْرَةٌ وجَسُورٌ وجَسُورَةٌ. وَرَجُلٌ جَسْرٌ: جسيمٌ جَسُورٌ شُجَاعٌ. وإِن فُلَانًا لَيُجَسِّرُ فُلَانًا أَي يُشَجِّعُه. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَنه كَانَ يَقُولُ لِسَيْفِهِ: اجْسُرْ جَسَّارُ ، هُوَ فعَّال مِنَ الجَسَارة وَهِيَ الجَراءَةُ والإِقدام عَلَى الشَّيْءِ. وجَمَلٌ جَسْرٌ وَنَاقَةٌ جَسْرَة ومُتَجاسِرَة: مَاضِيَةٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وقَلّما يُقَالُ جَمَلٌ جَسْرٌ؛ قَالَ: وخَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ وَقِيلَ: جَمَلٌ جَسْرٌ طَوِيلٌ، وَنَاقَةٌ جَسْرَة طَوِيلَةٌ ضَخْمَةٌ كَذَلِكَ. والجَسْرُ، بِالْفَتْحِ: الْعَظِيمُ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا، والأُنثى جَسْرَة، وكلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ: جَسْرٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ أَي ضَخْمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا عَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى ابْنِ مُقْبِلٍ، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْهُ فِي شِعْرِهِ. وتَجاسَرَ الْقَوْمُ فِي سَيْرِهِمْ؛ وأَنشد: بَكَرَتْ تَجاسَرُ عَنْ بُطونِ عُنَيْزَةٍ أَي تَسِيرُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: وأَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثُمَّ نادَى ... بِدَعْوَى: يَا لَ خِنْدِفَ أَن يُجَابا قَالَ: تَجاسَرَ تَطَاوُلَ ثُمَّ رَفَعَ رأْسه. وَفِي النَّوَادِرِ: تَجَاسَر فُلَانٌ لِفُلَانٍ بِالْعَصَا إِذا تَحَرَّكَ لَهُ. وَرَجُلٌ جَسْرٌ: طَوِيلٌ ضَخْمٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّاقَةِ: جَسْرٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: جَسَرَ الفَحْلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا تَرَكَ الضِّراب؛ قَالَ الراعي: تَرَى الطَّرِفَاتِ الغُبْطَ مِنْ بَكَراتِها، ... يَرُعْنَ إِلى أَلواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ وَجَارِيَةٌ جَسْرَةُ السَّاعِدَيْنِ أَي مُمْتَلِئَتُهُمَا؛ وأَنشد: دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ والجَسْرُ والجِسْرُ: لُغَتَانِ، وَهُوَ الْقَنْطَرَةُ وَنَحْوُهُ مِمَّا يُعْبَرُ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَجْسُرٌ؛ قَالَ: إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ، ... بِأَرْضِ بَغْدادَ، وَراءَ الأَجْسُرِ

وَالْكَثِيرُ جُسُورٌ. وَفِي حَدِيثِ نَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: فَوَقَعَ عُوجٌ عَلَى نِيلِ مِصْرَ فجسَرَهُمْ سَنَةً أَي صار لهم جِسْراً [جَسْراً] يَعْبُرونَ عَلَيْهِ، وَتُفْتَحُ جِيمُهُ وَتُكْسَرُ. وجَسْرٌ: حَيٌّ مِنْ قَيْسِ عَيْلان. وَبَنُو القَيْنِ بْنُ جُسَير: قَوْمٌ أَيضاً. وَفِي قُضاعَة جَسْرٌ مِنْ بَنِي عِمْرَانَ بْنِ الحَافِ، وَفِي قَيْسٍ جَسْرٌ آخرُ وَهُوَ جَسْرُ بْنُ مُحارب بْنِ خَصَفَةَ؛ وَذَكَرَهُمَا الْكُمَيْتُ فَقَالَ: تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا ... قَصِيفاً، كأَنَّا مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ جَسْرِ وَمَا جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي، ... ولكِنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْنا إِلى الجَسرِ جَشَرَ: الجَشَر: بَقْلُ الرَّبِيعِ. وجَشَرُوا الخَيْلَ وجَشَّروها: أَرْسَلُوها فِي الجَشْرِ. والجَشْرُ: أَن يَخْرُجُوا بِخَيْلِهِمْ فَيَرْعَوْها أَمام بُيُوتِهِمْ. وأَصبحوا جَشْراً وجَشَراً إِذا كَانُوا يَبِيتُون مَكَانَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ إِلى أَهليهم. والجَشَّار: صاحبُ الجَشَرِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَا يَغُرَّنَّكُمْ جَشَرُكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ مَنْ كَانَ شَاخِصًا أَو يَحْضُرُهُ عَدُوٌّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجَشَرُ القومُ يَخْرُجُونَ بِدَوَابِّهِمْ إِلى الْمَرْعَى وَيَبِيتُونَ مَكَانَهُمْ وَلَا يأْوون إِلى الْبُيُوتِ، وَرُبَّمَا رأَوه سَفَرًا فَقَصَرُوا الصَّلَاةَ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ لأَن المُقَامَ فِي الْمَرْعَى وإِن طَالَ فَلَيْسَ بِسَفَرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: يَا مَعْشَرَ الجُشَّارِ لَا تَغْتَرُّوا بِصَلَاتِكُمْ ؛ الجُشَّار جَمْعُ جاشِرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشْرَةٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: مَنْ تَرَكَ الْقُرْآنَ شَهْرَيْنِ فَلَمْ يقرأْه فَقَدْ جَشَرَهُ أَي تَبَاعَدَ عَنْهُ. يُقَالُ: جَشَرَ عَنْ أَهله أَي غَابَ عَنْهُمْ. الأَصمعي: بَنُو فُلَانٍ جَشَرٌ إِذا كَانُوا يَبِيتُونَ مَكَانَهُمْ لَا يأْوون بُيُوتَهُمْ، وَكَذَلِكَ مَالٌ جَشَرٌ لَا يأْوي إِلى أَهله. وَمَالٌ جَشَرٌ: يَرْعَى فِي مكانه لا يؤوب إِلى أَهله. وإِبل جُشَّرٌ: تَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَتْ، وَكَذَلِكَ الحُمُرُ؛ قَالَ: وآخرونَ كَالْحَمِيرِ الجُشَّرِ وَقَوْمٌ جُشْرٌ وجُشَّرٌ: عُزَّابٌ فِي إِبلهم. وجَشَرْنا دوابَّنا: أَخرجناها إِلى الْمَرْعَى نَجْشُرُها جَشْراً، بالإِسكان، وَلَا نَرُوحُ. وَخَيْلٌ مُجَشَّرةٌ بالحِمَى أَي مَرْعِيَّة. ابْنُ الأَعرابي: المُجَشَّرُ الَّذِي لَا يَرْعَى قُرْبَ الماء؛ والمنذري: الَّذِي يَرْعَى قُرْبَ الْمَاءِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِابْنِ أَحمر فِي الجَشْرِ: إِنَّكَ لَوْ رأَيتَني والقَسْرَا، ... مُجَشِّرِينَ قَدْ رَعَينا شَهْرَا لَمْ تَرَ فِي الناسِ رِعاءً جَشْرَا، ... أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَيْرَا قَالَ الأَزهري: أَنشدنيه الْمُنْذِرِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْهُ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ: أَصبح بَنُو فُلَانٍ جَشَراً إِذا كَانُوا يَبِيتُونَ فِي مَكَانِهِمْ فِي الإِبل وَلَا يَرْجِعُونَ إِلى بُيُوتِهِمْ؛ قَالَ الأَخطل: تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّانَ، إِذْ حَضَرُوا، ... والحَزْنُ كَيْفَ قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ الصُّبْرُ والحَزْنُ: قَبِيلَتَانِ مِنْ غَسَّانَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: كَيْفَ قَرَاكَ، بِالْكَافِ، لأَنه يَصِفُ قَتْلَ عُمَيْرِ بْنِ الحُبَابِ وكَوْنَ الصُّبْر والحَزْنِ، وَهُمَا بَطْنَانِ مِنْ غَسَّانَ، يَقُولُونَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقَدْ طَافُوا برأْسه: كَيْفَ قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ وَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ: إِنما أَنتم جَشَرٌ لَا أُبالي بِكُمْ، وَلِهَذَا يَقُولُ فِيهَا مُخَاطِبًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ:

يُعَرِّفُونَكَ رَأْسَ ابنِ الحُبابِ وَقَدْ ... أَضْحَى، وللسَّيْفِ فِي خَيْشُومِهِ أَثَرُ لَا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُه، ... وَلَيْسَ يَنْطِقُ حَتَّى يَنْطِقَ الحَجَرُ وَهَذِهِ الْقَصِيدَةُ مِنْ غُرَرِ قَصَائِدِ الأَخطل يُخَاطِبُ فِيهَا عَبْدَ الملِك بْنَ مَرْوان يَقُولُ فِيهَا: نَفْسِي فِداءُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِذا ... أَبْدَى النَّواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ الخائِضِ الغَمْرِ والمَيْمُونِ طائِرُهُ، ... خَلِيفَةِ اللهِ يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ فِي نَبْعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعْصِبُونَ بِهَا، ... مَا إِنْ يُوازى بأَعْلَى نَبتِها الشَّجَرُ حُشْدٌ عَلَى الْحَقِّ عَيَّافو الخَنَا أُنُفٌ، ... إِذا أَلَمَّتْ بِهِمْ مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا شُمْسُ العَداوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ، ... وأَعظمُ الناسِ أَحْلاماً، إِذا قَدَرُوا مِنْهَا: إِنَّ الضَّغِينَةَ تَلْقَاها، وإِن قَدُمَتْ، ... كالعُرِّ يَكْمُنُ حِيناً ثُمَّ يَنْتَشِرُ والجَشْرُ والجَشَرُ: حِجَارَةٌ تَنْبُتُ فِي الْبَحْرِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها مُعَرَّبَةً. شِمْرٌ: يُقَالُ مَكَانٌ جَشِر أَي كَثِيرُ الجَشَر، بِتَحْرِيكِ الشِّينِ. وَقَالَ الرِّياشي: الجَشَرُ حِجَارَةٌ فِي الْبَحْرِ خَشِنَةٌ. أَبو نَصْرٍ: جَشَرَ الساحلُ يَجْشُرُ جَشْرًا. اللَّيْثُ: الجَشَرُ مَا يَكُونُ فِي سَوَاحِلِ الْبَحْرِ وَقَرَارِهِ مِنَ الْحَصَى والأَصداف، يَلْزَقُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ فَتَصِيرَ حَجَرًا تُنْحَتُ مِنْهُ الأَرْحِيَةُ بِالْبَصْرَةِ لَا تَصْلُحُ لِلطَّحْنِ، وَلَكِنَّهَا تُسَوَّى لرؤوس الْبَلَالِيعِ. والجَشَرُ: وَسَخُ الوَطْبِ مِنَ اللَّبِنِ؛ يُقَالُ: وَطْبٌ جَشِرٌ أَي وَسِخٌ. والجَشَرَةُ: القِشْرَةُ السُّفْلَى الَّتِي عَلَى حَبَّةِ الْحِنْطَةِ. والجَشَرُ والجُشْرَةُ: خُشُونة فِي الصَّدْرِ وغِلَظٌ فِي الصَّوْتِ وسُعال؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: بَحَحٌ فِي الصَّوْتِ. يُقَالُ: بِهِ جُشْرَةٌ وَقَدْ جَشِرَ «1». وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جُشِرَ جُشْرَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن مَصْدَرَ هَذَا إِنما هُوَ الجَشَرُ؛ وَرَجُلٌ مَجْشُورٌ. وَبَعِيرٌ أَجْشَرُ وَنَاقَةٌ جَشْراءُ: بِهِمَا جُشْرَةٌ. الأَصمعي: بَعِيرٌ مَجْشُورٌ بِهِ سُعال جافٌّ. غَيْرُهُ: جُشِرَ، فَهُوَ مَجْشُورٌ، وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً، وَهِيَ الجُشْرَةُ، وَقَدْ جُشِرَ يُجْشَرُ عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ؛ وَقَالَ حَجَرٌ: رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ فِي هَواكُمْ، ... وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ ورجلٌ مَجْشُورٌ: بِهِ سُعال؛ وأَنشد: وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ والجُشَّةُ والجَشَشُ: انْتِشَارُ الصَّوْتِ فِي بُحَّةٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجُشْرَةُ الزُّكامُ. وجَشرَ الساحلُ، بِالْكَسْرِ، يَجْشَرُ جَشْراً إِذا خَشُنَ طِينُهُ ويَبِسَ كالحجَر. والجَشِيرُ: الجُوالِقُ الضَّخْمُ، وَالْجَمْعُ أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُعْجلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ والجَفِيرُ والجَشِيرُ: الوَفْضَةُ، وَهِيَ الكِنانَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَشِيرُ الْوَفْضَةُ وَهِيَ الجَعْبَةُ مِنْ جُلُودٍ تَكُونُ مَشْقُوقَةً فِي جَنْبها، يُفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا لِيَدْخُلَهَا الرِّيحُ فَلَا يأْتكل الرِّيشُ. وجَنْبٌ جاشِرٌ: مُنْتَفِخٌ. وتَجَشَّرَ بَطْنُهُ: انْتَفَخَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

_ (1). قوله [وقد جشر] كفرح وعني كما في القاموس

فقامَ وَثَّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ. ... لَمْ يَتَجَشَّرْ مِنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ وجَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً: طَلَعَ وَانْفَلَقَ. والجاشِرِيَّةُ: الشُّرْبُ مَعَ الصُّبْحِ، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: شَرْبَةٌ جاشِرِيَّةٌ؛ قَالَ: ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً، ... سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي وَيُقَالُ: اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ، وَلَا يَتَصَرَّفُ لَهُ فِعْلٌ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا مَا شَرِبْنَا الجاشِرِيَّةَ لَمْ نُبَلْ ... أَمِيراً، وإِن كانَ الأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ والجاشِرِيَّةُ: قَبِيلَةٌ فِي رَبِيعَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الْجَاشِرَيَّةُ الَّتِي فِي شِعْرِ الأَعشى فَهِيَ قَبِيلَةٌ من قبائل الْعَرَبِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه كَتَبَ إِلى عَامِلِهِ أَن ابْعَثْ إِليَّ بالجَشِيرِ اللُّؤْلُؤِيّ ؛ الجَشِيرُ: الجِرابُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ الزمخشري. جَظَرَ: المُجْظَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ: المُعِدُّ شَرَّه كأَنه مُنْتَصِبٌ. يُقَالُ: ما لَكَ مُجْظَئِرّاً؟ جَعَرَ: الجِعَارُ: حَبْلٌ يَشُدُّ بِهِ المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نَزَلَ فِي الْبِئْرِ لِئَلَّا يَقَعَ فِيهَا، وَطَرَفُهُ فِي يَدِ رَجُلٍ فإِن سَقَطَ مَدَّه بِهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ حَبْلٌ يَشُدُّهُ السَّاقِي إِلى وَتَدٍ ثُمَّ يَشُدُّهُ فِي حِقْوِه وَقَدْ تَجَعَّرَ بِهِ؛ قَالَ: لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ، ... وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر والجُعْرَةُ: الأَثَرُ الَّذِي يَكُونُ فِي وَسَطِ الرَّجُلِ مِنَ الجِعارِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وأَنشد: لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، ... وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ والجُعْرَةُ: شَعِيرٌ غَلِيظُ القَصَبِ عَرِيضٌ ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سَنَابِلَهُ جِراءُ الخَشْخَاشِ، وَلِسُنْبُلِهِ حُرُوفٌ عِدَّةٌ، وَحَبُّهُ طَوِيلٌ عَظِيمٌ أَبيض، وَكَذَلِكَ سُنبله وسَفاه، وَهُوَ رقيق خفيف المَؤُونة فِي الدِّياسِ، وَالْآفَةُ إِليه سَرِيعَةٌ، وَهُوَ كَثِيرُ الرَّيْعِ طَيِّبُ الخُبْزِ؛ كُلُّهُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والجُعْرورانِ: خَبْرَاوانِ إِحداهما لَبَنِي نَهْشَلٍ والأُخرى لِبَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ، يَمْلَؤُهُمَا جَمِيعًا الْغَيْثُ الْوَاحِدُ، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا بِكَرْعِ شَائِهِمْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ، ... فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ لَا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير، ... وَلَا الَّذِي لوّحَ بالقَتِيرِ الدِّرْحابَةُ: العَرِيضُ الْقَصِيرُ؛ يَقُولُ: إِذا غرف الدِّرْحابة مَعَ الطَّوِيلِ الضَّخْمِ بالحَفْنَةِ مِنَ الْغَدِيرِ، غَدِيرُ الخَبْراءِ، لم يلبث الدّرْحابَةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فَيَسْقُطُ. زَكَتَه الرَّبْوُ: مَلأَ جَوْفَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: والجَعُور خَبْراءُ لَبَنِي نَهْشَلٍ، والجَعُورُ الأُخرى خَبْراءُ لِبَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دارِمٍ. وجَعَارِ: اسْمٌ للضَّبُعِ لِكَثْرَةِ جَعْرها، وإِنما بُنِيَتْ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه حَصَلَ فِيهَا الْعَدْلُ والتأْنيث وَالصِّفَةُ الْغَالِبَةُ، وَمَعْنَى قَوْلِنَا غَالِبَةٌ أَنها غَلَبَتْ عَلَى الْمَوْصُوفِ حَتَّى صَارَ يُعْرَفُ بِهَا كَمَا يُعْرَفُ بِاسْمِهِ، وَهِيَ مَعْدُولَةٌ عَنْ جاعِرَة، فإِذا مُنِعَ مِنَ الصَّرْفِ بِعِلَّتَيْنِ وَجَبَ الْبِنَاءُ بِثَلَاثٍ لأَنه لَيْسَ بَعْدَ مَنْعِ الصَّرْفِ إِلا مَنْعَ الإِعراب؛ وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي حَلَاقِ اسْم للمَنِيَّةِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ الْهُذَلِيِّ فِي صِفَةِ الضَّبُعِ: عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ، ... فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ

تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً، ... جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ قِيلَ: ذَهَبَ إِلى تَفْخِيمِهَا كَمَا سُمِّيَتْ حضَاجِر؛ وَقِيلَ: هِيَ أَولادها وَجَعَلَهَا الشَّاعِرُ خُنْثَى لَهَا حِرَةٌ وَثِيلُ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: جَوَاعِرُهَا ثَمَانٍ لأَن لِلضَّبُعِ خُرُوقًا كَثِيرَةً. وَالْجَرَاهِمَةُ: الْمُغْتَلِمَةُ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي عِنْدِي فِي تَفْسِيرِ جَوَاعِرُهَا ثَمَانٍ كَثْرَةُ جَعْرها. والجَواعِرُ: جَمْعُ الجاعِرَة وَهُوَ الجَعْر أَخرجه عَلَى فَاعِلَةٍ وَفَوَاعِلَ وَمَعْنَاهُ الْمَصْدَرُ، كَقَوْلِ الْعَرَبِ: سَمِعْتُ رَواغِيَ الإِبل أَي رُغاءَها، وثَواغِيَ الشَّاءِ أَي ثُغاءها؛ وَكَذَلِكَ الْعَافِيَةُ مَصْدَرٌ وَجَمْعُهَا عَوافٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ؛ أَي لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِهِ عَزَّ وَجَلَّ كَشْفٌ وَظُهُورٌ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يُرِدْ عَدَدًا مَحْصُورًا بِقَوْلِهِ جَوَاعِرُهَا ثَمَانٍ، وَلَكِنَّهُ وَصَفَهَا بِكَثْرَةِ الأَكْل والجَعْرِ، وَهِيَ مِنْ آكِلِ الدَّوَابِّ؛ وَقِيلَ: وَصَفَهَا بِكَثْرَةِ الْجَعْرِ كأَنّ لَهَا جَوَاعِرَ كَثِيرَةً كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ يأْكل فِي سَبْعَةِ أَمعاء وإِن كَانَ لَهُ مِعىً واحدٌ، وَهُوَ مَثَلٌ لِكَثْرَةِ أَكله؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الْبَيْتُ أَعني: عَشَنْزَرَةٌ جَوَاعِرُهَا ثَمَانٍ لِحَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَعلم. وَلِلضَّبُعِ جَاعِرَتَانِ، فَجَعَلَ لِكُلِّ جَاعِرَةٍ أَربعة غُضون، وَسَمَّى كُلَّ غَضَنٍ مِنْهَا جَاعِرَةً بِاسْمِ مَا هِيَ فِيهِ. وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ جَعارِ، كُلُّه: الضَّبُعُ لِكَثْرَةِ جَعْرِها. وَفِي الْمَثَلِ: روعِي جَعارِ وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يُضْرَبُ لِمَنْ يَرُومُ أَن يُفْلِتَ وَلَا يَقْدِرَ عَلَى ذَلِكَ؛ وَهَذَا الْمَثَلُ فِي التَّهْذِيبِ يُضْرَبُ فِي فِرَارِ الْجَبَانِ وَخُضُوعِهِ. ابْنُ السَّكَّيتِ: تُشْتَمُ المرأَةُ فَيُقَالُ لَهَا: قُومي جَعارِ، تُشَبَّهُ بِالضَّبْعِ. وَيُقَالُ لِلضَّبْعِ: تِيسِي أَو عِيثي جَعَار؛ وأَنشد: فَقُلْتُ لهَا: عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي ... بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ والمَجْعَرُ: الدُّبُر. وَيُقَالُ للدُّبُر: الجاعِرَةُ والجَعْراءُ. والجَعْرُ: نَجْوُ كُلِّ ذَاتِ مِخْلَبٍ مِنَ السِّبَاعِ. والجَعْرُ: مَا تَيَبَّسَ فِي الدُّبُرِ مِنَ الْعَذِرَةِ. والجَعْرُ: يُبْسُ الطَّبِيعَةِ، وَخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ جَعْرَ الإِنسان إِذا كَانَ يَابِسًا، وَالْجَمْعُ جُعُورٌ؛ وَرَجُلٌ مِجْعارٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو ابن دِينَارٍ: كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: دَعُوا الصَّرُورَةَ بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجَعْرِه فِي رَحْلِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الجَعْرُ مَا يَبِسَ مِنَ الثُّفْل فِي الدُّبُرِ أَو خَرَجَ يَابِسًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: إِنِّي مِجْعارُ البَطْن أَي يَابِسُ الطَّبِيعَةِ؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرَ: إِياكم وَنَوْمَةُ الغَداة فإِنها مَجْعَرَةٌ؛ يُرِيدُ يُبْسَ الطَّبِيعَةِ أَي أَنها مَظِنَّة لِذَلِكَ. وجَعَر الضَّبْعُ وَالْكَلْبُ والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً: خَرِئَ. والجَعْرَاء: الاسْتُ، وَقَالَ كراعٌ: الجِعِرَّى، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلا الجِعِبَّى، وَهِيَ الِاسْتُ أَيضاً، والزِّمِكّى والزِّمِجَّى وَكِلَاهُمَا أَصل الذَّنَبِ مِنَ الطَّائِرِ والقِمِصَّى الوُثُوب، والعِبِدَّى العَبيد، والجِرِشَّى النَّفْسُ؛ والجِعِرَّى أَيضاً: كَلِمَةٌ يُلَامُ بِهَا الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ إِلى الِاسْتِ. وبَنُو الجَعْراء: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ يُعَيَّرون بِذَلِكَ؛ قَالَ: دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً، ... ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ والجَعْراءُ: دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ «2» ولَدَتْ فِي بَلْعَنْبرِ، وَذَلِكَ أَنها خَرَجَتْ وَقَدْ ضَرَبَهَا المخاض

_ (2). قوله: [مغنج] كذا بالأَصل بالغين المعجمة، وعبارة القاموس وشرحه بنت مغنج، وفي بعض النسخ منعج، قال المغفل بن سلمة: من أعجم العين فتح الميم، ومن أهملها كسر الميم؛ قاله البكري في شرح أمالي القالي

فَظَنَّتْهُ غَائِطًا، فَلَمَّا جَلَسَتْ لِلْحَدَثِ وَلَدَتْ فأَتت أُمّها فَقَالَتْ: يَا أُمّتَ هَلْ يَفْتَحُ الجَعْرُ فَاهُ؟ فَفَهِمَتْ عَنْهَا فَقَالَتْ: نعَمْ وَيَدْعُو أَباه؛ فَتَمِيمٌ تُسَمَّى بلْعَنْبر الجعراءَ لِذَلِكَ. والجاعِرَةُ: مِثْلُ الرَّوَثِ مِنَ الفَرس. والجاعِرَتانِ: حَرْفَا الوَرِكَين المُشْرِفان عَلَى الْفَخِذَيْنِ، وَهُمَا الْمَوْضِعَانِ اللَّذَانِ يَرْقُمُهما البَيْطارُ، وَقِيلَ: الْجَاعِرَتَانِ مَوْضِعُ الرَّقمتين مِنِ اسْتِ الْحِمَارِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ يَذْكُرُ الْحِمَارَ والأُتن: إِذا مَا انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، ... رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا وَقِيلَ: هُمَا مَا اطمأَنَّ مِنَ الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل: هما رؤوس أَعالي الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ: هُمَا مَضْرَبُ الْفَرَسِ بِذَنَبِهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقِيلَ: هُمَا حَيْثُ يُكْوَى الْحِمَارُ فِي مؤَخره عَلَى كاذَتَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: أَنه وَسَمَ الْجَاعِرَتَيْنِ ؛ هُمَا لُحْمَتَانِ تَكْتَنِفَانِ أَصل الذَّنَبِ، وَهُمَا مِنَ الإِنسان فِي مَوْضِعِ رَقْمَتي الحمارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى حِمَارًا فِي جاعِرَتَيْه. وَفِي كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، أَسْوَدَ الْجَاعِرَتَيْنِ قِيلَ: هُمَا اللَّذَانِ يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ. والجِعَارُ: مِنْ سِمات الإِبل وَسْمٌ فِي الجاعِرَة؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. والجِعْرانَةُ: مَوْضِعٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَزَلَ الجِعْرانَةَ ، وَتَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ، وَهِيَ فِي الْحَلِّ وَمِيقَاتِ الإِحرام، وَهِيَ بِتَسْكِينِ الْعَيْنِ وَالتَّخْفِيفِ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْعَيْنُ وَتُشَدَّدُ الرَّاءُ. والجُعْرُورُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ صِغَارٌ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ لَوْنَيْنِ فِي الصَّدَقَةِ مِنَ التَّمْرِ : الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق؛ قَالَ الأَصمعي: الجُعْرُورُ ضَرْبٌ مِنَ الدَّقَلِ يَحْمِلُ رُطَباً صِغَارًا لَا خَيْرَ فِيهِ، ولَوْنُ الحُبَيْقِ مِنْ أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً. والجُعْرُورُ: دُوَيْبَّةٌ مِنْ أَحناش الأَرض. وَلِصِبْيَانِ الأَعراب لُعْبَةٌ يُقَالُ لَهَا الجِعِرَّى، الرَّاءُ شَدِيدَةٌ، وَذَلِكَ أَن يُحْمَلَ الصَّبِيُّ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَلَى أَيديهما؛ وَلُعْبَةٌ أُخرى يُقَالُ لَهَا سَفْدُ اللِّقَاحِ وَذَلِكَ انْتِظَامُ الصِّبْيَانِ بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ، كلُّ وَاحِدٍ آخِذٌ بِحُجْزَةِ صَاحِبِهِ مِنْ خَلْفِه. وأَبو جِعْرانَ: الجُعَلُ عامَّةً، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الجِعْلانِ. وأُم جِعْران: الرَّخَمَةُ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. جَعْبَرَ: الجَعْبَرُ: القَعْب الْغَلِيظُ الَّذِي لَمْ يُحْكَمْ نَحْتُه. والجَعْبَرَةُ والجَعْبَرِيَّة: الْقَصِيرَةُ الدَّمِيمَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ نِسَاءً: يُمْسِينَ عَنْ قَسِّ الأَذَى غَوافِلا، ... لَا جَعْبَرِيَّاتٍ وَلَا طَهَامِلا «1» . القَسُّ: النَّمِيمَةُ. والطَّهامِلُ: الضِّخامُ. وَرَجُلٌ جَعْبَرٌ وجَعْبَريٌّ: قَصِيرٌ مُتَدَاخِلٌ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَصِيرٌ غَلِيظٌ؛ والمرأَة جَعْبَرَةٌ. وضَرَبَهُ فَجَعْبَرَهُ أَي صرعه. جَعْثَرَ: جَعْثَرَ الْمَتَاعَ: جَمَعَهُ. جَعْظَرَ: الجِعْظارُ والجِعْظارَةُ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، والجِعِنْظار، كُلُّهُ: الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الْغَلِيظُ الْجِسْمِ، فإِذا كَانَ مَعَ غِلَظِ جِسْمِهِ أَكولًا قَوِيًّا سُمِّيَ جَعْظَرِيّاً؛ وَقِيلَ: الجعْظارُ الْقَلِيلُ الْعَقْلِ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يَنْتَفِخُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ مَعَ قِصَرٍ، وأَيضاً الَّذِي لَا يَأْلَمُ رَأْسُه،

_ (1). قوله: [يمسين] كذا هو أَيضاً في هذه المادة من الصحاح. وفي مادة قس اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى أَن القس التتبع فقال: يصبحن إِلخ بدل يمسين، ثم قول المؤلف: القس النميمة، هو وإِن كان كذلك لكن الأَولى تفسير القس في البيت بالتتبع كما فعل الصحاح

وقيل: هو الأَكول السَّيِءُ الخُلُقِ الَّذِي يَتَسَخَّطُ عِنْدَ الطَّعَامِ. والجَعْظَرِيّ: الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الْعَظِيمُ الْجِسْمِ مَعَ قُوَّةٍ وَشِدَّةِ أَكل. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجَعْظَرِيُّ الْمُتَكَبِّرُ الْجَافِي عَنِ الْمَوْعِظَةِ؛ وَقَالَ مُرَّةُ: هُوَ الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الْغَلِيظُ. الْفَرَّاءُ: الجَظُّ والجَوَّاظ الطَّوِيلُ الْجِسْمِ الأَكول الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ؛ قَالَ: وَهُوَ الجِعْظارُ أَيضاً، والجَعْظَرِيُّ مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا أُخبركم بأَهل النَّارِ؟ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مَنَّاعٍ جَمَّاعٍ ؛ الجَعْظَرِيُّ: الفَظُّ الْغَلِيظُ الْمُتَكَبِّرُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَنْتَفِخُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: هُمُ الذين لا تُصَدَّعُ رؤوسهم. الأَزهري: الجَعْظَريُّ الطَّوِيلُ الْجِسْمِ الأَكول الشروب البَطِرُ الكافر، وَهُوَ الجِعْظارَةُ والجِعْظارُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَعْظَريُّ الْقَصِيرُ السَّمِينُ الأَشِرُ الْجَافِي عن الموعظة. جَعْفَرَ: الجَعْفَرُ: النَّهْرُ عامَّةً؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، وأَنشد: إِلى بَلَدٍ لَا بَقَّ فِيهِ وَلَا أَذًى، ... وَلَا نَبَطِيَّات يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا وَقِيلَ: الْجَعْفَرُ النَّهْرُ الْمَلْآنُ، وَبِهِ شُبِّهَتِ النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ؛ قَالَ الأَزهري: أَنشدني الْمُفَضَّلُ: مَنْ للجَعافِرِ يَا قَوْمي؟ فَقَدْ صُرِيَتْ، ... وقَدْ يُسَاقُ لِذاتِ الصَّرْيَةِ الحَلَبُ ابْنُ الأَعرابي: الجَعْفَرُ النَّهْرُ الصَّغِيرُ فَوْقَ الجَدْوَلِ، وَقِيلَ: الجَعْفَرُ النَّهْرُ الْكَبِيرُ الْوَاسِعُ؛ وأَنشد: تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ عَلى شَطِّ جَعفَر وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ. وجَعْفَرٌ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ عَامِرٍ، وهم الجَعَافِرَةُ. جَعْمَرَ: الجَعْمَرَةُ: أَن يَجْمَعَ الْحِمَارُ نَفَسَهُ وجَرامِيزَه ثُمَّ يَحْمِلَ عَلَى العَانَةِ أَو عَلَى الشَّيْءِ إِذا أَراد كَدْمَهُ. الأَزهري: الجَعْمَرَةُ والجَمْعَرَة القَارَةُ الْمُرْتَفِعَةُ الْمُشْرِفَةُ الْغَلِيظَةُ. جَعَنْظَرَ: الجَعَنْظَرُ والجِعِنْظَارُ: الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الْغَلِيظُ الْجِسْمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ جِعِنْظَار إِذا كَانَ أَكولًا قَوِيًّا عَظِيمًا جسيماً. جَفَرَ: الجَفْرُ: مِنْ أَولاد الشَّاءِ إِذا عَظُمَ واستكرشَ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا بَلَغَ وَلَدُ الْمِعْزَى أَربعة أَشهر وجَفَرَ جَنْبَاه وفُصِلَ عَنْ أُمه وأَخَذَ فِي الرَّعْي، فَهُوَ جَفْرٌ، وَالْجَمْعُ أَجْفَار وجِفَار وجَفَرَةٌ، والأُنثى جَفْرَةٌ؛ وَقَدْ جَفَرَ واسْتَجفَرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنما ذَلِكَ لأَربعة أَشهر أَو خَمْسَةٍ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه قَضَى فِي اليَرْبُوع إِذا قَتَلَهُ الْمُحْرِمُ بجَفْرَةٍ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: قَضَى فِي الأَرنب يُصِيبُهَا الْمُحْرِمُ جَفْرَةً. ابْنُ الأَعرابي: الجَفْرُ الجَمَلُ الصَّغِيرُ والجَديُ بعد ما يُفْطَمُ ابْنُ سِتَّةِ أَشهر. قَالَ: وَالْغُلَامُ جَفْرٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَفْرَةُ العَناق الَّتِي شَبِعَتْ مِنَ البَقْلِ وَالشَّجَرِ وَاسْتَغْنَتْ عَنْ أُمِّها، وَقَدْ تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ. وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ ظِئْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: كَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ فَبَلَغَ سِتًّا وَهُوَ جَفرٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: اسْتَجْفَر الصَّبيُّ إِذا قَوِيَ عَلَى الأَكل. وَفِي حَدِيثِ أَبي اليَسَرِ: فَخَرَجَ «1». إِليَّ ابنٌ لَهُ جَفْرٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: يَكْفِيهِ ذراعُ الجَفْرَةِ ؛ مَدَحَتْهُ بِقِلَّةِ الأَكل. والجَفْرُ: الصَّبِيُّ إِذا انْتَفَخَ لَحْمُهُ وأَكل وَصَارَتْ لَهُ كِرْشٌ، والأُنثى جَفْرَةٌ، وَقَدِ استَجْفَر وتَجَفَّرَ.

_ (1). قوله [فخرج إِلخ] كذا بضبط القلم في نسخة من النهاية يظن بها الصحة والعهدة عليها

والمُجْفَرُ: الْعَظِيمُ الْجَنْبَيْنِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. واسْتَجْفَرَ إِذا عَظُمَ؛ حَكَاهُ شِمْرٌ وَقَالَ: جُفْرَةُ الْبَطْنِ باطِنُ المُجْرَئِشِّ. والجُفْرَةُ: جَوْفُ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: مَا يَجْمَعُ الْبَطْنَ وَالْجَنْبَيْنَ، وَقِيلَ: هُوَ مُنحَنَى الضُّلُوعِ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: جُفْرَةُ الْفَرَسِ وسَطُه، وَالْجَمْعُ جُفَرٌ وجِفَارٌ. وجُفْرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: وَسَطُهُ وَمُعْظَمُهُ. وفَرَسٌ مُجْفَرٌ وَنَاقَةٌ مُجْفَرَة أَي عَظِيمَةُ الجُفْرةِ، وَهِيَ وَسَطُهُ؛ قَالَ الجَعْدِيُّ: فَتَآيا بِطَرِير مُرْهَفٍ ... جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ والجُفْرَةُ: الحُفْرَةُ الْوَاسِعَةُ الْمُسْتَدِيرَةُ. والجُفَرُ: خُروق الدَّعَائِمِ الَّتِي تُحْفَرُ لَهَا تَحْتَ الأَرض. والجَفْرُ: الْبِئْرُ الْوَاسِعَةُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي طُوِيَ بَعْضُهَا وَلَمْ يُطْوَ بَعْضٌ، وَالْجَمْعُ جِفَارٌ؛ وَمِنْهُ جَفْرُ الهَبَاءَةِ، وَهُوَ مُسْتَنْقَع بِبِلَادِ غَطَفَان. والجُفْرَةُ، بِالضَّمِّ: سَعَةٌ فِي الأَرض مُسْتَدِيرَةٌ، والجمعُ جِفَارٌ مِثْلُ بُرْمَةٍ وَبِرَامٍ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَوْفِ: جُفْرةٌ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: فَوَجَدْنَاهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الجِفَارِ ، وَهُوَ جَمْعُ جُفْرة، بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ جُفرة، بِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْفَاءِ، جُفْرَةُ خَالِدٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ تُنْسَبُ إِلى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسِيدٍ، لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. والجَفِيرُ: جَعْبَة مِنْ جُلُودٍ لَا خَشَبَ فِيهَا أَو مِنْ خَشَبٍ لَا جَلْدَ فِيهَا. والجَفِيرُ أَيضاً: جَعْبَةٌ مِنْ جُلُودٍ مشقوقة في جنبها، يُفعل ذَلِكَ بِهَا لِيَدْخُلَهَا الرِّيحُ فَلَا يأْتكل الرِّيشُ. الأَحمر: الجَفِير والجَعْبَةُ الكِنَانة. اللَّيْثُ: الجَفِير شِبْهُ الْكِنَانَةِ إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ مِنْهَا يُجْعَلُ فِيهِ نُشَّابٌ كَثِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اتَّخَذَ قَوْسًا عَرَبِيَّةً وجَفِيرَها نَفَى اللَّهُ عَنْهُ الْفَقْرَ ؛ الجَفير: الْكِنَانَةُ والجَعْبة الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا السِّهَامُ، وتخصيصُ القِسِيِّ الْعَرَبِيَّةِ كراهيةَ زِيِّ الْعَجَمِ. وجَفَرَ الفحلُ يَجْفُر، بِالضَّمِّ، جُفُوراً: انْقَطَعَ عَنِ الضِّراب وقَلَّ مَاؤُهُ، وَذَلِكَ إِذا أَكثر الضِّرَابَ حَتَّى حَسَرَ [حَسِرَ] وَانْقَطَعَ وعَدَلَ عَنْهُ. وَيُقَالُ فِي الْكَبْشِ: رَبَضَ وَلَا يُقَالُ جَفَرَ. ابْنُ الأَعرابي: أَجْفَرَ الرجلُ وجَفَرَ وجَفَّرَ واجْتَفَرَ إِذا انْقَطَعَ عَنِ الْجِمَاعِ، وإِذا ذَلَّ قِيلَ: قَدِ اجْتَفَرَ. وأَجْفَرَ الرجلُ عَنِ المرأَة: انْقَطَعَ. وجَفَّرَه الأَمرُ عَنْهُ: قَطَعَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: وتُجْفِروا عَنْ نِسَاءٍ قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ، ... وَفِي الرُّدَيْنِيِّ والْهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ أَي أَن فِيهِمَا مِنْ أَلم الْجِرَاحِ مَا يُجَفِّرُ الرجلَ عَنِ المرأَة، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بِهِ إِماتتهما إِياهم لأَنه إِذا مَاتَ فَقَدْ جَفَرَ. وَطَعَامٌ مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: يَقْطَعُ عَنِ الْجِمَاعِ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: أَكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فإِنه مَجْفَرَةٌ ؛ أَي مَقْطَعَةٌ لِلنِّكَاحِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: صُوموا وَوَفِّرُوا أَشْعاركم «1». فإِنها مَجْفَرَةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي مَقْطَعَة لِلنِّكَاحِ وَنَقْصًا لِلْمَاءِ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا أَكثر الضِّرَابَ حَتَّى يَنْقَطِعَ: قَدْ جَفَرَ يَجْفِرُ جُفُوراً، فَهُوَ جَافِرٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي ذَلِكَ: وَقَدْ عَارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ، كَأَنَّهُ ... قَرِيعُ هِجانٍ، عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه رأَى رجلًا

_ (1). قوله: [ووفروا أشعاركم] يعني شعر العانة. وفي رواية فإِنه أَي الصوم مجفر، بصيغة اسم الفاعل من أجفر، وهذا أَمر لمن لا يجد أهبة النكاح من معشر الشباب، كذا بهامش النهاية

فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: قُمْ عَنْهَا فإِنها مَجْفَرَةٌ أَي تُذْهِبُ شَهْوَةَ النِّكَاحِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِياكم وَنَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْفَرَةٌ ؛ وَجَعَلَهُ الْقُتَيْبِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ. والمُجْفِرُ: الْمُتَغَيِّرُ رِيحِ الْجَسَدِ. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرةِ: إِياكم وكلَّ مُجْفِرَةٍ أَي مُتَغَيِّرة رِيحِ الْجَسَدِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ أَجْفَر. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ من قَوْلِهِمُ امرأَة مُجْفِرَةُ الْجَنْبَيْنِ أَي عَظِيمَتُهُمَا. وجَفَرَ جَنْبَاهُ إِذا اتَّسَعَا، كأَنه كَرِهَ السِّمَنَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَنَهْبَلُ صِنْفٌ مِنَ الطَّلْحِ جَفْرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَنَى بِهِ قَبِيحَ الرَّائِحَةِ مِنَ النَّبَاتِ. الْفَرَّاءُ: كُنْتُ آتِيكُمْ فَقَد أَجْفَرْتُكم أَي تَرَكْتُ زِيَارَتَكُمْ وَقَطَعْتُهَا. ويقالُ: أَجْفَرْتُ مَا كنتُ فِيهِ أَي تَرَكْتُهُ. وأَجْفَرْتُ فُلَانًا: قَطَعْتُهُ وَتَرَكْتُ زِيَارَتَهُ. وأَجْفَرَ الشيءُ: غَابَ عَنْكَ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: أَجْفَرَنا هَذَا الذئبُ فَمَا حَسَسْناه مُنْذُ أَيام. وفعلتُ ذَلِكَ مِنْ جَفْرِ كَذَا «2». أَي مِنْ أَجله. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ: إِنه لَمُنْهَدِمُ الْحَالِ ومُنْهَدِمُ الجَفْرِ. والجُفُرَّى والكُفُرَّى: وِعاء الطَّلْعِ. وإِبِلٌ جِفَارٌ إِذا كَانَتْ غِزاراً، شُبِّهَتْ بِجِفَارِ الرَّكايا. والجُفُرَّاء والجُفُرَّاةُ: الْكَافُورُ مِنَ النَّخْلِ؛ حَكَاهُمَا أَبو حَنِيفَةَ. وجَيْفَرٌ ومُجَفَّر: اسْمَانِ: والجَفْرُ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ. والجِفَارُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: وَمِنْهُ يَوْمُ الجِفَارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَيَوْمُ الجِفَارِ وَيَوْمُ النِّسارِ ... كَانَا عَذَاباً، وَكَانَا غَرَامَا أَي هَلَاكًا. والجَفَائِرُ: رِمَالٌ مَعْرُوفَةٌ؛ أَنشد الْفَارِسِيُّ: أَلِمَّا عَلَى وَحْشِ الجَفَائِر فانْظُرا ... إِليها، وإِنْ لَمْ تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا والأَجْفَرُ: مَوْضِعٌ. جَكِرَ: ابْنُ الأَعرابي: الجُكَيْرَةُ تَصْغِيرُ الجَكْرَةِ وَهِيَ اللَّجَاجَة، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَجْكَرَ الرجلُ إِذا لَجَّ فِي الْبَيْعِ، وَقَدْ جَكِرَ يَجْكَرُ جَكَراً. جلنر: الجُلَّنارُ: معروف. جَمَرَ: الجَمْر: النَّارُ الْمُتَّقِدَةُ، وَاحِدَتُهُ جَمْرَةٌ. فإِذا بَرَدَ فَهُوَ فَحْمٌ. والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ: الَّتِي يُوضَعُ فِيهَا الجَمْرُ مَعَ الدُّخْنَةِ وَقَدِ اجْتَمَرَ بِهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: المِجْمَرُ قَدْ تُؤَنَّثُ، وَهِيَ الَّتِي تُدَخَّنُ بِهَا الثيابُ. قَالَ الأَزهري: مَنْ أَنثه ذَهَبَ بِهِ إِلى النَّارِ، وَمَنْ ذكَّره عَنَى بِهِ الْمَوْضِعَ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجا أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً عَلَى النَّارِ. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وبَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِيُّ غَيْرَ مُطَرًّى. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِجْمَرُ نَفْسُ الْعُودِ. واسْتَجْمَرَ بالمِجْمَرِ إِذا تَبَخَّرَ بِالْعُودِ. الْجَوْهَرِيُّ: المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ، يُقَالُ: أَجْمَرْتُ النَّارَ مِجْمَراً إِذا هَيَّأْتَ الجَمْرَ؛ قَالَ: وَيُنْشَدُ هَذَا الْبَيْتُ بِالْوَجْهَيْنِ مُجْمِراً ومِجْمَراً وَهُوَ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ الْهِلَالِيِّ يَصِفُ امرأَة ملازمة للطيب:

_ (2). قوله: [من جفر كذا إلخ] بفتح فسكون وبالتحريك وجفرة كذا بفتح فسكون كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ دريد أفاده شارح القاموس

لَا تَصْطَلي النَّارَ إلَّا مُجْمِراً أَرِجاً، ... قدْ كَسَّرَت مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا وَالْيَلَنْجُوجُ: الْعُودُ. والوَقَصُ: كِسَارُ الْعِيدَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَجْمَرْتُمْ الْمَيْتَ فَجَمِّرُوه ثَلَاثًا ؛ أَي إِذا بَخَّرْتُمُوهُ بِالطِّيبِ. وَيُقَالُ: ثَوْبٌ مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ. وأَجْمَرْتُ الثوبَ وَجَمَّرْتُه إِذا بَخَّرْتَهُ بِالطِّيبِ، وَالَّذِي يَتَوَلَّى ذَلِكَ مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ؛ وَمِنْهُ نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الَّذِي كَانَ يَلِي إِجْمَارَ مَسْجِدِ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمَجَامِر: جَمْعُ مِجْمَرٍ ومُجْمِرٍ، فَبِالْكَسْرِ هُوَ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ النَّارُ وَالْبَخُورُ، وَبِالضَّمِّ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ وأُعِدَّ لَهُ الجَمْرُ؛ قَالَ: وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذُكِرَ فِيهِ بَخُورُهم الأَلُوَّةُ، وَهُوَ الْعُودُ. وَثَوْبٌ مُجَمَّرٌ: مُكَبًّى إِذا دُخِّنَ عَلَيْهِ، والجامِرُ الَّذِي يَلِي ذَلِكَ، مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ إِنما هُوَ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ: وَرِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيهِ جَامِرُهْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُجَمِّروا «1» وجَمَّرَ ثَوْبَهُ إِذا بَخَّرَهُ. والجَمْرَةُ: الْقَبِيلَةُ لَا تَنْضَمُّ إِلى أَحد؛ وَقِيلَ: هِيَ الْقَبِيلَةُ تُقَاتِلُ جماعةَ قَبائلَ، وَقِيلَ: هِيَ الْقَبِيلَةُ يكون فيها ثلثمائة فَارِسٍ أَو نَحْوُهَا. والجَمْرَةُ: أَلف فَارِسٍ، يُقَالُ: جَمْرَة كالجَمْرَةِ. وَكُلُّ قُبَيْلٍ انْضَمُّوا فَصَارُوا يَدًا وَاحِدَةً وَلَمْ يُحَالِفوا غَيْرَهُمْ، فَهُمْ جَمْرَةٌ. اللَّيْثُ: الجَمْرَةُ كُلُّ قَوْمٍ يَصْبِرُونَ لِقِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُمْ لَا يُحَالِفُونَ أَحداً وَلَا يَنْضَمُّونَ إِلى أَحد، تَكُونُ الْقَبِيلَةُ نَفْسُهَا جَمْرَة تَصْبِرُ لِقِرَاعِ الْقَبَائِلِ كَمَا صَبَرَتْ عَبْسٌ لِقَبَائِلِ قَيْسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ: أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عَنْ عَبْسٍ وَمُقَاوَمَتِهَا قَبَائِلَ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ كُنَّا أَلف فَارِسٍ كأَننا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ لَا نَسْتَجْمِرُ وَلَا نُحَالِفُ أَي لَا نسأَل غَيْرَنَا أَن يَجْتَمِعُوا إِلينا لِاسْتِغْنَائِنَا عَنْهُمْ. والجَمْرَةُ: اجْتِمَاعُ الْقَبِيلَةِ الْوَاحِدَةِ عَلَى مَنْ ناوأَها مِنْ سَائِرِ الْقَبَائِلِ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِمَوَاضِعِ الجِمَارِ الَّتِي تُرْمَى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى مِنْهَا جَمْرَةٌ وَهِيَ ثَلَاثُ جَمَراتٍ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: يُقَالُ لعَبْسٍ وضَبَّةَ ونُمير الجَمَرات؛ وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري: لَنَا جَمَراتٌ لَيْسَ فِي الأَرض مِثْلُها؛ ... كِرامٌ، وَقَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ: نُمَيْرٌ وعبْسٌ يُتَّقَى نَفَيَانُها، ... وضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ «2» . وجَمَرَات العرب: بَنُو الْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو نُمير بْنِ عَامِرٍ وَبَنُو عَبْسٍ؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: هِيَ أَربع جَمَرَاتٍ، وَيَزِيدُ فِيهَا بَنِي ضَبَّةَ بْنَ أُدٍّ، وَكَانَ يَقُولُ: ضَبَّةُ أَشبه بِالْجَمْرَةِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ: فَطَفِئتْ مِنْهُمْ جَمْرَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، طَفِئتْ بنو الحرث لِمُحَالَفَتِهِمْ نَهْداً، وَطَفِئَتْ بَنُو عَبْسٍ لِانْتِقَالِهِمْ إِلى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَوْمَ جَبَلَةَ، وَقِيلَ: جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ وعبس والحرثُ ويَرْبُوع، سُمُّوا بِذَلِكَ لِجَمْعِهِمْ. أَبو عُبَيْدَةَ: جَمَرَاتُ الْعَرَبِ ثَلَاثٌ: بَنُو ضَبَّةَ بْنُ أُد وَبَنُو الْحَرَثِ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو نُمَيْرِ بْنِ عَامِرٍ، وَطَفِئَتْ مِنْهُمْ جَمْرَتَانِ: طَفِئَتْ ضَبَّةُ لأَنها حَالَفَتِ الرِّبابَ، وَطَفِئَتْ بَنُو الحرث لأَنها حَالَفَتْ مَذْحِجَ، وَبَقِيَتْ نُمير لَمْ تُطْفَأْ لأَنها لم

_ (1). قَوْلِهِ: [وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ لَا تجمروا ] عبارة النهاية: لَا تُجَمِّرُوا الْجَيْشَ فَتَفْتِنُوهُمْ؛ تَجْمِيرُ الْجَيْشِ جَمْعُهُمْ فِي الثُّغُورِ وَحَبْسُهُمْ عَنِ الْعَوْدِ إِلى أَهليهم (2). قوله: [يتقى نفيانها] النفيان ما تنفيه الريح في أصول الشجر من التراب ونحوه، وَيُشَبَّهُ بِهِ مَا يَتَطَرَّفُ من معظم الجيش كما في الصحاح

تُحالِفْ. وَيُقَالُ: الْجَمَرَاتُ عَبْسٌ والحرث وَضَبَّةُ، وَهُمْ إِخوة لأُم، وَذَلِكَ أَن امرأَة مِنَ الْيَمَنِ رأَت فِي الْمَنَامِ أَنه يَخْرُجُ مِنْ فَرْجِهَا ثَلَاثُ جَمَرَاتٍ، فَتَزَوَّجَهَا كَعْبُ بْنُ عَبْدِ المَدَانِ فَوَلَدَتْ له الحرث بْنَ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْمَدَانِ وَهُمْ أَشراف الْيَمَنِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَغِيضُ بْنُ رَيْثٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْساً وَهُمْ فُرْسَان الْعَرَبِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أُدّ فَوَلَدَتْ لَهُ ضَبَّةَ، فَجَمْرَتَانِ فِي مُضَرَ وَجَمْرَةٌ فِي الْيَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قَوْمٍ بِجَمْرَتهِم أَي بِجَمَاعَتِهِمُ الَّتِي هُمْ مِنْهَا. وأَجْمَرُوا عَلَى الأَمر وتَجَمَّرُوا: تَجَمَّعُوا عَلَيْهِ وَانْضَمُّوا. وجَمَّرَهُمُ الأَمر: أَحوجهم إِلى ذَلِكَ. وجَمَّرَ الشَّيءَ: جَمَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي إِدريس: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ والناسُ أَجْمَرُ مَا كَانُوا أَي أَجمع مَا كَانُوا. وجَمَّرَتِ المرأَةُ شَعْرَهَا وأَجْمَرَتْهُ: جَمَعَتْهُ وَعَقَدَتْهُ فِي قَفَاهَا وَلَمْ تُرْسِلْهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ، واحدتُها جَمِيرَةٌ، وَهِيَ الضَّفَائِرُ والضَّمائِرُ والجَمَائِرُ. وتَجْمِيرُ المرأَة شَعْرَهَا: ضَفْرُه. والجَميرَةُ: الخُصْلَةُ مِنَ الشَّعْرِ: وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّخَعِيِّ: الضَّافِرُ والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عَلَيْهِمُ الحَلْقُ ؛ أَي الَّذِي يَضْفِرُ رأْسه وَهُوَ مُحْرِمٌ يَجِبُ عَلَيْهِ حَلْقُهُ، وَرَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَجْمَعُ شَعْرَهُ ويَعْقِدُهُ فِي قَفَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَجْمَرْتُ رأْسي إِجْماراً أَي جَمَعْتُهُ وَضَفَّرْتُهُ؛ يُقَالُ: أَجْمَرَ شعرَه إِذا جَعَلَهُ ذُؤابَةً، والذؤابَةُ: الجَمِيرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ أَي جُمِعَتْ. وجَمِيرُ الشَّعَرِ: مَا جُمِّرَ مِنْهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كَأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها، إِذا مَا ... حَمِسْنَا، والوقَايَةُ بالخِناق والجَمِيرُ: مُجْتَمَعُ الْقَوْمِ. وجَمَّرَ الجُنْدَ: أَبقاهم فِي ثَغْرِ الْعَدُوِّ وَلَمْ يُقْفِلْهم، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ. وتَجْمِيرُ الجُنْد: أَن يَحْبِسَهُمْ فِي أَرض الْعَدُوِّ وَلَا يُقْفِلَهُمْ مِنَ الثَّغْرِ. وتَجَمَّرُوا هُمْ أَي تَحَبَّسُوا؛ وَمِنْهُ التَّجْمِيرُ فِي الشَعَرِ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: جَمَّرَ الأَميرُ الجيشَ إِذا أَطال حَبْسَهُمْ بِالثَّغْرِ وَلَمْ يأْذن لَهُمْ فِي القَفْلِ إِلى أَهليهم، وَهُوَ التَّجْمِيرُ؛ وَرَوَى الرَّبِيعُ أَن الشَّافِعِيَّ أَنشده: وجَمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرى جُنُودَهُ، ... ومَنَّيْتَنا حَتَّى نَسينَا الأَمَانِيا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: لَا تُجَمِّرُوا الْجَيْشَ فَتَفْتِنُوهم ؛ تَجْمِيرُ الْجَيْشِ: جَمْعُهم في الثُّغور وجَبْسُهم عَنِ الْعَوْدِ إِلى أَهليهم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الهُرْمُزانِ: أَن كِسْرى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ. وَجَاءَ القومُ جُمارَى وجُماراً أَي بأَجمعهم؛ حَكَى الأَخيرة ثَعْلَبٌ؛ وَقَالَ: الجَمَارُ الْمُجْتَمِعُونَ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلًا قَوْمَنَا، ... وأَعْني بِذَلِكَ بَكْراً جَمارَا؟ . الأَصمعي: جَمَّرَ بَنُو فُلَانٍ إِذا اجْتَمَعُوا وَصَارُوا أَلْباً وَاحِدًا. وَبَنُو فُلَانٍ جَمْرَةٌ إِذا كَانُوا أَهل مَنَعَةٍ وَشِدَّةٍ. وتَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا تَجَمَّعَتْ؛ وأَنشد: إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ وخُفٌّ مُجْمِرٌ [مُجْمَرٌ]: صُلْبٌ شَدِيدٌ مُجْتَمِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي نَكَبَتْهُ الْحِجَارَةُ وصَلُبَ. أَبو عَمْرٍو: حافِرٌ مُجْمِرٌ [مُجْمَرٌ] وقَاحٌ صُلْبٌ. والمُفِجُّ: المُقَبَّبُ مِنَ الْحَوَافِرِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ. والجَمَراتُ والجِمارُ: الحَصياتُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا فِي مَكَّةَ، وَاحِدَتُهَا جَمْرَةٌ. والمُجَمَّرُ: مَوْضِعُ رَمْيِ الْجِمَارِ هُنَالِكَ؛ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ أَنس الهُذَليُّ:

لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي، كَأَنَّهُمْ ... سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ الجِمارِ بِمِنًى فَقَالَ: أَصْلُها مَنْ جَمَرْتُه ودَهَرْتُه إِذا نَحَّيْتَهُ. والجَمْرَةُ: واحدةُ جَمَراتِ الْمَنَاسِكِ وَهِيَ ثَلَاثُ جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ. والجَمْرَةُ: الْحَصَاةُ. والتَّجْمِيرُ: رمْيُ الجِمارِ. وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فَسُمِّيَ جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وَقِيلَ: لأَنها مَجْمَعُ الْحَصَى الَّتِي تُرْمَى بِهَا مِنَ الجَمْرَة، وَهِيَ اجْتِمَاعُ الْقَبِيلَةِ عَلَى مَنْ ناوأَها، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَجْمَرَ إِذا أَسرع؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن آدَمَ رَمَى بِمِنًى فأَجْمرَ إِبليسُ بَيْنَ يَدَيْهِ. والاسْتِجْمارُ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْحِجَارَةِ، كأَنه مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذا توضأْتَ فانْثُرْ، وإِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ ؛ أَبو زَيْدٍ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: هو الاستنجاء، واستجمر واستنجى وَاحِدٌ إِذا تَمَسَّحَ بِالْجِمَارِ، وَهِيَ الأَحجار الصِّغَارُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ جِمَارُ الْحَجِّ لِلْحَصَى الَّتِي تُرْمَى بِهَا. وَيُقَالُ لِلْخَارِصِ: قَدْ أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها. والجُمَّارُ: مَعْرُوفٌ، شَحْمُ النَّخْلِ، وَاحِدَتُهُ جُمَّارَةٌ. وجُمَّارَةُ النَّخْلِ: شَحْمَتُهُ الَّتِي فِي قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثُمَّ تُكْشَطُ عَنْ جُمَّارَةٍ فِي جَوْفِهَا بَيْضَاءَ كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ، وَهِيَ رَخْصَةٌ تُؤْكَلُ بِالْعَسَلِ، والكافورُ يَخْرُجُ مِنَ الجُمَّارَة بَيْنَ مَشَقِّ السَّعَفَتَيْنِ وَهِيَ الكُفُرَّى [الكِفِرَّى]، والجمعُ جمَّارٌ أَيضاً. والجَامُورُ: كالجُمَّارِ. وجَمَرَ النَّخْلَةَ: قَطَعَ جُمَّارَها أَو جامُورَها. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَني أَنظر إِلى سَاقِهِ فِي غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ ؛ الجُمَّارَةُ: قَلْبُ النَّخْلَةِ وَشَحْمَتُهَا، شَبَّهَ سَاقَهُ بِبَيَاضِهَا،؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَتى بِجُمَّارٍ ؛ هُوَ جمعُ جُمَّارة. والجَمْرَةُ: الظُّلْمة الشَّدِيدَةُ. وابنُ جَمِير: الظُّلمة. وَقِيلَ: لظُلمة لَيْلَةٍ «1». فِي الشَّهْرِ. وابْنَا جَمِيرٍ: الليلتانِ يَسْتَسِرُّ فِيهِمَا القَمَرُ. وأَجْمَرَتِ الليلةُ: اسْتَسَرَّ فِيهَا الهلالُ. وابْنُ جَمِيرٍ: هلالُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ: قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي صِفَةِ ذِئْبٍ: وإِنْ أَطافَ، وَلَمْ يَظْفَرْ بِطائِلةٍ ... فِي ظُلْمة ابنِ جَمِيرٍ، سَاوَرَ الفُطُمَا يَقُولُ: إِذا لَمْ يُصِبْ شَاةً ضَخْمَةً أَخذ فَطِيمَةً. والفُطُمُ: السِّخَالُ الَّتِي فُطِمَتْ، وَاحِدَتُهَا فَطِيمَةٌ. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: ابنُ جُمَيْرٍ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ، فِي كُلِّ ذَلِكَ. قَالَ: يُقَالُ جَاءَنَا فَحْمَةَ بْنَ جُمَيْرٍ؛ وأَنشد: عَنْدَ دَيْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَيْرٍ ... طَرَقَتْنا، واللَّيْلُ دَاجٍ بَهِيمُ وَقِيلَ: ظُلْمَةُ بْنُ جَميرٍ آخرُ الشَّهْرِ كأَنه سَمَّوْهُ ظُلْمَةً ثُمَّ نَسَبُوهُ إِلى جَمِير، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا جَمَرَ ابْنُ جَمير؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: لا أَفعل ذاك مَا أَجْمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ وَمَا أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَابْنَا جَمِيرٍ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِلِاجْتِمَاعِ كَمَا سُمِّيَا ابْنَيْ سَمِير لأَنه يُسْمَرُ فِيهِمَا. قَالَ: والجَمِيرُ اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ، وابنُ جَمِيرٍ: اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ، ولَيْلُهُمْ، ... وإِن كَانَ بَدْراً، ظُلْمَةُ ابْنِ جَمِيرِ وَيُرْوَى: نهارُهُمُ ليلٌ بَهِيمٌ ولَيْلُهُمْ ابْنُ جَمِيرٍ: اللَّيْلَةُ الَّتِي لَا يَطْلُعُ فِيهَا الْقَمَرُ فِي أُولاها وَلَا فِي أُخراها؛ قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: هو آخر ليلة

_ (1). قوله: [لظلمة ليلة إلخ] هكذا بالأصل ولعله ظلمة آخر ليلة إلخ كما يعلم مما يأتي

مِنَ الشَّهْرِ؛ وَقَالَ: وكأَنّي فِي فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ ... فِي نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ قَالَ: السِّرْدَاحُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ التَّامُّ. نِقَابٌ: جِلْدٌ. والأُسامة: الأَسد. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: ابْنُ جَمِير الهلالُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَمَرِ فِي آخِرِ الشَّهْرِ ابْنُ جَمِيرٍ لأَن الشَّمْسَ تَجْمُرُه أَي تُوَارِيهِ. وأَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ: أَسرع وَعَدَا، وَلَا تَقُلْ أَجمز، بِالزَّايِ؛ قَالَ لَبِيدٍ: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ، ... أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ وأَجْمَرْنا الْخَيْلَ أَي ضَمَّرْناها وَجَمَّعْنَاهَا. وَبَنُو جَمْرَةَ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الجِمارُ طُهَيَّةُ وبَلْعَدَوِيَّة وَهُوَ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ بْنِ حَنْظَلَةَ. والجامُور: القَبْرُ. وجامُورُ السَّفِينَةِ: مَعْرُوفٌ. والجامُور: الرأْس تَشْبِيهًا بِجَامُورِ السَّفِينَةِ؛ قَالَ كُرَاعٌ: إِنما تُسَمِّيهِ بِذَلِكَ الْعَامَّةُ. وَفُلَانٌ لَا يَعْرِفُ الجَمْرَةَ مِنَ التَّمْرَةِ. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ سُقُوطِ الجَمْرَةِ. والمُجَيْمِرُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: اسْمُ جَبَلٍ، وَقَوْلُ ابْنِ الأَنباري: ورُكوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى، ... قَدْ عَلَاها نَجَدٌ فِيهِ اجْمِرار قَالَ: رَوَاهُ يَعْقُوبُ بِالْحَاءِ، أَي اخْتَلَطَ عَرَقُهَا بِالدَّمِ الَّذِي أَصابها فِي الْحَرْبِ، وَرَوَاهُ أَبو جَعْفَرٍ اجْمِرَارُ، بِالْجِيمِ، لأَنه يَصِفُ تَجَعُّدَ عَرَقِهَا وَتَجَمُّعَهُ. الأَصمعي: عدَّ فُلَانٌ إِبله جَماراً إِذا عَدَّهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: وظَلَّ رعاؤُها يَلْقَونَ مِنْهَا، ... إِذا عُدَّتْ، نَظَائِر أَو جَمَارَا وَالنَّظَائِرُ: أَن تُعَدَّ مَثْنَى مَثْنَى، والجَمارُ: أَن تُعَدَّ جَمَاعَةً؛ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي عَنِ الْمُفَضَّلِ فِي قَوْلِهِ: أَلم تَرَ أَنَّني لاقَيْتُ، يَومْاً، ... مَعاشِرَ فيهمُ رَجُلًا جَمَارا فَقِيرَ الليْلِ تَلْقاه غنِيّاً، ... إِذا مَا آنَسَ الليلُ النهارَا هَذَا مُقَدَّمٌ أُريد بِهِ «2». وَفُلَانٌ غَنِيُّ اللَّيْلِ إِذا كَانَتْ لَهُ إِبل سُودٌ تَرْعَى بِاللَّيْلِ. جَمْخَرَ: الجُمْخُور: الْوَاسِعُ الجَوْفِ جمزر: يُقَالُ: جَمْزَرْتَ يَا فلانُ أَي نَكَصْتَ وفَرَرْتَ. جمعر: الجَمْعَرَةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ الْمُرْتَفِعَةُ، وَهِيَ القَارَةُ الْمُشْرِفَةُ الْغَلِيظَةُ؛ وأَنشد: وانْجَبْنَ عَنْ حَدَبِ الإِكامِ، ... وَعَنْ جَماعِير الجَراوِلْ يُقَالُ: أَشْرَفَ تِلْكَ الجَمْعَرَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ. والجُمْعُورُ: الجمعُ الْعَظِيمُ. وجَمْعَرَ الحمارُ إِذا جمعَ نَفْسه ليَكْدُمَ. قَالَ: والجَمْعَرَة الحَرَّةُ وَالْجَمَاعَةُ؛ قَالَ: وَلَا يُعَدُّ سَنَدُ الجَبَل جَمْعَرَةً. ابْنُ الأَعرابي: الجَمَاعِيرُ تَجَمُّعُ الْقَبَائِلِ عَلَى حَرْبِ الْمَلِكِ؛ قَالَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَحُفُّهُمْ أَسافَةٌ وجَمْعَرُ، ... إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ أَسافَةُ وجَمْعَرُ: قَبِيلَتَانِ. وَيُقَالُ لِلْحِجَارَةِ الْمَجْمُوعَةِ: جَمْعَرٌ؛ وأَنشد أَيضاً: تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ، ... وخَلَّةٌ قِرْدانُها تَنَسَّرُ وجَمْعَرٌ: غَلِيظَةٌ يَابِسَةٌ.

_ (2). هكذا في الأَصل

جمهر: جَمْهَرَ لَهُ الخبرَ: أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ لَهُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ وَتَرَكَ الَّذِي يُرِيدُ. الْكِسَائِيُّ: إِذا أَخبرت الرَّجُلَ بِطَرَفٍ مِنَ الْخَبَرِ وَكَتَمْتَهُ الَّذِي تُرِيدُ قُلْتَ: جَمْهَرْتُ عَلَيْهِ الخبرَ. اللَّيْثُ: الجُمْهُورُ الرَّمْلُ الْكَثِيرُ الْمُتَرَاكِمُ الْوَاسِعُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الرَّمْلَةُ الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَا حَوْلَهَا الْمُجْتَمِعَةُ. والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا تعقَّد وَانْقَادَ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَشرف مِنْهُ. والجُمْهُور: الأَرض الْمُشْرِفَةُ عَلَى مَا حَوْلَهَا. والجُمْهُورَة: حَرَّةٌ لِبَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ مُجَمْهَرَةٌ. إِذا كَانَتْ مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرَّمْلِ. وجُمهورُ كُلِّ شَيْءٍ: معظمُه، وَقَدْ جَمْهَرَهُ. وجُمهورُ النَّاسِ: جُلُّهُم. وجَماهير الْقَوْمِ: أَشرافهم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنا لَا ندَعْ مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قُرَيْشٍ بمَشَاقِصِه أَي جَمَاعَاتِهَا، واحدُها جُمْهُورٌ. وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جَمَعْتَهُمْ، وجَمْهَرْتُ الشَّيْءَ إِذا جَمَعْتَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ: أَنه أُهْدِيَ لَهُ بُخْتَجٌ ، قَالَ: هُوَ الجُمْهُورِيُّ وَهُوَ الْعَصِيرُ الْمَطْبُوخُ الحلالُ، وَقِيلَ لَهُ الْجُمْهُورِيُّ لأَن جُمْهُورَ النَّاسِ يَسْتَعْمِلُونَهُ أَي أَكثرهم. وعددٌ مُجَمْهَرٌ: مُكَثَّرٌ. والجَمْهَرَةُ: الْمُجْتَمَعُ. والجُمْهُورِيُّ: شَرَابٌ مُحْدَثٌ، رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ قَالَ: وأَصله أَن يُعَادَ عَلَى البُخْتَجِ الماءُ الَّذِي ذَهَبَ مِنْهُ ثُمَّ يُطْبَخُ وَيُودَعُ فِي الأَوعية فيأْخذ أَخذاً شَدِيدًا. أَبو عُبَيْدٍ: الجُمْهُوريُّ اسْمُ شَرَابٍ يُسْكِرُ. والجُماهِرُ: الضَّخْمُ. وَفُلَانٌ يَتَجَمْهَرُ عَلَيْنَا أَي يَسْتَطِيلُ ويُحَقِّرُنا. وجَمْهَرَ القَبْرَ: جَمَعَ عَلَيْهِ التُّرَابَ وَلَمْ يُطَيِّنْهُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: أَنه شَهِدَ دَفْنَ رَجُلٍ فَقَالَ: جَمْهِروا قَبْرَهُ جَمْهَرَةً أَي اجْمَعُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ جَمْعًا وَلَا تُطَيِّنوه وَلَا تُسوُّوهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَمْهَرَ الترابَ إِذا جَمَعَ بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ وَلَمْ يُخَصِّصْ به القبرَ. جنبر: الجَنْبَرُ: فَرْخُ الحُبارَى؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والجِنِبَّارُ: كالجَنْبَرِ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. فأَما جِنْبارٌ، بِالتَّخْفِيفِ، فَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَنه مِنَ الجَبْرِ لَمْ يُفَسِّرْهُ بأَكثر مِنْ ذَلِكَ، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ ثُلَاثِيٌّ وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الجِنْبَارَ بِالتَّخْفِيفِ لُغَةٌ فِي الجِنِبَّارِ الَّذِي هُوَ فَرْخُ الْحُبَارَى وَلَيْسَ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي حينئذٍ إِن جِنْباراً مِنَ الجَبْر بِشَيْءٍ. وَرَجُلٌ جَنْبَرٌ: قَصِيرٌ. أَبو عَمْرٍو: الجَنْبَرُ الرَّجُلُ الضَّخْمُ. وجَنْبَرُ: فَرَسُ جَعْدَة بْنِ مِرْداسٍ. جنثر: الجَنْثَرُ مِنِ الإِبل: الطَّوِيلُ الْعَظِيمُ. أَبو عَمْرٍو: الجُنْثُرُ الجَمَلُ الضَّخْمُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الجَناثِرُ؛ وأَنشد: كُومٌ إِذا مَا فُصِلَتْ جَناثِرُ جنسر: الجُنَاسِرِيَّةُ: أَشدُّ نخلةٍ بالبَصْرَةِ تَأَخُّراً. جنفر: أَبو عَمْرٍو: الجَنافِيرُ القبورُ العادِيَّةُ، وَاحِدُهَا جُنْفُورٌ. جهر: الجَهْرَةُ: مَا ظَهَرَ. وَرَآهُ جَهْرَةً: لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا سِترٌ؛ ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ؛ أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بِشَيْءٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى نَرى اللهَ جَهْرَةً؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَي غَيْرَ محتَجب عَنَّا، وَقِيلَ: أَي عَيَانًا يَكْشِفُ مَا بيننا وبينه. يقال: جَهَرْتُ الشَّيْءَ إِذا كَشَفْتَهُ. وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي رأَيته بِلَا حِجَابٍ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً ؛ هُوَ أَن يأْتيهم وَهُمْ يَرَوْنَهُ. والجَهْرُ: الْعَلَانِيَةُ. وَفِي

حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لِصَوْتِهِ. يُقَالُ: جَهَرَ بالقول إِذ رَفَعَ بِهِ صَوْتَهُ، فَهُوَ جَهِيرٌ، وأَجْهَرَ، فَهُوَ مُجْهِرٌ إِذا عُرِفَ بِشِدَّةِ الصَّوْتَ وجَهَرَ الشيءُ: عَلَنَ وبَدا؛ وجَهَرَ بِكَلَامِهِ وَدُعَائِهِ وَصَوْتِهِ وَصِلَاتِهِ وَقِرَاءَتِهِ يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً، وأَجْهَرَ بِقِرَاءَتِهِ لُغَةٌ. وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ: أَعلن بِهِ وأَظهره، ويُعَدَّيانِ بِغَيْرِ حَرْفٍ، فَيُقَالُ: جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَهَرَ أَعْلى الصوْتَ. وأَجْهَرَ: أَعْلَنَ. وكلُّ إِعْلانٍ: جَهْرٌ. وجَهَرتُ بِالْقَوْلِ أَجْهَرُ بِهِ إِذا أَعْلَنْتَهُ. ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عَالِي الصَّوْتِ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ رفيعُه. والجَهْوَرِيُّ: هُوَ الصَّوْتُ الْعَالِي. وفرسٌ جَهْوَرٌ: وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بأَجَشِّ الصوتِ وَلَا أَغَنَّ. وإِجْهارُ الْكَلَامِ: إِعْلانُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ ؛ أَي عَالِيَةُ الصَّوْتِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ حُسْنِ المَنْظَرِ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: أَنه نَادَى بصوتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍ أَي شديدٍ عالٍ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى جَهْوَرَ بِصَوْتِهِ. وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ، كِلَاهُمَا: عالِنٌ عَالٍ؛ قَالَ: ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ وَقَدْ جَهُر الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، جَهَارَةً وَكَذَلِكَ المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ. والحروفُ المَجْهُورَةُ: ضِدُّ الْمَهْمُوسَةِ: وَهِيَ تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفًا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَعْنَى الجَهْرِ فِي الْحُرُوفِ أَنها حُرُوفٌ أُشْبِعَ الاعتمادُ فِي مَوْضِعِهَا حَتَّى مَنَعَ النَّفَس أَن يَجْرِيَ مَعَهُ حَتَّى يَنْقَضِيَ الِاعْتِمَادُ وَيَجْرِي الصَّوْتُ، غَيْرَ أَن الْمِيمَ وَالنُّونَ مِنْ جُمْلَةِ الْمَجْهُورَةِ وَقَدْ يُعْتَمَدُ لَهَا فِي الْفَمِ وَالْخَيَاشِيمِ فَيَصِيرُ فِيهَا غُنَّةٌ فَهَذِهِ صِفَةُ الْمَجْهُورَةِ وَيَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: [ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطيع]. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَدْ بَالَغُوا فِي تَجْهِير صَوْتِ القَوْس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَسمعه مِنَ الْعَرَبِ أَو رَوَاهُ عَنْ شُيُوخِهِ أَم هُوَ إِدْلال مِنْهُ وتَزَيُّدٌ، فإِنه ذُو زَوَائِدٍ فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِ. وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً: عالَنَهُمْ. وَيُقَالُ: جاهَرَني فلانٌ جِهاراً أَي عَلَانِيَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلَّا المُجاهِرينَ ؛ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ جَاهَرُوا بِمَعَاصِيهِمْ وأَظهروها وَكَشَفُوا مَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا فَيَتَحَدَّثُونَ بِهِ. يُقَالُ: جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وإِن مِنَ الإِجهار كَذَا وَكَذَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنَ الجِهار؛ وَهُمَا بِمَعْنَى الْمُجَاهَرَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا غِيبَةَ لفاسِقٍ وَلَا مُجاهِرٍ. وَلَقِيَهُ نَهاراً جِهاراً، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا وأَبى ابْنُ الأَعرابي فَتْحَهَا. واجْتَهَرَ الْقَوْمُ فُلَانًا: نَظَرُوا إِليه جِهاراً. وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً وَاجْتَهَرَهُمْ: كَثُرُوا فِي عَيْنِهِ؛ قَالَ يَصِفُ عَسْكَرًا: كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ ... لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ تَرَاهُ عَظِيمًا فِي عَيْنِكَ. وَمَا فِي الْحَيِّ أَحد تَجْهَرُه عَيْنِي أَي تأْخذه عَيْنِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم. والجُهْرُ: حُسْنُ المَنْظَرِ. ووجهٌ جَهيرٌ: ظاهرُ الوَضاءة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه وَصَفَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ قَصِيرًا وَلَا طَوِيلًا وَهُوَ إِلى الطُّولِ أَقربُ، مَنْ رَآهُ جَهَرَهُ ؛ مَعْنَى جَهَرَهُ أَي عَظُمَ فِي عَيْنِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته

عَظِيمَ المَرْآة. وَمَا أَحْسَنَ جُهْرَ فُلَانٍ، بِالضَّمِّ، أَي مَا يُجْتَهَرُ مِنْ هَيْئَتِهِ وَحُسْنِ مَنْظَره. وَيُقَالُ: كَيْفَ جَهْراؤكُمْ أَي جَمَاعَتُكُمْ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: لَا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي، ... فَقَدْ أَرُدُّ حِينَ لَا مَرَدِّ وَقَدْ أَرُدُّ، والجِيادُ تُرْدِي، ... نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي يَقُولُ: إِن استعظمتِ مَنْظَرِي فإِني مَعَ مَا تَرَيْنَ مِنْ مَنْظَرِي شُجَاعٌ أَردّ الْفُرْسَانَ الَّذِينَ لَا يَرُدُّهُمْ إِلَّا مِثْلِي. وَرَجُلٌ جَهِيرٌ: بَيِّنُ الجُهُورةِ والجَهَارَة ذُو مَنْظر. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كَانَ ذَا مَنْظَرٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وأَرَى البياضَ عَلَى النِّساءِ جَهارَةً ... والْعِتْقُ أَعْرِفُه عَلَى الأَدْماءِ والأُنثى جَهِيرَةٌ وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الجُهْرُ؛ قَالَ القَطامِي: شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً، ... وَمَا غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر قَالَ: مَا بِمَعْنَى الَّذِي: يَقُولُ: مَا غَابَ عَنْكَ مِنْ خُبْرِ الرَّجُلِ فإِنه تَابَعٌ لِمَنْظَرِهِ، وأَنث تَابِعَةُ فِي الْبَيْتِ لِلْمُبَالَغَةِ. وجَهَرتُ الرَّجُلَ إِذا رأَيت هَيْئَتَهُ وَحُسْنَ مَنْظَرِهِ. وجُهْرُ الرَّجُلِ: هَيْئَتُهُ وَحُسْنُ مَنْظَرِهِ. وجَهَرَني الشَّيْءُ واجْتَهَرَني: رَاعَنِي جَمَالُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كنتُ إِذا رأَيتُ فُلَانًا جَهَرْتُه واجْتَهَرْتُه أَي رَاعَكَ. ابْنُ الأَعرابي: أَجْهَرَ الرجلُ جَاءَ بِبَنِينَ ذَوِي جَهارَةٍ وَهُمُ الحَسَنُو القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ. وأَجْهَرَ: جَاءَ بِابْنٍ أَحْوَلَ. أَبو عَمْرٍو: الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ. والأَجْهَرُ: الأَحولُ الْمَلِيحُ الحَوَلَةِ. والأَجْهَرُ: الَّذِي لَا يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ، وَضِدُّهُ الأَعشى. وجَهْراءُ الْقَوْمِ: جَمَاعَتُهُمْ. وَقِيلَ لأَعرابي: أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بَنُو أَبي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ؟ فَقَالَ: أَما خَواصَّ رِجَالٍ فَبَنُو أَبي بَكْرٍ، وأَما جَهْرَاءَ الحيِّ فَبَنُو جَعْفَرٍ؛ نَصَبَ خَوَاصَّ عَلَى حَذْفِ الْوَسِيطِ أَي فِي خَوَاصِّ رِجَالٍ وَكَذَلِكَ جَهْراء، وَقِيلَ: نَصَبَهُمَا عَلَى التَّفْسِيرِ. وجَهَرْتُ فُلَانًا بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ: وَهُوَ أَن يَخْتَلِفَ مَا ظَنَنْتُ بِهِ مِنَ الخُلُقِ أَو الْمَالِ أَو فِي مَنْظَرِه. والجَهْراء: الرَّابِيَةُ السَّهْلَةُ الْعَرِيضَةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَهْراء الرَّابِيَةُ المِحْلالُ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الإِشراف وَلَيْسَتْ بِرَمْلَةٍ وَلَا قُفٍّ. والجَهْراء: مَا اسْتَوَى مِنْ ظَهْرِ الأَرض لَيْسَ بِهَا شَجَرٌ وَلَا آكَامٌ وَلَا رِمَالٌ إِنما هِيَ فَضَاءٌ، وَكَذَلِكَ العَراءُ. يُقَالُ: وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ كَلَامِ ابْنِ شُمَيْلٍ. وَفُلَانٌ جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ لَهُ. وهمُ جُهَراءُ لِلْمَعْرُوفِ أَي خُلَقاءُ لَهُ، وَقِيلَ ذَلِكَ لأَن مَنِ اجْتَهَره طَمِعَ فِي مَعْرُوفِهِ؛ قَالَ الأَخطل: جُهَراءُ لِلْمَعْرُوفِ حينَ تَراهُمُ، ... خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ وأَمر مُجْهَر أَي وَاضِحٌ بَيِّنٌ. وَقَدْ أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي شهَّرْته، فَهُوَ مَجْهور بِهِ مَشْهور. والمَجْهُورة مِنَ الْآبَارِ: الْمَعْمُورَةُ، عَذْبَةً كَانَتْ أَو مِلحة. وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جَهْرًا واجْتَهَرَها: نَزَحَهَا؛ وأَنشد: إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ، ... أَو خَالِيًا مِنْ أَهْلِهِ عَمَرْناهْ أَي مِنْ كَثْرَتِنَا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ. وحَفَر

البئرَ حَتَّى جَهَر أَي بَلَغ الماءَ، وَقِيلَ: جَهَرها أَخرج مَا فِيهَا مِنَ الحَمْأَةِ وَالْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: جَهَرْتُ الْبِئْرَ واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ مَا فِيهَا مِنَ الحمأَة، قَالَ الأَخفش: تَقُولُ الْعَرَبُ جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا كَانَ ماؤُها قَدْ غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذَلِكَ حَتَّى يَظْهَرَ الْمَاءُ وَيَصْفُوَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، وَوَصَفَتْ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: اجْتَهَرَ دَفْنَ الرَّواء ؛ الاجْتِهارُ: الِاسْتِخْرَاجُ، تُرِيدُ أَنه كَسَحَها. يُقَالُ: جَهَرْتُ البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كَانَتْ مُنْدَفِنَةً؛ يُقَالُ: ركيةٌ دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ، والرَّواءُ: الماءُ الْكَثِيرُ، وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَتْهُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، لإِحكامه الأَمر بَعْدَ انْتِشَارِهِ، شَبَّهَتْهُ بِرَجُلٍ أَتى عَلَى آبَارٍ مُنْدَفِنَةٍ وَقَدِ انْدَفَنَ ماؤُها، فَنَزَحَهَا وَكَسَحَهَا وأَخرج مَا فِيهَا مِنَ الدَّفْنِ حَتَّى نَبَعَ الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: وَجَدَ الناسُ بِهَا بَصَلًا وثُوماً فَجَهَرُوه ؛ أَي اسْتَخْرَجُوهُ وأَكلوه. وجَهَرْتُ الْبِئْرَ إِذا كَانَتْ مُنْدَفِنَةً فأَخرجت مَا فِيهَا. والمَجْهُورُ: الْمَاءُ الَّذِي كَانَ سُدْماً فَاسْتَسْقَى مِنْهُ حَتَّى طَابَ؛ قَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ: قَدْ حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بِهَا ... عَنْ ماءِ بَصْوَةَ يَوْمًا، وهْوَ مَجْهُورُ وحَفَرُوا بِئْرًا فَأَجْهَرُوا: لَمْ يُصِيبُوا خَيْرًا. والعينُ الجَهْراءُ: كالجاحظَة؛ رَجُلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ. والأَجْهَرُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يُبْصِرُ فِي الشَّمْسِ، جَهِرَ جَهَراً، وجَهَرَتْهُ الشمسُ: أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ. وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ: وَهِيَ الَّتِي لَا تُبْصِرُ فِي الشَّمْسِ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ مَنيحَةً مَنْحَهُ إِياها بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ: جَهْراءُ لَا تأْلو إِذا هِيَ أَظْهَرَتْ ... بَصَراً، وَلَا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني هَذَا نَصُّ ابْنِ سِيدَهْ وأَورده الأَزهري عَنِ الأَصمعي وَمَا عَزَاهُ لأَحد وَقَالَ: قَالَ يَصِفُ فَرَسًا يَعْنِي الجَهْراءَ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُرى هَذَا الْبَيْتَ لِبَعْضِ الهُذَلِيين يَصِفُ نَعْجَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ ضَعِيفِ الْبَصَرِ فِي الشَّمْسِ أَجْهَرُ؛ وَقِيلَ: الأَجهر بِالنَّهَارِ والأَعشى بِاللَّيْلِ. والجُهْرَةُ: الحَوَلَةُ، والأَجْهَرُ: الأَحْوَلُ. رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ، وَالِاسْمُ الجُهْرَةُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِلطِّرِمَّاحِ: عَلَى جُهْرَةٍ فِي العينِ وَهْوَ خَدوجُ والمُتَجاهر: الَّذِي يُرِيكَ أَنه أَجْهَرُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: كالنَّاظِر المُتَجاهر وَفَرَسٌ أَجْهَرُ: غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه. والجَهْوَرُ: الجَريءُ المُقْدِمُ الْمَاضِي. وجَهَرْنا الأَرض إِذا سَلَكْنَاهَا مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ. وجَهَرْنا بَنِي فُلَانٍ أَي صَبَّحْناهُم عَلَى غِرَّةٍ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا مَخَضْته. ولَبَنٌ جَهِيرٌ: لَمْ يُمْذَقْ بِمَاءٍ. والجَهِيرُ: اللَّبَنُ الَّذِي أُخرج زُبْدُه، والثَّمِيرُ: الَّذِي لَمْ يُخْرَجْ زُبْدُهُ، وَهُوَ التَّثْمِير. وَرَجُلٌ مِجْهَرٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَن يَجْهَر بِكَلَامِهِ. والمُجاهَرَةُ بِالْعَدَاوَةِ: المُبادَأَةُ بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الجَهْرُ قِطْعَةٌ مِنَ الدهرِ، والجَهْرُ السَّنَةُ التامَّةُ؛ قَالَ: وَحَاكَمَ أَعرابي رَجُلًا إِلى الْقَاضِي فَقَالَ: بِعْتُ منه غُنْجُداً مُذْ جَهْرٍ فَغَابَ عَنِّي؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُذْ قِطْعَةٍ مِنَ الدَّهْرِ. والجَوْهَرُ: مَعْرُوفٌ، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ. والجَوْهَرُ: كُلُّ حَجَرٍ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ شَيْءٌ يُنْتَفَعُ بِهِ. وجَوْهَرُ كُلِّ شَيْءٍ: مَا خُلِقَتْ عَلَيْهِ جِبِلَّتُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَهُ تَحْدِيدٌ لَا يَلِيقُ بِهَذَا الْكِتَابِ،

وَقِيلَ: الْجَوْهَرُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَقَدْ سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً. جهبر: التَّهْذِيبُ: الجَيْهَبُور خُرْءُ الفأْر. جهدر: بُسْرُ الجُهَنْدَرِ: ضربٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حنيفة. جور: الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ، جارَ يَجُورُ جَوْراً. وَقَوْمٌ جَوَرَةٌ وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ. والجَوْرُ: ضِدُّ القصدِ. والجَوْرُ: تركُ القصدِ فِي السَّيْرِ، وَالْفِعْلُ جارَ يَجُورُ، وَكُلُّ مَا مَالَ، فَقَدْ جارَ. وجارَ عَنِ الطَّرِيقِ: عَدَلَ. والجَوْرُ: المَيْلُ عَنِ القصدِ. وَجَارَ عَلَيْهِ فِي الْحُكْمِ وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسَبه إِلى الجَوْرِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: «3». فإِنَّ الَّتِي فِينَا زَعَمْتَ ومِثْلَها ... لَفِيكَ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها إِنما أَراد: تَجُورُ عَنْهَا فَحَذَفَ وعدَّى، وأَجارَ غيرَهُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَجْلان: وقُولا لَهَا: لَيْسَ الطَّريقُ أَجارَنا، ... ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا وطَريقٌ جَوْرٌ: جَائِرٌ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي حَدِيثِ مِيقَاتِ الْحَجِّ: وَهُوَ جَوْرٌ عَنْ طَرِيقِنَا ؛ أَي مَائِلٌ عَنْهُ لَيْسَ عَلَى جادَّته، مِنْ جارَ يَجُورُ إِذا مَالَ وَضَلَّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حَتَّى يَسِيرَ الراكبُ بينَ النُّطْفَتَيْنِ لَا يَخْشَى إِلّا جَوْراً ؛ أَي ضَلَالًا عَنِ الطَّرِيقِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَى الأَزهري، وَشَرَحَ: وَفِي رِوَايَةٍ لَا يَخْشَى جَوْراً، بِحَذْفٍ إِلَّا، فإِن صَحَّ فَيَكُونُ الْجَوْرُ بِمَعْنَى الظُّلْمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْها جائِرٌ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى. والجِوارُ: المُجاوَرَةُ والجارُ الَّذِي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً، وَالْكَسْرُ أَفصح: ساكَنَهُ. وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ: لحالٍ مِنِ الجِوار وضَرْب مِنْهُ. وجاوَرَ بَنِي فُلَانٍ وَفِيهِمْ مُجاوَرَةً وجِواراً: تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الجِوارُ والجُوارُ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها ؛ الْجَارَةُ: الضَّرَّةُ مِنَ المُجاورة بَيْنَهُمَا أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بِذَلِكَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لِي ؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ. وَحَدِيثُ عُمَرَ قَالَ لِحَفْصَةَ: لَا يَغُركِ أَن كَانَتْ جارَتُك هِيَ أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْكِ ؛ يَعْنِي عَائِشَةَ؛ وَاذْهَبْ فِي جُوارِ [جِوارِ] اللَّهِ. وجارُكَ: الَّذِي يُجاوِرُك، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا قاعٌ وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ؛ وأَنشد: ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بِمَعْنَى وَاحِدٍ: جاوَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ أَصَحُّوا اجْتَوَرُوا إِذا كَانَتْ فِي مَعْنَى تَجاوَرُوا، فَجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلًا عَلَى أَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ وَهُوَ تَجاوَرُوا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: اجْتَوَرُوا تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً، وَضَعُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَصْدَرَيْنِ مَوْضِعَ صَاحِبِهِ، لِتَسَاوِي الْفِعْلَيْنِ فِي الْمَعْنَى وَكَثْرَةِ دُخُولِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنِ الْبِنَاءَيْنِ عَلَى صَاحِبِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما صَحَّتِ الْوَاوُ فِي اجْتَوَرُوا لأَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ لَهُ أَن يُخَرَّجَ عَلَى الأَصل لِسُكُونِ مَا قَبْلُهُ، وَهُوَ تَجَاوَرُوا، فَبُنِيَ عَلَيْهِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا لَاعْتَلَتْ؛ وَقَدْ جَاءَ: اجْتَارُوا مُعَلًّا؛ قَالَ مُليح الهُذلي:

_ (3). قوله: [وقول أَبي ذؤيب] نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لِخَالِدٍ ابْنِ أُخت أَبي ذؤيب

كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ ... حَمْلُ عَثَاكِيلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ «1» . التَّهْذِيبُ: عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الجارُ الَّذِي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ. والجارُ النِّفِّيح: هُوَ الْغَرِيبُ. وَالْجَارُ: الشَّرِيكُ فِي العَقار. والجارُ: المُقاسِمُ. وَالْجَارُ: الْحَلِيفُ. وَالْجَارُ: النَّاصِرُ. وَالْجَارُ: الشَّرِيكُ فِي التِّجَارَةِ، فَوْضَى كَانَتِ الشَّرِكَةُ أَو عِناناً. وَالْجَارَةُ: امرأَة الرَّجُلِ، وَهُوَ جارُها. والجَارُ: فَرْجُ المرأَة. والجارَةُ: الطِّبِّيجَةُ، وَهِيَ الِاسْتُ. والجارُ: مَا قَرُبَ مِنَ الْمَنَازِلِ مِنَ السَّاحِلِ. والجارُ: الصِّنَارَةُ السَّيِءُ الجِوارِ. والجارُ: الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ. والجارُ: اليَرْبُوعِيُّ. وَالْجَارُ: الْمُنَافِقُ. والجَار: البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ فِي أَفعاله. والجارُ: الحَسْدَلِيُّ الَّذِي عَيْنُهُ تَرَاكَ وَقَلْبُهُ يَرْعَاكَ. قَالَ الأَزهري: لَمَّا كَانَ الْجَارُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مُحْتَمِلًا لِجَمِيعِ الْمَعَانِي الَّتِي ذَكَرَهَا ابْنُ الأَعرابي لَمْ يُجِزْ أَن يُفَسَّرَ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِهِ، أَنه الْجَارُ الْمُلَاصِقُ إِلَّا بِدَلَالَةٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ، فَوَجَبَ طَلَبُ الدَّلَالَةِ عَلَى مَا أُريد بِهِ، فَقَامَتِ الدَّلَالَةُ فِي سُنَنٍ أُخرى مُفَسِّرَةٍ أَن الْمُرَادَ بِالْجَارِ الشَّرِيكِ الَّذِي لَمْ يُقَاسِمْ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُجْعَلَ الْمُقَاسِمُ مِثْلَ الشَّرِيكِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ ؛ فَالْجَارُ ذُو الْقُرْبَى هُوَ نَسِيبُكَ النَّازِلُ مَعَكَ فِي الحِواءِ وَيَكُونُ نَازِلًا فِي بَلْدَةٍ وأَنت فِي أُخْرَى فَلَهُ حُرَمَةُ جِوارِ الْقُرَابَةِ، وَالْجَارُ الْجُنُبِ أَن لَا يَكُونُ لَهُ مُنَاسِبًا فَيَجِيءُ إِليه ويسأَله أَن يُجِيرَهُ أَي يَمْنَعُهُ فَيَنْزِلُ مَعَهُ، فَهَذَا الْجَارُ الْجُنُبُ لَهُ حُرْمَةُ نُزُولِهِ فِي جِوَارِهِ ومَنَعَتِه ورُكونه إِلى أَمانه وَعَهْدِهِ. والمرأَةُ جارَةُ زَوْجِهَا لأَنه مُؤْتَمَرٌ عَلَيْهَا، وأُمرنا أَن نُحْسِنَ إِليها وأَن لَا نَعْتَدِي عَلَيْهَا لأَنها تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ، وَصَارَ زَوْجُهَا جَارُّهَا لأَنه يُجِيرُهَا وَيَمْنَعُهَا وَلَا يَعْتَدِي عَلَيْهَا؛ وَقَدْ سَمَّى الأَعشى فِي الْجَاهِلِيَّةِ امرأَته جَارَةً فَقَالَ: أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ ... ومَوْمُوقَةٌ، مَا دُمْتِ فِينَا، ووَامِقَهْ وَهَذَا الْبَيْتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وَصَدْرُهُ: أَجارَتَنَا بِينِي فإِنك طَالِقَهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: أَيا جَارَتَا بِينِي فإِنك طَالِقَهْ، ... كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ: عادٍ وطارِقَهْ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَارَةُ الرَّجُلِ امرأَته، وَقِيلَ: هَوَاهُ؛ وَقَالَ الأَعشى: يَا جَارَتَا مَا أَنْتِ جَارَهْ، ... بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ وجَاوَرْتُ فِي بَني هِلالٍ إِذا جَاوَرْتُهُمْ. وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً وجَارَةً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: خَفَرَهُ. واسْتَجَارَهُ: سأَله أَن يُجِيرَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى إِن طَلَبَ مِنْكَ أَحد مِنْ أَهل الْحَرْبِ أَن تُجِيرَهُ مِنَ الْقَتْلِ إِلى أَن يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ فأَجره أَي أَمّنه، وَعَرِّفْهُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَن يَعْرِفَهُ مِنْ أَمر اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي يَتَبَيَّنُ بِهِ الإِسلام، ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لِئَلَّا يُصَابَ بِسُوءٍ قَبْلَ انْتِهَائِهِ إِلى مأْمنه. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَسْتَجِيرُ بِكَ: جارٌ، وَلِلَّذِي يُجِيرُ: جَارٌ. وَالْجَارُ: الَّذِي أَجرته مِنْ أَن يَظْلِمَهُ ظَالِمٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وكُنْتُ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ، ... أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي وجارُك: المستجيرُ بِكَ. وَهُمْ جارَةٌ مِنْ ذلك الأَمر؛

_ (1). قوله: [كدلخ إلخ] كذا في الأَصل

حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، أَي مُجِيرُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ، إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الزَّائِدِ حَتَّى يَكُونَ الْوَاحِدُ كأَنه جَائِرٌ ثُمَّ يُكْسَرُ عَلَى فَعَلةٍ، وإِلَّا فَلا وَجْهَ لَهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ. وَمَنْ عَاذَ بِاللَّهِ أَي اسْتَجَارَ بِهِ أَجاره اللَّهُ، وَمَنْ أَجاره اللَّهُ لَمْ يُوصَلْ إِليه، وَهُوَ سُبْحَانُهُ وَتَعَالَى يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ أَي يُعِيذُ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ؛ أَي لَنْ يَمْنَعَنِي مِنَ اللَّهِ أَحد. والجارُ والمُجِيرُ: هُوَ الَّذِي يَمْنَعُكَ ويُجْيرُك. واستْجَارَهُ مِنْ فُلَانٍ فَأَجَارَهُ مِنْهُ. وأَجارَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ: أَنقذه. وَفِي الْحَدِيثِ: ويُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدناهم ؛ أَي إِذا أَجار واحدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٌّ أَو عَبْدٌ أَو امرأَة وَاحِدًا أَو جَمَاعَةً مِنَ الْكُفَّارِ وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم، جَازِ ذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُنْقَضُ عَلَيْهِ جِوارُه وأَمانُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ الْبُحُورِ ؛ أَي تَفْصِلُ بَيْنَهَا وَتَمْنَعُ أَحدها مِنَ الِاخْتِلَاطِ بِالْآخَرِ وَالْبَغْيِ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ: أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هَذَا بَرَجُلٍ مِنَ الْخَمْسِينَ أَي تُؤَمِّنُهُ مِنْهَا وَلَا تَسْتَحْلِفُهُ وَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالزَّايِ، أَي تأْذن لَهُ فِي تَرْكِ الْيَمِينِ وَتُجِيزُهُ. التَّهْذِيبُ: وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا إِبليس تَمَثَّلَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ؛ قَالَ وقوله: إِنِّي جارٌ لَكُمْ ؛ يُرِيدُ أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم مِنْ قَوْمِي بَنِي كِنَانَةَ فَلَا يَعْرِضُون لَكُمْ، وأَن يَكُونُوا مَعَكُمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا عَايَنَ إِبليس الْمَلَائِكَةَ عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هَارِبًا، فَقَالَ له الحرثُ بن هِشَامٍ: أَفراراً مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ؟ فَقَالَ: إِني بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِني أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِني أَخافُ اللَّهَ واللهُ شديدُ الْعِقَابِ. قَالَ: وَكَانَ سَيِّدَ الْعَشِيرَةِ إِذا أَجار عَلَيْهَا إِنساناً لَمْ يخْفِرُوه. وجِوارُ الدارِ: طَوَارُها. وجَوَّرَ البناءَ والخِبَاءَ وَغَيْرَهُمَا: صَرَعَهُ وقَلَبهَ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ: قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ، ... إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ وتَجَوَّرَ هُوَ: تَهَدَّمَ. وضَرَبَهُ ضَرْبَةً تَجَوَّرَ مِنْهَا أَي سَقَطَ. وتَجَوَّرَ عَلَى فِرَاشه: اضْطَجَعَ. وَضَرَبَهُ فَجَوَّرَهُ أَي صَرَعَهُ مِثْلُ كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ رَبِيعةِ الجُوعِ: فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا، ... وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا وَقَوْلُ الأَعلم الْهُذَلِيِّ يَصِفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجَاهَا: مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ ... وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ قَالَ السُّكَّريُّ: عَنَى بِالْجَائِرِ الْعَظِيمَ مِنَ الدِّلَاءِ. والجَوَارُ: الماءُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَلَوْلا اللهُ جَارَ بِهَا الجَوَارُ أَي الْمَاءُ الْكَثِيرُ. وغَيْثٌ جِوَرٌّ: غَزِيرٌ كَثِيرُ الْمَطَرِ، مأْخوذ مِنْ هَذَا، وَرَوَاهُ الأَصمعي: جُؤَرٌّ لَهُ صَوْتٌ؛ قَالَ: لَا تَسْقِهِ صَيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ وَيُرْوَى غَرَّافٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وغَيْثٌ جِوَرٌّ مِثَالُ هِجَفٍّ أَي شَدِيدُ صَوْتِ الرَّعْدِ، وبازِلٌ جِوَرٌّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: زَوْجُكِ يَا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ، ... أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ

دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ، ... ثُمَّ شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ والجِوَرُّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. وَبَعِيرٌ جِوَرٌّ أَي ضَخَّمٌ؛ وأَنشد: بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والجَوَّارُ: الأَكَّارُ: التَّهْذِيبُ: الجَوَّارُ الَّذِي يَعْمَلُ لَكَ فِي كَرْمٍ أَو بُسْتَانٍ أَكَّاراً. والمُجَاوَرَةُ: الِاعْتِكَافُ فِي الْمَسْجِدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُجَاوِرُ بِحِراءٍ، وَكَانَ يُجَاوِرُ فِي الْعَشْرِ الأَواخر مِنْ رَمَضَانٍ أَي يَعْتَكِفُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءَ: وَسُئِلَ عَنِ المُجَاوِرِ يَذْهَبُ لِلْخَلَاءِ يَعْنِي الْمُعْتَكِفَ. فأَما المُجاوَرَةُ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَيُرَادُ بِهَا المُقَامُ مُطْلَقًا غَيْرَ مُلْتَزِمٍ بِشَرَائِطَ الِاعْتِكَافِ الشَّرْعِيِّ. والإِجارَةُ، فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ: أَن تَكُونَ الْقَافِيَةُ طَاءً والأُخرى دَالًا وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَغَيْرُهُ يُسَمِّيهِ الإِكْفاءَ. وَفِي الْمُصَنَّفِ: الإِجازة، بِالزَّايِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي أَجز. ابن الأَعرابي: جُرْ جُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدو. والجارُ: مَوْضِعٌ بِسَاحِلِ عُمانَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الجارِ، هُوَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، مَدِينَةٌ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَدِينَةِ الرَّسُولِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يوم وَلَيْلَةٌ. وجيرانُ: مَوْضِعٌ «1»؛ قَالَ الرَّاعِي: كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ ... مِنْ وَحْشِ جِيرانَ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ وجُورُ: مَدِينَةٌ، لَمْ تُصْرَفْ لِمَكَانِ الْعُجْمَةِ. الصِّحَاحُ: جُورُ اسْمُ بلد يذكر ويؤنث. جير: جَيْرِ: بِمَعْنَى أَجَلْ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: قَالَتْ: أَراكَ هارِباً لِلْجَوْرِ ... مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ؟ قُلْتُ: جَيْرِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَرَّكُوهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وإِلا فَحُكْمُهُ السُّكُونُ لأَنه كَالصَّوْتِ. وجَيْرِ: بِمَعْنَى الْيَمِينِ، يُقَالُ: جَيْرِ لَا أَفعل كَذَا وَكَذَا. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَيْرَ، بِالنَّصْبِ، مَعْنَاهَا نَعَمْ وأَجَلْ، وَهِيَ خَفْضٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ فِي الْخَفْضِ بِلَا تَنْوِينٍ. شَمِرٌ: لَا جَيْرِ لَا حَقّاً. يُقَالُ: جَيْرِ لَا أَفعل ذَلِكَ وَلَا جَيْر لَا أَفعل ذَلِكَ، وَهِيَ كَسْرَةٌ لَا تَنْتَقِلُ؛ وأَنشد: جَامِعُ قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ يَدْعُو جَيْرِ، ... وَلَيْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلى جَيْرِ قَالَ ابْنُ الأَنباري: جَيْرِ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْيَمِينِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ جَيْرِ لَا آتِيكَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، يَمِينٌ لِلْعَرَبِ وَمَعْنَاهَا حَقًّا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقُلْنَ عَلى الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ: ... أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَعاثِرُهْ والجَيَّارُ: الصَّارُوجُ. وَقَدْ جَيَّرَ الحوضَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِيها، وإِنْ تَقِظْ ... تُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِيِّ المُجَيَّرا «2» . ابْنُ الأَعرابي: إِذا خُلط. الرَّمادُ بالنُّورَةِ والجِصِّ فَهُوَ الجَيَّارُ؛ وَقَالَ الأَخطل يَصِفُ بَيْتًا: بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا، ... بَعْدَ الرَّبالَةِ، تَرْحالي وتَسْيَارِي كأَنها بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُهُ، ... لُزَّ بِطِينٍ وآجُرٍّ وجَيَّارِ وَالْهَاءُ فِي كأَنها ضَمِيرُ نَاقَتِهِ، شَبَّهَهَا بِالْبُرْجِ فِي صَلَابَتِهَا وقُوَّتها. والحُرَّةُ: النَّاقَةُ الْكَرِيمَةُ. وأَتانُ الضَّحْلِ:

_ (1). قوله: [وجيران موضع] في ياقوت جيران، بفتح الجيم وسكون الياء: قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان؛ وجيران، بكسر الجيم: جزيرة في البحر بين البصرة وسيراف، وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان. انتهى. باختصار (2). قوله: [إِذا ما شتت إلخ] كذا في الأصل

فصل الحاء المهملة

الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ المُلَمْلَمَةُ. وَالضَّحْلُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ. والرَّبالة: السِّمَن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه مَرَّ بِصَاحِبِ جِير قَدْ سَقَطَ فأَعانه ؛ الجِيرُ: الجِصُّ فإِذا خُلِطَ بِالنُّورَةِ فَهُوَ الجَيَّارُ، وَقِيلَ: الجَيَّار النُّورَةُ وَحْدَهَا. والجَيَّارُ: الَّذِي يَجِدُ فِي جَوْفِهِ حَرّاً شَدِيدًا. والجائِرُ والجَيَّارُ: حَرٌّ فِي الحَلْقِ والصَّدْرِ مِنْ غَيْظٍ أَو جُوعٍ؛ قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ لأَبي ذُؤَيْبٍ: كأَنما بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ، ... مِن جُلْبَةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ وَفِي الصِّحَاحِ: قَدْ حَالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِهِ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي الْجَائِرِ: فَلَمَّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً، ... تَعَرَّضَ لِي دونَ التَّرائبِ جَائرُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الظَّاهِرُ فِي جَيَّارٍ أَن يَكُونَ فَعَّالًا كالكَلَّاءِ والجَبَّانِ؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فَيْعالًا كخَيْتامٍ وأَن يَكُونَ فَوْعالًا كَتَوْرابٍ. والجَيَّارُ: الشِّدَّةُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ بَيْتَ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ. فصل الحاء المهملة حبر: الحِبْرُ: الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَمَوْضِعُهُ المِحْبَرَةُ، بِالْكَسْرِ «1». ابْنُ سِيدَهْ: الحِبْرُ الْمِدَادُ. والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِم، ذِمِّيًّا كَانَ أَو مُسْلِمًا، بَعْدَ أَن يَكُونَ مِنْ أَهل الْكِتَابِ. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الحِبْرُ والحَبْرُ فِي الجَمالِ والبَهاء. وسأَل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ كَعْبًا عَنِ الحِبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، وَجَمْعُهُ أَحْبَارٌ وحُبُورٌ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ، ... كذاكَ الدَّهْرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ وَكُلُّ مَا حَسُنَ مِنْ خَطٍّ أَو كَلَامٍ أَو شِعْرٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَكَانَ يُقَالُ لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: مُحَبِّرٌ، لِتَحْسِينِهِ الشِّعْرَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ والمَنْطِقِ. وَتَحْبِيرُ الْخَطِّ والشِّعرِ وَغَيْرِهِمَا: تَحْسِينُهُ. اللَّيْثُ: حَبَّرْتُ الشِّعْر والكلامَ حَسَّنْتُه، وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: لَوْ عَلِمْتُ أَنك تَسْمَعُ لِقِرَاءَتِي لحَبَّرْتُها لَكَ تَحْبِيراً ؛ يُرِيدُ تَحْسِينَ الصَّوْتِ. وحَبَّرتُ الشَّيْءَ تَحْبِيراً إِذا حَسَّنْتَه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن الْفُقَهَاءَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِمْ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ حَبْرٌ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ حِبْرٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما هُوَ حِبْرٌ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَفصح، لأَنه يُجْمَعُ عَلَى أَفْعالٍ دُونَ فَعْلٍ، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلْعَالِمِ، وإِنما قِيلَ كَعْبُ الحِبْرِ لِمَكَانِ هَذَا الحِبْرِ الَّذِي يَكْتُبُ بِهِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ صَاحِبَ كُتُبٍ. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي لَا أَدري أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْر لِلرَّجُلِ الْعَالِمِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه الحَبر، بِالْفَتْحِ، وَمَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِتَحْبِيرِ الْكَلَامِ وَالْعِلْمِ وَتَحْسِينِهِ. قَالَ: وَهَكَذَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُونَ كُلُّهُمْ، بِالْفَتْحِ. وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يَقُولُ: وَاحِدُ الأَحْبَارِ حَبْرٌ لَا غَيْرُ، وَيُنْكِرُ الحِبْرَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حِبْرٌ وحَبْرٌ لِلْعَالِمِ، وَمِثْلُهُ بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحِبْرُ والحَبْرُ وَاحِدُ أَحبار الْيَهُودِ، وَبِالْكَسْرِ أَفصح؛ وَرَجُلٌ حِبْرٌ نِبْرٌ؛ وقال الشماخ:

_ (1). قوله: [وموضعه المحبرة بالكسر] عبارة المصباح: وفيها ثلاث لغات أجودها فتح الميم والباء، والثانية ضم الباء، والثالثة كسر الميم لأَنها آلة مع فتح الباء

كَمَا خَطَّ عِبْرانِيَّةً بِيَمِينِهِ ... بِتَيْماءَ حَبْرٌ، ثُمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا رَوَاهُ الرُّوَاةُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الْحَبْرُ، بِالْفَتْحِ، وَمَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِتَحْبِيرِ الْكَلَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُمِّيَتْ سُورةَ الْمَائِدَةِ وسُورَةَ الأَحبار لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهَا: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ ؛ وَهُمُ الْعُلَمَاءُ، جَمْعُ حِبْرٍ وحَبْر، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، وَكَانَ يُقَالُ لِابْنِ عَبَّاسٍ الحَبْرُ والبَحْرُ لِعِلْمِهِ؛ وَفِي شِعْرِ جَرِيرٍ: إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ ... لَا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ أَي لَا يَفِيانِ بِالْعُهُودِ، يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ. والتَّحْبِيرُ: حُسْنُ الْخَطِّ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ فِيمَا رَوَى سَلَمَةُ عَنْهُ: كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ، يَوْماً، ... يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَعْبُ الحِبْرِ كأَنه مِنْ تَحْبِيرِ الْعِلْمِ وَتَحْسِينِهِ. وسَهْمٌ مُحَبَّر: حَسَنُ البَرْي. والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ، كُلُّ ذَلِكَ: الحُسْنُ وَالْبَهَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَهَاءِ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه ؛ أَي لَوْنُهُ وَهَيْئَتُهُ، وَقِيلَ: هَيْئَتُهُ وسَحْنَاؤُه، مِنْ قَوْلِهِمْ جَاءَتِ الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ وأَثَرُ النِّعْمَةِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كَانَ جَمِيلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر وَذَكَرَ زَمَانًا: لَبِسْنا حِبْرَه، حَتَّى اقْتُضِينَا ... لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا أَي لَبِسْنَا جَمَالَهُ وَهَيْئَتَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الحَبْر والسَّبْرِ، بِالْفَتْحِ أَيضاً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مَصْدَرُ حَبَرْتُه حَبْراً إِذا حَسَّنْتَهُ، والأَوّل اسْمٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ حَسَنُ الحِبْر والسِّبْر أَي حَسَنُ الْبَشَرَةِ. أَبو عَمْرٍو: الحِبْرُ مِنَ النَّاسِ الدَّاهِيَةُ وَكَذَلِكَ السِّبْرُ. والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور، كُلُّهُ: السُّرور؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: الحمدُ للهِ الَّذِي أَعْطى الحَبَرْ وَيُرْوَى الشَّبَرْ مِن قَوْلِهِمْ حَبَرَني هَذَا الأَمْرُ حَبْراً أَي سَرَّنِي، وَقَدْ حُرِّكَ الْبَاءُ فِيهِمَا وأَصله التَّسْكِينُ؛ وَمِنْهُ الحَابُورُ: وَهُوَ مَجْلِسُ الفُسَّاق. وأَحْبَرَني الأَمرُ: سَرَّني. والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النَّعْمَةُ، وَقَدْ حُبِرَ حَبْراً. وَرَجُلٌ يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ مِنَ الحُبُورِ. أَبو عَمْرٍو: اليَحْبُورُ النَّاعِمُ مِنَ الرِّجَالِ، وَجَمْعُهُ اليَحابِيرُ مأْخوذ مِنَ الحَبْرَةِ وَهِيَ النِّعْمَةُ؛ وحَبَرَه يَحْبُره، بِالضَّمِّ، حَبْراً وحَبْرَةً، فَهُوَ مَحْبُور. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ؛ أَي يُسَرُّونَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ وَيُكْرَمُونَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ إِن الحَبْرَةَ هَاهُنَا السَّمَاعُ فِي الْجَنَّةِ. وَقَالَ: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَةِ كُلُّ نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ مُحَسَّنَةٍ. وَقَالَ الأَزهري: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَةِ النَّعمَةُ التَّامَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ أَهل الْجَنَّةِ: فرأَى مَا فِيهَا مِنَ الحَبْرَة وَالسُّرُورِ ؛ الحَبْرَةُ، بِالْفَتْحِ: النَّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ، وَكَذَلِكَ الحُبُورُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ: آلُ عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَة أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ وَالسُّرُورِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ ؛ مَعْنَاهُ تُكْرَمُونَ إِكراماً يُبَالَغُ فِيهِ. والحَبْرَة: الْمُبَالَغَةُ فِيمَا وُصِفَ بِجَمِيلٍ، هَذَا نَصُّ قَوْلِهِ. وشَيْءٌ حِبرٌ: ناعمٌ؛ قَالَ المَرَّارُ العَدَوِيُّ:

قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِنْ أَفْنَانِهِ، ... كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ مِنْهُ حَبِرْ وَثَوْبٌ حَبِيرٌ: جَدِيدٌ نَاعِمٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ قَوْسًا كَرِيمَةً عَلَى أَهلها: إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ ... حَبِيراً، وَلَمْ تُدْرَجْ عَلَيْهَا المَعَاوِزُ وَالْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ. والحَبِيرُ: السَّحَابُ، وَقِيلَ: الحَبِيرُ مِنَ السَّحَابِ الَّذِي ترى فيه كالتَّثْمِيرِ مِنْ كَثْرَةِ مَائِهِ. قَالَ الرِّياشي: وأَما الحَبِيرُ بِمَعْنَى السَّحَابِ فَلَا أَعرفه؛ قَالَ فإِن كَانَ أَخذه مِنْ قَوْلِ الْهُذَلِيِّ: تَغَذَّمْنَ فِي جَانِبَيْهِ الخَبِيرَ ... لَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا فَهُوَ بِالْخَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَكَانِهِ. والحِبَرَةُ، والحَبَرَةُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ مُنَمَّر، وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وحِبَرات. اللَّيْثُ: بُرُودٌ حِبَرةٌ ضَرْبٌ مِنَ الْبُرُودِ الْيَمَانِيَةِ. يُقَالُ: بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة، مِثْلُ عِنَبَةٍ، عَلَى الْوَصْفِ والإِضافة؛ وبُرُود حِبَرَةٌ. قَالَ: وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَو شَيْئًا مَعْلُومًا إِنما هُوَ وَشْيٌ كَقَوْلِكَ ثَوْب قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا خَطَبَ خَدِيجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وأَجابته استأْذنت أَباها فِي أَن تَتَزَوَّجَهُ، وَهُوَ ثَمِلٌ، فأَذن لَهَا فِي ذَلِكَ وَقَالَ: هُوَ الفحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنفُهُ، فَنَحَرَتْ بَعِيرًا وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ بُرْداً أَحْمَرَ، فَلَمَّا صَحَا مِنْ سُكْرِهِ قَالَ: مَا هَذَا الحَبِيرُ وَهَذَا العَبِيرُ وَهَذَا العَقِيرُ ؟ أَراد بِالْحَبِيرِ الْبُرْدَ الَّذِي كَسَتْهُ، وَبِالْعَبِيرِ الخَلُوقَ الَّذِي خَلَّقَتْهُ، وَبِالْعَقِيرِ البعيرَ المَنْحُورَ وَكَانَ عُقِرَ ساقُه. وَالْحَبِيرُ مِنَ الْبُرُودِ: مَا كَانَ مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطعمنا الخَمِير وأَلبسنا الْحَبِيرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: حِينَ لَا أَلْبَسُ الحَبيرَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْحَوَامِيمِ فِي الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ فِي الثِّيَابِ. والحِبْرُ: بِالْكَسْرِ: الوَشْيُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والحِبْرُ والحَبَرُ: الأَثَرُ مِنَ الضَّرْبَة إِذا لَمْ يَدُمْ، وَالْجَمْعُ أَحْبَارٌ وحُبُورٌ، وَهُوَ الحَبَارُ والحِبار. الْجَوْهَرِيُّ: والحَبارُ الأَثَرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا، ... أَلا تَرى حِبَارَ [حَبَارَ] مَنْ يَسْقِيها؟ وَقَالَ حميد الأَرقط: وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ، ... وَلَا لِحَبْلَيْهِ بِهَا حَبَارُ والجمعُ حَبَاراتٌ وَلَا يُكَسَّرُ. وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جِلْدَهُ وَبِجِلْدِهِ: أَثرت فِيهِ. وحُبِرَ جِلْدُه حَبْراً إِذا بَقِيَتْ لِلْجُرْحِ آثَارٌ بَعْدَ البُرْء. والحِبَارُ والحِبْرُ: أَثر الشَّيْءِ. الأَزهري: رَجُلٌ مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت الْبَرَاغِيثُ جِلْدَه فَصَارَ لَهُ آثَارٌ فِي جِلْدِهِ؛ وَيُقَالُ: بِهِ حُبُورٌ أَي آثَارٌ. وَقَدْ أَحْبَرَ بِهِ أَي تَرَكَ بِهِ أَثراً؛ وأَنشد لمُصَبِّحِ بْنِ مَنْظُورٍ الأَسَدِي، وَكَانَ قَدْ حَلَقَ شَعْرَ رأْس امرأَته، فَرَفَعَتْهُ إِلى الْوَالِي فَجَلَدَهُ وَاعْتَقَلَهُ، وَكَانَ لَهُ حِمَارٌ وجُبَّة فَدَفَعَهُمَا لِلْوَالِي فَسَرَّحَهُ: لَقَدْ أَشْمَتَتْ بِي أَهْلَ فَيْدٍ، وغادَرَتْ ... بِجِسْمِيَ حِبْراً، بِنْتُ مَصَّانَ، بادِيَا وَمَا فَعَلتْ بِي ذَاكَ، حَتَّى تَرَكْتُها ... تُقَلِّبُ رَأْساً، مِثْلَ جُمْعِيَ، عَارِيَا وأَفْلَتَني مِنْهَا حِماري وَجُبَّتي، ... جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا

وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جَدِيدٌ. والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ، كُلُّ ذَلِكَ: صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذَا أُشُرٍ، ... كَعارِضِ البَرْق لَمْ يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا قَالَ شَمِرٌ: أَوّله الحِبْرُ [الحَبْرُ] وَهِيَ صُفْرَةٌ، فإِذا اخْضَرَّ، فَهُوَ القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ عَلَى اللِّثَةِ حَتَّى تَظْهَرَ الأَسْناخ، فَهُوَ الحَفَرُ والحَفْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحِبِرَة، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَالْبَاءِ، القَلَح فِي الأَسنان، وَالْجَمْعُ بِطَرْحِ الْهَاءِ فِي الْقِيَاسِ، وأَما اسْمُ الْبَلَدِ فَهُوَ حِبِرٌّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ. وَقَدْ حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مِثَالُ تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ، وَقِيلَ: الحبْرُ الْوَسَخُ عَلَى الأَسنان. وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ، وَقِيلَ: أَي بَرِئَ وَبَقِيَتْ لَهُ آثَارٌ. والحَبِيرُ: اللُّغام إِذا صَارَ عَلَى رأْس الْبَعِيرِ، وَالْخَاءُ أَعلى؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَبِيرُ لُغامُ الْبَعِيرِ. وَقَالَ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الحَبِيرُ مِنْ زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار عَلَى رأْس الْبَعِيرِ، ثُمَّ قَالَ الأَزهري: صَحَّفَ اللَّيْثُ هَذَا الْحَرْفَ، قَالَ: وَصَوَابُهُ الْخَبِيرُ، بِالْخَاءِ، لِزَبَدِ أَفواه الإِبل، وَقَالَ: هَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ الرِّياشِي قَالَ: الْخَبِيرُ الزَّبَدُ، بِالْخَاءِ. وأَرض مِحْبَارٌ: سَرِيعَةُ النَّبَاتِ حَسَنَتُهُ كَثِيرَةُ الكلإِ؛ قَالَ: لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ، ... وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ الَّتِي بِبُطُونِ الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها، فَتِلْكَ المَحابِيرُ. وَقَدْ حَبِرَت الأَرض، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وأَحْبَرَتْ؛ والحَبَارُ: هَيْئَةُ الرَّجُلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، حَكَاهُ عَنْ أَبي صَفْوانَ؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَهُ: أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ حَبَارُ هُنَا اسْمُ نَاقَةٍ، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. والحُبْرَةُ: السِّلْعَةُ تَخْرُجُ فِي الشَّجَرِ أَي العُقْدَةُ تُقْطَعُ ويُخْرَطُ مِنْهَا الْآنِيَةُ. والحُبَارَى: ذَكَرُ الخَرَبِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحُبَارَى طَائِرٌ، وَالْجَمْعُ حُبَارَيات «2». وأَنشد بَعْضُ الْبَغْدَادِيِّينَ فِي صِفَةِ صَقْرٍ: حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يُكَسَّرْ عَلَى حَبَارِيَّ وَلَا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها. الْجَوْهَرِيُّ: الحُبَارَى طَائِرٌ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، وَاحِدُهَا وَجَمْعُهَا سَوَاءٌ. وَفِي الْمَثَلِ: كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّ ولَدَهُ حَتَّى الحُبَارَى، لأَنها يُضْرَبُ بِهَا المَثلُ فِي المُوقِ فَهِيَ عَلَى مُوقها تُحِبُّ وَلَدَهَا وَتُعَلِّمُهُ الطَّيَرَانَ، وأَلفه لَيْسَتْ للتأْنيث «3». وَلَا للإِلحاق، وإِنما بُنِيَ الِاسْمُ عَلَيْهَا فَصَارَتْ كأَنها مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ لَا تَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ أَي لَا تُنَوَّنُ. والحبْرِيرُ والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ: وَلَدُ الحُبَارَى؛ وَقَوْلُ أَبي بردة:

_ (2). عبارة المصباح: الحبارى طائر معروف، وهو على شكل الأوزة، برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً، والجمع حبابير وحباريات على لفظه أَيضاً (3). قوله: [وألفه ليست للتأنيث] قال الدميري في حياة الحيوان بعد أن ساق عبارة الجوهري هذه، قلت: وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني، ولو لم تكن له لانصرفت انتهى. ومثله في القاموس. قال شارحه: ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير، والجواب عنه عسير

بازٌ جَرِيءٌ عَلَى الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ، ... وَمِنْ حَبَابِيرِ ذِي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: هُوَ جَمْعُ الحُبَارَى، وَالْقِيَاسُ يَرُدُّهُ، إِلا أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ. الأَزهري: وَلِلْعَرَبِ فِيهَا أَمثال جَمَّةٌ، مِنْهَا قَوْلُهُمْ: أَذْرَقُ مِنْ حُبَارَى، وأَسْلَحُ مِنْ حُبَارَى، لأَنها تَرْمِي الصَّقْرَ بسَلْحها إِذا أَراغها لِيَصِيدَهَا فَتُلَوِّثُ رِيشَهُ بِلَثَقِ سَلْحِها، وَيُقَالُ: إِن ذَلِكَ يَشْتَدُّ عَلَى الصَّقْرِ لِمَنْعِهِ إِياه مِنَ الطَّيَرَانِ؛ وَمِنْ أَمثالهم فِي الْحُبَارَى: أَمْوَقُ مِنَ الحُبَارَى؛ ذَلِكَ أَنَّهَا تأْخذ فَرْخَهَا قَبْلَ نَبَاتِ جَنَاحِهِ فَتَطِيرُ مُعَارِضَةً لَهُ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهَا الطَّيَرَانَ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ فِي الْعَرَبِ: كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَهُ حَتَّى الْحُبَارَى ويَذِفُّ عَنَدَهُ. وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ يَذِفُّ عَنَدَهُ أَي تَطِيرُ عَنَدَهُ أَي تُعَارِضُهُ بِالطَّيَرَانِ، وَلَا طَيَرَانَ لَهُ لِضَعْفِ خَوَافِيهِ وَقَوَائِمِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: خَصَّ الْحُبَارَى بِالذِّكْرِ فِي قَوْلِهِ حَتَّى الْحُبَارَى لأَنها يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الحُمْق، فَهِيَ عَلَى حُمْقِهَا تُحِبُّ وَلَدَهَا فَتُطْعِمُهُ وَتُعَلِّمُهُ الطَّيَرَانَ كَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ. وَقَالَ الأَصمعي: فُلَانٌ يُعَانِدُ فُلَانًا أَي يَفْعَلُ فِعْلَهُ وَيُبَارِيهِ؛ وَمِنْ أَمثالهم فِي الْحُبَارَى: فلانٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبارَى، وَذَلِكَ أَنها تَحْسِرُ مَعَ الطَّيْرِ أَيام التَّحْسير، وَذَلِكَ أَن تُلْقِيَ الرِّيشَ ثُمَّ يُبْطِئُ نَبَاتُ رِيشِهَا، فإِذا طَارَ سَائِرُ الطَّيْرِ عَجَزَتْ عَنِ الطَّيَرَانِ فَتَمُوتُ كَمَدًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الأَسود الدُّؤَلي: يَزِيدُ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى، ... إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُ أَي يَمُوتُ أَو يَقْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ. قَالَ الأَزهري: وَالْحُبَارَى لَا يَشْرَبُ الْمَاءَ وَيَبِيضُ فِي الرِّمَالِ النَّائِيَةِ؛ قَالَ: وَكُنَّا إِذا ظَعَنَّا نَسِيرُ فِي جِبَالِ الدَّهْنَاءِ فَرُبَّمَا الْتَقَطْنَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مِنْ بَيْضِهَا مَا بَيْنَ الأَربع إِلى الثَّمَانِي، وَهِيَ تَبِيضُ أَربع بَيْضَاتٍ، وَيَضْرِبُ لَوْنُهَا إِلى الزُّرْقَةِ، وَطَعْمُهَا أَلذ مِنْ طَعْمِ بَيْضِ الدَّجَاجِ وَبَيْضِ النَّعَامِ، قَالَ: وَالنَّعَامُ أَيضاً لَا تَرِدُ الْمَاءَ وَلَا تَشْرَبُهُ إِذا وَجَدَتْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: إِن الْحُبَارَى لَتَمُوتُ هُزالًا بِذَنْبِ بَنِي آدَمَ ؛ يَعْنِي أَن اللَّهَ تَعَالَى يَحْبِسُ عَنْهَا الْقَطْرُ بِشُؤْمِ ذُنُوبِهِمْ، وإِنما خَصَّهَا بِالذِّكْرِ لأَنها أَبعد الطَّيْرِ نُجْعَةً، فَرُبَّمَا تُذْبَحُ بِالْبَصْرَةِ فَتُوجَدُ فِي حَوْصَلَتِهَا الْحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ، وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ وَبَيْنَ مَنَابِتِهَا مَسِيرَةُ أَيام كَثِيرَةٍ. واليَحبُورُ: طَائِرٌ. ويُحابِرٌ: أَبو مُرَاد ثُمَّ سُمِّيَتِ الْقَبِيلَةُ يُحَابِرُ؛ قَالَ: وَقَدْ أَمَّنَتْني، بَعْدَ ذَاكَ، يُحابِرٌ ... بِمَا كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا وحِبِرٌّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: اسْمُ بَلَدٍ، وَكَذَلِكَ حِبْرٌ. وحِبْرِيرٌ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ. وَمَا أَصبت مِنْهُ حَبَرْبَراً أَي شَيْئًا، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ؛ التَّمْثِيلُ لِسِيبَوَيْهِ وَالتَّفْسِيرُ لِلسِّيرَافِيِّ. وَمَا أَغنى فلانٌ عَنِّي حَبَرْبَراً أَي شَيْئًا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ: أَمانِيُّ لَا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا وَمَا عَلَى رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي مَا عَلَى رأْسه شَعْرَةٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَصاب مِنْهُ حَبَرْبَراً وَلَا تَبَرْبَراً وَلَا حَوَرْوَراً أَي مَا أَصاب مِنْهُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: مَا فِي الَّذِي تَحَدَّثْنَا بِهِ حَبَرْبَرٌ أَي شَيْءٌ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ مَا لَهُ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَوَرْوَرٌ. وَقَالَ الأَصمعي: مَا أَصبت مِنْهُ حَبَرْبَراً وَلَا حَبَنْبَراً أَي مَا أَصبت مِنْهُ شَيْئًا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبَنْبَرٌ، وَهُوَ أَن يُخْبِرَكَ بِشَيْءٍ فَتَقُولُ: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ. وَيُقَالُ لِلْآنِيَةِ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا الحِبْرُ مِنْ خَزَفٍ كَانَ

أَو مِنْ قَوارِير: مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كَمَا يُقَالُ مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: مَوْضِعُ الحِبْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ المِحْبَرَة، بِالْكَسْرِ. وحِبِرٌّ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ فِي الْبَادِيَةِ. وأَنشد شَمِرٌ عَجُزَ بَيْتٍ: فَقَفا حِبِرّ. الأَزهري: فِي الْخُمَاسِيِّ الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ، وَقَالَ: هَذِهِ ثُلَاثِيَّةُ الأَصل أُلحقت بِالْخُمَاسِيِّ لِتَكْرِيرِ بَعْضِ حُرُوفِهَا. والمُحَبَّرُ: فَرَسُ ضِرَارِ بْنِ الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ. أَبو عَمْرٍو: الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير. حبتر: الحَبْتَرُ والحُباتِرُ: الْقَصِيرُ كالحَتْرَبِ، وَكَذَلِكَ البُحْتُر، والأُنثى حَبْتَرَة. والحَبْتَرُ: مِنْ أَسماء الثَّعَالِبِ. وحَبْتَرٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: فأَومأْتُ إِيماءً خَفِيّاً لحَبْتَرٍ، ... ولِلَّهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أَيَّما فَتَى حبجر: الحِبَجْرُ والحِبْجَرُ: الوَتَرُ الْغَلِيظُ؛ قَالَ: أَرْمِي عَلَيْهَا وهْيَ شيءٌ بُجْرُ، ... والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ حِبَجْرُ، وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وشِبْرُ والحُباجِرُ كَذَلِكَ، وَلَمْ يُعَيِّن أَبو عُبَيْدٍ الحِبَجْرَ مِنْ أَي نَوْعٍ هُوَ إِنما قَالَ: الحِبَجْرُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، الغليظُ؛ وَقَدِ احْبَجَرَّ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِهِ: يُخْرِجُ مِنْهَا ذَنَباً حُناجِرا بِالنُّونِ، فَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي ذَنَباً حُباجراً، بِالْبَاءِ، كَمَا تَقَدَّمَ وَهُوَ الْغَلِيظُ. والحُبْجُرُ والحُباجِرُ: ذَكَرُ الحُبارَى. والمُحْبَنْجِرُ: الْمُنْتَفِخُ غَضَبًا. واحْبَنْجَرَ أَي انْتَفَخَ من الغضب. حبقر: الأَزهري: يُقَالُ إِنه لأَبْرَد مِنْ عَبْقُرٍّ وأَبْرَدُ مِنْ حَبْقُرٍّ وأَبرد مِنْ عَضْرَسٍ؛ قَالَ: والعَبْقُرُّ والحَبْقُرُّ والعَضْرَسُ البَرَدُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عبقر عَمَّا جَاءَ فِي الْمَثَلِ مِنْ قَوْلِهِمْ: هُوَ أَبْرَدُ مِنْ عَبْقُرٍّ، قَالَ: وَيُقَالُ حَبْقُرّ كأَنهما كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا وَاحِدَةً، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ عبقر. حبكر: حَبَوْكَرَى والحَبَوْكَرَى وحَبَوْكَرٌ وأُمُّ حَبَوْكَرٍ وأُم حَبَوكَرَى، وأُم حَبَوْكَرَان: الدَّاهِيَةُ. وَجَاءَ فلانٌ بأُمِّ حَبَوْكَرَى أَي بِالدَّاهِيَةِ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: فَلَمَّا غَسَا لَيْلِي، وأَيْقَنْتُ أَنها ... هِيَ الأُرَبَى، جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى الْفَرَّاءُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي أُم حَبَوْكَرَى وَأُمِّ حَبَوْكَرٍ وحَبَوْكَرَان، ويُلقى مِنْهَا أُمّ فَيُقَالُ: وَقَعُوا فِي حَبَوْكَرٍ. الْجَوْهَرِيُّ: أُمُّ حَبَوْكَرَى هُوَ أَعظم الدَّوَاهِي. والحَبَوكَرُ: رملٌ يَضِلُّ فِيهِ السَّالِكُ. والحَبَوْكَرَى: الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ. والحَبَوْكَرَى أَيضاً: مَعْرَكَةُ الْحَرْبِ بَعْدَ انْقِضَائِهَا. وَيُقَالُ: مررتُ عَلَى حَبَوْكَرَى مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَاتٍ مِنْ أُمَم شَتَّى لَا نحور فِيهِمْ شَيْءٌ وَلَا بَسَرَ «4». بِهِمْ شَيْءٌ. اللَّيْثُ: حَبَوْكَرٌ دَاهِيَةٌ وَكَذَلِكَ الحَبَوْكَرَى. وَيُقَالُ: جَمَلٌ حَبَوْكَرَى، والأَلف زَائِدَةٌ، بُنِيَ الِاسْمُ عَلَيْهَا لأَنك تَقُولُ للأُنثى حَبَوْكَراة، وَكُلُّ أَلف للتأْنيث لَا يَصِحُّ دُخُولُ هَاءِ التأْنيث عَلَيْهَا، وَلَيْسَتْ أَيضاً للإِلحاق لأَنه لَيْسَ لَهُ مِثَالٌ مِنَ الأُصول فَيَلْحَقُ بِهِ. وَفِي النَّوَادِرِ. يُقَالُ تَحَبْكَرُوا فِي الأَرض إِذا تَحَيَّرُوا. وتَحبْكَرَ الرَّجُلُ فِي طَرِيقِهِ: مِثْلُهُ، إِذا تَحَيَّرَ. اللَّيْثُ فِي

_ (4). قوله: [نحور إلخ ولا بسر إلخ] كذا بالأصل بدون نقط

النَّوَادِرِ: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُه حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُهُ دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصَرْتُه وكَرْكَرْتُهُ إِذا جَمَعْتَهُ وَرَدَدْتَ أَطراف مَا انْتَشَرَ منه وكذلك كَبْكَبْتُه. حبنبر: الأَزهري عَنِ الأَصمعي: مَا أَصبت مِنْهُ حَبَرْبَراً وَلَا حَبَنْبَراً أَي مَا أَصبت مِنْهُ شَيْئًا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبَنْبَرٌ وَهُوَ أَن يُخْبِرَكَ بِشَيْءٍ فَتَقُولُ: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ، وَاللَّهُ أَعلم. حتر: حَتارُ كُلِّ شَيْءٍ: كِفَافُه وَحَرْفُهُ وَمَا اسْتَدَارَ بِهِ كَحَتَارِ الأُذن وَهُوَ كِفافُ حُرُوفِ غَراضِيفِها. وحَتارُ الْعَيْنِ: وَهِيَ حُرُوفُ أَجفانها الَّتِي تَلْتَقِي عِنْدَ التَّغْمِيضِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَتارُ مَا اسْتَدَارَ بِالْعَيْنِ مِنْ زِيقِ الجَفْنِ مِنْ بَاطِنٍ. وحَتارُ الظُّفْر: وَهُوَ مَا يُحِيطُ بِهِ مِنَ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ مَا يُحِيطُ بالخِباء، وَكَذَلِكَ حَتارُ الغِربالِ والمُنْخُلِ. وحَتارُ الاسْتِ: أَطراف جِلْدَتِهَا، وَهُوَ مُلْتَقَى الْجِلْدَةِ الظَّاهِرَةِ وأَطرَاف الخَوْرانِ، وَقِيلَ: هِيَ حُرُوفُ الدُّبُرِ؛ وأَراد أَعرابيّ امرأَته فَقَالَتْ لَهُ: إِني حَائِضٌ، قَالَ: فأَين الهَنَةُ الأُخرَى؟ قَالَتْ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فَقَالَ: كلَّا وَرَبِّ البَيْتِ ذِي الأَستارِ، ... لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحَتَارِ، قَدْ يُؤْخَذُ الجَارُ بِجُرْمِ الجَارِ وحَتَارُ الدُّبُرِ: حَلْقَتُه. والحَتارُ: مَعْقِدُ الطُّنُبِ فِي الطَّرِيقة، وَقِيلَ: هُوَ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ الطِّرافُ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ حُتُرٌ. والحَتارُ والحِتْرُ: مَا يُوصَلُ بأَسفل الْخِبَاءِ إِذا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وقَلَصَ لِيَكُونَ سِتْراً؛ وَهِيَ الحُتْرَةُ أَيضاً. وحَتَر البيتَ حَتْراً: جَعَلَ لَهُ حَتاراً أَو حُتْرَةً. الأَزهري عَنِ الأَصمعي قَالَ: الحُتُرُ أَكِفَّةُ الشِّقاقِ، كلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا حَتارٌ، يَعْنِي شِقاقَ الْبَيْتِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَتارُ الكِفافُ وَكُلُّ مَا أَحاط بِالشَّيْءِ وَاسْتَدَارَ بِهِ فَهُوَ حَتارُه وكِفافُه. وحَتَرَ الشيءَ وأَحْتَرَه: أَحكمه. الأَزهري: أَحْتَرْتُ العُقْدَةَ إِحْتاراً إِذا أَحكمتها فَهِيَ مُحْتَرَةٌ. وَبَيْنَهُمْ عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قَدِ اسْتُوثِقَ مِنْهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وبالسَّفْحِ مِنْ شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحاربٌ ... شُجاعٌ، وذُو عَقْدٍ مِنَ القومِ مُحْتَرِ وحَتَرَ العُقْدَة أَيضاً: أَحكم عَقْدَها. وكلُّ شَدٍّ: حَتْرٌ؛ وَاسْتَعَارَهُ أَبو كَبِيرٍ للدَّيْنِ فَقَالَ: هَابوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كَأَنَّهُمْ، ... لَمَّا أُصيِبُوا، أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ وحَتَره يَحْتِرُه ويَحْتُرُه حَتْراً: أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه. والحَتْر: الأَكلُ الشديدُ. وَمَا حَتَرَ شَيْئًا أَي مَا أَكل. وحَتَرَ أَهله يَحْتِرُهُم ويَحْتُرُهُم حَتْراً وحُتُوراً: قَتَّرَ عَلَيْهِمُ النَّفقة، وَقِيلَ: كَساهم ومانَهُمْ. والحِتْرُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. وحَتَرَ الرجلَ حَتْراً: أَعطاه وأَطعمه، وَقِيلَ: قَلَّلَ عطاءَه أَو إِطعامه. وحَتَرَ لَهُ شَيْئًا: أَعطاه يَسِيرًا. وَمَا حَتَرَهُ شَيْئًا أَي مَا أَعطاه قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا. وأَحْتَرَ الرجلُ: قلَّ عَطَاؤُهُ. وأَحْتَرَ: قَلَّ خَيْرُهُ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، وأَنشد: إِذا مَا كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى، ... فَنَكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَناعِ أَي تَنَكَّبْ، وَالِاسْمُ الحِتْرُ. الأَصمعي عَنْ أَبي زَيْدٍ: حَتَرْتُ لَهُ شَيْئًا، بِغَيْرِ أَلف، فإِذا قَالَ: أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ، قَالَهُ بالأَلف؛ قَالَ: وَالِاسْمُ مِنْهُ الحِتْرُ؛ وأَنشد للأَعْلَمِ الهُذَلِيِّ:

إِذا النُّفَساءُ لَمْ تُخَرَّسْ بِبِكْرِها ... غُلاماً، وَلَمْ يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها قَالَ: وأَخبرني الإِيادِيُّ عَنْ شَمِرٍ: الحَاتِرُ المُعْطي؛ وأَنشد: إِذ لَا تَبِضُّ، إِلى الترائِكِ ... والضَّرَائِكِ، كَفُّ حاتِرْ قَالَ: وحَتَرْتُ أَعطيت. وَيُقَالُ: كَانَ عَطَاؤُكَ إِياه حَقْراً حَتْراً أَي قَلِيلًا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِلَّا قَليلًا مِنْ قَليلٍ حَتْرِ وأَحْتَرَ عَلَيْنَا رِزْقَنا أَي أَقَلَّه وحَبَسَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَتَرَهُ يَحْتِرُه ويَحْتُرُه إِذا كَسَاهُ وأَعطاه؛ قَالَ الشَّنْفَرَى: وأُمَّ عِيالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم، ... إِذا حَتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ والمُحْتِرُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يُعْطِي خَيْرًا وَلَا يُفْضِل عَلَى أَحد، إِنما هُوَ كَفَافٌ بكَفافٍ لَا يَنْفَلِتُ مِنْهُ شَيْءٌ. وأَحْتَرَ عَلَى نَفْسِهِ وأَهله أَي ضَيَّقَ عَلَيْهِمْ وَمَنَعَهُمْ. غَيْرُهُ: وأَحْتَرَ القومَ فَوَّتَ عَلَيْهِمْ طَعَامُهُمْ. والحِتْرُ، بِالْكَسْرِ: العَطِيَّةُ الْيَسِيرَةُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ. تَقُولُ: حَتَرْتُ لَهُ شَيْئًا أَحْتِرُ حَتْراً، فإِذا قَالُوا: أَقلّ وأَحْتَرَ، قَالُوهُ بالأَلف؛ قَالَ الشَّنْفَرَى: وأُم عِيَالٍ قَدْ شهدتُ تَقُوتُهُمْ، ... إِذا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ تَخافُ عَلَيْنَا العَيْلَ، إِن هِيَ أَكْثَرَتْ، ... ونَحْنُ جِيَاعٌ، أَيَّ أَوْلٍ تأَلَّتِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي شِعْرِ الشَّنْفَرَى: وأُمَّ عِيَالٍ، بِالنَّصْبِ، وَالنَّاصِبُ لَهُ شَهِدْتُ؛ وَيُرْوَى: وأُمِّ، بِالْخَفْضِ، عَلَى وَاوِ رُبَّ، وأَراد بأُم عِيَالٍ تأَبط شَرًّا، وَكَانَ طَعَامُهُمْ عَلَى يَدِهِ، وإِنما قَتَّرَ عَلَيْهِمْ خَوْفًا أَن تَطُولَ بِهِمُ الغَزاة فَيَفْنَى زَادُهُمْ، فَصَارَ لَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الأُم وَصَارُوا لَهُ بِمَنْزِلَةِ الأَولاد. وَالْعَيْلُ: الْفَقْرُ وَكَذَلِكَ الْعَيْلَةُ. والأَوْلُ: السِّيَاسَةُ. وتأَلت: تَفَعَّلَتْ مِنَ الأَوْلِ إِلا أَنه قُلِبَ فَصُيِّرَتِ الْوَاوُ فِي مَوْضِعِ اللَّامِ. والحُتْرَةُ والحَتِيرَةُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: الوكِيرَةُ، وَهُوَ طَعَامٌ يُصْنَعُ عِنْدَ بِنَاءِ الْبَيْتِ، وَقَدْ حَتَّرَ لَهُمْ. قَالَ الأَزهري: وأَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْفِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ حَثيرَةٌ، بِالثَّاءِ. وَيُقَالُ: حَتِّرْ لَنا أَي وَكِّرْ لَنَا، وَمَا حَتَرْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا أَي مَا ذُقْتُ. والحَتْرَةُ، بِالْفَتْحِ: الرَّضْعَةُ الْوَاحِدَةُ. والحَتْرُ: الذَّكَرُ مِنَ الثَّعَالِبِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الحَتْرَ بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَهُوَ منكر. حثر: الأَزهري: الحَثَرَةُ انْسِلاقُ العَيْنِ، وَتَصْغِيرُهَا حُثَيْرَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الحَثَرُ خُشُونَةٌ يَجِدُهَا الرَّجُلُ فِي عَيْنِهِ مِنَ الرَّمَصِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَخْرُجَ فِيهَا حَبٌّ أَحمر، وَهُوَ بَثْرٌ يَخْرُجُ فِي الأَجفان، وَقَدْ حَثِرَتْ عَيْنُهُ تَحْثَرُ. وحَثِرَ العَسَلُ حَثَراً: تحبب، وهو عسل حائِرٌ وحَثِرٌ. وحَثِرَ الدِّبْسُ حَثَراً: خَثُرَ وتَحَبَّبَ. وَطَعَامٌ حَثِرٌ: مُنْتَثِر لَا خَيْرَ فِيهِ إِذا جُمِعَ بِالْمَاءِ انْتَثَرَ مِنْ نَوَاحِيهِ، وَقَدْ حَثِرَ حَثَراً. الأَزهري: الدَّوَاءُ إِذا بُلَّ وعُجِنَ فَلَمْ يَجْتَمِعْ وَتَنَاثَرَ، فَهُوَ حَثِرٌ. ابْنُ الأَعرابي: حَثَّرَ الدَّواءَ إِذا حَبَّبَهُ، وحَثِرَ إِذا تَحَبَّبَ. وَفُؤَادٌ حَثِرٌ: لَا يَعِي شَيْئًا، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وأُذُنٌ حَثِرَةٌ إِذا لَمْ تَسْمَعْ سَمْعًا جَيِّداً. وَلِسَانٌ حَثِرٌ: لَا يَجِدُ طَعْمَ الطَّعَامِ. وحَثِرَ الشيءُ حَثَراً، فَهُوَ حَثِرٌ وحَثْرٌ: اتَّسَعَ. وحَثَرَةُ الغَضَا: ثَمَرَةٌ تَخْرُجُ فِيهِ أَيامَ الصَّفَرِيَّةِ تَسْمَنُ عَلَيْهَا الإِبل وتُلْبِنُ. وحَثَرَةُ الكَرم:

زَمَعَتُه بَعْدَ الإِكْماخِ. والحَثَرُ: حَبُّ العُنْقُود إِذا تَبَيَّنَ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والحَثَرُ مِنَ الْعِنَبِ: مَا لَمْ يُونِعْ وَهُوَ حَامِضٌ صُلْبٌ لَمْ يُشْكِلْ وَلَمْ يَتَمَوَّه. والحَثَرُ: حَبُّ الْعِنَبِ وَذَلِكَ بَعْدَ البَرَمِ حِينَ يَصِيرُ كالجُلْجُلانِ. والحَثَرُ: نَوْرُ الْعِنَبِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وحُثَارَةُ التِّبْنِ: حُطامه، لُغَةٌ فِي الحُثالَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. والحَوْثَرَةُ: الكَمَرَة. الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْثَرَةُ الفيْشَةُ الضَّخْمَةُ، وَهِيَ الكَوْشَلَةُ والفَيْشَلَةُ؛ والحَثَرَةُ مِنَ الجِبَأَةِ كأَنها تُرَابٌ مَجْمُوعٌ فإِذا قُلِعَتْ رأَيت الرَّمْلَ حَوْلَهَا. والحَثَرُ: ثَمَرُ الأَراك، وَهُوَ البَرِيرُ. وحَثِرَ الْجِلْدُ: بَثِرَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رَأَتْهُ شَيْخاً حَثِرَ المَلامِح وَهِيَ مَا حَوْلَ الْفَمِ «1». وَيُقَالُ: أَحْثَرَ النخلُ إِذا تَشَقَّقَ طَلْعُه وَكَانَ حَبُّهُ كالحَثَراتِ الصِّغَارِ قَبْلَ أَن تَصِيرَ حَصَلًا. وحَوْثَرَةُ: اسْمٌ. وَبَنُو حَوْثَرَةَ: بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسَ، وَيُقَالُ لَهُمُ الْحَوَاثِرُ، وَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ الْمُتَلَمِّسُ بِقَوْلِهِ: لَنْ يَرْحَضَ السَّوْآتِ عَنْ أَحْسابِكُمْ ... نَعَمُ الحَواثِر، إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: إِذ تُسَاقُ بِمَعْبَدِ. وَصَوَابُ إِنشاده: لِمَعْبَدِ، بِاللَّامِ، كَمَا أَنشدناه، ومَعْبَدٌ: هُوَ أَخو طَرَفَةَ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ لَمَّا قَتَلَ طَرَفَةَ ودَاهُ بِنَعَمٍ أَصابها مِنَ الحَواثِر وَسِيقَتْ إِلى مَعْبَدٍ. وحَوْثَرَةُ: هُوَ رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ أَن امرأَة أَتته بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَاسْتَامَتْ فِيهِ سِيمَةً غَالِيَةً، فَقَالَ لَهَا: لَوْ وضعتُ فِيهِ حَوْثَرَتي لَمَلَأَتْهُ، فَسُمِّيَ حَوْثَرَةَ. والحَوْثَرة: الحَشَفةُ رَأْسُ الذَّكَرِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حتر: الحَتِيرَة الْوَكِيرَةُ، وَهُوَ طَعَامٌ يُصْنَعُ عِنْدَ بِنَاءِ الْبَيْتِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْفِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ حَثِيرَةٌ، بِالثَّاءِ. حجر: الحَجَرُ: الصَّخْرَةُ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَحجارٌ، وَفِي الْكَثْرَةِ حِجارٌ وحجارَةٌ؛ وَقَالَ: كأَنها مِنْ حِجارِ الغَيْلِ، أَلبسَها ... مَضارِبُ الْمَاءِ لَوْنَ الطُّحْلُبِ التَّرِبِ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ* ؛ أَلحقوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي البُعُولة والفُحولة. اللَّيْثُ: الحَجَرُ جَمْعُهُ الحِجارَةُ وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ لأَن الحَجَرَ وَمَا أَشبهه يُجْمَعُ عَلَى أَحجار وَلَكِنْ يَجُوزُ الِاسْتِحْسَانُ فِي الْعَرَبِيَّةِ كَمَا أَنه يَجُوزُ فِي الْفِقْهِ وتَرْكُ الْقِيَاسِ لَهُ كَمَا قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ قَوْمًا: لَا نَاقِصِي حَسَبٍ وَلَا ... أَيْدٍ، إِذا مُدَّت، قِصَارَهْ قَالَ: وَمِثْلُهُ المِهارَةُ والبِكارَةُ لِجَمْعِ المُهْرِ والبَكْرِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: الْعَرَبُ تُدْخِلُ الْهَاءَ فِي كُلِّ جَمْعٍ عَلَى فِعَال أَو فُعُولٍ، وإِنما زَادُوا هَذِهِ الْهَاءَ فِيهَا لأَنه إِذا سُكِتَ عَلَيْهِ اجْتَمَعَ فِيهِ عِنْدَ السَّكْتِ سَاكِنَانِ: أَحدهما الأَلف الَّتِي تَنْحَرُ آخِرَ حَرْفٍ فِي فِعال، وَالثَّانِي آخرُ فِعال المسكوتُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: عِظامٌ وعَظامةٌ ونِفارٌ ونِفارةٌ، وَقَالُوا: فِحالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورة وفُحولَةٌ وحُمُولَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الْعِلَّةُ الَّتِي عَلَّلَهَا النَّحْوِيُّونَ، فأَما الِاسْتِحْسَانُ الَّذِي شَبَّهَهُ بِالِاسْتِحْسَانِ فِي الْفِقْهِ فإِنه بَاطِلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: حَجَرٌ وحِجارةٌ كَقَوْلِكَ جَمَلٌ وجِمالَةٌ وذَكَرٌ وذِكارَةٌ؛ قال:

_ (1). هي: عائدة إِلى الملامح

وَهُوَ نَادِرٌ. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ الحَجَرُ الأُحْجُرُّ عَلَى أُفْعُلٍّ؛ وأَنشد: يَرْمِينِي الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ قال: ومثله هو أُكْبُرُّهم وَفَرَسٌ أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ، يُشَدِّدُونَ آخِرَ الْحَرْفِ. وَيُقَالُ: رُمِي فُلانٌ بِحَجَرِ الأَرض إِذا رُمِيَ بِدَاهِيَةٍ مِنَ الرِّجَالِ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف بْنِ قَيْسٍ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ حِينَ سمَّى معاويةُ أَحَدَ الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بْنَ العاصِ: إِنك قَدْ رُميت بِحَجر الأَرض فَاجْعَلْ مَعَهُ ابْنَ عَبَّاسٍ فإِنه لَا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلَّا حَلَّهَا ؛ أَي بِدَاهِيَةٍ عَظِيمَةٍ تَثْبُتُ ثبوتَ الحَجَرِ فِي الأَرض. وَفِي حَدِيثِ الجَسَّاسَةِ والدَّجالِ: تَبِعَهُ أَهل الحَجَرِ وأَهل المَدَرِ ؛ يُرِيدُ أَهل البَوادِي الَّذِينَ يَسْكُنُونَ مَوَاضِعَ الأَحجار وَالرِّمَالِ، وأَهلُ المَدَرِ أَهلُ البادِية. وَفِي الْحَدِيثِ: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وللعاهِرِ الحَجَرُ ؛ أَي الخَيْبَةُ؛ يعني أَن الْوَلَدَ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ مِنَ السَّيِّدِ أَو الزَّوْجِ، وَلِلزَّانِي الخيبةُ وَالْحِرْمَانُ، كَقَوْلِكَ مَا لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ غَيْرَ التُّرَابِ وَمَا بِيَدِكَ غَيْرُ الحَجَرِ؛ وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلى أَنه كَنَّى بِالْحَجَرِ عَنِ الرَّجْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ كَذَلِكَ لأَنه لَيْسَ كُلُّ زَانٍ يُرْجَمُ. والحَجَر الأَسود، كَرَّمَهُ اللَّهُ: هُوَ حَجَر الْبَيْتِ، حَرَسَهُ اللَّهُ، وَرُبَّمَا أَفردوه فَقَالُوا الحَجَر إِعظاماً لَهُ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ إِنك حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَني رأَيتُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَفْعَلُ كَذَا مَا فَعَلْتُ؛ فأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وإِذا ذكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَيَّامَهُ، ... أَخْزاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأَحْجارُ فإِنه جَعَلَ كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهُ حَجَراً، أَلا تَرَى أَنك لَوْ مَسِسْتَ كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهُ لَجَازَ أَن تَقُولَ مَسِسْتُ الْحَجَرَ؟ وَقَوْلُهُ: أَمَا كَفَاهَا انْتِياضُ الأَزْدِ حُرْمَتَها، فِي عُقْرِ مَنْزِلها، إِذْ يُنْعَتُ الحَجَرُ؟. فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي جَبَلًا لَا يُوصَلُ إِليه. واسْتَحْجَرَ الطينُ: صَارَ حَجَراً، كَمَا تَقُولُ: اسْتَنْوَق الجَمَلُ، لَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِمَا إِلَّا مَزِيدَيْنِ وَلَهُمَا نَظَائِرُ. وأَرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرة: كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ، وَرُبَّمَا كُنِّيَ بالحَجَر عَنِ الرَّمْلِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَبِذَلِكَ فَسَّرَ قَوْلَهُ: عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ قَالَ: أَراد عَشِيَّةَ رَمْلِ الْكِنَاسِ، وَرَمْلُ الْكِنَاسِ: مِنْ بِلَادِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِلَابٍ. والحَجْرُ والحِجْرُ والحُجْرُ والمَحْجِرُ، كُلُّ ذَلِكَ: الحرامُ، وَالْكَسْرُ أَفصح، وَقُرِئَ بِهِنَّ: وحَرْثٌ حَجْرٌ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ: فَهَمَمْت أَنْ أَغْشَى إِليها مَحْجِراً، ... ولَمِثْلُها يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ يَقُولُ: لَمِثْلُها يُؤْتَى إِليه الْحَرَامُ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الصَّيْداوِي أَنه سَمِعَ عَبْوَيْهِ يَقُولُ: المَحْجَر، بِفَتْحِ الْجِيمِ، الحُرْمةُ؛ وأَنشد: وهَمَمْتُ أَن أَغشى إِليها مَحْجَراً وَيُقَالُ: تَحَجَّرَ عَلَى مَا وَسَّعه اللهُ أَي حَرَّمَهُ وضَيَّقَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا ؛ أَي ضَيَّقْتَ مَا وَسَّعَهُ اللَّهُ وَخَصَّصْتَ بِهِ نَفْسَكَ دُونَ غَيْرِكَ، وَقَدْ حَجَرَهُ وحَجَّرَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً ؛ أَي حَرَامًا مُحَرَّماً. والحاجُور: كالمَحْجر؛ قَالَ: حَتَّى دَعَوْنا بِأَرْحامٍ لَنَا سَلَفَتْ، ... وقالَ قَائِلُهُمْ: إِنَّي بحاجُورِ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَتفعل كَذَا وَكَذَا يَا فُلَانُ؟ فَيَقُولُ: حِجْراً [حُجْراً] أَي سِتْرًا وَبَرَاءَةً مِنْ هَذَا الأَمر، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى التَّحْرِيمِ وَالْحُرْمَةِ. اللَّيْثُ: كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَلْقَى الرَّجُلَ يَخَافُهُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فيقول: حِجْراً حُجْراً مَحجُوراً أَي حرام محرم عَلَيْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَا يَبْدَؤُهُ مِنْهُ شَرٌّ. قَالَ: فإِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ورأَى الْمُشْرِكُونَ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ قَالُوا: حِجْراً مَحْجُوراً، وَظَنُّوا أَن ذَلِكَ يَنْفَعُهُمْ كَفِعْلِهِمْ فِي الدُّنْيَا؛ وأَنشد: حَتَّى دَعَوْنَا بأَرحام لَهَا سَلَفَتْ، ... وَقَالَ قَائِلُهُمْ: إِني بِحَاجُورِ يَعْنِي بِمَعاذ؛ يَقُولُ: أَنا مُتَمَسِّكٌ بِمَا يُعِيذُنِي مِنْكَ ويَحْجُرك عَنِّي؛ قَالَ: وَعَلَى قِيَاسِهِ العاثُورُ وَهُوَ المَتْلَفُ. قَالَ الأَزهري. أَما مَا قَالَهُ اللَّيْثُ مِنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً ؛ إِنه مِنْ قَوْلِ الْمُشْرِكِينَ لِلْمَلَائِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فإِن أَهل التَّفْسِيرِ الَّذِينَ يُعتمدون مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ وأَصحابه فَسَّرُوهُ عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَهُ اللَّيْثُ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ، قَالُوا لِلْمُشْرِكِينَ حِجْرًا مَحْجُورًا أَي حُجِرَتْ عَلَيْكُمُ البُشْرَى فَلَا تُبَشَّرُون بِخَيْرٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ: [وَيَقُولُونَ حِجْرًا] تَمَّ الْكَلَامُ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: هَذَا مِنْ قَوْلِ الْمُجْرِمِينَ فَقَالَ اللَّهُ مَحْجُوَرًا عَلَيْهِمْ أَن يُعَاذُوا وأَن يُجَارُوا كَمَا كَانُوا يُعَاذُونَ فِي الدُّنْيَا وَيُجَارُونَ، فَحَجَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ وَقَالَ أَحمد اللُّؤْلُؤِيُّ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَشبه بِنَظْمِ الْقُرْآنِ الْمُنَزَّلِ بِلِسَانِ الْعَرَبِ، وأَحرى أَن يَكُونَ قَوْلُهُ حِجْرًا مَحْجُورًا كَلَامًا وَاحِدًا لَا كَلَامَيْنِ مَعَ إِضمار كَلَامٍ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حجرا محجورا أَي حراما مُحَرَّمًا، كَمَا تَقُولُ: حَجَرَ التاجرُ عَلَى غُلَامِهِ، وحَجَرَ الرَّجُلُ عَلَى أَهله. وَقُرِئَتْ حُجْراً مَحْجُوراً أَي حراما مُحَرَّمًا عَلَيْهِمُ البُشْرَى. قَالَ: وأَصل الحُجْرِ فِي اللُّغَةِ مَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ أَي مَنَعْتَهُ مِنْ أَن يُوصَلَ إِليه. وَكُلُّ مَا مَنَعْتَ مِنْهُ، فَقَدْ حَجَرْتَ عَلَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ حَجْرُ الحُكَّامِ عَلَى الأَيتام: مَنْعُهم؛ وَكَذَلِكَ الحُجْرَةُ الَّتِي يَنْزِلُهَا النَّاسُ، وَهُوَ مَا حَوَّطُوا عَلَيْهِ. والحَجْرُ، ساكنٌ: مَصْدَرُ حَجَر عَلَيْهِ الْقَاضِي يَحْجُر حَجْراً إِذا مَنَعَهُ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي مَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَن أَحْجُرَ عَلَيْهَا ؛ هُوَ مِنَ الحَجْر المَنْعِ، وَمِنْهُ حَجْرُ الْقَاضِي عَلَى الصَّغِيرِ وَالسَّفِيهِ إِذا مَنَعَهُمَا مِنَ التصرف في مالها. أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ وَحَرْثٌ حِجْرٌ حرامٌ وَيَقُولُونَ حِجْراً حَرَامًا، قَالَ: وَالْحَاءُ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالضَّمَّةِ وَالْكَسْرَةِ لُغَتَانِ. وحَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: حِضْنُه. وَفِي سُورَةِ النِّسَاءِ: فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ ؛ وَاحِدُهَا حَجْرٌ، بِفَتْحِ الْحَاءِ. يُقَالُ: حَجْرُ المرأَة وحِجْرُها حِضْنُها، وَالْجَمْعُ الحُجُورُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْر وَلِيِّها ، وَيَجُوزُ مِنْ حِجْرِ [حَجْرِ] الثَّوْبِ وَهُوَ طَرَفُهُ الْمُتَقَدِّمُ لأَن الإِنسان يَرَى وَلَدَهُ فِي حِجْرِه؛ والوليُّ: الْقَائِمُ بأَمر الْيَتِيمِ. وَالْحِجْرُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الثَّوْبُ والحِضْنُ، وَالْمَصْدَرُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. ابْنُ سِيدَهْ: الحَجْرُ الْمَنْعُ، حَجَرَ عَلَيْهِ يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْراناً وحِجْراناً مَنَعَ مِنْهُ. وَلَا حُجْرَ عَنْهُ أَي لَا دَفْعَ وَلَا مَنْعَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ الأَمر تُنْكِرُهُ: حُجْراً لَهُ، بِالضَّمِّ، أَي دَفْعًا، وهو استعارة مِنَ الأَمر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: قالتْ وَفِيهَا حَيْدَةٌ وذُعْرُ: ... عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ

وأَنت في حِجْرَتِي [حَجْرَتِي] أَي مَنَعَتِي. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ هُمْ فِي حِجْرِ [حَجْرِ] فلانٍ أَي فِي كَنَفِه ومَنَعَتِه ومَنْعِهِ، كُلُّهُ وَاحِدٌ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ، وأَنشد لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: أُولئك قَوْمٌ، لَوْ لَهُمْ قيلَ: أَنْفِدُوا ... أَمِيرَكُمْ، أَلفَيْتُموهُم أُولي حَجْرِ أَي أُولي مَنَعَةٍ. والحُجْرَةُ مِنَ الْبُيُوتِ: مَعْرُوفَةٌ لِمَنْعِهَا الْمَالَ، والحَجارُ: حَائِطُهَا، وَالْجَمْعُ حُجْراتٌ وحُجُراتٌ وحُجَراتٌ، لُغَاتٌ كُلُّهَا. والحُجْرَةُ: حَظِيرَةُ الإِبل، وَمِنْهُ حُجْرَةُ الدَّارِ. تَقُولُ: احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَي اتَّخَذْتُهَا، وَالْجَمْعُ حُجَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ. وحُجُرات، بِضَمِّ الْجِيمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه احْتَجَر حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِير ؛ الْحُجَيْرَةُ: تَصْغِيرُ الحُجْرَةِ، وَهِيَ الْمَوْضِعُ الْمُنْفَرِدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ نَامَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجارٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ؛ الْحِجَارُ جَمْعُ حِجْرٍ، بِالْكَسْرِ، أَو مِنَ الحُجْرَةِ وَهِيَ حَظِيرَةُ الإِبل وحُجْرَةُ الدَّارِ، أَي أَنه يَحْجُر الإِنسان النَّائِمَ وَيَمْنَعُهُ مِنَ الْوُقُوعِ وَالسُّقُوطِ. وَيُرْوَى حِجاب، بِالْبَاءِ، وَهُوَ كُلُّ مانع من السقوط، ورواه الْخَطَّابِيُّ حِجًى، بِالْيَاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ؛ وَمَعْنَى بَرَاءَةُ الذِّمَّةِ مِنْهُ لأَنه عَرَّض نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ ولم يحترز لَهَا. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: مَزاهِرُ وعُرْمانٌ ومِحْجَرٌ ؛ مِحجر، بِكَسْرِ الْمِيمِ: قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ هِيَ بِالنُّونِ؛ قَالَ: وَهِيَ حَظَائِرُ حَوْلَ النَّخْلِ، وَقِيلَ حَدَائِقُ. واستَحجَرَ القومُ واحْتَجَرُوا: اتَّخَذُوا حُجْرة. والحَجْرَةُ والحَجْرُ، جَمِيعًا: لِلنَّاحِيَةِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. وَقَعَدَ حَجْرَةً وحَجْراً أَي نَاحِيَةً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: سَقانا فَلَمْ نَهْجَا مِنَ الجُوع نَقْرَةً ... سَماراً، كإِبط الذِّئْب سُودٌ حَواجِرُهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ الْحَوَاجِرَ. قَالَ: وَعِنْدِي أَنه جَمَعَ الحَجْرَةِ الَّتِي هِيَ النَّاحِيَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَلَهُ نَظَائِرُ. وحُجْرَتا الْعَسْكَرِ: جَانِبَاهُ مِنَ الْمَيْمَنَةِ وَالْمَيْسَرَةِ؛ وَقَالَ: إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهِمْ، ... ونَجْمَعُهُمْ إِذا كَانُوا بَدَادِ وَفِي الْحَدِيثِ: لِلنِّسَاءِ حَجْرتا الطَّرِيقِ ؛ أَي نَاحِيَتَاهُ؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ الْخَمْرَ: فَلَمَّا فُتَّ عَنْهَا الطِّينُ فاحَتْ، ... وصَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرانِ صَافِي اسْتَعَارَ الحُجْرانَ لِلْخَمْرِ لأَنها جَوْهَرٌ سَيَّالٌ كَالْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الْحُكْمُ لِلَّهِ : ودَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراتِهِ قَالَ: هُوَ مَثَلٌ لِلْعَرَبِ يُضْرَبُ لِمَنْ ذَهَبَ مِنْ مَالِهِ شَيْءٌ ثُمَّ ذَهَبَ بَعْدَهُ مَا هُوَ أَجلُّ مِنْهُ، وَهُوَ صَدْرُ بَيْتٍ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراتِه، ... ولكِنْ حَدِيثاً مَا حَدِيثُ الرَّواحِلِ أَي دَعِ النَّهْبَ الَّذِي نَهَبَ مِنْ نَوَاحِيكَ وَحَدِّثْنِي حَدِيثَ الرَّوَاحِلِ وَهِيَ الإِبل الَّتِي ذهبتَ بِهَا مَا فعَلت. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ أَمسى المالُ مُحْتَجِرَةً بُطُونُهُ ونَجِرَةً؛ ومالٌ مُتَشدِّدٌ ومُتَحَجِّرٌ. وَيُقَالُ: احْتَجَرَ البعيرُ احْتِجاراً. والمُحْتَجِرُ مِنَ الْمَالِ: كلُّ مَا كَرِشَ وَلَمْ يَبْلُغْ نِصْفَ البِطْنَة وَلَمْ يَبْلُغِ الشِّبَع كُلَّهُ، فإِذا بَلَغَ نِصْفَ الْبِطْنَةِ لَمْ يُقَلْ، فإِذا رَجَعَ بَعْدَ سُوءِ حَالٍ وعَجَفٍ، فَقَدِ اجْرَوَّشَ؛

وَنَاسٌ مُجْرَوِّشُون. والحُجُرُ: مَا يُحِيطُ بالظُّفر مِنَ اللَّحْمِ. والمَحْجِرُ: الْحَدِيقَةُ، مِثَالُ الْمَجْلِسِ. والمَحاجِرُ: الْحَدَائِقُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، ... تَرْوي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد بِقَوْلِهِ جُرَشِيَّةٌ نَاقَةً مَنْسُوبَةً إِلى جُرَش، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. وَمَقْطُورَةٌ: مَطْلِيَّةٌ بالقَطِران. وعُلْكُوم: ضَخْمَةٌ، وَالْهَاءُ فِي بِهِ تَعُودُ عَلَى غَرْب تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. الأَزهري: المِحْجَرُ المَرْعَى الْمُنْخَفِضُ، قَالَ: وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: أَيُّ الإِبل أَبقى عَلَى السَّنَةِ؟ فَقَالَ: ابنةُ لَبُونٍ، قِيلَ: لِمَهْ؟ قَالَ: لأَنها تَرْعى مَحْجِراً وَتَتْرُكُ وَسَطاً؛ قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَحْجِرُ هَاهُنَا النَّاحِيَةُ. وحَجْرَةُ الْقَوْمِ: نَاحِيَةُ دَارِهِمْ؛ وَمَثَلُ الْعَرَبِ: فُلَانٌ يَرْعَى وَسَطاً: ويَرْبُضُ حَجْرَةً أَي نَاحِيَةً. والحَجرَةُ: النَّاحِيَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الحرث بْنِ حلِّزَةَ: عَنَناً بَاطِلًا وظُلْماً، كَمَا تُعْتَرُ ... عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ والجمع جَحْرٌ وحَجَراتٌ مِثْلُ جَمْرَةٍ وجَمْرٍ وجَمَراتٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مَثَلٌ وَهُوَ أَن يَكُونَ الرَّجُلُ وَسَطَ الْقَوْمِ إِذا كَانُوا فِي خَيْرٍ، وإِذا صَارُوا إِلى شَرٍّ تَرَكَهُمْ وَرَبَضَ نَاحِيَةً؛ قَالَ: وَيُقَالُ إِن هَذَا المَثَلَ لعَيْلانَ بْنِ مُضَرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: رأَيت رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ يَسِيرُ حَجْرَةً أَي نَاحِيَةً مُنْفَرِدًا، وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ. ومَحْجِرُ الْعَيْنِ: مَا دَارَ بِهَا وَبَدَا مِنَ البُرْقُعِ مِنْ جَمِيعِ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَظْهَرُ مِنْ نِقاب المرأَة وَعِمَامَةِ الرَّجُلِ إِذا اعْتَمَّ، وَقِيلَ: هُوَ مَا دَارَ بِالْعَيْنِ مِنَ الْعَظْمِ الَّذِي فِي أَسفل الْجَفْنِ؛ كُلُّ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وَكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا؛ وَقَوْلُ الأَخطل: ويُصبِحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَهُ، ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئيمٍ ومِنْ حَجْرِ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: أَراد مَحْجِرَ الْعَيْنِ. الأَزهري: المَحْجِرُ الْعَيْنُ. الْجَوْهَرِيُّ: مَحْجِرُ الْعَيْنِ مَا يَبْدُو مِنَ النِّقَابِ. الأَزهري: المَحْجِرُ مِنَ الْوَجْهِ حَيْثُ يَقَعُ عَلَيْهِ النِّقَابُ، قَالَ: وَمَا بَدَا لَكَ مِنَ النِّقَابِ مَحْجِرٌ وأَنشد: وكَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ وحَجَّرَ القمرُ: اسْتَدَارَ بِخَطٍّ دَقِيقٍ مِنْ غَيْرِ أَن يَغْلُظ، وَكَذَلِكَ إِذا صَارَتْ حَوْلَهُ دَارَةٌ فِي الغَيْم. وحَجَّرَ عينَ الدَّابَّةِ وحَوْلَها: حَلَّقَ لِدَاءٍ يُصِيبُهَا. وَالتَّحْجِيرُ: أَن يَسِم حَوْلَ عَيْنِ الْبَعِيرِ بِميسَمٍ مُسْتَدِيرٍ. الأَزهري: والحاجِرُ مِنْ مَسَايِلِ الْمِيَاهِ وَمَنَابِتِ العُشْب مَا اسْتَدَارَ بِهِ سَنَدٌ أَو نَهْرٌ مُرْتَفِعٌ، وَالْجَمْعُ حُجْرانٌ مِثْلُ حَائِرٍ وحُوران وشابٍّ وشُبَّانٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذا مَا هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِهَذَا الْمَنْزِلِ الَّذِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ: حَاجِرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْحَاجِرُ مَا يُمْسِكُ الْمَاءَ مِنْ شَفَة الْوَادِي وَيُحِيطُ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْحَاجِرُ وَالْحَاجُورُ مَا يُمْسِكُ الْمَاءَ مِنْ شَفَةِ الْوَادِي، وَهُوَ فَاعُولٌ مِنَ الحَجْرِ، وَهُوَ الْمَنْعُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحاجِرُ كَرْمٌ مِئْنَاثٌ وَهُوَ مُطْمئنٌّ لَهُ حُرُوفٌ مُشْرِفَة تَحْبِسُ عَلَيْهِ الماءَ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ حَاجِرًا، وَالْجَمْعُ حُجْرانٌ. والحاجِرُ: مَنْبِتُ الرِّمْثِ ومُجْتَمَعُه ومُسْتَدارُه. والحاجِرُ أَيضاً: الجِدْرُ [الجَدْرُ] الَّذِي يُمسك الْمَاءَ بَيْنَ الدِّيَارِ لِاسْتِدَارَتِهِ أَيضاً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَجَارَةُ الْبَيْتِ لَهَا حُجْرِيُ

فَمَعْنَاهُ لَهَا خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: لَمَّا تحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَر أَي اجْتَمَعَ والتأَم وَقَرُبَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. والحِجْرُ، بِالْكَسْرِ: الْعَقْلُ وَاللُّبُّ لإِمساكه وَمَنْعِهِ وإِحاطته بِالتَّمْيِيزِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَبِيلَيْنِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ؛ فأَما قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: فَأَخْفَيْتُ مَا بِي مِنْ صَدِيقي، وإِنَّهُ ... لَذو نَسَب دانٍ إِليَّ وَذُو حِجْرِ فَقَدْ قِيلَ: الحِجْرُ هَاهُنَا الْعَقْلُ، وَقِيلَ: الْقَرَابَةُ. والحِجْرُ: الفَرَسُ الأُنثى، لَمْ يُدْخِلُوا فِيهِ الْهَاءَ لأَنه اسْمٌ لَا يُشْرِكُهَا فِيهِ الْمُذَكَّرُ، وَالْجَمْعُ أَحْجارٌ وحُجُورَةٌ وحُجُورٌ. وأَحْجارُ الْخَيْلِ: مَا يُتَّخَذُ مِنْهَا لِلنَّسْلِ، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ. قَالَ الأَزهري: بَلَى يُقَالُ هَذِهِ حِجْرٌ مِنْ أَحْجار خَيْلي؛ يُرِيدُ بالحِجْرِ الفرسَ الأُنثى خَاصَّةً جَعَلُوهَا كالمحرَّمة الرحِمِ إِلَّا عَلَى حِصانٍ كَرِيمٍ. قَالَ وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي مُضَرِّسٍ وأَشار إِلى فَرَسٍ لَهُ أُنثى فَقَالَ: هَذِهِ الحِجْرُ مِنْ جِيَادِ خَيْلِنَا. وحِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه: مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ ثَوْبِهِ. وحِجْرُ الرَّجُلِ والمرأَة وحَجْرُهما: مَتَاعُهُمَا، وَالْفَتْحُ أَعلى. ونَشَأَ فُلَانٌ فِي حَجْرِ فُلَانٍ وحِجْرِه أَي حِفْظِهِ وسِتْرِه. والحِجْرُ: حِجْرُ الْكَعْبَةِ. قَالَ الأَزهري: الحِجْرُ حَطِيمُ مَكَّةَ، كأَنه حُجْرَةٌ مِمَّا يَلِي المَثْعَبَ مِنَ الْبَيْتِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِجْرُ حِجْرُ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ مَا حَوَاهُ الْحَطِيمُ الْمُدَارُ بِالْبَيْتِ جانبَ الشَّمالِ؛ وكُلُّ مَا حَجَرْتَهُ مِنْ حائطٍ، فَهُوَ حِجْرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الحِجْرِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمُ الْحَائِطِ الْمُسْتَدِيرِ إِلى جَانِبِ الْكَعْبَةِ الْغَرْبِيِّ. والحِجْرُ: دِيَارُ ثَمُودَ نَاحِيَةَ الشَّامِ عِنْدَ، وَادِي القُرَى، وَهُمْ قَوْمُ صَالِحٍ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَجَاءَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ؛ والحِجْرُ أَيضاً: موضعٌ سِوَى ذَلِكَ. وحَجْرٌ: قَصَبَةُ اليمامَةِ، مَفْتُوحُ الْحَاءِ، مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤَنِّثُ وَلَا يَصْرِفُ كامرأَة اسْمُهَا سَهْلُ، وَقِيلَ: هِيَ سُوقُها؛ وَفِي الصِّحَاحِ: والحَجْرُ قَصَبَةُ الْيَمَامَةِ، بِالتَّعْرِيفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نشأَت حَجْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ حَجْرِيَّةٌ ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يَجُوزُ أَن تَكُونَ مَنْسُوبَةً إِلى الحَجْرِ قَصَبَةِ الْيَمَامَةِ أَو إِلى حَجْرَةِ الْقَوْمِ وَهِيَ نَاحِيَتُهُمْ، وَالْجَمْعُ حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ وجَمْرٍ. وإِن كَانَتْ بِكَسْرِ الْحَاءِ فَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى أَرض ثَمُودَ الحِجْرِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي وَوَصَفَ صَائِدًا: تَوَخَّى، حيثُ قَالَ القَلْبُ مِنْهُ، ... بِحَجْرِيٍّ تَرى فِيهِ اضْطِمارَا إِنما عَنَى نَصْلًا مَنْسُوبًا إِلى حَجْرٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وحدائدُ حَجْرٍ مُقدَّمة فِي الجَوْدَة؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذا تَوَقَّدَتْ مِنَ الزَّرَقْ ... حَجْرِيَّةٌ، كالجَمْرِ مِنْ سَنِّ الدَّلَقْ وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ: لِمَنِ الدّيارُ بِقُنَّة الحَجْرِ فإِن أَبا عَمْرٍو لَمْ يَعْرِفْهُ فِي الأَمكنة وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَصَبَةَ الْيَمَامَةِ وَلَا سُوقها لأَنها حينئذٍ مَعْرِفَةٌ، إِلَّا أَن تَكُونَ الأَلف وَاللَّامُ زَائِدَتَيْنِ، كَمَا ذَهَبَ إِليه أَبو عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ: ولَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَسَاقِلًا، ... ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بناتِ الأَوْبَرِ وإِنما هِيَ بَنَاتُ أَوبر؛ وَكَمَا رَوَى أَحمد بْنُ يَحْيَى مِنْ قَوْلِهِ: يَا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحِبي

وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: اعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ، ... حَجْرِيَّةً خِيضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ يَعْنِي: قَوْسًا أَو نَبْلًا مَنْسُوبَةً إِلى حَجْرٍ هَذِهِ. والحَجَرانِ: الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَثُرَ مَالُهُ وَعَدَدُهُ: قَدِ انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه وَقَدِ ارْتَعَجَ مالهُ وارْتَعَجَ عَدَدُه. والحاجِرُ: مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْحَاجِّ فِي الْبَادِيَةِ. والحَجُّورة: لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ يخطُّون خَطًّا مُسْتَدِيرًا وَيَقِفُ فِيهِ صَبِيٌّ وَهُنَالِكَ الصِّبْيَانُ مَعَهُ. والمَحْجَرُ، بِالْفَتْحِ: مَا حَوْلَ الْقَرْيَةِ؛ وَمِنْهُ محاجِرُ أَقيال الْيَمَنِ وَهِيَ الأَحْماءُ، كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حِمًى لَا يَرْعَاهُ غَيْرُهُ. الأَزهري؛ مَحْجَرُ القَيْلِ مِنْ أَقيال الْيَمَنِ حَوْزَتُه وَنَاحِيَتُهُ الَّتِي لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهَا غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لَهُ حَصِيرٌ يَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ ويَحْجُره بِاللَّيْلِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَحْتَجِرُهُ أَي يَجْعَلُهُ لِنَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ حَجَرْتُ الأَرضَ واحْتَجَرْتُها إِذا ضَرَبْتَ عَلَيْهَا مَنَارًا تَمْنَعُهَا بِهِ عَنْ غَيْرِكَ. ومُحَجَّرٌ، بِالتَّشْدِيدِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِعَيْنِهِ. والأَصمعي يَقُولُهُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَغَيْرُهُ يَفْتَحُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى هَذَا الْمَكَانِ؛ قَالَ: وَفِي الْحَاشِيَةِ بَيْتٌ شَاهِدٌ عَلَيْهِ لِطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ: فَذُوقُوا، كَمَا ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ، ... مِنَ الغَيْظِ فِي أَكْبادِنا والتَّحَوُّبِ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا حِكَايَةً لَطِيفَةً عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو عَمْرٍو الزَّاهِدُ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ عُمَرَ بنِ شَبَّةَ قَالَ: قَالَ الْجَارُودُ، وَهُوَ الْقَارِئُ وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ: غَسَّلْتُ ابْنًا لِلْحَجَّاجِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلى شَيْخٍ كَانَ الْحَجَّاجُ قَتَلَ ابْنَهُ فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ ابْنُ الْحَجَّاجِ فَلَوْ رأَيت جَزَعَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ محجَّر الْبَيْتَ. وحَجَّارٌ، بِالتَّشْدِيدِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ سَمَّوْا حُجْراً وحَجْراً وحَجَّاراً وحَجَراً وحُجَيْراً. الْجَوْهَرِيُّ: حَجَرٌ اسْمُ رَجُلٍ، وَمِنْهُ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ الشَّاعِرُ؛ وحُجْرٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ حُجْرٌ الكِنْديُّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ آكِلُ المُرَارِ؛ وحُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الأَدْبَرُ، وَيَجُوزُ حُجُرٌ مِثْلُ عُسْر وعُسُر؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يأْمَنُهُ ... مِنْ قَتيلٍ، بَعْدَ عَمْرٍو وحُجُرْ؟ يَعْنِي حُجُرَ بْنَ النُّعْمَانِ بن الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الغَسَّاني. والأَحجار: بُطُونٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سُمُّوا بِذَلِكَ لأَن أَسماءهم جَنْدَلٌ وجَرْوَلٌ وصَخْر؛ وإِياهم عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: وكُلّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا يَعْنِي أُمه، وَقِيلَ: هِيَ الْمَنْجَنِيقُ. وحَجُورٌ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ مِنْ بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَوْ كنتَ تَدْري مَا بِرمْلِ مُقَيِّدٍ، ... فَقُرى عُمانَ إِلى ذَوات حَجُورِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَلْقَى جِبْرِيلَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، بأَحجار المِرَاءِ ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ قُبَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: عِنْدَ أَحجار الزَّيْتِ : هُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَتْ بِنَاتِئَةٍ وَلَا حَجْراءَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْهَرَوِيُّ إِن كَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَمَعْنَاهَا لَيْسَتْ بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةٍ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَتْ جَحْراءَ، بِتَقْدِيمِ

الْجِيمِ،، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والحَنْجَرَةُ والحُنْجُور: الحُلْقُوم، بزيادة النون. حدر: الأَزهري: الحَدْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَحْدُرُه مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، وَالْمُطَاوَعَةُ مِنْهُ الانْحدارُ. والحَدُورُ: اسْمُ مِقْدَارِ الْمَاءِ فِي انْحِدَارِ صَببَهِ، وَكَذَلِكَ الحَدُورُ فِي سَفْحِ جَبَلٍ وَكُلِّ مَوْضِعٍ مُنْحَدِرٍ. وَيُقَالُ: وَقَعْنَا فِي حَدُورٍ مُنْكَرَة، وَهِيَ الهَبُوطُ. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لَهُ الحَدْراءُ بِوَزْنِ الصَّفْراء؛ والحَدُورُ والهَبُوط، وَهُوَ الْمَكَانُ يَنْحَدِرُ مِنْهُ. والحُدُورُ، بِالضَّمِّ: فِعْلُكَ. ابْنُ سِيدَهْ: حَدَرَ الشيءَ يَحْدِرُه ويَحْدُرُه حَدْراً وحُدُوراً فانَحَدَرَ: حَطَّهُ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ. الأَزهري: وَكُلُّ شَيْءٍ أَرسلته إِلى أَسفل، فَقَدْ حَدَرْتَه حَدْراً وحُدُوراً. قَالَ: وَلَمْ أَسمعه بالأَلف أَحْدَرْتُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْقِرَاءَةُ السَّرِيعَةُ الحَدْرَ لأَن صَاحِبَهَا يَحْدُرُها حَدْراً. والحَدَرُ، مِثْلُ الصَّبَبِ: وَهُوَ مَا انْحَدَرَ مِنَ الأَرض. يُقَالُ: كأَنما يَنْحَطُّ فِي حَدَر. والانْحِدارُ: الانهِباط، وَالْمَوْضِعُ مُنْحَدَرٌ. والحَدْرُ: الإِسراع فِي الْقِرَاءَةِ. قَالَ: وأَما الحَدُورُ فَهُوَ الْمَوْضِعُ المُنْحَدِرُ. وَهَذَا مُنْحَدَرٌ مِنَ الْجَبَلِ ومُنْحَدُرٌ، أَتبعوا الضَّمَّةَ كَمَا قَالُوا: أُنْبِيك وأُنْبُوك، وَرَوَى بَعْضُهُمْ مُنْحَدَرٌ. وحادُورُهُما وأُحْدُورُهُما: كَحَدُورِهِما. وحَدَرْتُ السَّفِينَةَ: أَرسلتها إِلى أَسفل، وَلَا يُقَالُ أَحْدَرْتُها؛ وحَدَرَ السَّفِينَةَ فِي الْمَاءِ وَالْمَتَاعَ يَحْدُرُهما حَدْراً، وَكَذَلِكَ حَدَرَ الْقُرْآنَ وَالْقِرَاءَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وحَدَرَ فِي قِرَاءَتِهِ وَفِي أَذانه حَدْراً أَي أَسرع. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: إِذا أَذَّنتَ فَتَرَسَّلْ وإِذا أَقمتَ فاحْدُرْ أَي أَسرع. وَهُوَ مِنَ الحُدُور ضِدِّ الصُّعُود، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وحَدَرَ الدمعَ يَحْدُرُه حَدْراً وحُدُوراً وحَدَّرَهُ فانْحَدَرَ وتَحَدَّرَ أَي تَنَزَّلَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: رأَيت الْمَطَرَ يَتَحادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ أَي يَنْزِلُ وَيَقْطُرُ، وَهُوَ يَتَفاعَلُ مِنَ الحُدُور. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَدَرَتِ العَيْنُ بِالدَّمْعِ تَحْدُرُ وتَحْدِرُ حَدْراً، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الحُدُورَةُ والحَدُورَةُ والحادُورَةُ. وحَدَرَ اللِّثَامَ عَنْ حَنَكِهِ: أَماله. وحَدَرَ الدواءُ بَطْنَهُ يَحْدُرُه حَدْراً: مَشَّاه، وَاسْمُ الدَّوَاءِ الحادُورُ. الأَزهري: اللَّيْثُ: الحادِرُ الْمُمْتَلِئُ لَحْمًا وشَحْماً مَعَ تَرَارَةٍ، وَالْفِعْلُ حَدُرَ حَدارَة. والحادِرُ والحادِرَةُ: الْغُلَامُ الْمُمْتَلِئُ الشَّبَابِ. الْجَوْهَرِيُّ: والحادِرُ مِنَ الرِّجَالِ الْمُجْتَمِعُ الخَلْق؛ عَنِ الأَصمعي. تَقُولُ مِنْهُ: حَدُرَ بِالضَّمِّ، يَحْدُرُ حَدْراً. ابْنُ سِيدَهْ: وَغُلَامٌ حادِرٌ جَمِيل صَبيحٌ. والحادرُ: السَّمِينُ الْغَلِيظُ، وَالْجَمْعُ حَدَرَةٌ، وَقَدْ حَدَرَ يَحْدُرُ وحَدُرَ. وفَتًى حادِرٌ أَي غَلِيظٌ مُجْتَمِعٌ، وَقَدْ حَدَرَ يَحْدُرُ حَدارَةً، والحادِرَةُ: الْغَلِيظَةُ؛ وَفِي تَرْجَمَةِ رنب قَالَ أَبو كَاهِلٍ الْيَشْكُرِيُّ يَصِفُ نَاقَتَهُ وَيُشَبِّهُهَا بِالْعُقَابِ: كأَنَّ رِجْلِي عَلَى شَعْواءَ حادِرَةٍ ... ظَمْياءَ، قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوافيها وَفِي حَدِيثِ أُم عَطِيَّةَ: وُلِدَ لَنَا غُلَامٌ أَحدَرُ شَيء أَي أَسمن شَيْءٍ وأَغلظ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ بْنِ نَوْفَلٍ غُلَامًا حادِراً وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبْرَهَةَ صَاحِبِ الْفِيلِ: كَانَ رَجُلًا قَصِيرًا حادِراً دَحْداحاً. ورُمْحٌ حادِرٌ: غَلِيظٌ. والحَوادِرُ مِنْ كُعُوب الرِّمَاحِ: الْغِلَاظُ الْمُسْتَدِيرَةُ. وجَبَلٌ حادِرٌ: مُرْتَفِعٌ. وحَيٌّ حادِرٌ: مُجْتَمِعٌ. وعَدَدٌ حادِرٌ: كَثِيرٌ وحَبْلٌ حادِرٌ: شَدِيدُ الْفَتْلِ؛ قَالَ:

فَمَا رَوِيَتْ حَتَّى اسْتبانَ سُقاتُها، ... قُطُوعاً لمَحْبُوكٍ مِنَ اللِّيفِ حادِرِ وحَدُر الوَتَرُ حُدُورَةً: غَلُظَ وَاشْتَدَّ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا كَانَ الْوَتَرُ قَوِيًّا مُمْتَلِئًا قِيلَ وَتَرٌ حادِرٌ؛ وأَنشد: أُحِبُّ الصَّبِيَّ السَّوْءَ مِنْ أَجْلِ أُمِّه، ... وأُبْغِضُهُ مِنْ بُغْضِها، وَهْوَ حادِرُ وَقَدْ حَدُرَ حُدُورَةً. وَنَاقَةٌ حادِرَةُ الْعَيْنَيْنِ إِذا امتلأَتا نِقْياً وَاسْتَوَتَا وَحَسُنَتَا؛ قَالَ الأَعشى: وعَسِيرٌ أَدْماءُ حادِرَةُ العَيْنِ ... خَنُوفٌ عَيْرانَةٌ شِمْلالُ وكلُّ رَيَّانَ حَسَنِ الخَلْقِ: حادِرٌ. وعَيْنٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ: عَظِيمَةٌ؛ وَقِيلَ: حادَّةُ النَّظَرِ: وَقِيلَ: حَدْرَةٌ وَاسِعَةٌ، وبَدْرَة يُبادِرُ نظرُها نَظَرَ الْخَيْلِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَيْن حَدْراءُ: حَسَنَةٌ، وَقَدْ حَدَرَتْ. الأَزهري: الأَصمعي: أَما قَوْلُهُمْ عَيْنٌ حَدْرَة فَمَعْنَاهُ مُكْتَنِزَةٌ صُلْبَة وبَدْرَةٌ بِالنَّظَرِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وعينٌ لَهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، ... شُقَّتْ مَآقيهما مِنْ أُخُرْ الأَزْهَرِيُّ: الحَدْرَةُ الْعَيْنُ الْوَاسِعَةُ الْجَاحِظَةُ، والحَدْرَةُ: جِرْمُ قَرْحَةٍ تَخْرُجُ بِجَفْنِ الْعَيْنِ؛ وَقِيلَ: بِبَاطِنِ جَفْنِ الْعَيْنِ فَتَرِمُ وتَغْلُظُ، وَقَدْ حَدَرَتْ عَيْنُهُ حَدْراً؛ وحَدَرَ جِلْدُهُ عَنِ الضَّرْبِ يَحْدِرُ ويَحْدُرُ حَدْراً وحُدوراً: غَلُظَ وَانْتَفَخَ وَوَرِمَ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: لَوْ دَبَّ ذَرٌّ فَوْقَ ضَاحِي جِلْدِها، ... لأَبانَ مِنْ آثارِهِنَّ حُدُورَا يَعْنِي الوَرَمَ؛ وأَحْدَرَه الضربُ وحَدَرَهُ يَحْدُرُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه ضَرَبَ رَجُلًا ثَلَاثِينَ سَوْطًا كُلُّهَا يَبْضَعُ ويَحْدُرُ ؛ يَعْنِي السِّيَاطَ، الْمَعْنَى أَن السِّيَاطَ بَضَعَتْ جِلْدَهُ وأَورمته؛ قَالَ الأَصمعي: يَبْضَعُ يَعْنِي يَشُقُّ الْجِلْدَ، ويَحْدُرُ يَعْنِي يُوَرِّمُ وَلَا يَشُقُّ؛ قَالَ: وَاخْتُلِفَ فِي إِعرابه؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُحْدر إِحداراً مِنْ أَحدرت؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَحْدُرُ حُدُوراً مِنْ حَدَرْتُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَظنهما لُغَتَيْنِ إِذا جَعَلْتَ الْفِعْلَ لِلضَّرْبِ، فأَما إِذا كَانَ الْفِعْلُ لِلْجِلْدِ أَنه الَّذِي يَرِمُ فإِنهم يَقُولُونَ: قَدْ حَدَرَ جِلْدُه يَحْدُرُ حُدُوراً، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ أَعلمه. الْجَوْهَرِيُّ: انْحَدَر جِلْدُهُ تَوَرَّمَ، وحَدَرَ جِلْدَه حَدْراً وأَحْدَرَ: ضَرَبَ. والحَدْرُ: الشَّق. والحَدْرُ: الوَرَمُ «2». بِلَا شَقٍّ. يُقَالُ: حَدَرَ جِلْدُه وحَدَّرَ زَيْدٌ جِلْدَهُ. والحَدْرُ: النَّشْزُ الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض. وحَدَرَ الثوبَ يَحْدُرُه حَدْراً وأَحْدَرَهُ يُحْدِرُه إِحداراً: فَتَلَ أَطراف هُدْبِه وكَفَّهُ كَمَا يُفْعَلُ بأَطراف الأَكسية. والحَدْرَةُ: الفَتْلَةُ مِنْ فِتَل الأَكْسِيَةِ. وحَدَرَتْهُم السِّنَةُ تَحْدُرُهُمْ: جَاءَتْ بِهِمْ إِلى الحَضَرِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: جاءَتْ بِهِ مِنْ بلادِ الطُّورِ، تَحْدُرُهُ ... حَصَّاءُ لَمْ تَتَّرِكْ، دُونَ العَصا، شَذَبا الأَزهري: حَدَرَتْهُمُ السَّنَةُ تَحْدُرُهُمْ حَدْراً إِذا حَطَّتْهُمْ وَجَاءَتْ بِهِمْ حُدُوراً. والحُدْرَةُ مِنَ الإِبل: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين، فإِذا بَلَغَتِ السِّتِّينَ فَهِيَ الصِّدْعَةُ. والحُدْرَةُ مِنَ الإِبل، بِالضَّمِّ، نَحْوُ الصِّرْمَة. ومالٌ حَوادِرُ: مُكْتَنِزَةٌ ضخامٌ. وَعَلَيْهِ حُدْرَة مِنْ غَنَمٍ وحَدْرَة

_ (2). قوله: [والحدر الشق والحدر والورم] يشير بذلك إِلى أَنه يتعدى ولا يتعدى وبه صرح الجوهري

أَي قِطْعَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وحَيْدارُ الْحَصَى: مَا اسْتَدَارَ مِنْهُ. وحَيْدَرَةُ: الأَسَدُ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى لَمْ تَخْتَلِفِ الرُّوَاةُ فِي أَن هَذِهِ الأَبيات لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنا الَّذِي سَمَّتْني أمِّي الحَيْدَرَهْ، ... كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ، أَكِيلُكُم بالسيفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ وَقَالَ: السَّنْدَرَةُ الجرأَة. وَرَجُلٌ سِنَدْرٌ، عَلَى فِعَنْلٍ إِذا كَانَ جَرِيئًا. والحَيْدَرَةُ: الأَسد؛ قَالَ: والسَّنْدَرَةُ مِكْيَالٌ كَبِيرٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَيْدَرَة فِي الأُسْدِ مِثْلُ المَلِكِ فِي النَّاسِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يَعْنِي لِغِلَظِ عُنُقِهِ وَقُوَّةِ سَاعِدَيْهِ؛ وَمِنْهُ غُلَامٌ حَادِرٌ إِذا كَانَ مُمْتَلِئَ الْبَدَنِ شَدِيدَ الْبَطْشِ؛ قَالَ وَالْيَاءُ وَالْهَاءُ زَائِدَتَانِ، زَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الرَّجَزِ قبلَ: أَكيلكم بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ ... أَضرب بِالسَّيْفِ رِقَابَ الْكَفَرَهْ وَقَالَ: أَراد بِقَوْلِهِ: [أَنا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمي الْحَيْدَرَهْ] أَنا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمي أَسداً، فَلَمْ يُمْكِنْهُ ذِكْرُ الأَسد لأَجل الْقَافِيَةِ، فَعَبَّرَ بِحَيْدَرَةَ لأَن أُمه لَمْ تُسَمِّهِ حَيْدَرَةَ، وإِنما سَمَّتْهُ أَسداً بَاسِمِ أَبيها لأَنها فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسد، وَكَانَ أَبو طَالِبٍ غَائِبًا حِينَ وَلَدَتْهُ وَسَمَّتْهُ أَسداً، فَلَمَّا قَدِمَ كَرِهَ أَسداً وَسَمَّاهُ عَلِيًّا، فَلَمَّا رَجَزَ عَلِيٌّ هَذَا الرَّجَزَ يَوْمَ خَيْبَرَ سَمَّى نَفْسَهُ بِمَا سَمَّتْهُ بِهِ أُمه؛ قُلْتُ: وَهَذَا الْعُذْرُ مِنِ ابْنِ بَرِّيٍّ لَا يَتِمُّ لَهُ إِلَّا أَن كَانَ الرَّجَزُ أَكثر مِنْ هَذِهِ الأَبيات وَلَمْ يَكُنْ أَيضاً ابتدأَ بِقَوْلِهِ: [أَنا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمي الْحَيْدَرَهْ] وإِلَّا فإِذا كَانَ هَذَا الْبَيْتُ ابْتِدَاءَ الرَّجَزِ وَكَانَ كَثِيرًا أَو قَلِيلًا كَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُخَيَّرًا فِي إِطلاق الْقَوَافِي عَلَى أَي حَرْفٍ شَاءَ مِمَّا يَسْتَقِيمُ الْوَزْنُ لَهُ بِهِ كَقَوْلِهِ: [أَنا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمي الأَسدا] أَو أَسداً، وَلَهُ فِي هَذِهِ الْقَافِيَةِ مَجَالٌ وَاسِعٌ، فَنُطْقُهُ بِهَذَا الِاسْمِ عَلَى هَذِهِ الْقَافِيَةِ مِنْ غَيْرِ قَافِيَةٍ تَقَدَّمَتْ يَجِبُ اتِّبَاعُهَا وَلَا ضَرُورَةَ صَرَفَتْهُ إِليه، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنه سُمِّيَ حَيْدَرَةَ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ بَلْ سَمَّتْهُ أُمه حَيْدَرَةَ. والقَصَرَة: أَصل الْعُنُقِ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عَمْرٍو الْمُطَرِّزُ أَن السَّنْدَرَةَ اسْمُ امرأَة؛ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: السَّنْدَرَةُ شَجَرَةٌ يُعْمَلُ مِنْهَا القِسِيُّ والنَّبْلُ، فَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ السَّنْدَرَةُ مِكْيَالًا يُتَّخَذُ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ كَمَا سُمِّيَ الْقَوْسُ نَبْعَةً بِاسْمِ الشَّجَرَةِ، وَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ السَّنْدَرَةُ امرأَة كَانَتْ تَكِيلُ كَيْلًا وَافِيًا. وحَيْدَرٌ وحَيْدَرَةُ: اسْمَانِ. والحُوَيْدُرَة: اسْمُ شَاعِرٍ وَرُبَّمَا قَالُوا الْحَادِرَةَ. والحادُورُ: القُرْطُ فِي الأُذن وَجَمْعُهُ حَوادِير؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ الْعِجْلِيُّ يَصِفُ امرأَة: خِدَبَّةُ الخَلْقِ عَلَى تَخْصِيرها، ... بائِنَةُ المَنْكِبِ مِنْ حادُورِها أَراد أَنها لَيْسَتْ بِوَقْصاء أَي بَعِيدَةِ الْمَنْكِبِ مِنَ القُرْط لِطُولِ عُنُقِهَا، وَلَوْ كَانَتْ وَقْصَاءَ لَكَانَتْ قَرِيبَةَ الْمَنْكِبِ مِنْهُ. وخِدَبَّةُ الخلق على تحصيرها أَي عَظِيمَةُ الْعَجُزِ عَلَى دِقَّةِ خَصْرِهَا: يَزِينُها أَزْهَرُ فِي سُفُورِها، ... فَضَّلَها الخالِقُ فِي تَصْوِيرِها الأَزهر: الْوَجْهُ. ورَغِيفٌ حادِرٌ أَي تامٌّ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ الْحُرُوفِ؛ وأَنشد: كَأَنَّكِ حادِرَةُ المَنْكِبَيْنِ ... رَصْعاءُ تَسْتَنُّ فِي حائِرِ يَعْنِي ضُفْدَعَةً مُمْتَلِئَةَ الْمَنْكِبَيْنِ. الأَزهري: وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنه قرأَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّا

لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ؛ بِالدَّالِ، وَقَالَ مُؤْدُونَ فِي الكُراعِ والسِّلاح؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقِرَاءَةُ بِالذَّالِ لَا غَيْرُ، وَالدَّالُ شَاذَّةٌ لَا تَجُوزُ عِنْدِي الْقِرَاءَةُ بِهَا، وقرأَ عَاصِمٌ وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ بِالذَّالِ. وَرَجُلٌ حَدْرَدٌ: مُسْتَعْجِلٌ. والحَيْدارُ مِنَ الْحَصَى: مَا صَلُبَ وَاكْتَنَزَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ أَبي مُقْبِلٍ: يَرْمِي النِّجادَ بِحَيْدارِ الحَصى قُمَزاً، ... فِي مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِينَا وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَمَاهُ اللَّهُ بالحَيْدَرَةِ أَي بالهَلَكَةِ وحَيٌّ ذُو حَدُورَةٍ أَي ذُو اجْتِمَاعٍ وَكَثْرَةٍ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ المُؤَرِّج: يُقَالُ حَدَرُوا حَوْلَهُ ويَحْدُرُون بِهِ إِذا أَطافوا بِهِ؛ قَالَ الأَخطل: ونَفْسُ المَرْءِ تَرْصُدُها المَنَايا، ... وتَحْدُرُ حَوْلَه حَتَّى يُصارَا الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ: امرأَة حَدْراءُ وَرَجُلٌ أَحدر؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وَمَا كِدْتَ تَعْزِفُ، ... وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْراءَ مَا كنتَ تَعْرِفُ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْحَدْرَاءُ فِي نَعْتِ الْفَرَسِ فِي حُسْنِهَا خَاصَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أُبيّ بْنَ خَلَفٍ كَانَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَدْرَاها ؛ يُرِيدُ: هَلْ رأَى أَحد مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ يَا حَدْراءَ الإِبل، فَقَصَرَ، وَهِيَ تأْنيث الأَحدر، وَهُوَ الْمُمْتَلِئُ الْفَخِذِ وَالْعَجُزِ الدَّقِيقُ الأَعلى، وأَراد بِالْبَعِيرِ هَاهُنَا النَّاقَةَ وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى كالإِنسان. وتَحَدُّرُ الشَّيْءِ: إِقبالهُ؛ وَقَدْ تَحَدَّرَ تَحَدُّراً؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَلَمَّا ارْعَوَتْ فِي السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها، ... تَحَدُّرَ أَحْوَى، يَرْكَبُ الدّرَّ، مُظْلِم الأَحوى: اللَّيْلُ. وَتَحَدُّرُهُ: إِقباله. وَارْعَوَتْ أَي كَفَّتْ. وَفِي تَرْجَمَةِ قلع: الِانْحِدَارُ وَالتَّقَلُّعُ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، أَراد أَنه كَانَ يَسْتَعْمِلُ التثبيت وَلَا يَبِينُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ اسْتِعْجَالٌ وَمُبَادَرَةٌ شَدِيدَةٌ. وحَدْراءُ: اسْمُ امرأَة. حدبر: الحِدْبارُ: العَجْفاءُ الظَّهْرِ. وَدَابَّةٌ حِدْبِيرٌ: بَدَتْ حراقِيفُه ويَبِسَ مِنَ الْهُزَالِ. وَنَاقَةٌ حِدْبارٌ وحِدْبيرٌ، وَجَمْعُهَا حَدابِيرُ، إِذا انْحَنَى ظَهْرُهَا مِنَ الْهُزَالِ ودَبِرَ، الْجَوْهَرِيُّ: الحِدْبار مِنَ النُّوقِ الضَّامِرَةُ الَّتِي قَدْ يَبِسَ لَحْمُهَا مِنَ الْهُزَالِ وَبَدَتْ حَرَاقِفُهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ إِنا خَرَجْنَا إِليك حِينَ اعْتَكَرَتْ عَلَيْنَا حَدابِيرُ السِّنِين ؛ الحدابِيرُ: جمعُ حِدْبار وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي بَدَا عَظْمُ ظَهْرِهَا ونَشَزَتْ حَرَاقِيفُهَا مِنَ الْهُزَالِ، فَشَبَّهَ بِهَا السِّنِينَ الَّتِي كَثُرَ فِيهَا الْجَدْبُ وَالْقَحْطُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الأَشعث أَنه كَتَبَ إِلى الْحَجَّاجِ: سأَحملك عَلَى صَعْبٍ حِدْباءَ حِدْبَارٍ يَنِجُّ ظَهْرُهَا ؛ ضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا للأَمر الصَّعْبِ والخُطَّةِ الشديدة. حذر: الحِذْرُ والحَذَرُ: الْخِيفَةُ. حَذِرَهُ يَحْذَرُهُ حَذَراً واحْتَذَرَهُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ: ... احْتَذِرُوا لَا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ «1» وحاذُورَةٌ وحِذْرِيانٌ: مُتَيَقِّظٌ شَدِيدُ الحَذَرِ والفَزَعِ، مُتَحَرِّزٌ؛ وحاذِرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ؛ وَالْجَمْعُ حَذِرُونَ وحَذارَى. الْجَوْهَرِيُّ: الحَذَرُ والحِذْرُ التَّحَرُّزُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ فِي تعدِّيه:

_ (1). قوله: [وحذر] بفتح الحاء وضم الذال كما هو مضبوط بالأصل، وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه بالشكل بسكون الذال

حَذِرٌ أُمُوراً لَا تُخافُ، وآمِنٌ ... مَا ليسَ مُنْجِيهِ مِنَ الأَقْدارِ وَهَذَا نَادِرٌ لأَن النَّعْتَ إِذا جَاءَ عَلَى فَعِلٍ لَا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولٍ. وَالتَّحْذِيرُ: التَّخْوِيفُ. والحذارُ: المُحاذَرَةُ. وَقَوْلُهُمْ: إِنه لابْنُ أَحْذارٍ أَي لابْنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ. والمَحْذُورَةُ: الْفَزَعُ بِعَيْنِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ ، وَقُرِئَ: حَذِرُونَ وحَذُرونَ أَيضاً، بِضَمِّ الذَّالِ، حَكَاهُ الأَخفش؛ وَمَعْنَى حَاذِرُونَ متأَهبون، وَمَعْنَى حَذِرُونِ خَائِفُونَ، وَقِيلَ: مَعْنَى حَذِرُونِ مُعِدُّونَ. الأَزهري: الحَذَرُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَراً، فَأَنا حاذِرٌ وحَذِرٌ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ: وإِنا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ؛ أَي مُسْتَعِدُّونَ. وَمَنْ قرأَ: حَذِرُونَ، فَمَعْنَاهُ إِنا نَخَافُ شَرَّهُمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: حَاذِرُونَ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ مُؤْدُونَ: ذَوُو أَداةٍ مِنَ السِّلَاحِ. قَالَ: وكأَنَّ الحاذِرَ الَّذِي يَحْذَرُكَ الْآنَ. وكَأَنَّ الحَذِرَ المَخْلُوقُ حَذِراً لَا تَلْقَاهُ إِلَّا حَذِراً. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الحاذِرُ المستعدُّ، والحَذِرُ الْمُتَيَقِّظُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الحاذِرُ المُؤْدِي الشَّاكُّ فِي السِّلَاحِ؛ وأَنشد: وبِزَّةٍ مِن فَوْقِ كُمَّيْ حاذِرِ، ... ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عَنْ عامِرِ، وحَرْبَةٍ مِثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ وَرَجُلٌ حِذْرِيانٌ إِذا كَانَ حَذِراً، عَلَى فِعْليانٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ* ؛ أَي يُحَذِّرُكُمْ إِياه. أَبو زَيْدٍ: فِي الْعَيْنِ الحَذَرُ، وَهُوَ ثِقَلٌ فِيهَا مِنْ قَذىً يُصِيبُهَا؛ والحَذَلُ بِاللَّامِ، طُولُ الْبُكَاءِ وأَن لَا تَجِفَّ عَيْنُ الإِنسان. وَقَدْ حَذَّرَهُ الأَمَر وأَنا حَذِيرُكَ مِنْهُ مُحَذِّرك مِنْهُ أُحَذِّرُكَهُ. قَالَ الأَصمعي: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وكأَنه جَاءَ بِهِ عَلَى لَفْظِ نَذِيرُكَ وعَذِيرُكَ. وَتَقُولُ: حَذَارِ يَا فُلَانُ أَي احْذرْ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: حَذارِ مِنْ أَرْماحِنا حَذارِ ... أَوْ تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبارِ وَتَقُولُ: سُمِعَتْ حَذارِ فِي عَسْكَرِهِمْ ودُعِيَتْ نَزال بَيْنَهُمْ. والمَحْذُورَةُ: كالحَذَرِ مَصْدَرٌ كالمَصْدُوقَةِ والمَلْزُومَة، وَقِيلَ: هِيَ الْحَرْبُ. وَيُقَالُ: حَذارِ مِثْلُ قَطامِ أَي احْذرْ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ حَذار وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: حَذارِ حَذارٍ مِنْ فَوارِسِ دارِمٍ، ... أَبا خالِدٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَتَنَدَّما فَنَوَّنَ الأَخيرة وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ غَيْرَ أَن الشَّاعِرَ أَراد أَن يُتِمَّ بِهِ الْجُزْءَ. وَقَالُوا. حَذارَيْكَ، جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ، وَمَعْنَى التَّثْنِيَةِ أَنه يُرِيدُ: لِيَكُنْ مِنْكَ حَذَرٌ بَعْدَ حَذَرٍ. وَمِنْ أَسماء الْفِعْلِ قَوْلُهُمْ: حَذَرَكَ زَيْداً وحَذَارَكَ زَيْدًا إِذا كُنْتَ تُحَذِّرُه مِنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: حَذارِك، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وحُذُرَّى صِيغَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِنَ الحَذَرِ؛ وَهِيَ اسْمٌ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وأَبو حَذَرٍ: كُنْيَةُ الحِرْباء. والحِذْرِيَةُ والحِذْرِياءُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ؛ وَيُقَالُ لَهَا حَذارِ اسْمُ مَعْرِفَةٍ. النَّضْرُ: الحِذْرِيَةُ الأَرض الْغَلِيظَةُ مِنَ القُفِّ الخَشِنَةُ، وَالْجَمْعُ الحَذارَى. وَقَالَ أَبو الخَيْرَةِ: أَعلى الْجَبَلِ إِذا كَانَ صُلْباً غَلِيظًا مُسْتَوِيًا، فَهُوَ حِذْرِيةٌ، والحِذْرِيَةُ عَلَى فِعْليَةٍ قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ، وَالْجَمْعُ الحَذارَى، وَتُسَمَّى إِحدى حَرَّتَيْ بَنِي سُلَيْمٍ الحِذْرِيَةَ. واحْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحْرَنْفَشَ وتَقَبَّضَ. والإِحْذارُ: الإِنذار. والحُذارِياتُ: الْمَنْذُورُونَ.

ونَفَشَ الديكُ حِذْرِيَتَهُ أَي عِفْرِيَتَهُ. وَقَدْ سمَّتْ مَحْذُوراً وحُذَيْراً. وأَبو مَحْذُورَةَ: مُؤَذِّنُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَوْسُ بْنُ مِعْيَرٍ أَحد بَنِي جُمَحٍ؛ وابنُ حُذارٍ حِذارٍ: حَكَمُ بْنُ أَسَدٍ، وَهُوَ أَحد بَنِي سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذَوْدَانَ يَقُولُ فِيهِ الأَعشى: وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَيْنَ مَحَلُّهُ، ... فاعْمِدْ لبيتِ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ [حِذارِ] قَالَ الأَزهري: وحُذارُ [حِذارِ] اسْمُ أَبي رَبِيعَةَ بْنِ حُذارٍ قَاضِي الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي أَسد بْنِ خُزَيْمَةَ. حذفر: حَذافِيرُ الشَّيْءِ: أَعالِيهِ ونواحِيه. الْفَرَّاءُ: حُذْفُورٌ وحِذْفارٌ؛ أَبو الْعَبَّاسِ: الحِذْفارُ جَنَبَةُ الشَّيْءِ. وَقَدْ بَلَغَ الْمَاءُ حِذْفارَها: جَانِبَهَا. الحَذافِيرُ: الأَعالي، وَاحِدُهَا حُذْفُورٌ وحِذْفارٌ. وحِذْفارُ الأَرض: نَاحِيَتُهَا؛ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وأَخَذَهُ بِحَذافِيرِه أَي بِجَمِيعِهِ. وَيُقَالُ: أَعطاه الدُّنْيَا بِحَذافِيرها أَي بأَسْرِها. وَفِي الْحَدِيثِ: فكأَنما حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا ؛ هِيَ الْجَوَانِبُ، وَقِيلَ: الأَعالي، أَي فكأَنما أُعطي الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا أَي بأَسرها. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: فإِذا نَحْنُ بالحَيِّ قَدْ جاؤوا بِحَذَافِيرِهِمْ أَي جَمِيعِهِمْ. وَيُقَالُ: أَخَذَ الشيءَ بِجُزْمُورِه وجَزامِيرِه وحُذْفُورِه وحَذافِيرهِ أَي بِجَمِيعِهِ وَجَوَانِبِهِ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِذا لَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ جَزْمَرْتُ العِدْلَ والعَيْبَةَ والثيابَ والقِرْبَةَ وحَذْفَرْتُ وحَزْفَرْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، كُلُّهَا بِمَعْنَى ملأْت. والحُذْفُورُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ. والحَذافِيرُ: الأَشْرافُ، وَقِيلَ: هُمُ المتهيئون للحرب. حرر: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، وَالْجَمْعُ حُرُورٌ وأَحارِرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما بِنَاؤُهُ، وَالْآخَرُ إِظهار تَضْعِيفِهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعرف مَا صِحَّتُهُ. والحارُّ: نَقِيضُ الْبَارِدِ. والحَرارَةُ: ضِدُّ البُرُودَةِ. أَبو عُبَيْدَةَ: السَّمُومُ الرِّيحُ الْحَارَّةُ بِالنَّهَارِ وَقَدْ تَكُونُ بِاللَّيْلِ، والحَرُورُ: الرِّيحُ الحارَّة بِاللَّيْلِ وَقَدْ تَكُونُ بِالنَّهَارِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ ... سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ الْجَوْهَرِيُّ: الحَرُورُ الرِّيحُ الحارَّة، وَهِيَ بِاللَّيْلِ كالسَّمُوم بِالنَّهَارِ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ لِجَرِيرٍ: ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَنَّنا ... لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صَائِمِ مُسْتَنُّ الْحَرُورِ: مُشْتَدُّ حَرِّهَا أَي الْمَوْضِعُ الَّذِي اشْتَدَّ فِيهِ؛ يَقُولُ: نَزَلْنَا هُنَالِكَ فَبَنَيْنَا خِباءً عَالِيًا تَرْفَعُهُ الرِّيحُ مِنْ جَوَانِبِهِ فكأَنه فَرَسٌ صَائِمٌ أَي وَاقِفٌ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ الذُّبَابَ وَالْبَعُوضَ بسَبِيبِ ذَنَبِهِ، شَبَّهَ رَفْرَفَ الفُسْطاطِ عِنْدَ تَحَرُّكِهِ لِهُبُوبِ الرِّيحِ بسَبِيبِ هَذَا الْفَرَسِ. والحَرُورُ: حَرُّ الشَّمْسِ، وَقِيلَ: الحَرُورُ اسْتِيقَادُ الْحَرِّ ولَفْحُه، وَهُوَ يَكُونُ بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ، والسَّمُوم لَا يَكُونُ إِلا بِالنَّهَارِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الظِّلُّ هَاهُنَا الْجَنَّةُ وَالْحَرُورُ النَّارُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظِّلَّ هُوَ الظِّلُّ بِعَيْنِهِ، وَالْحَرُورَ الْحَرُّ بِعَيْنِهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا يَسْتَوِي أَصحاب الْحَقِّ الَّذِينَ هُمْ فِي ظِلٍّ مِنَ الْحَقِّ، وأَصحاب الْبَاطِلِ الَّذِينَ هُمْ فِي حَرُورٍ أَي حَرٍّ دَائِمٍ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَجَمْعُ الحَرُور حَرائِرُ؛ قَالَ مُضَرِّسٌ: بِلَمَّاعَةٍ قَدْ صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها، ... وفاضَتْ عَلَيْهَا شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ

وَتَقُولُ «2»: حَرَّ النهارُ وَهُوَ يَحِرُّ حَرّاً وَقَدْ حَرَرْتَ يَا يَوْمُ تَحُرُّ، وحَرِرْتَ تَحِرُّ، بِالْكَسْرِ، وتَحَرُّ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، حَرّاً وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ؛ وَقَدْ تَكُونُ الحَرارَةُ لِلِاسْمِ، وَجَمْعُهَا حِينَئِذٍ حَراراتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ، ... عَلَى الخَدَّيْنِ، ذِي هَيْدَبْ وَقَدْ تَكُونُ الحَراراتُ هُنَا جَمْعُ حَرَارَةٍ الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ إِلا أَن الأَوَّل أَقرب. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَحَرَّ النهارُ لُغَةٌ سَمِعَهَا الْكِسَائِيُّ. الْكِسَائِيُّ: شَيْءٌ حارٌّ يارٌّ جارٌّ وَهُوَ حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَرِرْت يَا رَجُلٌ تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه إِنما يَعْنِي الحَرَّ لَا الحُرِّيَّةَ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: حَرِرْتَ تَحَرُّ مِنَ الحُرِّيَّةِ لَا غَيْرُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ، وحَرَّ يَحَرُّ حُرِّيَّةً مِنْ حُرِّيَّة الأَصل، وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه بَاعَ مُعْتَقاً فِي حَرارِه ؛ الْحَرَارُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرٌ مِنْ حَرَّ يَحَرُّ إِذا صَارَ حُرّاً، وَالِاسْمُ الحُرِّيَّةُ. وحَرَّ يَحِرُّ إِذا سَخُنَ مَاءٌ أَو غَيْرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي حَرّاً وقُرّاً؛ والحِرَّةُ والحَرارَةُ: العَطَشُ، وَقِيلَ: شِدَّتُهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَشَدُّ الْعَطَشِ حِرَّةٌ عَلَى قِرَّةٍ إِذا عَطِشَ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَيُقَالُ: إِنما كَسَرُوا الْحِرَّةَ لِمَكَانِ القرَّة. وَرَجُلٌ حَرَّانُ: عَطْشَانُ مِنْ قَوْمٍ حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى؛ الأَخيرتان عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وامرأَة حَرَّى مِنْ نِسْوَةٍ حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ ؛ الحَرَّى، فَعْلَى، مِنَ الحَرِّ وَهِيَ تأْنيث حَرَّان وَهُمَا لِلْمُبَالَغَةِ يُرِيدُ أَنها لِشِدَّةِ حَرِّها قَدْ عَطِشَتْ ويَبِسَتْ مِنَ العَطَشِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَعْنَى أَن فِي سَقْي كُلِّ ذِي كَبِدٍ حَرَّى أَجراً، وَقِيلَ: أَراد بِالْكَبِدِ الْحَرَّى حَيَاةَ صَاحِبِهَا لأَنه إِنما تَكُونُ كَبِدُهُ حَرَّى إِذا كَانَ فِيهِ حَيَاةٌ يَعْنِي فِي سَقْيِ كُلِّ ذِي رُوحٍ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فِي كُلِّ كَبِدٍ حَارَّةٍ أَجر ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا دَخَلَ جَوْفي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ ، وَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه نَهَى مضارِبه أَن يَشْتَرِيَ بِمَالِهِ ذَا كَبِدٍ رَطْبَةٍ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى رَطْبَةٍ أَجر ؛ قَالَ: وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ضَعْفٌ، فأَما مَعْنَى رَطْبَةٍ فَقِيلَ: إِن الْكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ، وَكَذَا إِذا أُلقيت عَلَى النَّارِ، وَقِيلَ: كَنَّى بِالرُّطُوبَةِ عَنِ الْحَيَاةِ فإِن الْمَيِّتَ يَابِسُ الْكَبِدِ، وقيل: وصفها بما يؤول أَمرها إِليه. ابْنُ سِيدَهْ: حَرَّتْ كَبِدُهُ وَصَدْرُهُ وَهِيَ تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً؛ قَالَ: وحَرَّ صَدْرُ الشَّيْخِ حَتَّى صَلَّا أَي التهبتِ الحَرَارَةُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى سُمِعَ لَهَا صَليلٌ، واسْتَحَرَّتْ، كِلَاهُمَا: يَبِسَتْ كَبِدُهُ مِنْ عَطَشٍ أَو حُزْنٍ، وَمَصْدَرُهُ الحَرَرُ. وَفِي حَدِيثِ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ: حَتَّى أُذِيقَ نَسَاهُ مِنَ الحَرِّ مِثْلَ مَا أَذَاقَ نَسايَ ؛ يَعْنِي حُرْقَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْوَجَعِ وَالْغَيْظِ وَالْمَشَقَّةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم الْمُهَاجِرِ: لَمَّا نُعِيَ عُمَرُ قالت: وا حَرَّاه فَقَالَ الْغُلَامُ: حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ، وأَحَرَّها اللهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي دُعَائِهَا عَلَى الإِنسان: مَا لَهُ أَحَرَّ اللهُ

_ (2). قوله: [وتقول إِلخ] حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في القاموس والمصباح وغيرهما، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي والمضارع

صَدْرَه أَي أَعطشه وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَعْطَشَ اللَّهُ هامَتَه. وأَحَرَّ الرجلُ، فَهُوَ مُحِرٌّ أَي صَارَتْ إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً. وَرَجُلٌ مُحِرٌّ: عَطِشَتْ إِبله. وَفِي الدُّعَاءِ: سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ الحِرَّةَ تَحْتَ القِرَّةِ يُرِيدُ الْعَطَشَ مَعَ الْبَرْدِ؛ وأَورده ابْنُ سِيدَهْ مُنْكِرًا فَقَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ أَي عطشٌ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ دُعَاءٌ مَعْنَاهُ رَمَاهُ اللَّهُ بِالْعَطَشِ وَالْبَرْدِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحِرَّةُ حَرَارَةُ الْعَطَشِ وَالْتِهَابُهُ. قَالَ: وَمِنْ دُعَائِهِمْ: رَمَاهُ اللَّهُ بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بِالْعَطَشِ وَالْبَرْدِ. وَيُقَالُ: إِني لأَجد لِهَذَا الطَّعَامِ حَرْوَةً فِي فَمِي أَي حَرارةً ولَذْعاً. والحَرارَةُ: حُرْقَة فِي الْفَمِ مَنْ طَعْمِ الشَّيْءِ، وَفِي الْقَلْبِ مِنَ التَّوَجُّعِ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفُلْفُلُ لَهُ حَرارَة وحَراوَةٌ، بِالرَّاءِ وَالْوَاوِ. والحَرَّة: حَرَارَةٌ فِي الْحَلْقِ، فإِن زَادَتْ فَهِيَ الحَرْوَةُ ثُمَّ الثَّحْثَحَة ثُمَّ الجَأْزُ ثُمَّ الشَّرَقُ ثُمَّ الْفُؤُقُ ثُمَّ الحَرَضُ ثُمَّ العَسْفُ، وَهُوَ عِنْدَ خُرُوجِ الرُّوحِ. وامرأَة حَرِيرَةٌ: حَزِينَةٌ مُحْرَقَةُ الْكَبِدِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ نِسَاءً سُبِينَ فَضُرِبَتْ عَلَيْهِنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وَهِيَ القِدَاحُ: خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً، ... ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ وَفِي التَّهْذِيبِ: المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ؛ وحَرِيراتٌ أَي مَحْرُورَاتٌ يَجِدْنَ حَرارَة فِي صُدُورِهِنَّ، وحَرِيرَة فِي مَعْنَى مَحْرُورَة، وإِنما دَخَلَتْهَا الْهَاءُ لَمَّا كَانَتْ فِي مَعْنَى حَزِينَةٍ، كَمَا أُدخلت فِي حَمِيدَةٍ لأَنها فِي مَعْنَى رَشِيدَة. قَالَ: والمِجْلَدُ قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ تَلْتَدِمُ بِهَا المرأَة عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. والمُكَتَّبَةُ: السِّهَامُ الَّتِي أُجِيلَتْ عَلَيْهِنَّ حِينَ اقْتُسِمْنَ وَاسْتُهِمَّ عَلَيْهِنَّ. واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بِمَعْنَى اشتدَّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وجَمْع الْقُرْآنِ: إِن الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ ؛ أَي اشتدَّ وَكَثُرَ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ الحَرِّ: الشِّدَّةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عليٍّ: حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ. وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه قَالَ لِفَاطِمَةَ: لَوْ أَتَيْتِ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأَلته خَادِمًا يَقِيكِ حَرَّ مَا أَنتِ فِيهِ مِنَ الْعَمَلِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حارَّ مَا أَنت فِيهِ ، يَعْنِي التَّعَبَ وَالْمَشَقَّةَ مِنْ خِدْمَةِ الْبَيْتِ لأَن الحَرارَةَ مَقْرُونَةٌ بِهِمَا، كَمَا أَن الْبَرْدَ مَقْرُونٌ بِالرَّاحَةِ وَالسُّكُونِ. والحارُّ: الشَّاقُّ المُتْعِبُ: وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ لأَبيه لَمَّا أَمره بِجَلْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ: وَلِّ حارَّها مَنْ تَوَلَّى قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ مَنْ يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه وَيَعْنِيهِ شأْنُه، وَالْقَارُّ: ضِدُّ الْحَارِّ. والحَرِيرُ: المَحْرُورُ الَّذِي تَدَاخَلَتْهُ حَرارَةُ الْغَيْظِ وَغَيْرِهِ. والحَرَّةُ: أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بِالنَّارِ. والحَرَّةُ مِنَ الأَرضين: الصُّلبة الْغَلِيظَةُ الَّتِي أَلبستها حِجَارَةٌ سُودٌ نَخِرَةٌ كأَنها مُطِرَتْ، وَالْجَمْعُ حَرَّاتٌ وحِرَارٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَنهم يَقُولُونَ حَرَّةٌ وحَرُّونَ، جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، يُشَبِّهُونَهُ بِقَوْلِهِمْ أَرض وأَرَضُونَ لأَنها مُؤَنَّثَةٌ مِثْلُهَا؛ قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَيضاً أَنهم يَقُولُونَ حَرَّةٌ وإِحَرُّونَ يَعْنِي الحِرارَ كأَنه جَمْعُ إِحَرَّةٍ وَلَكِنْ لَا يُتَكَلَّمُ بِهَا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِزَيْدِ بْنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيمِيِّ، وَكَانَ زَيْدٌ الْمَذْكُورُ لَمَّا عَظُمَ الْبَلَاءُ بصِفِّين قَدِ انْهَزَمَ وَلَحِقَ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدْ أَعطى أَصحابه يَوْمَ الْجَمَلِ خَمْسَمِائَةِ خَمْسَمِائَةٍ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْبَصْرَةِ،

فَلَمَّا قَدِمَ زَيْدٌ عَلَى أَهله قَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ: أَين خَمْسُ الْمِائَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ، ... لَمَّا رأَى عَكّاً والأشعَرِيين، وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين، ... وابنَ نُمَيرٍ فِي سراةِ الكِنْدِين، وَذَا الكَلاعِ سَيِّدَ الْيَمَانِينْ، ... وَحَابِسًا يَسْتَنُّ فِي الطَّائِيِينْ، قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ: هَلْ تَفِرِّين؟ ... لَا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين، والخَمْسُ قَدْ جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين، ... جَمْزاً إِلى الكُوفةِ مِنْ قِنِّسْرِينْ وَيُرْوَى: قَدْ تُجْشِمُكِ وَقَدْ يُجْشِمْنَكِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَى لَا خَمْسَ مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ صِفِّينَ أَن مُعَاوِيَةَ زَادَ أَصحابه يَوْمَ صِفِّينَ خَمْسَمِائَةٍ فَلَمَّا التَقَوْا بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ أَصحاب عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحرِّين أَرادوا: لَا خَمْسَمِائَةٍ؛ وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الجَمَلِ فَقَسَّمَ مَا فِي الْعَسْكَرِ بَيْنَنَا فأَصاب كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا خَمْسَمِائَةِ خَمْسَمِائَةٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَوْمَ صِفِّينَ الأَبيات. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ لَا خِمس، بِكَسْرِ الْخَاءِ، مِنْ وِردِ الإِبل. قَالَ: وَالْفَتْحُ أَشبه بِالْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَكَ الْيَوْمَ إِلا الْحِجَارَةُ وَالْخَيْبَةُ، والإِحَرِّينَ: جَمْعُ الحَرَّةِ. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: إِن قَالَ قَائِلٌ مَا بَالُهُمْ قَالُوا فِي جَمْعِ حَرَّةٍ وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون، وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْمَحْذُوفِ نَحْوُ ظُبَةٍ وثُبة، وَلَيْسَتْ حَرَّة وَلَا إِحَرَّة مِمَّا حُذِفَ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ أُصوله، وَلَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ أَرض فِي أَنه مُؤَنَّثٌ بِغَيْرِ هَاءٍ؟ فَالْجَوَابُ: إِنَّ الْأَصْلَ فِي إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ، وَهِيَ إِفْعَلَة، ثُمَّ إِنَّهُمْ كَرِهُوا اجْتِمَاعَ حَرْفَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، فأَسكنوا الأَوَّل مِنْهُمَا وَنَقَلُوا حَرَكَتَهُ إِلى مَا قَبْلَهُ وأَدغموه فِي الَّذِي بَعْدَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى الْكَلِمَةِ هَذَا الإِعلال وَالتَّوْهِينُ، عَوَّضُوهَا مِنْهُ أَن جَمَعُوهَا بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَقَالُوا: إِحَرُّونَ، وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي إِحَرَّة أَجروا عَلَيْهَا حَرَّة، فَقَالُوا: حَرُّونَ، وإِن لَمْ يَكُنْ لَحِقَهَا تَغْيِيرٌ وَلَا حَذْفٌ لأَنها أُخت إِحَرَّة مِنْ لَفْظِهَا وَمَعْنَاهَا، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: إِنهم قَدْ أَدغموا عَيْنَ حَرَّة فِي لَامِهَا، وَذَلِكَ ضَرْبٌ مِنَ الإِعلال لَحِقَهَا؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ الأَحَرِّينَ، قَالَ: جَاءَ بِهِ عَلَى أَحَرَّ كأَنه أَراد هَذَا الْمَوْضِعَ الأَحَرَّ أَي الَّذِي هُوَ أَحَرُّ مِنْ غَيْرِهِ فَصَيَّرَهُ كالأَكرمين والأَرحمين. والحَرَّةُ: أَرض بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ بِهَا حِجَارَةٌ سُودٌ كَبِيرَةٌ كَانَتْ بِهَا وَقْعَةٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَكَانَتْ زِيَادَةُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعِي لَا تُفَارِقُنِي حَتَّى ذهبتْ مِنِّي يَوْمَ الحَرَّةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْحَرَّةِ وَيَوْمِهَا فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ مَشْهُورٌ فِي الإِسلام أَيام يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، لَمَّا انْتَهَبَ الْمَدِينَةَ عَسْكَرُهُ مِنْ أَهل الشَّامِ الَّذِينَ نَدَبَهُمْ لِقِتَالِ أَهل الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وأَمَّر عَلَيْهِمْ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ الْمُرِّيَّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَعَقِيبَهَا هَلَكَ يَزِيدُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَرَّة أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ نَخِرَةٌ كأَنما أُحرقت بِالنَّارِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَرَّة الأَرض مَسِيرَةَ لَيْلَتَيْنِ سَرِيعَتَيْنِ أَو ثَلَاثٍ فِيهَا حِجَارَةٌ أَمثال الإِبل البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بِالنَّارِ، وَمَا تَحْتَهَا أَرض غَلِيظَةٌ مِنْ قَاعٍ لَيْسَ بأَسود، وإِنما سوَّدها كَثْرَةُ حِجَارَتِهَا وَتَدَانِيهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْحَرَّةُ الرَّجْلَاءُ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الَّتِي أَعلاها سُودٌ وأَسفلها بِيضٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: تَكُونُ الْحَرَّةُ مُسْتَدِيرَةً فإِذا كَانَ مِنْهَا شَيْءٌ مُسْتَطِيلًا لَيْسَ بِوَاسِعٍ فَذَلِكَ

الكُرَاعُ. وأَرض حَرِّيَّة: رَمْلِيَّةٌ لَيِّنَةٌ. وَبَعِيرٌ حَرِّيٌّ: يَرْعَى فِي الحَرَّةِ، وَلِلْعَرَبِ حِرارٌ مَعْرُوفَةٌ ذَوَاتُ عَدَدٍ، حَرَّةُ النَّارِ لِبَنِي سُليم، وَهِيَ تُسَمَّى أُم صَبَّار، وحَرَّة ليلَى وَحَرَّةُ راجِل وَحَرَّةُ واقِم بِالْمَدِينَةِ وَحَرَّةُ النَّارِ لِبَنِي عَبْس وَحَرَّةُ غَلَّاس؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَدُنْ غُدْوَةٍ حَتَّى اسْتَغَاثَ شَريدُهُمْ، ... بِحَرَّةِ غَلَّاسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ والحُرُّ، بِالضَّمِّ: نَقِيضُ الْعَبْدِ، وَالْجَمْعُ أَحْرَارٌ وحِرارٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. والحُرَّة: نَقِيضُ الأَمة، وَالْجَمْعُ حَرائِرُ، شَاذٌّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ قَالَ لِلنِّسَاءِ اللَّاتِي كنَّ يَخْرُجْنَ إِلى الْمَسْجِدِ: لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي لأُلزمنكنّ الْبُيُوتَ فَلَا تَخْرُجْنَ إِلى الْمَسْجِدِ لأَن الْحِجَابَ إِنما ضُرِبَ عَلَى الْحَرَائِرِ دُونَ الإِماء. وحَرَّرَهُ: أَعتقه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ عَدْل [عِدْل] مُحَرَّرٍ ؛ أَي أَجر مُعْتَق؛ المحرَّر: الَّذِي جُعل مِنَ الْعَبِيدِ حُرًّا فأُعتق. يُقَالُ: حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً، بِالْفَتْحِ، أَي صَارَ حُرّاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: فأَنا أَبو هُرَيْرَةَ المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ، وَحَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ: شِرَارُكُمُ الَّذِينَ لَا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه اسْتَخْدَمُوهُ فإِذا أَراد فِرَاقَهُمُ ادَّعَوْا رِقَّهُ «3». وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: فَمِنْكُمْ عَوْفٌ الَّذِي يُقَالُ فِيهِ لَا حُرَّ بِوَادِي عَوْفٍ ؛ قَالَ: هُوَ عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بْنِ ذُهْلٍ الشَّيْباني، كَانَ يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ لِشَرَفِهِ وَعِزِّهِ، وإِن مَنْ حَلَّ وَادِيهِ مِنَ النَّاسِ كَانُوا لَهُ كَالْعَبِيدِ والخَوَل، وَسَنَذْكُرُ قِصَّتَهُ فِي تَرْجَمَةِ عوف، وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: حَاجَتِي عَطاءُ المُحَرَّرينَ، فإِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا جَاءَهُ شَيْءٌ لَمْ يبدأْ بأَوّل مِنْهُمْ ؛ أَراد بِالْمُحَرَّرِينَ الْمَوَالِي وَذَلِكَ أَنهم قَوْمٌ لَا دِيوَانَ لَهُمْ وإِنما يَدْخُلُونَ فِي جُمْلَةِ مَوَالِيهِمْ، وَالدِّيوَانُ إِنما كَانَ فِي بَنِي هَاشِمٍ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فِي الْقَرَابَةِ وَالسَّابِقَةِ والإِيمان، وَكَانَ هَؤُلَاءِ مُؤَخَّرِينَ فِي الذِّكْرِ فَذَكَرَهُمُ ابْنُ عُمَرَ وَتَشَفَّعَ فِي تَقْدِيمِ إِعطائهم لِمَا عَلِمَ مِنْ ضَعْفِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ وتأَلفاً لَهُمْ عَلَى الإِسلام. وتَحْرِيرُ الْوَلَدِ: أَن يُفْرِدَهُ لِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا قَوْلُ امرأَة عِمْرَانَ وَمَعْنَاهُ جَعَلْتُهُ خَادِمًا يَخْدِمُ فِي مُتَعَبَّداتك، وَكَانَ ذَلِكَ جَائِزًا لَهُمْ، وَكَانَ عَلَى أَولادهم فَرْضًا أَن يُطِيعُوهُمْ فِي نَذْرِهِمْ، فَكَانَ الرَّجُلُ يُنْذِرُ فِي وَلَدِهِ أَن يَكُونَ خَادِمًا يَخْدِمُهُمْ فِي مُتَعَبَّدِهِمْ ولعُبَّادِهم، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ النَّذْرُ فِي النِّسَاءِ إِنما كَانَ فِي الذُّكُورِ، فَلَمَّا وَلَدَتِ امرأَة عِمْرَانَ مَرْيَمَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى، وَلَيْسَتِ الأُنثى مِمَّا تَصْلُحُ لِلنَّذْرِ، فَجَعَلَ اللَّهُ مِنَ الْآيَاتِ فِي مَرْيَمَ لِمَا أَراده مِنْ أَمر عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن جَعَلَهَا متقبَّلة فِي النَّذْرِ فَقَالَ تَعَالَى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ. والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بَنُو إِسرائيل، كَانَ أَحدهم رُبَّمَا وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَرُبَّمَا حَرَّرَه أَي جَعَلَهُ نَذِيرَةً فِي خِدْمَةِ الْكَنِيسَةِ مَا عَاشَ لَا يَسَعُهُ تَرْكُهَا فِي دِينِهِ. وإِنه لَحُرٌّ: بَيِّنُ الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ، بِفَتْحِ الْحَاءِ؛ قَالَ: فَلَوْ أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاء سأَلْتِني ... فراقَكِ، لَمْ أَبْخَلْ، وأَنتِ صَدِيقُ

_ (3). قوله: [ادّعوا رقه] فهو محرر في معنى مسترق. وقيل إِن الْعَرَبَ كَانُوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر: فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً، ... فليس له حتى الممات خلاص كذا بهامش النهاية

فَمَا رُدَّ تزوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادَةٌ، ... وَلَا رُدَّ مِنْ بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ وَالْكَافُ فِي أَنك فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لأَنه أَراد تَثْقِيلَ أَن فَخَفَّفَهَا؛ قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ هَذَا الْبَيْتَ مِنْ شَيْخِ بَاهِلَةَ وَمَا عَلِمْتُ أَن أَحداً جَاءَ بِهِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ أَعرابيّ لَيْسَ لَهَا أَعْراقٌ فِي حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها فِي الإِماء. والحُرُّ مِنَ النَّاسِ: أَخيارهم وأَفاضلهم. وحُرِّيَّةُ الْعَرَبِ: أَشرافهم؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَصَارَ حَياً، وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ ... عَلَى حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى أَي عَلَى أَشرافهم. قَالَ: والهزالَى مِثْلُ السُّكارى، وَقِيلَ: أَراد الْهُزَالَ بِغَيْرِ إِمالة؛ وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ حُرِّيَّةِ قَوْمِهِ أَي مِنْ خَالِصِهِمْ. والحُرُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْتَقُه. وَفَرَسٌ حُرٌّ: عَتِيقٌ. وحُرُّ الفاكهةِ: خِيارُها. والحُرُّ: رُطَبُ الأَزَاذ. والحُرُّ: كلُّ شَيْءٍ فاخِرٍ مِنْ شِعْرٍ أَو غَيْرِهِ. وحُرُّ كُلِّ أَرض: وسَطُها وأَطيبها. والحُرَّةُ والحُرُّ: الطِّينُ الطَّيِّبُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً، ... تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ، دِعْصٌ لَهُ نَدُّ وحُرُّ الرَّمْلِ وحُرُّ الدَّارِ: وَسَطُهَا وَخَيْرُهَا؛ قَالَ طَرَفَةُ أَيضاً: تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي، ... أَلا رُبَّ يومٍ لِي سِوَى حُرّ دارِك وطينٌ حُرٌّ: لَا رَمْلَ فِيهِ. وَرَمْلَةٌ حُرَّة: لَا طِينَ فِيهَا، وَالْجَمْعُ حَرائِرُ. والحُرُّ: الْفِعْلُ الْحَسَنُ. يُقَالُ: مَا هَذَا مِنْكَ بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ وَلَا جَمِيلٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلًا، ... لَيْسَ هَذَا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ أَي بِفِعْلٍ حَسَنٍ. والحُرَّةُ: الْكَرِيمَةُ مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ الأَعشى: حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخاماً، تَكُفُّه بِخِلالِ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَعَمْرُكَ مَا قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ، ... وَلَا مُقْصِرٍ، يَوْمًا، فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ إِلى أَهله أَي صَاحِبِهِ. بِحُرٍّ: بِكَرِيمٍ لأَنه لَا يَصْبِرُ وَلَا يَكُفُّ عَنْ هَوَاهُ؛ وَالْمَعْنَى أَن قَلْبَهُ يَنْبُو عَنْ أَهله ويَصْبُو إِلى غَيْرِ أَهله فَلَيْسَ هُوَ بِكَرِيمٍ فِي فِعْلِهِ؛ وَيُقَالُ لأَوّل لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ: ليلةُ حُرَّةٍ، وليلةٌ حُرَّةٌ، وَلِآخِرِ لَيْلَةٍ: شَيْباءُ. وَبَاتَتْ فُلَانَةٌ بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لَمْ تُقْتَضَّ لَيْلَةَ زِفَافِهَا وَلَمْ يَقْدِرْ بَعْلُهَا عَلَى اقْتِضاضِها؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ نِسَاءً: شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ، ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ الأَزهري: اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلَّيْلَةِ الَّتِي تُزَفُّ فِيهَا المرأَة إِلى زَوْجِهَا فَلَا يَقْدِرُ فِيهَا عَلَى اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ؛ يُقَالُ: بَاتَتْ فلانةُ بِلَيْلَةٍ حُرَّةٍ؛ وَقَالَ غَيْرُ اللَّيْثِ: فإِن اقْتَضَّها زَوْجُهَا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي زُفَّتْ إِليه فَهِيَ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ. وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرٌ يَصِفُهَا بِكَثْرَةِ الْمَطَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُرَّةُ الْكَرِيمَةُ؛ يُقَالُ: نَاقَةٌ حُرَّةٌ وَسَحَابَةٌ حُرَّة أَي كَثِيرَةُ الْمَطَرِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: جادَتْ عَلَيْهَا كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ، ... فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ أَراد كُلَّ سَحَابَةٍ غَزِيرَةِ الْمَطَرِ كَرِيمَةٍ. وحُرُّ البَقْلِ وَالْفَاكِهَةِ وَالطِّينِ: جَيِّدُها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا رأَيت أَشْبَهَ برسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الحَسن إِلا أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ أَحَرَّ

حُسْناً مِنْهُ ؛ يَعْنِي أَرَقَّ مِنْهُ رِقَّةَ حُسْنٍ. وأَحْرارُ البُقُول: مَا أُكل غَيْرَ مَطْبُوخٍ، وَاحِدُهَا حُرٌّ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِيَ ثَلَاثَةٌ: النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَحْرَارُ البُقُول مَا رَقَّ مِنْهَا ورَطُبَ، وذُكُورُها مَا غَلُظَ مِنْهَا وخَشُنَ؛ وَقِيلَ: الحُرُّ نَبَاتٌ مِنْ نَجِيلِ السِّباخِ. وحُرُّ الْوَجْهِ: مَا أَقبل عَلَيْكَ مِنْهُ؛ قَالَ: جَلا الحُزْنَ عَنْ حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ، ... وَكَانَ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ لَا تَبَلَّجُ وَقِيلَ: حُرُّ الْوَجْهِ مَسَايِلُ أَربعة مَدَامِعِ الْعَيْنَيْنِ مِنْ مُقَدَّمِهِمَا وَمُؤَخَّرِهِمَا؛ وَقِيلَ: حُرُّ الْوَجْهِ الخَدُّ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: لَطَمَ حُرَّ وَجْهِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا لَطَمَ وَجْهَ جَارِيَةٍ فَقَالَ لَهُ: أَعَجَزَ عَلَيْكَ إِلَّا حُرُّ وَجْهِها؟ والحُرَّةُ: الوَجْنَةُ. وحُرُّ الْوَجْهِ: مَا بَدَا مِنَ الْوَجْنَةِ. والحُرَّتانِ: الأُذُنانِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: قَنْواءُ فِي حُرَّتَيْها، للبَصِير بِهَا ... عِتْقٌ مُبينٌ، وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ وحُرَّةُ الذِّفْرَى: موضعُ مَجالِ القُرْطِ مِنْهَا؛ وأَنشد: فِي خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى، وَقِيلَ: حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ أَي أَنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلتها، يَكُونُ ذَلِكَ للمرأَة وَالنَّاقَةِ. والحُرُّ: سَوَادٌ فِي ظَاهِرِ أُذن الْفَرَسِ؛ قَالَ: بَيِّنُ الحُرِّ ذُو مِراحٍ سَبُوقُ والحُرَّانِ: السَّودان فِي أَعلى الأُذنين. وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زهير: قَنْوَاءُ فِي حُرَّتَيْهَا الْبَيْتُ؛ أَراد بِالْحُرَّتَيْنِ الأُذنين كأَنه نَسَبَهَا إِلى الحُرِّيَّةِ وَكَرَمِ الأَصل. والحُرُّ: حَيَّة دَقِيقَةٌ مِثْلُ الجانِّ أَبيضُ، والجانُّ فِي هَذِهِ الصِّفَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الْحَيَّةِ اللَّطِيفَةِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُنْطَوٍ فِي جَوْفِ نامُوسِهِ، ... كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ وَزَعَمُوا أَنه الأَبيض مِنَ الْحَيَّاتِ، وأَنكر ابْنُ الأَعرابي أَنْ يَكُونَ الحُرُّ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْحَيَّةَ، وَقَالَ: الْحُرُّ هَاهُنَا الصَّقْر؛ قَالَ الأَزهري: وسأَلت عَنْهُ أَعرابيّاً فَصِيحًا فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: الْحُرُّ الجانُّ مِنَ الْحَيَّاتِ، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْحَيَّةَ. والحُرُّ: طَائِرٌ صَغِيرٌ؛ الأَزهري عَنْ شَمِرٍ: يُقَالُ لِهَذَا الطَّائِرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْعِرَاقِ بَاذِنْجَانٌ لأَصْغَرِ مَا يكونُ جُمَيِّلُ حُرٍّ. والحُرُّ: الصَّقْرُ، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ نَحْوَهُ، وَلَيْسَ بِهِ، أَنْمَرُ أَصْقَعُ قَصِيرُ الذَّنَبِ عَظِيمُ الْمَنْكِبَيْنِ والرأْس؛ وَقِيلَ: إِنه يَضْرِبُ إِلى الْخُضْرَةِ وَهُوَ يَصِيدُ. والحُرُّ: فَرْخُ الْحَمَامِ؛ وَقِيلَ: الذَّكَرُ مِنْهَا. وساقُ حُرٍّ: الذَّكَرُ مِنَ القَمَارِيِّ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وَمَا هاجَ هَذَا الشَّوْقَ إِلَّا حَمامَةٌ، ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما وَقِيلَ: السَّاقُ الْحَمَامُ، وحُرٌّ فَرْخُهَا؛ وَيُقَالُ: ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي؛ وَرَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ: سَاقَ حَرّ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَهُوَ طَائِرٌ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ سَاقَ حَرٍّ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول: ساق حر، وَبَنَاهُ صَخْرُ الغَيّ فَجَعَلَ الِاسْمَيْنِ اسْمًا وَاحِدًا فَقَالَ: تُنادي سَاقَ حُرَّ، وظَلْتُ أَبْكي، ... تَلِيدٌ مَا أَبِينُ لَهَا كَلَامَا

وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ ذَكَرَ القَماري ساقَ حُرٍّ لِصَوْتِهِ كأَنه يقول: ساق حر سَاقَ حُرٍّ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي جَرَّأَ صَخْرَ الْغَيِّ عَلَى بِنَائِهِ كَمَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَعَلَّلَهُ فَقَالَ: لأَن الأَصوات مَبْنِيَّةٌ إِذ بَنَوْا مِنَ الأَسماء مَا ضَارَعَهَا. وَقَالَ الأَصمعي: ظَنَّ أَن سَاقَ حُرٍّ وَلَدُهَا وإِنما هُوَ صَوْتُهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَشْهَدُ عِنْدِي بِصِحَّةِ قَوْلِ الأَصمعي أَنه لَمْ يُعْرَبْ وَلَوْ أَعرب لَصُرِفَ سَاقَ حُرٍّ، فَقَالَ: سَاقَ حُرٍّ إِن كَانَ مُضَافًا، أَو ساقَ حُرّاً إِن كَانَ مُرَكَّبًا فَيَصْرِفُهُ لأَنه نَكِرَةٌ، فَتَرْكُهُ إِعرابه يَدُلُّ عَلَى أَنه حَكَى الصَّوْتَ بِعَيْنِهِ وَهُوَ صِيَاحُهُ سَاقَ حُرٍّ سَاقَ حُرٍّ؛ وأَما قَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: وَمَا هَاجَ هَذَا الشوقَ إِلا حمامةٌ، ... دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما الْبَيْتُ؛ فَلَا يَدُلُّ إِعرابه عَلَى أَنه لَيْسَ بِصَوْتٍ، وَلَكِنَّ الصَّوْتَ قَدْ يُضَافُ أَوّله إِلى آخِرِهِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ خازِ بازِ، وَذَلِكَ أَنه فِي اللَّفْظِ أَشْبه بابَ دارٍ؛ قَالَ وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ فِي شِعْرِ حُمَيْدٍ: وَمَا هَاجَ هَذَا الشوقَ إِلا حمامةٌ، ... دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ فِي حَمَامٍ تَرَنَّما وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: يَعْنُونَ بِسَاقَ حُرٍّ لَحْنَ الْحَمَامَةِ. أَبو عَمْرٍو: الحَرَّةُ البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ؛ والحُرُّ: وَلَدُ الظَّبْيِ فِي بَيْتِ طَرَفَةَ: بَيْنَ أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى ... مُخْرِفٌ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ، حُرّ والحَرِيرَةُ بِالنَّصْبِ «1»: وَاحِدَةُ الْحَرِيرِ مِنَ الثِّيَابِ. والحَرِيرُ: ثِيَابٌ مِنْ إِبْرَيْسَمٍ. والحَرِيرَةُ: الحَسَا مِنَ الدَّسَمِ وَالدَّقِيقِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّقِيقُ الَّذِي يُطْبَخُ بِلَبَنٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: الحَرِيرة مِنَ الدَّقِيقِ، والخَزِيرَةُ مِنَ النُّخَال؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ العَصِيدَة ثُمَّ النَّخِيرَةُ ثُمَّ الحَرِيرَة ثُمَّ الحَسْوُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لَكِ ؛ يَقُولُ ذرِّي الدَّقِيقَ لأَتخذ لَكَ مِنْهُ حَرِيرَةً. وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً: سَوَّاها. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسنان وَفِي طَرَفِهَا نَقْرانِ يَكُونُ فِيهِمَا حَبْلَانِ، وَفِي أَعلى الشَّبَحَةِ نَقْرَانِ فِيهِمَا عُود مَعْطُوفٌ، وَفِي وَسَطِهَا عُودٌ يَقْبِضُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُوثَقُ بِالثَّوْرَيْنِ فَتُغْرَزُ الأَسنان فِي الأَرض حَتَّى تَحْمِلَ مَا أُثير مِنَ التُّرَابِ إِلى أَن يأْتيا بِهِ الْمَكَانَ الْمُنْخَفِضَ. وَتَحْرِيرُ الْكِتَابَةِ: إِقامة حُرُوفِهَا وإِصلاح السَّقَطِ. وتَحْرِيرُ الْحِسَابِ: إِثباته مُسْتَوِيًا لَا غَلَثَ فِيهِ وَلَا سَقَطَ وَلَا مَحْوَ. وتَحْرِيرُ الرَّقَبَةِ: عِتْقُهَا. ابْنُ الأَعرابي: الحَرَّةُ الظُّلمة الْكَثِيرَةُ، والحَرَّةُ: الْعَذَابُ الْمُوجِعُ. والحُرَّانِ: نَجْمَانِ عَنْ يَمِينِ النَّاظِرِ إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انْتَصَبَ الْفَرْقَدَانِ اعْتَرَضَا، فإِذا اعْتَرَضَ الْفَرْقَدَانِ انْتَصَبَا. والحُرَّانِ: الحُرُّ وأَخوه أُبَيٌّ، قَالَ: هُمَا أَخوان وإِذا كَانَ أَخوان أَو صَاحِبَانِ وَكَانَ أَحدهما أَشهر مِنَ الْآخَرِ سُمِيَّا جَمِيعًا بَاسِمِ الأَشهر؛ قَالَ الْمُنَخَّلُ الْيَشْكُرِيُّ: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني ... مُغَلْغَلَةً، وخصَّ بِهَا أُبَيَّا فإِن لَمْ تَثْأَرَا لِي مِنْ عِكَبٍّ، ... فَلَا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا يُطَوِّفُ بِي عِكَبٌّ فِي مَعَدٍّ، ... ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا قَالَ: وَسَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَن الْمُتَجَرِّدَةَ امرأَة النُّعْمَانِ كَانَتْ تَهْوى الْمُنَخَّلَ الْيَشْكُرِيَّ، وَكَانَ يأْتيها إِذا رَكِبَ النُّعْمَانُ، فَلَاعَبَتْهُ يَوْمًا بِقَيْدٍ جَعَلَتْهُ في رجله

_ (1). قوله: [بالنصب] أراد به فتح الحاء

وَرِجْلِهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا النُّعْمَانُ وَهُمَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فأَخذ الْمُنَخَّلَ وَدَفَعَهُ إِلى عِكَبٍّ اللَّخْميّ صَاحِبِ سِجْنِهِ، فَتَسَلَّمَهُ فَجَعَلَ يَطْعَنُ فِي قَفَاهُ بالصُّمُلَّةِ، وَهِيَ حَرْبَةٌ كَانَتْ فِي يَدِهِ. وحَرَّانُ: بَلَدٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حرَّان بَلَدٌ بِالْجَزِيرَةِ، هَذَا إِذا كَانَ فَعْلاناً فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وإِن كَانَ فَعَّالًا فَهُوَ مِنْ بَابِ النُّونِ. وحَرُوراءُ: مَوْضِعٌ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ تُنْسَبُ إِليه الحَرُورِيَّةُ مِنَ الْخَوَارِجِ لأَنه كَانَ أَوَّل اجْتِمَاعِهِمْ بِهَا وَتَحْكِيمِهِمْ حِينَ خَالَفُوا عَلِيًّا، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ، إِنما قِيَاسُهُ حَرُوراوِيٌّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَرُوراءُ اسْمُ قَرْيَةٍ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَيُقَالُ: حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ وسُئِلَتْ عَنْ قَضَاءِ صَلَاةِ الْحَائِضِ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ هُمُ الحَرُورِيَّةُ مِنَ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ، وَكَانَ عِنْدَهُمْ مِنَ التَّشَدُّدِ فِي الدِّينِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ، فَلَمَّا رأَت عَائِشَةُ هَذِهِ المرأَة تُشَدِّدُ فِي أَمر الْحَيْضِ شَبَّهَتْهَا بِالْحَرُورِيَّةِ، وَتَشَدُّدِهِمْ فِي أَمرهم وَكَثْرَةِ مَسَائِلِهِمْ وَتَعَنُّتِهِمْ بِهَا؛ وَقِيلَ: أَرادت أَنها خَالَفَتِ السنَّة وَخَرَجَتْ عَنِ الْجَمَاعَةِ كَمَا خَرَجُوا عَنْ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت بالدَّهْناءِ رَمْلَةً وَعْثَةً يُقَالُ لَهَا رملةُ حَرُوراءَ. وحَرِّيٌّ: اسْمٌ؛ ونَهْشَلُ بْنُ حَرِّيٍّ. والحُرَّانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا، ... فَجَنْبَا حِمًى، فالخانِقان فَحَبْحَبُ وحُرَّيَات: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ: فَراقَبْتُه حَتَّى تَيامَنَ، واحْتَوَتْ ... مطَافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ والحَرِيرُ: فَحْلٌ مِنْ فُحُولِ الْخَيْلِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَرَفْتُ مِنْ ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا ... فِيهِ، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا الحَرِيرُ: جَدُّ هَذَا الْفَرَسِ، وضَرْبُه: نَسْلُه. وحَرِّ: زجْرٌ لِلْمَعِزِ؛ قَالَ: شَمْطاءُ جَاءَتْ مِنْ بلادِ البَرِّ، ... قَدْ تَرَكَتْ حَيَّهْ، وَقَالَتْ: حَرِّ ثُمَّ أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ، ... عَمْداً، عَلَى جانِبِها الأَيْسَرِّ قَالَ: وحَيَّهْ زَجْرٌ للضأْن، وَفِي المحكَم: وحَرِّ زَجْرٌ لِلْحِمَارِ، وأَنشد الرَّجَزَ. وأَما الَّذِي فِي أَشراط السَّاعَةِ يُسْتَحَلُّ: الحِرُ والحَرِيرُ: قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ وَقَالَ: الحِرُ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، الْفَرْجُ وأَصله حِرْحٌ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ الرَّاءَ، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، فَعَلَى التَّخْفِيفِ يَكُونُ فِي حَرِحَ لَا فِي حَرِرَ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ طُرُقِهِ يستحلُّون الخَزَّ، بِالْخَاءِ وَالزَّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الإِبريسم مَعْرُوفٌ، وَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وأَبي دَاوُدَ، وَلَعَلَّهُ حَدِيثٌ آخَرُ كَمَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى، وَهُوَ حَافِظٌ عَارِفٌ بِمَا رَوَى وَشَرَحَ فَلَا يُتَّهَمُ. حزر: الحَزْرُ حَزْرُك عَدَدَ الشَّيْءِ بالحَدْس. الْجَوْهَرِيُّ: الحَزْرُ التَّقْدِيرُ والخَرْصُ. والحازِرُ: الْخَارِصُ. ابْنُ سِيدَهْ: حَزَرَ الشَّيْءَ يَحْزُرُه ويَحْزِرُهُ حَزْراً: قَدَّرَه بالحَدْسِ. تَقُولُ: أَنا أَحْزُرُ [أَحْزِرُ] هَذَا الطَّعَامَ كَذَا وَكَذَا قَفِيزًا. والمَحْزَرَةُ: الحَزْرُ، عَنْ ثَعْلَبٍ. والحَزْرُ مِنَ اللَّبَنِ: فَوْقَ الْحَامِضِ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ حازِرٌ وحامِزٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَدْ

حَزَرَ اللبنُ وَالنَّبِيذُ أَي حَمُضَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: حَزَرَ اللبنُ يَحْزُرُ حَزْراً وحُزُوراً؛ قَالَ: وارْضَوْا بِإِحْلَابَةِ وَطْبٍ قَدْ حَزَرْ وحَزُرَ كَحَزَرَ وَهُوَ «2». الحَزْرَةُ؛ وَقِيلَ: الحَزْرَةُ مَا حَزَرَ بأَيدي الْقَوْمِ مِنْ خِيَارِ أَموالهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يُفَسِّرْ حَزَرَ غَيْرَ أَني أَظنه زَكا أَو ثَبَتَ فَنَمَى. وحَزْرَةُ الْمَالِ: خيارُه، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ، وحَزِيرتُهُ كَذَلِكَ، وَيُقَالُ: هَذَا حَزْرَةُ نَفْسي أَي خَيْرُ مَا عِنْدِي، وَالْجَمْعُ حَزَراتٌ، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه بُعِثَ مُصَدِّقاً فَقَالَ لَهُ: لَا تأْخذ مِنْ حَزَرات أَنْفسِ النَّاسِ شَيْئًا، خُذِ الشَّارِفَ والبَكْرَ ، يَعْنِي فِي الصَّدَقَةِ؛ الحَزَرات، جَمْعُ حَزْرَة، بِسُكُونِ الزَّايِ: خِيَارُ مَالِ الرَّجُلِ، سُمِّيَتْ حَزْرَةً لأَن صَاحِبَهَا لَمْ يَزَلْ يَحْزُرُها فِي نَفْسِهِ كُلَّمَا رَآهَا، سُمِّيَتْ بِالْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ مِنَ الحَزْرِ. قَالَ: وَلِهَذَا أُضيفت إِلى الأَنْفُسِ؛ وأَنشد الأَزهري: الحَزَراتُ حَزَارتُ النَّفْسِ أَي هِيَ مِمَّا تودُّها النَّفْسُ؛ وَقَالَ آخَرُ: وحَزْرَةُ القلبِ خِيارُ المالِ قَالَ: وأَنشد شَمِرٌ: الحَزَراتُ حَزَراتُ القلبِ، ... اللُّبُنُ الغِزَارُ غيرُ اللَّحْبِ، حِقاقُها الجِلادُ عِنْدَ اللَّزْبِ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تأْخذوا حَزَراتِ أَموال النَّاسِ ونَكِّبُوا عَنِ الطَّعَامِ ، وَيُرْوَى بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: حَزَراتُ الأَموال هِيَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا أَربابها، وَلَيْسَ كلُّ الْمَالِ الحَزْرَة، قَالَ: وَهِيَ الْعَلَائِقُ؛ وَفِي مثل العرب: وا حَزْرَتِي وأَبْتَغِي النَّوافِلا أَبو عُبَيْدَةَ: الحَزَراتُ نَقَاوَةُ الْمَالِ، الذَّكَرُ والأُنثى سَوَاءٌ؛ يُقَالُ: هِيَ حَزْرَةُ مَالِهِ وَهِيَ حَزْرَة قَلْبِهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: نُدافِعُ عَنْهُمْ كلَّ يومِ كريهةٍ، ... ونَبْذِلُ [نَبْذُلُ] حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: عَدَا القَارِصُ فَحزَرْ؛ يُضْرَبُ للأَمر إِذا بَلَغَ غَايَتَهُ وأَفْعَم. ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ المُنْتَجِع: الحازِرُ دَقِيقُ الشَّعِيرِ وَلَهُ رِيحٌ لَيْسَ بِطَيِّبٍ. والحَزْرَةُ: مَوْتُ الأَفاضل. والحَزْوَرَةُ: الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ، وَالْجَمْعُ الحَزاوِرُ، وَهُوَ تلٌّ صَغِيرٌ. الأَزهري: الحَزْوَرُ الْمَكَانُ الْغَلِيظُ؛ وأَنشد: فِي عَوْسَجِ الوادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ وَقَالَ عباسُ بْنُ مِرْداسٍ: وذَابَ لُعابُ الشمسِ فِيهِ، وأُزِّرَتْ ... بِهِ قامِساتٌ مِنْ رِعانٍ وحَزْوَرِ ووجْهٌ حازِرٌ: عَابِسٌ باسِرٌ. والحَزْوَرُ والحَزَوَّرُ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ: الْغُلَامُ الَّذِي قَدْ شَبَّ وَقَوِيَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا، ... شَيْخاً بَجَالًا وغُلاماً حَزْوَرَا وَقَالَ: لَنْ يَبْعَثُوا شَيْخاً وَلَا حَزَوَّرَا ... بالفاسِ، إِلَّا الأَرْقَبَ المُصَدَّرَا وَالْجَمْعُ حَزاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ، زَادُوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ. والحَزَوَّرُ: الَّذِي قَدِ انْتَهَى إِدراكه؛ قَالَ

_ (2). قوله: [وهو] أي اللبن الحامض

بَعْضُ نِسَاءِ الْعَرَبِ: إِنَّ حِرِي حَزَوَّرٌ حَزابِيَه، ... كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَه قَدْ جاءَ مِنْهُ غِلْمَةٌ ثَمَانِيَهْ، ... وبَقِيَتْ ثَقْبَتُه كَمَا هِيَه الْجَوْهَرِيُّ: الحَزَوَّرُ الْغُلَامُ إِذا اشْتَدَّ وَقَوِيَ وخَدَمَ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الَّذِي كَادَ يُدْرِكُ وَلَمْ يَفْعَلْ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّا مَعَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غِلْماناً حَزاوِرَةً ؛ هُوَ الَّذِي قَارَبَ الْبُلُوغَ، وَالتَّاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَرنب: كُنْتُ غُلَامًا حَزَوَّراً فَصِدْتُ أَرنباً ، وَلَعَلَّهُ شَبَّهَهُ بحَزْوَرَةِ الأَرض وَهِيَ الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلْغُلَامِ إِذا رَاهَقَ وَلَمْ يُدْرِكْ بعدُ حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدرك وَقَوِيَ وَاشْتَدَّ، فَهُوَ حَزَوَّر أَيضاً؛ قَالَ النَّابِغَةُ: نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ قَالَ: أَراد الْبَالِغَ الْقَوِيَّ. قَالَ: وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي الأَضداد الحَزَوَّرُ الْغُلَامُ إِذا اشْتَدَّ وَقَوِيَ؛ والحَزَوَّرُ: الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: وَمَا أَنا، إِن دَافَعْتُ مِصْراعَ بابِه، ... بِذِي صَوْلَةٍ فانٍ، وَلَا بِحَزَوَّرِ وَقَالَ آخَرُ: إِنَّ أَحقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّه ... حَزَوَّرٌ لَيْسَتْ لَهُ ذُرِّيَّه قَالَ: أَراد بالحَزَوَّرِ هَاهُنَا رَجُلًا بَالِغًا ضَعِيفًا؛ وَحَكَى الأَزهري عَنِ الأَصمعي وَعَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: الحَزَوَّرُ، عَنِ الْعَرَبِ، الصَّغِيرُ غَيْرُ الْبَالِغِ؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ الحَزْوَرَ الْبَالِغَ القويَّ الْبَدَنِ الَّذِي قَدْ حَمَلَ السِّلَاحَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ هُوَ هَذَا. ابْنُ الأَعرابي: الحَزْرَةُ النَّبِقَةُ الْمُرَّةُ، وَتُصَغَّرُ حُزَيْرَةً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَمْراءِ: أَنه سَمِعَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ وَاقِفٌ بالحَزْوَرَةِ مِنْ مَكَّةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ عِنْدَ بَابِ الحَنَّاطِينَ وَهُوَ بِوَزْنِ قَسْوَرَةٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ يُشَدِّدُونَ الحَزْوَرَةَ والحُدَيْبِيَةَ، وَهُمَا مُخَفَّفَتَانِ. وحَزِيرانُ بِالرُّومِيَّةِ: اسْمُ شَهْرٍ قبل تموز. حسر: الحَسْرُ: كَشْطُكَ الشَّيْءَ عَنِ الشَّيْءِ. حَسَرَ الشيءَ عَنِ الشَّيْءِ يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُسُوراً فانْحَسَرَ: كَشَطَهُ، وَقَدْ يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ حَسَرَ لَازِمًا مِثْلُ انْحَسَر عَلَى الْمُضَارَعَةِ. والحاسِرُ: خِلَافُ الدَّارِع. والحاسِرُ: الَّذِي لَا بَيْضَةَ عَلَى رأْسه؛ قَالَ الأَعشى: فِي فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ، ... تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ وَيُرْوَى: تَعْصِفُ؛ وَالْجَمْعُ حُسَّرٌ، وَجَمْعُ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ حُسَّراً عَلَى حُسَّرِينَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِشَهْباءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّها ... إِذا مَا بَدَتْ، قَرْنٌ مِنَ الشمسِ طالِعُ وَيُقَالُ للرَّجَّالَةِ فِي الْحَرْبِ: الحُسَّرُ، وَذَلِكَ أَنهم يَحْسِرُون [يَحْسُرُون] عَنْ أَيديهم وأَرجلهم، وَقِيلَ: سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لَا دُرُوعَ عَلَيْهِمْ وَلَا بَيْضَ. وَفِي حَدِيثِ فَتْحِ مَكَّةَ: أَن أَبا عُبَيْدَةَ كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى الحُسَّرِ ؛ هُمُ الرَّجَّالَةُ، وَقِيلَ هُمُ الَّذِينَ لَا دُرُوعَ لَهُمْ. وَرَجُلٌ حاسِرٌ: لَا عِمَامَةَ عَلَى رأْسه. وامرأَة حاسِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذا حَسَرَتْ عَنْهَا ثِيَابَهَا. وَرَجُلٌ حَاسِرٌ: لَا دِرْعَ عَلَيْهِ وَلَا بَيْضَةَ عَلَى رأْسه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَسَر عَنْ ذِرَاعَيْهِ أَي أَخرجهما مِنْ كُمَّيْهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وسئلتْ عَنِ امرأَة طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَتَحَسَّرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ أَي قَعَدَتْ حَاسِرَةً مَكْشُوفَةَ الْوَجْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عَنْهَا دِرْعَهَا. وكلُّ مَكْشُوفَةِ الرأْس وَالذِّرَاعَيْنِ: حاسِرٌ، وَالْجَمْعُ حُسَّرٌ وحَواسِر؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً، ... فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ وَيُقَالُ: حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، وحَسَرَ البَيْضَةَ عَنْ رأْسه، وحَسَرَتِ الريحُ السحابَ حَسْراً. الْجَوْهَرِيُّ: الِانْحِسَارُ الِانْكِشَافُ. حَسَرْتُ كُمِّي عَنْ ذِرَاعِي أَحْسِرُه حَسْراً: كَشَفْتُ. والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسُورُ: الإِعْياءُ والتَّعَبُ. حَسَرَتِ الدابةُ وَالنَّاقَةُ حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ: أَعْيَتْ وكَلَّتْ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وحَسَرَها السَّيْرُ يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً وحُسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها؛ قَالَ: إِلَّا كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ، ... عَمْداً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ أَراد إِلَّا مُعرضاً فَزَادَ الكاف؛ ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ، الذَّكَرُ والأُنثى سَوَاءٌ، وَالْجَمْعُ حَسْرَى مِثْلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى. وأَحْسَرَ القومُ: نَزَلَ بِهِمُ الحَسَرُ. أَبو الْهَيْثَمِ: حَسِرَتِ الدَّابَّةُ حَسَراً إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى، واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا يَسْتَحْسِرُونَ . وَفِي الْحَدِيثِ: ادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تَسْتَخْسِرُوا ؛ أَي لَا تَمَلُّوا؛ قَالَ: وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنْ حَسَرَ [حَسِرَ] إِذا أَعيا وَتَعِبَ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: وَلَا يَحْسِرُ [يَحْسَرُ] صَائِحُهَا أَي لَا يَتْعَبُ سَائِقُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَسِيرُ لَا يُعْقَرُ ؛ أَي لَا يَجُوزُ لِلْغَازِي إِذا حَسِرَتْ دَابَّتُهُ وأَعيت أَن يَعْقِرَها، مَخَافَةَ أَن يأْخذها الْعَدُوُّ وَلَكِنْ يُسَيِّبُهَا، قَالَ: وَيَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا. وَفِي الْحَدِيثِ: حَسَرَ أَخي فَرَسًا لَهُ ؛ يَعْنِي النَّمِرَ وَهُوَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. وَيُقَالُ فِيهِ: أَحْسَرَ أَيضاً. وحَسِرَتِ الْعَيْنُ: كَلَّتْ. وحَسَرَها بُعْدُ مَا حَدَّقَتْ إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها: أَكَلَّها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُسُوراً أَي كَلَّ وَانْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدًى وَمَا أَشبه ذَلِكَ، فَهُوَ حَسِير ومَحْسُورٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ نَاقَةً: إِنَّ العَسِيرَ بِهَا دَاءٌ مُخامِرُها، ... فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْسُورُ الْعَسِيرُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَمْ تُرَضْ، وَنَصَبَ شَطْرَهَا عَلَى الظَّرْفِ أَي نَحْوَها. وبَصَرٌ حَسير: كَلِيلٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ يَنْقَلِبُ صَاغِرًا وَهُوَ حَسِيرٌ أَي كَلِيلٌ كَمَا تَحْسِرُ الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عَنْ هُزال وكَلالٍ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ؛ قَالَ: نَهَاهُ أَن يُعْطِيَ كُلَّ مَا عِنْدَهُ حَتَّى يَبْقَى مَحْسُورًا لَا شَيْءَ عِنْدَهُ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ حَسَرْتُ الدَّابَّةَ إِذا سَيَّرتها حَتَّى يَنْقَطِعَ سَيْرُها؛ وأَما الْبَصَرُ فإِنه يَحْسِرُ [يَحْسَرُ] عِنْدَ أَقصى بُلُوغِ النَّظَرِ؛ وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً، فَهُوَ حَسِيرٌ وحَسْرانُ إِذا اشْتَدَّتْ نَدَامَتُهُ عَلَى أَمرٍ فَاتَهُ؛ وَقَالَ الْمَرَّارُ: مَا أَنا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلا، ... يَا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ ؛

قَالَ: هَذَا أَصعب مسأَلة فِي الْقُرْآنِ إِذا قَالَ الْقَائِلُ: مَا الْفَائِدَةُ فِي مُنَادَاةِ الْحَسْرَةِ، وَالْحَسْرَةُ مِمَّا لَا يُجِيبُ؟ قَالَ: وَالْفَائِدَةُ فِي مُنَادَاتِهَا كَالْفَائِدَةِ فِي مُنَادَاةِ مَا يَعْقِلُ لأَن النِّدَاءَ بَابُ تَنْبِيهٍ، إِذا قُلْتَ يَا زَيْدُ فإِن لَمْ تَكُنْ دَعَوْتَهُ لِتُخَاطِبَهُ بِغَيْرِ النِّدَاءِ فَلَا مَعْنَى لِلْكَلَامِ، وإِنما تَقُولُ يَا زَيْدُ لِتُنَبِّهَهُ بِالنِّدَاءِ، ثُمَّ تَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا، أَلا تَرَى أَنك إِذا قُلْتَ لِمَنْ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَيْكَ: يَا زَيْدُ، مَا أَحسن مَا صَنَعْتَ؛ فَهُوَ أَوكد مِنْ أَن تَقُولَ لَهُ: مَا أَحسن مَا صَنَعْتَ، بِغَيْرِ نِدَاءٍ؛ وَكَذَلِكَ إِذا قُلْتَ للمخاطَب: أَنا أَعجب مِمَّا فَعَلْتَ، فَقَدْ أَفدته أَنك مُتَعَجِّبٌ، وَلَوْ قُلْتَ: وا عجباه مِمَّا فَعَلْتَ، وَيَا عَجَبَاهُ أَن تَفْعَلَ كَذَا كَانَ دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ فِي الْفَائِدَةِ، وَالْمَعْنَى يَا عَجَبًا أَقبل فإِنه مِنْ أَوقاتك، وإِنما النِّدَاءُ تَنْبِيهٌ للمتعجَّب مِنْهُ لَا لِلْعَجَبِ. والحَسْرَةُ: أَشدَّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ ؛ أَي حَسْرَةً وَتَحَسُّرًا. وحَسَرَ البحرُ عَنِ العِراقِ والساحلِ يَحْسُرُ [يَحْسِرُ]: نَضَبَ عَنْهُ حَتَّى بَدَا مَا تَحْتَ الْمَاءِ مِنَ الأَرض. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ انْحَسَرَ البحرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ الساعة حتى يَحْسُرُ [يَحْسِرُ] الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ؛ أَي يَكْشِفَ. يُقَالُ: حَسَرْتُ الْعِمَامَةَ عَنْ رأْسي وَالثَّوْبَ عَنْ بَدَنِي أَي كَشَفْتُهُمَا؛ وأَنشد: حَتَّى يقالَ حاسِرٌ وَمَا حَسَرْ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي الحُسُورِ بِمَعْنَى الِانْكِشَافِ: إِذا مَا القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ، ... فَفِيهنَّ عَنْ صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: كَجَمَلِ الْبَحْرِ، إِذا خاضَ جَسَرْ ... غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ، حَتَّى يقالَ: حاسِرٌ وَمَا حَسَرْ «1» . يَعْنِي الْيَمَّ. يُقَالُ: حاسِرٌ إِذا جَزَرَ، وَقَوْلُهُ إِذا خَاضَ جَسَرَ، بِالْجِيمِ، أَي اجترأَ وَخَاضَ مُعْظَمَ الْبَحْرِ وَلَمْ تَهُلْهُ اللُّجَجُ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا مَلَكٌ يَحْسِرُ عَنْ دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي يَكْشِفُ، وَيُرْوَى: يَحُسُّ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ابْنُوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذَلِكَ سِيَّمَا الْمُسْلِمِينَ ؛ أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لَا شُرَفَ لَهَا؛ وَمِثْلُهُ حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ابْنُوا الْمَسَاجِدَ جُمّاً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فأَخذتُ حَجَراً فَكَسَرْتُهُ وحَسَرْتُه ؛ يُرِيدُ غُصْنًا مِنْ أَغصان الشَّجَرَةِ أَي قَشَرْتُهُ بِالْحَجَرِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عرا، عِنْدَ قَوْلِهِ جَارِيَةٌ حَسَنَةُ المُعَرَّى وَالْجَمْعُ المَعارِي، قَالَ: والمَحاسِرُ مِنَ المرأَة مِثْلُ المَعارِي. قَالَ: وَفَلَاةٌ عَارِيَةُ الْمَحَاسِرِ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا كِنٌّ مِنْ شَجَرٍ، ومَحاسِرُها: مُتُونُها الَّتِي تَنْحَسِرُ عَنِ النَّبَاتِ. وانْحَسَرتِ الطَّيْرُ: خَرَجَتْ مِنَ الرِّيشِ الْعَتِيقِ إِلى الْحَدِيثِ. وحَسَّرَها إِبَّانُ ذَلِكَ: ثَقَّلَها، لأَنه فُعِلَ فِي مُهْلَةٍ. قَالَ الأَزهري: وَالْبَازِي يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْجَوَارِحِ تَتَحَسَّرُ. وتَحَسَّر الوَبَرُ عَنِ الْبَعِيرِ والشعرُ عَنِ الْحِمَارِ إِذا سَقَطَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهُ فَأَنْسَلَها، ... واجْتَابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَ ما ابْتَقَلا وتَحَسَّرَتِ النَّاقَةُ وَالْجَارِيَةُ إِذا صَارَ لَحْمُهَا فِي مواضعه؛

_ (1). قوله: [كجمل البحر إلخ] الجمل؛ بالتحريك: سمكة طولها ثلاثون ذراعاً

قَالَ لَبِيدٌ: فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ، ... وتَقَطَّعَتْ، بَعْدَ الكَلالِ، خِدامُها قَالَ الأَزهري: وتَحَسُّرُ لحمِ الْبَعِيرِ أَن يَكُونَ لِلْبَعِيرِ سِمْنَةٌ حَتَّى كَثُرَ شَحْمُهُ وتَمَكَ سَنامُه، فإِذا رُكب أَياماً فَذَهَبَ رَهَلُ لحمه واشتدّ بعد ما تَزَيَّمَ مِنْهُ فِي مَوَاضِعِهِ، فَقَدْ تَحَسَّرَ. وَرَجُلٌ مُحَسَّر: مُؤْذًى محتقر. وفي الْحَدِيثُ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رجلٌ يُسَمَّى أَمِيرَ العُصَبِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُسَمَّى أَمير الغَضَبِ. أَصحابه مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عَنْ أَبواب السُّلْطَانِ وَمَجَالِسِ الْمُلُوكِ، يأْتونه مِنْ كُلِّ أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الْخَرِيفِ يُوَرِّثُهُم اللَّهُ مشارقَ الأَرض ومغاربَها ؛ مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ أَي مؤْذون مَحْمُولُونَ عَلَى الْحَسْرَةِ أَو مَطْرُودُونَ مُتْعَبُونَ مِنْ حَسَرَ الدَّابَّةَ إِذا أَتعبها. أَبو زَيْدٍ: فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل عَنْهَا وَتَرَكَهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رُوِيَ هَذَا الْحَرْفُ فَحْلٌ جَاسِرٌ، بِالْجِيمِ، أَي فَادِرٌ، قَالَ: وأَظنه الصَّوَابَ. والمِحْسَرَة: المِكْنَسَةُ. وحَسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلوه فأَعطاهم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ شَيْءٌ. والحَسارُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي الْقِيعَانِ والجَلَد وَلَهُ سُنْبُل وَهُوَ مِنْ دِقّ المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خَيْرٌ مِنْ رَطْبِه، وَهُوَ يَسْتَقِلُّ عَنِ الأَرض شَيْئًا قَلِيلًا يُشْبِهُ الزُّبَّادَ إِلَّا أَنه أَضخم مِنْهُ وَرَقًا؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَسارُ عُشْبَةٌ خَضْرَاءُ تُسَطَّحُ عَلَى الأَرض وتأْكلها الْمَاشِيَةُ أَكلًا شَدِيدًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حِمَارًا وأُتنه: يأْكلنَ مِنْ بُهْمَى وَمِنْ حَسارِ، ... ونَفَلًا لَيْسَ بِذِي آثارِ يَقُولُ: هَذَا الْمَكَانُ قَفْرٌ لَيْسَ بِهِ آثَارٌ مِنَ النَّاسِ وَلَا الْمَوَاشِي. قَالَ: وأَخبرني بَعْضُ أَعراب كَلْبٍ أَن الحَسَار شَبِيهٌ بالحُرْفِ فِي نَبَاتِهِ وَطَعْمِهِ يَنْبُتُ حِبَالًا عَلَى الأَرض؛ قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنه شَبِيهٌ بِنَبَاتِ الجَزَرِ. اللَّيْثُ: الحَسار ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُسْلِحُ الإِبلَ. الأَزهري: الحَسَارُ مِنَ الْعُشْبِ يَنْبُتُ فِي الرِّيَاضِ، الْوَاحِدَةُ حَسَارَةٌ. قَالَ: ورجْلُ الْغُرَابِ نَبْتٌ آخَرُ، والتَّأْوِيلُ عُشْبٌ آخَرُ. وَفُلَانٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ أَي كِرِيمُ المَخْبَرِ. وَبَطْنٌ مُحَسِّر، بِكَسْرِ السِّينِ: مَوْضِعٌ بِمِنَى وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُهُ، وَهُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ السِّينِ، وَقِيلَ: هُوَ وَادٍ بَيْنَ عرفات ومنى. حشر: حَشَرَهُم يَحْشُرُهم ويَحْشِرُهم حَشْراً: جَمَعَهُمْ؛ وَمِنْهُ يَوْمُ المَحْشَرِ. والحَشْرُ: جَمْعُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. والحَشْرُ: حَشْرُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. والمَحْشَرُ: الْمَجْمَعُ الَّذِي يُحْشَرُ إِليه الْقَوْمُ، وَكَذَلِكَ إِذا حُشِرُوا إِلى بَلَدٍ أَو مُعَسْكَر أَو نَحْوِهِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ؛ نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِير، وَكَانُوا قَوْمًا مِنَ الْيَهُودِ عَاقَدُوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لَمَّا نَزَلَ الْمَدِينَةَ أَن لَا يَكُونُوا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، ثُمَّ نَقَضُوا العهد ومايلوا كُفَّارَ أَهل مَكَّةَ، فَقَصَدَهُمُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَفَارَقُوهُ عَلَى الجَلاءِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ فَجَلَوْا إِلى الشَّامِ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ أَول حَشْرٍ حُشِر إِلى أَرض الْمَحْشَرِ ثُمَّ يُحْشَرُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِليها، قَالَ: وَلِذَلِكَ قِيلَ: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ، وَقِيلَ: إِنهم أَول مَنْ أُجْلِيَ مِنْ أَهل الذِّمَّةِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ثُمَّ أُجلي آخِرُهُمْ أَيام عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْهُمْ نَصَارَى نَجْرَانَ ويهودُ خَيْبَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: جِهَادٌ أَو نيَّة أَو حَشْرٍ ، أَي جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَو نِيَّةٌ

يُفَارِقُ بِهَا الرَّجُلُ الْفِسْقَ وَالْفُجُورَ إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى تَغْيِيرِهِ، أَو جَلاءٍ يَنَالُ الناسَ فَيَخْرُجُونَ عَنْ دِيَارِهِمْ. والحَشْرُ: هُوَ الجَلاءُ عَنِ الأَوطان؛ وَقِيلَ: أَراد بِالْحَشْرِ الْخُرُوجَ مِنَ النَّفِيرِ إِذا عَمَّ. الْجَوْهَرِيُّ: المَحْشِرُ، بِكَسْرِ الشِّينِ، مَوْضِعُ الحَشْرِ. وَالْحَاشِرُ: مِنْ أَسماء سَيِّدِنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنه قَالَ: أَحْشُر الناسَ عَلَى قَدَمِي ؛ وَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِي خَمْسَةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ وأَحمد وَالْمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَالْحَاشِرُ أَحشر النَّاسَ عَلَى قَدَمِي، وَالْعَاقِبُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْحَاشِرُ الَّذِي يَحْشُر النَّاسَ خَلْفَهُ وَعَلَى مِلَّتِهِ دُونَ مِلَّةِ غَيْرِهِ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني لِي أَسماء ؛ أَراد أَن هَذِهِ الأَسماء الَّتِي عَدَّهَا مَذْكُورَةٌ فِي كُتُبِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الأُمم الَّتِي كَذَّبَتْ بنبوَّته حُجَّةً عَلَيْهِمْ. وحَشَرَ الإِبلَ: جَمْعُهَا؛ فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ؛ فَقِيلَ: إِن الْحَشْرَ هَاهُنَا الْمَوْتُ، وَقِيلَ: النَّشْرُ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ لأَنه كُلَّهُ كَفْتٌ وجَمْعٌ. الأَزهري: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَقَالَ: ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ؛ قَالَ: أَكثر الْمُفَسِّرِينَ تُحْشَرُ الْوُحُوشُ كُلُّهَا وَسَائِرُ الدَّوَابِّ حَتَّى الذُّبَابُ لِلْقِصَاصِ، وأَسندوا ذَلِكَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَشْرُها مَوْتُهَا فِي الدُّنْيَا. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا أَصابت الناسَ سَنَةٌ شَدِيدَةٌ فأَجحفت بِالْمَالِ وأَهلكت ذَوَاتُ الأَربع، قِيلَ: قَدْ حَشَرَتْهُم السَّنَةُ تَحْشُرهم وتَحْشِرهم، وَذَلِكَ أَنها تَضُمُّهُمْ مِنَ النَّوَاحِي إِلى الأَمصار. وحَشَرَتِ السنةُ مَالَ فُلَانٍ: أَهلكته؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَمَا نَجا، مِنْ حَشْرِها المَحْشُوشِ، ... وَحْشٌ، وَلَا طَمْشٌ مِنَ الطُّموشِ والحَشَرَةُ: وَاحِدَةُ صِغَارِ دَوَابِّ الأَرض كَالْيَرَابِيعِ وَالْقَنَافِذِ والضِّبابِ وَنَحْوِهَا، وَهُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لَا يُفْرَدُ الْوَاحِدُ إِلَّا أَن يَقُولُوا: هَذَا مِنَ الحَشَرَةِ، ويُجْمَعُ مُسَلَّماً؛ قَالَ: يَا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يَكُنْ عُقْرَ حوَّاء ... عَدِيٍّ يأَكُلُ الحَشَراتِ «2» . وَقِيلَ: الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مِمَّا لَا اسْمَ لَهُ. الأَصمعي: الحَشَراتُ والأَحْراشُ والأَحْناشُ وَاحِدٌ، وَهِيَ هَوَامُّ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ الهِرَّةِ: لَمْ تَدَعْها فتأْكل مِنْ حَشَراتِ الأَرض ؛ وَهِيَ هَوَامُّ الأَرض، وَمِنْهُ حَدِيثُ التِّلِبِّ: لَمْ أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تَحْرِيمًا ؛ وَقِيلَ: الصَّيْدُ كُلُّهُ حَشَرَةٌ، مَا تَعَاظَمَ مِنْهُ وَتَصَاغَرَ؛ وَقِيلَ: كُلُّ مَا أُكِلَ مِنْ بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ. والحَشَرَةُ أَيضاً: كُلُّ مَا أُكِلَ مِنْ بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ والفَثِّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَشَرَةُ القِشْرَةُ الَّتِي تَلِي الحَبَّة، وَالْجَمْعُ حَشَرٌ. وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ ابْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ، فَالَّتِي تَلِي الْحَبَّةَ الحَشَرَةُ، وَالْجَمْعُ الحَشَرُ، وَالَّتِي فَوْقَ الحَشَرَةِ القَصَرَةُ. قَالَ الأَزهري: والمَحْشَرَةُ فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ مَا بَقِيَ فِي الأَرض وَمَا فِيهَا مِنْ نَبَاتٍ بَعْدَ مَا يُحْصَدُ الزَّرْعُ، فَرُبَّمَا ظَهَرَ مِنْ تَحْتِهِ نَبَاتٌ أَخضر فَتِلْكَ المَحْشَرَةُ. يُقَالُ: أَرسلوا دَوَابَّهُمْ فِي المَحْشَرَةِ. وحَشَرَ السِّكِّينَ والسِّنانَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ وأَلْطَفَهُ؛ قَالَ: لَدْنُ الكُعُوبِ ومَحْشُورٌ حَدِيدَتُهُ، ... وأَصْمَعٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ عَلَى قَضَمِ الْمَجْلُوزُ: المُشدَّدُ تَرْكِيبُهُ مِنَ الجَلْزِ الَّذِي هُوَ الليُ

_ (2). قوله: [يا أم عمرو] إلخ كذا في نسخة المؤلف

والطَّيُّ. وسِنانٌ حَشْرٌ: دَقِيقٌ؛ وَقَدْ حَشَرْتُه حَشْراً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فأَخذتُ حَجَراً مِنَ الأَرض فَكَسَرْتُهُ وحَشَرْتُه ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهُوَ مِنْ حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته، وَالْمَشْهُورُ بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وحَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: حَدِيدَةٌ. الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: حُشِرَ فُلَانٌ فِي ذَكَرِهِ وَفِي بَطْنِهِ، وأُحْثِلَ فِيهِمَا إِذا كَانَا ضَخْمَيْنِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَارٌ تَطْرُدُ الناسَ إِلى مَحْشَرهم ؛ يُرِيدُ بِهِ الشَّامَ لأَن بِهَا يُحْشَرُ النَّاسُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: وتَحْشُرُ بَقِيَّتُهُمْ إِلى النَّارِ ؛ أَي تَجْمَعُهُمْ وَتَسُوقُهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرَطُوا أَن لَا يُعْشَرُوا وَلَا يُحْشرُوا ؛ أَي لَا يُنْدَبُونَ إِلى الْمَغَازِي وَلَا تُضْرَبُ عَلَيْهِمُ البُعُوث، وَقِيلَ: لَا يُحْشَرُونَ إِلى عَامِلِ الزَّكَاةِ ليأْخذ صَدَقَةَ أَموالهم بَلْ يأْخذها فِي أَماكنهم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ: عَلَى أَن لَا يُحْشَرُوا ؛ وَحَدِيثُ النِّسَاءِ: لَا يُعْشَرْنَ وَلَا يُحْشَرْنَ ؛ يَعْنِي للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لَا يَجِبُ عَلَيْهِنَّ. والحَشْرُ مِنَ القُذَذِ وَالْآذَانِ: المُؤَلَّلَةُ الحَدِيدَةُ، والجمعُ حُشُورٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: مَطارِيحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُورِ، ... هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونا والمَحْشُورَةُ: كالحَشْرِ. اللَّيْثُ: الحَشْرُ مِنَ الآذان ومن قُذَدِ رِيشِ السِّهامِ مَا لَطُفَ كأَنما بُرِيَ بَرْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: دَقِيقَةُ الطَّرَفِ، سُمِّيَتْ فِي الأَخيرة بِالْمَصْدَرِ لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي صُغِّرَتْ وأُلطفت. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي بُرِيَتْ وحُدِّدَتْ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا؛ فَرَسٌ حَشْوَرٌ، والأُنثى حَشْوَرَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَنْ أَفرده فِي الْجَمْعِ وَلَمْ يؤَنث فَلِهَذِهِ الْعِلَّةِ؛ كَمَا قَالُوا: رَجُلٌ عَدْلٌ وَنِسْوَةٌ عَدْلٌ، وَمَنْ قَالَ حَشْراتٌ فَعَلَى حَشْرَةٍ، وَقِيلَ: كلُّ لَطِيفٍ دَقِيقٍ حَشْرٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُسْتَحَبُّ فِي الْبَعِيرِ أَن يَكُونَ حَشْرَ الأُذن، وَكَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ فِي النَّاقَةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَهَا أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطيفَةٌ، ... وخَدٌّ كَمِرآةِ الغَرِيبَة أَسْجَحُ «1» . الْجَوْهَرِيُّ: آذَانُ حَشْرٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنه مَصْدَرٌ فِي الأَصل مِثْلُ قَوْلِهِمْ مَاءٌ غَوْرٌ وَمَاءٌ سَكْبٌ، وَقَدْ قِيلَ: أُذن حَشْرَةٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: لَهَا أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، ... كإِعْلِيط مَرْخٍ إِذا مَا صَفِرْ وَسَهْمٌ مَحْشُورٌ وحَشْرٌ: مُسْتَوِي قُذَذِ الرِّيشِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَهْمٌ حَشْرٌ وَسِهَامٌ حَشْرٌ؛ وَفِي شِعْرِ هُذَيْلٍ: سَهْمٌ حَشِرٌ، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ كطَعِمٍ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى الْفِعْلِ تَوَهَّمُوهُ وإِن لَمْ يَقُولُوا حَشِرَ؛ قَالَ أَبو عِمَارَةَ الْهُذَلِيُّ: وكلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ الْمَشُوفُ: المَجْلُوُّ. وَسَهْمٌ حَشْرٌ: مُلْزَقٌ جَيِّدُ القُذَذِ، وَكَذَلِكَ الرِّيشُ. وحَشَرَ العودَ حَشْراً: بَرَاهُ. والحَشْرُ: اللَّزجُ فِي القَدَحِ مِنْ دَسَمِ اللبنِ؛ وَقِيلَ: الحَشْرُ اللَّزِجُ مِنَ اللَّبَنِ كالحَشَنِ. وحُشِرَ عَنِ الوَطْبِ إِذَا كَثُرَ وَسَخُ اللَّبَنِ عَلَيْهِ فَقُشِرَ عَنْهُ؛ رَوَاهُ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ حُشِنَ، وَكِلَاهُمَا عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْمَفْعُولِ.

_ (1). قوله: [وخد كمرآة الغريبة] في الأساس: يقال وجه كمرآة الغريبة لأَنها في غير قومها، فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها في وجهها

وأَبو حَشْرٍ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ. والحَشْوَرُ مِنَ الدَّوَابِّ: المُلَزَّزُ الخَلْقِ، وَمِنَ الرِّجَالِ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ؛ وأَنشد: حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مَعْطاءُ القَفا وَقِيلَ: الحَشْوَرُ مِثَالُ الجَرْوَلِ الْمُنْتَفِخُ الْجَنْبَيْنِ، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. حصر: الحَصَرُ: ضربٌ مِنَ العِيِّ. حَصِرَ الرجلُ حَصَراً مِثْلَ تَعِبَ تَعَباً، فَهُوَ حَصِرٌ: عَيِيَ فِي مَنْطِقِهِ؛ وَقِيلَ: حَصِرَ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ. وحَصِرَ صدرُه: ضَاقَ. والحَصَرُ: ضِيقُ الصَّدْرِ. وإِذا ضَاقَ الْمَرْءُ عَنْ أَمر قِيلَ: حَصِرَ صَدْرُ الْمَرْءِ عَنْ أَهله يَحْصَرُ حَصَراً؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ ؛ مَعْنَاهُ ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ عَنْ قِتَالِكُمْ وَقِتَالِ قَوْمِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ تَقْدِيرُهُ وَقَدْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ؛ وَقِيلَ: تقديره أَو جاؤوكم رِجَالًا أَو قَوْمًا فَحَصِرَتْ صُدُورُهُمُ الْآنَ، فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لأَنه صِفَةٌ حَلَّتْ مَحَلَّ مَوْصُوفٍ مَنْصُوبٍ عَلَى الْحَالِ، وَفِيهِ بَعْضُ صَنْعَةٍ لإِقامتك الصِّفَةَ مُقَامَ الْمَوْصُوفِ وَهَذَا مِمَّا «1» .... وَمَوْضِعُ الِاضْطِرَارِ أَولى بِهِ مِنَ النَّثْرِ «2». وَحَالِ الِاخْتِيَارِ. وَكُلُّ مَنْ بَعِلَ بشيءٍ أَو ضَاقَ صَدْرُهُ بأَمر، فَقَدْ حَصِرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلَةً طَالَتْ، فحَصِرَ صدرُ صارِمِ ثَمَرِهَا حِينَ نَظَرَ إِلى أَعاليها، وَضَاقَ صَدْرُهُ أَن رَقِيَ إِليها لِطُولِهَا: أَعْرَضْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْع مُنِيفةٍ ... جَرْداءَ يَحْصَرُ دونَها صُرَّامُها أَي تَضِيقُ صُدُورُهُمْ بِطُولِ هَذِهِ النَّخْلَةِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ؛ الْعَرَبُ تَقُولُ: أَتاني فُلَانٌ ذَهَبَ عَقْلُهُ؛ يُرِيدُونَ قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ؛ قَالَ: وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ رَجُلًا يَقُولُ فأَصبحتُ نظرتُ إِلى ذَاتِ التَّنَانِيرِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَعَلَ الْفَرَّاءُ قَوْلَهُ حَصِرَتْ حَالًا وَلَا يَكُونُ حَالًا إِلَّا بِقَدْ؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ كأَنه قَالَ أَو جاؤوكم ثُمَّ أَخبر بعدُ، قَالَ: حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: إِذا أَضمرت قَدْ قُرِّبَتْ مِنَ الْحَالِ وَصَارَتْ كَالِاسْمِ، وَبِهَا قرأَ مَنْ قرأَ حَصِرَةً صُدورُهُمْ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَلَا يَكُونُ جَاءَنِي الْقَوْمُ ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ إِلَّا أَن تَصِلَهُ بِوَاوٍ أَو بِقَدْ، كأَنك قُلْتَ: جَاءَنِي الْقَوْمُ وَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ أَو قَدْ ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُهُ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ، فأَجاز الأَخفش وَالْكُوفِيُّونَ أَن يَكُونَ الْمَاضِي حَالًا، وَلَمْ يُجِزْهُ سِيبَوَيْهِ إِلَّا مَعَ قَدْ، وَجَعَلَ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ عَلَى جِهَةِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فَلَمَّا رأَت عَلِيًّا جَالِسًا إِلى جَنْبِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَصِرَتْ وَبَكَتْ ؛ أَي اسْتَحَتْ وَانْقَطَعَتْ كأَن الأَمر ضَاقَ بِهَا كَمَا يَضِيقُ الْحَبْسُ عَلَى الْمَحْبُوسِ. والحَصُورُ مِنَ الإِبل: الضَّيِّقَةُ الأَحاليل، وَقَدْ حَصَرَتْ، بِالْفَتْحِ، وأَحْصَرَتْ؛ وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: إِنها لحَصِرَةُ الشَّخْب نَشِبَةُ الدَّرِّ؛ والحَصَرُ: نَشَبُ الدِّرَّةِ فِي الْعُرُوقِ مِنْ خُبْثِ النَّفْسِ وَكَرَاهَةِ الدِّرَّةِ، وحَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْراً، فَهُوَ مَحْصُورٌ وحَصِيرٌ، وأَحْصَرَهُ. كِلَاهُمَا: حَبَسَهُ عَنِ السَّفَرِ. وأَحْصَرَهُ الْمَرَضُ: مَنَعَهُ مِنَ السَّفَرِ أَو مِنْ حَاجَةٍ يُرِيدُهَا؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ . وأَحْصَرَني بَوْلي وأَحْصَرني مَرَضِي أَي جَعَلَنِي أَحْصُرُ نَفْسِي؛ وَقِيلَ: حَصَرَني الشَّيْءُ وأَحْصَرَني أَي حَبَسَنِي. وحَصَرَهُ

_ (1). كذا بياض بالأصل (2). قوله النثر: هكذا في الأصل

يَحصُرُهُ [يَحصِرُهُ] حَصْراً: ضَيَّقَ عَلَيْهِ وأَحاط بِهِ. والحَصِيرُ: الملِكُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَحصُورٌ أَي مَحْجُوبٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وقَماقِمٍ غُلْبِ الرِّقاب كأَنَّهُمْ ... جِنٌّ، عَلَى بَابِ الحَصِير، قِيامُ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُرْوَى ومَقامَةٍ غُلْبِ الرقابِ عَلَى أَن يَكُونَ غُلْبُ الرِّقَابِ بَدَلًا مِنْ مَقامَةٍ كأَنه قَالَ ورُبَّ غُلْبِ الرِّقَابِ، وَرُوِيَ لَدى طَرَفِ الْحَصِيرِ قِيَامٌ . والحَصِيرُ: المَحْبِسُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً ؛ وَقَالَ الْقَتِيبِيُّ: هُوَ مِنْ حَصَرْته أَي حَبَسْتُهُ، فَهُوَ مَحْصُورٌ. وَهَذَا حَصِيرُه أَي مَحْبِسُه، وحَصَرَهُ الْمَرَضُ: حَبَسَهُ، عَلَى الْمَثَلِ. وحَصِيرَةُ التَّمْرِ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْصَرُ فِيهِ وَهُوَ الجَرِينُ، وَذَكَرَهُ الأَزهري بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والحِصارُ: المَحْبِس كالحَصِيرِ. والحُصْرُ والحُصُرُ: احْتِبَاسُ الْبَطْنِ. وَقَدْ حُصِرَ غَائِطُهُ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، وأُحْصِرَ. الأَصمعي واليزيدي: الحُصْرُ مِنَ الْغَائِطِ، والأُسْرُ مِنَ الْبَوْلِ. الْكِسَائِيُّ: حُصِرَ بِغَائِطِهِ وأُحْصِرَ، بِضَمِّ الأَلف. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ لِلَّذِي بِهِ الحُصْرُ: مَحْصُورٌ: وَقَدْ حُصِرَ عَلَيْهِ بولُه يُحْصَرُ حَصْراً أَشَدَّ الحصْرِ؛ وَقَدْ أَخذه الحُصْرُ وأَخذه الأُسْرُ شَيْءٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يُمْسَكَ بِبَوْلِهِ يَحْصُرُ حَصْراً فَلَا يَبُولُ؛ قَالَ: وَيَقُولُونَ حُصِرَ عَلَيْهِ بولُه وخلاؤُه. وَرَجُلٌ حَصِرٌ: كَتُومٌ لِلسِّرِّ حَابِسٌ لَهُ لَا يَبُوحُ بِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَقَدْ تَسَقَّطني الوُشاةُ فَصادفوا ... حَصِراً بِسرِّكِ، يَا أُمَيْم، ضَنِينا وَهُمْ مِمَّنْ يُفَضِّلُونَ الحَصُورَ الَّذِي يَكْتُمُ السِّرَّ فِي نَفْسِهِ، وَهُوَ الحَصِرُ. والحَصِيرُ والحَصورُ: المُمْسِكُ الْبَخِيلُ الضَّيِّقُ؛ وَرَجُلٌ حَصِرٌ بِالْعَطَاءِ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ الأَخطل بِاللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا: وَشَارِبٍ مُرْبِحٍ بِالْكَاسِ نادَمَنيِ، ... لَا بالحَصُورِ وَلَا فِيهَا بِسَوَّارِ وحَصِرَ: بِمَعْنَى بَخِلَ. والحَصُور: الَّذِي لَا يُنْفِقُ عَلَى النَّدامَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا رأَيت أَحداً أَخْلَقَ للمُلْكِ مِنْ مُعَاوِيَةَ، كَانَ النَّاسُ يَرِدُونَ مِنْهُ أَرْجاءَ وادٍ رَحْبٍ، لَيْسَ مثلَ الحَصِرِ العَقِصِ ؛ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ. الحَصِرُ: الْبَخِيلُ، والعَقِصُ: الْمُلْتَوِي الصَّعْبُ الأَخلاق. وَيُقَالُ: شَرِبَ الْقَوْمُ فَحَصِرَ عَلَيْهِمْ فُلَانٌ أَي بَخِلَ. وَكُلُّ مَنِ امْتَنَعَ مِنْ شَيْءٍ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَقَدْ حَصِرَ عَنْهُ؛ وَلِهَذَا قِيلَ: حَصِرَ فِي الْقِرَاءَةِ وحَصِر عَنْ أَهله. والحَصُورُ: الهَيُوبُ المُحْجِمُ عَنِ الشَّيْءِ، وَعَلَى هَذَا فَسَّرَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ الأَخطل: وَشَارِبٌ مُرْبِحٌ. والحَصُور أَيضاً: الَّذِي لَا إِرْبَةَ لَهُ فِي النِّسَاءِ، وَكِلَاهُمَا مِنْ ذَلِكَ أَي مِنَ الإِمساك وَالْمَنْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَسَيِّداً وَحَصُوراً ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي لَا يَشْتَهِي النِّسَاءَ وَلَا يَقْرَبُهُنَّ. الأَزهري: رَجُلٌ حَصُورٌ إِذا حُصِرَ عَنِ النِّسَاءِ فَلَا يَسْتَطِيعُهُنَّ والحَصُورُ: الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ. وامرأَة حَصْراءُ أَي رَتْقاء. وَفِي حَدِيثِ القِبْطِيِّ الَّذِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلِيًّا بِقَتْلِهِ، قَالَ: فَرَفَعَتِ الريحُ ثوبَهُ فإِذا هُوَ حَصُورٌ ؛ هُوَ الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ لأَنه حُبِسَ عَنِ النِّكَاحِ وَمُنِعَ، وَهُوَ فَعُول بِمَعْنَى مَفْعُول، وَهُوَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَجْبُوبُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ، وَذَلِكَ أَبلغ فِي الحَصَرِ لِعَدَمِ آلَةِ النِّكَاحِ، وأَما الْعَاقِرُ فَهُوَ الَّذِي يأْتيهنّ وَلَا يُوَلَدُ لَهُ، وَكُلُّهُ مِنَ الحَبْسِ وَالِاحْتِبَاسِ.

وَيُقَالُ: قَوْمٌ مُحْصَرُون إِذا حُوصِرُوا فِي حِصْنٍ، وَكَذَلِكَ هُمْ مُحْصَرُون فِي الْحَجِّ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ . والحِصارُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْصَرُ فِيهِ الإِنسان؛ تَقُولُ: حَصَرُوه حَصْراً وحاصَرُوه؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ رُؤْبَةَ: مِدْحَةَ مَحْصُورٍ تَشَكَّى الحَصْرَا قَالَ يَعْنِي بِالْمَحْصُورِ الْمَحْبُوسَ. والإِحصارُ: أَن يُحْصَر الْحَاجُّ عَنْ بُلُوغِ الْمَنَاسِكِ بِمَرَضٍ أَو نَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: المُحْصَرُ بِمَرَضٍ لَا يُحِلُّ حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ الإِحْصارُ الْمَنْعُ وَالْحَبْسُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِي يَمْنَعُهُ خَوْفٌ أَو مَرَضٌ مِنَ الْوُصُولِ إِلى تَمَامِ حَجِّهِ أَو عُمْرَتِهِ، وَكُلُّ مَا لَمْ يَكُنْ مَقْهُورًا كَالْحَبْسِ وَالسِّحْرِ وأَشباه ذَلِكَ، يُقَالُ فِي الْمَرَضِ: قَدْ أُحْصِرَ، وَفِي الْحَبْسِ إِذا حَبَسَهُ سُلْطَانٌ أَو قَاهِرٌ مَانِعٌ: قَدْ حُصِرَ، فَهَذَا فَرْقٌ بَيْنَهُمَا؛ وَلَوْ نَوَيْتَ بِقَهْرِ السُّلْطَانِ أَنها عِلَّةٌ مَانِعَةٌ وَلَمْ تَذْهَبْ إِلى فِعْلِ الْفَاعِلِ جَازَ لَكَ أَن تَقُولَ قَدْ أُحْصِرَ الرَّجُلُ، وَلَوْ قُلْتَ فِي أُحْصِرَ مِنَ الوجع والمرض إِن المرض حَصَره أَو الْخَوْفِ جَازَ أَن تَقُولَ حُصِرَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَسَيِّداً وَحَصُوراً : يُقَالُ: إِنه المُحْصَرُ عَنِ النِّسَاءِ لأَنها عِلَّةٌ فَلَيْسَ بِمَحْبُوسٍ فَعَلَى هَذَا فابْنِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ حَصُورًا لأَنه حُبِسَ عَمَّا يَكُونُ مِنَ الرِّجَالِ. وحَصَرَني الشَّيْءُ وأَحْصَرَني: حَبَسَنِي؛ وأَنشد لِابْنِ مَيَّادَةَ: وَمَا هجرُ لَيْلَى أَن تكونَ تَباعَدَتْ ... عليكَ، وَلَا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ فِي بَابِ فَعَلَ وأَفْعَلَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ يُونُسَ أَنه قَالَ: إِذا رُدَّ الرَّجُلُ عَنْ وَجْهٍ يُرِيدُهُ فَقَدْ أُحْصِرَ، وإِذا حُبِسَ فَقَدْ حُصِرَ. أَبو عُبَيْدَةَ: حُصِرَ الرَّجُلُ فِي الْحَبْسِ وأُحْصِرَ فِي السَّفَرِ مِنْ مَرَضٍ أَو انْقِطَاعٍ بِهِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَحصره الْمَرَضُ إِذا مَنَعَهُ مِنَ السَّفَرِ أَو مِنْ حَاجَةٍ يُرِيدُهَا وأَحصره الْعَدُوُّ إِذا ضَيَّقَ عَلَيْهِ فَحصِرَ أَي ضَاقَ صَدْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وحَصَرَهُ العدوّ يَحْصُرُونه [يَحْصِرُونه] إِذا ضَيَّقُوا عَلَيْهِ وأَحاطوا بِهِ وحاصَرُوه مُحاصَرَةً وحِصاراً. وَقَالَ أَبو إِسحاق: النَّحْوِيُّ: الرِّوَايَةُ عَنْ أَهل اللُّغَةِ أَن يُقَالَ لِلَّذِي يَمْنَعُهُ الْخَوْفُ وَالْمَرَضُ أُحْصِرَ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْمَحْبُوسِ حُصِرَ؛ وإِنما كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لأَن الرَّجُلَ إِذا امْتَنَعَ مِنَ التَّصَرُّفِ فَقَدْ حَصَرَ نَفْسَه فكَأَنَّ الْمَرَضَ أَحبسه أَي جَعَلَهُ يَحْبِسُ نَفْسَهُ، وَقَوْلُكَ حَصَرْتُه إِنَّمَا هُوَ حَبَسْتُهُ لَا أَنه أَحبس نَفْسَهُ فَلَا يَجُوزُ فِيهِ أَحصر؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: لَا حَصْرَ إِلَّا حَصْرُ الْعَدُوِّ ، فَجَعَلَهُ بِغَيْرِ أَلف جَائِزًا بِمَعْنَى قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ؛ قَالَ: وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً ؛ أَي مَحْبِساً ومَحْصَراً [مَحْصِراً]. وَيُقَالُ: حَصَرْتُ القومَ فِي مَدِينَةٍ، بِغَيْرِ أَلف، وَقَدْ أَحْصَرَهُ الْمَرَضُ أَي مَنَعَهُ مِنَ السَّفَرِ. وأَصلُ الحَصْرِ والإِحْصارِ: المنعُ؛ وأَحْصَرَهُ المرضُ. وحُصِرَ فِي الْحَبْسِ: أَقوى مِنْ أُحْصِرَ لأَن الْقُرْآنَ جَاءَ بِهَا. والحَصِيرُ: الطَّرِيقُ، وَالْجَمْعُ حُصُرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: لَمَّا رأَيتُ فِجاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ، ... ولاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُصُرُ نُجُدٌ: جَمْعُ نَجْدٍ كَسَحْلٍ وسُحُلٍ. وَعَادِيَّةٌ: قَدِيمَةٌ. وحَصَرَ الشيءَ يَحْصُرُه حَصْراً: اسْتَوْعَبَهُ. والحَصِيرُ: وَجْهُ الأَرض، وَالْجَمْعُ أَحْصِرَةٌ وحُصُر. والحَصِيرُ: سَقيفَة تُصنع مِنْ بَرْديٍّ وأَسَلٍ ثُمَّ

تُفْرَشُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَلِي وَجْهَ الأَرض، وَقِيلَ: الحَصِيرُ المنسوجُ، سُمِّيَ حَصِيراً لأَنه حُصِرَتْ طَاقَتُهُ بَعْضُهَا مَعَ بَعْضٍ. والحَصِيرُ: الباريَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضلُ الْجِهَادِ وأَكملُه حجُّ مَبْرُورٌ ثُمَّ لزومُ الحَصِيرِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ أَنه قَالَ لأَزواجه هَذِهِ ثُمَّ قَالَ لزومُ الحُصُرِ أَي أَنكنَّ لَا تَعُدْنَ تَخْرُجْنَ مِنْ بُيُوتِكُنَّ وَتَلْزَمْنَ الحُصُرَ؛ وهو جمع حَصِير الَّذِي يُبْسَطُ فِي الْبُيُوتِ، وَتُضَمُّ الصَّادُ وَتُسَكَّنُ تَخْفِيفًا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَاءً مُزِجَ بِهِ خَمْرٌ: تَحَدَّرَ عن شاهِقٍ كالحَصِيرِ، ... مُسْتَقْبِلَ الريحِ، والفَيْءُ قَرّ يَقُولُ: تَنَزَّلَ الماءُ مِنْ جَبَلٍ شَاهِقٍ لَهُ طَرَائِقُ كشُطَب الْحَصِيرِ. والحَصِيرُ: البِساطُ الصَّغِيرُ مِنَ النَّبَاتِ. والحَصِيرُ: الجَنْبُ، والحَصِيرانِ: الجَنْبانِ. الأَزهري: الجَنْبُ يُقَالُ لَهُ الحَصِيرُ لأَن بَعْضَ الأَضلاع مَحْصُورٌ مَعَ بَعْضٍ؛ وَقِيلَ: الحَصِيرُ مَا بَيْنَ العِرْقِ الَّذِي يَظْهَرُ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ مُعْتَرِضًا فَمَا فَوْقَهُ إِلى مُنْقَطَعِ الجَنْبِ. والحَصِيرُ: لحمُ مَا بَيْنَ الْكَتِفِ إِلى الْخَاصِرَةِ؛ وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وَقَالُوا: تَرَكْنَا القومَ قَدْ حَصَرُوا بِهِ، ... وَلَا غَرْوَ أَنْ قَدْ كانَ ثَمَّ لَحيمُ قَالُوا: مَعْنَى حَصَرُوا بِهِ أَي أَحاطوا بِهِ. وحَصِيرا السَّيْفِ: جَانِبَاهُ. وحَصِيرُه: فِرِنْدُه الَّذِي تَرَاهُ كَأَنه مَدَبُّ النملِ؛ قَالَ زهير: بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوانِيِّ، أَخْلَصَ الصَّياقِلُ ... مِنْهُ عَنْ حَصِيرٍ ورَوْنَقِ وأَرض مَحْصُورة وَمَنْصُورَةٌ وَمَضْبُوطَةٌ أَي مَمْطُورَةٌ. والحِصارُ والمِحْصَرَةُ: حَقيبَةٌ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وسادَةٌ تُلْقَى عَلَى الْبَعِيرِ وَيُرْفَعُ مُؤَخَّرُهَا فَتُجْعَلُ كآخِرَةِ الرَّحْلِ وَيُحْشَى مُقَدَّمُهَا، فَيَكُونُ كقادِمَةِ الرَّحْلِ، وَقِيلَ: هُوَ مَرْكَبٌ يَرْكَبُ بِهِ الرَّاضَةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كِسَاءٌ يُطْرَحُ عَلَى ظَهْرِهِ يُكْتَفَلُ بِهِ. وأَحْصَرْتُ الجملَ وحَصَرْتُه: جَعَلْتُ لَهُ حِصاراً، وَهُوَ كِسَاءٌ يُجْعَلُ حَوْلَ سَنامِهِ. وحَصَرَ البعيرَ يَحْصُرُه ويحْصِرُه حَصْراً واحْتَصَرَهُ: شَدَّه بالحِصار. والمِحْصَرَةُ: قَتَبٌ صَغِيرٌ يُحْصَرُ بِهِ الْبَعِيرُ وَيُلْقَى عَلَيْهِ أَداة الرَّاكِبِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَن سَعْداً الأَسْلَمِيَّ قَالَ: رأَيته بالخَذَواتِ وَقَدْ حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَةً فِي مؤَخَّرَةِ الحِصَارِ [الحَصَارِ] ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ حذيفةَ: تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ أَي تُحِيطُ بِالْقُلُوبِ؛ يُقَالُ: حَصَرَ بِهِ القومُ أَي أَطافوا؛ وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ يَمْتَدُّ معترِضاً عَلَى جَنْبِ الدَّابَّةِ إِلى نَاحِيَةِ بَطْنِهَا فَشَبَّهَ الْفِتَنَ بِذَلِكَ؛ وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ مُزَخْرَفٌ مَنْقُوشٌ إِذا نُشِرَ أَخذ القلوب بحسن صنعته، كذلك الْفِتْنَةُ تُزَيَّنُ وَتُزَخْرَفُ لِلنَّاسِ، وَعَاقِبَةُ ذَلِكَ إِلى غُرُورٍ. حضر: الحُضورُ: نَقِيضُ المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فَيُقَالُ: حَضَرَه وحَضِرَه «3». يَحْضُرُه، وَهُوَ شَاذٌّ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وَكَانَ ذَلِكَ بِحَضْرةِ فلان وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فُلَانٍ وبمَحْضَرٍ مِنْهُ أَي بِمَشْهَدٍ مِنْهُ، وَكَلَّمْتُهُ أَيضاً بِحَضَرِ فُلَانٍ، بِالتَّحْرِيكِ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ: بِحَضَرِ فُلَانٍ، بِالتَّحْرِيكِ. الْجَوْهَرِيُّ: حَضْرَةُ الرَّجُلِ قُرْبهُ وفِناؤه. وَفِي حَدِيثِ عمرو

_ (3). قوله: [فيقال حضره وحضره إلخ] أَي فهو من بابي نصر وعلم كما في القاموس

ابن سَلِمَة «1». الجَرْمِيِّ: كُنَّا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عِنْدَهُ؛ وَرَجُلٌ حاضِرٌ وَقَوْمٌ حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إِذَا حَضَرَ بِخَيْرٍ. وَفُلَانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا كَانَ مِمَّنْ يَذْكُرُ الغائبَ بِخَيْرٍ. أَبو زَيْدٍ: هُوَ رَجُلٌ حَضِرٌ إِذا حَضَرَ بِخَيْرٍ. وَيُقَالُ: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه. الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشَّيْءِ، تَقُولُ: كنتُ بِحَضْرَةِ الدَّارِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: فَشَلَّتْ يَدَاهُ يومَ يَحْمِلُ رايَةً ... إِلى نَهْشَلٍ، والقومُ حَضْرَة نَهْشَلِ وَيُقَالُ: ضَرَبْتُ فُلَانًا بِحَضْرَةِ فُلَانٍ وبمَحْضَرِه. اللَّيْثُ: يُقَالُ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وأَهل الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: حَضِرَتْ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ تَحْضَرُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قَالَ: وإِنما أُنْدِرَتِ التَّاءُ لِوُقُوعِ الْقَاضِي بَيْنَ الْفِعْلِ والمرأَة؛ قَالَ الأَزهري: وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ حَضَرَتْ تَحْضُرُ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ تَحْضُرُ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنشدنا أَبو ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لِجَرِيرٍ عَلَى لُغَةِ حَضِرَتْ: مَا مَنْ جَفانا إِذا حاجاتُنا حَضِرَتْ، ... كَمَنْ لَنَا عندَه التَّكْريمُ واللَّطَفُ والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. والحاضِرُ: خِلَافُ الْبَادِي. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ ؛ الْحَاضِرُ: الْمُقِيمُ فِي المُدُنِ والقُرَى، وَالْبَادِي: الْمُقِيمُ بِالْبَادِيَةِ، وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ أَن يأْتي البَدَوِيُّ الْبَلْدَةَ وَمَعَهُ قُوتٌ يَبْغِي التَّسارُعَ إِلى بَيْعِهِ رَخِيصًا، فَيَقُولُ لَهُ الحَضَرِيُّ: اتْرُكْهُ عِنْدِي لأُغالِيَ فِي بَيْعِهِ، فَهَذَا الصَّنِيعُ مُحَرَّمٌ لِمَا فِيهِ مِنَ الإِضرار بِالْغَيْرِ، وَالْبَيْعُ إِذا جَرَى مَعَ الْمُغَالَاةِ مُنْعَقِدٌ، وَهَذَا إِذا كَانَتِ السِّلْعَةُ مِمَّا تَعُمُّ الْحَاجَةُ إِليها كالأَقوات، فإِن كانت لا تَعُمُّ أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ وَاسْتُغْنِيَ عَنْهَا فَفِي التَّحْرِيمِ تردُّد يُعَوَّلُ فِي أَحدهما عَلَى عُمُومِ ظَاهِرِ النَّهْيِ وحَسْمِ بابِ الضِّرارِ، وَفِي الثَّانِي عَلَى مَعْنَى الضَّرُورَةِ. وَقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه سُئِلَ لَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ قَالَ: لَا يَكُونُ لَهُ سِمْساراً ؛ وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَنْ أَهل الْحَاضِرَةِ وَفُلَانٌ مَنْ أَهل الْبَادِيَةِ، وَفُلَانٌ حَضَرِيٌّ وَفُلَانٌ بَدَوِيٌّ. والحِضارَةُ: الإِقامة فِي الحَضَرِ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ: الحَضارَةُ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه، ... فأَيَّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانَا وَرَجُلٌ حَضِرٌ: لَا يَصْلُحُ لِلسَّفَرِ. وَهُمْ حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خِلَافُ الْبَادِيَةِ، وَهِيَ المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار التي لا يَكُونُ لَهُمْ بِهَا قَرارٌ، وَالْبَادِيَةُ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ اشتقاقُ اسمِها مِنْ بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وَظَهَرَ وَلَكِنَّهُ اسْمٌ لَزِمَ ذَلِكَ الموضعَ خَاصَّةً دونَ مَا سِوَاهُ؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ. والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ الْعَظِيمُ أَو القومُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدارَ الَّتِي بِهَا مُجْتَمَعُهُمْ؛ قَالَ: فِي حاضِرٍ لَجِبٍ بالليلِ سامِرُهُ، ... فيهِ الصَّواهِلُ والرَّاياتُ والعَكَرُ فَصَارَ الْحَاضِرُ اسْمًا جَامِعًا كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل

_ (1). قوله: [عمرو بن سلمة] كان يؤمّ قومه وهو صغير، وكان أبوه فقيراً، وكان عليه ثوب خلق حتى قالوا غطوا عنا است قارئكم، فكسوه جبة. وكان يتلقى الوفد ويتلقف منهم القرآن فكان أكثر قومه قرآناً، وأَمَّ بقومه فِي عَهْدِ، النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يثبت له منه سماع، وأبو سلمة بكسر اللام، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، كذا بهامش النهاية

وَنَحْوِ ذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ كَمَا يُقَالُ حاضِرُ طَيِءٍ، وَهُوَ جَمْعٌ، كَمَا يُقَالُ سامِرٌ للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قَالَ حَسَّانُ: لَنَا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ، كَأَنَّهُ ... قطِينُ الإِلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما وَفِي حَدِيثِ أُسامة: وَقَدْ، أَحاطوا بِحَاضِرٍ فَعْمٍ. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ حَيٌّ حاضِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذا كَانُوا نَازِلِينَ عَلَى ماءٍ عِدٍّ، يُقَالُ: حاضِرُ بَنِي فلانٍ عَلَى ماءِ كَذَا وَكَذَا، وَيُقَالُ لِلْمُقِيمِ عَلَى الْمَاءِ: حاضرٌ، وَجَمْعُهُ حُضُورٌ، وَهُوَ ضِدُّ الْمُسَافِرِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِلْمُقِيمِ: شاهدٌ وخافِضٌ. وَفُلَانٌ حاضِرٌ بِمَوْضِعِ كَذَا أَي مُقِيمٌ بِهِ. وَيُقَالُ: عَلَى الْمَاءِ حاضِرٌ وَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ حُضَّارٌ إِذا حَضَرُوا الْمِيَاهَ، ومَحاضِرُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فالوادِيانِ وكلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ، ... وَعَلَى المياهِ مَحاضِرٌ وخِيامُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ مَرْفُوعٌ بِالْعَطْفِ عَلَى بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: أَقْوَى وعُرِّيَ واسِطٌ فَبِرامُ، ... مِنْ أَهلِهِ، فَصُوائِقٌ فَخُزامُ وَبَعْدَهُ: عَهْدِي بِهَا الحَيَّ الجميعَ، وفيهمُ، ... قبلَ التَّفَرُّقِ، مَيْسِرٌ ونِدامُ وَهَذِهِ كُلُّهَا أَسماء مَوَاضِعَ. وَقَوْلُهُ: عَهْدِي رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ، وَالْحَيُّ مَفْعُولٌ بِعَهْدِي وَالْجَمِيعُ نَعْتُهُ، وفيهم قبل التفرق ميسر: جُمْلَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ وَقَدْ سَدَّتْ مَسَدَّ خَبَرِ المبتدإِ الَّذِي هُوَ عَهْدِي عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ: عَهْدِي بِزَيْدٍ قَائِمًا؛ وَنِدَامِ: يَجُوزُ أَن يَكُونُ جَمْعُ نَدِيمٍ كَظَرِيفٍ وَظِرَافٍ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ نَدْمَانَ كَغَرْثَانَ وَغِرَاثٍ. قَالَ: وحَضَرَةٌ مِثْلُ كَافِرٍ وكَفَرَةٍ. وَفِي حَدِيثِ آكِلِ الضَّبِّ: أَنَّى تَحضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ ؛ أَراد الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْضُرُونَهُ. وحاضِرَةٌ: صِفَةُ طَائِفَةٍ أَو جَمَاعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ الصُّبْحِ: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ ؛ أَي يَحْضُرُهَا مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الْكَائِنُونَ عَلَيْهَا قَرِيبًا مِنْهَا لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً. والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى الْمِيَاهِ. الأَزهري: المحضَر عِنْدَ الْعَرَبِ الْمَرْجِعُ إِلى أَعداد الْمِيَاهِ، والمُنْتَجَعُ: المذهبُ فِي طَلَبِ الكَلإِ، وَكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدًى، وَجَمْعُ المَبْدَى مَبادٍ، وَهُوَ البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الَّذِينَ يَتَبَاعَدُونَ عَنْ أَعداد الْمِيَاهِ ذَاهِبِينَ فِي النُّجَعِ إِلى مَساقِط الْغَيْثِ وَمَنَابِتِ الكلإِ. والحاضِرُون: الَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلى المَحاضِرِ فِي الْقَيْظِ وَيَنْزِلُونَ على الماء العِدِّ ولا يفارقونه إِلى أَن يَقَعَ رَبِيعٌ بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فَيَنْتَجِعُونَهُ، وَقَوْمٌ ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَكُلُّ مَنْ نَزَلَ عَلَى ماءٍ عِدٍّ وَلَمْ يَتَحَوَّلْ عَنْهُ شِتَاءً وَلَا صَيْفًا، فَهُوَ حَاضِرٌ، سَوَاءٌ نَزَلُوا فِي القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ عَلَى الْمِيَاهِ فَقَرُّوا بِهَا ورَعَوْا مَا حَوَالَيْهَا مِنَ الكلإِ. وأَما الأَعراب الَّذِينَ هُمْ بَادِيَةٌ فإِنما يَحْضُرُونَ الْمَاءَ العِدَّ شُهُورَ الْقَيْظِ لِحَاجَةِ النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَات المُكْلِئَةَ، فإِن وَقَعَ لَهُمْ رَبِيعٌ بالأَرض شَرِبُوا مِنْهُ فِي مَبْدَاهُمْ الَّذِي انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا عَلَى ظُهُورِ الإِبل بِشِفاهِهِمْ وَخَيْلِهِمْ مِنْ أَقرب ماءٍ عِدٍّ يَلِيهِمْ، وَرَفَعُوا أَظْماءَهُمْ إِلى السِّبْعِ والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كَثُرَتْ فِيهِ الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَاءِ، وإِذا عَطِشَ المالُ فِي هَذِهِ الْحَالِ وَرَدَتِ الغُدْرانَ والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وَرُبَّمَا سَقَوْها مِنَ الدُّحْلانِ. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كُنَّا بحاضِرٍ يَمُرُّ بِنَا الناسُ ؛ الحاضِرُ: القومُ النُّزُولُ عَلَى مَاءٍ يُقِيمُونَ بِهِ وَلَا يَرْحَلُونَ عَنْهُ. وَيُقَالُ للمَناهِل: المَحاضِر لِلِاجْتِمَاعِ وَالْحُضُورِ عَلَيْهَا. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: رُبَّمَا جَعَلُوا الحاضِرَ اسْمًا لِلْمَكَانِ الْمَحْضُورِ. يُقَالُ: نَزَلْنَا حاضِرَ بَنِي فُلَانٍ، فَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: هِجْرَةُ الحاضِرِ ؛ أَي الْمَكَانُ الْمَحْضُورُ. وَرَجُلٌ حَضِرٌ وحَضُرٌ: يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّى يَحْضُرَهُ. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: الْعَرَبُ تَقُولُ: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي كَثِيرُ الْآفَةِ يَعْنِي يَحْتَضِرُه الْجِنُّ وَالدَّوَابُّ وَغَيْرُهَا مِنْ أَهل الأَرض، والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذِهِ الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ ؛ أَي يحضُرها الْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ؛ أَي أَن تُصِيبَنِي الشَّيَاطِينُ بِسُوءٍ. وحُضِرَ الْمَرِيضُ واحْتُضِرَ إِذا نَزَلَ بِهِ الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ واحْتَضَرَنِي وتَحَضَّرَنِي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ذَكَرَ الأَيامَ وَمَا فِي كُلٍّ مِنْهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ثُمَّ قَالَ: والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً ؛ أَي هُوَ أَكثر شَرًّا، وَهُوَ أَفْعَلُ مِنَ الحُضُورِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حُضِرَ فُلَانٌ واحْتُضِرَ إِذا دَنَا مَوْتُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرُوِيَ بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقِيلَ: هُوَ تَصْحِيفٌ، وَقَوْلُهُ: إِلا أَن لَهُ أَشْطُراً أَي خَيْرًا مَعَ شَرِّهِ؛ وَمِنْهُ: حَلَبَ الدهرَ أَشْطُرَهُ أَي نَالَ خَيْرَهُ وشَرَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: قُولُوا مَا يَحْضُرُكُمْ «2»؛ أَي مَا هُوَ حَاضِرٌ عِنْدَكُمْ مَوْجُودٌ ولا تتكلفوا غَيْرَهُ. والحَضِيرَةُ: مَوْضِعُ التَّمْرِ، وأَهل الفَلْحِ «3». يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وَتُسَمَّى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. والحَضِيرَةُ: جَمَاعَةُ الْقَوْمِ، وَقِيلَ: الحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَالِ السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ أَو شِهَابٌ ابْنُهُ: رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ ... مِنَ الدَّارِ، لَا يأْتي عَلَيْهَا الحضائِرُ وَقِيلَ: الحَضِيرَةُ الأَربعة وَالْخَمْسَةُ يَغْزُونَ، وَقِيلَ: هُمُ النَّفَرُ يُغْزَى بِهِمْ، وَقِيلَ: هُمُ الْعَشَرَةُ فَمَنْ دُونَهُمْ؛ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِ سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تَمْدَحُ رَجُلًا وَقِيلَ تَرْثِيهِ: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً، ... وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ اخْتُلِفَ فِي اسْمِ الْجُهَنِيَّةِ هَذِهِ فَقِيلَ: هِيَ سَلْمَى بِنْتُ مَخْدَعَةَ الْجُهَنِيَّةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَالَ الْجَاحِظُ: هِيَ سُعْدَى بِنْتُ الشَّمَرْدَل الْجُهَنِيَّةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحَضِيرَةُ مَا بَيْنَ سَبْعَةِ رِجَالٍ إِلى ثَمَانِيَةٍ، والنَّفِيضَةُ: الْجَمَاعَةُ وَهُمُ الَّذِينَ يَنْفُضُونَ. وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: حَضِيرَةُ النَّاسِ ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً، قَالَ: حَضِيرَةٌ يَحْضُرُهَا النَّاسُ يَعْنِي الْمِيَاهَ وَنَفِيضَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أَحد؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَنَصْبُ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً عَلَى الْحَالِ أَي خَارِجَةً مِنَ الْمِيَاهِ؛ وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي: الْحَضِيرَةُ الَّذِينَ يَحْضُرُونَ الْمِيَاهَ، وَالنَّفِيضَةُ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ الْخَيْلَ وَهُمُ الطَّلَائِعُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي أَحسن. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّفِيضَةُ جَمَاعَةٌ يُبْعَثُونَ لِيَكْشِفُوا هَلْ ثَمَّ عَدُوٌّ أَو خَوْفٌ. والتُّبَّعُ: الظِّلُّ. واسْمَأَلَّ: قَصُرَ، وَذَلِكَ عِنْدَ نِصْفِ النَّهَارِ؛ وَقَبْلَهُ: سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ، ... ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ

_ (2). قوله: [قولوا ما يحضركم] الذي في النهاية قولوا ما بحضرتكم (3). قوله: [وأهل الفلح] بالحاء المهملة والجيم أي شق الأرض للزراعة

المِسْلَعُ: الَّذِي يَشُقُّ الْفَلَاةَ شَقًّا، وَاسْمُ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وَهُوَ أَخو سَلْمَى؛ وَلِهَذَا تَقُولُ بَعْدَ الْبَيْتِ: أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً، ... هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ؟ الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ الَّتِي يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الطَّعْنُ؛ وَالْجَمْعُ الْحَضَائِرُ؛ قَالَ أَبو شِهَابٍ الْهُذَلِيُّ: رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ، وحَلْقَةٌ ... مِنَ الدَّارِ، لَا تَمْضِي عَلَيْهَا الحضائِرُ وَقَوْلُهُ رِجَالٌ بَدَلٌ مِنْ مَعْقِلٍ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: فَلَوْ أَنهمْ لَمْ يُنْكِرُوا الحَقَّ، لَمْ يَزَلْ ... لَهُمْ مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ يَقُولُ: لَوْ أَنهم عَرَفُوا لَنَا مُحَافَظَتَنَا لَهُمْ وذبَّنا عَنْهُمْ لَكَانَ لَهُمْ مِنَّا مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وَعِزٌّ يَنْتَهِضُونَ بِهِ. والحَلْقَةُ: الجماعة. وقوله: لَا تَمْضِي عَلَيْهَا الْحَضَائِرُ أَي لا تَجُوزُ الْحَضَائِرُ عَلَى هَذِهِ الْحَلْقَةِ لِخَوْفِهِمْ مِنْهَا. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ الْفَارِسِيُّ حَضيرَة الْعَسْكَرِ مُقَدِّمَتُهُمْ. والحَضِيرَةُ: مَا تُلْقِيهِ المرأَة مِنْ وِلادِها. وحَضِيرةُ النَّاقَةِ: مَا أَلقته بَعْدَ الْوِلَادَةِ. والحَضِيرَةُ: انْقِطَاعُ دَمِهَا. والحَضِيرُ: دمٌ غَلِيظٌ يَجْتَمِعُ فِي السَّلَى. والحَضِيرُ: مَا اجْتَمَعَ فِي الجُرْحِ مِنْ جاسِئَةِ المادَّةِ، وَفِي السَّلَى مِنَ السُّخْدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. يُقَالُ: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وَهِيَ مَا تُلْقِيهِ بَعْدَ الوَلَدِ مِنَ السُّخْدِ والقَذَى. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَى وَهِيَ لِفَافَةُ الْوَلَدِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يُصِيبُهُ اللَّمَمُ والجُنُونُ: فُلَانٌ مُحْتَضَرٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ، ... فَقَدْ أَتتكَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ والمُحْتَضِرُ: الَّذِي يأْتي الحَضَرَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لأُذُنِ الْفِيلِ: الحاضِرَةُ وَلِعَيْنِهِ الْحُفَاصَةُ «1». وَقَالَ: الحَضْرُ التَّطْفِيلُ وَهُوَ الشَّوْلَقِيُّ وَهُوَ القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرَّجُلُ الواغِلُ الرَّاشِنُ. والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ. والمُحاضَرَةُ: الْمُجَالَدَةُ، وَهُوَ أَن يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّكَ فَيَغْلِبَكَ عَلَيْهِ وَيَذْهَبَ بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: المُحاضَرَةُ أَن يُحاضِرَك إِنسان بِحَقِّكَ فَيَذْهَبَ بِهِ مُغَالَبَةً أَو مُكَابَرَةً. وحاضَرْتُه: جَاثَيْتُهُ عِنْدَ السُّلْطَانِ، وَهُوَ كَالْمُغَالَبَةِ وَالْمُكَاثَرَةِ. وَرَجُلٌ حَضْرٌ: ذُو بَيَانٍ. وَتَقُولُ: حَضَارِ بِمَعْنَى احْضُرْ، وحَضَارِ، مَبْنِيَّةٌ مُؤَنَّثَةٌ مَجْرُورَةٌ أَبداً: اسْمُ كَوْكَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ نَجْمٌ يَطْلُعُ قَبْلَ سُهَيْلٍ فَتَظُنُّ النَّاسُ بِهِ أَنه سُهَيْلٌ وَهُوَ أَحد المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يُقَالُ طَلَعَتْ حَضَارِ والوَزْنُ، وَهُمَا كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْلٍ، فإِذا طَلَعَ أَحدهما ظُنَّ أَنه سُهَيْلٌ للشبه، وكذلك الوزن إِذا طَلَعَ، وَهُمَا مُحْلِفانِ عِنْدَ الْعَرَبِ، سُمِّيَا مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ النَّاظِرِينَ لَهُمَا إِذا طَلَعَا، فَيَحْلِفُ أَحدهما أَنه سُهَيْلٌ وَيَحْلِفُ الْآخَرُ أَنه لَيْسَ بِسُهَيْلٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: حَضَارِ نَجْمٌ خَفِيٌّ فِي بُعْدٍ؛ وأَنشد: أَرَى نارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كأَنَّها ... حَضَارِ، إِذا مَا أَعْرَضَتْ، وفُرُودُها الفُرُودُ: نُجُومٌ تَخْفَى حَوْلَ حَضَارِ؛ يُرِيدُ أَن النَّارَ تُخْفَى لِبُعْدِهَا كَهَذَا النَّجْمِ الَّذِي يَخْفَى فِي بُعْدٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما مَا كَانَ آخِرُهُ رَاءً فَإِنَّ أَهل الحجاز وبني تَمِيمٍ مُتَّفِقُونَ فِيهِ، وَيَخْتَارُ فِيهِ بَنُو تَمِيمٍ لُغَةَ أَهل الْحِجَازِ، كَمَا اتَّفَقُوا فِي تَرَاكِ الْحِجَازِيَّةِ لأَنها هِيَ اللُّغَةُ الأُولى القُدْمَى، وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَن إِجْناحَ الأَلف أَخفُ

_ (1). قوله: [الحفاصة] كذا بالأصل بدون نقط وكتب بهامشه بدلها الفاصة

عَلَيْهِمْ يَعْنِي الإِمالةَ لِيَكُونَ الْعَمَلُ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ، فَكَرِهُوا تركَ الخِفَّةِ وَعَلِمُوا أَنهم إِن كَسَرُوا الرَّاءَ وَصَلُوا إِلى ذَلِكَ وأَنهم إِن رَفَعُوا لَمْ يَصِلُوا؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَرْفَعَ وَتَنْصِبَ مَا كَانَ فِي آخِرِهِ الرَّاءُ، قَالَ: فَمِنْ ذَلِكَ حَضَارِ لِهَذَا الْكَوْكَبِ، وسَفَارِ اسْمُ مَاءٍ، وَلَكِنَّهُمَا مُؤَنَّثَانِ كماوِيَّةَ؛ وَقَالَ: فكأَنَّ تِلْكَ اسْمُ الْمَاءَةِ وَهَذِهِ اسْمُ الْكَوْكَبَةِ. والحِضارُ مِنَ الإِبل: الْبَيْضَاءُ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الحِضارُ مِنَ الإِبل الهِجانُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الْخَمْرَ: فَمَا تُشْتَرَى إِلَّا بِرِبْحٍ، سِباؤُها ... بَناتُ المَخاضِ: شُؤمُها وحِضارُها شُومُهَا: سُودُهَا؛ يَقُولُ: هَذِهِ الْخَمْرُ لَا تُشْتَرَى إِلا بالإِبل السُّودِ مِنْهَا وَالْبِيضِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالشُّومُ بِلَا هَمْزٍ جَمْعُ أَشيم وَكَانَ قِيَاسُهُ أَن يُقَالَ شِيمٌ كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني فَرَوَاهُ شِيمُهَا عَلَى الْقِيَاسِ وَهُمَا بِمَعْنًى، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فَقَالَ: لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي: يَجُوزُ أَن يُجْمَعَ أَشْيَمُ عَلَى شُومٍ وَقِيَاسُهُ شِيمٌ، كَمَا قَالُوا نَاقَةً عَائِطٌ لِلَّتِي لَمْ تَحْمِلْ وَنُوقٌ عُوط وعِيط، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ إِن الْوَاحِدَ مِنَ الحِضَارِ والجمعَ سَوَاءٌ فَفِيهِ عِنْدُ النَّحْوِيِّينَ شَرْحٌ، وَذَلِكَ أَنه قَدْ يَتَّفِقُ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ عَلَى وَزْنٍ وَاحِدٍ إِلا أَنك تُقَدِّرُ الْبِنَاءَ الَّذِي يَكُونُ لِلْجَمْعِ غَيْرِ الْبَنَاءِ الَّذِي يَكُونُ لِلْوَاحِدِ، وَعَلَى ذَلِكَ قَالُوا نَاقَةٌ هِجانٌ وَنُوقٌ هِجانٌ، فَهِجَانٌ الَّذِي هُوَ جَمْعٌ يُقَدَّرُ عَلَى فِعَالٍ الَّذِي هُوَ جمعٌ مِثْلُ ظِرافٍ، وَالَّذِي يَكُونُ مِنْ صِفَةِ الْمُفْرَدِ تُقَدِّرُهُ مُفْرَدًا مِثْلَ كِتَابٍ، وَالْكَسْرَةُ فِي أَول مُفْرَدِهِ غَيْرُ الْكَسْرَةِ الَّتِي فِي أَوَّل جَمْعِهِ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ حِضار وَنُوقٌ حِضار، وَكَذَلِكَ الضَّمَّةُ فِي الفُلْكِ إِذا كَانَ المفردَ غَيْرُ الضَّمَّةِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْفُلْكِ إِذا كَانَ جَمْعًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*؛ هَذِهِ الضَّمَّةُ بإِزاء ضَمَّةِ الْقَافِ فِي قَوْلِكَ القُفْل لأَنه وَاحِدٌ، وأَما ضَمَّةُ الْفَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ: فَهِيَ بإِزاء ضَمَّةِ الْهَمْزَةِ فِي أُسْدٍ، فَهَذِهِ تُقَدِّرُهَا بأَنها فُعْلٌ الَّتِي تَكُونُ جَمْعًا، وَفِي الأَوَّل تُقَدِّرُهَا فُعْلًا الَّتِي هِيَ لِلْمُفْرَدِ. الأَزهري: والحِضارُ مِنَ الإِبل الْبِيضُ اسْمٌ جَامِعٌ كالهِجانِ؛ وَقَالَ الأُمَوِيُّ: نَاقَةٌ حِضارٌ إِذا جَمَعَتْ قُوَّةً ورِحْلَةً يَعْنِي جَوْدَةَ الْمَشْيِ؛ وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع الحِضارَ بِهَذَا الْمَعْنَى إِنما الحِضارُ بِيضُ الإِبل، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ شُومُها وحِضارُها أَي سُودُهَا وَبِيضُهَا. والحَضْراءُ مِنَ النُّوقِ وَغَيْرِهَا: المُبادِرَةُ فِي الأَكل وَالشُّرْبِ. وحَضارٌ: اسْمٌ لِلثَّوْرِ الأَبيض. والحَضْرُ: شَحْمَةٌ فِي الْعَانَةِ وَفَوْقَهَا. والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارْتِفَاعُ الْفَرَسِ فِي عَدْوِه؛ عَنِ الثَّعْلَبِيَّةِ، فالحُضْرُ الِاسْمُ والإِحْضارُ الْمَصْدَرُ. الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ مِنْ عَدْوِ الدَّوَابِّ وَالْفِعْلُ الإِحْضارُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ وُرُودِ النَّارِ: ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بأَعمالهم كَلَمْحِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كحُضْرِ الْفَرَسِ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ بأَرض الْمَدِينَةِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كعبِ بْنِ عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً فأَخذتُ بِضَبُعِهِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَعِنْدِي أَن الحُضْرَ الِاسْمُ والإِحْضارَ المصدرُ. واحْتَضَرَ الفرسُ إِذا عَدَا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وَفَرَسٌ مِحْضِيرٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَفَرَسٌ مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ للأُنثى، إِذا كَانَ شَدِيدَ الحُضْرِ، وَهُوَ العَدْوُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ مِحْضار، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ، وَهَذَا فَرَسٌ مِحْضير وَهَذِهِ فَرَسٌ مِحْضِيرٌ. وحاضَرْتُهُ حِضاراً:

عَدَوْتُ مَعَهُ. وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ، وَقَدْ سَمَّتْ حاضِراً ومُحاضِراً وحُضَيْراً. والحَضْرُ: مَوْضِعٌ. الأَزهري: الحَضْرُ مَدِينَةٌ بُنِيَتْ قَدِيمًا بَيْنَ دِجْلَةَ والفُراتِ. والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. وحَضْرَمَوْتُ: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَبِيلَةٌ أَيضاً، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا، إِن شِئْتَ بَنَيْتَ الِاسْمِ الأَول عَلَى الْفَتْحِ وأَعربت الثَّانِي إِعراب ما لا يَنْصَرِفُ فَقُلْتَ: هَذَا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شِئْتَ أَضفت الأَول إِلى الثَّانِي فَقُلْتَ: هَذَا حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حَضْرًا وَخَفَضْتَ مَوْتًا، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي سَامِّ أَبْرَص ورَامَهُرْمُز، وَالنِّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيُّ، وَالتَّصْغِيرُ حُضَيْرُمَوْتٍ، تُصَغِّرُ الصَّدْرَ مِنْهُمَا؛ وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ تَقُولُ: فُلَانٌ مِنَ الحَضارِمَةِ. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنه كَانَ يَمْشِي فِي الحَضْرَمِيِ ؛ هُوَ النَّعْلُ الْمَنْسُوبَةُ إِلى حَضْرَمَوْتَ المتخذة بها. وحَضُورٌ: جَبَلٌ بِالْيَمَنِ أَو بَلَدٌ بِالْيَمَنِ، بِفَتْحِ الْحَاءِ؛ وَقَالَ غَامِدٌ: تَغَمَّدْتُ شَرّاً كَانَ بَيْنَ عَشِيرَتِي، ... فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدَا وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: كُفِّنَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّيْن ؛ هُمَا مَنْسُوبَانِ إِلى حَضُورٍ قَرْيَةٍ بِالْيَمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ حَضِيرٍ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ، قَاعٌ يَسِيلُ عَلَيْهِ فَيْضُ النَّقِيع، بالنون. حضجر: الحِضَجْرُ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ الواسِعُهُ؛ قَالَ: حِضَجْرٌ كأُمِّ التَّوْأَمَيْنِ تَوَكَّأَتْ ... عَلَى مِرْفَقَيْها، مُسْتَهِلَّةَ عاشِرِ وحَضاجِرُ: اسْمٌ لِلذَّكَرِ والأُنثى مِنَ الضِّباعِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسِعَةِ بَطْنِهَا وَعِظَمِهِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: هَلَّا غَضِبْتَ لِرَحْلِ جارِكَ، ... إِذْ تَنَبَّذَهُ حَضاجِرْ وحَضاجِرُ مَعْرِفَةٌ وَلَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ لأَنه اسْمٌ لِلْوَاحِدِ عَلَى بِنْيَةِ الْجَمْعِ لأَنهم يَقُولُونَ وَطْبٌ حِضَجْرٌ وأَوْطُبٌ حَضاجِرُ، يَعْنِي وَاسِعَةً عَظِيمَةً؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: وإِنما جُعِلَ اسْمًا لَهَا عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ إِرادة لِلْمُبَالَغَةِ، قَالُوا حَضاجِرُ فَجَعَلُوهَا جَمْعًا مِثْلَ قَوْلِهِمْ مُغَيْرِبات الشَّمْسِ ومُشَيْرِقات الشَّمْسِ، وَمِثْلُهُ جَاءَ البعيرُ يَجُرُّ عَثانِينَهُ. وإِبل حَضاجِرُ: قَدْ شَرِبَتْ وأَكلت الحَمْضَ فَانْتَفَخَتْ خَوَاصِرُهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنِّي سَتَرْوِي عَيْمَتِي، يَا سالِما، ... حَضاجِرٌ لَا تَقْرَبُ المَواسِما الأَزهري: الحِضَجْرُ الوَطْبُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الضَّبْعُ لِسِعَةِ جَوْفِهَا. الأَزهري: الحِضَجْرُ السِّقاء الضَّخْمُ، والحِضَجْرَةُ: الإِبل الْمُتَفَرِّقَةُ عَلَى رعائها من كثرتها. حطر: الأَزهري: أَهمل اللَّيْثُ حَطَرَ وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ حُطِرَ بِهِ وكُلِتَ بِهِ وجُلِدَ بِهِ إِذا صُرِعَ؛ وَفِيهَا: سَيْفٌ حالُوقٌ وحالُوقَةٌ وحاطُورَةٌ. قَالَ: وحَطَرْتُ فُلَانًا بالنَّبْلِ مِثْلُ نَضَدْتُه نَضْداً. حظر: الحَظْرُ: الحَجْرُ، وَهُوَ خِلَافُ الإِباحَةِ. والمَحْظُورُ: المُحَرَّمُ. حَظَرَ الشيءَ يَحْظُرُه حَظْراً وحِظاراً وحَظَرَ عَلَيْهِ: مَنَعَهُ، وكلُّ مَا حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ شَيْءٍ، فَقَدْ حَظَرَهُ عَلَيْكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً . وَقَوْلُ الْعَرَبِ: لَا حِظارَ عَلَى الأَسماء يَعْنِي أَنه لَا يُمْنَعُ أَحد أَن يُسَمِّيَ بِمَا شَاءَ أَو يَتَسَمَّى بِهِ. وحَظَرَ عَلَيْهِ حَظْراً: حَجَرَ ومَنَعَ.

والحَظِيرَة: جَرِينُ التَّمْرِ، نَجْدِيَّة، لأَنه يَحْظُرُه ويَحْصُرُه. والحَظِيرَةُ: مَا أَحاط بِالشَّيْءِ، وَهِيَ تَكُونُ مِنْ قَصَبٍ وخَشب؛ قَالَ المَرَّارُ بْنُ مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ: فإِنَّ لَنَا حَظائِرَ ناعِماتٍ، ... عَطاء اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَا فَاسْتَعَارَهُ لِلنَّخْلِ. والحِظَارُ الحَظَارُ: حائطها وصاحبها مُحْتَظِرٌ إِذا اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ، فإِذا لَمْ تَخُصَّهُ بِهَا فَهُوَ مُحْظِرٌ. وَكُلُّ مَا حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ شَيْءٍ، فَهُوَ حِظار وحَظَارٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ حَجَرَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، فَهُوَ حِظارٌ وحِجارٌ. والحِظارُ: الحَظِيرَةُ تُعْمَلُ للإِبل مِنْ شَجَرٍ لِتَقِيَهَا البَرْد والريحَ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَظارُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ. وَقَالَ الأَزهري: وَجَدْتُهُ بِخَطِّ شَمِرٍ الحِظار، بِكَسْرِ الْحَاءِ. والمُحْتَظِرُ: الَّذِي يَعْمَلُ الحَظِيرَةَ، وَقُرِئَ: كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ؛ فَمَنْ كَسَرَهُ جَعَلَهُ الْفَاعِلَ، وَمَنْ فَتَحَهُ جَعَلَهُ الْمَفْعُولَ بِهِ. واحْتَظَرَ القومُ وحَظَرُوا: اتَّخَذُوا حَظِيرَةً. وحَظَرُوا أَموالهم: حَبَسُوها فِي الْحَظَائِرِ مِنْ تَضْيِيقٍ. والحَظِرُ: الشيءُ المُحْتَظَرُ بِهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَلِيلِ الْخَيْرِ: إِنه لَنكِدُ الحَظِيرَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أُراه سَمَّى أَمواله حَظِيرَةً لأَنه حَظَرَها عِنْدَهُ وَمَنَعَهَا، وَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. والحَظِرُ: الشَّجَرُ المُحْتَظَرُ بِهِ، وَقِيلَ الشَّوْكُ الرَّطْبُ؛ وَوَقَعَ فِي الحَظِرِ الرَّطْبِ إِذا وَقَعَ فِيمَا لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ، وأَصله أَن الْعَرَبَ تَجْمَعُ الشَّوْكَ الرَّطْبَ فَتُحَظِّرُ بِهِ فَرُبَّمَا وَقَعَ فِيهِ الرَّجُلُ فَنَشِب فِيهِ فَشَبَّهُوهُ بِهَذَا. وَجَاءَ بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي بِكَثْرَةٍ مِنَ الْمَالِ وَالنَّاسِ، وَقِيلَ بِالْكَذِبِ المُسْتَشْنَعِ. وأَوْقَدَ فِي الحَظِرِ الرطْبِ: نَمَّ. الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْجِدَارِ مِنَ الشَّجَرِ يُوضَعُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ لِيَكُونَ ذَرًى لِلْمَالِ يَرُدُّ عَنْهُ بَرْدَ الشَّمالِ فِي الشِّتَاءِ: حَظارٌ، بِفَتْحِ الْحَاءِ؛ وَقَدْ حَظَرَ فلانٌ عَلَى نَعَمِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ؛ وَقُرِئَ: المحتظَر؛ أَراد كَالْهَشِيمِ الَّذِي جَمَعَهُ صَاحِبُ الْحَظِيرَةِ؛ وَمَنْ قرأَ المحتظَر، بِالْفَتْحِ، فالمحتظَر اسْمٌ لِلْحَظِيرَةِ، الْمَعْنَى كَهَشِيمِ الْمَكَانِ الَّذِي يُحْتَظَرُ فِيهِ الْهَشِيمُ، وَالْهَشِيمُ: مَا يَبِسَ مِنَ المُحْتَظَرَاتِ فارْفَتَّ وتَكَسَّر؛ الْمَعْنَى أَنهم بَادُوا وَهَلَكُوا فَصَارُوا كَيَبيس الشَّجَرِ إِذا تَحَطَّمَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى قَوْلِهِ كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ أَي كَهَشِيمِ الَّذِي يَحْظُرُ عَلَى هَشِيمِهِ، أَراد أَنه حَظَرَ حِظاراً رَطْباً عَلَى حِظارٍ قَدِيمٍ قَدْ يَبِسَ. وَيُقَالُ للحَطَبِ الرَّطْبِ الَّذِي يُحْظَرُ بِهِ: الحَظِرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَمْ يَمْشِ بَيْنَ الحَيِّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي لَمْ يَمْشِ بِالنَّمِيمَةِ. والحَظْرُ: المنعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ؛ وَكَثِيرًا مَا يَرِدُ فِي الْقُرْآنِ ذِكْرُ المَحْظُور وَيُرَادُ بِهِ الْحَرَامُ. وَقَدْ حَظَرْتُ الشيءَ إِذا حَرَّمْتَهُ، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى الْمَنْعِ. وَفِي حَدِيثِ أُكَيْدِرِ دُوْمَةَ: لَا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النَّباتُ ؛ يَقُولُ: لَا تُمْنَعُونَ مِنَ الزراعةِ حَيْثُ شِئْتُمْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ لَا يُحْمَى عَلَيْكُمُ المَرْتَعُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا حِمَى فِي الأَراكِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَراكةٌ فِي حِظارِي، فَقَالَ: لَا حِمَى فِي الأَراك ؛ رَوَاهُ شَمِرٌ وَقَيَّدَهُ بِخَطِّهِ فِي حِظاري، بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَقَالَ: أَراد الأَرض الَّتِي فِيهَا الزعر المُحاطُ عَلَيْهَا كالحَظِيرَةِ، وَتُفْتَحُ الْحَاءُ وَتُكْسَرُ، وَكَانَتْ تِلْكَ الأَراكة الَّتِي ذَكَرَهَا فِي الأَرض الَّتِي أَحياها قَبْلَ أَن يُحْيِيَهَا فَلَمْ يَمْلِكْهَا بالإِحياء وَمَلَكَ الأَرض دُونَهَا أَو كَانَتْ مَرْعَى السَّارِحَةِ.

والمِحْظارُ: ذُبابٌ أَخْضَرُ يَلْسَعُ كَذُبَابِ الْآجَامِ. وحَظِيرَةُ القُدْسِ: الجَنَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَلِجُ حَظِيرَةَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ ؛ أَراد بِحَظِيرَةِ الْقُدْسِ الْجَنَّةَ، وَهِيَ فِي الأَصل الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحاطُ عَلَيْهِ لتأْوي إِليه الْغَنَمُ والإِبل يَقِيهَا الْبَرْدَ وَالرِّيحَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتته امرأَة فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللهَ لِي فَلَقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً، فَقَالَ: لَقَدِ احْتَظَرْت بِحِظارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ ؛ والاحْتِظارُ: فِعْلُ الحِظارِ، أَراد لَقَدِ احْتَمَيْتِ بِحِمًى عَظِيمٍ مِنَ النَّارِ يَقِيكِ حَرَّهَا وَيُؤَمِّنُكِ دُخولَها. وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنس: يَشْتَرِطُ صاحبُ الأَرض عَلَى المُساقِي سَدَّ الحِظارِ يُرِيدُ بِهِ حائط البستان. حفر: حَفَرَ الشيءَ يَحْفِرُه حَفْراً واحْتَفَرَهُ: نَقَّاهُ كَمَا تُحْفَرُ الأَرض بِالْحَدِيدَةِ، وَاسْمُ المُحْتَفَرِ الحُفْرَةُ. واسْتَحْفَرَ النَّهْرُ: حانَ لَهُ أَن يُحْفَرَ. والحَفِيرَةُ والحَفَرُ والحَفِيرُ: الْبِئْرُ المُوَسَّعَةُ فَوْقَ قَدْرِهَا، والحَفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: التُّرَابُ المُخْرَجُ مِنَ الشَّيْءِ المَحْفُور، وَهُوَ مِثْلُ الهَدَمِ، وَيُقَالُ: هُوَ الْمَكَانُ الَّذِي حُفِرَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: قَالُوا: انْتَهَيْنا، وَهَذَا الخَنْدَقُ الحَفَرُ وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَحْفارٌ، وأَحافِيرُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: جُوبَ لَهَا مِنْ جَبلٍ هِرْشَمِّ، ... مُسْقَى الأَحافِيرِ ثَبِيتِ الأُمِ وَقَدْ تَكُونُ الأَحافير جمعَ حَفِيرٍ كقَطِيعٍ وأَقاطيعَ. وَفِي الأَحاديث: ذِكْرُ حَفَرِ أَبي مُوسَى، وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْفَاءِ، وَهِيَ رَكايا احْتَفَرها عَلَى جادَّةِ الطَّرِيقِ مِنَ البَصْرَةِ إِلى مَكَّةَ، وَفِيهِ ذِكْرُ الحَفِيرة، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، نَهْرٌ بالأُردنِّ نَزَلَ عِنْدَهُ النُّعْمَانُ بنُ بَشِير، وأَما بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ الْفَاءِ فَمَنْزِلٌ بَيْنَ ذِي الحُلَيْفَةِ ومِلْكٍ يَسْلُكُه الحاجُّ. والمِحْفَرُ والمِحْفَرَةُ والمِحْفَارُ: المِسْحاةُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يُحْتَفَرُ بِهِ، ورَكِيَّةٌ حَفِيرَةٌ، وحَفَرٌ بديعٌ، وَجَمْعُ الحَفَرِ أَحفار؛ وأَتى يَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهِّطاً فَحَفَرَهُ وحَفَرَ عَنْهُ واحْتَفَرَهُ. الأَزهري: قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ حافِرٌ مُحافِرَةٌ، وَفُلَانٌ أَرْوَغُ مِنْ يَرْبُوعٍ مُحافِرٍ، وَذَلِكَ أَن يَحْفِرَ فِي لُغْزٍ مِنْ أَلْغازِهِ فيذهبَ سُفْلًا ويَحْفِر الإِنسانُ حَتَّى يَعْيَا فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيُشْتَبَهُ عَلَيْهِ الجُحْرُ فَلَا يَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِ فَيَدَعُهُ، فإِذا فَعَلَ اليَرْبُوعُ ذَلِكَ قِيلَ لِمَنْ يَطْلُبُهُ؛ دَعْهُ فَقَدْ حافَرَ فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحد؛ وَيُقَالُ إِنه إِذا حافَرَ وأَبى أَن يَحْفِرَ الترابَ ولا يَنْبُثَه ولا يُذَرِّي وَجْهَ جُحْرِه يُقَالُ: قَدْ جَثا فَتَرَى الجُحْرَ مَمْلُوءًا تُرَابًا مُسْتَوِيًا مَعَ مَا سِوَاهُ إِذا جَثا، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الجاثِياءَ، مَمْدُودًا؛ يُقَالُ: مَا أَشدَّ اشتباهَ جَاثِيائِه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُحافِرٌ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ؛ وأَنشد: مُحافِرُ العَيْشِ أَتَى جِوارِي، ... لَيْسَ لَهُ، مِمَّا أَفاءَ الشَّارِي، غَيْرُ مُدًى وبُرْمَةٍ أَعْشَارِ وَكَانَتْ سُورَةُ بَرَاءَةَ تُسَمَّى الحافِرَةَ، وَذَلِكَ أَنها حَفَرَتْ عَنْ قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا فُرِضَ الْقِتَالُ تَبَيَّنَ الْمُنَافِقُ مِنْ غَيْرِهِ وَمَنْ يُوَالِي الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنْ يُوَالِي أَعداءَهم. والحَفْرُ والحَفَرُ: سُلاقٌ فِي أُصول الأَسْنانِ، وَقِيلَ: هِيَ صُفْرة تَعْلُو الأَسنان. الأَزهري: الحَفْرُ والحَفَرُ، جَزْمٌ وفَتْحٌ لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا يَلْزَقُ بالأَسنان مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ، نقول: حَفَرَتْ أَسنانُه تَحْفِرُ حَفْراً. وَيُقَالُ: فِي أَسنانه حَفْرٌ، وبنو أَسد تَقُولُ:

فِي أَسنانه حَفَرٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَقَدْ حَفَرَتْ تَحْفِرُ حَفْراً، مَثَّالُ كَسَرَ يَكْسِرُ كَسْراً: فَسَدَتْ أُصولها؛ وَيُقَالُ أَيضاً: حَفِرَتْ مِثَالَ تَعِبَ تَعَباً، قَالَ: وَهِيَ أَردأُ اللُّغَتَيْنِ؛ وَسُئِلَ شَمِرٌ عَنِ الحَفَرِ فِي الأَسنان فَقَالَ: هُوَ أَن يَحْفِرَ القَلَحُ أُصولَ الأَسنان بَيْنَ اللِّثَةِ وأَصلِ السِّنِّ مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ، يُلِحُّ عَلَى الْعَظْمِ حَتَّى يَنْقَشِرَ الْعَظْمُ إِن لَمْ يُدْرَكْ سَرِيعاً. وَيُقَالُ: أَخذ فَمَهُ حَفَرٌ وحَفْرٌ. وَيُقَالُ: أَصبح فَمُ فُلَانٍ مَحْفُوراً، وَقَدْ حُفِرَ فُوه، وحَفَرَ يَحْفِرُ حَفْراً، وحَفِرَ حَفَراً فِيهِمَا. وأَحْفَرَ الصَّبِيُّ: سَقَطَتْ لَهُ الثَّنِيَّتانِ العُلْيَيان والسُّفْلَيانِ، فإِذا سَقَطَتْ رَواضِعُه قِيلَ: حَفَرَتْ. وأَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْناء والإِرْباعِ والقُروحِ: سَقَطَتْ ثَنَايَاهُ لِذَلِكَ. وأَفَرَّتِ الإِبل للإِثناء إِذا ذَهَبَتْ رَواضِعُها وَطَلَعَ غَيْرُهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: يُقَالُ أَحْفَرَ المُهْرُ إِحْفاراً، فَهُوَ مُحْفِرٌ، قَالَ: وإِحْفارُهُ أَن تَتَحَرَّكَ الثَّنِيَّتانِ السُّفْلَيانِ والعُلْيَيانِ مِنْ رَوَاضِعِهِ، فإِذا تَحَرَّكْنَ قَالُوا: قَدْ أَحْفَرَتْ ثَنَايَا رَوَاضِعِهِ فَسَقَطْنَ؛ قَالَ: وأَوَّل مَا يَحْفِرُ فِيمَا بَيْنَ ثَلَاثِينَ شَهْرًا أَدنى ذَلِكَ إِلى ثَلَاثَةِ أَعوام ثُمَّ يَسْقُطْنَ فَيَقَعُ عَلَيْهَا اسْمُ الإِبداء، ثُمَّ تُبْدِي فَيَخْرُجُ لَهُ ثَنِيَّتَانِ سُفْلَيَانِ وَثَنِيَّتَانِ علييان مكان ثَنَايَاهُ الرَّوَاضِعُ اللَّوَاتِي سَقَطْنَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَعوام، فَهُوَ مُبْدٍ؛ قَالَ: ثُمَّ يُثْنِي فَلَا يَزَالُ ثَنِيّاً حَتَّى يُحْفِرَ إِحْفاراً، وإِحْفارُه أَن تحرَّك لَهُ الرَّباعِيَتانِ السُّفْلَيَانِ وَالرَّبَاعِيَتَانِ الْعُلْيَيَانِ مِنْ رَوَاضِعِهِ، وإِذا تَحَرَّكْنَ قِيلَ: قَدْ أَحْفَرَتْ رَباعِياتُ رَوَاضِعِهِ، فَيَسْقُطْنَ أَول مَا يُحْفِرْنَ فِي اسْتِيفَائِهِ أَربعة أَعوام ثُمَّ يَقَعُ عَلَيْهَا اسْمُ الإِبداء، ثُمَّ لَا يَزَالُ رَباعِياً حَتَّى يُحْفِرَ لِلْقُرُوحِ وَهُوَ أَن يتحرَّك قَارِحَاهُ وَذَلِكَ إِذا اسْتَوْفَى خَمْسَةَ أَعوام؛ ثُمَّ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الإِبداء عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ ثُمَّ هُوَ قَارِحٌ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا اسْتَتَمَّ الْمُهْرُ سنتين فهو جَذَغٌ ثُمَّ إِذا اسْتَتَمَّ الثَّالِثَةَ فَهُوَ ثَنِيٌّ، فإِذا أَثنى أَلقى رَوَاضِعَهُ فَيُقَالُ: أَثنى وأَدْرَمَ للإِثناء؛ ثُمَّ هُوَ رَباع إِذا اسْتَتَمَّ الرَّابِعَةَ مِنَ السِّنِينَ يُقَالُ: أَهْضَمَ للإِرباع، وإِذا دَخَلَ فِي الْخَامِسَةِ فَهُوَ قَارِحٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَصَوَابُهُ إِذا اسْتَتَمَّ الْخَامِسَةَ فَيَكُونُ مُوَافِقًا لِقَوْلِ أَبي عُبَيْدَةَ قَالَ: وكأَنه سَقَطَ شَيْءٌ. وأَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْنَاءِ والإِرْباعِ والقُروحِ إِذا ذَهَبَتْ رَوَاضِعُهُ وَطَلَعَ غَيْرُهَا. والْتَقَى القومُ فَاقْتَتَلُوا عِنْدَ الحافِرَةِ أَي عِنْدَ أَوَّل مَا الْتَقَوْا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَتيت فُلَانًا ثُمَّ رجعتُ عَلَى حافِرَتِي أَي طَرِيقِي الَّذِي أَصْعَدْتُ فِيهِ خَاصَّةً فإِن رَجَعَ عَلَى غَيْرِهِ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي رَجَعْتُ مِنْ حيثُ جئتُ. وَرَجَعَ عَلَى حَافِرَتِهِ أَي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ. والحافِرَةُ: الْخِلْقَةُ الأُولى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ؛ أَي فِي أَول أَمرنا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَحافِرَةً عَلَى صَلَعٍ وشَيْبٍ؟ ... مَعاذَ اللهِ مِنْ سَفَهٍ وعارِ يَقُولُ: أَأَرجع إِلى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ فِي شَبَابِي وأَمري الأَول مِنَ الغَزَلِ والصِّبَا بعد ما شِبْتُ وصَلِعْتُ؟ وَالْحَافِرَةُ: العَوْدَةُ فِي الشَّيْءِ حَتَّى يُرَدَّ آخِره عَلَى أَوّله. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا الأَمر لا يُترك عَلَى حَالِهِ حَتَّى يُرَدَّ عَلَى حافِرَتِه ؛ أَي عَلَى أَوّل تأْسيسه. وَفِي حَدِيثِ سُراقَةَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرأَيتَ أَعمالنا الَّتِي نَعْمَلُ؟ أَمُؤَاخَذُونَ بِهَا عِنْدَ الحافِرَةِ خَيْرٌ فَخَيْرٌ أَو شَرٌّ فَشَرٌّ أَو شَيْءٌ سَبَقَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ وجَفَّت بِهِ الأَقلام؟ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِي الْحافِرَةِ : مَعْنَاهُ أَئنا لَمَرْدُودُونَ إِلى أَمرنا الأَوّل أَي الْحَيَاةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فِي الْحَافِرَةِ، أَي فِي الدُّنْيَا كَمَا كُنَّا؛ وقيل معنى قوله أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ أَي في الخلق

الأَول بعد ما نَمُوتُ. وَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: النَّقْدُ عِنْدَ الحافِرَةِ والحافِرِ أَي عِنْدِ أَول كَلِمَةٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعْنَاهُ إِذا قَالَ قَدْ بعتُك رجعتَ عَلَيْهِ بِالثَّمَنِ، وَهُمَا فِي الْمَعْنَى وَاحِدٌ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ النَّقْدُ عِنْدَ الحافِرِ يُرِيدُ حَافِرَ الْفَرَسِ، وكأَنَّ هَذَا الْمَثَلَ جَرَى فِي الْخَيْلِ، وَقِيلَ: الحافِرَةُ الأَرضُ الَّتِي تُحْفَرُ فِيهَا قُبُورُهُمْ فَسَمَّاهَا الْحَافِرَةَ وَالْمَعْنَى يُرِيدُ الْمَحْفُورَةَ كَمَا قَالَ ماءٍ دافِقٍ يُرِيدُ مَدْفُوقٌ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: هَذِهِ كَلِمَةٌ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِهَا عِنْدَ السَّبْقِ، قَالَ: وَالْحَافِرَةُ الأَرض الْمَحْفُورَةُ، يُقَالُ أَوَّل مَا يَقَعُ حَافِرُ الْفَرَسِ عَلَى الْحَافِرَةِ فَقَدْ وَجَبَ النَّقْدُ يَعْنِي فِي الرِّهانِ أَي كَمَا يَسْبِقُ فَيَقَعُ حَافِرُهُ؛ يَقُولُ: هاتِ النَّقْدَ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّقْدُ عِنْدَ الْحَافِرِ معناه إِذا اشتريته لن تَبْرَحَ حَتَّى تَنْقُدَ. وَفِي حَدِيثِ أُبيّ قَالَ: سأَلت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ، قَالَ: هُوَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ حِينَ يَفْرُطُ مِنْكَ وَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِنَدَامَتِكَ عندَ الحافِرِ لا تَعُودُ إِليه أَبداً ؛ قِيلَ: كَانُوا لِنَفَاسَةِ الْفَرَسِ عِنْدَهُمْ وَنَفَاسَتِهِمْ بِهَا لَا يَبِيعُونَهَا إِلا بِالنَّقْدِ، فَقَالُوا: النَّقْدُ عِنْدَ الْحَافِرِ أَي عِنْدِ بَيْعِ ذَاتِ الْحَافِرِ وَصَيَّرُوهُ مَثَلًا، وَمَنْ قَالَ عِنْدَ الْحَافِرَةِ فإِنه لَمَّا جَعَلَ الْحَافِرَةَ فِي مَعْنَى الدَّابَّةِ نَفْسِهَا وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الذَّاتِ، أُلحقت بِهِ عَلَامَةُ التأْنيث إِشعاراً بِتَسْمِيَةِ الذَّاتِ بِهَا أَو هِيَ فَاعِلَةٌ مِنَ الحَفْرِ، لأَن الْفَرَسَ بِشِدَّةِ دَوْسِها تَحْفِرُ الأَرض؛ قَالَ: هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ أَوَّلية فَقِيلَ: رَجَعَ إِلى حافِرِه وحافِرَته، وَفَعَلَ كَذَا عِنْدَ الحافِرَة والحافِرِ، وَالْمَعْنَى يَتَخَيَّرُ النَّدَامَةَ وَالِاسْتِغْفَارَ عِنْدَ مُوَاقَعَةِ الذَّنْبِ مِنْ غَيْرِ تأْخير لأَن التأْخير مِنَ الإِصرار، وَالْبَاءُ فِي بِنَدَامَتِهِ بِمَعْنَى مَعَ أَو لِلِاسْتِعَانَةِ أَي تَطْلُبُ مَغْفِرَةَ اللَّهِ بأَن تَنْدَمَ، وَالْوَاوُ فِي وَتَسْتَغْفِرُ لِلْحَالِ أَو لِلْعَطْفِ عَلَى مَعْنَى النَّدَمِ. والحافِرُ مِنَ الدَّوَابِّ يَكُونُ لِلْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ: اسْمٌ كَالْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ، وَالْجَمْعُ حَوافِرُ؛ قَالَ: أَوْلَى فَأَوْلَى يَا إمْرَأَ القَيْسِ، بعد ما ... خَصَفْنَ بِآثَارِ المَطِيِّ الحَوافِرَا أَراد: خَصَفْنَ بِالْحَوَافِرِ آثَارَ الْمَطِيِّ، يَعْنِي آثَارَ أَخفافه فَحَذَفَ الْبَاءَ الْمُوَحَّدَةَ مِنَ الْحَوَافِرِ وَزَادَ أُخرى عِوَضًا مِنْهَا فِي آثَارِ الْمَطِيِّ، هَذَا عَلَى قَوْلِ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدِ الْقَلْبَ، وَهُوَ أَمثل، فَمَا وَجَدْتُ مَنْدُوحَةً عَنِ الْقَلْبِ لَمْ تَرْتَكِبْهُ؛ وَمِنْ هُنَا قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَى قَوْلِهِمُ النَّقْدُ عِنْدَ الحافِر أَن الْخَيْلَ كَانَتْ أَعز مَا يُبَاعُ فَكَانُوا لا يُبارِحُونَ مَنِ اشْتَرَاهَا حَتَّى يَنْقُدَ البائِعَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. وَيَقُولُونَ للقَدَمِ حَافِرًا إِذا أَرادوا تَقْبِيحَهَا؛ قَالَ: أَعُوذُ باللهِ مِنْ غُولٍ مُغَوِّلَةٍ ... كأَنَّ حافِرَها فِي ... ظُنْبوُبِ «2» . الْجَوْهَرِيُّ: الحافِرُ وَاحِدُ حَوَافِر الدَّابَّةِ وَقَدِ اسْتَعَارَهُ الشَّاعِرُ فِي الْقَدَمِ؛ قَالَ جُبَيْها الأَسدي يَصِفُ ضَيْفًا طَارِقًا أَسرع إِليه: فأَبْصَرَ نارِي، وهْيَ شَقْرَاءُ، أُوقِدَتْ ... بِلَيْلٍ فَلَاحَتْ للعُيونِ النَّواظِرِ فَمَا رَقَدَ الوِلْدانُ، حَتَّى رَأَيْتُه ... عَلَى البَكْرِ يَمْرِيه بساقٍ وحافِرِ وَمَعْنَى يَمْرِيهِ يَسْتَخْرِجُ مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَرْيِ. والحُفْرَةُ: وَاحِدَةُ الحُفَرِ. والحُفْرَةُ: مَا يُحْفَرُ فِي الأَرض. والحَفَرُ: اسْمُ الْمَكَانِ الَّذِي حُفِر كَخَنْدَقٍ أَو بِئْرٍ. والحَفْرُ: الهُزال؛ عَنْ كراع. وحَفَرَ الغَرَزُ

_ (2). كذا بياض بالأصل

العَنْزَ يَحْفِرُها حَفْراً: أَهْزَلَها. وَهَذَا غَيْثٌ لَا يَحْفِرهُ أَحد أَيْ لَا يَعْلَمُ أَحد أَين أَقصاه، والحِفْرَى، مِثَالُ الشِّعْرَى: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ لَا يَزَالُ أَخضر، وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِفْرَى ذاتُ ورَقٍ وشَوْكٍ صغارٍ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي الأَرض الْغَلِيظَةِ وَلَهَا زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ، وَهِيَ تَكُونُ مثلَ جُثَّةِ الْحَمَامَةِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ فِي وَصْفِهَا: يَظَلُّ حِفْراهُ، مِنَ التَّهَدُّلِ، ... فِي رَوْضِ ذَفْراءَ ورُعْلٍ مُخْجِلِ الْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حِفْراةٌ، وناسٌ مِنْ أَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الْخَشَبَةَ ذَاتَ الأَصابع الَّتِي يُذَرَّى بِهَا الكُدْسُ المَدُوسُ ويُنَقَّى بِهَا البُرُّ مِنَ التِّبْنِ: الحِفراةَ ابْنُ الأَعرابي: أَحْفَرَ الرجلُ إِذا رعَت إِبله الحِفْرَى، وَهُوَ نَبْتٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مِنْ أَردإِ الْمَرَاعِي. قَالَ: وأَحْفَرَ إِذا عَمِلَ بالحِفْراةِ، وَهِيَ الرَّفْشُ الَّذِي يذرَّى بِهِ الْحِنْطَةُ وَهِيَ الْخَشَبَةُ المُصْمَتَةُ الرأْس، فأَما المُفَرَّج فَهُوَ العَضْمُ، بِالضَّادِ، والمِعْزَقَةَ؛ قَالَ: والمِعْزَقَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: المَرُّ؛ قَالَ: والرَّفْشُ فِي غَيْرِ هَذَا: الأَكلُ الكثيرُ. وَيُقَالُ: حَفَرْتُ ثرَى فُلَانٍ إِذا فَتَّشْتَ عَنْ أَمره وَوَقَفْتَ عَلَيْهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَفَرَ إِذا جَامَعَ، وحَفِرَ إِذا فَسَد. والحَفِيرُ: الْقَبْرُ. وحَفَرَهُ حَفْراً: هَزَلَهُ؛ يُقَالُ: مَا حَامِلٌ إِلا والحَمْلُ يَحْفِرُها إِلَّا الناقةَ فإِنها تَسْمَنُ عَلَيْهِ. وحُفْرَةُ وحُفَيْرَةُ، وحُفَيْرٌ، وحَفَرٌ، وَيُقَالَانِ بالأَلف وَاللَّامِ: مَوَاضِعُ، وَكَذَلِكَ أَحْفارٌ والأَحْفارُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَيَا ليتَ دَارِيَ بالمدينةِ أَصبَحَتْ ... بأَحْفارِ فَلْجٍ، أَو بِسيفِ الكَواظِمِ وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: أَراد الحَفَرَ وَكَاظِمَةَ فَجَمَعَهُمَا ضَرُورَةً. الأَزهري: حَفْرٌ وحَفِيرَةُ اسْمَا مَوْضِعَيْنِ ذَكَرَهُمَا الشُّعَرَاءُ الْقُدَمَاءُ. قَالَ الأَزهري: والأَحْفارُ الْمَعْرُوفَةُ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ ثَلَاثَةٌ: فَمِنْهَا حَفَرُ أَبي مُوسَى، وَهِيَ رَكَايَا احْتَفَرَهَا أَبو مُوسَى الأَشعري عَلَى جادَّة الْبَصْرَةِ، قَالَ: وَقَدْ نَزَلْتُ بِهَا وَاسْتَقَيْتُ مِنْ رَكَايَاهَا وَهِيَ مَا بَيْنَ ماوِيَّةَ والمَنْجَشانِيَّاتِ، وَرَكَايَا الحَفَرِ مُسْتَوِيَةٌ بَعِيدَةُ الرِّشاءِ عَذْبَةُ الْمَاءِ؛ وَمِنْهَا حَفَرُ ضَبَّةَ، وَهِيَ رَكَايَا بِنَاحِيَةِ الشَّواجِنِ بَعِيدَةُ القَعْرِ عَذْبَةُ الْمَاءِ؛ وَمِنْهَا حَفَرُ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَهِيَ بِحِذَاءِ العَرَمَةِ وَرَاءَ الدَّهْناءِ يُسْتَقَى مِنْهَا بالسَّانِيَةِ عِنْدَ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الدَّهْنَاءِ يُقَالُ لَهُ جبل الحاضر. حقر: الحَقْرُ فِي كُلِّ الْمَعَانِي: الذِّلَّة؛ حَقَرَ يَحْقِرُ حَقْراً وحُقْرِيَّةً، وَكَذَلِكَ الاحْتِقارُ. والحَقِيرُ: الصَّغِيرُ الذَّلِيلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَطَسَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: حَقِرْتَ ونَقِرْتَ ؛ حَقِرَ إِذا صَارَ حَقِيرًا أَي ذَلِيلًا. وتَحاقَرَتْ إِليه نَفْسُهُ؛ تَصاغَرَتْ. والتَّحْقِيرُ: التصغيرُ. والمُحَقَّراتُ: الصَّغَائِرُ. وَيُقَالُ: هَذَا الأَمر مَحْقَرَةٌ بِكَ أَي حَقارَةٌ. والحَقِيرُ: ضِدُّ الخَطِير، وَيُؤَكَّدُ فَيُقَالُ: حَقِيرٌ نَقِيرٌ وحَقْرٌ نَقْرٌ. وَقَدْ حَقُرَ، بِالضَّمِّ، حَقْراً وحَقارةً وحَقَرَ الشيءَ يَحْقِرُهُ حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةً وحَقَّرَهُ واحْتَقَرَهُ واسْتَحقَرهُ: اسْتَصْغَرَه وَرَآهُ حقِيراً. وحَقَّرَهُ: صَيَّرَهُ حَقِيراً؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: حُقِّرْتِ أَلَّا يَوْمَ قُدَّ سَيْرِي، ... إِذ أَنَا مِثْلُ الفَلَتانِ العَيْرِ حُقِّرْتِ أَي صَيَّرَكِ اللَّهُ حَقِيرَةً هلَّا تعرَّضت إِذْ أَنَا فَتًى. وَتَحْقِيرُ الْكَلِمَةِ: تَصْغِيرُهَا. وحَقَّرَ الكلامَ:

صَغَّرَه. وَالْحُرُوفُ المَحْقورةُ هِيَ: الْقَافُ وَالْجِيمُ وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالْبَاءُ يَجْمَعُهَا [جَدُّ قُطْبٍ] سُمِّيتَ بِذَلِكَ لأَنها تُحَقَّرُ في الوقت وتُضْغَطُ عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَهِيَ حُرُوفُ الْقَلْقَلَةِ، لأَنك لَا تَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا إِلَّا بِصَوْتٍ وَذَلِكَ لشدَّة الحَقْر والضَّغْطِ، وَذَلِكَ نَحْوَ الحَقْ واذْهَبْ واخرُج، وَبَعْضُ الْعَرَبِ أَشدَّ تَصْوِيتًا مِنْ بَعْضٍ. وَفِي الدُّعَاءِ: حَقْراً ومَحْقَرَةً وحَقارَةً، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الصِّغَرِ. وَرَجُلٌ حَيْقَرٌ: ضَعِيفٌ؛ وَقِيلَ: لَئِيمُ الأَصل. حكر: الحَكْرُ: ادِّخارُ الطَّعَامِ للتَّرَبُّضِ، وصاحبُه مُحْتَكِرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الاحْتِكارُ جَمْعُ الطَّعَامِ وَنَحْوِهِ مِمَّا يُؤْكَلُ واحتباسُه انْتِظارَ وَقْتِ الغَلاء بِه؛ وأَنشد: نَعَّمَتْها أُم صِدْقٍ بَرَّةٌ، ... وأَبٌ يُكْرِمُها غَيْرُ حَكِرْ والحَكَرُ والحُكَرُ جَمِيعًا: مَا احْتُكِرَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنهم ليَتَحَكَّرونَ فِي بَيْعِهِمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَرَبَّصُونَ، وإِنه لحَكِرٌ لَا يَزَالُ يَحْبِسُ سِلْعَتَهُ والسُّوقُ مادَّةٌ حَتَّى يَبِيعَ بِالْكَثِيرِ مِنْ شِدَّة حَكْرِه أَي مِنْ شِدَّةِ احْتِبَاسِهِ وتَرَبُّصِه؛ قَالَ: وَالسُّوقُ مادَّة أَي مَلأَى رِجَالًا وبُيوعاً، وَقَدْ مَدَّتِ السوقُ تَمُدُّ مَدًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا فَهُوَ كَذَا ؛ أَي اشْتَرَاهُ وَحَبَسَهُ ليَقِلَّ فَيَغْلُوَ، والحُكْرُ والحُكْرَةُ الِاسْمُ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الحُكْرَةِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ: أَنه كَانَ يَشْتَرِي حُكْرَةً أَي جُمْلَةً؛ وَقِيلَ: جِزافاً. وأَصل الحُكْرَةِ: الجمعُ والإِمساك. وحَكَرَه يَحْكِرُه حَكْراً: ظَلَمَهُ وتَنَقَّصَه وأَساء مُعَاشَرَتَهُ؛ قَالَ الأَزهري: الحَكْرُ الظُّلْمُ والتنَقُّصُ وسُوءُ العِشْرَةِ؛ وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَحْكِرُ فُلَانًا إِذا أَدخل عَلَيْهِ مَشَقَّةً ومَضَرَّة فِي مُعاشَرَته ومُعايَشَتِه، والنَّعْتُ حَكِرٌ، وَرَجُلٌ حَكِرٌ عَلَى النَّسَب؛ قَالَ الشَّاعِرُ وأَورد الْبَيْتَ الْمُتَقَدِّمَ: وأَب يُكْرِمُهَا غَيْرُ حَكِرْ والحَكْرُ: اللَّجاجَةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ فِي الْكِلَابِ: إِذا وَرَدَتِ الحَكَرَ القليلَ فَلَا تَطعَمهُ ؛ الْحَكَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ الْمُجْتَمِعُ، وَكَذَلِكَ الْقَلِيلُ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّبَنِ، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَجْمُوعٌ، وَلَا تَطْعَمْهُ أَي لَا تَشْرَبْهُ. حمر: الحُمْرَةُ: مِنَ الأَلوان الْمُتَوَسِّطَةِ مَعْرُوفَةٌ. لونُ الأَحْمَرِ يَكُونُ فِي الْحَيَوَانِ وَالثِّيَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَقْبَلُهُ، وَحَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي فِي الْمَاءِ أَيضاً. وَقَدِ احْمَرَّ الشَّيْءُ واحْمَارَّ بِمَعْنًى، وكلُّ افْعَلَّ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ فَمَحْذُوفٌ مِنِ افْعَالَّ، وافْعَلَّ فِيهِ أَكثر لِخِفَّتِهِ. وَيُقَالُ: احْمَرَّ الشيءُ احْمِراراً إِذا لَزِمَ لَوْنَه فَلَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ، واحْمارَّ يَحْمارُّ احْمِيراراً إِذا كَانَ عَرَضاً حَادِثًا لَا يَثْبُتُ كَقَوْلِكَ: جَعَلَ يَحْمارُّ مَرَّةً ويَصْفارُّ أُخْرَى؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما جَازَ إِدغام احْمارَّ لأَنه لَيْسَ بِمُلْحَقٍ وَلَوْ كَانَ لَهُ فِي الرُّبَاعِيِّ مِثَالٌ لَمَا جَازَ إِدغامه كَمَا لَا يَجُوزُ إِدغام اقْعَنْسَسَ لَمَّا كَانَ مُلْحَقًا باحْرَنْجَمَ. والأَحْمَرُ مِنَ الأَبدان: مَا كَانَ لَوْنُهُ الحُمْرَةَ. الأَزهري فِي قَوْلِهِمْ: أَهلك النساءَ الأَحْمرانِ، يَعْنُونَ الذَّهَبَ وَالزَّعْفَرَانَ، أَي أَهلكهن حُبُّ الْحِلَى وَالطِّيبِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَهلك الرجالَ الأَحمرانِ: اللَّحْمُ وَالْخَمْرُ. غَيْرُهُ: يُقَالُ لِلذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ الأَصفران، وَلِلْمَاءِ وَاللَّبَنِ الأَبيضان، وَلِلتَّمْرِ وَالْمَاءِ الأَسودان. وَفِي الْحَدِيثِ: أُعطيت الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ ؛ هِيَ مَا أَفاء اللَّهُ عَلَى أُمته مِنْ كُنُوزِ الْمُلُوكِ. والأَحمر: الذَّهَبُ، والأَبيض: الْفِضَّةُ،

وَالذَّهَبُ كُنُوزُ الرُّومِ لأَنه الْغَالِبُ عَلَى نُقُودِهِمْ، وَقِيلَ: أَراد الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ جَمَعَهُمُ اللَّهُ عَلَى دِينِهِ وَمِلَّتِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَحمران الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ، وَقِيلَ: الْخَمْرُ وَاللَّحْمُ فإِذا قُلْتَ الأَحامِرَةَ فَفِيهَا الخَلُوقُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ اللَّحْمُ وَالشَّرَابُ والخَلُوقُ؛ قَالَ الأَعشى: إِن الأَحامِرَةَ الثَّلاثَةَ أَهْلَكَتْ ... مَالِي، وكنتُ بِهَا قَدِيمًا مُولَعا ثُمَّ أَبدل بَدَلَ الْبَيَانِ فَقَالَ: الخَمْرَ واللَّحْمَ السَّمينَ، وأَطَّلِي ... بالزَّعْفَرانِ، فَلَنْ أَزَالَ مُوَلَّعَا «3» . جَعَلَ قولَه وأَطَّلي بِالزَّعْفَرَانِ كَقَوْلِهِ وَالزَّعْفَرَانِ. وَهَذَا الضَّرْبُ كَثِيرٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: الْخَمْرَ وَاللَّحْمَ السَّمِينَ أُدِيمُهُ ... والزعفرانَ ......... وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الأَصفران الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأَحمران النَّبِيذُ وَاللَّحْمُ؛ وأَنشد: الأَحْمَرينَ الرَّاحَ والمُحَبَّرا قَالَ شَمِرٌ: أَراد الْخَمْرَ وَالْبُرُودَ. والأَحمرُ الأَبيض: تَطَيُّراً بالأَبرص؛ يُقَالُ: أَتاني كُلُّ أَسود مِنْهُمْ وأَحمر، وَلَا يُقَالُ أَبيض؛ مَعْنَاهُ جَمِيعُ النَّاسِ عَرَبُهُمْ وَعَجَمُهُمْ؛ يَحْكِيهَا عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ أَبي ذَرٍّ: أَنه سَمِعَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أُوتيتُ خَمْساً لَمْ يؤتَهُن نَبِيٌّ قَبْلِي، أُرسلت إِلى الأَحمر والأَسود وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ؛ قَالَ شَمِرٌ: يَعْنِي الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ وَالْغَالِبُ عَلَى أَلوان الْعَرَبِ السُّمرة والأُدْمَة وَعَلَى أَلوان الْعَجَمِ الْبَيَاضُ وَالْحُمْرَةُ، وَقِيلَ: أَراد الإِنس وَالْجِنَّ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي مَسْحَلٍ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود: يُرِيدُ بالأَسود الْجِنَّ وبالأَحمر الإِنس، سُمِّيَ الإِنس الأَحمر لِلدَّمِ الَّذِي فِيهِمْ، وَقِيلَ أَراد بالأَحمر الأَبيض مُطْلَقًا؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: امرأَة حَمْرَاءُ أَي بَيْضَاءُ. وَسُئِلَ ثَعْلَبٌ: لِمَ خَصَّ الأَحمرَ دُونَ الأَبيض؟ فَقَالَ: لأَن الْعَرَبَ لَا تَقُولُ رَجُلٌ أَبيض مِنْ بَيَاضِ اللَّوْنِ، إِنما الأَبيض عِنْدَهُمُ الطَّاهِرُ النقيُّ مِنَ الْعُيُوبِ، فإِذا أَرادوا الأَبيض مِنَ اللَّوْنِ قَالُوا أَحمر: قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي هَذَا الْقَوْلِ نَظَرٌ فإِنهم قَدِ اسْتَعْمَلُوا الأَبيض فِي أَلوان النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ وَقَالَ عَلِيٌّ، عليه السلام، لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِياك أَن تَكُونيها يَا حُمَيْراءُ أَي يَا بَيْضَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خُذُوا شَطْرَ دِينِكُمْ مِنَ الحُمَيْراءِ ؛ يَعْنِي عَائِشَةَ، كَانَ يَقُولُ لَهَا أَحياناً يَا حُمَيْرَاءُ تَصْغِيرُ الْحَمْرَاءِ يُرِيدُ الْبَيْضَاءَ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ فِي الأَسود والأَحمر إِنهما الأَسود والأَبيض لأَن هَذَيْنِ النَّعْتَيْنِ يَعُمَّانِ الْآدَمِيِّينَ أَجمعين، وَهَذَا كَقَوْلِهِ بُعِثْتُ إِلى النَّاسِ كَافَّةً ؛ وقوله: جَمَعْتُم فأَوْعَيْتُم، وجِئْتُم بِمَعْشَرٍ ... تَوافَتْ بِهِ حُمرانُ عَبْدٍ وسُودُها يُرِيدُ بِعَبْدٍ عَبْدَ بنِ بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنَشده ثَعْلَبٌ: نَضْخَ العُلوجِ الحُمْرِ فِي حَمَّامِها إِنما عَنَى البيضَ، وَقِيلَ: أَراد المحَمَّرين بِالطِّيبِ. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي: يُقَالُ أَتاني كُلُّ أَسود مِنْهُمْ وأَحمر، وَلَا يُقَالُ أَبيض. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَراكَ أَحْمَرَ قَرِفاً ؛ قَالَ: الحُسْنُ أَحْمَرُ، يَعْنِي أَن الحُسْنَ فِي الْحُمْرَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فإِذا ظَهَرْتِ تَقَنَّعي ... بالحُمْرِ، إِن الحُسْنَ أَحْمَر

_ (3). قوله: [فلن أزال مولعا] التوليع: البلق، وهو سواد وبياض؛ وفي نسخة بدله مبقعاً؛ وفي الأَساس مردّعاً

قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ كَنَّى بالأَحمر عَنِ الْمَشَقَّةِ وَالشِّدَّةِ أَي مَنْ أَراد الْحُسْنَ صَبَرَ عَلَى أَشياء يَكْرَهُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ أَحمر، وَالْجَمْعُ الأَحامر، فإِن أَردت الْمَصْبُوغَ بالحُمْرَة قَلْتَ: أَحمر، وَالْجَمْعُ حُمْر. ومُضَرُ الحَمْراءِ، بالإِضافة: نَذْكُرُهَا فِي مُضَرَ. وبَعير أَحمر: لَوْنُهُ مِثْلُ لَوْنِ الزَّعْفَرَانِ إِذا أُجْسِدَ الثوبُ بِهِ، وَقِيلَ بَعِيرٌ أَحمر إِذا لَمْ يُخَالِطْ حمرتَه شيءٌ؛ قَالَ: قَامَ إِلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها، ... بازِلَ عامٍ أَو سَدِيسَ عامِها وَهِيَ أَصبر الإِبل عَلَى الْهَوَاجِرِ. قَالَ أَبو نَصْرٍ النَّعامِيُّ: هَجِّرْ بِحَمْرَاءَ، واسْرِ بوَرْقاءَ، وصَبِّحِ القومَ عَلَى صَهْباء؛ قِيلَ لَهُ: ولِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَن الْحَمْرَاءَ أَصبر عَلَى الْهَوَاجِرِ، وَالْوَرْقَاءَ أَصبر عَلَى طُولِ السُّرى، وَالصَّهْبَاءَ أَشهر وأَحسن حِينَ يُنْظَرُ إِليها. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خَيْرُ الإِبل حُمْرها وصُهْبها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِمَعَارِيضِ الْكَلِمَ حُمْرَ النَّعَمِ. وَالْحَمْرَاءُ مِنَ الْمَعْزِ: الْخَالِصَةُ اللَّوْنِ. وَالْحَمْرَاءُ: الْعَجَمُ لِبَيَاضِهِمْ ولأَن الشُّقْرَةَ أَغلب الأَلوان عَلَيْهِمْ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْعَجَمِ الَّذِينَ يَكُونُ الْبَيَاضُ غَالِبًا عَلَى أَلوانهم مِثْلَ الرُّومِ وَالْفُرْسِ وَمَنْ صَاقَبَهُمْ: إِنَّهُمُ الْحَمْرَاءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَالَ لَهُ سَرَاةٌ مِنْ أَصحابه الْعَرَبِ: غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ؛ فَقَالَ: لَنَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْداً كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءاً ؛ أَراد بِالْحَمْرَاءِ الفُرْسَ وَالرُّومَ. وَالْعَرَبُ إِذا قَالُوا: فُلَانٌ أَبيض وَفُلَانَةٌ بَيْضَاءُ فَمَعْنَاهُ الْكَرَمُ فِي الأَخلاق لَا لَوْنُ الْخِلْقَةِ، وإِذا قَالُوا: فُلَانٌ أَحمر وَفُلَانَةٌ حَمْرَاءُ عَنُوا بَيَاضَ اللَّوْنِ؛ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي المَوَاليَ الْحَمْرَاءَ. والأَحامرة: قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ نَزَلُوا الْبَصْرَةَ وتَبَنَّكُوا بِالْكُوفَةِ. والأَحمر: الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ. والسَّنَةُ الْحَمْرَاءُ: الشَّدِيدَةُ لأَنها وَاسِطَةٌ بَيْنَ السَّوْدَاءِ وَالْبَيْضَاءِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا أَخْلَفَتِ الجَبْهَةُ فَهِيَ السَّنَةُ الحمراءُ؛ وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: أَصابتنا سَنَةٌ حَمْرَاءُ أَي شَدِيدَةُ الجَدْبِ لأَن آفَاقَ السَّمَاءِ تَحْمَرُّ فِي سِنِي الْجَدَبِ وَالْقَحْطِ؛ وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ: أَنها خَرَجَتْ فِي سَنَةٍ حَمْرَاءَ قَدْ بَرَتِ الْمَالَ الأَزهري: سَنَةٌ حَمْرَاءُ شَدِيدَةٌ؛ وأَنشد: أَشْكُو إِليكَ سَنَواتٍ حُمْرَا قَالَ: أَخرج نَعْتَهُ عَلَى الأَعوام فذكَّر، وَلَوْ أَخرجه عَلَى السَّنَوَاتِ لقال حَمْراواتٍ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: قِيلَ لِسِني الْقَحْطِ حَمْراوات لِاحْمِرَارِ الْآفَاقِ فيه ومنه قول أُمية: وسُوِّدَتْ شَمْسُهُمْ إِذا طَلَعَتْ ... بالجِلبِ [بالجُلبِ] هِفّاً، كأَنه كَتَمُ وَالْكَتَمُ: صِبْغٌ أَحمر يُخْتَضَبُ بِهِ. وَالْجُلْبُ: السَّحَابُ الرَّقِيقُ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ. وَالْهَفُّ: الرَّقِيقُ أَيضاً، وَنَصَبَهُ عَلَى الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: كُنَّا إِذا احْمَرَّ البَأْس اتَّقينا بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْ إِذَا اشْتَدَّتِ الْحَرْبُ اسْتَقْبَلْنَا الْعَدُوَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلْنَاهُ لَنَا وِقَايَةً. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ هُوَ الْمَوْتُ الأَحمر وَالْمَوْتُ الأَسود؛ قَالَ: وَمَعْنَاهُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ: وأُرى ذَلِكَ مِنْ أَلوان السِّبَاعِ كأَنه مَنْ شِدَّتِهِ سَبُعٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فكأَنه أَراد بِقَوْلِهِ احْمَرَّ البأْسُ أَي صَارَ فِي الشِّدَّةِ وَالْهَوْلِ مِثْلَ ذَلِكَ. والمُحَمِّرَةُ: الَّذِينَ عَلَامَتُهُمُ الْحُمْرَةُ كالمُبَيِّضَةِ والمُسَوِّدَةِ، وَهُمْ فرقة من الخُرَّمِيَّةِ، الواحد مِنْهُمْ مُحَمِّرٌ، وَهُمْ يُخَالِفُونَ المُبَيِّضَةَ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلَّذِينِ يُحَمِّرون راياتِهم خِلَافَ زِيِّ المُسَوِّدَةِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: المُحَمِّرَةُ، كَمَا يُقَالُ للحَرُورِيَّة المُبَيِّضَة، لأَن رَايَاتِهِمْ فِي الْحُرُوبِ كَانَتْ بِيضًا.

ومَوْتٌ أَحمر: يُوصَفُ بالشدَّة؛ وَمِنْهُ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي هَذِهِ الأُمة مِنَ الْمَوْتِ الأَحمر ، يَعْنِي الْقَتْلَ لِمَا فِيهِ مِنْ حُمْرَةِ الدَّمِ، أَو لِشِدَّتِهِ. يُقَالُ: مَوْتٌ أَحمر أَي شَدِيدٌ. وَالْمَوْتُ الأَحمر: مَوْتُ الْقَتْلِ، وَذَلِكَ لِمَا يَحْدُثُ عَنِ الْقَتْلِ مِنَ الدَّمِ، وَرُبَّمَا كَنَوْا بِهِ عَنِ الْمَوْتِ الشَّدِيدِ كأَنه يلْقَى مِنْهُ مَا يلْقَى مِنَ الْحَرْبِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يصف الأَسد: إِذا عَلَّقَتْ قِرْناً خطاطِيفُ كَفِّهِ، ... رَأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرا وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي مَعْنَى قَوْلِهِمْ: هُوَ الْمَوْتُ الأَحمر يَسْمَدِرُّ بَصَرُ الرجلِ مِنَ الْهَوْلِ فَيَرَى الدُّنْيَا فِي عَيْنَيْهِ حَمْرَاءَ وَسَوْدَاءَ، وأَنشد بَيْتَ أَبي زُبَيْدٍ. قَالَ الأَصمعي: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ وَطْأَةٌ حَمْرَاءُ إِذا كَانَتْ طَرِيَّةً لَمْ تدرُس، فَمَعْنَى قَوْلِهِمُ الْمَوْتُ الأَحمر الْجَدِيدُ الطَّرِيُّ. الأَزهري: وَيُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ أَنه قَالَ: أَسرع الأَرض خَرَابًا الْبَصْرَةُ، قِيلَ: وَمَا يُخَرِّبُهَا؟ قَالَ: الْقَتْلُ الأَحمر وَالْجُوعُ الأَغبر. وَقَالُوا: الحُسْنُ أَحْمرُ أَي شاقٌّ أَي مَنْ أَحب الحُسْنَ احْتَمَلَ الْمَشَقَّةَ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ أَي أَنه يَلْقَى مِنْهُ مَا يَلْقَى صَاحِبُ الحَرْبِ مِنَ الحَرْب. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ مَوْتٌ أَحمر. قَالَ: الحُمْرَةُ فِي الدَّمِ وَالْقِتَالِ، يَقُولُ يَلْقَى مِنْهُ الْمَشَقَّةَ وَالشِّدَّةَ كَمَا يَلْقَى مِنَ الْقِتَالِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي قَوْلِهِمُ الحُسْنُ أَحمر: يُرِيدُونَ إِنْ تكلفتَ الْحُسْنَ وَالْجَمَالَ فَاصْبِرْ فِيهِ عَلَى الأَذى وَالْمَشَقَّةِ؛ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَمِيلُ إِلى هَوَاهُ وَيَخْتَصُّ بِمَنْ يُحِبُّ، كَمَا يُقَالُ: الْهَوَى غَالِبٌ، وَكَمَا يُقَالُ: إِن الْهَوَى يميلُ باسْتِ الراكبِ إِذا آثَرَ مَنْ يَهْوَاهُ عَلَى غَيْرِهِ. والحُمْرَةُ: داءٌ يَعْتَرِي النَّاسَ فَيَحْمَرُّ مَوْضِعُهَا، وتُغالَبُ بالرُّقْيَة. قَالَ الأَزهري: الحُمْرَةُ مِنْ جِنْسِ الطَّوَّاعِينَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. الأَصمعي: يُقَالُ هَذِهِ وَطْأَةٌ حَمْراءُ إِذا كَانَتْ جَدِيدَةً، وَوَطْأَةٌ دَهْماء إِذا كَانَتْ دَارِسَةً، والوطْأَة الحَمْراءُ: الْجَدِيدَةُ. وحَمْراءُ الظَّهِيرَةِ: شِدَّتُهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كُنَّا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتَّقَيْنَاهُ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ أَحدٌ أَقربَ إِليه مِنْهُ ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْمَثَلِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ إِذا اشْتَدَّتِ الْحَرْبُ اسْتَقْبَلْنَا الْعَدُوَّ بِهِ وَجَعَلْنَاهُ لَنَا وِقَايَةً، وَقِيلَ: أَراد إِذا اضْطَرَمَتْ نَارُ الْحَرْبِ وَتَسَعَّرَتْ، كَمَا يُقَالُ فِي الشَّرِّ بَيْنَ الْقَوْمِ: اضْطَرَمَتْ نَارُهُمْ تَشْبِيهًا بحُمْرة النَّارِ؛ وَكَثِيرًا مَا يُطْلِقُونَ الحُمْرَة عَلَى الشِّدّة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي شَرْحِ الْحَدِيثِ الأَحمرُ والأَسودُ مِنْ صِفَاتِ الْمَوْتِ: مأْخوذ مَنْ لَوْنِ السَّبُع كأَنه مَنْ شِدَّتِهِ سَبُعٌ، وَقِيلَ: شُبه بالوطْأَة الْحَمْرَاءِ لجِدَّتها وكأَن الْمَوْتَ جَدِيدٌ. وحَمارَّة الْقَيْظِ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وحَمارَتُه: شِدَّةُ حَرِّهِ؛ التَّخْفِيفُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَدْ حُكِيَتْ فِي الشِّتَاءِ وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وَالْجَمْعُ حَمَارٌّ. وحِمِرَّةُ الصَّيف: كَحَمَارَّتِه. وحِمِرَّةُ كُلِّ شَيْءٍ وحِمِرُّهُ: شِدَّتُهُ. وحِمِرُّ القَيْظِ وَالشِّتَاءِ: أَشدّه. قَالَ: وَالْعَرَبُ إِذَا ذَكَرَتْ شَيْئًا بِالْمَشَقَّةِ وَالشِّدَّةِ وصفَته بالحُمْرَةِ، وَمِنْهُ قِيلَ: سَنَةٌ حَمْرَاء لِلْجَدْبَةِ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: حَمَارَّة الصَّيْفِ شِدَّةُ وَقْتِ حَرِّهِ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع كَلِمَةً عَلَى تَقْدِيرِ الفَعَالَّةِ غَيْرَ الحمارَّة والزَّعارَّة؛ قَالَ: هَكَذَا قَالَ الْخَلِيلُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَسَمِعْتُ ذَلِكَ بِخُرَاسَانَ سَبارَّةُ الشِّتَاءِ، وَسَمِعْتُ: إِن وَرَاءَكَ لَقُرّاً حِمِرّاً؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَتْ أَحرف أُخر عَلَى وَزْنِ فَعَالَّة؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ: أَتيته فِي حَمارَّة القَيْظِ وَفِي صَبَارَّةِ الشِّتَاءِ، بِالصَّادِ،

وَهُمَا شِدَّةُ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ. قَالَ: وَقَالَ الأُمَوِيُّ أَتيته عَلَى حَبَالَّةِ ذَلِكَ أَي عَلَى حِين ذَلِكَ، وأَلقى فلانٌ عَلَيَّ عَبَالَّتَهُ أَي ثِقْلَه؛ قاله اليزيدي والأَحمر. وَقَالَ القَنَاني «4». أَتوني بِزَرَافَّتِهِمْ أَي جَمَاعَتِهِمْ، وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: كُنَّا فِي حَمْرَاءِ الْقَيْظِ عَلَى ماءِ شُفَيَّةَ «5». وَهِيَ رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فِي حَمارَّةِ الْقَيْظِ أَي فِي شِدَّةِ الْحَرِّ. وَقَدْ تُخَفَّفُ الرَّاءُ. وقَرَبٌ حِمِرٌّ: شَدِيدٌ. وحِمِرُّ الغَيْثِ: مُعْظَمُهُ وَشِدَّتُهُ. وَغَيْثٌ حِمِرٌّ، مِثْلَ فِلِزٍّ: شَدِيدٌ يَقْشِرُ وَجْهَ الأَرض. وأَتاهم اللَّهُ بِغَيْثٍ حِمِرٍّ: يَحْمُرُ الأَرضَ حَمْراً أَي يَقْشِرُهَا. والحَمْرُ: النَّتْقُ. وحَمَرَ الشَّاةَ يَحْمُرُها حَمْراً: نَتَقَها أَي سَلَخَهَا. وحَمَرَ الخارزُ سَيْرَه يَحْمُره، بِالضَّمِّ، حَمْراً: سَحَا بَطْنَهُ بِحَدِيدَةٍ ثُمَّ لَيَّنَه بِالدُّهْنِ ثُمَّ خَرَزَ بِهِ فَسَهُلَ. والحَمِيرُ والحَمِيرَةُ: الأُشْكُزُّ، وَهُوَ سَيْرٌ أَبيض مَقْشُورٌ ظَاهِرُهُ تُؤَكَّدُ بِهِ السُّرُوجُ؛ الأَزهري: الأُشكز مُعَرَّبٌ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، قَالَ: وَسُمِّيَتْ حَمِيرة لأَنها تُحْمَرُ أَي تُقْشَرُ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ قَشَرْتَهُ، فَقَدْ حَمَرْتَه، فَهُوَ مَحْمُورٌ وحَمِيرٌ. والحَمْرُ بِمَعْنَى القَشْر: يَكُونُ بِاللِّسَانِ وَالسَّوْطِ وَالْحَدِيدِ. والمِحْمَرُ والمِحْلأُ: هُوَ الْحَدِيدُ وَالْحَجَرُ الَّذِي يُحْلأُ بِهِ الإِهابُ وَيُنْتَقُ بِهِ. وحَمَرْتُ الْجِلْدَ إِذَا قَشَرْتَهُ وَحَلَقْتَهُ؛ وحَمَرَتِ المرأَةُ جلدَها تَحْمُرُه. والحَمْرُ فِي الْوَبَرِ وَالصُّوفِ، وَقَدِ انْحَمَر مَا عَلَى الْجِلْدِ. وحَمَرَ رأْسه: حَلَقَهُ. والحِمارُ: النَّهَّاقُ مِنْ ذَوَاتِ الأَربع، أَهليّاً كَانَ أَو وحْشِيّاً. وَقَالَ الأَزهري: الحِمارُ العَيْرُ الأَهْلِيُّ وَالْوَحْشِيُّ، وَجَمْعُهُ أَحْمِرَة وحُمُرٌ وحَمِيرٌ وحُمْرٌ وحُمُورٌ، وحُمُرَاتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ، كَجُزُراتٍ وطُرُقاتٍ، والأُنثى حِمارة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَدَمْنا رسولَ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليلةَ جَمْعٍ عَلَى حُمُرَاتٍ ؛ هِيَ جَمْعُ صحةٍ لحُمُرٍ، وحُمُرٌ جمعُ حِمارٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فأَدْنَى حِمارَيْكِ ازْجُرِي إِن أَرَدْتِنا، ... وَلَا تَذْهَبِي فِي رَنْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: هُوَ مِثْلُ ضَرْبِهِ؛ يَقُولُ: عَلَيْكِ بزوجكِ وَلَا يَطْمَحْ بَصَرُك إِلى آخَرَ، وَكَانَ لَهَا حِمَارَانِ أَحدهما قَدْ نأَى عَنْهَا؛ يَقُولُ: ازْجُرِي هَذَا لئلَّا يَلْحَقَ بِذَلِكَ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَقبلي عليَّ وَاتْرُكِي غَيْرِي. ومُقَيِّدَةُ الحِمَارِ: الحَرَّةُ لأَن الْحِمَارَ الْوَحْشِيَّ يُعْتَقَلُ فيها فكأَنه مُقَيَّدٌ. وَبَنُو مُقَيِّدَةِ الْحِمَارِ: الْعَقَارِبُ لأَن أَكثر مَا تَكُونُ فِي الحَرَّةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَعَمْرُكَ مَا خَشِيتُ عَلَى أُبَيٍّ ... رِماحَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمارِ ولكِنِّي خَشِيتُ عَلَى أُبَيٍّ ... رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ وَرَجُلٌ حامِرٌ وحَمَّارٌ: ذُو حِمَارٍ، كَمَا يُقَالُ فارسٌ لِذِي الفَرَسِ. والحَمَّارَةُ: أَصحاب الْحَمِيرِ فِي السَّفَرِ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَنه كَانَ يَرُدُّ الحَمَّارَةَ مِنَ الْخَيْلِ ؛ الحَمَّارة: أَصحاب الْحَمِيرِ أَي لَمْ يُلْحِقْهم بأَصحاب الْخَيْلِ فِي السِّهَامِ مِنَ الْغَنِيمَةِ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِيهِ أَيضاً: إِنه أَراد بالحَمَّارَةِ الخيلَ التي تَعْدُو عَدْوَ

_ (4). قوله: [وقال القناني] نسبة إِلى بئر قنان، بفتح القاف والنون، وهو أُستاذ الفراء: انظر ياقوت (5). قوله: [على ماء شفية إلخ] كذا بالأصل. وفي ياقوت ما نصه: سقية، بالسين المهملة المضمومة والقاف المفتوحة، قال: وقد رواها قوم: شفية، بالشين المعجمة والفاء مصغراً أَيضاً، وهي بئر كانت بمكة، قال أَبو عبيدة: وحفرت بنو أَسد شفية، قال الزبير وخالفه عمي فقال إنما هي سقية

الْحَمِيرِ. وَقَوْمٌ حَمَّارَة وحامِرَةٌ: أَصحاب حَمِيرٍ، وَالْوَاحِدُ حَمَّار مِثْلَ جَمَّال وبَغَّال، ومسجدُ الحامِرَةِ مِنْهُ. وَفَرَسٌ مِحْمَرٌ: لَئِيمٌ يُشْبِهُ الحِمَارَ فِي جَرْيِه مِنْ بُطْئِه، وَالْجَمْعُ المَحامِرُ والمَحامِيرُ؛ وَيُقَالُ لِلْهَجِينِ: مِحْمَرٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بَالَانِي؛ وَيُقَالُ لمَطِيَّةِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ. التَّهْذِيبُ: الْخَيْلُ الحَمَّارَةُ مِثْلُ المَحامِرِ سَوَاءً، وَقَدْ يُقَالُ لأَصحاب الْبِغَالِ بَغَّالَةٌ، ولأَصحاب الْجِمَالِ الجَمَّالَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: شَلًّا كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشَّرَدَا وَتُسَمَّى الْفَرِيضَةُ الْمُشْتَرَكَةُ: الحِمَارِيَّة؛ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنهم قَالُوا: هَبْ أَبانا كَانَ حِمَاراً. وَرَجُلٌ مِحْمَرٌ: لَئِيمٌ؛ وَقَوْلُهُ: نَدْبٌ إِذا نَكَّسَ الفُحْجُ المَحامِيرُ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ مِحْمَرٍ فَاضْطَرَّ، وأَن يَكُونَ جَمْعُ مِحْمارٍ. وحَمِرَ الْفَرَسُ حَمَراً، فَهُوَ حَمِرٌ: سَنِقَ مِنْ أَكل الشَّعِيرِ؛ وَقِيلَ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَةُ فِيهِ مِنْهُ. اللَّيْثُ: الحَمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، دَاءٌ يَعْتَرِي الدَّابَّةَ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعِيرِ فَيُنْتِنُ فُوهُ، وَقَدْ حَمِرَ البِرْذَوْنُ يَحْمَرُ حَمَراً؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لعَمْرِي لَسَعْدُ بْنُ الضِّبابِ إِذا غَدا ... أَحَبُّ إِلينا مِنكَ، فَا فَرَسٍ حَمِرْ يُعَيِّره بالبَخَرِ، أَراد: يَا فَا فَرَسٍ حَمِرٍ، لَقَّبَهُ بِفِي فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْنِ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: كَانَتْ لَنَا داجِنٌ فَحَمِرَتْ مِنْ عَجِينٍ : هُوَ مِنْ حَمَرِ الدَّابَّةِ. وَرَجُلٌ مِحْمَرٌ: لَا يعطِي إِلَّا عَلَى الكَدِّ والإِلْحاحِ عَلَيْهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ حَمِرَ فُلَانٌ عَلَيَّ يَحْمَرُ حَمَراً إِذا تَحَرَّقَ عَلَيْكَ غَضَبًا وَغَيْظًا، وَهُوَ رَجُلٌ حَمِرٌ مِنْ قَوْمٍ حَمِرينَ. وحِمَارَّةُ القَدَمِ: المُشْرِفَةُ بَيْنَ أَصابعها وَمَفَاصِلِهَا مِنْ فَوْقَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: ويُقْطَعُ السارقُ مِنْ حِمَارَّةِ القَدَمِ ؛ هِيَ مَا أَشرف بَيْنَ مَفْصِلِها وأَصابعها مِنْ فَوْقَ. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: أَنه كَانَ يَغْسِلُ رِجْلَهُ مِنْ حِمَارَّةِ الْقَدَمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ. الأَصمعي: الحَمائِرُ حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ قُتْرَةِ الصَّائِدِ، وَاحِدُهَا حِمَارَةٌ، والحِمَارَةُ أَيضاً: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْحَمَّارَةُ حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ الْحَوْضِ لِئَلَّا يَسِيلَ مَاؤُهُ، وَحَوْلَ بَيْتِ الصَّائِدِ أَيضاً؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط يَذْكُرُ بَيْتَ صَائِدٍ: بَيْتُ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائِرُهْ أُردحت أَي زِيدَتْ فِيهَا بَنِيقَةٌ وسُتِرَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِ هَذَا الْبَيْتِ: بيتَ حُتُوفٍ، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: أَعَدَّ لِلْبَيْتِ الَّذِي يُسامِرُهْ قَالَ: وأَما قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ الحِمَارَةُ حِجَارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ الْحَوْضِ وَتُنْصَبُ أَيضاً حَوْلَ بَيْتِ الصَّائِدِ فَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ: الْحَمَائِرُ حِجَارَةٌ، الْوَاحِدُ حِمَارَةٌ، وَهُوَ كُلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ. وَالْحَمَائِرُ: حِجَارَةٌ تُجْعَلُ حَوْلَ الْحَوْضِ تَرَدُّ الْمَاءَ إِذا طَغَى؛ وأَنشد: كأَنَّما الشَّحْطُ، فِي أَعْلَى حَمائِرِهِ، ... سَبائِبُ القَزِّ مِن رَيْطٍ وكَتَّانِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَوَضَعْتُهُ «1». عَلَى حِمارَةٍ مِنْ جَرِيدٍ، هِيَ ثَلَاثَةُ أَعواد يُشَدَّ بَعْضُ أَطْرَافِهَا إِلَى بَعْضٍ ويخالَفُ بَيْنَ أَرجلها تُعَلَّقُ عَلَيْهَا الإِداوَةُ لتُبَرِّدَ الماءَ،

_ (1). قوله: [فوضعته إلخ] ليس هو الواضع، وإنما رجل كان يبرد الماء لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، على حمارة، فأرسله النبي يطلب عنده ماء لما لم يجد في الركب ماء. كذا بهامش النهاية

وَيُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ سِهْبَايْ، وَالْحَمَائِرُ ثَلَاثُ خَشَبَاتٍ يُوَثَّقْنَ وَيُجْعَلُ عَلَيْهِنَّ الوَطْبُ لِئَلَّا يَقْرِضَه الحُرْقُوصُ، وَاحِدَتُهَا حِمارَةٌ؛ والحِمارَةُ: خَشَبَةٌ تَكُونُ فِي الْهَوْدَجِ. والحِمارُ خَشَبَةٌ فِي مُقَدَّم الرَّحْلِ تَقْبِضُ عَلَيْهَا المرأَة وَهِيَ فِي مقدَّم الإِكاف؛ قَالَ الأَعشى: وقَيَّدَنِي الشِّعْرُ فِي بَيْتهِ، ... كَمَا قَيَّدَ الآسِراتُ الحِمارا الأَزهري: والحِمارُ ثَلَاثُ خَشَبَاتٍ أَو أَربع تَعْتَرِضُ عَلَيْهَا خَشَبَةٌ وتُؤْسَرُ بِهَا. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الحِمارُ العُود الَّذِي يُحْمَلُ عَلَيْهِ الأَقتاب، وَالْآسِرَاتُ: النِّسَاءُ اللَّوَاتِي يُؤَكِّدْنَ الرِّحَالَ بالقِدِّ ويُوثِقنها. وَالْحِمَارُ: خَشَبَةٌ يَعْمَلُ عَلَيْهَا الصَّيْقَلُ. اللَّيْثُ: حِمارُ الصَّيْقَلِ خَشَبَتُهُ الَّتِي يَصْقُلُ عَلَيْهَا الْحَدِيدُ. وحِمَار الطُّنْبُورِ: مَعْرُوفٌ. وحِمارُ قَبَّانٍ: دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ لَازِقَةٌ بالأَرض ذَاتُ قَوَائِمَ كَثِيرَةٍ؛ قَالَ: يَا عَجَبا لَقَدْ رَأَيْتُ العَجَبَا: ... حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ الأَرْنَبا وَالْحِمَارَانِ: حَجَرَانِ يُنْصَبَانِ يُطْرَحُ عَلَيْهِمَا حَجَرٌ رَقِيقٌ يُسَمَّى العَلاةَ يُجَفَّفُ عَلَيْهِ الأَقِطُ؛ قَالَ مُبَشِّرُ بْنُ هُذَيْل بْنِ فَزارَةَ الشَّمْخِيُّ يَصِفُ جَدْبَ الزَّمَانِ: لَا يَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فِيهَا شاتُهُ، ... وَلَا حِماراه وَلَا عَلَاتُه يَقُولُ: إِن صَاحِبَ الشَّاءِ لَا يَنْتَفِعُ بِهَا لِقِلَّةِ لَبَنِهَا، وَلَا يَنْفَعُهُ حِمَارَاهُ وَلَا عَلَاته لأَنه لَيْسَ لَهَا لَبَنٌ فيُتخذ مِنْهُ أَقِط. والحمَائر: حِجَارَةٌ تُنْصَبُ عَلَى الْقَبْرِ، وَاحِدَتُهَا حِمارَةٌ. وَيُقَالُ: جَاءَ بِغَنَمِهِ حُمْرَ الكُلَى، وَجَاءَ بِهَا سُودَ الْبُطُونِ، مَعْنَاهُمَا الْمَهَازِيلُ. والحُمَرُ والحَوْمَرُ، والأَوَّل أَعلى: التَّمْرُ الْهِنْدِيُّ، وَهُوَ بالسَّراةِ كَثِيرٌ، وَكَذَلِكَ بِبِلَادِ عُمان، وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الخِلافِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ البَلْخِيّ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَدْ رأَيته فِيمَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ وَيَطْبُخُ بِهِ النَّاسُ، وَشَجَرُهُ عِظَامٌ مِثْلَ شَجَرِ الْجَوْزِ، وَثَمَرُهُ قُرُونٌ مِثْلَ ثَمَرِ القَرَظِ. والحُمَّرَةُ والحُمَرَةُ: طَائِرٌ مِنَ الْعَصَافِيرِ. وَفِي الصِّحَاحِ: الحُمَّرة ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ كَالْعَصَافِيرِ، وَجَمْعُهَا الحُمَرُ والحُمَّرُ، وَالتَّشْدِيدُ أَعلى؛ قَالَ أَبو الْمُهَوِّشِ الأَسدي يَهْجُو تَمِيمًا: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... فإِذا لَصَافِ تَبِيضُ فِيهِ الحُمَّرُ يَقُولُ: قَدْ كُنْتُ أَحسبكم شُجْعَانًا فإِذا أَنتم جُبَنَاءُ. وَخَفِيَّةٌ: مَوْضِعٌ تُنْسَبُ إِليه الأُسد. وَلِصَافٌ: مَوْضِعٌ مِنْ مَنَازِلِ بَنِي تَمِيمٍ، فَجَعَلَهُمْ فِي لِصَافٍ بِمَنْزِلَةِ الحُمَّر، مَتَى وَرَدَ عَلَيْهَا أَدنى وَارِدٍ طَارَتْ فَتَرَكَتْ بَيْضَهَا لِجُبْنِهَا وَخَوْفِهَا عَلَى نَفْسِهَا. الأَزهري: يُقَالُ للحُمَّرِ، وَهِيَ طَائِرٌ: حُمَّرٌ، بِالتَّخْفِيفِ، الواحدةُ حُمَّرَة وحُمَرَة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وحُمَّرات شُرْبُهُنَّ غِبُ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَر يُخَاطِبُ يَحْيَى بْنَ الحَكَم بْنِ أَبي الْعَاصِ وَيَشْكُو إِليه ظُلْمَ السُّعاة: إِن نَحْنُ إِلَّا أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ؛ ... مَا إِن لَنَا دُونَها حَرْثٌ وَلَا غُرَرُ الغُرَرُ: لِجَمْعِ الْعَبِيدِ، وَاحِدُهَا غُرَّةٌ. مَلُّوا البلادَ ومَلَّتْهُمْ، وأَحْرَقَهُمْ ... ظُلْمُ السُّعاةِ، وبادَ الماءُ والشَّجَرُ إِنْ لَا تُدارِكْهُمُ تُصْبِحْ مَنازِلُهُمْ ... قَفْراً، تَبِيضُ عَلَى أَرْجائها الحُمَرُ فَخَفَّفَهَا ضَرُورَةً؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِن لَا تُلَافِهِمْ؛ وَقِيلَ:

الحُمَّرَةُ القُبَّرَةُ، وحُمَّراتٌ جَمْعٌ؛ قَالَ: وأَنشد الْهِلَالِيُّ والكِلابِيُّ بيتَ الرَّاجِزِ: عَلَّقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ، ... إِذا غَفِلْتُ غَفْلَةً يَغُبُّ، وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُ قَالَ: وَهِيَ القُبَّرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَزَلْنَا مَعَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْ حُمَّرَةٌ ؛ هِيَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَقَدْ تُخَفَّفُ، طَائِرٌ صَغِيرٌ كَالْعُصْفُورِ. واليَحْمُورُ: طَائِرٌ. وَالْيَحْمُورُ أَيضاً: دَابَّةٌ تُشْبِهُ العَنْزَ؛ وَقِيلَ: الْيَحْمُورُ حِمَارُ الْوَحْشِ. وحامِرٌ وأُحامِر، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ: مَوْضِعَانِ، لَا نَظِيرَ لَهُ مِنَ الأَسماء إِلَّا أُجارِدُ، وَهُوَ مَوْضِعٌ. وحَمْراءُ الْأَسَدِ: أَسماء مَوَاضِعَ. والحِمَارَةُ: حَرَّةٌ مَعْرُوفَةٌ. وحِمْيَرٌ: أَبو قَبِيلَةٍ، ذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنه كَانَ يَلْبَسُ حُلَلًا حُمْراً، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. الْجَوْهَرِيُّ: حِمْيَر أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ حِمْيَرُ بْنُ سَبَإ بْنُ يَشْجُب بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَمِنْهُمْ كَانَتِ الْمُلُوكُ فِي الدَّهْرِ الأَوَّل، وَاسْمُ حِمْيَر العَرَنْجَجُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَرَيْتَكَ مَوْلايَ الَّذِي لسْتُ شاتِماً ... وَلَا حارِماً، مَا بالُه يَتَحَمَّرُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَذْهَبُ بِنَفْسِهِ حَتَّى كأَنه مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرٍ. التَّهْذِيبُ: حِمْيَرٌ اسْمٌ، وَهُوَ قَيْلٌ أَبو مُلُوكِ الْيَمَنِ وإِليه تَنْتَمِي الْقَبِيلَةُ، وَمَدِينَةُ ظَفَارِ كَانَتْ لِحِمْيَرَ. وحَمَّرَ الرجلُ: تَكَلَّمَ بِكَلَامِ حِمْيَر، وَلَهُمْ أَلفاظ وَلُغَاتٌ تُخَالِفُ لُغَاتِ سَائِرِ الْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَلِكِ الحِمْيَرِيِّ مَلِك ظَفارِ، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: ثِبْ، وثِبْ بِالْحِمْيَرِيَّةِ: اجْلِسْ، فَوَثَبَ الرَّجُلُ فانْدَقَّتْ رِجْلَاهُ فَضَحِكَ الْمَلِكُ وَقَالَ: ليستْ عِنْدَنَا عَرَبِيَّتْ، مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّر أَي تَعَلَّم الحِمْيَرِيَّةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ حِكَايَةُ ابْنِ جِنِّي يَرْفَعُ ذَلِكَ إِلى الأَصمعي، وأَما ابْنُ السِّكِّيتِ فإِنه قَالَ: فَوَثَبَ الرَّجُلُ فَتَكَسَّرَ بَدَلَ قَوْلِهِ فَانْدَقَّتْ رِجْلَاهُ، وَهَذَا أَمر أُخرج مَخْرَجَ الْخَبَرِ أَي فلْيُحَمِّرْ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحُمْرة، بِسُكُونِ الْمِيمِ، نَبْتٌ. التَّهْذِيبُ: وأُذْنُ الحِمَار نَبْتٌ عَرِيضُ الْوَرَقِ كأَنه شُبِّه بأُذُنِ الْحِمَارِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا تَذْكُر مِنْ عَجُوزٍ حَمْراءَ الشِّدقَيْنِ ؛ وَصَفَتْهَا بالدَّرَدِ وَهُوَ سُقُوطُ الأَسنان مِنَ الكِبَرِ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا حُمْرَةُ اللَّثَاةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: عارَضَه رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي فَقَالَ: اسْكُتْ يَا ابْنَ حَمْراء العِجانِ أَي يَا ابْنَ الأَمة، وَالْعِجَانُ: مَا بَيْنَ الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ فِي السَّبِّ والذمِّ. وأَحْمَرُ ثَمُودَ: لَقَبُ قُدارِ بْنِ سالِفٍ عاقِرِ ناقَةِ صَالِحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وإِنما قَالَ زُهَيْرٌ كأَحمر عَادٍ لإِقامة الْوَزْنِ لِمَا لَمْ يُمْكِنْهُ أَن يَقُولَ كأَحمر ثَمُودَ أَو وَهِمَ فِيهْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَالَ بَعْضُ النُّسَّابِ إِن ثَمُودًا مِنْ عادٍ. وتَوْبَةُ بْنُ الحُمَيِّرِ: صَاحِبُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةِ، وَهُوَ فِي الأَصل تَصْغِيرُ الْحِمَارِ. وَقَوْلُهُمْ: أَكْفَرُ مِنْ حِمَارٍ، هُوَ رَجُلٌ مِنْ عَادٍ مَاتَ لَهُ أَولاد فَكَفَرَ كُفْرًا عَظِيمًا فَلَا يَمُرُّ بأَرضه أَحد إِلَّا دَعَاهُ إِلى الْكُفْرِ فإِن أَجابه وإِلَّا قَتَلَهُ. وأَحْمَرُ وحُمَيْرٌ وحُمْرانُ وحَمْراءُ وحِمَارٌ: أَسماء. وَبَنُو حِمِرَّى: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَرُبَّمَا قَالُوا: بَنِي حِمْيَريّ. وابنُ لِسانِ الحُمَّرةِ: مِنْ خُطَبَاءِ الْعَرَبِ. وحِمِرُّ: موضع.

حنر: الحَنِيرَةُ: عَقْدٌ مَضْرُوبٌ لَيْسَ بِذَلِكَ الْعَرِيضِ. والحَنِيرَةُ: الطَّاقُ الْمَعْقُودُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الحَنِيرَةُ عَقْدُ الطَّاقِ المَبْنِيِّ. والحَنِيرَةُ: مِنْدَفَةُ القُطْنِ. والحَنِيرَةُ: القَوْسُ، وَقِيلَ: الْقَوْسُ بِلَا وَتَرٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الْجَوْهَرِيُّ: الحَنِيرَةُ الْقَوْسُ، وَهِيَ مِنْدَفَةُ النِّسَاءِ، وَجَمْعُهَا حَنِيرٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَمْعُهَا حَنائِرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كالحَنائِر مَا نَفَعَكُمْ ذَلِكَ حَتَّى تُحِبّوا آلَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هِيَ جَمْعُ حَنِيرَة، وَهِيَ الْقَوْسُ بِلَا وَتَرٍ، وَقِيلَ: الطَّاقُ الْمَعْقُودُ، وكلُّ مُنْحَنٍ، فَهُوَ حَنِيرَةٌ، أَي لَوْ تَعَبَّدْتُمْ حَتَّى تَنْحَنِيَ ظهورُكم؛ وَذَكَرَ الأَزهري هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كالأَوْتارِ أَو صُمْتم حَتَّى تَكُونُوا كَالْحَنَائِرِ مَا نَفَعَكُمْ ذَلِكَ إِلَّا بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ ووَرَعٍ صَادِقٍ. ابْنُ الأَعرابي: الحُنَيرَةُ تَصْغِيرُ حَنْرَةٍ، وَهِيَ العَطْفَةُ المُحْكَمَةُ لِلْقَوْسِ. وحَنَرَ الحَنِيرَةَ: بَنَاهَا «1». والحِنَّوْرَةُ: دُوَيْبَّةٌ دَمِيمَةٌ يُشَبَّهُ بِهَا الإِنسانُ فَيُقَالُ: يَا حِنَّوْرَةُ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي بابِ فِعَّوْلٍ: الحِنَّوْرُ دَابَّةٌ تُشْبِهُ العظاءَ. حنبتر: الحِنْبَتْرُ: الشّدَّةُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. حنتر: الحَنْتَرُ: الضِّيقُ. والحِنْتَرُ: الْقَصِيرُ. والحِنْتارُ: الصَّغِيرُ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَنْتَرَةُ الضِّيقُ، وَاللَّهُ أَعلم. حنثر: رَجُلٌ حَنْثَرٌ وحَنْثَرِيُّ: مُحَمَّقٌ. والحَنْثَرَةُ: الضِّيقُ قَالَ الأَزهري فِي حنثر: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ غَيْرِهِ وَمَا وَجَدْتُ لأَكثرها صِحَّةً لأَحدٍ مِنَ الثِّقَاتِ، وَيَنْبَغِي لِلنَّاظِرِ أَن يَفْحَصَ عَنْهَا، وَمَا وَجَدَهُ مِنْهَا لِثِقَةٍ أَلحقه بِالرُّبَاعِيِّ وَمَا لَمْ يَجِدْ مِنْهَا لِثِقَةٍ كَانَ مِنْهَا عَلَى رِيبَةٍ وحَذَرٍ. حنجر: الحُنْجُورُ: الحَلْقُ. والحَنْجَرَةُ: طَبَقَانِ مِنْ أَطباق الحُلْقُوم مِمَّا يَلِي الغَلْصَمَةَ، وَقِيلَ: الحَنْجَرَةُ رأْس الغَلْصَمَةِ حَيْثُ يُحَدَّدُ، وَقِيلَ: هُوَ جَوْفُ الْحُلْقُومِ، وَهُوَ الحُنْجُورُ، وَالْجَمْعُ حَنْجَرٌ؛ قَالَ: مُنِعَتْ تَمِيمٌ واللَّهازِمُ كُلُّها ... تَمْرَ العِراقِ، وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ؛ أَراد أَن الفَزَع يُشخِصُ قُلُوبَهُمْ أَي تَقْلِصُ إِلى حَنَاجِرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ حَنْجَرَةَ رَجُلٍ فَذَهَبَ صَوْتُهُ؛ قَالَ: عَلَيْهِ الدِّيَةُ ؛ الْحَنْجَرَةُ: رأْس الْغَلْصَمَةِ حَيْثُ تَرَاهُ نَاتِئًا مِنْ خَارِجِ الْحَلْقِ، وَالْجَمْعُ حَنَاجِرُ؛ وَمِنْهُ: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؛ أَي صَعَدَتْ عَنْ مَوَاضِعِهَا مِنَ الْخَوْفِ إِليها. الأَزهري قَالَ فِي الحُلْقُوم والحُنْجُور وَهُوَ مَخْرَجُ النَّفَسِ: لَا يَجْرِي فِيهِ الطعامُ والشرابُ المَرِيءُ، وتمامُ الذَّكَاةِ قَطْعُ الْحُلْقُومِ والمَرِيءِ والوَدَجَيْنِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: مِنَ الوارِداتِ الماءِ بالقَاعِ تَسْتَقِي ... بأَعْجازِها قَبْلَ اسْتِقاءِ الحَناجِرِ إِنما جَعَلَ لِلنَّخْلِ حَنَاجِرَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْحَيَوَانِ. وحَنْجَرَ الرجلَ: ذَبَحَهُ. والمُحَنْجِرُ: دَاءٌ يُصِيبُ فِي الْبَطْنِ، وَقِيلَ: المُحَنْجِرُ دَاءُ التَّشَيْدُقِ «2». يُقَالُ: حَنْجَرَ الرجلُ فَهُوَ مُحَنْجِرٌ، وَيُقَالُ للتَّحَيْدُقِ العِلَّوْصُ والمُحَنْجِرُ. وحَنْجَرَتْ عَيْنُهُ: غارتْ، الأَزهري عَنْ ثَعْلَبٍ أَن

_ (1). قوله: [بناها] كذا بالأصل بالباء الموحدة، وأفاد الشارح أنه كذلك في التكملة، والذي في القاموس: ثناها، بالمثلثة (2). قوله: [التشيدق] وقوله: [للتحيدق] كذا بالأصل

ابْنَ الأَعرابي أَنشده: لَوْ كَانَ خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ: ... حُنْجُورُهُ وحُقُّهُ وسَفَطُهْ تَأْوِي إِليها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ. ابْنُ الأَعرابي: الحُنْجُورَةُ شِبْهُ البُرْمَةِ مِنْ زُجَاجٍ يُجْعَلُ فِيهِ الطِّيبُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ قَارُورَةٌ طَوِيلَةٌ يُجْعَلُ فِيهَا الذَّرِيرَةُ. حندر: الحِنْدِيرُ والحِنْدِيرَةُ والحُنْدورُ والحِنْدَوْرُ والحِنْدَوْرَةُ والحِنْدُورَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّ الدَّالِّ، كُلُّهُ: الحَدَقَةُ، والحِنْدِيرةُ أَجودُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَعَلَنِي عَلَى حُنْدُرِ عَيْنِهِ. وإِنه لَحُنادِرُ الْعَيْنِ أَي حَدِيدُ النَّظَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُنْدُرُ والحُنْدورُ والحُنْدُورَة الْحَدَقَةُ؛ يُقَالُ: هُوَ عَلَى حُنْدُرِ عَيْنِهِ وحُنْدُورِ عَيْنِهِ وحُنْدُورَة عَيْنِهِ إِذا كَانَ يَسْتَثْقِلُهُ وَلَا يَقْدِرُ أَن يَنْظُرَ إِليه بُغْضًا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ جَعَلْتُهُ عَلَى حِنْدِيرَةِ عَيْنِي وحُنْدُورَةِ عَيْنِي إِذا جَعَلْتَهُ نُصْبَ عينك. حنزر: الحُنْزُرَةُ «1»: شُعْبَةٌ مِنَ الجبل؛ عن كراع. حنزقر: الحِنْزَقْرُ: والحِنْزَقْرَةُ: الْقَصِيرُ الدَّمِيمُ مِنَ النَّاسِ؛ وأَنشد شِمْرٌ: لَوْ كنتَ أَجْمَلَ مِنْ ملكٍ، ... رَأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَهْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: النُّونُ إِذا كَانَتْ ثَانِيَةً سَاكِنَةً لَا تُجْعَلُ زَائِدَةً إِلا بِثَبَتٍ. حور: الحَوْرُ: الرُّجُوعُ عَنِ الشَّيْءِ وإِلى الشَّيْءِ، حارَ إِلى الشَّيْءِ وَعَنْهُ حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُوراً: رَجَعَ عَنْهُ وإِليه؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: فِي بِئْرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ أَراد: فِي بِئْرٍ لَا حُؤُورٍ، فأَسكن الْوَاوَ الأُولى وَحَذَفَهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا صِلَةَ فِي قَوْلِهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا قَائِمَةَ فِي هَذَا الْبَيْتِ صَحِيحَةٌ، أَراد فِي بِئْرِ مَاءٍ لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: حارَ يَحُورُ حَوْراً وحُؤُوراً رَجَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ حارَ عَلَيْهِ ؛ أَي رَجَعَ إِليه مَا نُسِبَ إِليه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: فَغَسلْتها ثُمَّ أَجْففتها ثُمَّ أَحَرْتها إِليه ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِ السَّلَفِ: لَوْ عَيَّرْتُ رَجُلًا بالرَّضَعِ لخشيتُ أَن يَحُورَ بِي دَاؤُهُ أَي يكونَ عَلَيَّ مَرْجِعُه. وَكُلُّ شَيْءٍ تَغَيَّرَ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ، فَقَدْ حارَ يَحُور حَوْراً؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَمَا المَرْءُ إِلَّا كالشِّهابِ وضَوْئِهِ، ... يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إِذْ هُوَ ساطِعُ وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رَجَعَتْ مِنْ مَوْضِعِهَا، وأَحارَها صاحِبُها؛ قَالَ جَرِيرٌ: ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى ... يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لَا يُحِيرُها وأَنشد الأَزهري: وتِلْكَ لَعَمْرِي غُصَّةٌ لَا أُحِيرُها أَبو عَمْرٍو: الحَوْرُ التَّحَيُّرُ، والحَوْرُ: الرُّجُوعُ. يُقَالُ: حارَ بعد ما كارَ. والحَوْرُ: النُّقْصَانُ بَعْدَ الزِّيَادَةِ لأَنه رُجُوعٌ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ ؛ مَعْنَاهُ مِنَ النُّقْصَانِ بَعْدَ الزِّيَادَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مِنْ فَسَادِ أُمورنا بَعْدَ صَلَاحِهَا، وأَصله مِنْ نَقْضِ الْعِمَامَةِ بَعْدَ لَفِّهَا، مأْخوذ مِنْ كَوْرِ الْعِمَامَةِ إِذا انْتَقَضَ لَيُّها وَبَعْضُهُ يَقْرُبُ مِنْ بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ الحُورُ، بِالضَّمِّ. وَفِي رواية: بعد

_ (1). قوله: [الخنزرة] كذا بالأصل بهذا الضبط، وضبطت في القاموس بالشكل بفتح الحاء وسكون النون وفتح الراء

الكَوْن؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُئِلَ عَاصِمٌ عَنْ هَذَا فَقَالَ: أَلم تَسْمَعْ إِلى قولهم: حارَ بعد ما كَانَ؟ يَقُولُ إِنه كَانَ عَلَى حَالَةٍ جَمِيلَةٍ فَحَارَ عَنْ ذَلِكَ أَي رَجَعَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقِيلَ مَعْنَاهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الرُّجُوعِ والخُروج عَنِ الْجَمَاعَةِ بَعْدَ الكَوْرِ، مَعْنَاهُ بَعْدَ أَن كُنَّا فِي الكَوْرِ أَي فِي الْجَمَاعَةِ؛ يُقَالُ كارَ عِمامَتَهُ عَلَى رأْسه إِذا لَفَّها، وحارَ عِمامَتَهُ إِذا نَقَضَها. وَفِي الْمَثَلِ: حَوْرٌ فِي مَحَارَةٍ؛ مَعْنَاهُ نُقْصَانٌ فِي نُقْصَانٍ وَرُجُوعٌ فِي رُجُوعٍ، يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ أَمره يُدْبِرُ. والمَحارُ: الْمَرْجِعُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَحْنُ بَنُو عامِر بْنِ ذُبْيانَ، والنَّاسُ ... كهَامٌ، مَحارُهُمْ للقُبُورْ وَقَالَ سُبَيْعُ بْنُ الخَطِيم، وَكَانَ بَنُو صُبْح أَغاروا عَلَى إِبله فَاسْتَغَاثَ بِزَيْدِ الْفَوَارِسِ الضَّبِّيّ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَقَالَ يَمْدَحُهُ: لَوْلَا الإِلهُ وَلَوْلَا مَجْدُ طالِبِها، ... لَلَهْوَجُوها كَمَا نَالُوا مِن الْعِيرِ واسْتَعْجَلُوا عَنْ خَفِيف المَضْغِ فازْدَرَدُوا، ... والذَّمُّ يَبْقَى، وزادُ القَوْمِ فِي حُورِ اللَّهْوَجَة: أَن لَا يُبالغ فِي إِنضاج اللَّحْمِ أَي أَكلوا لَحْمَهَا مِنْ قَبْلِ أَن يَنْضَجَ وَابْتَلَعُوهُ؛ وَقَوْلُهُ: وَالذَّمُّ يَبْقَى وزاد القوم في حور يُرِيدُ: الأَكْلُ يَذْهَبُ وَالذَّمُّ يَبْقَى. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ حَوْرٌ فِي مَحارَةٍ؛ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ بِفَتْحِ الْحَاءِ، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا يَصْلُحُ أَو كَانَ صَالِحًا فَفَسَدَ. والمَحارة: الْمَكَانُ الَّذِي يَحُور أَو يُحارُ فِيهِ. وَالْبَاطِلُ فِي حُورٍ أَي فِي نَقْصٍ وَرُجُوعٍ. وإِنك لَفِي حُورٍ وبُورٍ أَي فِي غَيْرِ صَنْعَةٍ وَلَا إِجادة. ابْنُ هَانِئٍ: يُقَالُ عِنْدَ تأْكيد المَرْزِئَةِ عَلَيْهِ بِقِلَّةِ النَّمَاءِ: مَا يَحُور فُلَانٌ وَمَا يَبُورُ، وَذَهَبَ فُلَانٌ فِي الحَوَارِ والبَوَارِ، بِفَتْحِ الأَول، وَذَهَبَ فِي الحُورِ والبُورِ أَي فِي النُّقْصَانِ وَالْفَسَادِ. وَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ، وَقَدْ حارَ وبارَ، والحُورُ الْهَلَاكُ وَكُلُّ ذَلِكَ فِي النُّقْصَانِ وَالرُّجُوعِ. والحَوْرُ: مَا تَحْتَ الكَوْرِ مِنَ الْعِمَامَةِ لأَنه رُجُوعٌ عَنْ تَكْوِيرِهَا؛ وكلَّمته فَمَا رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بِضَمِّ الْحَاءِ، بِوَزْنِ مَشُورَة أَي جَوَابًا. وأَحارَ عَلَيْهِ جَوَابَهُ: ردَّه. وأَحَرْتُ لَهُ جَوَابًا وَمَا أَحارَ بِكَلِمَةٍ، وَالِاسْمُ مِنَ المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تَقُولُ: سَمِعْتُ حَوِيرَهما وحِوَارَهما. والمُحاوَرَة: الْمُجَاوَبَةُ. والتَّحاوُرُ: التَّجَاوُبُ؛ وَتَقُولُ: كلَّمته فَمَا أَحار إِليَّ جَوَابًا وَمَا رَجَعَ إِليَّ خَوِيراً وَلَا حَوِيرَةً وَلَا مَحُورَةً ولا حِوَاراً [حَوَاراً] أَي مَا ردَّ جَوَابًا. وَاسْتَحَارَهُ أَي اسْتَنْطَقَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: يَرْجِعُ إِليكما ابْنَاكُمَا بِحَوْرِ مَا بَعَثْتُما بِه أَي بِجَوَابِ ذَلِكَ؛ يُقَالُ: كلَّمته فَمَا رَدَّ إِليَّ حَوْراً أَي جَوَابًا؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِ الْخَيْبَةَ والإِخْفَاقَ. وأَصل الحَوْرِ: الرُّجُوعُ إِلى النَّقْصِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبادة: يُوشِك أَن يُرَى الرجُل مِنْ ثَبَجِ الْمُسْلِمِينَ قُرَّاء الْقُرْآنِ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَعاده وأَبْدَأَه لَا يَحُورُ فِيكُمْ إِلا كَمَا يَحُور صاحبُ الْحِمَارِ الْمَيِّتِ أَي لَا يَرْجِعُ فِيكُمْ بِخَيْرٍ وَلَا يَنْتَفِعُ بِمَا حَفِظَهُ مِنَ الْقُرْآنِ كَمَا لَا يَنْتَفِعُ بِالْحِمَارِ الْمَيِّتِ صَاحِبُهُ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: فَلَمْ يُحِرْ جَوَابًا أَي لَمْ يَرْجِعْ وَلَمْ يَرُدَّ. وَهُمْ يَتَحاوَرُون أَي يَتَرَاجَعُونَ الْكَلَامَ. والمُحاوَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الْمَنْطِقِ وَالْكَلَامِ فِي الْمُخَاطَبَةِ، وَقَدْ حَاوَرَهُ. والمَحُورَةُ: مِنَ المُحاوَرةِ مَصْدَرٌ كالمَشُورَةِ مِنَ المُشاوَرَة كالمَحْوَرَةِ؛ وأَنشد:

لِحاجَةِ ذِي بَثٍّ ومَحْوَرَةٍ لَهُ، ... كَفَى رَجْعُها مِنْ قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ وَمَا جَاءَتْنِي عَنْهُ مَحُورَة أَي مَا رَجَعَ إِليَّ عَنْهُ خَبَرٌ. وإِنه لَضَعِيفُ الحَوْرِ أَي المُحاوَرَةِ؛ وَقَوْلُهُ: وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حَوارَهُ [حِوارَهُ] ... عَلَى النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ وَيُرْوَى: حَوِيرَه، إِنما يَعْنِي بِحِوَارِهِ وَحَوِيرِهِ خروجَ القِدْحِ مِنَ النَّارِ أَي نَظَرْتُ الفَلَجَ والفَوْزَ. واسْتَحار الدارَ: اسْتَنْطَقَهَا، مِنَ الحِوَارِ [الحَوَارِ] الَّذِي هُوَ الرُّجُوعُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو عَمْرٍو: الأَحْوَرُ الْعَقْلُ، وَمَا يَعِيشُ فلانٌ بأَحْوَرَ أَي مَا يَعِيشُ بِعَقْلٍ يَرْجِعُ إِليه؛ قَالَ هُدْبَةُ وَنَسَبَهُ ابْنُ سِيدَهْ لِابْنِ أَحمر: وَمَا أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لَا أَنْسَ قَوْلَها ... لجارَتِها: مَا إِن يَعِيشُ بأَحْوَرَا أَراد: مِنَ الأَشياء. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: اقْضِ مَحُورَتَك أَي الأَمر الَّذِي أَنت فِيهِ. والحَوَرُ: أَن يَشْتَدَّ بياضُ الْعَيْنِ وسَوادُ سَوادِها وَتَسْتَدِيرَ حَدَقَتُهَا وَتَرِقَّ جُفُونُهَا ويبيضَّ مَا حَوَالَيْهَا؛ وَقِيلَ: الحَوَرُ شِدَّةُ سَوَادِ المُقْلَةِ فِي شِدَّةِ بَيَاضِهَا فِي شِدَّةِ بَيَاضِ الْجَسَدِ، وَلَا تَكُونُ الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قَالَ الأَزهري: لَا تُسَمَّى حَوْرَاءَ حَتَّى تَكُونَ مَعَ حَوَرِ عَيْنَيْهَا بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ؛ قَالَ الكميت: ودامتْ قُدُورُك، للسَّاعِيَيْن ... فِي المَحْلِ، غَرْغَرَةً واحْوِرارَا أَراد بالغَرْغَرَةِ صَوْتَ الغَلَيانِ، وَبِالِاحْوِرَارِ بياضَ الإِهالة وَالشَّحْمِ؛ وَقِيلَ: الحَوَرُ أَن تَسْوَدَّ الْعَيْنُ كُلُّهَا مِثْلَ أَعين الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ، وَلَيْسَ فِي بَنِي آدَمَ حَوَرٌ، وإِنما قِيلَ لِلنِّسَاءِ حُورُ العِينِ لأَنهن شُبِّهْنَ بِالظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: الحَوَرُ أَن يَكُونَ الْبَيَاضُ مُحْدِقًا بِالسَّوَادِ كُلِّهِ وإِنما يَكُونُ هَذَا فِي الْبَقَرِ وَالظِّبَاءِ ثُمَّ يُسْتَعَارُ لِلنَّاسِ؛ وَهَذَا إِنما حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي البَرَج غَيْرَ أَنه لَمْ يَقُلْ إِنما يَكُونُ فِي الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. وَقَالَ الأَصمعي: لَا أَدري مَا الحَوَرُ فِي الْعَيْنِ وَقَدْ حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وَهُوَ أَحْوَرُ. وامرأَة حَوْراءُ: بَيِّنَةُ الحَوَرِ. وعَيْنٌ حَوْراءٌ، وَالْجَمْعُ حُورٌ، وَيُقَالُ: احْوَرَّتْ عَيْنُهُ احْوِرَاراً؛ فأَما قَوْلُهُ: عَيْناءُ حَورَاءُ منَ العِينِ الحِير فَعَلَى الإِتباع لعِينٍ؛ والحَوْراءُ: الْبَيْضَاءُ، لَا يَقْصِدُ بِذَلِكَ حَوَر عَيْنِهَا. والأَعْرابُ تُسَمِّي نِسَاءَ الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لِبَيَاضِهِنَّ وَتَبَاعُدِهِنَّ عَنْ قَشَفِ الأَعراب بِنَظَافَتِهِنَّ؛ قَالَ: فقلتُ: إِنَّ الحَوارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ، ... إِذا تَفَتَّلْنَ مِنْ تَحْتِ الجَلابِيبِ يَعْنِي النِّسَاءَ؛ وَقَالَ أَبو جِلْدَةَ: فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا، ... وَلَا تَبْكِنا إِلَّا الكِلابُ النَّوابِحُ بكَيْنَ إِلينا خِيفَةً أَنْ تُبِيحَها ... رِماحُ النَّصَارَى، والسُّيُوفُ الجوارِحُ جَعَلَ أَهل الشأْم نَصَارَى لأَنها تَلِي الرُّومَ وَهِيَ بِلَادُهَا. والحَوارِيَّاتُ مِنَ النِّسَاءِ: النَّقِيَّاتُ الأَلوان وَالْجُلُودِ لِبَيَاضِهِنَّ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِصَاحِبِ الحُوَّارَى: مُحَوِّرٌ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: بأَعْيُنٍ مُحَوَّراتٍ حُورِ يَعْنِي الأَعين النَّقِيَّاتِ الْبَيَاضِ الشَّدِيدَاتِ سَوَادِ الحَدَقِ. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ الْجَنَّةِ: إِن فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعاً للحُورِ العِينِ. والتَّحْوِيرُ: التَّبْيِيضُ. والحَوارِيُّونَ: القَصَّارُونَ

لِتَبْيِيضِهِمْ لأَنهم كَانُوا قَصَّارِينَ ثُمَّ غَلَبَ حَتَّى صَارَ كُلُّ نَاصِرٍ وَكُلُّ حَمِيمٍ حَوارِيّاً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الَّذِينَ قَدْ خَلَصُوا لَهُمْ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْحَوَارِيُّونَ خُلْصَانُ الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَصَفْوَتُهُمْ. قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وحَوارِيَّ مِنْ أُمَّتِي؛ أَي خَاصَّتِي مِنْ أَصحابي وَنَاصِرِي. قَالَ: وأَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَوَارِيُّونَ، وتأْويل الْحَوَارِيِّينَ فِي اللُّغَةِ الَّذِينَ أُخْلِصُوا ونُقُّوا مِنْ كُلِّ عَيْبٍ؛ وَكَذَلِكَ الحُوَّارَى مِنَ الدَّقِيقِ سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُنَقَّى مِنْ لُباب البُرِّ؛ قَالَ: وتأْويله فِي النَّاسِ الَّذِي قَدْ رُوجِعَ فِي اختِياره مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَوُجِدَ نَقِيّاً مِنَ الْعُيُوبِ. قَالَ: وأَصل التَّحْوِيرِ فِي اللُّغَةِ مِنْ حارَ يَحُورُ، وَهُوَ الرُّجُوعُ. والتَّحْوِيرُ: التَّرْجِيعُ، قَالَ: فَهَذَا تأْويله، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ سِيدَهْ: وكلُّ مُبالِغٍ فِي نُصْرَةِ آخَرَ حوَارِيٌّ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ أَنصار الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ: بَكَى بِعَيْنِك واكِفُ القَطْرِ، ... ابْنَ الحَوارِي العَالِيَ الذِّكْرِ إِنما أَراد ابنَ الحَوارِيِّ، يَعْنِي بالحَوارِيِّ الزُّبَيرَ، وَعَنَى بِابْنِهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ. وَقِيلَ لأَصحاب عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْحَوَارِيُّونَ لِلْبَيَاضِ، لأَنهم كَانُوا قَصَّارين. والحَوارِيُّ: البَيَّاضُ، وَهَذَا أَصل قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الزُّبَيْرِ: حَوارِيَّ مِنْ أُمَّتي، وَهَذَا كَانَ بدأَه لأَنهم كَانُوا خُلَصَاءَ عِيسَى وأَنصاره، وأَصله مِنَ التَّحْوِيرِ التَّبْيِيضُ، وإِنما سُمُّوا حَوَارِيِّينَ لأَنهم كَانُوا يَغْسِلُونَ الثِّيَابَ أَي يُحَوِّرُونَها، وَهُوَ التَّبْيِيضُ؛ وَمِنْهُ الخُبْزُ الحُوَّارَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: امرأَة حَوارِيَّةٌ إِذا كَانَتْ بَيْضَاءَ. قَالَ: فَلَمَّا كان عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، نَصَرَهُ هَؤُلَاءِ الْحَوَارِيُّونَ وَكَانُوا أَنصاره دُونَ النَّاسِ قِيلَ لِنَاصِرِ نَبِيِّهِ حَوارِيُّ إِذا بَالَغَ فِي نُصْرَتِه تَشْبِيهًا بأُولئك. والحَوارِيُّونَ: الأَنصار وَهُمْ خَاصَّةُ أَصحابه. وَرَوَى شَمِرٌ أَنه قَالَ: الحَوارِيُّ النَّاصِحُ وأَصله الشَّيْءُ الْخَالِصُ، وَكُلُّ شَيْءٍ خَلَصَ لَوْنُه، فَهُوَ حَوارِيٌّ. والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض النَّاعِمُ؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتُ: ومَرْضُوفَةٍ لَمْ تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طاهِياً، ... عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرَا يُرِيدُ بَيَاضَ زَبَدِ القِدْرِ. وَالْمَرْضُوفَةُ: الْقِدْرُ الَّتِي أُنضجت بالرَّضْفِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ بِالنَّارِ. وَلَمْ تؤْن أَي لَمْ تُحْبَسْ. والاحْوِرَارُ: الابْيِضاضُ. وقَصْعَةٌ مُحْوَرَّةٌ: مُبْيَضَّةٌ بالسَّنَامِ؛ قَالَ أَبو الْمُهَوَّشِ الأَسدي: يَا وَرْدُ إِنِّي سَأَمُوتُ مَرَّهْ، ... فَمَنْ حَلِيفُ الجَفْنَةِ المُحْوَرَّهْ؟ يَعْنِي المُبْيَضَّةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَوَرَدَ تَرْخِيمُ وَرْدَة، وَهِيَ امرأَته، وَكَانَتْ تَنْهَاهُ عَنْ إِضاعة مَالِهِ وَنَحْرِ إِبله فَقَالَ ذَلِكَ: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الحَوَرْوَرَةُ الْبَيْضَاءُ. قَالَ: هو ثُلَاثِيُّ الأَصل أُلحق بِالْخُمَاسِيِّ لِتَكْرَارِ بَعْضِ حُرُوفِهَا. والحَوَرُ: خَشَبَةٌ يُقَالُ لَهَا البَيْضاءُ. والحُوَّارَى: الدَّقِيقُ الأَبيض، وَهُوَ لُبَابُ الدَّقِيقِ وأَجوده وأَخلصه. الْجَوْهَرِيُّ: الحُوَّارَى، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَالرَّاءُ مَفْتُوحَةٌ، مَا حُوِّرَ مِنَ الطَّعَامِ أَي بُيّصَ. وَهَذَا دَقِيقٌ حُوَّارَى، وَقَدْ حُوِّرَ الدقيقُ وحَوَّرْتُه فاحْوَرَّ أَي ابْيَضَّ. وَعَجِينٌ مُحَوَّر، وَهُوَ الَّذِي مُسِحَ وَجْهُهُ بِالْمَاءِ حَتَّى صَفَا. والأَحْوَرِيُّ: الأَبيض النَّاعِمُ مِنْ أَهل الْقُرَى؛ قَالَ عُتَيْبَةُ بْنُ مِرْدَاسٍ المعروفُ بأَبي فَسْوَةَ:

تكُفُّ شَبَا الأَنْيَابِ مِنْهَا بِمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ، كَسِبْتِ الأَحْوَرِيِّ المُخَصَّرِ والحَوَرُ: البَقَرُ لِبَيَاضِهَا، وَجَمْعُهُ أَحْوارٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: للهِ دَرُّ منَازِل ومَنازِل، ... إِنَّا بُلِينَ بِهَا وَلَا الأَحْوارُ والحَوَرُ: الجلودُ البِيضُ الرِّقَاقُ تُعمل مِنْهَا الأَسْفَاطُ، وَقِيلَ: السُّلْفَةُ، وَقِيلَ: الحَوَرُ الأَديم الْمَصْبُوغُ بِحُمْرَةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الْجُلُودُ الحُمْرُ الَّتِي لَيْسَتْ بِقَرَظِيَّةٍ، وَالْجَمْعُ أَحْوَارٌ؛ وَقَدْ حَوَّرَهُ. وخُفٌّ مُحَوَّرٌ بِطَانَتُهُ بِحَوَرٍ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فَظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَهُ عَلَقٌ، ... كأَنَّما قُدَّ فِي أَثْوابِه الحَوَرُ الْجَوْهَرِيُّ: الحَوَرُ جُلُودٌ حُمْرٌ يُغَشَّى بِهَا السِّلالُ، الواحدةُ حَوَرَةٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ مَخَالِبَ الْبَازِي: بِحَجَباتٍ يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، ... كأَنَّما يَمْزِقْنَ باللَّحْمِ الحَوَرْ وَفِي كِتَابِهِ لِوَفْدِ هَمْدَانَ: لَهُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ الثِّلْبُ والنَّابُ والفَصِيلُ والفَارِضُ والكَبْشُ الحَوَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَنْسُوبٌ إِلى الحَوَرِ، وَهِيَ جُلُودٌ تُتَّخَذُ مِنْ جُلُودِ الضأْن، وَقِيلَ: هُوَ مَا دُبِغَ مِنَ الْجُلُودِ بِغَيْرِ القَرَظِ، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ عَلَى أَصله وَلَمْ يُعَلَّ كَمَا أُعلَّ نَابٌ. والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رَدِيئَةٌ عِنْدَ يَعْقُوبَ: وَلَدُ النَّاقَةِ مِنْ حِينِ يُوضَعُ إِلى أَن يُفْطَمَ وَيُفْصَلَ، فإِذا فَصَلَ عَنْ أُمه فَهُوَ فَصِيلٌ، وَقِيلَ: هُوَ حُوَارٌ ساعةَ تَضَعُهُ أُمه خَاصَّةً، وَالْجَمْعُ أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فِيهِمَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَفَّقُوا بَيْنَ فُعَالٍ وفِعَال كَمَا وَفَّقُوا بَيْنَ فُعالٍ وفَعِيلٍ، قَالَ: وَقَدْ قَالُوا حُورَانٌ، وَلَهُ نَظِيرٌ، سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ رُقاقٌ ورِقاقٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي التَّهْذِيبِ: الحُوَارُ الْفَصِيلُ أَوَّلَ مَا يُنْتَجُ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: اللَّهُمَّ أَحِرْ رِباعَنا أَي اجْعَلْ رِبَاعَنَا حِيراناً؛ وَقَوْلُهُ: أَلا تَخافُونَ يَوْمًا، قَدْ أَظَلَّكُمُ ... فِيهِ حُوَارٌ، بِأَيْدِي الناسِ، مَجْرُورُ؟ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: هُوَ يوم مَشْؤُوم عَلَيْكُمْ كَشُؤْم حُوارِ نَاقَةِ ثَمُودَ عَلَى ثَمُودَ. والمِحْوَرُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وَهِيَ أَيضاً الْخَشَبَةُ الَّتِي تَجْمَعُ المَحَالَةَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ بَعْضُهُمْ قِيلَ لَهُ مِحْوَرٌ للدَّوَرَانِ لأَنه يَرْجِعُ إِلى الْمَكَانِ الَّذِي زَالَ عَنْهُ، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهُ مِحْوَرٌ لأَنه بِدَوَرَانِهِ يَنْصَقِلُ حَتَّى يَبْيَضَّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اضْطَرَبَ أَمره: قَدْ قَلِقَتْ مَحاوِرُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَا مَيُّ مَا لِي قَلِقَتْ مَحاوِرِي، ... وصَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرائِرِي؟ يَقُولُ: اضْطَرَبَتْ عَلَيَّ أُموري فَكَنَّى عَنْهَا بِالْمَحَاوِرِ. وَالْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدُورُ عَلَيْهَا الْبَكَرَةُ يُقَالُ لَهَا: مِحْورٌ. الْجَوْهَرِيُّ: المِحْوَرُ العُودُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ الْبَكَرَةُ وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. والمِحْوَرُ: الهَنَةُ وَالْحَدِيدَةُ الَّتِي يَدُورُ فِيهَا لِسانُ الإِبْزِيمِ فِي طَرَفِ المِنْطَقَةِ وَغَيْرِهَا. والمِحْوَرُ: عُودُ الخَبَّازِ. والمِحْوَرُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يَبْسُطُ بِهَا الْعَجِينَ يُحَوّرُ بِهَا الْخُبْزَ تَحْوِيراً. قَالَ الأَزهري: سُمِّيَ مِحْوَراً لِدَوَرَانِهِ عَلَى الْعَجِينِ تَشْبِيهًا بِمِحْوَرِ الْبَكَرَةِ وَاسْتِدَارَتِهِ. وحَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها لِيَضَعَهَا فِي المَلَّةِ. وحَوَّرَ عَيْنَ الدَّابَّةِ: حَجَّرَ حَوْلَهَا

بِكَيٍّ وَذَلِكَ مِنْ دَاءٍ يُصِيبُهَا، والكَيَّةُ يُقَالُ لَهَا الحَوْراءُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن مَوْضِعَهَا يبيضُّ؛ وَيُقَالُ: حَوِّرْ عينَ بَعِيرِكَ أَي حَجِّرْ حَوْلَهَا بِكَيٍّ. وحَوَّرَ عَيْنَ الْبَعِيرِ: أَدار حَوْلَهَا مِيسَماً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ عَلَى عَاتِقِهِ حَوْراءَ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَجَدَ وَجَعًا فِي رَقَبَتِهِ فَحَوَّرَهُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِحَدِيدَةٍ؛ الحَوْراءُ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ، وَهِيَ مِنْ حارَ يَحُورُ إِذا رَجَعَ. وحَوَّرَه: كَوَاهُ كَيَّةً فأَدارها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَمَّا أُخْبِرَ بِقَتْلِ أَبي جَهْلٍ قَالَ: إِن عَهْدِي بِهِ وَفِي رُكْبَتَيْهِ حَوْراءُ فانظروا ذلك، فنطروا فَرَأَوْهُ ؛ يَعْنِي أَثَرَ كَيَّةٍ كُوِيَ بِهَا. وإِنه لَذُو حَوِيرٍ أَي عَدَاوَةٍ ومُضَادَّةٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُسَمِّي النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ المُشْتَري: الأَحْوَرَ. والحَوَرُ: أَحد النُّجُومِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي تَتْبَعُ بَنَاتِ نَعْشٍ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّالِثُ مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ الْكُبْرَى اللَّاصِقُ بِالنَّعْشِ. والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ. والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ أَو نَحْوُهَا مِنَ الْعَظْمِ، وَالْجَمْعُ مَحاوِرُ ومَحارٌ؛ قَالَ السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكَةِ: كأَنَّ قَوَائِمَ النَّخَّامِ، لَمَّا ... تَوَلَّى صُحْبَتِي أَصْلًا، مَحارُ أَي كأَنها صَدَفٌ تَمُرُّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ وَذَكَرَ الأَزهري هَذِهِ التَّرْجَمَةَ أَيضاً فِي بَابِ مَحَرَ، وَسَنَذْكُرُهَا أَيضاً هُنَاكَ. والمَحارَةُ: مَرْجِعُ الْكَتِفِ. ومَحَارَةُ الحَنَكِ: فُوَيْقَ مَوْضِعِ تَحْنيك البَيْطار. والمَحارَةُ: بَاطِنُ الْحَنَكِ. والمَحارَةُ: مَنْسِمُ الْبَعِيرِ؛ كِلَاهُمَا عَنْ أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. التَّهْذِيبِ: المَحارَةُ النُّقْصَانُ، والمَحارَةُ: الرُّجُوعُ، والمَحارَةُ: الصَّدَفة. والحَوْرَةُ: النُّقْصانُ. والحَوْرَةُ: الرَّجْعَةُ. والحُورُ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: طَحَنَتِ الطاحنةُ فَمَا أَحارتْ شَيْئًا أَي مَا رَدَّتْ شَيْئًا مِنَ الدَّقِيقِ؛ والحُورُ: الهَلَكَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فِي بِئْرٍ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي فِي بِئْرٍ حُورٍ، وَلَا زَيادَةٌ. وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ: هَذَا قَدْ يَكُونُ مِنَ الْهَلَاكِ وَمِنَ الكَسادِ. وَالْحَائِرُ: الرَّاجِعُ مِنْ حَالٍ كَانَ عَلَيْهَا إِلى حَالٍ دُونَهَا، وَالْبَائِرُ: الْهَالِكُ؛ وَيُقَالُ: حَوَّرَ اللَّهُ فُلَانًا أَي خَيَّبَهُ ورَجَعَهُ إِلى النَّقْصِ. والحَوَر، بِفَتْحِ الْوَاوِ: نَبْتٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَلَمْ يُحَلِّه. وحَوْرانُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. وَمَا أَصبت مِنْهُ حَوْراً وحَوَرْوَراً أَي شَيْئًا. وحَوَّارُونَ: مَدِينَةٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ الرَّاعِي: ظَلِلْنَا بِحَوَّارِينَ فِي مُشْمَخِرَّةٍ، ... تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا وثُلُوجُ وحَوْرِيتُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: دَخَلْتُ عَلَى أَبي عَلِيٍّ فَحِينَ رَآنِي قَالَ: أَين أَنت؟ أَنا أَطلبك، قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَا تَقُولُ فِي حَوْرِيتٍ؟ فَخُضْنَا فِيهِ فرأَيناه خَارِجًا عَنِ الْكِتَابِ، وصَانَعَ أَبو عَلِيٍّ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ لُغَةِ ابْنَيْ نِزَارٍ، فأَقَلَّ الحَفْلَ بِهِ لِذَلِكَ؛ قَالَ: وأَقرب مَا يُنْسَبُ إِليه أَن يَكُونَ فَعْلِيتاً لِقُرْبِهِ مِنْ فِعْلِيتٍ، وفِعْلِيتٌ مَوْجُودٌ. حير: حَارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراناً وتَحيَّر إِذا نَظَرَ إِلى الشَّيْءِ فَعَشيَ بَصَرُهُ. وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ وحارَ: لَمْ يَهْتَدِ لِسَبِيلِهِ. وحارَ يَحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً أَي تَحَيَّرَ فِي أَمره؛ وحَيَّرْتُه أَنا فَتَحَيَّرَ. وَرَجُلٌ حائِرٌ بائِرٌ إِذا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ، فَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ أَي مُتَحَيِّرٌ فِي أَمره لَا يَدْرِي كَيْفَ يَهْتَدِي

فِيهِ. وَهُوَ حائِرٌ وحَيْرانُ: تائهٌ مِنْ قَوْمٍ حَيَارَى، والأُنثى حَيْرى. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ أُمُّكَ حَيْرَى أَي مُتَحَيِّرة، كَقَوْلِكَ أُمُّكَ ثَكْلَى وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ؛ يُقَالُ: لَا تَفْعَلُوا ذَلِكَ أُمَّهاتُكُمْ حَيْرَى؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: يَطْوِي البَعِيدَ كَطَيِّ الثَّوْبِ هِزَّتُهُ، ... كَمَا تَرَدَّدَ بالدَّيْمُومَةِ الحَارُ أَراد الْحَائِرَ كَمَا قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَهِيَ أَدْماءُ سارُها؛ يُرِيدُ سَائِرَهَا. وَقَدْ حَيَّرَهُ الأَمر. والحَيَرُ: التَّحَيُّرُ؛ قَالَ: حَيْرانُ لَا يُبْرِئُه مِنَ الحَيَرْ وحارَ الماءُ، فَهُوَ حَائِرٌ. وتَحَيَّرَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَهُنَّ يَروَيْنَ بِظِمْءٍ قاصِرِ، ... فِي رَبَبِ الطِّينِ، بماءٍ حائِرِ وتَحَيَّر الماءُ: اجْتَمع وَدَارَ. والحائِرُ: مُجْتَمَعُ الْمَاءِ؛ وأَنشد: مِمَّا تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ قَالَ: وَالْحَاجِرُ نَحْوٌ مِنْهُ، وَجَمْعُهُ حُجْرانٌ. والحائِرُ: حَوْضٌ يُسَيَّبُ إِليه مَسِيلُ الْمَاءِ مِنَ الأَمطار، يُسَمَّى هَذَا الِاسْمُ بِالْمَاءِ. وتَحَيَّر الرجلُ إِذا ضَلَّ فَلَمْ يَهْتَدِ لِسَبِيلِهِ وتَحَيَّر فِي أَمره. وَبِالْبَصْرَةِ حائِرُ الحَجَّاجِ مَعْرُوفٌ: يَابِسٌ لَا مَاءَ فِيهِ، وأَكثر النَّاسِ يُسَمِّيهِ الحَيْرَ كَمَا يَقُولُونَ لِعَائِشَةَ عَيْشَةُ، يَسْتَحْسِنُونَ التَّخْفِيفَ وَطَرْحَ الأَلف؛ وَقِيلَ: الْحَائِرُ الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ فَيَتَحَيَّرُ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ؛ قَالَ: صَعْدَةٌ نابِتَةٌ فِي حائِر، ... أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنْ مُطْمَئِنَّاتِ الأَرض الحائِرُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ الوَسَطِ المرتفعُ الحروفِ، وَجَمْعُهُ حِيرانٌ وحُورانٌ، وَلَا يُقَالُ حَيْرٌ إِلا أَن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذا مَا هاجَ حِيرانُ الدَّرَقْ الحِيران جَمْعُ حَيْرٍ، لَمْ يَقُلْهَا أَحد غَيْرُهُ وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلا فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ أَيضاً فِي كُلِّ نُسْخَةٍ؛ وَاسْتَعْمَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْحَائِرَ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ: ولأَنتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْت لَنا، ... يومَ الخُروجِ، بِسَاحَة العَقْرِ مِنْ دُرَّةٍ أَغْلَى بِهَا مَلِكٌ، ... مِمَّا تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ وَالْجَمْعُ حِيرَانٌ وحُورَانٌ. وَقَالُوا: لِهَذِهِ الدَّارِ حائِرٌ واسعٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: حَيْرٌ، وَهُوَ خطأٌ. والحائِرُ: كَرْبَلاءُ، سُميت بأَحدِ هَذِهِ الأَشياء. واسْتحارَ الْمَكَانُ بِالْمَاءِ وتَحَيَّر: تَمَلَّأَ. وتَحَيَّر فِيهِ الْمَاءُ: اجتمعَ. وتَحَيَّرَ الماءُ فِي الْغَيْمِ: اجْتَمَعَ، وإِنما سُمِّيَ مُجْتَمَعُ الْمَاءِ حَائِرًا لأَنه يَتَحَيَّرُ الْمَاءُ فِيهِ يَرْجِعُ أَقصاه إِلى أَدناه؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: سَقَاهُ رِيّاً حائِرٌ رَوِيُ وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بِالْمَاءِ إِذا امتلأَتْ. وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بِالْمَاءِ لِكَثْرَتِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبارُ كأَنَّها ... زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ يَقُولُ: امتلأَت مَاءً. وَالدِّبَارُ: المَشَارات «2». والزَّلَفُ: المَصانِعُ. واسْتَحار شَبَابُ المرأَة وتَحَيَّرَ: امتلأَ وَبَلَغَ الغاية؛

_ (2). قوله: [المشارات] أي مجاري الماء في المزرعة كما في شرح القاموس

قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَقَدْ طُفْتُ مِنْ أَحْوالِهَا وأَرَدْتُها ... لِوَصْلٍ، فأَخْشَى بَعْلَها وأَهَابُها ثلاثةَ أَعْوَامٍ، فَلَمَّا تَجَرَّمَتْ ... تَقَضَّى شَبابِي، واسْتَحارَ شبابُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَجَرَّمَتْ تكملت السُّنُونَ. وَاسْتَحَارَ شَبَابُهَا: جَرَى فِيهَا مَاءُ الشَّبَابِ؛ قَالَ الأَصمعي: اسْتَحَارَ شَبَابُهَا اجْتَمَعَ وَتَرَدَّدَ فِيهَا كَمَا يَتَحَيَّرُ الْمَاءُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ وَذَكَرَ فَرْجَ المرأَة: وإِذا لَمَسْتَ، لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً ... مُتَحَيِّراً بِمكانِه، مِلْءَ اليَدِ «1» . والحَيْرُ: الْغَيْمُ ينشأُ مَعَ الْمَطَرِ فَيَتَحَيَّرُ فِي السَّمَاءِ. وتَحَيَّر السحابُ: لَمْ يَتَّجِهْ جِهَةً. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ شَيْءٍ ثَابِتٍ دَائِمٍ لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: يَا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ ... فَخْمِ الكَتائِبِ، مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمُسْتَحِيرُ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ. قَالَ: وَكَوْكَبُ الْحَدِيدِ بَرِيقُهُ. والمُتَحيِّرُ مِنَ السَّحَابِ: الدائمُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ يَصُبُّ الْمَاءَ صَبًّا وَلَا تَسُوقُهُ الرِّيحُ؛ وأَنشد: كَأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّر وَابِلُهْ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: فِي مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُونِ، ... ومُلْتَقَى الأَسَل النَّواهِل قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُرِيدُ يَتَحَيَّرُ الرَّدَى فَلَا يَبْرَحُ. وَالْحَائِرُ: الوَدَكُ: ومَرَقَةٌ مُتَحَيِّرَةٌ: كَثِيرَةُ الإِهالَةِ والدَّسَمِ. وتَحَيَّرَتِ الجَفْنَةُ: امتلأَت طَعَامًا وَدَسَمًا؛ فأَما ما أَنشده الْفَارِسِيُّ لِبَعْضِ الْهُذَلِيِّينِ: إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيدَ الحِبالِ ... مِنِّي، وغَيَّرَكِ الأَشْيَبُ فَيَا رُبَّ حَيْرَى جَمادِيَّةٍ، ... تَحَدَّرَ فِيهَا النَّدَى السَّاكِبُ فإِنه عَنَى رَوْضَةً مُتَحَيِّرَةً بِالْمَاءِ. والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ، وَجَمْعُهَا مَحارٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا أَراد: مَا فِي الْمَحَارِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ: يُؤْخَذُ شَيْءٌ مِنْ سِدْرٍ فَيُجْعَلُ فِي مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المَحارَةُ وَالْحَائِرُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وأَصل المَحْارَةِ الصَّدَفَةُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. ومَحارَةُ الأُذن: صَدَفَتُهَا، وَقِيلَ: هِيَ مَا أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ مِنْ قَعْرِ صَحْنَيْها، وَقِيلَ: مَحارَةُ الأُذن جَوْفُهَا الظَّاهِرُ المُتَقَعِّرُ؛ وَالْمَحَارَةُ أَيضاً: مَا تَحْتَ الإِطارِ، وَقِيلَ: الْمَحَارَةُ جَوْفُ الأُذن، وَهُوَ مَا حَوْلَ الصِّماخ المُتَّسِعِ. والمَحارَةُ: الحَنَكُ وَمَا خَلْفَ الفَراشَةِ مِنْ أَعلى الفم. والمحارة: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخياشيم. والمَحارَةُ: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي كُعْبُرَةِ الكَتِف. والمَحارَةُ: نُقْرَةُ الوَرِكِ. والمَحارَتانِ: رأْسا الْوَرِكَ الْمُسْتَدِيرَانِ اللَّذَانِ يدور فيهما رؤوس الْفَخِذَيْنِ. والمَحارُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنَ الإِنسان: الحَنَكُ، وَمِنَ الدَّابَّةِ حَيْثُ يُحَنِّكُ البَيْطارُ. ابْنُ الأَعرابي: مَحارَةُ الْفَرَسِ أَعلى فَمِهِ مِنْ بَاطِنٍ. وَطَرِيقٌ مُسْتَحِيرٌ: يأْخذ فِي عُرْضِ مَسَافَةٍ لَا يُدرى أَين مَنْفَذُه؛ قَالَ: ضاحِي الأَخادِيدِ ومُسْتَحِيرِهِ، ... فِي لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ وَاسْتَحَارَ الرَّجُلُ بِمَكَانِ كَذَا وَمَكَانِ كذا: نزله أَياماً.

_ (1). في ديوان النابغة: متحيِّزاً

والحِيَرُ والحَيَرُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَالِ والأَهل؛ قَالَ: أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ مِنْ مالٍ حِيَرْ، ... يُصْلِينِيَ اللهُ بِهِ حَرَّ سَقَرْ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَا مَنْ رَأَى النُّعْمان كانَ حِيَرَا قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي كَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ وخَوَلٍ وأَهل؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: سَمِعْتُ امرأَة مِنْ حِمْيَر تُرَقِّصُ ابْنَهَا وَتَقُولُ: يَا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَن يَكْبَرَا، ... فَهَبْ لَهُ أَهْلًا وَمَالًا حِيَرَا وَفِي رِوَايَةٍ: فَسُقْ إِليه رَبِّ مَالًا حِيَرَا . والحَيَرُ: الْكَثِيرُ مِنْ أَهل وَمَالٍ؛ وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ: مَالٌ حِيَرٌ، بِكَسْرِ الْحَاءِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو عَنْ ثَعْلَبٍ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ ابْنِ الأَعرابي: حَتَّى إِذا مَا رَبا صَغِيرُهُمُ، ... وأَصْبَحَ المالُ فِيهِمُ حِيَرَا صَدَّ جُوَيْنٌ فَمَا يُكَلِّمُنا، ... كأَنَّ فِي خَدِّه لَنَا صَعَرا وَيُقَالُ: هَذِهِ أَنعام حِيراتٌ أَي مُتَحَيِّرَة كَثِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ النَّاسُ إِذا كَثُرُوا. والحَارَة: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ مَنازِلُهم فَهُمْ أَهل حارَةٍ. والحِيرةُ، بِالْكَسْرِ: بَلَدٌ بِجَنْبِ الْكُوفَةِ يَنْزِلُهَا نَصَارَى العِبَاد، وَالنِّسْبَةُ إِليها حِيرِيٌّ وحاريٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنَ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ قُلِبَتِ الْيَاءُ فِيهِ أَلفاً، وَهُوَ قَلْبٌ شَاذٌّ غَيْرُ مَقِيسٍ عَلَيْهِ غَيْرُهُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: النِّسْبَةُ إِليها حارِيٌّ كَمَا نَسَبُوا إِلى التَّمْرِ تَمْرِيٌّ فأَراد أَن يَقُولَ حَيْرِيٌّ، فَسَكَّنَ الْيَاءَ فَصَارَتْ أَلفاً سَاكِنَةً، وَتَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ الْبَلَدُ الْقَدِيمُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ ومَحَلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ بِنَيْسَابُورَ. وَالسُّيُوفُ الحارِيَّةُ: الْمَعْمُولَةُ بالحِيرَةِ؛ قَالَ: فلمَّا دخلناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنا ... إِلى كُلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ يَقُولُ: إِنهم احْتَبَوْا بِالسُّيُوفِ، وَكَذَلِكَ الرِّحَالُ الحارِيَّاتُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يَسْرِي إِذا نَامَ بَنُو السَّريَّاتِ، ... يَنامُ بَيْنَ شُعَبِ الحارِيَّاتِ والحارِيُّ: أَنْماطُ نُطُوعٍ تُعمل بالحِيرَةِ تُزَيَّنُ بِهَا الرِّحالُ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً نُضاعِفُهُ ... عَلَى قَلائِصَ أَمثالِ الهَجانِيعِ والمُسْتَحِيرَة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعِيُّ: ويمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ، إِنِّني، ... بأَن يَتَلاحَوْا آخِرَ اليومِ، آرِبُ وَلَا أَفعل ذَلِكَ حَيْرِيْ دَهْرٍ وحَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي أَمَدَ الدَّهْرِ. وحَيْرِيَ دَهْرٍ: مُخَفَّفَةٌ مِنْ حَيْرِيّ، كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُمَا، ... عَلَيَّ مِنَ الغَيْثِ، اسْتَهَلَّتْ مَواطِرُهْ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَزْنُهُ فَعْلِيَ؛ فإِن قِيلَ: كَيْفَ ذَلِكَ وَالْهَاءُ لَازِمَةٌ لِهَذَا الْبِنَاءِ فِيمَا زَعَمَ سِيبَوَيْهِ؟ فإِن كَانَ هَذَا فَيَكُونُ نَادِرًا مِنْ بَابِ إِنْقَحْلٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا آتِيكَ حِيْرِيَّ الدَّهْرِ أَي طُولَ الدَّهْرِ، وحِيَرَ الدَّهْرِ؛ قَالَ: وَهُوَ جَمْعُ حِيْرِيّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: وَرَوَى شَمِرٌ بإِسناده عَنْ الرَّبِيع بْنِ قُرَيْعٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلِفُوا ذَاكُمُ الَّذِي يوجبُ اللَّهُ أَجْرَهُ ويرُدُّ إِليه مالَهُ، وَلَمْ يُعْطَ

فصل الخاء المعجمة

الرجلُ شَيْئًا أَفضلَ مِنَ الطَّرْق، الرجلُ يُطْرِقُ عَلَى الْفَحْلِ أَو عَلَى الْفَرَسِ فَيَذْهَبُ حَيْرِيَّ الدَّهْرِ، فَقَالَ له رجل: ما حَيْرِيُّ الدَّهْرِ؟ قَالَ: لَا يُحْسَبُ، فَقَالَ الرجلُ: ابنُ وابِصَةَ وَلَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فقال: أَوليس فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ هَكَذَا رَوَاهُ حَيْرِيَّ الدَّهْرِ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ الثَّانِيَةِ وَفَتْحِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى حَيْرِيْ دَهْرٍ، بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ، وحَيْرِيَ دَهْرٍ، بِيَاءٍ مُخَفَّفَةٍ، وَالْكُلُّ مِنْ تَحَيُّرِ الدَّهْرِ وَبَقَائِهِ، وَمَعْنَاهُ مُدَّةَ الدَّهْرِ وَدَوَامُهُ أَي مَا أَقام الدهرُ. قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي تَمَامِ الْحَدِيثِ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا حَيْرِيُّ الدَّهْرِ؟ فَقَالَ: لَا يُحْسَبُ ؛ أَي لَا يُعْرَفُ حِسَابُهُ لِكَثْرَتِهِ؛ يُرِيدُ أَن أَجر ذَلِكَ دَائِمٌ أَبداً لِمَوْضِعِ دَوَامِ النَّسْلِ؛ قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ الْعَرَبُ تَقُولُ: لَا أَفعل ذَلِكَ حَيْرِيْ دَهْرٍ أَي أَبداً. وَزَعَمُوا أَن بَعْضَهُمْ يَنْصِبُ الْيَاءَ فِي حَيْرِيَ دَهْرٍ؛ وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ لَا أَفعل ذَلِكَ حِيْرِيَّ دَهْرٍ، مُثَقَّلَةً؛ قَالَ: والحِيْرِيُّ الدَّهْرُ كُلُّهُ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ حِيْرِيَّ دَهْرٍ يُرِيدُ أَبداً؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ ذَهَبَ ذَاكَ حارِيَّ الدَّهْرِ وحَيْرِيَّ الدَّهْرِ أَي أَبداً. ويَبْقَى حارِيَّ دَهْرٍ أَي أَبداً. وَيَبْقَى حارِيَّ الدَّهْرِ وحَيْرِيَّ الدَّهْرِ أَي أَبداً؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: حِيْرِيَّ الدَّهْرِ، بِكَسْرِ الْحَاءِ، مِثْلَ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ والأَخفش؛ قَالَ شَمِرٌ: وَالَّذِي فَسَّرَهُ ابْنُ عُمَرَ لَيْسَ بِمُخَالِفٍ لِهَذَا إِنما أَراد لَا يُحْسَبُ أَي لَا يُمْكِنُ أَن يُعْرَفَ قَدْرُهُ وَحِسَابُهُ لِكَثْرَتِهِ وَدَوَامِهِ عَلَى وَجْهِ الدَّهْرِ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: لَا آتِيهِ حَيْرِيْ دهر وحِيْرِيَّ دهر وحِيَرَ الدَّهْرِ؛ يُرِيدُ: مَا تَحَيَّرَ مِنَ الدَّهْرِ. وحِيَرُ الدهرِ: جماعةُ حِيْرِيَّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَغلب الْعِجْلِيِّ شَاهِدًا عَلَى مآلِ حَيَر، بِفَتْحِ الْحَاءِ، أَي كَثِيرٌ: يَا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كانَ حَيَرَا، ... مِنْ كُلِّ شيءٍ صالحٍ قَدْ أَكْثَرَا واسْتُحِيرَ الشرابُ: أُسِيغَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ، إِذا اسْتُحِيرَا، ... للماءِ فِي أَجْوافِها خَرِيرَا والمُسْتَحِيرُ: سَحَابٌ ثَقِيلٌ مُتَرَدِّدٌ لَيْسَ لَهُ رِيحٌ تَسُوقُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلًا: كأَنَّ أَصحابَهُ بالقَفْرِ يُمْطِرُهُمْ، ... مِنْ مُسْتَحِيرٍ، غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ ابْنُ شُمَيْلٍ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: وَاللَّهِ مَا تَحُورُ وَلَا تَحُولُ أَي مَا تَزْدَادُ خَيْرًا. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَاللَّهِ مَا تَحُور وَلَا تَحُول أَي مَا تَزْدَادُ خَيْرًا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِجِلْدِ الفِيلِ الحَوْرانُ وَلِبَاطِنِ جِلْدِهِ الحِرْصِيانُ. أَبو زَيْدٍ: الحَيِّرُ الغَيْمُ يَنْشَأُ مَعَ الْمَطَرِ فَيَتَحَيَّرُ فِي السَّمَاءِ. والحَيْرُ، بِالْفَتْحِ: شِبْهُ الحَظِيرَة أَو الحِمَى،، وَمِنْهُ الحَيْرُ بِكَرْبَلاء. والحِيَارانِ: موضع؛ قَالَ الحرثُ بنُ حِلِّزَةَ: وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يوم ... الحِيارَيْنِ، والبلاءُ بَلاءُ فصل الخاء المعجمة خبر: الخَبِيرُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَالِمُ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ. وخَبُرْتُ بالأَمر «2». أَي عَلِمْتُهُ. وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عَرَفْتَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ. وَقَوْلُهُ تعالى:

_ (2). قوله: [وخبرت بالأَمر] ككرم. وقوله: وخبرت الأَمر من باب قتل كما في القاموس والمصباح

فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً ؛ أَي اسأَل عَنْهُ خَبِيرًا يَخْبُرُ. والخَبَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدُ الأَخبْار. والخَبَرُ: مَا أَتاك مِنْ نَبإٍ عَمَّنْ تَسْتَخْبِرُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَبَرُ النَّبَأُ، وَالْجَمْعُ أَخْبَارٌ، وأَخابِير جَمْعُ الْجَمْعِ. فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ؛ فَمَعْنَاهُ يَوْمَ تُزَلْزَلُ تُخْبِرُ بِمَا عُمِلَ عَلَيْهَا. وخَبَّرَه بِكَذَا وأَخْبَرَه: نَبَّأَهُ. واسْتَخْبَرَه: سأَله عَنِ الخَبَرِ وَطَلَبَ أَن يُخْبِرَهُ؛ وَيُقَالُ: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه؛ وَمِثْلُهُ تَضَعَّفْتُ الرَّجُلَ واسْتَضْعَفْتُه، وتَخَبَّرْتُ الْجَوَابَ واسْتَخْبَرْتُه. والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ: السُّؤَالُ عَنِ الخَبَر. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: أَنه بَعَثَ عَيْناً مِنْ خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر لَهُ خَبَرَ قُرَيْشٍ أَي يَتَعَرَّفُ ؛ يُقَالُ: تَخَبَّرَ الخَبَرَ واسْتَخْبَر إِذا سأَل عَنِ الأَخبْارِ لِيَعْرِفَهَا. والخابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ وَرَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِير: عَالِمٌ بالخَبَرِ. والخَبِيرُ: المُخْبِرُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي وَصْفِ شَجَرٍ: أَخْبَرَني بِذَلِكَ الخَبِرُ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى مِثَالِ فَعِلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَكَادُ يُعْرَفُ إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ. وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ: أَنْبأَهُ مَا عِنْدَهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ خَبَرٌ وَمَا يُدْرَى لَهُ مَا خَبَرٌ أَي مَا يُدْرَى، وأَين صِلَةٌ وَمَا صِلَةٌ. والمَخْبَرُ: خِلَافُ المَنْظَرِ، وَكَذَلِكَ المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَهُوَ نَقِيضُ المَرْآةِ والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، كُلُّهُ: العِلْمُ بِالشَّيْءِ؛ تَقُولُ: لِي بِهِ خِبْرٌ، وَقَدْ خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً وخُبْرَةً [خِبْرَةً] وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ؛ يُقَالُ: مَنْ أَين خَبَرْتَ هَذَا الأَمر أَي مِنْ أَين عَلِمْتَ؟ وَقَوْلُهُمْ: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ يُقَالُ: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ. وأَما قَوْلُ أَبي الدَّرْدَاءِ: وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه؛ فَيُرِيدُ أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُمْ، فأَخرج الْكَلَامَ عَلَى لَفْظِ الأَمر، وَمَعْنَاهُ الخَبَرُ. والخُبْرُ: مَخْبُرَةُ الإِنسان. والخِبْرَةُ: الاختبارُ؛ وخَبَرْتُ الرَّجُلَ أَخْبُرُه خُبْراً [خِبْراً] وخُبْرَةً [خِبْرَةً]. والخَبِيرُ: الْعَالِمُ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ سَمِعْتُ ثَعْلَبًا يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا فَقَالَ: هَذَا مَقْلُوبٌ إِنما يَنْبَغِي أَن يَقُولَ كَفَى قَوْمًا بِصَاحِبِهِمْ خُبْراً؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يَقُولُ كَفَى قَوْمٌ. والخَبِيرُ: الَّذِي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بِعِلْمِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِراً أَنْ تَسْأَلي فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَا تَجِدِينَ فِي نَفْسِكَ مِنَ الْعِيِّ أَن تَسْتَخْبِرِي. وَرَجُلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذُو مَخْبَرٍ، كَمَا قَالُوا مَنْظَرانِيّ أَي ذُو مَنْظَرٍ. والخَبْرُ والخِبْرُ: المَزادَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالْجَمْعُ خُبُورٌ، وَهِيَ الخَبْرَاءُ أَيضاً؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَيُقَالُ: الخِبْرُ، إِلَّا أَنه بِالْفَتْحِ أَجود؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الخَبْرُ، بِالْفَتْحِ، الْمَزَادَةُ، وأَنكر فِيهِ الْكَسْرَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: نَاقَةٌ خَبْرٌ إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً. والخَبْرُ والخِبْرُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ. شُبِّهَتْ بِالْمَزَادَةِ فِي غُزْرِها، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَدْ خَبَرَتْ خُبُوراً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخَبْراءُ: المجرَّبة بالغُزْرِ. والخَبِرَةُ: الْقَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ، وَجَمْعُهُ خَبِرٌ، وَهِيَ الخَبْراءُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وخَبَارٌ كَسَّرُوها تَكْسِيرَ الأَسماء وَسَلَّموها عَلَى ذَلِكَ وإِن كَانَتْ فِي الأَصل صِفَةً لأَنها قَدْ جَرَتْ مَجْرَى الأَسماء. والخَبْراءُ: مَنْقَعُ الْمَاءِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَنْقَعَ الْمَاءِ فِي أُصول السِّدْرِ، وَقِيلَ: الخَبْراءُ الْقَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ، وَالْجَمْعُ الخَبَارَى

والخَبارِي مِثْلُ الصحارَى والصحارِي وَالْخَبْرَاوَاتُ؛ يُقَالُ: خَبِرَ الموضعُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ خَبِرٌ؛ وأَرض خَبِرَةٌ. والخَبْرُ: شَجَرُ السِّدْرِ والأَراك وَمَا حَوْلَهُمَا مِنَ العُشْبِ؛ وَاحِدَتُهُ خَبْرَةٌ. وخَبْراءُ الخَبِرَةِ: شَجَرُهَا؛ وَقِيلَ: الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ فِي القِيعانِ. والخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وَجَمْعُهُ خَبَارَى وخَبَاري. وَفِي تَرْجَمَةِ نَقَعَ: النَّقائعُ خَبَارَى فِي بِلَادِ تَمِيمٍ. اللَّيْثُ: الخَبْراءُ شَجْراءُ فِي بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيهَا الْمَاءُ إِلى الْقَيْظِ وَفِيهَا ينْبت الخَبْرُ، وَهُوَ شَجَرُ السِّدْرِ والأَراك وَحَوَالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وَتُسَمَّى الخَبِرَةَ، وَالْجَمْعُ الخَبِرُ. وخَبْرُ الخَبِرَةِ: شجرُها قَالَ الشَّاعِرُ: فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ، وهَلَّلَتْ ... عليكَ رِياضٌ مِنْ سَلامٍ وَمِنْ خَبْرِ والخَبْرُ مِنْ مَوَاقِعِ الْمَاءِ: مَا خَبِرَ المَسِيلُ فِي الرُّؤُوسِ فَتَخُوضُ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَدَفعنا فِي خَبَارٍ مِنَ الأَرض ؛ أَي سَهْلَةٍ لَيِّنَةٍ. والخَبارُ مِنَ الأَرض: مَا لانَ واسْتَرخَى وَكَانَتْ فِيهِ جِحَرَةٌ. والخَبارُ: الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، وَاحِدَتُهُ خَبارَةٌ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ. والخَبارُ: أَرض رِخْوَةٌ تَتَعْتَعُ فِيهِ الدوابُّ؛ وأَنشد: تَتَعْتَع فِي الخَبارِ إِذا عَلاهُ، ... ويَعْثُر فِي الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ابْنُ الأَعرابي: والخَبارُ مَا اسْتَرْخَى مِنَ الأَرض وتَحَفَّرَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَهُوَ مَا تَهَوَّرَ وساخَتْ فِيهِ الْقَوَائِمُ. وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَراً: كَثُرَ خَبارُها. والخَبْرُ: أَن تُزْرَعَ عَلَى النِّصْفِ أَو الثُّلْثِ مِنْ هَذَا، وَهِيَ المُخابَرَةُ، وَاشْتُقَّتْ مِنْ خَيْبَرَ لأَنها أَول مَا أُقْطِعَتْ كَذَلِكَ. والمُخابَرَةُ: الْمُزَارَعَةُ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرض، وَهُوَ الخِبْرُ أَيضاً، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّا نُخابر وَلَا نَرَى بِذَلِكَ بأْساً حَتَّى أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن المُخابرة ؛ قِيلَ: هِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى نَصِيبٍ مُعَيَّنٍ كَالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَغَيْرِهِمَا؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَبارِ، الأَرض اللَّيِّنَةُ، وَقِيلَ: أَصل المُخابرة مِنْ خَيْبر، لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقرها فِي أَيدي أَهلها عَلَى النِّصْفِ مِنْ مَحْصُولِهَا ؛ فَقِيلَ: خابَرَهُمْ أَي عَامَلَهُمْ فِي خَيْبَرَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْمُزَارَعَةُ فَعَمَّ بِهَا. والمُخَابَرَةُ أَيضاً: الْمُؤَاكَرَةُ. والخَبِيرُ: الأَكَّارُ؛ قَالَ: تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ مِنْ كلِّ جانِبٍ، ... كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها رَفَعَ خَبِيرَهَا عَلَى تَكْرِيرِ الْفِعْلِ، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها. والخَبْرُ الزَّرْعُ. والخَبِيرُ: النَّبَاتُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ أَي نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَالْعُشْبَ ونأْكله؛ شُبّهَ بِخَبِيرِ الإِبل، وَهُوَ وبَرُها لأَنه يَنْبُتُ كَمَا يَنْبُتُ الْوَبَرُ. وَاسْتِخْلَابُهُ: احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ، وَهُوَ المِنْجَلُ. والخَبِيرُ: يَقَعُ عَلَى الْوَبَرِ وَالزَّرْعِ والأَكَّار. والخَبِيرُ: الوَبَرُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ حَمِيرَ وَحْشٍ: حَتَّى إِذَا مَا طَارَ مِنْ خَبِيرِها والخَبِيرُ: نُسَالة الشِّعْرِ، والخَبِيرَةُ: الطَّائِفَةُ مِنْهُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: فَآبُوا بالرماحِ، وهُنَّ عُوجٌ، ... بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ

والمَخْبُورُ: الطَّيِّب الأَدام. والخَبِيرُ: الزَّبَدُ؛ وَقِيلَ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ وأَنشد الْهُذَلِيِّ: تَغَذّمْنَ، فِي جانِبيهِ، الخَبِيرَ ... لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا تَغَذَّمْنَ يَعْنِي الْفُحُولَ أَي مَضَغْنَ الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ. والخُبْرُ والخُبْرَةُ: اللَّحْمُ يَشْتَرِيهِ الرَّجُلُ لأَهله؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا اختَبَرْتَ لأَهلك؟ والخُبْرَةُ: الشَّاةُ يَشْتَرِيهَا الْقَوْمُ بأَثمان مُخْتَلِفَةٍ ثُمَّ يَقْتَسِمُونَهَا فَيُسْهِمُونَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا نَقَدَ. وتَخَبَّرُوا خُبْرَةً: اشْتَرَوْا شَاةً فَذَبَحُوهَا وَاقْتَسَمُوهَا. وَشَاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ. والخُبْرَةُ، بِالضَّمِّ: النَّصِيبُ تأْخذه مِنْ لَحْمٍ أَو سَمَكٍ؛ وأَنشد: باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه، ... وطاحَ طَيُّ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: حِينَ لَا آكلُ الخَبِيرَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَي المَأْدُومَ. والخَبير والخُبْرَةُ: الأَدام؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّعَامُ مِنَ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ؛ وَيُقَالُ: اخْبُرْ طَعَامَكَ أَي دَسِّمْهُ؛ وأَتانا بِخُبْزَةٍ وَلَمْ يأْتنا بخُبْرَةٍ. وَجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. والخُبْرَةُ: الطَّعَامُ وَمَا قُدِّم مِنْ شَيْءٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ: اجْتَمَعُوا عَلَى خُبْرَتِه، يَعْنُونَ ذَلِكَ. والخُبْرَةُ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ. وخَبَرَ الطعامَ يَخْبُرُه خَبْراً: دَسَّمَهُ. والخابُور: نَبْتٌ أَو شَجَرٌ؛ قَالَ: أَيا شَجَرَ الخابُورِ مَا لَكَ مُورِقاً؟ ... كأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابنِ طَرِيفِ والخابُور: نَهْرٌ أَو وَادٍ بِالْجَزِيرَةِ؛ وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ. وخَيْبَرُ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَيُقَالُ: عَلَيْهِ الدَّبَرَى «1». وحُمَّى خَيْبَرى. خبجر: خَبْجَرٌ وخُباجِرٌ: مُسْتَرْخٍ غليظ عظيم البطن. ختر: الخَتْرُ: شَبِيهٌ بالغَدْرِ وَالْخَدِيعَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْخَدِيعَةُ بِعَيْنِهَا؛ وَقِيلَ: هُوَ أَسوأُ الْغَدْرِ وأَقبحه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ. وَيُقَالُ: خَتَرَهُ فَهُوَ خَتَّارٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا خَتَرَ قومٌ بِالْعَهْدِ إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْعَدُوُّ ؛ الخَتْرُ: الغَدْرُ؛ خَتَرَ يَخْتِر؛ فَهُوَ خاتِرٌ، وخَتَّارٌ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي الْخَبَرِ: لَنْ تَمُدَّ لَنَا شِبْراً مِنْ غَدْرٍ إِلَّا مَدَدْنا لَكَ بَاعًا مِنْ خَتْرٍ ؛ خَتَرَ يَخْتُر خَتْراً وخُتُوراً، فَهُوَ خَاتِرٌ وخَتَّار وخِتِّيرٌ وخَتُورٌ. ابْنُ عَرَفَةَ: الخَتْرُ الْفَسَادُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْغَدْرِ وَغَيْرِهِ؛ يُقَالُ: خَتَّرَهُ الشرابُ إِذا فَسَدَ بِنَفْسِهِ وَتَرَكَهُ مُسْتَرْخِيًا. والخَتَرُ: كالخَدَرِ، وَهُوَ مَا يأْخذ عِنْدَ شُرْبِ دَوَاءٍ أَو سُمٍّ حَتَّى يَضْعُفَ ويَسْكَرَ. والتَّختُّر: التَّفَتُّر وَالِاسْتِرْخَاءُ؛ يُقَالُ: شَرِبَ اللَّبَنَ حَتَّى تَخَتَّر. وتَخَتَّر: فَتَرَ بدنُه مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: خَتَرَتْ نَفْسُهُ أَي خَبُثَتْ وتَختَّرَتْ وَنَحْوُ ذَلِكَ، بِالتَّاءِ، أَي استرختْ. ختعر: الخَيْتَعُورُ: السَّرَابُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقَى من السَّرَابِ لَا يَلْبَثُ أَن يَضْمَحِلَّ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مَا يَبْقَى مِنْ آخِرِ السَّرَابِ حِينَ يَتَفَرَّقُ فَلَا يَلْبَثُ أَن يَضْمَحِلَّ، وخَتْعَرَتُه: اضمِحْلالُه. والخَيْتَعُور: الَّذِي يَنْزِلُ مِنَ الْهَوَاءِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ أَبيضَ الخُيوطِ أَو كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ. والخَيْتَعُور: الغادِرُ. والخَيْتَعورُ: الدُّنْيَا، عَلَى المَثَلِ، وَقِيلَ: الذِّئْبُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه لَا عَهْدَ لَهُ وَلَا وَفَاءَ، وَقِيلَ: الغُولُ

_ (1). قوله: [عليه الدبرى إلخ] كذا بالأَصل وشرح القاموس. وسيأتي في خ س ر يقول: بفيه البرى

لِتَلَوُّنِهَا. وامرأَة خَيْتَعُورٌ: لَا يَدُومُ وُدُّها، مُشَبَّهَةٌ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: كُلُّ شَيْءٍ يَتَلَوَّنُ وَلَا يَدُومُ عَلَى حَالٍ خَيْتَعُورٌ؛ قَالَ: كلُّ أُنْثَى، وإِن بَدا لَكَ مِنْهَا ... آيةُ الحُبِّ، حُبُّها خَيْتَعُورُ كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِتَاءٍ ذَاتِ نُقْطَتَيْنِ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلسُّلْطَانِ الخَيْتَعُورُ. والخَيْتَعُورُ: دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاءُ تَكُونُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ لَا تَلْبَثُ فِي مَوْضِعٍ إِلَّا رَيْثَما تَطْرِفُ. والخَيْتَعُور: الدَّاهِيَةُ. ونَوًى خَيْتَعُورٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَسْتَقِيمُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ: أَقولُ، وَقَدْ نَأَتْ بِهِمْ غُرْبَةُ النِّوَى: ... نَوًى خَيْتَعُورٌ لَا تَشِطُّ دِيارُك يَجُوزُ أَن تَكُونَ الدَّاهِيَةَ، وأَن تَكُونَ الْكَاذِبَةَ، وأَن تَكُونَ الَّتِي لَا تَبْقَى. ابْنُ الأَثير: ذِئْبُ الْعَقَبَةِ يُقَالُ لَهُ الخَيْتَعُورُ؛ يُرِيدُ شَيْطَانَ العَقَبَةِ فَجَعَلَ الخَيْتَعُورُ اسْمًا لَهُ، وَهُوَ كُلُّ مَنْ يَضْمَحِلُّ وَلَا يَدُومُ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ أَو لَا يَكُونُ لَهُ حَقِيقَةٌ كَالسَّرَابِ وَنَحْوِهِ، وَالْيَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ. خثر: الخُثُورَةُ: نَقِيضُ الرِّقَّةِ. والخُثُورَةُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الْخَاثِرِ، خَثَرَ اللَّبَنُ وَالْعَسَلُ وَنَحْوُهُمَا، بِالْفَتْحِ، يَخْثُر. وخَثِرَ وخَثُرَ، بِالضَّمِّ، خَثْراً وخُثُوراً وخَثارَةً وخُثُورَةً وخَثَراناً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: خَثُرَ بِالضَّمِّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِي كَلَامِهِمْ؛ قَالَ: وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ خَثِرَ، بِالْكَسْرِ؛ وأَخْثَرَه هُوَ وخَثَّرَهُ. الأَصمعي: أَخْثَرْتُ الزُّبْدَ تَرَكْتُهُ خَاثِرًا وَذَلِكَ إِذا لَمْ تُذِبْهُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا يَدْرِي «1». أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ. وخُثارَةُ الشَّيْءِ: بَقِيَّتُهُ. والخُثارُ: مَا يَبْقَى عَلَى الْمَائِدَةِ. وخَثَرَتْ نَفْسُهُ، بِالْفَتْحِ: غَثَتْ وخَبُثَتْ وثَقُلَتْ واخْتَلَطَتْ. ابْنُ الأَعرابي: خَثَرَ إِذا لَقِسَتْ نَفْسُهُ، وخَثِرَ إِذا اسْتَحْيَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَصبح رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ خَاثِرُ النَّفْسِ ؛ أَي ثَقِيلَهَا غَيْرَ طَيِّبٍ وَلَا نَشِيطٍ؛ وَمِنْهُ قَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا لِي أَرى ابْنَكِ خاثِر النَّفْسِ؟ قَالَتْ: ماتَتْ صَعْوَتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ. فَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رأَينا مِنْ خُثُورِه. وقومٌ خُثَراءُ الأَنْفُسِ وخَثْرَى الأَنفس أَي مُخْتَلِطُونَ. والخَاثِرُ والمُخْثِرُ: الَّذِي يَجِدُ الشَّيْءَ الْقَلِيلَ مِنَ الْوَجَعِ وَالْفَتْرَةِ. وخَثِرَ فُلَانٌ أَي أَقام فِي الحَيِّ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَ الْقَوْمِ إِلى المِيرةِ. خجر: الخَجَرُ: نَتْنُ السَّفِلَةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، يَعْنِي بالسَّفِلَةِ الدُّبُرَ. قَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ خِجِرٌّ، وَالْجَمْعُ الخِجِرُّونَ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الأَكل الْجَبَانُ الصَّدَّادُ عَنِ الْحَرْبِ. أَبو عَمْرٍو: الخاجِرُ صَوْتُ الْمَاءِ عَلَى سَفْحِ الْجَبَلِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُجَيْرَةُ تَصْغِيرُ الخَجْرَةِ، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ مِنَ الإِماء. والخَجْرَةُ أَيضاً: سَعَةُ رأْسِ الحُبِّ. خدر: الخِدْرُ: سِتْرٌ يُمَدُّ لِلْجَارِيَةِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ ثُمَّ صَارَ كلُّ مَا وَارَاكَ مِنْ بَيْتِ وَنَحْوِهِ خِدْراً.، وَالْجَمْعُ خُدُورٌ وأَخْدارٌ، وأَخادِيرُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وأَنشد: حَتَّى تَغَامَزَ رَبَّاتُ الأَخادِيرِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ كَانَ إِذا خُطِبَ إِليه إِحدى بَنَاتِهِ أَتى الخِدْرَ [فَقَالَ]: إِن فُلَانًا يَخْطُبُ، فإِن طَعَنَتْ فِي الخِدْرِ لَمْ يُزَوِّجْهَا ؛ مَعْنَى طَعَنَتْ فِي الْخِدْرِ دَخَلَتْ وَذَهَبَتْ كَمَا يُقَالُ طعن في

_ (1). قوله: [وَفِي الْمَثَلِ مَا يَدْرِي إلخ] يضرب للمتحير المتردد في الأَمر، وأَصله أَن المرأَة تسلأُ السمن أَي تذيبه فيختلط خاثره أَي غليظه برقيقه فلا يصفو فتبرم بأَمرها فلا تدري أَتوقد تحته حتى يصفو وتخشى إِن هي أوقدت أَن يحترق فتحار لذلك، كذا في القاموس وشرحه

الْمَفَازَةِ إِذا دَخَلَ فِيهَا؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ضَرَبَتْ بِيَدِهَا عَلَى الخِدْرِ، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: نَقَرَت الخِدْرَ مكانَ طَعَنَتْ. وَجَارِيَةٌ مُخَدَّرَةٌ إِذا أُلزمت الخِدْرَ، ومَخْدُورَة. والخِدْرُ: خَشَبَاتٌ تَنْصَبُّ فَوْقَ قَتَبِ الْبَعِيرِ مَسْتُورَةٌ بِثَوْبٍ، وَهُوَ الهَوْدَجُ؛ وَهَوْدَجٌ مَخْدُورٌ ومُخَدَّر: ذُو خِدْرٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: صَوَّى لَهَا ذَا كَدْنَةٍ فِي ظَهْرِه، ... كأَنه مُخَدَّرٌ فِي خِدْرِهِ أَراد فِي ظَهْرِهِ سَنامٌ تَامِكٌ. كأَنه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ، فأَقام الصِّفَةَ الَّتِي هِيَ قَوْلُهُ كأَنه مُخَدَّر مَقَامَ الْمَوْصُوفِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ سَنَامٌ، كَمَا قَالَ: كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِ أَي كأَنك جَمَلٌ مِنْ جِمَالِ بَنِي أُقيش، فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ واجتزأَ مِنْهُ بِالصِّفَةِ لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بِمَا يَعْنِي. وَقَدْ أَخْدَرَ الجاريةَ إِخْداراً وخَدَّرَها وخَدَرَتْ فِي خِدْرِها وتَخَدَّرَتْ هِيَ واخْتَدَرَتْ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر؛ وضَعْنَ بِذِي الجَذاءِ فُصُولَ رَيْطٍ، ... لكَيْمَا يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا وَيُرْوَى: بِذِي الجذاةِ. واخْتَدَرَتِ القارَةُ بالسَّرَابِ: اسْتَتَرَتْ بِهِ فَصَارَ لَهَا كالخِدْرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى أَتى فَلَكَ الدَّهْناءُ دُونَهُمُ، ... واعْتَمَّ قُورُ الضُّخعى بالآلِ واخْتَدَرا وخَدَّرَت الظبيةُ خِشْفَها فِي الخَمَرِ والهَبَطِ: سَتَرَتْهُ هُنَالِكَ. وخِدْرُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. وخَدَرَ الأَسدُ خُدُوراً وأَخْدَرَ: لَزِمَ خِدْرَه وأَقام، وأَخْدَرَه عَرِينُه: وَارَاهُ. والمُخْدِرُ: الَّذِي اتَّخَذَ الأَجَمَةَ خِدْراً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مَحَلًّا كَوَعْثاء القَنافِذِ ضارِباً ... بِهِ كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ والخادِرُ: الَّذِي خَدَرَ فِيهَا. وأَسَدٌ خادِرٌ: مُقِيمٌ فِي عَرِينهِ داخلٌ فِي الخِدْرِ، ومُخْدِرٌ أَيضاً. وخَدَرَ الأَسدُ فِي عَرِينهِ، وَيَعْنِي بالخِدْرِ الأَجَمَةَ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ، ... بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ خَدَرَ الأَسَدُ وأَخْدَرَ، فَهُوَ خادِرٌ ومُخْدِرٌ إِذا كَانَ فِي خِدْرِه، وَهُوَ بَيْتُهُ، وخَدَرَ بِالْمَكَانِ وأَخْدَرَ: أَقام؛ قَالَ: إِنِّي لأَرْجو مِنْ شَبِيبٍ بِرّاً ... والجَزْءَ إِنْ أَخْدَرْتُ يَوْمًا قَرَّا وأَخْدَرَ فُلَانٌ فِي أَهله أَي أَقام فِيهِمْ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: كأَنَّ تَحْتِي بازِياً رَكَّاضَا، ... أَخْدَرَ خَمْساً لَمْ يَذُقْ عَضَاضَا يَعْنِي أَقام فِي وَكْرِه. والخَدَرُ: المَطَرُ لأَنه يُخَدِّرُ الناسَ فِي بُيُوتِهِمْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ويَسْتُرونَ النَّارَ مِنْ غيرِ خَدَرْ والخَدْرَةُ: المَطْرَةُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الخَدَرُ الْغَيْمُ وَالْمَطَرُ؛ وأَنشد الرَّاجِزُ أَيضاً: لَا يُوقِدُونَ النَّارَ إِلَّا لِسَحَرْ، ... ثُمَّتَ لَا تُوقَدُ إِلَّا بالبَعَرْ، ويَسْتُرون النَّارَ مِنْ غيرِ خَدَرْ يَقُولُ: يَسْتُرُونَ النَّارَ مَخَافَةَ الأَضياف مِنْ غَيْرِ غَيْمٍ وَلَا مَطَرٍ. وَقَدْ أَخْدَرَ الْقَوْمُ: أَظلهم الْمَطَرُ؛ وَقَالَ: شمسُ النَّهارِ أَلاحَهَا الإِخْدارُ

وَيَوْمٌ خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، وَلَيْلَةٌ خَدِرَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ: وَفِي الْحَاشِيَةِ بَيْتٌ شَاهِدٌ عَلَيْهِ وَقَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ: وبِلاد زَعِل ظُلمْانُها [ظِلمْانُها]، ... كالمَخاضِ الجُرْبِ فِي اليومِ الخَدِرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ. وَالظُّلْمَانُ: ذُكُورُ النَّعَامِ، الْوَاحِدُ ظَلِيمٌ. والزَّعِلُ: النَّشِيطُ والمَرِحُ. وَالْمَخَاضُ: الْحَوَامِلُ؛ شَبَّهَ النَّعَامَ بِالْمَخَاضِ الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تُطْلَى بالقَطِرانِ وَيَصِيرُ لَوْنُهَا كَلَوْنِ النَّعَامِ، وَخَصَّ اليومَ النَّدِيَّ الْبَارِدَ لأَن الجَرْبَى يَجْتَمِعُ فِيهِ بعضُها إِلى بَعْضٍ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للعُقابِ: خُدارِيَّة لِشِدَّةِ سَوَادِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وخَدَرَ اللَّيْلُ فَيجْتابُ الخَدَر وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَصل الخُداري أَن اللَّيْلَ يُخَدِّرُ النَّاسَ أَي يُلْبِسهُم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: [والدَّجْنُ مُخْدِرٌ]. أَي مُلْبِسٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَسد. خَادِرٌ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني عُمَارَةُ لِنَفْسِهِ: فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها ... شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ أَكلها: أَبرزها، وأَصله مِنَ الانكِلالِ وَهُوَ التَّبَسُّمُ. والخَدَرُ والخَدِرُ: الظُّلْمَةُ. والخُدْرَةُ: الظُّلْمَةُ الشَّدِيدَةُ، وَلَيْلٌ أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ وخُدارِيٌّ: مُظْلِمٌ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اللَّيْلُ خَمْسَةُ أَجزاء: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ عَلَى هَذَا آخِرُ اللَّيْلِ. وأَخْدَرَ القومُ: كأَلْيَلُوا. وأَخْدَرَهُ الليلُ إِذا حَبَسَهُ، وَاللَّيْلُ مُخْدِرٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ اللَّيْلَ: ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُ والخُدارِيُّ: السَّحَابُ الأَسودُ. وَبَعِيرٌ خُدارِيٌّ أَي شَدِيدُ السَّوَادِ، وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ وَالْجَارِيَةُ الخُدارِيَّةُ الشَّعَرِ. وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سَوْدَاءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَمْ يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُ قَالَ شَمِرٌ: يَعْنِي الْوَكْرَ لَمْ يَلْفِظِ العُقابَ، جَعَلَ خُرُوجَهَا مِنَ الْوَكْرِ لَفْظًا مِثْلَ خُرُوجِ الْكَلَامِ مِنَ الْفَمِ، يَقُولُ: بَكَرَتْ هَذِهِ المرأَة قَبْلَ أَن تَطِيرَ العُقابُ مِنْ وَكْرِها؛ وَقَوْلُهُ: كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً ... تُنَشِّرُ فِي الجَوِّ مِنْهَا جَناحَا فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: تَكُونُ العُقابُ الطَّائِرَةَ، وَتَكُونُ الرايَةَ لأَن الرَّايَةَ يُقَالُ لَهَا عُقابٌ. وَتَكُونُ أَبْراداً أَي أَنهم يَبْسُطُونَ أَبْرادَهُمْ فَوْقَهُمْ. وشَعَرٌ خُدارِيٌّ: أَسود. وَكُلُّ مَا مَنَعَ بَصَرًا عَنْ شَيْءٍ، فَقَدْ أَخْدَرَهُ. والخَدَرُ: الْمَكَانُ الْمُظْلِمُ الْغَامِضُ؛ قَالَ هُدْبَةُ؛ إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ والخَدَرُ: امْذِلالٌ يَغْشَى الأَعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسدَ. وَقَدْ خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ والخَدَرُ مِنَ الشَّرَابِ وَالدَّوَاءِ: فُتُورٌ يَعْتَرِي الشاربَ وضَعْفٌ. ابْنُ الأَعرابي: الخُدْرَةُ ثِقَلُ الرِّجل وَامْتِنَاعُهَا مِنَ الْمَشْيِ. خَدِرَ خَدَراً، فَهُوَ خَدِرٌ، وأَخْدَرَهُ ذَلِكَ. والخَدَرُ فِي الْعَيْنِ: فُتُورُهَا، وَقِيلَ: هُوَ ثِقَلٌ فِيهَا مِنْ قَذًى يُصِيبُهَا؛ وَعَيْنٌ خَدْراءُ: خَدِرَةٌ. والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عِظَامُهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا، ... آخِرَ الليلِ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ

خَدِرٌ: كأَنه نَاعِسٌ. والخَدِرُ مِنَ الظِّبَاءِ: الْفَاتِرُ الْعِظَامِ. والخادِرُ: الفاتِرُ الكَسْلانُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنه رَزَقَ الناسَ الطِّلاءَ فَشَرِبَهُ رَجُلٌ فَتَخَدَّر أَي ضَعُفَ وفَتَرَ كَمَا يُصِيبُ الشاربَ قَبْلَ السُّكْرِ، وَمِنْهُ خَدَرُ اليدِ والرِّجْلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه خَدِرَتْ رِجْلُه فَقِيلَ لَهُ: مَا لرجْلكَ؟ قَالَ: اجْتَمَعَ عَصَبُها، قِيلَ: اذْكُرْ أَحَبَّ الناسِ إِليك، قَالَ: يَا محمدُ، فَبَسَطَها. والخادِرُ: المُتَحَيِّرُ. والخادِرُ والخَدُورُ مِنَ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا: المُتَخَلِّفُ الَّذِي لَمْ يَلْحَقْ، وَقَدْ خَدَرَ. وخَدَرَتِ الظَّبْيَةُ خَدْراً: تَخَلَّفَتْ عَنِ الْقَطِيعِ مِثْلَ خَذَلَتْ. والخَدُورُ مِنَ الظِّبَاءِ والإِبل: الْمُتَخَلِّفَةُ عَنِ القَطِيع. والخَدُورُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَكُونُ فِي آخِرِ الإِبل؛ وَقَوْلُ طَرَفَةَ: وتَقْصِير يومِ الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ، ... بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُمَدَّدِ «2» . أَراد: تَقْصِيرَ يَوْمِ الدَّجْنِ، والدَّجْنُ مُخْدِرٌ، الْوَاوُ وَاوُ الْحَالِ أَي فِي حَالِ إِخْدارِ الدَّجْنِ؛ وَقَوْلُهُ: ومَرَّتْ عَلَى ذاتِ التَّنانِيرِ غُدْوَةً، ... وَقَدْ رَفَعَتْ أَذْيالَ كُلِّ خَدُورِ الخَدُورُ: الَّتِي تَخَلَّفَتْ عَنِ الإِبل فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلى الَّتِي تَسِيرُ سَارَتْ مَعَهَا؛ قَالَ وَمِثْلُهُ: واحْتَثَّ مُحْتَثَّاتُها الخَدُورَا قَالَ: وَمِثلُهُ: إِذْ حُثَّ كُلُّ بازِلٍ دَفُونِ، ... حَتَّى رَفَعْنَ سَيْرَةَ اللَّجُونِ وخَدِرَ النهارُ خَدَراً، فَهُوَ خَدِرٌ: اشْتَدَّ حره وسكنت رِيحُهُ وَلَمْ تَتَحَرَّكْ فِيهِ رِيحٌ وَلَا يُوجَدُ فِيهِ رَوْحٌ. اللَّيْثُ: يَوْمٌ خَدِرٌ شَدِيدُ الْحَرِّ؛ وأَنشد: كالمَخاضِ الجُرْبِ فِي الْيَوْمِ الخَدِرْ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِالْيَوْمِ الخَدِرِ المَطِيرَ ذَا الْغَيْمِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وإِنما خَصَّ الْيَوْمَ الْمَطِيرَ بِالْمَخَاضِ الجُرْبِ لأَنها إِذا جَرِبَتْ تَوَسَّفَتْ أَوبارُها فالبَرْدُ إِليها أَسرع. والخِدارُ: عُودٌ يَجْمَعُ الدُّجْرَيْن إِلى اللُّؤَمَةِ. وخُدارُ: اسْمُ فَرَسٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلقَتَّالِ الكِلابِيِّ: وتَحْمِلُني وبِزَّةَ مَضْرَحِيٍّ، ... إِذا مَا ثَوَّبَ الدَّاعِي، خُدارُ وأَخْدَرُ: فَحْلٌ مِنَ الْخَيْلِ أُفْلِتَ فَتَوَحَّشَ وحَمَى عدَّةَ غاباتٍ وضَرَبَ فِيهَا، قِيلَ إِنه كَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ والأَخْدَرِيَّةُ مِنَ الْخَيْلِ: مَنْسُوبَةٌ إِليه. والأَخْدَرِيَّةُ مِنَ الحُمُرِ: مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْلٍ يُقَالُ لَهُ الأَخْدَرُ: قِيلَ: هُوَ فَرَسٌ، وَقِيلَ: هُوَ حِمَارٌ، وَقِيلَ: الأَخْدَرِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى الْعِرَاقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ للأَخْدَرِيَّة مِنَ الحُمُرِ: بناتُ الأَخْدَرِ. والأَخْدَرِيُّ: الحمارُ الوَحْشِيُّ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: والأَخْدَريُّ مِنْ نَعْتِ حِمَارِ الوحشِ كأَنه نُسِبَ إِلى فَحْلٍ اسْمُهُ أَخْدَرُ؛ قَالَ: والخُدْرَةُ اسْمُ أَتان كَانَتْ قَدِيمَةً فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَخْدَرِيُّ مَنْسُوبًا إِليها. الأَصمعي: إِذا تَخَلَّفَ الْوَحْشِيُّ عَنِ الْقَطِيعِ قِيلَ: خَدَرَ وخَذَلَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخُدَرِيُّ الْحِمَارُ الأَسود. الأَصمعي: يَقُولُ عاملُ الصَّدَقَاتِ: لَيْسَ لِي حَشَفَةٌ وَلَا خَدِرَةٌ؛ فَالْحَشَفَةُ: الْيَابِسَةُ، والخَدِرَةُ: الَّتِي

_ (2). رواية ديوان طرفة لهذا البيت: وتقصيرُ يومِ الدَّجْنِ والدَّجنُ مُعْجِبٌ ... ببَهكَنةٍ تحتَ الطَّرافِ المعَمَّدِ

تَقَعُ مِنَ النَّخْلِ قَبْلَ أَن تَنْضَجَ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار: اشْتَرَطَ أَن لَا يأْخذ تَمْرَةً خَدِرَةً ؛ أَي عَفِنَةً، وَهِيَ الَّتِي اسْوَدَّ بَاطِنُهَا. وَبَنُو خُدْرَةَ: بَطْنٌ مِنَ الأَنصار مِنْهُمْ أَبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ. وخَدُورَةُ: مَوْضِعٌ ببلاد بني الحرث بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: دَعَتْني، وفاضَتْ عَيْنُها بِخَدُورَةٍ، ... فَجِئتُ غِشاشاً، إِذْ دَعَتْ أُمُّ طارِقِ خذر: الأَزهري أَبو عَمْرٍو: الخاذِرُ الْمُسْتَتِرُ مِنْ سُلْطَانٍ أَو غَرِيمٍ. ابْنُ الأَعرابي: الخُذْرَةُ الخُذْرُوفُ، وَتَصْغِيرُهَا خُذَيْرَةٌ. خذفر: الخَذَنْفَرَةُ: الخَفْخافَةُ الصَّوْتِ كأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِنْ مَنْخَرَيْها، ذَكَرَهُ الأَزهري فِي الخماسي. خرر: الخَرِيرُ: صَوْتُ الْمَاءِ وَالرِّيحِ والعُقاب إِذا حَفَّتْ، خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ خَرِيراً وخَرْخَرَ، فَهُوَ خارٌّ؛ قَالَ اللَّيْثُ: خَرِيرُ العُقاب حَفِيفُه؛ قَالَ: وَقَدْ يُضَاعَفُ إِذا تُوُهِّمَ سُرْعَة الخَرِيرِ فِي القَصَبِ وَنَحْوِهِ فَيُحْمَلُ عَلَى الخَرْخَرَةِ، وأَما فِي الْمَاءِ فَلَا يُقَالُ إِلَّا خَرْخَرَةً. والخَرَّارَةُ: عَيْنُ الماءِ الجارِيَةُ، سُمِّيَتْ خَرَّارَةً لِخَرِيرِ مَائِهَا، وَهُوَ صَوْتُهُ. وَيُقَالُ لِلْمَاءِ الَّذِي جَرَى جَرْياً شَدِيدًا: خَرَّ يَخِرُّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: خَرَّ الماءُ يَخِرُّ، بِالْكَسْرِ، خَرّاً إِذا اشْتَدَّ جَرْيُه؛ وعينٌ خَرَّارَةٌ، وخَرَّ الْمَاءُ الأَرضَ خَرّاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ. مَنْ أَدخل أُصْبُعَيْهِ فِي أُذنيه سَمِعَ خَرِيرَ الكَوْثَرِ ؛ خَرِيرُ الْمَاءِ: صَوْتُه، أَراد مِثْلَ صَوْتِ خَرِيرِ الْكَوْثَرِ. وَفِي حَدِيثٍ قُسٍّ: وإِذا أَنا بِعَيْنٍ خَرَّارَةٍ أَي كَثِيرَةِ الجَرَيانِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الخَرَّارِ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الأُولى، مَوْضِعٌ قُرْبَ الجُحْفَةِ بَعَثَ إِليه رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَعْدَ بْنَ أَبي وَقَّاصٍ فِي سَرِيَّةٍ. وخَرَّ الرجلُ فِي نَوْمِهِ: غَطَّ، وَكَذَلِكَ الهِرَّةُ والنَّمِرُ، وَهِيَ الخَرْخَرَةُ. والخَرْخَرَةُ: صوتُ النائِم والمُخْتَنِقِ؛ يُقَالُ: خَرَّ عِنْدَ النَّوْمِ وخَرْخَرَ بِمَعْنًى. وهِرَّةٌ خَرُورٌ: كَثِيرَةُ الخَرِيرِ فِي نَوْمِهَا؛ وَيُقَالُ: للهِرَّةِ خُرُورٌ فِي نَوْمِهَا. والخَرْخَرَةُ: صوتُ النَّمِر فِي نَوْمِهِ، يُخَرْخِرُ خَرْخَرَةً ويَخِرُّ خَرِيراً؛ وَيُقَالُ لِصَوْتِهِ: الخَرِيرُ والهَرِيرُ والغَطِيطُ. والخَرْخَرَةُ: سُرْعَةُ الخَرِير فِي القَصَب وَنَحْوِهَا. والخَرَّارَةُ: عُودٌ نَحْوَ نِصْفِ النَّعْلِ يُوثَقُ بِخَيْطٍ فَيُحَرَّكُ الخَيْطُ وتُجَرُّ الخَشَبَةُ فَتُصَوِّتُ تِلْكَ الخَرَّارَةُ؛ وَيُقَالُ لخُذْرُوف الصَّبِي الَّتِي يُدِيرُها: خَرَّارَةٌ، وَهُوَ حِكَايَةُ صَوْتِهَا: خِرْخِرْ. والخَرَّارَةُ: طَائِرٌ أَعظم مِنَ الصُّرَدِ وأَغلظ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ فِي الصَّوْتِ، وَالْجَمْعُ خَرَّارٌ؛ وَقِيلَ: الخَرَّارُ واحِدٌ؛ وإِليه ذَهَبَ كُرَاعٌ. وخَرَّ الحَجَرُ يَخُرُّ خُرُوراً: صَوَّتَ فِي انْحِدَارِهِ، بِضَمِّ الْخَاءِ، مِنْ يَخُرُّ. وخَرَّ الرجلُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْجَبَلِ خُرُوراً. وخَرَّ الحَجَرُ إِذا تَدَهْدَى مِنَ الْجَبَلِ. وخَرَّ الرجلُ يَخُرُّ إِذا تَنَعَّمَ. وخَرَّ يَخُرُّ إِذا سَقَطَ، قَالَهُ بِضَمِّ الْخَاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: يَقُولُ خَرَّ يَخِرُّ، بِكَسْرِ الْخَاءِ. والخُرْخُورُ: الرَّجُلُ النَّاعِمُ فِي طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَلِبَاسِهِ وَفِرَاشِهِ. والخارُّ: الَّذِي يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ مَكَانٍ لَا تَعْرِفُهُ؛ يُقَالُ: خَرَّ عَلَيْنَا ناسٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ. وخَرَّ الرجلُ: هَجَمَ عَلَيْكَ مِنْ مَكَانٍ لَا تَعْرِفُهُ. وخَرَّ القومُ: جَاؤُوا مِنْ بَلَدٍ إِلى آخَرَ، وَهُمُ الخَرَّارُ والخَرَّارَةُ. وخَرُّوا

أَيضاً: مَرُّوا، وَهُمُ الخَرَّارَةُ لِذَلِكَ. وخَرَّ الناسُ مِنَ الْبَادِيَةِ فِي الجَدْبِ: أَتوا. وخَرَّ الْبِنَاءُ: سَقَطَ. وخَرَّ يَخِرُّ خَرّاً: هَوَى مِنْ عُلْوٍ إِلى أَسفل. غَيْرُهُ: خَرَّ يَخِرُّ ويَخُرُّ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، إِذا سَقَطَ مِنْ عُلْوٍ. وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ: إِلَّا خَرَّت خَطَايَاهُ ؛ أَي سَقَطَتْ وَذَهَبَتْ، وَيُرْوَى جَرَتْ، بِالْجِيمِ، أَي جَرَتْ مَعَ مَاءِ الْوُضُوءِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ الْحَرْثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: خَرِرْتَ مِنْ يَدَيْكَ أَي سَقَطْتَ مِنْ أَجل مَكْرُوهٍ يُصِيبُ يَدَيْكَ مِنْ قَطْعٍ أَو وَجَعٍ، وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الخجلِ؛ يُقَالُ: خَرِرْتُ عَنْ يدِي أَي خَجِلْتُ، وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَقَطْتَ إِلى الأَرض مِنْ سَبَبِ يَدَيْكَ أَي مِنْ جِنَايَتِهِمَا، كَمَا يُقَالُ لِمَنْ وَقَعَ فِي مَكْرُوهٍ: إِنما أَصابه ذَلِكَ مِنْ يَدِهِ أَي مِنْ أَمر عَمِلَهُ، وَحَيْثُ كَانَ الْعَمَلُ بِالْيَدِ أُضيف إِلَيْهَا. وخَرَّ لِوَجْهِهِ يَخِرُّ خَرّاً وخُرُوراً: وَقَعَ كَذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ . وخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا يَخِرُّ خُرُوراً أَي سَقَطَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ؛ قيل: خَرُّوا لله سُجَّدًا، وَقِيلَ: إِنهم إِنما خَرُّوا لِيُوسُفَ لِقَوْلِهِ فِي أَوّل السُّورَةِ: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً ؛ تأْويله: إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا سَامِعِينَ مُبْصِرِينَ لِمَا أُمروا بِهِ وَنُهُوا عَنْهُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: بأَيْدِي رِجالٍ لَمْ يَشِيمُوا سُيوفَهُمْ، ... وَلَمْ تَكْثُر القَتْلَى بِهَا حِينَ سُلَّتِ أَي شَامُوا سُيُوفَهُمْ وَقَدْ كَثُرَتِ الْقَتْلَى. وخَرَّ أَيضاً: مَاتَ، وَذَلِكَ لأَن الرَّجُلَ إِذا ماتَ خَرَّ. وَقَوْلُهُ: بايعتُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ لَا أَخرَّ إِلَّا قَائِمًا ؛ مَعْنَاهُ أَنْ لَا أَمُوتَ لأَنه إِذا مَاتَ فَقَدْ خَرَّ وَسَقَطَ، وَقَوْلُهُ إِلَّا قَائِمًا أَي ثَابِتًا عَلَى الإِسلام؛ وَسُئِلَ إِبراهيم الحَرْبِيُّ عَنْ قَوْلِهِ: أَنْ لَا أَخِرَّ إِلَّا قَائِمًا ، فَقَالَ: إِني لَا أَقع فِي شَيْءٍ مِنْ تِجَارَتِي وأُموري إِلَّا قمتُ بِهَا مُنْتَصِبًا لَهَا. الأَزهري: وَرُوِيَ عَنْ حَكِيم بنِ حِزامٍ أَنه أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أُبايعك أَنْ لَا أَخِرَّ إِلَّا قَائِمًا ، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ أَن لَا أُغبن وَلَا أَغبن، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لستَ تُغْبَنُ فِي دِينِ اللَّهِ وَلَا فِي شَيْءٍ مِنْ قِبَلِنا وَلَا بَيْعٍ ؛ قَالَ: وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَما مِنْ قِبَلِنَا فَلَسْتَ تَخِرُّ إِلَّا قَائِمًا أَي لَسْنَا نَدْعُوكَ وَلَا نُبَايِعُكَ إِلَّا قَائِمًا أَي عَلَى الْحَقِّ؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: لَا أَموت إِلَّا مُتَمَسِّكًا بالإِسلام، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا أَقع فِي شَيْءٍ مِنْ تِجَارَتِي وأُموري إِلَّا قمتُ مُنْتَصِبًا لَهُ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا أُغبن وَلَا أَغبن؛ وخَرَّ الميتُ يَخِرُّ خَرِيراً، فَهُوَ خارٌّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الأَخفش: خَرَّ صَارَ فِي حَالِ سُجُودِهِ؛ قَالَ: وَنَحْنُ نَقُولُ، يَعْنِي الْكُوفِيِّينَ، بِضَرْبَيْنِ بِمَعْنَى سَجَدَ وَبِمَعْنَى مَرَّ مِنَ الْقَوْمِ الخَرَّارَةِ الَّذِينَ هُمُ المارَّةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُ ؛ ويَجُوزُ أَن تَكُونَ خَرَّ هُنَا بِمَعْنَى وَقَعَ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ بِمَعْنَى مَاتَ. وخُرَّ إِذا أُجْرِيَ. وَرَجُلٌ خارٌّ: عاثِرٌ بَعْدَ استقامةٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ الَّذِي عَسَا بَعْدَ اسْتِقَامَةٍ. والخِرِّيانُ: الجَبَانُ، فِعْلِيانٌ مِنْهُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ. والخَرِيرُ: الْمَكَانُ الْمُطَمْئِنُ بَيْنَ الرَّبْوَتَيْنِ يَنْقَادُ، وَالْجَمْعُ أَخِرَّةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

بأَخِرَّةِ الثَّلَبُوتِ، يَرْبأُ فَوْقَها ... قَفْرَ المراقِبِ خَوْفُها آرامُها «3» . فأَما الْعَامَّةُ فَتَقُولُ أَحزَّة، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وإِنما هُوَ بِالْخَاءِ. والخُرُّ: أَصل الأُذن فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والخُرُّ أَيضاً: حَبَّةٌ مدوّرةُ صفَيْراءُ فِيهَا عُلَيْقِمَةٌ يَسِيرَةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ فَارِسِيَّةٌ. وتَخَرْخَرَ بَطْنُه إِذا اضْطَرَبَ مَعَ العِظَمِ، وَقِيلَ: هُوَ اضْطِرَابُهُ مِنَ الْهُزَالِ؛ وأَنشد قَوْلَ الْجَعْدِيِّ: فأَصْبَحَ صِفْراً بَطْنُه قَدْ تَخَرْخَرَا وَضَرَبَ يَدَهُ بِالسَّيْفِ فأَخَرَّها أَي أَسقطها؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والخُرُّ مِنَ الرَّحَى: اللَّهْوَةُ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُلْقِي فِيهِ الْحِنْطَةَ بِيَدِكَ كالخُرِّيِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وخُذْ بِقَعْسَرِيِّها، ... وأَلْهِ فِي خُرِّيّها، تُطْعِمْكَ مِنْ نَفِيِّها والنَّفِيُّ، بِالْفَاءِ: الطَّحِينُ، وَعَنَى بالقَعْسَرِيّ الْخَشَبَةَ الَّتِي تُدَارُ بِهَا الرَّحَى. خزر: الخَزَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: كسْرُ الْعَيْنِ بَصَرَها خِلْقَةً وَقِيلَ: هُوَ ضِيقُ الْعَيْنِ وَصِغَرُهَا، وَقِيلَ: هُوَ النَّظَرُ الَّذِي كأَنه فِي أَحد الشِّقَّينِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَفْتَحَ عَيْنَهُ وَيُغْمِضَهَا، وَقِيلَ: الخَزَرُ هُوَ حَوَلُ إِحدى الْعَيْنَيْنِ، والأَحْوَلُ: الَّذِي حَوِلَتْ عَيْنَاهُ جَميعاً، وَقِيلَ: الأَخْزَرُ الَّذِي أَقبلت حَدَقَتاه إِلى أَنفه، والأَحول: الَّذِي ارْتَفَعَتْ حَدَقَتَاهُ إِلى حَاجِبَيْهِ؛ وَقَدْ خَزِرَ خَزَراً، وَهُوَ أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ، وَقَوْمٌ خُزْرٌ؛ وَيُقَالُ: هُوَ أَن يَكُونَ الإِنسان كأَنه يَنْظُرُ بمُؤْخُرِها؛ قَالَ حَاتِمٌ: ودُعيتُ فِي أُولى النَّدِيِّ، وَلَمْ ... يُنْظَرْ إِلَيَّ بِأَعْيُنٍ خُزْرِ وتَخازَرَ: نَظَرَ بمُؤْخُرِ عَيْنِهِ. والتَّخازُرُ: استعمالُ الخَزَرِ عَلَى مَا اسْتَعْمَلَهُ سِيبَوَيْهِ فِي بَعْضِ قَوَانِينِ تَفاعَلَ؛ قَالَ: إِذا تَخازَرْتُ وَمَا بِي مِنْ خَزَرْ فَقَوْلُهُ وَمَا بِي مِنْ خَزَرٍ يَدُلُّكَ عَلَى أَن التَّخازُرَ هَاهُنَا إِظهار الخَزرِ وَاسْتِعْمَالُهُ. وتَخازَرَ الرجلُ إِذا ضَيَّقَ جَفْنَهُ لِيُحَدِّدَ النَّظَرَ، كَقَوْلِكَ: تعامَى وتَجاهَلَ. ابْنُ الأَعرابي: الشيخ يُخَزِّرُ عَيْنَيْهِ لِيَجْمَعَ الضَّوْءَ حَتَّى كأَنهما خِيطَتَا، والشابُّ إِذا خَزَّرَ عَيْنَيْهِ فإِنه يَتَداهَى بِذَلِكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا وَيْحَ هَذَا الرأْسِ كَيْفَ اهْتَزَّا، ... وحِيصَ مُوقاهُ وقادَ العَنْزَا؟ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا انْحَنَى مِنَ الكِبَرِ: قادَ العَنْزَ، لأَن قَائِدَهَا يَنْحَنِي. والخَزَرُ: جِيلٌ خُزْرُ الْعُيُونِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: كأَني بِهِمْ خُنْسُ الأُنُوف خُزْرُ الْعُيُونِ. والخُزْرَةُ: انقلابُ الْحَدَقَةِ نَحْوَ اللِّحاظ، وَهُوَ أَقبح الحَوَلِ؛ وَرَجُلٌ خَزَرِي وَقَوْمٌ خُزْرٌ. وخَزَرَهَ يَخْزُرُه خَزْراً: نَظَرَهُ بِلِحاظِ عَيْنِهِ؛ وأَنشد: لَا تَخْزُرِ القومَ شَزْراً عَنْ مُعارَضَةٍ وعدوٌّ أَخْزَرُ الْعَيْنِ: يَنْظُرُ عَنْ مُعَارَضَةٍ كالأَخْزَرِ الْعَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: الخازِرُ الدَّاهِيَةُ مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ الأَعرابي:

_ (3). قوله: [بأَخرة الثلبوت] بفتح المثلثة واللام وضم الموحدة وسكون الواو فمثناة فوقية: واد فيه مياه كثيرة لبني نصر بن قعين كما في ياقوت

خَزَر «1». إِذا تَداهَى، وخَزِرَ إِذا هَرَبَ. والخِنْزِيرُ: مِنَ الْوَحْشِ الْعَادِيِّ مَعْرُوفٌ، مأْخوذ مِنَ الخَزَرِ لأَن ذَلِكَ لَازِمٌ لَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ رُبَاعِيٌّ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَتِهِ. والخَزِيرَةُ والخَزِيرُ: اللَّحْمُ الغابُّ يؤْخذ فَيُقَطَّعُ صِغَارًا فِي القِدْرِ ثُمَّ يُطْبَخُ بِالْمَاءِ الْكَثِيرِ وَالْمِلْحِ، فإِذا أُميت طَبْخاً ذرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيقَ فَعُصِدَ بِهِ ثُمَّ أُدِمَ بأَيِّ أَدَامٍ شِيءَ، وَلَا تَكُونُ الخَزِيرَةُ إِلا وَفِيهَا لَحْمٌ، فإِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا لَحْمٌ فَهِيَ عَصِيدَة، قَالَ جَرِيرٌ: وُضِعَ الخَزِيرُ فَقِيلَ: أَيْنَ مُجاشِعُ؟ ... فَشَحَا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ وَقِيلَ: الخَزِيرَةُ مَرَقَة، وَهِيَ أَن تُصَفَّى بُلالَةُ النُّخالة ثُمَّ تُطْبَخَ، وَقِيلَ: الخَزِيرَةُ والخَزِيرُ الحَسَا مِنَ الدَّسَمِ وَالدَّقِيقِ، وَقِيلَ: الحَسَا مِنَ الدَّسَمِ؛ قَالَ: فَتَدْخُلُ أَيْدٍ فِي حَناحِرَ أُقْنِعَتْ، ... لِعادَتِها، مِنَ الخَزِيرِ المُعَرَّفِ أَبو الْهَيْثَمِ: أَنه كَتَبَ عَنْ أَعرابي قَالَ: السَّخِينَةُ دَقِيقٌ يُلْقَى عَلَى مَاءٍ أَو عَلَى لَبَنٍ فَيُطْبَخُ ثُمَّ يُؤْكَلُ بِتَمْرٍ أَو بحَساً، وَهُوَ الحَسَاء، قَالَ: وَهِيَ السَّخُونَةُ أَيضاً، وَهِيَ النَّفِيتَةُ والحُدْرُقَّةُ والخَزِيرَةُ، والحَرِيرَةُ أَرَقُّ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عِتْبان «2»: أَنه حَبَسَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، عَلَى خَزِيرَةٍ تُصْنَعُ لَهُ ، وَهُوَ مَا فَسَّرْنَاهُ، وَقِيلَ: إِذا كَانَتْ مِنْ لَحْمٍ فَهِيَ خَزِيرَةٌ، وَقِيلَ: إِن كَانَتْ مِنْ دَقِيقٍ فَهِيَ حَرِيرَةٌ، وإِن كَانَتْ مِنْ نُخَالَةٍ فَهِيَ خَزِيرَةٌ. والخُزرَةُ، مِثْلُ الهُمَزة، وَذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فُعَلةٍ: دَاءٌ يأْخذ فِي مُسْتَدَقِّ الظَّهْرِ بِفَقْرَةِ القَطَنِ؛ قَالَ يَصِفُ دَلْوًا: دَاوِ بِهَا ظَهْرَكَ مِنْ تَوْجاعِه، ... مِنْ خُزَراتٍ فِيهِ وانْقِطَاعِه وَقَالَ: بِهَا يَعْنِي الدَّلْوَ، أَمره أَن يَنْزِعَ بِهَا عَلَى إِبله، وَهَذَا لَعِبٌ منه وهزؤ. والخَيْزَرَى والخَوْزَرَى والخَيْزَلى والخَوْزَلى: مِشْيَةٌ فِيهَا ظَلَعٌ أَو تَفَكُّكٌ أَو تَبَخْتُرٌ؛ قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: والنَّاشِئات المَاشِيات الخَوْزَرَى، ... كَعُنُقِ الآرامِ أَوْفَى أَوْ صَرَى مَعْنَى أَوفى: أَشرف، وصَرَى: رَفَعَ رأْسه. والخَيْزُرانُ: عُودٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخَيْزُرَانُ نَبَاتٌ لَيِّنُ القُضْبَانِ أَمْلَسُ الْعِيدَانِ لَا يَنْبُتُ بِبِلَادِ الْعَرَبِ إِنما يَنْبُتُ بِبِلَادِ الرُّومِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أَتَاني نَصْرُهُمْ، وهُمُ بَعِيدٌ، ... بِلادُهُمُ بِلادُ الخَيْزُرانِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ بِالْبَادِيَةِ وَقَوْمُهُ الَّذِينَ نَصَرُوهُ بالأَرياف وَالْحَوَاضِرِ، وَقِيلَ: أَراد أَنهم بَعِيدٌ مِنْهُ كَبُعْدِ بِلَادِ الرُّومِ، وَقِيلَ: كلُّ عُودٍ لَدْنٍ مُتَثَنٍّ خَيْزُرانٌ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ، وَهُوَ عُرُوقُ القَنَاةِ، وَالْجَمْعُ الخَيازِرُ. والخَيْزُرانُ: الْقَصَبُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ سَحَابًا: كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ، ... يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ

_ (1). قوله: [ابن الأَعرابي خزر إلخ] الأولى من باب كتب، والثانية من باب فرح لا كما يقتضيه صنيع القاموس من أَنهما من باب كتب، فقد نقل شارحه عن الصاغاني ما ذكرنا (2). قوله: [عتبان] هو ابن مالك، كان إمام قومه فأَنكر بصره، فسأَل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، أن يصلي في مكان من بيته يتخذه مصلى، ففعل وحبسه على خزيرة صنعها له، كذا بهامش النهاية

وَقَدْ جَعَلَهُ الرَّاجِزُ خَيْزُوراً فَقَالَ: مُنْطَوِياً كالطَّبقِ الخَيْزُورِ والخَيْزُرانُ: الرِّمَاحُ لتثنِّيها وَلِينِهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: جَهِلْتُ مِنْ سَعْدٍ وَمِنْ شُبَّانِها، ... تَخْطِرُ أَيْدِيها بِخَيْزُرانها يَعْنِي رِمَاحَهَا. وأَراد جَمَاعَةً تَخْطِرُ أَو عُصْبَةً تَخْطِرُ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ وأَقام الصِّفَةَ مَقَامَهُ. والخَيْزُرانَةُ: السُّكَّانُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ الفُراتَ وَقْتَ مَدِّهِ: يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلَّاحُ مُعْتَصِماً ... بالخَيْزُرانَةِ، بعدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ أَبو عُبَيْدٍ: الخَيْزُرانُ السُّكَّانُ، وَهُوَ كَوْثَلُ السَّفِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الشَّيْطَانَ لَمَّا دَخَلَ سَفِينَةَ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ: اخْرُجْ يَا عَدُوَّ اللهِ مِنْ جَوْفِها فَصَعِدَ عَلَى خَيْزُرانِ السَّفِينَةِ ؛ هُوَ سُكَّانُها، وَيُقَالُ لَهُ خَيْزُرانَةٌ، وكلُّ غُصْنٍ مُتَثَنٍّ: خَيْزُرانٌ؛ وَمِنْهُ شِعْرُ الْفَرَزْدَقِ فِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ زَيْنَ الْعَابِدِينَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فِي كَفِّه خَيْزُرانٌ، رِيحُهُ عَبِقٌ ... مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ، فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ المُبَرِّدُ: الخَيْزُرانُ المُرْدِيُّ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ المَلَّاحِ: والخَيْزُرانَةُ فِي يَدِ المَلَّاحِ يَعْنِي المُرْدِيَّ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: والخَيْزُرانُ كُلُّ غُصْنٍ لَيِّنٍ يَتَثَنَّى. قَالَ: وَيُقَالُ للمُرْدِيِّ خَيْزُران إِذا كَانَ يَتَثَنَّى؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ، فَجُعِلَ المِزمار خَيْزُراناً لأَنه مِنَ الْيَرَاعِ، يَصِفُ الأَسد: كأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خالَطَ جَوْفَهُ، ... إِذا جَنَّ فِيهِ الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ والمُثَجَّرُ: المُثَقَّبُ المُفَجَّرُ؛ يَقُولُ: كأَنَّ فِي جَوْفِهِ الْمَزَامِيرَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كُلُّ لَيِّنٍ مِنْ كُلِّ خَشَبَةٍ خَيْزُران. قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: الخَيْزُرانُ لِجَامُ السَّفِينَةِ الَّتِي بِهَا يَقُومُ السُّكَّانُ، وَهُوَ فِي الذَّنَبِ. وخَيْزَرٌ: اسْمٌ. وخَزَارَى: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: ونَحْنُ غَداةَ أُوقِدَ فِي خَزَارَى، ... رَفَدْنا فوقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا » . وخازِرٌ: كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ إِبراهيم بْنِ الأَشتر وَبَيْنَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، وَيَوْمَئِذٍ قُتِلَ ابْنُ زياد. خزبزر: خَزَبْزَرٌ: سَيِّءُ الخُلُقِ. خسر: خَسِرَ خَسَرَ خَسْراً «2». وخَسَراً وخُسْراناً وخَسَارَةً وخَسَاراً، فَهُوَ خاسِر وخَسِرٌ، كُلُّهُ: ضَلَّ. والخَسَار والخَسارة والخَيْسَرَى: الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ، وَالْيَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ؛ الْفَرَّاءُ: لَفِي عُقُوبَةٍ بِذَنْبِهِ وأَن يَخْسَر أَهله وَمَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّةِ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ . وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَ مُؤْمِنٍ وَلَا كَافِرٍ إِلا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وأَهل وأَزواج، فَمَنْ أَسلم سَعِدَ وَصَارَ إِلى مَنْزِلِهِ، وَمَنْ كَفَرَ صَارَ مَنْزِلُهُ وأَزواجه إِلى مَنْ أَسلم وَسَعِدَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ؛ يَقُولُ: يَرِثُونَ مَنَازِلَ الْكُفَّارِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ* ؛ يَقُولُ: أَهلكوهما؛ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ غَبِنُوهما. ابْنُ الأَعرابي: الْخَاسِرُ الَّذِي ذَهَبَ مَالُهُ وَعَقْلُهُ أَي خَسِرَهُمَا. وخَسِرَ التَّاجِرُ: وُضِعَ فِي تِجَارَتِهِ أَو غَبِنَ،

_ (1). ويروى: خَزازى في معلقة عمرو بن كلثوم (2). قوله: [خسر خسراً إلخ] ترك مصدرين خسراً، بضم فسكون، وخسراً، بضمتين كما في القاموس

والأَوّل هُوَ الأَصل. وأَخْسَرَ الرجلُ إِذا وَافَقَ خُسْراً فِي تِجَارَتِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا ؛ قَالَ الأَخفش: وَاحِدُهُمُ الأَخْسَرُ مِثْلُ الأَكْبَرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ؛ ابْنُ الأَعرابي: أَي غَيْرَ إِبعاد مِنَ الْخَيْرِ أَي غَيْرَ تَخْسِيرٍ لَكُمْ لَا لِي. وَرَجُلٌ خَيْسَرَى: خاسِرٌ، وَفِي بَعْضِ الأَسجاع: بفِيهِ البَرَى، وحُمَّى خَيْبَرَى، وشَرُّ مَا يُرَى، فإِنه خَيْسَرَى؛ وَقِيلَ: أَراد خَيْسَرٌ فَزَادَ للإِتباع؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ خَيْسَرَى إِلا فِي هَذَا السَّجْعِ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ ذُكِرَ الخَيْسَرَى، وَهُوَ الَّذِي لَا يُجِيبُ إِلى الطَّعَامِ لِئَلَّا يَحْتَاجُ إِلى المكافأَة، وَهُوَ مِنَ الخَسَارِ. والخَسْرُ والخُسْرانُ: النَّقْصُ، وَهُوَ مِثْلُ الفَرْقِ والفُرْقانِ، خَسِرَ يَخْسَرُ «1». خُسْراناً وخَسَرْتُ الشيءَ، بِالْفَتْحِ، وأَخْسَرْتُه: نَقَصْتُه. وخَسَرَ الوَزْنَ والكيلَ خَسْراً وأَخْسَرَهُ: نَقَصَهُ. وَيُقَالُ: كِلْتُه ووَزَنْتُه فأَخْسَرْته أَي نَقَصْتُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ؛ الزَّجَّاجُ: أَي يَنْقُصُون فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ. قَالَ: وَيَجُوزُ فِي اللُّغَةِ يَخْسِرُون، تَقُولُ: أَخْسَرْتُ الميزانَ وخَسَرْتُه، قَالَ: وَلَا أَعلم أَحداً قرأَ يَخْسِرُونَ. أَبو عَمْرٍو: الْخَاسِرُ الَّذِي يُنْقِصُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِذا أَعطى، وَيَسْتَزِيدُ إِذا أَخذ. ابْنُ الأَعرابي: خَسَرَ إِذا نَقَصَ مِيزَانًا أَو غَيْرَهُ، وخَسِرَ إِذا هَلَكَ. أَبو عُبَيْدٍ: خَسَرْتُ الْمِيزَانَ وأَخْسَرْتُه أَي نَقَصْتُهُ. اللَّيْثُ: الخاسِرُ الَّذِي وُضِعَ فِي تِجَارَتِهِ، وَمَصْدَرُهُ الخَسَارَةُ والخَسْرُ، وَيُقَالُ: خَسِرَتْ تِجَارَتُهُ أَي خَسِرَ فِيهَا، ورَبِحَتْ أَي رَبِحَ فِيهَا. وصَفْقَةٌ خَاسِرَةٌ: غَيْرُ رَابِحَةٍ، وكَرَّةٌ خَاسِرَةٌ: غَيْرُ نَافِعَةٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وصَفَقَ صَفْقَةً خاسِرَةً أَي غَيْرَ مُرْبِحَةٍ، وكَرَّ كَرَّةً خاسِرَةً أَي غَيْرَ نَافِعَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ . وقوله عزل وَجَلَّ: وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ . وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ ؛ الْمَعْنَى: تَبَيَّنَ لَهُمْ خُسْرانُهم لَمَّا رأَوا الْعَذَابَ وإِلَّا فَهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ فِي كُلِّ وَقْتٍ. والتَّخْسِيرُ: الإِهلاك. والخَنَاسِيرُ: الهُلَّاكُ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذا مَا نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ، ... بَغَاها خَنَاسِيراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا وَفِي بَغَاهَا ضَمِيرٌ مِنَ الجَدِّ هُوَ الْفَاعِلُ، يَقُولُ: إِنه شَقِيُّ الجَدِّ إِذا نُتِجَتْ أَربعٌ مِنْ إِبله أَربعَةَ أَولادٍ هَلَكَتْ مِنْ إِبله الكِبار أَربع غَيْرُ هَذِهِ، فَيَكُونُ مَا هَلَكَ أَكثر مِمَّا أَصاب. خشر: الخُشَارُ والخُشَارَةُ: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ رَدِيءَ الْمَتَاعِ. وخَشَرَ يَخْشِرُ خَشْراً: نَقَّى الرَّدِيءَ مِنْهُ. ومَخاشِرُ المِنْجَلِ: أَسْنانُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تُرَى لَهَا، بعْدَ إِبارَ الآبِرِ، ... صُفْرٌ وحُمْرٌ كَبُرُودِ التَّاجِرِ مآزِرٌ تُطْوَى عَلَى مآزِرِ، ... وأَثَرُ المِخْلَبِ ذِي المَخَاشِرِ يَعْنِي الحَمْلَ. وخَشَرَ خَشْراً: أَبقى عَلَى الْمَائِدَةِ الخُشَارَةَ. والخُشَارَةُ: مَا يَبْقَى عَلَى الْمَائِدَةِ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ. وخَشَرْتُ الشَّيْءَ أَخْشِرُه خَشْراً إِذا نَقَّيْتَ مِنْهُ خُشَارَتَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا ذَهَبَ الْخِيَارُ وَبَقِيَتْ خُشارَةٌ كخُشارَةِ الشَّعِيرِ لَا يُبالِي

_ (1). قوله: [خسر يخسر] من باب فرح، وقوله وخسرت الشيء إلخ من باب ضرب، كما في القاموس

بِهِمُ اللهُ بالَةً ؛ هِيَ الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والخُشارَةُ والخُشارُ مِنَ الشَّعِيرِ: مَا لَا لُبَّ لَهُ. وخُشارَةُ النَّاسِ: سَفَلَتُهم، وَفُلَانٌ مِنَ الخُشارَةِ إِذا كَانَ دُونًا؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وباعَ بَنِيهِ بعضُهم بِخُشَارَةٍ، ... وبِعْتَ لِذُبْيانَ العَلاءَ بِمَالِكَا يَقُولُ: اشْتَرَيْتَ لِقَوْمِكَ الشَّرَفَ بأَموالك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بِمَالِكِ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَهُوَ اسْمُ ابْنٍ لِعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ قَتَلَهُ بَنُو عَامِرٍ فَغَزَاهُمْ عُيَيْنَةُ فأَدرك بثأْره وَغَنِمَ؛ فَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: فِدًى لابنِ حِصْنٍ مَا أُرِيحَ فإِنه ... ثِمالُ اليتامَى، عِصْمَةٌ لِلْمَهَالِكِ وباعَ بَنِيهِ بعضُهم بِخُشارَةٍ، ... وبِعْتَ لِذُبْيانَ العَلاءَ بِمالِكِ وخَشَرْتُ الشيءَ إِذا أَرْذَلْتَهُ، فَهُوَ مَخْشُورٌ. أَبو عَمْرٍو: الخاشِرَةُ السَّفَلَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَزَادَ فَقَالَ: هُمُ الخُشار والبُشارُ والقُشارُ والسُّقاطُ والبُقاطُ والمُقاطُ. ابْنُ الأَعرابي: خَشِرَ إِذا شَرِهَ، وخَشِرَ إِذا هرب جُبْناً. خصر: الخَصْرُ: وَسَطُ الإِنسان، وَجَمْعُهُ خُصُورٌ. والخَصْرانِ والخاصِرَتانِ: مَا بَيْنَ الحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى، وَهُوَ مَا قَلَصَ عَنْهُ القَصَرَتانِ وَتَقَدَّمَ مِنَ الحَجَبَتَيْنِ، وَمَا فَوْقَ الخَصْرِ مِنَ الْجِلْدَةِ الرقيقةِ: الطِّفْطِفَةِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ ضَخْمُ الْخَوَاصِرِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنها لمُنْتَفِخَةُ الخَواصِر، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَةً ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ ... خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَي دَقِيقٌ. وَرَجُلٌ مَخْصُورُ الْبَطْنِ وَالْقَدَمِ وَرَجُلٌ مُخَصَّرٌ: ضَامِرُ الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ. ومَخْصُورٌ: يَشْتَكِي خَصْرَهُ أَو خاصِرَتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَصابني خاصِرَةٌ ؛ أَي وَجَعٌ فِي خَاصِرَتِي، وَقِيلَ: وَجَعٌ فِي الكُلْيَتَيْنِ. والاخْتِصارُ والتَّخاصُرُ: أَن يَضْرِبَ الرَّجُلُ يَدَهُ إِلى خَصْرِه فِي الصَّلَاةِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِراً، وَقِيلَ: مُتَخَصِّراً؛ قِيلَ: هُوَ مِنَ المَخْصَرَة؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى خَصْرِه. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: الاخْتِصارُ فِي الصَّلَاةِ راحَةُ أَهل النَّارِ ؛ أَي أَنه فِعْلُ الْيَهُودِ فِي صَلَاتِهِمْ، وَهُمْ أَهل النَّارِ، عَلَى أَنه لَيْسَ لأَهل النَّارِ الَّذِينَ هُمْ خَالِدُونَ فِيهَا رَاحَةٌ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَثير. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: لَيْسَ الرَّاحَةُ الْمَنْسُوبَةُ لأَهل النَّارِ هِيَ رَاحَتَهُمْ فِي النَّارِ، وإِنما هِيَ رَاحَتُهُمْ فِي صَلَاتِهِمْ فِي الدُّنْيَا، يَعْنِي أَنه إِذا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَصْرِه كأَنه اسْتَرَاحَ بِذَلِكَ، وَسَمَّاهُمْ أَهل النَّارِ لِمَصِيرِهِمْ إِليها لَا لأَن ذَلِكَ رَاحَتُهُمْ فِي النَّارِ. وَقَالَ الأَزهري فِي الْحَدِيثِ الأَوّل: لَا أَدري أَرُوي مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً، وَرَوَاهُ ابْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ مُخْتَصِرًا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ: هُوَ أَن يُصَلِّيَ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى خَصْرِهِ؛ قَالَ: وَيُرْوَى فِي كَرَاهِيَتِهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ، قَالَ: وَيُرْوَى فِيهِ الْكَرَاهَةُ عَنْ عَائِشَةَ وأَبي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَن يأْخذ بِيَدِهِ عَصًا يَتَّكِئُ عَلَيْهَا؛ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَن يقرأَ آيَةً مِنْ آخِرِ السُّورَةِ أَو آيَتَيْنِ وَلَا يقرأْ سُورَةً بِكَمَالِهَا فِي فَرْضِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: المُتَخَصِّرُون يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمُ النورُ ؛ مَعْنَاهُ الْمُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ فإِذا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيديهم عَلَى خَوَاصِرِهِمْ مِنَ التَّعَبِ؛

قَالَ: وَمَعْنَاهُ يَكُونُ أَن يأْتوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُمْ أَعمال لَهُمْ صَالِحَةٌ يَتَّكِئُونَ عَلَيْهَا، مأْخوذ مِنَ المَخْصَرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ اخْتِصارِ السَّجْدَةِ ؛ وَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَخْتَصِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا، وَالثَّانِي أَنْ يقرأَ السُّورَةَ فإِذا انْتَهَى إِلى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْ لَهَا. والمُخاصَرَةُ فِي البُضْعِ: أَن يَضْرِبَ بِيَدِهِ إِلى خَصْرها. وخَصْرُ القَدَمِ: أَخْمَصُها. وقَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ: فِي رُسْغِها تَخْصِير، كأَنه مَرْبُوطٌ أَو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ كالحَزِّ، وَكَذَلِكَ اليدُ. وَرَجُلٌ مُخَصَّرُ الْقَدَمَيْنِ إِذا كَانَتْ قَدَمُهُ تَمَسُّ الأَرض مِنْ مُقَدَّمِها وعَقِبها ويَخْوَى أَخْمَصُها مَعَ دِقَّةٍ فِيهِ. وخَصْرُ الرَّمْلِ: طَرِيقٌ بَيْنَ أَعلاه وأَسفله فِي الرِّمَالِ خَاصَّةً، وَجَمْعُهُ خُصُورٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، ... فَمَرٌّ فَأَعْلَى حَوْزِها فَخُصُورُها وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ وخَصْرُ النَّعْلِ: مَا اسْتَدَقَّ مِنْ قُدَّامِ الأُذنين مِنْهَا. ابْنُ الأَعرابي: الخَصْرانِ مِنَ النَّعْلِ مُسْتَدَقُّها. وَنَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ: لَهَا خَصْرانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن نَعْلَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَتْ مُخَصَّرَةً أَي قُطِعَ خَصْراها حَتَّى صَارَا مُسْتَدِقَّيْنِ. والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ. والخَصْرُ مِنَ السَّهْمِ: مَا بَيْنَ أَصل الفُوقِ وَبَيْنَ الرِّيشِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والخَصْرُ: مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعراب، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خُصُورٌ. غَيْرُهُ: والخَصْرُ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ لَطِيفٌ. وخاصَرَ الرجلَ: مَشَى إِلى جَنْبِهِ. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وَهُوَ أَن يأْخذ الرجلُ فِي طَرِيقٍ ويأْخذ الْآخَرُ فِي غَيْرِهِ حَتَّى يَلْتَقِيَا فِي مَكَانٍ. واخْتِصارُ الطَّرِيقِ: سلوكُ أَقْرَبِه. ومُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ: الَّتِي تَقْرُبُ فِي وُعُورِها وإِذا سَلَكَ الطَّرِيقَ الأَبعد كَانَ أَسهل. وخاصَرَ الرجلُ صَاحِبَهُ إِذا أَخذ بِيَدِهِ فِي الْمَشْيِ. والمُخاصَرَةُ: أَخْذُ الرَّجُلِ بِيَدِ الرَّجُلِ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: ثُمَّ خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْراءِ ... تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ أَي أَخذت بِيَدِهَا، تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ أَي عَلَى مَرْمَرٍ مَسْنُونٍ أَي مُمَلَّسٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ؛ أَي عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ يُرْوَى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ مَا ذَهَبَ إِليه ثَعْلَبٌ أَنه لأَبي دهْبَلٍ الجُمَحِيِّ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ بِسَنَدِهِ إِلى إِبراهيم بْنِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ أَبو دَهْبَلٍ الْجُمَحِيُّ يُرِيدُ الْغَزْوَ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا جَمِيلًا، فَلَمَّا كَانَ بِجَيْرُونَ جَاءَتْهُ امرأَة فأَعطته كِتَابًا، فَقَالَتْ: اقرأْ لِي هَذَا الْكِتَابَ، فقرأَه لَهَا ثُمَّ ذَهَبَتْ فَدَخَلَتْ قَصراً، ثُمَّ خَرَجَتْ إِليه فَقَالَتْ: لَوْ تَبَلَّغْتَ مَعِي إِلى هَذَا الْقَصْرِ فقرأْت هَذَا الْكِتَابَ عَلَى امرأَة فِيهِ كَانَ لَكَ فِي ذَلِكَ حَسَنَةٌ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، فإِنه أَتاها مِنْ غَائِبٍ يَعْنِيهَا أَمره. فَبَلَغَ مَعَهَا الْقَصْرَ فَلَمَّا دَخَلَهُ إِذا فِيهِ جوارٍ كَثِيرَةٌ، فأَغلقن عَلَيْهِ الْقَصْرَ، وإِذا امرأَة وَضِيئَةٌ فَدَعَتْهُ إِلى نَفْسِهَا فأَبى، فحُبس وَضُيِّقَ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَمُوتُ، ثُمَّ دَعَتْهُ إِلى نَفْسِهَا، فَقَالَ: أَما الْحَرَامُ فو الله لَا يَكُونُ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَتزوّجك. فَتَزَوَّجَتْهُ وأَقام مَعَهَا زَمَانًا طَوِيلًا لَا يَخْرُجُ مِنَ الْقَصْرِ حَتَّى يُئس مِنْهُ، وَتَزَوَّجَ بَنُوهُ وَبَنَاتُهُ وَاقْتَسَمُوا مَالَهُ وأَقامت زَوْجَتُهُ تَبْكِي عَلَيْهِ حَتَّى عَمِشَتْ، ثُمَّ إِن أَبا دَهْبَلٍ قَالَ لامرأَته: إِنك قَدْ أَثمت فِيَّ وَفِي وَلَدِي وأَهلي، فأْذني لِي فِي الْمَصِيرِ إِليهم

وأَعود إِليك. فأَخذت عَلَيْهِ الْعُهُودَ أَن لَا يُقِيمَ إِلا سَنَةً، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَقَدْ أَعطته مَالًا كَثِيرًا حَتَّى قَدِمَ عَلَى أَهله، فرأَى حَالَ زَوْجَتِهِ وَمَا صَارَتْ إِليه مِنَ الضُّرِّ، فَقَالَ لأَولاده: أَنتم قَدْ وَرِثْتُمُونِي وأَنا حَيٌّ، وَهُوَ حَظُّكُمْ وَاللَّهِ لَا يُشْرِكُ زَوْجَتِي فِيمَا قَدِمْتُ بِهِ مِنْكُمْ أَحد، فَتَسَلَّمَتْ جَمِيعَ مَا أَتى بِهِ، ثُمَّ إِنه اشْتَاقَ إِلى زَوْجَتِهِ الشَّامِيَّةِ وأَراد الْخُرُوجَ إِليها، فَبَلَغَهُ مَوْتُهَا فأَقام وَقَالَ: صاحِ حَيَّا الإِلَهُ حَيّاً ودُوراً، ... عِنْدَ أَصْلِ القَناةِ مِنْ جَيْرُونِ، طالَ لَيْلِي وبِتُّ كالمَجْنُونِ، ... واعْتَرَتْنِي الهُمُومُ بالماطِرُونِ عَنْ يَسارِي إِذا دَخَلْتُ من البابِ، ... وإِن كنتُ خَارِجًا عَنْ يَميني فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامِ حَتَّى ... ظَنَّ أَهْلي مُرَجَّماتِ الظُّنُونِ وهْيَ زَهْرَاءُ، مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ ... الغَوَّاصِ، مِيْزَتْ مِنْ جوهرٍ مَكنُونِ وإِذا مَا نَسَبْتَها، لَمْ تَجِدْها ... فِي سنَاءٍ مِنَ المَكارِم دونِ تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوجَ والنَّدَّ ... صِلاءً لَهَا عَلَى الكانُونِ ثُمَّ خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْراءِ ... تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ قُبَّةٌ مِنْ مَراجِلٍ ضَرَبَتْها، ... عِنْدَ حدِّ الشِّتاء فِي قَيْطُونِ ثُمَّ فارَقْتُها عَلَى خَيْرِ ما كانَ ... قَرِينٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّقِ للبَيْنِ، ... بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ الحَزِينِ قَالَ: وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى مَا يَشْهَدُ أَيضاً بأَنه لأَبي دَهْبَلٍ أَن يَزِيدَ قَالَ لأَبيه مُعَاوِيَةَ: إِن أَبا دَهْبَلٍ ذَكَرَ رَمَلَةَ ابْنَتَكَ فَاقْتُلْهُ، فَقَالَ: أَيّ شَيْءٍ قَالَ؟ فَقَالَ: قَالَ: وهي زهراء، مثل لؤلؤة ... الغَوّاص، مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَحسن، قَالَ: فَقَدْ قَالَ: وإِذا مَا نَسَبْتَهَا، لَمْ تَجِدْهَا ... فِي سَنَاءٍ مِنَ الْمَكَارِمِ دُونِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: صَدَقَ؛ قَالَ: فَقَدْ قَالَ: ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلى الْقُبَّةِ الخضراء ... تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَذَبَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ وَذِكْرِ صَلَاةِ الْعِيدِ : فَخَرَجَ مُخاصِراً مَرْوانَ؛ الْمُخَاصَرَةُ: أَن يأْخذ الرَّجُلُ بِيَدِ رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِنْدَ خَصْرِ صَاحِبِهِ. وتَخَاصَرَ القومُ: أَخذ بَعْضُهُمْ بِيَدِ بَعْضٍ. وَخَرَجَ الْقَوْمُ مُتَخَاصِرِينَ إِذا كَانَ بَعْضُهُمْ آخِذًا بِيَدِ بَعْضٍ. والمِخْصَرَةُ: كَالسَّوْطِ، وَقِيلَ: الْمِخَصَرَةُ شَيْءٌ يأْخذه الرَّجُلُ بِيَدِهِ لِيَتَوَكَّأَ عَلَيْهِ مِثْلَ الْعَصَا وَنَحْوِهَا، وَهُوَ أَيضاً مِمَّا يأْخذه الملك يشير بِهِ إِذا خَطَبَ؛ قَالَ: يَكادُ يُزِيلُ الأَرضَ وَقْعُ خِطابِهِمْ، ... إِذا وصَلُوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ واخْتَصَرَ الرَّجُلُ: أَمسك المِخْصَرَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ إِلى الْبَقِيعِ وَبِيَدِهِ مِخْصَرَةٌ لَهُ فَجَلَسَ فَنَكَتَ بِهَا فِي الأَرض ؛ أَبو عُبَيْدٍ: المِخْصَرَةُ مَا اخْتَصَر الإِنسانُ بِيَدِهِ

فأَمسكه مِنْ عَصًا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قَضِيبٍ وَمَا أَشبهها، وَقَدْ يتكأُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثلاثةَ الَّتِي إِذا تَخَصَّرُوا بِهَا سُجِدَ لَهُمْ ؛ أَي كَانُوا إِذا أَمسكوها بأَيديهم سَجَدَ لَهُمْ أَصحابهم، لأَنهم إِنما يُمْسِكُونَهَا إِذا ظَهَرُوا لِلنَّاسِ. والمِخْصَرَةُ: كَانَتْ مِنْ شِعَارِ الْمُلُوكِ، وَالْجَمْعُ الْمَخَاصِرُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَذَكَرَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: واخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ ؛ الْعَنَزَةُ شِبْهَ الْعُكَّازَةِ. وَيُقَالُ: خاصَرْتُ الرجلَ وخازَمْتُه، وَهُوَ أَن تأْخذ فِي طَرِيقٍ ويأْخذ هُوَ فِي غَيْرِهِ حَتَّى تَلْتَقِيَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: المُخَاصَرَةُ أَن يَمْشِيَ الرَّجُلَانِ ثُمَّ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَلْتَقِيَا عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ. واخْتِصارُ الْكَلَامِ: إِيجازه. وَالِاخْتِصَارُ فِي الْكَلَامِ: أَن تَدَعَ الْفُضُولَ وتَسْتَوْجِزَ الَّذِي يأْتي عَلَى الْمَعْنَى، وَكَذَلِكَ الِاخْتِصَارُ فِي الطَّرِيقِ. وَالِاخْتِصَارُ فِي الجَزِّ: أَن لَا تستأْصله. والاختصارُ: حذفُ الْفُضُولِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والخُصَيْرَى: كَالِاخْتِصَارِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَفِي الخُصَيْرَى، أَنت عِنْدَ الوُدِّ ... كَهْفُ تَمِيم كُلِّها وسَعْدِ والخَصَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: البَرْدُ يَجِدُهُ الإِنسان فِي أَطرافه. أَبو عُبَيْدٍ: الخَصِرُ الَّذِي يَجِدُ الْبَرْدَ، فإِذا كَانَ مَعَهُ جُوعٌ فَهُوَ خَرِصٌ. والخَصِرُ: البارِدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وثَغْرٌ بَارِدُ المُخَصَّرِ: المُقَبَّلِ. وخَصِرَ الرجلُ إِذا آلَمَهُ الْبَرْدُ فِي أَطرافه؛ يقال: خَصِرَتْ يَدِي. وخَصِرَ يَوْمُنَا: اشْتَدَّ برده؛ قال الشاعر: رُبَّ خالٍ ليَ، لَوْ أَبْصَرْتَهُ، ... سَبِط المِشْيَةِ فِي اليومِ الخَصِر وَمَاءٌ خَصِرٌ: بارِدٌ. خضر: الخُضْرَةُ مِنَ الأَلوان: لَوْنُ الأَخْضَرِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا يَقْبَلُهُ، وَحَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي فِي الْمَاءِ أَيضاً، وَقَدِ اخْضَرَّ، وَهُوَ أَخْضَرُ وخَضُورٌ وخَضِرٌ وخَضِيرٌ ويَخْضِيرٌ ويَخْضُورٌ؛ واليَخْضُورُ: الأَخْضَرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ كِنَاسَ الوَحْشِ: بالخُشْبِ، دونَ الهَدَبِ اليَخْضُورِ، ... مَثْواةُ عَطَّارِينَ بالعُطُورِ والخَضْرُ والمَخْضُورُ: اسْمَانِ للرَّخْصِ مِنَ الشَّجَرِ إِذا قُطِعَ وخُضِرَ. أَبو عُبَيْدٍ: الأَخْضَرُ مِنَ الْخَيْلِ الدَّيْزَجُ فِي كَلَامِ الْعَجَمِ؛ قَالَ: وَمِنَ الخُضْرَةِ فِي أَلوان الْخَيْلِ أَخْضَرُ أَحَمُّ، وَهُوَ أَدنى اللخُضْرَةِ إِلى الدُّهْمَةِ وأَشَدُّ الخُضْرَةِ سَواداً غَيْرَ أَنَّ أَقْرابَهُ وَبَطْنَهُ وأُذنيه مُخْضَرَّةٌ؛ وأَنشد: خَضْراء حَمَّاء كَلَوْنِ العَوْهَقِ قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ الأَخضر الأَحمّ وَبَيْنَ الأَحوى إِلَّا خُضْرَةُ مَنْخَرَيْهِ وَشَاكِلَتُهُ، لأَن الأَحوى تَحْمَرُّ مَنَاخِرُهُ وَتَصْفَرُّ شَاكِلَتُهُ صُفْرَةً مُشَاكَلَةً لِلْحُمْرَةِ؛ قَالَ: وَمِنَ الْخَيْلِ أَخضر أَدغم وأَخضر أَطحل وأَخضر أَورق. والحمامُ الوُرْقُ يُقَالُ لَهَا: الخُضْرُ. واخْضَرَّ الشَّيْءُ اخْضِراراً واخْضَوْضَرَ وخَضَّرْتُه أَنا، وكلُّ غَضٍّ خَضِرٌ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً ؛ قال: خَضِراً هاهنا بِمَعْنَى أَخْضَر. يُقَالُ: اخْضَرَّ، فَهُوَ أَخْضَرُ وخَضِرٌ، مِثْلُ اعْوَرَّ فَهُوَ أَعور وعَوِرٌ؛ وَقَالَ الأَخفش: يُرِيدُ الأَخضر، كَقَوْلِ الْعَرَبِ: أَرِنِيها نَمِرةً أُرِكْها مَطِرَةً؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَضِرُ هاهنا الزَّرْعُ الأَخضر. وشَجَرَةٌ خَضْراءُ: خَضِرَةٌ غَضَّةٌ. وأَرض خَضِرَةٌ ويَخْضُورُ: كَثِيرَةُ

الخُضْرَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُضَيْرَةُ تَصْغِيرُ الخُضْرَةِ، وَهِيَ النَّعْمَةُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: لَيْسَتْ لِفُلَانٍ بخَضِرَةٍ أَي لَيْسَتْ لَهُ بِحَشِيشَةٍ رَطْبَةٍ يأْكلها سَرِيعًا. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ أَخْضَرَ الشَّمَط، كَانَتِ الشَّعَرَاتُ الَّتِي شَابَتْ مِنْهُ قَدِ اخْضَرَّتْ بِالطِّيبِ والدُّهْن المُرَوَّح. وخَضِرَ الزرعُ خَضَراً: نَعِمَ؛ وأَخْضَرَهُ الرِّيُّ. وأَرضٌ مَخْضَرَةٌ، عَلَى مِثَالِ مَبْقَلَة: ذَاتُ خُضْرَةٍ؛ وَقُرِئَ: فتُصْبِحُ الأَرضُ مَخْضَرَةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه خَطَبَ بِالْكُوفَةِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِمْ فَتَى ثَقِيفٍ الذّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتَهَا ويأْكل خَضِرَتَها ، يَعْنِي غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها. وَفِي حَدِيثِ الْقَبْرِ: يُملأُ عَلَيْهِ خَضِراً ؛ أَي نِعَماً غَضَّةً. واخْتَضَرْتُ الكَلأَ إِذا جَزَزْتَهُ وَهُوَ أَخْضَرُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ شَابًّا غَضّاً: قَدِ اخْتُضِرَ، لأَنه يُؤْخَذُ فِي وَقْتِ الحُسْنِ والإِشراق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مُدْهامَّتانِ؛ قَالُوا: خَضْراوَانِ لأَنهما تَضْرِبَانِ إِلى السَّوَادِ مِنْ شِدَّةِ الرِّيِّ، وَسَمِّيَتْ قُرَى الْعِرَاقِ سَواداً لِكَثْرَةِ شَجَرِهَا وَنَخِيلِهَا وَزَرْعِهَا. وَقَوْلُهُمْ: أَباد اللهُ خَضْراءَهُمْ أَي سوادَهم ومُعظَمَهُمْ، وأَنكره الأَصمعي وَقَالَ: إِنما يُقَالُ: أَباد اللَّهُ غَضْرَاءَهُمْ أَي خَيْرَهُمْ وغَضَارَتَهُمْ. واخْتُضِرَ الشيءُ: أُخذ طَرِيًّا غَضًّا. وشابٌّ مُخْتَضَرٌ: مَاتَ فَتِيًّا. وَفِي بَعْضِ الأَخبار: أَن شَابًّا مِنَ الْعَرَبِ أُولِعَ بِشَيْخٍ فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ قال: أَجْزَرْتَ يَا أَبا فُلَانٍ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: أَي بُنَيَّ، وتُخْتَضَرُونَ أَي تُتَوَفَّوْنَ شَبَابًا؛ وَمَعْنَى أَجْزَزْتَ: أَنَى لَكَ أَن تُجَزَّ فَتَمُوتَ، وأَصل ذَلِكَ فِي النَّبَاتِ الْغَضِّ يُرْعى ويُخْتَضَرُ ويُجَزُّ فَيُؤْكَلُ قَبْلَ تَنَاهِي طُولِهِ. وَيُقَالُ: اخْتَضَرْتُ الْفَاكِهَةَ إِذا أَكلتها قَبْلَ أَناها. واخْتَضَرَ البعيرَ: أَخذه من الإِبل وهو صَعْبٌ لَمْ يُذَلَّل فَخَطَمَهُ وَسَاقَهُ. وَمَاءٌ أَخْضَرُ: يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ مِنْ صَفائه. وخُضارَةُ، بِالضَّمِّ: الْبَحْرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِخُضْرَةِ مَائِهِ، وَهُوَ مُعْرِفَةٌ لَا يُجْرَى، تَقُولُ: هَذَا خُضَارَةُ طامِياً. ابْنُ السِّكِّيتِ: خُضارُ مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِفُ، اسْمُ الْبَحْرِ. والخُضْرَةُ والخَضِرُ والخَضِيرُ: اسْمٌ لِلْبَقْلَةِ الخَضْراءِ؛ وَعَلَى هَذَا قَوْلُ رُؤْبَةَ: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا، ... نأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسَا وَقَدْ قِيلَ إِنه وضع الاسم هاهنا مَوْضِعَ الصِّفَةِ لأَن الخُضْرَةَ لَا تُؤْكَلُ، إِنما يُؤْكَلُ الْجِسْمُ الْقَابِلُ لَهَا. وَالْبُقُولُ يُقَالُ لَهَا الخُضَارَةُ والخَضْرَاءُ، بالأَلف وَاللَّامِ؛ وَقَدْ ذَكَرَ طَرَفَةُ الخَضِرَ فَقَالَ: كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا ... أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ وَفِي فَصْلِ الصَّيْفِ تَنْبُتُ عَسالِيجُ الخَضِرِ مِنَ الجَنْبَةِ، لَهَا خَضَرٌ فِي الْخَرِيفِ إِذا بَرُدَ اللَّيْلُ وَتَرَوَّحَتِ الدَّابَّةُ، وَهِيَ الرَّيَّحَةُ والخِلْفَةُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ للخَضِرِ مِنَ الْبُقُولِ: الخَضْراءُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَجَنَّبُوا مِنْ خَضْرائكم ذَواتِ الرِّيحِ ؛ يَعْنِي الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ وَمَا أَشبهها. والخَضِرَةُ أَيضاً: الخَضْراءُ مِنَ النَّبَاتِ، وَالْجَمْعُ خَضِرٌ. والأَخْضارُ: جَمْعُ الخَضِرِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ للأَسود أَخْضَرُ. والخُضْرُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، سُمُّوا بِذَلِكَ لخُضْرَةِ أَلوانهم؛ وإِياهم عَنَى الشَّمَّاخُ بِقَوْلِهِ: وحَلَّأَها عَنْ ذِي الأَراكَةِ عامِرٌ، ... أَخُو الخُضْرِ يَرْمي حيثُ تُكْوَى النَّواحِزُ

والخُضْرَةُ فِي أَلوان النَّاسِ: السُّمْرَةُ؛ قَالَ اللَّهَبِيُّ: وأَنا الأَخْضَرُ، مَنْ يَعْرِفُني؟ ... أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيتِ العَرَبْ يَقُولُ: أَنا خَالِصٌ لأَن أَلوان الْعَرَبِ السُّمْرَةُ؛ التَّهْذِيبُ: فِي هَذَا الْبَيْتِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه أَراد أَسود الْجِلْدَةِ؛ قَالَ: قَالَهُ أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ، وَقِيلَ: أَراد أَنه مِنْ خَالِصِ الْعَرَبِ وَصَمِيمِهِمْ لأَن الْغَالِبَ عَلَى أَلوان الْعَرَبِ الأُدْمَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلَّهَبِيِّ، وَهُوَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُتْبَة بْنِ أَبي لَهَبٍ، وأَراد بِالْخُضْرَةِ سُمْرَةَ لَوْنِهِ، وإِنما يُرِيدُ بِذَلِكَ خُلُوصَ نَسَبِهِ وأَنه عَرَبِيٌّ مَحْضٌ، لأَن الْعَرَبَ تَصِفُ أَلوانها بِالسَّوَادِ وَتَصِفُ أَلوان الْعَجَمِ بِالْحُمْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بُعثت إِلى الأَحمر والأَسود ؛ وَهَذَا الْمَعْنَى بِعَيْنِهِ هُوَ الَّذِي أَراده مِسْكِينُ الدَّارِمِيُّ فِي قَوْلِهِ: أَنا مِسْكِينٌ لِمَنْ يَعْرِفُني، ... لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مَعْبَدِ بْنِ أَخْضَرَ، وَكَانَ يُنْسَبُ إِلى أَخْضَرَ، وَلَمْ يَكُنْ أَباه بَلْ كَانَ زَوْجَ أُمه، وإِنما هُوَ مَعْبَدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ: سَأَحْمِي حِماءَ الأَخْضَرِيِّينَ، إِنَّهُ ... أَبى الناسُ إِلا أَن يَقُولُوا ابْنَ أَخْضَرا وَهَلْ لِيَ فِي الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ، ... فآنَفَ مِمَّا يَزْعُمُونَ وأُنْكِرا؟ وَقَدْ نَحَا هَذَا النَّحْوَ أَبو نُوَاسٍ فِي هِجَائِهِ الرَّقَاشِيَّ وَكَوْنِهِ دَعِيّاً: قلتُ يوماً للرَّقاشِيِّ، ... وَقَدْ سَبَّ الْمَوَالِيَ: مَا الذي نَحَّاكَ عن ... أَصْلِكَ مِنْ عَمٍّ وخالِ؟ قَالَ لِي: قَدْ كنتُ مَوْلًى ... زَمَناً ثُمَّ بَدَا لِي أَنا بالبَصْرَةِ مَوْلًى، ... عَرَبِيٌّ بالجبالِ أَنا حَقّاً أَدَّعِيهِمْ ... بِسَوادِي وهُزالي والخَضِيرَةُ مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي يَنْتَثِرُ بُسْرُها وَهُوَ أَخضر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ اشْتِرَاطِ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ: أَنه لَيْسَ لَهُ مِخْضَارٌ ؛ المِخضارُ: أَن يَنْتَثِرَ الْبُسْرُ أَخْضَرَ. والخَضِيرَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تَكَادُ تُتِمُّ حَمْلًا حَتَّى تُسْقِطَه؛ قَالَ: تَزَوَّجْتَ مِصْلاخاً رَقُوباً خَضِيرَةً، ... فَخُذْها عَلَى ذَا النَّعْتِ، إِن شِئتَ، أَوْ دَعِ والأُخَيْضِرُ: ذبابٌ أَخْضَرُ عَلَى قَدْرِ الذِّبَّان السُّودِ. والخَضْراءُ مِنَ الْكَتَائِبِ نَحْوَ الجَأْواءِ، وَيُقَالُ: كَتِيبَةٌ خَضْراءٌ لِلَّتِي يَعْلُوهَا سَوَادُ الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: مَرَّ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ ؛ يُقَالُ: كَتِيبَةٌ خَضْرَاءُ إِذا غَلَبَ عَلَيْهَا لِبْسُ الْحَدِيدِ، شَبَّهَ سَوَادَهُ بالخُضْرَةِ، وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ الْخُضْرَةَ عَلَى السَّوَادِ. وفي حديث الحرث بْنِ الحَكَمِ: أَنه تَزَوَّجَ امرأَة فَرَآهَا خَضْراءَ فَطَلَّقَهَا أَي سَوْدَاءَ. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: أُبيدَتْ خَضْراءُ قُرَيْشٍ ؛ أَي دُهَمَاؤُهُمْ وسوادُهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَأُبِيدَتْ خَضْراؤهُمْ. والخَضْراءُ: السَّمَاءُ لخُضْرَتِها؛ صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الأَسماء. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَظَلَّتِ الخَضْراءُ وَلَا أَقَلَّتِ الغَبْراءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبي ذَرٍّ ؛ الخَضْراءُ: السَّمَاءُ، وَالْغَبْرَاءُ: الأَرض.

التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْحَدِيدَ أَخضر وَالسَّمَاءَ خَضْرَاءَ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ أَخْضَرُ الْقَفَا، يَعْنُونَ أَنه وَلَدَتْهُ سَوْدَاءُ. وَيَقُولُونَ لِلْحَائِكِ: أَخْضَرُ الْبَطْنِ لأَن بَطْنَهُ يَلْزَقُ بِخَشَبَتِهِ فَتُسَوِّدُه. وَيُقَالُ لِلَّذِي يأْكل الْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ: أَخْضَرُ النَّواجِذِ. وخُضْرُ غَسَّانَ وخُضْرُ مُحارِبٍ: يُرِيدُونَ سَوَادَ لَونهم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ خُضِّرَ لَهُ فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْه ؛ أَي بِوِرْكَ لَهُ فِيهِ وَرُزِقَ مِنْهُ، وَحَقِيقَتُهُ أَن تَجْعَلَ حَالَتَهُ خَضْرَاءَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذا أَراد اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا أَخْضَرَ لَهُ فِي اللَّبِنِ وَالطِّينِ حَتَّى يَبْنِيَ. والخَضْرَاءُ مِنَ الحَمَامِ: الدَّواجِنُ، وَإِنِ اخْتَلَفَتْ أَلوانها، لأَن أَكثر أَلوانها الْخُضْرَةُ. التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الدَّوَاجِنُ الخُضْرَ، وإِن اخْتَلَفَتْ أَلوانها، خُصُوصًا بِهَذَا الِاسْمِ لِغَلَبَةِ الوُرْقَةِ عَلَيْهَا. التَّهْذِيبُ: وَمِنَ الْحَمَامِ مَا يَكُونُ أَخضر مُصْمَتاً، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ أَحمر مُصْمَتًا، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ أَبيض مُصْمَتًا، وضُروبٌ مِنْ ذَلِكَ كُلُّها مُصْمَتٌ إِلا أَن الْهِدَايَةَ للخُضْرِ والنُّمْرِ، وسُودُها دُونَ الخُضْرِ فِي الْهِدَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ. وأَصلُ الخُضْرَةِ للرَّيْحان وَالْبُقُولِ ثُمَّ قَالُوا لَلَيْلٌ أَخضر، وأَما بِيضُ الْحَمَامِ فَمَثَلُهَا مَثَلُ الصِّقْلابيِّ الَّذِي هُوَ فَطِيرٌ خامٌ لَمْ تُنْضِجْهُ الأَرحام، والزَّنْجُ جازَتْ حَدَّ الإِنضاج حَتَّى فَسَدَتْ عُقُولُهُمْ. وخَضْرَاءُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصلُه. واخْتَضَرَ الشيءَ: قَطَعَهُ مِنْ أَصله. واخْتَضَرَ أُذُنَهُ: قَطَعَهَا مِنْ أَصلها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اخْتَضَرَ أُذنه قَطَعَهَا. وَلَمْ يَقُلْ مِنْ أَصلها. الأَصمعي: أَبادَ اللهُ «2». خَضْراءَهُم أَي خَيْرَهُمْ وغَضَارَتَهُمْ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَباد اللَّهُ خَضْرَاءَهُم، قَالَ: وأَنكرها الأَصمعي وَقَالَ إِنما هِيَ غَضْراؤُهم. الأَصمعي: أَباد اللَّهُ خَضْراءَهم، بِالْخَاءِ، أَي خِصْبَهُمْ وسَعَتَهُمْ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ أَراد بِهِ سَعَةَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الخِصْبِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَذهب اللَّهُ نَعِيمَهُمْ وخِصْبَهم؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عُتبة بْنِ أَبي لَهَبٍ: وأَنا الأَخضر، مَنْ يَعْرِفُنِي؟ ... أَخضر الْجِلْدَةِ فِي بَيْتِ الْعَرَبِ قَالَ: يُرِيدُ بِاخْضِرَارِ الْجِلْدَةِ الْخِصْبُ وَالسَّعَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَباد اللَّهُ خَضْرَاءَهُمْ أَي سَوَادَهُمْ وَمُعْظَمَهُمْ. والخُضْرَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ: سَوَادٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: يَا ناقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرَّا، ... وقَلِّبي مَنْسِمَكِ المُغْبَرَّا، وعارِضِي الليلَ إِذا مَا اخْضَرَّا أَراد أَنه إِذا مَا أَظلم. الْفَرَّاءُ: أَباد اللَّهُ خَضْرَاءَهُمْ أَي دُنْيَاهُمْ، يُرِيدُ قَطَعَ عَنْهُمُ الْحَيَاةَ. والخُضَّارَى: الرِّمْثُ إِذا طَالَ نَبَاتُهُ، وإِذا طَالَ الثُّمامُ عَنِ الحُجَنِ سُمِّيَ خَضِرَ الثُّمامِ ثُمَّ يَكُونُ خَضِراً شَهْرًا. والخَضِرَةُ: بُقَيْلَةٌ، وَالْجَمْعُ خَضِرٌ؛ قَالَ ابنُ مُقْبل: يَعْتادُها فُرُجٌ مَلْبُونَةٌ خُنُفٌ، ... يَنْفُخْنَ فِي بُرْعُمِ الحَوْذَانِ والخَضِرِ والخَضِرَةُ: بَقْلَةٌ خَضْرَاءُ خَشْنَاءُ وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الدُّخْنِ وَكَذَلِكَ ثَمَرَتُهَا، وَتَرْتَفِعُ ذِرَاعًا، وَهِيَ تملأُ فَمَ الْبَعِيرِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن أَخْوَفَ مَا أَخاف عَلَيْكُمُ بَعْدِي مَا يَخْرُجُ لَكُمْ مِنْ

_ (2). قوله: [الأصمعي أباد الله إلخ] هكذا بالأصل، وعبارة شرح القاموس: ومنه قولهم أَبَادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهُمْ أَي سَوَادَهُمْ وَمُعْظَمَهُمْ، وَأَنْكَرَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَقَالَ: إِنَّمَا يُقَالُ أَبَادَ اللَّهُ غَضْرَاءَهُمْ أَيْ خَيْرَهُمْ وغضارتهم. وقال الزمخشري: أَبَادَ اللَّهُ خَضْرَاءَهُمْ أَيْ شجرتهم التي منها تفرعوا، وجعله من المجاز، وقال الفراء أَيْ دُنْيَاهُمْ، يُرِيدُ قَطَعَ عنهم الحياة؛ وقال غيره أَذْهَبَ اللَّهُ نَعِيمَهُمْ وَخِصْبَهُمْ

زَهْرَةِ الدُّنْيَا، وإِن مِمَّا يُنْبِتُ الربيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الخَضِرِ، فإِنها أَكَلَتْ حَتَّى إِذا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ، وإِنما هَذَا المالُ خَضِرٌ حُلْوٌ، ونِعْمَ صاحبُ المُسْلِمِ هُوَ أَن أَعطى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ ؛ وَتَفْسِيرُهُ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، قَالَ: والخَضِرُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ضَرْبٌ مِنَ الجَنْبَةِ، وَاحِدَتُهُ خَضِرَةٌ، والجَنْبَةُ مِنَ الكلإِ: مَا لَهُ أَصل غَامِضٌ فِي الأَرض مِثْلُ النَّصِيّ والصِّلِّيانِ، وَلَيْسَ الخَضِرُ مِنْ أَحْرَارِ البُقُول الَّتِي تَهِيج فِي الصَّيْفِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا حَدِيثٌ يَحْتَاجُ إِلى شَرْحِ أَلفاظه مُجْتَمِعَةً، فإِنه إِذا فُرِّقَ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ الْغَرَضَ مِنْهُ. الحبَط، بِالتَّحْرِيكِ: الْهَلَاكُ، يُقَالُ: حَبِطَ يَحْبَطُ حَبَطاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَاءِ؛ ويُلِمُّ: يَقْرُبُ وَيَدْنُو مِنَ الْهَلَاكِ، والخَضِرُ، بِكَسْرِ الضَّادِ: نَوْعٌ مِنَ الْبُقُولِ لَيْسَ مِنْ أَحرارها وجَيِّدها؛ وثَلَطَ البعيرُ يَثْلِطُ إِذا أَلقى رَجِيعَهُ سَهْلًا رَقِيقًا؛ قَالَ: ضَرَبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَثَلَيْنِ: أَحدهما للمُفْرِط فِي جَمْعِ الدُّنْيَا وَالْمَنْعِ مِنْ حَقِّهَا، وَالْآخَرُ لِلْمُقْتَصِدِ فِي أَخذها وَالنَّفْعِ بِهَا، فَقَوْلُهُ إِن مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَو يلمُ فإِنه مَثَلٌ لِلْمُفَرِطِ الَّذِي يأْخذ الدُّنْيَا بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَذَلِكَ لأَن الرَّبِيعَ يُنْبِتُ أَحرار الْبُقُولِ فَتَسْتَكْثِرُ الْمَاشِيَةُ مِنْهُ لَاسْتَطَابَتِهَا إِياه حَتَّى تَنْتَفِخَ بُطُونُهَا عِنْدَ مُجَاوَزَتِهَا حَدَّ الِاحْتِمَالِ، فَتَنْشَقُّ أَمعاؤها مِنْ ذَلِكَ فَتَهْلِكُ أَو تُقَارِبُ الْهَلَاكَ، وَكَذَلِكَ الَّذِي يَجْمَعُ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا وَيَمْنَعُهَا مُسْتَحِقَّهَا، قَدْ تَعَرَّضَ لِلْهَلَاكِ فِي الْآخِرَةِ بِدُخُولِ النَّارِ، وَفِي الدُّنْيَا بأَذى النَّاسِ لَهُ وَحَسَدِهِمْ إِياه وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنواع الأَذى؛ وأَما قَوْلُهُ إِلا آكِلَةَ الْخَضِرِ فإِنه مَثَلٌ لِلْمُقْتَصِدِ وَذَلِكَ أَن الخَضِرَ لَيْسَ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ وَجَيِّدِهَا الَّتِي يُنْبِتُهَا الرَّبِيعُ بِتَوَالِي أَمطاره فَتَحْسُنُ وتَنْعُمُ، وَلَكِنَّهُ مِنَ الْبُقُولِ الَّتِي تَرْعَاهَا الْمَوَاشِي بَعْدَ هَيْجِ البُقُول ويُبْسِها حَيْثُ لَا تَجِدُ سِوَاهَا، وَتُسَمِّيهَا العربُ الجَنْبَةَ فَلَا تَرَى الْمَاشِيَةَ تُكْثِرُ مِنْ أَكلها وَلَا تَسْتَمْرِيها، فَضَرَبَ آكلةَ الخَضِرِ مِنَ الْمَوَاشِي مَثَلًا لِمَنْ يَقْتَصِرُ فِي أَخذ الدُّنْيَا وَجَمْعِهَا، وَلَا يَحْمِلُهُ الْحِرْصُ عَلَى أَخذها بِغَيْرِ حَقِّهَا، فَهُوَ يَنْجُو مِنْ وَبَالِهَا كَمَا نَجَتْ آكِلَةُ الْخَضِرِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ: أَكَلَتْ حَتَّى إِذا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ؟ أَراد أَنها إِذا شَبِعَتْ مِنْهَا بَرَكَتْ مُسْتَقْبِلَةً عَيْنَ الشَّمْسِ تَسْتَمِرِّي بِذَلِكَ مَا أَكلت وتَجْتَرُّ وتَثْلِطُ، فإِذا ثَلَطَتْ فَقَدْ زَالَ عَنْهَا الحَبَطُ، وإِنما تَحْبَطُ الْمَاشِيَةُ لأَنها تَمْتَلِئُ بُطُونُهَا وَلَا تَثْلِطُ وَلَا تَبُولُ فَتَنْتَفِخُ أَجوافها فَيَعْرِضُ لَهَا المَرَضُ فَتَهْلِكُ، وأَراد بِزَهْرَةِ الدُّنْيَا حُسْنَهَا وَبَهْجَتَهَا، وَبِبَرَكَاتِ الأَرض نماءَها وَمَا تُخْرِجُ مِنْ نَبَاتِهَا. والخُضْرَةُ فِي شِيات الْخَيْلِ: غُبْرَةٌ تُخَالِطُ دُهْمَةً، وَكَذَلِكَ فِي الإِبل؛ يُقَالُ: فَرَسٌ أَخْضَرُ، وَهُوَ الدَّيْزَجُ. والخُضَارِيُّ: طَيْرٌ خُضْرٌ يُقَالُ لَهَا القارِيَّةُ، زَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَن الْعَرَبَ تُحِبُّهَا، يُشَبِّهُونَ الرَّجُلَ السَّخِيَّ بِهَا؛ وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنْ صَاحِبِ الْعَيْنِ أَنهم يَتَشَاءَمُونَ بِهَا. والخُضَّارُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ، والخُضَارِيُّ: طَائِرٌ يُسَمَّى الأَخْيَلَ يُتَشَاءَمُ بِهِ إِذا سَقَطَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرٍ، وَهُوَ أَخضر، فِي حَنَكِه حُمْرَةٌ، وَهُوَ أَعظم مِنَ القَطا. وَوَادٍ خُضَارٌ: كَثِيرُ الشَّجَرِ. وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِياكم وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: المرأَة الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ ؛ شَبَّهَهَا بِالشَّجَرَةِ النَّاضِرَةِ فِي دِمْنَةِ البَعَرِ، وأَكلُها داءٌ، وَكُلُّ مَا يَنْبُتُ فِي الدِّمْنَةِ وإِن كَانَ

نَاضِرًا، لَا يَكُونُ ثَامِرًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد فَسَادَ النَّسَبِ إِذا خِيفَ أَن تَكُونَ لِغَيْرِ رِشْدَةٍ، وأَصلُ الدِّمَنِ مَا تُدَمِّنُهُ الإِبل وَالْغَنَمُ مِنْ أَبعارها وأَبوالها، فَرُبَّمَا نَبَتَ فِيهَا النَّبَاتُ الحَسَنُ النَّاضِرُ وأَصله فِي دِمْنَةٍ قَذِرَةٍ؛ يَقُولُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ: فَمَنْظَرُها حَسَنٌ أَنِيقٌ ومَنْبِتُها فاسدٌ؛ قَالَ زُفَرُ بنُ الْحَرْثِ: وَقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرى، ... وتَبْقَى حَزَازاتُ النّفُوس كَمَا هِيا ضَرَبَهُ مَثَلًا لِلَّذِي تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُ، وَقَلْبُهُ نَغِلٌ بِالْعَدَاوَةِ، وضَرَبَ الشجرةَ الَّتِي تَنْبُتُ فِي الْمَزْبَلَةِ فَتَجِيءُ خَضِرَةً نَاضِرَةً، ومَنْبِتُها خَبِيثٌ قَذِرٌ، مثلَا للمرأَة الْجَمِيلَةِ الْوَجْهِ اللَّئِيمَةِ المَنْصِب. والخُضَّارَى، بِتَشْدِيدِ الضَّادِ: نَبْتٌ، كَمَا يَقُولُونَ شُقَّارَى لنَبْتٍ وخُبَّازَى وَكَذَلِكَ الحُوَّارَى. الأَصمعي: زُبَّادَى نَبْتٌ، فَشَدَّدَهُ الأَزهري، وَيُقَالُ زُبَّادٌ أَيضاً. وبَيْعُ المُخاضَرَةِ المَنْهِيِّ عَنْهَا: بيعُ الثِّمارِ وَهِيَ خُضْرٌ لَمْ يَبْدُ صلاحُها، سُمِّيَ ذَلِكَ مُخاضَرَةً لأَن الْمُتَبَايِعَيْنِ تَبَايَعَا شَيْئًا أَخْضَرَ بَيْنَهُمَا، مأْخوذٌ مِنَ الخُضْرَةِ. والمخاضرةُ: بيعُ الثِّمَارِ قَبْلَ أَن يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، وَهِيَ خُضْرٌ بَعْدُ، وَنَهَى عَنْهُ، وَيَدْخُلُ فِيهِ بَيْعُ الرِّطابِ والبُقُولِ وأَشباهها وَلِهَذَا كَرِهَ بَعْضُهُمْ بَيْعَ الرِّطاب أَكثَرَ مِنْ جَزِّه وأَخْذِهِ. وَيُقَالُ لِلزَّرْعِ: الخُضَّارَى، بِتَشْدِيدِ الضَّادِ، مِثْلُ الشُّقَّارَى. وَالْمُخَاضَرَةُ: أَن يَبِيعَ الثِّمَارَ خُضْراً قَبْلَ بُدُوِّ صَلَاحِهَا. والخَضَارَةُ، بِالْفَتْحِ: اللَّبَنُ أُكْثِرَ ماؤُه؛ أَبو زَيْدٍ: الخَضَارُ مِنَ اللَّبَنِ مِثْلَ السَّمَارِ الَّذِي مُذِقَ بِمَاءٍ كَثِيرٍ حَتَّى اخْضَرَّ، كَمَا قال الراجز: جاؤوا بِضَيْحٍ، هَلْ رأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ؟ أَراد اللَّبَنَ أَنه أَورق كَلَوْنِ الذِّئْبِ لِكَثْرَةِ مَائِهِ حَتَّى غَلَبَ بياضَ لَوْنِ اللَّبَنِ. وَيُقَالُ: رَمَى اللهُ فِي عَيْنِ فُلَانٍ بالأَخْضَرِ، وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ الْعَيْنَ. وَذَهَبَ دَمُهُ خِضْراً مِضْراً، وَذَهَبَ دَمُهُ بِطْراً أَي ذَهَبَ دَمُهُ بَاطِلًا هَدَراً، وَهُوَ لَكَ خَضِراً مَضِراً أَي هَنِيئًا مَرِيئًا، وخَضْراً لَكَ ومَضْراً أَي سُقْيًا لَكَ ورَعْياً؛ وَقِيلَ: الخِضْرُ الغَضُّ والمِضْرُ إِتباع. وَالدُّنْيَا خَضِرَةٌ مَضِرَة أَي نَاعِمَةٌ غَضةٌ طَرِيَّةٌ طَيِّبَةٌ، وَقِيلَ: مُونِقَة مُعْجِبَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ مَضِرَةٌ فَمَنْ أَخذها بِحَقِّهَا بُورِكَ لَهُ فِيهَا ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: اغْزُوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ أَي طريُّ محبوبٌ لِمَا يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ النَّصْرِ وَيُسَهِّلُ مِنَ الْغَنَائِمِ. والخَضَارُ: اللَّبَنُ الَّذِي ثُلْثَاهُ مَاءٌ وَثُلْثُهُ لَبَنٌ، يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعِ اللَّبَنِ حَقِينِهِ وَحَلِيبِهِ، وَمِنْ جَمِيعِ الْمَوَاشِي، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَضْرِبُ إِلى الْخُضْرَةِ، وَقِيلَ: الخَضَارُ جَمْعٌ، وَاحِدَتُهُ خَضَارَةٌ، والخَضَارُ: البَقْلُ الأَول، وَقَدْ سَمَّتْ أَخْضَرَ وخُضَيْراً. والخَضِرُ: نَبيُّ مُعَمَّرٌ مَحْجُوبٌ عَنِ الأَبصار. ابْنُ عَبَّاسٍ: الخَضِرُ نَبِيٌّ مِنْ بَنِي إِسرائيل، وَهُوَ صَاحِبُ مُوسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، الَّذِي الْتَقَى مَعَهُ بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ. ابْنُ الأَنباري: الخَضِرُ عَبْدٌ صَالِحٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى. أَهلُ الْعَرَبِيَّةِ: الخَضِرُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ الضَّادِ؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فإِذا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ إِذا جَلَسَ فِي مَوْضِعٍ قَامَ وَتَحْتَهُ رَوْضَةٌ تَهْتَزُّ؛ وَعَنْ مُجَاهِدٍ: كَانَ إِذا صَلَّى فِي مَوْضِعٍ اخْضَرَّ مَا حَوْلَهُ ، وَقِيلَ: مَا تَحْتَهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ خَضِرًا لِحُسْنِهِ وإِشراق وَجْهِهِ

تَشْبِيهًا بِالنَّبَاتِ الأَخضر الْغَضِّ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ الخِضْر، كَمَا يُقَالُ كَبِدٌ وكِبْدٌ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَفصح. وَقِيلَ فِي الْخَبَرِ: مَنْ خُضِّرَ لَهُ فِي شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ ؛ مَعْنَاهُ مَنْ بُورِكَ لَهُ فِي صِنَاعَةٍ أَو حِرْفَةٍ أَو تِجَارَةٍ فَلْيَلْزَمْهَا. وَيُقَالُ للدَّلْوِ إِذا اسْتُقِيَ بِهَا زَمَانًا طَوِيلًا حَتَّى اخْضَرَّتْ: خَضْراءُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تمطَّى مِلَاطاه بخَضْراءَ فَرِي، ... وإِن تَأَبَّاهُ تَلَقَّى الأَصْبَحِي وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الأَمْرُ بَيْنَنَا أَخْضَرُ أَي جَدِيدٌ لَمْ تَخْلَقِ المَوَدَّةُ بَيْنَنَا، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَدْ أَعْسَفَ النَّازِحُ المَجْهُولُ مَعْسَفُهُ، ... فِي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ والخُضْرِيَّةُ: نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ أَخضر كأَنه زُجَاجَةٌ يَسْتَظْرِفُ لِلَوْنِهِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبُ: الخُضْرِيَّةُ نَخْلَةٌ طَيِّبَةُ التَّمْرِ خَضْرَاءُ؛ وأَنشد: إِذا حَمَلَتْ خُضْريَّةٌ فَوْقَ طابَةٍ، ... ولِلشُّهْبِ قَصْلٌ عِنْدَها والبَهازِرِ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لسَعَفِ النَّخْلِ وَجَرِيدِهِ الأَخْضَرِ: الخَضَرُ؛ وأَنشد: «1». تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُزَعْفَرَا، ... وَهِيَ خَنَاطِيلُ تَجُوسُ الخَضَرَا وَيُقَالُ: خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النخلِ بِمِخْلَبِهِ يَخْضُرُه خَضْراً واخْتَضَرَهُ يَخْتَضِرُه إِذا قَطَعَهُ. وَيُقَالُ: اخْتَضَرَ فلانٌ الجاريةَ وابْتَسَرها وابْتَكَرَها وَذَلِكَ إِذا اقْتَضَّها قَبْلَ بُلُوغِهَا. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِي الخَضْرَاواتِ صَدَقَةً؛ يَعْنِي بِهِ الْفَاكِهَةَ الرَّطْبَةَ وَالْبُقُولَ، وَقِيَاسُ مَا كَانَ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ مِنَ الصِّفَاتِ أَن لَا يُجْمَعُ هَذَا الْجَمْعَ، وإِنما يُجْمَعُ بِهِ مَا كَانَ اسْمًا لَا صِفَةً، نَحْوُ صَحْراء وخُنْفُسَاءَ، وإِنما جَمَعَهُ هَذَا الْجَمْعَ لأَنه قَدْ صَارَ اسْمًا لِهَذِهِ الْبُقُولِ لَا صِفَةً، تَقُولُ الْعَرَبُ لِهَذِهِ الْبُقُولِ: الخَضْراء، لَا تُرِيدُ لَوْنَهَا؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَمَعَهُ جَمْعَ الأَسماء كَوَرْقَاءَ ووَرْقاواتٍ وبَطْحاءَ وبَطْحاوَاتٍ، لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ غَلَبَتْ غلبةَ الأَسماء. وَفِي الْحَدِيثِ: أُتَي بِقِدْر فِيهِ خَضِرَاتٌ؛ بِكَسْرِ الضَّادِ، أَي بُقُول، وَاحِدُهَا خَضِر. والإِخْضِيرُ: مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وتَبُوك. وأَخْضَرُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ: منزلٌ قرِيب مِنْ تَبُوكَ نَزَلَهُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ مسيره إِليها. خطر: الخاطِرُ: مَا يَخْطُرُ فِي الْقَلْبِ مِنْ تَدْبِيرٍ أَو أَمْرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الْخَاطِرُ الْهَاجِسُ، وَالْجَمْعُ الْخَوَاطِرُ، وَقَدْ خَطَرَ بِبَالِهِ وَعَلَيْهِ يَخْطِرُ ويَخْطُرُ، بِالضَّمِّ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، خُطُوراً إِذا ذَكَرَهُ بَعْدَ نِسْيَانٍ. وأَخْطَرَ اللَّهُ بِبَالِهِ أَمْرَ كَذَا، وَمَا وَجَدَ لَهُ ذِكْراً إِلَّا خَطْرَةً؛ وَيُقَالُ: خَطَر بِبَالِي وَعَلَى بَالِي كَذَا وَكَذَا يَخْطُر خُطُوراً إِذا وَقَعَ ذَلِكَ فِي بَالِكَ ووَهْمِك. وأَخْطَرَهُ اللهُ بِبَالِي؛ وخَطَرَ الشيطانُ بَيْنَ الإِنسان وَقَلْبِهِ: أَوصل وَسْواسَهُ إِلى قَلْبِهِ. وَمَا أَلقاه إِلَّا خَطْرَةً بَعْدَ خَطْرَةٍ أَي فِي الأَحيان بَعْدَ الأَحيان، وَمَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا خَطْرَةً وَاحِدَةً. ولَعِبَ الخَطْرَةَ بالمِخْراق. والخَطْرُ: مَصْدَرُ خَطَرَ الفحلُ بِذَنْبِهِ يَخْطِرُ خَطْراً وخَطَراناً وخَطِيراً: رَفَعَهُ مَرَّةً بعد مرة، وضرب به حاذيْهِ، وَهُمَا مَا ظَهَرَ مِنَ فَخِذيْه حيث

_ (1). قوله: [وأَنشد إلخ] هو لِسَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ، يُخَاطِبُ أَخاه مالكاً كما في الصحاح

يَقَعُ شَعَرُ الذَّنَبِ، وَقِيلَ: ضَرَبَ بِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا. وناقةٌ خَطَّارَةٌ: تَخْطِرُ بِذَنْبِهَا. والخَطِيرُ والخِطَارُ: وَقْعُ ذَنَبِ الْجَمَلِ بَيْنَ وَرِكَيْهِ إِذا خَطَرَ؛ وأَنشد: رَدَدْنَ فَأَنْشَفْنَ الأَزِمَّةَ بعد ما ... تَحَوَّبَ، عَنْ أَوْراكِهِنَّ، خَطِيرُ والخاطِرُ: المُتَبَخْتِرُ؛ يُقَالُ: خَطَرَ يَخْطِرُ إِذا تَبَخْتَرَ. والخَطِيرُ والخَطَرَانُ عِنْدَ الصَّوْلَةِ والنَّشَاطِ، وَهُوَ التَّصَاوُل وَالْوَعِيدُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: بالُوا مَخافَتَهُمْ عَلَى نِيرانِهِمْ، ... واسْتَسْلَمُوا، بَعْدَ الخَطِيرِ، فَأُخْمِدُوا التَّهْذِيبُ: وَالْفَحْلُ يَخْطِرُ بِذَنَبِهِ عِنْدَ الْوَعِيدِ مِنَ الخُيَلاءِ. وَفِي حَدِيثِ مَرْحَبٍ: فَخَرَجَ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ أَي يَهُزُّهُ مُعْجباً بِنَفْسِهِ مُتَعَرِّضاً لِلْمُبَارَزَةِ، أَو أَنه كَانَ يَخْطِرُ فِي مَشْيِهِ أَي يَتَمَايَلُ وَيَمْشِي مِشْيَةَ المُعْجبِ وَسَيْفُهُ فِي يَدِهِ، يَعْنِي كَانَ يَخْطِرُ وَسَيْفُهُ مَعَهُ، وَالْبَاءُ لِلْمُلَابَسَةِ. والناقةُ الخَطَّارَةُ: تَخْطِرُ بِذَنَبِهَا فِي السَّيْرِ نَشَاطًا. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وَاللَّهِ مَا يَخْطِرُ لَنَا جُمَلٌ؛ أَي مَا يُحَرِّكُ ذَنَبَهُ هُزَالًا لِشِدَّةِ القَحْطِ والجَدْبِ؛ يُقَالُ: خَطَرَ البعيرُ بِذَنَبِهِ يَخْطِرُ إِذا رَفَعَهُ وحَطَّهُ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ عِنْدَ الشَّبَعِ والسِّمَنِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ لَمَّا قَتَلَ عَمْرو بْنَ سَعِيدٍ: وَاللَّهِ: لَقَدْ قَتَلْتُه، وإِنه لأَعز عَلَيَّ مِنْ جِلْدَةِ مَا بَيْنَ عَيْنَيَّ، وَلَكِنْ لَا يَخْطِرُ فحلانِ فِي شَوْلٍ؛ وَفِي قَوْلِ الْحَجَّاجِ لَمَّا نَصَبَ المِنْجَنيقَ عَلَى مَكَّةَ: خَطَّارَةٌ كالجَمَلِ الفَنِيقِ شَبَّهَ رَمْيَهَا بِخَطَرَانِ الْفَحْلِ. وَفِي حَدِيثِ سُجُودِ السَّهْوِ: حَتَّى يَخْطِرَ الشيطانُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ؛ يُرِيدُ الْوَسْوَسَةَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ يَوْمًا يُصَلِّي فَخَطَر خَطْرَةً، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِن لَهُ قَلْبَيْنِ. والخَطِيرُ: الْوَعِيدُ وَالنَّشَاطُ؛ وَقَوْلُهُ: هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَى، إِذا مَا تَنَاكَرَتْ ... مُلُوكُ الرِّجالِ، أَو تَخاطَرَتِ البُزْلُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الْخَطِيرِ الَّذِي هُوَ الْوَعِيدُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ خَطَرَ الْبَعِيرُ بِذَنَبِهِ إِذا ضَرَبَ بِهِ. وخَطَرَانُ الْفَحْلِ مِنْ نَشَاطِهِ، وأَما خَطَرَانُ النَّاقَةِ فَهُوَ إِعلام لِلْفَحْلِ أَنها لَاقِحٌ. وخَطَرَ الْبَعِيرُ بِذَنَبِهِ يَخْطِرُ، بِالْكَسْرِ، خَطْراً، سَاكِنٌ، وخَطَرَاناً إِذا رَفَعَهُ مرة بعد مرة وضرب بِهِ فَخِذَيْهِ. وخَطَرَانُ الرجلِ: اهتزازُه فِي الْمَشْيِ وتَبَخْتُرُه. وخَطَر بِسَيْفِهِ وَرُمْحِهِ وَقَضِيبِهِ وَسَوْطِهِ يَخْطِرُ خَطَراناً إِذا رَفَعَهُ مَرَّةً وَوَضَعَهُ أُخْرَى. وخَطَرَ فِي مِشْيَتِه يَخْطِرُ خَطِيراً وخَطَراناً: رَفَعَ يَدَيْهِ وَوَضَعَهُمَا. وَقِيلَ: إِنه مُشْتَقٌّ مِنْ خَطَرانِ الْبَعِيرِ بِذَنَبِهِ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَدْ أَبدلوا مِنْ خَائِهِ غَيْنًا فَقَالُوا: غَطَرَ بِذَنَبِهِ يَغْطِرُ، فَالْغَيْنُ بَدَلٌ مِنَ الْخَاءِ لِكَثْرَةِ الْخَاءِ وَقِلَّةِ الْغَيْنِ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَا أَصلين إِلَّا أَنهم لأَحدهما أَقلُّ اسْتِعْمَالًا مِنْهُمْ لِلْآخَرِ. وخَطَرَ الرجلُ بالرَّبِيعَةِ يَخْطُر خَطْراً: رَفَعَهَا وَهَزَّهَا عِنْدَ الإِشالَةِ؛ والرَّبِيعَةُ: الحَجَرُ الَّذِي يَرْفَعُهُ النَّاسُ يَخْتَبِرُونَ بِذَلِكَ قُواهُمْ. الْفَرَّاءُ: الخَطَّارَةُ حَظِيرَةُ الإِبل. والخَطَّارِ: العطَّار؛ يُقَالُ: اشْتَرَيْتُ بَنَفْسَجاً مِنَ الخَطَّارِ. والخَطَّارُ: المِقْلاعُ؛ وأَنشد: جُلْمُودُ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ وَرَجُلٌ خَطَّارٌ بالرمحِ: طَعَّانٌ بِهِ؛ وَقَالَ:

مَصالِيتُ خَطَّارونَ بالرُّمْحِ فِي الوَغَى وَرُمْحٌ خَطَّارٌ: ذُو اهْتِزَازٍ شَدِيدٍ يَخْطِرُ خَطَراناً، وَكَذَلِكَ الإِنسان إِذا مَشَى يَخْطِرُ بِيَدَيْهِ كَثِيرًا. وخَطَرَ الرُّمْحُ يَخْطِرُ: اهْتَزَّ، وَقَدْ خَطَرَ يَخْطِرُ خَطَراناً. والخَطَرُ: ارتفاعُ القَدْرِ والمالُ والشرفُ وَالْمَنْزِلَةُ. ورجلٌ خَطِيرٌ أَي لَهُ قَدْرٌ وخَطَرٌ، وَقَدْ خَطُرَ، بِالضَّمِّ، خُطُورَةً. وَيُقَالُ: خَطَرانُ الرُّمْحِ ارْتِفَاعُهُ وَانْخِفَاضُهُ لِلطَّعْنِ. وَيُقَالُ: إِنه لِرَفِيعُ الخَطَرِ وَلَئِيمُهُ. وَيُقَالُ: إِنه لِعَظِيمُ الخَطَرِ وَصَغِيرُ الخَطَرِ فِي حُسْنِ فِعَالِهِ وَشَرَفِهِ وَسُوءِ فِعَالِهِ وَلُؤْمِهِ. وخَطَرُ الرجلِ: قَدْرُه وَمَنْزِلَتُهُ، وَخَصَّ بَعْضَهُمْ بِهِ الرِّفْعَةَ، وَجَمْعُهُ أَخْطارٌ. وأَمْرٌ خَطِيرٌ: رفيعٌ. وخَطُرَ يَخْطُرُ خَطَراً وخُطُوراً إِذا جَلَّ بَعْدَ دِقَّةٍ. والخَطِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: النَّبِيلُ. وَهَذَا خَطِيرٌ لِهَذَا وخَطَرٌ لَهُ أَي مِثْلٌ لَهُ فِي القَدْرِ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي الشَّيْءِ المَزِيزِ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلدُّونِ إِلَّا لِلشَّيْءِ السَّرِيِّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّرِيفُ: هُوَ عَظِيمُ الخَطَرِ. والخَطِيرُ: النَّظِيرُ. وأَخْطَرَ بِهِ: سَوَّى. وأَخْطَرَهُ: صَارَ مِثْلَهُ فِي الخَطَرِ. اللَّيْثُ: أُخْطِرْتُ لِفُلَانٍ أَي صُيِّرْتُ نَظِيرَهُ فِي الخَطَرِ. وأَخْطَرَني فلانٌ، فَهُوَ مُخْطِرٌ إِذا صَارَ مِثْلَكَ فِي الخَطَرِ. وفلانٌ لَيْسَ لَهُ خَطِيرٌ أَي لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا مِثْلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ فإِن الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا ؛ أَي لَا عِوَضَ عَنْهَا وَلَا مِثْلَ لَهَا؛ وَمِنْهُ: أَلا رَجُلٌ يُخاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ؛ أَي يُلْقِيهَا فِي الهَلَكَةِ بِالْجِهَادِ. والخَطَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: فِي الأَصل الرَّهْنُ، وَمَا يُخاطَرُ عَلَيْهِ ومِثْلُ الشيء وَعَدْلُهُ [عِدْلُهُ]، وَلَا يُقَالُ إِلَّا فِي الشَّيْءِ الَّذِي لَهُ قَدْرٌ وَمَزِيَّةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ فِي قِسْمَةِ وادِي القُرَى: وَكَانَ لِعُثْمَانَ فِيهِ خَطَرٌ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ خَطَرٌ أَي حَظٌّ وَنَصِيبٌ ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فِي ظِلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ مَا لَهُ خَطَرُ أَي ليس له عَدْلٌ [عِدْلٌ]. والخَطَرُ: العَدْلُ [العِدْلُ]؛ يُقَالُ: لَا تَجْعَلْ نَفْسَكَ خَطَراً لِفُلَانٍ وأَنت أَوْزَنُ مِنْهُ. والخَطَرُ: السَّبَقُ الَّذِي يُتَرَامَى عَلَيْهِ فِي التَّرَاهُنِ، وَالْجَمْعُ أَخْطارٌ. وأَخْطَرَهُمْ خَطَراً وأَخْطَرَه لَهُمْ: بَذْلٌ لَهُمْ مِنَ الخَطَرِ مَا أَرضاهم. وأَخْطَرَ المالَ أَي جَعَلَهُ خَطَراً بَيْنَ الْمُتَرَاهِنِينَ. وتَخاطَرُوا عَلَى الأَمر: تَرَاهَنُوا؛ وخاطَرَهم عَلَيْهِ: رَاهَنَهُمْ. والخَطَرُ؛ الرَّهْنُ بِعَيْنِهِ. والخَطَرُ: مَا يُخاطَرُ عَلَيْهِ؛ تَقُولُ: وَضَعُوا لِي خَطَراً ثَوْبًا وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ وَالسَّابِقُ إِذا تَنَاوَلَ القَصَبَةَ عُلِمَ أَنه قَدْ أَحْرَزَ الخَطَرَ. والخَطَرُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ واحدٌ، وَهُوَ كُلُّهُ الَّذِي يُوضَعُ فِي النِّضالِ والرِّهانِ، فَمَنْ سَبَقَ أَخذه، وَيُقَالُ فِيهِ كُلُّهُ: فَعَّلَ، مُشَدَّدًا، إِذا أَخذه؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، وَلَمْ أَقُمْ ... عَلَى نَدَبٍ يَوْمًا، وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ؟ والمُخْطِرُ: الَّذِي يَجْعَلُ نَفْسَهُ خَطَراً لِقِرْنِه فَيُبَارِزُهُ وَيُقَاتِلُهُ؛ وَقَالَ: وقلتُ لِمَنْ قَدْ أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه: ... أَلا مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قَدْ بَدَا لِيَا؟ وَقَالَ أَيضاً: أَين عَنَّا إِخْطارُنا المالَ والأَنْفُسَ، ... إِذ ناهَدُوا لِيَوْمِ المِحَالِ؟ وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ أَنه قَالَ يَوْمَ نَهاوَنْدَ، حِينَ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ: إِن هَؤُلَاءِ قَدْ

أَخْطَرُوا لَكُمْ رِثَةً ومَتاعاً، وأَخْطَرتم لَهُمُ الدِّينَ، فَنافِحُوا عَنِ الدِّينِ ؛ الرِّثَةُ: رَدِيء الْمَتَاعِ، يَقُولُ: شَرَطُوها لَكُمْ وَجَعَلُوهَا خَطَراً أَي عِدْلًا عَنْ دِينِكُمْ، أَراد أَنهم لَمْ يُعَرِّضُوا لِلْهَلَاكِ إِلَّا مَتَاعًا يَهُونُ عَلَيْهِمْ وأَنتم قَدْ عَرَّضْتُمْ لَهُمْ أَعظم الأَشياء قَدْراً، وَهُوَ الإِسلام. والأَخطارُ مِنَ الجَوْزِ فِي لَعِب الصِّبْيَانِ هِيَ الأَحْرازُ، وَاحِدُهَا خَطَرٌ. والأَخْطارُ: الأَحْرازُ فِي لَعِبِ الجَوْز. والخَطَرُ: الإِشْرافُ عَلَى هَلَكَة. وخاطَرَ بِنَفْسِهِ يُخاطِرُ: أَشْفَى بِهَا عَلَى خَطَرِ هُلْكٍ أَو نَيْلِ مُلْكٍ. والمَخاطِرُ: الْمَرَاقِي. وخَطَرَ الدهرُ خَطَرانَهُ، كَمَا يُقَالُ: ضَرَبَ الدهرُ ضَرَبانَهُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ خَطَرَ الدهرُ مِنْ خَطَرانِهِ كَمَا يُقَالُ ضَرَبَ مِنْ ضَرَبانِه. والجُنْدُ يَخْطِرُونَ حَوْلَ قَائِدِهِمْ يُرُونَهُ مِنْهُمُ الجِدَّ، وَكَذَلِكَ إِذا احْتَشَدُوا فِي الْحَرْبِ. والخَطْرَةُ: مِنْ سِماتِ الإِبل؛ خَطَرَهُ بالمِيسَمِ فِي بَاطِنِ السَّاقِ؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ كَذَلِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخَطْرُ مَا لَصِقَ «2». بالوَرِكَيْنِ مِنَ الْبَوْلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائِلَ. بَعْدَ مَا ... تَقَوَّبَ، عَنْ غِرْبانِ أَوْرَاكِها، الخَطْرُ قَوْلُهُ: تَقَوَّبَ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى قَوَّبَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ؛ أَي قَطَعُوا، وَتَقَسَّمْتُ الشَّيْءَ أَي قَسَمْتُهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد تَقَوَّبَتْ غِرْبَانُهَا عَنِ الْخَطَرِ فَقَلَبَهُ. والخَطْرُ [الخِطْرُ]: الإِبل الْكَثِيرَةُ؛ وَالْجَمْعُ أَخطار، وقيل الخَطْرُ [الخِطْرُ] مِائَتَانِ مِنَ الْغَنَمِ والإِبل، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الإِبل أَربعون، وَقِيلَ: أَلف وَزِيَادَةٌ؛ قَالَ: رَأَتْ لأَقْوامٍ سَوَاماً دَثْراً، ... يُرِيحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَطْرا [خِطْرا]، وبَعْلُها يَسُوقُ مِعْزَى عَشْرا وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: إِذا بَلَغَتِ الإِبل مِائَتَيْنِ، فهي خَطْرٌ [خِطْرٌ]، فإِذا جَاوَزَتْ ذَلِكَ وَقَارَبَتِ الأَلف، فَهِيَ عَرْجٌ [عِرْجٌ]. وخَطِيرُ النَّاقَةِ: زمامُها؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه أَشار لعَمَّارٍ وَقَالَ: جُرُّوا لَهُ الخَطِيرَ مَا انْجَرَّ لَكُمْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا جَرَّهُ لَكُمْ ؛ مَعْنَاهُ اتَّبِعُوه مَا كَانَ فِيهِ مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ، وتَوَقَّوْا مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَوْضِعٌ؛ قَالَ: الْخَطِيرُ زِمَامُ الْبَعِيرِ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي الْخَطِيرِ: قَالَ بَعْضُهُمُ الخَطِير الحَبْلُ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَذْهَبُ بِهِ إِلى إِخْطارِ النَّفْسِ وإِشْرَاطِهَا فِي الْحَرْبِ؛ الْمَعْنَى اصْبِرُوا لعمَّار مَا صَبَرَ لَكُمْ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَطْرَةُ رَحِمٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وأُراه يَعْنِي شُبْكَةَ رَحِمٍ، وَيُقَالُ: لَا جَعَلَها اللهُ خَطْرَتَه وَلَا جَعْلِهَا آخِرَ مَخْطَرٍ مِنْهُ أَي آخِرَ عَهْدٍ مِنْهُ، وَلَا جَعَلَهَا اللَّهُ آخِرَ دَشْنَةٍ «3». وَآخِرَ دَسْمَةٍ وطَيَّةٍ ودَسَّةٍ، كلُّ ذَلِكَ: آخِرَ عَهْدٍ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: وبِعَيْنَيْكَ كُلُّ ذاك تَخَطْراكَ، ... ويمْضِيكَ نَبْلُهُمْ فِي النِّضَالِ قَالُوا: تَخَطْراكَ وتَخَطَّاكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبو سَعِيدٍ يَرْوِيهِ تَخَطَّاكَ وَلَا يُعْرَفُ تَخَطْرَاكَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَخَطْرَاني شَرُّ فُلَانٍ وَتَخَطَّانِي أَي جازني.

_ (2). قوله: [والخطر ما لصق إلخ] بفتح الخاء وكسرها مع سكون الطاء كما في القاموس (3). قوله: [آخر دشنة إلخ] كذا بالأصل وشرح القاموس

والخِطْرَةُ: نَبْتٌ فِي السَّهْلِ وَالرَّمْلِ يُشْبِهُ المَكْرَ، وَقِيلَ: هِيَ بَقْلَةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَنْبُتُ الخِطْرَةُ مَعَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ، وَهِيَ غَبْراءُ حُلْوَةٌ طَيِّبَةٌ يَرَاهَا مَنْ لَا يَعْرِفُهَا فَيَظُنُّ أَنها بَقْلَةٌ، وإِنما تَنْبُتُ فِي أَصل قَدْ كَانَ لَهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَيْسَتْ بأَكثر مِمَّا يَنْتَهِسُ الدابةُ بِفَمِهِ، وَلَيْسَ لَهَا وَرَقٌ، وإِنما هِيَ قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ، وَقَدْ تُحْتَبَلُ بِهَا الظِّباءُ، وَجَمْعُهَا خِطَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وسِدَرٍ. غَيْرُهُ: الخِطْرَةُ عُشْبَةٌ مَعْرُوفَةٌ لَهَا قَضْبَةٌ يَجْهَدُها المالُ ويَغْزُرُ عَلَيْهَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَعَيْنا خَطَرات الوَسْمِيّ، وَهِيَ اللُّمَعُ مِنَ المَراتِعِ والبُقَعِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَهَا خَطَراتُ العَهْدِ مِنْ كُلِّ بَلْدَةٍ ... لِقَوْمٍ، وَلَوْ هاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ مَنْشَمِ [مَنْشِمِ] والخِطَرَةُ: أَغصان الشَّجَرَةِ، وَاحِدَتُهَا خِطْرٌ، نَادِرٌ أَو عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الْهَاءِ. والخِطْرُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ يُجْعَلُ وَرَقُهُ فِي الْخِضَابِ الأَسود يُخْتَضَبُ بِهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ شَبِيهٌ بالْكَتَمِ، قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يَنْبُتُ مَعَهُ يَخْتَضِبُ بِهِ الشُّيُوخُ؛ وَلِحْيَةٌ مَخْطُورَةٌ ومُخَطَّرَةٌ: مَخْضُوبَةٌ بِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّبَنِ الْكَثِيرِ الْمَاءِ: خِطْرٌ. والخَطَّارُ: دُهْنٌ مِنَ الزَّيْتِ ذُو أَفاويه، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الأَسماء عَلَى فَعَّال. والخَطْرُ: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأَهل الشَّامِ. والخَطَّارُ: اسْمُ فرس حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الفَزارِيِّ. خعر: الخَيْعَرَةُ: خِفَّةٌ وطَيْشٌ. خفر: الخَفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الْحَيَاءِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: خَفِرَ، بِالْكَسْرِ، وخَفِرَتِ المرأَةُ خَفَراً وخَفارَةً، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فَهِيَ خَفِرَةٌ، عَلَى الْفِعْلِ، ومُتَخَفِّرَةٌ وخَفِيرٌ مِنْ نِسْوَةٍ خَفائِرَ، ومِخْفارٌ عَلَى النَّسَبِ أَو الْكَثْرَةِ؛ قَالَ: دارٌ لِجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفار وتَخَفَّرَتْ: اشْتَدَّ حَيَاؤُهَا. والتَّخْفِيرُ: التَّسْوِير. وخَفَرَ الرجلَ وخَفَرَ بِهِ وَعَلَيْهِ يَخْفِرُ خَفْراً: أَجاره وَمَنَعَهُ وأَمَّنَهُ، وَكَانَ لَهُ خَفِيرًا يَمْنَعُهُ، وَكَذَلِكَ تَخَفَّرَ بِهِ. وخَفَرَه: اسْتَجَارَ بِهِ وسأَله أَن يَكُونَ لَهُ خَفِيرًا، وخَفَّرَه تَخْفِيراً؛ قَالَ أَبو جُنْدبٍ الهُذَلِيُّ: ولكِنَّنِي جَمْرُ الغَضَا، مِنْ ورائِهِ ... يُخَفِّرُنِي سَيْفي، إِذا لَمْ أُخَفَّرِ وفلانٌ خَفِيري أَي الَّذِي أُجيره. والخَفِيرُ: الْمُجِيرُ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خَفِيرٌ لِصَاحِبِهِ، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الخُفْرَةُ والخَفارَةُ والخُفارَةُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَقِيلَ: الخُفْرَةُ والخُفارَةُ والخَفارَةُ والخِفارَةُ الأَمانُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ الأَوَّل. والخُفَرَةُ أَيضاً: «1». الخَفِيرُ الَّذِي هُوَ الْمُجِيرُ. اللَّيْثُ: خَفِيرُ الْقَوْمِ مُجيرهم الَّذِي يَكُونُونَ فِي ضَمَانِهِ مَا دَامُوا فِي بِلَادِهِ، وَهُوَ يَخفِر القومَ خَفارَةً. والخَفارَةُ: الذِّمَّةُ، وَانْتِهَاكُهَا إِخْفارٌ. والخُفارة والخِفارة والخَفارة أَيضاً: جُعْلُ الخَفِير؛ وخَفَرْتُه خَفْراً وخُفُوراً. وَيُقَالُ: أَخْفَرْته إِذا بَعَثْتَ مَعَهُ خَفِيراً؛ قَالَهُ أَبو الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ، وَالِاسْمُ الخُفْرَةُ، بِالضَّمِّ، وَهِيَ الذِّمَّةُ. يُقَالُ: وَفَتْ خُفْرَتُك، وَكَذَلِكَ الخُفارة، بِالضَّمِّ، والخِفارَة، بِالْكَسْرِ. وأَخْفَرَه: نَقَضَ عَهْدَهُ وخاسَ بِهِ وغَدَره. وأَخْفَرَ الذِّمَّةَ: لَمْ يَفِ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فإِنه فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا تُخْفِرُنَّ اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ؛ أَي لَا تُؤْذُوا الْمُؤْمِنَ؛ قال زهير:

_ (1). قوله: [والخفرة أَيضاً] لفظ أَيضاً زائد إذ الخفرة كهمزة غير ما قبله أَعني الخفرة بضم فسكون كما في القاموس وغيره

فإِنَّكُمُ، وقَوْماً أَخْفَرُوكُمْ، ... لكالدِّيباجِ مالَ بِهِ العَبَاءُ والخُفُورُ: هُوَ الإِخْفارُ نفسُه مِنْ قِبَلِ المُخْفِر، مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ، عَلَى خَفَر يَخْفُر. شَمِرٌ: خَفَرَتْ ذِمَّةُ فُلَانٍ خُفُوراً إِذا لَمْ يُوفَ بِهَا وَلَمْ تَتِمَّ؛ وأَخْفَرَها الرجلُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فَواعَدنِي وأَخْلَفَ ثَمَّ ظَنِّي، ... وبِئْسَ خَليقَةُ المرءِ الخُفُورُ. وَهَذَا مِنْ خَفَرَتْ ذِمَّتُه خُفُوراً. وخَفَرْتُ الرجلَ: أَجَرْتُه وحَفِظْتُه. وخَفَرْتُه إِذا كُنْتُ لَهُ خَفِيراً أَي حَامِيًا وَكَفِيلًا. وتَخَفَّرْتُ بِهِ إِذا اسْتَجَرْتُ به. والخِفارةُ [الخُفارةُ] بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: الذِّمام. وأَخْفَرْتُ الرَّجُلَ إِذا نَقَضْتَ عَهْدَهُ وَذِمَامَهُ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ للإِزالة أَي أَزلت خِفارَته [خُفارَته]، كأَشكيته إِذا أَزلت شَكْوَاهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ ظَلَمَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحداً فَقَدْ أَخْفَرَ اللَّهَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: ذِمَّةَ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي خُفْرَةِ اللَّهِ أَي فِي ذِمَّتِهِ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: الدُّمُوعُ خُفَرُ العُيون ؛ الخُفَرُ جَمْعُ خُفْرَةٍ، وَهِيَ الذِّمَّةُ أَي أَن الدُّمُوعَ الَّتِي تَجْرِي خَوْفًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تُجِيرُ الْعُيُونَ مِنَ النَّارِ؛ كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَيْنانِ لَا تَمَسُّهُما النارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: حَيٌّ خَفِرٌ أَي كَثِيرُ الْحَيَاءِ والخَفَرِ. والخَفَرُ، بِالْفَتْحِ: الْحَيَاءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الإِعْراضِ [الأَعْراضِ] أَي الْحَيَاءُ مِنْ كُلِّ مَا يُكْرَهُ لَهُنَّ أَن يَنْظُرْنَ إِليه، فأَضافت الخَفَر إِلى الإِعْراضِ [الأَعْراضِ] أَي الَّذِي تَسْتَعْمِلُهُ لأَجل الإِعراض؛ وَيُرْوَى: الأَعراض، بِالْفَتْحِ، جَمْعُ العِرْضِ أَي أَنهن يَسْتَحْيِينَ وَيَتَسَتَّرْنَ لأَجل أَعراضهن وَصَوْنِهَا. والخَافُورُ: نَبْتٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ نَبَاتٌ تَجْمَعُهُ النَّمْلُ فِي بُيُوتِهَا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وأَتَت النملُ القُرَى بِعِيرِها، ... مِنْ حَسَكِ التَّلْعِ، وَمِنْ خافُورِها خفتر: قَالَ أَبو نَصْرٍ فِي قَوْلِ عَدِيٍّ: وغُصْنَ عَلَى الخَفْتارِ، وَسْطَ جُنُودِه، ... وبَيَّتْنَ فِي لَذَّاتِه رَبَّ مارِدِ قَالَ: الخَفْتَارُ مَلِكُ الحبشة. خلر: الخُلَّرُ، مِثَالُ السُّكَّرِ، قِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ أَعجمي، قِيلَ: هُوَ الجُلْبانُ، وَقِيلَ: هُوَ الفُولُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخُلَّرُ الماشُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْحُبُوبِ الَّتِي تُقْتاتُ. وخُلَّار: مَوْضِعٌ يَكْثُرُ بِهِ الْعَسَلُ الْجَيِّدُ؛ وَمِنْهُ كِتَابُ الْحَجَّاجِ إِلى بَعْضِ عُمَّاله بِفَارِسَ: أَن ابْعَثْ إِليّ بِعَسَلٍ مِنْ عَسَلِ خُلَّار، مِنَ النَّحْلِ الأَبكار، مِنَ الدَّسْتِفْشارِ، الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ. خمر: خامَرَ الشيءَ: قَارَبَهُ وَخَالَطَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هامَ الفُؤادُ بِذِكْراها وخامَرَهُ ... مِنْهَا، عَلَى عُدَواءِ الدَّارِ. تَسْقِيمُ وَرَجُلٌ خَمِرٌ: خَالَطَهُ دَاءٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَحارِ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ، ... ويَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يأْتَمِرْ وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي خَامَرَهُ الدَّاءُ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ خَمِرٌ أَي مُخامَرٌ؛ وأَنشد أَيضاً: أَحار بْنَ عَمْرٍو كأَني خَمِرْ أَي مُخامَرٌ؛ قَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ شَمِرٌ بِخَطِّهِ، قَالَ:

وأَما المُخامِرُ فَهُوَ المُخالِطُ، مِن خامَرَهُ الداءُ إِذا خَالَطَهُ؛ وأَنشد: وإِذا تُباشِرْكَ الهُمُومُ، ... فإِنها داءٌ مُخامِرْ قَالَ: وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ فِي خامَرَهُ الداءُ إِذا خَالَطَ جَوْفَهُ. والخَمْرُ: مَا أَسْكَرَ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ لأَنها خَامَرَتِ الْعَقْلَ. والتَّخْمِيرُ: التَّغْطِيَةُ، يُقَالُ: خَمَّرَ وجْهَهُ وخَمِّرْ إِناءك. والمُخامَرَةُ: الْمُخَالَطَةُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَدْ تَكُونُ الخَمْرُ مِنَ الْحُبُوبِ فَجَعَلَ الْخَمْرَ مِنَ الْحُبُوبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظنه تَسَمُّحاً مِنْهُ لأَن حَقِيقَةَ الْخَمْرِ إِنما هِيَ الْعِنَبُ دُونَ سَائِرِ الأَشياء، والأَعْرَفُ فِي الخَمْرِ التأْنيث؛ يُقَالُ: خَمْرَةٌ صِرْفٌ، وَقَدْ يذكَّر، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعِنَبَ خَمْرًا؛ قَالَ: وأَظن ذَلِكَ لِكَوْنِهَا مِنْهُ؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً ؛ إِن الْخَمْرَ هُنَا الْعِنَبُ؛ قَالَ: وأُراه سَمَّاهَا بِاسْمِ مَا فِي الإِمكان أَن تؤول إِليه، فكأَنه قَالَ: إِني أَعصر عِنَبًا؛ قَالَ الرَّاعِي: يُنازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْقٍ ... شِواءَ الطَّيرِ، والعِنَبَ الحَقِينا يُرِيدُ الْخَمْرَ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَعْصِرُ خَمْراً أَي أَستخرج الْخَمْرَ، وإِذا عُصِرَ الْعِنَبُ فإِنما يُسْتَخْرَجُ بِهِ الْخَمْرُ، فَلِذَلِكَ قَالَ: أَعْصِرُ خَمْراً . قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَزَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنه رأَى يَمَانِيًّا قَدْ حَمَلَ عِنَبًا فَقَالَ لَهُ: مَا تَحْمِلُ؟ فَقَالَ: خَمْرًا، فَسَمَّى الْعِنَبَ خَمْرًا، وَالْجَمْعُ خُمور، وَهِيَ الخَمْرَةُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَسُمِّيَتِ الْخَمْرُ خَمْرًا لأَنها تُرِكَتْ فاخْتَمَرَتْ، واخْتِمارُها تَغَيُّرُ رِيحِهَا؛ وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمُخَامَرَتِهَا الْعَقْلَ. وَرَوَى الأَصمعي عَنْ مَعْمَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: لَقِيتُ أَعرابياً فَقُلْتُ: مَا مَعَكَ؟ قَالَ: خَمْرٌ. والخَمْرُ: مَا خَمَر العَقْلَ، وَهُوَ الْمُسْكِرُ مِنَ الشَّرَابِ، وَهِيَ خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمُورٌ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَتُمُورٍ. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ: أَنه بَاعَ خَمْرًا فَقَالَ عُمَرُ: قاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنما بَاعَ عَصِيرًا مِمَّنْ يَتَّخِذُهُ خَمْرًا فسماه باسم ما يؤول إِليه مَجَازًا، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً ، فَلِهَذَا نَقَمَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَيْهِ لأَنه مَكْرُوهٌ؛ وإِما أَن يَكُونَ سَمُرَةُ بَاعَ خَمْرًا فَلَا لأَنه لَا يَجْهَلُ تَحْرِيمَهُ مَعَ اشْتِهَارِهِ. وخَمَر الرجلَ والدابةَ يَخْمُره خَمْراً: سَقَاهُ الْخَمْرَ، والمُخَمِّرُ: مُتَّخِذُ الْخَمْرِ، والخَمَّارُ: بَائِعُهَا. وعنبٌ خَمْرِيٌّ: يَصْلُحُ لِلْخَمْرِ. ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ: يُشْبِهُ لَوْنَ الخَمر. واخْتِمارُ الخَمْرِ: إِدْراكُها وَغَلَيَانُهَا. وخُمْرَتُها وخُمارُها: مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا، وَقِيلَ: خُمْرَتُها وخُمارُها مَا أَصابك مِنْ أَلمها وَصُدَاعِهَا وأَذاها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَذٌّ أَصابَتْ حُمَيَّاها مَقاتِلَهُ، ... فَلَمْ تَكَدْ تَنْجَلِي عَنْ قلبِهِ الخُمَرُ وَقِيلَ: الخُمارُ بَقِيَّةُ السُّكْرِ، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ خَمِرٌ أَي فِي عَقِبِ خُمارٍ؛ وَيُنْشِدُ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَحار بْنَ عَمْرٍو فُؤَادِي خَمِرْ وَرَجُلٌ مَخْمُورٌ: بِهِ خُمارٌ، وَقَدْ خُمِرَ خَمْراً وخَمِرَ. وَرَجُلٌ مُخَمَّرٌ: كمَخْمُور. وتَخَمَّرَ بالخَمْرِ: تَسَكَّرَ بِهِ، ومُسْتَخْمِرٌ وخِمِّيرٌ: شِرِّيبٌ لِلْخَمْرِ دَائِمًا. وَمَا فلانٌ بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا شَرَّ عِنْدَهُ. وَيُقَالُ أَيضاً: مَا عِنْدَ فُلَانٍ خَلٌّ وَلَا خمر أَي لَا خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ. والخُمْرَةُ والخَمَرَةُ: مَا خامَرَك مِنَ الرِّيحِ،

وَقَدْ خَمَرَتْهُ؛ وَقِيلَ: الخُمْرَةُ والخَمَرَةُ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ؛ يُقَالُ: وَجَدْتُ خَمَرَة الطِّيبِ أَي رِيحَهُ، وامرأَة طَيِّبَةُ الخِمْرَةِ بالطِّيبِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ: الَّتِي تُجْعَلُ فِي الطِّينِ. وخَمَرَ العجينَ والطِّيبَ وَنَحْوَهُمَا يَخْمُره ويَخْمِرُه خَمْراً، فَهُوَ خَمِيرٌ، وخَمَّرَه: تَرَكَ اسْتِعْمَالَهُ حَتَّى يَجُودَ، وَقِيلَ: جَعَلَ فِيهِ الْخَمِيرَ. وخُمْرَةُ الْعَجِينِ: مَا يُجْعَلُ فِيهِ مِنَ الْخَمِيرَةِ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ خَمَرْتُ الْعَجِينَ وفَطَرْتُه، وَهِيَ الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي الْعَجِينِ تُسَمِّيهَا النَّاسُ الخَمِيرَ، وَكَذَلِكَ خُمْرَةُ النَّبِيذِ وَالطِّيبِ. وخُبْزٌ خَمِيرٌ وَخُبْزَةٌ خَمِيرٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كِلَاهُمَا بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدِ اخْتَمَر الطيبُ وَالْعَجِينُ. وَاسْمُ مَا خُمِرَ بِهِ: الخُمْرَةُ، يُقَالُ: عِنْدِي خُبْزٌ خَمِير وحَيسٌ فَطِير أَي خُبْزٌ بَائِتٌ. وخُمْرةُ اللَّبَنِ: رَوْبَتُه الَّتِي تُصَبُّ عَلَيْهِ لِيَرُوبَ سَرِيعًا؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الخَمِيرُ الخُبْزُ فِي قَوْلِهِ: وَلَا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيت خَمِيرُها أَي خُبْزُهَا الَّذِي خُمِّرَ عجينُه فَذَهَبَتْ فُطُورَتُه؛ وَطَعَامٌ خَمِيرٌ ومَخْمورٌ فِي أَطعمة خَمْرَى. والخَمِيرُ والخَمِيرَةُ: الخُمْرَةُ. وخُمْرَةُ النَّبِيذِ وَالطِّيبِ: مَا يُجْعَلُ فِيهِ مِنَ الخَمْرِ والدُّرْدِيِّ. وخُمْرَةُ النَّبِيذِ: عَكَرُه، ووجدتُ مِنْهُ خُمْرَةً طَيِّبَةً «2». إِذا اخْتَمَرَ الطيِّبُ أَي وجدتُ رِيحَهُ. وَوَصَفَ أَبو ثَرْوَانَ مأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرها قَالَ: فَتَخَمَّرَتْ أَطْنابُنا أَي طَابَتْ رَوَائِحُ أَبداننا بالبَخُور. أَبو زَيْدٍ: وَجَدْتُ مِنْهُ خَمَرَةَ الطِّيبِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، يَعْنِي رِيحَهُ. وخامَرَ الرجلُ بيتَه وخَمَّرَهُ: لَزِمَهُ فَلَمْ يَبْرَحْهُ، وَكَذَلِكَ خامَرَ المكانَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وشاعِرٍ يُقالُ خَمِّرْ فِي دَعَهْ وَيُقَالُ للضَّبُعِ: خامِرِي أُمَّ عامِرٍ أَي اسْتَتِري. أَبو عَمْرٍو: خَمَرْتُ الرجلَ أَخْمُرُه إِذا اسْتَحْيَتْ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: الخِمْرَةُ الِاسْتِخْفَاءُ «3». قَالَ ابْنُ أَحمر: مِنْ طارِقٍ أَتى عَلَى خِمْرَةِ، ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَلَى غَفْلَةٍ مِنْكَ. وخَمَرَ الشيءَ يَخْمُرُه خَمْراً وأَخْمَرَهُ: سَتَرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجِدُ المؤمنَ إِلَّا فِي إِحدى ثلاثٍ: فِي مَسْجِدٍ يَعْمُرُه، أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه، أَو مَعِيشَةٍ يُدَبِّرُها ؛ يَخْمُره أَي يَسْتُرُهُ وَيُصْلِحُ مِنْ شأْنه. وخَمَرَ فلانٌ شَهَادَتَهُ وأَخْمَرَها: كَتَمَهَا. وأَخْرَجَ مِنْ سِرِّ خَمِيرِهِ سِرّاً أَي بَاحَ بِهِ. واجْعَلْهُ فِي سرِّ خَمِيرِك أَي اكْتُمْهُ. وأَخْمَرْتُ الشَّيْءَ: أَضمرته؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القومُ ظِنَّةً ... عَليَّ، بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَكابِرُ الأَزهري: وأَخْمَرَ فلانٌ عَليَّ ظِنَّةً أَي أَضمرها، وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ. والخَمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا وَارَاكَ مِنَ الشَّجَرِ وَالْجِبَالِ وَنَحْوِهَا. يُقَالُ: تَوَارَى الصيدُ عَنِّي فِي خَمَرِ الْوَادِي، وخَمَرُه: مَا وَارَاهُ مِنْ جُرُفٍ أَو حَبْلٍ مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ أَو غَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: دَخَلَ فُلَانٌ في خُمارِ الناسِ أَي فِيمَا يُوَارِيهِ وَيَسْتُرُهُ مِنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: انْطَلَقْتُ أَنا وَفُلَانٌ نَلْتَمِسُ الخَمَر ، هُوَ بِالتَّحْرِيكِ: كُلُّ مَا سَتَرَكَ مِنْ شَجَرٍ أَو بناءِ أَو غَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي قَتَادَةَ: فابْغِنَا مَكاناً

_ (2). قوله: [خمرة طيبة] خاؤها مثلثة كالخمرة محركة كما في القاموس (3). قوله: [الخمرة الاستخفاء] ومثلها الخمر محركاً خمر خمراً كفرح توارى واستخفى كما في القاموس

خَمَراً أَي سَاتِرًا بِتَكَاثُفِ شَجَرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ: حَتَّى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِالْفَتْحِ، يَعْنِي الشَّجَرَ الْمُلْتَفَّ، وَفُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنه جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لِكَثْرَةِ شَجَرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ: أَنه كَتَبَ إِلى أَبي الدَّرْدَاءِ: يَا أَخي، إِن بَعُدَتِ الدَّارُ مِنَ الدَّارِ فإِن الرُّوح مِنَ الرُّوح قَريبٌ، وطَيْرُ السماءٍ عَلَى أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض يَقَعُ الأَرْفَهُ الأَخصبُ ؛ يُرِيدُ أَن وَطَنَهُ أَرفق بِهِ وأَرفه لَهُ فَلَا يُفَارِقُهُ، وَكَانَ أَبو الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِليه يَدْعُوهُ إِلى الأَرض الْمُقَدَّسَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي إِدريس الخَوْلانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كَانُوا أَي أَوْفَرُ. وَيُقَالُ: دَخَلَ فِي خَمَار النَّاسِ «1». أَي فِي دَهْمَائِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أُوَيْسٍ القَرَنِيِّ: أَكون فِي خَمَارِ النَّاسِ أَي فِي زَحْمَتِهِمْ حَيْثُ أَخْفَى وَلَا أُعْرَفُ. وَقَدْ خَمِرَ عَنِّي يَخْمَرُ خَمَراً أَي خَفِيَ وَتَوَارَى، فَهُوَ خَمِرٌ. وأَخْمَرَتْه الأَرضُ عَنِّي وَمِنِّي وعَلَيَّ: وَارَتْهُ. وأَخْمَرَ القومُ: تَوارَوْا بالخَمَرِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا خَتَلَ صَاحِبَهُ: هُوَ يَدِبُّ «2». لَهُ الضَّراءَ ويَمْشِي لَهُ الخَمَرَ. وَمَكَانٌ خَمِرٌ: كَثِيرُ الخَمَرِ، عَلَى النَّسَبِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد لِضِبَابِ بْنِ وَاقِدٍ الطُّهَوِيِّ: وجَرَّ المَخاضُ عَثَانِينَها ... إِذا بَرَكَتْ بالمكانِ الخَمِرْ وأَخْمَرَتِ الأَرضُ: كَثُرَ خَمَرُها. وَمَكَانٌ خَمِرٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ الخَمَرِ. والخَمَرُ: وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئْبُ؛ وأَنشد: فَقَدْ جاوَزْتُما خَمَرَ الطَّرِيقِ وَقَوْلُ طَرَفَةَ: سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فَأَبْتَغِي ... بِهِ جِيرَتي، إِن لَمْ يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَاهُ إِن لَمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخبرَ، وَيُرْوَى يُخَلُّوا، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ الخَمَرُ هَاهُنَا الشَّجَرَ بِعَيْنِهِ. يَقُولُ: إِن لَمْ يَخْلُوا لِيَ الشَّجَرَ أَرعاها بإِبلي هَجَوْتُهُمْ فَكَانَ هجائي لم سَمًّا، وَيُرْوَى: سأَحلب عَيْساً، وَهُوَ مَاءُ الْفَحْلِ، وَيَزْعُمُونَ أَنه سَمٌّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَلِّكْهُ عَلَى عُرْبِهِمْ وخُمُورِهِمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي أَهل الْقُرَى لأَنهم مَغْلُوبُونَ مَغْمُورُونَ بِمَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْخَرَاجِ والكُلَفِ والأَثقال، وَقَالَ: كَذَا شَرَحَهُ أَبو مُوسَى. وخَمَرُ النَّاسِ وخَمَرَتُهُمْ وخَمَارُهم وخُمَارُهم: جَمَاعَتُهُمْ وَكَثْرَتُهُمْ، لغةٌ فِي غَمار النَّاسِ وغُمارهم أَي فِي زَحْمتهم؛ يُقَالُ: دَخَلْتُ فِي خَمْرتهم وغَمْرتهم أَي فِي جَمَاعَتِهِمْ وَكَثْرَتِهِمْ. والخِمَارُ للمرأَة، وَهُوَ النَّصِيفُ، وَقِيلَ: الْخِمَارُ مَا تُغَطِّي بِهِ المرأَة رأْسها، وَجَمْعُهُ أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ وخُمُرٌ. والخِمِرُّ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ: لُغَةٌ فِي الْخِمَارِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد: ثُمَّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ والخِمْرَةُ: مِنَ الخِمار كاللِّحْفَةِ مِنَ اللِّحَافِ. يُقَالُ: إِنها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ الْعَوَانَ لَا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ أَي إِن المرأَة الْمُجَرِّبَةَ لَا تُعَلَّمُ كَيْفَ تَفْعَلُ. وتَخَمَّرَتْ بالخِمار واخْتَمَرَتْ: لَبِسَتْه، وخَمَّرَتْ بِهِ رأْسَها: غَطَّتْه. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَنه كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الخُفِّ والخِمار ؛

_ (1). قوله: [في خمار الناس] بضم الخاء وفتحها كما في القاموس (2). قوله: [يدب إلخ] ذكره الميداني في مجمع الأمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف وبما انخفض مِنَ الْأَرْضِ، عَنِ ابْنِ الأعرابي؛ والخمر بما واراك مِنْ جُرُفٍ أَوْ حَبْلٍ رمل؛ ثم قال: يضرب للرجل يختل صاحبه. وذكر هذا المثل أيضاً اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي وضبطوه بوزن سماء

أَرادت بِالْخِمَارِ الْعِمَامَةَ لأَن الرَّجُلَ يُغَطِّي بِهَا رأْسه كَمَا أَن المرأَة تُغَطِّيهِ بِخِمَارِهَا، وَذَلِكَ إِذا كَانَ قَدِ اعْتَمَّ عِمَّةَ الْعَرَبِ فأَرادها تَحْتَ الْحَنَكِ فَلَا يَسْتَطِيعُ نَزْعَهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ فَتَصِيرُ كَالْخُفَّيْنِ،، غَيْرَ أَنه يَحْتَاجُ إِلى مَسْحِ الْقَلِيلِ مِنَ الرأْس ثُمَّ يَمْسَحُ عَلَى الْعِمَامَةِ بَدَلَ الِاسْتِيعَابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِمُعَاوِيَةَ: مَا أَشبه عَيْنَك بِخِمْرَةِ هِنْدٍ ؛ الخمرةُ: هَيْئَةُ الِاخْتِمَارِ؛ وَكُلُّ مُغَطًّى: مُخَمَّرٌ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّخْمِيرُ التَّغْطِيَةُ، وَفِي رِوَايَةٍ: خَمِّرُوا الإِناء وأَوْكُوا السِّقَاءَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه أُتِيَ بإِناءِ مِنْ لَبَنِ فَقَالَ: هلَّا خَمَّرْتَه وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْهِ. والمُخَمَّرَةُ مِنَ الشِّيَاهِ: البيضاءُ الرأْسِ، وَقِيلَ: هِيَ النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورأْسها أَبيض مِثْلُ الرَّخْماءِ، مُشْتَقٌّ مِنْ خِمار المرأَة؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا ابْيَضَّ رأْس النَّعْجَةِ مِنْ بَيْنِ جَسَدِهَا، فَهِيَ مُخَمَّرة ورَخْماءُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الْمُخْتَمِرَةُ مِنَ الضأْن والمِعْزَى. وَفَرَسٌ مُخَمَّرٌ: أَبيضٌ الرأْس وَسَائِرُ لَوْنِهِ مَا كَانَ. وَيُقَالُ: مَا شَمَّ خِمارَكَ أَي مَا أَصابَكَ، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا تَغَيَّرَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ. وخَمِرَ عَلَيْهِ خَمَراً وأَخْمَرَ: حَقَدَ. وخَمَرَ الرجلَ يَخْمِرُهُ: اسْتَحْيَا مِنْهُ. والخَمَرُ: أَن تُخْرَزَ نَاحِيَتَا أَديم المَزَادَة ثُمَّ تُعَلَّى بِخَرْزٍ آخَر. والخُمْرَةُ: حَصِيرَةٌ أَو سَجَّادَةٌ صَغِيرَةٌ تُنْسَجُ مِنْ سَعَفِ النَّخْلِ وتُرَمَّلُ بِالْخُيُوطِ، وَقِيلَ: حَصِيرَةُ أَصغر مِنَ المُصَلَّى، وَقِيلَ: الخُمْرَة الْحَصِيرُ الصَّغِيرُ الَّذِي يُسْجَدُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَسْجُدُ عَلَى الخُمْرَةِ ؛ وَهُوَ حَصِيرٌ صَغِيرٌ قَدْرُ مَا يُسْجَدُ عَلَيْهِ يُنْسَجُ مِنَ السَّعَفِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَتْ خُمْرة لأَنها تَسْتُرُ الْوَجْهَ مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ قَالَ لَهَا وَهِيَ حَائِضٌ: نَاوِلِينِي الخُمْرَةَ ؛ وَهِيَ مِقْدَارُ مَا يَضَعُ الرَّجُلُ عَلَيْهِ وَجْهَهُ فِي سُجُودِهِ مِنْ حَصِيرٍ أَو نَسِيجَةِ خُوصٍ وَنَحْوِهِ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ: وَلَا تَكُونُ خُمْرَةً إِلَّا فِي هَذَا الْمِقْدَارِ، وَسُمِّيَتْ خُمْرَةً لأَن خُيُوطَهَا مَسْتُورَةٌ بِسَعَفِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ وَهَكَذَا فُسِّرَتْ. وَقَدْ جَاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ فأْرة فأَخذت تَجُرُّ الفَتِيلَة فجاءتْ بِهَا فأَلقتها بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على الخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فأَحرقت مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ دِرْهَمٍ ، قَالَ: وَهَذَا صَرِيحٌ فِي إِطلاق الخُمْرَةِ عَلَى الْكَبِيرِ مِنْ نَوْعِهَا. قَالَ: وَقِيلَ الْعَجِينُ اخْتَمَرَ لأَن فَطُورَتَهُ قَدْ غَطَّاهَا الخَمَرُ، وَهُوَ الِاخْتِمَارُ. وَيُقَالُ: قَدْ خَمَرْتُ الْعَجِينَ وأَخْمَرْته وفَطَرْتُه وأَفْطَرْتُه، قَالَ: وَسُمِّيَ الخَمْرُ خَمْراً لأَنه يُغَطِّي الْعَقْلَ، وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا يَسْتُرُ مِنْ شَجَرٍ أَو غَيْرِهِ: خَمَرٌ، وَمَا سَتَرَهُ مِنْ شَجَرٍ خَاصَّةً، فَهُوَ الضَّرَاءُ. والخُمْرَةُ: الوَرْسُ وأَشياء مِنَ الطِّيبِ تَطْلي بِهِ المرأَة وَجْهَهَا لِيَحْسُنَ لَوْنُهَا، وَقَدْ تَخَمَّرَتْ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي الغُمْرَةِ. والخُمْرَةُ: بِزْرُ العَكَابِرِ «3». الَّتِي تَكُونُ فِي عِيدَانِ الشَّجَرِ. واسْتَخْمَر الرجلَ: اسْتَعْبَدَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أَوَّلُهُمْ أَحْرارٌ وجِيرانٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَلَهُ مَا قَصَرَ فِي بَيْتِهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ مَنِ اسْتَخْمَرَ قَوْمًا أَي اسْتَعْبَدَهُمْ، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ، يَقُولُ: أَخذهم قَهْرًا وَتَمَلَّكَ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ: فَمَا وَهَبَ المَلِكُ من هؤلاء

_ (3). قوله: [العكابر] كذا بالأصل ولعله الكعابر

لِرَجُلٍ فَقَصَرَهُ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ أَي احْتَبَسَهُ وَاخْتَارَهُ وَاسْتَجْرَاهُ فِي خِدْمَتِهِ حَتَّى جَاءَ الإِسلام وَهُوَ عِنْدَهُ عَبْدٌ فَهُوَ لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المُخامَرَةُ أَن يَبِيعَ الرَّجُلُ غُلَامًا حُرّاً عَلَى أَنه عَبْدُهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ مُعَاذٍ مِنْ هَذَا أُخذ، أَراد مَنِ اسْتَعْبَدَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ جَاءَ الإِسلام، فَلَهُ مَا حَازَهُ فِي بَيْتِهِ لَا يَخْرُجُ مِنْ يَدِهِ، وَقَوْلُهُ: وَجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُونَ أَراد رُبَّمَا اسْتَجَارَ بِهِ قَوْمٌ أَو جَاوَرُوهُ فَاسْتَضْعَفَهُمْ وَاسْتَعْبَدَهُمْ، فَلِذَلِكَ لَا يَخْرُجُونَ مِنْ يَدِهِ، وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى إِقرار النَّاسِ عَلَى مَا فِي أَيديهم. وأَخْمَرَهُ الشيءَ: أَعطاه إِياه أَو مَلَّكَهُ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: هَذَا كَلَامٌ عِنْدَنَا مَعْرُوفٌ بِالْيَمَنِ لَا يَكَادُ يُتكلم بِغَيْرِهِ؛ يَقُولُ الرَّجُلُ: أَخْمِرني كَذَا وَكَذَا أَي أَعطنيه هِبَةً لِي، مَلِّكْنِي إِياه، وَنَحْوَ هَذَا. وأَخْمَر الشيءَ: أَغفله؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. واليَخْمُورُ: الأَجْوَفُ الْمُضْطَرِبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. واليَخْمُورُ أَيضاً: الْوَدَعُ، وَاحِدَتُهُ يَخْمُورَةٌ. ومِخْمَرٌ وخُمَيْرٌ: اسْمَانِ. وَذُو الخِمَار: اسْمُ فَرَسِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ شَهِدَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجَمَلِ. وباخَمْرَى: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَبِهَا قَبْرُ إِبراهيم «1». بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عليهم السلام. خمجر: مَاءٌ خَمْجَرٌ وخُماجِرٌ وخَمْجَرِيرٌ: ثَقِيلٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَشْرَبُهُ الْمَالُ وَلَا يَشْرَبُهُ النَّاسُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رُبَّمَا قَتَلَ الدَّابَّةَ وَلَا سِيَّمَا إِنِ اعْتَادَتِ الْعَذْبَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ مِلْحًا أُجاجاً، وَقِيلَ: هُوَ الْمِلْحُ جِدًّا؛ وأَنشد: لَوْ كنتَ مَاءً كُنْتَ خَمْجَرِيرا خمطر: مَاءٌ خَمْطَرِيرٌ: كَخَمْجَرِيرٍ. خنر: أُم خِنَّوْر وخَنُّورٍ، عَلَى وَزْنِ تَنُّورٍ: الضَّبُعُ وَالْبَقَرَةُ؛ عَنْ أَبي رِيَاشٍ؛ وَقِيلَ: الدَّاهِيَةُ. وَيُقَالُ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي أُم خِنَّورٍ أَي فِي دَاهِيَةٍ. والخِنَّوْرُ: الضَّبُعُ، وَقِيلَ: أُم خَنُّورٍ مِنْ كُنَى الضَّبُعِ، وَقِيلَ: هِيَ أُم خِنَّوْر، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ النُّونِ، وَقِيلَ: هِيَ خَنُّور، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَضَمِّ النُّونِ. وأُم خَنُّور: الصَّحارى. وأُم خَنُّور وخَنَوَّرٍ وخِنَّوْرٍ: الدُّنْيَا. قَالَ: قَالَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: وطِئْنَا أُمَّ خَنُّورٍ بِقُوَّةٍ، فَمَا مَضَتْ جُمْعَةٌ حَتَّى مَاتَ، وأُمُّ خَنُّورٍ: مِصْرَ، صَانَهَا اللَّهِ تَعَالَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أُمُّ خَنُّورٍ يُسَاقُ إِليها القِصَارُ الأَعمار ؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ الدِّيْنَوَريُّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِي الْخَنُّورِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: خِنَّورٌ مِثْلُ بِلَّوْر، وخَنُّورُ مِثْلُ سَفُّود، وخَنَوَّر مِثْلُ عَذَوَّر. والخَنُّور: النِّعْمة الظَّاهِرَةُ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَتْ مِصْرُ بِذَلِكَ لِنِعْمَتِهَا، وَذَلِكَ ضَعِيفٌ. وَيُقَالُ: وَقَعُوا فِي أُم خِنَّوْر إِذا وَقَعُوا فِي خِصْب وَلِينٍ مِنَ العَيْشِ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الدُّنْيَا أُم خِنَّوْرٍ. وأُمُّ خَنُّور: الاسْتُ؛ وَشَكَّ أَبو حَاتِمٍ فِي شَدِّ النُّونِ، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: أُم خِنَّوْرٍ؛ قَالَ أَبو سَهْلٍ: وأَما أُم خِنَّوْرٍ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، فَهُوَ اسْمُ الِاسْتِ؛ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: هِيَ اسْمٌ لِاسْتِ الْكَلْبَةِ. والخَنَوَّر: قَصَبُ النُّشَّاب، وَرَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ الخَنُّور، وَقَالَ مَرَّةً: خَنَوَّرٌ أَو خَنُّور، فأَفْصَحَ بِالشَّكِّ؛ وأَنشد: يَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذِي الآذان ... في القَصَبِ الخَنَوَّرْ

_ (1). قوله: [وبها قبر إِبراهيم إلخ] عبارة القاموس وشرحه: بها قَبْرُ إِبراهيم بْنِ عَبْدِ الله المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط الشهيد بن علي إلخ. ثم قال: خرج أي إبراهيم بالبصرة سنة 145 وبايعه وجوه الناس، وتلقب بأمير المؤمنين فقلق لذلك أَبو جعفر المنصور فأرسل إليه عيسى بن موسى لقتاله فاستشهد السيد إبراهيم وحمل رأسه إلى مصر انتهى. باختصار

وَقِيلَ: كُلُّ شَجَرَةٍ رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كُلُّ شَجَرَةٍ رِخْوَة خَوَّارَة، فَهِيَ خَنُّورة، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِقَصَبِ النَّشَّابِ: خَنُّور، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَضَمِّ النُّونِ. أَبو الْعَبَّاسِ: الخانِرُ الصَّديق المُصافي، وَجَمْعُهُ خُنُرٌ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ لَيْسَ مِنْ خُنُرِي أَي ليس من أَصفيائي. خنتر: الْجُوعُ الخِنْتَارُ: الشديدُ، وهو الخُنْتُور أَيضاً. خنثر: الخَنْثَرُ والخَنَثِرُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: الشَّيْءُ الْخَسِيسُ يَبْقَى مِنْ مَتَاعِ الْقَوْمِ فِي الدَّارِ إِذا تَحَمَّلُوا. ابْنُ الأَعرابي: الخَناشِير والخَناثِير الدَّوَاهِي، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْخَنَاثِيرُ قُمَاشُ الْبَيْتِ. خنجر: الخَنْجَرُ والخَنْجَرَةُ والخُنجُورُ، كُلُّهُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ، وَالْجَمْعُ الخَناجِرُ. الأَصمعي: الخُنْجُور واللُّهْمُوم والرُّهْشُوشُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ الإِبل. اللَّيْثُ: الخَنْجَرَةُ مِنَ الْحَدِيدِ، والخَنْجَرُ والخِنجَرُ: السِّكِّينُ. وَمِنْ مَسَائِلِ الْكِتَابِ: الْمَرْءُ مَقْتُولٌ بِمَا قَتَلَ بِهِ، إِن خَنْجَرًا فَخَنْجَرٌ، وَإِنْ سَيْفًا فَسَيْفٌ؛ قَالَ: يَطْعُنُها بِخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ، ... تحتَ الذُّنَابى، فِي مكانٍ سُخْنِ جَمَعَ بَيْنَ النُّونِ وَالْمِيمِ وَهَذَا مِنَ الإِكفاء. والخَنْجَرُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ الخَنْجَرُ بنُ صَخْر الأَسدي. والخَنجَرِيرُ: الْمَاءُ الثَّقِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ مِلْحًا، وَقِيلَ: هُوَ الملح جدّاً. خنزر: الخَنْزَرَةُ: الغِلَظُ. والخَنْزَرَةُ: الفأْس الْغَلِيظَةُ. وخَنْزَرَةُ والخَنْزَرُ: مَوْضِعَانِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَنْعَتُ عَيراً مِنْ حَمِيرِ خَنْزَرَهْ، ... فِي كُلِّ عَيْرٍ مِائَتَانِ كَمَرَهْ وأَنشد أَيضاً: أَنْعَتُ أَعْيَاراً رَعَيْنَ الخَنَزَرا، ... أَنْعَتُهُنَّ آيُراً وكَمَرَا ودارَةُ خَنْزَرٍ: مَوْضِعٌ هُنَاكَ؛ عَنْ كُرَاعٍ التَّهْذِيبُ: وخَنْزَرٌ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: أَلَمَّ خَيَالٌ مِنْ أُمَيْمَةَ مَوْهِناً ... طَرُوقاً، وأَصحابي بدارَةِ خَنْزَرِ وَقَالَ الرَّاعِي فِي خَنْزَرٍ: يَعْنِي لِتَبْلُغَنِي خَنْزَرٌ «1» . وَخِنْزِيرٌ: مَوْضِعُ ذَكَرَهُ لَبِيدٌ: بالغُرابات فَزَرَّافاتِها، ... فبخنْزِيرٍ، فأَطْرَافِ حُبَلْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَنْزَرَ الرجلُ إِذا نَظَرَ بِمُؤَخَّرِ عَيْنِهِ، جَعَلَهُ فَنْعَلَ مِنَ الأَخْزَرِ، وَكُلُّ مُومِسةٍ: أَخْزَر. أَبو عَمْرٍو: الخَنْزُوانُ الخِنْزِير، ذَكَرَهُ فِي بَابِ الهَيْلُمَان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان «2». ابْنُ سِيدَهْ: خَنْزَرٌ اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ الحَلالُ بن عَمِّ الرَّاعِي يَتَهَاجَيَانِ، وَزَعَمُوا أَن الرَّاعِي هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ خَنْزَراً. والخِنْزِيرُ مِنَ الْوَحْشِ الْعَادِيِّ: مَعْرُوفٌ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مِنَ الخَزَرِ فِي الْعَيْنِ لأَن ذَلِكَ لَازِمٌ لَهُ، قَالَ: فَهُوَ عَلَى هَذَا ثُلَاثِيٌّ؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ خَزَرَ. وخَنْزَرَ: فَعَلَ فِعْلَ الْخِنْزِيرِ. وخِنْزِيرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَعشى يصف الغيث:

_ (1). قوله: [يعني إلخ] كذا بالأَصل (2). قوله: [الخنزوان] بفتح الخاء وضمها كما في القاموس

فالسَّفْحُ يَجْري فَخِنْزِيرٌ فَبُرْقَتُه، ... حَتَّى تَدَافَعَ مِنْهُ السَّهْلُ والجَبَلُ وخِنْزِير: اسْمُ ابْنِ أَسْلَم بْنِ هُنَاءَةَ الأَسَديِّ؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ وَقَالَ: فِيمَا أُرَى. وَالْخَنَازِيرُ: عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَهِيَ قُرُوحٌ صُلْبَة تحدث في الرقبة. خنسر: الخَناسِيرُ: الهُلَّاك؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا مَا نُتِجْنَا أَربعاً عامَ كَفْأَةٍ ... بَغَاهَا خَناسِيراً، فَأَهْلَكَ أَرْبَعا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْخَنَاسِيرُ الدَّوَاهِي، وَقِيلَ: الخَناسِيرُ الغَدْرُ واللُّؤْمُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِنَّكَ لَوْ أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي، ... وَلَكِنَّهُ قَدْ أَدْرَكَتْكَ الخَناسِرُ أَي أَدركتك مَلائم أُمِّكَ. وخَناسِرُ النَّاسِ: صِغارهم. والخِنْسِرُ: اللئيمُ: والخِنْسِرُ: الدَّاهِيَةُ. خنشفر: الخَنْشَفِيرُ: الداهية. خنصر: فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ: الخِنْصِرُ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالصَّادِ، والخِنْصَرُ: الإِصبع الصُّغْرَى، وَقِيلَ الْوُسْطَى، أُنْثَى، وَالْجَمْعُ خَناصِرُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُجْمَعُ بالأَلف وَالتَّاءِ اسْتِغْنَاءً بِالتَّكْسِيرِ، وَلَهَا نَظَائِرُ نَحْوُ فِرْسِنٍ وفَرَاسِن، وَعَكْسُهَا كَثِيرٌ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَعَظِيمُ الخَناصِر وإِنها لِعَظِيمَةُ الخَناصِر، كأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ خِنْصَراً ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا؛ وأَنشد: فَشَلَّتْ يَمِينِي يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ، ... وشَلَّ بَناناها وشَلَّ الخَناصِرُ وَيُقَالُ: بِفُلَانٍ تُثْنَى الخَناصِرُ أَي تُبْتَدَأُ بِهِ إِذا ذُكِرَ أَشكالهُ. وخُناصِرَةُ، بِضَمِّ الخاء: بلد بالشام. خنظر: الخِنْظِيرُ: العَجُوزُ المُسْتَرْخِيَةُ الجُفُونِ ولحم الوجه. خنفر: خُنافِرٌ: اسْمُ رَجُلٍ. خور: اللَّيْثُ: الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر وَمَا اشْتَدَّ مِنْ صَوْتِ الْبَقَرَةِ وَالْعِجْلِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخُوار مِنْ أَصوات الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالظِّبَاءِ وَالسِّهَامِ. وَقَدْ خارَ يَخُور خُواراً: صَاحَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَيْتَ لَنَا، مكانَ المَلْكِ عَمْرو، ... رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: يَحْمِلُ بَعِيراً لَهُ رُغاءٌ أَو بَقَرَةٌ لَهَا خُوارٌ ؛ هُوَ صَوْتُ الْبَقَرِ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَلِ أُبيِّ بْنِ خَلَفٍ: فَخَرَّ يخُورُ كَمَا يَخُورُ الثَّوْرُ ؛ وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: يَخُرْنَ إِذا أُنْفِذْن فِي ساقِطِ النَّدى، ... وإِن كانَ يَوْمًا ذَا أَهاضِيبَ مُخْضِلا خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَة الشَّوَى ... وأَطْلائِها، صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِلا يَقُولُ: إِذا أُنْفِذَتِ السِّهَامُ خارَتْ خُوارَ هَذِهِ الْوَحْشِ. الْمَطَافِيلُ: الَّتِي تَثْغُو إِلى أَطلائها وَقَدْ أَنشطها المَرْعَى المُخْصِبُ، فأَصواتُ هَذِهِ النَّبَالِ كأَصوات تِلْكَ الْوُحُوشِ ذَوَاتِ الأَطفال، وإِن أُنْفِذَتْ فِي يَوْمِ مَطَرٍ مُخْضِلٍ، أَي فَلِهَذِهِ النَّبْلِ فَضْلٌ مِنْ أَجل إِحكام الصَّنْعَةِ وَكَرْمِ الْعِيدَانِ. والاسْتِخارَةُ: الاستعطافُ. واسْتَخَارَ الرجلَ: اسْتَعْطَفَهُ؛ يُقَالُ: هُوَ مِنَ الخُوَار وَالصَّوْتِ، وأَصله أَن الصَّائِدَ يأْتي وَلَدَ الظَّبْيَةِ فِي كِنَاسِهِ فيَعْرُك أُذنه فَيَخُور أَي يَصِيحُ، يَسْتَعْطِفُ بِذَلِكَ أُمه كَيْ يَصِيدَهَا؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

لَعَلَّكَ، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ ... سِواكَ خَلِيلًا، شاتِمِي تَسْتَخِيرُها «1» . وَقَالَ الْكُمَيْتُ: ولَن يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار، ... لِعَوْلَتِهِ، ذُو الصِّبا المُعْوِلُ فَعَيْنُ اسْتَخَرْتُ عَلَى هَذَا وَاوٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْيَاءِ، لأَنك إِذا اسْتَعْطَفْتَهُ وَدَعَوْتَهُ فإِنك إِنَّمَا تَطْلُبُ خَيْرَهُ. وَيُقَالُ: أَخَرْنَا الْمَطَايَا إِلى مَوْضِعِ كَذَا نُخِيرُها إِخارَةً صَرَفْنَاهَا وَعَطَفْنَاهَا. والخَوَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: الضَّعْفُ. وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور خُؤوراً وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ: ضَعُفَ وَانْكَسَرَ؛ وَرَجُلٌ خَوَّارٌ: ضَعِيفٌ. وَرُمْحٌ خَوَّارٌ وَسَهْمٌ خَوَّار؛ وَكُلُّ مَا ضَعُفَ، فَقَدْ خَارَ. اللَّيْثُ: الخَوَّار الضَّعِيفُ الَّذِي لَا بَقَاءَ لَهُ عَلَى الشِّدَّةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَنْ تَخُورَ قُوًى مَا دَامَ صَاحِبُهَا يَنْزِعُ ويَنْزُو ، خَارَ يَخور إِذا ضَعُفَتْ قوَّته ووَهَتْ، أَي لَنْ يَضْعُفَ صَاحِبُ قوَّة يَقْدِرُ أَن يَنْزِعَ فِي قَوْسِهِ ويَثِبَ إِلى دَابَّتِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَجَبانٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وخَوَّارٌ فِي الإِسلام؟ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: لَيْسَ أَخو الحَرْبِ مَنْ يَضَعُ خُورَ الحَشايا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ أَي يَضَعُ لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعافَها عِنْدَهُ، وَهِيَ الَّتِي لَا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ. وخَوَّرَه: نَسَبَهُ إِلى الخَوَرِ؛ قَالَ: لَقَدْ عَلِمْت، فاعْذُليني أَوْ ذَرِي، ... أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ، مَنْ لَا يَصْبرِ عَلَى المُلِمَّات، بِهَا يُخَوَّرِ وخارَ الرجلُ يَخُور، فَهُوَ خَائِرٌ. والخُوَارُ فِي كُلِّ شَيْءٍ عَيْبٌ إِلَّا فِي هَذِهِ الأَشياء: نَاقَةٌ خَوَّارة وَشَاةٌ خَوَّارة إِذا كَانَتَا غَزِيرَتَيْنِ بِاللَّبَنِ، وَبَعِيرٌ خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ، وَفَرَسٌ خَوَّار لَيِّنُ العَطْف، وَالْجَمْعُ خُورٌ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ، والعَدَدُ خَوَّاراتٌ. والخَوَّارَةُ: الاستُ لِضَعْفِهَا. وسهمٌ خَوَّار وخَؤورٌ: ضَعِيفٌ. والخُورُ مِنَ النِّسَاءِ: الْكَثِيرَاتُ الرِّيَبِ لِفَسَادِهِنَّ وَضَعْفِ أَحلامهن، لَا وَاحِدَ لَهُ؛ قَالَ الأَخطل: يَبِيتُ يَسُوفُ الخُورَ، وهْيَ رَواكِد، ... كَمَا سَافَ أَبْكَارَ الهِجَانِ فَنِيقُ وَنَاقَةٌ خَوَّارة: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، وَالْجَمْعُ خُورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ، لَوْ تَنْدَرِئ لَهَا ... صَباً وشَمالٌ حَرْجَفٌ، لَمْ تقَلَّبِ وأَرض خَوَّارة: لَيِّنَةٌ سَهْلَةٌ، وَالْجَمْعُ خُورٌ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ لَجَإٍ يَهْجُو جَرِيرًا مُجَاوِبًا لَهُ عَلَى قَوْلِهِ فِيهِ: أَحِينَ كنتُ سَمَاماً يَا بَني لَجَإٍ، ... وخاطَرَتْ بِيَ عَنْ أَحْسابِها مُضَرُ، تَعَرَّضَتْ تَيْمُ عَمْداً لِي لأَهْجُوَها، ... كَمَا تَعَرَّضَ لاسْتِ الخَارِئ الحَجَرُ؟ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ لجإٍ يُجَاوِبُهُ: لَقَدْ كَذَبْتَ، وشَرُّ القَوْلِ أَكْذَبُهُ، ... مَا خاطَرَتْ بِكَ عَنْ أَحْسابِها مُضَرُ، بَلْ أَنتَ نَزْوَة خَوَّارٍ عَلَى أَمَةٍ، ... لَا يَسْبِقُ الحَلَبَاتِ اللُّؤْمُ والخَوَرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهدُ الخُور جَمْعِ خَوَّارٍ قول

_ (1). قوله: [شَاتِمِي تَسْتَخِيرُهَا] قَالَ السُّكَّرِيُّ شارح الديوان: أَيْ تَسْتَعْطِفُهَا بِشَتْمِكَ إِيَّايَ

الطِّرِمَّاحِ: أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ مِنْ آلِ مالِكٍ، ... إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجالِ تَهِيعُ قَالَ: وَمِثْلُهُ لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ: قَبَحَ الإِلَهُ بَني كُلَيْبٍ إِنَّهُمْ ... خُورُ القُلُوبِ، أَخِفَّةُ الأَحْلامِ وَنَخْلَةٌ خَوَّارة: غَزِيرَةُ الْحَمْلِ؛ قَالَ الأَنصاري: أَدِينُ وَمَا دَيني عَلَيْكُمْ بِمَغْرَمٍ، ... ولكنْ عَلَى الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ عَلَى كُلِّ خَوَّارٍ، كأَنَّ جُذُوعَهُ ... طُلِينَ بِقارٍ، أَو بِحَمْأَةِ مائِحِ وبَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إِذا كَانَتْ سَهْلَةَ جَرْيِ المِحْوَرِ فِي القَعْرِ؛ وأَنشد: عَلِّقْ عَلَى بَكْرِكَ مَا تُعَلِّقُ، ... بَكْرُكَ خَوَّارٌ، وبَكْرِي أَوْرَقُ قَالَ: احْتِجَاجُهُ بِهَذَا الرَّجَزِ للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غَلَطٌ لأَن البَكْرَ فِي الرَّجَزِ بَكْرُ الإِبل، وَهُوَ الذَّكَرُ مِنْهَا الفَتِيُّ. وَفَرَسٌ خَوَّارُ العِنانِ: سَهْلُ المَعْطِفِ لَيِّنُه كَثِيرُ الجَرْيِ؛ وخَيْلٌ خُورٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: مُلِحٌّ إِذا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ، ... تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ عَلَى الفَتَرْ وَجَمَلٌ خَوَّار: رَقِيقٌ حَسَنٌ، وَالْجَمْعُ خَوَّاراتٌ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ جَمَلٌ سِبَحْلٌ وجِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَي أَنه لَا يُجْمَعُ إلَّا بالأَلف وَالتَّاءِ. وَنَاقَةٌ خَوَّارة: سَبِطَةُ اللَّحْمِ هَشَّةُ العَظْمِ. وَيُقَالُ: إِن فِي بَعِيرِكَ هَذَا لَشَارِبَ خَوَرٍ، يَكُونُ مَدْحًا وَيَكُونُ ذَمًّا: فَالْمَدْحُ أَن يَكُونَ صَبُورًا عَلَى الْعَطَشِ وَالتَّعَبِ، وَالذَّمُّ أَن يَكُونَ غَيْرَ صَبُورٍ عَلَيْهِمَا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلى الغُبْرَةِ رقيقاتُ الْجُلُودِ طِوالُ الأَوْبارِ، لَهَا شَعْرٌ يَنْفُذُ وَوَبَرُهَا أَطول مِنْ سَائِرِ الْوَبَرِ. والخُورُ: أَضعف مِنَ الجَلَدِ، وإِذا كَانَتْ كَذَلِكَ فَهِيَ غِزارٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: رَجُلٌ خَوَّار وقوم خَوَّارون ورجل خَؤُورٌ وَقَوْمٌ خَوَرَةٌ وَنَاقَةٌ خَوَّارة رَقِيقَةُ الْجِلْدِ غَزِيرَة. وزَنْدٌ خَوَّار: قَدَّاحٌ. وخَوَّارُ الصَّفَا: الَّذِي لَهُ صَوْتٌ مِنْ صَلَابَتِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا والخَوْرُ: مَصَبُّ الْمَاءِ فِي الْبَحْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَصَبُّ الْمِيَاهِ الْجَارِيَةِ فِي الْبَحْرِ إِذا اتَّسَعَ وعَرُضَ. وَقَالَ شَمِرٌ: الخَوْرُ عُنُقٌ مِنَ الْبَحْرِ يَدْخُلُ فِي الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ خَلِيجٌ من البحر، وجمعه خُؤُورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ السَّفِينَةَ: إِذا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ، ... وتارَةً يَنْقَضُّ في الخُؤُورِ، تَقَضِّيَ البازِي مِنَ الصُّقُورِ والخَوْرُ، مِثْلُ الغَوْرِ: المنخفضُ المُطمَئِنُّ مِنَ الأَرض بَيْنَ النَّشْزَيْنِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للدُّبُرِ: خَوْرانُ لأَنه كالهَبْطَةِ بَيْنَ رَبْوَتَيْنِ، وَيُقَالُ لِلدُّبُرِ الخَوْرانُ والخَوَّارَةُ، لضَعْفِ فَقْحَتِها سُمِّيَتْ بِهِ، والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَّوْثِ، وَقِيلَ: الخَوْرانُ المَبْعَرُ الَّذِي يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ حَتارُ الصُّلْب مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: رأْس المبعرِ، وَقِيلَ: الخَوْرانُ الَّذِي فِيهِ الدُّبُرُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَوْراناتٌ وخَوَارِينُ، قَالَ فِي جَمْعِهِ عَلَى خَوْرانات: وَكَذَلِكَ كَلُّ اسْمٍ كَانَ مُذَكَّرًا لِغَيْرِ النَّاسِ جَمْعُهُ عَلَى لَفْظِ تَاءَاتِ

الْجَمْعِ جَائِزٌ نَحْوُ حَمَّامات وسُرادِقاتٍ وَمَا أَشبههما. وطَعَنَه فخارَه خَوْراً: أَصاب خَوْرانَهُ، وَهُوَ الْهَوَاءُ الَّذِي فِيهِ الدُّبُرُ مِنَ الرَّجُلِ، وَالْقُبُلِ مِنَ المرأَة. وخارَ البَرْدُ يَخُورُ خُؤُوراً إِذا فَتَر وسَكَنَ. والخَوَّارُ العُذْرِيُّ: رَجُلٌ كَانَ عَالِمًا بِالنَّسَبِ. والخُوَارُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: خَرَجْنَ مِنَ الخُوَارِ وعُدْنَ فِيهِ، ... وقَدْ وَازَنَّ مِنْ أَجَلَى بِرَعْنِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله، وَكَذَلِكَ الخُورَى والخُورَةُ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لَكَ خَوَّارُها أَي خِيَارُهَا، وَفِي بَنِي فُلَانٍ خُورَى مِنَ الإِبل الْكِرَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ، والخُوزُ: جبل معروف في العجم، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَهُوَ مِنْ أَرض فَارِسَ، وَصَوَّبَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقِيلَ: إِذا أَردت الإِضافة فَبِالرَّاءِ، وإِذا عَطَفْتَ فَبِالزَّايِ خير: الخَيْرُ: ضِدُّ الشَّرِّ، وَجَمْعُهُ خُيور؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: ولاقَيْتُ الخُيُورَ، وأَخْطَأَتْني ... خُطوبٌ جَمَّةٌ، وعَلَوْتُ قِرْني تَقُولُ مِنْهُ: خِرْتَ يَا رَجُلُ، فأَنتَ خائِرٌ، وخارَ اللهُ لَكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا كِنانَةُ فِي خَيْرٍ بِخَائِرَةٍ، ... وَلَا كِنانَةُ فِي شَرٍّ بِأَشْرارِ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وأَخْيَرُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً ؛ أَي تَجِدُوهُ خَيْرًا لَكُمْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا. وَفُلَانَةُ الخَيْرَةُ مِنَ المرأَتين، وَهِيَ الخَيْرَةُ والخِيَرَةُ والخُوْرَى والخِيرى. وخارَهُ عَلَى صَاحِبِهِ خَيْراً وخِيَرَةً وخَيَّرَهُ: فَضَّله؛ وَرَجُلٌ خَيْرٌ وخَيِّرٌ، مُشَدَّدٌ وَمُخَفَّفٌ، وامرأَة خَيْرَةٌ وخَيِّرَةٌ، وَالْجَمْعُ أَخْيارٌ وخِيَارٌ. وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ ؛ جَمْعُ خَيْرَةٍ، وَهِيَ الْفَاضِلَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ؛ قَالَ الأَخفش: إِنه لَمَّا وُصِفَ بِهِ؛ وَقِيلَ: فُلَانٌ خَيْرٌ، أَشبه الصِّفَاتِ فأَدخلوا فِيهِ الْهَاءَ لِلْمُؤَنَّثِ وَلَمْ يُرِيدُوا بِهِ أَفعل؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيّ تَيْمِ تَمِيمٍ جَاهِلِيٌّ: وَلَقَدْ طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلَاتِ، ... رَبَلَاتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ المَلَكاتِ فإِن أَردت مَعْنَى التَّفْضِيلِ قُلْتَ: فُلَانَةُ خَيْرُ الناسِ وَلَمْ تَقُلْ خَيْرَةُ، وفلانٌ خَيْرُ النَّاسِ وَلَمْ تَقُلْ أَخْيَرُ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنه فِي مَعْنَى أَفعل. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ؛ قَالَ: الْمَعْنَى أَنهن خَيْرَاتُ الأَخلاق حِسَانُ الخَلْقِ، قَالَ: وَقُرِئَ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. قَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَيِّر وامرأَة خَيِّرَةٌ فَاضِلَةٌ فِي صَلَاحِهَا، وامرأَة خَيْرَةٌ فِي جَمَالِهَا ومِيسَمِها، فَفَرَّقَ بَيْنَ الخَيِّرة والخَيْرَةِ وَاحْتَجَّ بِالْآيَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الخَيِّرَة والخَيْرَة عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ، وَقَالَ: يُقَالُ هِيَ خَيْرَة النِّسَاءِ وشَرَّةُ النِّسَاءِ؛ وَاسْتَشْهَدَ بِمَا أَنشده أَبو عُبَيْدَةَ: رَبَلَاتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ الرَّبَلَاتِ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: الخَيْرَةُ مِنَ النِّسَاءِ الْكَرِيمَةُ النَّسَبِ الشَّرِيفَةُ الحَسَبِ الحَسَنَةُ الْوَجْهِ الحَسَنَةُ الخُلُقِ الْكَثِيرَةُ الْمَالِ الَّتِي إِذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ النَّاسِ خَيْرُهم لِنَفْسِهِ ؛ مَعْنَاهُ إِذا جامَلَ الناسَ جَامَلُوهُ وإِذا أَحسن إِليهم كافأُوه بِمِثْلِهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: خَيْرُكم خَيْرُكم

لأَهله ؛ هُوَ إِشارة إِلى صِلَةِ الرَّحِمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الخِيارُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ. والخِيارُ: خِلَافُ الْأَشْرَارِ والخِيارُ: الِاسْمُ مِنَ الاخْتِيارِ. وخايَرَهُ فَخَارَهُ خَيْراً: كَانَ خَيْراً مِنْهُ، وَمَا أَخْيَرَه وَمَا خَيْرَه؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَيُقَالُ: مَا أَخْيَرَه وخَيْرَه وأَشَرَّه وشرَّه، وَهَذَا خَيْرٌ مِنْهُ وأَخْيَرُ مِنْهُ. ابْنُ بُزُرج: قَالُوا هُمُ الأَشَرُّونَ والأَخْيَرونَ مِنَ الشَّرَارَة والخَيَارَةِ، وَهُوَ أَخْير مِنْكَ وأَشر مِنْكَ فِي الخَيَارَة والشَّرَارَة، بإِثبات الأَلف. وَقَالُوا فِي الخَيْر والشَّرِّ: هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وشَرٌّ مِنْكَ، وشُرَيْرٌ مِنْكَ وخُيَيْرٌ مِنْكَ، وَهُوَ شُرَيْرُ أَهلهِ وخُيَيْرُ أَهله. وخارَ خَيْراً: صَارَ ذَا خَيْر؛ وإِنَّكَ مَا وخَيْراً أَي إِنك مَعَ خَيْرٍ؛ مَعْنَاهُ: سَتُصِيبُ خَيْرًا، وَهُوَ مَثَلٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ؛ مَعْنَاهُ إِن عَلِمْتُمْ أَنهم يَكْسِبُونَ مَا يُؤَدُّونَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تَرَكَ خَيْراً ؛ أَي مَالًا. وَقَالُوا: لَعَمْرُ أَبيك الخيرِ أَي الأَفضل أَو ذِي الخَيْرِ. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: لَعَمْرُ أَبيك الخيرُ بِرَفْعِ الخير على الصفة للعَمْرِ، قَالَ: وَالْوَجْهُ الْجَرُّ، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي الشَّرِّ. وَخَارَ الشيءَ وَاخْتَارَهُ: انْتَقَاهُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: إِنَّ الكِرامَ، عَلَى مَا كانَ منْ خُلُقٍ، ... رَهْطُ امْرِئ، خارَه للدِّينِ مُخْتارُ وَقَالَ: خَارَهُ مُخْتَارٌ لأَن خَارَ فِي قُوَّةِ اخْتَارَ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ومِنَّا الَّذِي اخْتِيرَ الرِّجالَ سَماحَةً ... وجُوداً، إِذا هَبَّ الرياحُ الزَّعازِعُ أَراد: مِنَ الرِّجَالِ لأَن اخْتَارَ مِمَّا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ بِحَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ، تَقُولُ: اخْتَرْتُهُ مِنَ الرِّجَالِ وَاخْتَرْتُهُ الرجالَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا ؛ وَلَيْسَ هَذَا بِمُطَّرِدٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: التَّفْسِيرُ أَنَّه اخْتَارَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلًا، وإِنما اسْتَجَازُوا وُقُوعَ الْفِعْلِ عَلَيْهِمْ إِذا طُرِحَتْ مِنْ لأَنه مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ هَؤُلَاءِ خَيْرُ الْقَوْمِ وَخَيْرٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا جَازَتِ الإِضافة مَكَانَ مِنْ وَلَمْ يَتَغَيَّرِ الْمَعْنَى اسْتَجَازُوا أَن يَقُولُوا: اخْتَرْتُكم رَجُلًا وَاخْتَرْتُ مِنْكُمْ رَجُلًا؛ وأَنشد: تَحْتَ الَّتِي اخْتَارَ لَهُ اللهُ الشجرْ يُرِيدُ: اخْتَارَ لَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّجَرِ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما جَازَ هَذَا لأَن الِاخْتِيَارَ يَدُلُّ عَلَى التَّبْعِيضِ وَلِذَلِكَ حُذِفَتْ مِنْ. قَالَ أَعرابي: قُلْتُ لِخَلَفٍ الأَحْمَرِ: مَا خَيْرَ اللَّبَنَ «2». لِلْمَرِيضِ بِمَحْضَرٍ مِنْ أَبي زَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ خَلَفٌ: مَا أَحسنها مِنْ كَلِمَةٍ لَوْ لَمْ تُدَنِّسْها بإِسْماعِها لِلنَّاسِ، وَكَانَ ضَنِيناً، فَرَجَعَ أَبو زَيْدٍ إِلى أَصحابه فَقَالَ لَهُمْ: إِذا أَقبل خَلَفٌ الأَحمر فَقُولُوا بأَجمعكم: مَا خَيْرَ اللَّبَنَ لِلْمَرِيضِ؟ فَفَعَلُوا ذَلِكَ عِنْدَ إِقباله فَعَلِمَ أَنه مِنْ فِعْلِ أَبي زَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَمْ أَر مثلَ الخَيْرِ والشَّرِّ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، لَمْ أَر مِثْلَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لَا يُمَيَّزُ بَيْنَهُمَا فَيُبَالَغُ فِي طَلَبِ الْجَنَّةِ وَالْهَرَبِ مِنَ النَّارِ. الأَصمعي: يُقَالُ فِي مَثَلٍ لِلْقَادِمِ مِنْ سَفَرٍ: خَيْرَ مَا رُدَّ فِي أَهل وَمَالٍ قَالَ: أَي جعلَ اللَّهُ مَا جِئْتَ خَيْرَ مَا رَجَعَ بِهِ الغائبُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ دُعَائِهِمْ فِي النِّكَاحِ: عَلَى يَدَي الخَيْرِ واليُمْنِ قَالَ: وَقَدْ رُوِّينَا هَذَا الْكَلَامَ فِي حَدِيثٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللِّيثِيِّ فِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ أَن أَخاه أُنَيْساً نافَرَ رَجُلًا

_ (2). قوله: [ما خير اللبن إلخ] أي بنصب الراء والنون، فهو تعجب كما في القاموس

عَنْ صِرْمَةٍ لَهُ وَعَنْ مِثْلِهَا فَخُيِّرَ أُنَيْسٌ فَأَخذ الصِّرْمَةَ ؛ مَعْنَى خُيِّرَ أَي نُفِّرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي فُضِّل وغُلِّبَ. يُقَالُ: نافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَي غَلَبْتُهُ، وخايَرْتُه فَخِرْتُه أَي غَلَبْتُهُ، وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وناجَبْتُه فَنَجَبْتُهُ؛ قَالَ الأَعشى: واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنافِرِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشاءُ وَيَخْتارُ مَا كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَرَبُّكَ يَخْتَارُ وَلَيْسَ لَهُمُ الْخِيرَةُ وَمَا كَانَتْ لَهُمُ الْخِيرَةُ أَي لَيْسَ لَهُمْ أَن يَخْتَارُوا عَلَى اللَّهِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا فِي مَعْنَى الَّذِي فَيَكُونَ الْمَعْنَى وَيَخْتَارُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ فِيهِ الْخِيرَةُ، وَهُوَ مَا تَعَبَّدَهم بِهِ، أَي وَيَخْتَارُ فِيمَا يَدْعُوهُمْ إِليه مِنْ عِبَادَتِهِ مَا لَهُمْ فِيهِ الخِيَرَةُ. واخْتَرْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ: عُدِّيَ بِعَلَى لأَنه فِي مَعْنَى فَضَّلْتُ؛ وَقَوْلُ قَيْسِ بْنِ ذريحٍ: لَعَمْرِي لَمَنْ أَمْسَى وأَنتِ ضَجِيعُه، ... مِنَ الناسِ، مَا اخْتِيرَتْ عَلَيْهِ المَضاجِعُ مَعْنَاهُ: مَا اخْتِيرَتْ عَلَى مَضْجَعِه المضاجعُ، وَقِيلَ: مَا اخْتِيرَتْ دُونَهُ، وَتَصْغِيرُ مُخْتَارٍ مُخَيِّر، حُذِفَتْ مِنْهُ التَّاءُ لأَنها زَائِدَةٌ، فأُبدلت مِنَ الْيَاءِ لأَنها أُبدلت مِنْهَا فِي حَالِ التَّكْبِيرِ. وخَيَّرْتُه بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ أَي فَوَّضْتُ إِليه الخِيارَ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَخَيَّرُوا لنُطَفِكُمْ ، أَي اطْلُبُوا مَا هُوَ خَيْرُ الْمُنَاكِحِ وأَزكاها وأَبعد مِنَ الخُبْثِ وَالْفُجُورِ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: أَنه خَيَّر فِي ثَلَاثٍ أَي جَعَلَ لَهُ أَن يَخْتَارَ مِنْهَا وَاحِدَةً، قَالَ: وَهُوَ بِفَتْحِ الْخَاءِ. وَفِي حَدِيثِ بَرِيرة: أَنها خُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا ، بِالضَّمِّ. فأَما قَوْلُهُ: خَيَّرَ بَيْنَ دُورِ الأَنصار فَيُرِيدُ فَضَّلَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ. وتَخَيَّر الشيءَ: اخْتَارَهُ، وَالِاسْمُ الخِيرَة والخِيَرَة كَالْعِنَبَةِ، والأَخيرة أَعرف، وَهِيَ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: اخْتَارَهُ اللَّهِ تَعَالَى. وَفِي الْحَدِيثِ: محمدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وخِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ ؛ والخِيَرَة: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: هَذَا وَهَذِهِ وَهَؤُلَاءِ خِيرَتي، وَهُوَ مَا يَخْتَارُهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخِيرةُ، خَفِيفَةٌ، مَصْدَرُ اخْتارَ خِيرة مِثْلُ ارْتابَ رِيبَةً، قَالَ: وَكُلُّ مَصْدَرٍ يَكُونُ لأَفعل فَاسْمُ مَصْدَرِهِ فَعَال مِثْلُ أَفاق يُفِيقُ فَوَاقاً، وأَصاب يُصيب صَوَاباً، وأَجاب يُجيب جَواباً، أُقيم الِاسْمُ مَكَانَ الْمَصْدَرِ، وَكَذَلِكَ عَذَّبَ عَذاباً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وقرأَ القراء: أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَمِثْلُهُ سَبْيٌ طِيَبَةٌ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الخِيَرَة التَّخْيِيرُ. وَتَقُولُ: إِياك والطِّيَرَةَ، وسَبْيٌ طِيَبَةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشاءُ وَيَخْتارُ مَا كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ؛ أَي ليس لَهُمْ أَن يَخْتَارُوا عَلَى اللَّهِ. يُقَالُ: الخِيرَةُ والخِيَرَةُ كُلُّ ذَلِكَ لِمَا تَخْتَارُهُ مِنْ رَجُلٍ أَو بَهِيمَةٍ يَصْلُحُ إِحدى «1» هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ. وَالِاخْتِيَارُ: الِاصْطِفَاءُ وَكَذَلِكَ التَّخَيُّرُ. وَلَكَ خِيرَةُ هَذِهِ الإِبل وَالْغَنَمِ وخِيارُها، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: الْخِيَارُ مِنَ النَّاسِ وَالْمَالِ وَغَيْرُ ذَلِكَ النُّضَارُ. وَجَمَلٌ خِيَار وَنَاقَةٌ خِيَارٌ: كَرِيمَةٌ فَارِهَةٌ؛ وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ: أَعطوه جَمَلًا رَباعِياً خِيَاراً ؛ جَمَلٌ خِيَارٌ وَنَاقَةٌ خِيَارٌ أَي مُخْتَارٌ وَمُخْتَارَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله، وأَنت بالخِيارِ وبالمُخْتارِ سواءٌ، أَي اخْتَرْ مَا شِئْتَ. والاسْتِخارَةُ: طلَبُ الخِيرَة فِي الشَّيْءِ، وهو

_ (1). قوله: [يصلح إحدى إلخ] كذا بالأَصل وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ سقط فلعل الثالث لفظ ما تختاره

اسْتِفْعَالٌ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وخارَ اللهُ لَكَ أَي أَعطاك مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ، والخِيْرَةُ، بِسُكُونِ الْيَاءِ: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ دُعَاءُ الِاسْتِخَارَةِ: اللَّهُمَّ خِرْ لِي أَي اخْتَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمرين وَاجْعَلْ لِي الخِيْرَة فِيهِ. وَاسْتَخَارَ اللهَ: طَلَبَ مِنْهُ الخِيَرَةَ. وَخَارَ لَكَ فِي ذَلِكَ: جَعَلَ لَكَ فِيهِ الخِيَرَة؛ والخِيْرَةُ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: خَارَ اللَّهُ لَكَ فِي هَذَا الأَمر. وَالِاخْتِيَارُ: الِاصْطِفَاءُ، وَكَذَلِكَ التَّخَيُّرُ. وَيُقَالُ: اسْتَخِرِ اللَّهَ يَخِرْ لَكَ، وَاللَّهُ يَخِير لِلْعَبْدِ إِذا اسْتَخارَهُ. والخِيرُ، بِالْكَسْرِ: الكَرَمُ. والخِيرُ: الشَّرَفُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والخِيرُ: الْهَيْئَةُ. والخِيرُ: الأَصل؛ عَنِ اللحياني. وفلان خَيْرِيَّ [خِيْرِيَ] مِنَ النَّاسِ أَي صَفِيِّي. واسْتَخَارَ المنزلَ: اسْتَنْظَفَهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ولَنْ يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار، ... بِعَوْلَتِهِ، ذُو الصِّبَا المُعْوِلُ واستخارَ الرجلَ: اسْتَعْطَفَهُ وَدَعَاهُ إِليه؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيِّ: لَعَلَّك، إِمَّا أُمُّ عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ ... سِواكَ خَلِيلًا، شاتِمي تَسْتَخِيرُها قَالَ السُّكَّرِيُّ: أَي تَسْتَعْطِفُهَا بِشَتْمِكَ إِياي. الأَزهري: اسْتَخَرْتُ فُلَانًا أَي اسْتَعْطَفْتَهُ فَمَا خَارَ لِي أَي مَا عَطَفَ؛ والأَصل فِي هَذَا أَن الصَّائِدَ يأْتي الْمَوْضِعَ الَّذِي يَظُنُّ فِيهِ وَلَدَ الظَّبْيَةِ أَو الْبَقَرَةِ فَيَخُورُ خُوارَ الْغَزَالِ فَتَسْمَعُ الأُم، فإِن كَانَ لَهَا وَلَدٌ ظَنَّتْ أَن الصَّوْتَ صَوْتُ وَلَدِهَا فَتَتْبَعُ الصَّوْتَ فَيَعْلَمُ الصَّائِدُ حينئذٍ أَن لَهَا وَلَدًا فَتَطْلُبُ مَوْضِعَهُ، فَيُقَالُ: اسْتَخَارَها أَي خَارَ لِتَخُورَ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ مَنِ اسْتَعْطَفَ: اسْتَخَارَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي خور لأَن ابْنَ سِيدَهْ قَالَ: إِن عَيْنَهُ وَاوٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: البَيِّعانِ بالخِيارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ؛ الخيارُ: الِاسْمُ مِنَ الاخْتِيَارِ، وَهُوَ طَلَبُ خَيْرِ الأَمرين: إِما إِمضاء الْبَيْعِ أَو فَسْخُهُ، وَهُوَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضرب: خِيَارُ الْمَجْلِسِ وَخِيَارُ الشَّرْطِ وَخِيَارُ النَّقِيصَةِ، أَما خِيَارُ الْمَجْلِسِ فالأَصل فِيهِ قَوْلُهُ: البيِّعان بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلَّا بَيْعَ الخِيارِ أَي إِلا بَيْعًا شُرط فِيهِ الْخِيَارُ فَلَمْ يَلْزَمْ بِالتَّفَرُّقِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِلا بَيْعًا شُرِطَ فِيهِ نَفْيُ خِيَارِ الْمَجْلِسِ فَلَزِمَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ قَوْمٍ، وأَما خِيَارُ الشَّرْطِ فَلَا تَزِيدُ مُدَّتُهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَيام عِنْدَ الشَّافِعِيِّ أَوَّلها مِنْ حَالِ الْعَقْدِ أَو مِنْ حَالِ التَّفَرُّقِ، وأَما خِيَارُ النَّقِيصَةِ فأَن يَظْهَرَ بِالْمَبِيعِ عَيْبٌ يُوجِبُ الرَّدَّ أَو يَلْتَزِمُ الْبَائِعُ فِيهِ شَرْطًا لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. واسْتَخار الضَّبُعَ واليَرْبُوعَ: جَعَلَ خَشَبَةً فِي مَوْضِعِ النَّافِقَاءِ فَخَرَجَ مِنَ القاصِعاء. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَعَلَ اللَّيْثُ الِاسْتِخَارَةَ لِلضَّبُعِ وَالْيَرْبُوعِ وَهُوَ بَاطِلٌ. والخِيارُ: نَبَاتٌ يُشْبِهُ القِثَّاءَ، وَقِيلَ هُوَ الْقِثَّاءُ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. وخِيار شَنْبَر: ضَرْبٌ مِنَ الخَرُّوبِ شَجَرَةٌ مِثْلُ كِبَارِ شَجَرِ الخَوْخِ. وَبَنُو الْخِيَارِ: قَبِيلَةٌ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلا بَكَرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ: ... بِعَمْرِو بْنِ مَسعودٍ، وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ فإِنما ثَنَّاهُ لأَنه أَراد خَيِّرَيْ فَخَفَّفَهُ، مِثْلُ مَيّتٍ ومَيْتٍ وهَيِّنٍ وهَيْنٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الشِّعْرُ لسَبْرَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسدي يَرْثِي عَمْرَو بْنَ مَسْعُودٍ وخالدَ بْنَ نَضْلَةَ وَكَانَ النُّعْمَانُ قَتَلَهُمَا، وَيُرْوَى بِخَيْرِ بَني أَسَد عَلَى الإِفراد، قَالَ: وَهُوَ أَجود؛ قَالَ: وَمِثْلُ هَذَا الْبَيْتِ فِي التَّثْنِيَةِ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَقَدْ ماتَ خَيْرَاهُمْ فَلَمْ يُخْزَ رَهْطُهُ، ... عَشِيَّةَ بانَا، رَهْطُ كَعْبٍ وحاتم والخَيْرِيُّ معرَّب.

فصل الدال المهملة

فصل الدال المهملة دبر: الدُّبُرُ والدُّبْرُ: نَقِيضُ القُبُل. ودُبُرُ كُلِّ شَيْءٍ: عَقِبُه ومُؤخَّرُه؛ وَجَمْعُهُمَا أَدْبارٌ. ودُبُرُ كلِّ شَيْءٍ: خِلَافُ قُبُلِه فِي كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا قَوْلَهُمْ «2». جَعَلَ فُلَانٌ قَوْلَكَ دُبُرَ أُذنه أَي خَلْفَ أُذنه. الْجَوْهَرِيُّ: الدُّبْرُ والدُّبُرُ خِلَافُ القُبُل، ودُبُرُ الشَّهْرِ: آخِرُهُ، عَلَى الْمِثْلِ؛ يُقَالُ: جِئْتُكَ دُبُرَ الشَّهْرِ وَفِي دُبُرِه وَعَلَى دُبُرِه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَدبار؛ يُقَالُ: جِئْتُكَ أَدْبار الشَّهْرِ وَفِي أَدْباره. والأَدْبار لِذَوَاتِ الْحَوَافِرِ والظِّلْفِ والمِخْلَبِ: مَا يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ذَوَاتَ الخُفِّ، والحياءُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ وَحْدَهُ دُبُرٌ. ودُبُرُ الْبَيْتِ: مُؤَخَّرُهُ وَزَاوِيَتُهُ. وإِدبارُ النُّجُومِ: تُوَالِيهَا، وأَدبارُها: أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخِرَ اللَّيْلِ؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا لأَن الأَدْبارَ لَا يَكُونُ الأَخْذَ إِذ الأَخذ مَصْدَرٌ، والأَدْبارُ أَسماء. وأَدبار السُّجُودِ وإِدباره. أَواخر الصَّلَوَاتِ، وَقَدْ قُرِئَ: وأَدبار وإِدبار، فَمَنْ قرأَ وأَدبار فمن باب خَلْفَ وَوَرَاءَ، وَمَنْ قرأَ وإِدبار فَمِنْ بَابِ خُفُوقِ النَّجْمِ. قَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِدْبارَ النُّجُومِ وَأَدْبارَ السُّجُودِ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِدْبارَ النُّجُومِ أَن لَهَا دُبُراً وَاحِدًا فِي وَقْتِ السحَر، وَأَدْبارَ السُّجُودِ لأَن مَعَ كُلِّ سَجْدَةٍ إِدْبَارًا؛ التَّهْذِيبُ: مَنْ قرأَ وَأَدْبارَ السُّجُودِ ، بِفَتْحِ الأَلف، جَمَعَ عَلَى دُبُرٍ وأَدبار، وَهُمَا الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ وإِدبار النُّجُومِ فِي سُورَةِ الطُّورِ فَهُمَا الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ، قَالَ: وَيُكْسَرَانِ جَمِيعًا وَيُنْصَبَانِ؛ جَائِزَانِ. ودَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً: تَبِعَهُ مِنْ وَرَائِهِ. ودابِرُ الشَّيْءِ: آخِرُهُ. الشَّيْبانِيُّ. الدَّابِرَةُ آخِرُ الرَّمْلِ. وَقَطَعَ اللَّهُ دابِرَهم أَي آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ؛ أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم؛ ودَابِرَةُ الشَّيْءِ: كَدَابِرِه. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ . قولُهم: قَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُ؛ قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: الدَّابِرُ الأَصل أَي أَذهب اللَّهُ أَصله؛ وأَنشد لِوَعْلَةَ: فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي، ... غَداةَ الكُلابِ، إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ أَي يُقْتَلُ الْقَوْمُ فَتَذْهَبُ أُصولهم وَلَا يَبْقَى لَهُمْ أَثر. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: دَابِرُ الأَمر آخِرُهُ، وَهُوَ عَلَى هَذَا كأَنه يَدْعُو عَلَيْهِ بِانْقِطَاعِ العَقِبِ حَتَّى لَا يَبْقَى أَحد يَخْلُفُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخِرُهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ ... عَلَى دُبُرٍ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وابْعَثْ عَلَيْهِمْ بأْساً تَقْطَعُ بِهِ دابِرَهُمْ ؛ أَي جَمِيعِهِمْ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحد. ودابِرُ الْقَوْمِ: آخِرُ مَنْ يَبْقَى مِنْهُمْ وَيَجِيءُ فِي آخِرِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غَازِيًا فِي دابِرَتِه ؛ أَي مَنْ يَبْقَى بَعْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كُنْتُ أَرجو أَن يَعِيشَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بَعْدَ مَوْتِنَا. يُقَالُ: دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بَقِيتَ بَعْدَهُ. وعَقِبُ الرَّجُلِ: دَابِرُه. والدُّبُرُ والدُّبْرُ: الظهر. وقوله تعالى:

_ (2). قوله: [مَا خَلَا قَوْلَهُمْ جَعَلَ فلان إلخ] ظاهره أن دبر في قولهم ذلك بضم الدال والباء، وضبط في القاموس ونسخة من الصحاح بفتح الدال وسكون الموحدة

سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ؛ جَعَلَهُ لِلْجَمَاعَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَ هَذَا يومَ بَدْرٍ وَقَالَ الدُّبُرَ فوَحَّدَ وَلَمْ يَقُلِ الأَدْبارَ، وكلٌّ جَائِزٌ صوابٌ، تَقُولُ: ضَرَبْنَا مِنْهُمُ الرُّؤُوسَ وَضَرَبْنَا مِنْهُمُ الرأْس، كَمَا تَقُولُ: فُلَانٌ كَثِيرُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: الكاسِرِينَ القَنَا فِي عَوْرَةِ الدُّبُرِ ودابِرَةُ الْحَافِرِ: مُؤَخَّرُه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَلِي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ، وَجَمْعُهَا الدَّوَابِرُ. الْجَوْهَرِيُّ: دَابِرَة الْحَافِرِ مَا حَاذَى مَوْضِعَ الرُّسْغِ، وَدَابِرَةُ الإِنسان عُرْقُوبه؛ قَالَ وَعْلَةُ: إِذ تَحُزُّ الدَّوَابِرُ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ، وَالدَّابِرَةُ الْهَزِيمَةُ. والدَّبْرَةُ، بالإِسكان وَالتَّحْرِيكِ: الْهَزِيمَةُ فِي الْقِتَالِ، وَهُوَ اسْمٌ مِنَ الإِدْبار. وَيُقَالُ: جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الدَّبْرَةَ، أَي الْهَزِيمَةَ، وَجَعَلَ لَهُمُ الدَّبْرَةَ عَلَى فُلَانٍ أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ. وَقَالَ أَبو جَهْلٍ لِابْنِ مَسْعُودٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ: لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ فَقَالَ: لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ؛ قَوْلُهُ لِمَنِ الدَّبْرَةُ أَي لِمَنِ الدَّوْلَةُ وَالظَّفَرُ، وَتُفْتَحُ الْبَاءُ وَتُسَكَّنُ؛ وَيُقَالُ: عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الْهَزِيمَةُ. والدَّابِرَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّغْزَبِيَّة فِي الصِّرَاعِ. والدَّابِرَةُ: صِيصِيَةُ الدِّيك. ابْنُ سِيدَهْ: دَابِرَةُ الطَّائِرِ الأُصْبُعُ الَّتِي مِنْ وَرَاءِ رِجْلِهِ وَبِهَا يَضْرِبُ البَازِي، وَهِيَ لِلدِّيكِ أَسفل مِنَ الصِّيصِيَةِ يطأُ بِهَا. وَجَاءَ دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً. وَفُلَانٌ لَا يُصَلِّي الصَّلَاةَ إِلَّا دَبَرِيّاً، بِالْفَتْحِ، أَي فِي آخِرِ وَقْتِهَا؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَي أَخيراً؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدِ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: والمُحَدِّثُون يَقُولُونَ دُبُرِيّاً، بِالضَّمِّ، أَي فِي آخِرِ وَقْتِهَا؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: دَبْرِيّاً، بِفَتْحِ الدَّالِ وإِسكان الْبَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً: رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً، وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحرَّراً، ورجلٌ أَمَّ قَوْمًا هُمْ لَهُ كَارِهُونَ ؛ قَالَ الإِفْرِيقيُّ رَاوِيَ هَذَا الْحَدِيثِ: مَعْنَى قَوْلُهُ دِبَارًا أَي بعد ما يَفُوتُ الْوَقْتُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: [إِن] لِلْمُنَافِقِينَ عَلَامَاتٍ يُعرفون بِهَا: تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، لَا يَقْرَبُون الْمَسَاجِدَ إِلا هَجْراً، وَلَا يأْتون الصَّلَاةَ إِلا دَبْراً، مُسْتَكْبِرِينَ لَا يأْلَفُون وَلَا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ دِبَارًا فِي الْحَدِيثِ الأَوَّل جَمْعُ دَبْرٍ ودَبَرٍ، وَهُوَ آخَرُ أَوقات الشَّيْءِ الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ لَا يأْتي الصَّلَاةَ إِلا دبْراً ، يُرْوَى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا يأْتي الصَّلَاةَ إِلا دَبَرِيّاً ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِهَا، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الدَّبْرِ آخِرِ الشَّيْءِ، وَفَتْحُ الْبَاءِ مِنْ تَغْيِيرَاتِ النَّسَبِ، وَنَصْبُهُ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ يأْتي، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ العِلم قَبْلِيٌّ وَلَيْسَ بالدَّبَرِيِّ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَن الْعَالِمَ الْمُتْقِنَ يُجِيبُكَ سَرِيعًا وَالْمُتَخَلِّفُ يَقُولُ لِي فِيهَا نَظَرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: تَبِعْتُ صَاحِبِي دَبَرِيّاً إِذا كُنْتَ مَعَهُ فَتَخَلَّفْتَ عَنْهُ ثُمَّ تَبِعْتَهُ وأَنت تَحْذَرُ أَن يَفُوتَكَ. ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه: تَلا دُبُرَه. والدَّابِرُ: التَّابِعُ. وَجَاءَ يَدْبُرُهم أَي يَتْبَعُهُمْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَدْبَرَ إِدْباراً ودُبْراً: ولَّى؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَالصَّحِيحُ أَن الإِدْبارَ الْمَصْدَرُ والدُّبْر الِاسْمُ. وأَدْبَرَ أَمْرُ الْقَوْمِ: ولَّى لِفَسادٍ. وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ؛ هَذَا حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ لأَنه قَدْ عَلِمَ أَن مَعَ كُلِّ تَوْلِيَةٍ إِدباراً فَقَالَ مُدْبِرِينَ* مُؤَكِّدًا؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابْنِ دَارَةَ: أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لَهَا نسَبي، ... وهَلْ بدارَةَ، يَا لَلنَّاسِ، مِنْ عارِ؟

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده ابْنُ جِنِّي لَهَا نَسَبِي وَقَالَ لَهَا يَعْنِي النِّسْبَةَ، قَالَ: وَرِوَايَتِي لَهُ نَسَبِي. والمَدْبَرَةُ: الإِدْبارُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: هَذَا يُصادِيكَ إِقْبالًا بِمَدْبَرَةٍ؛ ... وَذَا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ ودَبَرَ بِالشَّيْءِ: ذَهَبَ بِهِ. ودَبَرَ الرجلُ: ولَّى وشَيَّخَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّيْلِ إِذا دَبَرَ ؛ أَي تَبِعَ النهارَ قَبْلَه، وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ: وَاللَّيْلِ إِذ أَدْبَرَ ، وقرأَها كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: وَاللَّيْلِ إِذا دَبَرَ ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُمَا لُغَتَانِ: دَبَرَ النَّهَارُ وأَدْبَرَ، ودَبَرَ الصَّيْفُ وأَدْبَرَ، وَكَذَلِكَ قَبَلَ وأَقْبَلَ، فإِذا قَالُوا أَقبل الرَّاكِبُ أَو أَدبر لَمْ يَقُولُوا إِلا بالأَلف، قَالَ: وإِنهما عِنْدِي فِي الْمَعْنَى لَواحدٌ لَا أُبْعِدُ أَنْ يأْتي فِي الرِّجَالِ مَا أَتى فِي الأَزمنة، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ: وَاللَّيْلِ إِذا دَبَرَ ، جَاءَ بَعْدَ النَّهَارِ، كَمَا تَقُولُ خَلَفَ. يُقَالُ: دَبَرَنِي فُلَانٌ وخَلَفَنِي أَي جَاءَ بَعْدِي، وَمَنْ قرأَ: والليل إِذ أَدْبَرَ ؛ فَمَعْنَاهُ ولَّى لِيَذْهَبَ. ودَابِرُ العَيْشِ: آخِرُهُ؛ قَالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ: وَمَا عَرَّيْتُ ذَا الحَيَّاتِ، إِلَّا ... لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ الحُبَابِ وَذَا الْحَيَّاتِ: اسْمُ سَيْفِهِ. وَدَابِرُ الْعَيْشِ: آخِرُهُ؛ يَقُولُ: مَا عَرَّيْتُهُ إِلا لأَقتلك. ودَبَرَ النَّهَارُ وأَدْبَرَ: ذَهَبَ. وأَمْسِ الدَّابِرُ: الذَّاهِبُ؛ وَقَالُوا: مَضَى أَمْسِ الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ، وَهَذَا مِنَ التَّطَوُّعِ المُشامِّ للتأْكيد لأَن الْيَوْمَ إِذا قِيلَ فِيهِ أَمْسِ فَمَعْلُومٌ أَنه دَبَرَ، لَكِنَّهُ أَكده بِقَوْلِهِ الدَّابِرُ كَمَا بَيَّنَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَبِي الَّذِي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ ... بِصُهَابَ هامِدَةً، كأَمْسِ الدَّابِرِ وَقَالَ صَخْرُ بْنُ عَمْرٍو الشَّرِيد السُّلَمِي: وَلَقَدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً، ... وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ وَيُرْوَى المُدْبِرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ فِي إِنشاده مِثْلَ أَمس الْمُدْبِرِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشده أَبو عُبَيْدَةَ فِي مَقَاتِلِ الْفُرْسَانِ؛ وأَنشد قَبْلَهُ: وَلَقَدْ دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً ... نَجْلاءَ تُزْغِلُ مِثْلَ عَطِّ المَنْحَرِ تُزْغِلُ: تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً. والعَطُّ: الشَّقُّ. وَالنَّجْلَاءُ: الْوَاسِعَةُ. وَيُقَالُ: هَيْهَاتَ، ذَهَبَ فُلَانٌ كَمَا ذَهَبَ أَمْسِ الدابِرُ، وَهُوَ الْمَاضِي لَا يَرْجِعُ أَبداً. وَرَجُلٌ خاسِرٌ دابِرٌ إِتْبَاعٌ، وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ، وَيُقَالُ خاسِرٌ دامِرٌ، عَلَى الْبَدَلِ، وإِن لَمْ يَلْزَمْ أَن يَكُونَ بَدَلًا. واسْتَدْبَرَهُ: أَتاه مِنْ وَرَائِهِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى يَصِفُ الْخَمْرَ أَنشده أَبو عُبَيْدَةَ: تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ، ... عَلَى الشُّرْبِ، أَو مُنْكِرٍ مَا عُلِمْ قَالَ: قَوْلُهُ غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ فُسِّرَ غَيْرَ مستأْثر، وإِنما قِيلَ للمستأْثر مُسْتَدْبِرٌ لأَنه إِذا استأْثر بِشُرْبِهَا اسْتَدْبَرَ عَنْهُمْ وَلَمْ يَسْتَقْبِلْهُمْ لأَنه يَشْرَبُهَا دُونَهُمْ وَيُوَلِّي عَنْهُمْ. والدَّابِرُ مِنَ الْقِدَاحِ: خِلَافُ القَابِلِ، وَصَاحِبُهُ مُدَابِرٌ؛ قَالَ صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يَصِفُ مَاءً وَرَدَهُ: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ، ... خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا المُدابِرُ: الْمَقْمُورُ فِي الْمَيْسِرِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي

قُمِرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فَيُعَاوِدُ لِيَقْمُرَ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الْمُدَابِرُ المُوَلِّي المُعْرِض عَنْ صَاحِبِهِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمُدَابِرُ الَّذِي يَضْرِبُ بِالْقِدَاحِ. ودَابَرْتُ فُلَانًا: عَادَيْتُهُ. وَقَوْلُهُمْ: مَا يَعْرِفُ قَبيلَهُ مِنْ دَبِيرِه، وَفُلَانٌ مَا يَدْرِي قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ؛ الْمَعْنَى مَا يَدْرِي شَيْئًا. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَبِيلُ فَتْلُ القُطْنِ، والدَّبِيرُ: فَتْلُ الكَتَّانِ والصُّوف. وَيُقَالُ: القَبِيلُ مَا وَلِيَكَ والدَّبِيرُ مَا خَالَفَكَ. ابْنُ الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا عَرَفَ دَبِيره مِنْ قَبيله. قَالَ الأَصمعي: القَبيل مَا أَقبل مِنَ الْفَاتِلِ إِلى حِقْوِه، والدَّبِيرُ مَا أَدبر بِهِ الْفَاتِلُ إِلى رُكْبَتِهِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: الْقَبِيلُ فَوْزُ القِدح فِي القِمَارِ، والدَّبِيرُ خَيْبَةُ القِدْحِ. وَقَالَ الشَّيْبَانِيُّ: القَبيل طَاعَةُ الرَّبِّ والدَّبير مَعْصِيَتُهُ. الصِّحَاحُ: الدَّبير مَا أَدبرتْ بِهِ المرأَة مِنْ غَزْلها حِينَ تَفْتِلُه. قَالَ يَعْقُوبُ: القَبيلُ مَا أَقْبلتَ بِهِ إِلى صَدْرِكَ، والدَّبير مَا أَدبرتَ بِهِ عَنْ صَدْرِكَ. يُقَالُ: فُلَانٌ مَا يَعْرِفُ قَبيلًا مِنْ دَبير، وَسَنَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ أَشياء فِي ترجمةِ قَبَلَ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. والدِّبْرَةُ: خِلافُ القِبْلَة؛ يُقَالُ: فُلَانٌ مَا لَهُ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ إِذا لَمْ يَهْتَدِ لِجِهَةِ أَمره، وَلَيْسَ لِهَذَا الأَمر قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ إِذا لَمْ يُعْرَفْ وَجْهُهُ؛ وَيُقَالُ: قَبَّحَ اللَّهُ مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ. وأَدْبَرَ الرجلَ: جَعَلَهُ وَرَاءَهُ. ودَبَرَ السَّهْمُ أَي خَرَجَ مِنَ الهَدَفِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: دَبَرَ السهمُ الهَدَفَ يَدْبُرُه دَبْراً ودُبُوراً جَاوَزَهُ وَسَقَطَ وَرَاءَهُ. والدَّابِرُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الهَدَفِ. ابْنُ الأَعرابي: دَبَرَ ردَّ، ودَبَرَ تأَخر، وأَدْبَرَ إِذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن النَّاقَةِ إِذا نُحِرَتْ إِلى نَاحِيَةِ القَفَا، وأَقْبَلَ إِذا صَارَتْ هَذِهِ الفَتْلَةُ إِلى نَاحِيَةِ الْوَجْهِ. والدَّبَرَانُ: نَجْمٌ بَيْنَ الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ وَيُقَالُ لَهُ التَّابِعُ والتُّوَيْبِعُ، وَهُوَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، سُمِّيَ دَبَرَاناً لأَنه يَدْبُرُ الثُّرَيَّا أَي يَتْبَعُها. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّبَرانُ نَجْمٌ يَدْبُرُ الثُّرَيَّا، لَزِمَتْهُ الأَلف وَاللَّامُ لأَنهم جَعَلُوهُ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فإِن قِيلَ: أَيقال لِكُلِّ شَيْءٍ صَارَ خَلْفَ شَيْءٍ دَبَرانٌ؟ فإِنك قَائِلٌ لَهُ: لَا، وَلَكِنَّ هَذَا بِمَنْزِلَةِ العِدْل والعَدِيلِ، وَهَذَا الضَّرْبُ كَثِيرٌ أَو مُعْتَادٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّبَرانُ خَمْسَةُ كَوَاكِبَ مِنَ الثَّوْرِ يُقَالُ إِنه سَنَامُه، وَهُوَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ. وجعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذني وكلامَه دَبْرَ أُذني أَي خَلْفِي لَمْ أَعْبَأْ بِهِ، وتَصَامَمْتُ عَنْهُ وأَغضيت عَنْهُ وَلَمْ أَلتفت إِليه، قَالَ: يَدَاها كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذا مَشَتْ، ... ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ وَقَالُوا: إِذا رأَيت الثُّرَيَّا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج وشَهْر مَطَر، أَي إِذا بدأَت لِلْغُرُوبِ مَعَ الْمَغْرِبِ فَذَلِكَ وَقْتُ الْمَطَرِ وَوَقْتُ نَتاج الإِبل، وإِذا رأَيت الشِّعْرَى تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتًى ومَجْدُ حَمْلٍ، أَي إِذا رأَيت الشِّعْرَى مَعَ الْمَغْرِبِ فَذَلِكَ صَمِيمُ القُرِّ، فَلَا يَصْبِرُ عَلَى القِرَى وَفِعْلِ الْخَيْرِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ غَيْرُ الْفَتَى الْكَرِيمِ الْمَاجِدِ الْحُرِّ، وَقَوْلُهُ: وَمَجْدُ حَمْلٍ أَي لَا يَحْمِلُ فِيهِ الثِّقْلَ إِلا الجَمَلُ الشَّدِيدُ لأَن الْجِمَالَ تُهْزَلُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَتَقِلُّ الْمَرَاعِي. والدَّبُورُ: رِيحٌ تأْتي مِنْ دُبُرِ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَذْهَبُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تأْتي مِنْ خَلْفِكَ إِذا وَقَفْتَ فِي الْقِبْلَةِ. التَّهْذِيبُ: والدَّبُور بِالْفَتْحِ، الرِّيحُ الَّتِي تُقَابِلُ الصَّبَا والقَبُولَ، وَهِيَ رِيحٌ تَهُبُّ مِنْ نَحْوِ الْمَغْرِبِ، وَالصَّبَا تُقَابِلُهَا مِنْ نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ سُمِّيَتْ بِهِ لأَنها تأْتي مِنْ دُبُرِ

الْكَعْبَةِ لَيْسَ بِشَيْءٍ. ودَبَرَتِ الريحُ أَي تَحَوَّلَتْ دَبُوراً؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَهَبُّ الدَّبُور مِنْ مَسْقَطِ النَّسْر الطَّائِرِ إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ مِنَ التَّذْكِرَةِ، يَكُونُ اسْمًا وَصِفَةً، فَمِنَ الصِّفَةِ قَوْلُ الأَعشى: لَهَا زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصاد، ... صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُورا وَمِنَ الِاسْمِ قَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ لِرَجُلٍ مِنْ بَاهِلَةَ: رِيحُ الدَّبُورِ مَعَ الشَّمَالِ، وتارَةً ... رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائبُ التَّهْتانِ قَالَ: وَكَوْنُهَا صِفَةً أَكثر، وَالْجُمَعُ دُبُرٌ ودَبائِرُ، وَقَدْ دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً. ودُبِرَ القومُ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فاعله، فهم مَدْبُورُون: أَصابتهم رِيحُ الدَّبُور؛ وأَدْبَرُوا: دَخَلُوا فِي الدَّبور، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الرِّيَاحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ. وَرَجُلٌ أُدابِرٌ: لِلَّذِي يَقْطَعُ رَحِمَهُ مِثْلُ أُباتِرٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وحَلَّيْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ عَلَيْكُمْ ، بِالْفَتْحِ، أَي الْهَلَاكُ. وَرَجُلٌ أُدابِرٌ: لَا يَقْبَلُ قَوْلَ أَحد وَلَا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ. قَالَ السِّيرَافِيُّ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ أُدابِراً فِي الأَسماء وَلَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد عَلَى أَنه اسْمٌ، لَكِنَّهُ قَدْ قَرَنَهُ بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ، وَهُمَا مَوْضِعَانِ، فَعَسَى أَن يَكُونَ أُدابِرٌ مَوْضِعًا. قَالَ الأَزهري: وَرَجُلٌ أُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَهُ فَيَقْطَعُهَا، وَرَجُلٌ أُخايِلٌ وَهُوَ المُخْتالُ. وأُذن مُدابَرَةٌ: قُطِعَتْ مِنْ خَلْفِهَا وَشُقَّتْ. وَنَاقَةٌ مُدابَرَة: شُقت مِنْ قِبَلِ قَفاها، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْرِضَ مِنْهَا قَرْضَةً مِنْ جَانِبِهَا مِمَّا يَلِي قَفَاهَا، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ. وَنَاقَةٌ ذَاتُ إِقْبالَةٍ وإِدْبارة إِذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذنها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ؛ وَذَكَرَ الأَزهري ذَلِكَ فِي الشَّاةِ أَيضاً. والإِدْبارُ: نقيضُ الإِقْبال؛ والاسْتِدْبارُ: خلافُ الِاسْتِقْبَالِ. وَرَجُلٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: مَحْضٌ مِنْ أَبويه كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ. وَفُلَانٌ مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَي كِرِيمٌ أَوَّل مَجْدِهِ وآخِرِه؛ قَالَ الأَصمعي: وَذَلِكَ مِنَ الإِقْبالة والإِدْبارَة، وَهُوَ شَقٌّ فِي الأُذن ثُمَّ يُفْتَلُ ذَلِكَ، فإِذا أُقْبِلَ بِهِ فَهُوَ الإِقْبالَةُ، وإِذا أُدْبِرَ بِهِ فَهُوَ الإِدْبارة، والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ مِنَ الأُذن هِيَ الإِقبالة والإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ، وَالشَّاةُ مُدابَرَةٌ ومُقابَلَةٌ، وَقَدْ أَدْبَرْتُها وقابَلْتُها. وَنَاقَةٌ ذَاتُ إِقبالة وإِدبارة وَنَاقَةٌ مُقابَلَة مُدابَرَةٌ أَي كَرِيمَةُ الطَّرَفَيْنِ مِنْ قِبَل أَبيها وأُمها. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى أَن يُضَحَّى بمقابَلَةٍ أَو مُدابَرَةٍ ؛ قَالَ الأَصمعي: الْمُقَابَلَةُ أَن يُقْطَعَ مِنْ طَرَفِ أُذنها شَيْءٌ ثُمَّ يَتْرُكُ مُعَلَّقًا لَا يَبِين كأَنه زَنَمَةٌ؛ وَيُقَالُ لِمِثْلِ ذَلِكَ مِنَ الإِبل: المُزَنَّمُ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ المُعَلَّقُ الرَّعْلَ. والمُدابَرَةُ: أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ بِمُؤَخَّرِ الأُذن مِنَ الشَّاةِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَكَذَلِكَ إِن بَانَ ذَلِكَ مِنَ الأُذن فَهِيَ مُقابَلَةٌ ومُدابَرَةٌ بَعْدَ أَن كَانَ قُطِعَ. والمُدَابَرُ مِنَ الْمَنَازِلِ: خلافُ المُقابَلِ. وتَدابَرَ الْقَوْمُ: تَعادَوْا وتَقاطَعُوا، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا فِي بَنِي الأَب. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدَابَرُوا وَلَا تَقاطَعُوا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ والهِجْرانُ، مأْخوذ مِنْ أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحِبَه دُبُرَه وَقَفَاهُ ويُعْرِضَ عَنْهُ بِوَجْهِهِ ويَهْجُرَه؛ وأَنشد: أَأَوْصَى أَبو قَيْسٍ بأَن تَتَواصَلُوا، ... وأَوْصَى أَبوكُمْ، ويْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا؟

ودَبَرَ القومُ يَدْبُرُونَ دِباراً: هَلَكُوا. وأَدْبَرُوا إِذا وَلَّى أَمرُهم إِلى آخِرِهِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بَاقِيَةٌ. وَيُقَالُ: عَلَيْهِ الدَّبارُ أَي العَفَاءُ إِذا دَعَوْا عَلَيْهِ بأَن يَدْبُرَ فَلَا يَرْجِعُ؛ وَمِثْلُهُ: عَلَيْهِ الْعَفَاءُ أَي الدُّرُوس وَالْهَلَاكُ. وَقَالَ الأَصمعي: الدَّبارُ الْهَلَاكُ، بِالْفَتْحِ، مِثْلُ الدَّمار. والدَّبْرَة: نقيضُ الدَّوْلَة، فالدَّوْلَةُ فِي الْخَيْرِ والدَّبْرَةُ فِي الشَّرِّ. يُقَالُ: جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الدَّبْرَة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا أَحسن مَا رأَيته فِي شَرْحِ الدَّبْرَة؛ وَقِيلَ: الدَّبْرَةُ الْعَاقِبَةُ. ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره: نَظَرَ فِي عَاقِبَتِهِ، واسْتَدْبَرَه: رأَى فِي عَاقِبَتِهِ مَا لَمْ يَرَ فِي صَدْرِهِ؛ وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي بأَخَرَةٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حَتَّى يُصِيبَكُمْ، ... وَلَا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا والتَّدْبِيرُ فِي الأَمر: أَن تَنْظُرَ إِلى ما تَؤُول إِليه عَاقِبَتُهُ، والتَّدَبُّر: التَّفَكُّرُ فِيهِ. وَفُلَانٌ مَا يَدْرِي قِبَالَ الأَمْرِ مِنْ دِباره أَي أَوَّله مِنْ آخِرِهِ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَوِ اسْتَقْبَلَ مِنْ أَمره مَا اسْتَدْبَرَهُ لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَي لَوْ عَلِمَ فِي بَدْءِ أَمره مَا عَلِمَهُ فِي آخِرِهِ لاسْتَرْشَدَ لأَمره. وَقَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ لَا تَتَدَبَّرُوا أَعجاز أُمور قَدْ وَلَّتْ صُدُورُها. والتَّدْبِيرُ: أَن يَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره ويُدَبِّرَه أَي يَنْظُرَ فِي عَوَاقِبِهِ. والتَّدْبِيرُ: أَن يُعتق الرَّجُلُ عَبْدَهُ عَنْ دُبُرٍ، وَهُوَ أَن يُعْتَقَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَيَقُولُ: أَنت حُرٌّ بَعْدَ مَوْتِي، وَهُوَ مُدَبَّرٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فُلَانًا أَعتق غُلَامًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ ؛ أَي بَعْدَ مَوْتِهِ. ودَبَّرْتُ العبدَ إِذا عَلَّقْتَ عِتْقَهُ بِمَوْتِكَ، وَهُوَ التَّدْبِيرُ أَي أَنه يُعْتِقُ بَعْدَمَا يُدَبِّرُهُ سَيِّدُهُ وَيَمُوتُ. ودَبَّرَ الْعَبْدَ: أَعتقه بَعْدَ الْمَوْتِ. ودَبَّرَ الحديثَ عَنْهُ: رَوَاهُ. وَيُقَالُ: دَبَّرْتُ الْحَدِيثَ عَنْ فُلَانٍ حَدَّثْتُ بِهِ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ حَدِيثَ فُلَانٍ أَي يَرْوِيهِ. ودَبَّرْتُ الْحَدِيثَ أَي حَدَّثَتْ بِهِ عَنْ غَيْرِي. قَالَ شَمِرٌ: دبَّرْتُ الْحَدِيثَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ مُعَاذٍ يُدَبِّرُه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَي يُحَدِّثُ بِهِ عَنْهُ؛ وَقَالَ: إِنما هُوَ يُذَبِّرُه، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ، أَي يُتْقِنُه؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الذَّبْر القراءةُ، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِن أَصحابه رَوَوْا عَنْهُ يُدَبِّرُه كَمَا تَرَى، وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ إِلى سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ فُلَانٍ، يَرْوِيهِ عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ، يُدَبِّرُه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا شَرَقَتْ شمسٌ قَطُّ إِلا بِجَنْبَيْها مَلَكَانِ يُنادِيانِ أَنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس، أَلا هَلُمُّوا إِلى رَبِّكُمْ فإِنَّ مَا قَلَّ وكفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وأَلْهَى، اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً وعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً. ابْنُ سِيدَهْ: ودَبَرَ الكتابَ يَدْبُرُه دَبْراً كَتَبَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ ذَبَرَه وَلَمْ يَقُلْ دَبَره إِلا هُوَ. والرَّأْيُ الدَّبَرِيُّ: الَّذِي يُمْعَنُ النَّظَرُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الجوابُ الدَّبَرِيُّ؛ يُقَالُ: شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ وَهُوَ الَّذِي يَسْنَحُ أَخيراً عِنْدَ فَوْتِ الْحَاجَةِ، أَي شَرُّهُ إِذا أَدْبَرَ الأَمْرُ وَفَاتَ. والدَّبَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: قَرْحَةُ الدَّابَّةِ وَالْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ دَبَرٌ وأَدْبارٌ مِثْلُ شَجَرَةٍ وشَجَرٍ وأَشجار. ودَبِرَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يَدْبَرُ دَبَراً، فَهُوَ دَبِرٌ وأَدْبَرُ، والأُنثى دَبِرَةٌ ودَبْراءُ، وإِبل دَبْرَى وَقَدْ أَدْبَرَها الحِمْلُ والقَتَبُ، وأَدْبَرْتُ الْبَعِيرَ فَدَبِرَ؛ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا دَبِرَ بَعِيرَهُ، وأَنْقَبَ

إِذا حَفِيَ خُفُّ بَعِيرِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ وَعَفَا الأَثَرُ ؛ الدَّبَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْجُرْحُ الَّذِي يَكُونُ فِي ظَهْرِ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْرَحَ خُفُّ الْبَعِيرِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لامرأَة أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ أَي دَبِرَ بَعِيرُكِ وحَفِيَ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي الَّتِي أَدْبَرَ خَيْرُها. والأَدْبَرُ: لَقَبُ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ نُبِزَ بِهِ لأَن السِّلَاحَ أَدْبَرَ ظَهْرَهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه طُعِنَ مُوَلِّياً؛ ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ: مِنْهُ كأَنه تَصْغِيرُ أَدْبَرَ مُرَخَّمًا. والدَّبْرَةُ: السَّاقِيَةُ بَيْنَ الْمَزَارِعِ، وَقِيلَ: هِيَ المَشَارَةُ فِي المَزْرَعَةِ، وَهِيَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُرْدَه، وَجَمْعُهَا دَبْرٌ ودِبارٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عَنْ جُرَشِيَّةٍ، ... عَلَى جِرْبَةٍ، يَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها وَقِيلَ: الدِّبارُ الكُرْدُ مِنَ الْمَزْرَعَةِ، وَاحِدَتُهَا دِبارَةٌ. والدَّبْرَةُ: الكُرْدَةُ مِنَ الْمَزْرَعَةِ، وَالْجَمْعُ الدِّبارُ. والدِّباراتُ: الأَنهار الصِّغَارُ الَّتِي تَتَفَجَّرُ فِي أَرض الزَّرْعِ، وَاحِدَتُهَا دَبْرَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف كَيْفَ هَذَا إِلا أَن يَكُونَ جَمْعُ دَبْرَة عَلَى دِبارٍ ثُمَّ أُلحقت الْهَاءُ لِلْجَمْعِ، كَمَا قَالُوا الفِحَالَةُ ثُمَّ جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدَّبْرَة الْبُقْعَةُ مِنَ الأَرض تُزْرَعُ، وَالْجَمْعُ دِبارٌ. والدَّبْرُ والدِّبْرُ: الْمَالُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يُحْصَى كَثْرَةً، وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ؛ يُقَالُ: مالٌ دَبْرٌ وَمَالَانِ دَبْرٌ وأَموال دَبْرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا الأَعرف، قَالَ: وَقَدْ كُسِّرَ عَلَى دُبُورٍ، وَمِثْلُهُ مَالٌ دَثْرٌ. الْفَرَّاءُ: الدَّبْرُ والدِّبْرُ الْكَثِيرُ مِنَ الضَّيْعَة وَالْمَالِ، يُقَالُ: رَجُلٌ كَثِيرُ الدَّبْرِ إِذا كَانَ فاشِيَ الضَّيْعَةِ، وَرَجُلٌ ذُو دَبْرٍ كَثِيرُ الضَّيْعَةِ وَالْمَالِ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والمَدْبُور: الْمَجْرُوحُ. والمَدْبُور: الْكَثِيرُ الْمَالِ. والدَّبْرُ، بِالْفَتْحِ: النَّحْلُ وَالزَّنَابِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّحْلِ مَا لَا يَأْرِي، وَلَا وَاحِدَ لَهَا، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهُ دَبْرَةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وهَبْتُهُ مِنْ وَثَبَى قَمِطْرَهْ ... مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مِثْلِ الدَّبْرَهْ وجمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ؛ قال زيد الخيل: بِأَبْيَضَ مِنْ أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ، ... وأَرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ أَراد: شَارَهُ مِنَ النَّحْلِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ قَالَ لَبِيدٌ: بأَشهب مِنْ أَبكار مُزْنِ سَحَابَةٍ، ... وأَري دُبُورٍ شَارَهُ النحلَ عَاسِلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَصِفُ خَمْرًا مُزِجَتْ بِمَاءٍ أَبيض، وَهُوَ الأَشهب. وأَبكار: جَمْعُ بِكْرٍ. وَالْمُزْنُ: السَّحَابُ الأَبيض، الْوَاحِدَةُ مُزْنَةٌ. والأَرْيُ: الْعَسَلُ. وشارَهُ: جَنَاهُ، وَالنَّحْلَ مَنْصُوبٌ بإِسقاط مِنْ أَي جَنَاهُ مِنَ النَّحْلِ عَاسِلُ؛ وَقَبْلَهُ: عَتِيق سُلافاتٍ سَبَتْها سَفِينَةٌ، ... يَكُرُّ عَلَيْهَا بالمِزاجِ النَّياطِلُ وَالنَّيَاطِلُ: مَكَايِيلُ الْخَمْرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الدُّبُورُ جَمْعَ دَبْرَةٍ كصخرة وصخور، ومَأْنة ومُؤُونٍ. والدَّبُورُ، بِفَتْحِ الدَّالِ: النَّحْلُ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَيُقَالُ لِلزَّنَابِيرِ أَيضاً دَبْرٌ. وحَمِيُّ الدَّبْرِ: عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبي الأَفلح الأَنصاري مِنْ أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ، أُصيب يَوْمَ أُحد فَمَنَعَتِ النَّحْلُ الْكُفَّارَ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن الْمُشْرِكِينَ لَمَّا قَتَلُوهُ أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا بِهِ فَسَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ الزَّنَابِيرَ الْكِبَارَ تَأْبِرُ الدَّارِعَ فَارْتَدَعُوا عَنْهُ حَتَّى أَخذه الْمُسْلِمُونَ فَدَفَنُوهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدِّبْرُ النَّحْلُ، بِالْكَسْرِ، كالدَّبْرِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: بِأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفها، ... وَقَدْ طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ، فهْي خَلُوجُ عَنَى شُعْبَةً فِيهَا دَبْرٌ [دِبْرٌ]، وَيُرْوَى: وَقَدْ وَلَهَتْ. والدَّبْرُ والدِّبْرُ أَيضاً: أَولاد الْجَرَادِ؛ عَنْهُ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: الخَافِقَانِ مَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلى مَغْرِبِهَا. والدَّبْرُ: الزَّنَابِيرُ؛ قَالَ: وَمَنْ قَالَ النَّحْلُ فَقَدْ أَخطأَ؛ وأَنشد لامرأَة قَالَتْ لِزَوْجِهَا: إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَخْشَ لَسْعَها، ... وخالَفَها فِي بَيْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ شَبَّهَ خُرُوجَهَا وَدُخُولَهَا بِالنَّوَائِبِ. قَالَ الأَصمعي: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّحْلِ يُقَالُ لَهَا الثَّوْلُ، قَالَ: وَهُوَ الدَّبْرُ والخَشْرَمُ، وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا؟ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ لَا مَا قَالَ مُصْعَبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَرسل اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ ؛ هُوَ بِسُكُونِ الْبَاءِ النَّحْلُ، وَقِيلَ: الزَّنَابِيرُ. وَالظُّلَّةُ: السَّحَابُ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ النِّسَاءِ «3». جَاءَتْ إِلى أُمها وهي صغيرة تَبْكِي فَقَالَتْ لَهَا: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: مَرَّتْ بِي دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ ؛ هُوَ تَصْغِيرُ الدَّبْرَةِ النَّحْلَةِ. والدَّبْرُ: رُقادُ كُلِّ سَاعَةٍ، وَهُوَ نَحْوُ التَّسْبِيخ. والدَّبْرُ: الْمَوْتُ. ودَابَرَ الرجلُ: مَاتَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَنشد لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ: زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْروٍ ... أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ، ومُسافِرٌ سَفَراً بَعِيداً، ... لَا يَؤُوبُ لَهُ مُسافِرْ وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا مَاتَ، وأَدْبَرَ إِذا تَغَافَلَ عَنْ حَاجَةِ صَدِيقِهِ، وأَدْبَرَ: صَارَ له دِبْرٌ [دَبْرٌ]، وَهُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ. ودُبارٌ، بِالضَّمِّ: لَيْلَةُ الأَربعاء، وَقِيلَ: يَوْمُ الأَربعاء عادِيَّةٌ مِنْ أَسمائهم الْقَدِيمَةِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: جَاهِلِيَّةٌ؛ وأَنشد: أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي. ... بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالِي دُبارِ، فإِن أَفُتْهُ ... فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ أَول: الأَحَدُ. وشِيارٌ: السبتُ، وَكُلٌّ مِنْهَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سَافَرَ فِي دُبارٍ. وَسُئِلَ مُجَاهِدٌ عَنْ يَوْمِ النَّحْسِ فَقَالَ: هُوَ الأَربعاء لَا يَدُورُ فِي شَهْرِهِ. والدَّبْرُ: قِطْعَةٌ تَغْلُظُ فِي الْبَحْرِ كَالْجَزِيرَةِ يَعْلُوهَا الْمَاءُ ويَنْضُبُ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ أَنه قَالَ: مَا أُحِبُّ أَن تَكُونَ دَبْرَى لِي ذَهَباً وأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؛ وفُسِّرَ الدَّبْرَى بِالْجَبَلِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالْقَصْرِ اسْمُ جَبَلٍ، قَالَ: وَفِي رِوَايَةٍ مَا أُحب أَن لِي دَبْراً مِنْ ذَهَبٍ ، والدَّبْرُ بِلِسَانِهِمْ: الْجَبَلُ؛ قَالَ: هَكَذَا فُسِّر، قَالَ: فَهُوَ فِي الأُولى مَعْرِفَةٌ وَفِي الثَّانِيَةِ نَكِرَةٌ، قَالَ: وَلَا أَدري أَعربي هُوَ أَم لَا. ودَبَرٌ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَمِنْهُ فُلَانٌ الدَّبَرِيُّ. وذاتُ الدَّبْرِ: اسْمُ ثَنِيَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي:

_ (3). قَوْلُهُ: [وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ النِّسَاءِ] عبارة النهاية: وفي حديث سكينة انتهى. قال السيد مرتضى: هي سكينة بنت الحسين، كما صرح به الصفدي وغيره انتهى. وسكينة بالتصغير كما في القاموس

وَقَدْ صَحَّفَهُ الأَصمعي فَقَالَ: ذَاتُ الدَّيْرِ. ودُبَيْرٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسد. والأُدَيْبِرُ: دُوَيْبَّة. وبَنُو الدُّبَيْرِ: بَطْنٌ؛ قَالَ: وَفِي بَنِي أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ ... عَلَى الطعَّامِ مَا غَبا غُبَيْسُ دثر: الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ. وَقَدْ دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ ذَلِكَ للحَسَبِ اتِّسَاعًا فَقَالَ: فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ، ... عِنْدَ القِتالِ قَدِيمُهُمْ لَمْ يَدْثُرِ أَي حَسَبُهُمْ لَمْ يَبْلَ وَلَا دَرَسَ. وسيفٌ داثِرٌ: بِعِيدُ الْعَهْدِ، بالصِّقالِ. وَرَجُلٌ خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، وَقِيلَ: الدَّاثِرُ هُنَا الْهَالِكُ، وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ: حادِثُوا هَذِهِ الْقُلُوبَ بِذِكْرِ اللَّهِ فإِنها سَرِيعَةُ الدُّثُورِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَرِيعَةُ الدُّثُور يَعْنِي دُرُوس ذِكْرِ اللَّهِ وامِّحاءَهُ مِنْهَا، يَقُولُ: اجْلُوها وَاغْسِلُوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الَّذِي عَلَاهَا بِذِكْرِ اللَّهِ. ودُثُورُ النُّفُوسِ: سُرْعَةُ نِسْيانِها، تَقُولُ لِلْمَنْزِلِ وَغَيْرِهِ إِذا عَفَا ودَرَسَ: قَدْ دَثَرَ دُثُوراً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ وَقَالَ شَمِرٌ: دُثُورُ الْقُلُوبِ امِّحاءُ الذِّكْرِ مِنْهَا ودُرُوسُها، ودُثُورُ النُّفُوسِ: سُرْعَةُ نِسْيَانِهَا. ودَثَرَ الرجلُ إِذا عَلَتْهُ كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّثَرُ الوَسَخُ. وَقَدْ دَثَرَ دُثُوراً إِذا اتَّسَخَ. ودَثَرَ السيفُ إِذا صَدِئَ. وَسَيْفٌ داثِرٌ: وَهُوَ الْبَعِيدُ الْعَهْدِ بالصِّقالِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الثواب يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: حادِثُوا هَذِهِ القلوبَ أَي اجْلُوها وَاغْسِلُوا عَنْهَا الدَّثَرَ والطَّبَعَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا يُحادَثُ السيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ أَي جُلِيَ وصُقِلَ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: أَن الْقَلْبَ يَدْثُرُ كَمَا يَدْثُرُ السَّيْفُ فَجَلَاؤُهُ ذِكْرُ اللَّهِ أَي يَصْدَأُ كَمَا يصدأُ السَّيْفُ، وأَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وَهُوَ أَن تَهُبَّ الرياحُ عَلَى الْمَنْزِلِ فَتُغَشِّي رُسُومَهُ الرملَ وَتُغَطِّيهَا بِالتُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: دَثَرَ مكانُ الْبَيْتِ فَلَمْ يَحُجَّهُ هُودٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً: أَصلح عُشَّهُ. وتَدَثَّرَ بِالثَّوْبِ: اشْتَمَلَ بِهِ داخلَا فِيهِ. والدِّثارُ: مَا يُتَدَثَّرُ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا فَوْقَ الشِّعارِ. وَفِي الصِّحَاحِ: الدِّثار كُلُّ مَا كَانَ فَوْقَ الثِّيَابِ مِنَ الشِّعَارِ. وَقَدْ تَدَثَّرَ أَي تَلَفَّفَ فِي الدِّثار. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ ؛ الدِّثارُ: هُوَ الثَّوْبُ الَّذِي يَكُونُ فَوْقَ الشِّعارِ، يَعْنِي أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ. وَرَجُلٌ دَثُورٌ: مُتَدَثِّرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ ... قليلٌ، إِذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟ والدِّثارُ: الثَّوْبُ الَّذِي يُسْتَدْفَأُ بِهِ مِنْ فَوْقِ الشِّعارِ. يُقَالُ: تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً، فَهُوَ مُدَّثِّرٌ، والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التَّاءُ فِي الدَّالِ وَشُدِّدَتْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ؛ يَعْنِي المُتَدَثِّر بِثِيَابِهِ إِذا نَامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يَقُولُ دثِّرُوني دَثِّرُوني ؛ أَي غَطُّوني بِمَا أَدْفَأُ بِهِ. والدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عَنْ كُرَاعٍ. والدَّثُور أَيضاً:

الخامل النَّؤُوم. والدَّثْرُ، بِالْفَتْحِ: الْمَالُ الْكَثِيرُ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ، يُقَالُ: مَالٌ دَثْرٌ ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قِيلَ لَهُ: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَاحِدُ الدُّثُور دَثْرٌ، وَهُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ؛ يُقَالُ: هُمْ أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ، ومالٌ دَثْرٌ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَعَمْرِي لَقَوْمٌ قَدْ تَرَى فِي دِيارِهِمْ ... مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ يَعْنِي الإِبل الْكَثِيرَةَ فَقَالَ الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فَحَرَّكَ الثَّاءَ لِيَسْتَقِيمَ لَهُ الشِّعْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كَثِيرٌ إِلَّا أَنه جَاءَ بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي حَدِيثٍ طَهْفَةَ: وابْعَثْ راعِيَها فِي الدَّثْرِ ؛ أَراد بالدَّثْرِ هَاهُنَا الخِصْبَ والنباتَ الْكَثِيرَ. أَبو عَمْرٍو: المُتَدَثِّر مِنَ الرِّجَالِ المَأْبُونُ، قَالَ: وَهُوَ المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ والمِثْفَارُ. وَرَجُلٌ دَثْرٌ: غَافِلٌ، وداثِرٌ مِثْلُهُ؛ وَقَوْلُ طُفَيْلٍ: إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها ... رِكابَ عِرَاقِيٍّ، مَواقِيرَ تَدْفَعُ الدَّثُور: الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَحُ مكانَهُ. ودَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه. ودَاثِرٌ: اسْمٌ؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: لَا أَعرفه إِلَّا دِثاراً. وتَدَثَّرَ فَرَسَه: وَثَبَ عَلَيْهَا فَرَكِبَهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: رَكِبَهَا وَجَالَ فِي مَتْنِها، وَقِيلَ: رَكِبَهَا مِنْ خَلْفِهَا؛ وَيُسْتَعَارُ فِي مِثْلِ هَذَا، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ غَيْثًا: أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ، بعد ما ... تَدَثَّرَها مِنْ وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرا وتَدَثَّرَ الفحلُ النَّاقَةَ أَي تَسَنَّمَها. دجر: الدَّجَرُ: الحَيْرَةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: شِبْهُ الْحَيْرَةِ، وَهُوَ أَيضاً المَرَجُ. دَجِرَ، بِالْكَسْرِ، دَجَراً، فَهُوَ دَجِرٌ ودَجْرانُ فِيهِمَا أَي حَيْران فِي أَمره؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَجْرَان لَمْ يَشْرَبْ هُناك الخَمْرَا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: دَجْرَان لَا يَشْعُرُ مِنْ حَيْثُ أَتَى وَجَمْعُهُمَا دَجَارَى. وَرَجُلٌ دَجِرٌ ودَجْرانُ: وَهُوَ النَّشِيطُ الَّذِي فيه مع نشاطه أَثر. أَبو زَيْدٍ: دَجِرَ الرجلُ دَجَراً، وَهُوَ الأَحمق الَّذِي يَذْهَبُ لِغَيْرِ وَجْهِهِ. والدِّجْرُ، بِكَسْرِ الدَّالِ: اللُّوبياء، هَذِهِ اللُّغَةُ الْفُصْحَى، وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ الدِّجْرَ والدَّجْرَ بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَحْكِهَا غَيْرُهُ إِلَّا بِالْكَسْرِ، وَحَكَى هُوَ وكراع فِيهِ الدُّجْر، بِضَمِّ الدَّالِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قُرِئَ بِخَطِّ شَمِرٍ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ ضَرْبَانِ أَبيض وأَحمر. والدَّجر والدُّجْرُ والدُّجُورُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُشَدُّ عَلَيْهَا حَدِيدَةُ الْفَدَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا دُجْرَيْنِ كأَنهما أُذنان، وَالْحَدِيدَةُ اسْمُهَا السُّنْبَة، وَالْفَدَانُ اسْمٌ لِجَمِيعِ أَدواته، وَالْخَشَبَةُ الَّتِي عَلَى عُنُقِ الثَّوْرِ هِيَ النِّيرُ، والسَّمِيقَانِ: خَشَبَتَانِ قَدْ شُدَّتَا فِي الْعُنُقِ وَالْخَشَبَةُ الَّتِي فِي وَسَطِهِ يُشَدُّ بِهَا عِنانُ الوَيْجِ، وَهُوَ القُنَّاحَةُ، والوَيْجُ والمَيْسُ، بِالْيَمَانِيَةِ: اسْمُ الْخَشَبَةِ الطَّوِيلَةِ بَيْنَ الثَّوْرَيْنِ، وَالْخَشَبَةُ الَّتِي يُمْسِكُهَا الْحَرَّاثُ هِيَ المِقْوَمُ، قَالَ: والمِمْلَقَةُ والعِرْصافُ الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي رأْس المَيْسِ يُعَلَّقُ بِهَا الْقَيْدُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ حُرُوفٌ صَحِيحَةٌ ذَكَرَهَا ابْنُ شُمَيْلٍ وَذَكَرَ بَعْضَهَا ابْنِ الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ قَالَ: اشْتَرِ لَنَا بالنَّوَى دَجْراً ؛ الدَّجْرُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: اللُّوبياء، وَقِيلَ: هُوَ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وأَما

بِالضَّمِّ فَهُوَ خَشَبَةٌ يُشَدُّ عَلَيْهَا حَدِيدَةُ الْفَدَانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه أَكل الدُّجْرَ ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ بالثِّفَالِ. وحَبْلٌ مُنْدَجِرٌ: رِخْوٌ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ: وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ رِخْوٌ. والدَّيْجُورُ: الظُّلْمَةُ، وَوَصَفُوا بِهِ فَقَالُوا: لَيْلٌ دَيْجُورٌ وَلَيْلَةٌ دَيْجُورٌ ودَيْجُوجٌ مُظْلِمَةٌ. ودِيمَةٌ دَيْجُورٌ: مُظْلِمَةٌ بِمَا تَحْمِلُهُ مِنَ الْمَاءِ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: كأَنَّ هَتْفَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ، ... بَعْدَ رَذاذِ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ عَلَى قَراهُ، فِلَقُ الشُّذُورِ وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَغْرِيدُ ذواتِ المَنْطِقِ فِي ديَاجِيرِ الأَوْكارِ ؛ الدياجيرُ: جمعُ دَيْجُور، وَهُوَ الظَّلَامُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ زَائِدَتَانِ، قَالَ: والدَّيْجُور الْكَثِيرُ الْمُتَرَاكِمُ مِنَ اليَبِيس. شَمِرٌ: الدَّيْجُورُ التُّرَابُ نَفْسُهُ، وَالْجَمْعُ الدَّياجِيرُ. وَيُقَالُ: تُرَابٌ دَيْجُورٌ أَغْبَرُ يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ كَلَوْنِ الرَّمَادِ، وإِذا كَثُرَ يَبِيسُ النَّبَاتُ فَهُوَ الدَّيْجُور لِسَوَادِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّيْجُور الْكَثِيرُ مِنَ الكلإِ. والدِّجْرَانُ، بِكَسْرِ الدَّالِ: الخَشَبُ الْمَنْصُوبُ لِلتَّعْرِيشِ، الْوَاحِدَةُ دِجْرَانَةٌ. دحر: دَحَرَهُ يَدْحَرُهُ دَحْراً ودُحُوراً: دَفَعَهُ وأَبعده. الأَزهري: الدَّحْرُ تَبْعِيدُكَ الشَّيْءَ عَنِ الشَّيْءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ النَّاسُ بِالنَّصْبِ وَالضَّمِّ، فَمَنْ ضَمَّهَا جَعَلَهَا مَصْدَرًا كَقَوْلِكَ دَحْرتُه دُحُوراً، وَمَنْ فَتَحَهَا جَعَلَهَا اسْمًا كأَنه قَالَ يُقْذَفُونَ بِداحِرٍ وَبِمَا يَدْحَرُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَسْتُ أَشتهي الْفَتْحَ لأَنه لَوْ وُجِّهَ عَلَى ذَلِكَ عَلَى صِحَّةٍ لَكَانَ فِيهَا الْبَاءُ كَمَا تَقُولُ يُقْذَفُونَ بِالْحِجَارَةِ، وَلَا يُقَالُ يُقْذَفُونَ الْحِجَارَةَ، وَهُوَ جَائِزٌ؛ قَالَ: وَقَالَ الزَّجَّاجُ مَعْنَى قَوْلِهِ دُحُوراً أَي يُدْحَرُونَ أَي يُباعَدُونَ. وَفِي حَدِيثِ عَرَفَةَ: مَا مِنْ يَوْمٍ إِبليس فِيهِ أَدْحَرُ وَلَا أَدْحَقُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ؛ الدَّحْرُ: الدَّفْعُ بِعُنْفٍ عَلَى سَبِيلِ الإِهانة والإِذلال، والدَّحْقُ: الطَّرْدُ والإِبعاد، وأَفعل الَّتِي لِلتَّفْضِيلِ مِنْ دُحِرَ ودُحِقَ كأَشْهَرَ وأَجَنَّ مِنْ شُهِرَ وَجُنَّ، وَقَدْ نَزَلَ وَصْفُ الشَّيْطَانِ بأَنه أَدحر وأَدحق مَنْزِلَةً وَصَفَ الْيَوْمَ بِهِ لِوُقُوعِ ذَلِكَ فِيهِ فَلِذَلِكَ قَالَ: مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، كأَنّ الْيَوْمَ نَفْسَهُ هُوَ الأَدْحَرُ والأَدْحَقُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: ويُدحَرُ الشيطانُ ؛ وَفِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ ادْحَرْ عَنَّا الشَّيْطَانَ أَي ادْفَعْهُ واطْرُدْهُ ونَحِّهِ. والدُّحُورُ: الطَّرْدُ والإِبعاد، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً ؛ أَي مُقْصًى وَقِيلَ مطروداً. دحمر: دَحْمَرَ القِرْبَةَ: ملأَها. ودَحْمُورٌ: دُوَيْبَّةٌ. دخر: دَخَرَ الرجلُ، بِالْفَتْحِ، يَدْخَرُ دُخُوراً، فَهُوَ دَاخِرٌ، ودَخِرَ دَخَراً: ذَلَّ وصَغُرَ يَصْغُرُ صَغَاراً، وَهُوَ الَّذِي يَفْعَلُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ، شَاءَ أَو أَبى صاغِراً قَمِيئاً. والدَّخَرُ: التَّحَيُّرُ. والدُّخُورُ: الصَّغَارُ وَالذُّلُّ، وأَدْخَرَهُ غَيْرُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَهُمْ داخِرُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي صَاغِرُونَ، قَالَ: وَمَعْنَى الْآيَةِ: أَولم يَرَوْا إِلى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ؛ إِن كُلَّ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ جِسْمٍ وَعَظْمٍ وَلَحْمٍ وَشَجَرٍ وَنَجْمٍ خَاضِعٌ سَاجِدٌ لِلَّهِ، قَالَ: وَالْكَافِرُ وإِن كَفَرَ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ فَنَفْسُ جِسْمِهِ وَعَظْمِهِ وَلَحْمِهِ وَجَمِيعُ الشَّجَرِ وَالْحَيَوَانَاتِ

خاضعة لله سَاجِدَةٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: الْكَافِرُ يَسْجُدُ لِغَيْرِ اللَّهِ وَظِلِّهُ يَسْجُدُ لِلَّهِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وتأْويلُ الظِّلِّ الجِسْمُ الَّذِي عَنْهُ الظِّلُّ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ؛ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: الدَّاخِرُ الذليل المُهان. دخدر: الدَّخْدَارُ: ثَوْبٌ أَبيض مَصُونٌ. وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ تَخْتَ دَار أَي يُمْسِكُه التَّخْتُ أَي ذُو تَخْتٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ سَحَابًا: تَجْلُو البَوارِقُ عَنْهُ صَفْحَ دَخْدَارِ والدَّخْدَارُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ نَفِيسٌ، وَهُوَ مُعَرَّبُ الأَصل فِيهِ تَخْتَارُ أَي صَيْنٍ فِي التَّخْتِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ القديم. ددر: الدَّوْدَرَى: الْعَظِيمُ الْخُصْيَتَيْنِ، لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلَّا مَزِيدًا إِذ لَا يُعْرَفُ فِي الكلام مثل دَدَرَ. درر: دَرَّ اللبنُ وَالدَّمْعُ وَنَحْوُهُمَا يَدِرُّ ويَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً؛ وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. إِذَا حُلِبَتْ فأَقبل مِنْهَا عَلَى الْحَالِبِ شَيْءٌ كَثِيرٌ قِيلَ: دَرَّتْ، وإِذا اجْتَمَعَ فِي الضَّرْعِ مِنَ الْعُرُوقِ وَسَائِرِ الْجَسَدِ قِيلَ: دَرَّ اللبنُ. والدِّرَّةُ، بِالْكَسْرِ: كَثْرَةُ اللَّبَنِ وَسَيَلَانُهُ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: غَاضَتْ لَهَا الدِّرَةُ ، وَهِيَ اللَّبَنُ إِذا كَثُرَ وَسَالَ؛ واسْتَدَرَّ اللبنُ وَالدَّمْعُ وَنَحْوُهُمَا: كَثُرَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها، ... كَقِتْر الغلاءِ، مُسْتَدِرٌّ صِيابُها اسْتَعَارَ الدَّرَّ لِشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ، وَالِاسْمُ الدِّرَّةُ والدَّرَّة؛ وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ مَا اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ، وَاخْتِلَافُهُمَا أَن الدِّرَّةَ تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو. والدَّرُّ: اللَّبَنُ مَا كَانَ؛ قَالَ: طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ، حَتَّى كأَنها ... فَلافِلُ هِندِيٍّ، فَهُنَّ لُزُوقُ أُمهاتُ الدَّر: الأَطْباءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ أَي ذَوَاتِ اللَّبَنِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مصدرَ دَرَّ اللَّبَنَ إِذا جَرَى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يُحْبَسُ دَرُّكُم ؛ أَي ذواتُ الدَّرِّ، أَراد أَنها لَا تُحْشَرُ إِلى المُصَدِّقِ وَلَا تُحْبَسُ عَنِ المَرْعَى إِلى أَن تَجْتَمِعَ الْمَاشِيَةُ ثُمَّ تُعَدُّ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الإِضرار بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الدَّرُّ الْعَمَلُ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لِلَّهِ دَرُّكَ، يَكُونُ مَدْحًا وَيَكُونُ ذَمًّا، كَقَوْلِهِمْ: قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَكفره وَمَا أَشعره. وَقَالُوا: لِلَّهِ دَرُّكَ أَي لِلَّهِ عَمَلُكَ يُقَالُ هَذَا لِمَنْ يُمْدَحُ وَيُتَعَجَّبُ مِنْ عَمَلِهِ، فإِذا ذُمَّ عَمَلُهُ قِيلَ: لَا دَرَّ دَرُّهُ وَقِيلَ: لِلَّهِ دَرُّك مِنْ رَجُلٍ مَعْنَاهُ لِلَّهِ خَيْرُكَ وَفِعَالُكَ، وإِذا شَتَمُوا قَالُوا: لَا دَرَّ دَرُّه أَي لَا كَثُرَ خَيْرُهُ، وَقِيلَ: لِلَّهِ دَرُّك أَي لِلَّهِ مَا خَرَجَ مِنْكَ مِنْ خَيْرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَصله أَن رَجُلًا رأَى آخَرَ يَحْلِبُ إِبلًا فَتَعَجَّبَ مِنْ كَثْرَةٍ لِبَنْهَا فَقَالَ: لِلَّهِ دَرُّك، وَقِيلَ: أَراد لِلَّهِ صَالِحُ عَمَلِكَ لأَن الدَّرَّ أَفضل مَا يُحْتَلَبُ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وأَحسبهم خَصُّوا اللَّبَنَ لأَنهم كَانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيشربون دمها ويَقْتَطُّونَها فَيَشْرَبُونَ مَاءَ كِرْشِهَا فَكَانَ اللبنُ أَفضلَ مَا يَحْتَلِبُونَ، وَقَوْلُهُمْ: لَا دَرَّ دَرُّه لَا زَكَا عَمَلُهُ، عَلَى الْمَثَلِ، وَقِيلَ: لَا دَرَّ دَرُّه أَي لَا كَثُرَ خَيْرُهُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ فِي قَوْلِهِمْ لِلَّهِ دَرُّه؛ الأَصل فِيهِ أَن الرَّجُلَ إِذا كَثُرَ خَيْرُهُ وَعَطَاؤُهُ وإِنالته النَّاسَ قِيلَ: لِلَّهِ درُّه أَي عَطَاؤُهُ وَمَا يُؤْخَذُ مِنْهُ، فَشَبَّهُوا عَطَاءَهُ بِدَرِّ النَّاقَةِ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ حَتَّى صَارُوا يَقُولُونَهُ لِكُلِّ مُتَعَجِّبٍ مِنْهُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وربما استعملوه مِنْ غَيْرِ أَن يَقُولُوا لِلَّهِ فَيَقُولُونَ: دَرَّ دَرُّ فُلَانٍ وَلَا دَرَّ دَرُّه؛ وأَنشد:

دَرَّ دَرُّ الشَّبابِ والشَّعَرِ الأَسْود ........ وَقَالَ آخَر: لَا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَهُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ، وَعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعفَهُ العُمُرُ، ... للهِ دَرِّي فَأَيَّ العَيْشِ أَنْتَظِرُ؟ تَعْجَّبَ مِنْ نَفْسِهِ أَيّ عَيْشٍ مُنْتَظَرٍ، ودَرَّت النَّاقَةُ بِلَبَنِهَا وأَدَرَّتْهُ. وَيُقَالُ: درَّت النَّاقَةُ تَدِرُّ وتَدُرُّ دُرُوراً ودَرّاً وأَدَرَّها فَصِيلُها وأَدَرَّها مارِيها دُونَ الْفَصِيلِ إِذا مَسَحَ ضَرْعَها. وأَدَرَّت النَّاقَةُ، فَهِيَ مُدِرٌّ إِذا دَرَّ لَبَنُهَا. وَنَاقَةٌ دَرُورٌ: كثيرةُ الدَّرِّ، ودَارٌّ أَيضاً؛ وضَرَّةٌ دَرُورٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ طَرَفَةُ: مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسبل قادِماها، ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وَكَذَلِكَ ضَرْعٌ دَرُورٌ، وإِبل دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ مِثل كَافِرٍ وكُفَّارٍ؛ قَالَ: كانَ ابْنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوها ويَصْبَحُها ... مِنْ هَجْمَةٍ، كَفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن دُرَّاراً جَمْعُ دَارَّةٍ عَلَى طَرْحِ الْهَاءِ. واسْتَدَرَّ الحَلُوبَةَ: طَلَبَ دَرَّها. والاسْتِدْرَارُ أَيضاً: أَن تَمْسَحَ الضَّرْعَ بِيَدِكَ ثُمَّ يَدِرَّ اللبنُ. ودَرَّ الضَّرْعُ بِاللَّبَنِ يَدُرُّ دُروراً، ودَرَّت لِقْحَةُ الْمُسْلِمِينَ وحَلُوبَتُهُمْ يَعْنِي فَيْئَهم وخَرَاجَهم، وَأَدَرَّهُ عُمَّالُه، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الدِّرَّةُ. ودَرَّ الخَرَاجُ يَدِرُّ إِذا كَثُرَ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه أَوصى إِلى عُمَّالِهِ حِينَ بَعَثَهُمْ فَقَالَ فِي وَصِيَّتِهِ لَهُمْ: أَدِرُّوا لِقْحَةَ الْمُسْلِمِينَ؛ قَالَ اللَّيْثُ: أَراد بِذَلِكَ فَيْئَهُمْ وَخَرَاجَهُمْ فَاسْتَعَارَ لَهُ اللِّقْحَةَ والدِّرَّةَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا طَلَبَ الْحَاجَةَ فَأَلَحَّ فِيهَا: أَدَرَّها وإِن أَبَتْ أَي عَالَجَهَا حَتَّى تَدِرَّ، يُكَنَّى بالدَّرِّ هُنَا عَنِ التَّيْسِيرِ. ودَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دَمًا أَو لَبَنًا. ودَرَّ العِرْقُ: سَالَ. قَالَ: وَيَكُونُ دُرورُ العِرْقِ تَتَابُعُ ضَرَبانه كَتَتَابُعِ دُرُورِ العَدْوِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: فَرَسٌ دَرِيرٌ. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ذِكْرِ حَاجِبَيْهِ: بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّه الْغَضَبُ؛ يَقُولُ: إِذا غَضِبَ دَرَّ العِرْقُ الَّذِي بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ، وَدُرُورُهُ غِلَظُهُ وَامْتِلَاؤُهُ؛ وَفِي قَوْلِهِمْ: بَيْنَ عَيْنَيْهِ عِرْقٌ يُدِرُّه الْغَضَبُ، وَيُقَالُ يُحَرِّكُهُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَي يَمْتَلِئُ دَمًا إِذا غَضِبَ كَمَا يَمْتَلِئُ الضَّرْعُ لَبَنًا إِذا دَرَّ. ودَرَّت السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ دَرّاً ودُرُوراً إِذا كَثُرَ مَطَرُهَا؛ وَسَمَاءٌ مِدْرَارٌ وَسَحَابَةٌ مِدْرَارٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلسَّمَاءِ إِذا أَخالت: دُرِّي دُبَس، بِضَمِّ الدَّالِ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ مِنْ دَرَّ يَدُرُّ. والدِّرَّةُ فِي الأَمطار: أَن يَتْبَعَ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَجَمْعُهَا دِرَرٌ. وَلِلسَّحَابِ دِرَّةٌ أَي صَبٌّ، وَالْجَمْعُ دِرَرٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: سَلامُ الإِلهِ ورَيْحانُه، ... ورَحْمَتُهُ وسَمَاءٌ دِرَرْ غَمامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ، ... فَأَحْيَا البِلَاد وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دِرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: دِيَماً دِرَراً : هُوَ جَمْعُ دِرَّةٍ. يُقَالُ لِلسَّحَابِ دِرَّة أَي صَبٌّ وَانْدِفَاقٌ، وَقِيلَ: الدِّرَرُ الدارُّ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: دِيناً قِيَماً؛ أَي قَائِمًا. وَسَمَاءٌ مِدْرارٌ أَي

تَدِرُّ بِالْمَطَرِ. والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَجْلبه؛ وَقَالَ الحادِرَةُ وَاسْمُهُ قُطْبَةُ بْنُ أَوس الغَطَفَانِيُّ: فَكأَنَّ فَاهَا بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ ... ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ، لَذيذُ المَكْرَعِ بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا، ... مِنْ مَاءِ أَسْحَرَ، طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ وَالثَّغَبُ: الْغَدِيرُ فِي ظِلِّ جَبَلٍ لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ، فَهُوَ أَبرد لَهُ. وَالْغَرِيضُ: الْمَاءُ الطَّرِيُّ وَقْتَ نُزُولِهِ مِنَ السَّحَابِ. وأَسحرُ: غديرٌ حُرُّ الطِّين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُمِّيَ هَذَا الشَّاعِرُ بِالْحَادِرَةِ لِقَوْلِ زَبَّانَ بنَ سَيَّارٍ فِيهِ: كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْنِ، ... رَصْعَاءُ تُنْقِضُ فِي حادِرِ قَالَ: شَبَّهَهُ بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ فِي حَائِرٍ، وإِنقاضها: صَوْتُهَا. وَالْحَائِرُ: مُجْتَمَعُ الْمَاءِ فِي مُنْخَفِضٍ مِنَ الأَرض لَا يَجِدُ مَسْرَباً. وَالْحَادِرَةُ: الضَّخْمَةُ الْمَنْكِبَيْنِ. وَالرَّصْعَاءُ وَالرَّسْحَاءُ: الْمَمْسُوحَةُ الْعَجِيزَةِ. وللسَّاقِ دِرَّةٌ: اسْتِدْرَارٌ لِلْجَرْيِ. وللسُّوقِ دِرَّة أَي نَفَاقٌ. ودَرَّت السُّوقُ: نَفَقَ مَتَاعُهَا، وَالِاسْمُ الدِّرَّة. ودَرَّ الشَّيْءُ: لانَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا، ... كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما وَذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: إِن اسْتِدْبَارَ الشَّمْسِ مَصَحَّةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ ... عَنْ دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: هَذِهِ حَرْبٌ شَبَّهَهَا بِالنَّاقَةِ، ودِرَّتُها: دَمُها. ودَرَّ النباتُ: الْتَفَّ. ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء؛ وَسِرَاجٌ دارٌّ ودَرِيرٌ. ودَرَّ الشيءُ إِذا جُمِعَ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ. والإِدْرارُ فِي الْخَيْلِ: أَن يُقِلَّ الفرسُ يَدَهُ حِينَ يَعْتِقُ فَيَرْفَعُهَا وَقَدْ يَضَعُهَا. ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ دَرِيراً ودِرَّةً: عَدَا عَدْواً شَدِيدًا. ومَرَّ عَلَى دِرَّتِهِ أَي لَا يَثْنِيهِ شَيْءٌ. وَفَرَسٌ دَرِيرٌ: مُكْتَنِزُ الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ، أَمَرَّهُ ... تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ وَيُرْوَى: تَقَلُّبُ كَفَّيْهِ، وَقِيلَ: الدَّرِير مِنَ الْخَيْلِ السَّرِيعُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ السَّرِيعُ مِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الإِدْرَارُ فِي الْخَيْلِ أَن يَعْتِقَ فَيَرْفَعَ يَدًا وَيَضَعُهَا فِي الْخَبَبِ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: لَمَّا رَأَتْ شَيْخًا لَهَا دَرْدَرَّى ... فِي مِثلِ خَيطِ العِهِنِ المُعَرَّى قَالَ: الدَّرْدَرَّى مِنْ قَوْلِهِمْ فَرَسٌ دَرِيرٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: فِي مِثْلِ خَيْطِ الْعِهِنِ الْمُعَرَّى يُرِيدُ بِهِ الْخُذْرُوفَ، وَالْمُعَرَّى جُعِلَتْ لَهُ عُرْوَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي قِلابَةَ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَتْ حِمَارًا دَرِيراً؛ الدَّرِيرُ: السَّرِيعُ الْعَدْوِ مِنَ الدَّوَابِّ الْمُكْتَنِزُ الْخَلْقِ، وأَصل الدَّرِّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اللبنُ. ودَرَّ وَجْهُ الرَّجُلِ يَدِرُّ إِذا حَسُنَ وَجْهُهُ بَعْدَ الْعِلَّةِ. الْفَرَّاءُ: والدَّرْدَرَّى الَّذِي يَذْهَبُ وَيَجِيءُ فِي غَيْرِ حَاجَّةٍ. وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ، وَهِيَ مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَب، إِذا فَتَلْتَهُ فَتْلًا شَدِيدًا فرأَيته كأَنه وَاقِفٌ مِنْ شِدَّةِ دَوَرَانِهِ. قَالَ: وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْجَمْهَرَةِ الْمَوْثُوقِ بِهَا: إِذا رأَيته وَاقِفًا لَا يَتَحَرَّكُ مِنْ

شِدَّةِ دَوَرَانِهِ. والدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ الَّذِي يَغْزِلُ بِهِ الرَّاعِي الصوفَ؛ قَالَ: جَحَنْفَلٌ يَغْزِلُ بالدَّرَّارَة وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أَتيتك وأَمْرُك أَشدُّ انْفِضاحاً مِنْ حُقِّ الكَهُولِ فَمَا زلتُ أَرُمُّه حَتَّى تَرَكْتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ ؛ قَالَ: وَذَكَرَ الْقُتَيْبِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ فَغَلِطَ فِي لَفْظِهِ وَمَعْنَاهُ، وحُقُّ الكَهُول بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ، وأَما الْمُدِرُّ، فَهُوَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، الغَزَّالُ؛ وَيُقَالُ للمِغزَلِ نَفْسِهِ الدَّرَّارَةُ والمِدَرَّةُ، وَقَدْ أَدرّت الْغَازِلَةُ دَرَّارَتَها إِذا أَدارتها لِتَسْتَحْكِمَ قُوَّةَ مَا تَغْزِلُهُ مِنْ قُطْنٍ أَو صُوفٍ، وَضُرِبَ فَلْكَةُ الْمُدِرِّ مَثَلًا لإِحكامه أَمره بَعْدَ اسْتِرْخَائِهِ وَاتِّسَاقِهِ بَعْدَ اضْطِرَابِهِ، وَذَلِكَ لأَن الغَزَّال لا يأْلو إِحكاماً وَتَثْبِيتًا لِفَلْكَةِ مِغْزَلِه لأَنه إِذا قَلِقَ لَمْ تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَراد بِالْمُدِرِّ الْجَارِيَةَ إِذا فَلَكَ ثَدْيَاهَا ودَرَّ فِيهِمَا الْمَاءُ، يَقُولُ: كَانَ أَمرك مُسْتَرْخِيًا فأَقمته حَتَّى صَارَ كأَنه حَلَمَةُ ثَدْيٍ قَدْ أَدَرَّ، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ. ودَرَّ السَّهْمُ دُرُوراً: دَارَ دَوَرَاناً جَيِّدًا، وأَدَرَّه صاحِبُه، وَذَلِكَ إِذا وَضَعَ السَّهْمَ عَلَى ظُفْرِ إِبهام الْيَدِ الْيُسْرَى ثُمَّ أَداره بإِبهام الْيَدِ الْيُمْنَى وَسَبَّابَتِهَا؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ دُرُورُ السَّهْمِ وَلَا حَنِينُهُ إِلا مِنِ اكْتِنَازِ عُودِه وَحُسْنِ اسْتِقَامَتِهِ وَالْتِئَامِ صَنْعَتِهِ. والدِّرَّة، بِالْكَسْرِ: الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا، عَرَبِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدِّرَّة دِرَّةُ السُّلْطَانِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. والدُّرَّةُ: اللُّؤْلُؤَةُ الْعَظِيمَةُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مَا عَظُمَ مِنَ اللُّؤْلُؤِ، وَالْجَمْعُ دُرٌّ ودُرَّاتٌ ودُرَرٌ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِلرَّبِيعِ بْنِ ضَبْعٍ الْفَزَارِيِّ: أَقْفَرَ مِنْ مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجَّيْنِ، ... إِلَّا الظِّبَاءَ والبَقَرَا كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ، ... فِي نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا وكَوْكَبٌ دُرِّيُّ ودِرِّيٌّ: ثاقِبٌ مُضِيءٌ، فأَما دُرِّيٌّ فَمَنْسُوبٌ إِلى الدُّرِّ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فُعِّيْلًا عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ قَلْبًا لأَن سِيبَوَيْهِ حَكَى عَنِ ابْنِ الْخَطَّابِ كَوْكَبٌ دُرِّيءٌ، قَالَ: فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا مُخَفَّفًا مِنْهُ، وأَما دِرِّيٌّ فَيَكُونُ عَلَى التَّضْعِيفِ أَيضاً، وأَما دَرِّيٌّ فَعَلَى النِّسْبَةِ إِلى الدُّرِّ فَيَكُونُ مِنَ الْمَنْسُوبِ الَّذِي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَلَا يَكُونُ عَلَى التَّخْفِيفِ الَّذِي تَقَدَّمَ لأَن فَعِّيْلًا لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ إِلَّا مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ سَكِّينةٌ؛ فِي السِّكِّينَةِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَنْ قرأَه بِغَيْرِ هَمْزَةٍ نَسَبَهُ إِلى الدُّر فِي صَفَائِهِ وَحُسْنِهِ وَبَيَاضِهِ، وَقُرِئَتْ دِرِّيٌّ، بِالْكَسْرِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ دِرِّيٌّ يَنْسُبُهُ إِلى الدُّرِّ، كَمَا قَالُوا بَحْرٌ لُجِّيُّ ولِجِّيٌّ وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، وَقُرِئَ دُرِّيء، بِالْهَمْزَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَجَمْعُ الْكَوَاكِبِ دَرَارِيّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ ؛ أَي الشَّدِيدَ الإِنارَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ الْعَظِيمُ الْمِقْدَارِ، وَقِيلَ: هُوَ أَحد الْكَوَاكِبِ الْخَمْسَةِ السَّيَّارة. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: إِحدى عَيْنَيْهِ كأَنها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. ودُرِّيُّ السَّيْفِ: تَلأْلُؤُه وإِشراقُه، إِما أَن يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلى الدُّرّ بِصَفَائِهِ وَنَقَائِهِ، وإِما أَن يَكُونَ مُشَبَّهًا بِالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرَةَ: كلُّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ ... عَضْبٍ، جَلا القَيْنُ عَنْ دُرِّيِّه الطَّبَعَا

وَيُرْوَى عَنْ ذَرِّيِّه يَعْنِي فِرِنْدَهُ مَنْسُوبٌ إِلى الذَّرِّ الَّذِي هُوَ النَّمْلُ الصِّغَارُ، لأَن فِرِنْدَ السَّيْفِ يُشَبَّهُ بِآثَارِ الذَّرِّ؛ وَبَيْتُ دُرَيْد يُرْوَى عَلَى الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا: وتُخْرِجُ مِنْهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً، ... وطُول السُّرَى دُرِّيَّ عَضْب مُهَنَّدِ وذَرِّيَّ عَضْبٍ. ودَرَرُ الطَّرِيقِ: قَصْدُهُ وَمَتْنُهُ، وَيُقَالُ: هُوَ عَلَى دَرَرِ الطَّرِيقِ أَي عَلَى مَدْرَجَتِه، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي عَلَى قَصْدِهِ. وَيُقَالُ: دَارِي بِدَرَر دَارِك أَي بِحِذَائِهَا. إِذا تَقَابَلَتَا، وَيُقَالُ: هُمَا عَلَى دَرَرٍ وَاحِدٍ، بِالْفَتْحِ، أَي عَلَى قَصْدٍ وَاحِدٍ. ودَرَرُ الرِّيحِ: مَهَبُّها؛ وَهُوَ دَرَرُك أَي حِذاؤك وقُبالَتُكَ. وَيُقَالُ: دَرَرَك أَي قُبالَتَكَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها، ... والقُفُّ مِمَّا تَرَاهُ فَوْقَه دَرَرَا واسْتَدَرَّتِ المِعْزَى: أَرادت الْفَحْلَ. الأُمَوِيُّ: يُقَالُ لِلْمِعْزَى إِذا أَرادت الْفَحْلَ: قَدِ اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً، وللضأْن: قَدِ اسْتوْبَلَتِ اسِتيبالًا، وَيُقَالُ أَيضاً: اسْتَذْرَتِ المِعْزَى اسْتِذْرَاءً مِنَ الْمُعْتَلِّ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. والدَّرُّ: النَّفْسُ، وَدَفَعَ اللَّهُ عَنْ دَرِّه أَي عَنْ نَفْسه؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. ودَرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: أَلا يَا لَهْفَ نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ ... لَنَا، بِجُنُوبِ دَرَّ فَذي نَهِيقِ والدَّرْدَرَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الْمَاءِ إِذا انْدَفَعَ فِي بُطُونِ الأَودية. والدُّرْدُورُ: مَوْضِعٌ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ يَجِيشُ ماؤُه لَا تَكَادُ تَسْلَمُ مِنْهُ السَّفِينَةُ؛ يُقَالُ: لَجَّجُوا فَوَقَعُوا فِي الدُّرْدُورِ. الْجَوْهَرِيُّ: الدُّرْدُور الْمَاءُ الَّذِي يَدُورُ وَيُخَافُ مِنْهُ الْغَرَقُ. والدُّرْدُرُ: مَنْبِتُ الأَسنان عَامَّةً، وَقِيلَ: مَنْبِتُهَا قَبْلَ نَبَاتِهَا وَبَعْدَ سُقُوطِهَا، وَقِيلَ: هِيَ مَغَارِزُهَا مِنَ الصَّبِيِّ، وَالْجَمْعُ الدَّرَادِر؛ وَفِي الْمَثَلِ: أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرجوك بِدُرْدُرٍ؟ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هَذَا رَجُلٌ يُخَاطِبُ امرأَته يَقُولُ: لَمْ تَقْبَلِي الأَدَبَ وأَنت شَابَّةٌ ذَاتُ أُشُرٍ فِي ثَغْرِكِ، فَكَيْفَ الْآنَ وَقَدْ أَسْنَنْتِ حَتَّى بَدَتْ دَرَادِرُكِ، وَهِيَ مَغَارِزُ الأَسنان؟. ودَرِدَ الرجلُ إِذا سَقَطَتْ أَسنانه وَظَهَرَتْ دَرادِرُها، وَجَمْعُهُ الدُّرُدُ، وَمِثْلُهُ: أَعْيَيْتَني مِنْ شُبَّ إِلى دُبَّ أَي مِنْ لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَن دَبَبْتَ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان: كَانَتْ لَهُ ثُدَيَّةٌ مِثْلَ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تَجِيءُ وَتَذْهَبُ، والأَصل تَتَدَرْدَرُ فَحَذَفَتْ إِحدى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا؛ وَيُقَالُ للمرأَة إِذا كَانَتْ عَظِيمَةَ الأَليتين فإِذا مَشَتْ رَجَفَتَا: هِيَ تُدَرْدِرُ؛ وأَنشد: أُقْسِمُ، إِن لَمْ تأْتِنا تَدَرْدَرُ، ... لَيُقْطَعَنَّ مِنْ لِسانٍ دُرْدُرُ قَالَ: والدُّرْدُرُ هَاهُنَا طَرف اللِّسَانِ، وَيُقَالُ: هُوَ أَصل اللِّسَانِ، وَهُوَ مَغْرِز السِّنِّ فِي أَكثر الْكَلَامِ. ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: دَلَكَهَا بدُرْدُرِه ولاكَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ وَقَدْ جَاءَهُ الأَصمعي: أَتيتني وأَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَة. ودَرَّايَةُ: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ. والدَّرْدَارُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ «4» مَعْرُوفٌ. وَقَوْلُهُمْ: دُهْ دُرَّيْنِ وسعدُ القَيْنُ، مِنْ أَسماء الْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ، وَيُقَالُ: أَصله أَن سَعْدَ القَيْنَ

_ (4). قوله: [ضرب من الشجر] ويطلق أَيضاً على صوت الطبل كما في القاموس

كَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَجَمِ يَدُورُ فِي مَخَالِيفِ الْيَمَنِ يَعْمَلُ لَهُمْ، فإِذا كَسَدَ عَمَلُهُ قَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: دُهْ بَدْرُودْ، كأَنه يودِّع الْقَرْيَةَ، أَي أَنا خَارِجٌ غَدًا، وإِنما يَقُولُ ذَلِكَ ليُسْتَعْمَلَ، فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ وَضَرَبُوا بِهِ الْمَثَلَ فِي الْكَذِبِ. وَقَالُوا: إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْن فإِنه مُصَبِّحٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا الْمَثَلِ مَا رَوَاهُ الأَصمعي وَهُوَ: دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ، مِنْ غَيْرِ وَاوِ عَطْفٍ وَكَوْنُ دُهْدُرَّيْنِ مُتَّصِلًا غَيْرَ مُنْفَصِلٍ، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هُوَ تَثْنِيَةُ دُهْدُرٍّ وَهُوَ الْبَاطِلُ، وَمِثْلُهُ الدُّهْدُنُّ فِي اسْمِ الْبَاطِلِ أَيضاً فَجَعَلَهُ عَرَبِيًّا، قَالَ: وَالْحَقِيقَةُ فِيهِ أَنه اسْمٌ لِبَطَلَ كَسَرْعانَ وهَيهاتَ اسْمٌ لِسَرُعَ وَبَعُدَ، وسَعْدُ فَاعِلٌ بِهِ والقَيْنُ نَعْتُه، وَحُذِفَ التَّنْوِينُ مِنْهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَيَكُونُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تأْويله بَطَلَ قَوْلُ سَعْدِ القَيْنِ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى مَا فَسَّرَهُ أَبو عَلِيٍّ: أَن سَعْدَ القَيْنَ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَن يَنْزِلَ فِي الْحَيِّ فيُشِيع أَنه غَيْرُ مُقِيمٍ، وأَنه فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ يَسْرِي غَيْرَ مُصَبِّحٍ لِيُبَادِرَ إِليه مَنْ عِنْدَهُ مَا يَعْمَلُهُ وَيُصْلِحُهُ لَهُ، فَقَالَتِ الْعَرَبُ: إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْنِ فإِنه مُصَبِّح؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: دُهْدُرَّينِ سَعْدَ القَيْنَ، بِنَصْبِ سَعْدٍ، وَذَكَرَ أَن دُهْدُرَّيْنِ مَنْصُوبٌ عَلَى إِضمار فِعْلٍ، وَظَاهِرُ كَلَامِهِ يَقْضِي أَن دُهْدُرَّين اسْمٌ لِلْبَاطِلِ تَثْنِيَةُ دُهْدُرٍّ وَلَمْ يَجْعَلْهُ اسْمًا لِلْفِعْلِ كَمَا جَعَلَهُ أَبو عَلِيٍّ، فكأَنه قَالَ: اطْرَحُوا الْبَاطِلَ وسَعْدَ القَيْنَ فَلَيْسَ قَوْلُهُ بِصَحِيحٍ، قَالَ: وَقَدْ رَوَاهُ قَوْمٌ كَمَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ مُنْفَصِلًا فَقَالُوا دُهْ دُرَّيْنِ وَفُسِّرَ بأَن دُهْ فِعْلُ أَمر مِنَ الدَّهاءِ إِلَّا أَنه قُدِّمَتِ الْوَاوُ الَّتِي هِيَ لَامُهُ إِلى مَوْضِعِ عَيْنِهِ فَصَارَ دُوهْ، ثُمَّ حُذِفَتِ الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَصَارَ دُهْ كَمَا فَعَلْتَ فِي قُلْ، ودُرَّيْنِ مِنْ دَرَّ يَدِرُّ إِذا تَتَابَعَ، وَيُرَادُ هَاهُنَا بِالتَّثْنِيَةِ التَّكْرَارُ، كَمَا قَالُوا لَبَّيْك وحَنَانَيْكَ ودَوَالَيْكَ، وَيَكُونُ سَعْدُ القَيْنُ مُنَادًى مَفْرَدًا وَالْقَيْنُ نَعْتُهُ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: بالغْ فِي الدَّهاء وَالْكَذِبِ يَا سَعْدُ القَيْنُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْقَوْلُ حَسَنٌ إِلَّا أَنه كَانَ يَجِبُ أَن تُفْتَحَ الدَّالُ مِنْ دُرَّين لأَنه جَعَلَهُ مِنْ دَرَّ يَدِرُّ إِذا تَتَابَعَ، قَالَ: وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يَقُولَ إِن الدَّالَ ضُمَّتْ للإِتباع إِتباعاً لِضَمَّةِ الدَّالِ مِنْ دُهْ، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. دزر: ابْنُ الأَعرابي: الدَّزْرُ الدَّفْعُ؛ يُقَالُ: دَزَرَهُ ودَسَرَه ودفعه بمعنى واحد. دسر: الدَّسْرُ: الطَّعْنُ والدَّفْعُ الشَّدِيدُ، يُقَالُ: دَسَرَه بِالرُّمْحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَنْ ذِي قَدَامِيسَ كَهامٍ قد دَسَرْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِن أَخوف مَا أَخاف عَلَيْكُمْ أَن يُؤْخَذَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ الْبَرِيءُ عِنْدَ اللَّهِ فَيُدْسَرَ كَمَا يُدْسَرُ الجَزُورُ ؛ الدَّسْرُ: الدَّفْعُ، أَي يُدْفَعَ ويُكَبَّ للقتل ما يُفْعَلُ بِالْجَزُورِ عِنْدَ النَّحْرِ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ أَنه قَالَ لسِنان بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ: كَيْفَ قَتَلَتَ الْحُسَيْنَ؟ قَالَ: دَسَرْتُه بِالرُّمْحِ دَسْراً وهَبَرْتُه بِالسَّيْفِ هَبْراً أَي دَفَعْتُهُ دَفْعاً عَنِيفًا، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: أَما وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي الْجَنَّةِ أَبداً. ابْنُ سِيدَهْ: دَسَرَه يَدْسُرُه دَسْراً طَعَنَهُ وَدَفَعَهُ. والدَّسْرُ أَيضاً فِي البُضْعِ، يُقَالُ: دَسَرَها بأَيرِه. ودَسَرَت السفينةُ الماءَ بِصَدْرِهَا: عَانَدَتْهُ، والدِّسارُ: خَيْطٌ مِنْ لِيفٍ يُشَدُّ بِهِ أَلواحها، وَقِيلَ: هُوَ مِسْمَارُهَا، وَالْجَمْعُ دُسُرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ، ودُسْرٍ أَيضاً مِثْلَ عُسُرٍ وعُسْرٍ؛ وَقَالَ بِشْرٌ:

مُعَبَّدَة السَّقَائفِ ذَاتُ دُسْرٍ، ... مُضَبَّرَة، جَوانِبُها رَدَاحُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنْ زَكَاةِ الْعَنْبَرِ فَقَالَ: إِنما هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ أَي دَفَعَهُ مَوْجُ الْبَحْرِ وأَلقاه إِلى الشَّطِّ فَلَا زَكَاةَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: رَفَعَها بِغَيْرِ عَمَدٍ يَدْعَمُها وَلَا دِسارٍ يَنْتَظِمُها ؛ الدِّسارُ: المِسْمارُ، وَجَمْعُهُ دُسُرٌ، وَقَدْ دَسَرَ بِهِ دَسْراً، وَكُلُّ مَا سُمِّرَ، فَقَدْ دُسِرَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الدُّسُرُ مَسَامِيرُ السَّفِينَةِ وشُرُطُها الَّتِي تُشَدُّ بِهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَحْوَ السَّمْرِ وإِدخال شَيْءٍ فِي شَيْءٍ بقوَّة، فَهُوَ الدَّسْرُ. يُقَالُ: دَسَرْتُ الْمِسْمَارَ أَدْسُرُه وأَدْسِرُهُ دَسْراً. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الدَّسْرُ إِصلاح السَّفِينَةِ؛ وَقِيلَ: الدَّسْرُ خَرْزُ السَّفِينَةِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّفِينَةُ نَفْسُهَا تَدْسُرُ الْمَاءَ بِصَدْرِهَا أَي تَدْفَعُهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: ضَرباً هذاذَيْكَ وطَعْناً مِدسَرَا وَيُقَالُ: الدِّسارُ الشَّريط مِنَ اللِّيفِ الَّذِي يُشَدُّ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. وَرَجُلٌ مِدْسَرٌ. والدَّوْسَرُ: الذَّكَرُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ. وكَتِيبَةٌ دَوْسَرٌ ودَوْسَرَةٌ: مُجْتَمِعَةٌ. ودَوْسَرٌ: كَتِيبَةٌ لِلنُّعْمَانِ اشْتُقَّتْ مِنْ ذَلِكَ. وجَمَلٌ دَوْسَرٌ ودَوْسريٌّ ودَوْسَرَانِيٌّ ودُوَاسِرِيٌّ: ضَخْمٌ شَدِيدٌ مُجْتَمِعِ ذُو هَامَةٍ وَمَنَاكِبَ، والأُنثى دَوْسَرٌ ودَوْسَرَةٌ؛ قَالَ عُدَيٌّ: وَلَقَدْ عَدَّيْتُ دَوْسَرَةً، ... كَعَلَاةِ القَيْنِ، مِذْكارا وَقِيلَ: الدَّوْسَرُ النُّوقُ الْعَظِيمَةُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الدَّوْسَرِيُّ القويُّ مِنَ الإِبل. ودَوْسَرٌ: اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ: لَيْسَتْ مِنِ الفِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ، ... قَدْ سَبَقَتْ قَيْساً، وأَنتَ تَنْظُرُ أَراد: قَدْ سَبَقَتْ خَيْلَ قَيْسٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده يَعْقُوبُ الفِرْقِ البِطاءِ وَالْمَعْرُوفُ مِنَ الفُرْقِ. والدُّوَاسِرُ: الْمَاضِي الشَّدِيدُ. والدَّوْسَرُ: الْقَدِيمُ. والدَّوْسَرُ الزُّوَانُ فِي الْحِنْطَةِ، وَاحِدَتُهُ دَوْسَرَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدَّوْسَرُ نَبَاتٌ كَنَبَاتِ الزَّرْعِ غَيْرَ أَنه يُجَاوِزُ الزَّرْعَ فِي الطُّولِ وَلَهُ سُنْبُلٌ وَحَبٌّ دَقِيقٌ أَسمر. ودَوْسَرٌ: اسْمُ كَتِيبَةٍ كَانَتْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ؛ وأَنشد لِلْمِثْقَبِ الْعَبْدِيِّ يَمْدَحُ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ وَكَانَ نَصَرَهُمْ عَلَى كَتِيبَةِ النُّعْمَانِ: كُلُّ يَوْمٍ كانَ عَنَّا جَلَلًا، ... غَيرَ يَومِ الحِنْوِ مِنْ جَنَبيْ قَطَرْ ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فِيهِ ضَرْبَةً، ... أَثْبَتَتْ أَوْتادَ مُلْكٍ فاسْتَقَرْ فَجَزَاهُ اللهُ مِنْ ذِي نِعْمَةٍ، ... وجَزاهُ اللهُ، إِنْ عَبْدٌ كَفَرْ وَهَذَا الشِّعْرُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فِيهِمْ ضَرْبَةً وَصَوَابُهُ: دَوْسَرُ فِيهِ لأَنه عَائِدٌ عَلَى يَوْمِ الحِنْوِ. والجَلَلُ: مِنَ الأَضداد يَكُونُ الْحَقِيرَ وَالْعَظِيمَ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْحَقِيرُ. وقَطَرُ: قَصَبَةُ عُمَانَ. وَبَنُو سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ كَانَتْ تُلَقَّبُ في الجاهلية دَوْسَر. دسكر: الدَّسْكَرَةُ: بِنَاءٌ كالقَصْرِ حَوْلَهُ بُيُوتٌ للأَعاجم يَكُونُ فِيهَا الشَّرَابُ وَالْمَلَاهِي؛ قَالَ الأَخطل: فِي قِبابٍ عِنْدَ دَسْكَرَةٍ، ... حَوْلَهَا الزَّيتونُ قَدْ يَنَعا

وَالْجَمْعُ الدَّساكِرُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: يَكُونُ لِلْمُلُوكِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ وَهِرَقْلَ: أَنه أَذن لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ ؛ الدَّسْكَرَةُ: بِنَاءٌ عَلَى هَيْئَةِ الْقَصْرِ فِيهِ مُنَازِلُ وَبُيُوتٌ لِلْخَدَمِ وَالْحَشَمِ، وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ. والدَّسْكَرَةُ: الصَّوْمَعَةُ؛ عَنْ أَبي عمرو. دطر: الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ: أَما دَطَرَ فإِن ابْنَ المُظَفَّرِ أَهمله؛ قَالَ: ووجدت لأَبي عمر الشيباني فِيهِ حَرْفًا رَوَاهُ ابْنُهُ عَمْرٌو عَنْهُ فِي بَابِ السَّفِينَةِ، قَالَ: الدَّوْطِيرَةُ كَوْثَلُ السفينة. دعر: دَعِرَ العُودُ، بِالْكَسْرِ، دَعَراً، فَهُوَ دَعِرٌ: دَخَّنَ فَلَمْ يَتَّقِدْ وَهُوَ الرَّدِيءُ الدُّخَانِ، وَمِنْهُ اتُّخِذَتِ الدَّعارَةُ، وَهِيَ الفِسْقُ. وعُودٌ دَعِرٌ أَي كَثِيرُ الدُّخَانِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: عُودٌ دُعَرٌ، وَقِيلَ: الدَّعِرُ مَا احْتَرَقَ مِنْ حَطَبٍ أَو غَيْرِهِ فَطَفِئَ قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ احْتِرَاقُهُ، وَالْوَاحِدَةُ دَعِرَةٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: الْعُودُ النَّخِرُ الَّذِي إِذا وُضِعَ عَلَى النَّارِ لَمْ يَسْتَوْقِدْ ودَخِنَ فَهُوَ دَعِرٌ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ: باتَتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَلْتَمِسْنَ لَهَا ... جَزْلَ الجِذَى، غيرَ خَوَّارٍ وَلَا دَعِرِ وَقِيلَ: الدَّعِرُ مِنَ الْحَطَبِ الْبَالِي. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِكُلِّ حَطَبٍ يَعْثَنُ إِذا اسْتَوْقَدَ: دَعِرٌ. ودَعِرَ العُودُ دَعَراً، فَهُوَ دَعِرٌ: نَخِرَ. وَحَكَى الغَنَوِيُّ: عُودٌ دُعَرٌ مِثَالُ صُرَدٍ؛ وأَنشد: يَحْمِلْنَ فَحْماً جَيِّداً غَيْرَ دُعَرْ، ... أَسْوَدَ صَلَّالًا كأَعيْانِ البَقَرْ وزَنْدٌ دُعَرٌ: قُدِحَ بِهِ مِرَارًا حَتَّى احْتَرَقَ طَرَفُهُ فَلَمْ يُور. وَيُقَالُ: هَذَا زَنْدٌ دُعَرٌ إِذا لَمْ يور؛ وأَنشد: مُؤْتَشِبٌ يَكْبُو به زَنْدٌ دُعَرْ وَفِي الصِّحَاحِ: زَنْدٌ أَدْعَرُ. وَيُقَالُ لِلنَّخْلَةِ إِذا لَمْ تَقْبَلِ اللِّقَاحَ: نَخْلَةٌ داعِرَةٌ وَنَخِيلٌ مَدَاعِير فَتُزَادُ تَلْقِيحًا وَتَنْحَقُّ، قَالَ: وَتَنْحِيقُهَا أَن يُوطأَ عَسَقُها حَتَّى يَسْتَرخِيَ فَذَلِكَ دَوَاؤُهَا. وَيُقَالُ لِلَوْنِ الْفِيلِ: المُدَعَّرُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: والمُدَعَّرُ اللَّوْنُ الْقَبِيحُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. ودَعِرَ الرَّجُلُ ودَعَرَ دَعَارَةً: فَجَر ومَجَرَ، وَفِيهِ دَعارَةٌ ودَعَرَةٌ ودِعارَةٌ. وَرَجُلٌ دُعَرٌ ودُعَرَةٌ: خَائِنٌ يَعِيبُ أَصحابه؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَلَا أَلْفَيَنْ دُعَراً دَارِيا، ... قَدِيمَ العَداوَةِ والنَّيْرَبِ ويُخْبِرُكُمْ أَنهُ ناصِحٌ، ... وَفِي نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ وَقِيلَ: الدُّعَرُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: دَعِرَ الرجلُ دَعَراً إِذا كَانَ يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيُؤْذِي النَّاسَ، وَهُوَ الدَّاعِرُ. والدَّعَّارُ: الْمُفْسِدُ. والدَّعَرُ: الفسادُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الغِلْظَةَ والشّدَّةَ عَلَى أَعدائك وأَهل الدَّعارَةِ وَالنِّفَاقِ ؛ الدَّعارَةُ: الفسادُ وَالشَّرِّ. وَرَجُلٌ دَاعِرٌ: خَبِيثٌ مُفْسِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ فِي بَنِي إِسرائيل رَجُلٌ دَاعِرٌ ؛ وَيُجْمَعُ عَلَى دُعَّارٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَأَين دُعَّارُ طَيء ، وأَراد بِهِمْ قُطَّاعَ الطَّرِيقِ. قَالَ أَبو المِنْهالِ: سأَلت أَبا زَيْدٍ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا؟ هُوَ كَلَامُ المَداعِيرِ. والدَّعْرَةُ: القادِحُ وَالْعَيْبُ. وَرَجُلٌ دُعَرَةٌ: فِيهِ ذَلِكَ، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ ذُعْرَة، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، وذُعَرَةٌ؛ قَالَ: وَالْجَمْعُ ذُعَرَاتٌ، قَالَ: فأَما الدَّاعِرُ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ

الْخَبِيثُ. والدَّعارَةُ: الْفِسْقُ وَالْفُجُورُ والخُبْثُ؛ والمرأَة دَاعِرَةٌ. ودَاعِرٌ: اسْمُ فَحْلٍ مُنْجِبٍ تُنْسَبُ إِليه الدَّاعِرِيَّةُ مِنَ الإِبل. دعثر: الدَّعْثَرُ: الأَحمق. ودُعْثُورُ كُلِّ شَيْءٍ: حُفْرَتُه. والدُّعْثُورُ: الْحَوْضُ الَّذِي لَمْ يُتَنَوَّقْ فِي صَنْعَتِه وَلَمْ يُوَسَّعْ، وَقِيلَ: هُوَ المهَدَّمُ؛ قَالَ: أَكُلَّ يَوْمٍ لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ؟ ... إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ يَقُولُ: أَكلَّ يَوْمٍ تَكْسِرِينَ حَوْضَكِ حَتَّى يُصْلَحَ؟ وَالدَّعَاثِيرُ: مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْحِيَاضِ. والجَوَابي والمَرَاكِي إِذا تَكَسَّرَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَهُوَ دُعْثُور. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: الدُّعْثُورُ يُحْفَرُ حَفْرًا وَلَا يُبْنَى إِنما يَحْفِرُهُ صَاحِبُ الأَوّل يومَ وِرْدِه. والدَّعْثَرَةُ: الهَدْمُ. والمُدَعْثَرُ: الْمَهْدُومُ. والدُّعْثُورُ: الْحَوْضُ المُثَلَّمُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَجَلْ جَيْرِ إِن كَانَتْ أُبيحَتْ دَعاثِرُهْ وَكَذَلِكَ الْمَنْزِلُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَتْ دَعاثِرَا أَراد دَعَاثِيرًا فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ. وَقَدْ دَعْثَرَ الحوضَ وَغَيْرَهُ: هَدَمَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقْتُلُوا أَولادكم سِرًّا، إِنه لَيُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُهُ ؛ أَي يَصْرَعُهُ ويُهْلِكُه يَعْنِي إِذا صَارَ رَجُلًا؛ قَالَ: وَالْمُرَادُ النَّهْيُ عَنِ الغِيلَةِ، وَهُوَ أَن يُجَامِعَ الرَّجُلُ المرأَة وَهِيَ مُرْضِعٌ فَرُبَّمَا حَمَلَتْ، وَاسْمُ ذَلِكَ اللَّبَنِ الغَيْلُ، بِالْفَتْحِ، فإِذا حَمَلَتْ فَسَدَ لَبَنُهَا؛ يُرِيدُ أَن مِنْ سُوءِ أَثره فِي بَدَنِ الطِّفْلِ وإِفساد مِزَاجِهِ وإِرخاء قُوَاهُ أَن ذَلِكَ لَا يَزَالُ مَاثِلًا فِيهِ إِلى أَن يَشْتَدَّ وَيَبْلُغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ، فإِذا أَراد مُنَازَلَةَ قِرْنٍ فِي الْحَرْبِ وَهَنَ عَنْهُ وَانْكَسَرَ، وَسَبَبُ وَهْنِهِ وَانْكِسَارِهِ الغَيْلُ. وأَرض مُدَعْثَرَةٌ: موطوءَة. وَمَكَانٌ دِعْثارٌ: قَدْ سَوَّسَهُ الضَّبُّ وحَفَرَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: إِذا مُسْلَحِبٌّ، فَوْقَ ظَهْرِ نَبِيثَةٍ، ... يُجِدُّ بِدعْثارٍ حَدِيثٍ دَفِينُها قَالَ: الضَّب يَحْفِرُ مِنْ سَرَبه كُلَّ يَوْمٍ فَيُغَطِّي نَبِيثَةَ الأَمس، يَفْعَلُ ذَلِكَ أَبداً. وجَمَلٌ دِعَثْرٌ: شَدِيدٌ يُدَعْثِرُ كُلَّ شَيْءٍ أَي يَكْسِرُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: قَدْ أَقْرَضَتْ حَزْمَةُ قَرْضاً عَسْرَا، ... مَا أَنْسَأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا حَتَّى أَعَدَّتْ بازِلًا دِعَثْرَا، ... أَفْضَلَ مِنْ سَبْعِينَ كَانَتْ خُضْرَا وَكَانَ قَدِ اقْتَرَضَ مِنِ ابْنَتِهِ حَزْمَةَ سَبْعِينَ دِرْهَمًا للمُصَدِّقِ فأَعطته ثُمَّ تَقَاضَتْهُ فقضاها بكراً. دعكر: ادْعَنْكَرَ السَّيْلُ: أَقبل وأَسرع وادْعَنْكَرَ عَلَيْهِ، بِالْفَتْحِ: انْدَرَأَ؛ قَالَ: قَد ادْعَنْكَرَتْ، بالفُحْشِ والسُّوءِ والأَذَى، ... أُمَيَّتُها ادْعِنْكارَ سَيلٍ عَلَى عَمْرِو. وادْعَنكَرَ عَلَيْهِمْ بالفُحْشِ إِذا انْدَرَأَ عَلَيْهِمْ بِالسُّوءِ. وَرَجُلٌ دَعَنْكَرانُ: مُدْعَنْكِرٌ. وَرَجُلٌ دَعَنْكَرٌ: مُنْدَرِئٌ على الناس. دعسر: الدَّعْسَرَةُ: الخِفَّةُ والسُّرْعَةُ. دغر: دَغَرَ عَلَيْهِ يَدْغَرُ دَغَراً ودَغْرَى كَدَعْوَى: اقْتَحَمَ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ، وَالِاسْمُ الدَّغَرَى. وَزَعَمُوا أَن امرأَة قَالَتْ لِوَلَدِهَا: إِذا رأَت العينُ العينَ فَدَغْرَى وَلَا صَفَّى، ودَغْرَ لَا صَفَّ، ودَغْراً لَا صَفّاً مِثْلُ عَقْرى وحَلْقَى وعَقْراً وحَلْقاً؛ تَقُولُ: إِذا

رأَيتم عَدُوَّكُمْ فادْغَرُوا عَلَيْهِمْ أَي اقْتَحِمُوا وَاحْمِلُوا وَلَا تُصَافُّوهُمْ؛ وصَفَّى مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي فِي آخِرِهَا أَلف التأْنيث نَحْوَ دَعْوَى مِنْ قَوْلِ بُشَيْرِ بْنِ النِّكْثِ: وَلَّتْ ودَعْوَى مَا شَدِيدٌ صَخَبُهْ ودَغَرَ عَلَيْهِ: حَمَلَ. والدَّغْرُ أَيضاً: الْخَلْطُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرُوِيَ هَذَا الْمَثَلُ: دَغْراً وَلَا صَفاً أَي خَالِطُوهُمْ وَلَا تَصافُوهم مِنَ الصَّفَاء. ابْنُ الأَعرابي: المَدْغَرَةُ الْحَرْبُ العَضُوضُ الَّتِي شِعارها دَغْرَى، وَيُقَالُ: دَغْراً. والدَّغْرُ: غَمْزُ الحَلقِ مِنَ الْوَجَعِ الَّذِي يُدْعَى العُذْرَةَ. ودَغَرَ الصَّبِيَّ يَدْغَرُه دَغْراً: وَهُوَ رَفْعُ وَرَمٍ فِي الْحَلْقِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِلنِّسَاءِ: لَا تُعَذِّبْنَ أَولادكن بالدَّغْرِ ؛ وَهُوَ أَن تَرْفَعَ لَهَاةَ الْمَعْذُورِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الدَّغْرُ غَمْزُ الحَلْقِ بالأُصبع، وَذَلِكَ أَن الصَّبِيَّ تأْخذه العُذْرَةُ، وَهُوَ وَجَعٌ يَهِيجُ فِي الْحَلْقِ مِنَ الدَّمِ، فَتَدْخُلُ المرأَة أُصبعها فَتَرْفَعُ بِهَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ وتَكْبِسُه، فإِذا رَفَعَتْ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بأُصبعها قِيلَ: دَغَرَتْ تَدْغَرُ دَغْراً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَالَ لأُم قَيْسٍ بنتِ مِحْصَنٍ: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بِهَذِهِ العُلُقِ؟ والدَّغْرُ: تَوَثُّبُ المُخْتَلِس ودَفْعُه نَفْسَه عَلَى الْمَتَاعِ لِيَخْتَلِسَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لَا قَطْعَ فِي الدَّغْرَةِ ، وَهِيَ الخَلْسَةُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي مِنَ الدَّفْعِ أَيضاً لأَن الْمُخْتَلِسَ يَدْفَعُ نَفْسَهُ عَلَى الشَّيْءِ لِيَخْتَلِسَهُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ لَا قَطْعَ فِي الدَّغْرَةِ: هُوَ أَن يملأَ يَدَهُ مِنَ الشَّيْءِ يَسْتَلِبُهُ. والدَّغْرَةُ: أَخذ الشَّيْءِ اخْتِلَاسًا، وأَصل الدَّغْرِ الدفْعُ. وَفِي خُلُقِهِ دَغَرٌ أَي تَخَلُّفٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كأَنه اسْتِسْلَامٌ؛ «5». قَالَ: وَمَا تَخَلَّفَ مِنْ أَخْلاقِهِ دَغَرُ والدَّغْرُ: سُوءُ غِذَاءِ الْوَلَدِ وأَن تُرْضِعَهُ أُمُّه فَلَا تَرْوِيهِ فَيَبْقَى مُسْتَجِيعًا يَعْتَرِضُ كُلَّ مَنْ لَقِيَ فيأْكل ويَمَصُّ، ويُلْقَى عَلَى الشَّاةِ فَيَرْضَعُها، وَهُوَ عَذَابُ الصَّبِيِّ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِيمَا رَدَّ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ: الدَّغْرُ فِي الْفَصِيلِ أَن لَا تَرْوِيَهُ أُمُّه فَيَدْغَرَ فِي ضَرْعِ غَيْرِهَا، فَقَالَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَا تُعَذِّبْنَ أَولادكُنَّ بالدَّغْرِ وَلَكِنَّ أَرْوينَهُمْ لِئَلَّا يَدْغَروا فِي كُلِّ سَاعَةٍ وَيَسْتَجِيعُوا ؛ وإِنما أَمر بإِرواءِ الصِّبْيَانِ مِنَ اللَّبَنِ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَقَدْ جاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا دَلَّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ. والدَّغْرُ: الوُجور. ودَغَرَهُ أَي ضَغَطَهُ حَتَّى مَاتَ، ولونٌ مُدَغَّرٌ: قَبِيحٌ؛ قَالَ: كَسا عامِراً ثَوْبَ الدَّمامَةِ رَبُّهُ، ... كَمَا كُسِيَ الخِنْزيرُ ثَوْباً مُدَغَّرا دغمر: الدَّغْمَرَةُ: الخَلْطُ. يُقَالُ: خُلُقٌ دُغْمُريٌّ ودَغْمَريٌّ. والدَّغْمَرَةُ: تَخْلِيطُ اللَّونِ والخُلْقِ؛ قَالَ رؤْبة: إِذا امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، ... سَلَّمْتُ عِرْضاً لَوْنُه لَمْ يَدْكَنِ الأَدْرَنُ: الوَسِخُ. ودَغْمَرَ: خَلَطَ. لَمْ يَدْكَنْ: لَمْ يَتَّسِخْ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. وَرَجُلٌ دُغْمورٌ: سيء الثَّنَاءِ. وَرَجُلٌ مُدَغْمَرُ الخُلُقِ أَي لَيْسَ بِصَافِي الخُلُقِ. وخُلُقٌ دَغْمَرِيٌّ وَفِي خُلُقه دَغْمَرَةٌ أَي شَراسَةٌ ولُؤْمٌ؛ قال العجاج:

_ (5). قوله: [كأنه استسلام] في القاموس وشرحه: الدغر، بالتحريك، التخلف والاستلام بالهمز، هكذا في النسخ ومثله في التكملة وفي التهذيب الاستسلام وهو تحريف

لَا يَزْدهيني العَمَلُ المَقْزِيُّ، ... وَلَا مِنَ الأَخْلاقِ دَغْمَرِيُ والدَّغْمَرِيُّ: السَّيِءُ الخُلُق، وَكَذَلِكَ الذُّغْمُورُ، بِالذَّالِ، الحَقُودُ الَّذِي لَا ينحلُّ حِقْدُهُ. ودَغْمَرَ عَلَيْهِ الخَبَرَ: خلطه. والمُدَغْمَرُ: الخَفِيُّ. دفر: الدَّفْرُ: الدَّفْعُ. دَفَرَ فِي عُنُقِهِ دَفْراً: دَفَعَ فِي صَدْرِهِ وَمَنَعَهُ؛ يَمَانِيَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: دفَرْتُه فِي قَفَاهُ دَفْراً أَي دُفَعْتُهُ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا؛ قَالَ يُدْفَرونَ فِي أَقفيتهم دَفْراً أَي دَفْعًا. والدَّفَرُ: وُقُوعُ الدُّودِ فِي الطَّعَامِ وَاللَّحْمِ. والدَّفَرُ: النَّتْنُ خَاصَّةً وَلَا يَكُونُ الطِّيبَ البتةَ. ابْنُ الأَعرابي: أَدْفَرَ الرجلُ إِذا فَاحَ رِيحُ صُنَانِهِ. غَيْرُهُ: الذَّفَرُ، بِالذَّالِ وَتَحْرِيكِ الْفَاءِ، شِدَّةُ ذَكَاءِ الرَّائِحَةِ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةً؛ وَمِنْهُ قِيلَ: مِسْك أَذْفَرُ، وَرَجُلٌ أَدْفَرُ ودَفِرٌ، الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ لَا فِعْلَ لَهُ؛ قَالَ نَافِعُ بْنُ لَقِيطٍ الفَقْعَسِيُّ: ومُؤَوْلِقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِه، ... فَتَرَكْتُهُ دَفِراً كَريحِ الجَوْرَبِ وامرأَة دَفْرَاءُ ودَفِرَةٌ. وَيُقَالُ للأَمة إِذا شُتِمَتْ: يَا دَفَارِ، مِثْلُ قَطَامِ، أَي يَا مُنْتِنَةُ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: أَلْقِي إِلَيَّ ابْنَةَ أَخي يَا دَفارِ أَي يَا مُنْتِنَةُ، وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ وأَكثر مَا تَرِدُ فِي النِّدَاءِ. والدَّفْرُ وأُمُّ دَفْرٍ: مِنْ أَسماء الدَّوَاهِي. ودَفارِ وأُمُّ دَفارِ وأُمُّ دَفْرٍ، كُلُّهُ: الدُّنْيَا. ودَفْراً دَافِراً لِمَا يَجِيءُ بِهِ فُلَانٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ أَي نَتْناً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا قَبَّحْتَ أَمْرَهُ: دَفْراً دَافِراً، وَيُقَالُ: دَفْراً لَهُ أَي نَتْناً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّفْرُ الذُّلُّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا سأَل كَعْبًا عَنْ وُلاةِ الأَمْرِ فأَخبره قَالَ: وَا دَفْرَاهُ قيل: أَراد وَا ذُلَّاهْ، وأَما غَيْرُهُ فَفَسَّرَهُ بالنَّتْنِ أَي وا نَتْنَاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: إِنما الحاجُّ الأَشْعَثُ الأَدْفَرُ الأَشْعَرُ ؛ والدَّفَرُ: النَّتِنُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، قَالَ: وَلَا أَعرف هَذَا الْفَرْقَ إِلَّا عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَمِنْهُ قِيلٌ لِلدُّنْيَا أُم دَفْرٍ. دفتر: الدَّفْتَرُ والدِّفْتَرُ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ حَكَاهُ عَنْهُ كُرَاعٌ: يَعْنِي جَمَاعَةَ الصُّحُفِ الْمَضْمُومَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّفْتَرُ وَاحِدُ الدَّفاتِر، وَهِيَ الكَرارِيسُ. دقر: الدُّقْرَانُ: خَشَبٌ يَنْصَبُّ فِي الأَرض يُعَرَّشُ عَلَيْهِ الْكَرْمُ، وَاحِدَتُهُ دُقْرانَةٌ. والدَّوْقَرَةُ: بُقْعَةٌ تَكُونُ بَيْنَ الْجِبَالِ الْمُحِيطَةِ بِهَا لَا نَبَاتَ فِيهَا، وَهِيَ مِنْ مَنَازِلِ الْجِنِّ وَيُكْرَهُ النُّزُولُ بِهَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ بُقْعَةٌ تَكُونُ بَيْنَ الْجِبَالِ فِي الْغِيطَانِ انْحَسَرَتْ عَنْهَا الشَّجَرُ، وَهِيَ بَيْضَاءُ صُلْبة لَا نَبَاتَ فِيهَا، وَالْجَمْعُ الدَّوَاقر. ودَقِرَ الرجلُ دَقَراً إِذا امتلأَ مِنَ الطَّعَامِ. ودَقِرَ أَيضاً: قَاءَ مِنَ المَلْءِ. ودَقِرَ هَذَا الْمَكَانُ: صَارَتْ فِيهِ رياضٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: دَقِرَ المكانُ نَدِيَ. ودَقِرَ النباتُ دَقَراً، فَهُوَ دَقِرٌ: كَثُرَ وَتَنَعَّمَ. ورَوْضَةٌ دَقَرَى: خَضْرَاءُ نَاعِمَةٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوّ، فأَصْبَحَتْ ... أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِيارِها وكأَنَّها دَقَرَى تَخَيَّلُ، نَبْتُها ... أُنُفٌ، يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها تَخَيَّلُ أَي تَلَوَّنُ بالنَّوْر فَتُرِيك رُؤْيا تُخَيِّلُ

إِليك أَنها لَوْنٌ ثُمَّ تَرَاهَا لَوْنًا آخَرَ، ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ الأَوّل وابتدأَ فَقَالَ: نَبْتُهَا أُنف فَنَبْتُهَا مبتدأٌ والأُنف خَبَرُهُ. والأُنُفُ: الَّتِي لَمْ تُرْعَ. وَيَغُمُّ: يَعْلُو وَيَسْتُرُ؛ يَقُولُ: نَبْتُهَا يَغُمُّ ضَالَّهَا. وَالضَّالُّ: السِّدْرُ البَرِّيّ. وَالْبِحَارُ: جَمْعُ بَحْرَةٍ، وَهِيَ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ الَّتِي لَيْسَ بِقُرْبِهَا جَبَلٌ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّقْرُ الرَّوْضَةُ الْحَسْنَاءُ، وَهِيَ الدَّقَرَى. وأَرض دَقْرَاءُ: خَضْرَاءُ كَثِيرَةُ الْمَاءِ والنَّدَى مملوءَةٌ. ودَقَرَى: اسْمُ رَوْضَةٍ بِعَيْنِهَا. أَبو عَمْرٍو: هِيَ الدَّقَرَى والدَّقْرَةُ والدَّقيرَةُ. والوَدْفَةُ والوَدِيفَةُ: الرَّوْضَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: ودَقَرَى اسْمُ رَوْضَةٍ. والدَّقارِيرُ: الأُمورُ الْمُخَالِفَةُ، وَاحِدَتُهَا دُقْرُورَةٌ ودِقْرارَةٌ، والدِّقْرارَةُ: المخالفَةُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَنه أَمر رَجُلًا بِشَيْءٍ فَقَالَ لَهُ: قَدْ جئتَني بِدِقْرَارَةِ قَوْمِكَ أَي بِمُخَالَفَتِهِمْ. والدِّقْرَارَةُ: الْحَدِيثُ المُفْتَعَلُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَفْتَرِي الدَّقارِيرَ أَي الأَكاذيب والفُحْشَ. وَيُقَالُ لِلْكَذِبِ الْمُسْتَشْنَعِ والأَباطيل: مَا جئتَ إِلَّا بالدَّقارِيرِ. ابْنُ الأَثير: فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لأَسْلَمَ مَولاه: أَخَذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهلك ؛ الدِّقْرَارَةُ وَاحِدَةُ الدَّقارِير، وَهِيَ الأَباطيل وعاداتُ السُّوءِ، أَراد أَن عَادَةَ السُّوءِ الَّتِي هِيَ عَادَةُ قَوْمِكَ وَهِيَ العدولُ عَنِ الْحَقِّ والعملُ بِالْبَاطِلِ قَدْ نَزَعَتْكَ وعَرَضَت لَكَ فَعَجِلْتَ بِهَا، وَكَانَ أَسلم عْبَدًا بِجَاوِيّاً. وَرَجُلٌ دِقْرَارَة: نَمَّامٌ كأَنه ذُو دِقْرَارَةٍ أَي ذُو نَمِيمَةٍ وَافْتِعَالِ أَحاديث، وَجَمْعُهُ دَقارِيرُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: عَلَى دَقارِيرَ أَحْكِيها وأَفْتَعِلُ والدَّقارِيرُ: الدَّوَاهِي وَالنَّمَائِمُ، الْوَاحِدَةُ دِقْرَارَةٌ. والدِّقْرارُ والدِّقْرَارَةُ: التُّبَّانُ، وَهِيَ سَرَاوِيلُ بِلَا سَاقٍ، وَجَمْعُهُ دقارِيرُ؛ قَالَ أَوس: يَعْلُونَ بالقَلَعِ الهِنْدِيِّ هامَهُمُ، ... ويَخْرُجُ الفَسْوُ مِنْ تَحْتِ الدَّقارِيرِ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: رأَيت عَلَى عَمَّارٍ دِقْرَارَةً ، وَقَالَ: إِني مَمْثُونٌ؛ الدِّقْرَارَةُ: التُّبَّانُ، وَهُوَ السَّرَاوِيلُ الصَّغِيرُ الَّذِي يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ وَحْدَهَا. والمَمْثُونُ: الَّذِي يَشْتَكِي مَثَانَتَهُ. والدُّقْرُورُ: فَأْسٌ تُحْتَفَرُ بِهَا الأَرض؛ قَالَ: حَرًى حِينَ تأْتي أَهْلَ مَلْهَمَ أَنْ تَرَى ... بِعَيْنَيْكَ دُقْرُوراً، وكَرّاً مُحَرَّمَا والدِّقْرَارةُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ. والدِّقْرَارَةُ: العَوْمَرَةُ، وَهِيَ الخُصُومَةُ المُتْعِبَةُ. دكر: الدِّكْرُ: لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بها الزِّنْجُ والحَبَشُ. والدِّكْرُ أَيضاً لِرَبِيعَةَ: فِي الذِّكْرِ، وَهُوَ غَلَطٌ، حَمَلَهُمْ عَلَيْهِ ادَّكَرَ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِهِمُ الدِّكْرُ فِي جَمْعِ دِكْرَة إِنما هُوَ عَلَى الذِّكْر، وَنَفَى ابْنُ الأَعرابي الدِّكْرَ، بِسُكُونِ الْكَافِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ كَمَا بَيَّنْتُهُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: الدِّكْر، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، جَمْعُ ذِكْرَةٍ، أُدغمت اللَّامُ فِي الذَّالِ فَجُعِلَتَا دَالًا مُشَدَّدَةً، فإِذا قُلْتَ دِكْرٌ بِغَيْرِ أَلف وَلَامِ التَّعْرِيفِ قُلْتَ ذِكْرٌ، بِالذَّالِ، وَجَمَعُوا الذِّكْرَةَ الذِّكْراتِ، بِالذَّالِ أَيضاً. وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ* ؛ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْكِسَائِيُّ عَنْ إِسرائيل عَنْ أَبي إِسحاق عَنِ الأَسود قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ فَهَلْ مِنْ مُذّكِرٍ ومُدَّكِرٍ، فَقَالَ: أَقرأَني رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُدَّكِرٍ ، بِالدَّالِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: ومُدَّكر فِي الأَصل مُذْتَكِر عَلَى مُفْتَعِل فَصُيِّرَتِ الذَّالُ وَتَاءُ الِافْتِعَالِ دَالًا مُشَدَّدَةً، قَالَ: وَبَعْضُ بَنِي أَسد يَقُولُ مُذَّكِر فَيَقْلِبُونَ الدَّالَ فَتَصِيرُ ذَالًا مُشَدَّدَةً. وَقَدْ قَالَ اللَّيْثُ:

الدِّكْرُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَرَبِيعَةُ تَغْلَطُ فِي الذِّكْر فتقول دِكْرٌ. دمر: الدَّمارُ: اسْتِئْصالُ الْهَلَاكِ. دَمَرَ الْقَوْمُ يَدْمُرونَ دَماراً: هَلَكُوا. ودَمَرَهُم: مَقَتَهُم، ودَمَرَهُمُ اللَّهُ ودَمَّرَهُمْ تَدْمِيراً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً ؛ يَعْنِي بِهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ الَّذِينَ مُسِخُوا قِرَدة وَخَنَازِيرَ؛ ودَمَّرَ عَلَيْهِمْ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَدْ جَاءَ السَّيْلُ بالبَطْحاء حَتَّى دَمَّرَ المكانَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ أَي أَهلكه. يُقَالُ: دَمَّرَه تَدْمِيرًا ودَمَّرَ عَلَيْهِ بِمَعْنًى؛ وَيُرْوَى: دَفَنَ المكانَ، وَالْمُرَادُ مِنْهُمَا دُرُوسُ الموضع وذهابُ أَثره. ورجلٌ دَامِرٌ: هَالِكٌ لَا خَيْرَ فِيهِ. يُقَالُ: رجلٌ خاسِرٌ دامِرٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. كَدَابِرٍ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنه عَلَى الْبَدَلِ وَقَالَ: خَسِرٌ ودَمِرٌ ودَبِرٌ فأَتبعوهما خَسِراً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن خَسِراً عَلَى فِعْلِهِ ودَمِراً ودَبِراً عَلَى النَّسَبِ. وَمَا رأَيت مِنْ خَسَارَتِهِ ودَمَارَتِهِ ودَبارَته. وَقَدْ دَمَرَ عَلَيْهِمْ يَدْمُرُ دَمْراً ودُمُوراً: دَخَلَ بِغَيْرِ إِذن، وَقِيلَ: هَجَمَ، وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ نَظَرَ مِنْ صِيْرِ بَابٍ فَقَدْ دَمَرَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: دَمَرَ أَي دَخَلَ بِغَيْرِ إِذن، وَهُوَ الدُّمُورُ، وَقَدْ دَمَرَ يَدْمُرُ دُمُوراً ودَمَقَ دَمْقاً ودُمُوقاً. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: مَنْ سَبَقَ طَرْفُه استئذانَه فَقَدْ دَمَر أَي هَجَمَ وَدَخَلَ بِغَيْرِ إِذن، وَهُوَ مِنَ الدَّمارِ الهلاكِ لأَنه هُجُومٌ بِمَا يَكْرَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذنهم فَقَدْ دَمَر ، وَالْمَعْنَى أَن إِساءَة المُطَّلِع مثلُ إِساءة الدَّامِرِ. والمُدَمِّرُ: الصَّائِدُ يُدَخِّنُ فِي قُتْرَتِه لِلصَّيْدِ بأَوْبارِ الإِبل كَيْلَا تَجِدَ الوَحْشُ رِيحَه، وَفِي الصِّحَاحِ: وَتَدْمِيرُ الصَّائِدِ أَن يُدَخِّنَ قُتْرَتَهُ؛ وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: فَلاقَى عَلَيْهَا، مِنْ صَبَاحَ، مُدَمِّراً ... لِنَامُوسِهِ مِنَ الصَّفيحِ سَقَائِفُ «6» . والدُّمارِيُّ والتَّدْمُرِيُّ والتُّدْمُريُّ مِنَ الْيَرَابِيعِ: اللَّئِيمُ الخِلْقَةِ المكسورُ البَراثِنِ الصُّلْبُ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هُوَ الماعز منها وَفِيهِ قِصَرٌ وصِغَرٌ وَلَا أَظفار فِي سَاقَيْهِ وَلَا يُدْرِكُ سَرِيعًا، وَهُوَ أَصغر مِنَ الشُّفارِيِّ؛ قَالَ: وإِنِّي لأَصْطادُ اليَرابِيعَ كُلَّها: ... شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا قَالَ: وأَما ضَأْنُها فَهُوَ شُفَارِيُّها، وَعَلَامَةُ الضأْن فِيهَا أَن لَهُ فِي وَسَطِ سَاقِهِ ظُفْرًا فِي مَوْضِعِ صِيْصِيَةِ الدِّيكِ. وَيُوصَفُ الرَّجُلُ اللَّئِيمُ بالتَّدْمُرِيّ. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّدْمُرِيُّ اللَّئِيمُ مِنَ الرِّجَالِ. والتَّدْمُرِيَّةُ مِنَ الْكِلَابِ: الَّتِي لَيْسَتْ بِسَلُوقِيَّةٍ وَلَا كدْرِيَّة. وتَدْمُرُ: مَدِينَةٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وخَيِّسِ الجِنَّ إِنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهُمْ ... يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ والعَمَدِ الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْرِيَّةِ: يُقَالُ مَا فِي الدَّارِ عَيْنٌ وَلَا عَيِّنٌ وَلَا تَدْمُرِيٌّ وَلَا تُدْمُرِيٌّ وَلَا تامُورِيٌّ وَلَا دُبِّيٌّ وَلَا دِبِّيٌّ بمعنى واحد. دمثر: الدُّماثِرُ: السَّهْلُ مِنَ الأَرض. وأَرض دِمَثْرٌ: سَهْلَةٌ. وأَرض دُماثِرٌ إِذا كَانَتْ دَمْثاءَ؛ وأَنشد الأَصمعي فِي صِفَةِ إِبل: ضَارِبَة بِعَطَنِ دُماثِرِ أَي شَرِبَتْ فَضَرَبَتْ بِعَطَن، ودَمْثَرٌ: دَمِثٌ. والدَّمْثَرَةُ: الدَّمَاثَةُ؛ وقول العجاج:

_ (6). قوله [من الصفيح] كذا بالأصل، ومثله في الأساس، والذي في الصحاح بين الصفيح

حَوْجَلَة الخَبَعْثَنِ الدِّمَثْرَا وَبَعِيرٌ دُمَثِرٌ دُماثِرٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ اللَّحْمِ وثِيراً. دنر: الدِّيْنَارُ: فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وأَصله دِنَّارٌ، بِالتَّشْدِيدِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ دَنانِير ودُنَيْنِير فَقُلِبَتْ إِحدى النُّونَيْنِ يَاءً لئلَّا يَلْتَبِسَ بِالْمَصَادِرِ الَّتِي تَجِيءُ عَلَى فِعَّالٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً؛ إِلَّا أَن يكون بالهاء فيخرج عَلَى أَصله مِثْلَ الصِّنَّارَةِ والدِّنَّامَة لأَنه أَمن الْآنَ مِنَ الِالْتِبَاسِ، وَلِذَلِكَ جُمِعَ عَلَى دَنَانِيرَ، وَمِثْلُهُ قِيراط ودِيباج وأَصله دِبَّاجٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: دِينَارٌ وَقِيرَاطٌ وَدِيبَاجٌ أَصلها أَعجمية غَيْرَ أَن الْعَرَبَ تَكَلَّمَتْ بِهَا قَدِيمًا فَصَارَتْ عَرَبِيَّةً. وَرَجُلٌ مُدَنَّرٌ: كَثِيرُ الدَّنانير. ودِينارٌ مُدَنَّرٌ: مَضْرُوبٌ. وَفَرَسٌ مُدَنَّرٌ: فِيهِ تَدْنِيرٌ سوادٌ يُخَالِطُهُ شُهْبَةٌ. وبَرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ اللَّوْنِ: أَشهبُ عَلَى مَتْنَيْهِ وعَجُزهِ سوادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُهُ شُهْبَةٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُدَنَّرُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي بِهِ نُكَتٌ فَوْقَ البَرَشِ. ودَنَّرَ وَجْهُه: أَشرق وتلألأَ كالدِّينار. ودِينارٌ: اسم. دهر: الدَّهْرُ: الأَمَدُ المَمْدُودُ، وَقِيلَ: الدَّهْرُ أَلف سَنَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ حُكِيَ فِيهِ الدَّهَر، بِفَتْحِ الْهَاءِ: فإِما أَن يَكُونَ الدَّهْرُ والدَّهَرُ لُغَتَيْنِ كَمَا ذَهَبَ إِليه الْبَصْرِيُّونَ فِي هذا النحو فيقتصر عَلَى مَا سُمِعَ مِنْهُ، وإِما أَن يَكُونَ ذَلِكَ لِمَكَانِ حُرُوفِ الْحَلْقِ فَيَطَّرِدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كَمَا ذَهَبَ إِليه الْكُوفِيُّونَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وجَبَلَا طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَرْ، ... أَشَمَّ لَا يَسْطِيعُه النَّاسُ، الدَّهَرْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ، وَكَذَلِكَ جَمْعُ الدَّهَرِ لأَنا لَمْ نَسْمَعْ أَدْهاراً وَلَا سَمِعْنَا فِيهِ جَمْعًا إِلَّا مَا قَدَّمْنَا مِنْ جَمْعِ دَهْرٍ؛ فأَما قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن اللَّهَ: هُوَ الدَّهْرُ ؛ فَمَعْنَاهُ أَن مَا أَصابك مِنَ الدَّهْرِ فَاللَّهُ فَاعِلُهُ لَيْسَ الدَّهْرُ، فإِذا شَتَمْتَ بِهِ الدَّهْرَ فكأَنك أَردت بِهِ اللَّهَ؛ الْجَوْهَرِيُّ: لأَنهم كانوا يضيقون النَّوَازِلَ إِلى الدَّهْرِ، فَقِيلَ لَهُمْ: لَا تَسُبُّوا فَاعِلَ ذَلِكَ بِكُمْ فإِن ذَلِكَ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى؛ وَفِي رِوَايَةٍ: فإِن الدَّهْرَ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ قَوْلُهُ فإِن اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ مِمَّا لَا يَنْبَغِي لأَحد مِنْ أَهل الإِسلام أَن يَجْهَلَ وَجْهَهُ وَذَلِكَ أَن المُعَطِّلَةَ يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: ورأَيت بَعْضَ مَنْ يُتهم بِالزَّنْدَقَةِ والدَّهْرِيَّةِ يَحْتَجُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَيَقُولُ: أَلا تَرَاهُ يَقُولُ فإِن اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ وَهَلْ كَانَ أَحد يَسُبُّ اللَّهَ فِي آبَادِ الدَّهْرِ؟ وَقَدْ قَالَ الأَعشى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ و ... بالْحَمْدِ، وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا قَالَ: وتأْويله عِنْدِي أَن الْعَرَبَ كَانَ شأْنها أَن تَذُمَّ الدَّهْرَ وتَسُبَّه عِنْدَ الْحَوَادِثِ وَالنَّوَازِلِ تَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ مَوْتٍ أَو هَرَمٍ فَيَقُولُونَ: أَصابتهم قَوَارِعُ الدَّهْرِ وَحَوَادِثُهُ وأَبادهم الدَّهْرُ، فَيَجْعَلُونَ الدَّهْرَ الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ فَيَذُمُّونَهُ، وَقَدْ ذَكَرُوا ذَلِكَ فِي أَشعارهم وأَخبر اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ ثُمَّ كَذَّبَهُمْ فَقَالَ: وَقالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ. وَالدَّهْرُ: الزَّمَانُ الطَّوِيلُ وَمُدَّةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ ، عَلَى تأْويل: لَا تَسُبُّوا الَّذِي يَفْعَلُ بِكُمْ هَذِهِ الأَشياء فإِنكم إِذا سَبَبْتُمْ فَاعِلَهَا فإِنما يَقَعُ السَّبُّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لأَنه الْفَاعِلُ لَهَا لَا الدَّهْرُ، فَهَذَا وَجْهُ الْحَدِيثِ؛

قَالَ الأَزهري: وَقَدْ فَسَّرَ الشَّافِعِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِنَحْوِ مَا فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فَظَنَنْتُ أَن أَبا عُبَيْدٍ حَكَى كَلَامَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَى نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَمِّ الدَّهْرِ وَسَبِّهِ أَي لَا تَسُبُّوا فَاعِلَ هَذِهِ الأَشياء فإِنكم إِذا سَبَبْتُمُوهُ وَقَعَ السَّبُّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَنه الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، فَيَكُونُ تَقْدِيرُ الرِّوَايَةِ الأُولى: فإِن جَالِبَ الْحَوَادِثِ وَمُنْزِلُهَا هُوَ اللَّهُ لَا غَيْرُ، فَوَضَعَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ جَالِبِ الْحَوَادِثِ لِاشْتِهَارِ الدَّهْرِ عِنْدَهُمْ بِذَلِكَ، وَتَقْدِيرُ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ: فإِن اللَّهَ هُوَ الْجَالِبُ لِلْحَوَادِثِ لَا غَيْرُ رَدًّا لِاعْتِقَادِهِمْ أَن جَالِبَهَا الدَّهْرُ. وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً: مِنَ الدَّهْرِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَلِكَ اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً؛ عَنْهُ. الأَزهري: قَالَ الشَّافِعِيُّ الحِيْنُ يَقَعُ عَلَى مُدَّةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمٌ؛ قَالَ: وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ لِلْحِينِ غَايَةً، وَكَذَلِكَ زَمَانٌ وَدَهْرٌ وأَحقاب، ذُكِرَ هَذَا فِي كِتَابِ الإِيمان؛ حَكَاهُ الْمُزَنِيُّ فِي مُخْتَصَرِهِ عَنْهُ. وَقَالَ شِمْرٌ: الزَّمَانُ وَالدَّهْرُ وَاحِدٌ؛ وأَنشد: إِنَّ دَهْراً يَلُفُّ حَبْلِي بِجُمْلٍ ... لَزَمَانٌ يَهُمُّ بالإِحْسانِ فَعَارَضَ شِمْرًا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وخطَّأَه فِي قَوْلِهِ الزَّمَانُ وَالدَّهْرُ وَاحِدٌ وَقَالَ: الزَّمَانُ زَمَانُ الرُّطَبِ وَالْفَاكِهَةِ وَزَمَانُ الْحَرِّ وَزَمَانُ الْبَرْدِ، وَيَكُونُ الزَّمَانُ شَهْرَيْنِ إِلى سِتَّةِ أَشهر وَالدَّهْرُ لَا يَنْقَطِعُ. قَالَ الأَزهري: الدَّهْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ يَقَعُ عَلَى بَعْضِ الدَّهْرِ الأَطول وَيَقَعُ عَلَى مُدَّةِ الدُّنْيَا كُلِّهَا. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: أَقمنا عَلَى مَاءِ كَذَا وَكَذَا دَهْرًا، وَدَارُنَا الَّتِي حَلَلْنَا بِهَا تَحْمِلُنَا دَهْرًا، وإِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا جَازَ أَن يُقَالَ الزَّمَانُ وَالدَّهْرُ وَاحِدٌ فِي مَعْنًى دُونَ مَعْنًى. قَالَ: وَالسَّنَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَربعة أَزمنة: رَبِيعٌ وَقَيْظٌ وَخَرِيفٌ وَشِتَاءٌ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ: الدَّهْرُ أَربعة أَزمنة، فَهُمَا يَفْتَرِقَانِ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي بَكْرٍ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَلا إِنَّ الزمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يومَ خَلَق اللهُ السماواتِ والأَرضَ، السنةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، أَربعةٌ مِنْهَا حُرُمٌ: ثلاثَةٌ مِنْهَا متوالياتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ مُفْرَدٌ ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِالزَّمَانِ الدَّهْرَ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّهْرُ الزَّمَانُ. وَقَوْلُهُمْ: دَهْرٌ دَاهِرٌ كَقَوْلِهِمْ أَبَدٌ أَبِيدٌ، وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً. وَرَجُلٌ دُهْرِيٌّ: قَدِيمٌ مُسِنٌّ نُسِبَ إِلى الدَّهْرِ، وَهُوَ نَادِرٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فإِن سُمِّيَتْ بِدَهْرٍ لَمْ تَقُلْ إِلَّا دَهْرِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ. وَرَجُلٌ دَهْرِيٌّ: مُلْحِدٌ لَا يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ، يَقُولُ بِبَقَاءِ الدَّهْرِ، وَهُوَ مولَّد. قَالَ ابْنُ الأَنباري: يُقَالُ فِي النِّسْبَةِ إِلى الرَّجُلِ الْقَدِيمِ دَهْرِيٌّ. قَالَ: وإِن كَانَ مَنْ بَنِي دَهْرٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قُلْتُ دُهْرِيٌّ لَا غَيْرُ، بِضَمِّ الدَّالِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُمَا جَمِيعًا مَنْسُوبَانِ إِلى الدَّهْرِ وَهُمْ رُبَّمَا غَيَّرُوا فِي النَّسَبِ، كَمَا قَالُوا سُهْلِيٌّ لِلْمَنْسُوبِ إِلى الأَرض السَّهْلَةِ. والدَّهارِيرُ: أَوّل الدَّهْرِ فِي الزَّمَانِ الْمَاضِي، وَلَا وَاحِدَ لَهُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ لِرَجُلٍ مِنْ أَهل نَجْدٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِعثْيَر «1». بْنِ لَبِيدٍ العُذْرِيِّ، قَالَ وَقِيلَ هُوَ لِحُرَيْثِ بْنِ جَبَلَةَ العُذْري: فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ، ... فَبَيْنَما العُسْرُ إِذ دَارَتْ مَيَاسِيرُ وَبَيْنَمَا المَرْءُ فِي الأَحياءِ مُغْتَبَطٌ، ... إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعاصِيرُ يَبْكِي عَلَيْهِ غَرِيبٌ لَيْسَ يَعْرِفُهُ، ... وذُو قَرَابَتهِ فِي الحَيِّ مَسْرُورُ

_ (1). قوله: [هو لعثير الخ] وقيل لابن عيينة المهلبي، قاله صاحب القاموس في البصائر كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل

حَتَّى كأَنْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا تَذَكُّرُهُ، ... والدَّهْرُ أَيَّتَمَا حِينٍ دَهارِيرُ قَوْلُهُ: اسْتَقْدِرِ اللَّهَ خَيْرًا أَي اطْلُبْ مِنْهُ أَن يُقَدِّرَ لَكَ خَيْرًا. وَقَوْلُهُ: فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ، الْعُسْرُ مبتدأٌ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ كَائِنٌ أَو حَاضِرٌ. إِذ دَارَتْ مَيَاسِيرُ أَي حَدَثَتْ وَحَلَّتْ، وَالْمَيَاسِيرُ: جَمْعُ مَيْسُورٍ. وَقَوْلُهُ: كأَن لَمْ يَكُنْ إِلَّا تَذَكُّرُهُ، يَكُنْ تَامَّةٌ وإِلَّا تَذَكُّرُهُ فَاعِلٌ بِهَا، وَاسْمُ كأَن مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ كأَنه لَمْ يَكُنْ إِلَّا تَذَكُّرُهُ، وَالْهَاءُ فِي تَذَكُّرُهُ عَائِدَةٌ عَلَى الْهَاءِ الْمُقَدَّرَةِ؛ وَالدَّهْرُ مبتدأٌ وَدَهَارِيرُ خَبَرُهُ، وأَيتما حَالُ ظَرْفٍ مِنَ الزَّمَانِ وَالْعَامِلُ فِيهِ مَا فِي دَهَارِيرَ مِنْ مَعْنَى الشِّدَّةِ. وَقَوْلُهُمْ: دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شَدِيدٌ، كَقَوْلِهِمْ: لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ. وواحدُ الدَّهارِيرَ دَهْرٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا قَالُوا: ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ وشِبْهٌ ومَشَابهِ، فكأَنها جَمْعُ مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ، وكأَنّ دَهارِير جمعُ دُهْرُورٍ أَو دَهْرار. والرَّمْسُ: الْقَبْرُ. والأَعاصير: جَمْعُ إِعصار، وَهِيَ الرِّيحُ تَهُبُّ بِشِدَّةٍ. ودُهُورٌ دَهارِير: مُخْتَلِفَةٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ الأَزهري: يُقَالُ ذَلِكَ فِي دَهْرِ الدَّهارِير. قَالَ: وَلَا يُفْرَدُ مِنْهُ دِهْرِيرٌ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: فإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهارِيرُ قَالَ الأَزهري: الدَّهارير جَمْعُ الدُّهُورِ، أَراد أَن الدَّهْرَ ذُو حَالَيْنِ مِنْ بُؤْسٍ ونُعْمٍ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الدَّهَارِيرُ تَصَارِيفُ الدَّهْرِ وَنَوَائِبُهُ، مُشْتَقٌّ مِنْ لَفْظِ الدَّهْرِ، لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ كَعَبَادِيدِ. وَالدَّهْرُ: النَّازِلَةُ. وَفِي حَدِيثِ مَوْتِ أَبي طَالِبٍ: لَوْلَا أَن قُرَيْشًا تَقُولُ دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ. يُقَالُ: دَهَرَ فُلَانًا أَمْرٌ إِذا أَصابه مَكْرُوهٌ، ودَهَرَهُمْ أَمر نَزَلَ بِهِمْ مَكْرُوهٌ، ودَهَرَ بِهِمْ أَمرٌ نَزَلَ بِهِمْ. وَمَا دَهْري بِكَذَا وَمَا دَهْري كَذَا أَي مَا هَمِّي وَغَايَتِي. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ: مَا ذاك دَهْرُكِ. يقال: ما ذاكَ دَهْرِي وَمَا دَهْرِي بِكَذَا أَي هَمِّي وإِرادتي؛ قَالَ مُتَمِّم بْنُ نُوَيْرَةَ: لَعَمْرِي وَمَا دَهْرِي بِتَأْبِينِ هالِكٍ، ... وَلَا جَزَعاً مِمَّا أَصابَ فأَوْجَعَا وَمَا ذَاكَ بِدَهْري أَي عَادَتِي. والدَّهْوَرَةُ: جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ بِهِ فِي مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرْتُ الشَّيْءَ: كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: فَلَا دَهْوَرَة اليومَ عَلَى حِزْبِ إِبراهيم ، كأَنه أَراد لَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِمْ وَلَا يَتْرُكُ حِفْظَهُمْ وَتَعَهُّدَهُمْ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنَ الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشَّيْءَ وقَذْفِكَ إِياه فِي مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرَ اللُّقَمَ مِنْهُ، وَقِيلَ: دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها. الأَزهري: دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إِذا أَدارها ثُمَّ الْتَهَمَها. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، قَالَ: دُهْوِرَتْ، وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: رُمِيَ بِهَا. وَيُقَالُ: طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إِذا أَلقاه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ؛ أَي فِي الْجَحِيمِ. قَالَ: وَمَعْنَى كُبْكِبُوا طُرِحَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ دُهْوِرُوا. ودَهْوَرَ: سَلَحَ. ودَهْوَرَ كلامَه: قَحَّمَ بعضَه فِي إِثر بَعْضٍ. ودَهْوَرَ الْحَائِطَ: دَفَعَهُ فَسَقَطَ. وتَدَهْوَرَ الليلُ: أَدبر. والدَّهْوَرِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الصُّلْبُ الضَّرْب. اللَّيْثُ: رَجُلٌ دَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ وَهُوَ الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قَالَ الأَزهري: أَظن هَذَا خَطَأً وَالصَّوَابُ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ أَي رَفِيعُ الصَّوْتِ. ودَاهِرٌ: مَلِكُ الدَّيْبُلِ، قَتَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ القاسم الثقفي

ابن عُمَرَ الْحَجَّاجِ فَذَكَرَهُ جَرِيرٌ وَقَالَ: وأَرْضَ هِرَقْل قَدْ ذَكَرْتُ وداهِراً، ... ويَسْعَى لَكُمْ مِنْ آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فإِني أَنا الموتُ الَّذِي هُوَ نازلٌ ... بِنَفْسِكَ، فانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ تُحاوِلُهْ فأَجابه جَرِيرٌ: أَنا الدهرُ يُفْني الموتَ، والدَّهْرُ خالدٌ، ... فَجِئْني بمثلِ الدهرِ شَيْئًا تُطَاوِلُهْ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الدَّهْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ لأَن الْمَوْتَ يَفْنَى بَعْدَ انْقِضَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَا عِنْدِي فِي هَذَا الأَمر دَهْوَرِيَّة وَلَا رَخْوَدِيَّةٌ أَي لَيْسَ عِنْدِي فِيهِ رِفْقٌ وَلَا مُهاوَدَةٌ وَلَا رُوَيْدِيَةٌ وَلَا هُوَيْدِيَةٌ وَلَا هَوْدَاء وَلَا هَيْدَاءُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ: أَسماء. ودَهْرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَ لَبِيدٌ بْنُ رَبِيعَةَ: وأَصْبَحَ رَاسِياً بِرُضَامِ دَهْرٍ، ... وسَالَ بِهِ الخمائلُ فِي الرِّهامِ والدَّوَاهِرُ: رَكايا مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذاً لأَتَى الدَّوَاهِرَ، عَنْ قريبٍ، ... بِخِزْيٍ غيرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ دهدر: الدُّهْدُرُّ: الباطلُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ دُهْدُرَّيْنِ ودُهْدُرَّيْهِ لِلرَّجُلِ الْكَذُوبِ. أَبو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ دُهْدُرَّانِ لَا يُغْنِيَانِ عَنْكَ شَيْئًا. ودُهْدُرَّيْنِ: اسْمٌ لِبَطَلَ؛ قَالَ ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ أَي بَطَلَ سعدُ القَيْنُ بأَن لَا يُسْتَعْمَلَ وَذَلِكَ لِتَشَاغُلِ النَّاسِ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ أَو الْقَحْطِ. وَيُقَالُ: سَاعدُ القَيْنُ، وَيُقَالُ: دُهْدُرَّانِ لَا يُغْني عَنْكَ شَيْئًا. دهشر: أَبو عَمْرٍو: الدَّهْشَرَةُ النَّاقَةُ الْكَبِيرَةُ والعَجَمْجَمَةُ الشَّدِيدَةُ. دهكر: الدَّهْكَرُ: الْقَصِيرُ. والتَّدَهْكُرُ: التَّدَحْرُجُ فِي الْمِشْيَةِ وتَدَهْكَرَ عليه: تَنَزَّى. دَوَرَ: دَارَ الشيءُ يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه وأَدَارَه غَيْرُهُ ودَوَّرَ بِهِ ودُرْتُ بِهِ وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ، ودَاوَرَهُ مُدَاوَرَةً ودِوَاراً: دَارَ مَعَهُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: حَتَّى أُتِيح لَهُ يَوْمًا بِمَرْقَبَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ، بِدِوَارِ الصَّيْدِ، وَجَّاسُ عَدَّى وَجَّاسُ بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى قَوْلِكَ عَالِمٌ بِهِ. وَالدَّهْرُ دَوَّارٌ بالإِنسان ودَوَّارِيٌّ أَي دَائِرٌ بِهِ عَلَى إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ اللغويين، قال الفارسي: هُوَ عَلَى لَفْظِ النَّسَبِ وَلَيْسَ بِنَسَبٍ، وَنَظِيرُهُ بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ وَمِنَ الْمُضَاعَفِ أَعْجَمِيٌّ فِي مَعْنَى أَعجم. اللَّيْثُ: الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالًا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ، ... أَفْنَى القُرُونَ، وَهُوَ قَعْسَرِيُ وَيُقَالُ: دَارَ دَوْرَةً وَاحِدَةً، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ يدُورُها. قَالَ: والدَّوْرُ قَدْ يَكُونُ مَصْدَرًا فِي الشِّعْرِ وَيَكُونُ دَوْراً وَاحِدًا مِنْ دَوْرِ الْعِمَامَةِ، ودَوْرِ الْخَيْلِ وَغَيْرِهِ عَامٌّ فِي الأَشياء كُلِّهَا. والدُّوَارُ والدَّوَارُ: كالدَّوَرَانِ يأْخذ فِي الرأْس. ودِيرَ بِهِ وَعَلَيْهِ وأُدِيرَ بِهِ: أَخذه الدُّوَارُ مِنْ

دُوَارِ الرأْس. وتَدْوِيرُ الشَّيْءِ: جَعْلُهُ مُدَوَّراً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَار كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ والأَرض. يُقَالُ: دَارَ يَدُورُ وَاسْتَدَارَ يَسْتَدِيرُ بِمَعْنًى إِذا طَافَ حَوْلَ الشَّيْءِ وإِذا عَادَ إِلى الْمَوْضِعِ الَّذِي ابتدأَ مِنْهُ؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن الْعَرَبَ كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الْمُحَرَّمَ إِلى صَفَرٍ، وَهُوَ النَّسِيءُ، لِيُقَاتِلُوا فِيهِ وَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ فَيَنْتَقِلُ الْمُحَرَّمُ مِنْ شَهْرٍ إِلى شَهْرٍ حَتَى يَجْعَلُوهُ فِي جَمِيعِ شُهُورِ السَّنَةِ، فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ السَّنَةُ كَانَ قَدْ عَادَ إِلى زَمَنِهِ الْمَخْصُوصِ بِهِ قَبْلَ النَّقْلِ وَدَارَتِ السَّنَةُ كَهَيْئَتِهَا الأُولى. ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه: طَائِفَةٌ مِنْهُ. ودَوَّارَةُ الْبَطْنِ ودُوَّارَتُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ: مَا تَحَوَّى مِنْ أَمعاء الشَّاةِ. والدَّائرة والدَّارَةُ، كِلَاهُمَا: مَا أَحاط بِالشَّيْءِ. والدَّارَةُ: دَارَةُ الْقَمَرِ الَّتِي حَوْلَهُ، وَهِيَ الهَالَةُ. وَكُلُّ مَوْضِعٍ يُدَارُ بِهِ شَيْءٌ يَحْجُرُه، فَاسْمُهُ دَارَةٌ نَحْوُ الدَّاراتِ الَّتِي تتخذ في المباطخ وَنَحْوِهَا وَيُجْعَلُ فِيهَا الْخَمْرُ؛ وأَنشد: تَرَى الإِوَزِّينَ فِي أَكْنافِ دَارَتها ... فَوْضَى، وَبَيْنَ يَدَيْهَا التِّبْنُ مَنْثُورُ قَالَ: وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَنه رأَى حَصَّاداً أَلقى سَنَبُلَهُ بَيْنَ يَدَيْ تِلْكَ الإِوز فَقَلَعَتْ حَبًّا مِنْ سَنَابِلِهِ فأَكلت الْحَبَّ وَافْتَضَحَتِ التِّبْنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهل النَّارِ يَحْتَرِقُونَ إِلا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ ؛ هِيَ جَمْعُ دَارَةٍ، وَهُوَ مَا يُحِيطُ بِالْوَجْهِ مِنْ جَوَانِبِهِ، أَراد أَنها لَا تأْكلها النَّارُ لأَنها مَحَلُّ السُّجُودِ. وَدَارَةُ الرَّمْلِ: مَا اسْتَدَارَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ دَارَاتٌ ودُورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنَ الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي: الدِّيَرُ الدَّارَاتُ فِي الرَّمْلِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لِكُلِّ مَا لَمْ يَتَحَرَّكْ وَلَمْ يَدُرْ، فإِذا تَحَرَّكَ وَدَارَ، فَهُوَ دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ. والدَّارَةُ: كُلُّ أَرض وَاسِعَةٍ بَيْنَ جِبَالٍ، وَجَمْعُهَا دُورٌ ودَارَات؛ قَالَ أَبو حَنِيفَة: وَهِيَ تُعَدُّ مِنْ بُطُونِ الأَرض الْمُنْبِتَةِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الجَوْبَةُ الْوَاسِعَةُ تَحُفُّها الْجِبَالُ، وَلِلْعَرَبِ دَارَاتٌ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَجَدْتُ هُنَا فِي بَعْضِ الأُصول حَاشِيَةً بِخَطِّ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ الإِمام الْمُفِيدِ بَهَاءِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّحَّاسِ النَّحْوِيِّ، فَسَّحَ اللَّهُ فِي أَجله: قَالَ كُرَاعٌ الدارةُ هِيَ البُهْرَةُ إِلا أَن البُهْرَة لَا تَكُونُ إِلا سَهْلَةً وَالدَّارَةُ تَكُونُ غَلِيظَةً وَسَهْلَةً. قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَبي فَقْعَسٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّارَةُ كلُّ جَوْبَةٍ تَنْفَتِحُ فِي الرَّمْلِ، وَجَمْعُهَا دُورٌ كَمَا قِيلَ سَاحَةٌ وسُوحٌ. قَالَ الأَصمعي: وعِدَّةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى دَخَلَ كَلَامُ بَعْضِهِمْ فِي كَلَامِ بَعْضٍ: فَمِنْهَا دَارَةُ جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ صُلْصُلٍ ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ وَدَارَةُ الجَأْبِ وَدَارَةُ الذِّئْبِ وَدَارَةُ رَهْبى ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ مَوْضُوعٍ ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ ودارةُ القِدَاحِ ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قِطْقِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ ودارةُ الخَرْجِ وَدَارَةُ وَشْحَى ودارةُ الدُّورِ، فَهَذِهِ عِشْرُونَ دَارَةً وَعَلَى أَكثرها شَوَاهِدُ، هَذَا آخِرُ الْحَاشِيَةِ. والدَّيِّرَةُ مِنَ الرَّمْلِ: كالدَّارةِ، وَالْجَمْعُ دَيِّرٌ، وَكَذَلِكَ التَّدْوِرَةُ، وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِابْن مُقْبِلٍ: بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا ... دَسَمُ السَّلِيطِ، يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ

وَيُرْوَى: بِتْنَا بِدَيِّرَةٍ يُضِيءُ وُجُوهَنَا والدَّارَةُ: رَمْلٌ مُسْتَدِيرٌ، وَهِيَ الدُّورَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الدُّورَةُ والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ، وَرُبَّمَا قَعَدُوا فِيهَا وَشَرِبُوا. والتَّدْوِرَةُ. المجلسُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون: مُعَالَجَتُهَا. والمُدَاوَرَةُ: الْمُعَالَجَةُ؛ قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ: أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي، ... ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ والدَّوَّارَةُ: مِنْ أَدوات النَّقَّاشِ والنَّجَّارِ لَهَا شُعْبَتَانِ تَنْضَمَّانِ وَتَنْفَرِجَانِ لِتَقْدِيرِ الدَّارات. والدَّائِرَةُ فِي العَرُوض: هِيَ الَّتِي حَصَرَ الْخَلِيلُ بِهَا الشُّطُورَ لأَنها عَلَى شَكْلِ الدَّائِرَةِ الَّتِي هِيَ الْحَلْقَةُ، وَهِيَ خَمْسُ دَوَائِرَ: الأُولى فِيهَا ثَلَاثَةُ أَبواب الطَّوِيلُ وَالْمَدِيدُ وَالْبَسِيطُ، وَالدَّائِرَةُ الثَّانِيَةُ فِيهَا بَابَانِ الْوَافِرُ وَالْكَامِلُ، وَالدَّائِرَةُ الثَّالِثَةُ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَبواب الْهَزَجُ وَالرَّجَزُ وَالرَّمَلُ، وَالدَّائِرَةُ الرَّابِعَةُ فِيهَا سِتَّةُ أَبواب السَّرِيعُ وَالْمُنْسَرِحُ وَالْخَفِيفُ وَالْمُضَارِعُ وَالْمُقْتَضَبُ وَالْمُجْتَثُّ، وَالدَّائِرَةُ الْخَامِسَةُ فِيهَا الْمُتَقَارِبُ فَقَطْ. وَالدَّائِرَةُ: الشَّعَرُ الْمُسْتَدِيرُ عَلَى قَرْنِ الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مَوْضِعُ الذُّؤَابَةِ. وَمِنْ أَمثالهم: مَا اقْشَعَرَّتْ لَهُ دَائِرَتِي؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لَا يَضُرُّكَ. وَدَائِرَةُ رأْس الإِنسان: الشَّعْرُ الَّذِي يَسْتَدِيرُ عَلَى القَرْنِ، يُقَالُ: اقْشَعَرَّتْ دَائِرَتُهُ. وَدَائِرَةُ الْحَافِرِ: مَا أَحاط بِهِ مِنَ التِّبْنِ. وَالدَّائِرَةُ: كَالْحَلْقَةِ أَو الشَّيْءِ الْمُسْتَدِيرِ. وَالدَّائِرَةُ: وَاحِدَةُ الدَّوَائِرِ؛ وَفِي الْفَرَسِ دَوَائِرُ كَثِيرَةٌ: فَدَائِرَةُ القَالِع والنَّاطِحِ وَغَيْرِهِمَا؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: دَوَائِرُ الْخَيْلِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ دَائِرَةً: يُكْرَهُ مِنْهَا الهَقْعَةُ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي عُرضِ زَوْرِه، وَدَائِرَةُ القَالِعِ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ اللِّبْدِ، وَدَائِرَةُ النَّاخِسِ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ، ودائرةُ اللَّطَاةِ فِي وَسَطِ الْجَبْهَةِ وَلَيْسَتْ تُكْرَهُ إِذا كَانَتْ وَاحِدَةً فإِن كَانَ هُنَاكَ دَائِرَتَانِ قَالُوا: فَرَسٌ نَطِيحٌ، وَهِيَ مَكْرُوهَةٌ وَمَا سِوَى هَذِهِ الدَّوَائِرِ غَيْرُ مَكْرُوهَةٍ. ودَارَتْ عَلَيْهِ الدَّوائِرُ أَي نَزَلَتْ بِهِ الدَّوَاهِي. وَالدَّائِرَةُ: الْهَزِيمَةُ وَالسُّوءُ. يُقَالُ: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَيَجْعَلُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ أَي الدَّوْلَة بِالْغَلَبَةِ وَالنَّصْرِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ ؛ قِيلَ: الْمَوْتُ أَو الْقَتْلُ. والدُّوَّارُ: مُسْتَدَارُ رَمْلٍ تَدُورُ حَوْلَهُ الْوَحْشُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَمَا مُغْزِلٌ أَدْماءُ نَامَ غَزَالُها، ... بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذِي عَرَارٍ وحُلَّبِ بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى، وَلَا أُمُّ شَادِنٍ ... غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ وَالدَّائِرَةُ: خَشَبَةٌ تُرَكَّزُ وَسَطَ الكُدْسِ تَدُورُ بِهَا الْبَقَرُ. اللَّيْثُ: المَدَارُ مَفْعَلٌ يَكُونُ مَوْضِعًا وَيَكُونُ مَصْدَرًا كالدَّوَرَانِ، وَيُجْعَلُ اسْمًا نَحْوَ مَدَار الفَلَكِ فِي مَدَارِه. ودُوَّارٌ، بِالضَّمِّ: صَنَمٌ، وَقَدْ يُفْتَحُ، وَفِي الأَزهري: الدَّوَّارُ صَنَمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَنْصِبُهُ يَجْعَلُونَ مَوْضِعًا حَوْلَهُ يَدُورُون بِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الصَّنَمِ وَالْمَوْضِعِ الدُّوَارُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ ... عَذَارَى دُوَارٍ، فِي مُلاءٍ مُذَيَّلِ السِّرْبُ: الْقَطِيعُ مِنَ الْبَقَرِ وَالظِّبَاءِ وَغَيْرِهَا، وأَراد

بِهِ هَاهُنَا الْبَقَرَ، وَنِعَاجُهُ إِناثه، شَبَّهَهَا فِي مَشْيِهَا وَطُولِ أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حَوْلَ صَنَمٍ وَعَلَيْهِنَّ الْمِلَاءُ. وَالْمُذَيَّلُ: الطَّوِيلُ الْمُهَدَّبُ. والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ، بِالْفَتْحِ، وأَما الدُّوَارُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ مِنْ دُوَارِ الرأْس، وَيُقَالُ فِي اسْمِ الصَّنَمِ دُوارٌ، قَالَ: وَقَدْ تُشَدَّدُ فَيُقَالُ دُوَّارٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي دَوْلَةٌ، وَالدَّوَائِرُ تَدُورُ والدَّوائل تَدولُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدَّوَّار والدُّوَّارُ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ، مِنْ أَسماء الْبَيْتِ الْحَرَامِ. والدَّارُ: الْمَحَلُّ يَجْمَعُ الْبِنَاءَ وَالْعَرْصَةَ، أُنثى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هِيَ مِنْ دَارَ يَدُورُ لِكَثْرَةِ حَرَكَاتِ النَّاسِ فِيهَا، وَالْجَمْعُ أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ فِي أَدنى الْعَدَدِ والإِشمام لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَفعل مِنَ الْفِعْلِ وَالْهَمْزُ لِكَرَاهَةِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْهَمْزَةُ فِي أَدؤر مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ مَضْمُومَةٍ، قَالَ: وَلَكَ أَن لَا تَهْمِزَ، وَالْكَثِيرُ دِيارٌ مِثْلُ جَبَلٍ وأَجْبُلٍ وجِبالٍ. وَفِي حَدِيثِ زِيَارَةِ الْقُبُورِ: سلامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ؛ سُمِّيَ مَوْضِعُ الْقُبُورِ دَارًا تَشْبِيهًا بِدَارِ الأَحياء لِاجْتِمَاعِ الْمَوْتَى فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ: فأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِه ؛ أَي فِي حَضْرَةٍ قُدْسِهِ، وَقِيلَ: فِي جَنَّتِهِ، فإِن الْجَنَّةَ تُسَمَّى دَارَ السَّلَامِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ السَّلَامُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي جَمْعِ الدَّارِ: آدُرٌ، عَلَى الْقَلْبِ، قَالَ: حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي الْحَسَنِ؛ ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ ودُورٌ ودُورَاتٌ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ جَمْعِ الْجَمْعِ فِي قِسْمَةِ السَّلَامَةِ. والدَّارَةُ: لُغَةٌ فِي الدَّارِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ وأَدْوِرَةٌ؛ قَالَ: وأَما الدَّارُ فَاسْمٌ جَامِعٌ لِلْعَرْصَةِ وَالْبِنَاءِ والمَحَلَّةِ. وكلُّ مَوْضِعٍ حَلَّ بِهِ قَوْمٌ، فَهُوَ دَارُهُمْ. وَالدُّنْيَا دَارُ الفَناء، وَالْآخِرَةُ دَارُ القَرار ودَارُ السَّلام. قَالَ: وَثَلَاثُ أَدْؤُرٍ، هُمِزَتْ لأَن الأَلف الَّتِي كَانَتْ فِي الدَّارِ صَارَتْ فِي أَفْعُلٍ فِي مَوْضِعِ تَحَرُّكٍ فأُلقي عَلَيْهَا الصَّرْفُ وَلَمْ تُرَدَّ إِلى أَصلها. وَيُقَالُ: مَا بِالدَّارِ دَيَّارٌ أَي مَا بِهَا أَحد، وَهُوَ فَيْعَالٌ مِنْ دَارَ يَدُورُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ مَا بِهَا دُورِيٌّ وَمَا بِهَا دَيَّارٌ أَي أَحد، وَهُوَ فَيْعَالٌ مِنْ دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ؛ قَالُوا: وإِذا وَقَعَتْ وَاوٌ بَعْدَ يَاءٍ سَاكِنَةٍ قَبْلَهَا فَتْحَةٌ قُلِبَتْ يَاءً وأُدغمت مِثْلُ أَيَّام وقَيَّام. وَمَا بالدّارِ دُورِيٌّ وَلَا دَيَّارٌ وَلَا دَيُّورٌ عَلَى إِبدال الْوَاوِ مِنَ الْيَاءِ، أَي مَا بِهَا أَحد، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ، وَجَمْعُ الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لَوْ كُسِّرَ دَواوِيرُ، صَحَّتِ الْوَاوُ لِبُعْدِهَا مِنَ الطَّرَفِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا أُنبئكم بِخَيْرِ دُورِ الأَنصار؟ دُورُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دُور بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ وَفِي كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ ؛ الدُّورُ: جَمْعُ دَارٍ، وَهِيَ الْمَنَازِلُ الْمَسْكُونَةُ والمَحَالُّ، وأَراد بِهِ هَاهُنَا الْقَبَائِلَ؛ والدُّورُ هَاهُنَا: قَبَائِلُ اجْتَمَعَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ فِي مَحَلَّةٍ فَسُمِّيتِ المَحَلَّةُ دَاراً وَسُمِّيَ سَاكِنُوهَا بِهَا مَجَازًا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَي أَهل الدُّورِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَا بقيتْ دَارٌ إِلَّا بُنِيَ فِيهَا مَسْجِدٌ ؛ أَي مَا بَقِيَتْ قَبِيلَةٌ. وأَما قَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ دَارٍ؟ فإِنما يُرِيدُ بِهِ الْمَنْزِلَ لَا الْقَبِيلَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّارُ مُؤَنَّثَةٌ وإِنما قَالَ تَعَالَى: وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ ؛ فذكَّر عَلَى مَعْنَى المَثْوَى وَالْمَوْضِعِ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً، فأَنث عَلَى الْمَعْنَى. والدَّارَةُ أَخص مِنَ الدَّارِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: يَا لَيْلَةً مِنْ طُولها وعَنَائِها، ... عَلَى أَنها مِنْ دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ

وَيُقَالُ للدَّارِ: دَارَة. وَقَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى: وَفِي الصِّحَاحِ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ يَمْدَحُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعان: لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ، ... وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنادِي والمُدَارَات: أُزُرٌ فِيهَا دَارَاتٌ شَتَّى؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وذُو مُدَارَاتٍ عَلَى حَصِير والدَّائِرَةُ: الَّتِي تَحْتَ الأَنف يُقَالُ لَهَا دَوَّارَةٌ ودَائِرَةٌ ودِيرَةٌ. والدَّارُ: الْبَلَدُ. حَكَى سِيبَوَيْهِ: هَذِهِ الدَّارُ نَعِمَتِ البلدُ فأَنث الْبَلَدَ عَلَى مَعْنَى الدَّارِ. وَالدَّارُ: اسْمٌ لِمَدِينَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ . والدَّارِيُّ: اللازِمُ لِدَارِهِ لَا يَبْرَحُ وَلَا يَطْلُبُ مَعَاشًا. وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مُقِيمٌ فِي دَارِهِ فَنُسِبَ إِليها؛ قَالَ: لَبِّثْ قَلِيلًا يُدْرِكِ الدَّارِيُّون، ... ذَوُو الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون، سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا مَا يُبْلُون يَقُولُ: هُمْ أَرباب الأَموال وَاهْتِمَامُهُمْ بإِبلهم أَشد مِنِ اهْتِمَامِ الرَّاعِي الَّذِي لَيْسَ بِمَالِكٍ لَهَا. وبَعِيرٌ دَارِيٌّ: مُتَخَلِّفٌ عَنِ الإِبل فِي مَبْرَكِه، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ والدَّارِيُّ: المَلَّاحُ الَّذِي يَلِي الشِّرَاعَ. وأَدَارَهُ عَنِ الأَمر وَعَلَيْهِ ودَاوَرَهُ: لاوَصَهُ. وَيُقَالُ: أَدَرْتُ فُلَانًا عَلَى الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه، وأَدَرْتُهُ عَنِ الأَمر إِذا طَلَبْتَ مِنْهُ تَرْكَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يُديرُونَنِي عَنْ سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ، ... وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالِمُ وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: قَالَ لَهُ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَقَدْ دَاوَرْتُ بَنِي إِسرائيل عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا ؛ هُوَ فاعَلْتُ مِنْ دَارَ بِالشَّيْءِ يَدُورُ بِهِ إِذا طَافَ حَوْلَهُ، وَيُرْوَى: رَاوَدْتُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمُدَارَةُ جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ عَلَى هَيْئَةِ الدَّلْوِ فَيُسْتَقَى بِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا يَسْتَقِي فِي النَّزَحِ المَضْفُوفِ ... إِلَّا مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يَقُولُ: لَا يُمْكِنُ أَن يُسْتَقَى مِنَ الْمَاءِ الْقَلِيلِ إِلا بِدِلَاءٍ وَاسِعَةِ الأَجواف قَصِيرَةِ الْجَوَانِبِ لِتَنْغَمِسَ فِي الْمَاءِ وإِن كَانَ قَلِيلًا فَتَمْتَلِئَ مِنْهُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ مِنَ المُدَارَاةِ فِي الأُمور، فَمَنْ قَالَ هَذَا فإِنه يَنْصِبُ التَّاءَ فِي مَوْضِعِ الْكَسْرِ، أَي بِمُدَارَاةِ الدِّلَاءِ، وَيَقُولُ لَا يُسْتَقَى عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ. ودَارٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: عادَ الأَذِلَّةُ فِي دَارٍ، وكانَ بِهَا ... هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلَّامُونَ للجُزُرِ وابنُ دَارَةَ: رَجُلٌ مِنْ فُرْسَانِ الْعَرَبِ؛ وَفِي الْمَثَلِ: مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا والدَّارِيُّ: العَطَّارُ، يُقَالُ: إِنه نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنِ فِيهَا سُوق كَانَ يُحْمَلُ إِليها مِسْكٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْهِنْدِ؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: أُلْقِيَ فِيهَا فِلْجانِ مِنْ مِسْكِ دَارِينَ، ... وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لَمْ يُحْذِكَ مِنْ عِطْرِه عَلِقَكَ مِنْ رِيحِهِ ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍ ... مِنَ المِسْكِ، رَاحَتْ فِي مَفَارِقِها تَجْري

والدَّارِيُّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ: العَطَّارُ، قَالُوا: لأَنه نُسِبَ إِلى دَارِينَ، وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي الْبَحْرِ يُؤْتَى مِنْهُ بِالطِّيبِ؛ ومنه كَلَامِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلْعٌ دَارِيٌ أَي شِراعٌ مَنْسُوبٌ إِلى هَذَا الْمَوْضِعِ الْبَحْرِيِّ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ: فَلَا تُكْثِرَا فِيهِ المَلامَةَ، إِنَّهُ ... مَحا السَّيْفُ مَا قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ للكُمَيت بْنِ مَعْرُوف، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ لِلْكُمَيْتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الأَكبر؛ قَالَ: وَصَدْرُهُ: فَلَا تُكْثِرُوا فِيهِ الضَّجَاجَ، فإِنه ... مَحا السَّيْفُ ..... وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ فِيهِ تَعْودُ عَلَى الْعَقْلِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ: خُذُوا العَقْلَ، إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم، ... وكُونُوا كَمَنْ سَنَّ الهَوَانَ فَأَرْتَعَا قَالَ: وَسَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَن سَالِمَ بْنَ دَارَةَ هَجَا فَزَارَةَ وَذَكَرَ في هجائه زُمَيْلَ بْنِ أُم دِينَارٍ الفَزَارِيَّ فَقَالَ: أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لَنْ أُصالِحَها، ... حَتَّى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ ثُمَّ إِن زُمَيْلًا لَقِيَ سَالِمَ بْنَ دَارَةَ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَقَتَلَهُ وَقَالَ: أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ، ... ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عَنْ فَزَارَهْ وَيُرْوَى: وكاشِفُ السُّبَّةِ عَنْ فَزَارَهْ . وَبَعْدَهُ: ثُمَّ جَعَلْتُ أَعْقِلُ البَكَارَهْ جَمْعُ بَكْرٍ. قَالَ: يَعْقِلُ الْمَقْتُولَ بَكارَةً. ومَسَانّ وعبدُ الدَّار: بطنٌ مِنْ قُرَيْشٍ النَّسَبُ إِليهم عَبْدَرِيٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ الإِضافة الَّتِي أُخذ فِيهَا مِنْ لَفْظِ الأَول وَالثَّانِي كَمَا أُدخلت فِي السِّبَطْر حروفُ السَّبِطِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: كأَنهم صَاغُوا مِنْ عَبْدِ الدَّارِ اسْمًا عَلَى صِيغَةِ جَعْفَرٍ ثُمَّ وَقَعَتِ الإِضافة إِليه. ودارِين: مَوْضِعٌ تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ الَّتِي فِيهَا الْمِسْكُ وَغَيْرُ ذَلِكَ فَنَسَبُوا الْمِسْكَ إِليه، وسأَل كِسْرَى عَنْ دَارِينَ: مَتَّى كَانَتْ؟ فَلَمْ يَجِدْ أَحداً يُخْبِرُهُ عَنْهَا إِلا أَنهم قَالُوا: هِيَ عَتِيقَةٌ بِالْفَارِسِيَّةِ فَسُمِّيَتْ بِهَا. ودَارَانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما اعتلَّت الْوَاوُ فِيهِ لأَنهم جَعَلُوا الزِّيَادَةَ فِي آخِرِهِ بِمَنْزِلَةِ مَا فِي آخِرِهِ الْهَاءُ وَجَعَلُوهُ مُعْتَلًّا كَاعْتِلَالِهِ وَلَا زِيَادَةَ فِيهِ وإِلا فَقَدْ كَانَ حُكْمُهُ أَن يَصِحَّ كَمَا صَحَّ الجَوَلانُ ودَارَاءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: لَعَمْرُكَ مَا مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا ... بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ ودَارَةُ: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ، مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِفُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: يَسْأَلْنَ عَنْ دَارَةَ أَن تَدُورَا ودَارَةُ الدُّور: مَوْضِعٌ، وأُراهم إِنما بَالَغُوا بِهَا، كَمَا تَقُولُ: رَمْلَةُ الرِّمالِ. ودُرْنَى: اسْمُ مَوْضِعٍ، سُمِّيَ عَلَى هَذَا بِالْجُمْلَةِ، وَهِيَ فُعْلى. ودَيْرُ النَّصَارَى: أَصله الْوَاوُ، وَالْجَمْعُ أَدْيارٌ. والدَّيْرَانِيُّ: صَاحِبُ الدَّيْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّيْرِ. دَيَرَ: التَّهْذِيبُ: الدَّيْرُ الدَّارَاتُ فِي الرَّمْلِ، ودَيْرُ النَّصَارَى، أَصله الْوَاوُ، وَالْجَمْعُ أَدْيارٌ. والدَّيْرَانِيُّ: صَاحِبُ

فصل الذال المعجمة

الدَّيْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّيْرُ خَانُ النَّصَارَى؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: دَيْرُ النَّصَارَى، وَالْجَمْعُ أَدْيارٌ، وَصَاحِبُهُ الَّذِي يَسْكُنُهُ وَيَعْمُرُهُ دَيَّارٌ ودَيْرَانِيٌّ، نَسَبٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا إِنه مِنَ الْيَاءِ وإِن كَانَ دَوْرٌ أَكْثَرَ وأَوسع لأَن الْيَاءَ قَدْ تَصَرَّفَتْ فِي جمعه وفي بِنَاءِ فَعَّالٍ، وَلَمْ نَقُلْ إِنها مُعَاقَبَةٌ لأَن ذَلِكَ لَوْ كَانَ لَكَانَ حَرِيّاً أَن يُسْمَعَ فِي وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ تَصَارِيفِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا رأَس أَصحابه: هُوَ رأْس الدَّيْرِ. فصل الذال المعجمة ذأر: ذَئِرَ الرجلُ: فَزِعَ. وذَئِرَ ذَأَراً، فَهُوَ ذَئِرٌ: غَضِبَ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: لَمَّا أَتاني عَنْ تَمِيمٍ أَنَّهُمْ ... ذَئِرُوا لَقَتْلَى عامِرٍ، وتَغَضَّبُوا يَعْنِي نَفَرُوا مِنْ ذَلِكَ وأَنكروه، وَيُقَالُ: أَنِفوا مِنْ ذَلِكَ، وَيُقَالُ: إِن شُؤونك لَذَئِرَةٌ. وَقَدْ ذَئِرَه أَي كَرِهَهُ وَانْصَرَفَ عَنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: الذَّائِرُ الْغَضْبَانُ. والذَّائِرُ: النَّفُور. والذَّائِرُ: الأَنِفُ. اللَّيْثُ: ذَئِرَ إِذا اغْتَاظَ عَلَى عَدُوِّهِ واستعدَّ لمُوَاثَبَتِه. وأَذْأَرَهُ عَلَيْهِ: أَغْضَبَهُ وقَلَبَه؛ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يَكْفِهِ ذَلِكَ حَتَّى أَبدله فَقَالَ: أَذْرَأَني، وَهُوَ خطأٌ. أَبو زَيْدٍ: أَذْأَرْتُ الرجلَ بِصَاحِبِهِ إِذْآراً أَي حَرَّشْتُهُ وأَولعته بِهِ. وَقَدْ ذَئِرَ عَلَيْهِ حِينَ أَذْأَرْتُه أَي اجْتَرَأَ عَلَيْهِ. وأَذْأَرَهُ الشَّيْءَ: أَلْجَأَهُ. وأَذْأَرَهُ بِصَاحِبِهِ: أَغراه. وذَئِرَ بِذَلِكَ الأَمر ذَأَراً: ضَرِيَ بِهِ وَاعْتَادَهُ. وذَئِرَتِ المرأَةُ عَلَى بَعْلِهَا، وَهِيَ ذَائِرٌ: نَشَزَتْ وتَغَيَّرَ خُلُقها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا نَهَى عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ ذَئِرْنَ عَلَى أَزواجهنّ ؛ قَالَ الأَصمعي: أَي نَفَرْنَ ونَشَزْنَ واجْتَرأْنَ؛ يُقَالُ مِنْهُ: امرأَة ذَئِرٌ عَلَى مِثَالِ فَعِلٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: امرأَة ذَائِرٌ عَلَى فاعِلٍ مِثْلُ الرجلِ. يُقَالُ: ذَئِرَتِ المرأَةُ تَذْأَرُ، فَهِيَ ذَئِرُ وَذَائِرٌ أَي نَاشِزٌ؛ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وأَذْأَرَهُ: جَرَّأَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَكْثَمَ بْنُ صَيْفِيٍّ: سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ ويُذْئِرُ العَدُوَّ؛ يُحْرِضُه: يُسْقِطُه. وذَاءَرَتِ الناقةُ، وَهِيَ مُذائِرٌ: سَاءَ خُلُقها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بأَنفها وَلَا يَصْدُقُ حُبُّها. أَبو عُبَيْدٍ: ذاءَرَتِ الناقةُ عَلَى فاعَلَتْ، فَهِيَ مُذائِرٌ إِذا سَاءَ خُلُقُهَا، وَكَذَلِكَ المرأَة إِذا نَشَزَتْ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: ذارَتْ بأَنفها، مِنْ هَذَا، فَخَفَّفَهُ، وَقِيلَ: الَّتِي تَنْفِرُ عَنِ الْوَلَدِ ساعةَ تَضَعُهُ. والذِّئارُ: سِرْقِينٌ مُخْتَلِطٌ بِتُرَابٍ يُطْلَى عَلَى أَطْباءِ الناقةِ لِئَلَّا يَرْضَعَها الفصيلُ، وقد ذَأَرَها. ذبر: الذَّبْرُ: الْكِتَابَةُ مِثْلُ الزَّبْرِ. ذَبَرَ الكتابَ يَذْبُرُه ويَذْبِرُه ذَبْراً وذَبَّرَه، كِلَاهُمَا: كَتَبَهُ؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي ذُؤَيْبٍ: عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَاةِ، ... يَذْبُرُها الكاتِبُ الحِمْيَري وَقِيلَ: نَقَطَهُ، وَقِيلَ: قرأَه قِراءةً خَفِيَّةً، وَقِيلَ: الذَّبْرُ كُلُّ قِرَاءَةٍ خَفِيَّةٍ؛ كُلُّ ذَلِكَ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: فِيهَا كتابٌ ذَبْرٌ لِمُقْتَرِئٍ، ... يَعْرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا ذَبْرٌ: بَيِّنٌ، أَراد. كِتَابًا مَذْبُورًا فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الْمَفْعُولِ. وأَلْبُهُمْ: مَنْ كَانَ هَوَاهُ مَعَهُمْ؛

تَقُولُ: بَنُو فُلَانٍ أَلْبٌ وَاحِدٌ. وحَشَدُوا أَي جَمَعُوا. ابْنِ الأَعرابي فِي قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَهل الْجَنَّةِ خَمْسَةُ أَصناف: مِنْهُمُ الَّذِي لَا ذَبْرَ لَهُ أَي لَا نُطْقَ لَهُ وَلَا لِسَانَ لَهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ ضَعْفِهِ، مِنْ قَوْلِكَ: ذَبَرْتُ الكتابَ أَي قرأْته. قَالَ: وزَبَرْتُه أَي كَتَبْتُهُ، فَفَرْقٌ بَيْنَ ذَبَرَ وزَبَرَ. والذَّبْرُ فِي الأَصل: الْقِرَاءَةُ. وَكِتَابٌ ذَبِرٌ: سهلُ الْقِرَاءَةِ؛ وَقِيلَ: الْمَعْنَى لَا فَهْمَ لَهُ مَنْ ذَبَرْتُ الكتابَ إِذا فَهِمْتَه وأَتقنته، وَيُرْوَى بِالزَّايِ وَسَيَجِيءُ. الأَصمعي: الذِّبارُ الكُتُبُ، وَاحِدُهَا ذَبْرٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَقولُ لِنَفْسِي، واقِفاً عِنْدَ مُشْرِفٍ، ... عَلَى عَرَصاتٍ كالذِّبارِ النَّوَاطِقِ وَبَعْضٌ يَقُولُ: ذَبَرَ كَتَبَ. وَيُقَالُ: ذَبَرَ يَذْبُرُ إِذا نَظَرَ فأَحسن النَّظَرَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُدْعانَ: أَنا مُذابِرٌ أَي ذَاهِبٌ، وَالتَّفْسِيرُ فِي الْحَدِيثِ. وثوبٌ مُذَبَّرٌ: مُنَمْنَمٌ؛ يَمَانِيَةٌ. والذُّبُور: العِلمُ والفِقْهُ بِالشَّيْءِ. وذَبَرَ الخَبَرَ: فهِمه. ثَعْلَبٌ: الذَّابِرُ المُتْقِنُ لِلْعِلْمِ. يُقَالُ: ذَبَرَه يَذْبُرُه؛ وَمِنْهُ الْخَبَرُ: كَانَ مُعَاذٌ يَذْبُرُه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي يُتْقِنُهُ ذَبْراً وذَبارَةً. وَيُقَالُ: مَا أَرْصَنَ ذَبارَتَهُ. ابْنُ الأَعرابي: ذَبَرَ أَتقن وذَبَرَ غَضِبَ والذَّابِرُ الْمُتْقِنُ، وَيُرْوَى بِالدَّالِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: مَا أُحِبُّ أَن لِي ذَبْراً مِنْ ذَهَبٍ أَي جَبَلًا بَلُغَتِهِمْ، وَيُرْوَى بِالدَّالِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. ذحر: قَالَ الأَزهري: لَمْ أَجده مُسْتَعْمَلًا فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِمْ. ذخر: ذَخَرَ الشيءَ يَذْخُرُه ذُخْراً واذَّخَرَهُ اذِّخاراً: اخْتَارَهُ، وَقِيلَ: اتَّخَذَهُ، وَكَذَلِكَ اذَّخَرْتُه، وَهُوَ افْتَعَلَتْ. وَفِي حَدِيثِ الضحية: كُلُوا وادَّخِرُوا ؛ وأَصله اذْتَخَرَهُ فَثَقُلَتِ التَّاءُ الَّتِي لِلِافْتِعَالِ مَعَ الذَّالِ فَقُلِبَتْ ذَالًا وأُدغمت فِيهَا الذَّالُ الأَصلية فَصَارَتْ ذَالًا مُشَدَّدَةً، وَمَثْلُهُ الاذِّكارُ مِنَ الذِّكْرِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ؛ أَصله تَذْتَخِرُون لأَن الذَّالَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ لَا يُمَكِّنُ النفَس أَن يَجْرِيَ مَعَهُ لِشِدَّةِ اعْتِمَادِهِ فِي مَكَانِهِ وَالتَّاءُ مَهْمُوسَةٌ، فأُبدل مِنْ مَخْرَجِ التَّاءِ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يُشْبِهُ الذَّالَ فِي جَهْرِهَا وَهُوَ الدَّالُ فَصَارَ تَدَّخِرُون، وأَصل الإِدغام أَن تُدْغِمَ الأَول فِي الثَّانِي. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ تَذَّخِرُون، بِذَالٍ مُشَدَّدَةٍ، وَهُوَ جَائِزٌ والأَول أَكثر. والذَّخِيرَةُ: وَاحِدَةُ الذَّخائِر، وَهِيَ مَا ادُّخِرَ؛ قَالَ: لَعَمْرُكَ مَا مالُ الفَتَى بِذَخِيرَةٍ، ... ولكنَّ إِخْوانَ الصَّفَاء الذَّخائِرُ وَكَذَلِكَ الذُّخْرُ، وَالْجَمْعُ أَذْخارٌ. وذَخَرَ لِنَفْسِهِ حَدِيثًا حَسَناً: أَبقاه، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَصحاب الْمَائِدَةِ: أُمِرُوا أَن لَا يَدَّخِرُوا فادَّخَرُوا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُنْطَقُ بِهَا، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وأَصل الادِّخارِ اذْتِخارٌ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الذَّخْرِ. وَيُقَالُ: اذْتَخَرَ يَذْتَخِرُ فَهُوَ مُذْتَخِرٌ، فَلَمَّا أَرادوا أَن يُدْغِمُوا لِيَخِفَّ النُّطْقُ قَلَبُوا التَّاءَ إِلى مَا يُقَارِبُهَا مِنَ الْحُرُوفِ، وَهُوَ الدَّالُ الْمُهْمَلَةُ، لأَنهما مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ فَصَارَتِ اللَّفْظَةُ مُذْدَخِرٌ بِذَالٍ وَدَالٍ، وَلَهُمْ فِيهِ حينئذٍ مَذْهَبَانِ: أَحدهما، وَهُوَ الأَكثر، أَن تُقْلَبَ الذَّالُ الْمُعْجَمَةُ دَالًا مُشَدَّدَةً، وَالثَّانِي، وَهُوَ الأَقل، أَن تُقْلَبَ الدَّالُ الْمُهْمَلَةُ ذَالًا وَتُدْغَمَ فِيهَا فَتَصِيرَ ذَالًا مُشَدَّدَةً مُعْجَمَةً، وَهَذَا الْعَمَلُ مُطَّرِدٌ فِي أَمثاله نَحْوَ ادَّكَرَ واذَّكَرَ، واتَّغَرَ واثَّغَرَ. والمَذْخَرُ: العَفِجُ.

والإِذْخِرُ: حَشِيشٌ طَيِّبُ الرِّيحِ أَطول مِنَ الثِّيْلِ يَنْبُتُ عَلَى نِبتة الكَوْلانِ، وَاحِدَتُهَا إِذْخِرَةٌ، وَهِيَ شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الإِذْخِرُ لَهُ أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاقٌ دَفِرُ الرِّيحِ، وَهُوَ مِثْلُ أَسَلِ الكُولانِ إِلا أَنه أَعرض وأَصغر كُعُوباً، وَلَهُ ثَمَرَةٌ كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلا أَنها أَرق وأَصغر، وَهُوَ يُشْبِهُ فِي نَبَاتِهِ الغَرَزَ، يُطْحَنُ فَيُدْخَلُ فِي الطِّيبِ، وَهِيَ تَنْبُتُ فِي الحُزُونِ والسُّهُول وَقَلَّمَا تَنْبُتُ الإِذْخِرَةُ مُنْفَرِدَةً؛ وَلِذَلِكَ قَالَ أَبو كَبير: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَى خُلَّانَهُ، ... تَلَّى شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ قَالَ: وإِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابيَضَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ وذَكَرَ جَدْباً: إِذا تَلَعَاتُ بَطْنِ الحَشْرَجِ امْسَتْ ... جَدِيباتِ المَسَارِح والمَراحِ، تَهادَى الرِّيحُ إِذْخِرَهُنَّ شُهْباً، ... ونُودِيَ فِي المجالِس بالقِدَاحِ احْتَاجَ إِلى وَصْلِ هَمْزَةِ أَمست فَوَصَلَهَا. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ وَتَحْرِيمِ مَكَّةَ: فَقَالَ العباسُ إِلَّا الإِذْخِرَ فإِنه لِبُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا ؛ الإِذخر، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: حَشِيشَةٌ طَيِّبَةُ الرَّائِحَةِ يُسْقَفُ بِهَا الْبُيُوتُ فَوْقَ الْخَشَبِ، وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ مَكَّةَ: وأَعْذَقَ إِذْخِرُها أَي صَارَ لَهُ أَعْذَاقٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذكْرُ تَمْرِ ذَخِيرَةَ ؛ هُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: فَلَمَّا سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ ... مَذاخِرُها، وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُها يَعْنِي أَجوافها وأَمعاءها، وَيُرْوَى خَوَاصِرُهَا. الأَصمعي: الْمَذَاخِرُ أَسفل الْبَطْنِ. يُقَالُ: فُلَانٌ مَلأَ مَذاخِرَهُ إِذا ملأَ أَسافل بَطْنِهِ. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا شَبِعَتْ: قَدْ مَلأَتْ مَذَاخِرَها؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى إِذا قَتَلَتْ أَدْنَى الغَلِيلِ، وَلَمْ ... تَمْلَأْ مَذَاخِرَها لِلرِّيِّ والصَّدَرِ أَبو عَمْرٍو: الذَّاخِرُ السَّمِينُ. أَبو عُبَيْدَةَ: فرسٌ مُذَّخَرٌ وَهُوَ المُبَقَّى لحُضْرِهِ. قال: وَمِنَ المُذَّخَر المِسْوَاطُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعْطِي مَا عِنْدَهُ إِلا بالسَّوْطِ، والأُنثى مُذَّخَرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى إِذا كُنَّا بِثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ ؛ هِيَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وكأَنها مُسَمَّاةٌ بِجَمْعِ الإِذْخِرِ. ذرر: ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه: أَخذه بأَطراف أَصابعه ثُمَّ نَثَرَهُ عَلَى الشَّيْءِ. وذَرَّ الشيءَ يَذُرُّهُ إِذا بَدَّدَهُ. وذُرَّ إِذا بُدِّدَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: ذُرّي أَحِرَّ لَكِ أَي ذُرِّي الدَّقِيقَ فِي القِدْرِ لأَعمل لَكِ حَرِيرَةً. والذَّرُّ: مَصْدَرُ ذَرَرْتُ، وَهُوَ أَخذك الشَّيْءَ بأَطراف أَصابعك تَذُرُّهُ ذَرَّ الْمِلْحَ الْمَسْحُوقِ عَلَى الطَّعَامِ. وذَرَرْتُ الحَبَّ وَالْمِلْحَ وَالدَّوَاءَ أَذُرُّه ذَرّاً: فرَّقته؛ وَمِنْهُ الذَّرِيرَةُ والذَّرُورُ، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الذَّرِيرَة، وَتُجْمَعُ عَلَى أَذِرَّةٍ؛ وَقَدِ اسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للعَرَضِ تَشْبِيهًا لَهُ بِالْجَوْهَرِ فَقَالَ: شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ ... فِيهِ هَوَاكِ، فَلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ لِيمَ هُنَا إِما أَن يَكُونَ مُغَيَّرًا مِنْ لُئِمَ، وإِما أَن يَكُونَ فُعِلَ مِنَ اللَّوْمِ لأَن الْقَلْبَ إِذا نُهِيَ كَانَ حَقِيقًا أَن يَنْتَهِيَ. والذَّرُورُ: مَا ذَرَرْتَ. والذُّرَارَةُ: مَا تَنَاثَرَ مِنَ الشَّيْءِ المذْرُورِ. والذَّرِيرَةُ: مَا انْتُحِتَ مِنْ قصَبِ الطِّيبِ. والذَّرِيرَةُ: فُتَاتٌ مِنْ قَصَبِ الطِّيبِ الَّذِي يُجاءُ بِهِ مِنْ بَلَدِ الْهِنْدِ يُشْبِهُ قصَبَ النُّشَّابِ.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لإِحرامه بذَرِيرَةٍ ؛ قَالَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الطِّيبِ مَجْمُوعٌ مِنْ أَخلاط. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: يُنْثَرُ عَلَى قَمِيصِ الْمَيِّتِ الذَّرِيرَةُ ؛ قِيلَ: هِيَ فُتاتُ قَصَب مَّا كَانَ لنُشَّابٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي مُوسَى. والذَّرُورُ، بِالْفَتْحِ: مَا يُذَرُّ فِي الْعَيْنِ وَعَلَى القَرْحِ مِنْ دَوَاءٍ يَابِسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَكْتَحِلُ المُحِدُّ بالذَّرُورِ ؛ يُقَالُ: ذَرَرْتُ عينَه إِذا داويتها بِهِ. وذَرَّ عَيْنَهُ بالذَّرُورِ يَذُرُّها ذَرّاً: كَحَلَها. والذَّرُّ: صِغارُ النَّمل، وَاحِدَتُهُ ذَرَّةٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِن مِائَةً مِنْهَا وَزْنُ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ فكأَنها جُزْءٌ مِنْ مِائَةٍ، وَقِيلَ: الذَّرَّةُ لَيْسَ لَهَا وَزْنٌ، وَيُرَادُ بِهَا مَا يُرَى فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ الداخلِ فِي النَّافِذَةِ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ ذَرّاً وَكُنِّيَ بأَبي ذَرٍّ. وَفِي حَدِيثِ جُبير بْنِ مُطْعِم: رأَيت يَوْمَ حُنَيْنٍ شَيْئًا أَسود يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَوَقَعَ إِلى الأَرض فَدَبَّ مِثْلَ الذَّرِّ وَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ ؛ الذَّرُّ: النَّمْلُ الأَحمر الصَّغِيرُ، وَاحِدَتُهَا ذَرَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ قَتْلِ النَّحْلَةِ وَالنَّمْلَةِ والصُّرَدِ والهُدْهُدِ ؛ قَالَ إِبراهيم الحَرْبِيُّ: إِنما نَهَى عَنْ قَتْلِهِنَّ لأَنهن لَا يُؤْذِينَ النَّاسَ، وَهِيَ أَقل الطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ ضَرَرًا عَلَى النَّاسِ مِمَّا يتأَذى النَّاسُ بِهِ مِنَ الطُّيُورِ كَالْغُرَابِ وَغَيْرِهِ؛ قِيلَ لَهُ: فَالنَّمْلَةُ إِذا عَضَّتْ تَقْتُلُ؛ قَالَ: النَّمْلَةُ لَا تَعَضُّ إِنما يَعَضُّ الذَّرُّ؛ قِيلَ لَهُ: إِذا عَضَّت الذَّرَّةُ تَقْتُلُ؛ قَالَ: إِذا آذَتْكَ فَاقْتُلْهَا. قَالَ: وَالنَّمْلَةُ هِيَ الَّتِي لَهَا قَوَائِمُ تَكُونُ فِي الْبَرَارِي والخَرِبات، وَهَذِهِ الَّتِي يتأَذَّى النَّاسُ بِهَا هِيَ الذَّرُّ. وذَرَّ اللَّهُ الخلقَ فِي الأَرض: نَشَرَهُم والذُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّةٌ مِنْهُ، وَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى الذَّرِّ الَّذِي هُوَ النَّمْلُ الصِّغَارُ، وَكَانَ قِيَاسُهُ ذَرِّيَّةٌ، بِفَتْحِ الذَّالِ، لَكِنَّهُ نَسَبٌ شَاذٌّ لَمْ يَجِئْ إِلَّا مَضْمُومَ الأَول. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظهورهم ذُرِّيَّاتِهم؛ وذُرِّيَّةُ الرَّجُلِ: وَلَدُهُ، وَالْجَمْعُ الذَّرَارِي والذُّرِّيَّاتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ؛ قَالَ: أَجمع الْقُرَّاءُ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ فِي الذُّرِّيَّةِ، وَقَالَ يُونُسُ: أَهل مَكَّةَ يُخَالِفُونَ غَيْرَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ فَيَهْمِزُونُ النبيَّ والبَرِيَّةَ والذُّرِّية مِنْ ذَرَأَ اللَّهُ الخلقَ أَي خَلَقَهُمْ. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: الذُّرِّيَّةُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، قَالَ: وَمَعْنَى قوله: وإِذ أَخذ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتهم؛ أَن اللَّهَ أَخرج الْخَلْقَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ كالذَّرِّ حِينَ أَشهدهم عَلَى أَنفسهم: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا: بَلى، شَهِدُوا بِذَلِكَ؛ وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَصلها ذُرُّورَةٌ، هِيَ فُعْلُولَةٌ، وَلَكِنَّ التَّضْعِيفَ لَمَّا كَثُرَ أُبدل مِنَ الرَّاءِ الأَخيرة يَاءٌ فَصَارَتْ ذُرُّويَة، ثُمَّ أُدغمت الْوَاوُ فِي الْيَاءِ فَصَارَتْ ذُرِّيَّة، قَالَ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ إِنه فُعْلِيَّة أَقيس وأَجود عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: ذُرِّيَّة فُعْلِيَّة، كَمَا قَالُوا سُرِّيَّةٌ، والأَصل مِنَ السِّر وَهُوَ النِّكَاحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى امرأَة مَقْتُولَةً فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقاتِلُ، الحَقْ خَالِدًا فَقُلْ لَهُ: لَا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفاً ؛ الذَّرِّيَّةُ: اسْمٌ يَجْمَعُ نَسْلَ الإِنسان مِنْ ذَكَرٍ وأُنثى، وأَصلها الْهَمْزُ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوهُ فَلَمْ يَسْتَعْمِلُوهَا إِلا غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ، وَقِيلَ: أَصلها مِنَ الذَّرِّ بِمَعْنَى التَّفْرِيقِ لأَن اللَّهَ تَعَالَى ذَرَّهُمْ فِي الأَرض، وَالْمُرَادُ بِهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ النِّسَاءُ لأَجل المرأَة الْمَقْتُولَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: حُجُّوا بالذُّرِّية لا تأْكلوا أَرزاقها وتَذَرُوا أَرْباقَها فِي أَعْناقِها أَي حُجُّوا بِالنِّسَاءِ؛ وَضَرَبَ الأَرْباقَ، وَهِيَ الْقَلَائِدُ، مَثَلًا لِمَا قُلِّدَتْ أَعناقُها مِنْ وُجُوبِ الْحَجِّ، وَقِيلَ: كَنَّى بِهَا عَنِ الأَوْزارِ.

وذَرِّيُّ السَّيْفِ: فِرِنْدُه وَمَاؤُهُ يُشَبَّهانِ فِي الصَّفَاءِ بِمَدَبِّ النَّمْلِ والذَّرِّ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرَةَ: كل يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ، ... جَلَّى الصَّياقِلُ عَنْ ذَرِّيِّه الطَّبَعَا وَيُرْوَى: جَلا الصَّياقِلُ عَنْ ذَرِّيِّهِ الطَّبَعَا يَعْنِي عَنْ فِرِنْده؛ وَيُرْوَى: عَنْ دُرِّيِّهِ الطَّبَعَا يَعْنِي تَلَأْلُؤُهُ؛ وَكَذَلِكَ يُرْوَى بَيْتُ دُرَيْدٍ عَلَى وَجْهَيْنِ: وتُخْرِجُ مِنْهُ ضَرَّةُ اليومِ مَصْدَقاً، ... وطولُ السُّرَى ذَرّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ إِنما عَنَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْفِرِنْدِ. وَيُرْوَى: دُرِّيَّ عَضْبٍ أَي تلأَلؤه وإِشراقه كأَنه مَنْسُوبٌ إِلى الدُّرِّ أَو إِلى الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَى الْبَيْتِ يَقُولُ إِن أَضَرَّ بِهِ شِدَّة الْيَوْمَ أَخرج مِنْهُ مَصْدَقاً وَصَبْرًا وَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ كأَنه ذَرِّيُّ سَيْفٍ. وَيُقَالُ: مَا أَبْيَنَ ذَرِّيَّ سَيْفِهِ؛ نُسِبَ إِلى الذَّرِّ. وذَرَّتِ الشمسُ تَذُرُّ ذُرُوراً، بِالضَّمِّ: طَلَعَتْ وَظَهَرَتْ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل طُلُوعِهَا وَشُرُوقِهَا أَوَّلَ ما يسقط ضَوْؤُها عَلَى الأَرض وَالشَّجَرِ، وَكَذَلِكَ الْبَقْلُ وَالنَّبْتُ. وذَرَّ يَذُرُّ إِذا تَخَدَّدَ؛ وذَرَّتِ الأَرضُ النبتَ ذَرّاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعِ فِي مَطَرٍ: وثَرْد يَذُرُّ بَقْلُه، وَلَا يُقَرِّحُ أَصلُه؛ يَعْنِي بالثَّرْدِ المطرَ الضعيفَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَصابنا مَطَرٌ ذَرَّ بَقْلُه يَذُرُّ إِذا طَلَعَ وَظَهَرَ؛ وَذَلِكَ أَنه يَذُرُّ مِنْ أَدنى مَطَرٍ وإِنما يَذُرُّ البقلُ مِنْ مَطَرٍ قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ وَلَا يُقَرِّحُ البقلُ إِلَّا مِنْ قَدْرِ الذِّرَاعِ. أَبو زَيْدٍ: ذَرَّ البقلُ إِذا طَلَعَ مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: ذَرَّ الرجلُ يَذُرُّ إِذا شابَ مُقَدَّمُ رَأْسه. والذِّرَارُ: الغَضَبُ والإِنكارُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد لِكُثَيْرٍ: وَفِيهَا، عَلَى أَنَّ الفُؤَادَ يُحِبُّها، ... صُدُودٌ، إِذا لاقَيْتُها، وذِرَارُ الْفَرَّاءُ: ذَارَّت الناقةُ تَذَارُّ مُذَارَّةً وذِرَاراً أَي ساءَ خُلُقُها، وَهِيَ مُذَارٌّ، وَهِيَ فِي مَعْنَى العَلُوق والمُذَائِرِ؛ قَالَ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ: وكنتُ كَذاتِ البَعْلِ ذَارَت بأَنْفِها، ... فَمِنْ ذاكَ تَبْغي غَيْرَه وتُهاجِرُهْ إِلَّا أَنه خَفَّفَهُ لِلضَّرُورَةِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي فُلَانٍ ذِرارٌ أَي إِعراضٌ غَضَبًا كَذِرَارِ النَّاقَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَيْتُ الْحُطَيْئَةِ شَاهِدٌ عَلَى ذَارَت الناقةُ بأَنفها إِذا عَطَفَتْ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا، وأَصله ذَارَّتْ فَخَفَّفَهُ، وَهُوَ ذَارَتْ بأَنفها، وَالْبَيْتُ: وكنتُ كذاتِ البَوِّ ذَارَتْ بأَنفِها، ... فَمِنْ ذاكَ تَبْغي بُعْدَه وتُهاجِرُهْ قَالَ ذَلِكَ يَهْجُو بِهِ الزِّبْرِقانَ وَيَمْدَحُ آلَ شَمَّاسِ بْنِ لَايٍ؛ أَلا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا: فَدَعْ عَنْكَ شَمَّاسَ بْنَ لأَي فإِنهم ... مَوالِيكَ، أَوْ كاثِرْ بِهِمْ مَنْ تُكاثِرُهْ وَقَدْ قِيلَ فِي ذَارَتْ غيرُ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ أَن يَكُونَ أَصله ذَاءَرَتْ، وَمِنْهُ قِيلَ لِهَذِهِ المرأَة مُذَائِرٌ، وَهِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بأَنفها وَلَا يَصْدُقُ حُبُّها فَهِيَ تَنِفرُ عَنْهُ. والبَوُّ: جِلْدُ الحُوَارِ يُحْشَى ثُماماً ويُقامُ حَوْلَ الناقةِ لِتَدِرَّ عليه. وذَرٌّ: اسم. والذَّرْذَرَةُ: تَفْرِيقُكَ الشَّيْءَ وتَبْدِيدُكَ إِياه. وذَرْذَارٌ: لَقَبُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ.

ذعر: الذُّعْرُ، بِالضَّمِّ: الخَوْفُ والفَزَعُ، وَهُوَ الِاسْمُ. ذَعَرَهُ يَذْعَرُهُ ذَعْراً فانْذعَرَ، وَهُوَ مُنْذَعِرٌ، وأَذْعَرَه، كِلَاهُمَا: أَفزعه وَصَيَّرَهُ إِلى الذُّعْرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ومِثْل الَّذِي لاقيتَ، إِن كُنْتَ صَادِقًا، ... مِنَ الشَّرِّ يَوْمًا مِنْ خَلِيلِكَ أَذْعَرَا وَقَالَ الشَّاعِرُ: غَيْرَان شَمَّصَهُ الوُشاةُ فأَذْعَرُوا ... وَحْشاً عليكَ، وَجَدْتَهُنَّ سُكُونَا وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ قَالَ لَهُ لَيْلَةَ الأَحزاب: قُمْ فأْتِ الْقَوْمَ وَلَا تَذْعَرْهُم عَلَيَّ يَعْنِي قُرَيْشًا، أَي لَا تُفْزِعْهُمْ؛ يُرِيدُ لَا تُعْلِمْهُمْ بِنَفْسِكَ وامْشِ فِي خُفْيَةٍ لئلَّا يَنْفِروا مِنْكَ ويُقْبِلُوا عَلَيَّ. وَفِي حَدِيثِ نَابِلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ: وَنَحْنُ نَتَرامَى بالحَنْظَل فَمَا يَزِيدُنا عُمَرُ عَلَى أَن يقولَ: كَذَاكَ لَا تَذْعَرُوا إِبلَنَا عَلَيْنَا أَي لَا تُنَفِّرُوا إِبلنا عَلَيْنَا؛ وَقَوْلُهُ: كَذَاكَ أَي حَسْبُكُمْ «2». وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزَالُ الشيطانُ ذَاعِراً مِنَ الْمُؤْمِنِ ؛ أَي ذَا ذُعْرٍ وخَوْفٍ أَو هُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَذْعُور. وَرَجُلٌ ذَعُور: مُنْذَعِرٌ. وامرأَة ذَعُورٌ: تُذْعَرُ مِنَ الرّيبَةِ وَالْكَلَامِ الْقَبِيحِ؛ قَالَ: تَنُولُ بمَعْرُوفِ الحَديثِ، وإِن تُرِدْ ... سِوَى ذَاكَ، تُذْعَرْ منكَ وهْيَ ذَعُورُ وذُعِرَ فلانٌ ذَعْراً، فَهُوَ مَذْعُورٌ، أَي أُخِيفَ. والذَّعَرُ: الدَّهَشُ مِنَ الْحَيَاءِ. والذَّعْرَةُ: الفَزْعَةُ. والذَّعْرَاءُ والذُّعْرَةُ: الفِنْدَوْرَةُ، وَقِيلَ: الذُّعْرَةُ أُمُّ سُوَيْدٍ. وأَمْرٌ ذُعَرٌ: مَخُوفٌ، عَلَى النَّسَبِ. والذُّعَرَةُ: طُوَيِّرَةٌ تَكُونُ فِي الشَّجَرِ تَهُزُّ ذَنَبَها لَا تَرَاهَا أَبداً إِلَّا مَذْعُورَةً. وَنَاقَةٌ ذَعُورٌ إِذا مُسَّ ضَرْعُها غَارَتْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلنَّاقَةِ الْمَجْنُونَةِ: مَذْعُورَةٌ. ونُوقٌ مُذَعَّرَةٌ: بِهَا جُنُونٌ. والذُّعْرَةُ: الاسْتُ. وذُو الإِذْعارِ: لَقَبُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ لأَنه زَعَمُوا حَمَلَ النَّسْناسَ إِلى بِلَادِ الْيَمَنِ فَذُعِرَ الناسُ مِنْهُ، وَقِيلَ: ذُو الإِذْعارِ جَدُّ تُبَّعٍ كَانَ سَبَى سَبْياً مِنَ التُّرْكِ فَذُعِرَ الناسُ مِنْهُمْ. وَرَجُلٌ ذَاعِرٌ وذُعَرَةٌ وذُعْرَةٌ: ذُو عُيُوب؛ قَالَ: نَواجِحاً لَمْ تَخْشَ ذُعْرَاتِ الذُّعَرْ هَكَذَا رَوَاهُ كُرَاعٌ بِالْعَيْنِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَذَكَرَهُ فِي بَابِ الذُّعْرِ. قَالَ: وأَما الدَّاعِرُ فَالْخَبِيثُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَحَكَيْنَاهُ هُنَالِكَ مَا رَوَاهُ كُرَاعٌ من الذال المعجمة. ذغمر: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: الذَّغْمَرِيُّ السَّيءُ الخُلُقِ، وَكَذَلِكَ الذُّغْمُورُ، بِالذَّالِ، الحَقُودُ الَّذِي لَا يَنْحَلُّ حقده. ذفر: الذَّفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والذَّفَرَةُ جَمِيعًا: شِدَّةُ ذَكاء الرِّيحِ مَنْ طِيب أَو نَتْن، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِمَا رَائِحَةَ الإِبطين الْمُنْتِنَيْنِ؛ وَقَدْ ذَفِرَ، بِالْكَسْرِ، يَذْفَرُ، فَهُوَ ذَفِرٌ وأَذْفَرُ، والأُنثى ذَفِرَةٌ وذَفْرَاءُ، وَرَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ ومِسْكٌ أَذْفَرُ: بَيِّنُ الذَّفَرِ، وذَفِرٌ أَي ذَكِيُّ الرِّيحِ، وَهُوَ أَجوده وأَقْرَتُهُ. وَفِي صِفَةِ الْحَوْضِ: وطِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ أَي طَيِّبُ الرِّيحِ. وَالذَّفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: يَقَعُ عَلَى الطَّيِّبِ والكَرِيه وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا بِمَا يُضَافُ إِليه وَيُوصَفُ بِهِ؛ وَمِنْهُ صِفَةُ الْجَنَّةِ وَتُرَابُهَا: مِسْكٌ أَذفر.

_ (2). قوله: [كذاك أَي حسبكم] كذا في الأصل والنهاية

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الذَّفَرُ النَّتْنُ، وَلَا يُقَالُ فِي شَيْءٍ مِنَ الطِّيبِ ذَفِرٌ إِلَّا فِي الْمِسْكِ وَحْدَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرْنَا أَن الدَّفَر، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، فِي النَّتْنِ خَاصَّةً. والذَّفَرُ: الصُّنَانُ وخُبْثُ الرِّيحِ، رَجُلٌ ذَفِرٌ وأَذْفَرُ وامرأَة ذَفِرَة وذَفْراءُ أَي لَهُمَا صُنان وخُبْثُ رِيحٍ. وكَتِيبَة ذَفْرَاءُ أَي أَنها سَهِكَةٌ مِنَ الْحَدِيدِ وصَدَئِهِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ كَتِيبَةً ذَاتِ دُرُوع سَهِكَتْ مِنْ صَدَإِ الْحَدِيدِ: فَخْمَةٌ ذَفْرَاءُ، تُرْتَى بالعُرَى ... قُرْدُمانِيًّا وتَرْكاً كالبَصَلْ عَدَّى تُرْتَى إِلى مَفْعُولَيْنِ لأَن فِيهِ مَعْنَى تُكْسَى، وَيُرْوَى دَفْرَاءُ؛ وَقَالَ آخَرُ: ومُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيَّةَ رَأْسِهِ، ... فَتَرَكْتُه ذَفِراً كَرِيحِ الجَوْرَبِ وَقَالَ الرَّاعِي وَذَكَرَ إِبلًا رَعَتِ العُشْبَ وزَهْرَهُ، ووَرَدَتْ فَصَدَرَتْ عَنِ الْمَاءِ، فَكُلَّمَا صَدَرَتْ عَنِ الْمَاءِ نَدِيَتْ جُلُودها وَفَاحَتْ مِنْهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَيُقَالُ لِذَلِكَ فأْرَةُ الإِبِلِ، فَقَالَ الرَّاعِي: لَهَا فأْرَةٌ ذَفْرَاءُ كلَّ عَشِيَّةٍ، ... كَمَا فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: بِهَجْلٍ مِنْ قَسَا ذَفِرِ الخُزَامى، ... تَدَاعَى الجِرْبِيَاءُ بِهِ حَنِينَا أَي ذَكِيُّ رِيحِ الْخُزَامَى: طِيبُهَا. والذِّفْرَى مِنَ النَّاسِ وَمِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ: مِنْ لَدُنِ المَقَذِّ إِلى نِصْفِ القَذَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظْمُ الشَّاخِصُ خَلْفَ الأُذن، بَعْضُهُمْ يُؤَنِّثُهَا وَبَعْضُهُمْ يُنَوِّنُهَا إِشعاراً بالإِلحاق، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهِيَ أَقلهما. اللَّيْثُ: الذِّفْرَى مِنَ الْقَفَا هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَعْرَقُ مِنَ الْبَعِيرِ خَلْفَ الأُذن، وَهُمَا ذِفْرَيانِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ هَذِهِ ذِفْرَى أَسيلة؛ لَا تُنَوَّنُ لأَن أَلفها للتأْنيث، وَهِيَ مأْخوذة مِنْ ذَفَرِ العَرَقِ لأَنها أَوّل مَا تَعْرَقُ مِنَ الْبَعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَمَسَحَ رأْس الْبَعِيرِ وذِفْرَاهُ ؛ ذِفْرَى الْبَعِيرِ: أَصلُ أُذنه، والذِّفْرَى مُؤَنَّثَةٌ وأَلفها للتأْنيث أَو للإِلحاق، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ ذِفْرًى فَيَصْرِفُهَا كأَنهم يَجْعَلُونَ الأَلف فِيهَا أَصلية، وَكَذَلِكَ يَجْمَعُونَهَا عَلَى الذَّفَارَى، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُمَا ذِفْرَيانِ؛ والمَقَذَّان وَهَمَا أُصول الأُذنين وأَول مَا يَعْرَقُ مِنَ الْبَعِيرِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الذِّفْرَى عَظْمٌ فِي أَعلى الْعُنُقِ مِنَ الإِنسان عَنْ يَمِينِ النُّقْرَةِ وَشِمَالِهَا، وَقِيلَ: الذِّفْرَيانِ الحَيْدَانِ اللَّذَانِ عَنْ يَمِينِ النُّقْرَةِ وَشِمَالِهَا. والذِّفِرُّ مِنَ الإِبل: الْعَظِيمُ الذِّفْرَى، والأُنثى ذِفِرَّةٌ، وَقِيلَ: الذِّفِرَّةُ النَّجِيبَةُ الْغَلِيظَةُ الرَّقَبَةِ. أَبو عَمْرٍو: الذِّفِرُّ الْعَظِيمُ مِنَ الإِبل. أَبو زَيْدٍ: بَعِيرٌ ذِفِرٌّ، بِالْكَسْرِ مُشَدَّدَ الرَّاءِ، أَي عَظِيمَ الذِّفْرَى، وَنَاقَةٌ ذِفِرَّةٌ وَحِمَارٌ ذِفِرٌّ وذِفَرٌّ: صَلْبٌ شَدِيدٌ، وَالْكَسْرُ أَعلى. والذِّفِرُّ أَيضاً: الْعَظِيمُ الخَلْقِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الذِّفِرُّ الشَّابُّ الطَّوِيلُ التامُّ الجَلْدُ. واسْتَذْفَرَ بالأَمر: اشْتَدَّ عَزْمُهُ عَلَيْهِ وصَلُبَ لَهُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقَاع: واسْتَذْفَرُوا بِنَوًى حَذَّاءَ تَقْذِفُهُمْ ... إِلى أَقاصي نَواهُمْ، ساعَةَ انْطَلَقُوا وذَفِرَ النَّبْتُ: كَثُرَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد: فِي وارِسٍ مِنَ النَّجِيلِ قَدْ ذَفِرْ وَقِيلَ لأَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: الذِّفْرَى مِنَ الذَّفَرِ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ والمِعْزَى مِنَ المَعَز؟ فَقَالَ: نَعَمْ؛ بَعْضُهُمْ يُنَوِّنُهُ فِي النَّكِرَةِ وَيَجْعَلُ أَلفه للإِلحاق بِدِرْهَمٍ وهِجْرَعٍ؛ وَالْجَمْعُ ذِفْرَياتٌ وذَفَارَى، بِفَتْحِ الرَّاءِ،

وَهَذِهِ الأَلف فِي تَقْدِيرِ الِانْقِلَابِ عَنِ الْيَاءِ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ ذَفَارٍ مِثْلَ صحارٍ. والذَّفْرَاءُ: بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ دَشتِيَّةٌ تَبْقَى خَضْرَاءَ حَتَّى يُصِيبَهَا الْبَرْدُ، وَاحِدَتُهَا ذَفْراءَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ عُشْبَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيحِ لَا يَكَادُ الْمَالُ يأْكلها، وَفِي الْمُحْكَمِ: لَا يَرْعَاهَا الْمَالُ؛ وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا عِطْرُ الأَمة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ الحَمْضِ، وَقَالَ مَرَّةً: الذَّفْرَاءُ عُشْبَةٌ خَضْرَاءُ تَرْتَفِعُ مِقْدَارَ الشِّبْرِ مُدَوَّرَةُ الْوَرَقِ ذَاتُ أَغصان وَلَا زَهْرَةَ لَهَا وَرِيحُهَا رِيحُ الفُساءِ؛ تُبَخِّر الإِبل وَهِيَ عَلَيْهَا حراصٌ، وَلَا تُتَبَيَّنُ تِلْكَ الذَّفَرَةُ فِي اللَّبَنِ، وَهِيَ مُرَّةٌ، ومَنابتها الغَلْظُ؛ وَقَدْ ذَكَرَهَا أَبو النَّجْمِ فِي الرِّيَاضِ فَقَالَ: تَظَلُّ حِفْرَاهُ، مِنَ التَّهَدُّلِ، ... فِي رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورُعْلٍ مُخْجِلِ والذَّفِرَةُ: نبْتَةٌ تَنْبُتُ وَسْطَ العُشْب، وَهِيَ قَلِيلَةٌ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ تَنْبُتُ فِي الجَلَدِ عَلَى عِرْقٍ وَاحِدٍ، لَهَا ثَمَرَةٌ صَفْرَاءُ تُشَاكِلُ الجَعْدَةَ فِي رِيحِهَا. والذَّفْرَاءُ: نبْتَةٌ طَيِّبَةُ الرَّائِحَةِ. والذَّفْرَاءُ: نَبْتَةٌ مُنْتِنَةٌ. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ: أَنه جَزَعَ الصَّفْرَاءَ ثُمَّ صَبَّ في ذَفِرَان ؛ هو بِكَسْرِ الْفَاءِ، وادٍ هُنَاكَ. ذكر: الذِّكْرُ: الحِفْظُ لِلشَّيْءِ تَذْكُرُه. والذِّكْرُ أَيضاً: الشَّيْءُ يَجْرِي عَلَى اللِّسَانِ. والذِّكْرُ: جَرْيُ الشَّيْءِ عَلَى لِسَانِكَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن الدِّكْرَ لُغَةٌ فِي الذِّكْرِ، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ* ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ ادْرُسُوا مَا فِيهِ. وتَذَكَّرَهُ واذَّكَرَهُ وادَّكَرَهُ واذْدَكَرَهُ، قَلَبُوا تَاءَ افْتَعَلَ فِي هَذَا مَعَ الذَّالِ بِغَيْرِ إِدغام؛ قَالَ: تُنْحي عَلَى الشَّوكِ جُرَازاً مِقْضَبا، ... والهَمُّ تُذْرِيهِ اذْدِكاراً عَجَبَا «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَما اذَّكَرَ وادَّكَر فإِبدال إِدغام، وأَما الذِّكْرُ والدِّكْرُ لَمَّا رأَوها قَدِ انْقَلَبَتْ فِي اذَّكَرَ الَّذِي هُوَ الْفِعْلُ الْمَاضِي قَلَبُوهَا فِي الذِّكْرِ الَّذِي هُوَ جَمْعُ ذِكْرَةٍ. واسْتَذْكَرَهُ: كاذَّكَرَه؛ حَكَى هَذِهِ الأَخيرة أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ فَقَالَ: أَرْتَمْتُ إِذا ربطتَ فِي إِصبعه خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ بِهِ حاجَتَه. وأَذْكَرَه إِياه: ذَكَّرَهُ، وَالِاسْمُ الذِّكْرَى. الْفَرَّاءُ: يَكُونُ الذِّكْرَى بِمَعْنَى الذِّكْرِ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى التَّذَكُّرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ . والذِّكْرُ والذِّكْرى، بِالْكَسْرِ: نَقِيضُ النِّسْيَانِ، وَكَذَلِكَ الذُّكْرَةُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: أَنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطِيفُ، ... ومَطافُه لَكَ ذُكْرَةٌ وشُعُوفُ يُقَالُ: طَافَ الخيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومَطَافاً وأَطافَ أَيضاً. والشُّعُوفُ: الولُوعُ بِالشَّيْءِ حَتَّى لَا يُعْدَلَ عَنْهُ. وَتَقُولُ: ذَكَّرْتُه ذِكْرَى؛ غَيْرَ مُجْرَاةٍ. وَيُقَالُ: اجْعَلْه مِنْكَ عَلَى ذُكْرٍ وذِكْرٍ بِمَعْنًى. وَمَا زَالَ ذَلِكَ مِنِّي عَلَى ذِكْرٍ وذُكْرٍ، وَالضَّمُّ أَعلى، أَي تَذَكُّرٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الذِّكْرُ مَا ذَكَرْتَهُ بِلِسَانِكَ وأَظهرته. والذُّكْرُ بِالْقَلْبِ. يُقَالُ: مَا زَالَ مِنِّي عَلَى ذُكْرٍ أَي لَمْ أَنْسَه. واسْتَذْكَرَ الرجلَ: رَبَطَ فِي أُصبعه خَيْطًا ليَذْكُرَ بِهِ حَاجَتَهُ. والتَّذكِرَةُ:

_ (1). قوله: [والهم تذريه الخ] كذا بالأصل والذي في شرح الأشموني: [والهرم وتذريه اذدراء عجبا] أَتى بِهِ شَاهِدًا عَلَى جواز الإِظهار بعد قلب تاء الافتعال دالًا بعد الذال. والهرم، بفتح الهاء فسكون الراء المهملة: نبت وشجر أَو البقلة الحمقاء كما في القاموس، والضمير في تذريه للناقة، واذدراء مفعول مطلق لتذريه موافق له في الاشتقاق، انظر الصبان

مَا تُسْتَذْكَرُ بِهِ الْحَاجَةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي ذِكْرِ الأَنْواء: وأَما الجَبْهَةُ فَنَوْؤُها مَنْ أَذْكَرِ الأَنْواء وأَشهرها؛ فكأَن قَوْلَهُ مَنْ أَذْكَرِها إِنما هُوَ عَلَى ذَكُرَ وإِن لَمْ يُلْفَظْ بِهِ وَلَيْسَ عَلَى ذُكِرَ، لأَن أَلفاظ فِعْلِ التَّعَجُّبِ إِنما هِيَ مِنْ فِعْلِ الْفَاعِلِ لَا مِنْ فِعْلِ الْمَفْعُولِ إِلَّا فِي أَشياء قَلِيلَةٍ. واسْتَذْكَرَ الشيءَ: دَرَسَهَ للذِّكْرِ. والاسْتِذْكارُ: الدِّرَاسَةُ لِلْحِفْظِ. والتَّذَكُّر: تَذَكُّرُ مَا أُنسيته. وذَكَرْتُ الشَّيْءَ بَعْدَ النِّسْيَانِ وذَكَرْتُه بِلِسَانِي وَبِقَلْبِي وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غَيْرِي وذَكَّرْتُه بِمَعْنًى. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ؛ أَي ذَكَرَ بَعْدَ نِسْيان، وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم. وَالتَّذْكِيرُ: خِلَافُ التأْنيث، والذَّكَرُ خِلَافُ الأُنثى، وَالْجَمْعُ ذُكُورٌ وذُكُورَةٌ وذِكَارٌ وذِكَارَةٌ وذُكْرانٌ وذِكَرَةٌ. وَقَالَ كُرَاعٌ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلٌ يُكَسَّرُ عَلَى فُعُول وفُعْلان إِلَّا الذَّكَرُ. وامرأَة ذَكِرَةٌ ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ: مُتَشَبِّهةٌ بالذُّكُورِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: إِياكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهاءَ فَوْهاءَ تُبْطِلُ الحَقَّ بالبُكاء، لَا تأْكل مِنْ قِلَّةٍ وَلَا تَعْتَذِرُ مِنْ عِلَّة، إِن أَقبلت أَعْصَفَتْ وإِن أَدْبَرَتْ أَغْبَرَتْ. وَنَاقَةٌ مُذَكَّرَةٌ: مُتَشَبِّهَةٌ بالجَمَلِ فِي الخَلْقِ والخُلُقِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ، يَشُلُّها ... وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ، ظَمْآنُ سَهْوَقُ وَيَوْمٌ مُذَكَّرٌ: إِذا وُصِفَ بالشِّدّةِ وَالصُّعُوبَةِ وَكَثْرَةِ الْقَتْلِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فإِن كنتِ تَبْغِينَ الكِرامَ، فأَعْوِلِي ... أَبا حازِمٍ، فِي كُلِّ يومٍ مُذَكَّرِ وَطَرِيقٌ مُذَكَّرٌ: مَخُوفٌ صَعْبٌ. وأَذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيْرُها فَهِيَ مُذْكِرٌ: وَلَدَتْ ذَكَراً. وَفِي الدُّعَاءِ للحُبْلَى: أَذْكَرَتْ وأَيْسَرَتْ أَي وَلَدَتْ ذَكَراً ويُسِّرَ عَلَيْهَا. وامرأَة مُذْكِرٌ: وَلَدَتْ ذَكَراً، فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِذْكارٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيضاً مِذْكارٌ؛ قَالَ رؤْبة: إِنَّ تَمِيماً كَانَ قَهْباً مِنْ عادْ، ... أَرْأَسَ مِذْكاراً، كثيرَ الأَوْلادْ وَيُقَالُ: كَمِ الذِّكَرَةُ مَنْ وَلَدِك؟ أَي الذُّكُورُ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا غَلَبَ ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأَة أَذْكَرَا ؛ أَي وَلَدَا ذَكَرًا، وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا سَبَقَ ماءُ الرَّجُلِ ماءَ المرأَة أَذْكَرَتْ بإِذن اللَّهِ أَي وَلَدَتْهُ ذَكَرًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: هَبِلَتِ الوَادِعِيَّ أُمُّهُ لَقَدْ أَذْكَرَتْ بِهِ أَي جَاءَتْ بِهِ ذَكَرًا جَلْداً. وَفِي حَدِيثِ طَارِقٍ مَوْلَى عُثْمَانَ: قَالَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ صُرِعَ: وَاللَّهِ مَا وَلَدَتِ النِّسَاءُ أَذْكَرَ مِنْكَ ؛ يَعْنِي شَهْماً مَاضِيًا فِي الأُمور. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ ؛ ذَكَرَ الذَّكَرَ تأْكيداً، وَقِيلَ: تَنْبِيهًا عَلَى نَقْصِ الذُّكُورِيَّةِ فِي الزَّكَاةِ مَعَ ارْتِفَاعِ السِّنِّ، وَقِيلَ: لأَن الِابْنَ يُطْلَقُ فِي بَعْضِ الْحَيَوَانَاتِ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى كَابْنِ آوَى وَابْنِ عُرْسٍ وَغَيْرِهِمَا، لَا يُقَالُ فِيهِ بِنْتُ آوَى وَلَا بِنْتُ عُرْسٍ فَرَفَعَ الإِشكال بِذِكْرِ الذَّكَرِ. وَفِي حَدِيثِ الْمِيرَاثِ: لأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ ؛ قِيلَ: قَالَهُ احْتِرَازًا مِنَ الْخُنْثَى، وَقِيلَ: تَنْبِيهًا عَلَى اخْتِصَاصِ الرِّجَالِ بِالتَّعْصِيبِ لِلذُّكُورِيَّةِ. وَرَجُلٌ ذَكَرٌ: إِذا كَانَ قَوِيًّا شُجَاعًا أَنِفاً أَبِيّاً. وَمَطَرٌ ذَكَرٌ: شديدٌ وابِلٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَرُبَّ ربيعٍ بالبَلالِيق قَدْ، رَعَتْ ... بِمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعاق ذُكُورُها وقَوْلٌ ذَكَرٌ: صُلْبٌ مَتِين. وَشَعَرٌ ذَكَرٌ:

فَحْلٌ. وَدَاهِيَةٌ مُذْكِرٌ: لَا يَقُوُمُ لَهَا إِلَّا ذُكْرانُ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: دَاهِيَةٌ مُذْكِرٌ شَدِيدَةٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وداهِيَةٍ عَمْياءَ صَمَّاءَ مُذْكِرٍ، ... تَدِرُّ بِسَمٍّ مِنْ دَمٍ يَتَحَلَّبُ وذُكُورُ الطِّيبِ: مَا يَصْلُحُ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ نَحْوَ المِسْكِ وَالْغَالِيَةِ والذَّرِيرَة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنه كَانَ يَتَطَيَّبُ بِذِكارَةِ الطِّيبِ ؛ الذِّكَارَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا يَصْلُحُ لِلرِّجَالِ كَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالْعُودِ، وَهِيَ جَمْعُ ذَكَرٍ، والذُّكُورَةُ مِثْلُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانُوا يَكْرَهُونَ المُؤَنَّثَ مِنَ الطِّيبِ وَلَا يَرَوْنَ بِذُكْورَتِه بأْساً ؛ قَالَ: هُوَ مَا لَا لَوْنَ لَهُ يَنْفُضُ كالعُود وَالْكَافُورِ وَالْعَنْبَرِ، والمؤنَّث طِيبُ النِّسَاءِ كالخَلُوق وَالزَّعْفَرَانِ. وذُكورُ العُشْبِ: مَا غَلُظ وخَشُنَ. وأَرض مِذْكارٌ: تُنْبِتُ ذكورَ العُشْبِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَنْبُتُ، والأَوّل أَكثر؛ قَالَ كَعْبٌ: وعَرَفْتُ أَنِّي مُصْبِحٌ بِمَضِيعةٍ ... غَبْراءَ، يَعْزِفُ جِنُّها، مِذكارِ الأَصمعي: فَلَاةٌ مِذْكارٌ ذَاتُ أَهوال؛ وَقَالَ مَرَّةً: لَا يَسْلُكُهَا إِلّا الذَّكَرُ مِنَ الرِّجَالِ. وفَلاة مُذْكِرٌ: تُنْبِتُ ذُكُورَ الْبَقْلِ، وذُكُورُه: مَا خَشُنَ مِنْهُ وغَلُظَ، وأَحْرَارُ الْبُقُولِ: مَا رَقَّ مِنْهُ وَطَابَ. وذُكُورُ الْبَقْلِ: مَا غَلُظَ مِنْهُ وإِلى الْمَرَارَةِ هُوَ. والذِّكْرُ: الصيتُ وَالثَّنَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: الذِّكْرُ الصِّيتُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: إِن فُلَانًا لَرَجُلٌ لَوْ كَانَ لَهُ ذُكْرَةٌ أَي ذِكْرٌ. وَرَجُلٌ ذَكِيرٌ وذِكِّيرٌ: ذُو ذِكْرٍ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والذِّكْرُ: ذِكْرُ الشَّرَفُ والصِّيت. وَرَجُلٌ ذَكِيرٌ: جَيِّدٌ الذِّكْرِ والحِفْظِ. والذِّكْرُ: الشَّرَفُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ؛ أَي الْقُرْآنُ شَرَفٌ لَكَ وَلَهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ؛ أَي شَرَفَكَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي. والذِّكْرُ: الْكِتَابُ الَّذِي فِيهِ تَفْصِيلُ الدِّينِ ووَضْعُ المِلَلِ، وكُلُّ كِتَابٍ مِنَ الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، ذِكْرٌ. والذِّكْرُ: الصلاةُ لِلَّهِ والدعاءُ إِليه وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، إِذا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إِلى الذِّكْرِ ، أَي إِلى الصَّلَاةِ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ. وذِكْرُ الحَقِّ: هُوَ الصَّكُّ، وَالْجَمْعُ ذُكُورُ حُقُوقٍ، وَيُقَالُ: ذُكُورُ حَقٍّ. والذِّكْرَى: اسْمٌ للتَّذْكِرَةِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الذِّكْرُ الصَّلَاةُ وَالذِّكْرُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرُ التَّسْبِيحُ وَالذِّكْرُ الدُّعَاءُ وَالذِّكْرُ الشُّكْرُ وَالذِّكْرُ الطَّاعَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ثُمَّ جَلَسُوا عِنْدَ المَذْكَر حَتَّى بَدَا حاجِبُ الشَّمْسِ ؛ المَذْكَر مَوْضِعُ الذِّكْرِ، كأَنها أَرادت عِنْدَ الرُّكْنِ الأَسود أَو الحِجْرِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الذّكْرِ فِي الْحَدِيثِ وَيُرَادُ بِهِ تَمْجِيدُ اللَّهِ وَتَقْدِيسُهُ وَتَسْبِيحُهُ وَتَهْلِيلُهُ وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: القرآنُ ذَكَرٌ فَذَكِّرُوه ؛ أَي أَنه جَلِيلٌ خَطِيرٌ فأَجِلُّوه. وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ؛ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى إِذا ذَكَرَهُ الْعَبْدُ خَيْرٌ لِلْعَبْدِ مِنْ ذِكْرِ الْعَبْدِ لِلْعَبْدِ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن ذِكْرَ اللَّهِ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ أَكثر مِمَّا تَنْهَى الصَّلَاةُ. وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ فِيهِ وَفِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ، قَالَ: يُرِيدُ يَعِيبُ آلِهَتَكُمْ، قَالَ: وأَنت قَائِلٌ لِلرَّجُلِ لَئِنْ ذَكَرْتَنِي لَتَنْدَمَنَّ، وأَنت تُرِيدُ بِسُوءٍ، فَيَجُوزُ ذَلِكَ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

لَا تَذْكُرِي فَرَسي وَمَا أَطْعَمْتُه، ... فيكونَ جِلْدُكِ مثلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ أَراد لَا تَعِيبي مُهْري فَجَعَلَ الذِّكْرَ عَيْبًا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ أَنكر أَبو الْهَيْثَمِ أَن يَكُونَ الذِّكْرُ عَيْبًا؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ عَنْتَرَةَ لَا تَذْكُرِي فَرَسِي: مَعْنَاهُ لَا تَوْلَعِي بِذِكْرِهِ وذِكْرِ إِيثاري إِياه دُونَ الْعِيَالِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ نَحْوًا مِنْ قَوْلِ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ يَذْكُر الناسَ أَي يَغْتَابُهُمْ وَيَذْكُرُ عُيُوبَهُمْ، وَفُلَانٌ يَذْكُرُ اللَّهَ أَي يَصِفُهُ بِالْعَظَمَةِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيُوَحِّدُهُ، وإِنما يُحْذَفُ مَعَ الذِّكْرِ مَا عُقِلَ مَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَن عَلِيًّا يَذْكُرُ فَاطِمَةَ أَيْ يَخْطُبُهَا، وَقِيلَ: يَتَعَرَّضُ لخِطْبَتِها، وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: مَا حلفتُ بِهَا ذَاكِراً وَلَا آثِرًا أَي مَا تَكَلَّمْتُ بِهَا حَالِفًا، مِنْ قَوْلِكَ: ذَكَرْتُ لِفُلَانٍ حَدِيثَ كَذَا وَكَذَا أَي قُلْتُهُ لَهُ، وَلَيْسَ مِنَ الذِّكْر بَعْدَ النِّسْيَانِ. والذُّكَارَةُ: حَمْلُ النَّخْلِ؛ قَالَ ابن دريد: وأَحسب أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يُسَمِّي السِّمَاكَ الرَّامِحَ الذَّكَرَ. والذَّكَرُ: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ ذُكُورٌ ومَذاكِيرُ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنهم فَرَّقُوا بَيْنَ الذَّكَرِ الَّذِي هُوَ الْفَحْلُ وَبَيْنَ الذَّكَرِ الَّذِي هُوَ الْعُضْوُ. وَقَالَ الأَخفش: هُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مِثْلُ العَبَاديد والأَبابيل؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَجَمْعُهُ الذِّكارَةُ وَمِنْ أَجله يُسَمَّى مَا يَلِيهِ المَذَاكِيرَ، وَلَا يُفْرَدُ، وإِن أُفرد فَمُذَكَّرٌ مِثْلُ مُقَدَّمٍ ومَقَادِيم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَبْدًا أَبصر جَارِيَةً لِسَيِّدِهِ فَغَارَ السيدُ فَجَبَّ مَذَاكِيرَه ؛ هِيَ جَمْعُ الذَّكَرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَذَاكِيرُ مَنْسُوبَةٌ إِلى الذَّكَرِ، وَاحِدُهَا ذَكَرٌ، وَهُوَ مِنْ بَابِ مَحاسِنَ ومَلامِحَ. والذَّكَرُ والذَّكِيرُ مِنَ الْحَدِيدِ: أَيْبَسُه وأَشَدُّه وأَجْوَدُه، وَهُوَ خلافُ الأَنِيثِ، وَبِذَلِكَ يُسَمَّى السَّيْفُ مُذَكَّراً وَيُذَكَّرُ بِهِ الْقَدُّومُ والفأْس وَنَحْوُهُ، أَعني بالذَّكَرِ مِنَ الْحَدِيدِ. وَيُقَالُ: ذهبتْ ذُكْرَةُ السَّيْفِ وذُكْرَةُ الرَّجُلِ أَي حِدَّتُهما. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَطُوفُ فِي لَيْلَةٍ عَلَى نِسَائِهِ وَيَغْتَسِلُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ غُسْلًا فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنه أَذْكَرُ ؛ أَي أَحَدُّ. وسيفٌ ذُو ذُكْرَةٍ أَي صارِمٌ، والذُّكْرَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْفُولَاذِ تُزَادُ فِي رأْس الفأْس وَغَيْرِهِ، وَقَدْ ذَكَّرْتُ الفأْسَ والسيفَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: صَمْصَامَةٌ ذُكْرَةٌ مُذَكَّرَةٌ، ... يُطَبّقُ العَظْمَ وَلَا يَكْسِرُهْ وَقَالُوا لخِلافهِ: الأَنِيثُ. وذُكْرَةُ السَّيْفِ وَالرَّجُلِ: حِدَّتُهما. وَرَجُلٌ ذَكِيرٌ: أَنِفٌ أَبِيُّ. وسَيْف مُذَكَّرٌ: شَفْرَتُه حَدِيدٌ ذَكَرٌ ومَتْنُه أَنِيثٌ، يَقُولُ النَّاسُ إِنه مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ. الأَصمعي: المُذَكَّرَةُ هِيَ السُّيُوفُ شَفَرَاتُها حَدِيدٌ وَوَصْفُهَا كَذَلِكَ. وَسَيْفٌ مُذَكَّرٌ أَي ذُو مَاءٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ؛ أَي ذِي الشَّرَفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الرَّجُلَ يُقَاتِلُ ليُذْكَر وَيُقَاتِلُ ليُحْمَدَ ؛ أَي لِيُذْكَرَ بَيْنَ النَّاسِ وَيُوصَفَ بِالشَّجَاعَةِ. والذِّكْرُ: الشَّرَفُ وَالْفَخْرُ. وَفِي صِفَةِ الْقُرْآنِ: الذِّكْر الْحَكِيمُ أَي الشَّرَفُ الْمُحْكَمُ الْعَارِي مِنَ الِاخْتِلَافِ. وَتَذْكُرُ: بَطْنٌ مِنْ رَبِيعَةَ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعلم. ذمر: الذَّمْرُ: اللَّوْمُ والحَضُّ مَعًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَلا وإِن الشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَّرَ حِزْبَه أَي حضهم وشجعهم؛ ذَمَرَه يَذْمُرُه ذَمْراً: لامَهُ وحَضَّهُ وحَثَّهُ. وتَذَمَّرَ هُوَ: لَامَ نَفْسَهُ، جَاءَ مُطَاوِعُهُ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ:

فَتَذَامَرَ الْمُشْرِكُونَ وَقَالُوا هَلَّا كُنَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ ؛ أَي تَلاوَمُوا عَلَى تَرْكِ الفُرْصَةِ، وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى تَحاضُّوا عَلَى الْقِتَالِ. والذَّمْرُ: الحَثُّ مَعَ لَوْمٍ واسْتِبْطاءٍ. وسمعتُ لَهُ تَذَمُّراً أَي تَغَضُّبًا. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه كَانَ يَتَذَمَّرُ عَلَى رَبِّهِ أَي يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي عِتَابِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ لَمَّا أَسلم: إِذا أُمّه تُذَمِّرُه وتَسُبُّهُ أَي تُشَجِّعُه عَلَى تَرْكِ الإِسلام وَتَسُبُّهُ عَلَى إِسلامه. وذَمَرَ يَذْمُرُ إِذا غَضِبَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وأُم أَيمن تَذْمُرُ وتَصْخَبُ؛ وَيُرْوَى: تُذَمِّرُ، بِالتَّشْدِيدِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَجَاءَ عُمَرُ ذَامِراً أَي مُتَهَدِّداً. والذِّمارُ: ذِمارُ الرَّجُلِ وَهُوَ كُلُّ مَا يَلْزَمُكَ حِفْظُهُ وَحِيَاطَتُهُ وَحِمَايَتُهُ وَالدَّفْعُ عَنْهُ وإِن ضَيَّعه لَزِمَهُ اللَّوْمُ. أَبو عَمْرٍو: الذِّمارُ الحَرَمُ والأَهل، والذِّمارُ: الحَوْزة، والذِّمار: الحَشَمُ، والذِّمار: الأَنساب. وموضعُ التَّذَمُّرِ: موضعُ الْحَفِيظَةِ إِذا اسْتُبِيحَ. وَفُلَانٌ حَامِي الذِّمار إِذا ذُمِّرَ غَضِبَ وحَمى؛ وفلانٌ أَمْنَعُ ذِماراً مِنْ فُلَانٍ. وَيُقَالُ: الذِّمارُ مَا وَرَاءَ الرَّجُلِ مِمَّا يَحِقُّ عَلَيْهِ أَن يَحْمِيَهُ لأَنهم قَالُوا حَامِي الذِّمار كَمَا قَالُوا حَامِي الْحَقِيقَةِ؛ وَسُمِّيَ ذِمَارًا لأَنه يَجِبُ عَلَى أَهله التَّذَمُّرُ لَهُ، وَسُمِّيَتْ حَقِيقَةً لأَنه يَحِقُّ عَلَى أَهلها الدَّفْعُ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَلا إِن عُثْمَانَ فَضَحَ الذِّمارَ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ الذِّمارُ مَا لَزِمَكَ حِفْظُه مِمَّا وَرَاءَكَ وَيَتَعَلَّقُ بِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: حَبَّذَا يَوْمُ الذِّمار ؛ يُرِيدُ الحَرْبَ لأَن الإِنسان يُقَاتِلُ عَلَى مَا يَلْزَمُهُ حِفْظُهُ. وتَذَامَرَ القومُ فِي الْحَرْبِ: تَحاضُّوا. والقومُ يَتَذامَرُونَ أَي يَحُضُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى الجِدِّ فِي الْقِتَالِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غيرَ مُذَمَّمِ وَالْقَائِدُ يَذْمُرُ أَصحابَه إِذا لَامَهُمْ وأَسمعهم مَا كَرِهُوا لِيَكُونَ أَجَدَّ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ؛ والتَّذَمُّرُ مِنْ ذَلِكَ اشْتِقَاقُهُ، وَهُوَ أَن يَفْعَلَ الرَّجُلُ فِعْلًا لَا يُبَالِغُ فِي نِكَايَةِ الْعَدُوِّ فَهُوَ يَتَذَمَّرُ أَي يَلُومُ نَفْسَهُ وَيُعَاتِبُهَا كَيْ يَجِدَّ فِي الأَمر. الْجَوْهَرِيُّ: وأَقبل فُلَانٌ يَتَذَمَّرُ كأَنه يَلُومُ نَفْسَهُ عَلَى فَائِتٍ. وَيُقَالُ: ظَلَّ يَتَذَمَّرُ عَلَى فُلَانٍ إِذا تَنَكَّرَ لَهُ وأَوعده. وَفِي الْحَدِيثِ: فَخَرَجَ يَتَذَمَّرُ ؛ أَي يُعَاتِبُ نَفْسَهُ وَيَلُومُهَا عَلَى فَوَاتِ الذِّمار. والذَّمِرُ: الشُّجَاعُ. وَرَجُلٌ ذَمِرٌ وذِمْرٌ وذِمِرٌّ وذَمِيرٌ: شُجَاعٌ مِنْ قَوْمٍ أَذْمارٍ، وَقِيلَ: شُجَاعٌ مُنْكَرٌ، وَقِيلَ: مُنْكَرٌ شَدِيدٌ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّرِيفُ اللَّبِيبُ المِعْوانُ، وجمعُ الذَّمِرِ والذِّمْرِ والذَّمِير أَذْمارٌ مِثْلُ كَبِدٍ وكِبْد وكَبِيدٍ وأَكبْادٍ، وَجَمْعُ الذِّمِرِّ مِثْلُ فِلِزٍّ ذِمِرُّونَ، وَالِاسْمُ الذَّمارَةُ. والمُذَمَّرُ: القَفَا، وَقِيلَ: هُمَا عَظْمَانِ فِي أَصل الْقَفَا، وَهُوَ الذِّفْرى، وَقِيلَ: الْكَاهِلُ؛ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: انتهيتُ يَوْمَ بَدْرٍ إِلى أَبي جَهْلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ فَوَضَعْتُ رِجْلِي فِي مُذَمَّرِه فَقَالَ: يَا رُوَيْعِيَ الغَنَمِ لَقَدِ ارْتَقَيْتَ مُرْتَقًى صَعْباً قَالَ: فاحْتَزَزْتُ رأْسه ؛ قَالَ الأَصمعي: المُذَمَّرُ هُوَ الْكَاهِلُ والعُنُقُ وَمَا حَوْلَهُ إِلى الذِّفْرَى، وَهُوَ الَّذِي يُذَمِّرُه المُذَمِّرُ. وذَمَرَهُ يَذْمُرُهُ وذَمَّره: لَمَس مُذَمَّرَهُ. والمُذَمِّرُ: الَّذِي يُدْخِلُ يَدَهُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ لِيَنْظُرَ أَذكر جَنِينُهَا أَم أُنثى، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَضَعُ يَدَهُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَيَعْرِفُهُ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: لأَنه يَلْمِسُ مُذَمَّرَهُ فَيَعْرِفُ مَا هُوَ، وَهُوَ التَّذْمِيرُ؛ قَالَ

فصل الراء المهملة

الْكُمَيْتُ: وَقَالَ المُذَمِّرُ للنَّاتِجِينَ: ... مَتَى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ؟ يَقُولُ: إِن التَّذْمِيرَ إِنما هُوَ فِي الأَعناق لَا فِي الأَرجل. وذَمَرَ الأَسدُ أَي زَأَرَ، وَهَذَا مَثَلٌ لأَن التَّذْمِيرَ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الرأْس، وَذَلِكَ أَنه يَلْمِسُ لَحْيَيِ الجَنِينِ، فإِن كَانَا غَلِيظَيْنِ كَانَ فَحْلًا، وإِن كَانَا رَقِيقَيْنِ كَانَ نَاقَةً، فإِذا ذُمِّرَت الرِّجْلُ فالأَمر مُنْقَلِبٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَرَاجيجُ قُودٌ ذُمِّرَتْ فِي نتاجِها، ... بِناحيَةِ الشّحْرِ الغُرَيْرِ وشَدْقَمِ يَعْنِي أَنها مِنْ إِبل هَؤُلَاءِ فَهُمْ يُذَمِّرُونها. وذِمارٌ، بِكَسْرِ الذَّالِ «2». مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، ووُجِدَ فِي أَساسها لَمَّا هَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَجَرٌ مكتوبٌ فِيهِ بالمُسْنَدِ: لِمَنْ مُلْكُ ذِمار؟ لِحِمْيَر الأَخْيار. لِمَنْ مُلْكُ ذِمَارٍ؟ لِلْحَبَشَةِ الأَشرار. لِمَنْ مُلْكُ ذِمَارٍ؟ لِفَارِسِ الأَحرار. لِمَنْ مُلْكُ ذِمَارٍ؟ لِقُرَيْشٍ التُّجَّارِ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذِمار، بِكَسْرِ الذَّالِ وَبَعْضُهُمْ يفتحها، اسْمُ قَرْيَةٍ بِالْيَمَنِ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ صَنْعَاءَ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ صَنْعَاءَ. وذَوْمَرُ: اسم. ذمقر: اذْمَقَرَّ اللبنُ وامْذَقَرَّ: تَقَطَّعَ، والأَول أَعرف، وَكَذَلِكَ الدَّمُ. ذهر: ذَهِرَ فُوهُ، فَهُوَ ذَهِرٌ: اسْوَدَّتْ أَسنانُه، وَكَذَلِكَ نَوْرُ الحَوْذانِ؛ قَالَ: كأَن فَاه ذَهِرُ الحَوْذانِ ذير: الذِّيارُ، غيرُ مَهْمُوزٍ: البَعَرُ، وَقِيلَ: البَعَرُ الرَّطْبُ يُضَمَّدُ بِهِ الإِحْلِيلُ وأَخْلافُ النَّاقَةِ ذَاتِ اللَّبَنِ إِذا أَرادوا صَرَّها لئلَّا يُؤَثِّر فِيهِ الصِّرارُ وَلِكَيْلَا يَرْضَعَ الفصيلُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ، وَهُوَ التَّذْيِيرُ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: قَدْ غاثَ رَبُّكَ هَذَا الخَلْقَ كُلَّهُمُ ... بِعَامِ خِصْبٍ، فَعَاشَ الناسُ والنَّعَمُ وأَبْهَلُوا سَرْحَهمْ مِنْ غيرِ تَوْدِيَةٍ ... وَلَا ذِيارٍ، وماتَ الفَقْرُ والعَدَمُ وَقَدْ ذَيَّرَ الرَّاعِي أَخْلافَها إِذا لَطَّخَهَا بالذِّيار؛ قَالَ أَبو صَفْوانَ الأَسَديُّ يَهْجُو ابنَ مَيَّادَةَ وَمَيَّادَةُ كَانَتْ أُمه: لَهْفِي عليكَ، يَا ابنَ مَيَّادَةَ الَّتِي ... يكونُ ذِياراً لَا يُحَتُّ خِضابُها إِذا زَبَنَتْ عَنْهَا الفَصيلَ بِرِجْلِها، ... بَدَا مِنْ فُرُوجِ الشَّمْلَتَينِ عُنابُها أَراد بِعُنابِها بَظْرَها. اللَّيْثُ: السِّرْقين الَّذِي يُخْلَطُ بِالتُّرَابِ يُسَمَّى قَبْلَ الخَلْطِ خُثَّةً، وإِذا خُلِطَ، فَهُوَ ذِيْرَةٌ، فإِذا طُلِيَ عَلَى أَطْباءِ النَّاقَةِ لِكَيْلَا يَرْضَعَها الفصيلُ، فَهُوَ ذِيارٌ؛ وأَنشد: غَدَتْ، وَهْيَ مَحْشُوكَةٌ حافِلٌ، ... فَرَاخَ الذِّيارُ عَلَيْهَا صَخِيما وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْوَدَّتْ أَسنانه: قَدْ ذُيِّرَ فُوهُ تَذْيِيراً. فصل الراء المهملة رير: مُخٌّ رارٌ ورَيْرٌ ورِيرٌ: ذَائِبٌ فَاسِدٌ مِنَ الْهُزَالِ. أَبو عَمْرٍو: مُخٌّ رِيرٌ ورَيْرٌ لِلرَّقِيقِ، وأَرَار اللهُ مُخَّهُ أَي جَعَلَهُ رَقِيقًا. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وَذَكَرَ السَّنَةَ

_ (2). قوله: [بكسر الذال إلخ] هذا قول أَكثر أَهل الحديث، وذكره ابن دريد بالفتح. وقوله: وجد في أَساسها إلخ عبارة ياقوت: وجد في أَساس الكعبة لما هدمتها قريش إلخ ونسبه لابن دريد أَيضاً

فصل الزاي المعجمة

فَقَالَ: تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً أَي ذَائِبًا رَقِيقًا لِلْهُزَالِ وَشِدَّةِ الجَدْبِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الرَّيْرُ الَّذِي كَانَ شَحْمًا فِي الْعِظَامِ ثُمَّ صَارَ مَاءً أَسود رَقِيقًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَقولُ بالسَّبْتِ فُوَيْقَ الدَّيْرِ، ... إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قليلُ الغَيْرِ، والسَّاقُ مِنِّي بادِياتُ الرَّيْرِ أَي أَنا ظَاهِرُ الْهُزَالِ لأَنه دَقَّ عَظْمُهُ وَرَقَّ جِلْدُهُ فَظَهَرَ مُخُّهُ، وإِنما قَالَ بَادِيَاتُ، وَالسَّاقُ وَاحِدَةٌ، لأَنه أَراد السَّاقَيْنِ وَالتَّثْنِيَةُ يَجُوزُ أَن يُخْبَرَ عَنْهَا بِمَا يُخْبَرُ بِهِ عَنِ الْجَمْعِ لأَنه جَمْعُ وَاحِدٍ إِلى آخَرَ، وَيُرْوَى: بَارِدَاتُ؛ وَقَدْ رَارَ وأَرَارَهُ الهُزَالُ. والرَّيْرُ: الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الصَّبِيِّ. فصل الزاي المعجمة زأر: زَأَرَ الأَسدُ، بِالْفَتْحِ، يَزْئِرُ ويَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً: صَاحَ وَغَضِبَ. وزَأَرَ الفحلُ زَأْراً وزَئِيراً: رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي جَوْفِهِ ثُمَّ مَدَّه؛ قِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الفِحالِ أَحْمَدُ؟ قَالَتْ: حُمُرٌ ضِرْغامَةٌ شديدُ الزَّئِير قَلِيلُ الهَدِير. والزَّئيرُ: صَوْتُ الأَسد فِي صَدْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَسَمِعَ زَئير الأَسد. ابْنُ الأَعرابي: الزَّئِرُ مِنَ الرِّجَالِ الغضبانُ الْمُقَاطِعُ لِصَاحِبِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الزَّايِرُ الْغَضْبَانُ، أَصله مَهْمُوزٌ، يُقَالُ: زَأَرَ الأَسد، فَهُوَ زَائِرٌ، وَيُقَالُ لِلْعَدُوِّ: زَائِرٌ وَهُمُ الزَّائرون؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: حَلَّتْ بأَرض الزائِرينَ، فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد أَنها حَلَّتْ بأَرض الأَعداء. وَالْفَحْلُ أَيضاً يَزْئر فِي هَدِيره زَأْراً إِذا أَوعد؛ قَالَ رؤْبة: يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَحْضاً وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّائِرُ الْغَضْبَانُ، بِالْهَمْزِ، والزَّايِرُ: الْحَبِيبُ، قَالَ؛ وَبَيْتُ عَنْتَرَةَ يُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ، فَمَنْ هَمَزَ أَراد الأَعداء، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَراد الأَحباب. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ أَيضاً زَئر الأَسد، بِالْكَسْرِ، يَزْأَرُ، فَهُوَ زَئِرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتَأْسِدٌ أَسِدٌ، ... ضُبارِمٌ خادِرٌ ذُو صَوْلَةٍ زَئِرُ؟ وَكَذَلِكَ تَزَأَّرَ الأَسدُ، عَلَى تَفَعَّل، بِالتَّشْدِيدِ. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ، يُقَالُ: أَبو الحرثِ مَرْزُبانُ الزَّأْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةُ فَتْحِ الْعِرَاقِ وَذَكَرَ مَرْزُبان الزَّأْرَةِ؛ هِيَ الأَجمة سُمِّيَتْ بِهَا لِزَئيرِ الأَسدِ فِيهَا. والمَرْزُبانُ: الرَّئِيسُ المُقَدَّمُ، وأَهل اللُّغَةِ يَضُمُّونَ مِيمَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن الجَارُودَ لَمَّا أَسلم وَثَبَ عَلَيْهِ الحُطَمُ فأَخذه فَشَدَّهُ وثَاقاً وَجَعَلَهُ فِي الزَّأْرَةِ. زأبر: الزِّئْبِرُ، بِالْكَسْرِ مَهْمُوزٌ: مَا يَعْلُو الثَّوْبَ الْجَدِيدَ مِثْلَ مَا يَعْلُو الخَزَّ. ابْنُ سِيدَهْ: الزِّئْبِرُ والزِّئْبُرُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، مَا يَظْهَرُ مِنْ دَرْزِ الثَّوْبِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَقَدْ زَأْبَرَ الثوبُ وزَأْبَرَهُ: أَخرج زِئْبِرَهُ، وَهُوَ مُزَأْبِرٌ ومُزَأْبَرٌ. وأَخَذَ الشَّيْءَ بِزَأْبَرِه أَي بِجَمِيعِهِ؛ أَبو زَيْدٍ: زِئْبِرُ الثَّوْبِ وزِغْبِرُه. التَّهْذِيبِ فِي الثُّلَاثِيِّ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ زِئْبِرُ الثَّوْبِ، وَقَدْ قِيلَ: زِئْبُرٌ، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَلَا يُقَالُ زِئْبَرٌ. اللَّيْثُ: الزِّئْبُر، بِضَمِّ الْبَاءِ، زِئْبُر الخَزِّ وَالْقَطِيفَةِ وَالثَّوْبِ وَنَحْوِهِ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ ازْبِئْرَارُ الهِرِّ إِذا وَفَى شَعَرُه وَكَثُرَ؛ قَالَ الْمَرَّارُ: فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِي ازْبِئْرارِهِ، ... وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرْ

زبر: الزَّبْرُ: الْحِجَارَةُ. وزَبَرَهُ بِالْحِجَارَةِ: رَمَاهُ بِهَا. والزَّبْرُ: طَيُّ الْبِئْرِ بِالْحِجَارَةِ، يُقَالُ: بِئْرٌ مَزْبُورَةٌ. وزَبَرَ الْبِئْرَ زَبْراً: طَوَاهَا بِالْحِجَارَةِ؛ وَقَدْ ثَنَّاهُ بعضُ الأَغفال وإِن كَانَ جِنْسًا فَقَالَ: حَتَّى إِذا حَبْلُ الدّلاءِ انْحَلَّا، ... وانْقاضَ زَبْرَا حالِهِ فابْتَلَّا وَمَا لَهُ زَبْرٌ أَي مَا لَهُ رأْي، وَقِيلَ: أَي مَا لَهُ عَقْلٌ وتَماسُكٌ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، وَمَا لَهُ زَبْرٌ وَضَعُوهُ عَلَى المَثَلِ، كَمَا قَالُوا: مَا لَهُ جُولٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ عَقْلٌ ورأْي: لَهُ زَبْرٌ وجُولٌ، وَلَا زَبْرَ لَهُ وَلَا جُولَ. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: وعَدَّ مِنْهُمُ الضعيفَ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ أَي لَا عَقْلَ لَهُ يَزْبُرُه وَيَنْهَاهُ عَنِ الإِقدام عَلَى مَا لَا يَنْبَغِي. وأَصلُ الزَّبْرِ: طَيُّ الْبِئْرِ إِذا طُوِيَتْ تَمَاسَكَتْ وَاسْتَحْكَمَتْ؛ وَاسْتَعَارَ ابْنُ أَحمر الزَّبْرَ لِلرِّيحِ فَقَالَ: ولَهَتْ عَلَيْهِ كلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوجاءَ، لَيْسَ لِلُبِّها زَبْرُ وإِنما يُرِيدُ انْحِرَافَهَا وَهُبُوبَهَا وأَنها لَا تَسْتَقِيمُ عَلَى مَهَبٍّ وَاحِدٍ فَهِيَ كَالنَّاقَةِ الهَوْجاء، وَهِيَ الَّتِي كأَنّ بِهَا هَوَجاً مِنْ سُرْعَتها. وَفِي الْحَدِيثِ: الْفَقِيرُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ زَبْرٌ ؛ أَي عَقْلٌ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. والزَّبْرُ: الصَّبْرُ، يُقَالُ: مَا لَهُ زَبْرٌ وَلَا صَبْرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ حِكَايَةُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَعِنْدِي أَن الزَّبْرَ هَاهُنَا الْعَقْلُ. وَرَجُلٌ زَبِيرٌ: رَزِينُ الرأْي. والزَّبْرُ: وَضْعُ الْبُنْيَانِ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ. وزَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه: قرأْته. والزَّبْرُ: الْكِتَابَةُ. وزَبَرَ الكتابَ يَزْبُرُه ويَزبِرُه زَبْراً: كَتَبَهُ، قَالَ: وأَعرفه النَّقْشَ فِي الْحِجَارَةِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا أَعرف تَزْبرَتِي، فإِما أَن يَكُونَ هَذَا مَصْدَرَ زَبَرَ أَي كَتَبَ، قَالَ: وَلَا أَعرفها مُشَدَّدَةً، وإِما أَن يَكُونَ اسْمًا كالتَّنْبِيَةِ لِمُنْتَهَى الْمَاءِ والتَّوْدِيَةِ لِلْخَشَبَةِ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا خِلْفُ النَّاقَةِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ أَعرابي: إِني لَا أَعرف تَزْبِرَتِي أَي كِتَابَتِي وَخَطِّي. وزَبَرْتُ الْكِتَابَ إِذا أَتْقَنْتَ كِتَابَتَهُ. والزَّبْرُ: الكتابُ، وَالْجَمْعُ زُبُورٌ مِثْلُ قِدْرٍ وقُدُورٍ؛ وَمِنْهُ قرأَ بَعْضُهُمْ: وَآتَيْنَا دَاوُدَ زُبُوراً. والزَّبُورُ: الْكِتَابُ المَزبُورُ، وَالْجَمْعُ زُبُرٌ، كَمَا قَالُوا رَسُولٌ ورُسُل. وإِنما مَثَّلْتُهُ بِهِ لأَن زَبُوراً وَرَسُولًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وجَلا السيولُ عَنِ الطُّلُولِ كأَنها ... زُبُرٌ، تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُها وَقَدْ غَلَبَ الزَّبُورُ عَلَى صُحُفِ دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَكُلُّ كِتَابٍ: زَبُورٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ؛ قَالَ أَبو هُرَيْرَةَ: الزَّبُورُ مَا أُنزل عَلَى دَاوُدَ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ مِنْ بَعْدِ التَّوْرَاةِ. وقرأَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: فِي الزُّبُور ، بِضَمِّ الزَّايِ، وَقَالَ: الزُّبُورُ التَّوْرَاةُ والإِنجيل وَالْقُرْآنُ، قَالَ: وَالذِّكْرُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ؛ وَقِيلَ: الزَّبُورُ فَعُول بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كأَنه زُبِرَ أَي كُتِبَ. والمِزْبَرُ، بِالْكَسْرِ: الْقَلَمُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَعَا فِي مَرَضِه بِدَوَاةٍ ومِزْبَرٍ فَكَتَبَ اسْمَ الْخَلِيفَةِ بَعْدَهُ، والمِزْبَرُ: الْقَلَمُ. وزَبَرَه يَزْبُرُه، بِالضَّمِّ، عَنِ الأَمر زَبْراً: نَهَاهُ وَانْتَهَرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا رَدَدْتَ عَلَى السَّائِلِ ثَلَاثًا فَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَزْبُرَه أَي تَنْهَرَهُ وتُغْلِظ لَهُ فِي الْقَوْلِ والرَّدِّ والزَّبْرُ، بِالْفَتْحِ: الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ لأَن مَنْ زَبَرْتَه عَنِ الْغَيِّ فَقَدْ أَحْكَمْتَهُ كَزَبْرِ الْبِئْرِ بِالطَّيِّ.

والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ نَاتِئَةٌ مِنَ الْكَاهِلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَاهِلُ نَفْسُهُ فَقَطْ، وَقِيلَ: هِيَ الصُّدْرَةُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَيُقَالُ: شَدَّ للأَمر زُبْرَتَه أَي كَاهِلَهُ وَظَهْرَهُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: بِهَا وَقَدْ شَدُّوا لَهَا الأَزْبارَا قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: جَمْعُ زُبْرَةٍ، وَغَيْرُ مَعْرُوفٍ جَمْعُ فُعْلَةٍ عَلَى أَفعال، وَهُوَ عِنْدِي جَمْعُ الْجَمْعِ كأَنه جَمَعَ زُبْرَةً عَلَى زُبَرٍ وجَمَعَ زُبَراً عَلَى أَزْبَارٍ، وَيَكُونُ جَمْعُ زُبْرَةٍ عَلَى إِرادة حَذْفِ الْهَاءِ. والأَزْبَرُ والمَزْبَرَانِيُّ: الضَّخْمُ الزُّبْرَةِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: لَيْثٌ عليهِ مِنَ البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ، ... كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّالٌ بأَوْصَالِ هَذِهِ رِوَايَةُ خَالِدِ بْنِ كُلْثُومٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ عِنْدِي خطأٌ وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ لأَنه فِي صِفَةِ أَسد، والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسد، وَالشَّيْءُ لَا يُشَّبَهُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: وإِنما الرِّوَايَةُ كالمَرْزُبانِيِّ. والزُّبْرَةُ: الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ لِلْفَحْلِ والأَسد وَغَيْرِهِمَا؛ وَقِيلَ: زُبْرَةُ الأَسد الشعرُ عَلَى كَاهِلِهِ، وَقِيلَ: الزُّبْرَةُ: مَوْضِعُ الْكَاهِلِ عَلَى الكَتِفَيْنِ. وَرَجُلٌ أَزْبَرُ: عَظِيمُ الزُّبْرَة زُبْرَةِ الْكَاهِلِ، والأُنثى زَبْرَاءُ؛ وَمِنْهُ زُبْرَةُ الأَسد. وأَسد أَزْبَرُ ومَزْبَرَانِيّ: ضَخْمُ الزُّبْرَةِ. والزُّبْرَةُ: كَوْكَبٌ مِنَ الْمَنَازِلِ عَلَى التَّشْبِيهِ بِزُبْرَةِ الأَسد. قَالَ ابْنُ كِنَاسَةَ: مِنْ كَوَاكِبِ الأَسد الخَرَاتَانِ، وَهُمَا كَوْكَبَانِ نَيِّرانِ بَيْنَهُمَا قَدْرُ سَوْطٍ، وَهُمَا كَتفَا الأَسَدِ، وَهُمَا زُبْرَةُ الأَسد، وَهُمَا كَاهِلَا الأَسد يَنْزِلُهُمَا الْقَمَرُ، وَهِيَ كُلُّهَا ثَمَانِيَةٌ. وأَصل الزُّبْرَةِ: الشَّعَرُ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيِ الأَسد. اللَّيْثُ: الزُّبْرَةُ شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ عَلَى مَوْضِعِ الْكَاهِلِ مِنَ الأَسد وَفِي مِرْفَقَيْهِ؛ وَكُلُّ شَعَرٍ يَكُونُ كَذَلِكَ مُجْتَمَعًا، فَهُوَ زُبْرَةٌ وَكَبْشٌ زَبِيرٌ: عَظِيمُ الزُّبْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مُكْتَنِزٌ. وزُبْرَةُ الْحَدِيدِ: الْقِطْعَةُ الضَّخْمَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ زُبَرٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ، وزُبُرٌ، بِالرَّفْعِ أَيضاً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً ؛ أَي قِطَعاً. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً ؛ مَنْ قرأَ بِفَتْحِ الْبَاءِ أَراد قِطَعًا مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ، قَالَ: وَالْمَعْنَى فِي زُبَرٍ وزُبُرٍ وَاحِدٌ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ زُبُراً أَراد قِطَعًا جَمْعَ زُبْرَةٍ وإِنما أَراد تَفَرَّقُوا فِي دِينِهِمْ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّبْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ، وَالْجَمْعُ زُبَرٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ قرأَ زُبُراً فَهُوَ جَمْعُ زَبُورٍ لَا زُبْرَةٍ لأَن فُعْلَةً لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعُلٍ، وَالْمَعْنَى جَعَلُوا دِينَهُمْ كُتُبًا مُخْتَلِفَةً، وَمَنْ قرأَ زُبَراً، وَهِيَ قِرَاءَةُ الأَعمش، فَهِيَ جَمْعُ زُبْرَةٍ بِمَعْنَى الْقِطْعَةِ أَي فَتَقَطَّعُوا قِطَعًا؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ زَبُورٍ كَمَا تَقَدَّمَ، وأَصله زُبُرٌ ثُمَّ أُبدل مِنَ الضَّمَّةِ الثَّانِيَةِ فَتْحَةٌ كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي جَمْعِ جَديد جُدَدٌ، وأَصله وَقِيَاسُهُ جُدُدٌ، كَمَا قَالُوا رُكَباتٌ وأَصله رُكُباتٌ مِثْلُ غُرُفاتٍ وَقَدْ أَجازوا غُرَفات أَيضاً، وَيُقَوِّي هَذَا أَن ابْنَ خَالَوَيْهِ حَكَى عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه أَجاز أَن يقرأَ زُبُراً وزُبْراً وزُبَراً، فَزُبْراً بالإِسكان هُوَ مُخَفَّفٌ مِنْ زُبُر كعُنْقٍ مُخَفَّفٌ مِنْ عُنُقٍ، وزُبَرٌ، بِفَتْحِ الْبَاءِ، مُخَفَّفٌ أَيضاً مِنْ زُبُرٍ بِرَدِّ الضَّمَّةِ فَتْحَةٍ كَتَخْفِيفِ جُدَد مِنْ جُدُدٍ. وزُبْرَةُ الْحَدَّادِ: سَنْدَانُه. وزَبَرَ الرجلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انْتَهَرَهُ. والزِّبِيرُ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الزِّبِرُّ، بِالْكِسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، مِنَ الرِّجَالِ الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ

الْفَقْعَسِيُّ: أَكون ثَمَّ أَسداً زِبِرّا الْفَرَّاءُ: الزَّبِير الدَّاهِيَةُ. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حِينَ تَخْرُجُ مِنَ النَّوَاةِ. والزَّبِيرُ: الحَمْأَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ جَرَّبَ الناسُ آلَ الزُّبَيْر، ... فَذَاقُوا مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ الزَّبِيرَا وأَخذ الشَّيْءَ بِزَبَرِه وزَوْبَرِه وزَغْبَرِه وزَابَرِه أَي بِجَمِيعِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَإِنْ قَالَ عاوٍ مَنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً ... بِهَا جَرَبٌ، عُدَّتْ عَلَيَّ بِزَوْبَرَا «1» . أَي نُسِبَتْ إِليَّ بِكَمَالِهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ عَنْ تَرْكِ صَرْفِ زَوْبَر هَاهُنَا فَقَالَ: عَلَّقَهُ عَلَمًا عَلَى الْقَصِيدَةِ فَاجْتَمَعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتأْنيث كَمَا اجْتَمَعَ فِي سُبْحان التَّعْرِيفُ وَزِيَادَةُ الأَلف وَالنُّونِ؛ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: الزَّوْبَرُ الدَّاهِيَةُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي مَنَعَ زَوْبَر مِنَ الصَّرْفِ أَنه اسْمُ عَلَمٍ لِلْكَلْبَةِ مُؤَنَّثٌ، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ بِزَوْبَر هَذَا الِاسْمِ إِلا فِي شِعْرِهِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ لَمْ يُسْمَعُ بمامُوسَةَ اسْمًا عَلَمًا لِلنَّارِ إِلا فِي شِعْرِهِ فِي قَوْلِهِ يَصِفُ بَقَرَةً: تَطَايَحَ الطَّلُّ عَنْ أَعْطافِها صُعُداً، ... كَمَا تَطايَحَ عَنْ مامُوسَةَ الشَّرَرُ وَكَذَلِكَ سَمَّى حُوَارَ النَّاقَةِ بابُوساً وَلَمْ يُسْمَعْ فِي شِعْرِ غَيْرِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: حَنَّتْ قَلُوصِي إِلى بابُوسِها جَزَعاً، ... فَمَا حَنِينك أَم مَا أَنت والذَّكَرُ؟ وسَمَّى مَا يَلِفُّ عَلَى الرأْس أُرنة وَلَمْ تُوجَدْ لِغَيْرِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: وتَلفَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه، ... مُتَشَاوِساً لِوَرِيدِه نَعْرُ قَالَ وَفِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: ... عُدَّت عَلَيَّ بِزَوْبَرَا أَي قَامَتْ عَلَيَّ بِدَاهِيَةٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نُسِبَتْ إِليَّ بِكَمَالِهَا وَلَمْ أَقلها. وَرَوَى شَمِرٌ حَدِيثًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ أَنه قَالَ: جَاءَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى دَارِي فَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً زَبِيرَةً. قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: كَبْشٌ زَبِيرٌ أَي ضَخْمٌ، وَقَدْ زَبُرَ كَبْشُكَ زَبارَةً أَي ضَخُمَ، وَقَدْ أَزْبَرْتُه أَنا إِزْباراً. وَجَاءَ فُلَانٌ بزَوْبَرِه إِذا جَاءَ خَائِبًا لَمْ تُقْضَ حَاجَتُهُ. وزَبْرَاءُ: اسْمُ امرأَة؛ وَفِي الْمَثَلِ: هَاجَتْ زَبْراءُ؛ وَهِيَ هَاهُنَا اسْمُ خَادِمٍ كَانَتْ للأَحنف بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ سَليطة فَكَانَتْ إِذا غَضِبَتْ قَالَ الأَحنف: هَاجَتْ زَبْراءُ، فَصَارَتْ مَثَلًا لِكُلِّ أَحد حَتَّى يُقَالَ لِكُلِّ إِنسان إِذا هَاجَ غَضَبُهُ: هَاجَتْ زَبْراؤُه، وزَبْرَاءُ تأْنيث الأَزْبَرِ مِنَ الزُّبْرَةِ، وَهِيَ مَا بَيْنَ كَتِفَيِ الأَسد مِنَ الوَبَرِ. وزَبير وزُبَيْر ومُزَبَّرٌ. أَسماء. وازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشَّعَرُ والوَبَرُ والنباتُ: طَلَعَ ونَبَتَ. وازْبَأَرَّ الشَّعْرُ: انْتَفَشَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَهَا ثُنَنٌ كَخَوافي العُقابِ ... سُودٌ، يَفينَ إِذا تَزْبَئِرْ وازْبَأَرَّ لِلشَّرِّ: تهيأَ. وَيَوْمٌ مُزْبَئِرّ: شَدِيدٌ مَكْرُوهٌ. وازْبَأَرَّ الكلبُ: تَنَفَّشَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا وَهُوَ المَرَّارُ بن مُنْقِذ الحنظلي:

_ (1). قوله: [وإِن قَالَ عَاوٍ مَنْ مَعَدٍّ إلخ] الذي في الصحاح: إِذا قال غاو من تنوخ إلخ

فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِي ازْبِئْرَارِه، ... وكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لَمْ يَزْبَئِرْ قَدْ بَلَوْناهُ عَلَى عِلَّاتِهِ، ... وَعَلَى التَّيْسِير مِنْهُ والضُّمُر الْوَرْدُ: بَيْنَ الْكُمَيْتِ، وَهُوَ الأَحمر، وَبَيْنَ الأَشقر؛ يَقُولُ: إِذا سَكَنَ شَعَرُهُ اسْتَبَانَ أَنه كُمَيْتٌ وإِذا ازْبَأَرَّ اسْتَبَانَ أُصول الشَّعَرِ، وأُصوله أَقل صبْغاً مِنْ أَطرافه، فَيَصِيرُ فِي ازْبِئْرارِه وَرْداً، وَالتَّيْسِيرُ هُوَ أَن يَتَيَسَّرَ الْجَرْيُ ويتهيأَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَنَّ هِيَ هَرَّتْ وازْبَأَرَّتْ فَلَيْسَ لَهَا ... أَي اقْشَعَرَّتْ وَانْتَفَشَتْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الزُّبْرَةِ، وَهِيَ مُجْتَمَعُ الوَبَرِ فِي الْمِرْفَقَيْنِ والصَّدر. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: كَيْفَ وجدتَ زَبْرا، أَأَقِطاً وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلًّا صَقْراً؟ الزَّبْرُ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِهَا: هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ، وَهُوَ مُكَبَّرُ الزُّبَيْر، تَعْنِي ابْنَهَا، أَي كَيْفَ وَجَدْتَهُ كَطَعَامٍ يُؤْكَلُ أَو كَالصَّقْرِ. والزَّبِيرُ: اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ. ابْنُ الأَعرابي: أَزْبَرَ الرجلُ إِذا عَظُمَ، وأَزْبَرَ إِذا شَجُعَ. والزَّبِير: الرَّجُلُ الظريف الكَيّسُ. زبطر: الزِّبَطْرَةُ، مِثَالُ القِمَطْرَةِ: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ الرُّومِ. زبعر: رَجُلٌ زِبَعْرَى: شَكِسُ الخُلُق سَيِّئُه، والأُنثى زِبَعْراة، بِالْهَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَبِهِ سُمِّيَ ابْنُ الزِّبَعْرَى الشَّاعِرُ. والزِّبَعْرَى: الضَّخْمُ، وَحَكَى بَعْضُهُمُ الزَّبَعْرَى، بِفَتْحِ الزَّايِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فأَلفه مُلْحِقَةٌ لَهُ بِسَفَرْجَلٍ وأُذن زَبعْرَاةٌ وزِبَعْراةٌ: غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ الشَّعَرِ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ آذَانِ الْخَيْلِ زِبَعْراةٌ، وَهِيَ الَّتِي غَلُظَتْ وَكَثُرَ شَعَرُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّبَعْرَى الْكَثِيرُ شَعَرِ الْوَجْهِ وَالْحَاجِبَيْنِ واللِّحيَيْنِ. وجَمَلٌ زِبَعْرَى كَذَلِكَ. والزَّبْعَرُ: ضَرْبٌ مِنَ المَرْوِ وَلَيْسَ بِعَرِيضِ الْوَرَقِ، وَمَا عَرُضَ ورَقُه مِنْهُ فَهُوَ ماحُوزٌ. والزِّبَعْرِيُّ: ضَرْبٌ من السهام منسوب. زبغر: الزَّبْغَرُ: بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَقْدِيمِ الْبَاءِ عَلَى الْغَيْنِ: المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ أَو هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مَرْوُ ماحُوز أَو غيره، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ خَالَفَ أَبا حَنِيفَةَ لأَنه يَقُولُ: إِنه الزَّغْبَر، بِتَقْدِيمِ الغين على الباء. زبنتر: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: ابْنُ السِّكِّيتِ: الزَّبَنْتَرُ مِنَ الرِّجَالِ المُنكَرُ الدَّاهِيَةُ إِلى القِصَرِ مَا هُوَ؛ وأَنشد: تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ، ... بَني اسْتِها، والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ زجر: الزَّجْرُ: المَنْعُ والنهيُ والانْتِهارُ. زَجَرَهُ يَزْجُرُه زَجْراً وازْدَجَرَهُ فانْزَجَرَ وازْدَجَرَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَازْدُجِرَ فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ . قَالَ: يُوضَعُ الازْدِجارُ مَوْضِعَ الانْزِجارِ فَيَكُونُ لَازِمًا، وَازْدُجِرَ كَانَ فِي الأَصل ازْتَجَرَ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ دَالًا لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا وَاخْتِيرَتِ الدَّالُ لأَنها أَليق بِالزَّايِ مِنَ التَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ العَزْلِ: كأَنه زَجَرَ ؛ أَي نَهَى عَنْهُ، وَحَيْثُ وَقَعَ الزَّجْرُ فِي الْحَدِيثِ فإِنما يُرَادُ بِهِ النَّهْيُ. وزَجَرَ السَّبُعَ والكلبَ وزَجَرَ بِهِ: نَهْنَهَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هُوَ مِنِّي مَزْجَرَ الْكَلْبِ أَي بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَحَذَفَ وأَوصل، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الْمُخْتَصَّةِ الَّتِي أُجريت مَجْرَى غَيْرِ الْمُخْتَصَّةِ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَرْفَعُ بِجَعْلِ الْآخَرِ

هُوَ الأَوّل، وَقَوْلُهُ: مَنْ كانَ لَا يَزْعُمُ أَنِّي شاعِرُ، ... فَلْيَدْنُ منِّي تَنهَهُ المَزاجِرُ عَنَى الأَسباب الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تَزْجُرَ، كَقَوْلِكَ نَهَتْهُ النَّواهِي، وَيُرْوَى: مَنْ كَانَ لَا يَزْعُمُ أَني شَاعِرُ، ... فَيَدْنُ مِنِّي .... أَراد فَلْيَدْنُ فَحَذَفَ اللَّامَ، وَذَلِكَ أَن الْخَبْنَ فِي مِثْلِ هَذَا أَخف عَلَى أَلسنتهم والإِتمام عَرَبِيٌّ. وزَجَرْتُ الْبَعِيرَ حَتَّى ثَارَ ومَضَى أَزْجُرُهُ زَجْراً، وزَجَرْتُ فُلَانًا عَنِ السُّوءِ فانْزَجَرَ، وَهُوَ كالرَّدْع للإِنسان، وأَما لِلْبَعِيرِ فَهُوَ كَالْحَثِّ بِلَفْظٍ يَكُونُ زَجْراً لَهُ. قَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّجْرُ النَّهْرُ، والزَّجْرُ لِلطَّيْرِ وَغَيْرِهَا التَّيَمُّنُ بِسُنُوحِها والتَّشَاؤُمُ بِبُروحِها، وإِنما سُمِّيَ الكاهنُ زَاجِراً لأَنه إِذا رَأَى مَا يَظُنُّ أَنه يَتَشَاءَمُ بِهِ زَجَرَ بِالنَّهْيِ عَنِ المُضِيِّ فِي تِلْكَ الْحَاجَةِ بِرَفْعِ صَوْتٍ وَشِدَّةٍ، وَكَذَلِكَ الزَّجْرُ لِلدَّوَابِّ والإِبل وَالسِّبَاعِ. اللَّيْثُ: الزَّجْرُ أَن تَزْجُرَ طَائِرًا أَو ظَبْياً سانِحاً أَو بارِحاً فَتَطَيَّرَ مِنْهُ، وَقَدْ نُهِيَ عَنِ الطِّيَرَةِ. والزَّجْرُ: العِيافَةُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكَهُّن؛ تَقُولُ: زَجَرْتُ أَنه يَكُونُ كَذَا وَكَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ شُرَيْحٌ زَاجِراً شاعِراً ؛ الزَّجْرُ لِلطَّيْرِ هُوَ التَّيَمُّنُ والتَّشَاؤُمُ بِهَا والتَّفَؤُّلُ بِطَيَرَانِهَا كالسَّانِحِ والبارِحِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الكَهَانَة والعِيَافَةِ. وزَجَرَ الْبَعِيرَ أَي سَاقَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ قرأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ من ثلاثٍ، فَهُوَ زَاجِرٌ ؛ مَنْ زَجَرَ الإِبلَ يَزْجُرُها إِذا حَثَّها وحَمَلها عَلَى السُّرْعَةِ، وَالْمَحْفُوظُ رَاجِزٌ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَسَمِعَ وَرَاءَهُ زَجْراً ؛ أَي صِياحاً عَلَى الإِبل وحَثّاً. قَالَ الأَزهري: وزَجْرُ الْبَعِيرِ أَن يُقَالَ لَهُ: حَوْبٌ، وَلِلنَّاقَةِ: حَلْ. وأَما البغلُ فَزَجْرُه: عَدَسْ، مَجْزُومٌ؛ ويُزْجَرُ السَّبُعُ فَيُقَالُ لَهُ: هَجْ هَجْ وجَهْ جَهْ وجَاه جَاه. ابْنُ سِيدَهْ: وزَجَرَ الطائِرَ يَزْجُرُه زَجْراً وازْدَجَرَهُ تَفَاءَلَ بِهِ وتَطَيَّر فَنَهَاهُ ونَهَرَهُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَلَيْسَ ابنُ حَمْراءِ العِجَانِ بِمُفْلِتِي، ... وَلَمْ يَزْدَجِرْ طَيْرَ النُّحوسِ الأْشَائم والزَّجُورُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَدِرُّ عَلَى الْفَصِيلِ إِذا ضُرِبَتْ، فإِذا تُرِكَتْ مَنَعَتْهُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى تُزْجَرَ وتُنْهَرَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ العَلُوقِ زَجُورٌ؛ قَالَ الأَخطل: والحَرْبُ لاقِحَةٌ لهُنَّ زَجُورُ وَهِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بأَنفها وتَمْنَعُ دَرَّها. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّجُورُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَعْرِفُ بعَيْنِها وتُنْكِرُ بأَنفها. وَبَعِيرٌ أَزْجَرُ: فِي فَقَارِه انْخِزَالٌ مِنْ داءٍ أَو دَبَرٍ. وزَجَرَتِ الناقةُ بِمَا فِي بَطْنِهَا زَجْراً رَمَتْ بِهِ وَدَفَعَتْهُ. والزَّجْرُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ عِظامٌ صِغارُ الحَرْشَفِ، وَالْجَمْعُ زُجُورٌ، يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهل الْعِرَاقِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا، والله أَعلم. زحر: الزَّحِيرُ والزُّحارُ والزُّحارَةُ: إِخراجُ الصَّوْتِ أَو النَّفَسِ بأَنِينٍ عِنْدَ عَمَلٍ أَو شدَّةٍ؛ زَحَرَ يَزْحَرُ ويَزْحِرُ زَحِيراً وزُحاراً وزَحَّرَ وتَزَحَّرَ. وَيُقَالُ للمرأَة إِذا وَلَدَتْ وَلَدًا: زَحَرَتْ بِهِ وتَزَحَّرَتْ عَنْهُ؛ قَالَ: إِنِّي زَعِيمٌ لَكِ أَنْ تَزَحَّرِي ... عَنْ وَارِمِ الجَبْهَةِ، ضَخْمِ المَنْخَرِ

وحكى اللِّحْيَانِيُّ: زُحِرَ الرجلُ عَلَى صِيغَةِ فُعِلَ مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ مِنَ الزَّحِير، فَهُوَ مَزْحُورٌ، وَهُوَ يَتَزَحَّرُ بِمَالِهِ شُحّاً كأَنه يَئِنُّ ويَتَشَدَّدُ. وَرَجُلٌ زُحَرٌ وزَحْرانُ وزَحَّارٌ: بَخِيلٌ يَئِنُّ عِنْدَ السُّؤَالِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فأَما قَوْلُهُ: أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً، ... وَعِنْدَ الفَقْرِ زَحَّاراً أُنَانَا فإِنه أَراد زَحِيراً فَوَضَعَ الِاسْمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ، كَمَا قَالَ: عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّها؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى زَحَّار، وَلَمْ يُعَلِّلْهُ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَراد بِهِ وَنَسَبَهُ إِلى بَعْضِ كَلْبٍ وَقَالَ: أَنشده الْفَرَّاءُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْمُغِيرَةِ بْنُ حَبْنَاءَ يُخَاطِبُ أَخاه صَخْراً وَكُنْيَةُ صَخْرٍ أَبو لَيْلَى، وَقَبْلَهُ: بَلَوْنا فَضْلَ مالِكَ يَا ابْنَ لَيْلَى، ... فَلَمْ تَكُ عِنْدَ عُسْرَتِنا أَخانا وَقَالَ: أُنَاناً مَصْدَرُ أَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً وأُناناً كَزَحَرَ يَزْحِرُ زَحِيراً وزُحاراً؛ يَقُولُ: بَلَوْنَا فَضْلَ مَالِكَ عِنْدَ حَاجَتِنَا إِليه فَلَمْ نَنْتَفِعْ بِهِ وَمَعَ هَذَا إِنك جَمَعْتَ مسأَلة النَّاسِ والحِرْصَ عَلَى مَا فِي أَيديهم وعند ما يَنُوبُكَ مِنْ حَقٍّ تَزْحَرُ وتَئِنُّ. والزُّحَارُ: دَاءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فَيَزْحَرُ مِنْهُ حَتَّى يَنْقَلِبَ سُرْمُه فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ. والزَّحِيرُ: تقطيعٌ فِي الْبَطْنِ يُمَشِّي دَماً. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّحِير استطلاقُ البَطْنِ، وَكَذَلِكَ الزُّحارُ، بِالضَّمِّ. وزَحَرَهُ بِالرُّمْحِ زَحْراً: شَجَّهُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بثَبَتٍ. وزَحْرٌ: اسم رجل. زخر: زَخَرَ البَحْرُ يَزْخَرُ زَخْراً وزُخُوراً وتَزَخَّرَ: طَمَا وَتَملَّأَ. وزَخَرَ الوادِي زَخْراً: مَدَّ جِدّاً وَارْتَفَعَ، فَهُوَ زاخِرٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَزَخَرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وَارْتَفَعَتْ أَمواجه. وزَخَر القومُ: جَاشُوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وَكَذَلِكَ زَخَرَتِ الحربُ نفسُها؛ قَالَ: إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ، ... رأَيتَ بُحُوراً مِنْ نُحُورِهِمُ تَطْمُو وزَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: فَقُدُورُه بِفِنائِهِ، ... للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها، ... جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ يُقَالُ إِنها تَجُودُ بِقُوتِهَا فِي حَالِ الْجُوعِ وَهَيَجَانِ الدَّمِ وَالطَّبَائِعِ، وَيُقَالُ: نَسَبُهَا مُرْتَفِعٌ لأَن عِرْقَ الْكَرِيمِ يَزْخَرُ بالكَرَمِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عِرق فُلَانٍ زَاخِرٌ إِذا كَانَ كَرِيمًا يَنْمِي. وزَخَرَ النباتُ: طَالَ، وإِذا الْتَفَّ النَّبَاتُ وَخَرَجَ زَهْرُهُ قِيلَ: قَدْ أَخذ زُخاريَّهُ. وزَخَرَتْ رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَكَلَامٌ زَخْوَرِيٌّ: فِيهِ تَكبر وتَوَعُّدٌ، وَقَدْ تَزَخْوَرَ. ونَبْتٌ زَخْوَرٌ وزَخْوَرِيٌّ وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ. الأَصمعي: إِذا الْتَفَّ العشبُ وأَخرج زَهْرَهُ قِيلَ: جَنَّ جُنُوناً وَقَدْ أَخذ زُخارِيَّهُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً، ... سَقَتْهُ كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ زُخارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فِيهِ ... جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ

وَيُقَالُ: مَكَانٌ زُخارِيُّ النَّبَاتِ، وزُخارِيُّ النَّبَاتِ: زَهْرُهُ. وأَخذ النباتُ زُخارِيَّهُ أَي حَقَّه مِنَ النَّضارة وَالْحُسْنِ. وأَرض زَاخِرَةٌ. أَخذت زُخارِيَّها. أَبو عَمْرٍو: الزَّاخِرُ الشَّرَفُ الْعَالِي. وَيُقَالُ لِلْوَادِي إِذا جَاشَ مَدُّه وطمَا سَيْلُه: زَخَرَ يَزْخَرُ زَخْراً، وَقِيلَ: إِذا كَثُرَ مَاؤُهُ وَارْتَفَعَتْ أَمواجه، قَالَ: وإِذا جَاشَ الْقَوْمُ للنَّفِير، قِيلَ: زَخَروا. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكِراً يَقُولُ: زاخَرْتُه فَزَخَرْتُه وفاخَرْتُه فَفَخَرْتُه، وَقَالَ الأَصمعي: فَخَرَ بِمَا عِنْدَهُ وزَخَرَ واحدٌ. زدر: جَاءَ فلانٌ يَضْرِبُ أَزْدَرَيْهِ وأَسْدَرَيْهِ إِذا جَاءَ فَارِغًا؛ كَذَلِكَ حَكَاهُ يَعْقُوبُ بِالزَّايِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الزَّايَ مُضَارَعَةٌ وإِنما أَصلها الصَّادُ وَسَنَذْكُرُهُ فِي الصَّادِ لأَن الأَصْدَرَيْنِ عِرْقانِ يَضْرِبانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ، لَا يُفْرَدُ لَهُمَا وَاحِدٌ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: يَوْمَئِذٍ يَزْدُرُ النَّاسُ أَشتاتاً، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ قرأُوا: يَصْدُرُ، وَهُوَ الْحَقُّ. زرر: الزِّرُّ: الَّذِي يُوضَعُ فِي الْقَمِيصِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزِّرُّ العُرْوَةُ الَّتِي تُجْعَلُ الحَبَّةُ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِزِرِّ الْقَمِيصِ الزِّيرُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ أَحد الْحَرْفَيْنِ الْمُدْغَمَيْنِ فَيَقُولُ فِي مَرٍّ مَيْرٍ وَفِي زِرٍّ زِيرٍ، وَهُوَ الدُّجَةُ؛ قَالَ: وَيُقَالُ لعُرْوَتِهِ الوَعْلَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزِّرُّ الجُوَيْزَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي عُرْوَةِ الْجَيْبِ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ فِي الزِّرِّ مَا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ إِنه العُرْوَةُ والحَبَّة تُجْعَلُ فِيهَا. والزِّرُّ: وَاحِدُ أَزرار الْقَمِيصِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَلْزَمُ مِنْ زِرٍّ لعُرْوَة، والجمع أَزْرَارٌ وزُرُورٌ؛ قَالَ مُلْحَةُ الجَرْمِيُّ: كأَنَّ زُرورَ القُبْطُرِيَّة عُلِّقَتْ ... عَلائِقُها مِنْهُ بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ «2» . وَعَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى عَدِيِّ بْنِ الرِّقَاعِ. وأَزَرَّ القميصَ: جَعَلَ لَهُ زِرّاً. وأَزَرَّهُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ زِرٌّ فَجَعَلَهُ لَهُ. وزَرَّ الرجلُ: شَدَّ زِرَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. أَبو عُبَيْدٍ: أَزْرَرْتُ الْقَمِيصَ إِذا جعلت له أَزْرَاراً. وزَرَرْتهُ إِذا شَدَدْتُ أَزْرارَهُ عَلَيْهِ؛ حَكَاهُ عَنِ الْيَزِيدِيِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فِعْلٍ وفُعْلٍ بِاتِّفَاقِ الْمَعْنَى: خِلْبُ الرَّجُلِ وخُلْبُه، والرِّجْز والرُّجْز، والزِّرُّ والزُّرُّ. قَالَ: حَسِبْتُهُ أَراد زِرَّ الْقَمِيصِ، وعِضْو وعُضو، والشُّحُّ والشِّحُّ الْبُخْلُ، وَفِي حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ فِي وَصْفِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ: أَنه رأَى خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي كَتِفِهِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ ، أَراد بِزِرِّ الحَجَلَة جَوْزَةً تَضُمُّ العُرْوَةَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الزِّر واحد الأَزْرَارِ التي تشدّ بِهَا الكِلَلُ وَالسُّتُورُ عَلَى مَا يَكُونُ فِي حَجَلَةِ الْعَرُوسِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، وَيُرِيدُ بالحَجَلَةِ القَبَجَة، مأْخوذ مِنْ أَزَرَّتِ الجَرَادَةُ إِذا كَبَسَتْ ذَنِبَهَا فِي الأَرض فَبَاضَتْ، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِهِ بإِسناده عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: كَانَ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ. والزَّرُّ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ زَرَرْتُ الْقَمِيصَ أَزُرُّه، بِالضَّمِّ، زَرًّا إِذا شَدَدْتَ أَزْرَارَهُ عَلَيْكَ. يُقَالُ: ازْرُرْ عَلَيْكَ قَمِيصَكَ وزُرَّه وزُرُّه وزُرِّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ غَلَطٌ وإِنما يَجُوزُ إِذا كَانَ بِغَيْرِ الْهَاءِ، نَحْوَ قَوْلِهِمْ: زُرَّ وزُرُّ وزُرِّ، فَمَنْ كَسَرَ فَعَلَى أَصل الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَمِنْ فتح فلطلب الخفة،

_ (2). قوله: [علائقها] كذا بالأَصل. وفي موضعين من الصحاح: بنادكها أَي بنادقها، ومثله في اللسان وشرح القاموس في مادة قبطر

وَمَنْ ضَمَّ فَعَلَى الإِتباع لِضَمِّةِ الزَّايَ، فأَما إِذا اتَّصَلَ بِالْهَاءِ الَّتِي هِيَ ضَمِيرُ الْمُذَكَّرِ كَقَوْلِكَ زُرُّه فإِنه لَا يَجُوزُ فِيهِ إِلا الضَّمُّ لأَن الْهَاءَ حَاجِزٌ غَيْرُ حَصِينٍ، فكأَنه قَالَ: زُرُّوه، وَالْوَاوُ السَّاكِنَةُ لَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلا مَضْمُومًا، فإِن اتَّصَلَ بِهِ هَاءُ الْمُؤَنَّثِ نَحْوُ زُرَّها لَمْ يَجُزْ فِيهِ إِلا الْفَتْحُ لِكَوْنِ الْهَاءِ خَفِيَّةً كأَنها مُطَّرَحَةٌ فَيَصِيرُ زُرَّها كأَنه زُرَّا، والأَلف لَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلا مَفْتُوحًا. وأَزْرَرْتُ الْقَمِيصَ إِذا جعلت له أَزْرَاراً فَتَزَرَّرَ؛ وأَما قَوْلُ المَرَّار: تَدِينُ لمَزْرُورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقَةٍ ... مِنَ الشَّبْهِ، سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُها فإِنما يَعْنِي زِمَامَ النَّاقَةِ جَعَلَهُ مَزْرُورًا لأَنه يُضَفَّرُ وَيُشَدُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ لِمَرَّارِ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقْعَسِيِّ، وَلَيْسَ هُوَ لِمَرَّارِ بْنِ مُنْقِذٍ الْحَنْظَلِيِّ، وَلَا لِمَرَّارِ بْنِ سَلَامَةَ الْعِجْلِيِّ، وَلَا لِمَرَّارِ بْنِ بَشِيرٍ الذُّهْلِيِّ؛ وَقَوْلُهُ: تَدِينُ تُطِيعُ، وَالدِّينُ الطَّاعَةُ، أَي تُطِيعُ زِمَامَهَا فِي السَّيْرِ فَلَا يَنَالُ رَاكِبُهَا مَشَقَّةً. وَالْحَلْقَةُ مِنَ الشَّبَهِ وَالصُّفْرِ تَكُونُ فِي أَنف النَّاقَةِ وَتُسَمَّى بُرَةً، وإِن كَانَتْ مِنْ شَعْرٍ فَهِيَ خِزَامةٌ، وإِن كَانَتْ مِنْ خَشَبٍ فَهِيَ خِشَاش. وَقَوْلُ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنه لَزِرُّ الأَرض الَّذِي تَسْكُنُ إِليه وَيَسْكُنُ إِليها وَلَوْ فُقِدَ لأَنكرتم الأَرض وأَنكرتم النَّاسَ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: تَثْبُتُ بِهِ الأَرض كَمَا يَثْبُتُ الْقَمِيصُ بِزِرِّهِ إِذا شُدَّ بِهِ. ورأَى عَلِيٌّ أَبا ذَرٍّ فَقَالَ أَبو ذَرٍّ لَهُ: هَذَا زِرُّ الدِّينِ ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَنه قِوَامُ الدِّينِ كَالزِّرِّ، وَهُوَ العُظَيْمُ الَّذِي تَحْتَ الْقَلْبِ، وَهُوَ قِوَامُهُ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا الْحَلْقَةُ الَّتِي تُضْرَبُ عَلَى وَجْهِ الْبَابِ لإِصفاقه: الزِّرَّةُ؛ قَالَهُ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ. والأَزْرَارُ: الْخَشَبَاتُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا رأْس عَمُودِ الْخِبَاءِ، وَقِيلَ: الأَزْرَارُ خَشَبَاتٌ يُخْرَزْنَ فِي أَعلى شُقَقِ الْخِبَاءِ وأُصولها فِي الأَرض، وَاحِدُهَا زِرٌّ، وزَرَّها: عَمِلَ بِهَا ذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: كَأَنَّ صَقْباً حَسَنَ الزَّرْزِيرِ ... فِي رأْسِها الراجفِ والتَّدْمِيرِ «3» . فَسَّرَهُ فَقَالَ: عَنَى بِهِ أَنها شَدِيدَةُ الخَلْقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى طُولَ عُنُقِهَا شَبَّهَهُ بِالصَّقْبِ، وَهُوَ عَمُودُ الْخِبَاءِ. والزِّرَّان: الوَابِلَتَانِ، وَقِيلَ: الزِّرُّ النُّقْرَةُ الَّتِي تَدُورُ فِيهَا وَابِلَةُ كَتِف الإِنسان. والزِّرَّانِ: طَرَفَا الْوَرِكَيْنِ فِي النُّقْرَةِ. وزِرُّ السيف: خَدُّه. وَقَالَ مُجَرِّسُ «4». بْنُ كُلَيْبٍ فِي كَلَامٍ لَهُ: أَمَا وسَيْفي وزِرَّيه، وَرُمْحِي ونَصْلَيْه، لَا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيه وَهُوَ يَنْظُرُ إِليه؛ ثُمَّ قَتَلَ جَسَّاساً، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَتَلَ أَباه، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْحَسَنِ الرَّعْيَةِ للإِبل: إِنه لَزِرٌّ مِنْ أَزرارها، وإِذا كَانَتِ الإِبل سِمَاناً قِيلَ: بِهَا زِرَّة» ؛ وإِنه لَزِرٌّ مِنْ أَزْرَارِ الْمَالِ يُحْسِنُ القيامَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنه لَزِرُّ مَالٍ إِذا كَانَ يَسُوقُ الإِبل سَوْقًا شَدِيدًا، والأَوَّل الْوَجْهُ. وإِنه لَزُرْزُورُ مَالٍ أَي عَالَمٌ بِمَصْلَحَتِهِ. وزَرَّهُ يَزُرُّهُ زَرّاً: عَضَّهُ. والزِّرَّة: أَثر الْعَضَّةِ. وزَارَّه: عاضَّهُ قَالَ أَبو الأَسود «6». الدُّؤَليُّ وسأَل

_ (3). قوله: [حسن الزرزير] كذا بالأصل ولعله التزرير أَي الشدّ (4). [المشهور في التاريخ أن اسمه الهِجْرِس لا مُجَرّس (5). قوله: [قيل بها زرة] كذا بالأصل على كون بها خبراً مقدماً وزرة مبتدأ مؤخراً، وتبع في هذا الجوهري. قال المجد: وقول الجوهري بها زرّة تصحيف قبيح وتحريف شنيع، وإِنما هي بها زرة على وزن فعاللة وموضعه فصل الباء انتهى (6). قوله: [قال أَبو الأَسود إِلخ] بهامش النهاية ما نصه: لقي أبو الأَسود الدؤلي ابن صديق له، فقال: ما فعل أَبوك؟ قال: أخذته الحمى ففضخته فضخاً وطبخته طبخاً ورضخته رضخاً وتركته فرخاً. قال: فما فعلت امرأته التي كانت تزارّه وتمارّه وتشارّه وتهارّه؟ قال: طلقها فتزوّج غيرها فحظيت عنده ورضيت وبظيت. قال أَبو الأَسود: فما معنى بظيت؟ قال: حرف من اللغة لم تدر من أي بيض خرج ولا في أي عش درج. قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي لا خبر لك فيما لم أَدر انتهى

رَجُلًا فَقَالَ: مَا فَعَلَتِ امرأَة فُلَانٍ الَّتِي كَانَتْ تُشارُّه وتُهَارُّه وتُزَارُّه؟ المُزَارَّةُ مِنَ الزَّرِّ، وَهُوَ العَضُّ. ابْنُ الأَعرابي: الزِّرُّ حَدُّ السَّيْفِ، والزَّرُّ العَضُّ، والزِّرُّ قِوَامُ الْقَلْبِ، والمُزَارَّةُ المُعاضَّةُ، وحِمارٌ مِزَرّ، بِالْكَسْرِ: كَثِيرُ الْعَضِّ. والزَّرَّةُ: الْعَضَّةُ، وَهِيَ الْجِرَاحَةُ بِزِرِّ السَّيْفِ أَيْضًا. والزِّرَّةُ: الْعَقْلُ أَيضاً؛ يُقَالُ زَرَّ يَزُرُّ إِذا زَادَ عُقْلُهُ وتَجارِبُهُ، وزَرِرَ إِذا تَعَدَّى عَلَى خَصْمِهِ، وزَرَّ إِذا عَقَلَ بَعْدَ حُمْقٍ. والزَّرُّ: الشَّلُّ وَالطَّرْدُ؛ يُقَالُ: هُوَ يَزُرُّ الكتائبَ بِالسَّيْفِ؛ وأَنشد: يَزُرُّ الكتائبَ بِالسَّيْفِ زَرَّا والزَّرِيرُ: الْخَفِيفُ الظَّرِيفُ. والزَّرِيرُ: العاقلُ. وزَرَّهُ زَرّاً: طَرَدَهُ. وزَرَّهُ زَرّاً: طَعَنَهُ. والزَّرُّ: النَّتْفُ. وزَرَّ عَيَّنَهُ وزَرَّهما: ضَيَّقَهما. وزَرَّتْ عَيْنُهُ تَزِرُّ، بِالْكَسْرِ، زَرِيراً وَعَيْنَاهُ تَزِرَّانِ زَرِيراً أَي تَوَقَّدانِ. والزَّرِيرُ: نَبَاتٌ لَهُ نَوْرٌ أَصفر يُصْبَغُ بِهِ؛ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ. والزُّرْزُرُ: طَائِرٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: والزُّرْزُورُ طَائِرٌ، وَقَدْ زَرْزَرَ بِصَوْتِهِ. والزُّرْزُورُ، وَالْجَمْعُ الزَّرَازِرُ: هَنَاتٌ كَالْقَنَابِرِ مُلْسُ الرؤوس تُزَرْزِرُ بأَصواتها زَرْزَرَةً شَدِيدَةً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زَرْزَرَ الرَّجُلُ إِذا دَامَ عَلَى أَكل الزَّرازِرِ، وزَرْزَرَ إِذا ثَبَتَ بِالْمَكَانِ. والزَّرْزَارُ: الْخَفِيفُ السَّرِيعُ. الأَصمعي: فُلَانٌ كيِّس زُرَازِرٌ أَي وَقَّادٌ تَبْرُقُ عَيْنَاهُ؛ الْفَرَّاءُ: عَيْنَاهُ تَزِرَّان فِي رأْسه إِذا تَوَقَّدَتَا. وَرَجُلٌ زَرِيرٌ أَي خَفِيفٌ ذَكِيٌّ؛ وأَنشد شَمِرٌ: يَبِيتُ العَبْدُ يركَبُ أَجْنَبَيْهِ، ... يَخِرّ كأَنه كَعْبٌ زَرِير وَرَجُلٌ زُرازِرٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا، وَرِجَالٌ زَرازِرُ؛ وأَنشد: وَوَكَرَى تَجْري عَلَى المَحاوِرِ، ... خَرْساءَ مِنْ تحتِ امْرِئٍ زُرازِرِ وزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ: رَجُلٌ مِنْ قُرَّاءِ التَّابِعِينَ. وزُرَارَةُ: أَبو حَاجِبٍ. وزِرَّةُ: فَرَسُ العباس بن مرداس. زعر: الزَّعَرُ فِي شَعَرِ الرأْس وَفِي رِيشِ الطَّائِرِ: قِلَّةٌ ورِقَّةٌ وتفرُّق، وَذَلِكَ إِذا ذَهَبَتْ أُصول الشَّعَرِ وَبَقِيَ شَكِيرُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنها خاضِبٌ زُعْرٌ قَوادِمُهُ، ... أَجْنَا لَهُ باللِّوَى آءٌ وتَنُّومُ وَمِنْهُ قِيلَ للأَحْداثِ: زُعْرانٌ. وزَعِرَ الشَّعَرُ وَالرِّيشُ والوَبَرُ زَعَراً، وَهُوَ زَعِرٌ وأَزْعَرُ، وَالْجَمْعَ زُعْرٌ، وازْعَرَّ: قَلَّ وتَفَرَّقَ؛ وَزَعِرَ رأْسُه يَزْعَرُ زَعَراً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن امرأَة قَالَتْ لَهُ: إِني امرأَة زَعْراءُ أَي قَلِيلَةُ الشَّعْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَصِفُ الْغَيْثَ: أَخْرَجَ بِهِ مِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الأَعْشابَ ؛ يُرِيدُ الْقَلِيلَةَ النَّبَاتِ تَشْبِيهًا بِقِلَّةِ الشعر. والأَزْعَرُ: الموضع القليلة النَّبَاتِ. وَرَجُلٌ زَيْعَرٌ: قَلِيلُ الْمَالِ. والزَّعْراءُ: ضَرْبٌ مِنَ الخَوْخِ. وزَعَرَها يَزْعَرُها زَعْراً: نَكَحَهَا. وَفِي خُلُقِه زَعارَّة، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، مِثْلُ حَمارَّةِ الصَّيْفِ، وزَعَارَةٌ بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي شَرَاسَةٌ وسُوءُ خُلُقِ، لَا يَتَصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا: زَعِرَ الخُلُق. والزُّعْرُورُ: السَّيِءُ الخُلُقِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: رَجُلٌ زَعِرٌ. والزُّعْرُورُ: ثَمَرُ شَجَرَةٍ، الْوَاحِدَةُ

زُعْرُورَةٌ، تَكُونُ حَمْرَاءَ وَرُبَّمَا كَانَتْ صَفْرَاءَ، لَهُ نَوًى صُلْبٌ مُسْتَدِيرٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النُّلْكُ الزُّعْرُورُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ وَفِي التَّهْذِيبِ: الزُّعْرُورُ شَجَرَةُ الدُّبِّ. وزَعْوَرٌ: اسْمٌ. والزَّعْرَاءُ: مَوْضِعٌ. وزَعْرٌ، بِسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ. زعبر: الزَّعْبَرِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ السهام. زعفر: الزَّعْفَرَانُ: هَذَا الصِّبْغُ الْمَعْرُوفُ، وَهُوَ مِنَ الطِّيب. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى أَن يَتَزَعْفَرَ الرجلُ، وَجَمَعَهُ بَعْضُهُمْ وإِن كَانَ جِنْسًا فَقَالَ جَمْعُهُ زَعافِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُهُ زَعافِرُ مِثْلُ تَرْجُمانٍ وتَراجِمَ وصَحْصَحانٍ وصَحَاصِحَ. وزَعْفَرْتُ الثوبَ: صَبَغْتُهُ. وَيُقَالُ للفَالوذِ: المُلَوَّصُ والمُزَعْزَعُ والمُزَعْفَرُ. والزعفرانُ: فَرَسُ عُمير بْنِ الحُبَابِ. والمُزَعْفَرُ: الأَسَدُ الوَرْدُ لأَنه وَرْدُ اللَّوْنِ، وَقِيلَ: لِمَا عَلَيْهِ مِنْ أَثر الدَّمِ. والزَّعافِرُ: حَيٌّ مِنْ سعد العشيرة. زغر: زَغَرَ الشيءَ يَزْغَرُهُ زَغْراً: اقْتَضَبَهُ «1». والزَّغْرُ: الكَثْرَةُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: بَلْ قَدْ أَتانِي ناصِحٌ عَنْ كاشِح، ... بِعَدَاوَةٍ ظَهَرَتْ، وزَغْرِ أَقاولِ أَراد أَقاويل، حَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ. وزَغْرُ كُلِّ شَيْءٍ: كَثْرَتُهُ والإِفْراطُ فِيهِ. وزَغَرَت دِجْلَةُ: مَدَّتْ كَزَخَرَتْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وزُغَرُ: اسْمُ رَجُلٍ. وزُغَرُ: قَرْيَةٌ بِمَشَارِفِ الشَّامِ. وعَيْنُ زُغَرَ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ وأَما قَوْلُ أَبي دُوادٍ: كَكِتابَة الزُّغَرِيّ، غَشَّاها ... مِنَ الذَّهَبِ الدُّلامِصْ فإِن ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: لَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نَسَبَهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وإِياها عنى أَبو دواد يَعْنِي الْقَرْيَةَ بِمَشَارِفِ الشَّامِ؛ قَالَ: وَقِيلَ زُغَرُ اسْمُ بِنْتِ لُوطٍ نَزَلَتْ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ فَسُمِّيَتْ بِاسْمِهَا. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَخْبِرُوني عَنْ عَيْنِ زُغَرَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ ؛ زُغَرُ بِوَزْنِ صُرَد عَيْنٌ بِالشَّامِ مِنْ أَرض الْبَلْقَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لَهَا، وَقِيلَ: اسْمُ امرأَة نُسِبَتْ إِليها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ هَذَا غَرَقٌ مِنْ زُغَرَ ؛ وَسِيَاقُ الْحَدِيثِ يُشِيرُ إِلى أَنها عَيْنٌ فِي أَرض الْبَصْرَةِ؛ قَالَ ابْنِ الأَثير: وَلَعَلَّهَا غَيْرُ الأُولى، فأَما زُعْرٌ، بِسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، فَمَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ. زغبر: الزَّغْبَرُ: جَمِيعُ كُلِّ شَيْءٍ. أَخَذَ الشيءَ بِزَغْبَرِه أَي أَخذه كُلَّهُ وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ بِزَوْبَرِه وبِزَابَرِه. وزَغْبَرٌ: ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَحقه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّغْبَرُ والزِّغْبَرُ جَمِيعًا المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ «2» .... أَهو الَّذِي يُقَالُ له مَرْوُ ماحُوز أَو غَيْرُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هُوَ الزَّبْغَرُ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَقْدِيمِ الْبَاءِ عَلَى الْغَيْنِ. أَبو زيد: زِبْئِرُ الثوب وزِغْبِرُه. زفر: الزَّفْرُ والزَّفِيرُ: أَن يملأَ الرَّجُلُ صَدْرَهُ غَمًّا ثُمَّ هُوَ يَزْفِرُ بِهِ، وَالشَّهِيقُ «3». النَّفَسُ ثُمَّ يُرْمَى بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: زَفَرَ يَزْفِرُ زَفْراً وزَفِيراً أَخرج نَفَسَه بَعْدَ مَدِّه، وإِزْفِيرٌ إِفْعِيلٌ مِنْهُ. والزَّفْرَةُ والزُّفْرَةُ: التَّنَفُّسُ. اللَّيْثُ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ؛ الزَّفِيرُ: أَول نَهيق الحمار وشِبْهِهِ، والشَّهِيقُ:

_ (1). قوله: [اقتضبه] في القاموس: اغتصبه. قال شارحه: في بعض النسخ اقتضبه. وهو غلط (2). كذا بياض بالأصل (3). قوله: [والشهيق إلخ] كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً

آخِرُه، لأَن الزَّفِيرَ إِدخال النَّفْسِ وَالشَّهِيقَ إِخراجه، وَالِاسْمُ الزَّفْرَةُ، وَالْجَمْعُ زَفَرَاتٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه اسْمٌ وَلَيْسَ بِنَعْتٍ؛ وَرُبَّمَا سَكَّنَهَا الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ، كَمَا قَالَ: فَتَسْتَرِيح النَّفْسُ مِنْ زَفْراتِها وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّفْرُ مِنْ شِدّةِ الأَنِينِ وَقَبِيحِهِ، وَالشَّهِيقُ الأَنين الشَّدِيدُ الْمُرْتَفِعُ جِدًّا، والزَّفِير اغْتِراقُ النَّفَسِ للشِّدَّةِ. والزُّفْرَةُ، بِالضَّمِّ: وَسَطُ الْفَرَسِ؛ يُقَالُ: إِنه لِعَظِيمُ الزُّفْرَةِ. وزُفْرَةُ كُلِّ شَيْءٍ وزَفْرَتُه: وَسَطُه. والزَّوافِرُ: أَضلاعُ الْجَنْبَيْنِ. وَبَعِيرٌ مَزْفُورٌ: شَدِيدُ تَلَاحُمِ الْمَفَاصِلِ. وَمَا أَشَدَّ زُفْرَتَهُ أَي هُوَ مَزْفُورُ الخَلْقِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنه لِعَظِيمُ الزُّفْرَةِ أَي عَظِيمُ الْجَوْفِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: خِيطَ عَلَى زَفْرَةٍ فَتَمَّ، وَلَمْ ... يَرْجِعْ إِلى دِقَّةٍ، وَلَا هَضَمِ يَقُولُ: كأَنه زَافِرٌ أَبداً مِنْ عَظْمِ جَوْفِهِ فكأَنه زَفَرَ فَخِيطَ عَلَى ذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الرَّاعِي: حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ عَلَى زَفَراتِها، ... طَيَّ القَنَاطِرِ قَدْ نَزَلْنَ نُزُولا قَالَ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما كأَنها زَفَرَتْ ثُمَّ خَلِفَتْ عَلَى ذَلِكَ، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ: الزَّفْرَةُ الوَسَطُ. وَالْقَنَاطِرُ: الأَزَجُ. والزِّفْرُ، بِالْكَسْرِ: الحِمْل، وَالْجَمْعُ أَزْفارٌ؛ قَالَ: طِوالُ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ لَمْ يَجِدوا ... رِيحَ الإِماء، إِذا رَاحَت بأَزْفارِ والزَّفْرُ: الحَمْلُ. وازْدَفَرَهُ: حَمَلَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّفْرُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً أَي حَمَلَهُ وازْدَفَرَهُ أَيضاً. وَيُقَالُ لِلْجَمَلِ الضَّخْمِ: زُفَرُ، والأَسد زُفَرُ، وَالرَّجُلُ الشُّجَاعُ زُفَر، وَالرَّجُلُ الجوادِ زُفَر. والزِّفْرُ: القِرْبَةُ. والزِّفْرُ: السِّقاء الَّذِي يَحْمِلُ فِيهِ الرَّاعِي مَاءَهُ، وَالْجَمْعُ أَزْفارٌ، وَمِنْهُ الزَّوافِرُ الإِماءُ اللَّوَاتِي يَحْمِلْنَ الأَزفار، والزَّافِرُ: المُعِينُ عَلَى حَمْلِها؛ وأَنشد: يَا ابْنَ الَّتِي كانتْ زَماناً فِي النَّعَمْ ... تَحْمِلُ زَفْراً وتَؤُولُ بالغَنَمْ وَقَالَ آخَرُ: إِذا عَزَبُوا فِي الشَّاء عَنَّا رَأَيْتَهُمْ ... مَدالِيجَ بالأَزْفارِ، مثلَ العَوَاتِق وزَفَرَ يَزْفِرُ إِذا اسْتَقَى فَحَمَلَ. والزُّفَرُ: السَّيِّدُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ زُفَرَ. شَمِرٌ: الزُّفَرُ مِنَ الرِّجَالِ الْقَوِيُّ عَلَى الحمالاتِ. يُقَالُ: زَفَرَ وازْدَفَرَ إِذا حَمَلَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: رِئاب الصُّدْوعِ، غِيَاث المَضُوع، ... لأْمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة كَانَتْ تَزْفِرُ القِرَبَ يَوْمَ خَيْبَرَ تَسْقِي الناسَ ؛ أَي تَحْمِلُ القرب المملوءة ماء. وفي الْحَدِيثِ: كَانَ النِّسَاءُ يَزْفِرْنَ القِرَبَ يَسْقِينَ الناسَ فِي الغَزْوِ ؛ أَي يَحْمِلْنَهَا مَمْلُوءَةً مَاءً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَتْ أُمُّ سُلَيْطٍ تَزْفِرُ لَنَا القِرَبَ يومَ أُحُدٍ. والزُّفَرُ: السَّيِّدُ؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ: أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها، ... يَأْبَى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ لأَنه يَزْدَفِرُ بالأَموال فِي الحَمَالات مُطِيقًا لَهُ، وَقَوْلُهُ مِنْهُ مُؤَكِّدَةٌ لِلْكَلَامِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ؛ وَالْمَعْنَى: يأْبى الظُّلَامَةُ لأَنه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ.

والزَّفِيرُ: الدَّاهِيَةُ، وأَنشد أَبو زَيْدٍ: والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا وَفِي التَّهْذِيبِ: الزَّفِير الدَّاهِيَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والزِّفْرُ والزَّافِرَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. والزَّافِرَةُ: الأَنصار وَالْعَشِيرَةُ. وزَافِرَةُ الْقَوْمِ: أَنصارهم. الْفَرَّاءُ: جَاءَنَا وَمَعَهُ زَافِرَتُه يَعْنِي رَهْطُهُ وَقَوْمُهُ. وَيُقَالُ: هُمْ زافِرَتُهم عِنْدَ السُّلْطَانِ أَي الَّذِينَ يَقُومُونَ بأَمرهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: كَانَ إِذا خَلَا مَعَ صاغِيَتِهِ وزَافِرَتِهِ انْبَسَطَ ؛ زَافِرَةُ الرَّجُلِ: أَنصاره وخاصتَّه. وزَافِرَةُ الرُّمْحِ وَالسَّهْمِ: نَحْوَ الثُّلُثِ، وَهُوَ أَيضاً مَا دُونَ الرِّيشِ مِنَ السَّهْمِ. الأَصمعي: ما دون الريش من السَّهْمِ فَهُوَ الزَّافِرَةُ، وَمَا دُونُ ذَلِكَ إِلى وَسَطِهِ هُوَ المَتْنُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: زَافِرَةُ السَّهْمِ أَسفل مِنَ النَّصْلِ بِقَلِيلٍ إِلى النَّصْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: زَافِرَةُ السَّهْمِ مَا دُونُ الرِّيشِ مِنْهُ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: زَافِرَةُ السَّهْمِ مَا دُونُ ثُلْثَيْهِ مِمَّا يَلِي النَّصْلَ. أَبو الْهَيْثَمِ: الزَّافِرَةُ الْكَاهِلُ وَمَا يَلِيهِ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي جُؤْجُؤِ الفَرَسِ المُزْدَفَرُ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَزْفِرُ مِنْهُ؛ وأَنشد: ولَوْحا ذِرَاعَيْنِ فِي بِرْكَةٍ، ... إِلى جُؤْجُؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ وزَفَرَتِ الأَرضُ: ظَهَرَ نَبَاتُهَا. والزَّفَرُ: الَّتِي يُدَعَّمُ بِهَا الشَّجَرُ. والزَّوافِرُ: خشبٌ تُقَامُ وتُعَرَّضُ عَلَيْهَا الدِّعَمُ لِتَجْرِيَ عَلَيْهَا نَوامِي الكَرْمِ. وزُفَرُ وزَافِرٌ وزَوْفَرٌ: أَسماء. زقر: الزَّقْرُ: لُغَةٌ فِي الصَّقْرِ مضارعة. زكر: زَكَرَ الإِناءَ: مَلأَهُ. وزَكَّرْتُ السِّقاء تَزْكِيراً وزَكَّتُّهُ تَزْكِيتاً إِذا ملأْته. والزُّكْرَةُ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: زِقٌّ يُجْعَلُ فِيهِ شَرَابٌ أَو خَلٌّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزُّكْرَةُ الزِّقُّ الصَّغِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّكرة، بِالضَّمِّ، زُقَيْقٌ لِلشَّرَابِ. وتَزَكَّرَ الشرابُ: اجْتَمَعَ. وتَزَكَّرَ بطنُ الصَّبِيِّ: عَظُمَ وحَسُنَتْ حَالُهُ. وتَزَكَّرَ بطنُ الصَّبِيِّ: امتلأَ. وَمِنَ العُنُوزِ الحُمْرِ عَنْزٌ حَمْراءُ زَكَرِيَّة. وعَنْزٌ زَكْرِيَّةٌ وزَكَرِيَّةٌ: شَدِيدَةُ الْحُمْرَةِ. وزَكَرِيٌّ: اسْمٌ. وَفِي التنزيل: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا ؛ وَقُرِئَ: وكَفَلَها زَكَرِيَّاءُ ، وَقُرِئَ: زكريَّا ، بِالْقَصْرِ؛ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ ويعقوب: وَكَفَلَهَا ، خَفِيفٌ، زَكَرِيَّاءُ ، مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ مَرْفُوعٌ، وقرأَ أَبو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ: وَكَفَّلَها، مُشَدَّدًا، زَكَرِيَّاءُ ، مَمْدُودًا مَهْمُوزًا أَيضاً، وقرأَ حمزة والكسائي وَحَفْصٌ: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا ، مَقْصُورًا فِي كُلِّ الْقُرْآنِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي زَكَرِيا أَربع لُغَاتٍ: زَكَرِيٌّ مِثْلُ عَرَبِيٍّ، وزَكَرِي، بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ، قَالَ: وَهَذَا مَرْفُوضٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَزَكَرِيَّا مَقْصُورٌ وَزَكَرِيَّاءُ مَمْدُودٌ الزَّجَّاجُ فِي زَكَرِيَّا ثَلَاثُ لُغَاتٍ هِيَ الْمَشْهُورَةُ: زَكَرِيَّاءُ الْمَمْدُودَةُ، وَزَكَرِيَّا بِالْقَصْرِ غَيْرَ مُنَوَّنٍ فِي الْجِهَتَيْنِ، وزَكَرِي بِحَذْفِ الأَلف غَيْرِ مُنَوَّنٍ، فأَما تَرْكُ صَرْفِهِ فإِن فِي آخِرِهِ أَلِف التأْنيث فِي الْمَدِّ وأَلف التأْنيث فِي الْقَصْرِ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: لَمْ يَنْصَرِفْ لأَنه أَعجمي، وَمَا كَانَتْ فِيهِ أَلف التأْنيث فَهُوَ سَوَاءٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَالْعُجْمَةِ، وَيَلْزَمُ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ أَن يَقُولَ مَرَرْتُ بزكرياءَ وزكرياءٍ آخَرَ لأَن مَا كَانَ أَعجميّاً فَهُوَ يَنْصَرِفَ فِي النَّكِرَةِ، وَلَا يَجُوزُ أَن تُصْرَفَ الأَسماء الَّتِي فِيهَا أَلف التأْنيث فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ لأَنها فِيهَا عَلَامَةُ التأْنيث، وأَنها مَصُوغَةٌ مَعَ الِاسْمِ صِيغَةً وَاحِدَةً فَقَدْ فَارَقَتْ هَاءَ التأْنيث، فَلِذَلِكَ لَمْ تُصْرَفْ فِي النَّكِرَةِ،

وَقَالَ اللَّيْثُ: فِي زَكَرِيَّا أَربع لُغَاتٍ: تَقُولُ هَذَا زَكَرِيَّاءُ قَدْ جَاءَ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَّاءانِ وَفِي الْجَمْعِ زَكَرِيَّاؤُونَ، وَاللُّغَةُ الثَّانِيَةُ هَذَا زَكَرِيَّا قَدْ جَاءَ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَّيَانِ وَفِي الْجَمْعِ زَكَرِيُّون، وَاللُّغَةُ الثَّالِثَةُ هَذَا زَكَرِيٌّ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَّانِ، كَمَا يُقَالُ مَدَنِيُّ ومَدَنِيَّانِ، وَاللُّغَةُ الرَّابِعَةُ هَذَا زَكَرِي بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيَانِ، الْيَاءُ خَفِيفَةٌ، وَفِي الْجَمْعِ زَكَرُونَ بِطَرْحِ الْيَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: فِي زَكَرِيَّا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْمَدُّ وَالْقَصْرُ وَحَذْفُ الأَلف، فإِن مَدَدْتَ أَو قَصَرْتَ لَمْ تَصْرِفْ، وإِن حَذَفْتَ الأَلف صَرَفْتَ، وَتَثْنِيَةُ الْمَمْدُودِ زَكَرِيَّاوَانِ وَالْجَمْعُ زَكَرِيَّاوونَ وزَكَرِيَّاوين فِي الْخَفْضِ وَالنَّصْبِ، وَالنِّسْبَةُ إِليه زَكَرِيَّاوِيٌّ، وإِذا أَضفته إِلى نَفْسِكَ قُلْتَ زَكَرِيَّائِيَّ بِلَا وَاوٍ، كَمَا تَقُولُ حمرائيَّ، وَفِي التَّثْنِيَةِ زَكَرِيّاوَايَ بِالْوَاوِ لأَنك تَقُولُ زَكَرِيَّاوَانِ وَالْجَمْعُ زَكَرِيَّاوِيَّ بِكَسْرِ الْوَاوِ وَيَسْتَوِي فِيهِ الرَّفْعُ والخفض والنصب كما يستويفي مسلميَّ وزَيْدِيَّ، وَتَثْنِيَةُ الْمَقْصُورِ زَكَرِيَّيان تُحَرَّكُ أَلف زَكَرِيَّا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فَتَصِيرُ يَاءً، وَفِي النَّصْبِ رأَيت زَكَرِيَّيَيْنِ وَفِي الْجَمْعِ هَؤُلَاءِ زَكَرِيُّونَ حَذَفْتَ الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَمْ تُحَرِّكْهَا لأَنك لَوْ حَرَّكْتَهَا ضَمَمْتَهَا، وَلَا تَكُونُ الْيَاءُ مَضْمُومَةً وَلَا مَكْسُورَةً وَمَا قَبْلَهَا مُتَحَرِّكٌ وَلِذَلِكَ خالف التثنية. زلنبر: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ؛ قَالَ: وَلَدُ إِبليس خَمْسَةٌ: دَاسِمٌ وأَعور ومِسْوَطٌ وثَيْرٌ وزَلَنْبُورٌ. قَالَ سُفْيَانُ: زَلَنْبُورٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وأَهله ويُبَصِّرُ الرَّجُلَ عُيُوبَ أَهله. زمر: الزَّمْرُ بالمِزْمارِ، زَمَرَ يَزْمِرُ ويَزْمُرُ زَمْراً وزَمِيراً وزَمَراناً: غَنَّى فِي القَصَبِ. وامرأَة زامِرَةٌ وَلَا يُقَالُ زَمَّارَةٌ، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ زامِرٌ إِنما هُوَ زَمَّارٌ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلَّذِي يُغَنِّي الزّامِرُ والزَّمَّارُ، وَيُقَالُ لِلْقَصَبَةِ الَّتِي يُزْمَرُ بِهَا زَمَّارَةٌ، كَمَا يُقَالُ للأَرض الَّتِي يُزْرَعُ فِيهَا زَرّاعَةٌ. قَالَ: وَقَالَ فُلَانٌ لِرَجُلٍ: يَا ابْنَ الزِّمَّارَة، يَعْنِي المُغَنِّيَة. والمِزْمارُ والزَّمَّارَةُ: مَا يُزْمَرُ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: المِزْمارُ وَاحِدُ المَزامِيرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِزْمارَةِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، المزمورُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا، والمِزْمارُ سَوَاءٌ، وَهُوَ الْآلَةُ الَّتِي يُزْمَرُ بِهَا. ومَزامِيرُ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا كَانَ يَتَغَنَّى بِهِ مِنَ الزَّبُورِ وضُروب الدُّعَاءِ، وَاحِدُهَا مِزْمارٌ ومُزْمُورٌ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَنَظِيرُهُ مُعْلُوقٌ ومُغْرُودٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: سَمِعَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقرأُ فَقَالَ: لَقَدْ أُعْطِيتَ مِزْماراً مِنْ مَزامِيرِ آلِ داودَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ شَبَّهَ حُسْنَ صوتِه وحلاوةَ نَغْمَتِه بِصَوْتِ المِزْمارِ، وَدَاوُدُ هُوَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِليه المُنْتَهى فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ، وَالْآلُ فِي قَوْلِهِ آلِ دَاوُدَ مُقْحَمَةٌ، قِيلَ: مَعْنَاهُ هَاهُنَا الشَّخْصُ. وَكَتَبَ الْحَجَّاجِ إِلى بَعْضِ عُمَّالِهِ أَن ابْعَثْ إِليَّ فُلَانًا مُسَمَّعاً مُزَمَّراً؛ فالمُسَمَّعُ: المُقَيَّدُ، والمُزَمَّرُ: المُسَوْجَرُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَلِي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ، ... وظِلُّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: الزَّمَّارَةُ السَّاجُورُ، والمُسْمِعانِ الْقَيْدَانِ، يَعْنِي قَيْدَيْنِ وغُلَّيْنِ، والحِصْنُ السِّجْنُ، وَكُلُّ

ذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَهَذَا الْبَيْتُ لِبَعْضِ المُحَبَّسِينَ كَانَ مَحْبُوساً فمُسْمِعاهُ قَيْدَاهُ لِصَوْتِهِمَا إِذا مَشَى، وزَمَّارَتُه السَّاجُورُ وَالظِّلُّ، وَالْحِصْنُ السِّجْنُ وَظُلْمَتُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَيْرٍ: أَنه أَتى بِهِ الْحَجَّاجُ وَفِي عُنُقِهِ زَمَّارَةٌ ؛ الزَّمَّارَةُ الغُلُّ وَالسَّاجُورُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والزَّمَّارَةُ عَمُودٌ بَيْنَ حَلْقَتَيِ الْغُلِّ. والزِّمارُ بِالْكَسْرِ: صَوْتُ النَّعَامَةِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: صَوْتُ النَّعَامِ. وزَمَرَتِ النعامةُ تَزْمِرُ زِماراً: صَوَّتَتْ. وَقَدْ زَمَرَ النعامُ يَزْمِرُ، بِالْكَسْرِ، زِماراً. وأَما الظَّلِيمُ فَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلَّا عارَّ يُعارُّ. وزَمَرَ بِالْحَدِيثِ: أَذاعه وأَفشاه. والزَّمَّارَةُ: الزَّانِيَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَالَ: لأَنها تُشِيعُ أَمرها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ كَسْبِ الزَّمَّارَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ الْحَجَّاجُ: الزَّمَّارَةُ الزَّانِيَةُ، قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هِيَ الرَّمَّازَةُ، يتقديم الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، مِنَ الرَّمْزِ، وَهِيَ الَّتِي تُومِئُ بِشَفَتَيْهَا وَبِعَيْنَيْهَا وَحَاجِبَيْهَا، وَالزَّوَانِي يَفْعَلْنَ ذَلِكَ، والأَول الْوَجْهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ الزَّمَّارَةُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: واعترض القتيب عَلَى أَبي عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ هِيَ الزَّمَّارة كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، فَقَالَ: الصَّوَابُ الرَّمَّازَة لأَن مِنْ شأْن البَغِيِّ أَن تُومِضَ بِعَيْنِهَا وَحَاجِبِهَا؛ وأَنشد: يُومِضْنَ بالأَعْيُنِ والحواجِبِ، ... إِيماضَ بَرْقٍ فِي عَماءٍ ناصِبِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ عِنْدِي الصَّوَابُ، وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه نَهَى عَنِ كَسْبِ الزَّمَّارَة فَقَالَ: الْحَرْفُ الصَّحِيحُ رَمَّازَةٌ، وزَمَّارَةٌ هَاهُنَا خطأٌ. والزَّمَّارَةُ: البَغِيُّ الْحَسْنَاءُ، والزَّمِيرُ: الْغُلَامُ الْجَمِيلُ، وإِنما كَانَ الزِّنَا مَعَ الْمِلَاحِ لَا مَعَ الْقِبَاحِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لِلزَّمَّارَةِ فِي تَفْسِيرِ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ النَّهْيُ عَنْ كَسْبِ الْمُغَنِّيَةِ، كَمَا رَوَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي، أَو يَكُونُ النَّهْيُ عَنْ كَسْبِ البَغِيِّ كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وأَحمد بْنُ يَحْيَى؛ وإِذا رَوَى الثِّقَاتُ لِلْحَدِيثِ تَفْسِيرًا لَهُ مَخْرَجٌ لَمْ يَجُزْ أَن يُرَدَّ عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ نَطْلُبُ لَهُ المخارجَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، أَلا تَرَى أَن أَبا عُبَيْدٍ وأَبا الْعَبَّاسِ لَمَّا وَجَدَا لِمَا قَالَ الحجاجُ وَجْهًا فِي اللُّغَةِ لَمْ يَعْدُواهُ؟ وَعَجَّلَ القتيبي ولم يثبت فَفَسَّرَ الْحَرْفَ عَلَى الْخِلَافِ وَلَوْ فَعَل فِعل أَبي عُبَيْدٍ وأَبي الْعَبَّاسِ كَانَ أَولى بِهِ، قَالَ: فإِياك والإِسراع إِلى تَخْطِئَةِ الرُّؤَسَاءِ وَنِسْبَتِهِمْ إِلى التَّصْحِيفِ وتأَنَّ فِي مِثْلِ هَذَا غَايَةَ التَّأَنِّي، فإِني قَدْ عَثَرْتُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ رَوَاهَا الثِّقَاتُ فغيَّرها مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِهَا وَهِيَ صَحِيحَةٌ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ قَالَ: تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنها الزَّانِيَةُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ إِلَّا فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ أَي شَيْءٍ أُخذ، قَالَ الأَزهري: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد الْمُغَنِّيَةَ. يُقَالُ: غِنَاءٌ زَمِيرٌ أَي حَسَنٌ. وزَمَرَ إِذا غَنَّى وَالْقَصَبَةُ الَّتِي يُزْمَرُ بِهَا: زَمَّارَةٌ. والزَّمِرُ: الحَسَنُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد: دَنَّانِ حَنَّانانِ، بَيْنَهُمَا ... رَجُلٌ أَجَشُّ، غِناؤُه زَمِرُ أَي غِنَاؤُهُ حَسُنَ. والزَّمِيرُ: الْحَسَنِ مِنَ الرِّجَالِ. والزَّوْمَرُ: الْغُلَامُ الْجَمِيلُ الْوَجْهِ. وزَمَرَ القربَةَ يَزْمُرُهَا زَمْراً وزَنَرَها: ملأَها؛ هَذِهِ عن كراع واللحياني. وَشَاةٌ زَمِرَةٌ: قَلِيلَةُ الصُّوفِ. والزَّمِرُ: الْقَلِيلُ الشَّعَرِ وَالصُّوفِ وَالرِّيشِ، وَقَدْ زَمِرَ زَمَراً. وَرَجُلٌ زَمِرٌ: قَلِيلُ المُروءَةِ بَيِّنُ الزَّمَارَة والزُّمُورَةِ أَي قَلِيلُهَا، والمُسْتَزْمِرُ: المُنْقَبِضُ الْمُتَصَاغِرُ؛ قَالَ:

إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشَافُ رَأَيْتَهُ ... مُقْرَنْشِعاً، وإِذا يُهانُ اسْتَزْمَرَا والزُّمْرَةُ: الفَوْجُ مِنَ النَّاسِ والجماعةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ فِي تَفْرِقَةٍ. والزُّمَرُ: الْجَمَاعَاتُ، وَرَجُلٌ زِمِرٌّ: شَدِيدٌ كَزِبِرٍّ. وزَمِيرٌ: قَصِيرٌ، وَجَمْعُهُ زِمَارٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَبَنُو زُمَيْرٍ: بَطْنٌ. وزُمَيْرٌ: اسْمُ نَاقَةٍ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. وزَوْمَرٌ: اسمٌ. وزَيْمَرانُ وزَمَّاراءُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: فَقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَى، ... إِلى بيتِ زَمَّاراءَ تَلْداً عَلَى تَلْدِ زمجر: الزَّمْجَرَةُ: الصوتُ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الصَّوْتَ مِنَ الجَوْفِ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَكثر الصَّخَبَ والصياحَ والزَّجْرَ: سَمِعْتُ لِفُلَانٍ زَمْجَرَةً وغَذْمَرَةً، وَفُلَانٌ ذُو زَماجِرَ وزَماجِيرَ؛ حكاه يعقوب. وزَمْجَرَ الرَّجُلُ: سُمِعَ فِي صَوْتِهِ غِلَظٌ وجَفَاءٌ. وزَمْجَرَةُ الأَسد: زَئِيرٌ يُرَدِّدُه فِي نَحْرِه وَلَا يُفْصِحُ، وَقِيلَ: زَمْجَرَةُ كُلِّ شَيْءٍ صَوْتُهُ. وَسَمِعَ أَعرابيٌّ هَدِيرَ طائِرٍ فَقَالَ: مَا يَعْلَمُ زَمْجَرَتَهُ إِلَّا اللهُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّماجِرُ مِنَ الصَّوْتِ نَحْوُ الزَّمازِمِ، الْوَاحِدَةُ زَمْجَرَةٌ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: لَهَا زِمَجْرٌ فَوْقَهَا ذُو صَدْحِ فإِنه فَسَّرَ الزِّمَجْرَ بأَنه الصَّوْتُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما أَراد زَمْجَرٌ فَاحْتَاجَ فَحَوَّل الْبِنَاءَ إِلى بِنَاءٍ آخَرَ، وإِنما عَنَى ثَعْلَبٌ بالزَّمْجَرِ جَمْعَ زَمْجَرَةٍ مِنَ الصَّوْتِ إِذ لَا يُعْرَفُ فِي الْكَلَامِ زَمْجَرٌ إِلَّا ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الشَّاعِرَ إِنما عَنَى بالزِّمَجْرِ المُزَمْجِرَ كأَنه رَجُلٌ زِمَجْرٌ كسِبَطْرٍ، ابْنُ الأَعرابي: الزَّماجِيرُ زَمَّاراتُ الرُّعْيانِ. زمخر: الزَّمْخَرُ: الْمِزْمَارُ الْكَبِيرُ الأَسودُ. والزَّمْخَرَةُ: الزَّمَّارَةُ، وَهِيَ الزانية. زَمْخَرَ الصوتُ وازْمَخَرَّ: اشتدَّ. وتَزَمْخَرَ النَّمرُ: غَضِبَ وَصَاحَ. والزَّمْخَرَةُ: كُلُّ عَظْمٍ أَجْوَفَ لَا مُخَّ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الزَّمْخَرِيُّ. وَظَلِيمٌ زَمْخَريُّ السَّوَاعِدِ أَي طَوِيلُهَا؛ قَالَ الأَعْلَمُ يصف ظَلِيماً: عَلَى حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ ... السَّواعِدِ، ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ وأَراد بِالسَّوَاعِدِ هُنَا مَجَارِيَ الْمُخِّ فِي الْعِظَامِ؛ أَراد عِظَامَ سَوَاعِدِهِ أَنها جُوفٌ كالقَصَب. وَزَعَمُوا أَن النَّعَامَ والكَرَى لَا مُخَّ لَهَا. الأَصمعي: الظَّلِيمُ أَجوف الْعِظَامِ لَا مُخَّ لَهُ، قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلَّا وَلَهُ مُخٌّ غَيْرُ الظَّلِيمِ، فإِنه لَا مُخَّ لَهُ، وَذَلِكَ لأَنه لَا يَجِدُ الْبَرْدَ. والزَّمْخَرُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ، وزَمْخَرَتُه: الْتِفَافُهُ وكثرته. وزَمْخَرةُ الشَّبَاب: امْتِلَاؤُهُ وَاكْتِهَالُهُ. والزَّمْخَرَةُ: النُّشَّابُ. والزَّمْخَرُ: السِّهامُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّقِيقُ الطُّوالُ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ وَفِي التَّهْذِيبِ قَالَ أُمية ابن أَبي الصَّلْتِ فِي الزَّمْخَرِ السَّهْم: يَرْمُونَ عَنْ عتلٍ، كأَنها غُبُطٌ ... بِزَمْخرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا الْعَتَلُ: الْقِسِيُّ الْفَارِسِيَّةُ، وَاحِدَتُهَا عَتَلَةٌ. وَالْغُبُطُ: جَمْعُ غبِيط، والغُبُطُ: خشبُ الرِّحَالِ، وَشَبَّهَ الْقِسِيَّ الْفَارِسِيَّةَ بِهَا، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِهِ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنٍ، أَبو عَمْرٍو: الزَّمْخَرُ السهمُ الرَّقِيقِ الصَّوْتِ النَّاقِزُ ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد السِّهَامَ الَّتِي عِيدَانُهَا مِنْ قَصَبٍ، وقَصَبُ الْمَزَامِيرِ زَمْخَرٌ؛

وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: حَناجِرُ كالأَقْماعِ جَاءَ حَنينُها، ... كَمَا صَيَّحَ الزَّمَّارُ فِي الصُّبْحِ، زَمْخَرَا والزَّمْخَرِيُّ: النباتُ حِينَ يَطُولُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَتَعَالى زَمْخَرِيٌّ وارِمٌ، ... مالَت الأَعْرَاقُ مِنْهُ واكْتَهَلْ الْوَارِمُ: الْغَلِيظُ الْمُنْتَفِخُ. وعُودٌ زَمْخَرِيُّ وزُماخِرٌ: أَجوف؛ وَيُقَالُ لِلْقَصَبِ: زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيٌّ. زمهر: الزَّمْهَرِيرُ: شِدَّةُ الْبَرْدِ؛ قَالَ الأَعشى: مِنَ القَاصِراتِ سُجُوفَ الحِجالِ، ... لَمْ تَرَ شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيرَا وَالزَّمْهَرِيرُ: هُوَ الَّذِي أَعدّه اللَّهُ تَعَالَى عَذَابًا لِلْكُفَّارِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَقَدِ ازْمَهَرَّ اليومُ ازْمِهْرَاراً. وزَمْهَرَتْ عَيْنَاهُ وازْمَهَرَّتا: احْمَرَّتا مِنَ الْغَضَبِ. والمُزْمَهِرُّ: الَّذِي احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وازْمَهَرَّتِ الْكَوَاكِبُ: لَمَحَتْ. والمُزْمَهِرُّ: الشَّدِيدُ الْغَضَبِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ مُزْمَهِرّاً عَلَى الْكَافِرِ أَي شَدِيدَ الْغَضَبِ عَلَيْهِ. ووَجْهٌ مُزْمَهِرّ: كَالِحٌ. وازْمَهَرَّتِ الكواكبُ: زَهَرَتْ وَلَمَعَتْ، وَقِيلَ: اشْتَدَّ ضَوْءُهَا. والمُزْمَهِرُّ: الضَّاحِكُ السِّنِّ. والازْمِهْرَارُ فِي الْعَيْنِ عِنْدَ الْغَضَبِ والشدة. زنر: زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: مَلَأَهُ. وتَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ. والزُّنَّارُ والزُّنَّارَةُ: مَا عَلَى وَسَطِ الْمَجُوسِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا يَلْبَسُه الذَّمِّيُّ يَشُدُّهُ عَلَى وَسَطِهِ، والزُّنَّيْرُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: تَحْزِمُ فوقَ الثوبِ بالزُّنَّيْرِ، ... تَقْسِمُ اسْتِيّاً لَهَا بِنَيْرِ وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طَوِيلَةٌ عَظِيمَةُ الْجِسْمِ. وَفِي النَّوَادِرِ: زَنَّرَ فُلَانٌ عينَه إِليَّ إِذا شَدَّ نَظَرَهُ إِليه. والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تَكُونُ فِي الحُشُوشِ، وَاحِدُهَا زُنَّارٌ وزُنَّيْرٌ. والزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّنانير الْحَصَى فَعَمَّ بِهَا الْحَصَى كُلَّهُ مِنْ غَيْرِ أَن يُعَيِّنَ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا؛ وأَنشد: تَحِنَّ لِلظِّمْءِ مِمَّا قَدْ أَلَمَّ بِهَا ... بالهَجْلِ مِنْهَا، كأَصواتِ الزَّنانِيرِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها الصِّغَارُ مِنْهَا لأَنه لَا يُصَوِّتُ مِنْهَا إِلَّا الصِّغَارُ، وَاحِدَتُهَا زُنَّيْرَةٌ وزُنَّارَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَاحِدُهَا زُنَّيْرٌ. والزَّنانِيرُ: أَرض بِالْيَمَنِ؛ عَنْهُ، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً زَنانِير بِغَيْرِ لَامٍ، قَالَ: وَهُوَ أَقيس لأَنه اسْمٌ لَهَا عَامٌّ؛ وأَنشد: «4». تُهْدِي زَنانِيرُ أَرْواحَ المَصِيفِ لَهَا، ... وَمِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الغَوْرِ تُهْدِينَا وَالزَّنَانِيرُ: أَرض بِقُرْبِ جُرَش. الأَزهري: فِي النَّوَادِرِ فُلَانٌ مُزَنْهِرٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ ومُزَنِّرٌ ومُبَنْدِقٌ وحالِقٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ ومُحَلِّقٌ وجاحِظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ وناذِرٌ، وَهُوَ شِدَّةُ النَّظَرِ وإِخراج العين. زنبر: أَخذ الشَّيْءَ بزَنَوْبَرِهِ أَي بِجَمِيعِهِ، كَمَا يُقَالُ بِزَوْبَرِهِ. وَسَفِينَةٌ زَنْبَرِيَّةٌ: ضَخْمَةٌ: وَقِيلَ: الزَّنْبَرِيَّةُ ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ ضَخْمَةٌ. والزَّنْبَرِيُّ: الثَّقِيلُ مِنَ الرِّجَالِ وَالسُّفُنِ؛ وَقَالَ: كالزَّنْبَرِيِّ يُقادُ بالأَجْلالِ

_ (4). قوله: [وأَنشد] عبارة ياقوت وقال ابْنِ مُقْبِلٍ: يَا دَارَ سَلْمَى خَلَاءً لَا أُكلفها ... إِلَّا المرانة كيما تعرف الدينا تُهْدِي زَنَانِيرُ أَرواح الْمَصِيفِ لَهَا ... وَمِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الكور تأَتينا قالوا: الزنانير هاهنا رملة والكور جبل انتهى. وكذلك استشهد به ياقوت في كور

وزَنَبْرٌ: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. والزُّنْبُورُ والزِّنبارُ والزُّنْبُورَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الذُّبَابِ لسَّاع. التَّهْذِيبِ: الزُّنْبُورُ طَائِرٌ يَلْسَعُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّنْبُورُ الدَّبْرُ، وَهِيَ تُؤَنِّثُ، والزِّنْبارُ لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ، وَيُجْمَعُ الزَّنابِيرَ. وأَرض مَزْبَرَةٌ: كَثِيرَةُ الزَّنابِير، كأَنهم رَدُّوه إِلى ثَلَاثَةِ أَحرف وَحَذَفُوا الزِّيَادَاتِ ثُمَّ بَنَوْا عَلَيْهِ، كَمَا قَالُوا: أَرض مَعْقَرَةٌ ومَثْعَلَةٌ أَي ذَاتُ عَقَارِبَ وَثَعَالِبَ. والزُّنْبُورُ: الْخَفِيفُ. وَغُلَامٌ زُنْبُورٌ أَي خَفِيفٌ. قَالَ أَبو الجَرَّاحِ: غُلَامٌ زُنْبُورٌ وزُنْبُرٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا سَرِيعَ الْجَوَابِ. قَالَ: وسأَلت رَجُلًا مِنْ بَنِي كِلَابٍ عَنِ الزُّنْبُورِ، فَقَالَ: هُوَ الْخَفِيفُ الظَّرِيفُ. وتَزَنْبَرَ عَلَيْنَا: تَكَبَّرَ وقَطَّبَ. وزَنابِيرُ: أَرض بِقُرْبِ جُرَش؛ وإِياها عَنَى ابْنُ مُقْبِلٍ بِقَوْلِهِ: تُهْدِي زَنَابِيرُ أَرواح الْمَصِيفِ لَهَا، ... وَمِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الْغَوْرِ تَهْدِينَا والزُّنْبُورُ: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ فِي طُولِ الدُّلْبَةِ وَلَا عَرْضَ لَهَا، وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الجَوْزِ فِي مَنْظَرهِ وَرِيحِهِ، وَلَهَا نَوْرٌ مِثْلُ نَوْرِ العُشَرِ أَبيض مُشْرَب، وَلَهَا حَمْلٌ مِثْلُ الزَّيْتُونِ سَوَاءٌ، فإِذا نَضِجَ اشْتَدَّ سَوَادُهُ وَحَلَا جِدًّا، يأْكله النَّاسُ كالرُّطَبِ، وَلَهَا عَجَمَةٌ كَعَجَمَةِ الغُبَيْراءِ، وَهِيَ تَصْبُغُ الفَمَ كَمَا يَصْبُغُهُ الفِرْصادُ، تُغْرَسُ غَرْساً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ الْبَرِّ الزَّنابِيرُ، وَاحِدَتُهَا زِنْبِيرَةٌ وزِنْبَارَةٌ وزُنْبُورَةٌ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التِّين، وأَهل الحَضَرِ يُسَمُّونَهُ الحُلْوانيَّ. والزُّنْبُورُ مِنَ الفأْر: العظيمُ، وجمعه زَنابِرُ؛ وقال جُبَيْهَا: فأَقْنَعَ كَفَّيْهِ وأَجْنَحَ صَدْرَهُ ... بِجَرْعٍ، كإِنتاج الزَّبابِ الزَّنابِرِ زنتر: الزَّنْتَرَةُ: الضِّيقُ. وَقَعُوا فِي زَنْتَرَةٍ مِنْ أَمرهم أَي ضِيقٍ وعُسْرٍ. وتَزَنْتَرَ: تَبَخْتَرَ والزَّبَنْتَرُ: الْقَصِيرُ فَقَطْ؛ قَالَ: تَمَهْجَرُوا وأَيُّما تَمَهْجُرِ، ... وَهُمْ بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ، بَنُو اسْتها والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ وَقِيلَ: الزَّبَنْتَرُ الْقَصِيرُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ. زنجر: اللَّيْثُ: زَنْجَرَ فُلَانٌ لَكَ إِذا قَالَ بِظُفْرِ إِبهامه وَوَضَعَهَا عَلَى ظُفْر سَبَّابته ثُمَّ قَرَعَ بَيْنَهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَلَا مِثْلَ هَذَا، وَاسْمُ ذَلِكَ الزِّنْجِيرُ؛ وأَنشد: فأَرسلتُ إِلى سَلْمى ... بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ فَمَا جادَتْ لَنَا سَلْمى ... بِزِنْجِيرٍ، وَلَا فُوفَهْ والزِّنْجِير: قَرْعُ الإِبهام عَلَى الْوُسْطَى بِالسَّبَّابَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الزِّنْجِيرَةُ مَا يأْخذ طَرَفُ الإِبهام مِنْ رأْس السِّنِّ إِذا قَالَ: مَا لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ وَلَا ذِهِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى أَظفار الأَحداث الزِّنْجِيرُ والزِّنجيرة والفُوفُ والوَبْشُ. زنقر: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالُوا الزِّنْقِيرُ هُوَ قُلامَةُ الظُّفْرِ، وَيُقَالُ لَهُ الزِّنْجِير أَيضاً، وكلاهما دخيلان. زنهر: التَّهْذِيبُ: فِي النَّوَادِرِ فُلَانٌ مُزَنْهِرٌ إِلَيَّ بِعَيْنِهِ ومُزَنِّرٌ ومُبَنْدِقٌ وحالقٌ إِلَيَّ بِعَيْنِهِ ومُحَلِّقٌ وجاحظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ بِعَيْنِهِ وناذِرٌ، وَهُوَ شِدَّةُ النَّظَرِ وإِخراج العين. زهر: الزَّهْرَةُ: نَوْرُ كُلِّ نَبَاتٍ، وَالْجَمْعُ زَهْرٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَبيض. وزَهْرُ النَّبْتِ: نَوْرُه،

وَكَذَلِكَ الزهَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ. قَالَ: والزُّهْرَةُ الْبَيَاضُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. يقال أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهْرَةِ، وَهُوَ بَيَاضُ عِتْق. قَالَ شَمِرٌ: الأَزْهَرُ مِنَ الرِّجَالِ الأَبيض العتيقُ البياضِ النَّيِّرُ الحَسَنُ، وَهُوَ أَحسن الْبَيَاضِ كأَنَّ لَهُ بَرِيقاً ونُوراً، يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ وَالسِّرَاجُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّوْرُ الأَبيض والزَّهْرُ الأَصفر، وَذَلِكَ لأَنه يبيضُّ ثُمَّ يَصْفَرُّ، وَالْجَمْعُ أَزْهارٌ، وأَزاهِيرُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وَقَدْ أَزْهَرَ الشَّجَرُ وَالنَّبَاتُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَزْهَرَ النبتُ، بالأَلف، إِذا نَوَّرَ وظهر زَهْرُه، وزَهُرَ [زَهِرَ]، بِغَيْرِ أَلف، إِذا حَسُنَ. وازْهارَّ النَّبْتُ: كازْهَرَّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي رُبَاعِيًّا؛ وَشَجَرَةٌ مُزْهِرَةٌ وَنَبَاتٌ مُزْهِرٌ، والزَّاهِرُ: الحَسَنُ مِنَ النَّبَاتِ: والزَّاهِرُ: الْمُشْرِقُ مِنْ أَلوان الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الأَزهر الْمُشْرِقُ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ. والأَزْهَرُ: اللَّبَنُ ساعةَ يُحْلَبُ، وَهُوَ الوَضَحُ وَهُوَ النَّاهِصُ «5». والصَّرِيحُ. والإِزْهارُ: إِزْهارُ النَّبَاتِ، وَهُوَ طُلُوعُ زَهَرِه. والزَّهَرَةُ: النَّبَاتُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما يُرِيدُ النَّوْرَ. وزَهْرَةُ الدنيا وزَهَرَتُهَا: حُسْنُها وبَهْجَتُها وغَضَارَتُها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا . قَالَ أَبو حَاتِمٍ: زَهَرَة الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ: وزَهْرَة هِيَ قِرَاءَةُ أَهل الْحَرَمَيْنِ، وأَكثر الْآثَارِ عَلَى ذَلِكَ. وَتَصْغِيرُ الزَّهْرِ زُهَيْرٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الشَّاعِرُ زُهَيْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخاف عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ؛ أَي حُسْنِهَا وَبَهْجَتِهَا وَكَثْرَةِ خَيْرِهَا. والزُّهْرَةُ: الْحُسْنُ وَالْبَيَاضُ، وَقَدْ زَهِرَ زَهَراً. والزَّاهِرُ والأَزْهَرُ: الْحَسَنُ الأَبيض مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الأَبيض فِيهِ حُمْرَةٌ. وَرَجُلٌ أَزْهَرُ أَي أَبيض مُشْرِقُ الْوَجْهِ. والأَزهر: الأَبيض المستنير. والزُّهْرَةُ: الْبَيَاضُ النَّيِّرُ، وَهُوَ أَحسن الأَلوان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدَّجَّالِ: أَعْوَرُ جَعْدٌ أَزْهَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: سأَلوه عَنْ جَدِّ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَقَالَ: جملٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ الزَّهْرَاوانِ ؛ أَي المُنِيرتان المُضِيئَتانِ، وَاحِدَتُهُمَا زَهْرَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَكْثِرُوا الصلاةَ عَلَيَّ فِي اللَّيْلَةِ الْغَرَّاءِ وَالْيَوْمِ الأَزْهَرِ ؛ أَي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ وَيَوْمِهَا؛ كَذَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بالأَبيضِ الأَمْهَقِ. والمرأَة زَهْرَاءُ؛ وَكُلُّ لَوْنٍ أَبيض كالدُّرَّةِ الزَّهْراءِ، والحُوَار الأَزْهَر. والأَزْهَرُ: الأَبيضُ. والزُّهْرُ: ثلاثُ لَيَالٍ مِنْ أَوّل الشَّهْرِ. والزُّهَرَةُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ: هَذَا الْكَوْكَبُ الأَبيض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ وَكَّلَتْنِي طَلَّتِي بالسَّمْسَرَه، ... وأَيْقَظَتْنِي لطُلُوعِ الزُّهَرَه والزُّهُورُ: تَلأْلؤ السِّرَاجِ الزَّاهِرِ. وزَهَرَ السراجُ يَزْهَرُ زُهُوراً وازْدَهَرَ: تلأْلأَ، وَكَذَلِكَ الْوَجْهُ وَالْقَمَرُ وَالنَّجْمُ؛ قَالَ: آلُ الزُّبَيْر نُجومٌ يُسْتَضَاءُ بِهِمْ، ... إِذا دَجا اللَّيْلُ مِنْ ظَلْمائِه زَهَرَا وَقَالَ: عَمَّ النَّجُومَ ضَوْءُه حِينَ بَهَرْ، ... فَغَمَر النَّجْمَ الَّذِي كَانَ ازْدَهَرْ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: ولَّى كمِصْباحِ الدُّجَى المَزْهُورِ

_ (5). قوله: [وهو الناهص] كذا بالأَصل

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: هُوَ مِنْ أَزْهَرَهُ اللهُ، كَمَا يُقَالُ مَجْنُونٌ مِنْ أَجَنَّهُ. والأَزْهَرُ: الْقَمَرُ. والأَزْهَرَان، الشمسُ والقمرُ لِنُورِهِمَا؛ وَقَدْ زَهَرَ يَزْهَرُ زَهْراً وزَهُرَ فِيهِمَا، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْبَيَاضِ. قَالَ الأَزهري: وإِذا نَعَتَّهُ بِالْفِعْلِ اللَّازِمِ قُلْتَ زَهِرَ يَزْهَرُ زَهَراً. وزَهَرَت النارُ زُهُوراً: أَضاءت، وأَزْهَرْتُها أَنا. يُقَالُ: زَهَرَتْ بِكَ نَارِي أَي قَوِيَتْ بِكَ وَكَثُرَتْ مِثْلُ وَرِيَتْ بِكَ زَنَادِي. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ: زَهَرَتْ بِكَ زَنَادِي؛ الْمَعْنَى قُضِيَتْ بِكَ حَاجَتِي. وزَهَرَ الزَّنْدُ إِذا أَضاءت نَارُهُ، وَهُوَ زَنْدٌ زَاهِرٌ. والأَزْهَرْ: النَّيِّرُ، وَيُسَمَّى الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ أَزْهَرَ وَالْبَقَرَةُ زَهْرَاء؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: تَمْشِي، كَمَشْيِ الزَّهْراءِ فِي دَمَثِ ... الرَّوْضِ إِلى الحَزْنِ، دُونَهَا الجُرُفُ ودُرَّةٌ زَهْرَاءُ: بَيْضَاءُ صَافِيَةٌ. وأَحمر زَاهِرٌ: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والازْدِهارُ بِالشَّيْءِ: الِاحْتِفَاظُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَوصى أَبا قَتَادَةَ بالإِناء الَّذِي توضأَ مِنْهُ فَقَالَ: ازْدَهِرْ بِهَذَا فإِن لَهُ شأْناً ، أَي احْتَفِظْ بِهِ وَلَا تُضَيِّعْهُ وَاجْعَلْهُ فِي بَالِكَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَضَيْتُ مِنْهُ زِهْرَتِي أَي وَطَري، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ هُوَ مِنِ ازْدَهَرَ إِذا فَرِحَ أَي ليُسْفِرْ وجهُك وَلْيُزْهِرْ، وإِذا أَمرت صَاحِبَكَ أَن يَجِدَّ فِيمَا أَمرت بِهِ قُلْتَ لَهُ: ازْدَهِرْ، وَالدَّالُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ، وأَصل ذَلِكَ كُلِّهِ مِنَ الزُّهْرَةِ والحُسْنِ وَالْبَهْجَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فإِنك قَيْنٌ وابْنُ قَيْنَيْنِ، فازْدَهِرْ ... بِكِيرِكَ، إِنَّ الكِيرَ لِلْقَينِ نافِعُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَظن ازْدَهَرَ كَلمة لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ كأَنها نَبَطِيَّةٌ أَو سُرْيَانِيَّةٌ فَعُرِّبَتْ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: هِيَ كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ، وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ وَقَالَ: مَعْنَى ازْدَهِر أَي افْرَحْ، مِنْ قَوْلِكَ هُوَ أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُّهرَةِ، وازْدَهِرْ مَعْنَاهُ ليُسْفِرْ وجهُك ولْيُزْهِرْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الازْدِهارُ بِالشَّيْءِ أَن تَجْعَلَهُ مِنْ بَالِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَضَيْتُ مِنْهُ زِهْرِي، بِكَسْرِ الزَّايِ، أَي وَطَري وَحَاجَتِي؛ وأَنشد الأُمويُّ: كَمَا ازْدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّرَاع ... لأُسْوارِها، عَلَّ مِنْهَا اصْطِباحا أَي جَدَّتْ فِي عَمَلِهَا لِتَحْظَى عِنْدَ صَاحِبِهَا. يَقُولُ: احْتَفَظَتِ القَيْنَةُ بالشِّرَاعِ، وَهِيَ الأَوتار. والازْدِهارُ: إِذا أَمرت صَاحِبَكَ أَن يَجِدَّ فِيمَا أَمرته قُلْتَ لَهُ: ازْدَهِرْ فِيمَا أَمرتك بِهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: ازْدَهِرْ بِهَا أَي احْتَمِلْها، قَالَ: وَهِيَ أَيضاً كَلِمَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ. والمِزْهَرُ: الْعُودِ الَّذِي يُضْرَبِ بِهِ. والزَّاهِرِيَّةُ: التَّبَخْتُر؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: يَفُوحُ المِسْكُ مِنْهُ حِينَ يَغْدُو، ... ويَمْشِي الزَّاهِرِيَّةَ غَيْرَ حَالِ وَبَنُو زُهْرة: حيٌّ مِنْ قُرَيْشٍ أَخوال النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ اسْمُ امرأَة كِلَابِ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، نُسِبَ وَلَدُهُ إِليها. وَقَدْ سَمَّتْ زَاهِرًا وأَزْهَرَ وزُهَيْراً. وزَهْرانُ أَبو قَبِيلَةٍ. والمَزَاهِرُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي للدُّبَيْرِيِّ: أَلا يَا حَماماتِ المَزاهِرِ، طَالَمَا ... بَكَيْتُنَّ، لَوْ يَرْثِي لَكُنَّ رَحِيمُ زور: الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: وَسَطُ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: أَعلى الصَّدْرِ، وَقِيلَ: مُلْتَقَى أَطراف عِظَامِ الصَّدْرِ حَيْثُ اجْتَمَعَتْ، وَقِيلَ: هُوَ جَمَاعَةُ الصَّدْرِ

مِنَ الخُفِّ، وَالْجَمْعُ أَزوار. والزَّوَرُ: عِوَجُ الزَّوْرِ وَقِيلَ: هُوَ إِشراف أَحد جَانِبَيْهِ عَلَى الْآخَرِ، زَوِرَ زَوَراً، فَهُوَ أَزْوَرُ. وَكَلْبٌ أَزْوَرُ: قَدِ اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وَخَرَجَ كَلْكَلُه كأَنه قَدْ عُصِرَ جَانِبَاهُ، وَهُوَ فِي غَيْرِ الْكِلَابِ مَيَلٌ مَّا لَا يَكُونُ مُعْتَدِلَ التَّرْبِيعِ نَحْوَ الكِرْكِرَةِ واللِّبْدَةِ، وَيُسْتَحَبُّ فِي الْفَرَسِ أَن يَكُونَ فِي زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يَكُونَ رَحْبَ اللَّبَانِ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيمَةَ «1». مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَيْق زَوْرُه، ... رَحْب اللَّبَانِ، شَدِيد طَيِّ ضَريسِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ فَرَّقَ بَيْنَ الزَّوْرِ واللَّبانِ كَمَا تَرَى. والزَّوَرُ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: فِي خَلْقِها عَنْ بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ الزَّوْرُ: الصَّدْرُ. وَبَنَاتُهُ: مَا حَوَالَيْهِ مِنَ الأَضلاع وَغَيْرِهَا. والزَّوَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَيَلُ وَهُوَ مِثْلُ الصَّعَر. وعُنُقٌ أَزْوَرُ: مَائِلٌ. والمُزَوَّرُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَسُلُّه المُزَمِّرُ مِنْ بَطْنِ أُمه فَيَعْوَجُّ صَدْرُهُ فَيَغْمِزُهُ لِيُقِيمَهُ فَيَبْقَى فِيهِ مِنْ غَمْزِه أَثر يُعْلَمُ أَنه مُزَوَّرٌ. وَرَكِيَّةٌ زَوْراءُ: غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الحَفْرِ. والزَّوْراءُ: الْبِئْرُ الْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذْ تَجْعَلُ الجارَ فِي زَوْراءَ مُظْلِمَةٍ ... زَلْخَ المُقامِ، وتَطْوي دُونَهُ المَرَسَا وأَرض زَوْراءُ: بَعِيدَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: يَسْقِي دِياراً لَهَا قَدْ أَصْبَحَتْ غَرَضاً ... زَوْراءَ، أَجْنَفَ عَنْهَا القَوْدُ والرَّسَلُ وَمَفَازَةٌ زَوْراءُ: مَائِلَةٌ عَنِ السَّمْتِ والقصدِ. وَفَلَاةٌ زَوْراءُ: بَعِيدَةٌ فِيهَا ازْوِرَارٌ. وقَوْسٌ زَوْراءُ: معطوفة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ ؛ قرأَ بعضهم: تَزْوَارُ يُرِيدُ تَتَزاوَرُ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: تَزْوَرُّ وتَزْوَارُّ ، قَالَ: وازْوِرارُها فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَنها كَانَتْ تَطْلع عَلَى كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ فَلَا تُصِيبُهُمْ وتَغْرُبُ عَلَى كَهْفِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَلَا تُصِيبُهُمْ، وَقَالَ الأَخفش: تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ أَي تَمِيلُ؛ وأَنشد: ودونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ، ... جَدْبُ المُنَدَّى عَنْ هَوانا أَزْوَرُ، يُنْضِي المَطَايا خِمْسُه العَشَنْزَرُ قَالَ: والزَّوَرُ مَيَلٌ فِي وَسَطِ الصَّدْرِ، وَيُقَالُ لِلْقَوْسِ زَوْراءُ لميلهَا، وَلِلْجَيْشِ أَزْوَرُ. والأَزْوَرُ: الَّذِي يَنْظُرُ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للبعير الْمَائِلُ السَّنَامِ: هَذَا الْبَعِيرُ زَوْرٌ. وَنَاقَةٌ زَوْرَةٌ: قَوِيَّةٌ غَلِيظَةٌ. وَنَاقَةٌ زَوْرَة: تَنْظُرُ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهَا لِشِدَّتِهَا وَحِدَّتِهَا؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: وماءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ، ... كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا وَيُرْوَى: زُورَةٍ، والأَوّل أَعرف. قَالَ أَبو عَمْرٍو: عَلَى زَوْرَةٍ أَي عَلَى نَاقَةٍ شَدِيدَةٍ؛ وَيُقَالُ: فِيهِ ازْوِرارٌ وحَدْرٌ، وَيُقَالُ: أَراد عَلَى فَلَاةٍ غَيْرِ قَاصِدَةٍ. وَنَاقَةٌ زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. وَيُقَالُ فِيهَا ازْوِرارٌ مِنْ نَشَاطِهَا. أَبو زَيْدٍ: زَوَّرَ الطَّائِرُ تَزْوِيراً إِذا ارتفعت حَوْصَلَتُه؛

_ (1). قوله: [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيمَةَ] وقيل ابن سليم، وقبله: ولقد غدوت على القنيص بشيظم كالجذع وسط الجنة المغروس كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل

وَيُقَالُ لِلْحَوْصَلَةِ: الزَّارَةُ والزَّاوُورَةُ والزَّاوِرَةُ. وزَاوَرَةُ القَطاةِ، مَفْتُوحُ الْوَاوِ: مَا حَمَلَتْ فِيهِ الماء لفراخها. والازْوِرارُ عَنِ الشَّيْءِ: الْعُدُولُ عَنْهُ، وَقَدِ ازْوَرَّ عَنْهُ ازْوِراراً وازْوارَّ عَنْهُ ازْوِيرَاراً وتَزاوَرَ عَنْهُ تَزاوُراً، كُلُّهُ بِمَعْنَى: عَدَلَ عَنْهُ وانحرفَ. وَقُرِئَ: تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ، وَهُوَ مُدْغَمُ تَتَزَاوَرُ. والزَّوْراءُ: مِشْرَبَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مُسْتَطِيلَةٍ شِبْهِ التَّلْتَلَةِ. والزَّوْرَاءُ: القَدَحُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وتُسْقى، إِذا مَا شئتَ، غَيْرَ مُصَرَّدٍ ... بِزَوْراءَ، فِي حَافَاتِهَا المِسْكُ كانِعُ وزَوَّرَ الطائرُ: امتلأَت حَوْصَلَتُهُ. والزِّوار: حَبْلٌ يُشَدُّ مِنَ التَّصْدِيرِ إِلى خَلْفِ الكِرْكِرَةِ حَتَّى يَثْبُتَ لئلَّا يُصِيبَ الحَقَبُ الثِّيلَ فيحتبسَ بَوْلُهُ، وَالْجَمْعُ أَزْوِرَةٌ. وزَوْرُ الْقَوْمِ: رَئِيسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ. وَرَجُلٌ زُوارٌ وزُوارَةٌ: غَلِيظٌ إِلى الْقِصَرِ. قَالَ الأَزهري: قرأْت فِي كِتَابِ اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَابِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ غَلِيظًا إِلى الْقِصَرِ مَا هُوَ: إِنه لَزُوارٌ وزُوَارِيَةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ وَالصَّوَابُ إِنه لَزُوازٌ وزُوَازِيَةٌ، بِزَايَيْنِ، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُمَا. والزَّوْرُ: الْعَزِيمَةُ. وَمَا لَهُ زَوْرٌ وزُورٌ وَلَا صَيُّورٌ بِمَعْنًى أَي مَا لَهُ رأْي وَعَقْلٌ يَرْجِعُ إِليه؛ الضَّمُّ عَنْ يَعْقُوبَ وَالْفَتْحُ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَذَلِكَ أَنه قَالَ لَا زَوْرَ لَهُ وَلَا صَيُّورَ، قَالَ: وأُراه إِنما أَراد لَا زَبْرَ لَهُ فغيره إِذ كَتَبَهُ. أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ زَوْرٌ: أَي لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ وَلَا رأْي. وَحَبْلٌ لَهُ زَوْرٌ أَي قُوَّةٌ؛ قَالَ: وَهَذَا وِفَاقٌ وَقَعَ بَيْنَ الْعَرَبِيَّةِ وَالْفَارِسِيَّةِ والزَّوْرُ: الزَّائِرُونَ. وَزَارَهُ يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً وازْدَارَهُ: عَادَهُ افْتَعَلَ مِنَ الزِّيَارَةِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: فدخلتُ بَيْتًا غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ، ... وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ والزَّوْرَةُ: المرَّة الْوَاحِدَةُ. وَرَجُلٌ زَائِرٌ مِنْ قَوْمٍ زُوَّرٍ وزُوَّارٍ وزَوْرٍ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ زَائِرٍ. والزَّوْرُ: الَّذِي يَزُورُك. وَرَجُلٌ زَوْرٌ وَقَوْمٌ زَوْرٌ وامرأَة زَوْرٌ وَنِسَاءٌ زَوْرٌ، يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لأَنه مَصْدَرٌ؛ قَالَ: حُبَّ بالزَّوْرِ الَّذِي لَا يُرَى ... مِنْهُ، إِلَّا صَفْحَةٌ عَنْ لِمام وَقَالَ فِي نِسْوَةٍ زَوْرٍ: ومَشْيُهُنَّ بالكَثِيبِ مَوْرُ، ... كَمَا تَهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ وامرأَة زَائِرَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ زُورٍ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَكَذَلِكَ فِي الْمُذَكَّرِ كَعَائِذٍ وعُوذ. الْجَوْهَرِيُّ: نِسْوَةٌ زُوَّرٌ وزَوْرٌ مِثْلُ نُوَّحٍ ونَوْحٍ وَزَائِرَاتٍ، وَرَجُلٌ زَوَّارٌ وزَؤُورٌ؛ قَالَ: إِذا غَابَ عَنْهَا بعلُها لَمْ أَكُنْ ... لَهَا زَؤُوراً، وَلَمْ تأْنَسْ إِليَّ كِلابُها وَقَدْ تَزاوَرُوا: زارَ بعضُهم بَعْضًا. والتَّزْوِيرُ: كَرَامَةُ الزَّائِرِ وإِكرامُ المَزُورِ لِلزَّائرِ. أَبو زَيْدٍ: زَوِّرُوا فُلَانًا أَي اذْبَحُوا لَهُ وأَكرموه. والتَّزْوِيرُ: أَن يُكْرِمَ المَزُورُ زائِرَه ويَعْرِفَ لَهُ حَقَّ زِيَارَتِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زارَ فلانٌ فُلَانًا أَي مَالَ إِليه؛ وَمِنْهُ تَزَاوَرَ عَنْهُ أَي مَالَ عَنْهُ. وَقَدْ زَوَّرَ القومُ صَاحِبَهُمْ تَزْوِيراً إِذا أَحسنوا إِليه. وأَزَارَهُ: حَمَلَهُ عَلَى الزِّيَارَةِ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: حَتَّى أَزَرْتُه شَعُوبَ

أَي أَوردته المنيةَ فَزَارَهَا؛ شَعُوبُ: مِنْ أَسماء الْمَنِيَّةِ. واسْتَزاره: سأَله أَن يَزُورَه. والمَزَارُ: الزِّيَارَةُ والمَزَارُ: مَوْضِعُ الزِّيَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِزَوْركَ عَلَيْكَ حَقًّا ؛ الزَّوْرُ: الزائرُ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الِاسْمِ كصَوْم ونَوْمٍ بِمَعْنَى صَائِمٍ وَنَائِمٍ. وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مَالَ. والزَّوْرَةُ: البُعْدُ، وَهُوَ مِنَ الازْوِرارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وماءٍ وردتُ عَلَى زَوْرَةٍ وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَرسلتُ إِلى عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا بُنَيَّ مَا لِي أَرى رَعِيَّتَكَ عَنْكَ مُزْوَرِّينَ أَي مُعْرِضِينَ مُنْحَرِفِينَ؛ يُقَالُ: ازْوَرَّ عَنْهُ وازْوَارَّ بِمَعْنًى؛ وَمِنْهُ شِعْرُ عُمَرَ: بِالْخَيْلِ عَابِسَةً زُوراً مناكِبُها الزُّورُ: جَمْعُ أَزْوَرَ مِنَ الزَّوَرِ الْمَيْلُ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّيِّرُ مِنَ الرِّجَالِ الغضبانُ المُقاطِعُ لِصَاحِبِهِ. قَالَ: والزِّيرُ الزِّرُّ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ أَحد الْحَرْفَيْنِ الْمُدْغَمَيْنِ يَاءً فَيَقُولُ فِي مَرٍّ مَيْرٍ، وَفِي زِرٍّ زِيرٍ، وَهُوَ الدُّجَةُ، وَفِي رِزٍّ رِيز. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ الزَّيِّرُ الْغَضْبَانُ أَصله مَهْمُوزٌ مَنْ زأَر الأَسد. وَيُقَالُ لِلْعَدُوِّ: زائِرٌ، وَهُمُ الزائرُون؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: حَلَّتْ بأَرضِ الزائِرِينَ، فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عَلَيَّ طِلَابُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد أَنها حَلَّتْ بأَرض الأَعداء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّائِرُ الْغَضْبَانُ، بِالْهَمْزِ، وَالزَّايِرُ الْحَبِيبُ. قَالَ: وَبَيْتُ عَنْتَرَةَ يُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ، فَمَنْ هَمَزَ أَراد الأَعداء وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَراد الأَحباب. وزأْرة الأَسد: أَجَمَتُه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَذَلِكَ لِاعْتِيَادِهِ إِياها وزَوْرِه لَهَا. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ ذَاتُ الْمَاءِ وَالْحُلَفَاءِ والقَصَبِ. والزَّأْرَة: الأَجَمَة. والزِّيرُ: الَّذِي يُخَالِطُ النِّسَاءَ وَيُرِيدُ حَدِيثَهُنَّ لِغَيْرِ شَرٍّ، وَالْجَمْعُ أَزْوارٌ وأَزْيارٌ؛ الأَخيرة مِنْ بَابِ عِيدٍ وأَعياد، وزِيَرَةٌ، والأُنثى زِيرٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُوصَفُ بِهِ الْمُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: الزِّيرُ المُخالِطُ لَهُنَّ فِي الْبَاطِلِ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ زِيرُ نساءٍ إِذا كَانَ يُحِبُّ زِيَارَتَهُنَّ وَمُحَادَثَتَهُنَّ وَمُجَالَسَتَهُنَّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ زِيَارَتِهِ لَهُنَّ، وَالْجَمْعُ الزِّيَرَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قُلْتُ لزِيرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزَالُ أَحدكم كاسِراً وِسادَهُ يَتَّكِئُ عَلَيْهِ ويأْخُذُ فِي الْحَدِيثِ فِعْلَ الزِّيرِ ؛ الزِّيرُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُحِبُّ مُحَادَثَةَ النِّسَاءِ وَمُجَالَسَتَهُنَّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ زِيَارَتِهِ لَهُنَّ، وأَصله مِنَ الْوَاوِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: تَرَى الزِّيرَ يَبْكِي بِهَا شَجْوَهُ، ... مَخَافَةَ أَنْ سَوْفَ يُدْعَى لَهَا لَهَا: لِلْخَمْرِ؛ يَقُولُ: زِيرُ العُودِ يَبْكِي مَخَافَةَ أَن يَطْرَبَ القوْمُ إِذا شَرِبُوا فَيَعْمَلُوا الزِّيرَ لَهَا لِلْخَمْرِ، وَبِهَا بِالْخَمْرِ؛ وأَنشد يُونُسُ: تَقُولُ الحارِثِيَّةُ أُمُّ عَمْرٍو: ... أَهذا زِيرُهُ أَبَداً وزِيرِي؟ قَالَ مَعْنَاهُ: أَهذا دأْبه أَبداً ودأْبي. والزُّور: الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ، وَقِيلَ: شَهَادَةُ الْبَاطِلِ. رَجُلٌ زُورٌ وَقَوْمٌ زُورٌ وَكَلَامٌ مُزَوَّرٌ ومُتَزَوَّرٌ: مُمَوَّهٌ بِكَذِبٍ، وَقِيلَ: مُحَسَّنٌ، وَقِيلَ: هُوَ المُثَقَّفُ قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا زَوَّرْتُ كَلَامًا لأَقوله إِلا سَبَقَنِي

به أَبو بكر ، وفي رِوَايَةٍ: كُنْتُ زَوَّرْتُ فِي نَفْسِي كَلَامًا يومَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ أَي هَيَّأْتُ وأَصلحت. والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشَّيْءِ. وكلامٌ مُزَوَّرٌ أَي مُحَسَّنٌ؛ قَالَ نصرُ بْنُ سَيَّارٍ: أَبْلِغْ أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ رِسالةً، ... تَزَوَّرْتُها مِنْ مُحْكَمَاتِ الرَّسائِل والتَّزْوِيرُ: تَزْيين الْكَذِبِ والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الشَّيْءِ، وَسُمِعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: كُلُّ إِصلاح مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ فَهُوَ تَزْوِيرٌ، وَمِنْهُ شَاهِدُ الزُّورِ يُزَوِّرُ كَلَامًا والتَّزْوِيرُ: إِصلاح الْكَلَامِ وتَهْيِئَتُه. وَفِي صَدْرِهِ تَزْوِيرٌ أَي إِصلاح يُحْتَاجُ أَن يُزَوَّرَ. قَالَ: وَقَالَ الْحَجَّاجُ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً زَوَّرَ نفسَه عَلَى نَفْسِهِ أَي قَوَّمَهَا وحسَّنها، وَقِيلَ: اتَّهَمَ نَفْسَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَحَقِيقَتُهُ نِسْبَتُهَا إِلى الزُّورِ كَفَسَّقَهُ وجَهَّلَهُ، وَتَقُولُ: أَنا أُزَوِّرُكَ عَلَى نَفْسِكَ أَي أَتَّهِمُك عَلَيْهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِهِ زَوَرٌ لَمْ يَسْتَطِعْهُ المُزَوِّرُ وَقَوْلُهُمْ: زَوَّرْتُ شَهَادَةَ فُلَانٍ رَاجِعٌ إِلى تَفْسِيرِ قَوْلِ القَتَّالِ: وَنَحْنُ أُناسٌ عُودُنا عُودُ نَبْعَةٍ ... صَلِيبٌ، وَفِينَا قَسْوَةٌ لَا تُزَوَّرُ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَي لَا نُغْمَزُ لِقَسْوَتِنَا وَلَا نُسْتَضْعَفُ فَقَوْلُهُمْ: زَوَّرْتُ شَهَادَةَ فُلَانٍ، مَعْنَاهُ أَنه اسْتُضْعِفَ فَغُمِزَ وَغُمِزَتْ شَهَادَتُهُ فأُسقطت. وَقَوْلُهُمْ: قَدْ زَوَّرَ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِيهِ أَربعة أَقوال: يَكُونُ التَّزْوِيرُ فِعْلَ الْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ. والزُّور: الْكَذِبُ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ: التَّزْوِيرُ التَّشْبِيهُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: التَّزْوِيرُ التَّزْوِيقُ وَالتَّحْسِينُ. وزَوَّرْتُ الشيءَ: حَسَّنْتُه وقوَّمتُه. وَقَالَ الأَصمعي: التزويرُ تَهْيِئَةُ الْكَلَامِ وَتَقْدِيرُهُ، والإِنسان يُزَوِّرُ كَلَامًا، وَهُوَ أَن يُقَوِّمَه ويُتْقِنَهُ قَبْلَ أَن يَتَكَلَّمَ بِهِ. والزُّورُ: شَهَادَةُ الْبَاطِلِ وَقَوْلُ الْكَذِبِ، وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ تَزْوِيرِ الْكَلَامِ وَلَكِنَّهُ اشْتُقَّ مِنْ تَزْوِيرِ الصَّدْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ؛ الزُّور: الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ والتُّهمة، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ شَهَادَةِ الزُّورِ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ مِنَ الْكَبَائِرِ، فَمِنْهَا قَوْلُهُ: عَدَلَتْ شهادَةُ الزُورِ الشِّرْكَ بِاللَّهِ ، وإِنما عَادَلَتْهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَهَا: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ . وزَوَّرَ نَفْسَه: وسمَهَا بالزُّورِ. وَفِي الْخَبَرِ عَنِ الْحَجَّاجِ: زَوَّرَ رجلٌ نَفْسَه. وزَوَّرَ الشَّهَادَةَ. أَبطلها؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الزُّورُ هَاهُنَا مَجَالِسُ اللَّهْوِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا إِلا أَن يُرِيدَ بِمَجَالِسِ اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ، وَقِيلَ: أَعياد النَّصَارَى؛ كِلَاهُمَا عَنِ الزَّجَّاجِ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الشِّرْكُ، وَهُوَ جَامِعٌ لأَعياد النَّصَارَى وَغَيْرِهَا؛ قَالَ: وَقِيلَ الزّورُ هُنَا مَجَالِسُ الغِنَاء. وزَوْرُ الْقَوْمِ وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم: سَيِّدُهم ورأْسهم. والزُّورُ والزُّونُ جَمِيعًا: كُلُّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ رَبّاً وَيُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: جاؤُوا بِزُورَيْهِم وجِئْنا بالأَصَمْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى إِن الْبَيْتَ لِيَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ؛ وأَنشد قَبْلَهُ: كانَت تَمِيمٌ مَعْشَراً ذَوِي كَرَمْ، ... غَلْصَمَةً مِنَ الغَلاصِيم العُظَمْ مَا جَبُنُوا، وَلَا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ، ... قَدْ قابَلوا لَوْ يَنْفُخْون فِي فَحَمْ

جَاؤُوا بِزُورَيْهِم، وَجِئْنَا بالأَصَمّ ... شَيْخٍ لَنَا، كالليثِ مِنْ بَاقِي إِرَمْ شَيْخٍ لَنَا مُعاوِدٍ ضَرْبَ البُهَمْ قَالَ: الأَصَمُّ هُوَ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ يَوْمُ الزُّورَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُمَا بَكْرانِ مُجلَّلانِ قَدْ قَيَّدوهما وَقَالُوا: هَذَانِ زُورَانا أَي إِلهانا، فَلَا نَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّا، فَعَابَهُمْ بِذَلِكَ وَبِجَعْلِ الْبَعِيرَيْنِ ربَّيْنِ لَهُمْ، وهُزِمَتْ تَمِيمٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ وأُخذ الْبَكْرَانِ فَنُحِرَ أَحدهما وَتُرِكَ الْآخَرُ يَضْرِبُ فِي شَوْلِهِمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ وَجَدْتُ هَذَا الشِّعْرَ للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ فِي دِيوَانِهِ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ شَمِرٌ: الزُّورانِ رئيسانِ؛ وأَنشد: إِذ أُقْرِنَ الزُّورانِ: زُورٌ رازِحُ ... رَارٌ، وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ قَالَ: الطُّلافِحُ الْمَهْزُولُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزُّورُ صَخْرَةٌ. وَيُقَالُ: هَذَا زُوَيْرُ الْقَوْمِ أَي رَئِيسُهُمْ. والزُّوَيْرُ: زَعِيمُ الْقَوْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزُّوَيْرُ صَاحِبُ أَمر الْقَوْمِ؛ قَالَ: بأَيْدِي رِجالٍ، لَا هَوادَة بينهُمْ، ... يَسوقونَ لِلمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدا وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ نَضْرِبُ الجَيْشَ الخَميسَ الأَزْوَرا، ... حَتَّى تَرى زُوَيْرَهُ مُجَوَّرا وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الزُّونُ الصنم، وهو بالفارسية زون بِشَمِّ الزَّايِ السِّينَ؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ: ذَاتُ المجوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ أَبو عُبَيْدَةَ: كُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ زُورٌ. والزِّيرُ: الكَتَّانُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وإِنْ غَضِبَتْ، خِلْتَ بالمِشْفَرَيْن ... سَبايِخَ قُطْنٍ، وَزِيرًا نُسالا وَالْجَمْعُ أَزْوارٌ. والزِّيرُ مِنَ الأَوْتار: الدَّقيقُ. والزِّيرُ: مَا اسْتُحْكِمَ فَتْلُهُ مِنَ الأَوتار؛ وزيرُ المِزْهَرِ: مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وَيَوْمُ الزُّورَيْنِ: مَعْرُوفٌ. والزَّوْرُ: عَسيبُ النَّخْلِ. والزَّارَةُ: الْجَمَاعَةُ الضَّخْمَةُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالْغَنَمِ. والزِّوَرُّ، مِثَالُ الهِجَفِّ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: يَا ناقُ خُبِّي خَبَباً زِوَرّا، ... وقَلِّمي مَنْسِمَكِ المُغْبَرّا وَقِيلَ: الزِّوَرُّ الشَّدِيدُ، فَلَمْ يُخَصَّ بِهِ شَيْءٌ دون شيء. وزارَةُ: حَيٌّ مِنْ أَزْدِ السَّراة. وزارَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بِزارَةَ، حَمْلُه السُّعْدُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وعَيْنُ الزَّارَةِ بِالْبَحْرَيْنِ مَعْرُوفَةٌ. والزَّارَةُ: قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ؛ وَكَانَ مَرْزُبانُ الزَّارَةِ مِنْهَا، وَلَهُ حَدِيثٌ مَعْرُوفٌ. وَمَدِينَةُ الزَّوْراء: بِبغداد فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، سُمِّيَتْ زَوْراءَ لازْوِرار قِبْلَتِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: ودِجْلَةُ بَغْدادَ تُسَمَّى الزَّوْراءَ. والزَّوْرَاءُ: دَارٌ بالحِيرَةِ بَنَاهَا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ذَكَرَهَا النَّابِغَةُ فَقَالَ: بِزَوْراءَ فِي أَكْنافِها المِسْكُ كارِعُ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: زَوْراءُ هَاهُنَا مَكُّوكٌ مِنْ فِضَّةٍ مِثْلُ التَّلْتَلَة. وَيُقَالُ: إِن أَبا جَعْفَرٍ هَدَمَ الزَّوْراء بالحِيرَةِ فِي أَيامه. الْجَوْهَرِيُّ: والزَّوْراءُ اسْمُ مَالٍ

فصل السين المهملة

كَانَ لأُحَيْحَةَ بْنِ الجُلاح الأَنصاري؛ وَقَالَ: إِني أُقيمُ عَلَى الزَّوْراءِ أَعْمُرُها، ... إِنَّ الكَريمَ عَلَى الإِخوانِ ذُو المالِ زير: الزِّيرُ: الدَّنُّ، وَالْجَمْعُ أَزْيارٌ. وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: كُنْتُ أَكتب الْعِلْمَ وأُلقيه في زيرٍ لنا ؛ الزِّيرُ: الحُبُّ الَّذِي يُعْمَلُ فِيهِ الْمَاءُ والزِّيارُ: مَا يُزَيِّرُ بِهِ البَيْطارُ الدَّابَّةَ، وَهُوَ شِناقٌ يَشُدُّ بِهِ البيطارُ جَحْفَلَةَ الدَّابَّةِ أَي يَلْوِي جَحْفَلَتَهُ، وَهُوَ أَيضاً شِناقٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ إِلى صُدْرَةِ الْبَعِيرِ كاللَّبَب لِلدَّابَّةِ. وزَيَّرَ الدابةَ: جَعَلَ الزِّيارَ فِي حَنكِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لأَيوب، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يَنْبَغِي أَن يُخَاصِمَنِي إِلا مَنْ يَجْعَلُ الزِّيارَ فِي فَمِ الأَسد. الزِّيارُ: شَيْءٌ يُجْعَلُ فِي فَمِ الدَّابَّةِ إِذا اسْتَصْعَبَتْ لَتَنْقادَ وتَذِلَّ. وكلُّ شَيْءٍ كَانَ صَلَاحًا لِشَيْءٍ وعِصْمَةً، فَهُوَ زِوارٌ وزِيارٌ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاع: كَانُوا زِواراً لأَهل الشَّامِ، قَدْ علِموا، ... لَمَّا رأَوْا فيهِمُ جَوْراً وطُغيانا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زِوارٌ وزِيارٌ أَي عِصْمَةٌ كَزِيار الدَّابَّةِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الحَقَبُ والتَّصْدِيرُ كَيْلَا يَدْنو الحَقَب مِنَ الثِّيل، وَالْجَمْعُ أَزْوِرَةٌ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: بأَرْحُلِنا يَحِدْنَ، وَقَدْ جَعَلنا، ... لكلِّ نَجِيبَةٍ مِنْهَا، زِيارا وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: رَآهُ مُكَبَّلًا بالحديدِ بأَزْوِرَةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ زِوارٍ وزِيارٍ؛ الْمَعْنَى أَنه جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلى صَدْرِهِ وشُدَّتْ، وموضعُ بأَزْوِرَةٍ: النصبُ، كأَنه قَالَ مُكَبَّلًا مُزَوَّراً. وَفِي صِفَةِ أَهل النَّارِ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زِيرَ لَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَفَسَّرَهُ أَنه الَّذِي لَا رأْي لَهُ، قَالَ: وَالْمَحْفُوظُ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وفتح الزاي. فصل السين المهملة سأر: السُّؤْرُ بَقِيَّة الشَّيْءِ، وَجَمْعُهُ أَسآرٌ، وسُؤْرُ الفأْرَةِ وَغَيْرِهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ: إِنَّا لَنَضْرِبُ جَعْفَراً بِسُيوفِنا، ... ضَرْبَ الغَريبَةِ تَرْكَبُ الْآسَارَا أَراد الأَسآر فَقَلَبَ، وَنَظِيرُهُ الآبارُ والآرامُ فِي جَمْعِ بِئْر ورِئْم. وَأَسْأَرَ مِنْهُ شَيْئًا: أَبْقَى. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا شَرِبْتُم فَأَسْئِرُوا ؛ أَي أَبْقَوا شَيْئًا مِنَ الشَّرَابِ فِي قَعْرِ الإِناء، والنَّعْت مِنْهُ سَأْآرٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ مُسْئِرٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَنَظِيرُهُ أَجْبَرَه فَهُوَ جَبَّارٌ. وَفِي حَدِيثِ الفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: لَا أُوثِرُ بِسُؤْرِكَ أَحَداً أَي لَا أَتْرُكُه لأَحَدٍ غَيْري؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَمَا أَسأَروا مِنْهُ شَيْئًا ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَغَيْرِهِمَا. وَرَجُلٌ سَأْآر: يُسْئِرُ فِي الإِناء مِنَ الشَّرَابِ، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ مِنْ أَفْعَل عَلَى فَعَّال؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ بَيْتَ الأَخطل: وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَني ... لَا بالحَصورِ وَلَا فِيهَا بِسأْآرِ بوَزْن سَعّار، بِالْهَمْزِ. مَعْنَاهُ أَنه لَا يُسْئِرُ فِي الإِناء سُؤْراً بَلْ يَشْتَفُّه كُلَّهُ، وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: بِسوَّار أَي بِمُعَرْبِدٍ وَثَّابٍ، مِنْ سَارَ إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ عَلَى مَنْ يُشارِبه؛ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَدخل الْبَاءَ فِي الْخَبَرِ لأَنه ذَهَبَ بِلَا مَذْهَبَ لَيْسَ لِمُضَارَعَتِه لَهُ فِي النَّفْيِ. قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ سَأْآر مِنْ سَأَرْتُ ومِنْ أَسْأَرْتُ كأَنه رُدَّ فِي الأَصل، كَمَا

قَالُوا دَرَّاك مِنْ أَدْرَكْتُ وجَبَّار مَنْ أَجْبَرْتُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْتُ مِنْ ماءِ مُقْفِرٍ ... صَرًى لَيْس مِنْ أَعْطانِه، غَيْرَ حائِل يَعْنِي قَطاً وَرَدَتْ بَقِيَّةَ مَا أَسأَره فِي الْحَوْضِ فَشَرِبَتْ مِنْهُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَسأَر فُلَانٌ مِنْ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ سُؤْراً وَذَلِكَ إِذا أَبقى بقيَّة؛ قَالَ: وبَقِيَّة كُلِّ شَيْءٍ سُؤْرُه. وَيُقَالُ للمرأَة الَّتِي قَدْ جَاوَزَتْ عُنْفُوان شَبَابِهَا وَفِيهَا بَقِيَّةٌ: إِنَّ فِيهَا لَسُؤْرةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: إِزاءَ مَعاشٍ مَا يُحَلُّ إِزارُها ... مِنَ الكَيْسِ، فِيهَا سُؤْرَةٌ، وَهِيَ قاعدُ أَراد بِقَوْلِهِ وَهِيَ قَاعِدٌ قُعودها عَنِ الْحَيْضِ لأَنها أَسَنَّتْ. وتَسَأَّر النبيذَ: شَرِبَ سُؤْرَه وَبَقَايَاهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وأَسْأَر مِنْ حِسابِه: أَفْضَلَ. وَفِيهِ سُؤْرَة أَي بَقِيَّةُ شَبَابٍ؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ الْهِلَالِيِّ: إِزاءَ مَعاشٍ لَا يَزَالُ نِطاقُها ... شَديداً، وَفِيهَا سُؤْرَةٌ، وَهِيَ قاعِد «2» . التهذيب: وأَما قوله: [وسائِرُ الناسِ هَمَج] فإِن أَهل اللُّغَةِ اتَّفَقُوا عَلَى أَن مَعْنَى سَائِرُ فِي أَمْثال هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى الْبَاقِي، مِنْ قَوْلِكَ: أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَة إِذا أَفْضَلْتَها وأَبقيتها. والسَّائِرُ: الْبَاقِي، وكأَنه مِنْ سَأَرَ يَسْأَرُ فَهُوَ سائِر. قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو الْعَبَّاسِ: يُقَالُ سَأَر وأَسْأَرَ إِذا أَفْضَلَ، فَهُوَ سائِر؛ جَعَلَ سَأَرَ وأَسْأَرَ وَاقِعَيْنِ ثُمَّ قَالَ وَهُوَ سَائِرٌ. قَالَ: قَالَ فَلَا أَدري أَراد بالسَّائِرِ المُسْئِر. وَفِي الْحَدِيثِ: فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كفَضْلِ الثَّريد عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ؛ أَي بَاقِيهِ؛ وَالسَّائِرُ، مَهْمُوزٌ: الْبَاقِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالنَّاسُ يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي مَعْنَى الْجَمِيعِ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ؛ وَتَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ وَكُلُّهُ بِمَعْنَى بَاقِي الشَّيْءِ، وَالْبَاقِي: الفاضِلُ. وَمَنْ هَمَزَ السُّؤْرَة مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ جَعَلَهَا بِمَعْنَى بقيَّة مِنَ الْقُرْآنِ وقطْعَة. والسُّؤْرَةُ مِنَ الْمَالِ: جَيِّدُهُ، وَجَمْعُهُ سُؤَر. والسورةُ مِنَ الْقُرْآنِ: يَجُوزُ أَن تَكُونَ مِنْ سُؤْرة الْمَالِ، تُرِكَ هَمْزُه لَمَّا كَثُرَ فِي الْكَلَامِ. سبر: السَّبْرُ: التَّجْرِبَةُ. وسَبَر الشيءَ سَبْراً: حَزَره وخَبَرهُ. واسْبُرْ لِي مَا عِنْدَهُ أَي اعْلَمْه. والسَّبْر: اسْتِخْراجُ كُنْهِ الأَمر. والسَّبْر: مَصْدَرُ سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرُه ويَسْبِرُه سَبْراً نَظَر مِقْدارَه وقاسَه لِيَعْرِفَ غَوْرَه، ومَسْبُرَتُهُ: نِهايَتُه. وَفِي حَدِيثِ الْغَارِ: قَالَ لَهُ أَبو بَكْرٍ: لَا تَدْخُلْه حتى أَسْبِرَه [أَسْبُرَه] قَبْلَك أَي أَخْتَبِرَه وأَعْتَبِرَه وأَنظرَ هَلْ فِيهِ أَحد أَو شَيْءٌ يُؤْذِي. والمِسْبارُ والسِّبارُ: مَا سُبِرَ بِهِ وقُدِّرَ بِهِ غَوْرُ الْجِرَاحَاتِ؛ قَالَ يَصِفُ جُرْحَها: تَرُدُّ السِّبارَ عَلَى السَّابِرِ التَّهْذِيبِ: والسِّبارُ فَتِيلة تُجْعَلُ فِي الجُرْح؛ وأَنشد: تَرُدُّ عَلَى السَابرِيِّ السِّبارا وَكُلُّ أَمرٍ رُزْتَه، فَقَدْ سَبَرْتَه وأَسْبَرْتَه. يُقَالُ: حَمِدْتُ مَسْبَرَه ومَخْبَره. والسِّبْرُ والسَّبْرُ: الأَصلُ واللَّوْنُ والهَيْئَةُ والمَنْظَرُ. قَالَ أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ: وَقَفْتُ عَلَى رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ بَعْدَ مُنْصَرَفِي مِنَ الْعِرَاقِ فَقَالَ: أَمَّا اللسانُ فَبَدَوِيُّ، وأَما السِّبْرُ فَحَضَرِيُّ؛ قَالَ: السِّبْر، بِالْكَسْرِ، الزِّيُّ والهيئةُ. قَالَ: وَقَالَتْ بَدَوِيَّةٌ أَعْجَبَنا سِبْر فُلَانٍ أَي حُسْنُ حَالِهِ وخِصْبُه فِي بَدَنه، وَقَالَتْ: رأَيته سَيِءَ السِّبْر إِذا كان

_ (2). هذه رواية أخرى للبيت الذي قبله لأَن الشاعر واحد وهو حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ

شاحِباً مَضْرُوراً فِي بَدَنِهِ، فَجَعَلَتِ السِّبْرَ بِمَعْنَيَيْنِ. وَيُقَالُ: إِنه لَحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كَانَ حَسَنَ السَّحْناءِ والهيئةِ؛ والسَّحْناءُ: اللَّوْنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْرج رَجُلٌ مِنَ النَّارِ وَقَدْ ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه ؛ أَي هَيْئَتُه. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهيئةِ والجمَالُ وفلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْر إِذا كَانَ جَمِيلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنَا ابنُ أَبِي البَراءِ، وكُلُّ قَوْمٍ ... لَهُمْ مِنْ سِبْر والِدِهِمْ رِداء وسِبْرِي أَنَّنِي حُرٌّ نَقِيٌّ ... وأَنِّي لَا يُزايِلُنِي الحَياءُ والمَسْبُورُ: الحَسَنُ السِّبْر. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ أَنه قِيلَ لَهُ: مُرْ بَنِيكَ حَتَّى يَتَزَوَّجُوا فِي الْغَرَائِبِ فَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِمْ سِبْرُ أَبي بكرٍ ونُحُولُهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السِّبْرُ هَاهُنَا الشَّبَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَبو بَكْرٍ دَقِيقِ المَحاسِنِ نَحِيفَ البدنِ فأَمَرَهُم الرَّجُلُ أَن يُزَوِّجَهم الغرائبَ ليجتمعَ لَهُمْ حُسْنُ أَبي بَكْرٍ وشِدَّةُ غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: عَرَّفْتُهُ بِسِبْر أَبيه أَي بِهَيئته وشَبَهِهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شُلَيْل، ... وهَلْ يَخْفَى عَلَى الناسِ النَّهارُ؟ عَلَيْنا سِبْرُه، ولِكُلِّ فَحْلٍ ... عَلَى أَولادِهِ مِنْهُ نِجَارُ والسِّبْر أَيضاً: مَاءُ الْوَجْهِ، وَجَمْعُهَا أَسْبَارٌ. والسِّبْرُ والسَّبْرُ: حُسْنُ الْوَجْهِ. والسِّبْرُ: مَا اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى عِتْقِ الدابَّةِ أَو هُجْنتها. أَبو زَيْدٍ: السِّبْرُ مَا عَرَفْتَ بِهِ لُؤْمَ الدَّابَّةِ أَو كَرَمَها أَو لَوْنَها مِنْ قِبَلِ أَبيها. والسِّبْر أَيضاً: مَعْرِفَتُك الدَّابَّةَ بِخصْبٍ أَو بِجَدْبٍ. والسَّبَراتُ: جَمْعُ سَبْرَة، وَهِيَ الغَداةُ البارِدَة، بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ السحَرِ إِلى الصَّبَاحِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ غُدْوَة إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّدُ؟ فَسَكَتَ ثُمَّ وَضَعَ الربُّ تَعَالَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَه إِلى أَنْ قَالَ: فِي المُضِيِّ إِلى الجُمعات وإِسْباغِ الوُضُوءِ فِي السَّبَرات ؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها، ... يُباكِرْنَ حَدَّ الماءِ فِي السَّبَراتِ يَعْنِي شِدَّةَ بَرْدِ الشِّتَاءِ والسَّنَة. وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَداةٍ سَبْرَة ؛ وسَبْرَةُ بنُ العَوَّالِ مُشْتَقّ مِنْهُ. والسَّبْرُ: مِنْ أَسماء الأَسَد؛ وَقَالَ المُؤَرِّجُ فِي قَوْلِ الفرزدق: بِجَنْبَيْ خِلالٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ مِنْهُمُ ... خَوادِرُ فِي الأَخْياسِ، مَا بَيْنَها سِبْرُ قَالَ: مَعْنَاهُ مَا بَيْنَهَا عَداوة. قَالَ: والسِّبْر العَدَاوَة، قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ وَفِي كُمِّه سَبُّورَةٌ ؛ قِيلَ: هِيَ الأَلواح مِنَ السَّاجِ يُكْتَبُ فِيهَا التذاكِيرُ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَها سَتُّورة، قَالَ: وَهُوَ خطأٌ. والسُّبْرَة: طَائِرٌ تَصْغِيرُهُ سُبَيْرَةٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: السُّبَرُ طَائِرٌ دُونَ الصَّقْرِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: حَتَّى تَعاوَرَهُ العِقْبانُ والسُّبَرُ والسَّابِرِيُّ مِنَ الثيابِ: الرِّقاقُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَجَاءَتْ بِنَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه، ... عَلَى عَصَوَيْها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ وكُلُّ رَقيقٍ: سابِرِيٌّ. وعَرْضٌ سابِرِيٌّ:

رَقِيقٌ، لَيْسَ بمُحَقَّق. وَفِي الْمَثَلِ: عَرْضٌ سابِريٌّ؛ يَقُولُهُ مَنْ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الشيءُ عَرْضاً لَا يُبالَغُ فِيهِ لأَن السابِرِيّ مِنْ أَجْود الثيابِ يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنى عَرْض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُها، ... وعَيْشٍ كَمِثْلِ السابِرِيِّ رَقِيقِ وَفِي حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ أَبي ثَابِتٍ: رأَيْت عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَوْبًا سابِرِيّاً أَسْتَشِفُّ مَا وَرَاءَهُ. كلُّ رَقِيقٍ عِنْدَهُمْ: سابِرِيٌّ، والأَصل فِيهِ الدُّروع السابِرِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى سابُورَ. والسابِريُّ: ضربٌ مِنَ التَّمْرِ؛ يُقَالُ: أَجْوَدُ تَمْرِ الْكُوفَةِ النِّرْسِيانُ والسابِرِيُّ. والسُّبْرُورُ: الْفَقِيرُ كالسُّبْروتِ؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ، وأَنشد: تُطْعِمُ المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْها ... مِنْ جَناها، والعائِلَ السُّبْرُورا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا صَحَّ هَذَا فَتَاءُ سُبْرُوتٍ زَائِدَةٌ وسابورُ: مَوْضِعٌ، أَعجمي مُعَرَّب؛ وَقَوْلُهُ: لَيْسَ بِجَسْرِ سابُورٍ أَنِيسٌ، ... يُؤَرِّقُه أَنِينُك، يَا مَعِينُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمَ رَجُلٍ وأَن يَكُونَ اسْمَ بَلَدٍ. والسِّبَارى: أَرضٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: دَرَى بالسِّبارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ، ... مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ سبطر: السِّبَطْرَى: الانبساطُ فِي الْمَشْيِ. والضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: مِنْ نَعْتِ الأَسد بالمَضاءَةِ والشِّدَّةِ. والسِّبَطْرُ: الْمَاضِي. والسِّبَطْرَى: مِشْيَةُ التبَخْتُر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَمْشِي السِّبَطْرَى مِشْيَةَ التبَخْتُر رَوَاهُ شَمِرٌ مِشْيَةَ التَّجَيْبُرِ أَي التجَبُّر. والسِّبَطْرَى: مِشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُر. واسْبَطَرَّ: أَسرَعَ وامتَدَّ. والسِّبَطْرُ: السَّبْطُ الممتَدُّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمَلٌ سِبَطْر وَجِمَالٌ سِبَطْراتٌ سَرِيعَةٌ، وَلَا تُكَسَّر. واسْبَطَرَّتْ فِي سَيْرِها: أَسرَعَتْ وامتدّتْ. وَحَاكَمَتِ امرأَةٌ صاحِبَتَها إِلى شُرَيْحٍ فِي هِرَّةٍ بِيَدِهَا فَقَالَ: أَدْنُوها مِنَ المُدَّعِيَةِ «3». فإِنْ هِيَ قَرَّتْ وَدَرَّتْ واسْبَطَرَّتْ فَهِيَ لَهَا، وَإِنْ فَرَّتْ وازْبأَرَّتْ فَلَيْسَتْ لَهَا؛ مَعْنَى اسْبَطَرَّتْ امْتَدَّتْ وَاسْتَقَامَتْ لَهَا، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي امْتَدَّتْ للإِرضاع وَمَالَتْ إِليه. واسْبَطَرَّتْ الذَّبِيحَةُ إِذا امْتَدَّتْ لِلْمَوْتِ بَعْدَ الذَّبْحِ. وَكُلُّ ممتدٍّ: مُسْبَطِرٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَخذ مِنَ الذَّبِيحَةِ شَيْئًا قَبْلَ أَن تَسْبَطِرّ فَقَالَ: مَا أَخَذْتَ مِنْهَا فَهِيَ سُنَّة أَي قَبْلَ أَن تمتَدَّ بَعْدَ الذَّبْحِ. والسِّبَطْرة: المرأَة الْجَسِيمَةُ. شَمِرٌ: السِّبَطْر مِنَ الرِّجَالِ السَّبْطُ الطَّوِيلُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السِّبَطْر الْمَاضِي؛ وأَنشد: كَمِشْيَةِ خادِرٍ ليْثٍ سِبَطْر الْجَوْهَرِيُّ: اسْبَطَرَّ اضْطَجَع وامتدَّ. وأَسَد سِبَطْر، مِثَالُ هِزَبْر، أَي يَمتدُّ عِنْدَ الوثْبَة. الْجَوْهَرِيُّ: وجِمال سِبَطْراتٌ طِوال عَلَى وَجْهِ الإِرض، وَالتَّاءُ لَيْسَتْ للتأْنيث، وإِنما هِيَ كَقَوْلِهِمْ حَمَّامَاتٌ وَرِجَالَاتٌ فِي جَمْعِ الْمُذَكَّرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّاءُ فِي سِبَطْراتٍ للتأْنيث لأَن سِبَطْراتٍ مِنْ صِفَةِ الجِمال، والجِمالُ مُؤَنَّثَةٌ تأْنيث الْجَمَاعَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ: الْجِمَالُ سارتْ ورَعَتْ وأَكلت وَشَرِبَتْ؛ قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ إِنما هِيَ كحَمَّاماتٍ ورِجالاتٍ وهَم فِي خَلْطِهِ رِجالاتٍ بحَمَّامات لأَن رِجَالًا جَمَاعَةٌ مُؤَنَّثَةٌ،

_ (3). قوله: [أدنوها من المدعية إلخ] لعل المدعية كان معها ولد للهرة صغير كما يشعر به بقية الكلام

بِدَلِيلِ قَوْلِكَ: الرِّجَالُ خَرَجَتْ وَسَارَتْ، وأَما حمَّامات فَهِيَ جَمْعُ حمَّام، والحمَّام مُذَكَّرٌ وَكَانَ قِيَاسُهُ أَن لَا يُجْمَعُ بالأَلف وَالتَّاءِ قَالَ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وإِنما قَالُوا حمَّامات وإِصطبلات وسُرادِقات وسِجِلَّات فَجَمَعُوهَا بالأَلف وَالتَّاءِ، وَهِيَ مُذَكَّرَةٌ، لأَنهم لَمْ يَكْسِرُوهَا؛ يُرِيدُ أَن الأَلف وَالتَّاءَ فِي هَذِهِ الأَسماء المذَكَّرة جَعَلُوهُمَا عِوَضاً مِنْ جَمْعِ التَّكْسِيرِ، وَلَوْ كَانَتْ مِمَّا يُكْسَرُ لَمْ تُجْمَعْ بالأَلف وَالتَّاءِ وشَعَرٌ سِبَطْرٌ: سَبْطٌ. والسَّبَيْطَرُ والسُّباطِرُ: الطَّوِيلُ. والسَّبَيْطَرُ، مِثْلُ العَمَيْثَلِ: طَائِرٌ طَوِيلُ الْعُنُقِ جِدًّا تَرَاهُ أَبداً فِي الْمَاءِ الضَّحْضاحِ، يُكنى أَبا العَيْزارِ. الْفَرَّاءُ: اسْبَطَرَّتْ لَهُ الْبِلَادُ اسْتَقَامَتْ، قَالَ: اسْبَطَرَّت لَيْلَتُها مستقيمة. سبعر: نَاقَةٌ ذاتُ سِبْعارَة، وسَبْعَرَتُها: حِدَّتُها وَنَشَاطُهَا إِذا رَفَعَتْ رأْسها وَخَطَرَتْ بِذَنَبِهَا وتَدَافَعَتْ فِي سَيْرِهَا؛ عَنْ كراع. والسَّبْعَرة: النشاط. سبكر: المُسْبَكِرُّ: المُسْتَرْسِلُ، وَقِيلَ: المُعْتَدِلُ، وَقِيلَ: المُنْتَصِب أَي التامُّ الْبَارِزُ. أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ: المُسْبَكِرُّ الشابُّ المُعْتَدِلُ التامُّ؛ وأَنشد لإمرئ الْقَيْسِ: إِلَى مِثْلِها يَرْنُو الحَلِيمُ صَبابَةً ... إِذا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَبِ «1» . الْجَوْهَرِيُّ: اسْبَكَرَّتِ الجاريةُ اسْتَقَامَتْ واعْتَدَلَتْ. وشبابٌ مُسْبَكِرٌّ: مُعْتَدِلٌ تَامٌّ رَخْصٌ. واسْبَكَرَّ الشَّبَابُ: طَالَ وَمَضَى عَلَى وَجْهِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واسْبَكَرَّ النَّبْتُ: طَالَ وتَمَّ؛ قَالَ: تُرْسِلُ وَحْفاً فاحِماً ذا اسْبِكْرارْ وشَعَرٌ مُسْبَكِرٌّ أَي مُسْتَرْسِلٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَسْوَدَ كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً، ... عَلَى المَتْنَيْنِ، مُنْسَدِلًا جُفالا وكلُّ شَيْءٍ امْتَدَّ وطالَ، فَهُوَ مُسْبَكِرٌّ، مِثْلُ الشعَر وَغَيْرِهِ. واسْبَكَرَّ الرَّجُلُ: اضْطَجَعَ وَامْتَدَّ مثْل اسْبَطَرّ؛ وأَنشد: إِذا الهِدانُ حارَ واسْبَكَرَّا، ... وَكَانَ كالْعِدْل يُجَرُّ جَرَّا «2» . واسْبَكَرَّ النهَرُ: جَرَى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اسْبَكَرَّتْ عَيْنُهُ دَمَعَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ. ستر: سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً: أَخفاه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ والستَر، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ سَتَرْت الشَّيْءَ أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته فاسْتَتَر هُوَ. وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى. وجاريةٌ مُسَتَّرَةٌ أَي مُخَدَّرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ «3». السَّتْرَ ؛ سَتِيرٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَي مِنْ شأْنه وإِرادته حُبُّ السَّتْرِ والصَّوْن. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَفْعُولًا فِي مَعْنَى فَاعِلٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا؛ أَي آتِياً؛ قَالَ أَهل اللُّغَةِ: مَسْتُورًا هَاهُنَا بِمَعْنَى سَاتِرٍ، وتأْويلُ الحِجاب المُطيعُ؛ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذَلِكَ فِيهِمَا أَنهما رَأْسا آيَتَيْن لأَن بَعْضَ آي

_ (1). قوله: [ومجوب] كذا بالأصل المعوّل عليه. والذي في الصحاح في مادة س ب ك ر ومادة ج ول: مجول. وقوله شباب مسبكر كذا به أَيضاً ولعله شاب بدليل ما بعده (2). وقوله: [إِذا الهدان] في الصحاح إِذ. (3). قوله: [ستير يحب] كذا بالأصل مضبوطاً. وفي شروح الجامع الصغير ستير، بالكسر والتشديد

سُورَةِ سُبْحَانَ إِنما [وُرا وايرا] وَكَذَلِكَ أَكثر آيَاتِ [كهيعص] إِنما هِيَ يَاءٌ مُشَدَّدَةٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى مَسْتُوراً مانِعاً، وَجَاءَ عَلَى لَفْظِ مَفْعُولٍ لأَنه سُتِرَ عَنِ العَبْد، وَقِيلَ: حِجاباً مَسْتُوراً أَي حِجَابًا عَلَى حِجَابٍ، والأَوَّل مَسْتور بِالثَّانِي، يُرَادُ بِذَلِكَ كَثَافَةُ الْحِجَابِ لأَنه جَعَلَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّة وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا. وَرَجُلٌ مَسْتُور وسَتِير أَي عَفِيفٌ وَالْجَارِيَةُ سَتِيرَة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ولَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِيرَةَ ... فِي المُرَعَّثَةِ السَّتائِر وسَتَّرَه كسَتَرَه؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ، ... وأُخْرَى مَا يُسَتِّرُها أُجاحُ «1» . وَقَدِ انْسَتَر واستَتَر وتَسَتَّر؛ الأَوَّل عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والسِّتْرُ مَعْرُوفٌ: مَا سُتِرَ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَسْتار وسُتُور وسُتُر. وامرأَةٌ سَتِيرَة: ذاتُ سِتارَة. والسُّتْرَة: مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ كَائِنًا مَا كَانَ، وَهُوَ أَيضاً السِّتارُ والسِّتارَة، وَالْجَمْعُ السَّتائرُ. والسَّتَرَةُ والمِسْتَرُ والسِّتارَةُ والإِسْتارُ: كالسِّتر، وَقَالُوا أُسْوارٌ لِلسِّوار، وَقَالُوا إِشْرارَةٌ لِما يُشْرَرُ عَلَيْهِ الأَقِطُ، وجَمْعُها الأَشارير. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بَابَهُ عَلَى امرأَةٍ وأَرْخَى دُونَها إِستارَةً فَقَدْ تَمَّ صَداقُها ؛ الإِسْتارَةُ: مِنَ السِّتْر، وَهِيَ كالإِعْظامَة فِي العِظامَة؛ قِيلَ: لَمْ تُسْتَعْمَلْ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَقِيلَ: لَمْ تُسْمَعْ إِلَّا فِيهِ. قَالَ: وَلَوْ رُوِيَ أَسْتَارَه جَمْعُ سِتْر لَكَانَ حَسَناً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سُتْرَةٌ ووَدَجٌ وصاحِنٌ إِذا كَانَ سَفِيرًا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ. والسِّتْرُ: العَقْل، وَهُوَ مِنَ السِّتارَة والسّتْرِ. وَقَدْ سُتِرَ سَتْراً، فَهُوَ سَتِيرٌ وسَتِيرَة، فأَما سَتِيرَةٌ فَلَا تُجْمَعُ إِلَّا جَمْعَ سَلَامَةٍ عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ، وَيُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ سِتْر وَلَا حِجْر، فالسِّتْر الْحَيَاءُ والحِجْرُ العَقْل. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ؛ لِذِي عَقْل؛ قَالَ: وَكُلُّهُ يَرْجِعُ إِلى أَمر وَاحِدٍ مِنَ الْعَقْلِ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِنه لَذُو حِجْر إِذا كَانَ قَاهِرًا لِنَفْسِهِ ضَابِطًا لَهَا كأَنه أُخذَ مِنْ قَوْلِكَ حَجَرْتُ عَلَى الرَّجُلِ. والسَّتَرُ: التُّرْس، قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُزَرِّدٍ: بَيْنَ يديهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ والإِسْتارُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، مِنَ الْعَدَدِ: الأَربعة؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأُمَّه ... وأَبا البَعِيثِ لشَرُّ مَا إِسْتار أَي شَرُّ أَربعة، وَمَا صِلَةٌ؛ وَيُرْوَى: وأَبا الفرزْدَق شَرُّ مَا إِسْتار وَقَالَ الأَخطل: لَعَمْرُكَ إِنِّنِي وابْنَيْ جُعَيْلٍ ... وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِيمُ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَبلِغْ يَزِيدَ وإِسماعيلَ مأْلُكَةً، ... ومُنْذِراً وأَباهُ شَرَّ إِسْتارِ وَقَالَ الأَعشى: تُوُفِّي لِيَوْمٍ وَفِي لَيْلَةٍ ... ثَمانِينَ يُحْسَبُ إِستارُها قَالَ: الإِستار رابِعُ أَربعة. وَرَابِعُ القومِ:

_ (1). قوله: [أجاح] مثلثة الهمزة أَي ستر. انظر وج ح من اللسان

إِسْتَارُهُم. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للأَربعة إِسْتار لأَنه بِالْفَارِسِيَّةِ جِهَارٌ فأَعْربوه وَقَالُوا إِستار؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْوَزْنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الإِستارُ مُعَرَّبٌ أَيضاً أَصله جِهَارٌ فأُعرب فَقِيلَ إِسْتار، ويُجْمع أَساتير. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ ثَلَاثَةُ أَساتر، وَالْوَاحِدُ إِسْتار. وَيُقَالُ لِكُلِّ أَربعة إِستارٌ. يُقَالُ: أَكلت إِستاراً مِنْ خُبْزٍ أَي أَربعة أَرغفة. الْجَوْهَرِيُّ: والإِسْتَارُ أَيضاً وَزْنُ أَربعة مَثَاقِيلَ وَنِصْفٍ، وَالْجَمْعُ الأَساتير. وأَسْتارُ الْكَعْبَةِ، مَفْتُوحَةُ الْهَمْزَةِ. والسِّتارُ: مَوْضِعٌ. وَهُمَا سِتَارَانِ، وَيُقَالُ لَهُمَا أَيضاً السِّتاران. قَالَ الأَزهري: السِّتاران فِي دِيَارِ بَنِي سَعْد وَادِيَانِ يُقَالُ لَهُمَا السَّوْدة يُقَالُ لأَحدهما: السِّتارُ الأَغْبَرُ، وَلِلْآخَرِ: السِّتارُ الجابِرِيّ، وَفِيهِمَا عُيُونٌ فَوَّارَة تَسْقِي نَخِيلًا كَثِيرَةً زِينَةً، مِنْهَا عَيْنُ حَنيذٍ وعينُ فِرْياض وَعَيْنُ بَثاءٍ وَعَيْنُ حُلوة وَعَيْنُ ثَرْمداءَ، وَهِيَ مِنَ الأَحْساء عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ؛ وَالسِّتَارُ الَّذِي فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ: عَلَى السِّتارِ فَيَذْبُل هُمَا جَبَلَانِ. وسِتارَةُ: أَرض؛ قَالَ: سَلاني عَنْ سِتارَةَ، إِنَّ عِنْدِي ... بِها عِلْماً، فَمَنْ يَبْغِي القِراضَا يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وَحَالٍ ... كِراماً، حَيْثُما حَبَسُوا مخاضَا سجر: سَجَرَه يَسْجُرُه سَجْراً وسُجوراً وسَجَّرَه: ملأَه. وسَجَرْتُ النهَرَ: ملأْتُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مُلِئَتْ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا وَجْهَ لَهُ إِلا أَن تَكُونَ مُلِئَت نَارًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الْبَحْرَ يُسْجَر فَيَكُونُ نارَ جَهَنَّمَ. وسَجَرَ يَسْجُر وانْسَجَرَ: امتلأَ. وَكَانَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَقُولُ: المسجورُ بِالنَّارِ أَي مَمْلُوءٌ. قَالَ: وَالْمَسْجُورُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَمْلُوءُ. وَقَدْ سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته؛ قَالَ لَبِيدٌ: مَسْجُورةً مُتَجاوراً قُلَّامُها وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ؛ أَفضى بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا. وَقَالَ الرَّبِيعُ: سُجِّرَتْ أَي فَاضَتْ، وَقَالَ قَتَادَةُ: ذَهَب مَاؤُهَا، وَقَالَ كَعْبٌ: الْبَحْرُ جَهنم يُسْجَر، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئَ سُجِّرت وسُجِرَت ، وَمَعْنَى سُجِّرَت فُجِّرَت، وسُجِرَت مُلِئَتْ؛ وَقِيلَ: جُعِلَت مَبانِيها نِيرانَها بِهَا أَهْلُ النَّارِ. أَبو سَعِيدٍ: بَحْرٌ مسجورٌ ومفجورٌ. وَيُقَالُ: سَجَّرْ هَذَا الماءَ أَي فَجّرْه حَيْثُ تُرِيدُ. وسُجِرَت الثِّماد «1». سَجْراً: مُلِئت مِنَ الْمَطَرِ وَكَذَلِكَ الماءُ سُجْرَة، وَالْجَمْعُ سُجَر، وَمِنْهُ الْبَحْرُ الْمَسْجُورُ. وَالسَّاجِرُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَمُرُّ بِهِ السَّيْلُ فَيَمْلَؤُهُ، عَلَى النَّسَبِ، أَو يَكُونُ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ، وَالسَّاجِرُ: السَّيْلُ الَّذِي يملأَ كُلَّ شَيْءٍ. وسَجَرْت الْمَاءَ فِي حَلْقِهِ: صَبَبْتُهُ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ: كَمَا سَجَرَتْ ذَا المَهْدِ أُمٌّ حَفِيَّةٌ، ... بِيُمْنَى يَدَيْها، مِنْ قَدِيٍّ مُعَسَّلِ القَدِيُّ: الطَّيِّبُ الطَّعْمِ مِنَ الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ. وَيُقَالُ: «2». وَرَدْنا مَاءً ساجِراً إِذَا ملأَ السيْلُ. وَالسَّاجِرُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يأْتي عَلَيْهِ السيل فيملؤه؛

_ (1). قوله: [وسجرت الثماد] كذا بالأصل المعوّل عليه ونسخة خط من الصحاح أَيضاً، وفي المطبوع منه الثمار بالراء وحرر، وقوله وكذلك الماء إلخ كذا بالأصل المعوّل عليه والذي في الصحاح وذلك وهو الأولى (2). قوله: [ويقال إلخ] عبارة الأساس ومررنا بكل حاجر وساجر وهو كل مكان مر به السيل فملأَه

قَالَ الشَّمَّاخُ: وأَحْمَى عَلَيْهَا ابْنَا يَزِيدَ بنِ مُسْهِرٍ، ... بِبَطْنِ المَراضِ، كلَّ حِسْيٍ وساجِرِ وَبِئْرٌ سَجْرٌ: مُمْتَلِئَةٌ والمَسْجُورُ: الْفَارِغُ مِنْ كُلِّ مَا تَقَدَّمَ، ضِدٌّ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ. أَبو زَيْدٍ: الْمَسْجُورُ يَكُونُ المَمْلُوءَ وَيَكُونُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ. الْفَرَّاءُ: المَسْجُورُ اللبنُ الَّذِي مَاؤُهُ أَكثر مِنْ لَبَنِهِ. والمُسَجَّرُ: الَّذِي غَاضَ مَاؤُهُ. والسَّجْرُ: إِيقَادُكَ فِي التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً. والسَّجُورُ: اسْمُ الحَطَب. وسَجَرَ التَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده وأَحماه، وَقِيلَ: أَشبع وَقُودَه. والسَّجُورُ: مَا أُوقِدَ بِهِ. والمِسْجَرَةُ: الخَشَبة الَّتِي تَسُوطُ بِهَا فِيهِ السَّجُورَ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: فَصَلِّ حَتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظِلُّه ثُمَّ اقْصُرْ فإِن جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وتُفتح أَبوابُها أَي تُوقَدُ؛ كأَنه أَراد الإِبْرادَ بالظُّهر لِقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فإِن شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمِ ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِنّ الشَّمْسَ إِذا استوتْ قارَنَها الشيطانُ فإِذا زَالَتْ فارَقَها ؛ فَلَعَلَّ سَجْرَ جَهَنَّمَ حينئذٍ لِمُقَارَنَةِ الشيطانِ الشمسَ وتَهْيِئَتِه لأَن يَسْجد لَهُ عُبَّادُ الشَّمْسِ، فَلِذَلِكَ نَهَى عَنْ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: قَوْلُهُ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ وَبَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ وأَمثالها مِنَ الأَلفاظ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي يَنْفَرِدُ الشَّارِعُ بِمَعَانِيهَا وَيَجِبُ عَلَيْنَا التصديقُ بِهَا والوُقوفُ عِنْدَ الإِقرار بِصِحَّتِهَا والعملُ بِمُوجَبِها. وشَعْرٌ مُنْسَجِرٌ وَمَسْجُورٌ «1»: مُسْتَرْسِلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ وَكَذَلِكَ اللؤلؤُ لؤلؤٌ مسجورٌ إِذا انْتَثَرَ مِنْ نِظَامِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللؤلؤُ المَسْجُورُ المنظومُ الْمُسْتَرْسِلُ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ مَالِكٍ: وإِذا أَلَمَّ خَيَالُها طَرَفَتْ ... عَيْني، فماءُ شُؤُونها سَجْمُ كاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغفِلَ فِي ... سِلْكِ النِّظامِ، فَخَانَهُ النَّظْمُ أَي كأَنَّ عَيْنِي أَصابتها طَرْفَةٌ فَسَالَتْ دُمُوعُهَا مُنْحَدِرَةً، كَدُرٍّ فِي سِلْكٍ انْقَطَعَ فَتَحَدَّرَ دُرُّه؛ والشُّؤُونُ: جمعُ شَأْنٍ، وَهُوَ مَجْرَى الدَّمْعِ إِلى الْعَيْنِ. وَشَعْرٌ مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ. وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً: أَرسله، والمُسَجَّرُ: الشعَر المُرْسَل؛ وأَنشد: إِذا ثُني فَرْعُها المُسَجَّر وَلُؤْلُؤَةٌ مَسْجُورَةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ. الأَصمعي: إِذا حنَّت النَّاقَةُ فَطَرِبَتْ فِي إِثر وَلَدِهَا قِيلَ: سَجَرَت الناقةُ تَسْجُرُ سُجوراً وسَجْراً ومَدَّتْ حَنِينَهَا؛ قَالَ أَبو زُبَيْد الطَّائِيُّ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَيُرْوَى أَيضاً لِلْحَزِينِ الْكِنَانِيِّ: فإِلى الوليدِ اليومَ حَنَّتْ نَاقَتِي، ... تَهْوِي لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ حَنَّتْ إِلى بَرْقٍ فَقُلْتُ لَهَا: قُرِي [قِرِي] ... بَعْضَ الحَنِينِ، فإِنَّ مسَجْرَكِ شَائِقِي «2». كَمْ عِنْدَه مِنْ نائِلٍ وسَماحَةٍ، ... وشَمائِلٍ مَيْمُونةٍ وخَلائق

_ (1). قوله: [ومسجور] في القاموس مسوجر، وزاد شارحه ما في الأَصل (2). قوله: [إلى برق] كذا في الأَصل بالقاف، وفي الصحاح أَيضاً. والذي في الأَساس إلى برك، واستصوبه السيد مرتضى بهامش الأَصل

قُرِي: هُوَ مِنَ الوَقارِ وَالسُّكُونِ، وَنَصَبَ بِهِ بَعْضَ الْحَنِينِ عَلَى مَعْنَى كُفِّي عَنْ بَعْضِ الْحَنِينِ فإِنَّ حَنِينَكِ إِلى وَطَنِكِ شَائِقِي لأَنه مُذَكِّر لِي أَهلي وَوَطَنِي. والسَّمالِقُ: جمعُ سَمْلَق، وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا. وَيُرْوَى: قِرِي، مِنْ وَقَرَ. وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ السَّجْرُ فِي صَوْتِ الرَّعْدِ. والساجِرُ والمَسْجُورُ: السَّاكِنُ. أَبو عُبَيْدٍ: المَسْجُورُ السَّاكِنُ والمُمْتَلِئُ مَعًا. والساجُورُ: القِلادةُ أَو الْخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ فِي عُنُقِ الْكَلْبِ. وسَجَرَ الكلبَ والرجلَ يَسْجُرُه سَجْراً: وَضَعَ الساجُورَ فِي عُنُقِهِ؛ وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: كلبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صَحَّ ذَلِكَ فشاذٌّ نَادِرٌ. أَبو زَيْدٍ: كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلى عَامِلٍ لَهُ أَنِ ابْعَثْ إِليَّ فُلَانًا مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً أَي مُقَيَّداً مَغْلُولًا. وَكَلْبٌ مَسْجُورٌ: فِي عُنُقِهِ ساجورٌ. وَعَيْنٌ سَجْراءُ: بَيِّنَةُ السَّجَرِ إِذا خَالَطَ بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ. التَّهْذِيبِ: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ حُمْرَةٌ فِي الْعَيْنِ فِي بَيَاضِهَا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: إِذا خَالَطَتِ الْحُمْرَةُ الزُّرْقَةَ فَهِيَ أَيضاً سَجْراءُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: اخْتَلَفُوا فِي السَّجَرِ فِي الْعَيْنِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الْحُمْرَةُ فِي سَوَادِ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: الْبَيَاضُ الْخَفِيفُ فِي سَوَادِ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ كُدْرَة فِي بَاطِنِ الْعَيْنِ مِنْ تَرْكِ الْكُحْلِ. وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ أَسْجَرَ الْعَيْنِ؛ وأَصل السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدْرَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ أَن يُشْرَبَ سوادُ الْعَيْنِ حُمْرَةً، وَقِيلَ: أَن يَضْرِبَ سَوَادُهَا إِلى الْحُمْرَةِ، وَقِيلَ: هِيَ حُمْرَةٌ فِي بَيَاضٍ، وَقِيلَ: حُمْرَةٌ فِي زُرْقَةٍ، وَقِيلَ: حمرةٌ يَسِيرَةٌ تُمازج السوادَ؛ رَجُلٌ أَسْجَرُ وامرأَة سَجْراءُ وَكَذَلِكَ الْعَيْنُ. والأَسْجَرُ: الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِغَرِيضِ ساريةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا، ... مِنْ مَاءٍ أَسْجَرَ، طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ وغَدِيرٌ أَسْجَرُ: يَضْرِبُ مَاؤُهُ إِلى الْحُمْرَةِ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِالسَّمَاءِ قَبْلَ أَن يَصْفُوَ؛ ونُطْفَةٌ سَجْراءُ، وَكَذَلِكَ القَطْرَةُ؛ وَقِيلَ: سُجْرَةُ الْمَاءِ كُدْرَتُه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَسَدٌ أَسْجَرُ: إِمَّا لِلَوْنِهِ، وإِما لِحُمْرَةِ عَيْنَيْهِ. وسَجِيرُ الرَّجُلِ: خَلِيلُه وصَفِيُّه، وَالْجَمْعُ سُجَرَاءٌ. وسَاجَرَه: صاحَبَهُ وَصَافَاهُ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: وكُنْتُ إِذا سَاجَرْتُ مِنْهُمْ مُساجِراً، ... صَبَحْتُ بِفَضْلٍ فِي المُروءَةِ والعِلْم والسَّجِيرُ: الصَّدِيقُ، وجمعُه سُجَراء. وانْسَجَرَتِ الإِبلُ فِي السَّيْرِ: تَتَابَعَتْ. والسَّجْرُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل بَيْنَ الخَبَب والهَمْلَجَةِ. والانْسِجارُ: التقدّمُ فِي السَّيْرِ والنَّجاءُ، وَهُوَ بِالشِّينِ مُعْجَمَةً، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والسَّجْوَرِيُّ: الأَحْمَقُ. والسَّجْوَرِيُّ: الْخَفِيفُ مِنَ الرِّجَالِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وأَنشد: جَاءَ يَسُوقُ الْعَكَرَ الهُمْهُومَا ... السَّجْوَرِيُّ لَا رَعَى مُسِيمَا وصادَفَ الغَضَنْفَرَ الشَّتِيمَا والسَّوْجَرُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، قِيلَ: هُوَ الخِلافُ؛ يَمَانِيَةٌ. والمُسْجَئِرُّ: الصُّلْبُ. وساجِرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: ظَعَنَّ ووَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلامَةً، ... جَمَادَ قَسَا لَمَّا دعاهُنَّ سَاجِرُ والسَّاجُورُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وسِنْجارٌ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ السَّفَّاحِ بْنِ خَالِدٍ التَّغْلِبِيِّ:

إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، ... وساجِراً واللهِ لَنْ تَحُلّوهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَاجِرًا اسْمُ مَاءٍ يَجْتَمِعُ مِنَ السيل. سجهر: المُسْجَهِرُّ: الأَبيض؛ قَالَ لَبِيدٌ: وناجِيَةٍ أَعْمَلْتُها وابتَذَلْتُها، ... إِذا مَا اسْجَهَرَّ الآلُ فِي كلِّ سَبْسَبِ واسْجَهَرَّتِ النارُ: اتَّقَدَتْ وَالْتَهَبَتْ؛ قَالَ عَدِيٌّ: ومَجُودٍ قَدِ اسْجَهَرَّ تَناوِيرَ، ... كَلَوْنِ العُهُونِ فِي الأَعْلاقِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اسْجَهَرَّ هُنَا تَوَقَّدَ حُسْناً بأَلْوانِ الزَّهْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اسْجَهَرَّ ظَهَرَ وانْبَسَطَ. واسْجَهَرَّ السرابُ إِذا تَريَّهَ وجَرَى، وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ. وسحابَةٌ مُسْجَهِرَّةٌ: يَتَرَقْرَقُ فِيهَا الماءُ. واسْجَهَرَّتِ الرِّماحُ إِذا أَقْبَلَتْ إِليك. واسْجَهَرَّ الليلُ: طَالَ. واسْجَهَرَّ البِناءُ إِذا طَالَ. سحر: الأَزهري: السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فِيهِ إِلى الشَّيْطَانِ وَبِمَعُونَةٍ مِنْهُ، كُلُّ ذَلِكَ الأَمر كَيْنُونَةٌ لِلسِّحْرِ، وَمِنَ السِّحْرِ الأُخْذَةُ الَّتِي تأْخُذُ العينَ حَتَّى يُظَنَّ أَن الأَمْرَ كَمَا يُرَى وَلَيْسَ الأَصل عَلَى مَا يُرى؛ والسِّحْرُ: الأُخْذَةُ. وكلُّ مَا لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ، فَهُوَ سِحْرٌ، وَالْجَمْعُ أَسحارٌ وسُحُورٌ، وسَحَرَه يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه، ورجلٌ ساحِرٌ مَنْ قَوْمٍ سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ، وسَحَّارٌ مَنْ قَوْمٍ سَحَّارِينَ، وَلَا يُكَسَّرُ؛ والسِّحْرُ: البيانُ فِي فِطْنَةٍ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: إِن قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ المِنْقَرِيَّ والزِّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ وعَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأَل النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمْراً عَنِ الزِّبْرِقانِ فأَثنى عَلَيْهِ خَيْرًا فَلَمْ يَرْضَ الزبرقانُ بِذَلِكَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنه لِيَعْلَمُ أَنني أَفضل مِمَّا قَالَ وَلَكِنَّهُ حَسَدَ مَكَانِي مِنْكَ؛ فَأَثْنَى عَلَيْهِ عَمْرٌو شَرًّا ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَيْهِ فِي الأُولى وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَلَكِنَّهُ أَرضاني فقلتُ بالرِّضا ثُمَّ أَسْخَطَنِي فقلتُ بالسَّخَطِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كأَنَّ الْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، أَنه يَبْلُغُ مِنْ ثَنَائِهِ أَنه يَمْدَحُ الإِنسانَ فَيَصْدُقُ فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ القلوبَ إِلى قَوْلِهِ ثُمَّ يَذُمُّهُ فَيَصْدُق فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ القلوبَ إِلَى قوله الْآخَرِ، فكأَنه قَدْ سَحَرَ السَّامِعِينَ بِذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: يَعْنِي إِن مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا أَي مِنْهُ مَا يَصْرِفُ قُلُوبَ السَّامِعِينَ وإِن كَانَ غَيْرَ حَقٍّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِن مِنَ الْبَيَانِ مَا يَكْسِبُ مِنَ الإِثم مَا يَكْتَسِبُهُ السَّاحِرُ بِسِحْرِهِ فَيَكُونُ فِي مَعْرِضِ الذَّمِّ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ لأَنه تُسْتَمالُ بِهِ القلوبُ ويَرْضَى بِهِ الساخطُ ويُسْتَنْزَلُ بِهِ الصَّعْبُ. قَالَ الأَزهري: وأَصل السِّحْرِ صَرْفُ الشَّيْءِ عَنْ حَقِيقَتِهِ إِلى غَيْرِهِ فكأَنَّ السَّاحِرَ لَمَّا أَرَى الباطلَ فِي صُورَةِ الْحَقِّ وخَيَّلَ الشيءَ عَلَى غَيْرِ حَقِيقَتِهِ، قَدْ سَحَرَ الشَّيْءَ عَنْ وَجْهِهِ أَي صَرَفَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ؛ مَعْنَاهُ فَأَنَّى تُصْرَفون؛ وَمِثْلُهُ: فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ*؛ أُفِكَ وسُحِرَ سَوَاءٌ. وَقَالَ يُونُسُ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ مَا سَحَرَك عَنْ وَجْهِ كَذَا وَكَذَا أَي مَا صَرَفَكَ عَنْهُ؟ وَمَا سَحَرَك عَنَّا سَحْراً أَي مَا صَرَفَكَ؟ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ: مَا شَجَرَك شَجْراً. وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ «1». قَالَ: الْعَرَبُ إِنما سَمَّتِ السِّحْرَ سِحْراً لأَنه يُزِيلُ الصِّحَّةَ إِلى الْمَرَضِ، وإِنما يُقَالُ سَحَرَه أَي أَزاله عَنِ الْبُغْضِ إِلى الْحُبِّ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

_ (1). قوله: [ابن عائشة] كذا بالأَصل وفي شرح القاموس: ابن أبي عائشة

وقادَ إِليها الحُبَّ، فانْقادَ صَعْبُه ... بِحُبٍّ مِنَ السِّحْرِ الحَلالِ التَّحَبُّبِ يُرِيدُ أَن غَلَبَةَ حُبِّهَا كَالسِّحْرِ وَلَيْسَ بِهِ لأَنه حُبٌّ حَلَالٌ، وَالْحَلَالُ لَا يَكُونُ سِحْرًا لأَن السِّحْرَ كَالْخِدَاعِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وأَقرأَني ابْنُ الأَعرابي لِلنَّابِغَةِ: فَقالَتْ: يَمِينُ اللهِ أَفْعَلُ إِنَّنِي ... رأَيتُك مَسْحُوراً، يَمِينُك فاجِرَه قَالَ: مَسْحُورًا ذاهِبَ الْعَقْلِ مُفْسَداً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ النُّجُومِ فَقَدْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ السِّحْرِ ؛ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْمَعْنَى الأَوَّل أَي أَن عِلْمَ النُّجُومِ مُحَرَّمُ التَّعَلُّمِ، وَهُوَ كُفْرٌ، كَمَا أَن عِلْمَ السِّحْرِ كَذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي أَي أَنه فِطْنَةٌ وَحِكْمَةٌ، وَذَلِكَ مَا أُدرك مِنْهُ بِطَرِيقِ الْحِسَابِ كَالْكُسُوفِ وَنَحْوَهُ، وَبِهَذَا عَلَّلَ الدِّينَوَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ. والسَّحْرُ وَالسَّحَّارَةُ: شَيْءٌ يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ إِذا مُدّ مِنْ جَانِبٍ خَرَجَ عَلَى لَوْنٍ، وإِذا مُدَّ مِنْ جَانِبٍ آخَرَ خَرَجَ عَلَى لَوْنٍ آخَرَ مُخَالِفٍ، وَكُلُّ مَا أَشبه ذَلِكَ: سَحَّارةٌ. وسَحَرَه بالطعامِ وَالشَّرَابِ يَسْحَرُه سَحْراً وسَحَّرَه: غذَّاه وعَلَّلَه، وَقِيلَ: خَدَعَه. والسِّحْرُ: الغِذاءُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أُرانا مُوضِعِينَ لأَمْرِ غَيْبٍ، ... ونُسْحَرُ بالطَّعامِ وبالشَّرابِ عَصافِيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ، ... وأَجْرَأُ مِنْ مُجَلِّحَةِ الذِّئَابِ أَي نُغَذَّى أَو نُخْدَعُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ مُوضِعين أَي مُسْرِعِينَ، وَقَوْلُهُ: لأَمْرِ غَيْبٍ يُرِيدُ الْمَوْتَ وأَنه قَدْ غُيِّبَ عَنَّا وَقْتُه وَنَحْنُ نُلْهَى عَنْهُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. والسِّحْرُ: الْخَدِيعَةُ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: فَإِنْ تَسْأَلِينَا: فِيمَ نحْنُ؟ فإِنَّنا ... عَصافيرُ مِنْ هَذَا الأَنَامِ المُسَحَّرِ يَكُونُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ* ؛ يَكُونُ مِنَ التَّغْذِيَةِ وَالْخَدِيعَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما أَنت مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ، قَالُوا لِنَبِيِّ اللَّهِ: لَسْتَ بِمَلَكٍ إِنما أَنت بَشَرٌ مِثْلُنَا. قَالَ: والمُسَحَّرُ المُجَوَّفُ كأَنه، وَاللَّهُ أَعلم، أُخذ مِنْ قَوْلِكَ انْتَفَخَ سَحْرُكَ أَي أَنك تأْكل الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ فَتُعَلَّلُ بِهِ، وَقِيلَ: مِنَ الْمُسَحَّرِينَ أَي مِمَّنْ سُحِرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً* ، قَوْلَيْنِ: أَحدهما إِنه ذُو سَحَرٍ مِثْلِنَا، وَالثَّانِي إِنه سُحِرَ وأُزيل عَنْ حَدِّ الِاسْتِوَاءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ ؛ يَقُولُ الْقَائِلُ: كَيْفَ قَالُوا لِمُوسَى يَا أَيها السَّاحِرُ وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنهم مُهْتَدُونَ؟ وَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَن السَّاحِرَ عِنْدَهُمْ كَانَ نَعْتًا مَحْمُودًا، والسِّحْرُ كَانَ عِلْمًا مَرْغُوبًا فِيهِ، فَقَالُوا لَهُ يَا أَيها السَّاحِرُ عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيمِ لَهُ، وَخَاطَبُوهُ بِمَا تَقَدَّمَ لَهُ عِنْدَهُمْ مِنَ التَّسْمِيَةِ بالساحر، إِذ جَاءَ بِالْمُعْجِزَاتِ الَّتِي لَمْ يَعْهَدُوا مِثْلَهَا، وَلَمْ يَكُنِ السِّحْرُ عِنْدَهُمْ كُفْرًا وَلَا كَانَ مِمَّا يَتَعَايَرُونَ بِهِ، وَلِذَلِكَ قَالُوا لَهُ يَا أَيها السَّاحِرُ. والساحرُ: العالِمُ. والسِّحْرُ: الفسادُ. وطعامٌ مسحورٌ إِذا أُفْسِدَ عَمَلُه، وَقِيلَ: طَعَامٌ مَسْحُورٌ مَفْسُودٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ مَفْسُودٌ لَا أَدري أَهو عَلَى طَرْحُ الزَّائِدِ أَم فَسَدْتُه لُغَةٌ أَم هُوَ خطأٌ. ونَبْتٌ مَسْحور: مَفْسُودٌ؛ هَكَذَا حَكَاهُ أَيضاً الأَزهري. أَرض مَسْحُورَةٌ: أَصابها مِنَ الْمَطَرِ أَكثرُ مِمَّا يَنْبَغِي فأَفسدها. وغَيْثٌ ذُو سِحْرٍ إِذا كَانَ مَاؤُهُ أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي. وسَحَرَ

المطرُ الطينَ والترابَ سَحْراً: أَفسده فَلَمْ يَصْلُحْ لِلْعَمَلِ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للأَرض الَّتِي لَيْسَ بِهَا نَبَتَ إِنما هِيَ قاعٌ قَرَقُوسٌ. أَرض مَسْحُورَةٌ «1»: قليلةُ اللَّبَنِ. وَقَالَ: إِن اللَّسَقَ يَسْحَرُ أَلبانَ الْغَنَمِ، وَهُوَ أَن يُنْزِلَ اللَّبَنَ قَبْلَ الْوِلَادِ. والسَّحْر والسحَر: آخِرُ اللَّيْلِ قُبَيْل الصُّبْحِ، وَالْجَمْعِ أَسحارٌ. والسُّحْرَةُ: السَّحَرُ، وَقِيلَ: أَعلى السَّحَرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ ثُلْثِ اللَّيْلِ الآخِر إِلى طُلُوعِ الْفَجْرِ. يُقَالُ: لَقِيتُهُ بسُحْرة، وَلَقِيتُهُ سُحرةً وسُحْرَةَ يَا هَذَا، وَلَقِيتُهُ سَحَراً وسَحَرَ، بِلَا تَنْوِينٍ، وَلَقِيتُهُ بالسَّحَر الأَعْلى، وَلَقِيتُهُ بأَعْلى سَحَرَيْن وأَعلى السَّحَرَين، فأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ: غَدَا بأَعلى سَحَرٍ وأَحْرَسَا فَهُوَ خطأٌ، كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُولَ: بأَعلى سَحَرَيْنِ، لأَنه أَوَّل تنفُّس الصُّبْحِ، كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: مَرَّتْ بأَعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ ولقيتُه سَحَرِيَّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وسَحَرِيَّتَها؛ قَالَ: فِي ليلةٍ لَا نَحْسَ فِي ... سَحَرِيِّها وعِشائِها أَراد: وَلَا عَشَائِهَا. الأَزهري: السَّحَرُ قِطْعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. وأَسحَرَ القومُ: صَارُوا فِي السَّحَر، كَقَوْلِكَ: أَصبحوا. وأَسحَرُوا واستَحَرُوا: خَرَجُوا فِي السَّحَر. واسْتَحَرْنا أَي صِرْنَا فِي ذَلِكَ الوقتِ، ونَهَضْنا لِنَسير فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ وَمِنْهُ قَوْلِ زُهَيْرٍ: بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ وتقول: لَقِيتُه سَحَرَ يَا هَذَا إِذا أَردتَ بِهِ سَحَر ليلَتِك، لَمْ تَصْرِفْهُ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الأَلف وَاللَّامِ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ، وَقَدْ غُلِّبَ عَلَيْهِ التعريفُ بِغَيْرِ إِضافة وَلَا أَلف وَلَا لَامٍ كَمَا غُلِّبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى وَاحِدٍ مِنْ بَنِيهِ، وإِذا نكَّرْتَ سَحَر صرفتَه، كَمَا قَالَ تَعَالَى: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ ؛ أَجراهُ لأَنه نكرةٌ، كَقَوْلِكَ نَجَّيْنَاهُمْ بِلَيْلٍ؛ قَالَ: فإِذا أَلقَتِ العربُ مِنْهُ الباءَ لَمْ يُجْرُوهُ فَقَالُوا: فَعَلْتَ هَذَا سَحَرَ يَا فَتَى، وكأَنهم فِي تَرْكِهِمْ إِجراءه أَن كَلَامَهُمْ كَانَ فِيهِ بالأَلف وَاللَّامِ فَجَرَى عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا حُذِفَتْ مِنْهُ الأَلف وَاللَّامُ وَفِيهِ نِيَّتُهُمَا لَمْ يُصْرَفْ، وكلامُ الْعَرَبِ أَن يَقُولُوا: مَا زَالَ عِنْدَنَا مُنْذُ السَّحَرِ، لَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ غَيْرَهُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ، وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ: سَحَرٌ إِذا كَانَ نَكِرَةً يُرَادُ سَحَرٌ مِنَ الأَسحار انْصَرَفَ، تَقُولُ: أَتيت زَيْدًا سَحَراً مِنَ الأَسحار، فإِذا أَردت سَحَرَ يَوْمِكَ قُلْتَ: أَتيته سَحَرَ يَا هَذَا، وأَتيته بِسَحَرَ يَا هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقِيَاسُ مَا قَالَهُ سِيبَوَيْهِ. وَتَقُولُ: سِرْ عَلَى فَرَسِكَ سَحَرَ يَا فَتَى فَلَا تَرْفَعْهُ لأَنه ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، وإِن سَمَّيْتَ بسَحَر رَجُلًا أَو صَغَّرْتَهُ انْصَرَفَ لأَنه لَيْسَ عَلَى وَزْنِ الْمَعْدُولِ كَأُخَرَ، تَقُولُ: سِرْ عَلَى فَرَسِكَ سُحَيْراً وإِنما لَمْ تَرْفَعْهُ لأَن التَّصْغِيرَ لَمْ يُدْخِله فِي الظُّرُوفِ الْمُتَمَكِّنَةِ كَمَا أَدخله فِي الأَسماء الْمُنْصَرِفَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ فَلَاةً: مُغَمِّض أَسحارِ الخُبُوتِ إِذا اكْتَسَى، ... مِن الآلِ، جُلأً نازحَ الماءِ مُقْفِر قِيلَ: أَسحار الْفَلَاةِ أَطرافها. وسَحَرُ كُلِّ شَيْءٍ: طَرَفُه. شُبِّهَ بأَسحار اللَّيَالِي وَهِيَ أَطراف مَآخِرُهَا؛ أَراد مُغْمَضَ أَطراف خَبْوَتِهِ فأَدخل الأَلف وَاللَّامَ فَقَامَا مَقَامَ الإِضافة. وسَحَرُ الْوَادِي: أَعلاه. الأَزهري: سَحَرَ إِذا

_ (1). قوله: [أرض مسحورة إلخ] كذا بالأَصل. وعبارة الأَساس: وعنز مسحورة قليلة اللبن وأرض مسحورة لا تنبت

تَبَاعَدَ، وسَحَرَ خَدَعَ، وسَحِرَ بَكَّرَ. واستَحَرَ الطائرُ: غَرَّد بسَحَرٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَأَنَّ المُدَامَ وصَوْبَ الغَمامِ، ... وريحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ، يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أَنيابِها، ... إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ والسَّحُور: طعامُ السَّحَرِ وشرابُه. قَالَ الأَزهري: السَّحور مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ وَقْتَ السَّحَرِ مِنْ طَعَامٍ أَو لَبَنٍ أَو سَوِيقٍ وَضَعَ اسْمًا لِمَا يُؤْكَلُ ذَلِكَ الْوَقْتَ؛ وَقَدْ تَسَحَّرَ الرَّجُلُ ذَلِكَ الطَّعَامَ أَي أَكله، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ السَّحور فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَبِالضَّمِّ الْمَصْدَرُ وَالْفِعْلُ نَفْسُهُ، وأَكثر مَا رُوِيَ بِالْفَتْحِ؛ وَقِيلَ: الصَّوَابُ بِالضَّمِّ لأَنه بِالْفَتْحِ الطَّعَامُ وَالْبَرَكَةُ، والأَجر وَالثَّوَابُ فِي الْفِعْلِ لَا فِي الطَّعَامِ؛ وَتَسَحَّرَ: أَكل السَّحورَ. والسَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحْرُ: مَا الْتَزَقَ بِالْحُلْقُومِ والمَرِيء مِنْ أَعلى الْبَطْنِ. وَيُقَالُ لِلْجَبَانِ: قَدِ انْتَفَخَ سَحْرُه، وَيُقَالُ ذَلِكَ أَيضاً لِمَنْ تَعَدَّى طَوْرَه. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا نَزَتْ بِالرَّجُلِ البِطْنَةُ يُقَالُ: انْتَفَخَ سَحْرُه، مَعْنَاهُ عَدَا طَوْرَهُ وَجَاوَزَ قدرَه؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خطأٌ إِنما يُقَالُ انْتَفَخَ سَحْرُه لِلْجَبَانِ الَّذِي مَلأَ الْخَوْفُ جَوْفَهُ، فَانْتَفَخَ السَّحْرُ وَهُوَ الرِّئَةُ حَتَّى رَفَعَ القلبَ إِلَى الحُلْقوم، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ؛ كلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن انْتِفَاخَ السَّحْر مَثَلٌ لِشِدَّةِ الْخَوْفِ وَتَمَكُّنِ الْفَزَعِ وأَنه لَا يَكُونُ مِنَ الْبِطْنَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ للأَرنب: المُقَطَّعَةُ الأَسحارِ، وَالْمُقَطَّعَةُ السُّحُورِ، والمقطعةُ النِّياط، وَهُوَ عَلَى التَّفَاؤُلِ، أَي سَحْرُه يُقَطَّعُ عَلَى هَذَا الِاسْمِ. وَفِي المتأَخرين مَنْ يَقُولُ: المُقَطِّعَة، بِكَسْرِ الطَّاءِ، أَي مِنْ سُرْعَتِهَا وَشِدَّةِ عَدْوِهَا كأَنها تُقَطَّعُ سَحْرَها ونِياطَها. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ يَوْمِ بَدْرٍ: قَالَ لِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ انتَفَخَ سَحْرُك أَي رِئَتُك؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْجَبَانِ وكلِّ ذِي سَحْرٍ مُسَحَّرٍ. والسَّحْرُ أَيضاً: الرِّئَةُ، وَالْجَمْعُ أَسحارٌ وسُحُرٌ وسُحُورٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَربط ذِي مَسَامِعَ، أَنتَ، جأْشا، ... إِذا انْتَفَخَتْ مِنَ الوَهَلِ السُّحورُ وَقَدْ يُحَرَّكُ فَيُقَالُ سَحَرٌ مِثَالُ نَهْرٍ ونَهَرٍ لِمَكَانِ حُرُوفِ الْحَلْقِ. والسَّحْرُ أَيضاً: الْكَبِدُ. والسَّحْرُ: سوادُ الْقَلْبِ وَنَوَاحِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلْبُ، وَهُوَ السُّحْرَةُ أَيضاً؛ قَالَ: وإِني امْرُؤٌ لَمْ تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتي، ... إِذا مَا انطَوَى مِنِّي الفُؤادُ عَلَى حِقْدِ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي ؛ السَّحْرُ الرِّئَةُ، أَي مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلى صَدْرِهَا وَمَا يُحَاذِي سَحْرَها مِنْهُ؛ وَحَكَى الْقُتَيْبِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالْجِيمِ، وأَنه سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَشَبَّكَ بَيْنَ أَصابعه وَقَدَّمَهَا عَنْ صَدْرِهِ، وكأَنه يَضُمُّ شَيْئًا إِليه، أَي أَنه مَاتَ وَقَدْ ضَمَّتْهُ بِيَدَيْهَا إِلى نَحْرِهَا وَصَدْرِهَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا والشَّجْرُ: التَّشْبِيكُ، وَهُوَ الذَّقَنُ أَيضاً، وَالْمَحْفُوظُ الأَوَّل، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وسَحَرَه، فَهُوَ مَسْحُورٌ وسَحِيرٌ: أَصاب سَحْرَه أَو سُحْرَه أَو سُحْرَتَه «2».

_ (2). قوله: [أو سحرته] كذا ضبط الأصل. وفي القاموس وشرحه السحر، بفتح فسكون وقد يحرك ويضم فهي ثلاث لغات وزاد الخفاجي بكسر فسكون انتهى بتصرف

ورجلٌ سَحِرٌ وسَحِيرٌ: انْقَطَعَ سَحْرُه، وَهُوَ رِئَتُهُ، فإِذا أَصابه مِنْهُ السِّلُّ وَذَهَبَ لحمه، فهو سَحِيرٌ وسَحِرٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وغِلْمَتِي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وسَحِرْ، ... وقائمٌ مِنْ جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ سَحِرَ: انْقَطَعَ سَحْرُه مِنْ جَذْبِهِ بِالدَّلْوِ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ؛ وَآبِقٌ مِنْ جَذْبِ دَلْوَيْهَا وهَجِرٌ وهَجِيرٌ: يَمْشِي مُثْقَلًا مُتَقَارِبَ الخَطْوِ كأَن بِهِ هِجَاراً لَا يَنْبَسِطُ مِمَّا بِهِ مِنَ الشَّرِّ وَالْبَلَاءِ. والسُّحَارَةُ: السَّحْرُ وَمَا تَعَلَّقَ بِهِ مِمَّا يَنْتَزِعُهُ القَصَّابُ؛ وَقَوْلُهُ: أَيَذْهَبُ مَا جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ؟ ... ظَلِيفاً؟ إِنَّ ذَا لَهْوَ العَجِيبُ مَعْنَاهُ: مَصْرُومُ الرِّئَةِ مَقْطُوعُهَا؛ وَكُلُّ مَا يَبِسَ مِنْهُ، فَهُوَ صَرِيمُ سَحْرٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تقولُ ظَعِينَتِي لَمَّا استَقَلَّتْ: ... أَتَتْرُكُ مَا جَمَعْتَ صَرِيمَ سَحْرِ؟ وصُرِمَ سَحْرُه: انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ، وَقَدْ فَسَّرَ صَريم سَحْرٍ بأَنه الْمَقْطُوعُ الرَّجَاءِ. وَفَرَسٌ سَحِيرٌ: عَظِيمُ الجَوْفِ. والسَّحْرُ والسُّحْرةُ: بَيَاضٌ يَعْلُو السوادَ، يُقَالُ بِالسِّينِ وَالصَّادِ، إِلَّا أَن السِّينَ أَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي سَحَر الصُّبْحِ، وَالصَّادُ فِي الأَلوان، يُقَالُ: حِمَارٌ أَصْحَرُ وأَتان صَحراءُ. والإِسحارُّ والأَسْحارُّ: بَقْلٌ يَسْمَنُ عَلَيْهِ الْمَالُ، وَاحِدَتُهُ إِسْحارَّةٌ وأَسْحارَّةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ السِّحارُ فَطَرَحَ الأَلف وَخَفَّفَ الرَّاءَ وَزَعَمَ أَن نَبَاتَهُ يُشْبِهُ الفُجْلَ غَيْرَ أَن لَا فُجْلَةَ لَهُ، وَهُوَ خَشِنٌ يَرْتَفِعُ فِي وَسَطِهِ قَصَبَةٌ فِي رأْسها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةِ الفُجْلَةِ، فِيهَا حَبٌّ لَهُ دُهْنٌ يُؤَكَّلُ وَيُتَدَاوَى بِهِ، وَفِي وَرَقِهِ حُروفَةٌ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَلَا أَدري أَهو الإِسْحارّ أَم غَيْرُهُ. الأَزهري عَنِ النَّضِرِ: الإِسحارَّةُ والأَسحارَّةُ بَقْلَةٌ حارَّة تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ، لَهَا وَرِقٌ صِغَارٌ، لَهَا حَبَّةٌ سَوْدَاءُ كأَنها الشِّهْنِيزَةُ. سحطر: اسحَنْطَرَ: وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ. الأَزهري: اسحَنْطَرَ امْتَدَّ. سحفر: المُسْحَنْفِرُ: الْمَاضِي السَّرِيعُ، وَهُوَ أَيضاً الْمُمْتَدُّ. واسحَنْفَرَ الرَّجُلُ فِي مَنْطِقِهِ: مَضَى فِيهِ وَلَمْ يَتَمَكَّثْ. واسحَنْفَرَت الْخَيْلُ فِي جَرْيِهَا: أَسرعت. واسحَنْفَرَ الْمَطَرُ: كَثُرَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُسْحَنْفِرُ الكثيرُ الصَّبِّ الواسعُ؛ قَالَ: أَغَرُّ هَزِيمٌ مُسْتَهِلٌّ رَبابُه، ... لَهُ فُرُقٌ مُسْحَنْفِراتٌ صَوادِرُ الْجَوْهَرِيُّ: بَلَدٌ مُسْحَنْفِرٌ وَاسِعٌ. قَالَ الأَزهري: اسحَنْفَرَ واجْرَنْفَزَ رُباعيان، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ كَمَا لَحِقَتْ بِالْخُمَاسِيِّ، وَجُمْلَةُ قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ أَن الْخُمَاسِيَّ الصَّحِيحَ الْحُرُوفِ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الأَسماء مِثْلَ الجَحْمَرِش والجِرْدَحْلِ، وأَما الأَفعال فَلَيْسَ فِيهَا خُمَاسِيٌّ إِلَّا بِزِيَادَةِ حَرْفٍ أَو حَرْفَيْنِ. اسْحَنْفَرَ الرَّجُلُ إِذا مَضَى مُسْرِعًا. وَيُقَالُ: اسحَنْفَرَ فِي خُطْبَتِهِ إِذا مَضَى وَاتَّسَعَ فِي كَلَامِهِ. سخر: سَخِرَ مِنْهُ وَبِهِ سَخْراً وسَخَراً ومَسْخَراً وسُخْراً، بِالضَّمِّ، وسُخْرَةً وسِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسُخْرِيَّة: هَزِئَ بِهِ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ أَعشى بَاهِلَةَ عَلَى وَجْهَيْنِ: إِني أَتَتْنِي لِسانٌ، لَا أُسَرُّ بِهَا، ... مِنْ عَلْوَ، لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلَا سُخْرُ وَيُرْوَى: وَلَا سَخَرُ، قَالَ ذَلِكَ لَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُ مَقْتَلِ أَخيه

الْمُنْتَشِرِ، والتأْنيث لِلْكَلِمَةِ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يَكُونُ نَعْتًا كَقَوْلِهِمْ: هُم لَكَ سُخْرِيٌّ [سِخْرِيٌ] وسُخْرِيَّةٌ [سِخْرِيَّةٌ]، مَنْ ذكَّر قَالَ سُخْرِيّاً [سِخْرِيّاً]، وَمَنْ أَنث قَالَ سُخْرِيَّةً [سِخْرِيَّةً]. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ سَخِرْتُ مِنْهُ، وَلَا يُقَالُ سَخِرْتُ بِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ . وسَخِرْتُ مِنْ فُلَانٍ هِيَ اللُّغَةُ الفصيحةُ. وَقَالَ تَعَالَى: فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ، وَقَالَ: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: تَغَيَّرَ قَوْمِي وَلَا أَسْخَرُ، ... وَمَا حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ قَوْلُهُ أَسخَرُ أَي لَا أَسخَرُ مِنْهُمْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ سَخِرْتُ مِنْ رَاضِعٍ لَخَشِيتُ أَن يَجُوزَ بِي فِعْلُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: حَكَى أَبو زَيْدٍ سَخِرْتُ بِهِ، وَهُوَ أَرْدَأُ اللُّغَتَيْنِ. وَقَالَ الأَخفش: سَخِرْتُ مِنْهُ وسَخِرْتُ بِهِ، وضَحِكْتُ مِنْهُ وَضَحِكْتُ بِهِ، وهَزِئْتُ مِنْهُ وهَزِئْتُ بِهِ؛ كلٌّ يُقَالُ، وَالِاسْمُ السُّخْرِيَّةُ والسُّخْرِيُّ والسِّخْرِيُّ، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا [سِخْرِيّاً]. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتسخَرُ مِنِّي وأَنا الملِك «1».؟ أَي أَتَسْتَهْزِئُ بِي، وإِطلاق ظَاهِرِهِ عَلَى اللَّهِ لَا يَجُوزُ، وإِنما هُوَ مَجَازٌ بِمَعْنَى: أَتَضَعُني فِيمَا لَا أَراه مِنْ حَقِّي؟ فكأَنها صُورَةُ السخْريَّة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ؛ قَالَ ابْنُ الرُّمَّانِي: مَعْنَاهُ يَدْعُو بعضُهم بَعْضًا إِلى أَن يَسْخَرَ، كَيَسْخَرُون، كَعُلَا قِرْنَه وَاسْتَعْلَاهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَسْتَسْخِرُونَ ؛ أَي يَسْخَرون وَيَسْتَهْزِئُونَ، كَمَا تَقُولُ: عَجِبَ وتَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والسُّخْرَةُ: الضُّحْكَةُ. وَرِجْلٌ سُخَرَةٌ: يَسْخَرُ بِالنَّاسِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يسخَرُ مِنَ النَّاسِ. وسُخْرَةٌ: يُسْخَرُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ سُخْرِيّ وسُخْرِيَّة؛ مَنْ ذكَّره كَسَرَ السِّينَ، وَمَنْ أَنثه ضَمَّهَا، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا . والسُّخْرَةُ: مَا تسَخَّرْتَ مِنْ دابَّة أَو خَادِمٍ بِلَا أَجر وَلَا ثَمَنٍ. وَيُقَالُ: سَخَرْتُه بِمَعْنَى سَخَّرْتُه أَي قَهَرْتُه وَذَلَّلْتُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ؛ أَي ذَلَّلَهُمَا، والشمسُ والقمرُ مُسَخَّران يَجْرِيَانِ مَجَارِيهِمَا أَي سُخِّرا جَارِيَيْنِ عَلَيْهِمَا. وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ* ، قَالَ الأَزهري: جارياتٌ مجاريَهُنَّ. وسَخَّرَهُ تَسْخِيرًا: كَلَّفَهُ عَمَلًا بِلَا أُجرة، وَكَذَلِكَ تَسَخَّرَه. وسخَّره يُسَخِّرُه سِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسَخَرَه: كَلَفَّهُ مَا لَا يُرِيدُ وَقَهَرَهُ. وَكُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ مَا يُخَلِّصُهُ مِنَ الْقَهْرِ، فَذَلِكَ مسخَّر. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: تَسْخِيرُ مَا في السموات تَسْخِيرُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلْآدَمِيِّينَ، وَهُوَ الانتفاعُ بِهَا فِي بلوغِ مَنابِتِهم والاقتداءُ بِهَا فِي مَسَالِكِهِمْ، وتسخيرُ مَا فِي الأَرض تسخيرُ بِحارِها وأَنهارها ودوابِّها وجميعِ منافِعِها؛ وَهُوَ سُخْرَةٌ لِي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، وَقِيلَ: السُّخريُّ، بِالضَّمِّ، مِنَ التَّسْخِيرِ والسِّخريّ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الهُزْء. وَقَدْ يُقَالُ فِي الْهَزْءِ: سُخري وسِخري، وأَما مِنَ السُّخْرَة فَوَاحِدُهُ مَضْمُومٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا [سُخْرِيّاً] حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي، فَهُوَ سُخريّاً وسِخريّاً، وَالضَّمُّ أَجود. أَبو زَيْدٍ: سِخْريّاً مَنْ سَخِر إِذا استهزأَ، وَالَّذِي فِي الزُّخْرُفِ: لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا [سِخْرِيّاً]، عَبِيدًا وإِماء وأُجراء. وَقَالَ: خادمٌ سُخْرة، ورجلٌ سُخْرة أَيضاً: يُسْخَر مِنْهُ، وسُخَرَةٌ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، يَسْخَرُ مِنَ النَّاسِ. وتسخَّرت دَابَّةً لِفُلَانٍ أَي رَكِبْتُهَا بِغَيْرِ أَجر؛ وأَنشد:

_ (1). قوله: [مني وأنا الملك] كذا بالأصل. وفي النهاية: بي وأنت

سَواخِرٌ فِي سَواءٍ اليَمِّ تَحْتَفِزُ وَيُقَالُ: سَخَرْتُه بِمَعْنَى سَخَّرْتُه أَي قَهَرْتُهُ. وَرَجُلٌ سُخْرَة: يُسَخَّرُ فِي الأَعمال ويَتَسَخَّرُه مَنْ قَهَره. وسَخَرَتِ السفينةُ: أَطاعت وَجَرَتْ وَطَابَ لَهَا السيرُ، وَاللَّهُ سخَّرَها تسخِيراً. والتسخيرُ: التذليلُ. وسفُنٌ سواخِرُ إِذا أَطاعت وَطَابَ لَهَا الرِّيحُ. وَكُلُّ مَا ذَلَّ وَانْقَادَ أَو تهيأَ لَكَ عَلَى مَا تُرِيدُ، فَقَدْ سُخِّرَ لَكَ. والسُّخَّرُ: السَيْكَرانُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. سخبر: السَّخْبَرُ: شَجَرٌ إِذا طال تدلت رؤُوسه وَانْحَنَتْ، وَاحِدَتُهُ سَخْبَرَة، وَقِيلَ: السَّخْبَرُ شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الثُّمام لَهُ قُضُب مُجْتَمِعَةٌ وجُرْثُومة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: واللؤمُ ينبُت في أُصُولِ السَّخْبَر وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّخْبَرُ يُشْبِهُ الثُّمام لَهُ جُرْثُومة وعيدانه كالكرّات فِي الْكَثْرَةِ كأَنَّ ثَمَرَهُ مَكَاسِحُ القَصب أَو أَرق مِنْهَا، وإِذا طَالَ تَدَلَّتْ رؤوسه وَانْحَنَتْ. وَبَنُو جَعْفَرِ بْنِ كلاب يُلقَّبون فروعَ السخْبَرِ؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: مِمَّا يجيءُ بِهِ فروعُ السَّخْبَرِ وَيُقَالُ: رَكِبَ فُلَانٌ السخْبَرَ إِذا غَدَرَ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: إِنْ تَغْدِرُوا فالغَدْرُ مِنْكُمْ شِيمةٌ، ... والغَدْرُ يَنْبُتُ فِي أُصُولِ السَّخْبَرِ أَراد قَوْمًا مَنَازِلُهُمْ ومحالُّهم فِي مَنَابِتِ السَّخْبَرِ؛ قَالَ: وأَظنهم مِنْ هُذَيْلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما شَبَّهَ الْغَادِرِ بِالسَّخْبَرِ لأَنه شَجَرٌ إِذا انْتَهَى اسْتَرْخَى رأْسه وَلَمْ يَبْقَ عَلَى انْتِصَابِهِ، يَقُولُ: أَنتم لَا تَثْبُتُونَ عَلَى وَفَاءٍ كَهَذَا السَّخْبَرِ الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى حَالٍ، بَيْنَا يُرى مُعْتَدِلًا مُنْتَصِبًا عَادَ مُسْتَرْخِيًا غَيْرَ مُنْتَصِبِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ لَا تُطْرِقْ إِطْراقَ الأُقْعُوانِ فِي أُصول السَّخْبَرِ ؛ هُوَ شَجَرٌ تأْلَفُه الحَيَّاتُ فَتَسْكُنُ فِي أُصوله، الْوَاحِدَةُ سَخْبَرَةٌ؛ يَقُولُ: لَا تتغافَلْ عَمَّا نحن فيه. سدر: السِّدْرُ: شَجَرُ النَّبْقِ، وَاحِدَتُهَا سِدْرَة وَجَمْعُهَا سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَرٌ وسُدورٌ «1»؛ الأَخيرة نادرة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ ابْنُ زِيَادٍ: السِّدْرُ مِنَ العِضاهِ، وَهُوَ لَوْنانِ: فَمِنْهُ عُبْرِيٌّ، وَمِنْهُ ضالٌ؛ فأَما العُبْرِيُّ فَمَا لَا شَوْكَ فِيهِ إِلا مَا لَا يَضِيرُ، وأَما الضالُ فَهُوَ ذُو شَوْكٍ، وَلِلسِّدْرِ وَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ مُدَوَّرة، وَرُبَّمَا كَانَتِ السِّدْرَةُ محْلالًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفَتِ العَواطي، ... ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وَضَالَا قال: ونبق الضَّالِ صِغارٌ. قال: وأَجْوَدُ نبقٍ يُعْلَمُ بأَرضِ العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ فِي بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ يُسْمَى للسلطانِ، هُوَ أَشد نَبْقٍ يُعْلَمُ حَلَاوَةً وأَطْيَبُه رَائِحَةً، يفوحُ فَمْ آكلِهِ وثيابُ مُلابِسِه كَمَا يفوحُ العِطْر. التَّهْذِيبِ: السِّدْرُ اسْمٌ لِلْجِنْسِ، وَالْوَاحِدَةُ سِدْرَةٌ. وَالسِّدْرُ مِنَ الشَّجَرِ سِدْرانِ: أَحدهما بَرِّيّ لَا يُنْتَفَعُ بِثَمَرِهِ وَلَا يَصْلُحُ وَرَقُهُ للغَسُولِ وَرُبَّمَا خَبَط ورَقَها الراعيةُ، وَثَمَرَهُ عَفِصٌ لَا يُسَوَّغُ فِي الْحَلْقِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ الضالَ، وَالسِّدْرُ الثَّانِي يَنْبُتُ عَلَى الْمَاءِ وَثَمَرُهُ النَّبْقُ وَوَرَقُهُ غَسُولٌ يُشْبِهُ شَجَرَ العُنَّاب لَهُ سُلَّاءٌ كَسُلَّائه وَوَرَقُهُ كَوَرَقِهِ غَيْرَ أَن ثَمَرَ الْعُنَّابِ أَحمر حُلْوٌ وَثَمَرُ السِّدْرِ أَصفر مُزٌّ يُتَفَكَّه بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رأْسَه فِي النَّارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَراد بِهِ سدرَ مَكَّةَ لأَنها حَرَم، وَقِيلَ

_ (1). قوله: [سدور] كذا بالأَصل بواو بعد الدال، وفي القاموس سقوطها، وقال شارحه ناقلًا عن المحكم هو بالضم

سدرَ الْمَدِينَةِ، نَهَى عَنْ قَطْعِهِ لِيَكُونَ أُنْساً وَظِلًّا لمنْ يُهاجِرُ إِليها، وَقِيلَ: أَراد السِّدْرَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْفَلَاةِ يُسْتَظَلُّ بِهِ أَبناء السَّبِيلِ وَالْحَيَوَانُ أَو فِي مُلْكِ إِنسان فَيَتَحَامَلُ عَلَيْهِ ظَالِمٌ فَيَقْطَعُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَمَعَ هَذَا فَالْحَدِيثُ مُضْطَرِبُ الرِّوَايَةِ فإِن أَكثر مَا يُرْوَى عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ هُوَ يَقْطَعُ السِّدْرَ وَيَتَّخِذُ مِنْهُ أَبواباً. قَالَ هِشَامٌ: وَهَذِهِ أَبواب مِنْ سِدْرٍ قَطَعَه أَي وأَهل الْعِلْمِ مُجْمِعُونَ عَلَى إِباحة قَطْعِهِ. وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فَهُوَ سَدِرٌ: لَمْ يَكَدْ يُبْصِرُ. وَيُقَالُ: سَدِرَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يَسْدَرُ سَدَراً تَحيَّرَ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، فَهُوَ سَدِرٌ. وَرَجُلٌ سَادِرٌ: غَيْرُ مُتَشَتِّتٍ «2». والسادِرُ: الْمُتَحَيِّرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الَّذِي يَسْدَرُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دمه ؛ السَّدَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: كالدُّوارِ، وَهُوَ كَثِيرًا مَا يَعْرِض لِرَاكِبِ الْبَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وخَبَطَ سادِراً أَي لَاهِيًا. والسادِرُ: الَّذِي لَا يَهْتَمُّ لِشَيْءٍ وَلَا يُبالي مَا صَنَع؛ قَالَ: سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَداً، ... فَتَنَاهَيْتُ وَقَدْ صابَتْ بِقُرْ «3» . والسَّدَرُ: اسْمِدْرَارُ البَصَرِ. ابْنُ الأَعرابي: سَدِرَ قَمِرَ، وسَدِرَ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ. والسَّدَرُ: تحيُّر الْبَصَرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ؛ قال الليث: زعم أَنها سِدْرَةٌ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ لَا يُجَاوِزُهَا مَلَك وَلَا نَبِيٌّ وَقَدْ أَظلت الماءَ والجنةَ، قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الإِسْراءِ: ثُمَّ رُفِعْتُ إِلى سِدرَةِ المُنْتَهَى ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سدرةُ الْمُنْتَهَى فِي أَقصى الْجَنَّةِ إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلين وَالْآخِرِينَ وَلَا يَتَعَدَّاهَا. وسَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً: شَقَّه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والسَّدْرُ والسَّدْلُ: إِرسال الشعر. يقال: شَعَرٌ مَسدولٌ ومسدورٌ وشَعَرٌ مُنسَدِرٌ ومُنْسَدِلٌ إِذا كَانَ مُسْتَرْسِلٍا. وسَدَرَتِ المرأَةُ شَعرَها فانسَدَر: لُغَةٌ فِي سَدَلَتْه فَانْسَدَلَ. ابْنُ سِيدَهْ: سدَرَ الشعرَ والسِّتْرَ يَسْدُرُه سَدْراً أَرسله، وانسَدَرَ هُوَ. وانسَدَرَ أَيضاً: أَسرع بَعْضَ الإِسراع. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ انسَدَرَ فُلَانٌ يَعْدُو وانْصَلَتَ يَعْدُو إِذا أَسرع فِي عَدْوِه. اللِّحْيَانِيُّ: سدَر ثوبَه سَدْراً إِذا أَرسله طُولًا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: تَسَدَّرَ بِثَوْبِهِ إِذا تجلَّل بِهِ. والسِّدارُ: شِبْهُ الكِلَّةِ تُعَرَّضُ فِي الْخِبَاءِ. والسَّيدارَةُ: القَلَنْسُوَةُ بِلا أَصْداغٍ؛ عَنِ الهَجَرِيّ. والسَّديرُ: بِناءٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ سِهْدِلَّى أَي ثلاث شهب أَو ثَلَاثِ مُدَاخَلَاتٍ. وَقَالَ الأَصمعي: السَّدِيرُ فَارِسِيَّةٌ كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَي قُبة فِي ثَلَاثِ قِباب مُتَدَاخِلَةٍ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيهَا النَّاسُ الْيَوْمَ سِدِلَّى، فأَعربته الْعَرَبُ فقالوا سَدِيرٌ والسَّدِيرُ: النَّهر، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى بَعْضِ الأَنهار؛ قَالَ: أَلابْنِ أُمِّكَ مَا بَدَا، ... ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِير؟ التَّهْذِيبِ: السدِيرُ نَهَر بالحِيرة؛ قَالَ عَدِيٌّ: سَرَّه حالُه وكَثْرَةُ مَا يَمْلِكُ، ... والبحرُ مُعْرِضاً، والسَّدِيرُ والسدِيرُ: نَهَرٌ، وَيُقَالُ: قَصْرٌ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ سِهْ دِلَّه أَي فِيهِ قِبابٌ مُداخَلَةٌ.

_ (2). قوله: [غير متشتت] كذا بالأصل بشين معجمة بين تاءين، والذي في شرح القاموس نقلًا عن الأساس: وتكلم سادراً غير متثبت، بمثلثة بين تاء فوقية وموحدة (3). وقوله: [صابت بقر] في الصحاح وَقَوْلُهُمْ لِلشِّدَّةِ إِذا نَزَلَتْ صَابَتْ بِقُرٍّ أَي صَارَتِ الشدة في قرارها

ابْنُ سِيدَهْ: والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ. وسدِيرُ النَّخْلِ: سوادُه ومُجْتَمَعُه. وَفِي نَوَادِرِ الأَصمعي الَّتِي رَوَاهَا عَنْهُ أَبو يَعْلَى قَالَ: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ السَّدِيرُ العُشْبُ. والأَسْدَرانِ: المنكِبان، وَقِيلَ: عِرقان فِي الْعَيْنِ أَو تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ. وَجَاءَ يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْفَارِغِ الَّذِي لَا شُغْلَ لَهُ، وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: يَضْرِبُ أَسدريه أَي عِطْفيه وَمَنْكِبَيْهِ يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ عَلَيْهِمَا، وَهُوَ بمعنى الفارغ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا جَاءَ فَارِغًا: جَاءَ يَنفُضُ أَسْدَرَيْه، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَاءَ يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه أَي عِطْفَيْهِ. قَالَ: وأَسدراه مَنْكِباه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: جَاءَ يَنْفُضُ أَزْدَرَيْه، بِالزَّايِ وَذَلِكَ إِذا جَاءَ فَارِغًا لَيْسَ بِيَدِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَقْضِ طَلِبَتَه. أَبو عَمْرٍو: سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْسٍ يَقُولُ سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذَهَبَ فِيهَا فَلَمْ يَثْنِه شَيْءٌ. ولُعْبَة لِلْعَرَبِ يُقَالُ لَهَا: السُّدَّرُ والطُّبَن. ابْنُ سِيدَهْ: والسُّدَّرُ اللعبةُ الَّتِي تُسَمَّى الطُّبَنَ، وَهُوَ خطٌّ مُسْتَدِيرٌ تَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ؛ وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: رأَيت أَبا هُرَيْرَةَ: يَلْعَبُ السُّدَّر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ لُعْبَةٌ يُلْعَبُ بِهَا يُقامَرُ بِهَا، وَتُكْسَرُ سِينُهَا وَتَضُمُّ، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ عَنْ ثَلَاثَةِ أَبواب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبي كَثِيرٍ: السُّدّر هِيَ الشَّيْطَانَةُ الصُّغْرَى يَعْنِي أَنها مِنْ أَمر الشَّيْطَانِ؛ وَقَوْلُ أُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ: وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَها، ... سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائِمُ، أَجْرَدُ «1» . سَدِرٌ؛ لِلْبَحْرِ، لَمْ يُسْمع بِهِ إِلَّا فِي شِعْرِهِ. قَالَ أَبو علي: وَقَالَ أَجرد لأَنه قَدْ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ إِذا تَموَّجَ. الْجَوْهَرِيُّ: سَدِرٌ اسْمٌ مِنْ أَسماء الْبَحْرِ، وأَنشد بَيْتَ أُمية إِلَّا أَنه قَالَ عِوَضَ حَوْلَهَا حَوْلَه، وَقَالَ عَوِضَ أَجرد أَجْرَبُ، بِالْبَاءِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَجرد، بِالدَّالِ، كَمَا أَوردناه، وَالْقَصِيدَةُ كُلُّهَا دَالِيَّةٌ؛ وَقَبْلَهُ: فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها، ... وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ قَالَ: وَصَوَابُ قَوْلِهِ حَوْلَهُ أَن يَقُولَ حَوْلَهَا لأَن بِرْقِعَ اسْمٌ مِنْ أَسماء السَّمَاءِ مُؤَنَّثَةٌ لَا تَنْصَرِفُ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، وأَراد بِالْقَوَائِمِ هاهنا الرِّيَاحَ، وَتَوَاكَلَتْهُ: تَرَكَتْهُ. يُقَالُ: تَوَاكَلُهُ الْقَوْمُ إِذا تَرَكُوهُ؛ شَبَّهَ السَّمَاءَ بِالْبَحْرِ عِنْدَ سُكُونِهِ وَعَدَمِ تَمَوُّجِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وكأَنَّ بِرقع، وَالْمَلَائِكُ تَحْتَهَا، ... سَدِرٌ، تَوَاكَلَهُ قَوَائِمُ أَربع قَالَ: سِدْرٌ يَدُورُ. وَقَوَائِمُ أَربع: قَالَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْرِي كَيْفَ خَلْقُهُمْ. قَالَ: شَبَّهَ الْمَلَائِكَةِ فِي خَوْفِهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِهَذَا الرَّجُلِ السَّدِرِ. وَبَنُو سادِرَة: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وسِدْرَةُ: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ: قَدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذَا لُها، ... وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى فأَما قَوْلُهُ: عَزَّ عَلى لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ ... سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِذِي سِدْرٍ فَصَغَّرَ، وَقِيلَ: ذُو سُدَيْرٍ مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. وَرَجُلٌ سَنْدَرَى: شَدِيدٌ، مَقْلُوبٌ عن سَرَنْدَى. سرر: السِّرُّ: مِنَ الأَسْرار الَّتِي تُكْتَمُ. وَالسِّرُّ: مَا أَخْفَيْتَ، وَالْجَمْعُ أَسرار. وَرَجُلٌ سِرِّيٌّ: يصنع

_ (1). قوله: [برقع] هو كزبرج وقنفذ السماء السابعة انتهى قاموس

الأَشياءَ سِرّاً مِنْ قَوْمٍ سِرِّيِّين. والسرِيرةُ: كالسِّرِّ، وَالْجَمْعُ السرائرُ. اللَّيْثُ: السرُّ مَا أَسْرَرْتَ به. والسريرةُ: عَمَلُ السِّرِّ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وأَسَرَّ الشَّيْءَ: كَتَمَهُ وأَظهره، وَهُوَ مِنَ الأَضداد، سرَرْتُه: كتمته، وسررته: أَعْلَنْته، وَالْوَجْهَانِ جَمِيعًا يُفَسَّرَانِ في قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ* ؛ قِيلَ: أَظهروها، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَسروها مِنْ رُؤَسَائِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَوّل أَصح. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَوْ يُسِرُّون مَقْتَلِي؛ قَالَ: وَكَانَ الأَصمعي يَرْوِيهِ: لَوْ يُشِرُّون، بِالشِّينِ مُعْجَمَةٌ، أَي يُظهرون. وأَسَرَّ إِليه حَدِيثًا أَي أَفْضَى؛ وأَسررْتُ إِليه المودَّةَ وبالمودّةِ وسارَّهُ في أُذُنه مُسارَّةً وسِراراً وتَسارُّوا أَي تَناجَوْا. أَبو عُبَيْدَةَ: أَسررت الشَّيْءَ أَخفيته، وأَسررته أَعلنته؛ وَمِنَ الإِظهار قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ* ؛ أَي أَظهروها؛ وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: فَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَه، ... أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الَّذِي كَانَ أَضْمَرا قَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَجد هَذَا الْبَيْتَ لِلْفَرَزْدَقِ، وَمَا قَالَ غَيْرَ أَبي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ: وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ* ، أَي أَظهروها، قَالَ: وَلَمْ أَسمع ذَلِكَ لِغَيْرِهِ. قَالَ الأَزهري: وأَهل اللُّغَةِ أَنكروا قَوْلَ أَبي عُبَيْدَةَ أَشدّ الإِنكار، وَقِيلَ: أَسَرُّوا النَّدامَةَ* ؛ يَعْنِي الرُّؤَسَاءَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَسروا النَّدَامَةَ فِي سَفَلَتِهم الَّذِينَ أَضلوهم. وأَسروها: أَخْفَوْها، وَكَذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ وَهُوَ قَوْلُ الْمُفَسِّرِينَ. وسارَّهُ مُسارَّةً وسِراراً: أَعلمه بِسِرِّهِ، وَالِاسْمُ السَّرَرُ، والسِّرارُ مَصْدَرُ سارَرْتُ الرجلَ سِراراً. واستَسَرَّ الهلالُ فِي آخِرِ الشَّهْرِ: خَفِيَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يَلْفِظُ بِهِ إِلَّا مَزِيدًا، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمُ: اسْتَحْجَرَ الطِّينَ. والسَّرَرُ والسِّرَرُ والسَّرارُ والسِّرارُ، كُلُّهُ: اللَّيْلَةُ الَّتِي يَستَسِرُّ فِيهَا القمرُ؛ قَالَ: نَحْنُ صَبَحْنا عامِراً فِي دارِها، ... جُرْداً تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها، عَشِيَّةَ الهِلالِ أَو سِرَارِها غَيْرُهُ: سَرَرُ الشَّهْرُ، بِالتَّحْرِيكِ، آخِرُ لَيْلَةً مِنْهُ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ: استَسَرَّ القمرُ أَي خَفِيَ لَيْلَةَ السِّرَارِ فَرُبَّمَا كَانَ لَيْلَةً وَرُبَّمَا كَانَ لَيْلَتَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه ؛ أَي أَوَّلَه، وَقِيلَ مُسْتَهَلَّه، وَقِيلَ وَسَطَه، وسِرُّ كُلِّ شَيْءٍ: جَوْفُه، فكأَنه أَراد الأَيام الْبِيضَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الأَزهري لَا أَعرف السِّرَّ بِهَذَا الْمَعْنَى إِنما يقال سِرار الشهر وسَراره وسَرَرهُ، وَهُوَ آخَرُ لَيْلَةٍ يَسْتَسِرُّ الْهِلَالُ بِنُورِ الشَّمْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سأَل رَجُلًا فَقَالَ: هَلْ صُمْتَ مِنْ سِرَارِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قال: فإِذا أَفطرت مِنْ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: السِّرَارُ آخِرُ الشَّهْرِ لَيْلَةٌ يَسْتَسِرُّ الْهِلَالَ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَرُبَّمَا استَسَرَّ لَيْلَةً وَرُبَّمَا اسْتَسَرَّ لَيْلَتَيْنِ إِذا تَمَّ الشهر. قال الأَزهري: وسِرار الشَّهْرِ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ لَيْسَتْ بِجَيِّدَةٍ عِنْدَ اللُّغَوِيِّينَ. الْفَرَّاءُ: السِّرَارُ آخَرُ لَيْلَةٍ إِذا كَانَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، وَسِرَارُهُ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، وإِذا كَانَ الشَّهْرُ ثَلَاثِينَ فَسِرَارُهُ لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ كَانَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِنّ سؤالَه هَلْ صَامَ مِنْ سِرَارِ الشَّهْرِ شَيْئًا سؤالُ زَجْرٍ وإِنكار، لأَنه قَدْ نَهَى أَن يُسْتَقْبَلَ الشهرُ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. قَالَ: وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ أَوجبه عَلَى نَفْسِهِ بِنَذْرٍ فَلِذَلِكَ قَالَ لَهُ: إِذا أَفطرت ، يَعْنِي مِنْ رَمَضَانَ، فَصُمْ يَوْمَيْنِ ، فَاسْتَحَبَّ لَهُ

الوفاءِ بِهِمَا. والسّرُّ: النِّكَاحُ لأَنه يُكْتم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلكِنْ لَا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَعَفَّ عَنْ إِسْرارِها بَعْدَ الغَسَقْ، ... وَلَمْ يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ والسُّرِّيَّةُ: الْجَارِيَةُ الْمُتَّخَذَةُ لِلْمَلِكِ وَالْجِمَاعِ، فُعْلِيَّةٌ مِنْهُ عَلَى تَغْيِيرِ النَّسَبِ، وَقِيلَ: هِيَ فُعُّولَة مِنَ السَّرْوِ وَقُلِبَتِ الْوَاوُ الأَخيرة يَاءً طَلبَ الخِفَّةِ، ثُمَّ أُدغمت الْوَاوُ فِيهَا فَصَارَتْ يَاءً مِثْلَهَا، ثُمَّ حُوِّلت الضَّمَّةُ كَسْرَةً لِمُجَاوِرَةِ الْيَاءِ؛ وَقَدْ تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت: عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. أَبو الْهَيْثَمِ: السِّرُّ الزِّنا، والسِّرُّ الجماع. وقال الحسن: لَا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا ، قَالَ: هُوَ الزِّنَا، قَالَ: هُوَ قَوْلُ أَبي مُجْلِزٍ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَا تُواعِدُوهُنَّ هُوَ أَن يَخْطُبَها فِي الْعِدَّةِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَصْفُ أَحدكم نَفْسَهُ للمرأَة فِي عِدَّتِهَا فِي النِّكَاحِ والإِكثارِ مِنْهُ. وَاخْتَلَفَ أَهل اللُّغَةِ فِي الْجَارِيَةِ الَّتِي يَتَسَرَّاها مَالِكُهَا لِمَ سُمِّيَتْ سُرِّيَّةً فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُسِبَتْ إِلى السِّرِّ، وَهُوَ الْجِمَاعُ، وَضَمَّتِ السِّينُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْحُرَّةِ والأَمة توطأُ، فَيُقَالُ للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كَانَتْ فَاجِرَةً: سِرِّيَّةً، وَلِلْمَمْلُوكَةِ يَتَسَرَّاهَا صَاحِبُهَا: سُرِّيَّةً، مَخَافَةَ اللَّبْسِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السِّرُّ السُّرورُ، فَسُمِّيَتِ الْجَارِيَةُ سُرِّيَّةً لأَنها مَوْضِعُ سُرورِ الرَّجُلِ. قَالَ: وَهَذَا أَحسن مَا قِيلَ فِيهَا؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة مِنْ قَوْلِكَ تَسَرَّرْت، وَمَنْ قَالَ تَسَرَّيْت فإِنه غَلِطَ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الصَّوَابُ والأَصل تَسَرَّرْتُ وَلَكِنْ لَمَّا تَوَالَتْ ثلاثُ رَاءَاتٍ أَبدلوا إِحداهن يَاءً، كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ مِنَ الظَّنِّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ إِنما أَصله: تَقَضُّض. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بِمَعْنَى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية. وَالسِّرِّيَّةُ: الأَمة الَّتِي بَوَّأْتَها بَيْتًا، وَهِيَ فُعْلِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى السِّرِّ، وَهُوَ الْجِمَاعُ والإِخفاءُ، لأَن الإِنسان كَثِيرًا مَا يَسُرُّها ويَسْتُرُها عَنْ حَرْتِهِ، وإِنما ضُمَّتْ سِينُهُ لأَن الأَبنية قَدْ تُغَيَّرُ فِي النِّسْبَةِ خَاصَّةً، كَمَا قَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ، وإِلى الأَرض السَّهْلَة سُهْلِيٌّ، وَالْجَمْعُ السَّرارِي. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وذُكِرَ لَهَا المتعةُ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا نَجِدُ فِي كَلَامِ اللَّهِ إِلَّا النِّكَاحَ والاسْتِسْرَارَ ؛ تُرِيدُ اتِّخَاذَ السِّرَارِيِّ، وَكَانَ الْقِيَاسُ الِاسْتِسْرَاءُ مَنْ تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سِرِّيَّةً، لَكِنَّهَا رَدَّتِ الْحَرْفَ إِلى الأَصل، وَهُوَ تَسَرَّرْتُ مِنَ السِّرِّ النِّكَاحِ أَو مِنَ السُّرُورِ فأَبدلت إِحدى الرَّاءَاتِ يَاءً، وَقِيلَ: أَصلها الْيَاءُ من الشيء السَّريِّ النفيس. وَفِي حَدِيثِ سَلَامَةَ: فاسْتَسَرَّني أَي اتَّخَذَنِي سِرِّيَّةً، وَالْقِيَاسُ أَن تَقُولَ تَسَرَّرَني أَو تَسَرَّانِي فأَما اسْتَسَرَّنِي فَمَعْنَاهُ أَلقي إِليَّ سِرّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى لَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي الْجَوَازِ. والسرُّ: الذَّكَرُ؛ قَالَ الأَفوه الأَودي: لَمَّا رَأَتْ سِرِّي تَغَيَّرَ، وانْثَنَى ... مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى وَفِي التَّهْذِيبِ: السِّرُّ ذَكَرَ الرَّجُلُ فَخَصَّصَهُ. والسِّرُّ: الأَصلُ. وسِرُّ الْوَادِي: أَكرم مَوْضِعٍ فِيهِ، وَهِيَ السَّرارةُ أَيضاً. والسِّرُّ: وسَطُ الْوَادِي، وَجَمْعُهُ سُرور: قَالَ الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وسْطَ الغَرِيف، ... إِذا خالَطَ الماءُ مِنْهَا السُّرورا وَكَذَلِكَ سَرارُه وسَرارَتُه وسُرّتُه. وأَرض سِرٌّ: كريمةٌ طَيِّبَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ أَطيب مَوْضِعٍ فِيهِ، وَجَمْعُ

السِّرِّ سِرَرٌ نَادِرٌ، وَجَمْعُ السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ وأَقْذِلَة، وَجَمْعُ السَّرارِة سَرائرُ. الأَصمعي: سَرارُ الأَرض أَوسَطُه وأَكرمُه. وَيُقَالُ: أَرض سَرَّاءُ أَي طَيِّبَةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سِرٌّ بَيِّنُ السِّرارةِ، وَهُوَ الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ الأَصمعي: السِّرُّ مِنَ الأَرض مِثْلَ السَّرارةِ أَكرمها؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وأَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم، ... واهْبِطْ بِهَا مِنْكَ بِسِرٍّ كَاتِمِ قَالَ: السِّرُّ أَخْصَبُ الْوَادِي. وَكَاتِمٌ أَي كَامِنٌ تَرَاهُ فِيهِ قَدْ كَتَمَ وَلَمْ يَيْبَسْ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَرْثِي قَوْمًا: فَساعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهمْ ... أَسِرَّةُ رَيحانٍ، بِقاعٍ مُنَوَّر قَالَ: الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّياضِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: وَاحِدُ الأَسِرَّةِ سِرَارٌ؛ وأَنشد: كأَنه عَنْ سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ وسِرُّ الحَسَبِ وسَرارُه وسَرارَتُه: أَوسطُه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي سِرِّ قَوْمِهِ أَي فِي أَفضلهم، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي أَوسطهم. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ سَرارةِ مَذْحِجٍ أَي مِنْ خِيَارِهِمْ. وسِرُّ النسَبِ: مَحْضُه وأَفضلُه، وَمَصْدَرُهُ السَّرارَةُ، بِالْفَتْحِ. والسِّرُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الخالِصُ بَيِّنُ السَّرارةِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ فِي صِفَةِ امرأَة: فَلَها مُقَلَّدُها ومُقْلَتُها، ... ولَها عليهِ سَرارةُ الفضلِ فإِنه وَصَفَ جَارِيَةً شَبَّهَهَا بظبيةٍ جِيدًا ومُقْلَةً ثُمَّ جَعَلَ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الظَّبْيَةِ فِي سَائِرِ مَحاسِنها، أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الْفَضْلِ. وسَرارةُ كلِّ شَيْءٍ: محضُه ووسَطُه، والأَصل فيهما سَرَارةُ الرَّوْضَةِ، وَهِيَ خَيْرُ مَنَابِتِهَا، وَكَذَلِكَ سُرَّةُ الرَّوْضَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَهَا عَلَيْهَا سَرارةُ الْفَضْلِ وسَراوةُ الْفَضْلِ أَي زِيَادَةُ الْفَضْلِ. وسَرارة الْعَيْشِ: خَيْرُهُ وأَفضله. وَفُلَانٌ سِرُّ هَذَا الأَمر إِذا كَانَ عَالِمًا بِهِ. وسِرُّ الْوَادِي: أَفضل مَوْضِعٍ فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَسِرَّةٌ مَثَلُ قِنٍّ وأَقِنَّةٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي ... حَدائِقَ مَوْليِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ وَكَذَلِكَ سَرارةُ الْوَادِي، وَالْجَمْعُ سرارٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَني سُلَيْمٍ، ... أَكُنْ مِنْهَا التَّخُومَةَ والسَّرَارا والسُّرُّ والسِّرُّ والسِّرَرُ والسِّرارُ، كُلُّهُ: خَطُّ بَطْنِ الْكَفِّ وَالْوَجْهِ وَالْجَبْهَةِ؛ قَالَ الأَعشى: فانْظُرْ إِلى كفٍّ وأَسْرارها، ... هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَني ضَائِرِي؟ يَعْنِي خُطُوطَ بَاطِنِ الْكَفِّ، وَالْجَمْعُ أَسِرَّةٌ وأَسْرارٌ، وأَسارِيرُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وَكَذَلِكَ الْخُطُوطُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ، ... قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ فِي الشِّمالِ مُفَدَّم وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَبْرُقُ أَسارِيرُ وَجْهِهِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَسارير هِيَ الْخُطُوطُ الَّتِي فِي الْجَبْهَةِ مِنَ التَّكَسُّرِ فِيهَا، واحدها سِرَرٌ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَبْرُقُ أَسارِيرُ وَجْهِهِ ، قَالَ: خُطُوطُ وَجْهِهِ سِرٌّ وأَسرارٌ، وأَسارِيرُ جَمْعِ الْجَمْعِ. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ الأَساريرُ الْخَدَّانِ وَالْوَجْنَتَانِ وَمَحَاسِنُ الْوَجْهِ، وَهِيَ شآبيبُ الْوَجْهِ أَيضاً وسُبُحاتُ الْوَجْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كأَنَّ ماءَ الذهبِ يَجْرِي فِي

صَفْحَةِ خَدِّهِ، وروْنَقَ الجلالِ يَطَّردُ فِي أَسِرَّةِ جَبِينِهِ. وتَسَرَّرَ الثوبُ: تَشَقَّقَ. وسُرَّةُ الْحَوْضِ: مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ فِي أَقصاه. والسُّرَّةُ: الوَقْبَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ الْبَطْنِ. والسُّرُّ والسَّرَرُ: مَا يَتَعَلَّقُ مِنْ سُرَّةِ الْمَوْلُودِ فَيُقْطَعُ، وَالْجَمْعُ أَسِرَّةٌ نَادِرٌ. وسَرَّه سَرّاً: قَطَعَ سَرَرَه، وَقِيلَ: السرَر مَا قُطِعَ مِنْهُ فَذَهَبَ. والسُّرَّةُ: مَا بَقِيَ، وَقِيلَ: السُّر، بِالضَّمِّ، مَا تَقْطَعُهُ الْقَابِلَةُ مِنْ سُرَّة الصَّبِيِّ. يقال: عرفْتُ ذَلِكَ قَبْلَ أَن يُقْطَعَ سُرُّك، وَلَا تَقُلْ سُرَّتُكَ لأَن السُّرَّةَ لَا تُقْطَعُ وإِنما هِيَ الْمَوْضِعُ الَّذِي قُطِعَ مِنْهُ السُّرُّ. والسَّرَرُ والسِّرَرُ، بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِهَا: لُغَةٌ فِي السُّرِّ. يُقَالُ: قُطِعَ سَرَرُ الصَّبِيِّ وسِرَرُه، وَجَمْعُهُ أَسرة؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَجَمْعُ السُّرة سُرَرٌ وسُرَّات لَا يُحَرِّكُونَ الْعَيْنَ لأَنها كانت مدغمة. وسَرَّه: طَعَنَهُ فِي سُرَّته؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَسُرُّهُمُ، إِن هُمُ أَقْبَلُوا، ... وإِن أَدْبَرُوا، فَهُمُ مَنْ نَسُبْ أَي نَطْعُنُه فِي سُبَّتِه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ: قُطِع سَرَرُ الصَّبِيِّ، وَهُوَ وَاحِدٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَطَعَ سَرَرُ الصَّبِيِّ، وَلَا يُقَالُ قُطِعَتْ سُرَّتُهُ، إِنما السُّرَّةُ الَّتِي تَبْقَى وَالسُّرُرُ مَا قَطَعَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ، لَمَّا قَطَعَ، السُّرُّ أَيضاً، يُقَالُ: قُطِعَ سُرُّه وسَرَرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وُلِدَ مَعْذُوراً مَسْرُورًا ؛ أَي مَقْطُوعَ السُّرَّة «2». وَهُوَ مَا يَبْقَى بَعْدَ الْقَطْعِ مِمَّا تَقْطَعُهُ الْقَابِلَةُ. والسَّرَرُ: داءٌ يأْخذ فِي السُّرَّة، وَفِي الْمُحْكَمِ: يأْخذ الفَرَس. وَبَعِيرٌ أَسَرُّ وَنَاقَةٌ سرَّاء بيِّنة السَّرَر يأْخذها الدَّاءُ فِي سُرَّتِهَا فإِذا بَرَكَتْ تَجَافَتْ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا التَّفْسِيرُ غَلَطٌ مِنَ اللَّيْثِ إِنما السَّرَرُ وَجَعٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فِي الكِرْكِرَةِ لَا فِي السُّرَّةِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: نَاقَةٌ سَرَّاء وَبَعِيرٌ أَسَرُّ بيِّنُ السَّرَرِ، وَهُوَ وَجَعٌ يأْخذ فِي الْكِرْكِرَةِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا سَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَيُقَالُ: فِي سُرَّته سَرَرٌ أَي وَرَمٌ يُؤْلِمُهُ، وَقِيلَ: السَّرَر قُرْحٌ فِي مُؤَخَّرِ كِرْكِرَةِ الْبَعِيرِ يَكَادُ يَنْقُبُ إِلى جَوْفِهِ وَلَا يَقْتُلُ، سَرَّ البعيرُ يَسَرُّ سَرَراً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: الأَسَرُّ الَّذِي بِهِ الضَّبُّ، وَهُوَ ورَمٌ يَكُونُ فِي جَوْفِ الْبَعِيرِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ؛ قَالَ مَعْدِيكَرِبَ الْمَعْرُوفُ بِغَلْفاءَ يَرْثِي أَخاه شُرَحْبِيلَ وَكَانَ رَئِيسَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قُتِلَ يَوْمَ الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبي عَنِ الفِراشِ لَنابي، ... كَتَجافِي الأَسَرِّ فوقَ الظِّراب مِنْ حَدِيث نَما إِلَيَّ فَما تَرْقَأُ ... عَيْنِي، وَلَا أُسِيغ شَرابي مُرَّةٌ كالذُّعافِ، أَكْتُمُها النَّاسَ، ... عَلَى حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ مِنْ شُرَحْبِيلَ إِذْ تَعَاوَرَهُ الأَرْماحُ، ... فِي حالِ صَبْوَةٍ وشَبابِ وَقَالَ: وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها، ... فإِذا تَحَزْحَزَ عَنْ عِدَاءٍ ضَجَّتِ وسَرَّ الزَّنْدَ يَسُرُّه سَرّاً إِذا كَانَ أَجوف فَجَعَلَ فِي جَوْفِهِ عُودًا لِيَقْدَحَ بِهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ سُرَّ زَنْدَكَ فإِنه أَسَرُّ أَي أَجوف أَي احْشُه لِيَرِيَ. والسَّرُّ: مَصْدَرُ سَرِّ الزَّنْدَ. وقَنَاةٌ سَرَّاءُ: جَوْفَاءُ بَيِّنَةُ السَّرَرِ.

_ (2). قوله: [أَي مقطوع السرة] كذا بالأَصل ومثله في النهاية والإِضافة على معنى من الابتدائية والمفعول محذوف والأَصل مقطوع السر من السرة وإِلَّا فقد ذكر أَنه لا يقال قطعت سرته

والسَّرِيرُ: المُضطَجَعُ، وَالْجَمْعُ أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ؛ سِيبَوَيْهِ: وَمَنْ قَالَ صِيدٌ قَالَ فِي سُرُرٍ سُرٌّ. والسرير: الَّذِي يُجْلَسُ عَلَيْهِ مَعْرُوفٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ* ؛ وَبَعْضُهُمْ يَسْتَثْقِلُ اجْتِمَاعَ الضَّمَّتَيْنِ مَعَ التَّضْعِيفِ فَيَرُدُّ الأَول مِنْهُمَا إِلى الْفَتْحِ لِخِفَّتِهِ فَيَقُولُ سُرَرٌ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه مِنْ الْجَمْعِ مِثْلَ ذَلِيلٍ وذُلُلٍ وَنَحْوِهِ. وَسَرِيرٌ الرأْس: مُسْتَقَرُّهُ فِي مُرَكَّبِ العُنُقِ؛ وأَنشد: ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عَنْ سَرِيرِهِ، ... إِزَالَةَ السُّنْبُلِ عَنْ شَعِيرِهِ والسَّرِيرُ: مُسْتَقَرُّ الرأْس وَالْعُنُقِ. وسَرِيرُ العيشِ: خَفْضُهُ ودَعَتُه وَمَا اسْتَقَرَّ واطمأَن عَلَيْهِ. وسَرِيرُ الكَمْأَةِ وسِرَرُها، بِالْكَسْرِ: مَا عَلَيْهَا مِنَ التُّرَابِ وَالْقُشُورِ وَالطِّينِ، وَالْجَمْعُ أَسْرارٌ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَقْعُ [الفِقْعُ] أَرْدَأُ الكَمْءِ طَعْماً وأَسرعها ظُهُورًا وأَقصرها فِي الأَرض سِرَراً، قَالَ: وَلَيْسَ لِلْكَمْأَةِ عُرُوقٌ وَلَكِنْ لَهَا أَسْرارٌ. والسَّرَرُ: دُمْلُوكَة مِنْ تُرَابٍ تَنبت فِيهَا. والسَّرِيرُ: شَحْمَةُ البَرْدِيِّ. والسُّرُورُ: مَا اسْتَسَرَّ مِنَ البَرْدِيَّة فَرَطُبَتْ وحَسُنَتْ ونَعُمَتْ. والسُّرُورُ مِنَ النَّبَاتِ: أَنْصافُ سُوقه العُلا؛ وَقَوْلُ الأَعشى: كَبَرْدِيَّة الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيفِ، ... قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّرِيرا يَعْنِي شَحْمَةَ البَرْدِيِّ، وَيُرْوَى: السُّرُورَا، وَهِيَ مَا قَدَّمْنَاهُ، يُرِيدُ جَمِيعَ أَصلها الَّذِي اسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ أَو غَايَةَ نِعْمَتِهَا، وَقَدْ يُعَبَّرُ بِالسَّرِيرِ عَنِ المُلْكِ والنّعمَةِ؛ وأَنشد: وفارَقَ مِنها عِيشَةً غَيْدَقِيَّةً؛ ... وَلَمْ يَخْشَ يَوْمًا أَنْ يَزُولَ سَرِيرُها ابْنُ الأَعرابي: سَرَّ يَسَرُّ إِذا اشْتَكَى سُرَّتَهُ. وسَرَّه يَسُرُّه: حَيَّاه بالمَسَرَّة وَهِيَ أَطراف الرَّيَاحِينِ. ابْنُ الأَعرابي: السَّرَّةُ، الطَّاقَةُ مِنَ الرَّيْحَانِ، والمَسَرَّةُ أَطراف الرَّيَاحِينِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الأَسِرَّةَ طَرِيقَ النَّبَاتِ يَذْهَبُونَ بِهِ إِلى التَّشْبِيهِ بأَسِرَّةِ الْكَفِّ وأَسرة الْوَجْهِ، وَهِيَ الْخُطُوطُ الَّتِي فِيهِمَا، وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. وأَسِرَّةُ النبت: طرائقه. والسَّرَّاءُ: النِّعْمَةُ، والضرَّاء: الشِّدَّةُ. والسَّرَّاءُ: الرَّخاء، وَهُوَ نَقِيضُ الضَّرَّاءِ. والسُّرُّ والسَّرَّاءُ والسُّرُورُ والمَسَرَّةُ، كُلُّه: الفَرَحُ؛ الأَخيرة عَنِ السِّيرَافِيِّ. يُقَالُ: سُرِرْتُ بِرُؤْيَةِ فُلَانٍ وسَرَّني لِقَاؤُهُ وَقَدْ سَرَرْتُه أَسُرُّه أَي فَرَّحْتُه. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: السُّرور خِلَافُ الحُزن؛ تَقُولُ: سَرَّني فلانٌ مَسَرَّةً وسُرَّ هُوَ عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ. وَيُقَالُ: فلانٌ سِرِّيرٌ إِذا كَانَ يَسُرُّ إِخوانَه ويَبَرُّهم. وامرأَة سَرَّةٌ «1». وقومٌ بَرُّونَ سَرُّونَ. وامرأَة سَرَّةٌ وسارَّةٌ: تَسُرُّك؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْمَثَلُ الَّذِي جَاءَ: كُلَّ مُجْرٍ بالخَلاء مُسَرٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ أَفَّارُ بنُ لَقِيطٍ إِنما جَاءَ عَلَى تَوَهُّمِ أَسَرَّ، كَمَا أَنشد الْآخَرُ فِي عَكْسِهِ: وبَلَدٍ يُغْضِي عَلَى النُّعوتِ، ... يُغْضِي كإِغْضَاءِ الرُّوَى المَثْبُوتِ «2» . أَراد: المُثْبَتَ فَتَوَهَّمَ ثَبَتَهُ، كَمَا أَراد الْآخَرُ المَسْرُورَ فَتَوَهَّمَ أَسَرَّه. وَوَلَدَتْ ثَلَاثًا فِي سَرَرٍ وَاحِدٍ أَي بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ. وَيُقَالُ: وُلِدَ لَهُ ثَلَاثَةٌ عَلَى سِرٍّ وَعَلَى سِرَرٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ أَن تُقْطَعَ سُرَرُهم أَشباهاً لَا تَخْلِطُهُم

_ (1). قوله: [وامرأَة سرة] كذا بالأَصل بفتح السين، وضبطت في القاموس بالشكل بضمها (2). قوله: [يغضي إلخ] البيت هكذا بالأصل

أُنثى. وَيَقُولُونَ: وَلَدَتِ المرأَة ثَلَاثَةً فِي صِرَرٍ، جَمْعُ الصِّرَّةِ، وَهِيَ الصَّيْحَةُ، وَيُقَالُ: الشِّدَّةُ. وتَسَرَّرَ فلانٌ بنتَ فُلَانٍ إِذا كَانَ لَئِيمًا وَكَانَتْ كَرِيمَةً فَتَزَوَّجَهَا لِكَثْرَةِ مَالِهِ وَقِلَّةِ مَالِهَا. والسُّرَرُ: مَوْضِعٌ عَلَى أَربعة أَميال مِنْ مَكَّةَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بِآيةِ مَا وقَفَتْ والرِّكابَ، ... وبَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السُّرَرْ التَّهْذِيبِ: وَقِيلَ فِي هَذَا الْبَيْتِ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ بِهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا، فَسُمِّيَ سُرَراً لِذَلِكَ ؛ وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: أَنها بالمأْزِمَيْنِ مِن مِنًى كَانَتْ فِيهِ دَوْحَةٌ. قَالَ ابْنُ عُمران: بِهَا سَرْحَة سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا أَي قَطَعَتْ سُرَرُهُمْ يَعْنِي أَنهم وُلِدُوا تَحْتَهَا، فَهُوَ يَصِفُ بَرَكَتَهَا وَالْمَوْضِعُ الَّذِي هِيَ فِيهِ يُسَمَّى وَادِي السُّرُرِ، بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ وَالرَّاءِ، وَقِيلَ: بِكَسْرِ السِّينِ. وَفِي حَدِيثِ السِّقْطِ: إِنه يَجْتَرُّ وَالِدَيْهِ بِسَرَرِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُمَا الْجَنَّةَ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: لَا يَنْزِلُ سُرَّة الْبَصْرَةِ أَي وَسَطُهَا وَجَوْفُهَا، مِنْ سُرَّةِ الإِنسان فإِنها فِي وَسَطِهِ. وَفِي حَدِيثِ طَاوُسٍ: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِبل لَمْ يؤدِّ حَقَّها أَتت يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَسَرِّ مَا كَانَتْ تَطؤه بأَخفافها أَي كَأَسْمَنِ مَا كَانَتْ وأَوفره، مِنْ سُرِّ كلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لُبُّه ومُخُّه، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ السُّرُور لأَنها إِذا سَمِنَتْ سَرَّت النَّاظِرَ إِليها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُحَدِّثُهُ، عَلَيْهِ السلامُ، كَأَخِي السِّرَارِ ؛ السِّرَارُ: المُسَارَّةُ، أَي كَصَاحِبِ السِّرَارِ أَو كَمَثَلِ المُسَارَّةِ لِخَفْضِ صَوْتِهِ، وَالْكَافِ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ وَفِيهِ: لَا تَقْتُلُوا أَولادكم سِرّاً فإِن الغَيْلَ يُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُه مِنْ فَرَسِهِ ؛ الغَيْلُ: لَبَنُ المرأَة إِذا حَمَلَتْ وَهِيَ تُرْضِعُ، وَسُمِّيَ هَذَا الْفِعْلُ قَتْلًا لأَنه يُفْضِي إِلى الْقَتْلِ، وَذَلِكَ أَنه يُضْعِفُهُ وَيُرْخِي قُوَاهُ وَيُفْسِدُ مِزَاجَهُ، وإِذا كَبِرَ وَاحْتَاجَ إِلى نَفْسِهِ فِي الْحَرْبِ وَمُنَازَلَةِ الأَقران عَجَزَ عَنْهُمْ وَضَعُفَ فَرُبَّمَا قُتل، إِلَّا أَنه لَمَّا كَانَ خَفِيًّا لَا يُدْرَكُ جَعْلُهُ سِرًّا. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ؛ السَّرَّاءُ: البَطْحاءُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ الَّتِي تَدْخُلُ الْبَاطِنَ وَتُزَلْزِلُهُ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا وَجْهُهُ. والمِسَرَّةُ: الْآلَةُ الَّتِي يُسَارُّ فِيهَا كالطُّومار. والأَسَرُّ: الدَّخِيلُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ ... رَئِيسٌ، لَا أَسَرُّ وَلَا سَنِيدُ وَيُرْوَى: أَلَفُّ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا يَوْمُ حَلِيمَةَ بِسِرٍّ؛ قَالَ: يُضْرَبُ لِكُلِّ أَمر مُتَعَالِمٍ مَشْهُورٍ، وَهِيَ حَلِيمَةُ بنت الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الْغَسَّانِيُّ لأَن أَباها لَمَّا وَجَّهَ جَيْشًا إِلى الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ أَخرجت لَهُمْ طِيبًا فِي مِرْكَنٍ، فَطَيَّبَتْهُمْ بِهِ فَنُسِبَ الْيَوْمُ إِليها. وسَرَارٌ: وادٍ. والسَّرِيرُ: مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ بَنِي كِنَانَةَ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: سَقَى سَلْمى، وأَيْنَ مَحَلُّ سَلْمى؟ ... إِذا حَلَّتْ مُجاوِرَةَ السَّرِيرِ والتَّسْرِيرُ: مَوْضِعٌ فِي بِلَادٍ غَاضِرَةٍ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشد: إِذا يَقُولُونَ: مَا أَشْفَى؟ أَقُولُ لَهُمْ: ... دُخَانُ رِمْثٍ مِنَ التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي مِمَّا يَضُمُّ إِلى عُمْرانَ حاطِبُهُ، ... مِنَ الجُنَيْبَةِ، جَزْلًا غَيْرَ مَوْزُونِ الْجَنِيبَةِ: ثِنْيٌ مِنَ التَّسْرِيرِ، وأَعلى التَّسْرِيرَ لِغَاضِرَةٍ.

وَفِي دِيَارِ تَمِيمٍ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ: السِّرُّ. وأَبو سَرَّارٍ وأَبو السَّرّارِ جَمِيعًا: مَنْ كُناهم. والسُّرْسُورُ: الفَطِنُ الْعَالِمُ. وإِنه لَسُرْسُورُ مالٍ أَي حَافِظٌ لَهُ. أَبو عَمْرٍو: فُلَانٌ سُرْسُورُ مالٍ وسُوبانُ مالٍ إِذا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ عَالِمًا بِمَصْلَحَتِهِ. أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ فُلَانٌ سُرْسُورِي وسُرْسُورَتِي أَي حَبِيبِي وخاصَّتِي. وَيُقَالُ: فُلَانٌ سُرْسُورُ هَذَا الأَمر إِذا كَانَ قَائِمًا بِهِ. وَيُقَالُ للرجل سُرْسُرْ «1». إِذا أَمرته بِمَعَالِي الأُمور. وَيُقَالُ: سَرْسَرْتُ شَفْرَتِي إِذا أَحْدَدْتَها. سطر: السَّطْرُ والسَّطَرُ: الصَّفُّ مِنَ الْكِتَابِ وَالشَّجَرِ وَالنَّخْلِ وَنَحْوِهَا؛ قَالَ جَرِيرٍ: مَنْ شاءَ بايَعْتُه مَالِي وخُلْعَتَه، ... مَا يَكْمُلُ التِّيمُ فِي ديوانِهمْ سَطَرا والجمعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وسُطورٌ. وَيُقَالُ: بَنى سَطْراً وغَرَسَ سَطْراً. والسَّطْرُ: الخَطُّ وَالْكِتَابَةُ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. اللَّيْثُ: يُقَالُ سَطْرٌ من كُتُبٍ وسَطْرٌ مَنْ شَجَرٍ مَعْزُولِينَ وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ وأَنشد: إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا ... لقائلٌ: يَا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ؛ خَبَرٌ لابتداء مَحْذُوفٌ، الْمَعْنَى وَقَالُوا الَّذِي جَاءَ بِهِ أَساطير الأَولين، مَعْنَاهُ سَطَّرَهُ الأَوَّلون، وواحدُ الأَساطير أُسْطُورَةٌ، كَمَا قَالُوا أُحْدُوثَةٌ وأَحاديث. وسَطَرَ يَسْطُرُ إِذا كَتَبَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ؛ أَي وَمَا تَكْتُبُ الْمَلَائِكَةُ؛ وَقَدْ سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه واسْتَطَرَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ . وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً: كَتَبَ، واسْتَطَرَ مِثْلُهُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً فَصِيحًا يقول: أَسْطَرَ فلانٌ اسمي أَي تَجَاوَزَ السَّطْرَ الَّذِي فِيهِ اسْمِي، فإِذا كَتَبَهُ قِيلَ: سَطَرَهُ. وَيُقَالُ: سَطَرَ فلانٌ فُلَانًا بِالسَّيْفِ سَطْراً إِذا قَطَعَهُ بِهِ كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِسَيْفِ القَصَّابِ: ساطُورٌ. الْفَرَّاءُ: يقال للقصاب ساطِرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ ولَحَّامٌ وقُدَارٌ وجَزَّارٌ. وقال ابن بُزُرج: يَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عَنْ خَطَئِهِ: أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ، وَهُوَ الإِسْطارُ بِمَعْنَى الإِخْطاءِ. قَالَ الأَزهري: هُوَ مَا حَكَاهُ الضَّرِيرُ عَنِ الأَعرابي أَسْطَرَ اسْمِي أَي جَاوَزَ السَّطْرَ الَّذِي هو فيه. والأَساطِيرُ: الأَباطِيلُ. والأَساطِيرُ: أَحاديثُ لَا نِظَامَ لَهَا، وَاحِدَتُهَا إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ، بالكسر، وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ وأُسْطُورَةٌ، بِالضَّمِّ. وَقَالَ قَوْمٌ: أَساطِيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ سَطْرٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: جُمِعَ سَطْرٌ عَلَى أَسْطُرٍ ثُمَّ جُمِعَ أَسْطُرٌ عَلَى أَساطير، وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَالَ اللحياني: واحد الأساطير أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة إِلى الْعَشْرَةِ. قَالَ: وَيُقَالُ سَطْرٌ وَيُجْمَعُ إِلى الْعَشْرَةِ أَسْطاراً، ثُمَّ أَساطيرُ جمعُ الجمعِ. وسَطَّرَها: أَلَّفَها. وسَطَّرَ عَلَيْنَا: أَتانا بالأَساطِيرِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ سَطَّرَ فلانٌ عَلَيْنَا يُسَطِّرُ إِذا جَاءَ بأَحاديث تُشْبِهُ الْبَاطِلَ. يُقَالُ: هُوَ يُسَطِّرُ مَا لَا أَصل لَهُ أَي يُؤَلِّفُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: سأَله الأَشعث عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ: وَاللَّهِ إِنك ما

_ (1). قوله: [سرسر] هكذا في الأَصل بضم السينين

تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بِشَيْءِ أَي مَا تُرَوِّجُ. يُقَالُ: سَطَّرَ فلانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا زَخْرَفَ لَهُ الأَقاويلَ ونَمَّقَها، وَتِلْكَ الأَقاويلُ الأَساطِيرُ والسُّطُرُ. والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ: المُسَلَّطُ عَلَى الشَّيْءِ لِيُشْرِف عَلَيْهِ ويَتَعَهَّدَ أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ، وأَصله مِنَ السَّطْر لأَن الْكِتَابَ مُسَطَّرٌ، وَالَّذِي يَفْعَلُهُ مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ. يُقَالُ: سَيْطَرْتَ عَلَيْنَا. وَفِي القرآن: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ؛ أَي مُسَلَّطٍ. يُقَالُ: سَيْطَرَ يُسَيطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ، فَهُوَ مُسَيْطِرٌ ومُتَسَيْطِرٌ، وَقَدْ تُقْلَبُ السِّينُ صَادًا لأَجل الطَّاءِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ؛ قَالَ: الْمُصَيْطِرُونَ كِتَابَتُهَا بِالصَّادِ وَقِرَاءَتُهَا بِالسِّينِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمُسَيْطِرُونَ الأَرباب الْمُسَلِّطُونَ. يُقَالُ: قَدْ تَسَيْطَرَ عَلَيْنَا وَتَصَيْطَرَ، بِالسِّينِ وَالصَّادِ، والأَصل السِّينُ، وَكُلُّ سِينٍ بَعْدَهَا طَاءٌ يَجُوزُ أَن تُقْلَبَ صَادًا. يُقَالُ: سَطَرَ وَصَطَرَ وَسَطَا عَلَيْهِ وَصَطَا. وسَطَرَه أَي صَرَعَهُ. والسَّطْرُ: السِّكَّةُ مِنَ النَّخْلِ. والسَّطْرُ: العَتُودُ مِنَ المَعزِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنَ الْغَنَمِ، وَالصَّادِ لُغَةٌ. والمُسَيْطِرُ: الرَّقِيبُ الْحَفِيظُ، وَقِيلَ: الْمُتَسَلِّطُ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لستَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ، وَقَدْ سَيْطَرَ عَلَيْنَا وسَوْطَرَ. اللَّيْثُ: السَّيْطَرَةُ مَصْدَرُ الْمُسَيْطِرِ، وَهُوَ الرَّقِيبُ الْحَافِظُ الْمُتَعَهِّدُ لِلشَّيْءِ. يُقَالُ: قَدْ سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ، وَفِي مَجْهُولِ فِعْلِهِ إِنما صَارَ سُوطِر، وَلَمْ يَقُلْ سُيْطِرَ لأَن الْيَاءَ سَاكِنَةٌ لَا تَثْبُتُ بَعْدَ ضَمَّةٍ، كَمَا أَنك تَقُولُ مِنْ آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ، فإِذا جَاءَتْ يَاءٌ سَاكِنَةٌ بَعْدَ ضَمَّةٍ لَمْ تَثْبُتْ، وَلَكِنَّهَا يَجْتَرُّهَا مَا قَبْلَهَا فَيُصَيِّرُهَا وَاوًا فِي حَالٍ «2». مِثْلَ قَوْلِكَ أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وَجَمْعُهُ بِيضٌ، وَهُوَ فُعْلَةٌ وفُعْلٌ، فَاجْتَرَّتِ الْيَاءُ مَا قَبْلَهَا فَكَسَرَتْهُ، وَقَالُوا أَكْيَسُ كُوسَى وأَطْيَبُ طُوبَى، وإِنما تَوَخَّوْا فِي ذَلِكَ أَوضحه وأَحسنه، وأَيما فَعَلُوا فَهُوَ الْقِيَاسُ؛ وَكَذَلِكَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ فِي قِسْمَةٌ ضِيزى إِنما هُوَ فُعْلَى، وَلَوْ قِيلَ بُنِيَتْ عَلَى فِعْلَى لَمْ يَكُنْ خَطَأً، أَلا تَرَى أَن بَعْضَهُمْ يَهْمِزُهَا عَلَى كَسْرَتِهَا، فَاسْتَقْبَحُوا أَن يَقُولُوا سِيطِرَ لِكَثْرَةِ الْكِسْرَاتِ، فَلَمَّا تَرَاوَحَتِ الضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ كَانَ الْوَاوُ أَحسن، وأَما يُسَيْطَرُ فَلَمَّا ذَهَبَتْ مِنْهُ مَدة السِّينِ رَجَعَتِ الْيَاءُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَيْطَرَ جَاءَ عَلَى فَيْعَلَ، فَهُوَ مُسَيْطِرٌ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مَجْهُولُ فِعْلِهِ، وَيَنْتَهِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلى مَا انْتَهَوْا إِليه. قَالَ: وَقَوْلُ اللَّيْثُ لَوْ قِيلَ بنيتْ ضِيزَى عَلَى فِعْلَى لَمْ يَكُنْ خَطَأً، هَذَا عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ خَطَأٌ لأَن فِعْلَى جَاءَتِ اسْمًا وَلَمْ تَجِئْ صِفَةً، وضِيزَى عِنْدَهُمْ فُعْلَى وَكُسِرَتِ الضَّادُ مِنْ أَجل الْيَاءِ السَّاكِنَةِ، وَهِيَ مِنْ ضِزْتُه حَقَّهُ أَضِيزُهُ إِذا نَقَصْتُهُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وأَما قَوْلِ أَبي دُوَادٍ الإِيادي: وأَرى الموتَ قَدْ تَدَلَّى، مِنَ الحَصْرِ، ... عَلَى رَبِّ أَهلِهِ السَّاطِرونِ فإِن السَّاطِرُونَ اسْمُ مَلِكٍ مِنَ الْعَجَمِ كَانَ يَسْكُنُ الْحَضَرَ، وَهُوَ مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ، غَزَاهُ سَابُورُ ذُو الأَكتاف فأَخذه وَقَتَلَهُ. التَّهْذِيبِ: المُسْطَارُ الْخَمْرُ الْحَامِضُ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، لُغَةٌ رُومِيَّةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الْحَدِيثَةُ الْمُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ وَالرِّيحِ، وَقَالَ: المُسْطَارُ مِنْ أَسماء الْخَمْرِ الَّتِي اعْتَصَرَتْ مِنْ أَبكار الْعِنَبِ حَدِيثًا بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ، قَالَ: وأُراه رُومِيًّا لأَنه لَا يُشْبِهُ أَبنية كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ المُسْطار بِالسِّينِ، قَالَ: وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْخَمْرِ وَقَالَ: هُوَ الْحَامِضُ مِنْهُ. قَالَ الأَزهري:

_ (2). قوله: [في حال] لعل بعد ذلك حذفاً والتقدير في حال تقلب الضمة كسرة للياء مثل وقولك أَعيس إلخ

الْمِسْطَارُ أَظنه مُفْتَعَلًا مَنْ صَارَ قُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً. الْجَوْهَرِيُّ: الْمِسْطَارُ، «1». بِكَسْرِ الْمِيمِ، ضَرْبٌ مِنَ الشَّرَابِ فِيهِ حموضة. سعر: السِّعْرُ: الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ الثَّمَنُ، وَجَمْعُهُ أَسْعَارٌ وقد أَسْعَرُوا وسَعَّرُوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ: اتَّفَقُوا عَلَى سِعْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قِيلَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ: إِن اللَّهَ هُوَ المُسَعِّرُ ؛ أَي أَنه هُوَ الَّذِي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فَلَا اعْتِرَاضَ لأَحد عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ لَا يَجُوزُ التَّسْعِيرُ. والتَّسْعِيرُ: تَقْدِيرُ السِّعْرِ. وسَعَرَ النَّارَ وَالْحَرْبَ يَسْعَرُهما سَعْراً وأَسْعَرَهُما وسَعَّرَهُما: أَوقدهما وهَيَّجَهُما. واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ: اسْتَوْقَدَتْ. وَنَارٌ سَعِيرٌ: مَسْعُورَةٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ. وَقُرِئَ: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وسُعِرَتْ أَيضاً، وَالتَّشْدِيدُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ مِثْلُ دَهِينٍ وصَريعٍ لأَنك تَقُولُ سُعِرَتْ فَهِيَ مَسْعُورَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ ؛ أَي بُعْداً لأَصحاب النَّارِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ضَرَبَتْهُ السَّمُوم فاسْتَعَرَ جَوْفُه: بِهِ سُعارٌ. وسُعارُ العَطَشِ: التهابُه. والسَّعِيرُ والسَّاعُورَةُ: النَّارُ، وَقِيلَ: لَهَبُهَا. والسُّعارُ والسُّعْرُ: حَرُّهَا. والمِسْعَرُ والمِسْعارُ: مَا سُعِرَتْ بِهِ. وَيُقَالُ لِمَا تُحَرَّكُ بِهِ النَّارُ مِنْ حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ: مِسْعَرٌ ومِسْعَارٌ، وَيُجْمَعَانِ عَلَى مَسَاعِيرَ وَمَسَاعِرَ. ومِسْعَرُ الْحَرْبِ: مُوقِدُها. يُقَالُ: رَجُلٌ مِسْعَرُ حَرْبٍ إِذا كَانَ يُؤَرِّثُها أَي تَحْمَى بِهِ الْحَرْبُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَصِير: وَيْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَصحاب ؛ يَصِفُهُ بِالْمُبَالَغَةِ فِي الْحَرْبِ والنَّجْدَةِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ خَيْفان: وأَما هَذَا الحَيُّ مِن هَمْدَانَ فَأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعِيرُ غَيْرُ عُزْلٍ. والسَّاعُور: كَهَيْئَةِ التَّنُّور يُحْفَرُ فِي الأَرض وَيُخْتَبَزُ فِيهِ. ورَمْيٌ سَعْرٌ: يُلْهِبُ المَوْتَ، وَقِيلَ: يُلْقِي قِطْعَةً مِنَ اللَّحْمِ إِذا ضَرَبَهُ. وسَعَرْناهُمْ بالنَّبْلِ: أَحرقناهم وأَمضضناهم. وَيُقَالُ: ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْيٌ سَعْرٌ مأْخوذ مِنْ سَعَرْتُ النارَ والحربَ إِذا هَيَّجْتَهُما. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَحُثُّ أَصحابه: اضْرِبُوا هَبْراً وارْموا سَعْراً أَي رَمْياً سَرِيعًا، شَبَّهَهُ بِاسْتِعَارِ النَّارِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحْشٌ فإِذا خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ أَسْعَرَنا قَفْزاً أَي أَلْهَبَنَا وَآذَانَا. والسُّعارُ: حُرُّ النار. وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً: قَطَعَهُ. وسَعَرْتُ اليومَ فِي حَاجَتِي سَعْرَةً أَي طُفْتُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: وسَعَرَتِ الناقةُ إِذا أَسرعت فِي سَيْرِهَا، فَهِيَ سَعُورٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: فَرَسٌ مِسْعَرٌ ومُساعِرٌ، وَهُوَ الَّذِي يُطيح قَوَائِمَهُ مُتَفَرِّقَةً وَلَا صَبْرَ لَهُ، وَقِيلَ: وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم. والسَّعَرَانُ: شِدَّةُ العَدْو، والجَمَزَانُ: مِنَ الجَمْزِ، والفَلَتانُ: النَّشِيطُ. وسَعَرَ الْقَوْمَ شَرّاً وأَسْعَرَهم وسَعَّرَهم: عَمَّهُمْ بِهِ، عَلَى الْمَثَلِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُقَالُ أَسعرهم. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ: وَلَا يَنَامُ الناسُ مِنْ سُعَارِه أَي مِنْ شَرِّهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه أَراد أَن يَدْخُلَ الشَّامَ وَهُوَ يَسْتَعِرُ طَاعُونًا ؛ اسْتَعارَ اسْتِعارَ النَّارَ لِشِدَّةِ الطَّاعُونِ يُرِيدُ كَثْرَتَهُ وشدَّة تأْثيره، وكذلك يقال في

_ (1). قوله: [الجوهري المسطار بالكسر إلخ] في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب الضم، قال: وكان الكسائي يشدد الراء فهذا دليل على ضم الميم لأَنه يكون حينئذٍ من اسطارّ يسطارّ مثل ادهامّ يدهامّ

كُلِّ أَمر شَدِيدٍ، وَطَاعُونًا مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً. واسْتَعَرَ اللصوصُ: اشْتَعَلُوا. والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ: لَوْنٌ يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ فُوَيْقَ الأُدْمَةِ؛ وَرَجُلٌ أَسْعَرُ وامرأَة سَعْرَاءُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالًا هِجْرَعا [هَجْرَعا] يُقَالُ: سَعِرَ فلانٌ يَسْعَرُ سَعَراً، فَهُوَ أَسْعَرُ، وسُعِرَ الرجلُ سُعَاراً، فَهُوَ مَسْعُورٌ: ضَرَبَتْهُ السَّمُوم. والسُّعَارُ: شِدَّةُ الْجُوعِ. وسُعار الْجُوعِ: لَهِيبُهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِشَاعِرٍ يَهْجُو رَجُلًا: تُسَمِّنُها بِأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها، ... وَمَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ وَصَفَهُ بِتَغْزِيرِ حَلَائِبِهِ وكَسْعِهِ ضُرُوعَها بِالْمَاءِ الْبَارِدِ لِيَرْتَدَّ لَبَنُهَا لِيَبْقَى لَهَا طِرْقُها فِي حَالِ جُوعِ ابْنِ عَمِّهِ الأَقرب مِنْهُ؛ والأَحم: الأَدنى الأَقرب، وَالْحَمِيمُ: الْقَرِيبُ الْقَرَابَةِ. وَيُقَالُ: سُعِرَ الرجلُ، فَهُوَ مَسْعُورٌ إِذا اشْتَدَّ جُوعُهُ وَعَطَشُهُ. والسعْرُ: شَهْوَةٌ مَعَ جُوعٍ. والسُّعْرُ والسُّعُرُ: الْجُنُونُ، وَبِهِ فَسَّرَ الْفَارِسِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ، قَالَ: لأَنهم إِذا كَانُوا فِي النَّارِ لَمْ يَكُونُوا فِي ضَلَالٍ لأَنه قَدْ كَشَفَ لَهُمْ، وإِنما وَصَفَ حَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا؛ يَذْهَبُ إِلى أَن السُّعُرَ هُنَا لَيْسَ جَمْعَ سُعَيْرٍ الَّذِي هُوَ النَّارُ. وَنَاقَةٌ مَسْعُورَةٌ: كأَن بِهَا جُنُونًا مِنْ سُرْعَتِهَا، كَمَا قِيلَ لَهَا هَوْجَاءُ. وَفِي التَّنْزِيلِ حِكَايَةً عَنْ قَوْمِ صَالِحٍ: أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ؛ مَعْنَاهُ إِنا إِذاً لَفِي ضَلَالٍ وَجُنُونٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ العَنَاءُ وَالْعَذَابُ، وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَي فِي أَمر يُسْعِرُنا أَي يُلْهِبُنَا؛ قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ إِنا إِن اتَّبَعْنَاهُ وأَطعناه فَنَحْنُ فِي ضَلَالٍ وَفِي عَذَابٍ مِمَّا يَلْزَمُنَا؛ قَالَ: وإِلى هَذَا مَالَ الْفَرَّاءُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وسَامَى بِهَا عُنُقٌ مِسْعَرُ قَالَ الأَصمعي: المِسْعَرُ الشَّدِيدُ. أَبو عَمْرٍو: المِسْعَرُ الطَّوِيلُ. ومَسَاعِرُ الْبَعِيرِ: آبَاطُهُ وأَرفاغه حَيْثُ يَسْتَعِرُ فِيهِ الجَرَبُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ مِنْهُ المَساعِرُ والواحدُ مَسْعَرٌ. واسْتَعَرَ فِيهِ الجَرَبُ: ظَهَرَ مِنْهُ بِمَسَاعِرِهِ. ومَسْعَرُ الْبَعِيرِ: مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه. والسِّعْرَارَةُ والسُّعْرُورَةُ: شُعَاعُ الشَّمْسِ الداخلُ مِنْ كَوَّةِ الْبَيْتِ، وَهُوَ أَيضاً الصُّبْحُ، قَالَ الأَزهري: هُوَ مَا تَرَدَّدَ فِي الضَّوْءِ السَّاقِطِ فِي الْبَيْتِ مِنَ الشَّمْسِ، وَهُوَ الْهَبَاءُ الْمُنْبَثُّ. ابْنُ الأَعرابي: السُّعَيْرَةُ تَصْغِيرُ السِّعْرَةِ، وَهِيَ السعالُ الحادُّ. وَيُقَالُ هَذَا سَعْرَةُ الأَمر وسَرْحَتُه وفَوْعَتُه: لأَوَّلِهِ وحِدَّتِهِ. أَبو يُوسُفَ: اسْتَعَرَ الناسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ واسْتَنْجَوا إِذا أَكلوا الرُّطب وأَصابوه؛ والسَّعِيرُ فِي قَوْلِ رُشَيْدِ بْنِ رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ: حلفتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، ... وأَنصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ اسْمُ صَنَمٍ كَانَ لِعَنَزَةَ خَاصَّةً، وَقِيلَ: عَوض صَنَمٌ لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَالْمَائِرَاتُ: هِيَ دِمَاءُ الذَّبَائِحِ حَوْلَ الأَصنام. وسِعْرٌ وسُعَيْرٌ ومِسْعَرٌ وسَعْرَانُ: أَسماء، ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ الْمُحَدِّثُ: جَعَلَهُ أَصحاب الْحَدِيثِ مَسعر، بِالْفَتْحِ، للتفاؤل؛ والأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ:

سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: فَلَا تَدْعُني الأَقْوَامُ مِنْ آلِ مالِكٍ، ... إِذا أَنا أَسْعَرْ عَلَيْهِمْ وأُثْقِب واليَسْتَعُورُ الَّذِي فِي شِعْرِ عُرْوَةَ: موضع، ويقال شَجَرٌ. سعبر: السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ: أَعْدَدْتُ لِلْوِرْدِ، إِذا مَا هَجَّرا، ... غَرْباً ثَجُوجاً، وقَلِيباً سَعْبَرَا وَبِئْرٌ سَعْبَرٌ وَمَاءٌ سَعْبَرٌ: كثير. وسِعْرٌ سَعْبَرٌ: رخِيصٌ. وَخَرَجَ الْعَجَّاجُ يُرِيدُ الْيَمَامَةَ فَاسْتَقْبَلَهُ جرير ابن الخَطَفَى فَقَالَ لَهُ: أَين تُرِيدُ؟ قَالَ: أُريد الْيَمَامَةَ، قَالَ: تَجِدُ بِهَا نَبِيذًا خِضْرِماً وسِعْراً سَعْبَراً. وأَخرج مِنَ الطَّعَامِ سَعَابِرَهُ وكَعَابِرَهُ، وهو كُلُّ مَا يُخْرَجُ مِنْهُ مِنْ زُوَان وَنَحْوِهِ فَيُرمى بِهِ. وَمَرَّ الْفَرَزْدَقُ بِصَدِيقٍ لَهُ فَقَالَ: مَا تَشْتَهِي يَا أَبا فِرَاس؟ قَالَ: شِوَاءً رَشْرَاشاً وَنَبِيذًا سَعْبَراً وغِناءً يَفْتِقُ السَّمْعَ؛ الرَّشْرَاشَ: الَّذِي يَقْطُرُ. والسَّعْبَرُ: الكثير سعتر: الْجَوْهَرِيُّ: السَّعْتَرُ نَبْتٌ، وَبَعْضُهُمْ يَكْتُبُهُ بِالصَّادِّ وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ لِئَلَّا يَلْتَبِسُ بِالشَّعِيرِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. سغر: ابْنُ الأَعرابي: السَّغْرُ النَّفْيُ، وَقَدْ سَغَرَهُ» . إِذا نفاه. سفر: سَفَرَ البيتَ وَغَيْرَهُ يَسْفِرُه سَفْراً: كَنَسَهُ. والمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ، وأَصله الْكَشْفُ. والسُّفَارَةُ، بِالضَّمِّ: الكُنَاسَةُ. وَقَدْ سَفَرَه: كَشَطَه. وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عَنْ وَجْهِ السَّمَاءِ سَفراً فانْسَفَرَ: فَرَّقَتْه فَتَفَرَّقَ وَكَشَطَتْهُ عَنْ وَجْهِ السَّمَاءِ؛ وأَنشد: سَفَرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا الْجَوْهَرِيُّ: وَالرِّيَاحُ يُسافِرُ بَعْضُهَا بَعْضًا لأَن الصَّبَا تَسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ والجَنُوبُ تُلْحِمُه. والسَّفير: مَا سَقَطَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ وتَحَاتَّ. وسَفَرَتِ الريحُ الترابَ والوَرَقَ تَسْفِرُه سَفْراً: كَنَسَتْهُ، وَقِيلَ: ذَهَبَتْ بِهِ كُلَّ مَذْهَبٍ. والسَّفِيرُ: مَا تَسْفِرُه الرِّيحُ مِنَ الْوَرَقِ، وَيُقَالُ لِمَا سَقَطَ مِنْ وَرَقِ العُشْبِ: سَفِيرٌ، لأَن الرِّيحَ تَسْفِرُه أَي تكنُسه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَحَائِلٌ مِنْ سَفِيرِ الحَوْلِ جَائِلُهُ، ... حَوْلَ الجَرَائم، فِي أَلْوَانِه شُهَبُ يَعْنِي الْوَرَقَ تَغَيَّرَ لونه فحال وابيض بعد ما كَانَ أَخضر، وَيُقَالُ: انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه مِنَ الشَّعْرِ إِذا صَارَ أَجْلَحَ. والانْسِفارُ: الانْحسارُ. يُقَالُ: انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه مِنَ الشَّعِرِ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: أَنه سَفَرَ شَعْرَهُ أَي استأْصله وَكَشَفَهُ عَنْ رأْسه. وانْسَفَرَت الإِبل إِذا ذَهَبَتْ فِي الأَرض. والسَّفَرُ: خِلَافُ الحَضَرِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ الذَّهَابِ وَالْمَجِيءِ كَمَا تَذْهَبُ الرِّيحُ بِالسَّفِيرِ مِنَ الْوَرَقِ وَتَجِيءُ، وَالْجَمْعُ أَسفار. وَرَجُلٌ سافرٌ: ذُو سَفَرٍ، وَلَيْسَ عَلَى الفِعْل لأَنه لَمْ يُرَ لَهُ فِعْلٌ؛ وقومٌ سافِرَةٌ وسَفْرٌ وأَسْفَارٌ وسُفَّارٌ، وَقَدْ يَكُونُ السَّفْرُ لِلْوَاحِدِ؛ قَالَ: عُوجي عَلَيَّ فإِنَّني سَفْرُ والمُسافِرُ: كالسَّافِر. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وَذَكَرَ قَوْمَ لُوطٍ فَقَالَ: وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بِالْحِجَارَةِ ؛ يَعْنِي المُسافِرَ مِنْهُمْ، يَقُولُ: رُمُوا بِالْحِجَارَةِ حَيْثُ كَانُوا فَأُلْحِقُوا بأَهل الْمَدِينَةِ. يُقَالُ: رَجُلٌ سَفْرٌ وَقَوْمٌ سَفْرٌ، ثُمَّ أَسافر جَمْعُ الْجَمْعِ. وَقَالَ الأَصمعي:

_ (1). قوله: [وقد سغره] من باب منع كما في القاموس

كَثُرَتِ السَّافِرَةُ بِمَوْضِعِ كَذَا أَي الْمُسَافِرُونَ قَالَ: والسَّفْر جَمْعُ سَافِرٍ، كَمَا يُقَالُ: شَارِبٌ وشَرْبٌ، وَيُقَالُ: رَجُلٌ سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: السَّفَرُ قَطْعُ الْمَسَافَةِ، وَالْجَمْعُ الأَسفار. والمِسْفَرُ: الْكَثِيرُ الأَسفار القويُّ عَلَيْهَا؛ قَالَ: لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا، ... شَيْخاً بَجَالًا، وَغُلَامًا حَزْوَرا والأُنثى مِسْفَرَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَسُمِّيَ المُسافر مُسافراً لِكَشْفِهِ قِناع الكِنِّ عَنْ وَجْهِهِ، ومنازلَ الحَضَر عَنْ مَكَانِهِ، ومنزلَ الخَفْضِ عَنْ نَفْسِهِ، وبُرُوزِهِ إِلى الأَرض الفَضاء، وَسُمِّيَ السَّفَرُ سَفَراً لأَنه يُسْفِرُ عَنْ وُجُوهِ الْمُسَافِرِينَ وأَخلاقهم فَيَظْهَرُ مَا كَانَ خَافِيًا مِنْهَا. وَيُقَالُ: سَفَرْتُ أَسْفُرُ «1». سُفُوراً خَرَجَتْ إِلى السَّفَر فأَنا سَافِرٌ وَقَوْمٌ سَفْرٌ، مِثْلَ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ، وسُفَّار مِثْلَ رَاكِبٍ وركَّاب، وَسَافَرْتُ إِلى بَلَدِ كَذَا مُسافَرَة وسِفاراً؛ قَالَ حَسَّانُ: لَوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ، ... لَتَرَكْتُها تَحْبُو عَلَى العُرْقُوبِ وَفِي حَدِيثِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ: أَمرنا إِذا كُنَّا سَفْراً أَوْ مُسَافِرِينَ ؛ الشَّكُّ مِنَ الرَّاوِي فِي السَّفْر وَالْمُسَافِرِينَ. والسَّفْر: جَمْعُ سَافِرٍ، وَالْمُسَافِرُونَ: جَمْعُ مُسَافِرٍ، والسَّفْر وَالْمُسَافِرُونَ بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لأَهل مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ: يَا أَهل الْبَلَدِ صَلُّوا أَربعاً فأَنا سَفْرٌ ؛ وَيُجْمَعُ السَّفْر عَلَى أَسْفارٍ. وَبَعِيرٌ مِسْفَرٌ: قَوِيٌّ عَلَى السفَر؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: أَجَزْتُ إِلَيْكَ سُهُوبَ الفلاةِ، ... وَرَحْلي عَلَى جَمَلٍ مِسْفَرِ وناقةٌ مِسْفَرة ومِسْفار كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَخطل: ومَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَى غَوائلُه، ... قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفارِ وَسَمَّى زُهَيْرٌ البقرةَ مُسافِرةً فَقَالَ: كَخَنْسَاءَ سَفْعاءِ المِلاطَيْنِ حُرَّةٍ، ... مُسافِرَةٍ مَزْؤُودَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ وَيُقَالُ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ: مُسَافِرٌ وأَماني وَنَاشِطٌ؛ وقال: كأَنها، بَعْدَ ما خَفَّتْ ثَمِيلَتُها، ... مُسافِرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ والسَّفْرُ: الأَثر يَبْقَى عَلَى جِلْدِ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَجَمْعُهُ سُفُورٌ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَة: لَقَدْ ماحتْ عليكَ مُؤَبَّدَاتٌ، ... يَلُوح لهنَّ أَنْدَابٌ سُفُورُ وَفَرَسٌ سافِرُ اللَّحْمِ أَي قَلِيلُهُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ، وَلَا هَبِجٌ ... كَاسِي العظامِ، لطيفُ الكَشْحِ مَهْضُومُ التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ سافرَ الرجلُ إِذا مَاتَ؛ وأَنشد: زعمَ ابنُ جدعانَ بنِ عَمْرٍو ... أَنَّه يَوْمًا مُسافِرْ والمُسَفَّرَة: كُبَّةُ الغَزْلِ. والسُّفرة، بِالضَّمِّ: طَعَامٌ يُتَّخَذُ لِلْمُسَافِرِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ سُفرة الْجِلْدِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: ذَبَحْنَا شَاةً فَجَعَلْنَاهَا سُفْرَتَنا أَو فِي سُفْرتنا ؛ السُّفْرَة: طَعَامٌ يَتَّخِذُهُ الْمُسَافِرُ وأَكثر مَا يُحْمَلُ فِي جِلْدٍ مُسْتَدِيرٍ فَنُقِلَ اسْمُ الطَّعَامِ إِليه، وَسُمِّيَ بِهِ كَمَا سُمِّيَتِ الْمَزَادَةُ رَاوِيَةً وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَسماء الْمَنْقُولَةِ، فالسُّفْرَة فِي طَعَامِ السَّفَر كاللُّهْنَةِ لِلطَّعَامِ الَّذِي يُؤْكَلُ بُكرة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: صَنَعْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

_ (1). قوله: [سفرت أسفر] من باب طلب كما في شرح القاموس ومن باب ضرب كما في المصباح والقاموس

ولأَبي بَكْرٍ سُفْرَةً فِي جِرَابٍ أَي طَعَامًا لَمَّا هَاجَرَ هُوَ وأَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. غَيْرُهُ: السُّفرة الَّتِي يُؤْكَلُ عَلَيْهَا سُميت سُفْرَةً لأَنها تُبْسَطُ إِذا أُكل عَلَيْهَا. والسَّفَار: سِفَارُ الْبَعِيرِ، وَهِيَ حَدِيدَةٌ تُوضَعُ عَلَى أَنف الْبَعِيرِ فَيُخْطَمُ بِهَا مكانَ الحَكَمَة مِنْ أَنف الْفَرَسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السِّفار والسِّفارة الَّتِي تَكُونُ عَلَى أَنف الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ الحَكَمَة، وَالْجَمْعُ أَسْفِرَة وسُفْرٌ وسَفائر؛ وَقَدْ سَفَرَه، بِغَيْرِ أَلفٍ، يَسْفِره سَفْراً وأَسْفَره عَنْهُ إِسْفَاراً وسَفَّره؛ التَّشْدِيدُ عَنْ كُرَاعٍ، اللَّيْثُ: السِّفار حَبْلٌ يُشَدُّ طَرَفُهُ عَلَى خِطام الْبَعِيرِ فَيُدَارُ عَلَيْهِ وَيُجْعَلُ بَقِيَّتُهُ زِماماً، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ السِّفار مِنْ حَدِيدٍ؛ قَالَ الأَخطل: ومُوَقَّع، أَثَرُ السِّفار بِخَطْمِهِ، ... منْ سُودِ عَقَّةَ أَوْ بَنِي الجَوَّالِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وموقعٍ مَخْفُوضٌ عَلَى إِضمار رُبَّ؛ وَبَعْدَهُ: بَكَرَتْ عَليَّ بِهِ التِّجَارُ، وفَوْقَه ... أَحْمَالُ طَيِّبَة الرِّياح حَلالُ أَي رُبَّ جَمَلٍ مُوَقَّعٍ أَي بِظَهْرِهِ الدبَرُ. والدَّبَرُ: مِنْ طُولِ مُلَازِمَةِ القتَب ظهرَه أُسْنِيَ عَلَيْهِ أَحمال الطيب وغيرها. وبنو عَقَّةَ: مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ. وبنو الجوَّال: مِنْ بَنِي تَغْلِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَوَضْعُ يَدِهِ عَلَى رأْس الْبَعِيرِ ثُمَّ قَالَ: هاتِ السِّفارَ فأَخذه فَوَضَعَهُ فِي رأْسه ؛ قَالَ: السِّفار الزِّمَامُ وَالْحَدِيدَةُ الَّتِي يُخْطَمُ بِهَا الْبَعِيرُ لِيَذِلَّ وَيَنْقَادَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ابْغِني ثَلَاثَ رَوَاحِلَ مُسْفَرَات أَي عَلَيْهِنَّ السِّفار، وإِن رُوِيَ بِكَسْرِ الْفَاءِ فَمَعْنَاهُ الْقَوِيَّةُ عَلَى السَّفر. يُقَالُ مِنْهُ: أَسْفَر البعيرُ واسْتَسْفَرَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَاقِرِ: تَصَدَّقْ بِحَلال يَدِكَ وسَفْرِها ؛ هُوَ جَمْعُ السِّفار. وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لَهُ ابْنُ السَّعْدِيِّ: خرجتُ فِي السَّحَرِ أَسْفِرُ فَرَسًا لِي فَمَرَرْتُ بِمَسْجِدِ بني حنيفة ؛ أَراد أَنه خَرَجَ يُدَمِّنُه عَلَى السَّيْرِ وَيُرَوِّضُهُ لِيَقْوَى عَلَى السَّفَر، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ سَفَّرْتَ الْبَعِيرَ إِذا رَعَيْتَهُ السَّفِيرَ، وَهُوَ أَسافل الزَّرْعِ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ وَالدَّالِ. وأَسْفَرَتِ الإِبلُ فِي الأَرض: ذَهَبَتْ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: قَالَ قرأْت عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَفْراً سَفْراً، فَقَالَ: هَكَذَا فَاقْرَأْ. جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: تَفْسِيرُهُ هَذّاً هَذّاً. قَالَ الْحَرْبِيُّ: إِن صَحَّ فَهُوَ مِنَ السُّرعة وَالذَّهَابِ مَنْ أَسفرت الإِبل إِذا ذَهَبَتْ فِي الأَرض، قَالَ: وإِلَّا فَلَا أَعلم وَجْهَهُ. والسَّفَرُ: بَيَاضُ النَّهَارِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومَرْبُوعَةٍ رِبْعِيَّةٍ قَدْ لَبَأْتُها، ... بِكَفَّيَّ مِنْ دَوِّيَّةٍ، سَفَراً سَفْرا يَصِفُ كَمْأَةً مَرْبُوعَةً أَصابها الرَّبِيعُ. رَبْعِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلى الرَّبِيعِ. لبأْتها: أَطعمتهم إِياها طَرِيَّةَ الِاجْتِنَاءِ كاللِّبَا مِنَ اللَّبَنِ، وَهُوَ أَبكره وأَوّله. وسَفَراً: صَبَاحًا. وسَفْراً: يَعْنِي مسافرين. وسَفَرَ الصبحُ وأَسْفَرَ: أَضاء. وأَسْفَرَ القومُ أَصبحوا. وأَسفر. أَضاء قَبْلَ الطُّلُوعِ. وسَفَرَ وجهُه حُسْناً وأَسْفَرَ: أَشْرَقَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي مُشْرِقَةٌ مُضِيئَةٌ. وَقَدْ أَسْفَرَ الوَجْهُ وأَسْفَرَ الصُّبْحُ. قَالَ: وإِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها قِيلَ: سَفَرَتْ فَهِيَ سافِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. ومَسَافِرُ الْوَجْهِ: مَا يَظْهَرُ مِنْهُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ وَلَقِيتُهُ سَفَراً وَفِي سَفَرٍ أَي عِنْدَ اسْفِرَارِ الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَلِكَ حُكِيَ بِالسِّينِ. ابْنُ

الأَعرابي: السَّفَرُ الْفَجْرُ؛ قَالَ الأَخطل: إِنِّي أَبِيتُ، وَهَمُّ المَرءِ يَبْعَثُه، ... مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ حَتَّى يُفْرِجَ السَّفَرُ يُرِيدُ الصُّبْحَ؛ يَقُولُ: أَبيت أَسري إِلى انْفِجَارِ الصُّبْحِ. وَسُئِلَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ الإِسْفارِ بِالْفَجْرِ فَقَالَ: هُوَ أَن يُصْبِحَ الفَجْرُ لَا يُشَكُّ فِيهِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ إِسحاق وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَذَوِيهِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قَالَ: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ والفجَاجُ مُسْفِرَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ أَي بَيِّنَةٌ مُبْصَرَةٌ لَا تَخْفَى. وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ يُقَالُ لَهَا صَلَاةُ البَصَر لأَنها تُؤَدَّى قَبْلَ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْحَائِلَةِ بَيْنَ الأَبصار وَالشُّخُوصِ. والسَّفَرُ سَفَرانِ: سَفَرُ الصُّبْحِ وسَفَرُ المَسَاء، وَيُقَالُ لِبَقِيَّةِ بَيَاضِ النَّهَارِ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ: سَفَرٌ لِوُضُوحِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعُ إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرى سَفَرا، لَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرا؛ أَراد طُلُوعَهَا عِشاء. وَسَفَرَتِ المرأَة وَجْهَهَا إِذا كَشَفَتِ النِّقابَ عَنْ وَجْهِهَا تَسْفِرُ سُفُوراً؛ وَمِنْهُ سَفَرْتُ بَيْنَ القوم أَسْفِرُ سِفَارَةً [سَفَارَةً] أَي كَشَفْتُ مَا فِي قَلْبِ هَذَا وَقَلْبِ هَذَا لأُصلح بَيْنَهُمْ. وسَفَرَتِ المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً، فَهِيَ سافِرَةٌ: جَلَتْه. والسَّفِيرُ: الرَّسول وَالْمُصْلِحُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَالْجَمْعُ سُفَراءُ؛ وَقَدْ سَفَرَ بَيْنَهُمْ يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة: أَصلح. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنه قَالَ لِعُثْمَانَ: إِن النَّاسَ قَدِ اسْتَسْفَرُوني بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ أَي جَعَلُونِي سَفِيرًا، وَهُوَ الرَّسُولُ الْمُصْلِحُ بَيْنَ الْقَوْمِ. يُقَالُ: سَفَرْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذا سَعَيْتَ بَيْنَهُمْ فِي الإِصلاح. والسِّفْرُ، بِالْكَسْرِ: الْكِتَابُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكِتَابُ الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ جُزْءٌ مِنَ التَّوْرَاةِ، وَالْجَمْعُ أَسْفارٌ. والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ، وَاحِدُهُمْ سافِرٌ، وَهُوَ بالنَّبَطِيَّةِ سَافَرَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ؛ وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي الأَسفار: الْكُتُبُ الْكِبَارُ وَاحِدُهَا سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تَعَالَى أَن الْيَهُودَ مَثَلُهم فِي تَرْكِهِمُ استعمالَ التَّوْرَاةِ وَمَا فِيهَا كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عَلَيْهِ الْكُتُبُ، وَهُوَ لَا يَعْرِفُ مَا فِيهَا وَلَا يَعِيهَا. والسَّفَرَةُ: كَتَبَة الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يُحْصُونَ الأَعمال؛ قال ابْنُ عَرَفَةَ: سُمِّيَتِ الْمَلَائِكَةُ سَفَرَةً لأَنهم يَسْفِرُونَ بَيْنَ الله وبين أَنبيائه؛ قال أَبو بَكْرٍ: سُمُّوا سَفَرَةً لأَنهم يَنْزِلُونَ بِوَحْيِ اللَّهِ وبإِذنه وَمَا يَقَعُ بِهِ الصَّلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَشُبِّهُوا بالسُّفَرَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَيَصْلُحُ شأْنهما. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الماهِرِ بِالْقُرْآنِ مَثَلُ السَّفَرَةِ ؛ هُمُ الْمَلَائِكَةُ جَمْعُ سَافِرٍ، والسافِرُ فِي الأَصل الْكَاتِبُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُبَيِّنُ الشَّيْءَ وَيُوَضِّحُهُ. قال الزَّجَّاجُ: قِيلَ لِلْكَاتِبِ سَافِرٌ، وَلِلْكِتَابِ سِفْرٌ لأَن مَعْنَاهُ أَنه يُبَيِّنُ الشَّيْءَ وَيُوَضِّحُهُ. وَيُقَالُ: أَسْفَرَ الصُّبْحُ إِذا انْكَشَفَ وأَضاء إِضاءة لَا يُشَكُّ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ فإِنه أَعظم للأَجْرِ ؛ يَقُولُ: صَلُّوا صلاة الفجر بعد ما يَتَبَيَّنُ الْفَجْرُ وَيَظْهَرُ ظُهُورًا لَا ارْتِيَابَ فِيهِ، وَكُلُّ مَنْ نَظَرَ إِليه عَرَفَ أَنه الْفَجْرُ الصَّادِقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ ؛ أَي صَلُّوا صَلَاةَ الْفَجْرَ مُسْفِرين؛ وَيُقَالُ: طَوِّلُوها إِلى الإِسْفارِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالُوا يَحْتَمِلُ أَنهم حِينَ أَمرهم بِتَغْلِيسِ صَلَاةِ الْفَجْرِ فِي أَول وَقْتِهَا كَانُوا يُصَلُّونَهَا عِنْدَ الْفَجْرِ الأَوَّل حِرْصًا وَرَغْبَةً، فَقَالَ: أَسْفِرُوا بِهَا أَي أَخروها إِلى أَن يَطْلُعَ الْفَجْرُ الثَّانِي وَتَتَحَقَّقُوهُ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَنه قَالَ لِبِلَالٍ: نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ مَا يُبْصِرُ الْقَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِم ، وَقِيلَ: الأَمر بالإِسْفارِ خَاصٌّ فِي اللَّيَالِي المُقْمِرَة لأَن أَوَّل الصُّبْحِ

لَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا فأُمروا بالإِسفار احْتِيَاطًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: صَلُّوا الْمَغْرِبَ والفِجاجُ مُسْفِرَةٌ أَي بَيِّنَةٌ مُضِيئَةٌ لَا تَخْفَى. وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ: كَانَ يأْتينا بِلَالٌ يُفْطِرُنا وَنَحْنُ مُسْفِرُون جِدّاً ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: سَفَرَتِ المرأَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ. السَّفَرَةُ يَعْنِي الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ أَعمال بَنِي آدَمَ، وَاحِدُهُمْ سافِرٌ مِثْلُ كاتِبٍ وكَتَبَةٍ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَاعْتِبَارُهُ بِقَوْلِهِ: كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ؛ وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُها، ... وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ، آياتُها سَفْرُ قَالَ السُّكَّرِيُّ: دُرِسَتْ فَصَارَتْ رُسُومُهَا أَغفالًا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ السَّفْرُ مِنْ قَوْلِهِمْ سَفَرْتُ الْبَيْتَ أَي كَنَسْتُهُ فكأَنه مِنْ كَنَسْتُ الْكِتَابَةَ مِنَ الطِّرْس. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَوْ أَمرت بِهَذَا الْبَيْتِ فَسُفِرَ ؛ قَالَ الأَصمعي: أَي كُنِسَ. والسَّافِرَة: أُمَّةٌ مِنَ الرُّومِ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: لَوْلَا أَصواتُ السَّافِرَةِ لَسَمِعْتُمْ وَجْبَةَ الشَّمْسِ ؛ قَالَ: وَالسَّافِرَةُ أُمة مِنَ الرُّومِ «2». كَذَا جَاءَ مُتَّصِلًا بِالْحَدِيثِ، وَوَجْبَةُ الشَّمْسِ وُقُوعُهَا إِذا غَرَبَتْ. وسَفَارِ: اسْمُ مَاءٍ مُؤَنَّثَةٍ مَعْرِفَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: وسَفَارِ مِثْلَ قَطامِ اسْمُ بِئْرٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: مَتَّى مَا تَرِدْ يَوْمًا سَفَارِ، تَجِدْ بهَا ... أُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَحِيزَ المُعَوَّرَا وسُفَيْرَةُ: هَضْبَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ زُهَيْرُ: بَكَتْنَا أَرضنا لَمَّا ظعنَّا ... .... سفيرة والغيام «3». سفسر: السِّفْسِيرُ: الفَيْجُ والتابِعُ وَنَحْوُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّفْسِيرُ الَّذِي يَقُومُ عَلَى النَّاقَةِ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: وفَارَقَتْ، وَهْي لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها ... مِنَ الفَصَافِصِ بالنمِّيِّ سِفْسِيرُ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَقُومُ عَلَى الإِبل وَيُصْلِحُ شأْنها، وَقِيلَ: هُوَ السِّمْسَارُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَيِّمُ بالأَمر الْمُصْلِحُ لَهُ، وأَنكر أَن يَكُونَ بَيَّاعَ القَتِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: وَفَارَقَتْ وَهِيَ لَمْ تَجْرَبْ الْبَيْتَ قَالَ: بَاعَ لَهَا اشْتَرَى لَهَا. سِفْسِيرٌ يَعْنِي السِّمْسَارَ. وَقَالَ المؤرِّج: السِّفْسِيرُ العَبْقَرِيُّ، وَهُوَ الْحَاذِقُ بِصِناعَتِه مِنْ قَوْمٍ سَفاسِرة وعَباقِرَة. وَيُقَالُ لِلْحَاذِقِ بأَمر الحَديد: سِفْسِيرٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: بَرَتْهُ سَفَاسِيرُ الحَدِيدِ فَجَرَّدَتْ ... وَقِيعَ الأَعالي، كانَ فِي الصَّوْتِ مُكْرِمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السِّفْسِيرُ القَهْرَمانُ فِي قَوْلِ أَوس. وَالسِّفْسِيرُ: الحُزْمَةُ مِنْ حُزَمِ الرَّطْبَة الَّتِي تُعْلَفُهَا الإِبل، وأَصل ذَلِكَ فَارِسِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّي والسَّوابِحَ كُلَّ يَوْمٍ، ... وَمَا تَتْلو السَّفاسِرَةُ الشُّهُودُ السَّفَاسِرَةُ: أَصحاب الأَسفار وَهِيَ الْكُتُبُ.

_ (2). قوله: [أمة من الروم] قال في النهاية كأَنهم سموا بذلك لبعدهم وتوغلهم في المغرب. والوجبة الغروب يعني صوته فحذف المضاف (3). كذا بياض بالأَصل، ولم نجد هذا البيت في ديوان زهير

سقر: السَّقْرُ: مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ مَعْرُوفٌ لُغَةٌ فِي الصَّقْرِ. والزَّقْرُ: الصَّقْرُ مُضَارِعَةٌ، وَذَلِكَ لأَن كَلْبًا تَقْلِبُ السِّينَ مَعَ الْقَافِ خَاصَّةً زَايًا. وَيَقُولُونَ فِي مَسَّ سَقَرَ : مَسَّ زَقَرَ، وَشَاةٌ زَقْعَاء فِي سَقْعَاء. والسَّقْرُ: البُعْدُ. وسَقَرَته الشمسُ تَسْقُرُهُ سَقْراً: لوَّحَتْه وَآلَمَتْ دِمَاغَهُ بِحَرِّهَا. وسَقَرَاتُ الشَّمْسِ: شِدَّةُ وَقْعِها. وَيَوْمٌ مُسْمَقِرٌّ ومُصْمَقِرٌّ: شَدِيدُ الْحَرِّ. وسَقَرُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء جَهَنَّمَ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْبُعْدِ، وَعَامَّةُ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي صَقَر، بِالصَّادِّ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ النَّارِ: سَمَّاهَا سَقَرَ؛ هُوَ اسم أَعجمي علم لنار الْآخِرَةِ. قَالَ اللَّيْثُ: سَقَرُ اسْمُ مَعْرِفَةٍ لِلنَّارِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَقَرَ. وَهَكَذَا قُرِئَ: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؛ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لأَنه مَعْرِفَةٌ، وَكَذَلِكَ لَظَى وَجَهَنَّمُ. أَبو بَكْرٍ: فِي السَّقَرِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن نَارَ الْآخِرَةِ سُمِّيَتْ سَقَرَ لَا يُعْرَفُ لَهُ اشْتِقَاقٌ وَمَنَعَ الإِجراء التَّعْرِيفَ وَالْعُجْمَةَ، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ النَّارُ سَقَرَ لأَنها تُذِيبُ الأَجسام والأَرواح، وَالِاسْمُ عَرَبِيٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ سَقَرَتْهُ الشَّمْسُ أَي أَذابته. وأَصابه مِنْهَا ساقُور، والسَّاقور أَيضاً: حَدِيدَةٌ تُحْمَى وَيُكْوَى بِهَا الْحِمَارُ، وَمَنْ قَالَ سَقَرُ اسْمٌ عَرَبِيٌّ قَالَ: مَنَعَهُ الإِجراء لأَنه مَعْرِفَةٌ مُؤَنَّثٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا تُبْقِي وَلا تَذَرُ. والسَّقَّارُ: اللَّعَّانُ الْكَافِرُ، بِالسِّينِ وَالصَّادِّ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَقَرَ: الصَّقَّارُ النَّمَّامُ. وَرَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَسْكُنُ مَكَّةَ سَاقُور وَلَا مَشَّاءٌ بِنَمِيمٍ. وَرُوِيَ أَيضاً فِي السَّقَّار والصَّقَّار: اللَّعَّان، وَقِيلَ: اللَّعَّان لِمَنْ لَا يَسْتَحِقُّ اللَّعْنَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَضْرِبُ النَّاسَ بِلِسَانِهِ مِنَ الصَّقْرِ، وَهُوَ ضَرْبُكَ الصَّخْرَةِ بالصَّاقُور، وَهُوَ المِعْوَلُ. وَجَاءَ ذِكْرُ السَّقَّارِينَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَجَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنهم الْكَذَّابُونَ ، قِيلَ: سُمُّوا بِهِ لِخُبْثِ مَا يَتَكَلَّمُونَ. وَرَوَى سَهْلُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبيه: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا تَزَالُ الأُمة عَلَى شَرِيعَةٍ مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهِمْ ثَلَاثٌ: مَا لَمْ يُقْبَضْ مِنْهُمُ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرْ فِيهِمُ الخُبْثُ، وتظهر فيهم السَّقَّارَةُ، قَالُوا: وَمَا السَّقَّارَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بَشَرٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَكُونُ تَحِيَّتُهم بَيْنَهُمْ إِذا تَلاقَوا التَّلاعُنَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَظْهَرُ فِيهِمُ السَّقَّارُونَ. سقطر: سُقُطْرَى: مَوْضِعٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، فإِذا نَسَبْتَ إِليه بِالْقَصْرِ قُلْتَ: سُقُطْرِيٌّ، وإِذا نَسَبْتَ بِالْمَدِّ قُلْتَ: سُقُطْراوِيٌّ؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حنيفة. سقعطر: السَّقَعْطَرَى: النِّهَايَةُ فِي الطُّولِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مِنَ النَّاسِ والإِبل لَا يَكُونُ أَطول مِنْهُ. والسَّقَعْطَرِيُّ: الضَّخْمُ الشَّدِيدُ الْبَطْشِ الطَّوِيلُ من الرجال. سكر: السَّكْرَانُ: خِلَافَ الصَّاحِي. والسُّكْرُ: نَقِيضُ الصَّحْوِ. والسُّكْرُ ثَلَاثَةُ: سُكْرُ الشَّبابِ وسُكْرُ المالِ وسُكْرُ السُّلطانِ؛ سَكِرَ يَسْكَرُ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَرَاناً، فَهُوَ سَكِرٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وسَكْرانُ، والأُنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانَةٌ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ. قَالَ: وَمَنْ قَالَ هَذَا وجب عَلَيْهِ أَن يَصْرِفَ سَكْرَانَ فِي النَّكِرَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: لغةُ بَنِي أَسد سَكْرَانَةٌ، وَالِاسْمُ السُّكْرُ، بِالضَّمِّ، وأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ، وَالْجَمْعُ سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى ؛ وَقُرِئَ: سَكْرَى وَمَا هُمْ

بِسَكْرَى ؛ التَّفْسِيرُ أَنك تَرَاهُمْ سُكَارَى مِنَ الْعَذَابِ وَالْخَوْفِ وَمَا هُمْ بِسُكَارَى مِنَ الشَّرَابِ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ، وَلَمْ يقرأْ أَحد مِنَ الْقُرَّاءِ سَكَارَى، بِفَتْحِ السِّينِ، وَهِيَ لُغَةٌ وَلَا تَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِهَا لأَن الْقِرَاءَةَ سنَّة. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: النَّعْتُ الَّذِي عَلَى فَعْلَانَ يُجْمَعُ عَلَى فُعَالى وفَعَالى مِثْلُ أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى، وغَيْرَانَ وَقَوْمٌ غُيَارَى وغَيَارَى، وإِنما قَالُوا سَكْرَى وفَعْلى أَكثر مَا تَجِيءُ جَمْعًا لفَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ قَتِيلٍ وقَتْلى وَجَرِيحٍ وجَرْحَى وَصَرِيعٍ وصَرْعَى، لأَنه شُبِّهَ بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لِزَوَالِ عَقْلِ السَّكْرَانِ، وأَما النَّشْوَانُ فَلَا يُقَالُ فِي جَمْعِهِ غَيْرَ النَّشَاوَى، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْ قِيلَ سَكْرَى عَلَى أَن الْجَمْعَ يَقَعُ عَلَيْهِ التأْنيث فَيَكُونُ كَالْوَاحِدَةِ كَانَ وَجْهًا؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ، ... إِنِّي عَفَوْتُ، فَلا عارٌ وَلَا باسُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما قِيلَ هَذَا قَبْلَ أَن يَنْزِلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما عَنَى هُنَا سُكْرَ النَّوْمِ، يَقُولُ: لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ رَوْبَى. ورَجُلٌ سِكِّيرٌ: دَائِمُ السُّكر. ومِسْكِيرٌ وسَكِرٌ وسَكُورٌ: كَثِيرُ السُّكْرِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لعمرو ابن قَمِيئَةَ: يَا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه ... أَن قِيلَ يَوْمًا: إِنَّ عَمْراً سَكُورْ وَجَمْعُ السَّكِر سُكَارَى كَجَمْعِ سَكرْان لِاعْتِقَابِ فَعِلٍ وفَعْلان كَثِيرًا عَلَى الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ. وَرَجُلٌ سِكِّيرٌ: لَا يَزَالُ سكرانَ، وَقَدْ أَسكره الشَّرَابُ. وتساكَرَ الرجلُ: أَظهر السُّكْرَ وَاسْتَعْمَلَهُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقَ: أَسَكْرَان كانَ ابْنُ المَرَاغَةِ إِذ هَجَا ... تَمِيماً، بِجَوْفِ الشَّامِ، أَم مُتَساكِرُ؟ تَقْدِيرُهُ: أَكان سَكْرَانَ ابْنُ الْمَرَاغَةِ فَحَذَفَ الْفِعْلَ الرَّافِعَ وَفَسَّرَهُ بِالثَّانِي فَقَالَ: كَانَ ابْنُ الْمَرَاغَةِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فَهَذَا إِنشاد بَعْضِهِمْ وأَكثرهم يَنْصِبُ السَّكْرَانَ وَيَرْفَعُ الْآخَرَ عَلَى قَطْعٍ وَابْتِدَاءٍ، يُرِيدُ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَجْعَلُ اسْمَ كَانَ سَكْرَانُ وَمُتَسَاكِرُ وَخَبَرَهَا ابْنَ الْمَرَاغَةِ؛ وَقَوْلُهُ: وأَكثرهم يَنْصِبُ السَّكْرَانَ وَيَرْفَعُ الْآخَرَ عَلَى قَطْعٍ وَابْتِدَاءٍ يُرِيدُ أَن سَكْرَانَ خَبَرُ كَانَ مُضْمَرَةٍ تَفْسِيرُهَا هَذِهِ الْمُظْهَرَةُ، كأَنه قَالَ: أَكان سَكْرَانَ ابْنُ الْمَرَاغَةِ، كَانَ سَكْرَانَ وَيَرْفَعُ مُتَسَاكِرُ عَلَى أَنه خَبَرُ ابْتِدَاءٍ مُضْمَرٍ، كأَنه قَالَ: أَم هُوَ مُتَسَاكِرٌ. وَقَوْلُهُمْ: ذَهَبَ بَيْنَ الصَّحْوَة والسَّكْرَةِ إِنما هُوَ بَيْنَ أَن يَعْقِلَ وَلَا يَعْقِلَ. والمُسَكَّرُ: الْمَخْمُورُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ، ... ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ، يُصْبِحْ مُسَكَّرا وسَكْرَةُ الْمَوْتِ: شِدَّتُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ؛ سَكْرَةُ الْمَيِّتِ غَشْيَتُه الَّتِي تَدُلُّ الإِنسان عَلَى أَنه مَيِّتٌ. وَقَوْلُهُ بِالْحَقِّ أَي بِالْمَوْتِ الْحَقِّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّكْرَةُ الغَضْبَةُ. والسَّكْرَةُ: غَلَبَةُ اللَّذَّةِ عَلَى الشَّبَابِ. والسَّكَرُ: الْخَمْرُ نَفْسُهَا. والسَّكَرُ: شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ والكَشُوثِ والآسِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ كَتَحْرِيمِ الْخَمْرِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّكَرُ يُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ والكُشُوث يُطْرَحَانِ سَافًا سَافًا وَيَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ. قَالَ: وَزَعَمَ زَاعِمٌ أَنه رُبَّمَا خُلِطَ بِهِ الْآسُ فَزَادَهُ شِدَّةً.

وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي السَّكَرِ الَّذِي فِي التَّنْزِيلِ: إِنه الخَلُّ وَهَذَا شَيْءٌ لَا يَعْرِفُهُ أَهل اللُّغَةِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً ، قَالَ: هُوَ الْخَمْرُ قَبْلَ أَن يُحَرَّمَ وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ الزَّبِيبُ والتمر وما أَشبهها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّكَرُ نقيع التَّمْرِ الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ، وَكَانَ إِبراهيم وَالشَّعْبِيُّ وأَبو رَزِينٍ يَقُولُونَ: السَّكَرُ خَمْرٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: السَّكَرُ مِنَ التَّمْرِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَحْدَهُ: السَّكَرُ الطَّعَامُ؛ يَقُولُ الشَّاعِرُ: جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَرا أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لَكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا بِالْخَمْرِ أَشبه مِنْهُ بِالطَّعَامِ؛ الْمَعْنَى: جَعَلْتَ تَتَخَمَّرُ بأَعراض الْكِرَامِ، وَهُوَ أَبين مِمَّا يُقَالُ لِلَّذِي يَبْتَرِكُ فِي أَعراض النَّاسِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ: السَّكَرُ مَا حُرِّمَ مِنْ ثَمَرَتها، وَالرِّزْقُ مَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَتِهَا. ابْنُ الأَعرابي: السَّكَرُ الغَضَبُ؛ والسَّكَرُ الِامْتِلَاءُ، والسَّكَرُ الْخَمْرُ، والسَّكَرُ النَّبِيذُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِذا رَوِينَ عَلَى الخِنْزِيرِ مِن سَكَرٍ ... نادَيْنَ: يَا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا وَفِي الْحَدِيثِ: حُرِّمَتِ الخمرُ بِعَيْنِهَا والسَّكَرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ ؛ السَّكَر، بِفَتْحِ السِّينِ وَالْكَافِ: الْخَمْرُ المُعْتَصَرُ مِنَ الْعِنَبِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الأَثبات، ومنهم مَنْ يَرْوِيهِ بِضَمِّ السِّينِ وَسُكُونِ الْكَافِ، يُرِيدُ حَالَةَ السَّكْرَانِ فَيَجْعَلُونَ التَّحْرِيمَ للسُّكْرِ لَا لِنَفْسِ المُسْكِرِ فَيُبِيحُونَ قَلِيلَهُ الَّذِي لَا يُسْكِرُ، وَالْمَشْهُورُ الأَول، وَقِيلَ: السَّكَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، الطَّعَامُ؛ وأَنكر أَهل اللُّغَةِ هَذَا وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: أَن رَجُلًا أَصابه الصَّقَرُ فَبُعِثَ لَهُ السَّكَرُ فَقَالَ: إِن اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرُمَ عَلَيْكُمْ. والسَّكَّار: النَّبَّاذُ. وسَكْرَةُ الْمَوْتِ: غَشْيَتُه، وَكَذَلِكَ سَكْرَةُ الهَمِّ وَالنَّوْمِ وَنَحْوُهُمَا؛ وَقَوْلُهُ: فجاؤونا بِهِمْ، سُكُرٌ عَلَيْنَا، ... فَأَجْلَى اليومُ، والسَّكْرَانُ صَاحِي أَراد سُكْرٌ فأَتبع الضَّمَّ الضَّمَّ لِيَسْلَمَ الْجَزْءُ مِنَ الْعَصْبِ، وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ سَكَرٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَمَنْ قَالَ سَكَرٌ عَلَيْنَا فَمَعْنَاهُ غَيْظٌ وَغَضَبٌ. ابْنُ الأَعرابي: سَكِرَ مِنَ الشَّرَابِ يَسْكَرُ سُكْراً، وسَكِرَ من الغضب يَسْكَرُ سَكَراً إِذا غَضِبَ، وأَنشد الْبَيْتَ. وسُكِّرَ بَصَرُه: غُشِيَ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا ؛ أَي حُبِسَتْ عَنِ النَّظَرِ وحُيِّرَتْ. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: مَعْنَاهَا غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ، وقرأَها الْحَسَنُ مُخَفَّفَةً وَفَسَّرَهَا: سُحِرَتْ. التَّهْذِيبِ: قُرِئَ سُكِرت وسُكِّرت، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، وَمَعْنَاهُمَا أُغشيت وسُدّت بالسِّحْرِ فَيَتَخَايَلُ بأَبصارنا غَيْرَ مَا نَرَى. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: سُكِّرَتْ أَبصارنا أَي سُدَّت؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَذْهَبُ مُجَاهِدٌ إِلى أَن الأَبصار غَشِيَهَا مَا مَنَعَهَا مِنَ النَّظَرِ كَمَا يَمْنَعُ السَّكْرُ الْمَاءَ مِنَ الْجَرْيِ، فَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُكِّرَتْ أَبصار الْقَوْمِ إِذا دِيرَ بِهِم وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فَلَمْ يُبْصِرُوا؛ وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: سُكِّرَتْ أَبصارُنا مأْخوذ مِنْ سُكْرِ الشَّرَابِ كأَن الْعَيْنَ لَحِقَهَا مَا يَلْحَقُ شَارِبَ المُسكِرِ إِذا سكِرَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ حُبِسَتْ وَمُنِعَتْ مِنَ النَّظَرِ. الزَّجَّاجُ: يُقَالُ سَكَرَتْ عَيْنُه تَسْكُرُ إِذا تَحَيَّرَتْ وسَكنت عَنِ النَّظَرِ، وسكَرَ الحَرُّ يَسْكُرُ؛ وأَنشد: جَاءَ الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ، ... وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ

قَالَ أَبو بَكْرٍ: اجْثَأَلَّ مَعْنَاهُ اجْتَمَعَ وتقبَّض. والتَّسْكِيرُ لِلْحَاجَةِ: اخْتِلَاطُ الرأْي فِيهَا قَبْلَ أَن يَعْزِمَ عَلَيْهَا فإِذا عَزَمَ عَلَيْهَا ذَهَبَ اسم التكسير، وَقَدْ سُكِرَ. وسَكِرَ النَّهْرَ يَسْكُرُه سَكْراً: سَدَّ فَاهُ. وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ، فَقَدْ سُكِرَ، والسِّكْرُ مَا سُدَّ بِهِ. والسَّكْرُ: سَدُّ الشِّقِّ ومُنْفَجَرِ الْمَاءِ، والسِّكْرُ: اسْمُ ذَلِكَ السِّدادِ الَّذِي يُجْعَلُ سَدّاً لِلشِّقِّ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِلْمُسْتَحَاضَةِ لَمَّا شَكَتْ إِلَيْهِ كَثْرَةَ الدَّمِ: اسْكُرِيه ، أَي سُدِّيه بِخِرْقَةٍ وشُدِّيه بِعِصَابَةٍ، تَشْبِيهًا بِسَكْر الْمَاءِ، والسَّكْرُ الْمَصْدَرُ. ابْنُ الأَعرابي: سَكَرْتُه ملأَته. والسِّكْرُ، بِالْكَسْرِ: العَرِمُ. والسِّكْرُ أَيضاً: المُسَنَّاةُ، وَالْجَمْعُ سُكُورٌ. وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكُوراً وسَكَراناً: سَكَنَتْ بَعْدَ الهُبوب. وليلةٌ ساكِرَةٌ: سَاكِنَةٌ لَا رِيحَ فِيهَا؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: تُزَادْ لَياليَّ فِي طُولِها، ... فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ وَلَا ساكِرَهْ وَفِي التَّهْذِيبِ قَالَ أَوس: جَذَلْتُ عَلَى لَيْلَةٍ ساهِرَهْ، ... فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ وَلَا ساكرهْ أَبو زَيْدٍ: الْمَاءُ السَّاكِرُ السَّاكِنُ الَّذِي لَا يَجْرِي؛ وَقَدْ سَكَر سُكُوراً. وسُكِرَ البَحْرُ: رَكَدَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ بَحْرٍ: يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُسْكَرُ كَذَا أَنشده يَسْكَرُ عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْمَفْعُولِ، وَفَسَّرَهُ بِيَرْكَدُ عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْفَاعِلِ. والسُّكَّرُ مِنَ الحَلْوَاءِ: فَارِسِيٌّ معرَّب؛ قَالَ: يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ ... فِي فَمِهِ، مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ والسُّكَّرَةُ: الْوَاحِدَةُ مِنَ السُّكَّرِ. وَقَوْلُ أَبي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ فِي صِفَةِ العُشَرِ: وَهُوَ مُرٌّ لَا يأْكله شَيْءٌ ومَغافِيرهِ سُكَّرٌ؛ إِنما أَراد مِثْلَ السُّكَّرِ فِي الحلاوةِ. وقال أَبو حنيفة: والسُّكَّرُ عِنَبٌ يُصِيبُهُ المَرَقُ فَيَنْتَثِرُ فَلَا يَبْقَى فِي العُنْقُودِ إِلَّا أَقله، وعناقِيدُه أَوْساطٌ، هو أَبيض رَطْبٌ صَادِقُ الْحَلَاوَةِ عَذْبٌ مِنْ طَرَائِفِ الْعِنَبِ، ويُزَبَّبُ أَيضاً. والسَّكْرُ: بَقْلَةٌ مِنَ الأَحرار؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي لَهَا حِلْيَةٌ. والسَّكَرَةُ: المُرَيْرَاءُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْحِنْطَةِ. والسَّكْرَانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثيِّر يَصِفُ سَحَابًا: وعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ، وارْتَكَى ... يجرُّ كَمَا جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ والسَّيْكَرَانُ: نَبْتٌ؛ قَالَ: وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ ... مِنَ النَّبْتِ، إِلَّا سَيْكَراناً وحُلَّبَا قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّيْكَرانُ مِمَّا تَدُومُ خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ قَالَ: وسأَلت شَيْخًا مِنَ الأَعراب عَنِ السَّيْكَرانِ فَقَالَ: هُوَ السُّخَّرُ وَنَحْنُ نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قَالَ: وَلَهُ حَبٌّ أَخْضَرُ كَحَبِّ الرَّازِيَانِجِ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الْحَارِّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قَدْ سَكَرَ يَسْكُرُ. وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه؛ والبعيرُ يُسَكِّرُ آخَرَ بِذِرَاعِهِ حَتَّى يَكَادَ يَقْتُلُهُ. التَّهْذِيبِ: رُوِيَ عَنْ أَبي مُوسَى الأَشعري أَنه قَالَ: السُّكُرْكَةُ خَمْرُ الْحَبَشَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهِيَ مِنَ الذُّرَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ، وَقَيَّدَهُ شَمِرٌ بِخَطِّهِ: السُّكْرُكَةُ، الْجَزْمُ عَلَى الْكَافِ وَالرَّاءُ

مَضْمُومَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَنِ الغُبَيْراء فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيهَا، وَنَهَى عَنْهَا ؛ قَالَ مَالِكٌ: فسأَلت زَيْدَ بْنَ أَسلم: مَا الغبيراء؟ فقال: هي السكركة، بِضَمِّ السِّينِ وَالْكَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، نَوْعٌ مِنَ الْخُمُورِ تُتَّخَذُ مِنَ الذُّرَةِ، وَهِيَ لَفْظَةٌ حَبَشِيَّةٌ قَدْ عُرِّبَتْ، وَقِيلَ: السُّقُرْقَع. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا آكُلُ فِي سُكُرُّجَة ؛ هِيَ، بِضَمِّ السِّينِ وَالْكَافِ وَالرَّاءِ وَالتَّشْدِيدِ، إِناء صَغِيرٌ يُؤْكَلُ فِيهِ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ من الأُدْمِ، وهي فارسية، وأَكثر مَا يُوضَعُ فِيهَا الكوامخ ونحوها. سكندر: رأَيت فِي مُسَوَّدَاتِ كِتَابِي هَذَا هَذِهِ التَّرْجَمَةَ وَلَمْ أَدر مِنْ أَي جِهَةِ نَقَلْتُهَا: كَانَ الإِسْكَنْدَرُ والفَرَما أَخوين وَهُمَا وَلَدَا فِيلِبْسَ الْيُونَانِيِّ، فَقَالَ: الإِسكندر: أَبني مَدِينَةً فَقِيرَةً إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَنِيَّةً عَنِ النَّاسِ، وَقَالَ الْفَرَمَا: أَبني مَدِينَةً فَقِيرَةً إِلى النَّاسِ غَنِيَّةً عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَى مَدِينَةِ الْفَرَمَا الْخَرَابَ سَرِيعًا فَذَهَبَ رَسْمُهَا وَعَفَا أَثرها، وَبَقِيَتْ مَدِينَةُ الإِسكندر إِلى الآن. سمر: السُّمْرَةُ: مَنْزِلَةٌ بَيْنَ الْبَيَاضِ وَالسَّوَادِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي أَلوان النَّاسِ والإِبل وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَقْبَلُهَا إِلَّا أَن الأُدْمَةَ فِي الإِبل أَكثر، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي السُّمْرَةَ فِي الْمَاءِ. وَقَدْ سَمُرَ بِالضَّمِّ، وسَمِرَ أَيضاً، بِالْكَسْرِ، واسْمَارَّ يَسْمَارُّ اسْمِيرَاراً، فَهُوَ أَسْمَرُ. وَبَعِيرٌ أَسْمَرُ: أَبيضُ إِلى الشُّهْبَة. التَّهْذِيبِ: السُّمْرَةُ لَوْنُ الأَسْمَرِ، وَهُوَ لَوْنٌ يَضْرِبُ إِلى سَوَادٍ خَفِيٍّ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَسْمَرَ اللَّوْنِ ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَبيضَ مُشْرَباً بِحُمْرَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَن مَا يُبْرَزُ إِلى الشَّمْسِ كَانَ أَسْمَرَ وَمَا تُوَارِيهِ الثِّيَابُ وَتَسْتُرُهُ فَهُوَ أَبيض. أَبو عُبَيْدَةَ: الأَسْمَرانِ الماءُ والحِنْطَةُ، وَقِيلَ: الْمَاءُ وَالرِّيحُ. وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاةِ: يَرُدُّها وَيَرُدُّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ لَا سَمْراءَ ؛ وَالسَّمْرَاءُ: الْحِنْطَةُ، وَمَعْنَى نَفْيِهَا أَن لَا يُلْزَمَ بِعَطِيَّةِ الْحِنْطَةِ لأَنها أَعلى مِنَ التَّمْرِ بِالْحِجَازِ، وَمَعْنَى إِثباتها إِذا رَضِيَ بِدَفْعِهَا مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ، وَيَشْهَدُ لَهَا رِوَايَةُ ابْنِ عُمَرَ: رُدَّ مِثْلَيْ لَبَنِها قَمْحاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فإِذا عِنْدَهُ فَاتُورٌ عَلَيْهِ خُبْزُ السَّمْراءِ ؛ وقَناةٌ سَمْراءُ وَحِنْطَةٌ سَمْرَاءُ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: يَكْفِيكَ، مِنْ بَعْضِ ازْديارِ الْآفَاقِ، ... سَمْرَاءُ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراق قِيلَ: السَّمْرَاءُ هُنَا نَاقَةٌ أَدماء. ودَرَس عَلَى هَذَا: راضَ، وَقِيلَ: السَّمْرَاءُ الْحِنْطَةُ، ودَرَسَ عَلَى هَذَا: دَاسَ؛ وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: وَقَدْ عَلِمَتْ أَبْنَاءُ خِنْدِفَ أَنَّهُ ... فَتَاها، إِذا مَا اغْبَرَّ أَسْمَرُ عاصِبُ إِنما عَنَى عَامًا جَدْبًا شَدِيدًا لَا مَطَر فِيهِ كَمَا قَالُوا فِيهِ أَسود. والسَّمَرُ: ظلُّ الْقَمَرِ، والسُّمْرَةُ: مأُخوذة مِنْ هَذَا. ابْنُ الأَعرابي: السُّمْرَةُ فِي النَّاسِ هِيَ الوُرْقَةُ؛ وَقَوْلُ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: إِلى مِثْلِ دُرْجِ العاجِ، جادَتْ شِعابُه ... بِأَسْمَرَ يَحْلَوْلي بِهَا ويَطِيبُ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: عَنَى بالأَسمر اللَّبَنَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ لَبَنُ الظَّبْيَةِ خَاصَّةً؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظنه فِي لَوْنِهِ أَسمر. وسَمَرَ يَسْمُرُ سَمْراً وسُمُوراً: لَمْ يَنَمْ، وَهُوَ سامِرٌ وَهُمُ السُّمَّارُ والسَّامِرَةُ. والسَّامِرُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ كالجامِلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: سامِراً يَعْنِي

سُمَّاراً. والسَّمَرُ: المُسامَرَةُ، وَهُوَ الْحَدِيثُ بِاللَّيْلِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَسَمِعْتُ الْعَامِرِيَّةَ تَقُولُ تَرَكْتُهُمْ سَامِرًا بِمَوْضِعِ كَذَا، وجَّهَه عَلَى أَنه جَمْعُ الْمَوْصُوفِ فَقَالَ تَرَكْتُهُمْ، ثُمَّ أَفرد الْوَصْفَ فَقَالَ: سَامِرًا؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَفْتَعِلُ هَذَا كَثِيرًا إِلَّا أَن هَذَا إِنما هُوَ إِذا كَانَ الْمَوْصُوفُ مَعْرِفَةً؛ تَفْتَعِلُ بِمَعْنَى تَفْعَلُ؛ وَقِيلَ: السَّامِرُ والسُّمَّارُ الْجَمَاعَةُ الَّذِينَ يَتَحَدَّثُونَ بِاللَّيْلِ. والسَّمَرُ: حَدِيثُ اللَّيْلِ خَاصَّةً. والسَّمَرُ والسَّامِرُ: مَجْلِسُ السُّمَّار. اللَّيْثُ: السَّامِرُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِعُونَ للسَّمَرِ فِيهِ؛ وأَنشد: وسَامِرٍ طَالَ فِيهِ اللَّهْوُ والسَّمَرُ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَتْ حُرُوفٌ عَلَى لَفْظِ فاعِلٍ وَهِيَ جَمْعٌ عَنِ الْعَرَبِ: فمنها الجامل والسامر وَالْبَاقِرُ وَالْحَاضِرُ، وَالْجَامِلُ للإِبل وَيَكُونُ فِيهَا الذُّكُورُ والإِناث والسَّامِرُ الْجَمَاعَةُ مِنَ الْحَيِّ يَسْمُرُونَ لَيْلًا، والحاضِر الْحَيُّ النُّزُولُ عَلَى الْمَاءِ، وَالْبَاقِرُ الْبَقَرُ فِيهَا الفُحُولُ والإِناث. وَرَجُلٌ سِمِّيرٌ: صاحبُ سَمَرٍ، وَقَدْ سَامَرَهُ. والسَّمِيرُ: المُسَامِرُ. والسَّامِرُ: السُّمَّارُ وَهُمُ الْقَوْمُ يَسْمُرُون، كَمَا يُقَالُ للحُجَّاج: حَاجٌّ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ ؛ أَي فِي السَّمَرِ، وَهُوَ حَدِيثُ اللَّيْلِ. يُقَالُ: قومٌ سامِرٌ وسَمْرٌ وسُمَّارٌ وسُمَّرٌ. والسَّمَرةُ: الأُحْدُوثة بِاللَّيْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ دُونِهِمْ، إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً، ... عَزْفُ القِيانِ ومَجْلِسٌ غَمْرُ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ سامِراً : تَهْجُرُونَ الْقُرْآنَ فِي حَالِ سَمَرِكُمْ. وَقُرِئَ سُمَّراً ، وَهُوَ جَمْعُ السَّامر؛ وَقَوْلُ عُبَيْدِ بْنِ الأَبرص: فَهُنْ كَنِبْرَاسِ النَّبِيطِ، أَو ... الفَرْضِ بِكَفِّ اللَّاعِبِ المُسْمِرِ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَكُونَ أَسْمَرَ لُغَةً فِي سَمَرَ، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ أَسْمَرَ صَارَ لَهُ سَمَرٌ كأَهْزَلَ وأَسْمَنَ فِي بَابِهِ؛ وَقِيلَ: السَّمَرُ هُنَا ظِلُّ الْقَمَرِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَا سَمَرَ الناسُ بِاللَّيْلِ وَمَا طَلَعَ الْقَمَرُ، وَقِيلَ: السَّمَرُ الظُّلْمَةُ. وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ السَّمَرَ والقَمَرَ أَي مَا دَامَ النَّاسُ يَسْمُرونَ فِي لَيْلَةٍ قَمْراءَ، وَقِيلَ: أَي لَا آتِيكَ دَوامَهُما، وَالْمَعْنَى لَا آتِيكَ أَبداً. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ حَلَفَ بالسَّمَرِ والقَمَرِ، قَالَ الأَصمعي: السَّمَرُ عِنْدَهُمُ الظُّلْمَةُ والأَصل اجْتِمَاعُهُمْ يَسْمُرُونَ فِي الظُّلْمَةِ، ثُمَّ كَثُرَ الِاسْتِعْمَالُ حَتَّى سَمُّوا الظُّلْمَةَ سَمَراً. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: إِذا جَاءَ زَوْجُهَا مِنَ السَّامِرِ؛ هُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ يَسْمُرون بِاللَّيْلِ أَي يَتَحَدَّثُونَ. وَفِي حَدِيثِ السَّمَرِ بَعْدَ الْعَشَاءِ، الرِّوَايَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، مِنَ المُسامَرة، وَهِيَ الْحَدِيثُ فِي اللَّيْلِ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِسُكُونِ الْمِيمِ وجعلَه الْمَصْدَرَ. وأَصل السَّمَرِ: لَوْنُ ضَوْءِ الْقَمَرِ لأَنهم كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ. والسَّمَرُ: الدَّهْرُ. وفلانٌ عِنْدَ فُلَانٍ السَّمَرَ أَي الدَّهْرَ. والسَّمِيرُ: الدَّهْرُ أَيضاً. وابْنَا سَمِيرٍ: الليلُ والنهارُ لأَنه يُسْمَرُ فِيهِمَا. وَلَا أَفعله سَمِيرَ الليالي أَي آخرها؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى: هُنالِكَ لَا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّنِي، ... سَمِيرَ اللَّيالي مُبْسَلَا بالجَرائرِ وَلَا آتِيكَ مَا سَمَرَ ابْنَا سَمِيرٍ أَي الدهرَ كُلَّه؛ وَمَا سَمَرَ ابنُ سَمِيرٍ وَمَا سَمَرَ السَّمِيرُ، قِيلَ: هُمُ النَّاسُ يَسْمُرُونَ بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّهْرُ وَابْنَاهُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. وَحُكِيَ: مَا أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير وَمَا

أَسْمَرَ ابْنَا سَمِيرٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْ أَسْمَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَعَلَّهَا لُغَةٌ فِي سَمَرَ. وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ مَا اخْتَلَفَ ابْنَا سَمِير أَي مَا سُمِرَ فِيهِمَا. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ. وَرَوَى سَلَمة عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: بَعَثْتُ مَنْ يَسْمُر الْخَبَرَ. قَالَ: وَيُسَمَّى السَّمَر بِهِ. وابنُ سَمِيرٍ: اللَّيْلَةُ الَّتِي لَا قَمَرَ فِيهَا؛ قَالَ: وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وإِن قَالَ قائلٌ ... عَلَى رغمِهِ: مَا أَسْمَرَ ابنُ سَمِيرِ أَي مَا أَمكن فِيهِ السَّمَرُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: طُرقِ الْقَوْمُ سَمَراً إِذا طُرقوا عِنْدَ الصُّبْحِ. قَالَ: والسَّمَرُ اسْمٌ لِتِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وإِن لَمْ يُطْرَقُوا فِيهَا. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِ الْعَرَبِ: لَا أَفعلُ ذَلِكَ السَّمَرَ والقَمَرَ، قَالَ: كُلُّ لَيْلَةٍ لَيْسَ فِيهَا قَمَرٌ تُسَمَّى السَّمَرَ؛ الْمَعْنَى مَا طَلَعَ الْقَمَرُ وَمَا لَمْ يَطْلُعْ، وَقِيلَ: السَّمَرُ الليلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا تَسْقِنِي إِنْ لَمْ أُزِرْ، سَمَراً، ... غَطْفَانَ مَوْكِبَ جَحْفَلٍ فَخِمِ وسامِرُ الإِبل: مَا رَعَى مِنْهَا بِاللَّيْلِ. يُقَالُ: إِن إِبلنا تَسْمُر أَي تَرْعَى لَيْلًا. وسَمَر القومُ الخمرَ: شَرِبُوهَا لَيْلًا؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: ومُصَرَّعِينَ مِنَ الكَلالِ، كَأَنَّما ... سَمَرُوا الغَبُوقَ مِنَ الطِّلاءِ المُعْرَقِ وَقَالَ ابْنُ أَحمر وَجَعَلَ السَّمَرَ لَيْلًا: مِنْ دُونِهِمْ، إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً، ... حيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكِرُ أَراد: إِن جِئْتَهُمْ لَيْلًا. والسَّمْرُ: شَدُّكَ شَيْئًا بالمِسْمَارِ. وسَمَرَهُ يَسْمُرُهُ ويَسْمِرُهُ سَمْراً وسَمَّرَهُ، جَمِيعًا: شَدَّهُ. والمِسْمارُ: مَا شُدَّ بِهِ. وسَمَرَ عينَه: كَسَمَلَها. وَفِي حَدِيثِ الرَّهْطِ العُرَنِيِّينَ الَّذِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فأَسلموا ثُمَّ ارْتَدُّوا فَسَمَر النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْيُنَهُمْ ؛ وَيُرْوَى: سَمَلَ، فَمَنْ رَوَاهُ بِاللَّامِ فَمَعْنَاهُ فقأَها بِشَوْكٍ أَو غَيْرِهِ، وَقَوْلُهُ سَمَرَ أَعينهم أَي أَحمى لَهَا مَسَامِيرَ الْحَدِيدِ ثُمَّ كَحَلَهُم بِهَا. وامرأَة مَسْمُورة: مَعْصُوبَةُ الْجَسَدِ لَيْسَتْ بِرِخْوةِ اللحمِ، مأْخوذٌ مِنْهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ مَسْمُور قَلِيلُ اللَّحْمِ شَدِيدُ أَسْرِ الْعِظَامِ والعصَبِ. وَنَاقَةٌ سَمُورٌ: نَجِيبٌ سَرِيعَةٌ؛ وأَنشد: فَمَا كَانَ إِلَّا عَنْ قَلِيلٍ، فَأَلْحَقَتْ ... بِنَا الحَيَّ شَوْشَاءُ النَّجاءِ سَمُورُ والسَّمَارُ: اللَّبَنُ المَمْذُوقُ بِالْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ الرَّقِيقُ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ الَّذِي ثُلْثَاهُ مَاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: ولَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُوَنَّ لِقاحُه، ... ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّهُ بِسَمَارِ وَتَسْمِيرُ اللَّبَنِ: تَرْقِيقُهُ بِالْمَاءِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الَّذِي أُكثر مَاؤُهُ وَلَمْ يُعَيَّنْ قَدْرًا؛ وأَنشد: سَقَانا فَلَمْ يَهْجَأْ مِنَ الجوعِ نَقْرُهُ ... سَمَاراً، كَإِبْطِ الذّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهُ وَاحِدَتُهُ سَمَارَةٌ، يَذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى الطَّائِفَةِ. وسَمَّرَ اللبنَ: جَعَلَهُ سَمَاراً. وَعَيْشٌ مَسْمُورٌ: مَخْلُوطٌ غَيْرُ صَافٍ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وسَمَّرَ سَهْمَه: أَرسله، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَصْلِ الشِّينِ أَيضاً. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: التسْمِيرُ. إِرْسَالُ السَّهْمِ بِالْعَجَلَةِ، والخَرْقَلَةُ إِرساله بالتأَني؛

يُقَالُ للأَول: سَمِّرْ فَقَدَ أَخْطَبَكَ الصيدُ، وَلِلْآخَرِ: خَرْقِلْ حَتَّى يُخْطِبَكَ. والسُّمَيْريَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُن. وسَمَّرَ السَّفِينَةَ أَيضاً: أَرسلها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي حَدِيثِهِ فِي الأَمة يطؤُها مَالِكُهَا: إِن عَلَيْهِ أَن يُحَصِّنَها فإِنه يُلْحِقُ بِهِ وَلَدها. وَفِي رِوَايَةٍ أَنه قَالَ: مَا يُقِرُّ رَجُلٌ أَنه كَانَ يطأُ جَارِيَتَهُ إِلَّا أَلحقت بِهِ وَلَدَهَا فَمَنْ شاءَ فَلُيْمسِكْها وَمَنْ شاءَ فليُسَمِّرْها ؛ أَورده الْجَوْهَرِيُّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ: والتَّسْمِيرُ كالتَّشْمِير؛ قَالَ الأَصمعي: أَراد بِقَوْلِهِ وَمَنْ شاءَ فَلْيُسَمِّرْهَا ، أَراد التَّشْمِيرَ بِالشِّينِ فحوَّله إِلى السِّينِ، وَهُوَ الإِرسال وَالتَّخْلِيَةُ. وَقَالَ شَمِرٌ: هُمَا لُغَتَانِ، بِالسِّينِ وَالشِّينِ، وَمَعْنَاهُمَا الإِرسال؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَمْ نَسْمَعِ السِّينَ الْمُهْمِلَةَ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يَكُونُ إِلَّا تَحْوِيلًا كَمَا قَالَ سَمَّتَ وشَمَّتَ. وسَمَرَتِ الماشيةُ تَسْمُرُ سُمُوراً: نَفَشَتْ. وسَمَرَتِ النباتَ تَسْمُرُه: رَعَتْه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَسْمُرْنَ وحْفاً فَوْقَهُ ماءُ النَّدى، ... يَرْفَضُّ فاضِلُه عَنِ الأَشْدَاقِ وسَمَرَ إِبلَه: أَهملها. وسَمَرَ شَوْلَهُ «4». خَلَّاها. وسَمَّرَ إِبلَهُ وأَسْمَرَها إِذا كَمَشَها، والأَصل الشِّينُ فأَبدلوا مِنْهَا السِّينَ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَرى الأَسْمَرَ الحُلْبوبَ سَمَّرَ شَوْلَنا، ... لِشَوْلٍ رَآهَا قَدْ شَتَتْ كالمَجادِلِ قَالَ: رأَى إِبلًا سِماناً فَتَرَكَ إِبله وسَمَّرَها أَي خَلَّاهَا وسَيَّبَها. والسَّمُرَةُ، بِضَمِّ الْمِيمِ: مِنْ شَجَرِ الطَّلْحِ، وَالْجَمْعُ سَمُرٌ وسَمُراتٌ، وأَسْمُرٌ فِي أَدنى الْعَدَدِ، وَتَصْغِيرُهُ أُسَيمِرٌ. وَفِي المثل: أَشْبَهَ سَرْحٌ سَرْحاً لَوْ أَنَّ أُسَيْمِراً. والسَّمُرُ: ضَرْبٌ مِنَ العِضَاهِ، وَقِيلَ: مِنَ الشَّجَرِ صِغَارُ الْوَرَقِ قِصار الشَّوْكِ وَلَهُ بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ يأْكلها النَّاسُ، وَلَيْسَ فِي الْعِضَاهِ شَيْءٌ أَجود خَشَبًا مِنَ السَّمُرِ، يُنْقَلُ إِلى القُرَى فَتُغَمَّى بِهِ الْبُيُوتُ، وَاحِدَتُهَا سَمُرَةٌ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. وإِبل سَمُرِيَّةٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ؛ تأْكل السَّمُرَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمِسْمارُ: وَاحِدُ مَسَامِيرِ الْحَدِيدِ، تَقُولُ مِنْهُ: سَمَّرْتُ الشيءَ تَسْمِيراً، وسَمَرْتُه أَيضاً؛ قَالَ الزَّفَيان: لَمَّا رَأَوْا مِنْ جَمْعِنا النَّفِيرا، ... والحَلَقَ المُضاعَفَ المَسْمُورا، جَوَارِناً تَرَى لهَا قَتِيرا وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا هَذَا السَّمُر ، هُوَ ضَرْبٌ مِنْ سَمُرِ الطَّلْحِ. وَفِي حَدِيثِ أَصحاب السَّمُرة هِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةَ. وسُمَير عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: إِن سُمَيْراً أَرَى عَشِيرَتَهُ، ... قَدْ حَدَبُوا دُونَهُ، وَقَدْ أَبَقُوا والسَّمَارُ: مَوْضِعُ؛ وَكَذَلِكَ سُمَيراءُ، وَهُوَ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لأَبي مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيِّ: تَرْعَى سُمَيرَاءَ إِلى أَرْمامِها، ... إِلى الطُّرَيْفاتِ، إِلى أَهْضامِها قَالَ الأَزهري: رأَيت لأَبي الْهَيْثَمِ بِخَطِّهِ: فإِنْ تَكُ أَشْطانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنا، ... كَمَا اخْتَلَفَ ابْنَا جالِسٍ وسَمِيرِ قَالَ: ابْنَا جَالِسٍ وَسَمِيرٍ طَرِيقَانِ يُخَالِفُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا

_ (4). قوله: [وَسَمَرَ إِبله أَهْمَلَهَا وَسَمَرَ شوله إلخ] بفتح الميم مخففة ومثقلة كما في القاموس

صَاحِبَهُ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَئِنْ وَرَدَ السَّمَارَ لَنَقْتُلَنْهُ، ... فَلا وأَبِيكِ، مَا وَرَدَ السَّمَارَا أَخافُ بَوائقاً تَسْري إِلَيْنَا، ... مِنَ الأَشيْاعِ، سِرّاً أَوْ جِهَارَا قَوْلُهُ السَّمار: مَوْضِعٌ، وَالشِّعْرُ لِعَمْرِو بْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ، يَصِفُ أَن قَوْمَهُ تَوَعَّدُوهُ وَقَالُوا: إِن رأَيناه بالسَّمَار لَنَقْتُلُنَّهُ، فأَقسم ابْنُ أَحمر بأَنه لَا يَرِدُ السَّمَار لِخَوْفِهِ بَوَائقَ مِنْهُمْ، وَهِيَ الدَّوَاهِي تأْتيهم سِرًّا أَو جَهْرًا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَعطيته سُمَيْرِيَّةً مِنْ دَرَاهِمَ كأَنَّ الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْهَا، وَلَمْ يُفَسِّرْهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَنَى دَرَاهِمَ سُمْراً، وَقَوْلُهُ: كأَن الدُّخَانَ يَخْرُجُ مِنْهَا يَعْنِي كُدْرَةَ لَوْنِهَا أَو طَراءَ بياضِها. وابنُ سَمُرَة: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، وَهُوَ عَطِيَّةُ بْنُ سَمُرَةَ اللِّيثِيُّ. والسَّامِرَةُ: قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ بَنِي إِسرائيل قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ يُخَالِفُونَهُمْ فِي بَعْضِ دِينِهِمْ، إِليهم نُسِبَ السَّامِرِيُّ الَّذِي عَبَدَ الْعِجْلَ الَّذِي سُمِعَ لَهُ خُوَارٌ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهُمْ إِلى هَذِهِ الْغَايَةِ بِالشَّامِ يَعْرِفُونَ بِالسَّامِرِيِّينَ، وقال بعض أَهل التفسير: السَّامِرِيُّ عِلْجٌ مِنْ أَهل كِرْمان. والسَّمُّورُ: دَابَّةٌ «1». مَعْرُوفَةٌ تسوَّى مِنْ جُلُودِهَا فِرَاءٌ غَالِيَةُ الأَثمان؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ فَقَالَ يَذْكُرُ الأَسد: حَتَّى إِذا مَا رَأَى الأَبْصارَ قَدْ غَفَلَتْ، ... واجْتابَ مِنْ ظُلْمَةٍ جُودِيَّ سَمُّورِ جُودِيَّ بِالنَّبْطِيَّةِ جُوذِيًّا، أَراد جُبَّة سَمّور لِسَوَادِ وبَرِه. واجتابَ: دَخَلَ فيه ولبسه. سمدر: السَّمَادِيرُ: ضَعْف الْبَصَرِ، وَقَدِ اسْمَدَرَّ بَصَرُه، وَقِيلَ: هُوَ الشيءُ الَّذِي يتَراءَى للإِنسان مِنْ ضَعْفِ بَصَرِهِ عِنْدَ السُّكْرِ مِنَ الشَّرَابِ وغَشْي النُّعاسِ والدُّوَارِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمَّا رأَيتُ المُقْرَبَاتِ مُذَالةً، ... وأَنْكَرْتُ إِلَّا بالسَّمادِير آلَها وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَقَدِ اسْمَدَرَّ اسمِدْرَاراً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اسْمَدَرَّتْ عَيْنُه دَمَعَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ. وَطَرِيقٌ مُسْمَدِرٌّ: طويلٌ مُسْتَقِيمٌ. وطَرْف مُسْمَدِرٌّ: مُتَحَيِّرٌ. وسَمَيْدَر: دَابَّةُ، والله أَعلم. سمسر: السِّمْسارُ: الَّذِي يَبِيعُ البُرَّ للنَّاسِ. الليْثُ: السِّمْسَار فَارِسِيَّةٌ معرَّبة، وَالْجَمْعُ السَّمَاسِرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سماهم التُّجَّار بعد ما كَانُوا يُعْرَفُونَ بِالسَّمَاسِرَةِ ، وَالْمَصْدَرُ السَّمْسَرَةُ، وَهُوَ أَن يُتَوَكَّلَ الرَّجُلُ مِنَ الْحَاضِرَةِ للبَادِيَةِ فَيَبِيعُ لَهُمْ مَا يَجْلبونه، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: وَلَا يَبِيعُ حاضِرٌ لِبادٍ ، أَراد أَنه لَا يَكُونُ لَهُ سِمسَاراً، وَالِاسْمُ السَّمْسَرَةُ؛ وَقَالَ: قَدْ وكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمْسَرَهْ وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ أَبي عُرْوَةَ: كُنَّا قَوْمًا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمَّانَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، التُّجَّارَ ؛ هُوَ جمعُ سِمْسارٍ، وَقِيلَ: السِّمْسَارُ القَيِّمُ بالأَمر

_ (1). قوله: [والسمور دابة إلخ] قال في المصباح والسمور حيوان من بلاد الروس وراء بلاد الترك يشبه النمس، ومنه أَسود لامع وأَشقر. وحكى لي بعض الناس أَن أَهل تلك الناحية يصيدون الصغار منها فيخصون الذكور منها ويرسلونها ترعى فإِذا كان أَيام الثلج خرجوا للصيد فما كان فحلًا فاتهم وما كان مخصياً استلقى على قفاه فأَدركوه وقد سمن وحسن شعره. والجمع سمامير مثل تنور وتنانير

الْحَافِظُ لَهُ؛ قَالَ الأَعشى: فَأَصْبَحْتُ لَا أَسْتَطِيعُ الكَلامَ، ... سِوَى أَنْ أُراجِعَ سِمْسَارَها وَهُوَ فِي الْبَيْعِ اسْمٌ للذِي يَدْخُلُ بَيْنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي مُتَوَسِّطًا لإِمضاء الْبَيْعِ. قال: والسَّمْسَرَةُ البيع والشراء. سمهر: السَّمْهَرِيُّ: الرُّمْحُ الصَّلِيبُ العُودِ. يُقَالُ: وتَرٌ سَمْهَرِيُّ شَدِيدٌ كالسَّمْهَرِيِّ مِنَ الرِّمَاحِ. واسْمَهَرَّ الشَّوْكُ: يَبِسَ وصَلُبَ. وَشَوْكٌ مُسْمَهِرٌّ: يَابِسٌ. واسْمَهَرَّ الظَّلَامُ: تَنَكَّرَ. والمُسْمَهِرُّ: الذَّكَرُ العَرْدُ. والمُسْمَهِرُّ أَيضاً: الْمُعْتَدِلُ. وعَرْدٌ مُسْمَهِرٌّ إِذا اتْمَهَلَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ أَي تَنَكَّرَ وتَكَرَّهَ. واسْمَهَرَّ الحَبْلُ والأَمْرُ: اشْتَدَّ. والاسْمِهْرَارُ: الصَّلابَةُ والشِّدَّةُ. واسْمَهَرَّ الظلامُ: اشْتَدَّ؛ واسْمَهَرَّ الرجلُ فِي الْقِتَالِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ذُو صَوْلَةٍ تُرْمَى بِهِ المَدَالِثُ، ... إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ والسَّمْهَرِيَّةُ: القَنَاةُ الصُّلْبَةُ، وَيُقَالُ هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى سَمْهَرٍ اسْمِ رَجُلٍ كَانَ يُقَوِّمُ الرماحَ؛ يُقَالُ: رُمْحٌ سَمْهَرِيُّ، وَرِمَاحٌ سَمْهَرِيَّةٌ. التَّهْذِيبُ: الرِّمَاحُ السَّمْهَرِيَّةُ تُنْسَبُ إِلى رَجُلٍ اسْمُهُ سَمْهَرٌ كَانَ يَبِيعُ الرِّمَاحَ بالخَطِّ، قَالَ: وامرأَته رُدَيْنَةُ. وسَمْهَرَ الزَّرعُ إِذا لَمْ يَتَوالَدْ كأَنه كُلُّ حَبَّةٍ بِرَأْسِها. سمهدر: السَّمَهْدَرُ: الذَّكَرُ: وغلامٌ سَمَهْدَرٌ: سَمِينٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. الْفَرَّاءُ: غُلَامٌ سَمَهْدَرٌ يَمْدَحُهُ بِكَثْرَةِ لَحْمِهِ. وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ: بعيدٌ مَضَلَّةٌ وَاسِعٌ؛ قَالَ أَبو الزحف الكَلِينِي: «1». ودُونَ لَيْلى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ، ... جَدْبُ المُنَدَّى عَنْ هَوَانا أَزْوَرُ، يُنْضِي المَطَايا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ المُنَدَّى: حَيْثُ يُرْبَعُ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ. والأَزْوَرُ: الطَّرِيقُ المُعْوَجُّ. وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ: بَعِيدُ الأَطراف، وَقِيلَ: يَسْمَدِرُّ فِيهِ الْبَصَرُ مِنِ اسْتِوَائِهِ؛ وَقَالَ الزَّفَيان: سَمَهْدَرٌ يَكْسُوهُ آلٌ أَبْهَقُ، ... عَلَيْهِ مِنْهُ مِئْزَرٌ وبُخْنُقُ «2». سنر: السَّنَرُ: ضِيقُ الخُلُقِ. والسُّنَّارُ والسِّنَّوْرُ: الهِرُّ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَجَمْعُهُ السَّنَانِيرُ. والسِّنَّوْرُ: أَصل الذَّنَبِ؛ عَنِ الرِّياشِي. والسِّنَّوْرُ: فَقَارَةُ عُنُقِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ: بَيْنَ مَقَذَّيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ ابْنُ الأَعرابي: السَّنَانِيرُ عِظَامُ حُلُوقِ الإِبل، وَاحِدُهَا سِنَّورٌ. وَالسَّنَانِيرُ: رُؤَسَاءُ كُلِّ قَبِيلَةٍ، الْوَاحِدُ سِنَّوْرٌ. والسِّنَّوْرُ: السَّيِّدُ. والسَّنَوَّرُ: جُمْلَةُ السِّلَاحِ؛ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الدُّرُوعَ. أَبو عُبَيْدَةَ: السَّنَوَّرُ الْحَدِيدُ كُلُّهُ، وَقَالَ الأَصمعي: السَّنَوَّرُ مَا كَانَ مِنْ حَلَقٍ، يُرِيدُ الدُّرُوعَ؛ وأَنشد: سَهِكِينَ مِنْ صَدَإِ الحديدِ كَأَنَهَّمُ، ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جُبَّةُ البَقَّارِ والسَّنَوَّرُ: لَبُوسٌ مِنْ قِدٍّ يُلْبَسُ فِي الْحَرْبِ كَالدِّرْعِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَرْثِي قَتْلَى هوازن:

_ (1). قوله: [الكليني] نسبة لكلين كأَمير بلدة بالري كما في القاموس (2). قوله: [وبخنق] بضم النون وكجعفر خرقة تتقنع بها المرأَة كما في القاموس

وجاؤوا بِهِ فِي هَوْدَجٍ، وَوَرَاءَهُ ... كَتَائِبُ خُضْرٌ فِي نَسِيجِ السَّنَوَّرِ قوله: جاؤوا بِهِ يَعْنِي قَتَادَةَ بْنَ مَسْلَمَةَ الحَنَفِيّ، وَهُوَ ابْنُ الجَعْد، وَجَعْدٌ اسْمُ مَسْلَمَةَ لأَنه غَزَا هَوَازِنَ وَقَتَلَ فيها وسبى. سنبر: سَنْبَرٌ: اسْمُ. أَبو عَمْرٍو: السَّنْبَرُ الرَّجُلُ الْعَالِمُ بالشيء المتقن له. سندر: السَّنْدَرَةُ: السُّرْعةُ. والسَّنْدَرَةُ: الجُرْأَةُ. ورجلٌ سِنَدْرٌ، عَلَى فِنَعْلٍ، إِذا كَانَ جَرِيئاً. والسَّنْدَرُ: الْجَرِيءُ المُتَشَبِّعُ. والسَّنْدَرَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْكَيْلِ غُرَاف [غِرَاف] جِرَافٌ [جُرَافٌ] وَاسِعٌ. والسَّنْدَرُ: مكيالٌ مَعْرُوفٌ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: لَمْ تَخْتَلِفِ الرُّوَاةُ أَن هَذِهِ الأَبيات لِعَلِيِّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنا الَّذِي سَمَّتْنِي أَمِّي حَيْدَرَهْ، ... كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ، أَكِيلكم بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّندَره قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي السَّنْدَرَةِ: فَقَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ: هُوَ مِكْيَالٌ كَبِيرٌ ضَخْمٌ مثلُ القَنْقَلِ والجُرَافِ، أَي أَقتلكم قَتْلًا وَاسِعًا كَبِيرًا ذَرِيعًا، وَقِيلَ: السَّنْدَرَةُ امرأَة كَانَتْ تَبِيعُ الْقَمْحَ وَتُوفِي الْكَيْلَ، أَي أَكيلكم كَيْلًا وَافِيًا، وَقَالَ آخَرُ: السَّنْدَرَةُ العَجَلةُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، يُقَالُ: رَجُلٌ سَنْدَرِيُّ إِذا كَانَ عَجِلًا فِي أُموره حَادًّا، أَي أُقاتلكم بالعَجَلَةِ وأُبادركم قَبْلَ الفِرار، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِكْيَالًا اتُّخِذَ مِنَ السَّنْدَرَة، وَهِيَ شَجَرَةٌ يُعْمَلُ مِنْهَا النَّبْلُ والقِسِيُّ، وَمِنْهُ قِيلَ: سَهْمٌ سَنْدَريٌّ، وَقِيلَ: السَّنْدَرِيٌّ ضَرْبٌ مِنَ السِّهَامِ والنِّصال مَنْسُوبٌ إِلى السَّنْدَرَةِ، وَهِيَ شَجَرَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ الأَبيض مِنْهَا، وَيُقَالُ: قَوْسٌ سَنْدَرِيَّةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لأَبي الجُنْدَبِ الهُذَلي: إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهُمْ أُخْرَياهُمُ، ... حَنَوْتُ لَهُمْ بالسَّنْدَرِيِّ المُوَتَّرِ والسَّنْدَرِيُّ: اسْمٌ لِلْقَوْسِ، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ الْمُوَتَّرِ؟ وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى السَّنْدَرَةِ أَعني الشَّجَرَةَ الَّتِي عُمِلَ مِنْهَا هَذِهِ الْقَوْسُ، وَكَذَلِكَ السِّهَامُ الْمُتَّخَذَةُ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا سَنْدَرِيَّةٌ. وسِنانٌ سَنْدَرِيٌّ إِذا كَانَ أَزرق حَدِيدًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وأَوْتارُ غَيْري سَنْدَرِيٌّ مُخَلَّقُ أَي غَيْرُ نَصْلٍ أَزرق حَدِيدٍ. وَقَالَ أَعرابي: تَعَالَوْا نَصِيدُهَا زُرَيْقاء سَنْدَرِيَّةً؛ يُرِيدُ طَائِرًا خَالِصَ الزُّرْقَةِ. والسَّنْدَرِيُّ: الرَّدِيءُ والجَيِّدُ، ضِدٌّ. والسَّنْدَرِي: مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ قِيلَ: هُوَ شَاعِرٌ كَانَ مَعَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلاثَةَ وَكَانَ لَبِيدٌ مَعَ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلى مُهَاجَاتِهِ فَأَبى؛ وَقَالَ: لِكَيْلا يكونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي، ... وأَجْعَلَ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا «3» . وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: السَّنَادِرَةُ الفُرَّاغُ وأَصحاب اللَّهْوِ والتَّبَطُّلِ؛ وأَنشد: إِذا دَعَوْتَنِي فَقُلْ: يَا سَنْدَرِي، ... لِلْقَوْمِ أَسْماءٌ ومَا لِي مِنْ سمي سنقطر: السَّنِقْطَارُ: الجِهْبِذُ، بِالرُّومِيَّةِ. سنمر: أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للقمر السِّنِمَّارُ والطَّوْسُ.

_ (3). قوله: [نديدتي] أَي ندي، وقوله عماعما أَي متفرقين

ابْنُ سِيدَهْ: قَمَرٌ سِنِمَّارٌ مُضيءٌ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. وسِنِمَّار: اسْمُ رَجُلٍ أَعجمي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فعالِنا، ... جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وَمَا كانَ ذَا ذَنْبِ وحكي فيه السِّنِمَّارِ بالأَلف واللَّام. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سِنِمَّار اسْمُ إِسْكافٍ بَنَى لِبَعْضِ الْمُلُوكِ قَصْراً، فَلَمَّا أَتمه أَشرف بِهِ عَلَى أَعلاه فَرَمَاهُ مِنْهُ غَيْرَةً مِنْهُ أَن يَبْنِيَ لِغَيْرِهِ مِثْلَهُ، فَضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ فَعَلَ خَيْرًا فَجُوزِيَ بِضِدِّهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الَّذِي يُجَازِي الْمُحْسِنَ بالسُّوأَى قَوْلُهُمْ: جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سِنِمَّار بَنَّاءٌ مُجِيدٌ رُومِيٌّ فَبَنَى الخَوَرْنَق الَّذِي بِظَهْرِ الْكُوفَةِ للنُّعمان بْنِ المُنْذِرِ، وَفِي الصِّحَاحِ: لِلنُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِليه النُّعْمَانُ كَرِهَ أَن يَعْمَلَ مِثْلَهُ لِغَيْرِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ أَلقاه مِنْ أَعلى الْخَوَرْنَقِ فَخَرَّ مَيِّتًا؛ وَقَالَ يُونُسُ: السِّنِمَّارُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَنَامُ بِاللَّيْلِ، وَهُوَ اللِّصُّ فِي كَلَامِ هُذَيْلٍ، وَسُمِّيَ اللِّصُّ سِنِمَّاراً لِقِلَّةِ نَوْمِهِ، وَقَدْ جَعَلَهُ كُرَاعٌ فِنِعْلالًا، وَهُوَ اسْمٌ رُومِيٌّ وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ لأَن سِيبَوَيْهِ نَفَى أَن يَكُونَ فِي الْكَلَامِ سِفِرْجالٌ، فأَما سِرِطْراطٌ عِنْدَهُ فَفِعِلْعَالٌ مِنَ السَّرْطِ الَّذِي هُوَ البَلْعُ، وَنَظِيرُهُ مِنَ الرُّومِيَّةِ سِجِلَّاطٌ، وَهُوَ ضَرْبٌ من الثياب. سهر: السَّهَرُ: الأَرَقُ. وَقَدْ سَهِرَ، بِالْكَسْرِ، يَسْهَرُ سَهَراً، فَهُوَ ساهِرٌ: لَمْ يَنَمْ ليلًا؛ وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه. وَرَجُلٌ سُهَرَةٌ مِثَالُ هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَمِنْ دُعَاءِ الْعَرَبِ عَلَى الإِنسان: مَا لَهُ سَهِرَ وعَبِرَ. وَقَدْ أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وَوَصَفَ حَمِيرًا وَرَدَتْ مَصَايِدَ: وَقَدْ أَسْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلًا، ... لَهُ فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ اللَّيْثُ: السَّهَرُ امْتِنَاعُ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ. وَرَجُلٌ سُهَارُ الْعَيْنِ: لَا يَغْلِبُهُ النَّوْمُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالُوا: لَيْلٌ سَاهِرٌ أَي ذُو سَهَرٍ، كَمَا قَالُوا لَيْلٌ نَائِمٌ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: كَتَمْتُكَ لَيْلًا بالجَمُومَيْنِ سَاهِرَا، ... وهَمَّيْنِ: هَمّاً مُسْتَكِنّاً وَظَاهِرَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ سَاهِرًا نَعْتًا لِلَّيْلِ جَعَلَهُ سَاهِرًا عَلَى الِاتِّسَاعِ، وأَن يَكُونَ حَالًا مِنَ التَّاءِ فِي كَتَمْتُكَ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: فَسَهِرْتُ عَنْهَا الكالِئَيْنِ، فَلَمْ أَنَمْ ... حَتَّى التفَتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ أَراد سَهِرْتُ مَعَهُمَا حَتَّى نَامَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: السُّهارُ والسُّهادُ، بِالرَّاءِ وَالدَّالِ. والسَّاهرَةُ: الأَرضُ، وَقِيلَ: وَجْهُها. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ؛ وَقِيلَ: السَّاهِرَةُ الْفَلَاةُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: يَرْتَدْن ساهِرَةً، كَأَنَّ جَمِيمَها ... وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ توطأْ، وَقِيلَ: هِيَ أَرض يُجَدِّدُهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. اللَّيْثُ: السَّاهِرَةُ وَجْهُ الأَرض الْعَرِيضَةِ الْبَسِيطَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: السَّاهِرَةُ وَجْهُ الأَرض، كأَنها سُمِّيَتْ بِهَذَا الِاسْمِ لأَن فِيهَا الْحَيَوَانَ نَوْمَهُمْ وَسَهَرَهُمْ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: السَّاهِرَةُ الأَرض؛ وأَنشد: وَفِيهَا لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ، ... وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ وساهُورُ الْعَيْنِ: أَصلها ومَنْبَعُ مَائِهَا، يَعْنِي عَيْنَ الْمَاءِ؛

قَالَ أَبو النَّجْمِ: لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ فِي ساهُورِها، ... بَيْنَ الصَّفَا والعَيْسِ مِنْ سَدِيرها وَيُقَالُ لِعَيْنِ الْمَاءِ سَاهِرَةٌ إِذا كَانَتْ جَارِيَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الْمَالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ ؛ أَي عَيْنُ مَاءٍ تَجْرِي لَيْلًا وَنَهَارًا وَصَاحِبُهَا نَائِمٌ، فَجَعَلَ دَوَامَ جَرْيِهَا سَهَراً لَهَا. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ، وَهُوَ طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها. والأَسْهَرَانِ: عِرْقان يَصْعَدَانِ مِنَ الأُنثيين حَتَّى يَجْتَمِعَا عِنْدَ بَاطِنِ الفَيْشَلَةِ، وَهُمَا عِرْقا المَنِيِّ، وَقِيلَ: هُمَا الْعِرْقَانِ اللَّذَانِ يَنْدُرانِ مِنَ الذَّكَرِ عِنْدَ الإِنعاظ، وقيل: عِرْقَانِ فِي المَتْنِ يَجْرِي فِيهِمَا الْمَاءُ ثُمَّ يَقَعُ فِي الذَّكَرِ؛ قَالَ الشَّمَّاخِ: تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه ... حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين، قَالَ: وإِنما الرِّوَايَةُ أَسهرته أَي لَمْ تَدَعْهُ يَنَامُ، وَذُكِرَ أَن أَبا عُبَيْدَةَ غَلِطَ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَهُوَ فِي كِتَابِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْخُزَاعِيِّ وإِنما أَخذ كِتَابَهُ فَزَادَ فِيهِ أَعني كِتَابَ صِفَةِ الْخَيْلِ، وَلَمْ يَكُنْ لأَبي عُبَيْدَةَ عِلْمٌ بِصِفَةِ الْخَيْلِ. وَقَالَ الأَصمعي: لَوْ أَحضرته فَرَسًا وَقِيلَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ مَا دَرَى أَين يَضَعُهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ: حَوَالِبُ أَسهريه، قَالَ: أَسهراه ذَكَرُهُ وأَنفه. قَالَ وَرَوَاهُ شَمِرٌ لَهُ يَصِفُ حِمَارًا وأُتنه: والأَسهران عِرْقَانِ فِي الأَنف، وَقِيلَ: عِرْقَانِ فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هُمَا عِرْقَانِ فِي الْمَنْخَرَيْنِ مِنْ بَاطِنٍ، إِذا اغْتَلَمَ الْحِمَارُ سَالَا دَمًا أَو مَاءً. والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ لِلْقَمَرِ يَدْخُلُ فِيهِ إِذا كَسَفَ فِيمَا تَزْعُمُهُ الْعَرَبُ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْت: لَا نَقْصَ فِيهِ، غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ ... قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وَقِيلَ: السَّاهُورُ لِلْقَمَرِ كَالْغُلَافِ لِلشَّيْءِ؛ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ امرأَة: كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ، ... أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَوفِ ساهورِ يَعْنِي شُقَّةَ الْقَمَرِ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: وَقَالَ الشَّاعِرُ: كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِبَةٍ، ... أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ البُهْثَة: الْبَقَرَةُ. والشُّقَّةُ: شُقَّةُ الْقَمَرِ؛ وَيُرْوَى: مِنْ جَنْبِ ناهُور. والنَّاهُورُ: السَّحاب. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يُقَالُ لِلْقَمَرِ إِذا كَسَفَ: دَخَلَ فِي ساهُوره، وَهُوَ الغاسقُ إِذا وَقَبَ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وأَشار إِلى الْقَمَرِ فَقَالَ: تَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْ هَذَا فإِنه الغاسِق إِذا وَقَبَ ؛ يُرِيدُ: يَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ. وكلُّ شَيْءٍ اسْوَدَّ، فَقَدَ غَسَقَ. والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نَفْسُ الْقَمَرِ. والسَّاهُور: دَارَةُ الْقَمَرِ، كِلَاهُمَا سُرْيَانِيٌّ. وَيُقَالُ: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ الأَرض. سهبر: السَّهْبَرَةُ: مِنْ أَسماء الرَّكايا. سور: سَوْرَةُ الخمرِ وَغَيْرِهَا وسُوَارُها: حِدَّتُها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَرى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ ... أُسارَى، إِذا مَا مَارَ فِيهمْ سُؤَارها وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ الْجَنَّةِ: أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ ؛ وَهُوَ دَبِيبُ الشَّرَابِ فِي الرَّأْسِ أَي دَبَّ فِيهِ الْفَرَحُ دَبِيبَ الشَّرَابِ. والسَّوْرَةُ فِي الشَّرَابِ: تَنَاوُلُ الشَّرَابِ

للرأْس، وَقِيلَ: سَوْرَةُ الْخَمْرِ حُمَيّاً دَبِيبُهَا فِي شَارِبِهَا، وسَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُه فِي الرأْس، وَكَذَلِكَ سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها. وسَوْرَةُ السُّلْطان: سَطْوَتُهُ وَاعْتِدَاؤُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها ذَكَرَتْ زَيْنَبَ فَقَالَتْ: كُلُّ خِلَالِها محمودٌ مَا خَلَا سَوْرَةً مِنْ غَرْبٍ أَي سَوْرَةً منْ حِدَّةٍ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلْمُعَرْبِدِ: سَوَّارٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: مَا مِنْ أَحد عَمِلَ عَمَلًا إِلَّا سَارَ فِي قَلْبِهِ سَوْرَتانِ. وسارَ الشَّرَابُ فِي رأْسه سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً عَلَى الأَصل: دَارَ وَارْتَفَعَ. والسَّوَّارُ: الَّذِي تَسُورُ الْخَمْرُ فِي رأْسه سَرِيعًا كأَنه هُوَ الَّذِي يُسَوِّرُ؛ قَالَ الأَخطل: وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَاسِ نادَمَني ... لَا بالحَصُورِ، وَلَا فِيهَا بِسَوَّارِ أَي بمُعَرْبِدٍ مَنْ سَارَ إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ. وَرُوِيَ: وَلَا فِيهَا بِسَأْآرِ، بِوَزْنِ سَعَّارِ بِالْهَمْزِ، أَي لَا يُسْئِرُ فِي الإِناء سُؤْراً بَلْ يَشْتَفُّه كُلَّه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أُحِبُّهُ حُبّاً لَهُ سُوَّارى، ... كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الحُبَارَى فَسَّرَهُ فَقَالَ: لَهُ سُوَّارَى أَي لَهُ ارتفاعٌ؛ وَمَعْنَى كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الْحُبَارَى : أَنها فِيهَا رُعُونَةٌ فَمَتَى أَحبت وَلَدَهَا أَفرطت فِي الرُّعُونَةِ. والسَّوْرَةُ: البَرْدُ الشَّدِيدُ. وسَوْرَةُ المَجْد: أَثَرُه وعلامته ارتفاعه؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: ولآلِ حَرَّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ، ... فِي المَجْدِ، لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ وسارَ يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً: وَثَبَ وثارَ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا: لَمَّا أَتَوْهَا بِمِصْبَاحٍ ومِبْزَلِهمْ، ... سَارَتْ إِليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّاري وساوَرَهُ مُساوَرَة وسِوَاراً: وَاثَبَهُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: ... ذُو عيث يسر ... إِذ كَانَ شَعْشَعَهُ سِوَارُ المُلْجمِ والإِنسانُ يُساوِرُ إِنساناً إِذا تَنَاوَلَ رأْسه. وفلانٌ ذُو سَوْرَةٍ فِي الْحَرْبِ أَي ذُو نَظَرٍ سَدِيدٍ. والسَّوَّارُ مِنَ الْكِلَابِ: الَّذِي يأْخذ بالرأْس. والسَّوَّارُ: الَّذِي يُوَاثِبُ نَدِيمَهُ إِذا شَرِبَ. والسَّوْرَةُ: الوَثْبَةُ. وَقَدْ سُرْتُ إِليه أَي وثَبْتُ إِليه. وَيُقَالُ: إِن لِغَضَبِهِ لسَوْرَةً. وَهُوَ سَوَّارٌ أَي وثَّابٌ مُعَرْبِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فكِدْتُ أُساوِرُه فِي الصَّلَاةِ أَي أُواثبه وأُقاتله؛ وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: إِذا يُساوِرُ قِرْناً لَا يَحِلُّ لَهُ ... أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ، إِلا وهْو مَجْدُولُ والسُّورُ: حَائِطُ الْمَدِينَةِ، مُذَكَّرٌ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ يَهْجُو ابْنَ جُرْمُوز: لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُورُ المَدِينَةِ، والجِبالُ الخُشَّعُ فإِنه أَنث السُّورَ لأَنه بَعْضُ الْمَدِينَةِ فكأَنه قَالَ: تَوَاضَعَتِ الْمَدِينَةُ، والأَلف وَاللَّامُ فِي الْخُشَّعِ زَائِدَةٌ إِذا كَانَ خَبَرًا كَقَوْلِهِ: ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَات الأَوْبَرِ وإِنما هُوَ بَنَاتُ أَوبر لأَن أَوبر مَعْرِفَةٌ؛ وَكَمَا أَنشد الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ:

يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كَانَتْ صَاحِبي أَراد أُم عَمْرٍو، وَمَنْ رَوَاهُ أُم الْغَمْرِ فَلَا كَلَامَ فِيهِ لأَن الْغَمْرَ صِفَةٌ فِي الأَصل فَهُوَ يَجْرِي مَجْرَى الحرث وَالْعَبَّاسِ، وَمَنْ جَعَلَ الْخُشَّعُ صِفَةً فإِنه سَمَّاهَا بِمَا آلَتْ إِليه. وَالْجَمْعُ أَسْوارٌ وسِيرَانٌ. وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ. وتَسَوَّرَ الحائطَ: تَسَلَّقَه. وتَسَوَّرَ الْحَائِطَ: هَجَمَ مِثْلَ اللِّصِّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبي قَتَادَةَ أَي عَلَوْتُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شَيْبَةَ: لَمْ يَبْقَ إِلا أَنْ أُسَوِّرَهُ أَي أَرتفع إِليه وَآخُذُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَساوَرْتُ لَهَا ؛ أَي رَفَعْتُ لَهَا شَخْصِي. يُقَالُ: تَسَوَّرْتُ الْحَائِطَ وسَوَّرْتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ؛ وأَنشد: تَسَوَّرَ الشَّيْبُ وخَفَّ النَّحْضُ وتَسَوَّرَ عَلَيْهِ: كَسَوَّرَهُ والسُّورَةُ: الْمَنْزِلَةُ، وَالْجَمْعُ سُوَرٌ وسُوْرٌ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، والسُّورَةُ مِنَ الْبِنَاءِ: مَا حَسُنَ وَطَالَ. الْجَوْهَرِيُّ: والسُّوْرُ جَمْعُ سُورَة مِثْلُ بُسْرَة وبُسْرٍ، وَهِيَ كُلُّ مَنْزِلَةٍ مِنَ الْبِنَاءِ؛ وَمِنْهُ سُورَةُ الْقُرْآنِ لأَنها منزلةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ مقطوعةٌ عَنِ الأُخرى وَالْجَمْعُ سُوَرٌ بِفَتْحِ الْوَاوِ؛ قَالَ الرَّاعِي: هُنَّ الحرائِرُ لَا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ، ... سُودُ المحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُجْمَعَ عَلَى سُوْرَاتٍ وسُوَرَاتٍ. ابْنُ سِيدَهْ: سُمِّيَتِ السُّورَةُ مِنَ الْقُرْآنِ سُورَةً لأَنها دَرَجَةٌ إِلى غَيْرِهَا، وَمَنْ هَمَزَهَا جَعَلَهَا بِمَعْنَى بَقِيَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وقِطْعَة، وأَكثر الْقُرَّاءِ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزَةِ فِيهَا؛ وَقِيلَ: السُّورَةُ مِنَ الْقُرْآنِ يَجُوزُ أَن تَكُونَ مِنْ سُؤْرَةِ الْمَالِ، تُرِكَ هَمْزُهُ لَمَّا كَثُرَ فِي الْكَلَامِ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما أَبو عُبَيْدَةَ فإِنه زَعَمَ أَنه مُشْتَقٌّ مِنْ سُورة الْبِنَاءِ، وأَن السُّورَةَ عِرْقٌ مِنْ أَعراق الْحَائِطِ، وَيُجْمَعُ سُوْراً، وَكَذَلِكَ الصُّورَةُ تُجْمَعُ صُوْراً؛ وَاحْتَجَّ أَبو عُبَيْدَةَ بِقَوْلِهِ: سِرْتُ إِليه في أَعالي السُّوْرِ وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه رَدَّ عَلَى أَبي عُبَيْدَةَ قَوْلَهُ وَقَالَ: إِنما تُجْمَعُ فُعْلَةٌ عَلَى فُعْلٍ بِسُكُونِ الْعَيْنِ إِذا سَبَقَ الجمعَ الواحِدُ مِثْلَ صُوفَةٍ وصُوفٍ، وسُوْرَةُ الْبِنَاءِ وسُوْرُهُ، فالسُّوْرُ جَمْعٌ سَبَقَ وُحْدَانَه فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ؛ قَالَ: والسُّور عِنْدَ الْعَرَبِ حَائِطُ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ أَشرف الْحِيطَانِ، وَشَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى الْحَائِطَ الَّذِي حَجَزَ بَيْنَ أَهل النَّارِ وأَهل الْجَنَّةِ بأَشرف حَائِطٍ عَرَفْنَاهُ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ اسْمٌ وَاحِدٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ، إِلا أَنا إِذا أَردنا أَن نعرِّف العِرْقَ مِنْهُ قُلْنَا سُورَةٌ كَمَا نَقُولُ التَّمْرُ، وَهُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لِلْجِنْسِ، فإِذا أَردنا مَعْرِفَةَ الْوَاحِدَةِ مِنَ التَّمْرِ قُلْنَا تَمْرَةٌ، وكلُّ مَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ فَهِيَ سُورَةٌ مأْخوذة مِنْ سُورَةِ الْبِنَاءِ؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَعطاكَ سُورَةً، ... تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ؟ مَعْنَاهُ: أَعطاك رِفْعَةً وَشَرَفًا وَمَنْزِلَةً، وَجَمْعُهَا سُوْرٌ أَي رِفَعٌ. قَالَ: وأَما سُورَةُ الْقُرْآنِ فإِنَّ اللَّهَ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، جَعَلَهَا سُوَراً مِثْلَ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ورُتْبَةٍ ورُتَبٍ وزُلْفَةٍ وزُلَفٍ، فَدَلَّ عَلَى أَنه لَمْ يَجْعَلْهَا مِنْ سُور الْبِنَاءِ لأَنها لَوْ كَانَتْ مِنْ سُور الْبِنَاءِ لَقَالَ: فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مِثْلِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: بِعَشْرِ

سُوَرٍ، وَالْقُرَّاءُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى سُوَرٍ، وَكَذَلِكَ اجْتَمَعُوا عَلَى قِرَاءَةِ سُوْرٍ فِي قَوْلِهِ: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ ، وَلَمْ يقرأْ أَحد: بِسُوَرٍ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى تَمَيُّزِ سُورَةٍ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ عَنْ سُورَةٍ مِنْ سُوْرِ الْبِنَاءِ. قَالَ: وكأَن أَبا عُبَيْدَةَ أَراد أَن يُؤَيِّدَ قَوْلَهُ فِي الصُّورِ أَنه جَمْعُ صُورَةٍ فأَخطأَ فِي الصُّورِ والسُّورِ، وحرَّفَ كَلَامَ الْعَرَبِ عَنْ صِيغَتِهِ فأَدخل فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ، خُذْلَانًا مِنَ اللَّهِ لِتَكْذِيبِهِ بأَن الصُّورَ قَرْنٌ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلنَّفْخِ فِيهِ حَتَّى يُمِيتَ الْخَلْقَ أَجمعين بِالنَّفْخَةِ الأُولى، ثُمَّ يُحْيِيهِمْ بِالنَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ وَاللَّهُ حَسِيبُهُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: والسُّورَةُ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ عِنْدَنَا قِطْعَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ سَبَقَ وُحْدانُها جَمْعَها كَمَا أَن الغُرْفَة سَابِقَةٌ للغُرَفِ، وأَنزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ عَلَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ وَجَعَلَهُ مُفَصَّلًا، وبيَّن كُلَّ سُورَةٍ بِخَاتِمَتِهَا وَبَادِئَتِهَا وَمَيَّزَهَا مِنَ الَّتِي تَلِيهَا؛ قَالَ: وكأَن أَبا الْهَيْثَمِ جَعَلَ السُّورَةَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ مِنْ أَسْأَرْتُ سُؤْراً أَي أَفضلت فَضْلًا إِلا أَنها لَمَّا كَثُرَتْ فِي الْكَلَامِ وَفِي الْقُرْآنِ تُرِكَ فِيهَا الْهَمْزُ كَمَا تُرِكَ فِي المَلَكِ وَرَدَّ عَلَى أَبي عُبَيْدَةَ، قَالَ الأَزهري: فَاخْتَصَرْتُ مَجَامِعَ مَقَاصِدِهِ، قَالَ: وَرُبَّمَا غُيِّرَتْ بَعْضُ أَلفاظه وَالْمَعْنَى مَعْنَاهُ. ابْنُ الأَعرابي: سُورَةُ كُلِّ شَيْءٍ حَدُّهُ. ابْنُ الأَعرابي: السُّورَةُ الرِّفْعَةُ، وَبِهَا سُمِّيَتِ السُّورَةُ مِنَ الْقُرْآنِ، أَي رِفْعَةٌ وَخَيْرٌ، قَالَ: فَوَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ أَبي عُبَيْدَةَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْبَصْرِيُّونَ جَمَعُوا الصُّورَةَ والسُّورَةَ وَمَا أَشبهها صُوَراً وصُوْراً وسُوَراً وسُوْراً وَلَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ مَا سَبَقَ جَمْعُهُ وُحْدَانَه وَبَيْنَ مَا سَبَقَ وُحْدانُهُ جَمْعَه، قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو الْهَيْثَمِ هُوَ قَوْلُ الْكُوفِيِّينَ «4» ... بِهِ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ الأَعرابي: السُّورَةُ مِنَ الْقُرْآنِ مَعْنَاهَا الرِّفْعَةُ لإِجلال الْقُرْآنِ، قَالَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ. قَالَ: وَيُقَالُ للرجل سُرْسُرْ إِذا أَمرته بِمَعَالِي الأُمور. وسُوْرُ الإِبل: كِرَامُهَا؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنشدوا فِيهِ رَجَزًا لَمْ أَسمعه، قَالَ أَصحابنا؛ الْوَاحِدَةُ سُورَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ مِنْهَا. وَبَيْنَهُمَا سُورَةٌ أَي عَلَامَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والسِّوارُ والسُّوَارُ القُلْبُ: سِوَارُ المرأَة، وَالْجَمْعُ أَسْوِرَةٌ وأَساوِرُ، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ، وَالْكَثِيرُ سُوْرٌ وسُؤُورٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَوَجَّهَهَا سِيبَوَيْهِ عَلَى الضَّرُورَةِ، والإِسْوَار «5». كالسِّوَارِ، وَالْجَمْعُ أَساوِرَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى الإِسْوَارِ لُغَةً فِي السِّوَارِ وَنَسَبَ هَذَا الْقَوْلَ إِلى أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ؛ قَالَ: وَلَمْ يَنْفَرِدْ أَبو عَمْرٍو بِهَذَا الْقَوْلِ، وَشَاهِدُهُ قَوْلُ الأَحوص: غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشاحَ، ولا يَغْرَثُ ... مِنْهَا الخَلْخَالُ والإِسْوَارُ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ: يَطُفْنَ بِه رَأْدَ الضُّحَى ويَنُشْنَهُ ... بِأَيْدٍ، تَرَى الإِسْوَارَ فِيهِنَّ أَعْجَمَا وَقَالَ العَرَنْدَسُ الْكِلَابِيُّ: بَلْ أَيُّها الرَّاكِبُ المُفْنِي شَبِيبَتَهُ، ... يَبْكِي عَلَى ذَاتِ خَلْخَالٍ وإِسْوَارِ وَقَالَ المَرَّارُ بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ: كَمَا لاحَ تِبْرٌ فِي يَدٍ لمَعَتْ بِه ... كَعَابٌ، بَدا إِسْوَارُهَا وخَضِيبُها

_ (4). كذا بياض بالأصل ولعل محله: وسنذكره في بابه (5). قوله: [والإسوار] كذا هو مضبوط في الأَصل بالكسر في جميع الشواهد الآتي ذكرها، وفي القاموس الأسوار بالضم. قال شارحه ونقل عن بعضهم الكسر أَيضاً كما حققه شيخنا والكل معرب دستوار بالفارسية

وَقُرِئَ: فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَساوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَساوِرَ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ* ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرِو بنُ الْعَلَاءِ: وَاحِدُهَا إِسْوارٌ. وسوَّرْتُه أَي أَلْبَسْتُه السِّوَارَ فَتَسَوَّرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتُحِبِّينَ أَن يُسَوِّرَكِ اللهُ بِسوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟ السِّوَارُ مِنَ الحُلِيِّ: مَعْرُوفٌ. والمُسَوَّرُ: مَوْضِعُ السِّوَارِ كالمُخَدَّمِ لِمَوْضِعِ الخَدَمَةِ. التَّهْذِيبِ: وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ* ، فإِن أَبا إِسحاق الزَّجَّاجَ قَالَ: الأَساور مِنْ فِضَّةٍ، وَقَالَ أَيضاً: فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ؛ قَالَ: الأَسَاوِرُ جَمْعُ أَسْوِرَةٍ وأَسْوِرَةٌ جمعُ سِوَارٍ، وَهُوَ سِوَارُ المرأَة وسُوَارُها. قَالَ: والقُلْبُ مِنَ الْفِضَّةِ يُسَمَّى سِوَاراً [سُوَاراً] وإِن كَانَ مِنَ الذَّهَبِ فَهُوَ أَيضاً سِوارٌ [سُوَارٌ]، وَكِلَاهُمَا لِبَاسُ أَهل الْجَنَّةِ، أَحلَّنا اللَّهُ فِيهَا بِرَحْمَتِهِ. والأُسْوَارُ والإِسْوارُ: قَائِدُ الفُرْسِ، وَقِيلَ: هُوَ الجَيِّدُ الرَّمْي بِالسِّهَامِ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَيِّدُ الثَّبَاتِ عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ، وَالْجَمْعُ أَسَاوِرَةٌ وأَسَاوِرُ؛ قَالَ: وَوَتَّرَ الأَسَاوِرُ القِياسَا، ... صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا والإِسْوَارُ والأُسْوَارُ: الْوَاحِدُ مِنْ أَسَاوِرَة فَارِسٍ، وَهُوَ الْفَارِسُ مِنْ فُرْسَانِهم الْمُقَاتِلُ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ، وكأَنَّ أَصله أَسَاوِيرُ، وَكَذَلِكَ الزَّنادِقَةُ أَصله زَنَادِيقُ؛ عَنِ الأَخفش. والأَسَاوِرَةُ: قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ بِالْبَصْرَةِ نَزَلُوهَا قَدِيمًا كالأَحامِرَة بالكُوفَةِ. والمِسْوَرُ والمِسْوَرَةُ: مُتَّكَأٌ مِنْ أَدَمٍ، وَجَمْعُهَا المَسَاوِرُ. وسارَ الرجلُ يَسُورُ سَوْراً ارْتَفَعَ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: تَسُورُ بَيْنَ السَّرْجِ والحِزَامِ، ... سَوْرَ السَّلُوقِيِّ إِلى الأَحْذَامِ وَقَدْ جَلَسَ عَلَى المِسْوَرَةِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما سُمِّيَتِ المِسْوَرَةُ مِسْوَرَةً لِعُلُوِّهَا وَارْتِفَاعِهَا، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ سَارَ إِذا ارْتَفَعَ؛ وأَنشد: سُرْتُ إِليه فِي أَعالي السُّورِ أَراد: ارْتَفَعَتْ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَضُرُّ المرأَة أَن لَا تَنْقُضَ شَعْرَهَا إِذا أَصاب الْمَاءُ سُورَ رأْسها ؛ أَي أَعلاه. وكلُّ مُرْتَفِعٍ: سُورٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: سُورَةَ الرأْس ، وَمِنْهُ سُورُ الْمَدِينَةِ؛ وَيُرْوَى: شَوَى رأْسِها ، جَمْعُ شَوَاةٍ، وَهِيَ جِلْدَةُ الرأْس؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ الهَرَوِيُّ، وَقَالَ الخَطَّابيُّ: وَيُرْوَى شَوْرَ الرَّأْسِ ، قَالَ: وَلَا أَعرفه، قَالَ: وأُراه شَوَى جَمْعُ شَوَاةٍ. قَالَ بَعْضُ المتأَخرين: الرِّوَايَتَانِ غَيْرُ معروفتين، والمعروف: شُؤُونَ رأْسها ، وَهِيَ أُصول الشَّعْرِ وَطَرَائِقُ الرَّأْس. وسَوَّارٌ ومُساوِرٌ ومِسْوَرٌ: أَسماء؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: دَعَوْتُ لِمَا نَابَنِي مِسْوَراً، ... فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ وَرُبَّمَا قَالُوا: المِسوَر لأَنه فِي الأَصل صفةٌ مِفْعَلٌ مَنْ سَارَ يَسُورُ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَكَ أَن تُدْخِلَ فِيهِ الأَلف وَاللَّامَ وأَن لَا تُدْخِلَهَا عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه الْخَلِيلُ فِي هَذَا النَّحْوِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنصاري: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأَصحابه: قُومُوا فَقَدْ صَنَعَ جابرٌ سُوراً ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وإِنما يُرَادُ مِنْ هَذَا أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ. صَنَعَ سُوراً أَي طَعَامًا دَعَا النَّاسَ إِليه. وسُوْرَى، مِثَالُ بُشْرَى، مَوْضِعٌ بِالْعِرَاقِ مِنْ أَرض

بَابِلَ، وَهُوَ بَلَدُ السُّرْيَانِيِّينَ. سير: السَّيْرُ: الذَّهَابُ؛ سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيُّ، وتَسْياراً يَذْهَبُ بِهَذِهِ الأَخيرة إِلى الْكَثْرَةِ؛ قَالَ: فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ مِنْهَا، وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ، بِيضٌ مَحَافِرُهْ وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: تَسايَرَ عَنْهُ الغَضَبُ أَي سارَ وَزَالَ. وَيُقَالُ: سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امْتَدَّ بِهِمُ السَّيْرُ فِي جِهَةٍ تَوَجَّهُوا لَهَا. وَيُقَالُ: بَارَكَ اللَّهُ فِي مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ شَاذٌّ لأَن قِيَاسَ الْمَصْدَرَ مِنْ فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ، بِالْفَتْحِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ السِّيرَةُ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ؛ وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: طَرِيقٌ مَسُورٌ فِيهِ وَرَجُلٌ مَسُورٌ بِهِ، وَقِيَاسُ هَذَا وَنَحْوِهِ عِنْدَ الْخَلِيلِ أَن يَكُونَ مِمَّا تُحْذَفُ فيه الياء، والأَخفش يَعْتَقِدُ أَن الْمَحْذُوفَ مِنْ هَذَا وَنَحْوِهِ إِنما هُوَ وَاوُ مَفْعُولٍ لَا عَيْنُهُ، وآنسَهُ بِذَلِكَ: قدْ هُوبَ وسُورَ بِهِ وكُولَ. والتَّسْيارُ: تَفْعَالٌ مِنَ السَّيْرِ. وسايَرَهُ أَي جَارَاهُ فَتَسَايَرَا. وَبَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ يَوْمٍ. وسَيَّرَهُ مِنْ بَلَدِهِ: أَخرجه وأَجلاه. وسَيَّرْتُ الجُلَّ عَنْ ظَهْرِ الدَّابَّةِ: نَزَعْتُهُ عَنْهُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ ؛ أَي الْمَسَافَةُ الَّتِي يُسَارُ فِيهَا مِنَ الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ، أَو هُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ مِنَ العَيْشِ والعَجْزِ. والسَّيَّارَةُ: الْقَافِلَةُ. والسَّيَّارَةُ: الْقَوْمُ يَسِيرُونَ أُنث عَلَى مَعْنَى الرُّفْقَةِ أَو الْجَمَاعَةِ، فأَما قراءَة مَنْ قَرأَ: تَلْتَقِطُهُ بَعْضُ السَّيَّارةِ ؛ فإِنه أَنث لأَن بَعْضَهَا سَيَّارَةٌ. وَقَوْلُهُمْ: أَصَحُّ مِنْ عَيْر أَبي سَيَّارَةَ؛ هُوَ أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كَانَ يَدْفَعُ بِالنَّاسِ مِنْ جَمْعٍ أَربعين سَنَةٍ عَلَى حِمَارِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: خَلُّوا الطريقَ عَنْ أَبي سَيَّارَهْ، ... وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ، حَتَّى يُجِيزَ سَالِمًا حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها، يَتَعَدَّى وَلَا يتعدَّى. ابْنُ بُزُرج: سِرْتُ الدَّابَّةَ إِذا رَكِبْتَهَا، وإِذا أَردت بِهَا المَرْعَى قُلْتَ: أَسَرْتُها إِلى الكلإِ، وَهُوَ أَن يُرْسِلُوا فِيهَا الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ. وَالدَّابَّةُ مُسَيَّرَةٌ إِذا كَانَ الرَّجُلُ رَاكِبَهَا وَالرَّجُلُ سائرٌ لَهَا، وَالْمَاشِيَةُ مُسَارَةٌ، وَالْقَوْمُ مُسَيَّرُونَ، والسَّيْرُ عِنْدَهُمْ بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وأَما السُّرَى فَلَا يكون إِلا ليلًا؛ وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً؛ قَالَ: فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْلُ، ... وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرِّجَالِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد: وَسَارَتْ إِلى الرِّجَالِ بِالرِّجَالِ فَحَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ وَنَصَبَ، والأَول أَقوى. وأَسَارها وسَيَّرَها: كَذَلِكَ. وسايَرَهُ: سَارَ مَعَهُ. وَفُلَانٌ لَا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كَانَ كَذَّابًا. والسَّيْرَةُ: الضَّرْبُ مِنَ السَّيْرِ. والسُّيَرَةُ: الْكَثِيرُ السَّيْرِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ جِنِّي. والسِّيْرَةُ: السُّنَّةُ، وَقَدْ سَارتْ وسِرْتُها؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِخَالِدٍ ابْنِ أُخت أَبي ذُؤَيْبٍ، وَكَانَ أَبو

ذُؤَيْبٍ يُرْسِلُهُ إِلى مَحْبُوبَتِهِ فأَفسدها عَلَيْهِ فَعَاتَبَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ فِي أَبيات كَثِيرَةٍ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: فإِنَّ الَّتِي فِينَا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا ... لَفِيكَ، ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها مِنْ عِنْدِ وهبِ بْنِ جَابِرٍ، ... وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ مِنْهُ وخِيرُها فَلَا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَها، ... فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يَقُولُ: أَنت جَعَلْتَهَا سَائِرَةً فِي النَّاسِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سارَ الشيءُ وسِرْتُه، فَعَمَّ؛ وأَنشد بَيْتِ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ. والسِّيرَةُ: الطَّرِيقَةُ. يُقَالُ: سارَ بِهِمْ سِيْرَةً حَسَنَةً. والسَّيرَةُ: الهَيْئَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى . وسَيَّرَ سِيرَةً: حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل. وسارَ الكلامُ والمَثَلُ فِي النَّاسِ: شَاعَ. وَيُقَالُ: هَذَا مَثَلٌ سائرٌ؛ وَقَدْ سَيَّرَ فلانٌ أَمثالًا سَائِرَةً فِي النَّاسِ. وسائِرُ النَّاسِ: جَمِيعُهم. وسارُ الشَّيْءِ: لُغَةٌ فِي سَائِرِه. وسارُه: جَمِيعُهُ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الْبَابِ لِسَعَةِ بَابِ [س ي ر] وأَن يَكُونَ مِنَ الْوَاوِ لأَنها عَيْنٌ، وَكِلَاهُمَا قَدْ قِيلَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ظَبْيَةً: وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا، فَلَوْنُهُ ... كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وَهِيَ أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها؛ التَّهْذِيبُ: وأَما قَوْلُهُ: وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهل اللُّغَةِ اتَّفَقُوا عَلَى أَن مَعْنَى سَائِرُ فِي أَمثال هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى الْبَاقِي، مِنْ قَوْلِكَ أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها. وَقَوْلُهُمْ: سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ، وَفِيهِ إِضمار كأَنه قَالَ: سِرْ ودَعْ عَنْكَ المِراء وَالشَّكَّ. والسِّيرَةُ: المِيرَةُ. والاسْتِيارُ: الامْتِيار؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ، ... ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ، بُعْدَ المُسْتَارْ وَيُقَالُ: المُسْتَارُ فِي هَذَا الْبَيْتِ مُفْتَعَلٌ مِنَ السَّيْرِ، والسَّيْرُ: ما يُقَدُّ مِنَ الْجِلْدِ، وَالْجَمْعُ السُّيُورُ. والسَّيْرُ: مَا قُدَّ مِنَ الأَدِيمِ طُولًا. والسِّيْرُ: الشِّرَاكُ، وَجَمْعُهُ أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ. وَثَوْبٌ مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ: مِثْلُ السُّيُورِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا كَانَ مُخَطَّطاً. وسَيَّرَ الثَّوْبَ والسَّهْم: جَعَلَ فِيهِ خُطوطاً. وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ: مُخَطَّطَةٌ. والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَاءُ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُودِ، وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ مُسَيَّرٌ فِيهِ خُطوط تُعْمَلُ مِنَ القَزِّ كالسُّيورِ، وَقِيلَ: بُرُودٌ يُخالِطها حَرِيرٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ ... مِنَ السِّيَرَاءِ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وَقِيلَ: هِيَ ثِيَابٌ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. والسِّيَرَاءُ: الذَّهَبُ، وَقِيلَ: الذَّهَبُ الصَّافِي. الْجَوْهَرِيُّ: والسِّيَرَاءُ، بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِ الْيَاءِ والمدِّ: بُردٌ فِيهِ خُطُوطٌ صُفْرٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا، ... كالغُصْنِ، فِي غُلَوَائِهِ، المُتَأَوِّدِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الْبُرُودِ يُخَالِطُهُ حَرِيرٌ كالسُّيُورِ، وَهُوَ فِعَلاءُ مِنَ السَّيْرِ القِدِّ؛ قَالَ: هَكَذَا رُوِيَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ

فصل الشين المعجمة

المتأَخرين إِنما هُوَ عَلَى الإِضافة، وَاحْتَجَّ بأَن سِيبَوَيْهِ قَالَ: لَمْ تأْتِ فِعَلاءُ صِفَةً لَكِنِ اسْمًا، وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بِالْحَرِيرِ الصَّافِي وَمَعْنَاهُ حُلَّةَ حَرِيرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعطى عَلِيًّا بُرْداً سِيَرَاءَ قال: اجْعَلْهُ خُمُراً وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: رأَى حُلَّةً سِيَرَاء تُباعُ ؛ وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وَعَلَيْهِ حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ. والسِّيَرَاءُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، وَهِيَ أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وَهُوَ حِجَابُهُ فَقَالَ: نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن لَهُ، ... فِي القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ، نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ: الْجَرِيدَةُ مِنْ جَرَائِدِ النَّخْلِ. وَمِنْ أَمثالهم فِي اليأْسِ مِنَ الْحَاجَةِ قَوْلُهُمْ: أَسائِرَ اليومِ وَقَدْ زَالَ الظُّهر؟ أَي أَتطمع فيها بَعْدُ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكَ اليأْس، لأَنَّ مَنْ كَلَّ عَنْ حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وَقَدْ زَالَ الظُّهْرُ وَجَبَ أَن يَيْأَسَ كَمَا يَيْأَسُ مِنْهُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ، هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ «1» وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْمَكْسُورَةِ كَثَيِّبٍ، بَيْنَ بَدْرٍ وَالْمَدِينَةِ، قَسَمَ عِنْدَهُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، غَنَائِمَ بَدْرٍ. وسَيَّارٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ، ... وَقَدْ عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ أَراد: بثعلبة بْنِ سَيَّارٍ فَجَعَلَهُ سَيْراً لِلضَّرُورَةِ لأَنه لَمْ يُمْكنه سَيَّارٌ لأَجل الْوَزْنِ فَقَالَ سَيْرٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للمُفَضَّل النُّكْرِي يَذْكُرُ أَنَّ ثَعْلَبَةَ بْنَ سَيَّار كَانَ فِي أَسرِه؛ وَبَعْدَهُ: يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا، ... يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ: جَمْعُ مَذْقَة، اللَّبَنُ الْمَخْلُوطُ بِالْمَاءِ. وَالزَّنِيقُ: الْمَزْنُوقُ بالحَبْلِ، أَي هُوَ أَسِيرٌ عِنْدَنَا فِي شِدَّةٍ مِنَ الجَهْدِ. سيسنبر: السِّيسَنْبَرُ: الرَّيْحَانَةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا النَّمَّامُ، وَقَدْ جَرَى فِي كَلَامِهِمْ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ؛ قَالَ الأَعشى: لَنَا جُلَّسانٌ عِندَها وبَنَفْسَجٌ، ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا فصل الشين المعجمة شبر: الشِّبْرُ: مَا بَيْنَ أَعلى الإِبهام وأَعلى الخِنْصر مُذَكَّرٌ، وَالْجَمْعُ أَشْبارٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجاوزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ. والشَّبْرُ، بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ، مَصْدَرُ شَبَرَ الثوبَ وغيرَهُ يَشْبُرُه ويَشْبِرُه شَبْراً كَالَهُ بِشِبْرِه، وَهُوَ مِنَ الشِّبْرِ كَمَا يُقَالُ بُعْتُه مِنَ الْبَاعِ. وَهَذَا أَشْبَرُ مِنْ ذَاكَ أَي أَوسَعُ شِبْراً. اللَّيْثُ: الشِّبْرُ الِاسْمُ والشَّبْرُ الفِعْل. وأَشْبَرَ الرجلَ: أَعطاه وفضَّله، وشَبَرَه سَيْفًا وَمَالًا يَشْبُرُه شَبْراً وأَشْبَرَه: أَعطاه إِياه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ سَيْفًا: وأَشْبَرَنِيهِ الهالِكيُّ، كأَنَّه ... غَدِيرٌ جَرَتْ فِي مَتْنِهِ الرِّيحُ سَلْسَلُ وَيُرْوَى: وأَشْبَرَنِيها فَتَكُونُ الْهَاءُ لِلدِّرْعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الصَّوَابُ لأَنه يَصِفُ دِرْعاً لَا سَيْفًا؛ وقبله:

_ (1). قوله: [بفتح السين إلخ] تبع في هذا الضبط النهاية، وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل، بالتحريك

وبَيْضاءَ زَغْفٍ نَثْلَةٍ سُلَمِيَّةٍ، ... لَهَا رَفْرَفٌ فَوْقَ الأَنامِلِ مُرْسَلُ الزَّغْفُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ. وسُلَمِيَّة: مِنْ صَنْعَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا السلام والهالِكيُّ: الْحَدَّادُ، وأَراد بِهِ هاهنا الصَّيْقَلَ، وَمَصْدَرُهُ الشَّبْرُ إِلا أَن الْعَجَّاجَ حَرَّكَهُ لِلضَّرُورَةِ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعطى الشَّبَرْ كأَنه قَالَ: أَعطى العَطِيَّة، وَيُرْوَى: الحَبَرْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعطى الحَبَرْ قَالَ: وَكَذَا رَوَتْه الرُّواة فِي شِعْرِهِ. والحَبَرُ: السُّرُورُ؛ وَقَوْلُهُ: إِن الأَصل فِيهِ الشَّبْرُ وإِنما حَرَّكَهُ لِلضَّرُورَةِ وهَمٌ لأَن الشَّبْرَ، بِسُكُونِ الْبَاءِ، مَصْدَرُ شَبَرْتُه شَبْراً إِذا أَعطيتَه، والشَّبَرُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ، اسمُ الْعَطِيَّةِ؛ وَمِثْلُهُ الخَبْطُ والخَبَطُ، وَالْمَصْدَرُ خَبَطَتْ الشَّجَرَةَ خَبْطاً، والخَبَطُ: اسمُ مَا سقَط مِنَ الورَق مِنَ الخَبْطِ؛ وَمِثْلُهُ النَّفْضُ والنَّفَضُ، النَّفْضُ هُوَ الْمَصْدَرُ، والنَّفَضُ اسمُ مَا نَفَضْتَهُ؛ وَكَذَلِكَ جَاءَ الشَّبَرُ فِي شِعْرِ عَدِيٍّ فِي قَوْلِهِ: لَمْ أَخُنْه وَالَّذِي أَعطى الشَّبَرْ قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ أَحد مِنْ أَهل اللُّغَةِ إِنه حَرَّكَ الْبَاءَ لِلضَّرُورَةِ لأَنه لَيْسَ يُرِيدُ بِهِ الْفِعْلَ وإِنما يُرِيدُ بِهِ اسمَ الشَّيْءِ المُعطَى؛ وَبَعْدَ بَيْتِ الْعَجَّاجِ: مَوَاليَ الحَقِّ أَنِ المَوْلى شَكَرْ ... عَهْدَ نَبِيٍّ، مَا عَفَا وَمَا دَثَرْ وعهدَ صِدِّيقٍ رأَى بَرًّا فَبَرْ، ... وعهدَ عُثْمَانَ وَعَهْدًا منْ عُمَرْ وعهدَ إِخْوَانٍ هُمُ كانُوا الوَزَرْ، ... وعُصبَةَ النبِيِّ إِذ خَافُوا الحَصَرْ شَدّوا لَهُ سُلْطانَه حَتَّى اقْتَسَرْ، ... بالقَتْلِ، أَقْوَاماً، وأَقواماً أَسَرْ تَحْتَ الَّتِي اخْتَار لَهُ اللهُ الشَّجَرْ ... مُحَمَّدًا، واختارَهُ اللهُ الخِيَرْ فَمَا وَنى محمدٌ، مُذْ أَنْ غَفَرْ ... لَهُ الإِلهُ مَا مَضَى وَمَا غَبَرْ أَنْ أَظْهَرَ النُّورَ بِهِ حَتَّى ظَهَرْ والشَّبَرُ: الْعَطِيَّةُ وَالْخَيْرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: إِذ أَتاني نَبأٌ مِن مُنْعَمِرْ ... لَمْ أَخُنْه، وَالَّذِي أَعْطَى الشَّبَرْ «2» . وَقِيلَ: الشَّبْرُ والشَّبَرُ لُغَتَانِ كالقَدْرِ والقَدَرِ ابْنُ الأَعرابي: الشِّبْرَة الْعَطِيَّةُ. شَبَرْتُه وأَشْبَرْتُه وشَبَّرْتُه: أَعطيته، وَهُوَ الشَّبْرُ، وَقَدْ حُرِّك فِي الشِّعْرِ. ابْنُ الأَعرابي: شَبَرَ وشَبَّرَ إِذا قَدَّرَ. وشَبَّرَ أَيضاً إِذا بَطِرَ. وَيُقَالُ: قَصَّرَ اللَّهُ شَبْرَك وشِبْرَك أَي قَصَّرَ اللَّهُ عُمْرَك وطُولَك. الْفَرَّاءُ: الشَّبْرُ القَدّ، يُقَالُ: مَا أَطول شَبْرَه أَي قَدَّه. وفلانٌ قصيرُ الشَّبْرِ. والشَّبْرَة: الْقَامَةُ تَكُونُ قَصِيرَةً وَطَوِيلَةً. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ شُبِّرَ فُلَانٌ فَتَشَبَّرَ أَي عُظِّمَ فتعظَّمَ وقُرِّب فَتَقَرَّبَ. ابْنُ الأَعرابي: أَشْبَرَ الرجلُ جَاءَ بِبَنِينَ طِوَالٍ، وأَشْبَرَ: جَاءَ بِبَنِينَ قِصارِ الأَشبارِ. وتَشَابَرَ الْفَرِيقَانِ إِذا تَقَارَبَا فِي الْحَرْبِ كأَنه صَارَ بَيْنَهُمَا شِبْرٌ ومَدَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ الشِّبْرَ. والشَّبَرُ: شَيْءٌ يَتَعَاطَاهُ النَّصَارَى بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ كالقُرْبانِ يَتَقَرَّبُونَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ القُرْبانُ بعينِهِ. وأَعطاها شَبْرَها أَي حَقَّ النِّكَاحِ. وَفِي دُعَائِهِ لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: جَمَعَ

_ (2). قوله: [من منعمر] كذا بالنون، وهذا الضبط بالأصل

اللَّهُ شَمْلَكُما وَبَارَكَ فِي شَبْرِكُما ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الشَّبْرُ فِي الأَصل الْعَطَاءُ ثُمَّ كُني بِهِ عَنِ النِّكَاحِ لأَن فِيهِ عَطَاءً. وشَبْرُ الْجَمَلِ: طَرْقُه، وَهُوَ ضِرَابه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ شَبْرِ الجَمَلِ أَي أُجرة الضِّرَابِ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُسَمَّى بِهِ الضِّرَابُ نَفْسُهُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي عَنْ كِرَاءِ شَبْرِ الجَمَلِ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ النَّهْيُ عَنْ أَخذ الكراء عن ضراب الْفَحْلِ، وَهُوَ مثلُ النَّهْيِ عَنْ عَسْبِ الْفَحْلِ، وأَصل العَسْب والشَّبْرِ الضِّرابُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ لِرَجُلٍ خَاصَمَتْهُ امرأَته إِليه تطلب مَهْرِهَا: أَإِن سأَلتك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك أَنشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها؟ أَراد بالشَّبْرِ النكاحَ، فشَكْرُها: بضْعُها؛ وشَبْرُه: وَطْؤه إِياها؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الشَّبْرُ ثَوَابُ الْبِضْعِ مِنْ مَهْرٍ وعُقْرٍ. وشَبْرُ الْجَمَلِ: ثَوَابُ ضِرَابه. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنه قَالَ: الشَّكْرُ القُوتُ، والشَّبْرُ الْجِمَاعُ. قَالَ شَمِرٌ: القُبُل يُقَالُ لَهُ الشَّكْرُ؛ وأَنشد يَصِفُ امرأَة بالشرَف وبالعِفَّة والحِرْفة: صَنَاعٌ بإِشْفاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها، ... جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ ابْنُ الأَعرابي: المَشْبُورَة المرأَة السَّخِيَّة الْكَرِيمَةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فُسِّرَ ابْنُ الأَعرابي شَبْرَ الْجَمَلِ بأَنه مِثْلُ عَسْب الْفَحْلِ فكأَنه فَسَّرَ الشَّيْءَ بِنَفْسِهِ؛ قَالَ: وَذَلِكَ لَيْسَ بِتَفْسِيرٍ، وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ نَهَى عَنْ شَبْرِ الْفَحْلِ. وَرَجُلٌ قَصِيرُ الشِّبْرِ مُتَقاربُ الخَطْوِ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: معاذَ اللَّهِ يَرْضَعُنِي حَبَرْكَى، ... قصِيرُ الشِّبْرِ مِنْ جُشَمِ بنِ بَكْرِ والمَشْبَرُ والمَشْبَرَةُ: نَهْرٌ يَنْخَفِضُ فيتأَدى إِليه مَا يَفِيضُ عَنِ الأَرضِين. ابْنُ الأَعرابي: قِبالُ الشِّبْرِ الحَيَّةُ وقِبَالُ الشَّسْعِ الحيَّة. وَقَالَ أَبو سعيدْ: المَشَابِرُ حُزُوزٌ فِي الذِّراعِ الَّتِي يُتَبايَعُ بِهَا، مِنْهَا حَزُّ الشِّبْر وَحَزُّ نِصْفِ الشِّبْرِ ورُبْعِه، كلُّ جُزْءٍ مِنْهَا صَغُر أَو كَبُرَ مَشْبَرٌ. والشَّبَّورُ: شَيْءٌ يُنْفَخُ فِيهِ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ. والشَّبُّور، عَلَى وَزْنِ التَّنُّور: البُوقُ، وَيُقَالُ هُوَ مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان ذُكِرَ لَهُ الشَّبُّور ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَاءَ فِي تَفْسِيرِهِ أَنه البُوقُ وَفَسَّرُوهُ أَيضاً بالقُبْعِ، وَاللَّفْظَةُ عِبرانية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَبَّر وشَبيراً فِي اسْمِ الْحَسَنِ والحُسين، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ قَالَ: وَوَجَدْتُ ابْنَ خَالَوَيْهِ قَدْ ذَكَرَ شَرْحَهُمَا فَقَالَ: شَبَّرُ وشَبِيرٌ ومُشَبِّرٌ هُمْ أَولاد هَارُونَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَمَعْنَاهَا بِالْعَرَبِيَّةِ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ ومُحَسِّن، قَالَ: وَبِهَا سَمَّى عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَولاده شَبَّرَ وشَبِيراً ومُشَبِّراً يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا ومُحَسِّناً، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين. شتر: التَّهْذِيبُ: الشَّتَرُ انقلابٌ فِي جَفْنِ الْعَيْنِ قَلَّمَا يَكُونُ خِلْقَةً. والشَّتْرُ، مُخَفَّفَةً: فِعْلك بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّتَرُ انْقِلَابُ جَفْنِ الْعَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل وتَشَنُّجُه، وَقِيلَ: هُوَ أَن ينشَقَّ الْجَفْنُ حَتَّى يَنْفَصِلَ الحَتَارُ، وَقِيلَ: هُوَ اسْتِرْخَاءُ الْجَفْنِ الأَسفل؛ شَتِرَتْ عينُه شَتَراً وشَتَرَها يَشْتُرُها شَتْراً وأَشْتَرَها وشَتَّرَها. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا قُلْتَ شَتَرْتُهُ فإِنك لَمْ تَعْرِضْ لِشتر وَلَوْ عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: شَتَرْتُه أَنا مِثْلُ ثَرِم وثَرَمْتُه أَنا وأَشْتَرْتُه أَيضاً، وانشَتَرتْ عينُه. وَرَجُلٌ أَشْتَرُ: بَيِّنُ الشَّتَرِ، والأُنثى شَتْراء. وَقَدْ شَتِرَ

يَشْتَرُ شَتَراً وشُتِرَ أَيضاً مِثْلُ أَفِنَ وأُفِنَ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: فِي الشَّتَرِ رُبْعُ الدِّيَةِ ، وَهُوَ قَطْعُ الْجَفْنِ الأَسفل وَالْأَصْلُ انقلابُه إِلى أَسفل. والشَّتْرُ: مِنْ عَروض الهَزَجِ أَن يَدْخُلَهُ الخَرْمُ والقَبْضُ فَيَصِيرَ فِيهِ مَفَاعِيلُنْ فَاعِلٌ كَقَوْلِهِ: قلتُ: لَا تَخَفْ شَيًّا، ... فَمَا يكونُ يأْتيكا وَكَذَلِكَ هُوَ فِي جُزْءِ الْمُضَارِعِ الَّذِي هُوَ مَفَاعِيلُنْ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ شَتَرِ الْعَيْنِ، فكأَن الْبَيْتَ قَدْ وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَهَابِ الْمِيمِ وَالْيَاءِ مَا صَارَ بِهِ كالأَشْتَرِ العيْن. والشَّتَرُ: انْشِقَاقُ الشَّفَةِ السفلى، شَفَة شَتْراء. وشَتَّرَ بِالرَّجُلِ تَشْتِيراً: تَنَقَّصَه وَعَابَهُ وسبَّه بِنَظْمٍ أَو نَثْرٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَوْ قَدَرْتُ عَلَيْهِمَا لشَتَّرْتُ بِهِمَا أَي أَسمعتهما الْقَبِيحَ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ، مِنَ الشَّنَارِ، وَهُوَ الْعَارُ وَالْعَيْبُ. وشَتَرَه: جَرَحَهُ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ الأَخطل: رَكُوبٌ عَلَى السَّوْآتِ قَدْ شَتَرَ اسْتَهُ ... مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ، والنَّخْسُ فِي الدُّبُرْ وشَتَّرْت بِهِ تَشْتِيراً وسَمَّعْتُ بِهِ تَسْمِيعًا ونَدَّدْتُ بِهِ تَنْدِيدًا، كُلُّ هَذَا إِذا أَسمعتَه الْقَبِيحَ وشتمتَه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ الأَعرابي وأَبو عَمْرٍو: شَتَّرْت، بِالتَّاءِ؛ وَكَانَ شَمِرٌ أَنكر هَذَا الْحَرْفَ وَقَالَ: إِنما هُوَ شَنَّرْتُ، بِالنُّونِ؛ وأَنشد: وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وَهِيَ حَرِيصَةٌ ... عَلَيْهِ، ولكنْ تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرَا قال الأَزهري: جعله من الشَّنَارِ وَهُوَ الْعَيْبُ، وَالتَّاءُ صَحِيحٌ عِنْدَنَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: شَتِرَ انْقَطَعَ، وشُتِرَ انْقَطَعَ. وشَتَرَ ثَوْبَهُ: مَزَّقَهُ. والأَشْتَرَانِ: مَالِكٌ وَابْنُهُ. وشُتَيْرُ بْنُ خَالِدٍ: رَجُلٌ مِنْ أَعْلام الْعَرَبِ كَانَ شَرِيفًا؛ قَالَ: أَوَالِبَ لَا فانْهَ شُتَيْرَ بنَ خالِدٍ ... عَنِ الجَهْلِ لَا يَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَوْمَ بَدْرٍ: فقلتُ قريبٌ مَفَرُّ ابْنِ الشَّتْرَاءِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ رَجُلٌ كَانَ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ يأْتي الرُّفقة فَيَدْنُو مِنْهُمْ حَتَّى إِذا هَمُّوا بِهِ نأَى قَلِيلًا ثُمَّ عاوَدَهم حَتَّى يُصِيبَ مِنْهُمْ غِرَّة، الْمَعْنَى: أَن مَفَرَّه قَرِيبٌ وَسَيَعُودُ، فَصَارَ مَثَلًا. وشُتَيْرٌ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَعَلَى شُتَيْر راحَ مِنَّا رائحٌ، ... يأْتي قَبِيصَةَ كالفَنِيق المُقْرَمِ شتعر: الشَّيْتَعُور: الشَّعِيرُ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما هُوَ الشَّيْتَغُور، بالغين المعجمة. شتغر: الشَّيْتَغُور: الشَّعِيرُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ بِالْعَيْنِ المهملة. شجر: الشَّجَرَة الْوَاحِدَةُ تُجْمَعُ عَلَى الشَّجَر والشَّجَرَات والأَشْجارِ، والمُجْتَمِعُ الكثيرُ مِنْهُ فِي مَنْبِتِه: شَجْرَاءُ. الشَّجَر والشِّجَر مِنَ النَّبَاتِ: مَا قَامَ عَلَى سَاقٍ؛ وَقِيلَ: الشِّجَر كُلُّ مَا سَمَا بِنَفْسِهِ، دَقَّ أَو جلَّ، قاوَمَ الشِّتاءَ أَو عَجَزَ عَنْهُ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ شَجَرَة وشِجَرَة، وَقَالُوا شِيَرَةٌ فأَبدلوا، فإِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ شِجَرَة، وإِمَّا أَن تَكُونَ الْكَسْرَةُ لِمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ؛ قَالَ: تَحْسَبُه بَيْنَ الأَكامِ شِيَرَهْ وَقَالُوا فِي تَصْغِيرِهَا: شِيَيْرَة وشُيَيْرَة. قَالَ وَقَالَ مُرَّةُ: قُلِبَتِ الْجِيمُ يَاءً فِي شِيَيْرَة كَمَا قَلَبُوا الْيَاءَ جِيمًا فِي قَوْلِهِمْ أَنا تَمِيمِجٌّ أَي تَمِيمِيٌّ، وَكَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: عَلَى كُلِّ غَنِجٍ ، يُرِيدُ غَنِيٍّ؛ هَكَذَا حَكَاهُ

أَبو حَنِيفَةَ، بِتَحْرِيكِ الْجِيمِ، وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ أَن نَاسًا مِنْ بَنِي سَعْدٍ يُبَدِّلُونَ الْجِيمَ مَكَانَ الْيَاءِ في الوقف خاصة، وذلك لأَن الْيَاءَ خَفِيفَةٌ فأَبدلوا مِنْ مَوْضِعِهَا أَبْين الْحُرُوفِ، وذلك قَوْلُهُمْ تَمِيمِجْ فِي تَمِيميْ، فإِذا وَصَلُوا لَمْ يُبَدِّلُوا؛ فأَما مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: خَالِيَ عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ، ... المُطْعِمانِ اللحمَ بالعَشِجِّ، وَفِي الغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِ فإِنه اضْطُرَّ إِلى الْقَافِيَةِ فأَبدل الْجِيمَ مِنَ الْيَاءِ فِي الْوَصْلِ كَمَا يُبَدِّلُهَا مِنْهَا فِي الْوَقْفِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما قَوْلُهُمْ فِي شَجَرَة شِيَرَة فَيَنْبَغِي أَن تَكُونَ الْيَاءُ فِيهَا أَصلًا وَلَا تَكُونَ مُبْدَلَةً مِنَ الْجِيمِ لأَمرين: أَحدهما ثَبَاتُ الْيَاءِ فِي تَصْغِيرِهَا فِي قَوْلِهِمْ شُيَيْرَة وَلَوْ كَانَتْ بَدَلًا مِنَ الْجِيمِ لَكَانُوا خُلَقَاء إِذا حَقَّروا الِاسْمَ أَن يَرُدُّوهَا إِلى الْجِيمِ لِيَدُلُّوا عَلَى الأَصل، وَالْآخَرُ أَن شِينَ شَجَرة مَفْتُوحَةٌ وَشِينَ شِيرَةَ مَكْسُورَةٌ، وَالْبَدَلُ لَا تُغَيَّرُ فِيهِ الْحَرَكَاتُ إِنما يُوقَعُ حَرْفٌ مَوْضِعَ حَرْفٍ. وَلَا يُقَالُ لِلنَّخْلَةِ شَجَرَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالنَّبَاتِ. وأَرض شَجِرَة وشَجِيرة وشَجْرَاء: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ. والشَّجْراءُ: الشَّجَرُ، وَقِيلَ: اسْمٌ لِجَمَاعَةِ الشَّجَر، وَوَاحِدُ الشَّجْراء شَجَرَة، وَلَمْ يأْت مِنَ الْجَمْعِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ إِلَّا أَحرف يَسِيرَةٌ: شَجَرَة وشَجراء، وقَصَبَة وقَصْباء، وطَرَفة وطَرْفاء، وحَلَفَة وحَلْفاء؛ وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ فِي وَاحِدِ الْحُلَفَاءِ حَلِفة، بِكَسْرِ اللَّامِ، مُخالفة لأَخَواتها. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الشَّجْراء وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وَكَذَلِكَ القَصْباء والطَّرْفاء والحَلْفاء. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: حَتَّى كُنْتُ «1». فِي الشَّجْراء أَي بَيْنَ الأَشجار المُتَكاثِفَة، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الشَّجَرة كالقَصْباء للقَصَبة، فَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ، والأَول أَوجه. والمَشْجَرُ: مَنْبِت الشَجر. والمَشْجَرَة: أَرض تُنبِت الشَّجَرَ الْكَثِيرَ. والمَشْجَر: مَوْضِعُ الأَشجار وأَرض مَشْجَرَة: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَهَذَا المكان الأَشْجَرُ مِنْ هَذَا أَي أَكثر شَجَراً؛ قَالَ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا. وَهَذِهِ الأَرض أَشجر مِنْ هَذِهِ أَي أَكثر شَجَراً. ووادٍ أَشْجَرُ وشَجِيرٌ ومُشْجرٌ: كَثِيرُ الشَّجَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: وادٍ شَجِيرٌ وَلَا يُقَالُ وادٍ أَشْجَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ونأَى بِيَ الشَّجَرُ ؛ أَي بَعُدَ بيَ المرعَى فِي الشَّجَر. وأَرض عَشِبَة: كَثِيرَةُ العُشْب، وبَقِيلة وعاشِبَة وبَقِلة وثَمِيرة إِذا كَانَ ثَمَرَتها «2». وأَرض مُبْقِلَة ومُعْشِبَة. التَّهْذِيبُ: الشَّجَرُ أَصناف، فأَما جِلُّ الشَّجَرِ فَعِظامُه الَّتِي تَبْقَى عَلَى الشِّتاء، وأَما دِقُّ الشَّجَرِ فَصِنْفَانِ: أَحدهما يَبْقَى لَهُ أَرُومة فِي الْأَرْضِ فِي الشِّتاء، ويَنْبُت فِي الرَّبِيعِ، وَمِنْهُ مَا يَنْبُت مِنَ الحَبَّة كَمَا تَنْبُتُ البقُول، وَفَرَّقَ مَا بَيْنَ دِقِّ الشَّجَرِ وَالْبَقْلِ أَن الشَّجَرَ لَهُ أَرُومة تَبْقَى عَلَى الشِّتَاءِ وَلَا يَبْقَى للبقْل شَيْءٌ، وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ هَذِهِ الشَّجَرُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ هِيَ البُرُّ وَهِيَ الشَّعير. وَهِيَ التَّمْرُ، وَيَقُولُونَ هِيَ الذَّهَبُ لأَن الْقِطْعَةَ مِنْهُ ذهَبَة؛ وبِلُغَتهم نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها؛ فأَنَّثَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: شاجَرَ المالُ إِذا رَعَى العُشْبَ والبَقْلَ فَلَمْ يُبْق مِنْهَا شَيْئًا فَصَارَ إِلى الشَّجَرِ يَرْعَاهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا:

_ (1). قوله: [حتى كنت] الذي في النهاية فإِذا كنت (2). قوله: [إِذا كان ثمرتها] كذا بالأَصل ولعل فيها تحريفاً أَو سقطاً، والأَصل إِذا كثرت ثمرتها أَو إذا كانت ثمرتها كثيرة أَو نحو ذلك

تَعْرِفُ فِي أَوْجُهِها البشائِرِ ... آسانَ كلِّ آفقٍ مُشاجِرِ وَكُلُّ مَا سُمِك ورُفِعَ، فَقَدْ شُجِرَ. وشَجَرَ الشجَرة وَالنَّبَاتَ شَجْراً: رَفَع مَا تَدَلَّى مِنْ أَغصانها. التَّهْذِيبُ قَالَ: وإِذا نزلتْ أَغصانُ شَجَرٍ أَو ثَوْبٍ فَرَفَعْتَهُ وأَجفيتَه قُلْتَ شَجَرْته، فَهُوَ مَشْجُور؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: رَقَّعَ مِنْ جِلالِه المَشْجُور والمُشَجَّرُ مِنَ التَّصَاوير: مَا كَانَ عَلَى صِفَةِ الشَّجَرِ. وَدِيبَاجٌ مُشَجَّرٌ: نَقْشُه عَلَى هَيْئَةِ الشَّجَرِ. وَالشَّجَرَةُ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَهَا سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ كَانَتْ سَمُرَة. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّخْرةُ والشجَرة مِنَ الْجَنَّةِ ، قِيلَ: أَراد بِالشَّجَرَةِ الكَرْمَة، وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد بِالشَّجَرَةِ شَجَرَة بَيْعَة الرِّضوان لأَن أَصحابها اسْتَوجَبوا الْجَنَّةَ. واشْتَجَرَ القومُ: تَخَالَفُوا: وَرِمَاحٌ شواجِرُ ومُشْتَجِرة ومُتَشاجِرَة: مُخْتلفةٌ مُتَداخلة. وشَجَر بَيْنَهُمُ الأَمْرُ يَشْجُرُ شَجْراً «1». تَنَازَعُوا فِيهِ. وشَجَر بَيْنَ الْقَوْمِ إِذا اخْتَلَفَ الأَمر بَيْنَهُمْ. واشْتَجَرَ الْقَوْمُ وتَشاجَرُوا أَي تَنَازَعُوا. والمُشاجَرة: الْمُنَازَعَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي فِيمَا وَقَعَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي الْخُصُومَاتِ حَتَّى اشْتَجَرُوا وتشاجَرُوا أَي تشابَكُوا مُخْتَلِفِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم وَمَا شَجَرَ بَيْنَ أَصحابي ؛ أَي مَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ مِنَ الاختلاف. وَفِي حَدِيثِ أَبي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ: وذكَرَ فِتْنَةً يَشْتَجِرون فِيهَا اشْتِجارَ أَطْباق الرَّأْس ؛ أَراد أَنهم يَشْتَبِكُونَ فِي الْفِتْنَةِ وَالْحَرْبِ اشْتباك أَطْباق الرَّأْس، وَهِيَ عِظَامُهُ الَّتِي يَدْخُلُ بعضُها فِي بَعْضٍ؛ وَقِيلَ: أَراد يَخْتَلِفُونَ كَمَا تَشْتَجِرُ الأَصابع إِذا دَخَلَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ. وكلُّ مَا تَدَاخَلَ، فَقَدْ تشاجَر واشْتَجَرَ. وَيُقَالُ: التَقَى فِئَتَانِ فتشاجَرُوا بِرِمَاحِهِمْ أَي تَشَابَكُوا. واشْتَجَرُوا بِرِماحِهِم وتشاجَرُوا بالرِّماح: تَطَاعَنُوا. وشجَرَ: طَعن بالرُّمح. وشَجَره بِالرُّمْحِ: طَعَنَهُ. وَفِي حَدِيثِ الشُّرَاة: فَشَجَرْناهم بِالرِّمَاحِ : أَي طعنَّاهم بِهَا حَتَّى اشتبكتْ فِيهِمْ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يأْلَفُ بعضُه بَعْضًا، فَقَدِ اشْتَبك واشْتَجَر. وَسُمِيَّ الشجَرُ شَجَراً لِدُخُولِ بَعْضِ أَغصانه فِي بَعْضٍ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِمَراكبِ النِّساء: مَشاجِرُ، لِتشابُك عِيدان الهَوْدَج بعضِها فِي بَعْضٍ. وشَجَرَهُ شَجْراً: رَبَطَه. وشَجَرَه عَنِ الأَمر يَشْجُرهُ شَجْراً: صَرَفَهُ. والشَّجْرُ: الصَّرْف. يُقَالُ: مَا شَجَرَك عَنْهُ؟ أَي مَا صَرَفك؛ وَقَدْ شَجَرَتْني عَنْهُ الشَّواجر. أَبو عُبَيْدٍ: كلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ ثُمَّ فَرَّق بَيْنَهُ شَيْءٌ فَانْفَرَقَ يُقَالُ لَهُ: شُجِرَ؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَة: طَافَ الخَيالُ بِنَا وَهْناً، فأَرَّقَنَا، ... مِنْ آلِ سُعْدَى، فباتَ النومُ مُشْتَجِرَا مَعْنَى اشْتِجار النَّوْمِ تَجافيه عَنْهُ، وكأَنه مِنَ الشَّجِير وَهُوَ الغَرِيبُ؛ وَمِنْهُ شَجَرَ الشيءَ عَنِ الشَّيْءِ إِذا نَحَّاه؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: شَجَرَ الهُدَّابَ عَنْهُ فَجفَا أَي جَافَاهُ عَنْهُ فَتَجَافى، وإِذا تَجافى قِيلَ: اشْتَجَر وانْشَجَر. والشَّجْرُ: مَفْرَجُ الفَم، وَقِيلَ: مُؤَخَّرُه، وَقِيلَ: هُوَ الصَّامِغ، وَقِيلَ: هُوَ مَا انْفَتَحَ مِنْ مُنْطَبِقِ الفَم، وَقِيلَ: هُوَ مُلْتَقَى اللِّهْزِمَتَيْن، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْن. وشَجْرُ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ أَعالي

_ (1). قوله: [وشجر بينهم الأَمر شجراً] في القاموس وشجر بينهم الأَمر شجوراً

لَحْيَيْه مِنْ مُعْظَمها، وَالْجَمْعُ أَشْجَار وشُجُور. واشْتَجَر الرَّجُلُ: وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ شَجْرِهِ عَلَى حَنَكه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً، ... كأَن عَيْنَيَّ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ مَذْبُوحٌ: مَشْقُوق. أَبو عَمْرٍو: الشَّجْرُ مَا بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ. غَيْرُهُ: بَاتَ فُلَانٌ مُشْتَجِراً إِذا اعْتَمَدَ بشَجْرِهِ عَلَى كَفِّهِ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِحَكَمَةِ بَغْلَةِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ حُنَين وَقَدْ شَجَرْتُها بِهَا أَي ضَربْتُها بِلِجَامِهَا أَكُفُّها حَتَّى فتحتْ فَاهَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَالْعَبَّاسُ يَشْجُرها أَو يَشْتَجِرُها بِلِجَامِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الشَّجْر مَفْتَح الْفَمِ، وَقِيلَ: هُوَ الذَّقَن. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «2». أَنَّ أُمَّه قَالَتْ لَهُ: لَا أَطْعَمُ طَعاماً وَلَا أَشرب شَرَابًا أَو تكفُرَ بِمُحَمَّدٍ قَالَ: فَكَانُوا إِذَا أَرادوا أَن يُطْعِمُوهَا أَو يَسْقُوهَا شَجَرُوا فَاهَا أَي أَدْخَلوا فِي شَجْرِه عُوداً فَفَتَحُوهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ عَمَدته بِعماد، فَقَدْ شَجَرْتَه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي إِحدى الرِّوَايَاتِ: قُبض رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ شَجْرِي ونَحْرِي ؛ قِيلَ: هُوَ التَّشْبِيكُ، أَي أَنها ضَمَّته إِلى نَحْرِهَا مُشبِّكَة أَصابعها. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ التَّابِعِينَ: تَفَقَّدْ فِي طهارَتِكَ كَذَا وَكَذَا والشِّاكِلَ والشَّجْرَ أَي مُجْتَمَعَ اللَّحْيَيْن تَحْتَ العَنْفَقَة. والشِّجارُ: عُودٌ يُجعل فِي فَمِ الجَدْي لِئَلَّا يَرْضَع أُمَّه. والشَّجْرُ مِنَ الرَّحْل: مَا بَيْنَ الكَرَّيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَلْتَهِم ظَهْرَ الْبَعِيرِ. والمِشْجَرُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: المِشْجَب، وَفِي الْمُحْكَمِ: المَشْجَر أَعواد تُرْبَطُ كالمِشْجَب يُوضَعُ عَلَيْهَا الْمَتَاعُ. وشَجَرْت الشَّيْءَ: طرحتُه عَلَى المِشْجَر، وَهُوَ المِشْجَب. والمِشْجَر والمَشْجَر والشِّجار والشَّجار: عُودُ الْهَوْدَجِ، وَاحِدَتُهَا مِشْجَرة [مَشْجَرة] وشِجَارة، وَقِيلَ: هُوَ مَرْكَب أَصغر مِنَ الْهَوْدَجِ مكشوفُ الرأْس. التَّهْذِيبُ: والمِشْجَر مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وأَرْثَدَ فارسُ الهَيْجا، إِذا مَا ... تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بِالْقِيَامِ اللَّيْثُ: الشِّجار خَشَبُ الْهَوْدَجِ، فإِذا غُشِّيَ غِشَاءَه صَارَ هَوْدَجاً. الْجَوْهَرِيُّ: والمَشَاجر عِيدَانُ الْهَوْدَجِ، وقال أَبو عَمْرٍو: مَرَاكِبُ دُونَ الْهَوَادِجِ مكشوفةُ الرأْس، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الشُّجُرُ أَيضاً، الْوَاحِدُ شِجار «3». وَفِي حَدِيثِ حُنَين: ودُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يومئذٍ فِي شِجار لَهُ ؛ هُوَ مَرْكَبٌ مَكْشُوفٌ دُونَ الْهَوْدَجِ، وَيُقَالُ لَهُ مِشْجَر [مَشْجَر] أَيضاً. والشِّجارُ: خَشَبُ الْبِئْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَتَرْوَيَنْ أَو لَتَبِيدَنَّ الشُّجُرْ والشِّجارُ: سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبل. والشِّجارُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُضَبَّب بِهَا السَّرِيرُ مِنْ تَحْتُ، يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ المَتَرْس. التَّهْذِيبُ: والشِّجار الْخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ خَلْف الْبَابِ، يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ المَتَرْس، وَبِخَطِّ الأَزهري مَتَّرس، بفتح الْمِيمِ وَتَشْدِيدُ التَّاءِ؛ وأَنشد الأَصمعي: لَوْلَا طُفَيْلٌ ضاعتِ الغَرائرُ، ... وفاءَ، والمُعْتَقُ شَيْءٌ بائرُ، غُلَيِّمٌ رَطْلٌ وشَيْخٌ دامِرُ، ... كأَنما عِظامُنا المَشَاجِرُ والشِّجارُ: الهَوْدَجُ الصَّغِيرُ الَّذِي يكفي واحداً حَسْب.

_ (2). قوله: [وفي حديث سعد] الذي في النهاية حديث أَم سعد (3). قوله: [الواحد شجار] بفتح أَوله وكسره وكذلك المشجر كما في القاموس

والشَّجيرُ: الغريبُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. ابْنُ سِيدَهْ: والشَّجِيرُ الغريبُ والصاحبُ، وَالْجَمْعُ شُجَراء. والشَّجِيرُ: قِدْح يَكُونُ مَعَ القِدَاح غَرِيبًا مِنْ غَيْرِ شَجَرَتِها؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: وإِذا الرِّياحُ تَكَمَّشَتْ ... بِجَوانِبِ البَيْتِ القَصِيرِ، أَلْفَيْتَني هَشَّ اليَدَينِ ... بِمَرْي قِدْحي، أَو شَجِيرِي والقِدْحُ الشَّجِيرُ: هُوَ الْمُسْتَعَارُ الَّذِي يُتَيَمَّنُ بِفَوْزِهِ والشَّرِيجُ: قِدْحُهُ الَّذِي هُوَ لَهُ. يُقَالُ: هُوَ شَرِيجُ هَذَا وشِرْجُهُ أَي مِثْلُهُ. والشَّجِيرُ: الردِيءُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والانْشِجارُ والاشْتِجارُ: التَّقَدُّمُ والنَّجاء؛ قَالَ عُوَيْفٌ الهُذَليُّ: عَمْداً تَعَدَّيْنَاكَ، وانْشَجَرَتْ بِنَا ... طِوالُ الهَوادِيُ مُطْبَعَاتٌ مِنَ الوِقْرِ وَيُرْوَى: واشْتَجَرَتْ. والاشتجارُ أَن تَتَّكِئَ عَلَى مَرْفِقِكَ وَلَا تَضَعَ جَنْبَكَ عَلَى الْفِرَاشِ. والتَّشْجيرُ فِي النخلِ: أَن تُوضَعَ العُذُوقُ على الجريد، وذلك إِذا كَثُرَ حِمْلُ النَّخْلَةِ وعَظُمَتِ الكَبائِسُ فَخِيفَ عَلَى الجُمَّارَةِ أَو عَلَى العُرْجُونِ. والشَّجِيرُ: السَّيفُ. وشَجَرَ بَيْتَهُ أَي عَمَدَه بِعَمُودٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ أَي مِنْ أَصل مُبَارَكٍ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّجْرَةُ النُّقْطَةُ الصَّغِيرَةُ فِي ذَقَنِ الغُلامِ. شحر: شَحَرَ فَاهُ شَحْراً: فَتَحَهُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبها يَمَانِيَةً. والشِّحْرُ: سَاحِلُ الْيَمَنِ، قَالَ الأَزهري: فِي أَقصاها، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يبنها وَبَيْنَ عُمانَ. وَيُقَالُ: شِحْرُ عُمانَ وشَحْرُ عُمان، وَهُوَ سَاحِلُ الْبَحْرِ بَيْنَ عُمان وعَدَنٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: رَحَلْتُ مِنْ أَقْصَى بِلادِ الرُّحَّلِ، ... مِنْ قُلَلِ الشِّحْرِ فَجَنْبَيْ مَوْكَلِ ابْنُ الأَعرابي: الشِّحْرَةُ الشَّطُّ الضَّيِّقُ، والشِّحْرُ الشَّطُّ. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّحِيرُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبَتٍ. والشُّحْرُورُ: طَائِرٌ أَسودُ فُوَيْقَ العُصفور يصوّت أَصواتاً. شحشر: الشَّحْشَار: الطويل. شخر: الشَّخِيرُ: صَوْتٌ مِنَ الحَلْقِ، وَقِيلَ: مِنَ الأَنف، وَقِيلَ: مِنَ الْفَمِ دُونَ الأَنف. وشَخِيرُ الْفَرَسِ: صَوْتُه مِنْ فَمِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْفَرَسِ بَعْدَ الصَّهِيل، شَخَرَ يَشْخِرُ شَخْراً وشَخِيراً، وَقِيلَ: الشَّخْرُ كالنَّخْرِ. الصِّحَاحُ: شَخَرَ الحمارُ يَشْخِرُ، بِالْكَسْرِ، شَخِيراً. الأَصمعي: مِنْ أَصوات الْخَيْلِ الشَّخِيرُ والنَّخِيرُ والكَرِيرُ، فَالشَّخِيرُ مِنَ الْفَمِ، وَالنَّخِيرُ مِنَ الْمَنْخَرَيْنِ، وَالْكَرِيرُ مِنَ الصَّدْرِ؛ وَرَجُلٌ شِخِّيرٌ نِخِّيرٌ. والشَّخِيرُ أَيضاً: رَفْعُ الصَّوْتِ بالنَّخْرِ. وَحِمَارٌ شِخِّيرٌ: مُصَوِّتٌ. والشَّخِيرُ: مَا تَحَاتَّ مِنَ الْجَبَلِ بالأَقدام وَالْحَوَافِرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِنُطْفَةِ بَارِقٍ فِي رأْسِ نِيقٍ ... مُنِيفٍ، دُونَها مِنْهُ شَخِيرُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الشَّخِيرَ بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا أَن يَكُونَ الأَصل فِيهِ خَشِيراً فَقُلِبَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَا بَيْنَ الكَرَّيْنِ مِنَ الرَّحْلِ شَرْخٌ وشَخْرٌ، والكَرُّ: مَا ضَمَّ الظَّلِفَتَيْنِ؛ أَنشد الْبَاهِلِيُّ قَوْلَ الْعَجَّاجِ:

إِذا اثْبَجَرّا مِنْ سَوادٍ حَدَجَا، ... وشَخَرَا اسْتِنفاضَةً ونَشَجَا قَالَ: الْاِثْبِجْرَارُ أَن يَقُومَ وَيَنْقَبِضَ، يَعْنِي الْحِمَارَ والأَتان. قَالَ: وَشَخَّرَا نَفَضَا بِجَحَافِلِهِمَا. وَاسْتِنْفَاضَةٌ أَي يَنْفُضَانِ ذَلِكَ الشَّخْصَ يَنْظُرَانِ مَا هُوَ. والنَّشِيجُ: صَوتٌ مِنَ الصَّدْرِ. وشَخْرُ الشَّباب: أَوَّله وجِدَّتُه كَشَرْخِهِ والأَشْخَرُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. والشِّخِّير، بِكَسْرِ الشِّينِ: اسْمٌ. وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، مِثَالُ الفِسِّيق، لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعِّيلٌ وَلَا فُعِّيلٌ. شخدر: شَخْدَرٌ: اسم. شذر: الشَّذْر: قِطَعٌ مِنَ الذَّهَبِ يُلْقَطُ مِنَ المعْدِن مِنْ غَيْرِ إِذابة الْحِجَارَةِ، وَمِمَّا يُصَاغُ مِنَ الذَّهَبِ فَرَائِدُ يُفَصَّلُ بِهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْجَوْهَرُ. والشَّذْرُ أَيضاً: صِغَارُ اللُّؤْلُؤِ، شَبَّهَهَا بِالشَّذْرِ لِبَيَاضِهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: الشَّذْرُ هَنَاتٌ صِغار كأَنها رؤوس النَّمْلِ مِنَ الذَّهَبِ تُجْعَلُ فِي الخَوْقِ وَقِيلَ: هُوَ خَرَزٌ يُفَصَّلُ بِهِ النَّظْمُ، وَقِيلَ: هُوَ اللُّؤْلُؤُ الصَّغِيرُ، وَاحِدَتُهُ شَذْرَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ذَهَبَ لَمَّا أَنْ رَآهَا ثُرْمُلَهْ، ... وقالَ: يَا قَوْم رَأَيْتُ مُنْكَرَه، شَذْرةَ وَادٍ، وَرَأَيْتُ الزُّهَرَهْ وأَنشد شَمِرٌ للمَرَّارِ الأَسَدِيّ يَصِفُ ظَبْياً: أَتَيْنَ عَلَى اليَمِينِ، كَأَنَّ شَذْراً ... تَتابَعَ فِي النِّظامِ لَه زَلِيلُ وشَذَّرَ النَّظْمَ: فَصَّلَهُ. فأَما قَوْلُهُمْ: شَذَّر كلامَه بِشِعْرٍ، فمولَّد وَهُوَ عَلَى المَثَلِ. والتَّشَذُّرُ: النَّشاطُ والسُّرْعة فِي الأَمر. وتَشَذَّرَتِ الناقةُ إِذا رأَت رِعْياً يَسُرُّها فَحَرَّكَتْ برأْسها مَرَحاً وفَرَحاً. والتَّشَذُّر: التَّهَدُّدُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَد: بَلَغَنِي عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ ذَرْءٌ مِنْ قَوْلٍ تَشَذَّرَ لِي فِيهِ بشَتْمٍ وإِيعاد فَسِرْتُ إِليه جَوَاداً أَي مُسْرِعًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَسْتُ أَشك فِيهَا بِالذَّالِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ تَشَزَّرَ، بِالزَّايِ، كأَنه مِنَ النَّظَرِ الشَّزْر، وَهُوَ نَظَرُ المُغْضَبِ، وَقِيلَ: التَّشَذُّر التَّهيُّؤُ للشَّرِّ، وَقِيلَ: التَّشَذُّرُ التَّوَعُّدُ والتَّهَدُّدُ؛ وَقَالَ لَبِيدٍ: غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُّحُولٍ، كأَنها ... جِنُّ البَدِيِّ، رَوَاسِياً أَقْدَامُها ابْنُ الأَعرابي: تَشَذَّرَ فُلَانٌ وتَقَتَّرَ إِذا تَشَمَّرَ وتَهَيَّأَ للحَمْلَة. وَفِي حَدِيثِ حُنَينٍ: أَرى كَتِيبَةَ حَرْشَفٍ كأَنهم قَدْ تَشَذَّرُوا أَي تهيَّأُوا لَهَا وتأَهَّبُوا. وَيُقَالُ: شَذَّرَ بِهِ وشَتَّرَ بِهِ إِذا سَمَّعَ بِهِ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ إِذا تَطَاوَلُوا: تَشَذَّرُوا. وتَشَذَّرَ فُلانٌ إِذا تهيأَ لِلْقِتَالِ. وتَشَذَّرَ فَرَسَهُ أَي رَكِبَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وتَشَذَّرَتِ الناقةُ: جَمَعَتْ قُطْرَيْها وَشَالَتْ بِذَنْبِهَا. وتَشَذَّرَ السَّوْطُ: مَالَ وتحرَّك؛ قَالَ: وكانَ ابنُ أَجْمالٍ، إِذا مَا تَشَذَّرَتْ ... صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ وتَشَذَّرَ القومُ: تَفَرَّقُوا. وَذَهَبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ وبِذَرَ أَي ذَهَبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الإِقْبال؛ وَذَهَبَتْ غَنَمُكَ شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ: كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَرَ مَذَرَ أَي فَرَّقَهُ وبَدَّده فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الشِّينِ وَالْمِيمِ وَفَتْحِهِمَا. والتَّشَذُّرُ بِالثَّوْبِ وبالذَّنَبِ: هُوَ الِاسْتِثْفَارُ بِهِ.

والشَّوْذَرُ: الإِتْبُ، وَهُوَ بُرْدٌ يُشَقُّ ثُمَّ تُلْقِيهِ المرأَة فِي عُنُقِهَا مِنْ غَيْرِ كُمَّيْنِ وَلَا جَيْب؛ قَالَ: مُنْضَرِجٌ عَنْ جانِبَيْهِ الشَّوْذَرُ وَقِيلَ: هُوَ الإِزار، وَقِيلَ: هُوَ المِلْحَفَةُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، أَصله شاذَر وَقِيلَ: جاذَر. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّوْذَرُ هُوَ الَّذِي تَلْبَسُهُ المرأَة تَحْتَ ثَوْبِهَا، وَقَالَ اللَّيْثَ: الشَّوْذَرُ ثَوْبٌ تَجْتابُه المرأَة وَالْجَارِيَةُ إِلى طَرَفِ عَضُدها، وَاللَّهُ أَعلم. شرر: الشَّرُّ: السُّوءُ وَالْفِعْلُ لِلرَّجُلِ الشِّرِّيرِ، وَالْمَصْدَرُ الشَّرَارَةُ، والفعل شَرَّ يَشُرُّ [يَشِرُّ]. وَقَوْمٌ أَشْرَارٌ: ضِدُّ الأَخيار. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّرُّ ضِدُّ الْخَيْرِ، وَجَمْعُهُ شُرُورٌ، والشُّرُّ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: والخيرُ كُلُّه بِيَدَيْكَ والشَّرُّ لَيْسَ إِليك ؛ أَي أَن الشَّرَّ لَا يُتقرّب بِهِ إِليك وَلَا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُكَ، أَو أَن الشَّرَّ لَا يَصْعَدُ إِليك وإِنما يَصْعَدُ إِليك الطَّيِّبُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَهَذَا الْكَلَامُ إِرشاد إِلى اسْتِعْمَالِ الأَدب فِي الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ، تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، وأَن تُضَافَ إِليه، عَزَّ وَعَلَا، مَحَاسِنُ الأَشياء دُونَ مَسَاوِئِهَا، وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ نَفْيَ شَيْءٍ عَنْ قُدْرَتِهِ وإِثباته لَهَا، فإِن هذا في الدُّعَاءَ مَنْدُوبٌ إِليه، يُقَالُ: يَا رَبَّ السَّمَاءِ والأَرض، وَلَا يُقَالُ: يَا رَبَّ الْكِلَابِ وَالْخَنَازِيرِ وإِن كَانَ هُوَ رَبَّهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها. وَقَدْ شَرَّ يَشِرُّ ويَشُرُّ شَرّاً وشَرَارَةً، وَحَكَى بَعْضُهُمْ: شَرُرْتُ بِضَمِّ الْعَيْنِ. وَرَجُلٌ شَرِيرٌ وشِرِّيرٌ مِنْ أَشْرَارٍ وشِرِّيرِينَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْكَ، وَلَا يُقَالُ أَشَرُّ، حَذَفُوهُ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِياه، وَقَدْ حَكَاهُ بَعْضُهُمْ. وَيُقَالُ: هُوَ شَرُّهُم وَهِيَ شَرُّهُنَّ وَلَا يُقَالُ هُوَ أَشرهم. وشَرَّ إِنساناً يَشُرُّه إِذا عَابَهُ. الْيَزِيدِيُّ: شَرَّرَنِي فِي النَّاسِ وشَهَّرني فِيهِمْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ شَرُّ النَّاسِ؛ وَفُلَانٌ شَرُّ الثَّلَاثَةِ وشَرُّ الِاثْنَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ ؛ قِيلَ: هَذَا جَاءَ فِي رَجُلٍ بِعَيْنِهِ كَانَ مَوْسُومًا بالشَّرّ، وَقِيلَ: هُوَ عامٌّ وإِنما صَارَ وَلَدُ الزِّنَا شَرّاً مِنْ وَالِدَيْهِ لأَنه شَرُّهم أَصلًا وَنَسَبًا وَوِلَادَةً، لأَنه خُلِقَ مِنْ مَاءِ الزَّانِي وَالزَّانِيَةِ، وَهُوَ مَاءٌ خَبِيثٌ، وَقِيلَ: لأَن الْحَدَّ يُقَامُ عَلَيْهِمَا فَيَكُونُ تَمْحِيصًا لَهُمَا وَهَذَا لَا يُدْرَى مَا يُفْعَلُ بِهِ فِي ذُنُوبِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ أَشَرُّ النَّاسِ إِلا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أُعيذك بِاللَّهِ مِنْ نَفْسٍ حَرَّى وعَيْنٍ شُرَّى أَي خَبِيثَةٍ مِنَ الشَّرِّ، أَخرجته عَلَى فُعْلَى مِثْلُ أَصغر وصُغْرَى؛ وَقَوْمٌ أَشْرَارٌ وأَشِرَّاءُ. وَقَالَ يُونُسُ: واحدُ الأَشْرَارِ رَجُلٌ شَرٌّ مِثْلُ زَنْدٍ وأَزْنَادٍ، قَالَ الأَخفش: وَاحِدُهَا شَرِيرٌ، وَهُوَ الرَّجُلُ ذُو الشَّرِّ مِثْلُ يَتِيمٍ وأَيتام. وَرَجُلٌ شِرِّيرٌ، مِثَالُ فِسِّيقٍ، أَي كَثِيرُ الشَّرِّ. وشَرَّ يَشِرُّ [يَشُرُّ] إِذا زَادَ شَرُّهُ. يُقَالُ: شَرُرْتَ يَا رَجُلُ وشَرِرْتَ، لُغَتَانِ، شَرّاً وشَرَراً وشَرارَةً. وأَشررتُ الرجلَ: نَسَبْتُهُ إِلى الشَّر، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: فَمَا زَالَ شُرْبِي الرَّاحَ حَتَّى أَشَرَّنِي ... صَدِيقِي، وَحَتَّى سَاءَنِي بَعْضُ ذلِكا فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بَعْدَ إِساءَةٍ، ... فَلَسْتُ لِشَرّي فِعْلَه بحَمُول . إِنما أَراد لِشَرّ فِعْلِهِ فَقَلَبَ. وَهِيَ شَرَّة وشُرَّى: يَذْهَبُ بِهِمَا إِلى الْمُفَاضَلَةِ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: الشُّرَّى أُنثى الشَّر الَّذِي هُوَ الأَشَرُّ فِي التَّقْدِيرِ كالفُضْلَى الَّذِي هُوَ تأْنيث الأَفضل، وَقَدْ شَارَّهُ. وَيُقَالُ: شَارَّاهُ وشَارَّهُ، وَفُلَانٌ يُشَارُّ

فُلَانًا ويُمَارُّهُ ويُزَارُّهُ أَي يُعاديه. والمُشَارَّةُ: الْمُخَاصَمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُشَارِّ أَخاك ؛ هُوَ تُفَاعِل مِنَ الشَّرِّ، أَي لَا تَفْعَلْ بِهِ شَرًّا فَتُحْوِجَهُ إِلى أَن يَفْعَلَ بِكَ مِثْلَهُ، وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الأَسود: مَا فَعَلَ الَّذِي كَانَتِ امرأَته تُشَارُه وتُمارُه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: كلَّمَا تَكْبَرُ تَشِرّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: مِنْ أَمثالهم: شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنَّ. وَقَدْ أَشَرَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا أَي طَرَدُوهُ وأَوحدوه. والشِّرَّةُ: النَّشاط. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّةً ثُمَّ إِن لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةً ؛ الشِّرَّةُ: النَّشَاطُ وَالرَّغْبَةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةٌ. وشِرَّةُ الشَّبَابِ: حِرْصُه ونَشاطه. والشِّرَّةُ؛ مَصْدَرٌ لِشَرَّ. والشُّرُّ، بِالضَّمِّ: الْعَيْبُ. حَكَى ابْنُ الأَعرابي: قَدْ قبلتُ عَطِيَّتَكَ ثُمَّ رَدَدْتُهَا عَلَيْكَ مِنْ غَيْرِ شُرِّكَ وَلَا ضُرِّكَ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي مِنْ غَيْرِ رَدٍّ عَلَيْكَ وَلَا عَيْبٍ لَكَ وَلَا نَقْصٍ وَلَا إِزْرَاءٍ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ لشُرِّكَ وإِنما قُلْتُهُ لِغَيْرِ شُرِّكَ أَي مَا قُلْتُهُ لِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ وإِنما قُلْتُهُ لِغَيْرِ شَيْءٍ تَكْرَهُهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِنما قُلْتُهُ لِغَيْرِ عَيْبِكَ. وَيُقَالُ: مَا رَدَدْتُ هَذَا عَلَيْكَ مِنْ شُرٍّ بِهِ أَي مِنْ عَيْبٍ وَلَكِنِّي آثَرْتُكَ بِهِ؛ وأَنشد: عَيْنُ الدَّلِيلِ البُرْتِ مِنْ ذِي شُرِّهِ أَي مِنْ ذِي عَيْبِهِ أَي مِنْ عَيْبِ الدَّلِيلِ لأَنه لَيْسَ يَحْسُنُ أَن يَسِيرَ فِيهِ حَيْرَةً. وعينٌ شُرَّى إِذا نَظَرَتْ إِليك بالبَغْضَاء. وَحَكَى عَنِ امرأَة مِنْ بَنِي عَامِرٍ فِي رُقْيَةٍ: أَرْقيك بِاللَّهِ مِنْ نَفْسٍ حَرَّى وعَين شُرَّى؛ أَبو عَمْرٍو: الشُّرَّى: العَيَّانَةُ مِنَ النِّسَاءِ. والشَّرَرُ: مَا تَطَايَرَ مِنَ النَّارِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ؛ وَاحِدَتُهُ شَرَرَةٌ وَهُوَ الشَّرَارُ وَاحِدَتُهُ شَرَارَةٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَوْ كَشَرَارِ الْعَلَاةِ يَضْرِبُها ... القَيْنُ، عَلَى كُلِّ وَجْهِهِ تَثِبُ وشَرَّ اللحْمَ والأَقِطَ والثوبَ ونحوَها يَشُرُّه شَرّاً وأَشَرَّه وشَرَّرَهُ وشَرَّاهُ عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ: وَضَعَهُ عَلَى خَصفَةٍ أَو غَيْرِهَا ليَجِفَّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ وأَنشد بَعْضُ الرُّوَاةِ لِلرَّاعِي: فأَصْبَحَ يَسْتافُ البِلادَ، كَأَنَّهُ ... مُشَرَّى بأَطرافِ البُيوتِ قَديدُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا الْبَيْتُ لِلرَّاعِي إِنما هُوَ للحَلال ابْنِ عَمِّهِ. والإِشْرَارةُ: مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الأَقط وَغَيْرُهُ، وَالْجَمْعُ الأَشارِيرُ. والشَّرُّ: بَسْطُك الشَّيْءَ فِي الشَّمْسِ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ثَوْبٌ عَلَى قامَةٍ سَحْلٌ، تَعَاوَرَهُ ... أَيْدِي الغَوَاسِلِ، للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ وشَرَّرْتُ الثوبَ وَاللَّحْمَ وأَشْرَرْتُ؛ وشَرَّ شَيْئًا يَشُرُّه إِذا بَسَطَهُ لِيَجِفَّ. أَبو عَمْرٍو: الشِّرَارُ صَفَائِحُ بِيضٌ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا الكَرِيصُ وشَرَّرْتُ الثَّوْبَ: بَسَطْتُهُ فِي الشَّمْسِ، وَكَذَلِكَ التَّشْرِيرُ. وشَرَّرْتُ الأَقِطَ أَشُرُّهُ شَرّاً إِذا جَعَلْتَهُ عَلَى خَصفَةٍ لِيَجِفَّ، وَكَذَلِكَ اللَّحْمُ وَالْمِلْحُ وَنَحْوُهُ. والأَشَارِيرُ: قِطَع قَدِيد. والإِشْرَارَةُ: القَدِيدُ المَشْرُورُ والإِشْرَارَةُ: الخَصَفَةُ الَّتِي يُشَرُّ عَلَيْهَا الأَقِطُ، وَقِيلَ: هِيَ شُقَّة مِنْ شُقَقِ الْبَيْتِ يُشَرَّرُ عليها؛ وَقَوْلُ أَبي كَاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ: لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ، ... مِنَ الثَّعالِي، وَوَخْزٌ منْ أَرَانِيها

قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ الإِشْرَارَة مِنَ القَديد، وأَن يَعْنِيَ بِهِ الخَصَفَة أَو الشُّقَّة. وأَرانيها أَي الأَرانب. والوَخْزُ: الخَطِيئَةُ بَعْدَ الخَطيئَة والشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ أَي مَعْدُودَةٌ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ، حَوْلَ كِناسِهِ، ... أَشارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوامِسا ابْنُ الأَعرابي: الإِشْرَارَةُ صَفِيحَةٌ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا الْقَدِيدُ، وَجَمْعُهَا الأَشارِيرُ وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ الأَزهري: الإِشْرَارُ مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ لِيَجِفَّ فَصَحَّ بِهِ أَنه يَكُونُ مَا يُشَرَّرُ مِنْ أَقِطٍ وَغَيْرِهِ وَيَكُونُ مَا يُشَرَّرُ عَلَيْهِ. والأَشارِيرُ: جَمْعُ إِشْرارَةٍ، وَهِيَ اللَّحْمُ الْمُجَفَّفُ. والإِشْرارة: القِطْعة الْعَظِيمَةُ مِنَ الإِبل لِانْتِشَارِهَا وَانْبِثَاثِهَا. وَقَدِ اسْتَشَرَّ إِذا صَارَ ذَا إِشرارة مِنْ إِبل، قَالَ: الجَدْبُ يَقْطَعُ عَنْكَ غَرْبَ لِسانِهِ، ... فإِذا اسْتَشَرَّ رَأَيتَهُ بَرْبَارا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ثَعْلَبٌ اجْتَمَعَتْ مَعَ ابْنِ سَعْدانَ الرَّاوِيَةُ فَقَالَ لِي: أَسأَلك؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: مَا مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ؟ وَذَكَرَ هَذَا الْبَيْتَ، فَقُلْتُ لَهُ: الْمَعْنَى أَن الْجَدْبَ يُفْقِرُهُ وَيُمِيتُ إِبله فَيَقِلُّ كَلَامُهُ وَيَذِلُّ؛ وَالْغَرْبُ: حِدَّة اللِّسَانِ. وغَرْبُ كُلِّ شيء: حدّته. وقوله: وإِذا اسْتَشَرَّ أَي صَارَتْ لَهُ إِشْرَارَةٌ مِنَ الإِبل، وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنْهَا، صَارَ بَرْباراً وَكَثُرَ كَلَامُهُ. وأَشَرَّ الشيءَ: أَظهره؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْلٍ، وَقِيلَ: إِنه للحُصَيْنِ بْنِ الْحُمَامِ المُرِّيِّ يَذكُرُ يَوْمَ صِفِّين: فَمَا بَرِحُوا حَتَّى رأَى اللهُ صَبْرَهُمْ، ... وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المصاحِفُ أَي نُشِرَتْ وأُظهرت؛ قال الجوهري والأَصمعي: يُرْوَى قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: تَجَاوَزْتُ أَحْراساً إِليها ومَعْشَراً ... عَلَيَّ حِراصاً، لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي «4» . عَلَى هَذَا قَالَ، وَهُوَ بِالسِّينِ أَجود. وشَرِيرُ الْبَحْرِ: سَاحِلُهُ، مُخَفَّفٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرِيرُ مِثْلُ العَيْقَةِ، يَعْنِي بِالْعَيْقَةِ ساحلَ الْبَحْرِ وَنَاحِيَتَهُ؛ وأَنشد للجَعْدِي: فَلا زَالَ يَسْقِيها، ويَسْقِي بلادَها ... مِنَ المُزْنِ رَجَّافٌ، يَسُوقُ القَوارِيَا يُسَقِّي شَرِيرَ البحرِ حَوْلًا، تَرُدُّهُ ... حَلائبُ قُرْحٌ، ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيَا والشَّرَّانُ عَلَى تَقْدِيرِ فَعْلانَ: دَوابُّ مِثْلُ الْبَعُوضِ، وَاحِدَتُهَا شَرَّانَةٌ، لُغَةُ لأَهل السَّوَادِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ مِنْ كَلَامِ أَهل السَّوَادِ، وَهُوَ شَيْءٌ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الأَذى شِبْهُ الْبَعُوضِ، يَغْشَى وَجْهَ الإِنسان وَلَا يَعَضُّ. والشَّرَاشِرُ: النَّفْسُ والمَحَبَّةُ جَمِيعًا. وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ مَحَبَّةُ النَّفْسِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمِيعُ الْجَسَدِ، وأَلقى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ، وَهُوَ أَن يُحِبَّهُ حَتَّى يَسْتَهْلِكَ فِي حُبِّهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ هَوَاهُ الَّذِي لَا يُرِيدُ أَن يَدَعَهُ مِنْ حَاجَتِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكائِنْ تَرى مِنْ رَشْدةٍ فِي كَرِيهَةٍ، ... ومِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عَلَيْهَا الشَّراشِرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ كَمْ تَرَى مِنْ مُصِيبٍ فِي اعْتِقَادِهِ ورأْيه، وَكَمْ تَرَى مِنْ مُخْطِئٍ فِي أَفعاله وَهُوَ جَادٌّ مُجْتَهِدٌ فِي فِعْلِ مَا لَا يَنْبَغِي أَن يُفْعَلَ، يُلْقِي شَرَاشِرَهُ عَلَى مَقَابِحِ الأُمور وينهَمِك فِي الِاسْتِكْثَارِ منها؛

_ (4). في معلقة امْرِئِ الْقَيْسِ: لَوْ يُسِرّون

وَقَالَ الْآخَرُ: وتُلْقَى عَلَيْهِ، كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ، ... شَرَاشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وأَلْبُبُ الأَلْبُبُ: عُرُوقٌ مُتَّصِلَةٌ بِالْقَلْبِ. يُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ بَنَاتِ أَلْبُبه إِذا أَحبه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَمَا يَدْرِي الحَرِيصُ عَلامَ يُلْقي ... شَرَاشِرَهُ، أَيُخْطِئُ أَم يُصِيبُ؟ والشَّرَاشِرُ: الأَثقال، الواحدةُ شُرْشُرَةٌ «1». يُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ أَي نَفْسَهُ حِرْصًا وَمَحَبَّةً، وَقِيلَ: أَلقى عَلَيْهِ شَراشره أَي أَثقاله. وشَرْشَرَ الشيءَ: قَطَّعَهُ، وَكُلُّ قِطْعَةٍ مِنْهُ شِرْشِرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: فَيُشَرْشِرُ بِشِدْقِهِ إِلى قَفاه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي يُقَطِّعُهُ ويُشَقِّقُهُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ الأَسد: يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ، ... رُفَاتُ عِظَامٍ، أَو عَرِيضٌ مُشَرشَرُ وشَرْشَرَةُ الشَّيْءِ: تَشْقِيقُهُ وَتَقْطِيعُهُ. وشَرَاشِرُ الذنَب: ذَباذِبُهُ. وشَرْشَرَتْهُ الْحَيَّةُ: عَضَّتْهُ، وَقِيلَ: الشَّرْشَرَةُ أَن تَعَضَّ الشَّيْءَ ثُمَّ تَنْفُضَهُ. وشَرْشَرَتِ الماشِيَةُ النباتَ: أَكلته؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ لجُبَيْها الأَشْجَعِيِّ: فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، ... نَفَى الدِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، فَهْوَ كَالحُ وشَرْشَرَ السِّكِّين واللحم: أَحَدَّهما عَلَى حَجَرٍ. والشُّرْشُور: طَائِرٌ صَغِيرٌ مِثْلُ الْعُصْفُورِ؛ قَالَ الأَصمعي: تُسَمِّيهِ أَهل الْحِجَازِ الشُّرْشُورَ، وَتُسَمِّيهِ الأَعراب البِرْقِشَ، وَقِيلَ: هُوَ أَغبر عَلَى لَطَافَةِ الحُمَّرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَكبر مِنَ الْعُصْفُورِ قَلِيلًا. والشَّرْشَرُ: نَبْتٌ. وَيُقَالُ: الشِّرْشِرُ، بِالْكَسْرِ. والشِّرْشِرَةُ: عُشْبَة أَصغر مِنَ العَرْفَج، وَلَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ وقُضُبٌ وَوَرَقٌ ضِخَامٌ غُبْرٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ تَنْبُتُ مُتَفَسِّحَةً كأَن أَقناءها الحِبالُ طُولًا، كَقَيْسِ الإِنسان قَائِمًا، وَلَهَا حَبٌّ كَحَبِّ الهَرَاسِ، وَجَمْعُهَا شِرْشِرٌ؛ قَالَ: تَرَوَّى مِنَ الأَحْدَاثِ حَتَّى تَلاحَقَتْ ... طَرَائِقُه، واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي زِيَادٍ: الشِّرْشِرُ يَذْهَبُ حِبالًا عَلَى الأَرض طُولًا كَمَا يَذْهَبُ القُطَبُ إِلا أَنه لَيْسَ لَهُ شَوْكٌ يُؤْذِي أَحداً؛ اللَّيْثُ فِي تَرْجَمَةِ قَسَرَ: وشَرْشَرٌ [شِرْشِرٌ] وقَسْوَةٌ نَصْرِيُ قَالَ الأَزهري: فَسَّرَهُ اللَّيْثُ فَقَالَ: وَالشَّرْشَرُ الْكَلْبُ، وَالْقَسْوَرُ الصَّيَّادُ؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِهِ فِي أَشياء فَمِنْهَا قَوْلُهُ الشَّرْشَرُ الْكَلْبُ وإِنما الشَّرْشَرُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته بِالْبَادِيَةِ تُسَمَّنُ الإِبل عَلَيْهِ وتَغْزُرُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعرابي: وَغَيْرُهُ فِي أَسْمَاءِ نُبُوتِ الْبَادِيَةِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مِنَ الْبُقُولِ الشَّرْشَرُ. قَالَ: وَقِيلَ للأَسدية أَو لِبَعْضِ الْعَرَبِ: مَا شَجَرَةُ أَبيك؟ قَالَ: قُطَبٌ وشَرْشَرٌ [شِرْشِرٌ] ووَطْبٌ جَشِرٌ؛ قَالَ: الشِّرْشِرُ خَيْرٌ مِنَ الإِسْلِيح والعَرْفَج. أَبو عَمْرٍو: الأَشِرَّةُ وَاحِدُهَا شَرِيرٌ: مَا قَرُبَ مِنَ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: الشَّرِيرُ شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الْبَحْرِ، وَقِيلَ: الأَشِرَّةُ البحور؛ وقال الْكُمَيْتُ: إِذا هُوَ أَمْسَى فِي عُبابِ أَشِرَّةٍ، ... مُنِيفاً عَلَى العَبْرَيْنِ بِالْمَاءِ، أَكْبَدا

_ (1). قوله: [الواحدة شرشرة] بضم المعجمتين كما في القاموس، وضبطه الشهاب في العناية بفتحهما

وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: سَقَى بِشَرِيرِ البَحْر حَوْلًا، يَمُدُّهُ ... حَلائِبُ قُرْحٌ ثُمَّ أَصْبَحَ غادِيا «1» . وشِوَاءٌ شَرْشَرٌ: يَتَقَاطَرُ دَسَمُه، مثل سَلْسَلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يأْتي عَلَيْكُمْ عَامٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْهُ فَقِيلَ: مَا بَالِ زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ زَمَانِ الْحَجَّاجِ؟ فَقَالَ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ تَنْفِيسٍ، يَعْنِي أَن اللَّهَ تَعَالَى يُنَفِّسُ عَنْ عِبَادِهِ وَقْتًا مَا وَيَكْشِفُ الْبَلَاءَ عَنْهُمْ حِينًا. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: لَهَا كِظَّةٌ تَشْتَرُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ اشْتَرَّ الْبَعِيرُ كاجْتَرَّ، وَهِيَ الجِرَّةُ لِمَا يُخْرِجُهُ الْبَعِيرُ مِنْ جَوْفِهِ إِلى فَمِهِ يَمْضُغُهُ ثُمَّ يَبْتَلِعُهُ، وَالْجِيمُ وَالشِّينُ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ. وشُرَاشِرٌ وشُرَيْشِرٌ وشَرْشَرَةُ: أَسماء. والشُّرَيْرُ: مَوْضِعٌ، هُوَ مِنَ الْجَارِ عَلَى سَبْعَةِ أَميال؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: دِيارٌ بِأَعْنَاءٍ الشُّرَيْرِ، كَأَنَّمَا ... عَلَيْهِنَّ فِي أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ شزر: نَظَرٌ شَزْرٌ: فِيهِ إِعراض كَنَظَرِ الْمُعَادِي الْمُبْغِضِ، وَقِيلَ: هُوَ نَظَرٌ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ بِمؤْخِرِ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ النَّظَرُ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: الْحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا اليَسْرَ ؛ الشَّزْرُ: النَّظَرُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَالِ وَلَيْسَ بِمُسْتَقِيمِ الطَّرِيقَةِ، وَقِيلَ: هُوَ النَّظَرُ بِمُؤَخَّرِ الْعَيْنِ، وأَكثر مَا يَكُونُ النظرُ الشَّزْرُ فِي حَالِ الْغَضَبِ، وَقَدْ شَزَرَهُ يَشْزِرُهُ شَزْراً. وشَزَّرَ إِليه: نَظَرَ مِنْهُ فِي أَحد شِقَّيْهِ وَلَمْ يَسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِهِ. ابْنُ الأَنباري: إِذا نَظَرَ بِجَانِبِ الْعَيْنِ فَقَدَ شَزَرَ يَشْزِرُ، وذلك مِنَ البَغْضَةِ والهَيْبَةِ؛ ونَظَرَ إِليه شَزْراً، وَهُوَ نَظَرُ الْغَضْبَانِ بِمُؤَخَّرِ الْعَيْنِ؛ وَفِي لَحْظِهِ شَزَرٌ، بِالتَّحْرِيكِ. وتَشازَرَ القومُ أَي نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ شَزْراً. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ شَزَرْته أَشْزِرُه شَزْراً، ونَزَرْته أَنْزِرُه نَزْراً أَي أَصبته بالعين، وإِنه لحَمِئُ العَيْنِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، وإِنه لأَشْوَهُ العَيْنِ إِذا كَانَ خَبِيثَ الْعَيْنِ، وإِنه لشَقِذُ العَيْنِ إِذا كَانَ لَا يَقْهَرهُ النُّعاسُ، وَقَدْ شَقِذَ يَشْقَذُ شَقَذاً. أَبو عَمْرٍو: والشَّزْرُ مِنَ المُشازَرَةِ، وَهِيَ الْمُعَادَاةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَلْقَى مُعَادِيهِمْ عذابَ الشَّزْرِ وَيُقَالُ: أَتاه الدهرُ بشَزْرَةٍ لَا ينحلُّ مِنْهَا أَي أَهلكه. وَقَدْ أَشْزَرَهُ اللَّهُ أَي أَلقاه فِي مَكْرُوهٍ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ. والطَّعْنُ الشَّزْرُ: مَا طَعَنْتَ بِيَمِينِكَ وَشَمَالِكَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الطِّعْنُ الشَّزْرُ مَا كَانَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ. وشَزَرَهُ بالسِّنان: طَعَنَهُ. اللَّيْثُ: الْحَبْلُ المَشْزُورُ الْمَفْتُولُ وَهُوَ الَّذِي يُفْتَلُ مِمَّا يَلِي الْيَسَارَ، وَهُوَ أَشد لِفَتْلِهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الشَّزْرُ إِلى فَوْقٍ. قَالَ الأَصمعي: الْمَشْزُورُ الْمَفْتُولُ إِلى فَوْقٍ، وَهُوَ الْفَتْلُ الشَّزْرُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. ابْنُ سِيدَهْ: والشَّزْرُ مِنَ الفَتْلِ مَا كَانَ عَنِ الْيَسَارِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يبدأَ الْفَاتِلُ مِنْ خَارِجٍ ويَرُدَّه إِلى بَطْنِهِ وَقَدْ شَزَرَهُ؛ قَالَ: لِمُصْعَبِ الأَمْر، إِذا الأَمْرُ انْقَشَرْ ... أَمَرَّهُ يَسْراً، فإِنْ أَعْيا اليَسَرْ والْتاثَ إِلا مِرَّةَ الشَّزْرِ، شَزَرْ أَمرَّه أَي فَتَلَهُ فَتْلًا شَدِيدًا. يَسْرًا أَي فَتَلَهُ عَلَى الْجِهَةِ اليَسْراءِ. فإِن أَعْيا اليَسَرُ وَالْتَاثَ أَي أَبطأَ.

_ (1). قوله: [سقى بشرير إلخ] الذي تقدم: [تسقي شَرِيرَ الْبَحْرِ حَوْلًا تَرُدُّهُ] وهما روايتان كما في شرح القاموس

أَمَرَّهُ شَزْراً أَي عَلَى العَسْراءِ وأَغارَهُ عَلَيْهَا؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: بالفَتْلِ شَزْراً غَلَبَتْ يَسَارا، ... تَمْطُو العِدَى والمِجْذَبَ البَتَّارَا يَصِفُ حِبَالَ المَنْجَنِيقِ يَقُولُ: إِذا ذَهَبُوا بِهَا عَنْ وُجُوهِهَا أَقبلت عَلَى القَصْدِ. واسْتَشْزَرَ الحَبْلُ واسْتَشْزَرَه فَاتِلُه؛ وَرُوِيَ بَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا: غَدَائِرُه مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلى العُلى، ... تَظَلُّ المَدَارِي فِي مُثَنًّى ومُرْسَلِ «1» . وَيُرْوَى مُسْتَشْزَرَات. وغَزْلٌ شَزْرٌ: عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ وَفِي الصِّحَاحِ: والشَّزْرُ مِنَ الْفَتْلِ مَا كَانَ إِلى فَوْقٍ خلافَ دَوْرِ المِغْزَل. يُقَالُ: حَبْلٌ مَشْزُورٌ وَغَدَائِرُ مُسْتَشْزَرات. وطَحْنٌ شَزْرٌ: ذَهَبَ بِهِ عَنِ الْيَمِينِ. يُقَالُ: طَحَنَ بِالرَّحَى شَزْراً، وَهُوَ أَن يَذْهَبُ بِالرَّحَى عَنْ يَمِينِهِ، وبَتّاً أَي عَنْ يَسَارِهِ؛ وأَنشد: ونَطْحَنُ بالرَّحَى بَتّاً وشَزْراً، ... ولَوْ نُعْطَى المَغَازِلَ مَا عَيِينَا والشَّزْرُ: الشِّدَّةُ وَالصُّعُوبَةُ فِي الأَمر. وتَشَزَّرَ الرَّجُلُ: تهيأَ لِلْقِتَالِ. وتَشَزَّرَ: غَضِبَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَد: بَلَغَنِي عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ ذَرْءٌ مِنْ خَبَرٍ تَشَزَّرَ لِي فِيهِ بِشَتْمٍ وإِبْعَاد فَسِرْتُ إِليه جَوَاداً، وَيُرْوَى تَشَذَّر، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مَا زَالَ في الحُوَلاءِ [الحِوَلاءِ] شَزْراً رائِغاً، ... عِنْدَ الصَّرِيمِ، كَرَوْغَةٍ مِنْ ثَعْلَبِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: شَزْراً آخِذًا فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ. يَقُولُ: لَمْ يَزَلْ فِي رَحِمِ أُمه رَجُلَ سَوْءٍ كأَنه يَقُولُ لَمْ يَزَلْ فِي أُمه عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا فِي الْكِبَرِ. وَالصَّرِيمُ هُنَا: الأَمر الْمَصْرُومُ. وشَيْزَرٌ: بَلَدٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَرض؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تَقَطَّعَ أَسْبَابُ اللُّبَانَةِ والهَوَى، ... عَشِيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرَا شصر: الشَّصْرُ مِنَ الْخِيَاطَةِ: كالبَشْكِ، وَقَدْ شَصَرَه شَصْراً. أَبو عُبَيْدٍ: شَصَرْتُ الثَّوْبَ شَصْراً إِذا خِطْتَه مِثْلَ البَشْكِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وتَشْصِيرُ النَّاقَةِ مِنْ هَذَا. الصِّحَاحُ: الشَّصْرُ الْخِيَاطَةُ الْمُتَبَاعِدَةُ وَالتَّزْنِيدُ. وشَصَرْتُ عينَ الْبَازِي أَشْصُرُه شَصْراً إِذا خِطْتَهُ. والشِّصَار: أَخِلَّةُ التَّزْنِيد؛ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. والشِّصَارُ: خَشَبَةٌ تَدْخُلُ بَيْنَ مَنْخِرَيِ النَّاقَةِ، وَقَدْ شَصَرَها وشَصَّرَها. وشَصَرَ النَّاقَةَ يَشْصِرُها ويَشْصُرُها شَصْراً إِذا دَحَقَتْ رَحِمُها فَخَلَّلَ حَياءَها بِأَخِلَّةٍ ثُمَّ أَدار خَلْفَ الأَخِلَّةِ بعَقَبٍ أَو خَيْطٍ مِنْ هُلْبِ ذَنبها. والشِّصارُ: مَا شُصِرَ بِهِ. التَّهْذِيبِ: والشِّصارُ خَشَبَةٌ تَشُدُّ بَيْنَ شُفْرَي النَّاقَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّصْرانِ خَشَبَتَانِ يَنْفُذُ بِهِمَا فِي شُفْرِ خُورانِ النَّاقَةِ ثُمَّ يَعْصِبُ مِنْ وَرَائِهَا بِخُلْبَةٍ شَدِيدَةٍ، وَذَلِكَ إِذا أَرادوا أَن يظأَروها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا فيأْخذون دُرْجَةً مَحْشُوَّةً ويَدُسُّونها فِي خُورانِها، ويَخِلُّون الخُورانَ بِخِلَالَيْنِ هُمَا الشِّصارَانِ يُوثَقانِ بِخُلْبَةٍ يُعْصَبانِ بِهَا، فَذَلِكَ الشَّصْرُ والتَّزْنِيدُ. وشَصَرَ بَصَرُه يَشْصِرُ شُصُوراً: شَخَصَ عِنْدَ الْمَوْتِ. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ فُلْانًا وَقَدْ شَصَرَ بَصَرهُ، وَهُوَ أَن تَنْقَلِبَ الْعَيْنُ عِنْدَ نُزُولِ الْمَوْتِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عِنْدِي وَهَمٌ وَالْمَعْرُوفُ شَطَرَ بَصَرُه وَهُوَ الَّذِي كأَنه يَنْظُرُ إِليك وإِلى آخَرَ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الِفَرَّاءِ. قَالَ: والشُّصُور بمعنى الشُّطُور

_ (1). في معلقة إمرئ القيس: تَضِلُّ العِقاصُ

مِنْ مَنَاكِيرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَقَدْ نَظَرْتُ فِي بَابِ مَا يُعَاقَبُ مِنْ حَرْفَيِ الصَّادِ وَالطَّاءِ لِابْنِ الْفَرَجِ فَلَمْ أَجده، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ وهَم اللَّيْثِ. والشَّصْرَةُ: نَطْحَةُ الثَّوْرِ الرجلَ بِقَرْنهِ. وشَصَرَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ يَشْصُرُهُ شَصْراً: نَطَحَهُ، وَكَذَلِكَ الظَّبْيُ. والشَّصَرُ مِنَ الظِّبَاءِ: الَّذِي بَلَغَ أَن يَنْطَحَ، وَقِيلَ: الَّذِي بَلَغَ شَهْرًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يَحْتَنِكْ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ قَوِيَ وَتَحَرَّكَ، وَالْجَمْعُ أَشْصارٌ وشَصَرَةٌ. والشَّوْصَرُ: كالشَّصَرِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لَهُ شاصِرٌ إِذا نَجَمَ قَرْنُه. والشَّصَرَةُ: الظَّبْيَةُ الصَّغِيرَةُ. والشَّصَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَلَدُ الظَّبْيَةِ، وَكَذَلِكَ الشَّاصِرُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَالَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب: هُوَ طَلًا ثُمَّ خِشْفٌ، فإِذا طَلَعَ قَرْنَاهُ فَهُوَ شادِنٌ، فإِذا قَوِيَ وَتَحَرَّكَ فَهُوَ شَصَرٌ، والأُنثى شَصَرَةٌ، ثُمَّ جَذَعٌ ثُمَّ ثَنِيٌّ، وَلَا يَزَالُ ثَنِيّاً حَتَّى يَمُوتَ لَا يزيد عليه. وشِصارٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَاسْمُ جِنِّيٍّ؛ وَقَوْلُ خُنافِر فِي رَئيِّهِ مِنَ الْجِنِّ: نَجَوْتُ بِحَمْدِ اللهِ مِنْ كُلِّ فَحْمَةٍ ... تُؤَرِّثُ هُلْكاً، يَوْمَ شايَعْتُ شاصِرَا إِنما أَراد شِصاراً فَغَيَّرَ الِاسْمَ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَمِثْلُهُ كثير. شطر: الشَّطْرُ: نِصْفُ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَشْطُرٌ وشُطُورٌ. وشَطَرْتُه: جَعَلْتُهُ نِصْفَيْنِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحْلُبُ حَلَباً لكَ شَطْرُه. وشاطَرَه مالَهُ: ناصَفَهُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَمْسَكَ شَطْرَهُ وأَعطاه شَطْره الْآخَرَ. وَسُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنس: مِنْ أَين شاطَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُمَّالَهُ؟ فَقَالَ: أَموال كَثِيرَةٌ ظَهَرَتْ لَهُمْ. وإِن أَبا الْمُخْتَارِ الْكِلَابِيَّ كَتَبَ إِليه: نَحُجُّ إِذا حَجُّوا، ونَغْزُو إِذا غَزَوْا، ... فَإِنِّي لَهُمْ وفْرٌ، ولَسْتُ بِذِي وَفْرِ إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بِفَأْرَةٍ ... مِنَ المِسْكِ، راحَتْ فِي مَفارِقِهِمْ تَجْرِي فَدُونَكَ مالَ اللهِ حَيْثُ وجَدْتَهُ ... سَيَرْضَوْنَ، إِنْ شاطَرْتَهُمْ، مِنْكَ بِالشَّطْرِ قَالَ: فَشاطَرَهُمْ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَموالهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سَعْداً استأْذن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يتصدَّق بِمَالِهِ، قَالَ: لَا، قَالَ: فالشَّطْرَ، قَالَ: لَا، قَالَ الثُّلُثَ، فَقَالَ: الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ ؛ الشَّطْرُ: النِّصْفُ، وَنَصَبَهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وَكَذَلِكَ الثُّلُثُ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ عِنْدَنَا شَطْرٌ مِنْ شَعير. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَهَنَ دِرْعَهُ بشَطْر مِنْ شَعِيرٍ ؛ قِيلَ: أَراد نِصْفَ مَكُّوكٍ، وَقِيلَ: نصفَ وسْقٍ. وَيُقَالُ: شِطْرٌ وشَطِيرٌ مِثْلُ نِصْفٍ ونَصِيفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان لأَن الإِيمان يَظْهَرُ بِحَاشِيَةِ الْبَاطِنِ، والطُّهُور يَظْهَرُ بِحَاشِيَةِ الظَّاهِرِ. وَفِي حَدِيثِ مَانِعِ الزكاةِ: إِنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَماتِ رَبِّنا. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الحَرْبِيُّ غَلِطَ بَهْزٌ الرَّاوِي فِي لَفْظِ الرِّوَايَةِ إِنما هُوَ: وشُطِّرَ مالُهُ أَي يُجْعَل مالُهُ شَطْرَيْنِ ويَتَخَيَّر عَلَيْهِ المُصَدّقُ فيأْخذ الصَّدَقَةَ مِنْ خَيْرِ النِّصْفَيْنِ، عُقُوبَةً لِمَنْعِهِ الزَّكَاةَ، فأَما ما لَا يَلْزَمُهُ فَلَا. قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي قَوْلِ الْحَرْبِيِّ: لَا أَعرف هَذَا الْوَجْهَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الحقَّ مُسْتَوْفًى مِنْهُ غَيْرُ مَتْرُوكٍ عَلَيْهِ، وإِن تَلِفَ شَطرُ مَالِهِ، كَرَجُلٍ كَانَ لَهُ أَلف شَاةٍ فَتَلِفَتْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ

إِلا عِشْرُونَ، فَإِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ عَشْرُ شِيَاهٍ لِصَدَقَةِ الأَلف، وَهُوَ شَطْرُ مَالِهِ الْبَاقِي، قَالَ: وَهَذَا أَيضاً بَعِيدٌ لأَنه قَالَ لَهُ: إِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ مَالِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: إِنَّا آخِذُو شَطْرَ مَالِهِ، وَقِيلَ: إِنه كَانَ فِي صَدْرِ الإِسلام يَقَعُ بَعْضُ الْعُقُوبَاتِ فِي الأَموال ثُمَّ نُسِخَ، كَقَوْلِهِ فِي الثَّمَرِ المُعَلَّقِ: مَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غرامةُ مِثْلَيْهِ والعقوبةُ، وَكَقَوْلِهِ فِي ضَالَّةِ الإِبل الْمَكْتُومَةِ: غَرامَتُها ومثْلُها مَعَهَا، وَكَانَ عُمَرُ يَحْكُمُ بِهِ فَغَرَّمَ حَاطِبًا ضِعْفَ ثَمَنِ ناقةِ المُزَنِيِّ لَمَّا سَرَقَهَا رَقِيقُهُ وَنَحَرُوهَا؛ قَالَ: وَلَهُ فِي الْحَدِيثِ نَظَائِرُ؛ قَالَ: وَقَدْ أَخذ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا وَعَمِلَ بِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ: مَنْ مَنَعَ زَكَاةَ مَالِهِ أُخذت مِنْهُ وأُخذ شَطْرُ مَالِهِ عُقُوبَةً عَلَى مَنْعِهِ، وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ فِي الْجَدِيدِ: لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ إِلا الزَّكَاةُ لَا غَيْرَ ، وَجَعَلَ هَذَا الْحَدِيثَ مَنْسُوخًا، وَقَالَ: كَانَ ذَلِكَ حَيْثُ كَانَتِ الْعُقُوبَاتُ فِي الأَموال، ثُمَّ نُسِخَتْ، وَمَذْهَبُ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ أَن لَا واجبَ عَلَى مُتْلِفِ الشَّيْءِ أَكْثَرُ مِنْ مِثْلِهِ أَو قِيمَتِهِ. وَلِلنَّاقَةِ شَطْرَانِ قادِمان وآخِرانِ، فكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ، وَالْجَمْعُ أَشْطُرٌ. وشَطَّرَ بِنَاقَتِهِ تَشْطِيراً: صَرَّ خِلْفَيْها وَتَرَكَ خِلْفَيْنِ، فإِن صَرَّ خِلْفاً وَاحِدًا قِيلَ: خَلَّفَ بِهَا، فإِن صَرَّ ثلاثةَ أَخْلَافٍ قِيلَ: ثَلَثَ بِهَا، فإِذا صَرَّها كُلَّهَا قِيلَ: أَجْمَعَ بِهَا وأَكْمَشَ بِهَا. وشَطْرُ الشاةِ: أَحَدُ خِلْفَيها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: فَتَنَازَعَا شَطْراً لِقَدْعَةَ واحِداً، ... فَتَدَارَآ فيهِ فكانَ لِطامُ وشَطَرَ ناقَتَهُ وَشَاتَهُ يَشْطُرُها شَطْراً: حَلَبَ شَطْراً وَتَرَكَ شَطْراً. وَكُلُّ مَا نُصِّفَ، فَقَدْ شُطِّرَ. وَقَدْ شَطَرْتُ طَلِيِّي أَي حَلَبْتُ شَطْرًا أَو صَرَرْتُهُ وتَرَكْتُهُ والشَّطْرُ الْآخَرَ. وشاطَرَ طَلِيَّهُ: احْتَلَبَ شَطْراً أَو صَرَّهُ وَتَرَكَ لَهُ الشَّطْرَ الْآخَرَ. وَثَوْبٌ شَطُور: أَحدُ طَرَفَيْ عَرْضِهِ أَطولُ مِنَ الْآخَرِ، يَعْنِي أَن يَكُونَ كُوساً بِالْفَارِسِيَّةِ. وشَاطَرَنِي فلانٌ المالَ أَي قاسَمني بالنِّصْفِ. والمَشْطُورُ مِنَ الرَّجَزِ والسَّرِيعِ: مَا ذَهَبَ شَطْرُه، وَهُوَ عَلَى السَّلْبِ. والشَّطُورُ مِنَ الغَنَمِ: الَّتِي يَبِسَ أَحدُ خِلْفَيْها، وَمِنَ الإِبل: الَّتِي يَبِسَ خِلْفانِ مِنْ أَخلافها لأَن لَهَا أَربعة أَخلاف، فإِن يَبِسَ ثَلَاثَةٌ فَهِيَ ثَلُوثٌ. وَشَاةٌ شَطُورٌ وَقَدْ شَطَرَتْ وشَطُرَتْ شِطاراً، وَهُوَ أَن يَكُونَ أَحد طُبْيَيْها أَطولَ مِنَ الْآخَرِ، فإِن حُلِبَا جَمِيعًا والخِلْفَةُ كَذَلِكَ، سُمِّيَتْ حَضُوناً، وحَلَبَ فلانٌ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ أَي خَبَرَ ضُرُوبَهُ، يَعْنِي أَنه مرَّ بِهِ خيرُه وَشَرُّهُ وَشِدَّتُهُ ورخاؤُه، تَشْبِيهًا بِحَلْبِ جَمِيعِ أَخلاف النَّاقَةِ، مَا كَانَ مِنْهَا حَفِلًا وَغَيْرَ حَفِلٍ، ودَارّاً وَغَيْرَ دَارٍّ، وأَصله مِنْ أَشْطُرِ الناقةِ وَلَهَا خِلْفان قَادِمَانِ وآخِرانِ، كأَنه حَلَبَ القادمَين وَهُمَا الْخَيْرُ، والآخِرَيْنِ وَهُمَا الشَّرُّ، وكلُّ خِلْفَيْنِ شَطْرٌ؛ وَقِيلَ: أَشْطُرُه دِرَرُهُ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف قَالَ لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقْتَ التَّحْكِيمِ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ إِني قَدْ حَجَمْتُ الرجلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَهُ فَوَجَدْتُهُ قريبَ القَعْرِ كَلِيلَ المُدْيَةِ، وإِنك قَدْ رُميت بِحَجَر الأَرْضِ ؛ الأَشْطُرُ: جَمْعُ شَطْرٍ، وَهُوَ خِلْفُ النَّاقَةِ، وَجَعْلُ الأَشْطُرَ مَوْضِعَ الشَّطْرَيْنِ كَمَا تُجْعَلُ الْحَوَاجِبُ مَوْضِعَ الْحَاجِبَيْنِ، وأَراد بِالرَّجُلَيْنِ الحَكَمَيْنِ الأَوَّل أَبو مُوسَى وَالثَّانِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. وإِذا كَانَ نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذُكُورًا وَنِصْفُهُمْ إِناثاً قِيلَ: هُمْ شِطْرَةٌ. يُقَالُ: وَلَدُ فُلانٍ شِطْرَةٌ، بِالْكَسْرِ، أَي نصفٌ

ذكورٌ ونصفٌ إِناثٌ. وقَدَحٌ شَطْرانُ أَي نَصْفانُ. وإِناءٌ شَطْرانُ: بَلَغَ الكيلُ شَطْرَهُ، وَكَذَلِكَ جُمْجُمَةٌ شَطْرَى وقَصْعَةٌ شَطْرَى. وشَطَرَ بَصَرُه يَشْطِرُ شُطُوراً وشَطْراً: صَارَ كأَنه يَنْظُرُ إِليك وإِلى آخَرَ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَعان عَلَى دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ: يَائِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ؛ قِيلَ: تَفْسِيرُهُ هُوَ أَن يَقُولَ: أُقْ، يُرِيدُ: أُقتل كَمَا قَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَفَى بِالسَّيْفِ شَا ، يُرِيدُ: شَاهِدًا؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَشْهَدَ اثْنَانِ عَلَيْهِ زُورًا بأَنه قَتَلَ فكأَنهما قَدِ اقْتَسَمَا الْكَلِمَةَ، فَقَالَ هَذَا شَطْرَهَا وَهَذَا شَطْرَهَا إِذا كَانَ لَا يُقْتَلُ بِشَهَادَةِ أَحدهما. وشَطْرُ الشَّيْءِ: ناحِيَتُه. وشَطْرُ كُلِّ شَيْءٍ: نَحْوُهُ وقَصْدُه. وقصدتُ شَطْرَه أَي نَحْوَهُ؛ قَالَ أَبو زِنْباعٍ الجُذامِيُّ: أَقُولُ لأُمِّ زِنْباعٍ: أَقِيمِي ... صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَني تَمِيمِ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ* ؛ وَلَا فِعْلَ لَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ نَحْوَهُ وَتِلْقَاءَهُ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ: ولِّ وَجْهَكَ شَطْرَه وتُجاهَهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ العَسِيرَ بِهَا داءٌ مُخامِرُها، ... فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ وَقَالَ أَبو إِسحاق: الشَّطْرُ النَّحْوُ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَ أَهل اللُّغَةِ فِيهِ. قَالَ: وَنَصَبَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ* ، عَلَى الظَّرْفِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: أُمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يستقبل وهو بالمدينة مَكَّةَ وَالْبَيْتَ الْحَرَامَ، وأُمر أَن يَسْتَقْبِلَ الْبَيْتَ حَيْثُ كَانَ. وشَطَرَ عَنْ أَهله شُطُوراً وشُطُورَةً وشَطارَةً إِذا نَزَحَ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ مُرَاغِمًا أَو مُخَالِفًا وأَعياهم خُبْثاً؛ والشَّاطِرُ مأْخوذ مِنْهُ وأُراه مولَّداً، وَقَدْ شَطَرَ شُطُوراً وشَطارَةً، وَهُوَ الَّذِي أَعيا أَهله ومُؤَدِّبَه خُبْثاً. الْجَوْهَرِيُّ: شَطَرَ وشَطُرَ أَيضاً، بِالضَّمِّ، شَطارة فِيهِمَا، قَالَ أَبو إِسحاق: قَوْلُ النَّاسِ فُلَانٌ شاطِرٌ مَعْنَاهُ أَنه أَخَذَ فِي نَحْوٍ غَيْرَ الِاسْتِوَاءِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ شَاطِرٌ لأَنه تَبَاعَدَ عَنِ الِاسْتِوَاءِ. وَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ مُشاطرُونا أَي دُورهم تَتَّصِلُ بِدُورِنَا، كَمَا يُقَالُ: هَؤُلَاءِ يُناحُونَنا أَي نحنُ نَحْوَهُم وَهُمْ نَحْوَنا فَكَذَلِكَ هُمْ مُشاطِرُونا. ونِيَّةٌ شَطُورٌ أَي بَعِيدَةٌ. وَمَنْزِلٌ شَطِيرٌ وَبَلَدٌ شَطِيرٌ وحَيٌّ شَطِيرٌ: بَعِيدٌ، وَالْجَمْعُ شُطُرٌ. ونَوًى شُطْرٌ، بِالضَّمِّ، أَي بَعِيدَةٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَشاقَك بَيْنَ الخَلِيطِ الشُّطُرْ، ... وفِيمَنْ أَقامَ مِنَ الحَيِّ هِرْ قَالَ: والشُّطُرُ هاهنا لَيْسَ بِمُفْرَدٍ وإِنما هُوَ جَمْعُ شَطِير، والشُّطُرُ فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى المُتَغَرِّبِينَ أَو المُتَعَزِّبِينَ، وَهُوَ نَعْتُ الْخَلِيطِ، وَالْخَلِيطُ: الْمُخَالِطُ، وَهُوَ يُوصَفُ بِالْجَمْعِ وَبِالْوَاحِدِ أَيضاً؛ قَالَ نَهْشَلُ بنُ حَريٍّ: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فابْتَكَرُوا، ... واهْتَاجَ شَوْقَك أَحْدَاجٌ لَها زَمْرُ والشَّطِيرُ أَيضاً: الْغَرِيبُ؛ قَالَ: لَا تَدَعَنِّي فِيهمُ شَطِيرا، ... إِنِّي إِذاً أَهْلِكَ أَوْ أَطِيرَا وَقَالَ غَسَّانُ بنُ وَعْلَةَ: إِذا كُنْتَ فِي سَعْدٍ، وأُمُّكَ مِنْهُمُ، ... شَطِيراً فَلا يَغْرُرْكَ خالُكَ مِنْ سَعْدِ وإِنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى إِناؤُهُ، ... إِذا لَمْ يُزاحِمْ خالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ

يقول: لا تَغْتَرَّ بخُؤُولَتِكَ فإِنك مَنْقُوصُ الْحَظِّ مَا لَمْ تُزَاحِمْ أَخوالك بِآبَاءٍ أَشرافٍ وأَعمام أَعزة. والمصغَى: المُمالُ: وإِذا أُميل الإِناء انصبَّ مَا فِيهِ، فَضَرَبَهُ مَثَلًا لِنَقْصِ الْحَظِّ، وَالْجَمْعُ الْجَمْعُ. التَّهْذِيبِ: والشَّطِيرُ الْبَعِيدُ. وَيُقَالُ لِلْغَرِيبِ: شَطِيرٌ لِتَبَاعُدِهِ عَنْ قَوْمِهِ. والشَّطْرُ: البُعْدُ. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: لَوْ أَن رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجُلٍ بحقٍّ أَحدُهما شَطِيرٌ فإِنه يَحْمِلُ شَهَادَةَ الْآخَرِ ؛ الشَّطِيرُ: الْغَرِيبُ، وَجَمْعُهُ شُطُرٌ، يَعْنِي لَوْ شَهِدَ لَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَب أَو ابْنٍ أَو أَخ وَمَعَهُ أَجنبي صَحَّحَتْ شهادةُ الأَجنبي شهادَةَ الْقَرِيبِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ حَمْلًا لَهُ؛ قَالَ: وَلَعَلَّ هَذَا مَذْهَبُ الْقَاسِمِ وإِلا فَشَهَادَةُ الأَب وَالِابْنِ لَا تُقْبَلُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ: شَهَادَةُ الأَخ إِذا كَانَ مَعَهُ شَطِيرٌ جَازَتْ شَهَادَتُهُ، وَكَذَا هَذَا فإِنه لَا فَرْقَ بَيْنَ شَهَادَةِ الْغَرِيبِ مَعَ الأَخ أَو الْقَرِيبِ فإِنها مَقْبُولَةٌ. شظر: التَّهْذِيبُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ شِظْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ وشَظِيَّةٌ. قَالَ: وشِنْظِيَةٌ وشِنْظِيرةٌ، قَالَ الأَصمعي: الشِّنْظِيرةُ الفَحَّاشُ السَّيِّئ الخُلُق، وَالنُّونُ زائدة. شعر: شَعَرَ بِهِ وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كُلُّهُ: عَلِمَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حَتَّى جَاءَهُ فُلَانٌ، وَحَكَى عَنِ الْكِسَائِيِّ أَيضاً: أَشْعُرُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ مَا عَمِلَهُ، وَمَا شَعَرْتُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ، قَالَ: وَهُوَ كَلَامُ الْعَرَبِ. ولَيْتَ شِعْرِي أَي لَيْتَ عِلْمِي أَو لَيْتَنِي عَلِمْتُ، وليتَ شِعري مِنْ ذَلِكَ أَي لَيْتَنِي شَعَرْتُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا لَيْتَ شِعْرَتي فَحَذَفُوا التَّاءَ مَعَ الإِضافة لِلْكَثْرَةِ، كَمَا قَالُوا: ذَهَبَ بِعُذْرَتِها وَهُوَ أَبو عُذْرِها فَحَذَفُوا التَّاءَ مَعَ الأَب خَاصَّةً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: ليتَ شِعْرِي لِفُلَانٍ مَا صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان مَا صَنَعَ، وليتَ شِعْرِي فُلَانًا مَا صَنَعَ؛ وأَنشد: يَا ليتَ شِعْرِي عَنْ حِمَارِي مَا صَنَعْ، ... وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد: يَا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا، ... وَقَدْ جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد: ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أَبِي عَمْرٍو، ... ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وَفِي الْحَدِيثِ: ليتَ شِعْرِي مَا صَنَعَ فلانٌ أَي لَيْتَ عِلْمِي حَاضِرٌ أَو مُحِيطٌ بِمَا صَنَعَ، فَحَذَفَ الْخَبَرَ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ. وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه بِهِ: أَعلمه إِياه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ؛ أَي وَمَا يُدْرِيكُمْ. وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى. وشَعَرَ بِهِ: عَقَلَه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَشْعَرْتُ بِفُلَانٍ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ، وأَشْعَرْتُ بِهِ: أَطْلَعْتُ عَلَيْهِ، وشَعَرَ لِكَذَا إِذا فَطِنَ لَهُ، وشَعِرَ إِذا مَلَكَ «2». عَبِيدًا. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: اسْتَشْعِرْ خَشْيَةَ اللَّهِ أَي اجْعَلْهُ شِعارَ قَلْبِكَ. واسْتَشْعَرَ فلانٌ الْخَوْفَ إِذا أَضمره. وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ بِهِ. ويقال: أَشْعَرَه

_ (2). قوله: [وشعر إِذا ملك إِلخ] بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس

الحُبُّ مَرَضًا. والشِّعْرُ: مَنْظُومُ الْقَوْلِ، غَلَبَ عَلَيْهِ لِشَرَفِهِ بِالْوَزْنِ وَالْقَافِيَةِ، وإِن كَانَ كُلُّ عِلْمٍ شِعْراً مِنْ حَيْثُ غَلَبَ الْفِقْهُ عَلَى عِلْمِ الشَّرْعِ، والعُودُ عَلَى المَندَلِ، وَالنَّجْمُ عَلَى الثُّرَيَّا، وَمِثْلُ ذَلِكَ كَثِيرٌ، وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْبَيْتَ الْوَاحِدَ شِعْراً؛ حَكَاهُ الأَخفش؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى تَسْمِيَةِ الْجُزْءِ بِاسْمِ الْكُلِّ، كَقَوْلِكَ الْمَاءُ لِلْجُزْءِ مِنَ الْمَاءِ، وَالْهَوَاءُ لِلطَّائِفَةِ مِنَ الْهَوَاءِ، والأَرض لِلْقِطْعَةِ مِنَ الأَرض. وَقَالَ الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ الْمَحْدُودُ بِعَلَامَاتٍ لَا يُجَاوِزُهَا، وَالْجَمْعُ أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ مَا لَا يَشْعُرُ غَيْرُهُ أَي يَعْلَمُ. وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ، وَقِيلَ: شَعَرَ قَالَ الشِّعْرَ، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ وَرَجُلٌ شَاعِرٌ، وَالْجَمْعُ شُعَراءُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: شَبَّهُوا فاعِلًا بِفَعِيلٍ كَمَا شَبَّهُوهُ بفَعُولٍ، كَمَا قَالُوا: صَبُور وصُبُرٌ، وَاسْتَغْنَوْا بِفَاعِلٍ عَنْ فَعِيلٍ، وَهُوَ فِي أَنفسهم وَعَلَى بَالٍ مِنْ تَصَوُّرِهِمْ لِمَا كَانَ وَاقِعًا مَوْقِعُهُ، وكُسِّرَ تَكْسِيرَهُ لِيُكَوِّنَ أَمارة وَدَلِيلًا عَلَى إِرادته وأَنه مُغْنٍ عَنْهُ وَبَدَلٌ مِنْهُ. وَيُقَالُ: شَعَرْتُ لِفُلَانٍ أَي قُلْتُ لَهُ شِعْراً؛ وأَنشد: شَعَرْتُ لَكُمْ لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ ... عَلَى غَيْرِكُمْ، مَا سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ وَيُقَالُ: شَعَرَ فُلَانٌ وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وَهُوَ الِاسْمُ، وَسُمِيَ شاعِراً لفِطْنَتِه. وَمَا كَانَ شَاعِرًا، وَلَقَدْ شَعُر، بِالضَّمِّ، وَهُوَ يَشْعُر. والمُتَشاعِرُ: الَّذِي يَتَعَاطَى قولَ الشِّعْر. وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه، بِالْفَتْحِ، أَي كَانَ أَشْعر مِنْهُ وَغَلَبَهُ. وشِعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَرادوا بِهِ الْمُبَالَغَةَ والإِشادَة، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى مَشْعُورٍ بِهِ، وَالصَّحِيحُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ قَالُوا: كَلِمَةٌ شَاعِرَةٌ أَي قَصِيدَةٌ، والأَكثر فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ أَن يَكُونَ لَفْظُ الثَّانِي مِنْ لَفْظِ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ. وأَما قَوْلُهُمْ: شاعِرُ هَذَا الشِّعْرِ فَلَيْسَ عَلَى حَدِّ قَوْلِكَ ضاربُ زيدٍ تُرِيدُ المنقولةَ مِنْ ضَرَبَ، وَلَا عَلَى حَدِّهَا وأَنت تُرِيدُ ضاربٌ زَيْدًا المنقولةَ مِنْ قَوْلِكَ يَضْرِبُ أَو سَيَضْرِبُ، لأَن ذَلِكَ مَنْقُولٌ مِنْ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ، فأَما شاعرُ هَذَا الشعرِ فَلَيْسَ قَوْلُنَا هَذَا الشِّعْرِ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ أَلْبَتَّةَ لأَن فِعْلَ الْفَاعِلِ غَيْرُ مُتَعَدٍّ إِلَّا بِحَرْفِ الْجَرِّ، وإِنما قَوْلُكَ شَاعِرُ هَذَا الشِّعْرِ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ صَاحِبُ هَذَا الشِّعْرِ لأَن صَاحِبًا غَيْرُ مُتَعَدٍّ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وإِنما هُوَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ غُلَامٍ وإِن كَانَ مُشْتَقًّا مِنَ الْفِعْلِ، أَلا تَرَاهُ جَعَلَهُ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ بِمَنْزِلَةِ دَرّ فِي الْمَصَادِرِ من قولهم لله دَرُّكَ؟ وَقَالَ الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صَاحِبُ شِعْر، وَقَالَ: هَذَا البيتُ أَشْعَرُ مِنْ هَذَا أَي أَحسن مِنْهُ، وَلَيْسَ هَذَا عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صِيغَةَ التَّعَجُّبِ إِنما تَكُونُ مِنَ الْفِعْلِ، وَلَيْسَ فِي شَاعِرٍ مِنْ قَوْلِهِمْ شِعْرٌ شَاعِرٌ مَعْنَى الْفِعْلِ، إِنما هُوَ عَلَى النِّسْبَةِ والإِجادة كَمَا قُلْنَا، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يَكُونَ الأَخفش قَدْ عَلِمَ أَن هُنَاكَ فِعْلًا فَحَمَلَ قَوْلَهُ أَشْعَرُ مِنْهُ عَلَيْهِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَخفش تَوَهَّمَ الْفِعْلَ هُنَا كأَنه سَمِعَ شَعُرَ البيتُ أَي جَادَ فِي نَوْعِ الشِّعْر فَحَمَلَ أَشْعَرُ مِنْهُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فالْتَمِسُوهُ فِي الشِّعْرِ فإِنه عَرَبِيٌّ. والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الْجِسْمِ مِمَّا لَيْسَ بِصُوفٍ وَلَا وَبَرٍ للإِنسان وَغَيْرِهِ، وَجَمْعُهُ أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الشَّعْرِ، وَقَدْ يُكَنَّى بالشَّعْرَة عَنِ الْجَمْعِ كَمَا يُكَنَّى بالشَّيبة عَنِ الْجِنْسِ؛

يُقَالُ رأَى «3». فُلَانٌ الشَّعْرَة إِذا رأَى الشَّيْبَ فِي رأْسه. وَرَجُلٌ أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ: كَثِيرُ شَعْرِ الرأْس وَالْجَسَدِ طويلُه، وَقَوْمٌ شُعْرٌ. وَرَجُلٌ أَظْفَرُ: طَوِيلُ الأَظفار، وأَعْنَقُ: طَوِيلُ العُنق. وسأَلت أَبا زَيْدٍ عَنْ تَصْغِيرِ الشُّعُور فَقَالَ: أُشَيْعار، رَجَعَ إِلى أَشْعارٍ، وَهَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: عَلَى أَشْعارِهم وأَبْشارِهم. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّدِيدِ: فُلَانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شُبِّهَ بالأَسد وإِن لَمْ يَكُنْ ثَمَّ شَعَرٌ؛ وَكَانَ زِيَادُ بْنُ أَبيه يُقَالُ لَهُ أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كَثِيرُ شَعْرِ الصَّدْرِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: كَانَ يُقَالُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ أَشْعَرُ بَرْكاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الَّذِي لَمْ يَحْلِقْ شَعْرَهُ وَلَمْ يُرَجّلْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: فَدَخَلَ رَجُلٌ أَشْعَرُ : أَي كَثِيرُ الشَّعْرِ طَوِيلُهُ. وشَعِرَ التَّيْسُ وَغَيْرُهُ مِنْ ذِي الشَّعْرِ شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ وَتَيْسٌ شَعِرٌ وأَشْعَرُ وَعَنْزٌ شَعْراءُ، وَقَدْ شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذلك كُلَّمَا كَثُرَ شَعَرُهُ. والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ، بِالْكَسْرِ: الشَّعَرُ النَّابِتُ عَلَى عَانَةِ الرَّجُلِ ورَكَبِ المرأَة وَعَلَى مَا وَرَاءَهَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: والشِّعْرَةُ، بِالْكَسْرِ، شَعَرُ الرَّكَبِ لِلنِّسَاءِ خَاصَّةً. والشِّعْرَةُ: مَنْبَتُ الشَّعرِ تَحْتَ السُّرَّة، وَقِيلَ: الشِّعْرَةُ الْعَانَةُ نَفْسُهَا. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: أَتاني آتٍ فَشَقَّ مِنْ هَذِهِ إِلى هَذِهِ ، أَي مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه؛ قَالَ: الشِّعْرَةُ، بِالْكَسْرِ، الْعَانَةُ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلًا كَرِيتاً، ... عَلَى شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ فإِنه أَراد بِالشِّعْرَاءِ خُصْيَةً [خِصْيَةً] كَثِيرَةَ الشَّعْرِ النَّابِتِ عَلَيْهَا؛ وَقَوْلُهُ تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فِيهَا إِذا فَشَّتْ خَرَجَ لَهَا صَوْتٌ كَتَصْوِيتِ النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دَعَاهَا. وأَشْعَرَ الجنينُ فِي بَطْنِ أُمه وشَعَّرَ واسْتَشْعَرَ: نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّعْرُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلا مَزِيدًا؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ فِي ذَلِكَ: كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ فِي الغِرْسِ وَكَذَلِكَ تَشَعَّرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: زكاةُ الْجَنِينِ زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عَانَتُهُ. وأَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت جَنِينَهَا وَعَلَيْهِ شَعَرٌ؛ حَكَاهُ قُطْرُبٌ؛ وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي قَوْلِهِ: وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيطَ ... فِي حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا أَراد: كأَن السَّلِيطَ، وَهُوَ الزَّيْتُ، في شَعَرِ هَذَا الْفَرَسِ لِصَفَائِهِ. والشِّعارُ: جَمْعُ شَعَرٍ، كَمَا يُقَالُ جَبَل وَجِبَالٌ؛ أَراد أَن يُخْبِرَ بِصَفَاءِ شَعَرِ الْفَرَسِ وَهُوَ كأَنه مَدْهُونٌ بِالسَّلِيطِ. والمُوَارِي فِي الْحَقِيقَةِ: الشِّعارُ. والمُوارَى: هُوَ الأَديم لأَن الشَّعَرَ يُوَارِيهِ فَقَلَبَ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا الْبَيْتُ مِنَ الْمُسْتَقِيمِ غَيْرِ الْمَقْلُوبِ فَيَكُونَ مَعْنَاهُ: كأَن السَّلِيطَ فِي حَيْثُ وَارَى الأَديم الشَّعَرَ لأَن الشَّعَرَ يَنْبُتُ مِنَ اللَّحْمِ، وَهُوَ تَحْتَ الأَديم، لأَن الأَديم الْجِلْدُ؛ يَقُولُ: فكأَن الزَّيْتَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُوَارِيهِ الأَديم وَيَنْبُتُ مِنْهُ الشَّعَرُ، وإِذا كَانَ الزَّيْتُ فِي مَنْبَتِهِ نَبَتَ صَافِيًا فَصَارَ شَعَرُهُ كأَنه مدهون لأَن منابته فِي الدُّهْنِ كَمَا يَكُونُ الْغُصْنُ نَاضِرًا رَيَّانَ إِذا كَانَ الْمَاءُ فِي أُصوله. وَدَاهِيَةٌ شَعْراءُ وَدَاهِيَةٌ وَبْراءُ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَكَلَّمَ بِمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ: جئتَ بِهَا شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ. وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وَمَا أَشبههما وشَعَّرَه وشَعَرَهُ خَفِيفَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كُلُّ ذَلِكَ: بَطَّنَهُ بشعر؛ وخُفٌ

_ (3). قوله: [يقال رأى إلخ] هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب: انظر الصحاح والأساس

مُشْعَرٌ ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ. وأَشْعَرَ فُلَانٌ جُبَّتَه إِذا بَطَّنَهَا بالشَّعر، وَكَذَلِكَ إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه. والشَّعِرَةُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي يَنْبُتُ بَيْنَ ظِلْفَيْها الشَّعَرُ فَيَدْمَيانِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَجِدُ أُكالًا فِي رَكَبِها. وداهيةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: يَذْهَبُونَ بِهَا إِلى خُبْثِها. والشَّعْرَاءُ: الفَرْوَة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِكَوْنِ الشَّعَرِ عَلَيْهَا؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. والشَّعارُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ؛ قَالَ يَصِفُ حِمَارًا وَحْشَيًّا: وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو ... مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا يَقُولُ: اجْتَنَبَ الشَّجَرَ مَخَافَةَ أَن يُرْمَى فِيهَا وَلَزِمَ مَدْرَجَ السَّيْلِ؛ وَقِيلَ: الشَّعار مَا كَانَ مِنْ شَجَرٍ فِي لِينٍ ووَطاءٍ مِنَ الأَرض يَحُلُّهُ النَّاسُ نَحْوُ الدَّهْناءِ وَمَا أَشبهها، يستدفئُون بِهِ فِي الشِّتَاءِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِهِ فِي الْقَيْظِ. يُقَالُ: أَرض ذَاتُ شَعارٍ أَي ذَاتُ شَجَرٍ. قَالَ الأَزهري: قَيَّدَهُ شَمِرٌ بِخَطِّهِ شِعار، بِكَسْرِ الشِّينِ، قَالَ: وَكَذَا رُوِيَ عَنِ الأَصمعي مِثْلُ شِعار المرأَة؛ وأَما ابْنُ السِّكِّيتِ فَرَوَاهُ شَعار، بِفَتْحِ الشِّينِ، فِي الشَّجَرِ. وَقَالَ الرِّياشِيُّ: الشِّعَارُ كُلُّهُ مَكْسُورٌ إِلا شَعار الشَّجَرِ. والشَّعارُ: مَكَانٌ ذُو شَجَرٍ. والشَّعارُ: كَثْرَةُ الشَّجَرِ؛ وَقَالَ الأَزهري: فِيهِ لُغَتَانِ شِعار وشَعار فِي كَثْرَةِ الشَّجَرِ. ورَوْضَة شَعْراء: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ. وَرَمْلَةٌ شَعْراء: تُنْبِتُ النَّصِيَّ. والمَشْعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ المَشْجَرِ. والمَشاعر: كُل مَوْضِعٍ فِيهِ حُمُرٌ وأَشْجار؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ: يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه، ... إِذا مَا أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يَعْنِي مَا يُغَيِّبُه مِنَ الشَّجَرِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وإِن جَعَلْتَ المَشْعَر الْمَوْضِعَ الَّذِي بِهِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ لَمْ يَمْتَنِعْ كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ. والشَّعْراء: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ. والشَّعْراءُ: الأَرض ذَاتُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْكَثِيرَةُ الشَّجَرِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّعْراء الرَّوْضَةُ يُغَمِّ رأْسها الشَّجَرُ وَجَمْعُهَا شُعُرٌ، يُحَافِظُونَ عَلَى الصِّفَةِ إِذ لَوْ حَافَظُوا عَلَى الِاسْمِ لَقَالُوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ. والشَّعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ. والشَّعَرُ: النَّبَاتُ وَالشَّجَرُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالشَّعَر. وشَعْرانُ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْمَوْصِلِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ شَجَرِهِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها ... شَعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها أَراد: شُمٌّ أَعاليها فَحَذَفَ الْهَاءَ وأَدخل الأَلف وَاللَّامَ، كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ: حُجْنُ المَخالِبِ لَا يَغْتَالُه السَّبُعُ أَي حُجْنٌ مخالبُه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: حَتَّى أَضاء لِي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ ؛ هُوَ اسْمُ جَبَلٍ لَهُمْ. وشَعْرٌ: جَبَلٌ لِبَنِي سَلِيمٍ؛ قَالَ البُرَيْقُ: فَحَطَّ الشَّعْرَ مِنْ أَكْنافِ شَعْرٍ، ... وَلَمْ يَتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمارا وَقِيلَ: هُوَ شِعِرٌ. والأَشْعَرُ: جَبَلٌ بِالْحِجَازِ. والشِّعارُ: مَا وَلِيَ شَعَرَ جَسَدِ الإِنسان دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ الثِّيَابِ، وَالْجَمْعُ أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ. وَفِي الْمَثَلِ: هُمُ الشِّعارُ دُونَ الدِّثارِ؛ يَصِفُهُمْ بِالْمَوَدَّةِ وَالْقُرْبِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ وَالنَّاسُ الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كَمَا سَمَّاهُمْ عَيْبَتَه وكَرِشَهُ. وَالدِّثَارُ: الثَّوْبُ الَّذِي فَوْقَ الشِّعَارِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِنه كَانَ لَا يَنَامُ فِي شُعُرِنا ؛ هِيَ جَمْعُ الشِّعار مِثْلُ كِتَابٍ وكُتُب، وإِنما خَصَّتْهَا

بِالذِّكْرِ لأَنها أَقرب إِلى مَا تَنَالُهَا النَّجَاسَةُ مِنَ الدِّثَارِ حَيْثُ تُبَاشِرُ الْجَسَدَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنا وَلَا فِي لُحُفِنا ؛ إِنما امْتَنَعَ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهَا مَخَافَةَ أَن يَكُونَ أَصابها شَيْءٌ مِنْ دَمِ الْحَيْضِ، وطهارةُ الثَّوْبِ شرطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ بِخِلَافِ النَّوْمِ فِيهَا. وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لغَسَلَةِ ابْنَتِهِ حِينَ طرح إِليهن حَقْوَهُ قَالَ: أَشْعِرْنَها إِياه ؛ فإِن أَبا عُبَيْدَةَ قَالَ: مَعْنَاهُ اجْعَلْنَه شِعارها الَّذِي يَلِي جَسَدَهَا لأَنه يَلِي شَعْرَهَا، وَجَمْعُ الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ. والشِّعارُ: مَا استشعرتْ بِهِ مِنَ الثِّيَابِ تَحْتَهَا. والحِقْوَة: الإِزار. والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار مِنَ الإِنسان. وأَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ. واسْتَشْعَرَ الثوبَ: لَبِسَهُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها ... جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ وَقَالَ بَعْضُ الْفُصَحَاءِ: أَشْعَرْتُ نَفْسِي تَقَبُّلَ أَمْرِه وتَقَبُّلَ طاعَتِه؛ اسْتَعْمَلَهُ فِي العَرَضِ. والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قَالَ بَلْعاء بْنُ قَيْسٍ: والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ، ... يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ والشِّعارُ: جُلُّ الْفَرَسِ. وأَشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِي: لزِقَ بِهِ كَلُزُوقِ الشِّعارِ مِنَ الثِّيَابِ بِالْجَسَدِ؛ وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كَذَلِكَ. وَكُلُّ مَا أَلزقه بِشَيْءٍ، فَقَدْ أَشْعَرَه بِهِ. وأَشْعَرَه سِناناً: خَالَطَهُ بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي عَازِبٍ الْكِلَابِيِّ: فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا ... مِنَ الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العينِ ناقِع يُرِيدُ أَشعرت الذِّئْبَ بِالسَّهْمِ؛ وَسَمَّى الأَخطل مَا وُقِيَتْ بِهِ الْخَمْرُ شِعاراً فَقَالَ: فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عَنْهَا، ... مِنَ الزَّرَجُونِ، دُونَهُمَا شِعارُ وَيُقَالُ: شاعَرْتُ فُلَانَةَ إِذا ضَاجَعْتَهَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وشِعارٍ وَاحِدٍ، فَكُنْتَ لَهَا شِعَاَرًا وَكَانَتْ لَكَ شِعَارًا. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لامرأَته: شاعِرِينِي. وشاعَرَتْه: ناوَمَتْهُ فِي شِعارٍ وَاحِدٍ. والشِّعارُ: الْعَلَامَةُ فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. وشِعارُ الْعَسَاكِرِ: أَن يَسِموا لَهَا عَلَاَمَةً يَنْصِبُونَهَا لِيَعْرِفَ الرَّجُلُ بِهَا رُفْقَتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن شِعارَ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِي الغَزْوِ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وَهُوَ تَفَاؤُلٌ بِالنَّصْرِ بَعْدَ الأَمر بالإِماتة. واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار فِي الْحَرْبِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: مُسْتَشْعِرِينَ قَد أَلْفَوْا، فِي دِيارهِمُ، ... دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ يَقُولُ: غَزَاهُمْ هَؤُلَاءِ فَتَدَاعَوْا بَيْنَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ بِشِعَارِهِمْ. وشِعارُ الْقَوْمِ: عَلَامَتُهُمْ فِي السَّفَرِ. وأَشْعَرَ القومُ فِي سَفَرِهِمْ: جَعَلُوا لأَنفسهم شِعاراً. وأَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بِشِعَارِهِمْ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِشْعارُ: الإِعلام. والشّعارُ: الْعَلَامَةُ. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري مَشاعِرَ الْحَجِّ إِلَّا مِنْ هَذَا لأَنها عَلَامَاتٌ لَهُ. وأَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وَهُوَ أَن يَشُقَّ جِلْدَهَا أَو يَطْعَنَهَا فِي أَسْنِمَتِها فِي أَحد الْجَانِبَيْنِ بِمِبْضَعٍ أَو نَحْوِهِ، وَقِيلَ: طَعْنٌ فِي سَنامها الأَيمن حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ وَيُعْرَفَ أَنها هَدْيٌ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ أَبو حَنِيفَةَ يَكْرَهُهُ وَزَعَمَ أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحق بِالِاتِّبَاعِ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَلِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا رَمَى الْجَمْرَةَ فأَصاب صَلَعَتَهُ بِحَجَرٍ فَسَالَ الدَّمُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أُشْعِرَ أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَادَى

رجلٌ آخَرَ: يَا خَلِيفَةُ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لِهْبٍ: لَيُقْتَلَنَّ أَمير الْمُؤْمِنِينَ، فَرَجَعَ فَقُتِلَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. وَلِهْبٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ فِيهِمْ عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وَتَشَاءَمَ هَذَا اللِّهْبِيُّ بِقَوْلِ الرَّجُلِ أُشْعر أَمير الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: لَيُقْتَلَنَّ، وَكَانَ مُرَادُ الرَّجُلِ أَنه أُعلم بِسَيَلَانِ الدَّمِ عَلَيْهِ مِنَ الشَّجَّةِ كَمَا يُشْعِرُ الْهَدْيُ إِذا سِيقَ لِلنَّحْرِ، وَذَهَبَ بِهِ اللِّهْبِيُّ إِلى الْقَتْلِ لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ لِلْمُلُوكِ إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وَتَقُولُ لِسُوقَةِ الناسِ: قُتِلُوا، وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: دِيَةُ المُشْعَرَةِ أَلف بَعِيرٍ؛ يُرِيدُونَ دِيَةَ الْمُلُوكِ؛ فَلَمَّا قَالَ الرَّجُلُ: أُشْعِرَ أَمير الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَهُ اللِّهْبِيُّ قَتْلًا فِيمَا تَوَجَّهَ لَهُ مِنْ عِلْمِ الْعِيَافَةِ، وإِن كَانَ مُرَادُ الرَّجُلِ أَنه دُمِّيَ كَمَا يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا صَدَرَ مِنَ الْحَجِّ قُتل. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: لَا سَلَبَ إِلا لِمَنْ أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قَتَلَهُ، فأَما مَنْ لَمْ يُشعر فَلَا سَلَبَ لَهُ ، أَي طَعَنَهُ حَتَّى يَدْخُلَ السِّنانُ جَوْفَهُ؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بِطَعْنٍ أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بِحَدِيدَةٍ؛ وأَنشد لكثيِّر: عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها، ... وَقَدْ أَشْعَرَاها فِي أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها: أَدمياها وَطَعَنَاهَا؛ وَقَالَ الْآخَرُ: يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ: ... لَا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وَفِي حَدِيثِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن التُّجِيبِيَّ دَخَلَ عَلَيْهِ فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ بِهِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: نُقَتِّلُهُمْ جِيلًا فَجِيلًا، تَراهُمُ ... شَعائرَ قُرْبانٍ، بِهَا يُتَقَرَّبُ وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه قَاتَلَ غُلَامًا فأَشعره. وَفِي حَدِيثِ مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ: لَمَّا رَمَاهُ الْحَسَنُ بِالْبِدْعَةِ قَالَتْ لَهُ أُمه: إِنك قَدْ أَشْعَرْتَ ابْنِي فِي النَّاسِ أَي جَعَلْتَهُ عَلَامَةً فِيهِمْ وشَهَّرْتَهُ بِقَوْلِكَ، فَصَارَ لَهُ كَالطَّعْنَةِ فِي الْبَدَنَةِ لأَنه كَانَ عَابَهُ بالقَدَرِ. والشَّعِيرة: الْبَدَنَةُ المُهْداةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنه يُؤْثَرُ فِيهَا بِالْعَلَامَاتِ، والجمع شعائر. وشِعارُ الْحَجِّ: مَنَاسِكُهُ وَعَلَامَاتُهُ وَآثَارُهُ وأَعماله، جَمْعُ شَعيرَة، وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَماً لِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَالْوُقُوفِ وَالطَّوَافِ وَالسَّعْيِ وَالرَّمْيِ وَالذَّبْحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن جِبْرِيلَ أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْ أُمتك أَن يَرْفَعُوا أَصواتهم بِالتَّلْبِيَةِ فإِنها مِنْ شَعَائِرِ الْحَجِّ. والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ «1». والمَشْعَرُ: كالشِّعارِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَعَائِرُ الْحَجِّ مَنَاسِكُهُ، وَاحِدَتُهَا شَعِيرَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ ؛ هُوَ مُزْدَلِفَةُ، وَهِيَ جمعٌ تُسَمَّى بِهِمَا جَمِيعًا. والمَشْعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ مِنْ مُتَعَبَّداتِهِ. والمَشاعِرُ: الْمَعَالِمُ الَّتِي نَدَبَ اللَّهُ إِليها وأَمر بِالْقِيَامِ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ المَشْعَرُ الْحَرَامُ لأَنه مَعْلَمٌ لِلْعِبَادَةِ وَمَوْضِعٌ؛ قَالَ: وَيَقُولُونَ هُوَ المَشْعَرُ الْحَرَامُ والمِشْعَرُ، وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَهُ بِغَيْرِ الأَلف وَاللَّامِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَتِ الْعَرَبُ عَامَّةً لَا يَرَوْنَ الصَّفَا والمروة مِنَ الشَّعَائِرِ وَلَا يَطُوفُونَ بَيْنَهُمَا فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: لَا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ ؛ أَي لَا تَسْتَحِلُّوا تَرْكَ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: شَعَائِرُ اللَّهِ مَنَاسِكُ الْحَجِّ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي شَعَائِرِ اللَّهِ: يَعْنِي بِهَا جَمِيعَ مُتَعَبِّدَاتِ اللَّهِ الَّتِي أَشْعرها اللَّهُ أَي جَعَلَهَا أَعلاماً لَنَا، وَهِيَ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ مَوْقِفٍ أَو مَسْعًى أَو ذبح،

_ (1). قوله: [والشعارة] كذا بالأَصل مضبوطاً بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها

وإِنما قِيلَ شَعَائِرُ لِكُلِّ عَلَمٍ مِمَّا تُعُبِّدَ بِهِ لأَن قَوْلَهُمْ شَعَرْتُ بِهِ عَلِمْتُهُ، فَلِهَذَا سُمِّيَتِ الأَعلام الَّتِي هِيَ مُتَعَبَّدَاتُ اللَّهِ تَعَالَى شَعَائِرَ. وَالْمَشَاعِرُ: مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ. والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قَالَ: وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ الْغَادِيَةُ: السَّحَابَةُ الَّتِي تَجِيءُ غُدْوَةً، أَي مَطَرٌ بِغَيْرِ رَعْدٍ. والأَشْعَرُ: مَا اسْتَدَارَ بِالْحَافِرِ مِنْ مُنْتَهَى الْجِلْدِ حَيْثُ تَنْبُتُ الشُّعَيْرات حَوالَي الْحَافِرِ. وأَشاعرُ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ حَافِرِهِ إِلى مُنْتَهَى شَعَرِ أَرساغه، وَالْجَمْعُ أَشاعِرُ لأَنه اسْمٌ. وأَشْعَرُ خُفِّ الْبَعِيرِ: حَيْثُ يَنْقَطِعُ الشَّعَرُ، وأَشْعَرُ الحافرِ مِثْلُه. وأَشْعَرُ الحَياءِ: حَيْثُ يَنْقَطِعُ الشَّعَرُ. وأَشاعِرُ النَّاقَةِ: جَوَانِبُ حَيَائِهَا. والأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وَقِيلَ: هُمَا مَا يَلِي الشُّفْرَيْنِ. يُقَالُ لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، وَلِطَرَفَيْهِمَا: الشُّفْرانِ، وَلِلَّذِي بَيْنَهُمَا: الأَشْعَرانِ. والأَشْعَرُ: شَيْءٌ يَخْرُجُ بَيْنَ ظِلْفَي الشاةِ كأَنه ثُؤْلُولُ الْحَافِرِ تُكْوَى مِنْهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ. والأَشْعَرُ: اللَّحْمُ تَحْتَ الظُّفْرِ. والشَّعِيرُ: جِنْسٌ مِنَ الْحُبُوبِ مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ شَعِيرَةٌ، وَبَائِعُهُ شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مِمَّا بُنِيَ عَلَى فاعِل وَلَا فَعَّال كَمَا يَغْلِبُ فِي هَذَا النَّحْوِ. وأَما قَوْلُ بَعْضِهِمْ شِعِير وبِعِير ورِغيف وَمَا أَشبه ذَلِكَ لِتَقْرِيبِ الصَّوْتِ مِنَ الصَّوْتِ فَلَا يَكُونُ هَذَا إِلا مَعَ حُرُوفِ الْحَلْقِ. والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تُصَاغُ مِنْ فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ عَلَى شَكْلِ الشَّعيرة تُدْخَلُ فِي السِّيلانِ فَتَكُونُ مِساكاً لِنِصابِ السِّكِّينِ وَالنَّصْلُ، وَقَدْ أَشْعَرَ السِّكِّينُ: جُعِلَ لَهَا شَعِيرة. والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يُتَّخَذُ مِنْ فِضَّةٍ مِثْلُ الشَّعِيرِ عَلَى هَيْئَةِ الشَّعِيرَةِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها جَعَلَتْ شَعارِيرَ الذَّهَبِ فِي رَقَبَتِهَا ؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الحُلِيِّ أَمثال الشَّعِيرِ. والشَّعْراء: ذُبابَةٌ يُقَالُ هِيَ الَّتِي لَهَا إِبرة، وَقِيلَ: الشَّعْراء ذُبَابٌ يَلْسَعُ الْحِمَارَ فَيَدُورُ، وَقِيلَ: الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذُبَابٌ أَزرق يُصِيبُ الدوابَّ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّعْراءُ نَوْعَانِ: لِلْكَلْبِ شَعْرَاءٌ مَعْرُوفَةٌ، وللإِبل شُعَرَاءٌ؛ فأَما شَعْرَاءُ الْكَلْبِ فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ وَلَا تَمَسُّ شَيْئًا غَيْرَ الْكَلْبِ، وأَما شَعْراءُ الإِبل فَتَضْرِبُ إِلى الصُّفْرة، وَهِيَ أَضخم مِنْ شَعْرَاءِ الْكَلْبِ، وَلَهَا أَجنحة، وَهِيَ زَغْباءُ تَحْتَ الأَجنحة؛ قَالَ: وَرُبَّمَا كَثُرَتْ فِي النِّعَمِ حَتَّى لَا يَقْدِرَ أَهل الإِبل عَلَى أَن يَحْتَلِبُوا بِالنَّهَارِ وَلَا أَن يَرْكَبُوا مِنْهَا شَيْئًا مَعَهَا فَيَتْرُكُونَ ذَلِكَ إِلى اللَّيْلِ، وَهِيَ تَلْسَعُ الإِبل فِي مَراقِّ الضُّلُوعِ وَمَا حَوْلَهَا وَمَا تَحْتَ الذَّنَبِ وَالْبَطْنِ والإِبطين، وَلَيْسَ يَتَّقُونَهَا بِشَيْءٍ إِذا كَانَ ذَلِكَ إِلا بالقَطِرانِ، وَهِيَ تَطِيرُ عَلَى الإِبل حَتَّى تَسْمَعَ لِصَوْتِهَا دَوِيّاً، قَالَ الشَّمَّاخُ: تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ ... مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ شَعارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَمَّا أَراد قَتْلِ أُبَيّ بْنِ خَلَفٍ تَطَايَرَ الناسُ عَنْهُ تَطايُرَ الشُّعْرِ عَنِ الْبَعِيرِ ثُمَّ طَعَنَهُ فِي حَلْقِهِ ؛ الشُّعْر، بضم الشين وسكن الْعَيْنِ: جَمْعُ شَعْراءَ، وَهِيَ ذِبَّانٌ أَحمر، وَقِيلَ أَزرق، يَقَعُ عَلَى الإِبل وَيُؤْذِيهَا أَذى شَدِيدًا، وَقِيلَ: هُوَ ذُبَابٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ نَاوَلَهُ الحَرْبَةَ فَلَمَّا أَخذها انْتَفَضَ بِهَا انْتِفَاضَةً تَطَايَرْنَا عَنْهُ تَطَايُرَ الشَّعارِيرِ ؛ هِيَ بِمَعْنَى الشُّعْرِ، وَقِيَاسُ وَاحِدِهَا شُعْرورٌ، وَقِيلَ: هِيَ مَا يَجْتَمِعُ عَلَى دَبَرَةِ الْبَعِيرِ مِنَ الذِّبَّانِ فإِذا هيجتْ تطايرتْ عَنْهَا. والشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضَرْبٌ مِنَ الْخَوْخِ، وَجَمْعُهُ

كَوَاحِدِهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّعْراء شَجَرَةٌ مِنَ الحَمْضِ لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ وَلَهَا هَدَبٌ تَحْرِصُ عَلَيْهَا الإِبل حِرْصاً شَدِيدًا تَخْرُجُ عِيدَانًا شِداداً. والشَّعْراءُ: فَاكِهَةٌ، جَمْعُهُ وَوَاحِدُهُ سَوَاءٌ. والشَّعْرانُ: ضَرْبٌ مِنَ الرِّمْثِ أَخْضَر، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْضِ أَخضر أَغبر. والشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ. والشَّعارِيرُ: صِغَارُ الْقِثَّاءِ، وَاحِدُهَا شُعْرُور. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شعاريرُ ؛ هِيَ صِغَارُ الْقِثَّاءِ. وَذَهَبُوا شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي مُتَفَرِّقِينَ، وَاحِدُهُمْ شُعْرُور، وَكَذَلِكَ ذَهَبُوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَصبحتْ شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقِدْحَرَّةَ [قَدْحَرَّةَ] وقَذْحَرَّةَ [قِذْحَرَّةَ]؛ مَعْنَى كُلِّ ذَلِكَ بِحَيْثُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا، يَعْنِي اللِّحْيَانِيُّ أَصبحت الْقَبِيلَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ، كُلُّ هَذَا لَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ. والشَّعارِيرُ: لُعْبة لِلصِّبْيَانِ، لَا يُفْرَدُ؛ يُقَالُ: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وَهَذَا لَعِبُ الشَّعاريرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ؛ الشِّعْرَى: كَوْكَبٌ نَيِّرٌ يُقَالُ لَهُ المِرْزَمُ يَطْلعُ بَعْدَ الجَوْزاءِ، وَطُلُوعُهُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى جَعَلَ صَاحِبَ النحل يَرَى. وَهُمَا الشِّعْرَيانِ: العَبُورُ الَّتِي فِي الْجَوْزَاءِ، والغُمَيْصاءُ الَّتِي فِي الذِّراع؛ تَزْعُمُ العرب أَنهما أُختا سُهَيْلٍ، وَطُلُوعُ الشِّعْرَى عَلَى إِثْرِ طُلُوعِ الهَقْعَةِ. وَعَبْدُ الشِّعْرَى العَبُور طائفةٌ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ وَيُقَالُ: إِنها عَبَرَت السَّمَاءَ عَرْضاً وَلَمْ يَعْبُرْها عَرْضاً غَيْرُهَا، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ؛ أَي رَبُّ الشِّعْرَى الَّتِي تَعْبُدُونَهَا، وَسُمِّيَتِ الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن الْعَرَبَ قَالَتْ فِي أَحاديثها: إِنها بَكَتْ عَلَى إِثر الْعَبُورِ حَتَّى غَمِصَتْ. وَالَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ: شَهِدْتُ بَدْراً وَمَا لِي غَيْرُ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ ثم أَكثر الله لي مِنَ اللِّحَى بعدُ ؛ قِيلَ: أَراد مَا لِي إِلا بِنْتٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ أَكثر اللَّهُ لِي مِنَ الوَلَدِ بعدُ. وأَشْعَرُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، مِنْهُمْ أَبو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، وَيَجْمَعُونَ الأَشعري، بِتَخْفِيفِ يَاءِ النِّسْبَةِ، كَمَا يُقَالُ قَوْمٌ يَمانُونَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والأَشْعَرُ أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ أَشْعَرُ بْنُ سَبَإ بْنُ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطانَ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: جَاءَ بِكَ الأَشْعَرُونَ، بِحَذْفِ يَاءَيِ النَّسَبِ. وَبَنُو الشُّعَيْراءِ: قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ. والشُّوَيْعِرُ: لَقَبُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرانَ بْنِ أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ، وَهُوَ أَحد مَنْ سُمِّيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمُحَمَّدٍ، والمُسَمَّوْنَ بِمُحَمَّدٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سَبْعَةٌ مَذْكُورُونَ فِي مَوْضِعِهِمْ، لَقَّبَهُ بِذَلِكَ امْرُؤُ الْقَيْسِ، وَكَانَ قَدْ طَلَبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَهُ فَرَسًا فأَبى فَقَالَ فِيهِ: أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي ... عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا حَرِيمٌ: هُوَ جَدُّ الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هُوَ الحرث بن معاوية بْنُ الْحَرْثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ؛ وَقَالَ الشُّوَيْعِرُ مُخَاطِبًا لِامْرِئِ الْقَيْسِ: أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها، ... وَقَدْ نُمِيَتْ لِيَ عَامًا فَعاما بأَنَّ إمْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَئيباً، ... عَلَى آلِهِ، مَا يَذُوقُ الطَّعامَا

لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لَا يُهانُ ... لَقَدْ كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما وَقَالُوا: هَجَوْتَ، وَلَمْ أَهْجُهُ، ... وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟ وَالشُّوَيْعِرُ الْحَنَفِيُّ: هُوَ هَانِئُ بْنُ تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ لَهُ: وإِنَّ الَّذِي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ، ... لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ فَسُمِّيَ الشُّوَيْعِرُ بِهَذَا الْبَيْتِ. شعفر: شَعْفَرٌ: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ؛ أَنشد الأَزهري: يَا لَيْتَ أَني لَمْ أَكُنْ كَرِيّاً، ... وَلَمْ أَسُقْ بِشَعْفَر المَطِيَّا وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شَعْفَرٌ بَطْنٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو السَّعْلاةِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ امرأَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: صادَتْكَ يَوْمَ الرَّمْلَتَيْنِ شَعْفَرُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ شَغْفَرٌ، بالغين المعجمة. شغر: الشَّغْرُ: الرَّفْعُ. شَغَرَ الكلبُ يَشْغَرُ شَغْراً: رَفَعَ إِحدى رِجْلَيْهِ لِيَبُولَ، وَقِيلَ: رَفَعَ إِحدى رِجْلَيْهِ، بَالَ أَو لم يبل، وقيل: شَغَرَ الكلبُ بِرِجْلِهِ شَغْراً رَفَعَهَا فَبَالَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَغَّارَةٌ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها، ... فَطَّارَةٌ لِقَوادِمِ الأَبْكارِ وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا نَامَ شَغَرَ الشيطانُ بِرِجْلِهِ فَبَالَ فِي أُذنه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَبْلَ أَن تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطامِها. وشَغَرَ المرأَةَ وَبِهَا يَشْغُرُ شُغُوراً وأَشْغَرَها: رَفَعَ رِجْلَيْها لِلنِّكَاحِ. وبلْدَةٌ شاغِرَةٌ: لَمْ تَمْتَنِعْ مِنْ غَارَةِ أَحد. وشَغَرَتِ الأَرضُ وَالْبَلَدُ أَي خَلَتْ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يَبْقَ بِهَا أَحد يَحْمِيهَا وَيَضْبِطُهَا. يُقَالُ: بَلْدَةٌ شاغِرةٌ بِرِجْلِهَا إِذا لَمْ تَمْتَنِعْ مِنْ غَارَةِ أَحد. والشِّغار: الطَّرْدُ، يُقَالُ: شَغَرُوا فُلَانًا عَنْ بَلَدِهِ شَغْراً وشِغاراً إِذا طَرَدُوه ونَفَوْهُ. والشِّغار، بِكَسْرِ الشِّينِ: نِكَاحٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ أَن تُزوِّج الرجلَ امرأَةً مَا كَانَتْ، عَلَى أَن يُزَوِّجَكَ أُخرى بِغَيْرِ مَهْرٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْقَرَائِبَ فَقَالَ: لَا يَكُونُ الشِّغارُ إِلا أَن تُنْكِحَهُ وليَّتك، عَلَى أَن يُنْكِحَكَ وليَّته؛ وَقَدْ شاغَرَهُ؛ الْفَرَّاءُ: الشِّغارُ شِغارُ الْمُتَنَاكِحِينَ، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الشِّغارِ ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ وأَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْعُلَمَاءِ: الشِّغارُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ أَن يُزَوِّجَ الرجلُ الرجلَ حريمتَه عَلَى أَن يُزَوِّجَهُ المزوَّج حَرِيمَةً لَهُ أُخرى، وَيَكُونَ مهر كل واحدة منهما بُضْعَ الأُخرى، كأَنهما رَفَعَا الْمَهْرَ وأَخليا الْبُضْعَ عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شِغارَ فِي الإِسلام. وَفِي رِوَايَةٍ: نُهِيَ عَنْ نِكَاحِ الشَّغْرِ. والشِّغارُ: أَن يَبْرُزَ الرَّجُلَانِ مِنَ العَسْكَرَيْنِ، فإِذا كَادَ أَحدهما أَن يَغْلِبَ صَاحِبَهُ جَاءَ اثْنَانِ لِيُغِيثَا أَحدهما، فَيَصِيحَ الْآخَرُ: لَا شِغارَ لَا شِغارَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والشِّغارُ أَن يَعْدُو الرَّجُلَانِ عَلَى الرَّجُلِ. والشَّغْرُ: أَن يَضْرِبَ الْفَحْلُ برأْسه تَحْتَ النُّوقِ مِنْ قبَلِ ضُرُوعِهَا فَيَرْفَعَهَا فَيَصْرَعَهَا. وأَبو شاغِر: فَحْلٌ مِنَ الإِبل مَعْرُوفٌ كَانَ لِمَالِكِ بْنِ المُنْتَفِقِ الصُّبَحيِّ. وأَشْغَرَ المَنْهَلُ: صَارَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ المَحَجَّة؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: واشْتَغَرَ المَنْهَلُ إِذا صَارَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ

المَحَجَّة؛ وأَنشد: شَافِي الأُجاج بَعِيد المُشْتَغَرْ ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ: بَعِيدَةٌ عَنِ السَّابِلَةِ. وأَشْغَرَتِ الرُّفْقَةُ: انْفَرَدَتْ عَنِ السَّابِلَةِ. واشْتَغَرَ فِي الْفَلَاةِ: أَبْعَدَ فِيهَا. واشْتَغَر عَلَيْهِ حِسابُه: انْتَشَرَ وكَثُرَ فَلَمْ يَهْتَدِ لَهُ. وَذَهَبَ فُلَانٌ يَعُدُّ بَنِي فُلَانٍ فاشْتَغَرُوا عَلَيْهِ أَي كَثُرُوا. واشْتَغَرَ العَدَدُ: كَثُرَ وَاتَّسَعَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وعَدَد بَخّ إِذا عُدَّ اشْتَغَرْ، ... كَعَدد التُّرْبِ تَدانَى وانْتَشَرْ أَبو زَيْدٍ: اشْتَغَرَ الأَمر بِفُلَانٍ أَي اتَّسَعَ وعَظُمَ. واشْتَغَرَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ إِذا اتَّسَعَتْ وَعَظُمَتْ. واشْتَغَرَتِ الإِبلُ: كَثُرَتْ وَاخْتَلَفَتْ. والشَّغْرُ: التَّفْرِقَةُ. وَتَفَرَّقَتِ الْغَنَمُ شَغَرَ بَغَرَ وشِغَرَ بِغَرَ أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ؛ وَيُقَالُ: هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ، وَكَذَلِكَ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ شَغَرَ بَغَر وشَذَرَ مَذَرَ أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الإِقبال. والشَّاغِرانِ: مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّةِ. ورجلِ شِغِّير: سَيِءُ الخُلُقِ. وشاغِرَةُ والشَّاغِرَةُ، كِلْتَاهُمَا: مَوْضِعٌ. وتَشَغَّرَ البعيرُ إِذا لَمْ يَدَعْ جُهْداً فِي سَيْرِهِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه: هُوَ يَتَشَغَّرُ تَشَغُّراً. وَيُقَالُ: مَرَّ يَرْتَبِعُ إِذا ضَرَبَ بِقَوَائِمِهِ، واللَّبْطَةُ نَحْوُهُ، ثُمَّ التَّشَغُّرُ فَوْقَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فَحَجَن ناقَتَهُ حَتَّى أَشْغَرَتْ أَي اتَّسَعَتْ فِي السَّيْرِ وأَسرعتْ. وشَغَرْتُ بَنِي فُلَانٍ مِنْ مَوْضِعِ كَذَا أَي أَخرجتهم؛ وأَنشد الشَّيْبَانِيُّ: ونحنُ شَغَرْنا ابْنَيْ نِزارٍ كِلَيْهِما، ... وكَلْباً بوقْعٍ مُرْهِبِ مُتَقارِبِ وَفِي التَّهْذِيبِ: بِحَيْثُ شَغَرْنا ابْنَي نِزار. والشَّغْرُ: البُعْدُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: بَلَدٌ شاغِرٌ إِذا كَانَ بَعِيدًا مِنَ النَّاصِرِ وَالسُّلْطَانِ؛ قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: والأَرض لَكُمْ شاغِرَةٌ ؛ أَي وَاسِعَةٌ. أَبو عَمْرٍو: شَغَرْتُه عَنِ الأَرض أَي أَخرجته. أَبو عَمْرٍو: الشِّغارُ العَداوَةُ. واشْتَغَرَ فُلَانٌ عَلَيْنَا إِذا تَطَاوَلَ وَافْتَخَرَ. وتَشَغَّرَ فُلَانٌ فِي أَمر قَبِيحٍ إِذا تَمادَى فِيهِ وتَعَمَّقَ. والشَّغُورُ: مَوْضِعٌ فِي الْبَادِيَةِ. وَفِي النَّوَادِرِ: بئرٌ شِغارٌ وَبِئَارٌ شِغارٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَاسِعَةُ الأَعْطانِ. والمِشْغَرُ مِنَ الرِّمَاحِ: كالمِطْرَدِ؛ وَقَالَ: سِناناً مِنَ الخَطِّيِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا شغبر: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبيه قَالَ: الشَّغْبَرُ ابْنُ آوَى، قَالَ: وَمَنْ قَالَهُ بِالزَّايِ فَقَدْ صَحَّفَ. اللَّيْثُ: تَشَغْبَرَت الرِّيحُ إِذا الْتَوَتْ فِي هُبوبها. شغفر: شَغْفَرٌ: اسْمُ امرأَة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنما هِيَ شَعْفَر، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي حَرْفِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. أَبو عَمْرٍو: الشَّغْفَرُ المرأَة الْحَسْنَاءُ؛ أَنشد عَمْرُو بْنُ بَحْر لأَبي الطَّوْفِ الأَعرابي فِي امرأَته وَكَانَ اسْمُهَا شَغْفَر وَكَانَتْ وُصِفَتْ بالقُبْحِ والشَّناعَةِ: جامُوسَةٌ وفِيلَةٌ وخَنْزَرُ، ... وكُلُّهُنَّ فِي الجَمالِ شَغْفَرُ قَالَ: وأَنشدني الْمُنْذِرِيُّ: وَلَمْ أَسُقْ بِشَغْفَرَ المَطِيَّا وَقَالَ: صادَتْكَ يَوْمَ القَرَّتَيْنِ «2» شَغْفَرُ. شفر: الشُّفْرُ، بِالضَّمِّ: شُفْرُ الْعَيْنِ، وَهُوَ مَا نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّعْرُ وأَصلُ مَنْبِتِ الشَّعْرِ فِي الجَفْنِ وَلَيْسَ

_ (2). قوله: [يوم القرتين] الذي تقدم في [شعفر] يوم الرملتين

الشُّفْرُ مِنَ الشَّعَرِ فِي شَيْءٍ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ؛ صَرَّحَ بِذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ، وَالْجَمْعُ أَشْفارٌ؛ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، والشَّفْرُ: لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. شَمِرٌ: أَشْفارُ الْعَيْنِ مَغْرِزُ الشَّعَرِ. والشَّعَرُ: الهُدْبُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: شُفْرُ الْعَيْنِ مَنَابِتُ الأَهداب مِنَ الْجُفُونِ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَشْفارُ حُرُوفُ الأَجفان الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعَرُ، وَهُوَ الْهُدْبُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ: لَا عُذْرَ لَكُمْ إِن وُصِلَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، وَفِيكُمْ شُفْرٌ يَطْرِفُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبيّ: كَانُوا لَا يُؤَقِّتون فِي الشُّفْرِ شَيْئًا أَي لَا يُوجِبُونَ فِيهِ شَيْئًا مقَدَّراً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا بِخِلَافِ الْإِجْمَاعِ لأَن الدِّيَةَ وَاجِبَةٌ فِي الأَجفان، فإِن أَراد بالشُّفْرِ هاهنا الشَّعَرَ فَفِيهِ خِلَافٌ أَو يَكُونُ الأَوَّل مَذْهَبًا لِلشَّعْبِيِّ. وشُفْرُ كُلِّ شَيْءٍ: نَاحِيَتُهُ. وشُفْرُ الرَّحِمِ وشافِرُها: حُرُوفُهَا. وشُفْرَا المرأَةِ وشافِراها: حَرْفا رَحِمِها. والشَّفِرَةُ والشَّفِيرَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَجِدُ شَهْوَتَهَا فِي شُفْرِها فيجيءَ مَاؤُهَا سَرِيعًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَقْنَعُ مِنَ النِّكَاحِ بأَيسره، وَهِيَ نَقيضُ القَعِيرَةِ. والشُّفْرُ: حرفُ هَنِ المرأَة وحَدُّ المِشْفَرِ. وَيُقَالُ لِنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المرأَة: الإِسْكَتانِ؛ وَلِطَرَفَيْهِمَا: الشُّفْرانِ، اللَّيْثُ: الشَّافِرَانِ مِنْ هَنِ المرأَة أَيضاً، وَلَا يُقَالُ المِشْفَرُ إِلَّا لِلْبَعِيرِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما قِيلَ مَشافِرُ الْحَبَشِ تَشْبِيهًا بِمَشافِرِ الإِبل. ابْنُ سِيدَهْ: وَمَا بِالدَّارِ شُفْرٌ وشَفْرٌ أَي أَحد؛ وَقَالَ الأَزهري: بِفَتْحِ الشِّينِ. قَالَ شَمِرٌ: وَلَا يَجُوزُ شُفْر، بِضَمِّهَا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِيهِ بِلَا حَرْفِ النَّفْيِ: تَمُرُّ بِنَا الأَيامُ مَا لَمَحَتْ بِنا ... بَصِيرَةُ عَيْنٍ، مِنْ سِوانا، عَلَى شَفْرِ أَي مَا نَظَرَتْ عَيْنٌ مِنَّا إِلى إِنسان سِوَانَا؛ وأَنشد شَمِرٌ: رَأَتْ إِخْوَتي بعدَ الجميعِ تَفَرَّقُوا، ... فَلَمْ يبقَ إِلَّا واحِداً مِنْهُمُ شَفْرُ والمِشْفَرُ والمَشْفَرُ لِلْبَعِيرِ: كَالشَّفَةِ للإِنسان، وَقَدْ يُقَالُ للإِنسان مَشَافِرُ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَعَظِيمُ الْمَشَافِرِ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ والإِبل، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فَجَعَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُ مِشْفَراً ثُمَّ جَمَعَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَلَوْ كنتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرابَتي، ... ولَكِنَّ زِنْجِيّاً عَظِيمَ المَشافِرِ الْجَوْهَرِيُّ: والمِشْفَرُ مِنَ الْبَعِيرِ كالجَحْفَلةِ مِنَ الْفَرَسِ، ومَشافِرُ الْفَرَسِ مُسْتَعَارَةٌ مِنْهُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَراك بَشَرٌ مَا أَحارَ مِشْفَرٌ أَي أَغناك الظَّاهِرُ عَنْ سُؤَالِ الْبَاطِنِ، وأَصله فِي الْبَعِيرِ. والشَّفِير: حَدُّ مِشْفَر [مَشْفَر] الْبَعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن النُّقْبَةَ قَدْ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ فِي الإِبل الْعَظِيمَةِ فَتَجْرَبُ كُلُّها، قال: فما أَجْرَبَ الأَوَّلَ؟ المِشْفَر لِلْبَعِيرِ: كَالشَّفَةِ للإِنسان والجَحْفَلَةِ لِلْفَرَسِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وشَفِيرُ الْوَادِي: حَدُّ حَرْفِه، وَكَذَلِكَ شَفِيرُ جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: حَتَّى وَقَفُوا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ أَي جَانِبِهَا وَحَرْفِهَا؛ وَشَفِيرُ كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ، وحرفُ كُلِّ شَيْءٍ شُفْره وشَفِيره كَالْوَادِي وَنَحْوِهِ. وشَفير الْوَادِي وشُفْرُه: نَاحِيَتُهُ مِنْ أَعلاه؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: بِزَرْقاوَيْنِ لَمْ تُحْرَفْ، ولَمَّا ... يُصِبْها غائِرٌ بِشَفِيرِ مأْقِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يكون الشَّفِير هاهنا نَاحِيَةَ المَأْقِ

مِنْ أَعلاه، وَقَدْ يَكُونُ الشَّفِير لُغَةً فِي شُفْرِ الْعَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: شَفَرَ إِذا آذَى إِنساناً، وشَفَرَ إِذا نَقَّصَ. والشَّافِرُ: المُهْلِكُ مَالَهُ، والزَّافِرُ: الشُّجَاعُ. وشَفَّرَ المالُ: قَلَّ وَذَهَبَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لِشَاعِرٍ يَذْكُرُ نِسْوَةً: مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِنْ ... شَفَّرَ مالٌ، أَرَدْنَ مِنْكَ انْخِلاعَا والتَّشْفِير: قِلَّةُ النَّفَقَةِ. وعَيْشٌ مُشَفِّرٌ: قليلٌ ضَيِّقٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ شَفَّرَتْ نَفَقاتُ القَوْمِ بَعْدَكُمُ، ... فأَصْبَحُوا لَيسَ فِيهمْ غَيْرُ مَلْهُوفِ والشَّفْرَةُ مِنَ الْحَدِيدِ: مَا عُرِّضَ وحُدِّدَ، وَالْجَمْعُ شِفارٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُمْ أَي خَادِمُهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَنساً كَانَ شَفْرَةَ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ ؛ مَعْنَاهُ أَنه كَانَ خَادِمُهُمُ الَّذِي يَكْفِيهِمْ مَهْنَتَهُمْ، شُبِّهَ بالشَّفْرَةِ الَّتِي تُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ. والشَّفْرَةُ، بِالْفَتْحِ: السِّكِّينُ الْعَرِيضَةُ الْعَظِيمَةُ، وَجَمْعُهَا شَفْرٌ وشِفارٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لَقِيتَها نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وزِناداً فَلَا تهِجْها ؛ الشَّفْرَةُ: السِّكِّينُ الْعَرِيضَةُ. وشَفَراتُ السُّيُوفِ: حروفُ حَدّها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ السُّيُوفَ: يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها ... وُقُودَ أَبي حُباحِب والظُّبِينا وشَفْرَةُ السَّيْفِ: حدُّه. وشَفْرَةُ الإِسْكافِ: إِزْمِيلُه الَّذِي يَقْطَعُ بِهِ. أَبو حَنِيفَةَ: شَفْرتا النَّصْلِ جَانِبَاهُ. وأُذُنٌ شُفارِيَّة وشُرافِيَّة: ضَخْمَةٌ، وَقِيلَ: طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ لَيِّنَةُ الفَرْعِ. والشُّفارِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ اليَرابِيعِ، ويقال لها ضأْنُ اليَرابِيعِ، وَهِيَ أَسمنها وأَفضلها، يكون فِي آذَانِهَا طُولٌ، ولليَرْبُوعِ الشُّفارِيّ ظُفُرٌ فِي وَسَطِ سَاقِهِ. ويَرْبُوع شُفارِيّ: عَلَى أُذنه شَعَرٌ. ويَرْبُوعٌ شُفارِيٌّ: ضَخْمُ الأُذنين، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الأُذنين الْعَارِي البَراثِنِ وَلَا يُلْحَقُ سَرِيعاً، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الْقَوَائِمِ الرِّخْوُ اللحمِ الْكَثِيرُ الدَّسَمِ؛ قَالَ: وإِنِّي لأَصْطادُ الْيَرَابِيعَ كُلَّها: ... شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا التَّدْمُرِيُّ: الْمَكْسُوُّ الْبَرَاثِنِ الَّذِي لَا يَكَادُ يُلْحَقُ. والمِشْفَرُ: أَرض مِنْ بِلَادِ عَدِيٍّ وتَيْمٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ، ... بِحَيْثُ الْتَقَتْ أَجْراعُهُ ومَشارِفُهْ وَيُرْوَى: مِشْفَر العَوْدِ، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ أَرض. وَفِي حَدِيثِ كُرْزٍ الفِهْرِيّ: لَمَّا أَغار عَلَى سَرْح الْمَدِينَةِ كَانَ يَرْعَى بِشُفَرٍ ؛ هُوَ بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الْفَاءِ، جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ يَهْبِطُ إِلى العَقِيقِ. والشَّنْفَرى: اسْمُ شَاعِرٍ مِنَ الأَزْدِ وَهُوَ فَنْعَلَى؛ وَفِي الْمَثَلِ: أَعْدَى مِنَ الشَّنْفَرَى، وكان من العَدَّائِين. شفتر: الشَّفْتَرَةُ: التَّفَرُّقُ. واشْفَتَرَّ الشَّيْءُ: تَفَرَّقَ. واشْفَتَرَّ العُودُ: تَكَسَّرَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تُبادِرُ الضَّيْفَ بِعُودٍ مُشْفَتِرْ أَي مُنْكَسِرٍ مِنْ كَثْرَةِ مَا تَضْرِبُ بِهِ. وَرَجُلٌ شَفَنْتَرٌ: ذَاهِبُ الشَّعَرِ. التَّهْذِيبِ فِي

الْخُمَاسِيِّ: الشَّفَنْتَرُ الْقَلِيلُ شَعَرِ الرأْس، قَالَ: وَهُوَ فِي شِعْرِ أَبي النَّجْمِ. والشَّفَنْتَرِيُّ: اسْمٌ. ابْنُ الأَعرابي: اشْفَتَرَّ السِّراجُ إِذا اتَّسَعَتِ النَّارُ فَاحْتَجَتْ أَن تُقْطَعَ مِنْ رأْس الذُّبالِ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِ طَرْفَةَ: فَتَرَى المَرْوَ، إِذا مَا هَجَّرَتْ ... عَنْ يَدَيْها، كالجرادِ المُشْفَتِرْ قَالَ: المُشْفَتِرُّ الْمُتَفَرِّقُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: الْمُشْفَتِرُّ المُنْتَصِبُ؛ وأَنشد: تَغْدُو عَلَى الشَّرِّ بِوَجْهٍ مُشْفَتِرْ وَقِيلَ: المُشْفَتِرُّ الْمُقْشَعِرُّ. قَالَ اللَّيْثُ: اشْفَتَرَّ الشَّيْءُ اشْفِتْراراً، وَالِاسْمُ الشَّفْتَرَةُ، وَهُوَ تَفَرُّقٌ كَتَفَرُّقِ الْجَرَادِ. الْجَوْهَرِيُّ: الاشْفِتْرارُ التَّفَرُّقُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ قَطَاةً وَفَرْخَهَا: فأَزْغَلَتْ فِي حَلْقِهِ زُغْلَةً، ... لَمْ تُخْطِئ الجِيدَ وَلَمْ تَشْفَتِرْ وَيُرْوَى: لَمْ تَظْلمِ الجِيدَ. شقر: الأَشْقَرُ مِنَ الدَّوَابِّ: الأَحْمَرُ فِي مُغْرَةِ حُمْرَةٍ صافيةٍ يَحْمَرُّ مِنْهَا السَّبِيبُ والمَعْرَفَةُ وَالنَّاصِيَةُ، فإِن اسودَّا فَهُوَ الكُمَيْتُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَكرمُ الْخَيْلِ وَذَوَاتُ الْخَيْرِ مِنْهَا شُقْرُها؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. اللَّيْثُ: الشَّقْرُ والشُّقْرَةُ مَصْدَرُ الأَشْقَرِ، وَالْفِعْلُ شَقُرَ يَشْقُرُ شُقْرَةً، وَهُوَ الأَحمر مِنَ الدَّوَابِّ. الصِّحَاحُ: والشُّقْرَةُ لونُ الأَشْقَرِ، وَهِيَ فِي الإِنسان حُمْرَةٌ صَافِيَةٌ وبَشَرَتُه مَائِلَةٌ إِلى الْبَيَاضِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وشَقِرَ شَقَراً وشَقُرَ، وَهُوَ أَشْقَرُ، واشْقَرَّ كَشَقِرَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَقَدْ رأَى فِي الأُفُقِ اشْقِرارَا وَالِاسْمُ الشُّقْرَةُ. والأَشْقَرُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يُشْبِهُ لَوْنُه لَوْنَ الأَشْقَرِ مِنَ الْخَيْلِ. وَبَعِيرٌ أَشْقَرُ أَي شَدِيدُ الْحُمْرَةِ. والأَشْقَرُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَعْلُو بياضَه حمرةٌ صافيةٌ. والأَشْقَرُ مِنَ الدَّمِ: الَّذِي قَدْ صَارَ عَلَقاً. يُقَالُ: دَمٌ أَشْقَرُ، وَهُوَ الَّذِي صَارَ عَلَقاً وَلَمْ يَعْلُهُ غُبارٌ. ابْنِ الأَعرابي قَالَ: لَا تَكُونُ حَوْرَاءُ شَقْراءَ، وَلَا أَدْماءُ حَوْراءَ وَلَا مَرْهاءَ، لَا تَكُونُ إِلا ناصِعَةَ بياضِ العَيْنَيْنِ فِي نُصوعِ بَياضِ الْجِلْدِ فِي غَيْرِ مُرْهَةٍ وَلَا شُقْرَةٍ وَلَا أُدْمَةٍ وَلَا سُمْرَةٍ وَلَا كَمَدِ لَوْنٍ حَتَّى يَكُونَ لَوْنُهَا مُشْرِقاً ودَمُها ظَاهِرًا. والمَهْقاءُ والمَقْهاءُ: الَّتِي يَنْفي بياضَ عَيْنِهَا الكُحْلُ وَلَا يَنْفي بياضَ جِلْدِهَا. والشَّقْراءُ: اسْمُ فَرَسِ رَبِيعَةَ بْنِ أُبَيٍّ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والشَّقِرُ، بِكَسْرِ الْقَافِ: شَقائِقُ النُّعمانِ، وَيُقَالُ: نَبْتٌ أَحمر، وَاحِدَتُهَا شَقرَةٌ، وَبِهَا سُمِّيَ الرجلُ شَقِرَة، قَالَ طَرَفَةُ. وتَساقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً، ... وَعَلَى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ وَيُرْوَى: وعَلا الخيلَ. وَجَاءَ بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى والشُقارَى والبُقارَى، مُثَقَّلًا وَمُخَفَّفًا، أَي بِالْكَذِبِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بالشُّقَرِ والبُقَرِ إِذا جَاءَ بِالْكَذِبِ. والشُّقَّارُ والشُّقَّارَى: نِبْتَةٌ ذَاتُ زُهَيْرَةٍ، وَهِيَ أَشبه ظُهُورًا عَلَى الأَرض مِنَ الذَّنْيَانِ «3». وزَهْرَتُها شُكَيْلاءُ وورقها لَطِيفٌ أَغبر، تُشْبِهُ نِبْتَتُها نِبْتَةَ القَضْب، وَهِيَ تُحْمَدُ فِي الْمَرْعَى، وَلَا تَنْبُتُ إِلا فِي عَامٍ خَصِيبٍ؛ قال ابن مقبل:

_ (3). قوله: [من الذنيان] كذا بالأَصل

حَشا ضِغْثُ شُقَّارَى شَراسِيفَ ضُمَّرٍ، ... تَخَذَّمَ منْ أَطْرافِها مَا تَخَذَّما وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشُّقَّارَى، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ، نَبْتٌ، وَقِيلَ: نَبْتٌ فِي الرَّمْلِ، وَلَهَا رِيحٌ ذَفِرَةٌ، وَتُوجَدُ فِي طَعْمِ اللَّبَنِ، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِن الشُّقَّارَى هُوَ الشَّقِرُ نَفْسُهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ، وَقِيلَ: الشُّقَّارَى نَبْتٌ لَهُ نَوْرٌ فِيهِ حُمْرَةٌ لَيْسَتْ بِنَاصِعَةٍ وَحَبُّهُ يُقَالُ لَهُ الخِمْخِمُ. والشِّقرانُ: دَاءٌ يأَخذ الزَّرْعَ، وَهُوَ مِثْلُ الوَرْسِ يَعْلُو الأَذَنَةَ ثُمَّ يُصَعِّدُ فِي الْحَبِّ وَالثَّمَرِ. والشَّقِرانُ: نَبْتٌ «1». أَو مَوْضِعٌ. والمَشاقِرُ: مَنَابِتُ العَرْفَجِ، وَاحِدَتُهَا مَشْقَرَةٌ. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لِرَاكِبٍ وَرَدَ عَلَيْهِ: مِنْ أَين وَضَحَ الراكبُ؟ قَالَ: مِنَ الحِمَى، قَالَ: وأَين كَانَ مَبيتُكَ؟ قَالَ: بإِحدى هَذِهِ المَشاقِرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ «2»: مِنْ ظِباء المَشاقِر وَقِيلَ: الْمَشَاقِرُ مَوَاضِعُ. والمَشاقِرُ مِنَ الرِّمَالِ: مَا انْقَادَ وتَصَوَّب فِي الأَرض، وَهِيَ أَجلد الرِّمَالِ، الْوَاحِدُ مَشْقَرٌ. والأَشاقرُ: جِبَالٌ بَيْنَ مَكَّةَ والمدينة. والشُّقَيْرُ: ضَرْبٌ مِنَ الحِرْباءِ أَو الجنَادِب. وشَقِرَةُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالَ لَهَا شَقِرَة. وشَقِيرَة: قَبِيلَةٌ فِي بَنِي ضَبَّةَ، فإِذا نَسَبْتَ إِليهم فَتَحْتَ الْقَافَ قُلْتَ شَقَرِيٌّ. والشُّقُور: الْحَاجَةُ. يُقَالُ: أَخبرته بشُقُورِي، كَمَا يُقَالُ: أَفْضَيْتُ إِليه بِعُجَري وبُجَرِي، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُهُ بِفَتْحِ الشِّينِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الضَّمُّ أَصح لأَن الشُّقُور بِالضَّمِّ بِمَعْنَى الأُمورِ اللَّاصِقَةِ بِالْقَلْبِ المُهِمَّةِ لَهُ، الْوَاحِدُ شَقْرٌ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي سِرارِ الرَّجُلِ إِلى أَخيه مَا يَسْتُره عَنْ غَيْرِهِ: أَفْضَيْتُ إِليه بشُقُورِي أَي أَخبرته بأَمري وأَطلعته عَلَى مَا أُسِرُّه مِنْ غَيْرِهِ. وبَثَّهُ شُقُورَهُ وشَقُورَهُ أَي شَكَا إِليه حَالَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: جارِيَ، لَا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي، ... سَيْرِي، وإِشْفاقِي عَلَى بَعيرِي وكَثْرَةَ الحديثِ عَنْ شَقُورِي، ... مَعَ الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بالشَّقورِ فِي هَذِهِ الأَبيات لِغَيْرِ ذَلِكَ فَقِيلَ: الشَّقُور، بِالْفَتْحِ، بِمَعْنَى النَّعْتِ، وَهُوَ بَثُّ الرَّجُلِ وهَمُّهُ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه أَنشده بَيْتَ الْعَجَّاجِ فَقَالَ: رُوِيَ شُقُورِي وشَقُورِي؛ والشُّقُور: الأُمور الْمُهِمَّةُ، الْوَاحِدُ شَقْرٌ. والشَّقُورُ: هُوَ الْهَمُّ المُسْهِرُ، وَقِيلَ: أَخبرني بشَقُوره أَي بِسِرِّه. والمُشَقَّرُ، بِفَتْحِ الْقَافِ مَشْدُودَةٍ: حِصْنٌ بِالْبَحْرَيْنِ قَدِيمٌ؛ قَالَ لَبِيدٍ يَصِفُ بَنَاتَ الدَّهْرِ: وأَنْزَلْنَ بالدُّومِيّ مِنْ رأْسِ حِصْنِهِ، ... وأَنْزَلْنَ بالأَسْبَابِ رَبَّ المُشَقَّرِ «3» . والمُشَقَّرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: دُوَيْنَ الصَّفا اللَّائِي يَلِينَ المُشَقَّرَا والمُشَقَّرُ أَيضاً: حِصْنٌ، قال المخبل:

_ (1). قوله: [والشقران نبت إلخ] قال ياقوت: لم أسمع في هذا الوزن إلا شقران، بفتح فكسر وتخفيف الراء، وظربان وقطران (2). قوله: [وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ إلخ] هو كما في شرح القاموس: كَأَنَّ عُرَى الْمَرْجَانِ مِنْهَا تَعَلَّقَتْ ... عَلَى أُم خِشْفٍ من ظباء المشاقر (3). قوله: [وأنزلن بالدومي إلخ] أَراد به أكيدراً صاحب دومة الجندل، وقبله: وأفنى بنات الدهر أبناء ناعط ... بمستمع دون السماع ومنظر

فَلَئِنْ بَنَيْت لِيَ المُشَقَّرَ فِي ... صَعْبٍ تُقَصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ، لَتُنَقِّبَنْ عَنِّي المَنِيَّةُ، إِنَّ ... اللهَ لَيْسَ كَعِلْمِهِ عِلْمُ أَراد: فَلَئِنْ بَنَيْتَ لِي حِصْنًا مِثْلَ المُشَقَّرِ. والشَّقْراءُ: قَرْيَةٌ لِعُكْلٍ بِهَا نَخْلٌ؛ حَكَاهُ أَبو رِياشٍ فِي تَفْسِيرِ أَشعار الحماسَة، وأَنشد لِزِيَادِ بْنِ جَمِيلٍ: مَتَى أَمُرُّ عَلَى الشَّقْراءِ مُعْتَسِفاً ... خَلَّ النَّقَى بِمَرُوحٍ، لَحْمُها زِيَمُ والشَّقْراءُ: مَاءٌ لِبَنِي قَتادة بْنِ سَكَنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ لَمَّا وَفَدَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَسلم اسْتَقْطَعَهُ مَا بَيْنَ السَّعْدِيَّةِ والشَّقْراءِ ؛ وَهُمَا مَاءَانِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ السَّعْدِيَّةِ فِي مَوْضِعِهِ. والشَّقِيرُ: أَرض؛ قَالَ الأَخطل: وأَقْفَرَتِ الفَراشَةُ والحُبَيَّا، ... وأَقْفَرَ، بَعْدَ فاطِمَةَ، الشَّقِيرُ والأَشاقِرُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مِنَ الأَزد، وَالنِّسْبَةُ إِليهم أَشْقَريٌّ. وبنو الأَشْقَرِ: حَيّ أَيضاً، يُقَالُ لأُمِّهم الشُّقَيراءُ، وَقِيلَ: أَبوهم الأَشْقَرُ سَعْدُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنُ مَالِكِ بْنِ فَهْمٍ؛ وَيُنْسَبُ إِلى بَني شَقِرَةَ شَقَرِيٌّ، بِالْفَتْحِ، كَمَا يُنْسَبُ إِلى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ نَمَرِيٌّ. وأَشْقَرُ وشُقَيْرٌ وشُقْرانُ: أَسماء. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: شُقْرانُ السُّلامِيُّ رَجُلٌ مِنْ قُضاعَةَ. والشَّقْراءُ: اسْمُ فَرَسٍ رَمَحَتِ ابنَها «1». فَقَتَلَتْهُ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ الأَسَدِيُّ يَهْجُو عُتْبَةَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانَ عُتْبَةُ قَدْ أَجار رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسد فقتله رَجُلًا مِنْ بَنِي كِلَابٍ فَلَمْ يَمْنَعْهُ: فأَصْبَحَ كالشَّقْراءِ، لَمْ يَعْدُ شَرُّها ... سَنابِكَ رِجْليها، وعِرْضُكَ أَوْفَرُ التَّهْذِيبُ: والشَّقِرَةُ هُوَ السَّنْجُرْفُ وَهُوَ السَّخْرُنج؛ وأَنشد: عَلَيْهِ دِماءُ البُدْنِ كالشَّقِرات ابْنُ الأَعرابي: الشُّقَرُ الدِّيكُ. شكر: الشُّكْرُ: عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه، وَهُوَ الشُّكُورُ أَيضاً. قَالَ ثَعْلَبٌ: الشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ يَدٍ، والحَمْدُ يَكُونُ عَنْ يَدٍ وَعَنْ غَيْرِ يَدٍ، فَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا. والشُّكْرُ مِنَ اللَّهِ: الْمُجَازَاةُ وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، شَكَرَهُ وشَكَرَ لَهُ يَشْكُرُ شُكْراً وشُكُوراً وشُكْراناً؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: شَكَرْتُكَ، إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَى، ... وَمَا كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلا عَنْ يَدٍ، أَلا تَرَى أَنه قَالَ: وَمَا كُلُّ مَنْ أَوليته نِعْمَةً يَقْضِي؟ أَي لَيْسَ كُلُّ مَنْ أَوليته نِعْمَةً يَشْكُرُكَ عَلَيْهَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: شَكَرْتُ اللَّه وَشَكَرْتُ لِلَّهِ وشَكَرْتُ بِاللَّهِ، وَكَذَلِكَ شَكَرْتُ نِعْمَةَ اللَّهِ، وتَشَكَّرَ لَهُ بلاءَه: كشَكَرَهُ. وتَشَكَّرْتُ لَهُ: مِثْلُ شَكَرْتُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ يَعْقُوبَ: إِنه كَانَ لَا يأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَكُّراً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ: وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ مَا مَضَى ... مِنَ الأَمْرِ، واسْتيجابَ مَا كَانَ في الغَدِ

_ (1). قوله: [رمحت ابنها إلخ] أي لا عن قصد منها بل رمحت غلاماً فأصابت ابنها فقتلته. وقيل إِنها جمحت بصاحبها يوماً فأتت على واد فأرادت أَن تثبه فقصرت فاندقت عنقها وسلم صاحبها فسئل عنها فقال: إن الشقراء لم يعدُ شرها رجليها

أَي لِتَشَكُّرِ مَا مَضَى، وأَراد مَا يَكُونُ فَوَضَعَ الْمَاضِي مَوْضِعَ الْآتِي. وَرَجُلٌ شَكورٌ: كَثِيرُ الشُّكْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً . وَفِي الْحَدِيثِ: حين رُؤيَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ جَهَدَ نَفْسَهُ بِالْعِبَادَةِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتفعل هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأَخر؟ أَنه قَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَفَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً؟ وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. والشَّكُور: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ، مَعْنَاهُ: أَنه يَزْكُو عِنْدَهُ القليلُ مِنْ أَعمال الْعِبَادِ فَيُضَاعِفُ لَهُمُ الْجَزَاءَ، وشُكْرُه لِعِبَادِهِ: مَغْفِرَتُهُ لَهُمْ. والشَّكُورُ: مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وأَما الشَّكُورُ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ فَهُوَ الَّذِي يَجْتَهِدُ فِي شُكْرِ رَبِّهِ بِطَاعَتِهِ وأَدائه مَا وَظَّفَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ؛ نُصِبَ شُكْراً لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ، كأَنه قَالَ: اعْمَلُوا لِلَّهِ شُكْراً، وإِن شِئْتَ كَانَ انْتِصَابُهُ عَلَى أَنه مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ. والشُّكْرُ: مِثْلُ الْحَمْدِ إِلا أَن الْحَمْدَ أَعم مِنْهُ، فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ عَلَى صِفَاتِهِ الْجَمِيلَةِ وَعَلَى مَعْرُوفِهِ، وَلَا تَشْكُرُهُ إِلا عَلَى مَعْرُوفِهِ دُونَ صِفَاتِهِ. والشُّكْرُ: مُقَابَلَةُ النِّعْمَةِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَالنِّيَّةِ، فَيُثْنِي عَلَى الْمُنْعِمِ بِلِسَانِهِ وَيُذِيبُ نَفْسَهُ فِي طَاعَتِهِ وَيَعْتَقِدُ أَنه مُولِيها؛ وَهُوَ مِنْ شَكَرَتِ الإِبل تَشْكُر إِذا أَصابت مَرْعًى فَسَمِنَتْ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ الناسَ ؛ مَعْنَاهُ أَن اللَّهَ لَا يَقْبَلُ شُكْرَ الْعَبْدِ عَلَى إِحسانه إِليه، إِذا كَانَ الْعَبْدُ لَا يَشكُرُ إِحسانَ النَّاسِ ويَكْفُر معروفَهم لِاتِّصَالِ أَحد الأَمرين بِالْآخَرِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن مِنَ كَانَ مِنْ طَبْعِهِ وَعَادَتِهِ كُفْرانُ نِعْمَةِ النَّاسِ وتركُ الشُّكْرِ لَهُمْ، كَانَ مِنْ عَادَتِهِ كُفْرُ نِعْمَةِ اللَّهِ وتركُ الشُّكْرِ لَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن مِنَ لَا يشكُر النَّاسَ كَانَ كَمَنْ لَا يشكُر اللَّهَ وإِن شَكَرَهُ، كَمَا تَقُولُ: لَا يُحِبُّني مَنْ لَا يُحِبُّك أَي أَن مَحَبَّتَكَ مَقْرُونَةٌ بِمَحَبَّتِي فَمَنْ أَحبني يُحِبُّكَ وَمَنْ لَمْ يُحِبَّكَ لَمْ يُحِبَّنِي؛ وَهَذِهِ الأَقوال مَبْنِيَّةٌ عَلَى رَفْعِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى وَنَصْبِهِ. والشُّكْرُ: الثناءُ عَلَى المُحْسِنِ بِمَا أَوْلاكَهُ مِنَ الْمَعْرُوفِ. يُقَالُ: شَكَرْتُه وشَكَرْتُ لَهُ، وَبِاللَّامِ أَفصح. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ؛ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا مِثْلُ قَعَدَ قُعُوداً، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ جَمْعًا مِثْلُ بُرْدٍ وبُرُود وكُفْرٍ وكُفُورٍ. والشُّكْرانُ: خِلَافُ الكُفْرانِ. والشَّكُور مِنَ الدَّوَابِّ: مَا يَكْفِيهِ العَلَفُ القليلُ، وَقِيلَ: الشَّكُورُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي يَسْمَنُ عَلَى قِلَّةِ الْعَلَفِ كأَنه يَشْكُرُ وإِن كَانَ ذَلِكَ الإِحسان قَلِيلًا، وشُكْرُه ظهورُ نَمَائِهِ وظُهُورُ العَلَفِ فِيهِ؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ فِي الرَّبيعِ ... حَجُونٍ، تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا والشَّكِرَةُ والمِشْكارُ مِنَ الحَلُوباتِ: الَّتِي تَغْزُرُ عَلَى قِلَّةِ الْحَظِّ مِنَ الْمَرْعَى. ونَعَتَ أَعرابيٌّ نَاقَةً فَقَالَ: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ، فأَما الْمِشْكَارُ فَمَا ذَكَرْنَا، وأَما الْمِعْشَارُ وَالْمِغْبَارُ فَكُلٌّ مِنْهُمَا مَشْرُوحٌ فِي بَابِهِ؛ وجَمْعُ الشَّكِرَةِ شَكارَى وشَكْرَى. التَّهْذِيبُ: والشَّكِرَةُ مِنَ الْحَلَائِبِ الَّتِي تُصِيبُ حَظًّا مِنْ بَقْل أَو مَرْعًى فَتَغْزُرُ عَلَيْهِ بَعْدَ قِلَّةِ لَبَنٍ، وإِذا نَزَلَ الْقَوْمُ مَنْزِلًا فأَصابتْ نَعَمُهم شَيْئًا مِنْ بَقْلٍ قَدْ رَبَّ قِيلَ: أَشْكَرَ القومُ، وإِنهم لَيَحْتَلِبُونَ شَكِرَةَ حَيْرَمٍ، وَقَدْ شَكِرَتِ الحَلُوبَةُ شَكَراً؛ وأَنشد: نَضْرِبُ دِرَّاتِها، إِذا شَكِرَتْ، ... بِأَقْطِها، والرِّخافَ نَسْلَؤُها

والرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ. وضَرَّةٌ شَكْرَى إِذا كَانَتْ مَلأَى مِنَ اللَّبَنِ، وَقَدْ شَكِرَتْ شَكَراً. وأَشْكَرَ الضَّرْعُ واشْتَكَرَ: امتلأَ لَبَنًا. وأَشْكَرَ القومُ: شَكِرتْ إِبِلُهُمْ، وَالِاسْمُ الشَّكْرَةُ. الأَصمعي: الشَّكِرَةُ الْمُمْتَلِئَةُ الضَّرْعِ مِنَ النُّوقِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَصِفُ إِبلًا غِزَارًا: إِذا لَمْ يَكُنْ إِلَّا الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ ... لَها حُلَّقٌ ضَرَّاتُها، شَكِرات قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى بِهَا حُلَّقاً ضَرَّاتُها، وإِعرابه عَلَى هَذَا أَن يَكُونَ فِي أَصبحت ضَمِيرُ الإِبل وَهُوَ اسْمُهَا، وحُلَّقاً خَبَرُهَا، وَضَرَّاتُهَا فَاعِلٌ بِحُلَّق، وَشَكِرَاتٌ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ، وَالْهَاءُ فِي بِهَا تَعُودُ عَلَى الأَمالِيسِ؛ وَهِيَ جَمْعُ إمْلِيسٍ، وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَا نَبَاتَ لَهَا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ ضِرَّاتُهَا اسْمَ أَصبحت، وَحُلَّقًا خَبَرُهَا، وَشَكِرَاتٌ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ؛ قَالَ: وأَما مَنْ رَوَى لَهَا حُلَّقٌ، فَالْهَاءُ فِي لَهَا تَعُودُ عَلَى الإِبل، وَحُلَّقٌ اسْمُ أَصبحت، وَهِيَ نَعْتٌ لِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أَصبحت لَهَا ضُرُوعٌ حُلَّقٌ، وَالْحُلَّقُ جَمْعُ حَالِقٍ، وَهُوَ الْمُمْتَلِئُ، وَضَرَّاتُهَا رُفِعَ بِحُلَّقٍ وَشَكِرَاتٌ خَبَرُ أَصبحت؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي أَصبحت ضَمِيرُ الأَبل، وَحُلَّقٌ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ فِي قَوْلِهِ لَهَا، وَشَكِرَاتٌ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ، وأَما قَوْلُهُ: إِذا لَمْ يَكُنْ إِلَّا الأَماليس، فإِنَّ يَكُنْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ تَامَّةً، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ نَاقِصَةً، فإِن جَعَلَتْهَا نَاقِصَةً احْتَجْتَ إِلى خَبَرٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ إِذا لَمْ يَكُنْ ثَمَّ إِلَّا الأَماليس أَو فِي الأَرض إِلَّا الأَماليس، وإِن جَعَلْتَهَا تَامَّةً لَمْ تَحْتَجْ إِلى خَبَرٍ؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَنه يَصِفُ هَذِهِ الإِبل بِالْكَرَمِ وَجَوْدَةِ الأَصل، وأَنه إِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَا تَرْعَاهُ وَكَانَتِ الأَرضُ جَدْبَةً فإِنك تَجِدُ فِيهَا لَبَنًا غَزِيرًا. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: دَوابُّ الأَرض تَشْكَرُ شَكَراً ، بِالتَّحْرِيكِ، إِذا سَمِنَت وامتلأَ ضَرْعُها لَبَنًا. وعُشْبٌ مَشْكَرَة: مَغْزَرَةٌ لِلَّبَنِ، تَقُولُ مِنْهُ: شَكِرَتِ النَّاقَةُ، بِالْكَسْرِ، تَشْكَرُ شَكَراً، وَهِيَ شَكِرَةٌ. وأَشْكَرَ القومُ أَي يَحْلُبُون شَكِرَةً. وَهَذَا زَمَانُ الشَّكْرَةِ إِذا حَفَلتْ مِنَ الرَّبِيعِ، وَهِيَ إِبل شَكَارَى وغَنَمٌ شَكَارَى. واشْتَكَرَتِ السماءُ وحَفَلَتْ واغْبَرَّتْ: جَدَّ مَطَرُهَا واشْتَدَّ وقْعُها؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ مَطَرًا: تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا مَا أَشْجَذَتْ، ... وتُوالِيهِ إِذا مَا تَشْتَكِرْ وَيُرْوَى: تَعْتَكِرْ. واشْتَكَرَت الرياحُ: أَتت بِالْمَطَرِ. واشْتَكَرَتِ الريحُ: اشْتَدَّ هُبوبُها؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: المُطْعِمُونَ إِذا رِيحُ الشِّتَا اشْتَكَرَتْ، ... والطَّاعِنُونَ إِذا مَا اسْتَلْحَمَ البَطَلُ واشْتَكَرَتِ الرياحُ: اخْتَلَفَتْ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ. واشْتَكَرَ الحرُّ وَالْبَرْدُ: اشْتَدَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: غَداةَ الخِمْسِ واشْتَكَرَتْ حَرُورٌ، ... كأَنَّ أَجِيجَها وَهَجُ الصِّلاءِ وشَكِيرُ الإِبل: صِغَارُهَا. والشَّكِيرُ مِنَ الشَّعَرِ وَالنَّبَاتِ: مَا يَنْبُتُ مِنَ الشَّعَرِ بَيْنَ الضَّفَائِرِ، وَالْجَمْعُ الشُّكْرُ؛ وأَنشد: فَبَيْنا الفَتى لِلْعَيْنِ ناضِراً، ... كعُسْلُوجَةٍ يَهْتَزُّ مِنْهَا شَكِيرُها ابْنُ الأَعرابي: الشَّكِيرُ مَا يَنْبُتُ فِي أَصل الشَّجَرَةِ مِنَ الْوَرَقِ وَلَيْسَ بِالْكِبَارِ. والشَّكيرُ مِنَ الفَرْخِ:

الزَّغَبُ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ شَكِرَتِ الشَّجَرَةُ وأَشْكَرَتْ إِذا خَرَجَ فِيهَا الشَّيْءُ. ابْنُ الأَعرابي: المِشْكارُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَغْزُرُ فِي الصَّيْفِ وَتَنْقَطِعُ فِي الشِّتَاءِ، وَالَّتِي يَدُومُ لَبَنُهَا سَنَتَهَا كُلَّهَا يُقَالُ لَهَا: رَكُودٌ ومَكُودٌ وَوَشُولٌ وصَفِيٌّ. ابْنُ سِيدَهْ: والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الَّذِي فِي أَصل عُرْفِ الفَرَسِ كأَنه زَغَبٌ، وَكَذَلِكَ فِي النَّاصِيَةِ. والشَّكِيرُ مِنَ الشَّعَرِ وَالرِّيشِ والعَفا والنَّبْتِ: مَا نَبَتَ مِنْ صِغَارِهِ بَيْنَ كِبَارِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول النَّبْتِ عَلَى أَثر النَّبْتِ الْهَائِجِ المُغْبَرِّ، وَقَدْ أَشْكَرَتِ الأَرضُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّجَرُ يَنْبُتُ حَوْلَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الْوَرَقُ الصِّغَارُ يَنْبُتُ بَعْدَ الْكِبَارِ. وشَكِرَتِ الشَّجَرَةُ أَيضاً تَشْكَرُ شَكَراً أَي خَرَجَ مِنْهَا الشَّكِيرُ، وَهُوَ مَا يَنْبُتُ حَوْلَ الشَّجَرَةِ مِنْ أَصلها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُها قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا للشَّعَرِ الضَّعِيفِ شَكِيرٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ فَرَسًا: ذَعَرْتُ بِهِ العَيرَ مُسْتَوْزِياً، ... شَكِيرُ جَحَافِلِهِ قَدْ كَتِنْ ومُسْتَوْزِياً: مُشْرِفاً مُنْتَصِبًا. وكَتِنَ: بِمَعْنَى تَلَزَّجَ وتَوَسَّخَ. والشَّكِيرُ أَيضاً: مَا ينبت من القُضْبانِ الرَّخْصَةِ بين القُضْبانِ العاسِيَةِ. والشَّكِيرُ: مَا يَنْبُتُ فِي أُصول الشَّجَرِ الْكِبَارِ. وشَكِيرُ النخلِ: فِراخُه. وشَكِرَ النخلُ شَكَراً: كَثُرَتْ فِرَاخُهُ؛ عَنْ أَبي حَنيفة؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ مِنَ النَّخْلِ الخُوصُ الَّذِي حَوْلَ السَّعَفِ؛ وأَنشد لكثيِّر: بُرُوكٌ بأَعْلى ذِي البُلَيْدِ، كأَنَّها ... صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها مُغْطَئِلٍّ: كَثِيرٌ مُتَرَاكِبٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّكِيرُ الْغُصُونُ؛ وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ: أَن مَجَّاعَةَ أَتى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ: ومَجَّاعُ اليَمامَةِ قَدْ أَتانا، ... يُخَبِّرُنا بِمَا قال الرَّسُولُ فأَعْطَيْنا المَقادَةَ واسْتَقَمْنا، ... وكانَ المَرْءُ يَسْمَعُ مَا يَقُولُ فأَقْطَعَه رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ اللَّهِ، لِمَجَّاعَةَ بنِ مُرارَةَ بْنِ سَلْمَى، إِني أَقطعتك الفُورَةَ وعَوانَةَ مِنَ العَرَمَةِ والجَبَل فَمَنْ حاجَّكَ فإِليَّ. فَلَمَّا قُبِضَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَدَ إِلى أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأَقطعه الخِضْرِمَةَ، ثُمَّ وَفَدَ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأَقطعه أَكثر مَا بالحِجْرِ، ثُمَّ إِن هِلالَ بنَ سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، بعد ما اسْتُخْلِفَ فأَخذه عُمَرُ وَوَضَعَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وَمَسَحَ بِهِ وَجْهَهُ رَجَاءَ أَن يُصِيبَ وَجْهُهُ مَوْضِعَ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمَرَ عِنْدَهُ هلالٌ لَيْلَةً، فَقَالَ لَهُ: يَا هِلَالُ أَبَقِيَ مِنْ كُهُولِ بَنِي مَجَّاعَةَ أَحدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ وشَكِيرٌ كَثِيرٌ؛ قَالَ: فَضَحِكَ عُمَرُ وَقَالَ: كَلِمَةٌ عربيةٌ، قَالَ: فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: وَمَا الشَّكير يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: أَلم تَرَ إِلى الزَّرْعِ إِذا زَكَا فأَفْرَخَ فَنَبَتَ فِي أُصوله فَذَلِكُمُ الشَّكيرُ. ثُمَّ أَجازه وأَعطاه وأَكرمه وأَعطاه فِي فَرَائِضِ الْعِيالِ والمُقاتِلَةِ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بَقَوْلِهِ وشَكِير كَثِيرٌ أَي ذُرِّيَّةٌ صِغارٌ،. شَبَّهَهُمْ بشَكِيرِ الزَّرْعِ، وَهُوَ مَا نَبَتَ مِنْهُ صِغَارًا فِي أُصول الْكِبَارِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ رِكاباً أَجْهَضَتْ أَولادَها: والشَّدَنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النَّغَرْ،

خُوصُ العُيونِ مُجْهِضَاتٌ مَا اسْتَطَرْ، ... مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ مَا اسْتَطَرَّ: مِنَ الطَّرِّ. يُقَالُ: طَرَّ شَعَرُه أَي نَبَتَ، وطَرَّ شَارِبُهُ مِثْلُهُ. يَقُولُ: مَا اسْتَطَرَّ منهنَّ. إِتمام يَعْنِي بُلُوغَ التَّمَامِ. والشَّكِيرُ: مَا نَبَتَ صَغِيرًا فاشْتَكَر: صَارَ شَكِيراً. بِحاجِبٍ وَلَا قَفاً وَلَا ازْبأَرْ ... مِنْهُنَّ سِيساءٌ، وَلَا اسْتَغْشَى الوَبَرْ والشَّكِيرُ: لِحاءُ الشَّجَرِ؛ قَالَ هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِريّ: عَلَى كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها ... عَصَا أَرْزَنٍ، قَدْ طارَ عَنْهَا شَكِيرُها وَالْجَمْعُ شُكُرٌ. وشُكُرُ الكَرْمِ: قُضْبانه الطِّوالُ، وَقِيلَ: قُضبانه الأَعالي. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّكِير الكَرْم يُغرَسُ من قضيبه، والفعل كُلِّ ذَلِكَ أَشْكَرَتْ واشْتَكَرَت وشَكِرَتْ. والشَّكْرُ: فَرْجُ المرأَة وَقِيلَ لَحْمُ فَرْجِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ امرأَة، أَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ: صَناعٌ بإِشْفاها، حَصانٌ بِشَكْرِها، ... جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ، والعِرْضُ وافِرُ وَفِي رِوَايَةٍ: جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ والعِرْق زاخِرُ وَقِيلَ: الشَّكْرُ بُضْعُها والشِّكْرُ لُغَةٌ فِيهِ؛ وَرُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ بَيْتُ الأَعشى: خَلَوْتُ بِشِكْرِها وشَكرها «2» . وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ شَكْرِ البَغِيِ ، هُوَ بِالْفَتْحِ، الْفَرْجُ، أَراد عَنْ وَطْئِهَا أَي عَنْ ثَمَنِ شَكْرِها فَحَذَفَ الْمُضَافَ، كَقَوْلِهِ: نَهَى عَنْ عَسِيبِ الفَحْلِ أَي عَنْ ثَمَنِ عَسْبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَشَكَرْتُ الشاةَ ، أَي أَبدلت شَكْرَها أَي فَرْجَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ يَحْيَى بْنُ يَعْمُر لِرَجُلٍ خَاصَمَتْهُ إِليه امرأَته فِي مَهْرِها: أَإِنْ سأَلَتْكَ ثَمَنَ شَكْرِها وشَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها؟ والشِّكارُ: فُرُوجُ النِّسَاءِ، وَاحِدُهَا شَكْرٌ. وَيُقَالُ للفِدرَة مِنَ اللَّحْمِ إِذا كَانَتْ سَمِينَةً: شَكْرَى؛ قَالَ الرَّاعِي: تَبِيتُ المَخالي الغُرُّ فِي حَجَراتِها ... شَكارَى، مَراها ماؤُها وحَدِيدُها أَراد بِحَدِيدِهَا مِغْرَفَةً مِنْ حَدِيدٍ تُساطُ القِدْرُ بِهَا وَتَغْتَرِفُ بِهَا إِهالتها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ فاتحْتُ فُلَانًا الْحَدِيثَ وكاشَرْتُه وشاكَرْتُه؛ أَرَيْتُه أَني شاكِرٌ. والشَّيْكَرانُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ. وبَنُو شَكِرٍ: قَبِيلَةٌ فِي الأَزْدِ. وَشَاكِرٌ: قَبِيلَةٌ فِي الْيَمَنِ؛ قَالَ: مُعاوِيَ، لَمْ تَرْعَ الأَمانَةَ، فارْعَها ... وكُنْ شاكِراً للهِ والدِّينِ، شاكِرُ أَراد: لَمْ تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فَارْعَهَا وَكُنْ شَاكِرًا لِلَّهِ، فَاعْتَرَضَ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ جملةٌ أُخرى، وَالِاعْتِرَاضُ لِلتَّشْدِيدِ قَدْ جَاءَ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ والمبتدإِ وَالْخَبَرِ وَالصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَجِيئًا كَثِيرًا فِي الْقُرْآنِ وَفَصِيحِ الْكَلَامِ. وبَنُو شاكرٍ: فِي هَمْدان. وَشَاكِرٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ هَمْدان بِالْيَمَنِ. وشَوْكَرٌ: اسْمٌ. ويَشْكُرُ: قَبِيلَةٌ فِي رَبِيعَةَ. وَبَنُو يَشْكُرَ قَبِيلَةٌ فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. شمر: شَمَرَ يَشْمُرُ شَمْراً وانْشَمَرَ وشَمَّرَ وتَشَمَّرَ: مَرَّ جَادًّا. وتَشَمَّرَ للأَمر: تهيَّأَ.

_ (2). قوله: [خلوت إلخ] كذا بالأَصل

وانْشَمَرَ للأَمر: تهيأَ لَهُ، وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: شَمِّرْ فإِنَّكَ ماضِي العَزمِ شِمِّيرُ هُوَ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ مِنَ التَّشَمُّر فِي الأَمر والتَّشْمِيرِ، وَهُوَ الجدُّ فِيهِ وَالِاجْتِهَادُ، وفِعِّيلٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالِغَةِ. وَيُقَالُ: شَمَّرَ الرَّجُلُ وتَشَمَّرَ وشَمَّرَ غَيْرَه إِذا كَمَّشَهُ فِي السَّيْرِ والإِرسال، وأَنشد: فَشَمَّرَتْ وانْصاعَ شِمِّرِيُ شَمَّرَتْ: انْكَمَشَتْ يَعْنِي الْكِلَابَ. والشِّمِّرِيُّ: المُشَمِّرُ. الْفَرَّاءُ: الشَّمَّرِيُّ الكَيِّسُ فِي الأُمور المُنْكَمِشُ، بِفَتْحِ الشِّينِ وَالْمِيمِ. وَرَجُلٌ شِمْرٌ وشِمِّيرٌ وشَمَّرِيٌّ وشِمِّرِيٌّ، بِالْكَسْرِ: مَاضٍ فِي الأُمور وَالْحَوَائِجِ مُجَرِّبٌ، وأَكثر ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ، وأَنشد: قَدْ شَمَّرَتْ عَنْ ساقِ شِمِّرِيِ وأَنشد أَيضا لِآخَرَ: لَيْسَ أَخُو الحَاجاتِ إِلا الشَّمَّرِي، ... والجَمَلَ البَازِلَ والطِّرْفَ القَوِي قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي الشَّمَّرِيِّ ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ قَوْمٌ: الشَّمَّرِيُّ الحادُّ النِّحْرِيرُ، وأَنشد: ولَيِّن الشّيمَةِ شَمَّرِيِّ، ... لَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلَا بَذِيِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الشَّمَّرِيُّ المُنْكَمشُ فِي الشَّرِّ وَالْبَاطِلِ المُتَجَرِّد لِذَلِكَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّشْمِيرِ، وَهُوَ الجِدُّ وَالِانْكِمَاشُ، وَقِيلَ: الشَّمَّرِيُّ الَّذِي يَمْضِي لِوَجْهِهِ ويَرْكَبُ رأْسهُ لَا يَرْتَدِعُ. وَقَدِ انْشَمَرَ لِهَذَا الأَمر وشَمَّرَ: أَراده. وَقَالَ المُؤَرِّجُ: رَجُلٌ شِمْرٌ أَي زَوْلٌ بَصِيرٌ نَافِذٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وأَنشد: قَدْ كُنْت سِفْسِيراً قَذُوماً شِمْرَا قَذُومٌ، بِالذَّالِ وَالدَّالِ مَعًا، قَالَ: والشِّمْرُ السَّخِيُّ الشجاعُ. والشَّمْرُ: تَقْلِيصُ الشَّيْءِ. وشَمَّرَ الشَّيْءَ فَتَشَمَّرَ: قَلَّصَه فَتَقَلَّصَ. وشَمَّرَ الإِزارَ والثَّوْبَ تَشْمِيراً: رَفَعَهُ، وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: شَمَّرَ عَنْ سَاقِهِ وشَمَّرَ فِي أَمره أَي خَفَّ، وَرَجُلٌ شَمَّرِيٌّ كأَنه مَنْسُوبٌ إِليه. والشَّمْرُ: تَشْمِيرُكَ الثَّوْبَ إِذا رَفَعْتَهُ. وكلُّ قَالِصٍ، فإِنه مُتَشَمِّرٌ، حَتَّى يُقَالَ لِثَةٌ مُتَشَمِّرَةٌ لَازِقَةٌ بأَسْناخِ الأَسْنان. وَيُقَالُ أَيضا: لِثَةٌ شامِرَةٌ وَشَفَةٌ شامِرةٌ. والشَّمْرُ: الاختيالُ فِي المَشْي. يُقَالُ: مَرَّ فُلَانٌ يَشْمُرُ شَمْراً. وشَفَةٌ شامِرَةٌ ومُشَمِّرَةٌ: قَالِصَةٌ. وَشَاةٌ شامِرَةٌ: انْضَمَّ ضَرْعها إِلى بَطْنِهَا مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ. الأَصمعي: التَّشْمِيرُ الإِرْسالُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: شَمَّرْتُ السَّفِينَةَ أَرسلتها. وشَمَّرْتُ السَّهْمَ: أَرسلته. ابْنُ سِيدَهْ: شَمَّرَ الشيءَ أَرسله، وَخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ السَّفِينَةَ وَالسَّهْمَ، قَالَ الشَّمَّاخُ يَذْكُرُ أَمراً نَزَلَ بِهِ: أَرِقْتُ لَهُ فِي القَوْمِ، والصُّبْحُ ساطِعٌ، ... كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الْغَالِي وَيُقَالُ: شَمَّر إِبِله وأَشْمَرَها إِذا أَكْمَشَها وأَعجلها، وأَنشد: لَمَّا ارْتَحَلْنا وأَشْمَرْنا رَكائِبَنا، ... ودُونَ دارِك لِلْجَوِّيِّ تَلْغاطُ وَمِنْ أَمثالهم: شَمَّرَ ذَيْلًا وادَّرَعَ لَيْلًا أَي قَلَّصَ ذَيله. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَا يُقِرّ أَحَدٌ أَنه كَانَ يَطَأُ ولِيدَتَهُ إِلا أَلحقتُ بِهِ وَلَدَها فَمَنْ شَاءَ فَلْيُمْسِكْها وَمَنْ شَاءَ فَلْيُسَمِّرْها ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هَكَذَا الْحَدِيثُ بِالسِّينِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الأَصمعي يَقُولُ أَعرفه التَّشْمِيرُ، بِالشِّينِ، وَهُوَ

الإِرسال، قَالَ: وأُراه مِنْ قَوْلِ النَّاسِ شَمَّرْتُ السَّفِينَةَ أَرسلتها، فَحُوِّلَتِ الشِّينُ إِلى السِّينِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشِّينُ كَثِيرٌ فِي الشِّعْرِ وَغَيْرِهِ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ: شَمَّرَه الغَالي. قَالَ شَمِرٌ: تَشْمِيرُ السَّهْمِ حَفْزُه وإِكماشه وإِرساله. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَما السِّينُ فَلَمْ أَسمعه فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَا أُراها إِلا تَحْوِيلًا، كَمَا قَالُوا: الرَّوْسَمُ، وَهُوَ فِي الأَصل بِالشِّينِ، وَكَمَا قَالُوا: شَمَّت العاطسَ وسَمّتهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَلَمْ يَقْرَبِ الكعبةَ وَلَكِنْ شَمَّرَ إِلى ذِي المَجازِ أَي قَصَدَ وصَمَّمَ وأَرسل إِبله نَحْوَهَا. وشَرٌّ شِمِرٌّ، بِكَسْرِ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، بِوَزْنِ رَجُلٍ عِفِرّ: وَهُوَ المُوَثَّقُ الخَلْقِ المُصَحَّحُ الشديدُ، وَمَعْنَى شَرٌّ شِمِرٌّ إِذا كَانَ شَدِيدًا يُتَشَمَّرُ فِيهِ عَنِ السَّاعِدَيْنِ. وَقَالُوا: شَرًّا شِمِراً وشِمِرًّا إِتباعٌ لِقَوْلِكَ شَرًّا. ابْنُ سِيدَهْ: والشَّمِرُ ملِكٌ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ، يُقَالُ إِنه غَزَا مَدِينَةَ الصُّغْد فَهَدَمَهَا فَسُمِّيَتْ شَمِرْكَنْد وعُرّبَتْ بسَمَرْقَنْدَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ بَنَاهَا فَسُمِّيَتْ شَمِرْكَنْت وعُرّبَت سَمَرْقَنْد. وشَمَّرُ: اسْمُ نَاقَةٍ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ وَالسَّيْرِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وشَمَّرُ اسْمُ نَاقَةِ الشَّمَّاخِ، قَالَ: ولَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ، ... تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرَا وَقَالَ كُرَاعٌ: شِمَّر اسْمُ نَاقَةٍ عَدَلها بِجِلَّقَ وحِمَّصٍ [حِمِّصٍ]. والشِّمَّرِيَّةُ [الشِّمِّرِيَّةُ]: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ» . وانْشَمَرَ الفرسُ: أَسْرَعَ. وَنَاقَةٌ شِمِّير، مِثَالُ فِسِّيق، أَي سَرِيعَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُوجٍ مَعَ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَن الْهُدْهُدَ جَاءَ بالشَّمُّورِ فَجَاءَتِ الصَّخْرَةُ عَلَى قَدْرِ رأْس إِبرة، «4» قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَمْ أَسمع فِيهِ شَيْئًا أَعتمده وأُراه الأَلماس «5» يَعْنِي الَّذِي يُثْقَبُ بِهِ الْجَوْهَرُ، وَهُوَ فَعُّول مِنَ الانْشِمار والاشْتِمار: المُضِيِّ والنُّفوذ. وشَمَّرَ: اسْمُ فَرَسٍ، قَالَ: أَبُوكَ حُبابٌ سارِقُ الضَّيفِ بُرْدَهُ، ... وجَدِّيَ، يَا عَبَّاسُ فَارِسُ شَمَّرَا شمخر: الشُّمَّخْرُ والشِّمَّخْرُ مِنَ الرِّجَالِ: الْجَسِيمُ، وَقِيلَ: الجَسيم مِنَ الفُحُول، وَكَذَلِكَ الضُّمَّخْرُ والضِّمَّخْر؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: أَبناءُ كُلِّ مُصْعَبٍ شِمَّخْرِ [شُمَّخْرِ]، ... سامٍ عَلَى رَغْمِ العِدَى [العُدَى]، ضِمَّخْرِ [ضُمَّخْرِ] وَقِيلَ: هُوَ الطَّامحُ النَّطَر المتكبِّرُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ شِمَّخْر ضِمَّخْر إِذا كَانَ مُتَكَبِّرًا. وامرأَة شِمَّخْرة [شُمَّخْرة]: طَامِحَةُ الطَّرْف. وَفِيهِ شَمْخَرَة وشَمْخرِيرة أَي كِبْرٌ. وَفِي طَعَامِهِ شُمَخْرِيرَة «6». وَهِيَ الرِّيح قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أُخذ مِنَ الرَّجُلِ الشُّمَّخْرِ [الشِّمَّخْرِ]، وَهُوَ الْمُتَكَبِّرُ المتغضِّب وَذَلِكَ مِنْ خُبْثِ النَّفْسِ، كَمَا يُقَالُ: أَصَنَّتِ الرَّيْحانة إِذا خَبُثَتْ رِيحُها. يُقَالُ: رأَيته مُصِنّاً أَي غضبانَ خَبِيثَ النَّفْسِ. ابْنُ الأَعرابي: المُشْمَخِرُّ الطَّوِيلُ مِنَ الْجِبَالِ. والمُشْمَخِرُّ: الجبَل الْعَالِي؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تَاللَّهِ يَبْقَى عَلَى الأَيام ذُو حِيَدٍ، ... بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ

_ (3). قوله [والشمرية الناقة السريعة] بكسر الميم المشددة وفتحها مع كسر الشين وبضمهما وفتحهما كما في القاموس. (4). قوله [فَجَاءَتِ الصَّخْرَةُ عَلَى قَدْرِ رأْس إِبرة] هكذا في الأصل وعبارة شرح القاموس فجاب الصخرة على قدر رأْسه. (5). قوله [وأراه الألماس] هكذا في الأصل وعبارة القاموس في مادة (موس) والماس حجر إلى أن قال ويثقب به الدرّ وغيره ولا تقل ألماس انتهى أي بقطع الهمزة كما نبه عليه شارحه. (6). قوله: [شمخريرة] هي بهذا الضبط في أصلنا المعوّل عليه

أَي لَا يَبْقَى. وَقِيلَ: المُشْمَخِرُّ الْعَالِي مِنَ الْجِبَالِ وغيرها. شمختر: الشَّمَخْتَرُ: اللئيم. شمذر: الشَّمَيْذَرُ مِنَ الإِبل: السَّرِيعُ، والأُنثى شَمَيْذَرَة وشَمْذَرَة وشَمْذَر. وَرَجُلٌ شِمْذار: يَعْنُف فِي السَّيْرِ، وَسَيْرٌ شَمَيْذَر؛ وأَنشد: وهُنَّ يُبارِينَ النَّجاء الشَّمَيْذَرا وأَنشد الأَصمعي لِحُمَيْدٍ: كَبْداءُ لاحِقة الرَّحَى وشَمَيْذَرُ ابْنُ الأَعرابي: غُلَامٌ شِمذارَة وشَمَيْذَرٌ إِذا كَانَ نَشِيطاً خفيفاً. شمصر: الشَّمْصرَة: الضِّيق. يُقَالُ: شَمْصَرْتُ عَلَيْهِ أَي ضيَّقت عَلَيْهِ. وشَمَنْصِيرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللَّيْثِ أَيْسَرُهُ ... إِلى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسلًا مَعَجا فَلَمْ يَصْرِفْهُ، عَنى بِهِ الأَرض أَو البُقعة. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَجُوزُ أَن يَكُونَ محرَّفاً مِنْ شَمَنْصِيرٍ «1». لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ لأَن شَمَنْصِيراً بِنَاءٌ لَمْ يَحْكِهِ سِيبَوَيْهِ، وَقِيلَ: شَمَنْصِير جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ هُذَيْلٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: شَمَنْصِير جبَل بِسايَةَ، وسايَةُ: وادٍ عَظِيمٌ، بِهَا أَكثر مِنْ سَبْعِينَ عَيْناً، وَقَالُوا شَماصِير أَيضاً. شنر: الشَّنار: الْعَيْبُ والعارُ؛ قَالَ القَطامي يَمْدَحُ الأُمراء: ونحنُ رَعِيَّةٌ وهُمُ رُعاةٌ، ... وَلَوْلَا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الشَّنارُ وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانَ ذَلِكَ شَنْاراً فِيهِ نارٌ ؛ الشَّنار: الْعَيْبُ وَالْعَارُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَيْبُ الَّذِي فِيهِ عَارٌ، والشَّنار: أَقبح الْعَيْبِ وَالْعَارِ. يُقَالُ: عَارٌ وَشَنَارٌ، وقَلَّما يُفْردونه مِنْ عَارٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِنِّي خَلِيقٌ أَن أُودِّع عَهْدَها ... بخيرٍ، وَلَمْ يُرْفَعْ لَدَيْنَا شَنارُها وَقَدْ جَمَعُوهُ فَقَالُوا شَنائر؛ قَالَ جَرِيرٌ: تأْتي أَموراً شُنُعاً شَنائرا وشَنَّرَ عَلَيْهِ: عابَهُ، وَرَجُلٌ شِنِّيرٌ: شرِّير كَثِيرُ الشَّرِّ وَالْعُيُوبِ. ورجل شِنِّيرٌ: سيء الْخُلُقِ. وشَنَّرْتُ الرَّجُلَ تَشْنِيراً إِذا سمَّعت بِهِ وَفَضَحْتَهُ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ شَتَرَ: وشَتَّرْتُ بِهِ تَشْتِيراً إِذا أَسمعته الْقَبِيحَ، قَالَ: وأَنكر شَمِرٌ هَذَا الْحَرْفَ وَقَالَ إِنما هُوَ شَنَّرْت، بِالنُّونِ، وأَنشد: وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وهْيَ حَرِيصَةٌ ... عَلَيْهِ، وَلَكِنْ تَتَّقِي أَن تُشَنَّرَا قَالَ الأَزهري: جعله من الشَّنار وَهُوَ الْعَيْبُ، قَالَ: وَالتَّاءُ صَحِيحٌ عِنْدَنَا. والشَّنار: الأَمر الْمَشْهُورُ بِالْقُبْحِ وَالشُّنْعَةِ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ نَشَرَ: ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كَانَتْ سَخيَّة كَرِيمَةً. ابْنُ الأَعرابي: الشِّمْرَة مِشْيَة العَيَّار، والشِّنْرَة مِشْية الرَّجُلِ الصَّالِحِ المشمِّر. وبَنُو شِنِّيرٍ: بَطْن. شنبر: خِيار شَنْبَر: ضَرْب مِنَ الْخَرُّوبِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ خير. شنتر: الشُّنْتُرَة: الإِصبع بالحميريَّة؛ قَالَ حميريٌّ مِنْهُمْ يَرْثي امرأَة أَكلها الذِّئْبُ: أَيا جَحْمَتا بَكِّي عَلَى أُمِّ واهِبِ ... أَكِيلَة قِلَّوْبٍ بِبَعْضِ المَذانِبِ

_ (1). قوله: [يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُحَرَّفًا من شمنصير إلخ] كذا بالأَصل. وفي معجم ياقوت: قَالَ ابْنُ جِنِّي يَجُوزُ أَن يَكُونَ مأَخوذاً مِنَ شمصر لضرورة الوزن إِن كان عربياً

فَلَمْ يُبْقِ مِنْهَا غَيْرَ شَطْرِ عِجانها، ... وشُنْتُرَةٍ مِنها، وإِحْدَى الذَّوائِبِ التَّهْذِيبُ: الشَّنْتَرَةُ والشِّنْتِيرَةُ الإِصبع بِلُغَةِ أَهل اليَمَن؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: وَلَمْ يُبْقِ مِنْهَا غَيْرَ نِصْفِ عِجانِها، ... وشِنْتِيرَةٍ مِنها، وإِحْدَى الذَّوائِبِ وَقَوْلُهُمْ: لأَضُمَّنَّك ضَمَّ الشَّناتِر، وَهِيَ الأَصابع، وَيُقَالُ القِرَطَة لُغَةٌ يَمانِيَة؛ الْوَاحِدَةُ شنْتُرَة. وَذُو شَناتِرَ: مِنْ مُلوك اليَمَن، يُقَالُ: معناه ذُو القِرَطة. شنذر: الشّنْذَرَة: شَبِيه بالرَّطْبَة إِلَّا أَنه أَجَلُّ مِنْهَا وأَعظم وَرَقاً؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ فَارِسِيٌّ. أَبو زَيْدٍ: رَجُل شِنْذارَة أَي غَيُور؛ وأَنشد: أَجَدَّ بِهِمْ شِنْذارَةٌ مُتَعَبِّسٌ، ... عَدُوُّ صَدِيقِ الصَّالِحين لَعِينُ اللَّيْثُ: رَجُلٌ شِنْذِيرةٌ وشِنْظِيرَة وشِنْفيرَة إِذا كَانَ سَيّءَ الخُلُق. شنزر: الشَّنْزَرَةُ: الغِلَظ والخُشُونَةُ. شنظر: شَنْظَر الرجلُ بِالْقَوْمِ شَنْظَرَة: شَتَمَ أَعراضهم؛ وأَنشد: يُشَنْظِرُ بِالْقَوْمِ الْكِرَامِ، ويَعْتَزي ... إِلى شَرِّ حافٍ فِي البِلادِ وناعِلِ أَبو سَعِيدٍ: الشِّنْظِير السَّخِيف الْعَقْلِ، وَهُوَ الشِّنْظِيرة أَيضاً. والشِّنظِير: الفاحشُ الغَلْقُ مِنَ الرِّجَالِ والإِبلِ السَّيِءُ الخُلُقِ. ورجل شِنْغِير وشِنْظِير وشِنْظِيرة: بَذِيٌّ فَاحِشٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: شِنظيرة زَوَّجَنِيهِ أَهْلِي، ... مِنْ حُمْقِه يَحْسَبُ رأْسِي رِجْلي، كأَنه لَمْ يَرَ أُنثى قَبْلِي وَرُبَّمَا قَالُوا شِنْذِيرَة، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، لِقُرْبِهَا مِنَ الظَّاءِ لُغَةً أَو لُثْغَة، والأُنثى شِنْظيرَة؛ قَالَ: قامَتْ تُعَنْظِي بِكَ بَيْنَ الحَيَّيْنْ ... شِنْظِيرَةُ الأَخلاقِ، جَهْراءُ العَيْنْ شَمِرٌ: الشِّنْظِير مِثْلُ الشُّنْظُرَة وَهِيَ الصَّخْرَةُ تنفلِق مِنْ رُكْن مِنْ أَركان الْجَبَلِ فَتَسْقُطُ. أَبو الخطَّاب: شَناظِير الْجَبَلِ أَطرافه وَحُرُوفُهُ، الواحدُ شِنْظِيرٌ. شنغر: رَجُلٌ شِنْغِير وشِنْظِير بيِّنُ الشَّنْغَرَة والشِّنْغِرة والشَّنْظَرَة والشِّنْغِيرَة والشِّنْظِيرَة: فَاحِشٌ بَذيٌّ. شنفر: رَجُلٌ شِنْذيَرة وشِنْظيرة وشِنْفِيرَة إِذا كَانَ سَيِءَ الخُلُق؛ وأَنشد: شِنْفِيرَةٍ ذِي خُلُق زَبَعْبَقِ وَقَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ نَاقَةً: ذَاتُ شِنْفارَة، إِذا هَمَتِ الذِّفْرَى ... بماءِ عَصائم جَسدُه «1» . أَراد أَنها ذَاتُ حِدَّة فِي السَّير، وَقِيلَ: ذَاتُ شِنْفارة أَي ذَاتُ نَشاط. والشِّنْفار: الْخَفِيفُ؛ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرافي. وَنَاقَةٌ ذَاتُ شِنْفارة أَي حِدَّة. والشَّنْفَرَى: اسم رجل. شنهبر: الشَّنَهْبَرة والشَّنَهْبَرُ: الْعَجُوزُ الكبيرة؛ عن كراع. شهر: الشُّهْرَةُ: ظُهُورُ الشَّيْءِ فِي شُنْعَة حَتَّى يَشْهَره النَّاسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَة أَلبسه اللَّهُ ثوبَ مَذَلَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الشُّهْرَة وُضُوح

_ (1). قوله: [عصائم جسده] هكذا في الأَصل

الأَمر، وَقَدْ شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قَالَ: أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ، وإِنَّنِي ... لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ وَيُرْوَى لَمُشْتَهِر، بِكَسْرِ الْهَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: والشُّهْرَةُ الْفَضِيحَةُ؛ أَنشد الْبَاهِلِيُّ: أَفِينا تَسُومُ الشَّاهِرِيَّةَ بَعْدَ مَا ... بَدا لَكَ مِنْ شَهْرِ المُلَيْساء، كَوْكَبُ؟ شَهْرُ المُلَيْساء: شَهْرٌ بَيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاء، وَهُوَ وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فِيهِ المِيرَة؛ يَقُولُ: تَعْرِض عَلَيْنَا الشَّاهِرِيَّةَ فِي وَقْتٍ ليس فيه مِيرة. وتَسُومُ: تَعْرِض. والشَّاهِرِيَّة: ضَرْب مِنَ العِطْر، مَعْرُوفَةٌ. وَرَجُلُ شَهِير وَمَشْهُورٌ: مَعْرُوفُ الْمَكَانِ مَذْكُورٌ؛ وَرَجُلٌ مَشْهور ومُشَهَّر؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا قَدمْتُمْ عَلَيْنَا شَهَرْنا أَحْسَنَكم اسْمًا، فإِذا رأَيناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْناكم كَانَ الاخْتِيارُ. والشَّهْرُ: القَمَر، سُمِّيَ بِذَلِكَ لشُهرته وظُهوره، وَقِيلَ: إِذا ظَهَرَ وقارَب الْكَمَالَ. اللَّيْثُ: الشَّهْرُ والأَشْهُر عَدَدٌ وَالشُّهُورُ جَمَاعَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالشَّهْرُ الْعَدَدُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الأَيام، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُشْهَر بِالْقَمَرِ وَفِيهِ عَلَامَةُ ابْتِدَائِهِ وَانْتِهَائِهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَ الشَّهْرُ شَهْرًا لِشُهْرَتِهِ وَبَيَانِهِ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما سُمي شَهْرًا لِشُهْرَتِهِ وَذَلِكَ أَن النَّاسَ يَشْهَرُون دُخُولَهُ وَخُرُوجَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الشَّهْرُ الْهِلَالُ، سُمِّي بِهِ لِشُهْرَتِهِ وَظُهُورِهِ، أَراد صُومُوا أَوّل الشَّهْرِ وَآخِرَهُ، وَقِيلَ: سِرُّه وسَطه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنما الشهْر، أَي أَن فَائِدَةَ ارْتِقاب الْهِلَالِ لَيْلَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لِيُعَرف نَقْصُ الشَّهْرِ قَبْلَهُ، وإِن أُريد بِهِ الشهرُ نفسُه فَتَكُونُ اللَّامُ فِيهِ لِلْعَهْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئِل أَيُّ الصَّوْمِ أَفضل بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: شَهْرُ اللَّهِ المحرمُ ؛ أَضافه إِلى اللَّهِ تَعْظِيمًا وَتَفْخِيمًا، كَقَوْلِهِمْ: بَيْتُ اللَّهِ وَآلُ اللَّهِ لِقُرَيْشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصان ؛ يُرِيدُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَذَا الْحِجَّةِ أَي إِنْ نَقَصَ عَدَدُهُمَا فِي الْحِسَابِ فَحُكْمُهُمَا عَلَى التَّمَامِ لِئَلَّا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صَامُوا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، أَو وَقَعَ حَجُّهم خَطَأً عَنِ التَّاسِعِ أَو الْعَاشِرِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ قَضَاءٌ وَلَمْ يَقَعْ فِي نُسُكهم نَقْص. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا أَشبه، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمي شَهْرًا بَاسِمِ الْهِلَالِ إِذا أَهَلَّ سُمِّيَ شَهْرًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رأَيت الشَّهْرَ أَي رأَيت هِلَالَهُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمة: يَرَى الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ وَهُوَ نَحِيلُ ابْنُ الأَعرابي: يُسَمَّى الْقَمَرُ شَهْراً لأَنه يُشْهَرُ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَشْهُرٌ وشُهور. وشاهَرَ الأَجيرَ مُشاهَرَةً وشِهاراً: استأْجره للشَّهْر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمُشاهَرَة: الْمُعَامَلَةُ شَهْرًا بِشَهْرٍ. والمُشاهَرة مِنَ الشَّهْرِ: كالمُعاوَمَة مِنَ الْعَامِّ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ وقتُ الْحَجِّ أَشهر مَعْلُومَاتٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَشهر الْمَعْلُومَاتُ مِنَ الْحَجِّ شَوَّالٌ وَذُو القَعْدَة وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الحِجَّة، وإِنما جَازَ أَن يُقَالَ أَشهر وإِنما هُمَا شَهْرَانِ وعشرٌ مِنْ ثَالِثٍ وَذَلِكَ جَائِزٌ فِي الأَوقات. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ؛ وإِنما يَتَعَجَّلُ فِي يَوْمٍ وَنِصْفٍ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: لَهُ اليومَ يَوْمَانِ مُذْ لَمْ أَرَهُ، وإِنما هُوَ يَوْمٌ وَبَعْضُ آخَرَ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَائِزٍ فِي غَيْرِ الْمَوَاقِيتِ لأَن العرَب قَدْ تفعَل الفِعْل فِي أَقلَّ مِنَ

السَّاعَةِ ثُمَّ يُوقِعُونَهُ عَلَى الْيَوْمِ وَيَقُولُونَ: زُرْته العامَ، وإِنما زَارَهُ فِي يَوْمٍ مِنْهُ. وأَشْهَرَ القومُ: أَتى عَلَيْهِمْ شهرٌ، وأَشهرتِ المرأَة: دخلتْ فِي شهرِ وِلادِها، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَشْهَرْنا مُذْ لَمْ نَلْتَقِ أَي أَتى عَلَيْنَا شَهْرٌ: قَالَ الشَّاعِرُ: مَا زِلتُ، مُذْ أَشْهَرَ السُّفَّارُ أَنظرُهم، ... مِثلَ انْتِظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ وأَشْهَرْنَا مُذْ نَزَلْنَا عَلَى هَذَا الْمَاءِ أَي أَتى عَلَيْنَا شَهْرٌ. وأَشهرنا فِي هَذَا الْمَكَانِ: أَقمنا فِيهِ شَهْرًا. وأَشْهَرْنا: دَخَلْنَا فِي الشَّهْرِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ؛ يُقَالُ: الأَربعةُ أَشهر كَانَتْ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ والمحرمَ وصفرَ وشهرَ رَبِيعٍ الأَول وَعَشْرًا مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ، لأَن الْبَرَاءَةَ وَقَعَتْ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ فَكَانَ هَذَا الْوَقْتُ ابتداءَ الأَجَل، وَيُقَالُ لأَيام الْخَرِيفِ فِي آخِرِ الصَّيْفِ: الصَّفَرِيَّةُ؛ وَفِي شِعْرِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّي والضَّوابِحَ كلَّ يَوْمٍ، ... وَمَا تَتْلُو السَّفاسِرَةُ الشُّهورُ الشُّهور: الْعُلَمَاءُ، الْوَاحِدُ شَهْر. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ فَضِيلَةٌ اشْتَهَرها الناسُ. وشَهَر فُلَانٌ سيفَه يَشْهَرُهُ شَهْراً أَي سَلَّه؛ وشَهَّرَهُ: انْتَضاه فَرَفَعَهُ عَلَى النَّاسِ؛ قَالَ: يَا ليتَ شِعْرِي عنكُم حَنِيفا، ... أَشاهِرُونَ بَعْدنا السُّيُوفا وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: خَرَجَ شاهِراً سَيْفَهُ رَاكِبًا راحِلَته ؛ يَعْنِي يَوْمَ الرِّدَّة، أَي مُبْرِزاً لَهُ مِنْ غِمْدِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: مَنْ شَهَر سَيْفَهُ ثُمَّ وَضَعَهُ فَدَمُه هَدَرٌ ، أَي مَنْ أَخرجه مِنْ غِمْدِهِ لِلْقِتَالِ، وأَراد بوضَعَه ضَرَبَ بِهِ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وَقَدْ لاحَ لِلسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَى، ... عَلَى أُخْرَياتِ اللَّيْلِ، فَتْقٌ مُشَهَّرُ أَي صُبْحٌ مَشْهُورٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنّا مَنْ شَهَر عَلَيْنَا السِّلَاحَ. وامرأَة شَهِيرة: وَهِيَ العَرِيضة الضَّخْمَةُ، وأَتانٌ شَهِيرة مثلُها. والأَشاهِرُ: بَياض النَّرْجِس. وامرأَة شَهِيرة وأَتان شَهِيرة: عَرِيضَةٌ وَاسِعَةٌ. والشِّهْرِيَّة: ضرْب مِنَ البَراذِين، وَهُوَ بَيْنَ البِرذَون والمُقْرِف مِنَ الْخَيْلِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: لَهَا سَلَفٌ يَعُود بكلِّ رِيعٍ، ... حَمَى الحَوْزات واشْتَهَر الإِفَالا فسَّره فَقَالَ: وَاشْتُهِرَ الإِفالا مَعْنَاهُ جَاءَ تُشْبِهُهُ، وَيَعْنِي بالسَّلَفِ الْفَحْلَ. والإِفالُ: صِغَارُ الإِبل. وَقَدْ سَمَّوْا شَهْراً وشُهَيْراً ومَشْهُوراً. وشَهْرانُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ خَثْعَم. وشُهارٌ: مَوضع؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ: ويومَ شُهارٍ قَدْ ذَكَرْتُك ذِكْرَةً ... عَلَى دُبُرٍ مُجْلٍ، مِنَ العَيْشِ، نافِدِ شهبر: الشَّهْبَرَة والشَّهْرَبة: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَتَزَوّجَنَّ شَهْبَرة وَلَا نَهْبَرة ؛ الشَّهْبَرَة: الْكَبِيرَةُ الْفَانِيَةُ. والشَّيْهَبُور: كالشَّهْبَرة؛ وَشَيْخٌ شَهْرَب وشَهْبَر؛ عَنْ يَعْقُوبَ. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ شَهْبَرٌ؛ قَالَ شِظاظ الضبَّي، وَهُوَ أَحد اللُّصُوصِ الفُتَّاك، وَكَانَ رأَى عَجُوزًا مَعَهَا جَمَلٌ حَسَنٌ، وَكَانَ رَاكِبًا عَلَى بِكْرٍ لَهُ فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ: أَمسكي لِي هَذَا الْبِكْرَ لأَقضي حَاجَةً وأَعود، فَلَمْ تَسْتَطِعِ الْعَجُوزُ حِفْظَ الْجَمَلَيْنِ فَانْفَلَتَ مِنْهَا جَمَلُهَا ونَدَّ، فَقَالَ:

أَنا آتِيكِ بِهِ؛ فَمَضَى وَرَكِبَهُ، وَقَالَ: رُبَّ عجوزٍ مِنْ نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، ... عَلَّمْتُها الإِنقَاضَ بَعْدَ القَرقَرَهْ أَراد أَنها كَانَتْ ذَاتَ إِبل، فأَغَرْتُ عَلَيْهَا وَلَمْ أَترك لَهَا غَيْرَ شُوَيْهات تُنْقِضُ بِهَا، والإِنْقاض: صَوْتُ الصَّغِيرِ مِنَ الإِبل، والقَرْقَرَةُ: صَوْتُ الْكَبِيرِ، وَالْجَمْعُ الشَّهابِر؛ وَقَالَ: جمعتُ منهمْ عَشَباً شَهابِرَا شهدر: الشِّهْدارة، بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ فِيهِ: وَلَمْ تَكُ شِهْدارَةَ الأَبْعَدِينَ، ... وَلَا زُمَّحَ الأَقْرَبِينَ الشَّرِيرَا وَرَجُلٌ شِهْدارة أَي فَاحِشٌ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ جميعاً. شهذر: الشِّهذارة، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ، وَقِيلَ: العَنِيف فِي السَّيْرِ. وَرَجُلٌ شِهْذارة أَي فَاحِشٌ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ جميعاً. شور: شارَ العسلَ يشُوره شَوْراً وشِياراً وشِيَارَة ومَشَاراً ومَشَارة: اسْتَخْرَجَهُ مِنَ الوَقْبَة واجتَناه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فَقَضَى مَشارتَهُ، وحَطَّ كأَنه ... حَلَقٌ، وَلَمْ يَنْشَبْ بِمَا يَتَسَبْسَبُ وأَشَاره واشْتاره: كَشَارَه. أَبو عُبَيْدٍ: شُرْت الْعَسَلَ واشْتَرْته اجْتَنَيْته وأَخذته مِنْ مَوْضِعِهِ؛ قَالَ الأَعشى: كأَن جَنِيّاً، من الزَّنْجبِيل، ... باتَ بِفِيها، وأَرْياً مَشُورَا شَمِرٌ: شُرْت الْعَسَلَ واشْتَرْتُه وأَشَرْتُه لُغَةٌ. يُقَالُ: أَشِرْني عَلَى الْعَسَلِ أَي أَعِنِّي، كَمَا يُقَالُ أَعْكِمْني؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: ومَلاهٍ قَدْ تَلَهَّيْتُ بِهَا، ... وقَصَرْتُ اليومَ فِي بَيْتِ عِذارِي فِي سَمَاعٍ يأْذَنُ الشَّيْخُ لَهُ، ... وحَدِيثٍ مثْلِ ماذِيٍّ مُشارِ وَمَعْنَى يأْذَن: يَسْتَمِعُ؛ كَمَا قَالَ قَعْنَبُ بْنُ أُمّ صَاحِبٍ: صُمٌّ إِذا سَمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به، ... وِ إِنْ ذُكِرْتُ بسُوء عِنْدَهُمْ أَذِنُوا أَوْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طارُوا بِهَا فَرَحاً ... مِنِّي، وَمَا سَمِعوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا والمَاذِيّ: الْعَسَلُ الأَبيض. والمُشَار: المُجْتَنَى، وَقِيلَ: مُشار قَدْ أُعين عَلَى أَخذه، قَالَ: وأَنكرها الأَصمعي وَكَانَ يَرْوِي هَذَا الْبَيْتَ: [مِثْلِ ماذِيِّ مَشَار] بالإِضافة وَفَتْحِ الْمِيمِ. قَالَ: والمَشَار الخَلِيَّة يُشْتار مِنْهَا. والمَشَاوِر: المَحابِض، وَالْوَاحِدُ مِشْوَرٌ، وَهُوَ عُود يَكُونُ مَعَ مُشْتار الْعَسَلِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فِي الَّذِي يُدْلي بحبْل ليَشْتَارَ عَسَلًا ؛ شَار الْعَسَلَ يَشُوره واشْتَاره يَشْتارُه: اجْتَنَاهُ مِنْ خَلَايَاهُ وَمَوَاضِعِهِ. والشَّوْرُ: الْعَسَلُ المَشُور، سُمّي بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فَلَمَّا دَنَا الإِفراد حَطَّ بِشَوْرِه، ... إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحِيرٍ جُمومُها والمِشْوَار: مَا شَارَ بِهِ. والمِشْوَارة والشُّورة: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُعَسِّل فِيهِ النَّحْلَ إِذا دَجَنَها. والشَّارَة والشُّوْرَة: الحُسْن وَالْهَيْئَةُ واللِّباس، وَقِيلَ: الشُّوْرَة الْهَيْئَةُ. والشَّوْرَة، بِفَتْحِ الشِّينِ: اللِّباس؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٍ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقبل رَجُلٌ

وَعَلَيْهِ شُوْرَة حَسَنة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِالضَّمِّ، الجَمال والحُسْن كأَنه مِنَ الشَّوْر عَرْض الشَّيْءِ وإِظهاره؛ وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: الشَّارَة، وَهِيَ الْهَيْئَةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا أَتاه وَعَلَيْهِ شَارَة حسَنة ، وأَلِفُها مَقْلُوبَةٌ عَنِ الْوَاوِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاشُورَاءَ: كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ عِيداً ويُلبسون نساءَهم فِيهِ حُلِيَّهُم وشَارَتهم أَي لِبَاسَهُمُ الحسَن الْجَمِيلَ. وَفِي حَدِيثِ إِسلام عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَدَخَلَ أَبو هُرَيْرَةَ فَتَشايَرَه النَّاسُ أَي اشْتَهَرُوه بأَبصارهم كأَنه مِنَ الشَّارَة، وَهِيَ الشَّارة الحسَنة. والمِشْوَار: المَنْظَر. وَرَجُلٌ شَارٌ صارٌ، وشَيِّرٌ صَيِّرٌ: حسَن الصُّورَةِ والشَّوْرة، وَقِيلَ: حسَن المَخْبَر عِنْدَ التَّجْرِبَةِ، وإِنما ذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ بالمنظَر، أَي أَنه فِي مَخْبَرِهِ مِثْلُهُ فِي مَنْظَرِهِ. وَيُقَالُ: مَا أَحسن شَوَارَ الرَّجُلِ وشَارَته وشِيَارَه؛ يَعْنِي لباسه وَهَيْئَتِهِ وَحُسْنِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الشَّارَة والشَّوْرَة إِذا كَانَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الشَّوْرَة أَي حَسَنُ اللِّباس. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ المِشْوَار، وَلَيْسَ لِفُلَانٍ مِشْوَار أَي مَنْظَر. وَقَالَ الأَصمعي: حَسَنُ المِشْوَار أَي مُجَرَّبه وحَسَنٌ حِينَ تُجَرِّبُهُ. وَقَصِيدَةٌ شَيِّرة أَي حَسْنَاءُ. وَشَيْءٌ مَشُورٌ أَي مُزَيَّنٌ؛ وأَنشد: كأَن الجَراد يُغَنِّينَه، ... يُباغِمْنَ ظَبْيَ الأَنيس المَشُورَا . الْفَرَّاءُ: إِنه لَحَسَنُ الصُّورة والشُّوْرَة، وإِنه لحسَن الشَّوْر والشَّوَار، وَاحِدُهُ شَوْرَة وشَوارة، أَي زِينته. وشُرْتُه: زَيَّنْتُه، فَهُوَ مَشُور. والشَّارَة والشَّوْرَة: السِّمَن. الْفَرَّاءُ: شَار الرجلُ إِذا حسُن وَجْهُهُ، ورَاشَ إِذا اسْتَغْنَى. أَبو زَيْدٍ: اسْتَشَار أَمرُه إِذا تبيَّن واسْتَنار. والشَّارَة والشَّوْرة: السِّمَن. واسْتَشَارَتِ الإِبل: لَبِسَتْ سِمَناً وحُسْناً وَيُقَالُ: اشَتَارَتِ الإِبل إِذا لَبِسها شَيْءٌ مِنَ السِّمَن وسَمِنَتْ بَعْضُ السِّمَن وَفَرَسٌ شَيِّر وَخَيْلٌ شِيارٌ: مَثَلٌ جَيّد وجِياد. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل شِياراً أَي سِماناً حِساناً؛ وَقَالَ عَمْرُو ابن معدي كرب: أَعَبَّاسُ، لَوْ كَانَتْ شِياراً جِيادُنا، ... بِتَثْلِيثَ، ما ناصَبْتَ بَعْدِي الأَحامِسَا والشِّوَار والشَّارَة: اللِّبَاسُ وَالْهَيْئَةُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مُقْوَرَّة تَتَبارَى لَا شَوارَ لَهَا ... إِلا القُطُوعُ عَلَى الأَجْوازِ والوُرُك «2» . وَرَجُلٌ حَسَنُ الصُّورة والشُّوْرَة وإِنه لَصَيِّر شَيِّر أَي حَسَنُ الصُّورَةِ والشَّارة، وَهِيَ الْهَيْئَةُ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى امرأَة شَيِّرَة وَعَلَيْهَا مَناجِد ؛ أَي حَسَنَةُ الشَّارة، وَقِيلَ: جَمِيلَةٌ. وخيلٌ شِيار: سِمان حِسان. وأَخذت الدَّابَّةُ مِشْوَارها ومَشَارَتَها: سَمِنت وحسُنت هَيْئَتُهَا؛ قَالَ: وَلَا هِيَ إِلا أَن تُقَرِّبَ وَصْلَها ... عَلاةٌ كِنازُ اللَّحْمِ، ذاتُ مَشَارَةِ أَبو عَمْرٍو: المُسْتَشِير السَّمِين. واسْتَشار البعيرُ مِثْلَ اشْتار أَي سَمِن، وَكَذَلِكَ المُسْتَشيط. وَقَدْ شَار الفرسُ أَي سَمِن وحسُن. الأَصمَعي: شارَ الدَّابَّة وَهُوَ يَشُورها شَوْراً إِذا عَرَضَها. والمِشْوار: مَا أَبقت الدابَّة مِنْ علَفها، وَقَدْ نَشْوَرَتْ نِشْواراً، لأَن نَفْعَلَتْ «3». بِنَاءٌ لَا يُعْرَفُ إِلا أَن يَكُونَ فَعْوَلَتْ،

_ (2). في ديوان زهير: إِلا القطوع على الأَنساع (3). قوله: [لأَن نفعلت إلخ] هكذا بالأَصل ولعله إِلا أَن نفعلت

فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. قَالَ الْخَلِيلُ: سأَلت أَبا الدُّقَيْش عَنْهُ قُلْتُ: نِشْوار أَو مِشْوار؟ فَقَالَ: نِشْوار، وَزَعَمَ أَنه فَارِسِيٌّ. وشَارها يَشُورها شَوْراً وشِواراً وشَوَّرَها وأَشارَها؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ، كلُّ ذَلِكَ: رَاضَها أَو رَكِبها عِنْدَ العَرْض عَلَى مُشْترِيها، وَقِيلَ: عَرَضها لِلْبَيْعِ، وَقِيلَ: بَلاها ينظُر مَا عِنْدَهَا، وَقِيلَ: قلَّبها؛ وَكَذَلِكَ الأَمَة، يُقَالُ: شُرْت الدَّابة والأَمة أَشُورُهما شَوْراً إِذا قلَّبتهما، وَكَذَلِكَ شَوَّرْتُهُما وأَشَرْتهما، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. والتَّشْوِير: أَن تُشَوِّرَ الدَّابَّةَ تنظرُ كَيْفَ مِشْوارها أَي كَيْفَ سَيْرَتُها. وَيُقَالُ لِلْمَكَانِ الَّذِي تُشَوَّرُ فِيهِ الدَّوابّ وتعرَض: المِشْوَار. يُقَالُ: إِياك والخُطَب فإِنها مِشْوارٌ كَثِيرُ العِثَارِ. وشُرْت الدَّابة شَوْراً: عَرَضْتها عَلَى الْبَيْعِ أَقبلت بِهَا وأَدبرت. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رَكِبَ فَرساً يَشُوره أَي يَعْرِضُه. يُقَالُ: شَارَ الدَّابة يشُورها إِذا عَرَضها لِتُباع؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي طَلْحَةَ: أَنه كَانَ يَشُور نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي يعرِضُها عَلَى القَتْل، والقَتْل فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَيْع النَّفْسِ؛ وَقِيلَ: يَشُور نَفْسَهُ أَي يَسْعى ويَخِفُّ يُظهر بِذَلِكَ قوَّته. وَيُقَالُ: شُرْت الدَّابَّةَ إِذا أَجْرَيْتها لِتَعْرِفَ قُوَّتها؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه كَانَ يَشُور نَفْسَهُ عَلَى غُرْلَتِه أَي وَهُوَ صبيٌّ، والغُرْلَة: القُلْفَةُ. واشْتار الْفَحْلُ النَّاقَةَ: كَرَفَها فَنَظَرَ إِليها لاقِح هِيَ أَم لَا. أَبو عُبَيْدٍ: كَرَف الْفَحْلُ النَّاقَةَ وشافَها واسْتَشارها بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا اسْتَشارَ العَائطَ الأَبِيَّا والمُسْتَشِير: الَّذِي يَعرِف الحائِلَ مِنْ غَيْرِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: الفَحْل الَّذِي يعرِف الحائِل مِنْ غَيْرِهَا؛ عَنِ الأُموي، قَالَ: أَفزَّ عَنْهَا كُلَّ مُسْتَشِيرِ، ... وَكُلُّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشيرِ مِئْشير: مِفْعِيل مِنَ الأَشَر. والشَّوَارُ والشَوَرُ والشُّوَار؛ الضَّمُّ عَنْ ثَعْلَبٍ. مَتاع الْبَيْتِ، وَكَذَلِكَ الشَّوَار والشِّوَار لِمتَاع الرَّحْل، بِالْحَاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ اللُّتْبِيَّة: أَنه جَاءَ بشَوَار كَثِيرٍ ، هُوَ بِالْفَتْحِ، مَتاع البَيْت. وشَوار الرجُل: ذكَره وخُصْياه واسْتُه. وَفِي الدُّعَاءِ: أَبْدَى اللَّهُ شُواره؛ الضَّمُّ لُغَةٌ عَنْ ثَعْلَبٍ، أَي عَوْرَته، وَقِيلَ: يَعْنِي مَذاكِيره. والشَّوار: فَرْجُ المرأَة والرجُل؛ وَمِنْهُ قِيلَ: شَوَّر بِهِ كأَنه أَبْدَى عَوْرَته. وَيُقَالُ فِي مَثَلٍ: أَشْوَارَ عَروسٍ تَرَى؟ وشَوَّرَ بِهِ: فعَل بِهِ فِعْلًا يُسْتَحْيا مِنْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وتَشَوَّرَ هُوَ: خَجِل؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ وَثَعْلَبٌ. قَالَ يَعْقُوبُ: ضَرَطَ أَعرابيّ فَتَشَوَّر، فأَشار بإِبْهامه نحوَ اسْتِه وَقَالَ: إِنها خَلْفٌ نطقَتْ خَلْفاً، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ: لَيْسَتْ بعربِيَّة. اللِّحْيَانِيُّ: شَوَّرْت الرجلَ وَبِالرَّجُلِ فَتَشَوَّر إِذا خَجَّلْته فَخَجِل، وَقَدْ تشوَّر الرَّجُلُ. والشَّوْرَة: الجَمال الرائِع. والشَّوْرَة: الخَجْلَة. والشَّيِّرُ: الجَمِيل. والمَشارة: الدَّبْرَة الَّتِي فِي المَزْرَعة. ابْنُ سِيدَهْ: المَشارة الدَّبْرَة الْمُقَطِّعَةُ لِلزِّراعة والغِراسَة؛ قَالَ: يَجُوزُ أَن تَكُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وأَن تَكُونَ مِنَ المَشْرَة. وأَشار إِليه وشَوَّر: أَومَأَ، يَكُونُ ذَلِكَ بالكفِّ وَالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: نُسِرُّ الهَوَى إِلَّا إِشارَة حاجِبٍ ... هُناك، وإِلَّا أَن تُشِير الأَصابِعُ

فصل الصاد المهملة

وشَوَّر إِليه بِيَدِهِ أَي أَشارَ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُشِير في الصلاة ؛ أَي يُومِئ بِالْيَدِ والرأْس أَي يأْمُرُ ويَنْهَى بالإِشارة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِلَّذى كَانَ يُشير بأُصبعه فِي الدُّعاء: أَحِّدْ أَحِّدْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ إِذا أَشار بكفِّه أَشارَ بِهَا كلِّها ؛ أَراد أَنَّ إِشارَاتِه كلَّها مختلِفة، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي ذِكْر التَّوْحِيدِ والتشهُّد فإِنه كَانَ يُشِير بالمُسبِّحَة وحْدها، وَمَا كَانَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ كَانَ يُشِير بكفِّه كُلِّهَا لِيَكُونَ بَيْنَ الإِشارَتَيْن فرْق، وَمِنْهُ: وإِذا تحَدَّث اتَّصل بِهَا أَي وصَلَ حَدِيثَه بإِشارة تؤكِّده. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: مَنْ أَشار إِلى مُؤْمِنٍ بحدِيدة يريد قتلَه فقد وَجَب دَمُه أَي حلَّ لِلْمَقْصُودِ بِهَا أَن يدفعَه عَنْ نَفْسِهِ وَلَوْ قَتَلَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَب هُنَا بِمَعْنَى حلَّ. والمُشِيرَةُ: هِيَ الإِصْبَع الَّتِي يُقَالُ لَهَا السَّبَّابَة، وَهُوَ مِنْهُ. وَيُقَالُ للسَّبَّابَتين: المُشِيرَتان. وأَشار عَلَيْهِ بأَمْرِ كَذَا: أَمَرَه بِهِ. وهيَ الشُّورَى والمَشُورَة، بِضَمِّ الشِّينِ، مَفْعُلَة وَلَا تَكُونُ مَفْعُولَة لأَنها مَصْدَرٌ، والمَصادِر لَا تَجِيء عَلَى مِثَالِ مَفْعُولة، وإِن جَاءَتْ عَلَى مِثال مَفْعُول، وَكَذَلِكَ المَشْوَرَة؛ وَتَقُولُ مِنْهُ: شَاوَرْتُه فِي الأَمر واسْتشرته بِمَعْنًى. وَفُلَانٌ خَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي يصلُح لِلْمُشاورَة. وشاوَرَه مُشاوَرَة وشِوَاراً واسْتَشاره: طَلَب مِنْهُ المَشُورَة. وأَشار الرَّجُلُ يُشِيرُ إِشارَةً إِذا أَوْمَأَ بيديْه. وَيُقَالُ: شَوَّرْت إِليه بِيَدِي وأَشرت إِليه أَي لَوَّحْت إِليه وأَلَحْتُ أَيضاً. وأَشارَ إِليه باليَدِ: أَوْمأَ، وأَشارَ عَلَيْهِ بالرَّأْيِ. وأَشار يُشِير إِذا مَا وَجَّه الرَّأْي. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جيِّد المَشُورة والمَشْوَرَة، لُغَتَانِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: المَشُورة أَصلها مَشْوَرَة ثُمَّ نُقِلَتْ إِلى مَشُورة لخفَّتها. اللَّيث: المَشْوَرَة مفْعَلَة اشتُقَّ مِنَ الإِشارة، وَيُقَالُ: مَشُورة. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ وَزِيرُ فُلَانٍ وشيِّرُه أَي مُشاورُه، وَجَمْعُهُ شُوَرَاءُ. وأَشَارَ النَّار وأَشارَ بِها وأَشْوَرَ بِهَا وشَوَّرَ بِهَا: رفعَها. وحَرَّة شَوْرَان: إِحْدَى الحِرَارِ فِي بِلَادِ العرَب، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. والقَعْقاعُ بْنُ شَوْر: رجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرو بْنِ شَيْبان بْنِ ذُهْل بْنِ ثَعْلَبَةَ؛ وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ: وهمُ الَّذِينَ خَطُّوا مَشائِرَها أَي ديارَها، الْوَاحِدَةُ مَشارَة، وَهِيَ مِنَ الشَّارة، مَفْعَلَة، والميم زائدة. شير: شِيارٌ: السَّبْتُ فِي الجاهِلِيَّة كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي يَوْمَ السَّبْت شِيارا قَالَ أُؤَمِّل أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي ... بِأَوَّلَ أَوْ بِأَهْوَنَ أَو جُبَارِ أَو التَّالي دُبارِ فَإِن يَفُتْنِي ... فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِيَارِ وَفِي التَّهْذِيبِ والشِّيار يَوْمُ السبت فصل الصاد المهملة صأر: صَوْأَرٌ: مَوْضِع عاقَر فِيهِ سُحَيم بْنُ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيُّ غَالِبَ بْنَ صَعْصَعَة أَبا الفَرَزْدَق فَعَقَرَ سُحَيم خَمْساً ثُمَّ بَدَا لَهُ وعَقَرَ غالِب مِائَةٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَقَدْ سَرَّني أَنْ لَا تَعُدَّ مُجاشِعٌ، ... مِنَ الفَخْرِ، إِلَّا عَقْرَنِيبٍ بِصَوْأَرِ صبر: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: الصَّبُور تَعَالَى وتقدَّس، هُوَ الَّذِي لَا يُعاجِل العُصاة بالانْتقامِ، وَهُوَ مِنْ أَبنية المُبالَغة، وَمَعْنَاهُ قَرِيب مِنْ مَعْنَى الحَلِيم، والفرْق بَيْنَهُمَا أَن المُذنِب لَا يأْمَنُ العُقوبة فِي صِفَة الصَّبُور كَمَا يأْمَنُها فِي صِفَة الحَلِيم. ابْنُ سِيدَهْ:

صَبَرَه عَنِ الشَّيْءِ يَصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: قُلْتُ لَهَا أَصْبِرُها جاهِداً: ... وَيْحَك، أَمْثالُ طَرِيفٍ قَلِيلْ والصَّبْرُ: نَصْب الإِنسان للقَتْل، فَهُوَ مَصْبُور. وصَبْرُ الإِنسان عَلَى القَتْل: نَصْبُه عَلَيْهِ. يُقَالُ: قَتَلَه صَبْراً، وَقَدْ صَبَره عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ تُصْبَرَ الرُّوح. وَرَجَلٌ صَبُورَة، بِالْهَاءِ: مَصْبُور لِلْقَتْلِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنْ قَتْل شَيْءٍ مِنَ الدَّوابّ صَبْراً ؛ قِيلَ: هُوَ أَن يُمْسك الطائرُ أَو غيرُه مِنْ ذواتِ الرُّوح يُصْبَر حَيّاً ثُمَّ يُرْمَى بِشَيْءٍ حَتَّى يُقْتَل؛ قَالَ: وأَصل الصَّبْر الحَبْس، وَكُلُّ مَنْ حَبَس شَيْئًا فَقَدْ صَبَرَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: نَهَى عَنِ المَصْبُورة ونَهَى عَنْ صَبْرِ ذِي الرُّوح ؛ والمَصبُورة الَّتِي نَهَى عَنْهَا؛ هِيَ المَحْبُوسَة عَلَى المَوْت. وَكُلُّ ذِي رُوحٍ يُصْبَرُ حَيًّا ثُمَّ يُرْمَى حَتَّى يُقْتَلَ، فَقَدْ، قُتِلَ صَبْرًا. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ فِي رَجُل أَمسَك رجُلًا وقَتَلَه آخَرُ فَقَالَ: اقْتُلُوا الْقَاتِلَ واصْبُروا الصَّابرَ ؛ يَعْنِي احْبِسُوا الَّذِي حَبَسَه للموْت حَتَّى يَمُوت كفِعْلِهِ بِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للرجُل يقدَّم فيضربَ عُنُقُهُ: قُتِل صَبْراً؛ يَعْنِي أَنه أُمسِك عَلَى المَوْت، وَكَذَلِكَ لَوْ حَبَس رجُل نفسَه عَلَى شَيْءٍ يُرِيدُه قَالَ: صَبَرْتُ نفسِي؛ قَالَ عَنْتَرَةُ يذكُر حرْباً كَانَ فِيهَا: فَصَبَرْتُ عارِفَةً لِذَلِكَ حُرَّةً ... تَرْسُو، إِذا نَفْسُ الْجَبَانِ تَطَلَّعُ يَقُولُ: حَبَست نَفْسًا صابِرة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ إِنه حَبَس نفسَه، وكلُّ مَنْ قُتِل فِي غَيْرِ مَعْرَكة وَلَا حَرْب وَلَا خَطَإٍ، فإِنه مَقْتول صَبْراً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ صَبْرِ الرُّوح، وَهُوَ الخِصاءُ ، والخِصاءُ صَبْرٌ شَدِيدٌ؛ وَمِنْ هَذَا يَمِينُ الصَّبْرِ، وَهُوَ أَن يحبِسَه السُّلْطَانُ عَلَى الْيَمِينِ حَتَّى يحلِف بِهَا، فَلَوْ حلَف إِنسان مِنْ غيرِ إِحلاف مَا قِيلَ: حلَف صَبْراً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ حَلَف عَلَى يَمِين مَصْبُورَةٍ كاذِباً ، وَفِي آخَرَ: عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ أَي أُلْزِم بِهَا وحُبِس عَلَيْهَا وَكَانَتْ لازِمَة لصاحِبها مِنْ جِهَة الحَكَم، وَقِيلَ لَهَا مَصْبُورة وإِن كَانَ صاحِبُها فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ المَصْبُور لأَنه إِنما صُبِرَ مِنْ أَجْلِها أَي حُبس، فوُصِفت بالصَّبْر وأُضيفت إِليه مَجَازًا؛ والمَصْبورة: هِيَ اليَمِين، والصَّبْر: أَن تأْخذ يَمِين إِنسان. تَقُولُ: صَبَرْتُ يَمِينه أَي حلَّفته. وكلُّ مَنْ حَبَسْتَه لقَتلٍ أَو يَمِين، فَهُوَ قتلُ صَبْرٍ. والصَّبْرُ: الإِكراه. يُقَالُ: صَبَرَ الْحَاكِمُ فُلاناً عَلَى يَمين صَبْراً أَي أَكرهه. وصَبَرْت الرَّجل إِذا حَلَّفته صَبْراً أَو قتلتَه صَبْراً. يُقَالُ: قُتِل فلانٌ صَبْراً وحُلِّف صَبْراً إِذا حُبِس. وصَبَرَه: أَحْلَفه يَمِين صَبْرٍ يَصْبِرُه. ابْنُ سِيدَهْ: ويَمِين الصَّبْرِ الَّتِي يُمْسِكُكَ الحَكَم عَلَيْهَا حَتَّى تَحْلِف؛ وَقَدْ حَلَف صَبْراً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَأَوْجِعِ الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرَا، ... أَو يُبْلِيَ اللهُ يَمِيناً صَبْرَا وصَبَرَ الرجلَ يَصْبِرُه: لَزِمَه. والصَّبْرُ: نقِيض الجَزَع، صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً، فَهُوَ صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور، والأُنثى صَبُور أَيضاً، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَجَمْعُهُ صُبُرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّبر حَبْس النَّفْسِ عِنْدَ الجزَع، وَقَدْ صَبَرَ فُلَانٌ عِنْدَ المُصِيبة يَصْبِرُ صَبْراً، وصَبَرْتُه أَنا:

حَبَسْته. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ . والتَّصَبُّرُ: تكلُّف الصَّبْرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَرَى أُمَّ زَيْدٍ كُلَّمَا جَنَّ لَيْلُها ... تُبَكِّي عَلَى زَيْدٍ، ولَيْسَتْ بِأَصْبَرَا أَراد: وَلَيْسَتْ بأَصْبَرَ مِنِ ابْنِهَا، بَلِ ابْنُهَا أَصْبَرُ مِنْهَا لأَنه عاقٌّ والعاقُّ أَصبَرُ مِنْ أَبَوَيْهِ. وتَصَبَّر واصْطَبَرَ: جَعَلَ لَهُ صَبْراً. وَتَقُولُ: اصْطَبَرْتُ وَلَا تَقُولُ اطَّبَرْتُ لأَن الصَّادَ لَا تُدْغَمُ فِي الطَّاءِ، فإِن أَردت الإِدغام قَلَبْتَ الطَّاءَ صَادًا وَقُلْتَ اصَّبَرْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: إِنِّي أَنا الصَّبُور ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: الصَّبُور فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الحَلِيم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُه مِنَ اللَّهِ عزَّ وجلَ ؛ أَي أَشدّ حِلْماً عَلَى فاعِل ذَلِكَ وَتَرْكِ المُعاقبة عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ* ؛ مَعْنَاهُ: وتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ والصَّبْرِ عَلَى الدُّخُولِ فِي مَعاصِيه. والصَّبْرُ: الجَراءة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ؛ أَي مَا أَجْرَأَهُم عَلَى أَعمال أَهل النَّارِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلت الْحَلِيحِيَّ عَنِ الصَّبْرِ فَقَالَ: ثَلَاثَةُ أَنواع: الصَّبْرُ عَلَى طَاعَةِ الجَبَّار، والصَّبْرُ عَلَى معاصِي «4». الجَبَّار، والصَّبر عَلَى الصَّبر عَلَى طَاعَتِهِ وتَرْك مَعْصِيَتِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ عُمر: أَفضل الصَّبر التَّصَبر. وقوله: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ* ؛ أَي صَبْرِي صَبْرٌ جَمِيل. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: اصْبِرُوا وَصابِرُوا ؛ أَي اصْبِرُوا واثْبُتُوا عَلَى دِينِكم، وَصَابِرُوا أَي صَابِرُوا أَعداءَكُم فِي الجِهاد. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ* ؛ أَي بِالثَّبَاتِ عَلَى مَا أَنتم عَلَيْهِ مِنَ الإِيمان. وشَهْرُ الصَّبْرِ: شَهْرُ الصَّوْم. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْم: صُمْ شَهْرَ الصَّبْر ؛ هُوَ شهرُ رَمَضَانَ وأَصل الصَّبْرِ الحَبْس، وسُمِّي الصومُ صَبْراً لِمَا فِيهِ مِنْ حَبْس النَّفْسِ عَنِ الطَّعام والشَّرَاب والنِّكاح. وصَبَرَ بِهِ يَصْبُرُ صَبْراً: كَفَلَ، وَهُوَ بِهِ صَبِيرٌ والصَّبِيرُ: الكَفِيل؛ تَقُولُ مِنْهُ: صَبَرْتُ أَصْبُرُ، بالضَّم، صَبْراً وصَبَارة أَي كَفَلْت بِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: اصْبُرْني يَا رَجُلُ أَي أَعْطِنِي كَفِيلًا. وَفِي حَدِيثِ الحسَن: مَنْ أَسْلَفَ سَلَفاً فَلا يأْخُذَنَّ بِهِ رَهْناً وَلَا صَبِيراً ؛ هُوَ الكفِيل. وصَبِير الْقَوْمِ: زَعِيمُهم المُقَدَّم فِي أُمُورِهم، وَالْجَمْعُ صُبَراء. والصَّبِيرُ: السَّحَابُ الأَبيض الَّذِي يصبرُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجًا؛ قَالَ يصِف جَيْشاً: كَكِرْفِئَة الغَيْث ذاتِ الصبِير قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الصَّدْرُ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ صَدْرًا لِبَيْتِ عَامِرُ بْنُ جُوَيْنٍ الطَّائِيُّ مِنْ أَبيات: وجارِيَةٍ مِنْ بَنَات المُلُوك، ... قَعْقَعْتُ بالخيْل خَلْخالَها كَكِرْفِئَة الغَيْث ذات الصَّبِيرِ، ... تأْتِي السَّحابَ وتَأْتالَها قَالَ: أَي رُبَّ جَارِيَةٍ مِنْ بَنات المُلُوك قَعْقَعتُ خَلْخَالَها لَمَّا أَغَرْت عَلَيْهِمْ فهَرَبَتْ وعَدَت فسُمِع صَوْت خَلْخَالِها، وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ تَعْدُو. وَقَوْلُهُ: كَكِرْفِئَة الغَيْث ذَاتِ الصَّبِيرِ أَي هَذِهِ الْجَارِيَةُ كالسَّحابة البَيْضاء الكَثِيفة تأْتي السَّحاب أَي تقصِدُ إِلى جُمْلَة السَّحاب. وتأْتالُه أَي تُصْلِحُه، وأَصله تأْتَوِلُهُ مِنَ الأَوْل وَهُوَ الإِصْلاح، ونصب

_ (4). قوله: [الحليحي] وقوله: [والصبر على معاصي إلخ] كذا بالأَصل

تأْتالَها على الجواب؛ قال وَمِثْلُهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: بِصَبُوحِ صَافِيَة وجَذْب كَرِينَةٍ، ... بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُه إِبهامُها أَي تُصْلِح هَذِهِ الكَرِينَة، وَهِيَ المُغَنِّية، أَوْتار عُودِها بِإِبْهامِها؛ وأَصله تَأْتَوِلُه إِبْهامُها فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ كَكِرْفِئَة الغيْث ذَاتِ الصَّبِيرِ للْخَنْسَاء، وَعَجُزُهُ: تَرْمِي السَّحابَ ويَرْمِي لَها وَقَبْلَهُ: ورَجْراجَة فَوْقَها بَيْضُنا، ... عَلَيْهَا المُضَاعَفُ، زُفْنا لَها والصَّبِير: السَّحَابُ الأَبيض لَا يَكَادُ يُمطِر؛ قَالَ رُشَيْد بْنِ رُمَيْض العَنَزيّ: تَرُوح إِليهمُ عَكَرٌ تَراغَى، ... كأَن دَوِيَّها رَعْدُ الصَّبِير الْفَرَّاءُ: الأَصْبار السَّحَائِبُ الْبِيضُ، الْوَاحِدُ صِبْر وصُبْر، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ. والصَّبِير: السَّحَابَةُ الْبَيْضَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ السَّحَابَةِ تَرَاهَا كأَنها مَصْبُورة أَي محبُوسة، وَهَذَا ضَعِيفٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّبير السَّحَابُ يَثْبُتُ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَلَا يبرَح كأَنه يُصْبَرُ أَي يُحْبَسُ، وَقِيلَ: الصَّبِير السَّحَابُ الأَبيض، وَالْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ، وَقِيلَ: جَمْعُهُ صُبُرٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فارْمِ بِهم لِيَّةَ والأَخْلافا، ... جَوْزَ النُّعامَى صُبُراً خِفافا والصُّبَارة مِنَ السَّحَابِ: كالصَّبِير. وصَبَرَه: أَوْثقه. وَفِي حَدِيثِ عَمَّار حِينَ ضرَبه عُثمان: فلمَّا عُوتِب فِي ضَرْبه إِياه قَالَ: هَذِهِ يَدِي لِعَمَّار فَلْيَصْطَبِر ؛ مَعْنَاهُ فَلْيَقْتَصَّ. يُقَالُ: صَبَرَ فُلَانٌ فُلَانًا لِوَلِيِّ فُلَانٍ أَي حَبَسَهُ، وأَصْبَرَه أَقَصَّه مِنْهُ فاصْطَبر أَي اقتصَّ. الأَحمر: أَقادَ السُّلْطَانُ فُلَانًا وأَقَصَّه وأَصْبَرَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا قَتَلَه بِقَوَد، وأَباءَهُ مثلهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَعَن إِنساناً بقضِيب مُدَاعَبة فَقَالَ لَهُ: أَصْبِرْني، قَالَ: اصْطَبر ، أَي أَقِدْني مِنْ نَفْسِكَ، قَالَ: اسْتَقِدْ. يُقَالُ: صَبَر فُلَانٌ مِنْ خصْمه واصْطَبَر أَي اقتصَّ مِنْهُ. وأَصْبَرَه الْحَاكِمُ أَي أَقصَّه مِنْ خصْمه. وصَبِيرُ الخُوانِ: رُقَاقَة عَرِيضَة تُبْسَطُ تَحْتَ مَا يُؤْكَلُ مِنَ الطَّعَامِ. ابْنُ الأَعرابي: أَصْبَرَ الرَّجُلُ إِذا أَكل الصَّبِيرَة، وَهِيَ الرُّقاقة الَّتِي يَغْرِفُ [يَغْرُفُ] عَلَيْهَا الخَبَاز طَعام العُرْس. والأَصْبَرةُ مِنَ الغَنَم والإِبل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ: الَّتِي تَرُوح وتَغْدُو عَلَى أَهلها لَا تَعْزُب عَنْهُمْ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ عَنْتَرَةَ: لَهَا بالصَّيْف أَصْبِرَةٌ وجُلّ، ... وسِتُّ مِنْ كَرائِمِها غِزَارُ الصِّبرُ والصُّبْرُ: جَانِبُ الشَّيْءِ، وبُصْره مثلُه، وَهُوَ حَرْف الشَّيْءِ وغِلَظه. والصِّبْرُ والصُّبْرُ: نَاحِيَةُ الشَّيْءِ وحَرْفُه، وَجَمْعُهُ أَصْبار. وصُبْرُ الشَّيْءِ: أَعلاه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: سِدْرة المُنْتَهى صُبْرُ الْجَنَّةِ ؛ قَالَ: صُبْرُها أَعلاها أَي أَعلى نَوَاحِيهَا؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب يَصِفُ رَوْضَةً: عَزَبَتْ، وباكَرَها الشَّتِيُّ بِدِيمَة ... وَطْفاء، تَمْلَؤُها إِلى أَصْبارِها وأَدْهَقَ الكأْس إِلى أَصْبارها ومَلأَها إِلى أَصْبارها أَي إِلى أَعالِيها ورأْسها. وأَخذه بأَصْباره أَي تَامًّا بِجَمِيعِهِ.

وأَصْبار الْقَبْرِ: نَوَاحِيهِ وأَصْبار الإِناء: جوانِبه. الأَصمعي: إِذا لَقِيَ الرَّجُلُ الشِّدة بِكَمَالِهَا قِيلَ: لَقِيها بأَصْبارها. والصُّبْرَة: مَا جُمِع مِنَ الطَّعَامِ بِلَا كَيْل وَلَا وَزْن بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الصُّبرة وَاحِدَةُ صُبَرِ الطَّعَامِ. يُقَالُ: اشْتَرَيْتُ الشَّيْءَ صُبْرَةً أَي بِلَا وَزْنٍ وَلَا كَيْلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّ عَلَى صُبْرَة طَعام فأَدخل يَدَه فِيهَا ؛ الصُّبْرة: الطَّعَامُ المجتمِع كالكُومَة. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظاً مَصْبُوراً أَي مَجْمُوعًا، قَدْ جُعل صُبْرة كصُبْرة الطَّعَامِ. والصُّبْرَة: الكُدْس، وَقَدْ صَبَّرُوا طَعَامَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ، قَالَ: كَانَ يَصْعَد إِلى السَّمَاءِ بُخَارٌ مِنَ الْمَاءِ، فاسْتَصْبَر فَعَادَ صَبِيراً ؛ اسْتَصْبَرَ أَي استكْثَف، وتراكَم، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ؛ الصَّبِير: سَحاب أَبيض متكاثِف يَعْنِي تَكَاثَفَ البُخار وتَراكَم فَصَارَ سَحاباً. وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: ويسْتَحْلب الصَّبِير ؛ وَحَدِيثِ ظَبْيَانَ: وسَقَوْهُم بِصَبِير النَّيْطَل أَي سَحاب الموْت والهَلاك. والصُّبْرة: الطَّعَامُ المَنْخُول بِشَيْءٍ شبِيه بالسَّرَنْد «1». والصُّبْرَة: الْحِجَارَةُ الْغَلِيظَةُ الْمُجْتَمِعَةُ، وَجَمْعُهَا صِبَار. والصُّبَارة، بِضَمِّ الصَّادِ: الْحِجَارَةُ، وَقِيلَ: الْحِجَارَةُ المُلْس؛ قَالَ الأَعشى: مَنْ مُبْلِغٌ شَيْبان أَنَّ ... المَرْءَ لَمْ يُخلَق صُبارَهْ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُرْوَى صِيَارَهْ؛ قَالَ: وَهُوَ نَحْوُهَا فِي الْمَعْنَى، وأَورد الْجَوْهَرِيَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ ... المَرْءَ لَمْ يُخْلَق صُبارَهْ؟ وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الأَزهري أَيضاً، وَيُرْوَى صَبَارهْ، بِفَتْحِ الصَّادِ، وَهُوَ جَمْعُ صَبَار وَالْهَاءُ دَاخِلَةٌ لِجَمْعِ الْجَمْعِ، لأَن الصَّبَارَ جَمْعُ صَبْرة، وَهِيَ حِجَارَةٌ شَدِيدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ لَمْ يَخْلُقْ صِبارهْ، بِكَسْرِ الصَّادِ، قَالَ: وأَما صُبارة وصَبارة فَلَيْسَ بِجَمْعٍ لصَبْرة لأَن فَعالًا لَيْسَ مِنْ أَبنية الْجُمُوعِ، وإِنما ذَلِكَ فِعال، بِالْكَسْرِ، نَحْوَ حِجارٍ وجِبالٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لَعَمْرو بْنِ مِلْقَط الطَّائِيِّ يُخَاطِبُ بِهَذَا الشِّعْرِ عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ قُتِلَ لَهُ أَخ عِنْدَ زُرارَةَ بْنِ عُدُس الدَّارِمِي، وَكَانَ بَيْنَ عَمْرِو بْنِ مِلْقَط وَبَيْنَ زُرارَة شَرٌّ، فَحَرَّضَ عَمرو بْنَ هِنْدٍ عَلَى بَنِي دارِم؛ يَقُولُ: لَيْسَ الإِنسان بِحَجَرٍ فَيَصْبِرُ عَلَى مِثْلِ هَذَا؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ: وحَوادِث الأَيام لَا ... يَبْقَى لَهَا إِلَّا الْحِجَارَهْ هَا إِنَّ عِجْزَةَ أُمّه ... بالسَّفْحِ، أَسْفَلَ مِنْ أُوارَهْ تَسْفِي الرِّياح خِلال كَشْحَيْه، ... وَقَدْ سَلَبوا إِزَارَهْ فاقتلْ زُرَارَةَ، لَا أَرَى ... فِي الْقَوْمِ أَوفى مِنْ زُرَارَهْ وَقِيلَ: الصُّبارة قِطْعَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ أَو حَدِيدٍ. والصُّبُرُ: الأَرض ذَاتُ الحَصْباء وَلَيْسَتْ بِغَلِيظَةٍ، والصُّبْرُ فِيهِ لُغَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَمِنْهُ قِيلٌ للحَرَّة: أُم صَبَّار ابْنُ سيدة: وأُمُ

_ (1). قوله: [بالسرند] هكذا في الأَصل وشرح القاموس

صَبَّار، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، الحرَّة، مُشْتَقٌّ مِنَ الصُّبُرِ الَّتِي هِيَ الأَرض ذَاتُ الحَصْباء، أَو مِنَ الصُّبَارة، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الرَّجْلاء مِنْهَا. والصَّبْرة مِنَ الْحِجَارَةِ: مَا اشْتَدَّ وغَلُظ، وَجَمْعُهَا الصَّبار؛ وأَنشد للأَعشى: كأَن تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فِيهَا، ... قُبَيْلَ الصُّبح، أَصْوَات الصَّبَارِ الهَاجَات: الضَّفادِع؛ شبَّه نَقِيق الضَّفَادِعِ فِي هَذِهِ الْعَيْنِ بِوَقْعِ الْحِجَارَةِ. والصَّبِير: الجَبَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ أَن أُم صَبَّار الْحَرَّةُ، وَقَالَ الْفَزَارِيُّ: هِيَ حَرَّةُ لَيْلَى وحرَّة النَّارِ؛ قَالَ: وَالشَّاهِدُ لِذَلِكَ قَوْلُ النَّابِغَةِ: تُدافِع الناسَ عَنَّا حِين نَرْكَبُها، ... مِنَ الْمَظَالِمِ تُدْعَى أُمَّ صَبَّار أَي تَدْفَعُ النَّاسَ عَنَّا فَلَا سَبِيل لأَحد إِلى غَزْوِنا لأَنها تَمْنَعُهُمْ مِنْ ذَلِكَ لِكَوْنِهَا غَلِيظة لَا تَطَؤُها الْخَيْلُ وَلَا يُغار عَلَيْنَا فِيهَا؛ وَقَوْلُهُ: مِنَ الْمَظَالِمِ هِيَ جَمْعُ مُظْلِمة أَي هِيَ حَرَّة سَوْدَاءُ مُظْلِمة. وَقَالَ ابْنُ السكِّيت فِي كِتَابِ الأَلفاظ فِي بَابِ الِاخْتِلَاطِ والشرِّ يَقَعُ بَيْنَ الْقَوْمِ: وَتُدْعَى الحرَّة والهَضْبَةُ أُمَّ صَبَّار. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: أَن أُم صَبَّار هِيَ الصَّفَاة الَّتِي لَا يَحِيك فِيهَا شَيْءٌ. قَالَ: والصَّبَّارة هِيَ الأَرض الغَلِيظة المُشْرفة لَا نَبْتَ فِيهَا وَلَا تُنبِت شَيْئًا، وَقِيلَ: هِيَ أُم صَبَّار، وَلَا تُسمَّى صَبَّارة، وإِنما هِيَ قُفٌّ غَلِيظَةٌ. قَالَ: وأَما أُمّ صَبُّور فَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: هِيَ الهَضْبة الَّتِي لَيْسَ لَهَا منفَذ. يُقَالُ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي أُمّ صَبُّور أَي فِي أَمرٍ ملتبِس شَدِيدٍ لَيْسَ لَهُ منفَذ كَهَذِهِ الهَضْبة الَّتِي لَا منفَذ لَهَا؛ وأَنشد لأَبي الْغَرِيبِ النَّصْرِيِّ: أَوْقَعَه اللهُ بِسُوءٍ فعْلِهِ ... فِي أُمِّ صَبُّور، فأَودَى ونَشِبْ وأُمّ صَبَّار وأُمُّ صَبُّور، كِلْتَاهُمَا: الدَّاهِيَةُ وَالْحَرْبُ الشَّدِيدَةُ. وأَصبر الرجلُ: وَقَعَ فِي أُم صَبُّور، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ، وَكَذَلِكَ إِذا وَقَعَ فِي أُم صَبَّار، وَهِيَ الحرَّة. يُقَالُ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي أُم صَبُّور أَي فِي أَمر شَدِيدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ وَقَعُوا فِي أُم صَبَّار وأُم صَبُّور، قَالَ: هَكَذَا قرأْته فِي الأَلفاظ صَبُّور، بِالْبَاءِ، قَالَ: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: أُم صيُّور، كأَنها مشتقَّة مِنَ الصِّيارة، وَهِيَ الْحِجَارَةُ. وأَصْبَرَ الرجلُ إِذا جَلَسَ عَلَى الصَّبِير، وَهُوَ الْجَبَلُ. والصِّبَارة: صِمَام القارُورَة وأَصبر رأْسَ الحَوْجَلَة بالصِّبَار، وَهُوَ السِّداد، وَيُقَالُ للسِّداد الْقَعْوَلَةُ والبُلْبُلَة «1». والعُرْعُرة. والصَّبِرُ: عُصَارة شَجَرٍ مُرٍّ، وَاحِدَتُهُ صَبِرَة وَجَمْعُهُ صُبُور؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا ابْنَ الخَلِيَّةِ، إِنَّ حَرْبي مُرَّة، ... فِيهَا مَذاقَة حَنْظَل وصُبُور قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غَيْرَ أَن ورقَ الصَّبرِ أَطول وأَعرض وأَثْخَن كَثِيرًا، وَهُوَ كَثِيرُ الْمَاءِ جِدًّا. اللَّيْثُ: الصَّبِر، بِكَسْرِ الْبَاءِ، عُصارة شَجَرٍ وَرَقُهَا كقُرُب السَّكاكِين طِوَال غِلاظ، فِي خُضْرتها غُبْرة وكُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر، يَخْرُجُ مِنْ وَسَطِهَا ساقٌ عَلَيْهِ نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّيح. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّبِر هَذَا الدَّواء المرُّ، وَلَا يسكَّن إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَمَرُّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَضْ وَفِي حَاشِيَةِ الصِّحَاحِ: الحُضَضُ الخُولان، وَقِيلَ هُوَ بِظَاءَيْنِ، وَقِيلَ بِضَادٍ وَظَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ

_ (1). قوله: [القعولة والبلبلة] هكذا في الأَصل وشرح القاموس

إِنشاده أَمَرَّ، بِالنَّصْبِ، وأَورده بِظَاءَيْنِ لأَنه يَصِفُ حَيَّة؛ وَقَبْلَهُ: أَرْقَشَ ظَمْآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ والصُّبَارُ، بِضَمِّ الصَّادِ: حَمْلُ شَجَرَةٍ شَدِيدَةِ الْحُمُوضَةِ أَشد حُموضَة مِنَ المَصْل لَهُ عَجَمٌ أَحمر عَرِيض يجلَب مِنَ الهِنْد، وَقِيلَ: هُوَ التَّمْرُ الْهِنْدِيُّ الْحَامِضُ الَّذِي يُتَداوَى بِهِ. وصَبَارَّة الشِّتَاءِ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: شِدَّةُ البَرْد؛ وَالتَّخْفِيفُ لُغَةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: أَتيته فِي صَبَارَّة الشِّتَاءِ أَي فِي شدَّة البَرْد. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتم هَذِهِ صَبَارَّة القُرّ ؛ هِيَ شِدَّةُ الْبَرْدِ كَحَمَارَّة القَيْظ. أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ اللَّبَن: المُمَقَّر والمُصَبَّرُ الشَّدِيدُ الْحُمُوضَةِ إِلى المَرارة؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: اشتُقَّا مِنَ الصَّبِر والمَقِر، وَهُمَا مُرَّان. والصُّبْرُ: قَبِيلَةٌ مِنْ غَسَّان؛ قَالَ الأَخطل: تَسْأَله الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان، إِذ حَضَرُوا، ... والحَزْنُ: كَيْفَ قَراك الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ الصُّبْر والحَزْن: قَبِيلَتَانِ، وَيُرْوَى: فَسَائِلِ الصُّبْر مِنْ غَسَّان إِذْ حَضَرُوا، والحَزْنَ، بِالْفَتْحِ، لأَنه قَالَ بَعْدَهُ: يُعَرِّفونك رأْس ابْنِ الحُبَاب، وَقَدْ ... أَمسى، وللسَّيْف فِي خَيْشُومه أَثَرُ يَعْنِي عُمير بْنَ الحُباب السُّلَمي لأَنه قُتِل وحُمِل رأْسهُ إِلى قَبائل غَسَّان، وَكَانَ لَا يُبَالِي بِهِم وَيَقُولُ: لَيْسُوا بِشَيْءٍ إِنما هُمْ جَشَرٌ. وأَبو صَبْرَة «1»: طَائِرٌ أَحمرُ البطنِ أَسوَدُ الرأْس والجناحَيْن والذَّنَب وَسَائِرُهُ أَحمر. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَعَل كَذَا وَكَذَا كَانَ لَهُ خَيْرًا مِنْ صَبِير ذَهَباً ؛ قِيلَ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ، بإِسقاط الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَهُوَ جبلَ لطيّء؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ جَاءَتْ فِي حَدِيثَيْنِ لِعَلِيٍّ وَمُعَاذٍ: أَما حَدِيثُ عَلِيٍّ فَهُوَ صِيرٌ، وأَما رِوَايَةُ مُعَاذٍ فصَبِير، قَالَ: كَذَا فَرق بَيْنَهُمَا بَعْضُهُمْ. صحر: الصَّحْراء مِنَ الأَرض: المُستوِيةُ فِي لِينٍ وغِلَظ دُونَ القُفِّ، وَقِيلَ: هِيَ الفَضاء الْوَاسِعُ؛ زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا نَبات فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّحراء البَرِّيَّة؛ غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ وإِن لَمْ تَكُنْ صِفَةً، وإِنما لَمْ تُصْرَفْ للتأْنيث وَلُزُومِ حَرْفِ التأْنيث لَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي بُشرى. تَقُولُ: صَحْراءُ وَاسِعَةٌ وَلَا تَقُلْ صَحْراءَة فَتُدْخِلَ تأْنيثاً عَلَى تأْنيث. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّحْراء مِنَ الأَرض مِثْلُ ظَهْرِ الدَّابَّةِ الأَجْرَد لَيْسَ بِهَا شَجَرٌ وَلَا إِكام وَلَا جِبال مَلْساء. يُقَالُ: صَحْرَاءُ بَيِّنة الصَّحَر والصُّحْرَة. وأَصْحَر المكانُ أَي اتَّسع. وأَصْحَرَ. الرَّجُلُ: نَزَلَ الصَّحْرَاءَ. وأَصْحَرَ الْقَوْمُ: بَرَزُوا فِي الصَّحْراء، وَقِيلَ: أَصْحَرَ الرَّجُلُ إِذا «2» .... كأَنه أَفضى إِلى الصَّحْراء الَّتِي لَا خَمَرَ بِهَا فَانْكَشَفَ. وأَصْحَرَ الْقَوْمُ إِذا بَرَزُوا إِلى فَضَاءٍ لَا يُوارِيهم شَيْءٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: سَكَّن اللَّهُ عُقَيراكِ فَلَا تُصْحِرِيها ؛ مَعْنَاهُ لَا تُبْرِزِيها إِلى الصَّحْراء؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ متعدِّياً عَلَى حَذْفِ الْجَارِ وإِيصال الْفِعْلِ فإِنه غَيْرُ مُتَعَدٍّ، وَالْجَمْعُ الصَّحارى والصَّحارِي، وَلَا يُجْمَعُ عَلَى صُحْر لأَنه لَيْسَ بِنَعْتٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْجَمْعُ صَحْرَاوَات وصَحارٍ، وَلَا يكسَّر عَلَى فُعْل لأَنه وإِن كان صفة فقد غلب عليه

_ (1). قوله: [أَبو صبرة أَلخ] عبارة القاموس وأَبو صبيرة كجهينة طَائِرٌ أَحْمَرُ الْبَطْنِ أَسْوَدُ الظهر والرأس والذنب (2). هكذا بياض بالأَصل

الِاسْمُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ الصَّحارِي والصَّحْراوات، قَالَ: وَكَذَلِكَ جَمْعُ كُلِّ فَعَلَاءَ إِذا لَمْ يَكُنْ مُؤَنَّثَ أَفْعَلَ مِثْلَ عَذْراء وخَبْراء ووَرْقاء اسْمُ رَجُلٍ، وأَصل الصَّحارِي صَحارِيّ، بِالتَّشْدِيدِ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ لأَنك إِذا جَمَعْتَ صَحْراء أَدخلت بَيْنَ الْحَاءِ وَالرَّاءِ أَلفاً وَكَسَرْتَ الرَّاءَ، كَمَا يُكسر مَا بَعْدَ أَلِف الْجَمْعِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ نَحْوَ مَسَاجِدَ وجَعافِر، فَتَنْقَلِبُ الأَلف الأُولى الَّتِي بَعْدَ الرَّاءِ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، وَتَنْقَلِبُ الأَلف الثَّانِيَةُ الَّتِي للتأْنيث أَيضاً يَاءً فتدغَم، ثُمَّ حَذَفُوا الْيَاءَ الأُولى وأَبدلوا مِنَ الثَّانِيَةِ أَلفاً فَقَالُوا صَحارى، بِفَتْحِ الرَّاءِ، لِتَسْلَمَ الأَلف مِنَ الْحَذْفِ عِنْدَ التَّنْوِينِ، وإِنما فَعَلُوا ذَلِكَ لِيُفَرِّقُوا بَيْنَ الْيَاءِ الْمُنْقَلِبَةِ مِنَ الأَلف للتأْنيث وَبَيْنَ الْيَاءِ الْمُنْقَلِبَةِ مِنَ الأَلف الَّتِي لَيْسَتْ للتأْنيث نَحْوَ أَلِفِ مَرْمًى وَمَغْزًى، إِذ قَالُوا مَرَامِي ومَغازِي، وَبَعْضُ الْعَرَبِ لَا يَحْذِفُ الياءَ الأُولى وَلَكِنْ يَحْذِفُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ الصَّحارِي بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَهَذِهِ صَحارٍ، كَمَا يَقُولُ جَوارٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فأَصْحِرْ لعدُوّك وامْض عَلَى بَصِيرَتِك أَي كُنْ مِنْ أَمره عَلَى أَمرٍ وَاضِحٍ منكَشِف، مِنْ أَصْحَر الرَّجُلُ إِذا خَرَجَ إِلى الصَّحراء. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: فأَصْحِرْ بِي لغَضَبك فَريداً. والمُصاحِرُ: الَّذِي يُقَاتِلُ قِرْنه فِي الصَّحراء وَلَا يُخاتِلُه. والصُّحْرة: جَوْبة تَنْجاب فِي الحرَّة وَتَكُونُ أَرضاً ليِّنة تُطِيف بِهَا حِجَارَةٌ، وَالْجَمْعُ صُحَرٌ لَا غَيْرُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ يرَاعاً: سَبِيٌّ مِنْ يَراعَتِه نَفاهُ ... أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلُوبُ قَوْلُهُ سَبِيّ أَي غريب. واليَراعَة هاهنا: الأَجَمَة. ولَقِيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ إِذا لَمْ يَكُنْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، وَهِيَ غَيْرُ مُجْراةٍ، وَقِيلَ لَمْ يُجْرَيَا لأَنهما اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا. وأَخبره بالأَمر صَحْرَةَ بَحْرَةَ، وصَحْرَةً بَحْرَةً أَي قَبَلا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ أَحد. وأَبرز لَهُ مَا فِي نَفْسِهِ صَحَاراً: كأَنه جَاهَرَهُ بِهِ جِهاراً. والأَصْحَرُ: قَرِيبٌ مِنَ الأَصهَب، وَاسْمُ اللَّوْن الصَّحَرُ والصُّحْرَةُ، وَقِيلَ: الصَّحَرُ غُبرة فِي حُمْرة خَفِيفَةٍ إِلى بَيَاضٍ قَلِيلٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَحْدُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجةً، ... صُحْرَ السَّرابِيل فِي أَحْشائها قَبَبُ وَقِيلَ: الصُّحْرة حُمْرَةٌ تضرِب إِلى غُبرة؛ وَرَجُلٌ أَصْحَر وامرأَة صَحْراء فِي لَوْنِهَا. الأَصمعي: الأَصْحَرُ نَحْوَ الأَصْبَح، والصُّحْرة لَوْن الأَصْحَر، وَهُوَ الَّذِي فِي رأْسه شُقرة. واصْحارَّ النبْت اصْحِيراراً: أَخذت فِيهِ حُمْرَةٌ لَيْسَتْ بِخَالِصَةٍ ثُمَّ هَاجَ فاصفرَّ فَيُقَالُ لَهُ: اصْحارَّ. واصحارَّ السُّنْبُل: احمرَّ، وَقِيلَ: ابيضَّت أَوائله. وحِمار أَصْحَرُ اللَّوْنِ، وأَتان صَحُورٌ: فِيهَا بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ، وَجَمْعُهُ صُحُر، والصُّحْرة اسْمُ اللَّوْن، والصَّحَر الْمَصْدَرُ. والصَّحُور أَيضاً: الرَّمُوح يَعْنِي النَّفُوحَ بِرِجْلِهَا. والصَّحِيرة: اللَّبَن الحلِيب يُغْلَى ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ السَّمْنُ فَيُشْرَبُ شُرْبًا، وَقِيلَ: هِيَ مَحْض الإِبل وَالْغَنَمِ وَمِنَ المِعْزَى إِذا احْتِيجَ إِلى الحَسْوِ وأَعْوَزَهُمُ الدَّقِيقُ وَلَمْ يَكُنْ بأَرضهم طَبَخُوه ثُمَّ سَقَوْه العَليل حَارًّا؛ وصَحَره يَصْحَره صَحْراً: طَبَخَهُ، وَقِيلَ: إِذا سُخِّن الْحَلِيبُ خَاصَّةً حَتَّى يَحْتَرِقَ، فَهُوَ صَحِيرة، والفِعْل كَالْفِعْلِ، وَقِيلَ: الصَّحِيرة اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُسَخَّنُ ثُمَّ يذرُّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُصْحَر وَهُوَ أَن يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ أَو يُجْعَلَ فِي القِدْر فَيُغْلَى فِيهِ فَوْرٌ وَاحِدٌ حَتَّى يَحْتَرِقَ، وَالِاحْتِرَاقُ قَبْلَ الغَلْي،

وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهِ دَقِيقٌ وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهِ سَمْنٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّحِيرة مِنَ الصَّحْرِ كالفَهِيرة مِنَ الفِهْر. والصُّحَيْراء، مَمْدُودٌ عَلَى مِثَالِ الكُدَيْراء: صِنْف مِنَ اللَّبَنِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَمْ يُعيِّنه. والصَّحِير: مِنْ صوْت الْحَمِيرِ، صَحَر الْحِمَارُ يَصْحَر صَحِيراً وصُحَاراً، وَهُوَ أَشد مِنَ الصَّهِيل فِي الْخَيْلِ. وصُحار الْخَيْلِ: عرَقها، وَقِيلَ: حُمَّاها. وصَحَرته الشَّمْسُ: آلَمَتْ دِماغه. وصُحْرُ: اسْمُ أُخت لُقْمان بن عاد. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: مَا لِي ذَنْب إِلَّا ذَنْبُ صُحْرَ؛ هُوَ اسْمُ امرأَة عُوقبت عَلَى الإِحسان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صُحْرُ هِيَ بِنْتُ لُقْمَانَ الْعَادِيِّ وَابْنُهُ لُقَيم، بِالْمِيمِ، خَرَجَا فِي إِغارة فأَصابا إِبلًا، فَسَبَقَ لُقَيم فأَتى مَنْزِلَهُ فَنَحَرَتْ أُخته صُحْرُ جَزُوراً مِنْ غَنيمته وَصَنَعَتْ مِنْهَا طَعَامًا تتحِف بِهِ أَباها إِذا قدِم، فَلَمَّا قدِم لُقْمان قدَّمت لَهُ الطَّعَامَ، وَكَانَ يحسُد لُقَيْمًا، فَلَطَمَهَا وَلَمْ يَكُنْ لَهَا ذَنْبٌ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خالَوْيهِ هِيَ أُخت لقمان بن عاد، وَقَالَ: إِنَّ ذَنْبَهَا هُوَ أَن لُقْمَانَ رأَى فِي بَيْتِهَا نُخامة فِي السَّقْف فَقَتَلَهَا، وَالْمَشْهُورُ مِنَ الْقَوْلَيْنِ هُوَ الأَول. وصُحَارٌ: اسْمُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ القَيْس؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَقِيَتْ صُحارَ بَنِي سِنان فِيهِمُ ... حَدَباً كأَعصلِ مَا يَكُونُ صُحار وَيُرْوَى: كأَقْطَمِ مَا يَكُونُ صُحار. وصُحار: قَبِيلَةٌ. وصُحار: مَدِينَةُ عُمَان. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: صُحار، بِالضَّمِّ، قَصَبَة عُمان مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ، وتُؤَام قَصَبتها مِمَّا يَلِي السَّاحل. وَفِي الْحَدِيثِ: كُفِّن رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ثَوْبَيْن صُحَارِيَّيْنِ ؛ صُحَارٌ: قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ نُسِب الثوبُ إِليها، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الصُّحْرة مِنَ اللَّوْن، وثَوْب أَصْحَر وصُحارِيّ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه رأَى رَجُلًا يقطَع سَمُرة بِصُحَيرات اليَمام ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَ: واليَمام شَجَر أَو طَيْرٌ. والصُّحَيرات: جمعٌ مُصَغَّرٌ وَاحِدُهُ صُحْرة،. وَهِيَ أَرض لَيِّنة تَكُونُ فِي وَسَطِ الحرَّة. قَالَ: هَكَذَا قَالَ أَبو مُوسَى وفَسَّر اليَمام بِشَجَرٍ أَو طَيْرٍ، قَالَ: فأَما الطَّيْرُ فَصَحِيحٌ، وأَما الشَّجَرُ فَلَا يُعرف فِيهِ يَمَامٌ، بِالْيَاءِ، وإِنما هُوَ ثُمام، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ضَبَطَهُ الحازِمي قَالَ: هُوَ صُحَيْرات الثُّمَامة، وَيُقَالُ فِيهِ الثُّمَامُ، بِلَا هَاءٍ قَالَ: وَهِيَ إِحدى مَرَاحِلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى بَدْر. صخر: الصَّخرة: الْحَجَرُ الْعَظِيمُ الصُّلْب، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ فِي صَخْرة أَي فِي الصَّخْرة الَّتِي تَحْتَ الأَرض، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَطِيفٌ بِاسْتِخْرَاجِهَا، خَبِيرٌ بِمَكَانِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّخْرة مِنَ الْجَنَّةِ؛ يُرِيدُ صَخْرة بَيْتِ المَقْدِس. والصَّخَرَة: كالصَّخْرة، وَالْجَمْعُ صَخْرٌ وصَخَر وصُخُور وصُخورة وصِخَرة وصَخَرات. وَمَكَانٌ صَخِر ومُصْخِر: كَثِيرُ الصَّخْر. والصَّاخِرَة: إِناءٌ مِنْ خَزَف. والصَّخِير: نبْت. وصَخْر بْنُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيد: أَخو الخَنْساء. والصَّاخِر: صوْت الحديد بعضه على بعض. صدر: الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كُلِّ شَيْءٍ وأَوَّله، حَتَّى إِنهم لَيَقُولُونَ: صَدْر النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وصَدْر الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ مُذَكَّرًا؛ فأَما قول الأَعشى:

وتَشْرَقُ بالقَوْل الَّذِي قَدْ أَذَعْتَه، ... كَمَا شَرِقَتْ صَدْر القَناة مِنَ الدَّمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن شِئْتَ قُلْتَ أَنث لأَنه أَراد الْقَنَاةَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ إِن صَدْر القَناة قَناة؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ: مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم والصَّدْر: وَاحِدُ الصُّدُور، وَهُوَ مُذَكَّرٌ، وإِنما أَنثه الأَعشى فِي قَوْلِهِ كَمَا شَرِقَتْ صَدْر القَناة عَلَى الْمَعْنَى، لأَن صَدْر القَناة مِنَ القَناة، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الِاسْمَ الْمُضَافَ إِلى الْمُؤَنَّثِ، وصَدْر الْقَنَاةِ: أَعلاها. وصَدْر الأَمر: أَوّله. وصَدْر كُلِّ شَيْءٍ: أَوّله. وكلُّ مَا وَاجَهَكَ: صَدْرٌ، وَصَدْرُ الإِنسان مِنْهُ مذكَّر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَجَمْعُهُ صُدُور وَلَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ؛ وَالْقَلْبُ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الصَّدْر إِنما جَرَى هَذَا عَلَى التَّوْكِيدِ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ؛ وَالْقَوْلُ لَا يَكُونُ إِلَّا بالفَمِ لَكِنَّهُ أَكَّد بِذَلِكَ، وَعَلَى هَذَا قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: إِن هَذَا أَخي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً أُنثى. والصُّدُرة: الصَّدْر، وَقِيلَ: مَا أَشرف مِنْ أَعلاه. والصَّدْر: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ. التَّهْذِيبِ: والصُّدْرة مِنَ الإِنسان مَا أَشرف مِنْ أَعلى صدْره؛ وَمِنْهُ الصُّدْرة الَّتِي تُلبَس؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا قَوْلُ امرأَة طائيَّة كَانَتْ تَحْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ، فَفَرِكَتْهُ وَقَالَتْ: إِني مَا عَلِمْتُكَ إِلَّا ثَقِيل الصُّدْرة سَرِيعَ الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة. والأَصْدَر: الَّذِي أَشرفت صُدْرته. والمَصْدُور: الَّذِي يَشْتَكِي صَدْرَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: حَتَّى متَى تقولُ هَذَا الشِّعْرَ؟ فَقَالَ: لَا بُدَّ للمَصْدُور مِنْ أَن يَسْعُلا المَصْدُور: الَّذِي يَشْتَكِي صَدْره، صُدِرَ فَهُوَ مَصْدُورٌ؛ يُرِيدُ: أَن مَنْ أُصيب صَدْره لَا بُدَّ لَهُ أَن يَسْعُل، يَعْنِي أَنه يَحْدُث للإِنسان حَالٌ يتمثَّل فِيهِ بِالشِّعْرِ ويطيِّب بِهِ نَفْسَهُ وَلَا يَكَادُ يَمْتَنِعُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: قيل له إِن عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ الشِّعْر، قَالَ: ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا يَنْفُثَ [يَنْفِثَ] أَي لَا يَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يَخْرُجَانِ مِنَ الفَمِ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: قِيلَ لَهُ رَجُلٌ مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَحَدَثٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا ، يَعْنِي يَبزُق قَيْحاً. وبَنَات الصَّدْرِ: خَلَل عِظامه. وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْراً: شَكَا صَدْرَه؛ وأَنشد: كأَنما هُوَ فِي أَحشاء مَصْدُورِ وصَدَرَ فُلَانٌ فُلَانًا يَصْدُرُه صَدْراً: أَصاب صَدْرَه. وَرَجُلٌ أَصْدَرُ: عَظِيمُ الصَّدْرِ، ومُصَدَّر: قَوِيُّ الصَّدْر شَدِيدُهُ؛ وَكَذَلِكَ الأَسَد وَالذِّئْبُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر ؛ هُوَ الْعَظِيمُ الصَّدْر. وفَرس مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه. والمُصَدَّرُ مِنَ الْخَيْلِ وَالْغَنَمِ: الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النِّعاج السَّوداء الصَّدْرِ وسائرُها أَبيضُ؛ وَنَعْجَةٌ مُصَدَّرَة. وَرَجُلٌ بَعِيدُ الصَّدْر: لَا يُعطَف، وَهُوَ عَلَى المثَل. والتَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر فِي الجُلوس. وصَدَّر كِتَابَهُ: جَعَلَ لَهُ صَدْراً؛ وصَدَّره فِي الْمَجْلِسِ فتصدَّر. وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر، كِلَاهُمَا: تقدَّم الخيلَ بِصَدره. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُصَدَّرُ مِنَ الْخَيْلِ السَّابِقِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّدْرَ؛ وَيُقَالُ: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جَاءَ قَدْ سَبَقَ وَبَرَزَ بِصَدْرِه وَجَاءَ مُصَدَّراً؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ يَصِفُ فَرَسًا:

كأَنه بَعْدَ ما صَدّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ... سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ، مَبْلُولُ كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ. بعد ما صَدَّرْنَ: يَعْنِي خَيْلَا سَبَقْنَ بصُدُورِهِنَّ. والعَرَق: الصفُّ مِنَ الْخَيْلِ؛ وَقَالَ دُكَيْنٌ: مُصَدَّرٌ لَا وَسَطٌ وَلَا بَالي «1» . وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ: بعد ما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ أَي هَرَقْنَ صَدْراً مِنَ العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: رواه بعد ما صُدِّرْنَ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، أَي أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعد ما عَرِقَ؛ قَالَ: والأَول أَجود؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ جَرِيرًا: وحَسِبتَ خيْلَ بَنِي كُلَيْبٍ مَصْدَراً، ... فَغَرِقْتَ حِينَ وَقَعْتَ فِي القَمْقَامِ يَقُولُ: اغْتَرَرْتَ بخيْل قَوْمِكَ وَظَنَنْتَ أَنهم يخلِّصونك من بحر فَلَمْ يَفْعَلُوا. وَمِنْ كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يُقَالَ: صُودِرَ فلانٌ الْعَامِلُ عَلَى مالٍ يؤدِّيه أَي فُورِقَ عَلَى مالٍ ضَمِنَه. والصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قَالَ الأَزهري: وَكَانَتِ المرأَة الثَّكْلَى إِذا فَقَدَتْ حَمِيمَهَا فأَحَدّتْ عَلَيْهِ لَبِسَتْ صِدَاراً مِنْ صُوف؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فَلَاةً: كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فِيهَا ... عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عَنْهَا الصَّدارَا ابْنُ الأَعرابي: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، وَهِيَ الصِّدار والأُصْدَة. والعرَب تَقُولُ لِلْقَمِيصِ الصَّغِيرِ والدِّرْع الْقَصِيرَةِ: الصُّدْرَةُ، وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا يَلي الصَّدْر مِنَ الدِّرْعِ صِدارٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الصِّدارُ. بِكَسْرِ الصَّادِ، قَمِيصٌ صَغِيرٌ يَلي الْجَسَدَ. وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ ذَاتِ صِدارٍ خالَةٌ أَي مِنْ حَقِّ الرَّجُلِ أَن يَغارَ عَلَى كُلِّ امرأَة كَمَا يَغارُ عَلَى حُرَمِهِ. وَفِي حَدِيثِ الخَنْساء: دخلتْ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر ؛ الصِّدار: الْقَمِيصُ الْقَصِيرُ كَمَا وَصَفناه أَوَّلًا. وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها مَا بَيْنَ أَصابعها إِلي الحِمارَة. وصَدْرُ النَّعْلِ: مَا قُدَّام الخُرْت مِنْهَا. وصَدْرُ السَّهْم: مَا جَاوَزَ وسَطَه إِلى مُسْتَدَقِّهِ، وَهُوَ الَّذِي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ بِهِ، وسُمي بِذَلِكَ لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي، وَقِيلَ: صَدْرُ السَّهْمِ مَا فَوْقَ نِصْفِهِ إِلى المَرَاش. وَسَهْمٌ مُصَدَّر: غَلِيظُ الصَّدْر، وصَدْرُ الرُّمْحِ: مِثْلُهُ. ويومٌ كصَدْرِ الرُّمْحِ: ضيِّق شَدِيدٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا يَوْمٌ تُخَصُّ بِهِ الحرْب؛ قَالَ وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي: وَيَوْمٍ كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه ... بِلَيْلي فَلَهَّانِي، وَمَا كُنْتُ لاهِيَا وصُدُورُ الْوَادِي: أَعاليه ومَقادمُه، وَكَذَلِكَ صَدَائرُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد. أَأَنْ غَرَّدَتْ فِي بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ ... بَكَيْتَ، وَلِمَ يَعْذِرْكَ فِي الجهلِ عاذِرُ؟ تَعَالَيْنَ فِي عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى ... عَلَى فَنَنٍ، قَدْ نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ وَاحِدُهَا صَادِرَة وصَدِيرَة «2». والصَّدْرُ فِي العَروضِ: حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نُونَ فاعِلاتُنْ؛

_ (1). قوله: [مصدر إِلخ] كذا بالأَصل (2). قوله: [واحدها صادرة وصديرة] هكذا في الأَصل وعبارة القاموس جمع صدارة وصديرة

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ، وإِنما حُكْمُهُ أَن يَقُولَ الصَدْر الأَلف الْمَحْذُوفَةُ لِمُعاقَبَتها نُونَ فاعِلاتُنْ. والتَّصْدِيرُ؛ حِزَامُ الرَّحْل والهَوْدَجِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فأَما قَوْلُهُمُ التَّزْدِيرُ فَعَلَى المُضارعة وَلَيْسَتْ بلُغَة؛ وَقَدْ صَدَّرَ عَنِ الْبَعِيرِ. والتَّصْدِيرُ: الحِزام، وَهُوَ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ، والحَقَبُ عِنْدَ الثِّيل. اللَّيْثُ: التَّصْدِيرُ حَبْلٌ يُصَدَّرُ بِهِ الْبَعِيرُ إِذا جرَّ حِمْله إِلى خلْف، والحبلُ اسْمُهُ التَّصْدِيرُ، وَالْفِعْلُ التَّصْدِيرُ. قَالَ الأَصمعي: وَفِي الرَّحْلِ حِزامَةٌ يُقَالُ لَهُ التَّصْدِيرُ، قَالَ: والوَضِينُ والبِطان لِلْقَتَبِ، وأَكثر مَا يُقَالُ الحِزام للسَّرج. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ صَدِّرْ عَنْ بَعِيرك، وَذَلِكَ إِذا خَمُصَ بطنُه وَاضْطَرَبَ تَصْدِيرُهُ فيُشدُّ حَبْلٌ مِنَ التَّصْدِيرِ إِلى مَا وَرَاءَ الكِرْكِرَة، فَيَثْبُتُ التَّصْدِير فِي مَوْضِعِهِ، وَذَلِكَ الْحَبْلُ يُقَالُ لَهُ السِّنافُ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ أَنَّ التَّصدْيِر حَبْلٌ يُصَدَّر بِهِ الْبَعِيرُ إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، وَالَّذِي أَراده يسمَّى السِّناف، والتَّصْديرُ: الْحِزَامُ نفسُه. والصِّدارُ: سِمَةٌ عَلَى صَدْرِ الْبَعِيرِ. والمُصَدَّرُ: أَول الْقِدَاحِ الغُفْل الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا فُروضٌ وَلَا أَنْصباء، إِنما تثقَّل بِهَا الْقِدَاحُ كراهِيَة التُّهَمَة؛ هَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. والصَّدَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: الِاسْمُ، مِنْ قَوْلِكَ صَدَرْت عَنِ الْمَاءِ وَعَنِ البِلاد. وَفِي الْمَثَلِ: تَرَكْته عَلَى مِثْل ليلَة الصَّدَرِ؛ يَعْنِي حِينَ صَدَرَ النَّاسُ مِنْ حَجِّهِم. وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع، وَالْمَوْضِعُ مَصْدَر وَمِنْهُ مَصادِر الأَفعال. وصادَرَه عَلَى كَذَا. والصَّدَرُ: نقِيض الوِرْد. صَدَرَ عَنْهُ يَصْدُرُ [يَصْدِرُ] صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدَراً؛ الأَخيرة مضارِعة؛ قَالَ: ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القِلى؛ تَرْكُ ذِي الهَوَى، ... مَتِينِ القُوَى، خَيْرٌ مِنَ الصَّرْمِ مَزْدَرَا وَقَدْ أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ، والأَوَّل أَعلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِمَّا أَن يَكُونَ هَذَا عَلَى نِيَّةِ التعدَّي كأَنه قَالَ حَتَّى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثُمَّ حَذَفَ الْمَفْعُولَ، وإِمَّا أَن يَكُونَ يَصدرُ هاهنا غَيْرَ متعدٍّ لَفْظًا وَلَا مَعْنًى لأَنهم قَالُوا صَدَرْتُ عَنِ الْمَاءِ فَلَمْ يُعَدُّوه. وَفِي الْحَدِيثِ: يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً وَاحِدًا ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى ؛ الصَّدَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: رُجوع الْمُسَافِرِ مِنْ مَقصِده والشَّارِبةِ مِنَ الوِرْدِ. يُقَالُ: صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُوراً وصَدَراً؛ يَعْنِي أَنه يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعِهِمْ فَيَهْلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم، ثُمَّ يَصْدُرون بَعْدَ الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة عَلَى قدْر أَعمالهم ونِيَّاتِهم، ففريقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَر ؛ يعني بمكة بَعْدَ أَن يَقْضِيَ نُسُكَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ لَهُ رَكْوة تسمَّى الصادِرَ ؛ سمِّيت بِهِ لأَنه يُصْدَرُ عَنْهَا بالرِّيّ؛ وَمِنْهُ: فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فَلَمْ نَحْتَجْ إِلى المُقام بِهَا لِلْمَاءِ. وَمَا لَهُ صادِرٌ وَلَا وارِدٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا لَهُ شَيْءٌ وَلَا قوْم. وَطَرِيقٌ صادِرٌ: مَعْنَاهُ أَنه يَصْدُر بِأَهْله عَنِ الْمَاءِ. ووارِدٌ: يَرِدُهُ بِهم؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ ناقَتَيْن: ثُمَّ أَصْدَرْناهُما فِي وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قَدْ مَثَلْ أَراد فِي طَرِيقٍ يُورد فِيهِ ويُصْدَر عَنِ الْمَاءِ فِيهِ. والوَهْمُ: الضَّخْمُ، وَقِيلَ: الصَّدَرُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ الرُّجُوع. اللَّيْثُ: الصَّدَرُ الِانْصِرَافُ عَنِ الوِرْد وَعَنْ كُلِّ أَمر. يُقَالُ: صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَبْتَدِئُ أَمْراً ثُمَّ لَا يُتِمُّه: فُلان يُورِد وَلَا يُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قِيلَ: أَوْرَدَ وأَصْدَرَ. قَالَ

أَبو عُبَيْدٍ: صَدَرْتُ عَنِ البِلاد وَعَنِ الْمَاءِ صَدَراً، هُوَ الِاسْمُ، فإِذا أَردت الْمَصْدَرَ جَزَمْتَ الدَّالَ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ: وليلةٍ قَدْ جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها ... صَدْرَ المطِيَّة حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْهُ عِيٌّ وَاخْتِلَاطٌ، وَقَدْ وَضَعَ مِنْهُ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ فِي خُطْبَةِ كتابِه المحكَم فَقَالَ: وَهَلْ أَوحَشُ مِنْ هَذِهِ الْعِبَارَةِ أَو أَفحشُ مِنْ هَذِهِ الإِشارة؟ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّدْرُ، بِالتَّسْكِينِ، الْمَصْدَرُ، وَقَوْلُهُ صَدْرَ المطِيَّة مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ السَّدَف، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ السُّدَف جَمَعَ سُدْفَة، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِ ابْنِ مُقْبِلٍ مَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَاللَّهُ أَعلم. والصَّدَر: الْيَوْمُ الرَّابِعُ مِنْ أَيام النَّحْرِ لأَن النَّاسَ يَصْدُرون فِيهِ عَنْ مَكَّةَ إِلى أَماكنهم. وَتَرَكْتَهُ عَلَى مِثْل لَيْلَةِ الصَّدَر أَي لَا شَيْءَ لَهُ. والصَّدَر: اسْمٌ لِجَمْعٍ صَادِرٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِذا مَا النُّجُومُ ... أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ والأَصْدَرَانِ: عِرْقان يَضْرِبَانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ، لَا يُفْرَدُ لَهُمَا وَاحِدٌ. وَجَاءَ يضرِب أَصْدَرَيْه إِذا جَاءَ فارِغاً، يَعْنِي عِطْفَيْهِ، ويُرْوَى أَسْدَرَيْهِ، بِالسِّينِ، وَرَوَى أَبو حَاتِمٍ: جَاءَ فُلَانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْهِ وأَزْدَرَيهِ أَي جَاءَ فَارِغًا، قَالَ: وَلَمْ يَدْرِ مَا أَصله؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ وَلَمْ يعرِف شَيْئًا منهنَّ. وَفِي حَدِيثِ الحسَن: يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه أَي منكِبيه، وَيُرْوَى بِالزَّايِ وَالسِّينِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ ؛ أَي يَرْجِعُوا مِنْ سَقْيِهم، وَمَنْ قرأَ يُصْدِرَ أَراد يَرُدُّونَ. مواشِيَهُمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً ؛ أَي يَرْجِعُونَ. يُقَالُ: صَدَرَ الْقَوْمُ عَنِ الْمَكَانِ أَي رَجَعُوا عَنْهُ، وصَدَرُوا إِلى الْمَكَانِ صَارُوا إِليه؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَرَفَةَ. والوارِدُ: الجائِي، والصَّادِرُ: الْمُنْصَرِفُ. التَّهْذِيبِ: قَالَ اللَّيْثُ: المَصْدَرُ أَصل الْكَلِمَةِ الَّتِي تَصْدُرُ عَنْهَا صَوادِرُ الأَفعال، وَتَفْسِيرُهُ أَن الْمَصَادِرَ كَانَتْ أَول الْكَلَامِ، كَقَوْلِكَ الذَّهَابُ والسَّمْع والحِفْظ، وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عَنْهَا، فَيُقَالُ: ذَهَبَ ذَهَابًا وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً وحَفِظ حِفْظاً؛ قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: اعْلَمْ أَن الْمَصْدَرَ الْمَنْصُوبَ بِالْفِعْلِ الَّذِي اشتُقَّ مِنْهُ مفعولٌ وَهُوَ تَوْكِيدٌ لِلْفِعْلِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قُمْتُ قِياماً وَضَرَبْتُهُ ضَرْباً إِنما كَرَّرْتَهُ «3». وَفِي قمتُ دليلٌ لِتَوْكِيدِ خَبَرِكَ عَلَى أَحد وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنك خِفْت أَن يَكُونَ مَنْ تُخاطِبه لَمْ يَفهم عَنْكَ أَوَّلَ كَلَامِكَ، غَيْرَ أَنه عَلِمَ أَنك قُلْتَ فَعَلْتَ فِعْلًا، فقلتَ فعلتُ فِعلًا لتردِّد اللَّفْظَ الَّذِي بدأْت بِهِ مكرَّراً عَلَيْهِ لِيُكُونَ أَثبت عِنْدَهُ مِنْ سَمَاعِهِ مرَّة وَاحِدَةً، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن تَكُونَ أَردت أَن تُؤَكِّدَ خَبَرَكَ عِنْدَ مَنْ تُخَاطِبُهُ بأَنك لَمْ تَقُلْ قمتُ وأَنت تُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ، فردَّدته لِتَوْكِيدِ أَنك قلتَه عَلَى حَقِيقَتِهِ، قَالَ: فإِذا وَصَفْتَهُ بِصِفَةٍ لَوْ عرَّفته دَنَا مِنَ المفعول به لأَن فَعَلْتَهُ نَوْعًا مِنْ أَنواع مُخْتَلِفَةٍ خَصَّصْتَهُ بِالتَّعْرِيفِ، كَقَوْلِكَ قُلْتُ قَوْلًا حَسَنًا وَقُمْتُ الْقِيَامَ الَّذِي وَعَدْتك. وصادِرٌ: مَوْضِعُ؛ وَكَذَلِكَ بُرْقَةُ صَادِرٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِينَ لَقِيتُه ... يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ

_ (3). قوله: [إِنما كررته إِلى قوله وصادر موضع] هكذا في الأَصل

وصادِرَة: اسْمُ سِدْرَة مَعْرُوفَةٍ: ومُصْدِرٌ: مِنْ أَسماء جُمادَى الأُولى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها عادِيَّة. صرر: الصِّرُّ، بِالْكَسْرِ، والصِّرَّةُ: شدَّة البَرْدِ، وَقِيلَ: هُوَ البَرْد عامَّة؛ حكِيَتِ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّرُّ الْبَرْدُ الَّذِي يَضْرِبُ النَّبات ويحسِّنه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَمَّا قَتَلَهُ الصِّرُّ مِنَ الْجَرَادِ أَي البَرْد. ورِيحٌ صِرُّ وصَرْصَرٌ: شَدِيدَةُ البَرْدِ، وَقِيلَ: شَدِيدَةُ الصَّوْت. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ؛ قَالَ: الصِّرُّ والصِّرَّة شِدَّةُ الْبَرْدِ، قَالَ: وصَرْصَرٌ مُتَكَرِّرٌ فِيهَا الرَّاءُ، كَمَا يُقَالُ: قَلْقَلْتُ الشَّيْءَ وأَقْلَلْتُه إِذا رَفَعْتَهُ مِنْ مَكَانِهِ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلُ تَكْرِيرٍ، وَكَذَلِكَ صَرْصَرَ وصَرَّ وصَلْصَلَ وصَلَّ، إِذا سَمِعْتَ صوْت الصَّرِيرِ غَيْرَ مُكَرَّرٍ قُلْتَ: صَرَّ وصَلَّ، فإِذا أَردت أَن الصَّوْتَ تَكَرَّر قُلْتَ: قَدْ صَلْصَلَ وصَرْصَرَ. قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُ: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ؛ أَي شَدِيدِ البَرْد جِدًّا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: رِيحٌ صَرْصَرٌ فِيهِ قَوْلَانِ: يُقَالُ أَصلها صَرَّرٌ مِنَ الصِّرّ، وَهُوَ البَرْد، فأَبدلوا مَكَانَ الراءِ الْوُسْطَى فَاءَ الْفِعْلِ، كَمَا قَالُوا تَجَفْجَفَ الثوبُ وكَبْكَبُوا، وأَصله تجفَّف وكَبَّبُوا؛ وَيُقَالُ هُوَ مِنْ صَرير الْبَابِ وَمِنَ الصَّرَّة، وَهِيَ الضَّجَّة، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: فِي ضَجَّة وصَيْحَة؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: جَوَاحِرُها فِي صَرَّة لَمْ تَزَيَّلِ فَقِيلَ: فِي صَرَّة فِي جَمَاعَةٍ لَمْ تتفرَّق، يَعْنِي فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ ، قَالَ: فيها ثلاثة أَقوال: أَحدهايها صِرٌّ أَي بَرْد، وَالثَّانِي فِيهَا تَصْوِيت وحَرَكة، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ آخريها صِرٌّ ، قَالَ: فِيهَا نَارٌ. وصُرَّ النباتُ: أَصابه الصِّرُّ. وصَرَّ يَصِرُّ صَرّاً وصَرِيراً وصَرْصَرَ: صوَّت وَصَاحَ اشدَّ الصِّيَاحِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الصَّرَّة أَشدُّ الصِّيَاحِ تَكُونُ فِي الطَّائِرِ والإِنسان وَغَيْرِهِمَا؛ قَالَ جرير يَرْثِي ابنه سَوادَة: قَالُوا: نَصِيبكَ مِنْ أَجْرٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: ... مَنْ لِلْعَرِينِ إِذا فارَقْتُ أَشْبالي؟ فارَقْتَني حِينَ كَفَّ الدهرُ مِنْ بَصَرِي، ... وَحِينَ صِرْتُ كعَظْم الرِّمَّة الْبَالِي ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ، ... بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ الْعَالِي وَجَاءَ فِي صَرَّةٍ، وَجَاءَ يَصْطَرُّ. قَالَ ثَعْلَبٌ: قِيلَ لامرأَة: أَيُّ النِّسَاءِ أَبغض إِليك؟ فَقَالَتْ: الَّتِي إِنْ صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ. وصَرَّ صِمَاخُهُ صَرِيراً: صَوَّت مِنَ العَطَش. وصَرصَرَ الطائرُ: صَوَّت؛ وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ البازِيَ والصَّقْر. وفي حديث جعفر ابن محمد: اطَّلَعَ عليَّ ابن الْحُسَيْنِ وأَنا أَنْتِفُ صَرّاً ؛ هُوَ عُصْفُور أَو طَائِرٌ فِي قدِّه أَصْفَرُ اللَّوْن، سمِّي بصوْته. يُقَالُ: صَرَّ العُصْفُور يَصِرُّ إِذا صَاحَ. وصَرَّ الجُنْدُب يَصِرُّ صَرِيراً وصَرَّ الْبَابُ يَصِرُّ. وَكُلُّ صَوْتٍ شِبْهُ ذَلِكَ، فَهُوَ صَرِيرٌ إِذا امتدَّ، فإِذا كَانَ فِيهِ تَخْفِيفٌ وترجِيع فِي إِعادَة ضُوعِف، كَقَوْلِكَ صَرْصَرَ الأَخَطَبُ صَرْصَرَةً، كأَنهم قَدَّرُوا فِي صوْت الجُنْدُب المَدّ، وَفِي صَوْت الأَخْطَب التَّرْجِيع فَحكَوْه عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الصَّقْر وَالْبَازِي؛ وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ جَرِيرٍ يَرْثِي ابْنَهُ

سَوادَة: بازٍ يُصَرْصِرُ فَوْقَ المَرْقَبِ الْعَالِي ابْنُ السكِّيت: صَرَّ المَحْمِلُ يَصِرُّ صَرِيراً، والصَّقرُ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً؛ وصرَّت أُذُنِي صَريراً إِذَا سَمِعْتُ لَهَا دَوِيّاً. وصَرَّ القلمُ وَالْبَابُ يَصِرُّ صَرِيراً أَي صوَّت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يخطُب إِلى حِذْعٍ ثُمَّ اتَّخَذ المِنْبَرَ فاصْطَرَّت السَّارِية ؛ أَي صوَّتت وحنَّت، وَهُوَ افْتَعَلَتْ مِنَ الصَّرِير، فقُلِبت التَّاء طَاءً لأَجل الصَّادِ. ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ: لَهُ صوْت وصَرِيرٌ إِذا نُقِرَ، وَكَذَلِكَ الدِّينار، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الجَحْدَ وَلَمْ يَسْتَعْمِلْهُ فِيمَا سِوَاهُ. ابْنُ الأَعرابي: مَا لِفُلَانٍ صِرٌّ أَي مَا عِنْدَهُ درْهم وَلَا دِينَارٌ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّفْي خَاصَّةً. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنبَة: يُقَالُ للدِّرْهم صَرِّيٌّ، وَمَا تَرَكَ صَرِّياً إِلَّا قَبَضه، وَلَمْ يثنِّه وَلَمْ يَجْمَعْهُ. والصَّرَّةُ: الضَّجَّة والصَّيْحَةُ. والصَّرُّ: الصِّياح والجَلَبة. والصَّرَّة: الْجَمَاعَةُ. والصَّرَّة: الشِّدة مِنَ الكْرب والحرْب وَغَيْرِهِمَا؛ وَقَدْ فُسِّرَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فأَلْحَقَنَا بالهَادِياتِ، ودُونَهُ ... جَواحِرُها، فِي صَرَّةٍ لَمْ تَزَيَّلِ فُسِّرَ بِالْجَمَاعَةِ وبالشدَّة مِنَ الكرْب، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: يَحْتَمِلُ الْوُجُوهَ الثَّلَاثَةَ المتقدِّمة قَبْلَهُ. وصَرَّة القَيْظِ: شدَّته وشدَّةُ حَرِّه. والصَّرَّة: العَطْفة. والصَّارَّة: العَطَشُ، وَجَمْعُهُ صَرَائِرُ نَادِرٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فانْصاعَت الحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرائِرَها، ... وَقَدْ نَشَحْنَ، فَلَا ريٌّ وَلَا هِيمُ ابْنُ الأَعرابي: صَرَّ يَصِرُّ إِذا عَطِشَ وصَرَّ يَصُرُّ إِذا جَمَعَ. وَيُقَالُ: قَصَعَ الحِمار صارَّته إِذا شَرِبَ الْمَاءَ فذهَب عَطَشه، وجمعُها صَرائِر، «1». وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ أَيضاً: [لَمْ تَقْصَعْ صَرائِرَها] قَالَ: وعِيب ذَلِكَ عَلَى أَبي عَمْرٍو، وَقِيلَ: إِنما الصَّرائرُ جَمْعُ صَرِيرة، قَالَ: وأَما الصَّارَّةُ فَجَمْعُهَا صَوارّ. والصِّرار: الْخَيْطُ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ التَّوادِي عَلَى أَطراف النَّاقَةِ وتُذَيَّرُ الأَطباءُ بالبَعَر الرَّطْب لئلَّا يُؤَثِّرَ الصِّرارُ فِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: وصَرَرْتُ النَّاقَةَ شَدَدْتُ عَلَيْهَا الصِّرار، وَهُوَ خَيْطٌ يُشَدُّ فَوْقَ الخِلْف لِئلَّا يرضعَها وَلَدُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤمن بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يَحُلَّ صِرَارَ ناقةٍ بِغَيْرِ إِذْنِ صَاحِبِهَا فإِنه خاتَمُ أَهْلِها. قَالَ ابْنُ الأَثير: مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ أَن تَصُرَّ ضُرُوعَ الحَلُوبات إِذا أَرسلوها إِلى المَرْعَى سارِحَة، ويسمُّون ذَلِكَ الرِّباطَ صِراراً، فإِذا راحَتْ عَشِيّاً حُلَّت تِلْكَ الأَصِرَّة وحُلِبَتْ، فَهِيَ مَصْرُورة ومُصَرَّرة؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ حِينَ جَمَعَ بَنُو يَرْبُوَع صَدَقاتهم ليُوَجِّهوا بِهَا إِلى أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فمنعَهم مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: وقُلْتُ: خُذُوها هذِه صَدَقاتكُمْ ... مُصَرَّرَة أَخلافها لَمْ تُحَرَّدِ سأَجْعَلُ نَفْسِي دُونَ مَا تَحْذَرُونه، ... وأَرْهَنُكُمْ يَوْماً بِمَا قُلْتُهُ يَدِي قَالَ: وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى تأَوَّلُوا قولَ الشَّافِعِيِّ فِيمَا ذَهب إِليه مِنْ أَمْرِ المُصَرَّاة. وصَرَّ النَّاقَةَ يَصُرُّها صَرّاً وصَرَّ بِهَا: شدَّ ضَرْعَها. والصِّرارُ: مَا يُشدُّ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَصِرَّة؛ قال:

_ (1). قوله: [وجمعها صرائر] عبارة الصحاح: قال أَبو عمرو وجمعها صرائر إلخ وبه يتضح قوله بعد: وَعِيبَ ذَلِكَ عَلَى أَبي عمرو

إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى أَصِرَّتُها، ... وَلَا كَريمَ مِنَ الوِلْدانِ مَصْبُوحُ ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً، ... فِي الرأْس مِنْهَا وَفِي الأَصْلاد تَمْلِيحُ وَرِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ فِي ذَلِكَ: ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة، ... وَلَا كريمَ مِنَ الوِلْدَان مَصْبُوح والصَّرَّةُ: الشَّاةُ المُصَرَّاة. والمُصَرَّاة: المُحَفَّلَة عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. وناقةٌ مُصِرَّةٌ: لَا تَدِرُّ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: أَقرَّتْ عَلَى حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة، ... ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُولُها والصُّرَّة: شَرَجْ الدَّراهم وَالدَّنَانِيرِ، وَقَدْ صَرَّها صَرّاً. غَيْرُهُ: الصُّرَّة صُرَّة الدَّرَاهِمِ وَغَيْرِهَا مَعْرُوفَةٌ. وصَرَرْت الصُّرَّة: شَدَدْتُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِجِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: تأْتِيني وأَنت صارٌّ بَيْنَ عَيْنَيْك ؛ أَي مُقَبِّض جامعٌ بَيْنَهُمَا كَمَا يَفْعَلُ الحَزِين. وأَصل الصَّرِّ: الْجَمْعُ والشدُّ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: تَكاد تَنْصَرُّ مِنَ المِلْءِ ، كأَنه مِنْ صَرَرْته إِذا شَدَدْته؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، وَالْمَعْرُوفُ تَنْضَرِجُ أَي تنشقُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه: أَخرِجا مَا تُصَرّرانه مِنَ الْكَلَامِ ، أَي مَا تُجَمِّعانِه فِي صُدُوركما. وكلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَهُ، فَقَدَ، صَرَرْته؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَسير: مَصْرُور لأَن يَدَيْه جُمِعتَا إِلى عُنقه؛ ولمَّا بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ إِلى ابْنِ عُمَرَ بأَسيرِ قَدْ جُمعت يَدَاهُ إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قَالَ: أَمَّا وَهُوَ مَصْرُورٌ فَلا. وصَرَّ الفرسُ وَالْحِمَارُ بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بِهَا: سَوَّاها ونَصَبها لِلاستماع. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ صَرَّ الْفَرَسُ أُذنيه ضَمَّها إِلى رأْسه، فإِذا لَمْ يُوقِعوا قَالُوا: أَصَرَّ الْفَرَسُ، بالأَلف، وَذَلِكَ إِذا جَمَعَ أُذنيه وَعَزَمَ عَلَى الشَّدِّ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي نَصَبها وسوَّاها؛ وَجَاءَتِ الخيلُ مُصِرَّة آذانَها أَي محدِّدة آذانَها رَافِعَةً لَهَا وإِنما تَصُرُّ آذَانَهَا إِذا جَدَّت فِي السَّيْرِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا خَرَج أَطراف السَّفاءِ قَبْلَ أَن يخلُص سُنْبُلُهُ، فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قِيلَ: قَدْ أَسْبَل؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: يَكُونُ الزَّرْعُ صَرَراً حِينَ يَلْتَوي الورَق ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل، وإِن لَمْ يخرُج فِيهِ القَمْح. والصَّرَر: السُّنْبُل بعد ما يُقَصِّب وَقَبْلَ أَن يَظْهَرَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ السُّنْبُل مَا لَمْ يَخْرُجْ فِيهِ الْقَمْحُ، وَاحِدَتُهُ صَرَرَة، وَقَدْ أَصَرَّ. وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع بَعْضَ الإِسراع، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ أَضَرَّ، بِالضَّادِ، وَزَعَمَ الطَّوْسِيُّ أَنه تَصْحِيفٌ. وأَصَرَّ عَلَى الأَمر: عَزَم. وَهُوَ مِنِّي صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي عَزِيمة وجِدٌّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة؛ وأَنشد أَبو مَالِكٍ: قَدْ عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ، ... أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي أَي حَقِيقة. وَقَالَ أَبو السَّمَّال الأَسَدِي حِينَ ضلَّت نَاقَتُهُ: اللَّهُمَّ إِن لَمْ تردَّها عَلَيَّ فَلَمْ أُصَلِّ لَكَ صَلَاةً، فوجَدَها عَنْ قَرِيبٍ فَقَالَ: عَلِمَ اللَّهُ أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنها عَزِيمة مَحْتُومة، قَالَ: وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ من أَصْرَرْت على الشيء إِذا أَقمتَ ودُمْت عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . وَقَالَ

أَبو الْهَيْثَمِ: أَصِرِّي أَي اعْزِمِي، كأَنه يُخاطِب نفسَه، مِنْ قَوْلِكَ: أَصَرَّ عَلَى فِعْلِهِ يُصِرُّ إِصْراراً إِذا عَزَم عَلَى أَن يَمْضِيَ فِيهِ وَلَا يرجِع. وَفِي الصِّحَاحِ: قَالَ أَبو سَمَّال الأَسَدِي وقد ضَلَّت ناقتُه: أَيْمُنُكَ لَئِنْ لم تَرُدَّها عَلَيَّ لَا عَبَدْتُك فأَصاب ناقتَه وَقَدْ تعلَّق زِمامُها بِعَوْسَجَةٍ فأَخذها وَقَالَ: عَلِمَ رَبِّي أَنَّها مِنِّي صِرَّى. وَقَدْ يُقَالُ: كَانَتْ هَذِهِ الفَعْلَة مِنِّي أَصِرِّي أَي عَزِيمة، ثُمَّ جُعِلَتِ الْيَاءُ أَلفاً، كَمَا قَالُوا: بأَبي أَنت، وبأَبا أَنت؛ وَكَذَلِكَ صِرِّي وصِرَّى عَلَى أَن يُحذف الأَلفُ مِنْ إِصِرَّى لَا عَلَى أَنها لُغَةٌ صَرَرْتُ عَلَى الشَّيْءِ وأَصْرَرْتُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَصل فِي قَوْلِهِمْ كَانَتْ مِنِّي صِرِّي وأَصِرِّي أَي أَمر، فَلَمَّا أَرادوا أَن يُغَيِّرُوه عَنْ مَذْهَبِ الْفِعْلِ حَوَّلُوا يَاءَهُ أَلفاً فقالوا: صِرَّى وأَصِرَّى، كَمَا قَالُوا: نُهِيَ عن قِيلَ [قِيلٍ] وقَالَ [قَالٍ]، وَقَالَ: أُخْرِجَتا مِنْ نِيَّةِ الْفِعْلِ إِلى الأَسماء. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ أَعْيَيْتَني مِنْ شُبَّ إِلى دُبَّ، وَيُخْفَضُ فَيُقَالُ: مِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍّ؛ وَمَعْنَاهُ فَعَل ذَلِكَ مُذْ كَانَ صَغِيرًا إِلى أَنْ دَبَّ كَبِيرًا وأَصَرَّ عَلَى الذَّنْبِ لَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ. أَصرَّ عَلَى الشَّيْءِ يُصِرُّ إِصْراراً إِذا لَزِمَهُ ودَاوَمه وَثَبَتَ عَلَيْهِ، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الشرِّ وَالذُّنُوبِ، يَعْنِي مَنْ أَتبع الذَّنْبَ الِاسْتِغْفَارَ فَلَيْسَ بِمُصِرٍّ عَلَيْهِ وإِن تكرَّر مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ويلٌ لِلْمُصِرِّين الَّذِينَ يُصِرُّون عَلَى مَا فَعَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. وَصَخْرَةٌ صَرَّاء: مَلْساء. ورجلٌ صَرُورٌ وصَرُورَة: لَمْ يَحُجَّ قَطُّ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ فِي الْكَلَامِ، وأَصله مِنَ الصَّرِّ الحبسِ والمنعِ، وَقَدْ قَالُوا فِي هَذَا الْمَعْنَى: صَرُوريٌّ وصَارُورِيُّ، فإِذا قُلْتَ ذَلِكَ ثَنَّيت وَجَمَعْتَ وأَنَّثْت؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَوله إِلى آخِرِهِ مُثَنًّى مَجْمُوعٌ، كَانَتْ فِيهِ يَاءُ النَّسَبِ أَو لَمْ تَكُنْ، وَقِيلَ: رَجُلٌ صَارُورَة وصارُورٌ لَمْ يَحُجَّ، وَقِيلَ: لَمْ يتزوَّج، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّثُ. والصَّرُورة فِي شِعْرِ النَّابِغة: الَّذِي لَمْ يأْت النِّسَاءَ كأَنه أَصَرَّ عَلَى تركهنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا صَرُورَة فِي الإِسلام. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ صَرُورَة لَا يُقَالُ إِلا بِالْهَاءِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: رَجُلٌ صَرُورَة وامرأَة صَرُورَةٌ، لَيْسَتِ الْهَاءُ لتأْنيث الْمَوْصُوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ وَإِنَّمَا لَحِقَتْ لإِعْلام السَّامِعِ أَن هَذَا الْمَوْصُوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ وقد بَلَغَ الْغَايَةَ وَالنِّهَايَةَ، فَجَعَلَ تأْنيث الصِّفَةِ أَمارَةً لِمَا أُريد مِنْ تأْنيث الْغَايَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: قَالَ رأَيت أَقواماً صَرَاراً، بِالْفَتْحِ، واحدُهم صَرَارَة، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَوْمٌ صَوَارِيرُ جَمْعُ صَارُورَة، قَالَ وَمَنْ قَالَ صَرُورِيُّ وصَارُورِيٌّ ثنَّى وَجَمَعَ وأَنَّث، وفسَّر أَبو عبيد قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا صَرُوْرَة فِي الإِسلام؛ بأَنه التَّبَتُّل وتَرْكَ النِّكَاحِ، فَجَعَلَهُ اسْمًا للحَدَثِ؛ يَقُولُ: لَيْسَ يَنْبَغِي لأَحد أَن يَقُولَ لَا أَتزوج، يَقُولُ: هَذَا لَيْسَ مِنْ أَخلاق الْمُسْلِمِينَ وَهَذَا فِعْلُ الرُّهْبان؛ وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ، ... عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ يَعْنِي الرَّاهِبَ الَّذِي قَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: وَقِيلَ أَراد مَنْ قَتَل فِي الْحَرَمِ قُتِلَ، وَلَا يقبَل مِنْهُ أَن يَقُولَ: إِني صَرُورَة مَا حَجَجْت وَلَا عَرَفْتُ حُرْمة الحَرَم. قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا أَحدث حَدَثاً ولَجَأَ إِلى الْكَعْبَةِ لَمْ يُهَجْ، فَكَانَ إِذا لِقيَه وليُّ الدَّمِ فِي الحَرَمِ قِيلَ لَهُ: هُوَ صَرُورةٌ وَلَا تَهِجْه. وحافرٌ مَصْرُورٌ ومُصْطَرٌّ: ضَيِّق مُتَقَبِّض.

والأَرَحُّ: العَرِيضُ، وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ؛ وأَنشد: لَا رَحَحٌ فِيهِ وَلَا اصْطِرارُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اصْطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إِذا كَانَ فاحِشَ الضِّيقِ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ الْعِجْلِيِّ: بِكلِّ وَأْبِ للحَصَى رَضَّاحِ، ... لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ وَلَا فِرْشاحِ أَي بِكُلِّ حافِرٍ وأْبٍ مُقَعَّبٍ يَحْفِرُ الحَصَى لقوَّته لَيْسَ بضَيِّق وَهُوَ المُصْطَرُّ، وَلَا بِفِرْشاحٍ وَهُوَ الْوَاسِعُ الزَّائِدُ عَلَى الْمَعْرُوفِ. والصَّارَّةُ: الحاجةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَنا قِبَلَه صارَّةٌ، وَجَمْعُهَا صَوارُّ، وَهِيَ الْحَاجَةُ. وَشَرِبَ حَتَّى ملأَ مصارَّه أَي أَمْعاءَه؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ بأَكثر مِنْ ذَلِكَ. والصَّرارةُ: نَهْرٌ يأْخذ مِنَ الفُراتِ. والصَّرارِيُّ: المَلَّاحُ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: فِي ذِي جُلُولٍ يِقَضِّي المَوْتَ صاحِبُه، ... إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي كَبَّرَ، وَالْجَمْعُ صرارِيُّونَ وَلَا يُكَسَّرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: جَذْبَ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ وَيُقَالُ للمَلَّاح: الصَّارِي مِثْلَ القاضِي، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ حَقُّ صرارِيّ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ صَري الْمُعْتَلِّ اللَّامِ لأَن الْوَاحِدَ عِنْدَهُمْ صارٍ، وَجَمْعُهُ صُرّاء وَجَمْعُ صُرّاءٍ صَرارِيُّ؛ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ صَرِيَ أَنّ الصارِيّ المَلَّاحُ، وَجَمْعُهُ صُرّاءٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَيُقَالُ لِلْمَلَّاحِ صارٍ، وَالْجَمْعُ صُرّاء، وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ يَقُولُ: صُرّاءٌ وَاحِدٌ مِثْلُ حُسَّانٍ للحَسَنِ، وَجَمْعُهُ صَرارِيُّ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الْفَرَزْدَقَ: أَشارِبُ خَمْرةٍ، وخَدينُ زِيرٍ، ... وصُرّاءٌ، لفَسْوَتِه بُخَار؟ قَالَ: وَلَا حُجَّةَ لأَبي عَلِيٍّ فِي هَذَا الْبَيْتِ لأَن الصَّرَارِيّ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُ جَمْعٌ بِدَلِيلِ قَوْلِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَلَس يَصِفُ غَائِصًا أَصاب دُرَّةً، وَهُوَ: وتَرَى الصَّرارِي يَسْجُدُونَ لَهَا، ... ويَضُمُّها بَيَدَيْهِ للنَّحْرِ وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ الْفَرَزْدَقُ لِلْوَاحِدِ فَقَالَ: تَرَى الصَّرارِيَّ والأَمْواجُ تَضْرِبُه، ... لَوْ يَسْتَطِيعُ إِلى بَرِّيّةٍ عَبَرا وَكَذَلِكَ قَوْلُ خَلَفِ بْنِ جَمِيلٍ الطَّهْوِيِّ: تَرَى الصَّرارِيَّ فِي غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ ... تَعْلُوه طَوْراً، ويَعْلُو فَوْقَها تِيَرَا قَالَ: وَلِهَذَا السَّبَبِ جَعَلَ الْجَوْهَرِيُّ الصَّرارِيَّ وَاحِدًا لَمَّا رَآهُ فِي أَشعار الْعَرَبِ يُخْبَرُ عنه كما يخبر عَنِ الْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ الصَّارِي، فَظَنَّ أَن الْيَاءَ فِيهِ لِلنِّسْبَةِ كأَنه مَنْسُوبٌ إِلى صَرارٍ مِثْلَ حَواريّ مَنْسُوبٍ إِلى حوارٍ، وحَوارِيُّ الرَّجُلِ: خاصَّتُه، وَهُوَ وَاحِدٌ لَا جَمْعٌ، وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الْجَوْهَرِيَّ لَحَظَ هَذَا الْمَعْنَى كونُه جَعَلَهُ فِي فَصْلِ صَرَرَ، فَلَوْ لَمْ تَكُنِ الْيَاءُ لِلنَّسَبِ عِنْدَهُ لَمْ يُدْخِلْهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ، قَالَ: وَصَوَابُ إِنشاد بَيْتِ الْعَجَّاجُ: جَذْبُ بِرَفْعِ الْبَاءِ لأَنه فَاعِلٌ لِفِعْلٍ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ لَأْياً يُثانِيهِ، عَنِ الحُؤُورِ، ... جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُورِ اللأْيُ: البُطْءُ، أَي بَعْدَ بُطْءٍ أَي يَثْني هَذَا القُرْقورَ عن الحُؤُور جَذْبُ المَلَّاحينَ بالكُرُورِ، والكُرورُ جَمْعُ كَرٍّ، وَهُوَ حبْلُ السَّفِينة الَّذِي يَكُونُ فِي

الشِّراعِ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: وَاحِدُهَا كُرّ بِضَمِّ الْكَافِ لَا غَيْرُ. والصَّرُّ: الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فَتُصَرُّ أَي تُشَدّ وتُسْمَع بالمِسْمَعِ، وَهِيَ عُرْوَةٌ فِي دَاخِلِ الدَّلْوِ بإِزائها عُرْوَةٌ أُخرى؛ وأَنشد فِي ذَلِكَ: إِنْ كانتِ امَّا امَّصَرَتْ فَصُرَّها، ... إِنَّ امِّصارَ الدَّلْوِ لَا يَضُرُّها والصَّرَّةُ: تَقْطِيبُ الوَجْهِ مِنَ الكَراهة. والصِّرارُ: الأَماكِنُ المرْتَفِعَةُ لَا يَعْلُوهَا الْمَاءُ. وصِرارٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَا يُزايِلُ لُؤْمَه، ... حَتَّى يَزُولَ عَنِ الطَّرِيقِ صِرارُ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى أَتينا صِراراً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِئْرٌ قَدِيمَةٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ طَرِيقِ العِراقِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ. وَيُقَالُ: صارَّه عَلَى الشَّيْءِ أَكرهه. والصَّرَّةُ، بِفَتْحِ الصَّادِ: خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرجالَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وصَرَّرَتِ الناقةُ: تقدَّمتْ؛ عَنْ أَبي لَيْلَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مَا تأَرَّتنا المَراسِيلُ، صَرَّرَتْ ... أَبُوض النَّسَا قَوَّادة أَيْنُقَ الرَّكْبِ «2» . وصِرِّينُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَخطل: إِلى هاجِسٍ مِنْ آلِ ظَمْياءَ، وَالَّتِي ... أَتى دُونها بابٌ بِصِرِّين مُقْفَلُ والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُور مِثْلَ الجُرْجور: وَهِيَ العِظام مِنَ الإِبل. والصُّرْصُورُ: البُخْتِيُّ مِنَ الإِبل أَو وَلَدُهُ، وَالسِّينُ لُغَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الصُّرْصُور الفَحْل النَّجِيب مِنَ الإِبل. وَيُقَالُ للسَّفِينة: القُرْقور والصُّرْصور. والصَّرْصَرانِيَّة مِنَ الإِبل: الَّتِي بَيْنَ البَخاتيِّ والعِراب، وَقِيلَ: هِيَ الفَوالِجُ. والصَّرْصَرانُ: إِبِل نَبَطِيَّة يُقَالُ لَهَا الصَّرْصَرانيَّات. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّرْصَرانِيُّ واحدُ الصَّرْصَرانِيَّات، وَهِيَ الإِبِل بَيْنَ البَخاتيّ والعِراب. والصَّرْصَرانُ والصَّرْصَرانيُّ: ضَرْبٌ مِنْ سَمَك الْبَحْرِ أَمْلَس الجِلْد ضَخْم؛ وأَنشد: مَرَّتْ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأَدْخَنِ والصَّرْصَرُ: دُوَيْبَّة تَحْتَ الأَرض تَصِرُّ أَيام الرَّبِيعِ. وصَرَّار اللَّيْلِ: الجُدْجُدُ، وَهُوَ أَكبرُ مِنَ الجنْدُب، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُسَمِّيه الصَّدَى. وصَرْصَر: اسْمُ نَهْرٍ بِالْعِرَاقِ. والصَّراصِرَةُ: نَبَطُ الشَّامِ. التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَة وحَبْكَرتُه حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصرتُه وكَرْكَرْتُه إِذا جمعتَه ورَدَدْت أَطراف مَا انتَشَرَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ كَبْكَبْتُه. صطر: التَّهْذِيبِ: الْكِسَائِيُّ المُصْطارُ الخَمْر الحامِض؛ قَالَ الأَزهري: لَيْسَ المُصْطار مِنَ المُضاعَف، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: هُوَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، وَهِيَ لُغَةٌ رومِيَّة؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ الْخَمْرَ: تَدْمَى، إِذا طَعَنُوا فِيهَا بِجَائفَة ... فَوْقَ الزُّجاج، عَتِيقٌ غَيْرُ مُصْطارِ وَقَالَ: المُصْطار الحدِيثة المُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ وَالرِّيحِ. قَالَ الأَزهري: والمُصْطار مِنْ أَسماء الْخَمْرِ الَّتِي اعْتُصِرَت مِنْ أَبكار العِنَب حَدِيثاً، بِلُغة أَهل الشَّامِ؛ قَالَ: وأُراه رُومِيّاً لأَنه لَا يُشْبه أَبنية كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ: وَيُقَالُ المُسْطارُ، بالسين، وهكذا

_ (2). قوله: [تأرتنا المراسيلُ] هكذا في الأَصل

رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْخَمْرِ وَقَالَ: هُوَ الحامِض مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: المُصْطار أَظنه مُفْتَعلًا مَنْ صَارَ، قُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً. قَالَ وَجَاءَ المُصْطارُ فِي شعر عَدِيّ ابن الرَّقَّاعِ فِي نَعْتِ الْخَمْرِ فِي مَوْضِعَيْنِ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ وَجَدْتُهُ مقيَّداً فِي كِتَابِ الإِيادِي المَقْرُوِّ عَلَى شَمِرٍ. ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ سَطَرَ: السَّطْر العَتود مِنَ المَعَزِ، وَالصَّادُ لغة، وَقُرِئَ: وَزَادَهُ بصْطَةً ومُصَيْطِر، بِالصَّادِ وَالسِّينِ، وأَصل صَادِهِ سِينٌ قُلِبَتْ مَعَ الطَّاءِ صَادًا لِقُرْبِ مَخارجها. صعر: الَّصعَر: مَيَلٌ فِي الوَجْهِ، وَقِيلَ: الصَّعَرُ المَيَل فِي الخدِّ خَاصَّةً، وَرُبَّمَا كَانَ خِلْقة فِي الإِنسان والظَّليم، وَقِيلَ: هُوَ مَيَلٌ فِي العُنُق وانْقِلاب فِي الْوَجْهِ إِلى أَحد الشقَّين. وَقَدْ صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه: أَمالهُ مِنَ الكِبْرِ؛ قَالَ المُتَلَمِّس وَاسْمُهُ جَرير بْنُ عَبْدِ الْمَسِيحِ: وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، ... أَقَمْنا لَهُ مِنْ مَيلِهِ فَتَقَوَّما يَقُولُ: إِذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناهُ حَتَّى يتقوَّم مَيْلُه، وَقِيلَ: الصَّعَرُ داءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فيَلْوِي مِنْهُ عُنُقَه ويُميلُه، صَعِرَ صَعَراً، وَهُوَ أَصْعَر؛ قَالَ أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: وتَرَى لهَا دَلًّا إِذا نَطَقَتْ، ... تَرَكَتْ بَناتِ فؤادِه صُعْرا وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَهُنَّ صُعْرٌ إِلى هَدْرِ الفَنِيقِ وَلَمْ ... يُجْرَ، وَلَمْ يُسْلِهِ عَنْهُنَّ إِلقاحُ عدَّاه بإِلى لأَنه فِي مَعْنَى مَوائِلَ، كأَنه قَالَ: فَهُنَّ مَوائِلُ إِلى هَدْر الفَنيق. وَيُقَالُ: أَصاب البعيرَ صَعَرٌ وصَيَدٌ أَي أَصابه دَاءٌ يَلْوي مِنْهُ عُنُقه. وَيُقَالُ للمتكبِّر: فِيهِ صَعَرٌ وَصَيَدٌ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّعَر والصَّعَلُ صِغَرُ الرأْس. والصَّعَرُ: التَّكَبُّرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ صَعَّارٍ مَلْعون ؛ أَي كُلُّ ذِي كِبْرٍ وأُبَّهَةٍ، وَقِيلَ: الصَّعَّارُ الْمُتَكَبِّرُ لأَنه يَمِيل بِخَدِّه ويُعْرِض عَنِ النَّاسِ بِوَجْهِهِ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ بَدَلَ الْعَيْنِ، وَبِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ وَالزَّايِ، وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ، وَقُرِئَ: وَلَا تُصاعِرْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُمَا الإِعراض مِنَ الكِبْرِ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ لَا تُعْرِض عَنِ النَّاسِ تكبُّراً، ومجازُه لَا تُلْزِمْ خدَّك الصَّعَر. وأَصْعَره: كصَعَّرَه. والتَّصْعِيرُ: إِمالَةُ الخدِّ عَنِ النَّظَرِ إِلى النَّاسِ تَهاوُناً مِنْ كِبْرٍ كأَنه مُعرِضٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: يأْتي عَلَى النَّاسِ زَمان لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا أَصْعَرُ أَو أَبْتَر ؛ يَعْنِي رُذالة النَّاسِ الَّذِينَ لَا دِينَ لَهُمْ، وَقِيلَ: لَيْسَ فِيهِمْ إِلا ذَاهِبٌ بِنَفْسِهِ أَو ذَلِيل. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الأَصْعَرُ المُعْرِض بوجهه كِبراً. وفي حَدِيثِ عمَّار: لَا يَلي الأَمْرَ بعدَ فلانٍ إِلا كلُّ أَصْعَر أَبْتَر أَي كلُّ مُعْرِض عَنِ الْحَقِّ ناقِص. ولأُقِيمَنَّ صَعَرك أَي مَيْلك، عَلَى المثَل. وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْب: فأَنا إِليه أَصْعَر أَي أَمِيل. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه كَانَ أَصْعَرَ كُهاكِهاً ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ومَحْشَك أَمْلِحِيه، ولا تُدَافي ... عَلَى زَغَبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغَارِ قَالَ: فِيهَا صَعَرٌ مِنْ صِغَرها يَعْنِي مَيَلًا. وقَرَبٌ مُصْعَرٌّ: شديدٌ؛ قَالَ: وقَدْ قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرًّا، ... إِذا الهِدَانُ حارَ واسْبَكَرَّا

والصَّيْعَرِيَّةُ: اعْتِراضٌ فِي السَّير، وَهُوَ مِنَ الصَّعَرِ. والصَّيْعَرِيَّةُ: سِمَة فِي عُنُقِ النَّاقَةِ خاصَّة. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: الصَّيْعَرِيَّة وَسْم لأَهل اليَمن، لَمْ يَكُنْ يُوسم إِلا النُّوق؛ قَالَ وَقَوْلُ المُسَيَّب بْنِ عَلَس: وَقَدْ أَتَناسَى الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِه ... بِناجٍ، عَلَيْهِ الصَّيْعَرِيَّة، مُكْدَم «1» . يدلُّ عَلَى أَنه قَدْ يُوسَم بِهَا الذُّكُور. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّيْعَريَّة سِمَة فِي عُنُق الْبَعِيرِ، وَلَمَّا سَمعَ طَرَفَةُ هَذَا الْبَيْتَ مِنَ المسيَّب قَالَ لَهُ: اسْتَنْوَقَ الجمَلُ أَي أَنك كنتَ فِي صِفَةِ جَمل، فَلَمَّا قُلْتَ الصَّيْعَرِيَّة عُدْت إِلى مَا تُوصَف بِهِ النُّوق، يَعْنِي أَن الصَّيْعَرِيَّة سِمَة لَا تَكُونُ إِلا للإِناث، وَهِيَ النُّوق. وأَحْمَرُ صَيْعَرِيٌّ: قانئٌ. وصَعْرَرَ الشيءَ فَتَصَعْرَرَ: دَحْرَجَه فتَدَحْرَجَ واسْتَدَارَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَبْعَرْن مِثْل الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ وَقَدْ صَعْرَرْت صُعْرُورَة، والصُّعْرُورَةُ: دُحْرُوجَة الجُعَلِ يَجمَعُها فَيُدِيرُها وَيَدْفَعُهَا، وَقَدْ صَعْرَرَها، وَالْجَمْعُ صَعارِير. وكلُّ حَمْلِ شَجَرَةٍ تَكُونُ مثلَ الأَبْهَلِ والفُلْفُلِ وشِبْهِه مِمَّا فِيهِ صَلابَةٌ، فَهُوَ صُعْرُورٌ، وَهُوَ الصَّعارِيرُ. والصُّعْرُور: الصَّمْغُ الدَّقِيق الطَّوِيلُ الملْتَوِي، وَقِيلَ: هُوَ الصَّمْغ عامَّة، وَقِيلَ: الصَّعارِير صَمْغٌ جَامِدٌ يشبِه الأَصابِع، وَقِيلَ: الصُّعْرُور القِطعة مِنَ الصَّمْغ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصُّعْرُورَة، بِالْهَاءِ، الصَّمْغَة الصَّغيرة المُسْتَدِيرة؛ وأَنشد: إِذا أَوْرَقَ العَبْسِيُّ جاعَ عِيالُه، ... وَلَمْ يَجِدُوا إِلا الصَّعارِيرَ مَطْعَما ذهَب بالعَبْسِيِّ مَجْرَى الجِنْس كأَنه قَالَ: أَوْرَقَ العَبْسِيُّون، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالَ: وَلَمْ يَجِدْ، وَلَمْ يَقُلْ: وَلَمْ يَجِدُوا، وعَنى أَن مُعَوَّله فِي قوتِه وقوتِ بَنَاته عَلَى الصَّيْدِ، فإِذا أَوْرَقَ لَمْ يجدْ طَعاماً إِلا الصَّمْغ، قَالَ: وَهُمْ يَقْتاتون الصَّمْغ. والصَّعَرُ: أَكلُ الصَّعارِير، وَهُوَ الصَّمْغ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الصُّعْرُور، بِغَيْرِ هَاءٍ، صَمْغَة تَطُولُ وتَلتَوِي، وَلَا تَكُونُ صُعْرُورَةً إِلا مُلْتَوِيَة، وَهِيَ نَحْوُ الشِّبْرِ. وَقَالَ مرَّة عَنْ أَبي نصْر: الصُّعْرُورُ يَكُونُ مثلَ القَلَم وينعطِف بِمَنْزِلَةِ القَرْن. والصَّعَارِيرُ: الأَباخِس الطِّوال، وَهِيَ الأَصابع، وَاحِدُهَا أَبْخَس. والصَّعارِير: اللبَنُ المصمَّغ في اللبَإ قَبْلَ الإِفْصاح. والاصْعِرارُ: السَّيرُ الشَّدِيدُ؛ يُقَالُ: اصْعَرَّت الإِبل اصْعِراراً، وَيُقَالُ: اصْعَرَّت الإِبل واصْعَنْفَرَت وتَمَشْمَشَتْ وامْذَقَرَّت إِذا تفرَّقت. وضرَبه فاصْعَنْرَرَ واصْعَرَّر، بإِدغام النُّونِ فِي الرَّاءِ، أَي اسْتَدَارَ مِنَ الْوَجَعِ مَكَانَهُ وتقبَّض. والصَّمْعَرُ: الشَّدِيدُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ صَمْعَرِيٌّ. والصَّمْعَرَةُ: الأَرض الغلِيظة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّعارِيرُ مَا جَمَدَ مِنَ اللَّثَا. وَقَدْ سَمَّوْا أَصْعَرَ وصُعَيراً وصَعْرانَ، وثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَيرٍ المازِني. صعبر: الصَّعْبَرُ والصَّنَعْبرُ: شجَر كالسِّدْر. والصُّعْبُورُ: الصَّغِيرُ الرأْس كالصُّعْرُوبِ. صعتر: الصَّعْتَرُ مِنَ البُقول، بِالصَّادِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبات، وَاحِدَتُهُ صَعْتَرَة، وَبِهَا كُنِي البَوْلانيُّ أَبا صَعْتَرَة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّعْتَرُ مِمَّا يَنْبُتُ بأَرض العرَب، مِنْهُ سُهْلِيٌّ وَمِنْهُ جَبَلِيٌّ. وَتَرْجَمَةُ الْجَوْهَرِيِّ عَلَيْهِ سَعْتَرُ، بِالسِّينِ، قال: وبعضهم

_ (1). وينسب هذا البيت إِلى المتلمّس

يَكْتُبُهُ بِالصَّادِ فِي كُتُب الطِّبِّ لِئَلَّا يَلْتَبس بالشَّعير. وصَعْتر: اسْمُ مَوْضِعٍ. والصَّعْتَرِيُّ: الشاطِرُ؛ عراقيَّة. الأَزهري: رَجُلٌ صَعْتَرِيٌّ لَا غَيْرُ إِذا كَانَ فَتًى كَريماً شُجاعاً. صعفر: اصْعَنْفَرَت الإِبل: أَجَدَّت فِي سَيرِها. واصْعَنْفَرَ إِذا نَفَرَ. واصْعَنْفَرَت الحُمُر إِذا ابْذَعَرَّتْ فَنَفَرَت وتفرَّقت وأَسْرَعَتْ فِراراً، وإِنما صَعْفَرَها الخَوف والفَرَق؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ الرَّامِي وَالْحُمُرَ: فَلَمْ يُصِبْ واصْعَنْفَرَت جَوافِلا وَرُوِيَ: وَاسْحَنْفَرَتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ المَعَز اصْعَنْفَرَتْ نَفَرَتْ وتفرَّقت؛ وأَنشد: وَلَا غَرْوَ إِنْ نُرْوِهِمْ مِنْ نِبالِنا، ... كما اصْعَنْفَرَت مِعزَى الحِجازِ مِنَ السَّعْف والمُصْعَنْفِرُ: الْمَاضِي كالمُسْحَنْفِرِ. صعمر: الصُّعْمُور: الدُّولاب كالعُصْمُور. صغر: الصِّغَرُ: ضِدُّ الْكِبَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الصِّغَر والصَّغارةُ خِلاف العِظَم، وَقِيلَ: الصِّغَر فِي الجِرْم، والصَّغارة فِي القَدْر؛ صَغُرَ صَغارةً وصِغَراً وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَراً؛ بِفَتْحِ الصَّادِ وَالْغَيْنِ، وصُغْراناً؛ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي: فَهُوَ صَغِير وصُغار، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ صِغَار. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَافَقَ الذِين يَقُولُونَ فَعِيلًا الَّذِينَ يَقُولُونَ فُعالًا لاعتِقابِهما كَثِيرًا، وَلَمْ يَقُولُوا صُغَراء، اسْتَغْنوا عَنْهُ بِفِعال، وَقَدْ جُمع الصَّغِير فِي الشِّعْرِ عَلَى صُغَراء؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو: وللكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاؤوا، ... وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ والمَصْغُوراءُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ. والأَصاغِرَة: جَمْعُ الأَصْغَر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما ذَكَرْتُ هَذَا لأَنه مِمَّا تَلْحَقُهُ الْهَاءُ فِي حدِّ الْجَمْعِ إِذْ لَيْسَ مَنْسُوبًا وَلَا أَعجميّاً وَلَا أَهل أَرض ونحوَ ذَلِكَ مِنَ الأَسباب الَّتِي تُدْخِلُهَا الْهَاءُ فِي حَدِّ الْجَمْعِ، لَكِنَّ الأَصْغَر لَمَّا خَرَجَ عَلَى بِنَاءِ القَشْعَم وَكَانُوا يَقُولُونَ القَشاعِمَة أَلحقُوه الْهَاءَ، وَقَدْ قَالُوا الأَصاغِر، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذ قَدْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي الأَعجمي نَحْوَ الجَوارِب والكَرابِج، وإِنما حَمَلَهُمْ عَلَى تَكْسِيرِهِ أَنه لَمْ يتمكَّن فِي بَابِ الصِّفَةِ. والصُّغْرَى: تأْنيث الأَصْغَر، وَالْجَمْعُ الصُّغَرُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يُقَالُ نِسْوَة صُغَرُ وَلَا يُقَالُ قَوْمٌ أَصاغِر إِلا بالأَلف وَاللَّامِ: قَالَ: وَسَمِعْنَا الْعَرَبَ تَقُولُ الأَصاغِر، وإِن شِئْتَ قُلْتَ الأَصْغَرُون. ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: المرْء بِأَصْغَرَيْهِ؛ وأَصْغَراه قلْبُه وَلِسَانُهُ، وَمَعْنَاهُ أَن المَرْءَ يَعْلُو الأُمور ويَضْبِطها بِجَنانه وَلِسَانِهِ. وأَصْغَرَه غَيْرُهُ وصَغَّره تَصْغِيراً، وتَصْغِيرُ الصَّغِير صُغَيِّر وصُغَيِّير؛ الأُولى عَلَى الْقِيَاسِ والأُخرى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. واسْتَصْغَره: عَدَّه صَغِيراً. وصَغَّرَه وأَصْغَرَه: جعلَه صَغِيراً. وأَصْغَرْت القِرْبَة: خَرزَتُها صَغِيرة؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: شُلَّتْ يَدا فارِيَةٍ فَرَتْها، ... لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها وَيُرْوَى: لَوْ خافَتِ السَّاقي لأَصْغَرَتْها وَالتَّصْغِيرُ لِلِاسْمِ وَالنَّعْتُ يَكُونُ تَحْقِيرًا وَيَكُونُ شَفَقَةً وَيَكُونُ تَخْصِيصًا، كَقَوْلِ الحُباب بْنُ المنذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وَهُوَ مُفَسَّرٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَالتَّصْغِيرُ يَجِيءُ بمعانٍ شتَّى: مِنْهَا مَا يَجِيءُ عَلَى التَّعْظِيمِ لَهَا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: فأَصابتها سُنَيَّة

حَمْرَاءُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَنصاري: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتتكم الدُّهَيْماءُ ؛ يَعْنِي الْفِتْنَةَ الْمُظْلِمَةَ فصغَّرها تَهْوِيلًا لَهَا، وَمِنْهَا أَن يصغُر الشَّيْءُ فِي ذَاتِهِ كَقَوْلِهِمْ: دُوَيْرَة وجُحَيْرَة، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ لِلتَّحْقِيرِ فِي غَيْرِ الْمُخَاطَبِ، وَلَيْسَ لَهُ نَقْصٌ فِي ذَاتِهِ، كَقَوْلِهِمْ: هَلَكَ الْقَوْمُ إِلا أَهلَ بُيَيْتٍ، وَذَهَبَتِ الدَّرَاهِمُ إِلا دُرَيْهِماً، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ لِلذَّمِّ كَقَوْلِهِمْ: يَا فُوَيْسِقُ، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ للعَطْف وَالشَّفَقَةِ نَحْوَ: يَا بُنَيَّ وَيَا أُخَيَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ: أَخاف عَلَى هَذَا السبب «2». وَهُوَ صُدَيِّقِي أَي أَخصُّ أَصدقائي، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ بِمَعْنَى التَّقْرِيبِ كَقَوْلِهِمْ: دُوَيْنَ الْحَائِطِ وقُبَيْلَ الصُّبْحِ، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ لِلْمَدْحِ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا، قُلْتُ: فَابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ بِضْعَ عشرةَ سَنَةً، قَالَ عُرْوَةُ: فصغَّره أَي اسْتَصْغَرَ سنَّه عَنْ ضَبْطِ ذَلِكَ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَغَفَّرَهُ أَي قَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي غَفَرَ أَيضاً. والإِصغار مِنَ الْحَنِينِ: خِلَافُ الإِكبار؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فَمَا عَجُولٌ عَلَى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ، ... لَهَا حَنينانِ: إِصْغارٌ وإِكْبارُ فَإِصْغارُها: حَنِينها إِذا خَفَضته، وإِكْبارُها: حَنِينها إِذا رَفَعته، وَالْمَعْنَى لها حَنِينٌ ذو صغار وحَنِينٌ ذُو كبار. وأَرضٌ مُصْغِرَة: نَبْتها صَغِيرٌ لَمْ يَطُل. وَفُلَانٌ صِغْرَة أَبَوَيْهِ وصِغْرَةُ ولَد أَبويه أَي أَصْغَرهُمْ، وَهُوَ كِبْرَة وَلَدِ أَبيه أَي أَكبرهم؛ وَكَذَلِكَ فُلَانٌ صِغْرَةُ الْقَوْمِ وكِبْرَتُهم أَي أَصغرُهم وأَكبرهم. وَيَقُولُ صبيٌّ مِنْ صِبْيَانِ العرَب إِذ نُهِيَ عَنِ اللَّعِب: أَنا مِنَ الصِّغْرَة أَي مِنَ الصِّغار. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا صَغَرَني إِلا بِسَنَةٍ أَي مَا صَغُرَ عَنِّي إِلا بِسَنَةٍ. والصَّغار، بِالْفَتْحِ: الذُّلُّ والضَّيْمُ، وَكَذَلِكَ الصُّغْرُ، بِالضَّمِّ، وَالْمَصْدَرُ الصَّغَرُ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: قُمْ عَلَى صُغْرِك وصَغَرِك. اللَّيْثُ: يُقَالُ صَغِرَ فُلَانٌ يَصْغَرُ صَغَراً وصَغاراً، فَهُوَ صاغِر إِذا رَضِيَ بالضَّيْم وأَقَرَّ بِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ ؛ أَي أَذِلَّاءُ. والمَصْغُوراء: الصَّغار. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَيُصِيب الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغار عِنْدَ اللَّهِ؛ أَي هُمْ، وإِن كَانُوا أَكابر فِي الدُّنْيَا، فَسَيُصِيبُهُمْ صَغار عِنْدَ اللَّهِ أَي مَذَلَّة. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ ؛ أَي يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ الْمُسْلِمِينَ. والصَّغار: مَصْدَرُ الصَّغِير فِي القَدْر. والصَّاغِرُ: الرَّاضِي بالذُّلِّ والضيْمِ، وَالْجَمْعُ صَغَرة. وَقَدْ صَغُرَ «3». صَغَراً وصُغْراً وصَغاراً وصَغارَة وأَصْغَرَه: جَعَلَهُ صاغِراً. وتَصاغَرَتْ إِليه نفسُه: صَغُرت وتَحاقَرَتْ ذُلًّا ومَهانَة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا قلتَ ذَلِكَ تَصاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مثلَ الذُّباب ؛ يَعْنِي الشَّيْطَانَ، أَي ذَلَّ وَامَّحَقَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الصِّغَر والصَّغارِ، وَهُوَ الذُّلُّ وَالْهَوَانُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بِرَغْمِ المُنافِقين وصَغَر الحاسِدين أَي ذُلِّهِم وهَوانِهم. وَفِي حديثِ المُحْرِم: يَقْتُلُ الحيَّة بصَغَرٍ لَها. وصَغُرَتِ الشمسُ: مالَتْ لِلْغُرُوبِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وصَغْران: موضع.

_ (2). قوله: هذا السبب هكذا في الأَصل من غير نقط (3). قوله: [وقد صغر إلخ] من باب كرم كما في القاموس ومن باب فرح أَيضاً كما في المصباح كما أَنه منهما بمعنى ضد العظم

صفر: الصُّفْرة مِنَ الأَلوان: مَعْرُوفَةٌ تَكُونُ فِي الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ممَّا يقبَلُها، وَحَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي فِي الْمَاءِ أَيضاً. والصُّفْرة أَيضاً: السَّواد، وَقَدِ اصْفَرَّ وَاصْفَارَّ وَهُوَ أَصْفَر وصَفَّرَه غيرُه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: كأَنه جِمَالاتٌ صُفْرٌ، قَالَ: الصُّفر سُود الإِبل لَا يُرَى أَسود مِنَ الإِبل إِلا وَهُوَ مُشْرَب صُفْرة، وَلِذَلِكَ سمَّت الْعَرَبُ سُود الإِبل صُفراً، كَمَا سَمَّوا الظِّباءَ أُدْماً لِما يَعْلُوها مِنَ الظُّلْمَةِ فِي بَياضِها. أَبو عُبَيْدٍ: الأَصفر الأَسود؛ وَقَالَ الأَعشى: تِلْكَ خَيْلي مِنْهُ، وَتِلْكَ رِكابي، ... هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها كالزَّبِيب وَفَرَسٌ أَصْفَر: وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ زَرْدَهْ. قَالَ الأَصمعي: لَا يسمَّى أَصفر حَتَّى يصفرَّ ذَنَبُه وعُرْفُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والأَصْفَرُ مِنَ الإِبل الَّذِي تَصْفَرُّ أَرْضُهُ وتَنْفُذُه شَعْرة صَفْراء. والأَصْفَران: الذَّهَبُ والزَّعْفَران، وَقِيلَ الوَرْسُ وَالذَّهَبُ. وأَهْلَكَ النِّساءَ الأَصْفَران: الذَّهَبُ والزَّعْفَران، وَيُقَالُ: الوَرْس وَالزَّعْفَرَانُ. والصَّفْراء: الذَّهَبُ لِلَوْنها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا دُنْيَا احْمَرِّي واصْفَرِّي وغُرِّي غَيْرِي. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا صَفْراءُ اصْفَرِّي وَيَا بَيْضاء ابْيَضِّي ؛ يُرِيدُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صالَحَ أَهلَ خَيْبَر عَلَى الصَّفْراء والبَيْضاء والحَلْقَة ؛ الصَّفْراء: الذَّهَبُ، وَالْبَيْضَاءُ: الفِضة، والحَلْقة: الدُّرُوع. يُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ صَفْرَاءُ وَلَا بَيْضاء. والصَّفْراءُ مِنَ المِرَرِ: سمَّيت بِذَلِكَ لِلَوْنِهَا. وصَفَّرَ الثوبَ: صَبغَهُ بِصُفْرَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُتْبة ابن رَبِيعة لأَبي جَهْلٍ: سَيَعْلَمُ المُصَفِّر اسْتَه مَن المَقْتُولُ غَداً. وَفِي حَدِيثِ بَدْر: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ لأَبي جَهْلٍ: يَا مُصَفِّر اسْتِهِ ؛ رَماه بالأُبْنَةِ وأَنه يُزَعْفِر اسْتَهُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ للمُتَنَعِّمِ المُتْرَفِ الَّذِي لَمْ تُحَنِّكْهُ التَّجارِب وَالشَّدَائِدُ، وَقِيلَ: أَراد يَا مُضَرِّط نَفْسَهُ مِنَ الصَّفِير، وَهُوَ الصَّوْتُ بِالْفَمِ وَالشَّفَتَيْنِ، كأَنه قَالَ: يَا ضَرَّاط، نَسَبه إِلى الجُبْن والخَوَر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه سَمِعَ صَفِيرَه. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ فِي الشَّتْمِ: فُلَانٌ مُصَفَّر اسْتِه؛ هُوَ مِنَ الصَّفِيرِ لَا مِنَ الصُّفرة، أَي ضَرَّاط. والصَّفْراء: القَوْس. والمُصَفِّرة: الَّذِين عَلامَتُهم الصُّفْرَة، كَقَوْلِكَ المُحَمِّرة والمُبَيِّضَةُ. والصُّفْرِيَّة: تَمْرَةٌ يماميَّة تُجَفَّف بُسْراً وَهِيَ صَفْراء، فإِذا جَفَّت فَفُركَتْ انْفَرَكَتْ، ويُحَلَّى بِهَا السَّوِيق فَتَفوق مَوْقِع السُّكَّر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَهَكَذَا قَالَ: تَمْرَةٌ يَمامِيَّة فأَوقع لَفْظَ الإِفراد عَلَى الْجِنْسِ، وَهُوَ يُسْتَعْمَلُ مِثْلَ هَذَا كَثِيرًا. والصُّفَارَة مِنَ النَّبات: مَا ذَوِيَ فتغيَّر إِلى الصُّفْرَة. والصُّفارُ: يَبِيسُ البُهْمَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه لِصُفْرَته؛ وَلِذَلِكَ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وحَتَّى اعْتَلى البُهْمَى مِنَ الصَّيْفِ نافِضٌ، ... كَمَا نَفَضَتْ خَيْلٌ نواصِيَها شُقْرُ والصَّفَرُ: داءٌ فِي الْبَطْنِ يصفرُّ مِنْهُ الْوَجْهُ. والصَّفَرُ: حَيَّة تلزَق بِالضُّلُوعِ فَتَعَضُّها، الْوَاحِدُ وَالْجَمِيعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهُ صَفَرَة، وَقِيلَ: الصَّفَرُ دابَّة تَعَضُّ الضُّلوع والشَّرَاسِيف؛ قَالَ أَعشى باهِلة يَرْثِي أَخاه: لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي القِدْرِ يَرْقُبُهُ، ... وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِه الصَّفَرُ

وقيل: الصَّفَر هاهنا الجُوع. وَفِي الْحَدِيثِ: صَفْرَة فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ حُمْر النَّعَمِ ؛ أَي جَوْعَة. يُقَالُ: صَفِر الوَطْب إِذا خَلَا مِنَ اللَّبَن، وَقِيلَ: الصَّفَر حَنَش البَطْن، والصَّفَر فِيمَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ: حيَّة فِي الْبَطْنِ تَعَضُّ الإِنسان إِذا جَاعَ، واللَّذْع الَّذِي يَجِدُهُ عِنْدَ الْجُوعِ مِنْ عَضِّه. والصَّفَر والصُّفار: دُودٌ يَكُونُ فِي الْبَطْنِ وشَراسيف الأَضلاع فيصفرُّ عَنْهُ الإِنسان جِدّاً وربَّما قَتَلَهُ. وَقَوْلُهُمْ: لَا يَلْتاطُ هَذَا بِصَفَري أَي لَا يَلْزَق بِي وَلَا تقبَله نَفْسِي. والصُّفار: الْمَاءُ الأَصْفَرُ الَّذِي يُصيب الْبَطْنَ، وَهُوَ السِّقْيُ، وَقَدْ صُفِرَ، بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: والصُّفار، بِالضَّمِّ، اجْتِمَاعُ الْمَاءِ الأَصفر فِي الْبَطْنِ، يُعالَجُ بِقَطْعِ النَّائط، وَهُوَ عِرْق فِي الصُّلْب؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصِف ثَوْرَ وَحْشٍ ضَرَبَ الْكَلْبَ بِقَرْنِهِ فَخَرَجَ مِنْهُ دَمٌ كَدَمِ الْمَفْصُودِ أَو المَصْفُور الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِهِ الْمَاءُ الأَصفر: وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، ... قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ وبَجَّ: شَقَّ، أَي شَقَّ الثورُ بِقَرْنِهِ كُلَّ عِرْق عانِدٍ نَعُور. والعانِد: الَّذِي لَا يَرْقأُ لَهُ دمٌ. ونَعُور: يَنْعَرُ بِالدَّمِ أَي يَفُور؛ وَمِنْهُ عِرْق نَعَّار. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: أَن رَجُلًا أَصابه الصَّفَر فنُعِت لَهُ السُّكَّر ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ الحَبَنُ، وَهُوَ اجْتِمَاعُ الْمَاءِ فِي الْبَطْنِ. يُقَالُ: صُفِر، فَهُوَ مَصْفُور، وصَفِرَ يَصْفَرُ صَفَراً؛ وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده فِي قَوْلِهِ: يَا رِيحَ بَيْنُونَةَ لَا تَذْمِينا، ... جِئْتِ بأَلْوان المُصَفَّرِينا قَالَ قَوْمٌ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الْمَاءِ الأَصفر وَصَاحِبُهُ يَرْشَحُ رَشْحاً مُنْتِناً، وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الصَّفَر، وَهُوَ الجوعُ، الْوَاحِدَةُ صَفْرَة. وَرَجُلٌ مَصْفُور ومُصَفَّر إِذا كَانَ جَائِعًا، وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ الصَّفَر، وَهِيَ حيَّات الْبَطْنِ. وَيُقَالُ: إِنه لَفِي صُفْرة لِلَّذِي يَعْتَرِيهِ الْجُنُونُ إِذا كَانَ فِي أَيام يَزُولُ فِيهَا عَقْلُهُ، لأَنهم كَانُوا يَمْسَحُونَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الزَّعْفَرَانِ. والصُّفْر: النُّحاس الْجَيِّدُ، وَقِيلَ: الصُّفْر ضرْب مِنَ النُّحاس، وَقِيلَ: هُوَ مَا صَفَرَ مِنْهُ، وَاحِدَتُهُ صُفْرة، والصِّفْر: لُغَةٌ فِي الصُّفْر؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ وَحْدَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يَكُ يُجيزه غَيْرُهُ، وَالضَّمُّ أَجود، وَنَفَى بَعْضُهُمُ الْكَسْرَ. الْجَوْهَرِيُّ: والصُّفْر، بِالضَّمِّ، الَّذِي تُعمل مِنْهُ الأَواني. والصَّفَّار: صَانِعُ الصُّفْر؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: لَا تُعْجِلاها أَنْ تَجُرَّ جَرّا، ... تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصُّفْر هُنَا الذَّهَبُ، فإِمَّا أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ الدَّنَانِيرَ لأَنها صُفْر، وإِمَّا أَن يَكُونَ سَمَّاهُ بالصُّفْر الَّذِي تُعْمل مِنْهُ الْآنِيَةُ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمُشَابَهَةِ حَتَّى سُمِّيَ اللَّاطُون شَبَهاً. والصِّفْر والصَّفْر والصُّفْر: الشَّيْءُ الْخَالِي، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ وَالْوَاحِدُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ سَوَاءٌ؛ قَالَ حَاتِمٌ: تَرَى أَنَّ مَا أَنفقتُ لَمْ يَكُ ضَرَّني، ... وأَنَّ يَدِي، مِمَّا بخلتُ بِهِ، صفْرُ وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَصفار؛ قَالَ: لَيْسَتْ بأَصْفار لِمَنْ ... يَعْفُو، وَلَا رُحٍّ رَحَارحْ وَقَالُوا: إِناءٌ أَصْفارٌ لَا شَيْءَ فِيهِ، كَمَا قَالُوا: بُرْمَة أَعْشار. وَآنِيَةٌ صُفْر: كَقَوْلِكَ نسْوَة عَدْل. وَقَدْ صَفِرَ الإِناء مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، والرَطْب مِنَ

اللَّبَن بِالْكَسْرِ، يَصْفَرُ صَفَراً وصُفُوراً أَي خَلًّا، فَهُوَ صَفِر. وَفِي التَّهْذِيبِ: صَفُر يَصْفُر صُفُورة. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرَعِ الفِناء وصَفَرِ الإِناء؛ يَعْنُون بِهِ هَلاك المَواشي؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: صَفِرَ الرَّجُلُ يَصْفَر صَفِيراً وصَفِر الإِناء. وَيُقَالُ: بَيْتٌ صَفِر مِنَ الْمَتَاعِ، وَرَجُلٌ صِفْرُ الْيَدَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَصْفَرَ الْبُيُوتِ «4». مِنَ الْخَيْرِ البَيْتُ الصَّفِرُ مِنْ كِتاب اللَّهِ. وأَصْفَر الرَّجُلُ، فَهُوَ مُصْفِر، أَي افْتَقَرَ. والصَّفَر: مَصْدَرٌ قَوْلُكَ صَفِر الشَّيْءُ، بِالْكَسْرِ، أَي خَلَا. والصِّفْر فِي حِساب الْهِنْدِ: هُوَ الدَّائِرَةُ فِي الْبَيْتِ يُفْني حِسابه. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى فِي الأَضاحي عَنِ المَصْفُورة والمُصْفَرة ؛ قِيلَ: المَصْفورة المستأْصَلة الأُذُن، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن صِماخيها صَفِرا مِنَ الأُذُن أَي خَلَوَا، وإِن رُوِيَت المُصَفَّرة بِالتَّشْدِيدِ فَللتَّكسِير، وَقِيلَ: هِيَ الْمَهْزُولَةُ لخلوِّها مِنَ السِّمَن؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي المَصْفُورة: هِيَ المَهْزُولة، وَقِيلَ لَهَا مُصَفَّرة لأَنها كأَنها خَلَت مِنَ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ، مِنْ قَوْلِكَ: هو صِفْر [صُفْر] مِنَ الْخَيْرِ أَي خالٍ. وَهُوَ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِنَّه نَهَى عَنِ العَجْفاء الَّتِي لَا تُنْقِي ، قَالَ: وَرَوَاهُ شَمِرٌ بَالْغَيْنِ مُعْجَمَةً، وَفَسَّرَهُ عَلَى مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَا أَعرفه؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ الصِّغار. أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِمْ لِلذَّلِيلِ مُجَدَّع ومُصلَّم؟ وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: صِفْرُ رِدائها ومِلءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها ؛ الْمَعْنَى أَنها ضامِرَة الْبَطْنِ فكأَن رِداءها صِفْر أَي خالٍ لشدَّة ضُمور بَطْنِهَا، والرِّداء يَنْتَهِي إِلى الْبَطْنِ فَيَقَعُ عَلَيْهِ. وأَصفَرَ البيتَ: أَخلاه. تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا أَصْغَيْت لَكَ إِناء وَلَا أَصْفَرْت لَكَ فِناءً، وَهَذَا فِي المَعْذِرة، يَقُولُ: لَمْ آخُذْ إِبِلَك ومالَك فَيَبْقَى إِناؤُك مَكْبوباً لَا تَجِدُ لَهُ لَبَناً تَحْلُبه فِيهِ، وَيَبْقَى فِناؤك خالِياً مَسْلُوباً لَا تَجِدُ بَعِيرًا يَبْرُك فِيهِ وَلَا شَاةً تَرْبِضُ هُنَاكَ. والصَّفارِيت: الْفُقَرَاءُ، الْوَاحِدُ صِفْرِيت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَا خُورٌ صَفارِيتُ وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده وَلَا خُورٍ، وَالْبَيْتُ بِكَمَالِهِ: بِفِتْيَةٍ كسُيُوف الهِنْدِ لَا وَرَعٍ ... مِنَ الشَّباب، وَلَا خُورٍ صَفارِيتِ وَالْقَصِيدَةُ كُلُّهَا مَخْفُوضَةٌ وأَولها: يَا دَارَ مَيَّةَ بالخَلْصاء حُيِّيتِ وصَفِرَت وِطابُه: مَاتَ، قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً، ... وَلَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب وَهُوَ مثَل مَعْنَاهُ أَن جِسْمَهُ خَلَا مِنْ رُوحه أَي لَوْ أَدركته الْخَيْلُ لَقَتَلَتْهُ ففزِعت، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْخَيْلَ لَوْ أَدركته قُتل فصَفِرَت وِطابُه الَّتِي كَانَ يَقْرِي مِنْهَا وِطابُ لَبَنِه، وَهِيَ جِسْمُهُ مِنْ دَمِه إِذا سُفِك. والصَّفْراء: الْجَرَادَةُ إِذا خَلَت مِنَ البَيْضِ؛ قَالَ: فَمَا صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ، ... كأَنَّ رُجَيْلَتَيْها مِنْجَلانِ؟ وصَفَر: الشَّهْرُ الَّذِي بَعْدَ المحرَّم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما سُمِّيَ صَفَراً لأَنهم كَانُوا يَمْتارُون الطَّعَامَ فِيهِ مِنَ الْمَوَاضِعِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِصْفار مَكَّةَ

_ (4). قوله: [إن أصفر البيوت] كذا بالأَصل، وفي النهاية أصفر البيوت بإسقاط لفظ إِن

مِنْ أَهلها إِذا سَافَرُوا؛ وَرُوِيَ عَنْ رُؤْبَةَ أَنه قَالَ: سَمَّوا الشَّهْرَ صَفَراً لأَنهم كَانُوا يَغْزون فِيهِ القَبائل فَيَتْرُكُونَ مَنْ لَقُوا صِفْراً مِنَ المَتاع، وَذَلِكَ أَن صَفَراً بَعْدَ الْمُحَرَّمِ فَقَالُوا: صَفِر النَّاسُ مِنَّا صَفَراً. قَالَ ثَعْلَبٌ: النَّاسُ كُلُّهُمْ يَصرِفون صَفَراً إِلَّا أَبا عُبَيْدَةَ فإِنه قَالَ لَا يَنْصَرِفُ؛ فَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَا تَصْرِفُهُ؟ «1» ... لأَن النَّحْوِيِّينَ قَدْ أَجمعوا عَلَى صَرْفِهِ، وَقَالُوا: لَا يَمنع الْحَرْفُ مِنَ الصَّرْف إِلَّا علَّتان، فأَخبرنا بِالْعِلَّتَيْنِ فِيهِ حَتَّى نَتْبَعَكَ، فَقَالَ: نَعَمِ، العلَّتان الْمَعْرِفَةُ والسَّاعةُ، قَالَ أَبو عمر: أَراد أَن الأَزمنة كُلَّهَا سَاعَاتٌ وَالسَّاعَاتُ مُؤَنَّثَةٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَقامَتْ بِهِ كمُقام الحَنِيفِ ... شَهْرَيْ جُمادى، وشَهْرَيْ صَفَر أَراد المحرَّم وَصَفَرًا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وشهرَ صَفَرْ عَلَى احْتِمَالِ الْقَبْضِ فِي الْجَزْءِ، فإِذا جَمَعُوهُ مَعَ المحرَّم قَالُوا: صَفران، وَالْجَمْعُ أَصفار؛ قَالَ النَّابِغَةُ: لَقَدْ نَهَيْتُ بَني ذُبْيانَ عَنْ أُقُرٍ، ... وَعَنْ تَرَبُّعِهِم فِي كلِّ أَصْفارِ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ: الصَّفَرانِ شَهْرَانِ مِنَ السَّنَةِ سُمِّيَ أَحدُهما فِي الإِسلام المحرَّم. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَا عَدْوَى وَلَا هامَةَ وَلَا صَفَر ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَسَرَّ الَّذِي رَوَى الْحَدِيثَ أَن صَفَرَ دَوَابُّ البَطْن. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ يُونُسَ سأَل رُؤْبَةَ عَنِ الصَّفَر، فَقَالَ: هِيَ حَيَّة تَكُونُ فِي الْبَطْنِ تُصِيبُ الْمَاشِيَةَ وَالنَّاسَ، قَالَ: وَهِيَ أَعدى مِنَ الجَرَب عِنْدَ الْعَرَبِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فأَبطل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنها تُعْدِي. قَالَ: وَيُقَالُ إِنها تَشْتَدُّ عَلَى الإِنسان وَتُؤْذِيهِ إِذا جَاعَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَا صَفَر: يُقَالُ فِي الصَّفَر أَيضاً إِنه أَراد بِهِ النَّسيءَ الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ تأْخيرهم المحرَّم إِلى صَفَرٍ فِي تَحْرِيمِهِ وَيَجْعَلُونَ صَفَراً هُوَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ فأَبطله؛ قَالَ الأَزهري: وَالْوَجْهُ فِيهِ التَّفْسِيرُ الأَول، وَقِيلَ لِلْحَيَّةِ الَّتِي تَعَضُّ الْبَطْنَ: صَفَر لأَنها تَفْعَلُ ذَلِكَ إِذا جَاعَ الإِنسان. والصَّفَرِيَّةُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي أَوَّل الْخَرِيفِ يخضِّر الأَرض وَيُورِقُ الشَّجَرَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سُمِّيَتْ صَفَرِيَّةً لأَن الْمَاشِيَةَ تَصْفَرُّ إِذا رَعَتْ مَا يَخْضَرُّ مِنَ الشَّجَرِ وَتَرَى مَغابِنَها ومَشَافِرَها وأَوْبارَها صُفْراً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَجد هَذَا مَعْرُوفًا. والصُّفَارُ: صُفْرَة تَعْلُو اللَّوْنَ وَالْبَشَرَةَ، قَالَ: وَصَاحِبُهُ مَصْفُورٌ؛ وأَنشد: قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ والصُّفْرَةُ: لَوْنُ الأَصْفَر، وَفِعْلُهُ اللَّازِمُ الاصْفِرَارُ. قَالَ: وأَما الاصْفِيرارُ فَعَرض يعرض الإِنسان؛ يُقَالُ: يصفارُّ مَرَّةً ويحمارُّ أُخرى، قَالَ: وَيُقَالُ فِي الأَوَّل اصْفَرَّ يَصْفَرُّ. والصَّفَريُّ: نَتَاج الْغَنَمِ مَعَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ، وَهُوَ أَوَّل الشِّتَاءِ، وَقِيلَ: الصَّفَرِيَّةُ «2». مِنْ لَدُنْ طُلُوعِ سُهَيْلٍ إِلى سُقُوطِ الذِّرَاعِ حِينَ يَشْتَدُّ الْبَرْدُ وَحِينَئِذٍ يُنْتَجُ النَّاسُ، ونِتاجه مَحْمُودٌ، وَتُسَمَّى أَمطار هَذَا الْوَقْتِ صَفَرِيَّةً. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الصَّفَرِيَّةُ مَا بَيْنَ تَوَلِّي الْقَيْظِ إِلى إِقبال الشِّتَاءِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَول الصَّفَرِيَّةِ طُلُوعُ سُهَيْلٍ وآخرها طلوع السِّماك. قَالَ: وَفِي أَوَّل الصَّفَرِيَّةِ أَربعون لَيْلَةً يَخْتَلِفُ حرها وبردها

_ (1). هكذا بياض بالأَصل (2). قوله: وقيل الصفرية [إلخ] عبارة القاموس وشرحه: والصفرية نَتَاجُ الْغَنَمِ مَعَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ، وَهُوَ أَوَّلُ الشِّتَاءِ. وَقِيلَ الصَّفَرِيَّةُ مِنْ لَدُنْ طُلُوعِ سُهَيْلٍ إِلى سُقُوطِ الذِّرَاعِ حِينَ يَشْتَدُّ الْبَرْدُ، وحينئذ يكون النتاج محموداً كالصفري محركة فيهما

تُسَمَّى الْمُعْتَدِلَاتُ، والصَّفَرِيُّ فِي النِّتَاجِ بَعْدَ القَيْظِيِّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّفَرِيَّةُ تولِّي الْحَرِّ وإِقبال الْبَرْدِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الصَّقَعِيُّ أَول النِّتَاجِ، وَذَلِكَ حِينَ تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤوسَ البَهْم صَقْعاً، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ لَهُ الشَّمْسِي والقَيْظي ثم الصَّفَري بعد الصَّقَعِي، وَذَلِكَ عِنْدَ صِرَامِ النَّخِيلِ، ثُمَّ الشَّتْوِيُّ وَذَلِكَ فِي الرَّبِيعِ، ثُمَّ الدَّفَئِيُّ وَذَلِكَ حِينَ تدفأُ الشَّمْسُ، ثُمَّ الصَّيْفي ثُمَّ القَيْظي ثُمَّ الخَرْفِيُّ فِي آخِرِ الْقَيْظِ. والصَّفَرِية: نَبَاتٌ يَكُونُ فِي الْخَرِيفِ؛ والصَّفَري: الْمَطَرُ يأْتي فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وتَصَفَّرَ الْمَالُ: حَسُنَتْ حَالُهُ وَذَهَبَتْ عَنْهُ وَغْرَة الْقَيْظِ. وَقَالَ مَرَّةً: الصَّفَرِية أَول الأَزمنة يَكُونُ شَهْرًا، وَقِيلَ: الصَّفَري أَول السَّنَةِ. والصَّفِير: مِنَ الصَّوْتِ بِالدَّوَابِّ إِذا سُقِيَتْ، صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً، وصَفَرَ بِالْحِمَارِ وصَفَّرَ: دَعَاهُ إِلى الْمَاءِ. والصَّافِرُ: كُلُّ مَا لَا يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّفارِيَّة الصَّعْوَةُ والصَّافِر الجَبان؛ وصَفَرَ الطَّائِرُ يَصْفِرُ صَفِيراً أَي مَكَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَجْبَنُ مِنْ صَافِرٍ وأَصفَرُ مِنْ بُلْبُلٍ، والنَّسْر يَصْفِر. وَقَوْلُهُمْ: مَا فِي الدَّارِ صَافِرٌ أَي أَحد يَصْفِرُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا فِي الدَّارِ «1». أَحد يَصْفِرُ بِهِ، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا جَاءَ عَلَى لَفْظِ فَاعِلٍ وَمَعْنَاهُ مَفْعُولٌ بِهِ؛ وأَنشد: خَلَتِ المَنازل مَا بِها، ... مِمَّن عَهِدْت بِهِنَّ، صَافِر وَمَا بِهَا صَافِر أَي مَا بِهَا أَحد، كَمَا يُقَالُ مَا بِهَا دَيَّارٌ، وَقِيلَ: أَي مَا بِهَا أَحد ذُو صَفير. وَحَكَى الْفَرَّاءُ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: كَانَ فِي كَلَامِهِ صُفار، بِالضَّمِّ، يُرِيدُ صَفِيرًا. والصَّفَّارَةُ: الِاسْتُ. والصَّفَّارَةُ: هَنَةٌ جَوْفاء مِنْ نُحَاسٍ يَصْفِر فِيهَا الْغُلَامُ للحَمَام، ويَصْفِر فِيهَا بِالْحِمَارِ لِيَشْرَبَ. والصَّفَرُ: العَقل وَالْعَقْدُ. والصَّفَرُ: الرُّوعُ ولُبُّ القَلْبِ، يُقَالُ: مَا يَلْزَقُ ذَلِكَ بصَفَري. والصُّفَار والصِّفَارُ: مَا بَقِيَ فِي أَسنان الدَّابَّةِ مِنَ التِّبْنِ وَالْعَلَفِ لِلدَّوَابِّ كُلِّهَا. والصُّفَار: الْقُرَادُ، وَيُقَالُ: دُوَيْبَّةٌ تَكُونُ فِي مَآخِيرِ الْحَوَافِرِ وَالْمَنَاسِمِ؛ قَالَ الأَفوه: وَلَقَدْ كُنْتُمْ حَدِيثاً زَمَعاً ... وذُنَابَى، حَيْثُ يَحْتَلُّ الصُّفَار ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّحْمُ والصَّفَار، بِفَتْحِ الصَّادِ، نَبْتَانِ؛ وأَنشد: إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْوَاحنا، ... مَا كانَ مِنْ شَحْم بِهَا وَصَفَار «2» . والصَّفَار، بِالْفَتْحِ: يَبِيس «3» البُهْمى. وصُفْرَةُ وصَفَّارٌ: اسْمَانِ. وأَبو صُفْرَةَ: كُنْيَة. والصُّفْرِيَّةُ، بِالضَّمِّ: جِنْسٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، وَقِيلَ: قَوْمٌ مِنَ الحَرُورِيَّة سُمُّوا صُفْرِيَّةً لأَنهم نُسِبُوا إِلى صُفْرَةِ أَلوانهم، وَقِيلَ: إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفَّارٍ؛ فَهُوَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الأَخير مِنَ النَّسَبِ النَّادِرِ، وَفِي الصِّحَاحِ: صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ نُسِبُوا إِلى زِيَادِ بْنِ الأَصْفَرِ رَئِيسِهِمْ، وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن الَّذِي نُسِبُوا إِليه هُوَ عبد الله ابن الصَّفَّار وأَنهم الصِّفْرِيَّة، بِكَسْرِ الصاد؛ وقال

_ (1). قوله: وَفِي التَّهْذِيبِ مَا فِي الدار [إلخ] كذا بالأَصل (2). قوله: [أرواحنا] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في الصحاح وياقوت: إِنَّ الْعُرَيْمَةَ مَانِعٌ أَرْمَاحُنَا ... مَا كَانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا وَصَفَارِ والسحم، بالتحريك: شجر (3). قوله [والصفار بالفتح يبيس إلخ] كذا في الصحاح وضبطه في القاموس كغراب

الأَصمعي: الصَّوَابُ الصِّفْرِيَّة، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَخَاصَمَ رجُل مِنْهُمْ صاحبَه فِي السِّجْنِ فَقَالَ لَهُ: أَنت وَاللَّهِ صِفْرٌ مِنَ الدِّينِ، فَسُمُّوا الصِّفْرِيَّة، فَهُمُ المَهَالِبَةُ «1». نُسِبُوا إِلى أَبي صُفْرَةَ، وَهُوَ أَبو المُهَلَّبِ وأَبو صُفْرَةَ كُنْيَتُهُ. والصَّفْراءُ: مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ والرَّمْل، وَقَدْ تنبُت بالجَلَد، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّفْراءُ نَبْتٌ مِنَ العُشب، وَهِيَ تُسَطَّح عَلَى الأَرض، وكأَنَّ ورقَها ورقُ الخَسِّ، وَهِيَ تأْكلها الإِبل أَكلا شَدِيدًا، وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: هِيَ مِنَ الذُّكُورِ. والصَّفْراءُ: شِعْب بِنَاحِيَةِ بَدْرٍ، وَيُقَالُ لَهَا الأَصَافِرُ. والصُّفَارِيَّةُ: طَائِرٌ. والصَّفْراء: فَرَسُ الْحَرْثِ بْنِ الأَصم، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَبَنُو الأَصْفَرِ: الرُّومُ، وَقِيلَ: مُلُوكُ الرُّومِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري لِمَ سُمُّوا بِذَلِكَ؛ قال عدي ابن زيد: وِ بَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الرومِ، ... لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: اغْزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأَصْفَرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يَعْنِي الرومَ لأَن أَباهم الأَول كَانَ أَصْفَرَ اللَّوْنِ، وَهُوَ رُوم بن عِيْصُو بن إِسحق بْنِ إِبراهيم. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مَرْجِ الصُّفَّرِ، وَهُوَ بِضَمِّ الصَّادِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ، مَوْضِعٌ بغُوطَة دِمَشْقَ وَكَانَ بِهِ وَقْعَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ مَعَ الرُّومِ. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ: ثُمَّ جَزَع الصُّفَيْراءَ ؛ هِيَ تَصْغِيرُ الصَّفْرَاء، وَهِيَ مَوْضِعٌ مُجَاوِرُ بَدْرٍ. والأَصَافِرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثَيِّر: عَفَا رابِغٌ مِنْ أَهْلِهِ فَالظَّوَاهِرُ، ... فأَكْنَافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ فَالأَصافِرُ «2» . وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَتْ إِذَا سُئِلَتْ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ قَرَأَتْ: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ «3» وَتَقُولُ: إِن البُرْمَةَ لَيُرَى فِي مائِهَا صُفْرَةٌ ، تَعْنِي أَن اللَّهَ حرَّم الدَّم فِي كِتَابِهِ، وَقَدْ تَرَخّص النَّاسُ فِي مَاءِ اللَّحْم فِي الْقِدْرِ وَهُوَ دَمٌ، فَكَيْفَ يُقْضَى عَلَى مَا لَمْ يُحَرِّمْهُ اللَّهُ بِالتَّحْرِيمِ؟ قَالَ: كأَنها أَرادت أَن لَا تَجْعَلَ لُحُومَ السِّبَاع حَرَامًا كَالدَّمِ وَتَكُونُ عِنْدَهَا مَكْرُوهَةً، فإِنها لَا تَخْلُو أَن تَكُونَ قَدْ سَمِعَتْ نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عنها. صقر: الصَقْرُ: الطَّائِرُ الَّذِي يُصاد بِهِ، مِنَ الْجَوَارِحِ. ابْنُ سِيدَهْ: والصَّقْرُ كُلُّ شَيْءٍ يَصيد مِنَ البُزَاةِ والشَّواهينِ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، وَالْجَمْعُ أَصْقُرٌ وصُقُورٌ وصُقُورَةٌ وصِقَارٌ وصِقَارَةٌ. والصُّقْرُ: جَمْعُ الصُّقُور الَّذِي هُوَ جَمْعُ صَقْرٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كَأَنَّ عَيْنَيْهِ، إِذا تَوَقَّدَا، ... عَيْنَا قَطَامِيٍّ منَ الصُّقْرِ بَدَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بِمَا ذَكَرْنَا؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَن الصُّقْرَ جَمْعُ صَقْرٍ كَمَا ذَهَبَ إِليه أَبو حَنِيفَةَ مِنْ أَن زُهْواً جمع زَهْو، قال: وإِنما وَجَّهْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ فِرَارًا مِنْ جَمْعِ الْجَمْعِ، كَمَا ذَهَبَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فرُهُنٌ مَقْبُوضَة ، إِلى أَنه جَمْعُ رَهْنٍ لَا

_ (1). قوله: [فهم المهالبة إلخ] عبارة القاموس وشرحه: والصفرية، بالضم أَيضاً، المهالبة المشهورون بالجود والكرم، نُسِبُوا إِلى أَبي صُفْرَةَ جدهم (2). قوله: [تبنى] في ياقوت: تبنى، بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر، بلدة بحوران من أَعمال دمشق، واستشهد عليه بأَبيات أُخر. وفي باب الهمزة مع الصاد ذكر الأَصافر وأَنشد هذا البيت وفيه هرشى بدل تبنى، قال هرشى بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر ثَنِيَّةٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ قريبة من الجحفة انتهى. وهو المناسب (3). الآية

جَمْعُ رِهَان الَّذِي هُوَ جَمْعُ رَهْنٍ هَرَباً مِنْ جَمْعِ الْجَمْعِ، وإِن كَانَ تَكْسِيرَ فَعْلٍ عَلَى فُعْلٍ وفُعُلٍ قَلِيلًا، والأُنثى صَقْرَةٌ. والصَّقْرُ: اللَّبَنُ الشَّدِيدُ الحُمُوضَة. يُقَالُ: حَبَانا بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الْوَجْهَ، كَمَا يُقَالُ بِصَرْبَةٍ؛ حَكَاهُمَا الْكِسَائِيُّ. وَمَا مَصَلَ مِنَ اللَّبن فامَّازَتْ خُثَارَته وصَفَتْ صَفْوَتُه فإِذا حَمِضَتْ كَانَتْ صِبَاغاً طيِّباً، فَهُوَ صَقْرَة. قَالَ الأَصمعي: إِذا بَلَغَ اللَّبَنُ مِنَ الحَمَضِ مَا لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، فَهُوَ الصَّقْرُ. وَقَالَ شَمِرٌ: الصَّقْر الْحَامِضُ الَّذِي ضَرَبَتْهُ الشَّمْسُ فَحَمِضَ. يُقَالُ: أَتانا بِصَقْرَةٍ حامضة. قال: مِكْوَزَةُ: كأَن الصَّقْرَ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بُزُرج: المُصْقَئِرُّ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي قَدْ حَمِضَ وَامْتَنَعَ. والصَّقْرُ والصَّقْرَةُ: شِدَّةُ وقعِ الشَّمْسِ وحِدَّةُ حَرِّهَا، وَقِيلَ: شِدَّةُ وقْعِها عَلَى رأْسه؛ صَقَرَتْهُ تَصْقُرُهُ صَقْراً: آذَاهُ حَرُّها، وَقِيلَ: هُوَ إِذا حَمِيَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا ذَابَت الشمْسُ، اتَّقَى صَقَرَاتِها ... بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ وصَقَرَ النَّارَ صَقْراً وصَقَّرَهَا: أَوْقَدَها؛ وَقَدِ اصْتَقَرَتْ واصْطَقَرَتْ: جاؤوا بِهَا مَرَّةً عَلَى الأَصل ومَرَّةً عَلَى المضارَعة. وأَصْقَرَت الشَّمْسُ: اتَّقَدَتْ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وصَقَرَهُ بِالْعَصَا صَقْراً: ضَرَبَهُ بِهَا عَلَى رأْسه. والصَّوْقَرُ والصَّاقُورُ: الفأْس الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا رأْس وَاحِدٌ دَقِيقٌ تُكْسَرُ بِهِ الْحِجَارَةُ، وَهُوَ المِعْوَل أَيضاً. والصَّقْر: ضَرْبُ الْحِجَارَةِ بالمِعْوَل. وصَقَرَ الحَجَرَ يَصْقُرُهُ صَقْراً: ضَرَبَهُ بالصَّاقُور وَكَسَرَهُ بِهِ. والصَّاقُورُ: اللِّسان. والصَّاقِرَةُ: الدَّاهِيَةُ النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ كالدَّامِغَةِ. والصَّقْرُ والصَّقَرُ: مَا تَحَلَّب مِنَ العِنَب وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ مِنْ غَيْرِ أَن يُعْصَر، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ بِهِ دِبْسَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُسِيلُ مِنَ الرُّطَب إِذا يبسَ. والصَّقْرُ: الدِّبس عِنْدَ أَهل الْمَدِينَةِ. وصَقَّرَ التَّمْرَ: صبَّ عَلَيْهِ الصَّقْرَ. وَرُطَبٌ صَقِرٌ مَقِرٌ: صَقِرٌ ذُو صَقْرٍ ومَقِرٌ إِتباع، وَذَلِكَ التَّمْرُ الَّذِي يَصْلُحُ للدِّبس. وَهَذَا التَّمْرُ أَصْقَرُ مَنْ هَذَا أَي أَكْثَرُ صَقْراً؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وإِن لَمْ يَكْ لَهُ فِعْل. وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ لِلِسَانَيْنِ «4». وَقَدْ تَقَدَّمَ مِرَارًا. والمُصَقَّرُ مِنَ الرُّطَبِ: المُصَلِّبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الدِّبْسُ ليَلينَ، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالسِّينِ، لأَنهم كَثِيرًا مَا يَقْلِبُونَ الصَّادَ سِينًا إِذا كَانَ فِي الْكَلِمَةِ قَافٌ أَو طَاءٌ أَو عَيْنٌ أَو خَاءٌ مِثْلُ الصَّدْع والصِّماخ والصِّراط والبُصاق. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والصَّقْر، عِنْدَ البَحْرَانِيِّينَ، مَا سَالَ مِنْ جِلالِ التَّمْرِ الَّتِي كُنِزَتْ وسُدِّك بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ فِي بَيْتٍ مُصَرَّج تَحْتَهَا خَوابٍ خُضْر، فَيَنْعَصِرُ مِنْهَا دِبْس خامٌ كأَنه الْعَسَلُ، وَرُبَّمَا أَخذوا الرُّطَب الجَيِّد مَلْقُوطًا مِنَ العِذْقِ فَجَعَلُوهُ فِي بَساتِيقَ وصَبّوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الصَّقْر، فَيُقَالُ لَهُ رُطَب مُصَقَّر، وَيُبْقَى رُطباً طَيِّبًا طُولَ السَّنَةِ وَقَالَ الأَصمعي: التَّصْقِيرُ أَن يُصَب عَلَى الرُّطَب الدِّبْسُ فَيُقَالُ رُطَب مُصَقَّر، مأْخوذ مِنَ الصَّقْرِ، وَهُوَ الدِّبْس. وَفِي حَدِيثِ أَبي حَثْمَةَ: لَيْسَ الصَّقْر في رؤوس النَّخل. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ عسل الرُّطَب هاهنا، وَهُوَ الدِّبْس، وَهُوَ فِي غَيْرِ هَذَا اللَّبَنُ الْحَامِضُ. وَمَاءٌ مُصْقَرٌّ: مُتَغَيِّرٌ. والصَّقَر: مَا انْحَتَّ مِنْ وَرَقِ العِضاهِ والعُرْفُطِ والسَّلَمِ والطَّلْح والسَّمُر، وَلَا يُقَالُ لَهُ صَقَرٌ حتى يَسْقط.

_ (4). قوله: [للسانين] هكذا بالأَصل

والصَّقْرُ: المَاءُ الآجِنُ. والصَّاقُورَةُ: بَاطِنُ القِحْف المُشْرِفُ عَلَى الدِّماغ، وَفِي التَّهْذِيبِ: والصَّاقُور بَاطِنُ القِحْفِ المُشْرِف فَوْقَ الدِّماغ كأَنه قَعْرُ قَصْعة. وصَاقُورَةُ والصَّاقُورَةُ: اسْمُ السَّمَاءِ الثَّالثة. والصَّقَّارُ: النَّمَّامُ. والصَّقَّار: اللَّعَّانُ لِغَيْرِ المُسْتَحِقين. وَفِي حَدِيثِ أَنس: مَلْعُون كُلُّ صَقَّارٍ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الصَّقَّار؟ قَالَ: نَشْءٌ يكونون في آخر الزَّمَنِ تَحِيَّتُهم بَيْنَهُمْ إِذا تَلَاقَوُا التَّلاعُن. التَّهْذِيبُ عَنْ سَهْلُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبيه: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا تَزَالُ الأُمة عَلَى شَريعَةٍ مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهِمْ ثَلَاثٌ: مَا لَمْ يُقْبَضْ مِنْهُمُ العِلْمُ، ويَكْثُرْ فِيهِمُ الخُبْثُ، ويَظْهَرْ فيهم السَّقَّارُونَ، قَالُوا: وَمَا السَّقَّارُون يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَشَأٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تَكُونُ تَحِيَّتُهُمْ بَيْنَهُمْ إِذا تَلَاقَوُا التلاعنَ ، وَرُوِيَ بِالسِّينِ وَبِالصَّادِ، وَفَسَّرَهُ بالنَّمَّامِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ ذَا الكبْرِ والأُبَّهَةِ بأَنه يَمِيلُ بِخَدِّهِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الصَّقْرَانِ دَائِرتانِ مِنَ الشَّعر عِنْدَ مُؤَخَّرِ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ، قَالَ: وحدُّ الظَّهْرِ إِلى الصَّقْرين. الْفَرَّاءُ: جَاءَ فُلَانٌ بالصُّقَرِ والبُقَرِ والصُّقارَى والبُقارَى إِذا جاءَ بالكَذِب الْفَاحِشِ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَصَقَّرْت بِمَوْضِعِ كَذَا وَتَشَكَّلْتُ وَتَنَكَّفْتُ «1». بِمَعْنَى تَلَبَّثْت. والصَّقَّار: الْكَافِرُ. والصَّقَّار: الدَّبَّاس، وَقِيلَ: السَّقَّار الْكَافِرُ، بِالسِّينِ. والصَّقْرُ: القِيَادَةُ عَلَى الحُرَم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَمِنْهُ الصَّقَّار الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. والصَّقُّور: الدَّيُّوث، وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنَ الصَّقُّور يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفاً وَلَا عَدْلًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِمَعْنَى الصَّقَّار، وَقِيلَ: هُوَ الدَّيُّوث القَوَّاد عَلَى حُرَمه. وصَقَرُ: مِنْ أَسماء جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا، لُغَةٌ فِي سَقَر. والصَّوْقَرِيرُ: صَوْت طَائِرٍ يُرَجِّع فَتَسْمَعُ فِيهِ نَحْوَ هَذِهِ النَّغْمَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: الصَّوْقَرِيرُ حِكَايَةُ صَوْتِ طَائِرٍ يُصَوْقِرُ فِي صِيَاحِهِ يُسْمَعُ فِي صَوْتِهِ نَحْوُ هَذِهِ النَّغْمَةِ. وصُقارَى: موضع. صقعر: الصُّقْعُرُ: الْمَاءُ المُرُّ الْغَلِيظُ. والصَّقْعَرَةُ: هُوَ أَن يَصيحَ الإِنسانُ فِي أُذن آخَرَ. يُقَالُ: فُلَانٌ يُصَقْعِرُ في أُذن فلان. صمر: التَّصْمِير: الجَمْع والمَنْع. يُقَالُ: صَمَرَ متاعَه وصَمَّره وأَصْمَرَهُ. والتَّصْمِيرُ أَيضاً: أَن يَدْخُلَ فِي الصُّمَيْرِ، وَهُوَ مَغِيب الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: أَصْمَرْنا وصَمَّرْنا وأَقْصَرْنا وقَصَّرْنا وأَعْرَجْنَا وعَرَّجْنَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: صَمَر يَصْمُر صَمْراً وصُمُوراً بَخِلَ ومَنَع؛ قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ الصَّامِرِينَ مَتاعَهم ... يَمُوتُ ويَفْنى، فَارْضَخِي مِنْ وعائِيَا أَراد يَمُوتُونَ وَيَفْنَى مَالُهُمْ، وأَراد الصَّامِرِينَ بِمَتَاعِهِمْ. ورَجُل صَمِيرٌ: يابسُ اللَّحْمِ عَلَى الْعِظَامِ. والصَّمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّتْنُ» يُقَالُ: يَدِي مِنَ اللَّحْمِ صَمِرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه أَعطى أَبا رَافِعٍ حَتيًّا وعُكَّةَ سَمْنٍ، وَقَالَ: ادْفَعْ هَذَا إِلى أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، وَكَانَتْ تَحْتَ أَخيه جَعْفَرٍ، لتَدْهُن بِهِ بَنِي أَخيه مِنْ صَمرَ البَحْر، يَعْنِي مِنْ نَتْنِ ريحه

_ (1). قوله: [وتشكلت وتنكفت] كذا بالأَصل وشرح القاموس (2). قوله: [بالتحريك النتن] في القاموس وشرحه بالفتح: النتن، ومثله في التكملة

وتَطْعَمهن من الحَقِّ؛ أَما صَمَرُ الْبَحْرِ فَهُوَ نَتْن رِيحِهِ وغَمَقُه ووَمَدُه. والحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْل. ابْنُ الأَعرابي: الصَّمْرُ رائحة المِسْك الطَّرِيِّ. والصَّمْرُ: غَتْمُ الْبَحْرِ إِذا خَبَّ أَي هَاجَ مَوْجُهُ، وخَبيبُه تَناطُحُ أَمواجه. ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ صَمِيرٌ يابسُ اللَّحْمِ عَلَى العظْم تَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ العَرَق. وصَمَرَ الماءُ يَصْمر صُمُوراً: جَرَى مِنْ حُدُور فِي مُسْتَوًى فَسَكن، وَهُوَ جَارٍ، وَذَلِكَ الْمَكَانُ يُسَمَّى صِمْر الْوَادِي، وصِمْرُه: مُسْتَقَرُّهُ. والصُّمَارى، مَقْصُورًا: الِاسْتُ لنَتْنِها. الصِّحَاحُ: الصُّمَارَى، بِالضَّمِّ، الدُّبُر؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الصِّمَارَى، بِكَسْرِ الصَّادِ. والصُّمْرُ: الصُّبْر؛ أَخَذَ الشيءَ بأَصْمَارِه أَي بأَصْبَارِه، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْبَدَلِ. وملأَ الكأْس إِلى أَصْمَارها أَي إِلَى أَعاليها كأَصْبَارها، وَاحِدُهَا صُمْر وصُبْر. وصَيْمَر: أَرض مِنْ مِهْرِجَان؛ إِليه نُسِبَ الجُبْنُ الصَّيْمَري. والصَّوْمَرُ: البَاذِرُوجُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّوْمَر شَجَرٌ لَا يَنْبُتُ وَحْدَهُ وَلَكِنْ يَتَلَوَّى عَلَى الغافِ، وَهُوَ قُضْبَانٌ لَهَا وَرَقٌ كَوَرَقِ الأَرَاك، وَلَهُ ثَمَرٌ يُشْبِهُ البَلُّوط يُؤْكَلُ، وَهُوَ ليِّن شديد الحلاوة. صمعر: الصَّمْعَرُ والصَمْعَرِيُّ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والصَّمْعَرِيُّ: اللَّئِيمُ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي لَا تَعْمَلُ فِيهِ رُقْيَةٌ وَلَا سِحْرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَالِصُ الْحُمْرَةِ. والصَّمْعَرِية مِنَ الْحَيَّاتِ: الْحَيَّةُ الْخَبِيثَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَحَيَّةُ وَادٍ بَغْرَةٌ، صَمْعَريَّةٌ، ... أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟ أَراد باللَّوَاقحِ: الْعَقَارِبَ. والصُّمْعُور: الْقَصِيرُ الشُّجَاعُ. وصَمْعَر: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيِّ: عَفَا بَطْنُ «1». سِهْيٍ مِنْ سُلَيْمى فَصَمْعَرُ صمقر: صَمْقَرَ اللبنُ واصْمَقَرَّ، فَهُوَ مُصْمَقِرٌّ: اشْتَدَّتْ حُمُوضَتُهُ. واصْمَقَرَّت الشَّمْسُ: اتَّقَدَتْ، وَقِيلَ: إِنها مِنْ قَوْلِكَ صَقَّرْتُ النَّارَ إِذا أَوقدتها، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وأَصلها الصَّقَرَةُ. أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: يَوْمٌ مُصْمَقِرٌّ إِذا كَانَ شَدِيدَ الْحَرِّ، وَالْمِيمُ زائدة. صنر: الصِّنَارَةُ، بِكَسْرِ الصَّادِ: الْحَدِيدَةُ الدَّقِيقَةُ المُعَقَّفَةُ الَّتِي فِي رأْس المِغْزل، وَقِيلَ: الصِّنَارَةُ رأْس المِغْزل، وَقِيلَ: صِنَارَةُ الْمِغْزَلِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي فِي رأْسه، وَلَا تَقُلْ صِنَّارَةً. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّنَارَةُ مِغْزل المرأَة، وَهُوَ دَخِيلٌ. والصِّنَارَة: الأُذن، يَمَانِيَةٌ. والصِّنَارِيَّةُ: قَوْمٌ بِإِرْمِينِيَةَ نُسِبُوا إِلى ذَلِكَ. وَرَجُلٌ صِنَارَةٌ وصَنَارة: سيّءُ الْخُلُقِ، الْكَسْرِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَالْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ. التهذيب: الصِّنَّوْرُ البخيل السيّء الْخُلُقِ، والصَّنانِيرُ السيِّئُو الأَدب، وإِن كَانُوا ذَوِي نَبَاهَةٍ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: صِنارةٌ، بالكسر، سيّء الْخُلُقِ، لَيْسَ مِنْ أَبنية الْكِتَابِ لأَن هَذَا الْبِنَاءَ لَمْ يَجِئْ صِفَةً. والصِّنَّارُ: شَجَرُ الدُّلْبِ، وَاحِدَتُهُ صِنَّارة؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ وَقَدْ جَرَتْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ: يَشُقُّ دَوْحَ الجَوْزِ والصِّنَّارِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الصِّنَار، بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ بِالتَّخْفِيفِ. وصِنارة الحَجَفَةِ: مَقْبِضُها،

_ (1). قوله: [عفا بطن إِلخ] تمامه: [خلاء فبطن الحارثية أَعسر]

وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الأُذن صِنارة. صنبر: الصُّنْبُورَةُ والصُّنْبُورُ جَمِيعًا: النَّخْلَةُ الَّتِي دَقَّتْ مِنْ أَسفلها وانْجَرَد كَرَبُها وَقَلَّ حَمْلها، وَقَدْ صَنْبَرَتْ. والصُّنْبُور: سَعَفات يَخْرُجْنَ فِي أَصل النَّخْلَةِ. والصُّنْبُور أَيضاً: النَّخْلَةُ تَخْرُجُ مِنْ أَصل النَّخْلَةِ الأُخرى مِنْ غَيْرِ أَن تُغْرَسَ. والصُّنْبُور أَيضاً: النَّخْلَةُ الْمُنْفَرِدَةُ مِنْ جَمَاعَةِ النَّخْلِ، وَقَدْ صَنْبَرَت. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصُّنْبُور، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَصل النَّخْلَةِ الَّذِي تَشَعَّبت مِنْهُ العُرُوق. وَرَجُلٌ صُنْبُورٌ: فَرْد ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ لَا أَهل لَهُ وَلَا عَقِب وَلَا نَاصِرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن كُفَّارَ قُرَيْشٍ كَانُوا يَقُولُونَ فِي النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُحَمَّدٌ صُنْبُور ، وَقَالُوا: صُنَيْبِيرٌ أَي أَبْتَر لَا عَقِبَ لَهُ وَلَا أَخ فإِذا مَاتَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. التَّهْذِيبُ: فِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ابنُ الأَشرف مكةَ قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: أَنت خَيْرُ أَهل الْمَدِينَةِ وسيِّدُهم؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: أَلا تَرَى هَذَا الصُّنَيْبِيرَ الأُبَيْتِرَ مِنْ قَوْمِهِ يَزْعُمُ أَنه خَيْرٌ مِنَّا وَنَحْنُ أَهل الحَجِيج وأَهل السَّدانَةِ وأَهل السِّقاية؟ قَالَ: أَنتم خَيْرٌ مِنْهُ، فأُنْزِلَتْ: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ؛ وأُنزلت: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا. وأَصل الصُّنْبُورِ: سَعَفَةٌ تنبُت فِي جِذْع النَّخْلَةِ لَا فِي الأَرض. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الصُّنْبُورُ النَّخْلَةُ تَبْقَى مُنْفَرِدَةً ويَدِقُّ أَسفلها ويَنْقَشِرُ. يُقَالُ: صَنْبَرَ أَسفلُ النَّخْلَةِ؛ مُراد كَفَّارِ قُرَيْشٍ بِقَوْلِهِمْ صُنْبُور أَي أَنه إِذا قُلِعَ انْقَطَعَ ذِكْرُه كَمَا يَذْهَبُ أَصل الصُّنْبُور لأَنه لَا عَقِب لَهُ. وَلَقِيَ رجلٌ رجُلًا مِنَ العَرَب فسأَله عَنْ نَخْلِهِ فَقَالَ: صَنْبَرَ أَسفَلُه وعَشَّشَ أَعلاه، يَعْنِي دَقَّ أَسفلُه وقلَّ سَعَفه ويَبِس؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فشبَّهوا النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بِهَا، يَقُولُونَ: إِنه فَرْدٌ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ فإِذا مَاتَ انْقَطَعَ ذِكْرُه؛ قال أَوس يَعِيبُ قَوْمًا: مُخَلَّفُونَ ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ، ... غُشُّ الأَمانَةِ صُنْبُورٌ فَصُنْبُورُ ابْنُ الأَعرابي: الصُّنْبُور مِنَ النَّخْلَةِ سَعفَات تنبتُ فِي جِذْعِ النَّخْلَةِ غير مُسْتَأْرِضَةٍ في الأَرض، وَهُوَ المُصَنْبِرُ مِنَ النَّخْلِ، وإِذا نَبَتَتِ الصنَّابير فِي جِذْعِ النَّخْلَةِ أَضْوَتْها لأَنها تأْخذ غِذَاءَ الأُمهات؛ قَالَ: وعِلاجها أَن تُقْلَع تِلْكَ الصَّنابير مِنْهَا، فأَراد كُفَّارُ قُرَيْشٍ أَن مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صُنْبُورٌ نَبَتَ فِي جِذْعِ نَخْلَةٍ فإِذا قُلِعَ انْقَطَعَ، وَكَذَلِكَ مُحَمَّدٌ إِذا مَاتَ فَلَا عَقِبَ لَهُ. وَقَالَ ابْنُ سَمْعَانَ: الصَّنابير يُقَالُ لَهَا العِقَّانُ والرَّوَاكِيبُ، وَقَدْ أَعَقَّت النخلةُ إِذا أَنبتت العِقَّانَ؛ قَالَ: وَيُقَالُ لِلْفَسِيلَةِ الَّتِي تَنْبُتُ فِي أُمها الصُّنْبُورُ، وأَصل النَّخْلَةِ أَيضاً: صُنْبُورُها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُصَنْبِرَةُ أَيضاً مِنَ النَّخِيلِ الَّتِي تَنْبُتُ الصَّنابِيرُ فِي جُذُوعِهَا فَتُفْسِدُهَا لأَنها تأْخذ غِذَاءَ الأُمهات فَتُضْوِيَها؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصُّنْبُور الوَحيدُ، والصُّنْبُور الضَّعِيفُ، والصُّنْبُور الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا عَشِيرَةَ وَلَا نَاصِرَ مِنْ قَرِيبٍ وَلَا غَرِيبٍ، والصُّنْبُور الدَّاهِيَةُ. والصَّنْبَرُ: الرَّقِيقُ الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالشَّجَرِ، والصُّنبُور اللَّئِيمُ، والصُّنْبور فَمُ القَناة، والصُّنْبور القَصَبة الَّتِي تَكُونُ فِي الإِداوَةِ يُشْرَبُ مِنْهَا، وَقَدْ تَكُونُ مِنْ حَدِيدٍ ورَصاص، وصُنْبُورُ الْحَوْضِ مَثْعَبُهُ، والصُّنْبُورُ مَثْعَبُ الْحَوْضِ خاصَّة؛ حَكَاهُ

أَبو عُبَيْدٍ، وأَنشد: مَا بَيْنَ صُنْبُورٍ إِلى الإِزَاءِ وَقِيلَ: هُوَ ثَقْبه الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ إِذا غُسل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ليَهْنِئْ تُراثي لامْرِئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ، ... صنَابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ سَرِيعَاتُ مَوْتٍ، رَيِّثَاتُ إِفاقَةٍ، ... إِذا مَا حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: الصَّنابر هُنَا السِّهام الدِّقاق، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَجده إِلَّا عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يأْت لَهَا بِوَاحِدٍ؛ وأُحْدانٌ: أَفْرادٌ، لَا نَظِيرَ لَهَا، كَقَوْلِ الْآخَرِ: يَحْمِي الصُّرَيِّمَ أُحْدانُ الرِّجالِ لَهُ ... صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيْلِ هَمَّاسُ وَفِي التَّهْذِيبِ فِي شَرْحِ الْبَيْتَيْنِ: أَراد بِالصَّنَابِرِ سِهاماً دِقاقاً شُبِّهت بِصَنابير النَّخْلَةِ الَّتِي تَخْرُجُ فِي أَصلها دِقاقاً. وَقَوْلُهُ: أُحدان أَي أَفراد. سريعاتُ مَوْتٍ أَي يُمِتْنَ مَنْ رُمِي بِهِنَّ. والصَّنَوْبَرُ: شَجَرٌ مُخْضَرٌّ شِتَاءً وَصَيْفًا. وَيُقَالُ: ثَمَرُه، وقيل: الأَرْزُ الشجر وثَمَرُه الصَّنَوْبَرُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: الصَّنَوْبَرُ ثَمَرُ الأَرزة، وَهِيَ شَجَرَةٌ، قَالَ وَتُسَمَّى الشَّجَرَةُ صَنَوْبَرَةً مِنْ أَجل ثَمَرِهَا؛ أَنشد الْفَرَّاءُ: نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ، ونَسقي المَحْضَ ... فِي الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ قَالَ: الأَصل صِنَبْر مِثْلُ هِزَبْرٍ ثُمَّ شَدَّدَ النُّونَ، قَالَ: وَاحْتَاجَ الشَّاعِرُ مَعَ ذَلِكَ إِلى تَشْدِيدِ الرَّاءِ فَلَمْ يُمْكِنْهُ إِلَّا بِتَحْرِيكِ الْبَاءِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فَحَرَّكَهَا إِلى الْكَسْرِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الزَّمْرَذُ وَالزَّمْرَذِيُّ. وغَداةٌ صِنَّبْرٌ وصِنِّبْرٌ: بارِدَةٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الصِّنِّبْرُ مِنَ الأَضداد يَكُونُ الحَارَّ وَيَكُونُ البارِدَ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وصَنابِرُ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ بَرْدِهِ، وَكَذَلِكَ الصِّنَّبِر، بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَكَسْرِ الْبَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا وَقَفَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ صُلِبَ، فَقَالَ: قَدْ كنتَ تجْمع بَيْنَ قُطْرَي اللَّيْلَةِ الصِّنَّبْرَةِ قَائِمًا ؛ هِيَ الشَّدِيدَةُ الْبَرْدِ. والصِّنَّبر والصِّنَّبِرُ: الْبَرْدُ، وَقِيلَ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ فِي غَيْمٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: بِجِفانٍ نَعْتَري نادِيَنَا، ... وسَدِيفٍ حينَ هاجِ الصِّنَّبر وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ صِنِّبْر، بِكَسْرِ النُّونِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ: أَراد الصِّنَّبر فَاحْتَاجَ إِلى تَحْرِيكِ الْبَاءِ، فَتَطَرَّقَ إِلى ذَلِكَ فَنَقَلَ حَرَكَةَ الإِعراب إِليها تَشْبِيهًا بِقَوْلِهِمْ: هَذَا بَكُر وَمَرَرْتُ بِبَكِر فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَن يَقُولَ الصِّنَّبُرُ، فَيَضُمُّ الْبَاءَ لأَن الرَّاءَ مَضْمُومَةٌ، إِلَّا أَنه تَصَوَّرَ مَعْنَى إِضافة الظَّرْفِ إِلى الْفِعْلِ فَصَارَ إِلى أَنه كأَنه قَالَ حِينَ هَيْجِ الصِّنَّبْرِ، فَلَمَّا احْتَاجَ إِلى حَرَكَةِ الْبَاءِ تَصَوَّرَ مَعْنَى الْجَرِّ فَكَسَرَ الْبَاءَ، وكأَنه قَدْ نَقَلَ الْكَسْرَةَ عَنِ الرَّاءِ إِليها كَمَا أَن الْقَصِيدَةَ «1». الْمُنْشَدَةَ للأَصمعي الَّتِي فِيهَا: كأَنَّها وَقَدْ رَآها الرَّائي إِنما سَوَّغَهُ ذَلِكَ مَعَ أَن الأَبيات كُلَّهَا مُتَوَالِيَةٌ عَلَى الْجَرِّ أَنه تُوُهِمُ فِيهِ مَعْنَى الْجَرِّ، أَلا تَرَى أَن مَعْنَاهُ كأَنها وَقْتُ رُؤْيَةِ الرَّائِي؟ فَسَاغَ لَهُ أَن يَخْلِطَ هَذَا الْبَيْتَ بِسَائِرِ الأَبيات وكأَنه لِذَلِكَ لَمْ يُخَالِفْ؛ قَالَ: وَهَذَا أَقرب مأْخذاً مِنْ أَن يَقُولَ إِنه حرَّف الْقَافِيَةَ لِلضَّرُورَةِ كما

_ (1). قوله: [كما أَن القصيدة إلخ] كذا بالأَصل

حرَّفها الْآخَرُ «2». فِي قَوْلِهِ: هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ، أَوْ أَنْكَرْتَها ... بَيْنَ تِبْرَاكٍ وشَسَّيْ عَبَقُر؟ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ عَبْقَر فَحَرَّفَ الْكَلِمَةَ. والصِّنَّبْرُ، بِتَسْكِينِ الْبَاءِ: الْيَوْمُ الثَّانِي مِنْ أَيام الْعَجُوزِ؛ وأَنشد: فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُ شَهْلَتِنا: ... صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبِر قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَا بِمَعْنًى وإِنما حركت الباء للضرورة. صنخر: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو: الصِّنَّخْرُ والصِّنْخِرُ الجَمَلُ الضَّخْمُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الصِّنَّخْرُ، بِوَزْنِ قِنْذَعْلٍ، وَهُوَ الأَحمق، والصِّنْخِرُ، بِوَزْنِ القِمْقِمِ، وَهُوَ البُرّ الْيَابِسُ. وَفِي النَّوَادِرِ: جَمَلٌ صُنَخِرٌ وصُناخِرٌ عَظِيمٌ طَوِيلٌ مِنَ الرجال والإِبل. صنعبر: الصَّنَعْبَرُ: شَجَرَةٌ، وَيُقَالُ لها الصَّعْبَرُ. صهر: الصَّهْرُ: الْقَرَابَةُ. والصِّهْرُ: حُرْمة الخُتُونة، وخَتَنُ الرَّجُلُ صِهْرُه، والمتزوَّجُ فِيهِمْ أَصْهارُ الخَتَنِ، والأَصْهارُ أَهلُ بَيْتِ المرأَة وَلَا يُقَالُ لأَهل بَيْتِ الرَّجُلِ إِلَّا أَخْتان، وأَهل بَيْتِ المرأَة أَصْهار، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ الصَّهْرَ مِنَ الأَحماءِ والأَخْتان جَمِيعًا. يُقَالُ: صاهَرْتُ الْقَوْمَ إِذا تَزَوَّجْتَ فِيهِمْ، وأَصْهَرْتُ بِهِمْ إِذا اتَّصلت بِهِمْ وتحرَّمت بجِوار أَو نَسَبٍ أَو تزوُّجٍ. وصِهْرُ الْقَوْمِ: خَتَنَهُم، وَالْجَمْعُ أَصْهارٌ وصُهَراءُ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَقِيلَ: أَهلُ بيتِ المرأَة أَصْهارٌ وأَهل بَيْتِ الرَّجُلِ أَخْتانٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصِّهْرُ زوجُ بنتِ الرَّجُلِ وَزَوْجُ أُخته. والخَتَنُ أَبو امرأَة الرَّجُلِ وأَخو امرأَته، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُهُمْ أَصْهاراً كُلُّهُمْ وصِهْراً، وَالْفِعْلُ المُصاهَرَةُ، وَقَدْ صاهَرَهُمْ وصاهَرَ فِيهِمْ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: حَرَائِرُ صاهَرْنَ المُلُوكَ، وَلَمْ يَزَلْ ... عَلَى النَّاسِ، مِنْ أَبْنائِهِنَّ، أَميرُ وأَصْهَرَ بِهِمْ وإِليهم: صَارَ فِيهِمْ صِهْراً؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَصْهَرَ بِهِمُ الخَتَن. وأَصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهْر. الأَصمعي: الأَحْماءُ مِنْ قِبَل الزَّوْجِ والأَخْتانُ مِنْ قِبَل المرأَة والصِّهْرُ يَجْمَعُهُمَا، قَالَ: لَا يُقَالُ غَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا كَنَوْا بالصِّهرِ عَنِ القَبْر لأَنهم كَانُوا يَئِدُونَ الْبَنَاتَ فَيَدْفِنُونَهُنَّ، فَيَقُولُونَ: زَوَّجْنَاهُنَّ مِنَ القَبْر، ثُمَّ اسْتَعْمَلَ هَذَا اللَّفْظَ فِي الإِسلام فَقِيلَ: نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ، وقيل: إِنما هذا على المثل أَي الذي يقوم مَقام الصِّهْرِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ مُصْهِرٌ بِنَا، وَهُوَ مِنَ الْقَرَابَةِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: قَوْد الجِيادِ، وإِصْهار المُلُوك، وصَبْر ... فِي مَوَاطِنَ، لَوْ كَانُوا بِهَا سَئِمُوا وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ؛ فأَما النَّسَبُ فَهُوَ النَّسَبُ الَّذِي يَحِلُّ نِكَاحُهُ كَبَنَاتِ الْعَمِّ وَالْخَالِ وأَشباههن مِنَ الْقَرَابَةِ الَّتِي يَحِلُّ تَزْوِيجُهَا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَصْهارُ مِنَ النَّسَبِ لَا يَجُوزُ لَهُمُ التَّزْوِيجُ، والنَّسَبُ الَّذِي لَيْسَ بِصِهْرٍ من قوله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ ... إِلى قَوْلِهِ: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رويْنا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ النَّسَبِ والصِّهْرِ خلافَ مَا قَالَ الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال

_ (2). قوله: [كما حرفها الآخر إلخ] في ياقوت ما نصه: كأَنه تَوَهَّمَ تَثْقِيلَ الرَّاءِ، وَذَلِكَ أَنه احْتَاجَ إِلى تَحْرِيكِ الْبَاءِ لإِقامة الْوَزْنِ، فَلَوْ تَرَكَ الْقَافَ عَلَى حالها لَمْ يَجِئْ مِثْلُهُ وَهُوَ عَبَقَرٌ لَمْ يَجِئْ عَلَى مثال مَمْدُودٌ وَلَا مُثَقَّلٌ فَلَمَّا ضَمَّ الْقَافَ تَوَهَّمَ بِهِ بِنَاءَ قَرَبُوسَ وَنَحْوِهِ وَالشَّاعِرُ لَهُ أَنْ يَقْصِرَ قَرْبُوسَ فِي اضْطِرَارِ الشِّعْرِ فَيَقُولُ قربس

الزَّجَّاجُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حرَّم اللَّهُ مِنَ النَّسَبِ سَبْعًا وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعًا: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ مِنَ النَّسَبِ، وَمِنَ الصِّهْرِ: وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ونَحْوَ مَا رويْنا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى سَبْعًا نَسَباً وَسَبْعًا سَبَباً فَجَعَلَ السببَ القرابةَ الحادثةَ بِسَبَبِ المُصاهَرَة والرَّضاع، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لَا ارْتِيابَ فِيهِ. وصَهَرَتهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْراً وصَهَدَتْهُ: اشتدَّ وقْعُها عَلَيْهِ وحَرُّها حَتَّى أَلِمَ دِماغهُ وانْصَهَرَ هُوَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ فَرْخَ قَطَاةٍ: تَرْوِي لَقًى أُلْقِيَ فِي صَفْصَفٍ، ... تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْصَهِرْ أَي تُذيبه الشَّمْسُ فيَصْبر عَلَى ذَلِكَ. تَرْوي: تَسُوقُ إِليه الْمَاءَ أَي تَصِيرُ لَهُ كالراوِيَةِ. يُقَالُ: رَوَيْتُ أَهلي وَعَلَيْهِمْ رَيّاً أَتيتهم بِالْمَاءِ. والصَّهْرُ: الحارُّ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ، وأَنشد: إِذ لَا تَزالُ لَكُمْ مُغَرْغِرَة ... تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ فَعَلَى هذا يقال: شيء صَهْرٌ حارٌّ. والصَّهْرُ: إِذابَةُ الشَّحْم. وصَهَرَ الشحمَ ونَحْوه يَصْهَرُه صَهْراً: أَذابه فانْصَهَرَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ؛ أَي يُذَاب. واصْطَهَرَه: أَذابه وأَكَلَهُ، والصُّهارَةُ: مَا أَذبت مِنْهُ، وَقِيلَ: كلُّ قِطْعَةٍ مِنَ اللَّحْمِ، صَغُرَت أَو كَبُرت، صُهارَةٌ. وَمَا بِالْبَعِيرِ صُهارَةٌ، بِالضَّمِّ، أَي نِقْيٌ، وَهُوَ المُخّ. الأَزهري: الصَّهْر إِذابة الشحْم، والصُّهارَةُ مَا ذَابَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الاصْطِهارُ فِي إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ والصَّهْرُ: المَشْوِي. الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا أُذيب مِنَ الشَّحْمِ الصُّهارة والجَمِيلُ. وَمَا أُذيب مِنَ الأَلْيَة، فَهُوَ حَمٌّ، إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِ الوَدَكُ. أَبو زَيْدٍ: صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة، فَهُوَ خَبْزٌ مَصْهُورٌ وصَهِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الأَسْوَد كَانَ يَصْهَر رِجليه بِالشَّحْمِ وَهُوَ مُحْرِمٌ ؛ أَي كَانَ يُذِيبه ويَدْهُنُهما بِهِ. وَيُقَالُ: صَهَرَ بَدَنَهُ إِذا دَهَنَهُ بالصَّهِيرِ. وصَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْراً إِذا دَهَنَهُ بالصُّهارَة، وَهُوَ مَا أُذيب مِنَ الشَّحْمِ. واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهارَّ: تَلأْلأَ ظَهْرُهُ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْسِ، وَقَدْ، صَهَرَه الحرُّ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَدبارهم؛ أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: يُصْهَرُ بِهِ قَالَ: هُوَ الإِحْراق، صَهَرْته بِالنَّارِ أَنضَجْته، أَصْهَرُه. وَقَوْلُهُمْ: لأَصْهَرَنَّكَ بِيَمِينٍ مُرَّةٍ، كأَنه يُرِيدُ الإِذابة. أَبو عُبَيْدَةَ: صَهَرْتُ فُلَانًا بيمينٍ كاذبةٍ تُوجِبُ لَهُ النَّارَ. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: فَيُسْلَتُ مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ ، وَهُوَ الصَّهْرُ. يُقَالُ: صَهَرْت الشَّحْمَ إِذا أَذبته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَصْهَرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بَطْنِهِ ؛ أَي يُدْنيه إِليه. يُقَالُ: صَهَرَه وأَصْهَرَه إِذا قرَّبه وأَدناه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَهُ ربيعة بن الحرث: نِلْتَ صِهْرَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَحْسُدْك عَلَيْهِ ؛ الصِّهْرُ حُرْمَةُ التَّزْوِيجِ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّسَب: أَن النَّسَبَ مَا يَرْجِعُ إِلى وِلَادَةٍ قريبةٍ مِنْ جِهَةِ الْآبَاءِ،

والصِّهْر مَا كَانَ مِنْ خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يُحْدِثُهَا التَّزْوِيجُ. والصَّيْهُورُ: شِبْهُ مِنْبر يُعمل مِنْ طِينٍ أَو خَشَبٍ يُوضَعُ عَلَيْهِ مَتَاعُ الْبَيْتِ مِنْ صُفْرٍ أَو نَحْوِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. والصَّاهُورُ: غِلاف الْقَمَرِ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. والصِّهْرِيُّ: لُغَةٌ فِي الصِّهْرِيج، وَهُوَ كَالْحَوْضِ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة مِنَ الْوَادِي الَّذِي لَهُ مَأْزِمانِ فَيَبْنُونَ بَيْنَهُمَا بِالطِّينِ وَالْحِجَارَةِ فيترادُّ الماءُ فَيَشْرَبُونَ بِهِ زَمَانًا، قَالَ: وَيُقَالُ تَصَهْرَجُوا صِهْرِيّاً. صور: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: المُصَوِّرُ وَهُوَ الَّذِي صَوَّر جميعَ الْمَوْجُودَاتِ وَرَتَّبَهَا فأَعطى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهَا صُورَةً خَاصَّةً وَهَيْئَةً مُفْرَدَةً يَتَمَيَّزُ بِهَا عَلَى اخْتِلَافِهَا وَكَثْرَتِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الصُّورَةُ فِي الشَّكْلِ، قَالَ: فأَما مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ خَلَقَ اللَّه آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ فَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ الْهَاءُ رَاجِعَةً عَلَى اسْمِ اللَّه تَعَالَى، وأَن تَكُونَ رَاجِعَةً عَلَى آدَمَ، فَإِذَا كَانَتْ عَائِدَةً عَلَى اسْمِ اللَّه تَعَالَى فَمَعْنَاهُ عَلَى الصُّورَةِ الَّتِي أَنشأَها اللَّه وقدَّرها، فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ حِينَئِذٍ مُضَافًا إِلى الْفَاعِلِ لأَنه سُبْحَانَهُ هُوَ المصَوِّر لَا أَن لَهُ، عَزَّ اسْمُهُ وَجَلَّ، صُورَةً وَلَا تمْثالا، كَمَا أَن قَوْلَهُمْ لَعَمْرُ اللَّه إِنما هُوَ والحياةِ الَّتِي كَانَتْ باللَّه وَالَّتِي آتانِيها اللَّهُ، لَا أَن لَهُ تَعَالَى حَيَاةً تَحُلُّهُ وَلَا هُوَ، عَلَا وجهُه، محلٌّ للأعراضِ، وإِن جَعَلْتَهَا عَائِدَةً عَلَى آدَمَ كَانَ مَعْنَاهُ عَلَى صُورَة آدَمَ أَي عَلَى صُورَةِ أَمثاله مِمَّنْ هُوَ مَخْلُوقٌ مُدَبَّر، فَيَكُونُ هَذَا حِينَئِذٍ كَقَوْلِكَ لِلسَّيِّدِ وَالرَّئِيسِ: قَدْ خَدَمْتُه خِدْمَتَه أَي الخِدْمَةَ الَّتِي تحِقُّ لأَمثاله، وَفِي الْعَبْدِ والمُبتَذل: قَدِ اسْتَخْدَمْتُه اسْتِخْدامَهُ أَي اسْتِخْدامَ أَمثاله مِمَّنْ هُوَ مأْمور بِالْخُفُوفِ والتَّصَرُّف، فَيَكُونُ حِينَئِذٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ رَكَّبَكَ ، وَالْجَمْعُ صُوَرٌ وصِوَرٌ وصُوْرٌ، وَقَدْ صَوَّرَهُ فَتَصَوَّرَ. الْجَوْهَرِيُّ: والصِّوَرُ، بِكَسْرِ الصَّادِ، لُغَةٌ فِي الصُّوَر جَمْعُ صُورَةٍ، وَيُنْشَدُ هَذَا الْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ يَصِفُ الْجَوَارِيَ: أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الخلْصاءِ أَعْيُنَها، ... وهُنَّ أَحْسَنُ مِنْ صِيرَانِها صِوَرا وصَوَّرَهُ اللَّهُ صُورَةً حَسَنَةً فَتَصَوَّر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مُقَرِّنٍ: أَما علمتَ أَن الصُّورَة محرَّمةٌ؟ أَراد بالصُّورَةِ الوجهَ وتحريمِها المَنْع مِنَ الضَّرْبِ وَاللَّطْمِ عَلَى الْوَجْهِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كُرِهَ أَن تُعلم الصورةُ ، أَي يجعلَ فِي الْوَجْهِ كَيٌّ أَو سِمَةٌ. وتَصَوَّرْتُ الشيءَ: تَوَهَّمْتُ صورتَه فتصوَّر لِي. والتَّصاوِيرُ: التَّماثِيلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاني الليلةَ رَبِّي فِي أَحسنِ صُورَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الصُّورَةُ تَرِدُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى ظَاهِرِهَا وَعَلَى مَعْنَى حقيقةِ الشَّيْءِ وَهَيْئَتِهِ وَعَلَى مَعْنَى صِفَتِه. يُقَالُ: صورةُ الفعلِ كَذَا وَكَذَا أَي هَيْئَتُهُ، وصورةُ الأَمرِ كَذَا وَكَذَا أَي صِفَتُه، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنه أَتاه فِي أَحسنِ صِفَةٍ، وَيَجُوزُ أَن يَعُودَ الْمَعْنَى إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتاني رَبِّي وأَنا فِي أَحْسَنِ صُورةٍ، وَتَجْرِي مَعَانِي الصُّورَةِ كُلُّهَا عَلَيْهِ، إِن شِئْتَ ظَاهِرَهَا أَو هَيْئَتَهَا أَوْ صِفَتَهَا، فأَما إِطلاق ظَاهِرِ الصُّورَةِ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَلَا، تَعَالَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنِ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا. وَرَجُلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي حَسَنُ الصُّورَةِ والشَّارَةِ، عَنِ الْفَرَّاءِ، وَقَوْلُهُ: وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ ... بَناهُ، وصَلّب فِيهِ وصَارا

ذَهَبَ أَبو عَلِيٍّ إِلى أَن مَعْنَى صارَ صَوَّرَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَرها لِغَيْرِهِ. وصارَ الرجلُ: صَوَّتَ. وَعُصْفُورٌ صَوَّارٌ: يُجِيبُ الداعيَ إِذا دَعَا. والصَّوَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَيَل. وَرَجُلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَّوَرِ أَي مَائِلٌ مُشْتَاقٌ. الأَحمر: صُرْتُ إِليَّ الشيءَ وأَصَرْتُه إِذا أَملتَه إِليك، وأَنشد: أَصارَ سَدِيسَها مَسَدٌ مَرِيجُ ابْنُ الأَعرابي: فِي رأْسه صَوَرٌ «1» إِذا وُجِدَ فِيهِ أُكالًا وَهَمِيمًا. وَفِي رأْسه صَوَرٌ أَي مَيَل. وَفِي صِفَةِ مَشْيِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ صَوَرٍ أَي مَيَل، قَالَ الْخَطَابِيُّ: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا الْحَالُ إِذا جدَّ بِهِ السَّيْرُ لَا خِلْقَةَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَذُكِرَ الْعُلَمَاءِ فَقَالَ: تَنْعَطِف عَلَيْهِمْ بِالْعِلْمِ قلوبٌ لَا تَصُورُها الأَرحام أَي لَا تُمِيلُها، هَكَذَا أَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنْ عُمَرَ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ كَلَامِ الحسَن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِني لأُدْني الحائِضَ منِّي وَمَا بِي إِليها صَوَرَةٌ أَي مَيْل وَشَهْوَةٌ تَصُورُني إِليها. وصارَ الشيءَ صَوْراً وأَصارَه فانْصار: أَماله فَمَالَ، قَالَتِ الخنساءُ. لَظَلَّت الشُّهْبُ مِنْها وهْيَ تَنصارُ أَي تصدّعُ وتفلّقُ، وخص بعضه بِهِ إِمالة الْعُنُقِ. وصَوِرَ يَصْوَرُ صَوَرًا، وَهُوَ أَصْوَرُ: مَالَ، قَالَ: اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا، فِي تَلَفُّتِنا ... يَوْمَ الفِراقِ إِلى أَحْبابِنَا، صُورُ وَفِي حَدِيثِ عِكَرِمَةَ: حَمَلَةُ العَرْشِ كلُّهم صُورٌ ، هُوَ جَمْعُ أَصْوَر، وَهُوَ الْمَائِلُ الْعُنُقِ لِثِقَلِ حِمْلِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّوَرُ المَيل. والرجلُ يَصُور عُنُقَهُ إِلى الشَّيْءِ إِذا مَالَ نَحْوَهُ بِعُنُقِهِ، وَالنَّعْتُ أَصْوَر، وَقَدْ صَوِرَ. وصارَه يَصُورُه ويَصِيرُه أَي أَماله، وصارَ وجهَهُ يَصُورُ: أَقْبَل بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عليٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ وأَكثر النَّاسِ، أَي وَجِّهْهن، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْيَاءِ أَيضاً لأَن صُرْت وصِرْت لُغَتَانِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَى صُرْهُنَّ وجِّهْهُنَّ، وَمَعْنَى صِرْهن قَطِّعْهن وشَقِّقهن، وَالْمَعْرُوفُ أَنهما لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكُلُّهُمْ فَسَّرُوا فَصُرْهن أَمِلْهن، وَالْكَسْرُ فُسر بِمَعْنَى قَطِّعْهن، قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ أَهل اللُّغَةِ مَعْنَى صُرْهُنَّ إِليك أَمِلْهن وَاجْمَعْهُنَّ إِليك، وأَنشد: وجاءَتْ خِلْعَةٌ [خُلْعَةٌ] دُهْسٌ صَفايا، ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ أَي يَعطِف عنوقَها تَيْسٌ أَحْوى، وَمَنْ قرأَ: فَصِرهن إِليك ، بِالْكَسْرِ، فَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه بِمَعْنَى صُرْهن، يُقَالُ: صارَهُ يَصُورُهُ ويَصِيرُه إِذا أَماله، لغتان، الجوهري: قرىء فَصُرْهُنَّ، بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، قَالَ الأَخفش: يَعْنِي وَجِّهْهن، يُقَالُ: صُرْ إِليَّ وَصُرْ وَجْهَكَ إِليَّ أَي أَقبل عليَّ. الْجَوْهَرِيُّ: وصُرْتُ الشيءَ أَيضاً قطعتُه وفَصَلتُه، قَالَ الْعَجَّاجُ: صُرْنا بِهِ الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما قَالَ: فَمَن قَالَ هَذَا جَعَلَ فِي الْآيَةِ تَقْدِيمًا وتأْخيراً، كأَنه قَالَ: خُذْ إِليك أَربعةً فَصُرْهن، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الرَّجَزُ الَّذِي نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ لَيْسَ هُوَ لِلْعَجَّاجِ، وإِنما هُوَ لِرُؤْبَةَ يُخَاطِبُ الحَكَم بْنَ صَخْرٍ وأَباه صَخْرَ بْنَ عُثْمَانَ، وقبله:

_ (1). 1 قوله" في رأسه صور" ضبطه في شرح القاموس بالتحريك، وفي متنه: والصورة بالفتح شبه الحكة في الرأس.

أَبْلِغْ أَبا صَخْرٍ بَياناً مُعْلما، ... صَخْر بْنَ عُثمان بْنِ عَمْرٍو وَابْنَ مَا وُفِّيَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: كَرِهَ أَن يَصُورَ شَجَرَةً مُثْمِرَةً ، يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ أَراد يُمِيلها فإِن إِمالتها رُبَّمَا تؤدِّيها إِلى الجُفُوف، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ قَطْعَهَا. وصَوْرَا النَّهْرِ: شَطَّاه. والصَّوْرُ، بِالتَّسْكِينِ: النَّخْلُ الصِّغَارُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُجْتَمَعُ، وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ، وَجَمْعُ الصِّير صِيرانٌ، قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: أَالحَيُّ أَمْ صِيرانُ دَوْمٍ تَناوَحَتْ ... بِتِرْيَمَ قَصْراً، واسْتَحَنَّتْ شَمالُها؟ «1» والصَّوْرُ: أَصل النَّخْلِ، قَالَ: كأَن جِذعاً خارِجاً مِنْ صَوْرِهِ، ... مَا بَيْنَ أُذْنَيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَخَلَ صَوْر نَخْلٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الصَّوْر جِمَاعُ النَّخْلِ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْبَقَرِ صُوار. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه خَرَجَ إِلى صَوْر بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ الأَصمعي: الصَّوْر جَمَاعَةُ النَّخْلِ الصِّغَارِ، وَهَذَا جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَكَذَلِكَ الحابِسُ، وَقَالَ شَمِرٌ: يُجْمَعُ الصَّوْر صِيراناً، قَالَ: وَيُقَالُ لِغَيْرِ النَّخْلِ مِنَ الشَّجَرِ صَوْر وصِيران، وَذَكَرَهُ كُثَيِّر وَفِيهِ أَنه قَالَ: يَطْلُعُ مِنْ هَذَا الصَّوْر رجلٌ مِنْ أَهل الْجَنَّةِ، فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ، الصَّوْر: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّخْلِ، وَمِنْهُ: أَنه خَرَجَ إِلى صَوْر بِالْمَدِينَةِ. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنه أَتى امرأَة مِنَ الأَنصار فَفَرَشَتْ لَهُ صَوْراً وَذَبَحَتْ لَهُ شَاةً. وَحَدِيثُ بَدْرٍ: أَن أَبا سُفْيَانَ بَعَثَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصحابه فأَحْرَقا صَوْراً مِنْ صِيران العُرَيْضِ. اللَّيْثُ: الصِّوَارُ والصُّوَارُ القَطيع مِنَ البَقَر، وَالْعَدَدُ أَصْوِرَة وَالْجَمْعُ صِيران. والصُّوار [الصِّوار]: وعاء المِسْك، وقد جمعهما الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: إِذا لاحَ الصوارُ ذَكَرْتُ لَيْلَى، ... وأَذْكُرُها إِذا نَفَح الصوَارُ والصِّيَار لُغَةٌ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّوْرة النخْلة، والصَّوْرة الحِكَّة مِنِ انْتِغاش الحَظَى فِي الرأْس. وَقَالَتِ امرأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ لابنةٍ لَهُمْ: هِيَ تَشْفِينِي مِنَ الصَّوْرة وَتَسْتُرُنِي مِنَ الغَوْرة، بِالْغَيْنِ، وَهِيَ الشَّمْسُ. والصُّورُ: القَرْن، قَالَ الرَّاجِزُ: لَقَدْ نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجَمْعَيْن ... نَطْحاً شَدِيدًا، لَا كَنطحِ الصُّورَين وَبِهِ فَسَّرَ الْمُفَسِّرُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ* ، وَنَحْوَهُ، وأَما أَبو عَلِيٍّ فالصُّورُ هُنَا عِنْدَهُ جَمْعُ صُورَةٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: اعْتَرَضَ قَوْمٌ فأَنكروا أَن يَكُونَ الصُّورُ قَرْناً كَمَا أَنكروا العَرْش والميزانَ وَالصِّرَاطَ وادَّعَوْا أَن الصُّورَ جَمْعُ الصُّورَةِ، كَمَا أَن الصُّوفَ جَمْعُ الصُّوفَةِ والثُّومَ جَمْعُ الثُّومَةِ، وَرَوَوْا ذَلِكَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَهَذَا خطأٌ فَاحِشٌ وَتَحْرِيفٌ لِكَلِمَاتِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنِ مَوَاضِعِهَا لأَن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ* ، فَفَتَحَ الْوَاوَ، قَالَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحدا مِنَ الْقُرَّاءِ قرأَها فَأَحْسَنَ صُورَكُمْ، وَكَذَلِكَ قَالَ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ* ، فَمَنْ قرأَ: وَنُفِخَ فِي الصُّوَر، أَو قرأَ: فَأَحْسَنَ صُورَكم، فَقَدِ افْتَرَى الْكَذِبَ وبَدَّل كِتَابَ اللَّه، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ صَاحِبَ أَخبارٍ وغَريبٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ معرفةٌ بِالنَّحْوِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: كلُّ جمعٍ عَلَى لَفْظِ الواحد الذَّكَرِ سَبَقَ جمعُه واحدتَه فواحدته

_ (1). 1 قوله" واستحنت" كذا بالأصل بالنون وفي ياقوت والأساس بالثاء المثلثة.

بِزِيَادَةِ هَاءٍ فِيهِ، وَذَلِكَ مِثْلُ الصُّوف والوَبَر وَالشَّعْرِ والقُطْن والعُشْب، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الأَسماء اسْمٌ لِجَمِيعِ جِنْسِهِ، فإِذا أَفردت وَاحِدَتُهُ زِيدَتْ فِيهَا هَاءٌ لأَن جَمِيعَ هَذَا الْبَابِ سَبَقَ واحدَتَه، وَلَوْ أَن الصوفَةَ كَانَتْ سَابِقَةَ الصُّوفِ لَقَالُوا: صُوفة وصُوَف وبُسْرة وبُسَر، كَمَا قَالُوا: غُرْفة وغُرَف وزُلْفة وزُلَف، وأَما الصُّورُ القَرْنُ، فَهُوَ وَاحِدٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ وَاحِدَتُهُ صُورَة، وإِنما تُجمع صُورة الإِنسان صُوَراً لأَن وَاحِدَتَهُ سَبَقَتْ جمعَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْن قَدْ التَقَمَهُ وحَنى جَبْهَتَه وأَصْغَى سَمْعُهُ يَنْتظر مَتَى يُؤْمَرُ؟ قَالُوا: فَمَا تأْمرنا يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: قُولُوا حَسْبُنَا اللَّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدِ احْتَجَّ أَبو الْهَيْثَمِ فأَحسن الاحْتِجاج، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ عِنْدِي غيرُ مَا ذَهَبَ إِليه وَهُوَ قَوْلُ أَهل السنَّة وَالْجَمَاعَةِ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالُوا أَن اللَّه تَعَالَى ذَكَرَ تَصْويره الْخَلْقَ فِي الأَرْحام قَبْلَ نَفْخِ الرُّوح، وَكَانُوا قَبْلَ أَن صَوَّرهم نُطَفاً ثُمَّ عَلَقاً ثُمَّ مُضَغاً ثُمَّ صَوَّرهم تَصْويراً، فَأَما الْبَعْثُ فإِن اللَّه تَعَالَى يُنْشِئُهُم كَيْفَ شَاءَ، وَمَنِ ادَّعى أَنه يُصَوِّرهم ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِمْ فَعَلَيْهِ الْبَيَانُ، وَنَعُوذُ باللَّه مِنَ الخِذلان. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ* ، وَيُقَالُ: هُوَ جمعُ صُورة مِثْلُ بُسْر وبُسْرة، أَي يَنْفُخُ فِي صُوَر الْمَوْتَى الأَرواح، قَالَ: وقرأَ الْحَسَنُ: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّوَر. والصِّواران: صِماغا الفَمِ، والعامة تسميهما الصِّوارَين، وَهُمَا الصَّامِغان أَيضاً. وَفِيهِ: تَعَهَّدُوا الصِّوَارَيْنِ فإِنهما مَقْعَدُ المَلَك، هُمَا مُلْتَقَى الشِّدْقَيْنِ، أَي تَعْهَدُوهُمَا بِالنَّظَافَةِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ عُرْفاً مائِلًا مِن صَوْرِهِ يُرِيدُ شَعْرَ النَّاصِيَةِ. وَيُقَالُ: إِني لأَجد فِي رأْسي صَوْرَةً وَهِيَ شِبْهُ الحِكَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّوْرة شِبْهُ الحِكَّة يَجِدُهَا الإِنسان فِي رأْسه حَتَّى يَشْتَهِيَ أَنْ يُفَلَّى. والصُّوَّار، مُشَدَّدٌ: كالصُّوَار، قَالَ جَرِيرٌ: فَلَمْ يَبْقَ فِي الدَّارِ إِلَّا الثُّمام، ... وخِيطُ النَّعَامِ وصُوَّارُها والصِّوَار والصُّوَار: الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ. والصِّوار والصُّوَار: الْقَلِيلُ مِنَ المِسْك، وَقِيلَ: الْقِطْعَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَصْوِرَة، فَارِسِيٌّ. وأَصْوِرَةُ المسكِ: نافِقاتُه، وَرَوَى بَعْضُهُمْ بَيْتَ الأَعشى: إِذا تقومُ يَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةً، ... والزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِن أَرْدَانِها شملُ وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: وترابُها الصوارُ، يَعْنِي المِسْك. وَصَوَارُ الْمِسْكِ: نَافِجَتُهُ، وَالْجَمْعُ أَصْوِرَة. وَضَرَبَهُ فَتَصَوَّرَ أَي سَقَطَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتَصَوَّرُ المَلَكُ عَلَى الرَّحِم ، أَي يَسْقُطُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: صَرَّيْتُه تَصْريةً تَصوَّرَ مِنْهَا أَي سَقَطَ. وَبَنُو صَوْرٍ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي هَزَّانَ بْنِ يَقْدُم بْنِ عَنَزَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وصارَة اسْمُ جَبَلٍ وَيُقَالُ أَرض ذَاتُ شَجَرٍ. وصارَةُ الجبلِ: أَعلاه، وَتَحْقِيرُهَا صُؤَيْرَة سَمَاعًا مِنَ الْعَرَبِ. والصُّوَر والصِّوَر: مَوْضِعٌ «2» بِالشَّامِ، قَالَ الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جانِبِ الحَشَّاكِ جِيفَتُه، ... ورأْسُهُ دونَهُ اليَحْمُومُ والصُّوَرُ [الصِّوَرُ]

_ (2). 1 قوله" والصور والصور موضع إلخ" في ياقوت صُوّر، بالضم ثم التشديد والفتح، قرية على شاطئ الخابور، وقد خفف الأخطل الواو من هذا المكان وأَنشد البيت، غير أَنه ذكر أضحت بدل أمست والخابور بدل اليحموم وأَفاد أَن البيت روي بضم الصاد وكسرها.

وصارَة: مَوْضِعٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِذ قَدْ تكافأَ فِي ذَلِكَ الْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالْتَبَسَ الِاشْتِقَاقَانِ فَحَمْلُهُ عَلَى الْوَاوِ أَولى، واللَّه أَعلم. صير: صارَ الأَمرُ إِلى كَذَا يَصِيرُ صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورَةً وصَيَّرَه إِليه وأَصارَه، والصَّيْرُورَةُ مَصْدَرُ صارَ يَصِيرُ. وَفِي كَلَامِ عُمَيْلَةَ الفَزارِي لِعَمِّهِ وَهُوَ ابْنُ عَنْقاءَ الفَزارِي: مَا الَّذِي أَصارَك إِلى مَا أَرى يَا عَمْ؟ قَالَ: بُخْلك بمالِك، وبُخْل غيرِك مِنْ أَمثالك، وصَوْني أَنا وَجْهِي عَنْ مِثْلِهِمْ وتَسْآلك ثُمَّ كَانَ مِنْ إِفْضال عُمَيْلة عَلَى عَمِّهِ مَا قَدْ ذَكَرَهُ أَبو تَمَّامٍ فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْحَمَاسَةِ. وصِرْت إِلى فُلَانٍ مَصِيراً؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ* ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ شَاذٌّ وَالْقِيَاسُ مَصَار مِثْلُ مَعاش. وصَيَّرته أَنا كَذَا أَي جَعَلْتُهُ. والمَصِير: الْمَوْضِعُ الَّذِي تَصِير إِليه الْمِيَاهُ. والصَّيِّر: الْجَمَاعَةُ. والصِّيرُ: الْمَاءُ يَحْضُرُهُ النَّاسُ. وصارَهُ النَّاسُ: حَضَرُوهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: بِمَا قَدْ تَرَبَّع رَوْضَ القَطا ... ورَوْضَ التَّنَاضُبِ حَتَّى تَصِيرَا أَي حَتَّى تَحْضُرَ الْمِيَاهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ عَرَضَ أَمرَه عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ: فَلَمَّا حَضَرَ بَنِي شَيْبان وَكَلَّمَ سَراتهم قَالَ المُثَنى بْنُ حَارِثَةَ: إِنا نَزَّلَنَا بَيْنَ صِيرَينِ الْيَمَامَةِ وَالشَّمَّامَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا هَذَانِ الصِّيرانِ؟ قَالَ: مِيَاهُ الْعَرَبِ وأَنهار كِسْرى ؛ الصِّيرُ: الْمَاءُ الَّذِي يَحْضُرُهُ النَّاسُ. وَقَدْ صارَ الْقَوْمُ يَصِيرون إِذا حَضَرُوا الْمَاءَ؛ وَيُرْوَى: بَيْنَ صِيرَتَيْن، وَهِيَ فِعْلة مِنْهُ، وَيُرْوَى: بَيْنَ صَرَيَيْنِ، تَثْنِيَةُ صَرًى. قَالَ أَبو الْعَمَيْثِلِ: صارَ الرجلُ يَصِير إِذا حَضَرَ الماءَ، فَهُوَ صائِرٌ. والصَّائِرَةُ: الْحَاضِرَةُ. وَيُقَالُ: جَمَعَتْهم صائرَةُ القيظِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّيْر رُجُوعُ المُنْتَجِعين إِلى مُحَاضِرِهِمْ. يُقَالُ: أَين الصَّائرَة أَي أَين الْحَاضِرَةُ وَيُقَالُ: أَيَّ مَاءٍ صارَ القومُ أَي حَضَرُوا. وَيُقَالُ: صرْتُ إِلى مَصِيرَتي وإِلى صِيرِي وصَيُّوري. وَيُقَالُ لِلْمَنْزِلِ الطيِّب: مَصِيرٌ ومِرَبٌّ ومَعْمَرٌ ومَحْضَرٌ. وَيُقَالُ: أَين مَصِيرُكم أَي أَين منزلكم. وصِيرُ [صَيرُ] الأَمر: مُنْتهاه ومَصِيره وعاقِبَته وَمَا يَصير إِليه. وأَنا عَلَى صِيرٍ مِنْ أَمر كَذَا أَي عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: مَا صنعتَ فِي حَاجَتِكَ؟ فَيَقُولُ: أَنا عَلَى صِيرِ قَضَائِهَا وصماتِ قَضَائِهَا أَي عَلَى شَرَفِ قَضَائِهَا؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَقَدْ كنتُ مِنْ سَلْمَى سِنِينَ ثمانِياً، ... عَلَى صِيرِ أَمْرٍ مَا يَمَرُّ وَمَا يَحْلُو وصَيُّور الشَّيْءِ: آخِرُهُ ومنتهاه وما يؤول إِليه كصِيرِه وَمُنْتَهَاهُ «1». وَهُوَ فَيْعُولٌ؛ وَقَوْلُ طُفَيْلٍ الْغَنَوِيِّ: أَمْسى مُقِيماً بِذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه ... بِالْبِئْرِ، غادَرَهُ الأَحْياءُ وابْتَكَرُوا قَالَ أَبو عَمْرٍو: صَيِّره قَبْره. يُقَالُ: هَذَا صَيِّر فُلَانٍ أَي قَبْرُهُ؛ وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: أَحادِيثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالِدِ، ... إِذا هُوَ أَمْسى هامَةً فَوْقَ صَيِّر قَالَ أَبو عَمْرٍو: بالهُزَرِ أَلْفُ صَيِّر، يَعْنِي قُبُورًا مِنْ قُبُورِ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ؛ ذَكَرَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: كَانَتْ كَلَيْلَةِ أَهْلِ الهُزَر «2».

_ (1). قوله: [كصيره ومنتهاه] كذا بالأَصل (2). قوله: [كانت كليلة إلخ] أنشد البيت بتمامه في هزر: لقال الأباعد والشامتون ... كَانُوا كَلَيْلَةِ أَهْلِ الْهُزَرِ

وهُزَر: مَوْضِعٌ. وَمَا لَهُ صَيُّور، مِثَالُ فَيْعُول، أَي عَقْل ورَأْيٌ. وصَيُّور الأَمر: مَا صارَ إِليه. وَوَقَعَ فِي أُمِّ صَيُّور أَي فِي أَمر مُلْتَبِسٍ لَيْسَ لَهُ مَنْفَذ، وأَصله الهَضْبة الَّتِي لَا مَنْفَذ لَهَا؛ كَذَا حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ، والأَسْبَقُ صَبُّور. وصارَةُ الْجَبَلِ: رأْسه. والصَّيُّور والصَّائرَةُ: مَا يَصِير إِليه النباتُ مِنَ اليُبْس. والصَّائرَةُ: المطرُ والكَلأُ. والصَّائرُ: المُلَوِّي أَعناقَ الرِّجَالِ. وصارَه يَصِيره: لُغَةٌ فِي صارَهُ يَصُوره أَي قَطَعَهُ، وَكَذَلِكَ أَماله. والصِّير: شَقُّ الْبَابِ؛ يُرْوَى أَن رَجُلًا اطَّلع مِنْ صِير بَابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنِ اطَّلع مِنْ صِير بَابٍ فَقَدْ دَمَر ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: مَنْ نَظَرَ ؛ وَدَمَرَ: دَخَلَ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَنْ نَظَرَ فِي صِيرِ بَابٍ ففُقِئَتْ عَيْنُهُ فَهِيَ هَدَر ؛ الصِّير الشَّقّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَمْ يُسمع هَذَا الْحَرْفُ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وصِير الْبَابِ: خَرْقه. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصِّيرَةُ عَلَى رأْس القَارَةِ مِثْلُ الأَمَرَة غَيْرَ أَنها طُوِيَتْ طَيّاً، والأَمَرَةُ أَطول مِنْهَا وأَعظم مَطْوِيَّتَانِ جَمِيعًا، فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكة طَوِيلَةٌ، والصِّيرَةُ مُسْتَدِيرَةٌ عَرِيضَةٌ ذَاتُ أَركان، وَرُبَّمَا حُفِرَتْ فَوُجِدَ فِيهَا الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَهِيَ مِنْ صَنْعَةِ عادٍ وإِرَم، والصِّيرُ شِبْهُ الصَّحْناة، وَقِيلَ هُوَ الصَّحْنَاةُ نَفْسُهُ؛ يُرْوَى أَن رَجُلًا مَرَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ وَمَعَهُ صِيرٌ فلَعِق مِنْهُ «1». ثُمَّ سأَل: كَيْفَ يُباع؟ وَتَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه الصَّحْناة. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه سِرْيَانِيًّا؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو قَوْمًا: كَانُوا إِذا جَعَلوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلًا، ... ثُمَّ اشْتَوَوْا كَنْعَداً مِنْ مالحٍ، جَدَفُوا والصِّيرُ: السَّمَكَاتُ الْمَمْلُوحَةُ الَّتِي تُعْمَلُ مِنْهَا الصَّحْناة؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمُعَافِرِيِّ: لَعَلَّ الصِّيرَ أَحَبُّ إِليك مِنْ هَذَا. وصِرْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُهُ. وصارَ وجهَه يَصِيره: أَقبل بِهِ. وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وأَبي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ: فصِرهن إِليك ، بِالْكَسْرِ، أَي قطِّعهن وَشَقِّقْهُنَّ، وَقِيلَ: وجِّهْهن. الْفَرَّاءُ: ضَمَّت الْعَامَّةُ الصَّادَ وَكَانَ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ يَكْسِرُونَهَا، وَهُمَا لُغَتَانِ، فأَما الضَّمُّ فَكَثِيرٌ، وأَما الْكَسْرُ فَفِي هُذَيْلٍ وَسُلَيْمٍ؛ قَالَ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: وفَرْع يَصِير الجِيدَ وحْف كَأَنّه، ... عَلَى اللِّيت، قِنْوانُ الكُرُومِ الدَّوَالِحُ يَصِير: يَمِيلُ، وَيُرْوَى: يَزِينُ الْجِيدَ، وَكُلُّهُمْ فَسَّرُوا فَصُرْهُنَّ أَمِلْهن، وأَما فصِرْهن ، بِالْكَسْرِ، فإِنه فُسِّرَ بِمَعْنَى قَطِّعهن؛ قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ قَطِّعْهُنَّ مَعْرُوفَةً؛ قَالَ الأَزهري: وأُراها إِن كَانَتْ كَذَلِكَ مِنْ صَرَيتُ أَصْرِي أَي قَطَعت فَقُدِّمَتْ يَاؤُهَا. وصِرْت عُنُقَهُ: لَوَيْتُهَا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وإِليك أَنبنا وإِليك المَصِير أَي الْمَرْجِعُ. يُقَالُ: صِرْت إِلى فُلَانٍ أَصِير مَصِيراً، قَالَ: وهو شاذ والقياس مَصار مِثْلَ مَعاش. قَالَ الأَزهري: وأَما صارَ فإِنها عَلَى ضَرْبَيْنِ: بُلُوغٌ فِي الْحَالِ وَبُلُوغٌ فِي الْمَكَانِ، كَقَوْلِكَ صارَ زَيْدٌ إِلى عَمْرٍو وَصَارَ زَيْدٌ رَجُلًا، فإِذا كَانَتْ فِي الْحَالِ فَهِيَ مِثْلُ كانَ فِي بَابِهِ. وَرَجُلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ أَي حَسَنُ الصُّورَة والشَّارَة؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وتَصَيَّر فلانٌ أَباه: نَزَعَ إِليه فِي الشَّبَه. والصِّيارَةُ والصِّيرَةُ: حَظِيرَةٌ مِنْ خَشَبٍ وَحِجَارَةٍ تُبْنَى للغَنَم والبقر، وَالْجَمْعُ صِيرٌ وصِيَرٌ، وَقِيلَ: الصِّيرَة حَظِيرَةُ الْغَنَمِ؛ قَالَ الأَخطل: واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً ... مِنَ الحَبَلَّقِ، تُبْنى فَوْقَها الصِّيَرُ

_ (1). قوله: [فلعق منه] كذا بالأَصل. وفي النهاية والصحاح فذاق مِنْهُ

فصل الضاد المعجمة

وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ أُمَّتي أَحد إِلا وأَنا أَعرفه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالُوا: وكيف تعرفهم مع كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لو دخلت صِيرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل أَما كنتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟ الصِّيرَة: حَظِيرة تُتخذ لِلدَّوَابِّ مِنَ الْحِجَارَةِ وأَغصان الشَّجَرِ، وَجَمْعُهَا صِيَر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: صَيْرَة، بِالْفَتْحِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. والصِّيَار: صَوْتُ الصَّنْج؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيها، ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ، رَنَّاتُ الصِّيَارِ يُرِيدُ رَنِينَ الصَّنْج بأَوْتاره. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن وَعَلَيْكَ مِثْلُ صِير غُفِر لَكَ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ اسْمُ جَبَلٍ، وَيُرْوَى: صُور، بِالْوَاوِ، وَفِي رِوَايَةٍ أَبي وَائِلٍ: أَن عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ صِيرٍ دَيْناً لأَداه اللَّهُ عَنْكَ. فصل الضاد المعجمة ضبر: ضَبَرَ الفَرَسُ يَضْبُر ضَبْراً وضَبَراناً إِذا عَدَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَمَع قَوَائِمَهُ ووَثَبَ، وَكَذَلِكَ المقيَّد فِي عَدْوه. الأَصمعي: إِذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً يَدَاهُ فَذَلِكَ الضَّبْر؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيَّ: لَقَدْ سَمَا ابْنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعْتَمَرْ ... مَغْزًى بَعيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ، تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ يَقُولُ: ارْتَفَعَ قَدْرُه حِينَ غَزَا مَوْضِعًا بَعِيدًا مِنَ الشَّامِ وَجَمَعَ لِذَلِكَ جَيْشًا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبي وقَّاصٍ: الضَّبْر ضَبر البَلْقاء وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبي مِحْجَنٍ ؛ البَلْقاء: فَرَسُ سَعْدٍ، وَكَانَ أَبو مِحْجن قَدْ حَبَسَهُ سعدٌ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَهُمْ فِي قِتَالِ الفُرْس، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ القَادِسِيَّة رأَى أَبو محْجن الثَّقَفِيُّ مِنَ الفُرْس قُوَّةً، فَقَالَ لامرأَة سَعْدٍ: أَطلقيني ولكِ اللهَ عليَّ أَن أَرجع حَتَّى أَضع رِجْلي فِي الْقَيْدِ؛ فَحَلَّتْهُ، فَرَكِبَ فَرَساً لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا البَلْقاء، فَجَعَل لَا يَحْمِل عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْعَدُوِّ إِلا هَزَمَهُمْ، ثُمَّ رَجَعَ حَتَّى وَضَعَ رِجْله فِي الْقَيْدِ ووَفى لَهَا بذمَّته، فَلَمَّا رَجَعَ سَعْدٌ أَخبرته بِمَا كَانَ مِنْ أَمره فَخَلَّى سَبِيلَهُ. وَفَرَسٌ ضِبِرٌّ، مِثَالُ طِمِرٍّ، فِعِلٌّ مِنْهُ، أَي وثَّاب، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وضَبَّر الشيءَ: جَمَعَهُ. والضَّبْر والتَّضْبِير: شِدَّةُ تَلْزِيز الْعِظَامِ وَاكْتِنَازِ اللَّحْمِ؛ جَمَلٌ مَضْبُور ومُضَبَّر، وَفَرَسٌ مُضَبَّر الْخَلْقِ أَي مُوَثَّقُ الْخَلْقِ، وَنَاقَةٌ مُضَبَّرة الخَلْق. وَرَجُلٌ ضِبِرٌّ: شَدِيدٌ. وَرَجُلٌ ذُو ضَبَارَةٍ فِي خَلْقِهِ: مُجْتَمِعُ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: وَثِيقُ الْخَلْقِ؛ وَبِهِ سُمِّيَ ضَبَارَةُ، وَابْنُ ضَبَارة كَانَ رَجُلًا مِنْ رُؤَسَاءِ أَجناد بَنِي أُمية. والمَضْبُور: الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ الأَملس؛ وَيُقَالُ للمِنْجل: مَضْبُور. اللَّيْثُ: الضَّبْر شِدَّةُ تَلْزِيز الْعِظَامِ وَاكْتِنَازِ اللَّحْمِ، وَجَمَلٌ مُضَبَّر الظَّهْرِ؛ وأَنشد: مُضَبَّر اللَّحْيَيْن نَسْراً مِنْهَسا وأَسد ضُبَارِم وضُبَارِمَة مِنْهُ فُعالم عِنْدَ الْخَلِيلِ. والإِضْبَارَةُ: الحُزْمة مِنَ الصُّحُف، وَهِيَ الإِضْمَامَة. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بإِضْبَارَةٍ مِنْ كُتب وإِضْمامةٍ مِنْ كُتب، وَهِيَ الأَضَابِير والأَضَامِيم. اللَّيْثُ: إِضْبارَةٌ مِنْ صُحُف أَو سِهَامٍ أَي حُزْمة، وضُبَارَةُ [ضِبَارَةُ] لُغَةٌ، وَغَيْرُ اللَّيْثِ لَا يُجِيزُ ضُبَارة مِنْ كُتُب، وَيَقُولُ: أَضْبَارة وإِضْبارة. وضَبَّرت الكُتب وَغَيْرَهَا تضبِيراً: جَمَعْتُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: ضَبَرت

الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إِذا جَعَلْتَهَا إِضْبارَة. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ ، كأَنها جَمْعُ ضِبَارَةٍ مِثْلُ عِمَارَةٍ وعَمائِر. وَكُلُّ مُجْتَمِعٍ: ضِبَارَة. والضَّبَائِر: جَمَاعَاتُ النَّاسِ. يُقَالُ: رأَيتهم ضَبائرَ أَي جَمَاعَاتٍ فِي تَفْرقة. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَتَتْه الملائكةُ بِحَرِيرَةٍ فِيهَا مِسْك وَمِنْ ضَبائِر الرَّيْحَانِ. والضُّبَار [الضِّبَار]: الكُتُب، لَا وَاحِدَ لَهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَقولُ لِنَفْسي واقِفاً عِنْدَ مُشْرِفٍ، ... عَلَى عَرَصَاتٍ، كالضبَارِ النَّوَاطق والضَّبْر: الْجَمَاعَةُ يَغْزُونَ عَلَى أَرجلهم؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْجَمَاعَةُ يَغْزُونَ. يُقَالُ: خَرَجَ ضَبْرٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جَؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ: بَيْنا هُمُ يَوْماً كَذَلِكَ رَاعَهُمْ ... ضَبْرٌ، لباسُهُمُ القَتيرُ مُؤَلَّبُ القَتِير: مَسَامِيرُ الدُّرُوعِ وأَراد بِهِ هَاهُنَا الدُّرُوعَ. وَمُؤَلَّبٌ: مُجمَّع، وَمِنْهُ تَأَلَّبُوا أَي تجمَّعوا. والضَّبْر: الرَّجَّالة. والضَّبْر: جِلْدٌ يُغَشَّى خَشَباً فِيهَا رِجَالٌ تُقَرَّبُ إِلى الحُصون لِقِتَالِ أَهلها، وَالْجَمْعُ ضُبُورٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنا لَا نأْمَنُ أَن يأْتوا بضُبُور؛ هِيَ الدَّبَّابات الَّتِي تُقَرَّب لِلْحُصُونِ لِتَنْقُبَ مِنْ تَحْتِهَا، الْوَاحِدَةُ ضَبْرة. وضَبَرَ عَلَيْهِ الصَّخْر يَضْبُره أَي نَضَّدَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَاقَةً «2»: ترى شُؤُون رأْسِها العَوارِدا ... مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَدائِدا، ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدا والضَّبْرُ والضَّبِر: شَجَرُ جَوْز الْبَرِّ يُنَوِّرُ وَلَا يَعْقِدُ؛ وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ جِبَالِ السَّرَاةِ، وَاحِدَتُهُ ضَبِرَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَمْتَنِعُ ضَبْرَة غَيْرَ أَني لَمْ أَسمعه. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: أَنه ذَكَرَ بَنِي إِسرائيل فَقَالَ: جَعَلَ اللَّهُ عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمَّانهم المَظَّ ؛ الأَصمعي: الضَّبْر جَوْز الْبَرِّ، الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ جَوْزٌ صُلْبٌ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ الرُّمان الْبَرِّيَّ، لأَن ذَلِكَ يُسَمَّى المَظّ. والضُّبَّار: شَجَرٌ طَيِّبُ الحَطَب؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: الضُّبَّار شَجَرٌ قَرِيبُ الشَّبَهِ مِنْ شَجَرِ البَلُّوط وحَطَبه جَيِّدٌ مِثْلَ حَطَبِ المَظّ، وإِذا جُمِعَ حَطَبُهُ رَطْبًا ثُمَّ أُشعلت فِيهِ النَّارَ فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاريق، وَيُفْعَلُ ذَلِكَ بِقُرْبِ الغيَاض الَّتِي تَكُونُ فِيهَا الأُسْد فَتَهْرُبُ، وَاحِدَتُهُ ضُبَّارة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّبْر الْفَقْرُ، والضَّبْر الشَّدُّ، والضَّبْر جَمْعُ الأَجزاء؛ وأَنشد: مَضْبُورَةً إِلى شَبَا حَدَائِدَا، ... ضَبْرَ براطيلَ إِلى جَلَامِدَا وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ الْمَنْجَنِيقَ: وَكُلُّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا، ... تُنْتَجُ حِينَ تَلْقَح ابْتِقارا قَدْ ضُبِرَ القومُ لَهَا اضْطبارا، ... كأَنما تجمَّعوا قُبّارا أَي يَخْرُجُ حَجَرُهَا مِنْ وَسَطِهَا كَمَا تُبْقر الدَّابَّةُ. والقُبّار مِنْ كَلَامِ أَهل عُمَانَ: قومٌ يَجْتَمِعُونَ فَيَحُوزُونَ مَا يَقَعُ فِي الشِّباك مِنْ صَيْد، الْبَحْرِ، فَشَبَّهَ جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِيق بِجَذْبِ هؤُلاء الشِّبَاكَ بِمَا فِيهَا. ابْنُ الْفَرَجِ: الضِّبْر والضِّبْن الإِبْط؛ وأَنشد لجندل:

_ (2). قوله: [يصف ناقة] في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب يصف جملًا، وهذا موضع المثل: استنوق الجمل. والرجز لأَبي محمد الفقعسي والرواية شؤون رأسه

وَلَا يَؤُوبُ مُضْمَراً فِي ضِبْرِي ... زادِي، وَقَدْ شَوَّلَ زَادُ السَّفْرِ أَي لَا أَخْبَأُ الطَّعَامَ فِي السَّفَرِ فَأَؤُوب بِهِ إِلى بَيْتِي وقد نفد زَادُ أَصحابي وَلَكِنِّي أُطعمهم إِياه. وَمَعْنَى شَوَّلَ أَي خَفَّ، وقلَّما تُشَوِّلُ القِرْبةُ إِذا قَلَّ مَاؤُهَا. وَعَامِرُ بْنُ ضَبارة، بِالْفَتْحِ «1». وضُبَيْرَة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَخطل: بَكْرِيَّةٌ لَمْ تكُنْ دَارِي لَهَا أَمَماً، ... وَلَا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمَت صَدَدُ وَيُرْوَى صُبَيْرَةُ. وضَبَّار: اسْمُ كَلْبٍ؛ قَالَ: سَفَرَتْ فَقُلْت لَها: هَجٍ، فَتَبَرْقَعَتْ، ... فَذَكَرْتُ حِينَ تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا ضبطر: الضِّبَطْر، مِثَالُ الهِزَبْر: الضَّخْمُ المكتَنِزُ الشَّدِيدُ الضَّابِطُ؛ أَسد ضِبَطْرٌ وَجَمَلٌ ضِبَطْرٌ؛ وأَنشد: أَشبه أَركانه ضِبَطْرَا الضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: مِنْ نَعْتِ الأَسد بالمَضَاء والشدة. ضبغطر: الضَّبَغْطَرَى: كَلِمَةٌ يُفَزَّع بِهَا الصبيانُ. والضَّبَغْطَرى: الشَّدِيدُ والأَحمق؛ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَرَجُلٌ ضَبَغْطَرَى إِذا حَمَّقْتَه وَلَمْ يُعْجبك، وتَثْنية الضَّبَغْطَرَى ضَبَغْطَرَانِ، ورأَيت ضَبَغْطَرَين. ابْنُ الأَعرابي: الضَّبَغْطَرَى مَا حَمَلْتَهُ عَلَى رأْسك وَجَعَلْتَ يَدَيْكَ فَوْقَهُ عَلَى رأْسك لئلَّا يَقَعَ. والضَّبَغْطَرَى أَيضاً: اللَّعِينُ الَّذِي يُنصب فِي الزَّرْعِ يُفَزَّع بِهِ الطيرُ. ضجر: الضَّجَر: الْقَلَقُ مِنَ الْغَمِّ، ضَجِرَ مِنْهُ وَبِهِ ضَجَراً. وتَضَجَّر: تَبَرَّم؛ وَرَجُلٌ ضَجِرٌ وَفِيهِ ضُجْرَةٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فُلَانٌ ضَجِرٌ مَعْنَاهُ ضَيِّقُ النَّفْسِ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ مَكَانٌ ضَجِر أَي ضَيِّقٌ؛ وَقَالَ دُرَيْدٌ: فإِمَّا تُمْسِ فِي جَدَثٍ مُقيماً ... بِمَسْهَكَةٍ، مِنَ الأَرْواحِ، ضَجْر «2» . أَبو عَمْرٍو: مَكَانٌ ضَجْر وضَجِر أَي ضيِّق، والضَّجْر الِاسْمُ والضِّجَر الْمَصْدَرُ. الْجَوْهَرِيُّ: ضَجِر، فَهُوَ ضَجِرٌ، وَرَجُلٌ ضَجُور، وأَضْجَرني فُلَانٌ، فَهُوَ مُضْجِرٌ، وَقَوْمٌ مَضاجِرُ ومَضاجِيرُ؛ قَالَ أَوس: تَناهَقُونَ إِذا اخْضَرَّتْ نعالُكُمُ، ... وَفِي الحَفِيظَةِ أَبْرامٌ مَضاجِيرُ وَضَجِرَ الْبَعِيرُ: كَثُرَ رُغاؤه؛ قَالَ الأَخطل يَهْجُو كَعْبِ بْنِ جُعَيْل: فَإِنْ أَهْجُه يَضْجَرْ، كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ ... مِنَ الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحَتاهُ وغارِبُه وَقَدْ خَفَّف ضَجِرَ ودَبِرَت فِي الأَفعال؛ كَمَا يُخَفَّفُ فَخِذ فِي الأَسماء. والبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَبْزُل نابُه أَي يَشُقّ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ وَرُبَّمَا بَزَل فِي الثَّامِنَةِ. والأُدْم: جَمْعُ آدَمَ، وَيُقَالُ: الأُدْمة مِنَ الإِبل الْبَيَاضُ. وصَفْحتاه: جَانِبَا عُنُقه. والغَارِب: مَا بَيْنَ السَّنَامِ وَالْعُنُقِ؛ يَقُولُ: إِن أَهْجُه يَضْجَر وَيَلْحَقْهُ مِنَ الأَذى مَا يَلْحَقُ الْبَعِيرَ الدَّبِر مِنَ الأَذى. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَاقَةٌ ضَجُور تَرْغُو عِنْدَ الحلْب. وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ تَحْلُب الضَّجُور العُلْبة أَي قَدْ تُصِيبُ اللِّينَ من السيِء الخُلُق. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ أَمثالهم فِي الْبَخِيلِ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ الْمَالُ عَلَى بُخْلِهِ: إِن الضَّجُور قَدْ تَحْلُبُ أَي إِن هَذَا وإِن كَانَ مَنوعاً فَقَدْ يُنال مِنْهُ الشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ كَمَا أَن النَّاقَةَ الضَّجُورَ قَدْ يُنال مِنْ لبنها.

_ (1). قوله: [وَعَامِرُ بْنُ ضَبَارَةَ بِالْفَتْحِ] كذا بالأَصل. وفي القاموس وشرحه: وعمرو بن ضبارة، بالضم، وضبطه بعضهم بالفتح (2). قوله: [فإما تمس] كذا بالأَصل وفي شرح القاموس متى ما تمس

ضجحر: الأَصمعي: ضَجْحَرْت القِرْبة ضَجْحَرَةً إِذا ملأَتها، وَقَدِ اضْجَحَرَّ السِّقاءُ اضْجِحْراراً إِذا امتلأَ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ إِبل غِزارٍ: تَتْرُكُ الوَطْبَ شاصِياً مُضْجَحِرّاً، ... بَعْدَ ما أَدَّتِ الحُقُوقَ الحُضُورا وضَجْحَرَ الإِناءَ: ملأَه. ضرر: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: النَّافِعُ الضَّارُّ، وَهُوَ الَّذِي يَنْفَعُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَيَضُرُّهُ حَيْثُ هُوَ خَالِقُ الأَشياء كلِّها: خيرِها وَشَرِّهَا وَنَفْعِهَا وَضُرِّهَا. الضَّرُّ والضُّرُّ لُغَتَانِ: ضِدُّ النَّفْعِ. والضَّرُّ الْمَصْدَرُ، والضُّرّ الِاسْمُ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جَمَعْتَ بَيْنَ الضَّرّ وَالنَّفْعِ فَتَحْتَ الضَّادَ، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضَّادَ إِذا لَمْ تَجْعَلْهُ مَصْدَرًا، كَقَوْلِكَ: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هَكَذَا تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ. أَبو الدُّقَيْش: الضَّرّ ضِدُّ النَّفْعِ، والضُّر، بِالضَّمِّ، الهزالُ وَسُوءُ الْحَالِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ ؛ وَقَالَ: كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ ؛ فَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ سُوءِ حَالٍ وَفَقْرٍ أَو شِدَّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ ضُرّ، وَمَا كَانَ ضِدًّا لِلنَّفْعِ فَهُوَ ضَرّ؛ وَقَوْلُهُ: لَا يَضُرّكم كيدُهم؛ مِنَ الضَّرَر، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْعِ. والمَضَرّة: خِلَافُ المَنْفعة. وضَرَّهُ يَضُرّه ضَرّاً وضَرّ بِه وأَضَرّ بِه وضَارَّهُ مُضَارَّةً وضِراراً بِمَعْنًى؛ وَالِاسْمُ الضَّرَر. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرارَ فِي الإِسلام ؛ قَالَ: وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ مَعْنًى غَيْرُ الْآخَرِ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا ضَرَرَ أَي لَا يَضُرّ الرَّجُلُ أَخاه، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْعِ، وَقَوْلُهُ: وَلَا ضِرار أَي لَا يُضَارّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فالضِّرَارُ مِنْهُمَا مَعًا والضَّرَر فِعْلٌ وَاحِدٌ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَلَا ضِرَار أَي لَا يُدْخِلُ الضَّرَرَ عَلَى الَّذِي ضَرَّهُ وَلَكِنْ يَعْفُو عَنْهُ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ لَا ضَرَرَ أَي لَا يَضُرّ الرَّجُلُ أَخاه فَيَنْقُصه شَيْئًا مِنْ حَقِّهِ، والضِّرارُ فِعَالٌ مِنَ الضُّرِّ، أَي لَا يُجَازِيهِ على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عَلَيْهِ؛ والضَّرَر فِعْلُ الْوَاحِدِ، والضِّرَارُ فِعْلُ الِاثْنَيْنِ، والضَّرَر ابْتِدَاءُ الْفِعْلِ، والضِّرَار الْجَزَاءُ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: الضَّرَر مَا تَضُرّ بِه صَاحِبَكَ وَتَنْتَفِعُ أَنت بِهِ، والضِّرار أَن تَضُره مِنْ غَيْرِ أَن تَنْتَفِعَ، وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَتَكْرَارُهُمَا للتأْكيد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: غَيْرَ مُضَارٍّ ؛ مَنع مِنَ الضِّرَار فِي الْوَصِيَّةِ؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: مَنْ ضَارَّ فِي وَصِيَّةٍ أَلقاه اللَّهُ تَعَالَى فِي وَادٍ مِنْ جَهَنَّمَ أَو نَارٍ ؛ والضِّرار فِي الْوَصِيَّةِ رَاجِعٌ إِلى الْمِيرَاثِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنّ الرجلَ يعمَلُ والمرأَة بِطَاعَةِ اللَّهِ سِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ يَحْضُرُهما الموتُ فَيُضَارِران فِي الْوَصِيَّةِ فتجبُ لَهُمَا النَّارُ ؛ المُضارَّةُ فِي الْوَصِيَّةِ: أَن لَا تُمْضى أَو يُنْقَصَ بعضُها أَو يُوصى لِغَيْرِ أَهلها وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ السُّنّة. الأَزهري: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ ، لَهُ وَجْهَانِ: أَحدهما لَا يُضَارّ فَيُدْعى إِلى أَن يَكْتُبَ وَهُوَ مَشْغُولٌ، وَالْآخَرُ أَن مَعْنَاهُ لَا يُضَارِرِ الكاتبُ أَي لَا يَكْتُبْ إِلا بِالْحَقِّ وَلَا يشهدِ الشَّاهِدُ إِلا بِالْحَقِّ، وَيَسْتَوِي اللَّفْظَانِ فِي الإِدغام؛ وكذلك قوله: لَا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ لَا تُضَارَرْ عَلَى تُفاعَل، وَهُوَ أَن يَنْزِع الزوجُ وَلَدَهَا مِنْهَا فَيَدْفَعَهُ إِلى مُرْضعة أُخرى، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ لَا تُضَارَّ مَعْنَاهُ لَا تُضَارِرِ الأُمُّ الأَبَ فَلَا ترضِعه.

والضَّرَّاءُ: السَّنَة. والضَّارُوراءُ: الْقَحْطُ وَالشِّدَّةُ. والضَّرُّ: سُوءُ الْحَالِ، وَجَمْعُهُ أَضُرٌّ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: وخِلالَ الأَضُرّ جَمٌّ من العَيْشِ ... يُعَفِّي كُلُومَهُنَّ البَواقي وَكَذَلِكَ الضَّرَرُ والتَّضِرَّة والتَّضُرَّة؛ الأَخيرة مَثَّلَ بِهَا سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: مُحَلًّى بأَطْوَاقٍ عِتاقٍ يُبِينُها، ... عَلَى الضَّرّ، رَاعي الضأْنِ لَوْ يَتَقَوَّفُ إِنما كَنَّى بِهِ عَنْ سُوءِ حَالِهِ فِي الْجَهْلِ وَقِلَّةِ التَّمْيِيزِ؛ يَقُولُ: كرمُه وَجُودُهُ يَبِينُ لِمَنْ لَا يَفْهَمُ الْخَيْرَ فَكَيْفَ بِمَنْ يَفْهَمُ؟ والضَّرَّاءُ: نَقِيضُ السَّرَّاء. وَفِي الْحَدِيثِ: ابْتُلِينَا بالضَّرَّاءِ فَصَبَرْنا، وَابْتُلِينَا بالسَّرَّاء فَلَمْ نَصْبِرْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الضَّرَّاءُ الْحَالَةُ الَّتِي تَضُرُّ، وَهِيَ نَقِيضُ السَّرَّاء، وَهُمَا بِنَاءَانِ لِلْمُؤَنَّثِ وَلَا مُذَكَّرَ لَهُمَا، يُرِيدُ أَنا اخْتُبِرْنا بِالْفَقْرِ وَالشِّدَّةِ وَالْعَذَابِ فَصَبَرْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَتْنَا السَّرَّاءُ وَهِيَ الدُّنْيَا والسَّعَة وَالرَّاحَةُ بَطِرْنا وَلَمْ نَصْبِرْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ ؛ قِيلَ: الضَّرَّاءُ النَّقْصُ فِي الأَموال والأَنفس، وَكَذَلِكَ الضَّرَّة والضَّرَارَة، والضَّرَرُ: النُّقْصَانُ يَدْخُلُ فِي الشَّيْءِ، يُقَالُ: دَخَلَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ فِي مَالِهِ. وَسُئِلَ أَبو الْهَيْثَمِ عَنْ قَوْلِ الأَعشى: ثُمَّ وَصّلْت ضَرَّةً بِرَبِيعِ فَقَالَ: الضَّرَّةُ شِدَّةُ الْحَالِ، فَعْلَة مِنَ الضَّرّ، قَالَ: والضُّرّ أَيضاً هُوَ حَالُ الضَّرِيرِ، وَهُوَ الزَّمِنُ. والضَّرَّاءُ: الزَّمانة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّرَّة الأَذاة، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ؛ أَي غَيْرُ أُولي الزَّمانة. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَي غَيْرَ مَنْ بِهِ عِلَّة تَضُرّه وَتَقْطَعُهُ عَنِ الْجِهَادِ، وَهِيَ الضَّرَارَة أَيضاً، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْبَصَرِ وَغَيْرِهِ، يَقُولُ: لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ وَالْمُجَاهِدُونَ إِلا أُولو الضَّرَرِ فإِنهم يُسَاوُونَ الْمُجَاهِدِينَ؛ الْجَوْهَرِيُّ: والبَأْساءُ والضَّرَّاء الشِّدَّةُ، وَهُمَا اسْمَانِ مُؤَنَّثَانِ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ، قَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْ جُمِعَا عَلَى أَبْؤُسٍ وأَضُرٍّ كَمَا تُجْمَعُ النَّعْماء بِمَعْنَى النِّعْمة عَلَى أَنْعُم لَجَازَ. وَرَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيِّن الضَّرَارَة: ذَاهِبُ الْبَصَرِ، وَالْجَمْعُ أَضِرَّاءُ. يُقَالُ: رَجُلٌ ضَرِيرُ البصرِ؛ وإِذا أَضَرَّ بِهِ المرضُ يُقَالُ: رَجُلٌ ضَرِير وامرأَة ضَرِيرَة. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: فَجَاءَ ابْنُ أُمّ مَكْتُومٍ يَشْكُو ضَرَارَتَه ؛ الضَّرَارَة هَاهُنَا العَمَى، وَالرَّجُلُ ضَرِيرٌ، وَهِيَ مِنَ الضَّرّ سُوءُ الْحَالِ. والضَّرِيرُ: الْمَرِيضُ الْمَهْزُولُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والأُنثى ضَرِيرَة. وَكُلُّ شَيْءٍ خَالَطَهُ ضُرٌّ، ضَرِيرٌ ومَضْرُورٌ. والضَّرائِرُ: المَحاويج. والاضطِرَارُ: الِاحْتِيَاجُ إِلى الشَّيْءِ، وَقَدِ اضْطَرَّه إِليه أَمْرٌ، وَالِاسْمُ الضَّرَّة؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: وتُخْرِجُ منهُ ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً، ... وَطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ أَي تَلأْلُؤَ عَضْب، وَيُرْوَى: ذَرِّيَّ عَضْبٍ يَعْنِي فِرِنْدَ السَّيْفِ لأَنه يُشَبَّه بمَدَبِّ النمْلِ. والضَّرُورةُ: كالضَّرَّةِ. والضِّرارُ: المُضَارَّةُ؛ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ضَرَرٌ وَلَا ضَرُورةٌ وَلَا ضَرَّة وَلَا ضارُورةٌ ولا تَضُرّةٌ [تَضِرّةٌ]. وَرَجُلٌ ذُو ضارُورةٍ وضَرُورةٍ أَي ذُو حاجةٍ، وَقَدِ اضْطُرَّ إِلى الشَّيءِ أَي أُلْجئَ إِليه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَثِيبي أَخا ضارُورةٍ أَصْفَقَ العِدى ... عَلَيْهِ، وقَلَّتْ فِي الصَّدِيق أَواصِرُهْ اللَّيْثُ: الضّرُورةُ اسمٌ لمصْدرِ الاضْطِرارِ، تَقُولُ: حَمَلَتْني الضّرُورَةُ عَلَى كَذَا وَكَذَا. وَقَدِ اضْطُرّ

فُلَانٌ إِلى كَذَا وَكَذَا، بِناؤُه افْتَعَلَ، فَجُعِلَت التاءُ طَاءً لأَنَّ التاءَ لَمْ يَحْسُنْ لفْظُه مَعَ الضَّادِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ* ؛ أَي فَمَنْ أُلْجِئَ إِلى أَكْل الميْتةِ وَمَا حُرِّم وضُيِّقَ عَلَيْهِ الأَمْرُ بِالْجُوعِ، وأَصله مِنَ الضّرَرِ، وَهُوَ الضِّيقُ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: هِيَ الضارُورةُ والضارُوراءُ مَمْدُودٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّه نَهَى عَنْ بَيْعِ المُضْطَرّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا يَكُونُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدُهما أَنْ يُضْطَرّ إِلى العَقْدِ مِنْ طَرِيقِ الإِكْراهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وَهَذَا بيعٌ فاسدٌ لَا يَنْعَقِدُ، وَالثَّانِي أَنْ يُضْطَرَّ إِلى البيعِ لِدَيْن رَكِبَه أَو مَؤونةٍ ترْهَقُه فيَبيعَ مَا فِي يَدِه بالوَكْسِ للضَّرُورةِ، وَهَذَا سبيلُه فِي حَقِّ الدِّينِ والمُروءةِ أَن لَا يُبايَعَ عَلَى هَذَا الوجْهِ، وَلَكِنْ يُعَان ويُقْرَض إِلى المَيْسَرَةِ أَو تُشْتَرى سِلْعَتُه بقِيمتها، فإِنْ عُقِدَ البَيْع مَعَ الضرورةِ عَلَى هَذَا الوجْه صحَّ وَلَمْ يُفْسَخْ مَعَ كراهةِ أَهلِ العلْم لَهُ، وَمَعْنَى البَيْعِ هَاهُنَا الشِّراءُ أَو المُبايَعةُ أَو قَبُولُ البَيْعِ. والمُضْطَرُّ: مُفْتَعَلٌ مِنَ الضّرِّ، وأَصْلُه مضْتَرَرٌ، فأُدْغِمَت الراءُ وقُلِبَت التاءُ طَاءً لأَجْلِ الضادِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: لَا تَبْتَعْ مِنْ مُضْطَرٍّ شَيْئاً ؛ حملَه أَبو عُبَيْدٍ عَلَى المُكْرَهِ عَلَى البَيْعِ وأَنْكَرَ حَمْلَه عَلَى المُحْتاج. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ: يَجْزِي مِنَ الضَّارُورة صَبُوحٌ أَو غَبُوق ؛ الضارورةُ لغةٌ فِي الضّرُورةِ، أَي إِنَّما يَحِلّ للمُضْطَرّ مِنَ المَيْتة أَنْ يأْكُلَ مِنْهَا مَا يسُدُّ الرَّمَقَ غَداءً أَو عَشاءً، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْمعَ بَيْنَهُمَا. والضَّرَرُ: الضِّيقُ. ومكانٌ ذُو ضَرَرٍ أَي ضِيقٍ. ومكانٌ ضَرَرٌ: ضَيِّقٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِل: ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرَر وَقَوْلُ الأَخطل: لِكُلِّ قَرارةٍ مِنْهَا وفَجٍ ... أَضاةٌ، مَاؤُهَا ضَرَرٌ يَمُور قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَاؤُهَا ضرَرٌ أَي ماءٌ نَمِيرٌ فِي ضِيقٍ، وأَرادَ أَنَّه غَزِيرٌ كثيرٌ فَمجارِيه تَضِيقُ بِهِ، وإِن اتَّسَعَتْ. والمُضِرُّ: الدَّاني مِنَ الشيْءِ؛ قَالَ الأَخْطل: ظَلَّتْ ظِباءُ بَني البَكَّاءِ راتِعَةً، ... حَتَّى اقْتُنِصْنَ عَلَى بُعْدٍ وإِضْرار وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: أَنَّه كَانَ يُصَلِّي فأَضَرَّ بِهِ غُصْنٌ فمَدَّ يَده فكَسَرَهُ ؛ قَوْلُهُ: أَضَرَّ بِهِ أَي دَنَا مِنْهُ دُنُوّاً شَدِيدًا فَآذَاهُ. وأَضَرَّ بِي فلانٌ أَي دَنا مِنِّي دُنُوّاً شَدِيدًا وأَضَرَّ بالطريقِ: دنَا مِنْهُ وَلَمْ يُخالِطْه؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنْمة «3». الضَّبِّي يَرْثي بِسْطَامَ ابْنَ قَيْسٍ: لأُمِّ الأَرْضِ ويْلٌ مَا أَجَنَّتْ ... غداةَ أَضَرَّ بالحسَنِ السَّبيلُ؟ «4». يُقَسِّمُ مالَه فِينا فَنَدْعُو ... أَبا الصَّهْبا، إِذا جَنَحَ الأَصِيلُ الحَسَنُ: اسمُ رَمْلٍ؛ يَقُولُ هَذَا عَلَى جِهَةِ التعجُّبِ، أَي وَيْلٌ لأُمِّ الأَرْضِ مَاذَا أَجَنَّت مِنْ بِسْطام أَي بِحَيْثُ دَنَا جَبَلُ الحَسَنِ مِنَ السَّبِيلِ. وأَبو الصَّهْبَاءِ: كُنْيَةُ بسْطام. وأَضَرَّ السيْلُ مِنَ الْحَائِطِ: دَنَا مِنْهُ. وسَحابٌ مُضِرٌّ أَي مُسِفٌّ. وأَضَرَّ السَّحابُ إِلى الأَرْضِ: دَنَا، وكلُّ مَا دَنا دُنُوّاً مُضَيَّقاً، فَقَدْ أَضَرَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَضُرُّه أَنْ

_ (3). قوله: [ابن عنمة] ضبط في الأصل بسكون النون وضبط في ياقوت بالتحريك (4). قوله: [غداة] في ياقوت بحيث

يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كانَ لَهُ ؛ هَذِهِ الكلمةُ يَسْتَعْمِلُها العرَبُ ظاهرُها الإِباحَةُ وَمَعْنَاهَا الحَضُّ والتَّرْغِيبُ. والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوادِي. يُقَالُ: نَزَلَ فلانٌ عَلَى أَحدِ ضَرِيرَي الوادِي أَي عَلَى أَحَدِ جانِبَيْهِ، وَقَالَ غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه. والضَّرِيرانِ: جانِبا الوادِي؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: وَمَا خَلِيجٌ مِنَ المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ، ... يَرْمِي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ واحِدُهما ضَرِيرٌ وجمعُه أَضِرَّةٌ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ أَي صَبْرٍ عَلَى الشرِّ ومُقَاساةٍ لَهُ. والضَّرِيرُ مِنَ النَّاسِ والدوابِّ: الصبُورُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ: باتَ يُقاسي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ، ... شَدِيدة جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَريرِ وَقَالَ: أَما الصُّدُور لَا صُدُورَ لِجَعْفَرٍ، ... ولكنَّ أَعْجازاً شَدِيدًا ضَرِيرُها الأَصمعي: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ عَلَى الشيءِ والشِّدَةِ إِذا كان ذا صبرٍ عَلَيْهِ ومُقَاساةٍ؛ وأَنشد: وهمَّامُ بْنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ والدوابِّ إِذا كَانَ لَهَا صبرٌ عَلَى مقاساةِ الشرِّ؛ قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: بمُنْسَحَّةِ الآباطِ طاحَ انْتِقالُها ... بأَطْرافِها، والعِيسُ باقٍ ضَرِيرُها قَالَ: ضريرُها شدَّتُها؛ حَكَاهُ الباهِليُّ عَنْهُ؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ: وإِنِّي لأَقْرِي الهَمَّ، حِينَ يَنوبني، ... بُعَيدَ الكَرَى مِنْهُ، ضَرِيرٌ مُحافِلُ أَراد مُلازِم شَدِيد. وإِنَّه لَضِرُّ أَضْرارٍ أَي شَدِيدُ أَشِدَّاءَ، وضِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ إِذا كَانَ داهِيَةً فِي رأْيه؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: وَالْقَوْمُ أَعْلَم لَوْ قُرْطٌ أُرِيدَ بِهَا، ... لكِنَّ عُرْوةَ فِيهَا ضِرُّ أَضْرارِ أَي لَا يَسْتَنْقِذُهُ ببَأْسه وحِيلَهِ. وعُرْوةُ: أَخُو أَبي خِراشٍ، وَكَانَ لأَبي خراشٍ عِنْدَ قُرْطٍ مِنَّةٌ، وأَسَرَتْ أَزد السَّراةِ عُرْوةَ فَلَمْ يحمَد نيابَة قُرْطٍ عنْه فِي أَخيه: إِذاً لَبُلَّ صَبِيُّ السَّيْفِ مِنْ رَجُلٍ ... مِنْ سادةِ القَومِ، أَوْ لالْتَفَّ بالدَّار الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَبَا ثَروانَ يَقُولُ: مَا يَضُرُّكَ عَلَيْهَا جارِيَةً أَي مَا يَزِيدُكَ؛ قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ مَا يَضُرُّكَ عَلَى الضبِّ صَبْراً، وَمَا يَضِيرُكَ عَلَى الضبِّ صَبْراً أَي مَا يَزِيدُكَ. ابْنُ الأَعرابي: مَا يَزِيدُك عَلَيْهِ شَيْئًا وَمَا يَضُرُّكَ عَلَيْهِ شَيْئًا، واحِدٌ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي أَبواب النَّفْيِ: يُقَالُ لَا يَضُرُّك عَلَيْهِ رجلٌ أَي لَا تَجِدُ رَجُلًا يَزِيدُكَ عَلَى مَا عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ مِنَ الْكِفَايَةِ، وَلَا يَضُرُّكَ عليه حَمْلٌ أَي لَا يَزِيدُك. والضَّرِيرُ: اسمٌ للْمُضَارَّةِ، وأَكْثُر مَا يُسْتَعْمَل فِي الغَيْرةِ. يُقَالُ: مَا أَشَدَّ ضَرِيرَه عَلَيها. وإِنه لذُو ضَرِيرٍ عَلَى امرأَته أَي غَيْرة؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حِمَارًا: حَتَّى إِذا مَا لانَ مِنْ ضَرِيرِه وَضَارَّهُ مُضارَّةً وضِراراً: خالَفَه؛ قَالَ نابغةُ بنِي جَعْدة: وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ تُدْرَإِ، ... مَتَى باتَ سِلْمُها يَشْغَبا

وروُي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قِيلَ لَهُ: أَنَرَى رَبَّنا يومَ القيامةِ؟ فَقَالَ: أَتُضارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشمْسِ فِي غيرِ سَحابٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فإِنَّكم لَا تُضارُّون فِي رُؤْيتِه تباركَ وَتَعَالَى ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رُوِي هَذَا الحرفُ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ الضُّرّ، أَي لَا يَضُرُّ بعضُكم بَعْضاً، وَرُوِيَ تُضارُونَ، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الضَّيْرِ. وَمَعْنَاهُمَا واحدٌ؛ ضارَهُ ضَيْراً فضَرَّه ضَرّاً، وَالْمَعْنَى لَا يُضارُّ بعْضُكم بعْضاً فِي رُؤْيَتِهِ أَي لَا يُضايِقُه ليَنْفَرِدَ برُؤْيتِه. والضرَرُ: الضِّيقُ، وَقِيلَ: لَا تُضارُّون فِي رُؤْيته أَي لَا يُخالِفُ بعضُكم بَعْضًا فيُكَذِّبُه. يُقَالُ: ضارَرْت الرجُلَ ضِراراً ومُضارَّةً إِذا خالَفْته، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وبعضُهم يَقُولُ لَا تَضارّون ، بِفَتْحِ التَّاءِ، أَي لَا تَضامُّون، وَيُرْوَى لَا تَضامُّون فِي رُؤْيته أَي لَا يَنْضمُّ بعضُكم إِلى بعْضٍ فيُزاحِمُه ويقولُ لَهُ: أَرِنِيهِ، كَمَا يَفْعَلُون عِنْدَ، النَّظَرِ إِلى الهِلالِ، وَلَكِنْ يَنْفَردُ كلٌّ مِنْهُمْ برُؤْيته؛ وَيُرْوَى: لَا تُضامُون ، بِالتَّخْفِيفِ، وَمَعْنَاهُ لَا يَنالُكْم ضَيْمٌ فِي رُؤْيَتِهِ أَي تَرَوْنَه حَتَّى تَسْتَوُوا فِي الرُّؤْيَةِ فَلَا يَضِيم بعضُكم بعْضاً. قَالَ الأَزهري: وَمَعَانِي هَذِهِ الأَلفاظِ، وإِن اخْتلفت، مُتَقارِبةٌ، وكلُّ مَا رُوِي فِيهِ فَهُوَ صحيحٌ وَلَا يَدْفَعُ لَفْظٌ مِنْهَا لَفْظًا، وَهُوَ مِنْ صِحَاحِ أَخْبارِ سيّدِنا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغُرَرِها وَلَا يُنْكِرُها إِلَّا مُبْتَدِعٌ صاحبُ هَوًى؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: مَنْ رَوَاهُ: هَلْ تَضارُّون فِي رُؤْيَتِهِ ، مَعْناه هَلْ تَتَنازَعون وتَخْتَلِفون، وَهُوَ تَتَفاعلُونَ مِنَ الضِّرارِ، قَالَ: وتفْسيرُ لَا تُضارُّون لَا يقعُ بِكُم فِي رُؤْيَتِهِ ضُرٌّ، وتُضارُون، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الضَّيْرِ، وَهُوَ الضُّرُّ، وتُضامُون لَا يَلْحَقُكم فِي رُؤْيَتِهِ ضَيْمٌ؛ وَقَالَ ابنُ الأَثير: رُوِيَ الحديثُ بِالتَّخْفِيفِ والتَّشْديد، فالتشْديدُ بِمَعْنَى لَا تَتَخالَفُون وَلَا تَتَجادلُون فِي صِحّةِ النَّظر إِليه لِوُضُوحِه وظُهُوره، يُقَالُ: ضارَّهُ يُضارُّه مِثْل ضَرَّه يَضُرُّه، وَقِيلَ: أَرادَ بالمُضارّةِ الاجْتِمَاعَ والازْدحامَ عِنْدَ النَّظرِ إِليه، وأَما التخْفيفُ فَهُوَ مِنَ الضَّيرِ لُغَة فِي الضرِّ، والمَعْنَى فِيهِ كالأَوّل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما مَنْ رَوَاهُ لَا تُضارُون فِي رُؤْيَتِهِ عَلَى صيغةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه فَهُوَ مِنَ المُضايقَةِ، أَي لَا تَضامُّون تَضامّاً يَدْنُو بِهِ بعضُكم مِنْ بعضٍ فتُضايَقُون. وضَرَّةُ المَرْأَةِ: امرأَةُ زَوْجِها. والضَّرَّتان: امرأَتا الرجُلِ، كلُّ واحدَةٍ مِنْهُمَا ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وهُنَّ الضرائِرُ، نادِرٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب يصِفُ قُدُوراً: لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّضِيل كأَنَّها ... ضَرائِرُ جِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها وَهِيَ الضِّرُّ. وتزوَّجَ عَلَى ضِرٍّ وضُرٍّ أَي مُضارَّة بينَ امْرَأَتينِ، وَيَكُونُ الضِّرُّ للثَّلاثِ. وحَكى كُراعٌ: تَزوَّجْتُ المرأَةَ عَلَى ضِرٍّ كُنَّ لَها، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مَصْدَرٌ عَلَى طَرْح الزائدِ أَو جَمْعٌ لَا واحدَ لَهُ. والإِضْرارُ: التزْويجُ عَلَى ضَرَّةٍ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَنْ يتزوّجَ الرجلُ عَلَى ضَرَّةِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضِرٌّ. والضِّرُّ، بالكَسْرِ: تزوُّجُ المرأَةِ عَلَى ضَرَّةٍ. يُقَالُ: نكَحْتُ فُلانة عَلَى ضُرٍّ أَي عَلَى امرأَةٍ كَانَتْ قبْلَها. وَحَكَى أَبو عَبْدِ اللَّهِ الطُّوَالُ: تَزَوَّجْتُ المرأَةَ عَلَى ضِرٍّ وضُرٍّ، بِالْكَسْرِ والضمِّ. وامرأَةٌ مُضِرٌّ أَيضاً: لَهَا ضَرَائِرُ، يقالُ فلانٌ صاحبُ ضِرٍّ، وَيُقَالُ: امرأَةٌ مُضِرٌّ إِذا كَانَ لَهَا ضَرَّةٌ، ورجلٌ مُضِرٌّ إِذا كَانَ لَهُ ضَرائرُ، وجمعُ الضَّرَّةِ ضرائرُ. والضَّرَّتانِ: امرأَتانِ لِلرَّجُلِ، سُمِّيتا ضَرَّتَينِ لأَنَّ كلَّ واحدةٍ مِنْهُمَا تُضارُّ

صاحِبتَها، وكُرِهَ فِي الإِسْلامِ أَن يقالَ لَهَا ضَرَّة، وَقِيلَ: جارةٌ؛ كَذَلِكَ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. الأَصمعي: الإِضْرارُ التزْوِيجُ عَلَى ضَرَّةٍ؛ يُقَالُ مِنْهُ: رجلٌ مُضِرٌّ وامرأَةٌ مُضرٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. ابْنُ بُزُرج: تَزَوَّجَ فلانٌ امرأَةً، إِنَّها إِلى ضَرَّةِ غِنًى وخَيرٍ. وَيُقَالُ: هُوَ فِي ضَرَرِ خَيرٍ وإِنه لَفِي طَلَفَةِ خيرٍ وضفَّة خَيْرٍ وَفِي طَثْرَةِ خيرٍ وصَفْوَةٍ مِنَ العَيْشِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ مُرَّةَ: عِنْدَ اعْتِكارِ الضرائرِ ؛ هِيَ الأُمُور المُخْتَلِفَةُ كضرائرِ النساءِ لَا يَتَّفِقْنِ، واحِدتُها ضَرَّةٌ. والضَّرَّتانِ: الأَلْيةُ مِنْ جانِبَيْ عَظْمِها، وهُما الشَّحْمتان، وَفِي الْمُحْكَمِ: اللَّحْمتانِ اللَّتانِ تَنْهَدلانِ مِنْ جانِبَيْها. وضَرَّةُ الإِبْهام: لَحْمَةٌ تحتَها، وَقِيلَ: أَصْلُها، وَقِيلَ: هِيَ باطنُ الكَفِّ حِيالَ الخِنْصَرِ تُقابِلُ الأَلْيةَ فِي الكَفِّ. والضَّرَّةُ: مَا وَقَع عَلَيْهِ الوطْءُ مِنْ لَحْمِ باطنِ القَدَمِ مِمَّا يَلي الإِبْهامَ. وضَرَّةُ الضَّرْعِ: لَحْمُها، والضَّرْعُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. يُقَالُ: ضَرَّةٌ شَكْرَى أَي مَلأَى مِنَ اللَّبَنِ. والضَّرَّةُ: أَصلُ الضرْعِ الَّذِي لَا يَخْلُو مِنَ اللَّبَن أَو لَا يكادُ يَخْلُو مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الضرْعُ كلُّه مَا خَلا الأَطباءَ، وَلَا يُسَمَّى بِذَلِكَ إِلَّا أَن يكونَ فِيهِ لَبنٌ، فإِذا قَلَصَ الضرْعُ وذهَبَ اللَبنُ قِيلَ لَهُ: خَيْفٌ، وَقِيلَ: الضَّرَّةُ الخِلْفُ؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ نَعْجَةً: مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها، ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: لَهُ بصَرِيحٍ ضَرَّةُ الشاةِ مُزبِد ؛ الضَّرَّةُ: أَصْلُ الضرْعِ. والضرَّةُ: أَصْلُ الثَّدْيِ، والجمعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّه ضرائرُ، وَهُوَ جَمْعٌ نادِرٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَصَارَ أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي إِنما عَنَى بالضرائرِ أَحدَ هَذِهِ الأَشياءِ المُتَقَدّمَةِ. والضرَّةُ: المالُ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ الرجلُ وَهُوَ لِغَيْرِهِ مِنْ أقارِبه، وَعَلَيْهِ ضَرَّتانِ مِنْ ضأْنٍ ومعَزٍ. والضرَّةُ: القِطْعَةُ مِنَ الْمَالِ والإِبلِ والغنمِ، وَقِيلَ: هُوَ الكثيرُ مِنْ الماشيةِ خاصَّةً دُون العَيْرِ. ورجلٌ مُضِرٌّ: لَهُ ضَرَّةٌ مِنْ مالٍ. الْجَوْهَرِيُّ: المُضِرّ الَّذِي يَروحُ عَلَيْهِ ضَرَّةٌ مِنَ الْمَالِ؛ قَالَ الأَشْعَرُ الرَّقَبانُ الأَسَدِيّ جاهِليّ يَهْجُو ابْنَ عمِّه رِضْوَانَ: تَجانَفَ رِضْوانُ عَنْ ضَيْفِه، ... أَلَمْ يَأْتِ رِضْوانَ عَنِّي النُّدُرْ؟ بِحَسْبك فِي القَوم أَنْ يَعْلَمُوا ... بأَنَّك فيهمْ غَنيٌّ مُضِرْ وَقَدْ عَلِمَ المَعْشَرُ الطَّارِحون ... بأَنَّكَ، للضَّيْفِ، جُوعٌ وقُرْ وأَنتَ مَسِيخٌ كَلَحْمِ الحُوار، ... فَلَا أَنَتَ حُلْوٌ، وَلَا أَنت مُرْ والمَسِيخ: الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ. والضَّرّة: المالُ الكثيرُ. والضَّرّتانِ: حَجَر الرَّحَى، وَفِي الْمُحْكَمِ: الرحَيانِ. والضَّرِير: النفْسُ وبَقِيَّةُ الجِسْمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حامِي الحُمَيَّا مَرِس الضَّرِيرِ وَيُقَالُ: ناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ إِذا كَانَتْ شَدِيدةَ النفْسِ بَطِيئةَ اللُّغُوبِ، وَقِيلَ: الضَّرِير بقيةُ النفْسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ: مُضِرَّةٌ بالإِبل فِي شِدَّةِ سَيْرِها؛ وَبِهِ فُسِّرَ قولُ أُمَيَّة بْنِ عائذٍ الْهُذَلِيِّ:

تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاتِ الضَّرِير، ... وتَقْدُمُهُنّ عَتُوداً عَنُونا وأَضَرَّ يَعْدُو: أَسْرَعَ، وَقِيلَ: أَسْرعَ بَعْضَ الإِسْراعِ؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ؛ قَالَ الطُّوسِيُّ: وقد غَلِظَ، إِنما هُوَ أَصَرَّ. والمِضْرارُ مِنَ النِّساءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: الَّتِي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها مِنَ النَّشاطِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَنشد: إِذْ أَنت مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ، ... أَغْلَظُ شيءٍ جَانِبًا بِقُطْرِ وضُرٌّ: ماءٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: نُسابِقُهم عَلَى رَصَفٍ وضُرٍّ، ... كدَابِغةٍ، وَقَدْ نَغِلَ الأَدِيمُ وضِرارٌ: اسمُ رجلٍ. وَيُقَالُ: أَضَرَّ الفرسُ عَلَى فأْسِ اللِّجامِ إِذا أَزَمَ عَلَيْهِ مِثْلَ أَضَزَّ، بِالزَّايِ. وأَضَرَّ فلانٌ عَلَى السَّيرِ الشديدِ أَي صَبَرَ. وإِنه لَذُو ضَرِيرٍ عَلَى الشَّيْءِ إِذا كَانَ ذَا صبْر عَلَيْهِ ومُقاساة لَهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قَدْ أَضَرَّ بِهَا السُّرَى، ... نَزَحَتْ بأَذْرُعِها تَنائِفَ زُورَا مِنْ كلِّ جُرْشُعَةِ الهَواجِرِ، زادَها ... بُعْدُ المفاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا مِنْ كلِّ جُرْشُعَة أَي مِنْ كُلِّ ناقةٍ ضَخْمَةٍ واسعةِ الجوفِ قَوِيَّةٍ فِي الْهَوَاجِرِ لَهَا عَلَيْهَا جُرْأَةٌ وصبرٌ، وَالضَّمِيرُ فِي طَرَقَتْ يعُودُ عَلَى امرأَة تَقَدَّمَ ذكرُها، أَي طَرقَتْهُم وهُمْ مُسَافِرُونَ، أَراد طَرَقَتْ أَصْحابَ إِبِلٍ سَوَاهِمَ ويُريدُ بِذَلِكَ خيالَها فِي النَّومِ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولةُ، وَقَوْلُهُ: نَزَحَتْ بأَذْرُعِها أَي أَنْفَدَت طُولَ التَّنَائِفِ بأَذْرُعِها فِي السَّيْرِ كما يُنْفَذُ ماءُ البِئْرِ بالنَّزْحِ. والزُّورُ: جَمْعُ زَوْراءَ. والتَّنائِفُ: جَمْعُ تَنُوفَةٍ، وَهِيَ الأَرْضُ القَفْرُ، وَهِيَ الَّتِي لَا يُسارُ فِيهَا عَلَى قَصْدٍ بَلْ يأْخذون فِيهَا يَمْنَةً ويَسْرَةً. ضغدر: حَكَى الأَزهريُّ فِي تَرْجَمَةِ خَرَطَ، قَالَ: قرأْت فِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ: عَجِبْتُ لِخُرْطِيطٍ ورَقْم جَناحِه، ... ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر قَالَ: الضَّغادِرُ الدّجاجُ، الواحدُ ضُغْدُورةٌ. ضطر: الضَّوْطَرُ: العظِيمُ، وَكَذَلِكَ الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ اللئيمُ، وَقِيلَ: الضَّيْطَرُ والضَّيْطَرَى الضخمُ الجَنْبينِ العظيمُ الاسْت، وَقِيلَ: الضَّيْطَرُ العظيمُ مِنَ الرجالِ، والجمعُ ضَياطِرُ وضَياطِرةٌ وضَيْطارُونَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالَةَ دُونَنا، ... وَمَا خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحَا؟ يَقُولُ: تَعَرَّضَ لَنَا هَؤُلاءِ القَوْمُ ليُقاتِلُونا ولَيْسوا بشيءٍ لأَنَّه لَا سِلَاحَ مَعَهُمْ سِوَى المِسْطَح؛ وَقَالَ ابن بزي: الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ النَّضْرِيّ. وفُعالةُ: كنايةٌ عَنْ خُزاعةَ، وإِنما كَنَى هُوَ وغيرُه عَنْهُمْ بفُعالَة لكَونِهم حُلَفاءَ لِلنَّبيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ شيءٌ مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكونَ فِي الرجالِ إِلَّا عِظَمَ أَجْسامِهم، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ صَبْرٌ وَلَا جَلَدٌ، وأَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ ضَيْطارٍ سِلاحُه مِسْطَحٌ يُقَلِّبُه فِي يَدِهِ؟ وَقِيلَ: الضَّيْطَرُ اللئيمُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: صَاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لِذاكَ الضَّيْطَرِ؟

الْجَوْهَرِيُّ: الضَّيْطَرُ الرجلُ الضخمُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَه، وَكَذَلِكَ الضَّوْطَرُ والضَّوْطَرَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ هؤلاءِ الضَّياطِرةِ؟ هُمُ الضَّخامُ الَّذِينَ لَا غَناءَ عِنْدَهُمْ، الواحدُ ضَيْطارٌ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، وَقَالُوا ضَيَاطِرُون كأَنَّهم جَمَعُوا ضَيْطَراً عَلَى ضَياطِرَ جَمْعَ السلامةِ؛ وَقَوْلُ خِداش بنِ زُهَير: ونَرْكَبُ خَيْلًا لَا هَوَادَةَ بَيْنَها، ... وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَّياطِرة الحُمْرِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ يَجُوزُ أَن يكونَ عَنَى أَن الرماحَ تَشْقَى بِهِمْ أَي أَنهم لَا يُحْسِنون حَمْلَها وَلَا الطَّعْنَ بِهَا، وَيَجُوزُ أَن يكونَ عَلَى القَلْبِ أَي تَشقى الضياطرَةُ الحُمْرُ بِالرِّمَاحِ يَعْنِي أَنَّهم يُقْتَلُون بِهَا. والهَوادةُ: المُصالحَةُ والمُوادعةُ. والضَّيْطارُ: التاجرُ لَا يَبْرحُ مكانَه. وبَنُو ضَوْطَرى: حَيٌّ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: الضَّوْطَرَى الحَمْقى، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا لَا يَغْنون غَناءً: بَنُو ضَوطَرَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ يُخاطبُ الفرزدقَ حِينَ افْتَخَرَ بعَقْرِ أَبيه غَالِبٍ فِي مُعَاقَرَةِ سُحَيم بْنُ وُثَيلٍ الرِّياحِي مائةَ نَاقَةٍ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ صَوْأَرٌ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ جَرِيرٌ أَيضاً: وَقَدْ سَرَّنِي أَنْ لَا تَعُدَّ مُجَاشِعٌ ... مِنَ المَجْد إِلَّا عَقْرَ نِيبٍ بصَوأَرِ قَالَ ابْنُ الأَثير: وسببُ ذَلِكَ أَن غَالِبًا نحرَ بِذَلِكَ الموضعِ نَاقَةً وأَمَر أَنْ يُصْنعَ مِنْهَا طعامٌ، وجعَلَ يُهْدِي إِلى قومٍ مِنْ بَنِي تميمٍ جِفاناً، وأَهْدَى إِلى سُحَيم جَفنةً فكفأَها، وَقَالَ: أَمُفتَقِرٌ أَنا إِلى طعامِ غالبٍ إِذا نَحرَ ناقَةً؟ فَنَحَرَ غالبٌ نَاقَتَيْنِ فَنَحَرَ سُحيمٌ مثْلَهما، فَنَحَرَ غالبٌ ثَلَاثًا فنَحر سُحَيمٌ مثلَهن، فعَمَدَ غالبٌ فَنَحَرَ مِائَةَ ناقةٍ ونَكَلَ سُحَيْمٌ، فَافْتَخَرَ الفرزدقُ فِي شِعْره بكَرم أَبيه غَالِبٍ فَقَالَ: «5». تَعُدُّون عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكم، ... بَني ضَوْطَرَى، لَوْلَا الكَمِيَّ المُقَنَّعا يُريدُ: هَلَّا الكَمِيَّ، وَيُرْوَى: المُدَجَّجا، ومَعْنى تَعُدُّون تَجْعَلُون وتَحْسَبون، وَلِهَذَا عدَّاه إِلى مَفْعُولَيْنِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّة: أَشَمّ أَغَرّ أَزْهَر هِبْرِزِيّ، ... يَعُدُّ القاصِدِينَ لَهُ عِيالا قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلْكُمَيْتِ: فأَنتَ النّدَى فِيمَا يَنُوبُك والسَّدَى، ... إِذا الخَوْدُ عَدّتْ عُقْبةَ القِدْر مالَها قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي الطَّيِّبِ: ولَو انَّ الحياةَ تَبْقَى لِحَيٍّ، ... لَعَدَدْنا أَضَلَّنا الشُّجْعانا قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَعُدّون فِي بَيْتِ جَرِيرٍ مِنَ الْعَدِّ، وَيَكُونُ عَلَى إِسقاط مِنَ الْجَارِّ، تقديرُه تَعُدّون عَقْرَ النِّيبِ مِنْ أَفْضلِ مجدِكم، فَلَمَّا أَسقط الْخَافِضَ تَعَدّى الفعلُ فنَصب. وأَبو ضَوْطَرَى: كُنْيَة الجُوع. ضفر: الضَّفْرُ: نَسْجُ الشَّعْرِ وغيرِه عَرِيضاً، والتضْفِيرُ مثلُه. والضَّفيرةُ: العَقِيصَة؛ وَقَدْ ضَفَر الشَّعْرَ ونحوَه يَضْفِرُه ضَفْراً: نسجَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ. والضَّفْرُ: الفَتْل. وانْضَفَرَ الحَبْلانِ إِذا الْتَويا مَعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا زَنَتِ الأَمةُ فبِعْها ولو

_ (5). قوله: [فقال] يعني جريراً كما يفيده كلام المؤلف بعد

بضَفِيرٍ ؛ أَي بحَبْل مَفْتُولٍ مِنْ شَعْرٍ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والضَّفْر: مَا شَدَدْت بِهِ البعيرَ مِنَ الشَّعْرِ المضْفُور، والجمعُ ضُفُورٌ. والضَّفَارُ: كالضَّفْرِ وَالْجَمْعُ ضُفُر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَوْرَدْته قَلِقاتِ الضُّفْر قَدْ جَعَلت ... تَشْكو الأَخِشَّةَ فِي أَعناقها صَعَرا وَيُقَالُ للذُّؤابة: ضَفِيرةٌ. وكلُّ خُصْلة مِنْ خُصَل شَعْرِ المرأَة تُضْفَر عَلَى حِدَة: ضَفِيرةٌ، وجمعُها ضَفائِرُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والضَّفر كُلُّ خُصْلة مِنَ الشَّعْرِ عَلَى حِدَتِها؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال: ودَهَنَتْ وَسَرَّحَتْ ضُفَيْري والضَّفِيرةُ: كالضَّفْر. وضَفَرَت المرأَة شَعْرَهَا تَضْفِره ضَفْراً: جَمعته. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: أَنَّ طَلْحة بْنَ عُبَيد اللَّهِ نازَعَه فِي ضَفِيرةٍ كَانَ عليٌّ ضَفَرَها فِي وادٍ كَانَتْ إِحدى عِدْوَتَي [عُدْوَتَي] الْوَادِي لَهُ، والأُخرى لِطَلْحةَ، فَقَالَ طلحةُ: حَمَل عَلِيٌّ السُّيولَ وأَضَرّ بِي ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّفِيرةُ مِثْلُ المُسَنَّاة الْمُسْتَطِيلَةِ فِي الأَرض فِيهَا خشبٌ وَحِجَارَةٌ، وضَفْرها عَملُها مِنَ الضَّفْر، وَهُوَ النَّسْج، وَمِنْهُ ضَفْرُ الشَّعَر وإِدْخالُ بعضِه فِي بَعْضٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَقَامَ عَلَى ضَفِيرة السُّدَّة ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: وأَشارَ بِيَدِهِ وراءَ الضَّفِيرة ؛ قَالَ مَنْصُورٌ: أُخذَت الضَّفِيرةُ مِنَ الضَّفْر وإِدْخالِ بعضِه في بعض مُعْترِضاً؛ وَمِنْهُ قِيلَ للبِطَانِ المُعَرَّض: ضَفْرٌ وضَفِيرة. وكِنانةٌ ضفِيرةٌ أَي مُمْتَلِئَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني امرأَةٌ أَشُدّ ضَفْرَ رَأْسِي أَفأَنْقُضُه للغُسْل؟ أَي تَعْمل شَعْرَهَا ضَفائرَ، وَهِيَ الذَّوائِب المَضْفُورة، فَقَالَ: إِنما يَكفيك ثَلاثُ حَثَياتٍ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الضفائرُ والجَمائرُ، وَهِيَ غدائِرُ المرأَة، وَاحِدَتُهَا ضَفِيرة وجَمِيرةٌ، وَلَهَا ضَفِيرتان وضَفْرانِ أَيضاً أَي عَقِيصتَان؛ عَنْ يَعْقُوبَ. أَبو زَيْدٍ: الضَّفِيرتان لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، والغدائرُ لِلنِّسَاءِ، وَهِيَ المَضْفُورة وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ عَقَصَ أَو ضَفَرَ فَعَلَيْهِ الحَلْقُ ، يَعْنِي فِي الْحَجِّ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: الضافِر والمُلَبِّدُ والمُجَمِّرُ عَلَيْهِمُ الحَلْقُ. وَفِي حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنه غَرَز ضَفْرَه فِي قَفَاهُ أَي طرَفَ ضَفِيرَتِهِ فِي أَصلها. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ تَضَافَرَ القومُ عَلَى فُلَانٍ وتَظافَرُوا عَلَيْهِ وتظاهَروا بِمَعْنًى وَاحِدٍ كلُّه إِذا تعَاونوا وتَجَمَّعُوا عَلَيْهِ، وتأَلّبُوا وتصابَرُوا مثلُه. ابْنُ سِيدَهْ: تَضَافَرَ القومُ عَلَى الأَمر تَظاهَرُوا وتَعاوَنوا عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: الضَّفْرُ حِقْفٌ مِنَ الرَّمْل عَريض طَوِيلٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُثَقِّل؛ وأَنشد: عَوانِكٌ مِنْ ضَفَرٍ مَأْطُورِ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ للحِقْف مِنَ الرَّمْلِ ضَفِيرةٌ، وَكَذَلِكَ المُسَنّاة، والضَّفْر مِنَ الرَّمْلِ: مَا عظُم وَتَجَمَّعَ، وَقِيلَ: هُوَ مَا تَعَقّد بعضُه عَلَى بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ ضُفُورٌ. والضَّفِرةُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ: كالضَّفْرِ، وَالْجَمْعُ ضَفِرٌ. والضَّفِرةُ: أَرضٌ سَهلة مُسْتَطِيلَةٌ مُنْبِتة تقُودُ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ. وضَفِيرُ الْبَحْرِ: شَطُّه. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: مَا جَزَرَ عَنْهُ الماءُ فِي ضَفِيرِ البحْر فَكُلْهُ ، أَي شَطِّه وَجَانِبِهِ، وَهُوَ الضَّفِيرةُ أَيضاً. والضَّفْرُ: البِناءُ بِحِجَارَةٍ بِغَيْرِ كِلْسٍ وَلَا طِينٍ؛ وضَفَرَ الحجارةَ حولَ بيتِه ضَفْراً. والضَّفْرُ: السَّعْيُ. وضَفَرَ فِي عَدْوهِ يَضْفِر ضَفْراً أَي عدَا، وَقِيلَ: أَسرع. الأَصمعي: أَفَرَ وضَفَر، بِالرَّاءِ

جَمِيعًا، إِذا وَثَبَ فِي عَدْوهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا عَلَى الأَرض مِنْ نَفْسٍ تَموت لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خيرٌ تُحِبّ أَن تَرْجِعَ إِليكم وَلَا تُضافِرَ الدُّنيا إِلَّا القَتِيل فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فإِنه يُحِبُّ أَن يرجعَ فيُقْتَلَ مرَّة أُخْرَى ؛ المُضافَرَةُ: المُعاوَدة والمُلابسةُ، أَي لَا يُحبُّ مُعاوَدةَ الدُّنْيَا وملابَستها إِلَّا الشَّهِيدُ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ عِنْدِي مُفاعلة مِنَ الضَّفْر وَهُوَ الطَّفْر والوُثوب فِي العَدْوِ، أَي لَا يَطْمَحُ إِلى الدُّنْيَا وَلَا يَنْزُو إِلى العَوْد إِليها إِلَّا هُوَ، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالرَّاءِ وَقَالَ: المُضافرة، بالضاد والراء، التأَلُّبُ؛ وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ لَكِنَّهُ جعَل اشتقاقَه مِنَ الضَّفْز وَهُوَ الظَّفْرُ والقَفْزُ، وَذَلِكَ بِالزَّايِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ يُقَالُ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ، فإِنَّ الْجَوْهَرِيَّ قَالَ: الضَّفْرُ السَّعْيُ، وَقَدْ ضَفَر يضْفِر ضَفْراً، والأَشْبَهُ بِمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيُّ أَنه بِالزَّايِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: مُضافَرة القومِ أَي مُعاونَتهم، وَهَذَا بِالرَّاءِ لَا شَكَّ فِيهِ. والضَّفْرُ: حزامُ الرَّحْل، وضَفَرَ الدابَّةَ يَضْفِرُها ضَفْراً: أَلْقَى اللجامَ فِي فِيهَا. ضفطر: الضَّفْطارُ: الضبُّ الهَرِمُ القَديمُ القبيحُ الخِلْقة. ضمر: الضُّمْرُ والضُّمُر، مثلُ العُسْر والعُسُر: الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ، وَقَالَ الْمَرَّارُ الحَنْظليّ: قَدْ بَلَوْناه عَلَى عِلَّاتِه، ... وَعَلَى التَّيْسُورِ مِنْهُ والضُّمُرْ ذُو مِراحٍ، فإِذا وقَّرْتَه، ... فذَلُولُ حَسنٌ الخُلْق يَسَرْ التَّيْسورُ: السِّمَنُ وَذُو مِراح أَي ذُو نَشاطٍ. وذَلولٌ: لَيْسَ بصَعْب. ويَسَر: سَهْلٌ؛ وَقَدْ ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ضَمَرَ، بِالْفَتْحِ، يَضْمُر ضُموراً وضَمُر، بِالضَّمِّ، واضْطَمَر؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بَعِيد الغَزَاة، فَمَا إِن يَزالُ ... مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذَلِكَ يُضْمِرُ مَا فِي نَفْسِهِ ؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه، مِنَ الضُّمور، وَهُوَ الهُزال وَالضَّعْفُ. وَجَمَلٌ ضامِرٌ وَنَاقَةٌ ضامِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ أَيضاً، ذَهبوا إِلى النَّسَب، وضامِرةٌ. والضَّمْرُ مِنَ الرِّجَالِ: الضامرُ البَطْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المُهَضَّمُ الْبَطْنِ اللطيفُ الجِسْم، والأُنثى ضَمْرَةٌ. وَفَرَسٌ ضَمْرٌ: دَقِيقُ الحِجاجَينِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا تَقَدَّمَ. وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وَقَدِ انْضَمَرَ إِذا ذَهَبَ ماؤُه. والضَّمِيرُ: العِنبُ الذابلُ. وضَمَّرْتُ الخيلَ: عَلفْتها القُوتَ بَعْدَ السِّمَنِ. والمِضْمارُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُضَمَّرُ فِيهِ الخيلُ، وتَضْميرُها: أَن تُعْلَف قُوتاً بَعْدَ سِمَنها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَكُونُ المِضْمارُ وَقْتًا للأَيام الَّتِي تُضَمَّر فِيهَا الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ، وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عَلَيْهَا سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تَحْتَهَا، فَيَذْهَبَ رَهَلُها وَيَشْتَدَّ لَحْمُهَا ويُحْمل عَلَيْهَا غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها وَلَا يَعْنُفونَ بِهَا، فإِذا فُعل ذَلِكَ بِهَا أُمِنَ عَلَيْهَا البُهْرُ الشَّدِيدُ عِنْدَ حُضْرها وَلَمْ يَقْطَعْهَا الشَّدُّ؛ قَالَ: فَذَلِكَ التَّضْميرُ الَّذِي شاهدتُ الْعَرَبَ تَفْعله، يُسمّون ذَلِكَ مِضْماراً وتَضْمِيراً. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هُوَ، قَالَ: وتَضْمِيرُ الْفَرَسِ أَيضاً أَن تَعْلِفَه حَتَّى يَسْمَن ثُمَّ تَرُدَّهُ إِلى القُوت، وَذَلِكَ فِي أَربعين يَوْمًا، وَهَذِهِ الْمُدَّةُ تُسَمَّى المِضْمَارَ، وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ باعَدَه اللهُ مِنَ النَّارِ سَبْعين

خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ ؛ المُضَمِّرُ: الَّذِي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ. وتَضْمِيرُ الخيلِ: هُوَ أَن يُظاهِرَ عَلَيْهَا بالعَلفِ حَتَّى تَسْمَنَ ثُمَّ لَا تُعْلف إِلَّا قُوتاً. والمُجيدُ: صاحبُ الجِيادِ؛ وَالْمَعْنَى أَن اللَّهَ يُباعِدُه مِنَ النَّارِ مسافةَ سَبْعِينَ سَنَةً تَقْطعُها الْخَيْلُ المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً. ومِضْمارُ الْفَرَسِ: غايتُه فِي السِّباق. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: أَنه خَطَبَ فَقَالَ: اليَومَ المِضْمارُ وَغَدًا السِّباقُ ، والسابقُ مَنْ سَبَقَ إِلى الْجَنَّةِ؛ قَالَ شِمْرٌ: أَراد أَن الْيَوْمَ العملُ فِي الدُّنْيَا للاسْتِباق إِلى الْجَنَّةِ كَالْفَرَسِ يُضَمَّرُ قَبْلَ أَن يُسابَقَ عَلَيْهِ؛ وَيُرْوَى هَذَا الْكَلَامُ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ. ولُؤْلُؤٌ مُضْطَمِرٌ: مُنْضَمّ؛ وأَنشد الأَزهري بَيْتَ الرَّاعِي: تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا، فاسْتنارَتْ، ... تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فِيهِ اضْطِمارُ وَاللُّؤْلُؤُ المُضْطَمِرُ: الَّذِي فِي وَسَطِهِ بعضُ الِانْضِمَامِ. وتَضَمّرَ وجهُه: انْضَمَّتْ جِلْدتُه مِنَ الْهُزَالِ. والضَّمِيرُ: السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ، وَالْجَمْعُ الضَّمائرُ. اللَّيْثُ: الضَّمِيرُ الشَّيْءُ الَّذِي تُضْمِره فِي قَلْبِكَ، تَقُولُ: أَضْمَرْت صَرْفَ الْحَرْفِ إِذا كَانَ مُتَحَرِّكًا فأَسْكَنْته، وأَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي شيئاً، والاسم الضَّمِيرُ، وَالْجَمْعُ الضَّمَائِرُ. والمُضْمَرُ: الموضعُ والمَفْعولُ؛ وَقَالَ الأَحْوص بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنصاري: سيَبْقَى لَهَا، فِي مُضْمَرِ القَلْب والحَشا، ... سَرِيرَةُ وُدٍ، يَوْمَ تُبْلى السَّرائِرُ وكلُّ خَلِيطٍ لَا مَحالَةَ أَنه، ... إِلى فُرقةٍ، يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، صائرُ ومَنْ يَحْذَرِ الأَمرَ الَّذِي هُوَ واقعٌ، ... يُصِبْهُ، وإِن لَمْ يَهْوَه مَا يُحاذِرُ وأَضْمَرْتُ الشَّيْءَ: أَخْفَيته. وهَوًى مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ: مَخْفِيٌّ؛ قَالَ طُريحٌ: بِهِ دَخِيلُ هَوًى ضَمْرٍ، إِذا ذُكِرَتْ ... سَلْمَى لَهُ جاشَ فِي الأَحشاءِ والتَهبا وأَضْمَرَتْه الأَرضُ: غَيَّبَتْه إِما بِمَوْتٍ وإِما بسَفَرٍ؛ قَالَ الأَعشى: أُرانا، إِذا أَضْمَرَتْك البِلادُ، ... نُجْفى، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم أَراد إِذا غَيَّبَتْكَ البلادُ. والإِضْمارُ: سُكونُ التَّاءِ مِنْ مُتَفاعِلن فِي الْكَامِلِ حَتَّى يَصِيرَ مُتْفاعلن، وَهَذَا بناءٌ غَيْرُ مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، وَهُوَ مُسْتَفْعِلن، كَقَوْلِ عَنْتَرَةَ: إِني امْرُؤٌ مِنْ خيرِ عبْسٍ مَنْصِباً ... شَطْرِي، وأَحْمِي سَائِرِي بالمُنْصُلِ فكلُّ جُزْءٍ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ مُسْتَفْعلن وأَصْلُه فِي الدَّائِرَةِ مُتَفاعلن، وَكَذَلِكَ تسكينُ الْعَيْنِ مِنْ فَعِلاتُنْ فِيهِ أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل فِي التَّقْطِيعِ إِلى مَفْعُولِنْ؛ وَبَيْتُهُ قَوْلُ الأَخطل: وَلَقَدْ أَبِيتُ مِنَ الفَتاة بمَنْزِلِ، ... فأَبِيتُ لَا حَرِجٌ وَلَا مَحْرُوم وإِنما قِيلَ لَهُ مُضْمَرٌ لأَن حَرَكَتَهُ كالمُضْمَر، إِن شِئْتَ جِئْتَ بِهَا، وإِن شِئْتَ سَكَّنْته، كَمَا أَن أَكثر المُضْمَر فِي الْعَرَبِيَّةِ إِن شِئْتَ جِئْتَ بِهِ، وإِن شِئْتَ لَمْ تأْتِ بِهِ. والضِّمارُ مِنَ الْمَالِ: الَّذِي لَا يُرْجَى رُجوعُه والضِّمَارُ مِنَ العِدَات: مَا كَانَ عَنْ تسْوِيف. الْجَوْهَرِيُّ: الضِّمَارُ مَا لَا يُرْجى مِنَ الدَّين والوَعْد وكلِّ مَا لَا تَكون مِنْهُ عَلَى ثِقةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:

وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِيدٍ ... طُرُوقاً، ثُمَّ عَجَّلْن ابْتِكارا حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ مِنْهُ ... عَطاءً لَمْ يَكُنْ عِدَةً ضِمارا والضِّمَارُ مِنَ الدَّينِ: مَا كَانَ بِلَا أَجَل مَعْلُومٍ. الْفَرَّاءُ: ذَهَبُوا بِمَالِي ضِماراً مِثْلَ قِمَاراً، قَالَ: وَهُوَ النَّسِيئةُ أَيضاً. والضِّمارُ: خِلافُ العِيَانِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَذُمُّ رَجُلًا: وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ يَقُولُ: الحاضرُ مِنْ عَطِيّتِه كَالْغَائِبِ الَّذِي لَا يُرْتجى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي كِتَابِهِ إِلى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ فِي أَموال الْمَظَالِمِ الَّتِي كَانَتْ فِي بَيْتِ الْمَالِ أَن يَرُدّها وَلَا يَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كَانَ مَالًا ضِماراً لَا يُرجى؛ وَفِي التَّهْذِيبِ وَالنِّهَايَةِ: أَن يَرُدَّها عَلَى أَرْبابها ويأْخُذَ مِنْهَا زكاةَ عامِها فإِنه كَانَ مَالًا ضِماراً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المالُ الضِّمارُ هُوَ الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فَلَيْسَ بِضمارٍ مِنْ أَضْمَرْت الشَّيْءَ إِذا غَيَّبْتَه، فِعَالٌ بِمَعْنَى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ، قَالَ: ومثلُه مِنَ الصِّفَاتِ ناقةٌ كِنازٌ، وإِنما أَخذَ مِنْهُ زَكَاةَ عامٍ وَاحِدٍ لأَن أَربابَه مَا كَانُوا يَرْجون رَدَّه عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يُوجِبْ عَلَيْهِمْ زكاةَ السِّنِينَ الْمَاضِيَةِ وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَالِ. الأَصمعي: الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ مِنْ ذَوَائِبِ الرأْس، وَجَمْعُهَا ضَمائرُ. والتَّضْمِيرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها. وضُمَيرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بِالشَّامِ. وضَمْرٌ: رمْلة بعَيْنِها؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: مِنْ حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هَابَا ودَجا والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ: مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الحَمْض؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَ الضُّمْران مِنْ دِقِّ الشجر لَهُ هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمر بْنِ لَجَإٍ: بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُرَّمِ، ... مِنْ هَدَبِ الضَّمْرانِ لَمْ يُحَزَّمِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضَّمْرانُ مِثْلُ الرِّمْثِ إِلَّا أَنه أَصغر وَلَهُ خَشَب قَلِيلٌ يُحْتَطَبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِيِّ، ... ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِ والضَّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ «1». ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرانُ والضَّيْمُرانُ مِنْ رَيحانِ الْبَرِّ، وَقَالَ بعضُ الرُّواة: هُوَ الشَّاهِسْفَرَمْ، وَقِيلَ: هُوَ مثلُ الحَوْكِ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: هُوَ طيِّب الرِّيحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ، ... وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ وضُمْرانُ وضَمْرانُ: مِنْ أَسماء الْكِلَابِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِيمَا رَوَى ابْنِ السِّكِّيتِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: فهابَ ضَمْرانُ منهُ حَيْثُ يُوزِعُهُ «2» . قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ ضُمْرانُ، وَهُوَ اسْمُ كَلْبٍ فِي الرِّوَايَتَيْنِ مَعًا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وضُمْرانُ، بِالضَّمِّ، الَّذِي فِي شِعْرِ النَّابِغَةِ اسْمُ كَلْبَةٍ. وَبَنُو ضَمْرَةَ: مِنْ كِنَانَةَ رَهْطُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ. ضمخر: الضمَّخْرُ: الْعَظِيمُ مِنَ النَّاسِ الْمُتَكَبِّرُ وَفِي الإِبل؛ مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السيرافي. وفحل

_ (1). قوله: [والضيمران والضومران] ميمهما تضم وتفتح كما في المصباح (2). قوله [فهاب ضمران إلخ] عجزه: [طعن المعارك عند المجحر النجد] طعن فاعل يوزعه. والمجحر، بميم مضمومة فجيم ساكنة فحاء مهملة مفتوحة وتقديم الحاء غلط كما نبه عليه شارح القاموس. والنجد، بضم الجيم وكسرها كما نبه عليه أيضاً

ضُمَّخْرٌ: جَسيم. وامرأَة ضُمَّخْرَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ إِذا كَانَ مُتَكَبِّرًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِثْل الصَّفَايا ذُمِّمَتْ بهابرِ، ... تَأْوِي إِلى عَجَنَّسٍ ضُماخِرِ ضمزر: نَاقَةٌ ضِمْزِرٌ: مُسِنَّة وَهِيَ فَوْقَ العَوْزَمِ، وَقِيلَ: كَبِيرَةٌ قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. والضَّمْزَرُ مِنَ النِّسَاءِ: الْغَلِيظَةُ؛ قَالَ: ثنَتْ عُنُقاً لَمْ تَثْنِها حَيْدَرِيَّةٌ ... عَضادٌ، وَلَا مَكْنوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ وضَمْزَر: اسْمُ نَاقَةِ الشَّمَّاخ؛ قَالَ: وكلُّ بَعِيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَهُ، ... وآخَرُ لَمْ يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْزَرا وَبَعِيرٌ ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ: وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ الأَصمعي: أَراد ضُمازِراً فَقَلَبَ. وَيُقَالُ: فِي خُلُقِهِ ضَمْزَرَةٌ وضُمازِرٌ أَي سُوء وغِلَظ؛ قَالَ جندلٌ: إِني امْرُؤٌ فِي خُلُقِي ضُمازِرُ ... وعَجْرَفِيَّاتٌ، لَهَا بَوادِرُ والضَّمْزَرُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَن حَيْدَيْ رَأْسِهِ المُذَكَّرِ ... صَمْدانِ فِي ضَمْزَين فَوْقَ الضَّمْزَرِ ضمطر: الضَّماطيرُ: أَذنابُ الأَودِيَةِ. ضنبر: ضَنْبَرٌ: اسم. ضهر: الضَّهْرُ: السُّلَحْفاةُ؛ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَرْبي. والضَّهْرُ: مُدْهُنٌ فِي الصَّفا يَكُونُ فِيهِ الْمَاءُ؛ وَقِيلَ: الضَّهْرُ خِلْقَةٌ فِي الْجَبَلِ مِنْ صَخْرَة تُخالف جِبِلَّتهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: رُبَّ عُصْمٍ رَأَيْتُ فِي وَسْطِ ضَهْرٍ والضَّهْر: البُقْعَة مِنَ الْجَبَلِ يُخَالِفُ لونُها سائِرَ لَوْنِهِ، قَالَ: وَمِثْلُ الضَّهْرِ الوَعْثَةُ، وَقِيلَ: الضَّهْرُ أَعلى الْجَبَلِ، وَهُوَ الضَّاهِرُ؛ قَالَ: حَنْظَلَةٌ فَوقَ صَفاً ضاهِرِ، ... مَا أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ النَّاضِر: الطُّحْلُبُ. والحَنْظَلَةُ: الْمَاءُ فِي الصَّخْرَةِ. والضَّاهِرُ أَيضاً: الوادي. ضور: ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه كيَضِيرُه ضَيْراً وضَوراً أَي ضَرَّه، وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ بَعْضَ أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ وَلَا يَضُورُني. والضَّيْرُ والضَّرُّ وَاحِدٌ. وَيُقَالُ: لَا ضَيْرَ وَلَا ضَوْر بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والضَّوْرَةُ: الجَوْعَةُ، والضَّوْرُ: شِدَّةُ الجُوعِ. والتَّضَوُّرُ: التَّلَوِّي والصِّياحُ مِنْ وَجَعِ الضَّرْب أَو الجُوعِ، وَهُوَ يَتَلَعْلَعُ مِنَ الْجُوعِ أَي يَتَضَوَّرُ. وتَضَوَّرَ الذئبُ والكلبُ والأَسد وَالثَّعْلَبُ: صَاحَ عِنْدَ الْجُوعِ. اللَّيْثُ: التَّضَوُّرُ صِياحٌ وتَلَوٍّ عِنْدَ الضَّرْبِ مِنَ الْوَجَعِ، قَالَ: وَالثَّعْلَبُ يَتَضَوَّرُ فِي صِيَاحِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: تَرَكْتُهُ يَتَضَوَّرُ أَي يُظْهِرُ الضُّرَّ الَّذِي بِهِ ويَضْطَرِبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى امرأَة يُقَالُ لَهَا أُمُّ العَلاءِ وَهِيَ تَضَوَّرُ مِنْ شِدَّةِ الحُمَّى أَي تَتَلَوَّى وتَضِجُّ وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ، وَقِيلَ: تَتَضَوَّرُ تُظْهِرُ الضَّوْرَ بِمَعْنَى الضُّرِّ. يُقَالُ: ضارَهُ يَضُورُهُ ويَضِيرُه، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الضَّوْرِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الضُّرّ. يُقَالُ: ضَرَّني وضارَني يَضُورُني ضَوْراً وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: التَّضَوُّرُ التَّضَعُّفُ، مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ ضُورَةٌ وامرأَة ضُورَةٌ. والضُّورَةُ، بِالضَّمِّ،

فصل الطاء المهملة

مِنَ الرِّجَالِ الصَّغِيرُ الْحَقِيرُ الشأْن، وَقِيلَ: هُوَ الذَّلِيلُ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ عَنْ شَمِرٍ بِالرَّاءِ، وأَقرأَنيه الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ الضُّؤْزَةُ بِالزَّايِ مَهْمُوزًا، فَقَالَ: كَذَلِكَ ضَبَطْتُهُ عَنْهُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ. ابْنُ الأَعرابي: الضُّورَةُ الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ لِآخَرَ أَحَسِبْتَني ضُورَةً لَا أَرُدُّ عَنْ نَفْسِي؟ وَبَنُو ضَوْرٍ: حَيٌّ مِنْ هِزَّانَ بِنِ يَقْدُمَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ضَوْرِيَّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ... ناصلَة الحَقْوَيْنِ مِنْ إِزارها يُطرِقُ كَلْبُ الحيِّ مِنْ حِذارِها، ... أَعْطَيْتُ فِيهَا طَائِعًا أَو كارِها حَدِيقَةً غَلْباءَ فِي جِدارِها، ... وفَرَساً أُنْثَى وعَبْداً فارِهَا ضير: ضارَهُ ضَيْراً: ضَرَّه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَقِيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها ... مُطَبَّعَةٌ، مَنْ يَأْتِها لَا يَضِيرُها أَي لَا يَضير أَهْلَها لِكَثْرَةِ مَا فِيهَا، وَيُرْوَى: نابَها؛ يُقَالُ: ضارَني يَضِيرُني ويَضُورُني ضَوْراً. وَقَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَتُضارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ؟ فإِنكم لَا تُضارُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، هُوَ مِنْ هَذَا ؛ أَي لَا يَضِيرُ بعضُكم بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَقَدْ حَاضَتْ فِي الْحَجِّ: لَا يَضِيرُكِ أَي لَا يَضُرُّكِ. الْفَرَّاءُ: قرأَ بَعْضُهُمْ لَا يَضِرْكم كَيْدهم شَيْئًا ، يَجْعَلُهُ مِنَ الضَّيْرِ. قَالَ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ بَعْضَ أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ وَلَا يَضُورُني، والضَّيْرُ والضَّوْرُ وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ ؛ مَعْنَاهُ لَا ضَرَّ. يُقَالُ: لَا ضَيْرَ وَلَا ضَوْرَ وَلَا ضَرَّ وَلَا ضَرَرَ وَلَا ضَارُورَةَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا رَجُلٌ مَا يَضِيرُك عَلَيْهِ «3». بَحْثًا مِثْلُهُ لِلشِّعْرِ أَي مَا يَزِيدُكَ عَلَى قوله الشعر. فصل الطاء المهملة طأر: مَا بِهَا طُؤْرِيٌّ أَي أَحَدٌ. طبر: ابْنُ الأَعرابي: طَبَرَ الرجلُ إِذا قَفَزَ، وطَبَرَ إِذا اختبأَ. ووَقَعُوا فِي طَبَارِ أَي دَاهِيَةٍ؛ عَنْ يَعْقُوبَ واللِّحياني. وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي بَنَاتِ طَبَارِ وطَمَارِ إِذا وَقَعَ فِي دَاهِيَةٍ. والطُّبَّار: ضَرْبٌ مِنَ التِّينِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وحَلَّاهُ فَقَالَ: هُوَ أَكبر تِينٍ رَآهُ الناسُ أَحمر كُمَيْتٌ أَنَّى تَشَقَّقَ؛ وإِذا أُكل قُشِرَ لِغلَظِ لِحائه فَيَخْرُجُ أَبيضَ فَيَكْفِي الرجلَ مِنْهُ الثلاثُ والأَربع، تملأُ التينةُ مِنْهُ كَفَّ الرَّجُلِ، ويُزَبَّبُ أَيضاً، وَاحِدَتُهُ طُبَّارَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ الضَّرِف الطُّبَّارُ، وَهُوَ عَلَى صُورَةِ التِّينِ إِلا أَنه أَرق. وطَبَرِيَّةُ: اسْمُ مَدِينَةٍ. طثر: الطَّثْرَةُ: خُثُورَةُ اللَّبَنِ الَّتِي تَعْلُو رأْسه مِثْلَ الرَّغْوَةِ إِذا مُحِضَ فَلَا تَخْلُصُ زُبْدَتُه، والمُثَجَّجُ مثلُ المُطَثَّرِ، والكَثْأَةُ نَحْوٌ مَنِ الطَّثْرَةِ، وَكَذَلِكَ الكَثْعَة، وَقِيلَ: الطَّثْرَةُ اللَّبَنُ الْحَلِيبُ الْقَلِيلُ الرَّغْوَةِ، فَتِلْكَ الرَّغْوَةُ الطَّثْرَة تَكُونُ لِلَبَنِ الْحَلِيبِ أَو الْحَامِضِ أَيهما كَانَ. يُقَالُ: سَقَانِي طَثْرَةَ لَبَنِهِ، وَهِيَ شِبْهُ الزُّبْدِ الرَّقِيقِ وَاللَّبَنُ أَكثف مِنَ الزُّبْدِ،

_ (3). قوله: [رَجُلٌ مَا يَضِيرُكَ عَلَيْهِ إلخ] كذا بالأَصل

وإِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ زُبْدٌ لَمْ نُسَمِّه طَثْرَةً إِلا بِزُبدة. الأَصمعي: إِذا عَلا اللبنَ دَسَمُه وخُثُورَتُه رأْسَه، فَهُوَ مُطَثَّر. يُقَالُ: خُذْ طَثْرَةَ سِفَائِك. ابْنُ سِيدَهْ: الطَّثْرَةُ خُثُورَةُ اللَّبَنِ وَمَا عَلَاهُ مِنَ الدَّسَمِ والجُلْبَةِ؛ طَثَر اللبنُ يَطْثُر طَثْراً وطُثُوراً وطَثَّرَ تَطْثِيراً. والطَّاثِرُ: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ؛ ولبن خاثِرٌ طاثِرٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنهم لَفِي طَثْرَةِ عَيْشٍ إِذا كَانَ خَيْرُهم كَثِيرًا. وَقَالَ مَرَّةً: إِنهم لَفِي طَثْرَةٍ أَي فِي كَثْرَةٍ مِنَ اللَّبَنِ والسَّمْن والأَقِطِ؛ وأَنشد: إِنَّ السَّلاءَ الَّذِي تَرْجِينَ طَثْرَتَهُ، ... قَدْ بِعْتُه بأُمُورٍ ذاتِ تَبْغِيلِ والطَّثْرُ: الخيرُ الْكَثِيرُ، وَبِهِ سُمِّيَ ابنُ الطَّثَرِيَّة. والطَّثْرَةُ: مَا عَلَا الماءَ مِنَ الطُّحْلب. والطَّثْرَةُ: الحَمْأَةُ تَبْقَى أَسفلَ الْحَوْضِ والماءُ الغليظُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيَّا، ... مَاءً مِنَ الطَّثْرَة أَحْوَذِيَّا فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: أَصْدَرَها، عَنْ طَثْرَةِ الدَّآثي، ... صاحبُ لَيْلٍ خَرِشُ التَّبْعَاثِ فَقِيلَ: الطَثْرَة مَا عَلَا الأَلبان مِنَ الدَّسَمِ، فَاسْتَعَارَهُ لِمَا عَلَا الماءَ مِنَ الطُّحْلُبِ، وَقِيلَ: هُوَ الطُّحْلُبُ نَفْسُهُ، وَقِيلَ: الحَمْأَةُ. وَرَجُلٌ طَيْثَارَةٌ: لَا يُبَالِي عَلَى مَنْ أَقدم، وَكَذَلِكَ الأَسد. وأَسد طَيْثَارٌ: لَا يُبَالِي عَلَى مَا أَغار. والطِّثَارُ: البَقُّ، وَاحِدَتُهَا طَثْرَةٌ. والطَّيْثَارُ: الْبَعُوضُ والأَسد. وطَثْرَةُ: بَطْنٌ مِنَ الأَزد. والطَّثْرَةُ: سَعَةُ الْعَيْشِ؛ يُقَالُ: إِنهم لَذَوو طَثْرَة. وَبَنُو طَثْرَةَ: حَيٌّ مِنْهُمْ يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ الْجَوْهَرِيُّ: يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ الشَّاعِرُ قُشَيْرِيٌّ وأُمه طَثَرِيَّة. وطَيْثَرَةُ: اسم. طحر: الأَزهري: الطَّحْرُ قَذْفُ الْعَيْنِ بقَذاها. ابْنُ سِيدَهْ: طَحَرَت العَيْنُ قَذَاهَا تَطْحَرُه طَحْراً رَمَتْ بِهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: بِمُقْلَةٍ لَا تَغَرُّ صادِقَةٍ، ... يَطْحَرُ عَنْهَا القَذَاةَ حاجِبُها قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَاءُ فِي قَوْلِهِ بمقلة تتعلق بتراقب فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ هُوَ: تُرَاقِبُ المُحْصَدَ المُمَرَّ، إِذا ... هاجِرَةٌ لَمْ تَقِلْ جَنادِبُها المُحْصَدُ: السَّوْطُ. والمُمَرُّ: الَّذِي أُجيد فَتْلُهُ، أَي تُرَاقِبُ السَّوْطَ خَوْفًا أَن تُضْرَبَ بِهِ فِي وَقْتِ الْهَاجِرَةِ الَّتِي لَمْ تَقِلْ فِيهِ جَنادِبُها، مِنَ الْقَائِلَةِ، لأَن الْجُنْدَبَ يُصَوِّتُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ. وَقَوْلُهُ لَا تَغَرُّ أَي لا تَلْحَقُهَا غِرَّةٌ فِي نَظَرِهَا أَي هِيَ صَادِقَةُ النَّظَرِ. وَقَوْلُهُ يَطْحَرُ عَنْهَا القذاةَ حاجِبُها أَي حاجِبُها مُشْرِفٌ عَلَى عَيْنِهَا فَلَا تَصِلُ إِليها قَذاةٌ. وطَحَرَتِ العينُ الغَمَصَ ونحوَه إِذا رمتْ بِهِ؛ وَعَيْنٌ طَحُورٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: طَحُورانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَراهما، ... كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمّ فَرْقَدِ وطَحَرَتِ العينُ العَرْمَضَ: قَذَفَتْهُ؛ وأَنشد الأَزهري يَصِفُ عَيْنَ مَاءٍ تَفُورُ بِالْمَاءِ: تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فَوْقَ طاحِرَةٍ، ... مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِيبِ

الشُّرَيرِيغ: الضِّفْدَعُ الصَّغِيرُ. وَالطَّاحِرَةُ: الْعَيْنُ الَّتِي تَرْمِي مَا يُطرح فِيهَا لِشِدَّةِ جَمْزَةِ مَائِهَا مِنْ مَنْبَعِها وَقُوَّةِ فَوَرَانِهِ. وَالشَّنَاغِيبُ وَالشَّغَانِيبُ: الأَغصان الرَّطْبَةُ، وَاحِدُهَا شُنْغُوب وشُغْنُوب. قَالَ: والمُسْحَنْطِرُ المُشْرِفُ الْمُنْتَصِبُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْسٌ طَحُورٌ ومِطْحَرٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِطْحَرَةٌ، إِذا رَمَتْ بِسَهْمِهَا صُعُداً فَلَمْ تَقْصِد الرَّمِيَّةَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُبْعِدُ السهمَ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: شَرِقَاتٍ بالسَّمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ، ... ورَكُوضاً مِنَ السَّرَاءِ طَحُورَا الْجَوْهَرِيُّ: الطَّحُورُ الْقَوْسُ الْبَعِيدَةُ الرَّمْيِ. ابْنُ سِيدَهْ: المِطْحَرُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، السَّهْمُ الْبَعِيدُ الذَّهَابِ. وَسَهْمٌ مِطْحَرٌ. يُبْعِدُ إِذا رَمى؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَرَمَى فَأَنْفَذَ صاعِدِيّاً مِطْحَراً ... بالكَشْحِ، فاشْتَمَلَت عَلَيْهِ الأَضْلُعُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَطْحَرَ سَهْمَهُ فَصَّهُ جِدّاً، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ: صَاعِدِيًّا مُطْحَراً، بِالضَّمِّ. الأَزهري: وَقِيلَ المِطْحَرُ مِنَ السِّهَامِ الَّذِي قَدْ أُلْزِقَ قُذَذُهُ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ: فإِنك تَطْحَرُها أَي تُبْعِدُها وتُقْصِيها، وَقِيلَ: أَراد تَدْحَرُها، فَقَلَبَ الدَّالَ طَاءً، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والدَّحْرُ الإِبعاد، والطَّحْرُ الْجِمَاعُ والتَّمَدُّدُ. وقِدْحٌ مِطْحَرٌ إِذا كَانَ يُسْرِعُ خروجُه فَائِزًا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ قِدْحاً: فَشَذَّبَ عَنْهُ النِّسْعَ ثُمَّ غَدَا بِهِ ... مُحَلًّى مِنَ اللَّائي يُفَدِّينَ مِطْحَرَا وقَنَاةٌ مِطْحَرَةٌ: مُلْتَوِيَةٌ فِي الثِّقافِ وَثَّابَةٌ. الأَزهري: القَنَاةُ إِذا الْتَوَتْ فِي الثِّقافِ فَوَثَبَتْ، فَهِيَ مِطْحَرَةٌ. الأَصمعي: خَتَنَ الخاتنُ الصَّبِيَّ فأَطْحَرَ قُلْفَته إِذا استأَصلها. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ، اخْتِنْ هَذَا الغلامَ وَلَا تَطْحَرْ أَي لَا تَسْتأْصلْ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ طَحَرَه طَحْراً، وَهُوَ أَن يَبْلُغ بِالشَّيْءِ أَقْصاه. ابْنُ سِيدَهْ: طَحَرَ الحَجَّامُ الخِتانَ وأَطْحَرَه استأْصله. وطَحَرَت الرِّيحُ السَّحَابَ تَطْحَرُه طحْراً، وَهِيَ طَحُورٌ: فرّقَتْه فِي أَقطار السَّمَاءِ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ مَا فِي السَّمَاءِ طَحْرَةٌ وَلَا غَيَايَةٌ، قَالَ: وَرُوِيَ عَنِ الْبَاهِلِيِّ: مَا فِي السَّمَاءِ طَحَرَةٌ وطَخَرَةٌ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، أَي شيءٌ من غَيْم. الْجَوْهَرِيُّ: الطُّحْرورُ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، اللَّطْخُ مِنَ السَّحَابِ القليلُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ قِطَعٌ مستدقَّة رِقَاقٌ. يُقَالُ: مَا في السماء طَحْرةٌ وطَخْرَةٌ، وَقَدْ يُحَرَّكُ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ؛ وطُحْرُورةٌ وطُخْرورةٌ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: الطَّحْرُ والطُّحَارُ النَّفَسُ الْعَالِي، وَفِي الصِّحَاحِ: والطَّحِيرُ النفَس الْعَالِي. ابْنُ سِيدَهْ: والطَّحِيرُ مِنَ الصَّوْتِ مثلُ الزَّحِير أَو فوقَه؛ طَحَرَ يَطْحَرُ طَحِيراً، وَقَيَّدَهُ الْجَوْهَرِيُّ يَطْحِرُ، بِالْكَسْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّحْرُ عِنْدَ المَسَلَّة. وَفِي حَدِيثِ النَّاقَةِ القَصْواء: فَسمِعنا لَهَا طَحِيراً ؛ هو النَّفَسُ الْعَالِي. وَمَا فِي النِّحْيِ طَحْرَةٌ أَي شَيْءٌ. وَمَا عَلَى العُرْيانِ طَحْرَةٌ أَي ثَوْبٌ. الأَزهري: قَالَ الْبَاهِلِيُّ مَا عَلَيْهِ طَحُورٌ أَي مَا عَلَيْهِ ثَوْبٌ «1». وَكَذَلِكَ مَا عَلَيْهِ طُحْرُورٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَمَا عَلَى فُلَانٍ طَحْرةٌ إِذا كَانَ عَارِيًا. وطِحْرِبةٌ مِثْلُ طِحْرِيةٍ، بِالْبَاءِ وَالْيَاءِ جَمِيعًا. وَمَا عَلَى الإِبلِ طَحْرَةٌ أَي شيءٌ من وَبَرٍ

_ (1). قوله: [طَحُورٌ أَي مَا عَلَيْهِ ثَوْبٌ] هكذا بالأَصل مضبوطاً

إِذا نَسَلَت أَوْبَارُها. والطُّحْرُورُ: السحابةُ. والطَّحَارِيرُ: قِطَعُ السحابِ الْمُتَفَرِّقَةُ، وَاحِدَتُهَا طُحْرُورَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ الطَّحَارِيرُ والطَّخارِيرُ لِقَزَعِ السَّحَابِ. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّحُورُ السريعُ. وحَرْبٌ مِطْحَرَةٌ: زَبُونٌ. طحمر: طَحْمَرَ. وَثَبَ وَارْتَفَعَ. وطَحْمَرَ القَوْسَ: شَدَّ وَتَرَهَا. وَرَجُلٌ طُحَامِرٌ وطَحْمَرِيرٌ: عظيمُ الْجَوْفِ. وَمَا فِي السَّمَاءِ طَحْمَرِيرةٌ أَي شيءٌ مِنْ سَحَابٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي بَابِ مَا لَا يُتَكَلَّم بِهِ إِلا فِي الجَحْد. الْجَوْهَرِيُّ: مَا عَلَى السَّمَاءِ طَحْمَريرةٌ وطَخْمَرِيرةٌ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، أَي شَيْءٌ من غيم. وطَحْمَرَ السِّقاءَ: مَلأَه كطَحْرَمَه. طخر: الطَّخْرُ: الغيمُ الرَّقِيقُ. والطُّخْرور والطُّخْرورةُ: السحابةُ، وَقِيلَ: الطَّخَارِيرُ مِنَ السَّحَابِ قِطَعٌ مُسْتَدِقّة رِقَاق، واحدُها طُخْرُورٌ وطُخْرُورَةٌ. والطَّخَارِيرُ: سحاباتٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَيُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الْمَطَرِ. والناسُ طَخارِيرُ إِذا تفرَّقوا. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَنِي طَخَارِيرُ أَي أُشَابَةٌ مِنَ النَّاسِ مُتَفَرِّقُونَ. الْجَوْهَرِيُّ: الطُّخْرُورُ مثلُ الطُّحْرُورِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا كَاذِبِ النّوْءِ وَلَا طُخْرُورِه، ... جُونٌ تَعِجُّ المِيثُ مِنْ هَدِيرِه وَالْجَمْعُ الطَّخارِيرُ؛ وأَنشد الأَصمعي: إِنَّا إِذا قَلّت طَخَارِيرُ القَزَعْ، ... وصَدَرَ الشارِبُ مِنها عَنْ جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ وَمَا عَلَى السَّمَاءِ طَخَرٌ وطَخَرَةٌ وطُخْرُورٌ وطُخْرُورةٌ أَي شيءٌ مِنْ غَيْمٍ. وَمَا عَلَيْهِ طُخْرُورٌ وَلَا طُحْرورٌ أَي قطْعَةٌ مِنْ خرْقة، وأَكثر ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي طَحَرَ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ يَكُنْ جَلْداً وَلَا كَثِيفاً: إِنه لَطُخْرُورٌ وتُخْرُور بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والناسُ طَخَارِيرُ أَي مفْترقون. وأَتانٌ طُخارِيَّةٌ: فارِهةٌ عَتِيقةٌ. والطاخرُ: الغيمُ الأَسْود. طخمر: مَا عَلَى السَّمَاءِ طَحْمَرِيرةٌ وطَخْمَرِيرةٌ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، أَي شَيْءٌ من غيم. طرر: طَرَّهم بِالسَّيْفِ يطُرُّهم طَرًّا، والطَّرُّ كالشَّلّ، وطَرّ الإِبلَ يطُرُّها طَرّاً: سَاقَهَا سَوْقًا شَدِيدًا وطردَها. وطَرَرْت الإِبلَ: مِثْلُ طَرَدْتها إِذا ضمَمْتها مِنْ نَوَاحِيهَا. قَالَ الأَصمعي: أَطَرَّه يُطِرُّه إِطْرَاراً إِذا طرَدَه؛ قَالَ أَوس: حَتَّى أُتِيحَ لَهُ أَخُو قَنَص ... شَهْمٌ، يُطِرُّ ضَوارِياً كُثَبَا وَيُقَالُ: طَرَّ الإِبلَ يَطُرّها طَرّاً إِذا مَشَى مِنْ أَحد جَانِبَيْهَا ثُمَّ مِنَ الجانبِ الْآخَرِ ليُقوِّمَها. وطُرَّ الرجلُ إِذا طُرِدَ. وقولُهم جاؤوا طُرّاً أَي جَمِيعًا؛ وَفِي حَدِيثِ قُسّ: ومَزاداً لمَحْشَر الخلقِ طُرّا أَي جَمِيعًا، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ أَو الْحَالِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا مَرَرْتُ بِهِمْ طُرّاً أَي جَمِيعًا؛ قَالَ: وَلَا تُسْتَعْمَلُ إِلا حَالًا وَاسْتَعْمَلَهَا خَصِيبٌ النَّصْرَانِيُّ المُتَطبِّب فِي غَيْرِ الْحَالِ، وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَنت؟ فَقَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ إِلى طُرِّ خَلْقِه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْبأَني بِذَلِكَ أَبو الْعَلَاءِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رأَيت بَنِي فُلَانٍ بِطُرٍّ إِذا رأَيتهم بأَجْمَعِهم. قَالَ يُونُسُ:

الطُّرُّ الجماعُة. وقولُهم: جَاءَنِي القومُ طُرّاً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ. يُقَالُ: طَرَرْتُ القومَ أَي مَرَرْتُ بِهِمْ جَمِيعًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: طُرّاً أُقيم مُقامَ الْفَاعِلِ وَهُوَ مَصْدَرٌ، كَقَوْلِكَ: جَاءَنِي الْقَوْمُ جَمِيعًا. وطَرَّ الحديدةَ طَرّاً وطُرُوراً: أَحَدَّها. وسِنانٌ طَرِيرٌ ومَطْرُورٌ: مُحَدَّد. وطَرَرْت السِّنانَ: حَدَّدْته. وسَهْمٌ طَرِيرٌ: مَطْرُورٌ. ورجلٌ طَرِيرٌ: ذُو طُرّةٍ وهيئةٍ حسنَةٍ وجَمال. وَقِيلَ: هُوَ المُستقبل الشَّبَابَ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ جَمِيلٌ طَرِيرٌ. وَمَا أَطَرَّه أَي مَا أَجْمَلَه وَمَا كَانَ طَرِيراً وَلَقَدْ طَرَّ. وَيُقَالُ: رأَيت شَيْخًا جَمِيلًا طَرِيراً. وَقَوْمٌ طِرارٌ بَيِّنُو الطَّرَارةِ، والطَّرِيرُ: ذُو الرُّواء والمَنْظَرِ؛ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَقِيلَ الْمُتَلَمِّسُ: ويُعْجِبُك الطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيه، ... فيُخْلِفُ ظَنَّكَ الرجلُ الطَّرِيرُ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: يَا رُبَّ ثَوْرٍ برِمالِ عالِجِ، ... كأَنه طُرَّةُ نجمٍ خارِجِ، فِي رَبْرَبٍ مِثْلَ مُلاءِ الناسجِ وَمِنْهُ يُقَالُ: رَجُلٌ طَرِيرٌ. وَيُقَالُ: اسْتَطَرَّ إِتْمام الشَّكِيرِ «2» .... الشَّعْرِ أَي أَنبته حَتَّى بَلَغَ تمامَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ إِبلًا أَجْهَضَتْ أَولادَها قَبْلَ طُرُور وبَرها: والشَّدَنِيَّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ، ... خُوصَ العُيونِ مُجْهَضات مَا اسْتَطَرْ، مِنْهُنَّ إِتمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ، ... بِحاجبٍ وَلَا قَفاً وَلَا ازْبأَرْ، مِنْهُنَّ سِيسَاءُ وَلَا اسْتَغْشَى الوَبَرْ اسْتَغْشَى: لَبِسَ الوَبَرَ، أَي وَلَا لَبِسَ الوبَرَ. وطَرَّ حَوْضَه أَي طَيّنَه. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: إِذا طَرَرْتَ مَسْجِدَكَ بِمَدَرٍ فِيهِ رَوْثٌ فَلَا تُصَلِّ فِيهِ حَتَّى تَغْسِلَه السماءُ ، أَي إِذا طَيَّنْته وزَيَّنْته، مِنْ قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ طَرِيرٌ أَي جَمِيلُ الْوَجْهِ. وَيَكُونُ الطَّرُّ الشَّقَّ والقَطْعَ؛ وَمِنْهُ الطَّرَّارُ. والطَّرُّ: الْقَطْعُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّذِي يَقْطَعُ الهَمَايِينَ: طَرَّارٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَطُرُّ شارِبَه ؛ أَي يَقُصُّهُ. وَحَدِيثُ الشَّعْبِيِّ: يُقْطَعُ الطَّرَّار ، وَهُوَ الَّذِي يَشُقُّ كُمَّ الرجلِ ويَسُلّ مَا فِيهِ، مِنَ الطَّرّ وَهُوَ الْقَطْعُ والشَّقُّ. يُقَالُ: أَطَرَّ اللهُ يَدَ فلانٍ وأَطَنَّهَا فَطَرَّتْ وطَنَّتْ أَي سَقَطَتْ. وَضَرَبَهُ فأَطَرَّ يدَه أَي قَطَعَهَا وأَنْدَرَهَا. وطَرَّ البُنيانَ: جَدَّده. وطَرَّ النبتُ والشاربُ والوَبَرُ يَطُرُّ، بِالضَّمِّ، طَرّاً وطُرُوراً: طلَع ونبَت؛ وَكَذَلِكَ شعرُ الْوَحْشِيِّ إِذا نَسَلَه ثُمَّ نَبَتَ؛ وَمِنْهُ طَرَّ شاربُ الغلامِ فَهُوَ طارٌّ. والطُّرَّى: الأَتانُ. والطُّرَّى: الحِمارُ النَّشِيطُ. اللَّيْثُ: الطُّرَّةُ طُرّةُ الثوبِ، وَهِيَ شِبْهُ عَلَمين يُخاطانِ بِجَانِبَيِ البُرْدِ عَلَى حاشيتِه. الْجَوْهَرِيُّ: الطُّرَّةُ كُفّةُ الثوبِ، وَهِيَ جانِبُه الَّذِي لَا هُدْبَ لَهُ. وَغُلَامٌ طارٌّ وطَرِيرٌ: كَمَا طَرَّ شاربُه. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ طَرَّ شاربُه، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ طُرَّ شاربُه، والأَول أَفصح. اللَّيْثُ: فَتًى طارٌّ إِذا طَرَّ شاربُه. والطَّرُّ: مَا طلَع مِنَ الوَبَر وشعَرِ الحِمار بَعْدَ النُّسول. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه قَامَ مِنْ جَوْزِ اللَّيْلِ وَقَدْ طُرَّت النجومُ أَي أَضاءت؛ وَمِنْهُ سَيْفٌ مَطْرُور أَي صَقِيل، وَمَنْ رَوَاهُ بفتح

_ (2). هنا بياض بالأَصل، وبهامشه مكتوباً بخط الناسخ: كذا وجدت وبإزائه مكتوباً ما نصه: العبارة صحيحة كتبه محمد مرتضى انتهى

الطَّاءِ أَراد: طلَعت، مِنْ طَرَّ النباتُ يَطِرّ [يَطُرّ] إِذا نَبَتَ؛ وَكَذَلِكَ الشاربُ. وطُرَّةُ المَزادةِ والثوبِ: عَلَمُهما، وَقِيلَ: طُرَّةُ الثَّوْبِ موضعُ هُدْبه، وَهِيَ حَاشِيَتُهُ الَّتِي لَا هُدْبَ لَهَا. وطُرَّةُ الأَرض: حاشيتُها. وطُرَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: حرفُه. وطُرّةُ الْجَارِيَةِ: أَن يُقْطَع لَهَا فِي مُقَدِّم نَاصِيَتِهَا كالعَلَم أَو كالطُّرّة تَحْتَ التَّاجِ، وَقَدْ تُتّخذ الطُّرَّة مِنْ رامِكٍ [رامَكٍ]، وَالْجَمْعُ طُرَرٌ وطِرَارٌ، وَهِيَ الطُّرُورُ. وَيُقَالُ: طَرَّرَتِ الجاريةُ تَطْرِيراً إِذا اتخَذَت لِنَفْسِهَا طُرَّةً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَهْدى أُكَيْدِرُ دُومةَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حُلَّةً سِيَراءَ فأَعطاها عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عمرُ: أَتُعْطِينِيها وَقَدْ قلتَ أَمْسِ فِي حُلَّةِ عُطارِدٍ مَا قلتَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ أُعْطِكَها لتَلْبَسَها وإِنما أَعْطَيتُكَها لِتُعْطِيَها بَعْضَ نسائِكَ يَتّخِذْنها طُرَّاتٍ بَيْنَهُنَّ ؛ أَراد يُقَطِّعْنَهَا وَيَتَّخِذْنَهَا سُيوراً؛ وَفِي النِّهَايَةِ أَي يُقَطّعنها وَيَتَّخِذْنَهَا مَقانِع، وطُرّات جمعُ طُرّة؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ؛ يتخذْنها طُرّات أَي قِطَعاً، مِنَ الطَّرّ، وَهُوَ الْقَطْعُ. والطُّرَّةُ مِنَ الشَّعْرِ: سُمِّيَتْ طُرّةً لأَنها مَقْطُوعَةٌ مِنْ جُمْلَتِهِ. والطَّرَّةُ، بِفَتْحِ الطَّاءِ: المرّةُ، وَبِضَمِّ الطَّاءِ: اسمُ الشَّيْءِ الْمَقْطُوعِ بِمَنْزِلَةِ الغَرْفةِ والغُرْفة؛ قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الأَنباري. والطُّرّتَانِ مِنَ الْحِمَارِ وَغَيْرِهِ: مَخَطُّ الجَنْبين؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ رَامِيًا رمَى عَيْراً وأُتُناً: فَرَمَى فأَنْفَذَ مِنْ نَحُوصٍ عائطٍ ... سَهْماً، فأَنْفَذَ طُرّتيهِ المَنْزَعُ والطُّرّة: النَّاصِيَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الطُّرّتَانِ مِنَ الْحِمَارِ خطَّان أَسْوَدانِ عَلَى كَتِفَيْهِ، وَقَدْ جَعَلَهُمَا أَبو ذُؤَيْبٍ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ أَيضاً؛ وَقَالَ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: يَنْهَشْنه ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي، ... عَبْل الشَّوَى بالطُّرّتَيْنِ مُولّع وطُرّةُ مَتْنِه: طريقتُه؛ وَكَذَلِكَ الطُّرّةُ مِنَ السَّحَابِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: بَعِيد الغَزاةِ، فَمَا إِنْ يَزالُ ... مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحَا قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ بالطُّرّتين إِلى الشَّعَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَن الشَّعَر لَا يَكُونُ مُضْطَمِراً وإِنما عَنَى ضُمْرَ كَشْحَيه، يَمْدَحُ بِذَلِكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَيَجُوزُ أَيضاً أَن تَكُونَ طُرَّتاه بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي مُضْطَمِراً، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ؛ إِذا جعلتَ فِي مُفَتّحةً ضَمِيرًا وَجَعَلْتَ الأَبواب بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ الضَّمِيرِ، وَلَمْ تَكُنْ مُفَتّحةً الأَبوابُ مِنْهَا عَلَى أَن تُخْلِيَ مُفَتَّحَةً مِنْ ضَمِيرٍ. وطُرَرُ الوادِي وأَطْرارُه: نواحِيه، وَكَذَلِكَ أَطْرارُ البلادِ وَالطَّرِيقِ، وَاحِدُهَا طُرٌّ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الواحدةُ طُرّةٌ. وطُرّةُ كُلِّ شَيْءٍ: ناحيتُه. وطُرّةُ النهرِ وَالْوَادِي: شفيرُه. وأَطْرارُ البلادِ: أَطرافُها. وأَطَرّ أَي أَدَلّ. وَفِي الْمَثَلِ: أَطِرِّي إِنك ناعِلةٌ، وَقِيلَ: أَطِرِّي اجْمَعي الإِبل، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَدِلِّي: فإِن عَلَيْكِ نَعْلين، يُضْرَبُ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ عَلَى لَفْظِ التأْنيث لأَن أَصل الْمَثَلِ خُوطِبَت بِهِ امرأَة فَيَجْرِي عَلَى ذَلِكَ. التَّهْذِيبِ: هَذَا الْمَثَلُ يُقَالُ فِي جَلادةِ الرجلِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَي ارْكَب الأَمرَ الشَّدِيدَ فإِنك قَوِيٌّ عَلَيْهِ. قَالَ: وأَصل هَذَا أَن رَجُلًا قَالَهُ لِرَاعيةٍ لَهُ، وَكَانَتْ تَرْعَى فِي السُّهولة وَتَتْرُكُ

الحُزُونة، فَقَالَ لَهَا: أَطِرِّي أَي خُذي فِي أَطْرارِ الْوَادِي، وَهِيَ نَوَاحِيهِ، فإِنَّكِ ناعِلةٌ: فإِن عَلَيْكِ نَعْلَيْنِ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَطِرِّي أَي خُذي أَطْرارَ الإِبل أَي نواحيها، يقول: حُوطِيها مِنْ أَقاصيها وَاحْفَظِيهَا، يُقَالُ طِرِّي وأَطِرِّي؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَحسبه عَنى بالنَّعْلَين غِلَظَ جِلْدِ قَدَمَيْها. وجَلَبٌ مُطِرٌّ: جَاءَ مِنْ أَطْرار الْبِلَادِ. وغَضَبٌ مُطِرٌّ: فِيهِ بعضُ الإِدْلالِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ. وَقَوْلُهُمْ: غَضَبٌ مُطِرٌّ إِذا كَانَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَفِيمَا لَا يُوجِبُ غَضَباً؛ قَالَ الحُطيئة: غَضِبْتُمْ عَلَينا أَن قَتَلْنا بِخَالِدٍ، ... بَني مالِكٍ، هَا إِنَّ ذَا غَضَبٌ مُطِرْ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَطَرَّ يُطِرُّ إِذا أَدَلَّ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ مُطِرّاً أَي مُسْتَطِيلًا مُدِلًّا. والإِطْرارُ: الإِغْراءُ. والطَّرَّةُ: الإِلْقاحُ مِنْ ضَرْبة وَاحِدَةٍ. وطَرَّتْ يَدَاهُ تَطِرّ وتَطُرُّ: سقطَتْ، وتَرَّت تَتِرّ [تَتُرّ] وأَطَرَّها هُوَ وأَتَرَّها. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فنشَأَت طُرَيْرةٌ مِنَ السَّحَابِ ، وَهِيَ تَصْغِيرُ طُرَّةٍ، وَهِيَ قِطْعة مِنْهَا تَبْدُو مِنَ الأُفُق مُسْتَطِيلَةٌ. والطُّرَّةُ: السحابةُ تَبْدُو مِنَ الأُفُق مُسْتَطِيلَةً؛ وَمِنْهُ طُرَّةُ الشعَرِ والثوبِ أَي طَرَفُه. والطَّرُّ: الخَلْسُ، والطَّرُّ: اللَّطْمُ؛ كِلْتَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وَتَكَلَّمَ بِالشَّيْءِ مِنْ طِرَارِه إِذا اسْتَنْبَطَه مِنْ نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ صَفِيّةُ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَنْ فِيكُنَّ مِثْلي؟ أَبي نَبِيٌّ وعَمِّي نَبِيٌّ وزَوْجِي نَبِيٌّ؛ وَكَانَ عَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَيْسَ هَذَا الكلامُ مِنْ طِرارِكِ. والطَّرْطَرةُ: كالطَّرْمذة مَعَ كَثْرَةِ كَلَامٍ. وَرَجُلٌ مُطَرْطِرٌ: مِنْ ذَلِكَ. وطَرْطَر: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَلا رُبَّ يَوْمٍ صالحٍ قَدْ شَهِدْته، ... بِتاذِفَ ذاتِ التَّلِّ مِنْ فَوقِ طَرْطَرَا وَيُقَالُ: رأَيت طُرّة بَنِي فُلَانٍ إِذا نَظَرْتَ إِلَى حِلَّتِهم مِنْ بَعِيدٍ فآنَسْتَ بيوتَهم. أَبو زَيْدٍ: والمُطَرَّةُ العادةُ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مُخَفَّفَةُ الرَّاءِ. أَبو الْهَيْثَمِ: الأَيْطَلُ والطَّرّةُ والقُرُبُ الْخَاصِرَةُ، قَيَّدَهُ فِي كِتَابِهِ بِفَتْحِ الطَّاءِ. الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ: يُقَالُ للطَّبقِ الَّذِي يُؤْكَلُ عَلَيْهِ الطَّعَامُ الطِّرِّيانُ بِوَزْنِ الصِّلِّيان، وَهِيَ فِعْليان مِنَ الطَّرّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ طُرْطُرْ إِذا أَمَرْتَه بِالْمُجَاوَرَةِ لِبَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ والدوامِ عَلَى ذَلِكَ. والطُّرْطُورُ: الوَغْدُ الضعيفُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْجَمْعُ الطَّراطِيرُ؛ وأَنشد: قَدْ عَلِمتْ يَشْكُرُ مَنْ غُلامُها، ... إِذا الطَّراطِيرُ اقْشَعَرَّ هامُها وَرَجُلٌ طُرْطُورٌ أَي دَقِيقٌ طَوِيلٌ. والطُّرْطورُ. قَلَنْسوة للأَعراب طويلة الرأْس. طزر: الطَّزَرُ: النَّبْت الصَّيْفيّ، بلغة بعضهم. طعر: طَعَرَ المرأَة طَعْراً: نَكَحَهَا، وَقِيلَ: هُوَ بِالزَّايِ والراءُ تَصْحِيفٌ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّعْرُ إِجْبارُ الْقَاضِي الرجلَ عَلَى الحُكْم. طغر: الطَّغْرُ: لُغَةٌ فِي الدَّغْر، طَغَرَه ودَغَرَه: دَفَعَه. وطَغَرَ عَلَيْهِمْ ودَغَرَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الطُّغَرُ، وجمعُه طِغْرانٌ، لِطَائِرٍ معروف. طفر: الطَّفْرُ: وَثْبةٌ فِي ارْتِفَاعٍ كَمَا يَطْفِرُ الإِنسانُ حَائِطًا أَي يَثبُه. والطَّفْرَةُ: الوَثْبَةُ؛ وَقَدْ طَفَرَ

يَطْفِرُ طَفْراً وطُفوراً: وَثَبَ فِي ارْتِفَاعٍ. وطَفَرَ الحائطَ: وَثَبَه إِلى مَا وَرَاءَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَطَفَرَ عَنْ راحلتِه ؛ الطَّفْرُ: الوُثوبُ. والطَّفْرةُ مِنَ اللَّبَنِ: كالطَّثْرة، وَهُوَ أَن يكثُف أَعلاه ويَرِقَّ أَسفلُه، وَقَدْ طَفَرَ. وطَيْفُورٌ: طُوَيْئرٌ صَغِير. وطَيْفُورٌ: اسْمٌ. وأَطْفَرَ الراكبُ بعيرَه إِطْفَاراً إِذا أَدخل قَدَمَيْهِ فِي رُفْغَيه إِذا رَكِبَه، وَهُوَ عَيْبٌ لِلرَّاكِبِ، وَذَلِكَ إِذا عَدَا البعيرُ. طمر: طَمَرَ البئرَ طَمْراً: دفَنها. وطَمرَ نَفْسه وطَمَرَ الشَّيْءَ: خَبَأَه حَيْثُ لَا يُدْرى. وأَطْمَرَ الفرسُ غُرْمولَه فِي الحِجْر: أَوْعَبَه. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ عُقَيلِيّاً يَقُولُ لَفَحل ضَرَبَ نَاقَةً: قَدْ طَمَرَها، وإِنه لكثيرُ الطُّمُور، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا وُصِفَ بِكَثْرَةِ الْجِمَاعِ يُقَالُ إِنه لكثيرُ الطُّمُور. والمَطْمُورةُ: حفيرةٌ تَحْتَ الأَرض أَو مكانٌ تَحْتَ الأَرض قَدْ هُيِّئَ خَفيّاً يُطْمَرُ فِيهَا الطعامُ والمالُ أَي يُخْبأُ، وَقَدْ طَمَرْتها أَي مَلأْتها. غَيْرُهُ: والمطَامِيرُ حُفَرٌ تُحْفر فِي الأَرض تُوسّع أَسافِلُها تُخْبأُ فِيهَا الحبوبُ. وطَمَرَ يَطْمِر طَمْراً وطُمُوراً وطَمَرَاناً: وَثَبَ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الوُثُوب إِلى أَسفل، وَقِيلَ: الطُّمورُ شبْهُ الْوُثُوبِ فِي السَّمَاءِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ يَمْدَحُ تأَبط شَرًّا: وإِذا قَذَفْتَ لَهُ الْحَصَاةَ رأَيتَه، ... يَنْزُو، لِوَقْعَتِها، طُمُورَ الأَخْيَلِ وطَمَرَ فِي الأَرض طُمُوراً: ذَهَبَ. وطَمَرَ إِذا تَغيّبَ وَاسْتَخْفَى؛ وطَمَرَ الفرسُ والأَخْيَل يَطْمِرُ فِي طيرَانه. وَقَالُوا: هُوَ طامِرُ بنُ طَامِرٍ لِلْبَعِيدِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُعْرفُ وَلَا يُعْرف أَبوه وَلَمْ يُدْرَ مَن هُوَ. وَيُقَالُ لِلْبُرْغُوثِ: طَامِر بْنُ طامِر؛ مَعْرِفَةٌ عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش. الطامِرُ: الْبُرْغُوثُ، والطوامرُ: الْبَرَاغِيثُ. وطمَرَ إِذا عَلا، وطَمَر إِذا سَفَل. والمَطْمُور: الْعَالِي والمَطْمُورُ: الأَسْفَلُ. وطَمَارِ وطَمَارُ: اسمٌ لِلْمَكَانِ المرتفع؛ يقال: انْصَبَّ عَلَيْهِمْ فلانٌ مِنْ طَمَارِ مِثَالِ قَطَامِ، وَهُوَ المكانُ الْعَالِي؛ قَالَ سُلَيْمُ بْنُ سَلَامٍ الْحَنَفِيُّ: فإِن كُنْتِ لَا تَدْرِينَ مَا الموتُ، فانْظُرِي ... إِلى هانئٍ فِي السُّوق وابنِ عقيلِ إِلى بَطَلٍ قَدْ عَقَّر السيفُ وجْهَه، ... وآخَرَ، يَهْوِي مِنْ طَمَارِ، قَتِيلِ قَالَ: ويُنْشدُ مِنْ طَمَارَ وَمِنْ طَمَارِ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، مُجرًى وَغَيْرَ مُجْرًى. ويُروى: قَدْ كَدَّحَ السيفُ وجهَه. وَكَانَ عُبَيد اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ قَدْ قَتَل مُسْلَم بنَ عَقِيلِ بْنِ أَبي طَالِبٍ وَهَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ المُرَاديّ ورمَى بِهِ مِنْ أَعلى الْقَصْرِ فوقَع فِي السُّوق، وَكَانَ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ قَدْ نَزل عِنْدَ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، وأَخْفَى أَمْرَه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، ثُمَّ وَقَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَلَى مَا أَخفاه هَانِئٌ، فأَرْسل إِلى هانئ فأَحْضره وأَرسل إِلى دَارِهِ مَنْ يأْتيه بِمُسْلَمِ بْنِ عَقِيلٍ، فَلَمَّا أَتَوْه قَاتَلَهم حَتَّى قُتِل ثُمَّ قَتَل عبيدُ اللَّهِ هَانِئًا لإِجارتِه لَهُ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرّف: مَنْ نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ وَهُوَ يَنْوِي التوكُّل فَلْيَرْمِ نفْسه مِنْ طَمَارِ ؛ هُوَ الْمَوْضِعُ الْعَالِي، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ، أَي لَا يَنْبَغِي أَن يُعَرِّضَ نفسَه لِلْمَهَالِكِ وَيَقُولُ قَدْ تَوَكّلْت. والطُّمَّرُ والطِّمَّوْرُ: الأَصل. يُقَالُ: لأَرُدّنّه إِلى طُمَّرِه أَي إِلى أَصله. وَجَاءَ فُلَانٌ عَلَى مِطْمار أَبيه أَي جَاءَ يُشْبهه فِي خَلْقِه وخُلُقِه؛ قَالَ أَبو وَجْزة

يَمْدَحُ رَجُلًا: يَسْعَى مَساعِيَ آباءٍ له سَلَفَتْ، ... مِنْ آلِ قَيْرٍ عَلَى مِطْمارِهمْ طَمَرُوا «1» . وَقَالَ نَافِعُ بْنُ أَبي نُعَيْمٍ: كُنْتُ أَقول لِابْنِ دَأْب إِذا حدَّث: أَقِم المِطْمَرَ أَي قَوِّم الحديثَ ونَقِّح أَلفاظَه واصْدُقْ فِيهِ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ الأُولى وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ، الخَيْطُ الَّذِي يُقَوَّم عَلَيْهِ البناءُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي بَنَاتِ طَمَارِ مَبنية أَي فِي دَاهِيَةٍ، وَقِيلَ: إِذا وَقَعَ فِي بَليَّة وشِدَّة. وَفِي حَدِيثِ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فَيَقُولُ الْعَبْدُ عِنْدِي العَظائمُ المُطَمَّراتُ ؛ أَي المخبّآتُ مِنَ الذُّنُوبِ والأُمورُ المُطَمِّراتُ، بِالْكَسْرِ: المُهْلِكاتُ، وَهُوَ مِنْ طَمَرت الشيءَ إِذا أَخْفَيْتَه، وَمِنْهُ المَطْمورةُ الحَبْسُ. وطَمِرَت يَدُه: وَرِمَت. والطِّمِرُّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، والطِّمْرِيرُ والطُّمْرورُ: الفرسُ الجَوادُ، وَقِيلَ: المُشَمَّر الخَلْق، وَقِيلَ: هُوَ المستفزُّ للوَثْبِ والعَدْوِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الْقَوَائِمِ الْخَفِيفُ، وَقِيلَ: المستعدُّ للعَدْوِ، والأُنثى طِمِرَّةٌ؛ وَقَدْ يُسْتَعَارُ للأَتان؛ قَالَ: كأَنّ الطِّمِرّةَ ذاتَ الطِّمَاح ... مِنْهَا، لِضَبْرتِه، فِي عِقَال يَقُولُ: كأَنَّ الأَتانَ الطِّمِرّة الشديدةَ العَدْوِ إِذا ضَبَرَ هَذَا الفرسُ وَرَآهَا معقولةٌ حَتَّى يُدْرِكها. قَالَ السَّيْرَافِيُّ: الطِّمِرُّ مُشْتَقٌّ مِنَ الطُّمُور، وَهُوَ الوَثْب، وإِنما يَعْنِي بِذَلِكَ سُرْعَتُهُ. والطِّمِرَّة منَ الْخَيْلِ: المُشْرفةُ؛ وَقَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: سَمْحَج سَمْحة الْقَوَائِمِ حَقْباء ... مِنَ الجُونِ، طُمِّرَتْ تَطْمِيرا قَالَ: أَي وُثِّقَ خَلْقُها وأُدْمِج كأَنها طُوِيَتْ طَيَّ الطَّوامِير. والطُّمْرور: الَّذِي لَا يَمْلِكُ شَيْئًا، لُغَةٌ فِي الطُّمُلولِ. والطِّمْرُ: الثَّوْبُ الخلَقُ، وَخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الكِساءَ الباليَ مِنْ غَيْرِ الصُّوف، وَالْجَمْعُ أَطْمارٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يجاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تحسَبُ أَطْمارِي عليَّ جُلَبا والطُّمْرورُ: كالطِّمْر. وَفِي الْحَدِيثِ: رُبَّ ذِي طِمْرَين لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرّه ؛ يَقُولُ: رُبَّ ذِي خَلَقَين أَطاعَ اللَّهَ حَتَّى لَوْ سأَل اللَّهَ تَعَالَى أَجابه. والمِطْمَرُ: الزِّيجُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ البَنَّائين. والمِطْمَرُ والمِطْمارُ: الْخَيْطُ الَّذِي يُقدِّر بِهِ البَنّاء البِناءَ، يُقَالُ لَهُ التَّرْقال بِالْفَارِسِيَّةِ. والطُّومارُ: واحدُ المَطامِير «2». ابْنُ سِيدَهْ: الطامُورُ والطُّومارُ الصحيفةُ، قِيلَ: هُوَ دَخِيل، قَالَ: وأُراه عَرَبِيًّا مَحْضًا لأَن سِيبَوَيْهِ قَدِ اعْتَدَّ بِهِ فِي الأَبنية فَقَالَ: هُوَ مُلْحَقٌ بفُسْطاط، وإِن كَانَتِ الْوَاوُ بَعْدَ الضَّمَّةِ، فإِنما كَانَ ذَلِكَ لأَن مَوْضِعَ الْمَدِّ إِنما هُوَ قُبَيل الطرَف مُجاوِراً لَهُ، كأَلِفِ عِمادٍ وَيَاءِ عَمِيد وَوَاوِ عَمُود، فأَما واوُ طُومار فَلَيْسَتْ لِلْمَدِّ لأَنها لَمْ تُجاوِر الطرَف، فَلَمَّا تَقَدَّمَتِ الْوَاوُ فِيهِ وَلَمْ تُجَاوِرْ طَرَفَهُ قَالَ: إِنه مُلْحق، فَلَوْ بَنَيْتَ عَلَى هَذَا مِنْ سأَلت مثلَ طُومار ودِيماسٍ لَقُلْت سُوآل وسِيآل، فإِن خَفَّفْتَ الْهَمْزَةَ أَلقيت حَرَكَتَهَا عَلَى

_ (1). قوله: [من آل قير] كذا في الأَصل (2). قوله: [والطومار واحد المطامير] هكذا في الأَصل والمناسب أَن يقول والمطمار واحد المطامير أو يقول والطومار واحد الطوامير

الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَهَا، وَلَمْ تَخْشَ ذَلِكَ فَقُلْتَ سُوَال وسِيَال، وَلَمْ تُجْرِهما مُجْرى وَاوِ مَقْرُوءة وَيَاءِ خَطِيئة فِي إِبدالك الْهَمْزَةَ بَعْدَهُمَا إِلى لَفْظِهِمَا وإِدغامك إِيَّاهما فِيهِمَا، فِي نَحْوِ مَقْرُوّة وخَطِيّة، فَلِذَلِكَ لَمْ يُقَلْ سُوّال وَلَا سِيّال أَعْنِي لتقدُّمِها وبُعْدها عَلَى الطَّرفِ ومشابهةِ حَرْفِ الْمَدِّ. والطُّمْرُورُ: الشِّقْراق. ومَطامِيرُ: فرسُ القَعْقاع ابن شَوْرٍ. طمحر: ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا فِي السَّمَاءِ طَمْحَرِيرةٌ وَمَا عَلَيْهَا طِهْلِئَة وَمَا عَلَيْهَا طَحْرةٌ أَي مَا عَلَيْهَا غَيم. وطَمْحَر السِّقاءَ: مَلأَه كطَحْرَمه. والمُطْمَحِرُّ: المُمْتلئ. وشَرِبَ حَتَّى اطْمَحَرَّ أَي امْتَلأَ وَلَمْ يَضْرُرْه، وَالْخَاءُ لُغَةٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والمُطْمَحِرُّ: الإِناء الْمُمْتَلِئُ. وَرَجُلٌ طُماحِرٌ: عَظِيمُ الجوفِ كطُحامِر. وَمَا عَلَى رأْسه طَمْحَرَةٌ وطِحْطِحةٌ أَي ما عليه شعرة. طمخر: رَجُلٌ طَمَخْرِيرٌ: عَظِيمُ الْجَوْفِ. والطُّماخِرُ: البعيرُ. وشَرِبَ حَتَّى اطْمَخَرَّ أَي امتلأَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَمْتلئ مِنَ الشَّرَابِ وَلَا يَضُرّه، والحاء المهملة لغة. طنبر: الطُّنْبُور: الطِّنْبَارَ مَعْرُوفٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ دَخِيلٌ، أَصله دُنْبَهِ بَرَهْ أَي يُشْبِه أَلْيةَ الحَمَل، فَقِيلَ: طُنْبور. اللَّيْثُ: الطُّنْبُورُ الَّذِي يُلْعب بِهِ، مُعَرَّبٌ وَقَدِ اسْتُعْمِلَ في لفظ العربية. طنثر: الطَّنْثرةُ: أَكْلُ الدَّسَمِ حَتَّى يَثْقُلَ عَنْهُ جسمُه، وقد تطَنْثَر. طهر: الطُّهْرُ: نَقِيضُ الحَيْض. والطُّهْر: نَقِيضُ النَّجَاسَةِ، وَالْجَمْعُ أَطْهار. وَقَدْ طَهَر يَطْهُر وطَهُرَ طُهْراً وطَهارةً؛ المصدرانِ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَفِي الصِّحَاحِ: طَهَر وطَهُر، بِالضَّمِّ، طَهارةً فِيهِمَا، وطَهَّرْته أَنا تَطْهِيرًا وتطَهَّرْت بِالْمَاءِ، وَرَجُلٌ طاهِر وطَهِرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَنشد: أَضَعْتُ المالَ للأَحْساب، حَتَّى ... خَرجْت مُبَرّأً طَهِر الثِّيَابِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ طاهِرٌ عَلَى طَهُر كَمَا جَاءَ شاعرٌ عَلَى شَعُر، ثُمَّ استغنَوْا بِفَاعِلٍ عَنْ فَعِيل، وَهُوَ فِي أَنفسهم وَعَلَى بَالٍ مَنْ تَصَوَّرَهُمْ، يَدُلُّك عَلَى ذَلِكَ تسكيرُهم شَاعِرًا عَلَى شُعَراء، لَمّا كَانَ فاعلٌ هُنَا وَاقِعًا مَوْقِعَ فَعِيل كُسِّر تكسِيرَه لِيَكُونَ ذَلِكَ أَمارةً وَدَلِيلًا عَلَى إِرادته وأَنه مُغْنٍ عَنْهُ وبَدَلٌ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَيْسَ كَمَا ذَكَرَ لأَن طَهِيراً قَدْ جَاءَ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ؛ قَالَ: فإِن بَنِي، لِحْيان إِمَّا ذَكَرْتُهُمْ، ... نَثاهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، طَهِيرُ قَالَ: كَذَا رَوَاهُ الأَصمعي بَالطَّاءِ وَيُرْوَى ظَهِيرُ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، وسيُذكر فِي مَوْضِعِهِ، وَجَمْعُ الطاهرِ أَطْهار وطَهَارَى؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وثيابٌ طَهارَى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنهم جَمَعُوا طَهْرانَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ثِيابُ بَنِي عَوْفٍ طَهارَى نَقِيَّةٌ، ... وأَوْجهُهم، عِنْدَ المَشَاهِد، غُرّانُ وَجَمْعُ الطَّهِر طهِرُونَ وَلَا يُكسّر. والطُّهْر: نَقِيضُ الْحَيْضِ، والمرأَة طاهِرٌ مِنَ الْحَيْضِ وطاهِرةٌ مِنَ النَّجَاسَةِ وَمِنَ العُيوبِ، ورجلٌ طاهِرٌ وَرِجَالٌ طاهِرُون ونساءٌ طاهِراتٌ. ابْنُ سِيدَهْ: طَهَرت المرأَة وطهُرت وطَهِرت اغْتَسَلَتْ مِنَ الْحَيْضِ وغيرِه، وَالْفَتْحُ أَكثر عِنْدَ ثَعْلَبٍ، واسمُ أَيام طُهْرها «1» ... وطَهُرت المرأَة، وَهِيَ طاهرٌ: انْقَطَعَ عَنْهَا الدمُ ورأَت

_ (1). هنا بياض في الأَصل وبإزائه بالهامش لعله الأَطهار

الطُّهْر، فإِذا اغْتَسَلَتْ قِيلَ: تَطَهَّرَت واطَّهَّرت؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا . وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ؛ وَقُرِئَ: حَتَّى يَطَّهَّرْن؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَالْقِرَاءَةُ يطَّهَّرن لأَن مَنْ قرأَ يَطْهُرن أَراد انْقِطَاعَ الدَّمِ، فإِذا تَطَهَّرْن اغْتَسَلْنَ ، فصَيَّر مَعْنَاهُمَا مُخْتَلِفًا، وَالْوَجْهُ أَن تَكُونَ الْكَلِمَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُريد بهما جَمِيعًا الْغُسْلَ وَلَا يَحِلُّ المَسِيسُ إِلا بِالِاغْتِسَالِ، ويُصَدِّق ذَلِكَ قراءةُ ابْنِ مَسْعُودٍ: حَتَّى يَتَطَهَّرْن ؛ وقال ابْنُ الأَعرابي: طَهَرت المرأَةُ، هُوَ الْكَلَامُ، قَالَ: وَيَجُوزُ طَهُرت، فإِذا تَطَهَّرْن اغتسلْنَ، وَقَدْ تَطَهَّرت المرأَةُ وَاطَّهَرَتْ، فإِذا انْقَطَعَ عَنْهَا الدَّمُ قِيلَ: طَهُرت تَطْهُر، فَهِيَ طاهرٌ، بِلَا هَاءٍ، وَذَلِكَ إِذا طَهُرَت مِنَ المَحِيض. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ؛ فإِن مَعْنَاهُ الِاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ، نَزَلَتْ فِي الأَنصار وَكَانُوا إِذا أَحْدَثوا أَتْبَعُوا الْحِجَارَةَ بِالْمَاءِ فأَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ؛ أَي أَحَلُّ لَكُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ؛ يَعْنِي مِنَ الْحَيْضِ وَالْبَوْلِ وَالْغَائِطِ؛ قَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ أَنهنّ لَا يَحْتَجْنَ إِلى مَا يَحْتاجُ إِليه نِساءُ أَهل الدُّنْيَا بَعْدَ الأَكل وَالشُّرْبِ، وَلَا يَحِضْن وَلَا يَحْتَجْنَ إِلى مَا يُتَطَهَّرُ بِهِ، وهُنَّ مَعَ ذَلِكَ طاهراتٌ طَهارَةَ الأَخْلاقِ والعِفَّة، فمُطَهَّرة تَجْمع الطهارةَ كُلَّهَا لأَن مُطَهَّرة أَبلغ فِي الْكَلَامِ مِنْ طَاهِرَةٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ ؛ قال أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ طَهِّراهُ مِنْ تَعْلِيقِ الأَصْنام عَلَيْهِ؛ الأَزهري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ ، يَعْنِي مِنَ الْمَعَاصِي والأَفعال المُحَرَّمة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً ؛ مِنَ الأَدْناس وَالْبَاطِلِ. وَاسْتَعْمَلَ اللِّحْيَانِيُّ الطُّهْرَ فِي الشَّاةِ فَقَالَ: إِن الشَّاةَ تَقْذَى عَشْراً ثُمَّ تَطْهُر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا طَريفٌ جِدّاً، لَا أَدْرِي عَنِ الْعَرَبِ حَكَاهُ أَمْ هُوَ أَقْدَمَ عَلَيْهِ. وتَطَهَّرت المرأَة: اغْتَسَلَتْ. وطَهَّره بِالْمَاءِ: غَسَلَه، واسمُ الْمَاءِ الطَّهُور. وكلُّ مَاءٍ نَظِيفٍ: طَهُورٌ، وَمَاءٌ طَهُور أَي يُتَطَهَّرُ بِهِ، وكلُّ طَهورٍ طاهرٌ، وَلَيْسَ كلُّ طاهرٍ طَهوراً. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ مَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ مَاءً طَهُوراً ؛ فإِن الطَّهُورَ فِي اللُّغَةِ هُوَ الطاهرُ المُطَهِّرُ، لأَنه لَا يَكُونُ طَهوراً إِلا وَهُوَ يُتَطهّر بِهِ، كالوَضُوء هُوَ الْمَاءُ الَّذِي يُتَوضَّأُ بِهِ، والنَّشُوق مَا يُسْتَنْشق بِهِ، والفَطُور مَا يُفْطَر عَلَيْهِ منْ شَرَابٍ أَو طَعَامٍ. وسُئِل رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، عن مَاءِ الْبَحْرِ فَقَالَ: هُوَ الطَّهُور مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُه ؛ أَي المُطَهِّر، أَراد أَنه طَاهِرٌ يُطَهِّر. وَقَالَ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كلُّ مَاءٍ خَلَقَه اللَّهُ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ أَو نَابِعًا مِنْ عَيْنٍ فِي الأَرض أَو بحْرٍ لَا صَنْعة فِيهِ لآدَميٍّ غَيْرَ الاسْتِقاء، وَلَمْ يُغَيِّر لَوْنَه شيءٌ يخالِطُه وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طعمُه مِنْهُ، فَهُوَ طَهُور، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِنْ مَاءِ وَرْدٍ أَو وَرَقٍ شجرٍ أَو ماءٍ يَسيل مِنْ كَرْم فإِنه، وإِن كَانَ طَاهِرًا، فَلَيْسَ بطَهُور. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الطُّهور، بِالضَّمِّ، التطهُّرُ، وَبِالْفَتْحِ: الماءُ الَّذِي يُتَطَهَّرُ بِهِ كالوَضُوء. والوُضوء والسَّحُور والسُّحُور؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّهور، بِالْفَتْحِ، يَقَعُ عَلَى الْمَاءِ والمَصْدر مَعًا، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْحَدِيثُ بِفَتْحِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا، وَالْمُرَادُ بِهِمَا التَّطَهُّرُ. وَالْمَاءُ الطَّهُور، بِالْفَتْحِ: هُوَ الَّذِي يَرْفَعُ الحدَث ويُزِيل النجَسَ لأَن فَعُولًا

مِنْ أَبنية المُبالَغة فكأَنه تَنَاهى فِي الطَّهَارَةِ. والماءُ الطاهر غير الطَّهُور، وهو الذي لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس كالمُسْتَعْمَل فِي الوُضوء والغُسْل. والمِطْهَرةُ: الإِناءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ ويُتَطَهَّر بِهِ. والمِطْهَرةُ: الإِداوةُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ المَطَاهِرُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الْقَطَا: يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآجِي ... فِي أَساقٍ كالمَطاهِرْ وكلُّ إِناء يُتَطَهَّر مِنْهُ مِثْلُ سَطْل أَو رَكْوة، فَهُوَ مِطْهَرةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَطْهَرَةُ والمِطْهَرة الإِداوةُ، وَالْفَتْحُ أَعلى. والمِطْهَرَةُ: الْبَيْتُ الَّذِي يُتَطَهّر فِيهِ. والطَّهارةُ، اسمٌ يَقُومُ مَقَامَ التَّطَهُّرِ بِالْمَاءِ: الاستنجاءُ والوُضوءُ. والطُّهارةُ: فَضْلُ مَا تَطَهَّرت بِهِ. والتَّطَهُّرُ: التنزُّه والكَفُّ عَنِ الإِثم وَمَا لَا يَجْمُل. وَرَجُلٌ طاهرُ الثِّيَابِ أَي مُنَزَّه؛ وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذِكْرِ قَوْمِ لُوطٍ وقَوْلِهم فِي مُؤمِني قومِ لُوطٍ: إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ* ؛ أَي يتنزَّهُون عَنْ إِتْيان الذُّكُورِ، وَقِيلَ: يَتَنَزَّهُونَ عَنْ أَدْبار الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؛ قالهُ قَوْمُ لُوطٍ تهكُّماً. والتطَهُّر: التنزُّه عَمَّا لَا يَحِلُّ؛ وَهُمْ قَوْمٌ يَتَطَهَّرون أَي يتنزَّهُون مِنَ الأَدناسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: السِّواكُ مَطْهرةٌ لِلْفَمِ. وَرَجُلٌ طَهِرُ الخُلُقِ وطاهرُه، والأُنثى طَاهِرَةٌ، وإِنه لَطاهرُ الثيابِ أَي لَيْسَ بِذِي دَنَسٍ فِي الأَخْلاق. وَيُقَالُ: فُلَانٌ طَاهِرُ الثِّياب إِذا لَمْ يَكُنْ دَنِسَ الأَخْلاق؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ثِيابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّةٌ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ؛ مَعْنَاهُ وقَلْبَك فَطهِّر؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه، ... لَيْسَ الكَريمُ عَلَى القَنا بِمُحَرَّمِ أَي قَلْبَه، وَقِيلَ: مَعْنَى وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، أَي نَفْسَك؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا تَكُنْ غادِراً فتُدَنِّسَ ثيابَك فإِن الْغَادِرَ دَنِسُ الثِّياب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ لِلْغَادِرِ دَنِسُ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَثِيَابُكَ فقَصِّر فإِن تَقْصِيرَ الثِّيَابِ طُهْرٌ لأَن الثَّوْبَ إِذا انْجرَّ عَلَى الأَرض لَمْ يُؤْمَنْ أَن تصيبَه نجاسةٌ، وقِصَرُه يُبْعِدُه مِنَ النَّجَاسَةِ؛ والتَّوْبةُ الَّتِي تَكُونُ بإِقامة الْحَدِّ كالرَّجْمِ وَغَيْرِهِ: طَهُورٌ للمُذْنِب؛ وَقِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ، يَقُولُ: عَملَك فأَصْلِح؛ وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ، يَقُولُ: لَا تَلْبَسْ ثِيابَك عَلَى مَعْصِيَةٍ وَلَا عَلَى فجُورٍ وكُفْرٍ ؛ وأَنشد قَوْلَ غَيْلَانَ: إِني بِحَمْد اللَّهِ، لَا ثوبَ غادِرٍ ... لَبِستُ، وَلَا مِنْ خِزْيةٍ أَتَقَنَّع اللَّيْثُ: والتوبةُ الَّتِي تَكُونُ بإِقامة الحُدُود نَحْوِ الرَّجْم وَغَيْرِهِ طَهُورٌ للمُذنب تُطَهِّرُه تَطْهيراً، وَقَدْ طَهّرَه الحدُّ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ؛ يَعْنِي بِهِ الكِتَابَ لَا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ عَنَى بِهِ الْمَلَائِكَةَ، وكلُّه عَلَى المَثَل، وَقِيلَ: لَا يمسُّه فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلا الْمَلَائِكَةُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ؛ أَي أَن يَهدِيَهم. وأَما قَوْلُهُ: طَهَرَه إِذا أَبْعَدَه، فَالْهَاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْحَاءِ فِي طَحَره؛ كَمَا قَالُوا مدَهَه فِي مَعْنَى مَدَحَه. وطهَّر فلانٌ ولَدَه إِذا أَقام سُنَّةَ خِتانه، وإِنما سَمَّاهُ الْمُسْلِمُونَ تَطْهِيرًا لأَن النَّصَارَى لَمَّا تَرَكُوا سُنَّةَ الخِتانِ

غَمَسُوا أَوْلادَهم فِي مَاءٍ صُبِغَ بِصُفْرةٍ يُصَفّرُ لونَ الْمَوْلُودِ وَقَالُوا: هَذِهِ طُهْرَةُ أَوْلادِنا الَّتِي أُمِرْنا بِهَا، فأَنْزل اللَّهُ تَعَالَى: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً؛ أَي اتَّبِعُوا دِينَ اللهِ وفِطْرَتَه وأَمْرَه لَا صِبْغَةَ النَّصَارَى، فالخِتانُ هُوَ التطهِيرُ لَا مَا أَحْدَثَه النَّصَارَى مِنْ صِبْغَةِ الأَوْلادِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: إِني أُطِيلُ ذَيْلي وأَمْشِي فِي الْمَكَانِ القَذِر، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُطَهِّرُه مَا بَعْدَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ خَاصٌّ فِيمَا كَانَ يَابِسًا لَا يَعْلَقُ بِالثَّوْبِ مِنْهُ شَيْءٌ، فأَما إِذا كَانَ رَطْباً فَلَا يَطْهُر إِلا بالغَسْل؛ وَقَالَ مَالِكٌ: هُوَ أَن يَطَأَ الأَرضَ القَذِرَة ثُمَّ يَطأَ الأَرضَ اليابسةَ النَّظِيفةَ فإِنَّ بَعْضَهَا يُطَهِّرُ بَعْضاً، فأَما النجاسةُ مِثْلُ الْبَوْلِ وَنَحْوِهِ تُصِيب الثَّوْبَ أَو بعضَ الْجَسَدِ، فإِن ذَلِكَ لَا يُطَهَّرُه إِلا الماءُ إِجماعاً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي إِسناد هَذَا الْحَدِيثِ مَقالٌ. طور: الطَّوْرُ: التارَةُ، تَقُولُ: طَوْراً بَعْدَ طَوْرٍ أَي تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ السَّلِيم: تُراجِعُه طَوْراً وطَوْراً تُطَلِّقُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ: تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ وَالْبَيْتُ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ، وَهُوَ بِكَمَالِهِ: تَناذَرها الراقُونَ مِنْ سُوءِ سَمِّها، ... تُطَلِّقُه طَوْراً وطَوْراً تُراجِعُ وَقَبْلَهُ: فبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ ... مِنَ الرُّقْشِ، فِي أَنيابِها السُّمُّ ناقعُ يُرِيدُ: أَنه بَاتَ مِنْ تَوَعُّدِ النُّعْمَانِ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ وَكَانَ حَلَف للنُّعْمان أَنه لَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ بهِجاءٍ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْدَ هَذَا: فإِن كنتُ، لَا ذُو الضِّغْنِ عَنِّي مُكَذَّبٌ، ... وَلَا حَلِفي عَلَى البراءةِ نافعُ وَلَا أَنا مأْمونٌ بِشَيْءٍ أَقُولُه، ... وأَنْتَ بأَمْرٍ لَا محالَة واقعُ فإِنكَ كالليلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكي، ... وإِن خِلْتُ أَن المُنْتأَى عنكَ واسِعُ وَجَمْعُ الطَّوْرِ أَطْوارٌ. والناسُ أَطْوَارٌ أَي أَخْيافٌ عَلَى حَالَاتٍ شتَّى. والطَّوْر: الحالُ، وَجَمْعُهُ أَطْوارٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً ؛ مَعْنَاهُ ضُرُوباً وأَحوالًا مُخْتَلِفَةً؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَطْواراً أَي خِلَقاً مختلفة كلُّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَةٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: خَلَقَكُمْ أَطْواراً ، قَالَ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عظْماً؛ وَقَالَ الأَخفش: طَوْراً عَلَقَةً وطَوْراً مُضْغَةً، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد اختلافَ المَناظِر والأَخْلاقِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والمرْءُ يَخْلَقُ طَوْراً بعْدَ أَطْوارِ وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: فإِنّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوارٌ دَهاريرُ الأَطْوارُ: الحالاتُ المختلفةُ والتاراتُ والحدودُ، واحدُها طَوْرٌ، أَي مَرّةً مُلْكٌ ومَرَّةً هُلْكٌ ومَرّةً بُؤْسٌ ومَرّةً نُعْم. والطَّوْرُ والطَّوارُ «1»: مَا كَانَ عَلَى حَذْوِ الشَّيْءِ أَو بِحِذائِه. ورأَيت حَبْلًا بطَوارِ هَذَا الْحَائِطِ أَي بِطُوله. وَيُقَالُ: هَذِهِ الدَّارُ عَلَى طَوَارِ هَذِهِ الدَّارِ أَي حائطُها متصلٌ بحائطها عَلَى نَسق واحدٍ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَكُلُّ شَيْءٍ ساوَى شَيْئًا، فَهُوَ طَوْرُه

_ (1). قوله: [والطور والطوار] بالفتح والضم

وطُوَارُه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي الطَّوَارِ بِمَعْنَى الحَدِّ أَو الطُّولِ: وطَعْنَة خَلْسٍ، قَدْ طَعَنْتُ، مُرِشّة ... كعطِّ الرداءِ، مَا يُشَكُّ طَوَارُها قَالَ: طَوارُها طُولُها. وَيُقَالُ: جَانِبَا فَمِها. وطَوَارُ الدارِ وطِوَارُها: مَا كَانَ مُمْتدّاً معَها مِنَ الفِنَاء. والطَّوْرةُ: فِنَاءُ الدَّارِ. والطَّوْرةُ: الأَبْنِيةُ. وَفُلَانٌ لَا يَطُورُني أَي لَا يَقْرَبُ طَوَارِي. وَيُقَالُ: لَا تَطُر حَرَانا أَي لَا تَقْرَبْ مَا حَوْلَنا. وَفُلَانٌ يَطُورُ بِفُلَانٍ أَي كأَنه يَحُوم حَوالَيْه ويَدْنُو مِنْهُ. وَيُقَالُ: لَا أَطُورُ بِهِ أَي لَا أَقْرَبُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَاللَّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَر سَمِيرٌ أَي لَا أَقْرَبُه أَبداً. والطَّوْرُ: الحدُّ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَعَدَا طَوْرَه أَي جاوَزَ حَدَّه وقَدْرَه. وَبَلَغَ أَطْوَرَيْهِ أَي غايةَ مَا يُحاوِلُه. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم فِي بُلُوغِ الرَّجُلِ النهايةَ فِي العِلْم: بَلَغَ فلانٌ أَطْوَرِيه، بِكَسْرِ الرَّاءِ، أَي أَقْصاه. وَبَلَغَ فُلَانٌ فِي الْعِلْمِ أَطْوَرَيْهِ أَي حدَّيْه: أَولَه وآخرَه. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: بَلَغَ فُلَانٌ أَطورِيه، بِخَفْضِ الرَّاءِ، غايتَه وهِمَّتَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: بَلَغْتُ مِنْ فُلَانٍ أَطْوَرَيْه أَي الجَهْدَ والغَايةَ فِي أَمْرِه. وَقَالَ الأَصمعي: لَقِيتُ مِنْهُ الأَمَرِّينَ والأَطْوَرِينَ والأَقْوَرِينَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: رَكِبَ فُلَانٌ الدَّهْرَ وأَطْوَرَيه أَي طَرَفَيْه. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيذ: تعَدَّى طَوْرَه أَي حَدَّه وحالَه الَّذِي يَخُصُّه ويَحِلُّ فِيهِ شُرْبُه. وطارَ حَوْلَ الشَّيْءِ طَوْراً وطَوَرَاناً: حَامَ، والطّوَارُ مَصْدَرُ طارَ يَطُورُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا بالدارِ طُورِيٌّ وَلَا دُورِيٌّ أَي أَحدٌ، وَلَا طُورَانِيٌّ مِثلُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدة لَيْسَ بِهَا طُورِيُ والطُّورُ: الجبَلُ. وطُورُ سِينَاءَ [سَينَاءَ]: جَبل بِالشَّامِ، وَهُوَ بالسُّرْيانية طُورَى، والنسبُ إِليه طُورِيٌّ وطُورانِيٌّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ ؛ الطُّورُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الجَبلُ، وَقِيلَ: إِن سَيناء حِجَارَةٌ، وَقِيلَ: إِنه اسْمُ الْمَكَانِ، وحَمَامٌ طُورانِيٌّ وطُورِيٌّ مَنْسُوبٌ إِليه، وَقِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى جبل يقال لَهُ طُرْآن نَسَبٌ شَاذٌّ، وَيُقَالُ: جَاءَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ؛ أَقْسَم اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، قَالَ: وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي بِمَدْيَنَ الَّذِي كَلّم اللهُ تَعَالَى مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَيْهِ تَكْلِيمًا. والطُّورِيُّ: الوَحْشِيُّ: مِنَ الطَّيرِ والناسِ؛ وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: أَعارِيبُ طُورِيّون، عَنْ كُلِّ قَريةٍ، ... حِذارَ الْمَنَايَا أَو حِذَارَ المقَادِرِ قَالَ: طُورِيّون أَي وَحْشِيّون يَحِيدُون عَنِ القُرَى حِذارَ الْوَبَاءِ والتَّلَفِ كأَنهم نُسِبُوا إِلى الطُّورِ، وَهُوَ جَبَلٌ بِالشَّامِ. وَرَجُلٌ طُورِي أَي غَرِيبٌ. طير: الطَّيَرانُ: حركةُ ذِي الجَناح فِي الْهَوَاءِ بِجَنَاحِهِ، طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَكُرَاعٍ وَابْنِ قُتَيْبَةَ، وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه، يُعَدى بِالْهَمْزَةِ وَبِالتَّضْعِيفِ وَبِحَرْفِ الْجَرِّ. الصِّحَاحُ: وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بِمَعْنًى. والطَّيرُ: مَعْرُوفٌ اسْمٌ لِجَماعةِ مَا يَطِيرُ، مُؤَنَّثٌ، وَالْوَاحِدُ طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ التَّهْذِيبُ: وقَلَّما يَقُولُونَ طَائِرَةً للأُنثى؛ فاَّما قَوْلُهُ أَنشده

الْفَارِسِيُّ: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا فِي نُحورِهمْ، ... وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ مِنْ حيثُ طائرُ فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وَذَلِكَ مِنْ حيثُ قِيلَ لَهُ فرخٌ؛ قَالَ: ونحنُ كَشَفْنا، عَنْ مُعاوِيةَ، الَّتِي ... هِيَ الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق عَنى بالفرْخ الدماغَ كَمَا قُلْنَا. وَقَوْلُهُ مُنَقْنِق إِفراطاً مِنَ الْقَوْلِ: وَمِثْلُهُ قولُ ابْنِ مُقْبِلٍ: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهَامِ، بَيْنهُمُ، ... نَزْوُ القُلاتِ، زَهاها قالُ قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ: كَثيرةُ الطَّيْرِ. فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَائِرًا بإِذن اللَّهِ ؛ فإِن مَعْنَاهُ أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً؛ وَقَوْلُهُ: فأَنفخ فِيهِ، الْهَاءُ عَائِدَةٌ إِلى الطَّيْرِ، وَلَا يَكُونُ مُنْصَرِفًا إِلى الْهَيْئَةَ لِوَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن الهَيْئَةَ أُنثى وَالضَّمِيرَ مُذَكَّرٌ، وَالْآخَرُ أَنَّ النَّفْخَ لَا يَقَعُ فِي الْهَيْئَةِ لأَنها نوْعٌ مِنْ أَنواع العَرَضِ، والعَرَضُ لَا يُنْفَخُ فِيهِ، وإِنما يَقَعُ النَّفْخُ فِي الجَوْهَر؛ قَالَ: وَجَمِيعُ هَذَا قَوْلُ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الطائرُ اسْمًا للجَمْع كَالْجَامِلِ وَالْبَاقِرِ، وجمعُ الطَّائِرِ أَطْيارٌ، وَهُوَ أَحدُ مَا كُسِّرَ عَلَى مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ مثلُه؛ فأَما الطُّيُورُ فَقَدْ تَكُونُ جمعَ طَائِرٍ كساجِدٍ وسُجُودٍ، وَقَدْ تَكُونُ جَمْعَ طَيْرٍ الَّذِي هُوَ اسمٌ للجَمع، وَزَعَمَ قُطْرُبٌ أَن الطَّيْرَ يقَعُ لِلْوَاحِدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ إِلا أَن يَعْني بِهِ المصدرَ، وَقُرِئَ: فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الناسُ كلُّهم يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ طائرٌ وأَبو عُبَيْدَةَ معَهم، ثُمَّ انْفَرد فأَجازَ أَن يُقَالَ طَيْر لِلْوَاحِدِ وَجَمَعَهُ عَلَى طُيُور، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ ثِقَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الطائرُ جمعُه طَيرٌ مِثْلُ صاحبٍ وصَحْبٍ وَجَمْعُ الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مِثْلُ فَرْخ وأَفْراخ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طائرٍ ؛ قَالَ: كلُّ حَرَكَةٍ مِنْ كَلِمَةٍ أَو جارٍ يَجْرِي، فَهُوَ طائرٌ مَجازاً، أَرادَ: عَلَى رِجْل قَدَرٍ جَارٍ، وقضاءٍ ماضٍ، مِنْ خيرٍ أَو شرٍّ، وَهِيَ لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها، أَي أَنها إِذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فَعَبَّرَهَا مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها، وقَعَتْ عَلَى مَا أَوّلَها وانْتَفَى عَنْهَا غيرُه مِنَ التأْويل؛ وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: الرُّؤْيا عَلَى رِجْل طائرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ أَي لَا يستقِرُّ تأْوِيلُها حَتَّى تُعَبَّر؛ يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إِذا عُبِّرت كَمَا أَن الطيرَ لَا يستَقِرُّ فِي أَكثر أَحوالِه، فَكَيْفَ مَا يَكُونُ عَلَى رِجْلِه؟ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ وَالنَّسَّابَةِ: فَمِنْكُمْ شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِ اللهِ أَبي سيِّدِنا رَسُولِ اللَّهِ، [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مائةَ بَعِيرٍ فَرّقَها عَلَى رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: تَرَكَنَا رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلَّا عِنْدَنا مِنْهُ عِلْمٌ ، يَعْنِي أَنه اسْتَوْفَى بَيانَ الشَّرِيعةِ وَمَا يُحتاج إِليه في الدِّين حَتَّى لَمْ يَبْقَ مُشْكِلٌ، فضَرَبَ ذَلِكَ مَثَلًا، وَقِيلَ: أَراد أَنه لَمْ يَتْرك شَيْئًا إِلا بَيَّنه حَتَّى بَيَّن لَهُمْ أَحكامَ الطَّيْرِ وَمَا يَحِلّ مِنْهُ وَمَا يَحْرُم وَكَيْفَ يُذْبَحُ، وَمَا الَّذِي يفْدِي مِنْهُ المُحْرِمُ إِذا أَصابه، وأَشْباه ذَلِكَ، وَلَمْ يُرِدْ أَن فِي الطيرِ عِلْماً سِوى ذَلِكَ عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لَهُمْ أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُهُ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي:

هُوَ مِنَ التَّطَوُّعِ المُشَامِ لِلتَّوْكِيدِ لأَنه قَدْ عُلِم أَن الطَّيَرانَ لَا يَكُونُ إِلا بالجَناحَيْنِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ بِجناحَيْه مُفِيداً، وَذَلِكَ أَنه قَدْ قالوا: طارُوا عَلاهُنَّ فَشُكْ عَلاها وَقَالَ الْعَنْبَرِيُّ: طارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدانا وَمِنْ أَبيات الْكِتَابِ: وطِرْتُ بمُنْصُلي فِي يَعْمَلاتٍ فَاسْتَعْمَلُوا الطَّيَرانَ فِي غَيْرِ ذِي الْجَنَاحِ. فَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ؛ عَلَى هَذَا مُفِيدٌ، أَي لَيْسَ الغرَضُ تَشْبِيهَه بِالطَّائِرِ ذِي الجناحَيْنِ بَلْ هُوَ الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ. والتَّطايُرُ: التَّفَرُّقُ والذهابُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم فِي الدَّارِ والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ وشِقَّةٌ فِي الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً مِنْ شِدّة الغَضَبِ. وَفِي حَدِيثِ عُرْوة: حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فَصَارَتْ قِطَعاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَقَدْنا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ بِهِ بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ. والاسْتِطارَةُ والتَّطايُرُ: التفرُّقُ والذهابُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهُهُ: فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فِيهِنَّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ الْهَمْزَةُ أَصلية، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وتطايَرَ الشيءُ: طارَ وتفرَّقَ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا هادئينَ ساكِنينَ: كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ؛ وأَصله أَن الطَّيرَ لَا يَقَع إِلا عَلَى شَيْءٍ سَاكِنٍ مِنَ المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلًا للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ، إِذا سَكَنُوا مِنْ هَيْبةٍ، وأَصله أَن الغُراب يقَعُ عَلَى رأْسِ البَعيرِ فَيَلْتَقِطُ مِنْهُ الحَلَمَةَ والحَمْنانة، فَلَا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلَّا يَنْفِر عَنْهُ الغُرابُ. ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الْخَيْرِ قَوْلُهُمْ: هُوَ فِي شَيْءٍ لَا يَطِيرُ غُرَابُه. وَيُقَالُ: أُطِيرَ الغُرابُ، فَهُوَ مُطارٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ولِرَهْطِ حَرَّابٍ وقِدٍّ سَوْرةٌ ... فِي المَجْدِ، لَيْسَ غرابُها بمُطارِ وَفُلَانٌ ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لَا حَرَكَةَ لَهُ مِنْ وَقارِه، حَتَّى كأَنه لَوْ وَقَعَ عَلَيْهِ طائرٌ لَسَكَنَ ذَلِكَ الطائرُ، وَذَلِكَ أَن الإِنسان لَوْ وَقَعَ عَلَيْهِ طائرٌ فَتَحَرَّكَ أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذَلِكَ الطائرُ وَلَمْ يسْكُن؛ وَمِنْهُ قَوْلِ بَعْضِ أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنّا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن وَلَا نَتَحَرَّكَ خَشْيةً مِنْ نِفارِ ذَلِكَ الطَّيْرِ. والطَّيْرُ: الاسمُ مِنَ التَّطَيّر، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُ اللهِ، كَمَا يُقَالُ: لَا أَمْرَ إِلَّا أَمْرُ اللَّهِ؛ وأَنشد الأَصمعي، قَالَ: أَنشدناه الأَحْمر: تَعَلَّمْ أَنه لَا طَيرَ إِلَّا ... عَلَى مُتَطيِّرٍ، وَهُوَ الثُّبورُ بَلَى شَيءٌ يُوافِقُ بَعْضَ شيءٍ، ... أَحايِيناً، وباطلُه كَثِيرُ وَفِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ: كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ؛ وصَفَهم بالسُّكون وَالْوَقَارِ وأَنهم لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ طَيْشٌ وَلَا خِفَّةٌ. وَفِي فُلَانٍ طَيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وحِلْمُك عِزٌّ، إِذا مَا حَلُمْت، ... وطَيْرتُك الصابُ والحَنْظَلُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك. والطائرُ: مَا تيمَّنْتَ بِهِ أَو تَشاءَمْت، وأَصله فِي ذِي الْجَنَاحِ. وَقَالُوا لِلشَّيْءِ يُتَطَيَّرُ بِهِ مِنَ الإِنسان وغيرِه. طائرُ اللهِ لَا طائرُك، فرَفَعُوه عَلَى إِرادة: هَذَا طائرُ اللَّهِ، وَفِيهِ مَعْنَى الدُّعَاءِ، وإِن شِئْتَ نَصَبْتَ أَيضاً؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَاهُ فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لَا فِعْلُك وَمَا تَتخوّفُه؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ طَيْرُ اللهِ لَا طَيْرُك وطَيْرَ اللَّهِ لَا طَيرَك وطائرَ اللَّهِ لَا طائرَك وصباحَ اللهِ لَا صَباحَك، قَالَ: يَقُولُونَ هَذَا كلَّه إِذا تَطَيَّرُوا مِنَ الإِنسانِ، النصبُ عَلَى مَعْنَى نُحِبّ طائرَ اللَّهِ، وَقِيلَ بِنَصْبِهِمَا عَلَى مَعْنَى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لَا طائِرَك؛ قَالَ: والمصدرُ مِنْهُ الطِّيَرَة؛ وجَرَى لَهُ الطائرُ بأَمرِ كَذَا؛ وَجَاءَ فِي الشَّرِّ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ؛ الْمَعْنَى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الَّذِي يَلْحَقُهم هُوَ الَّذِي وُعِدُوا بِهِ فِي الْآخِرَةِ لَا مَا يَنالُهم فِي الدُّنْيا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طائرُهم حَظُّهم قَالَ الأَعشى: جَرَتْ لَهُمْ طَيرُ النُّحوسِ بأَشْأَم وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: زَجَرْت لَهُمْ طَيْرَ الشمالِ، فإِن تَكُن ... هَواكَ الَّذِي تَهْوى، يُصِبْك اجْتِنابُها وَقَدْ تَطَيَّر بِهِ، وَالِاسْمُ الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الطائرُ عِنْدَ الْعَرَبِ الحَظُّ، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ البَخْتَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الطائرُ مَعْنَاهُ عِنْدَهُمُ العمَلُ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الَّذِي قُلِّدَه، وَقِيلَ رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ العَلاء الأَنصارية: اقْتَسَمْنا الْمُهَاجِرِينَ فطارَ لَنَا عثمانُ بْنُ مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا مِنْهُمْ عثمانُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رُوَيْفِعٍ: إِنْ كَانَ أَحَدُنا فِي زَمَانِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيَطِير لَهُ النَّصْلُ وللآخَر القِدْح ؛ مَعْنَاهُ أَن الرجُلين كَانَا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فَيَقَعُ لأَحدهما نَصْلُه وَلِلْآخَرِ قِدْحُه. وطائرُ الإِنسانِ: مَا حصَلَ لَهُ فِي علْمِ اللَّهِ مِمَّا قُدّرَ لَهُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بالمَيْمونِ طائِرُه ؛ أَي بالمُبارَكِ حَظُّه؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصله مِنَ الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ؛ قيل حَظُّه، وَقِيلَ عَمَلُه، وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مَا عَمِل مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خَيْرًا فَخَيْرًا وإِن شَرًّا فَشَرًّا، وَالْمَعْنَى فِيمَا يَرَى أَهلُ النَّظَرِ: أَن لِكُلِّ امْرِئٍ الخيرَ والشرَّ قَدْ قَضاه اللَّهُ فَهُوَ لازمٌ عُنُقَه، وإِنما قِيلَ للحظِّ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ طائرٌ لِقَوْلِ الْعَرَبِ: جَرَى لَهُ الطائرُ بِكَذَا مِنَ الشَّرِّ، عَلَى طَرِيقِ الفَأْلِ والطِّيَرَةِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِمَا كَانَ لَهُ سَبَبًا، فخاطَبَهُم اللهُ بِمَا يَسْتَعْمِلُونَ وأَعْلَمَهم أَن ذَلِكَ الأَمرَ الَّذِي يُسَمّونه بِالطَّائِرِ يَلْزَمُه؛ وَقُرِئَ طائرَه وطَيْرَه، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا قِيلَ: عملُه خيرُه وشرُّه، وَقِيلَ: شَقاؤه وسَعادتُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِي هَذَا كُلِّهِ أَن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بِتَوْحِيدِهِ وطاعتِه وَيَنْهَاهُمْ عَنْ معْصيته، وعَلِم المُطِيعَ مِنْهُمْ والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه، فكتَبَ مَا علِمَه مِنْهُمْ أَجمعين وَقَضَى بِسَعَادَةِ مَنْ عَلِمَه مُطِيعاً، وشَقاوةِ مَنْ عَلِمَه عَاصِيًا، فَصَارَ لكلِّ مَنْ عَلِمه مَا هُوَ صائرٌ إِليه عِنْدَ حِسَابِه، فَذَلِكَ قولُه عَزَّ وَجَلَّ: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ ؛ أَي مَا طار له بَدْأً فِي عِلْم اللَّهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

وعِلْمُ الشَّهادةِ عِنْدَ كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الْغَيْبِ، والحجةُ تَلْزَمهُم بِالَّذِي يَعْمَلُونَ، وَهُوَ غيرُ مُخالف لِمَا عَلِمَه اللهُ مِنْهُمْ قَبْلَ كَوْنِهم. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَطَرْتُ الْمَالَ وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ مِنْهُمْ سَهْمُه أَي صارَ لَهُ وَخَرَجَ لَدَيْه سَهْمُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يذكرُ ميراثَ أَخيه بَيْنَ ورَثَتِه وحِيازةَ كُلِّ ذِي سهمٍ مِنْهُ سَهْمَه: تَطيرُ عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً ... ووَتْراً، والزَّعامةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ: الأَنْصباءُ، واحدُها شِرْكٌ. وَقَوْلُهُ شَفْعًا وَوَتْرًا أَي قُسِم لَهُمْ لِلذَّكَرِ مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ لِلذُّكُورِ مِنْ أَولاده. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ ثَمُودَ وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم الْمَبْعُوثِ إِليهم صالحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ، قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ؛ مَعْنَاهُ مَا أَصابَكم مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ فَمِنَ اللَّهِ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا، وَهُوَ فِي الأَصل تَطَيَّرنا، فأَجابَهم اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ: طائِرُكُمْ مَعَكُمْ ؛ أَي شُؤْمُكم معَكم، وَهُوَ كُفْرُهم، وَقِيلَ للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة لأَن الْعَرَبَ كَانَ مِنْ شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إِذا أَثارُوها، فَسَمَّوُا الشُّؤْمَ طَيْراً وَطَائِرًا وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بِهَا، ثُمَّ أَعْلَم اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن طِيَرَتَهم بِهَا باطِلَةٌ. وَقَالَ: لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هامةَ ؛ وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتفاءَلُ وَلَا يَتَطَيَّرُ ، وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ مِنْهَا مَا يَدُلّ عَلَى بُرْئِه كأَن سَمِع مُنَادِيًا نَادَى رَجُلًا اسْمُهُ سَالِمٌ، وَهُوَ عَليل، فأَوْهَمَه سلامَتَه مِنْ عِلّته، وَكَذَلِكَ المُضِلّ يَسْمع رَجُلًا يَقُولُ يَا واجدُ فيَجِدُ ضَالَّتَهُ؛ والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ، وَكَانَتِ العربُ مَذهبُها فِي الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عَنْهَا. والطِّيَرَةُ مِنِ اطَّيَّرْت وتطَيَّرت، وَمِثْلُ الطِّيَرة الخِيَرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ تطَيَّرْت مِنَ الشَّيْءِ وَبِالشَّيْءِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الطِّيَرَةُ، بِكَسْرِ الطَّاءِ وَفَتْحِ الْيَاءِ، مِثَالُ العِنَبةِ، وَقَدْ تُسَكَّنُ الياءُ، وَهُوَ مَا يُتَشاءمُ بِهِ مِنَ الفَأْل الردِيء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُحِبُّ الفأْلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مصدرُ تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً، قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ مِنَ الْمَصَادِرِ هَكَذَا غَيْرُهُمَا، قَالَ: وأَصله فِيمَا يُقَالُ التطَيُّرُ بِالسَّوَانِحِ والبوارِح مِنَ الظبَاءِ والطَّيْرِ وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ ذَلِكَ يَصُدُّهم عَنْ مقاصِدِهم فنَفاه الشرْعُ وأَبْطَلَه وَنَهَى عَنْهُ وأَخْبَر أَنه لَيْسَ لَهُ تأْثيرٌ فِي جَلْب نَفْع وَلَا دَفْع ضَرَرٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ثَلَاثَةٌ لَا يَسْلَم مِنْهَا أَحَدٌ: الطِّيَرَةُ والحَسَدُ: والظنُّ، قِيلَ: فَمَا نصْنعُ؟ قَالَ: إِذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإِذا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ، وإِذا ظَنَنْتَ فَلَا تُصَحِّحْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ؛ أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التَّاءُ فِي الطَّاءِ واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وَمَا مِنّا إِلَّا ... وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ مَقْطُوعًا وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُسْتَثْنَى أَي إِلا قَدْ يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ، فَحُذِفَ اخْتِصَارًا وَاعْتِمَادًا عَلَى فَهْمِ السَّامِعِ؛ وَهَذَا كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: مَا فِينَا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يَحْيَى بْنَ زكَرِيّا ، فأَظْهَر الْمُسْتَثْنَى، وَقِيلَ: إِن قولَه وَمَا مِنَّا إِلا مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَدْرَجَه فِي الْحَدِيثِ،

وإِنما جَعَل الطِّيَرَة مِنَ الشِّرك لأَنهم كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَن الطَّيْرَ تجْلُب لَهُمْ نَفْعًا أَو تَدْفَعُ عَنْهُمْ ضرَراً إِذا عَمِلُوا بِمُوجَبه، فكأَنهم أَشركوه مَعَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ، وقولُه: وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهبُه بِالتَّوَكُّلِ مَعْنَاهُ أَنه إِذا خَطَرَ لَهُ عارضُ التَّطيُّرِ فَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَسَلَّمَ إِليه وَلَمْ يَعْمَلْ بِذَلِكَ الخاطرِ غفَره اللَّهُ لَهُ وَلَمْ يُؤاخِذْه بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إياكَ وطِيراتِ الشَّباب ؛ أَي زلَّاتهم وعَثَراتهِم؛ جَمْعُ طِيرَة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الحَدِيد السَّرِيعِ الفَيْئَةِ: إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ. وَفَرَسٌ مُطارٌ: حديدُ الفُؤاد ماضٍ. والتَّطايُر والاسْتِطارةُ: التفرُّق. واسْتَطارَ الغُبارُ إِذا انْتَشر فِي الْهَوَاءِ. وغُبار طَيَّارٌ ومُسْتَطِير: مُنْتَشر. وصُبْحٌ مُسْتَطِير. ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ، وَكَذَلِكَ البَرْق والشَّيْب والشرُّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً . واسْتَطارَ الفجرُ وَغَيْرُهُ إِذا انْتَشَرَ فِي الأُفُق ضَوءُهُ، فَهُوَ مُسْتَطِير، وَهُوَ الصُّبْح الصَّادِقُ البيّنُ الَّذِي يُحَرِّم عَلَى الصَّائِمِ الأَكلَ والشربَ والجماعَ، وَبِهِ تَحُلُّ صَلَاةُ الْفَجْرَ، وَهُوَ الْخَيْطُ الأَبيض الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وأَما الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ، بِاللَّامِ، فَهُوَ المُسْتَدقّ الَّذِي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان، وَهُوَ الْخَيْطُ الأَسود وَلَا يُحَرِّم عَلَى الصَّائِمِ شَيْئًا، وَهُوَ الصُّبْحُ الْكَاذِبُ عِنْدَ الْعَرَبِ. وَفِي حَدِيثِ السُّجُودِ وَالصَّلَاةِ ذكرُ الْفَجْرِ المُسْتَطِير، هُوَ الَّذِي انْتَشَرَ ضَوْءُهُ واعْتَرض فِي الأُفُقِ خِلَافَ الْمُسْتَطِيلِ؛ وَفِي حَدِيثِ بَنِي قُرَيْظَةَ: وهانَ عَلَى سَراةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ، بالبُوَيْرةِ، مُسْتَطِيرُ أَي مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّقٌ كأَنه طارَ فِي نَوَاحِيهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ثارَ غضبُه: ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه. وَقَدِ اسْتطارَ البِلى فِي الثَّوْبِ والصَّدْعُ فِي الزُّجاجة: تَبَيّن فِي أَجزائهما. واسْتَطارَت الزُّجاجةُ: تَبَيَّنَ فِيهَا الانصداعُ مِنْ أَوّلها إِلى آخِرِهَا. واسْتطارَ الحائطُ: انْصدَع مِنْ أَوله إِلى آخِرِهِ؛ واسْتطارَ فِيهِ الشَّقّ: ارْتَفَعَ. وَيُقَالُ: اسْتطارَ فلانٌ سَيْفَه إِذَا انْتَزَعه مِنْ غِمْدِه مُسْرعاً؛ وأَنشد: إِذا اسْتُطِيرَتْ مِنْ جُفون الأَغْمادْ، ... فَقَأْنَ بالصَّقْع يَرابِيعَ الصادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ فِي الْحَائِطِ إِذا انْتَشَرَ فِيهِ. واسْتطارَ البَرْقُ إِذا انْتَشَرَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ. يُقَالُ: اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً، فَهُوَ مُسْتَطار إِذا ذُغِرَ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: مَتَى مَا تَلْقَني، فَرْدَينِ، تَرْجُفْ ... رَوانِفُ أَلْيَتَيكَ وتُسْتطارا واسْتُطِير الفرسُ، فَهُوَ مُسْتَطارٌ إِذا أَسْرَع الجَرْيَ؛ وَقَوْلُ عَدِيٍّ: كأَنَّ رَيِّقَه شُؤْبُوبُ غادِيةٍ، ... لَمَّا تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ مُسْطارا قِيلَ: أَراد مُسْتَطاراً فَحَذَفَ التَّاءَ، كَمَا قَالُوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت. وتَطايَرَ الشيءُ: طَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: خُذْ مَا تَطايَرَ مِنْ شَعرِك ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ شَعرِ رأْسِك ؛ أَي طَالَ وَتَفَرَّقَ. واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا الغُبارُ المُسْتطارُ انْعَقّا وكلبٌ مُسْتَطِير كَمَا يُقَالُ فَحْلٌ هائِجٌ. وَيُقَالُ أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إِذا أَرادت الفحلَ. وَبِئْرٌ مَطارةٌ: واسعةُ الفَمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فصل الظار المعجمة

كأَنّ حَفِيفَها، إِذ بَرّكوها، ... هُوِيّ الرِّيحِ فِي جَفْرٍ مَطارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ: أَلْقَحها كلَّها، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ إِذا أَعْجَلت اللَّقَحَ؛ وَقَدْ طَيَّرَت هِيَ لَقَحاً ولَقاحاً كَذَلِكَ أَي عَجِلت باللِّقاح، وَقَدْ طارَتْ بِآذَانِهَا إِذا لَقِحَتْ، وإِذا كَانَ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ حَمْل، فَهِيَ ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ، وَالَّذِي فِي بَطْنِهَا ملقوحةٌ وَمَلْقُوحٌ؛ وأَنشد: طَيّرها تعَلُّقُ الإِلْقاح، ... فِي الهَيْجِ، قَبْلَ كلَبِ الرِّياحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذَهَبُوا. ومَطارِ ومُطارٌ، كِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ؛ وَاخْتَارَ ابْنُ حَمْزَةَ مُطاراً، بِضَمِّ الْمِيمِ، وَهَكَذَا أَنشد، هَذَا الْبَيْتَ: حَتَّى إِذا كَانَ عَلَى مُطار وَالرِّوَايَتَانِ جَائِزَتَانِ مَطارِ ومُطار، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي مَطَرَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مُطار وَادٍ فِيمَا بَيْنَ السَّراة وَبَيْنَ الطَّائِفِ. والمُسْطارُ مِنَ الْخَمْرِ: أَصله مُسْتَطار فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ. وتَطايَرَ السحابُ فِي السَّمَاءِ إِذا عَمّها. والمُطَيَّرُ: ضَرْبٌ مِنَ البُرود؛ وَقَوْلُ العُجَير السَّلُولِيِّ: إِذا مَا مَشَتْ، نَادَى بِمَا فِي ثِيابها، ... ذَكِيٌّ الشَّذا، والمَنْدَليُّ المُطيَّرُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُطَيَّر هُنَا ضربٌ مِنْ صَنْعَتِهِ، وَذَهَبَ ابْنُ جِنِّي إِلى أَن المُطَيَّر الْعُودُ، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ بَدَلًا مِنَ المَنْدليِّ لأَن الْمَنْدَلِيَّ العُود الْهِنْدِيُّ أَيضاً، وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ عَنِ المُطَرَّى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبني؛ وَقِيلَ: المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَنْدَليّ مَنْسُوبٌ إِلى مَنْدَل بَلَدٌ بِالْهِنْدِ يُجْلَبُ مِنْهُ الْعُودُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَة: أُحِبُّ الليلَ أَنّ خَيالَ سَلْمى، ... إِذا نِمْنا، أَلمَّ بِنَا فَزارا كأَنّ الرَّكْبَ، إِذ طَرَقَتْكَ، بَاتُوا ... بمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قِمَارا وقِمار أَيضاً: مَوْضِعٌ بِالْهِنْدِ يُجْلَبُ مِنْهُ العُود. وطارَ الشَّعْرُ: طالَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: طِيرِي بِمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنه ... سَلِيمُ رِماحٍ، لَمْ تَنَلْه الزَّعانِفُ طِيرِي أَي اعْلَقي بِهِ. ومِخْراق: كَرِيمٌ لَمْ تَنَلْهُ الزَّعَانِفُ أَي النِّسَاءُ الزَّعَانِفُ، أَي لَمْ يَتزوّج لَئِيمَةً قَطُّ. سَلِيم رِماح أَي قَدْ أَصابته رماحٌ مِثْلُ سَلِيم الْحَيَّةِ. والطائرُ: فَرَسُ قَتَادَةَ بْنِ جَرِيرٍ. وَذُو المَطارة: جَبَلٌ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: رَجُلٌ مُمْسِكٌ بعِنانِ فَرسه فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِير عَلَى مَتْنِه ؛ أَي يُجْرِيه فِي الْجِهَادِ فَاسْتَعَارَ لَهُ الطَيرانَ. وَفِي حَدِيثِ وابِصَة: فَلَمَّا قُتل عُثْمَانُ طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مَالَ إِلى جِهَةٍ يَهواها وَتَعَلَّقَ بِهَا. والمَطارُ: مَوْضِعُ الطيَرانِ. فصل الظار المعجمة ظأر: الظِّئْرُ، مَهْمُوزٌ: العاطفةُ عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا المرْضِعةُ لَهُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، الذكرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَالْجَمْعُ أَظْؤُرٌ وأَظْآرٌ وظُؤُورٌ وظُؤَار، عَلَى فُعال بِالضَّمِّ؛ الأَخيرة مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ، وظُؤْرةٌ وَهُوَ عِنْدُ سِيبَوَيْهِ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كفُرْهةٍ لأَن فِعْلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّر عَلَى فُعْلةٍ عِنْدَهُ؛ وَقِيلَ: جَمْعُ الظِّئْر مِنَ الإِبل ظُؤارٌ، ومن النساء ظُؤُورة. وناقةٌ ظَؤُور: لَازِمَةٌ للفَصِيل أَو البَوِّ؛ وَقِيلَ:

مَعْطُوفَةٌ عَلَى غَيْرِ وَلَدِهَا، وَالْجَمْعُ ظُؤَارٌ، وَقَدْ ظَأَرها عَلَيْهِ يَظْأَرُها ظَأْراً وظِئاراً فاظّأَرَت، وقد تكون الظُّؤُورةُ الَّتِي هِيَ الْمَصْدَرُ فِي المرأَة؛ وَتَفْسِيرُ يَعْقُوبَ لِقَوْلِ رُؤْبَةُ: إِن تَمِيماً لَمْ يُراضَع مُسْبَعا بأَنه لَمْ يُدْفَع إِلى الظُّؤُورة، يجوز أَن تكون الظؤورة هُنَا مَصْدَرًا وأَن تَكُونَ جَمْعَ ظِئْرٍ، كَمَا قَالُوا الفُحُولة والبُعُولة. وَتَقُولُ: هَذِهِ ظِئْرِي، قَالَ: والظِّئْرُ سواءٌ فِي الذَّكَرِ والأُنثى مِنَ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذَكَر ابنَه إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: إِن لَهُ ظِئْراً فِي الْجَنَّةِ ؛ الظِّئْرُ: المُرْضِعة غَيْرَ وَلدها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سَيْفٍ القَيْنِ: ظِئْر إِبراهيم ابْنِ النَّبِيِّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَالصَّلَاةُ ، وَهُوَ زَوْجُ مُرْضِعته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الشَّهيدُ تَبْتَدِرهُ زَوْجَتاه كظِئْرَيْنِ أَضَلَّتا فَصِيلَيهما. وفي حديث عمرو: سأَله رَجُلٌ فأَعطاه رُبَعَةً مِنَ الصَّدَقَةِ يَتْبَعُها ظِئْراها أَي أُمُّها وأَبوها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الظأْرُ أَن تُعْطَفَ الناقةُ وَالنَّاقَتَانِ وأَكثرُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى فَصِيل وَاحِدٍ حَتَّى تَرْأَمَه وَلَا أَوْلادَ لَهَا وإِنما يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ليَستَدرُّوها بِهِ وإِلا لَمْ تَدِرّ؛ وَبَيْنَهُمَا مُظاءَرةٌ أَي أَن كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ظِئْرٌ لِصَاحِبِهِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: ظَأَرْتُ الناقةَ عَلَى وَلَدِهَا ظَأْراً، وَهِيَ ناقة مَظْؤُورة إِذا عَطَفْتَهَا عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: ظَأَرَتْهمُ بِعَصاً، ويا ... عَجَباً لِمَظْؤُورٍ وظائرْ قَالَ: والظِّئْرُ فِعْل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، والظَّأْر مَصْدَرٌ كالثِّنْيِ والثَّنْي، فالثِّنْيُ اسْمٌ للمَثْنِيّ، والثَّنْيُ فِعْل الثَّانِي، وَكَذَلِكَ القِطْفُ، والقَطْفُ والحِمْلُ والحَمْل. الْجَوْهَرِيُّ: وظأَرَت الناقةُ أَيضاً إِذا عَطفَت عَلَى البَوِّ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، فهي ظَؤُورٌ. وظاءَرَت المرأَةُ، بِوَزْنِ فاعَلَت: اتَّخَذَتْ وَلَدًا تُرْضِعه؛ واظّأَرَ لِوَلَدِهِ ظِئْراً: اتَّخَذَهَا. وَيُقَالُ لأَبي الْوَلَدِ لِصُلْبه: هُوَ مُظائرٌ لِتِلْكَ المرأَة. وَيُقَالُ: اظّأَرْتُ لِولدي ظئْراً أَي اتَّخَذْتُ، وَهُوَ افْتَعَلْتُ، فأُدْغِمت الطَّاءُ فِي بَابِ الِافْتِعَالِ فحُوِّلَت ظَاءً لأَن الظَّاءَ مِنْ فِخام حُرُوفِ الشجْر الَّتِي قُلِبَتْ مَخَارِجُهَا مِنَ التَّاءِ، فضَمُّوا إِليها حَرْفًا فَخْماً مِثْلَهَا لِيَكُونَ أَيسر عَلَى اللِّسَانِ لتَبايُنِ مَدْرجة الْحُرُوفِ الفِخام مِنْ مَدَارِجِ الْحُرُوفِ الفُخْتِ، وَكَذَلِكَ تَحْوِيلُ تِلْكَ التَّاءِ مَعَ الضَّادِ وَالصَّادِ طَاءً لأَنهما مِنَ الْحُرُوفِ الفِخَام، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي اظّلَم. وَيُقَالُ: ظَأَرَني فُلَانٌ عَلَى أَمر كَذَا وأَظْأَرَني وظاءَرَني عَلَى فاعَلني أَي عطفَني. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ أَمثالهم فِي الإِعطاء مِنَ الْخَوْفِ قَوْلُهُمْ: الطَّعْنُ يَظْأَرُ أَي يَعْطِف عَلَى الصُّلْح. يَقُولُ: إِذا خافَك أَن تَطْعَنَه فَتَقْتُلَه، عطفَه ذَلِكَ عليكَ فجادَ بمالِه لِلْخَوْفِ حِينَئِذٍ. أَبو زَيْدٍ: ظأَرْت مُظاءرةً إِذا اتخذْت ظِئْراً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا الطَّعْنُ ظِئارُ قومٍ، مُشْتَقّ مِنَ النَّاقَةِ يُؤْخَذُ عَنْهَا ولدُها فتُظْأَرُ عَلَيْهِ إِذا عَطفوها عَلَيْهِ فتُحِبّه وتَرْأَمُه؛ يَقُولُ: فأَخِفْهُمْ حَتَّى يُحِبّوك. الْجَوْهَرِيُّ: وَفِي الْمَثَلِ: الطَّعْنُ يُظْئِرُه أَي يَعْطِفه عَلَى الصُّلْح. قَالَ الأَصمعي: عَدْوٌ ظَأْرٌ إِذا كَانَ مَعَهُ مثلُه، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ مَعَ شَيْءٍ مِثْلِهِ، فَهُوَ ظَأْرٌ؛ وَقَوْلُ الأَرقط يَصِفُ حُمُراً: تَأْنيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ، ... والشَّدُّ تاراتٍ وعَدْوٌ ظَأْرُ التأْنيف: طلبُ أُنُفِ الكَلإِ؛ أَراد: عِنْدَهَا صَوْنٌ مِنَ العَدْوِ لَمْ تَبْذِله كلَّه، وَيُقَالُ للرُّكْن مِنْ أَركان

القَصْر: ظِئْرٌ، والدِّعامةُ تُبنى إِلى جَنْب حائطٍ ليُدْعَم عَلَيْهَا: ظِئرةٌ. وَيُقَالُ للظئْرِ: ظَؤُورٌ، فَعُول بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَقَدْ يُوصَفُ بالظُّؤَارِ الأَثافيّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والظُّؤَار الأَثافيُّ شُبِّهَت بالإِبِل لتعطُّفِها حَوْلَ الرماد؛ قال: سُفْعاً ظُؤَاراً حَوْلَ أَوْرَقَ جاثمٍ، ... لَعِلَ الرِّياحُ بتُرْبِه أَحْوالا وظأَرَني عَلَى الأَمر راوَدَني. اللَّيْثُ: الظَّؤُورُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَعْطِف عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا أَو عَلَى بَوٍّ؛ تَقُولُ: ظُئِرت فاظَّأَرتْ، بالظاء، فهي ظَؤُورٌ ومَظْؤُورةٌ، وجمع الظَّؤُور أَظْآرٌ وظُؤَارٌ؛ قَالَ مُتَمِّمٌ: فَمَا وَجْدُ أَظْآرٍ ثلاثٍ رَوائمٍ، ... رَأَينَ مَخَرّاً مِنْ حُوَارٍ ومَصْرَعا وَقَالَ آخَرُ فِي الظُّؤَار: يُعَقِّلُهنّ جَعْدةُ مِنْ سُلَيمٍ، ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظؤارِ والظِّئَارُ: أَن تعالِجَ الناقةَ بالغِمامةِ فِي أَنفِها لِكيْ تَظْأَر. ورُوي عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه اشْتَرَى نَاقَةً فرأَى فِيهَا تَشْريمَ الظِّئارِ فرَدَّها؛ وَالتَّشْرِيمُ: التَّشْقِيقُ. والظِّئارُ: أَن تُعْطَفَ الناقةُ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا، وَذَلِكَ أَن يُشَدَّ أَنْفُ النَّاقَةِ وعَيْناها وتُدَسَّ دُرْجةٌ مِنَ الخِرَق مَجْمُوعَةٌ فِي رَحِمِها، ويَخُلُّوه بِخلالَين، وتُجَلّل بغِمامة تَسْتُر رأْسها، وتُتْرَك كَذَلِكَ حَتَّى تَغُمَّها، وتَظُنَّ أَنها قَدْ مُخِضَت لِلْوِلَادَةِ ثُمَّ تُنْزع الدُّرْجة مِنْ حَيَائِهَا، ويُدْنى حُوارُ ناقةٍ أُخرى مِنْهَا قَدْ لُوِّثَ رأْسُه وجلدُه بِمَا خَرَجَ مَعَ الدُّرْجة مِنْ أَذى الرحِم؛ ثُمَّ يَفْتَحُونَ أَنفَها وعينَها، فإِذا رأَت الحُوارَ وشَمَّته ظنَّت أَنها ولدَتْه إِذا شافَتْه فَتَدِرّ عَلَيْهِ وتَرْأَمُه، وإِذا دُسَّت الدُّرجةُ فِي رَحِمِهَا ضُمَّ مَا بَيْنَ شُفْرَي حَيَائِهَا بسَيْرٍ، فأَراد بِالتَّشْرِيمِ مَا تخرَّق من شُفْريها؛ قال الشَّاعِرُ: وَلَمْ تَجْعَلْ لَهَا دُرَج الظِّئَارِ وَفِي الْحَدِيثِ: وَمَنْ ظَأَرَه الإِسلامُ ؛ أَي عطفَه عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَظأَرُكم إِلى الحَقّ وأَنتم تفِرّون مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ: قَدْ أَصَبْنا ناقَتيْك ونَتَجْناهما وظَأَرْناهما عَلَى أَولادهما. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَتَبَ إِلى هُنَيّ وَهُوَ فِي نَعَمِ الصَّدَقَةِ: أَن ظاوِر؛ قَالَ: فَكُنَّا نَجْمَعُ النَّاقَتَيْنِ والثلاثَ عَلَى الرُّبَعِ الْوَاحِدِ ثُمَّ نَحْدُرها إِليه. قَالَ شَمِرٌ: الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ظائِرْ، بِالْهَمْزِ، وَهِيَ المُظاءَرةُ. والظِّئارُ: أَن تُعْطَفَ الناقةُ إِذا مَاتَ ولدُها أَو ذُبِح عَلَى وَلَدِ الأُخرى. قَالَ الأَصمعي: كَانَتِ الْعَرَبُ إِذا أَرادت أَن تُغِيرَ ظاءَرَت، بِتَقْدِيرِ فاعَلَت، وَذَلِكَ أَنهم يُبْقُون اللبنَ ليَسْقوه الخيلَ. قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ لأَبي حَاتِمٍ فِي بَابِ الْبَقَرِ: قَالَ الطائِفِيّون إِذا أَرادت البقرةُ الفحلَ، فَهِيَ ضَبِعَة كَالنَّاقَةِ، وَهِيَ ظُؤْرَى، قَالَ: وَلَا فِعْلَ للظُّؤْرَى. ابْنُ الأَعرابي: الظُّؤْرةُ الدايةُ، والظُّؤْرةُ المُرْضِعة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قرأْت فِي بَعْضِ الْكُتُبِ اسْتَظْأَرَت الْكَلْبَةُ، بِالظَّاءِ، أَي أَجْعَلَت واسْتَحْرَمت؛ وَفِي كِتَابِ أَبي الْهَيْثَمِ فِي الْبَقَرِ: الظُّؤْرى مِنَ الْبَقَرِ وَهِيَ الضَّبِعةُ. قَالَ الأَزهري: وَرَوَى لَنَا الْمُنْذِرِيُّ فِي كِتَابِ الْفُرُوقِ: اسْتَظْأَرت الكلبةُ إِذا هَاجَتْ، فَهِيَ مُسْتَظْئرة، قَالَ: وأَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا.

ظرر: الظِّرُّ والظُّرَرَةُ والظُّرَرُ: الحَجَرُ عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ الْحَجَرُ المُدَوّر، وَقِيلَ: قِطْعَةُ حَجَرٍ لَهُ حَدّ كحدِّ السِّكِّينِ، وَالْجَمْعُ ظِرَّان وظُرَّان. قَالَ ثَعْلَبٌ: ظُرَر وظِرَّان كجُرَذٍ وجِرْذانٍ، وَقَدْ يَكُونُ ظِرّان وظُرّان جَمْعُ ظِرٍّ كَصِنْوٍ وصِنْوان وذِئْب وَذُؤْبَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن عدِيّ بْنَ حَاتِمٍ سأَله فَقَالَ: إِنَّا نَصيدُ الصَّيْدَ وَلَا نَجِدُ مَا نُذَكِّي بِهِ إِلَّا الظِّرَارَ وشِقّةَ العَصا، قَالَ: امْرِ الدمَ بِمَا شئْت. قَالَ الأَصمعي: الظِّرَارُ وَاحِدُهَا ظُرَرٌ، وَهُوَ حَجَرٌ مُحَدَّدٌ صُلْب، وجمعُه ظِرَارٌ، مِثْلُ رُطَب ورِطَابٍ، وظِرَّانٌ مِثْلُ صُرَدٍ وصِرْدان؛ قَالَ لَبِيدٌ: بجَسْرةٍ تَنْجُل الظِّرَّانَ ناجِيةً، ... إِذا تَوقَّدَ فِي الدَّيْموسةِ الظُّرَرُ وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ أَيضاً: لَا سكِّينَ إِلَّا الظِّرَّانُ ، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى أَظِرَّة؛ وَمِنْهُ: فأَخذت ظُرَراً مِنَ الأَظِرَّة فذَبَحْتُها بِهِ. شَمِرٌ: المَظَرّة فلْقة مِنَ الظِّرَّان يُقْطَعُ بِهَا، وَقَالَ: ظَرِير وأَظِرَّة، وَيُقَالُ ظُرَرَةٌ واحدةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الظِّرُّ حَجَر أَمْلَس عَرِيضٌ يَكسره الرجل فيَجْزِر الجَزورَ وَعَلَى كُلِّ لَوْنٍ يَكُونُ الظُّرَر، وَهُوَ قَبْلَ أَن يُكسر ظُرَرٌ أَيضاً، وَهِيَ فِي الأَرض سَلِيل وصَفائحُ مِثْلُ السُّيُوفِ. والسَّلِيل الْحَجَرُ الْعَرِيضُ؛ وأَنشد: تَقِيه مَظارِيرَ الصُّوى مِنْ نِعَالِهِ؛ ... بسورٍ تُلحِّيه الْحَصَى، كنَوى القَسْبِ وأَرض مَظِرَّة، بِكَسْرِ الظَّاءِ: ذاتُ حِجَارَةٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: ذَاتُ ظِرَّان. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: أَرى أَرضاً مَظَرَّةً، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالظَّاءِ، ذَاتَ ظِرَّان. والظَّرِيرُ: نَعْتُ الْمَكَانِ الحَزْن. والظَّرِيرُ: الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الْحِجَارَةِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والظَّرِيرُ: العلَمُ الَّذِي يُهْتدَى بِهِ، وَالْجَمْعُ أَظِرَّةٌ وظُرَّانٌ، مِثْلُ أَرْغْفِة ورُغْفانٍ. التَّهْذِيبَ: والأَظِرَّةُ مِنَ الأَعلام الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا مِثْلُ الأَمِرَّة، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مَمْطوراً «2». صُلْباً يُتَّخذُ مِنْهُ الرَّحى. والظُّرَرُ والمَظَرَّةُ: الْحَجَرُ يُقْطَعُ بِهِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ ظَرَرْتُ مَظَرَّةً، وَذَلِكَ أَن النَّاقَةَ إِذا أَبْلَمت، وَهُوَ دَاءٌ يأْخذها فِي حَلْقة الرَّحِمِ، فيَضِيق فيأْخذ الرَّاعِي مَظَرَّةً ويُدْخل يدَه فِي بَطْنِهَا مِنْ ظَبْيَتها ثُمَّ يَقْطَعُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ كالثُّؤْلولِ، وَهُوَ مَا أَبْلم فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، وظَرَّ مَظَرَّةً: قَطَعَهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَظِرِّي فإِنك نَاعِلَةٌ أَي ارْكَبِي الظُّرَرَ، وَالْمَعْرُوفُ بِالطَّاءِ، وَقَدْ تقدم. ظفر: الظُّفْرُ والظُّفُرُ: مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَظْفارٌ وأُظْفورٌ وأَظافيرُ، يَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ، وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: كُلُّ ذِي ظِفْر ، بِالْكَسْرِ، فَشَاذٌّ غَيْرُ مأْنوسٍ بِهِ إِذ لَا يُعْرف ظِفْر، بالكسر، وقالوا: الظُّفْر لِمَا لَا يَصِيد، والمِخْلَبُ لِمَا يَصِيد؛ كُلُّهُ مُذَكَّرٌ صَرَّحَ بِهِ اللِّحْيَانِيُّ، وَالْجَمْعُ أَظفار، وَهُوَ الأُظْفُورُ، وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ أَظافيرُ، لَا عَلَى أَنه جَمْعُ أَظفار الَّذِي هُوَ جَمْعُ ظُفْر لأَنه لَيْسَ كُلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ، وَلِهَذَا حَمَلَ الأَخفش قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ ، عَلَى أَنه جَمْعُ رَهْن ويُجَوّز قِلَّته لِئَلَّا يضْطَرَّه إِلى ذَلِكَ أَن يَكُونَ جمعَ رِهانٍ الَّذِي هُوَ جمعُ رَهْنٍ، وأَما مَنْ لَمْ يَقُلْ إِلَّا ظُفْر فإِن أَظافِيرَ عِنْدَهُ مُلْحَقةٌ بِبَابِ دُمْلوج، بِدَلِيلِ مَا انْضَافَ إِليها مِنْ زِيَادَةِ الْوَاوِ مَعَهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا مَذْهَبُ بَعْضِهِمْ. اللَّيْثُ: الظُّفْر ظُفْر الأُصبع وظُفْر الطَّائِرِ، والجمع الأَظفار، وجماعة

_ (2). قوله: [ممطوراً] بهامش الأَصل ما نصه: صوابه ممطولًا

الأَظْفار أَظافِيرُ، لأَن أَظفاراً بِوَزْنِ إِعْصارٍ، تَقُولُ أَظافِيرُ وأَعاصيرُ، وإِنْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الأَشعار جَازَ وَلَا يُتَكلّم بِهِ بِالْقِيَاسِ فِي كُلِّ ذَلِكَ سَوَاءٌ غَيْرَ أَن السَّمْعَ آنَسُ، فإِذا وَرَدَ عَلَى الإِنسان شَيْءٌ لَمْ يَسْمَعْهُ مُسْتَعْمَلًا فِي الْكَلَامِ اسْتوحَشَ مِنْهُ فَنَفَر، وَهُوَ فِي الأَشعار جيّدٌ جَائِزٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ؛ دَخَلَ فِي ذِي الظُّفْرِ ذواتُ الْمَنَاسِمِ مِنَ الإِبل والنعامِ لأَنها كالأَظْفار لَهَا. وَرَجُلٌ أَظْفَرُ: طَوِيلُ الأَظفار عريضُها، وَلَا فَعْلاء لَهَا مِنْ جِهَةِ السَّمَاعِ، ومَنْسِم أَظْفَرُ كَذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَظْفَرَ كالعَمُودِ إِذا اصْمَعَدّتْ ... عَلَى وَهَلٍ، وأَصفَرَ كالعَمُودِ والتَّظْفيرُ: غَمْزُ الظُّفْرِ فِي التُّفَّاحة وَغَيْرِهَا. وظَفَرَه يَظْفِرُه وظَفَّرَه واظَّفَرَه: غرزَ فِي وَجْهه ظُفْرَه. ويقال: ظَفَّرَ فلانٌ فِي وَجْهِ فلانٍ إِذا غَرَزَ ظُفْرَه فِي لَحْمِهِ فعَقَره، وَكَذَلِكَ التَّظْفِيرُ فِي القِثَّاء والبطِّيخ. وكلُّ مَا غَرَزْت فِيهِ ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثّرْتَ فِيهِ، فَقَدْ ظَفَرْته؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لخَنْدَق بْنِ إِياد: وَلَا تُوَقّ الحَلْقَ أَن تَظَفّرَا واظّفَرَ الرجلُ واطَّفَر أَي أَعْلَقَ ظُفْرَه، وَهُوَ افْتَعَلَ فأَدغم؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ بَازِيًا: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ ... أَبْصَرَ خِرْبانَ فَضاءٍ فَانْكَدَرْ شاكِي الكَلالِيبِ إِذا أَهْوَى اظَّفَرْ الكَلالِيبُ: مَخالِيبُ الْبَازِي، الْوَاحِدُ كَلّوب. وَالشَّاكِي: مأْخوذ مِنَ الشَّوْكةِ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ، أَي حادُّ المَخالِيبِ. واظّفَرَ أَيضاً: بِمَعْنَى ظَفِرَ بِهِمْ. وَرَجُلٌ مُقلَّم الظُّفْرِ عَنِ الأَذَى وكَلِيل الظُّفْرِ عَنِ العِدَى، وَكَذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه لمَقْلُومُ الظُّفُرِ أَي لَا يُنْكي عَدُوّاً؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: لَسْتُ بالفَانِي وَلَا كَلِّ الظُّفُرْ وَيُقَالُ للمَهين: هُوَ كَليلُ الظُّفُرِ. وَرَجُلٌ أَظْفَرُ بَيِّن الظُّفُرِ إِذا كَانَ طويلَ الأَظْفارِ، كَمَا تَقُولُ رَجُلٌ أَشْعَرُ طَوِيلُ الشَّعْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والظُّفْرُ ضَرْبٌ مِنَ العِطْر أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ مِنْ أَصله عَلَى شَكْلِ ظُفْر الإِنسان، يُوضَعُ فِي الدُّخْنَةِ، وَالْجَمْعُ أَظْفارٌ وأَظافِيرُ، وَقَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَالَ الأَزهري: لَا يُفْرَدُ مِنْهُ الْوَاحِدُ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ بَعْضُهُمْ أَظْفارةٌ وَاحِدَةٌ وَلَيْسَ بِجَائِزٍ فِي الْقِيَاسِ، وَيَجْمَعُونَهَا عَلَى أَظافِيرَ، وَهَذَا فِي الطِّيب، وإِذا أُفرد شَيْءٌ مِنْ نَحْوِهَا يَنْبَغِي أَن يَكُونَ ظُفْراً وفُوهاً، وَهُمْ يَقُولُونَ أَظفارٌ وأَظافِيرُ وأَفْواهٌ وأَفاوِيهُ لِهَذَيْنِ العِطْرَينِ. وظَفَّرَ ثَوبه: طيَّبَه بالظُّفْر. وَفِي حَدِيثِ أُمّ عَطِيَّةَ: لَا تَمَسّ المُحِدّ إِلَّا نُبْذَةً مِنْ قُسْطِ أَظفارٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ قُسْطٍ وأَظفار ؛ قَالَ: الأَظْفارُ جِنْسٌ مِنَ الطِّيب، لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَقِيلَ: وَاحِدَةُ ظُفْر، وَهُوَ شَيْءٌ مِنَ العِطْر أَسود والقطعةُ مِنْهُ شبيهةٌ بالظُّفْرِ. وظَفَّرَت الأَرض: أَخْرجت مِنَ النَّبَاتِ مَا يُمْكِنُ احْتِفَارُهُ بالظُّفْرِ. وظَفَّرَ العَرْفَجُ والأَرْطى: خَرَجَ مِنْهُ شِبهُ الأَظفار وَذَلِكَ حِينَ يُخَوِّصُ. وظَفَّرَ البَقْلُ: خَرَجَ كأَنه أَظفارُ الطَّائِرِ. وظَفَّرَ النَّصِيُّ والوَشِيجُ والبَرْدِيُّ والثُّمامُ والصِّلِّيَانُ والعَرَزُ والهَدَبُ إِذا خَرَجَ لَهُ عُنْقُرٌ أَصفر كالظُّفْرِ، وَهِيَ خُوصَةٌ تَنْدُرُ مِنْهُ فِيهَا نَوْرٌ أَغبر. الْكِسَائِيُّ: إِذا طَلَعَ النَّبْتُ قِيلَ: قَدْ ظَفَّرَ تَظْفِيراً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الأَظْفارِ.

الْجَوْهَرِيُّ: والظَّفَرُ مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وأَنبت. وَيُقَالُ: ظَفَّرَ النبتُ إِذا طَلَعَ مِقْدَارَ الظُّفْرِ. والظُّفْرُ والظَّفَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ يَكُونُ فِي الْعَيْنِ يَتَجَلَّلُها مِنْهُ غاشِيةٌ كالظُّفْرِ، وَقِيلَ: هِيَ لُحْمَةٌ تَنْبُتُ عِنْدَ المَآقي حَتَّى تَبْلُغَ السَّوَادَ وَرُبَّمَا أَخَذَت فِيهِ، وَقِيلَ: الظَّفَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، جُلَيْدَة تُغَشِّي العينَ تَنْبُتُ تِلْقَاءَ المَآقي وَرُبَّمَا قُطعت، وإِن تُركت غَشِيَتْ بَصر الْعَيْنِ حَتَّى تَكِلَّ، وَفِي الصِّحَاحِ: جُلَيْدة تُغَشِّي الْعَيْنَ نَابتة مِنَ الْجَانِبِ الَّذِي يَلِي الأَنف عَلَى بَيَاضِ الْعَيْنِ إِلى سوادهَا، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا ظُفْرٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: وَعَلَى عَيْنِهِ ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ ، بِفَتْحِ الظَّاءِ وَالْفَاءِ، وَهِيَ لَحْمَةٌ تَنْبُتُ عِنْدَ المَآقي وَقَدْ تَمْتَدُّ إِلى السَّوَادِ فتُغَشِّيه؛ وَقَدْ ظَفِرَتْ عينُه، بِالْكَسْرِ، تَظْفَرُ ظَفَراً، فَهِيَ ظَفِرَةٌ. وَيُقَالُ ظُفِرَ فلانٌ، فَهُوَ مَظْفُورٌ؛ وَعَيْنٌ ظَفِرَةٌ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: مَا القولُ فِي عُجَيِّزٍ كالحُمّره، ... بِعَيْنها مِنَ البُكاء ظَفَرَه، حَلَّ ابنُها فِي السِّجْن وَسْطَ الكَفَرَه؟ الْفَرَّاءُ: الظَّفَرَةُ لَحْمَةٌ تَنْبُتُ فِي الحَدَقَةِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الظُّفْر لَحْمٌ يَنْبُتُ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ وَرُبَّمَا جَلَّلَ الحَدَقَةَ. وأَظْفَارُ الْجِلْدِ: مَا تَكَسَّرَ مِنْهُ فَصَارَتْ لَهُ غُضُونٌ. وظَفَّرَ الجلدَ: دَلَكَهُ لِتَمْلاسَّ أَظْفارُه. الأَصمعي: فِي السِّيَةِ الظُّفْرُ وَهُوَ مَا وَرَاءَ معْقِدِ الوتَرِ إِلى طرَف القَوْس، وَالْجَمْعُ ظِفَرَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: هُنَا يُقَالُ للظُّفْرِ أُظْفُورٌ، وَجَمْعُهُ أَظافير؛ وأَنشد: مَا بَيْنَ لُقْمَتِها الأُولى، إِذا ازْدَرَدتْ، ... وبَيْنَ أُخْرَى تَلِيها، قِيسُ أُظْفُورِ والظَّفَرُ، بِالْفَتْحِ: الْفَوْزُ بِالْمَطْلُوبِ. اللَّيْثُ: الظَّفَرُ الْفَوْزُ بِمَا طلبتَ والفَلْجُ عَلَى مَنْ خَاصَمْتَ؛ وَقَدْ ظَفِرَ بِهِ وَعَلَيْهِ وظَفِرَهُ ظَفَراً، مِثْلَ لَحِقَ بِهِ ولَحِقَهُ فَهُوَ ظَفِرٌ، وأَظْفَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَعَلَيْهِ وظَفَّرَهُ بِهِ تَظْفِيراً. وَيُقَالُ: ظَفِرَ اللهُ فُلاناً عَلَى فُلَانٍ، وَكَذَلِكَ أَظْفَرَهُ اللهُ. وَرَجُلٌ مُظَفَّرٌ وظَفِرٌ وظِفِّيرٌ: لَا يُحَاوِلُ أَمراً إِلَّا ظَفِرَ بِهِ؛ قَالَ الْعُجَيْرُ السَّلُولِيُّ يَمْدَحُ رَجُلًا: هُوَ الظَّفِرُ المَيْمُونُ، إِنْ رَاحَ أَو غَدَا ... بِهِ الركْبُ، والتِّلْعابةُ المُتَحَبِّبُ وَرَجُلٌ مُظَفَّرٌ: صَاحِبُ دَوْلَةٍ فِي الْحَرْبِ. وَفُلَانٌ مُظَفَّرٌ: لا يَؤُوب إِلَّا بالظَّفَر فثُقِّلَ نعتُه لِلْكَثْرَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. وإِن قِيلَ: ظَفَّرَ اللَّهُ فُلَانًا أَي جَعَلَهُ مُظَفَّراً جَازَ وحسُن أَيضاً. وَتَقُولُ: ظَفَّره اللَّهُ عَلَيْهِ أَي غَلّبه عَلَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ إِذا سُئِلَ: أَيهما أَظْفَرُ، فأَخْبِرْ عَنْ وَاحِدٍ غلَب الْآخَرَ؛ وَقَدْ ظَفّره. قَالَ الأَخفش: وَتَقُولُ الْعَرَبُ: ظَفِرْت عَلَيْهِ فِي مَعْنَى ظَفِرْت بِهِ. وَمَا ظَفَرتْكَ عَيْني مُنْذ زمانٍ أَي مَا رَأَتْك، وَكَذَلِكَ مَا أَخَذَتْكَ عيني مند حِينٍ. وظَفَّرَه: دَعا لَه بالظَّفَر؛ وظَفِرْت بِهِ، فأَنا ظافرٌ وَهُوَ مَظْفُورٌ بِهِ. وَيُقَالُ: أَظْفَرَنيَ اللَّهُ بِهِ. وتَظَافَرَ القومُ عَلَيْهِ وتظاهَرُوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وظَفارِ مِثْلَ قَطَامِ مَبْنِيَّةٌ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هِيَ قَرْية مِنْ قُرَى حِمْير إِليها يُنْسَبُ الجَزْع الظَّفارِيّ، وَقَدْ جَاءَتْ مَرْفُوعَةً أُجْرِيَت مُجْرَى رَبابِ إِذا سَمّيْتَ بِهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جَزْعٌ ظَفارِيّ مَنْسُوبٌ إِلى ظَفارِ أَسد مَدِينَةٍ بِالْيَمَنِ، وَكَذَلِكَ عُودٌ ظَفارِيّ مَنْسُوبٌ، وَهُوَ الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخّر بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَنْ دَخل ظَفارِ حَمّرَ أَي تَعَلَّمَ الحِمْيَريّة؛ وَقِيلَ: كُلُّ أَرض ذَاتِ مَغَرّةٍ ظَفارِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لباسُ آدَم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الظُّفُرَ ؛ أَي شَيْءٌ يُشْبِه الظُّفُرَ فِي بَيَاضِهِ وَصَفَائِهِ وكثافِته. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: عِقد مِنْ جَزْع أَظفار ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ وأُريد بِهَا العطْرُ الْمَذْكُورُ أَوَّلًا كأَنه يُؤْخَذُ فيُثْقَبُ ويُجْعل فِي العِقْد وَالْقِلَادَةِ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي الرِّوَايَةِ أَنه مِنْ جَزْعِ ظَفارِ مَدِينَةٍ لحِمْير بِالْيَمَنِ. والأَظْفارُ: كِبارُ القِرْدانِ وكواكبُ صِغارٌ. وظَفْرٌ ومُظَفَّرٌ ومِظْفارٌ: أَسماء. وَبَنُو ظَفَر: بَطْنانِ بَطْنٌ فِي الأَنصار.، وَبَطْنٌ فِي بني سليم. ظهر: الظَّهْر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: خِلافُ البَطْن. والظَّهْر مِنَ الإِنسان: مِنْ لَدُن مُؤخَّرِ الْكَاهِلِ إِلى أَدنى الْعَجُزِ عِنْدَ آخِرِهِ، مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، صَرَّحَ بِذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ، وَهُوَ مِنَ الأَسماء الَّتِي وُضِعَت مَوْضِعَ الظُّرُوفِ، وَالْجَمْعُ أَظْهُرٌ وظُهور وظُهْرانٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: الظَّهْرُ سِتُّ فقارات، والكاهلُ والكَتِدُ [الكَتَدُ] ستُّ فَقَارَاتٍ، وَهُمَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، وَفِي الرَّقبَة سِتُّ فقارات؛ قال أَبو الهيثم: الظَّهْر الَّذِي هُوَ سِتُّ فِقَرٍ يكْتَنِفُها المَتْنانِ، قَالَ الأَزهري: هَذَا فِي الْبَعِيرِ؛ وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: وَلَمْ يَنْسَ حقَّ اللَّهِ فِي رِقابِها وَلَا ظُهورها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حَقُّ الظهورِ أَن يَحْمِلَ عَلَيْهَا مُنْقَطِعاً أَو يُجاهدَ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: ومِنْ حَقِّها إِفْقارُ ظَهْرِها. وقَلَّبَ الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ: أَنْعَمَ تَدْبِيرَه، وَكَذَلِكَ يَقُولُ المُدَبِّرُ للأَمر. وقَلَّبَ فُلَانٌ أَمْره ظَهْرًا لِبَطْنٍ وظهرَه لِبَطْنه وظهرَه لِلْبَطْنِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كَيْفَ تَرَانِي قَالِبًا مِجَنّي، ... أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه لِلْبَطْنِ وإِنما اخْتَارَ الْفَرَزْدَقُ هَاهُنَا لِلْبَطْنِ عَلَى قَوْلِهِ لِبَطْنٍ لأَن قَوْلَهُ ظَهْرَه مَعْرِفَةٌ، فأَراد أَن يَعْطِفَ عَلَيْهِ مَعْرِفَةً مِثْلَهُ، وإِن اخْتَلَفَ وَجْهُ التَّعْرِيفِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ مِنَ الْفِعْلِ يُبْدَل فِيهِ الْآخِرُ مِنَ الأَول يَجْرِي عَلَى الِاسْمِ كَمَا يَجْرِي أَجْمعون عَلَى الِاسْمِ، ويُنْصَبُ بِالْفِعْلِ لأَنه مَفْعُولٌ، فَالْبَدَلُ أَن يَقُولَ: ضُرب عبدُ اللَّهِ ظَهرُه وبَطنُه، وضُرِبَ زَيدٌ الظهرُ والبطنُ، وقُلِبَ عَمْرٌو ظَهْرُه وبطنُه، فَهَذَا كُلُّهُ عَلَى الْبَدَلِ؛ قَالَ: وإِن شِئْتَ كَانَ عَلَى الِاسْمِ بِمَنْزِلَةِ أَجمعين، يَقُولُ: يَصِيرُ الظَّهْرُ وَالْبَطْنُ تَوْكِيدًا لِعَبْدِ اللَّهِ كَمَا يَصِيرُ أَجمعون تَوْكِيدًا لِلْقَوْمِ، كأَنك قُلْتَ: ضُرِبَ كُلّه؛ قَالَ: وإِن شِئْتَ نَصَبْتَ فَقُلْتَ ضُرِب زيدٌ الظَّهرَ والبطنَ، قَالَ: وَلَكِنَّهُمْ أَجازوا هَذَا كَمَا أَجازوا دَخَلْتُ البيتَ، وإِنما مَعْنَاهُ دَخَلْتُ فِي الْبَيْتِ وَالْعَامِلُ فِيهِ الْفِعْلُ، قَالَ: وَلَيْسَ المنتصبُ هَاهُنَا بِمَنْزِلَةِ الظُّرُوفِ لأَنك لَوْ قُلْتَ: هُوَ ظَهْرَه وبَطْنَه وأَنت تَعْنِي شَيْئًا عَلَى ظَهْرِهِ لَمْ يَجُزْ، وَلَمْ يُجِيزُوهُ فِي غَيْرِ الظَّهْر والبَطْن والسَّهْل والجَبَلِ، كَمَا لَمْ يَجُزْ دخلتُ عبدَ اللَّهِ، وَكَمَا لَمْ يَجُزْ حَذْفُ حَرْفِ الْجَرِّ إِلَّا فِي أَماكن مِثْلِ دَخَلْتُ البيتَ، وَاخْتَصَّ قَوْلُهُمْ الظهرَ والبطنَ والسهلَ والجبلَ بِهَذَا، كَمَا أَن لَدُنْ مَعَ غُدْوَةٍ لَهَا حَالٌ لَيْسَتْ فِي غَيْرِهَا مِنَ الأَسماء. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وبَطْنٌ وَلِكُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ وَلِكُلِّ حَدّ مُطَّلَعٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ بَعْضُهُمْ الظَّهْرُ لَفْظُ الْقُرْآنِ وَالْبَطْنُ تأْويله، وَقِيلَ: الظَّهْرُ الْحَدِيثُ وَالْخَبَرُ، وَالْبَطْنُ مَا فِيهِ مِنَ الْوَعْظِ وَالتَّحْذِيرِ وَالتَّنْبِيهِ، والمُطَّلَعُ مَأْتى الْحَدِّ ومَصْعَدُه، أَي قَدْ عَمِلَ بِهَا قَوْمٌ أَو سَيَعْمَلُونَ؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ لَهَا ظَهْرٌ وبَطْن قِيلَ: ظَهْرُهَا لَفْظُهَا وَبَطْنُهَا مَعْنَاهَا وَقِيلَ: أَراد بِالظَّهْرِ مَا ظَهَرَ تأْويله وَعُرِفَ مَعْنَاهُ، وَبِالْبَطْنِ مَا بَطَنَ تَفْسِيرُهُ، وَقِيلَ: قِصَصُه

فِي الظَّاهِرِ أَخبار وَفِي الْبَاطِنِ عَبْرَةٌ وَتَنْبِيهٌ وَتَحْذِيرٌ، وَقِيلَ: أَراد بِالظَّهْرِ التِّلَاوَةَ وَبِالْبَطْنِ التَّفَهُّمَ وَالتَّعَلُّمَ. والمُظَهَّرُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ مُشَدَّدَةً: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الظَّهْرِ. وظَهَره يَظْهَرُه ظَهْراً: ضَرَبَ ظَهْره. وظَهِرَ ظَهَراً: اشْتَكَى ظَهْره. وَرَجُلٌ ظَهِيرٌ: يَشْتَكِي ظَهْرَه. والظَّهَرُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ ظَهِرَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، إِذا اشْتَكَى ظَهْره. الأَزهري: الظُّهارُ وَجَعُ الظَّهْرِ، وَرَجُلٌ مَظْهُورٌ. وظَهَرْتُ فُلَانًا: أَصبت ظَهْره. وَبَعِيرٌ ظَهِير: لَا يُنْتَفَع بظَهْره مِنَ الدَّبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَاسِدُ الظَّهْر مِنْ دَبَرٍ أَو غيره؛ قال ابن سيده: رَوَاهُ ثَعْلَبٌ. وَرَجُلٌ ظَهيرٌ ومُظَهَّرٌ: قويُّ الظَّهْرِ وَرَجُلٌ مُصَدَّر: شَدِيدُ الصَّدْر، ومَصْدُور: يَشْتَكِي صَدْرَه؛ وَقِيلَ: هُوَ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ مِنْ غَيْرِ أَن يُعَيَّن مِنْهُ ظَهْرٌ وَلَا غَيْرُهُ، وَقَدْ ظَهَرَ ظَهَارَةً. وَرَجُلٌ خَفِيفُ الظَّهْر: قَلِيلُ الْعِيَالِ، وَثَقِيلُ الظَّهْرِ كَثِيرُ الْعِيَالِ، وَكِلَاهُمَا عَلَى المَثَل. وأَكَل الرجُل أَكْلَةً ظَهَرَ مِنْهَا ظَهْرَةً أَي سَمِنَ مِنْهَا. قَالَ: وأَكل أَكْلَةً إِن أَصبح مِنْهَا لَنَاتِيًّا، وَلَقَدْ نَتَوْتُ مِنْ أَكلة أَكلتها؛ يَقُولُ: سَمِنْتُ مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنى أَي مَا كَانَ عَفْواً قَدْ فَضَلَ عَنْ غِنًى، وَقِيلَ: أَراد مَا فَضَلَ عَنِ العِيَال؛ والظَّهْرُ قَدْ يُزَادُ فِي مِثْلِ هَذَا إِشباعاً لِلْكَلَامِ وَتَمْكِينًا كأَنَّ صَدَقَتَهُ إِلى ظَهْرٍ قَويٍّ مِنَ الْمَالِ. قَالَ مَعْمَرٌ: قلتُ لأَيُّوبَ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، مَا ظَهْرُ غِنًى؟ قَالَ أَيوب: مَا كَانَ عَنْ فَضْلِ عِيَالٍ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: مَا رأَيتُ أَحداً أَعطى لجَزِيلٍ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَةَ ، قِيلَ: عَنْ ظَهْرِ يَدٍ ابْتدَاءً مِنْ غَيْرِ مكافأَة. وفلانٌ يأْكل عَنْ ظَهْرِ يَدِ فُلانٍ إِذا كَانَ هُوَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ. والفُقَراء يأْكلون عَنْ ظَهْرِ أَيدي النَّاسِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: هَذَا ظَهْرُ السَّمَاءِ وَهَذَا بَطْنُ السَّمَاءِ لِظَاهِرِهَا الَّذِي تَرَاهُ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا جَاءَ فِي الشَّيْءِ ذِي الْوَجْهَيْنِ الَّذِي ظَهْرُه كَبَطْنه، كَالْحَائِطِ الْقَائِمِ لِمَا وَلِيَك يُقَالُ بطنُه، وَلِمَا وَلِيَ غَيْرَك ظَهْرُه. فأَما ظِهارَة الثَّوْبِ وبِطانَتُه، فالبطانَةُ مَا وَلِيَ مِنْهُ الجسدَ وَكَانَ دَاخِلًا، والظِّهارَةُ مَا عَلَا وظَهَرَ وَلَمْ يَل الجسدَ؛ وَكَذَلِكَ ظِهارَة البِسَاطِ؛ وَبِطَانَتُهُ مِمَّا يَلِي الأَرضَ. وَيُقَالُ: ظَهَرْتُ الثوبَ إِذا جعلتَ لَهُ ظِهَارَة وبَطَنْتُه إِذَا جعلتَ لَهُ بِطانَةً، وَجَمْعُ الظِّهارَة ظَهَائِر، وَجَمْعُ البِطَانَة بَطَائِنُ والظِّهَارَةُ، بِالْكَسْرِ: نَقِيضُ البِطانة. وَظَهَرْتُ الْبَيْتَ: عَلَوْتُه. وأَظْهَرْتُ بِفُلَانٍ: أَعليت بِهِ. وَتَظَاهَرَ القومُ: تَدابَرُوا كأَنه ولَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ظَهْرَه إِلى صَاحِبِهِ. وأَقْرانُ الظَّهْرِ: الَّذِينَ يَجِيئُونَكَ مِنْ وَرَائِكَ أَو مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِك فِي الْحَرْبِ، مأْخوذ مِنَ الظَّهْرِ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ: لكانَ جَمِيلٌ أَسْوَأَ الناسِ تِلَّةً، ... وَلَكُنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مقَاتِلُ الأَصمعي: فُلَانٌ قِرْنُ الظَّهْر، وَهُوَ الَّذِي يأْتيه مِنْ وَرَائِهِ وَلَا يَعْلَمُ؛ قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: فَلَوْ كَانَ قِرْني وَاحِدًا لكُفِيتُه، ... ولكنَّ أَقْرانَ الظُّهُورِ مقَاتِلُ وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده: فَلَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا لقُونا بِمثْلِنَا، ... ولَكنَّ أَقْرانَ الظُّهورِ مُغالِبُ قَالَ: أَقران الظُّهُورِ أَن يَتَظَاهَرُوا عَلَيْهِ، إِذا جَاءَ اثْنَانِ وأَنت وَاحِدٌ غَلَبَاكَ.

وشَدَّه الظُّهاريَّةَ إِذا شَدَّه إِلى خَلْف، وَهُوَ مِنَ الظَّهْر. ابْنُ بُزُرج. أَوْثَقَهُ الظُّهارِيَّة أَي كَتَّفَه. والظَّهْرُ: الرِّكابُ الَّتِي تَحْمِلُ الأَثقال فِي السَّفَرِ لِحَمْلِهَا إِياها عَلَى ظُهُورها. وَبَنُو فُلَانٍ مُظْهِرون إِذا كَانَ لَهُمْ ظَهْر يَنْقُلُون عَلَيْهِ، كَمَا يُقَالُ مُنْجِبُون إِذا كَانُوا أَصحاب نَجائِبَ. وَفِي حَدِيثِ عَرْفَجَة: فَتَنَاوَلَ السَّيْفَ مِنَ الظَّهْر فَحذَفَهُ بِهِ ؛ الظَّهْر: الإِبل الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا وَيُرْكَبُ. يُقَالُ: عِنْدَ فُلَانٍ ظَهْر أَي إِبل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتأْذن لَنَا فِي نَحْر ظَهْرنا؟ أَي إِبِلِنَا الَّتِي نَرْكَبُهَا؛ وتُجْمَعُ عَلَى ظُهْران، بِالضَّمِّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَجَعَلَ رجالٌ يستأْذنونه فِي ظُهْرانهم فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ. وفلانٌ عَلَى ظَهْرٍ أَي مُزْمِعٌ لِلسَّفَرِ غَيْرُ مُطَمْئِنٍّ كأَنه قَدْ رَكِبَ ظَهْراً لِذَلِكَ؛ قَالَ يَصِفُ أَمواتاً: وَلَوْ يَسْتَطِيعُون الرَّواحَ، تَرَوَّحُوا ... مَعِي، أَو غَدَوْا فِي المُصْبِحِين عَلَى ظَهْرِ وَالْبَعِيرُ الظِّهْرِيُّ، بِالْكَسْرِ: هُوَ العُدَّة لِلْحَاجَةِ إِن احْتِيجَ إِليه، نُسِبَ إِلى الظَّهْر نَسَباً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. يُقَالُ: اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيرًا أَو بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ أَي عُدَّةً، وَالْجَمْعُ ظَهارِيٌّ وظَهَارِيُّ، وَفِي الصِّحَاحِ: ظَهَارِيُّ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لأَن يَاءَ النِّسْبَةِ ثَابِتَةٌ فِي الْوَاحِدِ. وبَعير ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهارَة إِذا كَانَ شَدِيدًا قَوِيًّا، وَنَاقَةٌ ظَهِيرَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الظَّهِيرُ مِنَ الإِبل الْقَوِيُّ الظَّهْر صَحِيحُهُ، وَالْفِعْلُ ظَهَرَ ظَهارَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَمَدَ إِلى بَعِيرٍ ظَهِير فأَمَرَ بِهِ فَرُحِلَ ، يَعْنِي شَدِيدَ الظَّهْرِ قَوِيًّا عَلَى الرِّحْلَةِ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الظَّهْرِ؛ وَقَدْ ظَهَّر بِهِ واسْتَظَهْرَهُ. وظَهَرَ بحاجةِ الرَّجُلِ وظَهَّرها وأَظْهَرها: جَعَلَهَا بظَهْرٍ وَاسْتَخَفَّ بِهَا وَلَمْ يَخِفَّ لَهَا، وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ أَنه جَعَلَ حَاجَتَهُ وَرَاءَ ظَهْرِه تَهَاوُنًا بِهَا كأَنه أَزالها وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِليها. وَجَعَلَهَا ظِهْرِيَّةً أَي خَلْفَ ظَهْر، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ، بِخِلَافِ قَوْلِهِمْ وَاجَهَ إِرادَتَهُ إِذا أَقْبَلَ عَلَيْهَا بِقَضَائِهَا، وجَعَلَ حاجَتَه بظَهْرٍ كَذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَمِيمُ بنَ قَيْسٍ لا تَمُونَنَّ حاجَتِي ... بظَهْرٍ، فَلَا يَعْيا عَليَّ جَوابُها والظِّهْرِيُّ: الَّذِي تَجْعَلُه بظَهْر أَي تَنْسَاهُ. والظِّهْرِيُّ: الَّذِي تَنْساه وتَغْفُلُ عَنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا ؛ أَي لَمْ تَلْتَفِتوا إِليه. ابْنُ سِيدَهْ: وَاتَّخَذَ حَاجَتَهُ ظِهْرِيّاً اسْتَهان بِهَا كأَنه نَسَبها إِلى الظَّهْر، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا قَالُوا فِي النَّسَبِ إِلى البَصْرَة بِصْريُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: اتَّخَذْتُموه وَرَاءَكم ظِهْرِيّاً حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغاراتُ أَي جَعَلْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، قَالَ: وَكَسْرُ الظَّاءِ مِنْ تَغْيِيرَاتِ النَّسَب؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا : نَبَذْتُمْ ذِكْرَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ تَرَكْتُمْ أَمر اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ، يَقُولُ شُعَيْبٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَظَّمْتُمْ أَمْرَ رَهْطي وَتَرَكْتُمْ تَعْظِيمَ اللَّهِ وَخَوْفَهُ. وَقَالَ فِي أَثناء التَّرْجَمَةِ: أَي وَاتَّخَذْتُمُ الرَّهْطَ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً تَسْتَظْهِرُون بِهِ عليَّ، وَذَلِكَ لَا يُنْجِيكُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. يُقَالُ: اتَّخَذَ بَعِيرًا ظِهْرِيّاً أَي عُدَّةً. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا يُعْنَى بِهِ: قَدْ جَعَلْتُ هَذَا الأَمر بظَهْرٍ ورَميته بظَهْرٍ. وقولهم. ولا تَجْعَلْ حَاجَتِي بظَهْر أَي لَا تَنْسَها. وحاجتُه عِنْدَكَ ظاهرةٌ أَي مُطَّرَحَة وَرَاءَ الظَّهْرِ. وأَظْهَرَ بِحَاجَتِهِ واظَّهَرَ: جَعَلَهَا وَرَاءَ ظَهْرِه، أَصله اظْتَهر. أَبو عُبَيْدَةَ: جَعَلْتُ حاجته بظَهْرٍ أَي بظَهْرِي خَلْفِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا ، وَهُوَ اسْتِهَانَتُكَ بِحَاجَةِ الرَّجُلِ. وَجَعَلَنِي بظَهْرٍ أَي طَرَحَنِي.

وظَهَرَ بِهِ وَعَلَيْهِ يَظْهَرُ: قَوِيَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ؛ أَي لَمْ يَبْلُغُوا أَن يُطِيقُوا إِتيانَ النِّسَاءِ؛ وَقَوْلُهُ: خَلَّفْتَنا بَيْنَ قَوْم يَظْهَرُون بِنَا، ... أَموالُهُمْ عازِبٌ عَنَّا ومَشْغُولُ هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ ظَهَرَ بِهِ إِذا جَعَلَهُ وَرَاءَهُ، قَالَ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، وأَراد مِنْهَا عَازِبٌ وَمِنْهَا مَشْغُولُ، وَكُلُّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الظَّهْر. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها ؛ رَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الكَفُّ والخاتَمُ والوَجْهُ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ القُلْبُ والفَتَخة ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ الثِّيَابُ. والظَّهْرُ: طَرِيقُ البَرِّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَطَرِيقُ الظَّهْر طَرِيقُ البَرِّ، وَذَلِكَ حِينَ يَكُونُ فِيهِ مَسْلَك فِي الْبَرِّ وَمَسْلَكٌ فِي الْبَحْرِ. والظَّهْرُ مِنَ الأَرض: مَا غَلُظَ وَارْتَفَعَ، وَالْبَطْنُ مَا لانَ مِنْهَا وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ. وَسَالَ الْوَادِي ظَهْراً إِذَا سَالَ بمَطَرِ نَفْسِهِ، فَإِنْ سَالَ بِمَطَرِ غَيْرِهِ قِيلَ: سَالَ دُرْأً؛ وَقَالَ مَرَّةً: سَالَ الْوَادِي ظُهْراً كَقَوْلِكَ ظَهْراً؛ قَالَ الأَزهري: وأَحْسِبُ الظُّهْر، بِالضَّمِّ، أَجْودَ لأَنه أَنشد: وَلَوْ دَرَى أَنَّ مَا جاهَرتَني ظُهُراً، ... مَا عُدْتُ مَا لأْلأَتْ أَذنابَها الفُؤَرُ وظَهَرت الطيرُ مِنْ بَلَدِ كَذَا إِلى بَلَدِ كَذَا: انْحَدَرَتْ مِنْهُ إِليه، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ النَّسْرَ فَقَالَ يَذْكُر النُّسُورَ: إِذا كَانَ آخِرُ الشِّتَاءِ ظَهَرَتْ إِلى نَجْدٍ تَتَحيَّنُ نِتاجَ الْغَنَمِ فتأْكل أَشْلاءَها. وَفِي كِتَابِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى أَبي عُبيدة: فاظْهَرْ بِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِليها يَعْنِي إِلى أَرض ذَكَرَهَا، أَي اخْرُجْ بِهِمْ إِلى ظَاهِرِهَا وأَبْرِزْهم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ يُصَلِّي العَصْر فِي حُجْرتي قَبْلَ أَن تَظْهَرَ ، تَعْنِي الشَّمْسَ، أَي تَعْلُوَ السَّطْحَ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَمْ تَظْهَر الشمسُ بَعْدُ مِنْ حُجْرتها أَي لَمْ تَرْتَفِعْ وَلَمْ تَخْرُجْ إِلى ظَهْرها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وإِنا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرا يَعْنِي مَصْعَداً. والظاهِرُ: خِلَافُ الْبَاطِنِ؛ ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً، فَهُوَ ظَاهِرٌ وظهِير؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِنَّ بَنِي لِحْيَانَ، إِمَّا ذَكَرْتُهُم، ... ثَناهُمْ، إِذا أَخْنَى اللِّئامُ، ظَهِيرُ وَيُرْوَى طَهِيرُ، بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ ؛ قِيلَ: ظَاهَرَهُ المُخالَّةُ عَلَى جِهَةِ الرِّيبَةِ، وَبَاطِنِهِ الزِّنَا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن الْمَعْنَى اتْرُكُوا الإِثم ظَهْراً وبَطْناً أَي لَا تَقْرَبُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ جَهْراً وَلَا سِرًّا. والظاهرُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي ظَهَرَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ وَعَلَا عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: عُرِفَ بِطَرِيقِ الِاسْتِدْلَالِ الْعَقْلِيِّ بِمَا ظَهَرَ لَهُمْ مِنْ آثَارِ أَفعاله وأَوصافه. وَهُوَ نَازِلٌ بَيْنَ ظَهْرَيْهم وظَهْرانَيْهِم، بِفَتْحِ النُّونِ وَلَا يُكْسَرُ: بَيْنَ أَظْهُرِهم. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَقاموا بَيْنَ ظَهْرانيهم وَبَيْنَ أَظْهرهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ وَالْمُرَادُ بِهَا أَنهم أَقاموا بَيْنَهُمْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِظْهَارِ وَالِاسْتِنَادِ لَهُمْ، وَزِيدَتْ فِيهِ أَلف وَنُونٌ مَفْتُوحَةٌ تأْكيداً، وَمَعْنَاهُ أَن ظَهْراً مِنْهُمْ قُدَّامَهُ وَظَهْرًا وَرَاءَهُ فَهُوَ مَكْنُوف مِنْ جَانِبَيْهِ، وَمِنْ جَوَانِبِهِ إِذا قِيلَ بَيْنَ أَظْهُرِهم، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي الإِقامة بَيْنَ الْقَوْمِ مُطْلَقًا.

وَلَقِيتُهُ بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ والظَّهْرانَيْنِ أَي فِي الْيَوْمَيْنِ أَو الثَّلَاثَةِ أَو فِي الأَيام، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَكُلُّ مَا كَانَ فِي وَسَطِ شَيْءٍ ومُعْظَمِه، فَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه. وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ الإِناء أَي مُمْكِنٌ لَكَ لَا يُحَالُ بَيْنَكُمَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: فلانٌ بَيْنَ ظَهْرَيْنا وظَهْرانَيْنا وأَظهُرِنا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ بَيْنَ ظَهْرانِينا، بِكَسْرِ النُّونِ. وَيُقَالُ: رأَيته بَيْنَ ظَهْرانَي اللَّيْلِ أَي بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلى الْفَجْرِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَتيته مَرَّةً بَيْنَ الظَّهْرَيْنِ يَوْمًا فِي الأَيام. قَالَ: وَقَالَ أَبو فَقْعَسٍ إِنما هُوَ يَوْمٌ بَيْنَ عَامَيْنِ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا كَانَ فِي وَسَطِ شَيْءٍ: هُوَ بَيْنَ ظَهْرَيْه وظَهْرانَيْه؛ وأَنشد: أَلَيْسَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض. الأَصمعي: يُقَالُ هاجَتْ ظُهُورُ الأَرض وَذَلِكَ مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، وَمَعْنَى هاجَتْ يَبِسَ بَقْلُها. وَيُقَالُ: هاجَتْ ظَواهِرُ الأَرض. ابْنُ شُمَيْلٍ: ظَاهِرُ الْجَبَلِ أَعلاه، وظاهِرَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَعلاه، أَسْتَوَى أَو لَمْ يَسْتَوِ ظَاهِرُهُ، وإِذا عَلَوْتَ ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين، ... كَمْشيِ الوُعُولِ عَلَى الظَّاهِره وَقَالَ الْكُمَيْتُ: فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطاحِ، ... وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ قَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ الْبِطَاحِ بَطْنُ مَكَّةَ وَالْبَطْحَاءُ الرَّمْلُ، وَذَلِكَ أَن بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي أُمية وَسَادَةَ قُرَيْشٍ نُزول بِبَطْنِ مَكَّةَ وَمَنْ كَانَ دُونَهُمْ فَهُمْ نُزُولٌ بِظَوَاهِرَ جِبَالِهَا؛ وَيُقَالُ: أَراد بِالظَّوَاهِرِ أَعلى مَكَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكر قريشِ الظَّواهِرِ ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُرَيْشُ الظواهرِ الَّذِينَ نَزَلُوا بظُهور جِبَالِ مَكَّةَ، قَالَ: وقُرَيْشُ البِطاحِ أَكرمُ وأَشرف مِنْ قُرَيْشِ الظَّوَاهِرِ، وَقُرَيْشُ الْبِطَاحِ هُمُ الَّذِينَ نَزَلُوا بِطَاحَ مَكَّةَ. والظُّهارُ: الرّيشُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الظُّهْرانُ الرِّيشُ الَّذِي يَلِي الشَّمْسَ والمَطَرَ مِنَ الجَناح، وَقِيلَ: الظُّهار، بِالضَّمِّ، والظُّهْران مِنْ رِيشِ السَّهْمِ مَا جُعِلَ مِنْ ظَهْر عَسِيبِ الرِّيشَةِ، وَهُوَ الشَّقُّ الأَقْصَرُ، وَهُوَ أَجود الرِّيشِ، الْوَاحِدُ ظَهْرٌ، فأَما ظُهْرانٌ فَعَلَى الْقِيَاسِ، وأَما ظُهار فَنَادِرٌ؛ قَالَ: وَنَظِيرُهُ عَرْقٌ وعُراقٌ وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ رِيشٌ ظُهارٌ وظُهْرانٌ، والبُطْنانُ مَا كَانَ مِنْ تَحْتِ العَسِيب، واللُّؤَامُ أَن يَلْتَقِيَ بَطْنُ قُذَّةٍ وظَهرُ أُخْرَى، وَهُوَ أَجود مَا يَكُونُ، فإِذا الْتَقَى بَطْنانِ أَو ظَهْرانِ، فَهُوَ لُغابٌ ولَغْبٌ. وَقَالَ اللَّيْثَ: الظُّهارُ مِنَ الرِّيشِ هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ وَهُوَ فِي الْجَنَاحِ، قَالَ: وَيُقَالُ: الظُّهارُ جَمَاعَةٌ وَاحِدُهَا ظَهْرٌ، وَيُجْمَعُ عَلَى الظُّهْرانِ، وَهُوَ أَفضل مَا يُراشُ بِهِ السَّهْمُ فإِذا ريشَ بالبُطْنانِ فَهُوَ عَيْبٌ، والظَّهْرُ الْجَانِبُ الْقَصِيرُ مِنَ الرِّيشِ، وَالْجَمْعُ الظُّهْرانُ، والبُطْنان الْجَانِبُ الطَّوِيلُ، الْوَاحِدُ بَطْنٌ؛ يُقَالُ: رِشْ سَهْمَك بظُهْرانٍ وَلَا تَرِشْهُ ببُطْنانٍ، وَاحِدُهُمَا ظَهْر وبَطْنٌ، مِثْلَ عَبْد وعُبْدانٍ؛ وَقَدْ ظَهَّرت الرِّيشُ السهمَ. والظَّهْرانِ: جَنَاحَا الْجَرَادَةِ الأَعْلَيانِ الْغَلِيظَانِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ: للقَوْسِ ظَهْرٌ وبَطْنٌ، فَالْبَطْنُ مَا يَلِي مِنْهَا الوَتَر، وظَهْرُها الآخرُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ وتَرٌ. وظاهَرَ بَيْنَ نَعْلين وَثَوْبَيْنِ: لَبِسَ أَحدهما عَلَى الْآخَرِ وَذَلِكَ إِذا طَارَقَ بَيْنَهُمَا وطابقَ، وَكَذَلِكَ ظاهَرَ بينَ دِرْعَيْن، وَقِيلَ: ظاهَرَ الدرعَ لأَمَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ.

وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ظاهرَ بَيْنَ دِرْعَيْن يَوْمَ أُحُد أَي جَمَعَ وَلَبِسَ إِحداهما فَوْقَ الأُخرى، وكأَنه مِنَ التظاهر التعاون وَالتَّسَاعُدِ؛ وَقَوْلُ وَرْقاء بْنِ زُهَير: رَأَيَتُ زُهَيْراً تَحْتَ كَلْكَلِ خالِدٍ، ... فَجِئْتُ إِليه كالعَجُولِ أُبادِرُ فَشُلَّتْ يَمِينِي يَوْمَ أَضْرِبُ خَالِدًا، ... ويَمْنَعهُ مِنِّي الحديدُ المُظاهرُ إِنما عَنَى بِالْحَدِيدِ هُنَا الدِّرْعَ، فَسَمَّى النَّوْعَ الَّذِي هُوَ الدِّرْعُ بِاسْمِ الْجِنْسِ الَّذِي هُوَ الْحَدِيدُ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عَلَيْهَا، ... ثُمَّ اقْرَعِي بالوَدّ مَنْكِبَيْها، وظاهِري بِجَلِفٍ عَلَيْهَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مِنْ هَذَا، وَقَدْ قِيلَ: مَعْنَاهُ اسْتَظْهِري، قَالَ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. واسْتَظَهْرَ بِهِ أَي اسْتَعَانَ. وظَهَرْتُ عَلَيْهِ: أَعنته. وظَهَرَ عَليَّ: أَعانني؛ كِلَاهُمَا عَنْ ثَعْلَبٍ. وتَظاهرُوا عَلَيْهِ: تَعَاوَنُوا، وأَظهره اللَّهُ عَلَى عَدُوِّه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ . وظاهَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: أَعانه، والتَّظاهُرُ: التعاوُن. وظاهَرَ فُلَانٌ فُلَانًا: عَاوَنَهُ. والمُظاهَرَة: الْمُعَاوَنَةُ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: أَنه بارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ وظاهَرَ أَي نَصَر وأَعان. والظَّهِيرُ: العَوْنُ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وإِنما لَمْ يُجْمَعْ ظَهِير لأَن فَعيلًا وفَعُولًا قَدِ يَسْتَوِي فِيهِمَا الْمُذَكَّرُ والمؤُنث وَالْجَمْعُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ؛ يَعْنِي بِالْكَافِرِ الجِنْسَ، وَلِذَلِكَ أَفرد؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْجَمَاعَةِ: هُمْ صَدِيقٌ وَهُمْ فَرِيقٌ؛ والظَّهِيرُ: المُعِين. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ، قَالَ: يُرِيدُ أَعواناً فَقَالَ ظَهِير وَلَمْ يَقُلْ ظُهَراء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ إِن الظَّهير لِجِبْرِيلَ وَصَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ كَانَ صَوَابًا، وَلَكِنْ حَسُنَ أَن يُجعَلَ الظَّهِيرُ لِلْمَلَائِكَةِ خَاصَّةً لِقَوْلِهِ: وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ، أَي مَعَ نُصْرَةِ هَؤُلَاءِ، ظَهِيرٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ، فِي مَعْنَى ظُهَراء، أَراد: وَالْمَلَائِكَةُ أَيضاً نُصَّارٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي أَعوان النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا قَالَ: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً؛ أَي رُفَقاء، فَهُوَ مِثْلُ ظَهِير في معنى ظُهَراء، أَفرد فِي مَوْضِعِ الْجَمْعِ كَمَا أَفرده الشَّاعِرُ فِي قَوْلِهِ: يَا عاذِلاتي لَا تَزِدْنَ مَلامَتِي، ... إِن العَواذِلَ لَسْنَ لِي بأَمِيرِ يَعْنِي لَسْنَ لِي بأُمَراء. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ؛ قَالَ ابْنُ عَرفة: أَي مُظاهِراً لأَعداء اللَّهِ تَعَالَى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ ؛ أَي عاوَنُوا. وَقَوْلُهُ: تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ ؛ أَي تَتَعاونُونَ. والظِّهْرَةُ: الأَعْوانُ؛ قَالَ تَمِيمٌ: أَلَهْفِي عَلَى عِزٍّ عَزِيزٍ وظِهْرَةٍ، ... وظِلِّ شَبابٍ كنتُ فيه فأَدْبرا والظُّهْرَةُ والظِّهْرَةُ: الْكَسْرُ عَنْ كُرَاعٍ: كالظَّهْرِ. وَهُمْ ظِهْرَةٌ وَاحِدَةٌ أَي يَتَظَاهرون عَلَى الأَعداء وَجَاءَنَا فِي ظُهْرَته وظَهَرَتِه وظاهِرَتِهِ أَي فِي عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ وناهِضَتِهِ الَّذِينَ يُعِينُونَهُ. وظَاهرَ عَلَيْهِ: أَعان. واسْتَظْهَره عَلَيْهِ: اسْتَعَانَهُ. واسْتَظْهَرَ عَلَيْهِ بالأَمر: اسْتَعَانَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: يُسْتَظْهَرُ بحُجَج اللَّهِ وَبِنِعْمَتِهِ عَلَى كِتَابِهِ. وَفُلَانٌ ظِهْرَتي عَلَى فُلَانٍ وأَنا ظِهْرَتُكَ عَلَى هَذَا أَي عَوْنُكَ الأَصمعي: هُوَ ابْنُ عَمِّهِ دِنْياً فإِذا تَبَاعَدَ فَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ

ظَهْراً، بِجَزْمِ الْهَاءِ، وأَما الظِّهْرَةُ فَهُمْ ظَهْرُ الرَّجُلِ وأَنْصاره، بِكَسْرِ الظَّاءِ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ ظِهْرِيٌّ مِنْ أَهل الظَّهْرِ، وَلَوْ نَسَبْتَ رَجُلًا إِلى ظَهْرِ الْكُوفَةِ لَقُلْتَ ظِهْريٌّ، وَكَذَلِكَ لَوْ نَسَبْتَ جِلْداً إِلى الظَّهْر لَقُلْتَ جِلْدٌ ظِهْرِيٌّ. والظُّهُور: الظَّفَرُ بِالشَّيْءِ وَالِاطِّلَاعُ عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الظُّهور الظَّفَرُ؛ ظَهَر عَلَيْهِ يَظْهَر ظُهُوراً وأَظْهَره اللَّهُ عَلَيْهِ. وَلَهُ ظَهْرٌ أَي مَالٌ مِنْ إِبل وَغَنَمٍ. وظَهَر بِالشَّيْءِ ظَهْراً: فَخَرَ؛ وَقَوْلُهُ: واظْهَرْ بِبِزَّتِه وعَقْدِ لوائِهِ أَي افْخَرْ بِهِ عَلَى غَيْرِهِ. وظَهَرْتُ بِهِ: افْتَخَرْتُ بِهِ وظَهَرْتُ عَلَيْهِ: قَوِيتُ عَلَيْهِ يُقَالُ: ظَهَر فلانٌ عَلَى فُلَانٍ أَي قَوِيَ عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ ظاهِرٌ عَلَى فُلَانٍ أَي غَالِبٌ عَلَيْهِ. وظَهَرْتُ عَلَى الرَّجُلِ: غَلَبْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فظَهَر الَّذِينَ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَهْدٌ فَقَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ ؛ أَي غَلَبُوهم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، قَالُوا: والأَشبه أَن يَكُونَ مُغَيَّراً كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الأُخرى: فَغَدَرُوا بِهِمْ. وَفُلَانٌ مِنْ وَلَدِ الظَّهْر أَي لَيْسَ مِنَّا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه لَا يَلْتَفِتُ إِليهم؛ قَالَ أَرْطاةُ بنُ سُهَيَّة: فَمَنْ مُبْلِغٌ أَبْناءَ مُرَّةَ أَنَّنا ... وَجْدْنَا بَني البَرْصاءِ مِنْ وَلَدِ الظَّهْرِ؟ أَي مِنَ الَّذِينَ يَظْهَرُون بِهِمْ وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلى أَرحامهم. وَفُلَانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحد أَي لَا يُسَلِّم. والظَّهَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا فِي الْبَيْتِ مِنَ الْمَتَاعِ وَالثِّيَابِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بَيْتٌ حَسَنُ الظَّهَرَةِ والأَهَرَة، فالظَّهَرَةُ مَا ظَهَر مِنْهُ، والأَهَرَةُ مَا بَطَنَ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: بَيْتٌ حَسَنُ الأَهَرة والظَّهَرَةِ والعَقارِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وظَهَرَةُ الْمَالِ: كَثْرَتُه. وأَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَى الأَمر: أَطْلَعَ. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ؛ أَي مَا قَدَرُوا أَن يَعْلُوا عَلَيْهِ لِارْتِفَاعِهِ. يُقَالُ: ظَهَرَ عَلَى الْحَائِطِ وَعَلَى السَّطْح صَارَ فَوْقَهُ. وظَهَرَ عَلَى الشَّيْءِ إِذا غَلَبَهُ وَعَلَاهُ. وَيُقَالُ: ظَهَرَ فلانٌ الجَبَلَ إِذا عَلَاهُ. وظَهَر السَّطْحَ ظُهُوراً: عَلَاهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ أَي يَعْلُون، وَالْمَعَارِجُ الدَّرَجُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ ؛ أَي غَالِبِينَ عَالِينَ، مِنْ قَوْلِكَ: ظَهَرْتُ عَلَى فُلَانٍ أَي عَلَوْتُه وَغَلَبْتُهُ. يُقَالُ: أَظْهَر اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ أَي أَعلاهم عَلَيْهِمْ. والظَّهْرُ: مَا غَابَ عَنْكَ. يُقَالُ: تَكَلَّمْتُ بِذَلِكَ عَنْ ظَهْرِ غَيْبِ، والظَّهْر فِيمَا غَابَ عَنْكَ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقَامُها وَيُقَالُ: حَمَلَ فلانٌ القرآنَ عَلَى ظَهْرِ لِسَانِهِ، كَمَا يُقَالُ: حَفِظَه عَنْ ظَهْر قَلْبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قرأَ الْقُرْآنَ فاسْتَظْهره ؛ أَي حَفِظَهُ؛ تَقُولُ: قرأْت الْقُرْآنَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِي أَي قرأْته مِنْ حِفْظِي. وظَهْرُ القَلْب: حِفْظُه عَنْ غَيْرِ كِتَابٍ. وَقَدْ قرأَه ظاهِراً واسْتَظْهره أَي حَفِظَهُ وقرأَه ظاهِراً. والظاهرةُ: العَين الجاحِظَةُ. النَّضْرُ: الْعَيْنُ الظَّاهرَةُ الَّتِي ملأَت نُقْرَة العَيْن، وَهِيَ خِلَافُ الْغَائِرَةِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَيْنُ الظَّاهِرَةُ هِيَ الْجَاحِظَةُ الوَخْشَةُ. وقِدْرٌ ظَهْرٌ: قَدِيمَةٌ كأَنها تُلقى وراءَ الظَّهْرِ لِقِدَمِها؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: فَتَغَيَّرَتْ إِلَّا دَعائِمَها، ... ومُعَرَّساً مِنْ جَوفه ظَهْرُ وتَظَاهر القومُ؛ تَدابَرُوا، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه التعاوُنُ،

فَهُوَ ضِدٌّ. وَقَتَلَهُ ظَهْراً أَي غِيْلَةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وظَهَر الشيءُ بِالْفَتْحِ، ظُهُوراً: تَبَيَّن. وأَظْهَرْتُ الشَّيْءَ: بَيَّنْته. والظُّهور: بُدُوّ الشَّيْءِ الْخَفِيِّ. يُقَالُ: أَظْهَرني اللَّهُ عَلَى مَا سُرِقَ مِنِّي أَي أَطلعني عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ أَحد أَي لَا يُسَلِّمُ عليه أَحد. وقوله: إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ* ؛ أَي يَطَّلِعوا ويَعْثرُوا. يُقَالُ: ظَهَرْت عَلَى الأَمر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا ؛ أَي مَا يَتَصَرَّفُونَ مِنْ مَعَاشِهِمْ. الأَزهري: والظَّهَارُ ظاهرُ الحَرَّة. ابْنُ شُمَيْلٍ: الظُّهَارِيَّة أَن يَعْتَقِلَه الشَّغْزَبِيَّةَ فَيَصْرَعَه. يُقَالُ: أَخذه الظُّهارِيَّةَ والشَّغْزَبِيَّةَ بِمَعْنًى. والظُّهْرُ: سَاعَةُ الزَّوَالِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: صَلَاةُ الظُّهْرِ، وَقَدْ يَحْذِفُونَ عَلَى السَّعَة فَيَقُولُونَ: هَذِهِ الظُّهْر، يُرِيدُونَ صَلَاةَ الظُّهْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الظُّهْرُ، بِالضَّمِّ، بَعْدَ الزَّوَالِ، وَمِنْهُ صَلَاةُ الظُّهْرِ. والظَّهِيرةُ: الْهَاجِرَةُ. يُقَالُ: أَتيته حَدَّ الظَّهِيرة وَحِينَ قامَ قَائِمُ الظَّهِيرة. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ صَلَاةِ الظُّهْر؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمٌ لِنِصْفِ النَّهَارِ، سُمِّيَ بِهِ مِنْ ظَهِيرة الشَّمْسِ، وَهُوَ شِدَّةُ حَرِّهَا، وَقِيلَ: أُضيفت إِليه لأَنه أَظْهَرُ أَوقات الصَّلَوَاتِ للأَبْصارِ، وَقِيلَ: أَظْهَرُها حَرّاً، وَقِيلَ: لأَنها أَوَّل صَلَاةٍ أُظهرت وَصُلِّيَتْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الظَّهِيرة فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ شِدَّةُ الْحَرِّ نِصْفَ النَّهَارِ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي الشِّتَاءِ ظَهِيرَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّهِيرَةُ حَدُّ انْتِصَافِ النَّهَارِ، وَقَالَ الأَزهري: هُمَا وَاحِدٌ، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ فِي القَيْظِ مُشْتَقٌّ. وأَتاني مُظَهِّراً ومُظْهِراً أَي فِي الظَّهِيرَةِ، قَالَ: ومُظْهِراً، بِالتَّخْفِيفِ، هُوَ الْوَجْهُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ مُظْهِراً. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ أَتانا بالظَّهِيرة وأَتانا ظُهْراً بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: أَظْهَرْتَ يَا رَجُلُ إِذا دَخَلْتَ فِي حَدِّ الظُّهْر. وأَظْهَرْنا أَي سِرْنا فِي وَقْتِ الظُّهْر. وأَظْهر القومُ: دَخَلُوا فِي الظَّهِيرة. وأَظْهَرْنا. دَخَلْنَا فِي وَقْتِ الظُّهْر كأَصْبَحْنا وأَمْسَيْنا فِي الصَّباح والمَساء، وَتُجْمَعُ الظَّهيرة عَلَى ظَهائِرَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَتاه رَجُلٌ يَشْكُو النِّقْرِسَ فَقَالَ: كَذَبَتْكَ الظَّهائِرُ أَي عَلَيْكَ بِالْمَشْيِ فِي الظَّهائِر فِي حَرِّ الْهَوَاجِرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَحِينَ تُظْهِرُونَ ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وأَظْهَرَ فِي عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه ... عَلاجِيمُ، لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ يَعْنِي أَن السَّحَابَ أَتى هَذَا الْمَوْضِعَ ظُهْراً؛ أَلا تَرَى أَن قَبْلَ هَذَا: فأَضْحَى لَهُ جِلْبٌ، بأَكنافِ شُرْمَةٍ، ... أَجَشُّ سِمَاكِيٌّ مِنَ الوَبْلِ أَفْصَحُ وَيُقَالُ: هَذَا أَمرٌ ظاهرٌ عَنْكَ عارُه أَي زَائِلٌ، وَقِيلَ: ظاهرٌ عَنْكَ أَي لَيْسَ بِلَازِمٍ لَكَ عَيْبُه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَبى القَلْبُ إِلا أُمَّ عَمْرٍو، فأَصْبَحتْ ... تحرَّقُ نارِي بالشَّكاةِ ونارُها وعَيَّرَها الواشُونَ أَنِّي أُحِبُّها، ... وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها وَمَعْنَى تحرَّق نَارِي بِالشَّكَاةِ أَي قَدْ شاعَ خبرِي وخبرُها وَانْتَشَرَ بالشَّكاة والذكرِ الْقَبِيحِ. وَيُقَالُ: ظهرَ عَنِّي هَذَا العيبُ إِذا لَمْ يَعْلَق بِي وَنَبَا عَنِّي، وَفِي النِّهَايَةِ: إِذا ارْتَفَعَ عَنْكَ وَلَمْ يَنَلْك مِنْهُ شَيْءٌ؛ وَقِيلَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: يَا ابنَ ذاتِ النِّطاقَين تَعْييراً لَهُ بِهَا؛ فَقَالَ مُتَمَثِّلًا: وَتِلْكَ شَكاة ظاهرٌ عَنْكَ عارُها أَراد أَن نِطاقَها لَا يَغُضُّ مِنْهَا وَلَا مِنْهُ فيُعَيَّرا بِهِ

وَلَكِنَّهُ يَرْفَعُهُ فيَزيدُه نُبْلًا. وَهَذَا أَمْرٌ أَنت بِهِ ظاهِرٌ أَي أَنت قويٌّ عَلَيْهِ. وَهَذَا أَمر ظاهرٌ بِكَ أَي غَالِبٌ عَلَيْكَ. والظِّهارُ مِنَ النِّسَاءِ، وظاهَرَ الرجلُ امرأَته، وَمِنْهَا، مُظاهَرَةً وظِهاراً إِذا قَالَ: هِيَ عَلَيَّ كظَهْرِ ذاتِ رَحِمٍ، وَقَدْ تَظَهَّر مِنْهَا وتَظاهَر، وظَهَّرَ مِنَ امرأَته تَظْهِيراً كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ يَظَّهَّرُون مِنْ نِسائهم؛ قُرئ: يُظاهِرُونَ ، وَقُرِئَ: يَظَّهَّرُون، والأَصل يَتَظَهَّرُون، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يَقُولَ الرَّجُلُ لامرأَته: أَنتِ عَلَيَّ كظَهْر أُمِّي. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُطلِّق نِسَاءَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَكَانَ الظِّهارُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ طَلَاقًا فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام نُهوا عَنْهُ وأُوجبَت الكفَّارةُ عَلَى مَنْ ظاهَرَ مِنَ امرأَته، وَهُوَ الظِّهارُ، وأَصله مأْخوذ مِنَ الظَّهْر، وإِنما خَصُّوا الظَّهْرَ دُونَ الْبَطْنِ والفَخذِ وَالْفَرْجِ، وَهَذِهِ أَولى بِالتَّحْرِيمِ، لأَن الظَّهْرَ موضعُ الرُّكُوبِ، والمرأَةُ مركوبةٌ إِذا غُشُيَت، فكأَنه إِذا قَالَ: أَنت عَلَيَّ كظَهْر أُمِّي، أَراد: رُكوبُكِ لِلنِّكَاحِ عَلَيَّ حَرَامٌ كركُوب أُمي لِلنِّكَاحِ، فأَقام الظَّهْرَ مُقامَ الرُّكُوبِ لأَنه مَرْكُوبٌ، وأَقام الركوبَ مُقام النِّكَاحِ لأَن النَّاكِحَ رَاكِبٌ، وَهَذَا مِنْ لَطِيف الِاسْتِعَارَاتِ لِلْكِنَايَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَرادوا أَنتِ عَلَيَّ كَبَطْنِ أُمي أَي كَجِمَاعِهَا، فكَنَوْا بِالظَّهْرِ عَنِ الْبَطْنِ للمُجاورة، قَالَ: وَقِيلَ إِن إِتْيانَ المرأَة وظهرُها إِلى السَّمَاءِ كَانَ حَرَامًا عِنْدَهُمْ، وَكَانَ أَهلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذا أُتِيت المرأَةُ ووجهُها إِلى الأَرض جَاءَ الولدُ أَحْولَ، فلِقَصْدِ الرَّجُلِ المُطَلِّق مِنْهُمْ إِلى التَّغْلِيظِ فِي تَحْرِيمِ امرأَته عَلَيْهِ شبَّهها بِالظَّهْرِ، ثُمَّ لَمْ يَقْنَعْ بِذَلِكَ حَتَّى جَعَلَهَا كظَهْر أُمه؛ قَالَ: وإِنما عُدِّي الظهارُ بِمِنْ لأَنهم كَانُوا إِذا ظَاهَرُوا المرأَةَ تجَنّبُوها كَمَا يتجنّبُونَ المُطَلَّقةَ وَيَحْتَرِزُونَ مِنْهَا، فَكَانَ قَوْلُهُ ظاهَرَ مِنَ امرأَته أَي بعُد وَاحْتَرَزَ مِنْهَا، كَمَا قِيلَ: آلَى مِنَ امرأَته، لمَّا ضُمِّنَ مَعْنَى التَّبَاعُدِ عُدِّيَ بِمِنْ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِ فُقَهَاءِ أَهل الْمَدِينَةِ: إِذا استُحيضت المرأَةُ وَاسْتَمَرَّ بِهَا الدَّمُ فإِنها تَقْعُدُ أَيامها لِلْحَيْضِ، فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها اسْتَظْهَرت بِثَلَاثَةِ أَيام تَقْعُدُ فِيهَا لِلْحَيْضِ وَلَا تُصلي ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى الِاسْتِظْهَارِ فِي قَوْلِهِمْ هَذَا الاحتياطُ وَالِاسْتِيثَاقُ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الظِّهْرِيّ، وَهُوَ مَا جَعَلْتَه عُدَّةً لِحَاجَتِكَ، قَالَ الأَزهري: واتخاذُ الظِّهْرِيّ مِنَ الدَّوَابِّ عُدَّةً لِلْحَاجَةِ إِليه احتياطٌ لأَنه زِيَادَةٌ عَلَى قَدَرِ حَاجَةِ صاحبِه إِليه، وإِنما الظِّهْرِيّ الرجلُ يَكُونُ مَعَهُ حاجتُه مِنَ الرِّكاب لِحُمُولَتِهِ، فيَحْتاطُ لِسَفِرِهِ ويُعِدُّ بَعيراً أَو بَعِيرَيْنِ أَو أَكثر فُرَّغاً تَكُونُ مُعدَّةً لِاحْتِمَالِ مَا انقَطَع مِنْ رِكَابِهِ أَو ظَلَع أَو أَصابته آفَةٌ، ثُمَّ يُقَالُ: استَظْهَر بِبَعِيرَيْنِ ظِهْرِيّيْنِ مُحْتَاطًا بِهِمَا ثُمَّ أُقيم الاستظهارُ مُقامَ الِاحْتِيَاطِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَ ذَلِكَ البعيرُ ظِهْرِيّاً لأَن صاحبَه جعلَه وَرَاءَ ظَهْرِه فَلَمْ يَرْكَبْهُ وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَيْهِ وَتَرَكَهُ عُدّةً لِحَاجَتِهِ إِن مَسَّت إِليه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ حِكَايَةً عَنْ شُعَيْبٍ: وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا . وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمَرَ خُرّاصَ النَّخْلِ أَن يَسْتَظْهِرُوا ؛ أَي يَحْتَاطُوا لأَرْبابها ويدَعُوا لَهُمْ قدرَ مَا ينُوبُهم ويَنْزِل بِهِمْ مِنَ الأَضْياف وأَبناءِ السَّبِيلِ. والظاهِرةُ مِنَ الوِرْدِ: أَن تَرِدَ الإِبلُ كُلَّ يَوْمٍ نِصف النَّهَارِ. وَيُقَالُ: إِبِلُ فُلَانٍ تَرِدُ الظاهرةَ إِذا ورَدَت كلَّ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الظَّاهِرَةُ الَّتِي تَرِدُ كلَّ يَوْمٍ نِصْفَ النَّهَارِ وتَصْدُرُ عِنْدَ الْعَصْرِ؛ يُقَالُ: شاؤُهم ظَواهِرُ، والظاهرةُ: أَن تَردَ كُلَّ يَوْمٍ

فصل العين المهملة

ظُهْراً. وظاهرةُ الغِبِّ: هِيَ لِلْغَنَمِ لَا تَكَادُ تَكُونُ للإِبل، وَظَاهِرَةُ الغِبِّ أَقْصَرُ مِنَ الغِبِّ قَلِيلًا. وظُهَيْرٌ: اسْمٌ. والمُظْهِرُ، بِكَسْرِ الْهَاءِ: اسمُ رَجُلٍ. ابْنُ سِيدَهْ: ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان الْعَرَبِ وشُعرائهم. والظَّهْرانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ: مَوْضِعٌ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وَلَقَدْ حَلَفْتُ لَهَا يَمِيناً صَادِقًا ... بِاللَّهِ، عِنْدَ مَحارِم الرحمنِ بالراقِصات عَلَى الْكَلَالِ عَشِيَّةً، ... تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ العَرْمَضُ هَاهُنَا: صغارُ الأَراك؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: وَرَوَى ابْنُ سِيرِينَ: أَن أَبا مُوسَى كَسَا فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً ومُعَقَّداً؛ قَالَ النَّضْرُ: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ بِهِ مِن مَرِّ الظَّهْرانِ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى ظَهْران قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْبَحْرَيْنِ. والمُعَقَّدُ: بُرْدٌ مِنْ بُرود هَجَر، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ مَرّ الظَّهْران، وَهُوَ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وعُسْفان، وَاسْمُ الْقَرْيَةِ الْمُضَافَةِ إِليه مَرٌّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ؛ وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ أَنه أَنشده، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا، ... وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا فغَضِبَ وَقَالَ: إِلى أَين المَظْهرُ يَا أَبا لَيْلى؟ قَالَ: إِلى الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَجَلْ إِن شَاءَ اللَّهُ. المَظْهَرُ: المَصْعَدُ. وَالظَّوَاهِرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: عفَا رابِغٌ مِنْ أَهلِه فالظَّواهرُ، ... فأَكْنافُ تُبْنى قَدْ عَفَت، فالأَصافِرُ ظور: التَّهْذِيبُ فِي أَثناء تَرْجَمَةِ قَضَبَ: وَيُقَالُ لِلْبَقَرَةِ إِذا أَرادت الفحلَ فَهِيَ ظُؤْرَى، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعُ الظُّورَى فُعْلَى، وَيُقَالُ لَهَا إِذا ضَرَبَهَا الْفَحْلُ: قَدْ عَلِقَت، فإِذا اسْتَوَى لَقاحُها قِيلَ: مُخضت، فإِذا كَانَ قَبْلَ نِتَاجِهَا بِيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ، فَهِيَ حائشٌ، لأَنها تَنْحاشُ مِنَ الْبَقَرِ فَتَعْتَزِلُهُنّ. فصل العين المهملة عبر: عَبَرَ الرُؤيا يَعْبُرُها عَبْراً وعِبارةً وعبَّرها: فسَّرها وأَخبر بما يؤول إِليه أَمرُها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ؛ أَي إِن كُنْتُمْ تعْبُرون الرُّؤْيَا فَعَدَّاهَا بِاللَّامِ، كما قال: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ أَي رَدِفَكم؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِهِ اللَّامُ أُدْخِلت عَلَى الْمَفْعُولِ للتَّبْيين، وَالْمَعْنَى إِن كُنْتُمْ تَعْبُرون وَعَابِرِينَ، ثُمَّ بَيَّنَ بِاللَّامِ فَقَالَ: لِلرُّؤْيَا، قَالَ: وَتُسَمَّى هَذِهِ اللَّامُ لامَ التَّعْقِيبِ لأَنها عَقَّبَت الإِضافةَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَوصَل الْفِعْلَ بِاللَّامِ، كَمَا يُقَالُ إِن كُنْتَ لِلْمَالِ جَامِعًا. واسْتعْبَرَه إِياها: سأَله تَعْبِيرَها. وَالْعَابِرُ: الَّذِي يَنْظُرُ فِي الْكِتَابِ فيَعْبُره أَي يَعْتَبِرُ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ حَتَّى يَقَعَ فهمُه عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: عبَر الرؤْيا واعتَبَر فُلَانٌ كَذَا، وَقِيلَ: أُخذ هَذَا كُلُّهُ مِنَ العِبْرِ، وَهُوَ جانبُ النَّهْرِ، وعِبْرُ الْوَادِي وعَبْرُه؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: شَاطِئُهُ وَنَاحِيَتُهُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَمْدَحُ النُّعْمَانَ: وَمَا الفُراتُ إِذا جاشَت غَوارِبهُ، ... ترْمي أَواذِيُّه العِبْرَينِ بالزَّبَدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَخَبَرُ مَا النَّافِيَةِ فِي بَيْتٍ بَعْدَهُ، وَهُوَ: يَوْمًا، بأَطيبَ مِنْهُ سَيْبَ نافلةٍ، ... وَلَا يَحُول عطاءُ الْيَوْمِ دُون غَدِ والسَّيْب: العطاءُ. وَالنَّافِلَةُ: الزِّيَادَةُ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً. وَقَوْلُهُ:

وَلَا يَحُول عطاءُ الْيَوْمِ دون غد إِذا أَعْطى الْيَوْمَ لَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْ أَن يُعْطِي فِي غدٍ. وغواربُه: مَا عَلَا مِنْهُ. والأَوَاذيُّ: الأَمواج، واحدُها آذِيٌّ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي ذَلِكَ العِبر أَي فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ. وعَبَرْت النهرَ وَالطَّرِيقَ أَعْبُره عَبْراً وعُبوراً إِذا قَطَعْتَهُ مِنْ هَذَا العِبْر إِلى ذَلِكَ العِبر، فَقِيلَ لِعَابِرِ الرُّؤْيَا: عَابِرٌ لأَنه يتأَمل ناحيَتي الرُّؤْيَا فَيَتَفَكَّرُ فِي أَطرافها، ويتدبَّر كُلَّ شَيْءٍ مِنْهَا وَيَمْضِي بِفِكْرِهِ فِيهَا مِنْ أَول مَا رأَى النَّائِمُ إِلى آخِرِ مَا رأَى. وَرُوِيَ عَنْ أَبي رَزِين الْعَقِيلِيِّ: أَنه سَمِعَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: الرُّؤْيا عَلَى رِجْل طَائِرٍ، فإِذا عُبِّرت وقَعَت فَلَا تَقُصَّها إِلا عَلَى وادٍّ أَو ذِي رَأْيٍ ، لأَن الوادَّ لَا يُحبّ أَن يَسْتَقْبِلَكَ فِي تَفْسِيرِهَا إِلا بِمَا تُحِبّ، وإِن لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِالْعِبَارَةِ لَمْ يَعْجَل لَكَ بِمَا يَغُمُّك لَا أَن تَعْبِيرَه يُزِيلُها عَمَّا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وأَما ذُو الرأْي فَمَعْنَاهُ ذُو الْعِلْمِ بِعِبَارَتِهَا، فَهُوَ يُخْبِرُك بِحَقِيقَةِ تَفْسِيرِهَا أَو بأَقْرَب مَا يَعْلَمُهُ مِنْهَا، وَلَعَلَّهُ أَن يَكُونَ فِي تَفْسِيرِهَا موعظةٌ تَرْدَعُك عَنْ قَبِيحٍ أَنت عَلَيْهِ أَو يَكُونَ فِيهَا بُشْرَى فَتَحْمَد اللَّهَ عَلَى النِّعْمَةِ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الرُّؤْيَا لأَول عَابِرٍ؛ الْعَابِرُ: النَّاظِرُ فِي الشَّيْءِ، والمُعْتَبِرُ: الْمُسْتَدِلُّ بِالشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ. وَفِي الحَديث: لِلرُّؤْيَا كُنًى وأَسماءٌ فكنُّوها بكُناها واعتَبروها بأَسمائها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: كَانَ يَقُولُ إِني أَعْتَبرُ الْحَدِيثَ ؛ الْمَعْنَى فِيهِ أَنه يُعَبِّر الرُّؤْيَا عَلَى الْحَدِيثِ ويَعْتَبِرُ بِهِ كَمَا يَعْتبرها بِالْقُرْآنِ فِي تأْويلها، مِثْلُ أَن يُعَبِّر الغُرابَ بِالرَّجُلِ الْفَاسِقِ، والضِّلَعَ بالمرأَة، لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، سَمَّىَ الغُرابَ فَاسِقًا وَجَعَلَ المرأَة كالضِّلَع ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الْكُنَى والأَسماء. وَيُقَالُ: عَبَرْت الطَّيْرَ أَعْبُرها إِذا زجَرْتها. وعَبَّر عمَّا فِي نَفْسِهِ: أَعْرَبَ وَبَيَّنَ. وعَبّر عَنْهُ غيرُه: عيِيَ فأَعْرَب عَنْهُ، وَالِاسْمُ العِبْرةُ «3». والعِبارة والعَبارة. وعَبّر عَنْ فُلَانٍ: تكلَّم عَنْهُ؛ وَاللِّسَانُ يُعَبّر عَمَّا فِي الضَّمِيرِ. وعَبَرَ بِفُلَانٍ الماءَ وعَبَّرَهُ بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمِعْبَرُ: مَا عُبِرَ بِهِ النَّهْرُ مِنْ فُلْكٍ أَو قَنْطَرة أَو غَيْرِهِ. والمَعْبَرُ: الشطُّ المُهَيّأُ للعُبور. قَالَ الأَزهري: والمِعْبَرَةُ سَفِينَةٌ يُعْبَرُ عَلَيْهَا النَّهْرُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: عَبَرْت مَتاعي أَي باعَدْته. وَالْوَادِي يَعْبرُ السيلَ عَنّا أَي يُباعِدُه. والعُبْرِيّ مِنَ السِّدْر: مَا نَبَتَ عَلَى عِبْر النَّهْرِ وعَظُم، مَنْسُوبٌ إِليه نَادِرٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَا ساقَ لَهُ مِنْهُ، وإِنما يَكُونُ ذَلِكَ فِيمَا قارَب العِبْرَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: العُبْرِيّ والعُمْرِيُّ مِنْهُ مَا شَرِبَ الْمَاءَ؛ وأَنشد: لَاثَ بِهِ الأَشاءُ والعُبْرِيُ قَالَ: وَالَّذِي لَا يَشْرَبُ يَكُونُ بَرِّيّاً وَهُوَ الضالُ. قَالَ وَإِنْ كَانَ عِذْياً فَهُوَ الضَّالُّ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للسدْر وَمَا عظُم مِنَ الْعَوْسَجِ العُبْريّ. والعُمْرِيُّ: القديمُ مِنَ السِّدْرِ؛ وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: قَطَعْت، إِذا تَخَوَّفْتَ العَواطِي، ... ضُروبَ السدْرِ عُبْرِيّاً وَضَالَا وَرَجُلٌ عابرُ سبيلٍ أَي مَارُّ الطَّرِيقِ. وعَبرَ السبيلَ يَعْبُرُها عُبوراً: شَقَّها؛ وَهُمْ عابرُو سبيلٍ وعُبّارُ سَبِيلٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ ؛ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَن تَكُونَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَسْجِدِ وبيتُه بالبُعد فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَيَخْرُجُ مُسْرِعاً. وَقَالَ الأَزهري: إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ ، مَعْنَاهُ إِلا مُسَافِرِينَ، لأَن

_ (3). قوله: [والاسم العبرة] هكذا ضبط في الأَصل وعبارة القاموس وشرحه: والاسم العبرة، بالفتح كما هو مضبوط في بعض النسخ وفي بعضها بالكسر

الْمُسَافِرَ يُعْوِزُه الْمَاءُ، وَقِيلَ: إِلا مَارِّينَ فِي الْمَسْجِدِ غَير مُرِيدين الصَّلَاةَ. وَعَبَرَ السَّفَر يعبُره عَبراً: شَقّة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والشِّعْرَى العَبور، وَهُمَا شِعْريانِ: أَحدُهما الغُمَيصاء، وَهُوَ أَحدُ كوكَبَي الذِّرَاعَيْنِ، وأَما العَبور فَهِيَ مَعَ الجوْزاء تكونُ نيِّرةً، سُمّيت عَبوراً لأَنها عَبَرت المَجَرَّةَ، وَهِيَ شَامِيَّةٌ، وَتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَن الأُخرى بَكَتْ عَلَى إِثْرِها حَتَّى غَمِصَت فسُمّيت الغُمَيْصاءَ. وَجَمَلٌ عُبْرُ أَسفارٍ وَجِمَالٌ عُبْرُ أَسفارٍ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ مِثْلُ الفُلك الَّذِي لَا يَزَالُ يُسافَر عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ عِبْر أَسفار، بِالْكَسْرِ. وَنَاقَةٌ عُبْر أَسْفارٍ وسفَرٍ وعَبْرٌ وعِبْرٌ: قويَّةٌ عَلَى السَّفَرِ تشُقُّ مَا مَرَّتْ بِهِ وتُقْطعُ الأَسفارُ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ الْجَرِيءُ عَلَى الأَسفَارِ الْمَاضِي فِيهَا الْقَوِيُّ عَلَيْهَا. والعِبَارُ: الإِبل الْقَوِيَّةُ عَلَى السَّيْرِ. والعَبَّار: الْجَمَلُ الْقَوِيُّ عَلَى السَّيْرِ. وعَبَر الكتابَ يعبُره عَبْراً: تدبَّره فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَرْفَعْ صَوْتَهُ بِقِرَاءَتِهِ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ فِي الْكَلَامِ لَقَدْ أَسرعت اسْتِعبارَك لِلدَّرَاهِمِ أَي اسْتِخْرَاجَكَ إِياها. وعَبَرَ المتاعَ وَالدَّرَاهِمَ يَعْبُرُهَا: نَظر كَمْ وزْنُها وَمَا هِيَ، وعبَّرها: وزنَها دِينَارًا دِينَارًا، وَقِيلَ عَبَّرَ الشيءَ إِذا لَمْ يُبَالِغْ فِي وَزْنِهِ أَو كَيْلِهِ، وَتَعْبِيرُ الدَّرَاهِمِ وزنُها جُمْلَةً بَعْدَ التَّفَارِيقِ. والعِبْرة: الْعَجَبُ. واعْتَبَر مِنْهُ: تَعَجَّبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصارِ ؛ أَي تَدَبَّرُوا وانظُروا فِيمَا نَزَلَ بقُرَيْظةَ وَالنَّضِيرِ، فقايِسوا فِعالَهم واتّعِظُوا بِالْعَذَابِ الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى؟ قَالَ: كَانَتْ عِبَراً كلُّها ؛ العِبَرُ: جمعُ عِبْرة، وَهِيَ كالمَوْعِظة مِمَّا يَتّعِظُ بِهِ الإِنسان ويَعمَلُ بِهِ ويَعتبِر لِيَسْتَدِلَّ بِهِ عَلَى غَيْرِهِ. والعِبْرة: الاعتبارُ بِمَا مَضَى، وَقِيلَ: العِبْرة الِاسْمُ مِنَ الِاعْتِبَارِ. الْفَرَّاءُ: العَبَرُ الِاعْتِبَارُ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَعبَرُ الدُّنْيَا وَلَا يَعْبُرها أَي مِمَّنْ يَعْتَبِرُ بِهَا وَلَا يَمُوتُ سَرِيعًا حَتَّى يُرْضيَك بِالطَّاعَةِ. والعَبورُ: الْجَذَعَةُ مِنَ الْغَنَمِ أَو أَصغر؛ وعيَّنَ اللِّحْيَانِيُّ ذَلِكَ الصِّغَرَ فَقَالَ: الْعَبُورُ مِنَ الْغَنَمِ فَوْقَ الفَطيم مِنْ إِنَاثِ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: هِيَ أَيضاً الَّتِي لَمْ تَجُز عامَها، وَالْجَمْعُ عَبَائِرُ. وَحُكِيَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لِي نَعْجَتَانِ وَثَلَاثُ عبائرَ. والعَبِير: أَخْلاطٌ مِنَ الطِّيبِ تُجْمَع بِالزَّعْفَرَانِ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ وَحْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ عِنْدَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ الأَعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَروس، ... فِي الصَّيْفِ، رَقْرَقْت فِيهِ العَبيرا وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وسِرْب تَطَلَّى بالعَبير، كأَنه ... دِماءُ ظِبَاءٍ بِالنُّحُورِ ذَبِيحُ ابْنُ الأَعرابي: العبيرُ الزَّعْفَرَانَةُ، وَقِيلَ: العبيرُ ضرْبٌ مِنَ الطِّيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتَعْجَزُ إِحْداكُنّ أَن تَتَّخِذَ تُومَتينِ ثُمَّ تَلْطَخَهما بِعَبِيرٍ أَو زَعْفَرَانٍ؟ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ أَن الْعَبِيرَ غيرُ الزَّعْفَرَانِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَبيرُ نوعٌ مِنَ الطِّيبِ ذُو لَوْنٍ يُجْمع مِنْ أَخْلاطٍ. والعَبْرة: الدَّمْعة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْهَمِل الدَّمْعُ وَلَا يُسْمَعَ الْبُكَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ الدَّمْعَةُ قَبْلَ أَن تَفيض، وَقِيلَ: هِيَ تردُّد الْبُكَاءِ فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْحُزْنُ بِغَيْرِ بُكَاءٍ، وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

وإِنّ شِفائي عَبْرةٌ لَوْ سَفَحْتُها الأَصمعي: وَمِنْ أَمثالهم فِي عِنَايَةِ الرَّجُلِ بأَخيه وإِيثارِه إِياه عَلَى نَفْسِهِ قَوْلُهُمْ: لَكَ مَا أَبْكِي وَلَا عَبْرَةَ بِي؛ يُضْرَب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَشْتَدُّ اهْتِمَامُهُ بشأْن أَخيه، ويُرْوَى: وَلَا عَبْرَة لِي، أَي أَبكي مِنْ أَجْلِك وَلَا حُزْن لِي فِي خَاصَّةِ نَفْسِي، وَالْجَمْعُ عَبَرات وعِبَر؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. وعَبْرةُ الدمعِ: جرْيُه. وعَبَرَتْ عينُه واسْتَعْبَرت: دمَعَتْ. وعَبَر عَبْراً واسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه وَحَزِنَ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: عَبِر الرجلُ يعبَرُ عَبَراً إِذا حَزِنَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه ذكَرَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ثُمَّ اسْتَعْبَر فَبَكَى ؛ هُوَ استفْعل مِنَ العَبْرة، وَهِيَ تحلُّب الدَّمْعِ. وَمِنْ دُعاء الْعَرَبِ عَلَى الإِنسان: مَا لَهُ سَهِر وعَبِر. وامرأَة عابرٌ وعَبْرى وعَبِرةٌ: حَزِينَةٌ، والجمع عَبارى؛ قال الحرث بْنُ وعْلةَ الجَرْمي، وَيُقَالُ هُوَ لِابْنِ عَابِسٍ الْجَرْمِيِّ: يَقُولُ لِيَ النَّهْديُّ: هَلْ أَنتَ مُرْدِفي؟ ... وَكَيْفَ ردافُ الفَرِّ؟ أُمُّك عابرُ أَي ثَاكِلٌ يُذَكّرُني بالرُّحْمِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ... وَقَدْ كَانَ فِي نَهْدٍ وجَرْمٍ تدارُ أَي تُقَاطَعُ نجوْت نَجَاءً لَمْ يَرَ الناسُ مثلَه، ... كأَني عُقابٌ عِنْدَ تَيْمَنَ كاسِرُ والنَّهْديّ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَهْد يُقَالُ لَهُ سَلِيط، سأَل الحرث أَن يُرْدِفَه خَلْفه لينجُوَ بِهِ فأَبى أَن يُرْدِفَه، وأَدركت بَنُو سَعْدٍ النَّهْدِيّ فَقَتَلُوهُ. وعينٌ عَبْرى أَي بَاكِيَةٌ. وَرَجُلٌ عَبرانُ وعَبِرٌ: حزِينٌ. والعُبْرُ: الثَّكْلى. والعُبْرُ: الْبُكَاءُ بالحُزْن؛ يُقَالُ: لأُمِّه العُبْرُ والعَبَرُ. والعَبِرُ والعَبْرانُ: الْبَاكِي. والعُبْر والعَبَر: سُخْنةُ الْعَيْنِ مِنْ ذَلِكَ كأَنه يَبْكي لِمَا بِهِ. والعَبَر، بِالتَّحْرِيكِ: سُخنة فِي الْعَيْنِ تُبكيها. ورأَى فُلَانٌ عُبْرَ عَيْنِهِ فِي ذَلِكَ الأَمر وأَراه عُبْرَ عَيْنِهِ أَي مَا يُبْكِيهَا أَو يُسْخِنها. وعَبَّر بِهِ: أَراه عُبْرَ عَيْنِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومِنْ أَزْمَة حَصَّاءَ تَطْرَحُ أَهلَها ... عَلَى مَلَقِيَّات يُعَبِّرْنَ بالغُفْر وَفِي حَدِيثِ أُمْ زَرْعٍ: وعُبْر جارتِها أَي أَن ضَرَّتَها تَرَى مِنْ عِفَّتِها مَا تَعْتَبِرُ بِهِ، وَقِيلَ: إِنها تَرَى مِنْ جَمالِها مَا يُعَبِّرُ عَيْنَهَا أَي يُبكيها. وامرأَة مُسْتَعْبِرة ومُسْتَعْبَرَة: غَيْرُ حَظِيَّةٍ؛ قَالَ القُطامي: لَهَا روْضة فِي الْقَلْبِ لَمْ تَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ، وَلَا المُسْتَعْبِرات الصَّلائف والعُبْر، بِالضَّمِّ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْجَمَاعَةِ مِنَ النَّاسِ. والعُبْر: جَمَاعَةُ الْقَوْمِ؛ هُذَلِيَّةٌ عَنْ كُرَاعٍ. وَمَجْلِسٌ عِبْر وعَبْر: كَثِيرُ الأَهل. وَقَوْمٌ عَبِير: كَثِيرٌ. والعُبْر: السَّحَائِبُ الَّتِي تَسِيرُ سَيْرًا شَدِيدًا. يُقَالُ: عَبَّرَ بِفُلَانٍ هَذَا الأَمرُ أَي اشْتَدَّ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: مَا أَنا والسَّيْرَ فِي مَتْلَفٍ، ... يُعَبِّرُ بالذَّكَر الضَّابِط وَيُقَالُ: عَبَرَ فُلَانٌ إِذا مَاتَ، فَهُوَ عَابِرٌ، كأَنه عَبَرَ سبيلَ الْحَيَاةِ. وعبَرَ القومُ أَي مَاتُوا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِنْ نَعْبُرْ فإِنَّ لَنَا لُمَاتٍ، ... وإِنْ نَعْبُرْ فَنَحْنُ عَلَى نُذُور

يقول: إِن متنا قلنا أَقرانٌ، وإِن بَقينا فَنَحْنُ نَنْتَظِرُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ كأَن لَنَا فِي إِتيانه نَذْرًا. وَقَوْلُهُمْ: لُغَةٌ عابِرَة أَي جَائِزَةٌ. وَجَارِيَةٌ مُعْبَرَة: لَمْ تُخْفَض. وأَعبَر الشَّاةَ: وفَّر صُوفَهَا. وَجَمَلٌ مُعْبَر: كَثِيرُ الوبَر كأَن وَبَرَهُ وُفِّر عَلَيْهِ وإِن لَمْ يَقُولُوا أَعْبَرْته؛ قَالَ: أَو مُعْبَرُ الظَّهْر يُنْبى عَنْ وَلِيَّتِهِ، ... مَا حَجَّ رَبُّه فِي الدُّنْيَا وَلَا اعْتَمَرَا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَبَرَ الكَبشَ تَرَكَ صُوفَهُ عَلَيْهِ سَنَةً. وأَكْبُشٌ عُبرٌ إِذا تَرَكَ صُوفَهَا عَلَيْهَا، وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا الْجَمْعُ. الْكِسَائِيُّ: أَعْبَرْت الْغَنَمَ إِذا تَرَكْتَهَا عَامًا لَا تُجزّها إِعْباراً. وَقَدْ أَعْبَرْت الشَّاةَ، فَهِيَ مُعْبَرَة. والمُعْبَر: التَّيْسُ الَّذِي تُرِكَ عَلَيْهِ شَعْرُهُ سَنَوَاتٌ فَلَمْ يُجَزَّ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازم يَصِفُ كَبْشًا: جَزيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرة، ... حديثُ الخِصَاء وارمُ العَفْل مُعْبَرُ أَي غَيْرُ مَجْزُوزٍ. وَسَهْمٌ مُعْبَرٌ وعَبِرٌ: مَوْفُور الرِّيشِ كالمُعْبَر مِنَ الشَّاءِ والإِبل. ابْنُ الأَعرابي: العُبْرُ مِنَ النَّاسِ القُلْف، وَاحِدُهُمْ عَبُورٌ. وَغُلَامٌ مُعْبَرٌ: كادَ يَحْتلم وَلَمْ يُخْتَن بَعْدُ؛ قَالَ: فَهْوَ يُلَوِّي باللِّحاءِ الأَقْشَرِ، ... تَلْويَةَ الخاتِن زُبَّ المُعْبَرِ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يُخْتَن، قارَب الِاحْتِلَامَ أَو لَمْ يُقارِب. قَالَ الأَزهري: غُلَامٌ مُعْبَرٌ إِذا كادَ يحتلم ولم يُخْتَن. وقالوا فِي الشَّتْمِ: يَا ابْنَ المُعْبَرَة أَي العَفْلاء، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. والعُبْرُ: العُقاب، وَقَدْ قِيلَ: إِنه العُثْرُ، بِالثَّاءِ، وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَبَنَاتُ عِبْرٍ: الْبَاطِلُ؛ قَالَ: إِذا مَا جِئْتَ جَاءَ بناتُ عِبْرٍ، ... وإِن ولَّيْتَ أَسْرَعْنَ الذَّهابا وأَبو بناتِ عِبْرٍ: الكَذَّاب. والعُبَيْراءُ، مَمْدُودٌ: نَبْتٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ حَكَاهُ مَعَ الغُبَيْراء. والعَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْد؛ عَنْ كُرَاعٍ أَيضاً. والعَبْرُ وَبَنُو عَبْرَة، كِلَاهُمَا: قَبِيلَتَانِ. والعُبْرُ: قَبِيلَةٌ. وعابَرُ بنُ أَرْفَخْشَذ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. والعِبْرانية: لُغَةُ الْيَهُودِ. والعِبْري، بِالْكَسْرِ: العِبْراني، لُغَةُ الْيَهُودِ. عبثر: العَبَوْثَرانُ والعَبَيْثَرانُ: نَبَاتٌ كالقَيْصوم فِي الغُبْرة إِلا أَنه طَيِّب للأَكل، لَهُ قُضْبان دِقاق طَيِّبُ الرِّيحِ، وَتُفْتَحُ الثَّاءُ فِيهِمَا وَتُضَمُّ أَربع لُغَاتٍ. وَقَالَ الأَزهري: هُوَ نَبَاتٌ ذَفِرُ الرِّيحِ؛ وأَنشد: يَا رِيَّها إِذا بَدَا صُناني، ... كأَنني جَاني عَبَيْثَرَانِ قَالَ الأَزهري: شَبَّهَ ذَفَرَ صُنانه بذَفَر هَذِهِ الشَّجَرَةِ. والذَّفَر: شِدَّةُ ذَكَاءِ الرَّائِحَةِ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةٌ، وأَما الدَّفَر، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، فَلَا يَكُونُ إِلا لِلْمُنْتِنِ. وَالْوَاحِدَةُ عَبَوْثَرانة وعَبَيْثَرانة، فإِذا يَبِسَتْ ثَمَرَتُهَا عَادَتْ صَفْرَاءَ كَدْراء. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: ذاتُ حَوْذَان وَعَبَيْثَران ، وَهُوَ نَبْتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ مِنْ نَبَاتِ الْبَادِيَةِ. وَيُقَالُ: عَبَوْثَران، بِالْوَاوِ وَتَفْتَحُ الْعَيْنُ وَتُضَمُّ. وعَباثِرُ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ فِي أَنه جَمْعُ اسْمٍ لِلْوَاحِدِ كحَضَاجر؛ قَالَ كُثَيِّر: ومَرّ فأَرْوى يَنْبُعاً فَجُنُوبَه، ... وَقَدْ جِيدَ مِنْهُ حَيْدَةٌ فَعَباثِرُ وعَبْثَرٌ: اسْمٌ. وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي عَبَيْثَرانِ شَرٍّ

وعَبَوْثَران شَرٍّ وعُبَيْثَرة شَرٍّ إِذا وَقَعَ فِي أَمر شَدِيدٍ. قَالَ: والعَبَيثرانُ شَجَرَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ كَثِيرَةُ الشَّوْكِ لَا يَكادُ يَتَخلص مِنْهَا مَنْ شَاكَهَا، يُضْرَبُ مَثَلًا لكل أَمر شديد. عبجر: العَبَنْجَر: الغليظ. عبسر: العُبْسور مِنَ النُّوق: السَّرِيعَةُ. الأَزهري: العُبْسور الصلْبة. عبقر: عَبْقَر: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ كَثِيرُ الْجِنِّ. يُقَالُ فِي الْمَثَلِ: كأَنهم جِنُّ عَبْقَر؛ فأَما قَوْلُ مَرَّار بْنِ مُنْقِذٍ العَدَوي: هَلْ عَرَفْتَ الدارَ أَم أَنكرتَهَا ... بَيْنَ تِبْراكٍ فَشَمَّيْ عَبَقُرْ؟ وَفِي الصِّحَاحِ: فَشَسَّيْ عَبَقُرْ، فإِن أَبا عُثْمَانَ ذَهَبَ إِلى أَنه أَراد عَبْقَر فَغَيَّرَ الصِّيغَةَ؛ وَيُقَالُ: أَراد عبَيْقُر فَحَذَفَ الْيَاءَ، وَهُوَ وَاسِعٌ جِدًّا؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه تَوَهَّمَ تَثْقِيلَ الرَّاءِ وَذَلِكَ أَنه احْتَاجَ إِلى تَحْرِيكِ الْبَاءِ لإِقامة الْوَزْنِ، فَلَوْ تَرَكَ الْقَافَ عَلَى حَالِهَا مَفْتُوحَةً لَتَحَوَّلَ الْبِنَاءُ إِلى لَفْظٍ لَمْ يَجِئْ مِثْلُهُ، وَهُوَ عَبَقَر، لَمْ يَجِئْ عَلَى بِنَائِهِ مَمْدُودٌ وَلَا مُثَقَّل، فَلَمَّا ضَمَّ الْقَافَ تَوَهَّمَ بِهِ بِنَاءَ قَرَبوسٍ وَنَحْوِهِ وَالشَّاعِرُ يَجُوزُ لَهُ أَن يَقْصِر [يَقْصُر] قَرْبُوسَ فِي اضْطِرَارِ الشِّعْرِ فَيَقُولُ قَرَبُس، وأَحسن مَا يَكُونُ هَذَا الْبِنَاءُ إِذا ذَهَبَ حَرْفُ الْمَدِّ مِنْهُ أَن يُثْقِلَ آخِرَهُ لأَن التَّثْقِيلَ كَالْمَدِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنه لَمَّا احْتَاجَ إِلى تَحْرِيكِ الْبَاءِ لإِقامة الْوَزْنِ وتَوَهَّمَ تَشْدِيدَ الرَّاءِ ضَمَّ الْقَافَ لِئَلَّا يَخْرُجَ إِلى بِنَاءٍ لَمْ يَجِئْ مِثْلُهُ فأَلحقه ببناءٍ جَاءَ فِي المَثَل، وَهُوَ قَوْلِهِمْ هُوَ أَبْردُ مِنْ عَبَقُرٍّ، وَيُقَالُ: حَبَقُرٍّ كأَنهما كَلِمَتَانِ جُعِلَتا وَاحِدَةً لأَن أَبا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ يَرْوِيهِ أَبرد مِنْ عَبِّ قُرٍ؛ قَالَ: والعَبُّ اسْمٌ للبَرَد الَّذِي يَنْزِلُ مِنَ المُزْن، وَهُوَ حَبُّ الغَمام، فَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْحَاءِ. والقُرُّ: البَردُ؛ وأَنشد: كأَنَّ فَاهَا عَبُّ قُرٍ باردٌ، ... أَو ريحُ مِسْكٍ مَسَّه تَنْضاحُ رِكْ وَيُرْوَى: كأَنَّ فَاهَا عَبْقَرِيٌّ بَارِدٌ والرِّكُّ: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ، وتَنْضاحُهُ: ترشُّشه. الأَزهري: يُقَالُ إِنه لأَبْرَدُ مِنْ عَبَقُرٍّ وأَبرد مِنْ حَبَقُرٍّ وأَبرد مِنْ عَضْرَسٍ؛ قَالَ: والحَبَقُرُّ والعَبَقُرُّ والعَضْرَسُ البَرَدُ. الأَزهري: قَالَ الْمُبَرِّدُ عَبَقُرٌّ والعَبَقُرُّ البَرَد. الْجَوْهَرِيُّ: العَبْقَرُ مَوْضِعٌ تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنه مِنْ أَرض الْجِنِّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ومَنْ فادَ مِنْ إِخوانِهِم وبَنِيهِمُ، ... كُهُول وشُبَّان كجنَّةِ عَبْقَرِ مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ ... بَهيّاً مِنَ السُّلَّافِ، لَيْسَ بِجَيْدَر أَي قَصِيرٌ؛ وَمِنْهَا: أَقي العِرضَ بِالْمَالِ التِّلادِ، وأَشْتَري ... بِهِ الحمدَ، إِن الطالبَ الْحَمْدَ مُشْتَري وَكَمْ مُشْتَرٍ من ماله حُسْنَ صِيته ... لِآبائِهِ فِي كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ ثُمَّ نَسَبُوا إِليه كُلَّ شَيْءٍ تَعَجَّبُوا مِنْ حِذْقِهِ أَو جَوْدة صَنْعَتِهِ وَقُوَّتِهِ فَقَالُوا: عَبْقَرِيٌّ، وَهُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، والأُنثى عَبْقَرِيَّةٌ؛ يُقَالُ: ثِيَابٌ عَبْقَرِيَّةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ العَبْقرُ مَوْضِعٌ صَوَابُهُ أَن يَقُولَ عَبْقَرٌ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ لأَنه اسْمُ عَلَمٍ لِمَوْضِعٍ؛ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنّ صَليلَ المَرْوِ، حِينَ تشدُّهُ، ... صَليلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بعَبْقَرا

وَكَذَلِكَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى كأَنَّ رِياض القُفِّ أَلْبَسَها، ... مِنْ وشْيِ عَبْقَر، تَجْليلٌ وتَنْجِيدُ قَالَ ابْنُ الأَثير: عَبْقَر قَرْيَةٌ تَسْكُنُهَا الْجِنُّ فِيمَا زَعَمُوا، فكلَّما رأَوا شَيئاً فَائِقًا غَرِيبًا مِمَّا يَصْعُبُ عملُه ويَدِقُّ أَو شَيْئًا عَظِيمًا فِي نَفْسِهِ نَسَبُوهُ إِليها فَقَالُوا: عَبْقَرِيٌّ، اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى سُمِّيَ بِهِ السَّيِّدُ وَالْكَبِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسْجُدُ عَلَى عَبْقَرِيٍ ؛ وَهِيَ هَذِهِ البُسُط الَّتِي فِيهَا الأَصْباغ والنُّقوش، حَتَّى قَالُوا ظُلْمٌ عَبْقَرِيٌّ، وَهَذَا عبقريُّ قَوْمٌ لِلرَّجُلِ الْقَوِيِّ، ثُمَّ خَاطَبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا تعارَفوه: فقال عَبْقَرِيٍّ حِسانٍ ؛ وقرأَه بَعْضُهُمْ: عَباقِريّ، وَقَالَ: أَراد جَمْعَ عَبْقَرِيٍّ، وَهَذَا خطأٌ لأَن الْمَنْسُوبَ لَا يُجْمَعُ عَلَى نِسْبَتِهِ ولا سيما الرُّبَاعِيُّ، لَا يُجْمَع الخَثْعَمِيُّ بالخَثاعِمِيّ وَلَا المُهَلَّبِيُّ بالمَهالِبِيّ، وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ إِلَّا أَن يَكُونَ نُسِب إِلى اسْمٍ عَلَى بِنَاءِ الْجَمَاعَةِ بَعْدَ تَمَامِ الِاسْمِ نَحْوَ شَيْءٍ تَنْسُبُهُ إِلى حَضاجِر فَتَقُولُ حضاجِرِيّ، فَيُنْسَبُ كَذَلِكَ إِلى عباقِر فَيُقَالُ عباقِرِيّ، والسراويلُ وَنَحْوُ ذَلِكَ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ حُذَّاق النَّحْوِيِّينَ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ وَالْكِسَائِيِّ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَ شِمْرٌ قُرِئَ عباقَريّ ، بِنَصْبِ الْقَافِ، وكأَنه مَنْسُوبٌ إِلى عباقِر. قَالَ الْفَرَّاءُ: العَبْقَرِيّ الطنافِس الثخانُ، وَاحِدَتُهَا عَبقريّة، والعَبْقَرِيّ الدِّيبَاجُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَسْجُدُ عَلَى عَبْقَرِيّ. قِيلَ: هُوَ الدِّيبَاجُ، وَقِيلَ: البسُط المَوْشِيّة، وَقِيلَ: الطَّنَافِسُ الثِّخَانُ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ الزَّرابيّ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هِيَ عِتاقُ الزَّرَابِيِّ، وَقَدْ قَالُوا عَباقِر مَاءٌ لِبَنِي فَزَارَةَ؛ وأَنشد لِابْنِ عَنمة: أَهْلي بِنَجْدٍ ورحْلي فِي بيوتكمُ، ... عَلَى عباقِرَ مِنْ غَوْريّة العلَم قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَبْقَرِيّ والعَباقري ضَرْبٌ مِنَ الْبُسُطِ، الْوَاحِدَةُ عَبْقَرِيّة. قَالَ: وعَبْقَر قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ تُوَشَّى فِيهَا الثِّيَابُ وَالْبُسُطُ، فَثِيَابُهَا أَجود الثِّيَابِ فَصَارَتْ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْسُوبٍ إِلى شَيْءٍ رَفِيعٍ، فَكُلَّمَا بَالَغُوا فِي نَعْتِ شَيْءٍ مُتَناهٍ نَسَبُوهُ إِليه، وَقِيلَ: إِنما يُنْسَب إِلى عَبْقَر الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الْجِنِّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَا وَجَدْنَا أَحداً يَدْرِي أَين هَذِهِ الْبِلَادُ وَلَا مَتَى كَانَتْ. وَيُقَالُ: ظُلْمٌ عَبْقَرِيّ ومالٌ عَبْقَرِيّ وَرَجُلٌ عَبْقَرِيّ كَامِلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قصَّ رُؤيا رَآهَا وَذَكَرَ عمرَ فِيهَا فَقَالَ: فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه ؛ قَالَ الأَصمعي: سأَلت أَبا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ عَنِ العَبْقَرِيّ، فَقَالَ: يُقَالُ هَذَا عَبْقَرِيُّ قومٍ، كَقَوْلِكَ هَذَا سيدُ قَوْمٍ وَكَبِيرُهُمْ وَشَدِيدُهُمْ وقويُّهم وَنَحْوِ ذَلِكَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما أَصل هَذَا فِيمَا يُقَالُ أَنه نُسِبَ إِلى عَبْقَر، وَهِيَ أَرض يَسْكُنُهَا الجنُّ، فَصَارَتْ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْسُوبٍ إِلى شَيْءٍ رَفِيعٍ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: بِخَيْلٍ عَلَيْهَا جِنَّةٌ عَبْقَريةٌ، ... جَديرون يَوْمًا أَن يَنالوا فيَسْتَعْلُوا وَقَالَ: أَصل العَبْقَرِيّ صفةٌ لِكُلِّ مَا بُولِغَ فِي وَصْفِهِ، وأَصله أَن عَبْقَرَ بَلَدٌ يُوشَّى فِيهِ البسُط وغيرُها، فنُسب كُلُّ شَيْءٍ جَيِّدٍ إِلى عَبْقَر. وعَبْقَريُّ القومِ: سيدُهم، وَقِيلَ: العَبْقَريّ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ، والعَبْقَريّ: الشَّدِيدُ، والعَبْقَرِيُّ: السَّيِّدُ مِنَ الرِّجَالِ، وَهُوَ الْفَاخِرُ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالْجَوْهَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما عَبَقُرٌ فَقِيلَ أَصله عَبَيْقُرٌ، وَقِيلَ: عَبَقُور فَحُذِفَتِ الْوَاوُ، وَقَالَ: وَهُوَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ نَفْسُهُ.

والعَبْقَرُ والعَبْقَرةُ مِنَ النِّسَاءِ: المرأَة التَّارَّةُ الْجَمِيلَةُ؛ قَالَ: تَبَدَّلَ حِصْنٌ بأَزواجه ... عِشاراً، وعَبقرةً عَبْقَرا أَراد عَبْقَرَةً عَبْقَرَةً فأَبدل مِنَ الْهَاءِ أَلفاً لِلْوَصْلِ، وعَبْقَر: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عِصَامٍ: عينُ الظَّبْية العَبْقَرةِ ؛ يُقَالُ: جَارِيَةٌ عَبْقَرةٌ أَي ناصِعَةُ اللَّوْنِ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ واحدةَ العَبْقَرِ، وَهُوَ النرْجِسُ تُشَبَّهُ بِهِ الْعَيْنُ. والعَبْقَرِيّ: البساطُ المُنَقّش. والعَبْقَرةُ: تَلأْلُؤُ السَّرَابِ. وعَبْقَرَ السرابُ: تَلأْلأَ. والعَبَوْقَرة: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْهَجَرِيُّ: هُوَ جَبَلٌ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ مِنَ السَّيالة قَبْلَ مَللٍ بِمَيْلَيْنِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: أَهاجَك بالعَبَوْقَرةِ الدِّيارُ؟ ... نَعَمْ مِنَّا مَنازِلُها قِفارُ والعَبْقَرِيّ: الْكَذِبُ الْبَحْتُ. كَذِبٌ عَبْقَرِيٌّ وسُمَاقٌ أَي خَالِصٌ لَا يَشوبُه صِدْق. قَالَ اللَّيْثُ: والعَبْقَرُ أَول مَا يَنْبُتُ مِنْ أُصول الْقَصَبِ وَنَحْوِهِ، وَهُوَ غضٌّ رَخْصٌ قَبْلَ أَن يَظْهَرَ مِنَ الأَرض، الْوَاحِدَةُ عَبْقَرة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كَعَبْقَراتِ الحائرِ المَسْحور قَالَ: وأَولادُ الدهاقِين يُقَالُ لَهُمْ عَبْقر، شبَّههمِ لتَرارتِهم ونَعْمتِهم بالعَبْقَر؛ هَكَذَا رأَيت فِي نُسَخِ التَّهْذِيبِ، وَفِي الصِّحَاحِ: عُنْقُرُ القَصَب أَصْلُه، بِزِيَادَةِ النُّونِ، وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلى نَظَرٍ، والله أَعلم بالصواب. عبهر: العَبْهَرُ: الْمُمْتَلِئُ شِدَّةً وغِلَظاً. وَرَجُلٌ عَبْهَرٌ: مُمْتَلِئُ الْجِسْمِ. وامرأَة عَبْهَرٌ وعَبْهَرة. وقَوْس عَبْهَر: مُمْتَلِئَةُ العَجْس؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ يَصِفُ قَوْسًا: وعُراضةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها، ... تأْوِي طوائفُها بعَجْسٍ عَبْهَر والعَبْهَرَةُ: الرقيقةُ الْبَشَرَةِ الناصعةُ الْبَيَاضِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جَمَعَتِ الحُسْنَ وَالْجِسْمَ والخُلُق، وَقِيلَ: هِيَ الْمُمْتَلِئَةُ، جَارِيَةٌ عَبْهَرة؛ وأَنشد الأَزهري: قَامَتْ تُرائِيكَ قَواماً عَبْهَرَا ... مِنْهَا، ووَجْهاً وَاضِحًا وبَشَرَا، لَوْ يَدْرُج الذَّرُّ عَلَيْهِ أَثّرا والعَبْهرة: الْحَسَنَةُ الخَلْق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَبْهَرَةُ الخَلْقِ لُبَاخِيَّةٌ، ... تَزِينُهُ بالخُلُقِ الظَّاهِرِ وَقَالَ: مِنْ نِسْوةٍ بِيضِ الوُجوهِ، ... نَواعِمٍ غِيدٍ عَباهِرْ والعَبْهر والعُباهِر: الْعَظِيمُ، وقيلَ: هُمَا النَّاعِمُ الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ الأَزهري: مِنَ الرِّجَالِ. والعَبْهر: الياسمينُ، سُمِّيَ بِهِ لنَعْمتِه. والعَبْهَر: النَّرْجِسُ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ، وَلَمْ يُحَلِّ. الْجَوْهَرِيُّ: العَبْهَر بِالْفَارِسِيَّةِ بُسْتان أَفْرُوز. عتر: عتَرَ الرُّمْحُ وَغَيْرُهُ يَعْتِر عَتْراً وعتَراناً: اشْتَدَّ وَاضْطَرَبَ وَاهْتَزَّ؛ قَالَ: وَكُلُّ خَطِّيٍّ إِذا هُزَّ عَتَرْ والرُّمْحُ العاترُ: الْمُضْطَرِبُ مِثْلُ العاسِل، وَقَدْ عَتَرَ وعَسَلَ وعَرَتَ وعَرَصَ. قَالَ الأَزهري: قَدْ صَحَّ عَتَر وعرتَ ودلَّ اختلافُ بِنَائِهَا عَلَى أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا غَيْرُ الْآخَرِ. وعَتَر الذكَرُ يَعْتِر عَتْراً وعُتُوراً: اشْتَدَّ إِنعاظُه وَاهْتَزَّ؛ قَالَ: تَقُولُ إِذْ أَعْجَبَها عُتُورُه،

وغابَ في فقْرتِها جُذْمورُه: ... أَسْتَقْدِرُ اللهَ وأَسْتَخِيرُه والعُتُر: الفروجُ المُنْعِظة، وَاحِدُهَا عاتِرٌ وعَتُور. والعَتْر والعِتْر: الذَّكَر. وَرَجُلٌ مُعَتَّر: غليظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. والعَتَّار: الرَّجُلُ الشُّجَاعُ، وَالْفَرَسُ الْقَوِيُّ عَلَى السَّيْرِ، وَمِنَ الْمَوَاضِعِ الوَحْش الْخَشِنُ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: جَاءَ فِعْوَل مِنَ الأَسماء خِرْوَع وعِتْوَر، وَهُوَ الْوَادِي الْخَشِنُ التُّرْبَةِ. والعِتْر: العَتِيرة، وَهِيَ شَاةٌ كَانُوا يَذْبَحُونَهَا فِي رَجَبٍ لِآلِهَتِهِمْ مِثْلُ ذِبح وذَبِيحة. وعَتَرَ الشاةَ وَالظَّبْيَةَ وَنَحْوَهُمَا يَعْتِرُها عَتْراً، وَهِيَ عَتِيرة: ذَبَحها. والعَتِيرةُ: أَول مَا يُنْتَج كَانُوا يَذْبَحُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ؛ فأَما قَوله: فَخَرَّ صَرِيعاً مثلَ عاتِرَة النُّسُكْ فإِنه وَضَعَ فَاعِلًا مَوْضِعَ مَفْعُولٍ، وَلَهُ نَظَائِرُ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَإِنَّمَا هِيَ مَعْتُورةٌ، وَهِيَ مِثْلُ عِيشَة رَاضِيَةٍ وإِنما هِيَ مَرْضِيّة. والعِتْر: الْمَذْبُوحُ. والعِتْر: مَا عُتِرَ كالذِّبْح. والعِتْرُ: الصَنم يُعْتَرُ لَهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فَزَلّ عَنْهَا وأَوْفى رأْس مَرْقَبَةٍ، ... كناصِبِ العِتْر دَمَّى رأْسَه النُّسُكُ وَيُرْوَى: كمَنْصِب العِتْر؛ يُرِيدُ كَمَنْصِبِ ذَلِكَ الصَّنَمِ أَو الْحَجَرِ الَّذِي يُدَمَّى رأْسُه بِدَمِ العَتِيرة، وَهَذَا الصَّنَمُ كَانَ يُقَرَّب لَهُ عِتْرٌ أَي ذِبْح فَيُذْبَحُ لَهُ ويُصيب رأْسه مِنْ دَمِ العِتْر؛ وقول الحرث بْنِ حِلِّزة يَذْكُرُ قَوْمًا أَخذوهم بِذَنْبِ غَيْرِهِمْ: عَنَناً بَاطِلًا وظُلْماً، كَمَا تُعْتَرُ ... عَنْ حَجْرة الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ مَعْنَاهُ أَن الرَّجُلَ كَانَ يَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: إِن بَلَغَتْ إِبلي مِائَةً عَتَرْت عَنْهَا عَتِيرةً، فإِذا بَلَغَتْ مِائَةً ضَنَّ بِالْغَنَمِ فَصَادَ ظَبْيًا فَذَبَحَهُ؛ يَقُولُ فَهَذَا الَّذِي تَسَلُوننا اعتراضٌ وَبَاطِلٌ وَظُلْمٌ كَمَا يُعْتَر الظبيُ عَنْ رَبِيض الْغَنَمِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ اللَّيْثِ: قَوْلُهُ كَمَا تُعْتَر يَعْنِي العَتِيرة فِي رَجَبٍ، وَذَلِكَ أَن الْعَرَبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَتْ إِذا طَلَبَ أَحدُهم أَمراً نَذَرَ لَئِنْ ظَفِرَ بِهِ ليذبَحَنَّ مِنْ غَنَمِهِ فِي رَجَبٍ كَذَا وَكَذَا، وَهِيَ العَتائر أَيضاً فَإِذَا ظَفر بِهِ فَرُبَّمَا ضَاقَتْ نفسُه عَنْ ذَلِكَ وضَنّ بِغَنَمِهِ، وَهِيَ الرَّبِيض، فيأْخذ عددَها ظِبَاءً، فَيَذْبَحُهَا فِي رَجَبٍ مَكَانَ تِلْكَ الْغَنَمِ، فكأَن تِلْكَ عتائرُه، فَضَرَبَ هَذَا مَثَلًا، يَقُولُ: أَخَذْتمونا بذنبِ غيرِنا كَمَا أُخِذَت الظباءُ مكانَ الْغَنَمِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: لَا فَرَعةَ وَلَا عَتِيرَة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَتِيرة هِيَ الرَّجَبِيَّة، وَهِيَ ذَبِيحَةٌ كَانَتْ تُذْبَح فِي رَجَبٍ يتَقَرَّب بِهَا أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ جَاءَ الإِسلام فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى نُسخَ بَعْدُ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيم قَالَ: سَمِعْتُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ إِنّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحاةً وعَتِيرَةً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْحَدِيثُ الأَول أَصح، يُقَالُ مِنْهُ: عَتَرْت أَعْتِرُ عَتْراً، بِالْفَتْحِ، إِذا ذَبح العَتِيرة؛ يُقَالُ: هَذِهِ أَيام تَرْجِيبٍ وتَعْتارٍ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: العَتيرةُ فِي الْحَدِيثِ شَاةٌ تُذْبَح فِي رَجَبٍ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُشْبِه مَعْنَى الْحَدِيثِ ويَلِيق بِحُكْمِ الدِّين، وأَما العَتِيرة الَّتِي كَانَتْ تَعْتِرُها الْجَاهِلِيَّةُ فَهِيَ الذَّبِيحَةُ الَّتِي كَانَتْ تُذْبَح للأَصنام ويُصَبُّ دَمُها عَلَى رأْسها. وعِتْرُ الشَّيْءِ: نصابُه، وعِتْرةُ المِسْحاة: نِصابُها، وَقِيلَ: هِيَ الْخَشَبَةُ الْمُعْتَرِضَةُ فِيهِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا الحافِرُ بِرِجْلِهِ، وَقِيلَ: عِتْرتُها خشبتُها الَّتِي تُسَمَّى يَدَ المِسْحاة.

وعِتْرةُ الرَّجُلِ: أَقْرِباؤه مِنْ ولدٍ وغيرهِ، وَقِيلَ: هُمْ قومُهُ دِنْياً، وَقِيلَ: هُمْ رَهْطُهُ وَعَشِيرَتُهُ الأَدْنَون مَنْ مَضى مِنْهُمْ ومَن غَبَر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَحْنُ عِتْرةُ رسولِ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا وبَيْضَتُه الَّتِي تَفَقَّأَتْ عَنْهُ، وإِنما جِيبَت العرَبُ عَنَّا كَمَا جِيَبت الرَّحَى عَنْ قُطْبها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لأَنهم مِنْ قُرَيْشٍ؛ وَالْعَامَّةُ تَظُنُّ أَنها ولدُ الرَّجُلِ خَاصَّةً وأَن عترة رسولِ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولدُ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ، وَقَالَ الأَزهري، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِني تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَينِ خَلْفي: كتابَ اللَّهِ وعتْرتي فإِنهما لن يتفرّقا حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الْحَوْضَ ؛ وَقَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحق وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ورفعَه نحوَه زيدُ بْنُ أَرقم وأَبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَفِي بَعْضِهَا: إِنِّي تاركٌ فِيكُمُ الثَّقَليْن: كتابَ اللَّهِ وعِتْرَتي أَهلَ بَيْتِي ، فَجَعَلَ الْعِتْرَةَ أَهلَ الْبَيْتِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: عِتْرةُ الرَّجُلِ وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رَهْطُهُ الأَدْنَون. ابْنُ الأَثير: عِتْرةُ الرَّجُلِ أَخَصُّ أَقارِبه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العِتْرة ولدُ الرَّجُلِ وَذُرِّيَّتُهُ وعَقِبُه مِنْ صُلْبه، قَالَ: فعِتْرةُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولدُ فَاطِمَةَ البَتُول، عَلَيْهَا السَّلَامُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ: العِتْرةُ ساقُ الشَّجَرَةِ، قَالَ: وعِتْرةُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عبدُ الْمَطَّلِبِ وَوَلَدُهُ، وَقِيلَ: عِتْرتُه أَهل بَيْتِهِ الأَقربون وَهُمْ أَولاده وعليٌّ وأَولاده، وَقِيلَ: عِتْرتُه الأَقربون والأَبعدون مِنْهُمْ، وَقِيلَ: عِتْرةُ الرَّجُلِ أَقرباؤُه مِنْ وَلَدِ عَمِّهِ دِنْياً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ شاوَرَ أَصحابَه فِي أَسَارَى بِدْرٍ: عتْرتُك وقَوْمُك ؛ أَراد بِعِتْرتِه العباسَ وَمَنْ كَانَ فِيهِمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، وَبِقَوْمِهِ قُرَيشاً. وَالْمَشْهُورُ الْمَعْرُوفُ أَن عتْرتَه أَهلُ بَيْتِهِ، وَهُمُ الَّذِينَ حُرّمَت عَلَيْهِمُ الزَّكَاةُ وَالصَّدَقَةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَهُمْ ذَوُو الْقُرْبَى الَّذِينَ لَهُمْ خُمُسُ الخُمُسِ الْمَذْكُورُ فِي سُورَةِ الأَنفال. والعِتْرُ، بِالْكَسْرِ: الأَصل، وَفِي الْمَثَلِ: عادَتْ إِلى عِتْرِها لَمِيس أَي رَجَعَتْ إِلى أَصلها؛ يُضْرَب لِمَنْ رَجَعَ إِلى خُلُق كَانَ قَدْ تَرَكَهُ. وعِتْرة الثَّغْرِ: دِقَّةٌ فِي غُروبِه ونقاءٌ وماءٌ يَجْرِي عَلَيْهِ. يُقَالُ: إِن ثَغْرَهَا لَذُو أُشْرة وعِتْرةٍ. والعِتْرةُ: الرِّيقةُ الْعَذْبَةُ. وعِتْرةُ الأَسنان: أُشَرُها. والعِتْرُ: بَقْلَةٌ إِذا طَالَتْ قُطِعَ أَصلها فَخَرَجَ مِنْهُ اللَّبن؛ قَالَ البُرَيْق الْهُذَلِيُّ: فَمَا كنتُ أَخْشَى أَن أُقِيمَ خِلافَهم، ... لِستّة أَبياتٍ، كَمَا نَبَتَ العِتْرُ يَقُولُ: هَذِهِ الأَبيات مُتَفَرِّقَةٌ مَعَ قِلَّتِهَا كَتَفَرُّقِ العِتْر فِي مَنْبِته، وَقَالَ: لِسِتَّةِ أَبيات كَمَا نَبَتَ، لأَنه إِذا قُطع نبتَ مِنْ حَوَالَيْهِ شُعَبٌ سِتٌّ أَو ثَلَاثٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ نَبَاتٌ مُتَفَرِّقٌ، قَالَ: وإِنما بَكَى قومَه فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَخشى أَن يَمُوتُوا وأَبقى بَيْنَ سِتَّةِ أَبيات مِثْلِ نَبْتِ العِتْر؛ قَالَ غَيْرُهُ: هَذَا الشاعرُ لَمْ يَبْكِ قَوْمًا ماتُوا كَمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وإِنما هَاجَرُوا إِلى الشَّامِ فِي أَيام مُعَاوِيَةَ فاستأْجرهم لِقِتَالِ الرُّومِ، فإِنما بَكَى قَوْمًا غُيَّباً مُتَبَاعِدِينَ؛ أَلا تَرَى أَن قَبْلَ هَذَا: فإِن أَكُ شَيْخًا بالرَّجِيع وصِبْية، ... ويُصْبِحُ قومِي دُونَ دارِهمُ مِصْر فَمَا كُنْتُ أَخشى ...... والعِتْر إِنما يَنْبُتُ مِنْهُ سِتٌّ مِنْ هُنَا وَسِتٌّ مِنْ هُنَالِكَ لَا

يَجْتَمِعُ مِنْهُ أَكثر مِنْ سِتٍّ فَشَبَّهَ نفسَه فِي بَقَائِهِ مَعَ سِتَّةِ أَبيات مَعَ أَهله بِنَبَاتِ العِتْر وَقِيلَ: العِتْر الغَضّ، وَاحِدَتُهُ عِتْرة، وَقِيلَ: العِتْرُ بقلةٌ، وَهِيَ شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ فِي جِرْم الْعَرْفَجِ شاكةٌ كَثِيرَةُ اللبَن، ومنَبْتُها نجدٌ وَتِهَامَةُ، وَهِيَ غُبَيراء فَطحاء الْوَرَقِ كأَن وَرِقَهَا الدراهمُ، تَنْبُتُ فِيهَا جِراءٌ صغارٌ أَصغر مِنْ جِراء الْقُطْنِ، تُؤْكَلُ جِرَاؤُهَا مَا دَامَتْ غَضَّةً؛ وَقِيلَ: العِتْر ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، وَقِيلَ: العِتْر شَجَرٌ صِغَار، وَاحِدَتُهَا عِتْرةٌ، وَقِيلَ: العِتْر نَبْتٌ يَنْبُتُ مِثْلَ المَرْزَنْجوش مُتَفَرِّقًا، فإِذا طَالَ وقُطِعَ أَصله خَرَجَ مِنْهُ شَبِيهُ اللَّبَنِ، وَقِيلَ: هُوَ المَرْزَنْجوش، قِيلَ: إِنه يُتَداوَى بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: لَا بأْس للمُحْرِم أَن يَتَداوى بالسَّنا والعِتْر ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُهْدِي إِليه عتْرٌ فَسُرَّ بِهَذَا النَّبْتِ ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يُفْلغُ رأْسي كَمَا تُفْلغُ العِتْرةُ ؛ هِيَ وَاحِدَةُ العِتْرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ شَجَرَةُ الْعَرْفَجِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العِتْرُ شَجَرٌ صِغَارٌ لَهُ جِرَاء نَحْوَ جِراء الخَشْخَاش، وَهُوَ المَرزَنجوش. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي مِنْ رَبِيعَةَ: العِتْرةُ شُجَيرة تَرْتفعُ ذِرَاعًا ذَاتُ أَغصان كَثِيرَةٍ وَوَرَقٍ أَخضر مُدَوّر كَوَرَقِ التَّنُّوم، والعِتْرة: قثَّاء اللَّصَف، وَهُوَ الكَبَر، والعِتْرة: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ عِنْدَ وِجَارِ الضَّبِّ فَهُوَ يُمَرّسُها فَلَا تَنْمِي، وَيُقَالُ: هُوَ أَذلُّ مِنْ عِتْرة الضَّبِّ. والعِتْر المُمَسَّكُ: قلائدُ يُعْجَنَّ بِالْمِسْكِ والأَفاويهِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. والعِتْرةُ والعِتْوارةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْمِسْكِ. وعِتْوَارة وعُتْوارة؛ الضمُّ عَنْ سِيبَوَيْهِ: حَيٌّ مِنْ كِنَانَةَ؛ وأَنشد: مِن حَيّ عِتْوارٍ ومَنْ تَعَتْوَرا قَالَ الْمُبَرِّدُ: العَتْوَرةُ الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ، وَبَنُو عِتْوارة سُمِّيَتْ بِهَذَا لِقُوَّتِهَا في جميع الحيوان، وَكَانُوا أُولِي صَبْرٍ وخُشونةٍ فِي الْحَرْبِ. وعِتْر: قَبِيلَةٌ. وعاتِرُ: اسْمُ امرأَة. ومِعْتَر وعُتَير: اسْمَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ العِتْر، وَهُوَ جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ مِنْ جِهَةِ القِبْلة. عثر: عَثَر يعثِرُ ويَعْثُرُ عَثْراً وعِثَاراً وتَعَثَّرَ: كَبا؛ وأَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى عَثِرَ فِي ثَوْبِهِ يعْثَرُ عِثَاراً وعَثُر وأَعْثَره وعَثَّره؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فخرجْتُ أُعْثَرُ فِي مَقادِم جَبَّتِي، ... لَوْلَا الحَياءُ أَطَرْتُها إِحْضارا هَكَذَا أَنشده أُعْثَر عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. قَالَ: وَيُرْوَى أَعْثُر، والعَثْرةُ: الزلَّةُ، وَيُقَالُ: عَثَرَ بِهِ فرسُهُ فَسَقَطَ، وتَعَثّر لِسانُه: تَلَعْثَم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا حَلِيم إِلَّا ذُو عَثْرةٍ ؛ أَي لَا يَحْصُلُ لَهُ الحِلم وَيُوصَفُ بِهِ حَتَّى يَرْكَبَ الأُمور وتَنْخَرِقَ عَلَيْهِ ويَعْثُر فِيهَا فَيَعْتَبِرُ بِهَا ويَسْتَبين مَوَاضِعَ الخطإِ فَيَجْتَنِبُهَا، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ بَعْدَهُ: وَلَا حليمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبة. والعَثْرة: الْمَرَّةُ مِنَ العِثار فِي الْمَشْيِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبْدَأْهم بالعَثْرة ؛ أَي بِالْجِهَادِ وَالْحَرْبِ لأَن الْحَرْبَ كثيرةُ العِثَار، فَسَمَّاهَا بالعَثْرة نفسِها أَو عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَي بِذِي العَثْرة، يَعْنِي: ادْعُهم إِلى الإِسلام أَوّلًا أَو الجزْيةِ، فإِن لَمْ يُجيبُوا فَبِالْجِهَادِ. وعَثَرَ جَدُّه يَعْثُر ويَعْثِر: تَعِسَ، عَلَى الْمَثَلِ. وأَعْثَره اللَّهُ: أَتْعَسَه، قَالَ الأَزهري: عَثرَ الرَّجُلُ يَعْثُرُ عَثْرَةً وعَثَر الْفَرَسُ عِثَاراً، قَالَ: وعُيوب الدَّوَابِّ تَجِيءُ عَلَى فِعَال مِثْلُ العِضَاضِ والعِثَار والخِرَاط والضِّرَاح والرِّمَاح وَمَا شَاكَلَهَا. وَيُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ عَاثُورًا أَي شِدَّةً. والعِثَارُ والعاثورُ: مَا عُثِر بِهِ. وَوَقَعُوا فِي عاثورِ شرٍّ أَي فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ شرٍّ وَشِدَّةٍ، عَلَى الْمَثَلِ أَيضاً. والعاثورُ:

مَا أَعدّه ليُوقع فِيهِ آخرَ. والعاثُور مِنَ الأَرضين: المَهْلَكة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومَرْهوبةِ العاثورِ تَرْمي بِرَكْبِها ... إِلى مِثْله، حَرْف بَعِيد مَناهِلُه وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدَةَ كَثيرَة العَاثُورِ يَعْنِي المَتَالفَ، وَيُرْوَى: مَرْهُوبة العاثُور، وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلْعَجَّاجِ، وأَول الْقَصِيدَةِ: جَاريَ لَا تَسْتَنكِرِي عَذِيرِي وَبَعْدَهُ: زَوْرَاء تَمْطُو فِي بلادٍ زُورِ والزَّوْرَاءُ: الطَّرِيقُ المُعْوَجّة، وَذَهَبَ يَعْقُوبُ إِلى أَن الْفَاءَ فِي عَافُور بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ فِي عَاثُور، وَلِلَّذِي ذَهَبَ إِليه وَجْهٌ، قَالَ: إِلَّا أَنَّا إِذا وَجَدْنَا لِلْفَاءِ وَجْهًا نَحْمِلُهَا فِيهِ عَلَى أَنه أَصل لَمْ يَجُزِ الْحُكْمُ بِكَوْنِهَا بَدَلًا فِيهِ إِلَّا عَلَى قُبْحٍ وضَعْفِ تجويزٍ وَذَلِكَ أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُمْ وَقَعُوا فِي عَافُور. فَاعُولًا مِنَ العَفْر، لأَن الْعَفْرَ مِنَ الشِّدَّةِ أَيضاً، وَلِذَلِكَ قَالُوا عِفْرِيتٌ لِشَدَّتِهِ. والعَاثُورُ: حُفْرَةٌ تُحْفَرُ للأَسد لِيَقَعَ فِيهَا لِلصَّيْدِ أَو غَيْرِهِ. والعَاثُورُ: الْبِئْرُ، وَرُبَّمَا وُصِفَ بِهِ؛ قَالَ بَعْضُ الْحِجَازِيِّينَ: أَلَا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً، ... وذكْرُكِ لَا يَسْرِي إِليَّ كَما يَسْرِي؟ وَهَلْ يَدَعُ الوَاشونَ إِفْسَادَ بَيْنِنَا، ... وحَفْرَ الثَّأَى العَاثُورِ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي؟ وَفِي الصِّحَاحِ: وحَفْراً لَنَا العَاثُورَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ صِفَةً وَيَكُونُ بَدَلًا. الأَزهري: يَقُولُ هَلْ أَسْلُو عَنْكَ حَتَّى لَا أَذكرك لَيْلًا إِذا خَلَوْتُ وأَسْلَمْتُ لِمَا بِي؟ والعَاثُورُ ضَرْبُهُ مَثَلًا لِمَا يُوقِعُهُ فِيهِ الواشِي مِنَ الشَّرِّ؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَهَلْ تَفْعَلُ الأَعداءُ إِلَّا كَفِعْلِهِمْ، ... هَوَان السَّرَاة وابتغَاء العَواثِرِ؟ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ عَاثُورٍ وَحَذْفُ الْيَاءِ لِلضَّرُورَةِ، وَيَكُونُ جَمْعَ خَدٍّ عَاثر. والعَثْرُ: الإِطلاع عَلَى سِرّ الرَّجُلِ. وعَثَر عَلَى الأَمر يَعْثُرُ عَثْراً وعُثُوراً: اطَّلَعَ. وأَعْثَرْتُه عَلَيْهِ: أَطلعته. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ ؛ أَي أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ غيرَهم، فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ؛ وَقَالَ تَعَالَى: فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً ؛ مَعْنَاهُ فإِن اطّلعَ عَلَى أَنهما قَدْ خَانَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: عَثَرَ الرجلُ يَعْثُرُ عُثُوراً إِذا هَجَمَ عَلَى أَمر لَمْ يَهْجِمْ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. وعَثَرَ العِرْقُ، بِتَخْفِيفِ الثَّاءِ: ضَرَب؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعِثْيَرُ، بِتَسْكِينِ الثَّاءِ، والعِثْيَرَةُ: العَجَاجُ السَّاطِعُ؛ قَالَ: تَرَى لَهُمْ حَوْلَ الصِّقَعْلِ عِثْيرَه يَعْنِي الْغُبَارَ، والعِثْيَرَاتُ: التُّرَابُ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَلَا تَقُلْ فِي العِثْيَر التُّرَابِ عَثْيَراً لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْيَل، بِفَتْحِ الْفَاءِ، إِلَّا ضَهْيَد، وَهُوَ مَصْنُوعٌ، مَعْنَاهُ الصُّلْب الشَّدِيدُ. والعَيْثَر: كالعِثْيَر، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ مَا قَلَبْتَ مِنْ تُرَابٍ أَو مَدَرٍ أَو طِينٍ بأَطراف أَصابع رِجْلَيْكَ، إِذا مَشَيْتَ لَا يُرَى مِنَ الْقَدَمِ أَثر غَيْرُهُ، فَيُقَالُ: مَا رأَيت لَهُ أَثَراً وَلَا عَيْثَراً. والعَيْثَرُ والعَثْيَرُ: الأَثر الْخَفِيُّ، مِثَالُ الغَيْهَب. وَفِي الْمَثَلِ: مَا لَهُ أَثَرٌ وَلَا عَثْيَرٌ، وَيُقَالُ: وَلَا عَيْثَرٌ، مِثَالُ فَيْعَلٍ، أَي لَا يَعْرِفُ رَاجِلًا فَيَتَبَيَّنَ أَثره ولا فارساً فيُثِيرُ الغبارَ فَرَسُهُ، وَقِيلَ: العَيْثَر أَخفى

مِنَ الأَثر. وعَيْثَرَ الطيرَ: رَآهَا جَارِيَةً فَزَجَرَهَا؛ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبْنَاء التَّمِيمِيُّ: لَعَمْرُ أَبيك يَا صَخْرُ بنَ لَيْلى، ... لَقَدْ عَيْثَرْتَ طَيركَ لَوْ تَعِيفُ يُرِيدُ: لَقَدْ أَبصرتَ وعاينتَ. وَرَوَى الأَصمعي عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ: بُنِيَتْ سَلْحُون مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ فِي ثَمَانِينَ أَو سَبْعِينَ سَنَةً، وبُنِيَتْ بَرَاقش ومَعِين بِغُسَالَةِ أَيديهم، فَلَا يُرَى لسَلْحِين أَثر وَلَا عَيْثَرٌ، وَهَاتَانِ قَائِمَتَانِ؛ وأَنشد قَوْلَ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: دَعانا مِنْ بَراقِشَ أَو مَعينٍ، ... فَأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ ومَليعٌ: اسْمُ طَرِيقٍ. وَقَالَ الأَصمعي: العَيْثَرُ تَبَعٌ لأَثَرٍ. وَيُقَالُ: العَيْثَرُ عَيْنُ الشَّيْءِ وَشَخْصُهُ فِي قَوْلِهِ: مَا لَهُ أَثَرٌ وَلَا عَيْثر. وَيُقَالُ: كَانَتْ بَيْنَ الْقَوْمِ عَيْثَرَةٌ وغَيْثَرَةٌ وكأَن العَيْثَرة دُونَ الغَيْثرةِ. وَتَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي عَيْثرَةٍ وغَيْثرةٍ أَي فِي قِتَالٍ دُونَ قِتَالٍ. والعُثْر: العُقَاب؛ وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: مَا كَانَ بَعْلًا أَو عَثَريّاً فَفِيهِ العُشْر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنَ النَّخْلِ الَّذِي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ يَجْتَمِعُ فِي حُفَيْرَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ العِذْي [العَذْي]، وَقِيلَ: مَا يُسْقَى سَيْحاً، والأَول أَشهر، قَالَ الأَزهري: والعَثْرُ والعَثَرِيّ العِذْيُ، وَهُوَ مَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ مِنَ النَّخْلِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الزَّرْعِ مَا سُقِيَ بِمَاءِ السَّيْلِ وَالْمَطَرِ وأُجري إِليه الْمَاءُ مِنَ المَسَايل وحُفر لَهُ عَاثُورٌ أَيْ أَتِيٌّ يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ إِليه، وَجَمْعُ الْعَاثُورِ عَواثير؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ العَثَّرِي، بِتَشْدِيدِ الثَّاءِ، وردَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما هُوَ بِتَخْفِيفِهَا، وَهُوَ الصَّوَابُ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا يُقَالُ فُلَانٌ وَقَعَ فِي عَاثورِ شرٍّ وعَافور شَرٍّ إِذا وَقَعَ فِي وَرْطة لَمْ يَحْتَسِبْهَا وَلَا شعرَ بِهَا، وأَصله الرَّجُلُ يَمْشِي فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فيَتَعَثَّر بِعاثور المَسِيل أَو فِي خَدٍّ خَدَّه سيلُ الْمَطَرِ فَرُبَّمَا أَصابه مِنْهُ وَثءٌ أَو عَنَتٌ أَو كَسْر. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن قُرَيْشًا أَهل أَمانة مَنْ بَغاها العَوَاثيرَ كبَّه اللَّهُ لمُنْخُرَيْه ، وَيُرْوَى: العَواثر، أَي بَغَى لَهَا الْمَكَايِدَ الَّتِي يُعْثَر بِهَا كَالْعَاثُورِ الَّذِي يَخُدُّ فِي الأَرض فَيَتَعَثَّر بِهِ الإِنسان إِذا مَرَّ لَيْلًا وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ فربما أَعْنَتَهُ. والعَواثِر: جَمْعُ عَاثُورٍ، وَهُوَ الْمَكَانُ الوعْث الخَشِن لأَنه يُعْثَر فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحُفْرَةَ الَّتِي تُحْفَر للأَسد، وَاسْتُعِيرَ هُنَا للوَرْطة والخُطَّة المُهْلِكة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَما عَواثِر فَهِيَ جَمْعُ عاثِرٍ، وَهِيَ حِبالَة الصَّائِدِ، أَو جَمْعُ عَاثِرَةٍ، وَهِيَ الْحَادِثَةُ الَّتِي تَعْثُر بِصَاحِبِهَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: عَثَر بِهِمُ الزمانُ إِذا أَخْنَى عَلَيْهِمْ. والعُثْر والعَثَر: الْكَذِبُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَعثَرَ عَثْراً: كَذَب؛ عَنْ كُرَاعٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ فِي العَثْر وَالْبَائِنِ؛ يُرِيدُ فِي الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. والعَاثِر: الكَذّاب. والعَثَرِيّ: الَّذِي لَا يَجِدّ فِي طَلَبِ دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ العَثَّرِيُّ عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبغض النَّاسِ إِلى اللَّهِ تَعَالَى العَثَرِيّ ؛ قِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا فِي أَمر الْآخِرَةِ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ عَثَرِيًّا إِذا جَاءَ فَارِغًا، وَجَاءَ عَثَّريًّا أَيضاً، بِشَدِّ الثَّاءِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَثَرِيّ النَّخْلِ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه لَا يَحْتَاجُ فِي سَقْيِهِ إِلى تَعَبٍ بدالِيَة وَغَيْرِهَا، كأَنه عَثَر عَلَى الْمَاءِ عَثْراً بِلَا عَمَلٍ مِنْ صَاحِبِهِ، فكأَنه نُسِبَ إِلى العَثْر، وحركةُ الثَّاءِ مِنْ تَغْيِيرَاتِ النَّسَبِ. وَقَالَ مُرَّةُ: جَاءَ رائِقاً عَثَّرِيًّا أَي فَارِغًا دُونَ شَيْءٍ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ:

وَهُوَ غَيْرُ العَثَرِي الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مخففَ الثَّاءِ، وَهَذَا مُشَدَّدُ الثَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بأَرض تُسَمَّى عَثِرةً فَسَمَّاهَا خَضِرةً ؛ العَثِرةُ مِنَ العِثْيَرِ، وَهُوَ الغُبار، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، وَالْمُرَادُ بِهَا الصَّعِيدُ الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: هِيَ أَرض عِثْيَرةٌ. وعَثَّر: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: هِيَ أَرض مَأْسَدَةٌ بِنَاحِيَةِ تَبَالَةَ عَلَى فَعَّل، وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلَّا خَضَّمٌ وبَقَّمٌ وبَذَّرٌ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ ... بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونَه غِيلُ وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمى: لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرجالَ، إِذا ... مَا الليثُ كَذّبَ عَنْ أَقرانه صَدَقا وعَثْر، مُخَفَّفَةٌ: بَلَدٌ بِالْيَمَنِ؛ وأَنشد الأَزهري فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ للأَعشى: فبَاتَتْ، وَقَدْ أَوْرَثَتْ في الفُؤاد ... صَدْعاً يُخَالِط عَثَّارَها «4». عجر: العَجَر، بِالتَّحْرِيكِ: الحَجْم والنُّتُوُّ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَعْجَرُ بَيِّن العَجَر أَي عَظِيمُ الْبَطْنِ. وعَجِر الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يعْجَر عَجَراً أَي غلُظ وسَمِن. وتَعَجَّر بطنُه: تَعَكَّنَ. وعَجِر عَجَراً: ضَخُم بطنُه. والعُجْرةُ: مَوْضِعُ العَجَر. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه طَافَ ليلةَ وقعةِ الْجَمَلِ عَلَى القَتْلى مَعَ مَوْلاه قَنْبَرٍ فَوَقَفَ عَلَى طلحةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ صَريع، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: عَزَّ عَلَيَّ أَبا مُحَمَّدٍ أَن أَراك مُعَفَّراً تَحْتَ نُجُومِ السَّمَاءِ؛ إِلى اللَّهِ أَشكو عُجَرِي وبُجَرِي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: مَعْنَاهُ هُمُومِي وأَحزاني، وَقِيلَ: مَا أُبْدِي وأُخْفِي، وَكُلُّهُ عَلَى المَثَل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ أَفضيت إِليه بعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَطلعتُه مِنْ ثِقتي بِهِ عَلَى مَعَايِبي. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِن مِنَ النَّاسِ مَنْ أُحَدِّثه بعُجَرِي وبُجَري أَي أُحدثه بمَساوِيَّ، يُقَالُ هَذَا فِي إِفشاء السِّرِّ. قَالَ: وأَصل العُجَر العُرُوق الْمُتَعَقِّدَةُ فِي الْجَسَدِ، والبُجَر الْعُرُوقُ الْمُتَعَقِّدَةُ فِي الْبَطْنِ خَاصَّةً. وَقَالَ الأَصمعي: العُجْرَة الشَّيْءُ يَجْتَمِعُ فِي الْجَسَدِ كالسِّلعة، والبُجْرة نَحْوُهَا، فَيُرَادُ: أَخْبرته بِكُلِّ شَيْءٍ عِنْدِي لَمْ أَستر عَنْهُ شَيْئًا مِنْ أَمري. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: إِن أَذكُرْه أَذكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه ؛ الْمَعْنَى إِنْ أَذكُرْه أَذكر مَعايِبَه الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا مَن خَبَرَه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العُجَر جمع عُجْرة، هو الشَّيْءُ يَجْتَمِعُ فِي الْجَسَدِ كالسِّلعة والعُقْدة، وَقِيلَ: هُوَ خَرَز الظَّهْرِ، قَالَ: أَرادت ظاهرَ أَمره وباطنَه وَمَا يُظْهِرُه ويُخفيه. والعُجْرَة: نَفْخَة فِي الظَّهْرِ، فإِذا كَانَتْ فِي السُّرَّةِ فَهِيَ بُجْرة، ثُمَّ يُنْقَلانِ إِلى الْهُمُومِ والأَحزان. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: العُجَر فِي الظَّهْرِ والبُجر فِي الْبَطْنِ. وعَجَرَ الفرسُ يَعْجِرُ إِذا مدَّ ذَنَبَهُ نَحْوَ عَجُزِه فِي العَدْو؛ وقال أَبو زيد: وهَبَّتْ مَطاياهُمْ، فَمِنْ بَيْنِ عاتبٍ، ... ومِنْ بَيْنِ مُودٍ بالبَسِيطَةِ يَعْجِرُ أَي هَالِكٌ قَدْ مَدَّ ذَنَبَهُ. وعَجَر الفرسُ يَعْجِرُ عَجْراً وعَجَرَاناً وعاجَرَ إِذا مَرَّ مَرّاً سَرِيعًا مِنْ خَوْفٍ وَنَحْوِهِ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ عاجِر، وَهُوَ الَّذِي يَعْجِر بِرِجْلَيْهِ كقِماص الحِمار، وَالْمَصْدَرُ العَجَران؛ وعَجَرَ الحمارُ يَعْجِر عَجْراً: قَمصَ؛ وأَما قول

_ (4). قوله: [يخالط عثارها] العثار ككتان: قرحة لا تجف، وقيل: عثارها هو الأَعشى عثر بها فابتلى وتزود منها صدعاً في الفؤاد، أَفاده شارح القاموس

تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: أَما الأَداةُ ففِينا ضُمَّرٌ صُنُعٌ، ... جُرْدٌ عَواجِرُ بالأَلْبادِ واللُّجُمِ فإِنها رُوِيَتْ بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ فِي اللُّجُمِ، وَمَعْنَاهُ عَلَيْهَا أَلبادها ولحمُها، يَصِفُهَا بالسِّمَن وَهِيَ رافعةٌ أَذنابها مِنْ نَشَاطِهَا. وَيُقَالُ: عَجَرَ الرِّيقُ عَلَى أَنيابه إِذا عَصَبَ بِهِ ولزِقَ كَمَا يَعْجِرُ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ عَلَى رأْسه؛ قَالَ مُزَرِّد بْنُ ضِرَارٍ أَخو الشَّمَّاخِ: إِذ لَا يَزَالُ يابِساً لُعابُه ... بالطَّلَوَان، عَاجِرًا أَنْيابُه والعَجَرُ: الْقُوَّةُ مَعَ عِظَم الْجَسَدِ. وَالْفَحْلُ الأَعْجَرُ: الضَّخْم. وعَجِرَ الفرسُ: صلُب لحمُه. وَوَظِيفٌ عَجِرٌ وعَجُرٌ، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا: صُلْبٌ شَدِيدٌ، وَكَذَلِكَ الْحَافِرُ؛ قَالَ المَرَّارُ: سَلِط السُّنْبُكِ ذِي رُسْغٍ عَجِرْ والأَعْجَر: كُلُّ شَيْءٍ تَرَى فِيهِ عُقَداً. وكِيسٌ أَعْجَر وهِمْيان أَعْجَر: وهو الْمُمْتَلِئُ. وبَطْنٌ أَعْجرُ: مَلآن، وَجَمْعُهُ عُجْر؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: أَبَنِي زَبِيبةَ، مَا لِمُهْرِكُمُ ... مُتَخَدِّداً، وبُطونكُمْ عُجْر؟ والعُجْرة، بِالضَّمِّ: كُلُّ عُقْدَةٍ فِي الْخَشَبَةِ، وَقِيلَ: العُجْرة الْعُقْدَةُ فِي الْخَشَبَةِ وَنَحْوِهَا أَو فِي عُرُوقِ الْجَسَدِ. والخَلَنْج فِي وشْبِه عُجَر، وَالسَّيْفُ فِي فِرِنْدِه عُجَر؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: فأَوَّلُ مَنْ لاقَى يجُول بسَيْفهِ ... عَظِيم الْحَوَاشِي قَدْ شَتا، وَهُوَ أَعْجَرُ الأَعْجَر: الْكَثِيرُ العُجَر. وَسَيْفٌ ذُو مَعْجَرٍ: فِي مَتْنِه كَالتَّعْقِيدِ. والعَجِير: الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ، يُقَالُ لَهُ عَجِير وعِجِّير، وَقَدْ رُوِيَتْ بِالزَّايِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: العَجِير، بِالرَّاءِ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ، والقَحُول والحَرِيك وَالضَّعِيفُ والحَصُور العِنِّين، والعَجِير العِنِّين مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ. الْفَرَّاءُ: الأَعْجَر الأَحْدَب، وَهُوَ الأَفْزَرُ والأَفْرَصُ والأَفْرَسُ والأَدَنّ والأَثْبَج. والعَجّارُ: الَّذِي يأْكل العَجاجِير، وَهِيَ كُتَلُ الْعَجِينِ تُلقى عَلَى النَّارِ ثُمَّ تُؤْكَلُ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا قُطِّع العَجين كُتَلًا عَلَى الخِوَان قَبْلَ أَن يُبْسَطَ فَهُوَ المُشَنَّق. والعَجاجِيرُ والعَجّارُ: الصِّرِّيعُ الَّذِي لَا يُطاق جنبُه فِي الصِّراع المُشَغْزب لِصَريعه. والعَجْرُ: لَيُّك عُنُقِ الرَّجُلِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: عَجَر عُنُقَهُ إِلى كَذَا وَكَذَا يَعْجِره إِذا كَانَ عَلَى وَجْهٍ فأَراد أَن يَرْجِعَ عَنْهُ إِلى شَيْءٍ خَلْفَهُ، وَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ، أَو أَمَرْته بِالشَّيْءِ فَعَجَر عُنُقَهُ وَلَمْ يُرِدْ أَن يَذْهَبَ إِليه لأَمرك. وعَجَر عنقَه يَعْجِرها عَجْراً: ثَنَاهَا. وَعَجَر بِهِ بَعِيرُه عَجَراناً: كأَنه أَراد أَن يَرْكَبَ بِهِ وَجْهًا فَرَجَعَ بِهِ قِبَل أُلَّافِه وأَهِله مِثْلَ عكَر بِهِ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: فَلَوْ كُنتَ سَيْفًا كَانَ أَثْرُكَ عُجْرَةً، ... وَكُنْتَ دَداناً لَا يُؤَيِّسُه الصَّقْل يَقُولُ: لَوْ كنتَ سَيْفًا كُنْتَ كَهاماً بِمَنْزِلَةِ عُجْرَةِ التِّكَّة. كَهاماً: لَا يَقْطَعُ شَيْئًا. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ عَجَرْت عَلَيْهِ وحَظَرْت عَلَيْهِ وحَجَرْت عَلَيْهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعَجَر عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ أَي شَدَّ عَلَيْهِ. وعُجِرَ عَلَى الرَّجُلِ: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي أَخذ مَالِهِ. وَرَجُلٌ مَعْجورٌ عَلَيْهِ: كَثُر سُؤَالُهُ حَتَّى قلَّ، كمَثْمودٍ. الْفَرَّاءُ: جَاءَ فُلَانٌ بالعُجرِ والبُجَرِ أَي جَاءَ بِالْكَذِبِ، وَقِيلَ: هُوَ الأَمر الْعَظِيمُ. وَجَاءَ بالعَجارِيّ والبَجاريّ، وَهِيَ

الدَّوَاهِي. وعَجَرَه بِالْعَصَا وبَجَرَه إِذا ضَرَبه بِهَا فَانْتَفَخَ مَوْضِعُ الضَّرْبِ مِنْهُ. والعَجارِيُّ: رؤوس الْعِظَامِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: ومِنْ عَجارِيهنَّ كلَّ جِنْجِن فَخَفَّفَ ياءَ العَجارِي، وَهِيَ مُشَدَّدَةٌ. والمِعْجَر والعِجارُ: ثَوْبٌ تَلُفُّه المرأَة عَلَى اسْتِدَارَةِ رأْسها ثُمَّ تَجَلْبَبُ فَوْقَهُ بجلِبابِها، وَالْجَمْعُ المَعاجرُ؛ وَمِنْهُ أُخذ الاعْتِجارُ، وَهُوَ لَيُّ الثَّوْبِ عَلَى الرأْس مِنْ غَيْرِ إِدارة تَحْتَ الحنَك. وَفِي بَعْضِ الْعِبَارَاتِ: الاعْتِجارُ لَفُّ الْعِمَامَةِ دُونَ التَّلَحِّي. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ مُعْتَجِراً بعمامةٍ سَوْداءَ ؛ الْمَعْنَى أَنه لَفَّها عَلَى رأْسه وَلَمْ يَتَلَحَّ بِهَا؛ وَقَالَ دُكَيْنٌ يَمْدَحُ عَمْرَو بْنَ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيَّ أَمِيرَ الْعِرَاقِ وَكَانَ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَةٍ حَسْنَاءَ فَقَالَ يَمْدَحُهُ بَدِيهًا: جَاءَتْ بِهِ، مُعْتَجِراً بِبُرْدِه، ... سَفْواءُ تَرْدِي بنَسِيج وَحْدِه مُسْتَقْبِلًا خَدَّ الصَّبَّا بخدِّه، ... كالسَّيفِ سُلَّ نَصْلُه مِنْ غِمْدِه خَيرُ أَميرٍ جَاءَ مِنْ مَعَدِّه، ... مِنْ قَبْلِهِ، أَو رَافِداً مِن بَعْدِه فَكُلُّ قَلْسٍ قادِحٌ بِزَنْدِه، ... يَرْجُون رَفْعَ جَدِّهم بِجَدِّه «5». فَإِنْ ثَوَى ثَوى النَّدَى فِي لَحْدِه، ... واخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدِه فَدَفَعَ إِليه البغلةَ وثيابَه والبُرْدة الَّتِي عَلَيْهِ. والسَّفْواء: الخَفِيفةُ الناصِيةِ، وَهُوَ يُسْتَحَبُّ فِي البِغال وَيُكْرَهُ فِي الْخَيْلِ. والسَّفْواء أَيضاً: السَّرِيعَةُ. وَالرَّافِدُ: هُوَ الَّذِي يَلي المَلِك وَيَقُومُ مَقَامَهُ إِذا غَابَ. والعِجْرة، بِالْكَسْرِ: نَوْعٌ مِنَ العِمَّة. يُقَالُ: فُلَانٌ حسَنُ العِجْرة. وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ: وَجَاءَ وَهُوَ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ مِنْهُ إِلَّا عَيْنَيْهِ ورِجْلَيْه ؛ الاعْتِجارُ بِالْعِمَامَةِ: هُوَ أَن يَلُفَّها عَلَى رأْسِه ويردَّ طَرَفَهَا عَلَى وَجْهِهِ وَلَا يَعْمَلَ مِنْهَا شَيْئًا تَحْتَ ذَفَنِه. والاعْتِجارُ: لِبسة كالالْتِحافِ؛ قَالَ الشاعر: فما لَيْلى بِتَاشِزَة القُصَيْرَى، ... وَلَا وَقْصاءَ لِبْستُها اعْتجِارُ والمِعْجَر: ثوبٌ تَعْتَجِر بِهِ المرأَة أَصغَر مِنَ الرِّدَاءِ وأَكبر مِنَ المِقْنَعة. والمِعْجر والمَعاجِرُ: ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ. والمِعْجَر: مَا ينْسَج مِنَ اللِّيف كالجُوالقِ. والعَجْراء: الْعَصَا الَّتِي فِيهَا أُبَنٌ؛ يُقَالُ: ضَرَبَهُ بعَجْراءَ مِنْ سَلَمٍ. وَفِي حَدِيثِ عَيَّاشِ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ لَمَّا بَعَثَه إِلى الْيَمَنِ: وقَضيب ذُو عُجَرٍ كأَنه مِنْ خَيزُرانٍ أَي ذُو عُقَدٍ. وَكَعْبُ بْنُ عُجْرة: مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. وعاجِرٌ وعُجَيرٌ والعُجَير وعُجْرة، كُلُّهَا: أَسماء. وَبَنُو عُجْرة: بَطْنٌ مِنْهُمْ. والعُجَير: مَوْضِعٍ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: تَلَقَّيْنَني يَوْمَ العُجَيرِ بمنْطِقٍ، ... ترَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ مِنْهُ وضالُها عجهر: عَنْجَهورُ: اسْمُ امرأَة، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ العَجْهرةِ، وَهِيَ الجفاء. عدر: العَدْرُ والعُدْرُ: الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. وأَرض مَعْدُورةٌ: مَمْطُورَةٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ. قَالَ شَمِرٌ: واعْتَدَرَ المطرُ، فَهُوَ مُعْتَدِرٌ؛ وأَنشد: مُهْدَوْدِراً مُعْتَدِراً جُفالا

_ (5). قوله [قلس] هكذا هو في الأَصل ولعله ناس أو نحوه

والعادِرُ: الكذابُ، قَالَ: وَهُوَ العاثِرُ أَيضاً. وعَدِرَ الْمَكَانَ عَدَراً واعْتَدَرَ: كَثُرَ مَاؤُهُ. والعُدْرةُ: الجُرْأَة والإِقدام. وعُدّار: اسْمٌ. والعَدَّار: الملَّاح. والعَدَرُ: القَيْلَةُ الكَبِيرةُ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِالْقَيْلَةِ الأَدَرَ، وكأَن الْهَمْزَةَ قُلِبَتْ عَيْنًا فَقِيلَ: عَدِرَ عَدَراً: والأَصل أَدِرَ أَدَراً. عذر: العُذْر: الْحُجَّةُ الَّتِي يُعْتَذر بِهَا؛ وَالْجَمْعُ أَعذارٌ. يُقَالُ: اعْتَذَر فُلَانٌ اعْتِذاراً وعِذْرةً ومَعْذُرة [مَعْذِرة] مِنْ دَيْنهِ فعَذَرْته، وعذَرَه يَعْذُرُهُ [يَعْذِرُهُ] فِيمَا صَنَعَ عُذْراً وعِذْرةً وعُذْرَى ومَعْذُرة [مَعْذِرة]، والاسم المعذَرة [المعذِرة] «1». وَلِي فِي هَذَا الأَمر عُذْرٌ وعُذْرَى ومَعْذرةٌ أَي خروجٌ مِنَ الذَّنْبِ؛ قَالَ الجَمُوح الظَّفَرِيُّ: قَالَتْ أُمامةُ لَمَّا جِئْتُ زائَرها: ... هلَّا رَمَيْتَ بَبَعْض الأَسْهُم السُّودِ؟ لِلَّهِ دَرُّكِ إِني قد رَمَيْتُهُمُ، ... لولا حُدِدْتُ، وَلَا عُذْرَى لِمَحْدودِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورد الْجَوْهَرِيُّ نِصْفَ هَذَا الْبَيْتِ: إِني حُدِدْتُ، قَالَ وَصَوَابُ إِنشاده: لَوْلَا؛ قَالَ: والأَسْهُم السُّود قِيلَ كِنَايَةٌ عَنِ الأَسْطر الْمَكْتُوبَةِ، أَي هلَّا كتبْتَ لِي كِتَابًا، وَقِيلَ: أَرادت بالأَسْهُم السودِ نَظَرَ مُقْلَتيه، فَقَالَ: قَدْ رَمَيتُهم لَوْلَا حُدِدْتُ أَي مُنِعت. وَيُقَالُ: هَذَا الشِّعْرُ لِرَاشِدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَكَانَ اسْمُهُ غاوِياً، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَاشِدًا؛ وَقَوْلُهُ: لَوْلَا حُدِدْتُ هُوَ عَلَى إِرادة أَن تَقْدِيرَهُ لَوْلَا أَن حُدِدْتُ لأَنَّ لَوْلَا الَّتِي مَعْنَاهَا امتناعُ الشَّيْءِ لِوُجُودِ غَيْرِهِ هِيَ مَخْصُوصَةٌ بالأَسماء، وَقَدْ تَقَعُ بَعْدَهَا الأَفعال عَلَى تَقْدِيرِ أَن، كَقَوْلِ الْآخَرِ: أَلا زَعَمَتْ أَسْماءُ أَن لَا أُحِبّها، ... فقلتُ: بَلى، لَوْلَا يُنازِعُني شَغْلي وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ؛ وشاهدُ العِذْرةِ مِثْلُ الرِّكبةِ والجِلْسةِ قولُ النَّابِغَةُ: هَا إِنّ تَا عِذْرة إِلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ، ... فإِن صاحِبَها قَدْ تاهَ فِي البَلَدِ «2» . وأَعْذَرَه كعذَرَه؛ قَالَ الأَخطل: فَإِنْ تكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزارٍ تَوَاضَعَتْ، ... فَقَدْ أَعْذَرَتْنا فِي طِلابكمُ العُذْر وأَعْذَرَ إِعْذاراً وعُذْراً: أَبْدَى عُذْراً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَعْذَرَ فلانٌ أَي كَانَ مِنْهُ مَا يُعْذَرُ بِهِ، وَالصَّحِيحُ أَن العُذْرَ الِاسْمُ، والإِعْذار الْمَصْدَرُ، وَفِي الْمَثَلِ: أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ؛ وَيَكُونُ أَعْذَرَ بِمَعْنَى اعْتَذَر اعْتِذَارًا يُعْذَرُ بِهِ وَصَارَ ذَا عُذْرٍ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يُخَاطِبُ بِنْتَيْهِ وَيَقُولُ: إِذا متُّ فنُوحا وابْكِيا عَلَيَّ حَوْلًا: فقُوما فقُولا بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُما، ... وَلَا تَخْمِشَا وَجْهاً وَلَا تَحْلِقا الشَّعَرْ وَقُولَا: هُوَ المَرْءُ الَّذِي لَا خَلِيلَه ... أَضاعَ، وَلَا خَانَ الصديقَ، وَلَا غَدَرْ إِلى الحولِ، ثُمَّ اسمُ السلامِ عَلَيْكُمَا، ... ومَنْ يَبْكِ حَوْلًا كامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرْ أَي أَتى بعُذْر، فَجَعَلَ الاعْتِذارَ بِمَعْنَى الإِعْذارِ، والمُعْتَذِرُ يَكُونُ مُحِقّاً وَيَكُونُ غَيْرَ مُحِقٍّ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اعْتَذَرَ الرَّجُلُ إِذا أَتى بعُذْرٍ، واعْتَذَرَ إِذا لَمْ يأْت بعُذْرٍ؛ وأَنشد: وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعتذر

_ (1). قوله: [والاسم المعذرة] مثلث الذال كما في القاموس (2). في ديوان النابغة: ها إِنّ ذي عِذْرةٌ إِلَّا تكن تفعت ... فإِنّ صاحبها مشاركُ النَّكَد

أَي أَتى بعُذْرٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ، قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ ؛ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا يَعْنِي أَنه لَا عُذْرَ لَهُمْ، والمعَاذِيرُ يَشُوبُها الكذبُ. واعتذرَ رجلٌ إِلى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لَهُ: عَذَرْتُكَ غيرَ مُعْتَذِرٍ؛ يَقُولُ: عَذَرْتُك دُونَ أَن تَعْتَذِرَ لأَنّ المُعْتَذِرَ يَكُونُ مُحِقّاً وَغَيْرَ مُحِقٍّ؛ والمُعَذِّر أَيضاً: كَذَلِكَ. واعْتَذَرَ منْ ذَنْبِهِ وتَعَذّر: تَنَصَّلَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِنك منها والتعَذّر بعد ما ... لَجَجتَ، وشطَّتْ مِن فُطَيمةَ دارُها وَتَعَذَّرَ: اعْتَذَرَ واحتجَّ لِنَفْسِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنّ يَدَيْها، حِينَ يُفْلَقُ ضَفْرُها، ... يَدَا نَصَفٍ غَيْرَى تَعَذّرُ مِنْ جُرْمِ وعَذَّرَ فِي الأَمر: قَصَّر بَعْدَ جُهْد. والتَّعْذِيرُ فِي الأَمر: التقصيرُ فِيهِ. وأَعْذَرَ: قَصَّر وَلَمْ يُبالِغ وَهُوَ يُرِي أَنه مُبالِغٌ. وأَعْذَرَ فِيهِ: بالَغَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلى مَنْ بَلَغ مِنَ العُمْرِ سِتِّينَ سَنَةً ؛ أَي لَمْ يُبْقِ فِيهِ مَوْضِعًا للاعْتِذارِ، حَيْثُ أَمْهَلَه طُولَ هَذِهِ الْمُدَّةِ وَلَمْ يَعْتَذِر. يُقَالُ: أَعْذَرَ الرَّجُلُ إِذا بَلَغ أَقْصى الغايةِ فِي العُذْر. وَفِي حَدِيثِ المِقْداد: لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِليك أَي عَذَرَكَ وجَعَلَك موضعَ العُذْر، فأَسْقَط عَنْكَ الْجِهَادَ ورَخّصَ لَكَ فِي تَرْكِهِ لأَنه كَانَ قَدْ تَناهَى فِي السِّمَنِ وعَجَزَ عَنِ الْقِتَالِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِذا وُضِعَت المائدةُ فلْيأْكلِ الرجلُ مِمَّا عِنْدَهُ وَلَا يَرْفَعْ يَدَهُ وإِن شَبِعَ ولْيُعذِرْ فإِن ذَلِكَ يُخَجِّلُ جَلِيسَه ؛ الإِعْذارُ: الْمُبَالَغَةُ فِي الأَمر، أَي ليُبالِغْ فِي الأَكل؛ مِثْلُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِنه كَانَ إِذا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ كانَ آخرَهم أَكْلًا ؛ وَقِيلَ: إِنما هُوَ وليُعَذِّرْ مِنَ التَّعْذِيرِ التَّقْصِير أَي ليُقَصِّرْ فِي الأَكل لِيَتَوفَّرَ عَلَى الْبَاقِينَ ولْيُرِ أَنه بالغَ. وَفِي الْحَدِيثِ: جاءَنا بطعامٍ جَشْبٍ فَكُنَّا نُعَذِّرُ ؛ أَي نُقَصِّر ونُرِي أَننا مُجْتَهِدُونَ. وعَذّرَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُعَذّرُ إِذا اعْتَذَرَ وَلَمْ يأْت بِعُذرٍ. وعَذَّرَ: لَمْ يَثْبُتْ لَهُ عُذْرٌ. وأَعْذَرَ: ثَبَتَ لَهُ عُذْرٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ، بِالتَّثْقِيلِ؛ هُمُ الَّذِينَ لَا عُذْرَ لَهُمْ وَلَكِنْ يتكلَّفُون عُذْراً. وَقُرِئَ: المُعْذِرون بِالتَّخْفِيفِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَهُمْ عُذْرٌ، قرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ ساكنةَ الْعَيْنِ وَكَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَكَذَا أُنْزِلَت. وَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ المُعَذِّرِينَ. قَالَ الأَزهري: ذَهَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلى أَن المُعْذِرينَ الَّذِينَ لَهُمُ العُذْر؛ والمُعَذِّرِينَ، بِالتَّشْدِيدِ: الَّذِينَ يَعْتذِرون بِلَا عُذْرٍ كأَنهم المُقَصِّرون الَّذِينَ لَا عُذْرَ لَهُمْ، فكأَنَّ الأَمرَ عِنْدَهُ أَن المُعَذِّرَ، بِالتَّشْدِيدِ، هُوَ المُظْهِرُ للعُذْرِ اعْتِلَالًا مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةٍ لَهُ فِي العُذْر وَهُوَ لَا عُذْرَ لَهُ، والمُعْذِر الَّذِي لَهُ عُذْرٌ، والمُعَذِّرُ الَّذِي لَيْسَ بمُحقٍّ عَلَى جِهَةِ المُفَعِّل لأَنه المُمَرِّض والمُقَصِّر يَعْتَذِرُ بِغَيْرِ عُذْرٍ. قَالَ الأَزهري: وقرأَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ وَحْدَهُ: وَجَاءَ المُعْذِرُون ، سَاكِنَةَ الْعَيْنِ، وقرأَ سائرُ قُرّاء الأَمْصارِ: الْمُعَذِّرُونَ ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الذَّالِ، قَالَ: فَمَنْ قرأَ الْمُعَذِّرُونَ فَهُوَ فِي الأَصل المُعْتَذِرُون فأُدْغِمَت التَّاءُ فِي الذَّالِ لِقُرْب المَخْرَجين، وَمَعْنَى المُعْتَذِرُون الَّذِينَ يَعْتَذِرُون، كَانَ لَهُمْ عُذْرٌ أَو لَمْ يَكُنْ، وَهُوَ هَاهُنَا شَبِيهٌ بأَنْ يَكُونَ لَهم عُذْرٌ، وَيَجُوزُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ المُعِذِّرُون، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، لأَن الأَصل المُعْتَذِرُون فأُسكنت التَّاءُ وأُبدل مِنْهَا ذَالٌ وأُدغمت فِي الذَّالِ ونُقِلَت حَرَكَتُهَا إِلى الْعَيْنِ فَصَارَ الْفَتْحُ فِي الْعَيْنِ أَوْلى الأَشياء، ومَنْ كَسَرَ الْعَيْنَ

جَرّه لِالتقاء السَّاكِنَيْنِ، قَالَ: وَلَمْ يُقْرَأْ بِهَذَا، قَالَ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ المُعَذِّرُون الَّذِينَ يُعَذِّرُون يُوهِمُون أَنَّ لَهُمْ عُذْراً وَلَا عُذْرَ لَهُمْ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فَفِي المُعَذِّرِينَ وجْهان: إِذا كَانَ المُعَذِّرُون مِنْ عَذّرَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُعَذِّر، فَهُمْ لَا عُذْرَ لَهُمْ، وإِذا كَانَ المُعَذِّرُون أَصلهم المُعْتَذِرُون فأُلْقِيَت فتحةُ التَّاءِ عَلَى العين وأُبْدِلَ منها دالٌ وأُدغمت فِي الذَّالِ الَّتِي بَعْدَهَا فَلَهُمْ عُذْرٌ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الجُمَحِي: سأَلت يُونُسَ عَنْ قَوْلِهِ: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ ، فَقُلْتُ لَهُ: المُعْذِرُون، مُخَفَّفَةً، كأَنها أَقْيَسُ لأَن المُعْذِرَ الَّذِي لَهُ عُذْرٌ، والمُعَذِّر الَّذِي يَعْتَذِر وَلَا عُذْر لَهُ، فَقَالَ يُونُسُ: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ كَانَ مُسيِئاً جَاءَ قَوْمٌ فَعذَّرُوا وجَلَّحَ آخَرُونَ فَقَعَدُوا. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ ، قَالَ: مَعْنَاهُ المُعْتَذِرُون. يُقَالُ: عَذَّر يَعَذِّر عِذّاراً فِي مَعْنَى اعْتَذَرَ، وَيَجُوزُ عِذَّرَ الرَّجُلُ يَعِذِّر، فَهُوَ مُعِذِّر، وَاللُّغَةُ الأُولى أَجودهما. قَالَ: وَمِثْلُهُ هَدّى يَهَدِّي هِدّاءً إِذا اهْتَدَى وهِدَّى يَهِدِّي؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى؛ وَمِثْلُهُ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ يَخَصِّمُون ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، قَالَ الأَزهري: وَيَكُونُ المُعَذِّرُون بِمَعْنَى المُقَصِّرِينَ عَلَى مُفَعِّليِن مِنَ التَّعْذير وَهُوَ التَّقْصِيرُ. يُقَالُ: قَامَ فُلَانٌ قِيَامَ تَعْذِيرٍ فِيمَا اسْتَكْفَيْتُه إِذا لَمْ يُبالغْ وقَصَّرَ فِيمَا اعْتُمِدَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثُ: أَن بَنِي إِسرائيل كَانُوا إِذا عُمِلَ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي نَهاهُم أَحْبارُهم تَعْذِيراً فعمَّهم اللَّهُ بالعِقاب، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يُبالِغُوا فِي نَهْيِهم عَنِ الْمَعَاصِي، وداهَنُوهم وَلَمْ يُنْكِرُوا أَعْمالَهم بِالْمَعَاصِي حَقَّ الإِنْكارِ ، أَي نَهَوْهم نَهْياً قَصَّروا فِيهِ وَلَمْ يُبالغُوا؛ وضَعَ المصدرَ مَوْضِعَ اسْمِ الْفَاعِلِ حَالًا، كَقَوْلِهِمْ: جَاءَ مَشْياً. وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: وتَعاطى مَا نَهَيْتُ عَنْهُ تَعْذِيراً. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَنْ يَهْلِكَ الناسُ حَتَّى يُعذِرُوا مِنْ أَنفسهم ؛ يُقَالُ: أَعْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ إِذا أَمْكَن مِنْهَا، يَعْنِي أَنهم لَا يَهْلِكون حَتَّى تَكْثُرَ ذُنُوبُهُمْ وَعُيُوبُهُمْ، فيُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهم وَيَسْتَوْجِبُوا الْعُقُوبَةَ وَيَكُونَ لِمَنْ يُعَذِّبُهم عُذْرٌ، كأَنهم قَامُوا بعُذْرِه فِي ذَلِكَ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْيَاءِ، مِنْ عَذَرْته، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَحَقِيقَةُ عَذَرْت مَحَوْتُ الإِساءَةَ وطَمَسْتها، وَفِيهِ لُغَتَانِ؛ يُقَالُ أَعْذَرَ إِعذَاراً إِذا كَثُرَتْ عيوبُه وَذُنُوبُهُ وَصَارَ ذَا عَيْبٍ وَفَسَادٍ. قَالَ الأَزهري: وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَذَر يَعْذِرُ بِمَعْنَاهُ، وَلَمْ يَعْرفه الأَصمعي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل: فإِن تَكُ حَرْبُ ابنَيْ نِزارٍ تواضَعَتْ، ... فَقَدْ عَذَرَتْنا فِي كِلاب وَفِي كَعَبِ «1» . وَيُرْوَى: أَعْذَرَتْنا أَي جَعَلَتْ لَنَا عُذْراً فِيمَا صَنَعْنَاهُ؛ وَهَذَا كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَنْ يَهْلِك عَلَى اللَّهِ إِلا هَالِكٌ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ: مَن يَعْذِرُني مِنْ فُلَانٍ؛ قَالَ ذُو الإِصْبَع العَدْوانيّ: عَذِيرَ الحَيِّ مِن عَدْوَانَ، ... كانُوا حَيَّةَ الأَرضِ بَغَى بَعْضٌ عَلَى بَعْضِ، ... فَلَمْ يَرْعَوْا عَلَى بَعْضِ فَقَدْ أَضْحَوْا أَحادِيثَ، ... بِرَفْعِ القَولِ والخَفْضِ يَقُولُ: هاتِ عُذْراً فِيمَا فَعَل بعضُهم بِبَعْضٍ مِنَ التباعُد والتباغُض وَالْقَتْلِ وَلَمْ يَرْعَ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ، بَعْدِ ما كَانُوا حيَّةَ الأَرض الَّتِي يَحْذَرُها كلُّ أَحد، فَقَدْ صَارُوا أَحاديثَ لِلنَّاسِ يَرْفَعُونَهَا ويخفضونها، ومعنى

_ (1). هذا البيت في صفحة 545 مرويّ في صورة تختلف عما هو عليه في هذه الصفحة، وما في هذه الصفحة يتفق وما في ديوان الأَخطل

يَخْفِضُونَهَا يُسِرّونها، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ هاتِ مَن يَعْذِرُني؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلى ابْنِ مُلْجَم: عَذِيرَك مِن خَلِيلك مِن مُرادِ يُقَالُ: عَذِيرَك مِن فُلَانٍ، بِالنَّصْبِ، أَي هاتِ مَن يَعْذِرُك، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ، يُقَالُ: عَذِيري مِن فُلان أَي مَن يَعْذِرني، ونصبُه عَلَى إِضمار هَلُمَّ مَعْذِرَتَك إِيَّاي؛ وَيُقَالُ: مَا عِنْدَهُمْ عَذِيرةٌ أَي لَا يَعْذِرون، وَمَا عِنْدَهُمْ غفيرةٌ أَي لَا يَغْفِرُون. والعَذِيرُ: النَّصِيرُ؛ يُقَالُ: مَن عَذِيرِي مِن فُلَانٍ أَي مَن نَصِيرِي. وعَذِيرُ الرَّجُلِ: مَا يَرُومُ وَمَا يُحاوِلُ مِمَّا يُعْذَرُ عَلَيْهِ إِذا فَعَلَه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يُخَاطِبُ امرأَته: جارِيَ لَا تَسْتَنْكِري عَذِيرِي، ... سَيْرِي، وإِشْفاقي عَلَى بَعِيرِي يُرِيدُ يَا جَارِيَةُ فَرَخَّمَ، وَيُرْوَى: سَعْيِي، وَذَلِكَ أَنه عَزَمَ عَلَى السَّفَرِ فكانَ يرُمُّ رَحْل نَاقَتِهِ لِسَفَرِهِ فَقَالَتْ لَهُ امرأَته: مَا هَذَا الَّذِي ترُمُّ؟ فَخَاطَبَهَا بِهَذَا الشِّعْرِ، أَي لَا تُنْكِري مَا أُحاوِلُ. والعَذِيرُ: الْحَالُ؛ وأَنشد: لَا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي وَجَمْعُهُ عُذُرٌ مِثْلُ سَرِيرٍ وسُرُرٍ، وإِنما خُفِّفَ فَقِيلَ عُذْر؛ وَقَالَ حَاتِمٌ: أَماوِيَّ قَدْ طَالَ التجنُّبُ والهجْرُ، ... وَقَدْ عَذَرَتْنِي فِي طِلابِكُمُ العُذْرُ أَماوِيَّ إِن الْمَالَ غادٍ ورائحٌ، ... ويَبْقَى مِنَ الْمَالِ الأَحاديثُ والذِّكْرُ وَقَدْ عَلِمَ الأَقوامُ لَوْ أَن حَاتِمًا ... أَرادَ ثَراءَ المالِ، كَانَ لَهُ وَفْرُ وَفِي الصِّحَاحِ: وَقَدْ عَذَرَتْنِي فِي طِلَابِكُمُ عُذْرُ قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَعرابيين تَمِيمِيًّا وَقَيْسِيًّا يَقُولَانِ: تَعَذَّرْت إِلى الرَّجُلِ تَعَذُّراً، فِي مَعْنَى اعْتَذَرْت اعْتِذاراً؛ قَالَ الأَحْوَص بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنصاري: طَرِيد تَلافاهُ يَزِيدُ برَحْمَةٍ، ... فَلَمْ يُلْفَ مِنْ نَعْمائهِ يَتَعَذَّرُ أَي يَعْتَذر؛ يَقُولُ: أَنعم عَلَيْهِ نِعْمَةً لَمْ يَحْتَجْ إِلى أَن يَعْتذر مِنْهَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ يَتَعَذَّر أَي يَذْهَبُ عَنْهَا. وتَعَذَّر: تأَخَّر؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِسَيْر يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ، يَمُنّه ... أَخُو الجَهْدِ، لَا يَلْوِي عَلَى مَنْ تَعَذَّرا والعَذِيرُ: العاذرُ. وعَذَرْته مِنْ فُلَانٍ أَي لُمْت فُلَانًا وَلَمْ أَلُمْه؛ وعَذِيرَك إِيَّايَ مِنْهُ أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتك إِيَّايَّ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: يُقَالُ أَما تُعذرني مِنْ هَذَا؟ بِمَعْنَى أَما تُنْصِفُني مِنْهُ. يُقَالُ: أَعْذِرْني مِنْ هَذَا أَي أَنْصِفْني مِنْهُ. وَيُقَالُ: لَا يُعْذِرُك مِنْ هَذَا الرَّجُلِ أَحدٌ؛ مَعْنَاهُ لَا يُلْزِمُه الذَّنْبَ فِيمَا تُضِيفُ إِليه وَتَشْكُوهُ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ فُلَانٍ أَي مَنْ يَقُومُ بعُذْرِي إِن أَنا جَازَيْتُهُ بسُوءِ صَنِيعِهِ، وَلَا يُلْزِمُني لوْماً عَلَى مَا يَكُونُ مِنِّي إِليه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِفك: فاسْتَعْذَرَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيّ وَقَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ سَعْدٌ: أَنا أَعْذِرُك مِنْهُ ، أَي مَنْ يَقُومُ بعُذري إِن كافأْته عَلَى سُوءِ صَنِيعِهِ فَلَا يلومُني؟ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، استعذرَ أَبا بَكْرٍ مِنْ عَائِشَةَ، كَانَ

عَتَبَ عَلَيْهَا فِي شَيْءٍ فَقَالَ لأَبي بَكْرٍ: أَعْذِرْني مِنْهَا إِن أَدَّبْتُها ؛ أَي قُمْ بعُذْري فِي ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ مُعَاوِيَةَ؟ أَنا أُخْبِرُه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُخْبِرُنِي عَنْ نَفْسِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَنْ يَعْذرني مِنْ هَؤُلَاءِ الضَّياطِرة؟ وأَعْذر فُلَانٌ مِنْ نفسه أَي أَتى من قبَل نَفْسِهِ. قَالَ: وعَذّر يُعذّر نَفْسَهُ أَي أَتي مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ؛ قَالَ يُونُسُ: هِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ. وتَعَذَّر عَلَيْهِ الأَمر: لَمْ يَسْتَقِمْ. وتَعَذَّر عَلَيْهِ الأَمر إِذا صَعُبَ وَتَعَسَّرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يتعَذَّر فِي مَرَضِهِ ؛ أَي يَتَمَنَّعُ وَيَتَعَسَّرُ. وأَعْذَرَ وعَذَرَ: كَثُرت ذُنُوبُهُ وَعُيُوبُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: قَالُوا مَعْذِرةٌ إِلى رَبِّكُمْ ؛ نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ بَنِي إِسرائيلَ وعَظُوا الَّذِينَ اعتدَوْا فِي السَّبْتِ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ؟ فَقَالُوا، يَعْنِي الْوَاعِظِينَ: مَعْذِرةٌ إِلى رَبِّكُمْ ، فَالْمَعْنَى أَنهم قَالُوا: الأَمرُ بِالْمَعْرُوفِ واجبٌ عَلَيْنَا فَعَلَيْنَا موعظةُ هَؤُلَاءِ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، وَيَجُوزُ النَّصْبُ فِي مَعْذِرة فَيَكُونُ الْمَعْنَى نَعْتَذِرُ مَعْذِرَةً بوَعْظِنا إِيَّاهم إِلى رَبِّنَا؛ والمَعْذِرةُ: اسمٌ عَلَى مَفْعِلة مِنْ عَذَرَ يَعْذِر أُقِيم مُقام الِاعْتِذَارِ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى: عَلَى رِسْلِكمْ إِنا سَنُعْدِي ورَاءكم، ... فتمنعُكم أَرْماحُنا أَو سَنُعْذَر قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ وأَنشد: سَتَمْنَعُكُمْ، وَصَوَابُهُ: فَتَمْنَعُكُمْ، بِالْفَاءِ، وَهَذَا الشِّعْرُ يُخَاطِبُ بِهِ آلَ عكرمة، وهم سُلَيم وغَطفان» وَسُلَيْمٌ هُوَ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ، وَهَوَازِنُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفة بْنِ قَيْس عَيْلان، وَغَطَفَانُ هُوَ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَكَانَ بَلَغَ زُهَيْرًا أَن هَوَازِنَ وَبَنِي سُلَيْمٍ يُرِيدُونَ غَزْوَ غَطَفَانَ، فذكَّرهم مَا بَيْنَ غَطَفَانَ وَبَيْنَهُمْ مِنَ الرَّحِم، وأَنهم يَجْتَمِعُونَ فِي النَّسَبِ إِلى قَيْسٍ؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: خُذُوا حظَّكم يَا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا ... أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بِالْغَيْبِ يُذْكَرُ فإِنَّا وإِيَّاكم إِلى مَا نَسُومُكم ... لَمِثْلانِ، بَلْ أَنتم إِلى الصُّلْح أَفْقَرُ مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَى رِسْلِكم أَي عَلَى مَهْلِكم أَي أَمْهِلوا قَلِيلًا. وَقَوْلُهُ: سَنُعْدِي وَرَاءَكُمْ أَي سَنُعْدِي الْخَيْلَ وَرَاءَكُمْ. وَقَوْلُهُ: أَو سَنُعْذَرُ أَي نأْتي بالعُذْر فِي الذبِّ عَنْكُمْ وَنَصْنَعُ مَا نُعْذَر فِيهِ. والأَوَاصِرُ: الْقَرَابَاتُ. والعِذَارُ مِنَ اللِّجَامِ: مَا سَالَ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وعِذَارُ اللِّجَامِ مَا وَقَعَ مِنْهُ عَلَى خَدي الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: عذَارُ اللِّجَامِ السَّيْرانِ اللَّذَانِ يَجْتَمِعَانِ عِنْدَ القَفا، وَالْجَمْعُ عُذُرٌ. وعَذَرَه يَعْذِرُهُ عَذْراً وأَعْذَرَه وعَذَّرَه: أَلْجَمه، وَقِيلَ: عَذَّره جَعَلَ لَهُ عِذَاراً لا غير؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فإِني إِذا مَا خُلّةٌ رَثَّ وصلُها، ... وجَدَّتْ لصَرْمٍ وَاسْتَمَرَّ عِذارُها لَمْ يُفَسِّرْهُ الأَصمعي، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ عِذَار اللِّجَامِ، وأَن يَكُونَ مِنَ التَعَذُّر الَّذِي هُوَ الِامْتِنَاعُ؛ وَفَرَسٌ قصيرُ العِذَار وقصيرُ العِنان. وَفِي الْحَدِيثِ: الفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ عِذَارٍ حسَنٍ عَلَى خَدِّ فَرَسٍ ؛ العِذَارانِ مِنَ الْفَرَسِ: كالعارِضَين مِنْ وَجْهِ الإِنسان، ثُمَّ سُمِّيَ السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ مِنَ اللِّجَامِ عِذاراً بِاسْمِ مَوْضِعِهِ. وعَذَرْت الفرس بالعِذَار

_ (2). قوله: [وهم سليم وغطفان] كذا بالأَصل، والمناسب وهوازن بدل وغطفان كما يعلم مما بعد

أَعْذِره وأَعْذُره إِذا شَدَدْت عِذَارَه. والعِذَاران: جَانِبَا اللِّحْيَةِ لأَن ذَلِكَ مَوْضِعُ الْعِذَارِ مِنَ الدَّابَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذَا التَّلَهْوُقِ ... يَغْشَى عِذَارَي لحْيَتي ويَرْتَقي وعِذَارُ الرَّجُلِ: شعرُه النَّابِتُ فِي مَوْضِعِ العِذَار. والعِذَارُ: اسْتِوَاءُ شَعْرِ الْغُلَامِ. يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ عِذَارَه أَي خطَّ لِحْيَتِهِ. والعِذَارُ: الَّذِي يضُمّ حبلَ الْخِطَامِ إِلى رأْس الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وأَعْذَرَ النَّاقَةَ: جَعَلَ لَهَا عِذَاراً. والعِذَارُ والمُعَذَّر: المَقَذُّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَوْضِعُ العِذَار مِنَ الدَّابَّةِ. وعَذَّرَ الغلامُ: نَبَتَ شعرُ عِذَاره يَعْنِي خَدَّهُ. وخَلَعَ العِذَارَ أَي الْحَيَاءَ؛ وَهَذَا مَثَلٌ لِلشَّابِّ المُنْهَمِك فِي غَيِّه، يُقَالُ: أَلْقَى عَنْهُ جِلْبابَ الْحَيَاءِ كَمَا خلَع الفرسُ العِذارَ فَجَمَعَ وطَمَّح. قَالَ الأَصمعي: خلَع فُلَانٌ مُعَذَّرَه إِذا لَمْ يُطِعْ مُرْشِداً، وأَراد بالمُعَذَّر الرَّسن ذَا العِذَارين، وَيُقَالُ لِلْمُنْهَمِكِ فِي الْغَيِّ: خلَع عِذَارَه؛ وَمِنْهُ كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: اسْتَعْمَلْتُك عَلَى الْعِرَاقَيْنِ فاخْرُجْ إِليهما كَمِيشَ الإِزار شديدَ العِذَارِ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا عَزَمَ عَلَى الأَمر: هُوَ شَدِيدُ العِذَار، كَمَا يُقَالُ فِي خِلَافِهِ: فُلَانٌ خَليع الْعِذَارِ كَالْفَرَسِ الَّذِي لَا لِجَامَ عَلَيْهِ، فَهُوَ يَعِيرُ عَلَى وَجْهِهِ لأَن اللِّجَامَ يُمْسِكُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: خَلَعَ عِذارَه أَي خَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ وَانْهَمَكَ فِي الْغَيِّ. والعِذَارُ: سِمةٌ فِي مَوْضِعِ العِذَار؛ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: العِذَارُ سِمةٌ عَلَى الْقَفَا إِلى الصُّدْغَين. والأَول أَعرف. وَقَالَ الأَحمر: مِنَ السِّمَاتِ العُذْرُ. وَقَدْ عُذِرَ الْبَعِيرُ، فَهُوَ مَعْذورٌ، والعُذْرةُ: سِمَةٌ كالعِذار؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ أَبي عُبَيد يَصِفُ أَياماً لَهُ مَضَتْ وطِيبَها مِنْ خَيْرٍ وَاجْتِمَاعٍ عَلَى عَيْشٍ صَالِحٍ: إِذِ الحَيُّ والحَوْمُ المُيَسِّرُ وَسْطَنا، ... وإِذ نَحْنُ فِي حالٍ مِنَ العَيْشِ صالحِ وَذُو حَلَقٍ تُقْضَى العَواذِيرُ بينَه، ... يلُوحُ بأَخْطارٍ عِظَام اللَّقائِحِ قَالَ الأَصمعي: الحَوْم الإِبل الْكَثِيرَةُ. والمُيَسِّر: الَّذِي قَدْ جَاءَ لبنُه. وَذُو حَلَقٍ: يَعْنِي إِبلًا مِيسَمُها الحَلَقُ: يُقَالُ: إِبلٌ محَلَّقة إِذا كَانَ سِمَتُها الحَلَق. والأَخْطَارُ: جَمْعُ خِطْر، وَهِيَ الإِبل الْكَثِيرَةُ. والعَواذِيرُ: جَمْعُ عاذُور، وَهُوَ أَن يَكُونَ بَنُو الأَب مِيسَمُهم وَاحِدًا، فإِذا اقْتَسَمُوا مَالَهُمْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَعْذِرْ عَنِّي، فيخُطّ فِي المِيسَم خَطًّا أَو غَيْرَهُ لِتُعْرَفَ بِذَلِكَ سِمَةُ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ. وَيُقَالُ: عَذِّرْ عَينَ بَعِيرك أَي سِمْه بِغَيْرِ سِمَة بَعِيرِي لِتَتَعَارَفَ إِبلُنا. والعاذُورُ: سِمَةٌ كَالْخَطِّ، وَالْجَمْعُ العَواذِيرُ. والعُذْرةُ: الْعَلَامَةُ. والعُذْر: الْعَلَّامَةُ. يُقَالُ: أَعْذِر عَلَى نَصِيبِكَ أَي أَعْلِمْ عَلَيْهِ. والعُذْرةُ: النَّاصِيَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الخُصْلة مِنَ الشَّعْرِ وعُرْفُ الْفَرَسِ وَنَاصِيَتُهُ، والجمعُ عُذَر؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: مَشْيَ العَذارى الشُّعْثِ يَنْفُضْن العُذَرْ وَقَالَ طَرَفَةُ: وهِضَبّات إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ وَقِيلَ: عُذْر الْفَرَسِ مَا عَلَى المِنْسَج مِنَ الشَّعْرِ، وَقِيلَ: العُذْرة الشَّعْرُ الَّذِي عَلَى كَاهِلِ الْفَرَسِ. والعُذَرُ: شَعَرَاتٌ مِنَ الْقَفَا إِلى وَسَطِ الْعُنُقِ. والعِذار مِنَ الأَرض: غِلَظٌ يَعْتَرِضُ فِي فَضَاءٍ وَاسِعٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الرَّمْلِ، وَالْجَمْعُ عُذْرٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ لِذِي الرُّمَّةِ: ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، ... عِذارَينِ مِنْ جَرْداءَ وعْثٍ خُصُورُها

أَي حَبْلين مُسْتَطِيلَيْنِ مِنَ الرَّمْلِ، وَيُقَالُ: طَرِيقَيْنِ؛ هَذَا يَصِفُ نَاقَةً يَقُولُ: كَمْ جَاوَزَتْ هَذِهِ النَّاقَةُ مِنْ رَمْلَةٍ عَاقِرٍ لَا تَنْبُتُ شَيْئًا، وَلِذَلِكَ جَعَلَهَا عَاقِرًا كالمرأَة الْعَاقِرِ. والأَلاءُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ وإِنما يَنْبُتُ فِي جَانِبَيِ الرَّمْلَةِ، وَهُمَا العِذَارانِ اللَّذَانِ ذَكَرَهُمَا. وجَرْداء: مُنْجَرِدة مِنَ النَّبْتِ الَّذِي تَرْعَاهُ الإِبل. والوَعْثُ: السَّهْلُ. وخُصورُها: جَوَانِبُهَا. والعُذْرُ: جَمْعُ عِذار، وَهُوَ الْمُسْتَطِيلُ مِنَ الأَرض. وعِذارُ الْعِرَاقِ: مَا انْفَسَح عَنِ الطَّفِّ. وعِذارا النَّصْلِ: شَفْرَتاه. وعِذارا الحائطِ وَالْوَادِي: جَانِبَاهُ. وَيُقَالُ: اتَّخَذَ فُلَانٌ فِي كَرْمِهِ عِذاراً مِنَ الشَّجَرِ أَي سِكّة مُصْطَفَّةٌ. والعُذْرة: البَظْر؛ قَالَ: تَبْتَلُّ عُذْرتُها فِي كُلِّ هاجِرةٍ، ... كَمَا تَنَزَّل بالصَّفْوانةِ الوَشَلُ والعُذْرةُ: الخِتَانُ والعُذْرة: الْجِلْدَةُ يَقْطَعُهَا الْخَاتِنُ. وعَذَرَ الغلامَ وَالْجَارِيَةَ يَعْذِرُهما عَذْراً وأَعْذَرَهما: خَتَنَهما؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي فتْيَةٍ جَعَلُوا الصَّلِيبَ إِلَهَهُمْ، ... حَاشايَ، إِنِّي مُسْلِمٌ مَعْذُورُ والأَكثر خَفَضْتُ الْجَارِيَةَ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: تَلْوِيَةَ الخَاتِن زُبَّ المَعْذُور والعِذَار والإِعْذار والعَذِيرة والعَذِيرُ، كُلُّهُ: طَعَامُ الْخِتَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْوَلِيمَةُ فِي الإِعْذار حقٌ ؛ الإِعْذار: الْخِتَانُ. يُقَالُ: عَذَرته وأَعْذَرته فَهُوَ مَعْذُورٌ ومُعْذَرٌ، ثُمَّ قِيلَ لِلطَّعَامِ الَّذِي يُطْعم فِي الْخِتَانِ إِعْذار. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّا إِعْذارَ عامٍ وَاحِدٍ ؛ أَي خُتِنّا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَكَانُوا يُخْتَنُونَ لِسِنٍّ مَعْلُومَةٍ فِيمَا بَيْنَ عَشْرِ سِنِينَ وخمسَ عَشْرَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وُلِدَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعْذوراً مَسْروراً ؛ أَي مَخْتُونًا مَقْطُوعَ السُّرَّةِ. وأَعْذَرُوا لِلْقَوْمِ: عَمِلوا ذَلِكَ الطَّعَامَ لَهم وأَعَدّوه. والإِعْذارُ والعِذارُ والعَذِيرةُ والعَذِيرُ: طعامُ المأْدُبة. وعَذَّرَ الرجلُ: دَعَا إِليه. يُقَالُ: عَذَّرَ تَعْذِيراً للخِتَان وَنَحْوِهِ. أَبو زَيْدٍ: مَا صُنِع عِنْدَ الْخِتَانِ الإِعْذار، وَقَدْ أَعْذَرْت؛ وأَنشد: كُلَّ الطعامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ: ... الخُرْس والإِعْذار والنَّقِيعَهْ والعِذَار: طَعَامُ البِنَاء وأَن يَسْتَفِيدَ الرجلُ شَيْئًا جَدِيدًا يُتَّخَذُ طَعَامًا يَدْعُو إِليه إِخوانه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العُذْرة قُلْفةُ الصَّبِيِّ وَلَمْ يَقُل إِن ذَلِكَ اسْمٌ لَهَا قَبْلَ الْقَطْعِ أَو بَعْدَهُ. والعُذْرة: البَكارةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العُذْرة مَا لِلْبِكْر مِنَ الِالْتِحَامِ قَبْلَ الِافْتِضَاضِ. وَجَارِيَةٌ عَذْراء: بِكْرٌ لَمْ يمسَّها رَجُلٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: سُمِّيت البكرُ عَذْراء لضِيقِها، مِنْ قَوْلِكَ تَعَذَّرَ عَلَيْهِ الأَمرُ، وَجَمْعُهَا عَذارٍ وعَذارى وعَذْراوات وعَذارِي كَمَا تَقَدَّمَ فِي صَحارى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: إِن الرَّجُلَ لَيُفْضِي فِي الغَداةِ الْوَاحِدَةِ إِلى مِائَةِ عَذْراء ؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي يَدْمَى صدرُها مِنْ شِدَّةِ الجَدْب؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّخَعِيِّ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ إِنه لَمْ يَجد امرأَتَه عَذْراءَ قَالَ: لَا شَيْءَ عَلَيْهِ لأَن العُذْرةَ قَدْ تُذْهِبُها الحيضةُ والوثْبةُ وطولُ التَّعْنِيس. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: مَا لَكَ ولِلْعَذَارَى ولِعَابهنّ أَي مُلاعَبتِهنّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: مُعِيداً يَبْتَغِي سَقَطَ العَذارَى وعُذْرةُ الجاريةِ: اقْتِضاضُها. والاعْتذارُ:

الاقْتِضاضُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَبو عُذْر فُلَانَةٍ إِذا كَانَ افْتَرَعَها وَاقْتَضَّهَا، وأَبو عُذْرَتها. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَنت بِذِي عُذْرِ هَذَا الكلامِ أَي لسْتَ بأَوَّلِ مَنِ اقْتضّه. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لِلْجَارِيَةِ عُذْرتانِ إِحداهما الَّتِي تَكُونُ بِهَا بِكْرًا والأُخرى فِعْلُها؛ وَقَالَ الأَزهري عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لَهَا عُذْرتانِ إِحداهما مَخْفِضُها، وَهُوَ مَوْضِعُ الْخَفْضِ مِنَ الْجَارِيَةِ، والعُذْرةُ الثَّانِيَةُ قضّتُها، سُمِّيَتْ عُذْرةً بالعَذْر، وَهُوَ الْقَطْعُ، لأَنها إِذا خُفِضت قُطِعَتْ نَواتُها، وإِذا افْتُرِعَت انْقَطَعَ خاتمُ عُذْرتِها. والعاذُورُ: مَا يُقْطع مِنْ مَخْفِض الْجَارِيَةِ. ابْنُ الأَعرابي: وَقَوْلُهُمُ اعْتَذَرْت إِليه هُوَ قَطْعُ مَا فِي قَلْبِهِ. وَيُقَالُ: اعْتَذَرَت المياهُ إِذا انْقَطَعَتْ. والاعْتِذارُ: قطعُ الرجلِ عَنْ حَاجَتِهِ وقطعُه عَمَّا أَمْسَك فِي قَلْبِهِ. واعْتَذَرت المنازلُ إِذا دَرَسَت؛ وَمَرَرْتُ بِمَنْزِلٍ مُعْتَذرٍ بالٍ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: شُهُورُ الصَّيْفِ، واعْتَذَرَتْ إِلَيْهِ ... نِطَاف الشيِّطَين مِن الشِّمال وتَعَذَرَّ الرَّسْمُ واعْتَذَر: تَغَيَّر؛ قَالَ أَوس: فبطن السُّلَيِّ فالسّجال تَعَذَّرَت، ... فمَعْقُلة إِلى مَطارِ فوَاحِف وَقَالَ ابْنُ ميّادةَ وَاسْمُهُ الرَّمَّاحُ بْنُ أَبرد «1»: مَا هاجَ قَلْبك مِنْ مَعَارِفِ دِمْنَةٍ، ... بالبَرْقِ بَيْنَ أَصَالِفٍ وفَدَافِدِ لَعِبَتْ بِهَا هُوجُ الرِّياح فأَصْبَحَتْ ... قَفْراً تَعَذَّر، غَيْرَ أَوْرَقَ هَامِدِ البَرْق: جَمْعُ بَرْقَةٍ، وَهِيَ حِجَارَةٌ ورملٌ وَطِينٌ مُخْتَلِطَةٌ. والأَصالِفُ والفَدافِدُ: الأَماكن الْغَلِيظَةُ الصُّلْبَةُ؛ يَقُولُ: دَرَسَتْ هَذِهِ الْآثَارُ غَيْرَ الأَوْرَقِ الهامِد، وَهُوَ الرَّمَادُ؛ وَهَذِهِ الْقَصِيدَةُ يَمْدَحُ بِهَا عَبْدَ الْوَاحِدِ بن سليمان ابن عَبْدِ الْمَلِكِ وَيَقُولُ فِيهَا: مَنْ كَانَ أَخْطَأَه الربيعُ، فإِنه ... نُصِرَ الحجازُ بغَيْثِ عَبْدِ الواحدِ سَبَقَتْ أَوائِلَه أَواخِرُه، ... بمُشَرَّعِ عَذبٍ ونَبْتٍ واعِدِ «2» . نُصِرَ أَي أُمْطِر. وأَرض مَنْصُورَةٌ: مَمْطُورَةٌ. والمُشَرَّعُ: شَرِيعَةُ الْمَاءِ. ونَبْت واعِد أَي يُرْجى خيرُه، وَكَذَلِكَ أَرضٌ واعِدةٌ يُرْجى نباتُها؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ فِي الِاعْتِذَارِ بِمَعْنَى الدُّرُوس: بانَ الشَّبابُ وأَفْنى ضِعْفَه العمُرُ، ... لِلَّهِ دَرُّك أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ؟ هَلْ أَنتَ طالبُ شيءٍ لسْتَ مُدْرِكه؟ ... أَمْ هَلْ لِقَلْبِك عَنْ أُلَّافِه وطَرُ؟ أَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آيَاتٍ، فَقَدْ جَعَلَتْ ... أَطْلالُ إِلْفِك بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ؟ ضِعْفُ الشَّيْءِ: مثلهُ؛ يَقُولُ: عِشْت عمرَ رَجُلَيْنِ وأَفناه الْعُمُرُ. وَقَوْلُهُ: أَم هَلْ لِقَلْبِكَ أَي هَلْ لِقَلْبِكَ حَاجَةٌ غَيْرَ أُلَّافِه أَي هَلْ لَهُ وَطَرٌ غَيْرَهُمْ. وَقَوْلُهُ: أَم كُنْتَ تَعْرِفُ آيَاتٍ؛ الْآيَاتُ: الْعَلَامَاتُ، وأَطْلالُ إِلْفك قَدْ دَرَسَت، وأُخِذ الاعْتِذارُ مِنَ الذَّنْبِ مِنْ هَذَا لأَن مَن اعْتَذَرَ شابَ اعتذارَه بكذِبٍ يُعَفِّي عَلَى ذَنْبِهِ. والاعتِذارُ: مَحْوُ أَثر المَوْجِدة، مِنْ قَوْلِهِمُ: اعْتَذَرَت المنازلُ إِذا دَرَسَت. والمَعاذِرُ: جَمْعُ مَعْذِرة. وَمِنْ أَمثالهم: المَعاذِرُ مكاذِبُ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ؛ قِيلَ: الْمَعَاذِيرُ الحُجَجُ، أَي

_ (1). قوله: [ابن أَبرد] هكذا في الأَصل (2). قوله: [سبقت أَوائله أواخره] هو هكذا في الأَصل والشطر ناقص

لَوْ جادَلَ عَنْهَا وَلَوْ أَدْلى بِكُلِ حُجَّةٍ يَعْتَذِرُ بِهَا؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: المَعاذير السُّتور بِلُغَةِ الْيَمَنِ، وَاحِدُهَا مِعْذارٌ، أَي وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ . وَيُقَالُ: تَعَذَّرُوا عَلَيْهِ أَي فَرُّوا عَنْهُ وَخَذَلُوهُ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ عَمْرُو ابن كِرْكِرَة: يُقَالُ ضَرَبُوهُ فأَعْذَروه أَي ضَرَبُوهُ فأَثْقَلُوه. وضُرِبَ فلانٌ فأُعْذِرَ أَي أُشْرف بِهِ عَلَى الْهَلَاكِ. وَيُقَالُ: أَعْذَرَ فُلَانٌ فِي ظَهْرِ فُلَانٍ بالسيَاط إِعْذاراً إِذا ضرَبه فأَثَّر فِيهِ، وشَتَمه فبالغَ فِيهِ حَتَّى أَثَّر بِهِ فِي سبِّه؛ وَقَالَ الأَخطل: وَقَدْ أَعْذَرْن فِي وَضَحِ العِجَانِ والعَذْراء: جامِعةٌ تُوضَعُ فِي حَلْق الإِنسان لَمْ تُوضَعْ فِي عُنُقِ أَحد قَبْلَهُ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ مِنْ حَدِيدٍ يعذَّب بِهِ الإِنسانُ لِاسْتِخْرَاجِ مَالٍ أَو لإِقرارٍ بأَمر. قَالَ الأَزهري: والعَذَارى هِيَ الْجَوَامِعُ كالأَغْلال تُجْمَع بِهَا الأَيدي إِلى الأَعناق. والعَذْراء: الرَّمْلَةُ الَّتِي لَمْ تُوطَأْ. ورَمْلة عَذْراء: لَمْ يَرْكَبْها أَحدٌ لِارْتِفَاعِهَا. ودُرَّة عَذْراءُ. لَمْ تُثْقب. وأَصابعُ العَذارَى: صِنْف مِنَ العِنَب أَسود طِوَالٌ كأَنه البَلُّوط، يُشَبَّه بأَصابع العَذارى المُخَضَّبَةِ. والعَذْراء: اسْمُ مَدِينَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُراها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها لَمْ تُنْكَ. والعَذْراءُ: برْجٌ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ. وَقَالَ النَّجَّامون: هِيَ السّنْبُلة، وَقِيلَ: هِيَ الجَوْزاء. وعَذْراء: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ مَعْرُوفَةٌ؛ وَقِيلَ: هِيَ أَرض بِنَاحِيَةِ دِمَشْقَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها لَمْ تُنْكَ بِمَكْرُوهٍ وَلَا أُصِيبَ سُكّانُها بأَداة عدُوّ؛ قال الأَخطل: ويا مَنَّ عَنْ نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ ... بنَا العِيسُ عَنْ عَذْراءَ دارِ بَنِي الشَّجْب والعُذْرةُ: نجْمٌ إِذا طلَع اشْتَدَّ غَمُّ الْحَرِّ، وَهِيَ تَطْلُعُ بَعْدَ الشِّعْرى، وَلَهَا وَقْدة وَلَا رِيحَ لَهَا وتأْخذ بالنفَس، ثُمَّ يطلُع سُهَيلٌ بَعْدَهَا، وَقِيلَ: العُذْرة كواكبُ فِي آخِرِ المَجَرَّة خَمْسَةٌ. والعُذْرةُ والعاذورُ: داءٌ فِي الْحَلْقِ؛ وَرَجُلٌ مَعْذورٌ: أَصابَه ذَلِكَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَيْنَها، ... غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ الكَيْنُ: لَحْمُ الْفَرْجِ. والعُذْرة: وَجَعُ الْحَلْقِ مِنَ الدَّمِ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ أَيضاً يُسَمَّى عُذْرة، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهاةِ. وعُذِرَ، فَهُوَ مَعْذورٌ: هاجَ بِهِ وجعُ الحلقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى صَبِيًّا أُعْلِقَ عَلَيْهِ مِنَ العُذْرةِ ؛ هُوَ وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ يهيجُ مِنَ الدَّمِ، وَقِيلَ: هِيَ قُرْحة تَخْرُجُ فِي الحَزْم الَّذِي بَيْنَ الْحَلْقِ والأَنف يَعْرِض لِلصِّبْيَانِ عِنْدَ طُلُوعِ العُذْرة، فتَعْمِد المرأَة إِلى خِرْقةٍ فَتَفْتِلُها فَتْلًا شَدِيدًا، وتُدْخِلُها فِي أَنْفِه فتطعَن ذَلِكَ الموضعَ، فينفجرُ مِنْهُ دمٌ أَسْودُ رُبَّمَا أَقْرحَه، وَذَلِكَ الطعنُ يُسَمَّى الدَّغْر. يُقَالُ: عَذَرَت المرأَةُ الصبيَّ إِذا غَمَزَت حلْقَه مِنَ العُذْرة، إِن فَعَلَتْ بِهِ ذَلِكَ، وَكَانُوا بَعْدَ ذَلِكَ يُعَلِّقون عَلَيْهِ عِلاقاً كالعُوذة. وَقَوْلُهُ: عِنْدَ طُلُوعِ العُذْرة؛ هِيَ خمسةُ كواكبَ تَحْتَ الشِّعْرى العَبُور، وَتُسَمَّى العَذارى، وَتَطْلُعُ فِي وَسَطِ الْحَرِّ، وَقَوْلُهُ: مِنَ العُذْرة أَي مِنْ أَجْلِها. والعاذِرُ: أَثرُ الجُرْح؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أُزاحِمُهم بِالْبَابِ إِذ يَدْفَعُونَني، ... وبالظهرِ، مِنِّي مِنْ قَرَا الْبَابِ عاذِرُ تَقُولُ مِنْهُ: أَعْذَرَ بِهِ أَي تَرَكَ بِهِ عاذِراً، والعَذِيرُ مِثْلُهُ. ابْنُ الأَعرابي: العَذْر جَمْع العَاذِر، وَهُوَ الإِبداء. يُقَالُ: قَدْ ظَهَرَ عاذِره، وَهُوَ دَبُوقاؤه.

وأَعْذَرَ الرجلُ: أَحْدَثَ. والعاذِرُ والعَذِرةُ: الْغَائِطُ الَّذِي هُوَ السَّلح. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَرِهَ السُّلْت الَّذِي يُزْرَعُ بالعَذِرة ؛ يُرِيدُ الغائطَ الَّذِي يُلْقِيهِ الإِنسان. والعَذِرةُ: فِنَاءُ الدَّارِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: أَنه عاتَب قَوْمًا فَقَالَ: مَا لَكَمَ لَا تُنَظِّفُون عَذِراتِكم؟ أَي أَفْنِيَتكم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ نَظِيفٌ يُحِبّ النَّظافةَ فَنَظِّفُوا عَذِراتكم وَلَا تَشَبَّهوا بِالْيَهُودِ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيقة: وَهَذِهِ عِبِدَّاؤُك بعَذِراتِ حَرَمِك ، وَقِيلَ: العَذِرةُ أَصلها فِناءُ الدَّارِ، وإِيَّاها أَرادَ عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِقَوْلِهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما سُمِّيَتْ عَذِراتُ النَّاسِ بِهَذَا لأَنها كَانَتْ تُلْقَى بالأَفْنِية، فكُنِيَ عَنْهَا بِاسْمِ الْفَنَاءِ كَمَا كُنِيَ بِالْغَائِطِ وَهِيَ الأَرض الْمُطْمَئِنَّةُ عَنْهَا؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ يَهْجُو قَوْمَهُ وَيَذْكُرُ الأَفنية: لعَمْرِي لَقَدْ جَرَّبْتُكم، فوَجَدْتُكم ... قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئِي العَذِراتِ أَراد: سَيِّئِينَ فَحَذَفَ النُّونَ للإِضافة؛ وَمَدَحَ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ إِبِلَهُ فَقَالَ: مَهارِيس يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها، ... إِذا النارُ أَبْدَتْ أَوْجُهَ الخفِراتِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: بِئْسَ الرَّجُلُ أَنت تَمْدَحُ إبِلَكَ وَتَهْجُو قومَك وَفِي الْحَدِيثِ: اليهودُ أَنْتَنُ خَلْقِ اللَّهِ عَذِرةً ؛ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ الفِناءَ وأَن يَعْنِيَ بِهِ ذَا بطونِهم، وَالْجَمْعُ عَذِرات؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَّرْتُهَا لأَن الْعَذِرَةَ لَا تُكَسَّرُ؛ وإِنه لَبَرِيءُ العَذِرة مِنْ ذَلِكَ عَلَى المثَل، كَقَوْلِهِمْ بَرِيءُ الساحةِ. وأَعْذَرَت الدارُ أَي كَثُرَ فِيهَا العَذِرةُ. وتعَذَّرَ مِنَ العَذِرَة أَي تلَطَّخ. وعَذّره تَعْذيراً: لطَّخَه بالعَذِرَة. والعَذِرة أَيضاً: المَجْلِسُ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ الْقَوْمُ. وعَذِرةُ الطعامِ: أَرْدَأُ مَا يُخْرَجُ مِنْهُ فيُرْمَى بِهِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ العَذِرة والعَذِبة. والعُذْرُ: النُّجْحُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لِمِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ: ومُخاصِم خاصَمْتُ فِي كَبَدٍ، ... مِثْلِ الدِّهان، فَكَانَ لِيَ العُذْرُ أَي قاوَمْتُه فِي مزلّةٍ فَثَبَتَتْ قَدَمِي وَلَمْ تَثْبُتْ قدمُه فَكَانَ النُّجْحُ لِي. وَيُقَالُ فِي الْحَرْبِ: لِمَنِ العُذْرُ؟ أَي النَّجْحُ وَالْغَلَبَةُ. الأَصمعي: لَقِيتُ مِنْهُ عاذُوراً أَي شَرًّا، وَهُوَ لُغَةٌ فِي العاثُور أَو لُثْغَةٍ. وَتَرَكَ المطرُ بِهِ عاذِراً أَي أَثراً. والعواذِيرُ: جَمْعُ العاذِرِ، وَهُوَ الأَثر. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمْ يَبْقَ لَهُمْ عاذِرٌ أَي أَثر. والعاذِرُ: العِرْقُ الَّذِي يخرُج مِنْهُ دمُ الْمُسْتَحَاضَةِ، وَاللَّامُ أَعرف «3». والعاذِرةُ: المرأَة الْمُسْتَحَاضَةُ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، مِنْ إِقامة العُذْر؛ وَلَوْ قَالَ إِن العاذِرَ هُوَ الْعِرْقُ نَفْسُهُ لأَنه يَقُومُ بِعُذْرِ المرأَة لَكَانَ وَجْهًا، وَالْمَحْفُوظُ الْعَاذِلُ، بِاللَّامِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْراً ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: العُذْرُ والنُّذْر وَاحِدٌ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يُثَقِّل، قَالَ أَبو جَعْفَرٍ: مَن ثَقَّل أَراد عُذْراً أَو نُذْراً، كَمَا تَقُولُ رُسُل فِي رُسْل؛ وَقَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: عُذْراً أَوْ نُذْراً ، فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ فالمُلْقِيات ذِكْراً للإِعْذار والإِنذار، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنهما نُصِبَا عَلَى الْبَدَلِ مِنْ قَوْلِهِ ذِكْراً، وَفِيهِ وَجْهٌ ثَالِثٌ وَهُوَ أَن تنصِبَهما بِقَوْلِهِ ذِكْراً؛ الْمَعْنَى فَالْمُلْقِيَاتِ إِن ذَكَرَتْ عُذْرًا أَو نُذْرًا، وَهُمَا اسْمَانِ يَقُومَانِ مَقَامَ الإِعْذار والإِنْذار، وَيَجُوزُ تخفيفُهما وتثقيلُهما معاً.

_ (3). يريد أن العاذل، باللام، أعرف من العاذر، بالراء

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا عاتَبَك عَلَى أَمر قَبْلَ التقدُّم إِليك فِيهِ: وَاللَّهِ مَا استْتَعْذَرْتَ إِليَّ ما اسْتَنْذَرْت أَي لَمْ تُقَدِّمْ إِليَّ المَعْذِرةَ والإِنذارَ. والاستعذارُ: أَن تَقُولَ لَهُ أَعْذِرْني مِنْكَ. وحمارٌ عَذَوَّرٌ: واسعُ الْجَوْفِ فحّاشٌ. والعَذَوَّرُ أَيضاً: السيء الخلُق الشَّدِيدُ النفْس؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حُلْو حَلال الْمَاءِ غَيْرُ عَذَوّر أَي مَاؤُهُ وحوضُه مُبَاحٌ. ومُلْكٌ عَذَوَّرٌ: وَاسْعٌ عَرِيضٌ، وَقِيلَ شَدِيدٌ؛ قَالَ كَثِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَرَى خَاليَ اللَّخْمِيَّ نُوحاً يَسُرُّني ... كَرِيماً، إِذا مَا ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرا ذَاحَ وحاذَ: جَمَعَ، وأَصل ذَلِكَ فِي الإِبل. وعُذْرة: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ؛ وَقَوْلُ زَيْنَبَ بِنْتِ الطَّثَرِيَّةَ تَرْثِي أَخاها يَزِيدَ: يُعِينُك مَظْلوماً ويُنْجِيك ظَالِمًا، ... وكلُّ الَّذِي حَمَّلْتَه فَهُوَ حامِلُهْ إِذا نَزلَ الأَضْيافُ كَانَ عَذَوَّراً ... عَلَى الحَيِّ، حَتَّى تَسْتَقلَّ مَراجِلُه قَوْلُهُ: وَيُنْجِيكَ ظَالِمًا أَي إِن ظَلَمْتَ فطُولِبْت بظُلْمِكَ حَماكَ ومَنَعَ مِنْكَ. والعَذوَّر: السَّيِّءُ الْخُلُقِ، وإِنما جعلَتْه عَذوَّراً لِشِدَّةِ تَهَمُّمِه بأَمر الأَضياف وحِرْصِه عَلَى تَعْجِيلِ قِراهم حَتَّى تَسْتَقِلَّ الْمَرَاجِلُ عَلَى الأَثافيّ. والمَراجلُ: الْقُدُورُ، واحدها مِرْجَل. عذفر: جَمَلٌ عُذافِرٌ وعَذَوْفَرٌ: صُلْبٌ عَظِيمٌ شَدِيدٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ. الأَزهري: العُذافِرةُ النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الأَمِينةُ الوَثِيقة الظَّهِيرةُ وَهِيَ الأَمُون. والعُذافِرُ: الأَسد لِشِدَّتِهِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وعُذافِرٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وعُذافرٌ: اسْمُ كَوْكَبِ الذَّنَبِ. قَالَ الأَصمعي: العُذافِرةُ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ، وَكَذَلِكَ الدَّوسَرة؛ قَالَ لَبِيدٌ: عُذَافِرة تَقَمَّصُ بالرُّدَافَى، ... تَخَوَّنَها نزُولي وارْتِحالي وفي قصيدة كَعْبٍ: وَلَنْ يَبْلُغَهَا إِلا عُذافِرة؛ هِيَ النَّاقَةُ الصُّلْبة القوية. عذمهر: بَلَدٌ عَذَمْهَرٌ: رَحْبٌ واسع. عرر: العَرُّ والعُرُّ والعُرَّةُ: الجربُ، وَقِيلَ: العَرُّ، بِالْفَتْحِ، الْجَرَبُ، وَبِالضَّمِّ، قُروحٌ بأَعناق الفُصلان. يُقَالُ: عُرَّت، فَهِيَ مَعْرُورة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بَعْدَ عَرِّه أَي جَرَبِه، وَيُرْوَى غَرّه، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَقِيلَ: العُرُّ داءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فَيَتَمَعَّطُ عَنْهُ وَبَرُه حَتَّى يَبْدُوَ الجلدُ ويَبْرُقَ؛ وَقَدْ عَرَّت الإِبلُ تَعُرُّ وتَعِرُّ عَرّاً، فَهِيَ عَارَّةٌ، وعُرَّتْ. واستعَرَّهم الجربُ: فَشَا فِيهِمْ. وَجَمَلٌ أَعَرُّ وعارٌّ أَي جَرِبٌ. والعُرُّ، بِالضَّمِّ: قُرُوحٌ مِثْلُ القُوَباء تَخْرُجُ بالإِبل مُتَفَرِّقَةً فِي مَشَافِرِهَا وَقَوَائِمِهَا يَسِيلُ مِنْهَا مثلُ الْمَاءِ الأَصفر، فتُكْوَى الصِّحاحُ لِئَلَّا تُعْدِيها المِراضُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: عُرَّت الإِبلُ، فَهِيَ مَعْرُورة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فحَمَّلْتَنِي ذَنْبَ امْرِئٍ وتَرَكْتَه، ... كذِي العُرِّ يُكْوَى غيرُه، وَهْوَ راتِعْ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: مَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ فَقَدْ غَلِطَ لأَن الجرَب لَا يُكْوى مِنْهُ؛ وَيُقَالُ: بِهِ عُرَّةٌ، وَهُوَ مَا اعْتَراه مِنَ الْجُنُونِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ويَخْضِدُ فِي الآرِيّ حَتَّى كأَنما ... بِهِ عُرَّةٌ، أَو طائِفٌ غيرُ مُعْقِب

وَرَجُلٌ أَعَرُّ بيّنُ العَرَرِ والعُرُورِ: أَجْرَبُ، وَقِيلَ: العَرَرُ والعُرُورُ الجرَبُ نَفْسُهُ كالعَرِّ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: خَلِيلي الَّذِي دَلَّى لِغَيٍّ خَلِيلَتي ... جِهاراً، فكلٌّ قَدْ أَصابَ عُرُورَها والمِعْرارُ مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي يُصِيبُهَا مِثْلُ العَرّ وَهُوَ الْجَرَبُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ التَّوَّزِيّ؛ وَاسْتَعَارَ العَرّ وَالْجَرَبَ جَمِيعًا لِلنَّخْلِ وإِنما هُمَا فِي الإِبل. قَالَ: وَحَكَى التَّوَّزِيُّ إِذا ابْتَاعَ الرَّجُلُ نَخْلًا اشْتَرَطَ عَلَى الْبَائِعِ فَقَالَ: لَيْسَ لِي مِقْمارٌ وَلَا مِئْخارٌ وَلَا مِبْسارٌ وَلَا مِعْرارٌ وَلَا مِغْبارٌ؛ فالمِقْمارُ: البيضاءُ البُسْر الَّتِي يَبْقَى بُسْرُها لَا يُرْطِبُ، والمِئْخارُ: الَّتِي تُؤَخِّرُ إِلى الشِّتَاءِ، والمِغْبارُ: الَّتِي يَعْلُوها غُبارٌ، والمِعْرار: مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سأَل آخَرَ عَنْ مَنْزِلِهِ فأَخْبَره أَنه يَنْزِلُ بَيْنَ حَيّين مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ: نَزَلْتَ بَيْنَ المَعَرّة والمَجَرّة ؛ المَجرّةُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ البياضُ الْمَعْرُوفُ، والمَعَرَّة مَا وراءَها مِنْ نَاحِيَةِ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ؛ سُمِّيَتْ مَعَرّة لِكَثْرَةِ النُّجُومِ فِيهَا، أَراد بَيْنَ حَيَّيْنِ عَظِيمَيْنِ لِكَثْرَةِ النُّجُومِ. وأَصل المَعَرَّة: مَوْضِعُ العَرّ وَهُوَ الجرَبُ وَلِهَذَا سَمَّوا السماءَ الجَرْباءَ لِكَثْرَةِ النُّجُومِ فِيهَا، تَشْبِيهًا بالجَرَبِ فِي بَدَنِ الإِنسان. وعارَّه مُعارّة وعِراراً: قاتَلَه وَآذَاهُ. أَبو عَمْرٍو: العِرارُ القِتالُ، يُقَالُ: عارَرْتُه إِذا قَاتَلْتَهُ. والعَرَّةُ والمَعُرَّةُ: الشِّدَّةُ، وَقِيلَ: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. والمَعَرَّةُ: الإِثم. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مِنْ الْجَرَبِ، أَي يُصِيبُكُمْ مِنْهُمْ أَمر تَكْرَهُونه فِي الدِّيات، وَقِيلَ: المَعَرَّة الجنايةُ أَي جِنايَتُه كَجِنَايَةِ العَرِّ وَهُوَ الْجَرَبُ؛ وأَنشد: قُلْ لِلْفوارِس مِنْ غُزَيّة إِنهم، ... عِنْدَ الْقِتَالِ، مَعَرّةُ الأَبْطالِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحاق بْنِ يَسَارٍ: المَعَرَّةُ الغُرْم؛ يَقُولُ: لَوْلَا أَن تُصِيبُوا مِنْهُمْ مُؤْمِنًا بِغَيْرِ عِلْم فتَغْرموا دِيَته فأَما إِثمه فإِنه لَمْ يخْشَه عَلَيْهِمْ. وَقَالَ شَمِرٌ: المَعَرّةُ الأَذَى. ومَعَرَّةُ الجيشِ: أَن يَنْزِلُوا بِقَوْمٍ فيأْكلوا مِنْ زُروعِهم شَيْئًا بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ وَهَذَا الَّذِي أَراده عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِقَوْلِهِ: اللَّهُمَّ إِني أَبْرَأُ إِليك مِنْ مَعَرّةِ الجَيْش ، وَقِيلَ: هُوَ قِتَالُ الْجَيْشِ دُونَ إِذْن الأَمير. وأَما قَوْلُهُ تعالى: لَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ؛ فالمَعَرَّةُ الَّتِي كَانَتْ تُصِيب الْمُؤْمِنِينَ أَنهم لَوْ كَبَسُوا أَهلَ مَكَّةَ وَبَيْنَ ظَهْرانَيْهم قومٌ مُؤْمِنُونَ لَمْ يَتَمَيَّزُوا مِنَ الكُفّار، لَمْ يأْمنوا أَن يَطَأُوا الْمُؤْمِنِينَ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَقْتُلُوهُمْ، فَتَلْزَمُهُمْ دِيَاتُهُمْ وَتَلْحَقُهُمْ سُبّةٌ بأَنهم قَتَلُوا مَنْ هُوَ عَلَى دِينِهِمْ إِذ كَانُوا مُخْتَلِطِينَ بِهِمْ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: لَوْ تميزَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الكُفّار لسَلّطْناكم عَلَيْهِمْ وَعَذَّبْنَاهُمْ عَذَابًا أَلِيماً؛ فَهَذِهِ المَعَرّةُ الَّتِي صانَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهَا هِيَ غُرْم الدِّيَاتِ ومَسَبّة الكُفار إِياهم، وأَما مَعَرّةُ الجيشِ الَّتِي تبرّأَ مِنْهَا عُمر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهِيَ وطْأَتُهم مَنْ مَرُّوا بِهِ مِنْ مُسْلِمٍ أَو معاهَدٍ، وإِصابتُهم إِياهم فِي حَرِيمِهم وأَمْوالِهم وزُروعِهم بِمَا لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ فِيهِ. والمَعَرّة: كوكبٌ دُونَ المَجَرَّة. والمَعَرّةُ: تلوُّنُ الْوَجْهِ مِن الْغَضَبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَاءَ أَبو الْعَبَّاسِ بِهَذَا الْحَرْفِ مُشَدَّدَ الرَّاءِ، فإِن كَانَ مِنْ تَمَعّرَ وجهُه فَلَا تَشْدِيدَ فِيهِ، وإِن كَانَ مَفْعَلة مِنَ العَرّ فَاللَّهُ أَعلم. وحِمارٌ أَعَرُّ: سَمينُ الصَّدْرِ والعُنُقِ، وَقِيلَ: إِذا كَانَ السِّمَنُ فِي صَدْرِهِ وعُنُقِه أَكثرَ مِنْهُ فِي سَائِرِ

خَلْقِهِ. وعَرَّ الظليمُ يَعِرُّ عِراراً، وعارَّ يُعارُّ مُعارَّةً وعِراراً، وَهُوَ صَوْتُهُ: صاحَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: تحَمَّلَ أَهُلها إِلَّا عِرَاراً ... وعَزْفاً بَعْدَ أَحْياء حِلال وزمَرَت النعامةُ زِماراً، وَفِي الصِّحَاحِ: زَمَرَ النعامُ يَزْمِرُ زِماراً. والتَّعارُّ: السَّهَرُ والتقلُّبُ عَلَى الْفِرَاشِ لَيْلًا مَعَ كَلَامٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنه كَانَ إِذا تعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّ النبيِّين ، وَلَا يَكُونُ إِلا يَقَظَةً مَعَ كلامٍ وصوتٍ، وَقِيلَ: تَمَطَّى وأَنَّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَانَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ يَجْعَلُهُ مأْخُوذاً مِنْ عِرارِ الظَّلِيمِ، وَهُوَ صَوْتُهُ، قَالَ: وَلَا أَدري أَهو مِنْ ذَلِكَ أَم لَا. والعَرُّ: الغلامُ. والعَرّةُ: الْجَارِيَةُ. والعَرارُ والعَرارة: المُعجَّلانِ عَنْ وَقْتِ الْفِطَامِ. والمُعْتَرُّ: الْفَقِيرُ، وَقِيلَ: المتعَرِّضُ لِلْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ أَن يَسأَل. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: فإِن فِيهِمْ قانِعاً ومُعْتَرًّا. عَراه واعْتَراه وَعَرَّهُ يعُرُّه عَرّاً واعْتَرَّه واعْتَرَّ بِهِ إِذا أَتاه فَطَلَبَ مَعْرُوفَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَرْعَى القَطاةُ الخِمْسَ قَفُّورَها، ... ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ فِيمَنْ يَعُرُّ أَي تأْتي الْمَاءَ وَتَرِدُهُ. القَفُّور: مَا يُوجَدُ فِي القَفْر، وَلَمْ يُسْمَع القَفّورُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ . وَفِي الْحَدِيثِ: فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانعَ والمُعْتَرَّ. قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: القانعُ الَّذِي يسأْل، والمُعْتَرُّ الَّذِي يُطِيف بِكَ يَطْلُب مَا عِنْدَكَ، سأَلَك أَو سَكَتَ عَنِ السُّؤَالِ. وَفِي حَدِيثِ حَاطِبُ بْنُ أَبي بَلْتَعة: أَنه لَمَّا كَتَب إِلى أَهل مَكَّةَ كِتَابًا يُنْذِرُهم فِيهِ بِسَيْرِ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِليهم أَطْلَع اللهُ رسولَه عَلَى الْكِتَابِ، فَلَمَّا عُوتِبَ فِيهِ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا عَريراً فِي أَهل مَكَّةَ فأَحْبَبْت أَن أَتقربَ إِليهم ليحْفَظُوني فِي عَيْلاتي عِنْدَهُمْ ؛ أَراد بِقَوْلِهِ عَريراً أَي غَريباً مُجاوِراً لَهُمْ دَخيلًا وَلَمْ أَكن مِنْ صَميمهم وَلَا لِي فِيهِمْ شُبْكَةُ رَحِمٍ. والعَرِيرُ، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وأَصله مِنْ قَوْلِكَ عَرَرْته عَرّاً، فأَنا عارٌّ، إِذا أَتيته تَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ، واعْتَرَرْته بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَعطاه سَيْفاً مُحَلًّى فنزَعَ عُمَرُ الحِلْيةَ وأَتاه بِهَا وَقَالَ: أَتيتك بِهَذَا لِمَا يَعْرُرُك مِنْ أُمور النَّاسِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَصل فِيهِ يَعُرُّك، ففَكّ الإِدغامَ، وَلَا يَجِيءُ مِثْلُ هَذَا الاتساعِ إِلا فِي الشَّعَرِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَحسبه مَحْفُوظًا ولكنه عِنْدِي: لِمَا يَعْرُوك، بِالْوَاوِ، أَي لِمَا يَنُوبُك مِنْ أَمر النَّاسِ وَيَلْزَمُكَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَوْ كَانَ مِنَ العَرّ لَقَالَ لِمَا يعُرُّك. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: قَالَ لَهُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ جَاءَ يَعُودُ ابنَه الحَسَنَ: مَا عَرَّنا بِكَ أَيّها الشَّيْخُ؟ أَي مَا جَاءَنَا بِكَ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: عُرَّ فَقْرَه بفِيه لَعَلَّهُ يُلْهِيه؛ يَقُولُ: دَعْه ونَفْسَه لَا تُعِنْه لَعَلَّ ذَلِكَ يَشْغَلُه عَمَّا يَصْنَعُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ خَلِّه وغَيِّه إِذا لَمْ يُطِعْكَ فِي الإِرشاد فَلَعَلَّهُ يَقَعُ فِي هَلَكة تُلْهيه وَتَشْغَلُهُ عَنْكَ. والمَعْرورُ أَيضاً: الْمَقْرُورُ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ. وَرَجُلٌ مَعْرورٌ: أَتاه مَا لَا قِوَام لَهُ مَعَهُ. وعُرّا الْوَادِي: شاطِئاه. والعُرُّ والعُرّةُ: ذَرْقُ الطَّيْرِ. والعُرّةُ أَيضاً: عَذِرةُ النَّاسِ والبعرُ والسِّرْجِينُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: أَعَرَّت الدارُ. وعَرَّ الطيرُ يَعُرُّ عَرَّةً: سَلَحَ. وَفِي الْحَدِيثِ إِيَّاكم ومُشارّةَ النَّاسِ فإِنها تُظْهِرُ

العُرّةَ ، وَهِيَ القذَر وعَذِرة النَّاسِ، فاستعِير للمَساوِئِ والمَثالب. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَنه كَانَ يُدْمِلُ أَرْضَه بالعُرّة فَيَقُولُ: مِكْتَلُ عُرّةٍ مكْتَلُ بُرٍّ. قَالَ الأَصمعي: العُرّةُ عَذِرةُ النَّاسِ، ويُدْمِلُها: يُصْلِحها، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه كَانَ يَحْمِل مكيالَ عُرّةٍ إِلى أَرض لَهُ بِمَكَّةَ. وعَرَّ أَرْضه يَعُرُّها أَي سَمَّدَها، والتَّعْرِيرُ مِثْلُهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ لَا يَعُرُّ أَرْضَه أَي لَا يُزَبِّلُها بالعُرَّة. وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كُلْ سَبْعَ تَمَراتٍ مِنْ نَخْلةٍ غيرِ مَعْرورةٍ أَي غَيْرِ مُزَبَّلة بالعُرّة، وَمِنْهُ قِيلَ: عَرَّ فلانٌ قومَه بشرٍّ إِذا لَطَّخَهُمْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَدْ يَكُونُ عَرَّهُمْ بشرٍّ مِنَ العَرّ وَهُوَ الجَربُ أَي أَعْداهم شرُّه؛ وَقَالَ الأَخطل: ونَعْرُرْ بِقَوْمٍ عُرَّةً يَكْرَهُونَهَا، ... ونَحْيا جَمِيعًا أَو نَمُوت فنُقْتَل وفلانٌ عُرّةٌ وعارُورٌ وعارُورةٌ أَي قَذِرٌ. والعُرّةُ: الأُبْنةُ فِي العَصا وَجَمْعُهَا عُرَرٌ. وجَزورٌ عُراعِرٌ، بِالضَّمِّ، أَي سَمِينة. وعُرَّةُ السَّنَامِ: الشحمةُ العُليا، والعَرَرُ: صِغَرُ السَّنَامِ، وَقِيلَ: قصرُه، وَقِيلَ: ذهابُه وَهُوَ مِنْ عُيُوبِ الإِبل، جَمَلٌ أَعرُّ وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ وَعَرَّةٌ؛ قَالَ: تَمَعُّكَ الأَعَرّ لاقَى العَرّاء أَي تَمَعَّك كَمَا يَتَمَعَّكُ الأَعَرُّ، والأَعَرُّ يُحِبُّ التمعُّكَ لِذَهَابِ سَنَامِهِ يَلْتَذُّ بِذَلِكَ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَكَانُوا السَّنامَ اجتُثَّ أَمْسِ، فقومُهم ... كعرّاءَ، بَعْدَ النَّيّ، راثَ رَبِيعُها وعَرَّ إِذا نَقَصَ. وَقَدْ عَرَّ يَعَرُّ: نَقَصَ سنامُه. وكَبْشٌ أَعَرُّ. لَا أَلْية لَهُ، وَنَعْجَةٌ عَرّاء. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَجَبُّ الَّذِي لَا سَنَامَ لَهُ مِنْ حادِثٍ، والأَعَرُّ الَّذِي لَا سَنَامَ لَهُ مِنْ خلْقة. وَفِي كِتَابِ التأْنيث وَالتَّذْكِيرِ لِابْنِ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ عارُورةٌ إِذا كان مشؤوماً، وَجَمَلٌ عارُورةٌ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ سَنَامٌ، وَفِي هَذَا الْبَابِ رَجَلٌ صارُورةٌ. وَيُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ شَرًّا وعَرّاً وأَنت شرٌّ مِنْهُ وأَعَرُّ، والمَعَرَّةُ: الأَمر الْقَبِيحُ الْمَكْرُوهُ والأَذى، وَهِيَ مَفْعلة مِنَ العَرّ. وعَرَّه بشرٍّ أَي ظلَمه وَسَبَّهُ وأَخذ مالَه، فَهُوَ مَعْرُورٌ. وعَرَّه بِمَكْرُوهٍ يعُرُّه عَرّاً: أَصابَه بِهِ، وَالِاسْمُ العُرَّة. وعَرَّه أَي سَاءَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مَا آيبٌ سَرَّكَ إِلا سرَّني ... نُصحاً، وَلَا عَرَّك إِلا عَرَّني قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ وَلَيْسَ لِلْعَجَّاجِ كَمَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَهُ يُخَاطِبُ بِلَالَ بْنَ أَبي بُرْدَةَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: أَمْسى بِلالٌ كالرَّبِيعِ المُدْجِنِ ... أَمْطَرَ فِي أَكْنافِ غَيْمٍ مُغْيِنِ، ورُبَّ وَجْهٍ مِنْ حِرَاءٍ مُنْحَنِ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: يَا قَوْمَنا لَا تَعُرُّونا بداهيَةٍ، ... يَا قومَنا، واذكُروا الآباءَ والقُدمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عُرَّ فلانٌ إِذا لُقِّبَ بِلَقَبٍ يعُرُّه؛ وعَرَّه يعُرُّهُ إِذا لَقَّبه بِمَا يَشِينُه؛ وعَرَّهم يعُرُّهم: شانَهُم. وَفُلَانٌ عُرّةُ أَهله أَي يَشِينُهم. وعَرَّ يعُرُّ إِذا صادَفَ نَوْبَتَهُ فِي الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، والعُرَّى: المَعِيبةُ مِنَ النِّسَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: العَرَّةُ الخَلّةُ الْقَبِيحَةُ. وعُرّةُ الجربِ وعُرّةُ النِّسَاءِ: فَضيحَتُهنّ وسُوءُ

عشْرتهنّ. وعُرّةُ الرِّجَالِ: شرُّهم. قال إِسحق: قُلْتُ لأَحمد سَمِعْتُ سُفْيَانَ ذكَر العُرّةَ فَقَالَ: أَكْرَهُ بيعَه وشراءَه، فَقَالَ أَحمد: أَحْسَنَ؛ وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ كَمَا قَالَ، وإِن احْتَاجَ فَاشْتَرَاهُ فَهُوَ أَهْون لأَنه يُمْنَحُ. وكلُّ شيءٍ باءَ بشيءٍ، فَهُوَ لَهُ عَرَار؛ وأَنشدَ للأَعشى: فَقَدْ كَانَ لَهُمْ عَرار وَقِيلَ: العَرارُ القَوَدُ. وعَرارِ، مِثْلُ قَطَامِ: اسْمُ بَقَرَةٍ. وَفِي الْمَثَلِ: باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ، وَهُمَا بَقَرَتَانِ انْتَطَحَتَا فَمَاتَتَا جَمِيعًا؛ بَاءَتْ هَذِهِ بِهَذِهِ؛ يُضْرَب هَذَا لِكُلِّ مُسْتَوِيَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ عَنْقَاءَ الْفَزَارِيُّ فِيمَنْ أَجراهما: باءَتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق مَعًا، ... فَلَا تَمَنَّوا أَمانيَّ الأَباطِيل وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقَالَ الْآخَرُ فِيمَا لَمْ يُجْرِهما: باءَتْ عَرارِ بكَحْلَ فِيمَا بَيْنَنَا، ... والحقُّ يَعْرفُه ذَوُو الأَلْباب قَالَ: وكَحْل وعَرارِ ثورٌ وَبَقَرَةٌ كَانَا فِي سِبْطَينِ مِنْ بَنِي إِسرائيل، فعُقِر كَحْل وعُقِرت بِهِ عَرارِ فَوَقَعَتْ حَرْبٌ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَفانَوْا، فضُربا مَثَلًا فِي التَّسَاوِي. وتزوّجَ فِي عَرارة نِساءٍ أَي فِي نساءٍ يَلِدْن الذُّكُورَ، وَفِي شَرِيَّةِ نِسَاءٍ يَلِدْنَ الإِناث. والعَرَارةُ: الشِّدَّةُ؛ قَالَ الأَخطل: إِن العَرارةَ والنُّبُوحَ لِدارِمٍ، ... والمُسْتَخِفُّ أَخُوهمُ الأَثْقالا وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ للأَخطل وَذَكَرَ عَجُزَهُ: والعِزُّ عِنْدَ تكامُلِ الأَحْساب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَدْرُ الْبَيْتِ للأَخطل وَعَجُزُهُ لِلطِّرِمَّاحِ، فَإِنَّ بَيْتَ الأَخطل كَمَا أَوردناه أَولًا؛ وَبَيْتُ الطِّرِمَّاحِ: إِن الْعَرَارَةَ وَالنُّبُوحَ لِطَيِءٍ، ... وَالْعِزُّ عِنْدَ تَكَامُلِ الأَحساب وَقَبْلَهُ: يَا أَيها الرَّجُلُ الْمُفَاخِرُ طَيِّئًا، ... أَعْزَبْت لُبَّك أَيَّما إِعْزاب وفي حديث طاووس: إِذا اسْتَعَرَّ عَلَيْكُمْ شيءٌ مِنَ الغَنم أَي نَدَّ واسْتَعْصَى، مِنَ العَرارة وَهِيَ الشِّدَّةُ وَسُوءُ الْخُلُقِ، والعَرَارةُ: الرِّفْعة والسُودَدُ. وَرَجُلٌ عُراعِرٌ: شَرِيفٌ؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: خَلَعَ المُلوكَ، وسارَ تَحْتَ لِوائِه ... شجرُ العُرا، وعُراعِرُ الأَقْوامِ شَجَرُ الْعُرَا: الَّذِي يَبْقَى عَلَى الْجَدْبِ، وَقِيلَ: هُمْ سُوقة النَّاسِ. والعُراعِرُ هُنَا: اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: هُوَ لِلْجِنْسِ، وَيُرْوَى عَراعِر، بِالْفَتْحِ، جَمْعُ عُراعِر، وعَراعِرُ الْقَوْمِ: ساداتُهم، مأْخوذ مِنْ عُرْعُرة الْجَبَلِ، والعُراعِرُ: السَّيِّدُ، وَالْجَمْعُ عَراعِرُ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مَا أَنْتَ مِنْ شَجَر العُرا، ... عِنْدَ الأُمورِ، وَلَا العَراعِرْ وعُرْعُرة الْجَبَلِ: غِلَظُهُ وَمُعْظَمُهُ وأَعلاه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَتَبَ يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ إِلى الْحَجَّاجِ: إِنا نَزَلْنَا بعُرْعُرةِ الْجَبَلِ والعدوُّ بحَضِيضِه ؛ فعُرْعُرتُه رأْسه، وحَضِيضُه أَسفلُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنه قَالَ: أَجْمِلوا فِي الطَلب فَلَوْ أَن رِزْقَ أَحدِكم فِي عُرْعُرةِ جبلٍ أَو حَضِيض أَرض لأَتاه قَبْلَ أَن يَمُوتَ. وعُرْعُرةُ كُلِّ شيءٍ، بِالضَّمِّ: رأْسُه وأَعلاه. وعَرْعَرةُ الإِنسان: جلدةُ رأْسِه. وعُرْعرةُ السنامِ: رأْسُه وأَعلاه

وغارِبُه، وَكَذَلِكَ عُرْعُرةُ الأَنف وعُرْعُرةُ الثورِ كَذَلِكَ؛ والعراعِرُ: أَطراف الأَسْمِنة فِي قَوْلِ الْكُمَيْتِ: سَلَفي نِزار، إِذْ تحوّلت ... المَناسمُ كالعَراعرْ وعَرْعَرَ عينَه: فقأَها، وَقِيلَ: اقْتَلَعَهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَرْعَرَ صِمامَ الْقَارُورَةِ عَرْعرةً: اسْتَخْرَجَهُ وَحَرَّكَهُ وَفَرَّقَهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَرْعَرْت القارورةَ إِذا نَزَعْتَ مِنْهَا سِدادَها، وَيُقَالُ إِذا سَدَدْتها، وسِدادُها عُرعُرُها، وعَرعَرَتُها وِكاؤها. وَفِي التَّهْذِيبِ: غَرْغَرَ رأْسَ الْقَارُورَةِ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، والعَرْعَرةُ التَّحْرِيكُ والزَّعْزعةُ، وَقَالَ يَعْنِي قَارُورَةً صفْراء مِنَ الطِّيبِ: وصَفْراء فِي وَكْرَيْن عَرْعَرْتُ رأْسَها، ... لأُبْلِي إِذا فارَقْتُ فِي صاحبِي عُذْرا وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ العَذْراء: عَرَّاء. والعَرْعَر: شجرٌ يُقَالُ لَهُ الساسَم، وَيُقَالُ لَهُ الشِّيزَى، وَيُقَالُ: هُوَ شَجَرٌ يُعْمل بِهِ القَطِران، وَيُقَالُ: هُوَ شَجَرٌ عَظِيمٌ جَبَليّ لَا يَزَالُ أَخضرَ تُسَمِّيهِ الفُرْسُ السَّرْوُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: للعَرْعَر ثمرٌ أَمثال النَّبْقِ يَبْدُو أَخضر ثُمَّ يَبْيَضُّ ثُمَّ يَسْوَدُّ حَتَّى يَكُونَ كالحُمَم ويحلُو فَيُؤْكَلُ، وَاحِدَتُهُ عَرْعَرةٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. والعَرَارُ: بَهارُ البَرِّ، وَهُوَ نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ النَّرْجِسُ البَرِّي؛ قَالَ الصِّمَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُشَيْرِيُّ: أَقولُ لصاحِبي والعِيسُ تَخْدِي ... بِنَا بَيْنَ المُنِيفة فالضِّمَارِ «4»: تمَتَّعْ مِن شَمِيمِ عَرَارِ نَجْدٍ، ... فَمَا بَعْدَ العَشِيَّة مِن عَرارِ أَلا يَا حَبّذا نَفَحاتُ نَجْدٍ، ... ورَيّا رَوْضه بَعْدَ القِطَار شهورٌ يَنْقَضِينَ، وَمَا شَعَرْنا ... بأَنْصافٍ لَهُنَّ، وَلَا سِرَار [سَرَار] وَاحِدَتُهُ عَرارة؛ قَالَ الأَعشى: بَيْضاء غُدْوَتها، وصَفْراء ... العَشِيّة كالعَراره مَعْنَاهُ أَن المرأَة الناصعةَ الْبَيَاضِ الرقيقةَ الْبَشَرَةِ تَبْيَضّ بِالْغَدَاةِ بِبَيَاضِ الشَّمْسِ، وتَصْفَرّ بِالْعَشِيِّ بِاصْفِرَارِهَا. والعَرَارةُ: الحَنْوةُ الَّتِي يَتَيَمّن بِهَا الفُرْسُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَرى أَن فرَس كَلْحَبةَ اليَرْبوعي سُمِّيَتْ عَرَارة بِهَا، وَاسْمُ كَلْحَبَةَ هُبَيرة بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ؛ وَهُوَ الْقَائِلُ فِي فَرَسِهِ عَرَارَةَ هَذِهِ: تُسائِلُني بَنُو جُشَمَ بنِ بكْرٍ: ... أَغَرّاءُ العَرارةُ أَمْ يَهِيمُ؟ كُمَيتٌ غيرُ مُحْلفةٍ، وَلَكِنْ ... كلَوْنِ الصِّرْفِ، عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ وَمَعْنَى قَوْلِهِ: تُسَائِلُنِي بَنُو جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ أَي عَلَى جِهَةِ الِاسْتِخْبَارِ وَعِنْدَهُمْ مِنْهَا أَخبار، وَذَلِكَ أَن بَنِي جُشَمَ أَغارت عَلَى بَلِيٍّ وأَخذوا أَموالهم، وَكَانَ الكَلْحَبةُ نَازِلًا عِنْدَهُمْ فقاتَلَ هُوَ وابنُه حَتَّى رَدُّوا أَموال بَلِيٍّ عَلَيْهِمْ وقُتِلَ ابنُه، وَقَوْلُهُ: كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ، الْكُمَيْتُ الْمُحْلِفُ هُوَ الأَحَمُّ والأَحْوى وَهُمَا يَتَشَابَهَانِ فِي اللَّوْنِ حَتَّى يَشُكّ فِيهِمَا البَصِيران، فَيَحْلِفُ أَحدُهما أَنه كُمَيْتٌ أَحَمُّ، وَيَحْلِفَ الآخرُ أَنه كُمَيت أَحْوَى، فَيَقُولُ الْكَلْحَبَةُ: فرسِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَيْنِ اللَّوْنَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَلَوْنِ الصِّرْف، وَهُوَ صِبْغٌ أَحمر تُصْبَغُ بِهِ الْجُلُودُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده أَغَرّاءُ العَرادةُ، بِالدَّالِ، وَهُوَ اسْمُ فَرَسِهِ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي فَصْلِ عرد، وأَنشد

_ (4). قوله: [والعيس تخدي] في ياقوت: تهوي بدل تخدي

الْبَيْتَ أَيضاً، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَقِيلَ: العَرَارةُ الجَرادةُ، وَبِهَا سُمِّيَتِ الْفَرَسُ؛ قَالَ بِشْرٌ: عَرارةُ هَبْوة فِيهَا اصْفِرارُ وَيُقَالُ: هُوَ فِي عَرارة خيرٍ أَي فِي أَصل خَيْرٍ. والعَرَارةُ: سوءُ الْخُلُقِ. وَيُقَالُ: رَكِبَ عُرْعُرَه إِذا ساءَ خُلُقه، كَمَا يُقَالُ: رَكِبَ رَأْسَه؛ وَقَالَ أَبو عَمْرِو فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ يَذْكُرُ امرأَة: ورَكِبَتْ صَوْمَها وعُرْعُرَها أَي سَاءَ خُلُقها، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ رَكِبَتِ القَذِرَ مِنْ أَفْعالها. وأَراد بعُرْعُرها عُرَّتَها، وَكَذَلِكَ الصَّوْمُ عُرَّةُ النَّعَامِ. وَنَخْلَةٌ مِعْرارٌ أَي محْشافٌ. الْفَرَّاءُ: عَرَرْت بِكَ حَاجَتِي أَي أَنْزَلْتها. والعَرِيرُ فِي الْحَدِيثِ: الغَرِيبُ؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: وبَلْدة لَا يَنالُ الذئْبُ أَفْرُخَها، ... وَلَا وَحَى الوِلْدةِ الدَّاعِين عَرْعارِ أَي لَيْسَ بِهَا ذِئْبٌ لبُعْدِها عَنِ النَّاسِ. وعِرَار: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ عِرَار بْنُ عَمْرُو بْنُ شَاسٍ الأَسدي؛ قَالَ فِيهِ أَبوه: وإِنَّ عِرَاراً إِن يَكُنْ غيرَ واضحٍ، ... فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنكِب العَمَمْ وعُرَاعِر وعَرْعَرٌ والعَرَارةُ، كُلُّهَا: مَوَاضِعُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: سَمَا لَكَ شَوْقٌ بعد ما كَانَ أَقْصرَا، ... وحَلَّت سُلَيْمى بَطْنَ ظَبْيٍ فعَرْعَرَا وَيُرْوَى: بَطْنَ قَوٍّ؛ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ يَقُولُ: سَمَا شوقُك أَي ارْتَفَعَ وَذَهَبَ بِكَ كلَّ مَذْهَبٍ لِبُعْدِ مَن تُحِبُّه بعد ما كَانَ أَقصر عَنْكَ الشَّوْقُ لقُرْب المُحِبّ ودُنوِّه؛ وَقَالَ النابغة: زيدُ بن زيد حاضِرٌ بعُراعِرٍ، ... وَعَلَى كُنَيْب مالِكُ بْنُ حِمَار وَمِنْهُ مِلْحٌ عُراعِرِيّ. وعَرْعارِ: لُعْبة لِلصِّبْيَانِ، صِبْيانِ الأَعراب، بُنِيَ عَلَى الْكَسْرَةِ وَهُوَ مَعْدُولٌ مِنْ عَرْعَرَة مِثْلُ قَرْقارٍ مِنْ قَرْقَرة. والعَرْعَرة أَيضاً: لُعْبةٌ للصبيان؛ قال النابعة: يَدْعُو ولِيدُهُم بِهَا عَرْعارِ لأَن الصَّبِيَّ إِذا لَمْ يَجِدْ أَحداً رفَع صوتَه فَقَالَ: عَرْعارِ، فإِذا سَمِعُوه خَرَجُوا إِليه فلَعِبوا تِلْكَ اللُّعْبَةَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِنْ بَنَاتِ الأَربع، وَهُوَ عِنْدِي نَادِرٌ، لأَن فَعالِ إِنما عَدَلَتْ عَنِ افْعل فِي الثُّلَاثِيِّ ومَكّنَ غيرُه عَرْعار فِي الِاسْمِيَّةِ. قَالُوا: سَمِعْتُ عَرْعارَ الصِّبْيَانِ أَي اختلاطَ أَصواتهم، وأَدخل أَبو عُبَيْدَةَ عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ فَقَالَ: العَرْعارُ لُعْبةٌ لِلصِّبْيَانِ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: عَرْعارُ لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ فأَعْرَبه، أَجراه مُجْرَى زَيْنَبَ وسُعاد. عزر: العَزْر: اللَّوْم. وعَزَرَهُ يَعْزِره عَزْراً وعَزَّرَه: ردَّه. والعَزْرُ والتَّعْزِيرُ: ضَرْبٌ دُونَ الْحَدِّ لِمَنْعِه الجانِيَ مِنَ المُعاودَة ورَدْعِه عَنِ الْمَعْصِيَةِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بتعزيرِ الأَميرِ خَزايةٌ ... عليَّ، إِذا مَا كنتُ غَيرَ مُرِيبِ وَقِيلَ: هُوَ أَشدُّ الضَّرْبِ. وعَزَرَه: ضَربَه ذَلِكَ الضَّرْب. والعَزْرُ: الْمَنْعُ. والعَزْرُ: التَّوْقِيفُ عَلَى بَابِ الدِّين. قَالَ الأَزهري: وَحَدِيثُ سَعْدٍ يَدُلُّ عَلَى أَن التَّعْزِيرَ هُوَ التَّوْقِيفُ عَلَى الدِّينِ لأَنه قَالَ: لَقَدْ رأَيْتُني مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَنَا طعامٌ إِلَّا الحُبْلَةَ ووَرقَ السَّمُر، ثُمَّ أَصبَحتْ بَنُو سَعْدٍ تُعَزِّرُني

عَلَى الإِسلام، لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وخابَ عَمَلي؛ تُعَزِّرُني عَلَى الإِسلام أَي تُوَقِّفُني عَلَيْهِ، وَقِيلَ: تُوَبِّخُني عَلَى التَّقْصِيرِ فِيهِ. والتَّعْزِيرُ: التوقيفُ عَلَى الْفَرَائِضِ والأَحكام. وأَصل التَّعْزير: التأْديب، وَلِهَذَا يُسَمَّى الضربُ دُونَ الْحَدِّ تَعْزيراً إِنما هُوَ أَدَبٌ. يُقَالُ: عَزَرْتُه وعَزَّرْتُه، فَهُوَ مِنَ الأَضداد، وعَزَّرَه: فخَّمه وعظَّمه، فَهُوَ نحْوُ الضِّدِّ. والعَزْرُ: النَّصْرُ بِالسَّيْفِ. وعَزَرَه عَزْراً وعَزَّرَه: أَعانَه وقوَّاه وَنَصَرَهُ. قال الله تعالى: تُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَي لِتَنْصُروه بِالسَّيْفِ، وَمَنْ نَصَرَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ نَصَرَ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ. وَعَزَّرْتُمُوهُمْ : عَظَّمْتموهم، وَقِيلَ: نصَرْتُموهم؛ قَالَ إِبراهيم بْنُ السَّريّ: وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم، وَذَلِكَ أَن العَزْرَ فِي اللُّغَةِ الرَّدُّ وَالْمَنْعُ، وتأْويل عَزَرْت فُلَانًا أَي أَدَّبْتُه إِنما تأْويله فَعَلْتُ بِهِ مَا يَرْدَعُه عَنِ الْقَبِيحِ، كَمَا أَنَّ نَكَّلْت بِهِ تأْويله فَعَلْتُ بِهِ مَا يَجِبُ أَن يَنْكَل مَعَهُ عَنِ المُعاودة؛ فتأْويل عَزَّرْتُموهم نصَرْتُموهم بأَن تردُّوا عَنْهُمْ أَعداءَهم، وَلَوْ كَانَ التَّعْزيرُ هُوَ التَّوْقِير لَكَانَ الأَجْوَدُ فِي اللُّغَةِ الاستغناءَ بِهِ، والنُّصْرةُ إِذا وَجَبَتْ فالتعظيمُ داخلٌ فِيهَا لأَن نُصْرَةَ الأَنبياء هِيَ الْمُدَافَعَةُ عنهم والذب عن دِينِم وتعظيمُهم وتوقيرُهم؛ قَالَ: وَيَجُوزُ تَعْزِرُوه، مِنْ عَزَرْتُه عَزْراً بِمَعْنَى عَزَّرْته تَعْزِيرًا. وَالتَّعْزِيرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: التوقيرُ، والتَّعْزِيرُ: النَّصْرُ بِاللِّسَانِ وَالسَّيْفِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: إِنْ بُعِثَ وأَنا حيٌّ فسَأُعَزِّرهُ وأَنْصُرُه ؛ التَّعْزيرُ هَاهُنَا: الإِعانةُ والتوقيرُ والنصرُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وأَصل التَّعْزِيرِ: المنعُ والردُّ، فكأَن مَن نصَرْتَه قَدْ رَدَدْتَ عَنْهُ أَعداءَه وَمَنَعْتَهُمْ مِنْ أَذاه، وَلِهَذَا قِيلَ للتأْديب الَّذِي هُوَ دُونَ الْحَدِّ: تَعْزير، لأَنه يَمْنَعُ الجانيَ أَن يُعاوِدَ الذَّنْبَ. وعَزَرَ المرأَةَ عَزْراً: نكَحَها. وعَزَرَه عَنِ الشَّيْءِ: منَعَه. والعَزْرُ والعَزيرُ: ثمنُ الكلإِ إِذا حُصِدَ وبِيعَتْ مَزارِعُه سَواديّة، وَالْجَمْعُ العَزائرُ؛ يَقُولُونَ: هَلْ أَخذتَ عَزيرَ هَذَا الْحَصِيدِ؟ أَي هَلْ أَخذت ثَمَنَ مَرَاعِيهَا، لأَنهم إِذا حَصَدُوا بَاعُوا مراعِيَها. والعَزائِرُ والعَيازِرُ: دُونَ العِضَاه وَفَوْقَ الدِّق كالثُّمام والصَّفْراء والسَّخْبر، وَقِيلَ: أُصول مَا يَرْعَوْنَه مِنْ سِرّ الكلإِ كالعَرفَج والثُّمام والضَّعَة والوَشِيج والسَّخْبَر وَالطَّرِيفَةِ والسَّبَطِ، وَهُوَ سِرُّ مَا يَرْعَوْنَه. والعَيزارُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَحالةٌ عَيْزارَةٌ: شديدةُ الأَسْرِ، وَقَدْ عَيْزَرَها صاحِبُها؛ وأَنشد: فَابْتَغِ ذاتَ عَجَلٍ عَيَازِرَا، ... صَرَّافةَ الصوتِ دَمُوكاً عاقِرَا والعَزَوَّرُ: السيء الخلُق. والعَيزار: الغلامُ الْخَفِيفُ الرُّوحِ النشيطُ، وَهُوَ اللَّقِنُ الثَّقِفُ اللَّقِفُ، وَهُوَ الرِّيشَةُ «5». والمُماحِل والمُماني. والعَيزارُ والعَيزارِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنْ أَقداح الزُّجاج. والعَيازِرُ: العِيدانُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: والعَيزارُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، الْوَاحِدَةُ عَيزارةٌ. والعَوْزَرُ: نَصِيُّ الْجَبَلِ؛ عَنْ أَبي حنيفة. وعازَرٌ [عازِرٌ] وعَزْرة وعَيزارٌ وعَيزارة وعَزْرانُ: أَسماء. والكُرْكيّ يُكْنَى أَبا العَيزار؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَبو العَيزار كُنْيَةُ طَائِرٍ طَوِيلِ الْعُنُقِ تَرَاهُ أَبداً فِي الْمَاءِ الضَّحْضاح يُسَمَّى السَّبَيْطَر. وعَزَرْتُ الحِمارَ:

_ (5). قوله: [وهو الريشة] كذا بالأَصل بهذا الضبط. وفي القاموس: والورش ككتف النشيط الخفيف، والأنثى وريشة

أَوْقَرْته. وعُزَيرٌ: اسْمُ نَبِيٍّ. وعُزَيرٌ: اسْمٌ يَنْصَرِفُ لِخِفَّتِهِ وإِن كَانَ أَعجميّاً مِثْلَ نُوحٍ وَلُوطٍ لأَنه تَصْغِيرُ عَزْر. ابْنُ الأَعرابي: هِيَ العَزْوَرةُ والحَزْوَرةُ والسَّرْوَعةُ والقائِدةُ: للأَكَمة. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ عَزْوَر، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَفَتْحِ الْوَاوِ، ثَنِيَّةُ الجُحْفَة وَعَلَيْهَا الطَّرِيقُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى مَكَّةَ، وَيُقَالُ فيه عَزُورا. عسر: العسْر والعُسُر: ضِدُّ اليُسْر، وَهُوَ الضَّيِّقُ والشدَّة وَالصُّعُوبَةُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ، وَقَالَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ؛ رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قرأَ ذَلِكَ وَقَالَ: لَا يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَينِ؛ وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ ومُرادِه مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ: قَالَ الْفَرَّاءُ الْعَرَبُ إِذا ذَكَرَتْ نَكِرَةً ثُمَّ أَعادتها بِنَكِرَةٍ مِثْلِهَا صَارَتَا اثْنَتَيْنِ وإِذا أَعادتها بِمَعْرِفَةٍ فَهِيَ هِيَ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: إِذا كَسَبْت دِرْهماً فأَنْفِقْ دِرْهماً فَالثَّانِي غَيْرُ الأَول، وإِذا أَعَدْتَه بالأَلف وَاللَّامِ فَهِيَ هِيَ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: إِذا كَسَبْتَ دِرْهَمًا فأَنْفِق الدِّرْهَمَ فَالثَّانِي هُوَ الأَول. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ لأَن اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ العُسْر ثُمَّ أَعاده بالأَلف وَاللَّامِ عُلِمَ أَنه هُوَ، وَلَمَّا ذَكَرَ يُسْرًا ثُمَّ أَعاده بِلَا أَلف وَلَامٍ عُلِم أَن الثَّانِي غَيْرُ الأَول، فَصَارَ الْعُسْرُ الثَّانِي الْعُسْرَ الأَول وَصَارَ يُسْرٌ ثانٍ غَيْرَ يُسرٍ بدأَ بذِكْرِه، وَيُقَالُ: إِن اللَّهَ جلَّ ذِكْرُه أَراد بالعُسْر فِي الدُّنْيَا عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنه يُبْدِلهُ يُسْراً فِي الدُّنْيَا وَيُسْرًا فِي الْآخِرَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: العُسْرُ بَيْنَ اليُسْرَينِ إِمّا فَرَجٌ عاجلٌ فِي الدُّنْيَا، وإِما ثوابٌ آجِلٌ فِي الْآخِرَةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر أَنه كَتَبَ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ وَهُوَ مَحْصُورٌ: مَهْمَا تنزلْ بامرِئٍ شَدِيدةٍ يَجْعَلِ اللَّهُ بعدَها فَرَجاً فإِنه لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَينِ. وَقِيلَ: لَوْ دخلَ العُسْرُ جُحْراً لَدَخَل اليُسْرُ عَلَيْهِ؛ وَذَلِكَ أَن أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا فِي ضِيقٍ شَدِيدٍ فأَعْلَمَهم اللَّهُ أَنه سيَفْتَحُ عَلَيْهِمْ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الفُتوحَ وأَبْدَلَهم بالعُسْر الَّذِي كَانُوا فِيهِ اليُسْرَ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى، أَي للأَمر السَّهْلِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا الْمُؤْمِنُونَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ؛ قَالُوا: العُسْرَى العذابُ والأَمرُ العَسِيرُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ الْقَائِلُ كَيْفَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى؟ وَهَلْ فِي العُسْرَى تَيْسيرٌ؟ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهَذَا فِي جَوَازِهِ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ؛ والبِشارةُ فِي الأَصل تَقَعُ على المُفَرِّحِ السَّارِّ، فإِذا جمعتَ كلَّ أَمرٍ فِي خَيْرٍ وَشَرٍّ جَازَ التبشيرُ فِيهِمَا جَمِيعًا. قَالَ الأَزهري: وَتَقُولُ قابِلْ غَرْبَ السَّانِيَةِ لِقَائِدِهَا إِذا انْتَهَى الغَرْب طَالِعًا مِنَ الْبِئْرِ إِلى أَيدي الْقَابِلِ، وتَمَكَّنَ مِنْ عَراقِيها، أَلا ويَسِّر السانيةَ أَي اعْطِفْ رأْسَها كَيْ لَا يُجاوِر المَنْحاة فَيَرْتَفِعَ الغرْبُ إِلى المَحالة والمِحْورِ فَيَنْخَرِقُ، ورأَيتهم يُسَمُّون عَطْفَ السانيةِ تَيْسِيراً لِمَا فِي خِلَافِهِ مِنَ التَّعْسير؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَبي تُذَكِّرُنِيهِ كلُّ نائبةٍ، ... والخيرُ والشرُّ والإِيسارُ والعُسُرُ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ العُسُر لُغَةً فِي العُسْر، كَمَا قَالُوا: القُفُل فِي القُفْل، والقُبُل فِي القُبْل، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ احْتَاجَ فَثَقَّلَ، وَحَسَّنَ لَهُ ذَلِكَ إِتباعُ الضمِّ الضمَّ. قَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف أَوله مَضْمُومٌ وأَوسطُه سَاكِنٌ، فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُثَقِّلُه وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَفِّفُهُ، مِثْلُ عُسْر وعُسُر وحُلْم وحُلُم. والعُسْرةُ والمَعْسَرةُ والمَعْسُرةُ والعُسْرَى: خِلَافَ

المَيْسَرة، وَهِيَ الأُمور الَّتِي تَعْسُر وَلَا تَتَيَسَّرُ، واليُسْرَى مَا اسْتَيْسَرَ مِنْهَا، والعُسْرى تأْنيث الأَعْسَر مِنَ الأُمور. والعرَبُ تَضَعُ المَعْسورَ مَوْضِعَ العُسْرِ، والمَيْسورَ موضعَ اليُسْر، ويجعل الْمَفْعُولَ فِي الْحَرْفَيْنِ كَالْمَصْدَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمَعْسورُ كالعُسْر، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى مِثَالِ مَفْعُولٍ. وَيُقَالُ: بلغْتُ مَعْسورَ فلانٍ إِذا لَمْ تَرْفُقْ بِهِ. وَقَدْ عَسِرَ الأَمرُ يَعْسَر عَسَراً، فَهُوَ عَسِرٌ، وعَسُرَ يَعْسُر عُسْراً وعَسارَةً، فَهُوَ عَسِير: الْتاثَ. وَيَوْمٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ: شديدٌ ذُو عُسْرٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ: فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ . وَيَوْمٌ أَعْسَر أَي مَشْؤُومٌ؛ قَالَ مَعْقِلٌ الْهُذَلِيُّ: ورُحْنا بقومٍ مِنْ بُدالة قُرّنوا، ... وَظَلَّ لَهُمْ يومٌ مِنَ الشَّرِّ أَعْسَرُ فسَّر أَنه أَراد بِهِ أَنه مشؤوم. وَحَاجَةٌ عَسِير وعَسِيرة: مُتَعَسِّرة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ أَنْتَحِي لِلْحَاجَةِ العَسِيرِ، ... إِذ الشَّبابُ لَيّنُ الكُسورِ قَالَ: مَعْنَاهُ لِلْحَاجَةِ الَّتِي تَعَسُرُ عَلَى غيري؛ وقوله: إِذ الشاب لَيِّنُ الْكُسُورِ أَي إِذ أَعضائي تُمَكِّنُني وتُطاوِعُني، وأَراد قَدِ انْتَحَيْتُ فَوَضَعَ الْآتِي مَوْضِعَ الْمَاضِي. وتعسَّر الأَمر وتعاسَرَ، واسْتَعْسَرَ: اشْتَدَّ والْتَوَى وَصَارَ عَسِيراً. واعْتَسَرْت الكلامَ إِذا اقْتَضَبْته قَبْلَ أَن تُزَوِّرَه وتُهَيِّئَه؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: فَذَرْ ذَا وعَدِّ إِلى غيرِه، ... فشَرُّ المَقالةِ مَا يُعْتَسَرْ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ اعْتِسارِ الْبَعِيرِ ورُكوبه قَبْلَ تَذْلِيلِهِ. وَيُقَالُ: ذَهَبَتِ الإِبلُ عُسارَياتٍ وعُسارَى، تَقْدِيرُ سُكارَى، أَي بعضُها فِي إِثر بَعْضٍ. وأَعْسَرَ الرجلُ: أَضاق. والمُعْسِر: نَقِيضُ المُوسِر. وأَعْسَر، فَهُوَ مُعْسِر: صَارَ ذَا عُسْرَةٍ وقلَّةِ ذاتِ يَدٍ، وَقِيلَ: افْتَقَرَ. وَحَكَى كُراع: أَعْسَرَ إِعْساراً وعُسْراً، وَالصَّحِيحُ أَن الإِعْسارَ المصدرُ وأَن العُسْرة الِاسْمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ؛ والعُسْرةُ: قِلّة ذَاتِ الْيَدِ، وَكَذَلِكَ الإِعْسارُ. واسْتَعْسَرَه. طَلَبَ مَعْسورَه. وعَسَرَ الغريمَ يَعْسِرُه ويَعْسُره عُسْراً وأَعْسَرَه: طَلَبَ مِنْهُ الدَّيْنَ عَلَى عُسْرة وأَخذه عَلَى عُسْرة وَلَمْ يرفُق بِهِ إِلى مَيْسَرَتِه. والعُسْرُ: مَصْدَرٌ عَسَرْتُه أَي أَخذته عَلَى عُسْرة. والعُسْر، بِالضَّمِّ: مِنَ الإِعْسار، وَهُوَ الضِّيقُ. والمِعْسَر: الَّذِي يُقَعِّطُ عَلَى غَرِيمِهِ. وَرَجُلٌ عَسِرٌ بيِّن العَسَرِ: شَكسٌ، وَقَدْ عاسَرَه؛ قَالَ: بِشْرٌ أَبو مَرْوانَ إِن عاسَرْتَه ... عَسِرٌ، وَعِنْدَ يَسارِه مَيْسورُ وتَعَاسَرَ البَيِّعان: لَمْ يتَّفِقا، وَكَذَلِكَ الزَّوْجَانِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى . وأَعْسَرت المرأَةُ وعَسَرَتْ: عَسُرَ عَلَيْهَا وِلادُها، وإِذا دُعِيَ عَلَيْهَا قِيلَ: أَعْسَرت وآنَثَتْ، وإِذا دُعِيَ لَهَا قِيلَ: أَيْسَرَت وأَذْكَرَتْ أَي وَضَعَتْ ذَكَراً وتيسَّر عَلَيْهَا الولادُ. وعَسَرَ الزمانُ: اشْتَدَّ عَلَيْنَا. وعَسَّرَ عَلَيْهِ: ضَيَّق؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وعَسَر عَلَيْهِ مَا فِي بَطْنِهِ: لَمْ يَخْرُجْ. وتَعَسَّر: التَبَسَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى تَخْلِيصِهِ، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ. قَالَ ابْنُ المُظَفَّرِ: يُقَالُ لِلْغَزَلِ إِذا الْتَبَسَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى تَخْلِيصِهِ قَدْ تغَسَّر، بَالْغَيْنِ، وَلَا يُقَالُ بِالْعَيْنِ إِلَّا تحشُّماً؛ قَالَ

الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الْمُظَفَّرِ صَحِيحٌ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَيْهِ، سَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وعَسَرَ عَلَيْهِ عُسْراً وعَسَّرَ: خالَفَه. والعُسْرَى: نَقِيضُ اليُسْرَى. وَرَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ. يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا فإِن عَمِل بِيَدِهِ الشِّمال خَاصَّةً، فَهُوَ أَعْسَرُ بَيِّنُ العَسَر، والمرأَة عَسْراء، وَقَدْ عَسَرَتْ عَسَراً «1»؛ قَالَ: لَهَا مَنْسِمٌ مثلُ المَحارةِ خُفُّه، ... كأَن الحَصى، مِن خَلْفِه، خَذْفُ أَعْسَرا وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَعْسَرُ وامرأَة عَسْراء إِذا كَانَتْ قوّتُهما فِي أَشْمُلِهما ويَعْمَلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِشَمَالِهِ مَا يعمَلُه غيرُه بِيَمِينِهِ. وَيُقَالُ للمرأَة عَسْراء يَسَرَةٌ إِذا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدَيْهَا جَمِيعًا، وَلَا يُقَالُ أَعْسَرُ أَيْسَرُ وَلَا عَسْراء يَسْراء للأُنثى، وَعَلَى هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ. وَيُقَالُ مِنَ اليُسر: فِي فُلَانٍ يَسَرة. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَعْسَرَ يَسَراً. وَفِي حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ سَالِمٍ: إِنا لِنَرْتَمِيَ فِي الجَبّانةِ وَفِينَا قومٌ عُسْرانٌ يَنْزِعُونَ نَزْعاً شدِيداً ؛ العُسْرانُ جَمْعُ الأَعْسَر وَهُوَ الَّذِي يَعْمَلُ بِيَدِهِ اليُسْرَى كأَسْودَ وسُودانٍ. يُقَالُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدُّ رَمْياً مِنَ الأَعْسَرِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّهْري: أَنه كَانَ يَدَّعِمُ عَلَى عَسْرائِه ؛ العَسْراء تأْنيث الأَعْسَر: الْيَدُ العَسْراء، وَيُحْتَمَلُ أَنه كَانَ أَعْسَرَ. وعُقابٌ عَسْراءُ: رِيشُها مِنَ الْجَانِبِ الأَيْسر أَكثر مِنَ الأَيمن، وَقِيلَ: فِي جَنَاحِهَا قَوادِمُ بيضٌ. والعَسْراء: القادمةُ الْبَيْضَاءُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وعَمَّى عليه الموتَ يأْتي طَرِيقَه ... سِنانٌ، كَعَسْراء العُقابِ، ومِنْهَبُ ويروى: يأْبى طريقه يعني عُيَيْنة. ومِنْهَبٌ: فَرَسٌ يَنْتَهِبُ الْجَرْيَ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِهَذَا الْفَرَسِ. وحَمامٌ أَعْسَرُ: بجناحهِ مِنْ يَسارِه بياضٌ. والمُعاسَرةُ: ضدُّ المُياسَرة، والتعاسُر، ضِدُّ التياسُر، والمَعْسورُ: ضِدُّ المَيْسور، وَهُمَا مَصْدَرَانِ، وَسِيبَوَيْهِ يَقُولُ: هُمَا صِفَتَانِ وَلَا يَجِيءُ عِنْدَهُ المصدرُ عَلَى وَزْنِ مَفْعُولٍ أَلْبَتَّةَ، ويتأَول قَوْلَهُمْ: دَعْه إِلى مَيْسورِه وإِلى مَعْسورِه. يَقُولُ: كأَنه قَالَ دَعْهُ إِلى أَمر يُوسِرُ فِيهِ وإِلى أَمر يُعْسِرُ فِيهِ، ويتأَول الْمَعْقُولَ أَيضاً. والعَسَرةُ: القادمةُ الْبَيْضَاءُ، وَيُقَالُ: عُقابٌ عَسْراء فِي يدِها قَوادِم بِيضٌ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرةِ ؛ هُوَ جَيْشُ غَزْوَةِ تَبوك، سُمِّيَ بِهَا لأَنه نَدَبَ الناسَ إِلى الغَزْوِ فِي شِدَّةِ الْقَيْظِ، وَكَانَ وَقْتَ إِيناع الثَّمَرَةِ وطِيب الظِّلال، فعَسُر ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وشقَّ. وعَسَّرَني فلانٌ وعَسَرَني يَعْسِرْني عَسْراً إِذا جَاءَ عَنْ يَسارِي. وعَسَرْتُ الناقةَ عَسْراً إِذا أَخذتها مِنَ الإِبل. واعْتَسَرَ النَّاقَةَ: أَخذَها رَيِّضاً قَبْلَ أَن تُذَلَّلَ بخَطْمِها ورَكِبَها، وَنَاقَةٌ عَسِيرٌ: اعْتُسِرت مِنَ الإِبل فرُكِبَت أَو حُمِلَ عَلَيْهَا وَلَمْ تُلَيَّنْ قَبْلُ، وَهَذَا عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ عَيْسَرٌ وعَوْسَرانةٌ وعَيْسَرانةٌ؛ وَبَعِيرٌ عَسِيرٌ وعَيْسُرانٌ «2». وعَيْسُرانيٌّ. قَالَ الأَزهري: وَزَعَمَ اللَّيْثُ أَن العَوْسَرانيّة والعَيْسَارنِيَّة مِنَ النُّوقِ الَّتِي تُركَب قَبْلَ أَن تُراضَ؛ قَالَ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى غَيْرِ مَا قَالَ اللَّيْثُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَجَمَلٌ عَوْسَرانيّ. والعَسِيرُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَمْ تُرَضْ. والعَسِيرُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَمْ تَحْمِل سَنَتها. والعَسِيرةُ: النَّاقَةُ إِذا اعْتاطت فَلَمْ تَحْمِلْ عامها، وفي

_ (1). قوله: [وقد عسرت عسراً] كذا بالأَصل بهذا الضبط. وعبارة شارح القاموس؛ وقد عسرت، بالفتح، عسراً، بالتحريك، هكذا هو مضبوط في سائر النسخ انتهى. وعبارة المصباح: ورجل أَعسر يعمل بيساره، والمصدر عسر من باب تعب (2). قوله: [وعيسران] هو بضم السين وما بعده بضمها وفتحها كما في شرح القاموس

التَّهْذِيبِ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَسِيرُ النَّاقَةُ الَّتِي اعْتَاطَتْ فَلَمْ تَحْمِلْ سَنَتَهَا، وَقَدْ أَعْسَرتْ وعُسِرَت؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: وعَسِيرٍ أَدْماءَ حادرةِ العينِ ... خَنُوفٍ عَيْرانةٍ شِمْلال قَالَ الأَزهري: تفسيرُ اللَّيْثِ للعَسِير أَنها النَّاقَةُ الَّتِي اعْتَاطَتْ غيرُ صَحِيحٍ، والعَسِيرُ مِنِ الإِبل، عِنْدَ الْعَرَبِ: الَّتِي اعْتُسِرت فرُكِبَت وَلَمْ تَكُنْ ذُلِّلَت قَبْلَ ذَلِكَ وَلَا رِيضَت، وَكَذَا فَسَّرَهُ الأَصمعي؛ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: ورَوْحَةِ دُنْيا بَيْنَ حَيَّيْنِ رُحْتُها، ... أَسِيرُ عَسِيراً أَو عَروضاً أَرُوضُها قَالَ: العَسِيرُ الناقةُ الَّتِي رُكِبَت قَبْلَ تَذْلِيلِهَا. وعَسَرت الناقةُ تَعْسِر عَسْراً وعَسَراناً، وَهِيَ عاسِرٌ وعَسيرٌ: رَفَعت ذَنبها فِي عَدْوِها؛ قَالَ الأَعشى: بِناجِيةٍ، كأَتان الثَّمِيل، ... تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرَا وعَسَرَت، فَهِيَ عاسِرٌ، رفَعَت ذَنَبَهَا بَعْدَ اللَّقَاحِ. والعَسْرُ: أَن تَعْسِرَ النَّاقَةُ بِذَنَبِهَا أَي تَشُولَ بِهِ. يُقَالُ: عَسَرت بِهِ تَعْسِر عَسْراً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا هِيَ لَمْ تَعْسِرْ بِهِ ذَنَّبَتْ بِهِ، ... تُحاكي بِهِ سَدْوَ النَّجاءِ الهَمَرْجَلِ والعَسَرانُ: أَن تَشولَ الناقةُ بِذَنَبِهَا لتُرِي الفحلَ أَنها لَاقِحٌ، وإِذا لَمْ تَعْسِرْ وذنَّبَت بِهِ فَهِيَ غيرُ لَاقِحٍ. والهَمَرْجَلُ: الْجَمَلُ الَّذِي كأَنه يدحُو بِيَدَيْهِ دَحْواً. قَالَ الأَزهري: وأَما العاسِرةُ مِنَ النُّوقِ فَهِيَ الَّتِي إِذا عَدَتْ رَفَعَتْ ذَنَبَهَا، وَتَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ نَشَاطِهَا، والذِّئب يَفْعَلُ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِلَّا عَواسِرَ، كالقِداحِ، مُعِيدة ... بِاللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَرَادَ بالعَواسِر الذئابَ الَّتِي تَعْسِرُ فِي عَدْوِها وتُكَسِّر أَذنابها. وَنَاقَةٌ عَوْسَرانِيَّة إِذا كَانَ مِنْ دَأْبِها تَكْسِيرُ ذنبِها ورَفْعُه إِذا عَدَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: عَوْسَرانِيّة إِذا انْتَقَضَ الخِمْسُ ... نَفاضَ الفَضِيض أَيَّ انْتِفاض الفَضِيضُ: الْمَاءُ السَّائِلُ؛ أَراد أَنها تَرْفَعُ ذَنَبَهَا مِنَ النَّشَاطِ وتعدُو بَعْدَ عَطَشِهَا وَآخِرُ ظَمَئِهَا فِي الْخَمْسِ. والعَسْرَى والعُسْرَى: بَقْلة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الْبَقْلَةُ إِذا يَبِسَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا مَنعاها الماءَ إِلا ضَنانَةً ... بأَطْرافِ عَسْرى، شَوْكُها قَدْ تَخَدَّدا والعَيْسُرانُ: نَبْتٌ. والعَسْراء: بِنْتُ جَرِيرِ بْنِ سَعِيدٍ الرِّياحِيّ. واعْتَسَرَه: مِثْلُ اقْتَسَرَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أُناسٌ أَهْلَكُوا الرُّؤَساءَ قَتْلًا، ... وقادُوا الناسَ طَوْعاً واعْتِسارا قَالَ الأَصمعي: عَسَرَه وقَسَرَه واحدٌ. واعْتَسرَ الرجلُ مِنْ مالِ وَلَدِهِ إِذا أَخذ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ كَارِهٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: يَعْتَسِرُ الوالدُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ أَي يأْخذُه مِنْهُ وَهُوَ كَارِهٌ، مِنْ الاعْتِسارِ وَهُوَ الاقْتِسارُ والقَهْر، وَيُرْوَى بِالصَّادِ؛ قَالَ النَّضْرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ رَوَاهُ بِالسِّينِ وَقَالَ: مَعْنَاهُ وَهُوَ كارهٌ؛ وأَنشد: مُعْتَسِر الصُّرْم أَو مُذِلّ والعُسُرُ: أَصحابُ البُتْرِيّة فِي التقاضِي والعملِ. والعِسْرُ: قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْجِنِّ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِ

ابْنُ أَحمر: وفِتْيان كجِنّة آلِ عِسْرِ إِنّ عِسْرَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْجِنِّ، وَقِيلَ: عِسْر أَرض تَسْكُنُهَا الْجِنُّ. وعِسْر فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ: مَوْضِعٌ: كأَنّ عليهمُ بِجُنوبٍ عِسْر وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ العَسِير، هو بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ السِّينِ، بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ كَانَتْ لأَبي أُمَيَّة الْمَخْزُومِيِّ سَمَّاهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِيَسِيرة، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. عسبر: العُسْبرُ: النَّمِرُ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والعُسْبُور والعُسْبُورةُ: وَلَدُ الْكَلْبِ مِنَ الذِّئْبَةِ. والعِسْبارُ والعِسْبارةُ: وَلَدُ الضَّبْعِ مِنَ الذِّئْبِ، وَجَمْعُهُ عَسابِرُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِسْبارةُ وَلَدُ الضَّبْعِ، الذكرُ والأُنثى فِيهِ سواءٌ. والعِسْبارُ: ولدُ الذئبِ؛ فأَما قول الكميت: وتَجَمَّع المُتَفَرِّقُون ... مِنَ الفَراعِل والعَسابِرْ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ العُسْبُر، وَهُوَ النَّمِرُ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ عِسْبار، وَحُذِفَتِ الْيَاءُ لِلضَّرُورَةِ. والفُرْعُلُ: وَلَدُ الضَّبْعِ مِنَ الضِّبْعان، قَالَ ابْنُ بَحْر: رَماهم بأَنهم أَخْلاطٌ مُعَلْهَجُون. والعُسْبُرة والعُسْبُورة: الناقةُ النَّجِيبَةُ، وَقِيلَ: السَّرِيعَةُ مِنَ النَّجَائِبِ؛ وأَنشد: لَقَدْ أَرانِيَ، والأَيَّامُ تُعْجِبُني، ... والمُقْفِراتُ بِهَا الخُورُ العسابِيرُ قَالَ الأَزهري: وَالصَّحِيحُ العُبْسُورة، الباء قيل السِّينِ، فِي نَعْتِ النَّاقَةِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ أَصحابه. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَاقَةٌ عُسْبُرٌ وعُسْبُورٌ شديدة سريعة. عسجر: العَيْسَجُور: النَّاقَةُ الصُّلْبة، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ القَوِيَّة، وَالِاسْمُ العَسْجَرة. والعَيْسَجُور: السِّعلاة، وعَسْجَرتُها خُبْثُها، وإِبل عَساجِيرُ: وَهِيَ الْمُتَتَابِعَةُ فِي سَيْرِهَا. والعَسْجَرُ: المِلْحُ. وعَسْجَرَ عَسْجَرَةً إِذا نَظَرَ نَظَرًا شَدِيدًا. وعَسْجَرَت الإِبلُ: اسْتَمَرَّتْ فِي سَيْرِهَا. والعَيْسَجُور: الناقةُ الْكَرِيمَةُ النَّسَبِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ تُنْتَج قَطُّ، وهو أَقوى لها. عسقر: الأَزهري: قَالَ الْمُؤَرِّجُ رَجُلٌ مُتَعَسْقرٌ إِذا كَانَ جَلْداً صبُوراً؛ وأَنشد: وصِرْتَ مَمْلُوكًا بقاعٍ قَرْقَرِ، ... يَجْرِي عَلَيْكَ المُورُ بالتَّهَرْهُرِ يَا لَك مِنْ قُنْبُرةٍ وقُنْبُرِ ... كنْت عَلَى الأَيَّامِ فِي تعَسْقُرِ أَي صَبْرٍ وجَلادةٍ. والتَّهَرْهُرُ: صَوَّتَ الرِّيحِ، تَهَرْهَرت وهَرْهَرت واحدٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري مَنْ رَوَى هَذَا عَنِ الْمُؤَرِّجِ وَلَا أَثق به. عسكر: العَسْكَرةُ: الشِّدَّةُ وَالْجَدْبُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: ظلَّ فِي عَسْكَرةٍ مِنْ حُبِّها، ... ونأَتْ شَحْطَ مَزارِ المُدَّكِرْ أَي ظَلَّ فِي شِدَّةٍ مِنْ حُبّها، وَالضَّمِيرُ فِي نأَت يَعُودُ عَلَى مَحْبُوبَتِهِ، وَقَوْلُهُ: شَحْطَ مَزارِ المُدَّكر أَراد يَا شحطَ مَزَارِ المُدّكر. والعَسْكَرُ: الْجَمْعُ، فَارِسِيٌّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ العَسْكَرُ مُقْبِلٌ ومُقْبِلون، فَالتَّوْحِيدُ عَلَى الشَّخْصِ، كأَنك قُلْتَ: هَذَا الشَّخْصُ مُقْبِلٌ، وَالْجَمْعُ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ، وَعِنْدِي أَن الإِفراد عَلَى اللَّفْظِ وَالْجَمْعَ عَلَى الْمَعْنَى.

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَسْكر الكثيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: عَسْكَرٌ مِنْ رِجَالٍ وَخَيْلٍ وَكِلَابٍ. وَقَالَ الأَزهري: عَسْكَرُ الرجلِ جماعةُ مالِه ونَعَمِه؛ وأَنشد: هَلْ لَك فِي أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ، ... تُعِينُ مِسْكِيناً قَلِيلًا عَسْكَرُهْ؟ عَشْرُ شِيَاهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ، ... قَدْ حدَّثَ النَّفسَ بِمصْرٍ يَحْضُرُهُ وعَساكِرُ الهَمِّ: مَا رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا وَتَتَابَعَ. وإِذا كَانَ الرجلُ قليلَ الْمَاشِيَةِ قِيلَ: إِنه لَقَلِيلُ العَسْكَرِ. وعَسْكَرُ الليلِ: ظُلْمَتُهُ؛ وأَنشد: قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُ بَنِي العجَّاجِ، ... كأَنها عَسْكَرُ لَيْلٍ داجِ وعَسْكَرَ الليلُ: تَراكَمَتْ ظُلْمتُه. وعَسْكَرَ بِالْمَكَانِ: تجمَّع. والعَسْكَر: مُجْتَمَعُ الْجَيْشِ. والعَسْكَرانِ: عرفةُ ومِنى. والعَسْكَرُ: الجَيْش؛ وعَسْكَرَ الرجلُ، فَهُوَ مُعَسْكِرٌ، وَالْمَوْضِعُ مُعَسْكَرٌ، بِفَتْحِ الْكَافِ. والعَسْكَرُ والمُعَسْكَر: مَوْضِعَانِ. وعَسْكَر مُكْرَم: اسْمُ بَلَدٍ معروف، وكأَنه معرب. عشر: العَشَرة: أَول العُقود. والعَشْر: عَدَدُ الْمُؤَنَّثِ، والعَشَرةُ: عَدَدُ الْمُذَكَّرِ. تَقُولُ: عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ رِجَالٍ، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين اسْتَوَى الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَقُلْتَ: عِشْرون رَجُلًا وعِشْرون امرأَة، وَمَا كَانَ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِلى العَشَرة فَالْهَاءُ تَلْحَقُهُ فِيمَا واحدُه مُذَكَّرٌ، وَتُحْذَفُ فِيمَا واحدُه مُؤَنَّثٌ، فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ وَذَكَّرْتَ الْمُؤَنَّثَ، وَحَذَفْتَ الْهَاءَ فِي الْمُذَكَّرِ فِي العَشَرة وأَلْحَقْتها فِي الصَّدْر، فِيمَا بَيْنَ ثلاثةَ عشَر إِلى تِسْعَةَ عشَر، وَفَتَحْتَ الشِّينَ وَجَعَلْتَ الِاسْمَيْنِ اسْمًا وَاحِدًا مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْحِ، فإِذا صِرْت إِلى الْمُؤَنَّثِ أَلحقت الْهَاءَ فِي الْعَجُزِ وَحَذَفْتَهَا مِنَ الصَّدْرِ، وأَسكنت الشِّينَ مِنْ عَشْرة، وإِن شِئْتَ كَسَرْتها، وَلَا يُنْسَبُ إِلى الِاسْمَيْنِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا، وإِن نَسَبْتَ إِلى أَحدهما لَمْ يُعْلَمْ أَنك تُرِيدُ الآخر، فإن اضطُرّ إِلَى ذَلِكَ نَسَبْتَهُ إِلَى أَحدهما ثُمَّ نَسَبْتَهُ إِلَى الْآخَرِ، وَمَنْ قَالَ أَرْبَعَ عَشْرة قَالَ: أَرْبَعِيٌّ عَشَرِيٌّ، بِفَتْحِ الشِّينِ، ومِنَ الشَّاذِّ فِي الْقِرَاءَةِ: فانْفَجَرَت مِنْهُ اثْنَتَا عَشَرة عَيْناً ، بِفَتْحِ الشِّينِ؛ ابْنُ جِنِّي: وجهُ ذَلِكَ أَن أَلفاظ الْعَدَدِ تُغَيَّر كَثِيرًا فِي حَدِّ التَّرْكِيبِ، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا فِي البَسِيط: إِحْدى عَشْرة، وَقَالُوا: عَشِرة وعَشَرة، ثُمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيبِ: عِشْرون؟ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ ثَلَاثُونَ فَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْعُقُودِ إِلى التِّسْعِينَ، فَجَمَعُوا بَيْنَ لَفْظِ الْمُؤَنَّثِ وَالْمُذَكَّرِ فِي التَّرْكِيبِ، وَالْوَاوُ لِلتَّذْكِيرِ وَكَذَلِكَ أُخْتُها، وَسُقُوطُ الْهَاءِ للتأْنيث، وَتَقُولُ: إِحْدى عَشِرة امرأَة، بِكَسْرِ الشِّينِ، وإِن شِئْتَ سَكَّنْتَ إِلى تسعَ عَشْرة، والكسرُ لأَهل نَجْدٍ والتسكينُ لأَهل الْحِجَازِ. قَالَ الأَزهري: وأَهل اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ لَا يَعْرِفُونَ فَتْحَ الشِّينِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَرُوِيَ عَنِ الأَعمش أَنه قرأَ: وقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشَرة ، بِفَتْحِ الشِّينِ، قَالَ: وَقَدْ قرأَ القُرّاء بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِهَا، وأَهل اللُّغَةِ لَا يَعْرِفُونَهُ، وَلِلْمُذَكَّرِ أَحَدَ عَشَر لَا غَيْرَ. وعِشْرون: اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِهَذَا الْعَدَدِ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ العَشَرة لأَنه لَا دَلِيلَ عَلَى ذَلِكَ، فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النُّونَ قُلْتَ: هَذِهِ عِشْرُوك وعِشْرِيَّ، بِقَلْبِ الْوَاوِ يَاءً لِلَّتِي بَعْدَهَا فَتُدْغَمُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكّن الْعَيْنَ فَيَقُولُ: أَحَدَ عْشَر، وَكَذَلِكَ يُسَكّنها إِلى تِسْعَةَ عْشَر

إِلا اثْنَيْ عَشَر فإِن الْعَيْنَ لَا تُسَكَّنُ لِسُكُونِ الأَلف وَالْيَاءِ قَبْلَهَا. وَقَالَ الأَخفش: إِنما سكَّنوا الْعَيْنَ لَمَّا طَالَ الِاسْمُ وكَثُرت حركاتُه، والعددُ منصوبٌ مَا بَيْنَ أَحَدَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ، إِلا اثْنَيْ عَشَرَ فإِن اثْنَيْ وَاثْنَتَيْ يُعْرَبَانِ لأَنهما عَلَى هِجَاءَيْن، قَالَ: وإِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ وأَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ وعَشَرة، فأُسْقِطَت الواوُ وصُيِّرا جَمِيعًا اسْمًا وَاحِدًا، كَمَا تَقُولُ: هُوَ جَارِي بَيْتَ بَيْتَ وكِفّةَ كِفّةَ، والأَصلُ بيْتٌ لبَيْتٍ وكِفَّةٌ لِكِفَّةٍ، فصُيِّرَتا اسْمًا وَاحِدًا. وَتَقُولُ: هَذَا الْوَاحِدُ وَالثَّانِي وَالثَّالِثُ إِلى الْعَاشِرِ فِي الْمُذَكَّرِ، وَفِي الْمُؤَنَّثِ الْوَاحِدَةُ وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ وَالْعَاشِرَةُ. وَتَقُولُ: هُوَ عاشرُ عَشَرة وغَلَّبْتَ الْمُذَكَّرَ، وَتَقُولُ: هُوَ ثالثُ ثَلاثةَ عَشَرَ أَي هُوَ أَحدُهم، وَفِي الْمُؤَنَّثِ هِيَ ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لَا غَيْرُ، الرَّفْعُ فِي الأَول، وَتَقُولُ: هُوَ ثالثُ عَشَرَ يَا هَذَا، وَهُوَ ثالثَ عَشَرَ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَكَذَلِكَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ، فَمَنْ رَفَعَ قَالَ: أَردت هُوَ ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَيت الثَّلَاثَةَ وتركتُ ثَالِثَ عَلَى إِعرابه، ومَن نَصَب قَالَ: أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ فَلَمَّا أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ لِيُعْلَمَ أَن هَاهُنَا شَيْئًا مَحْذُوفًا، وَتَقُولُ فِي الْمُؤَنَّثِ: هِيَ ثالثةُ عَشْرةَ وَهِيَ ثالثةَ عَشْرةَ، وتفسيرُه مِثْلُ تَفْسِيرِ الْمُذَكَّرِ، وَتَقُولُ: هُوَ الْحَادِي عَشَر وَهَذَا الثَّانِي عَشَر والثالثَ عَشَرَ إِلى العِشْرِين مَفْتُوحٌ كُلُّهُ، وَفِي الْمُؤَنَّثِ: هَذِهِ الحاديةَ عَشْرةَ والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى الْعِشْرِينَ تَدْخُلُ الْهَاءُ فِيهَا جَمِيعًا. قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذا أَدْخَلْتَ فِي الْعَدَدِ الأَلفَ واللامَ فأَدْخِلْهما فِي الْعَدَدِ كلِّه فَتَقُولُ: مَا فَعَلَتِ الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ، وَالْبَصْرِيُّونَ يُدْخِلون الأَلفَ وَاللَّامَ فِي أَوله فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَتِ الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهمٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَيالٍ عَشْرٍ ؛ أَي عَشْرِ ذِي الحِجَّة. وعَشَرَ القومَ يَعْشِرُهم، بِالْكَسْرِ، عَشْراً: صَارَ عاشرَهم، وَكَانَ عاشِرَ عَشَرةٍ. وعَشَرَ: أَخذَ وَاحِدًا مِنْ عَشَرة. وعَشَرَ: زَادَ وَاحِدًا عَلَى تِسْعَةٍ. وعَشَّرْت الشَّيْءَ تَعْشِيراً: كَانَ تِسْعَةً فَزِدْتُ وَاحِدًا حَتَّى تَمَّ عَشَرة. وعَشَرْت، بِالتَّخْفِيفِ: أَخذت وَاحِدًا مِنْ عَشَرة فَصَارَ تِسْعَةً. والعُشورُ: نُقْصَانُ، والتَّعْشيرُ زِيَادَةٌ وتمامٌ. وأَعْشَرَ القومُ: صَارُوا عَشَرة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: مَذْهَبُ الْعَرَبِ إِذا ذَكَرُوا عَدَدين أَن يُجْمِلُوهما؛ قَالَ النَّابِغَةُ: توهَّمْتُ آياتٍ لَهَا، فَعرَفْتُها ... لِسِتَّةِ أَعْوامِ، وَذَا العامُ سابِعُ «3» . وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ثَلاثٌ واثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ، ... وثالِثةٌ تَميلُ إِلى السِّهَام وَقَالَ آخَرُ: فسِرْتُ إِليهمُ عِشرينَ شَهْراً ... وأَرْبعةً، فَذَلِكَ حِجّتانِ وإِنما تَفْعَلُ ذَلِكَ لِقِلَّةِ الحِسَاب فِيهِمْ. وثوبٌ عُشارِيٌّ: طُولُهُ عَشْرُ أَذرع. وَغُلَامٌ عُشارِيٌّ: ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ، مَمْدُودَانِ: اليومُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَقِيلَ: التَّاسِعُ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ يُسْمَعْ فِي أَمثلة الأَسماء اسْمًا عَلَى فاعُولاءَ إِلا أَحْرُفٌ قَلِيلَةٌ. قَالَ ابْنُ بُزُرج: الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ، والسارُوراءُ

_ (3). قوله: [توهمت آيات إلخ] تأمل شاهده

السَّرَّاءُ، والدَّالُولاء الدَّلال. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخابُوراءُ مَوْضِعٌ، وَقَدْ أُلْحِقَ بِهِ تاسُوعاء. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ: لَئِنْ سَلِمْت إِلى قابلٍ لأَصُومَنَّ اليومَ التاسِعَ ؛ قَالَ الأَزهري: وَلِهَذَا الْحَدِيثِ عدّةٌ مِنَ التأْويلات أَحدُها أَنه كَرِه مُوَافَقَةَ الْيَهُودِ لأَنهم يَصُومُونَ اليومَ العاشرَ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: صُوموا التاسِعَ والعاشِرَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ ؛ قَالَ: وَالْوَجْهُ الثَّانِي مَا قَالَهُ الْمُزَنِيُّ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ التاسعُ هُوَ الْعَاشِرَ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه تأَول فِيهِ عِشْر الوِرْدِ أَنها تِسْعَةُ أَيام، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ اللَّيْثُ عَنِ الْخَلِيلِ وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ عَنِ الصَّوَابِ. والعِشْرون: عَشَرة مُضَافَةٌ إِلى مِثْلِهَا وُضِعَت عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ وكَسَرُوا أَولها لِعِلَّةٍ. وعَشْرَنْت الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ عِشْرينَ، نَادِرٌ لِلْفَرْقِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَشَرْت. والعُشْرُ والعَشِيرُ: جُزْءٌ مِنْ عَشَرة، يَطَّرِدُ هَذَانِ الْبِنَاءَانِ فِي جَمِيعِ الْكُسُورِ، وَالْجَمْعُ أَعْشارٌ وعُشُورٌ، وَهُوَ المِعْشار؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما بَلَغُوا مِعْشارَ مَا آتَيْناهُمْ ؛ أَي مَا بلَغ مُشْرِكُو أَهل مَكَّةَ مِعْشارَ مَا أُوتِيَ مَن قَبْلَهم مِنَ القُدْرة والقُوّة. والعَشِيرُ: الجزءُ مِنْ أَجْزاء العَشرة، وَجَمْعُ العَشِير أَعْشِراء مِثْلُ نَصِيب وأَنْصِباء، وَلَا يَقُولُونَ هَذَا فِي شَيْءٍ سِوَى العُشْر. وَفِي الْحَدِيثِ: تِسعةُ أَعْشِراء الرِّزْق فِي التِّجَارَةِ وجُزْءٌ مِنْهَا فِي السَّابِياء ؛ أَراد تِسْعَةَ أَعْشار الرِّزْقِ. والعَشِير والعُشْرُ: واحدٌ مِثْلٌ الثَّمِين والثُّمْن والسَّدِيس والسُّدْسِ. والعَشِيرُ فِي مِسَاحَةِ الأَرَضين: عُشْرُ القَفِيز، والقَفِيز: عُشْر الجَرِيب. وَالَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: لَوْ بَلَغَ ابنُ عَبَّاسٍ أَسْنانَنا مَا عاشَرَه مِنَّا رجلٌ ، أَي لَوْ كانَ فِي السِّنِّ مِثْلَنا مَا بَلَغَ أَحدٌ مِنَّا عُشْرَ عِلْمِهِ. وعَشَر القومَ يَعْشُرُهم عُشْراً، بِالضَّمِّ، وعُشُوراً وعَشَّرَهم: أَخذ عُشْرَ أَموالهم؛ وعَشَرَ المالَ نَفْسَه وعَشَّرَه: كَذَلِكَ، وَبِهِ سُمِّي العَشّار؛ وَمِنْهُ العاشِرُ. والعَشَّارُ: قَابِضُ العُشْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عِيسَى بْنِ عُمَرَ لِابْنِ هُبَيْرة وَهُوَ يُضرَب بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسِّيَاطِ: تَاللَّهِ إِن كُنْتَ إِلا أُثَيّاباً فِي أُسَيْفاط قَبَضَهَا عَشّاروك. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لَقِيتم عاشِراً فاقْتُلُوه ؛ أَي إِن وَجَدْتُمْ مَن يأْخذ العُشْر عَلَى مَا كَانَ يأْخذه أَهل الْجَاهِلِيَّةِ مُقِيمًا عَلَى دِينه، فَاقْتُلُوهُ لكُفْرِه أَو لِاسْتِحْلَالِهِ لِذَلِكَ إِن كَانَ مُسْلِمًا وأَخَذَه مُسْتَحِلًّا وَتَارِكًا فَرْضَ اللَّهِ، وَهُوَ رُبعُ العُشْر، فأَما مَنْ يَعْشُرهم عَلَى مَا فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فحَسَنٌ جَمِيلٌ. وَقَدْ عَشَر جماعةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ لِلنَّبِيِّ وَالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ، فَيَجُوزُ أَن يُسمَّى آخذُ ذَلِكَ: عَاشِرًا لإِضافة مَا يأْخذه إِلى العُشْرِ كرُبع العُشْرِ ونِصْفِ العُشْرِ، كَيْفَ وَهُوَ يأْخذ العُشْرَ جَمِيعَهُ، وَهُوَ مَا سَقَتْه السَّمَاءُ. وعُشْرُ أَموالِ أَهل الذِّمَّةِ فِي التِّجَارَاتِ، يُقَالُ: عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً، فأَنا عاشرٌ، وعَشَّرْته، فأَنا مُعَشِّرٌ وعَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه. وَكُلُّ مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ عُقُوبَةِ العَشّار مَحْمُولٌ عَلَى هَذَا التأْويل. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ عَلَى المُسْلِمين عُشورٌ إِنما العُشور عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ؛ العُشُورُ: جَمْع عُشْرٍ، يَعْنِي مَا كَانَ مِنْ أَموالهم لِلتِّجَارَاتِ دُونَ الصَّدَقَاتِ، وَالَّذِي يَلْزَمُهُمْ مِنْ ذَلِكَ، عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، مَا صُولِحُوا عَلَيْهِ وقتَ الْعَهْدِ، فإِن لَمْ يُصالَحُوا عَلَى شَيْءٍ فَلَا يَلْزَمُهُمْ إِلا الجِزْيةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِن أَخَذُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذا دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا مِنْهُمْ إِذا دَخَلُوا بِلادَنا لِلتِّجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: احْمَدُوا اللَّهَ إِذْ رَفَعَ عَنْكُمُ العُشورَ ؛ يَعْنِي مَا كَانَتِ المُلوكُ تأْخذه مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن

وَفْدَ ثَقِيف اشْتَرَطُوا أَن لَا يُحشَرُوا وَلَا يُعْشَروا وَلَا يُجَبُّوا ؛ أَي لَا يُؤْخَذُ عُشْرُ أَموالهم، وَقِيلَ: أَرادوا بِهِ الصدقةَ الْوَاجِبَةَ، وإِنما فَسَّح لَهُمْ فِي تَرْكِهَا لأَنها لَمْ تَكُنْ وَاجِبَةً يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِمْ، إِنما تَجِب بِتَمَامِ الحَوْل. وَسُئِلَ جابرٌ عَنِ اشْتِرَاطِ ثَقِيف: أَن لَا صَدَقَةَ عَلَيْهِمْ وَلَا جهادَ، فَقَالَ: عَلِم أَنهم سَيُصدِّقون ويُجاهدون إِذا أَسلموا، وأَما حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةِ حِينَ ذَكر لَهُ شَرَائِعَ الإِسلام فَقَالَ: أَما اثْنَانِ مِنْهَا فَلَا أُطِيقُهما: أَما الصدقةُ فإِنما لِي ذَوْدٌ هُنَّ رِسْلُ أَهلي وحَمولتُهم، وأَما الْجِهَادُ فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ خَشَعَتْ نفسِي، فكَفَّ يَدَهُ وَقَالَ: لَا صدقةَ وَلَا جهادَ فبِمَ تدخلُ الْجَنَّةَ؟ فَلَمْ يَحْتَمِل لِبَشِيرٍ مَا احْتَمَلَ لِثَقِيفٍ؛ ويُشْبِه أَن يَكُونَ إِنما لَمْ يَسْمَعْ لَهُ لعِلْمِه أَنه يَقْبَل إِذا قِيلَ لَهُ، وثَقِيفٌ كَانَتْ لَا تَقْبَلُهُ فِي الْحَالِ وَهُوَ وَاحِدٌ وَهُمْ جَمَاعَةٌ، فأَراد أَن يتأَلَّفَهم ويُدَرِّجَهم عَلَيْهِ شَيْئًا فَشَيْئًا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: النِّسَاءِ لَا يُعشَرْنَ وَلَا يُحْشَرْن : أَي لَا يُؤْخَذُ عُشْرُ أَموالهن، وَقِيلَ: لَا يُؤْخَذُ العُشْرُ مِنْ حَلْيِهِنّ وإِلا فَلَا يُؤخذ عُشْرُ أَموالهن وَلَا أَموالِ الرِّجَالِ. والعِشْرُ: وِرْدُ الإِبل اليومَ العاشرَ. وَفِي حِسَابِهِمْ: العِشْر التَّاسِعُ فإِذا جَاوَزُوهَا بِمِثْلِهَا فظِمْؤُها عِشْران، والإِبل فِي كُلِّ ذَلِكَ عَواشِرُ أَي تَرِدُ الْمَاءَ عِشْراً، وَكَذَلِكَ الثَّوَامِنُ وَالسَّوَابِعُ وَالْخَوَامِسُ. قَالَ الأَصمعي: إِذا وَرَدَتِ الإِبل كلَّ يَوْمٍ قِيلَ قَدْ وَرَدَتْ رِفْهاً، فَإِذَا وَرَدَتْ يَوْمًا وَيَوْمًا لَا، قِيلَ: وَرَدَتْ غِبًّا، فإِذا ارْتَفَعَتْ عَنِ الغِبّ فَالظِّمْءُ الرِّبْعُ، وَلَيْسَ فِي الْوِرْدِ ثِلْث ثُمَّ الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زَادَتْ فَلَيْسَ لَهَا تَسْمِيَةُ وِرْد، وَلَكِنْ يُقَالُ: هِيَ تَرِدُ عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشرَين، فَيُقَالُ حِينَئِذٍ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، فإِذا جَاوَزَتِ العِشْرَيْنِ فَهِيَ جَوازِئُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا زَادَتْ عَلَى العَشَرة قَالُوا: زِدْنا رِفْهاً بَعْدَ عِشْرٍ. قَالَ اللَّيْثُ: قُلْتُ لِلْخَلِيلِ مَا مَعْنَى العِشْرِين؟ قَالَ: جَمَاعَةُ عِشْر، قُلْتُ: فالعِشْرُ كَمْ يَكُونُ؟ قَالَ: تِسعةُ أَيام، قُلْتُ: فعِشْرون لَيْسَ بِتَمَامٍ إِنما هُوَ عِشْران وَيَوْمَانِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنَ العِشْر الثَّالِثِ يَوْمَانِ جَمَعْتُهُ بالعِشْرين، قُلْتُ: وإِن لَمْ يَسْتَوْعِبِ الْجُزْءَ الثَّالِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَلا تَرَى قَوْلَ أَبي حَنِيفَةَ: إِذا طَلَّقها تَطْلِيقَتَيْنِ وعُشْرَ تَطْلِيقَةٍ فإِنه يَجْعَلُهَا ثَلَاثًا وإِنما مِنَ الطَّلْقَةِ الثَّالِثَةِ فِيهِ جُزْءٌ، فالعِشْرون هَذَا قِيَاسُهُ، قُلْتُ: لَا يُشْبِهُ العِشْرُ «4». التطليقةَ لأَن بَعْضَ التَّطْلِيقَةِ تَطْلِيقَةٌ تَامَّةٌ، وَلَا يَكُونُ بَعْضُ العِشْرِ عِشْراً كَامِلًا، أَلا تَرَى أَنه لَوْ قَالَ لامرأَته أَنت طَالِقٌ نِصْفَ تَطْلِيقَةٍ أَو جُزْءًا مِنْ مِائَةِ تَطْلِيقَةٍ كَانَتْ تَطْلِيقَةً تَامَّةً، وَلَا يَكُونُ نِصْفُ العِشْر وثُلُث العِشْرِ عِشْراً كَامِلًا؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعِشْرُ مَا بَيْنَ الوِرْدَين، وَهِيَ ثَمَانِيَةُ أَيام لأَنها تَرِدُ الْيَوْمَ الْعَاشِرَ، وَكَذَلِكَ الأَظْماء، كُلُّهَا بِالْكَسْرِ، وَلَيْسَ لَهَا بَعْدَ العِشْر اسْمٌ إِلا فِي العِشْرَينِ، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمَ العِشْرِين قِيلَ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، وَهُوَ ثَمَانِيَةَ عَشَر يَوْمًا، فإِذا جَاوَزَتِ العِشْرَينِ فَلَيْسَ لَهَا تَسْمِيَةٌ، وَهِيَ جَوازِئُ. وأَعْشَرَ الرجلُ إِذا وَرَدت إِبلُه عِشْراً، وَهَذِهِ إِبل عَواشِرُ. وَيُقَالُ: أَعْشَرْنا مُذْ لَمْ نَلْتقِ أَي أَتى عَلَيْنَا عَشْرُ لَيَالٍ. وعَواشِرُ الْقُرْآنِ: الآيُ الَّتِي يَتِمُّ بِهَا العَشْرُ. والعاشِرةُ: حَلْقةُ التَّعْشِير مِنْ عَواشِر الْمُصْحَفِ، وهي لفظة مولَّدة.

_ (4). [قوله: قُلْتُ لَا يُشْبِهُ الْعِشْرُ إلخ] نقل شارح القاموس عن شيخه أن الصحيح أن القياس لا يدخل اللغة وما ذكره الخليل ليس إلا لمجرد البيان والإيضاح لا للقياس حتى يرد ما فهمه الليث

وعُشَار، بِالضَّمِّ: مَعْدُولٌ مِنْ عَشَرة. وَجَاءَ الْقَوْمُ عُشارَ عُشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشار ومَعْشَر أَي عَشَرة عَشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ وثُناءَ ثُناءَ ومَثْنى مَثْنى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمع أَكثرُ مِنْ أُحاد وثُناء وثُلاث ورُباع إِلا فِي قَوْلِ الْكُمَيْتِ: وَلَمْ يَسْتَرِيثوك حَتَّى رَمَيْت، ... فَوْقَ الرِّجَالِ، خِصَالًا عُشَارا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ذَهَبَ الْقَوْمُ عُشَارَياتٍ وعُسَارَياتٍ إِذا ذَهَبُوا أَيادِيَ سَبَا مُتَفَرِّقِينَ فِي كُلِّ وَجْهٍ. وَوَاحِدُ العُشاريَات: عُشارَى مِثْلُ حُبارَى وحُبَارَيات. والعُشَارة: القطعةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَوْمٌ عُشَارة وعُشَارات؛ قَالَ حَاتِمُ طَيِّءٍ يَذْكُرُ طَيِّئًا وتفرُّقَهم: فصارُوا عُشَاراتٍ بِكُلِّ مكانِ وعَشَّر الْحِمَارُ: تابَعَ النَّهِيقَ عَشْرَ نَهَقاتٍ وَوَالَى بَيْنَ عَشْرِ تَرْجِيعات فِي نَهِيقه، فَهُوَ مُعَشِّرٌ، ونَهِيقُه يُقَالُ لَهُ التَّعْشِير؛ يُقَالُ: عَشَّرَ يُعَشِّرُ تَعْشِيراً؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: وإِنِّي وإِن عَشَّرْتُ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى ... نُهاقَ حِمارٍ، إِنني لجَزُوعُ وَمَعْنَاهُ: إِنهم يَزْعُمُونَ أَن الرَّجُلَ إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ وضَعَ يدَه خَلْفَ أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهيقَ الحِمار ثُمَّ دَخَلَهَا أَمِنَ مِنَ الوَباء؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: فِي أَرض مالِكٍ، مَكَانَ قَوْلِهِ: مِنْ خَشْيَةِ الرَّدَى، وأَنشد: نُهاق الْحِمَارِ، مَكَانَ نُهاق حِمَارٍ. وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعبَ عَشْرَ نَعَبَاتٍ. وَقَدْ عَشَّرَ الحِمارُ: نَهَقَ، وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعَقَ، مِنْ غَيْرِ أَن يُشْتَقّا مِنَ العَشَرة. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: اللهمَّ عشِّرْ خُطايَ أَي اكتُبْ لِكُلِّ خُطْوة عَشْرَ حَسَنَاتٍ. والعَشِيرُ: صَوْتُ الضَّبُع؛ غَيْرُ مُشْتَقٍّ أَيضاً؛ قَالَ: جاءَتْ بِهِ أُصُلًا إِلى أَوْلادِها، ... تَمْشي بِهِ مَعَهَا لهمْ تَعْشِيرُ وناقة عُشَراء: مصى لِحَمْلِهَا عَشَرةُ أَشهر، وَقِيلَ ثَمَانِيَةٌ، والأَولُ أَولى لِمَكَانِ لَفْظِهِ، فإِذا وَضَعَتْ لِتَمَامِ سَنَةٍ فَهِيَ عُشَراء أَيضاً عَلَى ذَلِكَ كالرائبِ مِنَ اللَّبَنِ «1». وَقِيلَ: إِذا وَضَعت فَهِيَ عائدٌ وَجَمْعُهَا عَوْدٌ؛ قال الأَزهري: وَالْعَرَبُ يُسَمُّونَهَا عِشَاراً بعد ما تَضَعُ مَا فِي بُطُونِهَا لِلُزُومِ الِاسْمِ بَعْدَ الْوَضْعِ كَمَا يُسَمُّونَهَا لِقَاحاً، وَقِيلَ العُشَراء مِنِ الإِبل كَالنُّفَسَاءِ مِنَ النِّسَاءِ، وَيُقَالُ: نَاقَتَانِ عُشَراوانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ صَعْصعة بْنُ نَاجِيَةَ: اشْتَرَيْت مَوءُودةً بناقَتَينِ عُشَرَاوَيْنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ اتُّسِعَ فِي هَذَا حَتَّى قِيلَ لكل حامل عُشَراء وأَكثر مَا يُطْلَقُ عَلَى الْخَيْلِ والإِبل، وَالْجَمْعُ عُشَراواتٌ، يُبْدِلون مِنْ هَمْزَةِ التأْنيث وَاوًا، وعِشَارٌ كَسَّرُوه عَلَى ذَلِكَ، كَمَا قَالُوا: رُبَعة ورُبَعاتٌ ورِباعٌ، أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَى فُعَلة كَمَا أَجْرَوْا فُعْلَى مُجْرَى فُعْلَة، شَبَّهُوهَا بِهَا لأَن الْبِنَاءَ وَاحِدٌ ولأَن آخِرَهُ عَلَامَةُ التأْنيث؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العِشَارُ مِنَ الإِبل الَّتِي قَدْ أَتى عَلَيْهَا عَشَرَةُ أَشهر؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لِاشْتِغَالِهِمْ بأَنْفُسِهم وَلَا يُعَطِّلُها قومُها إِلا فِي حَالِ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: العِشارُ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى النُّوقِ حتى يُتْتج بعضُها، وبعضُها يُنْتَظَرُ نِتاجُها؛ قال

_ (1). قوله: [كالرائب من اللبن] في شرح القاموس في مادة راب ما نصه: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ إِذا خَثُرَ اللَّبَنُ، فَهُوَ الرَّائِبُ ولا يَزَالُ ذَلِكَ اسْمُهُ حَتَّى يُنْزَعَ زُبْدُهُ، وَاسْمُهُ عَلَى حَالِهِ بِمَنْزِلَةِ الْعُشَرَاءِ مِنَ الإِبل وَهِيَ الْحَامِلُ ثُمَّ تضع وهي اسمها

الْفَرَزْدَقُ: كَمْ عَمَّة لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٍ ... فَدْعاء، قَدْ حَلَبَتْ عَلَيّ عِشَارِي قَالَ بَعْضُهُمْ: وَلَيْسَ للعِشَارِ لَبَنٌ وإِنما سَمَّاهَا عِشاراً لأَنها حَدِيثَةُ الْعَهْدِ بالنِّتاج وَقَدْ وَضَعَتْ أَولادها. وأَحْسَن مَا تَكُونُ الإِبل وأَنْفَسُها عِنْدَ أَهلها إِذا كَانَتْ عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَت: صَارَتْ عُشَراء، وأَعْشَرت أَيضاً: أَتى عَلَيْهَا عَشَرَةُ أَشهر مِنْ نِتَاجِهَا. وامرأَة مُعْشِرٌ: مُتِمٌّ، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ. وَنَاقَةٌ مِعْشارٌ: يَغْزُر لبنُها لَيَالِيَ تُنْتَج. ونَعتَ أَعرابي نَاقَةً فَقَالَ: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبَارٌ؛ مِعْشَارٌ مَا تَقَدَّمَ، ومِشكارٌ تَغْزُر فِي أَول نَبْتِ الرَّبِيعِ، ومِغْبارٌ لَبِنةٌ بَعْدَ مَا تَغْزُرُ اللَّوَاتِي يُنْتَجْن مَعَهَا؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ يَذْكُرُ مَرْتَعاً: هَمَلٌ عَشائِرُه عَلَى أَوْلادِها، ... مِن رَاشِحٍ مُتَقَوّب وفَطِيم فإِنه أَراد بالعَشائِر هُنَا الظباءَ الحدِيثات الْعَهْدِ بِالنِّتَاجِ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنَّ العَشائرَ هُنَا فِي هَذَا الْمَعْنَى جَمْعُ عِشَار، وعَشائرُ هُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ، كَمَا يُقَالُ جِمال وجَمائِل وحِبَال وحَبائِل. والمُعَشِّرُ: الَّذِي صَارَتْ إِبلُه عِشَاراً؛ قَالَ مَقّاس بْنُ عَمْرٍو: ليَخْتَلِطَنَّ العامَ راعٍ مُجَنِّبٌ، ... إِذا مَا تلاقَيْنا براعٍ مُعَشِّر والعُشْرُ: النُّوقُ الَّتِي تُنْزِل الدِّرَّة الْقَلِيلَةَ مِنْ غَيْرِ أَن تَجْتَمِعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ فِي لَيْلةِ الصَّبا، ... سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قَبْلَ التأَمُّلِ وأَعْشارُ الجَزورِ: الأَنْصِباء. والعِشْرُ: قِطْعَةٌ تنكَسِرُ مِنَ القَدَح أَو البُرْمة كأَنها قِطْعَةٌ مِنْ عَشْر قِطَعِ، وَالْجَمْعُ أَعْشارٌ. وقَدَحٌ أَعْشارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدورٌ أَعاشِيرُ: مكسَّرَة عَلَى عَشْرِ قِطَعٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي عَشِيقَتِهِ: وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقدَحِي ... بِسَهْمَيكِ فِي أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ أَراد أَن قَلْبَهُ كُسِّرَ ثُمَّ شُعِّبَ كَمَا تُشَعَّبُ القِدْرُ؛ قَالَ الأَزهري: وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ وَهُوَ أَعجب إِليّ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: أَراد بِقَوْلِهِ بسَهْمَيْكِ هَاهُنَا سَهْمَيْ قِداح المَيْسِر، وَهُمَا المُعَلَّى والرَّقيب، فللمُعَلَّى سَبْعَةُ أَنْصِباء وَلِلرَّقِيبِ ثَلَاثَةٌ، فإِذا فَازَ الرَّجُلُ بِهِمَا غلَب عَلَى جَزورِ المَيْسرِ كُلِّهَا وَلَمْ يَطْمَعْ غيرُه فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَهِيَ تُقْسَم عَلَى عَشَرة أَجزاء، فَالْمَعْنَى أَنها ضَربت بِسِهَامِهَا عَلَى قَلْبِهِ فَخَرَجَ لَهَا السَّهْمَانِ فغَلبته عَلَى قَلْبه كلِّه وفَتَنته فَمَلَكَتْه؛ وَيُقَالُ: أَراد بسهْمَيْها عَيْنَيْها، وَجَعَلَ أَبو الْهَيْثَمِ اسْمَ السَّهْمِ الَّذِي لَهُ ثَلَاثَةَ أَنْصِباء الضَّرِيبَ، وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ ثَعْلَبٌ الرَّقِيب؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَعْضُ الْعَرَبِ يُسمّيه الضَّرِيبَ وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ الرَّقِيبَ، قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ فِي هَذَا الْبَيْتِ هُوَ الصَّحِيحُ. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وقَلْبٌ أَعْشارٌ: جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْجَمْعِ كَمَا قَالُوا رُمْح أَقْصادٌ. وعَشّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذا أَضْناه. وعَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِيراً إِذا كسَّرته فصيَّرته أَعْشاراً؛ وَقِيلَ: قِدْرٌ أَعشارٌ عَظِيمَةٌ كأَنها لَا يَحْمِلُهَا إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ، وَقِيلَ: قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ شَيْءٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قِدر أَعشارٌ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ ثُمَّ جُمِع كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُشْراً.

والعواشِرُ: قوادمُ رِيشِ الطَّائِرِ، وَكَذَلِكَ الأَعْشار؛ قَالَ الأَعشى: وإِذا مَا طَغَا بِهَا الجَرْيُ، فالعِقْبانُ ... تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشارِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ إِن الْبَيْتَ: إِن تَكُنْ كالعُقَابِ فِي الجَوّ، فالعِقْبانُ ... تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشار والعِشْرَةُ: الْمُخَالَطَةُ؛ عاشَرْتُه مُعَاشَرَةً، واعْتَشَرُوا وتَعاشَرُوا: تَخَالَطُوا؛ قَالَ طَرَفة: ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةَ، ... لَعَلَى عَهْد حَبيب مُعْتَشِرْ جَعَلَ الحَبيب جَمْعًا كالخَلِيط والفَرِيق. وعَشِيرَة الرَّجُلِ: بَنُو أَبيه الأَدْنَونَ، وَقِيلَ: هُمُ الْقَبِيلَةُ، وَالْجَمْعُ عَشَائر. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَمْ يُجْمَع جَمْعَ السَّلَامَةِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العَشِيرَةُ الْعَامَّةُ مِثْلُ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، والعَشِيرُ الْقَبِيلَةُ، والعَشِيرُ المُعَاشِرُ، والعَشِيرُ: الْقَرِيبُ وَالصَّدِيقُ، وَالْجَمْعُ عُشَراء، وعَشِيرُ المرأَة: زوجُها لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه كَالصَّدِيقِ والمُصَادِق؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: رأَتْه عَلَى يَأْسٍ، وَقَدْ شابَ رَأْسُها، ... وحِينَ تَصَدَّى لِلْهوَانِ عَشِيرُها أَراد لإِهانَتِها وَهِيَ عَشِيرته. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النَّارِ، فَقِيلَ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّكُنّ تُكْثِرْن اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ؛ العَشِيرُ: الزَّوْجُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ؛ أَي لَبِئْسَ المُعاشِر. ومَعْشَرُ الرَّجُلِ: أَهله. والمَعْشَرُ: الْجَمَاعَةُ، مُتَخَالِطِينَ كَانُوا أَو غَيْرُ ذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الإِصبع العَدْوانيّ: وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زيْدٌ عَلَى مِائَةٍ، ... فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُوني والمَعْشَر والنَّفَر والقَوْم والرَّهْط مَعْنَاهُمُ: الْجَمْعُ، لَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ، لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. قَالَ: والعَشِيرة أَيضاً الرِّجَالُ والعالَم أَيضاً لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعْشَرُ كُلُّ جَمَاعَةٍ أَمرُهم وَاحِدٌ نَحْوَ مَعْشر الْمُسْلِمِينَ ومَعْشَر الْمُشْرِكِينَ. والمَعاشِرُ: جماعاتُ النَّاسِ. والمَعْشَرُ: الْجِنُّ والإِنس. وَفِي التَّنْزِيلِ: امَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ* . والعُشَرُ: شَجَرٌ لَهُ صَمْغٌ وَفِيهِ حُرّاقٌ مِثْلُ الْقُطْنِ يُقْتَدَح بِهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُشر مِنِ العِضاه وَهُوَ مِنْ كِبَارِ الشَّجَرِ، وَلَهُ صَمْغٌ حُلْوٌ، وَهُوَ عَرِيضُ الْوَرَقِ يَنْبُتُ صُعُداً فِي السَّمَاءِ، وَلَهُ سُكّر يَخْرُجُ مِنْ شُعَبِه وَمَوَاضِعِ زَهْرِه، يُقَالُ لَهُ سُكّرُ العُشَر، وَفِي سُكّرِه شيءٌ مِنْ مَرَارَةٍ، وَيَخْرُجُ لَهُ نُفّاخٌ كأَنها شَقاشِقُ الْجِمَالِ الَّتِي تَهْدِرُ فِيهَا، وَلَهُ نَوْرٌ مِثْلُ نُورِ الدِّفْلى مُشْربٌ مُشرق حَسَنُ المنظَر وَلَهُ ثَمَرٌ. وَفِي حَدِيثِ مَرْحب: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَمَةَ بارَزَه فَدَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شجرةٌ مِنْ شَجَرِ العُشر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَيْرٍ: وقُرْصٌ بُرِّيٌّ بلبنٍ عُشَريّ أَي لَبَن إِبلٍ تَرْعَى العُشَرَ، وَهُوَ هَذَا الشَّجَرُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيمَ: كأَنّ رِجْلَيه، مِمَّا كَانَ مِنْ عُشَر، ... صَقْبانِ لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ الْوَاحِدَةُ عُشَرة وَلَا يُكْسَرُ، إِلا أَن يُجْمَعَ بِالتَّاءِ لِقِلَّةِ فُعَلة فِي الأَسماء. وَرَجُلٌ أَعْشَر أَي أَحْمَقُ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يَرْوِه

لِي ثقةٌ أَعتمده. وَيُقَالُ لِثَلَاثٍ مِنْ لَيَالِي الشَّهْرِ: عُشَر، وَهِيَ بَعْدَ التُّسَع، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلا أَشياء مِنْهُ مَعْرُوفَةً؛ حَكَى ذَلِكَ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَالطَّائِفِيُّونَ يَقُولُونَ: مِنْ أَلوان الْبَقَرِ الأَهليّ أَحمرُ وأَصفرُ وأَغْبَرُ وأَسْودُ وأَصْدأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ وأَصْبَغُ وأَكْلَفُ وعُشَر وعِرْسِيّ وَذُو الشَّرَرِ والأَعْصم والأَوْشَح؛ فالأَصْدَأُ: الأَسود العينِ والعنقِ والظهرِ وسائرُ جَسَدِهِ أَحمر، والعُشَرُ: المُرَقَّع بِالْبَيَاضِ والحمرةِ، والعِرْسِيّ: الأَخضر، وأَما ذُو الشَّرَرِ فَالَّذِي عَلَى لَوْنٍ وَاحِدٍ، فِي صدرِهِ وعنُقِه لُمَعٌ عَلَى غَيْرِ لَوْنِهِ. وسَعْدُ العَشِيرة: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ سَعْدُ بْنُ مَذْحِجٍ. وَبَنُو العُشَراء: قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ. وَبَنُو عُشَراء: قَوْمٌ مَنْ بَنِي فَزارةَ. وَذُو العُشَيْرة: مَوْضِعٌ بالصَّمّان مَعْرُوفٌ يُنْسَبُ إِلى عُشَرةٍ نَابِتَةٍ فِيهِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: صَعْل يَعُودُ بِذِي العُشَيْرة بَيْضَه، ... كالعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأَصْلَمِ شبَّهه بالأَصْلم، وَهُوَ الْمَقْطُوعُ الأُذن، لأَن الظَّلِيمَ لَا أُذُنَين لَهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَزْوَةِ العُشَيرة. وَيُقَالُ: العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة، وَهُوَ مَوْضِعٌ مِنْ بَطْنِ يَنْبُع. وعِشَار وعَشُوراء: مَوْضِعٌ. وتِعْشار: مَوْضِعٌ بالدَّهناء، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: غَلَبُوا عَلَى خَبْتٍ إِلى تِعْشارِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَنَا إِبلٌ لَمْ تَعْرِف الذُّعْرَ بَيْنَها ... بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ عشزر: العَشَنْزَرُ: الشَّدِيدُ الخلْق الْعَظِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ضَرْباً وطَعْناً نَافِذًا عَشَنْزَرا والأُنثى بِالْهَاءِ. قَالَ الأَزهري: العَشَنْزَرُ والعَشَوْزَنُ مِنَ الرِّجَالِ الشَّدِيدُ. وسَيْرٌ عَشَنْزَرٌ: شَدِيدٌ. والعَشَنْزَرُ: الشَّدِيدُ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي الزحف الكليني: ودُونَ لَيْلى بلَدٌ سَمَهْدَرُ، ... جَدْبُ المُنَدَّى عَنْ هَوانا أَزْوَرُ، يُنْضِي الْمَطَايَا خِمْسُه العَشَنْزَرُ المُنَدَّى: حَيْثُ يُرْتَعُ، والأُنثى عَشَنْزَرة؛ قَالَ حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بالأَعلم الْهُذَلِيِّ فِي صِفَةِ الضَّبُعِ: عَشَنْزَرة جَواعِرُها ثَمانٌ، ... فُوَيْقَ زِماعِها وَشْمٌ حُجُولُ أَراد بالعَشَنْزَرَة الضبُعَ، وَلَهَا جاعِرَتانِ، فَجَعَلَ لِكُلِّ جَاعِرَةٍ أَربعة غُضونٍ وَسَمَّى كُلَّ غَضْنٍ مِنْهَا جاعِرةً بِاسْمِ مَا هِيَ فِيهِ. والزِّمَاعُ، بِكَسْرِ الزَّايِ: جَمْعُ زَمَعة وَهِيَ شَعَرَاتُ مُجْتَمِعَاتٍ خَلْفَ ظِلْف الشَّاةِ وَنَحْوِهَا. والوَشْمُ: خُطُوطٌ تُخالِف مُعْظَمَ اللَّوْنِ. والحُجول: جَمْعُ حِجْل لِلْبَيَاضِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جمعَ حِجْلٍ، وأَصله الْقَيْدُ. وقَرَبٌ عَشَنْزَرٌ: مُتْعِبٌ. وضبُعٌ عَشَنْزَرَة: سَيِّئَةُ الخلُق. والعَشَنْزَر: الشَّدِيدُ، وَهُوَ نَعْتٌ يَرْجِعُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلى الشِّدَّةِ. عصر: العَصْر والعِصْر والعُصْر والعُصُر؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الدَّهْرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَصْرِ الدهرُ، أَقسم اللَّهُ تَعَالَى بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعَصْرِ مَا يَلِي الْمَغْرِبَ مِنَ النَّهَارِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ

النَّهَارِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي العُصُر: وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟ وَالْجَمْعُ أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصُرٌ وعُصورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والعَصْر قَبْل هَذِهِ العُصورِ ... مُجَرِّساتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ والعَصْران: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. والعَصْر: اللَّيْلَةُ. والعَصْر: الْيَوْمُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ... إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا مَا تَيَمَّما وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا جَاءَ مُثْنى: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، يُقَالُ لَهُمَا العَصْران، قَالَ: وَيُقَالُ العَصْران الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ وأَنشد: وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حَتَّى يَمَلَّني، ... ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ يَقُولُ: إِذا جَاءَ فِي أَول النَّهَارِ وعَدْتُه آخِرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: حافظْ عَلَى العَصْرَيْنِ ؛ يُرِيدُ صلاةَ الْفَجْرِ وَصَلَاةَ الْعَصْرِ، سَمَّاهُمَا العَصْرَينِ لأَنهما يَقَعَانِ فِي طَرَفَيِ العَصْرَين، وَهُمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، والأَشْبَهُ أَنه غلَّب أَحد الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ كالعُمَرَيْن لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَالْقَمَرَيْنِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ، قِيلَ: وَمَا العَصْران؟ قَالَ: صلاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وصلاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ صلَّى العَصْرَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ذَكِّرْهم بأَيَّام اللَّهِ واجْلِسْ لَهُمُ العَصْرَيْن أَي بَكَرَةً وَعَشِيًّا. وَيُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا اخْتَلَفَ العَصْران. والعَصْر: الْعَشِيُّ إِلى احْمِرَارِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةُ العَصْر مُضَافَةٌ إِلى ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ؛ قَالَ: تَرَوَّحْ بِنَا يَا عَمْرو، قَدْ قَصُرَ العَصْرُ، ... وَفِي الرَّوْحةِ الأُولى الغَنيمةُ والأَجْرُ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الصَّلَاةُ الوُسْطى صلاةُ العَصْرِ، وَذَلِكَ لأَنها بَيْنَ صلاتَي النَّهَارِ وَصَلَاتَيِ اللَّيْلِ، قَالَ: والعَصْرُ الحَبْسُ، وَسُمِّيَتْ عَصْراً لأَنها تَعْصِر أَي تَحْبِس عَنِ الأُولى، وَقَالُوا: هَذِهِ العَصْر عَلَى سَعة الْكَلَامِ، يُرِيدُونَ صَلَاةَ العَصْر. وأَعْصَرْنا: دَخَلْنَا فِي العَصْر. وأَعْصَرْنا أَيضاً: كأَقْصَرْنا، وَجَاءَ فلانٌ عَصْراً أَي بَطيئاً. والعِصارُ: الحِينُ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ عَلَى عِصارٍ مِنَ الدَّهْرِ أَي حِينٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَامَ فلانٌ وَمَا نَامَ العُصْرَ أَي وَمَا نَامَ عُصْراً، أَي لَمْ يَكَدْ يَنَامُ. وَجَاءَ وَلَمْ يَجِئْ لِعُصْرٍ أَي لَمْ يَجِئْ حِينَ الْمَجِيءِ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: يَدْعون جارَهُمُ وذِمَّتَه ... عَلَهاً، وَمَا يَدْعُون مِنْ عُصْر أَراد مِنْ عُصُر، فَخَفَّفَ، وَهُوَ الْمَلْجَأُ. والمُعْصِر: الَّتِي بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وأَدركت، وَقِيلَ: أَول مَا أَدركت وَحَاضَتْ، يُقَالُ: أَعْصَرَت، كأَنها دَخَلَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا؛ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي: جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها ... تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها، قَدْ أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها وَالْجَمْعُ مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتِ الْحَيْضَ لأَنّ الإِعصارَ فِي الْجَارِيَةِ كالمُراهَقة فِي الغُلام، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبي الْغَوْثِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: المُعْصِرُ هِيَ الَّتِي رَاهَقَتِ العِشْرِين، وَقِيلَ: المُعْصِر سَاعَةَ

تَطْمِث أَي تَحِيضُ لأَنها تُحْبَسُ فِي الْبَيْتِ، يُجْعَلُ لَهَا عَصَراً، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ؛ الأَخيرة أَزْديّة، وَقَدْ عَصَّرَت وأَعْصَرَت، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المُعْصِرَ لانْعِصارِ دَمِ حَيْضِهَا وَنُزُولِ مَاءِ تَرِيبَتِها لِلْجِمَاعِ. وَيُقَالُ: أَعْصَرَت الْجَارِيَةُ وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت. قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذا حَرُمت عَلَيْهَا الصلاةُ ورأَت فِي نَفْسِهَا زيادةَ الشَّبَابِ قَدْ أَعْصَرت، فَهِيَ مُعْصِرٌ: بَلَغَتْ عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ يقال بَلَغَتْ عَصْرَها وعُصورَها؛ وأَنشد: وفَنَّقَها المَراضِعُ والعُصورُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ إِذا قَدِمَ دِحْيةُ لَمْ يَبْقَ مُعْصِرٌ إِلا خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِليه مِنْ حُسْنِه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْصِرُ الْجَارِيَةُ أَول مَا تَحِيضُ لانْعِصار رَحِمها، وإِنما خصَّ المُعْصِرَ بالذِّكر لِلْمُبَالَغَةِ فِي خُرُوجِ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ. وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه مِمَّا لَهُ دُهْن أَو شَرَابٌ أَو عَسَلٌ يَعْصِرُه عَصْراً، فَهُوَ مَعْصُور، وعَصِير، واعْتَصَرَه: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهِ، وَقِيلَ: عَصَرَه وَليَ عَصْرَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ، واعْتَصَره إِذا عُصِرَ لَهُ خَاصَّةً، واعْتَصَر عَصِيراً اتَّخَذَهُ، وَقَدِ انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشَّيْءِ وعُصارهُ وعَصِيرُه: مَا تحلَّب مِنْهُ إِذا عَصَرْته؛ قَالَ: فإِن العَذَارى قَدْ خَلَطْنَ لِلِمَّتي ... عُصارةَ حِنَّاءٍ مَعًا وصَبِيب وَقَالَ: حَتَّى إِذا مَا أَنْضَجَتْه شَمْسُه، ... وأَنى فَلَيْسَ عُصارهُ كعُصارِ وَقِيلَ: العُصارُ جَمْعُ عُصارة، والعُصارةُ: مَا سالَ عَنِ العَصْر وَمَا بَقِيَ مِنَ الثُّفْل أَيضاً بَعْدَ العَصْر؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: عُصارة الخُبْزِ الَّذِي تَحَلَّبا وَيُرْوَى: تُحُلِّبا؛ يُقَالُ تَحَلَّبت الْمَاشِيَةُ بقيَّة الْعُشْبِ وتَلَزَّجَته أَي أَكلته، يَعْنِي بَقِيَّةَ الرَّطْب فِي أَجواف حُمْرِ الْوَحْشِ. وَكُلُّ شَيْءٍ عُصِرَ مَاؤُهُ، فَهُوَ عَصِير؛ وأَنشد قَوْلَ الرَّاجِزِ: وَصَارَ مَا فِي الخُبْزِ مِنْ عَصِيرِه ... إِلى سَرَار الأَرض، أَو قُعُورِه يَعْنِي بِالْعَصِيرِ الخبزَ وَمَا بَقِيَ مِنَ الرَّطْب فِي بُطُونِ الأَرض ويَبِسَ مَا سِوَاهُ. والمَعْصَرة: الَّتِي يُعْصَر فِيهَا الْعِنَبُ. والمَعْصَرة: مَوْضِعُ العَصْر. والمِعْصارُ: الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الشَّيْءُ ثُمَّ يُعْصَر حَتَّى يتحلَّب مَاؤُهُ. والعَواصِرُ: ثَلَاثَةُ أَحجار يَعْصِرون الْعِنَبَ بِهَا يَجْعَلُونَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ. وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفعله مَا دَامَ لِلزَّيْتِ عاصِرٌ، يَذْهَبُ إِلى الأَبَدِ. والمُعْصِرات: السَّحَابُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَقِيلَ: السَّحَائِبُ تُعْتَصَر بِالْمَطَرِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ مَاءً ثَجَّاجاً . وأُعْصِرَ الناسُ: أُمْطِرُوا؛ وَبِذَلِكَ قرأَ بَعْضُهُمْ: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُون ؛ أَي يُمْطَرُون، وَمَنْ قرأَ: يَعْصِرُونَ ، قَالَ أَبو الْغَوْثِ: يستغِلُّون، وَهُوَ مِن عَصر الْعِنَبِ وَالزَّيْتِ، وَقُرِئَ: وَفِيهِ تَعْصِرُون ، مِنَ العَصْر أَيضاً، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ العَصَر وَهُوَ المَنْجاة والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَمَا كَانَ وَقَّافاً بِدَارٍ مُعَصَّرٍ

وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ، ... وَلَقَدْ كَانَ عُصْرة المَنْجود أَي كَانَ ملجأَ الْمَكْرُوبِ. قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ القُرَّاء الْمَشْهُورِينَ قرأَ يُعْصَرون ، وَلَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ، فإِنه حَكَاهُ؛ وَقِيلَ: المُعْصِر السَّحَابَةُ الَّتِي قَدْ آنَ لَهَا أَن تصُبّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَارِيَةٌ مُعْصِرٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: السَّحَابَةُ المُعْصِر الَّتِي تتحلَّب بِالْمَطَرِ ولمَّا تَجْتَمِعْ مِثْلُ الْجَارِيَةِ المُعْصِر قَدْ كَادَتْ تَحِيضُ وَلَمَّا تَحِضْ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ قَوْمٌ: إِن المُعْصِرات الرِّياحُ ذَوَاتُ الأَعاصِير، وَهُوَ الرَّهَج والغُبار؛ وَاسْتَشْهَدُوا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: وكأَنَّ سُهْكَ المُعْصِرات كَسَوْتَها ... تُرْبَ الفَدافِدِ وَالْبِقَاعِ بمُنْخُلِ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن قَالَ: المُعْصِراتُ الرِّياحُ وَزَعَمُوا أَن مَعْنَى مِن، مِنْ قَوْلِهِ: مِنَ المُعْصِرات، مَعْنَى الْبَاءِ الزَّائِدَةِ «2». كأَنه قَالَ: وأَنزلنا بالمُعْصِرات مَاءً ثَجَّاجًا، وَقِيلَ: بَلِ المُعْصِراتُ الغُيُومُ أَنفُسُها؛ وَفَسَّرَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عَنْ مُتَوَضِّحٍ، ... كنَوْرِ الأَقاحي، شافَ أَلوانَها العَصْرُ فَقِيلَ: العَصْر الْمَطَرُ مِنَ المُعْصِرات، والأَكثر والأَعرف: شافَ أَلوانها القَطْرُ. قَالَ الأَزهري: وقولُ مَنْ فَسَّر المُعْصِرات بالسَّحاب أَشْبَهُ بِمَا أَراد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَن الأَعاصِير مِنَ الرِّيَاحِ ليستْ مِن رِياح الْمَطَرِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنه يُنْزِل مِنْهَا مَاءً ثَجَّاجًا. وَقَالَ أَبو إِسحق: المُعْصِرات السَّحَائِبُ لأَنها تُعْصِرُ الْمَاءَ، وَقِيلَ: مُعْصِرات كَمَا يُقَالُ أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلى أَن يُجنّ، وَكَذَلِكَ صارَ السحابُ إِلى أَنْ يُمْطِر فيُعْصِر؛ وَقَالَ البَعِيث فِي المُعْصِرات فَجَعَلَهَا سَحَائِبَ ذَوَاتِ الْمَطَرِ: وَذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ... ذِهابُ الصَّبا، والمعْصِراتُ الدَّوالِحُ والدوالحُ: مِنْ نَعْتِ السَّحَابِ لَا مِنْ نَعْتِ الرِّيَاحِ، وَهِيَ الَّتِي أَثقلها الْمَاءُ، فَهِيَ تَدْلَحُ أَي تَمِشي مَشْيَ المُثْقَل. والذِّهابُ: الأَمْطار، وَيُقَالُ: إِن الْخَيْرَ بِهَذَا الْبَلَدِ عَصْرٌ مَصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقطَّع. والإِعْصارُ: الرِّيحُ تُثِير السَّحَابَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا نارٌ، مُذَكَّر. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ ، والإِعْصارُ: رِيحٌ تُثِير سَحَابًا ذَاتَ رَعْدٍ وَبَرْقٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا غُبَارٌ شَدِيدٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الإِعْصارُ الرِّيَاحُ الَّتِي تَهُبُّ مِنَ الأَرض وتُثِير الْغُبَارَ فَتَرْتَفِعُ كَالْعَمُودِ إِلى نَحْوِ السَّمَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيها النَّاسُ الزَّوْبَعَة، وَهِيَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَا يُقَالُ لَهَا إِعْصارٌ حَتَّى تَهُبّ كَذَلِكَ بِشِدَّةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي أَمثالها: إِن كنتَ رِيحاً فَقَدْ لَاقَيْتَ إِعْصاراً؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَلْقَى قِرْنه فِي النَّجْدة وَالْبَسَالَةِ. والإِعْصارُ والعِصارُ: أَن تُهَيِّج الرِّيحُ التُّرَابَ فَتَرْفَعُهُ. والعِصَارُ: الْغُبَارُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: إِذا مَا جَدَّ واسْتَذْكى عَلَيْهَا، ... أَثَرْنَ عَلَيْهِ مِنْ رَهَجٍ عِصَارَا وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الإِعْصارُ الرِّيحُ الَّتِي تَسْطَع فِي السَّمَاءِ؛ وَجَمْعُ الإِعْصارِ أَعاصيرُ؛ أَنشد الأَصمعي: وَبَيْنَمَا المرءُ فِي الأَحْياء مُغْتَبِطٌ، ... إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ

_ (2). قوله: [الزائدة] كذا بالأَصل ولعل المراد بالزائدة التي ليست للتعدية وإن كانت للسببية

والعَصَر والعَصَرةُ: الغُبار. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ امرأَة مرَّت بِهِ مُتَطَيِّبة بذَيْلِها عَصَرَةٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِعْصار، فَقَالَ: أَينَ تُرِيدين يَا أَمَةَ الجَبّارِ؟ فَقَالَتْ: أُريدُ المَسْجِد ؛ أَراد الغُبار أَنه ثارَ مِنْ سَحْبِها، وَهُوَ الإِعْصار، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ العَصَرة مِنْ فَوْحِ الطِّيب وهَيْجه، فَشَبَّهَهُ بِمَا تُثِير الرِّيَاحُ، وَبَعْضُ أَهل الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ عُصْرة والعَصْرُ: العَطِيَّة؛ عَصَرَه يَعْصِرُه: أَعطاه؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَوْ كَانَ فِي أَمْلاكنا واحدٌ، ... يَعْصِر فِينَا كَالَّذِي تَعْصِرُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَي يُتَّخَذُ فِينَا الأَيادِيَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَي يُعْطِينا كَالَّذِي تُعْطِينا، وَكَانَ أَبو سَعِيدٍ يَرْوِيهِ: يُعْصَرُ فِينَا كَالَّذِي يُعْصَرُ أَي يُصابُ مِنْهُ، وأَنكر تَعْصِر. والاعْتِصَارُ: انْتِجَاعُ الْعَطِيَّةِ. واعْتَصَرَ مِنَ الشَّيْءِ: أَخَذَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وإِنما العَيْشُ بِرُبَّانِهِ، ... وأَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَصِرْ والمُعْتَصِر: الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ ويأْخذ مِنْهُ. وَرَجُلٌ كَريمُ المُعْتَصَرِ والمَعْصَرِ والعُصارَةِ أَي جَوَاد عِنْدَ المسأَلة كَرِيمٌ. والاعْتِصارُ: أَن تُخْرِجَ مِنْ إِنسان مَالًا بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه؛ قَالَ: فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ وَكُلُّ شَيْءٍ منعتَه، فَقَدْ عَصَرْتَه. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ: أَنه سُئِلَ عَنِ العُصْرَةِ للمرأَة، فَقَالَ: لَا أَعلم رُخِّصَ فِيهَا إِلا لِلشَّيْخِ المَعْقُوفِ المُنْحَنِي ؛ العُصْرَةُ هَاهُنَا: مَنْعُ الْبِنْتِ مِنَ التَّزْوِيجِ، وَهُوَ مِنْ الاعْتِصارِ المَنْع، أَراد لَيْسَ لأَحد منعُ امرأَة مِنَ التَّزْوِيجِ إِلا شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْقَفُ لَهُ بِنْتٌ وَهُوَ مُضْطَرٌّ إِلى اسْتِخْدَامِهَا. واعْتَصَرَ عَلَيْهِ: بَخِلَ عَلَيْهِ بِمَا عِنْدَهُ وَمَنَعَهُ. واعْتَصَر مالَه: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ يَدِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَضَى أَن الْوَالِدَ يَعْتَصِرُ ولَدَه فِيمَا أَعطاه وَلَيْسَ للولَد أَن يَعتَصِرَ مِنْ وَالِدِهِ، لِفَضْلِ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ ؛ قَوْلُهُ يَعْتَصِرُ وَلَدَهُ أَي لَهُ أَن يَحْبِسَهُ عَنِ الإِعطاء وَيَمْنَعَهُ إِياه. وَكُلُّ شَيْءٍ مَنَعْتَهُ وَحَبَسْتَهُ فَقَدِ اعْتَصَرْتَه؛ وَقِيلَ: يَعْتَصِرُ يَرْتَجِعُ. واعْتَصَرَ العَطِيَّة: ارْتَجعها، وَالْمَعْنَى أَن الْوَالِدَ إِذا أَعطى وَلَدَهُ شَيْئًا فَلَهُ أَن يأْخذه مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبي: يَعْتَصِرُ الْوَالِدُ عَلَى وَلَدِهِ فِي مَالِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما عَدَاهُ بِعَلَى لأَنه فِي مَعْنَى يَرْجِعُ عَلَيْهِ وَيَعُودُ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُعْتَصِرُ الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ يأْخذ مِنْهُ وَيَحْبِسُهُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ . وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي كَلَامٍ لَهُ: قومٌ يَعْتَصِرُونَ الْعَطَاءَ ويَعِيرون النِّسَاءَ؛ قَالَ: يَعْتَصِرونَه يَسْترجعونه بِثَوَابِهِ. تَقُولُ: أَخذت عُصْرَتَه أَي ثَوَابَهُ أَو الشَّيْءَ نَفسَه. قَالَ: والعاصِرُ والعَصُورُ هُوَ الَّذِي يَعْتَصِرُ ويَعْصِرُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذنه. قَالَ العِتريفِيُّ: الاعْتِصَار أَن يأْخذ الرَّجُلُ مَالَ وَلَدِهِ لِنَفْسِهِ أَو يُبْقِيَهُ عَلَى وَلَدِهِ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فُلَانٍ إِلا أَن يَكُونَ قَرِيبًا لَهُ. قَالَ: وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ أَيْضاً اعْتَصَرَ مَالَ أَبيه إِذا أَخذه. قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ عاصِرٌ إِذا كَانَ مُمْسِكًا، وَيُقَالُ: هُوَ عَاصِرٌ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الاعْتِصَارُ عَلَى وَجْهَيْنِ: يُقَالُ اعْتَصَرْتُ مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا إِذا أَصبتَه مِنْهُ، وَالْآخَرُ أَن تَقُولَ أَعطيت فُلَانًا عَطِيَّةً فاعْتَصَرْتُها أَي رَجَعْتُ فِيهَا؛ وأَنشد: نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَضَى فَاعْتَصَرْتُه، ... وللنِّحْلَةُ الأُولى أَعَفُّ وأَكْرَمُ

فَهَذَا ارْتِجَاعٌ. قَالَ: فأَما الَّذِي يَمْنَعُ فإِنما يُقَالُ لَهُ تَعَصَّرَ أَي تَعَسَّر، فَجَعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا. وَيُقَالُ: مَا عَصَرك وثَبَرَكَ وغَصَنَكَ وشَجَرَكَ أَي مَا مَنَعَك. وَكَتَبَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى المُغِيرَةِ: إِنَّ النِّسَاءَ يُعْطِينَ عَلَى الرَّغْبة والرَّهْبة، وأَيُّمَا امرأَةٍ نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَصِرَ فَهُوَ لَهَا أَي تَرْجِعَ. وَيُقَالُ: أَعطاهم شَيْئًا ثُمَّ اعْتَصَره إِذا رَجَعَ فِيهِ. والعَصَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والعُصْرُ والعُصْرَةُ: المَلْجَأُ والمَنْجَاة. وعَصَرَ بِالشَّيْءِ واعْتَصَرَ بِهِ: لجأَ إِليه. وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بِلَالًا أَن يُؤَذِّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ لِيَعْتَصِرَ مُعْتَصِرُهُمْ ؛ فإِنه أَراد الَّذِي يُرِيدُ أَن يَضْرِبَ الْغَائِطَ، وَهُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلى الْغَائِطِ ليَتَأَهَّبَ لِلصَّلَاةِ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِهَا، وَهُوَ مِنَ العَصْر أَو العَصَر، وَهُوَ المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَى، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ : إِنه مِنْ هَذَا، أَي يَنْجُون مِنَ الْبَلَاءِ ويَعْتَصِمون بالخِصْب، وَهُوَ مِنَ العُصْرَة، وَهِيَ المَنْجاة. والاعْتِصَارُ: الِالْتِجَاءُ؛ وَقَالَ عَدِي بْنُ زَيْدٍ: لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي والاعْتِصار: أَن يَغَصَّ الإِنسان بِالطَّعَامِ فَيَعْتَصِر بِالْمَاءِ، وَهُوَ أَن يَشْرَبَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا، ويُسْتَشْهد عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ، أَعني بَيْتَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ. وعَصَّرَ الزرعُ: نَبَتَتْ أَكْمامُ سُنْبُلِه، كأَنه مأَخوذ مِنَ العَصَر الَّذِي هُوَ الملجأُ والحِرْز؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، أَي تَحَرَّزَ فِي غُلُفِه، وأَوْعِيَةُ السُّنْبُلِ أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيَتُه وأَكِمَّتُه وقبائِعُهُ، وَقَدْ قَنْبَعَت السُّنبلة وَهِيَ مَا دَامَتْ كَذَلِكَ صَمْعَاءُ، ثُمَّ تَنْفَقِئُ. وَكُلُّ حِصْن يُتحصن بِهِ، فَهُوَ عَصَرٌ. والعَصَّارُ: الْمَلِكُ الملجأُ. والمُعْتَصَر: العُمْر والهَرَم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: أَدركتُ مُعْتَصَرِي وأَدْرَكَني ... حِلْمِي، ويَسَّرَ قائِدِي نَعْلِي مُعْتَصَري: عُمْرِي وهَرَمي، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كَانَ فِي الشَّبَابِ مِنَ اللَّهْوِ أَدركته ولَهَوْت بِهِ، يَذْهَبُ إِلى الاعْتِصَار الَّذِي هُوَ الإِصابة لِلشَّيْءِ والأَخذ مِنْهُ، والأَول أَحسن. وعَصْرُ الرجلِ: عَصَبته ورَهْطه. والعُصْرَة: الدِّنْية، وَهُمْ مَوَالِينَا عُصْرَةً أَي دِنْيَةً دُونَ مَنْ سِوَاهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ قُصْرَة بِهَذَا الْمَعْنَى، وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ العَصِير أَي كِرِيمُ النَّسَبِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَجَرَّدَ مِنْهَا كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ، ... لِعَوْهَجٍ أوِ لِلدَّاعِرِيِّ عَصِيرُها وَيُقَالُ: مَا بَيْنَهُمَا عَصَرٌ وَلَا يَصَرٌ وَلَا أَعْصَرُ وَلَا أَيْصَرُ أَي مَا بَيْنَهُمَا مَوَدَّةٌ وَلَا قَرَابَةٌ. وَيُقَالُ: تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطك وعَشِيرتك. والمَعْصُور: اللِّسان الْيَابِسُ عَطَشًا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحِ: يَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَيْ ضَئِيلَةٍ ... أَفَاوِيق، مِنْهَا هَلَّةٌ ونُقُوعُ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَيام أَعْرَقَ بِي عَامُ المَعَاصِيرِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: بَلَغَ الوسخُ إِلى مَعَاصِمِي، وَهَذَا مِنَ الجَدْب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا التَّفْسِيرُ. والعِصَارُ: الفُسَاء؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا تَعَشَّى عَتِيقَ التَّمْرِ، قَامَ لَهُ ... تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذُو أَضَامِيمِ وأَصل العِصَار: مَا عَصَرَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ التُّرَابِ فِي

الْهَوَاءِ وَبَنُو عَصَر: حَيّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مِنْهُمْ مَرْجُوم العَصَريّ. ويَعْصُرُ وأَعْصُرُ: قَبِيلَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ لَا يَنْصَرِفُ لأَنه مِثْلُ يَقْتُل وأَقتل، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنْهَا باهِلَةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا باهِلَةُ بْنُ أَعْصُر وإِنما سُمِّيَ بِجَمْعِ عَصْرٍ، وأَما يَعْصُر فَعَلَى بَدَلِ الْيَاءِ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ مَا وَرَدَ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ أَنه إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: أَبُنَيّ، إِنّ أَباك غَيَّرَ لَوْنَه ... كَرُّ اللَّيَالِي، واخْتِلافُ الأَعْصُرِ وعَوْصَرة: اسْمٌ. وعَصَوْصَر وعَصَيْصَر وعَصَنْصَر، كُلُّهُ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ يُرِيدُ عُصِرَ، فَخَفَّفَ. والعُنْصُرُ والعُنْصَرُ: الأَصل وَالْحَسَبُ. وعَصَرٌ: مَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: سَلَكَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسِيرِه إِليها عَلَى عَصَرٍ ؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ، جَبَلٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَوَادِي الفُرْع، وَعِنْدَهُ مَسْجِدٌ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. عصفر: الأَزهري: العُصْفُر نَبَاتٌ سُلافَتُه الجِرْيالُ، وَهِيَ مُعَرَّبَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: العُصْفُر هَذَا الذي يصبغ به، ومنه رِيفِيٌّ وَمِنْهُ بَرِّيٌّ، وَكِلَاهُمَا نبتٌ بأَرض الْعَرَبِ. وَقَدْ عَصْفَرْت الثَّوْبَ فتَعَصْفَرَ. والعُصْفور: السيِّد. والعُصُفور: طَائِرٌ ذَكَرٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والعُصْفور: الذَّكَرُ مِنَ الْجَرَادِ. والعُصْفور: خَشَبَةٌ فِي الْهَوْدَجِ تجمَع أَطراف خَشَبَاتٍ فِيهَا، وَهِيَ كَهَيْئَةِ الإِكاف، وَهِيَ أَيضاً الْخَشَبَاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الرَّحْل يُشَدّ بها رؤوس الأَحْناء. والعُصْفور: الْخَشَبُ الَّذِي تشدُّ به رؤوسُ الأَقْتاب. وعُصْفورُ الإِكاف عِنْدَ مُقَدَّمِهِ فِي أَصل الدَّأْيةِ، وَهُوَ قِطْعَةُ خَشَبَةٍ قَدْرُ جُمْعِ الْكَفِّ أَو أُعَيْظِم مِنْهُ شَيْئًا مشدودٌ بَيْنَ الحِنْوَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ الغَبِيط أَو الْهَوْدَجَ: كُلُّ مَشْكوكٍ عَصافِيرُه، ... قَانِئُ اللَّوْنِ حَدِيث الزِّمام يَعْنِي أَنه شُكَّ فَشَدَّ العُصْفور مِنَ الْهَوْدَجِ فِي مَوَاضِعَ بِالْمَسَامِيرِ. وعُصْفورُ الإِكاف: عُرْصُوفُه عَلَى الْقَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدْ حرَّمت الْمَدِينَةَ أَن تُعْضَد أَو تُخْبَط إِلا لِعُصْفورِ قَتَبٍ أَو شَدَّ مَحالةٍ أَو عَصا حديدةٍ ؛ عُصْفورُ القتَبِ: أَحدُ عِيدانِه، وَجَمْعُهُ عَصافِيرُ. قَالَ: وعصافِير الْقَتَبِ أَربعة أَوْتادٍ يُجْعَلْن بين رؤوس أَحناء الْقَتَبِ فِي رأْس كُلِّ حِنْوٍ وَتِدَانِ مَشْدُودَانِ بالعَقَب أَو بِجُلُودِ الإِبل فِيهِ الظَّلِفات. والعُصْفور: عَظُمَ نَاتِئٌ فِي جَبين الْفَرَسِ، وَهُمَا عُصْفورانِ يَمْنَةً ويَسْرة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عُصْفور النَّاصِيَةِ أَصلُ منبتِها، وَقِيلَ: هُوَ العُظيم الَّذِي تَحْتَ نَاصِيَةِ الْفَرَسِ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ. والعُصْفور: قُطَيْعة مِنَ الدِّمَاغِ تَحْتَ فَرْخ الدِّمَاغِ كأَنه بائِنٌ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدِّمَاغِ جُلَيْدةٌ تَفْصِلها؛ وأَنشد: ضَرْباً يُزيلُ الْهَامَ عَنْ سَرِيرِهِ، ... عَنْ أُمّ فَرْخ الرَّأْس أَو عُصْفوره والعُصْفور: الشِّمْراخُ السَّائِلُ مِنْ غُرّة الْفَرَسِ لَا يَبْلُغُ الخَطْمَ. والعَصافِيرُ: مَا عَلَى السَّناسِن مِنَ الْعَصَبِ والعُصْفورُ: الْوَلَدُ، يَمَانِيَةٌ. وتَعَصْفَرت عُنُقُه تَعَصْفُراً: الْتَوَتْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا جَاعَ: نَقَّت عَصافيرُ بَطْنِه، كَمَا يُقَالُ: نَقَّت ضفادعُ بَطْنِهِ. الأَزهري: العَصافيرُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ لَهُ صُورَةٌ كَصُورَةِ العُصْفور، يُسَمُّونَ هَذَا

الشَّجَرَ: مَنْ رَأَى مِثْلي. وأَما مَا رُوي أَن النُّعْمَانَ أَمَرَ لِلنَّابِغَةِ بِمِائَةِ نَاقَةٍ مِنْ عَصافِيرِه ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظنّه أَرادَ مِن فَتايا نُوقِه؛ قَالَ الأَزهري: كَانَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ نجائبُ يُقَالُ لَهَا عَصافير النُّعْمَانِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْجَمَلِ ذِي السَّنَامَيْنِ عُصْفورِيٌّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَصافيرُ المُنْذِرِ إِبلٌ كَانَتْ لِلْمُلُوكِ نَجَائِبُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: فَمَا حَسَدْت أَحداً حَسَدي لِلنَّابِغَةِ حِينَ أَمَرَ لَهُ النعمانُ بْنُ الْمُنْذِرِ بِمِائَةِ نَاقَةٍ برِيشِها مِنْ عَصافِيرِه وحُسَامٍ وآنِيةٍ مِنْ فِضَّةٍ؛ قَوْلُهُ: بِرِيشِهَا كَانَ عَلَيْهَا رِيشٌ لِيُعْلَمَ أَنها من عطايا الملوك. عصمر: العُصْمورُ: الدُّولابُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الضَّادِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَصامير دلاءُ المَنْجَنون، وَاحِدُهَا عُصْمور. ابْنُ الأَعرابي: العُصْمورُ دَلْوُ الدُّولاب. والصُّمْعُورُ: الْقَصِيرُ الشجاع. عصنصر: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: عَصَنْصَر موضع. عضر: عَضْرٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ. والعاضِرُ: المانِعُ، وَكَذَلِكَ الغاضِرُ، بالعين والغين، وعَضَرَ بِكَلِمَةٍ أَي باحَ بها. عضمر: العَضَمَّرُ: الْبَخِيلُ الضّيِّق. والعُضْمورُ: دَلْوُ المَنْجَنون. وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: العُصْمور، بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. عطر: العِطْرُ: اسْمٌ جَامِعٌ للطِّيب، وَالْجَمْعُ عُطورٌ. وَالْعَطَّارُ: بائعُه، وحِرْفَتُه العِطَارةُ. وَرَجُلٌ عاطرٌ وعَطِرٌ ومِعْطِير ومِعْطارٌ وامرأَة عَطِرةٌ ومِعْطيرٌ ومُعَطَّرة: يَتَعَهَّدَانِ أَنفُسهما بِالطِّيبِ ويُكْثِران مِنْهُ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ مِنْ عادتِها، فَهِيَ مِعْطار ومِعْطارة؛ قَالَ: عُلِّقَ خَوْداً طَفْلةً مِعْطارَهْ، ... إِياكِ أَعْني، فاسْمَعِي يَا جارهْ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَ على مِفْعال فإِنّ كَلَامَ الْعَرَبِ والمجتمعَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ هَاءٍ، فِي الْمُذَكَّرِ والمؤَنث، إِلا أَحْرُفاً جَاءَتْ نوادِرَ قيلَ فِيهَا بِالْهَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهَا، وَقِيلَ: رَجلٌ عَطِرٌ وامرأَة عَطِرة إِذا كَانَا طَيّبَيْنِ رِيحَ الجِرْم، وإِن لَمْ يَتَعَطَّرا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ عاطِرٌ، وَجَمْعُهُ عُطُرٌ، وَهُوَ المُحِبُّ للطِّيب. وعَطِرت المرأَة، بِالْكَسْرِ، تَعْطَرُ عَطَراً: تَطيّبتْ. وامرأَة عَطِرة مَطِرةٌ بَضّة مَضّة، قَالَ: والمَطِرة الْكَثِيرَةُ السِّواك. أَبو عَمْرٍو: تَعَطَّرت المرأَةُ وتأَطَّرت إِذا أَقامت فِي بَيْتِ أَبَوَيْها وَلَمْ تَتَزَوَّجْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ تَعَطُّرَ النِّسَاءِ وتشبُّهَهُنَّ بِالرِّجَالِ ؛ أَراد العِطْرَ الَّذِي تَظْهَرُ ريحُه كَمَا يَظْهَرُ عِطْرُ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: أَراد تَعَطُّلَ النِّسَاءِ، بِاللَّامِ، وَهِيَ الَّتِي لَا حَلْيَ عَلَيْهَا وَلَا خِضابَ، وَاللَّامُ وَالرَّاءُ يَتَعَاقَبَانِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: المرأَةُ إِذا اسْتَعْطَرت ومَرَّت عَلَى الْقَوْمِ ليَجِدُوا رِيحَها أَي اسْتَعْمَلَتِ العِطْرَ وَهُوَ الطِّيبُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ الأَشرف: وَعِنْدِي أَعْطَرُ العربِ أَي أَطْيَبُها عِطْراً. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ بَطْني أَعْطِري «3». وسائرِي فذَرِي؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ يُعْطِيك مَا لا تَحْتَاجُ إِليه، كأَنه فِي التمثُّل رَجُلٌ جَائِعٌ أَتى قَوْمًا فَطَيَّبُوهُ. وَنَاقَةٌ عَطِرةٌ ومِعْطارةٌ وعَطّارةٌ إِذَا كَانَتْ نافِقةً فِي السُّوقِ تَبِيعُ نفسَها لحُسْنها. أَبو حَنِيفَةَ: المُعْطِرات مِنِ الإِبل الَّتِي كأَنَّ عَلَى أَوبارِها صِبْغاً مِنْ حُسْنها، وأَصله مِنِ العطْرِ؛ قَالَ الْمَرَّارُ بْنُ مُنْقِذٍ: هِجاناً وحُمْراً مُعْطِراتٍ كأَنها ... حَصى مَغْرةٍ، أَلْوانُها كالمَجاسِد

_ (3). قوله: [بطني أعطري] هكذا في الأَصل، والذي في الأَمثال: عطري، بفتح العين وتشديد الطاء. وفي شرح القاموس وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ: بَطْنِي عطري؛ هكذا في سائر النسخ، والذي في أمهات اللغة: أعطري وسائري فذري

وناقةٌ مِعْطارٌ ومُعْطِرٌ: شَدِيدَةٌ؛ ابْنِ الأَعرابي: ومِعْطِيرٌ: حَمْرَاءُ طَيِّبَةُ العَرَق؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: كَوْماء مِعْطِير كَلَوْنِ البَهْرَمِ قَالَ الأَزهري: وقرأْت فِي كِتَابِ الْمَعَانِي لِلْبَاهِلِيِّ: أَبكي عَلَى عَنْزَيْنِ لَا أَنْساهُما، ... كأَنَّ ظِلَّ حَجَرٍ صُغْراهما، وصالغٌ مُعْطِرةٌ كُبْراهُما قَالَ: مُعْطِرة حَمْرَاءُ. قَالَ عَمْرٌو: مأْخوذ مِنِ العِطْر، وجَعَلَ الأُخْرى ظِلَّ حَجَرٍ لأَنها سَوْداء، وَنَاقَةٌ عَطِرة ومِعْطارٌ ومُعْطِرة وعِرْمِسٌ أَي كَرِيمَةٌ؛ وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتن: يَتْبَعْنَ جأْباً كمُدُقِّ المِعْطِير فإِنه يُرِيدُ الْعَطَّارَ. وعُطَيْرٌ وعُطْرانُ: اسمان. عظر: عَظِرَ الرَّجُلُ: كَرِهَ الشيءَ، وَلَا يَكَادُونَ يَتَكَلَّمُونَ بِهِ. والعِظَارُ: الامتِلاء مِنَ الشَّرَابِ. وأَعْظَرَه الشرابُ: كَظّه وثَقُل فِي جَوْفِهِ، وَهُوَ الإِعْظارُ. والعُظُرُ: جَمْعُ عَظُورٍ، وَهُوَ الْمُمْتَلِئُ مِنْ أَيّ الشَّرَابِ كَانَ. وَرَجُلٌ عِظْيَرٌّ: سَيِّءُ الخلُق وَقِيلَ مُتظاهِرٌ «1» ... مَرْبُوعٌ. وعِظْيَرٌ، مُخَفَّفُ الرَّاءِ: غَلِيظٌ قَصِيرٌ، وَقِيلَ: قَصِيرٌ، وَقِيلَ: كَزٌّ مُتَقَارِبُ الأَعضاء، وَقِيلَ: العِظْيَرُ الْقَوِيُّ الْغَلِيظُ؛ وأَنشد: تُطَلِّحُ العِظْيَرَ ذَا اللَّوْثِ الضَّبِثْ والعَظارِيُّ: ذكورُ الْجَرَادِ؛ وأَنشد: غَدَا كالعَمَلَّس، فِي حُذْلِه ... رُؤوسُ العَظارِيّ كالعُنْجُدِ العَمَلّس: الذِّئْبُ. وحُذْلُه: حُجْزة إِزاره. والعُنْجُد: الزَّبِيبُ. عفر: العَفْرُ والعَفَرُ: ظَاهِرُ التُّرَابِ، وَالْجَمْعُ أَعفارٌ. وعَفَرَه فِي التُّراب يَعْفِره عَفْراً وعَفَّره تَعْفِيراً فانْعَفَر وتَعَفَّرَ: مَرَّغَه فِيهِ أَو دَسَّه. والعَفَر: التُّرَابُ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحمدٌ وَجْهَه بَيْنَ أَظْهُرِكم؟ يُرِيدُ بِهِ سجودَه فِي التُّرابِ، وَلِذَلِكَ قَالَ فِي آخِرِهِ: لأَطَأَنّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَو لأُعَفِّرَنّ وجْهَه فِي التُّرَابِ ؛ يُرِيدُ إِذلاله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: وسارَ لبَكْرٍ نُخْبةٌ مِنْ مُجاشِعٍ، ... فَلَمَّا رَأَى شَيْبانَ والخيلَ عَفّرا قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَراد تَعَفَّر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَن يَكُونَ أَراد عَفّرَ جَنْبَه، فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ. وعَفَرَه واعْتَفَرَه: ضرَبَ بِهِ الأَرض؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَلْفَيْتُ أَغْلَب مِنْ أُسْد المُسَدِّ حَدِيدَ ... النَّابِ، أَخْذتُه عَفْرٌ فتَطْرِيحُ قَالَ السُّكَّرِيُّ: عَفْر أَي يَعْفِرُه فِي التُّرَابِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: عَفْرٌ جَذْب؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُ أَبي نَصْرٍ هُوَ الْمَعْمُولُ بِهِ، وَذَلِكَ أَن الْفَاءَ مُرَتِّبة، وإِنما يَكُونُ التَّعْفِير فِي التُّرَابِ بَعْدَ الطَّرْح لَا قَبْلَهُ، فالعَفْرُ إِذاً هَاهُنَا هُوَ الجَذْب، فإِن قُلْتَ: فَكَيْفَ جَازَ أَن يُسمّي الْجَذْبَ عَفْراً؟ قِيلَ: جَازَ ذَلِكَ لِتَصَوُّرِ مَعْنَى التَّعْفِير بَعْدَ الجَذْب، وأَنه إِنما يَصِير إِلى العَفَر الَّذِي هُوَ التُّرَابُ بَعْدَ أَن يَجْذِبَه ويُساوِرَه؛ أَلا تَرَى مَا أَنشده الأَصمعي: وهُنَّ مَدّا غَضَنَ الأَفِيق «2» . فسَمَّى جلودَها، وَهِيَ حيةٌ، أَفِيقاً؛ وإِنما الأَفِيقُ الْجِلْدُ مَا دَامَ فِي الدِّبَاغِ، وَهُوَ قَبْلَ ذَلِكَ جِلْدٌ وإِهاب وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ قَدْ يَصِيرُ إِلى الدباغ سَمَّاه

_ (1). كذا بياض بالأَصل (2). قوله: [وهن مدا إلخ] هكذا في الأَصل

أَفِيقاً وأَطلق ذَلِكَ عَلَيْهِ قَبْلَ وُصُولِهِ إِليه عَلَى وَجْهِ تُصَوِّرِ الْحَالِ الْمُتَوَقَّعَةِ. ونحوٌ مِنْهُ قولُه تَعَالَى: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا مَا ماتَ مَيْتٌ مِن تمِيمٍ، ... فسَرَّك أَن يَعِيشَ، فجِئْ بزادِ فَسَمَّاهُ مَيْتًا وَهُوَ حَيٌّ لأَنه سَيموت لَا مَحَالَةَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى أَيضاً: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ؛ أَي إِنكم سَتَمُوتُونَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: قَتَلْتَ قَتِيلًا لَمْ يَرَ الناسُ مِثْلَه، ... أُقَلِّبُه ذَا تُومَتَيْنِ مُسَوَّرا وإِذ جاز أَن يسمي الجَذْبُ عَفْراً لأَنه يَصِيرُ إِلى العَفْر، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن لَا يَصِيرَ الجذبُ إِلى العَفْر، كَانَ تسميةُ الحيِّ مَيْتًا لأَنه مَيِّتٌ لَا مَحَالَةَ أَجْدَرَ بِالْجَوَازِ. واعْتَفَرَ ثَوْبَه فِي التُّرَابِ: كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: عَفّرْت فُلَانًا فِي التُّرَابِ إِذا مَرَّغْته فِيهِ تَعْفِيراً. وانْعَفَرَ الشَّيْءُ: تَتَرَّبَ، واعْتَفَرَ مِثْلَهُ، وَهُوَ مُنْعَفِر الْوَجْهِ فِي التُّرَابِ ومُعَفَّرُ الْوَجْهِ. وَيُقَالُ: اعْتَفَرْتُه اعْتِفاراً إِذا ضَرَبْتَ بِهِ الأَرض فمَغَثْتَه؛ قَالَ الْمَرَّارُ يَصِفُ امرأَة طَالَ شعرُها وكَثُفَ حَتَّى مسَّ الأَرض: تَهْلِك المِدْراةُ فِي أَكْنافِه، ... وإِذا مَا أَرْسَلَتْه يَعْتَفِرْ أَي سَقَطَ شَعْرُهَا عَلَى الأَرض؛ جعَلَه مِنْ عَفَّرْته فاعْتَفَر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ عَلَى أَرضٍ تُسَمَّى عَفِرةً فسماَّها خَضِرَةً ؛ هُوَ مِنَ العُفْرة لَوْنِ الأَرض، وَيُرْوَى بِالْقَافِ وَالثَّاءِ وَالدَّالِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: يَعْدُو فيَلْحَمُ ضِرْغامَيْنِ، عَيْشُهما ... لَحْمٌ، مِنَ الْقَوْمِ، مَعْفُورٌ خَراذِيلُ المَعْفورُ: المُترَّبُ المُعَفَّرُ بِالتُّرَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: العافِر الوجْهِ فِي الصَّلَاةِ ؛ أَي المُترّب. والعُفْرة: غُبْرة فِي حُمْرة، عَفِرَ عَفَراً، وَهُوَ أَعْفَرُ. والأَعْفَر مِنَ الظِّبَاءِ: الَّذِي تَعْلو بياضَه حُمْرَةٌ، وَقِيلَ: الأَعْفَرُ مِنْهَا الَّذِي فِي سَراتِه حُمْرةٌ وأَقرابُه بِيضٌ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مِنَ الظِّبَاءِ العُفْر، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ القفافَ وَصَلَابَةَ الأَرض. وَهِيَ حُمْر، والعُفْر مِنَ الظِّبَاءِ: الَّتِي تَعْلُو بياضَها حُمْرَةٌ، قِصار الأَعناق، وَهِيَ أَضعف الظِّبَاءِ عَدْواً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَكُنَّا إِذا جَبّارُ قومٍ أَرادَنا ... بكَيْدٍ، حَمَلْناه عَلَى قَرْنِ أَعْفَرا يَقُولُ: نَقْتُلُهُ ونَحْمِل رأْسَه عَلَى السِّنَان، وكانت تكون الأَسِنَّة فِيمَا مَضَى مِنَ الْقُرُونِ. وَيُقَالُ: رَمَانِي عَنْ قَرْن أَعْفَرَ أَي رَمَانِي بِدَاهِيَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: وأَصْبَحَ يَرْمِي الناسَ عَنْ قَرْنِ أَعْفَرا وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يَتَّخِذُونَ القُرونَ مكانَ الأَسِنّة فَصَارَ مَثَلًا عِنْدَهُمْ فِي الشِّدَّةِ تَنْزِلُ بِهِمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا بَاتَ ليلَته فِي شِدَّةٍ تُقْلِقُه: كنتَ عَلَى قَرْن أَعْفَرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَني وأَصْحابي عَلَى قَرْنِ أَعْفَرا وثَرِيدٌ أَعْفَرُ: مُبْيَضٌّ، وَقَدْ تعافَرَ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ «1» ... هُمْ وَوَصَفَ الحَرُوقة فَقَالَ: حَتَّى تعافرَ مِنْ نَفْثها أَي تَبَيَّض. والأَعْفَرُ: الرَّمْل الأَحمر؛ وَقَوْلُ بَعْضِ الأَغفال: وجَرْدَبَت فِي سَمِلٍ عُفَيْر يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَصْغِيرُ أَعْفَر عَلَى تَصْغِيرِ التَّرْخِيمِ أَي مَصْبُوغٍ بِصِبْغ بَيْنَ الْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ. والأَعْفَر:

_ (1). كذا بياض في الأَصل

الأَبْيضُ وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ الْبَيَاضِ. وماعِزةٌ عَفْراء: خَالِصَةُ الْبَيَاضِ. وأَرض عَفْراء: بَيْضَاءُ لَمْ تُوطأْ كقولهم فيها بيحان اللَّوْنِ «1». وَفِي الْحَدِيثِ: يُحْشَرُ الناسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرض عَفْراء. والعُفْرُ مِنْ لَيالي الشَّهْرِ: السابعةُ والثامنةُ والتاسعةُ، وَذَلِكَ لِبَيَاضِ الْقَمَرِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُفْرُ مِنْهَا البِيضُ، وَلَمْ يُعَيِّنْ؛ وَقَالَ أَبو رِزْمَةَ: مَا عُفُرُ اللَّيالي كالدَّآدِي، ... وَلَا تَوالي الخيلِ كالهَوادِي تَوَالِيهَا: أَواخرها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ عُفر اللَّيَالِي كالدَّآدِي ؛ أَي اللَّيَالِي المقمرةُ كَالسُّودِ، وَقِيلَ: هُوَ مثَل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْهِ حَتَّى يُرى مِنْ خَلْفِهِ عُفْرَة إِبْطَيْهِ ؛ أَبو زَيْدٍ والأَصمعي: العُفْرَةُ بَيَاضٌ وَلَكِنْ لَيْسَ بِالْبَيَاضِ النَّاصِعِ الشَّدِيدِ. وَلَكِنَّهُ كَلَوْنِ عَفَر الأَرض وَهُوَ وَجْهُهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: كأَني أَنظر إِلى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للظِّباء عُفْر إِذا كَانَتْ أَلوانها كَذَلِكَ، وإِنما سُميت بعَفَر الأَرض. وَيُقَالُ: مَا عَلَى عَفَرِ الأَرض مِثْلَهُ أَي مَا عَلَى وَجْهِهَا. وعَفَّر الرجلُ: خلَط سُودَ غنمِه وإِبلِه بعُفْرٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فِي الضَّحِيَّةِ: لَدَمُ عَفْرَاء أَحَبُّ إِليّ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ والتَّعْفِير: التَّبْيِيضُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة شَكَتْ إِليه قِلَّةَ نَسْل غَنَمِهَا وإِبلها ورِسْلِها وأَن مَالَهَا لَا يَزْكُو، فَقَالَ: مَا أَلوانُها؟ قَالَتْ: سُودٌ. فَقَالَ: عَفِّرِي أَي اخْلِطيها بِغَنَمٍ عُفْرٍ، وَقِيلَ: أَي اسْتَبْدِلي أَغناماً بِيضًا فإِن الْبَرَكَةَ فِيهَا. والعَفْراءُ مِنَ اللَّيَالِي: لَيْلَةُ ثلاثَ عشْرة. والمَعْفُورةُ: الأَرض الَّتِي أُكِل نبتُها. واليَعْفور واليُعْفور: الظَّبْيُ الَّذِي لَوْنُهُ كَلَوْنِ العَفَر وَهُوَ التُّرَابُ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّبْيُ عَامَّةً، والأُنثى يَعْفورة، وقيل: اليَعْفور الخِشْف [الخَشْف]، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِصِغَرِهِ وَكَثْرَةِ لُزوقِه بالأَرض، وَقِيلَ: اليَعْفُور وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ، وَقِيلَ: اليَعَافيرُ تُيُوس الظِّبَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا جَرَى اليَعْفُورُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الخِشْف [الخَشْف]، وَهُوَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ، وَقِيلَ: تَيْس الظِّبَاءِ، وَالْجَمْعُ اليَعافِرُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. واليَعفور أَيضاً: جُزْءٌ مِنْ أَجزاء اللَّيْلِ الْخَمْسَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: سُدْفة وسُتْفة وهَجْمة ويَعْفور وخُدْرة؛ وَقَوْلُ طَرَفَةُ: جَازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنا، ... آخرَ اللَّيْلِ، بيَعْفورٍ خَدِرْ أَراد بشخصِ إِنسانٍ مِثْلِ اليَعْفور، فالخَدِرُ عَلَى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ عَنِ الْقَطِيعِ، وَقِيلَ: أَراد باليَعْفُورِ الْجُزْءَ مِنْ أَجزاء اللَّيْلِ، فالخَدِرُ عَلَى هَذَا المُظْلِمُ. وعَفَّرت الْوَحْشِيَّةَ ولدَها تُعَفِّرُه: قَطَعَتْ عَنْهُ الرَّضاعَ يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ، فإِن خَافَتْ أَنْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ رَدَّتْهُ إِلى الرِّضَاعِ أَياماً ثُمَّ أَعادته إِلى الفِطام، تَفْعَلُ ذَلِكَ مَرَّاتٍ حَتَّى يَسْتَمِرَّ عَلَيْهِ، فَذَلِكَ التَّعْفير، وَالْوَلَدُ مُعَفَّر، وَذَلِكَ إِذا أَرادت فِطامَه؛ وَحَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي المرأَة وَالنَّاقَةِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والأُمُّ تَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ بِوَلَدِهَا الإِنْسِيّ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ يَذْكُرُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً وولدَها: لمُعَفَّر قَهْدٍ، تَنَازَعُ شِلْوَه ... غُبْسٌ كَواسِبُ مَا يُمَنُّ طَعامُها قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ المُعَفَّر فِي بَيْتِ لَبِيدٍ إِنه وَلَدُهَا الَّذِي افْتَرَسَتْه الذئابُ الغُبْسُ فعَفَّرته فِي التُّرَابِ أَي مَرَّغَتْهُ. قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي أَشْبَه بِمَعْنَى الْبَيْتِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والتَّعْفِيرُ فِي الفِطام أَن تَمْسَحَ المرأَةُ ثَدْيَها بِشَيْءٍ مِنَ التراب تنفيراً للصبي.

_ (1). قوله: [بيحان اللون] هو هكذا في الأَصل

وَيُقَالُ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَقِيتُ فُلَانًا عَنْ عُفْر، بِالضَّمِّ، أَي بَعْدِ شَهْرٍ وَنَحْوِهِ لأَنها تُرْضِعُهُ بَيْنَ الْيَوْمِ وَالْيَوْمَيْنِ تَبْلو بِذَلِكَ صَبْرَه، وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد لَبِيدٌ بِقَوْلِهِ: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ. أَبو سَعِيدٍ: تَعَفَّر الوحشيُّ تَعَفُّراً إِذا سَمِن؛ وأَنشد: ومَجَرُّ مُنْتَحِر الطَّلِيِّ تَعَفَّرتْ ... فِيهِ الفِراءُ بجِزْع وادٍ مُمْكِنِ قَالَ: هَذَا سَحَابٌ يَمُرُّ مَرًّا بَطِيئًا لِكَثْرَةِ مَائِهِ كأَنه قَدِ انْتَحَر لِكَثْرَةِ مَائِهِ. وطَلِيُّه: مَناتحُ مَائِهِ، بِمَنْزِلَةِ أَطْلاءِ الْوَحْشِ. وتَعَفَّرت: سَمِنَت. والفِراءُ: حُمُر الْوَحْشِ. والمُمْكِنُ: الَّذِي أَمكن مَرْعاه؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد بالطَّلِيّ نَوْءَ الحمَل، ونَوءُ الطَّلِيّ والحمَلِ واحدٌ عِنْدَهُ. قَالَ: وَمُنْتَحِرٌ أَراد بِهِ نَحْرَهُ فَكَانَ النَّوْءُ بِذَلِكَ الْمَكَانِ مِنَ الْحَمْلِ. قَالَ: وَقَوْلُهُ وَادٍ مُمْكِن يُنْبِت المَكْنان، وَهُوَ نبتٌ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ. واعْتَفَرَه الأَسد إِذا افْتَرَسَه. وَرَجُلٌ عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ ونِفْرِيةٌ وعُفارِيةٌ وعِفْرِيتٌ بَيِّنُ العَفارةِ: خَبِيثٌ مُنْكَر داهٍ، والعُفارِيةُ مِثْلُ العِفْريت، وَهُوَ وَاحِدٌ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: قَرَنْتُ الظالمِين بمَرْمَرِيسٍ، ... يَذِلّ لَهَا العُفارِيةُ المَرِيدُ قَالَ الْخَلِيلُ: شَيْطَانٌ عِفْرِيةٌ وعِفْريتٌ، وَهُمُ العَفارِيَةُ والعَفارِيت، إِذا سَكّنْتَ الْيَاءَ صَيَّرت الْهَاءَ تَاءً، وإِذا حَرَّكَتْهَا فَالتَّاءُ هَاءٌ فِي الْوَقْفِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنّه كَوْكَبٌ فِي إِثْرِ عِفْرِية، ... مُسَوّمٌ فِي سوادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِب والعِفْرِيةُ: الدَّاهِيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَول دِينِكُمْ نُبُوَّةٌ ورَحْمة ثُمَّ مُلْكٌ أَعْفَرُ ؛ أَي مُلْكٌ يُسَاسُ بالدَّهاء والنُّكْر، مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْخَبِيثِ المُنْكَر: عِفْر. والعَفارةُ: الخُبْث والشَّيْطنةُ؛ وامرأَة عِفِرَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: العِفْرِيت مِنَ الرِّجَالِ النافذُ فِي الأَمر الْمُبَالِغُ فِيهِ مَعَ خُبْثٍ ودَهاءٍ، وَقَدْ تَعَفْرَت، وَهَذَا مِمَّا تَحَمَّلُوا فِيهِ تَبْقِيةَ الزائدَ مَعَ الأَصل فِي حَالِ الِاشْتِقَاقِ تَوْفِيةً لِلْمَعْنَى وَدَلَالَةً عَلَيْهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: امرأَة عِفْرِيتةٌ ورجلٌ عِفرِينٌ وعِفِرّينٌ كَعِفْرِيت. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَالَ عِفْرِية فَجَمْعُهُ عَفارِي كَقَوْلِهِمْ فِي جَمْعِ الطاغوت طَواغِيت وطَواغِي، وَمَنْ قَالَ عِفْرِيتٌ فَجَمْعُهُ عَفارِيت. وَقَالَ شَمِرٌ: امرأَة عِفِرّة وَرَجُلٌ عِفِرٌّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ امرأَة غَيْرِ مَحْمُودَةِ الصِّفَةِ: وضِبِرّة مِثْل الأَتانِ عِفِرّة، ... ثَجْلاء ذَاتُ خواصِرٍ مَا تَشْبَعُ قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلْخَبِيثِ عفَرْنى أَي عِفْرٌ، وَهُمُ العَفَرْنَوْنَ. والعِفْرِيت مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الْمَبَالِغُ. يُقَالُ: فُلَانٌ عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وعِفرِيةٌ نِفْرِية. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ يُبْغِضُ العِفْرَيةَ النِّفْرِيةَ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي أَهلٍ وَلَا مالٍ ؛ قِيلَ: هُوَ الدَّاهِي الخبيثُ الشِّرِّيرُ، وَمِنْهُ العِفْرِيت، وَقِيلَ: هُوَ الجَمُوع المَنُوع، وَقِيلَ: الظَّلُوم. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: العِفْر والعِفْريةُ والعِفْرِيت والعُفارِيةُ الْقَوِيُّ المُتَشيْطِن الَّذِي يَعْفِر قِرْنَه، وَالْيَاءُ فِي عِفْرِيةٍ وعُفارِيةٍ للإِلحاق بِشِرْذِمَةٍ وعُذافِرة، وَالْهَاءُ فِيهِمَا لِلْمُبَالَغَةِ، وَالتَّاءُ فِي عِفْرِيتٍ للإِلحاق بِقِنْدِيل. وَفِي كِتَابِ أَبي مُوسَى: غَشِيَهم يومَ بَدْرٍ لَيْثاً عِفِرِّيّاً أَي قَوِيّاً دَاهِيًا. يُقَالُ: أَسدٌ عِفْرٌ وعِفِرٌّ

بِوَزْنِ طِمِرّ أَي قَوِيٌّ عَظِيمٌ. والعِفْرِيةُ المُصَحَّحُ والنِّفْرِية إِتباع؛ الأَزهري: التَّاءُ زَائِدَةٌ وأَصلها هَاءٌ، وَالْكَلِمَةُ ثُلاثِيّة أَصلها عِفْرٌ وعِفْرِية، وَقَدْ ذَكَرَهَا الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً، وَمِمَّا وَضَعَ بِهِ ابنُ سِيدَهْ مِنْ أَبي عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ قَوْلُهُ فِي الْمُصَنَّفِ: العِفْرِية مِثَالُ فِعْلِلة، فَجَعَلَ الْيَاءَ أَصلًا، وَالْيَاءُ لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة. والعُفْرُ: الشُّجَاعُ الجَلْدُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ، وَالْجَمْعُ أَعْفارٌ وعِفارٌ؛ قَالَ: خَلَا الجَوْفُ مِنْ أَعْفارِ سَعْدٍ فَمَا بِهِ، ... لمُسْتَصْرِخٍ يَشْكُو التُّبولَ، نَصِيرُ والعَفَرْنى: الأَسَدُ، وَهُوَ فَعَلْنى، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّتِهِ. ولَبْوةٌ عَفَرْنى أَيضاً أَي شَدِيدَةٌ، وَالنُّونُ للإِلحاق بِسَفَرْجَلٍ. وَنَاقَةٌ عَفَرناة أَي قَوِيَّةٌ؛ قال عمر ابن لجإِ التَّيْمِيُّ يَصِفُ إِبلًا: حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها ... غُلْبَ الذَّفارى وعَفَرْنَياتِها الأَزهري: وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ عَفَرْنى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَبْلَ هَذِهِ الأَبيات: فوَرَدَتْ قَبْل إِنَى ضَحَائِها، ... تفَرّش الْحَيَّاتِ فِي خِرْشائِها تُجَرُّ بالأَهْونِ مِنْ إِدْنائِها، ... جَرَّ العجوزِ جانِبَيْ خِفَائِها قَالَ: وَلَمَّا سَمِعَهُ جَرِيرٌ يُنْشِدُ هَذِهِ الأُرجوزة إِلى أَن بَلَغَ هَذَا الْبَيْتَ قَالَ لَهُ: أَسأْت وأَخْفَقْتَ قَالَ لَهُ عُمَرُ: فَكَيْفَ أَقول؟ قَالَ: قُلْ: جرَّ الْعَرُوسِ الثِّنْيَ مِنْ رِدائِها فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنت أَسْوَأُ حَالًا مِنِّي حَيْثُ تَقُولُ: لَقَوْمِي أَحْمى للحَقِيقَة مِنْكُم، ... وأَضْرَبُ للجبّارِ، والنقعُ ساطِعُ وأَوْثَقُ عِنْدَ المُرْدَفات عَشِيّةً ... لَحاقاً، إِذا مَا جَرَّدَ السيفَ لامِعُ وَاللَّهِ إِن كُنَّ مَا أُدْرِكْنَ إِلا عِشاءً مَا أُدْرِكْن حَتَّى نُكِحْنَ، وَالَّذِي قَالَهُ جَرِيرٌ: عِنْدَ المُرْهَفات، فَغَيَّرَهُ عُمَر، وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ سَبَبُ التَّهاجي بَيْنَهُمَا؛ هَذَا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَدْ تَرَى قَافِيَةَ هَذِهِ الأُرجوزة كَيْفَ هِيَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. وأَسد عِفْرٌ وعِفْرِيةٌ وعُفارِيةٌ وعِفْرِيت وعَفَرْنى: شديد قويّ، ولَبُوءَة عِفِرْناة إِذا كَانَا جَرِيئين، وَقِيلَ: العِفِرْناة الذَّكَرُ والأُنثى؛ إِما أَن يَكُونَ مِنَ العَفَر الَّذِي هُوَ التُّرَابُ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ العَفْر الَّذِي هُوَ الاعتِفَار، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ الْقُوَّةِ والجلَدِ. وَيُقَالُ: اعْتَفَرَه الأَسد إِذا فَرَسَه. وليثُ عِفِرِّينَ تُسَمِّي بِهِ العربُ دُوَيْبّة مأْواها التُّرَابُ السَّهْلُ فِي أُصول الحِيطان، تُدَوِّرُ دُوّارةً ثُمَّ تَنْدَسّ فِي جَوْفِهَا، فإِذا هِيجَت رَمَتْ بِالتُّرَابِ صُعُداً. وَهِيَ مِنَ المُثُل الَّتِي لَمْ يَجِدْهَا سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما عِفِرِّين فَقَدْ ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ فِعِلًّا كطِمِرٍّ وحِبِرٍّ فكأَنه أَلحق عَلَمَ الْجَمْعِ كالبِرَحِين والفِتَكْرِين إِلا أَن بَيْنَهُمَا فَرْقًا، وَذَلِكَ أَن هَذَا يُقَالُ فِيهِ البِرَحُون والفِتَكْرون، ولم يسمع في عِفِرِّين فِي الرَّفْعِ، بِالْيَاءِ، وإِنما سُمِعَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: ليثُ عِفِرِّينَ، فَيَجُوزُ أَن يُقَالَ فِيهِ فِي الرَّفْعِ هَذَا عِفِرُّون، لَكِنْ لَوْ سُمِعَ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ بِالْيَاءِ لَكَانَ أَشبه بأَن يَكُونَ فِيهِ النَّظَرُ، فأَما وَهُوَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ فَلَا تُسْتَنْكرُ فِيهِ الْيَاءُ. ولَيْثُ عِفِرِّين: الرجلُ الْكَامِلُ ابْنُ الخَمْسِين، وَيُقَالُ:

ابْنُ عَشْر لَعّابٌ بالقُلِينَ، وابن عشْرين باعي نَسِّينَ «2». وَابْنُ الثَّلاثين أَسْعى الساعِينَ، وَابْنُ الأَرْبَعِين أَبْطَشُ الأَبْطَشِين، وَابْنُ الْخَمْسِينَ لَيْثُ عِفِرِّين، وَابْنُ السِّتِّين مُؤْنِسُ الجَلِيسِين، وَابْنُ السَّبْعِين أَحْكمُ الحاكِمينَ، وَابْنُ الثَمَانِينَ أَسرعُ الحاسِبين، وَابْنُ التِّسْعِين وَاحِدُ الأَرْذَلين، وَابْنُ الْمِائَةِ لَا جَا وَلَا سَا؛ يَقُولُ: لَا رَجُلٌ وَلَا امرأَة وَلَا جِنٌّ وَلَا إِنس. وَيُقَالُ: إِنه لأَشْجَع مِنْ لَيْثِ عِفِرِّين، وَهَكَذَا قَالَ الأَصمعي وأَبو عَمْرٍو فِي حِكَايَةِ الْمَثَلِ وَاخْتَلَفَا فِي التَّفْسِيرِ، فَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الأَسد، وقال أَبو عمر: هُوَ دابّةٌ مِثْلُ الحِرْباء تَتَعَرَّضُ لِلرَّاكِبِ، قَالَ: وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى عِفِرِّين اسْمِ بَلَدٍ؛ وَرَوَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي أَنه دَابَّةٌ مِثْلُ الحِرْباء يَتَصَدّى لِلرَّاكِبِ ويَضْرِبُ بِذَنَبِهِ. وعِفِرِّين: مَأْسَدة، وَقِيلَ لِكُلِّ ضَابِطٍ قَوِيٍّ: لَيْثُ عِفِرِّين، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَالرَّاءُ مُشَدَّدَةٌ. وَقَالَ الأَصمعي: عِفِرِّين اسْمُ بَلَدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِفِرُّون بَلَدٌ. وعِفْرِيةُ الدِّيكِ: رِيشُ عُنُقِه، وعِفْريةُ الرأْس، خَفِيفَةٌ عَلَى مثال فِعْلِلة، وعَفْراة [عِفْراة] الرأْس: شَعْرُهُ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الإِنسان شَعْرُ النَّاصِيَةِ، وَمِنَ الدَّابَّةِ شعرُ الْقَفَا؛ وقيل: العِفْرِيةُ والعِفْراة [العَفْراة] الشَّعَرَاتُ النَّابِتَاتُ فِي وَسَطِ الرأْس يَقْشَعرِرن عِنْدَ الْفَزَعِ؛ وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ فِيمَا قَصَدَ بِهِ الْوَضْعَ مِنْ أَبي عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ قَالَ: وأَي شَيْءٍ أَدلّ عَلَى ضَعْفِ المُنَّة وَسَخَافَةِ الجُنَّة مِنْ قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ فِي كِتَابِهِ الْمُصَنَّفِ: العِفْرِية مِثَالُ فِعْلِلَة، فَجَعَلَ الْيَاءَ أَصلًا وَالْيَاءُ لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة. والعُفْرة، بِالضَّمِّ: شَعْرَةُ القَفا مِنَ الأَسد وَالدِّيكِ وَغَيْرِهِمَا وَهِيَ الَّتِي يُرَدِّدُها إِلى يافوخِه عِنْدَ الهِراش؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ العِفْرِية والعِفْراة، فِيهِمَا بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ نَافِشًا عِفْرِيَته إِذا جَاءَ غَضْبان. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ جَاءَ ناشِراً عِفْرِيَته وعِفْراتَه أَي نَاشِرًا شعرَه مِنَ الطَّمَع والحِرْص والعِفْر، بِالْكَسْرِ: الذَّكَرُ الْفَحْلُ مِنَ الْخَنَازِيرِ. والعُفْر: البُعْد. والعُفْر: قلَّة الزِّيَارَةِ. يُقَالُ: ما تأْتينا إِلا عن عُفْرٍ أَي بَعْدَ قِلَّةِ زِيَارَةٍ. والعُفْرُ: طولُ الْعَهْدِ. يُقَالُ: مَا أَلقاه إِلا عَنْ عُفْرٍ وعُفُرٍ أَي بَعْدَ حِينٍ، وَقِيلَ: بَعْدَ شَهْرٍ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: دِيارَ جميعِ الصَّالِحِينَ بِذِي السِّدْرِ، ... أَبِيني لَنا، إِن التحيةَ عَنْ عُفْرِ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَلَئِنْ طَأْطَأْتُ فِي قَتْلِهمُ، ... لَتُهاضَنَّ عِظامِي عَنْ عُفُرْ عَنْ عُفُرٍ أَي عَنْ بُعْد مِنْ أَخوالي، لأَنهم وإِن كَانُوا أَقْرِباءَ، فَلَيْسُوا فِي القُرْب مِثْلَ الأَعمام؛ وَيَدُلُّ عَلَى أَنه عَنَى أَخوالَه قولُه قَبْلَ هَذَا: إِنَّ أَخوالي جَمِيعًا مِنْ شَقِرْ، ... لَبِسُوا لِي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ العَمَسُ هَاهُنَا، كالحَمَسِ: وَهِيَ الشِّدَّةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى الْبَيْتَ لِضِبَابِ بْنِ وَاقِدٍ الطُّهَوِي؛ وأَما قَوْلُ الْمَرَّارِ: عَلَى عُفُرٍ مِنْ عَنْ تَناءٍ، وإِنما ... تَداني الهَوَى مِن عَن تَناءٍ وَعَنْ عُفْرِ وَكَانَ هَجَرَ أَخاه فِي الحبْس بِالْمَدِينَةِ فَيَقُولُ: هَجَرْتُ أَخي عَلَى عُفْرٍ أَي عَلَى بُعْدٍ مِنَ الْحَيِّ وَالْقَرَابَاتِ أَي وَعَنْ غَيْرِنَا، وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لِي أَن أَهجره وَنَحْنُ عَلَى هذه الحالة.

_ (2). قوله: [باعي نسين] كذا بالأَصل

وَيُقَالُ؛ دخلتُ الْمَاءَ فَمَا انْعَفَرَتْ قَدَمايَ أَي لَمْ تَبْلُغا الأَرضَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ثانِياً بُرْثُنَه مَا يَنْعَفِر وَوَقَعَ فِي عَافُورِ شَرٍّ كعاثورِ شَرٍّ، وَقِيلَ هِيَ عَلَى الْبَدَلِ أَي فِي شِدَّةٍ. والعَفارُ، بِالْفَتْحِ: تلقيحُ النَّخْلِ وإِصلاحُه. وعَفَّرَ النَّخْلَ: فَرَغَ مِنْ تَلْقِيحِهِ. والعَفَرُ: أَولُ سَقْية سُقِيها الزرعُ. وعَفْرُ الزَّرْع: أَن يُسْقَى سَقْية يَنْبُتُ عَنْهُ ثُمَّ يُتْرَك أَياماً لَا يُسْقَى فِيهَا حَتَّى يَعْطَشَ، ثُمَّ يُسْقَى فَيَصْلُحُ عَلَى ذَلِكَ، وأَكثر مَا يُفْعَلُ ذَلِكَ بخِلْف الصَّيفِ وخَضْراواته. وعَفَرَ النخلَ وَالزَّرْعَ: سَقاهما أَوَّلَ سَقْيةٍ؛ يَمَانِيَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَفَرَ الناسُ يَعْفِرون عَفْراً إِذا سَقَوا الزَّرْعَ بَعْدَ طَرْح الْحَبِّ. وَفِي حَدِيثِ هِلَالٍ: مَا قَرِبْتُ أَهْلي مُذْ عَفَّرْنَ النخلَ. وَرُوِيَ أَن رَجُلًا جَاءَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِني مَا قَرِبْتُ أَهْلي مُذْ عَفار النَّخْلِ وَقَدْ حَمَلَتْ، فلاعَنَ بَيْنَهُمَا ؛ عَفارُ النَّخْلِ تلقيحُها وإِصلاحُها؛ يُقَالُ: عَفَّرُوا نخلَهم يُعَفِّرون، وَقَدْ رُوِيَ بِالْقَافِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ خطأٌ. ابْنُ الأَعرابي: العَفارُ أَن يُتْرك النخلُ بَعْدَ السَّقْيِ أَربعين يَوْمًا لَا يُسْقَى لِئَلَّا ينتفِضَ حملُها، ثُمَّ يُسْقَى ثُمَّ يُتْرَكُ إِلى أَن يَعْطَشَ، ثُمَّ يُسقَى، قَالَ: وَهُوَ مِنْ تَعْفِير الْوَحْشِيَّةِ ولدَها إِذا فَطَمَتْه، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا. والعَفَّارُ: لَقَّاحُ النَّخِيلِ. وَيُقَالُ: كُنَّا فِي العَفارِ، وَهُوَ بِالْفَاءِ أَشهرُ مِنْهُ بِالْقَافِ. والعَفارُ: شجرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الزنادُ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها؛ إِنها المَرْخُ والعَفارُ وَهُمَا شَجَرَتَانِ فِيهِمَا نارٌ لَيْسَ فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الشَّجَرِ، ويُسَوَّى مِنْ أَغصانها الزنادُ فيُقْتَدَحُ بِهَا. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتهما فِي الْبَادِيَةِ والعربُ تَضْرِبُ بِهِمَا الْمَثَلَ فِي الشَّرَفِ الْعَالِي فَتَقُولُ: فِي كُلِّ الشَّجَرِ نَارٌ. واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار أَي كَثُرَتْ فِيهِمَا عَلَى مَا فِي سَائِرِ الشَّجَرِ. واسْتَمجَدَ: اسْتَكْثَر، وَذَلِكَ أَن هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ مِنْ أَكثرِ الشَّجَرِ نَارًا، وزِنادُهما أَسرعُ الزِّنَادِ وَرْياً، والعُنَّابُ مِنْ أَقلّ الشَّجَرِ نَارًا وَفِي الْمَثَلِ: اقْدَحْ بِعَفارٍ «1». أَو مَرْخ ثُمَّ اشدُدْ إِن شئْتَ أَو أَرْخ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني بعضُ أَعراب السَّرَاةِ أَن العَفَارَ شَبِيةٌ بِشَجَرَةِ الغُبَيراء الصَّغِيرَةِ، إِذا رأَيتها مِنْ بَعِيدٍ لَمْ تَشُكَّ أَنها شَجَرَةُ غُبَيراء، ونَوْرُها أَيضاً كنَوْرِها، وَهُوَ شَجَرٌ خَوَّار وَلِذَلِكَ جَادَ للزِّناد، وَاحِدَتُهُ عَفارةٌ. وعَفَارةُ: اسْمُ امرأَة، مِنْهُ؛ قَالَ الأَعشى: باتَتْ لِتَحْزُنَنا عَفارهْ، ... يَا جَارَتَا، مَا أَنْتِ جارهْ والعَفِيرُ: لحمٌ يُجَفَّف عَلَى الرَّمْلِ فِي الشَّمْسِ، وتَعْفِيرُه: تَجْفِيفُه كَذَلِكَ. والعَفِيرُ: السويقُ المَلتوتُ بِلَا أُدْمٍ. وسَويقٌ عَفِير وعَفَارٌ: لَا يُلَتُّ بأُدْم، وَكَذَلِكَ خُبز عَفِير وعَفار؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. يُقَالُ: أَكلَ خُبزاً قَفاراً وعَفاراً وعَفِيراً أَي لَا شَيْءَ مَعَهُ. والعَفارُ: لُغَةٌ فِي القَفار، وَهُوَ الْخَبْزُ بِلَا أُدم. والعَفِير: الَّذِي لَا يُهْدِي شَيْئًا، الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وإِذا الخُرَّدُ اعْتَرَرْن من المَحلِ، ... وصارَتْ مِهْداؤهُنَّ عَفِيرا

_ (1). قوله: [وَفِي الْمَثَلِ اقْدَحْ بِعَفَارٍ إلخ] هكذا في الأَصل. والذي في أمثال الميداني: اقْدَحْ بِدِفْلَى فِي مَرْخٍ ثم اشدد بعد أو أرخ. قال المازني: أَكثر الشجر ناراً المرخ ثم العفار ثم الدفلى، قال الأَحمر: يقال هذا إِذا حَمَلَتْ رَجُلًا فَاحِشًا على رجل فاحش فلم يلبثا أَن يقع بينهما شر. وقال ابن الأَعرابي: يضرب للكريم الَّذِي لَا يَحْتَاجُ أَن تَكُدَّهُ وَتُلِحَّ عَلَيْهِ

قَالَ الأَزهري: العَفِيرُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا تُهْدِي شَيْئًا؛ عَنِ الْفَرَّاءِ، وأَورد بَيْتَ الْكُمَيْتِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَفِيرُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا تُهْدِي لِجَارَتِهَا شَيْئًا. وَكَانَ ذَلِكَ فِي عُفْرةِ الْبَرْدِ وَالْحَرِّ وعُفُرَّتِهما أَي فِي أَولهما. يُقَالُ: جَاءَنَا فُلَانٌ فِي عُفُرَّةِ الْحَرِّ، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالْفَاءُ لُغَةٌ فِي أُفُرَّة الْحَرِّ وعُفْرةِ الْحَرِّ أَي فِي شِدَّتِهِ. ونَصْلٌ عُفارِيّ: جيِّد. ونَذِيرٌ عَفِيرٌ: كَثِيرٌ، إِتباع. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: عَلَيْهِ العَفارُ والدَّبارُ وسوءُ الدارِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. ومَعافِرُ: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَعافِر بْنُ مُرّ فِيمَا يَزْعُمُونَ أَخو تَمِيمِ بْنِ مُرّ، يُقَالُ: رَجُلٌ مَعافِريّ، قَالَ: وَنُسِبَ عَلَى الْجَمْعِ لأَن مَعافِر اسْمٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ، كَمَا تَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي كِلَابٍ أَو مِنَ الضِّباب كِلابيّ وضِبابيّ، فأَما النَّسَبُ إِلى الْجَمَاعَةِ فإِنما تُوقِع النَّسَبَ عَلَى وَاحِدٍ كَالنَّسَبِ إِلى مَسَاجِدَ تَقُولُ مَسْجِدِيّ وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه. ومَعافِر: بَلَدٌ بِالْيَمَنِ، وَثَوْبٌ مَعافِريّ لأَنه نُسِبَ إِلى رَجُلِ اسْمُهُ مَعافِر، وَلَا يُقَالُ بِضَمِّ الْمِيمِ وإِنما هُوَ معافِر غَيْرُ مَنْسُوبٍ، وَقَدْ جَاءَ فِي الرَّجَزِ الْفَصِيحِ مَنْسُوبًا. قَالَ الأَزهري: بُرْدٌ مَعافِريّ مَنْسُوبٌ إِلى معافِر اليمنِ ثمن صَارَ اسْمًا لَهَا بِغَيْرِ نِسْبَةٍ، فَيُقَالُ: مَعافِر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بعَث مُعاذاً إِلى اليمَن وأَمره أَن يأْخذ مِنْ كُلِّ حالِمٍ دِينَارًا أَو عِدْلَه مِنَ المَعافِرِيّ ، وَهِيَ بُرُودٌ بِالْيَمَنِ مَنْسُوبَةٌ إِلى مَعافِر، وَهِيَ قَبِيلَةٌ بِالْيَمَنِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ بُرْدانِ مَعافِريّانِ. وَرَجُلٌ مَعافِريٌّ: يَمْشِي مَعَ الرُّفَق فَيَنَالُ فَضْلَهم. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري أَعربي هُوَ أَم لَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ المُعافِرُ بِضَمِّ الْمِيمِ، ومَعافِرُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: حيٌّ مِنْ هَمْدانَ لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ لأَنه جَاءَ عَلَى مِثَالِ مَا لَا يَنْصَرِفُ مِنَ الْجَمْعِ، وإِليهم تُنْسَبُ الثِّيَابُ المَعافِريَّة. يُقَالُ: ثَوْبٌ مَعافِريٌّ فَتَصْرِفُهُ لأَنك أَدخلت عَلَيْهِ يَاءَ النِّسْبَةِ وَلَمْ تَكُنْ فِي الْوَاحِدِ. وعُفَيْرٌ وعَفَار ويَعْفور ويَعْفُرُ: أَسماء. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: الأَسْود بْنُ يَعْفُر ويُعْفِر ويُعْفُر، فأَما يَعْفُر ويُعْفِر فأَصْلانِ، وأَما يُعْفُر فَعَلَى إِتباع الْيَاءِ ضَمَّةَ الْفَاءِ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى إِتباع الْفَاءِ مِنْ يُعْفُر ضَمَّةَ الْيَاءِ مِنْ يُعْفُر، والأَسود بْنُ يَعْفُر الشَّاعِرُ، إِذا قُلْتَه بِفَتْحِ الْيَاءِ لَمْ تَصْرِفْهُ، لأَنه مِثْلُ يَقْتُل. وَقَالَ يُونُسُ: سَمِعْتُ رُؤْبَةَ يَقُولُ أَسود بْنُ يُعْفُر، بِضَمِّ الْيَاءِ، وَهَذَا يَنْصَرِفُ لأَنه قَدْ زَالَ عَنْهُ شبَهُ الْفِعْلِ. ويَعْفَورٌ: حمارُ النبي، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ عُبادة: أَنه خَرَجَ عَلَى حِمارِه يَعْفور ليعودَه ؛ قِيلَ: سُمِّيَ يَعْفوراً لِكَوْنِهِ مِنَ العُفْرة، كَمَا يُقَالُ فِي أَخْضَر يَخْضور، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ تَشْبِيهاً فِي عَدْوِه باليَعْفور، وَهُوَ الظَّبْيُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اسْمَ حِمَارِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عُفَيْر ، وَهُوَ تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ لأَعْفَر مِنَ العُفْرة، وَهِيَ الغُبْرة وَلَوْنُ التُّرَابِ، كَمَا قَالُوا فِي تَصْغِيرِ أَسْوَد سُوَيْد، وَتَصْغِيرُهُ غَيْرُ مُرَخَّمٍ: أُعَيْفِر كأُسَيْودِ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْحِمَارِ الْخَفِيفِ فِلْوٌ ويَعْفورٌ وهِنْبِرٌ وزِهْلِق. وعَفْراء وعُفَيرة وعَفارى: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ. وعُفْر وعِفْرَى: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لَقَدْ لاقَى المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ ... حَدِيثٌ، إِن عَجِبْتَ لَهُ، عَجِيبُ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقَاع: غَشِيتُ بِعِفْرَى، أَو بِرجْلَتِها، رَبْعَا ... رَماداً وأَحْجاراً بَقِينَ بِهَا سُفْعا

عفزر: العَفْزَر: السابقُ السَّرِيعُ. وعَفْزرُ: اسْمٌ أَعجمي، وَلِذَلِكَ لَمْ يَصرفه امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي قَوْلِهِ: أَشِيمُ بُروقَ المخزْنِ أَيْنَ مُصابُه، ... وَلَا شيءَ يَشْفِي مَنْكِ يَا ابنةَ عَفْزَرا وَقِيلَ: ابنةُ عَفْزَرَ قَينةٌ كَانَتْ فِي الدَّهْرِ الأَول لَا تَدُومُ عَلَى عَهْدٍ فَصَارَتْ مَثَلًا، وَقِيلَ: قَيْنةٌ كَانَتْ فِي الحِيرة وَكَانَ وَفْدُ النُّعْمان إِذا أَتَوْه لَهَوا بِهَا. وعَفَزّرانُ: اسْمَ رَجُلٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصله عَفَزّر كشَعَلّعٍ وعَدَبَّسٍ ثُمَّ ثُنِّيَ وَسُمِّيَ بِهِ، وَجُعِلَتِ النُّونُ حَرْفَ إِعرابه، كَمَا حَكَى أَبو الْحَسَنِ عَنْهُمْ مِنِ اسْمِ رَجُلٍ خَليلان؛ وَكَذَلِكَ ذَهَبَ أَيضاً فِي قَوْلِهِ: أَلا يَا ديارَ الحَيِّ بالسَّبُعان إِلى أَنه تثنبة سبُع، وَجُعِلَتِ النُّونُ حِرَفَ الإِعراب، والعَفْزرُ: الْكَثِيرُ الجَلَبة فِي الْبَاطِلِ. وعَفْزَرٌ: اسْمُ رجل. عقر: العَقْرُ والعُقْرُ: العُقْم، وَهُوَ اسْتِعقْامُ الرَّحِم، وَهُوَ أَن لَا تَحْمِلَ. وَقَدْ عَقُرَت المرأَة عَقَارةً وعِقارةً وعَقَرت تَعْقِر عَقْراً وعُقْراً وعَقِرَت عَقاراً، وَهِيَ عاقرٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِمَّا عدُّوه شَاذًّا مَا ذَكَرُوهُ مِنْ فَعُل فَهُوَ فاعِلٌ، نَحْوُ عَقُرَت المرأَة فَهِيَ عاقِرٌ، وشَعُر فَهُوَ شاعرٌ، وحَمُض فَهُوَ حامِضٌ، وطَهُرَ فَهُوَ طاهِرٌ؛ قَالَ: وأَكثر ذَلِكَ وعامَّتُه إِنما هُوَ لُغات تداخَلَت فَتَركَّبَت، قَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي أَن تعتَقِد، وَهُوَ أَشَبهُ بحِكمةِ الْعَرَبِ. وَقَالَ مرَّة: لَيْسَ عاقرٌ مِنْ عَقُرَت بِمَنْزِلَةِ حامِضٍ مِنْ حَمُض وَلَا خاثرٍ مِنْ خَثُر وَلَا طاهِرٍ مِنْ طَهُر وَلَا شاعِرٍ مِنْ شَعُر لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ هَذِهِ هُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ، وَهُوَ جارٍ عَلَى فَعَل، فَاسْتُغْنِيَ بِهِ عَمَّا يَجْرِي عَلَى فَعُل، وَهُوَ فَعِيل، وَلَكِنَّهُ اسمٌ بِمَعْنَى النَّسَبِ بِمَنْزِلَةِ امرأَة حائضٍ وطالِقٍ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَجَمْعُهَا عُقَّر؛ قَالَ: وَلَوْ أَنَّ مَا فِي بَطْنِه بَيْنَ نِسْوَةٍ ... حَبِلْنَ، وَلَوْ كَانَتْ قَواعِدَ عُقّرا وَلَقَدْ عَقُرَت، بِضَمِّ الْقَافِ، أَشدَّ العُقْر وأَعْقَر اللهُ رَحِمَها، فَهِيَ مُعْقَرة، وعَقُر الرجلُ مِثْلُ المرأَة أَيضاً، وَرِجَالٌ عُقَّرٌ وَنِسَاءٌ عُقَّرٌ. وَقَالُوا: امرأَة عُقَرة، مِثْلُ هُمَزة؛ وأَنشد: سَقَى الكِلابيُّ العُقَيْليَّ العُقُرْ والعُقُر: كُلُّ مَا شَرِبه «2». الإِنسان فَلَمْ يُوَلَدْ لَهُ، فَهُوَ عُقْرٌ لَهُ. وَيُقَالُ: عَقَر وعَقِر إِذا عَقُر فَلَمْ يُحْمَل لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَزَوَّجُنَّ عاقِراً فإِني مُكاثِرٌ بِكُمُ ؛ العاقرُ: الَّتِي لَا تَحْمِلُ. وَرُوِيَ عَنِ الْخَلِيلِ: العُقْرُ اسْتِبْراءُ المرأَة لتُنْظَرَ أَبِكْرٌ أَم غَيْرُ بِكْرٍ، قَالَ: وَهَذَا لَا يُعْرَفُ. وَرَجُلٌ عاقرٌ وعَقِيرٌ: لَا يُولَدُ لَهُ بَيْن العُقْر، بِالضَّمِّ، وَلَمْ نَسْمَعْ فِي المرأَة عَقِيراً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي يأْتي النِّسَاءَ فيُحاضِنُهنّ ويُلامِسهُنّ وَلَا يُوَلَدُ لَهُ. وعُقْرةُ الْعِلْمِ: النِّسْيانُ: والعُقَرة: خَرَزَةٌ تشدُّها المرأَة عَلَى حِقْوَيْها لِئَلَّا تَحْبَل. قَالَ الأَزهري: وَلِنِسَاءِ الْعَرَبِ خرزةٌ يُقَالُ لَهَا العُقَرة يَزْعُمْن أَنها إِذا عُلِّقَت على حِقْوِ [حَقْوِ] المرأَة لَمْ تَحْمِلْ إِذا وُطِئت. قَالَ الأَزهري: قَالَ ابْنُ الأَعرابي العُقَرة خرزةٌ تعلَّق عَلَى الْعَاقِرِ لتَلِدَ. وعَقُر الأَمرُ عُقْراً: لَمْ يُنْتِجْ عاقِبةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَمْدَحُ بِلَالَ بْنَ أَبي بُرْدَةَ: أَبوكَ تَلافَى الناسَ والدِّينَ بعد ما ... تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّين مُنْقطِع الكَسْر

_ (2). قوله: [وَالْعُقُرُ كُلُّ مَا شَرِبَهُ إلخ] عبارة شارح القاموس العقر، بضمتين، كل ما شربه إِنسان فلم يولد له، قال: [سَقَى الْكِلَابِيُّ الْعُقَيْلِيَّ الْعُقُرْ] قال الصاغاني: وقيل هو العقر بالتخفيف فثقله للقافية

فشدَّ إِصارَ الدِّينِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ ... ورَدَّ حُروباً قَدْ لَقِحْن إِلى عُقْرِ الضَّمِيرُ فِي شدَّ عَائِدٌ عَلَى جَدِّ الْمَمْدُوحِ وَهُوَ أَبو مُوسَى الأَشعري. والتَّشائِي: التبايُنُ والتَّفَرُّق. والكَسْرُ؛ جَانِبُ الْبَيْتِ. والإِصَارُ: حَبْل قَصِيرٌ يُشَدُّ بِهِ أَسفلُ الْخِبَاءِ إِلى الْوَتِدِ، وإِنما ضَرَبَهُ مَثَلًا. وأَذْرُح: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُهُ: وردَّ حُروباً قَدْ لَقِحْنَ إِلى عُقْرِ أَي رَجَعْن إِلى السُّكُونِ. وَيُقَالُ: رَجَعَت الحربُ إِلى عُقْرٍ إِذا فَتَرَتْ. وعَقْرُ النَّوَى: صَرْفُها حَالًا بَعْدَ حَالٍ. والعاقِرُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا لَا يُنْبِت، يُشَبَّه بالمرأَة، وَقِيلَ: هِيَ الرَّمْلَةُ الَّتِي تُنْبِت جَنَبَتَاها وَلَا يُنْبِت وَسَطُها؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها، ... عِذَارَيْنِ عَنْ جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها وخَصَّ الأَلاء لأَنه مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: الْعَاقِرُ رَمْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا؛ قَالَ: أَمَّا الفُؤادُ، فَلَا يَزالُ مُوكَّلًا ... بِهَوَى حَمامةَ، أَو بِرَيّا العاقِر حَمامَةُ: رَمْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ أَو أَكَمَة، وَقِيلَ: العاقِرُ الْعَظِيمُ مِنَ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: الْعَظِيمُ مِنَ الرَّمْلِ لَا يُنْبِتُ شَيْئًا؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: صَرَّافةَ القَبِّ دَموكاً عاقِرا فإِنه فَسَّرَهُ فَقَالَ: العاقِرُ الَّتِي لَا مِثْلَ لَهَا. والدَّمُوك هُنَا: البَكَرة الَّتِي يُسْتقى بِهَا عَلَى السانِية، وعَقَرَه أَي جَرَحَه، فَهُوَ عَقِيرٌ وعَقْرَى، مثَّل جَرِيحٍ وجَرْحَى والعَقْرُ: شَبِيهٌ بالحَزِّ؛ عَقَرَه يَعْقِره عَقْراً وعَقَّره. والعَقِيرُ: المَعْقورُ، وَالْجَمْعُ عَقْرَى، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. وعَقَر الفرسَ والبعيرَ بِالسَّيْفِ عَقْراً: قَطَعَ قَوَائِمَهُ؛ وَفَرَسٌ عَقِيرٌ مَعْقورٌ، وَخَيْلٌ عَقْرى؛ قَالَ: بسِلَّى وسِلِّبْرَى مَصارعُ فِتْيةٍ ... كِرامٍ، وعَقْرَى مِنْ كُمَيْتٍ وَمِنْ وَرْدِ وناقةٌ عَقِيرٌ وَجَمَلٌ عَقِير. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، لَمَّا تَزَوَّجَتْ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَسَتْ أَباها حُلَّةً وخَلَّقَتْه ونَحَرَتْ جَزُورًا، فَقَالَ: مَا هَذَا الحَبِيرُ وَهَذَا العَبِيرُ وَهَذَا العَقِيرُ؟ أَي الْجَزُورُ الْمَنْحُورُ؛ قِيلَ: كَانُوا إِذا أَرادوا نَحْرَ الْبَعِيرِ عَقَرُوه أَي قَطَعُوا إِحدى قَوَائِمِهِ ثُمَّ نَحرُوه، يفْعل ذَلِكَ بِهِ كَيْلا يَشْرُد عِنْدَ النَّحْر؛ وَفِي النِّهَايَةِ فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بحِمارٍ عَقِيرٍ أَي أَصابَه عَقْرٌ وَلَمْ يَمُتْ بَعْدُ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَثير. وعَقَرَ النَّاقَةَ يَعْقِرُها ويَعْقُرها عَقْراً وعَقَّرَها إِذا فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ حَتَّى تَسْقُطَ فَنَحَرَها مُسْتمكناً مِنْهَا، وَكَذَلِكَ كُلُّ فَعِيل مَصْرُوفٌ عَنْ مَفْعُولٍ بِهِ فإِنه بِغَيْرِ هَاءٍ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ الْكَلَامُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ مَا يُقَالُ بِالْهَاءِ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ويومَ عَقَرْتُ للعَذارَى مَطِيَّتي فَمَعْنَاهُ نَحَرْتُهَا. وعاقَرَ صاحبَه: فاضَلَه فِي عَقْر الإِبل، كَمَا يُقَالُ كارَمَه وفاخَرَه. وتعاقَر الرجُلان: عَقَرا إِبِلَهما يَتَباريَان بِذَلِكَ ليُرَى أَيُّهما أَعْقَرُ لَهَا؛ وَلَمَّا أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ قَوْلَهُ: فَمَا كَانَ ذَنْبُ بنِي مَالِكٍ، ... بأَنْ سُبَّ مِنْهُمْ غُلامٌ فَسَبْ بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ ... يَقُطُّ العِظامَ ويَبْرِي العَصَبْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يُرِيدُ مُعاقرةَ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ أَبي

الْفَرَزْدَقِ وسُحَيم بْنِ وَثِيل الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعاقَرَا بِصَوْأَر، فَعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْسًا ثُمَّ بدَا لَهُ، وعَقَر غالبٌ أَبو الْفَرَزْدَقِ مِائَةً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تأْكلوا مِنْ تَعاقُرِ الأَعراب فإِني لَا آمَنُ أَن يَكُونَ مِمَّا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ عَقْرُهم الإِبل، كَانَ الرَّجُلَانِ يَتَباريانِ فِي الْجُودِ وَالسَّخَاءِ فيَعْقِر هَذَا وَهَذَا حَتَّى يُعَجِّزَ أَحدُهما الْآخَرَ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَهُ رِيَاءً وسُمْعة وتفاخُراً وَلَا يَقْصِدُونَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى، فشبَّهه بِمَا ذُبح لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا عَقْرَ فِي الإِسلام : قَالَ ابْنُ الأَثير: كَانُوا يَعْقِرون الإِبل عَلَى قُبُورِ المَوْتَى أَي يَنْحَرُونها وَيَقُولُونَ: إِن صاحبَ الْقَبْرِ كَانَ يَعْقِر للأَضياف أَيام حَيَاتِهِ فنُكافِئُه بِمِثْلِ صَنِيعه بَعْدَ وَفَاتِهِ. وأَصل العَقْرِ ضَرْبُ قَوَائِمِ الْبَعِيرِ أَو الشَّاةِ بِالسَّيْفِ، وَهُوَ قَائِمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَا تَعْقِرنّ شَاةً وَلَا بَعِيراً إِلَّا لِمَأْكَلة ، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَنه مُثْلة وتعذيبٌ لِلْحَيَوَانِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الأَكوع: وَمَا زِلْتُ أَرْمِيهم وأَعْقِرُ بِهِمْ أَي أَقتُلُ مَرْكُوبَهُمْ؛ يُقَالُ: عَقَرْت بِهِ إِذا قَتَلْتَ مَرْكُوبَهُ وَجَعَلْتَهُ رَاجِلًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَعَقَرَ حَنْظَلةُ الرَّاهِبُ بأَبي سُفْيَان بْنِ حَرْب أَي عَرْقَبَ دَابّته ثُمَّ اتُّسِعَ فِي العَقْر حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي القَتْل وَالْهَلَاكِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه قَالَ لمُسَيْلِمةَ الْكَذَّابِ: وإِن أَدْبَرْتَ ليَعْقرَنَّك اللَّهُ أَي ليُهْلِكَنّك، وَقِيلَ: أَصله مِنْ عَقْر النَّخْلِ، وَهُوَ أَن تُقَطَّعَ رُؤُوسُهَا فتَيْبَس؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم زَرْعٍ: وعَقْرُ جارِتها أَي هلاكُهَا مِنَ الْحَسَدِ وَالْغَيْظِ. وَقَوْلُهُمْ: عَقَرْتَ بِي أَي أَطَلْت جَبْسِي كأَنك عَقَرْت بَعِيرِي فَلَا أَقدر عَلَى السَّيْرِ، وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: قَدْ عَقَرَتْ بالقومِ أُمُّ خَزْرج وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: أَن الشَّمْسَ والقَمَرَ ثَوْرانِ عَقِيران فِي النَّارِ ؛ قِيلَ لَمَّا وصَفَهما اللَّهُ تَعَالَى بالسِّبَاحة فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ، ثُمَّ أَخبر أَنه يَجْعَلُهُمَا فِي النَّارِ يُعَذِّب بِهِمَا أَهْلَها بِحَيْثُ لَا يَبْرَحانِها صَارَا كأَنهما زَمِنان عَقِيران. قَالَ ابْنُ الأَثير: حَكَى ذَلِكَ أَبو مُوسَى، وَهُوَ كَمَا تَرَاهُ. ابْنُ بُزُرْجَ: يُقَالُ قَدْ كَانَتْ لِي حَاجَةٌ فعَقَرَني عَنْهَا أَي حَبَسَنِي عَنْهَا وعاقَنِي. قَالَ الأَزهري: وعَقْرُ النَّوَى مِنْهُ مأْخوذ، والعَقْرُ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْقَوَائِمِ. عَقَرَه إِذا قَطَعَ قائِمة مِنْ قَوَائِمِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قضيَّة ثَمُودَ: فَتَعاطى فَعَقَرَ ؛ أَي تعاطَى الشقِيُّ عَقْرَ الناقةِ فَبَلَغَ مَا أَراد، قَالَ الأَزهري: العَقْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ كَشْفُ عُرْقوب الْبَعِيرِ، ثُمَّ يُجْعَل النَّحْرُ عَقْراً لأَن ناحِرَ الإِبل يَعْقِرُها ثُمَّ يَنْحَرُهَا. والعَقِيرة: مَا عُقِرَ مِنْ صَيْدٍ أَو غَيْرِهِ. وعَقِيرةُ الرَّجُلِ: صوتُه إِذا غَنّى أَو قَرَأَ أَو بَكى، وَقِيلَ: أَصله أَن رَجُلًا عُقِرَت رجلُه فَوَضَعَ العَقِيرةَ عَلَى الصَّحِيحَةِ وبكَى عَلَيْهَا بأَعْلى صَوْتِهِ، فَقِيلَ: رَفَعَ عَقِيرَته، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى صُيِّر الصوتُ بالغِنَاء عَقِيرة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قِيلَ لكل مَن رفع صوته عَقِيرة وَلَمْ يُقَيَّدْ بِالْغِنَاءِ. قَالَ: والعَقِيرة الساقُ الْمَقْطُوعَةُ. قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ فِيهِ هُوَ رَجُلٌ أُصِيبَ عُضْوٌ مِنْ أَعضائه، وَلَهُ إِبل اعْتَادَتْ حُداءَه، فَانْتَشَرَتْ عَلَيْهِ إِبلُه فَرَفَعَ صوتَه بالأَنِينِ لِمَا أَصابه مِنَ العَقْرِ فِي بَدَنِهِ فتسمَّعت إِبلُه فحَسِبْنه يَحْدو بِهَا فَاجْتَمَعَتْ إِليه، فَقِيلَ لِكُلِّ مِنْ رَفْعِ صَوْتَهُ بِالْغِنَاءِ: قَدْ رَفَعَ عَقِيرته. والعَقِيرة: مُنْتَهَى الصَّوْتِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ واسْتَعْقَرَ الذئبُ رَفَع صوتَه بِالتَّطْرِيبِ فِي العُواء؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: فَلَمَّا عَوَى الذئبُ مُسْتَعْقِراً، ... أَنِسْنا بِهِ والدُّجى أَسْدَفُ

وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَطْلُبُ شَيْئًا يَفْرِسُه وَهَؤُلَاءِ قومٌ لُصوصٌ أَمِنُوا الطَّلَبَ حِينَ عَوَى الذِّئْبُ. والعَقِيرة: الرَّجُلُ الشَّرِيفُ يُقْتَل. وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الإِصلاح: مَا رأَيت كَالْيَوْمِ عَقِيرَةً وَسْطَ قَوْمٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ مَا رأَيت كَالْيَوْمِ عَقِيرةً وَسْطَ قَوْمٍ، لِلرَّجُلِ الشَّرِيفِ يُقْتَل، وَيُقَالُ: عَقَرْت ظَهْرَ الدَّابَّةِ إِذا أَدْبَرْته فانْعَقَر واعْتَقَر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَقَرْتَ بَعِيري يَا إمْرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ والمِعْقَرُ مِنَ الرِّحالِ: الَّذِي لَيْسَ بِواقٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُقَالُ مِعْقر إِلَّا لِمَا كَانَتْ تِلْكَ عَادَتَهُ، فأَمّا مَا عَقَر مَرَّةً فَلَا يَكُونُ إِلَّا عَاقِرًا؛ أَبو زَيْدٍ: سَرْجٌ عُقَرٌ؛ وأَنشد للبَعِيث: أَلَدُّ إِذا لاقَيْتُ قَوْماً بِخُطَّةٍ، ... أَلَحَّ عَلَى أَكتافِهم قَتَبٌ عُقَرْ وعَقَرَ القَتَبُ وَالرَّحْلُ ظَهْرَ النَّاقَةِ، والسرجُ ظهرَ الدَّابَّةِ يَعْقِرُه عَقْراً: حَزَّه وأَدْبَرَه. واعْتَقَر الظهرُ وانْعَقَرَ: دَبِرَ. وسرجٌ مِعْقار ومِعْقَر ومُعْقِرٌ وعُقَرَةٌ وعُقَر وعاقورٌ: يَعْقِرُ ظَهْرَ الدَّابَّةِ، وَكَذَلِكَ الرَّحْلُ؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ مِعْقَر إِلَّا لِمَا عَادَتْهُ أَن يَعْقِرَ. وَرَجُلٌ عُقَرة وعُقَر ومِعْقَر: يَعقِر الإِبل مِنْ إِتْعابِه إِيّاها، وَلَا يُقَالُ عَقُور. وَكَلْبٌ عَقُور، وَالْجَمْعُ عُقْر؛ وَقِيلَ: العَقُور لِلْحَيَوَانِ، والعُقَرَة للمَواتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَمْسٌ مَن قَتَلَهُنّ، وَهُوَ حَرامٌ، فَلَا جُناح عَلَيْهِ. العَقْرب والفأْرة والغُراب والحِدَأُ والكلبُ العَقُور ؛ قَالَ: هُوَ كُلُّ سَبْعٍ يَعْقِر أَي يَجْرَحُ وَيَقْتُلُ وَيَفْتَرِسُ كالأَسد وَالنَّمِرِ وَالذِّئْبِ والفَهْد وَمَا أَشبهها، سَمَّاهَا كَلْبًا لِاشْتِرَاكِهَا فِي السَّبُعِيَّة؛ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: هُوَ كُلُّ سَبُعٍ يَعْقِر، وَلَمْ يُخَصَّ بِهِ الْكَلْبُ. والعَقُور مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ وَلَا يُقَالُ عَقُور إِلَّا فِي ذِي الرُّوحِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِكُلِّ جارحٍ أَو عاقرٍ مِنَ السِّبَاعِ كَلْبٌ عَقُور. وكَلأُ أَرضِ كَذَا عُقَارٌ وعُقَّارٌ: يَعْقِر الْمَاشِيَةَ ويَقْتُلُها؛ وَمِنْهُ سمِّي الْخَمْرُ عُقَاراً لأَنه يَعْقِرُ العَقْلَ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ للمرأَة: عَقْرَى حَلْقى، مَعْنَاهُ عَقَرها اللَّهُ وحَلَقها أَي حَلَقَ شَعَرها أَو أَصابَها بِوَجَعٍ فِي حَلْقِها، فعَقْرى هَاهُنَا مَصْدَرٌ كدَعْوى فِي قَوْلِ بَشِير بْنِ النِّكْث أَنشده سِيبَوَيْهِ: وَلَّتْ ودَعْواها شديدٌ صَخَبُهْ أَي دعاؤُها؛ وَعَلَى هَذَا قَالَ: صَخَبُه، فَذُكِّرَ، وَقِيلَ: عَقْرى حَلْقى تَعْقِرُ قَوْمَهَا وتَحْلِقُهم بشُؤْمِها وتستأْصلهم، وَقِيلَ: العَقْرى الْحَائِضُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قِيلَ لَهُ يَوْمَ النَّفْر فِي صَفِيَّة إِنها حائضٌ فَقَالَ: عَقْرَى حَلقى مَا أُراها إِلَّا حابِسَتَنا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ عَقْرى عَقَرَها اللهُ؛ وحَلْقى خَلَقَها اللهُ تَعَالَى، فَقَوْلُهُ عَقَرَهَا اللَّهُ يَعْنِي عَقَرَ جسدَها، وحَلْقى أَصابَها اللَّهُ تَعَالَى بوجعٍ فِي حَلْقِها؛ قَالَ: وأَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ عَقْرى حَلْقى ، وإِنما هُوَ عَقْراً وحَلْقاً، بِالتَّنْوِينِ، لأَنهما مَصْدَرَا عَقَرَ وحَلَقَ؛ قَالَ: وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ الْعَرَبُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ إِرادة لِوُقُوعِهِ. قَالَ شَمِرٌ: قُلْتُ لأَبي عُبَيْدٍ لِمَ لَا تُجِيزُ عَقْرى؟ فَقَالَ: لأَنّ فَعْلى تَجِيءُ نَعْتًا وَلَمْ تَجِئْ فِي الدُّعَاءِ. فَقُلْتُ: رَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْعَرَبِ مُطَّيْرى، وعَقْرى أَخَفّ مِنْهُ، فَلَمْ يُنْكِرْه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا ظاهرُه الدُّعَاءُ عَلَيْهَا وَلَيْسَ بِدُعَاءٍ فِي الْحَقِيقَةِ، وَهُوَ فِي مَذْهَبِهِمْ مَعْرُوفٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: عَقَّرْته إِذا قُلْتَ لَهُ عَقْراً وَهُوَ مِنْ بَابِ سَقْياً ورَعْياً وجَدْعاً، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُمَا صِفتان للمرأَة الْمَشْؤُومَةِ أَي أَنها تَعْقِرُ

قومَها وتَحْلِقُهم أَي تستأْصِلُهم، مِنْ شُؤْمِهَا عَلَيْهِمْ، ومحلُّها الرَّفْعُ عَلَى الْخَبَرِيَّةِ أَي هِيَ عَقْرى وحَلْقى، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَا مَصْدَرَيْنِ عَلَى فَعْلى بِمَعْنَى العَقْر والحَلْق كالشَّكْوى للشَّكْوِ، وَقِيلَ: الأَلف للتأْنيث مِثْلُهَا فِي غَضْبى وسَكْرى؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ أُمُّك عَقْرى، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، غَيْرَ أَنه ذَكَرَهُ مَعَ قَوْلِهِ أُمك ثاكِلٌ وأُمُّك هابِلٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الدُّعَاءِ: جَدْعاً لَهُ وعَقْراً، وَقَالَ: جَدَّعْتُه وعَقَّرْته قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ العَواقِر والنَّواقِر؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، قَالَ: والعواقِرُ مَا يَعْقِرُ، والنَّواقِرُ السهامُ الَّتِي تُصيب. وعَقَرَ النَّخْلَةَ عَقْراً وَهِيَ عَقِرةٌ: قُطِعَ رأْسها فَيَبِسَتْ. قَالَ الأَزهري: وعَقْرُ النَّخْلة أَنْ يُكْشَطَ لِيفُها عَنْ قَلْبها وَيُؤْخَذَ جَذَبُها فإِذا فُعِلَ ذَلِكَ بِهَا يَبِسَتْ وهَمَدت. قَالَ: وَيُقَالُ عَقَر النَّخْلَةَ قَطَع رأْسَها كلَّه مَعَ الجُمّار، فَهِيَ مَعْقورة وعَقِير، وَالِاسْمُ العَقَار. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بأَرضٍ تُسَمَّى عَقِرة فَسَمَّاهَا خضِرَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه كرِه لَهَا اسْمَ العَقْر لأَن العاقِرَ المرأَةُ الَّتِي لَا تَحْمِلُ، وَشَجَرَةٌ عَاقِرٌ لَا تَحْمِلُ، فَسَمَّاهَا خَضِرة تَفَاؤُلًا بِهَا؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ نَخْلَةٌ عَقِرةٌ إِذا قَطَعَ رأْسها فَيَبِسَتْ. وَطَائِرٌ عَقِرٌ وعاقِرٌ إِذا أَصاب ريشَه آفةٌ فَلَمْ يَنْبُتْ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ: لَمَّا رأَى لُبَدُ النُّسورَ تطايَرَتْ، ... رَفَعَ القَوادِمَ كالعَقِير الأَعْزلِ قَالَ: شبَّه النَّسْرَ، لَمَّا تَطَايَرَ ريشُه فَلَمْ يَطِرْ، بِفَرَسٍ كُشِفَ عُرْقُوبَاهُ فَلَمْ يُحْضِرْ. والأَعْزَلُ الْمَائِلُ الذَّنَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِيمَا رَوَى الشَّعْبِيُّ: لَيْسَ عَلَى زانٍ عُقْرٌ أَي مَهْر وَهُوَ للمُغْتَصَبةِ مِنَ الإِماء كمَهْرِ الْمِثْلِ للحُرَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَعْطاهم عُقْرَها ؛ قَالَ: العُقْرُ، بِالضَّمِّ، مَا تُعْطاه المرأَة عَلَى وَطْءِ الشُّبْهَةِ، وأَصله أَن وَاطِئَ البِكْر يَعْقِرها إِذا اقْتَضَّها. فسُمِّيَ مَا تُعْطاه للعَقْرِ عُقْراً ثُمَّ صَارَ عَامًّا لَهَا وَلِلثَّيِّبِ، وَجَمْعُهُ الأَعْقارُ. وَقَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ: العُقْرُ الْمَهْرُ. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: عُقْرُ المرأَة ديةُ فَرْجِهَا إِذَا غُصِبَت فَرْجَها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عُقْرُ المرأَة ثَوابٌ تُثابُه المرأَةُ مِنْ نِكَاحِهَا، وَقِيلَ: هُوَ صَدَاقُ المرأَة، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مَهْرُ المرأَة إِذا وُطِئت عَلَى شُبْهَةٍ فَسَمَّاهُ مَهْراً. وبَيْضَةُ العُقْرِ: الَّتِي تُمْتحنُ بِهَا المرأَةُ عِنْدَ الاقْتِضاض، وَقِيلَ: هِيَ أَول بَيْضَةٍ تبِيضُها الدَّجَاجَةُ لأَنها تَعْقِرها، وَقِيلَ: هِيَ آخِرُ بَيْضَةٍ تَبِيضُهَا إِذا هَرِمَت، وَقِيلَ: هِيَ بَيْضَةُ الدِّيك يَبِيضُهَا فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقِيلَ: يَبِيضُهَا فِي عُمُرِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلى الطُّول مَا هِيَ، سميِّت بِذَلِكَ لأَن عُذْرةَ الْجَارِيَةِ تُخْتَبَرُ بِهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَيْضةُ العُقْر بَيْضةُ الدِّيك تُنْسَبُ إِلى العُقْر لأَن الْجَارِيَةَ الْعَذْرَاءَ يُبْلى ذَلِكَ مِنْهَا بِبَيْضة الدِّيك، فَيُعْلَمُ شأْنها فتُضْرَبُ بيضةُ الدِّيكِ مَثَلًا لِكُلِّ شَيْءٍ لَا يُسْتَطَاعُ مسُّه رَخاوةً وضَعْفاً، ويُضْرَب بِذَلِكَ مَثَلًا لِلْعَطِيَّةِ الْقَلِيلَةِ الَّتِي لَا يَرُبُّها مُعْطِيها بِبِرّ يَتْلُوهَا؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْبَخِيلِ يُعْطِي مَرَّةً ثُمَّ لَا يَعُودُ: كَانَتْ بيْضَة الدِّيك، قَالَ: فإِن كَانَ يُعْطِي شَيْئًا ثُمَّ يَقْطَعُهُ آخِرَ الدَّهْرِ قِيلَ لِلْمَرَّةِ الأَخيرة: كَانَتْ بَيْضةَ العُقْر، وَقِيلَ: بَيْضَةُ العُقْر إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ: بَيْض الأَنُوق والأَبْلق العَقُوق، فَهُوَ مَثَلٌ لِمَا لَا يَكُونُ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا غَنَاء عِنْدَهُ: بَيْضَة الْعُقْرِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ بَيْضَة الْعُقْرِ، مَعْنَاهُ كَانَ ذَلِكَ مَرَّةً وَاحِدَةً لَا ثَانِيَةَ لَهَا. وبَيْضةَ الْعُقْرِ، مَعْنَاهُ كَانَ ذَلِكَ مَرَّةً وَاحِدَةً لَا ثَانِيَةَ لَهَا. وبَيْضة العُقْر: الأَبْترُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ. وعُقْرُ الْقَوْمِ وعَقْرُهم: مَحَلّتُهم

بَيْنَ الدارِ والحوضِ. وعُقْرُ الْحَوْضِ وعُقُره، مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا: مؤخَّرُه، وَقِيلَ: مَقامُ الشَّارِبَةِ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني لبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهل اليَمَنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: عُقْرُ الْحَوْضِ، بِالضَّمِّ، مَوْضِعُ الشَّارِبَةِ مِنْهُ، أَي أَطْرُدُهم لأَجل أَن يَرِدَ أَهلُ الْيَمَنِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنما يُهْدَمُ الحَوْضُ مِنْ عُقْرِه أَي إِنما يُؤْتَى الأَمرُ مِنْ وَجْهِهِ، وَالْجَمْعُ أَعقار، قال: يَلِدْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ كأَنَّها ... نِساءُ النَّصارى، أَصْبَحَتْ وَهِيَ كُفَّلُ ابْنُ الأَعرابي: مَفْرَغُ الدَّلْو مِنْ مُؤَخَّرِه عُقْرُه، وَمِنْ مُقَدَّمِه إِزَاؤُهُ. والعَقِرةُ: الناقةُ الَّتِي لَا تَشْرَبْ إِلَّا مِنَ العُقْرِ، والأَزِيَة: الَّتِي لَا تَشْرَبُ إِلَّا مِنَ الإِزاءِ؛ وَوَصَفَ امْرُؤُ الْقَيْسِ صَائِدًا حَاذِقًا بِالرَّمْيِ يُصِيبُ المَقاتل: فَرماها فِي فَرائِصِها ... بإِزاءِ الحَوْضِ، أَو عُقُرِهْ والفرائِصُ: جَمْعُ فَرِيصة، وَهِيَ اللُّحْمَةُ الَّتِي تُرْعَدُ مِنَ الدَّابَّةِ عِنْدَ مَرْجِعِ الْكَتِفِ تَتَّصِلُ بِالْفُؤَادِ. وإِزاءُ الْحَوْضِ: مُهَراقُ الدَّلْوِ ومصبُّها مِنَ الْحَوْضِ. وناقةٌ عَقِرةٌ: تَشْرَبُ مِنْ عُقْرِ الْحَوْضِ. وعُقْرُ الْبِئْرِ: حَيْثُ تَقَعُ أَيدي الْوَارِدَةِ إِذا شَرِبَتْ، وَالْجَمْعُ أَعْقارٌ. وعُقْرُ النَّارِ وعُقُرها: أَصلها الَّذِي تأَجَّجُ مِنْهُ، وَقِيلَ: مُعْظَمُهَا وَمُجْتَمَعُهَا وَوَسَطُهَا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ النِّصَالَ: وبِيض كالسلاجِم مُرْهَفات، ... كأَنَّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيج الْكَافُ زَائِدَةٌ. أَراد بِيضَ سَلاجِم أَي طِوَالٌ. والعُقْر: الْجَمْرُ. وَالْجَمْرَةُ: عُقْرة. وبَعِيجٌ بِمَعْنَى مَبْعُوجٍ أَي بُعِج بِعُودٍ يُثارُ بِهِ فشُقَّ عُقْرُ النَّارِ وفُتِح؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ: قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ السُّيُوفَ، وَالْبَيْتُ لِعَمْرِو ابن الدَّاخِلِ يَصِفُ سِهَامًا، وأَراد بالبِيضِ سِهاماً، والمَعْنِيُّ بِهَا النصالُ. والظُّبَةُ: حدُّ النَّصْلِ. وعُقْرُ كلِّ شَيْءٍ: أَصله. وعُقْرُ الدَّارِ: أَصلُها، وَقِيلَ: وسطها، وهو مَحلّة للقوم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا غُزِيَ قومٌ فِي عُقرِ دَارِهِمْ إلَّا ذَلُّوا ؛ عقْر الدَّارِ؛ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: أَصلُها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: عُقْرُ دارِ الإِسلام الشامُ أَي أَصله وَمَوْضِعُهُ، كأَنه أَشار بِهِ إِلى وَقْتِ الفِتَن أَي يَكُونُ الشأْم يومئذٍ آمِناً مِنْهَا وأَهلُ الإِسلام بِهِ أَسْلَمُ. قَالَ الأَصمعي: عُقْرُ الدَّارِ أَصلُها فِي لُغَةِ الْحِجَازِ، فأَما أَهل نَجْدٍ فَيَقُولُونَ عَقْر، وَمِنْهُ قِيلَ: العَقَارُ وَهُوَ الْمَنْزِلُ والأَرض والضِّيَاع. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ خَلَطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ عُقْر الدَّارِ وعُقْر الْحَوْضِ وَخَالَفَ فِيهِ الأَئمة، فَلِذَلِكَ أَضربت عَنْ ذِكْرِ مَا قَالَهُ صَفْحًا. وَيُقَالُ: عُقِرَت رَكِيّتُهم إِذا هُدِمت. وَقَالُوا: البُهْمَى عُقْرُ الكلإِ. وعُقَارُ الكلإِ أَي خيارُ مَا يُرْعى مِنْ نَبَاتِ الأَرض ويُعْتَمَد عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ الدَّارِ. وَهَذَا الْبَيْتُ عُقْرُ الْقَصِيدَةِ أَي أَحسنُ أَبياتها. وَهَذِهِ الأَبيات عُقارُ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ أَي خيارُها؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنشدني أَبو مَحْضة قَصِيدَةً وأَنشدني مِنْهَا أَبياتاً فَقَالَ: هَذِهِ الأَبيات عُقَارُ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ أَي خِيارُها. وتَعَقَّرَ شحمُ النَّاقَةِ إِذا اكْتَنَزَ كلُّ موضعٍ مِنْهَا شَحْماً. والعَقْرُ: فَرْجُ مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَا بَيْنَ قَوَائِمِ الْمَائِدَةِ. قَالَ الْخَلِيلُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ أَهل الصَّمّان يَقُولُ: كُلُّ فُرْجة تَكُونُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ

فَهِيَ عَقْرٌ وعُقْر، لُغَتَانِ، ووضَعَ يَدَيْهِ عَلَى قَائِمَتَيِ الْمَائِدَةِ وَنَحْنُ نتغدَّى، فَقَالَ: ما بنيهما عُقْر. والعَقْرُ والعَقارُ: الْمَنْزِلُ والضَّيْعةُ؛ يُقَالُ: مَا لَهُ دارٌ وَلَا عَقارٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالعَقار النخلَ. يُقَالُ لِلنَّخْلِ خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ الْمَالِ: عَقارٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن بَاعَ دَارًا أَو عَقاراً ؛ قَالَ: العَقارُ، بِالْفَتْحِ، الضَّيْعة وَالنَّخْلُ والأَرض وَنَحْوُ ذَلِكَ. والمُعْقِرُ: الرجلُ الْكَثِيرُ العَقار، وَقَدْ أَعْقَر. قَالَتْ أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عِنْدَ خُرُوجِهَا إِلى الْبَصْرَةِ: سَكَّنَ اللَّهُ عُقَيْراكِ فَلَا تُصْحِريها أَي أَسكَنَكِ اللَّهُ بَيْتَك وعقَارَك وسَتَرَكِ فِيهِ فَلَا تُبْرِزيه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمٌ مصغَّر مُشْتَقٌّ مِنْ عُقْرِ الدَّارِ، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسمع بعُقَيْرى إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كأَنها تَصْغِيرُ العَقْرى عَلَى فَعْلى، مِنْ عَقِرَ إِذا بَقِيَ مَكَانَهُ لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يتأَخر فَزِعًا أَو أَسَفاً أَو خَجِلًا، وأَصله مِنْ عَقَرْت بِهِ إِذا أَطَلْتَ حَبْسَه، كأَنك عَقَرْت رَاحِلَتَهُ فَبَقِيَ لَا يَقْدِرُ عَلَى البَراحِ، وأَرادت بِهَا نَفْسَهَا أَي سكِّني نفْسَك الَّتِي حقُّها أَن تَلْزَمَ مَكَانَهَا وَلَا تَبْرُز إِلى الصَّحْرَاءِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى. وعَقَار الْبَيْتِ: متاعُه ونَضَدُه الَّذِي لَا يُبْتَذلُ إِلَّا فِي الأَعْيادِ وَالْحُقُوقِ الْكِبَارِ؛ وَبَيْتٌ حَسَنُ الأَهَرةِ والظَّهَرةِ والعَقارِ، وَقِيلَ: عَقارُ الْمَتَاعِ خيارُه وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ لأَنه لَا يُبْسَطُ فِي الأَعْيادِ والحُقوقِ الْكِبَارِ إِلَّا خيارُه، وَقِيلَ: عَقارُه مَتَاعُهُ ونَضَدُه إِذا كَانَ حَسَنًا كَبِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: بَعَثَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ حِينَ أَسلم النَّاسُ ودَجا الإِسلام فهجَمَ عَلَى بَنِي عَلِيِّ بْنِ جُنْدب بِذَاتِ الشُّقُوق، فأَغارُوا عَلَيْهِمْ وأَخذوا أَموالهم حَتَّى أَحْضَرُوها المدينةَ عِنْدَ نَبِيِّ اللَّهِ، فَقَالَتْ وفُودُ بَنِي العَنْبرِ: أُخِذْنا يَا رسولُ اللَّهِ، مُسْلِمين غَيْرَ مُشْرِكِينَ حِينَ خَضْرَمْنا النَّعَمَ، فَرَدَّ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْهِمْ ذَرارِيَّهم وعَقَار بُيوتهم ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: رَدَّ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَرارِيَّهمْ لأَنه لَمْ يَرَ أَن يَسْبِيهَم إِلَّا عَلَى أَمر صَحِيحٍ وَوَجَدَهُمْ مُقِرّين بالإِسلام، وأَراد بعَقارِ بُيُوتِهِمْ أَراضِيَهم، وَمِنْهُمْ مَنْ غَلَّطَ مَنْ فَسَّرَ عَقارَ بُيُوتِهِمْ بأَراضيهم، وَقَالَ: أَراد أَمْتِعةَ بُيُوتِهِمْ مِنَ الثِّيَابِ والأَدوات. وعَقارُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ. وَيُقَالُ: فِي الْبَيْتِ عَقارٌ حسنٌ أَي مَتَاعٌ وأَداة. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ الْمَالِ العُقْرُ ، قَالَ: هُوَ بِالضَّمِّ، أَصل كُلِّ شَيْءٍ، وَبِالْفَتْحِ أَيضاً، وَقِيلَ: أَراد أَصل مالٍ لَهُ نماءٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للبُهْمَى: عُقْرُ الدَّارِ أَي خيرُ مَا رَعَت الإِبل؛ وأَما قَوْلُ طُفَيْلٍ يَصِفُ هَوَادِجَ الظَّعَائِنِ: عَقَارٌ تَظَلُّ الطَّيرُ تَخْطِفُ زَهْوَه ... وعالَيْن أَعْلاقاً عَلَى كُلِّ مُفْأَم فإِنَّ الأَصمعي رَفَعَ الْعَيْنَ مِنْ قَوْلِهِ عُقار، وَقَالَ: هُوَ مَتَاعُ الْبَيْتِ، وأَبو زَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي رَوياه بِالْفَتْحِ، وَقَدْ مَرَّ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ. وَفِي الصِّحَاحِ والعُقارُ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ أَحمر؛ قَالَ طُفَيْلٌ: عَقَارٌ تَظَلُّ الطَّيْرُ (وأَورد الْبَيْتَ). ابْنُ الأَعرابي: عُقارُ الكلإِ البُهْمى؛ كلُّ دَارٍ لَا يَكُونُ فِيهَا بُهْمى فَلَا خَيْرَ فِي رَعْيِهَا إِلَّا أَن يَكُونَ فِيهَا طَرِيفة، وَهِيَ النَّصِيّ والصِّلِّيان. وَقَالَ مَرَّةً: العُقارُ جَمِيعُ الْيَبِيسِ. وَيُقَالُ: عُقِرَ كلأُ هَذِهِ الأَرض إِذَا أُكِلَ. وَقَدْ أَعْقَرْتُكَ كلأَ موضعِ كَذَا فاعْقِرْه أَي كُلْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقطع حُصَيْنَ بْنَ مُشَمّت نَاحِيَةَ كَذَا وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَن لَا

يَعْقِرَ مَرْعَاهَا أَي لَا يَقْطعَ شَجَرَهَا. وعاقَرَ الشيءَ مُعاقرةً وعِقاراً: لَزِمَه. والعُقَارُ: الْخَمْرُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها عاقَرت العَقل وعاقَرت الدَّنّ أَي لَزِمَتْه؛ يُقَالُ: عاقَرَه إِذا لازَمَه وَدَاوَمَ عَلَيْهِ. وأَصله مِنْ عُقْر الْحَوْضِ. والمُعاقَرةُ: الإِدمان. والمُعاقَرة: إِدْمانُ شُرْبِ الْخَمْرِ. ومُعاقَرةُ الْخَمْرِ: إِدْمانُ شُرْبِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُعاقرُوا أَي لَا تُدْمِنُوا شُرْبَ الْخَمْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الجنةَ مُعاقر خَمْرٍ ؛ هُوَ الَّذِي يُدْمِنُ شُرْبَهَا، قِيلَ: هُوَ مأْخوذ مِنْ عُقْر الْحَوْضِ لأَن الْوَارِدَةَ تُلَازِمُهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ عُقَاراً لأَن أَصحابها يُعاقِرُونها أَي يُلَازِمُونَهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَعْقِرُ شارِبَها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَلْبَثُ أَن تُسكر.، ابْنُ الأَنباري: فُلَانٌ يُعاقِرُ النبيذَ أَي يُداوِمهُ، وأَصله مِنْ عُقْر الْحَوْضِ، وَهُوَ أَصله وَالْمَوْضِعُ الَّذِي تَقُومُ فِيهِ الشَّارِبَةُ، لأَن شَارِبَهَا يُلَازِمُهَا مُلازمةَ الإِبل الواردةِ عُقْرَ الْحَوْضِ حَتَّى تَرْوى. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: مُعاقَرةُ الشَّرَابِ مُغالبَتُه؛ يَقُولُ: أَنا أَقوى عَلَى شُرْبِهِ، فَيُغَالِبُهُ فَيَغْلِبُهُ، فَهَذِهِ المُعاقَرةُ. وعَقِرَ الرجلُ عَقَراً: فجِئَه الرَّوْعُ فدَهشَ فَلَمْ يَقْدِرْ أَن يَتَقَدَّمَ أَو يتأَخر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لمَّا مَاتَ قرأَ أَبو بَكْرٍ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ صَعِدَ إِلى مِنْبره فَخَطَبَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ؛ قَالَ: فعَقِرْت حَتَّى خَرَرتْ إِلى الأَرض ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: فعَقِرْت حَتَّى مَا أَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ ، وَفِي النِّهَايَةِ: فَعقِرْت وأَنا قَائِمٌ حَتَّى وَقَعْتُ إِلَى الأَرض ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ عَقِر وبَعِل وَهُوَ مِثْلُ الدَّهَشِ، وعَقِرْت أَي دَهِشْت. قَالَ ابْنُ الأَثير: العَقَرُ، بِفَتْحَتَيْنِ، أَن تُسْلِمَ الرجلَ قَوائِمُه إِلى الْخَوْفِ فَلَا يَقْدِرُ أَن يَمْشِيَ مِنَ الفَرَق والدَّهَش، وَفِي الصِّحَاحِ؛ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُقَاتِلَ. وأَعْقَرَه غيرُه: أَدْهَشَه. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: أَنه عَقِرَ فِي مَجْلِسِهِ حِينَ أُخْبِر أَن مُحَمَّدًا قُتِل. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا رأَوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَقَطَتْ أَذْقانُهم عَلَى صُدُورِهِمْ وعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ. وظَبْيٌ عَقِيرٌ: دَهِشٌ؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ بَيْتَ المُنَخَّل الْيَشْكُرِيِّ: فلَثَمتُها فتنَفَّسَت، ... كتنَفُّسِ الظَّبْيِ العَقِيرْ والعَقْرُ والعُقْر: القَصْرُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: الْقَصْرُ الْمُتَهَدِّمُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَقِيلَ: البنَاء الْمُرْتَفِعُ. قَالَ الأَزهري: والعَقْرُ الْقَصْرُ الَّذِي يَكُونُ مُعْتَمداً لأَهل الْقَرْيَةِ؛ قَالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يَصِفُ نَاقَتَهُ: كعَقْر الهاجِرِيّ، إِذا ابْتَناه ... بأَشْباهٍ حُذِينَ عَلَى مِثَالِ «3» . وَقِيلَ: العَقْرُ الْقَصْرُ عَلَى أَي حَالٍ كَانَ. والعَقْرُ: غيْمٌ فِي عَرْض السَّمَاءِ. والعَقْرُ: السَّحَابُ الأَبيض، وَقِيلَ: كُلُّ أَبيض عَقْرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: العَقْر غَيْمٌ ينشأُ مِنْ قِبَل الْعَيْنِ فيُغَشِّي عَيْنَ الشَّمْسِ وَمَا حَوَالَيْهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العَقْرُ غَيْمٌ ينشأَ فِي عَرْضِ السَّمَاءِ ثُمَّ يَقْصِد عَلَى حِيَالِه مِنْ غَيْرِ أَن تُبْصِرَه إِذا مَرَّ بِكَ وَلَكِنْ تَسْمَعَ رَعْدَهُ مِنْ بَعِيدٍ؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: وإِذا احْزَأَلَّتْ فِي المُناخِ رأَيْتَها ... كالعَقْرِ، أَفْرَدَها العَماءُ المُمْطِرُ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العَقْرُ فِي هَذَا الْبَيْتِ القصرُ، أَفرده الْعَمَاءُ فَلَمْ يُظلِّلْه وأَضاء لِعَينِ النَّاظِرِ لإِشراق نُورِ

_ (3). قوله: [إِذا ابتناه كذا في الأَصل وياقوت. وفي الصحاح وشارح القاموس إِذا بناه

الشَّمْسِ عَلَيْهِ مِنْ خَلَلِ السَّحَابِ. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العَقْر الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَمَامِ، ولكلٍّ مَقَالٌ لأَن قِطَعَ السَّحَابِ تشبَّه بِالْقُصُورِ. والعَقِيرُ: البَرْق، عَنْ كُرَاعٍ. والعَقّار والعِقّيرُ: مَا يُتَداوى بِهِ مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ. قَالَ الأَزهري: العَقاقِير الأَدْوية الَّتِي يُسْتَمْشى بِهَا. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العَقّارُ والعَقاقِرُ كُلُّ نَبْتٍ يَنْبُتُ مِمَّا فِيهِ شفاءٌ، قَالَ: وَلَا يُسمى شَيْءٌ مِنَ العَقاقِير فُوهاً، يَعْنِي جميع أَفواه الطِّيبِ، إِلا مَا يُشَمُّ وَلَهُ رَائِحَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَقاقِيرُ أُصول الأَدْوِية. والعُقّارُ: عُشْبة تَرْتَفِعُ قَدَرَ نِصْفِ الْقَامَةِ وثمرُه كَالْبَنَادِقِ وَهُوَ مُمِضٌّ البتَّة لَا يأْكله شَيْءٌ، حَتَّى إِنك تَرَى الْكَلْبَ إِذا لابَسَه يَعْوي، وَيُسَمَّى عُقّار ناعِمَةَ؛ وناعِمةُ: امرأَة طَبَخَتْهُ رَجَاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغائِلته فأَكلته فَقَتَلَهَا. والعَقْر وعَقاراء والعَقاراء، كُلُّهَا: مَوَاضِعُ؛ قَالَ حميد ابن ثَوْرٍ يَصِفُ الْخَمْرَ: رَكُودُ الحُمَيّا طَلّةٌ شابَ ماءَها، ... بِهَا مِنْ عَقاراءِ الكُرومِ، ربِيبُ أَراد مِنْ كُرومِ عَقاراء، فَقَدَّمَ وأَخّر؛ قَالَ شَمِرٌ: وَيُرْوَى لَهَا مِنْ عُقارات الْخُمُورِ، قَالَ: والعُقارات الْخُمُورُ. رَبيب: مَن يَرُبُّها فيَمْلِكُها. قَالَ: والعَقْر مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرِ: كَرِهْتُ العَقْرَ، عَقْرَ بَنِي شُلَيْلٍ، ... إِذا هَبَّتْ لِقارِيها الرِّياح والعُقُور، مِثْلُ السُّدُوس، والعُقَير والعَقْر أَيضاً: مَوَاضِعُ؛ قَالَ: ومِنَّا حَبِيبُ العَقْرِ حِينَ يَلُفُّهم، ... كَمَا لَفَّ صِرْدانَ الصَّرِيمة أَخْطَبُ قَالَ: والعُقَيْر قَرْيَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ بِحِذَاءِ هَجَرَ. والعَقْر: مَوْضِعُ بِبَابِلَ قُتِلَ بِهِ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ يَوْمَ العَقْر. والمُعاقَرةُ: المُنافرةُ والسِّبابُ والهِجاء والمُلاعنة، وَبِهِ سمَّى أَبو عبيد كِتَابَ المُعاقرات. ومُعَقِّر: اسْمُ شَاعِرٍ، وَهُوَ مُعَقِّر بْنُ حِمَارٍ البارِقيِّ حَلِيفُ بَنِي نُمَيْرٍ. قَالَ: وَقَدْ سَمَّوْا مُعَقِّراً وعَقّاراً وعُقْرانَ. عقفر: العَنْقَفِير: الدَّاهِيَةُ مِنْ دَوَاهِي الزَّمَانِ؛ يُقَالُ: غُول عَنْقَفِير، وعَقْفَرَتُها دَهاؤها ونُكْرُها، وَالْجَمْعُ العَقافير. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالعَنْقَفِير والسِّلْتِمِ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ، وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَا سَوْداء عَنْقَفِير ؛ العَنْقَفِيرُ: الدَّاهِيَةُ. وعقْفَرَتْه الدَّوَاهِي وعَقْفَرَت عَلَيْهِ حَتَّى تَعَقْفَر أَي صَرَعَتْه وأَهلكته. وَقَدِ اعْقَنْفَرت عَلَيْهِ الدَّوَاهِي، تؤخَّرُ النُّونُ عَنْ مَوْضِعِهَا فِي الْفِعْلِ لأَنها زَائِدَةٌ حَتَّى يَعْتَدِلَ بِهَا تصريفُ الْفِعْلِ. وامرأَة عَنْقَفِيرٌ: سَلِيطة غالبة بالشرّ. عكر: عَكَر عَلَى الشَّيْءِ يَعْكِرُ عَكْراً واعتَكر: كَرَّ وَانْصَرَفَ؛ وَرَجُلٌ عَكَّارٌ فِي الْحَرْبِ عَطَّافٌ كَرَّارٌ، والعَكْرة الكَرّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنتم العَكّارُون لَا الْفَرَّارُونَ أَي الكَرّارون إِلى الحَرْب وَالْعَطَّافُونَ نَحْوَهَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَكّار الَّذِي يُوَلِّي فِي الْحُرُوبِ ثُمَّ يَكُرُّ رَاجِعًا. يُقَالُ: عَكَرَ واعْتَكَر بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وعَكَرْت عَلَيْهِ إِذا حَمَلْت، وعَكَرَ يَعْكِرُ عَكْراً: عطَفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا فَجر بامرأَة عَكْوَرةً أَي عَكَرَ عَلَيْهَا فتَسَنَّمها وغَلَبَها عَلَى نَفْسِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ يَوْمَ أُحُدٍ: فَعَكَرَ عَلَى إِحداهما فنزَعَها فسَقَطَتْ ثَنيَّتُه ثُمَّ عكَرَ عَلَى

الأُخرى فَنَزَعَهَا فَسَقَطَتْ ثنيتُه الأُخرى، يَعْنِي الزِّرَدَتَيْن اللَّتَيْنِ نَشِبَتا فِي وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعَكَرَ بِهِ بَعِيرُه، مِثْلُ عَجَرَ بِهِ، إِذا عَطَفَ بِهِ عَلَى أَهله وغلَبَه. وتعاكَرَ القومُ: اخْتَلَطُوا. واعْتَكَروا فِي الْحَرْبِ: اخْتَلَطُوا. واعْتَكَرَ العَسْكَرُ: رَجَعَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَى عَدِّه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا أَرادُوا أَن يَعُدّوه اعْتَكَرْ واعْتَكَرَ اللَّيْلُ: اشْتَدَّ سَوَادُهُ وَاخْتَلَطَ وَالْتَبَسَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وأَعْسِف الليلَ إِذا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: عَادَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْث أَبا العُرْيان الأَسدي فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فأَنشده: تَقارُبُ المَشْي وسُوءٌ فِي البَصْر، ... وكَثْرةُ النِّسْيان فِيمَا يُدَّكَرْ وقلّةُ النَّوْمِ، إِذا اللّيلُ اعْتَكَرْ، ... وتَرْكِيَ الحَسْناءَ فِي قُبْل الطُّهَرْ واعْتَكَر الظلامُ: اخْتَلَطَ كأَنه كَرَّ بعضُه عَلَى بَعْضٍ مِنْ بُطْء انجلائه. وفي حديث الحرث بْنِ الصِّمّة: وَعَلَيْهِ عَكَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَي جَمَاعَةٌ، وأَصله مِنَ الاعْتِكار وَهُوَ الِازْدِحَامُ وَالْكَثْرَةُ. وَفِي حَدِيثِ عمرو ابن مُرّة: عِنْدَ اعْتِكارِ الضَّرَائِرِ أَي اختلاطِها؛ والضرائرُ: الأُمورُ الْمُخْتَلِفَةُ، أَي عِنْدَ اخْتِلَاطِ الأُمور، وَيُرْوَى: عِنْدَ اعْتِكَالِ الضَّرَائِرِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. واعْتَكَر الْمَطَرُ: اشْتَدَّ وكَثُر. واعْتَكَرت الريحُ: جَاءَتْ بِالْغُبَارِ. واعْتَكر الشَّبابُ: دَامَ وَثَبَتَ حَتَّى يَنْتَهِيَ مُنْتَهَاهُ، واسْبَكَرَّ الشَّبابُ إِذا مَضَى عَنْ وَجْهِهِ وطالَ. وطعامٌ مُعْتَكِرٌ أَي كَثِيرٌ. وتعاكَرَ القومُ: تَشاجَرُوا فِي الْخُصُومَةِ. والعَكَرُ: دُرْدِيُّ كُلِّ شَيْءٍ. وعَكَرُ الشرابِ وَالْمَاءِ وَالدُّهْنِ: آخرُه وخائرُه، وَقَدْ عَكِرَ، وشرابٌ عَكِرٌ. وعَكِرَ الماءُ والنبيذُ عَكَراً إِذا كَدِرَ. وعَكَّرَه وأَعْكَرَه: جَعَلَهُ عَكِراً. وعَكَّرَه وأَعْكَرَه: جَعَلَ فِيهِ العَكَر. ابْنُ الأَعرابي: العَكَرُ الصَّدَأُ عَلَى السَّيْفِ وَغَيْرِهِ؛ وأَنشد لِلْمُفَضَّلِ: فصِرْت كالسَّيْفِ لَا فِرِنْدَ لَهُ، ... وَقَدْ عَلاه الخَبَاطُ والعَكَرُ الخَباطُ: الغُبار. ونَسَق بالعَكَرِ، عَلَى الْهَاءِ «1»، فكأَنه قَالَ: وَقَدْ عَلَاهُ يَعْنِي السيفَ، وعَكّره الغبارُ. قَالَ: وَمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ للخَباط فَقَدْ لَحَنَ لأَن الْعَرَبَ لَا تُقَدِّمُ الْمُكَنَّى عَلَى الظَّاهِرِ، وَقَدْ عَكِرت المِسْرَجةُ، بِالْكَسْرِ، تَعْكَرُ عَكَراً إِذا اجْتَمَعَ فِيهَا الدُّرْدِيُّ. والعَكَرةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: العَكَرة السِّتُّونَ مِنْهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَكَرةُ مَا بَيْنَ الْخَمْسِينَ إِلى الْمِائَةِ. وَقَالَ الأَصمعي: العَكَرةُ الْخَمْسُونَ إِلى السِّتِّينَ إِلى السَبْعِينَ، وَقِيلَ: العَكَرة الكثيرُ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: العَكَرُ مَا فَوْقَ خَمْسِمِائَةٍ مِنَ الإِبل، والعَكرُ جَمْعُ عَكَرة، وَهِيَ الْقَطِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل. يُقَالُ: أَعْكَرَ الرّجلُ إِذا كَانَتْ عِنْدَهُ عَكَرةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ لَهُ عَكَرةٌ فَلَمْ يَذْبَحْ لَهُ شَيْئًا ؛ العَكَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا بَيْنَ الْخَمْسِينَ إِلى السَبْعِينَ إِلى الْمِائَةِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: لَمّا رَأَى نَعْمان حلَّ بِكِرْفِئٍ ... عَكِرٍ، كَمَا لَبَجَ النُّزولَ الأَرْكُبُ جَعَلَ لِلسَّحَابِ عَكَراً كَعَكَرِ الإِبل، وإِنما عَنَى بذلك

_ (1). قوله: [وَنَسَقٌ بِالْعَكَرِ عَلَى الْهَاءِ إلخ] هكذا في الأَصل، وظاهر أنه معطوف على الخباط

قِطَع السَّحَابِ وقَلَعَه، والقطعةُ عَكَرة وعَكْرة. وَرَجُلٌ مُعْكِرٌ: عِنْدَهُ عَكَرة. والعَكَرةُ: أَصل اللِّسَانِ كالعَكَدة، وَجَمْعُهَا عَكَرٌ. والعِكْر، بِالْكَسْرِ: الأَصل مِثْلُ العِتْر، وَرَجَعَ فلانٌ إِلى عِكْرِه؛ قَالَ الأَعشى: لَيَعُودَنْ لِمعَدٍّ عِكْرُها، ... دَلَجُ الليلِ وتَأْخاذُ المِنَحْ وَيُقَالُ: بَاعَ فُلَانٌ عِكْرة أَرضِه أَي أَصلَها، وَفِي الصِّحَاحِ: بَاعَ فُلَانٌ عِكْرَه أَي أَصلَ أَرضه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ، تَناهَى أَهلُ الضَّلَالَةِ قَلِيلًا ثُمَّ عَادُوا إِلى عِكْرِهم عِكْرِ السَّوْءِ أَي أَصل مَذْهَبِهِمُ الرَّدِيءِ وأَعمالهم السُّوءِ. وَمِنْهُ الْمَثَلُ: عَادَتْ لِعِكْرِها لَمِيس؛ وَقِيلَ: العِكْر العادةُ والدَّيْدَنُ؛ وَرُوِيَ عَكَرهم، بِفَتْحَتَيْنِ، ذَهَابًا إِلى الدَّنَسِ والدَّرِن، مِنْ عَكَر الزَّيْتِ، والأَول الْوَجْهُ. والعَكَرْكَرُ: اللَّبَنُ الْغَلِيظُ؛ وأَنشد: فَجَعَّهم باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ، ... غَضّ لَئِيم المُنْتَمى والعُنْصُرِ وعاكِرٌ وعُكَيرٌ ومِعْكَر وعَكَّار: أَسماء. عكبر: العِكْبِرُ: شَيْءٌ تَجِيءُ بِهِ النَّحْل عَلَى أَفخاذها وأَعضادها فَتَجْعَلُهُ فِي الشَّهْدِ مَكَانَ الْعَسَلِ. والعَكابرُ: الذُّكُورُ من اليرابيع. عمر: العَمْر والعُمُر والعُمْر: الْحَيَاةُ. يُقَالُ قَدْ طَالَ عَمْرُه وعُمْرُه، لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، فإِذا أَقسموا فَقَالُوا: لَعَمْرُك فَتَحُوا لَا غَيْرُ، وَالْجَمْعُ أَعْمار. وسُمِّي الرَّجُلُ عَمْراً تَفَاؤُلًا أَن يَبْقَى. وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يَرْفَعُونَهُ بِالِابْتِدَاءِ وَيُضْمِرُونَ الْخَبَرَ كأَنه قَالَ: لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يَمِينِي أَو مَا أَحْلِفُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِمَّا يُجِيزُهُ الْقِيَاسُ غَيْرَ أَن لَمْ يَرِدْ بِهِ الِاسْتِعْمَالُ خَبَرُ العَمْر مِنْ قَوْلِهِمْ: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فَهَذَا مبتدأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ، وأَصله لَوْ أُظهر خَبَرُهُ: لَعَمْرُك مَا أُقْسِمُ بِهِ، فَصَارَ طولُ الْكَلَامِ بِجَوَابِ الْقَسَمِ عِوَضاً مِنَ الْخَبَرِ؛ وَقِيلَ: العَمْرُ هَاهُنَا الدِّينُ؛ وأَيّاً كَانَ فإِنه لَا يُسْتَعْمَلُ فِي القسَم إِلا مَفْتُوحًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ؛ لَمْ يقرأْ إِلا بِالْفَتْحِ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو خِرَاشٍ فِي الطَّيْرِ فَقَالَ: لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً ... عَلَى خالدٍ، لَقَدْ وَقَعْتَ عَلَى لَحْمِ «1» . أَي لَحْمِ شَرِيفٍ كَرِيمٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَعَمْرُكَ أَي لَحَيَاتُكَ. قَالَ: وَمَا حَلَفَ اللَّهُ بِحَيَاةِ أَحد إِلا بِحَيَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: النَّحْوِيُّونَ يُنْكِرُونَ هَذَا وَيَقُولُونَ مَعْنَى لعَمْرُك لَدِينُك الَّذِي تَعْمُر وأَنشد لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلًا، ... عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمِعان؟ قَالَ: عَمْرَك اللهَ عِبَادَتَكَ اللهَ، فَنَصَبَ؛ وأَنشد: عَمْرَكِ اللهَ سَاعَةً، حَدِّثِينا، ... وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا فأَوْقَع الفعلَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ عَمْرَك اللَّهَ. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يُرِيدُ العُمْرَ. وَقَالَ أَهل الْبَصْرَةِ: أَضْمَر لَهُ مَا رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ بِهِ. قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ الأَيْمان يَرْفعها جَوَابَاتُهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَى لَعَمْرُ اللَّهِ وعَمْر اللَّهِ أَحْلِفُ بِبَقَاءِ اللَّهِ ودوامِه؛ قَالَ: وإِذا

_ (1). قوله: [عذرة] هكذا في الأَصل

قُلْتَ عَمْرَك اللهَ فكأَنك قُلْتَ بِتَعْمِيرِك اللَّهَ أَي بإِقرارك لَهُ بِالْبَقَاءِ؛ وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: عَمْرَك اللهَ كَيْفَ يَجْتَمِعَانِ يُرِيدُ: سأَلتُ اللَّهَ أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لَمْ يُرِد الْقَسَمَ بِذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: وَتَدْخُلُ اللَّامُ فِي لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بِهَا بِالِابْتِدَاءِ فَقُلْتَ: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قُلْتَ لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ، نَصَبْتَ الْخَيْرَ وَخَفَضْتَ، فَمَنْ نَصَبَ أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمارةً، فَنَصَبَ الْخَيْرَ بِوُقُوعِ العَمْر عَلَيْهِ؛ ومَن خَفَضَ الْخَيْرَ جَعَلَهُ نَعْتًا لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مِثْلُ نَشَدْتُك اللهَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سأَلت الْفَرَّاءَ لمَ ارْتَفَعَ لَعَمْرُك؟ فَقَالَ: عَلَى إِضمار قَسَمٍ ثَانٍ كأَنه قَالَ وعَمْرِك فلَعَمْرُك عَظِيمٌ، وَكَذَلِكَ لَحياتُك مِثْلُهُ، قَالَ: وصِدْقُه الأَمرُ، وَقَالَ: الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ، كأَنه أَراد: وَاللَّهِ لَيَجْمَعَنَّكُمْ، فأَضمر الْقَسَمَ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ عَمْرَك اللهَ: إِن شِئْتَ جَعَلْتَ نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شِئْتَ نَصَبْتَهُ بِوَاوٍ حَذَفْتَهُ وعَمْرِك «1». اللَّهَ، وإِن شِئْتَ كَانَ عَلَى قَوْلِكَ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك اللَّهَ نَشِيداً ثُمَّ وضعتَ عَمْرَك فِي مَوْضِعِ التَّعْمِير؛ وأَنشد فِيهِ: عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا مَا ذَكَرْتِ لَنَا، ... هَلْ كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟ يُرِيدُ: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قَالَ: وَفِي لُغَةٍ لَهُمْ رَعَمْلُك، يُرِيدُونَ لَعَمْرُك. قَالَ: وَتَقُولُ إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ اللَّهِ، مَرْفُوعَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اشْتَرَى مِنْ أَعرابي حِمْلَ خَبَطٍ فَلَمَّا وَجَبَ الْبَيْعُ قَالَ لَهُ: اخْتَرْ، فَقَالَ لَهُ الأَعرابيّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيْعاً أَي أَسأَلُ اللَّهَ تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك، وبَيِّعاً مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ. وَفِي حَدِيثِ لَقِيط: لَعَمْرُ إِلَهِك ؛ هُوَ قسَم بِبَقَاءِ اللَّهِ ودوامِه. وَقَالُوا: عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كَذَا وأَلا فَعَلْتَ كَذَا وأَلا مَا فَعَلْتَ عَلَى الزِّيَادَةِ، بِالنَّصْبِ، وَهُوَ مِنَ الأَسماء الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ الْمَصَادِرِ الْمَنْصُوبَةِ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ المتروكِ إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيراً فَحُذِفَتْ زِيَادَتُهُ فَجَاءَ عَلَى الْفِعْلِ. وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تَفْعَلَ كَذَا: كأَنك تُحَلِّفه بِاللَّهِ وتسأَله بِطُولِ عُمْرِه؛ قَالَ: عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني ... أَلْوِي عليك، لَوَ أنّ لُبَّكَ يَهْتَدِي الْكِسَائِيُّ: عَمْرَك اللهَ لَا أَفعل ذَلِكَ، نُصِبَ عَلَى مَعْنَى عَمَرْتُك اللهَ أَي سأَلت اللَّهَ أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قَالَ: عَمَّرْتُ اللَّهَ إِيَّاك. قَالَ: وَيُقَالُ إِنه يَمِينٌ بِغَيْرِ وَاوٍ وَقَدْ يَكُونُ عَمْرَ اللهِ، وَهُوَ قَبِيحٌ. وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَراً وعَمارةً وعَمْراً وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، كِلَاهُمَا: عاشَ وَبَقِيَ زَمَانًا طَوِيلًا؛ قَالَ لَبِيدٌ: وعَمَرْتُ حَرْساً قَبْلَ مَجْرَى داحِسٍ، ... لَوْ كَانَ لِلنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ كَلِمَةَ جَرِيرٍ: لَئِنْ عَمِرَتْ تَيْمٌ زَماناً بِغِرّةٍ، ... لَقَدْ حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَطال اللَّهُ عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كَانَا مَصْدَرَيْنِ بِمَعْنًى إِلا أَنه اسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ أَحدُهما وَهُوَ الْمَفْتُوحُ. وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه. وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر

_ (1). قوله: بواو حذفته [وعمرك إِلخ] هكذا في الأَصل

لَهَا قدْراً مَحْدُودًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ ؛ فُسِّرَ عَلَى وَجْهَيْنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر وَلَا يُنْقَص مِنْ عُمُرِه، يُرِيدُ الْآخَرَ غَيْرَ الأَول ثُمَّ كَنَّى بِالْهَاءِ كأَنه الأَول؛ وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ: عِنْدِي دِرْهَمٌ ونصفُه؛ الْمَعْنَى وَنِصْفٌ آخَرُ، فَجَازَ أَن تَقُولَ نَصِفُهُ لأَن لَفْظَ الثَّانِي قَدْ يَظْهَرُ كَلَفْظِ الأَول فكُنِيَ عَنْهُ كَكِنَايَةِ الأَول؛ قَالَ: وَفِيهَا قَوْلٌ آخَرُ: مَا يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَص مِن عُمُرِه، يَقُولُ: إِذا أَتى عَلَيْهِ الليلُ، وَالنَّهَارُ نَقْصًا مِنْ عُمُرِه، وَالْهَاءُ فِي هَذَا الْمَعْنَى للأَول لَا لِغَيْرِهِ لأَن الْمَعْنَى مَا يُطَوَّل وَلَا يُذْهَب مِنْهُ شَيْءٌ إِلا وَهُوَ مُحْصًى فِي كِتَابٍ، وكلٌّ حَسَنٌ، وكأَن الأَول أَشبه بِالصَّوَابِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالثَّانِي قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. والعُمْرَى: مَا تَجْعَلُهُ لِلرَّجُلِ طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُمْرَى أَن يَدْفَعَ الرَّجُلُ إِلى أَخيه دَارًا فَيَقُولُ: هَذِهِ لَكَ عُمُرَك أَو عُمُرِي، أَيُّنا مَاتَ دُفِعَت الدَّارُ إِلى أَهله، وَكَذَلِكَ كَانَ فعلُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه لَهُ عُمُرَه أَو عُمُرِي؛ والعُمْرَى المصدرُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ كالرُّجْعَى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُعْمِرُوا وَلَا تُرْقِبُوا، فَمَنْ أُعْمِرَ دَارًا أَو أُرْقِبَها فَهِيَ لَهُ وَلِوَرَثَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَهِيَ العُمْرَى والرُّقْبَى. يُقَالُ: أَعْمَرْتُه الدَّارَ عمْرَى أَي جَعَلْتُهَا لَهُ يَسْكُنُهَا مُدَّةَ عُمره فإِذا مَاتَ عَادَتْ إِليَّ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فأَبطل ذَلِكَ، وأَعلمهم أَن مَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا أَو أُرْقِبَه فِي حَيَاتَهُ فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ مِن بَعْدَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَعَاضَدَتِ الرِّوَايَاتُ عَلَى ذَلِكَ والفقهاءُ فِيهَا مُخْتَلِفُونَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ وَيَجْعَلُهَا تَمْلِيكًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا كَالْعَارِيَةِ ويتأَول الْحَدِيثَ. قَالَ الأَزهري: والرُّقْبى أَن يَقُولَ الَّذِي أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قَبْلِي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَكَ. وأَصل العُمْرَى مأَخوذ مِنَ العُمْر وأَصل الرُّقْبَى مِنَ المُراقبة، فأَبطل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذِهِ الشُّرُوطَ وأَمْضَى الْهِبَةَ؛ قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصل لِكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِبَة فَشَرَطَ فِيهَا شرطاً بعد ما قَبَضَهَا الْمَوْهُوبُ لَهُ أَن الْهِبَةَ جَائِزَةٌ وَالشَّرْطَ بَاطِلٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَعْمَرْتُه دَارًا أَو أَرضاً أَو إِبِلًا؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَمَا البِرّ إِلَّا مُضْمَراتٌ مِنَ التُقَى، ... وَمَا المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ وَمَا المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ، ... وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ أَي مَا البِرُّ إِلا مَا تُضْمره وَتُخْفِيهِ فِي صَدْرِكَ. وَيُقَالُ: لَكَ فِي هَذِهِ الدَّارِ عُمْرَى حَتَّى تَمُوتَ. وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نُسِبَ إِلى العُمْر، وَقِيلَ: هُوَ العُبْرِيّ مِنَ السِّدْرِ، وَالْمِيمُ بَدَلٌ. الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ مِنَ السِّدْر الْقَدِيمِ، عَلَى نَهْرٍ كَانَ أَو غَيْرِهِ، قَالَ: والضّالُ الحديثُ مِنْهُ؛ وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي، ... ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيّاً وَضَالَا «2» . وَقَالَ: الظِّبَاءُ لَا تَكْنِس بِالسِّدْرِ النَّابِتِ عَلَى الأَنهار. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَباً قَالَ الرَّاوِي «3» لِحَدِيثِهِمَا. مَا رأَيت حَرْباً بَيْنَ رَجُلَيْنِ قَطُّ قَبْلَهُمَا مثلَهما، قَامَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ عِنْدَ شَجَرَةٍ عُمْرِيَّة، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يلوذ بها من

_ (2). قوله: [إِذا تجوفت] كذا بالأَصل هنا بالجيم، وتقدم لنا في مادة عبر بالخاء وهو بالخاء في هامش النهاية وشارح القاموس (3). قوله: [قال الراوي] بهامش الأَصل ما نصه قلت راوي هذا الحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنصاري كما قاله الصاغاني كتبه محمد مرتضى

صَاحِبِهِ، فإِذا اسْتَتَرَ مِنْهَا بِشَيْءٍ خَذَم صاحبُه مَا يَلِيه حَتَّى يَخْلُصَ إِليه، فَمَا زَالَا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهَا غُصْن وأَفضى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الشَّجَرَةُ العُمْريَّة هِيَ الْعَظِيمَةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي أَتى عَلَيْهَا عُمْرٌ طَوِيلٌ. يُقَالُ لِلسِّدْرِ الْعَظِيمِ النَّابِتِ عَلَى الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ عَلَى التَّعَاقُبِ. وَيُقَالُ: عَمَر اللهُ بِكَ منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلًا. وَمَكَانٌ عامِرٌ: ذُو عِمَارةٍ. وَمَكَانٌ عَمِيرٌ: عامِرٌ. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف. وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وَجَدْتُهَا عَامِرَةً. وثوبٌ عَمِيرٌ أَي صَفِيق. وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فَهُوَ عامِرٌ أَي مَعْمورٌ، مِثْلُ دافقٍ أَي مَدْفُوقٌ، وَعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ أَي مَرْضِيّة. وعَمَر الرجلُ مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُموراً وعُمْراناً: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لأَبي نُخَيْلَةَ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: أَدامَ لَهَا العَصْرَيْنِ رَيّاً، وَلَمْ يَكُنْ ... كَمَا ضَنَّ عَنْ عُمْرانِها بِالدَّرَاهِمِ وَيُقَالُ: عَمِرَ فُلَانٌ يَعْمَر إِذا كَبِرَ. وَيُقَالُ لِسَاكِنِ الدَّارِ: عامِرٌ، وَالْجَمْعُ عُمّار. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِإِزَاءِ الْكَعْبَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلف مَلَكٍ يَخْرُجُونَ مِنْهُ وَلَا يَعُودُونَ إِليه. والمَعْمورُ: المخدومُ. وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خَدَمْتُهُ. وعَمَر المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَره فِيهِ: جَعَلَهُ يَعْمُره. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها ؛ أَي أَذِن لَكُمْ فِي عِمارتها واستخراجِ قومِكم مِنْهَا وجعَلَكم عُمَّارَها. والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الْوَاسِعُ مِنْ جِهَةِ الْمَاءِ والكلإِ الَّذِي يُقامُ فِيهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: يَا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعُ: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يَبْغِينَ لَكَ منزلًا، كقوله تعالى: يَبْغُونَها عِوَجاً*؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ: فرأَيتُ مَا فِيهِ فثُمَّ رُزِئْتُه، ... فبَقِيت بَعْدَك غيرَ رَاضِي المَعْمَرِ وَالْفَاءُ هُنَاكَ فِي قَوْلِهِ: فثُمَّ رُزِئته، زَائِدَةٌ وَقَدْ زِيدَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ؛ مِنْهَا بَيْتُ الْكِتَابِ: لَا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، ... فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذَلِكَ فاجْزَعِي فَالْفَاءُ الثَّانِيَةُ هِيَ الزَّائِدَةُ لَا تَكُونُ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةَ، وَذَلِكَ لأَن الظَّرْفَ مَعْمُولُ اجْزَع فَلَوْ كَانَتِ الْفَاءُ الثَّانِيَةُ هِيَ جَوَابَ الشَّرْطِ لَمَا جَازَ تَعَلُّقُ الظَّرْفِ بِقَوْلِهِ اجْزَعْ، لأَن مَا بعد هذا الْفَاءِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا، فإِذا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَالْفَاءُ الأُولى هِيَ جَوَابُ الشَّرْطِ وَالثَّانِيَةُ هِيَ الزَّائِدَةُ. وَيُقَالُ: أَتَيْتُ أَرضَ بَنِي فُلَانٍ فأَعْمَرْتُها أَي وَجَدْتُهَا عامِرةً. والعِمَارةُ: مَا يُعْمَر بِهِ الْمَكَانُ. والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة. وأَعْمَرَ عَلَيْهِ: أَغناه. والعُمْرة: طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والعُمْرة فِي الْحَجِّ: مَعْرُوفَةٌ، وَقَدِ اعْتَمر، وأَصله مِنَ الزِّيَارَةِ، وَالْجَمْعُ العُمَر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى العُمْرة فِي الْعَمَلِ الطوافُ بِالْبَيْتِ والسعيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَقَطْ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَجِّ والعُمْرةِ أَن العُمْرة تَكُونُ للإِنسان فِي السَّنَة كُلِّهَا وَالْحَجُّ وَقْتٌ وَاحِدٌ فِي السَّنَةِ؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يُحْرَمَ بِهِ إِلا فِي أَشهر الْحَجِّ شَوَّالٍ وَذِي الْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وتمامُ العُمْرة أَن يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَيَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالْحَجُّ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ

الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ يومَ عَرَفَةَ. والعُمْرة: مأَخوذة مِنَ الاعْتِمار، وَهُوَ الزِّيَارَةُ، وَمَعْنَى اعْتَمر فِي قَصْدِ الْبَيْتِ أَنه إِنما خُصَّ بِهَذَا لأَنه قَصَدَ بِعَمَلٍ فِي مَوْضِعٍ عَامِرٍ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للمُحْرِم بالعُمْرةِ: مُعْتَمِرٌ، وَقَالَ كُرَاعٌ: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بِالْمَصْدَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَهُوَ الزِّيَارَةُ وَالْقَصْدُ، وَهُوَ فِي الشَّرْعِ زِيَارَةُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ بِالشُّرُوطِ الْمَخْصُوصَةِ الْمَعْرُوفَةِ. وَفِي حَدِيثِ الأَسود قَالَ: خَرَجْنَا عُمّاراً فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ؛ فَقَالَ: أَحَلَقْتم الشَّعَث وَقَضَيْتُمُ التَّفَثَ عُمّاراً؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَمْ يَجِئْ فِيمَا أَعلم عَمَر بِمَعْنَى اعْتَمَر، وَلَكِنْ عَمَر اللهَ إِذا عَبَدَهُ، وعَمَر فلانٌ رَكْعَتَيْنِ إِذا صَلَّاهُمَا، وَهُوَ يَعْمُر ربَّه أَي يُصَلِّي وَيَصُومُ. والعَمَار والعَمَارة: كُلُّ شَيْءٍ عَلَى الرأْس مِنْ عِمَامَةٍ أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدِ اعْتَمَر أَي تَعَمَّمَ بِالْعِمَامَةِ، وَيُقَالُ للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى، ... سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا أَي وَضَعْنَاهُ من رؤوسنا إِعْظاماً لَهُ. واعْتَمرة أَي زارَه؛ يُقَالُ: أَتانا فُلَانٌ مُعْتَمِراً أَي زَائِرًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَعشى بَاهِلَةَ: وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُّهمُ، ... وراكِبٌ، جَاءَ مِنْ تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ قَالَ الأَصمعي: مُعْتَمِر زَائِرٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مُتَعَمِّمٌ بِالْعِمَامَةِ؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، ... كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ فِيهِ قَوْلَانِ: قَالَ الأَصمعي: إِذا انْجلى لَهُمُ السحابُ عَنِ الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رَفَعُوا أَصواتهم بِالتَّكْبِيرِ كَمَا يُهِلّ الرَّاكِبُ الَّذِي يُرِيدُ عُمْرَةَ الْحَجِّ لأَنهم كَانُوا يَهْتَدُونَ بالفَرْقَد، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُرِيدُ أَنهم فِي مَفَازَةٍ بَعِيدَةٍ مِنَ الْمِيَاهِ فإِذا رأَوْا فَرْقَدًا، وَهُوَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ، أَهلّوا أَي كَبَّرُوا لأَنهم قَدْ عَلِمُوا أَنهم قَدْ قَرُبُوا مِنَ الْمَاءِ. وَيُقَالُ للاعْتِمار: الْقَصْدُ. واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وَقَصَدَ لَهُ: قَالَ الْعَجَّاجُ: لَقَدْ غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حِينَ اعْتَمَرْ، ... مَغْزًى بَعِيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ الْمَعْنَى: حِينَ قَصَدَ مَغْزًى بَعِيدًا. وضبَرَ: جَمعَ قَوَائِمَهُ ليَثِبَ. والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته فِي أَهلها، فإِن نَقَلَهَا إِلى أَهله فَذَلِكَ العُرْس؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والعَمَارُ: الآسُ، وَقِيلَ: كُلُّ رَيْحانٍ عَمَارٌ. والعَمّارُ: الطَّيِّب الثَّنَاءِ الطَّيِّب الرَّوَائِحِ، مأْخوذ مِنَ العَمَار، وَهُوَ الْآسُ. والعِمَارة والعَمارة: التَّحِيَّةُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِ الأَعشى [وَرَفَعْنَا الْعَمَّارَا] أَي رَفَعْنَا لَهُ أَصواتنا بِالدُّعَاءِ وَقُلْنَا عمَّرك اللَّهُ وَقِيلَ: العَمَارُ هَاهُنَا الرَّيْحَانُ يُزَيَّنُ بِهِ مَجْلِسُ الشَّرَابِ، وَتُسَمِّيهِ الفُرْس ميُوران، فإِذا دَخَلَ عَلَيْهِمْ دَاخِلٌ رَفَعُوا شَيْئًا مِنْهُ بأَيديهم وحيَّوْه بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده [ووَضَعْنا العَمارا] فَالَّذِي يَرْوِيهِ وَرَفَعْنَا العَمَارا، هُوَ الرَّيْحَانُ أَو الدُّعَاءُ أَي اسْتَقْبَلْنَاهُ بِالرَّيْحَانِ أَو الدُّعَاءِ لَهُ، وَالَّذِي يَرْوِيهِ [وَوَضَعْنَا الْعَمَارَا] هُوَ العِمَامة؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَمّرَك اللهُ وَحَيَّاكَ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ وَقِيلَ: العَمارُ هُنَا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كَمَا تَفْعَلُ الْعَجَمُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. وَرَجُلٌ عَمّارٌ: مُوَقًّى مَسْتُورٌ مأْخوذ مِنَ العَمَر،

وَهُوَ الْمِنْدِيلُ أَو غَيْرُهُ، تُغَطِّي بِهِ الْحُرَّةُ رأْسها. حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: إِن العَمَرَ أَن لَا يَكُونَ للحُرّة خِمار وَلَا صَوْقَعة تُغطّي بِهِ رأْسها فَتُدْخِلُ رأْسها فِي كُمِّهَا؛ وأَنشد: قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لِرَبِّهِ أَي عابدٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: تَرَكْتُهُ يَعمرُ ربَّه أَي يَعْبُدُهُ يُصَلِّي وَيَصُومُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَجُلٌ عَمّار إِذا كَانَ كثيرَ الصَّلَاةِ كَثِيرَ الصِّيَامِ. وَرَجُلٌ عَمّار، وَهُوَ الرَّجُلُ الْقَوِيُّ الإِيمان الثَّابِتُ فِي أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ: مأْخوذ مِنَ العَمِير، وَهُوَ الثَّوْبُ الصَّفِيقُ النسجِ القويُّ الغزلِ الصَّبُورُ عَلَى الْعَمَلِ، قَالَ: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ لِلْجَمَاعَةِ الحَدِبُ عَلَى السُّلْطَانِ، مأْخوذ مِنَ العَمارةِ، وَهِيَ الْعِمَامَةُ، وعَمّارٌ مأْخوذ مِنَ العَمْر، وَهُوَ الْبَقَاءُ، فَيَكُونُ بَاقِيًا فِي إِيمانه وَطَاعَتِهِ وَقَائِمًا بالأَمر وَالنَّهْيِ إِلى أَن يَمُوتَ. قَالَ: وعَمّارٌ الرَّجُلُ يَجْمَعُ أَهل بَيْتِهِ وأَصحابه عَلَى أَدَبِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ مِنَ العَمَرات، وَهِيَ اللُّحُمَاتُ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ اللَّحْي، وَهِيَ النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هَذَا كُلُّهُ مَحْكِيٌّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. اللِّحْيَانِيُّ: سَمِعْتُ العامِريّة تَقُولُ فِي كَلَامِهَا: تَرَكْتُهُمْ سامِراً بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وعامِراً؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: فسأَلت مُصْعَبًا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: مُقِيمِينَ مُجْتَمِعِينَ. والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر مِنَ الْقَبِيلَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الحيُّ الْعَظِيمُ الَّذِي يَقُومُ بِنَفْسِهِ، يَنْفَرِدُ بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وَهِيَ مِنَ الإِنسان الصَّدْرُ، سُمِّي الحيُّ الْعَظِيمُ عِمَارة بعِمارة الصَّدْرِ، وَجَمْعُهَا عَمَائِرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى ... لَنَا، حَتَّى يُجاوزَها دَليل قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَمَارة الْقَبِيلَةُ وَالْعَشِيرَةُ؛ قَالَ التَّغْلَبِيُّ: لِكُلِّ أُناسٍ مِنْ مَعَدٍّ عَمارةٍ ... عَرُوضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ وعَمارة خُفِضَ عَلَى أَنه بَدَلٌ مِنْ أُناس. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَتَبَ لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كِتَابًا ؛ العَمَائرُ: جَمْعُ عِمَارَةٍ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فَمَنْ فَتَحَ فَلالْتفاف بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ كالعَمارة العِمامةِ، وَمَنْ كَسَرَ فلأَن بِهِمْ عِمارةَ الأَرض، وَهِيَ فَوْقَ البَطْن مِنَ الْقَبَائِلِ، أَولها الشَّعْب ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ العِمارة ثُمَّ البَطْن ثُمَّ الفَخْذ. والعَمْرة: الشَّذْرة مِنَ الْخَرَزِ يُفَصَّلُ بِهَا النَّظْمُ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة عَمْرة؛ قَالَ: وعَمْرة مِن سَرَوات النساءِ، ... يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها وَقِيلَ: العَمْرة خَرَزَةُ الحُبّ. والعَمْر: الشَّنْف، وَقِيلَ: العَمْر حَلْقَةُ الْقُرْطِ الْعُلْيَا والخَوْقُ حَلْقَةُ أَسفل الْقُرْطِ. والعَمَّار: الزَّيْن فِي الْمَجَالِسِ، مأْخوذ مِنَ العَمْر، وَهُوَ الْقُرْطُ. والعَمْر: لَحْمٌ مِنَ اللِّثَة سَائِلٌ بَيْنَ كُلِّ سِنَّيْن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوْصاني جِبْرِيل بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمورِي ؛ العُمُور: مَنَابِتُ الأَسنان وَاللَّحْمُ الَّذِي بَيْنَ مَغارِسها، الْوَاحِدُ عَمْر، بِالْفَتْحِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُضَمُّ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ، ... وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ وَالْجَمْعُ عُمور، وَقِيلَ: كُلُّ مُسْتَطِيلٍ بَيْنَ سِنَّيْنِ عَمْر. وَقَدْ قِيلَ: إِنه أَراد العُمْر. وَجَاءَ فُلَانٌ عَمْراً

أَي بَطِيئًا؛ كَذَا ثَبَتَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ، وَتَبِعَ أَبا عُبَيْدٍ كُرَاعٌ، وَفِي بَعْضِهَا: عَصْراً. اللِّحْيَانِيُّ: دارٌ مَعْمورة يَسْكُنُهَا الْجِنُّ، وعُمَّارُ الْبُيُوتِ: سُكّانُها مِنَ الْجِنِّ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الْحَيَّاتِ: إِنّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوامِرَ فإِذا رأَيتم مِنْهَا شَيْئًا فحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا ؛ العَوامِرُ: الْحَيَّاتُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، وَاحِدُهَا عامِرٌ وَعَامِرَةٌ، قِيلَ: سُمِّيَتْ عَوامِرَ لِطُولِ أَعمارها. والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يُقَالُ: تَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ وجَلبة. والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان «1». والعُمَيْمِرتان: عَظْمَانِ صَغِيرَانِ فِي أَصل اللِّسَانِ. واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ وصغارُ الضأْن، وَاحِدُهَا يَعْمور؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ الطَّائِيُّ: تَرَى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلًا، ... مِثْلَ الذَّمِيم عَلَى قَرْم اليَعامِير أَي يَنْسُل اللَّبَنَ مِنْهَا كأَنه الذَّمِيمُ الَّذِي يَذِمّ مِنَ الأَنف. قَالَ الأَزهري: وَجَعَلَ قُطْرُبٌ اليَعامِيرَ شَجَرًا، وَهُوَ خطأٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واليَعْمورة شَجَرَةٌ، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل. والعُمْرُ: ضربٌ مِنَ النَّخْلِ، وَقِيلَ: مِنَ التَّمْرِ. والعُمور: نخلُ السُّكَّر «2». خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ العُمُر، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَالَ مُرَّةً: هِيَ العَمْر، بِالْفَتْحِ، وَاحِدَتُهَا عَمْرة، وَهِيَ طِوال سُحُقٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَمْرُ والعُمْرُ نَخْلُ السُّكّر، وَالضَّمُّ أَعلى اللُّغَتَيْنِ. والعَمْرِيّ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ أَنه قَالَ: العَمْر ضَرْبٌ مِنَ النَّخِيلِ، وَهُوَ السَّحُوق الطَّوِيلُ، ثُمَّ قال: غلظ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ العَمْر، والعَمْرُ نَخْلُ السُّكَّر، يُقَالُ لَهُ العُمُر، وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهل الْبَحْرِينِ؛ وأَنشد الرِّيَاشِيُّ فِي صِفَةِ حَائِطِ نخل: أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، ... مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه، بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ والتَّعْضوض: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ سِرِّيّ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ تُمْران هجَر، أَسود عَذْبُ الْحَلَاوَةِ. والعُمُر: نَخْلُ السُّكّر، سَحُوقًا أَو غَيْرَ سَحُوقٍ. قال: وكان الخليل ابن أَحمد مِنْ أَعلم النَّاسِ بِالنَّخِيلِ وأَلوانِه وَلَوْ كَانَ الكتابُ مِن تأْليفه مَا فَسَّرَ العُمُرَ هَذَا التَّفْسِيرَ، قَالَ: وَقَدْ أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما مِنْ صِغَارِ النَّخْلِ وعَيدانِها وجَبّارها، وَلَوْلَا المشاهدةُ لَكُنْتُ أَحد الْمُغْتَرِّينَ بِاللَّيْثِ وخليلِه وَهُوَ لِسَانُهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا قَالَ بِالْعَيْنِ. والعَمَرانِ: طَرَفَا الكُمّين؛ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ عَلَى عَمَرَيْهِ ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ، التَّفْسِيرُ لِابْنِ عَرَفَةَ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَغَيْرُهُ. وعَمِيرة: أَبو بَطْنٍ وَزَعَمَهَا سِيبَوَيْهِ فِي كلْب، النسبُ إِليه عَمِيرِيّ شَاذٌّ، وعَمْرو: اسْمُ رَجُلٍ يُكْتَبُ بِالْوَاوِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَر وتُسْقِطها فِي النَّصْبِ لأَن الأَلف تَخْلُفُهَا، وَالْجَمْعُ أَعْمُرٌ وعُمور؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَفْتَخِرُ بأَبيه وأَجداده: وشَيَّدَ لِي زُرارةُ باذِخاتٍ، ... وعَمرو الْخَيْرِ إِن ذُكِرَ العُمورُ

_ (1). قوله: [العمرتان] هو بتشديد الميم في الأَصل الذي بيدنا، وفي القاموس بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وصوب شارحه تشديد الميم نقلًا عن الصاغاني (2). قوله: [السكر] هو ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ جَيِّدٌ

الباذِخاتُ: الْمَرَاتِبُ الْعَالِيَاتُ فِي الشَّرَفِ وَالْمَجْدِ. وعامِرٌ: اسْمٌ، وَقَدْ يُسَمَّى بِهِ الْحَيُّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ فِي الْحَيِّ: فَلَمَّا لَحِقنا وَالْجِيَادَ عشِيّة، ... دَعَوْا: يَا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَمِمَّنْ ولَدُوا عامِرُ ... ذُو الطُّول وَذُو العَرْض فإِن أَبا إِسحق قَالَ: عَامِرُ هُنَا اسْمٌ لِلْقَبِيلَةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْهُ، وَقَالَ ذُو وَلَمْ يَقُلْ ذَاتٌ لأَنه حَمَلَهُ عَلَى اللَّفْظِ، كَقَوْلِ الْآخَرِ: قامَتْ تُبَكِّيه عَلَى قَبْرِه: ... مَنْ ليَ مِن بَعدِك يَا عامِرُ؟ تَرَكْتَني فِي الدَّارِ ذَا غُرْبةٍ، ... قَدْ ذَلَّ مَن لَيْسَ لَهُ ناصِرُ أَي ذَاتِ غُرْبة فَذَكَّرَ عَلَى مَعْنَى الشَّخْصِ، وإِنما أَنشدنا الْبَيْتَ الأَول لِتَعْلَمَ أَن قَائِلَ هَذَا امرأَة وعُمَر وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنْهُ فِي حَالِ التَّسْمِيَةِ لأَنه لَوْ عَدَلَ عَنْهُ فِي حَالِ الصِّفَةِ لَقِيلَ العُمَر يُراد العامِر. وعامِرٌ: أَبو قَبِيلَةَ، وَهُوَ عامرُ بْنِ صَعْصَعَة بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ. وعُمَير وعُوَيْمِر وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كُلُّهَا: أَسماء؛ وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ: أَحَوْليَ تَنْفُضُ اسْتُك مِذْرَوَيْها ... لِتَقْتُلَني؟ فَهَا أَنا ذَا عُمارا هُوَ تَرْخِيمُ عُمارة لأَنه يَهْجُو بِهِ عُمارةَ بْنَ زِيَادٍ الْعَبْسِيَّ. وعُمارةُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ بِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ: أَدِيبٌ جِدًّا. والعَمْرانِ: عَمْرو بْنُ جَابِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عُقَيْل بْنِ سُمَيّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزارة، وبَدْر بْنُ عَمْرِو بْنِ جُؤيّة بْنِ لَوْذان بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنُ عَدِيِّ بْنِ فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لقُراد بْنِ حَبَشٍ الصَّارِدِيِّ يَذْكُرُهُمَا: إِذا اجْتَمَعَ العَمْران: عَمْرو بنُ جَابِرٍ ... وبَدْرُ بْنُ عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما، ... جَمِيعاً قِماءً كَارِهِينَ وطُوَّعا والعامِرانِ: عامِرُ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَهُوَ أَبو بَرَاءٍ مُلاعِب الأَسِنَّة، وَعَامِرُ بْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَهُوَ أَبو عَلِيٍّ. والعُمَران: أَبو بَكْرٍ وعُمَر، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَقِيلَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ مُعاذٌ الهَرَّاء: لَقَدْ قِيلَ سِيرةُ العُمَرَيْنِ قَبْلَ خِلَافَةِ عُمَر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لأَنهم قَالُوا لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قَالَ الأَزهري: العُمَران أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الِاسْمَيْنِ، قَالَ: فإِن قِيلَ كَيْفَ بُدِئ بِعُمَر قَبْلَ أَبي بَكْرٍ وَهُوَ قَبْلَهُ وَهُوَ أَفضل مِنْهُ، فإِن الْعَرَبَ تَفْعَلُ هَذَا يبدأُون بالأَخسّ، يَقُولُونَ: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وَعَامِرٌ وَلَمْ يَتْرُكْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: هَذَا الْكَلَامُ مِنَ الأَزهري فِيهِ افْتِئات عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: إِن العرب يبدأُون بالأَخس وَلَقَدْ كَانَ لَهُ غُنية عَنْ إِطلاق هَذَا اللَّفْظِ الَّذِي لَا يَلِيقُ بِجَلَالَةِ هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُتَشَرِّفِ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ الْكَرِيمَيْنِ فِي مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ قَوْلُهُ غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الِاسْمَيْنِ يَكْفِيهِ وَلَا يَتَعَرَّضُ إِلى هُجْنة هَذِهِ الْعِبَارَةِ، وَحَيْثُ اضْطَرَّ إِلى مِثْلِ ذَلِكَ وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حُجَّةٍ أُخرى فَلَقَدْ كَانَ قِيادُ الأَلفاظ بِيَدِهِ وَكَانَ يُمْكِنُهُ أَن يَقُولَ إِن الْعَرَبَ يُقَدِّمُونَ الْمَفْضُولَ أَو يُؤَخِّرُونَ الأَفضل أَو الأَشرف أَو

يبدأُون بِالْمَشْرُوفِ، وأَما أَفعل عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ فإِن إِتيانه بِهَا دَلَّ عَلَى قِلَّةِ مُبَالَاتِهِ بِمَا يُطْلِقه مِنَ الأَلفاظ فِي حَقِّ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وإِن كَانَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَفضل فَلَا يُقَالُ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخسّ، عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ. وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ: أَنه سُئِلَ عَنْ عِتْق أُمهات الأَولاد فَقَالَ: قَضَى العُمَران فَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الخُلَفاء بِعِتْقِ أُمّهات الأَولاد ؛ فَفِي قَوْلِ قَتَادَةَ العُمَران فَمَا بَيْنَهُمَا أَنه عُمر بْنُ الْخَطَّابِ وعُمَر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ لأَنه لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَبي بَكْرٍ وعُمَر خليفةٌ. وعَمْرَوَيْهِ: اسْمٌ أَعجمي مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما عَمْرَوَيْه فإِنه زَعَمَ أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ مِنَ الأَسماء الأَعجمية وأَلزموا آخِرَهُ شَيْئًا لَمْ يَلْزَمِ الأَعْجميّة، فَكَمَا تَرَكُوا صَرْفَ الأَعجمية جَعَلُوا ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الصَّوْتِ، لأَنهم رَأَوْه قَدْ جَمَعَ أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل وأَشباهه وَجَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ غاقٍ مُنَوَّنَةٍ مَكْسُورَةٍ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِن نَكَّرْتَه نَوَّنْتُ فَقُلْتَ مَرَرْتُ بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخَرَ، وَقَالَ: عَمْرَوَيْه شَيْئَانِ جُعِلَا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ سِيبَوَيْهِ ونَفْطَوَيْه، وَذَكَرَ الْمُبَرِّدُ فِي تَثْنِيَتِهِ وَجَمْعِهِ العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وَذَكَرَ غَيْرُهُ أَن مَنْ قَالَ هَذَا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثَنَّاهُ وَجَمَعَهُ، وَلَمْ يَشْرُطْهُ الْمُبَرِّدُ. وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَر العَدْوانيّ: لَا يَنْصَرِفُ يَعْمَر لأَنه مِثْلُ يَذْهَب. ويَعْمَر الشُّدّاخ [الشِّدّاخ]: أَحد حُكّام الْعَرَبِ. وأَبو عَمْرة: رسولُ الْمُخْتَارِ «3». وَكَانَ إِذا نَزَلَ بِقَوْمٍ حَلَّ بِهِمُ الْبَلَاءُ مِنَ الْقَتْلِ وَالْحَرْبِ وَكَانَ يُتَشاءم بِهِ. وأَبو عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قَالَ: إِن أَبا عَمْرة شرُّ جَارِ وَقَالَ: حَلَّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو عَمْرة: كُنْيَةُ الْجُوعِ. والعُمُور: حيٌّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: جَعَلْنَا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً ... لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما شَنٌّ: مِنْ قَيْسٍ أَيضاً. والأَضْجَم: ضُبَيْعة بْنُ قَيْسِ ابن ثَعْلَبَةَ. وَبَنُو عَمْرِو بْنِ الحرث: حَيٌّ؛ وَقَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ أَنس الْهُذَلِيِّ: لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم، ... وَلَنْ تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا قِيلَ: مَعْنَى مَن تَعَمَّر انْتَسَبَ إِلى بَنِي عَمْرِو بن الحرث، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَنْ جَاءَ العُمْرة. واليَعْمَريّة: مَاءٌ لَبَنِي ثَعْلَبَةَ بوادٍ مِنْ بَطْنِ نَخْلٍ مِنَ الشَّرَبّة. واليَعامِيرُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ: يَقُولُونَ لَمَّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم: ... لَكَ الأُمُّ مِمَّا باليَعامِير والأَبُ «4» . وأَبو عُمَيْر: كُنْيَةُ الفَرْج. وأُمُّ عَمْرو وأُم عَامِرٍ، الأُولى نَادِرَةٌ: الضبُعُ مَعْرُوفَةٌ لأَنه اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ النَّوْعُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى، ... مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى وَقَالَ الشَّنْفَرَى: لَا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم ... عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَبْشِري، أُمَّ عَامِرِ يُقَالُ لِلضَّبُعِ أُمّ عَامِرٍ كأَن وَلَدَهَا عَامِرٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص، ... بِهِ عامِرٌ وبه فُرْعُلُ

_ (3). قوله: [المختار] أَي ابن أبي عبيد كما في شرح القاموس (4). هذا الشطر مختل الوزن ويصح إِذا وضع [فيه] مكان [لغدٍ] هذا إِذا كان اليعامير مذكراً، وهو مذكور في شعر سابق ليعود إِليه ضمير فيه

وَمِنْ أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عَامِرٍ، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ لَهُ حَتَّى يكْعَمها ثُمَّ يَجُرَّهَا وَيَسْتَخْرِجَهَا. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعد ما تَدْخُلُهُ لِئَلَّا تَرَى الضَّوْءَ فَتَحْمِلُ الضبعُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لَهَا هَذَا الْقَوْلَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُخْدع بِلِينِ الكلام. عمبر: ذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ عَنْبَرٍ: حَكَى سِيبَوَيْهِ عَمْبر، بِالْمِيمِ عَلَى الْبَدَلِ، قَالَ: فَلَا أَدري أَيّ عنبر عنى: أالعلم أَم أَحد الأَجناس الْمَذْكُورَةِ فِي عَنْبَرٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها فِي جَمِيعِهَا مَقُولَةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. عنبر: العَنْبر: مِنَ الطِّيبِ مَعْرُوفٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سُئِلَ عَنْ زَكَاةِ الْعَنْبَرِ فَقَالَ: إِنما هُوَ شَيْءٌ دَسَره البحرُ ، هو هَذَا الطِّيبُ الْمَعْرُوفُ، وَجَمَعَهُ ابْنُ جِنِّي عَلَى عَنابِر، فلا أَدري أَحفظ لك أَم قَالَهُ ليُرِينَا النُّونَ مُتَحَرِّكَةً، وَإِنْ لَمْ يُسْمَعْ عَنابِر، والعَنْبَر: الزَّعْفَرَانُ وَقِيلَ الوَرْس، والعَنْبَرُ: التُّرْسُ، وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُتَّخَذُ مِنْ جِلْدِ سَمَكَةٍ بَحْرِيَّةٍ يُقَالُ لَهَا العَنْبَر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعث سَريَّة إِلى نَاحِيَةِ السِّيف فَجَاعُوا، فأَلقى اللَّهُ لَهُمْ دابة يقال لها العَنْبر فأَكَل مِنْهَا جماعةُ السَّرِيّة شَهْراً حَتَّى سَمِنُوا ، هِيَ سَمَكَةٌ كَبِيرَةٌ بَحريّة تُتَّخذ مِنْ جِلْدِهَا التِّراسُ، وَيُقَالُ للتُّرْسِ عَنْبر. والعَنْبَر: أَبو حَيٍّ مِنْ تَمِيمٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ العَنْبَر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ مَعْرُوفٌ، سُمِّيَ بأَحد هَذِهِ الأَشياء. وعَنْبَرُ الشِّتَاء وعَنْبَرتُه: شدّتُه، الأُولى عَنْ كُرَاعٍ. الْكِسَائِيُّ: أَتَيْتُه فِي عَنْبَرةِ الشِّتَاءِ أَي فِي شِدَّتِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَمْبر بِالْمِيمِ عَلَى الْبَدَلِ فَلَا أَدري أَيّ عَنْبَرٍ عنى أَالعلم أَم أَحد هَذِهِ الأَجناس، وَعِنْدِي أَنها فِي جَمِيعِهَا مَقُولَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَلْعَنْبَر هُمْ بَنُو العَنْبَر، حَذَفُوا النُّونَ لِمَا ذَكَرْنَاهُ فِي باب الثاء في بلحرث. عنتر: العَنْتَر: الشُّجَاعُ. والعَنْتَرَةُ: الشَّجَاعَةُ فِي الْحَرْبِ. وعَنْتَره بِالرُّمْحِ: طعَنَه. وعَنْتَر وعَنْتَرة: اسْمَانِ مِنْهُ؛ فأَما قَوْلُهُ: يَدْعُون: عَنْتَرُ، والرِّماحُ كأَنها ... أَشْطانُ بِئرٍ فِي لَبانِ الأَدْهَمِ «1» . فَقَدْ يَكُونُ اسْمُهُ عَنْتراً كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ يَكُونُ أَراد يَا عَنْترةُ، فَرَخَّمَ عَلَى لُغَةٍ مَنْ قَالَ يَا حارُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَكُونَ النُّونُ فِي عَنْتَر أَصلًا وَلَا تَكُونُ زَائِدَةً كَزِيَادَتِهَا فِي عَنْبَس وعَنْسَلٍ لأَن ذَيْنَكَ قَدْ أَخرجهما الِاشْتِقَاقُ، إِذ هُمَا فَنْعل مِنَ العُبُوس والعَسَلان وأَما عَنْتر فَلَيْسَ لَهُ اشْتِقَاقٌ يُحْكَمُ لَهُ بِكَوْنِ شَيْءٍ مِنْهُ زَائِدًا فَلَا بُدَّ مِنَ الْقَضَاءِ فِيهِ بِكَوْنِهِ كُلِّهِ أَصلًا. والعَنْتَر والعُنْتَر والعَنْتَرةُ، كُلُّهُ: الذُّبَابُ، وَقِيلَ: العَنْتَر الذُّبَابُ الأَزرق، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ عَنْتراً لِصَوْتِهِ، وَقَالَ النَّضْرُ: العَنْتَرُ ذُباب أَخضر؛ وأَنشد: إِذا عَرَّدَ اللُّفَّاحُ فِيهَا، لِعَنْترٍ، ... بمُغْدَوْدِنٍ مُسْتَأْسِدِ النَّبْت ذِي خَمْرِ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ وأَضيافِه، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا عَنْتر ، هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَهُوَ الذُّبَابُ شَبَّهَهُ بِهِ تَصْغِيرًا لَهُ وَتَحْقِيرًا، وَقِيلَ: هُوَ الذُّبَابُ الْكَبِيرُ الأَزرق شَبَّهَهُ بِهِ لِشِدَّةِ أَذاه، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والعَنْتَرَةُ: السُّلُوكُ فِي الشَّدَائِدِ،. وعَنْتَرة: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ عَنْتَرَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ شدّاد العبسي «2».

_ (1). في معلقة عنترة: يدعون عنتر، بنصب عنتر على المفعولية (2). المشهور أنه ابن شدّاد لا ابن معاوية

عنجر: العَنْجَرة: المرأَة الجَرِيئة. الأَزهري: العَنْجَرة المرأَة المُكَتَّلة الْخَفِيفَةُ الرُّوحِ. والعُنْجورُ، بِالضَّمِّ: غلافُ الْقَارُورَةِ. وعُنْجورةُ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ إِذا قِيلَ له عَنْجِرْ يا عُنْجور غَضِب. والعَنْجَر: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ. وعَنْجَر الرجلُ إِذا مَدَّ شَفَتَيْهِ وقَلَبهما. قَالَ: والعَنْجَرة بِالشَّفَةِ، والزَّنْجَرة بالأُصبع. عنصر: العُنْصُر والعُنْصَر: الأَصل؛ قَالَ: تَمَهْجَرُوا وأَيُّما تَمَهْجُرِ، ... وَهُمْ بَنُو العَبْد اللئيمِ العُنْصرِ وَيُقَالُ: هُوَ لَئِيم العُنْصُر والعُنْصَر أَي الأَصل. قَالَ الأَزهري: العُنْصَرُ أَصل الْحَسَبِ، جاءَ عَنِ الْفُصَحَاءِ بِضَمِّ الْعَيْنِ ونصْب الصَّادِ، وَقَدْ يَجِيءُ نحوَه مِنَ الْمَضْمُومِ كثيرٌ نَحْوُ السُّنْبَل، وَلَكِنَّهُمُ اتَّفَقُوا فِي العُنْصَر والعُنْصَل والعُنْقَر وَلَا يَجِيءُ فِي كَلَامِهِمُ الْمُنْبَسِطِ عَلَى بِنَاءِ فُعْلَلٍ إِلا مَا كَانَ ثَانِيهِ نُونًا أَو هَمْزَةً نَحْوَ الجُنْدَب والجُؤْذَرِ، وَجَاءَ السُّودَدُ كَذَلِكَ كَرَاهِيَةَ أَن يَقُولُوا سُودُدٌ فَتَلْتَقِيَ الضَّمَّاتُ مَعَ الْوَاوِ فَفَتَحُوا، ولغة طيء السُّودُدُ مَضْمُومٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ هُوَ العُنْصُر، بِضَمِّ الصَّادِ، الأَصْلُ. والعُنْصُر: الدَّاهِيَةُ. والعُنْصُر: الهِمَّة والحاجةُ: قَالَ الْبَعِيثُ: أَلا راحَ بالرَّهْنِ الخليطُ فَهَجَرّوا، ... وَلَمْ يُقْضَ مِنْ بَيْنِ العَشِيَّاتِ عُنْصُرُ قَالَ الأَزهري: أَراد العَصَرَ والمَلْجأَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: هَذَا النِّيلُ والفُرات عُنْصَرُهما؛ العُنْصَر، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الصَّادِ: الأَصل، وَقَدْ تَضُمُّ الصَّادُ، والنونُ مَعَ الْفَتْحِ زَائِدَةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ لأَنه لَيْسَ عِنْدَهُ فُعْلَل بِالْفَتْحِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَرْجِعُ كُلُّ ماءٍ إِلى عُنْصَره. عنقر: العُنْقُرُ: البَرْدِيُّ، وَقِيلَ: أَصلهُ، وَقِيلَ: كلُّ أَصلِ نَباتٍ أَبيضَ فَهُوَ عُنْقُر، وَقِيلَ: العُنْقُر أَصل كُلِّ قِضَة أَو بَرْديّ أَو عُسْلوجة يَخْرُجُ أَبيضَ ثُمَّ يَسْتَدِيرُ ثُمَّ يتقشَّر فَيَخْرُجُ لَهُ وَرَقٌ أَخضر، فإِذا خَرَجَ قَبْلَ أَن تنتشِر خضرتهُ فَهُوَ عُنْقُر؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُنْقُر أَصل البَقل وَالْقَصَبِ والبَرْدِيّ، مَا دَامَ أَبيض مُجْتَمِعًا وَلَمْ يَتَلَوَّنْ بِلَوْنٍ وَلَمْ يَنْتَشِرْ. والعُنْقُر أَيضاً: قَلْبُ النَّخْلَةِ لِبَيَاضِهِ. والعُنْقُر: أَولاد الدَّهاقِين لِبَيَاضِهِمْ وتَرارتِهم، وفتحُ الْقَافِ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ بِالزَّايِ؛ قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سأَلت عَامِرِيًّا عَنْ أَصل عُشْبة رأَيتها مَعَهُ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: عُنْقُر، قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ يَقُولُ عُنْقَر، بِفَتْحِ الْقَافِ؛ وأَنشد: يُنْجِدُ بَيْنَ الإِسْكَتَيْنِ عُنْقَرهْ، ... وَبَيْنَ أَصْلِ الوَرِكَيْنِ قَنْفَرهْ الْجَوْهَرِيُّ: وعُنْقُر الرجل عُنْصُره. عهر: عَهَر إِليها يَعْهَر» . عَهْراً وعُهُوراً وعَهارةً وعُهُورةً وعاهَرَها عِهاراً: أَتاها لَيْلًا للفُجور ثُمَّ غَلَبَ عَلَى الزِّنا مُطْلَقًا، وَقِيلَ: هُوَ الْفُجُورُ أَيّ وَقْتٍ كَانَ فِي الأَمة وَالْحُرَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيّما رجلٍ عاهَرَ بحُرّة أَو أَمة ؛ أَي زَنَى وَهُوَ فاعَلَ مِنْهُ. وامرأَة عاهِرٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِلا أَن يَكُونَ عَلَى الْفِعْلِ، ومُعاهِرة، بِالْهَاءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبو زَيْدٍ يُقَالُ للمرأَة الْفَاجِرَةِ عاهِرةٌ ومُعاهِرة ومُسافِحة. وقال

_ (1). قوله: [عهر إليها يعهر] في القاموس: عهر المرأَة كمنع عهراً ويكسر ويحرك، وعهارة بالفتح وعهوراً وعهورة بضمهما انتهى. وفي المصباح: عهر عهراً من باب تعب: فجر، فهو عاهر، وعهر عهوراً من باب قعد لغة

أَحمد بْنِ يَحْيَى وَالْمُبَرِّدِ: هِيَ العَيْهرة لِلْفَاجِرَةِ، قَالَا: وَالْيَاءُ فِيهَا زَائِدَةٌ، والأَصل عَهَرة مثلَ ثَمَرة؛ وأَنشد لِابْنِ دَارَةَ «1». التَّغْلبي: فَقَامَ لَا يَحْفِل ثَمَّ كَهْرا، ... وَلَا يُبَالِي لَوْ يُلاقي عِهْرا والكَهْر: الِانْتِهَارُ. وَفِي حَرْفِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: فأَمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَكْهَرْ. وتَعَيْهَرَ الرجلُ إِذا كَانَ فَاجِرًا. وَلَقِيَ عبدْ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أُميّة أَبا حَاضِرٍ الأَسِيدي أَسِيد، بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فراعَه جمالُه فَقَالَ: مِمَّنْ أَنت؟ فَقَالَ: مِنْ أَسِيد بْنِ عَمْرٍو وأَنا أَبو حَاضِرٌ، فَقَالَ: أُفّة لَكَ عُهَيْرة تَيّاس قَالَ: العُهَيرة تَصْغِيرُ العَهِر، قَالَ: والعَهِر والعاهِرُ هُوَ الزَّانِي. وَحُكِيَ عَنْ رُؤْبَةَ قَالَ: العاهِرُ الَّذِي يتّبِع الشَّرَّ، زَانِيًا كَانَ أَو فَاسِقًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الولدُ للفِراش وللعاهِر الحَجَرُ ؛ العاهِرُ: الزَّانِي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ وللعاهِر الحجَرُ أَي لَا حَقَّ لَهُ فِي النَّسَبِ وَلَا حَظَّ لَهُ فِي الْوَلَدِ، وإِنما هُوَ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ أَي لِصَاحِبِ أُمِّ الْوَلَدِ، وَهُوَ زَوْجُهَا أَو مَوْلَاهَا؛ وَهُوَ كَقَوْلِهِ الآخَر: لَهُ الترابُ أَي لَا شَيْءَ لَهُ؛ وَالِاسْمُ العِهْر، بِالْكَسْرِ. والعَهْرُ: الزِّنَا، وَكَذَلِكَ العَهَرُ مِثْلَ نَهْر ونَهَر. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ بَدِّلْه بالعَهْرِ العِفَّةَ. والعَيْهرة: الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانِهَا نَزَقاً مِنْ غَيْرِ عِفَّةٍ. وَقَالَ كُرَاعٌ: امرأَة عَيْهرة نَزِقة خَفيفة لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانِهَا، وَلَمْ يُقَلْ مِنْ غَيْرِ عِفَّةٍ، وَقَدْ عَيْهَرت. والعَيْهَرةُ: الغُول فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَالذَّكَرُ مِنْهَا العَيْهران. وَذُو مُعاهِر: قَيْلٌ مِنْ أَقيال حِمْير. عور: العَوَرُ: ذهابُ حِسِّ إِحدى الْعَيْنَيْنِ، وَقَدْ عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ، وَهُوَ أَعْوَرُ، صحَّت الْعَيْنُ فِي عَوِر لأَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ أَعْوَرُ بَيِّنُ العَوَرِ، وَالْجَمْعُ عُورٌ وعُوران؛ وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فُلَانٍ وعَوَّرَها، وَرُبَّمَا قَالُوا: عُرْتُ عينَه. وعَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إِذا ذَهَبَ بَصَرُهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما صَحَّتِ الْوَاوُ فِي عَوِرَت عينُه لِصِحَّتِهَا فِي أَصله، وَهُوَ اعْوَرَّت، لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا ثُمَّ حُذِفت الزَّوَائِدُ الأَلفُ والتشديدُ فَبَقِيَ عَوِرَ، يَدُلُّ عَلَى أَن ذَلِكَ أَصله مجيءُ أَخواته عَلَى هَذَا: اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ، وَلَا يُقَالُ فِي الأَلوان غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ قِيَاسُهُ فِي الْعُيُوبِ اعْرَجَّ واعْمَيَّ فِي عَرِج وعَمِيَ، وإِن لَمْ يُسْمَعْ، وَالْعَرَبُ تُصَغِّر الأَعْوَر عُوَيْراً، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ فِي الْخَصْلَتَيْنِ الْمَكْرُوهَتَيْنِ: كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر، وَهُوَ تَصْغِيرُ أَعور مُرَخَّمًا. قَالَ الأَزهري: عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ واعْوَارَّت تَعْوارُّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: عارَ عينَه يَعُورُها إِذا عَوَّرها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فَجَاءَ إِليها كاسِراً جَفْنَ عَيْنه، ... فقلتُ لَهُ: مَنْ عارَ عَيْنَك عَنْتَرهْ؟ يَقُولُ: مَنْ أَصابها بعُوّار؟ وَيُقَالُ: عُرْتُ عَيْنَهُ أَعُورُها وأَعارُها مِنَ العائِر. قَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: يُقَالُ عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إِذا سَالَ؛ وأَنشد: ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي حَفِيٍّ: ... أَعارَتْ عينُه أَم لَمْ تَعارا؟ أَي أَدْمَعَت عينُه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ عارَت عينُه

_ (1). قوله: [وأَنشد لابن دارة] عبارة الصحاح: والاسم العهر، بالكسر، وأنشد إلخ

تَعار، وأَورد هَذَا الْبَيْتَ: وَسَائِلَةٍ بظَهْرِ الْغَيْبِ عَنّي: ... أَعارَتْ عينُه أَم لَمْ تَعارا؟ قَالَ: أَراد تعارَنْ، فَوَقَفَ بالأَلف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورد هَذَا الْبَيْتَ عَلَى عَارَتْ أَي عَوِرت، قَالَ: وَالْبَيْتُ لِعَمْرِو بْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ؛ قَالَ: والأَلف فِي آخِرِ تَعَارَا بَدَلٌ مِنَ النُّونِ الْخَفِيفَةِ، أَبدل مِنْهَا أَلفاً لَمَّا وَقَفَ عَلَيْهَا، وَلِهَذَا سَلِمَتِ الأَلف الَّتِي بَعْدَ الْعَيْنِ إِذ لَوْ لَمْ يَكُنْ بَعْدَهَا نُونُ التَّوْكِيدِ لَانْحَذَفَتْ، وَكُنْتَ تَقُولُ لَمْ تَعَرْ كَمَا تَقُولُ لَمْ تَخَفْ، وإِذا أُلحقت النُّونُ ثَبَتَتِ الأَلف فَقُلْتَ: لَمْ تَخَافَنْ لأَن الْفِعْلَ مَعَ نُونِ التَّوْكِيدِ مَبْنِيٌّ فَلَا يَلْحَقُهُ جَزْمٌ. وَقَوْلُهُمْ: بَدَلٌ أَعْوَر؛ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلْمَذْمُومِ يُخْلِفُ بَعْدَ الرَّجُلِ الْمَحْمُودِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْع: فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بْنِ مُسْلِمٍ ووَليَ خُرَاسَانَ بَعْدَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ: أَقُتَيْبَ، قَدْ قُلْنا غداةَ أَتَيْتَنا: ... بَدَلٌ لَعَمْرُك مِنْ يَزيدٍ أَعْوَرُ وَرُبَّمَا قَالُوا: خَلَفٌ أَعْوَرُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيارٍ، كأَنها ... خِلافُ دِيار الكامِليّة عُورُ كأَنه جَمَعَ خَلَفاً عَلَى خِلافٍ مِثْلُ جَبَل وجِبال. قَالَ: وَالِاسْمُ العَوْرة. وعُورانُ قَيْسٍ: خَمْسَةُ شُعَراء عُورٌ، وَهُمُ الأَعْور الشَّنِّي «2». والشمَّاخ وَتَمِيمُ بْنُ أُبَيّ بْنِ مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ. وَبَنُو الأَعْور: قَبِيلَةٌ، سُمُّوا بِذَلِكَ لعَوَرِ أَبيهم؛ فأَما قَوْلُهُ: فِي بِلاد الأَعْورِينا؛ فَعَلَى الإِضافة كالأَعْجَمِينَ وَلَيْسَ بِجَمْعِ أَعْوَر لأَن مِثْلَ هَذَا لَا يُسَلّم عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وعارَه وأَعْوَرَه وعَوَّرَه: صيَّره كَذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُ جَبَلة: وبِعْتُ لَهَا العينَ الصحيحةَ بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ، وَلَوْ أَراد العَوَر الَّذِي هُوَ العرَض لقابَل الصَّحِيحَةَ وَهِيَ جَوْهَرٌ بالعَوَر وَهُوَ عرَضٌ، وَهَذَا قَبِيحٌ فِي الصنْعة وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ الْعَيْنَ الصَّحِيحَةَ بِذَاتِ العَوَرِ فَحَذَفَ، وَكُلُّ هَذَا لِيُقَابَلَ الجوهرُ بِالْجَوْهَرِ لأَن مُقَابَلَةَ الشَّيْءِ بِنَظِيرِهِ أَذهبُ في الصُّنْع وأَشْرَف فِي الْوَضْعِ؛ فأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فالعينُ بعدهمُ كأَن حِداقَها ... سُمِلَت بِشَوْكٍ، فَهِيَ عُورٌ تَدْمَعُ فَعَلَى أَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الْحَدَقَةِ أَعْوَرَ أَو كلَّ قِطْعَةٍ مِنْهَا عَوْراء، وَهَذِهِ ضَرُورَةٌ، وإِنما آثَرَ أَبو ذُؤَيْبٍ هَذَا لأَنه لَوْ قَالَ: فَهِيَ عَوْرا تَدْمَعُ، لَقَصَرَ الْمَمْدُودَ فرأَى مَا عَمِله أَسهلَ عَلَيْهِ وأَخفَّ. وَقَدْ يَكُونُ العَوَرُ فِي غَيْرِ الإِنسان؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَدَّثَنَا بَعْضُ الْعَرَبِ أَن رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسد قَالَ يَوْمَ جَبَلة: وَاسْتَقْبَلَهُ بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر، فَقَالَ: يَا بَنِيّ أَعْوَرَ وَذَا نابٍ، فَاسْتَعْمَلَ الأَعْورَ لِلْبَعِيرِ، وَوَجْهُ نَصْبِهِ أَنه لَمْ يُرِدْ أَن يَسْتَرْشِدَهُمْ لِيُخْبِرُوهُ عَنْ عَورِه وصحَّته، وَلَكِنَّهُ نَبَّهَهُمْ كأَنه قَالَ: أَتستقبلون أَعْوَرَ وَذَا نَابٍ؟ فالاستقبالُ فِي حَالِ تَنْبِيهِهِ إِيّاهم كَانَ وَاقِعًا كَمَا كَانَ التلَوُّن وَالتَّنَقُّلُ عِنْدَكَ ثَابِتَيْنِ فِي الْحَالِ الأَول، وأَراد أَن يُثْبِتَ الأَعْوَرَ ليَحْذَرُوه، فأَما قَوْلُ سِيبَوَيْهِ فِي تَمْثِيلِ النَّصْبِ أَتَعَوَّرون فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، إِنما أَراد أَن يُرِينَا الْبَدَلَ مِنَ اللَّفْظِ بِهِ بِالْفِعْلِ فَصَاغَ فِعْلًا لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الأَعْيار

_ (2). قوله: [الأَعور الشني] ذكر في القاموس بدله الراعي

مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغِلْظةً، ... وَفِي الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك؟ أَتَعَيَّرون، وَكُلُّ ذَلِكَ إِنما هُوَ لِيَصُوغَ الْفِعْلَ مِمَّا لَا يَجْرِي عَلَى الفعْل أَو مِمَّا يَقِلُّ جَرْيُهُ عَلَيْهِ. والأَعْوَرُ: الْغُرَابُ، عَلَى التَّشَاؤُمِ بِهِ، لأَن الأَعْورَ عندهم مشؤوم، وَقِيلَ: لِخِلَافِ حَالِهِ لأَنهم يَقُولُونَ أَبْصَرُ مِنْ غُرَابٍ، قَالُوا: وإِنما سُمِّيَ الْغُرَابُ أَعْوَر لِحِدَّةِ بَصَرِهِ، كَمَا يُقَالُ للأَعمى أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء، وَيُقَالُ للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل. قَالَ الأَزهري: رأَيت فِي الْبَادِيَةِ امرأَة عَوْراء يُقَالُ لَهَا حَوْلاء؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للأَحْوَل الْعَيْنِ أَعْوَر، وللمرأَة الحَوْلاء هِيَ عَوْراء، وَيُسَمَّى الْغُرَابُ عُوَيْراً عَلَى تَرْخِيمِ التَّصْغِيرِ؛ قَالَ: سُمِّيَ الْغُرَابُ أَعْوَرَ ويُصاح بِهِ فَيُقَالُ عُوَيْر عُوَيْر؛ وأَنشد: وصِحَاحُ العُيونِ يُدْعَوْن عُورا وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ومَنْهل أَعْوَر إِحْدى العَيْنَيْن، ... بَصِير أُخرى وأَصَمّ الأُذُنَيْن فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَى أَعْوَر إِحدى الْعَيْنَيْنِ أَي فِيهِ بِئْرَانِ فَذَهَبَتْ وَاحِدَةٌ فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ أَعْوَر إِحدى الْعَيْنَيْنِ، وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ بَصِير أُخرى، وَقَوْلُهُ أَصَمّ الأُذنين أَي لَيْسَ يُسْمَع فِيهِ صَدًى. قَالَ شِمْرٌ: عَوَّرْت عُيونَ الْمِيَاهِ إِذا دَفَنْتها وسدَدْتها، وعَوَّرْت الرَّكِيَّةَ إِذا كَبَسْتها بِالتُّرَابِ حَتَّى تَنْسَدَّ عُيُونُهَا. وَفَلَاةٌ عَوْراء: لَا مَاءَ بِهَا. وعَوَّرَ عَيْنَ الرَّكِيَّةِ: أَفسدها حَتَّى نَضَبَ الماءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر وذكَرَ إمرأَ الْقَيْسِ فَقَالَ: افْتَقَر عَنْ معانٍ عُورٍ ؛ العُورُ جَمْعُ أَعْوَر وعَوْراء وأَراد بِهِ الْمَعَانِيَ الْغَامِضَةَ الدَّقِيقَةَ، وَهُوَ مِنْ عَوَّرْت الرَّكِيَّةَ وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذا طَمَمْتها وَسَدَدْتَ أَعينها الَّتِي ينبَع مِنْهَا الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: أَمرَه أَن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها؛ وَقَدْ عارَت الركيةُ تَعُور. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُوَارُ الْبِئْرُ الَّتِي لَا يُسْتَقَى مِنْهَا. قَالَ: وعَوَّرْت الرَّجُلَ إِذا اسْتَسْقاك فَلَمْ تَسْقِه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلْمُسْتَجِيزِ الَّذِي يَطْلُبُ الْمَاءَ إِذا لَمْ تُسْقِهِ: قَدْ عَوَّرْت شُرْبَه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: مَتَّى مَا تَرِدْ يَوْماً سَفارِ، تَجِدْ بِهِ ... أُدَيْهم، يَرْمي المُسْتَجِيز المُعَوَّرا سفارِ: اسْمُ مَاءٍ. وَالْمُسْتَجِيزُ: الَّذِي يَطْلُبُ الْمَاءَ. وَيُقَالُ: عَوَّرْته عَنِ الْمَاءِ تَعْوِيراً أَي حَلَّأْته. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّعْوِيرُ الرَّدُّ. عَوَّرْته عَنْ حَاجَتِهِ: رَدَدْتُهُ عَنْهَا. وَطَرِيقٌ أَعْوَرُ: لَا عَلَم فِيهِ كأَنّ ذَلِكَ العَلَم عَيْنُه، وَهُوَ مَثَلٌ. والعائرُ: كُلُّ مَا أَعَلَّ العينَ فعقَر، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الْعَيْنَ تُغْمَضُ لَهُ وَلَا يَتَمَكَّنُ صَاحِبُهَا مِنَ النَّظَرِ لأَن الْعَيْنَ كأَنها تَعُور. وَمَا رأَيت عائرَ عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف الْعَيْنَ فيَعُورها. وعائرُ الْعَيْنِ: مَا يملؤُها مِنَ الْمَالِ حَتَّى يَكَادَ يَعُورُها. وَعَلَيْهِ مِنَ الْمَالِ عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عَيْنَيْنِ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي مَا يَكَادُ مِنْ كَثْرَتِهِ يَفْقأُ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ مَرَّةً: يُرِيدُ الْكَثْرَةَ كأَنه يملأُ بَصَرَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَثُرَ مالُه: تَرِدُ عَلَى فُلَانٍ عائرةُ عَيْنٍ وعائرةُ عَيْنَيْنِ أَي تَرِدُ عَلَيْهِ إِبلٌ كَثِيرَةٌ كأَنها مِنْ كَثْرَتِهَا تملأُ الْعَيْنَيْنِ حَتَّى تَكَادَ تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَنه مِنْ كَثْرَتِهَا تَعِيرُ فِيهَا الْعَيْنُ؛ قَالَ الأَصمعي: أَصل ذَلِكَ أَن الرَّجُلَ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ إِذا بَلَغَ

إِبلُه أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير مِنْهَا، فأَرادوا بعَائرة الْعَيْنِ أَلفاً مِنَ الإِبل تَعُورُ عينُ وَاحِدٍ مِنْهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَعِنْدَهُ مِنَ الْمَالِ عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فِيهِ الْبَصَرُ مِنْ كَثْرَتِهِ كأَنه يملأُ الْعَيْنَ فيَعُورُها. والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى فِي الْعَيْنِ: اسْمٌ كالكاهِل والغارِب، وَقِيلَ: العائرُ الرَّمَد، وَقِيلَ: العائرُ بَثْرٌ يَكُونُ فِي جَفْن الْعَيْنِ الأَسفل، وَهُوَ اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ النالِج والناعِر والباطِل، وَلَيْسَ اسْمَ فَاعِلٍ وَلَا جَارِيًا عَلَى مُعْتَلٍّ، وَهُوَ كَمَا تَرَاهُ مُعْتَلٌّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العائرُ غَمَصة تمَضُّ الْعَيْنَ كأَنما وَقَعَ فِيهَا قَذًى، وَهُوَ العُوّار. قَالَ: وَعَيْنٌ عائرةٌ ذَاتُ عُوّار؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي هَذَا الْمَعْنَى عارَت، إِنما يُقَالُ عارَت إِذا عَوِرَت، والعُوّار، بِالتَّشْدِيدِ، كَالْعَائِرِ، وَالْجَمْعُ عَواوِير: الْقَذَى فِي الْعَيْنِ؛ يُقَالُ: بِعَيْنِهِ عُوّار أَي قَذًى؛ فأَما قَوْلُهُ: وكَحَّلَ العَيْنَيْنِ بالعَواوِر فإِنما حَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ وَلِذَلِكَ لَمْ يَهْمِزْ لأَن الْيَاءَ فِي نِيَّةِ الثَّبَاتِ، فَكَمَا كَانَ لَا يَهْمِزُهَا وَالْيَاءُ ثَابِتَةٌ كَذَلِكَ لَمْ يَهْمِزْهَا وَالْيَاءُ فِي نِيَّةِ الثَّبَاتِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْيَزِيدِيِّ: بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ، وَهُمَا مِنَ الرَّمَدِ. والعُوّار: الرَّمَدُ. والعُوّار: الرَّمَصُ الَّذِي فِي الْحَدَقَةِ. والعُوّارُ: اللَّحْمُ الَّذِي يُنْزَعُ مِنَ الْعَيْنِ بعد ما يُذَرّ عَلَيْهِ الذَّرُورُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والعَوْراء: الْكَلِمَةُ الْقَبِيحَةُ أَو الفَعْلة القَبيحة، وَهُوَ مِنْ هَذَا لأَن الْكَلِمَةَ أَو الْفَعْلَةَ كأَنها تَعُور الْعَيْنَ فَيَمْنَعُهَا ذَلِكَ مِنَ الطُّمْوحِ وحِدّةِ النَّظَرِ، ثُمَّ حَوّلوها إِلى الْكَلِمَةِ والفعلةِ عَلَى المَثَل، وإِنما يُرِيدُونَ فِي الْحَقِيقَةِ صَاحِبَهَا؛ قَالَ ابْنُ عَنْقَاءَ الْفَزَارِيُّ يَمْدَحُ ابْنَ عَمِّهِ عُمَيْلة وَكَانَ عُمَيْلَةُ هَذَا قَدْ جَبَرَهُ مِنْ فَقْرٍ: إِذا قِيلَت العَوْراءُ أَغْضَى، كأَنه ... ذليلٌ بِلَا ذُلٍّ، وَلَوْ شَاءَ لانْتَصَرْ وَقَالَ آخَرُ: حُمِّلْت مِنْهُ عَلَى عَوْراءَ طائِشةٍ، ... لَمْ أَسْهُ عَنْهَا وَلَمْ أَكْسِرْ لَهَا فَزَعا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلْكَلِمَةِ الْقَبِيحَةِ عَوْراء، وَلِلْكَلِمَةِ الحسْناء: عَيْناء؛ وأَنشد قَوْلَ الشَّاعِرِ: وعَوْراء جَاءَتْ مِنْ أَخٍ، فرَدَدْتُها ... بِسالمةِ العَيْنَيْنِ، طَالِبَةً عُذْرا أَي بِكَلِمَةٍ حسَنَة لَمْ تَكُنْ عَوْراء. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَوْراء الْكَلِمَةُ الَّتِي تَهْوِي فِي غَيْرِ عَقْلٍ وَلَا رُشْد. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْكَلِمَةُ العَوْراء الْقَبِيحَةُ، وَهِيَ السَّقْطة؛ قَالَ حَاتِمُ طَيِّءٍ: وأَغْفِرُ عَوْراءَ الْكَرِيمِ ادِّخارَه، ... وأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيم تَكَرُّما أَي لِادِّخَارِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يَتَوَضَّأُ أَحدكم مِنَ الطَّعام الطيّبِ وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنَ العَوْراء يقولُها أَي الْكَلِمَةِ الْقَبِيحَةِ الزَّائِغَةِ عَنِ الرُّشد. وعُورانُ الكلامِ: مَا تَنْفِيه الأُذُن، وَهُوَ مِنْهُ، الْوَاحِدَةُ عَوْراء؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، وأَنشد: وعَوْراء قَدْ قِيلَتْ، فَلَمْ أَسْتَمِعْ لَهَا، ... وَمَا الكَلِمُ العُورانُ لِي بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جَمْعٌ وأَخبر عَنْهُ بالقَتُول، وَهُوَ وَاحِدٌ لأَن الْكَلِمَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ جَمْعٍ لَا يُفارِق وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ وَلَكَ فِيهِ كُلُّ ذَلِكَ. والعَوَرُ: شَيْنٌ وقُبْحٌ. والأَعْوَرُ: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. في الْحَدِيثِ: لَمَّا اعْتَرَضَ أَبو لَهَبٍ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ إِظهار

الدَّعْوة قَالَ لَهُ أَبو طَالِبٍ: يَا أَعْوَرُ، مَا أَنتَ وَهَذَا؟ لَمْ يَكُنْ أَبو لَهَبٍ أَعْوَرَ وَلَكِنَّ العرب تقول للذي لَيْسَ لَهُ أَخٌ مِنْ أُمّه وأَبيه أَعْوَر، وَقِيلَ: إِنهم يَقُولُونَ لِلرَّدِيءِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الأُمور والأَخلاق أَعْوَر، وَلِلْمُؤَنَّثِ مِنْهُ عَوْراء. والأَعْوَرُ: الضَّعِيفُ الْجَبَانُ البَلِيد الَّذِي لَا يَدُلّ وَلَا يَنْدَلّ وَلَا خَيْرَ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لِلرَّاعِي: إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ يَعْنِي بالجُثْمان سوادَ اللَّيْلِ ومُنْتَصَفه، وَقِيلَ: هُوَ الدَّلِيلُ السيِء الدَّلَالَةِ. والعُوّار أَيضاً: الضَّعِيفُ الْجَبَانُ السَّرِيعُ الْفِرَارِ كالأَعْور، وَجَمْعُهُ عَوَاوِيرُ؛ قَالَ الأَعشى: غَيْرَ مِيلٍ وَلَا عَواوِير فِي الهيجا، ... وَلَا عُزّلٍ وَلَا أَكْفالِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكْتَفَ فِيهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَنهم قَلَّمَا يَصِفُونَ بِهِ الْمُؤَنَّثَ فَصَارَ كمِفْعال ومِفْعِيل وَلَمْ يَصِرْ كفَعّال، وأَجْرَوْه مُجْرَى الصِّفَةِ فَجَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي حَسَّانٍ وكَرّام. والعُوّار أَيضاً: الَّذِينَ حَاجَاتُهُمْ فِي أَدْبارِهم؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ العُوّار الْجَبَانِ العَواوِيرُ، قَالَ: وإِن شِئْتَ لَمْ تُعَوِّضْ فِي الشِّعْرِ فَقُلْتَ الْعَوَاوِرُ؛ وأَنشد عَجُزَ بَيْتٍ لِلَبِيدٍ يُخَاطِبُ عَمَّهُ ويُعاتِبه: وَفِي كلِّ يَوْمٍ ذِي حِفاظٍ بَلَوْتَنِي، ... فقُمْتُ مَقاماً لَمْ تَقُمْه العَواوِرُ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ: إِنما صَحَّتْ فِيهِ الْوَاوُ مَعَ قُرْبِهَا مِنَ الطَّرَفِ لأَن الْيَاءَ الْمَحْذُوفَةَ لِلضَّرُورَةِ مُرَادَةٌ فَهِيَ فِي حُكْمِ مَا فِي اللَّفْظِ، فَلَمَّا بَعُدَتْ فِي الْحُكْمِ مِنَ الطَّرف لَمْ تُقْلَبْ هَمْزَةً. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر. والإِعْوَار: الرِّيبةُ. وَرَجُلٌ مُعْوِرٌ: قَبِيحُ السَّرِيرَةِ. وَمَكَانٌ مُعْوِر: مُخَوِّفٌ. وَهَذَا مَكَانٌ مُعْوِر أَي يُخاف فِيهِ الْقَطْعُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدة: رأَيته وَقَدْ طلَع فِي طريقٍ مُعْوِرة أَي ذَاتُ عَوْرة يُخاف فِيهَا الضَّلَالُ وَالِانْقِطَاعُ. وَكُلُّ عَيْبٍ وَخَلَلٍ فِي شَيْءٍ، فَهُوَ عَوْرة وَشَيْءٌ مُعْوِر وعَوِرٌ: لَا حَافِظَ لَهُ. والعَوَارُ والعُوار، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا: خَرْقٌ أَو شَقٌّ فِي الثَّوْبِ، وَقِيلَ: هُوَ عَيْبٌ فِيهِ فَلَمْ يُعَيَّنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُبَيِّنُ نِسْبةَ المُزَنِيِّ لُؤْماً، ... كَمَا بَيَّنْتَ فِي الأُدُم العُوارا وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمةٌ وَلَا ذاتُ عَوار ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَوارُ، بِالْفَتْحِ، الْعَيْبُ، وَقَدْ يُضَمُّ. والعَوْرةُ: الخَلَلُ فِي الثَّغْر وَغَيْرِهِ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ مَنْكُورًا فَيَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ ؛ فأَفرد الْوَصْفَ والموصوفُ جَمْعٌ، وأَجمع القُرّاء عَلَى تَسْكِينِ الْوَاوِ مِنْ عَوْرة، وَلَكِنْ فِي شَوَاذِّ الْقِرَاءَاتِ عَوِرة عَلَى فَعِلة، وإِنما أَرادوا: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها مِنَ الرِّجَالِ فأَكْذَبَهم اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ وَلَكِنْ يُرِيدون الفِرار؛ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: إِن بُيُوتَنَا عَوْرة أَي مُعْوِرة أَي بُيُوتُنَا مِمَّا يَلِي العَدُوَّ وَنَحْنُ نُسْرَق مِنْهَا فأَعْلَم اللهُ أَنَّ قصدَهم الهربُ. قَالَ: وَمَنْ قرأَها عَوِرة فَمَعْنَاهَا ذَاتُ عَوْرة. إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً؛ الْمَعْنَى: مَا يُرِيدُونَ تحرُّزاً مِن سَرَقٍ وَلَكِنْ يُرِيدُونَ الفِرارَ عَنْ نُصْرة النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ

أَي لَيْسَتْ بِحَرِيزة، وَمَنْ قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث، وَمَنْ قرأَ عَوْرَةٌ قَالَ فِي التَّذْكِيرِ والتأْنيث وَالْجَمْعِ عَوْرة كَالْمَصْدَرِ. قَالَ الأَزهري: العَوْرة فِي الثُّغُور وَفِي الحُروبِ خَلَلٌ يُتَخَوَّف مِنْهُ الْقَتْلُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَوْرة كُلُّ خَلَل يُتَخَوَّف مِنْهُ مِنْ ثَغْرٍ أَو حَرْب. والعَوْرة: كُلُّ مَكْمَنٍ للسَّتْر. وعَوْرةُ الرَّجُلِ والمرأَة: سوْأَتُهما، وَالْجَمْعُ عَوْرات، بِالتَّسْكِينِ، وَالنِّسَاءُ عَوْرة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما يُحَرَّكُ الثَّانِي مِنْ فَعْلة فِي جَمْعِ الأَسماء إِذا لم يكن باءً أَو وَاوًا، وقرأَ بَعْضُهُمْ: عَوَرات النِّسَاءِ ، بِالتَّحْرِيكِ. والعَوْرةُ: السَّاعَةُ الَّتِي هِيَ قَمِنٌ مِنْ ظُهُورِ العَوْرة فِيهَا، وَهِيَ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ: سَاعَةٌ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَسَاعَةٌ عِنْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، وَسَاعَةٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ ؛ أَمر اللَّهُ تَعَالَى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لَا يَدْخُلُوا فِي هَذِهِ السَّاعَاتِ إِلا بِتَسْلِيمٍ مِنْهُمْ وَاسْتِئْذَانٍ. وكلُّ أَمر يُسْتَحَيَا مِنْهُ: عَوْرة. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَوْراتُنا مَا نأْتي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ العَوْرات: جَمْعُ عَوْرة، وَهِيَ كُلِّ مَا يُسْتَحْيَا مِنْهُ إِذا ظَهَرَ، وَهِيَ مِنَ الرَّجُلِ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ، وَمِنَ المرأَة الْحُرَّةِ جميعُ جَسَدِهَا إِلا الْوَجْهَ وَالْيَدَيْنِ إِلى الْكُوعَيْنِ، وَفِي أَخْمَصِها خِلَافٌ، وَمِنَ الأَمَة مثلُ الرَّجُلِ، وَمَا يَبْدُو مِنْهَا فِي حَالِ الْخِدْمَةِ كالرأْس وَالرَّقَبَةِ وَالسَّاعِدِ فَلَيْسَ بِعَوْرة. وسترُ العَوْرة فِي الصَّلَاةِ وغيرِ الصَّلَاةِ واجبٌ، وَفِيهِ عِنْدَ الْخَلْوَةِ خِلَافٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: المرأَة عَوْرة ؛ جَعَلَهَا نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظَهَرَتْ يُسْتَحْيَا مِنْهَا كَمَا يُسْتَحْيَا مِنَ العَوْرة إِذا ظَهَرَتْ. والمُعْوِرُ: المُمْكِن البيِّن الْوَاضِحُ. وأَعْوَرَ لَكَ الصَّيْدُ أَي أَمْكَنك. وأَعْوَرَ الشيءُ: ظَهَرَ وأَمكن؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لكُثَيّر: كَذَاكَ أَذُودُ النَّفْسَ، يَا عَزَّ، عنكمُ، ... وَقَدْ أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لَا يَذُودُها أَعْوَرَتْ: أَمكنت، أَي مَنْ لَمْ يَذُد نفسَه عَنْ هَوَاهَا فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها. وَمَا يُعْوِرُ لَهُ شَيْءٌ إِلا أَخذه أَي يَظْهَرُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ مِنْهُ عَوْرةٌ، وأَعْوَرَ الفارِسُ إِذا كَانَ فِيهِ مَوْضِعُ خَلَلٍ لِلضَّرْبِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الأَسد: لَهُ الشَّدّةُ الأُولى إِذا القِرْن أَعْورَا وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: لَا تُجْهِزوا عَلَى جَريح وَلَا تُصِيبُوا مُعْوِراً ؛ هُوَ مِنْ أَعْوَر الفارسُ إِذا بَدَا فِيهِ مَوْضِعُ خللٍ لِلضَّرْبِ. وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وَذَهَبَ بِهِ. وَمَا أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ النَّاسِ أَخذه؛ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الْجَحْدِ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ وَمَا أَدري أَيّ النَّاسِ ذَهَبَ بِهِ وَلَا مُسْتَقْبَل لَهُ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَعُوره، وَقَالَ أَبو شِبْلٍ: يَعِيره، وَسَيُذْكَرُ فِي الْيَاءِ أَيضاً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذَهَبْتَ بِهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: كأَنهم إِنما لَمْ يَكَادُوا يَسْتَعْمِلُونَ مُضَارِعَ هَذَا الْفِعْلِ لَمَّا كَانَ مَثَلًا جَارِيًا فِي الأَمر الْمُنْقَضِي الْفَائِتِ، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا وَجْهَ لِذِكْرِ الْمُضَارِعِ هَاهُنَا لأَنه لَيْسَ بمُنْقَضٍ وَلَا يَنْطِقُونَ فِيهِ بِيَفْعَلَ، وَيُقَالُ: مَعْنَى عارَه أَي أَهلكه. ابْنُ الأَعرابي: تَعَوّرَ الكتابُ إِذا دَرَسَ. وَكِتَابٌ أَعْوَرُ: دارِسٌ. قَالَ: والأَعْور الدَّلِيلُ السَّيِّءُ الدَّلَالَةِ لَا يُحْسِنُ أَن يَدُلّ وَلَا يَنْدَلّ، وأَنشد: مَا لَكَ، يَا أَعْوَرُ، لَا تَنْدَلّ، ... وَكَيْفَ يَنْدَلّ امْرؤٌ عِتْوَلّ؟

وَيُقَالُ: جَاءَهُ سَهْمٌ عائرٌ فقَتَله، وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرَى مَن رَمَاهُ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: أَخْشَى عَلَى وَجْهِك يَا أَمير، ... عَوائِراً مِنْ جَنْدَل تَعِير وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَصابه سَهْمٌ عائِرٌ فقَتَله ؛ أَي لَا يُدْرَى مَنْ رماه. والعائِرُ مِنَ السِّهَامِ والحجارةِ: الَّذِي لَا يُدْرَى مَن رَمَاهُ؛ وَفِي تَرْجَمَةِ نسأَ: وأَنشد لِمَالِكِ بْنِ زُغْبَةَ الْبَاهِلِيُّ: إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ ... عَوائِرُ نَبْلٍ، كالجَرادِ نُطِيرُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جَمَاعَةُ سِهَامٍ مُتَفَرِّقَةٍ لَا يُدْرَى مِنْ أَين أَتت. وعاوَرَ الْمَكَايِيلَ وعَوَّرَها: قدَّرَها، وَسَيُذْكَرُ فِي الْيَاءِ لُغَةٌ فِي عايَرَها. والعُوّارُ: ضَرْبٌ مِنَ الخَطاطِيف أَسود طَوِيلُ الْجَنَاحَيْنِ، وعَمَّ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: العُوّار، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، الخُطّاف؛ وَيُنْشِدُ: كَمَا انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ الصِّيق: الْغُبَارُ. والعُوّارَى: شَجَرَةٌ يُؤْخَذُ جِراؤُها فتُشْدَخ ثُمَّ تُيَبَّس ثُمَّ تُذَرَّى ثُمَّ تُحْمَلُ فِي الأَوعية إِلى مَكَّةَ فَتُبَاعُ وَيُتَّخَذُ مِنْهَا مَخانِقُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعُوَّار شَجَرَةٌ تَنْبُتُ نِبْتة الشَّرْية وَلَا تشِبُّ، وَهِيَ خَضْرَاءُ، وَلَا تَنْبُتُ إِلا فِي أَجواف الشَّجَرِ الْكِبَارِ. ورِجْلة العَوْراء: بِالْعِرَاقِ بِمَيْسان. والعارِيّة والعارةُ: مَا تداوَلُوه بَيْنَهُمْ؛ وَقَدْ أَعارَه الشيءَ وأَعارَه مِنْهُ وعاوَرَه إِيَّاه. والمُعاوَرة والتَّعاوُر: شِبْهُ المُدَاوَلة والتّداوُل فِي الشَّيْءِ يَكُونُ بَيْنَ اثْنَيْنِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وسَقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صَاحِبِي ... أَباها، وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا يَعْنِي الزَّنْدَ وَمَا يَسْقُطُ مِنْ نَارِهَا؛ وأَنشد ابْنُ الْمُظَفَّرِ: إِذا رَدَّ المُعاوِرُ مَا استْعَارا وَفِي حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ أُمية: عارِيّة مَضْمُونَةٌ ؛ مُؤدّاة العارِيّة يَجِبُ ردُّها إِجماعاً مَهْمَا كَانَتْ عينُها بَاقِيَةً، فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قِيمَتِهَا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَلَا ضَمَانَ فِيهَا عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ. وتَعَوّرَ واسْتَعار: طَلَبَ العارِيّة. واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه مِنْهُ: طَلَبَ مِنْهُ أَن يُعِيرَه إِيّاه؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقِصَّةِ الْعِجْلِ: مِنْ حُلِيٍّ تَعَوَّرَه بَنُو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه. يُقَالُ: تعوَّر واسْتَعار نَحْوَ تَعَجَّبَ واسْتَعْجَب. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَرى ذَا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثِيَابِي، قَالَ: يَقُولُهُ الرَّجُلُ إِذا كَبِر وخَشِيَ الْمَوْتَ. واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه: تداوَلُوه فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلى، ... نَذَرُ البِكَارَة فِي الجَزاءِ المُضْعَفِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما ظَهَرَتِ الْوَاوُ فِي اعْتَوَرُوا لأَنه فِي مَعْنَى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي تجاوَرُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتَعَاوَرُون عَلَى مِنْبَرِي أَي يَخْتَلِفُونَ وَيَتَنَاوَبُونَ كُلَّمَا مَضَى وَاحِدٌ خَلَفَه آخَرُ. يُقَالُ: تَعاوَرَ القومُ فُلَانًا إِذا تَعاوَنْوا عَلَيْهِ بِالضَّرْبِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ. قَالَ الأَزهري: وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قَوْلَ الْعَرَبِ فِيهَا: هُمْ يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها، بِالْوَاوِ، كأَنهم أَرادوا تَفْرِقَةً بَيْنَ مَا يَتَرَدَّدُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ وَبَيْنَ مَا يُرَدَّد.

قَالَ: والعارِيّة مَنْسُوبَةٌ إِلى العارَة، وَهُوَ اسْمٌ مِنَ الإِعارة. تَقُولُ: أَعَرْتُه الشَّيْءَ أُعِيره إِعارة وعَارةً، كَمَا قَالُوا: أَطَعْتُه إِطاعة وَطَاعَةً وأَجَبْتُه إِجابة وَجَابَةً؛ قَالَ: وَهَذَا كَثِيرٌ فِي ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ، مِنْهَا الْعَارَةُ والدَّارة وَالطَّاقَةُ وَمَا أَشبهها. وَيُقَالُ: اسْتَعَرْت مِنْهُ عارِيّةً فأَعارَنِيها؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العارِيّة، بِالتَّشْدِيدِ، كأَنها مَنْسُوبَةٌ إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ؛ وَيُنْشِدُ: إِنما أَنْفُسُنا عَارِيَّةٌ، ... والعَواريّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ: مِثْلُ العارِيّة؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ، إِنما المالُ عارةٌ، ... وكُلْه مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُهْ واستعارَه ثَوْبًا فأَعَارَه أَباه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كِيرٌ مُسْتعار؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: كأَن حَفِيفَ مَنْخِره، إِذا مَا ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ قِيلَ: فِي قَوْلِهِ مُسْتَعَارٌ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ بِهِ مُبَادَرَةً لِارْتِجَاعِ صَاحِبِهِ إِيَّاه، وَالثَّانِي أَن تَجْعَلَهُ مِنَ التَّعاوُرِ. يُقَالُ: اسْتَعَرْنا الشَّيْءَ واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ: مُسْتَعار بِمَعْنَى مُتعاوَر أَي مُتداوَل. وَيُقَالُ: تَعاوَرَ القومُ فُلَانًا واعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تَعَاوَنُوا عَلَيْهِ فَكُلَّمَا أَمْسَكَ وَاحِدٌ ضربَ واحدٌ، والتعاوُر عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وتَعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدَّارِ حَتَّى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عَلَيْهِ؛ قَالَ ذَلِكَ اللَّيْثُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ، وَمَعْنَى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدَّارِ أَي تَداوَلَتْه، فمرَّةً تَهُبُّ جَنوباً وَمَرَّةً شَمالًا ومرَّة قَبُولًا وَمَرَّةً دَبُوراً؛ وَمِنْهُ قول الأَعشى: دِمْنة قَفْزة، تاوَرها الصَّيْفُ ... برِيحَيْنِ مِنْ صَباً وشَمالِ قَالَ أَبو زَيْدٍ: تعاوَرْنا العَوارِيَّ تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بَعْضًا، وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كُنْتَ أَنت المُسْتَعِيرَ، وتَعاوَرْنا فُلَانًا ضَرْباً إِذا ضَرَبْتَهُ مَرَّةً ثُمَّ صاحبُك ثُمَّ الآخرُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّعاوُرُ والاعْتِوَارُ أَن يَكُونَ هَذَا مَكَانَ هَذَا، وَهَذَا مَكَانَ هَذَا. يُقَالُ: اعْتَوَراه وابْتدّاه هَذَا مَرَّةً وَهَذَا مَرَّةً، وَلَا يُقَالُ ابْتَدّ زَيْدٌ عَمْرًا وَلَا اعْتَوَرَ زيدٌ عَمْرًا. أَبو زَيْدٍ: عَوَّرْت عَنْ فُلَانٍ مَا قِيلَ لَهُ تَعْوِيراً وعَوَّيْت عَنْهُ تَعْوِيةً أَي كَذَّبْتُ عَنْهُ مَا قِيلَ لَهُ تَكْذِيبًا ورَدَدْت. وعَوّرْته عَنِ الأَمر: صرَفته عَنْهُ. والأَعْوَرُ: الَّذِي قَدْ عُوِّرَ وَلَمْ تُقْضَ حاجتُه وَلَمْ يُصِبْ مَا طَلَبَ وَلَيْسَ مِنْ عَوَر الْعَيْنِ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّى العَوَرْ وَيُقَالُ: مَعْنَاهُ أَفسد مَنْ وَلَّاه وَجَعَلَهُ وَليَّاً للعَوَر، وَهُوَ قُبْحُ الأَمر وفسادُه. تَقُولُ: عَوَّرْت عَلَيْهِ أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عَلَيْهِ. والعَوَرُ: تَرْكُ الْحَقِّ. وَيُقَالُ: عَاوَرَه الشيءَ أَي فعلَ بِهِ مثلَ مَا فَعَلَ صاحبُه بِهِ. وعوراتُ الْجِبَالِ: شُقُوقُهَا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: تَجاوَبَ بُومُها فِي عَوْرَتَيْها، ... إِذا الحِرْباء أَوْفى للتَّناجي «3».

_ (3). قوله: [تجاوب بومها إلخ] في شرح القاموس ما نصه: هكذا أَنشده الجوهري في الصحاح. وقال الصاغاني: والصواب غورتيها، بالغين معجمة، وهما جانباها. وفي البيت تحريف والرواية: أَوفى للبراح، والقصيدة حائية، والبيت لِبِشْرِ بْنِ أَبي خَازِمٍ

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد عَوْرَتي الشَّمْسِ وَهُمَا مَشْرِقُهَا وَمَغْرِبُهَا. وإِنها لَعَوْراء القُرِّ: يَعْنون سَنَة أَو غَدَاةً أَو لَيْلَةً؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. وعَوائرُ مِنَ الْجَرَادِ: جَمَاعَاتٌ مُتَفَرِّقَةٌ. والعَوارُ: العَيْب؛ يُقَالُ: سِلْعَة ذَاتُ عَوارٍ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَقَدْ تُضَمُّ. وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عُوَيْرٌ، ومَن مِثْلُ العُوَيْرِ ورَهْطِه؟ ... وأَسْعَدُ فِي لَيلِ البَلابِل صَفْوانُ وعُوَيرْ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والعُوَيْر: مَوْضِعٌ عَلَى قبْلة الأَعْوريَّة، هِيَ قَرْيَةُ بَنِي محجنٍ الْمَالِكِيِّينَ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: حَتَّى وَرَدْنَ رَكيّات العُوَيْرِ، وَقَدْ ... كادَ المُلاءُ مِنَ الْكَتَّانِ يَشْتَعِلُ وَابْنَا عُوارٍ: جَبَلَانِ؛ قَالَ الرَّاعِي: بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ، ... يَا ابْنَيْ عُوَارٍ، وأَمْسى دُونها بُلَعُ «1» . وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ابْنَا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ. وتِعار: جَبَلٌ بِنَجْدٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وَمَا هَبَّتِ الأَرْواحُ تَجْري، وَمَا ثَوى ... مُقِيماً بِنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ وَالثُّلَاثِيِّ الْمُعْتَلِّ. عير: العَيْر: الْحِمَارُ، أَيّاً كَانَ أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الوَحْشِيّ، والأُنثى عَيْرة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الرِّضَا بِالْحَاضِرِ ونِسْيان الْغَائِبِ قَوْلُهُمْ: إِن ذَهَب العَيْرُ فعَيْرٌ فِي الرِّباط؛ قَالَ: ولأَهل الشَّامِ فِي هَذَا مَثَلٌ: عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عَشْرَةٍ. وَكَانَ خُلَفَاءُ بَنِي أُميّة كُلَّمَا مَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ زَادَ الَّذِي يخلُفه فِي عَطَائِهِمْ عَشْرَةً فَكَانُوا يَقُولُونَ هَذَا عِنْدَ ذَلِكَ. وَمِنْ أَمثالهم: فُلَانٌ أَذَلُّ مِنَ العَيْرِ، فَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ الْحِمَارَ الأَهلي، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ الْوَتِدَ؛ وَقَوْلُ شِمْرٍ: لَوْ كُنْتَ عَيْراً كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّة، ... أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح أَراد بالعَيْر الحمارَ، وبِكْسرِ الْقَبِيحِ طَرَفَ عَظْمِ المِرْفق الَّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فُلَانٌ أَذلُّ مِنَ العَيْر. وَجَمْعُ العَيْر أَعْيارٌ وعِيارٌ وعُيورٌ وعُيُورة وعِيَارات، ومَعْيوراء اسْمٌ لِلْجَمْعِ. قَالَ الأَزهري: المَعْيُورا الحَمِير، مَقْصُورٌ، وَقَدْ يُقَالُ المَعْيوراء مَمْدُودَةً، مِثْلُ المَعْلوجاء والمَشْيُوخاء والمَأْتوناء، يُمَدُّ ذَلِكَ كُلُّهُ وَيُقْصَرُ. وَفِي الْحَدِيثُ: إِذا أَرادَ اللهُ بِعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك عَلَيْهِ بذُنوبِه حَتَّى يُوافيه يَوْمَ الْقِيَامَةِ كأَنه عَيْر ؛ العَيْر: الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ، وَقِيلَ: أَراد الجبَل الَّذِي بِالْمَدِينَةِ اسْمُهُ عَيْر، شبَّه عِظَم ذُنُوبِهِ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لأَنْ أَمْسَح عَلَى ظَهْر عَيْر بِالْفَلَاةِ أَي حمارِ وحْشٍ؛ فأَما قول الشاعر: أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغلْظةً، ... وَفِي الحَرْب أَشباهَ النِّسَاءِ العَوارك؟ فإِنه لَمْ يَجْعَلْهُمْ أَعْياراً عَلَى الْحَقِيقَةِ لأَنه إِنما يُخَاطِبُ قَوْمًا، وَالْقَوْمُ لَا يكونون أَعياراً وإِنما شَبَّهَهُمْ بِهَا فِي الْجَفَاءِ وَالْغِلْظَةِ، وَنَصَبَهُ عَلَى مَعْنَى أَتَلَوّنون وتَنَقّلون مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا؟ وأَما قَوْلُ سيبويه: لو مَثَّلْت

_ (1). قوله: [بل ما تذكر إلخ] هكذا في الأَصل والذي في ياقوت: ماذا تَذَكَّرَ مِنْ هِنْدٍ إِذا احتجبت ... يا بني عوار وأدنى دارها بلع

الأَعْيار فِي الْبَدَلِ مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ لَقُلْتَ: أَتَعَيَّرون إِذا أَوضحت مَعْنَاهُ، فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، إِنما أَراد أَن يصوغُ فِعْلًا أَي بناءَ كَيْفِيَّة الْبَدَلِ مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ، وَقَوْلُهُ لأَنك إِنما تُجْرِيه مُجْرى مَا لَهُ فِعْلَ مِنْ لَفْظِهِ، يُدلّك عَلَى أَن قَوْلَهُ تَعَيّرون لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. والعَيرُ الْعَظْمُ النَّاتِئُ وَسَطَ الْكَفِّ «2». وَالْجَمْعُ أَعْيارٌ. وكَتِفٌ مُعَيَّرة ومُعْيَرة عَلَى الأَصل: ذَاتُ عَيْر. وعَيْر النَّصْلِ: النَّاتِئُ فِي وَسَطِهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ، ... كَسَرْن العَيْرَ مِنْهُ والغِرارا وَقِيلَ: عَيْرُ النَّصل وَسَطُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو: نَصْلٌ مُعْيَر فِيهِ عَيْر. والعَيْر مِنْ أُذن الإِنسان والفرسِ مَا تَحْتَ الفَرْع مِنْ بَاطِنِهِ كعَيْر السَّهْمِ، وَقِيلَ: العَيْرانِ مَتْنا أُذُنَي الْفَرَسِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ عَلَى عِيَار الأُذُنين الْمَاءَ ؛ العِيارُ جَمْعُ عَيْرٍ، وَهُوَ النَّاتِئُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَذن. وَكُلُّ عَظْمٍ نَاتِئٍ مِنَ الْبَدَنِ: عَيْرٌ. وعَير الْقَدَمِ: النَّاتِئُ فِي ظَهْرِهَا. وعَيرُ الوَرقة: الْخَطُّ النَّاتِئُ فِي وَسَطِهَا كأَنه جُدَيِّر. وعَيرُ الصَّخْرَةِ: حرفٌ نَاتِئٌ فِيهَا خِلْقَةً، وَقِيلَ: كُلُّ نَاتِئٍ فِي وَسَطِ مُسْتَوٍ عَيرٌ. وعَيْرُ الأُذن: الْوَتَدُ الَّذِي فِي بَاطِنِهَا. والعَيْر: ماقيء الْعَيْنِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: العَيْر إِنسانُ الْعَيْنِ، وَقِيلَ لَحْظُها؛ قَالَ تأَبَّطَ شَرّاً: ونارٍ قَدْ حَضَأْتُ بُعَيْد وَهْنٍ، ... بدارٍ مَا أُرِيدُ بِهَا مُقاما سِوَى تَحْلِيل راحِلة وعَيْرٍ، ... أُكالِئُه مَخافةَ أَن يَناما وَفِي الْمَثَلِ: جاءَ قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى أَي قَبْلَ لَحْظَةِ الْعَيْنِ. قَالَ أَبو طَالِبٍ: العَيْر المِثال الَّذِي فِي الْحَدَقَةِ يُسَمَّى اللُّعْبة؛ قَالَ: وَالَّذِي جَرَى الطَّرْفُ، وجَرْيُه حَرَكَتُهُ؛ وَالْمَعْنَى: قَبْلَ أَن يَطْرِف الإِنسانُ، وَقِيلَ: عَيْرُ الْعَيْنِ جَفْنُها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يقال فعلت قَبْلَ عيْرٍ وَمَا جَرَى. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَا يُقَالُ أَفعل؛ وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ: أَعَدْوَ القِبِصَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرى، ... وَلَمْ تَدْرِ مَا خُبْرِي، وَلَمْ أَدْرِ مَا لَها؟ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ قَبْلَ أَن أَنظر إِليك، وَلَا يُتَكلّم بشيء من ذَلِكَ فِي النَّفْيِ. والقِبِصَّى والقِمِصَّى: ضَرْبٌ مِنَ العَدْو فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَيْرُ هُنَا الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ، وَمَنْ قَالَ: قَبْلَ عائرٍ وَمَا جَرَى، عَنَى السَّهْمَ. والعَير: الوَتد. والعَيْر: الجَبلُ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى جَبَلٍ بِالْمَدِينَةِ. والَعيْر: السَّيِّدُ والمَلِك. وعَيْرُ الْقَوْمِ: سيّدُهم؛ وَقَوْلُهُ: زعَمُوا أَنّ كلَّ مَن ضَرَبَ العَيْر ... مَوالٍ لنا، وأَنَّى الوَلاءُ؟ «3» . قِيلَ: مَعْنَاهُ كلُّ مَن ضَرَبَ بِجفنٍ عَلَى عَيْرٍ، وَقِيلَ: يَعْنِي الْوَتِدَ، أَي مَنْ ضَرَبَ وتِداً مِنْ أَهل العَمَد، وَقِيلَ: يَعْنِي إِياداً لأَنهم أَصحاب حَمِير، وَقِيلَ: يَعْنِي جَبَلًا، وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ فَقَالَ: جَبَلًا بِالْحِجَازِ، وأَدخل عَلَيْهِ اللَّامَ كأَنه جَعَلَهُ مِنْ أَجْبُلٍ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَيْر، وَجَعَلَ اللَّامَ زَائِدَةً على قوله:

_ (2). قوله: [وسط الكف] كذا في الأَصل، ولعله الكتف. وقوله: مُعَيَّرَةٌ وَمُعْيَرَةٌ عَلَى الأَصل، هما بهذا الضبط في الأَصل وانظره مع قوله على الأَصل فلعل الأَخيرة ومعيرة بفتح الميم وكسر العين (3). في معلقة الحرث بن حلِّزة: [مُوال لَنَا وأَنّا الوَلاء] ولا يمكن إِصلاح هَذَا الْبَيْتَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ في المعلقة لأَن له في صفحة 624 شرحاً يناسب روايته هنا لاحقاً

وَلَقَدْ نَهَيْتُك عَنْ بناتِ الأَوْبَرِ إِنما أَراد بَنَاتَ أَوبر فَقَالَ: كُلُّ مَنْ ضَرَبَهُ أَي ضَرَبَ فِيهِ وَتِدًا أَو نَزَلَهُ، وَقِيلَ: يَعْنِي المُنْذِر بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ لِسيادتهِ، وَيُرْوَى الوِلاء، بِالْكَسْرِ، حَكَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: مَاتَ مَنْ كَانَ يحسن تفسير بيت الحرث بْنِ حِلِّزَةَ: زَعَمُوا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَيْر «1». قال أَبو عمر: العَيْر هُوَ النَّاتِئُ فِي بُؤْبُؤِ الْعَيْنِ، وَمَعْنَاهُ أَن كُلَّ مَنِ انْتَبَه مِنْ نَوْمِه حَتَّى يَدُورَ عَيْرُه جَنى جِنَايَةً فَهُوَ مَوْلًى لَنَا؛ يَقُولُونَهُ ظُلْمًا وتجَنّياً؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَتيتك قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرى أَي قَبْلَ أَن يَنْتَبِهَ نَائِمٌ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ: وَمَا جَرَى، أَرادوا وجَرْيه، أَرادوا الْمَصْدَرَ. وَيُقَالُ: مَا أَدري أَيّ مَن ضَرَبَ العَيْر هُوَ، أَي أَيّ النَّاسِ هُوَ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. والعَيْرانِ: المَتْنانِ يَكْتَنِفَانِ جَانِبَيِ الصُّلْب. والعَيْرُ: الطَّبْل. وعارَ الفرسُ والكلبُ يَعِير عِياراً: ذَهَبَ كأَنه مُنْفَلت مِنْ صَاحِبِهِ يَتَرَدَّدُ وَمِنْ أَمثالهم: كَلْبٌ عائرٌ خيرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ؛ فالعائرُ الْمُتَرَدِّدُ، وَبِهِ سُمِّيَ العَيْرُ لأَنه يَعِير فَيَتَرَدَّدُ فِي الْفَلَاةِ. وعارَ الفرسُ إِذا ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ وَتَبَاعَدَ عَنْ صَاحِبِهِ. وعارَ الرجلُ فِي الْقَوْمِ يضربُهم: مِثْلُ عَاثَ. الأَزهري: فرسٌ عَيّارٌ إِذا عاثَ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ نَافِرًا ذَاهِبًا فِي الأَرض. وَفَرَسٌ عَيّار بأَوصالٍ أَي يَعِير هَاهُنَا وَهَاهُنَا مِنْ نَشَاطِهِ. وَفَرَسٌ عَيّار إِذا نَشِط فرَكِبَ جَانِبًا ثُمَّ عَدَلَ إِلى جَانِبٍ آخَرَ مِنْ نَشَاطِهِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وَلَقَدْ رأَيتُ فوارِساً مِن قَوْمِنا، ... غَنَظُوك غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي مَثَلِ الْعَرَبِ: غَنَظُوه غَنْظَ جَرَادَةِ الْعَيَّارِ؛ قَالَ: العَيّار رَجُلٌ، وَجَرَادَةٌ فَرَسٌ؛ قَالَ: وَغَيْرُهُ يُخَالِفُهُ وَيَزْعُمُ أَن جَرَادَةَ الْعَيَّارِ جَرادةٌ وُضِعَت بين ضِرْسيه فأَفْلَتت، وَقِيلَ: أَراد بِجَرَادَةِ العَيَّار جَرَادَةً وَضَعَهَا فِي فِيهِ فأَفْلَتت مِنْ فِيهِ، قَالَ: وغَنَظَه ووكَظَه يَكِظُه وَكْظاً، وَهِيَ المُواكَظَة والمُواظبة، كُلُّ ذَلِكَ إِذا لَازَمَهُ وغمَّه بِشِدَّةِ تَقاضٍ وخُصومة؛ وَقَالَ: لَوْ يُوزَنون عِياراً أَو مُكايَلةً، ... مالُوا بسَلْمَى، وَلَمْ يَعْدِلهْمُ أَحَدُ وَقَصِيدَةٌ عَائِرَةٌ: سائرة، والفعل كالفعل، د وَالِاسْمُ العِيَارة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يمُرّ بِالتَّمْرَةِ العائِرةِ فَمَا يَمْنعُه مِنْ أَخذها إِلَّا مَخافةُ أَن تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ ؛ الْعَائِرَةُ: السَّاقِطَةُ لَا يُعْرَف لَهَا مَالِكٌ، مِنْ عارَ الفرسُ إِذا انْطَلَقَ مِنْ مرْبطه مَارًّا عَلَى وَجْهِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَثلُ المُنافِق مَثَلُ الشاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ غَنَمْينِ أَي الْمُتَرَدِّدَةُ بَيْنَ قَطِيعين لَا تَدْري أَيّهما تَتْبَع. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْكَلْبِ الَّذِي دَخَلَ حائِطَه: إِنما هُوَ عائرٌ ؛ وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَنَّ فَرَسًا لَهُ عارَ أَي أَفْلَت وَذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ. وَرَجُلٌ عَيّار: كَثِيرُ الْمَجِيءِ وَالذَّهَابِ فِي الأَرض، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الأَسد بِذَلِكَ لِتَرَدُّدِهِ وَمَجِيئِهِ وَذَهَابِهِ فِي طَلَبِ الصَّيْدِ: قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: لَيْثٌ عَلَيْهِ مِنَ البَرْدِيّ هِبْرِية، ... كالمَزبَرانيّ، عَيَّارٌ بأَوْصالِ «2» . أَي يَذْهَبُ بِهَا وَيَجِيءُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ رَوَاهُ عَيَّارٌ، بِالرَّاءِ، فَمَعْنَاهُ أَنه يَذْهَبُ بأَوْصال الرِّجال إِلى أَجَمَته،

_ (1). البيت (2). قوله: [كالمزبراني إلخ] قال الجوهري في مادة رزب ما نصه: ورواه المفضل كالمزبراني عيار بأوصال، ذَهَبَ إِلى زُبْرَةِ الأَسد فَقَالَ لَهُ الأَصمعي: يَا عَجَبَاهُ الشَّيْءُ يُشَبَّهُ بِنَفْسِهِ وإِنما هو المرزباني انتهى. وفي القاموس والمرزبة كمرحلة رياسة الفرس وهو مرزبانهم بضم الزاي

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ مَا أَدري أَي الْجَرَادِ عارَه، وَيُرْوَى عَيَّال، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: لَمّا رأَيتُ أَبَا عَمْرٍو رَزَمْتُ لَهُ ... مِنِّي، كَمَا رَزَمَ العَيَّارُ فِي الغُرُفِ جَمْعُ غَرِيف وَهُوَ الْغَابَةُ. قَالَ: وَحَكَى الْفَرَّاءُ رَجُلٌ عَيَّار إِذا كَانَ كَثِيرَ التَّطْواف وَالْحَرَكَةِ ذكِيّاً؛ وَفَرَسٌ عَيَّار وَعَيَّالٌ؛ والعَيْرانة مِنَ الإِبل: النَّاجِيَةُ فِي نَشَاطٍ، مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: شُبِّهَتْ بالعَيْرِ فِي سُرْعَتِهَا وَنَشَاطِهَا، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: عَيْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ هِيَ النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ تَشْبيهاً بِعَيْر الْوَحْشِ، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. ابْنُ الأَعرابي: العَيِّرُ الْفَرَسُ النَّشِيطُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَمْدَحُ بالعَيَّار وتَذُمّ بِهِ، يُقَالُ: غُلَامٌ عَيّار نَشِيط فِي الْمَعَاصِي، وَغُلَامٌ عَيّار نَشِيطٌ فِي طَاعَةِ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ الأَزهري: والعَيْر جَمْعُ عائِر وَهُوَ النَّشِيطُ، وَهُوَ مَدْحٌ وذمٌّ. عاورَ البَعِيرُ عَيَراناً إِذا كَانَ فِي شَوْل فَتَرَكَهَا وَانْطَلَقَ نحوَ أُخْرَى يُرِيدُ القَرْع،. والعائِرةُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الإِبل إِلى أُخْرَى لِيَضْرِبَهَا الْفَحْلُ. وعارَ فِي الأَرض يَعِير أَي ذَهَبَ، وعارَ الرجلُ فِي الْقَوْمِ يَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ عَيَراناً: ذَهَبَ وَجَاءَ؛ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ الأَزهري بِضَرْبٍ وَلَا بِسَيْفٍ بَلْ قَالَ: عارَ الرجلُ يَعِير عَيَراناً، وَهُوَ تردّدُه فِي ذَهَابِهِ وَمَجِيئِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: كلْبٌ عائِرٌ وعَيّار، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، وأَعطاه من المال عائرةَ عينين أَي مَا يَذْهَبُ فِيهِ الْبَصَرُ مَرَّةً هُنَا وَمَرَّةً هُنَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي عور أَيضاً. وعيرانُ الْجَرَادِ وعَوائِرهُ: أَوائلُ الذَّاهِبَةُ المفْترقة فِي قِلَّةٍ. وَيُقَالُ: مَا أَدري أَيّ الْجَرَادِ عارَه أَي ذَهَبَ بِهِ وأَتْلَفه، لَا آتَي لَهُ فِي قَوْلِ الأَكثر، «1». وَقِيلَ: يَعِيره ويَعُوره؛ وَقَوْلُ مَالِكِ بْنِ زَغْبَةَ: إِذا انتسأوا فَوْتَ الرِّماح، أَتَتْهُمُ ... عوائرُ نَبْلٍ، كالجرادِ نُطِيرُها عَنَى بِهِ الذَّاهِبَةَ الْمُتَفَرِّقَةَ؛ وأَصله فِي الْجَرَادِ فَاسْتَعَارَهُ قَالَ الْمُؤَرِّجُ: وَمِنْ أَمثالهم؛ عَيْرٌ عارَه وَتِدُه؛ عارَه أَي أَهلكه كَمَا يُقَالُ لَا أَدري أَيّ الْجَرَادِ عارَه. وعِرْت ثَوْبَهُ: ذَهَبْتُ بِهِ. وعَيَّر الدينارَ: وازَنَ بِهِ آخَرَ. وعَيَّر الْمِيزَانَ وَالْمِكْيَالَ وعاوَرَهما وعايَرَهُما وعايَرَ بَيْنَهُمَا مُعايَرَة وعِياراً: قدَّرَهما وَنَظَرَ مَا بَيْنَهُمَا؛ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبو الْجَرَّاحِ فِي بَابِ مَا خَالَفَتِ الْعَامَّةُ فِيهِ لُغَةَ الْعَرَبِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُعايرُ فُلَانًا ويُكايلُه أَي يُسامِيه ويُفاخِره. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُمَا يتعايبانِ ويَتَعايَران، فالتعايُرُ التَّسَابُّ، والتَعايُب دُونَ التَّعايُرِ إِذا عَابَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والمِعْيار مِنَ الْمَكَايِيلِ: مَا عُيِّر. قَالَ اللَّيْثُ: العِيَار مَا عايَرْت بِهِ الْمَكَايِيلَ، فالعِيَار صَحِيحٌ تامٌّ وافٍ، تَقُولُ: عايَرْت بِهِ أَي سَوَّيْتُه، وَهُوَ العِيَار والمِعْيار. يُقَالُ: عايِرُوا مَا بَيْنَ مَكَايِيلِكُمْ ومَوازِينكم، وَهُوَ فاعِلُوا مِنَ العِيَار، وَلَا تَقُلْ: عَيِّروا. وعَيَّرْتُ الدَّنَانِيرَ: وَهُوَ أَن تُلْقِي دِينَارًا دِينَارًا فتُوازِنَ بِهِ دِينَارًا دِينَارًا، وَكَذَلِكَ عَيَّرْت تَعْييراً إِذا وَزَنْت وَاحِدًا وَاحِدًا، يُقَالُ هَذَا فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ. قَالَ الأَزهري: فَرَّقَ اللَّيْثُ بَيْنَ عايَرْت وعَيَّرْت، فَجَعَلَ عايَرْت فِي الْمِكْيَالِ وعَيَّرْت فِي الْمِيزَانِ؛ قَالَ: وَالصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَاهُ فِي عايَرْت وعَيَّرت فَلَا يَكُونُ عَيَّرْت إِلَّا مِنَ الْعَارِ والتَّعْيِير؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ قَوْلَ الرَّاجِزِ: وإِن أَعارَت حَافِرًا مُعارا ... وَأْباً، حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا

_ (1). هكذا في الأَصل

وَقَالَ: وَمَعْنَى أَعارَت رَفَعَتْ وَحَوَّلَتْ، قَالَ: وَمِنْهُ إِعارةُ الثِّيَابِ والأَدوات. وَاسْتَعَارَ فلانٌ سَهْماً مِنْ كِنانته: رَفَعَهُ وحوَّله مِنْهَا إِلى يَدِهِ؛ وأَنشد قوله: هتَّافة تَحْفِض مَن يُدِيرُها، ... وَفِي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها، شَهْباءُ تَروي الرِّيشَ مِن بَصِيرها شَهْبَاءُ: مُعْبِلة، وَالْهَاءُ فِي مُسْتَعِيرها لَهَا. والبَصِيرة: طَرِيقَةُ الدَّمِ. والعِيرُ، مُؤَنَّثَةً: الْقَافِلَةُ، وَقِيلَ: العِيرُ الإِبل الَّتِي تَحْمِلُ المِيرَة، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ؛ وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه أَنشده قَوْلَ ابْنِ حلِّزة: زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِير بِكَسْرِ الْعَيْنِ. قَالَ: والعِيرُ الإِبل، أَي كلُّ مَنْ رَكِب الإِبل مَوالِ لَنَا أَي العربُ كُلُّهُمْ موالٍ لَنَا مِنْ أَسفل لأَنا أَسَرْنا فِيهِمْ فلَنا نِعَمٌ عَلَيْهِمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، وَالْجَمْعُ عِيَرات، قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمَعُوهُ بالأَلف وَالتَّاءِ لِمَكَانِ التأْنيث وَحَرَّكُوا الْيَاءَ لِمَكَانِ الْجَمْعِ بِالتَّاءِ وَكَوْنِهِ اسماً فأَجمعوا عَلَى لُغَةِ هُذَيْلٍ لأَنهم يَقُولُونَ جَوَزات وبَيَضات. قَالَ: وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ عِيرات، بالإِسكان، وَلَمْ يُكَسَّر عَلَى الْبِنَاءِ الَّذِي يُكَسَّر عَلَيْهِ مِثْلُهُ، جَعَلُوا التَّاءَ عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ، كَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي أَشياء كَثِيرَةٍ لأَنهم مِمَّا يَسْتَغْنُونَ بالأَلف وَالتَّاءِ عَنِ التَّكْسِيرِ، وَبِعَكْسِ ذَلِكَ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ كَانَتْ حُمُراً، قَالَ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ العِيرُ الإِبلُ خَاصَّةً باطلٌ. العِيرُ: كلُّ مَا امْتِيرَ عَلَيْهِ مِنَ الإِبل والحَمِير وَالْبِغَالِ، فَهُوَ عِيرٌ؛ قَالَ: وأَنشدني نُصَير لأَبي عَمْرٍو السَّعْدِيِّ فِي صِفَةِ حَمِير سَمَّاهَا عِيراً: أَهكذا لَا ثَلَّةٌ وَلَا لَبَنْ؟ ... وَلَا يُزَكِّين إِذا الدَّيْنُ اطْمَأَنْ، مُفَلْطَحات الرَّوْثِ يأْكُلْن الدِّمَنْ، ... لَا بُدَّ أَن يَخْترْن مِنِّي بَيْنَ أَنْ يُسَقْنَ عِيراً، أَو يُبَعْنَ بالثَّمَنْ قَالَ: وَقَالَ نصيرٌ الإِبل لَا تَكُونُ عِيراً حَتَّى يُمْتارَ عَلَيْهَا. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: العيرُ مِنَ الإِبل مَا كَانَ عَلَيْهِ حملُه أَو لَمْ يَكُنْ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه كَانَ يَشْتَرِي العِيرَ حُكْرة، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يُرْبِحُني عُقْلَها؟ العِيرُ: الإِبل بأَحْمالها. فِعْلٌ مِنْ عارَ يَعير إِذا سَارَ، وَقِيلَ: هِيَ قَافِلَةُ الحَمِير، وَكَثُرَتْ حَتَّى سُمِّيَتْ بِهَا كُلُّ قَافِلَةٍ، فَكُلُّ قَافِلَةٍ عِيرٌ كأَنها جَمْعُ عَيْر، وَكَانَ قِيَاسُهَا أَن يَكُونَ فُعْلًا، بِالضَّمِّ، كسُقْف فِي سَقْف إِلَّا أَنه حُوفِظَ عَلَى الْيَاءِ بِالْكَسْرَةِ نَحْوَ عِين. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم كَانُوا يَتَرَصَّدُونَ عِيَرات قُرَيْش ؛ هُوَ جَمْعُ عِير، يُرِيدُ إِبلهم وَدَوَابَّهُمُ الَّتِي كَانُوا يُتَاجِرُونَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَجاز لَهَا العيَرات ؛ هِيَ جَمْعُ عِيرٍ أَيضاً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: اجْتَمَعُوا فِيهَا عَلَى لُغَةِ هُذَيْلٍ، يَعْنِي تَحْرِيكَ الْيَاءِ، وَالْقِيَاسُ التَّسْكِينُ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها، ... مِنْ حَسَكِ التَّلْع وَمِنْ خَافُورِهَا إِنما اسْتَعَارَهُ لِلنَّمْلِ، وأَصله فِيمَا تَقَدَّمَ. وَفُلَانٌ عُيَيْرُ وَحْدِه إِذا انْفَرَدَ بأَمره، وَهُوَ فِي الذمِّ، كَقَوْلِكَ: نَسِيج وَحْدَهُ، فِي الْمَدْحِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: عُيَيْرُ وَحْدِه أَي يأْكل وَحْدَهُ. قَالَ الأَزهري: فلانٌ عُيَيْرُ وَحْدِهِ وجُحَيْش وَحْدِه. وَهُمَا اللَّذَانِ لَا يُشاوِران النَّاسَ وَلَا يُخَالِطَانِهِمْ وَفِيهِمَا مَعَ ذَلِكَ مَهَانَةٌ

وَضَعْفٌ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فُلَانٌ عُيَيْرُ وَحْدِه وَهُوَ الْمُعْجَبُ برأْيه، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ أَوله مِثْلُ شُيَيْخٍ وشِيَيْخٍ، وَلَا تَقُلْ: عُوَير وَلَا شُوَيخ. والعارُ: السُّبّة وَالْعَيْبُ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ شَيْءٍ يَلْزَمُ بِهِ سُبّة أَو عَيْبٌ، وَالْجَمْعُ أَعْيارٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظَاهِرُ الْعُيُوبِ؛ قَالَ الرَّاعِي: ونَبَتَّ شَرَّ بَني تَمِيمٍ مَنْصِباً، ... دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْيارِ كأَنه مِمَّا يُعَيَّر بِهِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ التَّعْيير، وَمِنْ هَذَا قِيلَ: هُمْ يَتَعَيَّرون مِنْ جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ يَتَعَوَّرون، بِالْوَاوِ، وَقَدْ عَيَّرَهُ الأَمرَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وعَيَّرَتْني بَنُو ذُبْيانَ خَشيَتَه، ... وَهَلْ عَلَيَّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عَارِ؟ وتعايرَ القومُ: عَيَّر بعضُهم بَعْضًا، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَيَّرَهُ بِكَذَا. والمَعايرُ: الْمَعَايِبُ؛ يُقَالُ: عارَه إِذا عابَه؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخيلية: لعَمْرُك مَا بِالْمَوْتِ عارٌ عَلَى امرئٍ، ... إِذا لَمْ تُصِبْه فِي الْحَيَاةِ المَعايرُ وتعايرَ القومُ: تعايَبُوا. والعارِيَّة: المَنيحة، ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى أَنها مِن العارِ، وَهُوَ قُوَيل ضَعِيفٌ، وإِنما غَرَّهُمْ مِنْهُ قَوْلُهُمْ يَتَعَيَّرون العَواريَّ، وَلَيْسَ عَلَى وَضْعِهِ إِنما هِيَ مُعاقبة مِنَ الْوَاوِ إِلى الْيَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتِ الْعَارِيَّةُ عاريَّةً لأَنها عارٌ عَلَى مَنْ طَلَبَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة مَخْزُومِيَّةً كَانَتْ تَسْتَعِير المتاعَ وتَجْحَده فأَمر بِهَا فقُطعَت يدُها ؛ الاستعارةُ مِنَ الْعَارِيَّةِ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَهَبَ عَامَّةُ أَهل الْعِلْمِ إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جَحَدَ العاريَّة لَا يُقْطَع لأَنه جَاحِدٌ خَائِنٌ، وَلَيْسَ بِسَارِقٍ، وَالْخَائِنُ وَالْجَاحِدُ لَا قَطْعَ عَلَيْهِ نَصًّا وإِجماعاً. وَذَهَبَ إِسحاق إِلى الْقَوْلِ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَحمد: لَا أَعلم شَيْئًا يَدْفَعُهُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَهُوَ حَدِيثٌ مختصرُ اللَّفْظِ والسياقِ وإِنما قُطِعَت الْمَخْزُومِيَّةُ لأَنها سَرَقت، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ لِهَذَا الْحَدِيثِ؛ وَرَوَاهُ مَسْعُودُ بْنُ الأَسود فَذَكَرَ أَنها سَرَقَتْ قَطِيفة مِنْ بَيْتِ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإِنما ذُكِرَتِ الِاسْتِعَارَةُ وَالْجَحْدُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ تَعْرِيفًا لَهَا بِخَاصِّ صِفَتِهَا إِذ كَانَتِ الِاسْتِعَارَةُ وَالْجَحَدُ مَعْرُوفَةً بِهَا وَمِنْ عَادَتِهَا، كَمَا عُرِّفت بأَنها مخزوميَّة، إِلَّا أَنها لَمَّا اسْتَمَرَّ بِهَا هَذَا الصَّنِيعُ ترقَّت إِلى السَّرِقَةِ، واجترأَت عَلَيْهَا، فأَمر بِهَا فَقُطِعَتْ. والمُسْتَعِير: السَّمِين مِنَ الْخَيْلِ. والمُعارُ: المُسَمَّن. يُقَالُ: أَعَرْت الْفَرَسَ أَسْمنْتُه؛ قَالَ: أَعِيرُوا خَيْلَكم ثُمَّ ارْكُضوها، ... أَحَقُّ الْخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعارُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: المُعار الْمَنْتُوفُ الذَّنَبِ، وَقَالَ قَوْمٌ: المُعار المُضَمَّر المُقَدَّح، وَقِيلَ: المُضَمَّر المُعار لأَن طَرِيقَةَ مَتْنِهِ نتأَت فَصَارَ لَهَا عيرٌ نَاتِئٌ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: هُوَ مِنَ العاريَّة، وَذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً وَقَالَ: لأَن المُعارَ يُهان بِالِابْتِذَالِ وَلَا يُشْفَق عَلَيْهِ شَفَقَةَ صَاحِبِهِ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: أَعيروا خَيْلَكُمْ ثُمَّ ارْكَبُوهَا إِن مَعْنَى أَعيروها أَي ضَمِّروها بِتَرْدِيدِهَا، مِنْ عارَ يَعير، إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ. وَقَدْ رُوِيَ المِعار، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَالنَّاسُ رَوَوْه المُعار؛ قَالَ: والمِعارُ الَّذِي يَحِيد عَنِ الطَّرِيقِ بِرَاكِبِهِ كَمَا يُقَالُ حادَ عَنِ الطَّرِيقِ؛ قَالَ الأَزهري: مِفْعَل مِنْ عارَ يَعِير كأَنه فِي الأَصل مِعْيَر، فَقِيلَ مِعار. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعارَ الفَرَسُ أَي انفَلَت وَذَهَبَ

هَاهُنَا وَهَاهُنَا مِنَ المَرَح، وأَعارَه صاحبُه، فَهُوَ مُعَار؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرمَّاح: وجَدْنا فِي كِتَابِ بَنِي تميمٍ: ... أَحَقُّ الْخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعارُ قَالَ: والناسُ يَرَوْنه المُعار مِنَ العارِيَّة، وَهُوَ خَطَأ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ يُروى لِبشْر بْنِ أَبي خازِم. وعَيْرُ السَّراة: طَائِرٌ كَهَيْئَةِ الْحَمَامَةِ قَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ مُسَرْوَلُهما أَصفر الرِّجلين والمِنقار أَكحل الْعَيْنَيْنِ صَافِي اللَّوْن إِلى الخُضْرة أَصفر الْبَطْنِ وَمَا تَحْتَ جَنَاحَيْهِ وَبَاطِنِ ذَنَبِهِ كأَنه بُرْدٌ وشِّيَ، ويُجمَع عُيُورَ السَّراةِ، والسَّراةُ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الطَّائِفِ، وَيَزْعُمُونَ أَن هَذَا الطَّائِرَ يأْكل ثلثمائة تِينةٍ من حين تطلعُ مِنَ الوَرقِ صِغاراً وَكَذَلِكَ العِنَب. والعَيْرُ: اسْمُ رجُل كَانَ لَهُ وادٍ مُخْصِب، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ خَصيب غيَّره الدهرُ فأَقفر، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَوْحِشُهُ وَتَضْرِبُ بِهِ المَثَل فِي البلَد الوَحْش، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ وادٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ووادٍ، كجَوْف العَيْرِ، قَفْرٍ مَضِلَّةٍ، ... قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّانِ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ كجَوْف العَيرِ، أَي كَوَادِي العَيرِ وكلُّ وادٍ عِنْدَ الْعَرَبِ: جوفٌ. وَيُقَالُ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ: هُوَ كَجَوْفٍ عَيرٍ لأَنه لَا شَيْءَ فِي جَوْفه يُنتفع بِهِ؛ وَيُقَالُ: أَصله قَوْلُهُمْ أَخلى مِنْ جَوْف حِمار. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: قَالَ رَجُلٌ: أَغْتال مُحَمَّدًا ثُمَّ آخُذُ فِي عَيْرٍ عَدْوي أَي أَمْضي فِيهِ وأَجعلُه طَرِيقِي وأَهْرب؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ الأَثير عَنْ أَبي مُوسَى. وعَيْرٌ: اسْمُ جَبلَ؛ قَالَ الرَّاعِي: بِأَعْلام مَرْكُوزٍ فَعَيْرٍ فَعُزَّبٍ، ... مَغَانِيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ مَا هِيَا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حَرَّم مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ ؛ هُمَا جَبَلَانِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: جَبَلَانِ بِالْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: ثَوْرٌ بِمَكَّةَ؛ قَالَ: وَلَعَلَّ الْحَدِيثَ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلى أُحُد، وَقِيلَ: بِمَكَّةَ أَيضاً جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ عَيْرٌ. وابْنَةُ مِعْيَرٍ الدَّاهِيَةُ. وبنَاتُ مِعْيَرٍ: الدَّوَاهِي؛ يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ ابْنَةَ مِعْيَرٍ؛ يُريدون الدَّاهِيَةَ وَالشِّدَّةَ. وتِعَارٌ، بِكَسْرِ التَّاءِ: اسْمُ جبَل؛ قَالَ بِشْر يَصِفُ ظُعْناً ارْتَحَلْنَ مِنْ مَنَازِلِهِنَّ فشبّههنَّ فِي هَوَادِجِهِن بالظِّباء فِي أَكْنِسَتِها: وَلَيْلٍ مَا أَتَيْنَ عَلى أَرُومٍ ... وَشابَة، عَنْ شمائِلها تِعارُ كأَنَّ ظِباءَ أَسْنِمَة عَلَيْهَا ... كَوانِس، قالِصاً عَنْهَا المَغَارُ المَغارُ: أَماكن الظِّباء، وَهِيَ كُنُسها. وشابَة وتِعار: جبَلان فِي بِلاد قَيْسٍ. وأَرُوم وشابة: موضعان.

ر

الجزء الخامس ر فصل الغين المعجمة غبر: غَبَرَ الشيءُ يَغْبُر غُبوراً: مَكَثَ وَذَهَبَ. وغَبَرَ الشيءُ يَغْبُر أَي بَقِيَ. والغابِرُ: الْبَاقِي. والغابِرُ: الْمَاضِي، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ يَجِيء الغابِرُ فِي النَّعْتِ كَالْمَاضِي. وَرَجُلٌ غابِرٌ وَقَوْمٌ غُبَّرٌ: غابِرون. والغابِرُ مِنَ اللَّيْلِ: مَا بَقِيَ مِنْهُ. وغُبْرُ كُلِّ شَيْءٍ: بقيَّته، وَالْجَمْعُ أَغبارٌ، وَهُوَ الغُبَّرُ أَيضاً، وَقَدْ غَلَبَ ذَلِكَ عَلَى بَقِيَّةُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ وَعَلَى بقيَّة دَمِ الْحَيْضِ؛ قَالَ ابْنُ حِلِّزة: لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها، ... إِنَّك لَا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ وَيُقَالُ: بِهَا غُبَّرٌ مِنْ لَبَنٍ أَي بِالنَّاقَةِ. وغُبَّرُ الحَيْض: بَقَايَاهُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ الحُلَيس: ومُبَرَّإٍ مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضةٍ، ... وفَسادِ مُرْضِعَة، وداءٍ مُغْيِلِ قَوْلُهُ: ومُبَرَّإٍ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظلامِ بمِغْشَم وغُبَّرُ المرَض: بَقَايَاهُ، وَكَذَلِكَ غُبْرُ اللَّيْلِ. وغُبْرُ اللَّيْلِ: آخِرُهُ. وغُبْرُ اللَّيْلِ: بَقَايَاهُ، وَاحِدُهَا غُبْرٌ «2». وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: بِفِنائه أَعْنُزٌ دَرُّهُنَّ غُبْرٌ أَي قَلِيلٌ. وغُبْرُ اللبَن: بقيَّته وَمَا غَبَرَ مِنْهُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنه كَانَ يَحْدُر فِيمَا غَبَرَ مِنَ السُّورة ؛ أَي يُسرِع فِي قِراءتها؛ قَالَ الأَزهري: يَحْتَمِلُ الغابِرُ هُنَا الْوَجْهَيْنِ يَعْنِي الْمَاضِيَ وَالْبَاقِيَ، فإِنه مِنَ الأَضداد، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ الْكَثِيرُ أَن الغابِرَ الْبَاقِي. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئمة إِنه يَكُونُ بِمَعْنَى الْمَاضِي؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه اعتكَفَ العَشْر الغوابِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَي الْبَوَاقِيَ، جمعُ غابِرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: سُئِل عَنْ جُنُب اغْتَرَفَ بكُوز مِنْ حُبّ فأَصابت يدُه الْمَاءَ، فَقَالَ: غابرُه نَجِسٌ أَي باقيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ يَبْقَ إِلا غُبَّرات مِنْ أَهل الْكِتَابِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: غُبَّرُ أَهل الْكِتَابِ ؛ الغُبَّر جَمْعُ غابِر، والغُبَّرات جَمْعُ غُبَّرٍ. وَفِي حَدِيثِ عَمرو بْنِ الْعَاصِ: مَا تأَبَّطَتْني الإِماءُ وَلَا حَمَلَتْني الْبَغَايَا فِي غُبَّرات الْمَآلِي ؛ أَراد أَنه لَمْ تتولَّ الإِماء تربيتَه، وَالْمَآلِي:

_ (2). قوله [وَغُبْرُ اللَّيْلِ بَقَايَاهُ وَاحِدُهَا غبر] كذا بضبط الأصل

خِرَقُ الْحَيْضِ، أَي فِي بَقاياها؛ وتَغَبَّرْتُ مِنَ المرأَة وَلَدًا. وتَزَوَّج رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ امرأَة قَدْ أَسنَّت فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لعلِّي أَتَغبَّر مِنْهَا وَلَدًا، فولدتْ لَهُ غُبَرَ. مِثالُ عُمَر، وَهُوَ غُبَرُ بنَ غَنْم بْنِ يَشْكُر بْنِ بَكْر بْنِ وَائِلٍ. وَنَاقَةٌ مِغْبار: تَغْزُرُ بَعْدَ مَا تَغْزُرُ اللَّواتِي يُنْتَجْن مَعَهَا. ونَعت أَعرابي نَاقَةً فَقَالَ: إِنَّها مِعْشارٌ مِشْكار مِغْبارٌ، فالمِغْبار مَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا، والمِشْكار الغَزيرة عَلَى قِلَّة الحَظِّ مِنَ المَرْعى، والمِعشَار تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. ابْنُ الأَنباري: الغابِرُ الْبَاقِي فِي الأَشْهَر عِنْدَهُمْ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ لِلْمَاضِي غابِرٌ؛ قَالَ الأَعشى فِي الغابِرِ بِمَعْنَى الْمَاضِي: عَضَّ بِما أَبْقى المَواسي لَهُ، ... مِنْ أُمِّه، فِي الزَّمَن الغابِرِ أَراد الماضي. قال الأَزهري: والعروف فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن الغابِرَ الْبَاقِي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغُبَّرات البَقايا، وَاحِدُهَا غابِرٌ، ثُمَّ يُجْمَعُ غُبَّراً، ثُمَّ غُبَّرات جَمْعُ الْجَمْعِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ أَئمة اللُّغَةِ: إِن الغابرَ يَكُونُ بِمَعْنَى الْمَاضِي. وَدَاهِيَةُ الغَبَرِ، بِالتَّحْرِيكِ: دَاهِيَةٌ عَظِيمَةٌ لَا يُهتدى لِمِثْلها؛ قَالَ الحرْمازي يَمْدَحُ المنذِرَ بنَ الجارُودِ: أَنت لَهَا مُنْذِرُ، مِنْ بَيْنِ البَشَرْ، ... داهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاء الغَبَرْ يُرِيدُ يَا مُنْذِرُ. وَقِيلَ: دَاهِيَةُ الغَبَرِ الَّذِي يعانِدُك ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلِكَ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: مَا غَبَّرْت إِلا لِطَلَب المِراء. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ أَمثالهم فِي الدَّهاءِ والإِرْب: إِنه لَدَاهِيَةُ الغَبَر؛ وَمَعْنَى شِعْرِ الْمُنْذِرِ يَقُولُ: إِن ذُكِرتْ يَقُولُونَ لَا تَسْمَعُوهَا فإِنها عَظِيمَةٌ؛ وأَنشد: قَدْ أَزِمَتْ إِن لَمْ تُغَبَّرْ بِغَبَرْ قَالَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ جُرْح غَبِرٌ. وَدَاهِيَةُ الغَبَر: بَلِيَّةٌ لَا تَكَادُ تَذْهَبُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وعاصِماً سَلَّمَهُ مِنَ الغدَرْ ... مِنْ بَعْدِ إِرْهان بصَمَّاء الغَبَرْ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يَقُولُ أَنجاه مِنَ الْهَلَاكِ بَعْدَ إِشراف عَلَيْهِ. وإِرْهانُ الشَّيْءِ: إِثباتُه وإِدامتُه. والغَبَرُ: الْبَقَاءُ والغَبَرُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: التُّراب؛ عَنْ كُرَاعٍ. والغَبَرةُ والغُبار: الرَّهَجُ، وَقِيلَ: الغَبَرةُ تردُّد الرَّهَجِ فإِذا ثَارَ سُمّي غُباراً. والغُبْرة: الغُبار أَيضاً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِعَيْنَيَّ لَمْ تَسْتأْنسا يومَ غُبْرَةٍ، ... وَلَمْ تَرِدا أَرضَ العِراق فَتَرْمَدَا وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فَرَّجْت هَاتِيكَ الغُبَرْ ... عَنَّا، وَقَدْ صَابَتْ بقُرْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى غُبَر الجَدْب لأَن الأَرض تَغْبَرُّ إِذا أَجْدَبَتْ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَن غُبَر هَاهُنَا مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا يَكُونَ فِي هَذِهِ الأُمَّة مِنَ الْجُوعِ الأَغْبَرِ والمَوْت الأَحْمر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مِنْ أَحسن الاستِعارات لأَن الْجُوعَ أَبداً يَكُونُ فِي السِّنِينَ المُجدبة، وسِنُو الجَدْب تُسمَّى غُبْراً لاغْبرار آفَاقِهَا مِنْ قلَّة الأَمطار وأَرَضِيها مِنْ عَدَم النَّبَاتِ والاخْضِرار، والموتُ الأَحمرُ الشَّدِيدُ كأَنه موتٌ بالقَتْل وإِراقة الدِّمَاءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عبدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ: يُخَرّب البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر وَالْمَوْتُ الأَحْمَرُ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ.

واغْبَرَّ الْيَوْمُ: اشتدَّ غُباره؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ. وأَغْبَرْتُ: أَثَرْت الغُبار، وَكَذَلِكَ غَبَّرْت تَغْبِيراً. وطَلَب فُلَانًا فَمَا شَقَّ غُبَارَه أَي لَمْ يُدْرِكه. وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ. وتَغَبَّر: تلطَّخ بِهِ. واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار. والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار. والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وَقَدْ غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وَهُوَ أَغْبَرُ. والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ وَنَحْوِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ؛ قَالَ: وَقَوْلُ الْعَامَّةِ غُبْرة خَطَأٌ، والغُبْرة لَوْنُ الأَغْبر، وَهُوَ شَبِيهٌ بالغُبار. والأَغْبر: الذِّئْبُ لِلَوْنِهِ؛ التَّهْذِيبُ: والمُغَبِّرة قَوْمٌ يُغَبِّرون بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِدُعَاءٍ وَتَضَرُّعٍ، كَمَا قَالَ: عِبَادُكَ المُغَبِّره، ... رُشَّ عَلَيْنَا المَغفِرَه قَالَ الأَزهري: وَقَدْ سَمَّوْا مَا يُطَرِّبون فِيهِ مِنَ الشِّعْر فِي ذِكْرِ الله تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوهُ بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا فسُمّوا مُغَبِّرة لِهَذَا الْمَعْنَى. قَالَ الأَزهري: وَرُوِّينَا عَنْ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هَذَا التَّغْبِير ليَصُدّوا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سُمّوا مُغَبِّرين لِتَزْهِيدِهِمُ النَّاسَ فِي الْفَانِيَةِ، وَهِيَ الدُّنْيَا، وَتَرْغِيبِهِمْ فِي الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ، والمِغْبار مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي يَعْلُوهَا الغُبار؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لَوْنِهَا أَو لِمَا فِيهَا مِنَ الغُبار. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: بَيْنا رجُل فِي مَفَازَةٍ غَبْراء ؛ هِيَ الَّتِي لَا يُهْتَدَى لِلْخُرُوجِ مِنْهَا. وَجَاءَ عَلَى غَبْراء الظَّهْرِ وغُبَيراء الظَّهْرِ، يَعْنِي الأَرض. وَتَرَكَهُ عَلَى غُبَيراء الظَّهْرِ أَي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ عَلَى غُبَيراء الظَّهْرِ، وَرَجَعَ عَوْده عَلَى بَدْئه، وَرَجَعَ عَلَى أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه الأَوَّل، ونكَص عَلَى عَقِبَيْه، كُلُّ ذَلِكَ إِذا رَجَعَ وَلَمْ يصِب شَيْئًا. وَقَالَ ابْنُ أَحمر: إِذا رَجَعَ وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى حَاجَتِهِ قِيلَ: جَاءَ عَلَى غُبَيراء الظَّهْرِ كأَنه رَجَعَ وَعَلَى ظَهْرِهِ غُبار الأَرض. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوة: يُقَالُ تَرَكْتُهُ عَلَى غُبَيراء الظَّهْرِ إِذا خاصَمْت رَجُلًا فَخَصَمته فِي كُلِّ شَيْءٍ وَغَلَبْتَهُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ. والوَطْأَة الغَبْراء: الْجَدِيدَةُ، وَقِيلَ: الدَّارِسَةُ وَهُوَ مِثْلُ الوَطأَة السَّوداء. والغَبراء: الأَرض فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَظلَّت الخَضراء وَلَا أَقلَّت الغَبْراء ذَا لَهْجة أَصْدَقَ مِنْ أَبي ذَرٍّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَضراء السَّمَاءُ، والغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناهٍ فِي الصِّدق إِلى الْغَايَةِ فَجَاءَ بِهِ عَلَى اتِّساع الْكَلَامِ وَالْمَجَازِ. وعِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛ قَالَ المخبَّل السَّعْدِيُّ: فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع، فأَصْبَحوا ... عَلَى مَقْعَدٍ مِنْ مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا وسَنة غَبْرَاءُ: جَدْبة، وبَنُو غَبْراء: الْفُقَرَاءُ، وَقِيلَ: الغُرَباء، وَقِيلَ: الصَّعالِيك، وَقِيلَ: هُمُ الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ لِلشَّرَابِ مِنْ غَيْرِ تعارُف؛ قَالَ طرفَة: رأَيتُ بَنِي غَبْراء لَا يُنْكِرُونَنِي، ... وَلَا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَتناهَدون فِي الأَسفار. الْجَوْهَرِيُّ: وبَنُو غَبْراء الَّذِينَ فِي شِعْر طَرَفَةَ المَحَاويج، وَلَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ الْبَيْتَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ وَغَيْرُهُ وَهُوَ: رأَيت بَنِي غَبْراء لَا يُنْكِرُونَنِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِنما سُمِّيَ الْفُقَرَاءُ بَنِي غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كَمَا قِيلَ لَهُمُ المُدْقِعُون لِلُصُوقِهِمْ بالدَّقْعاء، وَهِيَ الأَرض كأَنهم لَا حَائِلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا. وَقَوْلُهُ: وَلَا أَهلُ مَرْفُوعٌ بِالْعَطْفِ عَلَى الْفَاعِلِ المضمَر فِي يُنكرونني، وَلَمْ يَحْتَجْ إِلى تأْكيد لِطُولِ الْكَلَامِ بِلَا

النَّافِيَةِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ سبحانَه وَتَعَالَى: مَا أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا. وَالطِّرَافُ: خِباءٌ مِنْ أَدَم تَتَّخِذُهُ الأَغنياء؛ يَقُولُ: إِن الْفُقَرَاءَ يَعْرِفُونَنِي بإِعطائي وبِرّي والأَغنياء يَعْرِفُونَنِي بفَضْلي وجَلالة قَدْرِي. وَفِي حَدِيثِ أُوَيْس: أَكون فِي غُبَّر النَّاسِ أَحبُّ إِليَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي غَبْراء النَّاسِ ، بِالْمَدِّ، فالأَوّل فِي غُبَّر النَّاسِ أَي أَكون مَعَ المتأَخرين لَا المتقدِّمين الْمَشْهُورِينَ، وَهُوَ مِنَ الغابِرِ الْبَاقِي، وَالثَّانِي فِي غَبْراء النَّاسِ بِالْمَدِّ أَي فِي فُقَرَائِهِمْ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للمَحاويج بَنُو غَبْراء كأَنهم نُسبوا إِلى الأَرض وَالتُّرَابِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وبَنُو غَبْراء فِيهَا ... يَتعاطَون الصِّحافا يَعْنِي الشُّرْب. والغَبْراء: اسْمُ فَرَسُ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ العَبسي. والغَبْراء: أُنثى الحَجَل. والغَبْراء والغُبَيْراء: نَباتٌ سُهْلِيٌّ، وَقِيلَ: الغَبْراء شَجَرَتُهُ والغُبَيْراء ثَمَرَتُهُ، وَهِيَ فَاكِهَةٌ، وَقِيلَ: الغُبَيْراء شَجَرَتُهُ والغَبْراء ثَمَرَتُهُ بِقَلْبِ ذَلِكَ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ، وأَما هَذَا الثَّمَرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الغُبَيْراء فَدَخِيلٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغُبَيْراء شَجَرَةٌ مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ غُبَيْراء لِلَوْنِ وَرَقِها وَثَمَرَتِهَا إِذا بَدَتْ ثُمَّ تَحْمَرُّ حُمْرة شَدِيدَةً، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاقُ بِمَعْرُوفٍ، قَالَ: وَيُقَالُ لِثَمَرَتِهَا الغُبَيراء، قَالَ: وَلَا تُذْكَرُ إِلا مُصَغَّرَةً. والغُبَيراء: السُّكُرْكَةُ، وَهُوَ شَرَابٌ يُعْمَلُ مِنَ الذُّرَةِ يَتَّخِذُهُ الحَبَشُ وَهُوَ يُسْكِر. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم والغُبَيراءَ فإِنها خَمْرُ الْعَالَمِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ خَمْرٌ تُعْمَل مِنَ الغُبَيراء، هَذَا الثَّمَرِ الْمَعْرُوفِ، أَي هِيَ مِثْلُ الْخَمْرِ الَّتِي يَتَعَارَفُهَا جَمِيعُ النَّاسِ لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا فِي التَّحْرِيمِ. والغَبْراء مِنَ الأَرض: الخَمِرُ. والغَبْراء والغَبَرة: أَرض كَثِيرَةُ الشَّجَرِ. والغِبْرُ: الحِقْد كالغِمْر. وغَبِرَ العِرْق غَبَراً، فَهُوَ غَبِرٌ: انْتَقَضَ. وَيُقَالُ: أَصابه غَبَرٌ فِي عِرْقِه أَي لَا يَكَادُ يبرأُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَهُوَ لَا يَبْرأُ مَا فِي صَدْرِه، ... مِثْلَ مَا لَا يَبْرأُ العِرْقُ الغَبِرْ بِكَسْرِ الْبَاءِ. وغَبِرَ الجُرْح، بِالْكَسْرِ، يَغْبَر غَبَراً إِذا انْدَمَل عَلَى فَسَادٍ ثُمَّ انْتَقَضَ بَعْدَ البُرْء؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ العرْق الغَبِر لأَنه لَا يَزَالُ يَنْتَقِضُ، وَالنَّاسُورُ بِالْعَرَبِيَّةِ هُوَ العِرْق الغَبِر. قَالَ: والغَبَرُ أَن يَبْرأَ ظاهرُ الْجُرْحِ وَبَاطِنُهُ دَوٍ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: وقَلِّبي مَنْسِمَك المُغْبَرَّا قَالَ: الغَبَرُ دَاءٌ فِي بَاطِنِ خُفِّ الْبَعِيرِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: هُوَ مِنَ الغُبْرة، وَقِيلَ: الغَبَرُ فَسَادُ الْجُرْحِ أَنَّى كَانَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَعْيَا عَلَى الآسِي بَعِيداً غَبَرُهْ قَالَ: مَعْنَاهُ بَعِيدًا فسادُه يَعْنِي أَن فَسَادَهُ إِنما هُوَ فِي قَعْرِهِ وَمَا غَمَضَ مِنْ جَوَانِبِهِ فَهُوَ لِذَلِكَ بَعِيدٌ لَا قَرِيبٌ. وأَغْبَر فِي طَلَبِ الشَّيْءِ: انْكَمَشَ وجَدّ فِي طَلَبِهِ. وأَغْبَرَ الرَّجُلُ فِي طَلَبِ الْحَاجَةِ إِذا جَدَّ فِي طَلَبِهَا؛ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاشِعٍ: فَخَرَجُوا مُغْبِرين هُمْ ودَوابُّهم ؛ المُغْبِرُ: الطَّالِبُ لِلشَّيْءِ الْمُنْكَمِشُ فِيهِ كأَنه لِحِرْصِهِ وَسُرْعَتِهِ يُثِير الغُبار؛ ومنه حديث الحرث بْنِ أَبي مُصْعَبٍ: قَدِمَ رَجُلٍ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ فرأَيته مُغْبِراً فِي جِهازه. وأَغْبَرت عَلَيْنَا السماءُ: جَدَّ وَقْعُ مَطَرِهَا وَاشْتَدَّ. والغُبْرانُ: بُسْرتان أَو ثَلَاثٌ فِي قِمْع وَاحِدٍ، وَلَا جَمْعَ للغُبْران مِنْ لَفْظِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: الغُبْرانُ رُطَبتان فِي قمْع وَاحِدٍ مِثْلَ الصِّنْوانِ نَخْلَتَانِ فِي أَصل وَاحِدٍ، قَالَ: وَالْجَمْعُ غَبارِين. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغُبْرانة،

بِالْهَاءِ، بَلَحات يَخْرُجْنَ فِي قَمْعٍ وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: لَهِّجوا ضَيْفَكم وغَبِّروه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والغَبِير: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ. والغُبْرورُ: عُصَيْفِير أَغْبَر. والمُغْبور، بِضَمِّ الْمِيمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ: لُغَةٌ فِي المُغْثور، وَالثَّاءُ أَعلى. غثر: الغَثَرة والغَثْراء: الْجَمَاعَةُ الْمُخْتَلِطَةُ، وَكَذَلِكَ الغَيْثرة. أَبو زَيْدٍ: الغَيْثَرة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ الْمُخْتَلِطُونَ مِنَ النَّاسِ الغَوْغاء. والغَثْراء والغُثْر: سَفِلة النَّاسِ، الْوَاحِدُ أَغْثَر، مِثْلَ أَحْمَر وحُمْر وأَسْوَدَ وسُود. وَفِي الْحَدِيثِ: رَعاع غَثرة ؛ هَكَذَا يُرْوَى، قِيلَ وأَصله غَيْثرة حُذِفَتْ مِنْهُ الْيَاءُ، وَقِيلَ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ القومُ ليَقْتُلوه، فَقَالَ: إِن هَؤُلَاءِ رَعاعٌ غَثَرة أَي جُهَّال؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ من الأَغْثَر الأَغْبَر، وَقِيلَ للأَحمق الْجَاهِلِ: أَغْثَر، اسْتِعَارَةً وَتَشْبِيهًا بِالضَّبُعِ الغَثْراء لِلَوْنِهَا، قَالَ: وَالْوَاحِدُ غاثِر، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسمع غاثِراً، وإِنما يُقَالُ رَجُلٌ أَغْثَر إِذا كَانَ جَاهِلًا، قَالَ: والأَجود فِي غَثَرة أَن يُقَالَ هُوَ جَمْعُ غاثِرٍ مِثْلَ كافرٍ وكَفَرة، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ أَغْثَر فجُمِعَ جمْع فاعِل كَمَا قَالُوا أَعْزَل وعُزَّل، فجاءَ مِثْلَ شاهدٍ وشُهَّد، وَقِيَاسُهُ أَن يُقَالَ فِيهِ أَعْزَل وعُزْل وأَغْثَر وغُثْر، فَلَوْلَا حَمْلُهُمَا عَلَى مَعْنَى فَاعِلٍ لَمْ يُجْمَعَا عَلَى غَثَرة وعُزَّل؛ قَالَ: وَشَاهِدُ عُزَّل قَوْلُ الأَعشى: غيرِ مِيلٍ، وَلَا عَواوِير في الهَيْجا، ... وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكْفال وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أُحِبُّ الإِسلامَ وأَهلَه وأُحِبّ الغَثْراءَ أَي عَامَّةَ النَّاسِ وَجَمَاعَتَهُمْ، وأَراد بِالْمَحَبَّةِ المُناصَحةَ لَهُمْ وَالشَّفَقَةَ عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أُويس: أَكون فِي غَثْراء النَّاسِ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، أَي فِي الْعَامَّةِ الْمَجْهُولِينَ، وَقِيلَ: هُمُ الْجَمَاعَةُ الْمُخْتَلَطَةُ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى. وَقَوْلُهُمْ: كَانَتْ بَيْنَ الْقَوْمِ غَيْثرة شَدِيدَةً؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ مُداوَسة الْقَوْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي الْقِتَالِ. قَالَ الأَصمعي: تَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي غَيْثَرة وغَيْثَمةٍ أَي فِي قِتَالٍ وَاضْطِرَابٍ. والأَغْثَر: الَّذِي فِيهِ غُبْرة. والأَغْثَر: قَرِيبٌ مِنَ الأَغْبَر؛ وَيُسَمَّى الطُّحْلُبُ الأَغْثَرَ، والغُثْرةُ: غُبْرة إِلى خُضْرَةٍ، وَقِيلَ: الغُثْرة شَبِيهَةٌ بالغُبْشة يَخْلِطُهَا حُمْرَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الغُبْرة، الذَّكَرُ أَغْثَر والأُنثى غَثْراء؛ قَالَ عِمَارَةُ: حَتَّى اكْتَسَيْتُ مِنَ المَشيبِ عِمامةً ... غَثْراء، أُعْفِرَ لَوْنُها بخِضاب والغَثْراءُ وغَثَارِ مَعْرِفَةً: الضَّبُعُ، كِلْتَاهُمَا لِلَوْنها. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّبْعُ فِيهَا شُكْلة وغُثْرة أَي لَوْنَانِ مِنْ سَوَادٍ وَصُفْرَةٍ سَمْجة، وَذِئْبٌ أَغْثَر كَذَلِكَ؛ ابْنُ الأَعرابي: الذِّئْبُ فِيهِ غُبْرة وطُلْسة وغُثْرة. وكَبْش أَغْثَر: لَيْسَ بأَحْمر وَلَا أَسود وَلَا أَبيض. وفي حديث لقيامة: يُؤتى بِالْمَوْتِ كأَنه كَبْشٌ أَغْثَر؛ قَالَ: هُوَ الكَدِر اللَّوْنِ كالأَغْبَر والأَرْبَدِ والأَغْثَر. والغَثْراء مِنَ الأَكْسِية وَالْقَطَائِفِ وَنَحْوِهِمَا: مَا كَثُرَ صُوفُهُ وزِئْبِرُه، وَبِهِ شبِّه الغَلْفَق فَوْقَ الْمَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَباءة غَثراء مِنْ أَجَن طَالِي أَي مِنْ مَاءٍ ذِي أَجَنٍ عَلَيْهِ طُلْوَةٌ عَلَتْه. والأَغْثَر: طَائِرٌ مُلْتَبِسُ الرِّيشِ طَوِيلُ الْعُنُقِ فِي لَوْنِهِ غُبْرة، وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. وَرَجُلٌ أَغْثَر: أَحمق. والغُنْثَر: الثَّقِيلُ الوَخِم، نُونُهُ زَائِدَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا غُنْثَر. وأَصابَ القومُ مِنْ دُنياهم غَثَرة أَي كَثْرَةً. وَعَلَيْهِ غَثَرةٌ مِنْ مَالٍ أَي قِطْعَةٌ. والمَغاثِيرُ: لُغَةٌ فِي المَغافِير. والمُغثور: لُغَةٌ فِي المُغْفور. وأَغْثَر الرِّمْثُ وأَغْفَرَ إِذا سَالَ مِنْهُ صَمْغٌ حُلْوٌ، وَيُقَالُ لَهُ المُغْثور والمِغْثَر، وَجَمْعُهُ المَغاثِير وَالْمَغَافِيرُ، يُؤْكَلُ وَرُبَّمَا سَالَ لثَاه عَلَى الثَّرى مِثْلَ الدِّبس، وَلَهُ رِيحٌ كَرِيهَةٌ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ شَيْءٌ يَنْضَحُه الثُّمام والرِّمْثُ والعُرْفُط والعُشَر حُلْوٌ كَالْعَسَلِ، وَاحِدُهَا مُغٌثور ومِغْثار ومِغْثَر؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ وَحْدَهُ. وَخَرَجَ النَّاسُ يَتَمَغْثَرُون، مِثْلَ يَتَمَغْفَرون أَي يَجْتَنُون المَغافِيرَ. غثمر: المُغَثْمَر: الثَّوْبُ الخَشِن الرَّدِيءُ النَّسْجِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَمْداً كَسَوْتُ مُرْهِباً مُغَثْمَرا، ... وَلَوْ أَشاءُ حِكْتُه مُحَبَّرا يَقُولُ: أَلبسته المُغَثْمَر لأَدفع بِهِ عَنْهُ الْعَيْنَ. ومُرهِب: اسْمُ وَلَدِهِ. وغَثْمَر الرجلُ مَالَهُ: أَفسده. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِنه لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَم ومَغْثُوم أَي مُخَلَّط لَيْسَ بِجَيِّدٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: طَعَامٌ مُغَثْمَرٌ إِذا كَانَ بِقِشْرِهِ لَمْ يُنَقَّ وَلَمْ يُنْخَل. وَقَالَ اللَّيْثُ: المُغَثْمِر الَّذِي يَحْطِم الحقوقَ ويتهَضَّمها؛ وأَنشد: ومُغَثْمِر لحقُوقِها هَضَّامُهَا وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ ومُغَذْمِر. غدر: ابْنُ سِيدَهْ: الغَدْرُ ضدُّ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الغَدْرُ تَرْكُ الْوَفَاءِ؛ غدَرَهُ وغَدَر بِهِ يَغْدِرُ غَدْراً. تَقُولُ: غَدَرَ إِذا نَقَضَ الْعَهْدَ، وَرَجُلٌ غادِرٌ وغَدَّارٌ وغِدِّيرٌ وغَدُور، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وغُدَرُ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ هَذَا فِي النِّدَاءِ فِي الشَّتْمِ يُقَالُ: يَا غُدَرُ وَفِي الْحَدِيثِ: يَا غُدَرُ أَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتك وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ: يالَ غُدَر. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: قَالَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ للمُغِيرة: يَا غُدَرُ، وَهَلْ غَسَلْتَ غَدْرَتك إِلا بالأَمس؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: غُدَر مَعْدُولٌ عَنْ غادِر لِلْمُبَالَغَةِ، وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ غُدَر والأُنثى غَدارِ كقَطامِ، وَهُمَا مُخْتَصَّانِ بِالنِّدَاءِ فِي الْغَالِبِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: قَالَتْ لِلْقَاسِمِ: اجْلِسْ غُدَرُ أَي يَا غُدَرُ فَحَذَفَتْ حرفَ النِّدَاءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَاتِكَةَ: يَا لَغُدَر يَا لَفُجَر قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ بَعْضُهُمْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ يَا غُدَر وَيَا مَغْدَر وَيَا مَغْدِر وَيَا ابْنَ مَغْدِر ومَغْدَر، والأُنثى يَا غَدارِ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النِّدَاءِ؛ وامرأَة غَدّار وَغَدَّارَةٌ. قَالَ: وَلَا تَقُولُ الْعَرَبُ هَذَا رَجُلٌ غُدَر لأَن الغُدَر فِي حَالِ الْمَعْرِفَةِ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ شَمِرٌ: رَجُلٌ غُدَرٌ أَي غادِرٌ، وَرَجُلٌ نُصَرٌ أَي ناصرٌ، وَرَجُلٌ لُكَعٌ أَي لَئيم؛ قَالَ الأَزهري: نَوَّنها كُلَّهَا خِلَافَ مَا قَالَ اللَّيْثُ وَهُوَ الصَّوَابُ، إِنما يُتْرَكُ صَرْف بَابِ فُعَل إِذا كَانَ اسْمًا مَعْرِفَةً مِثْلَ عُمَر وزُفَر. وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ سِنونَ غدّارةٌ يَكثُر المطرُ ويَقِلّ النَّبَاتُ ؛ هِيَ فَعّالة مِنَ الغَدْر أَي تُطْمِعُهم فِي الخِصْب بِالْمَطَرِ ثُمَّ تُخْلِف فَجَعَلَ ذَلِكَ غَدْراً مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بأَرض يُقَالُ لَهَا غَدِرة فَسَمَّاهَا خَضِرة كأَنها كَانَتْ لَا تَسْمَحُ بِالنَّبَاتِ، أَو تَنْبُتُ ثُمَّ تُسْرِع إِليه الآفةُ، فشبِّهَت بِالْغَادِرِ لأَنه لَا يَفِي؛ وَقَدْ تكرر ذكر الغَدْرِ عَلَى اخْتِلَافِ تصرُّفه فِي الْحَدِيثِ. وغدرَ الرجلُ غَدْراً وغَدَراناً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وَقَالُوا: الذنب غادرٌ أَي لَا عَهْدَ لَهُ، كَمَا قَالُوا: الذِّئب فَاجِرٌ. والمغادَرة: التَّرْكُ. وأَغْدَرَ الشيءَ: تَرَكَهُ وَبَقَّاهُ.

حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَعانني فُلانٌ فأَغْدَرَ لَهُ ذَلِكَ فِي قَلْبِي مَوَدَّةً أَي أَبْقاها. والغُدرَة: مَا أُغْدِرَ مِنْ شَيْءٍ، وَهِيَ الغُدَارة؛ قَالَ الأَفْوه: فِي مُضَرَ الحَمْراء لَمْ يَتَّركْ ... غُدَارةً، غَيْرَ النِّساء الجُلوس وَعَلَى بَنِي فُلَانٍ غَدَرةٌ مِنَ الصدقَة وغَدَرٌ أَي بَقِيَّةٌ. وأَلْقَت الناقةُ غَدَرَها أَي مَا أَغْدَرَتْه رَحِمُها مِنَ الدَّمِ والأَذى. ابْنُ السِّكِّيتِ: وأَلقتِ الشَّاةُ غُدُورَها وَهِيَ بَقَايَا وأَقذاءٌ تَبْقَى فِي الرَّحِمِ تُلْقِيهَا بَعْدَ الْوِلَادَةِ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَاحِدَةُ الغِدَر غِدْرة وَيُجْمَعُ غِدَراً وغِدَرات؛ وَرَوَى بَيْتَ الأَعشى: لَهَا غِدَرات واللواحِقُ تَلْحَق وَبِهِ غادِرٌ مِنْ مَرَضٍ وغابِرٌ أَي بَقِيَّةٌ. وغادَرَ الشَّيْءَ مُغَادَرة وغِداراً وأَغْدَرَه: تَرَكَهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَيْتَنِي غُودِرْت مَعَ أَصحاب نُحْصِ الْجَبَلِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ يَا لَيْتَنِي اسْتُشْهدْتُ مَعَهُمْ، النُّحْص: أَصل الْجَبَلِ وسَفْحُه، وأَراد بأَصحاب النُّحْصِ قَتْلى أُحُد وَغَيْرِهِمْ مِنَ الشُّهَدَاءِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَصحابه حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرةَ الكُدْر فأَغْدَرُوه ؛ أَي تَرَكُوهُ وخلَّفوه، وَهُوَ مَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَذُكِرَ حُسْنِ سياستِه فَقَالَ: وَلَوْلَا ذَلِكَ لأَغْدَرْتُ بعضَ مَا أَسُوق أَي خَلَّفْت؛ شَبَّه نَفْسَه بِالرَّاعِي ورَعِيَّتَه بالسَّرْح، وَرُوِيَ: لغَدَّرْت أَي لأَلْقَيْتُ النَّاسَ فِي الغَدَر، وَهُوَ مَكَانٌ كَثِيرُ الْحِجَارَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً ؛ أَي لَا يَتْرُكُ. وغادَرَ وأَغْدَرَ بِمَعْنًى واحدٍ. والغَدِير: الْقِطْعَةُ مِنَ الْمَاءِ يُغادِرُها السَّيْلُ أَي يَتْرُكُهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ فَهُوَ إِذاً فَعِيل فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ عَلَى اطِّراح الزَّائِدِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنه مِنَ الغَدْر لأَنه يَخُونُ وُرَّادَه فيَنْضُب عَنْهُمْ ويَغْدر بأَهله فَيَنْقَطِعُ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَاجَةِ إِليه؛ وَيُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: ومِنْ غَدْره نَبَزَ الأَوّلون، ... بأَنْ لَقَّبوه، الغَدِير، الغدِيرا أَراد: مِنْ غَدْرِهِ نَبَزَ الأَولون الغَدير بأَن لقَّبوه الغَدِير، فَالْغَدِيرُ الأَول مَفْعُولُ نَبَزَ، وَالثَّانِي مَفْعُولُ لقَّبوه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغَدِيرُ اسْمٌ وَلَا يُقَالُ هَذَا مَاءٌ غَدِير، وَالْجَمْعُ غُدُرٌ وغُدرَانٌ. واسْتَغْدَرَتْ ثَمَّ غُدْرٌ: صَارَتْ هُنَاكَ غُدْرَانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَادِمًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فسأَله عَنْ خِصْب الْبِلَادِ فَحَدَّثَ أَن سَحَابَةً وَقَعَتْ فاخضرَّت لَهَا الأَرض، وَفِيهَا غُدُرٌ تَنَاخَسُ والصيدُ قَدْ ضَوَى إِليها ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ غُدُرٌ تَناخَسُ أَي يَصُبّ بعضُها فِي إِثر بَعْضٍ. اللَّيْثُ: الغَدِيرُ مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ ماءِ الْمَطَرِ، صَغِيرًا كَانَ أَو كَبِيرًا، غَيْرَ أَنه لَا يَبْقَى إِلى الْقَيْظِ إِلا مَا يَتَّخِذُهُ النَّاسُ مِنْ عِدّ أَو وَجْدٍ أَو وَقْطٍ أَو صِهْريجٍ أَو حَائِرٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: العِدّ الماءُ الدَّائِمُ الَّذِي لَا انْقِطَاعَ لَهُ، وَلَا يُسَمَّى الْمَاءُ الَّذِي يُجْمَعُ فِي غَدِير أَو صِهْرِيجٍ أَو صِنْعٍ عِدّاً، لأَن العِدّ مَا يَدُومُ مِثْلَ مَاءِ الْعَيْنِ والرَّكِيَّةِ. الْمُؤَرِّجُ: غَدَر الرجلُ يَغْدِرُ غَدْراً إِذا شَرِبَ مِنْ مَاءِ الغَدِيرِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقِيَاسُ غَدِرَ يَغْدَرُ بِهَذَا الْمَعْنَى لَا غَدَرَ مِثْلَ كَرِعَ إِذا شَرِبَ الكَرَعَ. والغَدِيرُ: السَّيْفُ، عَلَى التَّشْبِيهِ، كَمَا يُقَالُ لَهُ اللُّجّ. والغَدِيرُ: الْقِطْعَةُ مِنَ النَّبَاتِ، عَلَى التَّشْبِيهِ أَيضاً، وَالْجَمْعُ غُدْران لَا غَيْرَ. وغَدِر فلانٌ بَعْدَ إِخْوته أَي مَاتُوا وَبَقِيَ هُوَ. وغَدِر عَنْ أَصحابه: تخلَّف. وغَدِرَت الناقةُ عَنِ الإِبل والشاةُ عَنِ الْغَنَمِ غَدْراً: تَخَلَّفَتْ عَنْهَا، فإِن تَرَكَهَا

الرَّاعِي، فَهِيَ غَديرة، وَقَدْ أَغدَرها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا ... وسْطَ الغُبَارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نَاقَةٌ غَدِرَةٌ غَبِرَةٌ غَمِرةٌ إِذا كَانَتْ تُخَلِّفُ عَنِ الإِبل فِي السُّوقِ. والغَدُور مِنَ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا: الْمُتَخَلِّفُ الَّذِي لَمْ يَلْحَقْ. وأَغْدَرَ فُلَانٌ الْمِائَةَ: خَلَّفَهَا وَجَاوَزَهَا. وَلَيْلَةٌ غَدِرَةٌ بَيّنَةُ الغَدَرِ، ومُغْدِرَةٌ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةُ تَحْبِسُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ وكِنِّهِمْ فيَغْدَرون أَي يَتَخَلَّفُونَ. وَرُوِيَ عَنْهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنه قَالَ: الْمَشْيُ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ المُغْدِرَة إِلى الْمَسْجِدِ يُوجِبُ كَذَا وَكَذَا. وغَدِرَت اللَّيْلَةُ، بِالْكَسْرِ، تَغْدَر غَدَراً وأَغْدَرَتْ، وَهِيَ مُغْدِرَةٌ، كُلُّ ذَلِكَ: أَظلمت. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فِي اللَّيْلَةِ المُغْدِرَة فَقَدْ أَوجَبَ ؛ المُغْدِرَةُ: الشَّدِيدَةُ الظُّلْمَةِ الَّتِي تُغْدِرُ النَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ أَي تَتْرُكُهُمْ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَتْ مُغْدِرَةً لِطَرْحِهَا مَنْ يَخْرُجُ فِيهَا فِي الغَدَر، وَهِيَ الجِرَفَةُ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: لَوْ أَن امرأَة مِنَ الحُور العِينِ اطَّلعت إِلى الأَرض فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُغْدِرَةٍ لأَضاءت مَا عَلَى الأَرض. وَفِي النَّهْرِ غَدَرٌ، وَهُوَ أَن يَنْضُبَ الْمَاءُ وَيَبْقَى الوَحْل، فَقَالُوا: الغدراءُ الظُّلْمَةُ. يُقَالُ: خَرَجْنَا فِي الغدراءِ. وغَدِرَت الْغَنَمُ غَدَراً: شَبِعَتْ فِي المَرْج فِي أَول نَبْتِهِ وَلَمْ يُسْل «1». عَنْ أَحظّها لأَن النَّبْتَ قَدِ ارْتَفَعَ أَن يُذْكَرَ فِيهِ الْغَنَمُ. أَبو زَيْدٍ: الغَدَرُ والجَرَل والنَّقَل كلُّ هَذِهِ الحجارةُ مَعَ الشَّجَرِ. والغَدَر: الْمَوْضِعُ الظَّلِف الْكَثِيرُ الْحِجَارَةِ. والغَدَر: الْحِجَارَةُ وَالشَّجَرُ. وَكُلُّ مَا وَارَاكَ وَسَدَّ بصَرَك: غَدَرٌ. والغَدَرُ: الأَرض الرِّخْوَة ذَاتُ الجِحَرَة والجِرَفةِ واللَّخَاقيقِ المُتَعادِية. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغَدَر الجِحَرَة والجِرَفَة فِي الأَرض والأَخَاقيق والجَراثِيم فِي الأَرض، وَالْجَمْعُ أَغْدار. وغَدِرَت الأَرض غَدَراً: كَثُرَ غَدَرُها. وَكُلُّ مَوْضِعٍ صَعْبٍ لَا تَكَادُ الدَّابَّةُ تنفُذ فِيهِ: غَدَرٌ. وَيُقَالُ: مَا أَثبت غَدَرَهُ أَي مَا أَثبته فِي الغَدَر، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلْفَرَسِ وَالرَّجُلِ إِذا كَانَ لِسَانُهُ يَثْبُتُ فِي مَوْضِعِ الزَّلَل وَالْخُصُومَةِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: سَنابِكُ الْخَيْلِ يُصَدّعْنَ الأَيَرّ، ... مِنَ الصَّفا الْقَاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ وَرَجُلٌ ثَبْتُ الغَدَرِ: يَثْبُتُ فِي مَوَاضِعِ الْقِتَالِ والجَدَل وَالْكَلَامِ، وَهُوَ من ذلك. يقال أَيضاً: إِنه لثَبْت الغَدَر إِذا كَانَ ثَبْتاً فِي جَمِيعِ مَا يأْخذ فِيهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَا أَثبت حُجَّتَهُ وأَقل ضَرَرِ الزَّلَق والعِثار عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا أَثْبَتَ غَدَرَ فُلَانٍ أَي مَا بَقِيَ مِنْ عَقْلِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي. قَالَ الأَصمعي: الجِحَرَةُ والجِرَفَة والأَخاقيق فِي الأَرض فَتَقُولُ: مَا أَثْبَتَ حُجَّتَهُ وأَقل زَلَقه وعِثاره. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: إِنه لثَبْتُ الغَدَر إِذا كَانَ ناطَقَ الرجالَ ونازَعَهم كَانَ قَوِيًّا. وَفَرَسٌ ثَبْت الغَدَر: يَثْبُتُ فِي مَوْضِعِ الزَّلَلِ. والغَدائِرُ: الذَّوَائِبُ، وَاحِدَتُهَا غَدِيرة. قَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ عَقِيصة غَدِيرة، والغَدِيرتان: الذُّؤابتان اللَّتَانِ تَسْقُطَانِ عَلَى الصَّدْرِ، وَقِيلَ: الغَدائِرُ لِلنِّسَاءِ وَهِيَ الْمَضْفُورَةُ وَالضَّفَائِرُ لِلرِّجَالِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدِمَ مَكَّةَ وَلَهُ أَربعُ غَدائِرَ؛ هِيَ الذَّوَائِبُ، وَاحِدَتُهَا غَدِيرة. وَفِي حَدِيثِ ضِمام: كَانَ رَجُلًا جَلْداً أَشْعَرَ ذَا غَدِيرتين. الْفَرَّاءُ: الغَدِيرة والرَّغيدة وَاحِدَةٌ. وَقَدِ اغْتَدَر القومُ إِذا جَعَلُوا الدقيقَ فِي إِناء وصبُّوا

_ (1). قوله [ولم يسل إلخ] هكذا هو في الأصل

عَلَيْهِ اللَّبَنَ ثُمَّ رَضَفُوه بالرِّضاف. ابْنُ الأَعرابي: المُغْدِرة الْبِئْرُ تُحْفَر فِي آخِرِ الزَّرْعِ لِتَسْقِيَ مَذانِبَه. والغَيْدرة: الشَّرُّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ غَيْدارٌ: سيء الظَّنِّ يَظُنّ فيُصِيب. والغَدِير: اسْمُ رَجُلٍ. وَآلُ غُدْرانٍ: بطن. غذر: الغَذِيرة: دَقِيقٌ يُحْلب عَلَيْهِ لَبَنٌ ثُمَّ يُحْمى بالرَّضْف، وَقَدِ اغْتَذَر؛ قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: ويأْمُر الْعَبْدُ بلَيلٍ يَغْتَذِرْ ... مِيراثَ شَيْخٍ عاشَ دَهْراً، غَيْرَ حُرّ والغَيْذَرة: الشَّرُّ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. الأَزهري: قرأْت فِي كِتَابِ ابْنِ دُرَيْدٍ: يُقَالُ للحِمار غَيْذارٌ، وَجَمْعُهُ غَياذِيرُ، قَالَ: وَلَمْ أَره إِلا فِي هَذَا الْكِتَابِ، قَالَ: وَلَا أَدري عَيْذار أَم غَيْذار. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُلْقي المُنافِقُ إِلا غَذْوَريًّا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى كَذَا ذَكَرُوهُ، وَهُوَ الجافي الغليظ. غذمر: المُغَذْمِر مِنَ الرِّجَالِ، وفي المحكم: المُغَذْمِرُ الَّذِي يَرْكَبُ الأُمور فيأْخذ مِنْ هَذَا وَيُعْطِي هَذَا وَيَدَعُ لِهَذَا مِنْ حقِّه، وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ أَيضاً إِذا كَانَ يُخَلِّط فِي كَلَامِهِ، يُقَالُ: إِنه لَذُو غَذامِيرَ؛ كَذَا حُكِيَ، وَنَظِيرُهُ الخناسِير وَهُوَ الْهَلَاكُ، كِلَاهُمَا لَا نَعْرِفُ لَهُ وَاحِدًا، وَقِيلَ: المُغَذْمِر الَّذِي يَهبُ الْحُقُوقَ لأَهلها، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَتَحَمَّلُ عَلَى نَفْسِهِ فِي مَالِهِ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَحْكُم عَلَى قَوْمِهِ مَا شَاءَ فَلَا يُرَدُّ حكمُه وَلَا يُعْصى. والغَذْمَرة: مِثْلُ الغَشْمَرة، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّئِيسِ الَّذِي يَسُوس عَشِيرَتَهُ بِمَا شَاءَ مِنْ عَدْلٍ وَظُلْمٍ: مُغَذْمِر؛ قَالَ لَبِيدٌ: ومُقَسِّم يُعْطِي العَشِيرة حقَّها، ... ومُغَذْمِر لحُقوقها، هَضَّامُهَا وغِذْمِير: مُشْتَقٌّ مِنْ أَحد هَذِهِ الأَشياء الْمُتَقَدِّمَةِ. والتَّغَذْمُر: سُوءُ اللَّفْظِ، وَهِيَ الغَذامِر، وإِذا رَدَّد لفظَه فَهُوَ مُتَغَذْمِر. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سأَله أَهل الطَّائف أَن يكتُبَ لَهُمُ الأَمانَ بتحلِيل الرِّبَا والخمرِ فَامْتَنَعَ، فَقَامُوا وَلَهُمْ تَغذْمُرٌ وبَرْبَرةٌ ؛ التَّغَذْمُر: الْغَضَبُ وَسُوءُ اللَّفْظِ وَالتَّخْلِيطُ فِي الْكَلَامِ، وَكَذَلِكَ البَرْبرة. اللَّيْثُ: المُغَثْمِر الَّذِي يَحْطم الحُقوق ويَتَهَضَّمُها، وَهُوَ المُغَذْمِر؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: ومُغَثْمر لِحُقُوقِهَا، هَضّامها والغَذْمَرة: الصَّخَب والصِّياح وَالْغَضَبُ والزجْرُ وَاخْتِلَاطُ الْكَلَامِ مِثْلَ الزَّمْجَرة، وَفُلَانٌ ذُو غذامِيرَ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَبَصَّرْتهم، حَتَّى إِذا حالَ دُونَهم ... رُكامٌ، وحادٍ ذُو غَذامِيرَ صَيْدَحُ وَقَالَ الأَصمعي: الغَذْمَرة أَن يَحْمِلَ بَعْضَ كَلَامِهِ عَلَى بَعْضٍ. وتَغَذْمَر السبُع إِذا صَاحَ. وَسَمِعْتُ غَذامِيرَ وغَذْمَرةً أَي صَوْتًا، يَكُونُ ذَلِكَ لِلسَّبُعِ وَالْحَادِي، وَكَذَلِكَ التَّغَذْمُر. وغَذْمَر الرجلُ كَلَامَهُ: أَخْفَاه فاخِراً أَو مُوعِداً وأَتبع بعضَهُ بَعْضًا. والغَذْمرة: لُغَةٌ فِي الغَذْرَمة، وَهُوَ بَيْعُ الشَّيْءِ جُزَافًا. وغَذْمَره الرجلُ: باعَه جِزافاً كغَذْرَمه. والغُذامِرُ: لُغَةٌ فِي الغُذارِم، وَهُوَ الْكَثِيرُ مِنَ الْمَاءِ؛ حكاهما أَبو عبيد: غرر: غَرَّهُ يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ مَغرور وَغَرِيرٌ: خدعه وأَطعمه بِالْبَاطِلِ؛ قَالَ: إِن امْرَأً غَرّه مِنْكُنَّ واحدةٌ، ... بَعْدِي وبعدَكِ فِي الدُّنْيَا، لَمَغْرُورُ أَراد لَمَغْرُورٌ جِدًّا أَو لَمَغْرُورٌ جِدَّ مغرورٍ وحَقَ

مغرورٍ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ فَائِدَةٌ لأَنه قَدْ عَلِمَ أَن كُلَّ مَنْ غُرّ فَهُوَ مَغْرور، فأَيُّ فَائِدَةٍ فِي قَوْلِهِ لَمَغْرُورٌ، إِنما هُوَ عَلَى مَا فُسِّرَ. واغْتَرَّ هُوَ: قَبِلَ الغُرورَ. وأَنا غَرَرٌ مِنْكَ، أَي مَغْرُورٌ وأَنا غَرِيرُك مِنْ هَذَا أَي أَنا الَّذِي غَرَّك مِنْهُ أَي لَمْ يَكُنِ الأَمر عَلَى مَا تُحِبّ. وَفِي الْحَدِيثِ: المؤمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ أَي لَيْسَ بِذِي نُكْر، فَهُوَ ينْخَدِع لِانْقِيَادِهِ ولِينِه، وَهُوَ ضِدُّ الخَبّ. يُقَالُ: فَتًى غِرٌّ، وَفَتَاةٌ غِرٌّ، وَقَدْ غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يُرِيدُ أَن الْمُؤْمِنَ المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الْفِطْنَةِ لِلشَّرِّ وتركُ الْبَحْثِ عَنْهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْهُ جَهْلًا، وَلَكِنَّهُ كَرَمٌ وَحُسْنُ خُلُق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجَنَّةِ : يَدْخُلُني غِرّةُ النَّاسِ أَي البُلْه الَّذِينَ لَمْ يُجَرِّبوا الأُمور فَهُمْ قَلِيلُو الشرِّ مُنْقَادُونَ، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نَفْسِهِ والتزوُّدَ لِمَعَادِهِ ونَبَذَ أُمور الدُّنْيَا فَلَيْسَ غِرًّا فِيمَا قَصَد لَهُ وَلَا مَذْمُومًا بِنَوْعٍ مِنَ الذَّمِّ؛ وَقَوْلُ طَرَفَةَ: أَبا مُنْذِرٍ، كَانَتْ غُروراً صَحِيفتي، ... وَلَمْ أُعْطِكم، فِي الطَّوْعِ، مَالِي وَلَا عِرْضِي إِنما أَراد: ذَاتَ غُرورٍ لَا تَكُونُ إِلا عَلَى ذَلِكَ. قَالَهُ ابْنُ سِيدَهْ قَالَ: لأَن الغُرور عَرَضٌ وَالصَّحِيفَةَ جَوْهَرٌ وَالْجَوْهَرُ لَا يَكُونُ عَرَضًا. والغَرورُ: مَا غَرّك مِنْ إِنسان وَشَيْطَانٍ وَغَيْرِهِمَا؛ وَخَصَّ يَعْقُوبُ بِهِ الشَّيْطَانَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ* ؛ قِيلَ: الغَرور الشَّيْطَانُ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَيَجُوزُ الغُرور، بِضَمِّ الْغَيْنِ، وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: الغُرور الأَباطيل، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الغُرور جَمْعَ غارٍّ مِثْلَ شَاهِدٍ وشُهود وَقَاعِدٍ وقُعود، والغُرور، بِالضَّمِّ: مَا اغْتُرَّ بِهِ مِنْ مَتَاعُ الدُّنْيَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا* ؛ يَقُولُ: لَا تَغُرَّنَّكم الدُّنْيَا فإِن كَانَ لَكُمْ حَظٌّ فِيهَا يَنْقُص مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تُؤْثِروا ذَلِكَ الْحَظَّ وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ* . والغَرُور: الشَّيْطَانُ يَغُرُّ النَّاسَ بِالْوَعْدِ الْكَاذِبِ والتَّمْنِية. وَقَالَ الأَصمعي: الغُرور الَّذِي يَغُرُّك. والغُرور، بِالضَّمِّ: الأَباطيل، كأَنها جَمْعُ غَرٍّ مَصْدَرُ غَرَرْتُه غَرًّا، قَالَ: وَهُوَ أَحسن مِنْ أَن يُجْعَلَ غَرَرْت غُروراً لأَن الْمُتَعَدِّيَ مِنَ الأَفعال لَا تَكَادُ تَقَعُ مَصَادِرُهَا عَلَى فُعول إِلا شَاذًّا، وَقَدْ قَالَ الْفَرَّاءُ: غَرَرْتُه غُروراً، قَالَ: وَقَوْلُهُ: وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ* ، يُرِيدُ بِهِ زِينَةَ الأَشياء فِي الدُّنْيَا. والغَرُور: الدُّنْيَا، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْإِنْسانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ؛ أَي مَا خدَعَك وسوَّل لَكَ حَتَّى أَضَعْتَ مَا وَجَبَ عَلَيْكَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَا غَرَّكَ أَي مَا خَدَعَكَ بربِّك وَحَمَلَكَ عَلَى معصِيته والأَمْنِ مِنْ عِقَابِهِ فزيَّن لَكَ الْمَعَاصِيَ والأَمانيَّ الْكَاذِبَةَ فَارْتَكَبْتَ الْكَبَائِرَ، وَلَمْ تَخَفْه وأَمِنْت عَذَابَهُ، وَهَذَا تَوْبِيخٌ وَتَبْكِيتٌ لِلْعَبْدِ الَّذِي يأْمَنُ مكرَ اللَّهِ وَلَا يَخَافُهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: مَا غَرَّك بِفُلَانٍ أَي كَيْفَ اجترأْت عَلَيْهِ. ومَنْ غَرَّك مِنْ فُلَانٍ ومَنْ غَرَّك بِفُلَانٍ أَي مَنْ أَوْطأَك مِنْهُ عَشْوةً فِي أَمر فُلَانٍ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: أَغَرَّ هِشَامًا، مِنْ أَخيه ابْنِ أُمِّه، ... قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ قَالَ: يُرِيدُ أَجْسَرَه عَلَى فِرَاقِ أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها، قَالَ: وَالْقَوَادِمُ والأَواخر فِي الأَخْلاف لَا تَكُونُ فِي ضُرُوعِ الضأْن لأَن للضأْن وَالْمَعْزِ خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غَيْرُهُمَا، والقادِمان: الخِلْفان اللَّذَانِ يَليان الْبَطْنَ والآخِران اللَّذَانِ يَلِيَانِ الذَّنَب فَصَيَّرَهُ مَثَلًا للضأْن، ثُمَّ قَالَ: أَغرّ هِشَامًا لضأْن «2». لَهُ يَسَّرت وَظَنَّ أَنه قَدِ اسْتَغْنَى عَنْ أَخيه.

_ (2). قوله [لضأْن] هكذا بالأَصل ولعله قوادم لضأن

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغَرير المَغْرور. وَفِي حَدِيثِ سارِق أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَي اغترارِه. والغَرارة مِنَ الغِرِّ، والغِرّة مِنَ الْغَارِّ، والتَّغرّة مِنَ التَّغْرير، وَالْغَارُّ: الْغَافِلُ. التَّهْذِيبُ: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَيّما رَجُلٍ بايعَ آخَرَ عَلَى مَشُورَةٍ «1». فإِنه لَا يُؤَمَّرُ واحدٌ مِنْهُمَا تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا ؛ التَّغرَّة مَصْدَرُ غَرَرْته إِذا أَلقيته فِي الغَرَر وَهُوَ مِنَ التَّغْرير كالتَّعِلّة مِنَ التَّعْلِيلِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ خَوْفَ تَغرَّةٍ فِي أَن يُقْتَلا أَي خَوْفَ وُقُوعِهِمَا فِي الْقَتْلِ فحَذَف المضافَ الَّذِي هُوَ الْخَوْفُ وأَقام الْمُضَافَ إِليه الذي هو ثَغِرّة مُقَامَهُ، وَانْتَصَبَ عَلَى أَنه مَفْعُولٌ لَهُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ أَن يُقْتَلا بَدَلًا مِنْ تَغِرّة، وَيَكُونَ الْمُضَافُ مَحْذُوفًا كالأَول، وَمَنْ أَضاف ثَغِرّة إِلى أَن يُقْتَلا فَمَعْنَاهُ خَوْفَ تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَن الْبَيْعَةَ حَقُّهَا أَن تَقَعَ صَادِرَةً عَنِ المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رَجُلَانِ دُونَ الْجَمَاعَةِ فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فَذَلِكَ تَظاهُرٌ مِنْهُمَا بشَقّ الْعَصَا واطِّراح الْجَمَاعَةِ، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فَلَا يَكُونُ المعقودُ لَهُ وَاحِدًا مِنْهُمَا، وليْكونا مَعْزُولَيْنِ مِنَ الطَّائِفَةِ الَّتِي تَتَّفِقُ عَلَى تَمْيِيزِ الإِمام مِنْهَا، لأَنه لَوْ عُقِد لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا وَقَدِ ارْتَكَبَا تِلْكَ الفَعْلة الشَّنِيعَةَ الَّتِي أَحْفَظَت الْجَمَاعَةَ مِنَ التهاوُن بِهِمْ وَالِاسْتِغْنَاءِ عَنْ رأْيهم، لَمْ يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَثير، وَهُوَ مُخْتَصَرُ قَوْلِ الأَزهري، فإِنه يَقُولُ: لَا يُبايع الرَّجُلُ إِلا بَعْدَ مُشَاوَرَةِ الملإِ مِنْ أَشراف النَّاسِ وَاتِّفَاقِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: وَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ اتِّفَاقٍ مِنَ الملإِ لَمْ يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بِمَكْرِ المؤمَّر مِنْهُمَا، لِئَلَّا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ وإِن شِئْتَ مَفْعُولٌ مِنْ أَجله؛ وَقَوْلُهُ: أَن يُقْتَلَا أَي حِذارَ أَن يُقْتَلَا وكراهةَ أَن يُقْتَلَا؛ قَالَ الأَزهري: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً فَسَّرَ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَا فَسَّرْتُهُ، فَافْهَمْهُ. والغَرِير: الْكَفِيلُ. وأَنا غَرِير فُلَانٍ أَي كَفِيلُهُ. وأَنا غَرِيرُك مِنْ فُلَانٍ أَي أُحذِّرُكَه، وَقَالَ أَبو نَصْرٍ فِي كِتَابِ الأَجناس: أَي لَنْ يأْتيك مِنْهُ مَا تَغْتَرُّ بِهِ، كأَنه قَالَ: أَنا الْقَيِّمُ لَكَ بِذَلِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه قَالَ أَنا الْكَفِيلُ لَكَ بِذَلِكَ؛ وأَنشد الأَصمعي فِي الغَرِير الْكَفِيلِ رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ أَبي نَصْرٍ عَنْهُ قَالَ: أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها، ... وأَنت مِمَّا سَاءَهَا غَرِيرُها أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الأَمثال قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الخِبْرة وَالْعِلْمِ: أَنا غَرِيرُك مِنْ هَذَا الأَمر أَي اغْترَّني فَسَلْنِي مِنْهُ عَلَى غِرّةٍ أَي أَني عَالِمٌ بِهِ، فَمَتَى سأَلتني عَنْهُ أَخبرتك بِهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ لِذَلِكَ وَلَا روِيّة فِيهِ. وَقَالَ الأَصمعي فِي هَذَا الْمَثَلِ: مَعْنَاهُ أَنك لستَ بِمَغْرُورٍ مِنِّي لكنِّي أَنا المَغْرور، وَذَلِكَ أَنه بَلَغَنِي خبرٌ كَانَ بَاطِلًا فأَخْبَرْتُك بِهِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى مَا قلتُ لَكَ وإِنما أَدَّيت مَا سمعتُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَعرابيا يَقُولُ لِآخَرَ: أَنا غَرِيرُكَ مِن تقولَ ذَلِكَ، يَقُولُ مِنْ أَن تَقُولَ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ اغْترَّني فسَلْني عَنْ خَبَرِهِ فإِني عَالِمٌ بِهِ أُخبرك عَنْ أَمْرِهِ عَلَى الْحَقِّ وَالصِّدْقِ. قَالَ: الغُرور الْبَاطِلُ؛ وَمَا اغْتَرَرْتَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ، فَهُوَ غَرُور. وغَرَّرَ بِنَفْسِهِ ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ مِنْ غَيْرِ أَن يَعْرِف، وَالِاسْمُ الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ. وَنَهَى رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ بَيْعِ الغَرَرِ

_ (1). قوله [على مشورة] هو هكذا في الأَصل، ولعله على غير مشورة. وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ

وَهُوَ مِثْلُ بَيْعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ. والتَّغْرير: حَمْلُ النَّفْسِ عَلَى الغَرَرِ، وَقَدْ غرَّرَ بِنَفْسِهِ تَغْرِيراً وتَغِرّة كَمَا يُقَالُ حَلَّل تَحْلِيلًا وتَحِلَّة وعَلّل تَعِليلًا وتَعِلّة، وَقِيلَ: بَيْعُ الغَررِ المنهيُّ عَنْهُ مَا كَانَ لَهُ ظاهرٌ يَغُرُّ الْمُشْتَرِيَ وباطنٌ مَجْهُولٌ، يُقَالُ: إِياك وبيعَ الغَرَرِ؛ قَالَ: بَيْعُ الغَرَر أَن يَكُونَ عَلَى غَيْرِ عُهْدة وَلَا ثِقَة. قَالَ الأَزهري: وَيَدْخُلُ فِي بَيْعِ الغَرَرِ البُيوعُ الْمَجْهُولَةُ الَّتِي لَا يُحيط بكُنْهِها المتبايِعان حَتَّى تَكُونَ مَعْلُومَةً. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: إِن لِي نَفْسًا وَاحِدَةً وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بِهَا أَي أَحملها عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ، قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الشَّيْطَانُ غَرُوراً لأَنه يَحْمِلُ الإِنسان عَلَى مَحابِّه ووراءَ ذَلِكَ مَا يَسوءه، كَفَانَا اللَّهُ فِتْنَتَهُ. وَفِي حَدِيثُ الدُّعَاءِ: وتَعاطِي مَا نُهِيتَ عَنْهُ تَغْريراً أَي مُخاطرةً وَغَفْلَةً عَنْ عاقِبة أَمره. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَنْ أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَلَا أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الأَية ؛ يُرِيدُ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ، وَقَوْلَهُ: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً؛ الْمَعْنَى أَن أُخاطِرَ بِتَرْكِي مُقْتَضَى الأَمر بالأُولى أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بِالدُّخُولِ تَحْتَ الْآيَةِ الأُخرى. والغُرَّة، بِالضَّمِّ: بَيَاضٌ فِي الْجَبْهَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي جَبْهَةِ الْفَرَسِ؛ فَرَسٌ أَغَرُّ وغَرّاء، وَقِيلَ: الأَغَرُّ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي غُرّتُه أَكبر مِنَ الدِّرْهَمِ، قَدْ وَسَطَت جبهَته وَلَمْ تُصِب وَاحِدَةً مِنَ الْعَيْنَيْنِ وَلَمْ تَمِلْ عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الخدّينِ وَلَمْ تَسِلْ سُفْلًا، وَهِيَ أَفشى مِنَ القُرْحة، والقُرْحة قَدْرُ الدِّرْهَمِ فَمَا دُونَهُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ يُقَالُ للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قُلْتَ أَغَرُّ فَلَا بُدَّ مِنْ أَن تَصِف الغُرَّة بِالطُّولِ والعِرَض والصِّغَر والعِظَم وَالدِّقَّةِ، وَكُلُّهُنَّ غُرَر، فَالْغُرَّةُ جَامِعَةٌ لَهُنَّ لأَنه يُقَالُ أَغرُّ أَقْرَح، وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ لَيْسَ بِضَرْبٍ وَاحِدٍ بَلْ هُوَ جِنْسٌ جَامِعٌ لأَنواع مِنْ قُرْحة وشِمْراخ وَنَحْوِهِمَا. وغُرّةُ الفرسِ: البياضُ الَّذِي يَكُونُ فِي وَجْهِهِ، فَإِنْ كَانَتْ مُدَوَّرة فَهِيَ وَتِيرة، وَإِنْ كَانَتْ طَوِيلَةً فَهِيَ شادِخةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الغُرّة نَفْسُ القَدْر الَّذِي يَشْغَله الْبَيَاضُ مِنَ الْوَجْهِ لَا أَنه الْبَيَاضُ. والغُرْغُرة، بِالضَّمِّ: غُرَّة الْفَرَسِ. وَرَجُلٌ غُرغُرة أَيضاً: شَرِيفٌ. وَيُقَالُ بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فَيَقُولُ صَاحِبُهُ: بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابْنُ الأَعرابي: فَرَسٌ أَغَرُّ، وَبِهِ غَرَرٌ، وَقَدْ غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وَجَمَلٌ أَغَرُّ وَفِيهِ غَرَرٌ وغُرور. والأَغَرُّ: الأَبيض مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَدْ غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بِالْفَتْحِ، غَرَراً وغُرّةً وغَرارةً: صَارَ ذَا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وفكَّ مَرَّةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فَقَالَ غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن غُرّة لَيْسَ بِمَصْدَرٍ كَمَا ذَهَبَ إِليه ابْنُ الأَعرابي هَاهُنَا، إِنما هُوَ اسْمٌ وإِنما كَانَ حُكْمُهُ أَن يَقُولَ غَرِرْت غَرَراً، قَالَ: عَلَى أَني لَا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي فِي مِثْلِ هَذَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذَا الغُرّتين ؛ الغُرّتان: النُّكْتتان البَيْضاوانِ فَوْقَ عَيْنَيْهِ. وَرَجُلٌ أَغَرُّ: كَرِيمُ الأَفعال وَاضِحُهَا، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَرَجُلٌ أَغَرُّ الْوَجْهِ إِذَا كَانَ أَبيض الْوَجْهِ مِنْ قَوْمٍ غُرٍّ وغُرّان؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَمْدَحُ قَوْمًا: ثِيابُ بَنِي عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ، ... وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ وَقَالَ أَيضاً: أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي بَيْتِ امْرِئِ الْقَيْسِ: وأَوجُههم عِنْدَ المَشاهِد غُرّانُ أَي إِذَا اجْتَمَعُوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وُجُوهَهُمْ مُسْتَبْشِرَةً غَيْرَ مُنْكَرَةٍ، لأَن اللَّئِيمَ يَحْمَرُّ وجهه عندها يُسَائِلُهُ السَّائِلُ، وَالْكَرِيمُ لَا يَتَغَيَّرُ وجهُه عَنْ لَوْنِهِ قَالَ: وَهَذَا الْمَعْنَى هُوَ الَّذِي أَراده مَنْ رَوَى بِيضُ الْمَسَافِرِ. وَقَوْلُهُ: ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طهارَى، يُرِيدُ بِثِيَابِهِمْ قُلُوبَهُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وَفِي الْحَدِيثِ: غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ آثارِ الوُضوء ؛ الغُرُّ: جَمْعُ الأَغَرّ مِنَ الغُرّة بياضِ الْوَجْهِ، يُرِيدُ بياضَ وُجُوهِهِمْ بِنُورِ الوُضوء يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَقَوْلُ أُمّ خَالِدٍ الخَثْعَمِيّة: ليَشْرَبَ مِنْهُ جَحْوَشٌ، ويَشِيمهُ ... بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شَآمِي يَجُوزُ أَن تَعْنِيَ قُطَامِيًّا أَبيض، وإِن كَانَ الْقُطَامِيُّ قَلَّمَا يُوصَفُ بالأَغَرّ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَعْنِيَ عنُقَه فَيَكُونُ كالأَغَرّ بَيْنَ الرِّجَالِ، والأَغَرُّ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وَجْهِهِ إِلا قَلِيلًا كأَنه غُرّة؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: ولقد تُزانُ بك المَجالِسُ، ... لَا أَغَرّ وَلَا عُلاكزْ «2» . وغُرّة الشَّيْءِ: أَوله وأَكرمُه. وَفِي الْحَدِيثِ : مَا أَجدُ لِمَا فَعَل هَذَا فِي غُرَّةِ الإِسلام مَثَلًا إِلا غَنَمًا وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر آخِرُها ؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه. وغُرَّة كُلِّ شَيْءٍ: أَوله. والغُرَرُ: ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَول كُلِّ شَهْرٍ. وغُرّةُ الشَّهْرِ: ليلةُ اسْتِهْلَالِ الْقَمَرِ لِبَيَاضِ أَولها، وَقِيلَ: غُرّةُ الْهِلَالِ طَلْعَتُه، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْبَيَاضِ. يُقَالُ: كَتَبْتُ غُرّةَ شَهْرِ كَذَا. وَيُقَالُ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مِنَ الشَّهْرِ: الغُرَر والغُرُّ، وَكُلُّ ذَلِكَ لِبَيَاضِهَا وَطُلُوعِ الْقَمَرِ فِي أَولها، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ للأَيام. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ وَلَا اثْنَيْنِ: يُقَالُ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مِنْ أَول الشَّهْرِ: ثَلَاثُ غُرَر، وَالْوَاحِدَةُ غُرّة، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُمِّين غُرَراً وَاحِدَتُهَا غُرّة تَشْبِيهًا بغُرّة الْفَرَسِ فِي جَبْهَتِهِ لأَن الْبَيَاضَ فِيهِ أَول شَيْءٍ فِيهِ، وَكَذَلِكَ بَيَاضُ الْهِلَالِ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي أَول شَيْءٍ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي صَوْمِ الأَيام الغُرِّ؛ أَي الْبِيضِ اللَّيَالِي بِالْقَمَرِ. قَالَ الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ الَّتِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بِصَوْمِهَا فَهِيَ لَيْلَةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ، وَيُقَالُ لَهَا الْبِيضُ، وأَمر النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِصَوْمِهَا لأَنه خَصَّهَا بِالْفَضْلِ؛ وَفِي قَوْلِ الأَزهري: اللَّيَالِي الغُرّ الَّتِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِصَوْمِهَا نَقْدٌ وَكَانَ حقُّه أَن يَقُولَ بِصَوْمِ أَيامها فإِن الصِّيَامَ إِنما هُوَ للأَيام لَا لِلَّيَالِي، وَيَوْمٌ أَغَرُّ: شَدِيدُ الْحَرِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَاجِرَةٌ غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَغَرّ كَلَوْنِ المِلْحِ ضاحِي تُرابه، ... إِذَا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه «3» . قَالَ وَأَنْشَدَ أَبو بَكْرٍ: مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ، ... شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء وَيُقَالُ: وَدِيقة غَرّاء شَدِيدَةُ الْحَرِّ؛ قَالَ: وَهَاجِرَةٌ غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها ... إِلَيْكَ، وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ «4».

_ (2). قوله [ولا علاكز] هكذا هو في الأَصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزاي (3). قوله [وضياهبه] هو جمع ضيهب كصيقل، وهو كُلُّ قُفٍّ أَوْ حَزْنٍ أَوْ مَوْضِعٍ مِنَ الْجَبَلِ تَحْمَى عَلَيْهِ الشَّمْسُ حَتَّى يشوى عليه اللحم. لكن الذي في الأساس: سباسبه، وهي جمع سبسب بمعنى المفازة (4). قوله [بالماء] رواية الأساس: في الماء

الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هِيَ بَيْضَاءُ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْسِ، كَمَا يُقَالُ هَاجِرَةٌ شَهْباء. وغُرّة الأَسنان: بياضُها. وغَرَّرَ الغلامُ: طَلَعَ أَوّلُ أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بَيَاضَهَا. وَقِيلَ: هُوَ إِذَا طَلَعَتْ أُولى أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وَهِيَ أُولى أَسنانه. وَيُقَالُ: غَرَّرَت ثَنِيَّتا الْغُلَامِ إِذَا طَلَعَتَا أَول مَا يطلعُ لِظُهُورِ بَيَاضِهِمَا، والأَغَرُّ: الأَبيض، وَقَوْمٌ غُرّان. وَتَقُولُ: هَذَا غُرّة مِنْ غُرَرِ الْمَتَاعِ، وغُرّةُ الْمَتَاعِ خيارُه ورأْسه، وَفُلَانٌ غُرّةٌ مِنْ غُرَرِ قَوْمِهِ أَي شَرِيفٌ مِنْ أَشرافهم. وَرَجُلٌ أَغَرُّ: شَرِيفٌ، وَالْجَمْعُ غُرٌّ وغُرَّان؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: وأَوْجُهُهم عِنْدَ الْمَشَاهِدِ غُرّان وَهُوَ غُرَّةُ قومِه أَي سيّدهُم، وَهُمْ غُرَرُ قَوْمِهِمْ. وغُرّةُ النَّبَاتِ: رأْسه. وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إِلَى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الْكَرْمِ: سُرْعةُ بُسوقه. وغُرّةُ الرَّجُلِ: وجهُه، وَقِيلَ: طَلْعَتُهُ وَوَجْهُهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ بَدَا لَكَ مِنْ ضَوْءٍ أَو صُبْح، فَقَدْ بَدَتْ لَكَ غُرّته. ووَجْهٌ غريرٌ: حَسَنٌ، وَجَمْعُهُ غُرّان؛ والغِرُّ والغرِيرُ: الشابُّ الَّذِي لَا تَجْرِبَةَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وَقَدْ غَرِرْتَ غَرارَةٌ، وَرَجُلٌ غِرٌّ، بِالْكَسْرِ، وَغَرِيرٌ أَي غَيْرُ مُجَرِّبٍ؛ وَقَدْ غَرّ يَغِرُّ، بِالْكَسْرِ، غَرَارَةً، وَالِاسْمُ الغِرّة. اللَّيْثُ: الغِرُّ كالغِمْر وَالْمَصْدَرُ الغَرارة، وَجَارِيَةٌ غِرّة. وَفِي الْحَدِيثِ: المؤمنُ غِرٌّ كَريم والكافرُ خَبٌّ لَئِيم ؛ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ بِذِي نَكراء، فالغِرُّ الَّذِي لَا يَفْطَن لِلشَّرِّ ويغفلُ عَنْهُ، والخَبُّ ضِدُّ الغِرّ، وَهُوَ الخَدّاع المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وَجَمْعُ الغَرِير أَغرّاء. وفي الحديث ظَبْيَانَ: إِنَّ مُلُوكَ حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جَمْعُ الغِرّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّكَ مَا أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة ؛ هِيَ الشَّابَّةُ الْحَدِيثَةُ الَّتِي لَمْ تجرِّب الأُمور. أَبو عُبَيْدٍ: الغِرّة الْجَارِيَةُ الْحَدِيثَةُ السِّنِّ التي لم تجرِّب الأُمور وَلَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ مَا يَعْلَمُ النِّسَاءُ مِنَ الحُبِّ، وَهِيَ أَيضاً غِرٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الفَتَاةَ صَغِيرةٌ ... غِرٌّ، فَلَا يُسْرَى بِهَا الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بِالْفَتْحِ، مِنْ قَوْمٍ أَغِرّاء؛ قَالَ: وَيُقَالُ مِنَ الإِنسان الغِرّ: غَرَرْت يَا رَجُلُ تَغِرُّ غَرارة، وَمِنَ الْغَارِّ وَهُوَ الْغَافِلُ اغْتَرَرْت. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ غَرَرْت بَعْدي تَغِرُّ غَرارَة فأَنت غِرٌّ وَالْجَارِيَةُ غِرٌّ إِذَا تَصابَى. أَبو عُبَيْدٍ: الغَريرُ المَغْرور والغَرارة مِنَ الغِرّة والغِرَّة مِنَ الْغَارِّ والغَرارةُ والغِرّة واحدٌ؛ الْغَارُّ: الْغَافِلُ والغِرَّة الْغَفْلَةُ، وَقَدِ اغْتَرّ، وَالِاسْمُ مِنْهُمَا الغِرة. وَفِي الْمَثَلِ: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الْغَفْلَةُ تَجْلُبُ الرِّزْقَ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي غَرارتي وحَداثتي أَي فِي غِرّتي. واغْتَرّه أَي أَتاه عَلَى غِرّة مِنْهُ. واغْترَّ بِالشَّيْءِ: خُدِع بِهِ. وَعَيْشٌ غَرِيرٌ: أَبْله يُفَزِّع أَهله. والغَريِر الخُلُق: الْحَسَنُ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قَدْ سَاءَ خلُقه. والغِرارُ: حدُّ الرُّمْحِ وَالسَّيْفِ وَالسَّهْمِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغِراران نَاحِيَتَا المِعْبلة خَاصَّةً. غَيْرُهُ: والغِراران شَفْرتا السَّيْفِ وَكُلِّ شَيْءٍ لَهُ حدٌّ، فحدُّه غِرارُه، وَالْجَمْعُ أَغِرّة، وغَرُّ السَّيْفِ حَدُّهُ؛، منه قَوْلُ هِجْرِس بْنِ كُلَيْبٍ حِينَ رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه. ولَبِثَ فُلَانٌ غِرارَ شَهْرٍ أَي مَكَثَ مقدارَ شَهْرٍ. وَيُقَالُ: لَبِث اليومُ غِرارَ

شَهْرٍ أَي مِثالَ شَهْرٍ أَي طُول شَهْرٍ، والغِرارُ: النَّوْمُ الْقَلِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ النَّوْمِ وَغَيْرِهِ. وَرَوَى الأَوزاعي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنه قَالَ: كَانُوا لَا يَرَون بِغِرَارِ النَّوْم بأْساً حَتَّى لَا يَنْقض الوضوءَ أَي لَا يَنْقُضُ قليلُ النَّوْمِ الْوُضُوءَ. قَالَ الأَصمعي: غِرارُ النَّوْمِ قلّتُه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي مَرْثِيَةِ الْحَجَّاجِ: إِنَّ الرَّزِيّة مِنْ ثَقيفٍ هالكٌ ... تَرَك العُيونَ، فنَوْمُهُن غِرارُ أَي قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا غِرار فِي صَلَاةٍ وَلَا تَسْلِيمٍ ؛ أَي لَا نُقْصَانَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغرارُ فِي الصَّلَاةِ النُّقْصَانُ فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وطُهورها وَهُوَ أَن لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَمَعْنَى الْحَدِيثِ لَا غِرار فِي صَلَاةٍ أَي لَا يُنْقَص مِنْ رُكُوعِهَا وَلَا مِنْ سُجُودِهَا وَلَا أَركانها، كَقَوْلِ سَلْمان: الصَّلَاةُ مِكْيَالٌ فَمَنْ وَفَّى وُفِّيَ لَهُ، وَمَنْ طَفّفَ فَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَالَ اللَّهُ فِي المُطَفِّفِين؛ قَالَ: وأَما الغِرَارُ فِي التَّسْلِيمِ فَنَرَاهُ أَن يَقُولَ لَهُ: السَّلام عَلَيْكُمْ، فَيَرُدَّ عَلَيْهِ الْآخَرُ: وَعَلَيْكُمْ، وَلَا يَقُولُ وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ؛ هَذَا مِنَ التَّهْذِيبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما الغِرارُ فِي التَّسْلِيمِ فَنَرَاهُ أَن يَقُولَ سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فَيَقُولَ وَعَلَيْكَ وَلَا يَقُولَ وَعَلَيْكُمْ، وَقِيلَ: لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ وَلَا تَسليم فِيهَا أَي لَا قَلِيلَ مِنَ النَّوْمِ فِي الصَّلَاةِ ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم الْمُصَلِّي وَلَا يَسَلَّم عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالنَّصْبِ وَالْجَرِّ، فَمَنْ جَرَّهُ كَانَ مَعْطُوفًا عَلَى الصَّلَاةِ، وَمَنْ نَصَبَهُ كَانَ مَعْطُوفًا عَلَى الغِرار، وَيَكُونُ الْمَعْنَى: لَا نَقْصَ وَلَا تسليمَ فِي صَلَاةٍ لأَن الْكَلَامَ فِي الصَّلَاةِ بِغَيْرِ كَلَامِهَا لَا يَجُوزُ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا تُغارُّ التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ. وأَتانا عَلَى غِرارٍ أَي عَلَى عَجَلَةٍ. وَلَقِيتُهُ غِراراً أَي عَلَى عَجَلَةٍ، وأَصله القلَّةُ فِي الرَّوِية لِلْعَجَلَةِ. وَمَا أَقمت عِنْدَهُ إِلَّا غِراراً أَي قَلِيلًا. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه أَي أَتيته عَلَى غِرّة أَي عَلَى غَفْلَةٍ، والغِرار: نُقصانُ لَبَنِ النَّاقَةِ، وَفِي لَبَنِهَا غِرارٌ؛ وَمِنْهُ غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: غَرَّ فلانٌ فُلَانًا: قَالَ بَعْضُهُمْ عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ مُغارٌّ إِذَا ذَهَبَ لَبَنُهَا لحَدث أَو لعلَّة. وَيُقَالُ: غَرَّ فُلَانٌ فُلَانًا مَعْنَاهُ نَقَصه، مِنَ الغِرار وَهُوَ النُّقْصَانُ. وَيُقَالُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ غَرَّ فُلَانٌ فُلَانًا فَعَلَ بِهِ مَا يُشْبِهُ القتلَ وَالذَّبْحَ بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بِلَبَنِهَا تُغارُّ غِراراً، وَهِيَ مُغارٌّ: قَلَّ لَبَنُهَا؛ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ كَرَاهِيَتِهَا لِلْوَلَدِ وَإِنْكَارِهَا الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ فَإِنْ لَمْ يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثُمَّ لَمْ تَدِرّ حَتَّى تُفِيق. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي تعَجُّلِ الشَّيْءِ قَبْلَ أوانِه قَوْلُهُمْ: سَبَقَ درَّتُه غِرارَه، وَمِثْلُهُ سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: غارَّت الناقةُ غَرَارًا إِذا دَرَّت، ثُمَّ نَفَرَتْ فَرَجَعَتْ الدِّرَة؛ يُقَالُ: نَاقَةٌ مُغارٌّ، بِالضَّمِّ، ونُوق مَغارُّ يَا هَذَا، بِفَتْحِ الْمِيمِ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ. وَيُقَالُ فِي التَّحِيَّةِ: لَا تُغارَّ أَي لَا تَنْقُصْ، وَلَكِنْ قُلْ كَمَا يُقال لَكَ أَو رُدَّ، وَهُوَ أَن تمرَّ بِجَمَاعَةٍ فتخصَّ وَاحِدًا. ولِسُوقنا غِرارٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِمَتَاعِهَا نَفاقٌ؛ كُلُّهُ عَلَى الْمَثَلِ. وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛ وَقَوْلُ أَبي خِرَاشٍ «1»: فغارَرت شَيْئًا والدَّرِيسُ، كأَنّما ... يُزَعْزِعُه وَعْكٌ مِنَ المُومِ مُرْدِمُ قِيلَ: مَعْنَى غارَرْت تَلَبَّثت، وَقِيلَ: تنبهت

_ (1).: قوله [وقول أبي خراش إلخ] في شرح القاموس ما نصه: هكذا ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة

ووَلَدَت ثَلَاثَةً عَلَى غِرارٍ وَاحِدٍ أَي بعضُهم فِي إثْر بَعْضٍ لَيْسَ بَيْنَهُمْ جَارِيَةٌ. الأَصمعي: الغِرارُ الطَّرِيقَةُ. يُقَالُ: رَمَيْتُ ثَلَاثَةَ أَسْهُم عَلَى غِرار وَاحِدٍ أَي عَلَى مَجْرًى وَاحِدٍ. وَبَنَى القومُ بُيُوتَهُمْ عَلَى غِرارٍ واحدٍ. والغِرارُ: المثالُ الَّذِي يَضْرَب عَلَيْهِ النصالُ لِتَصْلُحَ. يُقَالُ: ضرَبَ نِصالَه عَلَى غِرارٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ الهُذَلي يَصِفُ نَصْلًا: سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه الغِرارُ، ... فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ قَوْلُهُ سَدِيدٌ، بِالسِّينِ، أَي مُسْتَقِيمٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَمْرِو بْنِ الدَّاخِلِ، وَقَوْلُهُ سَدِيد العَيْر أَي قاصِد. والعَير: النَّاتِئُ فِي وَسَطِ النَّصْلِ. وَلَمْ يَدْحَضْ أَي لَمْ يَزْلَقْ عَلَيْهِ الغِرارُ، وَهُوَ الْمِثَالُ الَّذِي يَضْرِبُ عَلَيْهِ النَّصْلَ فَجَاءَ مِثْلَ الْمِثَالِ. وزَعِلٌ: نَشِيط. ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ فِي الأَرض. والغِرارةُ: الجُوالِق، وَاحِدَةُ الغَرائِر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى الْجَوْهَرِيُّ: الغِرارةُ وَاحِدَةُ الغَرائِر الَّتِي للتّبْن، قَالَ: وأَظنّه مُعَرَّبًا. الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إِذَا زَقّه، وَقَدْ غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً. قَالَ: وغارَّ القُمْرِيُّ أُنْثاه غِراراً إِذَا زقَّها. وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَغُرُّ عَلِيًّا بِالْعِلْمِ أَي يُلْقِمُه إِيّاه. يُقَالُ: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ يُطِع اللَّهَ يَغُرّه كما يغُرّهُ الغُرابُ بُجَّه أَي فَرْخَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَذِكْرِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين، فَقَالَ: إِنما كَانَا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا ، والغَرُّ: اسمُ مَا زقَّتْه بِهِ، وَجَمْعُهُ غُرورٌ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ ذُرْوَةَ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي سَيْرِ الإِبل: إِذا احْتَسَى، يومَ هَجِير هائِفِ، ... غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ يَعْنِي أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تِلْكَ الغُرورَ. وَيُقَالُ: غُرَّ فلانٌ مِنَ العِلْمِ مَا لَمْ يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم. وغُرَّ عَلَيْهِ الماءُ وقُرَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ أَي صُبَّ عَلَيْهِ. وغُرَّ فِي حَوْضِكَ أَي صُبَّ فِيهِ. وغَرَّرَ السِّقَاءَ إِذا ملأَه؛ قَالَ حُمَيْدٌ: وغَرَّرَه حَتَّى اسْتَدارَ كأَنَّه، ... عَلَى الفَرْو، عُلْفوفٌ مِنَ التُّرْكِ راقِدُ يُرِيدُ مَسْك شاةٍ بُسِطَ تَحْتَ الوَطْب. التَّهْذِيبُ: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ ملأْتها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ فِي قِلاتِ، ... فِي قُصُبٍ يُغَرُّ فِي وأْباتِ، غَرَّكَ فِي المِرارِ مُعْصَماتِ القُصْبُ: الأَمْعاءُ. والوَأْباتُ: الْوَاسِعَاتُ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيًّا يَقُولُ لِآخَرَ غُرَّ فِي سِقائك وَذَلِكَ إِذا وَضَعَهُ فِي الْمَاءِ وملأَه بِيَدِهِ يَدْفَعُ الْمَاءَ فِي فِيهِ دَفْعًا بِكَفِّهِ وَلَا يَسْتَفِيقُ حَتَّى يملأَه. الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرُّءُوسِ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، الْوَاحِدَةُ غَرَّاء، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الغُرُّ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، وَوَصْفُهُ كَمَا وَصَفْنَاهُ. والغُرَّةُ: الْعَبْدُ أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عَنِ الْجِسْمِ كُلِّهِ بالغُرَّة؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: كلُّ قَتيلٍ فِي كُلَيْبٍ غُرَّه، ... حَتَّى يَنَالَ القَتْلَ آلُ مُرَّه يَقُولُ: كلُّهم لَيْسُوا بِكُفْءٍ لِكُلَيْبٍ إِنما هُمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَبِيدِ والإِماء إِنْ قَتَلْتُهُمْ حَتَّى أَقتل آلَ مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حِينَئِذٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه

قَضَى فِي وَلَدِ المَغْرور بغُرَّة ؛ هو الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ امرأَة عَلَى أَنها حُرَّةٌ فَتَظْهَرُ مَمْلُوكَةً فيَغْرَم الزوجُ لِمَوْلَى الأَمة غُرَّةً، عَبْدًا أَوْ أَمة، وَيَرْجِعُ بِهَا عَلَى مَنْ غَرَّه وَيَكُونُ ولدُه حُرًّا. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الغُرَّة عِنْدَ الْعَرَبِ أَنْفَسُ شَيْءٍ يُمْلك وأَفْضلُه، وَالْفَرَسُ غُرَّةُ مَالِ الرَّجُلِ، وَالْعَبْدُ غرَّةُ مَالِهِ، وَالْبَعِيرُ النَّجِيبُ غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة الفارِهَةُ مِنْ غُرَّة الْمَالِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن حَمَلَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لَهُ: إِني كُنْتُ بَيْنَ جَارِيَتَيْنِ لِي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً مَيِّتًا وَمَاتَتْ، فقَضَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بديَةِ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ، وجَعَلَ فِي الجَنِين غُرَّةً عَبْدًا أَو أَمة. وأَصل الغُرَّة الْبَيَاضِ الَّذِي يَكُونُ فِي وَجْهِ الْفَرَسِ وكأَنه عُبّر عَنِ الْجِسْمِ كُلِّهِ بالغُرَّة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ يَقْصِدِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جَعْلِهِ فِي الْجَنِينِ غُرَّةً إِلا جِنْسًا وَاحِدًا مِنْ أَجناس الْحَيَوَانِ بِعينه فَقَالَ: عَبْدًا أَو أَمة. وغُرَّةُ الْمَالِ: أَفضله. وغُرَّةُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ فِي تَفْسِيرِ الغُرّة الْجَنِينُ، قَالَ: الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بَيْضَاءُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا تَكُونُ إِلا بيضَ الرَّقِيقِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَا يُقْبَل فِي الدِّيَةِ عبدٌ أَسود وَلَا جاريةٌ سَوْدَاءُ. قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ شَرْطًا عِنْدَ الْفُقَهَاءِ، وَإِنَّمَا الغُرَّة عِنْدَهُمْ مَا بَلَغَ ثمنُها عُشْر الدِّيَةِ مِنَ الْعَبِيدِ والإِماء. التَّهْذِيبُ وَتَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ: إِنَّ الْغُرَّةَ مِنَ الْعَبِيدِ الَّذِي يَكُونُ ثمنُه عُشْرَ الدِّيَةِ. قَالَ: وَإِنَّمَا تَجِبُ الغُرّة فِي الْجَنِينِ إِذا سَقَطَ مَيِّتًا، فإِن سَقَطَ حِيًّا ثُمَّ مَاتَ فَفِيهِ الدِّيَةُ كَامِلَةً. وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ: بغُرّة عَبْدٍ أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ ، وَقِيلَ: إِن الْفَرَسَ والبَغْل غَلَطٌ مِنَ الرَّاوِي. وَفِي حَدِيثِ ذِي الجَوْشَن: مَا كُنْتُ لأَقْضِيَه الْيَوْمَ بغٌرّة ؛ سُمِّيَ الْفَرَسُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غُرّة؛ وأَكثرُ مَا يُطْلَقُ عَلَى الْعَبْدِ والأَمة، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالغُرّة النِّفِيسَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ مَا كُنْتُ لأَقْضِيَه بِالشَّيْءِ النَّفِيسِ الْمَرْغُوبِ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِيّاكم ومُشارّةَ النَّاسِ فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ العُرّةَ ؛ الغُرّة هَاهُنَا: الحَسَنُ والعملُ الصَّالِحُ، شَبَّهَهُ بغُرّة الْفَرَسِ. وكلُّ شَيْءٍ تُرْفَع قيمتُه، فَهُوَ غُرّة. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: عَليْكُم بالأَبْكارِ فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً ، يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنَ غُرَّة الْبَيَاضِ وَصَفَاءِ اللَّوْنِ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ حُسْنِ الخلُق والعِشْرةِ؛ وَيُؤَيِّدُهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً ، أَي إِنهن أَبْعَدُ مِنْ فطْنةِ الشَّرِّ ومعرفتِه مِنَ الغِرّة الغفْلة. وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ فِي ثَوْبٍ أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قَالَ: قَدْ رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه ... ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بَعْدَ غَرّه وَجَمْعُهُ غُرور؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: حَتَّى إِذَا مَا طَار منْ خَبِيرِها، ... عَنْ جُدَدٍ صُفْرٍ، وَعَنْ غُرورِها الْوَاحِدُ غَرٌّ، بِالْفَتْحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: طَوَيْت الثوبَ عَلَى غَرِّه أَي عَلَى كَسْرِه الأَول. قَالَ الأَصمعي: حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ رُؤْبَةَ أَنه عُرِضَ عَلَيْهِ ثوبٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ وقَلَّبَه ثُمَّ قَالَ: اطْوِه عَلَى [غَرِّه. والغُرورُ فِي الْفَخْذَيْنِ: كالأَخادِيد بَيْنَ الْخَصَائِلِ. وغُرورُ الْقَدَمِ: خُطُوطُ مَا تَثَنَّى مِنْهَا. وغَرُّ الظَّهْرِ: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قَالَ: كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه، إِذ تَجْنُبُهْ، ... سَيْرُ صَناعٍ فِي خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ قَالَ اللَّيْثُ: الغَرُّ الكَسْرُ فِي الْجِلْدِ مِنَ السِّمَن،

والغَرُّ تكسُّر الْجِلْدِ، وَجَمْعُهُ غُرور، وَكَذَلِكَ غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ مَكاسِرُ الْجِلْدِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: رَدَّ نَشْرَ الإِسلام عَلَى غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يُقَالُ: اطْوِ الثَّوْبَ عَلَى غَرِّه الأَول كَمَا كَانَ مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الرِّدَّةِ ومُقابَلة دَائِها بِدَوَائِهَا. وغُرورُ الذِّرَاعَيْنِ: الأَثْناءُ الَّتِي بَيْنَ حِبالِهما. والغَرُّ: الشَّقُّ فِي الأَرض. والغَرُّ: نَهْرٌ دَقِيقٌ فِي الأَرض، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ النَّهْرُ، وَلَمْ يُعَيِّن الدَّقِيقَ وَلَا غَيْرَهُ؛ وأَنشد: سَقِيّة غَرٍّ فِي الحِجال دَمُوج هَكَذَا فِي الْمُحْكَمِ؛ وأَورده الأَزهري، قَالَ: وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ جَارِيَةٍ: سَقِيَّةُ غَرٍّ فِي الحِجال دَمُوج وَقَالَ: يَعْنِي أَنها تُخْدَمُ وَلَا تَخْدُمُ. ابْنُ الأَعرابي: الغَرُّ النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهُ غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطَّرِيقِ، كلُّ طُرْقة مِنْهَا غَرٌّ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ: اطْوِ الكتابَ والثوبَ عَلَى غَرّه وخِنْثِه أَي عَلَى كَسْره؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ غَرُّ الْمَتْنَ: طَرِيقُهُ. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ فِي خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل الجاريةُ يَدَهَا وَتَجْعَلُ مَعَهَا عُقْبَةً أَوْ شَعْرَةً فَتُدْخِلُهَا مِنْ تَحْتِ السَّيْرِ ثُمَّ تَخْرُقُ خَرْقًا بالإِشْفَى فَتُخْرِجُ رأْس الشَّعْرَةِ مِنْهُ، فإِذا خَرَجَ رأْسها جَذَبَتْها فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَرّانِ خَطّانِ يَكُونَانِ فِي أَصل العَيْر مِنْ جَانِبَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ مَقْرُومٍ وَذَكَرَ صَائِدًا: فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً، ... فخيَّبه مِنَ الوَتَرِ انْقِطاعُ وَالْغَرَّاءُ: نَبْتٌ لَا يَنْبُتُ إِلّا فِي الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها تافِهٌ وَعُودُهَا كَذَلِكَ يُشْبِه عودَ القَضْب إِلَّا أَنه أُطَيْلِس، وَهِيَ شَجَرَةُ صِدْقٍ وَزَهْرَتُهَا شَدِيدَةُ الْبَيَاضِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُحبّها الْمَالُ كُلُّهُ وتَطِيب عَلَيْهَا أَلْبانُها. قَالَ: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْنَا الغُرَيْراء لأَن الْعَرَبَ تَسْتَعْمِلُهُ مُصَغَّرًا كَثِيرًا. والغِرْغِرُ: مِنْ عُشْبِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَلَا يَنْبُتُ إِلا فِي الْجَبَلِ لَهُ وَرَقٌ نَحْوَ وَرَقِ الخُزامى وَزَهْرَتُهُ خَضْرَاءُ؛ قَالَ الرَّاعِي: كأَن القَتُودَ عَلَى قارِحٍ، ... أَطاع الرَّبِيعَ لَهُ الغِرْغِرُ أَرَادَ: أَطاع زَمَنَ الرَّبِيعِ، وَاحِدَتُهُ غِرْغِرة. والغِرْغِر، بِالْكَسْرِ: دَجاج الْحَبَشَةِ وَتَكُونُ مُصِلّةً لِاغْتِذَائِهَا بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ مِنْ كلِّ جانبٍ، ... كَمَا لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا حِجْلى: جَمْعُ الحَجَلِ، وَذَكَرَ الأَزهري قَوْمًا أَبادهم اللَّهُ فَجَعَلَ عِنَبَهم الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ. والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بِالْمَاءِ فِي الحَلْقِ: أَن يَتَرَدَّدَ فِيهِ وَلَا يُسيغه. والغَرُورُ: مَا يُتَغَرْغَرُ بِهِ مِنَ الأَدْوية، مِثْلَ قَوْلِهِمْ لَعُوق ولَدُود وسَعُوط. وغَرْغَر فلانٌ بِالدَّوَاءِ وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً وتَغَرْغُراً. وتَغَرْغَرَت عَيْنَاهُ: تردَّد فِيهِمَا الدَّمْعُ. وغَرَّ وغَرْغَرَ:

جادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ. والغَرْغَرَةُ: تردُّد الرُّوحِ فِي الْحَلْقِ. والغَرْغَرَةُ: صوتٌ مَعَهُ بَحَحٌ. وغَرْغَرَ اللحمُ عَلَى النَّارِ إِذا صَلَيْتَه فَسَمِعْتَ لَهُ نشِيشاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومَرْضُوفة لَمْ تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طاهِياً، ... عَجِلْتُ إِلَى مُحْوَرِّها حِينَ غَرْغَرا والغَرْغَرة: صَوْتُ الْقِدْرِ إِذَا غَلَتْ، وَقَدْ غَرْغَرت؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِذ لَا تَزالُ لَكُمْ مُغَرْغِرة ... تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ أَي حارٌّ فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، وكأَنه قَالَ: أَعْلى لونِها لونُ صَهْر. والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قَصَبَةِ الأَنف وكَسْرُ رأْس الْقَارُورَةِ؛ وأَنشد: وخَضْراء فِي وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها ... لأُبْلِيَ إِنْ فارَقْتُ فِي صاحِبي عُذْرا والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وَحَكَاهَا كُرَاعٌ بِالْفَتْحِ؛ أَبو زَيْدٍ: هِيَ الْحَوْصَلَةُ والغُرْغُرة والغُراوي «2». وَالزَّاوَرَةُ. وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك. وغَرْغَرَه بِالسِّكِّينِ: ذَبَحَهُ. وغَرْغَرَه بِالسِّنَانِ: طَعَنَهُ فِي حَلْقِهِ. والغَرْغَرَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الرَّاعِي وَنَحْوِهِ. يُقَالُ: الرَّاعِي يُغَرْغِرُ بِصَوْتِهِ أَي يردِّده فِي حَلْقِهِ؛ ويَتَغَرْغَرُ صَوْتُهُ فِي حَلْقِهِ أَي يَتَرَدَّدُ. وغَرٌّ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ: أَقْبَلْتُ أَمْشِي، وبِغَرٍّ كُورِي، ... وَكَانَ غَرٌّ مَنْزِلَ الْغُرُورِ والغَرُّ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ: فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ والغَرّاء: فَرَسُ طَرِيفِ بْنِ تَمِيمٍ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والأَغَرُّ: فَرَسُ ضُبَيْعة بْنِ الْحَرْثِ. والغَرّاء: فرسٌ بِعَيْنِهَا. والغَرّاء: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: سَرَتْ مِنْ قُرَى الغَرّاء حَتَّى اهْتَدَتْ لَنَا، ... ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب «3» وَفِي حِبَالِ الرَّمْلِ الْمُعْتَرِضِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ حَبْلَانِ يُقَالُ لَهُمَا: الأَغَرَّان؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَقَدْ قَطَعْنا الرَّمْلَ غَيْرَ حَبْلَيْن: ... حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن والغُرَيْرُ: فَحْلٌ مِنَ الإِبل، وَهُوَ تَرْخِيمُ تَصْغِيرِ أَغَرّ. كَقَوْلِكَ فِي أَحْمَد حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة مَنْسُوبَةٌ إِليه؛ قَالَ ذُو الرُّمَةِ: حَراجيج مِمَّا ذَمَّرَتْ فِي نتاجِها، ... بِنَاحِيَةِ الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم يَعْنِي أَنها مِنْ نِتَاجِ هَذَيْنِ الْفَحْلَيْنِ، وَجَعَلَ الْغُرَيْرَ وَشَدْقَمًا اسْمَيْنِ لِلْقَبِيلَتَيْنِ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يَصِفُ نِسَاءً: عَفَتْ بَعْدَ أَتْرابِ الخَلِيط، وَقَدْ نَرَى ... بِهَا بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع إِذا مَا أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه، ... رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع والوَقائعُ: المَناقعُ، وَهِيَ الأَماكن الَّتِي يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ فِي رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نُوقٌ مَنْسُوبَاتٌ إِلى فَحْلٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة، ... يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً فصلَّى صلاةَ الْخَوْفِ ؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة،

_ (2). قوله [والغراوي] هو هكذا في الأصل (3). قوله [خراتي] هكذا في الأَصل ولعله حزابي.

أَي كَانُوا غَافِلِينَ عَنْ حِفْظِ مقامِهم وَمَا هُمْ فِيهِ مِنْ مُقابلة العَدُوِّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه أَغارَ عَلَى بنِي المُصْطَلِق وَهُمْ غارُّون ؛ أَي غَافِلُونَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كُتِبَ إِلى أَبي عُبَيدة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَن لَا يُمْضِيَ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى إِلا بَعِيدَ الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي مِنْ بَعْدِ حِفْظِهِ لِغَفْلَةِ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا تطْرُقُوا النِّسَاءَ وَلَا تَغْتَرّوهُنّ أَي لَا تَدْخُلُوا إِليهن عَلَى غِرّة. يُقَالُ: اغْتَرَرْت الرَّجُلَ إِذا طَلَبْتَ غِرّتَه أَي غَفْلَتَهُ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ حَاطِبٍ: كُنْتُ غَرِيراً فِيهِمْ أَي مُلْصَقاً مُلازماً لَهُمْ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ المتأَخرين هَكَذَا الرِّوَايَةُ وَالصُّوَابُ: كُنْتُ غَرِيًّا أَي مُلْصَقاً. يُقَالُ: غَرِيَ فلانٌ بِالشَّيْءِ إِذا لَزِمَهُ؛ وَمِنْهُ الغِراء الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ. قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ: كُنْتُ عَرِيراً، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَما الْهَرَوِيُّ فَلَمْ يُصَحِّفْ وَلَا شَرَحَ إِلا الصَّحِيحَ، فإِن الأَزهري وَالْجَوْهَرِيَّ وَالْخَطَّابِيَّ وَالزَّمَخْشَرِيَّ ذَكَرُوا هَذِهِ اللَّفْظَةَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ فِي تَصَانِيفِهِمْ وَشَرَحُوهَا بِالْغَرِيبِ وَكَفَاكَ بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ حُجَّةً لِلْهَرَوِيِّ فِيمَا رَوَى وَشَرَحَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. وغَرْغَرْتُ رأْسَ الْقَارُورَةِ إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. غزر: الغَزارةُ: الْكَثْرَةُ، وَقَدْ غَزُرَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، يَغْزُر، فَهُوَ غَزِيرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الغَزِيرُ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وأَرض مغزورةٌ: أَصابها مطرٌ غَزِيرُ الدَّرِّ. والغزِيرة مِنَ الإِبل وَالشَّاءِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ ذَوَاتِ اللَّبَنِ: الكثيرةُ الدَّرِّ. وغَزُرَت الماشيةُ عَنِ الكلإِ: دَرَّت أَلبانُها. وَهَذَا الرِّعْيُ مُغْزِرةٌ لِلَّبَنِ: يَغزُر عَلَيْهِ اللَّبَنُ. والمُغْزِرة: ضرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُشْبِه ورَقُه وَرَقَ الحُرْف غُبْرٌ صِغَارٌ وَلَهَا زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ شَبِيهَةٌ بالجُلَّنار، وَهِيَ تُعْجِبُ الْبَقَرَ جِدًّا وتَغْزُر عَلَيْهَا، وَهِيَ ربْعيَّة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسُرْعَةِ غَزْرِ الْمَاشِيَةِ عَلَيْهَا؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. اللَّيْثُ: غَزُرَت الناقةُ وَالشَّاةُ كثُرَ لبنُها، فَهِيَ تَغْزُرُ غَزارةً، وَهِيَ غَزِيرة كَثِيرَةُ اللَّبَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَنَحَ مَنيحةَ لَبَنٍ بَكِيئةً كَانَتْ أَو غَزِيرةً ؛ أَي كَثِيرَةُ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: هَلْ يَثْبُت لَكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ وأَرْبَعِ شِيَاهٍ غُزرٍ ؛ هِيَ جَمْعُ غَزِيرة كَثِيرَةِ اللَّبَنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَالْمَعْرُوفُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايَيْنِ جَمْعُ عَزُوزٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَمَطَرٌ غَزِيرٌ وَمَعْرُوفٌ غَزِيرٌ وعينٌ غَزيرة الْمَاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ نَاقَةٌ ذَاتُ غُزْرٍ أَي ذَاتُ غزارةٍ وَكَثْرَةِ اللَّبَنِ. ابْنُ الأَعرابي: المُغازَرةُ أَن يُهْدِيَ الرجلُ شَيْئًا تافِهاً لِآخَرَ ليُضاعِفَه بِهَا. وَقَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ: الجانبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ؛ المُسْتَغْزِرُ: الَّذِي يَطْلُبُ أَكثر مِمَّا يُعْطِي، وَهِيَ المُغازَرة؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن الغَريب الَّذِي لَا قَرَابَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَكَ إِذا أَهدى لَكَ شَيْئًا يَطْلُبُ أَكثر مِنْهُ فإِنه يُثَابُ منْ هَدِيّتهِ أَي أَعْطِه فِي مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ. واسْتَغْزَرَ: طَلَبَ أَكثر مِمَّا أَعطى. وَبِئْرٌ غَزِيرة: كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ عَيْنُ الْمَاءِ وَالدَّمْعِ، وَالْجَمْعُ غِزارٌ، وَقَدْ غَزُرَت غَزارةً وغَزْراً وغُزْراً، وَقِيلَ: الغُزْرُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ الْمَصْدَرُ، والغَزْرُ الِاسْمُ مِثْلَ الضَّرْب. وأَغزَرَ المعروفَ: جَعَلَهُ غَزيراً. وأَغْزَرَ القومُ: غَزُرَت إِبلُهم وشاؤُهم وَكَثُرَتْ أَلبانها؛ وَنُوقٌ غِزَار، وَالْجَمْعُ غُزْر مِثْلَ جَوْن وجُون وأُذن حَشْرٌ وآذانٌ حُشْرٌ. وقومٌ مُغْزَرٌ لَهُمْ: غزُرت إِبلُهم أَو أَلْبانُهم. والتَّغْزِير: أَن تَدَعَ حَلْبة بَيْنَ حَلْبتين وَذَلِكَ إِذا

أَدبَر لبنُ الناقةِ. وغُزْران: موضع. غسر: تَغَسَّرَ الأَمرُ: اخْتَلَطَ والْتَبَس. وَكُلُّ أَمر الْتَبَسَ وعسُر المخرجُ مِنْهُ، فَقَدْ تغَسَّر. وَهَذَا أَمر غَسِرٌ أَي مُلْتَبِسٌ مُلْتاثٌ. وتَغَسَّرَ الغزلُ: الْتَوى والْتَبَس وَلَمْ يُقْدر عَلَى تَخْلِيصِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ حَرْفٌ صَحِيحٌ مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ. وتَغَسَّر الغَدِير: أَلْقَت الريحُ فِيهِ العِيدانَ؛ ابْنُ الأَعرابي: الغَسْرُ التَّشْدِيد عَلَى الغَريم، بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةٌ، وَهُوَ العَسْر أَيضاً. وَقَدْ غَسَره عَنِ الشَّيْءِ وعَسَره بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: فوَثَبَت تأْبِرُ واسْتَعْفاها، ... كأَنّها، مِنْ غَسْرِه إِيّاها، سُرِّيّةٌ نَغَّصَها مَوْلَاهَا غشمر: الغَشْمَرة: التهضُّم وَالظُّلْمُ، وَقِيلَ: الغَشْمرة التَّهَضُّمُ فِي الظُّلْمِ والأَخْذُ مِنْ فَوْقٍ مِنْ غَيْرِ تثبُّت كَمَا يَتَغَشْمَر السيلُ وَالْجَيْشُ، كَمَا يُقَالُ: تَغَشْمَر لَهُمْ، وَقِيلَ: الغَشْمَرةُ إِتيان الأَمر مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ. وغَشْمَر السيلُ: أَقْبَل. وَالتغشمور «1»: رُكُوبُ الإِنسان رأْسه فِي الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ لَا يُبالي مَا صَنَعَ؛ وَفِيهِ غَشْمَرِيّةٌ وَفِيهِمْ غَشْمَرِيّة. وتَغَشْمَرَ لِي: تَنمَّر. وأَخَذَه بالغِشْمِيرِ أَي الشِّدَّةِ. وتَغَشْمَره: أَخَذَه قهْراً. وَفِي حَدِيثِ جَبْر بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قاتَلَه اللَّهُ لَقَدْ تَغَشْمَرها أَي أَخَذها بجفَاءٍ وعُنْفٍ. ورأَيته مُتَغَشْمِراً أَي غَضْبَانَ. غضر: الغَضَارُ: الطِّينُ الحُرّ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الغَضارةُ الطِّينُ الْحُرُّ، وَقِيلَ: الطِّينُ اللَّازب الأَخضر. والغَضارُ: الصَّحْفة الْمُتَّخَذَةُ مِنْهُ. والغُضْرة والغَضْراء: الأَرض الطَّيّبة العَلِكة الخَضراء، وَقِيلَ: هِيَ أَرض فِيهَا طِينٌ حُرٌّ. يُقَالُ: أَنْبَطَ فلانٌ بئرَه فِي غَضْراءَ، وَقِيلَ: قَوْلُ الْعَرَبِ أَنبَطَ فِي غَضْراءَ أَي استخرَج الْمَاءَ مِنْ أَرض سَهْلَةٍ طَيِّبَةِ التُّربة عَذْبة الْمَاءِ، وَسُمِّيَ النَّبَطُ نَبَطاً لِاسْتِنْبَاطِهِمْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرضين. ابْنُ الأَعرابي: الغَضْراء الْمَكَانُ ذُو الطِّينِ الأَحمر، والغَضْراء طينةٌ خَضْرَاءُ عَلِكة، والغَضَارُ خَزَفٌ أَخضر يُعَلَّق عَلَى الإِنسان يَقي العَين؛ وأَنشد: وَلَا يُغْني تَوَقِّي المَرْء شَيْئًا، ... وَلَا عُقَدُ التَّميم، وَلَا الغَضارُ إِذا لَاقَى مَنِيَّتَه فأَمْسى ... يُساقُ بِهِ، وَقَدْ حَقَّ الحِدارُ والغَضْراء: طِينٌ حرٌّ. شَمِرٌ: الغَضارةُ الطِّينُ الْحُرُّ نَفْسُهُ وَمِنْهُ يُتَّخَذُ الْخَزَفُ الَّذِي يُسَمَّى الغَضارَ. والغَضْراءُ والغُضْرة: أَرض لَا يَنْبُتُ فِيهَا النَّخْلُ حَتَّى تُحْفَر وأَعلاها كَذّان أَبْيض. والغَضْوَرُ: طِينٌ لَزِجٌ يَلْتَزِقُ بالرِّجْل لَا تَكَادُ تَذْهَبُ الرّجْلُ فِيهِ. والغَضارة: النّعْمة والسَّعة فِي الْعَيْشِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ: أَبادَ اللَّهُ خضراءَهم؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: غَضْراءَهم وغَضارَتَهم أَي نِعْمَتهم وخيرَهم وخِصْبَهم وبَهْجَتَهم وَسَعَةَ عَيْشِهِمْ، مِنَ الغَضارة، وَقِيلَ: طِينَتهم الَّتِي مِنْهَا خُلقوا. قَالَ الأَصمعي: وَلَا يُقَالُ أَبادَ اللَّهُ خَضْراءَهم وَلَكِنْ أَبادَ اللَّهُ غَضْراءَهم أَي أَهْلَك خيرَهم وغَضارتهم؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: بخالِصة الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ عَنَى بخُضْرِ الْمَنَاكِبِ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الخِصْب. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَبادَ اللَّه خَضْراءَهم أَي سوادَهم. وقال

_ (1). قوله [والتغشمور] كذا في الأَصل بدون ضبطه، ونقله شارح القاموس

أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ: أَبادَ اللَّهُ خَضْراءَهم وغَضْراءَهم أَي جَمَاعَتَهُمْ. وغَضِرَ الرَّجُلُ بِالْمَالِ والسَّعةِ والأَهلِ غَضراً: أَخصب بعد إِقطارٍ؛ وغَضَره اللَّهُ يَغْضُره غَضْراً. وَرَجُلٌ مَغْضورٌ: مُبارَك. وَقَوْمٌ مَغْضورون إِذَا كَانُوا فِي خَيْرٍ ونِعْمة. وعَيْشٌ غَضِرٌ مَضِرٌ؛ فغَضرٌ ناعمٌ رافِةٌ، ومَضِرٌ إِتباع. وإِنهم لَفِي غَضارةٍ مِنَ الْعَيْشِ وَفِي غَضْراءَ مِنَ العَيْشِ وَفِي غَضارةِ عَيْش أَي فِي خِصْبٍ وَخَيْرٍ. والغَضارةُ: طِيبُ الْعَيْشِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: بَنُو فُلَانٍ مَغْضُورُونَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل: الدُّنْيا وغَضارَةَ عَيْشِهَا أَي طِيبها وَلَذّتها. وَهُمْ فِي غَضارةٍ مِنَ العيْش أَي فِي خِصْبٍ وَخَيْرٍ. وَيُقَالُ: إِنه لَفِي غَضْراءِ عَيْشٍ وخَضْراءِ عَيْشٍ أَي فِي خِصْب. وإِنه لَفِي غَضْراءَ مِنْ خَيْرٍ، وَقَدْ غَضَرَهم اللَّهُ يَغْضُرهم. واخْتُضِرَ الرجلُ واغْتُضِرَ إِذَا مَاتَ شَابًّا مُصَحَّحاً. والغَضيرُ: النَّاعِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ غَضُرَ غَضارةً؛ ونَبات غَضيرٌ وغَضِرٌ وغاضِرٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَضِير الرَّطْبُ الطَّرِيّ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: مِنْ ذابِلِ الأَرْضِ ومِنْ غَضيرِها والغَضارةُ: القَطاةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرفه. وَمَا نَامَ لِغَضْرٍ أَي لَمْ يَكَدْ يَنَامُ؛ وغَضَر عَنْهُ يَغْضِر، وغَضِر، وتَغَضَّر: انْصَرَفَ وَعَدَلَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: مَا غَضَرْتُ عَنْ صَوْبي أَي مَا جُرْتُ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الْجَوَارِيَ: تَواعَدْنَ أَن لَا وَعْيَ عَنْ فَرْجِ راكِسٍ، ... فَرُحْنَ وَلَمْ يَغْضِرْنَ، عَنْ ذاكَ، مَغْضَرا أَي لَمْ يَعْدِلن وَلَمْ يَجُرْنَ. وَيُقَالُ: غَضَرَه أَي حَبَسَهُ وَمَنَعَهُ. وحَمَل فَمَا غَضَرَ أَي مَا كَذَبَ وَلَا قَصَّر. وَمَا غَضَرَ عَنْ شَتْمِي أَي مَا تأَخّر وَلَا كذَب. وغَضَرَ عَلَيْهِ يَغْضِر غَضْرًا: عَطَفَ. وغَضَر لَهُ مِنْ مَالِهِ: قَطَعَ لَهُ قِطْعة مِنْهُ. والغاضِرُ: الجِلْد الَّذِي أُجِيدَ دباغُه. وَجِلْدٌ غاضِرٌ: جَيِّدُ الدِّبَاغَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، والغَضِير: مِثْلُ الخَضير؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مِنْ ذَابِلِ الأَرْطى وَمِنْ غَضِيرِهَا والغَضْرةُ. نَبْتٌ. والغَضْوَرةُ: شَجَرَةٌ غَبْرَاءُ تَعْظُم، وَالْجَمْعُ غَضْوَرٌ، وَقِيلَ: الغَضْوَرُ نَبَاتٌ لَا يُعْقَدُ عَلَيْهِ شَحْمٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ يُشْبِه الضَّعَةَ والثُّمامَ. وَيُقَالُ فِي مَثَلٍ: هُوَ يأْكل غَضْرةً وَيَرْبِضُ جَحْرةً. والغَضْوَرُ، بِتَسْكِينِ الضَّادِ: نَبْتٌ يُشْبِهُ السّبَط؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ حُمُراً: تَثِير الدواجِنَ فِي قَصَّة ... عِراقِيّة، حَوْلها الغَضْوَرُ وغَضْوَر: ثنيَّة بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَبِلَادِ خُزَاعَةَ، وَقِيلَ: هو ماء لطيِء؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَثْلٍ مِنَ الأَعْراضِ مِنْ دُونِ بِئشة ... ودُونَ الغَمِير، عامداتٍ لِغَضْوَرا وَقَالَ الشَّمَّاخُ: كأَنَّ الشبابَ كانَ رَوْحةَ راكبٍ، ... قَضَى حَاجَةً مِنْ سُقْفَ فِي آلِ غَضْوَرا والغاضِرُ: المانِعُ، وَكَذَلِكَ العاضِرُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: الغاضِرُ الْمَانِعُ والغاضِرُ النَّاعِمُ والغاضِرُ المُبَكِّرُ فِي حَوَائِجِهِ. وَيُقَالُ: أَردت أَن آتيكَ فَغَضَرَني أَمرٌ أَي مَنَعَنِي. والغَواضِرُ: فِي قَيْسٍ. وغاضِرة: قَبِيلَةٌ فِي بَنِي أَسد وحيٌّ مِنْ بَنِي صَعْصَعَة، وَبَطْنٌ مِنْ ثَقِيف وَفِي بَنِي كِنْدة. ومسجدُ غاضِرةَ: مسجدٌ بِالْبَصْرَةِ مَنْسُوبٌ إِلى امرأَة. وغُضَيْرٌ وغَضْران: اسمان.

غضفر: الغَضْفَرُ: الْجَافِي الْغَلِيظُ، وَرَجُلٌ غَضَنْفَرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهُمْ سَيِّدٌ لَمْ يَرْفَع اللَّهُ ذِكْرَه، ... أَزَبُّ غَضُوبُ الساعِدَين غَضَنْفَرُ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَضَنْفرُ الْغَلِيظُ المُتَغَضِّن؛ وأَنشد: دِرْحايةٌ كَوَأْلَلٌ غَضَنْفَر وأُذُنٌ غضَنْفَرةٌ: غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ الشَّعَرِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أُذن غَضَنْفَرة وَهِيَ الَّتِي غَلُظَتْ وَكَثُرَ لَحْمُهَا. وأَسد غَضَنْفَر: غَلِيظُ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه. اللَّيْثُ: الغَضَنْفَر الأَسدُ. وَرَجُلٌ غَضَنْفَرٌ إِذَا كَانَ غَلِيظًا أَو غَلِيظَ الْجُثَّةِ. قَالَ الأَزهري: أَصله الغَضْفَر، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ وغَضَنْفَرٌ، وَقَدْ غَضْفَرَ وقَنْدَلَ إِذا ثَقُل؛ وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ أَيضاً. غطر: الغَطْرُ لُغَةٌ فِي الخَطْرِ؛ مَرَّ يَغْطِرُ بذَنَبِه أَي يَخْطِرُ. أَبو عَمْرٍو: الغِطْيَرُّ الْمُتَظَاهِرُ اللَّحْمِ، الْمَرْبُوعُ؛ وأَنشد: لمَّا رَأَتْه مُودَناً غِطْيَرّا قَالَ: وَنَاظَرْتُ أَبا حَمْزَةَ فِي هَذَا الْحَرْفِ فَقَالَ: إِنَّ الغِطْيَرّ الْقَصِيرُ، بالغين والطاء. غفر: الغَفُورُ الغَفّارُ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَهُمَا مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ وَمَعْنَاهُمَا السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ الْمُتَجَاوِزُ عَنْ خَطَايَاهُمْ وَذُنُوبِهِمْ. يُقَالُ: اللهمَّ اغْفِرْ لَنَا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً، وَإِنَّكَ أَنت الغَفُور الغَفّار يَا أَهل المَغْفِرة. وأَصل الغَفْرِ التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ. غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا؛ والغَفْر: الغُفْرانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الخَلاء قَالَ: غُفْرانَك الغُفْرانُ: مصدرٌ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ أَطلُبُ، وَفِي تَخْصِيصِهِ بِذَلِكَ قَوْلَانِ أَحدهما التَّوْبَةُ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِي شُكْرِ النِّعَمِ الَّتِي أَنعم بِهَا عَلَيْهِ بِإِطْعَامِهِ وَهَضْمِهِ وَتَسْهِيلِ مَخْرَجِهِ، فلجأَ إِلى الِاسْتِغْفَارِ مِنَ التَّقْصِيرِ وتَرْكِ الِاسْتِغْفَارِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى مُدَّةَ لُبْثِهِ عَلَى الْخَلَاءِ، فإِنه كَانَ لَا يَتْرُكُ ذِكْرَ اللَّهِ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ إِلا عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ، فكأَنه رأَى ذَلِكَ تَقْصِيرًا فَتَدَارَكَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ. وَقَدْ غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: سَتَرَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّذِي يَكُونُ تَحْتَ بَيْضَةِ الْحَدِيدِ عَلَى الرأْس: مِغْفَرٌ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فَهُوَ أَغْفَرُ لوَسَخِه أَي أَحْمَلُ لَهُ وأَغطى لَهُ. وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا. وغَفَرْتُ الْمَتَاعَ: جَعَلْتُهُ فِي الْوِعَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: غَفَرَ المتاعَ فِي الْوِعَاءِ يَغْفِرُه غَفْراً وأَغْفَرَه أَدخله وَسَتَرَهُ وأَوعاه؛ وَكَذَلِكَ غَفَرَ الشيبَ بالخِضاب وأَغْفَرَه؛ قَالَ: حَتَّى اكْتَسَيْتُ مِنَ المَشِيب عِمامةً ... غَفراءَ، أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ وَيُرْوَى: أَغْفِرُ لَوْنَهَا. وكلُّ ثَوْبٍ يغطَّى بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ غِفارة؛ وَمِنْهُ غِفارة الزِّنُون تُغَشَّى بِهَا الرحالُ، وَجَمْعُهَا غِفارات وغَفائِر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ لمَّا حَصَّبَ المسجدَ قَالَ: هُوَ أَغْفَرُ للنُّخامة أَي أَسْتَرُ لَهَا. والغَفْرُ والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ والعفوُ عَنْهَا، وَقَدْ غَفَرَ ذَنْبَهُ يَغْفِرُه غَفْراً وغِفْرةً حَسَنة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وغُفْراناً ومَغْفِرة وغُفوراً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وغَفيراً وغَفيرةً. وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: اسلُك الْغَفِيرَةَ، والناقةَ الغَزيرة، والعزَّ فِي العَشيرة، فإِنها عَلَيْكَ يَسيرة. واغْتَفَر ذنبَه مِثْلُهُ، فَهُوَ غَفُور، وَالْجَمْعُ غُفُرٌ؛ فأَما قَوْلُهُ: غَفَرْنا وَكَانَتْ مِنْ سَجِيّتِنا الغَفْرُ

فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه فِي مَعْنَى المَغْفِرة. واسْتَغْفَرَ اللَّه مِنْ ذَنْبِهِ وَلِذَنْبِهِ بِمَعْنًى، فغَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ مَغْفِرةً وغَفُراً وغُفْراناً. وَفِي الْحَدِيثِ: غِفارُ غَفَرَ اللَّه لَهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ دُعَاءً لَهَا بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْراً، قُلْتُ: فابنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ بِضْعَ عَشْرة؟ قَالَ: فغَفَره أَي قَالَ غَفَر اللَّه لَهُ. واسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه، عَلَى حَذْفِ الْحَرْفِ: طَلَبَ مِنْهُ غَفْرَه؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبًا لَسْتُ مُحْصِيَه، ... رَبَّ الْعِبَادِ إِلَيْهِ القولُ والعملُ وتَغافَرَا: دَعا كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ بالمَغْفِرة؛ وامرأَة غَفُور، بِغَيْرِ هَاءٍ. أَبو حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ليَغْفِرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأَخَّر ؛ الْمَعْنَى لَيَغْفِرَنَّ لَكَ اللهُ، فَلَمَّا حَذَفَ النُّونَ كَسَرَ اللَّامَ وأَعْملها إِعمال لامِ كَيْ، قَالَ: وَلَيْسَ الْمَعْنَى فَتَحْنَا لَكَ لِكَيْ يَغْفِرَ اللهُ لَكَ، وأَنْكَر الْفَتْحَ سَبَبًا لِلْمَغْفِرَةِ، وأَنكر أَحمد بْنُ يَحْيَى هَذَا الْقَوْلَ وَقَالَ: هِيَ لَامُ كَيْ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ لِكَيْ يجتَمِع لَكَ مَعَ الْمَغْفِرَةِ تمامُ النِّعْمَةِ فِي الْفَتْحِ، فَلَمَّا انْضَمَّ إِلى الْمَغْفِرَةِ شَيْءٌ حَادِثٌ حَسُنَ فِيهِ مَعْنَى كَيْ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِيَجْزِيَهم اللَّه أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلون. والغُفْرةُ: مَا يغطَّى بِهِ الشَّيْءُ. وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه: أَصلحه بِمَا يَنْبَغِي أَن يَصْلَح بِهِ. يُقَالُ: اغْفِروا هَذَا الأَمرَ بِغُفْرتِه وغَفيرتِه أَي أَصْلحوه بِمَا يَنْبَغِي أَن يُصْلَح. وَمَا عِنْدَهُمْ عَذيرةٌ وَلَا غَفِيرة أَي لَا يَعْذِرون وَلَا يَغفِرون ذَنْبًا لأَحد؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ، وَكَانَ خَرَجَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصحابها إِلَى بَعْضِ مُتَوَجَّهَاتِهِمْ فَصَادَفُوا فِي طَرِيقِهِمْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَهَرَبَ أَصحابه فَصَاحَ بِهِمْ وَهُوَ يَقُولُ: يَا قَوْمُ لَيْسَت فيهمُ غَفِيرهْ، ... فامْشُوا كما تَمْشي جِمالُ الحِيرهْ يَقُولُ: لَا يَغفرون ذَنْبَ أَحد مِنْكُمْ إِن ظَفِرُوا بِهِ، فَامْشُوا كَمَا تَمْشِي جمالُ الْحِيرَةِ أَي تَثاقَلوا فِي سَيْرِكُمْ وَلَا تُخِفّوه، وَخَصَّ جمالَ الْحِيرَةِ لأَنها كَانَتْ تَحْمِلُ الأَثقال، أَي مانِعوا عَنْ أَنفسكم وَلَا تَهْرُبوا. والمِغْفرُ والمِغْفرةُ والغِفارةُ: زَرَدٌ يُنْسَجُ مِنَ الدُّرُوعِ عَلَى قَدْرِ الرأْس يُلْبَسُ تَحْتَ الْقَلَنْسُوَةِ، وَقِيلَ: هُوَ رَفْرَفُ الْبَيْضَةِ، وَقِيلَ: هُوَ حَلقٌ يَتَقَنَّعُ بِهِ المُتَسَلِّح. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المِغْفَرُ حِلَقٌ يجعلُها الرَّجُلُ أَسفلَ الْبَيْضَةِ تُسْبَغ عَلَى العنُق فتَقِيه، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ المِغْفَرُ مثلَ الْقَلَنْسُوَةِ غَيْرَ أَنها أَوسع يُلْقِيها الرَّجُلُ عَلَى رأْسه فَتَبْلُغُ الدِّرْعَ، ثُمَّ يَلْبَس الْبَيْضَةَ فَوْقَهَا، فَذَلِكَ المِغْفرُ يُرفّلُ عَلَى الْعَاتِقَيْنِ، وَرُبَّمَا جُعل المِغْفَرُ مِنْ دِيبَاجٍ وخَزٍّ أَسفلَ البيضة. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيةِ: وَالْمُغِيرَةِ بْنُ شُعْبَةَ عَلَيْهِ المِغْفَرُ ؛ هُوَ مَا يلبَسُه الدَّارِعُ عَلَى رأْسه مِنَ الزَّرَدِ وَنَحْوِهِ. والغِفارةُ، بِالْكَسْرِ: خِرْقَةٌ تَلْبَسُهَا المرأَة فَتُغَطِّي رأْسها مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ غَيْرَ وَسْطِ رأْسها، وَقِيلَ: الغِفارةُ خِرْقَةٌ تَكُونُ دُونَ المِقْنَعة تُوَقِّي بِهَا المرأَة الخمارَ مِنَ الدُّهْن، والغِفارةُ الرُّقْعَةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى حَزِّ الْقَوْسِ الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهِ الْوَتَرُ، وَقِيلَ: الغِفارةُ جِلْدَةٌ تَكُونُ عَلَى رأْس الْقَوْسِ يَجْرِي عَلَيْهَا الْوَتَرُ، والغِفارةُ السَّحَابَةُ فَوْقَ السَّحَابَةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَحابة تَرَاهَا كأَنها فَوق سَحَابَةٍ، والغِفارةُ رأْسُ الْجَبَلِ. والغَفْرُ البَطْنُ؛ قَالَ: هُوَ القارِبُ التَّالِي لَهُ كلُّ قاربٍ، ... وَذُو الصَّدَرِ النَّامِي، إِذَا بَلَغَ الغَفْرا

والغَفْرُ: زِئْبِرُ الثَّوْبِ وَمَا شَاكَلَهُ، وَاحِدَتُهُ غَفْرة. وغَفِر الثوبُ، بِالْكَسْرِ، يَغْفَرُ غَفَراً: ثارَ زِئْبِرُه؛ واغْفارَّ اغْفِيراراً. والغَفَرُ والغَفارُ والغَفيرُ: شَعرُ العنُقِ وَاللَّحْيَيْنِ وَالْجَبْهَةِ وَالْقَفَا. وغَفَرُ الجسدِ وغُفارُه: شعرُه، وَقِيلَ: هُوَ الشَّعَرُ الصَّغِيرُ الْقَصِيرُ الَّذِي هُوَ مِثْلُ الزَّغَب، وَقِيلَ: الغَفْرُ شَعَرٌ كَالزَّغَبِ يَكُونُ عَلَى سَاقِ الْمَرْأَةِ وَالْجَبْهَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الغَفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ عَلِمَت خَوْدٌ بساقَيْها الغَفَرْ ... لَيَرْوِيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ والغُفارُ، بِالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي الغَفْر، وَهُوَ الزَّغَبُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُبْدِي نَقيًّا زانَها خِمارُها، ... وقُسْطةً مَا شأنَها غُفارُها القُسْطة: عَظْمُ السَّاقِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَسْتُ أَرويه عَنْ أَحد. والغَفيرةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى الأُذُن. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ رَجُلٌ غَفِرُ الْقَفَا، فِي قَفَاهُ غَفَرٌ. وامرأَة غَفِرةُ الوجهِ إِذا كَانَ فِي وَجْهِهَا غَفَرٌ. وغَفَرُ الدَّابَّةِ: نباتُ الشَّعَرِ فِي مَوْضِعِ الْعُرْفِ. والغَفَرُ أَيضاً: هُدْبُ الثَّوْبِ وهدبُ الخمائص وهي القُطُ دِقاقُها ولِينُها وَلَيْسَ هُوَ أَطرافَ الأَرْدِيةِ وَلَا الملاحفِ. وغَفَرُ الكلإِ: صِغارُه؛ وأَغْفَرت الأَرضُ: نبَتَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْهُ. والغَفَرُ: نَوْعٌ مِنَ التَّفِرة رِبْعِيٌّ يَنْبُتُ فِي السَّهْل وَالْآكَامِ كأَنه عصافيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إِذا كَانَ أَخضر، فإِذا يَبِسَ فكأَنه حُمْرٌ غَيْرُ قِيَامٍ. وَجَاءَ الْقَوْمُ جَمًّا غَفيراً وجَمَّاءَ غَفيراً، مَمْدُودٌ، وجَمَّ الغَفِيرِ وَجَمَّاءَ الغَفيرِ والجَمّاءَ الغَفيرَ أَي جاؤوا بِجَمَاعَتِهِمُ الشريفُ وَالْوَضِيعُ وَلَمْ يتخلّفْ أَحد وَكَانَتْ فِيهِمْ كَثْرَةٌ؛ وَلَمْ يَحْكِ سِيبَوَيْهِ إِلا الجَمَّاءَ الغَفيرَ، وَقَالَ: هُوَ مِنَ الأَحوال الَّتِي دَخَلَهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَهُوَ نَادِرٌ، وَقَالَ: الغَفير وصفٌ لَازِمٌ للجَمّاء يَعْنِي أَنك لَا تَقُولُ الجَمّاء وَتَسْكُتُ. ويقال أَيضاً: جاؤوا جَمّاءَ الغَفيرة وجاؤوا بجَمَّاءِ الغَفير والغَفيرة، لُغَاتٌ كُلُّهَا. والجَمّاء الغَفير: اسْمٌ وَلَيْسَ بِفِعْلٍ إِلَّا أَنه يُنْصَبُ كَمَا تُنْصَبُ الْمَصَادِرُ الَّتِي هِيَ فِي مَعْنَاهُ، كقولك: جاؤوني جَمِيعًا وَقَاطِبَةً وطُرًّا وكافَّةً، وأَدخلوا فِيهِ الأَلف وَاللَّامَ كَمَا أَدخلوهما فِي قَوْلِهِمْ: أَوْرَدَها العِراكَ أَي أَوردها عِراكاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا رأَى أَحدُكم لأَخِيه غَفِيرةً فِي أَهلٍ أَو مالٍ فَلَا يكونَنَّ لَهُ فِتْنة ؛ الغَفِيرةُ: الكثرةُ والزيادةُ، مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْجَمْعِ الْكَثِيرِ الجَمّ الغَفِير. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كم الرسلف قَالَ: ثَلاثمائةٍ وَخَمْسَةَ عَشر جَمِّ الغَفِير أَي جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي جمم مَبْسُوطًا مُسْتَقْصًى. وغَفَرَ المريضُ والجريحُ يَغْفِرُ غَفْراً وغُفِرَ عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، كلُّ ذَلِكَ: نُكِسَ؛ وَكَذَلِكَ العاشِقُ إِذا عادَه عيدُه بَعْدَ السَّلْوة؛ قَالَ. خَلِيليّ إِن الدارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَى، ... كَمَا يَغْفِرُ المَحْمُومُ، أَو صاحِبُ الكَلْمِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: لَعَمْرُكَ إِن الدَّارَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْمَرَّارِ الْفَقْعَسِيِّ، قَالَ وَصَوَابُ إِنشاده: خَلِيلَيَّ إِن الدَّارَ بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ: قِفَا فاسأَلا منْ مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنةً، ... وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا عَلَى رَسْمِ وغَفَرَ الجرحُ يَغْفِرُ غَفْراً: نُكِسَ وَانْتُقِضَ، وغَفِرَ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ فِيهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا قَامَ مِنْ مَرَضِهِ ثُمَّ نُكِسَ: غَفَرَ يَغْفِرُ غَفْراً. وغَفَرَ

الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْراً: رَخّصها. والغُفْرُ والغَفْرُ، الأَخيرة قَلِيلَةٌ: ولدُ الأُرْوِيّة، وَالْجَمْعُ أَغْفارٌ وغِفَرةٌ وغُفورٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والأُنثى غُفْرة وأُمُّهُ مُغْفِرةٌ وَالْجَمْعُ مُغْفِرات؛ قَالَ بِشْرٌ: وصَعْب يَزِلّ الغُفْرُ عَنْ قُذُفاتِه، ... بِحَافَاتِهِ بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ وَقِيلَ: الغُفْر اسْمٌ لِلْوَاحِدِ مِنْهَا وَالْجَمْعِ؛ وَحُكِيَ: هَذَا غُفْرٌ كَثِيرٌ وَهِيَ أَرْوَى مُغْفِرٌ لَهَا غُفْرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَالصُّوَابُ: أُرْوِيّةٌ مُغْفِر لأَن الأَرْوَى جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ. والغِفْرُ، بِالْكَسْرِ: ولدُ الْبَقَرَةِ؛ عَنِ الهَجَريّ. وغِفارٌ: مِيسمٌ يَكُونُ عَلَى الْخَدِّ. والمَغافرُ والمَغافِيرُ: صَمْغٌ شَبِيهٌ بالناطِفِ يُنْضِحُهُ العُرْفط فَيُوضَعُ فِي ثَوْبٍ ثُمَّ يُنْضَح بِالْمَاءِ فيُشْرب، وَاحِدُهَا مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفُر ومُغْفور ومِغْفار ومِغْفِير. والمَغْفوراءُ: الأَرضُ ذَاتُ المَغافِير؛ وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ ذَلِكَ فِي الرُّبَاعِيِّ؛ وأَغْفَر العُرْفُط والرِّمْثُ: ظَهَرَ فِيهِمَا ذَلِكَ، وأَخرج مَغافِيرَه وَخَرَجَ النَّاسُ يَتَغَفَّرُون ويَتَمَغْفَرُون أَي يجتَنُون المَغافيرَ مِنْ شَجَرِهِ؛ وَمَنْ قَالَ مُغْفور قَالَ: خَرَجْنَا نتَمَغْفَر؛ وَمَنْ قَالَ مُغْفُر قَالَ: خَرَجْنَا نتَغَفَّر، وَقَدْ يَكُونُ المُغْفورُ أَيضاً للعُشَر والسَّلَم والثُّمام وَالطَّلْحُ وَغَيْرُ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِصَمْغِ الرِّمْث وَالْعُرْفُطِ مَغافِير ومَغاثِيرُ، الْوَاحِدُ مُغْثور ومُغْفور ومِغْفَر ومِغْثَر، بِكَسْرِ الْمِيمِ. رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَرِبَ عِنْدَ حَفْصة عَسَلًا فتواصَيْنا أَن نَقُولَ لَهُ: أَكَلْتَ مغافِيرَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَتْ لَهُ سَوْدة أَكلتَ مغافِيرَ ؛ وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً مَغاثِير، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَلَهُ رِيحٌ كَرِيهَةٌ مُنْكَرَةٌ؛ أَرادت صَمْغَ الْعُرْفُطِ. والمَغافِير: صمغٌ يَسِيلُ مِنْ شَجَرِ الْعُرْفُطِ غَيْرَ أَن رَائِحَتَهُ لَيْسَتْ بِطَيِّبَةٍ. قَالَ اللَّيْثُ: المِغْفارُ ذَوْبةٌ تَخْرُجُ مِنَ الْعُرْفُطِ حُلْوَةٌ تُنْضح بِالْمَاءِ فَتُشْرَبُ. قَالَ: وصَمْغُ الإِجّاصةِ مِغفارٌ. أَبو عَمْرٍو: المَغافيرُ الصَّمْغُ يَكُونُ فِي الرِّمْثِ وَهُوَ حُلْوٌ يؤكلُ، واحدُها مُغْفور، وَقَدْ أَغْفَر الرِّمْثُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الرِّمْثُ مِنْ بَيْنِ الْحَمْضِ لَهُ مَغافيرُ، والمَغافيرُ: شَيْءٌ يَسِيلُ مِنْ طَرَفِ عِيدانها مِثْلَ الدِّبْس فِي لَوْنِهِ، تَرَاهُ حُلواً يأْكله الإِنسان حَتَّى يَكْدَن عَلَيْهِ شِدْقاه، وَهُوَ يُكْلِع شَفته وفَمه مِثْلَ الدِّبْق والرُّبّ يَعْلَقُ بِهِ، وإِنما يُغْفِر الرمثُ فِي الصفَريَّة إِذا أَوْرَسَ؛ يُقَالُ: مَا أَحسن مَغافيرَ هَذَا الرِّمْثِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كلُّ الْحَمْضِ يُورِس عند البرد وهو بروحه وارباده يُخْرِجُ «2». مَغَافِيرَهُ تجدُ ريحَه مِنْ بَعِيدٍ. والمَغافيرُ: عَسَلٌ حُلْوٌ مِثْلُ الرُّبّ إِلا أَنه أَبيض. ومَثَلُ العربِ: هَذَا الجَنى لَا أَن يُكَدَّ المُغْفُر؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُصِيبُ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ، والمُغْفُرُ هُوَ الْعُودُ مِنْ شَجَرِ الصَّمْغِ يُمْسَحُ بِهِ مَا ابْيَضَّ فَيُتَّخَذُ مِنْهُ شَيْءٌ طَيِّبٌ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا اسْتَدَارَ مِنَ الصَّمْغِ يُقَالُ لَهُ المُغْفُر، وَمَا اسْتَدَارَ مِثْلَ الإِصبع يُقَالُ لَهُ الصُّعْرور، وَمَا سَالَ مِنْهُ فِي الأَرض يُقَالُ لَهُ الذَّوْبُ، وَقَالَتِ الْغَنَوِيَّةُ: مَا سَالَ مِنْهُ فَبَقِيَ شَبيه الْخُيُوطِ بَيْنَ الشَّجَرِ والأَرض يُقَالُ لَهُ شَآبِيب الصَّمْغِ؛ وأَنشدت: كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِه المُلَعْلِعِ ... شُؤْبوبُ صَمْغٍ، طَلْحُه لَمْ يُقْطَعِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قادِماً قَدِم عَلَيْهِ مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ: كَيْفَ تركتَ الحَزْوَرة؟ قَالَ: جادَها المطرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحاؤها أَي أَن الْمَطَرَ نَزَلَ عليها حتى صار

_ (2). قوله [بروحه وارباده يخرج] إلخ هكذا في الأصل

كالغَفَر مِنَ النَّبَاتِ. والغَفَرُ: الزِّئْبِرُ عَلَى الثَّوْبِ، وَقِيلَ: أَراد أَن رِمْثَها قَدْ أَغْفَرت أَي أَخرجت مَغافيرَها. والمَغافيرُ: شَيْءٌ يَنْضَحُهُ شَجَرُ الْعُرْفُطِ حُلْوٌ كَالنَّاطِفِ، قَالَ: وَهَذَا أَشْبَه، أَلا تَرَاهُ وَصَفَ شَجَرَهَا فَقَالَ: وأَبْرَم سَلمُها وأَغْدَق إِذْخِرُها؟ والغِفْرُ: دُوَيْبّة. والغَفْرُ: مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ ثلاثةُ أَنْجُم صِغَارٍ، وَهِيَ مِنَ الْمِيزَانِ. وغُفَير: اسْمٌ وغُفَيرة: اسْمُ امرأَة. وَبَنُو غافِرٍ: بَطْنٌ. وَبَنُو غِفارٍ، مِنْ كِنَانَةَ: رَهْطُ أَبي ذَرٍّ الغِفَارِيّ. غمر: الغَمْرُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: مَاءٌ غَمْر كثيرٌ مُغَرِّقٌ بَيِّنُ الغُمورةِ، وَجَمْعُهُ غِمار وغُمور. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر ؛ الغَمْرُ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ: الكثيرُ، أَي يَغْمُر مَنْ دَخَلَهُ ويُغطِّيه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ من مَوْتِ الغَمْر أَي الغرَق. وَرَجُلٌ غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي وَاسِعُ الخلُق كَثِيرُ الْمَعْرُوفِ سَخِيُّ، وإِن كَانَ رِدَاؤُهُ صَغِيرًا، وَهُوَ بَيِّنُ الغُمورة مِنْ قَوْمٍ غِمارٍ وغُمورٍ؛ قَالَ كثيِّر: غَمْر الرِّداء، إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً ... غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ وَكُلُّهُ عَلَى الْمَثَلِ، وبَحْر غَمْر. يُقَالُ: مَا أَشدّ غُمورةَ هَذَا النَّهْرِ وَبِحَارٌ غِمارٌ وغُمورٌ. وغَمْرُ الْبَحْرِ: مُعْظَمُهُ، وَجَمْعُهُ غِمارٌ وغُمورٌ؛ وَقَدْ غَمُرَ الماءُ «1». غَمارةً وغُمورةً، وَكَذَلِكَ الخلُق. وغَمَره الْمَاءُ يَغْمُرُه غَمْراً واغْتَمَره: عَلاه وغَطّاه؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ: غَمَرَه القومُ يَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شَرَفًا. وَجَيْشٌ يَغْتَمرُ كلَّ شَيْءٍ: يُغطِّيه وَيَسْتَغْرِقُهُ، عَلَى الْمَثَلِ. والمَغْمورُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَيْسَ بِمَشْهُورٍ. وَنَخْلٌ مُغْتَمِر: يَشْرَبُ فِي الغَمْرة؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد قَوْلَ لَبِيدٍ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرةٍ ... فكلُّها كارِعٌ، فِي الْمَاءِ، مُغْتَمِرُ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: وَلَا خُضْتُ بِرِجْلٍ غَمْرةً إِلَّا قَطَعْتُها عَرْضاً ؛ الغَمْرة: الْمَاءُ الْكَثِيرُ؛ فَضَرَبَهُ مَثَلًا لِقُوَّةِ رأْيه عِنْدَ الشَّدَائِدِ، فإِن مَنْ خاضَ الماءَ فقطَعَه عَرْضًا لَيْسَ كَمَنْ ضَعُفَ واتَّبَع الجِرْيةَ حَتَّى يَخْرُجَ بَعِيدًا مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا كَثُرَ: هَذَا كَثِيرٌ غَميرٌ. والغَمْرُ: الْفَرَسُ الْجَوَادُ. وَفَرَسٌ غَمْرٌ: جَوَادٌ كَثِيرُ العَدْو وَاسِعُ الجَرْي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحًّا مِهْرَجا والغَمْرةُ: الشِّدَّةُ. وغَمْرةُ كُلِّ شَيْءٍ: مُنْهَمَكه وشدَّتُه كغَمْرةِ الْهَمِّ وَالْمَوْتِ وَنَحْوِهِمَا. وغَمَراتُ الحَرْب وَالْمَوْتِ وغِمارُها: شَدَائِدُهَا؛ قَالَ: وفارِس فِي غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس، ... إِذا تَأَلَّى عَلَى مَكْروهةٍ صَدَقا وَجَمْعُ الغَمْرة غُمَرٌ مِثْلُ نَوْبة ونُوَب؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَيَذْكُرُ قِصَّتَهُ مَعَ قَوْمِهِ وَيَذْكُرُ الطُّوفَانَ: وَنَادَى صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ، ... وصُبَّ عليهمُ مِنْهُ البَوارُ وضَجُّوا عِنْدَ جَيْئَتِه وفَرُّوا، ... وَلَا يُنْجِي مِنَ القدَرِ الحِذارُ وجاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِليهم، ... كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ

_ (1). قوله [وقد غمر الماء] ضبط في الأصل بضم الميم وعبارة القاموس وشرحه [وغمر الماء] يغمر من حد نصر كما في سائر النسخ ووجد في بعض أمهات اللغة مضبوطاً بضم الميم

وعامَتْ، وَهْيَ قاصِدةٌ، بإِذْنٍ، ... وَلَوْلَا اللَّهُ جارَ بِهَا الجَوارُ إِلى الْجُودِيِّ حَتَّى صارَ حِجْراً، ... وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ فَهَذَا فِيهِ مَوْعِظةٌ وحكْم، ... ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ الحِجْر: الْمَمْنُوعُ الَّذِي لَهُ حَاجِزٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَمْعُ السَّلَامَةِ أَكثر. وَشُجَاعٌ مُغامِرٌ: يَغْشَى غَمَراتِ الْمَوْتِ. وَهُوَ فِي غَمْرةٍ مِنْ لَهْوٍ وشَبِيبة وسُكْرٍ، كُلُّهُ عَلَى الْمِثْلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ أَي فِي جَهْلِهِمْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَقُرِئَ فِي غَمَراتِهم أَي فِي عَمايَتِهم وحَيْرتِهم؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا ؛ يَقُولُ: بَلْ قُلُوبُ هَؤُلَاءِ فِي عَمايةٍ مِنْ هَذَا. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَي فِي غِطَاءٍ وَغَفْلَةٍ. والغَمْرةُ: حَيْرةُ الْكُفَّارِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَمْرةُ مُنْهَمَك الْبَاطِلِ، ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب. وَيُقَالُ: هُوَ يَضْرِبُ فِي غَمْرَةِ اللَّهْو ويَتَسَكَّع فِي غَمْرَةِ الْفِتْنَةِ، وغَمْرةُ الْمَوْتِ: شِدَّةُ همومِه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّني ضاربٌ فِي غَمْرةٍ لَعِبُ أَي سَابِحٌ فِي مَاءٍ كَثِيرٍ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: فيقذِفُهم فِي غَمَراتِ جهنَّم أَي الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَكْثُرُ فِيهَا النَّارُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَالِبٍ: وجَدْتُه فِي غَمَراتٍ مِنَ النَّارِ ، وَاحِدَتُهَا غَمْرةٌ. والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ: المُلْقي بِنَفْسِهِ فِي الغَمَراتِ. والغَمْرة: الزَّحْمةُ مِنَ النَّاسِ وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ غِمارٌ. وَفِي حَدِيثِ أُويس: أَكُون فِي غِمارِ النَّاسِ أَي جَمْعِهم الْمُتَكَاثِفِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمّا صاحِبُكم فَقَدْ غامَرَ أَي خاصَم غيرَه، وَمَعْنَاهُ دَخَلَ فِي غَمْرةِ الْخُصُومَةِ وَهِيَ مُعْظَمُهَا. والمُغامِرُ: الَّذِي رَمَى بِنَفْسِهِ فِي الأُمور المُهْلكة، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الغِمْر، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الحِقْد، أَي حَاقَدَ غَيْرَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الشَّهَادَةِ: وَلَا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ أَي ضِغْنٍ وَحِقْدٍ. وغَمْرةُ النَّاسِ وَالْمَاءِ وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم: جَمَاعَتُهُمْ ولَفيفُهم وَزَحْمَتُهُمْ. وَدَخَلْتُ فِي غُمارِ النَّاسِ وغَمارِهم، يُضَمُّ وَيُفْتَحُ، وخُمارِهم وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي فِي زَحْمَتِهِمْ وَكَثْرَتِهِمْ. واغْتَمَر فِي الشَّيْءِ: اغْتَمَس. والاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ. والانْغِمارُ: الانْغِماسُ فِي الْمَاءِ. وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كَانَ بِقِشْرِهِ. والغَمِيرُ: شَيْءٌ يَخْرُجُ فِي البُهْمَى فِي أَول الْمَطَرِ رَطْبًا فِي يَابِسٍ، وَلَا يُعْرَفُ الغَميرُ فِي غَيْرِ الْبُهْمَى. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَميرُ حبُّ الْبُهْمَى السَّاقِطُ مِنْ سُنْبُلِهِ حِينَ يَيْبَس، وَقِيلَ: الغَميرُ مَا كَانَ فِي الأَرض مِنْ خُضْرة قَلِيلًا إِمَّا رِيحَةً وإِمَّا نَبَاتًا، وَقِيلَ: الغَميرُ النَّبْتُ يَنْبُتُ فِي أَصل النَّبْتِ حَتَّى يَغْمُره الأَول، وَقِيلَ: هُوَ الأَخضر الَّذِي غَمَرَه الْيَبِيسُ يَذْهَبُونَ إِلى اشْتِقَاقِهِ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَالْجَمْعُ أَغْمِراء. أَبو عُبَيْدَةَ: الغَميرة الرَّطْبة والقتُّ الْيَابِسُ وَالشَّعِيرُ تَعْلِفُهُ الْخَيْلَ عِنْدَ تَضْمِيرِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الغَميرُ نَبَاتٌ قَدْ غَمَره اليَبِيس؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ وَحْشًا: ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ، ... قَدِ اخْضَرَّ مِنْ لَسِّ الغَمير جَحافِلُهْ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ: أَصابَنا مطرٌ ظَهَرَ مِنْهُ الغَميرُ ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، هُوَ نَبْتُ الْبَقْلِ

عَنِ الْمَطَرِ بَعْدَ اليُبْس، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ أَخْضَر قَدْ غَمَرَ مَا قَبْلَهُ مِنَ اليَبِيس. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: وغَميرُ حَوْذانٍ ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَسْتُورُ بالحَوْذان لِكَثْرَةِ نَبَاتِهِ. وتَغَمَّرت الماشيةُ: أَكلت الغَمير. وغَمَرَه: عَلَاهُ بِفَضْلِهِ وَغَطَّاهُ. وَرَجُلٌ مَغْمورٌ: خَامِلٌ. وَفِي حَدِيثِ صِفَتِهِ: إِذَا جَاءَ مَعَ الْقَوْمِ غَمَرَهم أَي كَانَ فَوْقَ كلِّ مَنْ مَعَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ حُجَيْر: إِنِّي لمَغْمورٌ فِيهِمْ أَي لَسْتُ بِمَشْهُورٍ كأَنّهم قَدْ غَمَرُوه؛ وَفِي حَدِيثِ الْخَنْدَقِ: حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنَه أَي وارَى التُّرابُ جِلْدَه وستَره؛ وَفِي حَدِيثِ مَرَضِه: أَنه اشْتَدَّ بِهِ حَتَّى غُمِرَ عَلَيْهِ أَي أُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى كأَنه غُطِّي عَلَى عَقْلِهِ وسُتِر. والغِمْرُ، بِالْكَسْرِ: الْعَطَشُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذَا مَا بَلَّت الأَغْمارا والغُمَرُ: قَدَحٌ صَغِيرٌ يَتصافَنُ بِهِ القومُ فِي السَّفَرِ إِذا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الْمَاءِ إِلَّا يسيرٌ عَلَى حَصَاةٍ يُلْقونها فِي إِناء ثُمَّ يُصَبُّ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ قَدْرُ مَا يَغْمُر الْحَصَاةَ فَيُعْطَاهَا كلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ فِي سَفَرٍ فشُكِيَ إِليه العَطَشُ، فَقَالَ: أَطْلقوا لِي غُمَرِي أَي ائْتُونِي بِهِ، وَقِيلَ: الغُمَرُ أَصغر الأَقداح؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ يَرْثِي أَخاه المُنتَشِر بْنُ وَهْبٍ الْبَاهِلِيُّ: يَكْفِيه حُزّةُ فِلْذٍ، إِنْ أَلَمَّ بِهَا، ... مِنَ الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ وَقِيلَ: الغُمَر القَعْبُ الصَّغِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجْعَلُونِي كغُمَرِ الرَّاكِبِ، صَلُّوا عليَّ أَوّلَ الدُّعَاءِ وأَوْسَطَه وآخرَه ؛ الغُمَرُ، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَفَتْحِ الْمِيمِ: الْقَدَحُ الصَّغِيرُ؛ أَراد أَن الرَّاكِبَ يَحْمِلُ رَحْلَه وأَزوادَه وَيَتْرُكُ قَعْبَه إِلَى آخِرِ تَرْحالِه ثُمَّ يُعَلِّقُهُ عَلَى رَحْلِهِ كالعِلاوة فَلَيْسَ عِنْدَهُ بمُهمٍّ، فَنَهَاهُمْ أَن يَجْعَلُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ كالغُمَرِ الَّذِي لَا يُقدَّم فِي المُهامّ وَيُجْعَلُ تَبَعًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغُمَرُ يأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثَلَاثًا، والقَعْب أَعظمُ مِنْهُ وَهُوَ يُرْوي الرجلَ، وَجَمْعُ الغُمَرِ أَغْمارٌ. وتَغَمّرْت أَي شَرِبْتُ قَلِيلًا مِنَ الْمَاءِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذَا مَا بَلّت الأَغْمارا ... رِيٍّا ولمَّا، يَقْصَعِ الأَصْرَارَا وَفِي الْحَدِيثِ: أَمَّا الخيلُ فغَمِّروها وأَما الرجالُ فأَرْوُوهم ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: بِهَا نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ المُغَمَّر: الَّذِي يَشْرَبُ فِي الغُمَر إِذَا ضَاقَ الْمَاءُ. والتَّغَمُّر الشُّرْبُ بالغُمَرِ، وَقِيلَ: التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دُونَ الرِّيِّ، وَهُوَ مِنْهُ. وَيُقَالُ: تَغَمَّرْت، مِنَ الغُمَرِ، وَهُوَ القَدَح الصَّغِيرُ. وتغَمَّر البعيرُ: لَمْ يَرْوَ مِنَ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ العَيْر، وَقَدْ غَمَّرَه الشُّرْب؛ قَالَ: وَلَسْتُ بصادِرٍ عَنْ بَيْت جارِي، ... صُدورَ العَيْر غَمَّرَه الوُرودُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي غَمَّره أَصْحُناً سَقَاهُ إِياها، فعدَّاه إِلى مَفْعُولَيْنِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغامِرةُ النخلُ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ إِلى السَّقْيِ، قَالَ: وَلَمْ أَجد هَذَا الْقَوْلَ مَعْرُوفًا. وَصَبِيٌّ غُمْرٌ وغَمْرٌ وغَمَرٌ وغَمِرٌ ومُغَمَّر: لَمْ يُجرِّب الأُمور بيّنُ الْغِمَارَةِ مِنْ قَوْمٍ أَغْمارٍ، وَقَدْ غَمُر، بِالضَّمِّ، يَغْمُر غَمارةً؛ وَكَذَلِكَ المُغَمَّر مِنَ الرِّجَالِ إِذا اسْتَجْهَلَهُ النَّاسُ، وَقَدْ غُمِّرَ تَغْميراً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن الْيَهُودَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَغُرّك أَن

قَتَلْتَ نَفَراً مِنْ قُريش أَغْماراً ؛ الأَغْمارُ جَمْعُ غُمْر، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الْجَاهِلُ الغِرُّ الَّذِي لَمْ يُجَرِّب الأُمور؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ويُقْتاس مِنْ ذَلِكَ لِكُلِّ مَنْ لَا غَناء عِنْدَهُ وَلَا رَأْي. وَرَجُلٌ غُمْر وغَمِر: لَا تَجْرِبَةَ لَهُ بِحَرْبٍ وَلَا أَمر وَلَمْ تحنِّكه التَّجارب؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ الشَّمَّاخِ: لَا تَحْسَبَنّي، وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً، ... كَحَيَّةِ الْمَاءِ بَيْنَ الصَّخْرِ والشِّيدِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهو إِتباع أَم لُغَةٌ؛ وَهُمُ الأَغمار. وامرأَة غَمِرَةٌ: غِرٌّ. وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه وَلَمْ يُبَالِ الْمَوْتَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ مُغامِرٌ إِذَا كَانَ يَقْتَحِمُ الْمَهَالِكَ. والغُمْرة: تَطْلى بِهِ الْعَرُوسُ يُتَّخَذُ مِنَ الْوَرْسِ. قَالَ أَبو الْعُمَيْثِلِ: الغُمْرة والغُمْنة وَاحِدٌ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: هُوَ تَمْرٌ وَلَبَنٌ يُطْلَى بِهِ وَجْهُ المرأَة وَيَدَاهَا حَتَّى ترِقَّ بَشَرَتُهَا، وَجَمْعُهَا الغُمَر والغُمَنُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: والغُمْرة والغُمْرُ الزَّعْفَرَانُ، وَقِيلَ: الْوَرْسُ، وَقِيلَ: الجِصّ، وَقِيلَ: الكُرْكُم. وَثَوْبٌ مُغَمَّرُ: مَصْبُوغٌ بِالزَّعْفَرَانِ. وَجَارِيَةٌ مُغَمَّرةٌ: مَطْلِيَّةٌ. ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة: مُتَطلّية. وَقَدْ غَمَّرت المرأَةُ وَجْهَهَا تَغْمِيراً أَي طَلَتْ بِهِ وَجْهَهَا ليَصْفُو لَوْنُهَا، وتَغَمَّرَت مِثْلَهُ؛ وغَمَّر فلانٌ جَارَيْتَهُ. والغَمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: السَّهَكُ وريحُ اللَّحْمِ وَمَا يَعْلَق بِالْيَدِ مِنْ دَسَمِه. وَقَدْ غَمِرَت يدُه مِنَ اللَّحْمِ غَمَراً، فَهِيَ غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ، كَمَا تَقُولُ مِنَ السَّهَك: سَهِكةٌ؛ وَمِنْهُ مَنْدِيلُ الغَمَر، وَيُقَالُ لِمَنْدِيلِ الغَمَرِ: المَشُوش. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ باتَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ ؛ هُوَ الدَّسَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ الزُّهُومَةُ مِنَ اللَّحْمِ كالوَضَرِ مِنَ السَّمْن. والغِمْرُ والغَمَرُ: الْحِقْدُ وَالْغِلُّ، وَالْجَمْعُ غُمورٌ. وَقَدْ غَمِرَ صدرُه عَلَيَّ، بِالْكَسْرِ، يَغْمَرُ غِمْراً وغَمَراً. وَالْغَامِرُ مِنَ الأَرض وَالدُّورِ: خلافُ العامِر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغامِرُ مِنَ الأَرض كلِّها مَا لَمْ يُسْتَخْرَجْ حَتَّى يَصْلُحَ لِلزَّرْعِ وَالْغَرْسِ، وَقِيلَ: الغامِرُ مِنَ الأَرض مَا لَمْ يُزْرَعْ مِمَّا يَحْتَمِلُ الزِّرَاعَةَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ غامِرٌ لأَن الْمَاءَ يَبْلُغُهُ فيَغْمُره، وَهُوَ فاعلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَقَوْلِهِمْ: سرٌّ كاتمٌ وماءٌ دافقٌ، وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى فاعِلٍ لِيُقَابَلَ بِهِ الْعَامِرُ، وَمَا لَا يَبْلُغُهُ الْمَاءُ مِنْ مَوَاتِ الأَرض لَا يُقَالُ لَهُ غامِرٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمَعْرُوفُ فِي الغامِر المعاشُ الَّذِي أَهله بِخَيْرٍ، قَالَ: وَالَّذِي يَقُولُ الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض الَّتِي لَمْ تُعْمَر، لَا أَدري مَا هُوَ، قَالَ: وَقَدْ سأَلت عَنْهُ فَلَمْ يُبَيِّنْهُ لِي أَحد؛ يُرِيدُ قَوْلَهُمُ العامِر والغامِر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَسَحَ السَّوادَ عامِرَه وغامِرَه ، فَقِيلَ: إِنَّهُ أَراد عامِرَه وَخَرَابَهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنه جَعَلَ عَلَى كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وَقَفِيزًا ، وَإِنَّمَا فَعَلَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ذَلِكَ لِئَلَّا يُقَصِّرَ الناسُ فِي المُزارعةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قِيلَ لِلْخَرَابِ غامِرٌ لأَن الْمَاءَ قَدْ غَمَرَه فَلَا تُمْكِنُ زراعتُه أَو كَبَسَه الرَّمْلُ وَالتُّرَابُ، أَو غَلب عَلَيْهِ النَّزُّ فَنَبَتَ فِيهِ الأَباءُ والبَرْدِيّ فَلَا يُنْبِتُ شَيْئًا، وَقِيلَ لَهُ غامِرٌ لأَنه ذُو غَمْرٍ مِنَ الْمَاءِ وَغَيْرِهُ لِلَّذِي غَمَره، كَمَا يُقَالُ: همٌّ ناصبٌ أَي ذُو نصَب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَرَى قُورَها يَغْرَقْن فِي الآلِ مَرَّةً، ... وآوِنةً يَخْرُجْنَ مَنْ غامِرٍ ضَحْلِ أَيْ مِنْ سَرَابٍ قَدْ غَمَرَها وَعَلَاهَا. والغَمْرُ وَذَاتُ الغَمْر وَذُو الغَمْر: مَوَاضِعُ، وَكَذَلِكَ الغُمَيرْ؛ قَالَ: هَجَرْتُك أَيّاماً بِذِي الغَمْرِ، إنَّني ... عَلَى هَجْرِ أَيّامٍ بِذِي الغَمْرِ نادِمُ

وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ مِنْ دُونِ بِئْشةٍ ... ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ: أَسماء. وغَمْرة: مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَناهِل طَرِيقِ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَهُوَ فَصْلُ مَا بَيْنَ نَجْدٍ وَتِهَامَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَمْر، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ، بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بمكة حَفَرَهَا بَنُو سَهْمٍ. والمَغْمورُ: المقهورُ. والمَغْمورُ: المَمْطورُ. وَلَيْلٌ غَمرٌ: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبِلًا: يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ، ... دَاجِي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ وَثَوْبٌ غَمْرٌ إِذَا كَانَ سَاتِرًا. غمجر: الغِمْجارُ: غِراءٌ يُجْعَلُ عَلَى الْقَوْسِ مِنْ وَهْيٍ بِهَا، وَقَدْ غَمْجَرها. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغِمْجارُ شَيْءٌ يُصْنَعُ عَلَى الْقَوْسِ مِنْ وَهْيٍ بِهَا، وَهُوَ غِرَاءٌ وجِلدٌ. وَتَقُولُ: غَمْجِرْ قوسَك، وَهِيَ الغَمْجرةُ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قِمْجار، بِالْقَافِ. وَيُقَالُ: جَادَ المطرُ الروضةَ حَتَّى غَمْجَرها غَمْجَرة أَي ملأَها، والله أَعلم. غمدر: الغَمَيْدَرُ: السَّمِين النَّاعِمُ، وَقِيلَ: السَّمِينُ الْمُتَنَعِّمُ، وَقِيلَ: الْمُمْتَلِئُ سِمَناً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: للَّه دَرُّ أَبِيك رَبِّ غَمَيْدَرٍ ... حَسَنِ الرُّواء، وقَلْبُه مَدْكوكُ المَدْكوكُ: الَّذِي لَا يَفْهَمُ شَيْئًا. وشابٌّ غَمَيْدَرٌ: رَيَّانٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَا يَبْعُدَنْ عَصْرُ الشَّبَابِ الأَنْضَرِ ... والخَبْط فِي غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي قَالَ مَرَّةً الغَمَيْذَر، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، ثُمَّ رَجَعَ عنه. غمذر: الغَمَيْذَرُ: حَسَن الشَّبَابِ. والغَمَيْذَرُ: الْمُتَنَعِّمُ، وَقِيلَ: الْمُمْتَلِئُ سِمَنًا كالغَمَيْدَرِ؛ وَقَدْ رَوَى ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ الشَّاعِرِ: للَّه دَرُّ أَبِيكَ رَبِّ غَمَيْذَرٍ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ مَعًا وَفَسَّرَهُمَا تَفْسِيرًا وَاحِدًا، وَقَالَ: هُوَ الْمُمْتَلِئُ سِمَنًا؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ: وَالْخَبْطُ فِي غَيْسَانِهِ الْغَمَيْذَرِ قَالَ: كَانَ ابْنُ الأَعرابي قَالَ مَرَّةً الغَمَيْذَر، بِالذَّالِ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ. الأَزهري: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الغَمَيْذَر، بِالذَّالِ، المُخَلِّطُ فِي كَلَامِهِ. التَّهْذِيبَ فِي تَرْجَمَةِ غذرم: الغَذْرَمَةُ كَيْلٌ فِيهِ زِيَادَةٌ عَلَى الْوَفَاءِ. قَالَ: وَأَجَازَ بَعْضُ الْعَرَبِ غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بِمَعْنَى غَذْرَمَ إِذَا كالَ فأَكثر. غنثر: تَغَنْثَرَ الرجلُ بِالْمَاءِ: شَرِبَهُ عَنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ. والغُنْثُر: مَاءٌ بِعَيْنِهِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا بَكْرٍ قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَقَدْ وَبَّخَه: يَا غُنْثَرُ ، قَالَ: وأَحسِبُه الثقيلَ الوَخِمَ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَاهِلُ مِنَ الغَثارةِ والجَهْل، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. غندر: غُلَامٌ غُنْدَرٌ: سَمِينٌ غَلِيظٌ. وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ النَّاعِمِ: غُنْدَرٌ وغُنْدُرٌ وغَمَيْدَرٌ. وغُنْدَرٌ: اسم رجل. غور: غَوْرُ كلِّ شَيْءٍ: قَعْرُه. يُقَالُ: فُلَانٌ بَعِيدُ الغَوْر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَمِع نَاسًا يَذْكُرُونَ القَدَرَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ أُخذتم فِي شِعْبَين بَعيدَي الغَوْرِ ؛ غَوْرُ كُلِّ شَيْءٍ: عُمْقه وبُعْده، أَي يَبْعُد

أَن تُدْرِكُوا حقيقةَ عِلْمِهِ كَالْمَاءِ الغائرِ الَّذِي لَا يُقْدَر عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: وَمَنْ أَبْعَدُ غَوْراً فِي الْبَاطِلِ مِنِّي. وغَوْرُ تهامةَ: مَا بَيْنَ ذَاتِ عرْق والبحرِ وَهُوَ الغَوْرُ، وَقِيلَ: الغَوْرُ تهامةُ وَمَا يَلِي اليمنَ. قَالَ الأَصمعي: مَا بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلَى الْبَحْرِ غَوْرٌ وَتِهَامَةُ. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: كُلُّ مَا انْحَدَرَ مَسِيلُهُ، فَهُوَ غَوْرٌ. وغارَ القومُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا أُمَّ حزْرة، مَا رأَينا مِثْلَكم ... فِي المُنْجدِينَ، وَلَا بِغَوْرِ الغائِرِ وَقَالَ الأَعشى: نَبيّ يَرَى مَا لَا تَرَون، وذِكْرُه ... أَغارَ، لَعَمْري، فِي الْبِلَادِ وأَنْجدا وَقِيلَ: غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَغارَ لُغَةٌ بِمَعْنَى غارَ، وَاحْتَجَّ بِبَيْتِ الأَعشى. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَقَدْ رُوِيَ بيتُ الأَعشى مخروم النِّصْفِ: غارَ، لَعَمْرِي، فِي الْبِلَادِ وأَنْجَدا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: غارَ يَغُورُ غَوْراً أَي أَتى الغَور، فَهُوَ غائِرٌ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَغارَ؛ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: أَغار، لعمرِي، فِي الْبِلَادِ وأَنجدا فَقَالَ الأَصمعي: أَغارَ بِمَعْنَى أَسرع وأَنجد أَي ارْتَفَعَ وَلَمْ يُرِدْ أَتى الغَوْرَ وَلَا نَجْداً؛ قَالَ: وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي إِتْيَانِ الغَوْر إِلَّا غارَ؛ وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَنها لُغَةٌ وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْبَيْتِ، قَالَ: وناسٌ يَقُولُونَ أَغارَ وأَنجد، فإِذا أَفْرَدُوا قَالُوا: غارَ، كَمَا قَالُوا: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، فإِذا أَفردوا قَالُوا: أَمْرَأَنِي. ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ مَا أَدري أَغارَ فلانٌ أَم مَارَ؛ أَغارَ: أَتَى الغَوْرَ، ومارَ: أَتَى نَجْدًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقطع بلالَ بنَ الْحَرْثِ مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الغَورُ مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرض، والجَلْسُ مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا. يُقَالُ: غارَ إِذَا أَتى الغَوْرَ، وأَغارَ أَيضاً، وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ؛ وَقَالَ جَمِيلٌ: وأَنتَ امرؤٌ مِنْ أَهل نَجْدٍ، وأَهْلُنا ... تِهامٌ، وَمَا النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ؟ والتَّغْوِيرُ: إِتْيَانُ الغَوْر. يُقَالُ: غَوَّرْنا وغُرْنا بِمَعْنًى. الأَصمعي: غارَ الرجلُ يَغُورُ إِذَا سارَ فِي بِلَادِ الغَورِ؛ هَكَذَا قَالَ الْكِسَائِيُّ؛ وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ أَيضاً: فِي المنْجِدينَ وَلَا بِغَوْر الْغَائِرِ وغارَ فِي الشيء غَوْراً وغُؤوراً وغِياراً، عَنْ سِيبَوَيْهِ: دَخَلَ. وَيُقَالُ: إِنَّكَ غُرْتَ فِي غَيْرِ مَغارٍ؛ مَعْنَاهُ طَلَبْتَ فِي غَيْرِ مطْلَبٍ. وَرَجُلٌ بَعِيدُ الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه. وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَتْ: دَخَلَتْ فِي الرأْس، وغَارت تَغارُ لُغَةٌ فِيهِ؛ وَقَالَ الأَحمر: وَسَائِلَةٍ بظَهْر الغَيْبِ عَنِّي: ... أَغارَت عينُه أَم لَمْ تَغارا؟ وَيُرْوَى: ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ: ... أَغارت عينهُ أَمْ لَمْ تَغارا؟ وَغَارَ الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ: ذَهَبَ فِي الأَرض وسَفَلَ فِيهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذَهَبَ فِي الْعُيُونِ. وماءٌ غَوْرٌ: غَائِرٌ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً ؛ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، كَمَا يُقَالُ: ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ

وَدِرْهَمٌ ضَرْبٌ أَي ضُرب ضَرْبًا. وغارَت الشمسُ تَغُور غِياراً وغُؤوراً وغَوَّرت: غَرَبَتْ، وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ وَالنُّجُومُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلةٌ ونَهارُها، ... وَإِلَّا طلُوع الشَّمْسِ ثُمَّ غِيارُها؟ والغارُ: مَغارةٌ فِي الْجَبَلِ كالسَّرْب، وَقِيلَ: الغارُ كالكَهْف فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ الغِيرانُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ شِبْهُ الْبَيْتِ فِيهِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمُنْخَفِضُ فِي الْجَبَلِ. وَكُلُّ مُطْمَئِنٍ مِنَ الأَرض: غارٌ؛ قَالَ: تؤمُّ سِناناً، وَكَمْ دُونه ... مِنَ الأَرض مُحْدَوْدِباً غارُها والغَوْرُ: الْمُطْمَئِنُ مِنَ الأَرض. والغارُ: الجُحْرُ الَّذِي يأْوي إِلَيْهِ الْوَحْشِيُّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ، الْقَلِيلُ: أَغوارٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، والكثيرُ: غِيرانُ. والغَوْرُ: كَالْغَارِ فِي الْجَبَلِ. والمَغارُ والمَغارةُ: كالغارِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا ؛ وَرُبَّمَا سَمَّوْا مكانِسَ الظِّبَاءِ مَغاراً؛ قَالَ بِشْرٌ: كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ عَلَيْهَا ... كَوانِس، قَالِصًا عَنْهَا المَغارُ وَتَصْغِيرُ الغارِ غُوَيْرٌ. وغارَ فِي الأَرض يَغُورُ غَوْراً وغُؤوراً: دَخَلَ. والغارُ: مَا خَلْفَ الفَراشة مِنْ أَعلى الْفَمِ، وَقِيلَ: هُوَ الأُخدود الَّذِي بَيْنَ اللَّحْيين، وَقِيلَ: هُوَ دَاخِلُ الْفَمِ، وَقِيلَ: غارُ الْفَمِ نِطْعاه فِي الْحَنَكَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: الغارانِ العَظْمان اللَّذَانِ فِيهِمَا الْعَيْنَانِ، والغارانِ فمُ الإِنسان وفرجُه، وَقِيلَ: هُمَا الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: الْمَرْءُ يَسْعَى لِغارَيْه؛ وَقَالَ: أَلم تَرَ أَنَّ الدهْرَ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ... وأَنَّ الفتَى يَسْعَىْ لِغارَيْهِ دَائِبَا؟ والغارُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الغارُ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَيْشُ الْكَثِيرُ؛ يُقَالُ: الْتَقَى الْغَارَانِ أَي الْجَيْشَانِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَحْنَفِ فِي انْصِرَافِ الزُّبَيْرِ عَنْ وَقْعَةِ الْجَمَلِ: وَمَا أَصْنَعُ بِهِ إِنْ كَانَ جَمَعَ بَيْنَ غارَيْنِ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَذَهَبَ؟ والغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ الأَخطل: آلَتْ إِلَى النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها ... عِلْجٌ، ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ والغارُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: شَجَرٌ عِظَامٌ لَهُ وَرَقٌ طِوَالٌ أَطول مِنْ وَرَقِ الخِلاف وحَمْلٌ أَصغر مِنَ الْبُنْدُقِ، أَسود يُقَشَّرُ لَهُ لُبٌّ يَقَعُ فِي الدَّوَاءِ، ورقُه طَيِّبُ الرِّيحِ يَقَعُ فِي العِطر، يُقَالُ لِثَمَرِهِ الدَّهْمَشْتُ، وَاحِدَتُهُ غارةٌ، وَمِنْهُ دُهْنُ الغارِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، ... تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ وَالْغَارَا اللَّيْثُ: الغارُ نَبَاتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ عَلَى الوُقود، وَمِنْهُ السُّوس. وَالْغَارُ: الْغُبَارُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَغارَ الرجلُ: عَجِلَ فِي الشَّيْءِ وَغَيَّرَهُ. وأَغار فِي الأَرض: ذَهَبُ، وَالِاسْمُ الْغَارَةُ. وعَدَا الرجلُ غارةَ الثَّعْلَبِ أَي مِثْلَ عَدْوِه فَهُوَ مَصْدَرٌ كالصَّماء، مِنْ قَوْلِهِمُ اشْتَملَ الصَّماءَ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: فَعَدِّ طِلابَها، وتَعَدَّ عَنْهَا ... بِحَرْفٍ، قَدْ تُغِيرُ إِذَا تَبُوعُ وَالِاسْمُ الغَويِرُ؛ قال ساعدة يبن جُؤَيَّةَ: بَساقٍ إِذَا أُولى العَديِّ تَبَدَّدُوا، ... يُخَفِّضُ رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها والغارُ: الخَيْل المُغِيرة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ مَعْرُوفٍ:

ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غَارَةً: ... تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا يَقُولُ: سَقَيْنَاهُمْ خَيْلًا مُغِيرة، وَنَصَبَ تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ عَلَى أَنه بَدَلٌ مِنْ غَارَةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ بَدَلًا مِنْ آلِ نَجْرَانَ لِفَسَادِ الْمَعْنَى، إِذ الْمَعْنَى أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نَجْرَانَ بِتَمِيمِ بْنِ مُرٍّ وَبِرِمَاحِ أَصحابه، فأَهل نَجْرَانَ هُمُ الْمَطْعُونُونَ بِالرِّمَاحِ، وَالطَّاعِنُ لَهُمْ تَمِيمٌ وأَصحابه، فَلَوْ جَعَلْتَهُ بَدَلًا مِنْ آلِ نَجْران لَانْقَلَبَ الْمَعْنَى فَثَبَتَ أَنها بَدَلٌ مِنْ غَارَةَ. وأَغار عَلَى الْقَوْمِ إِغارَةً وغارَةً: دَفَعَ عَلَيْهِمُ الْخَيْلَ، وَقِيلَ: الإِغارة الْمَصْدَرُ وَالْغَارَةُ الِاسْمُ مِنَ الإِغارة عَلَى الْعَدُوِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وتغاوَرَ الْقَوْمُ: أَغار بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. وغاوَرَهم مُغاورة، وأَغار عَلَى الْعَدُوِّ يُغير إِغارة ومُغاراً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ دَخَلَ إِلَى طعامٍ لَمْ يُدْعَ إِليه دَخل سَارِقًا وَخَرَجَ مُغيراً ؛ المُغير اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَغار يُغير إِذا نَهَب، شبَّه دُخوله عَلَيْهِمْ بدُخول السَّارِقِ وخروجَه بمَن أَغارَ عَلَى قَوْمٍ ونَهَبَهُم. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: كُنْتُ أُغاوِرُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي أُغِير عَلَيْهِمْ ويُغِيرُون عَلَيَّ، والمُغاورَة مُفاعلة؛ وَفِي قَوْلِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: وَبَيْضٌ تَلالا فِي أَكُفِّ المَغاوِرِ المَغاوِرُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: جمعُ مُغاوِر بِالضَّمِّ، أَو جَمْعُ مِغْوار بِحَذْفِ الأَلف أَو حذْفِ الْيَاءِ مِنَ المَغاوِير. والمِغْوارُ: المبالِغُ فِي الْغَارَةِ. وَفِي حَدِيثِ سَهْلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَعثَنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في غَزارةٍ فَلَمَّا بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِي ، قَالَ ابْنُ الأَثير: المُغارُ، بِالضَّمِّ، مَوْضِعُ الغارةِ كالمُقامِ مَوْضِعُ الإِقامة، وَهِيَ الإِغارةُ نَفْسُهَا أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ يومَ الْجَمَلِ: مَا ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَيْنِ؟ أَي الجَيشين؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى فِي الْغَيْنِ وَالْوَاوِ؛ وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَيْنِ وَالْيَاءِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الأَحْنَف وَقَوْلَهُ فِي الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: والجوهري ذَكَرَهُ فِي الْوَاوِ، قَالَ: والواوُ والياءُ مُتَقَارِبَانِ فِي الِانْقِلَابِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ فِتْنة الأَزْدِ: ليَجْمعا بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَيْن. والغَارَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْخَيْلِ إِذا أَغارَتْ. وَرَجُلٌ مِغْوار بَيِّنُ الغِوار: مُقَاتِلٌ كَثِيرُ الغاراتِ عَلَى أَعدائِه، ومُغاورٌ كَذَلِكَ؛ وقومٌ مَغاوِيرُ وَخَيْلٌ مغيرةٌ. وفرسٌ مِغْوارٌ: سَرِيعٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فرسٌ مِغوارٌ شَدِيدُ العَدْوِ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: عَناجِيج مِنْ آلِ الوَجِيه، ولاحِقٍ، ... مَغاويرُ فِيهَا للأَريب مُعَقَّبُ اللَّيْثُ: فَرَسٌ مُغارٌ شَدِيدُ الْمَفَاصِلِ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ شدَّة الأَسْر كأَنه فُتِل فَتْلًا. الْجَوْهَرِيُّ: أَغارَ أَي شدَّ العَدْوَ وأَسرع. وأَغارَ الفرسُ إِغارةً وَغَارَةً: اشْتدّ عَدْوُه وأَسرع فِي الغارةِ وَغَيْرِهَا، والمُغِيرة والمِغيرة: الْخَيْلُ الَّتِي تُغِير. وَقَالُوا فِي حَدِيثِ الْحَجِّ: أَشْرِقْ ثَبِير كَيْما نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع لِلنَّحْرِ وَنُدْفَعُ لِلْحِجَارَةِ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: الإِغارةُ هُنَا الدَّفْعُ أَي نَدْفَعُ لِلنَّفْرِ، وَقِيلَ: أَرادَ نُغِير عَلَى لُحوم الأَضاحي، مِنَ الإِغارة: النهبِ، وَقِيلَ: نَدْخل فِي الغَوْرِ، وَهُوَ الْمُنْخَفِضُ مِنَ الأَرض عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ أَغارَ إِذا أَتى الغَوْرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَغارَ إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع وَدَفَعَ فِي عَدْوِه. وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ المُغِيرة: غارةٌ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْخَيْلِ إِذَا شُنَّت عَلَى حيٍّ نَازِلِينَ: فِيحِي فَياحِ أَي اتَّسِعي وَتَفَرَّقِي أَيتُها الْخَيْلُ بِالْحَيِّ، ثُمَّ قِيلَ لِلنَّهْبِ غَارَةٌ،

وأَصلها الْخَيْلُ المُغيرة؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل والسِّرحان: الذِّئْبُ، وغارتهُ: شدَّةُ عَدْوِه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً . وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إِذَا أَعطاه الدِّيَةَ؛ رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ. وأَغارَ فلانٌ بَنِي فُلَانٍ: جَاءَهُمْ لِيَنْصُرُوهُ، وَقَدْ تُعَدَّى بِإِلَى. وغارَهُ بِخَيْرٍ يَغُورُه ويَغِيرُه أَي نَفَعَهُ. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ غُرْنا غِرْنا مِنْكَ بِغَيْثٍ وَبِخَيْرٍ أَي أَغِثْنا بِهِ. وغارَهم اللَّهُ بِخَيْرٍ يَغُورُهم ويَغِيرُهم: أَصابهم بِخصْب وَمَطَرٍ وَسَقَاهُمْ. وغارَهم يَغُورُهم غَوْراً ويَغِيرُهم: مارَهُم. واسْتَغْوَرَ اللهَ: سأَله الغِيرةَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَلَا تَعْجلا، واسْتَغْوِرا اللهَ، إِنّه ... إِذَا اللَّهُ سَنَّى عقْد شَيْءٍ تَيَسَّرا ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: اسْتَغْوِرا مِنَ الميرَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هُوَ مَيْرُ اللَّهِ خَلْقَه وَالِاسْمُ الغِيرةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ بِالْيَاءِ أَيضاً لأَن غَارَ هَذِهِ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وَغَارَ النَّهَارُ أَي اشْتَدَّ حَرُّهُ. والتَّغْوِير: القَيْلولة. يُقَالُ: غوِّروا أَي انْزِلُوا لِلْقَائِلَةِ. وَالْغَائِرَةُ: نِصْفُ النَّهَارِ. وَالْغَائِرَةُ: الْقَائِلَةُ. وغَوَّر الْقَوْمُ تَغْويراً: دَخَلُوا فِي الْقَائِلَةِ. وَقَالُوا: وغَوَّروا نَزَلُوا فِي الْقَائِلَةِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرَ: وغَوَّرْنَ فِي ظِلِّ الْغَضَا، وتَرَكْنَه ... كقَرْم الهِجان الفادِرِ المُتَشَمِّس وغَوَّروا: سَارُوا فِي الْقَائِلَةِ. وَالتَّغْوِيرُ: نَوْمُ ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَيُقَالُ: غَوِّروا بِنَا فَقَدَ أَرْمَضْتُمونا أَي انْزِلُوا وَقْتَ الْهَاجِرَةِ حَتَّى تَبْرُد ثُمَّ تَرَوّحوا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّغْوِيرُ أَن يَسِيرَ الرَّاكِبُ إِلَى الزَّوَالِ ثُمَّ يَنْزِلَ. ابْنُ الأَعرابي: المُغَوِّر النَّازِلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهة ثُمَّ يَرْحَلُ. ابْنُ بُزُرْجَ: غَوَّر النَّهَارُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ. وَفِي حَدِيثِ السَّائِبِ: لَمَّا وَرَدَ عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قَالَ: وَيْحَك ما وراءك؟ فو الله مَا بِتُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ إِلَّا تَغْوِيراً ؛ يُرِيدُ النَّوْمَةَ الْقَلِيلَةَ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ الْقَائِلَةِ. يُقَالُ: غَوَّر الْقَوْمُ إِذَا قَالُوا، وَمَنْ رَوَاهُ تَغْرِيراً جَعَلَهُ مِنَ الغِرار، وَهُوَ النَّوْمُ الْقَلِيلُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِفْك: فأَتينا الْجَيْشَ مُغَوِّرِين ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي روايةٍ، أَي وَقَدْ نَزَلُوا لِلْقَائِلَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّغْوِير يَكُونُ نُزولًا لِلْقَائِلَةِ وَيَكُونُ سَيْرًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ والحجةُ لِلنُّزُولِ قولُ الرَّاعِي: ونحْن إِلَى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ، ... يَقِسْنَ عَلَى الحَصى نُطَفاً لَقِينَا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي التَّغْوير فَجَعَلَهُ سَيْرًا: بَرَاهُنَّ تَغْوِيري، إِذَا الآلُ أَرْفَلَتْ ... بِهِ الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: أَرْقَلَت، وَمَعْنَاهُ حَرَّكَتْ. وأَرفلَت: بَلَغَتْ بِهِ الشَّمْسُ أَوساط الحَزْوَراتِ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: نَزَلْنَا وَقَدْ غَارَ النهارُ، وأَوْقَدَتْ، ... عَلَيْنَا حَصَى المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها أَي مِنْ قُرْبِهَا كأَنك تَنَالُهَا. ابْنُ الأَعرابي: الغَوْرَة هِيَ الشَّمْسُ. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لِبِنْتٍ لَهَا: هِيَ تَشْفِينِي مِنَ الصَّوْرَة، وَتَسْتُرُنِي مِنَ الغَوْرة؛ والصَّوْرة: الْحَكَّةُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ غارَتِ الشَّمْسُ غِياراً؛ وأَنشد: فلمَّا أَجَنَّ الشَّمْسَ عَنِي غيارُها

والإِغارَة: شِدَّةُ الفَتْل. وَحَبْلٌ مُغارٌ: مُحْكَمُ الفَتْل، وَشَدِيدُ الغَارَةِ أَي شَدِيدُ الْفَتْلِ. وأَغَرْتُ الحبلَ أَي فَتَلْتُهُ، فَهُوَ مُغارٌ؛ وَمَا أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ، والغَارَة اسْمٌ يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ؛ وَمِثْلُهُ أَغَرْتُ الشَّيْءَ إِغارَةً وغارَة وأَطعت اللَّهَ إِطاعةً وَطَاعَةً. وَفَرَسٌ مُغارٌ: شَدِيدُ الْمَفَاصِلِ. واسْتَغار فِيهِ الشَّحْم: اسْتَطَارَ وَسَمِنَ. واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تورَّمت؛ وأَنشد لِلرَّاعِي: رَعَتْهُ أَشهراً وحَلا عَلَيْهَا، ... فطارَ النِّيُّ فِيهَا واسْتَغارا وَيُرْوَى: فَسَارَ النِّيُّ فِيهَا أَي ارْتَفَعَ، وَاسْتَغَارَ أَي هَبَطَ؛ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: تَصَوَّبَ الحسنُ عَلَيْهَا وارْتَقَى قَالَ الأَزهري: مَعْنَى اسْتَغار فِي بَيْتِ الرَّاعِي هَذَا أَي اشْتَدَّ وصَلُب، يَعْنِي شَحْمَ النَّاقَةِ وَلَحَمَهَا إِذَا اكْتَنَز، كَمَا يَسْتَغير الحبلُ إِذَا أُغِيرَ أَي شدَّ فَتْلُهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْتَغار شَحْمُ الْبَعِيرِ إِذا دَخَلَ جَوْفَهُ، قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَول. الْجَوْهَرِيُّ: اسْتغار أَيْ سَمِنَ وَدَخَلَ فِيهِ الشحمُ. ومُغِيرة: اسْمٌ. وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ: مِغِيرَةُ، فَلَيْسَ اتباعُه لأَجل حَرْفِ الْحَلْقِ كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ؛ إِنما هُوَ مِنْ بَابِ مِنْتِن، وَمِنْ قَوْلِهِمْ: أَنا أُخْؤُوك وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وَهُوَ مُنْحُدُر مِنَ الْجَبَلِ. وَالْمُغِيرِيَّةُ: صِنْفٌ مِنَ السَّبَائِيَّةِ نُسِبُوا إِلَى مُغِيرَةَ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى بَجِيلَةَ. وَالْغَارُ: لُغَةٌ فِي الغَيْرَة؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يُشَّبِهُ غَلَيان الْقُدُورِ بِصَخَبِ الضَّرَائِرِ: لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها ... ضَرائر حِرْميٍّ، تَفَاحشَ غارُها قَوْلُهُ لَهُنَّ، هُوَ ضَمِيرُ قُدورٍ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج بِاللَّحْمِ. وحِرْميّ: يَعْنِي مِنْ أَهل الحَرَم؛ شَبَّهَ غَلَيَانَ القُدُور وارتفاعَ صَوْتِهَا باصْطِخاب الضَّرَائِرِ، وَإِنَّمَا نَسَبَهُنَّ إِلَى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول مَنِ اتَّخَذَ الضَّرَائِرَ. وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تَزَوَّجَ عَلَيْهَا؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي. وَيُقَالُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الغَارِ عَلَى أَهله، مِنَ الغَيْرَة. وَيُقَالُ: أَغار الحبْلَ إِغَارَةً وغارَة إِذَا شدَّ فَتْله. والغارُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، والغَوْرة والغوَيْر: مَاءٌ لِكَلْبٍ فِي نَاحِيَةِ السَّماوَة مَعْروف. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أُتِيَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ؛ فَقَالَ: عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا أَي عَسَى الرِّيبَةُ مِنْ قَبَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا لَا يُوَافِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ. قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ أَن عُمَرَ اتَّهَمَه أَن يَكُونَ صَاحِبَ المَنْبوذ حَتَّى أَثْنَى عَلَى الرجُل عَرِيفُهُ خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ حينئذٍ: هُوَ حُرٌّ وَوَلاؤه لَكَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كأَنه أَراد عَسَى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُساً وأَن يأْتي بأَبؤُس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: قَالُوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لَهُمْ: ... عَسَى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ وَقِيلَ: إِن الغُوَير تَصْغِيرُ غارٍ. وَفِي الْمَثَلِ: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا؛ قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَنه كَانَ غارٌ فِيهِ نَاسٌ فانهارَ عَلَيْهِمْ أَو أَتاهم فِيهِ عَدُوٌّ فَقَتَلُوهُمْ فِيهِ، فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ شيءٍ يُخاف أَن يأْتي مِنْهُ شَرٌّ ثُمَّ صغِّر الغارُ فَقِيلَ غُوَير؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَخبرني الْكَلْبِيُّ بِغَيْرِ هَذَا، زَعَمَ أَن الغُوَيْر مَاءٌ لِكَلْبٍ مَعْرُوفٌ بِنَاحِيَةِ السَّماوَة، وَهَذَا الْمَثَلُ إِنما تكلَّمت بِهِ الزِّباء لَمَّا وجَّهَت قَصِيراً اللَّخْمِيَّ بالعِير إِلَى العِراق ليَحْمل لَهَا مِنْ بَزِّه، وَكَانَ قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صناديقَ فِيهَا الرجالُ وَالسِّلَاحُ، ثُمَّ

عدَل عَنِ الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج، وأَخذ عَلَى الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ وَقَالَتْ: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، جَمْعُ بأْس، أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس والشرِّ، وَمَعْنَى عَسَى هَاهُنَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي المَنْبُوذ الَّذِي قَالَ لَهُ عُمَرُ: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، قَالَ: هَذَا مثَل قَدِيمٌ يُقَالُ عِنْدَ التُّهَمة، والغُوَيْر تَصْغِيرُ غَارٍ، وَمَعْنَى المثَل: رُبَّمَا جَاءَ الشَّرُّ مِنْ مَعْدن الْخَيْرِ، وأَراد عُمَرُ بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وَادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً، فَشَهِدَ لَهُ جَمَاعَةٌ بالسَّتْر فَتَرَكَهُ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب ؛ الغِيران جَمْعُ غارٍ وَهُوَ الكَهْف، وَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْغَيْنِ. وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَهاهنا غُرْت ، فَمَعْنَاهُ إِلى هَذَا ذَهَبْتَ، واللَّه أَعلم. غير: التَّهْذِيبُ: غَيْرٌ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي، تَكُونُ نَعْتًا وَتَكُونُ بِمَعْنَى لَا، وَلَهُ بَابٌ عَلَى حِدَة. وَقَوْلُهُ: مَا لَكُمْ لَا تَناصَرُونَ؛ الْمَعْنَى مَا لَكَمَ غَيْرُ مُتَناصرين. وَقَوْلُهُمْ: لَا إِلَه غيرُك، مَرْفُوعٌ عَلَى خَبَرِ التَّبْرِئة، قَالَ: وَيَجُوزُ لَا إِله غيرَك بِالنَّصْبِ أَي لَا إِله إِلَّا أَنت، قَالَ: وكلَّما أَحللت غَيْرًا مَحَلَّ إِلا نَصَبْتَهَا، وأَجاز الْفَرَّاءُ: مَا جَاءَنِي غيرُك عَلَى مَعْنَى مَا جَاءَنِي إِلا أَنت؛ وأَنشد: لَا عَيْبَ فِيهَا غيرُ شُهْلَة عَيْنِها وَقِيلَ: غَيْرٌ بِمَعْنَى سِوَى، وَالْجَمْعُ أَغيار، وَهِيَ كَلِمَةٌ يُوصَفُ بِهَا وَيُسْتَثْنَى، فإِن وَصَفْتَ بِهَا أَتبعتها إِعراب مَا قَبْلَهَا، وإِن اسْتَثْنَيْتَ بِهَا أَعربتها بالإِعراب الَّذِي يَجِبُ لِلِاسْمِ الْوَاقِعِ بَعْدَ إِلا، وَذَلِكَ أَن أَصل غَيْرَ صِفَةٌ وَالِاسْتِثْنَاءُ عَارِضٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: بَعْضُ بَنِي أَسد وقُضاعة يَنْصِبُونَ غَيْرًا إِذا كَانَ فِي مَعْنَى إِلَّا، تمَّ الْكَلَامُ قَبْلَهَا أَو لَمْ يَتِمَّ، يَقُولُونَ: مَا جَاءَنِي غيرَك وَمَا جَاءَنِي أَحد غيرَك، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَا فَتَنْصِبُهَا عَلَى الْحَالِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ* ، كأَنه تَعَالَى قَالَ: فمنِ اضْطُرَّ خَائِفًا لَا بَاغِيًا. وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ . التَّهْذِيبُ: غَيْرٌ تَكُونُ اسْتِثْنَاءً مِثْلُ قَوْلِكَ هَذَا دِرْهَمٌ غيرَ دَانَقٍ، مَعْنَاهُ إِلا دَانِقًا، وَتَكُونُ غَيْرٌ اسْمًا، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِغَيْرِكَ وَهَذَا غَيْرُكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ؛ خُفِضَتْ غَيْرٌ لأَنها نَعْتٌ لِلَّذِينِ جَازَ أَن تَكُونَ نَعْتًا لِمَعْرِفَةٍ لأَن الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمود صَمْده وإِن كَانَ فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: جَعَلَ الْفَرَّاءُ الأَلف وَاللَّامَ فِيهِمَا بِمَنْزِلَةِ النَّكِرَةِ. وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ غيرٌ نَعْتًا للأَسماء الَّتِي فِي قَوْلِهِ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَهِيَ غَيْرُ مَصْمود صَمْدها؛ قَالَ: وَهَذَا قول بعضهم والفراء يأْبى أَن يَكُونَ غَيْرٌ نعتاً إِلا للّذين لأَنها بِمَنْزِلَةِ النَّكِرَةِ، وَقَالَ الأَخفش: غَيْرٌ بَدل، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَيْسَ بِمُمْتَنِعٍ مَا قَالَ وَمَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ كأَنه أَراد صِرَاطَ غيرِ الْمَغْضُوبِ عَلِيهِمْ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى غَيْرٍ مَعْنَى لَا، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: مَعْنَى غَيْرٍ فِي قَوْلِهِ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ مَعْنَى لَا، وَلِذَلِكَ رُدّت عَلَيْهَا لَا كَمَا تَقُولُ: فُلَانٌ غَيْرُ محسِن وَلَا مُجْمِل، قَالَ: وإِذا كَانَ غَيْرٌ بِمَعْنَى سِوى لَمْ يَجُزْ أَن يُكَرَّرَ عَلَيْهَا، أَلا تَرَى أَنه لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ عِنْدِي سِوَى عَبْدِ اللَّهِ وَلَا زيدٍ؟ قَالَ: وَقَدْ قَالَ مَنْ لَا يعرِف الْعَرَبِيَّةَ إِن مَعْنَى غَير هَاهُنَا بِمَعْنَى سِوَى وإِنّ لَا صِلَة؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: فِي بِئرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَن نصَب قَوْلَهُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ فَهُوَ قطْع، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَن نصَب غَيْرًا، فَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما الْحَالُ، وَالْآخَرُ الِاسْتِثْنَاءُ. الْفَرَّاءُ وَالزَّجَّاجُ

فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ : بِمَعْنَى لَا، جَعَلَا مَعًا غَيْرَ بِمَعْنَى لَا، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ ، غيرَ حَالٍّ هَذَا. قَالَ الأَزهري: وَيَكُونُ غيرٌ بِمَعْنَى لَيْسَ كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ كلامُ اللَّهُ غيرُ مَخْلُوقٍ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ ؛ وَقُرِئَ: غَيْرِ اللَّهِ، فَمَنْ خَفَضَ ردَّه عَلَى خَالِقٍ، وَمَنْ رَفَعَهُ فَعَلَى الْمَعْنَى أَراد: هل خالقٌ؛ وقال الْفَرَّاءُ: وَجَائِزٌ هَلْ مِنْ خَالِقٍ «2». غيرَ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ: مَا لَكُمْ مِنْ إِله غيرَه، هَلْ مِنْ خالقٍ إِلا اللَّهُ وَمَا لَكَمَ مِنْ إِله إِلا هُوَ، فَتُنْصَبُ غَيْرٌ إِذا كَانَتْ محلَّ إِلا. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ: لَا أَراني اللَّهُ بِكَ غِيَراً؛ الغِيَرُ: مِنْ تغيَّر الْحَالِ، وَهُوَ اسْمٌ بِمَنْزِلَةِ القِطَع والعنَب وَمَا أَشبههما، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعًا وَاحِدَتُهُ غِيرَةٌ؛ وأَنشد: ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ وتغيَّر الشيءُ عَنْ حَالِهِ: تَحَوَّلَ. وغَيَّرَه: حَوَّله وَبَدَّلَهُ كأَنه جَعَلَهُ غَيْرَ مَا كَانَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ حَتَّى يبدِّلوا مَا أَمرهم اللَّهُ. والغَيْرُ: الِاسْمُ مِنَ التغيُّر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد: إِذْ أَنا مَغْلوب قليلُ الغَيْر قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِلا غَيَّرْت. وَذَهَبَ اللِّحْيَانِيُّ إِلى أَن الغَيْرَ لَيْسَ بِمَصْدَرٍ إِذ لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ ثُلَاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ. وغَيَّرَ عَلَيْهِ الأَمْرَ: حَوَّله. وتَغَايرتِ الأَشياء: اخْتَلَفَتْ. والمُغَيِّر: الَّذِي يُغَيِّر عَلَى بَعيره أَداتَه لِيُخَفِّفَ عَنْهُ ويُريحه؛ وَقَالَ الأَعشى: واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ مِنَ القَوْمِ، ... وَكَانَ النِّطافُ مَا فِي العَزَالي ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ غَيَّر فُلَانٌ عَنْ بَعِيرِهِ إِذا حَطّ عَنْهُ رَحْله وأَصلح مِنْ شأْنه؛ وَقَالَ القُطامي: إِلا مُغَيِّرنا والمُسْتَقِي العَجِلُ وغِيَرُ الدهْرِ: أَحوالُه المتغيِّرة. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: مَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرَ أَي تَغَيُّر الْحَالِ وانتقالَها مِنَ الصَّلَاحِ إِلى الْفَسَادِ. والغِيَرُ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ غَيَّرْت الشَّيْءَ فتغيَّر. وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه كَرِه تَغْيِير الشَّيْب يَعْنِي نَتْفَه، فإِنّ تَغْيِيرَ لونِه قَدْ أُمِر بِهِ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ. وغارَهُم اللَّهُ بِخَيْرٍ ومطَرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِياراً ويَغُورهم: أَصابهم بمَطر وخِصْب، وَالِاسْمُ الغِيرة. وأَرض مَغِيرة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، ومَغْيُورة أَي مَسْقِيَّة. يُقَالُ: اللَّهُمَّ غِرْنا بِخَيْرٍ وغُرْنا بِخَيْرٍ. وغارَ الغيثُ الأَرض يَغِيرها أَي سَقَاهَا. وغارَهُم اللَّهُ بِمَطَرٍ أَي سَقَاهُمْ، يَغِيرهم ويَغُورهم. وغارَنا اللَّهُ بِخَيْرٍ: كَقَوْلِكَ أَعطانا خَيْرًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَمَا حُمِّلَ البُخْتِيُّ عَامَ غِيَارهِ، ... عَلَيْهِ الوُسُوقُ بُرُّها وشَعِيرُها وغارَ الرجلَ يَغُورُه ويَغِيره غَيْراً: نَفَعَهُ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ «3». بْنُ رَبْعَيٍّ الهُذَلي: مَاذَا يَغير ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهُما ... لَا تَرْقُدانِ، وَلَا بُؤْسَى لِمَنْ رَقَدَا يَقُولُ: لَا يُغني بُكاؤهما عَلَى أَبيهما مِنْ طَلَبِ ثأْرِه شَيْئًا. والغِيرة، بِالْكَسْرِ، والغِيارُ: المِيرة. وَقَدْ غارَهم يَغِيرهم وغارَ لَهُمْ غِياراً أَي مارَهُم ونفعهم؛

_ (2). قوله [هل من خالق إلخ] هكذا في الأَصل ولعل أصل العبارة بمعنى هل من خالق إلخ (3). قوله [عبد مناف] هكذا في الأَصل، والذي في الصحاح: عبد الرحمن

قَالَ مَالِكِ بْنِ زُغْبة الباهِليّ يصِف امرأَة قَدْ كبِرت وَشَابَ رأْسها تؤمِّل بَنِيهَا أَن يأْتوها بِالْغَنِيمَةِ وَقَدْ قُتِلوا: ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاءَ أَو حارِثِيَّةٍ، ... تُؤَمِّل نَهْباً مِنْ بَنِيها يَغِيرُها أَي يأْتِيها بالغَنيمة فَقَدْ قُتِلوا؛ وَقَوْلُ بَعْضِ الأَغفال: مَا زِلْتُ فِي مَنْكَظَةٍ وسَيْرِ ... لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بِغَيْرِ قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد أَغِيرُهم بِغَيرٍ، فغيَّر لِلْقَافِيَّةِ، وَقَدْ يَكُونُ غَيْر مَصْدَرَ غارَهُم إِذا مارَهُم. وَذَهَبَ فُلَانٌ يَغيرُ أَهله أَي يَمِيرهم. وغارَه يَغِيره غَيْراً: وَداهُ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: غارَني الرَّجُلُ يَغُورُني ويَغيرُني إِذا وَداك، مِنَ الدِّيَة. وغارَه مِنْ أَخيه يَغِيره ويَغُوره غَيْراً: أَعطاه الدِّيَةَ، وَالِاسْمُ مِنْهَا الغِيرة، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ غِيَر؛ وَقِيلَ: الغِيَرُ اسْمُ وَاحِدٍ مذكَّر، وَالْجَمْعُ أَغْيار. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِرَجُلٍ طلَب القَوَد بِوَليٍّ لَهُ قُتِلَ: أَلا تَقْبَل الغِيَر؟ وَفِي رِوَايَةٍ أَلا الغِيَرَ تُرِيدُ؟ الغِيَرُ: الدِّيَةُ، وَجَمْعُهُ أَغْيار مِثْلُ ضِلَع وأَضْلاع. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الغِيَرُ جَمْعُ غِيرةٍ وَهِيَ الدِّيَةُ؛ قَالَ بَعْضُ بَنِي عُذْرة: لَنَجْدَعَنَّ بأَيدِينا أُنُوفَكُمُ، ... بَنِي أُمَيْمَةَ، إِنْ لَمْ تَقْبَلُوا الغِيَرَا «1» وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنه وَاحِدٌ وَجَمْعُهُ أَغْيار. وغَيَّرَه إِذا أَعطاه الدِّيَةَ، وأَصلها مِنَ المُغايَرة وَهِيَ المُبادَلة لأَنها بدَل مِنَ الْقَتْلِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وإِنما سَمَّى الدِّية غِيَراً فِيمَا أَرى لأَنه كَانَ يَجِبُ القَوَد فغُيّر القَوَد دِيَةً، فَسُمِّيَتِ الدِّيَةُ غِيَراً، وأَصله مِنَ التَّغْيير؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: سُمِّيَتِ الدِّيَةُ غِيَراً لأَنها غُيِّرت عَنِ القَوَد إِلى غَيْرِهِ؛ رَوَاهُ ابْنُ السكِّيت فِي الْوَاوِ وَالْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ مُحَلِّم «2». بْنِ جثَّامة: إِنِّي لَمْ أَجد لِمَا فعَل هَذَا فِي غُرَّة الإِسلام مَثَلًا إِلا غَنَماً وردَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُها فنَفَرَ آخرُها: اسْنُن اليومَ وغَيِّر غَدًا ؛ مَعْنَاهُ أَن مثَل مُحَلِّمٍ فِي قتْله الرجلَ وطلَبِه أَن لَا يُقْتَصَّ مِنْهُ وتُؤخذَ مِنْهُ الدِّية، والوقتُ أَول الإِسلام وصدرُه، كمَثل هَذِهِ الغَنَم النافِرة؛ يَعْنِي إِنْ جَرى الأَمر مَعَ أَوْلِياء هَذَا الْقَتِيلِ عَلَى مَا يُريد مُحَلِّم ثَبَّطَ الناسَ عَنِ الدُّخُولِ فِي الإِسلام معرفتُهم أَن القَوَد يُغَيَّر بالدِّية، وَالْعَرَبُ خُصُوصًا، وهمُ الحُرَّاص عَلَى دَرْك الأَوْتار، وَفِيهِمُ الأَنَفَة مِنْ قَبُولِ الدِّيَاتِ، ثُمَّ حَثَّ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الإِقادة مِنْهُ بِقَوْلِهِ: اسْنُن الْيَوْمَ وغَيِّرْ غَدًا؛ يُرِيدُ: إِنْ لَمْ تقتَصَّ مِنْهُ غَيَّرْت سُنَّتَك، ولكنَّه أَخرج الْكَلَامَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُهَيّج المخاطَب ويحثُّه عَلَى الإِقْدام والجُرْأَة عَلَى الْمَطْلُوبِ مِنْهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي رَجُلٍ قَتَلَ امرأَة وَلَهَا أَولياء فعَفَا بَعْضُهُمْ وأَراد عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن يُقِيدَ لِمَنْ لَمْ يَعْفُ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ غَيَّرت بِالدِّيَةِ كَانَ فِي ذَلِكَ وفاءٌ لِهَذَا الَّذِي لَمْ يَعْفُ وكنتَ قَدْ أَتممت لِلْعافي عَفْوَه، فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَنِيفٌ مُلئ عِلْماً ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الغِيَرُ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ غَيَّرت الشَّيْءَ فتَغَيَّر. والغَيْرة، بِالْفَتْحِ، الْمَصْدَرُ مِنْ قَوْلِكَ غَارَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَغَارَ الرَّجُلُ عَلَى امرأَته، والمرأَة عَلَى بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْراً

_ (1). قوله [بني أميمة] هكذا في الأصل والأَساس، والذي في الصحاح: بني أمية. (2). قوله [وفي حديث محلم] أي حين قتل رجلًا فأبى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ أَنَّ يقبل الدية، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ليث فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لم أجد إلخ. انتهى. من هامش النهاية

فصل الفاء

وَغَارًا وغِياراً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يصِف قُدوراً: لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّها ... ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَشَ غارُها وَقَالَ الأَعشى: لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفاقٌ ... عَلَى سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ وَرَجُلٌ غَيْران، وَالْجَمْعُ غَيارَى وغُيَارَى، وغَيُور، وَالْجَمْعُ غُيُرٌ، صحَّت الْيَاءُ لِخِفَّتِهَا عَلَيْهِمْ وأَنهم لَا يَسْتَثْقِلُونَ الضَّمَّةَ عَلَيْهَا اسْتِثْقَالَهُمْ لَهَا عَلَى الْوَاوِ، وَمَنْ قَالَ رُسْل قَالَ غُيْرٌ، وامرأَة غَيْرَى وغَيُور، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: امرأَة غَيُور وَنِسْوَةٌ غُيُرٌ وامرأَة غَيْرَى وَنِسْوَةٌ غَيارَى؛ وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِنَّ لِي بِنْتاً وأَنا غَيُور ، هُوَ فَعُول مِنَ الغَيْرة وَهِيَ الحَمِيّة والأَنَفَة. يُقَالُ: رَجُلٌ غَيور وامرأَة غَيُور بِلَا هَاءٍ لأَنّ فَعُولًا يشترِك فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى. وَفِي رِوَايَةٍ: امرأَة غَيْرَى؛ هِيَ فَعْلى مِنَ الغَيْرة. والمِغْيارُ: الشَّدِيدُ الغَيْرة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: شُمُسٌ موانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ، ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ وَرَجُلٌ مِغْيار أَيضاً وَقَوْمٌ مَغايِير. وَفُلَانٌ لَا يَتَغَيَّر عَلَى أَهله أَي لَا يَغار وأَغارَ أَهلَه: تَزَوَّجَ عَلَيْهَا فَغَارَتْ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَغْيَرُ مِنَ الحُمَّى أَي أَنها تُلازِم الْمَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُور لبعْلها. وغايَرَه مُغايَرة: عَارَضَهُ بِالْبَيْعِ وبادَلَه. والغِيارُ: البِدالُ؛ قَالَ الأَعشى: فَلَا تَحْسَبَنّي لكمْ كافِراً، ... وَلَا تَحْسبَنّي أُرِيدُ الغِيارَا تَقُولُ للزَّوْج: فَلَا تحسَبَنّي كَافِرًا لِنعْمتك وَلَا مِمَّن يُرِيدُ بِهَا تَغْيِيراً. وَقَوْلُهُمْ: نَزَلَ الْقَوْمُ يُغَيِّرون أَي يُصْلِحون الرِّحَالَ. وبَنُو غِيَرة: حيّ. فصل الفاء فأر: الفَأْرُ، مَهْمُوزٌ: جَمْعُ فَأْرَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الفَأْر مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ فِئْرانٌ وفِئَرَةٌ، والأُنثى فَأْرَةٌ، وَقِيلَ: الفَأْرُ لِلذَّكَرِ والأُنثى كَمَا قَالُوا لِلذِّكْرِ والأُنثى مِنَ الْحَمَامِ: حَمامة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِذَكَرِ الفَأْرِ الفُؤْرور «3». والعَضَل، وَيُقَالُ للحمِ المَتْنِ فَأْرُ المَتْنِ ويَرابيعُ المَتْنِ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ رَجُلًا: كأَنَّ جَحْمَ حَجَرٍ إِلى حَجَرْ ... نِيطَ بمَتْنَيْه مِنَ الفَأْرِ الفُؤَرْ وفي الحديث: خَمْس فَواسِق يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ والحَرَم، مِنْهَا الفَأْرة ، هِيَ مَهْمُوزَةٌ وَقَدْ يُتْرَكُ هَمْزُهَا تَخْفِيفًا. وأرضٌ فَئِرَةٌ، عَلَى فَعِلة، ومَفْأَرة: مِنَ الفِئْران، وجَرِذةٌ: مِنَ الجُرَذ. وَلَبَنٌ فَئِر: وَقَعَتْ فِيهِ الفَأْرةُ. وفَأَرَ الرجلُ: حَفَرَ حفرَ الفَأْرِ، وَقِيلَ: فَأَرَ حَفَرَ وَدَفَنَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِنّ صُبَيْحَ ابنَ الزِّنا قَدْ فَأَرَا ... فِي الرَّضم، لَا يَتْرُكُ منهُ حَجَرَا وَرُبَّمَا سُمِّي الْمِسْكُ فَأْراً لأَنه مِنَ الفَأْرِ، يكونُ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ. وفَأْرَةُ المِسْكِ: نافِجَتُهُ. قال عمرو ابن بَحْرٍ: سأَلت رَجُلًا عَطّاراً مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ عَنْ فَأْرَةِ المسكِ، فَقَالَ: لَيْسَ بالفَأْرة وَهُوَ بالخِشْفِ أَشبه، ثُمَّ قَالَ: فأْرة الْمِسْكِ تَكُونُ بِنَاحِيَةِ تُبَّت يَصِيدُهَا الصَّيَّادُ فَيَعْصِبُ سُرَّتها بِعِصَابٍ شَدِيدٍ وَسُرَّتُهَا مُدَلّاة فَيَجْتَمِعُ فِيهَا دَمُهَا ثُمَّ تُذْبَحُ، فإِذا سكنت قَوَّر السرة

_ (3). قوله [الفؤرور] كذا هو بالأَصل والذي نقله شارح القاموس عن ابن الأَعرابي الفُؤَر كصُرَد واستشهد عليه بالبيت الآتي

المُعَصَّرة ثُمَّ دَفَنَهَا فِي الشَّعِيرِ حَتَّى يَسْتَحِيلَ الدَّمُ الجامد مسكاً ذكيّاً بعد ما كَانَ دَمًا لَا يُرام نَتْناً، قَالَ: وَلَوْلَا أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَدْ تطيَّب بِالْمِسْكِ مَا تَطَيَّبْتُ بِهِ. قَالَ: وَيَقَعُ اسْمُ الفَأْر عَلَى فَأْرَة التَّيْس وفَأْرَة الْبَيْتِ وفَأْرَة المِسْك وفَأْرَة الإِبل؛ قَالَ: وفَأْرَةُ الإِبل أَنْ تُفوح مِنْهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، وَذَلِكَ إِذا رَعَتِ الْعُشْبَ وَزَهْرَهُ ثُمَّ شَرِبَتْ وَصَدَرَتْ عَنِ الْمَاءِ نَدِيَتْ جُلُودُهَا فَفَاحَتْ مِنْهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَيُقَالُ لِتِلْكَ فأْرة الإِبل؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا: لَهَا فَأْرَة ذَفْراء كلَّ عشيةٍ، ... كَمَا فَتَقَ الكافورَ بِالْمِسْكِ فاتِقُهْ وَعُقَيْلٌ تَهْمِزُ الفأْرة والجُؤْنة والمُؤْسى والحُؤْت. وَمَكَانٌ فَئِرٌ: كَثِيرُ الفَأْر. وأَرضٌ مَفْأَرَةٌ: ذَاتُ فَأْرٍ. والفَأْرة والفُؤْرة، تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ: رِيحٌ تَكُونُ فِي رُسْغ الْبَعِيرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فِي رُسْغِ الدَّابَّةِ تَنْفَشُّ إِذا مُسِحت، وتَجْتمع إِذا تُرِكت. والفِئْرةُ والفُؤَارةُ، كِلَاهُمَا: حُلْبة وَتَمْرٌ يُطْبَخُ وَتُسْقَاهُ النُّفَساء؛ التَّهْذِيبُ: والفِئْرةُ حُلْبَةٌ تُطْبَخُ حَتَّى إِذا قَارَبَ فَوَرانها أُلقيت فِي مِعْصَر فصُفِّيت ثُمَّ يُلْقى عَلَيْهَا تَمْرٌ ثُمَّ تَتَحَسَّاها المرأَة النُّفَسَاءُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ الفِئْرَةُ والفَئِيرةُ والفَرِيقةُ. والفَأْرُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فَارَانَ، هُوَ اسْمٌ عَبْرَانِيٌّ لِجِبَالِ مَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ، لَهُ ذِكْرٌ فِي أَعلام النُّبُوَّةِ، قَالَ: وأَلفه الأُولى ليست همزة. فتر: الفَتْرَةُ: الِانْكِسَارُ وَالضَّعْفُ. وفَتَر الشيءُ وَالْحَرُّ وَفُلَانٌ يَفْتُر ويَفْتِر فُتُوراً وفُتاراً: سَكَنَ بَعْدَ حِدَّةٍ ولانَ بَعْدَ شِدَّةٍ؛ وفَتَّره اللَّهُ تَفْتِيراً وفَتَّر هُوَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ: أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ لَهُ زَجَلٌ، ... إِذا يُفَتِّرُ مِنْ تَوْماضِه حَلَجَا يُرِيدُ مِنْ سَحَابٍ «1» حَابٍ. وَالزَّجَلُ: صَوْتُ الرَّعْدِ؛ وَقَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ غَيْثًا: تَأَمَّلْ خَليلي، هَلْ تَرَى ضَوْءَ بارِقٍ ... يَمانٍ، مَرَتْه ريحُ نَجْدٍ فَفَتَّرا؟ قَالَ حَمَّادٌ الرواية: فتَّر أَي أَقام وَسَكَنَ. وَقَالَ الأَصمعي: فَتَّر مَطَر وفَرغ ماؤُه وكَفَّ وَتَحَيَّرَ. والفَتَر: الضَّعْفُ. وفَتَر جسمُه يَفْتِرُ فُتوراً: لانَتْ مَفَاصِلُهُ وَضَعُفَ. وَيُقَالُ: أَجد فِي نَفْسِي فَتْرةً، وَهِيَ كالضَّعفة. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ: قَدْ عَلَتْه كَبْرة وعَرَتْه فَتْرَة. وأفْتَرَه الدَّاءُ: أَضعفه، وَكَذَلِكَ أَفْتَره السُّكْرُ. والفُتار: ابْتِدَاءُ النَّشْوة؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد للأَخطل: وتَجَرَّدَتْ بَعْدَ الهَدير، وصَرَّحَتْ ... صَهْباء، تَرْمِي شَرْبَها بفُتارِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ كُلِّ مُسْكر ومُفَتِّرٍ ؛ فَالْمُسْكِرُ الَّذِي يُزِيلُ الْعَقْلَ إِذا شُرب، والمُفَتِّر الَّذِي يُفَتِّر الْجَسَدَ إِذا شُرب أَي يُحْمِي الْجَسَدَ ويصيِّر فِيهِ فُتُوراً؛ فإِما أَن يَكُونَ أَفْتَره بِمَعْنَى فَتَّره أَي جَعَلَهُ فَاتِرًا، وإِما أَن يَكُونَ أَفْتَرَ الشرابُ إِذا فَتَرَ شاربُه كأَقْطَفَ إِذا قَطَفَتْ دابتُه. وماءٌ فاترٌ: بَيْنَ الْحَارِّ وَالْبَارِدِ. وفَتَرَ الماءُ: سَكَنَ حَرُّهُ. وَمَاءٌ فاتورٌ: فَاتِرٌ. وطَرْف فاتِرٌ: فيه

_ (1). قوله [يريد من سحاب] أي فمتى بمعنى من، ويحتمل أن تكون بِمَعْنَى وَسَطٍ، أَوْ بِمَعْنَى في كما ذكره في مادة ح ل ج وقال هناك ويروى خلجا

فُتور وسُجُوّ لَيْسَ بِحَادِّ النَّظَرِ. ابْنُ الأَعرابي: أَفْتَر الرجلُ، فَهُوَ مُفْتِرٌ إِذا ضَعُفَتْ جُفُونُهُ فَانْكَسَرَ طَرْفه. الْجَوْهَرِيُّ: طَرْف فَاتِرٌ إِذا لَمْ يَكُنْ حَدِيدًا. والفِتْر: مَا بَيْنَ طَرَفِ الإِبهام وَطَرَفِ المُشيرة. وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الإِبهام وَالسَّبَّابَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفِتْرُ مَا بَيْنَ طَرَفِ السَّبَّابة والإِبهام إِذا فَتَحْتَهُمَا. وفَتَر الشيءَ: قَدَّرَهُ وَكَالَهُ بِفتْرِه، كشَبَره: كَالَهُ بِشبْره. والفَتْرَةُ: مَا بَيْنَ كُلِّ نَبِيَّيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا بَيْنَ كُلِّ رَسُولَيْنِ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ الزَّمَانِ الَّذِي انْقَطَعَتْ فِيهِ الرِّسَالَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتْرَةَ مَا بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٌ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَرِضَ فَبَكَى فَقَالَ: إِنما أَبكي لأَنه أَصابني عَلَى حَالِ فَتْرة وَلَمْ يُصِبْنِي عَلَى حَالِ اجْتِهَادٍ أَي فِي حَالِ سُكُونٍ وَتَقْلِيلٍ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَالْمُجَاهَدَاتِ. وفَتْرٌ وفِتْرٌ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ وَيُرْوَى للأَعشى: أَصَرَمْتَ حَبْلَ الوَصْلِ من فَتْرِ، ... وهَجَرْتَها ولَجَحْتَ فِي الهجرِ وسَمِعْتَ حَلْفتها الَّتِي حَلَفَتْ، ... إِن كَانَ سَمْعُك غَيْرَ ذِي وَقْر قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ عِنْدَ الرُّوَاةِ مِنْ فَتْرِ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنها قَدْ تُكْسَرُ وَلَكِنَّ الأَشهر فِيهَا الْفَتْحُ. وصرمتَ: قطعتَ. وَالْحَبْلُ: الْوَصْلُ. والوَقْر: الثِّقَلُ فِي الأُذن. يُقَالُ مِنْهُ: وَقِرَتْ أُذنُه تَوْقَرُ وَقْراً ووَقَرَتْ تَوْقِرُ أَيضاً، وَجَوَابُ إِن الشَّرْطِيَّةِ أَغنى عَنْهُ مَا تَقَدَّمَ تَقْدِيرُهُ: إِن لَمْ يَكُنْ بِكَ صَمَمٌ فَقَدْ سَمِعْتَ حَلْفَتَهَا. أَبو زَيْدٍ: الفُتْر النَّبِيَّة، وَهُوَ الَّذِي يُعْمل مِنْ خُوص يُنخل عَلَيْهِ الدَّقِيقُ كالسُّفْرة. فتكر: لَقِيتُ مِنْهُ الفِتَكْرِينَ والفُتَكْرِينَ، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا وَالتَّاءُ مَفْتُوحَةٌ وَالنُّونُ لِلْجَمْعِ، أَي الدَّوَاهِيَ وَالشَّدَائِدَ، وَقِيلَ: هِيَ الأَمر العَجَب الْعَظِيمُ كأَن وَاحِدَ الفِتَكْرِينَ فِتَكْر، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ إِلا أَنه مُقَدَّرٌ كَانَ سَبِيلُهُ أَن يَكُونَ الْوَاحِدُ فِتَكْرة، بالتأْنيث، كَمَا قَالُوا: دَاهِيَةً وَمُنْكَرَةً، فَلَمَّا لَمْ تَظْهَرِ الْهَاءُ فِي الْوَاحِدِ جَعَلُوا جَمْعَهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ عِوَضًا مِنَ الْهَاءِ الْمُقَدَّرَةِ، وَجَرَى ذَلِكَ مَجْرَى أَرض وأَرضين، وإِنما لَمْ يَسْتَعْمِلُوا فِي هَذِهِ الأَسماء الإِفراد فَيَقُولُوا: فِتَكْر وبِرَح وأَقْوَر، وَاقْتَصَرُوا فِيهِ عَلَى الْجَمْعِ دُونَ الإِفراد، مِنْ حَيْثُ كَانُوا يَصِفُونَ الدَّوَاهِيَ بِالْكَثْرَةِ وَالْعُمُومِ والاشتمال والغلبة. فثر: الفَاثور، عِنْدَ الْعَامَّةِ: الطَّست أَو الخِوان يُتَّخَذُ مِنْ رُخامٍ أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: إِذا انْجَلى فاثُور عَيْن الشَّمسِ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي الخِوان الَّذِي يُتَّخَذُ مِنَ الْفِضَّةِ: ونَحْراً كفَاثُورِ اللُّجَيْنِ، يَزينُه ... تَوَقُّدُ ياقوتٍ، وشَذْراً مُنَظَّما وَمِثْلُهُ لِمَعْنِ بْنِ أَوس: وَنَحْرًا، كَفَاثُورِ اللُّجَيْنِ، وَنَاهِدًا ... وبَطْناً كغِمْدِ السَّيْفِ، لَمْ يَدْرِ مَا الحَمْلا وَيُرْوَى: لَمْ يَعْرِفِ الحَمْلا. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: وَتَكُونُ الأَرض كفَاثُور الْفِضَّةِ ؛ قَالَ: الْفَاثُورُ الخِوان، وَقِيلَ: طَسْتٌ أَو جامٌ مِنْ فِضَّةٍ أَو ذَهَبٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لقُرْص الشَّمْسِ فَاثُورُهَا؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ عِيدٍ فَاثُور عَلَيْهِ خبزُ السَّمْراءِ أَي خِوان، وَقَدْ يشبَّه

الصَّدْرُ الْوَاسِعُ بِهِ فَيُسَمَّى فَاثُورًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهَا جِيدُ ريمٍ فَوْقَ فاثُور فِضَّةٍ، ... وفَوقَ مَناطِ الكَرْمِ وَجْهٌ مُصَوَّر وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ جَمِيعَ الأَخْونَة، وَخَصَّ التَّهْذِيبَ بِهِ أَهل الشَّامِ فَقَالَ: وأَهل الشَّامِ يَتَّخِذُونَ خِواناً مِنْ رُخام يُسَمُّونَهُ الْفَاثُورَ، فأَقام فِي مَقَامٍ عَلِيٍّ «1»؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: حَقائِبُهُمْ راحٌ عَتيقٌ ودَرْمَكٌ، ... ورَيْطٌ وفاثُورِيَّةٌ وسُلاسِل قَالَ: الْفَاثُورِيَّةُ هُنَا أَخْوِنة وجَاماتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَكُونُ الأَرض يَوْمَ الْقِيَامَةِ كفَاثورِ الفضةِ ؛ وَقِيلَ: إِنه خُوَانٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَقِيلَ: جامٌ مِنْ فِضَّةٍ. وَالْفَاثُورُ: المِصْحَاةُ وَهِيَ النَّاجُود والباطِيةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي كَلَامٍ ذَكَرَهُ لِبَعْضِهِمْ: وأَهل الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ عَلَى فاثُورٍ وَاحِدٍ، كأَنه عَنى عَلَى بساط واحد. وابن سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: وَالْفَاثُورُ الجَفْنةُ، عِنْدَ رَبِيعَةَ. وَهُمْ عَلَى فَاثُورٍ وَاحِدٍ أَي بُسُطٍ وَاحِدَةٍ وَمَائِدَةٍ وَاحِدَةٍ وَمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ: وَالْكَلِمَةُ لأَهل الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ. وَفَاثُورٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بَيْنَ فاثُورٍ أُفاقٍ فالدَّحَلْ «2». فجر: الفَجْر: ضَوْءُ الصَّبَاحِ وَهُوَ حُمْرة الشَّمْسِ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، وَهُمَا فَجْرانِ: أَحدهما المُسْتطيل وَهُوَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُسَمَّى ذَنَبَ السِّرْحان، وَالْآخَرُ المُسْتطير وَهُوَ الصَّادِقُ المُنتَشِر فِي الأُفُقِ الَّذِي يُحَرِّم الأَكل وَالشُّرْبَ عَلَى الصَّائِمِ وَلَا يَكُونُ الصبحُ إِلا الصادقَ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَجْر فِي آخِرِ اللَّيْلِ كالشَّفَقِ فِي أَوله. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدِ انْفَجَر الصُّبْحُ وتَفَجَّر وانْفَجَر عَنْهُ الليلُ. وأَفْجَرُوا: دَخَلُوا فِي الفَجْر كَمَا تَقُولُ: أَصبحنا، مِنَ الصُّبْحِ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: فَمَا أَفْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بسُدْفةٍ ... عَلاجيمُ، عَيْنُ ابْنَيْ صُباحٍ تُثيرُها وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ: كُنْتُ أَحُلّ إِذا أَسحرْت، وأَرْحَلُ إِذا أَفْجَرْت. وَفِي الْحَدِيثِ: أُعَرّسُ إِذا أَفْجَرْت، وأَرْتَحِل إِذا أَسْفَرْت أَي أَنزل لِلنَّوْمِ وَالتَّعْرِيسِ إِذا قَرُبْتُ مِنَ الْفَجْرِ، وأَرتحل إِذا أَضاء. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَنت مُفْجِرٌ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ إِلى أَن تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: طريقٌ فَجْرٌ وَاضِحٌ: والفِجار: الطُّرُقُ مِثْلُ الفِجاج. ومُنْفَجَرُ الرَّمْلِ: طَرِيقٌ يَكُونُ فِيهِ. والفَجْر: تَفْجيرُكَ الْمَاءَ، والمَفْجَرُ: الْمَوْضِعُ يَنْفَجِرُ مِنْهُ. وانْفَجَر الماءُ والدمُ وَنَحْوُهُمَا مِنَ السَّيَّالِ وتَفَجَّرَ: انْبَعَثَ سَائِلًا. وفَجَرَه هُوَ يَفْجُره، بِالضَّمِّ، فَجْراً فانْفَجَرَ أَي بَجَسه فانْبَجَس. وفَجَّره: شُدّد لِلْكَثْرَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: فَجَّرْت بِنَفْسِكَ أَي نَسَبْتَهَا إِلى الفُجورِ كَمَا يُقَالُ فَسَّقْته وكَفَّرْته. والمَفْجَرةُ والفُجْرةُ، بِالضَّمِّ: مُنْفَجَر الْمَاءِ مِنَ الْحَوْضِ وَغَيْرِهِ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعُ تَفَتُّح الْمَاءِ. وفَجْرَة الْوَادِي: مُتَّسعه الَّذِي يَنْفَجِرُ إِليه الْمَاءُ كثُجْرَته. والمَفْجَرة: أَرض تَطْمَئِنُّ فَتَنْفَجِرُ فِيهَا أَوْدِية. وأَفْجَرَ يَنْبُوعاً مِنْ مَاءٍ أَي أَخرجه. ومَفاجر الْوَادِي: مَرَافضه حَيْثُ يرفضُّ إِليه السَّيْلُ. وانْفَجَرَتْ عَلَيْهِمُ الدَّوَاهِي: أَتتهم مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَثِيرَةً بَغْتة؛ وانْفَجَر عَلَيْهِمُ القومُ، وَكُلُّهُ عَلَى التَّشْبِيهِ.

_ (1). قوله [فَأَقَامَ فِي مَقَامٍ عَلِيٍّ] هكذا في الأَصل (2). قوله [بين فاثور إلخ] صدره: ولدى النعمان مني موقف

والمُتَفَجِّر: فرس الحرث بْنِ وَعْلَةَ كأَنه يَتَفَجَّرُ بِالْعَرَقِ. والفَجَر: الْعَطَاءُ وَالْكَرَمُ وَالْجُودُ وَالْمَعْرُوفُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مَطاعيمُ للضَّيْفِ حِينَ الشِّتاءِ، ... شُمُّ الأُنوفِ، كثِيرُ والفَجَرْ وَقَدْ تَفَجَّرَ بالكَرم وانْفَجَرَ. أَبو عُبَيْدَةَ: الفَجَر الْجُودُ الْوَاسِعُ وَالْكَرَمُ، مِنَ التَّفَجُّرِ فِي الْخَيْرِ؛ قَالَ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ الأَنصاري يُخَاطِبُ مَالِكَ بْنَ الْعَجْلَانِ: يَا مالِ، والسَّيِّدُ المُعَمَّمُ قَدْ ... يُبْطِرُه، بَعْدَ رأْيهِ، السَّرَفُ نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا، وأَنت بِمَا ... عِندك راضٍ، والرأْي مختلفُ يَا مالِ، والحَقُّ إِن قَنِعْتَ بِهِ، ... فالحقُّ فِيهِ لأَمرِنا نَصَفُ خالفتَ فِي الرأْي كلَّ ذِي فَجَرٍ، ... والحقُّ، يَا مالِ، غيرُ مَا تَصِفُ إِنَّ بُجَيْراً مَوْلًى لِقَوْمِكُمُ، ... والحَقُّ يُوفى بِهِ ويُعْتَرَفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَيْتُ الِاسْتِشْهَادِ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: خالفتَ فِي الرأْي كلَّ ذِي فَجَرٍ، ... والبَغْيُ، يَا مالِ، غيرُ مَا تَصفُ قَالَ: وَصَوَابُ إِنشاده: وَالْحَقُّ، يَا مَالِ، غَيْرُ مَا تَصِفُ قَالَ: وَسَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَنه كَانَ لِمَالِكِ بْنِ العَجْلان مَوْلى يُقَالُ لَهُ بُجَيْر، جَلَسَ مَعَ نَفَرٍ مِنَ الأَوْس مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَتَفَاخَرُوا، فَذَكَرَ بُجَيْر مَالِكَ بْنَ الْعَجْلَانِ وَفَضَّلَهُ عَلَى قَوْمِهِ، وَكَانَ سَيِّدَ الحيَّيْنِ فِي زَمَانِهِ، فَغَضِبَ جَمَاعَةٌ مِنْ كَلَامِ بُجير وَعَدَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَوس يُقَالُ لَهُ سُمَيْر بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ أَحد بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَقَتَلَهُ، فَبَعَثَ مَالِكٌ إِلى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَن ابْعَثُوا إِليَّ بسُمَيْر حَتَّى أَقتله بَمَوْلايَ، وإِلا جَرَّ ذَلِكَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا، فَبَعَثُوا إِليه: إِنا نُعْطِيكَ الرِّضَا فَخُذْ مِنَّا عَقْله، فَقَالَ: لَا آخُذُ إِلا دِيَةَ الصَّريحِ، وَكَانَتْ دِيَةُ الصَّريح ضِعْفَ دِيَةِ المَوْلى، وَهِيَ عَشْرٌ مِنَ الإِبل، ودِيةُ الْمَوْلَى خَمْسٌ، فَقَالُوا لَهُ: إِن هَذَا مِنْكَ اسْتِذْلَالٌ لَنَا وبَغْيٌ عَلَيْنَا، فأَبى مَالِكٌ إِلا أَخْذَ دِيَةِ الصَّرِيحِ، فَوَقَعَتْ بَيْنَهُمُ الْحَرْبُ إِلى أَن اتَّفَقُوا عَلَى الرِّضَا بِمَا يَحْكُمُ بِهِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، فَحَكَمَ بأَن يُعْطى دِيَةَ الْمَوْلَى، فأَبى مَالِكٌ، ونَشِبَت الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ مُدَّةً عَلَى ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: أَفْجَر الرجلُ إِذا جَاءَ بالفَجَرِ، وَهُوَ الْمَالُ الْكَثِيرُ، وأَفْجَرَ إِذا كَذَبَ، وأَفْجَرَ إِذا عَصَى، وأَفْجَرَ إِذا كَفَرَ. والفَجَرُ: كَثْرَةُ الْمَالِ؛ قَالَ أَبو مِحْجن الثَّقَفِيُّ: فَقَدْ أَجُودُ، وَمَا مَالي بِذِي فَجَرٍ، ... وأَكْتُم السرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ وَيُرْوَى: بِذِي فَنَعٍ، وَهُوَ الْكَثْرَةُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والفَجَر: الْمَالُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والفَاجِرُ: الْكَثِيرُ المالِ، وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ. وفَجَرَ الإِنسانُ يَفْجُرُ فَجْراً وفُجوراً: انْبَعَثَ فِي الْمَعَاصِي. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن التُّجَّار يُبْعثون يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً إِلا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ ؛ الفُجَّار: جَمْعُ فاجِرٍ وَهُوَ المْنْبَعِث فِي الْمَعَاصِي وَالْمَحَارِمِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي العُمْرة: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشهر الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الفُجورِ أَي مِنْ أَعظم الذُّنُوبِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

وَلَا تَخْنُوا عَلَيَّ وَلَا تَشِطُّوا ... بقَوْل الفَجْرِ، إِنَّ الفَجْر حُوبُ يُرْوَى: الفَجْر والفَخْر، فَمَنْ قَالَ الفَجْر فَمَعْنَاهُ الْكَذِبُ، وَمَنْ قَالَ الفَخر فَمَعْنَاهُ التَّزَيُّد فِي الْكَلَامِ. وفَجَرَ فُجُوراً أَي فَسَقَ. وفَجَر إِذا كَذَبَ، وأَصله الْمَيْلُ. والفاجرُ: الْمَائِلُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: قَتَلْتُم فَتًى لَا يَفْجُر اللهَ عَامِدًا، ... وَلَا يَحْتَويه جارُه حِينَ يُمْحِلُ أَي لَا يَفْجُر أَمرَ اللَّهِ أَي لَا يَمِيلُ عَنْهُ وَلَا يَتْرُكُهُ. الْهَوَازِنِيُّ: الافْتِجارُ فِي الْكَلَامِ اخْتِراقُه مِنْ غَيْرِ أَن تَسْمعه مِنْ أَحد فَتَتَعَلَّمَهُ؛ وأَنشد: نازِعِ القومَ، إِذا نازَعْتَهُمْ، ... بأَرِيبٍ أَو بِحَلَّافٍ أَبَلْ يَفْجُرُ القولَ وَلَمْ يَسْمَعْ بِهِ، ... وَهُوَ إِنْ قيلَ: اتَّقِ اللهَ، احْتَفَلْ وفَجَرَ الرجلُ بالمرأَة يَفْجُر فُجوراً: زَنَا. وفَجَرَت المرأَة: زَنَتْ. وَرَجُلٌ فاجِرٌ مِنْ قَوْمٍ فُجَّارٍ وفَجَرَةٍ، وفَجورٌ مِنْ قَوْمٍ فُجُرٍ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ؛ أَي يَقُولُ سَوْفَ أَتوب؛ وَيُقَالُ: يُكْثرُ الذنوبَ وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه يسوِّف بِالتَّوْبَةِ وَيُقَدِّمُ الأَعمال السَّيِّئَةَ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ، وَاللَّهُ أَعلم، ليَكْفُر بِمَا قُدَّامَهُ مِنَ الْبَعْثِ. وَقَالَ الْمُؤَرِّجُ: فَجَرَ إِذا رَكِبَ رأْسه فَمَضَى غَيْرَ مُكْتَرِثٍ. قَالَ: وَقَوْلُهُ لِيَفْجُرَ ، لِيَمْضِيَ أَمامه رَاكِبًا رأْسه. قَالَ: وفَجَرَ أَخطأَ فِي الْجَوَابِ، وفَجَرَ مِنْ مَرَضِهِ إِذا برأَ، وفَجَرَ إِذا كلَّ بصرُه. ابْنُ شُمَيْلٍ: الفُجورُ الرُّكُوبُ إِلى مَا لَا يَحِلُّ. وَحَلَفَ فُلَانٌ عَلَى فَجْرَةَ وَاشْتَمَلَ عَلَى فَجْرَةَ إِذا رَكِبَ أَمراً قَبِيحًا مِنْ يَمِينٍ كَاذِبَةٍ أَو زِناً أَو كَذِبٍ. قَالَ الأَزهري: فالفَجْرُ أَصله الشَّقُّ، وَمِنْهُ أُخِذَ فَجْرُ السِّكْرِ، وَهُوَ بَثْقُه، وَيُسَمَّى الفَجْرُ فَجْراً لانْفِجارِه، وَهُوَ انْصِدَاعُ الظُّلْمَةِ عَنْ نُورِ الصُّبْحِ. والفُجورُ: أَصله الْمَيْلُ عَنِ الْحَقِّ؛ قَالَ لَبِيدٌ يُخَاطِبُ عَمَّهُ أَبا مَالِكٍ: فقلتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِكَ، واعْلَمَنْ ... بأَنك، إِنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ فأَصْبَحْتَ أَنَّى تأْتِها تَبْتَئِسْ بِهَا، ... كِلا مَرْكَبَيها، تحتَ رِجْلِكَ، شاجِرُ فإِن تَتَقَدَّمْ تَغْشَ مِنْهَا مُقَدَّماً ... غَلِيظًا، وإِن أَخَّرْتَ فالكِفْلُ فاجِرُ يَقُولُ: مَقْعد الرَّدِيفِ مَائِلٌ. وَالشَّاجِرُ: الْمُخْتَلِفُ. وأَحْناءَ طَيرِك أَي جَوَانِبَ طَيْشِكَ. وَالْكَاذِبُ فاجرٌ وَالْمُكَذِّبُ فاجرٌ وَالْكَافِرُ فاجرٌ لِمَيْلِهِمْ عَنِ الصِّدْقِ وَالْقَصْدِ؛ وَقَوْلُ الأَعرابي لِعُمَرَ: فَاغْفِرْ لَهُ، اللهمَّ، إِن كَانَ فَجَرْ أَي مَالَ عَنِ الْحَقِّ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: لِيَفْجُرَ أَمامَهُ : أَي ليُكَذِّبَ بِمَا أَمامه مِنَ الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ. وَقَوْلُ النَّاسِ فِي الدُّعَاءِ: ونَخْلَع وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَنْ يَفْجُرُك مَنْ يَعْصِيكَ وَمَنْ يُخَالِفُكَ، وَقِيلَ: مَنْ يَضَعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا استأْذنه فِي الْجِهَادِ فَمَنَعَهُ لِضَعْفِ بَدَنِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِن أَطلقتني وإِلا فَجَرْتُكَ ؛ قَوْلُهُ: وإِلا فَجَرْتُكَ أَي عَصَيْتُكَ وَخَالَفْتُكَ وَمَضَيْتُ إِلى الغَزْوِ، يُقَالُ: مَالَ مِنْ حَقٍّ إِلى بَاطِلٍ. ابْنُ الأَعرابي: الفَجُور والفاجِرُ الْمَائِلُ وَالسَّاقِطُ عَنِ الطَّرِيقِ. وَيُقَالُ للمرأَة: يَا فَجارِ

مَعْدُولٌ عَنِ الفاجِرةِ، يُرِيدُ: يَا فاجِرةُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «3» رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: يَا لَفُجَر هُوَ مَعْدُولٌ عَنْ فاجِرٍ لِلْمُبَالَغَةِ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النِّدَاءِ غَالِبًا. وفَجارِ: اسْمٌ للفَجْرَة والفُجورِ مِثْلُ قَطامِ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِنا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَيْنَنَا: ... فَحَمَلْتُ بَرَّةَ، واحتملتَ فَجارِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَجارِ مَعْدُولَةٌ عَنْ فَجْرَةَ، وفَجْرَةُ عَلَمٌ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، كَمَا أَن بَرَّةَ كَذَلِكَ؛ قَالَ: وَقَوْلُ سِيبَوَيْهِ إِنها مَعْدُولَةٌ عَنِ الفَجْرَةِ تَفْسِيرٌ عَلَى طَرِيقِ الْمَعْنَى لَا عَلَى طَرِيقِ اللَّفْظِ، وَذَلِكَ أَن سِيبَوَيْهِ أَراد أَن يعرِّف أَنه مَعْدُولٌ عَنْ فَجْرَةَ عَلَمًا فَيُرِيكَ ذَلِكَ فَعَدَلَ عَنْ لَفْظِ الْعَلَمِيَّةِ الْمُرَادِ إِلى لَفْظِ التَّعْرِيفِ فِيهَا الْمُعْتَادِ، وَكَذَلِكَ لَوْ عدلتَ عَنْ بَرَّةَ قُلْتَ بَرَارِ كَمَا قُلْتَ فَجارِ، وَشَاهِدُ ذَلِكَ أَنهم عَدَلُوا حَذام وقَطام عَنْ حَاذِمَةَ وَقَاطِمَةَ، وَهُمَا عَلَمَانِ، فَكَذَلِكَ يَجِبُ أَن تَكُونَ فَجارِ معدولة عن فَجْرَةَ عَلَمًا أَيضاً. وأَفْجَرَ الرجلَ: وَجَدَهُ فاجِراً. وفَجَرَ أَمرُ الْقَوْمِ: فَسَدَ. والفُجور: الرِّيبة، وَالْكَذِبُ مِنَ الفُجُورِ. وَقَدْ رَكِبَ فُلَانٌ فَجْرَةَ وفَجارِ، لَا يُجْرَيان، إِذا كَذَبَ وفَجَرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِياكم وَالْكَذِبَ فإِنه مَعَ الفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ ؛ يُرِيدُ الْمَيْلَ عَنِ الصِّدْقِ وأَعمال الْخَيْرِ. وأَيامُ الفِجارِ: أَيامٌ كَانَتْ بَيْنَ قَيْسٍ وَقُرَيْشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ أَيام الفِجارِ أَنْبُلُ عَلَى عُمُومَتِي ، وَقِيلَ: أَيام الفِجارِ أَيام وَقَائِعَ كَانَتْ بَيْنَ الْعَرَبِ تَفَاجَرُوا فِيهَا بعُكاظَ فاسْتَحَلُّوا الحُرُمات. الْجَوْهَرِيُّ: الفِجارُ يَوْمٌ مِنْ أَيام الْعَرَبِ، وَهِيَ أَربعة أَفْجِرَةٍ كَانَتْ بَيْنَ قُرَيْشٍ ومَن مَعَهَا مِنْ كِنانَةَ وَبَيْنَ قَيْس عَيْلان فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الدَّبْرة عَلَى قَيْسٍ، وإِنما سَمَّتْ قُرَيْشٌ هَذِهِ الْحَرْبَ فِجاراً لأَنها كَانَتْ فِي الأَشهر الْحُرُمِ، فَلَمَّا قَاتَلُوا فِيهَا قَالُوا: قَدْ فَجَرْنا فَسُمِّيَتْ فِجاراً. وفِجاراتُ الْعَرَبِ: مُفَاخَرَاتُهَا، وَاحِدُهَا فِجارٌ. والفِجاراتُ أَربعة: فِجار الرَّجُلِ، وفِجار المرأَة، وفِجار القِرْد، وفِجار البَرَّاضِ، وَلِكُلِّ فِجار خَبَرٌ. وفَجَرَ الراكبُ فُجوراً: مَالَ عَنْ سَرْجِهِ. وفَجَرَ أَيْضًا: مَالَ عَنِ الْحَقِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَذَبَ وفَجَرَ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اسْتَحْمَلَه أَعرابي وَقَالَ: إِن نَاقَتِي قَدْ نَقِبتْ، فَقَالَ لَهُ: كذبتَ، وَلَمْ يَحْمِلْهُ، فَقَالَ: أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: ... مَا مَسَّها مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ، فَاغْفِرْ لَهُ، اللهمَّ، إِن كَانَ فَجَرْ أَي كَذَبَ وَمَالَ عَنِ الصِّدْقِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأَن يُقَدَّمَ أَحدُكم فتُضْرَب عُنُقُه خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَن يَخُوض غَمَراتِ الدُّنْيَا، يَا هَادِيَ الطَّرِيقِ جُرْتَ، إِنما هُوَ الفَجْر أَو الْبَحْرُ ؛ يَقُولُ: إِنِ انْتَظَرْتَ حَتَّى يُضِيءَ لَكَ الفجرُ أَبْصَرْتَ قَصْدَكَ، وإِن خَبَطت الظَّلْمَاءَ وَرَكِبْتَ العَشْواء هَجَمَا بِكَ عَلَى الْمَكْرُوهِ؛ يَضْرِبُ الفَجْر وَالْبَحْرَ مَثَلًا لِغَمَرَاتِ الدُّنْيَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ البحرُ فِي موضعه. فخر: الفَخْرُ والفَخَرُ، مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ، والفُخْر والفَخار والفَخارةُ والفِخِّيرَى والفِخِّيراءُ: التمدُّح بِالْخِصَالِ والافتِخارُ وعَدُّ الْقَدِيمِ؛ وَقَدْ فَخَرَ يَفْخَرُ فَخْراً وفَخْرَةً حَسَنَةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ فاخِرٌ وفَخُورٌ، وَكَذَلِكَ افْتَخَرَ. وتَفاخَرَ القومُ: فَخَرَ بعضُهم على بعض.

_ (3). قوله [وفي حديث عائشة] كذا بالأصل. والذي في النهاية: عاتكة،

والتفاخُرُ: التَّعَاظُمُ. والتَّفَخُّر: التَّعَظُّمُ وَالتَّكَبُّرُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُتَفَخِّرٌ مُتَفَجِّسٌ. وفاخَرَه مُفاخَرَةً وفِخاراً: عَارَضَهُ بالفَخْر فَفَخَره؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فأَصْمَتُّ عَمْراً وأَعْمَيْتُه، ... عَنِ الجودِ والفَخْرِ، يومَ الفِخار كَذَا أَنشده بِالْكَسْرِ، وَهُوَ نَشْرُ الْمَنَاقِبِ وَذِكْرُ الكرام بالكَرَمِ. فَخِيرُكَ: الَّذِي يُفاخِرُك، وَمِثَالُهُ الخَصِيمُ والفِخِّير: الْكَثِيرُ الفَخْر، وَمِثَالُهُ السِّكِّير. وفِخِّيرٌ: كَثِيرُ الِافْتِخَارِ؛ وأَنشد: يَمْشِي كَمَشْيِ الفَرِحِ الفِخِّير وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ؛ الفَخُور: الْمُتَكَبِّرُ. وفاخَرَه ففَخَره يَفْخُره فَخْراً: كَانَ أَفْخَرَ مِنْهُ وأَكرم أَباً وأُمّاً. وفَخَره عَلَيْهِ يَفْخَره فَخْراً وأَفْخَره عَلَيْهِ: فَضَّله عَلَيْهِ فِي الفَخْر. ابْنُ السِّكِّيتِ: فَخَرَ فُلَانٌ الْيَوْمَ عَلَى فُلَانٍ فِي الشَّرَفِ والجَلَد وَالْمَنْطِقِ أَي فَضَل عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ ؛ الفَخْرُ: ادِّعَاءُ الْعِظَمِ وَالْكِبْرِ وَالشَّرَفِ، أَي لَا أَقوله تَبَجُّحاً، وَلَكِنْ شكراً لله وَتَحَدُّثًا بِنِعَمِهِ. والفَخِيرُ: الْمَغْلُوبُ بالفَخْر. والمَفْخَرَة والمَفْخُرة، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَضَمِّهَا: المَأْثُرة وَمَا فُخِرَ بِهِ. وَفِيهِ فُخْرَة أَي فَخْرٌ. وإِنه لَذُو فُخْرةٍ عَلَيْهِمْ أَي فَخْرٍ. وَمَا لَكَ فُخْرَةُ هَذَا أَي فَخْرُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وفَخَر الرجلُ: تَكَبَّرَ بالفَخْر؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: حَتَّى تَزَيَّنَت الجِواءُ بفاخِرٍ ... قَصِفٍ، كأَلوان الرِّحال، عَميمِ عَنَى بِالْفَاخِرِ الَّذِي بَلَغَ وَجَادَ مِنَ النَّبَاتِ فكأَنه فَخَرَ عَلَى مَا حَوْلَهُ. والفاخرُ مِنَ الْبُسْرِ: الَّذِي يعْظُم وَلَا نَوَى لَهُ. وَالْفَاخِرُ: الْجَيِّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. واسْتَفْخَر الشيءَ: اشْتَرَاهُ فَاخِرًا، وَكَذَلِكَ فِي التَّزْوِيجِ. واسْتَفْخَر فُلَانٌ مَا شَاءَ وأَفْخَرَت المرأَةُ إِذا لَمْ تَلِدْ إِلا فَاخِرًا. وَقَدْ يَكُونُ فِي الفَخْر مِنَ الْفِعْلِ مَا يَكُونُ فِي المَجْد إِلا أَنك لَا تَقُولُ فَخِيرٌ مَكَانَ مَجيد، وَلَكِنْ فَخُور، وَلَا أَفْخَرْتُه مَكَانَ أَمْجَدْته. والفَخُور مِنَ الإِبل: الْعَظِيمَةُ الضَّرْعِ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ، وَمِنَ الْغَنَمِ كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُعْطِيكَ مَا عِنْدَهَا مِنَ اللَّبَنِ وَلَا بَقَاءَ لِلَبَنِهَا، وَقِيلَ: النَّاقَةُ الفَخُورُ الْعَظِيمَةُ الضَّرْع الضَّيِّقَةُ الأَحاليل: وضَرْع فَخُورٌ: غَلِيظٌ ضيِّق الأَحاليل قَلِيلُ اللَّبَنِ، وَالِاسْمُ الفُخْر والفُخُرُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكُرْ، ... وَاسِعَةُ الأَخْلافِ فِي غَيْرِ فُخُرْ وَنَخْلَةٌ فَخُورٌ: عَظِيمَةُ الجِذْع غَلِيظَةُ السَّعَف. وَفَرَسٌ فَخور: عَظِيمُ الجُرْدانِ طَوِيلُهُ. وغُرْمُول فَيْخَر: عَظِيمٌ. وَرَجُلٌ فَيْخَر: عَظُمَ ذَلِكَ مِنْهُ، وَقَدْ يُقَالُ بِالزَّايِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. الأَصمعي: يُقَالُ من الكِبْر والفَخْر فَخِزَ الرجلُ، بِالزَّايِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَجُعِلَ الفَخْر والفَخْز وَاحِدًا. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ فَيْخَر وفَيْخَزٌ، بِالرَّاءِ وَالزَّايِ، إِذا كَانَ عَظِيمَ الجُرْدانِ. ابْنُ الأَعرابي: فَخِرَ الرَّجُلُ يَفْخَر إِذا أَنِفَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وتَراه يَفْخَرُ أَنْ تَحُلّ بيوتُه، ... بمَحَلَّة الزَّمِر القصيرِ، عِنانا وَفَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ يأْنَفُ. والفَخَّار: الخَزَف. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ يَتَبَرَّز فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ بإِداوةٍ وفَخَّارة ؛ الفَخَّار: ضَرْبٌ

مِنَ الخَزَف مَعْرُوفٌ تَعْمَلُ مِنْهُ الجِرارُ والكِيزان وَغَيْرُهَا. والفَخَّارةُ: الجَرَّة، وَجَمْعُهَا فَخَّار مَعْرُوفٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ . والفاخُور: نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّيَاحِينِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ المَرْوُ الْعَرِيضُ الورقِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي خَرَجَتْ لَهُ جَمامِيحُ فِي وَسَطِهِ كأَنه أَذناب الثَّعَالِبِ، عَلَيْهَا نَوْرٌ أَحمر فِي وَسَطِهِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، يُسَمِّيهِ أَهْل الْبَصْرَةِ رَيْحان الشُّيُوخِ، زَعَمَ أَطباؤهم أَنه يَقْطَعُ السُّباتَ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: إِنَّ لَنَا لجَارَةً فُناخِره، ... تَكْدَحُ لِلدُّنْيَا وتَنْسى الْآخِرَهْ فَيُقَالُ: هِيَ المرأَة الَّتِي تتدحرج في مشيتها. فدر: فَدَر الفحلُ يَفْدِر فُدُوراً، فَهُوَ فادِرٌ: فَتَرَ وَانْقَطَعَ وجَفَر عَنِ الضِّرَابِ وَعَدَلَ، وَالْجَمْعُ فُدْر وفَوادِر. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْفَحْلِ إِذا انْقَطَعَ عَنِ الضِّرَابِ فَدَّرَ وفَدَر وأَفْدَرَ، وأَصله فِي الإِبل. وَطَعَامٌ مُفْدِرٌ ومَفْدَرةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: يَقْطَعُ عَنِ الْجِمَاعِ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: أَكل الْبِطِّيخِ مَفْدَرة. والفَدُور وَالْفَادِرُ: الوَعِل الْعَاقِلُ فِي الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ الوَعِل الشَّابُّ التَّامُّ، وَقِيلَ: هُوَ المُسِن، وَقِيلَ: الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الفَدَر أَيضاً، فَجَمْعُ الفادِرِ فَوادر وفُدورٌ، وَجَمْعُ الفَدَر فُدورٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْجَمْعُ فُدْر وفُدور، والمَفْدرة اسْمُ الْجَمْعِ، كَمَا قَالُوا مَشْيَخة. وَمَكَانُ مَفْدرة: كَثِيرُ الفُدْر، وَقِيلَ فِي جَمْعِهِ: فُدُر؛ وأَنشد الأَزهري لِلرَّاعِي: وكأَنما انْبَطَحَتْ، عَلَى أَثْباجِها، ... فُدُر تَشابَهُ قَدْ يَمَمْنَ وُعُولا قَالَ الأَصمعي: الفادِرُ مِنَ الوُعول الَّذِي قَدْ أَسَنَّ بِمَنْزِلَةِ القارِح مِنَ الْخَيْلِ والبازِل مِنَ الإِبل وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ قَالَ فِي الْفَادِرِ: الْعَظِيمُ مِنَ الأَرْوَى، بَقَرَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الفادِر والفَدُور المُسِن مِنَ الوُعول، وَهُوَ مِنْ فَدَر الْفَحْلُ فُدوراً إِذا عَجَزَ عَنِ الضِّراب؛ يَعْنِي فِي فِدْيته بقرة الضمير عائد إِلى مجاهد؛ يريد أن فدية الفادر بَقَرَةٌ. والفادرةُ: الصَّخْرَةُ الضَّخْمَةُ الصَّمَّاء فِي رأْس الْجَبَلِ، شُبِّهَتْ بالوَعِل. والفادرُ: اللَّحْمُ الْبَارِدُ الْمَطْبُوخُ. والفِدْرةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ إِذا كَانَتْ مُجْتَمِعَةً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدةً وفِدْرَة وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أُهْدِيَتْ لِي فِدْرةٌ مِنْ لَحْمٍ أَي قِطْعَةٌ ؛ والفِدْرة: الْقِطْعَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَيْشِ الخَبَط: فَكُنَّا نَقْتَطِعُ مِنْهُ الفِدَرَ كَالثَّوْرِ ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: الفِدْرة الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ الْمَطْبُوخِ الْبَارِدَةُ. الأَصمعي: أَعطيته فِدْرَةً مِنَ اللَّحْمِ وهَبْرَةً إِذا أَعطاه قِطْعَةً مُجْتَمِعَةً، وَجَمْعُهَا فِدَرٌ. والفِدْرةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، والفِدْرة مِنَ التَّمْرِ: الْكَعْبُ، والفِدْرة مِنَ الْجَبَلِ: قِطْعَةٌ مُشْرِفَةٌ مِنْهُ، والفِنْديرةُ دُونَهَا. والفَدِر: الأَحمق، بكسر الدال. فرر: الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان وَالْهَرَبُ. فَرَّ يَفِرُّ فِرَارًا: هَرَبَ. وَرَجُلٌ فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غَيْرُ كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وَصْفٌ بالمصدرْ، فَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: قَالَ سُراقةُ بْنُ مَالِكٍ حِينَ نَظَرَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وإِلى أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُهاجِرَيْنِ إِلى الْمَدِينَةِ فَمَرَّا بِهِ فَقَالَ: هَذَانِ فَرُّ قريشٍ، أَفلا أَردّ عَلَى قُرَيْشٍ فَرَّها ؟ يُرِيدُ الفارَّين مِنْ قُرَيْشٍ؛ يُقَالُ مِنْهُ رَجُلٌ فَرٌّ وَرَجُلَانِ فَرٌّ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. قَالَ

الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ فَرٌّ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، يَعْنِي هَذَانِ الفَرّان؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صَائِدًا أَرسل كِلَابَهُ عَلَى ثَوْرٍ وَحْشِيٍّ فَحَمَلَ عَلَيْهَا فَفَرَّت مِنْهُ فَرَمَاهُ الصَّائِدُ بِسَهْمٍ فأَنفذ بِهِ طُرَّتَيْ جَنْبَيْهِ: فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى لَهُ ... سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ وَقَدْ يَكُونُ الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ كَشَارِبٍ وشَرْبٍ وَصَاحِبٍ وصَحْبٍ؛ وأَراد: فأَنفذ طُرَّتيه السَّهْمُ فَلَمَّا لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ قَالَ: المِنْزَع. والفُرَّى: الكَتيبةُ الْمُنْهَزِمَةُ، وَكَذَلِكَ الفُلَّى. وأَفَرَّه غيرُه وتَفارُّوا أَي تَهَارَبُوا. وَفَرَسٌ مِفَرٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: يَصْلُحُ للفِرار عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَيْنَ الْمَفَرُّ. والمَفِرُّ، بِكَسْرِ الْفَاءِ: الْمَوْضِعُ. وأَفَرَّ بِهِ: فَعَل بِهِ فِعْلًا يَفِرُّ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: مَا يُفِرُّك عَنِ الإِسلام إِلا أَن يُقَالَ لَا إِله إِلا اللَّهُ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ أَفْرَرْتُ الرَّجُلَ أُفِرُّه إِفْرَاراً إِذا عَمِلْتَ بِهِ عَمَلًا يَفِرُّ مِنْهُ وَيَهْرُبُ، أَي يَحْمِلُكَ عَلَى الْفِرَارِ إِلا التَّوْحِيدُ؛ وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ يَقُولُونَهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْفَاءِ قَالَ: وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ: أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قُلُوبِهِمْ، ... فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ أَي حَمَلَهَا عَلَى الْفِرَارِ وَجَعَلَهَا خَالِيَةً بَعِيدَةً غَائِبَةَ الْعُقُولِ. والفَرورُ مِنَ النِّسَاءِ: النَّوارُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَيْنَ الْمَفَرُّ ؛ أَي أَين الفِرارُ، وَقُرِئَ: أَين المَفِرّ، أَي أَين مَوْضِعُ الْفِرَارِ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ؛ وَقَدْ أَفْرَرْته. وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بِالضَّمِّ، فَرّاً كَشَفَ عَنْ أَسنانها لِيَنْظُرَ مَا سِنُّها. يُقَالُ: فَرَرْتُ عَنْ أَسنان الدَّابَّةِ أَفُرُّ عَنْهَا فَرّاً إِذا كَشَفْتَ عَنْهَا لِتَنْظُرَ إِليها. أَبو رِبْعِيٍّ وَالْكِلَابِيُّ: يُقَالُ هَذَا فُرُّ بَنِي فلانٍ وَهُوَ وَجْهُهُمْ وَخِيَارُهُمُ الَّذِي يَفْترُّونَ عَنْهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ويَفْتَرُّ منكَ عَنِ الواضِحات، ... إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ وَمِنْ أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ. وَيُقَالُ: الخبيثُ عينُه فرُارُه؛ يَقُولُ: تَعْرِفُ الْجَوْدَةَ فِي عَيْنِهِ كَمَا تَعرف سنَّ الدَّابَّةِ إِذا فَرَرْتَها، وَكَذَلِكَ تَعْرِفُ الْخُبْثَ فِي عَيْنِهِ إِذا أَبصرته. الْجَوْهَرِيُّ: إِن الجوادَ عينُه فُراره، وَقَدْ يَفْتَحُ، أَي يُغْنيك شَخْصُهُ ومَنْظَرُه عَنْ أَن تَخْتَبِرَهُ وأَن تَفُرَّ أَسنانه. وفَرَرْتُ الْفَرَسَ أَفُرُّه فَرًّا إِذا نَظَرْتَ إِلى أَسنانه. وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَقَدْ فُرِرْت عَنْ ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَراد أَن يَشْتَرِيَ بَدَنَةً فَقَالَ: فُرَّها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يَبْلُغُنِي عَنْكَ أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عَنْهَا أَي أَكشفك. ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْجَوَادِ عَيْنُهُ فِرارُه؛ تَقُولُهُ إِذا رأَيته، بِكَسْرِ الْفَاءِ، وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ للإِنسان يسأَل عَنْهُ أَي أَنه مُقِيمٌ لَمْ يَبْرَحْ. وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عَنْهُ: بَحَثَ، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي اسْتَقْبَلَهُ. وَيُقَالُ أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ؛ قَالَ: وَمَا ارْتَقَيْتُ عَلَى أَرجاءِ مَهْلَكةٍ، ... إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لِي جَذَعا وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سَقَطَتْ رواضعُها وَطَلَعَ غيرُها. وافْتَرَّ الإِنسان: ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَنًا وافْتَرَّ فُلَانٌ ضَاحِكًا أَي أَبدى أَسنانه. وافْتَرَّ عَنْ ثَغْره إِذا كَشَرَ ضَاحِكًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ،

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الغَمام أَي يَكْشِرُ إِذا تَبَسَّمَ مِنْ غَيْرِ قَهْقَهَة، وأَراد بِحَبِّ الْغَمَامِ البَرَدَ؛ شبَّه بَيَاضَ أَسنانه بِهِ. وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افْتَعَلَ، مِنْ فَرَرْتُ أَفُرُّ. وَيُقَالُ: فُرَّ فُلَانًا عَمَّا فِي نَفْسِهِ أَي اسْتَنْطِقْهُ لِيَدُلَّ بِنُطْقِهِ عَمَّا فِي نَفْسِهِ. وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وَهُوَ فَوْقَ الانْكِلالِ فِي الضَّحِكِ وَالْبَرْقِ، وَاسْتَعَارُوا ذَلِكَ لِلزَّمَنِ فَقَالُوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الَّذِي يَفْتَرُّ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَن الصَّرْفة إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ. وافْتَرَّ الشيءَ: اسْتَنْشَقَهُ؛ قَالَ رؤْبة: كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا وَيُقَالُ: هُوَ فُرَّةُ قومِه أَي خِيَارُهُمْ، وَهَذَا فُرَّةُ مَالِي أَي خِيرته. الْيَزِيدِيُّ: أَفْرَرْتُ رأْسه بِالسَّيْفِ إِذا فَلَقْتَهُ. والفَرِيرُ والفُرارُ: وَلَدُ النَّعْجَةِ وَالْمَاعِزَةِ وَالْبَقَرَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الفَريرُ وَلَدُ الْبَقَرِ؛ وأَنشد: يَمْشِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم، ... عَلَيْكُمْ مِثْلُ فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور قَالَ: أَراد فُرَار فَقَالَ فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وَجَمْعُهَا فُرارٌ أَيضاً، وَهُوَ مِنْ أَولاد الْمَعَزِ مَا صَغُرَ جِسْمُهُ؛ وعَمَّ ابْنُ الأَعرابي بالفَرِيرِ وَلَدَ الْوَحْشِيَّةِ مِنَ الظِّباء وَالْبَقَرِ وَنَحْوِهِمَا. وَقَالَ مُرَّةُ: هِيَ الخِرْفان والحُمْلان؛ وَمِنْ أَمثالهم: نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا قَالَ الْمُؤَرِّجُ: هُوَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ يُقَالُ لَهُ فُرارٌ وفَرِيرٌ، مِثْلُ طُوالٍ وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وَقَوِيَ أَخذ فِي النَّزَوان، فَمَتَى مَا رَآهُ غيرُه نَزا لِنَزْوِه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ تُتَّقى مُصَاحَبَتُهُ. يَقُولُ: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ فعلَه. يُقَالُ: فُرارٌ جَمْعُ فُرارةٍ وَهِيَ الخِرْفان، وَقِيلَ: الفَرير وَاحِدٌ والفُرارُ جَمْعٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَمْ يأْت عَلَى فُعالٍ شَيْءٌ مِنَ الْجَمْعِ إِلا أَحرف هَذَا أَحدها، وَقِيلَ: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فُطِمَ واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي الفُرارِ الَّذِي هُوَ وَاحِدُ قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: لَعَمْري لَقَدْ هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ، ... فَرَيْتَ بِرِجْلَيْهَا الفُرارَ المُرَنَّقا والفُرارُ: يَكُونُ لِلْجَمَاعَةِ وَالْوَاحِدِ. والفُرار: البهْم الْكِبَارُ، وَاحِدُهَا فُرْفُور. والفَرِيرُ: مَوْضِعُ المَجَسَّة مِنْ مَعْرفة الْفَرَسِ، وَقِيلَ: هُوَ أَصل مَعْرفة الْفَرَسِ. وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا اسْتَعْجَلَ بِالْحَمَاقَةِ. وَوَقَعَ الْقَوْمُ فِي فُرَّةٍ وأُفُرَّة أَي اخْتِلَاطٍ وَشِدَّةٍ. وفُرَّةُ الْحَرِّ وأُفُرَّتهُ: شِدَّتُهُ، وَقِيلَ: أَوله. وَيُقَالُ: أَتانا فُلَانٌ فِي أُفُرَّةِ الْحَرِّ أَي فِي أَوله، وَيُقَالُ: بَلْ فِي شِدَّتِهِ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِهَا وَالْفَاءُ مَضْمُومَةٌ فِيهِمَا؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: فِي فُرَّةِ الْحَرِّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: فِي أَفُرَّةِ الْحَرِّ، بِفَتْحِ الأَلف. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ أَن مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الأَلف عَيْنًا فَيَقُولُ: فِي عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الْحَرِّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُفُرَّةٌ عِنْدِي مِنْ بَابِ أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية عَلَى فُعُلَّةٍ مِثْلُ الخُضُلَّةِ. اللَّيْثُ: مَا زَالَ فُلَانٌ فِي أُفُرَّةِ شَرٍّ مِنْ فُلَانٍ. والفَرْفَرَةُ: الصِّيَاحُ. وفَرْفَرَه: صَاحَ بِهِ؛ قَالَ أَوس بْنُ مَغْرَاءَ السَّعْدِيُّ: إِذا مَا فَرْفَروه رَغَا وَبَالَا والفَرْفَرةُ: الْعَجَلَةُ. ابْنُ الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إِذا

عَقَلَ بَعْدَ اسْتِرْخَاءٍ. والفَرْفَرةُ: الطَّيْشُ وَالْخِفَّةُ؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ. والفَرْفَرةُ: الْكَلَامُ. والفَرْفارُ: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ كالثَّرْثارِ. وفَرْفَر فِي كَلَامِهِ: خلَّط وأَكثر. والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ. وفَرْفَر الشيءَ: كَسَرَهُ. والفُرافِرُ والفَرْفار: الَّذِي يُفَرْفِرُ كُلَّ شَيْءٍ أَي يَكْسِرُهُ. وفَرْفَرْت الشَّيْءَ: حَرَّكْتُهُ مِثْلُ هَرْهَرْته؛ يُقَالُ: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضَرَبَ بفأْس لِجَامِهِ أَسنانه وَحَرَّكَ رأْسه؛ وَنَاسٌ يَرْوُونه فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ بِالْقَافِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ قَوْلُهُ: إِذا زُعْتُه مِنْ جانِبَيْهِ كِلَيْهما، ... مَشَى الهَيْذَبى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرا وَيُرْوَى قَرْقَرا. والهَيْذَبى، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ: سَيْرٌ سَرِيعٌ مِنْ أَهْذَبَ الفرسُ فِي سَيْرِهِ إِذا أَسرع، وَيُرْوَى الهَيْدَبى، بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهِيَ مِشْية فِيهَا تَبَخْتُرٌ، وأَصله مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي لَهُ هُدْبٌ لأَن الْمَاشِيَ فِيهِ يَتَبَخْتَرُ؛ قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ فَرْفَر، بِالْفَاءِ، عَلَى مَا فَسَّرَهُ؛ وَمَنْ رَوَاهُ قَرْقَر، بِالْقَافِ، فَبِمَعْنَى صَوَّت. قَالَ: وَلَيْسَ بِالْجَيِّدِ عِنْدَهُمْ لأَن الْخَيْلَ لَا تُوصَفُ بِهَذَا. وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حَرَّكَهُ. وَفَرَسٌ فُرافِرٌ: يُفَرْفِرُ اللِّجَامَ فِي فِيهِ. وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نَفَضَنِي وَحَرَّكَنِي. وفَرْفَر البعيرُ: نَفَضَ جَسَدَهُ. وفَرْفَرَ أَيضاً: أَسرع وَقَارَبَ الخَطْو؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: مَشَى الهَيْذَبى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرا وفَرْفَر الشيءَ: شَقَّقَهُ. وفَرْفَر إِذا شَقَّقَ الزِّقاقَ وَغَيْرَهَا. والفَرْفار: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ تُتَّخَذُ مِنْهُ العِساسُ والقِصاعُ؛ قَالَ: والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ البَلط: المِخرطة. والحُبَر: العُقَد. وفَرْفَرَ الرَّجُلُ إِذا أَوقد بالفَرْفار، وَهِيَ شَجَرَةٌ صَبُور عَلَى النَّارِ. وفَرْفَر إِذا عَمِلَ الفَرْفار، وَهُوَ مَرْكب مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة. والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يُتَّخَذُ مِنَ اليَنْبُوتِ، وَفِي مَكَانٍ آخَرَ: سويقُ يَنْبوتِ عُمان. والفُرْفُر: الْعُصْفُورُ، وَقِيلَ: الفُرْفُر والفُرْفُور الْعُصْفُورُ الصَّغِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُرْفُور طَائِرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حجازيَّة لَمْ تَدْرِ مَا طَعْمُ فُرْفُرٍ، ... وَلَمْ تأْتِ يَوْمًا أَهلَها بِتُبُشِّرِ قَالَ: التُّبُشِّر الصَّعْوة. وَفِي حَدِيثِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: مَا رأَيت أَحداً يُفَرْفِرُ الدُّنْيَا فَرْفَرَةَ هَذَا الأَعرج ؛ يَعْنِي أَبا حَازِمٍ، أَي يَذُمُّهَا ويمزِّقها بِالذَّمِّ وَالْوَقِيعَةِ فِيهَا. وَيُقَالُ الذِّئْبُ يُفَرْفِرُ الشَّاةَ أَي يُمَزِّقُهَا. وفَرِير: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. فزر: الفَزْر، بِالْفَتْحِ: الْفَسْخُ فِي الثَّوْبِ. وفَزَرَ الثَّوْبَ فَزْراً: شَقَّهُ. والفِزَرُ: الشُّقُوقُ. وتَفَزَّر الثَّوْبُ وَالْحَائِطُ: تَشَقَّقَ وَتَقَطَّعُ وبَلِيَ. وَيُقَالُ: فَزَرْتُ الجُلَّة وأَفْزَرْتُها وفَزَّرْتُها إِذا فَتَّتَّها. شَمِرٌ: الفَزْر الْكَسْرُ؛ قَالَ: وَكُنْتُ بِالْبَادِيَةِ فرأَيت قِباباً مَضْرُوبَةً، فَقُلْتُ لأَعرابي: لِمَنْ هَذِهِ القِباب؟ فَقَالَ: لِبَنِي فَزارَةَ، فَزَر اللهُ ظُهُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَا تَعْني بِهِ؟ فَقَالَ: كَسَرَ اللَّهُ. والفُزُورُ: الشُّقُوقُ والصُّدوع. وَيُقَالُ: فَزَرْتُ أَنف فُلَانٍ فَزْراً أَي ضَرَبْتُهُ بِشَيْءٍ فَشَقَقْتُهُ، فَهُوَ مَفْزُورُ الأَنف. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: الفَرْز قَرِيبٌ مِنَ الفَزْر؛ تَقُولُ: فَرَزْت الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ أَي فَصَلته، وفَزَرْت الشيءَ صَدَعْته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار أَخذ لَحْيَ جَزورٍ فَضَرَبَ بِهِ أَنف سَعْدٍ فَفَزَره أَي شَقَّهُ. وَفِي حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ

شِهَابٍ: خَرَجْنَا حُجَّاجاً فأَوطأَ رَجُلٌ رَاحِلَتَهُ ظَبْيًا فَفَزَر ظَهْرَهُ أَي شَقَّهُ وَفَسَخَهُ. وفَزَرَ الشَّيْءَ يَفْزُره فَزْراً: فَرَّقَهُ. والفَزْرُ: الضَّرْبُ بِالْعَصَا، وَقِيلَ: فَزَرَه بِالْعَصَا ضَرَبَهُ بِهَا عَلَى ظَهْرِهِ. والفَزَر: رِيحُ الحَدبة. وَرَجُلٌ أَفْزَرُ بيِّن الفَزَر: وَهُوَ الأَحدب الَّذِي فِي ظَهْرِهِ عُجْرة عَظِيمَةٌ، وَهُوَ المَفْزور أَيضاً. والفُزْرة: العُجْرة الْعَظِيمَةُ فِي الظَّهْرِ وَالصَّدْرِ. فَزِرَ فَزَراً، وَهُوَ أَفْزَر. والمَفْزور: الأَحدب. وَجَارِيَةٌ فَزْراء: مُمْتَلِئَةٌ شَحْمًا وَلَحْمًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتِ الإِدراك؛ قَالَ الأَخطل: وَمَا إِن أَرى الفَزْراءَ إِلا تَطَلُّعاً، ... وخِيفةَ يَحْمِيها بَنُو أُم عَجْرَدِ أَراد: وَخِيفَةَ أَن يَحْمِيَهَا. والفِزْرُ، بِالْكَسْرِ: القَطِيع مِنَ الْغَنَمِ. والفِزرُ مِنَ الضأْن: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى الْعِشْرِينَ، والصُّبَّةُ: مَا بَيْنَ الْعَشْرِ إِلَى الأَربعين مِنَ المِعْزَى. والفِزْرُ الْجَدْيُ؛ يُقَالُ: لَا أَفعله مَا نَزَا فِزْرٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا آتِيكَ مِعْزَى الفِزْر؛ الْفِزْرُ لَقَبٌ لِسَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ وَافى الْمَوْسِمَ بمِعْزَى فأَنْهَبَها هُنَاكَ وَقَالَ: مَنْ أَخذ مِنْهَا وَاحِدَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا فِزْرٌ، وَهُوَ الِاثْنَانِ فأَكثر، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ نَحْوَ ذَلِكَ إِلَّا أَنه قَالَ: الفِزْرُ هُوَ الْجَدْيُ نَفْسُهُ، فَضَرَبُوا بِهِ الْمَثَلَ فَقَالُوا: لَا آتِيكَ مِعْزَى الفِزْرِ أَي حَتَّى تَجْتَمِعَ تِلْكَ، وَهِيَ لَا تَجْتَمِعُ أَبداً؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الْكَلْبِيِّ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: لَا أَعرفه، وَقَالَ الأَزهري: وَمَا رأَيت أَحداً يَعْرِفُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما لُقِّب سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بِذَلِكَ لأَنه قَالَ لِوَلَدِهِ وَاحَدًا بَعْدَ وَاحِدٍ: ارْعَ هَذِهِ المِعْزَى، فأَبوا عَلَيْهِ فَنَادَى فِي النَّاسِ أَن اجْتَمِعُوا فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ: انْتَهِبُوهَا وَلَا أُحِلُّ لأَحد أَكثر مِنْ وَاحِدَةٍ، فتقطَّعوها فِي سَاعَةٍ وَتَفَرَّقَتْ فِي الْبِلَادِ، فَهَذَا أَصل الْمَثَلِ، وَهُوَ مِنْ أَمثالهم فِي تَرْكِ الشَّيْءِ. يُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مِعْزَى الفِزْرِ؛ فَمَعْنَاهُ فِي مِعْزَى الفِزْر أَن يَقُولُوا حَتَّى تَجْتَمِعَ تِلْكَ وَهِيَ لَا تَجْتَمِعُ الدَّهْرَ كُلَّهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الفِزْرُ أَبو قبيلة من وهو تميم سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ. والفَزارةُ: الأُنثى مِنَ النِّمِر، والفِزْرُ: ابْنُ النَّمِرِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: ابْنُ البَبْرِ والفَزارةُ أُمه والفِزْرَةُ أُخته والهَدَبَّسُ أَخوه. التَّهْذِيبُ: والبَبْرُ يُقَالُ لَهُ الهَدَبَّس وأُنثاه الفَزارةُ؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ: وَلَقَدْ رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارةً، ... والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَه كالضَّيْوَنِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلت ثَعْلَبًا عَنِ الْبَيْتِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رأَيت هَذِهِ الْحُرُوفَ فِي كِتَابِ اللَّيْثِ وَهِيَ صَحِيحَةٌ. وطريقٌ فازِرٌ: بَيِّن وَاسِعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطريقِ الفازِرِ، ... دَقَّ الدَّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ والفازِرةُ: طَرِيقٌ تأْخذ فِي رَمْلَةٍ فِي دَكادِكَ لينةٍ كأَنها صَدْعٌ فِي الأَرض مُنْقَادٌ طَوِيلٌ خِلْقَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَازِرُ الطَّرِيقُ تَعْلُو النِّجَافَ والقُورَ فتَفْزِرُها كأَنها تَخُدُّ في رؤوسها خُدُوداً. تَقُولُ: أَخَذْنا الفازِرَ وأَخذنا طريقَ فازِرٍ، وَهُوَ طريق أَثَّرَ في رؤوس الْجِبَالِ وفَقَرها. والفِزْرُ: هَنَةٌ كَنَبْخَةٍ تَخْرُجُ فِي مَغْرِز الْفَخِذِ دُوَيْنَ مُنْتَهَى الْعَانَةِ كغُدَّةٍ مِنْ قُرْحَةٍ تَخْرُجُ بِالرَّجُلِ» . أَو جِرَاحَةٍ. والفازِرُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّمْلِ فِيهِ حمرة وفَزَارة.

_ (4). قوله [تخرج بالرجل] عبارة القاموس تخرج بالإنسان

وبنو الأَفْرَرِ: قَبِيلَةٌ؛ وَقِيلَ: فَزَارةُ أَبو حَيٍّ مِنْ غَطَفان، وَهُوَ فَزارَةُ بْنِ ذُبْيان بْنِ بَغِيض بْنِ رَيْث بْنِ غَطَفان. فسر: الفَسْرُ: الْبَيَانُ. فَسَر الشيءَ يفسِرُه، بالكَسر، ويفْسُرُه، بِالضَّمِّ، فَسْراً وفَسَّرَهُ: أَبانه، والتَّفْسيرُ مِثْلُهُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّفْسيرُ والتأْويل وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ؛ الفَسْرُ: كَشْفُ المُغَطّى، والتَّفْسير كَشف المُراد عَنِ اللَّفْظِ المُشْكل، والتأْويل: رَدُّ أَحد الْمُحْتَمَلَيْنِ إِلَى مَا يُطَابِقُ الظَّاهِرَ. واسْتَفْسَرْتُه كَذَا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لِي. والفَسْر: نَظَرُ الطَّبِيبِ إِلَى الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ التَّفْسِرةُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَظنه مولَّداً، وَقِيلَ: التَّفْسِرةُ الْبَوْلُ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الْمَرَضِ وَيَنْظُرُ فِيهِ الأَطباء يَسْتَدِلُّونَ بِلَوْنِهِ عَلَى عِلَّةِ الْعَلِيلِ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّنْهِيَةِ، وَكُلُّ شَيْءٍ يُعْرَفُ بِهِ تَفْسِيرُ الشَّيْءِ وَمَعْنَاهُ، فَهُوَ تَفْسِرَتُه. فطر: فطَرَ الشيءَ يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر وفطَّرَه: شَقَّهُ. وتَفَطَّرَ الشيءُ: تَشَقَّقَ. والفَطْر: الشَّقُّ، وَجَمْعُهُ فُطُور. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: شَقَقْتِ القلبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فِيهِ ... هواكِ، فَلِيمَ، فالتَأَمَ الفُطُورُ وأَصل الفَطْر: الشَّقُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ؛ أَي انْشَقَّتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ أَي انْشَقَّتَا. يُقَالُ: تَفَطَّرَتْ وانْفَطَرتْ بمعنى؛، منه أُخذ فِطْرُ الصَّائِمِ لأَنه يَفْتَحُ فَاهُ. ابْنُ سِيدَهْ: تَفَطَّرَ الشيءُ وفَطَر وانْفَطَر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ؛ ذَكَّرَ عَلَى النَّسَبِ كَمَا قَالُوا دَجَاجَةٌ مُعْضِلٌ. وَسَيْفٌ فُطَار: فِيهِ صُدُوعٌ وَشُقُوقٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وَسَيْفِي كالعَقِيقَةِ، وَهُوَ كِمْعِي، ... سِلَاحِي لَا أَفَلَّ وَلَا فُطارا ابْنُ الأَعرابي: الفُطَارِيّ مِنَ الرِّجَالِ الفَدْم الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ وَلَا شَرَّ، مأْخوذ مِنَ السَّيْفِ الفُطارِ الَّذِي لَا يَقْطع. وفَطَر نابُ الْبَعِيرِ يَفْطُر فَطْراً: شَقّ وَطَلَعَ، فَهُوَ بَعِيرٌ فاطِر؛ وَقَوْلُ هِمْيَانَ: آمُلُ أَنْ يَحْمِلَني أَمِيري ... عَلَى عَلاةٍ لأْمَةِ الفُطُور يَجُوزُ أَن يَكُونَ الفُطُور فِيهِ الشُّقوق أَي أَنها مُلْتَئِمةُ مَا تُبَايِنُ مِنْ غَيْرِهَا فَلَمْ يَلْتَئِم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ شَدِيدَةٌ عِنْدَ فُطورِ نَابِهَا موَثَّقة. وفَطَر النَّاقَةَ «1». وَالشَّاةَ يَفْطِرُها فَطْراً: حَلَبَهَا بأَطراف أَصابعه، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْلُبَهَا كَمَا تَعْقِد ثلاثين بالإِبهامين وَالسَّبَّابَتَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَطْر حَلْبُ النَّاقَةِ بِالسَّبَّابَةِ والإِبهام، والفُطْر: الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ حِينَ يُحْلب. التَّهْذِيبُ: والفُطْر شَيْءٌ قَلِيلٌ مِنَ اللَّبَنِ يُحْلَبُ ساعتئذٍ؛ تَقُولُ: مَا حَلَبْنَا إِلَّا فُطْراً؛ قَالَ المرَّار: عاقرٌ لَمْ يُحْتلب مِنْهَا فُطُرْ أَبو عَمْرٍو: الفَطِيرُ اللَّبَنُ سَاعَةَ يُحْلَبُ. والفَطْر: المَذْي؛ شُبِّه بالفَطْر فِي الْحَلْبِ. يُقَالُ: فَطَرْتُ الناقة أَفْطُرُها أَفْطِرُها فَطْراً، وَهُوَ الْحَلْبُ بأَطراف الأَصابع. ابْنُ سِيدَهْ: الفَطْر الْمَذْيُ، شُبِّهَ بالحَلْب لأَنه لَا يَكُونُ إِلا بأَطراف الأَصابع فَلَا يَخْرُجُ اللَّبَنُ إِلا قَلِيلًا، وَكَذَلِكَ الْمَذْيُ يَخْرُجُ قَلِيلًا، وَلَيْسَ المنيّ كذلك؛

_ (1). قوله [وفطر الناقة] من باب نصر وضرب،. عن الفراء. وما سواه من باب نصر فقط أَفاده شرح القاموس

وَقِيلَ: الفَطْر مأْخوذ مِنْ تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ دَمًا أَي سالَتا، وَقِيلَ: سُمِّيَ فَطْراً لأَنه شُبِّهَ بفَطْرِ نَابِ الْبَعِيرِ لأَنه يُقَالُ: فَطَرَ نابُه طَلَعَ، فَشُبِّهَ طُلُوعُ هَذَا مِنَ الإِحْليلِ بِطُلُوعِ ذَلِكَ. وَسُئِلَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الْمَذْيِ فَقَالَ: ذَلِكَ الفَطْرُ ؛ كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِالْفَتْحِ، وَرَوَاهُ ابْنُ شُمَيْلٍ: ذَلِكَ الفُطْر، بِضَمِّ الْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، فَالْفَتْحُ مِنْ مَصْدَرِ فَطَرَ نابُ الْبَعِيرِ فَطْراً إِذَا شَقّ اللَّحْمَ وَطَلَعَ فشُبِّه بِهِ خُرُوجُ الْمَذْيِ فِي قِلَّتِهِ، أَو هُوَ مَصْدَرُ فَطَرْتُ النَّاقَةَ أَفْطُرُها إِذَا حَلَبْتَهَا بأَطراف الأَصابع، وأَما الضَّمُّ فَهُوَ اسْمُ مَا يَظْهَرُ مِنَ اللَّبَنِ عَلَى حَلَمة الضَّرْع. وفَطَرَ نابُه إِذا بَزَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى نَهَى رائِضَه عَنْ فَرِّهِ ... أَنيابُ عاسٍ شَاقِئٍ عَنْ فَطْرِهِ وانْفَطر الثَّوْبُ إِذا انْشَقَّ، وَكَذَلِكَ تَفَطَّر. وتَفَطَّرَت الأَرض بِالنَّبَاتِ إِذا تَصَدَّعَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: كَيْفَ تَحْلُبُهَا مَصْراً أَم فَطْراً ؟ هُوَ أَن تَحْلُبَهَا بِإِصْبَعَيْنِ بِطَرَفِ الإِبهام. والفُطْر: مَا تَفَطَّر مِنَ النَّبَاتِ، والفُطْر أَيضاً: جِنْسٌ مِنَ الكَمْءِ أَبيض عِظَامٌ لأَن الأَرض تَنْفطر عَنْهُ، وَاحِدَتُهُ فُطْرةٌ. والفِطْرُ الفُطْرُ: العنب إِذا بدت رؤوسه لأَن القُضْبان تتَفَطَّر. والتَّفاطِيرُ: أَول نَبَاتِ الوَسْمِيّ، وَنَظِيرُهُ التَّعاشِيب والتَّعاجيب وتَباشيرُ الصبحِ وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَربعة. والتَّفاطير والنَّفاطير: بُثَر تَخْرُجُ فِي وَجْهِ الْغُلَامِ وَالْجَارِيَةِ؛ قَالَ: نَفاطيرُ الجنونِ بِوَجْهِ سَلْمَى، ... قَدِيمًا، لَا تفاطيرُ الشبابِ وَاحِدَتُهَا نُفْطور. وفَطَر أَصابعَه فَطْراً: غَمَزَهَا. وفَطَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَفْطُرُهم: خَلَقَهُمْ وبدأَهم. والفِطْرةُ: الِابْتِدَاءُ وَالِاخْتِرَاعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا كُنْتُ أَدري مَا فاطِرُ السموات والأَرض حَتَّى أَتاني أَعرابيّان يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ فَقَالَ أَحدهما: أَنا فَطَرْتُها أَي أَنا ابتدأْت حَفْرها. وَذَكَرَ أَبو الْعَبَّاسِ أَنه سَمِعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: أَنا أَول مَنْ فَطَرَ هَذَا أَي ابتدأَه. والفِطْرةُ، بِالْكَسْرِ: الخِلْقة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: هَوِّنْ عليكَ فَقَدْ نَالَ الغِنَى رجلٌ، ... فِي فِطْرةِ الكَلْب، لَا بالدِّينِ والحَسَب والفِطْرةُ: مَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ الخلقَ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ. وَقَدْ فَطَرهُ يَفْطُرُه، بِالضَّمِّ، فَطْراً أَي خَلَقَهُ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ الناسَ عَلَيْهَا، لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ؛ قَالَ: نَصَبَهُ عَلَى الْفِعْلِ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الفِطْرةُ الْخِلْقَةُ الَّتِي يُخْلقُ عَلَيْهَا الْمَوْلُودِ فِي بَطْنِ أُمه؛ قَالَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ؛ أَي خَلَقَنِي؛ وَكَذَلِكَ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَما لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي . قَالَ: وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ مولودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرةِ ؛ يَعْنِي الخِلْقة الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا فِي الرَّحِمِ مِنْ سعادةٍ أَو شَقَاوَةٍ، فإِذا ولَدَهُ يَهُودِيَّانِ هَوَّداه فِي حُكْم الدُّنْيَا، أَو نَصْرَانِيَّانِ نَصَّرَاه فِي الْحُكْمِ، أَو مَجُوسِيَّانِ مَجَّساه فِي الحُكم، وَكَانَ حُكْمُه حُكْمَ أَبويه حَتَّى يُعَبِّر عَنْهُ لسانُه، فإِن مَاتَ قَبْلَ بُلُوغِهِ مَاتَ عَلَى مَا سَبَقَ لَهُ مِنَ الفِطْرةِ الَّتِي فُطرَ عَلَيْهَا فَهَذِهِ فِطْرةُ الْمَوْلُودِ؛ قَالَ: وفِطْرةٌ ثَانِيَةٌ وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي يَصِيرُ بِهَا الْعَبْدُ مُسْلِمًا وَهِيَ شهادةُ أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ وأَن مُحَمَّدًا رَسُولُهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ فَتِلْكَ الفِطْرةُ لِلدِّينِ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثِ البَرَاءِ بْنِ عازِب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَنه علَّم رَجُلًا أَن يَقُولَ إِذَا نَامَ وَقَالَ: فإِنك إِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفِطْرةِ. قَالَ: وَقَوْلُهُ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ؛ فَهَذِهِ فِطْرَة فُطِرَ عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ. قَالَ: وَقِيلَ فُطِرَ كلُّ إِنْسَانٍ عَلَى مَعْرِفَتِهِ بأَن اللَّهَ ربُّ كلِّ شَيْءٍ وَخَالِقُهُ، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرة الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا بَنِي آدَمَ حِينَ أَخرجهم مِنْ صُلْب آدَمَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِذْ أَخذ ربُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظهورهم ذُرّياتهم وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنه سُئِلَ عَنْ تأْويل هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: تأْويله الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِل عَنِ أَطفال الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: اللَّهُ أَعلم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ؛ يَذْهَبُ إِلَى أَنهم إِنَّمَا يُولدون عَلَى مَا يَصيرون إِلَيْهِ مِنْ إسلامٍ أَو كفرٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وسأَلت مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: كَانَ هَذَا فِي أَوَّلِ الإِسلام قَبْلَ نُزُولِ الْفَرَائِضِ؛ يَذْهَبُ إِلَى أَنه لَوْ كَانَ يُولدُ عَلَى الفِطْرَةِ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَن يُهَوِّدَه أَبوان مَا وَرِثَهُما وَلَا وَرِثَاه لأَنه مُسْلِمٌ وَهُمَا كَافِرَانِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَبَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ مَعْنَى قوله الْحَدِيثِ فَذَهَبَ إِلَى أَنَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ مَوْلُودٍ يُولد عَلَى الفِطْرةِ ، حُكْم مِنَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ نُزُولِ الْفَرَائِضِ ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ الحُكْم مِنْ بَعْدُ؛ قَالَ: وَلَيْسَ الأَمرُ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ كلُّ مَوْلُودٍ يُولد عَلَى الفِطْرةِ خَبَرٌ أَخبر بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عن قضاءٍ سبقَ مِنَ اللَّهِ لِلْمَوْلُودِ، وكتابٍ كَتَبَه المَلَكُ بأَمر اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ مِنْ سعادةٍ أَو شقاوةٍ، والنَّسْخ لَا يَكُونُ فِي الأَخْبار إِنَّمَا النَّسْخُ فِي الأَحْكام؛ قَالَ: وقرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ فِي تَفْسِيرِ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ: أَن إِسحاق بْنِ إِبراهيم الحَنْظلي رَوَى حديثَ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ مولودٍ يُولد عَلَى الْفِطْرَةِ [الْحَدِيثَ] ثُمَّ قرأَ أَبو هُرَيْرَةَ بَعْدَمَا حَدَّثَ بِهَذَا الحديث: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ . قَالَ إِسْحَاقُ: وَمَعْنَى قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مَا فَسَّر أَبو هُرَيْرَةَ حِينَ قَرَأَ: فِطْرَتَ اللَّهِ ، وقولَه: لَا تَبْدِيلَ، يَقُولُ: لَتلْكَ الخلقةُ الَّتِي خَلَقهم عَلَيْهَا إِمَّا لجنةٍ أَو لنارٍ حِينَ أَخْرَجَ مِنْ صُلْب آدَمَ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ هُوَ خالِقُها إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَيَقُولُ كلُّ مولودٍ يُولَدُ عَلَى تِلْكَ الفِطْرةِ، أَلا تَرَى غلامَ الخَضِر، عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طَبَعهُ اللَّهُ يَوْمَ طَبَعه كَافِرًا وَهُوَ بَيْنُ أَبوين مُؤْمِنَيْنِ فأَعْلَمَ اللهُ الخضرَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِخلْقته الَّتِي خَلَقَه لَهَا، وَلَمْ يُعلم مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ذَلِكَ فأَراه اللَّهُ تِلْكَ الْآيَةَ لِيَزْدَادَ عِلْماً إِلَى عِلْمِهِ ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ فأَبواهُ يُهوِّدانِهِ ويُنَصِّرانِه ، يَقُولُ: بالأَبوين يُبَيِّن لَكُمْ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي أَحكامكم مِنَ الْمَوَارِيثِ وَغَيْرِهَا، يَقُولُ: إِذَا كَانَ الأَبوان مُؤْمِنَيْنِ فاحْكُموا لِولدهما بِحُكْمِ الأَبوين فِي الصَّلَاةِ وَالْمَوَارِيثِ والأَحكام، وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ فَاحْكُمُوا لِوَلَدِهِمَا بِحَكَمِ الْكُفْرِ «2» .... أَنتم فِي الْمَوَارِيثِ وَالصَّلَاةِ؛ وأَما خِلْقَته الَّتِي خُلِقَ لَهَا فَلَا عِلْمَ لَكُمْ بِذَلِكَ، أَلا تَرَى أَن ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِينَ كَتَبَ إِلَيْهِ نَجْدَةُ فِي قَتْلِ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ، كَتَبَ إِلَيْهِ: إنْ علمتَ مِنْ صِبْيَانِهِمْ مَا عَلِمَ الخضُر مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ فاقْتُلْهُم ؟ أَراد بِهِ أَنه لَا يَعْلَمُ عِلْمَ الخضرِ أَحدٌ فِي ذَلِكَ لِمَا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ كَمَا خَصَّه بأَمر السَّفِينَةِ وَالْجِدَارِ، وَكَانَ مُنْكَراً فِي الظَّاهِرِ فَعَلَّمه اللَّهُ عِلْمَ الْبَاطِنِ، فَحَكَم بِإِرَادَةِ الله

_ (2). كذا بياض بالأصل

تَعَالَى فِي ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ أَطفال قَوْمِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذِينَ دَعَا عَلَى آبَائِهِمْ وَعَلَيْهِمْ بالغَرَقِ، إِنَّمَا اسْتَجَازَ الدُّعَاءُ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ وَهُمْ أَطفال لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعلمه أَنهم لَا يُؤْمِنُونَ حَيْثُ قَالَ لَهُ: لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ، فأَعْلَمه أَنهم فُطِروا عَلَى الْكُفْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي قَالَهُ إِسحاق هُوَ الْقَوْلُ الصَّحِيحُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الكتابُ ثُمَّ السنَّةُ؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها : مَنْصُوبٌ بِمَعْنَى اتَّبِعْ فِطْرَةَ اللَّهِ، لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ: فَأَقِمْ وَجْهَكَ، اتَبِعِ الدينَ القَيّم اتَّبِعْ فِطْرَةَ اللَّهِ أَي خِلْقةَ اللَّهِ الَّتِي خَلَق عَلَيْهَا الْبَشَرَ. قَالَ: وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ مولودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطرةِ ، مَعْنَاهُ أَن اللَّهَ فَطَرَ الْخَلْقَ عَلَى الإِيمان بِهِ عَلَى مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ اللَّهَ أَخْرَجَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ ذريتَه كالذَّرِّ وأَشهدهم عَلَى أَنفسهم بأَنه خالِقُهم، وَهُوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ... إِلَى قَوْلِهِ: قالُوا بَلى شَهِدْنا؛ قَالَ: وكلُّ مولودٍ هُوَ مِنْ تِلْكَ الذريَّةِ الَّتِي شَهِدَتْ بأَن اللَّهَ خالِقُها ، فَمَعْنَى فِطْرَة اللَّهِ أَي دينَ اللَّهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ إِسحاقُ بْنُ إِبراهيم فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ، قَالَ: والصحيح في قوله: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ، اعلَمْ فِطْرةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ؛ أَي لَا تَبْدِيلَ لِمَا خَلَقَهم لَهُ مِنْ جَنَّةٍ أَو نَارٍ؛ والفِطْرةُ: ابْتِدَاءُ الْخِلْقَةِ هَاهُنَا؛ كَمَا قَالَ إِسْحَاقُ. ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ: كلُّ مولودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرةِ ، قَالَ: الفَطْرُ الِابْتِدَاءُ وَالِاخْتِرَاعُ، والفِطرَةُ مِنْهُ الْحَالَةُ، كالجِلْسةِ والرِّكْبةِ، وَالْمَعْنَى أَنه يُولَدُ عَلَى نَوْعٍ من الجِبِلَّةِ والطَّبْعِ المُتَهَيِّئ لِقَبُولِ الدِّين، فَلَوْ تُرك عَلَيْهَا لَاسْتَمَرَّ عَلَى لُزُومِهَا وَلَمْ يُفَارِقْهَا إِلَى غَيْرِهَا، وَإِنَّمَا يَعْدل عَنْهُ مَنْ يَعْدل لِآفَةٍ مِنْ آفَاتِ الْبَشَرِ وَالتَّقْلِيدِ، ثُمَّ مَثَّلَ بأَولاد الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي اتِّبَاعِهِمْ لِآبَائِهِمْ وَالْمِيلِ إِلَى أَديانهم عَنْ مُقْتَضَى الفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كلُّ مولودٍ يُولد عَلَى مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى والإِقرار بِهِ فَلَا تَجِد أَحداً إِلَّا وَهُوَ يُقِرّ بأَن لَهُ صَانِعًا، وَإِنْ سَمَّاه بِغَيْرِ اسْمِهِ، وَلَوْ عَبَدَ مَعَهُ غَيْرَهُ، وَتَكَرَّرَ ذِكْرُ الفِطْرةِ فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: عَلَى غَيْرِ فِطْرَة مُحَمَّدٍ ؛ أَراد دِينَ الإِسلام الَّذِي هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَشْر مِنَ الفِطْرةِ ؛ أَي مِنَ السُّنّة يَعْنِي سُنن الأَنبياء، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، الَّتِي أُمِرْنا أَن نَقْتَدِيَ بِهِمْ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وجَبَّار الْقُلُوبِ عَلَى فِطَراتِها أَي عَلَى خِلَقِها، جَمْعُ فِطَر، وفِطرٌ جَمْعُ فِطْرةٍ، وَهِيَ جَمْعُ فِطْرةٍ ككِسْرَةٍ وكِسَرَات، بِفَتْحِ طَاءِ الْجَمِيعِ. يُقَالُ فِطْرات وفِطَرَات وفِطِرَات. ابْنُ سِيدَهْ: وفَطَر الشَّيْءَ أَنشأَه، وفَطَر الشَّيْءَ بدأَه، وفَطَرْت إِصْبَعَ فُلَانٍ أَي ضَرَبْتُهَا فانْفَطَرتْ دَمًا. والفَطْر لِلصَّائِمِ، وَالِاسْمُ الفِطْر، والفِطْر: نَقِيضُ الصَّوْمِ، وَقَدْ أَفْطَرَ وفَطَر وأَفْطَرَهُ وفَطَّرَه تَفْطِيراً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فَطَرْته فأَفْطَرَ، نَادِرٌ. وَرَجُلٌ فِطْرٌ. والفِطْرُ: الْقَوْمُ المُفْطِرون. وَقَوْمٌ فِطْرٌ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ، ومُفْطِرٌ مِنْ قَوْمِ مَفاطير؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، مِثْلُ مُوسِرٍ ومَياسير؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِنَّمَا ذَكَّرَتْ مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَن يُجْمَعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي المذكَّر، وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ. والفَطُور: مَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ الفَطُورِيّ، كأَنه مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا

أَقبل اللَّيْلُ وأَدبر النَّهَارُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ أَي دَخَلَ فِي وَقْتِ الفِطْر وحانَ لَهُ أَن يُفْطِرَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ صَارَ فِي حُكْمِ المُفْطِرين، وَإِنْ لَمْ يأْكل وَلَمْ يَشْرَبْ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَفْطَرَ الحاجمُ والمحجومُ أَي تَعرَّضا للإِفطارِ، وَقِيلَ: حَانَ لَهُمَا أَن يُفْطِرَا، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى جِهَةِ التَّغْلِيظِ لَهُمَا وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا. وفَطَرَتِ المرأَةُ العجينَ حَتَّى اسْتَبَانَ فِيهِ الفُطْرُ، والفَطِير: خلافُ الخَمِير، وَهُوَ الْعَجِينُ الَّذِي لَمْ يَخْتَمِرُ. وفَطَرْتُ العجينَ أَفْطِره [أَفْطُره] فَطْراً إِذَا أَعجلته عَنْ إِدْرَاكِهِ. تَقُولُ: عِنْدِي خُبْزٌ خَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ أَي طَرِيّ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: مَاءٌ نَمِيرٌ وحَيْسٌ فَطِير أَي طَريٌّ قَرِيبٌ حَدِيثُ العَمَل. وَيُقَالُ: فَطَّرْتُ الصائمَ فأَفْطَر، وَمِثْلُهُ بَشَّرْتُه فأَبْشَر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفطر الحاجمُ والمَحْجوم. وفَطَر العجينَ يَفْطِرُه ويَفْطُره، فَهُوَ فَطِيرٌ إِذَا اخْتَبَزَهُ مِنْ سَاعَتِهِ وَلَمْ يُخَمّرْه، وَالْجَمْعُ فَطْرَى، مَقصورة. الْكِسَائِيُّ: خَمَرْتُ الْعَجِينَ وفَطَرْته، بِغَيْرِ أَلف، وخُبْز فَطِير وخُبْزة فَطِير، كِلَاهُمَا بِغَيْرِ هَاءٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ، وَكَذَلِكَ الطِّينُ. وَكُلُّ مَا أُعْجِلَ عَنْ إِدْرَاكِهِ: فَطِير. اللَّيْثُ: فَطَرْتُ العجينَ وَالطِّينَ، وَهُوَ أَن تَعْجِنَه ثُمَّ تَخْتَبزَه مِنْ سَاعَتِهِ، وَإِذَا تَرَكْتَهُ ليَخْتَمِرَ فَقَدْ خَمَّرْته، وَاسْمُهُ الفَطِير. وَكُلُّ شيءٍ أَعجلته عَنْ إِدْرَاكِهِ، فَهُوَ فَطِير. يُقَالُ: إِيايَ والرأْيَ الفَطِير؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: شَرُّ الرأْيِ الفَطِير. وفَطَرَ جِلْدَه، فَهُوَ فَطِيرٌ، وأَفْطَره: لَمْ يُرْوِه مِنْ دِباغٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: قَدْ أَفْطَرْتَ جِلْدَكَ إِذَا لَمْ تُرْوِه مِنَ الدِّبَاغِ. والفَطِيرُ مِنَ السِّياطِ: المُحَرَّمُ الَّذِي لَمْ يُجَدْ دباغُه. وفِطْرٌ، مِنْ أَسمائهم: مُحَدِّثٌ، وَهُوَ فِطْرُ بن خليفة. فعر: الفَعْرُ: لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، زَعَمُوا أَنه الهَيْشُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحُقُّ ذَاكَ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الفَعْرُ أَكل الفَعارِير، وَهِيَ صغارُ الذَّآنَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يُقَوِّي قولَ ابْنِ دريد: فغر: فَغَر فَاهُ يَفْغَرُه ويَفْغُره؛ الأَخيرة عَنْ أَبِي زَيْدٍ، فَغْراً وفُغُوراً: فَتَحَهُ وشحَاه؛ وَهُوَ واسعُ فَغْرِ الفَمِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ حَمَامَةً: عَجِبْتُ لَهَا أَنَّى يَكُونُ غِناؤُها ... فَصيحاً، وَلَمْ تَفْغَرْ بمَنْطقها فَمَا؟ يَعْنِي بالمَنْطِق بُكَاءَهَا. وفَغَرَ الفَمُ نفْسُه وانْفَغَر: انْفَتَحَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: فيَفْغَرُ فَاهُ فيُلْقِمه حَجَراً أَي بفتحه. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخَذَ تمراتٍ فَلاكَهُنَّ ثُمَّ فَغَر فَا الصبيِّ وَتَرَكَهَا فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَصَا مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فإِذا هِيَ حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ فاغِرَةٌ فَاهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ: كُلَّما سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ فَغَرَتْ لَهُ سِنٌ ؛ قَوْلُهُ فَغَرَتْ أَي طَلَعَتْ، مِنْ قَوْلِكَ فَغَر فَاهُ إِذَا فَتَحَهُ، كأَنها تَتَفَطَّرُ وتَتَفَتَّح كَمَا يَنْفَطِرُ ويَنْفَتِحُ النَّبَاتُ؛ قَالَ الأَزهري: صَوَابُهُ ثَغَرَتْ، بِالثَّاءِ، إِلَّا أَن تَكُونَ الْفَاءُ مُبْدَلَةً مِنَ الثَّاءِ. وفَغْرُ الفَم: مَشَقُّه. وأَفْغَرَ النجمُ، وَذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ، لأَن الثُّرَيَّا إِذا كَبَّدَ السماءَ مَنْ نَظَر إِلَيْهِ فَغَر فَاهُ أَي فَتَحَهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: فَغَرَ النجمُ، وَهُوَ الثُّرَيَّا إِذَا حَلَّقَ فَصَارَ عَلَى قِمَّةِ رأْسِك، فَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ فَغَر فَاهُ. والفَغْرُ: الوَرْدُ إِذَا فَتَّحَ. قَالَ اللَّيْثُ: الفَغْرُ الوردُ إِذَا فَغَمَ وفَقَّحَ. قَالَ الأَزهري: إِخَالُهُ أَراد الفَغْوَ، بِالْوَاوِ، فصحَّفه وَجَعَلَهُ رَاءً. وانْفَغَر النَّوْرُ: تَفَتَّح.

والمَفْغَرَةُ: الأَرض الْوَاسِعَةُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الفَجْوَةُ فِي الْجَبَلِ إِذا كَانَتْ دُونَ الكَهْف مَفْغَرةً، وكلُّه مِنَ السَّعَة. والفُغَرُ: أَفواه الأَوْدِية، الْوَاحِدَةُ فُغرَةٌ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: كالبيضِ فِي الرَّوْضِ المُنَوِّرِ قَدْ ... أَفْضَى إِليه، إِلى الكَثِيبِ، فُغَرْ والفَغَّار: لَقَبُ رَجُلٌ مِنْ فُرْسَانِ الْعَرَبِ سُمِّيَ بِهَذَا الْبَيْتِ: فَغَرْتُ لَدَى النعمانِ لَمَّا لَقِيتُهُ، ... كَمَا فَغَرتْ للحَيْض شَمْطاءُ عارِكُ والفَاغِرةُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيب، وَقِيلَ: إِنه أُصول النَّيْلُوفَرِ الْهِنْدِيِّ. والفاغِرُ: دُوَيْبَّة أَبرق الأَنفِ يَلْكَعُ الناسَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ كالغارِب، ودُوَيْبَّة لَا تَزَالُ فاغِرةً فَاهَا يُقَالُ لَهَا الْفَاغِرُ. وفِغْرَى: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ كُثَيّر عَزَّة: وأَتْبَعْتُها عَيْنَيَّ، حَتَّى رأَيتُها ... أَلَمَّتْ بفِغْرَى والقِنَان تَزُورُها فقر: الفَقْر والفُقْر: ضِدُّ الغِنى، مِثْلُ الضَّعْفِ والضُّعْف. اللَّيْثُ: والفُقْر لُغَةٌ رَدِيئَةٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وقَدْرُ ذَلِكَ أَن يَكُونَ لَهُ مَا يَكْفي عيالَه، وَرَجُلٌ فَقِيرٌ مِنَ الْمَالِ، وَقَدْ فَقُرَ، فَهُوَ فَقير، وَالْجَمْعُ فُقَراءُ، والأُنثى فَقِيرةٌ مِنْ نِسْوَةٍ فَقَائِر؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: نِسْوَةٌ فُقَراءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا، قَالَ: وَعِنْدِي أَن قَائِلَ هَذَا مِنَ الْعَرَبِ لَمْ يَعْتدّ بِهَاءِ التأْنيث فكأَنه إِنما جَمَعَ فَقِيرًا، قَالَ: وَنَظِيرُهُ نِسْوَةٌ فُقَهاءُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الفَقِيرُ الَّذِي لَهُ بُلْغَةٌ مِنَ الْعَيْشِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوان وَيَشْكُو إِليه سُعاته: أَما الفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ ... وَفْقَ العِيال، فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ سَبَدُ قَالَ: وَالْمِسْكِينُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ. وَقَالَ يُونُسُ: الفَقِيرُ أَحسن حَالًا مِنَ الْمِسْكِينِ. قَالَ: وَقُلْتُ لأَعرابي مَرَّةً: أَفَقِيرٌ أَنت؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ بَلْ مِسْكِينٌ؛ فَالْمِسْكِينُ أَسوأُ حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الفَقِيرُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ، قَالَ: وَالْمِسْكِينُ مِثْلُهُ. والفَقْر: الْحَاجَةُ، وَفِعْلُهُ الافْتِقارُ، وَالنَّعْتُ فَقِيرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ؛ سُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ الفَقِير وَالْمِسْكِينِ فَقَالَ: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ فِيمَا يَروي عَنْهُ يونُس: الفَقِيرُ الَّذِي لَهُ مَا يَأْكل، وَالْمِسْكِينُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ؛ وَرَوَى ابْنُ سَلَامٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: الفَقِيرُ يَكُونُ لَهُ بَعْضُ مَا يُقيمه، وَالْمِسْكِينُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ؛ ويُرْوى عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ أَنه قَالَ: كأَن الفَقِيرَ إِنما سُمِّي فَقِيراً لِزَمانةٍ تُصِيبُهُ مَعَ حَاجَةٍ شَدِيدَةٍ تَمْنَعُهُ الزَّمانةُ مِنَ التَّقَلُّب فِي الْكَسْبِ عَلَى نَفْسِهِ فَهَذَا هُوَ الفَقِيرُ. الأَصمعي: الْمِسْكِينُ أَحسن حَالًا مِنَ الفَقِيرِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَنَا لأَن اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى مَنْ لَهُ الفُلْك مِسْكِينًا، فَقَالَ: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ؛ وَهِيَ تُسَاوِي جُمْلة؛ قَالَ: وَالَّذِي احْتَجَّ بِهِ يُونُسُ مِنْ أَنه قَالَ لأَعرابي أَفَقيرٌ أَنت؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ بَلْ مِسْكِينٌ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد لَا وَاللَّهِ بَلْ أَنَا أَحسن حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ، وَالْبَيْتُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ لَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ، لأَن الْمَعْنَى كَانَتْ لِهَذَا الفَقِيرِ حَلوبةٌ فِيمَا تَقَدَّمَ، وَلَيْسَتْ لَهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ حَلوبَةٌ؛ وَقِيلَ الفَقِيرُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ، وَالْمِسْكِينُ الَّذِي لَهُ بَعْضُ مَا

يَكْفِيه؛ وإِليه ذَهَبَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقِيلَ فِيهِمَا بِالْعَكْسِ، وإِليه ذَهَبَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: والفَقِيرُ مَبْنِيٌّ عَلَى فَقُرَ قِيَاسًا وَلَمْ يُقَلْ فِيهِ إِلا افْتَقَر يَفْتَقِرُ، فَهُوَ فَقِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَادَ البراءَ بنَ مالكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي فَقَارة مِنْ أَصحابه أَي فِي فَقْرٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: هُمْ أَهل صُفَّةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا لَا عَشَائِرَ لَهُمْ، فَكَانُوا يَلْتَمِسُونَ الْفَضْلَ فِي النَّهَارِ ويأْوون إِلى الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَالْمَسَاكِينُ الطَوَّافون عَلَى الأَبواب. وَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: الفُقَراءُ الزَّمْنَى الضِّعَافُ الَّذِينَ لَا حِرْفَةَ لَهُمْ، وأَهل الحِرْفةِ الضَّعِيفَةِ الَّتِي لَا تَقَعُ حرْفتُهم مِنْ حَاجَّتْهُمْ مَوْقِعًا، وَالْمَسَاكِينُ: السُّؤَّالُ مِمَّنْ لَهُ حرفةٌ تَقَعُ مَوْقِعاً وَلَا تُغْنِيهِ وعيالَهُ، قَالَ الأَزهري: الفَقِيرُ أَشد حَالًا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الفَقِيرُ، عِنْدَ الْعَرَبِ، الْمُحْتَاجُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ ؛ أَي الْمُحْتَاجُونَ إِليه، فأَما الْمِسْكِينُ فَالَّذِي قَدْ أَذلَّه الفَقْرُ، فإِذا كَانَ هَذَا إِنما مَسْكَنَتُه مِنْ جِهَةِ الفَقْر حلَّتْ لَهُ الصَّدَقَةُ وَكَانَ فَقيراً مِسْكِينًا، وإِذا كَانَ مِسْكِينًا قَدْ أَذلَّهُ سِوَى الفَقْرِ فَالصَّدَقَةُ لَا تَحِلُّ لَهُ، إِذ كَانَ شَائِعًا فِي اللُّغَةِ أَن يُقَالَ: ضُرِبَ فلانٌ المسكينُ وظُلِمَ المسكينُ، وَهُوَ مِنْ أَهل الثَّرْوَةِ واليَسار، وإِنما لَحِقَهُ اسْمُ الْمِسْكِينِ مِنْ جِهَةِ الذِّلَّةِ، فَمَنْ لَمْ تَكُنْ مسكنتُه مِنْ جِهَةِ الفَقْر فالصدقةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: عَدْلُ هَذِهِ الملةِ الشَّرِيفَةِ وإِنْصافُها وكَرَمُها وإِلطافها إِذا حَرَّمَت صدقةَ الْمَالِ عَلَى مِسْكِينِ الذِّلَّةِ أَباحَتْ لَهُ صدقةَ القُدْرةِ، فَانْتَقَلَتِ الصدقةُ عَلَيْهِ مِنْ مَالِ ذِي الغِنَى إِلى نُصْرة ذِي الجَاهِ، فالدِّينُ يَفْرِضُ لِلْمِسْكِينِ الفَقِيرِ مَالًا عَلَى ذَوِي الغِنَى، وَهُوَ زَكَاةُ الْمَالِ، والمُرُوءةُ تَفْرِضُ لِلْمِسْكِينِ الذليلِ عَلَى ذَوِي الْقُدْرَةِ نُصْرَةً، وَهُوَ زَكَاةُ الْجَاهِ، لِيَتَسَاوَى مَنْ جَمَعَتْهُ أُخُوَّةُ الإِيمانِ فِيمَا جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى للأَغنياء مِنْ تَمْكينٍ وإِمكان، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ ذُو الغِنَى والقدرةِ والمُجازِي عَلَى الصَّدَقَةِ عَلَى مِسْكِينِ الفَقْرِ والنُّصْرَةِ لِمِسْكِينِ الذِّلَّةِ، وإِليه الرَّغْبَةُ فِي الصَّدَقَةِ عَلَى مِسْكِينَيْنَا بالنُّصرةِ والغِنَى ونَيْلِ المُنَى، إِنه غنيٌّ حَمِيدٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا افْتَقَر كَمَا قَالُوا اشتَدَّ، وَلَمْ يَقُولُوا فَقُر كَمَا لَمْ يَقُولُوا شَدُدَ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ بِغَيْرِ زِيَادَةٍ. وأَفْقَرَهُ اللَّهُ مِنَ الفَقْرِ فافْتَقَرَ. والمَفَاقِرُ: وُجُوهُ الفَقْرِ لَا وَاحِدَ لَهَا. وشَكَا إِليه فُقُورَه أَي حاجتَه. وأَخبره فُقُورَه أَي أَحْوالَه. وأَغنى اللَّهُ مَفَاقِرَه أَي وُجُوه فَقْره. وَيُقَالُ: سَدّ اللَّهُ مَفاقِره أَي أَغناه وسَدَّ وُجوه فَقْره؛ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَنه أَنشد: لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحه، فيُغْني ... مَفاقِرَه، أَعفّ مِنَ القُنُوعِ المَفاقِر: جَمْعُ فَقْر عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كالمَشابه والمَلامحِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ مَفْقَر مَصْدَرَ أَفْقَره أَو جَمْعَ مُفْقِرٍ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ مَا أَفْقَره وَمَا أَغْناه، شَاذٌّ لأَنه يُقَالُ فِي فِعْلَيْهما افْتَقَرَ وَاسْتَغْنَى، فَلَا يَصِحُّ التعَجُّب مِنْهُ. والفِقْرة والفَقْرة والفَقَارة، بِالْفَتْحِ: وَاحِدَةُ فَقَار الظَّهْرِ، وَهُوَ مَا انْتَضَدَ مِنْ عِظام الصُّلْبِ مِنْ لَدُن الكاهِل إِلى العَجْب، وَالْجَمْعُ فِقَر وفَقَارٌ، وَقِيلَ فِي الْجَمْعِ: فِقْرات وفِقَرات وفِقِرات. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَقَلُّ فِقَر البَعِير ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وأَكثرها إِحدى وَعِشْرُونَ إِلى ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وفَقَار الإِنسان سَبْعٌ. وَرَجُلٌ مَفقُور وفَقِير: مَكْسُورُ الفَقَار؛

قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ لُبَداً وَهُوَ السَّابِعُ مِنْ نُسُور لُقْمان بْنِ عَادٍ: لَمَّا رأَى لُبَدُ النُّسورَ تطايَرَتْ، ... رَفَعَ القَوادِم كالفَقِيرِ الأَعْزَلِ والأَعْزَلُ مِنَ الْخَيْلِ: الْمَائِلُ الذَّنَب. وَقَالَ: الفَقِير الْمَكْسُورُ الفَقَار؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِكُلِّ ضعيفٍ لَا ينفُذ فِي الأُمور. التَّهْذِيبُ: الْفَقِيرُ مَعْنَاهُ المَفْقُور الَّذِي نُزِعت فِقَره مِنْ ظَهْرِهِ فَانْقَطَعَ صُلْبه مِنْ شِدَّةِ الفَقْر، فَلَا حَالَ هِيَ أَوكد مِنْ هذه. أَبو الهثيم: للإِنسان أَربع وَعِشْرُونَ فَقَارةً وأَربع وَعِشْرُونَ ضِلَعاً، سِتُّ فَقَاراتٍ فِي الْعُنُقِ وَسِتُّ فَقَاراتٍ فِي الْكَاهِلِ، وَالْكَاهِلُ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، بَيْنَ كُلِّ ضِلَعَينِ مِنْ أَضلاع الصَّدْرِ فَقَارةٌ مِنْ فَقَاراتِ الْكَاهِلِ السِّتِّ ثُمَّ ستُّ فَقَاراتٍ أَسفلُ مِنْ فَقَاراتِ الْكَاهِلِ، وَهِيَ فَقَاراتُ الظهرِ الَّتِي بِحِذاء الْبَطْنِ، بَيْنَ كلِ ضِلَعَيْنِ مِنْ أَضلاع الْجَنْبَيْنِ فَقَارةٌ مِنْهَا، ثُمَّ يُقَالُ لِفَقَارةٍ وَاحِدَةٍ تَفَرُقُ بَيْنَ فَقَارِ الظَّهْرِ والعَجُزِ: القَطاةُ، وَيَلِي القَطاةَ رأْسا الوَرِكَيْنِ، ويقال لهما: الغُرابانِ أَبعدُهما تمامُ فَقارِ العَجُز، وَهِيَ سِتُّ فَقَاراتٍ آخِرُهَا القُحْقُحُ والذَّنَبُ مُتَّصِلٌ بِهَا، وَعَنْ يَمِينِهَا وَيَسَارِهَا الجَاعِرتانِ، وَهُمَا رأْسا الْوَرِكَيْنِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ آخِرَ فَقَارةٍ مِنْ فَقَاراتِ العَجُز، قَالَ: والفَهْقَةُ فَقارةٌ فِي أَصل الْعُنُقِ دَاخِلَةٌ فِي كُوَّةِ الدِّمَاغِ الَّتِي إِذا فُصِلَتْ أَدخل الرَّجُلُ يَدَهُ فِي مَغْرزِها فَيُخْرِجُ الدِّمَاغَ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: مَا بَيْنَ عَجْبِ الذَّنَب إِلى فِقْرةِ الْقَفَا ثِنْتَانِ وَثَلَاثُونَ فِقْرَة فِي كُلِّ فِقْرَةٍ أَحد وَثَلَاثُونَ دِينَارًا ، يَعْنِي خَرَز الظَّهْرِ. وَرَجُلٌ فَقِرٌ: يَشْتَكِي فَقارَهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها، ... إِنَّني لسْتُ بمَوْهونٍ فَقِرْ وأَجود بَيْتٍ فِي الْقَصِيدَةِ يُسَمَّى فِقْرَةً، تَشْبِيهًا بفِقْرةِ الظَّهْرِ. والفاقِرةُ: الدَّاهِيَةُ الْكَاسِرَةُ للفَقَارِ. يُقَالُ: عَمِلَ بِهِ الفاقِرةَ أَي الداهية. قَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ؛ الْمَعْنَى تُوقِنُ أَن يُفْعَلَ بِهَا دَاهِيَةً مِنَ الْعَذَابِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ وَقَدْ جَاءَتْ أَسماء الْقِيَامَةِ وَالْعَذَابِ بِمَعْنَى الدَّوَاهِي وأَسمائها؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الفاقِرةُ دَاهِيَةٌ تَكْسِرُ الظَّهْرِ. والفاقِرةُ: الدَّاهِيَةُ وَهُوَ الْوَسْمُ «3» الَّذِي يَفْقِرُ الأَنف. وَيُقَالُ: فَقَرَتْه الفاقِرةُ أَي كَسَرَتْ فَقَارَ ظَهْرِهِ. وَيُقَالُ أَصابته فاقِرةٌ وَهِيَ الَّتِي فَقَرَتْ فَقَارَه أَي خَرَز ظَهْرَهُ. وأَفْقَرَك الصيدُ: أَمْكَنَك مِنْ فَقارِه أَي فارْمِه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قَدْ قَرُبَ مِنْكَ. وَفِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَفْقَر بَعْدَ مَسْلَمَةَ الصيدُ لِمَنْ رَمى أَي أَمكن الصيدُ مِنْ فَقارِه لِرَامِيهِ؛ أَراد أَن عَمَّهُ مَسْلَمَةَ كَانَ كَثِيرَ الْغَزْوِ يَحْمي بيضةَ الإِسلام وَيَتَوَلَّى سِدادَ الثُّغُورِ، فَلَمَّا مَاتَ اخْتَلَّ ذَلِكَ وأَمكن الإِسلامُ لِمَنْ يَتَعَرَّضُ إِليه. يُقَالُ: أَفقرك الصيدُ فارْمِه أَي أَمكنك مِنْ نَفْسِهِ. وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ وجوهَ العَوارِيّ وَقَالَ: أَما الإِفقارُ فأَن يُعْطِيَ الرجلُ الرجلَ دَابَّتَهُ فَيَرْكَبُهَا مَا أَحب فِي سَفَرٍ ثُمَّ يَرُدُّهَا عَلَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَفْقَرْتُ فُلَانًا بَعِيرًا إِذا أَعرته بَعِيرًا يَرْكَبُ ظَهْرَهُ فِي سَفَرٍ ثُمَّ يَرُدُّهُ. وأَفْقَرَني ناقتَه أَو بَعِيرَهُ: أَعارني ظَهْرَهُ لِلْحَمْلِ أَو لِلرُّكُوبِ، وَهِيَ الفُقْرَى عَلَى مِثَالِ العُمْرَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهُ رَبَّةٌ قَدْ أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه، ... فَمَا فِيهِ لِلفُقْرَى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ

_ (3). قوله [وهو الوسم] ظاهره أن الفاقرة تطلق على الوسم، ولم نجد ما يؤيده في الكتب التي بأيدينا، فإن لم يكن صحيحاً فلعل في العبارة سقطاً؛ والأَصل والفاقرة الداهية من الفقر وهو الوسم إلخ

وأَفقرتُ فُلَانًا نَاقَتِي أَي أَعرته فَقَارَها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا يَمْنَعُ أَحدَكم أَن يُفْقِرَ البعيرَ مِنْ إِبله أَي يُعيره لِلرُّكُوبِ. يُقَالُ: أَفقر البعيرَ يُفْقِرُه إِفقاراً إِذا أَعاره، مأْخوذ مِنْ رُكُوبِ فَقارِ الظَّهْرِ، وَهُوَ خَرَزَاتُه، الْوَاحِدَةُ فَقارَة وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: وَمِنْ حَقِّها إِفْقارُ ظهرِها. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه اشْتَرَى مِنْهُ بَعِيرًا وأَفْقَره ظهرَه إِلى الْمَدِينَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ اسْتَقْرَضَ مِنْ رَجُلٍ دَرَاهِمَ ثُمَّ إِنه أَفْقَر المُقْرِضَ دابتَه، فَقَالَ: مَا أَصاب مِنْ ظَهْرِ دَابَّتِهِ فَهُوَ رِبًا. وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ: أَفْقِرْها أَخاك أَي أَعِرْه أَرضك لِلزِّرَاعَةِ، اسْتَعَارَهُ للأَرض مِنَ الظَّهْرِ. وأَفْقَرَ ظهرُ المُهْرِ: حَانَ أَن يُرْكَبَ. ومُهْر مُفْقِر: قَوِيُّ الظَّهْرِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنه لَمُفْقِرٌ لِذَلِكَ الأَمر أَي مُقْرنٌ لَهُ ضَابِطٌ؛ مُفْقِرٌ لِهَذَا العَزْم وَهَذَا القِرْنِ ومُؤْدٍ سَوَاءٌ. والمُفَقَّر مِنَ السُّيُوفِ: الَّذِي فِيهِ حُزُوز مُطَمْئِنَةٌ عَنْ مَتْنِهِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: سَيْفٌ مُفَقَّر. وكلُّ شَيْءٍ حُزَّ أَو أُثِّرَ فِيهِ، فَقَدْ فُقِّرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ اسْمُ سيف النبي، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَا الفَقَارِ ؛ شَبَّهُوا تِلْكَ الْحُزُوزَ بالفَقارِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سُمِّي سيف النبي، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَا الفَقار لأَنه كَانَتْ فِيهِ حُفَرٌ صِغار حِسانٌ، وَيُقَالُ للحُفْرة فُقْرة، وَجَمْعُهَا فُقَر؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للرُّمْح، فَقَالَ: فَمَا ذُو فَقارٍ لَا ضُلُوعَ لجوفِه، ... لَهُ آخِرٌ مِنْ غَيْرِهِ ومُقَدَّمُ؟ عَنَى بِالْآخِرِ والمُقَدَّم الزُّجَّ والسِّنانَ، وَقَالَ: مِنْ غَيْرِهِ لأَنهما مِنْ حَدِيدٍ، وَالْعَصَا لَيْسَتْ بِحَدِيدٍ. والفُقْر: الْجَانِبُ، وَالْجَمْعُ فُقَر، نَادِرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ قِيلَ: إِن قَوْلَهُمْ أَفْقَرَكَ الصيدُ أَمكنكَ مِنْ جَانِبِهِ. وفَقَرَ الأَرضَ وفَقَّرَها: حَفَرَهَا. والفُقْرةُ: الحُفرة؛ ورَكِيَّة فَقِيرةٌ مَفْقُورةٌ. والفَقِيرُ: الْبِئْرُ الَّتِي تُغْرَسُ فِيهَا الفَسِيلةُ ثُمَّ يُكْبَسُ حولَها بتُرْنُوقِ المَسِيل، وَهُوَ الطِّينُ، وبالدِّمْنِ وَهُوَ الْبَعْرُ، وَالْجَمْعُ فُقُر، وَقَدْ فَقَّرَ لَهَا تَفْقِيراً. الأَصمعي: الوَدِيَّة إِذا غُرِسَتْ حَفَرَ لَهَا بِئْرٌ فَغُرِسَتْ ثُمَّ كُبِسَ حَوْلَهَا بتُرْنُوق المَسِيلِ والدِّمْنِ، فَتِلْكَ الْبِئْرُ هِيَ الفَقِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَقِيرُ حَفِيرٌ يُحْفَرُ حَوْلَ الفَسِيلة إِذا غُرِسَتْ. وفَقِيرُ النَّخْلَةِ: حَفِيرَةٌ تُحْفَرُ لِلْفَسِيلَةِ إِذا حُوِّلَتْ لِتُغْرَسِ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِسَلْمَانَ: اذْهَبْ ففَقّر الْفَسِيلَ أَي احْفِرْ لَهَا مَوْضِعًا تُغْرَسُ فِيهِ، وَاسْمُ تِلْكَ الْحُفْرَةِ فُقْرَةٌ وفَقِيرٌ. والفَقِير: الْآبَارُ الْمُجْتَمِعَةُ الثَّلَاثُ فَمَا زَادَتْ، وَقِيلَ: هِيَ آبَارٌ تُحْفَرُ وَيَنْفُذُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ، وَجَمْعُهُ فُقُرٌ. وَالْبِئْرُ الْعَتِيقَةُ: فَقِير، وَجَمْعُهَا فُقُر. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ثُمَّ جَمَعْنَا الْمَفَاتِيحَ فَتَرَكْنَاهَا فِي فَقِيرٍ مِنْ فُقُر خَيْبَرَ أَي بِئْرٍ مِنْ آبَارِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يَشْرَبُ وَهُوَ مَحْصُورٌ مِنْ فَقِيرٍ فِي دَارِهِ أَي بِئْرٍ، وَهِيَ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَذَكَرَ إمرأَ الْقَيْسِ فَقَالَ: افْتَقَر عَنْ مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بصَرٍ ، أَي فَتَحَ عَنْ مَعَانٍ غَامِضَةٍ. وَفِي حَدِيثِ القَدَر: قِبَلَنَا ناسٌ يتَفَقَّرون الْعِلْمِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِتَقْدِيمِ الْفَاءِ عَلَى الْقَافِ، قَالَ وَالْمَشْهُورُ بِالْعَكْسِ؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ المتأَخرين هِيَ عِنْدِي أَصح الرِّوَايَاتِ وأَليَقها بِالْمَعْنَى، يَعْنِي أَنهم يَسْتَخْرِجُونَ غَامِضَهُ وَيَفْتَحُونَ مُغْلَقَه، وأَصله مِنْ فَقَرْتُ الْبِئْرَ إِذا حَفَرْتُهَا لِاسْتِخْرَاجِ مَائِهَا، فَلَمَّا كَانَ القَدَرِيَّةُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الْبَحْثِ والتَتَبُّع لِاسْتِخْرَاجِ الْمَعَانِي الْغَامِضَةِ بِدَقَائِقِ التأْويلات وَصْفَهُمْ بِذَلِكَ. والفَقِيرُ: رَكِيَّة بِعَيْنِهَا مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ:

مَا لَيْلَةُ الفَقِيرِ إِلا شَيْطان، ... مجنونةٌ تُودِي بِرُوح الإِنسانْ لأَن السَّيْرَ إِليها مُتْعِبٌ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ إِذا اسْتَصْعَبُوهُ: شَيْطَانٌ. والفَقِيرُ: فَمُ القَناةِ الَّتِي تَجْرِي تَحْتَ الأَرض، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَقِيلَ: الفَقِيرُ مَخْرَجُ الْمَاءِ مِنَ القَناة. وَفِي حَدِيثِ مُحَيِّصَةَ: أَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْل قُتِلَ وطُرِحَ فِي عَيْنٍ أَو فَقِيرٍ ؛ الفَقِيرُ: فَمُ القَناة. والفَقْر: أَن يُحَزَّ أَنفُ الْبَعِيرِ. وفَقَر أَنفَ الْبَعِيرِ يَفْقِرُه ويَفْقُره فَقْراً، فَهُوَ مَفْقُورٌ وفَقِيرٌ إِذا حَزَّه بِحَدِيدَةٍ حَتَّى يَخْلُصَ إِلى الْعَظْمِ أَو قَرِيبٍ مِنْهُ ثُمَّ لَوَى عَلَيْهِ جَريراً ليُذلِّلَ الصعبَ بِذَلِكَ ويَرُوضَه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَشار إِلى فَقْرٍ فِي أَنفه أَي شِقٍّ وحَزٍّ كَانَ فِي أَنفه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَدْ عَمِلَ بِهِمُ الْفَاقِرَةَ. أَبو زَيْدٍ: الفَقْرُ إِنما يَكُونُ لِلْبَعِيرِ الضَّعِيفِ، قَالَ: وَهِيَ ثَلَاثُ فِقَرٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ثلاثٌ مِنَ الفَواقِرِ أَي الدَّوَاهِي، وَاحِدَتُهَا فاقِرَةٌ، كأَنها تَحْطِمُ فَقارَ الظَّهْرِ كَمَا يُقَالُ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ. والفَقارُ: مَا وَقَعَ عَلَى أَنفِ الْبَعِيرِ الفَقِير مِنَ الجرِيرِ؛ قَالَ: يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفَضْلِ غَرْبٍ، ... وتَقْذَعُه الخِشَاشَةُ والفَقارُ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ أَبو زِيَادٍ تَكُونُ الحُرْقة فِي اللِّهْزِمَة. أَبو زِيَادٍ: وَقَدْ يُفْقَرُ الصعْب مِنَ الإِبل ثلاثةَ أَفْقُرٍ فِي خَطْمِه، فإِذا أَراد صَاحِبُهُ أَن يُذِله وَيَمْنَعَهُ مِنْ مَرَحِه جَعَلَ الجَرِيرَ عَلَى فَقْرِه الَّذِي يَلِي مِشْفَره فَمَلَكه كَيْفَ شَاءَ، وإِن كَانَ بَيْنَ الصَّعْبِ وَالذَّلُولِ جَعَلَ الْجَرِيرَ عَلَى فَقْره الأَوسط فَتَرَيَّد فِي مِشْيَتِهِ وَاتَّسَعَ، فإِذا أَراد أَن يَنْبَسِطَ وَيَذْهَبَ بلا مؤونة عَلَى صَاحِبِهِ جَعَلَ الْجَرِيرَ عَلَى فَقْره الأَعلى فَذَهَبَ كَيْفَ شَاءَ، قَالَ: فإِذا حُزَّ الأَنف حَزًّا فَذَلِكَ الفَقْرُ، وَبَعِيرٌ مَفْقُور. ورَوَى مُجالِدٌ عَنْ عَامِرٍ فِي قوله تعالى: السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا؛ قَالَ الشَّعْبِيُّ: فُقرات ابْنِ آدَمَ ثلاثٌ: يَوْمُ وُلِدَ وَيَوْمُ يَمُوتُ وَيَوْمُ يَبْعَثُ حَيًّا، هِيَ الَّتِي ذِكْرِ عِيسَى [عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ الفُقرات هِيَ الأُمور الْعِظَامُ جَمْعُ فُقْرة، بِالضَّمِّ، كَمَا قِيلَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: استَحَلُّوا الفُقَر الثلاثَ: حُرْمة الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَحُرْمَةُ الْبَلَدِ الْحَرَامِ وَحُرْمَةُ الْخِلَافَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَرَوَى الْقُتَيْبِيُّ قَوْلُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي عُثْمَانَ: المركوبُ مِنْهُ الفِقَرُ الأَربع ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، وَقَالَ: الفِقَر خَرَزَات الظَّهْرِ، الْوَاحِدَةُ فِقْرَة؛ قَالَ: وضَربتْ فِقَرَ الظَّهْرِ مَثَلًا لِمَا ارْتُكِبَ مِنْهُ لأَنها مَوْضِعُ الرُّكُوبِ، وأَرادت أَنه رُكِبَ مِنْهُ أَربعُ حُرَمٍ عِظَامٍ تَجِبُ لَهُ بِهَا الحقوقُ فَلَمْ يَرْعَوْها وَانْتَهَكُوهَا، وَهِيَ حُرْمَتُهُ بِصُحْبَةِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَصَهَرِهِ وَحُرْمَةُ الْبَلَدِ وَحُرْمَةُ الْخِلَافَةِ وَحُرْمَةُ الشَّهْرِ الْحَرَامِ. قَالَ الأَزهري: وَالرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ الفُقَر الثلاثُ، بِضَمِّ الْفَاءِ، عَلَى مَا فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي وأَبو الْهَيْثَمِ، وَهُوَ الأَمر الشَّنِيعُ الْعَظِيمُ، وَيُؤَيِّدُ قَوْلُهُمَا مَا قَالَهُ الشَّعْبِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ وَقَوْلِهِ: فُقراتُ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثٌ. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الْبَعِيرُ يُقْرَمُ أَنفه، وَتِلْكَ القُرْمَة يُقَالُ لَهَا الفُقْرَة، فإِن لَمْ يَسْكُنْ قُرِمَ أُخرى ثُمَّ ثَالِثَةً؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ فِي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بَلَغْتُم مِنْهُ الفُقَرَ الثَّلَاثَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: اسْتَعْتَبْتُمُوهُ ثُمَّ عَدَوْتُمْ عَلَيْهِ الفُقَرَ الثلاثَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَهَذَا مَثَلٌ، تَقُولُ: فَعَلْتُمْ به كفعلكم هذا الْبَعِيرِ الَّذِي لَمْ تُبْقُوا فِيهِ غَايَةً؛

أَبو عُبَيْدٍ: الفَقِير لَهُ ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ «4»، يُقَالُ: نَزَلْنَا ناحيةَ فَقِير بَنِي فُلَانٍ، يَكُونُ الْمَاءُ فِيهِ هَاهُنَا رَكِيَّتان لِقَوْمٍ فَهُمْ عَلَيْهِ، وَهَاهُنَا ثَلَاثٌ وَهَاهُنَا أَكثر فَيُقَالُ: فَقِيرُ بَنِي فُلَانٍ أَي حِصَّتُهُمْ مِنْهَا كَقَوْلِهِ: تَوَزَّعْنا فَقِيرَ مِياهِ أُقْرٍ، ... لكلِّ بَنِي أَبٍ فِيهَا فَقِيرُ فَحِصَّةُ بعضِنا خَمْسٌ وسِتٌّ، ... وحِصَّةُ بعضِنا مِنْهُنَّ بِيرُ وَالثَّانِي أَفواه سَقْفِ القُنِيّ؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ، والليلُ لَمَّا يَنْجَلِ، ... فَقِيرَ أَفْواهِ رَكِيَّاتِ القُني وَقَالَ اللَّيْثُ: يَقُولُونَ فِي النِّضال أُراميك مِنْ أَدنى فِقْرةٍ وَمِنْ أَبعد فِقْرة أَي مِنْ أَبعد مَعْلَمٍ يَتَعَلَّمُونَهُ مِنْ حفِيرة أَو هَدَف أَو نَحْوِهِ. قَالَ: والفُقْرة حُفْرة فِي الأَرض. وأَرض مُتَفَقِّرة: فِيهَا فُقَرٌ كَثِيرَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والفِقْرَةُ العَلم مِنْ جَبَلٍ أَو هَدَفٍ أَو نَحْوِهِ. ابْنُ المُظَفَّر فِي هَذَا الْبَابِ: التَّفْقِير فِي رِجْل الدَّوَابِّ بياضٌ مَخَالِطٌ للأَسْؤُقِ إِلى الرُّكَبِ، شَاةٌ مُفَقَّرة وَفَرَسٌ مُفَقَّر؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا عِنْدِي تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ بِهَذَا الْمَعْنَى التَّقْفِيزُ، بِالزَّايِ وَالْقَافِ قَبْلَ الْفَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وفَقَرَ الخَرَزَ: ثَقَبه للنَّظْم؛ قَالَ: غَرائِرُ فِي كِنٍّ وصَوْنٍ ونَعْمةٍ، ... يُحَلَّيْنَ ياقُوتاً وشَذْراً مُفَقَّرا قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الفَقارِ. وفُقْرَةُ الْقَمِيصِ: مَدْخَلُ الرأْس مِنْهُ. وأَفْقَرَكَ الرَّمْيُ: أَكْثَبَك. وَهُوَ مِنْكَ فُقْرَةً أَي قريبٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: راميتُ شَيْبي، كِلانا مُوضِعٌ حِجَجاً ... سِتِّينَ، ثُمَّ ارْتَمَيْنا أَقربَ الفُقَرِ والفَقُرَة: نَبْتٌ، وَجَمْعُهَا فَقُرٌ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَلَا يُكَسَّرُ لِقِلَّةِ فَعُلَةٍ فِي كَلَامِهِمْ وَالتَّفْسِيرُ لِثَعْلَبٍ، وَلَمْ يحكِ الفَقُرَة إِلا سِيبَوَيْهِ ثُمَّ ثَعْلَبٌ. ابْنُ الأَعرابي: فُقُورُ النَّفْس وشُقُورُها هَمُّها، وَوَاحِدُ الفُقُورِ فَقْر. وَفِي حَدِيثِ الإِيلاء عَلَى فَقِيرٍ مِنْ خَشَب ، فَسَّرَهُ فِي الْحَدِيثِ بأَنه جِذْعٌ يُرْقى عَلَيْهِ إِلى غُرْفة أَي جُعِلَ فِيهِ كالدَّرَج يُصْعَدُ عَلَيْهَا وَيُنْزَلُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: والمعروف نَفِير، بالنون، أَي منقور. فكر: الفَكْرُ والفِكْرُ: إِعمال الْخَاطِرِ فِي الشَّيْءِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُجْمَعُ الفِكْرُ وَلَا العِلْمُ وَلَا النظرُ، قَالَ: وَقَدْ حَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ فِي جَمْعِهِ أَفكاراً. والفِكْرة: كالفِكْر وَقَدْ فَكَرَ فِي الشَّيْءِ «5» وأَفْكَرَ فِيهَ وتَفَكَّرَ بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ فِكِّير، مِثَالُ فِسِّيق، وفَيْكَر: كَثِيرُ الفِكْر؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. اللَّيْثُ: التَّفَكُّر اسْمُ التَّفْكِير. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: الفِكْرُ الفِكْرَة، والفِكْرى عَلَى فِعْلى اسْمٌ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: التَّفَكُّر التأَمل، وَالِاسْمُ الفِكْرُ والفِكْرَة، وَالْمَصْدَرُ الفَكْر، بِالْفَتْحِ. قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ: لَيْسَ لِي فِي هَذَا الأَمرِ فكْرٌ أَي لَيْسَ لِي فِيهِ حَاجَةٌ، قَالَ: وَالْفَتْحُ فِيهِ أَفصح مِنَ الكسر. فلر: الفَلاوِرَةُ: الصَّيادِلة، فَارِسِيٌّ معرّب. فنخر: الفِنْخِيرة: شِبْهُ صَخْرَةٍ تَنْقَلِعُ فِي أَعلى الْجَبَلِ، فِيهَا رَخاوة وَهِيَ أَصغر مِنَ الفِنْدِيرة. وَيُقَالُ للمرأَة إِذا

_ (4). قوله [الْفَقِيرُ لَهُ ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ إلخ] سقط من نسخة المؤلف الموضع الثالث، وذكره ياقوت بعد أن نقل عبارة أبي عبيدة حيث قال: والثالث تحفر حفرة ثم تغرس بها الفسيلة فهي فقير (5). قوله [وَقَدْ فَكَرَ فِي الشَّيْءِ إلخ] بابه ضرب كما في المصباح

تَدَحْرَجت فِي مِشْيَتِها: إِنها لفُناخِرة. والفِنْخِرُ: الصُّلْبُ الْبَاقِي عَلَى النِّكَاحِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ فُنْخُر وفُناخِرٌ، وَهُوَ الْعَظِيمُ الجُثَّة؛ قَالَ وأَنشدني بَعْضُ أَهل الأَدب: إِنَّ لَنَا لَجارةً فُناخِره، ... تَكْدَحُ لِلدُّنْيَا وتَنْسى الْآخِرَهْ فندر: الفِنْدِيرة: قِطْعَةٌ ضَخْمة مِنْ تَمْرٍ مُكْتَنِزٍ. والفِنْديرة: صَخْرَةٌ تَنْقَلِعُ عَنْ عُرْضِ الْجَبَلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفِنْدِير والفِنْدِيرة الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ تَنْدُرُ مِنْ رأْس الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ فَنادِير؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي صِفَةِ الإِبل: كأَنها مِنْ ذُرى هَضْبٍ فَناديرُ ابْنُ الأَعرابي: الفُنْدُورَةُ هِيَ أُمُّ عِزْمٍ وأُم سُوَيْدٍ، يَعْنِي السَّوْأَةَ. فنزر: الفَنْزَرُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ يُتَّخَذُ عَلَى خَشَبَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ ذِرَاعًا يَكُونُ الرَّجُلُ فيها رَبِيئة. فنقر: الفُنْقُورة: ثَقْبُ الفَقْحة. فهر: الفِهْرُ: الْحَجَرُ قَدْرَ مَا يُدَقُّ بِهِ الجَوْزُ وَنَحْوُهُ، أُنْثى؛ قَالَ اللَّيْثُ: عَامَّةُ الْعَرَبِ تُؤَنِّثُ الفِهْرَ، وَتَصْغِيرُهَا فُهَيْر. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الفِهْرُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ يَمْلَأُ الْكَفَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا نَزَلَ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ جَاءَتِ امرأَته وَفِي يَدِهَا فِهْر ؛ قَالَ: هُوَ الْحَجَرُ مِلْءَ الْكَفِّ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَجَرُ مُطْلَقًا، وَالْجَمْعُ أَفْهار وفُهُورٌ، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ: فِهْرَة وفِهْرٌ، وَتَصْغِيرُهَا فُهَيْرة، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرة سُمِّيَ بِذَلِكَ. وتَفَهَّر الرجلُ فِي الْمَالِ. اتَّسع. وفَهَّرَ الفرسُ وفَيْهَرَ وتَفَيْهَر: اعْتَرَاهُ بُهْرٌ وَانْقِطَاعٌ فِي الْجَرْيِ وكَلال. والفَهْرُ: أَن يَنْكِحَ الرَّجُلُ المرأَة ثُمَّ يَتَحَوَّلُ عَنْهَا قَبْلَ الفَراغ إِلى غَيْرِهَا فَيُنْزِل، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الفَهْرِ ، وَكَذَلِكَ الفَهَر، مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَر، بِالسُّكُونِ وَالتَّحْرِيكِ؛ يُقَالُ: أَفْهَرَ يُفْهِرُ إِفْهاراً. ابْنُ الأَعرابي: أَفْهَر الرجلُ إِذَا خَلَا مَعَ جَارِيَتِهِ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَمَعَهُ فِي الْبَيْتِ أُخرى مِنْ جَوَارِيهِ، فأَكْسَلَ عَنْ هَذِهِ أَي أَوْلَجَ وَلَمْ يُنْزِل، فَقَامَ مِنْ هَذِهِ إِلى أُخرى فأَنزل مَعَهَا، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ فِي الْخَبَرِ. قَالَ: وأَفْهَر الرَّجُلُ إِذَا كَانَ مَعَ جَارِيَتِهِ والأُخرى تَسْمَعُ حِسَّه، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي هَذَا الفَهْرَ والوَجْسَ والرَّكْزَ والحَفْحَفَةَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: هُوَ مِنَ التَّفْهير، وَهُوَ أَن يُحْضِرَ الفرسُ فَيَعْتَرِيهِ انْقِطَاعٌ فِي الْجَرْيِ مِنْ كَلال أَو غَيْرِهِ؛ وكأَنه مأْخوذ مِنَ الإِفْهارِ وَهُوَ الإِكْسال عَنِ الْجِمَاعِ. وفَهَّر الرجلُ تَفْهِيراً أَي أَعيا. يُقَالُ: أَوّل نُقْصَانِ حُضْرِ الْفَرَسِ التَّرادُّ ثُمَّ الفُتُور ثُمَّ التَّفْهير. وتَفَهَّر الرَّجُلُ فِي الْكَلَامِ: اتَّسع فِيهِ، كأَنه مُبْدَلٌ مِنْ تَبَحَّر أَو أَنه لُغَةٌ فِي الإِعياء والفُتُور. وأَفْهَر بعيرُه إِذا أَبْدَع فأُبْدِعَ بِهِ. وفِهْر: قَبِيلَةٌ، وَهِيَ أَصل قُرَيْشٍ وَهُوَ فِهْرُ بْنُ غَالِبِ بْنِ النَّضْر بْنِ كِنَانَةَ، وَقُرَيْشٌ كُلُّهُمْ يُنْسَبُونَ إِليه. والفَهِيرةُ: مَخْضٌ يُلْقَى فِيهِ الرَّضْف فإِذا هُوَ غَلَى ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ وسِيطَ بِهِ ثُمَّ أُكل، وَقَدْ حُكِيَتْ بِالْقَافِ. وفُهْرُ الْيَهُودِ، بِالضَّمِّ: موضعُ مِدْراسِهم الَّذِي يَجْتَمِعُونَ إِليه فِي عِيدِهِمْ يُصَلُّونَ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ يَوْمٌ يأْكلون فِيهِ وَيَشْرَبُونَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهِيَ كَلِمَةٌ نَبَطِيَّة أَصلها بُهْر أَعجمي، عُرِّبَ بِالْفَاءِ فَقِيلَ فُهْر، وَقِيلَ: هِيَ عِبْرَانِيَّةٌ عُرِّبَتْ أَيضاً، وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ فُخْر. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسب الفُهْر عَرَبِيًّا صَحِيحًا.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ورأَى قَوْمًا قَدْ سَدَلوا ثِيَابَهُمْ فَقَالَ: كأَنهم الْيَهُودُ خَرَجُوا مِنْ فُهْرهم أَي مَوْضِعِ مِدْراسهم. قَالَ: وأَفْهَرَ إِذا شَهِدَ الفُهْر، وَهُوَ عِيدُ الْيَهُودِ. وأَفهر إِذا شَهِدَ مِدْراس الْيَهُودِ. ومفاهرُ الإِنسان: بَآدِلُه، وَهُوَ لَحْمُ صَدْرِهِ. وأَفْهَر إِذا اجْتَمَعَ لَحَمَهُ زِيَماً زِيَماً وتَكَتَّل فَكَانَ مُعَجَّراً، وَهُوَ أَقبح السَّمْنِ. وَنَاقَةٌ فَيْهرة: صلبة عظيمة. فور: فارَ الشَّيْءُ فَوْراً وفُؤُوراً وفُواراً وفَوَراناً: جَاشَ. وأَفَرْته وفُرْتُه الْمُتَعَدِّيَانِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَلَا تَسْأَلِيني واسأَلي عَنْ خَلِيقَتي، ... إِذا رَدَّ عَافِي القِدْر، مَنْ يَسْتَعِيرُها وَكَانُوا قُعوداً حَوْلَها يَرْقُبونها، ... وكانتْ فَتاةُ الْحَيِّ مِمَّنْ يُفيرُها يُفِيرُها: يُوقَدُ تَحْتَهَا، وَيُرْوَى يَفُورها عَلَى فُرْتُها، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ يُغِيرها أَي يَشُدُّ وَقُودها. وفارتِ القِدْرُ تَفُور فَوْراً وفَوَراناً إِذا غَلَتْ وَجَاشَتْ. وَفَارَ العِرْقُ فَوَراناً: هَاجَ ونَبَعَ. وضرْبٌ فَوَّار: رَغِيبٌ وَاسِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بِضَرْبٍ يُخَفِّتُ فوَّارُه، ... وطَعْنٍ تَرى الدمَ مِنْهُ رَشِيشا إِذا قَتَلوا منكمُ فَارِسًا، ... ضَمِنَّا لَهُ خَلْفَه أَن يَعِيشا يُخَفِّتُ فَوَّارُه أَي أَنها وَاسِعَةٌ فَدَمَهَا يَسِيلُ وَلَا صَوْتَ لَهُ. وَقَوْلُهُ: ضَمِنَّا لَهُ خَلْفَه أَن يَعِيشَا، يَعْنِي أَنه يُدْرَكُ بثأْره فكأَنه لَمْ يُقتل. وَيُقَالُ: فارَ الماءُ مِنَ الْعَيْنِ يَفُورُ إِذا جَاشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَ الماءُ يَفُور مِنْ بَيْنِ أَصابعه أَي يَغْلي وَيَظْهَرُ متدفِّقاً. وفارَ المسكُ يَفُورُ فُوَاراً وفَواراناً: انْتَشَرَ. وفارةُ المِسْكِ: رَائِحَتُهُ، وَقِيلَ: فارتُه وعاؤُه، وأَما فأْرَةُ الْمِسْكِ، بِالْهَمْزِ، فَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. وَفَارَةُ الإِبل: فَوْح جُلُودِهَا إِذا نَدِيَتْ بَعْدَ الوِرْدِ؛ قَالَ: لَهَا فارةٌ ذَفْراءُ كلَّ عشيةٍ، ... كَمَا فَتَقَ الكافورَ، بالمسكِ، فاتِقُه وجاؤوا مِنْ فَوْرِهمْ أَي مِنْ وَجْهِهِمْ. والفائرُ: المنتشرُ الغَضَب مِنَ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَضِبَ: فارَ فائرُه وثارَ ثائرُه أَي انْتَشَرَ غَضَبُهُ. وأَتيته فِي فَوْرَةِ النَّهَارِ أَي فِي أَوله. وفَوْرُ الْحَرِّ: شِدَّتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلًّا، بَلْ هِيَ حُمَّى تَثُور أَو تَفُور أَي يَظْهَرُ حَرُّهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ أَي وَهَجِها وغلياها. وفَوْرَةُ الْعِشَاءِ: بَعْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا لَمْ يَسْقُطْ فَوْرُ الشَّفَقِ ، وَهُوَ بَقِيَّةُ حُمْرَةِ الشَّمْسِ فِي الأُفُق الْغَرْبِيِّ، سمِّي فَوْراً لِسُطُوعِهِ وَحُمْرَتِهِ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ مِعْصار «1»: خَرَجَ هُوَ وَفُلَانٌ فَضَرَبُوا الْخِيَامَ وَقَالُوا أَخْرِجْنا مِنْ فَوْرَةِ النَّاسِ أَي مِنْ مجتَمَعِهم وَحَيْثُ يَفُورونَ فِي أَسواقهم. وَفِي حَدِيثِ مُحَلِّم: نُعْطِيكُمْ خَمْسِينَ مِنَ الإِبل فِي فَوْرِنا هَذَا ؛ فَوْرُ كلِّ شَيْءٍ: أَوله. وَقَوْلُهُمْ: ذهبتُ فِي حاجةٍ ثُمَّ أَتيتُ فُلاناً مِنْ فَوْري أَي قَبْلَ أَن أَسكن. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي مِنْ وَجْهِهِمْ هَذَا. والفِيرةُ: الحُلْبة تُخْلَطُ لِلنُّفَسَاءِ؛ وَقَدْ فَوَّر لَهَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي الْهَمْزِ. والفارُ: عَضَل الإِنسان؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: بَرِّز نارَكَ

_ (1). قوله [وفي حديث معصار] الذي في النهاية: معضد

فصل القاف

وإِن هَزَلْت فارَكَ أَي أَطعم الطَّعَامَ وإِن أَضررت بِبَدَنِكَ، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِالْهَمْزِ. والفَوَّارتانِ: سِكَّتانِ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْض الوَرِكِ لَا تَحُولَانِ دُونَ الْجَوْفِ، وَهُمَا اللَّتَانِ تَفُوران فَتَتَحَرَّكَانِ إِذا مَشَى، وَقِيلَ: الفَوَّارةُ خَرْقٌ فِي الْوَرِكِ إِلى الْجَوْفِ لَا يَحْجُبُهُ عَظْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: فَوَّارةُ الْوَرِكِ، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ: ثُقْبُهَا؛ وفُوَارة القِدْر، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: مَا يَفُور مِنْ حرِّها. اللَّيْثُ: لِلْكِرْشِ فَوَّارتان وفي باطنهما عُذَّتان مِنْ كُلِّ ذِي لَحْمٍ، وَيَزْعُمُونَ أَن مَاءَ الرَّجُلِ يَقَعُ فِي الكُلْية ثُمَّ فِي الفَوَّارة ثُمَّ فِي الخُصْية، وَتِلْكَ الغُدَّةُ لَا تُؤْكَلُ، وَهِيَ لُحْمَةٌ فِي جَوْفِ لَحْمٍ أَحمر؛ التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُ عَوْفِ بْنِ الخَرِع يَصِفُ قَوْسًا: لَهَا رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكْرَبٌ، ... فَلَا العَظْمُ واهٍ وَلَا العِرْقُ فَارَا المُكْرَبُ: الْمُمْتَلِئُ فأَراد أَنه مُمْتَلِئُ العَصَب. وَقَوْلُهُ: وَلَا العِرْق فَارَا، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُكْرَهُ مِنَ الْفَرَسِ فَوْرُ العِرْقِ، وَهُوَ أَن يَظْهَرَ بِهِ نَفْخ أَو عَقْدٌ. يُقَالُ: قَدْ فارتْ عُرُوقُهُ تَفُور فَوْراً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للمَوْجة والبِرْكة فَوَّارة، وَكُلُّ مَا كَانَ غيرَ الْمَاءِ قِيلَ لَهُ فَوَّارَةٌ «2»، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: يُقَالُ دَوَّارة وفَوَّارة لِكُلِّ مَا لَمْ يَتَحَرَّكْ وَلَمْ يَدُرْ، فإِذا تَحَرَّكَ وَدَارَ فَهِيَ دُوارة وفُوارة. وفَوَّارة الْمَاءِ: مَنْبَعُه. والفُورُ، بِالضَّمِّ: الظِّبَاءُ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا؛ هَذَا قَوْلُ يَعْقُوبَ، وَقَالَ كُرَاعٌ: وَاحِدُهَا فَائِرٌ. ابْنُ الأَعرابي: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا لأْلأَتِ الفُورُ أَي بَصْبصَت بأَذنابها، أَي لَا أَفعله أَبداً. والفُورُ: الظِّبَاءُ، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهَا. وَيُقَالُ: فعلتُ أَمرَ كَذَا وَكَذَا مِنْ فَوْري أَي مِنْ سَاعَتِي، والفَوْرُ: الْوَقْتُ. والفُورةُ: الكُوفة؛ عَنْ كُرَاعٍ. وفَوْرة الْجَبَلِ: سَراتُه ومَتْنُه؛ قَالَ الرَّاعِي: فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلةً، ... لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوَّلُ الذُّعرِ والفِيارُ: أَحد جَانِبَيْ حَائِطِ لِسَانِ الْمِيزَانِ، وَلِسَانُ الْمِيزَانِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يَكْتَنِفُهَا الفِيارانِ، يُقَالُ لأَحدهما فِيارٌ، والحديدةُ المعترِضة الَّتِي فِيهَا اللِّسَانُ المِنْجَمُ، قَالَ: والكِظامَةُ الحَلْقة الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا الْخُيُوطُ فِي طَرَفَيِ الْحَدِيدَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والفِيارانِ حَدِيدَتَانِ تَكْتَنِفَانِ لِسَانَ الْمِيزَانِ، وَقَدْ فُرْتُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَلَوْ لَمْ نَجِدْ الْفِعْلَ لَقَضَيْنَا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ وَلَعَدِمْنَا [ف ي ر] مُتَنَاسِقَةً. فصل القاف قبر: القَبْرُ: مَدْفَنُ الإِنسان، وَجَمْعُهُ قُبُور، والمَقْبَرُ الْمَصْدَرُ. والمَقْبرَة، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا: مَوْضِعُ القُبُور. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المَقْبُرة لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ وَلَكِنَّهُ اسْمٌ. اللَّيْثُ: والمَقْبَرُ أَيضاً مَوْضِعُ الْقَبْرِ، وَهُوَ المَقْبَريّ والمَقْبُرِيّ. الْجَوْهَرِيُّ: المَقْبَرَة والمَقْبُرة وَاحِدَةُ الْمَقَابِرِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ المَقْبَرُ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الحَنَفيّ: أَزُورُ وأَعْتادُ القُبورَ، وَلَا أَرَى ... سِوَى رَمْسِ أَعجازٍ عَلَيْهِ رُكُودُ لكلِّ أُناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائِهم، ... فهمْ يَنْقُصُونَ، والقُبُورُ تَزِيدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ

_ (2). قوله [قيل له فوارة إلى قوله وفوارة الماء منبعه] هكذا بضبط الأصل

المَقْبَرُ، يَقْتَضِي أَنه مِنَ الشَّاذِّ، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هُوَ قِيَاسٌ فِي اسْمِ الْمَكَانِ مِنْ قَبَرَ يَقْبُرُ المَقْبَرُ، ومن خرج يَخْرُجُ المَخْرَج، ومن دَخَلَ يَدْخُلُ المَدْخَل، وَهُوَ قِيَاسٌ مطَّرد لَمْ يَشِذَّ مِنْهُ غيرُ الأَلفاظِ الْمَعْرُوفَةِ مِثْلَ المَبِيتِ والمَسْقِطِ والمَطْلِع والمَشْرِقِ والمَغْرِب وَنَحْوِهَا. والفِناء: مَا حَوْلَ الدَّارِ، قَالَ: وَهَمْزَتُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ شَجَرَةٌ فَنْواء أَي وَاسِعَةُ الْفِنَاءِ لِكَثْرَةِ أَغصانها. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ الصَّلَاةِ فِي المَقْبُرَة ؛ هِيَ مَوْضِعُ دَفْنِ الْمَوْتَى، وَتُضَمُّ بَاؤُهَا وَتُفْتَحُ، وإِنما نَهَى عَنْهَا لِاخْتِلَاطِ تُرَابِهَا بِصَدِيدِ الْمَوْتَى وَنَجَاسَاتِهِمْ، فإِن صَلَّى فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ مِنْهَا صَحَّتْ صَلَاتُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا تَجْعَلُوا بيوتَكم مَقابر أَي لَا تَجْعَلُوهَا لَكُمْ كَالْقُبُورِ لَا تُصَلُّونَ فِيهَا لأَن الْعَبْدَ إِذا مَاتَ وَصَارَ فِي قَبْرِهِ لَمْ يُصَلّ، وَيَشْهَدْ لَهُ قَوْلُهُ فِيهِ: اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لا تجعلوها كالمقابر لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِيهَا، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ. وقَبَره يَقْبِره ويَقْبُره: دَفَنَهُ. وأَقْبره: جَعَلَ لَهُ قَبْرًا. وأَقْبَرَ إِذا أَمر إِنساناً بِحَفْرِ قَبْرٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَالَتْ بَنُو تَمِيمٍ لِلْحَجَّاجِ وَكَانَ قَتَلَ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَقْبِرْنا صَالِحًا أَي ائْذَنْ لَنَا فِي أَن نَقْبره، فَقَالَ لَهُمْ: دُونَكُمُوهُ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ، أَي جَعَلَهُ مَقْبُورًا مِمَّنْ يُقْبَرُ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِمَّنْ يُلْقَى لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ وَلَا مِمَّنْ يُلْقَى فِي النَّوَاوِيسِ، كَانَ الْقَبْرُ مِمَّا أُكرم بِهِ الْمُسْلِمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: مِمَّا أُكرم بِهِ بَنُو آدَمَ، وَلَمْ يَقُلْ فقَبَره لأَن الْقَابِرَ هُوَ الدَّافِنُ بِيَدِهِ، والمُقْبِرُ هُوَ اللَّهُ لأَنه صَيَّرَهُ ذَا قَبْر، وَلَيْسَ فِعْلُهُ كَفِعْلِ الْآدَمِيِّ. والإِقْبار: أَن يُهَيِّئَ لَهُ قَبْرًا أَو يُنْزِلَهُ مَنْزِله. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَن الدَّجَّالَ وُلِدَ مَقْبُورًا ، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَى قَوْلِهِ وُلِدَ مَقْبُورًا أَن أُمه وَضَعَتْهُ وَعَلَيْهِ جِلْدَةٌ مُصْمَتة لَيْسَ فِيهَا شَقٌّ وَلَا نَقْبٌ، فَقَالَتْ قَابِلَتُهُ: هَذِهِ سِلْعة وَلَيْسَ وَلَدًا، فَقَالَتْ أُمه: بَلْ فِيهَا وَلَدٌ وَهُوَ مَقْبُورٌ فِيهَا، فَشَقُّوا عَنْهُ فاستهلَّ. وأَقْبره: جَعَلَ لَهُ قَبْرًا يُوارَى فِيهِ وَيُدْفَنُ فِيهِ. وأَقبرته: أَمرت بأَن يُقْبَر. وأَقْبَر القومَ قتيلَهم: أَعطاهم إِياه يَقْبُرونه. وأَرض قَبُور: غَامِضَةٌ. وَنَخْلَةٌ قَبُور: سَرِيعَةُ الْحَمْلِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَكُونُ حَمْلُهَا فِي سَعَفها، وَمِثْلُهَا كبَوس. والقِبْرُ: مَوْضِعٌ مُتأَكِّل فِي عُود الطِّيبِ. والقِبِرَّى: الْعَظِيمُ الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ الأَنف نَفْسُهُ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ رامِعاً قِبِرّاه ورامِعاً أَنفه إِذا جَاءَ مُغْضَباً، وَمِثْلُهُ: جَاءَ نَافِخًا قِبِرَّاه وَوَارِمًا خَوْرَمَتُه؛ وأَنشد: لَمَّا أَتانا رامِعاً قِبِرَّاه، ... لَا يَعْرِفُ الحقَّ وَلَيْسَ يَهْواه ابْنُ الأَعرابي: القُبَيْرَةُ تَصْغِيرُ القِبِرَّاة، وَهِيَ رأْس القَنْفاء. قَالَ: والقِبِرَّاة أَيضاً طَرَفُ الأَنف، تَصْغِيرُهُ قُبَيرة. والقُبَرُ: عِنَبٌ أَبيض فِيهِ طُولٌ وَعَنَاقِيدُهُ مُتَوَسِّطَةٌ ويُزَبَّب. والقُبَّرُ والقُبَّرة والقُنْبَرُ والقُنْبَرة والقُنْبَراء: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحُمَّرة. الْجَوْهَرِيُّ: القُبَّرة وَاحِدَةُ القُبَّر، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ؛ قَالَ طَرَفَة وَكَانَ يَصْطَادُ هَذَا الطَّيْرَ فِي صِبَاهُ: يَا لكِ مِنْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ، ... خَلا لكِ الجَوُّ فبيضِي واصْفِرِي، ونَقِّرِي مَا شِئْتِ أَن تُنَقِّرِي، ... قَدْ ذهبَ الصَّيَّادُ عنكِ فابْشِرِي، لَا بُدَّ مِنْ أَخذِكِ يَوْمًا فاصْبرِي

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا لكِ مِنْ قُبَّرَةٍ بمعمر لكُلَيْبِ بْنِ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيِّ وَلَيْسَ لطَرَفَة كَمَا ذَكَرَ، وَذَلِكَ أَن كُلَيْبَ بْنَ رَبِيعَةَ خَرَجَ يَوْمًا فِي حِماه فإِذا هُوَ بقُبَّرَة عَلَى بَيْضِهَا، والأَكثر فِي الرِّوَايَةِ بحُمَّرَةٍ عَلَى بَيْضِهَا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِليه صَرْصَرَتْ وخَفَقَتْ بِجَنَاحَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: أَمِنَ رَوْعُك، أَنت وَبَيْضُكِ فِي ذِمَّتِي ثُمَّ دَخَلَتْ نَاقَةُ البَسُوس إِلى الحِمَى فَكَسَرَتِ الْبِيضَ فَرَمَاهَا كَلِيبٌ فِي ضَرْعها. والبَسُوس: امرأَة، وَهِيَ خَالَةُ جَسَّاس بْنِ مُرَّة الشَّيْبَانِيِّ، فَوَثَبَ جسَّاس عَلَى كُلَيْب فَقَتَلَهُ، فَهَاجَتْ حَرْبُ بَكْرٍ وتَغْلِب ابْنَيْ وَائِلٍ بِسَبَبِهَا أَربعين سَنَةً. والقُنْبَراءُ: لغة فيها، والجمع القَنَابر مِثْلُ العُنْصَلاءِ والعَناصل، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ القُنْبُرَةُ، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الرجز، أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: جَاءَ الشِّتاءُ واجْثأَلَّ القُنْبُرُ، ... وجَعَلَتْ عينُ الحَرَورِ تَسْكُرُ أَي يَسْكُنُ حَرُّهَا وتخْبو. والقُبَّارُ: قَوْمٌ يَتَجَمَّعُونَ لجَرِّ مَا فِي الشِّبَاكِ مِنَ الصَّيْدِ؛ عُمانية؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّما تَجَمَّعُوا قُبَّارَا قبتر: القُبْتُرُ والقُباتِرُ: الصَّغِيرُ القصير. قبثر: رَجُلٌ قَبْثَر وقُباثِرٌ: خسيس خامل. قبشر: اللَّيْثُ: القُبْشُور المرأَة التي لا تحيض. قبطر: القُبْطُرِيُّ: ثِيَابُ كَتَّانٍ بيضٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثِيَابٌ بِيضٌ؛ وأَنشد: كأَن لَوْنَ القِهْزِ في خُصورِها، ... والقُبْطُرِيّ البِيض فِي تَأْزِيرِها الْجَوْهَرِيُّ: القُبْطُرِيَّةُ، بِالضَّمِّ، ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاع: كأَن زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ ... بَنَادِكُهَا مِنْه بجِذْعٍ مُقَوَّمِ قبعر: رأَيت فِي نُسْخَتَيْنِ مِنَ الأَزهري: رَجُلٌ قَبْعَرِيّ شَدِيدٌ عَلَى الأَهْل بَخِيلٌ سيِّئ الْخُلُقِ؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ لَمْ يَذْكُرْهُ؛ وَالَّذِي رأَيته فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ والأَثر لِابْنِ الأَثير رَجُلٌ قَعْبَرِيّ، بِتَقْدِيمِ الْعَيْنِ عَلَى الْبَاءِ، والله أَعلم. قبعثر: القَبَعْثَرَى: الْجَمَلُ الْعَظِيمُ، والأُنثى قَبَعْثَراةٌ. والقَبَعْثَرَى أَيضاً: الْفَصِيلُ الْمَهْزُولُ؛ قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَلف قَبَعْثَرَى قِسْمٌ ثَالِثٌ مِنَ الأَلفات الزَّوَائِدِ فِي آخِرِ الكَلِم لَا للتأْنيث وَلَا للإِلحاق. قَالَ اللَّيْثُ: وسأَلت أَبا الدُّقَيْش عَنْ تَصْغِيرِهِ فَقَالَ: قُبَيْعِثٌ؛ ذَهَبَ إِلى التَّرْخِيمِ. وَرَجُلٌ قَبَعْثَرَى وَنَاقَةٌ قَبَعْثَراةٌ، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ. الْجَوْهَرِيُّ القَبَعْثَرُ الْعَظِيمُ الْخَلْقِ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: القَبَعْثَرى الْعَظِيمُ الشَّدِيدُ، والأَلف لَيْسَتْ للتأْنيث وإِنما زيدَتْ لتُلْحِقَ بناتِ الخمسةِ بِبَنَاتِ السِّتَّةِ، لأَنك تَقُولُ قَبَعْثَراةٌ، فَلَوْ كَانَتِ الأَلف للتأْنيث لَمَا لَحِقَهُ تأْنيث آخَرُ، فَهَذَا وَمَا أَشبهه لَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ وَيَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ، وَالْجَمْعُ قَباعِثُ، لأَن مَا زَادَ عَلَى أَربعة أَحرف لَا يُبْنَى مِنْهُ الْجَمْعُ وَلَا التَّصْغِيرُ حَتَّى يُرَدَّ إِلى الرُّبَاعِيِّ إِلا أَن يَكُونَ الْحَرْفُ الرَّابِعُ مِنْهُ أَحد حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ نَحْوَ أُسْطُوَانة وَحَانُوتٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمَفْقُودِ: فَجَاءَنِي طَائِرٌ كأَنه جَمَلٌ قَبَعْثَرَى فَحَمَلَنِي عَلَى خافيةٍ مِنْ خَوَافِيه ؛ القَبَعْثَرَى: الضَخم الْعَظِيمُ. قتر: القَتْرُ والتَّقْتِيرُ: الرُّمْقةُ مِنَ الْعَيْشِ. قَتَرَ يَقْتِرُ ويَقْتُر قَتْراً وقُتوراً، فَهُوَ قاتِرٌ وقَتُور وأَقْتَرُ، وأَقْتَرَ الرَّجُلُ: افْتَقَرَ؛ قَالَ:

لَكُمْ مَسْجِدا اللهِ: المَزورانِ، والحَصى ... لَكُمْ قِبْصُهُ مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا يُرِيدُ مِنْ بَيْنِ مَنْ أَثْرَى وأَقْتَر؛ وَقَالَ آخَرُ: وَلَمْ أُقْتِرْ لَدُنْ أَني غلامُ وقَتَّر وأَقْتَرَ، كِلَاهُمَا: كَقَتَر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ، وَلَمْ يَقْتُرُوا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَمْ يُقَتِّروا عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّفَقَةِ. يُقَالُ: قَتَرَ وأَقْتَر وقَتَّر بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وقَتَرَ عَلَى عِيَالِهِ يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتُوراً أَي ضَيَّقَ عَلَيْهِمْ فِي النَّفَقَةِ. وَكَذَلِكَ التَّقْتيرُ والإِقْتارُ ثَلَاثُ لُغَاتٍ. اللَّيْثُ: القَتْرُ الرُّمْقةُ فِي النَّفَقَةِ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُنْفِقُ عَلَى عِيَالِهِ إِلا رُمْقةً أَي مَا يُمْسِكَ إِلا الرَّمَقَ. وَيُقَالُ: إِنه لَقَتُور مُقَتِّرٌ. وأَقْتر الرجلُ إِذا أَقَلَّ، فَهُوَ مُقتِرٌ، وقُتِرَ فَهُوَ مَقْتُور عَلَيْهِ. والمُقْترُ: عَقِيبُ المُكْثرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بسُقْمٍ فِي بَدَنِهِ وإِقْتارٍ في رزقه ؛ والإِقْتارُ: التَّضْيِيقُ عَلَى الإِنسان فِي الرِّزْقِ. وَيُقَالُ: أَقْتَر اللَّهُ رِزْقَهُ أَي ضَيَّقه وَقَلَّلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مُوسَّع عَلَيْهِ فِي الدُّنِيَا ومَقْتُور عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَقْتَر أَبواه حَتَّى جَلسَا مَعَ الأَوْفاضِ أَي افْتَقَرَا حَتَّى جَلَسَا مَعَ الْفُقَرَاءِ. والقَتْر: ضِيقُ الْعَيْشِ، وَكَذَلِكَ الإِقْتار. وأَقْتَر: قلَّ مَالُهُ وَلَهُ بَقِيَّةٌ مَعَ ذَلِكَ. والقَتَرُ: جَمْعُ القَتَرةِ، وَهِيَ الغَبَرة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: مُتَوَّج برِداء المُلْكِ يَتْبَعُه ... مَوْجٌ، تَرى فوقَه الرَّاياتِ والقَتَرا التَّهْذِيبِ: القَتَرةُ غَبَرة يَعْلُوهَا سَوَادٌ كَالدُّخَانِ، والقُتارُ رِيحُ القِدْر، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الشِّواءِ وَالْعَظْمِ المُحْرَقِ وَرِيحِ اللَّحْمِ الْمَشْوِيِّ. ولحمٌ قاترٌ إِذا كَانَ لَهُ قُتار لدَسَمه، وَرُبَّمَا جَعَلَتِ الْعَرَبُ الشَّحْمَ وَالدَّسَمَ قُتاراً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الفرزدق: إِليكَ تَعَرَّفْنَا الذُّرَى بِرحالِنا، ... وكلِّ قُتارٍ فِي سُلامَى وَفِي صُلْبِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُؤْذِ جارَك بقُتار قِدْرك ؛ هُوَ رِيحُ القِدْر والشِّواءِ وَنَحْوِهِمَا. وقَتِرَ اللحمُ «1». وقَتَرَ يَقْتِرُ، بِالْكَسْرِ، ويَقْتُر وقَتَّرَ: سَطَعَتْ رِيحُ قُتارِهِ. وقَتَّرَ للأَسد: وَضَعَ لَهُ لَحْمًا فِي الزُّبْيةِ يَجِدُ قُتارَهُ. والقُتارُ: رِيحُ العُودِ الَّذِي يُحْرق فَيُدَخَّنُ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا وَجْهٌ صَحِيحٌ وَقَدْ قَالَهُ غَيْرُهُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ آخِرُ رَائِحَةِ العُود إِذا بُخِّرَ بِهِ؛ قَالَهُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ، قَالَ: والقُتارُ عِنْدَ الْعَرَبِ رِيحُ الشِّواءِ إِذا ضُهّبَ عَلَى الجَمْر، وأَما رَائِحَةُ العُود إِذا أُلقي عَلَى النَّارِ فإِنه لَا يُقَالُ لَهُ القُتارُ، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ وَصَفَتِ اسْتِطَابَةَ المُجْدِبين رائحةَ الشِّواءِ أَنه عِنْدَهُمْ لِشِدَّةُ قَرَمِهم إِلى أَكله كَرَائِحَةِ العُود لِطيبِهِ فِي أُنوفهم. والتَّقْتيرُ: تَهْيِيجُ القُتارِ، والقُتارُ: رِيحُ البَخُور؛ قَالَ طَرَفَةُ: حِينَ قَالَ القومُ فِي مَجْلِسِهمْ: ... أَقُتَارٌ ذَاكَ أَم رِيحُ قُطُرْ؟ والقُطْرُ: العُود الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: وإِذا مَا الدُّخان شُبِّهَ بالآنُفِ ... يَوْمًا بشَتْوَةٍ أَهْضامَا والأَهْضام: الْعُودُ الَّذِي يُوقَدُ ليُسْتَجْمَر بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ فِي مثله: ولا أَضِنُّ بمَغْبوطِ السَّنَامِ، إِذا ... كَانَ القُتَارُ كما يُسْتَرْوحُ القُطُرُ

_ (1). قوله [وقتر اللحم إلخ] بابه فرح وضرب ونصر كما في القاموس

أَخْبَرَ أَنه يَجُود بإِطعام اللَّحْمِ فِي المَحْل إِذا كَانَ رِيحُ قُتارِ اللَّحْمِ عِنْدَ القَرِمينَ كَرَائِحَةِ الْعُودِ يُبَخَّر بِهِ. وكِباءٌ مُقَتَّر، وقَتَرت النارُ: دَخَّنَت، وأَقْتَرْتُها أَنا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَراها، الدَّهْرَ، مُقْتِرةً كِباءً، ... ومِقْدَحَ صَفْحةٍ، فِيهَا نَقِيعُ «1» وأَقْتَرَت المرأَةُ، فَهِيَ مُقْترةٌ إِذا تَبَخَّرَتْ بِالْعُودِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَقَدْ خَلَفَتْهم قَتَرةُ رسولِ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ ؛ القَتَرةُ: غَبَرةُ الْجَيْشِ، وخَلَفَتْهم أَي جَاءَتْ بَعْدَهُمْ. وقَتَّر الصائدُ لِلْوَحْشِ إِذا دَخَّن بأَوبار الإِبل لِئَلَّا يَجِدَ الصيدُ ريحَه فَيهْرُبَ مِنْهُ. والقُتْر والقُتُر: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، لُغَةٌ فِي القُطْر، وَهِيَ الأَقْتار والأَقْطار، وَجَمْعُ القُتْر والقُتُر أَقْتار. وقَتَّرهُ: صَرَعَهُ عَلَى قُتْرة. وتَقَتَّر فلانٌ أَي تهيأَ لِلْقِتَالِ مِثْلُ تَقَطَّرَ. وتَقَتَّر للأَمر: تهيأَ لَهُ وَغَضِبَ، وتَقَتَّرهُ واسْتَقْتَرهُ: حاولَ خَتْلَه والاسْتِمكانَ بِهِ؛ الأَخيرة عَنِ الْفَارِسِيِّ، والتَّقَاتُر: التَّخاتل؛ عَنْهُ أَيضاً، وَقَدْ تَقَتَّر فُلَانٌ عَنَّا وتَقَطَّر إِذا تَنَحَّى؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وكُنَّا بهِ مُسْتَأْنِسين، كأَنّهُ ... أَخٌ أَو خَلِيطٌ عَنْ خَليطٍ تَقَتَّرَا والقَتِرُ: الْمُتَكَبِّرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد: نَحْنُ أَجَزْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ ... فِي الحَجِّ، مِنْ قَبْلِ دَآدِي المُؤْتَمِرْ وقَتَرَ مَا بَيْنَ الأَمرين وقَتَّره: قَدَّره. اللَّيْثُ: التَّقتيرُ أَن تُدْنِي مَتَاعَكَ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ أَو بعضَ رِكابك إِلى بَعْضٍ، تَقُولُ: قَتَّر بَيْنَهَا أَي قَارَبَ. والقُتْرةُ: صُنْبور الْقَنَاةِ، وَقِيلَ هُوَ الخَرْق الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الْمَاءُ الْحَائِطَ. والقُتْرةُ: نَامُوسُ الصَّائِدِ، وَقَدِ اقْتَتَرَ فِيهَا. أَبو عُبَيْدَةَ: القُتْرةُ الْبِئْرُ يَحْتَفِرُهَا الصَّائِدُ يَكْمُن فِيهَا، وَجَمْعُهُا قُتَر. والقُتْرةُ: كُثْبَةٌ مِنْ بَعْرٍ أَو حَصًى تَكُونُ قُتَراً قُتَراً. قَالَ الأَزهري: أَخاف أَن يَكُونَ تَصْحِيفًا وَصَوَابُهُ القُمْزة، وَالْجَمْعُ القُمَزُ، والكُثْبة مِنَ الْحَصَى وَغَيْرِهِ. وقَتَرَ الشيءَ: ضمَّ بعضَه إِلى بَعْضٍ. والقاترُ مِنَ الرِّحَالِ وَالسُّرُوجِ: الجَيِّدُ الوقوعِ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، وَقِيلَ: اللَّطِيفُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَقْدمُ وَلَا يَسْتَأْخِرُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ أَصغر السُّرُوجِ. ورحْل قاتِرٌ أَي قَلِقٌ لَا يَعْقِرُ ظهرَ الْبَعِيرِ. والقَتِيرُ: الشَّيْبُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل مَا يَظْهَرُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سأَله عَنِ امرأَة أَراد نِكَاحَهَا قَالَ: وبِقَدْرِ أَيّ النِّسَاءِ هِي؟ قَالَ: قَدْ رَأَتِ القَتِيرَ، قَالَ: دَعْها ؛ القَتيرُ: المَشيب، وأَصلُ القَتِير رؤوسُ مَسَامِيرِ حَلَق الدُّرُوعِ تُلَوِّحُ فِيهَا، شُبّه بِهَا الشَّيْبُ إِذا نَقَبَ فِي سَوَادِ الشَّعْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: والقَتِيرُ رؤوس الْمَسَامِيرِ فِي الدِّرْعِ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: جَوارناً تَرَى لَهَا قَتِيرَا وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: ضَبْرٌ لباسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّب القَتِيرُ: مَسَامِيرُ الدِّرْعِ، وأَراد بِهِ هَاهُنَا الدِّرْعَ نَفْسِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمَامَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: مَنِ اطَّلَعَ مِنْ قُتْرةٍ فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ فَهِيَ هَدَرٌ ؛ الْقُتْرَةُ، بِالضَّمِّ: الكُوَّة النَّافِذَةُ وَعَيْنُ التَّنُّور وَحَلْقَةُ الدِّرْعِ وَبَيْتُ الصَّائِدِ، وَالْمُرَادُ الأَول. وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْس حَسَنُ التَّقْدِيرِ؛ وَمِنْهُ قول

_ (1). قوله [ومقدح صفحة] كذا بالأصل بتقديم الفاء على الحاء ولعله محرف عن صفحة الإناء المعروف.

أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحي: دِرْعِي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، ... وجَوْبُها القاتِرُ مِنْ سَيْرِ اليَلَبْ والقِتْرُ والقِتْرةُ: نِصال الأَهْداف، وَقِيلَ: هُوَ نَصْل كالزُّجّ حديدُ الطَّرَفِ قَصِيرٌ نَحْوٌ مِنْ قَدْرِ الأُصبع، وَهُوَ أَيضاً الْقَصَبُ الَّذِي تُرْمَى بِهِ الأَهداف، وَقِيلَ: القِتْرةُ وَاحِدٌ والقِتْرُ جَمْعٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ سِدْرة وسِدْرٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النَّخْلَ: إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها، ... كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيَابُها الْجَوْهَرِيُّ: والقِتْرُ، بِالْكَسْرِ، ضَرْبٌ مِنَ النِّصال نَحْوٌ مِنَ المَرْماة وَهِيَ سَهْمُ الهَدَف، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الأَقْتار وَهِيَ سِهام صِغَارٌ؛ يُقَالُ: أُغاليك إِلى عَشَرٍ أَو أَقلّ وَذَلِكَ القِتْرُ بِلُغَةِ هُذَيْل. يُقَالُ: كَمْ فَعَلْتُمْ قِتْرَكُمْ، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: أَهْدى يَكْسُومُ ابْنُ أَخي الأَشْرَم لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سِلَاحًا فِيهِ سَهْمُ لَعِبٍ قَدْ رُكِّبَتْ مِعْبَلَةٌ فِي رُعْظِهِ فَقَوَّم فُوقَهُ وَقَالَ: هُوَ مُسْتَحْكِمُ الرِّصافِ، وَسَمَّاهُ قِتْرَ الغِلاء. وَرَوَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ثَابِتٍ عَنْ أَنس: أَن أَبا طَلْحَةَ كَانَ يَرْمي وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَتِّر بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَانَ رَامِيًا، فَكَانَ أَبو طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، يَشُور نَفْسَه وَيَقُولُ لَهُ إِذا رَفَع شَخْصه: نَحْري دُونَ نَحْرِك يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ يُقَتِّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَتِّر بَيْنَ يَدَيْهِ أَي يُسَوّي لَهُ النصالَ ويَجْمع لَهُ السهامَ، مِنَ التَّقْتِير، وَهُوَ الْمُقَارَبَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وإِدناء أَحدهما مِنَ الْآخَرِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ من القِتْر، وَهُوَ نَصْل الأَهداف، وَقِيلَ: القِتْرُ سَهْمٌ صَغِيرٌ، والغِلاءُ مَصْدَرُ غَالَى بِالسَّهْمِ إِذا رَمَاهُ غَلْوةً؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القِتْر مِنَ السِّهَامِ مِثْلُ القُطْب، وَاحِدَتُهُ قِتْرةٌ؛ والقِتْرَة والسِّرْوَةُ وَاحِدٌ. وَابْنُ قِتْرَةَ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ خَبِيثٌ إِلى الصِّغَرِ مَا هُوَ لَا يُسْلَمُ مِنْ لَدْغِهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ بِكْر الأَفْعى، وَهُوَ نَحْوٌ مَنِ الشِّبْرِ يَنْزو ثُمَّ يَقَعُ؛ شَمِرٌ: ابْنُ قِتْرَةَ حَيَّةٌ صَغِيرَةٌ تَنْطَوِي ثُمَّ تَنْزو فِي الرأْس، وَالْجَمْعُ بَنَاتُ قِتْرةَ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ أُغَيْبِرُ اللَّوْنِ صَغِيرٌ أَرْقَطُ يَنْطَوِي ثُمَّ يَنْقُز ذِرَاعًا أَو نَحْوَهَا، وَهُوَ لَا يُجْرَى؛ يُقَالُ: هَذَا ابنُ قِتْرَة؛ وأَنشد: لَهُ منزلٌ أَنْفُ ابنِ قِتْرَةَ يَقْتَري ... بِهِ السَّمَّ، لَمْ يَطْعَمْ نُقاخاً وَلَا بَرْدَا وقِتْرَةُ مُعَرَّفَةً لَا يَنْصَرِفُ. وأَبو قِتْرة: كُنْيَةُ إِبليس. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ قِتْرةَ وَمَا وَلَد ؛ هُوَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ التاء، اسم إِبليس. قثر: ابن الأَعربي: القَثَرةُ قُمَاشُ الْبَيْتِ، وَتَصْغِيرُهَا قُثَيْرة؛ واقْتَثَرْتُ الشيء «2» قحر: القَحْر: المُسِنُّ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ وجَلَدٌ، وَقِيلَ: إِذا ارْتَفَعَ فَوْقَ المُسِن وهَرِمَ، فَهُوَ قَحْرٌ وإِنْقَحْرٌ فَهُوَ ثانٍ لإِنْقَحْلٍ الَّذِي قَدْ نَفى سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ لَهُ نظيرٌ، وَكَذَلِكَ جَمَلٌ قَحْر، وَالْجَمْعُ أَقْحُرٌ وقُحُورٌ، وإِنْقَحْرٌ كَقَحْرٍ، والأُنثى بالهاءْ، وَالِاسْمُ القَحارةُ والقُحُورة. أَبو عَمْرٍو: شَيْخٌ قَحْرٌ وقَهْبٌ إِذا أَسنّ وكَبِرَ، وإِذا ارْتَفَعَ الْجَمَلُ عَنِ العَوْد فَهُوَ قَحْر، والأُنثى قَحْرة فِي أَسنان الإِبل؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ قُحارِيَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: القُحارِيَةُ مِنَ الإِبل كالقَحْرِ، وَقِيلَ: القُحارِيَةُ مِنْهَا العَظيم الخَلْق، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُقَالُ في

_ (2). قوله [واقتثرت الشيء] عبارة المجد واقتثرت الشيء أخذته قماشاً لبيتي، والتقثر التردد والجزع.

الرَّجُلِ إِلَّا قَحْرٌ؛ فأَما قول رؤبة: تَهْوي رُؤوس القاحِراتِ القُحَّرِ، ... إِذا هَوَتْ بَيْنَ اللُّهَى والحَنْجَرِ فَعَلَى التَّشْنِيعِ وَلَا فِعْلَ لَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَحْرُ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الهَرِمُ وَالْبَعِيرُ المُسِنُّ، وَيُقَالُ للأُنثى نابٌ وشارِفٌ، وَلَا يُقَالُ قَحْرَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: زَوْجي لَحْمُ جَمَل قَحْر ؛ القَحْرُ: الْبَعِيرُ الهَرِمُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، أَرادت أَن زَوْجَهَا هَزِيلٌ قَلِيلُ الْمَالِ. قحثر: الأَزهري: قَحْثَرْتُ الشيءَ مِنْ يَدِي إِذا رَدَدْته. قخر: القَخْرُ: الضَّرْبُ بِالشَّيْءِ الْيَابِسِ عَلَى الْيَابِسِ؛ قَخَره يَقْخَرُه قَخْراً. قدر: القَدِيرُ والقادِرُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَكُونَانِ مِنَ القُدْرَة وَيَكُونَانِ مِنَ التَّقْدِيرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* ؛ مِنَ القُدْرة، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُقَدِّرُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَاضِيهِ. ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فَالْقَادِرُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَدَرَ يَقْدِرُ [يَقْدُرُ]، والقَدِير فَعِيلٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ، وَالْمُقْتَدِرُ مُفْتَعِلٌ مِنِ اقْتَدَرَ، وَهُوَ أَبلغ. التَّهْذِيبِ: اللَّيْثُ: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. يُقَالُ: قَدَّرَ الإِله كَذَا تَقْدِيرًا، وإِذا وَافَقَ الشيءُ الشيءَ قُلْتَ: جَاءَهُ قَدَرُه. ابْنُ سِيدَهْ: القَدْرُ والقَدَرُ الْقَضَاءُ والحُكْم، وَهُوَ مَا يُقَدِّره اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ الْقَضَاءِ وَيَحْكُمُ بِهِ مِنَ الأُمور. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؛ أَي الحُكْمِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ؛ وأَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ: أَلا يَا لَقَوْمي للنوائبِ والقَدْرِ ... وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ مِنْ حيثُ لَا يَدْري وللأَرْض كَمْ مِنْ صَالِحٍ قَدْ تَوَدَّأَتْ ... عَلَيْهِ، فَوَارَتْهُ بلَمَّاعَةٍ قَفْرِ فَلَا ذَا جَلالٍ هِبْنَهُ لجَلالِه، ... وَلَا ذَا ضَياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقْرِ تودّأَت عَلَيْهِ أَي اسْتَوَتْ عَلَيْهِ. وَاللَّمَّاعَةُ: الأَرض الَّتِي يَلْمع فِيهَا السَّرابُ. وَقَوْلُهُ: فَلَا ذَا جَلال انْتَصَبَ ذَا بإِضمار فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ أَي فَلَا هِبْنَ ذَا جَلال، وَقَوْلُهُ: وَلَا ذَا ضَياع مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ يَتْرُكْنَ. والضَّياعُ، بِفَتْحِ الضَّادِ: الضَّيْعَةُ، وَالْمَعْنَى أَن الْمَنَايَا لَا تَغْفُلُ عَنْ أَحد، غَنِيًّا كَانَ أَو فَقِيرًا، جَليلَ القَدْر كَانَ أَو وَضِيعًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ؛ أَي أَلف شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَمَا صَبَّ رِجْلي فِي حديدِ مُجاشِعٍ، ... مَعَ القَدْرِ، إِلا حاجَةٌ لِي أُرِيدُها والقَدَرُ: كالقَدْرِ، وجَمْعُهما جَمِيعَا أَقْدار. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَدَرُ الِاسْمُ، والقَدْرُ الْمَصَدْرُ؛ وأَنشد كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَخِيكَ مَتاعُ؛ ... وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجْتِماعُ وأَنشد فِي الْمَفْتُوحِ: قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذَا النخيلِ، وَقَدْ أَرى، ... وأَبيكَ، مَا لَكَ، ذُو النَّخيلِ بدارِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده بِالْفَتْحِ وَالْوَزْنُ يَقْبَلُ الْحَرَكَةَ وَالسُّكُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي تُقَدَّر فِيهَا الأَرزاقُ وتُقْضى.

والقَدَرِيَّةُ: قَوْمٌ يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التَّهْذِيبِ: والقَدَرِيَّة قَوْمٌ يُنْسَبُونَ إِلى التَّكَذِيبِ بِمَا قَدَّرَ اللهُ مِنَ الأَشياء، وَقَالَ بَعْضُ مُتَكَلِّمِيهِمْ: لَا يَلْزَمُنَا هَذَا اللَّقَبُ لأَنا نَنْفِي القَدَرَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ أَثبته فَهُوَ أَولى بِهِ، قَالَ: وَهَذَا تَمْوِيهٌ مِنْهُمْ لأَنهم يُثْبِتُونَ القَدَرَ لأَنفسهم وَلِذَلِكَ سُمُّوا؛ وَقَوْلُ أَهل السنَّة إِن علم الله سَبَقَ فِي الْبَشَرِ فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر مِنْهُمْ كَمَا عَلِم إِيمان مَن آمَنَ، فأَثبت عِلْمَهُ السَّابِقَ فِي الْخَلْقِ وَكَتَبَهُ، وكلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ وَكُتِبَ عَلَيْهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَتَقْدِيرُ اللَّهِ الْخَلْقَ تَيْسِيرُهُ كُلًّا مِنْهُمْ لِمَا عَلِمَ أَنهم صَائِرُونَ إِليه مِنَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ، وَذَلِكَ أَنه عَلِمَ مِنْهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ إِياهم، فَكَتَبَ عِلْمَهُ الأَزليّ السَّابِقَ فِيهِمْ وقَدَّره تَقْدِيرًا؛ وقَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّره عَلَيْهِ وَلَهُ؛ وَقَوْلُهُ: مِنْ أَيّ يَوْمَيَّ مِنَ الموتِ أَفِرّ: ... أَيَومَ لَمْ يُقْدَرَ أَمْ يومَ قُدِرْ؟ فإِنه أَراد النُّونَ الْخَفِيفَةَ ثُمَّ حَذَفَهَا ضَرُورَةً فَبَقِيَتِ الرَّاءُ مَفْتُوحَةً كأَنه أَراد: يُقْدَرَنْ، وأَنكر بَعْضُهُمْ هَذَا فَقَالَ: هَذِهِ النُّونُ لَا تُحْذَفُ إِلا لِسُكُونٍ مَا بَعْدَهَا وَلَا سُكُونَ هَاهُنَا بَعْدَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالَّذِي أَراه أَنا فِي هَذَا وَمَا عَلِمْتُ أَن أَحداً مِنْ أَصحابنا وَلَا غَيْرِهِمْ ذَكَرَهُ، وَيُشْبِهِ أَن يَكُونُوا لَمْ يَذْكُرُوهُ للُطْفِه، هُوَ أَنْ يَكُونَ أَصله أَيوم لَمْ يُقْدَرْ أَم بِسُكُونِ الرَّاءِ لِلْجَزْمِ، ثُمَّ إِنها جاوَرَتِ الْهَمْزَةَ الْمَفْتُوحَةَ وَهِيَ سَاكِنَةٌ، وَقَدْ أَجرت الْعَرَبُ الْحَرْفَ السَّاكِنَ إِذا جَاوَرَ الْحَرْفَ الْمُتَحَرِّكَ مُجْرَى الْمُتَحَرِّكِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ: الكَماةُ والمَراة، يُرِيدُونَ الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ وَلَكِنَّ الْمِيمَ وَالرَّاءَ لَمَّا كَانَتَا سَاكِنَتَيْنِ، وَالْهَمْزَتَانِ بِعْدَهُمَا مَفْتُوحَتَانِ، صَارَتِ الْفَتْحَتَانِ اللَّتَانِ فِي الْهَمْزَتَيْنِ كأَنهما فِي الرَّاءِ وَالْمِيمِ، وَصَارَتِ الْمِيمُ وَالرَّاءُ كأَنهما مَفْتُوحَتَانِ، وَصَارَتِ الْهَمْزَتَانِ لَمَّا قُدِّرَتْ حَرَكَاتُهُمَا فِي غَيْرِهِمَا كأَنهما سَاكِنَتَانِ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ فِيهِمَا مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ، ثُمَّ خُفِّفَتَا فأُبدلت الْهَمْزَتَانِ أَلفين لِسُكُونِهِمَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهُمَا، فَقَالُوا: مَرَاةٌ وكَماةٌ، كَمَا قَالُوا فِي رأْس وفأْس لَمَّا خُفِّفَتَا: رَاسٌ وَفَاسٌ، وَعَلَى هَذَا حَمَلَ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَ عَبْدِ يَغُوثَ: وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ، ... كَأَنْ لَمْ تَرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا قَالَ: جَاءَ بِهِ عَلَى أَن تَقْدِيرَهُ مُخَفَّفًا كأَن لَمْ تَرْأَ، ثُمَّ إِن الرَّاءَ السَّاكِنَةَ لَمَّا جَاوَرَتِ الْهَمْزَةَ وَالْهَمْزَةُ مُتَحَرِّكَةٌ صَارَتِ الْحَرَكَةُ كأَنها فِي التَّقْدِيرِ قَبْلَ الْهَمْزَةِ واللفظُ بِهَا لَمْ تَرَأْ، ثُمَّ أَبدل الْهَمْزَةَ أَلفاً لِسُكُونِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَتْ تَرا، فالأَلف عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، وَاللَّامُ مَحْذُوفَةٌ لِلْجَزْمِ عَلَى مَذْهَبِ التَّحْقِيقِ، وقَوْلِ مَنْ قَالَ: رَأَى يَرْأَى، وَقَدْ قِيلَ: إِن قَوْلَهُ تَرَا، عَلَى التَّخْفِيفِ السَّائِغِ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف فِي مَوْضِعِ الْجَزْمِ تَشْبِيهًا بِالْيَاءِ فِي قَوْلُ الْآخَرِ: أَلم يأْتيك، والأَنباءُ تَنْمِي، ... بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ؟ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أَلم يأْتك عَلَى ظَاهِرِ الجزْم؛ وأَنشده أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ أَبي عُثْمَانَ عَنِ الأَصمعي: أَلا هَل أَتاكَ والأَنباءُ تَنْمِي وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى عَلِمْنَا أَنها لَمِنَ الْغَابِرِينَ، وَقِيلَ: دَبَّرنا أَنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ أَي الْبَاقِينَ فِي الْعَذَابِ. وَيُقَالُ: اسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْرًا، واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً سأَله أَن

يَقْدُرَ لَهُ بِهِ؛ قَالَ: فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْرًا وارضَيَنَّ بِهِ، ... فبَيْنَما العُسْرُ إِذ دارتْ مَياسِيرُ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ: اللَّهُمَّ إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب مِنْكَ أَن تَجْعَلَ لِي عَلَيْهِ قُدْرَةً. وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ [يَقْدُرُهُ]: قَسَمه. والقَدْرُ والقُدْرَةُ «1» والمِقْدارُ: القُوَّةُ؛ وقَدَرَ عَلَيْهِ يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ، بِالْكَسْرِ، قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَدَراناً، واقْتَدَرَ وَهُوَ قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ. وَيُقَالُ: مَا لِي عَلَيْكَ مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الذَّكاة فِي الحَلْقِ واللَّبَّة لِمَنْ قَدَرَ «2» أَي لِمَنْ أَمكنه الذبْحُ فِيهِمَا، فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ مِنْ جِسْمِهِمَا؛ ومنه قولهم: المَقْدِرَةُ [المَقْدُرَةُ] تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ. والاقتدارُ عَلَى الشَّيْءِ: القُدْرَةُ عَلَيْهِ، والقُدْرَةُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَدَرَ عَلَى الشَّيْءِ قُدْرَة أَي مَلَكه، فَهُوَ قادِرٌ وقَدِيرٌ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جَعَلَهُ قَدْراً. وَقَوْلُهُ: عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ؛ أَي قادِرٍ. والقَدْرُ: الغِنى واليَسارُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ. وَبَنُو قَدْراء: المَياسيرُ. وَرَجُلٌ ذُو قُدْرَةٍ أَي ذُو يَسارٍ. وَرَجُلٌ ذو مَقْدُرَة [مَقْدِرَة] أَي ذُو يَسَارٍ أَيضاً؛ وأَما مِنَ القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ، بِالْفَتْحِ، لَا غَيْرُ؛ قَالَ الهُذَليّ: وَمَا يَبْقَى عَلَى الأَيّامِ شَيءٌ، ... فَيَا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكتابِ وقدْرُ كُلِّ شَيْءٍ ومِقْدارُه: مِقْياسُه. وقَدَرَ الشيءَ بِالشَّيْءِ يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه: قاسَه. وقادَرْتُ الرَّجُلَ مُقادَرَةً إِذا قَايَسْتَهُ وَفَعَلْتَ مِثْلَ فِعْلِهِ. التَّهْذِيبِ: وَالتَّقْدِيرُ عَلَى وَجُوهٍ مِنَ الْمَعَانِي: أَحدها التَّرْوِيَةُ وَالتَّفْكِيرُ فِي تَسْوِيَةِ أَمر وَتَهْيِئَتِهِ، وَالثَّانِي تَقْدِيرُهُ بِعَلَامَاتٍ يَقْطَعُهُ عَلَيْهَا، وَالثَّالِثُ أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تَقُولُ: قَدَّرْتُ أَمر كَذَا وَكَذَا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: قَدَرْتُ لأَمْرِ كَذَا أَقْدِرُ لَهُ وأَقْدُرُ قَدْراً إِذا نَظَرْتَ فِيهِ ودَبَّرْتَه وَقَايَسْتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْمُسْتَهْيِئَةِ لِلنَّظَرِ أَي قَدِّرُوا وَقَايِسُوا وَانْظُرُوهُ وافْكِرُوا فِيهِ. شَمِرٌ: يُقَالُ قَدَرْتُ أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّسَ غُدْوَةً، ... فَوَرَدْتُ قَبْلَ تَبَيُّنِ الأَلْوانِ وَقَالَ الأَعشى: فاقْدُرْ بذَرْعِكَ بينَنا، ... إِن كنتَ بَوَّأْتَ القَدارَهْ بَوَّأْتَ: هَيَّأْتَ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: اقْدُر بذَرْعِك بَيْنَنَا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يَا مُوسى ؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: عَلَى مَوْعدٍ، وَقِيلَ: عَلَى قَدَرٍ مِنْ تَكْلِيمِي إِياك؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ. وقَدَرَ الشيءَ: دَنا لَهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

_ (1). قوله [والقدر والقدرة إلخ] عبارة القاموس: والقدر الغنى واليسار والقوة كالقدرة والمقدرة مثلثة الدال والمقدار والقدارة والقدورة والقدور بضمهما والقدران بالكسر والقدار ويكسر والاقتدار والفعل كضرب ونصر وفرح. (2). قوله [لِمَنْ قَدَرَ] أَيْ لِمَنْ كانت الذبيحة في يده مقدر على إيقاع الذكاة بهذين الموضعين، فأما إذا ندت البهيمة فحكمها حكم الصيد في أن مذبحه الموضع الذي أصاب السهم أو السيف، كذا بهامش النهاية.

قلتُ: هَجِّدْنا، فَقَدْ طَالَ السُّرَى، ... وقَدَرْنا إِنْ خَنى الليل غَفَلْ وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه وقَدَرْتُ عَلَيْهِ الثوبَ قَدْرًا فانْقَدَر أَي جاءَ عَلَى المِقْدار. وَيُقَالُ: بَيْنَ أَرضك وأَرض فُلَانٍ لَيْلَةٌ قَادِرَةٌ إِذا كَانَتْ لَيِّنَةَ السَّيْرِ مِثْلَ قاصدةٍ ورافِهةٍ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وقَدَرَ عَلَيْهِ الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه: ضَيَّقه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قُرِئَ قَدَرُه وقَدْرُه، قَالَ: وَلَوْ نَصَبَ كَانَ صَوَابًا عَلَى تَكَرُّرِ الْفِعْلِ فِي النِيَّةِ، أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه؛ وَقَالَ الأَخفش: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ أَي طَاقَتُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ في قوله عَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ وقَدَرُهُ ، قَالَ: التَّثْقِيلُ أَعلى اللُّغَتَيْنِ وأَكثر، وَلِذَلِكَ اخْتِيرَ؛ قَالَ: وَاخْتَارَ الأَخفش التَّسْكِينَ، قَالَ: وإِنما اخْتَرْنَا التَّثْقِيلَ لأَنه اسْمٌ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يقرأُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ وكلٌّ صَوَابٌ، وَقَالَ: قَدَرَ وَهُوَ يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً، قَالَ: كُلُّ هَذَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: ويَقْدُر لُغَةٌ أُخرى لِقَوْمٍ يَضُمُّونَ الدَّالَ فِيهَا، قَالَ: وأَما قَدَرْتُ الشَّيْءَ فأَنا أَقْدِرُه، خَفِيفٌ، فَلَمْ أَسمعه إِلا مَكْسُورًا، قَالَ: وَقَوْلُهُ: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* ؛ خفيفٌ وَلَوْ ثُقِّلَ كَانَ صَوَابًا، وَقَوْلُهُ: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ، مُثَقَّلٌ، وَقَوْلُهُ: فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ؛ مُثَقَّلٌ وَلَوْ خَفَّفَ كَانَ صَوَابًا؛ وأَنشد بَيْتَ الْفَرَزْدَقِ أَيضاً: وَمَا صَبَّ رِجْلِي فِي حَدِيدِ مُجاشِعٍ، ... مَعَ القَدْر، إِلا حاجةٌ لِي أُرِيدُها وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ؛ يُفَسَّرُ بالقُدرة وَيُفَسَّرُ بالضِّيق، قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْمَعْنَى فَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا قَدَرْنا. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: رُوِيَ أَنه ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ، وَرُوِيَ أَنه ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ، فأَما مَنِ اعْتَقَدَ أَن يُونَسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ظَنَّ أَن لَنْ يَقْدِرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ كَافِرٌ لأَن مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُؤْمِنٍ، وَيُونَسُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، رَسُولٌ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ الظَّنُّ عَلَيْهِ. فَآلَ الْمَعْنَى: فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه الْعُقُوبَةِ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ تَفْسِيرُهُ: فَظَنَّ أَن لَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْهِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ؛ أَي ضُيِّقَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ؛ مَعْنَى فَقَدَر عَلَيْهِ فَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَقَدْ ضَيَّقَ اللَّهُ عَلَى يُونُسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه عَلَى مُعَذَّب فِي الدُّنِيَا لأَنه سَجَنَهُ فِي بَطْنِ حُوتٍ فَصَارَ مَكْظُوماً أُخِذَ فِي بَطْنِه بكَظَمِهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ؛ أَي لَنْ نُقَدِّرَ عَلَيْهِ مَا قَدَّرنا مِنْ كَوْنِهِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، قَالَ: ونَقْدِرُ بِمَعْنَى نُقَدِّرُ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ هَذَا فِي التَّفْسِيرِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو إِسحق صَحِيحٌ، وَالْمَعْنَى مَا قَدَّرَه اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ التَّضْيِيقِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَكُلُّ ذَلِكَ شَائِعٌ فِي اللُّغَةِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. فأَما أَن يَكُونَ قَوْلُهُ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ مِنَ الْقُدْرَةِ فَلَا يَجُوزُ، لأَن مَنْ ظَنَّ هَذَا كَفَرَ، وَالظَّنُّ شَكٌ وَالشَّكُّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى كُفْرٌ، وَقَدْ عَصَمَ اللَّهُ أَنبياءه عَنْ مِثْلِ مَا ذَهَبَ إِليه هَذَا المُتَأَوِّلُ، وَلَا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ وَلُغَاتِهَا؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ

المُنْذِرِيَّ يَقُولُ: أَفادني ابْنُ اليَزيديّ عَنْ أَبي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ؛ أَي لَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَلَمْ يَدْرِ الأَخفش مَا مَعْنَى نَقْدِر وَذَهَبَ إِلى مَوْضِعِ الْقُدْرَةِ إِلى مَعْنَى فَظَنَّ أَن يَفُوتَنَا وَلَمْ يَعْلَمْ كَلَامَ الْعَرَبِ حَتَّى قَالَ: إِن بَعْضَ الْمُفَسِّرِينَ قَالَ أَراد الِاسْتِفْهَامَ، أَفَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، وَلَوْ عَلِمَ أَن مَعْنَى نَقْدِر نُضَيِّق لَمْ يَخْبِطْ هَذَا الْخَبْطَ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وَكَانَ عَالِمًا بِقِيَاسِ النَّحْوِ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ: مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ؛ أَي ضُيِّقَ عَلَيْهِ عِلْمُه، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ؛ أَي ضَيَّقَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ ، فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: قرأَها عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَقَدَرْنا، وَخَفَّفَهَا عَاصِمٌ، قَالَ: وَلَا يَبْعُدُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى فِي التَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ وَاحِدًا لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: قُدِّرَ عَلَيْهِ الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ، وقُدِّر عليه وقُدِرَ، وَاحْتَجَّ الَّذِينَ خَفَّفُوا فَقَالُوا: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَقَالَ: فَنِعْمَ المُقَدِّرون، وَقَدْ تَجْمَعُ العربُ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً. وقَدَرَ عَلَى عِيَالِهِ قَدْراً: مِثْلَ قَتَرَ. وقُدِرَ عَلَى الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مِثْلَ قُتِرَ؛ وقَدَّرْتُ الشَّيْءَ تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشَّيْءَ أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً مِنَ التَّقْدِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ: صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفطروا لِرُؤْيَتِهِ فإِن غُمَّ عَلَيْكُمْ فاقْدُرُوا لَهُ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فإِن غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكملوا العِدَّة ؛ قوله: فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا لَهُ عَدَدَ الشَّهْرِ حَتَّى تُكْمِلُوهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، وَاللَّفْظَانِ وَإِنِ اخْتَلَفَا يَرْجِعَانِ إِلى مَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَرُوِيَ عن ابن شريح أَنه فَسَّرَ قَوْلَهُ فاقْدُرُوا لَهُ أَي قَدِّرُوا لَهُ منازلَ الْقَمَرِ فإِنها تَدُلُّكُمْ وَتُبَيِّنُ لَكُمْ أَن الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ أَو ثَلَاثُونَ، قَالَ: وَهَذَا خِطَابٌ لِمَنْ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْعِلْمِ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ فأَكْمِلُوا العِدَّة خِطَابُ العامَّة الَّتِي لَا تُحْسِنُ تَقْدِيرَ الْمَنَازِلِ، وَهَذَا نَظِيرُ النَّازِلَةِ تَنْزِلُ بالعالِمِ الَّذِي أَمر بِالِاجْتِهَادِ فِيهَا وأَن لَا يُقَلِّدَ الْعُلَمَاءَ أَشكال النَّازِلَةِ بِهِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ الصَّوَابُ كَمَا بَانَ لَهُمْ، وأَما الْعَامَّةُ الَّتِي لَا اجْتِهَادَ لَهَا فَلَهَا تَقْلِيدُ أَهل الْعِلْمِ؛ قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَول أَصح؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ إِياس بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُعَنَّى: كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ، ... وَقَدْ قَدَر الرحمنُ مَا هُوَ قادِرُ فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كانَ أَكثَرَ سالِباً ... ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لَا يُناكِرُ وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً يَبْتَغِي العُلى، ... يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً، وَهُوَ حاسِرُ قَوْلُهُ: مَا هُوَ قادرُ أَي مُقَدِّرٌ، وثَقَلُ الرَّجُلِ، بِالثَّاءِ: حَشَمه وَمَتَاعُ بَيْتِهِ، وأَراد بالثَّقَل هَاهُنَا النِّسَاءَ أَي نِسَاؤُنَا وَنَسَاؤُهُمْ طَامِعَاتٌ فِي ظُهُورِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الحَيَّيْنِ عَلَى صَاحِبِهِ والأَمر فِي ذَلِكَ جَارٍ عَلَى قَدَرِ الرَّحْمَنِ. وقوله: ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لَا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وَهُوَ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ لأَنه مَصْرُوعٌ قَدْ قُتِلَ، وَانْتَصَبَ سِرْبَالَهُ بأَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ لمُسْتَلَب، وَفِي مُسْتَلَب ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ بِهِ، وَمَنْ رَفَعَ سِرْبَالَهُ جَعَلَهُ مُرْتَفِعًا بِهِ وَلَمْ يَجْعَلْ فِيهِ ضَمِيرًا. وَالْيَافِعُ: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ فِي عَصْرِ شَبَابِهِ. وَالدَّارِعُ: اللَّابِسُ الدِّرْعِ. وَالْحَاسِرُ: الَّذِي لَا دِرْعَ عَلَيْهِ. وتَقَدَّر لَهُ الشيءُ أَي تهيأَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ: فاقْدُرْه لِي ويَسِّرْه عَلَيَّ أَي اقْضِ لِي بِهِ وَهَيِّئْهُ. وقَدَرْتُ الشَّيْءَ أَي هيأْته. وقَدْرُ كُلِّ شَيْءٍ ومِقْداره: مَبْلَغُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ* ؛ أَي مَا عَظَّمُوا اللَّهَ

حَقَّ تَعْظِيمِهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَا وَصَفوه حَقَّ صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ هَاهُنَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وقَدَرُ اللَّهِ وقَدْرُه بِمَعْنًى، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. والمِقْدارُ: الموتُ. قَالَ اللَّيْثُ: المِقْدارُ اسْمُ القَدْر إِذا بَلَغَ العبدُ المِقْدارَ مَاتَ؛ وأَنشد: لَوْ كَانَ خَلْفَك أَو أَمامَك هائِباً ... بَشَراً سِواكَ، لَهابَك المِقْدارُ يَعْنِي الْمَوْتَ. وَيُقَالُ: إِنما الأَشياء مقاديرُ لِكُلِّ شَيْءٍ مِقْدارٌ دَاخِلٌ. والمِقْدار أَيضاً: هُوَ الهِنْداز، تَقُولُ: يَنْزِلُ الْمَطَرُ بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ، وَهُوَ مَبْلَغُ الشَّيْءِ. وَكُلُّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، فَهُوَ الوَسَطُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُقْتَدِر الْوَسَطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ، وَكَذَلِكَ الوَعِلُ وَالظَّبْيُ وَنَحْوُهُمَا. والقَدْرُ: الْوَسَطُ مِنَ الرِّحَالِ وَالسُّرُوجِ وَنَحْوِهِمَا؛ تَقُولُ: هَذَا سرجٌ قَدْرٌ، يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ. التَّهْذِيبِ: سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ، وَهُوَ الْوَاقِي الَّذِي لَا يَعْقِرُ، وَقِيلَ: هُوَ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ. والقَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، وَهُوَ أَقدرُ؛ والأَقْدَر: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ يَصِفُ صَائِدًا وَيَذْكُرُ وُعُولًا قَدْ وَرَدَتْ لِتَشْرَبَ الْمَاءَ: أَرَى الأَيامَ لَا تُبْقِي كَرِيمًا، ... وَلَا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعاما وَلَا عُصْماً أَوابِدَ فِي صُخُورٍ، ... كُسِينَ عَلَى فَراسِنِها خِداما أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ، ... إِذا سامتْ عَلَى المَلَقاتِ سَامَا مَعْنَى أُتيح: قُدّر، وَالضَّمِيرُ فِي لَهَا يَعُودُ عَلَى العُصْم. والأُقَيْدِرُ: أَراد بِهِ الصَّائِدَ. والحَشيف: الثَّوْبُ الخَلَقُ. وَسَامَتْ: مَرَّتْ وَمَضَتْ. والمُلَقات: جَمْعُ مَلَقَةٍ، وَهِيَ الصَّخْرَةُ الْمَلْسَاءُ. والأَوابد: الْوُحُوشُ الَّتِي تأَبَّدَتْ أَي تَوَحَّشَتْ. والعُصْمُ: جَمْعُ أَعْصَمَ وعَصْماء: الوَعِلُ يَكُونُ بِذِرَاعَيْهِ بَيَاضٌ. والخِدَام: الخَلاخِيلُ، وأَراد الخطوطَ السُّودَ الَّتِي فِي يَدَيْهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: رأَوْكَ أُقَيْدِرَ حِنْزَقْرَةً وَقِيلَ: الأَقْدَر مِنَ الرِّجَالِ الْقَصِيرُ الْعُنُقِ. والقُدَارُ: الرَّبْعَةُ مِنَ النَّاسِ. أَبو عَمْرٍو: الأَقْدَرُ مِنَ الخَيل الَّذِي إِذا سَارَ وَقَعَتْ رِجْلَاهُ مَوَاقِعَ يَدَيْهِ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصار، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ عَدِيُّ بْنُ خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ: ويَكْشِفُ نَخْوَةَ المُخْتالِ عَنِّي ... جُرَازٌ، كالعَقِيقَةِ، إِن لَقِيتُ وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ ساطٍ ... كُمَيْتٌ، لَا أَحَقُّ وَلَا شَئِيتُ النَّخْوَةُ: الْكِبَرُ. وَالْمُخْتَالُ: ذُو الْخُيَلَاءِ. وَالْجُرَازُ: السَّيْفُ الْمَاضِي فِي الضَّرِيبة؛ شَبَّهَهُ بِالْعَقِيقَةِ مِنَ الْبَرْقِ فِي لَمَعانه. وَالصَّهَوَاتُ: جَمْعُ صَهْوَة، وَهُوَ مَوْضِعُ اللِّبْدِ مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ. والشئيب: الَّذِي يَقْصُرُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ عَنْ حافِرَي يَدَيْهِ بِخِلَافِ الأَقْدَرِ. والأَحَقُّ: الَّذِي يُطَبِّقُ حافِرا رِجْلَيْهِ حافِرَيْ يَدَيْهِ، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ أَن الأَحَقَّ الَّذِي لَا يَعْرَقُ، والشَّئيتُ العَثُور، وَقِيلَ: الأَقدر الَّذِي يُجاوِزُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ مَواقعَ حافِرَيْ يَدَيْهِ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَقِيلَ: الأَقْدَرُ الَّذِي يَضَعُ رِجْلَيْهِ حَيْثُ يَنْبَغِي. والقِدْرُ: مَعْرُوفَةٌ أُنْثَى وَتَصْغِيرُهَا قُدَيْرٌ، بِلَا هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الأَزهري: القِدْرُ مُؤَنَّثَةٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْعَرَبِ، بِلَا هَاءٍ، فإِذا صُغِّرَتْ قُلْتَ لَهَا قُدَيرة

وقُدَيْر، بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ، وأَما مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ مَا رأَيت قِدْراً غَلَا أَسْرَعَ مِنْهَا فإِنه لَيْسَ عَلَى تَذْكِيرِ القِدْرِ وَلَكَنَّهُمْ أَرادوا مَا رأَيت شَيْئًا غَلَا؛ قَالَ: وَنَظِيرُهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ؛ قَالَ: ذَكَّرَ الْفِعْلَ لأَن مَعْنَاهُ مَعْنَى شَيْءٍ، كأَنه قَالَ: لَا يَحِلُّ لَكَ شَيْءٌ مِنَ النِّسَاءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ، فإِنما بَنَاهُ عَلَى الْوَاحِدِ عِنْدِي كَقَوْلِ الْعَرَبِ مَا رأَيت قِدْراً غَلَا أَسْرَعَ مِنْهَا، وَلَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ، لأَن قوله تعالى: فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ، لَيْسَ بِجَحْدٍ فيكون شيء مُقَدَّر فِيهِ كَمَا قُدِّرَ فِي مَا رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، وَفِي قَوْلِهِ: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ، وإِنما اسْتَعْمَلَ تَقْدِيرَ شَيْءٍ فِي النَّفِي دُونَ الإِيجاب لأَن قَوْلَنَا شَيْءٌ عَامٌ لِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ، وَكَذَلِكَ النَّفْيُ فِي مِثْلِ هَذَا أَعم مِنَ الإِيجاب، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ: ضَرَبْتُ كُلَّ رَجُلٍ، كَذِبٌ لَا مَحَالَةَ وَقَوْلُكَ: مَا ضَرَبْتُ رَجُلًا قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِدْقَا وَكَذِبًا، فَعَلَى هَذَا وَنَحْوِهِ يُوجَدُ النَّفْيُ أَعم مِنَ الإِيجاب، وَمِنَ النَّفْيِ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها، إِنما أَراد لَنْ ينالَ اللهَ شيءٌ مِنْ لُحُومِهَا وَلَا شَيْءٌ مِنْ دِمَائِهَا؛ وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، واقْتَدَر أَيضاً بِمَعْنَى قَدَرَ مِثْلَ طَبَخَ واطَّبَخَ. ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مَطْبُوخٌ. والقَدِيرُ: مَا يُطْبَخُ فِي القِدْرِ، والاقتدارُ: الطَّبْخُ فِيهَا، وَيُقَالُ: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. اللَّيْثُ: القديرُ مَا طُبِخَ مِنَ اللَّحْمِ بتَوابِلَ، فإِن لَمْ يَكُنْ ذَا تَوابِلَ فَهُوَ طبيخ. واقْتَدَرَ القومُ: طَبَخوا فِي قِدْرٍ. والقُدارُ: الطَّبَّاخُ، وَقِيلَ: الجَزَّارُ، وَقِيلَ الجَزَّار هُوَ الَّذِي يَلِي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: إِنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِم هامَها، ... ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ القُدَّام: جَمْعُ قَادِمٍ، وَقِيلَ هُوَ المَلِكُ. وَفِي حَدِيثُ عُمَيْر مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ: أَمرني مَوْلَايَ أَن أَقْدُرَ لَحْمَا أَي أَطْبُخَ قِدْراً مِنْ لَحْمٍ. والقُدارُ: الْغُلَامُ الْخَفِيفُ الرُّوحِ الثَّقِفُ اللَّقِفُ. والقُدارُ: الْحَيَّةُ، كُلُّ ذَلِكَ بِتَخْفِيفِ الدَّالِّ. والقُدارُ: الثُّعْبَانُ الْعَظِيمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَتَقَدَّرُ فِي مَرَضِهِ أَين أَنا اليومَ ؛ أَي يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه فِي الدَّوْرِ عَلَيْهِنَّ. والقَدَرةُ: القارورةُ الصَّغِيرَةُ. وقُدارُ بْنُ سالِفٍ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَحْمَرُ ثَمُودَ عَاقِرُ نَاقَةِ صَالِحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَتِ الْعَرَبُ للجَزَّارِ قُدارٌ تَشْبِيهًا بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُهَلْهِل: ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ أَقمت عِنْدَهُ قَدْرَ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعهم يَطْرَحُونَ أَن فِي الْمُواقِيتِ إِلا حَرْفًا حَكَاهُ هُوَ والأَصمعي، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: مَا قَعَدْتُ عِنْدَهُ إلَّا رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي. وقَيْدارٌ: اسم. قدحر: اقْدَحَرَّ لِلشَّرِّ: تهيأَ، وَقِيلَ: تهيأَ للسِّباب وَالْقِتَالِ، وهو القِنْدَحْرُ. والقَنْدَحورُ: السيء الخُلُق. وذهبوا شَعالِيلَ بقِدَّحْرَةٍ وقِنْدَحْرةٍ أَي بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وقيل: إِذا تفرّقوا. قذر: القَذَرُ: ضِدُّ النَّظَافَةِ؛ وَشَيْءٌ قَذِرٌ بَيِّنُ القَذارةِ. قَذِرَ الشيءُ قَذَراً وقَذَر وقَذُرَ يقْذُرُ قَذارةً، فَهُوَ قَذِرٌ وقَذُرٌ وقَذَرٌ وقَذْرٌ، وَقَدْ

قَذِرَه قَذَراً وتَقَذَّره واسْتَقْذره. اللَّيْثُ: يُقَالُ قَذِرتُ الشَّيْءَ، بِالْكَسْرِ، إِذا اسْتَقْذَرْتَهُ وتَقَذَّرْت مِنْهُ، وَقَدْ يُقَالُ لِلشَّيْءِ القَذِرِ قَذْرٌ أَيضاً، فَمَنْ قَالَ قَذِرٌ جَعَلَهُ عَلَى بِنَاءِ فَعِل مِنْ قَذِرَ يَقْذَرُ، فَهُوَ قَذِرٌ، وَمَنْ جَزَمَ قَالَ قَذُرَ يَقْذُر قَذارةً، فَهُوَ قَذْرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا هَذِهِ القاذُورةَ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: القاذورة الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا الْفِعْلُ الْقَبِيحُ وَاللَّفْظُ السيء؛ ورجل قَذُرٌ [قَذِرٌ] وقَذْرٌ. وَيُقَالُ: أَقْذَرْتَنا يَا فُلَانُ أَي أَضْجَرْتَنا. وَرَجُلٌ مَقْذَرٌ: مُتَقذِّرٌ. والقَذُورُ مِنَ النِّسَاءِ: الْمُتَنَحِّيَةُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ: لَقَدْ زَادَنِي حُبّاً لسَمْراء أَنها ... عَيُوفٌ لإِصهارِ اللِّئامِ، قَذُورُ والقَذُورُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَتَنَزَّهُ عَنِ الأَقذار. وَرَجُلٌ مَقْذَرٌ: تَجْتَنِبُهُ النَّاسُ، وَهُوَ فِي شِعْرِ الْهُذَلِيِّ. وَرَجُلٌ قَذُورٌ وقاذُورٌ وقاذُورَةٌ: لَا يُخَالِطُ النَّاسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَيَبْقَى فِي الأَرض شِرارُ أَهلها تَلْفِظُهم أَرَضُوهم وتَقْذَرُهم نَفْسُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ أَي يَكْرَهُ خُرُوجَهُمْ إِلى الشَّامِ ومَقامَهم بِهَا فَلَا يُوَفِّقُهُمْ لِذَلِكَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ. يُقَالُ: قَذِرْتُ الشَّيْءَ أَقْذَرُه إِذا كَرِهْته وَاجْتَنَبْتَهُ. والقَذُورُ مِنَ الإِبل: الْمُتَنَحِّي. والقذورُ والقاذورةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَبْرُك نَاحِيَةً مِنْهَا وتَستبعِدُ وتُنافِرُها عِنْدَ الْحَلْبِ، قَالَ: والكَنُوفُ مِثْلُهَا إِلا أَنها لَا تَسْتَبْعِدُ؛ قَالَ الحُطَيْئة يَصِفُ إِبلًا عَازِبَةً لَا تَسْمَعُ أَصوات النَّاسِ: إِذا بَرَكَتْ لَمْ يُؤْذِها صوتُ سامِرٍ، ... وَلَمْ يَقْصُ عَنْ أَدنى المَخاض قَذُورُها أَبو عُبَيْدٍ: الْقَاذُورَةُ مِنَ الرِّجَالِ الْفَاحِشُ السَّيِّئُ الخُلُق. اللَّيْثُ: الْقَاذُورَةُ الغَيُورُ مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْقَاذُورَةُ السَّيِّئُ الْخُلُقِ الْغَيُورُ، وَقِيلَ: هُوَ المُتَقَزِّزُ. وَذُو قَاذُورَةٍ: لَا يُخالُّ الناسَ لِسُوءِ خُلُقه وَلَا يُنَازِلُهُمْ؛ قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة يَرْثِي أَخاه: فإِن تَلْقَه فِي الشَّرْب، لَا تَلْقَ فاحِشاً ... عَلَى الكاسِ، ذَا قاذُورَةٍ متَرَيِّعا وَالْقَاذُورَةُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَمَا صَنَعَ؛ وأَنشد: أَصْغَتْ إِليه نَظَرَ الحَيِيّ، ... مَخافَةً مِنْ قَذِرٍ حَمِيِ قَالَ: والقَذِرُ القاذُورَة، عَنَى نَاقَةً وفَحْلًا. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْكِلَابِيُّ: القاذُورة المُتَطَرِّسُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَقَذَّرُ كلِّ شَيْءٍ لَيْسَ بنَظيف. أَبو عُبَيْدَةَ: الْقَاذُورَةُ الَّذِي يَتَقَذَّرُ الشَّيْءَ فَلَا يأْكله. وَرُوِيَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ قاذُورةً لَا يأْكل الدَّجَاجَ حَتَّى تُعْلَفَ. الْقَاذُورَةُ هَاهُنَا: الَّذِي يَقْذُرُ الأَشياءَ، وأَراد بعَلْفِها أَن تُطْعَم الشيءَ الطَاهِرَ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى فِي الدَّجَاجِ: رأَيته يأْكل شَيْئًا فَقَذِرْتُه أَي كرهتُ أَكله كأَنه رَآهُ يأْكل القَذَر. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ قَذِرْتُ الشَّيْءَ أَقْذَرُه قَذْراً، فَهُوَ مَقْذور؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وقَذَري مَا لَيْسَ بالمَقْذُورِ يَقُولُ: صِرْتُ أَقْذَرُ مَا لَمْ أَكن أَقْذَره فِي الشَّبَابِ مِنَ الطَّعَامِ. وَلَمَّا رَجَمَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ماعِزَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ يَعْنِي الزِّنَا؛ وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَصاب مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَةِ شَيْئًا فلْيَسْتَتِرْ بسِتْرِ اللَّهِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:

أُراه عَنَى بِهِ الزِّنَا وَسَمَّاهُ قَاذُورَةً كَمَا سَمَّاهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: أَراد بِهِ مَا فِيهِ حَدٌّ كَالزِّنَا والشُّرْب. وَرَجُلٌ قاذُورَة: وَهُوَ الَّذِي يَتَبَرَّمُ بِالنَّاسِ وَيَجْلِسُ وَحْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اجْتَنِبُوا هَذِهِ القاذورة الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْقَاذُورَةُ هَاهُنَا الْفِعْلُ الْقَبِيحُ وَالْقَوْلُ السَّيِّئُ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلَكَ المُقَذِّرُونَ يَعْنِي الَّذِينَ يأْتون الْقَاذُورَاتِ. وَرَجُلٌ قُذَرَة، مِثَالُ هُمَزة: يَتَنَزَّهُ عَنِ المَلائِم مَلَائِمِ الأَخلاق وَيَكْرَهُهَا. وقَذُورُ: اسْمُ امرأَة؛ أَنشد أَبو زِيَادٍ: وإِني لأَكْني عَنْ قَذُورٍ بِغَيْرِهَا، ... وأُعْرِبُ أَحياناً بِهَا فأُصارِحُ وقَيْذَر بن إِسمعيل: وَهُوَ أَبو الْعَرَبِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَيْذار، وَهُوَ جَدُّ الْعَرَبِ، يُقَالُ: بَنُو بِنْتِ ابن إِسمعيل. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لرومِيَّةَ: إِني أُقْسِمُ بعِزَّتي لأَهَبَنَّ سَبيَكِ لِبَنِي قاذِرٍ أَي بَنِي إِسمعيل بْنُ إِبراهيم، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، يُرِيدُ الْعَرَبَ. وقاذِرُ: اسْمُ ابن إِسمعيل، وَيُقَالُ لَهُ قَيْذَر وقَيْذار. قذحر: أَبو عَمْرٍو: الاقْذِحْرارُ سُوءُ الخُلُق؛ وأَنشد: فِي غيرِ تَعْتَعةٍ وَلَا اقْذِحْرارِ وَقَالَ آخَرُ: مَا لَكَ، لَا جُزِيتَ غيرَ شَرِّ ... مِنْ قاعدٍ فِي الْبَيْتِ مُقْذَحِرِّ الأَصمعي: ذَهَبُوا قِذَّحْرَةً، بِالذَّالِ، إِذا تَفَرَّقُوا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. النَّضْرُ: ذَهَبُوا قِذَّحْرَةً وقِذَّحْمَةً، بِالرَّاءِ وَالْمِيمِ، إِذا ذَهَبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ. والمُقْذَحِرُّ: المتهيِءُ للسِّباب وَالشَّرِّ تَرَاهُ الدَّهْرَ مُنْتَفخاً شِبْهَ الْغَضْبَانِ، وَهُوَ بِالدَّالِ وَالذَّالِ جَمِيعًا؛ قَالَ الأَصمعي: سأَلت خَلَفاً الأَحْمَرَ عَنْهُ فَلَمْ يتهيأْ لَهُ أَن يُخْرِجَ تَفْسِيرَهُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَقَالَ: أَما رأَيت سِنَّوْراً مُتَوَحِّشاً فِي أَصلِ راقُود؟ وأَنشد الأَصمعي لِعَمْرِو بْنِ جَمِيل: مِثْلُ الشُّيَيْخِ المُقْذَحِرِّ الْبَاذِي، ... أَوفى عَلَى رُباوَةٍ يُباذِي ابْنُ سِيدَهْ: القِنْذَحْرُ والمُقْذَحِرّ المتهيء لِلسِّبَابِ المُعِدُّ لِلشَّرِّ، وَقِيلَ المُقْذَحِرُّ العابسُ الْوَجْهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَذَهَبُوا شَعاليلَ بقِذَّحْرَةٍ وقِنْذَحْرةٍ أَي بِحَيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ بِالدَّالِ أَيضاً. قذعر: المُقْذَعِرُّ مِثْلُ المُقْذَحِرِّ: الْمُتَعَرِّضُ لِلْقَوْمِ لِيَدْخُلَ فِي أَمرهم وَحَدِيثِهِمْ. واقْذَعَرَّ نَحْوَهُمْ يَقْذَعِرّ: رَمَى بِالْكَلِمَةِ بَعْدَ الكلمة وتَزَحَّفَ إِليهم. قذمر: القُذْمُورُ: الخِوان مِنَ الفِضَّةِ. قرر: القُرُّ: البَرْدُ عَامَّةً، بِالضَّمِّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: القُرُّ فِي الشِّتَاءِ وَالْبَرْدُ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، يُقَالُ: هَذَا يومٌ ذُو قُرٍّ أَي ذُو بَرْدٍ. والقِرَّةُ: مَا أَصاب الإِنسانَ وَغَيْرَهُ مِنَ القُرِّ. والقِرَّةُ أَيضاً: الْبَرْدُ. يُقَالُ: أَشدُّ الْعَطَشِ حِرَّةٌ عَلَى قِرَّةٍ، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَجِدُ حِرَّةً عَلَى قِرَّةٍ، وَيُقَالُ أَيضاً: ذَهَبَتْ قِرَّتُها أَي الوقتُ الَّذِي يأْتي فِيهِ الْمَرَضُ، وَالْهَاءُ لِلْعِلَّةِ، ومَثَلُ الْعَرَبِ لِلَّذِي يُظهر خِلَافَ مَا يُضْمِرُ: حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ، وَجَعَلُوا الْحَارَّ الشديدَ مِنْ قَوْلِهِمُ اسْتَحَرَّ القتلُ أَي اشْتَدَّ، وَقَالُوا: أَسْخَنَ اللهُ عَيْنَهُ والقَرُّ: الْيَوْمُ الْبَارِدُ. وكلُّ باردٍ: قَرٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَرُورُ الْمَاءُ الْبَارِدُ يُغْسَلُ بِهِ. يُقَالُ:

قَدِ اقْتَرَرْتُ بِهِ وَهُوَ البَرُودُ، وقرَّ يَوْمُنَا، مِنَ القُرّ. وقُرَّ الرجلُ: أَصابه القُرُّ. وأَقَرَّه اللهُ: مِنَ القُرِّ، فَهُوَ مَقْرُورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كأَنه بُنِيَ عَلَى قُرٍّ، وَلَا يُقَالُ قَرَّه. وأَقَرَّ القومُ: دَخَلُوا فِي القُرِّ. وَيَوْمٌ مقرورٌ وقَرٌّ وقارٌّ: بَارِدٌ. وَلَيْلَةٌ قَرَّةٌ وقارَّةٌ أَي بَارِدَةٌ؛ وَقَدْ قَرَّتْ تَقَرّ وتَقِرُّ قَرًّا. وَلَيْلَةٌ ذاتُ قَرَّةٍ أَي لَيْلَةٌ ذَاتُ بَرْدٍ؛ وأَصابنا قَرَّةٌ وقِرَّةٌ، وَطَعَامٌ قارٌّ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ: بَلَغَنِي أَنك تُفْتي، وَلِّ حارَّها مَنْ تَوَلَّى قارَّها ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ وَلِّ شَرَّها مَنْ تَولَّى خَيْرَها ووَلِّ شديدَتها مَنْ تَوَلَّى هَيِّنَتها، جَعَلَ الْحَرَّ كِنَايَةً عَنِ الشَّرِّ، والشدّةَ والبردَ كِنَايَةً عَنِ الْخَيْرِ والهَيْنِ. والقارُّ: فَاعِلٌ مِنَ القُرِّ الْبَرْدِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي جَلْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبة: وَلِّ حارَّها مَنْ تولَّى قارَّها ، وامتنعَ مِنْ جَلْدِه. ابْنُ الأَعرابي: يَوْمٌ قَرٌّ وَلَا أَقول قارٌّ وَلَا أَقول يَوْمٌ حَرٌّ. وَقَالَ: تَحَرَّقت الأَرضُ وَالْيَوْمُ قَرٌّ. وَقِيلَ لِرَجُلٍ: مَا نَثَرَ أَسنانَك؟ فَقَالَ: أَكلُ الْحَارِّ وشُرْبُ القارِّ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ ؛ القُرُّ: البَرْدُ، أَرادت أَنه لَا ذُو حَرٍّ وَلَا ذُو بَرْدٍ فَهُوَ مُعْتَدِلٌ، أَرادت بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ الْكِنَايَةَ عَنِ الأَذى، فَالْحَرُّ عَنْ قَلِيلِهِ وَالْبَرْدُ عَنْ كَثِيرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيفة فِي غَزْوَةِ الخَنْدَق: فَلَمَّا أَخبرتُه خَبَرَ الْقَوْمِ وقَرَرْتُ قَرِرْتُ ، أَي لَمَّا سكنتُ وجَدْتُ مَسَّ الْبَرْدِ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر: لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأَبْطَحَ قُرِّيٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سُئِلَ شَمِرٌ عَنْ هَذَا فَقَالَ: لَا أَعرفه إِلا أَن يَكُونَ مِنَ القُرِّ الْبَرْدِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَرَّ يومُنا يَقُرُّ، ويَقَرُّ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. والقُرارة: مَا بَقِيَ فِي القِدْرِ بَعْدَ الغَرْفِ مِنْهَا. وقَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرًّا: فَرَّغَ مَا فِيهَا مِنَ الطَّبِيخِ وَصَبَّ فِيهَا مَاءً بَارِدًا كَيْلَا تَحْتَرِقَ. والقَرَرَةُ والقُرَرَة والقَرارة والقِرارة والقُرورةُ، كُلُّهُ: اسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ. وكلُّ مَا لَزِقَ بأَسفل القِدْر مِنْ مَرَقٍ أَو حُطامِ تابِلٍ مُحْتَرِقٍ أَو سَمْنٍ أَو غَيْرِهِ: قُرّة وقُرارة وقُرُرَة، بِضَمِّ الْقَافِ وَالرَّاءِ، وقُرَرة، وتَقَرَّرَها واقْتَرَّها: أَخذها وائْتَدَمَ بِهَا. يُقَالُ: قَدِ اقْتَرَّتِ القِدْرُ وَقَدْ قَرَرْتُها إِذا طَبَخْتَ فِيهَا حَتَّى يَلْصَقَ بأَسفلها، وأَقْرَرْتها إِذا نَزَعْتَ مَا فِيهَا مِمَّا لَصِقَ بِهَا؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والقَرُّ: صبُّ الْمَاءِ دَفْعَة وَاحِدَةً. وتَقَرَّرتِ الإِبلُ: صَبَّتْ بَوْلَهَا عَلَى أَرجلها. وتَقَرَّرَت: أَكلت اليَبِسَ فتَخَثَّرت أَبوالُها. والاقْتِرار: أَن تأْكل الناقةُ اليبيسَ والحِبَّةَ فَيَتَعَقَّدَ عَلَيْهَا الشحمُ فَتَبُولَ فِي رِجْلَيْهَا مِنْ خُثُورة بَوْلِهَا. وَيُقَالُ: تَقَرَّرت الإِبل فِي أَسْؤُقها، وقَرّت تَقِرُّ: نَهِلَتْ وَلَمْ تَعُلَّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا قَرَّتْ وَلَمَّا تَقْرِرِ، ... وجَهَرَت آجِنَةً، لَمْ تَجْهَرِ وَيُرْوَى أَجِنَّةً. وجَهَرَتْ: كَسَحَتْ. وَآجِنَةٌ: مُتَغَيِّرَةٌ، وَمَنْ رَوَاهُ أَجِنَّةَ أَراد أَمْواهاً مُنْدَفِنَةً، عَلَى التَّشْبِيهِ بأَجنَّة الْحَوَامِلِ. وقَرَّرت الناقةُ بِبَوْلِهَا تَقْريراً إِذا رَمَتْ بِهِ قُرَّةً بَعْدَ قُرَّةٍ أَي دُفْعَةً بَعْدَ دُفْعة خَاثِرًا مِنْ أَكل الحِبّة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُنْشِقْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبَرْ، ... فِي مُنْخُرَيْه، قُرَراً بَعْدَ قُرَرْ قَرَرًا بَعْدَ قَرَرٍ أَي حُسْوَة بَعْدَ حُسْوَة ونَشْقَةً بَعْدَ نَشْقة. ابْنُ الأَعرابي: إِذا لَقِحَت النَّاقَةُ فَهِيَ مُقِرٌّ وقارِحٌ، وَقِيلَ: إِن الاقْترارَ السِّمنُ، تَقُولُ:

اقْتَرَّتِ الناقةُ سَمِنَتْ؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ ظَبْيَةً: بِهِ أَبِلَتْ شَهْرَي رَبيعٍ كِلَاهُمَا، ... فَقَدْ مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقترارُها نَسْؤُهَا: بَدْءُ سِمَنِهَا، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ فِي أَوّل الرَّبِيعِ إِذا أَكلت الرُّطْبَ، واقترارُها: نِهَايَةُ سِمَنِهَا، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ إِذا أَكلت الْيَبِيسَ وبُزُور الصَّحْرَاءِ فعَقَّدَتْ عَلَيْهَا الشَّحْمَ. وقَرَّ الكلامَ وَالْحَدِيثَ فِي أُذنه يَقُرُّه قَرّاً: فَرَّغه وصَبَّه فِيهَا، وَقِيلَ هُوَ إِذا سارَّه. ابْنُ الأَعرابي: القَرُّ تَرْدِيدُك الْكَلَامَ فِي أُذن الأَبكم حَتَّى يَفْهَمَهُ. شَمِرٌ: قَرَرْتُ الكلامَ فِي أُذنه أَقُرُّه قَرّاً، وَهُوَ أَن تَضَعَ فَاكَ عَلَى أُذنه فَتَجْهَرَ بِكَلَامِكَ كَمَا يُفعل بالأَصم، والأَمر: قُرَّ. وَيُقَالُ: أَقْرَرْتُ الكلامَ لِفُلَانٍ إِقراراً أَي بَيَّنْتُهُ حَتَّى عَرَفَهُ. وَفِي حَدِيثِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ: يأْتي الشيطانُ فَيَتَسَمَّعُ الكلمةَ فيأْتي بِهَا إِلى الْكَاهِنِ فَيُقِرُّها فِي أُذنه كَمَا تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فِيهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: فيَقْذفها فِي أُذن وَلِيِّه كقَرِّ الدَّجَاجَةِ ؛ القَرُّ: تَرْدِيدُكَ الْكَلَامَ فِي أُذن المخاطَب حَتَّى يَفْهَمَهُ. وقَرُّ الدَّجَاجَةِ: صوتُها إِذا قَطَّعَتْهُ، يُقَالُ: قَرَّتْ تَقِرُّ قَرّاً وقَرِيراً، فإِن رَدَّدَتْه قُلْتَ: قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً، وَيُرْوَى: كقَزِّ الزجاجة، بالزاي، أَي كَصَوْتِهَا إِذا صُبَّ فِيهَا الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ فِي العَنانِ وَهِيَ السحابُ فَيَتَحَدَّثُونَ مَا عَلِمُوا به مما لَمْ يَنْزِلْ مِنَ الأَمر، فيأْتي الشَّيْطَانُ فَيَسْتَمِعُ فَيَسْمَعُ الكلمة فيأْتي بها إِلى الْكَاهِنِ فيُقِرُّها فِي أُذنه كَمَا تُقَرُّ القارورةُ إِذا أُفرغ فِيهَا مِائَةُ كِذْبةٍ. والقَرُّ: الفَرُّوج. واقْتَرَّ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ: اغْتَسَلَ. والقَرُورُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ يُغْتَسل بِهِ. واقْتَرَرْتُ بالقَرُور: اغْتَسَلْتُ بِهِ. وقَرَّ عَلَيْهِ الماءَ يَقُرُّه: صَبَّهُ. والقَرُّ: مَصْدَرُ قَرَّ عَلَيْهِ دَلْوَ مَاءٍ يَقُرُّها قَرّاً، وقَرَرْتُ عَلَى رأْسه دَلْوًا مِنْ مَاءٍ بَارِدٍ أَي صَبَبْتُهُ. والقُرّ، بِالضَّمِّ: القَرار فِي الْمَكَانِ، تَقُولُ مِنْهُ قَرِرْتُ بِالْمَكَانِ، بِالْكَسْرِ، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً، بِالْفَتْحِ، أَقِرُّ قَرَارًا وقُروراً، وقَرَّ بِالْمَكَانِ يَقِرُّ ويَقَرُّ، والأُولى أَعلى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني أَن فَعَلَ يَفْعِلُ هَاهُنَا أَكثر مِنْ فَعَلَ يَفْعَلُ قَراراً وقُروراً وقَرّاً وتَقْرارةً وتَقِرَّة، والأَخيرة شَاذَّةٌ؛ واسْتَقَرَّ وتَقارَّ واقْتَرَّه فِيهِ وَعَلَيْهِ وقَرَّره وأَقَرَّه فِي مَكَانِهِ فاستقرَّ. وَفُلَانٌ مَا يَتَقارُّ فِي مَكَانِهِ أَي مَا يَسْتَقِرُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أُقِرَّت الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ؟ ، وَرُوِيَ: قَرَّتْ أَي اسْتَقَرَّت مَعَهُمَا وقُرِنت بِهِمَا، يَعْنِي أَن الصَّلَاةَ مَقْرُونَةٌ بِالْبِرِّ، وَهُوَ الصِّدْقُ وَجِمَاعُ الْخَيْرِ، وأَنها مَقْرُونَةٌ بِالزَّكَاةِ فِي الْقُرْآنِ مَذْكُورَةٌ مَعَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فَلَمْ أَتَقارَّ أَن قمتُ أَي لَمْ أَلْبَثْ، وأَصله أَتَقارَر، فأُدغمت الرَّاءُ فِي الرَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ نَائِلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ: قُلْنَا لرَباح بْنِ المُغْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أَهل القَرارِ أَي أَهل الحَضَر المستقرِّين فِي مَنَازِلِهِمْ لَا غِناءَ أَهل البَدْو الَّذِينَ لَا يَزَالُونَ مُتَنَقِّلِينَ. اللَّيْثُ: أَقْرَرْتُ الشَّيْءَ فِي مَقَرِّه ليَقِرّ. وَفُلَانٌ قارٌّ: ساكنٌ، وَمَا يَتَقَارُّ فِي مَكَانِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ* ؛ أَي قَرار وَثُبُوتٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ ؛ أَي لِكُلِّ مَا أَنبأْتكم عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَايَةٌ وَنِهَايَةٌ تَرَوْنَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ؛ أَي لِمَكَانٍ لَا تُجَاوِزُهُ وَقْتًا وَمَحَلًّا وَقِيلَ لأَجَلٍ قُدِّر لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَرْنَ وَقَرْنَ ، هُوَ كَقَوْلِكَ ظَلْنَ وظِلْنَ؛ فقَرْنَ عَلَى أَقْرَرْنَ كظَلْنَ عَلَى

أَظْلَلْنَ وقِرنَ عَلَى أَقْرَرنَ كظِلْنَ عَلَى أَظْلَلنَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ؛ هُوَ مِنَ الوَقار. وقرأَ عَاصِمٌ وأَهل الْمَدِينَةِ: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ؛ قَالَ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الوَقار وَلَكِنْ يُرَى أَنهم إِنما أَرادوا: واقْرَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، فَحَذَفَ الرَّاءَ الأُولى وحُوّلت فَتْحَتُهَا فِي الْقَافِ، كَمَا قَالُوا: هَلْ أَحَسْتَ صاحِبَك، وَكَمَا يُقَالُ فَظِلْتم، يُرِيدُ فَظَلِلْتُمْ؛ قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: واقْرِرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: وقِرْن، يُرِيدُ واقْرِرْنَ فتُحَوَّلُ كَسْرَةُ الرَّاءِ إِذا أُسقطت إِلى الْقَافِ، كَانَ وَجْهًا؛ قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ ذَلِكَ فِي الْوَجْهَيْنِ مُسْتَعْمَلًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلا فِي فعَلْتم وفَعَلْتَ وفَعَلْنَ، فأَما فِي الأَمر وَالنَّهْيِ وَالْمُسْتَقْبَلِ فَلَا، إِلا أَنه جَوَّزَ ذَلِكَ لأَن اللَّامَ فِي النِّسْوَةِ سَاكِنَةٌ فِي فَعَلْن ويَفْعَلن فَجَازَ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَقَدْ قَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي نُمَيْر: يَنْحِطْنَ مِنَ الْجَبَلِ، يُرِيدُ ينْحَطِطْنَ، فَهَذَا يُقَوِّي ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ، عِنْدِي مِنَ القَرارِ، وَكَذَلِكَ مَنْ قرأَ: وَقَرْنَ ، فَهُوَ مِنَ القَرارِ، وَقَالَ: قَرَرْتُ بِالْمَكَانِ أَقِرُّ وقَرَرْتُ أَقَرُّ. وَقَارَّهُ مُقارَّةً أَي قَرّ مَعَهُ وسَكَنَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قارُّوا الصلاةَ ، هُوَ مِنَ القَرارِ لَا مِنَ الوَقارِ، وَمَعْنَاهُ السُّكُونُ، أَي اسْكُنُوا فِيهَا وَلَا تَتَحَرَّكُوا وَلَا تَعْبَثُوا، وَهُوَ تَفَاعُلٌ، مِنَ القَرارِ. وتَقْرِيرُ الإِنسان بِالشَّيْءِ: جعلُه فِي قَراره؛ وقَرَّرْتُ عِنْدَهُ الْخَبَرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ. والقَرُور مِنَ النساء: التي تَقَرّ [تَقِرّ] لِمَا يُصْنَعُ بِهَا لَا تَرُدّ المُقَبِّلَ والمُراوِدَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كأَنها تَقِرُّ وَتَسْكُنُ وَلَا تَنْفِرُ مِنَ الرِّيبَة. والقَرْقَرُ: القاعُ الأَمْلَسُ، وَقِيلَ: الْمُسْتَوِي الأَملس الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ. والقَرارة والقَرارُ: مَا قَرَّ فِيهِ الْمَاءُ. والقَرارُ والقَرارةُ مِنَ الأَرض: الْمُطْمَئِنُّ الْمُسْتَقِرُّ، وَقِيلَ: هُوَ القاعُ الْمُسْتَدِيرُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَرارة كُلُّ مُطْمَئِنٍّ انْدَفَعَ إِليه الْمَاءُ فاستقَرّ فِيهِ، قَالَ: وَهِيَ مِنْ مَكَارِمِ الأَرض إِذا كَانَتْ سُهولةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَذَكَرَ عَلِيًّا فَقَالَ: عِلْمِي إِلى عِلْمِهِ كالقَرارة فِي المُثْعَنْجَرِ ؛ القَرارةُ الْمُطَمَئِنُّ مِنَ الأَرض وَمَا يَسْتَقِرُّ فِيهِ مَاءُ الْمَطَرِ، وَجَمْعُهَا القَرارُ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر: وَلَحِقَتْ طائفةٌ بقَرارِ الأَودية. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: بُطِحَ لَهُ بِقاعٍ قَرْقَرٍ ؛ هُوَ الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كُنْتُ زَميلَه فِي غَزْوة قَرقَرةِ الكُدْرِ ؛ هِيَ غَزْوَةٌ مَعْرُوفَةٌ، والكُدْرُ: مَاءٌ لَبَنِي سُلَيْمٍ: والقَرْقَرُ: الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ، وَقِيلَ: إِن أَصل الكُدْرِ طَيْرٌ غُبْرٌ سُمِّيَ الموضعُ أَو الْمَاءُ بِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: بقَرارِ قِيعانٍ سقَاها وابلٌ ... واهٍ، فأَثْجَمَ بُرْهَةً لَا يُقْلِعُ قَالَ الأَصمعي: القَرارُ هَاهُنَا جَمْعُ قَرارةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلَ الأَصمعي عَلَى هَذَا قولُه قِيعان لِيُضِيفَ الْجَمْعَ إِلى الْجَمْعِ، أَلا تَرَى أَن قَرَارًا هَاهُنَا لَوْ كَانَ وَاحِدًا فَيَكُونُ مِنْ بَابِ سَلٍّ وسَلَّة لأَضاف مُفْرَدًا إِلى جَمْعٍ وَهَذَا فِيهِ ضَرْبٌ مِنَ التَّنَاكُرِ وَالتَّنَافُرِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: بُطونُ الأَرض قَرارُها لأَن الْمَاءَ يَسْتَقِرُّ فِيهَا. وَيُقَالُ: القَرار مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ فِي الرَّوْضَةِ. ابْنُ الأَعرابي: المَقَرَّةُ الْحَوْضُ الْكَبِيرُ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ، والقَرارة القاعُ الْمُسْتَدِيرُ، والقَرْقَرة الأَرض الْمَلْسَاءُ لَيْسَتْ بجِدِّ واسعةٍ، فإِذا اتَّسَعَتْ غَلَبَ عَلَيْهَا اسْمُ التَّذْكِيرِ فَقَالُوا قَرْقَرٌ؛ وَقَالَ عَبِيدٌ:

تُرْخِي مَرابِعَها فِي قَرْقَرٍ ضاحِي قال: والقَرَقُ [القَرِقُ] مِثْلُ القَرْقَرِ سَوَاءٌ. وَقَالَ ابْنُ أَحمر: القَرْقَرة وسطُ الْقَاعِ ووسطُ الْغَائِطِ المكانُ الأَجْرَدُ مِنْهُ لَا شَجَرَ فِيهِ وَلَا دَفَّ وَلَا حِجَارَةَ، إِنما هِيَ طِينٌ لَيْسَتْ بِجَبَلٍ وَلَا قُفٍّ، وعَرْضُها نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَذرع أَو أَقل، وَكَذَلِكَ طُولُهَا؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ ؛ هُوَ الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ الَّذِي يَسْتَقِرُّ فِيهِ الْمَاءُ. وَيُقَالُ لِلرَّوْضَةِ الْمُنْخَفِضَةِ: القَرارة. وَصَارَ الأَمر إِلى قَراره ومُسْتَقَرِّه: تَناهَى وَثَبَتَ. وَقَوْلُهُمْ عِنْدَ شِدَّةٍ تُصِيبُهُمْ: صابتْ بقُرٍّ أَي صَارَتِ الشدّةُ إِلى قَرارها، وَرُبَّمَا قَالُوا: وَقَعَت بقُرٍّ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ وَقَعَتْ فِي الْمَوْضِعِ الذِي يَنْبَغِي. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الشِّدَّةِ: صابتْ بقُرٍّ إِذا نَزَلَتْ بِهِمْ شِدَّةٌ، قَالَ: وإِنما هُوَ مَثَل. الأَصمعي: وَقَعَ الأَمرُ بقُرِّه أَي بمُسْتَقَرّه؛ وأَنشد: لعَمْرُكَ، مَا قَلْبي عَلَى أَهله بحُرّ، ... وَلَا مُقْصِرٍ، يَوْمًا، فيأْتيَني بقُرّ أَي بمُسْتَقَرّه؛ وَقَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: تُرَجِّيها، وَقَدْ وقَعَتْ بقُرٍّ، ... كَمَا تَرْجُو أَصاغِرَها عَتِيبُ وَيُقَالُ لِلثَّائِرِ إِذا صادفَ ثَأْرَه: وقَعْتَ بقُرِّكَ أَي صادَفَ فؤادُك مَا كَانَ مُتَطَلِّعاً إِليه فتَقَرّ؛ قَالَ الشَّمَّاخ: كأَنها وابنَ أَيامٍ تُؤَبِّنُه، ... مِنْ قُرَّةِ العَيْنِ، مُجْتابا دَيابُوذِ أَي كأَنهما مِنْ رِضَاهُمَا بِمَرْتَعِهِمَا وَتَرْكِ الِاسْتِبْدَالِ بِهِ مُجتابا ثوبٍ فاخِرٍ فَهُمَا مَسْرُورَانِ بِهِ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: فعُرِضَ هَذَا القولُ عَلَى ثَعْلَبٍ فَقَالَ هَذَا الْكَلَامُ أَي سَكَّنَ اللهُ عينَه بِالنَّظَرِ إِلى مَا يُحِبُّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: قَرْقارِ أَي قِرَّ واسكنْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَرَّتْ عينُه تَقَرّ؛ هَذِهِ أَعلى عَنْ ثَعْلَبٍ، أَعني فَعِلَتْ تَفْعَلُ، وقَرَّت تَقِرُّ قَرَّة وقُرَّةً؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَالَ: هِيَ مَصْدَرٌ، وقُرُوراً، وَهِيَ ضدُّ سَخِنتْ، قَالَ: وَلِذَلِكَ اخْتَارَ بَعْضُهُمْ أَن يَكُونَ قَرَّت فَعِلَت لِيَجِيءَ بِهَا عَلَى بِنَاءِ ضِدِّهَا، قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي اشْتِقَاقِ ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ بَرَدَتْ وَانْقَطَعَ بُكَاؤُهَا واستحرارُها بِالدَّمْعِ فإِن لِلسُّرُورِ دَمْعَةً بَارِدَةً وَلِلْحُزْنِ دَمْعَةً حَارَّةً، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القَرارِ، أَي رأَت ما كانت متشوّقة إِليه فقَرَّتْ وَنَامَتْ. وأَقَرَّ اللهُ عينَه وَبِعَيْنِهِ، وَقِيلَ: أَعطاه حَتَّى تَقَرَّ فَلَا تَطْمَحَ إِلى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَيُقَالُ: حَتَّى تَبْرُدَ وَلَا تَسْخَنَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَّت عينُه مأْخوذ مِنَ القَرُور، وَهُوَ الدَّمْعُ الْبَارِدُ يَخْرُجُ مَعَ الْفَرَحِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القَرارِ، وَهُوَ الهُدُوءُ، وَقَالَ الأَصمعي: أَبرد اللهُ دَمْعَتَه لأَن دَمْعَة السُّرُورِ بَارِدَةٌ. وأَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ: مُشْتَقٌّ مِنَ القَرُور، وَهُوَ الْمَاءُ الْبَارِدُ، وَقِيلَ: أَقَرَّ اللهُ عَيْنَكَ أَي صَادَفْتَ مَا يُرْضِيكَ فَتَقَرُّ عَيْنُكَ مِنَ النَّظَرِ إِلى غَيْرِهِ، وَرَضِيَ أَبو الْعَبَّاسِ هَذَا الْقَوْلَ وَاخْتَارَهُ، وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: أَقرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ أَنام اللَّهُ عَيْنَهُ، وَالْمَعْنَى صَادَفَ سُرُورًا يُذْهِبُ سَهَرَهُ فَيَنَامُ؛ وأَنشد: أَقَرَّ بِهِ مَوَالِيكِ العُيونا أَي نَامَتْ عُيُونُهُمْ لَمَّا ظَفِرُوا بِمَا أَرادوا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَي طِيبِي نَفْسًا، قَالَ: وإِنما نُصِبَتِ الْعَيْنُ لأَن الْفِعْلَ كَانَ لَهَا فَصَيَّرَتْهُ للمرأَة، مَعْنَاهُ لِتَقَرَّ عينُك، فإِذا حُوِّل الفعلُ عَنْ صَاحِبِهِ نَصَبَ صَاحِبَ الْفِعْلِ عَلَى التَّفْسِيرِ. وَعَيْنٌ قَرِيرةٌ: قارَّة، وقُرَّتُها: مَا قَرَّت بِهِ. والقُرَّةُ: كُلُّ شَيْءٍ قَرَّت بِهِ عَيْنُكَ، والقُرَّةُ:

مَصْدَرُ قَرَّت الْعَيْنُ قُرَّةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ؛ وقرأَ أَبو هُرَيْرَةَ: مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُن ، وَرَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: لَوْ رَآكَ لقَرَّتْ عَيْنَاهُ أَي لَسُرَّ بِذَلِكَ وفَرِحَ، قَالَ: وَحَقِيقَتُهُ أَبْرَدَ اللهُ دَمْعَةَ عَيْنِيهِ لأَن دَمْعَةَ الْفَرَحِ بَارِدَةٌ، وَقِيلَ: أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ أَي بَلَّغَك أُمْنِيَّتك حَتَّى تَرْضَى نَفْسُك وتَسْكُنَ عَيْنُك فَلَا تَسْتَشْرِفَ إِلى غَيْرِهِ؛ وَرَجُلٌ قَرِيرُ الْعَيْنِ وقَرِرْتُ بِهِ عَيْنًا فأَنا أَقَرُّ وقَرَرْتُ أَقِرُّ وقَرِرْتُ [قَرَرْتُ] فِي الْمَوْضِعِ مِثْلُهَا. ويومُ القَرِّ: الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي عِيدَ النَّحْرِ لأَن النَّاسَ يَقِرُّونَ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَقِيلَ: لأَنهم يَقِرُّون بِمِنًى؛ عَنْ كُرَاعٍ، أَي يَسْكُنُونَ وَيُقِيمُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضلُ الأَيام عِنْدَ اللَّهِ يومُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِيَوْمِ القَرِّ الغَدَ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ، وَهُوَ حَادِيَ عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ، سُمِّيَ يومَ القَرِّ لأَن أَهل المَوْسِمِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ فِي تَعَبٍ مِنَ الْحَجِّ، فإِذا كَانَ الغدُ من يوم النحر قَرُّوا بِمِنًى فَسُمِّيَ يومَ القَرِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ: أَقِرُّوا الأَنفس حَتَّى تَزْهَقَ أَي سَكِّنوا الذَّبَائِحَ حَتَّى تُفارقها أَرواحها وَلَا تُعْجِلُوا سَلْخها وَتَقْطِيعَهَا. وَفِي حَدِيثِ البُراق: أَنه استصعبَ ثُمَّ ارْفَضَّ وأَقَرَّ أَي سَكَنَ وَانْقَادَ. ومَقَرُّ الرَّحِمِ: آخِرُها، ومُسْتَقَرُّ الحَمْل مِنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ؛ أَي فَلَكُمْ فِي الأَرحام مُسْتَقَرٌّ وَلَكُمْ فِي الأَصلاب مُسْتَوْدَعٌ، وَقُرِئَ: فمستقِرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ ؛ أَي مُسْتَقِرٌّ فِي الرَّحِمِ، وَقِيلَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الدُّنِيَا مَوْجُودٌ، ومستودعَ فِي الأَصلاب لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الْمُسْتَقِرُّ مَا وُلِدَ مِنَ الْخَلْقِ وَظَهَرَ عَلَى الأَرض، والمستودَع مَا فِي الأَرحام، وَقِيلَ: مُسْتَقَرُّهَا فِي الأَصلاب ومستودعها في الأَرحام، وسيأْتي ذِكْرُ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي حرف العين، إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقِيلَ: مُسْتَقِرٌّ فِي الأَحياء ومستودَع فِي الثَّرَى. وَالْقَارُورَةُ: وَاحِدَةُ القَوارير مِنَ الزُّجاج، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي المرأَة الْقَارُورَةَ وَتُكَنِّي عَنْهَا بِهَا. والقارُورُ: مَا قَرَّ فِيهِ الشرابُ وَغَيْرُهُ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلا مِنَ الزُّجَاجِ خَاصَّةً. وقوله تعالى: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ ؛ قَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: مَعْنَاهُ أَوانيَ زُجاج فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وَصَفَاءِ الْقَوَارِيرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا حَسَنٌ، فأَما مَنْ أَلحق الأَلف فِي قَوَارِيرَ الأَخيرة فإِنه زَادَ الأَلف لتَعْدِلَ رؤوس الْآيِ. وَالْقَارُورَةُ: حَدَقة الْعَيْنِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْقَارُورَةِ مِنَ الزُّجَاجِ لِصَفَائِهَا وأَن المتأَمّل يَرَى شَخْصَهُ فِيهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ قَدَحَتْ مِنْ سَلْبِهِنَّ سَلْبا ... قارورةُ العينِ، فصارتْ وَقْبا ابْنُ الأَعرابي: القَوارِيرُ شَجَرٌ يُشْبِهُ الدُّلْبَ تُعمل مِنْهُ الرِّحالُ وَالْمَوَائِدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأَنْجَشةَ وَهُوَ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ: رِفْقاً بالقَوارير ؛ أَراد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْقَوَارِيرِ النِّسَاءَ، شَبَّهَهُنَّ بِالْقَوَارِيرِ لِضَعْفِ عَزَائِمِهِنَّ وَقِلَّةِ دَوَامِهِنَّ عَلَى الْعَهْدِ، والقواريرُ مِنَ الزُّجاج يُسْرِع إِليها الْكَسْرُ وَلَا تَقْبَلُ الجَبْرَ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِهِنَّ رِكابَهُنَّ وَيَرْتَجِزُ بِنَسِيبِ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ وَرَاءَهُنَّ، فَلَمْ يُؤْمَنْ أَن يُصِيبَهُنَّ مَا يَسْمَعْنَ مِنْ رَقِيقِ الشِّعْرِ فِيهِنَّ أَو يَقَعَ فِي قُلُوبِهِنَّ حُداؤه، فأَمر أَنجشَةَ بِالْكَفِّ عَنْ نَشِيدِهِ وحُدائه حِذارَ صَبْوَتِهن إِلى غَيْرِ الْجَمِيلِ، وَقِيلَ: أَراد أَن الإِبل إِذا سَمِعْتِ الحُداء أَسرعت فِي الْمَشْيِ وَاشْتَدَّتْ فأَزعجت الراكبَ فأَتعبته فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ لأَن النِّسَاءَ يَضْعُفْنَ عَنْ شِدَّةِ الْحَرَكَةِ. وواحدةُ

الْقَوَارِيرِ: قارورةٌ، سُمِّيَتْ بِهَا لِاسْتِقْرَارِ الشَّرَابِ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَا أَصَبْتُ مُنْذُ وَلِيتُ عَمَلِي إِلا هَذِهِ القُوَيْرِيرةَ أَهداها إِليّ الدِّهْقانُ ؛ هِيَ تَصْغِيرُ قَارُورَةٍ. وَرُوِيَ عَنِ الحُطَيْئة أَنه نَزَلَ بِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي أَهله فَسَمِعَ شُبَّانَهم يَتَغَنَّوْنَ فَقَالَ: أَغْنُوا أَغانيَّ شُبَّانِكم فإِن الغِناء رُقْيَةُ الزِّنَا. وَسَمِعَ سليمانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ غِناءَ رَاكِبٍ لَيْلًا، وَهُوَ فِي مِضْرَبٍ لَهُ، فَبَعْثَ إِليه مَنْ يُحْضِرُه وأَمر أَن يُخْصَى وَقَالَ: مَا تَسْمَعُ أُنثى غِناءه إِلا صَبَتْ إِليه؛ قَالَ: وَمَا شَبَّهْتُه إِلا بِالْفَحْلِ يُرْسَلُ فِي الإِبل يُهَدِّرُ فِيهِنَّ فيَضْبَعُهنّ. والاقْترارُ: تَتَبُّعُ مَا فِي بَطْنِ الْوَادِي مِنْ بَاقِي الرُّطْبِ، وَذَلِكَ إِذا هَاجَتِ الأَرض ويَبِستْ مُتونُها. والاقترارُ: استقرارُ مَاءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَقَدْ مَارَ فِيهَا نَسْؤُهَا وَاقْتِرَارُهَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف مِثْلَ هَذَا، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ مَصْدَرًا وإِلا فَهُوَ غَرِيبٌ ظَرِيفٌ، وإِنما عَبَّرَ بِذَلِكَ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِمِثْلِ هَذَا عِلْمٌ، وَالصَّحِيحُ أَن الِاقْتِرَارَ تَتَبُّعُها فِي بُطُونِ الأَوْدِية النباتَ الَّذِي لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ. والاقترارُ: الشِّبَعُ. وأَقَرَّت الناقةُ: ثَبَتَ حَمْلُهَا. واقْتَرَّ ماءُ الفحل في الرحم أَي استقرَّ. أَبو زَيْدٍ: اقترارُ مَاءِ الْفَحْلِ فِي الرَّحِمِ أَن تبولَ فِي رِجْلَيْهَا، وَذَلِكَ مِنْ خُثورة الْبَوْلِ بِمَا جَرَى فِي لَحْمِهَا. تَقُولُ: قَدِ اقْتَرَّت، وَقَدِ اقْتَرَّ المالُ إِذَا شَبِعَ. يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَنَاقَةٌ مُقِرٌّ: عَقَّدَتْ مَاءَ الْفَحْلِ فأَمسكته فِي رَحِمِهَا وَلَمْ تُلْقِه. والإِقرارُ: الإِذعانُ لِلْحَقِّ والاعترافُ بِهِ. أَقَرَّ بِالْحَقِّ أَي اعْتَرَفَ بِهِ. وَقَدْ قَرَّرَه عَلَيْهِ وقَرَّره بِالْحَقِّ غيرُه حَتَّى أَقَرَّ. والقَرُّ: مَرْكَبٌ لِلرِّجَالِ بَيْنَ الرَّحْل والسَّرْج، وَقِيلَ: القَرُّ الهَوْدَجُ؛ وأَنشد: كالقَرِّ ناسَتْ فوقَه الجَزاجِزُ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فإِمَّا تَرَيْني فِي رِحالةِ جابرٍ ... عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ، تَخْفِقُ أَكفاني وَقِيلَ: القَرُّ مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ. والقَرارُ: الْغَنَمُ عامَّةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَسْرَعْت فِي قَرارِ، ... كأَنما ضِرارِي أَرَدْتِ يَا جَعارِ وخصَّ ثعلبٌ بِهِ الضأْنَ. وَقَالَ الأَصمعي: القَرارُ والقَرارةُ النَّقَدُ، وَهُوَ ضربٌ مِنَ الغَنَمِ قِصَارُ الأَرْجُل قِباح الْوُجُوهِ. الأَصمعي: القَرار النَّقَدُ مِنَ الشَّاءِ وَهِيَ صغارٌ، وأَجودُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ؛ وأَنشد لِعَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ: والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبونَ بِهِ، ... عَلَى نِقادَتِه، وافٍ ومَجْلُومُ أَي يَقِلُّ عِنْدَ ذَا وَيَكْثُرُ عِنْدَ ذَا. والقُرَرُ: الحَسا، وَاحِدَتُهَا قُرَّة؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري أَيَّ الحَسا عَنَى أَحَسَا الْمَاءِ أَم غَيْرَهُ مِنَ الشَّرَابِ. وطَوَى الثَّوْبَ عَلَى قَرِّه: كَقَوْلِكَ عَلَى غَرّه أَي عَلَى كَسْرِه، والقَرُّ والغَرُّ والمَقَرُّ: كَسْرُ طَيِّ الثَّوْبِ. والمَقَرّ: موضعٌ وسطَ كاظمةَ، وَبِهِ قَبْرُ غَالِبٍ أَبي الْفَرَزْدَقِ وَقَبْرُ امرأَة جَرِيرٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: فصَبَّحْنَ المَقَرَّ، وَهُنَّ خُوصٌ، ... عَلَى رَوَحٍ يُقَلِّبْنَ المَحارا

وَقِيلَ: المَقَرُّ ثنيةُ كاظِمةَ. وَقَالَ خالدُ بْنُ جَبَلَة: زَعَمَ النُّمَيْرِي أَن المَقَرّ جَبَلٌ لِبَنِي تَمِيمٍ. وقَرَّتِ الدَّجاجةُ تَقِرّ قَرًّا وقَرِيراً: قَطَعتْ صوتَها وقَرْقَرَتْ رَدَّدَتْ صوتَها؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنِ الْهَرَوِيِّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والقِرِّيَّة: الحَوْصلة مِثْلَ الجِرِّيَّة. والقَرُّ: الفَرُّوجةُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كالقَرِّ بَيْنَ قَوادِمٍ زُعْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا العَجُزُ مُغَيَّر، قَالَ: وَصَوَابُ إِنشاد الْبَيْتِ عَلَى مَا رَوَتْهُ الرُّوَاةُ فِي شِعْرِهِ: حَلَقَتْ بَنُو غَزْوانَ جُؤْجُؤَه ... والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ فَيَظَلُّ دَفَّاه لَهُ حَرَساً، ... ويَظَلُّ يُلْجِئُه إِلى النَّحْرِ قَالَ هَذَا يَصِفُ ظليماً. وبنو غَزْوَانَ: حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ، يُرِيدُ أَن جُؤْجُؤَ هَذَا الظَّلِيمِ أَجربُ وأَن رأْسه أَقرع، والزُّعْرُ: الْقَلِيلَةُ الشَّعْرِ. ودَفَّاه: جَنَاحَاهُ، وَالْهَاءُ فِي لَهُ ضَمِيرُ الْبَيْضِ، أَي يجعل جناجيه حَرَسًا لِبَيْضِهِ وَيَضُمُّهُ إِلى نَحْرِهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ يُلْجِئُهُ إِلى النَّحْرِ. وقُرَّى وقُرَّانُ: مَوْضِعَانِ. والقَرْقَرة: الضَّحِكُ إِذا اسْتُغْرِبَ فِيهِ ورُجِّعَ. والقَرْقَرة: الْهَدِيرُ، وَالْجَمْعُ القَراقِرُ. والقَرْقَرة: دُعاء الإِبل، والإِنْقاضُ: دُعَاءُ الشَّاءِ وَالْحَمِيرِ؛ قَالَ شظَاظٌ: رُبَّ عَجُوزٍ مِنْ نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، ... عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَره أَي سَبَيْتُهَا فَحَوَّلْتُهَا إِلى مَا لَمْ تَعْرِفْهُ. وقَرْقَر البعيرُ قَرْقَرة: هَدَر، وَذَلِكَ إِذا هَدَلَ صوتَه ورَجَّع، وَالِاسْمُ القَرْقارُ. يُقَالُ: بَعِيرٌ قَرْقارُ الهَدِير صَافِيَ الصَّوْتِ فِي هَديرِه؛ قَالَ حُمَيدٌ: جَاءَتْ بِهَا الوُرَّادُ يَحْجِزُ بينَها ... سُدًى، بَيْنَ قَرْقارِ الهَدِير، وأَعْجَما وَقَوْلُهُمْ: قَرْقارِ، بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ وَهُوَ مَعْدُولٌ، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعِ الْعَدْلُ مِنَ الرُّبَاعِيِّ إِلا فِي عَرْعارِ وقَرْقارِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ العِجْلِيُّ: حَتَّى إِذا كَانَ عَلَى مَطارِ ... يُمناه، واليُسْرى عَلَى الثَّرْثارِ قَالَتْ لَهُ ريحُ الصَّبا: قَرْقارِ، ... واخْتَلَطَ المعروفُ بالإِنْكارِ يريد: قالت لسحاب قَرْقارِ كأَنه يأْمر السَّحَابَ بِذَلِكَ. ومَطارِ والثَّرْثارُ: مَوْضِعَانِ؛ يَقُولُ: حَتَّى إِذا صَارَ يُمْنى السَّحَابِ عَلَى مَطارِ ويُسْراه عَلَى الثَّرْثارِ قَالَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبا: صُبَّ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْمَاءِ مُقْتَرِنًا بِصَوْتِ الرَّعْدِ، وَهُوَ قَرْقَرَته، وَالْمَعْنَى ضَرَبَتْهُ رِيحُ الصَّبا فدَرَّ لَهَا، فكأَنها قَالَتْ لَهُ وإِن كَانَتْ لَا تَقُولُ. وَقَوْلُهُ: وَاخْتَلَطَ الْمَعْرُوفُ بالإِنكار أَي اخْتَلَطَ مَا عُرِفَ مِنَ الدَّارِ بِمَا أُنكر أَي جَلَّلَ الأَرضَ كلَّها المطرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مِنْهَا الْمَكَانُ الْمَعْرُوفُ مِنْ غَيْرِهِ. والقَرْقَرة: نَوْعٌ مِنَ الضَّحِكِ، وَجَعَلُوا حِكَايَةَ صَوْتِ الرِّيحِ قَرْقاراً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا بأْس بِالتَّبَسُّمِ مَا لَمْ يُقَرْقِرْ ؛ القَرْقَرة: الضحك لعالي. والقَرْقَرة: لَقَبُ سَعْدٍ الَّذِي كَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. والقَرْقَرة: مِنْ أَصوات الْحَمَامِ، وَقَدْ قَرْقَرَتْ قَرْقَرَةً وقَرْقَرِيراً نادرٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: القَرْقِيرُ فَعْلِيلٌ، جَعَلَهُ رُباعيّاً، والقَرْقارَة: إِناء، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لقَرْقَرَتها.

وقَرْقَرَ الشرابُ فِي حَلْقِهِ: صَوَّت. وقَرْقَرَ بطنُه صَوَّت. قَالَ شَمِرٌ: القَرْقَرة قَرْقَرةُ الْبَطْنِ، والقَرْقَرة نَحْوُ القَهْقهة، والقَرْقَرة قَرْقَرةُ الْحَمَامِ إِذا هَدَر، والقَرْقَرة قَرْقَرة الْفَحْلِ إِذا هَدَر، وَهُوَ القَرْقَرِيرُ. وَرَجُلٌ قُراقرِيٌّ: جَهيرُ الصَّوْتِ؛ وأَنشد: قَدْ كَانَ هَدَّاراً قُراقِرِيَّا والقُراقِرُ والقُراقِرِيّ: الحَسَنُ الصَّوْتِ؛ قَالَ: فِيهَا عِشاشُ الهُدْهُدِ القُراقِر وَمِنْهُ: حادٍ قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ جَيِّدُ الصَّوْتِ مِنَ القَرْقَرة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَصْبَح صَوْتُ عامِرٍ صَئِيَّا، ... مِنْ بعدِ مَا كَانَ قُراقِرِيّا، فَمَنْ يُنادي بعدَك المَطِيّا؟ والقُراقِرُ: فَرَسُ عَامِرِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: وكانَ حدَّاءً قُراقِرِيَّا والقَرارِيُّ: الحَضَريّ الَّذِي لَا يَنْتَجِعُ يَكُونُ مِنْ أَهل الأَمصار، وَقِيلَ: إِن كُلُّ صَانِعٍ عِنْدَ الْعَرَبِ قَرارِيّ. والقَرارِيُّ: الخَيَّاط؛ قَالَ الأَعشى: يَشُقُّ الأُمُورَ ويَجْتابُها ... كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَّدَنْ قَالَ: يُرِيدُ الخَيَّاطَ؛ وَقَدْ جَعَلَهُ الرَّاعِي قَصَّاباً فَقَالَ: ودَارِيٍّ سَلَخْتُ الجِلْدَ عَنْهُ، ... كَمَا سَلَخ القَرارِيُّ الإِهابا ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْخَيَّاطِ القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ، وَهُوَ البَيطَرُ والشَّاصِرُ. والقُرْقُورُ: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّفِينَةُ الْعَظِيمَةُ أَو الطَّوِيلَةُ، والقُرْقُورُ مِنْ أَطول السُّفُنِ، وَجَمْعُهُ قَراقير؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: قَراقِيرُ النَّبيطِ عَلَى التِّلالِ وَفِي حَدِيثِ صَاحِبِ الأُخْدُودِ: اذْهَبُوا فاحْمِلُوه فِي قُرْقُورٍ ؛ قَالَ: هُوَ السَّفِينَةُ الْعَظِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا دَخَلَ أَهل الجنةِ الجنةَ رَكِبَ شهداءُ الْبَحْرِ فِي قَراقيرَ مِنْ دُرّ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَكِبُوا القَراقِيرَ حَتَّى أَتوا آسِيَةَ امرأَة فِرْعَوْنَ بتابُوتِ مُوسَى. وقُراقِرُ وقَرْقَرى وقَرَوْرى وقُرَّان وقُراقِريّ: مَوَاضِعُ كُلُّهَا بأَعيانها مَعْرُوفَةٌ. وقُرَّانُ: قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ ذَاتُ نَخْلٍ وسُيُوحٍ جاريةٍ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: سُلَّاءَة كَعصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَها ... ذُو فِيئَةٍ، مِنْ نَوى قُرَّانَ، مَعْجومُ ابْنُ سِيدَهْ: قُراقِرُ وقَرْقَرى، عَلَى فَعْلَلى، مَوْضِعَانِ، وَقِيلَ: قُراقِرُ، عَلَى فُعالل، بِضَمِّ الْقَافِ، اسْمُ مَاءٍ بِعَيْنِهِ، وَمِنْهُ غَزَاةُ قُراقِر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَهُمْ ضَرَبُوا بالحِنْوِ، حِنْوِ قُراقِرٍ، ... مُقَدِّمَةَ الهامُرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للأَعشى، وَصَوَابُ إِنشاده: هُمُ ضَرَبُوا؛ وَقَبْلَهُ: فِدًى لَبَنِي دُهْلِ بنِ شَيْبانَ ناقَتِي، ... وراكبُها يومَ اللِّقَاءِ، وقَلَّتِ قَالَ: هَذَا يذكِّر فِعْلَ بَنِي ذُهْلٍ يَوْمَ ذِي قَارٍ وَجُعِلَ النَّصْرُ لَهُمْ خَاصَّةً دُونَ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. والهامُرْزُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ، وَهُوَ قَائِدٌ مِنْ قُوَّاد كِسْرى. وقُراقِرُ: خَلْفَ الْبَصْرَةِ وَدُونَ الْكُوفَةِ قَرِيبٌ مِنْ ذِي قَارٍ، وَالضَّمِيرُ فِي قَلَّتِ يَعُودُ عَلَى الْفِدْيَةِ أَي قَلَّ لَهُمْ أَن أَفديهم بِنَفْسِي وَنَاقَتِي. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ

قُراقِرَ، بِضَمِّ الْقَافِ الأُولى، وَهِيَ مَفَازَةٌ فِي طَرِيقِ الْيَمَامَةِ قَطَعَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهِيَ بِفَتْحِ الْقَافِ، مَوْضِعٌ مِنْ أَعراض الْمَدِينَةِ لِآلِ الْحَسَنَ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: رَكِبَ أَتاناً عَلَيْهَا قَرْصَف لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلا قَرْقَرُها أَي ظَهْرُهَا. والقَرْقَرَةُ: جِلْدَةُ الْوَجْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا قُرِّبُ المُهْلُ مِنْهُ سَقَطَتْ قَرْقَرَةُ وَجْهِهِ ؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ الْغَرِيبَيْنِ لِلْهَرَوِيِّ. قَرقَرَةُ وَجْهِهِ أَي جِلْدَتُهُ. والقَرْقَرُ مِنْ لِبَاسِ النِّسَاءِ، شُبِّهَتْ بَشَرَةُ الْوَجْهِ بِهِ، وَقِيلَ: إِنما هِيَ رَقْرَقَةُ وَجْهِهِ، وهو مَا تَرَقْرَقَ مِنْ مَحَاسِنِهِ. وَيُرْوَى: فَرْوَةُ وَجْهِهِ، بِالْفَاءِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَراد ظَاهِرَ وَجْهِهِ وَمَا بَدَا مِنْهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلصَّحْرَاءِ الْبَارِزَةِ: قَرْقَرٌ. والقَرْقَرُ والقَرْقَرَةُ: أَرض مُطَمَئِنَّةٌ لَيِّنَةٌ. والقَرَّتانِ: الغَداةُ والعَشِيُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ، ... يَعْدُو عَلَيْهَا، القَرَّتَيْنِ، غُلامُ الجَوارِنُ: الدُّرُوعُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ يأْتي فُلَانًا القَرَّتين أَي يأْتيه بالغداة والعَشِيّ. وأَيوب بْنُ القِرِّيَّةِ: أَحدُ الْفُصَحَاءِ. والقُرَّةُ: الضِّفْدَعَة وقُرَّانُ: اسْمُ رَجُلٍ. وقُرَّانُ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ: اسْمُ وادٍ. ابْنُ الأَعرابي: القُرَيْرَةُ تَصْغِيرُ القُرَّة، وَهِيَ نَاقَةٌ تؤْخذ مِنَ المَغْنَم قَبْلَ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ فَتُنْحَرُ وتُصْلَح ويأْكلها النَّاسُ يُقَالُ لَهَا قُرَّة العين. يقال ابْنُ الْكَلْبِيِّ: عُيِّرَتْ هَوازِنُ وبنو أَسد بأَكل القُرَّة، وَذَلِكَ أَن أَهل الْيَمَنِ كَانُوا إِذا حلقوا رؤوسهم بِمِنًى وَضَع كلُّ رَجُلٍ عَلَى رأْسه قُبْضَةَ دَقِيقٍ فإِذا حلقوا رؤوسهم سَقَطَ الشَّعْرُ مَعَ ذَلِكَ الدَّقِيقِ وَيَجْعَلُونَ ذَلِكَ الدَّقِيقَ صَدَقَةً فَكَانَ نَاسٌ مِنْ أَسد وقيس يأْخذون ذَلِكَ الشَّعْرَ بِدَقِيقِهِ فَيَرْمُونَ الشَّعْرَ وَيَنْتَفِعُونَ بِالدَّقِيقِ؛ وأَنشد لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي مُعَاوِيَةَ الجَرْمي: أَلم تَرَ جَرْماً أَنْجَدَتْ وأَبوكُمُ، ... مَعَ الشَّعْرِ، فِي قَصِّ المُلَبّدِ، سارِعُ إِذا قُرَّةٌ جَاءَتْ يقولُ: أُصِبْ بِهَا ... سِوى القَمْلِ، إِني مِنْ هَوازِنَ ضارِعُ التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تُخْرِجُ مِنْ آخَرِ حُرُوفٍ مِنَ الْكَلِمَةِ حَرْفًا مِثْلَهَا، كَمَا قَالُوا: رَمادٌ رَمْدَدٌ، وَرَجُلٌ رَعِشٌ رِعْشِيشٌ، وَفُلَانٌ دَخيلُ فُلَانٍ ودُخْلُله، وَالْيَاءُ فِي رِعْشِيشٍ مَدَّة، فإِن جعلتَ مَكَانَهَا أَلفاً أَو وَاوًا جَازَ؛ وأَنشد يَصِفُ إِبلًا وشُرْبَها: كأَنَّ صَوْتَ جَرْعِهِنّ المُنْحَدِرْ ... صَوْتُ شِقِرَّاقٍ، إِذا قَالَ: قِرِرْ فأَظهر حَرْفَيِ التَّضْعِيفِ، فإِذا صَرَّفوا ذَلِكَ فِي الْفِعْلِ قَالُوا: قَرْقَرَ فَيُظْهِرُونَ حَرْفَ الْمُضَاعَفِ لِظُهُورِ الرَّاءَيْنِ فِي قَرْقَر، كَمَا قَالُوا صَرَّ يَصِرُّ صَرِيراً، وإِذا خَفَّفَ الرَّاءَ وأَظهر الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا تَحَوَّلَ الصَّوْتُ مِنَ الْمَدِّ إِلى التَّرْجِيعِ فَضُوعِفَ، لأَن التَّرْجِيعَ يُضاعَفُ كُلُّهُ فِي تَصْرِيفِ الْفِعْلِ إِذا رَجَعَ الصَّائِتُ، قَالُوا: صَرْصَر وصَلْصَل، عَلَى تَوَهُّمِ الْمَدِّ فِي حَالٍ، وَالتَّرْجِيعِ فِي حَالٍ. التَّهْذِيبُ: واد قَرِقٌ وقَرْقَرٌ وقَرَقُوْسٌ أَي أَملس، والقَرَق الْمَصْدَرُ. وَيُقَالُ لِلسَّفِينَةِ: القُرْقُور والصُّرْصُور. قزبر: التَّهْذِيبُ: مِنْ أَسماء الذَّكر القَسْبَرِيّ والقَزْبَرِيّ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلذَّكَرِ القَزْبَرُ والفَيْخَر والمُتْمَئِرُّ والعُجارِمُ والجُرْدانُ. قسر: القَسْرُ: القَهْرُ عَلَى الكُرْه. قَسَرَه يَقْسِرُه قَسْراً واقْتَسَرَه: غَلَبه وقَهَره، وقَسَرَه عَلَى

الأَمر قَسْراً: أَكرهه عَلَيْهِ، واقْتَسَرْته أَعَمُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَرْبُوبونَ اقْتِساراً ؛ الاقْتِسارُ افْتِعال مِنَ القَسْر، وَهُوَ الْقَهْرُ وَالْغَلَبَةُ. والقَسْوَرَةُ: الْعَزِيزُ يَقْتَسِر غيرَه أَي يَقْهَرُه، وَالْجَمْعُ قَساوِرُ. والقَسْوَرُ: الرَّامِي، وَقِيلَ: الصَّائِدُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وشَرْشَرٍ وقَسْوَرٍ نَصْرِيِ وَقَالَ: الشَّرْشَرُ الْكَلْبُ والقَسْوَرُ الصَّيَّادُ والقَسْوَرُ الأَسد، وَالْجَمْعُ قَسْوَرَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَتَحْرِيرُهُ أَن القَسْوَرَ والقَسْوَرَة اسْمَانِ للأَسد، أَنثوه كَمَا قَالُوا أُسامة إِلا أَن أُسامة مَعْرِفَةٌ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ، قِيلَ: هُمُ الرُّمَاةُ مِنَ الصَّيَّادِينَ؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي غَيْرِ شَيْءٍ مِمَّا فَسَّر، فَمِنْهَا قَوْلُهُ: الشَّرْشَرُ الْكَلْبُ، وإِنما الشَّرْشَرُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته فِي الْبَادِيَةِ تُسَمَّنُ الإِبل عَلَيْهِ وتَغْزُر، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ فِي أَسماء نُبُوت الْبَادِيَةِ؛ وَقَوْلُهُ: القَسْوَرُ الصَّيَّادُ خطأٌ إِنما القَسْوَر نَبْتٌ مَعْرُوفٌ نَاعِمٌ؛ رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده لِجُبَيها فِي صِفَةِ مِعْزَى بِحُسْنِ القُبول وسُرْعة السِّمَن عَلَى أَدْنى المَرْتَعِ: فَلَوْ أَنها طافَتْ بطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، ... نَفَى الرِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، وَهُوَ صالِحُ لجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها ... عَسالِيجَهُ، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ قَالَ: القَسْوَرُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، واحدتُهُ قَسْوَرَةٌ. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ القَسْوَرُ الصَّيَّادُ وَالْجَمْعُ قَسْوَرَة، وَهُوَ خطأٌ لَا يُجْمَعُ قَسْوَرٌ عَلَى قَسْوَرة إِنما القَسْورة اسْمٌ جَامِعٌ للرُّماة، وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. ابْنُ الأَعرابي: القَسْوَرة الرُّماة والقَسْوَرَة الأَسد والقَسْوَرة الشجاعُ والقَسْوَرة أَول اللَّيْلِ والقَسْوَرة ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ، قَالَ: الرُّماة، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ بإِسناده: هُوَ الأَسد. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنه قِيلَ لَهُ: القَسْوَرة، بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ، الأَسد، فَقَالَ: القَسْوَرة الرُّماة، والأَسَدُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ عَنْبَسَةُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَة: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ القَسْوَرة نُكْرُ النَّاسِ، يُرِيدُ حِسَّهُم وأَصواتهم. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: قَسْوَرَة فَعْوَلَةٌ مِنَ القَسْر، فَالْمَعْنَى كأَنهم حُمُرٌ أَنفرها مَنْ نَفَّرَها بِرَمْيٍ أَو صَيْدٍ أَو غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَوَرَدَ القَسْوَرة فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: القَسْوَرة الرُّماة مِنَ الصَّيَّادِينَ، وَقِيلَ الأَسد، وَقِيلَ كُلُّ شَدِيدٍ. والقَيَاسِرُ والقَياسِرَةُ: الإِبل الْعِظَامُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَعَلَى القَياسِرِ فِي الخُدُورِ كَواعِبٌ ... رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقَياسِرُ دُلَّفُ الْوَاحِدُ: قَيْسَريٌّ، وَقَالَ الأَزهري: لَا أَدري مَا وَاحِدُهَا. وقَسْوَرَةُ اللَّيْلِ: نِصْفُهُ الأَول، وَقِيلَ مُعْظَمه؛ قَالَ تَوْبَةُ بْنُ الحُمَيَّر: وقَسْوَرَةُ الليلِ الَّتِي بَيْنَ نِصْفِهِ ... وَبَيْنَ العِشاءِ، قَدْ دَأَبْتُ أَسِيرُها وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَوله إِلى السَّحَر. والقَسْوَرُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ سُهْلِيٌّ، وَاحِدَتُهُ قَسْوَرة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَسْوَرُ حَمْضَة مِنَ النَّجِيل، وَهُوَ مِثْلُ جُمَّةِ الرَّجُلِ يَطُولُ ويَعْظُم والإِبل حُرَّاص عَلَيْهِ؛ قَالَ جُبَيْها الأَشْجَعِيّ فِي صِفَةِ شَاةٍ مِنَ الْمَعْزِ: وَلَوْ أُشْلِيَتْ فِي لَيْلَةٍ رَحَبِيَّةٍ، ... لأَرْواقِها قَطْرٌ مِنَ الماءِ سافِحُ

لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَر الجَوْنَ بَجَّها ... عَسالِيجَه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ يَقُولُ: لَوْ دُعيت هَذِهِ الْمَعْزُ فِي مِثْلِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الشَّتَوِيَّةِ الشَّدِيدَةِ الْبَرْدِ لأَقْبَلتْ حَتَّى تُحْلَب، ولجاءَت كأَنها تَمَأّتْ مِنَ القَسْوَر أَي تَجِيءُ فِي الجَدْب وَالشِّتَاءِ مِنْ كَرَمها وغَزَارتها كأَنها فِي الخِصْب وَالرَّبِيعِ. والقَسْوَرِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الجِعْلانِ أَحمر. والقَيْسَرِيّ مِنَ الإِبل: الضَّخْمُ الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ، وَهِيَ القَيَاسِرَة. والقَيْسَرِيّ: الْكَبِيرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَضْحَكُ مِنِّي أَن رأَتْني أَشْهَقُ، ... والخُبْزُ فِي حَنْجَرَتي مُعَلَّقُ، وقد يَغَضُّ القَيْسَرِيُّ الأَشْدَقُ . ورُدّ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقِيلَ: إِنما القَيْسَرِيّ هُنَا الشَّدِيدُ الْقَوِيُّ؛ وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ: أَطَرَباً وأَنتَ قَيْسَرِىُّ؟ ... والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّارِيُ فَهُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ أَيضاً، وَيُرْوَى قِنِّسْرِيّ، بِكَسْرِ النُّونِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَيْسَرِيُّ الضَّخْمُ الْمَنِيعُ الشَّدِيدُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ قنسر لأَنه لَا يَقُومُ لَهُ دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ، وَسَنَذْكُرُهُ هناك مُسْتَوْفى. والقَوْسَرَة والقَوْسَرَّة، كِلْتَاهُمَا: لُغَةٌ فِي القَوْصَرَة والقَوْصَرَّة. وبنو قَسْرٍ: بَطْنٌ مِنْ بَجِيلَة، إِليهم يُنْسَبُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيُّ مِنَ الْعَرَبِ وَهُمْ رَهْطُه. والقَسْرُ: اسْمُ رَجُلٍ قِيلَ هُوَ رَاعِي ابنِ أَحْمَرَ، وإِياه عَنَى بِقَوْلِهِ: أَظُنُّها سَمِعتْ عَزْفاً، فتَحْسِبُه ... أَشاعَه القَسْرُ لَيْلًا حِينَ يَنْتَشِرُ وقَسْرٌ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: شَرِقاً بِمَاءِ الذَّوْب يَجْمَعُه ... فِي طَوْدِ أَيْمَنَ مِنْ قُرَى قَسْرِ قسبر: القِسْبارُ والقُسْبُرِيّ والقُسابريُّ: الذَّكَرُ الشَّدِيدُ. الأَزهري فِي رُباعِيِّ الْعَيْنِ: وَفُلَانٌ عِنْفاش اللِّحْيَةَ وعَنْفَشِيُّ اللِّحْيَةِ وقِسْبارُ اللِّحْيَةِ إِذا كَانَ طَوِيلَهَا. وَقَالَ فِي رُباعِيِّ الْحَاءِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: يُقَالُ للعصا القِزْرَحْلةُ والقِحْرَبَةُ والقِشْبارَة والقِسْبارة. وَمِنْ أَسماء الْعَصَا القِسْبارُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ القِشْبار؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: لَا يَلْتَوي مِنَ الوَبيل القِسْبارْ، ... وإِن تَهَرَّاه بِهَا العبدُ الهارْ قسطر: القَسْطَرُ والقَسْطَرِيّ والقَسْطارُ: مُنْتَقِدُ الدَّرَاهِمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الجِهْبِذُ، بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ، وَهُمُ القَساطِرَة؛ وأَنشد: دَنانِيرُنا مِنْ قَرْن ثَوْرٍ، وَلَمْ تكنْ ... مِنَ الذَّهَبِ المَصْرُوفِ عِنْدَ القَساطِرَه وَقَدْ قَسْطَرها. والقَسْطَرِيُّ: الجَسِيمُ. قشر: القَشْرُ: سَحْقُك الشَّيْءَ عَنْ ذَيِّهِ. الْجَوْهَرِيُّ: القِشْرُ وَاحِدُ القُشُور، والقِشْرَة أَخص مِنْهُ. قَشَرَ الشيءَ يَقْشِرُه ويَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر وقَشَّرَهُ تَقْشيراً فَتَقَشَّر: سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، وَفِي الصِّحَاحِ: نَزَعْتُ عَنْهُ قِشْرَه، وَاسْمُ مَا سُحي مِنْهُ القُشارة. وَشَيْءٌ مُقَشَّر وفُسْتُقٌ مُقَشَّر، وقِشْرُ كُلِّ شَيْءٍ غِشَاؤُهُ خِلْقَةً أَو عَرَضاً. وانْقَشَر العُودُ وتَقَشَّر بِمَعْنًى. والقُشارة: مَا تَقْشِرُه عَنْ شَجَرَةٍ مِنْ شَيْءٍ رَقِيقٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا أَنا حَرَّكْتُهُ ثارَ لِي قُشارٌ أَي قِشْرٌ. والقُشارة: مَا يَنْقَشِرُ عَنِ الشَّيْءِ الرَّقِيقِ. والقِشْرةُ:

الثَّوْبُ الَّذِي يُلْبَسُ. ولباسُ الرَّجُلِ: قِشْره، وَكُلُّ مَلْبُوسٍ: قِشْرٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مُنِعَتْ حَنيفةُ واللَّهازِمُ منكمُ ... قِشْرَ العِراقِ، وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَعْنِي نَبَاتَ الْعِرَاقِ، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: ثَمَرُ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ قُشورٌ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: كُنْتُ إِذا رأَيت رَجُلًا ذَا رُواء أَو ذَا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ عَفْراء: أَن عُمَرَ أَرسل إِليه بحُلَّةٍ فَبَاعَهَا فَاشْتَرَى بِهَا خَمْسَةَ أَرْؤس مِنَ الرَّقِيقِ فأَعتقهم ثُمَّ قَالَ: إِن رَجُلًا آثَرَ قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهما عَلَى عِتْقِ خَمْسَةِ أَعْبُدٍ لغَبِينُ الرأْي ؛ أَراد بِالْقِشْرَتَيْنِ الحُلَّةَ لأَن الْحُلَّةَ ثَوْبَانِ إِزار وَرِدَاءٌ. وإِذا عُرِّيَ الرجلُ عَنْ ثِيَابِهِ، فَهُوَ مُقْتَشِر؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ نِسَاءً: يَقُلْنَ للأَهْتَمِ مِنَّا المُقْتَشِرْ: ... وَيْحَك وارِ اسْتَكَ مِنَّا واسْتَتِرْ وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ: مُقْتَشِرٌ لأَنه حِينَ كَبِرَ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ ثِيَابُهُ فأَلقاها عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن المَلَك يَقُولُ لِلصَّبِيِّ الْمَنْفُوشِ خَرَجْتَ إِلى الدُّنْيَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ قِشْرٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ليلةَ الْجِنِّ: لَا أَرى عَوْرةً وَلَا قِشْراً أَي لَا أَرى مِنْهُمْ عَوْرَةً مُنْكَشِفَةً وَلَا أَرى عَلَيْهِمْ ثِيَابًا. وتَمْرٌ قَشِرٌ أَي كَثِيرُ القِشْر. وقِشْرَةُ الهُبْرَةِ وقُشْرَتُها: جِلْدُهَا إِذا مُصَّ مَاؤُهَا وَبَقِيَتْ هِيَ. وَتَمْرٌ قَشِير وقَشِرٌ: كَثِيرُ القِشْرِ. والأَقْشَرُ: الَّذِي انْقَشَر سِحاؤُه. والأَقْشَرُ: الَّذِي يَنْقَشِرُ أَنفه مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، وَبِهِ سُمِّيَ الأُقَيْشِرُ أَحد شُعَرَاءِ الْعَرَبِ كَانَ يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ فَيَغْضَبُ؛ وَقَدْ قَشِرَ قَشَراً. وَرَجُلٌ أَقْشَرُ بَيِّنُ القَشرِ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي شَدِيدُ الحمْرة. وَيُقَالُ للأَبرص الأَبْقَعُ والأَسْلَعُ والأَقْشَرُ والأَعْرَمُ والمُلَمَّع والأَصْلَخُ والأَذْمَلُ. وَشَجَرَةٌ قَشْراءُ: مُنْقَشِرَة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي كأَنَّ بعضَها قَدْ قُشِرَ وَبَعْضٌ لَمْ يُقْشَرْ. وَرَجُلٌ أَقْشَرُ إِذا كَانَ كَثِيرَ السُّؤَالِ مُلِحًّا. وَحَيَّةٌ قَشْراء: سالِخٌ، وَقِيلَ: كأَنها قَدْ قُشِرَ بعضُ سَلْخِها وبعضٌ لَمَّا. والقُشْرةُ والقُشَرةُ: مَطْرَةٌ شَدِيدَةٌ تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ وَالْحَصَى عَنِ الأَرض، ومَطَرةٌ قاشِرةٌ مِنْهُ: ذَاتُ قَشْرٍ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر: قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِيٍ ، هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى القِشْرة، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فَوْقَ رأْس اللَّبَنِ، وَقِيلَ: إِلى القُشْرَة والقاشِرةِ، وَهِيَ مطرة شديدة تَقْشِرُ وجه الأَرض، يُرِيدُ لَبَنًا أَدَرَّه المَرْعَى الَّذِي يُنْبِتُه مثلُ هَذِهِ الْمَطَرَةِ. وَعَامٌ أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَي شَدِيدٌ. وَسَنَةٌ قاشُور وقاشُورة: مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: تَقْشِرُ الناسَ؛ قَالَ: فابْعَثْ عَلَيْهِمْ سَنَةً قاشُورَه، ... تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه والقَشُورُ: دَوَاءٌ يُقْشَرُ بِهِ الْوَجْهُ ليَصْفُوَ لونُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لُعِنَتِ القاشرةُ والمَقْشُورة ؛ هِيَ الَّتِي تَقْشِرُ بِالدَّوَاءِ بَشَرَةَ وَجْهِهَا لِيَصْفُوَ لَوْنُهُ وَتُعَالِجَ وَجْهَهَا أَو وَجْهَ غَيْرِهَا بالغُمْرة. والمَقْشُورة: الَّتِي يُفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ كأَنها تَقْشِرُ أَعلى الجلد. والقاشورُ والقُشَرةُ: المَشْؤوم، وقَشَرَهم قَشْراً: شَأَمَهم. وقولُهم: أَشأَم مِنْ قَاشِرٍ؛ هُوَ اسْمُ فَحْلٍ كَانَ لَبَنِي عُوَافةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَتْ لِقَوْمِهِ إِبل تُذْكِرُ فَاسْتَطْرَقُوهُ رَجَاءَ أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم فَمَاتَتِ الأُمهات وَالنَّسْلُ. والقاشورُ: المَشْؤوم. والقاشورُ: الَّذِي يَجِيءُ فِي الحَلْبة آخر

الليل، وَهُوَ الفِسْكِلُ والسُّكَيْتُ أَيضاً. والقَشْوَرُ: المرأَة الَّتِي لَا تَحِيضُ. والقُشْرانِ: جَنَاحَا الْجَرَادَةِ الرقيقانِ. والقاشِرة: أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الْجِلْدَ. وَبَنُو قَيْشَرٍ: مِنْ عُكْلٍ. وقُشَيْرٌ: أَبو قَبِيلَةٍ، وَهُوَ قُشَيْرُ بْنُ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعة بْنُ مُعَاوية بْنِ بَكْرِ بْنِ هوزان. غَيْرُهُ: وَبَنُو قُشَير مِنْ قيس. قشبر: الأَزهري فِي رُباعيِّ الْحَاءِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْعَصَا القِرْزَحْلَة والقَحْرَبة والقِشْبارة والقِسْبارة. غَيْرُهُ. وَمِنْ أَسماء الْعَصَا القِسْبارُ والقِشْبار؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِلرَّاجِزِ: لَا يَلْتَوِي مِنَ الوَبيلِ القِشْبارْ، ... وإِن تَهَرَّاه بِهَا العبدُ الهارْ الْجَوْهَرِيُّ: القِشْبارُ من العِصِيِّ الخَشِنةُ. قشعر: القُشْعُر: القِثَّاء، وَاحِدَتُهُ قُشْعُرة، بِلُغَةِ أَهل الحَوْفِ مِنَ اليَمن. والقُشَعْرِيرة: الرِّعْدَة واقْشِعْرارُ الْجِلْدِ؛ وأَخَذَتْه قُشَعْرِيرة وَقَدِ اقْشَعَرَّ جلدُ الرَّجُلِ اقْشِعْراراً، فَهُوَ مُقْشَعِرّ؛ وَرَجُلٌ مُتَقَشْعِرٌ: مُقْشَعِرّ، وَالْجَمْعُ قَشاعِرُ، بِحَذْفِ الْمِيمِ لأَنها زَائِدَةٌ. والقُشاعِرُ: الخَشِنُ المَسِّ. الأَزهري: اقْشَعَرَّتِ الأَرضُ مِنَ المَحْلِ. وَفِي حَدِيثِ كعبٍ: إِن الأَرض إِذا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهَا المطرُ ارْبَدَّتْ واقْشَعَرَّتْ أَي تَقَبَّضَت وَتَجَمَّعَتْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَتْ لَهُ هِنْد لَمَّا ضَرَبَ أَبا سيفان بالدِّرَّة: لَرُبَّ يومٍ لَوْ ضَرَبْتَه لاقْشَعَرَّ بطنُ مَكَّةَ فَقَالَ: أَجَلْ. واقْشَعَرَّ الجلدُ مِنَ الجَرَبِ والنباتُ إِذا لَمْ يُصِبْ رِيًّا، فَهُوَ مُقْشَعِرٌّ؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: أَصْبَحَ البيتُ بيتُ آلِ بَيانٍ ... مُقْشَعِرًّا، والحَيُّ حَيٌّ خُلُوفُ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ؛ قَالَ: تَقْشَعِرُّ مِنْ آيَةِ الْعَذَابِ ثُمَّ تَلِينُ عِنْدَ نُزُولِ آيَةِ الرَّحْمَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ؛ أَي اقْشَعَرَّت؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: نَفَرَتْ واقْشَعَرَّ جلدُه إِذا قَفَّ. قصر: القَصْرُ والقِصَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: خلافُ الطُّولِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عادتْ مَحُورَتُه إِلى قَصْرِ قَالَ: مَعْنَاهُ إِلى قِصَر، وَهُمَا لُغَتَانِ. وقَصُرَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، يَقْصُرُ قِصَراً: خِلَافُ طَالَ؛ وقَصَرْتُ مِنَ الصَّلَاةِ أَقْصُر قَصْراً. والقَصِيرُ: خِلَافُ الطَّوِيلِ. وَفِي حَدِيثِ سُبَيْعَةَ: نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرَى بَعْدَ الطُّولى ؛ القُصْرَى تأْنيث الأَقْصَر، يُرِيدُ سُورَةَ الطَّلَاقِ، والطُّولى سُورَةُ الْبَقَرَةِ لأَن عِدَّة الْوَفَاةِ فِي الْبَقَرَةِ أَربعة أَشهر وَعَشْرٌ، وَفِي سُورَةِ الطَّلَاقِ وَضْعُ الْحَمْلِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً جَاءَهُ فَقَالَ: عَلِّمْني عَمَلًا يُدْخِلُني الْجَنَّةَ، فَقَالَ: لَئِنْ كنتَ أَقْصَرْتَ الخِطْبة لَقَدْ أَعْرَضْتَ المسأَلةَ ؛ أَي جِئْتَ بالخِطْبةِ قَصِيرَةً وبالمسأَلة عَرِيضَةً يَعْنِي قَلَّلْتَ الخِطْبَةَ وأَعظمت المسأَلة. وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمة: كَانَ إِذا خَطَبَ فِي نِكَاحٍ قَصَّرَ دُونَ أَهله أَي خَطَبَ إِلى مَنْ هُوَ دُونَهُ وأَمسك عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ، وَقَدْ قَصُرَ قِصَراً وقَصارَةً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ قَصِير، وَالْجَمْعُ قُصَراء وقِصارٌ، والأُنثى قَصِيرَة، وَالْجَمْعُ قِصارٌ. وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً إِذا صَيَّرْته

قَصِيراً. وَقَالُوا: لَا وفائتِ نَفَسِي القَصِيرِ؛ يَعْنُون النَّفَسَ لقِصَرِ وَقْتِهِ، الفائِتُ هُنَا هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. والأَقاصِرُ: جَمْعُ أَقْصَر مِثْلَ أَصْغَر وأَصاغِر؛ وأَنشد الأَخفش: إِليكِ ابنةَ الأَغْيارِ، خَافِي بَسالةَ الرِّجالِ، ... وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ وَلَا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ فِي كلِّ شَرْمَحٍ ... طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ يَقُولُ لَهَا: لَا تَعِيبِينِي بالقِصَرِ فإِن أَصْلالَ الرِّجَالِ ودُهاتَهم أَقاصِرُهم، وإِنما قَالَ أَقاصره عَلَى حَدِّ قَوْلُهُمْ هُوَ أَحسنُ الْفِتْيَانِ وأَجْمَله، يُرِيدُ: وأَجملهم، وَكَذَا قَوْلُهُ فإِن الأَقصرين أَمازره يُرِيدُ أَمازِرُهم، وواحدُ أَمازِرَ أَمْزَرُ، مِثْلَ أَقاصِرَ وأَقْصَر فِي الْبَيْتِ الْمُتَقَدِّمِ، والأَمْزَرُ هُوَ أَفعل، مِنْ قَوْلِكَ: مَزُرَ الرجلُ مَزارة، فَهُوَ مَزِيرٌ، وَهُوَ أَمْزَرُ مِنْهُ، وَهُوَ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ والشَّرْمَحُ الطَّوِيلُ. وأَما قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا يُطاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ، فَهُوَ قَصِيرُ بْنِ سَعْد اللَّخْمِيّ صَاحِبُ جَذِيمَة الأَبْرَشِ. وَفَرَسٌ قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ لَا تُتْرَكُ أَن تَرُودَ لِنَفَاسَتِهَا؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ زُغْبة، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لزُغْبَةَ الْبَاهِلِيِّ وَكُنْيَتُهُ أَبو شَقِيقٍ، يَصِفُ فَرَسَهُ وأَنها تُصانُ لِكَرَامَتِهَا وتُبْذَلُ إِذا نَزَلَتْ شِدَّةٌ: وذاتِ مَناسِبٍ جَرْداءَ بِكْرٍ، ... كأَنَّ سَراتَها كَرٌّ مَشيِقُ تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخيلِ عالٍ، ... كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ تَراها عِنْدَ قُبَّتِنا قَصِيراً، ... ونَبْذُلُها إِذا باقتْ بَؤُوقُ البَؤُوقُ: الداهيةُ. وباقَتْهم: أَهْلَكَتْهم ودهَتْهم. وَقَوْلُهُ: وذاتُ مَناسب يُرِيدُ فَرَسًا مَنْسُوبَةً مِنْ قِبَلِ الأَب والأُم. وسَراتُها: أَعلاها. والكَرُّ، بِفَتْحِ الْكَافِ هُنَا: الْحَبْلُ. والمَشِيقُ: المُداوَلُ. وتُنِيفُ: تُشْرِفُ. والصَّلْهَبُ: العُنُق الطَّوِيلُ. والسَّحُوقُ مِنَ النَّخْلِ: مَا طَالَ. وَيُقَالُ للمَحْبُوسة مِنَ الْخَيْلِ: قَصِير؛ وَقَوْلُهُ: لَوْ كنتُ حَبْلًا لَسَقَيْتُها بِيَهْ، ... أَو قاصِراً وَصَلْتُه بثَوْبِيَهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى النَّسَب لَا عَلَى الفعل، وجاء قوله هابيه وَهُوَ مُنْفَصِلٌ مَعَ قَوْلِهِ ثَوْبِيَهْ لأَن أَلفها حِينَئِذٍ غَيْرُ تأْسيس، وإِن كَانَ الرويُّ حَرْفًا مُضْمَرًا مُفْرَدًا، إِلا أَنه لَمَّا اتَّصَلَ بِالْيَاءِ قَوِيَ فأَمكن فَصْلُهُ. وتَقَاصَرَ: أَظْهَرَ القِصَرَ. وقَصَّرَ الشيءَ: جَعَلَهُ قَصِيراً. والقَصِيرُ مِنَ الشَّعَر: خلافُ الطَّوِيلِ. وقَصَرَ الشعرَ: كَفَّ مِنْهُ وغَضَّ حَتَّى قَصُرَ. وَفِي التنزيل العزيز: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ ؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ القِصارُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وقَصَّرَ مِنْ شَعَرِهِ تَقْصِيراً إِذا حَذَفَ مِنْهُ شَيْئًا وَلَمْ يستأْصله. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ قَصَّر الشَّعَر فِي السُّوقِ فعاقَبه ؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عَاقَبَهُ لأَن الرِّيحَ تَحْمِلُهُ فَتُلْقِيهِ فِي الأَطعمة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قُلْتُ لأَعرابي بِمِنًى: آلْقِصارُ أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُ؟ يُرِيدُ: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حَلْقُ الرأْس. وإِنه لقَصِير العِلْم عَلَى المَثَل. والقَصْرُ: خِلَافُ المَدِّ، والفعلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. والمَقْصُور: مِنْ عَرُوضِ الْمَدِيدِ وَالرَّمَلِ مَا أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نَحْوَ فَاعِلَاتُنْ حُذِفَتْ نُونُهُ وأُسكنت تَاؤُهُ فَبَقِيَ فَاعِلَاتْ فَنُقِلَ إِلى فَاعِلَانْ، نَحْوَ قَوْلِهِ: لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه، ... كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ

وَقَوْلُهُ فِي الرَّمَلِ: أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً: ... إنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده الْخَلِيلُ بِتَسْكِينِ الرَّاءِ وَلَوْ أَطلقه لَجَازَ، مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْهُ مخافةُ إِقواء؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ ... مِنَ الأَحادِيثِ، حَتَّى زِدْنَني لِينا إِنما أَراد بقَصْر مِنَ الأَحاديث فزِدْنَني بِذَلِكَ لِيناً. والقَصْرُ: الْغَايَةُ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ؛ وأَنشد: عِشْ مَا بَدَا لَكَ، قَصْرُكَ المَوْتُ، ... لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه، ... زَالَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ فصَلى وَلَمْ يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لَمْ يُغْفَرْ لَهُ جُمْعَتَه تِلْكَ ذُنوبُه كلُّها أَن تَكُونَ كفارتُه فِي الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا أَي غَايَتُهُ. يُقَالُ: قَصْرُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي حَسَبُكَ وَكِفَايَتُكَ وَغَايَتُكَ، وَكَذَلِكَ قُصارُك وقُصارَاك، وَهُوَ مِنْ مَعْنَى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بَلَغْتَ الْغَايَةَ حَبَسَتْك، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ دَخَلَتْ عَلَى المبتدإِ دُخُولَها فِي قَوْلِهِمْ: بِحَسْبِكَ قولُ السَّوْءِ، وَجُمْعَتُهُ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الظَّرْفِ. وَفِي حَدِيثٍ مُعَاذٍ: فإِنَّ لَهُ مَا قَصَرَ فِي بَيْتِهِ أَي مَا حَبَسَه. وَفِي حَدِيثِ أَسماء الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، محصوراتٌ مقصوراتٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِذا هُمْ رَكْبٌ قَدْ قَصَر بِهِمُ الليلُ أَي حَبَسَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قُصِرَ الرجالُ عَلَى أَربع مِنْ أَجل أَموال الْيَتَامَى أَي حُبِسُوا أَو مُنِعُوا عَنْ نِكَاحِ أَكثر مِنْ أَربع. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ وقُصارَاكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وَمَا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ لَمْ تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ، ... والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ وَيُقَالُ: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عَنْ أَمر وكفُّكها عَنْ أَن تَطْمَحَ بِهَا غَرْبَ الطَّمَع. وَيُقَالُ: قَصَرْتُ نَفْسِي عَنْ هَذَا أَقْصُرها قَصْراً. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقْصَر عَنِ الشيءِ إِذا نَزَع عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَيْهِ، وقَصَر عَنْهُ إِذا عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يَسْتَطِعْهُ، وَرُبَّمَا جاءَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِلا أَن الأَغلب عَلَيْهِ الأَول؛ قَالَ لَبِيدٌ: فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عَنْهُ، بمُقْصِر قَالَ الْمَازِنِيُّ: يَقُولُ لستُ وإِن لُمْتَنِي حَتَّى تُقْصِرَ بِي بمُقْصِرٍ عَمَّا أُريد؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فتُقْصِرُ عَنْهَا خَطْوَة وتَبوصُ وَيُقَالُ: قَصَرْتُ بِمَعْنَى قَصَّرْت؛ قَالَ حُمَيْد: فَلَئِنْ بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً، ... وَلَئِنْ قَصَرْتُ لكارِهاً مَا أَقْصُرُ وأَقْصَر فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عَنْهُ وَانْتَهَى. والإِقْصار: الْكَفُّ عَنِ الشَّيْءِ. وأَقْصَرْتُ عَنِ الشَّيْءِ: كففتُ ونَزَعْتُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، فإِن عَجَزْتُ عَنْهُ قُلْتُ: قَصَرْتُ، بِلَا أَلف. وقَصَرْتُ عَنِ الشَّيْءِ قُصُورًا: عَجَزْتُ عَنْهُ وَلَمْ أَبْلُغْهُ. ابْنُ

سِيدَهْ: قَصَرَ عَنِ الأَمر يَقْصُر قُصُوراً وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كُلُّهُ: انْتَهَى؛ قَالَ: إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه، ... تَقاصَرَ مِنْهَا للصَّرِيحَ فأَقْنَعا وَقِيلَ: التَّقاصُر هُنَا مِنَ القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عَنْهَا؛ وَقِيلَ: قَصَرَ عَنْهُ تَرَكَهُ وَهُوَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وأَقْصَرَ تَرَكَهُ وَكَفَّ عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. والتَّقْصِيرُ فِي الأَمر: التَّوَانِي فِيهِ. والاقْتصارُ عَلَى الشَّيْءِ: الِاكْتِفَاءُ بِهِ. واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وَكَذَلِكَ إِذا عَدَّه قَصِيراً. وقَصَّرَ فلانٌ فِي حَاجَتِي إِذا وَنى فِيهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يقولُ وَقَدْ نَكَّبْتُها عَنْ بلادِها: ... أَتَفْعَلُ هَذَا يَا حُيَيُّ عَلَى عَمْدِ فقلتُ لَهُ: قَدْ كنتَ فِيهَا مُقَصِّراً، ... وَقَدْ ذهبتْ فِي غَيْرِ أَجْرٍ وَلَا حَمْدِ قَالَ: هَذَا لِصٌّ؛ يَقُولُ صَاحِبُ الإِبل لِهَذَا اللِّص: تأْخذ إِبلي وَقَدْ عَرَفْتُهَا، وَقَوْلُهُ: فَقُلْتُ لَهُ قَدْ كُنْتَ فِيهَا مقصِّراً، يَقُولُ كُنْتَ لَا تَهَبُ وَلَا تَسْقي مِنْهَا قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَرسلته فِي حَاجَةٍ فَقَصَر دُونَ الَّذِي أَمرته بِهِ إِما لحَرّ وإِما لِغَيْرِهِ: مَا مَنَعَكَ أَن تَدْخُلَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمرتك بِهِ إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ. وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تَضَاءَلَتْ. وتَقَاصَر الظلُّ: دَنَا وقَلَصَ. وقَصْرُ الظَّلَامِ: اختلاطُه، وَكَذَلِكَ المَقْصَر، وَالْجَمْعُ المَقاصر؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعد ما ... كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: المقاصِرُ أُصولُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ مَقْصُور، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَقَصَ شَاهِدًا عَلَى وَقَصْتُ الشَّيْءَ إِذا كَسَرْتَه، تَقِصُ الْمَقَاصِرَ أَي تَدُقُّ وَتَكْسِرُ. ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بِكَسْرِ الصَّادِ مِمَّا كَانَ يُحاوِلُ أَيْ بدونِ مَا كَانَ يَطْلُب. وَرَضِيَتُ من فلان بمَقْصِرٍ ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَصَرَ سهمُه عَنِ الهَدَف قُصُوراً: خَبا فَلَمْ يَنْتَهِ إِليه. وقَصَرَ عَنِّي الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سَكَنَ، وقَصَرْتُ أَنا عَنْهُ، وقَصَرْتُ لَهُ مِنْ قَيْدِهِ أَقْصُر قَصْراً: قَارَبْتُ. وقَصَرْتُ الشَّيْءَ على كذا إِذا لن تُجَاوِزْ بِهِ غَيْرَهُ. يُقَالُ: قَصَرْتُ اللِّقْحة عَلَى فَرَسِي إِذا جَعَلْتُ دَرَّها لَهُ. وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لَا تَمُدُّه إِلى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ عَلَى فَرَسِهِ ثَلَاثًا أَو أَربعاً مِنْ حَلَائِبِهِ يَسْقِيه أَلبانها. وَنَاقَةٌ مَقْصورة عَلَى العِيال: يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: قَصَر الصَّبوحَ لَهَا فَشَرَّجَ لَحْمَها ... بالنِّيِّ، فَهِيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ قَصَره عَلَى الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه. وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته. وَفِي حَدِيثِ إِسلام ثُمامة: فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه ، يَعْنِي حَبساً عَلَيْهِ وإِجباراً. يُقَالُ: قَصَرْتُ نَفْسِي عَلَى الشَّيْءِ إِذا حَبَسْتَهَا عَلَيْهِ وأَلزمتها إِياه، وَقِيلَ: أَراد قَهْرًا وَغَلَبَةً، مِنَ القسْر، فأَبدل السِّينَ صَادًا، وَهُمَا يَتَبَادَلَانِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ، وَمِنَ الأَول الْحَدِيثُ: ولتَقْصُرَنَّه عَلَى الْحَقِّ قَصْراً. وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حَبَسَهُ؛ وَمِنْهُ مَقْصُورة الْجَامِعِ؛ قَالَ أَبو دُواد يَصِفُ فَرَسًا: فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عَلَيْهِ، ... وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ

أَي حُبِسْنَ عَلَيْهِ يَشْرَبُ أَلبانها فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا جَوَابُ كَمْ، كأَنه قَالَ كَمْ قُصِرْن عَلَيْهِ، وَكَمْ ظَرْفٌ وَمَنْصُوبُهُ الْمَوْضِعُ، فَكَانَ قِيَاسُهُ أَن يَقُولَ سِتَّةَ أَشهر لأَن كَمْ سُؤَالٌ عَنْ قدرٍ مِنَ الْعَدَدِ مَحْصُورٍ، فَنَكِرَةُ هَذَا كَافِيَةٌ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ عِشْرُونَ وَالْعِشْرُونَ وَعِشْرُوكَ فَائِدَتُهُ فِي الْعَدَدِ وَاحِدَةٌ؟ لَكِنَّ الْمَعْدُودَ مَعْرِفَةٌ فِي جَوَابِ كَمْ مَرَّةً، وَنَكِرَةٌ أُخرى، فَاسْتَعْمَلَ الشِّتَاءَ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ فِي جَوَابِ كَمْ، وَهَذَا تَطَوُّعٌ بِمَا لَا يَلْزَمُ وَلَيْسَ عَيْبًا بَلْ هُوَ زَائِدٌ عَلَى الْمُرَادِ، وإِنما الْعَيْبُ أَن يُقَصِّرَ فِي الْجَوَابِ عَنْ مُقْتَضَى السؤَال، فأَما إِذا زَادَ عَلَيْهِ فَالْفَضْلُ لَهُ، وَجَازَ أَن يَكُونَ الشِّتَاءُ جَوَابًا لَكُمْ مِنْ حَيْثُ كَانَ عَدَدًا فِي الْمَعْنَى، أَلا تَرَاهُ سِتَّةَ أَشهر؟ قَالَ: وَوَافَقَنَا أَبو عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَنَحْنُ بِحَلَبَ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الْكِتَابِ وَفَسَّرَهُ وَنَحْنُ بِحَلَبَ فَقَالَ: إِلا فِي هَذَا الْبَلَدِ فإِنه ثَمَانِيَةُ أَشهر؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَهُوَ للذود أَن يقسَّمن جار أَي أَنه يُجيرها مِنْ أَن يُغار عَلَيْهَا فَتُقْسَمَ، وَمَوْضِعُ أَن نصبٌ كأَنه قَالَ: لِئَلَّا يُقَسَّمْنَ وَمِنْ أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. ومرأَة قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة مَحْبُوسَةٌ مَقْصُورَةٌ فِي الْبَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛ قَالَ كُثَيِّر: وأَنتِ الَّتِي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليَّ، وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القَصائِرُ عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، وَلَمْ أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النِّسَاءِ البَحاتِرُ وَفِي التَّهْذِيبِ: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ المَصونة الَّتِي لَا بُروزَ لَهَا: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: وأَنتِ الَّتِي حببتِ كلَّ قَصُورة وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التَّهْذِيبُ: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ، أَي مَحْبُوسَاتٌ فِي خِيَامٍ مِنَ الدُّرِّ مُخَدَّرات عَلَى أَزواجهن فِي الْجَنَّاتِ؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي تَفْسِيرِ مَقْصُوراتٌ، قَالَ: قُصِرْنَ عَلَى أَزواجهن أَي حُبِسْن فَلَا يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ وَلَا يَطْمَحْنَ إِلى مَنْ سِوَاهُمْ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الحَجَلَةَ المقصورةَ والقَصُورَةَ، وَتُسَمِّي الْمَقْصُورَةَ مِنَ النِّسَاءِ القَصُورة، وَالْجَمْعُ القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ الْقَامَةِ قَالُوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ قِصاراً. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قاصِراتُ الطَّرْفِ* حُورٌ قَدْ قَصَرْنَ أَنفسهنَّ عَلَى أَزواجهن فَلَا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: مِنَ القاصراتِ الطَّرْفِ، لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ ... مِنَ الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرا وَقَالَ الْفَرَّاءُ: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شُبِّهَتْ بالمقيَّد الَّذِي قَصَرَ القيدُ خَطوَه، وَيُقَالُ لَهَا: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد: قَصِيرُ الْخُطَى مَا تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى، ... وَلَا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما التَّهْذِيبُ: وَقَدْ تُجْمَعُ القَصِيرةُ مِنَ النِّسَاءِ قِصارَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: لَا ناقِصِي حَسَبٍ وَلَا ... أَيْدٍ، إِذا مدَّتْ قِصارَه قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ الْهَاءَ فِي كُلِّ جَمْعٍ عَلَى فِعالٍ،

يَقُولُونَ: الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قَالَ: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وأَهْوى مِنَ النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ، ... لَهَا نَسَبٌ، فِي الصَّالِحِينَ، قَصِيرُ فَمَعْنَاهُ أَنه يَهْوى مِنَ النِّسَاءِ كُلَّ مَقْصُورَةٍ يُغْنى بِنَسَبِهَا إِلى أَبيها عَنْ نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَبْلِغ هَذَا الكلامَ بَنِي فُلَانٍ قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دُونَ النَّاسِ، وَقَدْ سُمِّيَتِ المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها قُصِرَت عَلَى الإِمام دُونَ النَّاسِ. وَفُلَانٌ قَصِيرُ النَّسَبِ إِذا كَانَ أَبوه مَعْرُوفًا إِذ ذِكْره لِلِابْنِ كفايةٌ عَنْ الِانْتِمَاءِ إِلى الْجِدِّ الأَبعد؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني ... باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني وَدَخَلَ رُؤْبةُ عَلَى النَّسَّابة البَكْريّ فَقَالَ: مَنْ أَنت قَالَ: رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ. قَالَ: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لَا يُسِيل وادِياً مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ الأَرضِ. والقَصْرُ مِنَ الْبِنَاءِ: مَعْرُوفٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْمَنْزِلُ، وَقِيلَ: كُلُّ بَيْتٍ مِنْ حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه تُقصَرُ فِيهِ الحُرَمُ أَي تُحْبس، وَجَمْعُهُ قُصُور. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً . والمَقْصُورة: الدَّارُ الْوَاسِعَةُ المُحَصَّنَة، وَقِيلَ: هِيَ أَصغر مِنَ الدَّارِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: المَقْصُورَة مَقَامُ الإِمام، وَقَالَ: إِذا كَانَتْ دَارٌ وَاسِعَةٌ مُحَصَّنة الْحِيطَانِ فَكُلُّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالِها مَقْصُورة، وَجَمْعُهَا مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛ وأَنشد: وَمِنْ دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدَّارِ: مَقْصُورة مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غَيْرُ صَاحِبِ الدَّارِ. قَالَ أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طَائِفَةٌ مِنْهَا قَصِيرَة قَدْ عَلِمَ صَاحِبُهَا أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نَبْتًا قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعًا أَو أَكثر، وقُصارَةُ الدَّارِ: مَقْصورة مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غَيْرُ صَاحِبِ الدَّارِ، قَالَ: وَكَانَ أَبي وَعَمِّي عَلَى الحِمى فَقَصَرَا مِنْهَا مَقْصُورَةً لَا يَطَؤُهَا غَيْرُهُمَا. واقْتَصَرَ عَلَى الأَمر: لَمْ يُجاوزه. وَمَاءٌ قاصِرٌ أَي بَارِدٌ. وَمَاءٌ قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لَا يُجَاوِزُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيدُ عَنِ الكلإِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَاءٌ قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كَانَ مَرْعاه قَرِيبًا؛ وأَنشد: كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا، ... وَلَمْ أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا والنُّزُعُ: جَمْعُ النَّزُوعِ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُنْزَعُ مِنْهَا بِالْيَدَيْنِ نَزْعاً، وَبِئْرٌ جَرُورٌ: يُسْتَقَى مِنْهَا عَلَى بَعِيرٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ قَالَ: عَنى أَنها تَشْرَبُ بِعُرُوقِهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمَاءُ الْبَعِيدُ مِنَ الكلإِ قاصِرٌ ثُمَّ باسِطٌ ثُمَّ مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ نَبْحَةُ كَلْبٍ أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قَرِيبٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الرجالِ، ... وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ لَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى حَبائسَ قَصائِرَ. والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والقُصْرى [القِصْرى] والقَصَرُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا يَبْقى فِي المُنْخُلِ بَعْدَ

الِانْتِخَالِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَخْرُجُ من القَثِّ وَمَا يَبْقَى فِي السُّنْبُل مِنَ الْحَبِّ بَعْدَ الدَّوْسَةِ الأُولي، وَقِيلَ: القِشْرتان اللَّتَانِ عَلَى الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما القَصَرة. اللَّيْثُ: والقَصَرُ كَعابِرُ الزَّرْعِ الَّذِي يَخْلُص مِنَ البُرِّ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ الْحَبِّ، يُقَالُ لَهُ القِصْرَى، عَلَى فِعْلى. الأَزهري: وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي المُزارَعة أَن أَحدهم كَانَ يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بِالضَّمِّ: مَا سَقى الربيعُ، فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والقُصارة مَا بَقِيَ فِي السُّنْبُلِ مِنَ الْحَبِّ مِمَّا لَا يَتَخَلَّصُ بعد ما يُدَاسُ، قَالَ: وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَهُ القِصْرِيَّ بِوَزْنِ القِبْطِيِّ، قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنيه ابْنُ هاجَك عَنِ ابْنُ جَبَلة عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ الصَّادِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَحمد بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ هِيَ القُصَرَّى إِذا دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فَالسَّنَابِلُ الْغَلِيظَةُ هِيَ القُصَرَّى، عَلَى فُعَلَّى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نُقِّيَتْ مِنْ قَصَره وقَصَلِه أَي مِنْ قُماشِه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التِّبْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر الْحَبَّةِ إِذا كَانَتْ فِي السُّنْبُلَةِ، وَهِيَ القُصارَةُ. وَذَكَرَ النَّضْرُ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَنه قَالَ: الْحَبَّةُ عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ: فَالَّتِي تَلِي الْحَبَّةَ الحَشَرَةُ، وَالَّتِي فَوْقَ الحَشَرة القَصَرَةُ. والقَصَرُ: قِشْر الْحِنْطَةِ إِذا يَبِسَتْ. والقُصَيْراة: مَا يَبْقَى في السنبل بعد ما يُدَاسُ. والقَصَرَة، بِالتَّحْرِيكِ: أَصل الْعُنُقِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما يُقَالُ لأَصل الْعُنُقِ قَصَرَة إِذا غَلُظَت، وَالْجَمْعُ قَصَرٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَفَسَّرَهُ قَصَرَ النخلِ يَعْنِي الأَعْناقَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ في وقوله تَعَالَى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ: كُنَّا نَرْفَعُ الْخَشَبَ لِلشِّتَاءِ ثَلَاثَ أَذرع أَو أَقل وَنُسَمِّيهِ القَصَر، وَنُرِيدُ قَصَر النَّخْلِ وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنَ أَسفلها أَو أَعناق الإِبل ، وَاحِدَتُهَا قَصَرة؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، قِيلَ: أَقصارٌ جمعُ الْجَمْعِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: القَصَرة أَصل الْعُنُقِ، وَالْجَمْعُ أَقصار، قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. وَفِي حَدِيثِ سلْمانَ: قَالَ لأَبي سُفْيَانَ وَقَدْ مَرَّ بِهِ: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَرة هَذَا مَوْضِعٌ لِسُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يُسْلِمَ، فإِنهم كَانُوا حِراصاً عَلَى قَتْلِهِ، وَقِيلَ: كَانَ بَعْدَ إِسلامه. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْكُتُبِ الأَقْبَلُ القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ وأَهل الأَرض، وَيْلٌ لَهُ ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ وَقِيلَ: القَصَر أَعناق الرِّجَالِ والإِبل؛ قَالَ: لَا تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حذْوَ مَنْكِبِه، ... فِي حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ، قَالَ: يُرِيدُ القَصْر مِنْ قُصُورِ مِيَاهِ الْعَرَبِ، وَتَوْحِيدُهُ وَجَمْعُهُ عَرَبِيَّانِ. قَالَ: وَمِثْلُهُ: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُولُّون الدُّبُرَ، مَعْنَاهُ الأَدبار، قَالَ: وَمَنْ قرأَ كالقَصَر، فَهُوَ أَصل النَّخْلِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: القَصَرُ هِيَ أُصول الشَّجَرِ الْعِظَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَانَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فَلْيَجْعَلْ لَهُ بِهَا أَصلًا وَلَوْ قَصَرةً ؛ القَصَرةُ، بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ: أَصل الشَّجَرَةِ، وَجَمْعُهَا قَصَر؛ أَراد فَلْيَتَّخِذْ لَهُ بِهَا وَلَوْ أَصل نَخْلَةٍ وَاحِدَةٍ. والقَصَرة أَيضاً: العُنُق وأَصل الرَّقَبَةِ. قَالَ: وقرأَ الْحَسَنُ كالقَصْر، مُخَفَّفًا، وَفَسَّرَهُ الجِذْل مِنَ الْخَشَبِ، الْوَاحِدَةُ قَصْرة مِثْلَ تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ؛ وَقَالَ

قَتَادَةُ: كالقَصَرِ يَعْنِي أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ بِهِ قَصَرةُ العُنق. يُقَالُ: قَصَرْتُ الْجَمَلَ قَصْراً، فَهُوَ مَقْصورٌ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِبل مُقَصَّرة. ابْنُ سِيدَهْ: القِصارُ سِمَة عَلَى القَصَر وَقَدْ قَصَّرها. والقَصَرُ: أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ وَسَائِرِ الْخَشَبِ، وَقِيلَ: هِيَ بَقَايَا الشَّجَرِ، وَقِيلَ: إِنها تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ، والقَصْر مِنَ الْبِنَاءِ، وَقِيلَ: القَصْر هُنَا الْحَطَبُ الجَزْلُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ. والقَصْرُ: المِجْدَلُ وَهُوَ الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: دَاءٌ يأْخذ فِي القَصَرة. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: وَاحِدُ قَصَر النَّخْلِ قَصَرة، وَذَلِكَ أَن النَّخْلَةَ تُقْطَعُ قَدْرَ ذِرَاعٍ يَسْتَوْقِدُون بِهَا فِي الشِّتَاءِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ لِلرَّجُلِ: إِنه لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كَانَ ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ فِي الْعُنُقِ؛ قَصِرَ، بِالْكَسْرِ، يَقْصَرُ قَصَراً، فَهُوَ قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى قَصْراء؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فِي عُنُقِهِ فَيَلْتَوِي فَيُكْتَوَى فِي مَفَاصِلِ عُنُقِهِ فَرُبَّمَا بَرَأَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً إِذا أَخذه وَجَعٌ فِي عُنُقِهِ، يُقَالُ: بِهِ قَصَرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: قَصِرَ الرجلُ إِذا اشْتَكَى ذَلِكَ. يُقَالُ: قَصِرَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ، يَقْصَرُ قَصَراً. والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بِكَسْرِ التَّاءِ: القِلادة لِلُزُومِهَا قَصَرَةَ العُنق، وَفِي الصِّحَاحِ: قِلَادَةٌ شَبِيهَةٌ بالمِخْنَقَة، وَالْجَمْعُ التَّقاصِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادي: وَلَهَا ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها، ... عاقِدٌ فِي الجِيدِ تِقْصارا وَقَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدِي: وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى ... وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها قَالُوا: قِصارُها أَطواقها. قَالَ الأَزهري: كأَنه شَبَّهَ بقِصارِ المِيْسَمِ، وَهُوَ العِلاطُ. وَقَالَ نُصَير: القَصَرَةُ أَصل الْعُنُقِ فِي مُرَكَّبِهِ فِي الْكَاهِلِ وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قَالَ: وَيُقَالُ لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ. والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عَنْ قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضَمَّ شَيْئًا إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ قَيْدَ بَعِيرِهِ قَصْراً إِذا ضَيَّقَهُ، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً فِي السَّفَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ ، وَهُوَ أَن تُصَلِّيَ الأُولى وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فأَما العشاءُ الأُولى وَصَلَاةُ الصُّبْحِ فَلَا قَصْرَ فِيهِمَا، وَفِيهَا لُغَاتٌ: يُقَالُ قَصَرَ الصلاةَ وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ، وَالتَّقْصِيرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَمِنَ الشَّعَرِ مثلُ القَصْرِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَصَرَ الصلاةَ، وَمِنْهَا يَقْصُر قَصْراً وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْصَرْتُ مِنَ الصَّلَاةِ: لُغَةٌ فِي قَصَرْتُ. وَفِي حَدِيثِ السَّهْوِ: أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت ؛ يُرْوَى عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَعَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ بِمَعْنَى النَّقْصِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قُلْتُ لِعُمْرَ إِقْصارَ الصلاةِ اليومَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مَنْ أَقْصَرَ الصلاةَ، لُغَةً شَاذَّةً فِي قَصَر. وأَقْصَرَتِ المرأَة: وَلَدَتْ أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا وَلَدَتْ أَولاداً طِوالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وإِن القَصيرة قَدْ تُطِيل ؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فَهِيَ مُقْصِرٌ، إِذا أَسَنَّتا حَتَّى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ. والقَصْرُ والمَقْصَرُ والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُحَقَّرُ القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عَنْ تَحْقيره بِتَحْقِيرِ المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير: الْعَشَايَا؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعد ما ... كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دَخَلْنَا فِي قَصْرِ العَشِيِّ، كَمَا تقول: أَمْسَيْنا من المَساء. وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا أَمْسَيْتَ؛ قَالَ العَجَّاجُ: حَتَّى إِذا مَا قَصَرَ العَشِيُ وَيُقَالُ: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ ... بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه، ... قَرابِينُ أَرْدافاً لَهَا وشِمالَها الأَردافُ: الْمُلُوكُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الرِّدافة، وَكَانَتِ الرِّدافَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِبَنِي يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يَجْلِسَ الرِّدْف عَنْ يَمِينِ الْمَلِكِ، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ، وإِذا غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مَكَانَهُ فَكَانَ خَلِيفَةً عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَعُودَ المَلِكُ، وَلَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ المِرْباعُ. وقَرابينُ الْمَلِكِ: جُلَساؤه وخاصَّتُه، وَاحِدُهُمْ قُرْبانٌ. وَقَوْلُهُ: هُمْ أَهل أَلواح السَّرِيرِ أَي يَجْلِسُونَ مَعَ الْمَلِكِ عَلَى سَرِيرِهِ لِنَفَاسَتِهِمْ وَجَلَالَتِهِمْ. وَجَاءَ فُلَانٌ مُقْصِراً حِينَ قَصْرِ العِشاء أَي كَادَ يَدْنُو مِنَ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ ابْنُ حِلِّزَة: آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القناصُ ... قَصْراً، وقَدْ دَنَا الإِمْساءُ ومَقاصِيرُ الطَّرِيقِ: نَوَاحِيهَا، واحدَتُها مَقْصَرة، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وَقِيلَ: هُمَا اللَّتَانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وَقِيلَ هِيَ الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشاكلَةَ، وَهِيَ الواهِنةُ، وَقِيلَ: هِيَ آخَرُ ضِلَعٍ فِي الْجَنْبِ. التَّهْذِيبُ: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشَّاكِلَةَ بَيْنَ الْجَنْبِ وَالْبَطْنِ؛ وأَنشد: نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه وَقَالَ أَبو دُواد: وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْساءِ ... نَبَّاحٍ مِنَ الشَّعْب أَبو الْهَيْثَمِ: القُصْرَى أَسفل الأَضلاع، والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛ وَقَالَ أَوس: مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه ... مِنَ اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ قَالَ: وقُصْرَى هَاهُنَا اسْمٌ، وَلَوْ كَانَتْ نَعْتًا لَكَانَتْ بالأَلف وَاللَّامِ. قَالَ: وَفِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدٍ: القُصَيْرَى هِيَ الَّتِي تَلِي الشَّاكِلَةَ، وَهِيَ ضِلَعُ الخَلْفِ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ، ... كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن القُصَيْرَى أَحد هَذِهِ الأَشياء الَّتِي ذَكَرْنَا فِي القُصَيْرَى؛ قَالَ: وأَما اللِّحْيَانِيُّ فَحَكَى أَن القُصَيْرَى هُنَا أَصلُ العُنُق، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ إِلا أَن يُرِيدَ القُصَيْرَة، وَهُوَ تَصْغِيرُ القَصَرة مِنَ العُنق، فأَبدل الْهَاءَ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي أَنهما عَلَمَا تأْنيث. والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قَالَ الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ، ... كأَنَّ فِي مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ، أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فِي آثارِ ذَرّ

وَيُرْوَى: كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ ابْنُ الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وَقَالَ أَعرابي: أَردت أَن آتِيَكَ فَمَنَعَنِي القَصارُ، قَالَ: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كُلُّهُ أُخْرَى الأُمور. وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم: أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دِينَا وَيُقَالُ: مَا رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر مِنْ دُونٍ أَي بأَمر يَسِيرٍ، وَمِنْ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَارِي مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بِحِذَاءِ قَصْرِي؛ وأَنشد: لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ، ... فَمَا بِي إِليها مِنْ مُقاصَرةٍ فَقْرُ يَقُولُ: لَا حَاجَةَ لِي فِي جِوَارِهِمْ. وجَسْرٌ: مِنْ مُحَارِبٍ. والقُصَيْرَى والقُصْرَى: ضَرْبٌ مِنَ الأَفاعي، يُقَالُ: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ. والقَصَرَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَشَبِ. وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وقَصَّرَه، كِلَاهُمَا: حَوَّرَه ودَقَّهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثَّوْبَ تَقْصِيرا مِثْلُهُ. والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ لِلثِّيَابِ لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ الَّتِي هِيَ القِطْعَة مِنَ الْخَشَبِ، وَحِرْفَتُهُ القِصارَةُ. والمِقْصَرَة: خَشَبَةُ القَصَّار. التَّهْذِيبُ: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً. والمُقَصِّرُ: الَّذِي يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ الْعَطِيَّةِ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّي قُصْرَةً، بِالضَّمِّ، ومَقْصُورةً وَابْنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا أَي دَانِي النِّسَبِ وَكَانَ ابنَ عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: رَهْطُ التِّلِبِّ هَؤُلَا مَقْصُورةً قَالَ: مَقْصُورَةً، أَي خَلَصُوا فَلَمْ يُخَالِطْهُمْ غَيْرُهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تُقَالُ هَذِهِ الأَحرف فِي ابْنِ الْعَمَّةِ وَابْنِ الْخَالَةِ وَابْنِ الْخَالِ. وتَقَوْصَرَ الرجلُ: دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مُخَفَّفٌ وَمُثْقَلٌ: وِعَاءٌ مِنْ قَصَبٍ يُرْفَعُ فِيهِ التَّمْرُ مِنَ البَوارِي؛ قَالَ: وَيُنْسَبُ إِلى عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَفْلَحَ مَنْ كانتْ لَهُ قَوْصَرَّه، ... يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الرَّجَزُ يُنْسَبُ إِلى عَلِيٍّ؛ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَالُوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النِّكَاحَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَن القَوْصرَّة قَدْ تُخَفَّفُ رَاؤُهَا وَلَمْ يَذْكُرْ عَلَيْهِ شَاهِدًا. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن شَاهِدَهُ قَوْلُ أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي: وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ: ... مَتَى رَأَى بِي عَنِ العُلى قَصْرا؟ قَالَ: وَقَالُوا ابْنُ قَوْصَرة هُنَا المَنْبُوذ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: أَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الْمَنْبُوذَ ابْنَ قَوْصَرة، وُجِدَ فِي قَوصَرة أَو فِي غَيْرِهَا، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ. وقَيْصَرُ: اسْمُ مَلِكٍ يَلي الرُّومَ، وَقِيلَ: قَيْصَرُ مِلْكُ الرُّومِ. والأُقَيْصِرُ: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حِينَ أَضْحَتْ ... تَسِيلُ، عَلَى مَناكِبِها، الدِّماءُ وَابْنُ أُقَيْصِر: رَجُلٌ بَصِيرٌ بِالْخَيْلِ. وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: مَوْضِعٌ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ قاصِرِينَ.

قطر: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وتَقاطَرَ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي: كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ، ... مِنَ الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ وأَنشده دَائِبٌ بِالْبَاءِ، وَهُوَ فِي مَعْنَى دَائِمٍ، وأَراد مِنْ أَيام الرَّبِيعِ؛ وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وَقَدْ قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الْمَاءِ، بِالتَّحْرِيكِ، وتَقْطِيرُ الشَّيْءِ: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً. والقَطْرُ: المَطَرُ. والقِطارُ: جَمْعُ قَطْرٍ وَهُوَ الْمَطَرُ. والقَطْرُ: مَا قَطَرَ مِنَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، وَاحِدَتُهُ قَطْرة، وَالْجَمْعُ قِطار. وسحابٌ قَطُورٌ ومِقْطار: كَثِيرُ القَطْرِ؛ حَكَاهُمَا الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر. واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه. وأَقْطَرَ الشيءُ: حَانَ أَن يَقْطُرَ. وَغَيْثٌ قُطارٌ: عَظِيمُ القَطْر. وقَطَرَ الصَّمْغُ مِنَ الشَّجَرَةِ يَقْطُر قَطْراً: خَرَجَ. وقُطَارةُ الشَّيْءِ: مَا قَطَرَ مِنْهُ؛ وَخَصَّ اللِّحْيَانِيِّ بِهِ قُطارةَ الحَبِّ، قَالَ: القُطارة، بِالضَّمِّ، مَا قَطَر مِنَ الحَبِّ وَنَحْوِهِ. وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وَفِي الإِناء قُطارَة مِنْ مَاءٍ أَي قليلٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ وَنَحْوِهِمَا يُطْبَخ فيُتحلب مِنْهُ ثُمَّ تُهْنَأُ بِهِ الإِبِل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ مَنْ يَنْظُرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن القَطِرانَ هُوَ عَصير ثَمَرِ الصَّنَوْبَر، وأَن الصَّنَوْبَر إِنما هُوَ اسْمُ لَوْزَةِ ذَاكَ، وأَن شَجَرَتَهُ بِهِ سُمِّيَتْ صَنَوْبراً؛ وَسُمِعَ قَوْلُ الشَّمَّاخُ فِي وَصْفِ نَاقَتِهِ وَقَدْ رَشَحَتْ ذِفْراها فَشَبَّهَ ذِفْرَاهَا لَمَّا رَشَحَتْ فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فَقَالَ: كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ ... أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا فَظَنَّ أَن ثَمَرَهُ يُعْصَرُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ ؛ قِيلَ، وَاللَّهُ أَعلم: إِنها جُعِلَتْ مِنَ الْقَطْرَانِ لأَنه يُبالِغُ فِي اشْتِعالِ النَّارِ فِي الْجُلُودِ، وقرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ: النُّحاسُ وَالْآنِي الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّه. والقَطِرانُ: اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ: أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى، ... وَفِي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ وَبَعِيرٌ مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بِالنُّونِ كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله: مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، ... تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ وقَطَرْتُ الْبَعِيرَ: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَتَقْتُلني، وَقَدْ شَغَفْتُ فؤادَها، ... كَمَا قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطَّالِي؟ قَوْلُهُ: شَغَفْتُ فُؤَادَهَا أَي بَلَغَ حُبِّي مِنْهَا شِغافَ قَلْبِهَا كَمَا بَلَغَ القَطِرانُ شِغافَ النَّاقَةِ الْمَهْنُوءَةِ؛ يَقُولُ: كَيْفَ تَقْتُلُنِي وَقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّهَا لِي مَا ذَكَرْتُهُ، إِذ لَوْ أَقدمت عَلَى قَتْلِهِ لَفَسَدَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، وَكَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا إِلى الْفُرْقَةِ وَالْقَطِيعَةِ مِنْهَا. والقِطْرُ، بِالْكَسْرِ: النُّحَاسُ الذَّائِبُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ، بِالْكَسْرِ، والقِطْرِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ البُرود. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ مُتَوَشِّحاً بثوبٍ

قِطْرِيّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قَالَ أَيْمَنُ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ قِطْرِيٌّ ثَمَنُهُ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ ؛ أَبو عَمْرٍو: القِطْرُ نَوْعٌ مِنَ البُرود؛ وأَنشد: كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ ... وقِطْرِيّاً، فأَنتَ بِهِ تَفِيدُ شَمِرٌ عَنِ البَكْراوِيّ قَالَ: البُرُود القِطْرِيّة حُمْرٌ لَهَا أَعلام فِيهَا بَعْضُ الْخُشُونَةِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: هِيَ حُلَلٌ تُعْمَلُ بِمَكَانٍ لَا أَدري أَين هُوَ. قَالَ: وَهِيَ جِيادٌ وَقَدْ رأَيتها وَهِيَ حُمْرٌ تأْتي مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَبِالْبَحْرَيْنِ عَلَى سِيف وعُمان «3» مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَطَرٌ، قَالَ: وأَحسبهم نَسَبُوا هَذِهِ الثِّيَابَ إِليها فَخَفَّفُوا وَكَسَرُوا الْقَافَ لِلنِّسْبَةِ، وَقَالُوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كَمَا قَالُوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا مَا تَغَوَّلَتْ ... بِهَا البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نَسَبَهَا إِلى قَطَر وَمَا وَالَاهَا مِنَ البَرِّ؛ قَالَ الرَّاعِي وَجَعَلَ النَّعَامَ قَطَرِيَّةً: الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ، ... والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ نَسَبَ النَّعَائِمَ إِلى قَطَرٍ لِاتِّصَالِهَا بالبَرِّ وَمُحَاذَاتِهَا رِمالَ يَبْرِينَ. والقُطْر، بِالضَّمِّ: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، وَالْجَمْعُ أَقْطار. وقومُك أَقْطارَ البلادِ: عَلَى الظَّرْفِ وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا سِيبَوَيْهِ لِيُفَسِّرَ مَعَانِيهَا ولأَنها غَرَائِبُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ أَقطارُها: نَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا قُطْر، وَكَذَلِكَ أَقتارُها، وَاحِدُهَا قُتْرٌ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا يُعْجِبَنَّكَ مَا تَرَى مِنَ الْمَرْءِ حَتَّى تَنْظُرَ عَلَى أَيِّ قُطْرَيْه يَقَعُ أَي عَلَى أَي شِقَّيه يَقَعُ فِي خَاتِمَةِ عَمَلِهِ، أَعلى شِقِّ الإِسلام أَو غَيْرِهِ. وأَقطارُ الفَرَس: مَا أَشرف مِنْهُ وَهُوَ كاثِبَتُه وعَجُزُه، وَكَذَلِكَ أَقطار الْخَيْلِ وَالْجَمَلِ مَا أَشْرَفَ مِنْ أَعاليه. وأَقطارُ الفَرس وَالْبَعِيرِ: نَوَاحِيهِ. والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ. وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه عَلَى قُطْرِه أَي جَانِبِهِ، فَتَقَطَّر أَي سَقَطَ، قَالَ الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ: التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، ... كأَنه مِنْ عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ مُجَدَّلًا يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ، ... كَمَا يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ وَيُرْوَى: يتَكَسَّى جِلْدُه. والقُطُلُ: المقطوعُ. وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يُرِيدُ أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. والعُقار: الخَمْر الَّتِي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه. والثَّمِلُ: الَّذِي أَخذ مِنْهُ الشَّرابُ. والمُجَدَّلُ: الَّذِي سَقَطَ بالجَدالَةِ وَهِيَ الأَرض. والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وَهُوَ شَجَرُ المُقْل. اللَّيْثُ: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شَدِيدَةً قُلْتَ قَطَّرْتُه؛ وأَنشد: قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ... مَا قَطَّرَ الفارِسَ إِلَّا أَنا وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ فِي الفُراتِ فغَرِقَ أَي أَلقته فِي الفُرات عَلَى أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ. والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا رَمَى امرأَةً يَوْمَ الطَّائِفِ فَمَا أَخطأَ أَن قَطَّرَها. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَدْ جَمَعَ حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه أَي جَمَعَ جَانِبَيْهِ عَنْ الانتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله

_ (3). قوله [على سيف وعمان] كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ فِي أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.

أَعلم. وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر بِهِ: أَلقاه عَلَى تِلْكَ الْهَيْئَةِ. وتَقَطَّرَ هُوَ: رَمى بنَفْسه مِنْ عُلْوٍ. وتَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. والبعيرُ القاطِرُ: الَّذِي لَا يَزَالُ يَقْطُرُ بولُه. الْفَرَّاءُ: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ مِنَ القُطارِ وَهُوَ سَمُّه الَّذِي يَقْطُرُ مِنْ كَثْرَتِهِ. أَبو عَمْرٍو: القُطارِيَّةُ الْحَيَّةُ. وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الْجَبَلِ، بَنى فُعالًا مِنْهُ وَلَيْسَتْ بِنِسْبَةٍ عَلَى القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قَالَ تأَبَّطَ شَرًّا: أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه، ... بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ وتَقَطَّر لِلْقِتَالِ تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ لَهُ. قَالَ: والتَقَطُّر لُغَةٌ فِي التَّقَتُّر وَهُوَ التَّهَيُّؤُ لِلْقِتَالِ. والقُطْرُ والقُطُرُ، مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ؛ وَقَدْ قَطَّر ثوبَه وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ، ... ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ يُعَلُّ بِهَا بَرْد أَنْيابِها، ... إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ شَبَّهَ ماءَ فِيهَا فِي طِيبِهِ عِنْدَ السَّحَر بالمُدام وَهِيَ الْخَمْرُ، وصَوْب الغَمام: الَّذِي يُمْزَجُ بِهِ الْخَمْرُ، وَرِيحُ الخُزامى: وَهُوَ خِيْرِيُّ البَرِّ. ونَشْر القُطُر: وَهُوَ رَائِحَةُ الْعُودِ، وَالطَّائِرُ المُسْتَحِرُ: هُوَ المُصَوِّتُ عِنْدَ السَّحَر. والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ الأَصْغَر: فِي كلِّ يومٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ، ... فِيهَا كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ أَي مَاءٌ حارٌّ تُحَمُّ بِهِ. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ قِيلَ: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وَهُوَ الَّذِي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثُمَّ يَهِيجُ، يَعْنِي النَّبَاتَ. وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مَزِيدًا. وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ: ضَخْمٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَتَرْجُو الحَياةَ يَا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ، ... وَقَدْ عَلِقَتْ رِجْلاكَ مِنْ نابِ أَسْوَدا أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً، ... تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟ وَنَاقَةٌ مِقْطار عَلَى النَّسَبِ، وَهِيَ الخَلِفةُ. وَقَدِ اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ. والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ. وتَقْطِيرُ الإِبل: مِنَ القِطارِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ القَطَرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ أَن يَزِنَ جُلَّةً مَنْ تَمْرٍ أَو عِدْلًا مِنْ مَتَاعٍ أَو حَبٍّ وَنَحْوِهِمَا ويأْخُذَ مَا بَقِيَ عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ وَلَا يَزِنُهُ، وَهُوَ المُقاطَرة؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْتي الرَّجُلُ إِلى آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ: بِعْنِي مَا لَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مِنَ التَّمْرِ جُزافاً بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، فَيَبِيعُهُ، وكأَنه مِنْ قِطارِ الإِبل لاتِّباع بَعْضِهِ بَعْضًا. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: القَطَرُ هُوَ الْبَيْعُ نَفْسُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمارة: أَنه مَرَّتْ بِهِ قِطارةُ جِمَالٍ؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدًا خَلفَ وَاحِدٍ. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ. وَفِي الْمَثَلِ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ مَعْنَاهُ أَن الْقَوْمَ إِذا

أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فَسَاقُوهَا لِلْبَيْعِ قِطاراً قِطاراً. والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وانْحَتَّ مِنْ حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه، ... وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه وَالْجَمْعُ قُطُرٌ وقُطُراتٌ. وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالًا، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ قِطارِ الإِبل: وَجَاءَتِ الإِبل قِطَارًا أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يُقَالُ أَكْرَيْتُهُ مُقاطَرَةً إِذا أَكراه ذَاهِبًا وَجَائِيًا، وأَكريته وَضْعَةً وَتَوْضِعَةً «1» إِذا أَكراه دَفْعةً. وَيُقَالُ: اقْطَرَّتِ النَّاقَةُ اقْطِراراً، فَهِيَ مُقْطَرَّةٌ، وَذَلِكَ إِذا لَقِحتْ فشالتْ بِذَنَبِهَا وشَمَختْ برأْسها. قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي هَذَا الْمَعْنَى: اقْمَطَرَّت، فَهِيَ مُقْمَطِرَّة، وكأَن الْمِيمَ زَائِدَةٌ فِيهَا. والقُطَيْرة: تَصْغِيرُ القُطْرَة وَهُوَ الشَّيْءُ التَّافِهُ الْخَسِيسُ. والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وَهِيَ خَشَبَةٌ فِيهَا خُرُوقٌ، كُلُّ خَرْقٍ عَلَى قدرِ سَعَةِ السَّاقِ، يُدْخَلُ فِيهَا أَرجل الْمَحْبُوسِينَ، مُشْتَقٌّ مِنْ قِطار الإِبل لأَن الْمَحْبُوسِينَ فِيهَا عَلَى قِطارٍ وَاحِدٍ مَضْمُومٌ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، أَرجلهم في خروق خشبة مَفْلُوقَةٍ عَلَى قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم. وقَطَرَ فِي الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذَهَبَ فأَسرع. وَذَهَبَ ثَوْبِي وَبَعِيرِي فَمَا أَدري مَنْ قَطَره وَمَنْ قَطَرَ بِهِ أَي أَخذه، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الجَحْدِ. وَيُقَالُ: تَقَطَّرَ عَنِّي أَي تَخَلَّفَ عَنِّي، وأَنشد: إِنِّي عَلَى مَا كانَ مِنَ تَقَطُّري ... عنكَ، وَمَا بِي عنكَ مِنْ تأَسُّري والمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ مِنَ النَّاسِ. وقَطُوراءُ، ممدودٌ: نَبَاتٌ، وَهِيَ سَوادِيَّة. والقَطْراء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وقَطَرٌ: مَوْضِعٌ بِالْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ: تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ، ... وَخَافُوا عُمانَ وَخَافُوا قَطَرْ والقَطَّارُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ. وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن أَصل الِاسْمِ مأْخوذ مِنْ قَطَريّ النِّعالِ. قطعر: اقْطَعَرَّ الرَّجُلُ: انْقَطَعَ نَفَسُه من بُهْر، وكذلك اقْعَطَرَّ. قطمر: القِطْمِيرُ والقِطْمارُ: شَقُّ النَّوَاةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: القِطْمِيرُ الفُوفة الَّتِي فِي النَّوَاةِ، وَهِيَ القِشْرة الدَّقِيقَةُ الَّتِي عَلَى النَّوَاةِ بَيْنَ النَّوَاةِ وَالتَّمْرِ، وَيُقَالُ: هِيَ النُّكْتة الْبَيْضَاءُ الَّتِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ الَّتِي تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ. وَمَا أَصبتُ مِنْهُ قِطْميراً أَي شيئاً. قعر: قَعْرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَقصاه، وَجَمْعُهُ قُعُور. وقَعَر البئرَ وَغَيْرَهَا: عَمَّقَها وَنَهْرٌ قَعِيرٌ: بَعِيدُ القَعْرِ، وَكَذَلِكَ بِئْرٌ قَعِيرة وقَعِير، وَقَدْ قَعُرَتْ قَعارةً. وَقَصْعَةٌ قَعيرة: كَذَلِكَ. وقَعَر البئرَ يَقْعَرُها قَعْراً: انْتَهَى إِلى قَعْرها، وَكَذَلِكَ الإِناء إِذا شَرِبْتَ جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى تَنْتَهي إِلى قَعْره. وقَعَر الثريدةَ: أَكلها مِنْ قَعْرها. وأَقْعَر البئرَ: جَعَلَ لَهَا قَعْراً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَعَر البئرَ يَقْعَرُها عَمَّقها، وقَعَر الحَفْرَ كَذَلِكَ، وَبِئْرٌ قَعِيرةٌ وَقَدْ قَعُرَتْ قَعارةً. وَرَجُلٌ بَعِيدُ القَعْرِ أَي الغَوْر، عَلَى المَثَل. وقَعْرُ الفمِ: داخلُه. وقَعَّر فِي كَلَامِهِ وتَقَعَّرَ تَشَدَّقَ وَتَكَلَّمَ بأَقصى قَعْر فَمِهِ، وَقِيلَ: تَكَلَّمَ بأَقصى حَلْقِهِ. وَرَجُلٌ قَيْعَرٌ وقَيْعار: مُتَقَعِّر فِي كلامه. والتقعيرُ: التعميق.

_ (1). قوله [وضعة وتوضعة] كذا بالأصل.

والتَّقْعير فِي الْكَلَامِ: التَّشَدُّق فِيهِ. والتَّقَعُّر: التَّعَمُق. وقَعَّر الرجلُ إِذا رَوَّى فَنَظَرَ فِيمَا يَغْمُضُ مِنَ الرأْي حَتَّى يَسْتَخْرِجَهُ. ابْنُ الأَعرابي: القَعَرُ الْعَقْلُ التَّامُّ. يُقَالُ: هُوَ يَتَقَعَّر فِي كَلَامِهِ إِذا كَانَ يَتَنَحَّى وَهُوَ لَحَّانة، ويَتعاقَلُ وَهُوَ هِلْباجة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا خَرَجَ مِنْ أَهل هَذَا القَعْرِ أَحدٌ مِثْلُهُ، كَقَوْلِكَ: مِنْ أَهل هَذَا الْغَائِطِ مِثْلُ الْبَصْرَةِ أَو الْكُوفَةِ. وإِناء قَعْرانُ: فِي قَعْره شَيْءٌ. وَقَصْعَةٌ قَعْرى وقَعِرة: فِيهَا مَا يُغَطِّي قَعْرها، وَالْجَمْعُ قَعْرى، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ القَعْرَةُ والقُعْرَة. الْكِسَائِيُّ: إِناء نَصْفانُ وشَطْرانُ بَلَغَ مَا فِيهِ شَطْرَه، وَهُوَ النِّصْفُ. وإِناء نَهْدانُ وَهُوَ الَّذِي عَلَا وأَشرف، وَالْمُؤَنَّثُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ فَعْلى. وقَعْبٌ مِقْعار: وَاسِعٌ بَعِيدُ القَعْر. والقَعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجابُ مِنَ الأَرض وَتَنْهَبِطُ يَصْعُب الِانْحِدَارُ فِيهَا. والمُقَعِّر: الَّذِي يَبْلُغُ قَعْرَ الشَّيْءِ. وامرأَة قَعِرة وقَعِيرة: بَعِيدَةُ الشَّهْوَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَجِدُ الغُلْمةَ فِي قَعْر فَرْجِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُرِيدُ الْمُبَالَغَةَ، وَقِيلَ: امرأَة قَعِرَة وقَعِيرةٌ نَعْتُ سَوْء فِي الْجِمَاعِ. والقُعَرُ مِنَ النَّمْلِ: الَّتِي تَتَّخِذُ القُرَيَّاتِ. وَضَرَبَهُ فقَعَرَه أَي صَرَعَه. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: صَحَّفَ أَبو عُبَيْدٍ يَوْمًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فِي ثَلَاثَةِ أَحرف فَقَالَ: ضَرَبَهُ فانْعَقَر، وإِنما هُوَ فانْقَعَر، وَقَالَ: فِي صَدْرِهِ حَشَكٌ، وَالصَّحِيحُ حَسَكٌ، وَقَالَ: شُلَّتْ يَدُه، وَالصَّوَابُ شَلَّتْ. وقَعَر النخلَةَ فانْقَعَرَتْ هِيَ: قَطَعَها مِنْ أَصلها فَسَقَطَتْ، والشجرةُ انْجَعَفَتْ مِنْ أَصلها وانْصَرَعَتْ هِيَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ؛ والمُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ مِنْ أَصله. وقَعَرْتُ النَّخْلَةَ إِذا قَلَعْتها مِنْ أَصلها حَتَّى تَسْقُط، وَقَدِ انْقَعَرَتْ هِيَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا تَقَعَّر عَنْ مَالٍ لَهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: انْقَعَر عَنْ مَالِهِ أَي انْقَلَع مِنْ أَصله. يُقَالُ: قَعَرَه إِذا قَلَعَه، يَعْنِي أَنه مَاتَ عَنْ مَالٍ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن عُمَرَ لَقِيَ شَيْطَانًا فصارَعَه فقَعَره أَي قَلَعه ، وَقِيلَ: كلُّ مَا انْصَرَع، فَقَدِ انْقَعَر وتَقَعَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ: وأَرْبَد فارِس الهَيْجا، إِذا مَا ... تَقَعَّرَتِ المشاجِرُ بالفِئامِ أَي انْقَلَبَتْ فَانْصَرَعَتْ، وَذَلِكَ فِي شِدَّة الْقِتَالِ عِنْدَ الإِنهزام. ابْنُ الأَعرابي: قَالَتِ الدُّبَيْريَّةُ القَعْر الجَفْنَة وَكَذَلِكَ المِعْجَنُ والشِّيزى والدَّسِيعَةُ؛ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْريَّةِ. وقَعَّرتِ الشاةُ: أَلقت وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَبقى لَنَا اللهُ وتَقْعِيرُ المَجَرْ ... سُوداً غَرابيبَ، كأَظْلالِ الحَجَر والقَعْراء: مَوْضِعٌ. وَبَنُو المِقْعارِ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي هِلالٍ. وقَدَحٌ قَعْرانُ أَي مُقَعَّرٌ. قعبر: القَعْبَرِيّ: الشَّدِيدُ عَلَى الأَهل وَالْعَشِيرَةِ وَالصَّاحِبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهلُ النَّارِ؟ فَقَالَ: كلُّ شَدِيدٍ قَعْبَرِيٍّ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا القَعْبَرِيُّ فَفَسَّرَهُ بِمَا تقدَّم. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: سأَلت عَنْهُ الأَزهري فَقَالَ لَا أَعرفه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرى أَنه قَلْبُ عَبْقَرِيّ، يُقَالُ: رَجُلٌ عَبْقَريّ وظُلْم عَبْقَريّ شَدِيدٌ فَاحِشٌ. قعثر: القَعْثَرة: اقْتِلاعُ الشَّيْءِ من أَصله. قعسر: القَعْسَرة: الصَّلَابَةُ وَالشِّدَّةُ. والقَعْسَرِيّ والقَعْسَر، كِلَاهُمَا: الجَمَل الضَّخْمُ الشَّدِيدُ.

والقَعْسَريّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. والقَعْسَرِيّ فِي صِفَةِ الدَّهْرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فِي وَصْفِ الدَّهْرِ: والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ، ... أَفْنى القُرُونَ، وَهُوَ قَعْسَريُ شَبَّهَ الدَّهْرَ بِالْجَمَلِ الشَّدِيدِ. والقَعْسَرِيُّ: الْخَشَبَةَ الَّتِي تُدار بِهَا الرَّحى الصَّغِيرَةُ يُطْحَنُ بِهَا بِالْيَدِ؛ قَالَ: الْزَمْ بقَعْسَرِيِّها، وأَلْهِ فِي خُرْتِيِّها، تُطْعِمْكَ مِنْ نَفِيِّها؛ أَي مَا تَنْفي الرَّحى. وخُرْتِيّها: فَمُها الَّذِي تُلْقى فِيهِ لَهْوَتُها، وَيُرْوَى خُرْبِيِّها. والقَعْسَرِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْبَاقِي عَلَى الهَرَمِ. وعِزٌّ قَعْسَرِيٌّ: قَدِيمٌ. وقَعْسَرَ الشيءَ: أَخذه؛ وأَنشد فِي صِفَةِ دَلْوٍ: دَلْوٌ تَمأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، ... وَمِنْ أَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ، ... فَلَا تُقَعْسِرْها، وَلَكِنْ صَوِّبِ قعصر: ضَرَبَهُ حَتَّى اقْعَنْصَر أَي تَقاصَرَ إِلى الأَرض. قعطر: اقْعَطَرَّ الرجلُ: انْقَطَعَ نفسه من بُهْرٍ، وكذلك اقْطَعَرَّ. وقَعْطَر الشيءَ: مَلأَه. الأَزهري: القَعْطَرة شِدَّةُ الْوَثَاقِ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَوثَقْتَه فَقَدَ قَعْطَرْتَه. وقَعْطَره أَي صَرَعه وصَمَعه أَي صَرَعه. قفر: القَفْرُ والقَفْرة: الخلاءُ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ قِفارٌ وقُفُورٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يَخُوضُ أَمامَهُنَّ الماءَ حَتَّى ... تَبَيَّن أَن ساحَتَه قُفورُ وَرُبَّمَا قَالُوا: أَرَضُونَ قَفْرٌ. وَيُقَالُ: أَرض قَفرٌ ومَفازة قَفْر وقَفْرة أَيضاً؛ وَقِيلَ: القَفْر مَفازة لَا نَبَاتَ بِهَا وَلَا مَاءَ، وَقَالُوا: أَرض مِقْفار أَيضاً. وأَقْفَر الرجلُ: صَارَ إِلى القَفْر، وأَقْفَرْنا كَذَلِكَ. وَذِئْبٌ قَفِرٌ: مَنْسُوبٌ إِلى القَفْر كَرَجُلٍ نَهِر؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَئِنْ غادَرْتُهم فِي وَرْطَةٍ، ... لأَصِيرَنْ نُهْزَةَ الذئبِ القَفِرْ وَقَدْ أَقْفر المكانُ وأَقْفَر الرجلُ مِنْ أَهله: خَلَا. وأَقْفَر: ذَهَبَ طعامُه وَجَاعَ. وقَفِرَ مالُه قَفَراً: قَلَّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَفِرَ مالُ فلان وزَمِرَ يَقْفَرُ ويَزْمَرُ قَفَراً وزَمَراً إِذا قَلَّ مَالُهُ، وَهُوَ قَفِرُ الْمَالِ زَمِرُه. اللَّيْثُ: القَفْرُ الْمَكَانُ الخَلاء مِنَ النَّاسِ، وَرُبَّمَا كَانَ بِهِ كَلأٌ قَلِيلٌ. وَقَدْ أَقْفَرَتِ الأَرض مِنَ الكلإِ وَالنَّاسِ وأَقْفَرتِ الدارُ: خَلَتْ، وأَقْفَرت مِنْ أَهلها: خَلَتْ. وَتَقُولُ: أَرض قَفْرٌ وَدَارٌ قَفْر، وأَرض قِفارٌ وَدَارٌ قِفارٌ تُجْمَعُ عَلَى سَعَتها لِتَوَهُّمِ الْمَوَاضِعِ، كلُّ مَوْضِعٍ عَلَى حِيالِه قَفْرٌ، فإِذا سَمَّيْتَ أَرضاً بِهَذَا الِاسْمِ أَنثت. وَيُقَالُ: دَارٌ قَفْر وَمَنْزِلٌ قَفْر، فإِذا أَفردت قُلْتَ انْتَهَيْنَا إِلى قَفْرة مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: أَقْفَر فُلَانٌ مِنْ أَهله إِذا انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَبَقِيَ وَحْدَهُ؛ وأَنشد لعَبِيد: أَقْفَرَ مِنْ أَهلهِ عَبِيدُ، ... فاليومَ لَا يُبْدِي وَلَا يُعِيدُ وَيُقَالُ: أَقْفَر جسدُه مِنَ اللَّحْمِ، وأَقْفَر رأْسُه مِنَ الشَّعْرِ، وإِنه لقَفِرُ الرأْس أَي لَا شَعْرَ عَلَيْهِ، وإِنه لقَفِرُ الْجِسْمِ مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَا قَفِراً غَشا وَلَا مُهَبَّجا ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ قَفِرُ الشَّعْرِ وَاللَّحْمِ قليلُهما؛ والأُنثى قَفِرة وقَفْرة، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: قَفِرَت المرأَة، بِالْكَسْرِ، تَقْفَرُ قَفَراً، فَهِيَ قَفِرَة أَي قَلِيلَةُ

اللَّحْمِ. أَبو عُبَيْدٍ: القَفِرة مِنَ النِّسَاءِ الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقَفَرُ الشَّعْرُ؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَوْدٌ بساقَيها القَفَرْ قَالَ الأَزهري: الَّذِي عَرَفْنَاهُ بِهَذَا الْمَعْنَى الغَفَرُ، بِالْغَيْنِ، قَالَ: وَلَا أَعرف القَفَر. وسَوِيق قَفَارٌ: غَيْرُ مَلْتُوتٍ. وَخُبْزٌ قَفَارٌ: غَيْرُ مَأْدُوم. وقَفِرَ الطعامُ قَفَراً: صَارَ قَفَاراً. وأَقْفَر الرجلُ: أَكل طعامَه بِلَا أُدْم. وأَكل خُبزَه قَفاراً: بِغَيْرِ أُدْم. وأَقْفَر الرجلُ إِذا لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ أُدْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَقْفَر بيتٌ فِيهِ خَلّ أَي مَا خَلَا مِنَ الأَدام وَلَا عَدِمَ أَهلُه الأُدْمَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ القَفَار، وَهُوَ كُلُّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ بِلَا أُدم. والقَفَار، بِالْفَتْحِ: الْخُبْزُ بِلَا أُدم. والقَفار: الطَّعَامُ بِلَا أُدم. يُقَالُ: أَكلت الْيَوْمَ طَعَامًا قَفَاراً إِذا أَكله غَيْرَ مأْدوم؛ قَالَ: وَلَا أَرى أَصْلَهُ إِلا مأْخوذاً مِنَ القَفْر مِنَ الْبَلَدِ الَّذِي لَا شَيْءَ بِهِ. وَالْقَفَارُ والقَفِير: الطَّعَامُ إِذا كَانَ غَيْرَ مأْدوم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِني لَمْ آتِهِمْ ثَلَاثَةَ أَيام وأَحْسِبُهم مُقْفِرين أَي خَالِينَ مِنَ الطَّعَامِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: قَالَ للأَعرابي الَّذِي أَكل عِنْدَهُ: كأَنك مُقْفِر. والقَفَارُ: شَاعِرٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ خَالِدُ بْنُ عَامِرٍ أَحدُ بَنِي عَمِيرَة بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن قَوْمًا نَزَلُوا بِهِ فأَطعمهم الْخُبْزَ قَفَاراً، وَقِيلَ: إِنما أَطعمهم خُبْزًا بِلَبَنٍ وَلَمْ يَذْبَحْ لَهُمْ فَلَامَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: أَنا القَفَارُ خالدُ بْنُ عامِرِ، ... لَا بَأْسَ بالخُبْز وَلَا بالخَاثِرِ أَتت بِهِمْ داهِيَةُ الجَواعِرِ، ... بَظْراءُ لَيْسَ فَرجُها بطاهِرِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَزَلْنَا بِبَنِي فُلَانٍ فبِتْنا القَفْرَ إِذا لَمْ يُقْرَوْا. والتَّقْفِير: جَمْعُك الترابَ وَغَيْرَهُ. والقَفِير: الزَّبيل؛ يَمَانِيَةٌ. أَبو عمرو: القَفِير القَلِيفُ وَالنَّجَوِيَّةُ «2» الجُلَّة الْعَظِيمَةُ البَحْرانية الَّتِي يُحْمَلُ فِيهَا القِبابُ، وَهُوَ الكَنْعَدُ المالِحُ. وقَفَرَ الأَثَرَ يَقْفُره قَفْراً واقْتَفَرَه اقْتِفاراً وتَقَفَّره، كلُّه: اقْتَفاه وتَتَبَّعَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَمَّنْ يَرْمِي الصيدَ فَيَقْتَفِرُ أَثره أَي يَتْبَعُهُ. يُقَالُ: اقْتَفَرْتُ الأَثرَ وتَقَفَّرْته إِذا تَتَبَّعْتَهُ وقَفَوْتَه. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ: ظَهَر قَبْلَنَا أُناس يَتَقَفَّرُونَ العِلْم ، وَيُرْوَى يَقْتَفِرون أَي يَتَطَلَّبونه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرينَ: أَن بَنِي إِسرائيل كَانُوا يَجِدُون مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنْعُوتاً عِنْدَهُمْ وأَنه يَخْرُجُ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ القُرَى الْعَرَبِيَّةِ وَكَانُوا يَقْتَفِرُونَ الأَثَر ؛ وأَنشد لأَعشى باهِلةَ يَرْثي أَخاه المُنْتَشِرَ بْنَ وَهْب: أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويُسْأَلُها، ... يأْبى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ مَنْ لَيْسَ فِي خَيْرِه شَرٌّ يُكَدِّرُه ... عَلَى الصَّديقِ، وَلَا فِي صَفْوِه كَدَرُ لَا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلا حَيْثُ يَرْكَبُه، ... وكلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ لَا يَغْمِزُ الساقَ مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ، ... وَلَا يَزال أَمامَ القَوْمِ يَقْتَفِرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ يأْبى الظُّلَامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزفر، يَقْضِي ظَاهِرُهُ أَن النَّوْفَلَ الزُّفَرَ بَعْضُهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ،

_ (2). قوله [والنجوية] كذا بالأصل ولم نجدها بهذا المعنى فيما بأيدينا من كتب اللغة بل لم نجد بعد التصحيف والتحريف إلا البحونة بموحدة مفتوحة وحاء مهملة ساكنة، وهي القربة الواسعة؛ والبحنانة بهذا الضبط الجلة العظيمة.

وإِنما النَّوْفَلُ الزُّفَرُ هُوَ نَفْسُهُ. قَالَ: وَهَذَا أَكثر مَا يَجِيءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بِجَعْلِ الشَّيْءِ نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الْبَعْضِ لِنَفْسِهِ، كَقَوْلِهِمْ: لَئِنْ رأَيت زَيْدًا لَتَرَيَنَّ مِنْهُ السيدَ الشريفَ، وَلَئِنْ أَكرمته لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ مُجازياً لِلْكَرَامَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ ظَاهِرُ الْآيَةِ يَقْضِي أَن الأُمة الَّتِي تَدْعُو إِلى الْخَيْرِ ويأْمرون بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ هِيَ بَعْضُ الْمُخَاطَبِينَ، وَلَيْسَ الأَمر عَلَى ذَلِكَ بَلِ الْمَعْنَى: ولْتَكُونوا كلُّكم أُمةً يدعون إِلى الخير؛ وَقَالَ أَيوبُ بنُ عَيَايةَ فِي اقْتفَر الأَثرَ تَتَبَّعَهُ: فتُصْبِحُ تَقْفُرُها فِتْيةٌ، ... كَمَا يَقْفُر النِّيبَ فِيهَا الفَصِيلُ وقال أَبو المُلَثَّمِ صَخْرٌ: فإِني عَنْ تَقَفُّركم مَكِيثُ والقَفُّور، مِثَالُ التَّنُّور: كافُورُ النَّخْلِ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ؛ قَالَ الأَصمعي: الْكَافُورُ وِعَاءُ النَّخْلِ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً قَفُّورٌ. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الْكَافُورُ الطَّيِّبُ يُقَالُ لَهُ قَفُّور. والقَفُّورُ: نَبْتٌ تَرْعَاهُ القَطا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يُحَلَّ لَنَا؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَحمر فَقَالَ: تَرْعَى القَطاةُ البَقْل قَفُّورهُ، ... ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ فِيمَنْ يَعُرْ اللَّيْثُ: القَفُّورُ شَيْءٌ مِنْ أَفاوِيهِ الطَّيِّبِ؛ وأَنشد: مَثْواة عَطَّارِينَ بالعُطُورِ ... أَهْضامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ وقُفَيرةُ: اسْمُ امرأَة. اللَّيْثُ: قُفَيْرةُ اسْمُ أُم الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه تَصْغِيرُ القَفِرة مِنَ النِّسَاءِ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ. قفخر: القِنْفَخْرُ والقُفَاخِرُ، بِضَمِّ الْقَافِ، والقُفاخِريُّ: التارُّ النَّاعِمُ الضَّخْمُ الجُثَّة؛ وأَنشد: مُعَذْلَجٌ بَضٌّ قُفاخِرِيُ وَرَوَاهُ شَمِرٌ: مُعَذْلَجٌ بِيضٌ قُفاخِرِيُ قَوْلُهُ بِيضٌ عَلَى قَوْلِهِ قَبْلَهُ: فَعْمٌ بَناه قَصَبٌ فَعْمِيُ وَزَادَ سِيبَوَيْهِ قُنْفَخْر، قَالَ: وَبِذَلِكَ استدْل عَلَى أَن نُونَ قِنْفَخْر زَائِدَةٌ مَعَ قُفاخِرِيّ لِعَدَمٍ مِثْلَ جِرْدَحْل. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ قِنْفَخْر أَيضاً مِثْلُ جِرْدَحْلٍ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِيّ. والقُنْفَخْرُ والقِنْفَخْرُ: الْفَائِقُ فِي نَوْعِهِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والقِنْفَخْر: أَصل البَرْدِيّ، وَاحِدَتُهُ قِنْفَخْرة. أَبو عَمْرٍو: امرأَة قُفاخِرة حَسَنة الخَلْق حادِرتُه، ورجل قُفاخِرٌ. قفندر: القَفَنْدَرُ: الْقَبِيحُ المَنْظَر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا أَلُومُ البِيضَ أَلَّا تَسْخَرا، ... لمَّا رَأَيْنَ الشَّمَطَ القَفَنْدَرا «1» يُرِيدُ أَن تَسْخَرَ وَلَا زَائِدَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ؛ وَقِيلَ: القَفَنْدَرُ الصَّغِيرُ الرأْس، وَقِيلَ: الأَبيض. والقَفَنْدَرُ أَيضاً: الضَّخْمُ الرِّجْل، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الْحَادِرُ، وَقِيلَ: القَفَنْدَرُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل وَقِيلَ الضخم الرأْس. قلر: القِلَّارُ والقِلَّارِيّ: ضَرْبٌ مِنَ التِّينِ أَضخم مِنَ الطُّبَّار والجُمَّيْزِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابي قَالَ: هُوَ تِينٌ أَبيض مُتَوَسِّطٌ وَيَابِسُهُ أَصفر كأَنه يُدْهَنُ بالدِّهان لِصَفَائِهِ، وإِذا كَثُرَ لَزِمَ بعضُه بعضاً

_ (1). قوله [لما رأين إلخ] مثله في الصحاح. ونقل شارح القاموس عن الصاغاني أن الرواية: [إِذا رأت ذا الشيبة القفندرا] والرجز لأبي النجم.

كَالتَّمْرِ، وَقَالَ: نَكْنِزُ مِنْهُ فِي الحِبابِ ثُمَّ نَصُبُّ عَلَيْهِ رُبَّ الْعِنَبِ العَقِيد، وَكُلَّمَا تَشْرَبُهُ فَنَقَصَ زِدْنَاهُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ نُطَيِّنُ أَفواهها فَيَمْكُثُ مَا بَيْنَنَا السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ فيَلْزَمُ بعضُه بَعْضًا وَيَتَلَبَّدُ حَتَّى يُقْتَلَعَ بالصَّياصِي، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. قمر: القُمْرَة: لَوْنٌ إِلى الخُضْرة، وَقِيلَ: بَيَاضٌ فِيهِ كُدْرَة؛ حِمارٌ أَقْمَرُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي السَّمَاءِ إِذا رأَتها: كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فهي أَمْطَرُ مَا يَكُونُ. وسَنَمَةٌ قَمْراءُ: بَيْضَاءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بالسَّنَمَة أَطرافَ الصِّلِّيان الَّتِي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: هِجانٌ أَقْمَرُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الأَقمر الأَبيض الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ، والأُنثى قَمْراء. وَيُقَالُ لِلسَّحَابِ الَّذِي يَشْتَدُّ ضوءُه لِكَثْرَةِ مَائِهِ: سَحَابٌ أَقمر. وأَتان قَمْرَاءُ أَي بَيْضَاءُ. وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ: ومَعَنا أَتانٌ قَمْراءُ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ القُمْرة فِي الْحَدِيثِ. وَيُقَالُ: إِذا رأَيت السَّحَابَةَ كأَنها بطنُ أَتانٍ قَمْراءَ فَذَلِكَ الجَوْدُ. وَلَيْلَةٌ قَمْراء أَي مُضِيئَةٌ. وأَقْمَرَتْ لَيْلَتُنَا: أَضاءت. وأَقْمَرْنا أَي طَلَعَ عَلَيْنَا القَمَرُ. والقَمَرُ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقَمَر يَكُونُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ الشَّهْرِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ القُمْرة، وَالْجَمْعُ أَقْمار. وأَقْمَرَ: صَارَ قَمَراً، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَقْمَر الليلُ وَلَا يَكُونُ إِلا فِي الثَّالِثَةِ؛ أَنشد الْفَارِسِيُّ: يا حَبَّذا العَرَصاتُ لَيلًا ... فِي لَيالٍ مُقْمِرات أَبو الهثيم: يُسَمَّى الْقَمَرُ لِلَيْلَتَيْنِ مِنْ أَول الشَّهْرِ هِلَالًا، وَلِلَيْلَتَيْنِ مِنْ آخِرِهِ، لَيْلَةُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، هِلَالًا، وَيُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِكَ قَمَراً. الْجَوْهَرِيُّ: القَمَرُ بَعْدَ ثَلَاثٍ إِلى آخِرِ الشَّهْرِ يُسَمَّى قَمَرًا لِبَيَاضِهِ، وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ قُمَيْرٌ، وَهُوَ تَصْغِيرُهُ. والقَمَرانِ: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. والقَمْراءُ: ضَوْءُ القَمَرِ، وَلَيْلَةٌ مُقْمِرَة وَلَيْلَةٌ قَمْرَاءُ مُقْمِرَة؛ قَالَ: يَا حَبَّذَا القَمْراءُ والليلُ السَّاجْ، ... وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاج وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: ليلٌ قَمْراءُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ غَرِيبٌ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى بِاللَّيْلِ اللَّيْلَةَ أَو أَنثه عَلَى تأْنيث الْجَمْعِ. قَالَ: وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ لَيْلٌ ظَلْماءُ، قَالَ: إِلا أَن ظَلْمَاءَ أَسهل مِنْ قَمْرَاءَ، قَالَ: وَلَا أَدري لأَيِّ شَيْءٍ اسْتَسْهَلَ ظَلْمَاءَ إِلا أَن يَكُونَ سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُهُ أَكثر. وَلَيْلَةٌ قَمِرَةٌ: قَمْراءُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقِيلَ لِرَجُلٍ: أَيّ النِّسَاءِ أَحَبُّ إِليك؟ قَالَ: بَيْضاء بَهْتَرة، حاليةٌ عَطِرَة، حَيِيَّةٌ خَفِرَة، كأَنها لَيْلَةٌ قَمِرَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَمِرَة عِنْدِي عَلَى النَّسَب. ووجهٌ أَقْمَرُ: مُشَبَّه بالقَمر. وأَقْمَر الرَّجُلُ: ارْتَقَبَ طُلوعَ القَمر؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: لَا تُقْمِرَنَّ عَلَى قَمْرٍ ولَيْلَتِه، ... لَا عَنْ رِضاكَ، وَلَا بالكُرْه مُغْتَصبا ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلَّذِي قَلَصَتْ قُلْفَته حَتَّى بَدَا رأْس ذَكَرِهِ عَضَّه القَمَرُ؛ وأَنشد: فِداكَ نِكْسٌ لَا يَبِضُّ حَجَرُهْ، ... مُخَرَّقُ العِرْضِ جَدِيدٌ مِمْطَرُه فِي ليلِ كانونٍ شديدٍ خَصَرُهْ، ... عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يَقُولُ: هُوَ أَقلف لَيْسَ بِمَخْتُونٍ إِلا مَا نَقَصَ مِنْهُ القَمَرُ، وَشَبَّهَ قُلْفَتَهُ بالزُّبانى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه وُلد وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ فهو مشؤوم. وَالْعَرَبُ تَقُولُ:

اسْتَرْعَيْتُ مَالِيَ القَمَرَ إِذا تَرَكْتَهُ هَمَلًا لَيْلًا بِلَا رَاعٍ يَحْفَظُهُ، واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نَهَارًا؛ قَالَ طَرَفَةُ: وكانَ لَهَا جارانِ قابُوسُ مِنْهُمَا ... وبِشْرٌ، وَلَمْ أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر أَي لَمْ أُهْمِلْها؛ قَالَ وأَراد البَعِيثُ هَذَا الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ: بحَبْلِ أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ سَرَحْتُها، ... وَمَا غَرَّني مِنْهَا الكواكبُ والقَمَرْ وتَقَمَّرْته: أَتيته فِي القَمْراء. وتَقَمَّر الأَسدُ: خَرَجَ يَطْلُبُ الصيدَ فِي القَمْراء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَثْمةَ الضَّبِّيِّ: أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ رَاعِيَ إِبْلِهِ ... سَقَطَ العَشاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ سَقَطَ العَشاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ، ... حَامِي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْرًا فَوَقَعَ فِي شَرٍّ، قَالَ: وأَصله أَن يَكُونَ الرَّجُلُ فِي مَفازةٍ فَيَعْوِي لِتُجِيبَهُ الكلابُ بنُباحِها فَيَعْلَمُ إِذا نَبَحَتْه الكلابُ أَنه مَوْضِعُ الحَيِّ فَيَسْتَضِيفُهُمْ، فَيَسْمَعُ الأَسدُ أَو الذِّئْبُ عُواءَه فَيَقْصِدُ إِليه فيأْكله؛ قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِن سِرْحَانَ هَاهُنَا اسْمُ رَجُلٍ كَانَ مُغِيراً فَخَرَجَ بعضُ الْعَرَبِ بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عَلَيْهِ سِرْحانُ فَاسْتَاقَهَا؛ قَالَ: فَيَجِبُ عَلَى هَذَا أَن لَا يَنْصَرِفَ سِرْحَانُ لِلتَّعْرِيفِ وَزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ هُوَ الْقَوْلُ الأَوّل. وقَمَروا الطيرَ: عَشَّوْها فِي اللَّيْلِ بِالنَّارِ ليَصِيدُوها، وَهُوَ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ ... قُضاعِيَّةً، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا يَقُولُ: صادَها فِي القَمْراء، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَصُرَ بِهَا فِي القَمْراء، وَقِيلَ: اخْتَدَعها كَمَا يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ، وَقِيلَ: ابْتَنى عَلَيْهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: تَقَمَّرها أَتاها فِي القَمْراء، وَقَالَ الأَصمعي: تَقَمَّرها طَلَبَ غِرَّتَها وخَدَعها، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ والطَّيْرَ بِاللَّيْلِ إِذا صَادَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ الأَسد: وراحَ عَلَى آثَارِهِمْ يَتَقَمَّرُ أَي يَتَعَاهَدُ غِرَّتَهم، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ مِنِ الخِدَاع؛ يُقَالُ: قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي بَيْتِ الأَعشى: تَقَمَّرها تَزَوَّجَهَا وَذَهَبَ بِهَا وَكَانَ قَلْبُها مَعَ الأَعشى فأَصبحت وَهِيَ قُضَاعِيَّةٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَقَمَّرها فَقَالَ: وَقَعَ عَلَيْهَا وَهُوَ سَاكِتٌ فَظَنَّتْهُ شَيْطَانًا. وَسَحَابٌ أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قَالَ: سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ، ... يَسُحُّ فَضِيضَ الْمَاءِ مِن قَلَعٍ قُمْرِ وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دَخَلَ الْمَاءُ بَيْنَ الأَدَمَةِ والبَشَرة فأَصابها فضاء وَفَسَادٌ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ شَيْءٌ يُصِيبُ الْقِرْبَةَ مِنَ القَمَرِ كَالِاحْتِرَاقِ. وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بَانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه. وقَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ فِي القَمَر فَلَمْ يَنَمْ. وقَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر عَشاؤها أَو طَالَ فِي القَمَر، والقَمَرُ: تَحَيُّرُ الْبَصَرِ مِنَ الثَّلْجِ. وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً: حَارَ بَصَرُهُ فِي الثَّلْجِ فَلَمْ يُبْصِرْ. وقَمِرَتِ الإِبلُ أَيضاً: رَوِيتْ مِنَ الْمَاءِ. وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وَغَيْرُهُ: كَثُرَ. وَمَاءٌ قَمِرٌ: كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فِي رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ، ... كنَطَفانِ الشَّنِّ فِي الماءِ القَمِرْ وأَقْمَرَتِ الإِبلُ: وَقَعَتْ فِي كَلإٍ كَثِيرٍ. وأَقْمَر

الثمرُ إِذا تأَخر إِيناعه وَلَمْ يَنْضَجْ حَتَّى يُدْرِكَه البَرْدُ فَتَذْهَبُ حَلَاوَتُهُ وَطَعْمُهُ. وقامَرَ الرجلَ مُقامَرَةً وقِماراً: رَاهَنَهُ، وَهُوَ التقامرُ. والقِمارُ: المُقامَرَةُ. وتَقَامَرُوا: لَعِبُوا القِمارَ. وقَمِيرُك: الَّذِي يُقامِرُك؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَجَمْعُهُ أَقْمارٌ؛ عَنْهُ أَيضاً، وَهُوَ شَاذٌّ كَنَصِيرٍ وأَنصارٍ، وَقَدْ قَمَره يَقْمِرُه قَمْراً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: مَنْ قَالَ تَعالَ أُقامِرْكَ فلْيَتَصَدَّق بقَدْرِ مَا أَراد أَن يَجْعَلَهُ خَطَراً فِي القِمار. الْجَوْهَرِيُّ: قَمَرْتُ الرَّجُلَ أَقْمِرُه، بِالْكَسْرِ، قَمْراً إِذا لَاعَبْتَهُ فِيهِ فَغَلَبْتَهُ، وقامَرْتُه فَقَمَرْتُه أَقْمُرُه، بِالضَّمِّ، قَمْراً إِذا فَاخَرْتَهُ فِيهِ فَغَلَبْتَهُ. وتَقَمَّر الرجلُ: غَلَبَ مَنْ يُقامِرُه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: وضَعْتُ يَدِي بَيْنَ إِحدى مَقْمُورَتَينِ أَي بَيْنَ إِحدى شَرَّتَيْنِ. والقَمْراء: طَائِرٌ صَغِيرٌ مِنَ الدَّخاخِيلِ. التَّهْذِيبُ: القَمْراء دُخَّلَةٌ مِنَ الدُّخَّلِ، والقُمْرِيُّ: طَائِرٌ يُشْبه الحَمامَ القُمْرَ البيضَ. ابْنُ سِيدَهْ: القُمْرِيَّة ضَرْبٌ مِنَ الْحَمَامِ. الْجَوْهَرِيُّ: القُمْرِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى طَيْرٍ قُمْرٍ، وقُمْرٌ إِما أَن يَكُونَ جَمْعَ أَقْمَرَ مِثْلُ أَحْمَرَ وحُمْرٍ، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ قُمْرِيٍّ مِثْلُ رُومِيٍّ ورُومٍ وزِنْجِيٍّ وزِنْجٍ؛ قَالَ أَبو عَامِرٍ جَدُّ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس: لَا نَسَبَ اليومَ وَلَا خُلَّةً، ... إِتَّسَعَ الفَتْقُ عَلَى الراتِقِ لَا صُلْحَ بَيْنِي فاعْلَمُوه، وَلَا ... بينكُمُ، مَا حَمَلَتْ عَاتِقِي سَيْفي، وَمَا كُنَّا بنَجْدٍ، وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَبَبُ هَذَا الشِّعْرِ أَن النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ بَعَثَ جَيْشًا إِلى بَنِي سُليم لِشَيْءٍ كَانَ وَجَدَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَجله، وَكَانَ مُقَدَّمَ الْجَيْشِ عَمْرُو بنُ فَرْتَنا، فَمَرَّ الْجَيْشُ عَلَى غَطَفَانَ فَاسْتَجَاشُوهُمْ عَلَى بَنِي سُليم، فَهَزَمَتْ بَنُو سُلَيم جيشَ النُّعْمَانِ وأَسَرُوا عَمْرَو بْنَ فَرْتَنا، فأَرسلت غَطَفان إِلى بَنِي سُلَيم وَقَالُوا: نَنْشُدُكُمْ بالرَّحِم الَّتِي بَيْنَنَا إِلَّا مَا أَطلقتم عَمْرَو بْنَ فَرْتَنَا، فَقَالَ أَبو عَامِرٍ هَذِهِ الأَبيات أَي لَا نَسَبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ وَلَا خُلَّة أَي وَلَا صداقة بعد ما أَعنتم جَيْشَ النُّعْمَانِ وَلَمْ تُراعُوا حُرْمَةَ النَّسَبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، وَقَدْ تَفاقَم الأَمرُ بَيْنَنَا فَلَا يُرْجى صلاحُه فَهُوَ كالفَتْقِ الْوَاسِعِ فِي الثَّوْبِ يُتْعِبُ مَنْ يَرُومُ رَتْقَه، وَقَطَعَ هَمْزَةَ اتَّسَعَ ضَرُورَةً وحَسَّنَ لَهُ ذَلِكَ كَوْنُهُ فِي أَول النِّصْفِ الثَّانِي لأَنه بِمَنْزِلَةِ مَا يبتدأُ بِهِ، وَيُرْوَى الْبَيْتَ الأَول: اتَّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ؛ قَالَ: فَمَنْ رَوَاهُ عَلَى هَذَا فَهُوَ لأَنَسِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَلَيْسَ لأَبي عَامِرٍ جَدِّ الْعَبَّاسِ. قَالَ: والأُنثى مِنَ القَمارِيِّ قُمْرِيَّة، والذَّكَرُ ساقُ حُرٍّ، وَالْجَمْعُ قَمارِي، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وقُمْرٌ. وأَقْمَرَ البُسْرُ: لَمْ يَنْضَجْ حَتَّى أَدركه الْبَرْدُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَاوَةٌ. وأَقْمَر التَّمْرُ: ضَرَبَهُ البَرْدُ فَذَهَبَتْ حَلَاوَتُهُ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ. وَنَخْلَةٌ مِقْمارٌ: بَيْضَاءُ البُسْر. وَبَنُو قَمَرٍ: بطنٌ مِنْ مَهْرَةَ بْنِ حَيْدانَ. وَبَنُو قُمَيْرٍ: بطنٌ مِنْهُمْ. وقَمارِ: مَوْضِعٌ، إِليه يُنْسَبُ العُود القَمارِيّ. وعُود قَمارِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى مَوْضِعٍ بِبِلَادِ الْهِنْدِ. وقَمْرة عَنْزٍ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَنَحْنُ حَصَدْنا .... صَرْخَدٍ ... بقُمْرةِ عَنْزٍ نَهْشَلًا أَيَّما حَصْدِ «2» قمجر: المُقَمْجِرُ: القَوَّاسُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ أَبو الأَخْزَر الحُمانِيُّ وَاسْمُهُ قُتَيْبَةُ ووصَفَ المَطايا:

_ (2). كذا بياض بأصله.

وَقَدْ أَقَلَّتْنا الْمَطَايَا الضُّمَّرُ، ... مثْلَ القِسِيِّ عاجَها المُقَمْجِرُ شَبَّهَ ظُهُورَ إِبله بَعْدَ دُؤُوب السَّفَرِ بالقِسِيّ فِي تَقَوُّسها وَانْحِنَائِهَا. وعاجَها بِمَعْنَى عَوَّجَها. قَالَ: وَهُوَ القَمَنْجَر أَيضاً، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كمانْكَرْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: والقَمْجَرة رَصْف بالعَقَب والغِراء عَلَى القَوْس إِذا خِيف عَلَيْهَا أَن تَضْعُفَ سِياتُها، وَقَدْ قَمْجَروا عَلَيْهَا. وَيُقَالُ فِي تَرْجَمَةِ غَمْجَرَ: الغِمْجارُ شَيْءٌ يُصْنَعُ عَلَى الْقَوْسِ مِنْ وَهْيٍ بِهَا، وَهِيَ غِراءٌ وجِلْدٌ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قِمْجار، بِالْقَافِ. التَّهْذِيبُ: الأَصمعي: يُقَالُ لِغِلَافِ السِّكِّينِ القِمْجارُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَرَى المُقَمْجِرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ مَرَّةً: القَمْجَرة إِلباسُ ظهورِ السِّيَتَيْنِ العَقَبَ لِيَتَغَطَّى الشَّعَثُ الَّذِي يَحْدُثُ فِيهِمَا إِذا حُنِيَتا، والله أَعلم. قمدر: القَمْدَرُ: الطويل. قمطر: القِمَطْرُ: الْجَمَلُ الْقَوِيُّ السَّرِيعُ، وَقِيلَ: الْجَمَلُ الضَّخْمُ القويّ؛ قال جَمِيلٌ: قِمَطْرٌ يَلُوحُ الوَدْعُ تحتَ لبَانِه، ... إِذا أَرْزَمَتْ مِنْ تحتِه الرِّيحُ أَرْزَما وَرَجُلٌ قِمَطْرٌ: قَصِيرٌ؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ لعُجَيْر السَّلُوليّ: قِمَطْرٌ كَحُوَّازِ الدَّحارِيج أَبْتَرُ والقِمَطْرُ والقِمَطْرِيُّ: القصير الضخم. ومرأَة قِمَطْرة: قَصِيرَةٌ عَرِيضَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد وَهَبْتُه مِنْ وَثَبى قِمَطْرَه، ... مَصْرورة الحَقْوَيْن مثلَ الدَّبْرَهْ والقِمَطْرُ والقِمَطْرَة: شِبْهُ سَفَطٍ يُسَفُّ مِنْ قَصَبٍ. وَذِئْبٌ قِمَطْرُ الرِّجُلِ: شديدُها. وَكَلْبٌ قِمَطْرُ الرِّجْل إِذا كَانَ بِهِ عُقَّالٌ مِنِ اعْوِجاج سَاقَيْهِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ كَلْبًا: مُعِيدٌ قِمَطْرُ الرِّجْلِ مُخْتَلِفُ الشَّبا، ... شَرَنْبَثُ شَوْكِ الكَفِّ، شَثْنُ البَراثِن وشَرٌّ قِمَطْرٌ وقُماطِر ومُقْمَطِرّ. واقْمَطَرَّ عَلَيْهِ الشيءُ: تَزَاحَمَ. واقْمَطَرَّ للشَّرِّ: تهيّأَ. وَيُقَالُ: اقْمَطَرَّت عَلَيْهِ الْحِجَارَةُ أَي تَرَاكَمَتْ وأَظَلَّتْ؛ قَالَتْ خَنْساءُ تَصِفُ قَبْرًا: مُقْمَطِرَّات وأَحجار. والمُقْمَطِرّ: الْمُجْتَمِعُ. واقْمَطَرَّتِ العقربُ إِذا عَطَفَتْ ذَنَبَهَا وَجَمَعَتْ نَفْسَها. وقَمْطَرَ المرأَةَ وقَمْطَرَ جَارِيَتَهُ قَمْطَرَة: نَكَحَهَا. وقَمْطَرَ القِرْبة: شَدَّها بالوِكاء. وقَمْطَرَ القِرْبَة أَيضاً: ملأَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وقَمْطَرَ العدوُّ أَي هَرَبَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيَوْمٌ مُقْمَطِرّ وقُماطِرٌ وقَمْطَرِيرٌ: مُقَبِّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ لِشِدَّتِهِ، وَقِيلَ: إِذا كَانَ شَدِيدًا غَلِيظًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَني عَمِّنا، هَلْ تَذْكرونَ بلاءَنا ... عَلَيْكُمْ، إِذا مَا كَانَ يومٌ قُماطِرُ؟ بِضَمِّ الْقَافِ. واقْمَطَرّ يومُنا: اشْتَدَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه يُعَبِّسُ الوَجْهَ فَيَجْمَعُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَهَذَا شَائِعٌ فِي اللُّغَةِ. وشَرٌّ قَمْطَرِير: شَدِيدٌ. اللَّيْثُ: شَرٌّ قُماطِرٌ وقِمَطْرٌ وقِمْطَرٌ؛ وأَنشد: وكنتُ إِذا قُومِي رَمَوْني رَمَيْتُهم ... بمُسْقِطَةِ الأَحْمالِ، فَقْماءَ قِمْطَرِ وَيُقَالُ: اقْمَطَرَّتِ الناقةُ إِذا رَفَعَتْ ذَنَبَهَا وَجَمَعَتْ قُطْرَيْها وزَمَّتْ بأَنفها. والمُقْمَطِرّ: الْمُنْتَشِرُ.

واقْمَطَرَّ الشَّيْءُ: انْتَشر، وَقِيلَ: تَقَبَّضَ كأَنه ضِدٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ، ... تَكْسُو اسْتَها لَحْماً وتَقْمَطِرُّ التَّهْذِيبُ: وَمِنَ الأَحاجِيّ: مَا أَبْيَضُ شَطْرا، أَسودُ ظَهْرا، يَمْشِي قِمَطْرا، ويَبُول قَطْرا وَهُوَ القُنْفُذُ. وَقَوْلُهُ: يَمْشِي قِمَطْرًا أَي مُجْتَمِعًا. وَكُلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَهُ، فَقَدَ قَمْطَرْتَه. والقِمَطْرُ والقِمْطَرةُ: مَا تُصان فِيهِ الْكُتُبُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يُقَالُ بِالتَّشْدِيدِ؛ وَيُنْشَدُ: لَيْسَ بعِلْمٍ مَا يَعي القِمَطْرُ، ... مَا العِلْمُ إِلا مَا وَعاه الصَّدْرُ والجمع قَماطِرُ. قنبر: قَنْبَرُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ. والقِنْبِيرُ والقُنَيْبيرُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. اللَّيْثُ: القُنَيْبِرُ نَبَاتٌ تُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ الْبَقَرَ يُمَشِّي كدَواء المَشيِّ. اللَّيْثُ: القُنْبُرُ ضَرْبٌ مِنَ الحُمّرِ. قَالَ: وَدَجَاجَةٌ قُنْبُرانِيَّة وَهِيَ الَّتِي عَلَى رأْسها قُنْبُرة أَي فضلُ ريشٍ قائمةٌ مثلَ مَا عَلَى رأْس القُنْبُر. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: قُنْبُرتها الَّتِي عَلَى رأْسها؛ والقُنْبُراء؛ لُغَةٌ فِيهَا، وَالْجَمْعُ القَنابِرُ، وَقَدْ ذُكِرَ في قبر. قنثر: القَنْثَرُ: القصير. قنجر: ابْنُ الأَعرابي: القُنْجُورُ الرَّجُلُ الصَّغِيرُ الرأْس الضَّعِيفُ العقل. قنخر: القِنَّخْرُ: الصُّلْبُ الرأْس الْبَاقِي عَلَى النِّطاحِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: مَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، قَالَ: وأَظن الصَّوَابَ القِنَّحْر. والقُناخِرِيّ والقِنَّخْرُ والقِنَّخْرة شِبْهُ صَخْرَةٍ تَنْقَلِعُ مِنْ أَعلى الْجَبَلِ وَفِيهَا رَخاوة، وَهِيَ أَصغر مِنَ الفِنْدِيرة. والقِنْخِيرَةُ والقُنْخُورَة: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ المُتَفَلِّقة. والقِنَّخْر والقُناخِرُ: الْعَظِيمُ الجُثَّة. وأَنف قُناخِرٌ: ضَخْمٌ. وامرأَة قُناخِرَة: ضَخْمَة. اللَّيْثُ: القِنَّخْر الْوَاسِعُ المنْخَرَيْنِ وَالْفَمِ الشديدُ الصوت. قندفر: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: ابْنُ دُرَيْدٍ: القَنْدَفِيرُ الْعَجُوزُ. قنسر: القِنَّسْرُ والقِنَّسْريّ: الْكَبِيرُ المُسِنّ الَّذِي أَتى عَلَيْهِ الدَّهْرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَطَرَباً وأَنتَ قِنَّسْرىُّ ... والدَّهْرُ بالإِنسان دَوّاريُ أَفْنْى القرونَ، وهو قَعْسَريُ وَقِيلَ: لَمْ يُسْمَعْ هَذَا إِلا فِي بَيْتِ الْعَجَّاجِ وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ قسر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ قنسر لأَنه لَا يَقُومُ لَهُ دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ. والطَّرَبُ: خِفَّةٌ تَلْحَقُ الإِنسان عِنْدَ السُّرُورِ وَعِنْدَ الْحُزْنِ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي هَذَا الْبَيْتِ السُّرُورُ، يُخَاطِبُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ: أَتَطْرَبُ إِلى اللَّهْوِ طَرَبَ الشُّبانِ وأَنت شَيْخٌ مُسِنّ؟ وَقَوْلُهُ دَوَّارِيُّ أَي ذُو دَوَرانٍ يَدُورُ بالإِنسان مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا. والقَعْسَريّ: الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. وَكُلُّ قَدِيمٍ: قِنَّسْرٌ، وَقَدْ تَقَنْسَرَ وقَنْسَرَتْه السِّنُّ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذا وَلَّى وعَسَا: قَدْ قَنْسَرَه الدهرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وقَنْسَرَتْه أُمورٌ فاقْسَأَنَّ لَهَا، ... وَقَدْ حَنى ظَهْرَه دَهْرٌ وَقَدْ كَبِرا ابْنُ سِيدَهْ: وقِنَّسْرِينُ وقِنِّسْرينُ وقِنَّسْرونُ وقِنِّسْرونُ كُورة بِالشَّامِ، وَهِيَ أَحدُ أَجنادها، فَمَنْ

قَالَ قِنَّسْرِينُ فَالنَّسَبُ إِليه قِنَّسْرِينيّ، وَمَنْ قَالَ قِنَّسْرون فَالنَّسَبُ إِليه قِنَّسْريّ لأَن لَفْظَهُ لَفْظُ الْجَمْعِ، وَوَجْهُ الْجَمْعِ أَنهم جَعَلُوا كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْ قِنَّسْرِينَ كأَنه قِنَّسْرٌ، وإِن لَمْ يُنْطَقْ بِهِ مُفْرَدًا، وَالنَّاحِيَةُ وَالْجِهَةُ مُؤَنَّثَتَانِ وكأَنه قَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ فِي الْوَاحِدِ هَاءٌ فَصَارَ قِنَّسْرٌ المُقَدَّرُ كأَنه يَنْبَغِي أَن يَكُونَ قِنَّسْرة، فَلَمَّا لَمْ تَظْهَرِ الْهَاءُ وَكَانَ قِنَّسْر فِي الْقِيَاسِ فِي نِيَّةِ الْمَلْفُوظِ بِهِ عَوَّضُوا الْجَمْعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وأُجري فِي ذَلِكَ مُجْرَى أَرض فِي قَوْلِهِمْ أَرَضُون، وَالْقَوْلُ فِي فِلَسْطينَ والسَّيْلَحِيْنَ ويَبْرِينَ ونَصِيبين وصَرِيفِين وعانِديْن «1» كَالْقَوْلِ فِي قِنَّسْرِين. الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ قسر: وقِنَّسْرُونُ بَلَدٌ بِالشَّامِ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَالنُّونُ مُشَدَّدَةٌ تُكْسَرُ وَتُفْتَحُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ بِالْفَتْحِ هَذَا الْبَيْتَ لعَكْرَشَةَ الضَّبِّي يَرْثِي بَنِيهِ: سَقَى اللهُ فِتْياناً ورائِي تَرَكْتُهم ... بِحاضِرِ قِنَّسْرِينَ، مِنْ سَبَلِ القَطْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: سَقَى اللَّهُ أَجداثاً وَرَائِي تَرَكْتُهَا وحاضِرُ قِنَّسْرِينَ: مَوْضِعُ الإِقامة عَلَى الْمَاءِ مِنْ قِنَّسْرِين؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ: لَعَمْرِي لَقَدْ وارتْ وضَمَّتْ قُبورُهُمْ ... أَكُفًّا شِدادَ القَبْضِ بالأَسَلِ السُّمْرِ يُذكِّرُنِيهِمْ كلُّ خَيْرٍ رأَيتُه ... وشَرٍّ، فَمَا أَنْفَكُّ مِنْهُمْ عَلَى ذُكْرِ يُرِيدُ أَنهم كَانُوا يأْتون الْخَيْرَ وَيَجْتَنِبُونَ الشَّرَّ، فإِذا رأَيتُ مَنْ يأْتي خَيْرًا ذَكَرْتُهم، وإِذا رأَيت مَنْ يأْتي شَرًّا وَلَا يَنْهَاهُ عَنْهُ أَحدٌ ذكرتهم. قنشر: القُنْشُورَةُ: الَّتِي لَا تحيض. قنصر: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: قُناصِرِينُ موضع بالشام. قنصعر: القِنْصَعْرُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الْعُنُقِ وَالظَّهْرِ المُكَتَّلُ؛ وأَنشد: لَا تَعْدِلي، بالشَّيْظَمِ السِّبَطْرِ ... الباسِطِ الباعِ الشَّدِيدِ الأَسْرِ، كلَّ لَئِيمٍ حَمِقٍ قِنْصَعْرِ قَالَ الأَزهري: وَضَرَبْتُهُ حَتَّى اقْعَنْصَرَ أَي تَقاصَر إِلى الأَرض، وَهُوَ مُقْعَنْصرٌ، قَدَّمَ الْعَيْنَ عَلَى النُّونِ حَتَّى يَحْسُنَ إِخفاؤه فإِنها لَوْ كَانَتْ بِجَنْبِ الْقَافِ ظَهَرَتْ، وَهَكَذَا يَفْعَلُونَ فِي افْعَنْلَلَ يَقْلِبُونَ الْبِنَاءَ حَتَّى لَا تَكُونَ النُّونُ قَبْلَ الْحُرُوفِ الْحَلْقِيَّةِ، وإِنما أُدخلت هَذِهِ فِي حَدِّ الرُّبَاعِيِّ فِي قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: الْبِنَاءُ رُبَاعِيٌّ وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. قنطر: القَنْطَرة، مَعْرُوفَةٌ: الجِسْرُ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ أَزَجٌ يُبْنَى بالآجُرّ أَو بِالْحِجَارَةِ عَلَى الْمَاءِ يُعْبَرُ عَلَيْهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّها ... لَتُكْتَنَفَنْ، حَتَّى تُشادَ بِقَرْمَدِ وَقِيلَ: القَنْطَرة مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْبُنْيَانِ. وقَنْطَرَ الرجلُ: تَرَكَ البَدْوَ وأَقام بالأَمصار والقُرَى، وَقِيلَ: أَقام فِي أَيّ مَوْضِعٍ قَامَ. والقِنْطارُ: مِعْيارٌ، قِيلَ: وَزْنُ أَربعين أُوقية مِنْ ذَهَبٍ، وَيُقَالُ: أَلف وَمِائَةُ دِينَارٍ، وَقِيلَ: مِائَةٌ وَعِشْرُونَ رِطْلًا، وَعَنْ أَبي عُبَيْدٍ: أَلف وَمِائَتَا أُوقية، وَقِيلَ: سَبْعُونَ أَلف دِينَارٍ، وَهُوَ بِلُغَةِ بَرْبَر أَلف مِثْقَالٍ مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ثَمَانُونَ أَلف دِرْهَمٍ، وَقِيلَ: هِيَ جُمْلَةٌ كَثِيرَةٌ مَجْهُولَةٌ مِنَ الْمَالِ، وَقَالَ السُّدِّيّ: مِائَةُ رِطْلٍ مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ، وهو

_ (1). قوله [وعاندين] في ياقوت: بلفظ المثنى.

بالسُّريانية مِلءُ مَسْك ثَوْر ذَهَبًا أَو فِضَّةً، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَناطِيرُ مُقَنْطَرةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ . وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قامَ بأَلف آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ ؛ أَي أُعْطِيَ قِنْطاراً مِنَ الأَجْر. وَرَوَى أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: القِنْطارُ اثْنَا عَشَرَ أَلف أُوقية، الأُوقية خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ قرأَ أَربعمائة آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطارٌ؛ القِنْطارُ مِائَةُ مِثْقَالٍ، الْمِثْقَالُ عِشْرُونَ قِيرَاطًا، الْقِيرَاطُ مِثْلُ وَاحِدٍ. أَبو عُبَيْدَةَ: القَناطِير وَاحِدُهَا قِنْطار، قَالَ: وَلَا نَجِدُ الْعَرَبَ تَعْرِفُ وَزْنَهُ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، يَقُولُونَ: هُوَ قَدْرُ وَزْنِ مَسْكِ ثَوْرٍ ذَهَبًا. والمُقَنْطَرة: مُفَنْعَلة مِنْ لَفْظِهِ أَي مُتَمَّمة، كَمَا قَالُوا أَلف مُؤَلَّفة مُتَمَّمة، وَيَجُوزُ الْقَنَاطِيرُ فِي الْكَلَامِ، والمُقَنْطَرةُ تِسْعَةٌ، وَالْقَنَاطِيرُ ثَلَاثَةٌ، وَمَعْنَى المُقَنْطَرة المُضَعَّفة. قَالَ ثَعْلَبٌ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْقِنْطَارِ مَا هُوَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: مِائَةُ أُوقية مِنْ ذَهَبٍ، وَقِيلَ: مِائَةُ أُوقية مِنَ الْفِضَّةِ، وَقِيلَ: أَلف أُوقية مِنَ الذَّهَبِ، وَقِيلَ: أَلف أُوقية مِنَ الْفِضَّةِ، وَقِيلَ: مِلْءُ مَسْك ثَوْرٍ ذَهَبًا، وَقِيلَ: مِلْءُ مَسْكِ ثَوْرٍ فِضَّةً، وَيُقَالُ: أَربعة آلَافِ دِينَارٍ، وَيُقَالُ: أَربعة آلَافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: وَالْمَعْمُولُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْعَرَبِ الأَكثر أَنه أَربعة آلَافِ دِينَارٍ. قَالَ: وَقَوْلُهُ الْمُقَنْطَرَةِ، يُقَالُ: قَدْ قَنْطَرَ زيدٌ إِذا مَلَكَ أَربعة آلَافِ دِينَارٍ، فإِذا قَالُوا قَناطِيرُ مُقَنْطَرة فَمَعْنَاهَا ثَلَاثَةُ أَدْوارٍ دَوْرٌ ودَوْرٌ ودَوْرٌ، فَمَحْصُولُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلف دِينَارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن صَفْوان بنَ أُمَيَّة قَنْطَر فِي الْجَاهِلِيَّةِ وقَنْطَر أَبوه ؛ أَي صَارَ لَهُ قِنْطارٌ مِنَ الْمَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَنْطَر الرجلُ مَلَكَ مَالًا كَثِيرًا كأَنه يُوزَنُ بالقِنْطار. وقِنْطار مُقَنْطَر: مُكَمَّل. والقِنْطارُ: العُقْدة المُحْكَمة مِنَ الْمَالِ. والقِنْطارُ: طِلاءٌ «2». هكذا في سائر النسخ، وفي اللسان طلاء لعود البخور. لعُود البَخُور. والقِنْطِيرُ والقِنْطِر، بِالْكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الغَرِيفَ يَجُنُّ ذاتَ القِنْطِرِ الْغَرِيفُ: الأَجَمَةُ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالقِنْطِير، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وكلُّ امرئٍ لاقٍ مِنَ الأَمر قِنْطِرا وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ إِسحق السَّعْدي: لَعَمْري لَقَدْ لاقَى الطُّلَيْلِيُّ قِنْطِراً ... مِنَ الدَّهْرِ، إِنَّ الدَّهْرَ جَمٌّ قَناطِرُه أَي دَوَاهِيهِ. والقِنْطِرُ: الدُّبْسِيُّ مِنَ الطَّيْرِ؛ يَمَانِيَةٌ. وَبَنُو قَنْطُوراءَ: هُمُ التُّرْكُ، وَذَكَرَهُمْ حُذَيْفَةُ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ: يُوشِكُ بَنُو قَنْطُوراءَ أَن يُخْرِجُوا أَهْل الْعِرَاقِ مِنْ عِراقهم، ويُرْوَى: أَهلَ البَصْرة مِنْهَا، كأَني بِهِمْ خُزْرَ العُيُون خُنْسَ الأُنُوف عِراضَ الْوُجُوهِ، قَالَ: وَيُقَالُ إِن قَنْطوراء كَانَتْ جَارِيَةً لإِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَولاداً، وَالتُّرْكُ وَالصِّينُ مِنْ نَسْلِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ: يُوشكُ بَنُو قَنْطُوراء أَن يُخْرِجوكم مِنْ أَرض البَصْرة. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرة: إِذا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُوراء ، وَقِيلَ: بَنُو قَنْطوراء هُمُ السُّودانُ. قنغر: القَنْغَر: شَجَرٌ مِثْلُ الكَبَر إِلا أَنها أَغلظُ شَوْكاً وعُوداً وَثَمَرَتُهَا كَثَمَرَتِهِ وَلَا يَنْبُتُ فِي الصَّخْرِ؛ حكاه أَبو حنيفة.

_ (2). قوله [والقنطار طلاء] عبارة القاموس وشرحه: والقنطار، بالكسر، طراء لعود البخور

قنفر: القِنفِيرُ والقُنافِرُ: الْقَصِيرُ. قنور: القَنَوَّرُ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ: الشديدُ الضَّخْمُ الرأْس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وكلُّ فَظٍّ غليظٍ: قَنَوّرٌ؛ وأَنشد: حَمَّال أَثقالٍ بِهَا قَنَوَّرُ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَرْسَلَ فِيهَا سَبِطاً لَمْ يَقْفَرِ، ... قَنَوَّراً زادَ عَلَى القَنَوَّرِ والقَنَوَّر: السَّيِّئُ الخُلُق، وَقِيلَ: الشَّرِسُ الصَّعْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والقِنَّوْرُ: الْعَبْدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقِنَّوْرُ الدَّعِيّ، وَلَيْسَ بثَبَتٍ؛ وَبَعِيرٌ قَنَوَّرٌ. وَيُقَالُ: هُوَ الشَّرِسُ الصَّعْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي بَابِ فِعَّوْل: القِنَّوْرُ الطَّوِيلُ والقِنَّوْرُ الْعَبْدُ؛ قَالَهُ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد أَبو الْمَكَارِمِ: أَضْحَتْ حَلائِلُ قِنَّوْرٍ مُجَدَّعَةً، ... لِمَصْرَعِ العبدِ قِنَّوْر بْنِ قِنَّورِ والقِنَّارُ والقِنَّارَةُ: الْخَشَبَةُ يُعَلِّقُ عَلَيْهَا القَصَّابُ اللَّحْمَ، لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وقَنُّورٌ: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الأَعشى: بَعَرَ الكَرِيُّ بِهِ بُعُورَ سَيُوفةٍ ... دَنَفاً، وغادَره عَلَى قَنُّورِ قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ مَلَّاحةً تُدْعى قَنُّورَ، بِوَزْنِ سَفُّودٍ، قَالَ: ومِلْحها أَجود مِلْحٍ رأَيته. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ مُقَنْوِرٌ ومُقَنِّرٌ ورجلٍ مُكَنْوِرٌ ومُكَنِّرٌ إِذا كَانَ ضَخْماً سَمجاً أَو مُعْتَمّاً عِمَّةً جافية. قهر: القَهْرُ: الغَلَبة والأَخذ مِنْ فَوْقَ. والقَهَّارُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ الأَزهري: وَاللَّهُ القاهرُ القَهّار، قَهَرَ خَلْقَه بِسُلْطَانِهِ وَقُدْرَتِهِ وصَرَّفهم عَلَى مَا أَراد طَوْعًا وَكَرْهًا، والقَهَّار لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الْقَاهِرُ هُوَ الْغَالِبُ جَمِيعَ الْخَلْقِ. وقَهَرَه يَقْهَرُه قَهْراً: غَلَبَهُ. وَتَقُولُ: أَخَذْتُهُم قَهْراً أَي مِنْ غَيْرِ رِضَاهُمْ. وأَقْهَرَ الرجلُ: صَارَ أَصحابُه مَقْهُورين. وأَقْهَرَ الرجلَ: وَجَدَه مَقْهُورًا؛ وَقَالَ المُخَبَّل السَّعْدِي يَهْجُو الزِّبْرِقانَ وَقَوْمَهُ وَهُمُ الْمَعْرُوفُونَ بالجِذاع: تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعَه، ... فأَمْسَى حُصَيْنٌ قَدْ أُذلَّ وأُقْهِرا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَي وُجِدَ كَذَلِكَ، والأَصمعي يَرْوِيهِ: قَدْ أَذَلَّ وأَقْهَر أَي صَارَ أَمره إِلى الذُّلِّ والقَهْر. وَفِي الأَزهري: أَي صَارَ أَصحابُه أَذِلاءَ مَقْهُورِينَ، وَهُوَ مِنْ قِيَاسِ قَوْلِهِمْ أَحْمَدَ الرجلُ صَارَ أَمره إِلى الْحَمْدِ. وحُصَين: اسْمُ الزِّبْرِقانِ، وجِذاعُه: رَهْطُه مِنْ تَمِيمٍ. وقُهِرَ: غُلِبَ. وفخذٌ قَهِرَةٌ: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. والقَهِيرة: مَحْضٌ يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ فإِذا غَلى ذُرَّ عَلَيْهِ الدقيقُ وسِيطَ بِهِ ثُمَّ أُكل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَدْنَاهُ فِي بَعْضِ نسخ لإِصلاح لِيَعْقُوبَ. والقَهْر: مَوْضِعٌ بِبِلَادِ بَنِي جَعْدة؛ قَالَ المُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ: سُفلى الْعِرَاقِ وأَنتَ بالقَهْرِ وَيُقَالُ: أَخَذْتُ فُلَانًا قُهْرَةً، بِالضَّمِّ، أَي اضْطِرَارًا. وقُهِرَ اللحمُ إِذا أَخذته النَّارُ وَسَالَ مَاؤُهُ؛ وَقَالَ: فَلَمَّا أَن تَلَهْوَجْنا شِواءً، ... بِهِ اللَّهْبانُ مَقْهُورًا ضَبِيحا

يُقَالُ: ضبَحَتْه النارُ وضَبَتْه وقَهَرَتْه إِذا غيرته. قهقر: القَهْقَرُ والقَهْقَرُّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: الْحَجَرُ الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ، وَكَانَ أَحمد بْنُ يَحْيَى يَقُولُ وَحْدَهُ القَهْقارُ؛ وَقَالَ الجَعْدِيّ: بأَخْضَرَ كالقَهْقَرِّ يَنْفُضُ رأْسَه، ... أَمامَ رِعالِ الخَيْلِ، وَهِيَ تُقَرَّبُ قَالَ اللَّيْثُ: وَهُوَ القُهْقُور. ابْنُ السِّكِّيتِ: القُهْقُرُّ قِشْرَة حَمْرَاءُ تَكُونُ عَلَى لُبّ النَّخْلَةِ؛ وأَنشد: أَحْمَرُ كالقُهْقُرِّ وضَّاحُ البَلَقْ وَقَالَ أَبو خَيْرَة: القَهْقَرُ والقُهاقِرُ وَهُوَ مَا سَهَكْتَ بِهِ الشيءَ؛ وَفِي عِبَارَةٍ أُخرى: هُوَ الْحَجَرُ الَّذِي يُسْهَكُ بِهِ الشَّيْءُ، قَالَ: والفِهْرُ أَعظم مِنْهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وكأَن، خَلْفَ حِجاجِها مِنْ رأْسِها ... وأَمامَ مَجْمَعِ أَخْدَعَيْها، القَهْقَرا وَغُرَابٌ قَهْقَرٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ. وحِنْطَةٌ قَهْقَرة: قَدِ اسْوَدَّتْ بَعْدَ الخُضْرَة، وَجَمْعُهَا أَيضاً قَهْقَرٌ. والقَهْقَرة: الصَّخْرة الضَّخْمَةُ، وَجَمْعُهَا أَيضاً قَهْقَرٌ. والقَهْقَرَى: الرُّجُوعُ إِلى خَلْفٍ، فإِذا قُلْتَ: رَجَعْتُ القَهْقَرَى، فكأَنك قُلْتَ: رَجَعْتُ الرجوعَ الَّذِي يُعْرَفُ بِهَذَا الِاسْمِ لأَن القَهْقَرَى ضَرْبٌ مِنَ الرُّجُوعِ؛ وقَهْقَر الرجلُ فِي مِشْيَته: فَعَلَ ذَلِكَ. وتَقَهْقَر: تَراجَعَ عَلَى قَفَاهُ. وَيُقَالُ: رَجَعَ فلانٌ القَهْقَرَى. وَالرَّجُلُ يُقَهْقِرُ فِي مِشْيَته إِذا تَراجَعَ عَلَى قَفَاهُ قَهْقَرة. والقَهْقَرَى: مَصْدَرُ قَهْقَرَ إِذا رَجَعَ عَلَى عَقِبَيْهِ. الأَزهري: ابْنُ الأَنباري: إِذا ثَنَّيْتَ القَهْقَرَى والخَوْزَلى ثَنَّيْتَه بإِسقاط الْيَاءِ فَقُلْتَ القَهْقَرانِ والخَوْزَلانِ، اسْتِثْقَالًا لِلْيَاءِ مَعَ أَلف التَّثْنِيَةِ وَيَاءِ التَّثْنِيَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِني أُمْسِكُ بحُجَزكُمْ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ وتَقاحَمُونَ فِيهَا تَقاحُمَ الفَراشِ وتَرِدُونَ عَليَّ الحَوْضَ ويُذْهَبُ بِكُمْ ذاتَ الشِّمَالِ فأَقول: يَا رَبِّ، أُمَّتي فَيُقَالُ: إِنهم كَانُوا يمشونَ بَعْدَك القَهْقَرَى ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ الإِرتداد عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ. وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ القَهْقَرَى وَهُوَ المَشْيُ إِلى خَلْف مِنْ غَيْرِ أَن يُعيدَ وَجْهه إِلى جِهَةِ مَشْيِهِ، قِيلَ: إِنه مِنْ بَابِ القَهْرِ. شَمِرٌ: القَهْقَرُ، بِالتَّخْفِيفِ، الطَّعَامُ الْكَثِيرُ الَّذِي فِي الأَوعية مَنْضُوداً؛ وأَنشد: باتَ ابنُ أَدْماءَ يُسامي القَهْقَرا قَالَ شَمِرٌ: الطَّعَامُ الْكَثِيرُ الَّذِي فِي العَيْبَةِ. والقُهَيْقِرانُ: دُوَيْبَّةٌ. النَّضِرُ: القَهْقَرُ العَلْهَبُ، وَهُوَ التَّيْسُ المُسِنُّ، قَالَ: وأَحْسبُه القَرْهَبَ. قور: قارَ الرجلُ يَقُورُ: مَشَى عَلَى أَطراف قَدَمَيْهِ ليُخْفِيَ مَشْيَه؛ قَالَ: زَحَفْتُ إِليها، بَعْدَ ما كنتُ مُزْمِعاً ... عَلَى صَرْمِها، وانْسَبْتُ بالليلِ قائِرا وقارَ القانصُ الصيدَ يَقُورُه قَوْراً: خَتَله. والقارَةُ: الجُبَيْلُ الصَّغِيرُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الجُبَيْلُ الصَّغِيرُ المُنْقَطع عَنِ الْجِبَالِ. والقارَةُ: الصَّخْرَةُ السَّوْدَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ، وَهِيَ أَصغر مِنَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هِيَ الْجُبَيْلُ الصَّغِيرُ الأَسود المنفردُ شِبْهُ الأَكَمَة. وَفِي الْحَدِيثِ: صَعِدَ قارَةَ الْجَبَلِ ، كأَنه أَراد جَبَلًا صَغِيرًا فَوْقَ الْجَبَلِ، كَمَا يُقَالُ صَعِدَ قُنَّةَ الْجَبَلِ أَي أَعلاه. ابْنُ شُمَيْلٍ: القارَةُ جُبَيْلٌ مُسْتَدِقٌّ مَلْمُومٌ طَوِيلٌ فِي السَّمَاءِ لَا يَقُودُ فِي الأَرض كأَنه جُثْوَةٌ، وَهُوَ عَظِيمٌ مُسْتَدِير. والقارَةُ: الأَكَمَةُ؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيّ:

هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَعلى ذِي القُورْ؟ ... قَدْ دَرَسَتْ، غَيْرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ، مَرُوحٍ مَمْطُورْ، ... أَزْمانَ عَيْناءُ سُرُورُ المَسْرُورْ قَوْلُهُ: بأَعلى ذِي الْقُورِ أَي بأَعلى الْمَكَانِ الَّذِي بِالْقُورِ، وَقَوْلُهُ: قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورِ أَي دَرَسَتْ مَعالِمُ الدَّارِ إِلا رَمَادًا مَكْفُورًا، وَهُوَ الَّذِي سَفَتْ عَلَيْهِ الريحُ الترابَ فَغَطَّاهُ وكَفَره، وَقَوْلُهُ: مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ يُرِيدُ أَنه يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ كَمَا يكونُ وَجْهُ الْكَئِيبِ، ومَروحٌ: أَصابته الرِّيحُ، وَمَمْطُورٌ: أَصابه الْمَطَرُ، وَعَيْنَاءُ مبتدأٌ وسُرور المَسْرورِ خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ بإِضافة أَزمان إِليها، وَالْمَعْنَى: هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ فِي الزَّمَانِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ عَيْنَاءَ سُرور مَنْ رَآهَا وأَحبها؟ والقارَةُ: الحَرَّةُ، وَهِيَ أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ، وَالْجَمْعُ قاراتٌ وقارٌ وقُورٌ وقِيرانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَهُ مِثْلُ قُورِ حِسْمَى ؛ وَفِي قَصِيد كَعْبٍ: وَقَدْ تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: عَلَى رأْسِ قُورٍ وَعْثٍ. قَالَ اللَّيْثُ: القُورُ جَمْعُ الْقَارَةِ والقِيرانُ جمعُ القارَة، وَهِيَ الأَصاغر مِنَ الْجِبَالِ والأَعاظم مِنَ الْآكَامِ، وَهِيَ مُتَفَرِّقَةٌ خَشِنَةٌ كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ. وَدَارٌ قَوْراءُ: وَاسِعَةُ الْجَوْفِ. وَالْقَارُ: الْقَطِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل. والقارُ أَيضاً: اسْمٌ للإِبل، قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلي: مَا إِن رأَينا مَلِكاً أَغارا ... أَكثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارَا، وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجارا القِرَة والقارُ: الْغَنَمُ. والهِجار: طَوْقُ المَلِكِ، بِلُغَةِ حِمْيَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ بِالْوَاوِ لأَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ. وقارَ الشيءَ قَوْراً وقَوَّرَه: قَطَعَ مِنْ وَسَطه خَرْقًا مُسْتَدِيرًا. وقَوَّرَ الجَيْبَ: فَعَلَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوَّرَه واقْتَوَره واقْتاره كُلَّهُ بِمَعْنَى قَطَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فتَقَوَّرَ السحابُ أَي تَقَطَّع وتَفَرَّقَ فِرَقاً مُسْتَدِيرَةً؛ وَمِنْهُ قُوارَةُ الْقَمِيصِ والجَيْبِ والبِطِّيخ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: فِي فِنائِه أَعْنُزٌ دَرُّهُن غُبْرٌ يُحْلَبْنَ فِي مِثْلِ قُوارَةِ حافِر الْبَعِيرِ أَي مَا اسْتَدَارَ مِنْ بَاطِنِ حَافِرِهِ يَعْنِي صِغَرَ المِحْلَب وضِيقَه، وَصَفَهُ باللُّؤم وَالْفَقْرِ وَاسْتَعَارَ لِلْبَعِيرِ حَافِرًا مَجَازًا، وإِنما يُقَالُ لَهُ خُفٌّ. والقُوارَة: مَا قُوِّرَ مِنَ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ قُوارةَ الأَديم. وَفِي أَمثال الْعَرَبِ: قَوِّرِي والْطُفي؛ إِنما يَقُولُهُ الَّذِي يُرْكَبُ بالظُّلْم فيسأَل صَاحِبَهُ فَيَقُولُ: ارْفُقْ أَبْقِ أَحْسِنْ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ هَذَا الْمَثَلَ رَجُلٌ كَانَ لامرأَته خِدْنٌ فَطَلَبَ إِليها أَن تَتَّخِذَ لَهُ شِراكَيْن مِنْ شَرَجِ اسْتِ زَوْجِهَا، قَالَ: ففَظِعَتْ بِذَلِكَ فأَبى أَن يَرْضَى دُونَ فِعْلِ مَا سأَلها، فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجْهًا تَرْجُو بِهِ السَّبِيلَ إِليه إِلا بِفَسَادِ ابْنٍ لَهَا، فَعَمَدَتْ فعَصَبَتْ عَلَى مبَالِه عَقَبَةً فأَخْفَتْها فعَسُرَ عَلَيْهِ البولُ فَاسْتَغَاثَ بِالْبُكَاءِ، فسأَلها أَبوه عَمَّ أَبكاه، فَقَالَتْ: أَخذه الأُسْرُ وَقَدْ نُعِتَ لَهُ دَوَاؤُهُ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَتْ: طَرِيدَةٌ تُقَدُّ لَهُ مِنْ شَرَجِ اسْتِك، فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ وَالصَّبِيُّ يَتَضَوَّرُ، فَلَمَّا رأَى ذَلِكَ بَخِعَ لَهَا بِهِ وَقَالَ لَهَا: قَوِّرِي والْطُفي، فقطعتْ مِنْهُ طَرِيدةً تَرْضِيَةً لِخَلِيلِهَا، وَلَمْ تَنْظُرْ سَدادَ بَعْلِها وأَطلقت عَنِ الصَّبِيِّ وسَلَّمَتِ الطَّريدةَ إِلى خَلِيلِهَا؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الأَمر بالاسْتِبْقاءِ مِنَ الغَرِير أَو عِنْدَ المَرْزِئة فِي سُوء التَّدْبِيرِ وطَلَبِ مَا لَا يُوصَلُ إِليه. وقارَ المرأَة: خَتَنها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛

قَالَ جَرِيرٌ: تَفَلَّقَ عَنْ أَنْفِ الفَرَزْدَقِ عارِدٌ، ... لَهُ فَضَلاتٌ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَقُورُها والقارَة: الدُّبَّةُ. والقارَةُ: قومٌ رُماة مِنَ الْعَرَبِ. وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ رَامَاهَا. وقارَةُ: قَبِيلَةٌ وَهُمْ عَضَلٌ والدِّيشُ ابْنَا الهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ كِنانَةَ، سُمُّوا قارَةً لِاجْتِمَاعِهِمْ والْتِفافِهم لَمَّا أَراد ابْنُ الشَّدَّاخ أَن يُفَرِّقَهم فِي بَنِي كِنَانَةَ؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: دَعَوْنا قارَةً لَا تُنْفِرُونا، ... فَنُجْفِلَ مثلَ إِجْفالِ الظَّلِيمِ وَهُمْ رُماةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الغَمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ: وَكَانُوا رُماةَ الحَدَقِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُمُ الْيَوْمَ فِي الْيَمَنِ يُنْسَبُونَ إِلَى أَسْدٍ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم قارِيٌّ، وَزَعَمُوا أَن رَجُلَيْنِ الْتَقَيَا: أَحدهما قارِيٌّ وَالْآخَرُ أَسْدِيّ، فَقَالَ القارِيّ: إِنْ شئتَ صارعتُك وإِن شئتَ سابقتُك وإِن شئتَ راميتُك: فَقَالَ: اخْتَرْتُ المُراماةَ، فَقَالَ القارِيُّ: قَدْ أَنْصَفْتَني؛ وأَنشد: قَدْ أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ رَامَاهَا، ... إِنَّا، إِذا مَا فِئَةٌ نَلْقاها، نَرُدُّ أُولاها عَلَى أُخْراها ثُمَّ انْتَزَعَ لَهُ سَهْمًا فَشَكَّ فُؤادَه؛ وَقِيلَ: القارَةُ فِي هَذَا الْمَثَلِ الدُّبَّةُ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ إِنما قيل: [أَنْصَفَ القارَةَ مَنْ رَامَاهَا] لِحَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَ قُرَيْشٍ وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: وَكَانَتِ القارَةُ مَعَ قُرَيْشٍ فَلَمَّا الْتَقَى الْفَرِيقَانِ رَامَاهُمُ الْآخَرُونَ حِينَ رَمَتْهُم القارَةُ، فَقِيلَ: قَدْ أَنصفكم هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ساوَوْكم فِي الْعَمَلِ الَّذِي هُوَ صناعَتُكم، وأَراد الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّق القارَةَ فِي قَبَائِلِ كِنَانَةَ فأَبَوْا، وَقِيلَ فِي مثلٍ: لَا يَفْطُنُ الدُّبُّ الحجارَة. ابْنُ الأَعرابي: القَيِّرُ الأُسْوارُ مِنَ الرُّماةِ الحاذقُ، مِنْ قارَ يَقُور. وَيُقَالُ: قُرْتُ خُفَّ الْبَعِيرِ قَوْراً واقْتَرْتُه إِذا قَوَّرْتَه، وقُرْتُ الْبِطِّيخَةَ قَوَّرتها. والقُوارَة: مُشْتَقَّةٌ مِنْ قُوارَة الأَدِيم والقِرْطاس، وَهُوَ مَا قَوَّرْتَ مِنْ وَسَطِهِ ورَمَيْتَ مَا حَوالَيْه كقُوارة الجَيْب إِذا قَوَّرْته وقُرْتَه. والقُوارة أَيضاً: اسْمٌ لِمَا قَطَعْتَ مِنْ جَوَانِبِ الشَّيْءِ المُقَوَّر. وَكُلُّ شَيْءٍ قَطَعْتَ مِنْ وَسَطِهِ خَرْقًا مُسْتَدِيرًا، فَقَدَ قَوَّرْتَه. والاقْورارُ: تَشَنُّجُ الْجِلْدِ وانحناءُ الصُّلْبِ هُزالًا وكِبَراً. واقْوَرَّ الجلدُ اقْوِرَارًا: تَشَنَّجَ؛ كَمَا قَالَ رُؤبةُ بْنُ العَجَّاج: وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ، ... بَعْدَ اقْورارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ يُقَالُ: عُجْتُه فَانْعَاجَ أَي عَطَفْتُهُ فَانْعَطَفَ. وَالشَّظِيفُ مِنَ الشَّجَرِ: الَّذِي لَمْ يَجِدْ رِيَّه فصَلُبَ وَفِيهِ نُدُوَّةٌ. والتَّشَنُّنُ: هُوَ الإِخلاقُ، وَمِنْهُ الشَّنَّةُ القِرْبةُ الْبَالِيَةُ؛ وَنَاقَةٌ مُقوَرَّةٌ وَقَدِ اقْوَرَّ جلدُها وانحنَت وهُزِلَتْ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: وَلَا مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ ؛ الاقْوِرارُ: الِاسْتِرْخَاءُ فِي الجُلُود، والأَلْياطُ: جمعُ لِيطٍ، وَهُوَ قِشْرُ العُودِ، شَبَّهَهُ بِالْجِلْدِ لِالْتِزَاقِهِ بِاللَّحْمِ؛ أَراد غَيْرَ مُسْتَرْخِيَةِ الْجُلُودِ لهُزالها. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كَجِلْدِ الْبَعِيرِ المُقْوَرِّ. واقْتَرْتُ حديثَ الْقَوْمِ إِذَا بَحَثْتَ عَنْهُ. وتَقَوَّرَ الليلُ إِذا تَهَوَّرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى تَرَى أَعْجازَه تَقَوَّرُ

أَي تَذْهَبُ وتُدْبِرُ. وانقارتِ الرَّكِيَّة انْقِياراً إِذا تَهَدَّمتِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مأَخوذ مِنْ قَوْلِكَ قُرْتُه فانْقارَ؛ قَالَ الهُذَلي: جادَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ، وانْقارَ ... بِهِ العَرْضُ وَلَمْ يَشْمَلِ أَراد: كأَنَّ عَرْضَ السَّحَابِ انْقارَ أَي وَقَعَتْ مِنْهُ قِطْعَةٌ لِكَثْرَةِ انْصِبَابِ الْمَاءِ، وأَصله مِنْ قُرْتُ عَيْنَه إِذا قَلَعْتَهَا. والقَوَرُ: العَوَرُ، وَقَدْ قُرْتُ فُلَانًا إِذَا فقأْت عَيْنَهُ، وتَقَوَّرَتِ الحيةُ إِذَا تَثَنَّت؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حَيَّةً: تَسْرِي إِلَى الصَّوْتِ، والظلماءُ داجِنَةٌ، ... تَقَوُّرَ السِّيْلِ لَاقَى الحَيْدَ فاطَّلَعا وانْقارَتِ البئرُ: انْهَدَمَتْ. ويومُ ذِي قارٍ: يومٌ لِبَنِي شَيْبانَ وَكَانَ أَبْرَوِيزُ أَغْزاهُمْ جَيْشًا فظَفِرَتْ بَنُو شَيْبَانَ، وَهُوَ أَول يَوْمٍ انْتَصَرَتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْعَجَمِ. وفلانٌ ابنُ عبدٍ القاريُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى القارَة، وَعَبْدٌ مُنَوَّنٌ وَلَا يُضَافُ. والاقْورِارُ: الضُّمْرُ والتَّغيُّر، وَهُوَ أَيضاً السِّمَنُ ضِدٌّ؛ قَالَ: قَرَّبْنَ مُقْوَرّاً كأَنَّ وَضِينَهُ ... بِنِيقٍ، إِذَا مَا رامَه العُقْرَ أَحْجَما والقَوْرُ: الحَبْلُ الجَيِّدُ الحديثُ مِنَ الْقُطْنِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مِنَ الْقُطْنِ مَا زُرِعَ مِنْ عَامِهِ. وَلَقِيتُ مِنْهُ الأَقْوَرِينَ والأَمَرِّينَ والبُرَحِينَ والأَقْوَرِيَّاتِ: وَهِيَ الدَّوَاهِي الْعِظَامُ؛ قَالَ نَهارُ بْنُ تَوْسِعَةَ: وَكُنَّا، قَبْلَ مُلْكِ بَنِي سُلَيْمٍ، ... نَسُومُهُمُ الدَّواهِي الأَقْوَرِينا والقُورُ: الترابُ الْمُجْتَمِعُ. وقَوْرانُ: مَوْضِعٌ. اللَّيْثُ القارِيَةُ طَائِرٌ مِنَ السُّودانِيَّاتِ أَكْثَرُ مَا تأْكل العِنَبُ والزيتونُ، وَجَمْعُهَا قَوارِي، سُمِّيَتْ قارِيَةً لسَوادها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلط، لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ سُمِّيَتْ قارِيةً لِسَوَادِهَا تَشْبِيهًا بالقارِ لَقِيلَ قارِيَّة، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، كَمَا قَالُوا عارِيَّةٌ مِنْ أَعار يُعير، وَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ قاريَةٌ، بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ. وَرُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: القارِيَةُ طَيْرٌ خُضْر، وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى القَوارِيرَ. قَالَ: والقَرِيِّ أَولُ طَيْرٍ قُطُوعاً، خُضْرٌ سودُ الْمَنَاقِيرِ طِوالُها أَضْخَمُ مِنَ الخُطَّافِ، وَرَوَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي: القارِيَةُ طَيْرٌ أَخضر وَلَيْسَ بِالطَّائِرِ الَّذِي نَعْرِفُ نَحْنُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القارِيَةُ طائر مشؤوم عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ الشِّقِرَّاق. واقْوَرَّت الأَرضُ اقْوِراراً إِذَا ذَهَبَ نَبَاتُهَا. وَجَاءَتِ الإِبل مُقْوَرَّة أَي شاسِفَةً؛ وأَنشد: ثُمَّ قَفَلْنَ قَفَلًا مُقْوَرّا قَفَلْنَ أَي ضَمَرْنَ ويَبِسْنَ؛ قَالَ أَبو وَجْزةَ يَصِفُ نَاقَةً قَدْ ضَمُرَتْ: كأَنما اقْوَرَّ فِي أَنْساعِها لَهَقٌ ... مُرَمَّعٌ، بسوادِ الليلِ، مَكْحُولُ والمُقْوَرُّ أَيضاً مِنَ الْخَيْلِ: الضَّامِرُ؛ قَالَ بِشْرٌ: يُضَمَّرُ بالأَصائِل فَهْوَ نَهْدٌ ... أَقَبُّ مُقَلَّصٌ، فيه اقْوِرارُ قير: القيرُ والقارُ: لُغَتَانِ، وَهُوَ صُعُدٌ يذابُ فيُسْتَخْرَجُ مِنْهُ القارُ وَهُوَ شَيْءٌ أَسود تُطْلَى بِهِ الإِبل وَالسُّفُنُ يَمْنَعُ الْمَاءَ أَن يَدْخُلَ، وَمِنْهُ ضَرْبٌ تُحْشَى بِهِ الخَلاخيل والأَسْوِرَةُ. وقَيَّرْتُ السفينةَ: طَلَيْتُهَا بالقارِ، وَقِيلَ: هُوَ الزِّفت؛ وَقَدْ قَيَّرَ الحُبَّ والزِّقَّ، وَصَاحِبُهُ قَيَّارٌ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوَرَ.

باب الكاف

والقارُ: شَجَرٌ مُرٌّ؛ قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ: يَسُومونَ الصَّلاحَ بِذَاتِ كَهْفٍ، ... وَمَا فِيهَا لَهُمْ سَلَعٌ وقارُ وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: هَذَا أَقْيَرُ مِنْ ذَلِكَ أَي أَمَرُّ. وَرَجُلٌ قَيُّورٌ: خَامِلُ النَّسَب. وقَيَّارٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَيضاً اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ ضابِئٌ البُرْجُمِيُّ: فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْلُه، ... فإِني، وقَيَّاراً بِهَا، لغَرِيبُ وَمَا عاجلاتُ الطَّيْرِ تُدْني مِنَ الفَتى ... نَجاحاً، وَلَا عَنْ رَيْثِهِنَّ نَحِيبُ ورُبَّ أُمورٍ لَا تَضِيرُك ضَيْرَةً، ... وللْقلب مِنْ مَخْشاتهنَّ وَجِيبُ وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُوَطِّنُ نَفْسَهُ ... عَلَى نائباتِ الدَّهْرِ، حينَ تَنُوبُ وَفِي الشَّكِّ تَفْريطٌ وَفِي الحزْمِ قُوَّةٌ ... ويُخْطِئُ فِي الحَدْسِ الفَتى ويُصِيبُ قَوْلُهُ: وَمَا عَاجِلَاتُ الطَّيْرِ يُرِيدُ الَّتِي تُقَدَّمُ لِلطَّيَرَانِ فَيَزْجُرُ بِهَا الإِنسانُ إِذَا خَرَجَ وَإِنْ أَبطأَت عَلَيْهِ وَانْتَظَرَهَا فَقَدْ راثَتْ، والأَول عِنْدَهُمْ مَحْمُودٌ وَالثَّانِي مَذْمُومٌ؛ يَقُولُ: لَيْسَ النُّجْحُ بأَن تُعَجِّلَ الطيرُ وَلَيْسَ الخَيْبَةُ فِي إِبْطَائِهَا. التَّهْذِيبُ: سُمِّيَ الْفَرَسُ قيَّاراً لِسَوَادِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وقَيَّار قِيلَ اسْمُ جَمَلِ ضَابِئُ بْنُ الْحَرْثِ البُرْجُمِيِّ؛ وأَنشد: فَإِنِّي وقَيَّارٌ بها لَغَريبُ قَالَ: فَيُرْفَعُ قَيَّارٌ عَلَى الْمَوْضِعِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَيّار قِيلَ هُوَ اسْمٌ لِجَمَلِهِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِفَرَسِهِ؛ يَقُولُ: مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَيْتُهُ وَمَنْزِلُهُ فَلَسْتُ مِنْهَا وَلَا لِي بِهَا مَنْزِلٌ، وَكَانَ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَبَسهُ لفِرْيَة افترَاها وَذَلِكَ أَنه اسْتَعَارَ كَلْبًا مِنْ بَعْضِ بَنِي نَهْشَل يُقَالُ لَهُ قرْحانُ، فَطَالَ مُكْثُهُ عِنْدَهُ وَطَلَبُوهُ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِمْ فعَرَضُوا لَهُ وأَخذوه مِنْهُ، فَغَضِبَ فرَمَى أُمَّهم بِالْكَلْبِ، وَلَهُ فِي ذَلِكَ شِعْرٌ مَعْرُوفٌ، فاعْتَقَله عثمانُ فِي حَبْسِهِ إِلَى أَن مَاتَ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ هَمَّ بِقَتْلِ عُثْمَانَ لَمَّا أَمر بِحَبْسِهِ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ: هَمَمْتُ، وَلَمْ أَفْعَلْ، وكِدْتُ ولَيْتَني ... تَرَكْتُ عَلَى عثمانَ تَبْكِي حَلائِلُهْ وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: يَغْدُو الشيطانُ بقَيْرَوانِه إِلَى السُّوق فَلَا يَزَالُ يَهْتَزُّ الْعَرْشُ مِمَّا يَعْلَم اللهُ مَا لَا يَعْلَم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: القَيْرَوان معظمُ العسكرِ والقافِلة مِنَ الْجَمَاعَةِ، وَقِيلَ: إِنه مُعَرَّب [كارَوان] وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ الْقَافِلَةُ، وأَراد بالقَيْرَوانِ أَصحابَ الشَّيْطَانِ وأَعوانه، وَقَوْلُهُ: يَعْلَمُ اللَّهُ مَا لَا يَعْلَمُ يَعْنِي أَنه يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى أَن يَقُولُوا يَعْلَمُ اللَّهُ كَذَا لأَشياءِ يَعْلَمُ اللَّهُ خِلَافَهَا، فَيَنْسُبُونَ إِلَى اللَّهِ عِلْمَ مَا يَعْلَمُ خلافَه، وَيَعْلَمُ اللهُ مِنْ أَلفاظ القَسَم. باب الكاف كبر: الكَبير فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى: الْعَظِيمُ الْجَلِيلُ والمُتَكَبِّر الَّذِي تَكَبَّر عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ، والكِبْرِياء عَظَمَة اللَّهِ، جاءتْ عَلَى فِعْلِياء؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الْمُتَكَبِّرُ وَالْكَبِيرُ أَي الْعَظِيمُ ذُو الْكِبْرِيَاءِ، وَقِيلَ: الْمُتَعَالِي عَنْ صِفَاتِ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: الْمُتَكَبِّرُ عَلَى عُتاةِ خَلْقه، وَالتَّاءُ فِيهِ لِلتَّفَرُّدِ والتَّخَصُّصِ لَا تَاءُ التَّعاطِي والتَّكَلُّف. والكِبْرِياء: العَظَمة وَالْمُلْكُ، وَقِيلَ: هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ كَمَالِ الذَّاتِ وَكَمَالِ الْوُجُودِ وَلَا يُوصَفُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ

تَعَالَى، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ، وَهُمَا مِنَ الكِبْرِ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْعَظَمَةُ. وَيُقَالُ كَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُرُ أَي عَظُمَ، فَهُوَ كَبِيرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الكِبَرُ نَقِيضُ الصِّغَرِ، كَبُرَ كِبَراً وكُبْراً فَهُوَ كَبِيرٌ وكُبَار وكُبَّار، بِالتَّشْدِيدِ إِذَا أَفرط، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ كِبارٌ وكُبَّارونَ. وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الكِبَرَ فِي البُسْر وَنَحْوِهِ مِنَ التَّمْرِ، وَيُقَالُ: عَلَاهُ المَكْبِرُ [المَكْبَرُ]، وَالِاسْمُ الكَبْرَةُ، بِالْفَتْحِ، وكَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُر أَي عَظُمَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ ؛ أَي أَعْلَمُهم لأَنه كَانَ رَئِيسَهُمْ وأَما أَكبرهم فِي السِّنِّ فَرُوبِيلُ والرئيسُ كَانَ شَمْعُونَ؛ قال الْكِسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: كَبيرهم يَهُوذا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ* ؛ أَي مُعَلِّمكم وَرَئِيسُكُمْ. وَالصَّبِيُّ بِالْحِجَازِ إِذا جَاءَ مِنْ عِنْدِ مُعَلِّمه قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ كَبيري. واسْتَكْبَر الشيءَ: رَآهُ كَبِيرًا وعَظُمَ عِنْدَهُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ. والمَكْبُوراء: الكِبَارُ. وَيُقَالُ: سادُوك كابِراً عَنْ كابِرٍ أَي كَبِيرًا عَنْ كَبِيرٍ، ووَرِثُوا المَجْدَ كابِراً عَنْ كابِرٍ، وأَكْبَرَ أَكْبَرَ. وَفِي حَدِيثِ الأَقْرَعِ والأَبْرَصِ: ورِثْتُه كابِراً عَنْ كابِرٍ أَي وَرِثْتُهُ عَنْ آبَائِي وأَجدادي كَبِيرًا عَنْ كَبِيرٍ فِي الْعِزِّ وَالشَّرَفِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ وَرِثُوا الْمَجْدَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ أَي عَظِيمًا وَكَبِيرًا عَنْ كَبِيرٍ. وأَكْبَرْتُ الشيءَ أَي اسْتَعْظَمْتُهُ. اللَّيْثُ: المُلوك الأَكابِرُ جَمَاعَةُ الأَكْبَرِ وَلَا تَجُوزُ النَّكِرَةُ فَلَا تَقُولُ مُلوك أَكابِرُ وَلَا رجالٌ أَكابِرُ لأَنه لَيْسَ بِنَعْتٍ إِنما هُوَ تَعَجُّبٌ. وكَبَّرَ الأَمْرَ: جَعَلَهُ كَبِيرًا، واسْتَكْبَرَه: رَآهُ كَبِيرًا؛ وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ؛ فأَكثر الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُونَ: أَعظَمْنَه. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنه قَالَ: أَكبرنه حِضْنَ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْمَعْرُوفِ فِي اللُّغَةِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: نَأْتي النساءَ عَلَى أَطْهارِهِنّ، وَلَا ... نأْتي النساءَ إِذا أَكْبَرْنَ إِكْباراً قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِن صَحَّتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى الْحَيْضِ فَلَهَا مَخْرَجٌ حَسَنٌ، وَذَلِكَ أَن المرأَة أَوَّلَ مَا تَحِيضُ فَقَدْ خَرَجَتْ مِنْ حَدِّ الصِّغَرِ إِلى حَدِّ الكِبَر، فَقِيلَ لَهَا: أَكْبَرَتْ أَي حَاضَتْ فَدَخَلَتْ فِي حَدِّ الكِبَر المُوجِبِ عَلَيْهَا الأَمْرَ وَالنَّهْيَ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: سأَلت رَجُلًا مِنْ طَيِء فَقُلْتُ: يَا أَخا طَيِّءٍ، أَلك زَوْجَةٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا تَزَوَّجْتُ وَقَدْ وُعِدْتُ فِي ابنة عم لي، قلت: وَمَا سِنُّها؟ قَالَ: قَدْ أَكْبَرَتْ أَو كَبِرَت، قُلْتُ: مَا أَكْبَرَتْ؟ قَالَ: حَاضَتْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَلُغَةُ الطَّائِيِّ تُصَحِّحُ أَن إِكْبارَ المرأَة أَول حَيْضِهَا إِلا أَن هَاءَ الْكِنَايَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَكْبَرْنَهُ تَنْفِي هَذَا الْمَعْنَى، فَالصَّحِيحُ أَنهن لَمَّا رأَين يُوسُفَ راعَهُنَّ جَمالُه فأَعظمنه. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ، قَالَ: حِضْنَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَلَّمَنَا لَهُ وَجَعَلْنَا الْهَاءَ فِي قَوْلِهِ أَكبرنه هَاءَ وَقْفَةٍ لَا هَاءَ كِنَايَةٍ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. واسْتِكْبارُ الْكُفَّارِ: أَن لَا يَقُولُوا لَا إِله إِلَّا اللهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ؛ وَهَذَا هُوَ الكِبْرُ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن مِنَ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّة مِنْ كِبْرٍ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، قَالَ: يَعْنِي بِهِ الشِّرْكَ، وَاللَّهُ أَعلم، لَا أَن يَتَكَبَّرَ الإِنسان عَلَى مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِرَبِّهِ. وَالِاسْتِكْبَارُ: الِامْتِنَاعُ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ مُعاندة وتَكَبُّراً. ابْنُ بُزُرْجٍ: يُقَالُ هَذِهِ الْجَارِيَةُ مِنْ كُبْرَى بناتِ فُلَانٍ وَمِنْ صُغْرَى بَنَاتِهِ، يُرِيدُونَ مِنْ صِغارِ بَنَاتِهِ، وَيَقُولُونَ مِنْ وُسْطى بَنَاتِ

فُلَانٍ يُرِيدُونَ مِنْ أَوساط بَنَاتِ فُلَانٍ، فأَما قَوْلُهُمْ: اللَّهُ أَكبر، فإِن بَعْضَهُمْ يَجْعَلُهُ بِمَعْنَى كَبِير، وَحَمَلَهُ سِيبَوَيْهِ عَلَى الْحَذْفِ أَي أَكبر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، كَمَا تَقُولُ: أَنت أَفضلُ، تُرِيدُ: مِنْ غَيْرِكَ. وكَبَّرَ: قَالَ: اللَّهُ أَكبر. وَالتَّكْبِيرُ: التَّعْظِيمُ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: اللَّهُ أَكبر. التَّهْذِيبُ: وأَما قَوْلُ الْمُصَلِّي اللَّهُ أَكبر وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ فَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن مَعْنَاهُ اللَّهُ كَبِيرٌ فَوُضِعَ أَفعل مَوْضِعَ فَعِيل كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ؛ أَي هُوَ هَيِّنٌ عَلَيْهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مَعْنِ بْنِ أَوس: لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وإِني لأَوْجَلُ مَعْنَاهُ إِني وَجِل، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ أَنَّ فِيهِ ضَمِيرًا، الْمَعْنَى اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرٍ، وَكَذَلِكَ اللَّهُ الأَعَزُّ أَي أَعَزُّ عَزيز؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِن الَّذِي سَمَكَ السماءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتًا، دَعائِمُه أَعَزُّ وأَطْوَلُ أَي عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُ أَكبر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَي أَعظم، فَحُذِفَ لِوُضُوحِ مَعْنَاهُ، وأَكبر خَبَرٌ، والأَخبار لَا يُنَكَّرُ حَذْفُهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُ أَكبر مِنْ أَنْ يُعْرف كُنْه كِبْرِيَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، وإِنما قُدِّرَ لَهُ ذَلِكَ وأُوّلَ لأَن أَفعل فِعْلٌ يَلْزَمُهُ الأَلف وَاللَّامُ أَو الإِضافة كالأَكْبَر وأَكْبَر القَوْمِ، وَالرَّاءُ فِي أَكبر فِي الأَذان وَالصَّلَاةِ سَاكِنَةٌ لَا تُضَمُّ لِلْوَقْفِ، فإِذا وُصِلَ بِكَلَامٍ ضُمَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: اللَّهُ أَكبر كَبِيرًا ، كَبِيرًا مَنْصُوبٌ بإِضمار فِعْلٍ كأَنه قَالَ أُكَبِّرُ كَبيراً، وَقِيلَ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْقَطْعِ مِنَ اسْمِ اللَّهُ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ ابْنِ جُبَيْر بْنَ مُطْعِم عَنِ أَبيه: أَنه رأَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي قَالَ: فكَبَّرَ وَقَالَ: اللَّهُ أَكبر كَبِيرًا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: نُصِبَ كَبِيرًا لأَنه أَقامه مَقَامَ الْمَصْدَرِ لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ اللَّهُ أَكْبَرُ أُكَبِّرُ اللهَ كَبيراً بِمَعْنَى تَكْبِيراً، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ: أَن نَبِيُّ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا قَامَ إِلى صَلَاتِهِ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: لَا إِله إِلا اللَّهُ، اللَّهُ أَكبر كَبِيرًا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَوْلُهُ كَبِيرًا بِمَعْنَى تَكْبِيرًا فأَقام الِاسْمَ مَقَامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، وَقَوْلُهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا أَي أَحْمَدُ اللَّهَ حَمْداً كَثِيرًا. والكِبَرُ: فِي السِّنِّ؛ وكَبِرَ الرجلُ والدابةُ يَكْبَرُ كِبَراً ومَكْبِراً، بِكَسْرِ الْبَاءِ، فَهُوَ كَبِيرٌ: طَعَنَ فِي السِّنِّ؛ وَقَدْ عَلَتْه كَبْرَةٌ ومَكْبُرة ومَكْبِرَة ومَكْبَرٌ وَعَلَاهُ الكِبَرُ إِذا أَسَنَّ. والكِبَرُ: مَصْدَرُ الكبِيرِ فِي السِّنِّ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ. وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ والنَّصْلِ العتيقِ الَّذِي قَدُمَ: عَلَتْهُ كَبْرَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللَّاتِي عَلَتْها، ... بِيَثْرِبَ، كَبْرَةٌ بَعْدَ المُرونِ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ لِلنَّصْلِ الْعَتِيقِ الَّذِي قَدْ عَلَاهُ صَدَأٌ فأَفسده: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا كَبَرَني «3» إِلا بِسَنَةٍ أَي مَا زَادَ عَلَيَّ إِلا ذَلِكَ. الْكِسَائِيُّ: هُوَ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبويه آخِرُهم وَكَذَلِكَ كِبْرَةُ وَلَدِ أَبويه أَي أَكبرهم. وَفِي الصِّحَاحِ: كِبْرَةُ وَلَدِ أَبويه إِذا كَانَ آخِرُهُمْ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، فإِذا كَانَ أَقعدَهم فِي النَّسَبِ قِيلَ: هُوَ أَكْبَرُ قَوْمِهِ وإِكْبِرَّةُ قَوْمِهِ، بِوَزْنِ إِفْعِلَّة، والمرأَة فِي ذَلِكَ كَالرَّجُلِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِ الْكِسَائِيِّ وَكَذَلِكَ كِبْرَةُ وَلَدِ أَبويه لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه مِثْلُ عِجْزَة أَي أَنه آخرهم،

_ (3). قوله [ما كبرني إلخ] بابه نصر كما في القاموس.

وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ أَن لَفْظَهُ كَلَفْظِهِ، وأَنه لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ سَوَاءٌ، وكِبْرَة ضِدُّ عِجْزَة لأَن كِبْرة بِمَعْنَى الأَكْبَر كالصِّغْرَة بِمَعْنَى الأَصْغَر، فَافْهَمْ. وَرَوَى الإِيادي عَنْ شِمْرٍ قَالَ: هَذَا كِبْرَة وَلَدِ أَبويه لِلذَّكَرِ والأُنثى، وَهُوَ آخِرُ وَلَدِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قَالَ: كِبْرَة وَلَدِ أَبيه بِمَعْنَى عِجْزة. وَفِي الْمُؤَلَّفِ لِلْكِسَائِيِّ: فُلَانٌ عِجْزَةُ ولَدِ أَبيه آخِرُهُمْ، وَكَذَلِكَ كِبْرَة وَلَدِ أَبيه، قَالَ الأَزهري: ذَهَبَ شِمْرٌ إِلى أَن كِبْرَة مَعْنَاهُ عِجْزَة وإِنما جَعَلَهُ الْكِسَائِيُّ مِثْلَهُ فِي اللَّفْظِ لَا فِي الْمَعْنَى. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ صِغْرَةُ وَلَدِ أَبيه وكِبْرَتُهم أَي أَكبرهم، وَفُلَانٌ كِبْرَةُ الْقَوْمِ وصِغْرَةُ الْقَوْمِ إِذا كَانَ أَصْغَرَهم وأَكبرهم. الصِّحَاحُ: وَقَوْلُهُمْ هُوَ كُبْرُ قَوْمِهِ، بِالضَّمِّ، أَي هُوَ أَقْعَدُهم فِي النَّسَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الوَلاءُ للكُبْرِ ، وَهُوَ أَن يَمُوتَ الرَّجُلُ وَيَتْرُكَ ابْنًا وَابْنَ ابْنٍ، فَالْوَلَاءُ لِلِابْنِ دُونَ ابْنِ الِابْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ الْوَلَاءُ للكُبْر أَي أَكْبَرِ ذُرِّيَّةِ الرَّجُلِ مِثْلُ أَن يَمُوتَ عَنِ ابْنَيْنِ فَيَرِثَانِ الْوَلَاءَ، ثُمَّ يَمُوتَ أَحَدُ الِابْنَيْنِ عَنْ أَولاد فَلَا يَرْثُونَ نَصِيبَ أَبيهما مِنَ الْوَلَاءِ، وإِنما يَكُونُ لِعَمِّهِمْ وَهُوَ الِابْنُ الْآخَرُ. يُقَالُ: فُلَانٌ كُبْر قَوْمِهِ بِالضَّمِّ إِذا كَانَ أَقعدَهم فِي النَّسَبِ، وَهُوَ أَن يَنْتَسِبَ إِلى جَدِّهِ الأَكبر بِآبَاءٍ أَقل عَدَدًا مِنْ بَاقِي عَشِيرَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: إِنه كَانَ كُبْرَ قَوْمِهِ لأَنه لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَقرب مِنْهُ إِليه فِي حَيَاتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ: الكُبْرَ الكُبْرَ أَي لِيَبْدَإِ الأَكْبَرُ بِالْكَلَامِ أَو قَدِّموا الأَكْبَر إِرْشاداً إِلى الأَدب فِي تَقْدِيمِ الأَسَنِّ، وَيُرْوَى: كَبِّر الكُبْرَ أَي قَدِّمِ الأَكبر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ فَقَالَ: ادْفعوا مَالَهُ إِلى أَكْبَرِ خُزاعة أَي كَبِيرِهِمْ وَهُوَ أَقربهم إِلى الْجَدِّ الأَعلى. وَفِي حَدِيثِ الدَّفْنِ: وَيُجْعَلُ الأَكْبَرُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ أَي الأَفضل، فإِن اسْتَوَوْا فالأَسن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهَدْمِهِ الْكَعْبَةَ: فَلَمَّا أَبرَزَ عَنْ رَبَضه دَعَا بكُبْرِه فَنَظَرُوا إِليه أَي بِمَشَايِخِهِ وكُبَرائه، والكُبْرُ هَاهُنَا: جَمْعُ الأَكْبَرِ كأَحْمَر وحُمْر. وَفُلَانٌ إِكْبِرَّة قَوْمِهِ، بِالْكَسْرِ وَالرَّاءِ مُشَدَّدَةً، أَي كُبْرُ قَوْمِهِ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. ابْنُ سِيدَهْ: وكُبْرُ وَلَدِ الرَّجُلِ أَكْبَرُهم مِنَ الذُّكُورِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الْوَلَاءُ للكُبْر. وكِبْرَتُهم وإِكبِرَّتُهم: ككُبرهم. الأَزهري: وَيُقَالُ فُلَانٌ كُبُرُّ وَلَدِ أَبيه وكُبُرَّةُ وَلَدِ أَبيه، الرَّاءُ مُشَدَّدَةٌ، هَكَذَا قَيَّدَهُ أَبو الْهَيْثَمِ بِخَطِّهِ. وكُبْرُ الْقَوْمِ وإِكْبِرَّتُهم: أَقعدهم بِالنَّسَبِ، والمرأَة فِي ذَلِكَ كَالرَّجُلِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: لَا يُوجَدُ فِي الْكَلَامِ عَلَى إِفْعِلٍّ إِكْبِرٌّ. وكَبُرَ الأَمْرُ كِبَراً وكَبارَةً: عَظُمَ. وكلُّ مَا جَسُمَ، فَقَدْ كَبُرَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ؛ مَعْنَاهُ كُونُوا أَشد مَا يَكُونُ فِي أَنفسكم فإِني أُمِيتكم وأُبْلِيكم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ؛ يَعْنِي وإِن كَانَ اتباعُ هَذِهِ الْقِبْلَةِ يَعْنِي قِبْلَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَّا فَعْلَة كَبِيرَةً؛ الْمَعْنَى أَنها كَبِيرَةٌ عَلَى غَيْرِ الْمُخْلِصِينَ، فأَما مَنْ أَخلص فَلَيْسَتْ بِكَبِيرَةٍ عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: إِذا أَردت عِظَمَ الشَّيْءِ قُلْتَ: كَبُرَ يَكْبُرُ كِبَراً، كَمَا لَوْ قُلْتَ: عَظُمَ يَعظُم عِظَماً. وَتَقُولُ: كَبُرَ الأَمْرُ يَكْبُر كَبارَةً. وكُبْرُ [كِبْرُ] الشَّيْءِ أَيضاً: مُعْظَمُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والكِبْرُ مُعْظَمُ الشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي مُعْظَمَ الإِفك؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ الْقُرَّاءُ عَلَى كَسْرِ الْكَافِ وقرأَها حُمَيْدٌ الأَعرج

وَحْدَهُ كُبْرَه، وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ فِي النَّحْوِ لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: فُلَانٌ تَوَلَّى عُظْمَ الأَمر، يُرِيدُونَ أَكثره؛ وَقَالَ ابْنُ الْيَزِيدِيِّ: أَظنها لُغَةً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قاسَ الْفَرَّاءُ الكُبْرَ عَلَى العُظْمِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى غَيْرِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: كِبْرُ الشَّيْءِ مُعْظَمُه، بِالْكَسْرِ؛ وأَنشد قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيمِ: تَنامُ عَنْ كِبْرِ شأْنِها، فإِذا ... قامَتْ رُوَيْداً، تَكادُ تَنْغَرِفُ وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ الإِفك: وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَه أَي مُعْظَمَهُ ، وَقِيلَ: الكِبر الإِثم وَهُوَ مِنَ الْكَبِيرَةِ كالخِطْءِ مِنَ الخَطيئة. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: إِن حَسَّانَ كَانَ مِمَّنْ كَبَّر عَلَيْهَا. وَمِنْ أَمثالهم: كِبْرُ سِياسَةِ النَّاسِ فِي الْمَالِ. قَالَ: والكِبْرُ مِنَ التَّكَبُّرِ أَيضاً، فأَما الكُبْرُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِ الرَّجُلِ. ابْنُ سِيدَهْ: والكِبْرُ الإِثم الْكَبِيرُ وَمَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ. والكِبْرَةُ: كالكِبْرِ، التأْنيث عَلَى الْمُبَالَغَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ* . وَفِي الأَحاديث ذِكْرُ الْكَبَائِرِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَاحِدَتُهَا كَبِيرَةٌ، وَهِيَ الفَعْلةُ القبيحةُ مِنَ الذُّنُوبِ المَنْهِيِّ عَنْهَا شَرْعًا، الْعَظِيمِ أَمرها كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن رَجُلًا سأَله عَنْ الْكَبَائِرِ: أَسَبْعٌ هي ففقال: هِيَ مِنَ السَّبْعِمِائَةِ أَقْرَبُ إِلا أَنه لَا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصرار. وَرَوَى مَسْرُوقٌ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ: مَا بَيْنَ فَاتِحَةِ النِّسَاءِ إِلى رأْس الثُّلُثَيْنِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ كَبِير وكُبارٌ وكُبَّارٌ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً . وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: إِنهما لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبان فِي كَبير أَي لَيْسَ فِي أَمر كَانَ يَكْبُر عَلَيْهِمَا وَيَشُقُّ فِعْلُهُ لَوْ أَراداه، لَا أَنه فِي نَفْسِهِ غَيْرُ كَبِيرٍ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ كَبِيرًا وَهُمَا يُعَذَّبَانِ فِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يَعْنِي كِبْرَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ؛ أَلا تَرى أَنه قَابَلَهُ فِي نَقِيضِهِ بالإِيمان فَقَالَ: وَلَا يَدْخُلُ النارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الإِيمان ؛ أَراد دُخُولَ تأْبيد؛ وَقِيلَ: إِذا دَخَلَ الجنةَ نُزِعَ مَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الكِبر كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ*؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَلَكِنَّ الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَ ؛ هَذَا عَلَى الْحَذْفِ، أَي وَلَكِنَّ ذَا الْكِبْرِ مَن بَطِرَ، أَو ولكنَّ الكِبْرَ كِبْرُ مَنْ بَطِر، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعُوذ بِكَ من سُوءِ الكِبر ؛ يُرْوَى بِسُكُونِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا، فَالسُّكُونُ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى، وَالْفَتْحُ بِمَعْنَى الهَرَم والخَرَفِ. والكِبْرُ [الكُبْرُ]: الرِّفْعَةُ فِي الشَّرَفِ. ابْنُ الأَنباري: الكِبْرِياء الْمُلْكُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ ؛ أَي الْمُلْكُ. ابْنُ سِيدَهْ: الكِبْر، بِالْكَسْرِ، وَالْكِبْرِيَاءُ الْعَظَمَةُ وَالتَّجَبُّرُ؛ قَالَ كُرَاعٌ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا السِّيمِياءُ العَلامةُ، والجِرْبِياءُ الريحُ الَّتِي بَيْنَ الصَّبا والجَنُوب، قَالَ: فأَما الكِيمياء فَكَلِمَةٌ أَحسبها أَعجمية. وَقَدْ تَكَبَّر واستكْبَر وتَكابَر وَقِيلَ تَكَبَّرَ: مِنَ الكِبْر، وتَكابَر: مِنَ السِّنّ. والتكَبُّر والاستِكبار: التَّعظّم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي أَجْعَلُ جزاءَهم الإِضلال عَنْ هِدَايَةِ آيَاتِي؛ قَالَ: وَمَعْنَى يَتَكَبَّرُونَ أَي أَنهم

يَرَوْنَ أَنهم أَفضل الْخَلْقِ وأَن لَهُمْ مِنَ الْحَقِّ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ لَا تَكُونُ إِلا لله خَاصَّةً لأَن اللَّهَ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، هُوَ الَّذِي لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْفَضْلُ الَّذِي لَيْسَ لأَحد مِثْلُهُ، وَذَلِكَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَن يُقَالَ لَهُ المُتَكَبِّر، وَلَيْسَ لأَحد أَن يَتَكَبَّرَ لأَن النَّاسَ فِي الْحُقُوقِ سَوَاءٌ، فَلَيْسَ لأَحد مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ فَاللَّهُ الْمُتَكَبِّرُ، وأَعْلَمَ اللهُ أَن هَؤُلَاءِ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرض بِغَيْرِ الْحَقِّ أَي هَؤُلَاءِ هَذِهِ صِفَتُهُمْ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ : مِنَ الكِبَر لَا مِنَ الكِبْرِ أَي يَتَفَضَّلُونَ ويَرَوْنَ أَنهم أَفضل الْخَلْقِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ؛ أَي أَعجب. أَبو عَمْرٍو: الكابِرُ السيدُ، والكابِرُ الجَدُّ الأَكْبَرُ. والإِكْبِرُ والأَكْبَرُ: شَيْءٌ كأَنه خَبِيصٌ يَابِسٌ فِيهِ بَعْضُ اللِّينِ لَيْسَ بِشَمْعٍ وَلَا عَسَلٍ وَلَيْسَ بِشَدِيدِ الْحَلَاوَةِ وَلَا عَذْبٌ، تَجِيءُ النَّحْلُ بِهِ كَمَا تَجِيءُ بِالشَّمْعِ. والكُبْرى: تأْنيث الأَكْبَر وَالْجَمْعُ الكُبَرُ، وَجَمْعُ الأَكْبَرِ الأَكابِرُ والأَكْبَرُون، قَالَ: وَلَا يُقَالُ كُبْرٌ لأَن هَذِهِ الْبِنْيَةَ جُعِلَتْ لِلصِّفَةِ خَاصَّةً مِثْلُ الأَحمر والأَسود، وأَنت لَا تَصِفُ بأَكبر كَمَا تَصِفُ بأَحمر، لَا تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ أَكبر حَتَّى تَصِلَهُ بِمَنْ أَو تُدْخِلَ عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَوْم الحَجِّ الأَكْبَرِ ، قِيلَ: هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ، وَقِيلَ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وإِنما سُمِّيَ الْحَجَّ الأَكبر لأَنهم يُسَمُّونَ الْعُمْرَةَ الْحَجَّ الأَصغر. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: سَجَدَ أَحدُ الأَكْبَرَيْنِ فِي: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ؛ أَراد الشَّيْخَيْنِ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ. وَفِي حَدِيثِ مازِنٍ: بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ مُضَر بِدِينِ اللَّهِ الكُبَر ، جَمْعُ الْكُبْرَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ ، وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ بِشَرَائِعِ دِينِ اللَّهِ الكُبَرِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَا تُكابِرُوا الصلاةَ بِمِثْلِهَا مِنَ التَّسْبِيحِ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ كأَنه أَراد لَا تُغَالِبُوهَا أَي خَفِّفُوا فِي التَّسْبِيحِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ، وَقِيلَ: لَا يَكُنِ التَّسْبِيحُ الَّذِي فِي الصَّلَاةِ أَكثر مِنْهَا وَلْتَكُنِ الصَّلَاةُ زَائِدَةً عَلَيْهِ. شِمْرٌ: يُقَالُ أَتاني فُلَانٌ أَكْبَرَ النَّهَارِ وشَبابَ النَّهَارِ أَي حِينِ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، قَالَ الأَعشى: سَاعَةً أَكْبَرَ النهارُ، كَمَا شدَّ ... مُحِيلٌ لَبُونَه إِعْتاما يَقُولُ: قَتَلْنَاهُمْ أَول النَّهَارِ فِي سَاعَةٍ قَدْرَ مَا يَشُدّ المُحِيلُ أَخْلافَ إِبله لِئَلَّا يَرْضَعَها الفُصْلانُ. وأَكْبَر الصبيُّ أَي تَغَوَّطَ، وَهُوَ كِنَايَةٌ. والكِبْرِيتُ: مَعْرُوفٌ، وَقَوْلُهُمْ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الأَحمر، إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ: أَعَزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوقِ. وَيُقَالُ: ذَهَبٌ كِبْرِيتٌ أَي خَالِصٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاج بْنِ رُؤْبَةَ: هَلْ يَنْفَعَنّي كذبٌ سِخْتِيتُ، ... أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ؟ والكَبَرُ: الأَصَفُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والكَبَرُ: نَبَاتٌ لَهُ شَوْكٌ. والكَبَرُ: طَبْلٌ لَهُ وَجْهٌ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن زَيْدٍ صَاحِبِ الأَذان: أَنه أَخَذَ عُودًا فِي مَنَامِهِ لِيَتَّخِذَ مِنْهُ كَبَراً ؛ رَوَاهُ شِمْرٌ فِي كِتَابِهِ قَالَ: الْكَبَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الطبلُ فِيمَا بَلَغَنا، وَقِيلَ: هُوَ الطَّبْلُ ذُو الرأْسين، وَقِيلَ: الطَّبْلُ الَّذِي لَهُ وَجْهٌ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: سُئِلَ عَنِ التَّعْوِيذِ يُعَلَّقُ عَلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ: إِن كَانَ فِي كَبَرٍ فَلَا بأْس أَي فِي طَبْلٍ صَغِيرٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِن كَانَ فِي قَصَبَةٍ، وَجَمْعُهُ كِبارٌ مِثْلُ جَمَلٍ وجِمالٍ. والأَكابِرُ: أَحياء مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُمْ شَيْبانُ وَعَامِرٌ وَطَلْحَةُ مِنْ بَنِي تَيْم اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكابَة

أَصابتهم سَنَةٌ فانْتَجَعُوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ وَنَزَلُوا عَلَى بَدْرِ بْنِ حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فأَجارهم وَوَفَى لَهُمْ، فَقَالَ بَدْرٌ فِي ذَلِكَ: وَفَيْتُ وَفَاءً لَمْ يَرَ الناسُ مِثْلَهُ ... بتِعشارَ، إِذ تَحْبو إِليَّ الأَكابِرُ والكِبْرُ [الكُبْرُ] فِي الرِّفْعةِ والشَّرَف؛ قَالَ المَرَّارُ: ولِيَ الأَعْظَمُ مِنْ سُلَّافِها، ... ولِيَ الهامَةُ فِيهَا والكُبُرْ وذُو كِبار: رَجُلٌ. وإِكْبِرَةُ وأَكْبَرَةُ: مِنْ بِلَادِ بَنِي أَسد؛ قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسيّ: فَمَا شَهِدَتْ كَوادِسُ إِذْ رَحَلْنا، ... وَلَا عَتَبَتْ بأَكْبَرَةَ الوُعُولُ كتر: اللَّيْثُ: جَوْزُ كلِّ شَيْءٍ أَي أَوْسَطُه، وأَصْلُ السَّنام: كَتْرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: كَتْرُ كُلِّ شَيْءٍ جَوْزُه؛ جَبَلٌ عَظِيمُ الكَتْرِ. وَيُقَالُ لِلْجَمَلِ الْجَسِيمِ: إِنه لَعَظِيمُ الكَتْر، وَرَجُلٌ رَفِيعُ الكَتْرِ فِي الْحَسَبِ وَنَحْوِهِ، والكَتْرُ: بِنَاءٌ مِثْلُ القُبَّة. والكِتْرُ والكَتْرُ والكَتَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والكَتْرَةُ: السَّنامُ، وَقِيلَ: السَّنَامُ الْعَظِيمُ شُبِّهَ بِالْقُبَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَعلاه، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الرأْس؛ وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ بِنَاءٌ مِثْلُ الْقُبَّةِ يُشَبَّه السَّنامُ بِهِ. وأَكْتَرَتِ النَّاقَةُ: عظم كِتْرُها [كَتْرُها]؛ وَقَالَ عَلْقَمةُ بْنُ عَبْدَةَ يَصِفُ نَاقَةً: قَدْ عُرِّيَتْ حِقْبَةً حتى اسْتَظَفَّ لَهَا ... كِتْرٌ، كحافَةِ كِيرِ القَيْنِ، مَلْمُومُ قَوْلُهُ عُرِّيَتْ أَي عُرِّيَتْ هَذِهِ النَّاقَةُ مِنْ رَحْلِهَا فَلَمْ تُرْكَبْ بُرْهَةً مِنَ الزَّمَانِ فَهُوَ أَقوى لها. ومعنى اسْتَظَفَّ ارْتَفَعَ، وَقِيلَ: أَشرف وأَمكن. وكِيرُ الْحَدَّادِ: زِقُّه أَو جِلْدٌ غَلِيظٌ لَهُ حَافَاتٌ. ومَلْمومٌ: مُجْتَمَعٌ. قَالَ الأَصمعي: وَلَمْ أَسمع الكِتْرَ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. ابْنُ الأَعرابي: الكِتْرة القِطْعَة مِنَ السَّنَامِ. والكِتْرَةُ: القُبَّةُ. والكَتْر أَيضاً: الهَوْدَجُ الصَّغِيرُ. والكَتْرةُ: مِشيَةٌ فيها تَخَلُّجٌ. كثر: الكَثْرَةُ والكِثْرَةُ والكُثْرُ: نَقِيضُ الْقِلَّةِ. التَّهْذِيبُ: وَلَا تَقُلِ الكِثْرَةُ، بِالْكَسْرِ، فإِنها لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَقَوْمٌ كَثِيرٌ وَهُمْ كَثِيرُونَ. اللَّيْثُ: الكَثْرَة نَمَاءُ الْعَدَدِ. يُقَالُ: كَثُرَ الشيءُ يَكْثُر كَثْرَةً، فَهُوَ كَثِيرٌ. وكُثْرُ الشَّيْءِ: أَكْثَرُه، وقُلُّه: أَقله. والكُثْرُ، بِالضَّمِّ، مِنَ الْمَالِ: الكثيرُ؛ يُقَالُ: مَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِرَجُلٍ مِنْ رَبِيعَةَ: فإِنَّ الكُثْرَ أَعياني قَدِيمًا، ... وَلَمْ أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّي غُلامُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِعَمْرِو بْنُ حَسَّان مِنْ بَنِي الحرث بْنِ هَمَّام؛ يَقُولُ: أَعياني طلبُ الْكَثْرَةِ مِنَ الْمَالِ وإِن كنتُ غيرَ مُقْتِرٍ مِنْ صِغَرِي إِلى كِبَرِي، فَلَسْتُ مِنَ المُكْثِرِين وَلَا المُقْتِرِين؛ قَالَ: وَهَذَا يَقُولُهُ لامرأَته وَكَانَتْ لَامَتَهُ فِي نَابَيْنِ عَقَرَهُمَا لِضَيْفٍ نَزَلَ بِهِ يُقَالُ لَهُ إِساف فَقَالَ: أَفي نَابَيْنِ نَالَهُمَا إِسافٌ ... تَأَوَّهُ طَلَّتي مَا أَن تَنامُ؟ أَجَدَّكِ هَلْ رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ، ... أَطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ بَنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا، ... تَغَنَّى فِي طوائقِه الحَمامُ تَمَخَّضَت المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ ... أَنَى، ولكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ

وكِسْرى، إِذ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ ... بأَسيافٍ، كَمَا اقْتُسِمَ اللِّحامُ قَوْلُهُ: أَبا قُبَيْسٍ يَعْنِي بِهِ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ وَكُنْيَتُهُ أَبو قَابُوسَ فَصَغَّرَهُ تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ. وَالرُّكَامُ: الْكَثِيرُ؛ يَقُولُ: لَوْ كَانَتْ كَثْرَةُ الْمَالِ تُخْلِدُ أَحداً لأَخْلَدَتْ أَبا قَابُوسَ. وَالطَّوَائِقُ: الأَبنية الَّتِي تُعْقَدُ بالآجُرِّ. وَشَيْءٌ كَثِير وكُثارٌ: مِثْلُ طَويل وطُوال. وَيُقَالُ: الحمد لله عَلَى القُلِّ والكُثْرِ والقِلِّ والكِثْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ المالُ أَربعون والكُثْرُ سِتُّون ؛ الكُثْرُ، بِالضَّمِّ: الْكَثِيرُ كالقُلِّ فِي الْقَلِيلِ، والكُثْرُ مُعْظَمُ الشَّيْءِ وأَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشيءُ كَثارَةً فَهُوَ كَثِير وكُثارٌ وكَثْرٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: والْعَنْهم لَعْناً كَثِيرًا، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ دُمْ عَلَيْهِ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى هَذَا لأَنه إِذا دَامَ عَلَيْهِ كَثُرَ. وكَثَّر الشيءَ: جَعَلَهُ كَثِيرًا. وأَكْثَر: أَتى بكَثِير، وَقِيلَ: كَثَّرَ الشَّيْءَ وأَكْثَره جَعَلَهُ كَثيراً. وأَكْثَر اللهُ فِينَا مِثْلَكَ: أَدْخَلَ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وأَكثَر الرجلُ أَي كَثُر مالُه. وَفِي حَدِيثِ الإِفْك: ... وَلَهَا ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فِيهَا أَي كَثَّرْنَ القولَ فِيهَا والعَنَتَ لَهَا؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَكَانَ حسانُ مِمَّنْ كَثَّرَ عَلَيْهَا، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَرَجُلٌ مُكْثِرٌ: ذُو كُثْرٍ مِنَ الْمَالِ؛ ومِكْثارٌ ومِكْثير: كَثِيرُ الْكَلَامِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مُؤَنَّثَهُ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ. والكاثِرُ: الكَثِير. وعَدَدٌ كاثِرٌ: كَثِير؛ قَالَ الأَعشى: ولَسْتُ بالأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى، ... وإِنما العِزَّةُ للكاثِرِ الأَكثر هَاهُنَا بِمَعْنَى الْكَثِيرِ، وَلَيْسَتْ لِلتَّفْضِيلِ، لأَن الأَلف واللام ومن يَتَعَاقَبَانِ فِي مِثْلِ هَذَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ لِلتَّفْضِيلِ وَتَكُونُ مِنْ غَيْرَ مُتَعَلِّقَةٍ بالأَكثر، وَلَكِنْ عَلَى قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ: فإِنَّا رَأَيْنا العِرْضَ أَحْوَجَ، سَاعَةً، ... إِلى الصِّدْقِ مِنْ رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وَرَجُلٌ كَثِيرٌ: يَعْنِي بِهِ كَثْرَة آبَائِهِ وضُرُوبَ عَلْيائه. ابْنُ شُمَيْلٍ عَنْ يُونُسَ: رِجالٌ كَثير وَنِسَاءٌ كَثِير وَرِجَالٌ كَثيرة وَنِسَاءٌ كَثِيرة. والكُثارُ، بِالضَّمِّ: الكَثِيرُ. وَفِي الدَّارِ كُثار وكِثارٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَاتٍ، وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ. وكاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَي غَلَبْنَاهُمْ بالكَثْرَةِ. وكاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ يَكْثُرونَهُمْ: كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الكُمَيْتِ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: وعاثَ فِي غابِرٍ مِنْهَا بعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ المُكافئِ، والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ العَثْعَثَة: اللَّيِّنْ مِنَ الأَرض. والمُكافئُ: الَّذِي يَذْبَحُ شَاتَيْنِ إِحداهما مُقَابِلَةُ الأُخرى لِلْعَقِيقَةِ. ويَهْتَبِلُ: يَفْتَرِصُ ويَحْتال. والتَّكاثُر: المُكاثَرة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنكم لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلا كَثَّرتاه ؛ أَي غَلَبناه بالكَثْرَةِ وكانَتا أَكْثَر مِنْهُ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ؛ نَزَلَتْ فِي حَيَّيْنِ تَفاخَرُوا أَيُّهم أَكْثَرُ عَدداً وَهُمْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ وبنو سَهْم فكَثَرَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَنِي سَهْمٍ، فَقَالَتْ بَنُو سَهْمٍ: إِن البَغْيَ أَهلكنا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فعادُّونا بالأَحياء والأَموات. فكَثَرَتْهم بَنُو سَهْم، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ؛ أَي حَتَّى زُرْتُمُ الأَموات؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَلهاكم التَّفَاخُرُ بِكَثْرَةِ الْعَدَدِ وَالْمَالِ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ أَي حَتَّى مُتُّمْ؛ قَالَ جَرِيرٌ للأَخطل:

زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ، ... فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها «4» فَجَعَلَ زيارةَ الْقُبُورِ بِالْمَوْتِ؛ وَفُلَانٌ يَتَكَثَّرُ بِمَالِ غَيْرِهِ. وكاثَره الماءَ واسْتَكْثَره إِياه إِذا أَراد لِنَفْسِهِ مِنْهُ كَثِيرًا لِيَشْرَبَ مِنْهُ، وإِن كَانَ الْمَاءُ قَلِيلًا. وَاسْتَكْثَرَ مِنَ الشَّيْءِ: رَغِبَ فِي الْكَثِيرِ مِنْهُ وأَكثر مِنْهُ أَيضاً. وَرَجُلٌ مَكْثُورٌ عَلَيْهِ إِذا كَثُرَ عَلَيْهِ مَنْ يَطْلُبُ مِنْهُ المعروفَ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ وكَثُرَتْ عَلَيْهِ الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ ومَشْفوهٍ ومَضْفوفٍ. وَفِي حَدِيثِ قَزَعَةَ: أَتيتُ أَبا سَعِيدٍ وَهُوَ مَكْثُورٌ عَلَيْهِ. يُقَالُ: رَجُلٌ مَكْثُورٌ عَلَيْهِ إِذا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الحقوقُ والمطالَباتُ؛ أَراد أَنه كَانَ عِنْدَهُ جَمْعٌ مِنَ النَّاسِ يسأَلونه عَنْ أَشياء فكأَنهم كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ حُقُوقٌ فَهُمْ يَطْلُبُونَهَا. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا رأَينا مَكْثُوراً أَجْرَأَ مَقْدَماً مِنْهُ ؛ المَكْثُورُ: الْمَغْلُوبُ، وَهُوَ الَّذِي تَكَاثَرَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَهَرُوهُ، أَي مَا رأَينا مَقْهُورًا أَجْرَأَ إِقْداماً مِنْهُ. والكَوْثَر: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والكَوْثَر: الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ مِنَ الْغُبَارِ إِذا سَطَعَ وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛ قَالَ أُمَيَّةُ يَصِفُ حِمَارًا وَعَانَتَهُ: يُحامي الحَقِيقَ إِذا مَا احْتَدَمْن، ... وحَمْحَمْنَ فِي كَوْثَرٍ كالجَلالْ أَراد: فِي غُبار كأَنه جَلالُ السَّفِينَةِ. وَقَدْ تَكَوْثَر الغُبار إِذا كَثُرَ؛ قَالَ حَسّان بْنُ نُشْبَة: أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ، ... وَقَدْ ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرا وَقَدْ تَكَوْثَرَ. وَرَجُلٌ كَوْثَرٌ: كَثِيرُ الْعَطَاءِ وَالْخَيْرِ. والكَوْثَرُ: السَّيِّدُ الْكَثِيرُ الْخَيِّرِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَنتَ كَثِيرٌ، يَا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ، ... وَكَانَ أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا وَقَالَ لَبِيدٌ: وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَ كَوْثَرُ والكَوْثَرُ: النَّهْرُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَالْكَوْثَرُ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ يَتَشَعَّبُ مِنْهُ جَمِيعُ أَنهارها وَهُوَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: أُعطِيتُ الكَوْثَر ، وَهُوَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ فَوْعَل مِنَ الْكَثْرَةِ وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَمَعْنَاهُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الكَوْثَرَ الْقُرْآنُ وَالنُّبُوَّةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ؛ قِيلَ: الكَوْثَرُ هَاهُنَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي يُعْطِيهِ اللَّهُ أُمته يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الْكَثْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن الكَوْثَرَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ أَشد بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وأَحلى مِنَ الْعَسَلِ، فِي حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ ، وَجَاءَ أَيضاً فِي التَّفْسِيرِ: أَن الكَوْثَرَ الإِسلام وَالنُّبُوَّةُ، وَجَمِيعُ مَا جَاءَ فِي تَفْسِيرِ الْكَوْثَرِ قَدْ أُعطيه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُعطي النُّبُوَّةَ وإِظهار الدِّينِ الَّذِي بُعِثَ بِهِ عَلَى كُلِّ دِينٍ وَالنَّصْرَ عَلَى أَعدائه وَالشَّفَاعَةَ لأُمته، وَمَا لَا يُحْصَى مِنَ الْخَيْرِ، وَقَدْ أُعطي مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِ عَلَى أَهل الْجَنَّةِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبو أُمية: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ كَثير، وهو فوعل من الكثرة. أَبو تُرَابٍ: الكَيْثَرُ بِمَعْنَى الكَثِير؛ وأَنشد: هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَاءُ ... والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ؟ فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ وَاحِدٌ. والكَثْرُ والكَثَرُ، بِفَتْحَتَيْنِ: جُمَّار النَّخْلِ، أَنصارية، وَهُوَ شَحْمُهُ الذي

_ (4). وفي رواية أخرى: فكان كأَلأَمِ زُوّارِها

في وسط النَّخْلَةُ؛ فِي كَلَامِ الأَنصار: وَهُوَ الجَذَبُ أَيضاً. وَيُقَالُ: الكَثْرُ طَلْعُ النَّخْلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ ، وَقِيلَ: الكَثَرُ الجُمَّارُ عامَّةً، وَاحِدَتُهُ كَثَرَةٌ. وَقَدْ أَكْثَرَ النخلُ أَي أَطْلَعَ. وكَثِير: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَمِنْهُ كُثَيِّرُ بْنُ أَبي جُمْعَةَ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ لَفْظُ التصغير. وكَثِيرَةُ: اسْمُ امرأَة. والكَثِيراءُ: عِقِّيرٌ معروف. كخر: قَالَ الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ الأَنصاري: فِي الْفَخْذِ الغُرُورُ، وَهِيَ غُضون فِي ظَاهِرِ الْفَخِذَيْنِ، وَاحِدُهَا غَرٌّ، وَفِيهِ الكاخِرَةُ، وَهِيَ أَسفل مِنَ الْجَاعِرَةِ فِي أَعالي الغُرور. كدر: الكَدَرُ: نَقِيضُ الصَّفَاءِ، وَفِي الصِّحَاحِ: خِلَافُ الصَّفْوِ؛ كَدَرَ وكَدُرَ، بِالضَّمِّ، كَدارَةً وكَدِرَ، بِالْكَسْرِ، كَدَراً وكُدُوراً وكُدْرَةً وكُدُورَةً وكَدارَةً واكْدَرَّ؛ قَالَ ابْنُ مَطِيرٍ الأَسَدِيُّ: وكائنْ تَرى مِنْ حَالِ دُنْيا تَغَيَّرتْ، ... وحالٍ صَفا، بَعْدَ اكدِرارٍ، غَديرُها وَهُوَ أَكْدَرُ وكَدِرٌ وكَدِيرٌ؛ يُقَالُ: عَيْشٌ أَكْدَرُ كِدرٌ، وماءٌ أَكدَرُ كَدِرٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: كَدِرَ الماءُ بِالْكَسْرِ، يَكْدَرُ كَدَراً، فَهُوَ كَدِرٌ وكَدْرٌ، مِثْلُ فَخِذٍ وفَخْذٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَوْ كنتَ مَاءً كنتَ غيرَ كَدرِ وَكَذَلِكَ تَكَدَّر وكَدَّره غيرُه تَكْديراً: جَعَلَهُ كَدِراً، وَالِاسْمُ الكُدْرة والكُدُورَة. والكُدْرَةُ مِنَ الأَلوان: مَا نَحا نَحوَ السَّوَادِ والغُبْرَةِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: الكُدْرة فِي اللَّوْنِ خَاصَّةً، والكُدُورة فِي الْمَاءِ وَالْعَيْشِ، والكَدَرُ فِي كلٍّ. وكَدِرَ لونُ الرَّجُلِ، بِالْكَسْرِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: كَدُرَ عَيْشُ فُلَانٍ وتَكَدَّرَتْ مَعِيشَتُهُ، وَيُقَالُ: كَدِرَ الْمَاءُ وكَدُرَ وَلَا يُقَالُ كَدَرَ إِلا فِي الصبِّ. يقال: كَدَرَ الشيءَ يَكْدُرُه كَدْراً إِذا صَبَّهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ جَيْشًا: فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ، ... سَنابِكُ الخَيْلِ يُصَدِّعْنَ الأَيَرّ والكَدَرُ: جَمْعُ الكَدَرَة، وَهِيَ المَدَرَةُ الَّتِي يُثيرها السَّنُّ، وهي هاهنا تُثيرُ سَنابِكُ الْخَيْلِ. ونُطفة كَدْراء: حَدِيثَةُ الْعَهْدِ بِالسَّمَاءِ، فإِن أُخِذَ لَبَنٌ حَلِيبٌ فأُنْقِعَ فِيهِ تَمْرٌ بَرْنِيٌّ، فَهُوَ كُدَيْراء. وكَدَرَةُ الْحَوْضِ، بِفَتْحِ الدَّالِّ: طِينُهُ وكدَرُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ مُرَّةُ: كَدَرَتُه مَا عَلَاهُ مِنْ طُحْلُبٍ وعَرْمَضٍ وَنَحْوِهِمَا؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا كَانَ السَّحَابُ رَقِيقًا لَا يُوَارِي السَّمَاءَ فَهُوَ الكَدَرة، بِفَتْحِ الدَّالِّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ خُذْ مَا صَفَا ودَعْ مَا كَدَرَ وكدُرَ وكَدِرَ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَطا ضَرْبَانِ: فَضَرْبٌ جُونِيَّة، وَضَرْبٌ مِنْهَا الغَطاطُ والكُدْرِيُّ، والجُونيُّ مَا كَانَ أَكْدَرَ الظَّهْرِ أَسود بَاطِنِ الْجَنَاحِ مُصْفَرَّ الْخُلُقِ قَصِيرَ الرِّجْلَيْنِ، فِي ذَنَبِهِ رِيشَتَانِ أَطول مِنْ سَائِرِ الذَّنَبِ. ابْنُ سِيدَهْ: الكُدْرِيُّ والكُدارِيّ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ضَرْبٌ مِنَ القَطا قِصارُ الأَذناب فَصِيحَةٌ تُنادي بِاسْمِهَا وَهِيَ أَلطف مِنَ الجُونيّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَلْقى بِهِ بَيْضَ القَطا الكُدارِي ... تَوائماً، كالحَدَقِ الصِّغارِ وَاحِدَتُهُ كُدْرِيَّةٌ وكُدارِيَّة، وَقِيلَ: إِنما أَراد الكُدْرِيّ فَحَرَّكَ وَزَادَ أَلفاً لِلضَّرُورَةِ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ

الكَدَارِيّ، وَفَسَّرَهُ بأَنه جَمْعُ كُدْرِيّة. قَالَ بَعْضُهُمْ: الكُدْرِيّ منسوبٌ إِلى طَيْرِ كُدْرٍ، كالدُّبْسِيّ مَنْسُوبٌ إِلى طَيْرِ دُبْسٍ. الْجَوْهَرِيُّ: القَطا ثَلَاثَةُ أَضرب: كُدْرِيٌّ وجُونيّ وغَطاطٌ، فالكُدْرِيّ مَا وَصَفْنَاهُ وَهُوَ أَلطف مِنَ الجُونيِّ، كأَنه نُسِبَ إِلى مُعْظَمِ الْقَطَا وَهِيَ كُدْرٌ، وَالضَّرْبَانِ الْآخَرَانِ مَذْكُورَانِ فِي مَوْضِعَيْهِمَا. والكَدَرُ: مَصْدَرُ الأَكْدَرِ، وَهُوَ الَّذِي فِي لَوْنِهِ كُدْرَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَكْدَرُ لَفَّافٌ عِنادَ الرُّوع والكَدَرَةُ: القُلاعَة الضَّخْمَة المُثارة مِنْ مَدَر الأَرض. والكَدَرُ: القَبضات الْمَحْصُودَةُ الْمُتَفَرِّقَةُ مِنَ الزَّرْعِ وَنَحْوِهِ، وَاحِدَتُهُ كَدَرَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وانْكَدَرَ يَعْدُو: أَسرع بَعْضَ الإِسراع، وَفِي الصِّحَاحِ: أَسرع وانْقَضّ. وانكَدَر عَلَيْهِمُ القومُ إِذا جاؤوا أَرسالًا حَتَّى يَنْصَبُّوا عَلَيْهِمْ. وانْكَدَرَتِ النجومُ: تَناثَرَتْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ . والكُدَيْراءُ: حَلِيبٌ يُنْقَع فِيهِ تَمْرٌ بَرْنيٌّ، وَقِيلَ: هُوَ لَبَنٌ يُمْرَسُ بِالتَّمْرِ ثُمَّ تُسْقَاهُ النِّسَاءُ ليَسْمَنَّ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ الطَّعَامِ، وَلَمْ يُحَلِّهِ. وَحِمَارٌ كُدُرٌّ وكُنْدُر وكُنادِرٌ: غَلِيظٌ؛ وأَنشد: نَجاءُ كُدُرٍّ مِنْ حَمِيرِ أَتِيدَةٍ، ... بِفَائِلِهِ والصَّفْحَتَيْن نُدُوبُ وَيُقَالُ: أَتان كُدُرَّة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّابِّ الْحَادِرِ الْقَوِيِّ الْمُكْتَنِزِ: كُدُرٌّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ؛ وأَنشد: خُوص يَدَعْنَ العَزَبَ الكُدُرَّا، ... لَا يَبْرَحُ المنزلَ إِلا حُرّا وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ شُجاع: غُلَامٌ قُدُرٌ وكُدُرٌ، وَهُوَ التَّامُّ دُونَ الْمُنْخَزِلِ؛ وأَنشد: خُوصٌ يَدَعْنَ الْعَزَبَ الْكُدُرَّا وَرَجُلٌ كُنْدُر وكُنادِرٌ: قَصِيرٌ غَلِيظٌ شَدِيدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن كُنْدُراً رُبَاعِيٌّ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً. وبناتُ الأَكْدَرِ: حَميرُ وَحْشٍ مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْلٍ مِنْهَا. وأُكَيْدِرٌ: صاحبُ دُومَةِ الجَنْدَلِ. والكَدْراء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ. وأَكْدَرُ: اسْمٌ. وكَوْدَرٌ: مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر؛ عَنِ الأَصمعي؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ويومَ دَعا وِلْدانَكم عِنْدَ كَوْدَرٍ، ... فَخَالُوا لَدَى الدَّاعي ثَرِيداً مُفلْفَلا وتَكادَرت الْعَيْنُ فِي الشَّيْءِ إِذا أَدامت النَّظَرَ إِليه. الْجَوْهَرِيُّ: والأَكْدَرِيّة مسأَلة فِي الْفَرَائِضِ، وَهِيَ زَوْجٌ وأُم وجَدّ وأُخت لأَب وأُم. كرر: الكَرُّ: الرُّجُوعُ. يُقَالُ: كَرَّه وكَرَّ بِنَفْسِهِ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. والكَرُّ: مَصْدَرُ كَرَّ عَلَيْهِ يَكُرُّ كَرًّا وكُروراً وتَكْراراً: عَطَفَ. وكَرَّ عَنْهُ: رَجَعَ، وكَرّ عَلَى الْعَدُوِّ يَكُرُّ؛ وَرَجُلٌ كَرَّار ومِكَرّ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. وكَرَّرَ الشَّيْءَ وكَرْكَره: أَعاده مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. والكَرّةُ: المَرَّةُ، وَالْجَمْعُ الكَرَّات. وَيُقَالُ: كَرَّرْتُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ وكَرْكَرْتُه إِذا رَدَّدْتُهُ عَلَيْهِ. وكَركَرْتُه عَنْ كَذَا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته. والكَرُّ: الرُّجُوعُ عَلَى الشَّيْءِ، وَمِنْهُ التَّكْرارُ. ابْنُ بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بِمَعْنَى التَّكْرارِ وَكَذَلِكَ التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة. الْجَوْهَرِيُّ: كَرَّرْتُ الشَّيْءَ تَكْرِيراً وتَكْراراً؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: قُلْتُ لِأَبِي عَمْرٍو: مَا بَيْنٌ

تِفْعالٍ وتَفْعال؟ فَقَالَ: تِفْعالٌ اسْمٌ، وتَفْعالٌ، بِالْفَتْحِ، مَصْدَرٌ. وتَكَرْكَرَ الرجلُ فِي أَمره أَي ثردّد. والمُكَرر مِنَ الْحُرُوفِ: الرَّاءُ، وَذَلِكَ لأَنك إِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ رأَيت طَرَفَ اللِّسَانِ يَتَغَيَّرُ بِمَا فِيهِ مِنَ التَّكْرِيرِ، وَلِذَلِكَ احْتُسِبَ فِي الإِمالة بِحَرْفَيْنِ. والكَرَّةُ: البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بَعْدَ الفَناء. وكَرّ المريضُ يَكِرُّ كَرِيراً: جَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ وحَشْرَجَ، فإِذا عَدَّيته قُلْتَ كَرَّه يَكُرّه إِذا رَدَّه. والكَرِير: الحَشْرَجَة، وَقِيلَ: الْحَشْرَجَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقِيلَ: الكَرِيرُ صَوْتٌ فِي الصَّدْرِ مِثْلُ الحَشْرَجَة وَلَيْسَ بِهَا؛ وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْخَيْلِ فِي صُدُورِهَا، كَرَّ يَكِرُّ، بِالْكَسْرِ، كَرِيراً مِثْلَ كرِيرِ المُخْتَنِقِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «1» يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه ... ليَقْتُلَنِي، والمرءُ ليسَ بقَتَّال والكَرِيرُ: صَوْتٌ مِثْلُ صَوْتِ المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قَالَ الأَعشى: فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال، ... إِذا كَانَ دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا والكَرِيرُ: بُحَّة تَعْتَرِي مِنَ الْغُبَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم فَقَالَ لامرأَته: مَا عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: شَعِيرٌ، قَالَ: فكَرْكِري أَي اطْحَنِي. والكَرْكَرة: صَوْتٌ يُرَدِّدُهُ الإِنسان فِي جَوْفِهِ. والكَرُّ: قَيْدٌ مِنْ لِيفٍ أَو خُوصٍ. والكَرّ، بِالْفَتْحِ: الْحَبْلُ الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ عَلَى النَّخْلِ، وَجَمْعُهُ كُرورٌ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُسَمَّى بِذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الْحِبَالِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فِي الكَرّ ويُسَوَّى مِنْ حُرِّ اللِّيف؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كالكَرِّ لَا سَخْتٌ وَلَا فِيهِ لَوَى وَقَدْ جَعَلَ الْعَجَّاجُ الكَرّ حَبْلًا تُقاد بِهِ السُّفُنُ فِي الْمَاءِ، فَقَالَ: جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ والصَّرارِيُّ: المَلَّاحُ، وَقِيلَ: الكَرّ الْحَبْلُ الْغَلِيظُ. أَبو عُبَيْدَةَ: الكَرّ مِنَ اللِّيفِ وَمِنْ قِشْرِ الْعَرَاجِينِ وَمِنَ العَسِيب، وَقِيلَ: هُوَ حَبْل السَّفِينة، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْحَبْلُ، فَعَمَّ بِهِ. والكَرُّ: حبلُ شِراعِ السَّفِينَةِ، وَجَمْعُهُ كُرورٌ؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجُ: جَذْبَ الصراريِّين بِالْكُرُورِ والكِرَارانِ: مَا تَحْتَ المِيرَكَةِ مِنَ الرَّحْل؛ وأَنشد: وَقَفْتُ فِيهَا ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ ... سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ، تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ والكَرّ: مَا ضَمَّ ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بَيْنَهُمَا، وَهُوَ الأَديم الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ الظَّلِفاتُ مِنَ الرَّحْلِ، وَالْجَمْعُ أَكرار؛ والبِدادانِ فِي القَتَبِ بِمَنْزِلَةِ الكَرّ فِي الرَّحْلِ، غَيْرَ أَن البِدادَينِ لَا يَظْهَرَانِ مِنْ قُدّام الظَّلِفة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ فِي أَكْرارِ الرَّحْلِ هَذَا، لَا مَا قَالَهُ فِي الكِرارَيْن مَا تَحْتَ الرَّحْلِ. والكَرَّتانِ: القَرَّتان، وَهُمَا الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ لُغَةٌ حَكَاهَا يَعْقُوبُ. والكَرّ والكُرُّ: مِنْ أَسماء الْآبَارِ، مُذَكَّرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الحِسْيُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ الآجِنُ ليَصْفُوَ، وَالْجَمْعُ كِرارٌ؛ قَالَ كُثَيِّر: أُحِبُّكِ، مَا دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ، ... وَمَا ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ

_ (1). الشاعر هو إمرؤ القيس:

وَمَا دامَ غَيْثٌ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ، ... بِهِ قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْعَجْزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: بِهَا قُلُبٌ عَادِيَّةٌ، وَالصَّوَابُ: بِهِ قُلُبٌ عَادِيَّةٌ. والقُلُب: جَمْعُ قَلِيب وَهُوَ الْبِئْرُ. والعادِيَّة: الْقَدِيمَةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى عادٍ. وَالْوَشِيجَةُ: عِرْقُ الشَّجَرَةِ. وأُبْلى وتِعارٌ: جَبَلَانِ. والكُرُّ: مِكْيَالٌ لأَهل الْعِرَاقِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: إِذا بَلَغَ الماءُ كُرًّا لَمْ يَحْمِلْ نَجَساً ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ كُرٍّ لَمْ يَحْمِلِ القَذَرَ ، والكُرّ: سِتَّةُ أَوقار حِمَارٍ، وَهُوَ عِنْدَ أَهل الْعِرَاقِ سِتُّونَ قَفِيزًا. وَيُقَالُ للحِسْي: كُرٌّ أَيضاً؛ والكُرُّ: واحدٌ أَكْرارِ الطَّعَامِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ بِالْمِصْرِيِّ أَربعين إِرْدَبًّا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الكُرّ سِتُّون قَفِيزاً، والقَفِيز ثَمَانِيَةُ مَكَاكِيكَ، والمَكُّوكُ صَاعٌ وَنِصْفٌ، وَهُوَ ثلاثُ كَيْلَجاتٍ؛ قَالَ الأَزهري: والكُرُّ مِنْ هَذَا الْحِسَابِ اثْنَا عَشَرَ وَسْقاً، كُلُّ وَسْقٍ سِتُّونَ صَاعًا. والكُرُّ أَيضاً: الْكِسَاءُ. والكُرُّ: نَهْرٌ. والكُرّة: البَعَرُ، وَقِيلَ: الكُرّةُ سِرْقينٌ وَتُرَابٌ يُدَقُّ ثُمَّ تُجْلَى بِهِ الدُّرُوعُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الكُرّة البَعَرُ العَفِنُ تُجْلَى بِهِ الدُّروع؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ دُرُوعًا: عُلِينَ بكدْيَوْنٍ وأُشْعِرْنَ كُرَّةً، ... فَهُنَّ إِضاءٌ صافياتُ الْغَلَائِلِ وَفِي التَّهْذِيبِ: وأُبْطِنَّ كُرَّةً فَهُنَّ وِضاءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وكَرارِ مثلُ قَطام خَرَزة يُؤَخِّذُ بِهَا نِساءُ الأَعراب. ابْنُ سِيدَهْ: والكَرَارُ خَرَزَةٌ يُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرجالَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ تَقُولُ السَّاحِرَةُ يَا كَرارِ كُرِّيه، يَا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن أَدْبَر فَضُرِّيه. والكَرْكَرةُ: تَصْرِيفُ الرِّيحِ السحابَ إِذا جَمَعَتْهُ بَعْدَ تفرُّق؛ وأَنشد: تُكَرْكِرُه الجَنائبُ فِي السِّدادِ وَفِي الصِّحَاحِ: باتَتْ تُكَرْكِرُه الجَنُوب، وأَصله تُكَرِّره، مِنَ التَّكْرِير، وكَرْكَرَتْهُ: لَمْ تَدَعْهُ يَمْضِي؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تُكَرْكِرُه نَجْدِيَّةٌ وتَمُدُّه ... مُسَفْسِفَةٌ، فَوْقَ التُّرَابِ، مَعُوجُ وتكرْكَرَ هُوَ: تَرَدَّى فِي الْهَوَاءِ. وتَكَرْكَرَ الماءُ: تَراجَع فِي مَسِيلِه. والكُرْكُورُ: وادٍ بَعِيدُ القَعْرِ يَتَكَرْكَرُ فِيهِ الْمَاءُ. وكَرْكَرَهُ: حَبَسه. وكَرْكَرَه عَنِ الشَّيْءِ: دَفَعَه ورَدَّه وحَبَسه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا قَدِمَ الشامَ وَكَانَ بِهَا الطاعونُ تَكَرْكَرَ عَنْ ذَلِكَ أَي رَجَعَ، مِنْ كَرْكَرْتُه عنِّي إِذا دَفَعْتَه ورَدَدْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ كِنَانَةَ: تَكَرْكَرَ الناسُ عَنْهُ. والكَرْكَرَة: ضَرْبٌ مِنَ الضَّحِكِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَشْتَدَّ الضَّحِكُ. وَفُلَانٌ يُكَرْكِرُ فِي صَوْتِهِ: كيُقَهْقِهُ. أَبو عَمْرٍو: الكَرْكَرَةُ صَوْتٌ يُرَدِّدُهُ الإِنسانُ فِي جَوْفِهِ. ابْنُ الأَعرابي: كَرْكَرَ فِي الضَّحِكِ كَرْكَرَةً إِذا أَغْرَبَ، وكَرْكَرَ الرَّحى كَرْكَرَةً إِذا أَدارَها. الْفَرَّاءُ: عَكَكْتُه أَعُكُّه وكَرْكَرْتُه مِثْلُهُ. شِمْرٌ: الكَرْكَرَةُ مِنَ الإِدارَةِ والتَّرْدِيدِ. وكَرْكَرَ بالدَّجاجة: صَاحَ بِهَا. والكَرْكرَةُ: اللَّبَنُ الْغَلِيظُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والكِرْكِرَةُ: رَحَى زَوْرِ الْبَعِيرِ والناقةِ، وَهِيَ إِحدى الثَّفِنات الْخَمْسِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّدْرُ مِنَ كُلِّ

ذِي خفٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلم تَرَوْا إِلى البَعِير يَكُونُ بكِرْكِرَته نُكْتَة مِنْ جَرَب هِيَ بِالْكَسْرِ زَوْرُ الْبَعِيرِ الَّذِي إِذا بَرَكَ أَصاب الأَرضَ، وَهِيَ ناتِئَة عَنْ جِسْمِهِ كالقُرْصَةِ، وَجَمْعُهَا كراكِرُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَا أَجْهَلُ عَنْ كَراكِرَ وأَسْنِمة ؛ يُرِيدُ إِحضارها للأَكل فإِنها مِنْ أَطايب مَا يُؤْكَلُ مِنَ الإِبل؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: عَطاؤكُمُ للضَّارِبِينَ رِقابَكُمْ، ... ونُدْعَى إِذا مَا كَانَ حَزُّ الكَراكِرِ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَكُونَ بِالْبَعِيرِ دَاءٌ فَلَا يَسْتَوِي إِذا بَرَكَ فَيُسَلُّ مِنَ الكِرْكِرَةِ عِرْقٌ ثُمَّ يُكْوَى؛ يُرِيدُ: إِنما تَدْعونا إِذا بَلَغَ مِنْكُمُ الجُهْدُ لِعِلْمِنَا بِالْحَرْبِ، وَعِنْدَ العَطاء والدَّعة غَيْرَنا. وكَرْكَر الضاحِكُ: شَبَّه بكَرْكَرَة الْبَعِيرِ إِذا رَدَّدَ صَوْتَهُ. والكَرْكَرَةُ فِي الضَّحِكِ مِثْلُ القَرْقَرة. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: مَنْ ضَحِكَ حَتَّى يُكَرْكِرَ فِي الصَّلَاةِ فلْيُعِدِ الوضوءَ وَالصَّلَاةَ ؛ الكَرْكَرَةُ شِبْهُ القَهْقَهَة فَوْقَ القَرْقَرة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّ الْكَافَ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْقَافِ لِقُرْبِ الْمَخْرَجِ. والكَرْكَرَةُ: مِنَ الإِدارَةِ والتَّرْديد، وَهُوَ مِنْ كَرَّ وكَرْكَرَ. قَالَ: وكَرْكَرَةُ الرَّحى تَرْدادُها. وأُلِحَّ عَلَى أَعرابي بِالسُّؤَالِ فَقَالَ: لَا تُكَرْكِرُوني؛ أَراد لَا تُرَدّدوا عَليَّ السُّؤَالَ فأَغْلَطَ. وَرَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبيه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنه قَالَ: كُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ وَكَانَتْ عَجُوزٌ لَنَا تَبْعَثُ إِلى بُضاعَة فتأْخُذُ مِنْ أُصول السِّلْقِ فَتَطْرَحُه فِي قِدْرٍ وتُكَرْكِرُ حباتٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَكُنَّا إِذا صَلَّينا انْصَرَفْنَا إِليها فتُقَدِّمه إِلينا، فَنَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجله؛ قَالَ القَعْنَبي: تُكَرْكِرُ أَي تَطْحَنُ، وسمِّيت كَرْكَرَةً لِتَرْدِيدِ الرَّحَى عَلَى الطَّحْن؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذا كَرْكَرَتْه رِياحُ الجَنوبِ، ... أَلْقَحَ مِنْهَا عِجافاً حِيالا والكَرْكَرُ: وِعاءُ قَضِيبِ الْبَعِيرِ والتَّيْسِ وَالثَّوْرِ والكَراكِرُ: كرادِيسُ الْخَيْلِ، وأَنشد: نحنُ بأَرْضِ الشَّرْقِ فِينَا كَراكِرٌ، ... وخَيْلٌ جِيادٌ مَا تَجِفُّ لُبودُها والكَراكِرُ: الجماعاتُ، وَاحِدَتُهَا كِرْكِرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الكِرْكِرَة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. والمَكَرُّ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ الْحَرْبِ. وَفَرَسٌ مِكَرٌّ مِفَرٌّ إِذا كَانَ مؤَدَّباً طَيِّعاً خَفِيفًا، إِذا كُرَّ كَرَّ، وإِذا أَراد رَاكِبُهُ الفِرارَ عَلَيْهِ فَرَّ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَفَرَسٌ مِكَرٌّ يَصْلُحُ للكَرِّ وَالْحَمْلَةِ. ابْنُ الأَعرابي: كَرْكَرَ إِذا انْهَزَمَ، ورَكْرَكَ إِذا جَبُنَ. وَفِي حَدِيثِ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو حِينَ اسْتَهداه النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ماءَ زَمْزَم: فاستعانَت امرأَته بأُثَيْلَةَ ففَرَتا مَزَادَتَيْنِ وَجَعَلَتَاهُمَا فِي كُرَّيْنِ غُوطِيَّينِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الكُرُّ جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ الْغِلَاظِ، قَالَ: قَالَهُ أَبو مُوسَى. وأَبو مَالِكٍ عَمْرُو بْنُ كِرْكِرَةَ: رَجُلٌ مِنْ علماء اللغة. كربر: حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. كركر: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْتُ الْمَالَ كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُه حَبْكَرَةً وكَرْكَرْتُه إِذا جَمَعْتَهُ ورَدَدت أَطراف مَا انْتَشَرَ مِنْهُ، وكذلك كَبْكَبْتُه. كزبر: الكُزْبَرة: لُغَةٌ فِي الكُسْبَرة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكُزْبَرة، بِفَتْحِ الْبَاءِ، عَرَبِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الكُزْبُرَة مِنَ الأَبازير، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَقَدْ تُفْتَحُ، قَالَ: وأَظنه مُعَرَّبًا.

كسر: كَسَرَ الشَّيْءَ يَكْسِرُه كَسْراً فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد لِلْكَثْرَةِ، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَرْتُه انْكِسَارًا وانْكَسَر كَسْراً، وَضَعُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَصْدَرَيْنِ مَوْضِعَ صَاحِبِهِ لِاتِّفَاقِهِمَا فِي الْمَعْنَى لَا بِحَسَبِ التَّعَدِّي وَعَدَمِ التَّعدِّي. وَرَجُلٌ كاسرٌ مِنْ قَوْمٍ كُسَّرٍ، وامرأَة كاسِرَة مِنْ نِسْوَةٍ كَواسِرَ؛ وَعَبَّرَ يَعْقُوبُ عن الكُرَّهِ من قول رؤبة: وخافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ بأَنهن الكُسَّرُ؛ وَشَيْءٌ مَكْسور. وَفِي حَدِيثِ الْعَجِينِ: قَدِ انْكَسَر ، أَي لانَ واخْتَمر. وَكُلُّ شَيْءٍ فَتَر، فَقَدِ انْكسَر؛ يُرِيدُ أَنه صَلَح لأَنْ يُخْبَزَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بسَوْطٍ مَكْسور أَي لَيِّنٍ ضَعِيفٍ. وكَسَرَ الشِّعْرَ يَكْسِرُه كَسْراً فانْكسر: لَمْ يُقِمْ وَزْنَه، وَالْجَمْعُ مَكاسِيرُ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِنما أَذكر مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَن يُجْمَعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ، وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ، لأَنهم كَسَّروه تَشْبِيهًا بِمَا جَاءَ مِنَ الأَسماء عَلَى هَذَا الْوَزْنِ. والكَسِيرُ: المَكْسور، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ كَسْرَى وكَسَارَى، وَنَاقَةٌ كَسِير كَمَا قَالُوا كَفّ خَضِيب. والكَسير مِنَ الشَّاءِ: المُنْكسرةُ الرَّجُلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجُوزُ فِي الأَضاحي الكَسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَا يَزَالُ أَحدهم كاسِراً وِسادَه عِنْدَ امرأَة مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِليها أَي يَثْني وِسادَه عِنْدَهَا وَيَتَّكِئُ عَلَيْهَا ويأْخذ مَعَهَا فِي الْحَدِيثِ؛ والمُغْزِيَةُ الَّتِي غَزا زوْجُها. والكواسِرُ: الإِبلُ الَّتِي تَكْسِرُ العُودَ. والكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ كِسَرٌ مِثْلُ قِطْعَةٍ وقِطَع. والكُسارَةُ والكُسارُ: مَا تَكَسَّر مِنَ الشَّيْءِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ ووَصَفَ السُّرْفَة فَقَالَ: تَصْنعُ بَيْتًا مِنْ كُسارِ العِيدان، وكُسارُ الحَطَب: دُقاقُه. وجَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عَظِيمَةٌ مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها، وإِناء أَكْسار كَذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسارٌ: كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا كَسْراً ثُمَّ جَمَعُوهُ عَلَى هَذَا. والمَكْسِرُ: مَوْضِعُ الكَسْر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ومَكْسِرُ الشَّجَرَةِ: أَصلُها حَيْثُ تُكْسَرُ مِنْهُ أَغصانها؛ قَالَ الشُّوَيْعِر: فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ ... مِنْ فَرْعِهِ مَالًا، وَلَا المَكْسِرِ وعُود صُلْبُ المَكْسِر، بِكَسْرِ السِّينِ، إِذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بِكَسْرِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ طَيِّبُ المَكْسِرِ إِذا كَانَ مَحْمُودًا عند الخِبْرَةِ [الخُبْرَةِ]. ومَكْسِرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصله. والمَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ يُقَالُ: هُوَ طَيِّبُ المَكْسِرِ ورَدِيءُ المَكْسِر. وَرَجُلٌ صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ عَلَى الشِّدَّةِ، وأَصله مِنْ كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَتْ خُبْرَتُه مَحْمُودَةً: إِنه لَطَيِّبُ المَكْسِرِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ هَشُّ المَكْسِرِ، وَهُوَ مَدْحٌ وَذَمٌّ، فإِذا أَرادوا أَن يَقُولُوا لَيْسَ بمُصْلِدِ القِدْحِ فَهُوَ مَدْحٌ، وإِذا أَرادوا أَن يَقُولُوا هُوَ خَوَّارُ العُود فَهُوَ ذَمٌّ، وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ مَا لَمْ يبنَ عَلَى حَرَكَةِ أَوَّله كَقَوْلِكَ دِرْهم وَدَرَاهِمُ وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف، وأَما مَا يُجْمَعُ عَلَى حَرَكَةِ أَوّله فَمِثْلُ صَالِحٍ وَصَالِحُونَ وَمُسْلِمٍ وَمُسْلِمُونَ. وكَسَرَ مِنْ بَرْدِ الْمَاءِ وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْراً: فَتَّرَ. وانْكَسَر الحَرُّ: فتَر. وَكُلُّ مَنْ عَجَز عَنْ شَيْءٍ، فَقَدِ انْكَسَر عنه. وكل شيء فَتَر عَنْ أَمر يَعْجِزُ عَنْهُ يُقَالُ فِيهِ: انْكسَر، حَتَّى يُقَالَ كَسَرْتُ

مِنْ بَرْدِ الْمَاءِ فانْكَسَر. وكَسَرَ مِنْ طَرْفه يَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كسَرَ فُلَانٌ عَلَى طَرَفِهِ أَي غَضَّ مِنْهُ شَيْئًا. والكَسْرُ: أَخَسُّ الْقَلِيلِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه مِنْ هَذَا كأَنه كُسِرَ مِنَ الْكَثِيرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مَرَئيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ، ... فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفِيدُها والكَسْرُ والكِسْرُ، وَالْفَتْحُ أَعلى: الجُزْءُ مِنَ الْعُضْوِ، وَقِيلَ: هُوَ الْعُضْوُ الْوَافِرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعُضْوُ الَّذِي عَلَى حِدَتِه لَا يُخْلَطُ بِهِ غَيْرُهُ، وَقِيلَ هُوَ نِصْفُ الْعَظْمُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ: وعاذِلةٍ هَبَّتْ عَليَّ تَلُومُني، ... وَفِي كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِكُلِّ عَظْمٍ كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً. الأُمَويّ: وَيُقَالُ لِعَظْمِ السَّاعِدِ مِمَّا يَلِي النِّصْفَ مِنْهُ إِلى المِرْفَق كَسْرُ قَبيحٍ؛ وأَنشد شِمْرٍ: لَوْ كنتَ عَيْراً، كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ، ... أَو كنتَ كِسْراً [كَسْراً]، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ: وَلَوْ كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ مِنَ الطَّوِيلِ وَدَخَلَهُ الخَرْمُ مِنْ أَوله، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ أَو كُنْتَ كَسْرًا، وَالْبَيْتُ عَلَى هَذَا مِنَ الْكَامِلِ؛ يَقُولُ: لَوْ كُنْتَ عَيْرًا لَكُنْتَ شرَّ الأَعيار وَهُوَ عَيْرُ الْمَذَلَّةِ، وَالْحَمِيرُ عِنْدَهُمْ شرُّ ذَوَاتِ الْحَافِرِ، وَلِهَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ: شَرُّ الدَّوَابِّ مَا لَا يُذَكَّى وَلَا يُزَكَّى، يَعْنُون الْحَمِيرَ؛ ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ كُنْتَ مِنْ أَعضاء الإِنسان لَكُنْتَ شَرَّها لأَنه مُضَافٌ إِلى قَبِيحٍ، وَالْقَبِيحُ هُوَ طَرَفُهُ الَّذِي يَلي طَرَفَ عَظْمِ العَضُدِ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الْهِجَاءِ هُوَ عِنْدَهُمْ مِنْ أَقبح مَا يُهْجَى بِهِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: لَوْ كُنْتُمُ مَاءً لَكُنْتُمْ وَشَلا، ... أَو كُنْتُمُ نَخْلًا لكُنْتُمْ دَقَلا وَقَوْلُ الْآخَرِ: لَوْ كنتَ مَاءً كنتَ قَمْطَرِيرا، ... أَو كُنْتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا، أَو كنتَ مُخّاً كُنْتَ مُخّاً رِيرا الْجَوْهَرِيُّ: الكَسْرُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ كَبِيرُ لَحْمٍ؛ وأَنشد أَيضاً: وفي كَفِّها كِسْرٌ [كَسْرٌ] أَبَحُّ رَذُومُ قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا وَهُوَ مَكْسُورٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَكْسارٌ وكُسورٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ سعدُ بنُ الأَخْرَم: أَتيته وَهُوَ يُطْعم الناسَ مِنْ كُسورِ إِبلٍ أَي أَعضائها، وَاحِدُهَا كَسْرٌ وكِسْرٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ ذَلِكَ لَهُ إِذا كَانَ مَكْسُورًا؛ وفي حديثه الْآخَرِ: فَدَعَا بخُبْز يَابِسٍ وأَكسارِ بَعِيرٍ ؛ أَكسار جمعُ قِلَّةٍ للكِسْرِ، وكُسورٌ جمعُ كَثْرَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الكَسْرُ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: قَدْ أَنْتَحِي للناقَةِ العَسِيرِ، ... إِذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسورِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِذ أَعضائي تُمَكِّنُنِي. والكَسْرُ مِنَ الْحِسَابِ: مَا لَا يَبْلُغُ سَهْمًا تَامًّا، وَالْجَمْعُ كُسورٌ. والكَسْر والكِسْرُ: جَانِبُ الْبَيْتِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا انْحَدَرَ مِنْ جَانِبَيِ الْبَيْتِ عَنِ الطَّرِيقَتَيْنِ، وَلِكُلِّ بَيْتٍ كِسْرانِ. والكَسْرُ والكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلى مِنَ الْخِبَاءِ،

والكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة الَّتِي تَلِي الأَرض مِنَ الْخِبَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا تَكَسَّر أَو تَثَنَّى عَلَى الأَرض مِنَ الشُّقَّة السُّفْلى. وكِسْرا كُلِّ شَيْءٍ: نَاحِيَتَاهُ حَتَّى يُقَالَ لِنَاحِيَتَيِ الصَّحراءِ كِسْراها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِيهِ لُغَتَانِ: الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: والكِسْرُ، بِالْكَسْرِ، أَسفلُ شُقَّةِ الْبَيْتِ الَّتِي تَلي الأَرضَ مِنْ حيثُ يُكْسَرُ جَانِبَاهُ مِنْ عَنْ يَمِينِكَ وَيَسَارِكَ؛ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: فَنَظَرَ إِلى شَاةٍ فِي كِسْرِ الخَيْمة أَي جَانِبِهَا. وَلِكُلِّ بيتٍ كِسْرانِ: عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَتُفْتَحُ الْكَافُ وَتُكْسَرُ، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ مُكاسِرِي أَي جَارِي. ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ جَارِي مُكاسِرِي ومُؤاصِرِي أَي كِسْرُ بَيْتِي إِلى جَنْبِ كِسْرِ بَيْتِهِ. وأَرضٌ ذاتُ كُسُورٍ أَي ذَاتُ صُعودٍ وهُبُوطٍ. وكُسُورُ الأَودية وَالْجِبَالِ: معاطفُها وجِرَفَتها وشِعابُها، لَا يُفْرد لَهَا واحدٌ، وَلَا يُقَالُ كِسْرُ الْوَادِي. ووادٍ مُكَسِّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: مِلْنا إِلى وَادِي كَذَا فَوَجَدْنَاهُ مُكَسِّراً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَادٍ مُكَسَّرٌ: بِالْفَتْحِ، كأَن الْمَاءَ كَسَّرَهُ أَي أَسال معَاطفَه وجِرَفَتَه، وَرُوِيَ قَوْلُ الأَعرابي: فَوَجَدْنَاهُ مُكَسَّراً، بِالْفَتْحِ. وكُسُور الثَّوْبِ وَالْجِلْدِ: غٌضُونُه. وكَسَرَ الطائرُ يَكْسِرُ كَسْراً وكُسُوراً: ضمَّ جَنَاحَيْهِ حَتَّى يَنْقَضَّ يُرِيدُ الوقوعَ، فإِذا ذَكَرْتَ الْجَنَاحَيْنِ قُلْتَ: كَسَرَ جَنَاحَيْهِ كَسْراً، وَهُوَ إِذا ضَمَّ مِنْهُمَا شَيْئًا وَهُوَ يُرِيدُ الْوُقُوعَ أَو الِانْقِضَاضَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ والكاسِرُ: العُقابُ، وَيُقَالُ: بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كَاسِرٌ؛ وأَنشد: كأَنها كاسِرٌ فِي الجَوّ فَتْخاءُ طَرَحُوا الْهَاءَ لأَن الْفِعْلَ غالبٌ. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ: كأَنها جَنَاحُ عُقابٍ كاسِرٍ ؛ هِيَ الَّتِي تَكْسِرُ جَنَاحَيْهَا وَتَضُمُّهُمَا إِذا أَرادت السُّقُوطَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وعُقاب كَاسِرٌ؛ قَالَ: كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجرِ ... ومَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ وأَنشده سِيبَوَيْهِ: ومَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ يُرِيدُ: ومَسْحِه فأَخفى الْهَاءَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ سِيبَوَيْهِ كَلَامًا يُظَنُّ بِهِ فِي ظَاهِرِهِ أَنه أَدغم الْحَاءَ فِي الْهَاءِ بَعْدَ أَن قَلَبَ الْهَاءَ حَاءً فَصَارَتْ فِي ظَاهِرِ قَوْلِهِ ومَسْحّ، وَاسْتَدْرَكَ أَبو الْحَسَنِ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِن هَذَا لَا يَجُوزُ إِدغامه لأَن السِّينَ سَاكِنَةً وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ؛ قَالَ: فَهَذَا لَعَمْرِي تَعَلُّقٌ بِظَاهِرِ لَفْظِهِ فأَما حَقِيقَةُ مَعْنَاهُ فَلَمْ يُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِمَنْ نَظَرَ فِي هَذَا الْعِلْمِ أَدنى نَظَرٍ أَن يظنَّ بِسِيبَوَيْهِ أَنه يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ هَذَا الْغَلَطُ الْفَاحِشُ حَتَّى يَخْرُجَ فِيهِ مِنْ خطإِ الإِعراب إِلى كَسْرِ الْوَزْنِ، لأَن هَذَا الشِّعْرَ مِنْ مَشْطُورِ الرَّجَزِ وَتَقْطِيعُ الْجُزْءِ الَّذِي فِيهِ السِّينُ وَالْحَاءُ وَمَسْحِهِ [مَفَاعِلُنْ] فَالْحَاءُ بإِزاء عَيْنِ مَفَاعِلُنْ، فَهَلْ يَلِيقُ بِسِيبَوَيْهِ أَن يَكْسِرَ شِعْرًا وَهُوَ يَنْبُوعُ الْعَرُوضِ وَبَحْبُوحَةُ وَزْنِ التَّفْعِيلِ، وَفِي كِتَابِهِ أَماكن كَثِيرَةٌ تَشْهَدُ بِمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الْعِلْمِ وَاشْتِمَالِهِ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الْخَطَأُ فِيمَا يَظْهَرُ وَيَبْدُو لِمَنْ يَتَسانَدُ إِلى طَبْعِهِ فَضْلًا عَنْ سِيبَوَيْهِ فِي جَلَالَةِ قَدْرِهِ؟ قَالَ: وَلَعَلَّ أَبا الْحَسَنِ الأَخفش إِنما أَراد التَّشْنِيعَ عَلَيْهِ وإِلا فَهُوَ كَانَ أَعرف النَّاسِ بِجَلَالِهِ؛ ويُعَدَّى فَيُقَالُ: كَسَرَ جَناحَيْه. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ رَجُلٌ ذُو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، وَهُوَ الَّذِي يُغْبَنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ

يَكْسِرُ عَلَيْهِ الفُوقَ إِذا كَانَ غَضْبانَ عَلَيْهِ؛ وَفُلَانٌ يَكْسِرُ عَلَيْهِ الأَرْعاظَ غَضَباً. ابْنُ الأَعرابي: كَسَرَ الرجلُ إِذا بَاعَ «2» مَتَاعَهُ ثَوْباً ثَوْباً، وكَسِرَ إِذا كَسِلَ. وَبَنُو كِسْرٍ: بطنٌ مِنْ تَغْلِب. وكِسْرى وكَسْرى، جَمِيعًا بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِهَا: اسْمُ مَلِكِ الفُرْس، مُعَرَّبٌ، هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ خُسْرَوْ أَي وَاسِعُ الْمُلْكِ فَعَرَّبَتْه العربُ فَقَالَتْ: كِسْرى؛ وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا، وَالْجَمْعُ أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ كِسْرَوْنَ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، مِثْلَ عِيسَوْنَ ومُوسَوْنَ، بِفَتْحِ السِّينِ، وَالنَّسَبُ إِليه كِسْرِيّ، بِكَسْرِ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، مِثْلَ حِرْميٍّ وكِسْرَوِيّ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَلَا يُقَالُ كَسْرَوِيّ بِفَتْحِ الْكَافِ. والمُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَيْدَعٍ. والمُكَسَّرُ: بَلَدٌ؛ قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ: فَمَا نُوِّمَتْ حَتَّى ارتُقي بِنقالِها ... مِنَ اللَّيْلِ قُصْوى لابَةٍ والمُكَسَّرِ والمُكَسِّرُ: لَقَبُ رجلٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَو كالمُكَسِّرِ لَا تَؤُوبُ جِيادُه ... إِلا غَوانِمَ، وَهِيَ غَيْرُ نِواء كسبر: الكُسْبُرَة: نَبَاتُ الجُلْجُلانِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكُسْبَرةُ، بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ عربية معروفة. كشر: الكَشْرُ: بُدُوُّ الأَسنان عِنْدَ التَّبَسُّمِ؛ وأَنشد: إِنّ مِنَ الإِخْوانِ إِخْوانَ كِشْرَةٍ، ... وإِخْوانَ كَيْفَ الحالُ والبالُ كلُّه قَالَ: والفِعْلَة تَجِيءُ فِي مَصْدَرِ فاعَلَ، تَقُولُ هاجَرَ هِجْرَةً وعاشَرَ عِشْرَةً. وَإِنَّمَا يَكُونُ هَذَا التأْسيس «3» فِيمَا يَدْخُلُ الِافْتِعَالُ عَلَى تَفَاعَلَا جَمِيعًا. الْجَوْهَرِيُّ: الكَشْرُ التَّبَسُّمُ. يُقَالُ: كَشَرَ الرجلُ وانْكَلَّ وافْتَرَّ وابْتَسَمَ كُلُّ ذَلِكَ تَبْدَوُ مِنْهُ الأَسنان. ابْنُ سِيدَهْ: كَشَرَ عَنْ أَسنانه يَكْشِرُ كَشْراً أَبْدى، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الضَّحِكِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ كاشَرَهُ، وَالِاسْمُ الكِشْرَةُ كالعِشْرَةِ. وكَشَرَ البعيرُ عَنْ نَابِهِ أَي كَشَفَ عَنْهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ: إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقوام، وإِن قُلُوبَنا لتَقْلِيهم أَي نَبْسِمُ فِي وُجوههم. وكاشَرَه إِذَا ضَحِكَ فِي وَجْهِهِ وَبَاسَطَهُ. وَيُقَالُ: كَشَرَ السبعُ عَنْ نَابِهِ إِذَا هَرَّ الحِراش، وكَشَرَ فلانٌ لِفُلَانٍ إِذَا تَنَمَّرَ لَهُ وأَوْعَدَه كأَنه سَبْعٌ. ابْنُ الأَعرابي: العُنْقُود إِذَا أُكل مَا عَلَيْهِ وأُلقي فَهُوَ الكَشَرُ. والكَشْرُ: الخُبْزُ الْيَابِسُ. قَالَ: وَيُقَالُ كَشِرَ إِذا هَرَبَ، وكَشَرَ إِذَا افْتَرَّ. والكَشْرُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، والبَضْعُ الكاشِرُ: ضربٌ مِنْهُ. وَيُقَالُ: باضَعها بُضْعاً كاشِراً، وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. كشمر: كَشْمَر أَنْفَه، بِالشِّينِ بعد الكاف: كَسَره. كصر: أَبو زَيْدٍ: الكَصِيرُ لُغَةٌ فِي القَصِير لِبَعْضِ العرب. كظر: الكُظْرُ: حَرْفُ الفَرْج. أَبو عَمْرٍو: الكُظْرُ جَانِبُ الْفَرْجِ، وَجَمْعُهُ أَكْظار؛ وأَنشد: واكْتَشَفَتْ لِنَاشِئٍ دَمَكْمَكِ ... عَنْ وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ ابْنُ النَّحَّاسِ أَن الكُظْرَ رَكَبُ المرأَة؛ وأَنشد:

_ (2). قوله [كَسَرَ الرَّجُلُ إِذا بَاعَ إلخ] عبارة المجد وشرحه: كسر الرجل متاعه إذا باعه ثوباً ثوباً. (3). قوله [وَإِنَّمَا يَكُونُ هَذَا التأْسيس إلخ] كذلك بالأَصل.

وذاتِ كُظْرٍ سَبِطِ المَشافِرِ ابْنُ سِيدَهْ: والكُظْرُ والكُظْرَةُ شَحْمُ الكُلْيَتَيْن المحيطُ بِهِمَا. والكُظْرَة إَيضاً: الشَّحْمَةُ الَّتِي قُدّام الكُلْية فَإِذَا انْتُزِعَت الكُلْية كَانَ موضعُها كُظْراً، وَهُمَا الكُظْرانِ. والكُظْرُ: مَا بَيْنَ التَّرْقُوَتَيْنِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. والكُظْرُ: مَحَزُّ الْقَوْسِ «1» الَّذِي تَقَعُ فِيهِ حَلَقَةُ الوَتَرِ، وَجَمْعُهُ كِظارٌ، وَقَدْ كَظَرَ القوسَ كَظْراً. الأَصمعي فِي سِيَةِ القَوْسِ: الكُظْرُ، وَهُوَ الفَرْضُ الَّذِي فِيهِ الوَتَرُ، وَجَمْعُهُ الكِظارَةُ. وَيُقَالُ: اكْظُرْ زَنْدَتك أَي حُز فِيهَا حَزّاً. كعر: كَعِرَ الصبيُّ كَعَراً، فَهُوَ كَعِرٌ، وأَكْعَرُ: امْتَلأَ بطنُه وسَمِنَ، وَقِيلَ: امتلأَ بَطْنُهُ مِنْ كَثْرَةِ الأَكل. وكَعِرَ البطنُ وَنَحْوُهُ: تَمَلَّأَ، وَقِيلَ: سَمِنَ، وَقِيلَ: الكَعَرُ تَمَلُّؤُ بطنِ الصَّبِيِّ مِنْ كَثْرَةِ الأَكل. وأَكْعَرَ البعيرُ: اكْتَنَزَ سَنامه. وكَعِر الفَصِيلُ وأَكْعَرَ وكَعَّرَ وكَوْعَرَ: اعْتَقَدَ فِي سَنامه الشحمُ، فَهُوَ مُكْعِر، وإِذا حَمَلَ الحُوارُ فِي سَنامه شَحْماً، فَهُوَ مُكَعِّر. وَيُقَالُ: مَرَّ فُلَانٌ مُكْعِراً إِذا مَرَّ يَعْدُو مُسْرِعاً. والكَعْرَةُ: عُقْدَة كالغُدَّة. والكُعْرُ: شَوْكٌ يَنْبَسِطُ لَهُ وَرَقٌ كِبار أَمثال الذِّرَاعِ كَثِيرَةُ الشَّوْكِ ثُمَّ تَخْرُجُ لَهُ شُعَبٌ وَتَظْهَرُ فِي رؤوس شَعَبِهِ هَناتٌ أَمثالُ الرَّاح يُطِيفُ بِهَا شَوْكٌ كَثِيرٌ طِوالٌ، وَفِيهَا وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ مُشْرِقة تَجْرُسُها النَّحْلُ، وَفِيهَا حَبٌّ أَمثال العُصْفُر إِلا أَنه شَدِيدُ السَّوَادِ. والكَيْعَرُ مِنَ الأَشْبال: الَّذِي قَدْ سَمِنَ وخَدِرَ لَحْمُه. وكَوْعَرُ: اسم. كعبر: الكَعْبَرَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْجَافِيَةُ العِلْجَةُ الكَعْباءُ فِي خَلْقِها؛ وأَنشد: عَكْباءُ كَعْبَرَةُ اللَّحْيَينِ جَحْمَرِشٌ والكُعْبُرَةُ: عُقدَةُ أُنْبوبِ الزَّرْع والسُّنبلِ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ الكَعابِرُ. والكُعْبُرة والكُعْبورةُ: كُلُّ مُجْتَمِعٍ مُكَتَّلٍ. والكُعْبُورَة: مَا حَادَ مِنَ الرأْس؛ قال العجاج: كعابر الرؤوس مِنْهَا أَو نَسَرْ «2» وكُعْبُرة الْكَتِفِ: المستديرةُ فِيهَا كَالْخَرَزَةِ وَفِيهَا مَدارُ الوابِلَةِ. الأَزهري: الكُعْبُرة مِنَ اللَّحْمِ الفِدْرَةُ الْيَسِيرَةُ أَو عَظْمٌ شَدِيدٌ مُتَعَقِّد؛ وأَنشد: لَوْ يَتَغَدَّى جَملًا لَمْ يُسْئِرِ ... مِنْهُ، سِوَى كُعْبُرةٍ وكُعْبُرِ ابْنُ شميل: الكَعابِرُ رؤوس الْفَخْذَيْنِ، وَهِيَ الكَراديسُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُسَمَّى الرأْسُ كُلُّهُ كُعْبُورَةً وكُعْبُرةً وَالْجَمْعُ كَعابِر وكَعابِير. أَبو عَمْرٍو: كُعْبُرة الوَظِيفِ مُجْتَمَعُ الوَظيفِ فِي السَّاقِ. والكُعْبُرة والكُعْبورَة: مَا يُرْمى مِنَ الطَّعَامِ كالزُّؤانِ وَنَحْوِهِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ كُعْبُرَّة. والكُعْبُرة: وَاحِدَةُ الكَعابِر، وَهُوَ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنْ الطَّعَامِ إِذا نُقِّي غَلِيظُ الرأْس مُجْتَمَعٌ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ رؤوس الْعِظَامِ الكَعابر. اللِّحْيَانِيُّ: أَخْرَجْتُ مِنَ الطَّعَامِ كَعابِرَه وسَعابِرَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والكُعْبُرة: الْكُوعُ. وكَعْبَرَ الشيءَ: قَطَعَهُ. والمُكَعْبِرُ: العَجَمِيُّ لأَنه يقطع الرؤوس، والمُكَعْبِرُ: العَرَبيُّ؛ كِلْتَاهُمَا عَنْ ثعلب.

_ (1). قوله [والكظر محز القوس إلخ] هذا والذي قبله بضم الكاف كالذي بعده، وأما بكسرها فهو العقبة تشدّ في أصل فوق السهم؛ نبه عليه المجد. (2). قوله [كعابر الرؤوس إلخ] كذا بالأصل.

والمُكَعْبَرُ والمُكَعْبِرُ: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. وبَعْكَرَ الشيءَ: قطعَه ككَعْبَره. وَيُقَالُ: كَعْبَره بِالسَّيْفِ أَي قَطَعَهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ المُكَعْبِرُ الضَّبِّيُّ لأَنه ضَرَبَ قوماً بالسيف. كعتر: كَعْتَر فِي مَشْيِهِ: تمايل كالسكران. كعور: الأَزهري: الكَعْوَرَةُ مِنَ الرِّجَالِ الضَّخْمُ الأَنفِ كَهَيْئَةِ الزِّنْجِيِّ. كفر: الكُفْرُ: نَقِيضُ الإِيمان؛ آمنَّا بِاللَّهِ وكَفَرْنا بِالطَّاغُوتِ؛ كَفَرَ باللَّه يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً. وَيُقَالُ لأَهل دَارِ الْحَرْبِ: قَدْ كَفَرُوا أَي عَصَوْا وَامْتَنَعُوا. والكُفْرُ: كُفْرُ النِّعْمَةِ، وَهُوَ نَقِيضُ الشُّكْرِ. والكُفْرُ: جُحود النِّعْمَةِ، وَهُوَ ضِدُّ الشُّكْرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ؛ أَي جَاحِدُونَ. وكَفَرَ نَعْمَةَ اللَّهِ يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بِهَا: جَحَدَها وسَتَرها. وكافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. وَرَجُلٌ مُكَفَّر: مَجْحُودُ النِّعْمَةِ مَعَ إِحسانه. وَرَجُلٌ كَافِرٌ: جَاحِدٌ لأَنْعُمِ اللَّهِ، مُشْتَقٌّ مِنَ السَّتْر، وَقِيلَ: لأَنه مُغَطًّى عَلَى قَلْبِهِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كأَنه فَاعِلٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ، وَالْجَمْعُ كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مِثْلَ جَائِعٍ وجِياعٍ وَنَائِمٍ ونِيَامٍ؛ قَالَ القَطامِيّ: وشُقَّ البَحْرُ عَنْ أَصحاب مُوسَى، ... وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ. وَفِي حَدِيثِ القُنُوتِ: واجْعَلْ قُلُوبَهُمْ كقُلوبِ نساءٍ كوافِرَ ؛ الكوافرُ جَمْعُ كَافِرَةٍ، يَعْنِي فِي التَّعادِي وَالِاخْتِلَافِ، والنساءُ أَضعفُ قُلُوبًا مِنَ الرِّجَالِ لَا سِيَّمَا إِذا كُنَّ كَوَافِرَ، وَرَجُلٌ كَفَّارٌ وكَفُور: كَافِرٌ، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا كُفُرٌ، وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلَامَةِ لأَن الْهَاءَ لَا تَدْخُلُ فِي مُؤَنَّثِهِ، إِلا أَنهم قَدْ قَالُوا عَدُوَّةُ اللَّهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ جَمْعُ الكُفْر مِثْلَ بُرْدٍ وبُرودٍ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنه قَالَ: قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ وَمَنْ رغِبَ عَنْ أَبيه فَقَدْ كَفَرَ؛ قَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: الكُفْرُ عَلَى أَربعة أَنحاء: كُفْرُ إِنكار بأَن لَا يَعْرِفَ اللَّهَ أَصلًا وَلَا يَعْتَرِفَ بِهِ، وَكُفْرُ جُحُودٍ، وَكُفْرُ مُعَانَدَةٍ، وَكُفْرُ نِفَاقٍ؛ مَنْ لَقِيَ رَبَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَغْفِرْ لَهُ وَيَغْفِرْ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ. فأَما كُفْرُ الإِنكار فَهُوَ أَن يَكْفُرَ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَلَا يَعْرِفَ مَا يُذْكَرُ لَهُ مِنَ التَّوْحِيدِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ؛ أَي الَّذِينَ كَفَرُوا بِتَوْحِيدِ اللَّهِ، وأَما كُفْرُ الْجُحُودِ فأَن يَعْتَرِفَ بِقَلْبِهِ وَلَا يُقِرَّ بِلِسَانِهِ فَهُوَ كَافِرٌ جَاحِدٌ كَكُفْرِ إِبليس وَكُفْرِ أُمَيَّةَ بْنُ أَبي الصَّلْتِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ؛ يَعْنِي كُفْرَ الْجُحُودِ، وأَما كُفْرُ الْمُعَانَدَةِ فَهُوَ أَن يَعْرِفَ اللَّهَ بِقَلْبِهِ وَيُقِرَّ بِلِسَانِهِ وَلَا يَدِينَ بِهِ حَسَدًا وَبَغْيًا كَكُفْرِ أَبي جَهْلٍ وأَضرابه، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَعْتَرِفُ بِقَلْبِهِ وَيُقِرُّ بِلِسَانِهِ ويأْبى أَن يَقْبَلَ كأَبي طَالِبٍ حَيْثُ يَقُولُ: وَلَقَدْ علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ ... مِنْ خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا لَوْلَا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ، ... لوَجَدْتَني سَمْحاً بِذَاكَ مُبِيناً وأَما كُفْرُ النِّفَاقِ فأَن يُقِرَّ بِلِسَانِهِ وَيَكْفُرَ بِقَلْبِهِ وَلَا يَعْتَقِدَ بِقَلْبِهِ. قَالَ الْهَرَوِيُّ: سُئِلَ الأَزهري عَمَّنْ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ أَنسميه كَافِرًا؟ فَقَالَ: الَّذِي يَقُولُهُ كُفْرٌ،

فأُعيد عَلَيْهِ السُّؤَالُ ثَلَاثًا وَيَقُولُ مَا قَالَ ثُمَّ قَالَ فِي الْآخَرِ: قَدْ يَقُولُ الْمُسْلِمُ كُفْرًا. قَالَ شَمِرٌ: وَالْكُفْرُ أَيضاً بِمَعْنَى البراءة، كقول اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ الشَّيْطَانِ فِي خَطِيئَتِهِ إِذا دَخَلَ النَّارَ: إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ؛ أَي تبرأْتُ. وَكَتَبَ عبدُ الْمَلِكِ إِلى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر يسأَله عَنِ الْكُفْرِ فَقَالَ: الْكُفْرُ عَلَى وُجُوهٍ: فَكُفْرٌ هُوَ شِرْكٌ يَتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ، وَكُفْرٌ بِكِتَابِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَكُفْرٌ بادِّعاء ولد الله، وَكُفْرُ مُدَّعي الإِسْلام، وَهُوَ أَن يَعْمَلَ أَعمالًا بِغَيْرِ مَا أَنزل اللَّهُ وَيَسْعَى فِي الأَرض فَسَادًا وَيَقْتُلَ نَفْسًا مُحَرَّمَةً بِغَيْرِ حَقٍّ، ثُمَّ نَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الأَعمال كفرانِ: أَحدهما كُفْرُ نِعْمَةِ اللَّهِ، وَالْآخَرُ التَّكْذِيبُ بِاللَّهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ؛ قال أَبو إِسحق: قِيلَ فِيهِ غَيْرُ قَوْلٍ، قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي بِهِ الْيَهُودَ لأَنهم آمَنُوا بِمُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ كَفَرُوا بعزيز ثُمَّ كَفَرُوا بِعِيسَى ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا بِكُفْرِهِمْ بِمُحَمَّدٍ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقِيلَ: جَائِزٌ أَن يَكُونَ مُحاربٌ آمَنَ ثُمَّ كَفَرَ، وَقِيلَ: جَائِزٌ أَن يَكُونَ مُنافِقٌ أَظْهَرَ الإِيمانَ وأَبطن الْكُفْرَ ثُمَّ آمَنَ بَعْدُ ثُمَّ كَفَرَ وَازْدَادَ كُفْرًا بإِقامته عَلَى الْكُفْرِ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَغْفِرُ كُفْرَ مرة، فلمَ قيل هاهنا فِيمَنْ آمَنَ ثُمَّ كَفَرَ ثُمَّ آمَنَ ثُمَّ كَفَرَ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ*، مَا الْفَائِدَةُ فِي هَذَا فَالْجَوَابُ فِي هَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، أَن اللَّهَ يَغْفِرُ لِلْكَافِرِ إِذا آمَنَ بَعْدَ كُفْرِهِ، فإِن كَفَرَ بعد إِيمانه لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ الْكُفْرَ الأَول لأَن اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فَهُوَ مطالبَ بِجَمِيعِ كُفْرِهِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِذا آمَنَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يُغْفَرُ لَهُ لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لِكُلِّ مؤْمن بَعْدَ كُفْرِهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ؛ وَهَذَا سَيِّئَةٌ بالإِجماع. وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ؛ مَعْنَاهُ أَن مَنْ زَعَمَ أَن حُكْمًا مِنْ أَحكام اللَّهِ الَّذِي أَتت بِهِ الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، بَاطِلٌ فَهُوَ كَافِرٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قِيلَ لَهُ: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ وَلَيْسُوا كَمَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، قَالَ: وَقَدْ أَجمع الْفُقَهَاءُ أَن مَنْ قَالَ: إِن المحصنَين لَا يَجِبُ أَن يُرْجَمَا إِذا زَنَيَا وَكَانَا حُرَّيْنِ، كَافِرٌ، وإِنما كُفْرُ مَنْ رَدَّ حُكماً مِنْ أَحكام النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه مكذب له، ومن كذب النبي، صلى الله عليه وسلم، فَهُوَ كَافِرٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَنت لِي عَدُوٌّ فَقَدْ كَفَرَ أَحدهما بالإِسلام ؛ أَراد كُفْرَ نِعْمَتِهِ لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَلف بَيْنَ قُلُوبِهِمْ فأَصبحوا بِنِعْمَتِهِ إِخواناً فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهَا فَقَدْ كَفَرَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَرَكَ قَتْلَ الْحَيَّاتِ خَشْيَةَ النَّارِ فَقَدْ كَفَرَ أَي كَفَرَ النِّعْمَةَ، وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَنْ أَتى حَائِضًا فَقَدْ كَفَرَ ، وَحَدِيثُ الأَنْواء: إِن اللَّهَ يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ بِهِ كَافِرِينَ؛ يَقُولُونَ: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا ، أَي كَافِرِينَ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ حَيْثُ يَنْسبُون الْمَطَرَ إِلى النَّوْءِ دُونَ اللَّهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فرأَيت أَكثر أَهلها النِّسَاءَ لِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ يَكْفُرْنَ الإِحسانَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يَجْحَدْنَ إِحسان أَزواجهن؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبيه فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ فَنِعْمَةٌ كَفَرَهَا ؛ والأَحاديث مِنْ هَذَا النَّوْعِ كَثِيرَةٌ، وأَصل الْكُفْرِ تَغْطِيَةُ الشَّيْءِ تَغْطِيَةً تَسْتَهْلِكُهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ إِنما سُمِّيَ الْكَافِرُ كَافِرًا لأَن الْكُفْرَ غَطَّى قَلْبَهُ كُلَّهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى قَوْلِ اللَّيْثِ هَذَا يَحْتَاجُ إِلى بَيَانٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ وإِيضاحه أَن الْكُفْرَ فِي

اللُّغَةِ التَّغْطِيَةُ، وَالْكَافِرُ ذُو كُفْرٍ أَي ذُو تَغْطِيَةٍ لِقَلْبِهِ بِكُفْرِهِ، كَمَا يُقَالُ لِلَابِسِ السِّلَاحِ كَافِرٌ، وَهُوَ الَّذِي غَطَّاهُ السِّلَاحُ، وَمِثْلُهُ رَجُلٌ كاسٍ أَي ذُو كُسْوَة، وَمَاءٌ دَافِقٌ ذُو دَفْقٍ، قَالَ: وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ أَحسن مِمَّا ذَهَبَ إِليه، وَذَلِكَ أَن الْكَافِرَ لَمَّا دَعَاهُ اللَّهُ إِلى تَوْحِيدِهِ فَقَدْ دَعَاهُ إِلى نِعْمَةٍ وأَحبها لَهُ إِذا أَجابه إِلى مَا دَعَاهُ إِليه، فَلَمَّا أَبى مَا دَعَاهُ إِليه مِنْ تَوْحِيدِهِ كَانَ كَافِرًا نِعْمَةَ اللَّهِ أَي مُغَطِّيًا لَهَا بإِبائه حَاجِبًا لَهَا عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ: أَلا لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بَعْضٍ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فِي قَوْلِهِ كُفَّارًا قَوْلَانِ: أَحدهما لَابِسِينَ السِّلَاحَ مُتَهَيِّئِينَ لِلْقِتَالِ مَنْ كَفَرَ فوقَ دِرْعِه إِذا لَبِسَ فَوْقَهَا ثَوْبًا كأَنه أَراد بِذَلِكَ النهيَ عَنِ الْحَرْبِ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنه يُكَفِّرُ الناسَ فيَكْفُر كَمَا تَفْعَلُ الخوارجُ إِذا اسْتَعْرَضُوا الناسَ فيُكَفِّرونهم، وَهُوَ كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ لأَخيه يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحدهما ، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عَلَيْهِ أَو يَكْذِبَ، فإِن صَدَقَ فَهُوَ كَافِرٌ، وإِن كَذَبَ عَادَ الْكُفْرُ إِليه بِتَكْفِيرِهِ أَخاه الْمُسْلِمَ. قَالَ: وَالْكُفْرُ صِنْفَانِ: أَحدهما الْكُفْرُ بأَصل الإِيمان وَهُوَ ضِدُّهُ، وَالْآخَرُ الْكُفْرُ بِفَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الإِسلام فلا يخرج بِهِ عَنْ أَصل الإِيمان. وَفِي حَدِيثِ الرِّدَّةِ: وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ ؛ أَصحاب الرِّدَّةِ كَانُوا صِنْفَيْنِ: صَنْفٌ ارْتَدُّوا عَنِ الدِّينِ وَكَانُوا طَائِفَتَيْنِ إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الَّذِينَ آمَنُوا بِنُبُوَّتِهِمَا، والأُخرى طَائِفَةٌ ارْتَدُّوا عَنِ الإِسلام وَعَادُوا إِلى مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهَؤُلَاءِ اتَّفَقَتِ الصَّحَابَةُ عَلَى قِتَالِهِمْ وَسَبْيِهِمْ وَاسْتَوْلَدَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَنْ سَبْيِهِمْ أُمَّ محمدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ثُمَّ لَمْ يَنْقَرِضْ عَصْرُ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، حَتَّى أَجمعوا أَن الْمُرْتَدَّ لَا يُسْبى، وَالصِّنْفُ الثَّانِي مِنْ أَهل الرِّدَّةِ لَمْ يَرْتَدُّوا عَنِ الإِيمان وَلَكِنْ أَنكروا فَرْضَ الزَّكَاةِ وَزَعَمُوا أَن الْخِطَابَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً؛ خَاصٌّ بِزَمَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِذَلِكَ اشْتَبَهَ عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قِتالهم لإِقرارهم بِالتَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ، وَثَبَتَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى قِتَالِهِمْ بِمَنْعِ الزَّكَاةِ فَتَابَعَهُ الصَّحَابَةُ عَلَى ذَلِكَ لأَنهم كَانُوا قَرِيبي الْعَهْدِ بِزَمَانٍ يَقَعُ فِيهِ التَّبْدِيلُ وَالنَّسْخُ، فَلَمْ يُقَرّوا عَلَى ذَلِكَ، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الرِّدَّةِ حَيْثُ كَانُوا فِي زَمَانِهِمْ فَانْسَحَبَ عَلَيْهِمُ اسْمُهَا، فأَما بَعْدَ ذَلِكَ فَمَنْ أَنكر فَرْضِيَّةَ أَحد أَركان الإِسلام كَانَ كَافِرًا بالإِجماع؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فتُذِلُّوهم وَلَا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم رُبَّمَا ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عَنِ الْحَقِّ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَمَتَّعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومُعَاوية كَافِرٌ بالعُرُش قَبْلَ إِسلامه ؛ والعُرُش: بُيُوتُ مَكَّةَ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنه مُقِيمٌ مُخْتَبِئٌ بِمَكَّةَ لأَن التَّمَتُّعَ كَانَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، ومُعاوية أَسلم عَامَ الْفَتْحِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ التَّكْفِيرِ الذُّلِّ والخضوعِ. وأَكْفَرْتُ الرجلَ: دَعَوْتُهُ كَافِرًا. يُقَالُ: لَا تُكْفِرْ أَحداً مِنْ أَهل قِبْلَتِكَ أَي لَا تَنْسُبْهم إِلي الْكُفْرِ أَي لَا تَدْعُهُم كُفَّارًا وَلَا تَجْعَلْهُمْ كُفَّارًا بِقَوْلِكَ وَزَعْمِكَ. وكَفَّرَ الرجلَ: نَسَبَهُ إِلى الْكُفْرِ. وَكُلٌّ مَنْ سَتَرَ شَيْئًا، فَقَدَ كَفَرَه وكَفَّره. وَالْكَافِرُ الزرَّاعُ لِسَتْرِهِ الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ. والكُفَّارُ: الزُّرَّاعُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ للزَّرَّاعِ: كَافِرٌ لأَنه يَكْفُر البَذْر المَبْذورَ بِتُرَابِ الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عَلَيْهَا مالَقَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ نَبَاتُهُ، وإِذا أَعجب الزُّرَّاعَ نَبَاتُهُ مَعَ عِلْمِهِمْ بِهِ فَهُوَ غَايَةُ

مَا يُسْتَحْسَنُ، وَالْغَيْثُ الْمَطَرُ هاهنا؛ وَقَدْ قِيلَ: الْكُفَّارُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكُفَّارُ بِاللَّهِ وَهُمْ أَشد إِعجاباً بِزِينَةِ الدُّنْيَا وَحَرْثِهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. والكَفْرُ، بِالْفَتْحِ: التَّغْطِيَةُ. وكَفَرْتُ الشَّيْءَ أَكْفِرُه، بِالْكَسْرِ، أَي سَتَرْتُهُ. والكافِر: اللَّيْلُ، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ لأَنه يَسْتُرُ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ شَيْءٍ. وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عَلَيْهِ: غَطَّاه. وكَفَرَ الليلُ عَلَى أَثَرِ صَاحِبِي: غَطَّاه بِسَوَادِهِ وَظُلْمَتِهِ. وكَفَرَ الجهلُ عَلَى عِلْمِ فُلَانٍ: غَطّاه. وَالْكَافِرُ: الْبَحْرُ لسَتْرِه مَا فِيهِ، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ وَقَوْلُ ثَعْلَبِ بْنِ صُعَيْرة الْمَازِنِيِّ يَصِفُ الظَّلِيمَ وَالنَّعَامَةَ ورَواحَهما إِلى بَيْضِهِمَا عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ: فَتَذَكَّرا ثَقَلًا رثِيداً بَعْدَ ما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ وذُكاء: اسْمٌ لِلشَّمْسِ. أَلقت يَمِينَهَا فِي كَافِرٍ أَي بدأَت فِي الْمَغِيبِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد اللَّيْلَ؛ وَذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيتُ أَن لَبِيداً سَرَق هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ: حَتَّى إِذا أَلْقَتْ يَدًا فِي كافِرٍ، ... وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها قَالَ: وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَ الْكَافِرُ كَافِرًا لأَنه سَتَرَ نِعَمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ قَالَ الأَزهري: وَنِعَمُهُ آيَاتُهُ الدَّالَّةُ عَلَى تَوْحِيدِهِ، وَالنِّعَمُ الَّتِي سَتَرَهَا الْكَافِرُ هِيَ الْآيَاتُ الَّتِي أَبانت لِذَوِي التَّمْيِيزِ أَن خَالِقَهَا وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَكَذَلِكَ إِرساله الرُّسُلَ بِالْآيَاتِ الْمُعْجِزَةِ وَالْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَالْبَرَاهِينِ الْوَاضِحَةِ نِعْمَةٌ مِنْهُ ظَاهِرَةٌ، فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَا وَرَدَّهَا فَقَدْ كَفَرَ نِعْمَةَ اللَّهِ أَي سَتَرَهَا وَحَجَبَهَا عَنْ نَفْسِهِ. وَيُقَالُ: كَافَرَنِي فُلَانٌ حَقِّي إِذا جَحَدَهُ حَقَّهُ؛ وَتَقُولُ: كَفَر نعمةَ اللَّهِ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: كَتَبَ إِلى الْحَجَّاجُ: مَنْ أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سَبِيلَهُ أَي بِكُفْرِ مَنْ خَالَف بَنِي مَرْوانَ وَخَرَجَ عَلَيْهِمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ: عُرِضَ عَلَيْهِ رجلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِيَقْتُلَهُ فَقَالَ: إِني لأَرى رَجُلًا لَا يُقِرّ الْيَوْمَ بالكُفْر، فَقَالَ: عَنْ دَمي تَخْدَعُني؟ إِنّي أَكْفَرُ مِنْ حِمَارٍ؛ وَحِمَارٌ: رَجُلٌ كَانَ فِي الزَّمَانِ الأَول كَفَرَ بَعْدَ الإِيمان وَانْتَقَلَ إِلى عِبَادَةِ الأَوثان فَصَارَ مَثَلًا. والكافِرُ: الْوَادِي الْعَظِيمُ، وَالنَّهْرُ كَذَلِكَ أَيضاً. وكافِرٌ: نَهْرٌ بِالْجَزِيرَةِ؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ يَذْكُرُ طَرْحَ صَحِيفَتِهِ: وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي مِنْ جَنْبِ كافِرٍ؛ ... كَذَلِكَ أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْكَافِرُ الَّذِي فِي شِعْرِ الْمُتَلَمِّسِ النَّهْرُ الْعَظِيمُ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَصَا: الكافرُ المطرُ؛ وأَنشد: وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ لَيْسَ بَيْنَهَا، ... وَبَيْنَ قُرَى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ وَقَالَ: كَافِرٌ أَي مَطَرٌ. اللَّيْثُ: والكافِرُ مِنَ الأَرض مَا بَعُدَ عَنِ النَّاسِ لَا يَكَادُ يَنْزِلُهُ أَو يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ؛ وأَنشد: تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً مِنْ فَرِّ عِكْرِشَةٍ ... فِي كافرٍ، مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا عِوَجُ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ شُمَيْلٍ: فأَبْصَرَتْ لَمْحَةً مِنْ رأْس عِكْرِشَةٍ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ أَيضاً: الْكَافِرُ الغائطُ الوَطِيءُ، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ. وَرَجُلٌ مُكَفَّرٌ: وَهُوَ المِحْسانُ

الَّذِي لَا تُشْكَرُ نِعْمَتُه. والكافِرُ: السَّحَابُ الْمُظْلِمُ. وَالْكَافِرُ والكَفْرُ: الظُّلْمَةُ لأَنها تَسْتُرُ مَا تَحْتَهَا؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: فاجْرَمَّزَتْ ثُمَّ سارَتْ، وَهِيَ لاهِيَةٌ، ... فِي كافِرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا شَرَفُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ ظلمةَ اللَّيْلِ وأَن يَكُونَ الْوَادِي. والكَفْرُ: الترابُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ لأَنه يَسْتُرُ مَا تَحْتَهُ. وَرَمَادٌ مَكْفُور: مُلْبَسٌ تُرَابًا أَي سَفَتْ عَلَيْهِ الرياحُ الترابَ حَتَّى وَارَتْهُ وَغَطَّتْهُ؛ قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟ ... قَدْ دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ والكَفْرُ: ظُلْمَةُ اللَّيْلِ وسوادُه، وَقَدْ يُكْسَرُ؛ قَالَ حُمَيْدٌ: فَوَرَدَتْ قَبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ، ... وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ فِي كَفْرِ أَي فِيمَا يُوَارِيهِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ. وَقَدْ كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه فِي وعاءٍ. والكُفْر: القِيرُ الَّذِي تُطْلى بِهِ السُّفُنُ لِسَوَادِهِ وَتَغْطِيَتِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القِيرُ ثَلَاثَةُ أَضْرُبٍ: الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ، فالكُفْرُ تُطْلى بِهِ السُّفُنُ، وَالزِّفْتُ يُجْعَل فِي الزُّقَاقِ، والقِيرُ يُذَابُ ثُمَّ يُطْلَى بِهِ السُّفُنُ. والكافِرُ: الَّذِي كَفَر دِرْعَه بِثَوْبٍ أَي غَطَّاهُ وَلَبِسَهُ فَوْقَهُ. وكلُّ شَيْءٍ غَطَّى شَيْئًا، فَقَدَ كفَرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذَكَرُوا مَا كَانَ مِنْهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَثَارَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ فأَنزلَ اللهُ تَعَالَى: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ؟ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَى الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَلَكِنْ عَلَى تَغْطِيَتِهِمْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الأُلْفَة وَالْمَوَدَّةِ. وكَفَر دِرْعَه بِثَوْبٍ وكَفَّرَها بِهِ: لَبِسَ فَوْقَهَا ثَوْبًا فَغَشَّاها بِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا لَبِسَ الرَّجُلُ فَوْقَ دِرْعِهِ ثَوْبًا فَهُوَ كَافِرٌ. وَقَدْ كَفَّرَ فوقَ دِرْعه؛ وكلُّ مَا غَطَّى شَيْئًا، فَقَدَ كَفَره. وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّيْلِ كَافِرٌ لأَنه سَتَرَ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ شَيْءٍ وَغَطَّاهُ. وَرَجُلٌ كَافِرٌ ومُكَفَّر فِي السِّلَاحِ: دَاخِلٌ فِيهِ. والمُكَفَّرُ: المُوثَقُ فِي الْحَدِيدِ كأَنه غُطِّيَ بِهِ وسُتِرَ. والمُتَكَفِّرُ: الدَّاخِلُ فِي سِلَاحِهِ. والتَّكْفِير: أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ فِي سِلَاحِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: هَيْهاتَ قَدْ سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها، ... فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها حَرْبٌ تَرَدَّدُ بَيْنَهَا بتَشَاجُرٍ، ... قَدْ كَفَّرَتْ آباؤُها، أَبناؤها رَفَعَ أَبناؤها بِقَوْلِهِ تَرَدَّدُ، وَرَفَعَ آبَاؤُهَا بِقَوْلِهِ قَدْ كفَّرت أَي كَفَّرَتْ آبَاؤُهَا فِي السِّلَاحِ. وتَكَفَّر الْبَعِيرُ بِحِبَالِهِ إِذا وَقَعَتْ فِي قَوَائِمِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والكَفَّارة: مَا كُفِّرَ بِهِ مِنْ صَدَقَةٍ أَو صَوْمٍ أَو نَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: كأَنه غُطِّيَ عَلَيْهِ بالكَفَّارة. وتَكْفِيرُ الْيَمِينِ: فِعْلُ مَا يَجِبُ بِالْحِنْثِ فِيهَا، وَالِاسْمُ الكَفَّارةُ. والتَّكْفِيرُ فِي الْمَعَاصِي: كالإِحْباطِ فِي الثَّوَابِ. التَّهْذِيبُ: وَسُمِّيَتِ الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي تَسْتُرُهَا مِثْلَ كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ، وَقَدْ بَيَّنَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ وأَمر بِهَا عِبَادَهُ. وأَما الْحُدُودُ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ لأَهلها أَم لَا. وَفِي حَدِيثِ قَضَاءِ

الصَّلَاةِ: كَفَّارَتُها أَن تُصَلِّيَهَا إِذا ذَكَرْتَهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ. وَتَكَرَّرَ ذِكْرُ الْكَفَّارَةِ فِي الْحَدِيثِ اسْمًا وَفِعْلًا مُفْرَدًا وَجَمْعًا، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الفَعْلَة والخَصْلة الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تُكَفِّرَ الْخَطِيئَةَ أَي تَمْحُوَهَا وَتَسْتُرَهَا، وَهِيَ فَعَّالَة لِلْمُبَالَغَةِ، كَقَتَّالَةٍ وَضَرَّابَةٍ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ فِي بَابِ الأَسمية، وَمَعْنَى حَدِيثِ قَضَاءِ الصَّلَاةِ أَنه لَا يَلْزَمُهُ فِي تَرْكِهَا غَيْرُ قَضَائِهَا مِنْ غُرْم أَو صَدَقَةٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، كَمَا يَلْزَمُ المُفْطِر فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، وَالْمُحْرِمَ إِذا تَرَكَ شَيْئًا مِنْ نُسُكِهِ فإِنه تَجِبُ عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُؤْمِنُ مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ لتُكَفَّر خَطاياه. والكَفْرُ: العَصا الْقَصِيرَةُ، وَهِيَ الَّتِي تُقْطَع مِنْ سَعَف النَّخْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الكَفْرُ الْخَشَبَةُ الْغَلِيظَةُ الْقَصِيرَةُ. والكافُورُ: كِمُّ العِنَب قَبْلَ أَن يُنَوِّر. والكَفَرُ والكُفُرَّى والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى: وِعَاءُ طَلْعِ النَّخْلِ، وَهُوَ أَيضاً الكافُورُ، وَيُقَالُ لَهُ الكُفُرَّى والجُفُرَّى. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُرَّاه ؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا، هُوَ وِعَاءُ الطَّلْعِ وَقِشْرُهُ الأَعلى، وَكَذَلِكَ كَافُورُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّلْعُ حِينَ يَنْشَقُّ وَيَشْهَدُ للأَول «3» قولُه فِي الْحَدِيثِ قِشْر الكُفُرَّى ، وَقِيلَ: وِعَاءُ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ كافُوره. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أُمَّ رَباح تَقُولُ هَذِهِ كُفُرَّى وَهَذَا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه، وَقَدْ قَالُوا فِيهِ كَافِرٌ، وَجَمْعُ الكافُور كَوَافِيرُ، وَجَمْعُ الْكَافِرِ كَوَافِرُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ بِهِ، ... مِنَ الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ والكافُور: الطَّلْع. التَّهْذِيبُ: كافُورُ الطَّلْعَةِ وعاؤُها الَّذِي يَنْشَقُّ عَنْهَا، سُمِّي كافُوراً لأَنه قَدْ كَفَرها أَي غطَّاها؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: كالكَرْم إِذ نَادَى مِنَ الكافُورِ كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّي لِمَا فِي جَوْفِهِ مِنَ العُنْقُود، شَبَّهَهُ بِكَافُورِ الطَّلْعِ لأَنه يَنْفَرِجُ عمَّا فِيهِ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ اسْمُ كِنانَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الكافُورَ تَشْبِيهًا بغِلاف الطَّلْع وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تَسْتُرُهَا وَهِيَ فِيهَا كالسِّهام فِي الكِنانةِ. والكافورُ: أَخْلاطٌ تُجْمَعُ مِنَ الطِّيبِ تُرَكَّبُ مِنْ كَافُورِ الطَّلْع؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسب الْكَافُورَ عَرَبيًّا لأَنهم رُبَّمَا قَالُوا القَفُور والقافُور. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ؛ قِيلَ: هِيَ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يَنْصَرِفَ لأَنه اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَعْرِفَةٌ عَلَى أَكثر مِنْ ثَلَاثَةِ أَحرف لَكِنْ إِنما صرفه لتعديل رؤوس الْآيِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما أَجراه لأَنه جَعَلَهُ تَشْبِيهًا وَلَوْ كَانَ اسْمًا لِلْعَيْنِ لَمْ يَصْرِفْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَوْلُهُ جَعَلَهُ تَشْبِيهًا؛ أَراد كَانَ مزاجُها مِثْلَ كَافُورٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إِنها عَيْنٌ تُسَمَّى الْكَافُورَ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ كَانَ مِزاجُها كَالْكَافُورِ لِطِيبِ رِيحِهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَجُوزُ فِي اللُّغَةِ أَن يَكُونَ طَعْمُ الطِّيبِ فِيهَا وَالْكَافُورِ، وَجَائِزٌ أَن يَمْزُجَ بِالْكَافُورِ وَلَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ ضَرَرٌ لأَن أَهل الْجَنَّةِ لَا يَمَسُّهم فِيهَا نَصَبٌ وَلَا وَصَبٌ. اللَّيْثُ: الْكَافُورُ نَبَاتٌ لَهُ نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان، والكافورُ عينُ ماءٍ فِي الْجَنَّةِ طيبِ الرِّيحِ، والكافور

_ (3). قوله [ويشهد للأول إلخ] هكذا في الأصل. والذي في النهاية: وَيَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ قَوْلُهُ فِي قشر الكفرى.

مِنْ أَخلاط الطِّيبِ. وَفِي الصِّحَاحِ: مِنَ الطِّيبِ، وَالْكَافُورُ وِعَاءُ الطَّلْعِ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعِي: تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ ... مِنْ قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الظَّبْيُ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْمِسْكُ إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطِّيبِ فَجَعَلَهُ كَافُورًا. ابْنُ سِيدَهْ: والكافورُ نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُشَبَّه بِالْكَافُورِ مِنَ النَّخْلِ. والكافورُ أَيضاً: الإِغْرِيضُ، والكُفُرَّى: الكافُورُ الَّذِي هُوَ الإِغْرِيضُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِمَّا يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ. والكافِرُ مِنَ الأَرضين: مَا بَعُدَ وَاتَّسَعَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ؛ الكوافرُ النساءُ الكَفَرة، وأَراد عَقْدَ نِكَاحِهِنَّ. والكَفْرُ: القَرْية، سُرْيانية، ومنه قيل كَفرُ تُوثَى وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُ بَيَّا وإِنما هِيَ قُرَى نُسِبَتْ إِلى رِجَالٍ، وَجَمْعُهُ كُفُور. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ مِنْهَا كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ مِنَ الأَرض، قِيلَ: وَمَا ذَلِكَ السُّنْبُكُ؟ قَالَ: حِسْمَى جُذام أَي مِنْ قُرَى الشَّامِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ كَفْرًا كَفْرًا يَعْنِي قَرْيَةً قَرْيَةً، وأَكثر مَنْ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا أَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الْقَرْيَةَ الْكَفْرَ. وَرُوِيَ عَنْ مُعَاوية أَنه قَالَ: أَهل الكُفُورِ هُمْ أَهل القُبُور. قَالَ الأَزهري: يَعْنِي بِالْكُفُورِ القُرَى النائيةَ عَنِ الأَمصار ومُجْتَمَعِ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَالْجَهْلُ عَلَيْهِمْ أَغلب وَهُمْ إِلى البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ يَقُولُ: إِنهم بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وَمَا أَشبهها. والكَفْرُ: القَبْرُ، وَمِنْهُ قِيلَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهل الكُفُور. ابْنُ الأَعرابي: اكْتَفَر فلانٌ أَي لَزِمَ الكُفُورَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تسكُنِ الكُفُورَ فَإِنَّ ساكنَ الكُفور كَسَاكِنِ القُبور. قَالَ الحَرْبيّ: الكُفور مَا بَعُدَ مِنَ الأَرض عَنِ النَّاسِ فَلَا يَمُرُّ بِهِ أَحد؛ وأَهل الْكُفُورِ عِنْدَ أَهل الْمُدُنِ كالأَموات عِنْدَ الأَحياء فكأَنهم فِي الْقُبُورِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُرِضَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا هُوَ مَفْتُوحٌ عَلَى أُمَّته مِنْ بَعْدِهِ كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بِذَلِكَ أَي قَرْيَةً قَرْيَةً. وَقَوْلُ الْعَرَبِ: كَفْرٌ عَلَى كَفْرٍ أَي بَعْضٌ عَلَى بَعْضْ. وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه. التَّهْذِيبُ: إِذا أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يَعْصِيَكَ فَقَدَ أَكْفَرْتَه. والتَّكْفِير: إِيماءُ الذِّمِّيِّ برأْسه، لَا يُقَالُ: سَجَدَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ وَلَكِنْ كَفَّرَ لَهُ تَكْفِيراً. والكُفْرُ: تَعْظِيمُ الْفَارِسِيِّ لِمَلكه. والتَّكْفِيرُ لأَهل الْكِتَابِ: أَن يُطَأْطئ أَحدُهم رأْسَه لِصَاحِبِهِ كَالتَّسْلِيمِ عِنْدَنَا، وَقَدْ كَفَّر لَهُ. وَالتَّكْفِيرُ: أَن يَضَعَ يَدَهُ أَو يَدَيْهِ عَلَى صَدْرِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ الأَخطل وَيَذْكُرُ مَا فَعَلَتْ قَيْسٌ بِتَغْلِبَ فِي الْحُرُوبِ الَّتِي كَانَتْ بعدهم: وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها، ... فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا يَقُولُ: ضَعُوا سِلاحَكم فَلَسْتُمْ قَادِرِينَ عَلَى حَرْبِ قَيْسٍ لِعَجْزِكُمْ عَنْ قِتَالِهِمْ، فكَفِّروا لَهُمْ كَمَا يُكَفِّرُ الْعَبْدُ لِمَوْلَاهُ، وَكَمَا يُكَفِّر العِلْجُ للدِّهْقانِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ ويَتَطامَنُ لَهُ واخْضَعُوا وانْقادُوا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ: إِذا أَصبح ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعضاء كُلَّهَا تُكَفِّرُ لِلِّسَانِ، تَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فإِن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وإِن اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا. قَوْلُهُ: تُكَفِّرُ لِلِّسَانِ أَي تَذِلّ وتُقِرّ بِالطَّاعَةِ لَهُ وَتَخْضَعُ لأَمره. والتَّكْفِير: هُوَ أَن يَنْحَنِيَ الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قَرِيبًا مِنَ الرُّكُوعِ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ يُرِيدُ تَعْظِيمَ صَاحِبِهِ. وَالتَّكْفِيرُ: تَتْوِيجُ الْمَلِكِ بِتَاجٍ إِذا رُؤِيَ كُفِّرَ لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: التَّكْفِيرُ أَن يَخْضَعَ

الإِنسان لِغَيْرِهِ كَمَا يُكَفِّرُ العِلْجُ للدَّهاقِينِ، وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ أُمية وَالنَّجَاشِيِّ: رأَى الْحَبَشَةَ يَدْخُلُونَ مِنْ خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلَّاه ظَهْرَهُ وَدَخَلَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مَعْشَرٍ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ التَّكْفِيرَ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ الِانْحِنَاءُ الْكَثِيرُ فِي حَالَةِ الْقِيَامِ قَبْلَ الرُّكُوعِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ثَوْرًا: مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن التَّكْفِيرَ هُنَا اسْمٌ لِلتَّاجِ سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ أَو يَكُونُ اسْمًا غَيْرَ مَصْدَرٍ كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ. والكَفِرُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ: الْعَظِيمُ مِنَ الْجِبَالِ. وَالْجَمْعُ كَفِراتٌ؛ قَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ: لَهُ أَرَجٌ مِنْ مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ، ... تُطَلَّعُ رَيَّاهُ مِنَ الكَفِراتِ والكَفَرُ: العِقابُ مِنَ الْجِبَالِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الكَفَرُ الثَّنَايَا العِقَاب، الْوَاحِدَةُ كَفَرَةٌ؛ قَالَ أُمية: وَلَيْسَ يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ، ... إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ وَرَجُلٌ كِفِرِّينٌ: داهٍ، وكَفَرْنى: خاملٌ أَحمق. اللَّيْثُ: رَجُلٌ كِفِرِّينٌ عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خَبِيثٌ. التَّهْذِيبُ: وَكَلِمَةٌ يَلْهَجُونَ بِهَا لِمَنْ يُؤْمَرُ بأَمر فَيَعْمَلُ عَلَى غَيْرِ مَا أُمر بِهِ فَيَقُولُونَ لَهُ: مَكْفورٌ بِكَ يَا فُلَانُ عَنَّيْتَ وآذَيْتَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ الأَلْيَتانِ. كفهر: المُكْفَهِرُّ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَغْلُظُ ويَسْوَدُّ وَيَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا، والمُكْرَهِفُّ مِثْلُهُ. وكلُّ مُتَراكِبٍ: مُكْفَهِرّ. وَوَجْهٌ مُكْفَهِرٌّ: قَلِيلُ اللَّحْمِ غَلِيظُ الْجِلْدِ لَا يَسْتَحِي مِنْ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ العَبُوسُ، وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذا لَقِيتَ الْكَافِرَ فالْقَه بِوَجْهٍ مُكْفَهِرّ أَي بِوَجْهٍ مُنْقَبِضٍ لَا طَلاقةَ فِيهِ، يَقُولُ: لَا تَلْقَه بِوَجْهٍ مُنْبَسِط. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: الْقَوُا المُخالِفِين بِوَجْهٍ مُكْفَهِرٍّ أَي عَابِسٍ قَطوبٍ، وعامٌ مُكْفَهِرٌّ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: رأَيته مُكْفَهِرَّ الْوَجْهِ. وَقَدِ اكْفَهَرَّ الرجلُ إِذا عَبَّسَ، واكْفَهَرَّ النَّجْمُ إِذا بَدَا وَجْهُه وضوءُه فِي شِدَّةِ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: إِذا اللَّيْلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّتْ نُجومُه، ... وصاحَ مِنَ الأَفْراطِ هامٌ جواثِمُ والمُكْرَهِفُّ: لُغَةٌ فِي المُكْفَهِرّ. وَفُلَانٌ مُكْفَهِرُّ الْوَجْهِ إِذا ضَرَبَ لوْنُه إِلى الغُبْرة مَعَ الغِلَظ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قامَ إِلى عَذْراءَ فِي الغُطَاطِ ... يَمْشِي بمِثْلِ قائِم الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذِي حَطاطِ أَبو بَكْرٍ: فُلَانٌ مُكْفَهِرٌّ أَي مُنْقَبِضٌ كَالِحٌ لَا يُرَى فِيهِ أَثرُ بِشْرٍ وَلَا فَرَحٍ. وجَبَلٌ مُكْفَهِرٌّ: صَلْبٌ شَدِيدٌ لَا يَنَالُهُ حادِثٌ. والمُكْفَهِرُّ: الصُّلْبُ الَّذِي لَا تغيره الحوادث. كمر: الكَمَرَةُ: رأْس الذَّكَرِ، وَالْجَمْعُ كَمَرٌ. والمَكْمُور مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي أَصابَ الخاتنُ طَرَفَ كَمَرَته، وَفِي الْمُحْكَمِ: الذي أَصاب الخاتنُ كَمَرته. والمَكْمُورُ: الْعَظِيمُ الكَمَرَة، وَهُمُ المَكْمُوراء. وَرَجُلٌ كِمِرَّى إِذا كَانَ ضَخْمَ الكَمَرَةِ، مِثالُ الزِّمِكَّى. وتَكامَرَ الرجلانِ: نَظَرا أَيُّهما أَعظمُ كَمَرَةً، وَقَدْ كامَرَه فكَمَرَه: غَلَبَهُ بعِظَمِ الكَمَرَة؛ قَالَ:

تاللهِ لَولا شَيْخُنا عَبَّادُ، ... لَكامَرُونا اليومَ أَو لَكادُوا وَيُرْوَى: لَكَمَرونا اليومَ أَو لَكَادُوا. وامرأَة مَكْمُورَة: مَنْكُوحَةٌ. والكِمْرُ مِنَ البُسْرِ: مَا لَمْ يُرْطِبْ عَلَى نَخْلِهِ وَلَكِنَّهُ سَقَطَ فأَرْطَبَ فِي الأَرض. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظنهم قَالُوا نَخْلَةٌ مِكْمارٌ. والكِمِرَّى: الْقَصِيرُ؛ قَالَ: قَدْ أَرْسَلَتْ فِي عِيرها الكِمِرَّى والكِمِرَّى: مَوْضِعٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. كمتر: الكَمْتَرَةُ: مِشْيَةٌ فِيهَا تَقارُبٌ مِثْلَ الكَرْدَحَة، وَيُقَالُ: قَمْطَرة وكمْتَرَة بِمَعْنًى، وَقِيلَ: الكَمْتَرَةُ مِنْ عَدْوِ الْقَصِيرِ المُتَقارِبِ الخُطى المجتهدِ فِي عَدْوِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حيثُ تَرَى الكَوَأْلَلَ الكُماتِرا، ... كالهُبَعِ الصَّيْفيِّ ويَكْبُو عاثِرا وكَمْتَرَ إِناءَه والسقاءَ: ملأَه. وكَمْتَر الْقِرْبَةَ: سَدَّها بوِكائها. والكُمْتُرُ والكُماتِرُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ مثل الكُنْدُرِ والكُنادِر. كمثر: الكَمْثَرةُ: فِعْلٌ مُمات، وَهُوَ تَدَاخُلُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. والكُمَّثْرَى: مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَوَاكِهِ هَذَا الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ الإِجَّاصَ، مُؤَنَّثٌ لَا يَنْصَرِفُ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: أَكُمَّثْرَى، يَزِيدُ الحَلْقَ ضِيقاً، ... أَحَبُّ إِليكَ أَم تِينٌ نَضِيجُ؟ وَاحِدَتُهُ كُمَّثْراة، وَتَصْغِيرُهَا كُمَيْمِثْرةٌ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ فِي تَصْغِيرِ الْوَاحِدَةِ: كُمَيْمِثْراة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَقيس كُمَيْمِثْرة كَمَا قَدَّمْنَا. والكُماثِر: الْقَصِيرُ. قَالَ الأَزهري: سأَلت جَمَاعَةً مِنَ الأَعراب عَنِ الكُمَّثْرى فَلَمْ يَعْرِفُوهَا. ابْنُ دُرَيْدٍ: الكَمْثَرة تداخلُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ واجْتِماعُه، قَالَ: فإِن يَكُنِ الكُمَّثْرَى عَرَبِيًّا فَمِنْهُ اشْتِقَاقُهُ؛ التَّهْذِيبُ: وَتَصْغِيرُهَا كُمَيْمِثْرَى وكُمَيْثِرَةٌ وكُمَيْمِثْراة، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مَيَّادَةَ: كُمَيْمِثْرَى يزيدُ الحَلْقَ ضِيقاً كمعر: كَمْعَرَ سنامُ الْبَعِيرِ: مثل أَكْعَرَ. كنر: الكِنَّارَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الكِنَّارُ الشُّقَّة مِنْ ثِيَابِ الكَتَّانِ، دَخيلٌ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ لُبْسِ الكِنَّار ؛ هُوَ شُقة الْكَتَّانِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والكِنَّاراتُ يُخْتَلَفُ فِيهَا فَيُقَالُ هِيَ الْعِيدَانُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا، وَيُقَالُ هِيَ الدُّفُوف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنزَلَ الحقَّ ليُذْهِبَ بِهِ الْبَاطِلَ ويُبْطِلَ بِهِ اللَّعِبَ والزَّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي التَّوْرَاةِ: بِعْثَتُكَ تَمْحُو المَعازِفَ والكِنَّاراتِ؛ هِيَ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، الْعِيدَانُ، وَقِيلَ البَرابِطُ، وَقِيلَ الطُّنْبُورُ، وَقَالَ الحَربي: كَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَالَ الكِرانات، فَقُدِّمَتِ النُّونُ عَلَى الرَّاءِ، قَالَ: وأَظن الكِرانَ فَارِسِيًّا مُعَرَّبًا. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا نَصْرٍ يَقُولُ: الكَرِينَةُ الضَّارِبَةُ بالعُود، سُمِّيَتْ بِهِ لِضَرْبِهَا بالكِرانِ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: أَحسبها بِالْبَاءِ، جَمْعَ كِبارٍ، وَكِبَارُ جَمْعُ كَبَرٍ، وَهُوَ الطَّبْلُ كجَمَل وجِمال وجِمالات. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُمِرنا بِكَسْرِ الكُوبَةِ والكِنَّارة والشِّياع. ابْنُ الأَعرابي: الكَنانِيرُ وَاحِدَتُهَا كِنَّارَة،

قَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْعِيدَانُ، وَيُقَالُ: هِيَ الطَّنَابِيرُ، وَيُقَالُ الطُّبُول. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ قَنَرَ: رَجُلٌ مُقَنْوِرٌ ومُقَنِّرٌ ومُكَنْوِرٌ ومُكَنِّر إِذا كَانَ ضَخْماً سَمِجاً أَو مُعْتَمًّا عِمَّةً جافية. كنبر: الكِنْبارُ: حَبْلُ النَّارَجِيلِ، وَهُوَ نَخِيلُ الْهِنْدِ تُتَّخَذُ مِنْ لِيفِهِ حِبَالٌ لِلسُّفُنِ يَبْلُغُ مِنْهَا الْحَبْلُ سَبْعِينَ دِينَارًا. والكِنْبِرَةُ: الأَرْنَبَة الضَّخْمَةُ. كنثر: رَجُلٌ كُنْثُرٌ وكُناثِرٌ: وهو المجتمع الخلق. كندر: الكُنْدُرُ والكُنادِرُ والكُنَيدِرُ مِنَ الرِّجَالِ: الْغَلِيظُ الْقَصِيرُ مع شِدَّةٍ، وَيُوصَفُ بِهِ الْغَلِيظُ مِنْ حُمُر الْوَحْشِ. وَرَوَى شَمِرٌ لِابْنِ شُمَيْلٍ كُنَيْدِرٌ، عَلَى فُعَيْلِلٍ، وكُنَيْدِرٌ تَصْغِيرُ كُنْدُر؛ وَحِمَارٌ كُنْدُر وكُنادِرٌ: عَظِيمٌ، وَقِيلَ غَلِيظٌ؛ وأَنشد للعجاج: كأَنّ تَحْتي كُنْدُوراً كُنادِرا، ... جَأْباً قَطَوْطى يَنْشِجُ المَشاجِرَا يُقَالُ: حِمَارٌ كُدُرٌ وكُنْدُرٌ وكُنادِرٌ لِلْغَلِيظِ. والجأْب: الْغَلِيظُ، والقَطَوطى: الَّذِي يَمْشِي مُقْطَوْطِياً، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ سريعٌ. وَقَوْلُهُ: يَنْشِجُ المَشاجر أَي يُصَوِّتُ بالأَشجار، وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنه رُبَاعِيٌّ، وَذَهَبَ غَيْرُهُ إِلى أَنه ثُلَاثِيٌّ بِدَلِيلِ كَدَرَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِنه لَذُو كِنْدِيرَة؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ ذَا كِنْدِيرَةٍ عَجَنَّسا، ... إِذا الغرابانِ بِهِ تَمَرَّسا، لَمْ يَجِدا إِلا أَدِيماً أَمْلَسا ابْنُ شُمَيْلٍ: الكُنْدُر الشَّدِيدُ الخَلْقِ، وفِتْيانٌ كَنادِرَة. والكُنْدُر: اللُّبانُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: ضَرْبٌ مِنَ العِلْكِ، الْوَاحِدَةُ كُنْدُرة. والكُنْدُرة مِنَ الأَرض: مَا غَلُظ وَارْتَفَعَ. وكُنْدُرة الْبَازِي: مَجْثِمُه الَّذِي يُهَيَّأُ لَهُ مِنْ خَشَب أَو مَدَر، وَهُوَ دَخِيلٌ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنه لَا يَلْتَقِي فِي كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ حَرْفَانِ مِثْلَانِ فِي حَشْوِ الْكَلِمَةِ إِلا بِفَصْلٍ لَازَمٍ كالعَقَنْقَل والخَفَيْفَد وَنَحْوَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَدْ يَلْتَقِي حَرْفَانِ مِثْلَانِ بِلَا فَصْلٍ بَيْنَهُمَا فِي آخِرِ الِاسْمِ؛ يقال: رَمادٌ رِمْدَدٌ [رِمْدِدٌ] وَفَرَسٌ سُقْدُدٌ إِذا كَانَ مُضمَّراً. والخَفَيْدَدُ: الظَّلِيمُ. وَمَا لَهُ عُنْدُدٌ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: مَا كَانَ مِنْ حَرْفَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ فَلَا إِدغام فِيهَا إِذا كَانَتْ فِي مُلْحَقَاتِ الأَسماء لأَنها تَنْقُصُ عَنْ مَقَادِيرِ مَا أُلحقت بِهِ نَحْوَ: قَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ لأَنه مُلْحَقٌ بجَعْفَر، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ نَحْوَ قَرادِدَ ومهادِدَ مِثْلَ جَعافِرَ، فإِن لَمْ يَكُنْ مُلْحَقًا لَزِمَهُ الإِدغام نَحْوَ أَلَدّ وأَصَمّ. والكَنْدَر: ضَرْبٌ مِنْ حِسَابِ الرُّومِ، وَهُوَ حِسَابُ النُّجُومِ. وكِنْدِيرٌ: اسْمٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. كنعر: الكَنْعَرَةُ: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الْجَسِيمَةُ السَّمِينَةُ، وَجَمْعُهَا كناعِرُ. الأَزهري: كَنْعَرَ سَنامُ الْفَصِيلِ إِذا صَارَ فِيهِ شَحْمٌ، وهو مثل أَكْعَرَ. كنهر: الكَنَهْوَرُ مِنَ السَّحَابِ: المتراكبُ الثَّخِينُ؛ قَالَ الأَصمعي وغيره: هو قِطَعٌ مِنَ السَّحَابِ أَمثالُ الْجِبَالِ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: كَنَهْوَر كَانَ مِنْ أَعقاب السُّمِيّ «4» وَاحِدَتُهُ كَنَهْوَرَة، وَقِيلَ: الكَنَهْوَر السَّحَابُ الْمُتَرَاكِمُ؛ قَالَ ابن مُقْبِل:

_ (4). هذا الشطر لا وزن له معروف.

لَهَا قائدٌ دُهْمُ الرَّبابِ، وخَلْفَهُ ... رَوَايَا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْورا وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَمِيضُه فِي كَنَهْوَرِ رَبابه ؛ الكَنَهْوَرُ: الْعَظِيمُ مِنَ السَّحَابِ، والرَّبابُ الأَبيضُ منه، والنون والواو زائداتان. ونابٌ كَنَهْوَرَةٌ: مُسِنَّة. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَنْهَرَةُ مَوْضِعٌ بالدَّهْناء بَيْنَ جَبَلَيْنِ فِيهَا قِلاتٌ يَمْلَؤُهَا ماءُ السَّمَاءِ، والكَنَهْوَرُ مِنْهُ أُخِذَ. كهر: كَهَرَ الضُّحى: ارْتَفَعَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العَبَّادي: مُسْتَخِفِّينَ بِلَا أَزْوادِنا، ... ثِقَةً بالمُهْرِ مِنْ غيرِ عَدَمْ فإِذا العانَةُ فِي كَهْرِ الضُّحى، ... دُونها أَحْقَبُ ذُو لَحْمٍ زِيَمْ يَصِفُ أَنه لَا يَحْمِلُ مَعَهُ زَادًا فِي طَرِيقِهِ ثِقَةً بِمَا يَصِيدُهُ بمُهرِه. وَالْعَانَةُ: الْقَطِيعُ مِنَ الْوَحْشِ. والأَحقب: الْحِمَارُ الَّذِي فِي حِقْوَيْهِ بَيَاضٌ. وَلَحْمٌ زِيَمٌ: لَحْمٌ مُتَفَرِّقٌ لَيْسَ بِمُجْتَمَعٍ فِي مَكَانٍ. وكَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً: ارْتَفَعَ وَاشْتَدَّ حَرُّه. الأَزهري: كَهْرُ النهارِ ارتفاعُه فِي شِدَّةِ الْحَرِّ. والكَهْرُ: الضَّحِكُ وَاللَّهْوُ. وكَهَرَه يَكْهَرُه كَهْراً: زَبَرَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهٍ عابسٍ وانْتَهره تَهاوناً بِهِ. والكَهْرُ: الانْتِهارُ؛ قَالَ ابنُ دَارَةَ الثَّعْلَبيّ: فقامَ لَا يَحْفِلُ ثَمَّ كَهْرا، ... وَلَا يُبالي لَوْ يُلاقي عَهْرا قَالَ: الكَهْرُ الانْتِهارُ، وكَهَرَه وقَهَره بِمَعْنًى. وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَما الْيَتِيمَ فَلَا تَكْهَرْ ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن كَافَهُ بَدَلٌ مِنْ قَافِ تَقْهَرْ. وَفِي حَدِيثُ مُعَاوية بْنِ الحَكَمِ السّلَمِيّ أَنه قَالَ: مَا رأَيت مُعَلِّماً أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبأَبي هُوَ وأُمي مَا كَهَرني وَلَا شَتَمَني وَلَا ضَرَبني. وَفِي حَدِيثِ المَسْعى: أَنهم كَانُوا لَا يُدَعُّون عَنْهُ وَلَا يُكْهَرون ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ وَبَعْضِ طُرِقِ مُسْلِمٍ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي الأَكثر يُكْرَهُون بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ مِنَ الإِكراه. وَرَجُلٌ كُهْرُورَةٌ: عَابِسٌ، وَقِيلَ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وَقِيلَ: ضحَّاك لعَّاب. وَفِي فُلَانٍ كُهْرُورةٌ أَي انْتِهارٌ لِمَنْ خَاطَبَهُ وَتَعْبِيسٌ لِلْوَجْهِ؛ قَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: ولستُ بذِي كُهْرورَةٍ غيرَ أَنَّني، ... إِذا طَلَعَتْ أُولى المُغِيرَةِ، أَعْبَسُ والكَهْرُ: القَهْرُ. والكَهْرُ: عُبُوسُ الْوَجْهِ. والكَهْرُ: الشَّتْمُ؛ الأَزهري: الكَهْرُ المُصاهَرة؛ وأَنشد: يُرَحَّبُ بِي عِنْدَ بابِ الأَمِير، ... وتُكْهَرُ سَعْدٌ ويُقْضى لها أَي تُصاهَرُ. كور: الكُورُ، بِالضَّمِّ: الرَّحْلُ، وَقِيلَ: الرَّحْلُ بأَداته، وَالْجَمْعُ أَكْوار وأَكْوُرٌ؛ قَالَ: أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْيَماني ... قِلاصاً، حَطَّ عنهن أَكْوُرا وَالْكَثِيرُ كُورانٌ وكُؤُور؛ قَالَ كُثَيِّر عَزَّة: عَلَى جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ فِي البُرى، ... فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ فِي الْمُعْتَلِّ مِنْ هَذَا الْبِنَاءِ

وإِنما بَابُهُ الصَّحِيحُ مِنْهُ كبُنُودٍ وجُنُودٍ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة: بأَكْوارِ المَيسِ تَرْتَمِي بِنَا العِيسُ؛ الأَكْوارُ جَمْعُ كُورٍ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ رَحْل النَّاقَةِ بأَداته، وَهُوَ كالسَّرْج وآلتِه لِلْفَرَسِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَفْتَحُ الْكَافَ، وَهُوَ خَطَأٌ؛ وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيُّ: نَشَأْتُ عَسِيراً لَمْ تُدَيَّثْ عَرِيكَتي، ... وَلَمْ يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ كُورُها اسْتَعَارَ الكُورَ لِتَذْلِيلِ نفسه إِذ كَانَ الكُورُ مِمَّا يُذَلَّلُ بِهِ الْبَعِيرُ ويُوَطَّأُ وَلَا كُورَ هُنَالِكَ. وَيُقَالُ للكُورِ، وَهُوَ الرَّحْلُ: المَكْوَرُ، وَهُوَ المُكْوَرُّ، إِذا فَتَحْتَ الْمِيمَ خَفَّفْتَ الرَّاءَ، وإِذا ثَقَّلْتَ الرَّاءَ ضَمَمْتَ الْمِيمَ؛ وأَنشد قَوْلَ الشَّاعِرِ: قِلاص يَمانٍ حَطَّ عَنْهُنَّ مَكْوَرا فَخَفَّفَ، وأَنشد الأَصمعي: كأَنّ فِي الحَبْلَيْنِ مِنْ مُكْوَرِّه ... مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ وكُورُ الحَدَّاد: الَّذِي فِيهِ الجَمْر وتُوقَدُ فِيهِ النَّارُ وَهُوَ مَبْنِيٌّ مِنْ طِينٍ، وَيُقَالُ: هُوَ الزِّقُّ أَيضاً. والكَوْرُ: الإِبل الْكَثِيرَةُ الْعَظِيمَةُ. وَيُقَالُ: عَلَى فُلَانٍ كَوْرٌ مِنَ الإِبل، والكَوْرُ مِنَ الإِبل: القَطيِعُ الضَّخْم، وَقِيلَ: هِيَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ، وَقِيلَ: مِائَتَانِ وأَكثر. والكَوْرُ: الْقَطِيعُ مِنَ الْبَقَرِ؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: وَلَا شَبُوبَ مِنَ الثِّيرانِ أَفْرَدَه، ... مِنْ كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا أَكْوار؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا مُشِبَّ مِنَ الثِّيرانِ أَفْرَده، ... عَنْ كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ بِكَسْرِ الدَّالِ، قَالَ: وَصَوَابُهُ: والطردُ، بِرَفْعِ الدَّالِ؛ وأَول الْقَصِيدَةِ: تَاللَّهِ يَبْقى عَلَى الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ، ... جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ، سِنُّه غَرِدُ يَقُولُ: تَاللَّهِ لَا يَبْقَى عَلَى الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الَّذِي يَرْعى الْبَقْلَ. والجَوْنُ: الأَسْوَدُ. والسَّراةُ: الظَّهْر. وغَرِدٌ: مُصَوِّتٌ. وَلَا مُشِبَّ مِنَ الثِّيرَانِ: وَهُوَ المُسِنّ أَفرده عَنْ جَمَاعَتِهِ إِغراءُ الْكَلْبِ بِهِ وطَرَدُه. والكَوْرُ: الزِّيَادَةُ. اللَّيْثُ: الكَوْرُ لَوْثُ الْعِمَامَةِ يَعْنِي إِدارتها عَلَى الرأْس، وَقَدْ كَوَّرْتُها تَكْوِيراً. وَقَالَ النَّضْرُ: كُلُّ دَارَةٍ مِنَ الْعِمَامَةِ كَوْرٌ، وَكُلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ. وتكْوِيرُ الْعِمَامَةِ: كَوْرُها. وكارَ العِمامَةَ عَلَى الرأْس يَكُورُها كَوْراً: لاثَها عَلَيْهِ وأَدارها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وصُرَّادِ غَيْمٍ لَا يزالُ، كأَنه ... مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ وَكَذَلِكَ كَوَّرَها. والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ: العمامةُ. وَقَوْلُهُمْ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، قِيلَ: الحَوْرُ النُّقْصَانُ وَالرُّجُوعُ، والكَوْرُ: الزِّيَادَةُ، أُخذ مِنْ كَوْرِ الْعِمَامَةِ؛ يَقُولُ: قَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَانْتَقَضَتْ كَمَا يَنْتَقِضُ كَوْرُ الْعِمَامَةِ بَعْدَ الشَّدِّ، وَكُلُّ هَذَا قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَقِيلَ: الكَوْرُ تَكْوِيرُ الْعِمَامَةِ والحَوْرُ نَقْضُها، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الرُّجُوعِ بَعْدَ الِاسْتِقَامَةِ وَالنُّقْصَانِ بَعْدَ الزِّيَادَةِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الحَوْر بَعْدَ الكَوْرِ أَي مِنَ النُّقْصَانِ بَعْدَ الزِّيَادَةِ، وَهُوَ مِنْ تَكْوِير الْعِمَامَةِ، وَهُوَ لَفُّهَا وَجَمْعُهَا، قَالَ: وَيُرْوَى بِالنُّونِ. وَفِي صِفَةِ زَرْعِ الْجَنَّةِ: فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستحصادُه وتَكْوِيرُه أَي جَمْعُه وإِلقاؤه. والكِوارَة: خِرْقَةٌ تَجْعَلُهَا المرأَة عَلَى رأْسها. ابْنُ سِيدَهْ: والكِوارَةُ لَوْثٌ تَلْتاثه المرأَة عَلَى رأْسها بِخِمَارِهَا، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الخِمْرَةِ؛ وأَنشد: عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى مِنْ تَفَحُّشِها، ... وَفِي كِوارَتِها مِنْ بَغْيِها مَيَلُ وَقَوْلُهُ أَنشده الأَصْمَعِيُّ لِبَعْضِ الأَغْفال: جافِيَة مَعْوى مِلَاثِ الكَوْر قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ مَوْضِعَ كَوْرِ الْعِمَامَةِ: والكِوارُ والكِوارَة: شَيْءٌ يُتَّخَذُ لِلنَّحْلِ مِنَ القُضْبان، وَهُوَ ضَيِّقُ الرأْس. وتَكْوِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ: أَن يُلْحَقَ أَحدُهما بِالْآخَرِ، وَقِيلَ: تَكْوِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تَغْشِيَةُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَقِيلَ: إِدخال كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ، وَالْمَعَانِي مُتَقَارِبَةٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وتَكْوِيرُ اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ تَغْشيته إِياه، وَيُقَالُ زِيَادَتُهُ فِي هَذَا مِنْ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ؛ أَي يُدْخِلُ هَذَا عَلَى هَذَا، وأَصله مِنْ تَكْوِيرِ الْعِمَامَةِ، وَهُوَ لَفُّهَا وَجَمْعُهَا. وكُوِّرَتِ الشمسُ: جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كَمَا تُلَفُّ الْعِمَامَةُ، وَقِيلَ: مَعْنَى كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ [كُورْبِكِرْ] وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كُوِّرَت اضْمَحَلَّتْ وَذَهَبَتْ. وَيُقَالُ: كُرْتُ العمامةَ عَلَى رأْسي أَكُورُها وكَوَّرْتُها أُكَوِّرُها إِذا لَفَفْتَهَا؛ وَقَالَ الأَخفش: تُلَفُّ فَتُمْحَى؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كُوِّرَتْ مِثْلَ تَكْوِير الْعِمَامَةِ تُلَفُّ فَتُمْحَى، وَقَالَ قَتَادَةُ: كُوِّرَتْ ذَهَبَ ضوءُها، وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: نُزِعَ ضوءُها، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ، وَقَالَ الرَّبيعُ بْنُ خَيثَمٍ: كُوِّرَتْ رُميَ بِهَا، وَيُقَالُ: دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طَرَحْتَهُ حَتَّى يَسْقُطَ، وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ ، وَفِي الْحَدِيثِ: يُجاءُ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ثَوْرَيْنِ يُكَوَّرانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَي يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ فِيهَا، وَالرِّوَايَةُ ثَوْرَيْنِ، بِالثَّاءِ، كأَنهما يُمْسَخانِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ رُوِيَ بِالنُّونِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الكُورَةُ الْمَدِينَةُ والصُّقْعُ، وَالْجَمْعُ كُوَرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والكُورَةُ مِنَ الْبِلَادِ المِخْلافُ، وَهِيَ الْقَرْيَةُ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسِبُه عَرَبِيًّا. والكارَةُ: الحالُ الَّذِي يَحْمِلُهُ الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَقَدْ كَارَهَا كَوْراً واسْتَكارَها. والكارَةُ: عِكْمُ الثِّياب، وَهُوَ مِنْهُ، وكارةُ القَصَّار مِنْ ذَلِكَ، سُمِّيَتْ بِهِ لأَنه يُكَوِّر ثِيَابَهُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ويحمِلها فَيَكُونُ بعضُها عَلَى بَعْضٍ. وَكَوَّرَ المتاعَ: أَلقى بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الكارةُ مَا يُحمل عَلَى الظَّهْرِ من الثِّياب، وتَكْوِيرُ الْمَتَاعِ: جمعُه وَشَدُّهُ. والكارُ: سُفُن مُنحدِرة فِيهَا طَعَامٌ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. وَضَرَبَهُ فكَوَّره أَي صرَعه، وَكَذَلِكَ طَعَنَهُ فكَوّرَه أَي أَلقاه مُجْتَمِعًا؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ، والنَّقْعُ ساطِعٌ، ... فَخَرَّ صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط، وَقَدْ تكَوَّر هُوَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:

مُتَكَوِّرِينَ عَلَى المَعارِي، بَيْنَهُمْ ... ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ وَقِيلَ: التَّكْوِير الصَّرْع، ضرَبه أَو لَمْ يضربْه. والاكتيارُ: صرعُ الشيءِ بعضُه عَلَى بعضٍ. والاكْتِيار فِي الصِّراع: أَن يُصرَع بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. والتَّكَوُّر: التَّقَطُّر والتَّشَمُّر. وكارَ الرجلُ فِي مشْيته كَوْراً، واسْتَكار: أَسْرع. والكِيار: رَفْع الفَرس ذَنَبَهُ فِي حُضْره؛ والكَيِّر: الْفَرَسُ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. ابْنُ بُزُرْجَ: أَكارَ عَلَيْهِ يَضْرِبُهُ، وَهُمَا يَتَكايرانِ، بِالْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ المُنافق: يَكِير فِي هَذِهِ مَرَّةً وَفِي هَذِهِ مَرَّةً أَي يَجْرِي. يُقَالُ: كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جَرَى رَافِعًا ذَنَبَهُ، وَيُرْوَى يَكْبِنُ. واكْتار الفرسُ: رَفَعَ ذنَبه فِي عَدْوِه. واكْتارَتِ النَّاقَةُ: شَالَتْ بذنَبها عِنْدَ اللِّقاح. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَا مَا جُهل مِنْ تَصَرُّفِهِ مِنْ بَابِ الْوَاوِ لأَن الأَلف فِيهِ عَيْنٌ، وَانْقِلَابُ الأَلف عَنِ الْعَيْنِ وَاوًا أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ. وَيُقَالُ: جَاءَ الْفَرَسُ مُكْتاراً إِذا جَاءَ مَادًّا ذَنَبَهُ تَحْتَ عَجُزِه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْرًا: كأَنه، مِنْ يَدَيْ قِبْطِيَّة، لَهِقاً ... بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِبُ قَالُوا: هُوَ مِنِ اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم. وَقَالَ الأَصمعي: اكْتارَتِ النَّاقَةُ اكْتِياراً إِذا شَالَتْ بذنَبها بَعْدَ اللِّقاح. واكْتار الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اكْتِياراً إِذا تهيأَ لِسبابه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَكَرْت عَلَى الرَّجُلِ أُكِيرُ كَيَارَةً إِذا اسْتَذْلَلْتَهُ وَاسْتَضْعَفْتَهُ وأَحَلْت عَلَيْهِ إِحالة نَحْوَ مائةٍ. والكُورُ: بِنَاءُ الزَّنابير؛ وَفِي الصِّحَاحِ: موضِع الزَّنابير. والكُوَّارات: الخَلايا الأَهْلِيَّة؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَهِيَ الكَوائر أَيضاً عَلَى مِثَالِ الكَواعِر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الكَوائر لَيْسَ جَمْعَ كُوَّارة إِنما هُوَ جَمْعُ كُوَارة، فَافْهَمْ، والكِوَار والكِوارة: بَيْتٌ يُتَّخذ مِنْ قُضبانٍ ضيِّقُ الرأْس لِلنَّحْلِ تُعَسِّلُ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وكُوَّارة النَّحْلُ عَسَلُهَا فِي الشمَع. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَيْسَ فِيمَا تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل صدَقة ، وَاحِدُهَا كُور، بِالضَّمِّ، وَهُوَ بَيْتُ النَّحْلِ والزَّنابير؛ أَراد أَنه لَيْسَ فِي الْعَسَلِ صَدَقَةٌ. وكُرْت الأَرض كَوْراً: حفرتُها. وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر: جِبَالٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: وَفِي يَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه، ... وذِرْوَةِ الكَوْرِ عَنْ مَرْوانَ مُعْتَزَلُ ودارَةُ الكَوْر، بِفَتْحِ الْكَافِ: مَوْضِعٌ؛ عَنْ كُراع. والمِكْوَرَّى: الْقَصِيرُ الْعَرِيضُ. وَرَجُلٌ مِكْوَرَّى [مَكْوَرَّى] أَي لَئِيمٌ. والمَكْوَرَّى: الرَّوْثة الْعَظِيمَةُ، وَجَعَلَهَا سِيبَوَيْهِ صِفَةً، فَسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ بأَنه الْعَظِيمُ رَوثَةِ الأَنف، وَكَسْرُ الْمِيمِ فِيهِ لُغَةٌ، مأْخوذ مِنْ كَوَّره إِذا جَمعه، قَالَ: وَهُوَ مَفْعَلَّى، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، لأَن فَعْلَلَّى لَمْ يَجِئ، وَقَدْ يَحْذِفُ الأَلف فيقال مَكْوَرٌّ، [مِكْوَرٌّ] والأُنثى فِي كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ قَالَ كُرَاعٌ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ. وَرَجُلٌ مَكْوَرٌّ: فَاحِشٌ مِكْثَارٌ؛ عَنْهُ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ أَيضاً. ابْنُ حَبِيبٍ: كَوْرٌ أَرض باليمامة. كير: الكِيرُ: كِيرُ الْحَدَّادِ، وَهُوَ زِقّ أَو جِلْدٌ غَلِيظٌ ذُو حافاتٍ، وأَما الْمَبْنِيُّ مِنَ الطِّينِ فَهُوَ الكُورُ. ابْنُ سِيدَهْ: الكِير الزِّقّ الَّذِي يَنْفُخ فِيهِ الْحَدَّادِ، وَالْجَمْعُ أَكْيارٌ وكِيَرة. وَفِي الْحَدِيثِ: مثَلُ الجلِيس السَّوْء مَثَلُ الكِير ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: الْمَدِيِنَةُ كالكِيرِ تَنفي خَبَثها ويَنْصَع طِيبُها ؛ وَلَمَّا

فصل اللام

فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الشَّاعِرِ: ترَى آنُفاً دُغماً قِباحاً، كأَنها ... مَقادِيمُ أَكْيارٍ، ضخامَ الأَرانِب قَالَ: مَقادِيم الكِيرانِ تسودُّ مِنَ النَّارِ، فكسَّر كِيراً عَلَى كِيرَانِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ؛ إِنما الكِيران جَمْعُ الكُور، وَهُوَ الرّحْل، وَلَعَلَّ ثَعْلَبًا إِنما قَالَ مَقادِيم الأَكْيار. وكِير: بَلَدٌ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: إِذا حَلَّتْ بأَرض بَنِي عليٍّ، ... وأَهْلُكَ بَيْنَ إِمَّرَة وكِير ابْنُ بُزُرْجَ: أَكارَ عَلَيْهِ يَضْرِبُهُ، وهُما يَتَكَايَرَانِ؛ بِالْيَاءِ. وكِير: اسم جبل. فصل اللام لهبر: ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ لَا تَتَزَوَّجَنَّ لَهْبَرَةً ؛ هي الطويلة الهزيلة. فصل الميم مأر: المِئْرَةُ، بِالْهَمْزَةِ: الذَّحْلُ والعَدَاوَةُ، وَجَمْعُهَا مِئَرٌ. ومَئِرَ عَلَيْهِ وامْتَأَرَ: اعْتَقَدَ عَداوتَه. ومَأَرَ بَيْنَهُمْ يَمْأَرُ مَأْراً وماءَرَ بَيْنَهُمْ مُماءَرَةً ومِئاراً: أَفسد بَيْنَهُمْ وأَغرى وَعَادَى. وماءَرْتُهُ مُماءَرَةً، عَلَى فاعَلْتُه، وامْتَأَر فلانٌ عَلَى فُلَانٍ أَي احْتَقَدَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ مَئِرٌ وَمِئَرٌ: مُفْسِدٌ بَيْنَ النَّاسِ. وتَمَاءَرُوا: تَفَاخَرُوا. وماءَرَهُ مماءَرَةً: فاخَرَهُ. وماءَرَهُ فِي فِعْلِه: سَاوَاهُ؛ قَالَ: دَعْتْ ساقَ حُرٍّ، فانْتَحى مِثْلَ صَوْتِها ... يُمائِرُها فِي فِعْله، وتُمائِرُهْ وَتَماءَرَا: تَسَاوَيَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَماءَرْتُمُ فِي العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُمُ، ... كَمَا أَهْلَكَ الغارُ النِّساءَ الضَّرائِرا وَأَمْرٌ مَئِرٌ وَمَئِيرٌ: شَدِيدٌ. يُقَالُ: هُمْ فِي أَمر مَئِرٍ أَي شَدِيدٍ. وَمَأَرَ السِّقاءَ مَأْراً: وَسَّعَه. متر: مَتَرَهُ مَتْراً: قَطَعَهُ. ورأَيته يَتَماتَرُ أَي يَتَجَاذَبُ، وتَماتَرَتِ النارُ عِنْدَ القَدْحِ كَذَلِكَ. قَالَ الليثُ: والنارُ إِذا قُدِحَتْ رأَيتَها تَتَماتَرُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. والمَتْرُ: السَّلْحُ إِذا رُمي بِهِ. وَمَتَرَ بِسَلْحِهِ إِذا رَمَى بِهِ مِثْلَ مَتَحَ. والمَتْرُ: المَدُّ. وَمَتَرَ الحَبْلَ يَمْتُرُهُ: مَدَّهُ. وامْتَرَّ هُوَ: امْتَدَّ، قَالَ: وَرُبَّمَا كُنِّيَ بِهِ عَنِ البِضَاعِ. والمَتْرُ: لُغَةٌ فِي البَتْرِ، وهو القطع. مجر: المَجْرُ: مَا فِي بُطون الْحَوَامِلِ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ والمَجْرُ: أَن يُشْتَرَى مَا فِي بُطُونِهَا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُشْتَرَى الْبَعِيرُ بِمَا فِي بَطْنِ النَّاقَةِ؛ وَقَدْ أَمْجَرَ فِي الْبَيْعِ ومَاجَرَ مُمَاجَرَةً ومِجَاراً. الْجَوْهَرِيُّ: والمَجْرُ أَن يُبَاعَ الشَّيْءُ بِمَا فِي بَطْنِ هَذِهِ النَّاقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عَنِ المَجْرِ أَي عَنْ بَيْعِ المَجْرِ ، وَهُوَ مَا فِي الْبُطُونِ كَنَهْيِهِ عَنِ الْمَلَاقِيحِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ سُمِّي بَيعُ المَجْرِ مَجْراً اتِّسَاعًا وَمَجَازًا، وَكَانَ مِنْ بِياعاتِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المَجْرُ أَن يُبَاع الْبَعِيرُ أَو غَيْرُهُ بِمَا فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَمْجَرْتُ فِي الْبَيْعِ إِمْجَاراً وماجَرْتُ مُمَاجَرَةً، وَلَا يُقَالُ لِمَا فِي الْبَطْنِ مَجْرٌ إِلا إِذا أَثْقَلَتِ الحامِلُ، فالمَجْرُ اسْمٌ للحَمْلِ الَّذِي فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، وحَمْلُ الَّذِي فِي بَطْنِهَا حَبَلُ الحَبَلَةِ. ومَجِرَ مِنَ الْمَاءِ واللَّبَنِ مَجَراً، فَهُوَ مَجِرٌ: تَمَلَّأَ

وَلَمْ يَرْوَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن مِيمَهُ بَدَلٌ مِنْ نُونِ نَجِرَ، وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن مِيمُهُ بَدَلٌ مِنْ بَاءِ بَجِرَ. وَيُقَالُ: مَجِرَ ونَجِرَ إِذا عَطِشَ فأَكثر مِنَ الشُّرْبِ فَلَمْ يَرْوَ، لأَنهم يُبْدِلُونَ الْمِيمَ مِنَ النُّونِ، مِثْلَ نَخَجْتُ الدَّلْوَ ومَخَجْتُ. ومَجِرَتِ الشَّاةُ مَجَراً وأَمْجَرَتْ وَهِيَ مُمْجِر إِذا عَظُمَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا فَهُزِلَتْ وثَقُلَت ولن تُطِقْ عَلَى الْقِيَامِ حَتَّى تُقَامَ؛ قَالَ: تَعْوِي كِلابُ الحَيِّ مِنْ عُوَائها، ... وتَحْمِلُ المُمْجِرَ فِي كِسائها فإِذا كَانَ ذَلِكَ عَادَةً لَهَا فَهِيَ مِمْجَارٌ. والإِمْجارُ فِي النُّوق مثلُه فِي الشَّاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. غَيْرُهُ: والمَجَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ أَمجرت الشَّاةُ، فَهِيَ مُمْجِرٌ، وَهُوَ أَن يَعْظُمَ مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ الْحَمْلِ وَتَكُونُ مَهْزُولَةً لَا تَقْدِرُ عَلَى النُّهُوضِ. وَيُقَالُ: شَاةٌ مَجْرَةٌ، بِالتَّسْكِينِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَيْشِ الْعَظِيمِ مَجْرٌ لِثِقَلِه وضِخَمِه. والمَجَرُ: انْتِفَاخُ الْبَطْنِ مِنْ حَبَلٍ أَو حَبَنٍ؛ يُقَالُ: مَجِرَ بَطْنُهَا وأَمْجَرَ، فَهِيَ مَجِرَةٌ ومُمْجِرٌ. والإِمْجَارُ: أَن تَلْقَحَ الناقةُ وَالشَّاةُ فتَمْرَضَ أَو تَحْدَبَ فَلَا تَقْدِرُ أَن تَمْشِيَ وَرُبَّمَا شُقَّ بَطْنُهَا فأُخرج مَا فِيهِ لِيُرَبُّوه. والمَجَرُ: أَن يَعْظُمَ بطن الشاة الحامل فَتُهْزَلَ؛ يُقَالُ: شَاةٌ مُمْجِرٌ وغَنَمٌ مَمَاجِرُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ صَحَّ أَن بطنَ النَّعْجَةِ المَجِرَ «5» ... شَيْءٌ عَلَى حِدَةٍ وأَنه يَدْخُلُ فِي الْبُيُوعِ الْفَاسِدَةِ، وأَن المَجَرَ شَيْءٌ آخَرُ، وَهُوَ انْتِفَاخُ بَطْنِ النَّعْجَةِ إِذا هُزِلَتْ. وَفِي حَدِيثِ الْخَلِيلِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَيَلْتَفِتُ إِلى أَبيه وَقَدْ مَسَخَهُ اللَّهُ ضِبْعَاناً أَمْجَرَ ؛ الأَمْجَرُ: العظيمُ البطنِ المهزولُ الْجِسْمِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُمْجِرُ الشاةُ الَّتِي يُصِيبُهَا مَرَضٌ أَو هُزال وَتَعْسُرُ عَلَيْهَا الْوِلَادَةُ. قَالَ: وأَما المَجْرُ فَهُوَ بَيْعُ مَا فِي بَطْنِهَا. وَنَاقَةٌ مُمْجِرٌ إِذا جَازَتْ وَقْتَهَا فِي النِّتَاج؛ وأَنشد: ونَتَجُوها بَعْدَ طُولِ إِمْجَار وأَنشد شَمِرٌ لِبَعْضِ الأَعراب: أَمْجَرْتَ إِرْباءً ببيعٍ غالِ، ... مُحَرَّمٍ عَلَيْكَ، لَا حَلالِ أَعْطَيْتَ كَبْشاً وارِم الطِّحَالِ، ... بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصَالِ وَعَاجِلًا بآجِلِ السِّخَالِ، ... فِي حَلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأَقْفَالِ حَتَّى يُنَتَّجْنَ مِنَ المَبَالِ، ... ثُمَّتَ يُفْطَمْنَ عَلَى إِمْهَالِ؛ والمَجْرُ بَيْعُ اللَّحْمِ بالأَحْبالِ، ... لحُومِ جُزْرٍ غَثَّةٍ هِزَالِ فَطائِم الأَغْنامِ والآبالِ، ... أَلعَيْنَ بالضِّمَارِ ذِي الآجالِ والشِّفَّ بِالنَّاقِصِ لَا تُبالي والمِجَارُ: العِقَالُ، والأَعْرَفُ الهِجَارُ. وجَيْشٌ مَجْرٌ: كثيرٌ جِدًّا. الأَصمعي: المَجْرُ، بِالتَّسْكِينِ، الْجَيْشُ الْعَظِيمُ الْمُجْتَمِعُ. وَمَا لَهُ مَجْرٌ أَي مَا لَهُ عَقْلٌ. وَجَعَلَ ابْنُ قُتَيْبَةَ تَفْسِيرَ نَهْيِهِ عَنِ المَجْرِ غَلَطاً، وَذَهَبَ بالمجْر إِلى الْوَلَدِ يَعْظُمُ فِي بَطْنِ الشَّاةِ، قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ مَا فَسَّرَ أَبو زَيْدٍ. أَبو عُبَيْدَةَ: المَجْرُ مَا فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، قَالَ: وَالثَّانِي حَبَلُ الحَبَلَةِ، وَالثَّالِثُ الغَمِيسُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وأَبو عُبَيْدَةَ ثِقَةٌ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ المَجَرُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ أُخذ عَلَيْهِ لأَن المَجَرَ دَاءٌ فِي الشَّاءِ وَهُوَ أَن يعظم بطن الشاة الحامل فتهزل وربما

_ (5). كذا بياض بالأصل المنقول من مسودة المؤلف

رَمَتْ بِوَلَدِهَا، وَقَدْ مجَرَتْ وأَمْجَرَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مَجْرٍ حَرَامٌ ؛ قَالَ: أَلَمْ تَكُ مَجْراً لَا تَحِلُّ لِمُسْلِمٍ، ... نَهَاهُ أَمِيرُ المِصْرِ عَنْهُ وعامِلُهْ؟ ابْنُ الأَعرابي: المَجْرُ الْوَلَدُ الَّذِي فِي بَطْنِ الْحَامِلِ. والمَجْرُ: الرِّبا. والمَجْرُ: القِمَارُ. والمُحاقَلَةُ والمُزابَنَةُ يُقَالُ لَهُمَا: مَجْر. قَالَ الأَزهري: فَهَؤُلَاءِ الأَئمة أَجمعوا فِي تَفْسِيرِ الْمَجْرِ، بِسُكُونِ الْجِيمِ، عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ إِلا مَا زَادَ ابْنُ الأَعرابي عَلَى أَنه وَافَقَهُمْ عَلَى أَن الْمَجْرُ مَا فِي بَطْنِ الْحَامِلِ وَزَادَ عَلَيْهِمْ أَن الْمَجْرَ الرِّبَا. وأَما المَجَرُ فإِن المنذريَّ أَخبر عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه أَنشده: أَبْقَى لَنا اللهُ وتَقْعِيرَ المَجَرْ قَالَ: وَالتَّقْعِيرُ أَن يَسْقُطَ «6» فَيَذْهَبَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَسُئِلَ ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ عَنِ الضأْن فَقَالَ: مالُ صِدْقٍ قَرْيَةٌ لَا حُمَّى «7» بِهَا إِذا أَفلتت مِنْ مَجَرَتَيها؛ يَعْنِي مِنَ المَجَرِ فِي الدَّهْرِ الشَّدِيدِ وَالنَّشَرَ، وَهُوَ أَن تَنْتَشِرَ بِاللَّيْلِ فتأْتي عَلَيْهَا السِّبَاعُ، فَسَمَّاهُمَا مَجَرَتَيْنِ كَمَا يُقَالُ الْقَمَرَانِ وَالْعَمْرَانِ، وَفِي نُسْخَةِ بُنْدارٍ: حَزَّتَيْها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمثالها والصومُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ، يَذَرُ طَعامَه وَشَرَابَهُ مِجْرَايَ أَي مِنْ أَجلي، وأَصله مِنْ جَرَّايَ، فَحَذَفَ النُّونَ وَخَفَّفَ الْكَلِمَةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَثِيرًا مَا يَرِدُ هَذَا فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ. محر: اللَّيْثُ: المَحَارَةُ دَابَّةٌ فِي الصَّدَفَيْنِ، قَالَ: وَيُسَمَّى بَاطِنُ الأُذن مَحارَةً، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا لَهَا» مَحَارَةً بِالدَّابَّةِ وَالصَّدَفَيْنِ. وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي قَالَ: المحارةُ الصَّدَفَةُ. قَالَ الأَزهري: ذَكَرَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَرْفَ أَعني الْمَحَارَةَ فِي بَابِ حَارَ يَحُورُ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنه مَفْعَلَةٌ وأَن الْمِيمَ لَيْسَتْ بأَصلية، قَالَ: وَخَالَفَهُمُ اللَّيْثُ فَوَضَعَ الْمَحَارَةَ فِي بَابِ مَحَرَ، قَالَ: وَلَا نَعْرِفُ مَحَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ العرب. مخر: مَخَرَتِ السفينةُ تَمْخَرُ وتَمْخُر مَخْراً ومُخُوراً: جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مَعَ صَوْتٍ، وَقِيلَ: استقبلتِ الرِّيحَ فِي جَرْيَتِهَا، فَهي ماخِرَةٌ. ومَخَرَتِ السفينةُ مَخْراً إِذا استقبلتَ بِهَا الرِّيحَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ ؛ يَعْنِي جَوارِيَ، وَقِيلَ: الْمَوَاخِرُ الَّتِي تَرَاهَا مُقْبِلةً ومُدْبِرةً بِرِيحٍ وَاحِدَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَسْمَعُ صَوْتَ جَرْيِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَشُقُّ الْمَاءِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَواخِرَ : هُوَ صَوْتُ جَرْيِ الْفُلْكِ بِالرِّيَاحِ؛ يُقَالُ: مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ؛ وَقِيلَ: مواخِرَ جوارِيَ. والماخِرُ: الَّذِي يَشُقُّ الْمَاءَ إِذا سبَح؛ قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: الْمَاخِرَةُ السَّفِينَةُ الَّتِي تَمْخَرُ الْمَاءَ تَدْفَعُهُ بِصَدْرِهَا؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: مُقَدِّمات أَيْدِيَ المَواخِرِ يَصِفُ نِسَاءً يَتَصَاحَبْنَ وَيَسْتَعِنَّ بأَيديهن كأَنهن يَسْبَحْنَ. أَبو الْهَيْثَمِ: مَخْرُ السفينةِ شَقُّها الْمَاءَ بِصَدْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشامَ أَربعين صَبَاحًا ؛ أَراد أَنها تَدْخُلُ الشَّامَ وَتَخُوضُهُ وتَجُوسُ خِلالَه وَتَتَمَكَّنُ فِيهِ فَشَبَّهَهُ بمَخْرِ السفينةِ البحرَ. وَامْتَخَرَ الفرسُ الريحَ وَاسْتَمْخَرَهَا: قَابَلَهَا بأَنفه لِيَكُونَ أَرْوَحَ لنَفْسِه؛ قَالَ الرَّاجِزُ يصِفُ الذِّئْبَ: يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لمْ يسْمَعِ، ... بمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَراد أَحدُكم البَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ

_ (6). قوله [يسقط] أي حملها لغير تمام. (7). قوله [حمى] كذا ضبط بنسخة خط من الصحاح يظن بها الصحة، ويحتمل كسر الحاء وفتح الميم (8). قوله [وربما قالوا لها إلخ] كذا بالأصل.

الرِّيحَ أَي فلينظُرْ مِنْ أَين مَجْراها فَلَا يستقبلَها كَيْ لَا تَرُدَّ عَلَيْهِ الْبَوْلَ ويَتَرَشَّشَ عَلَيْهِ بَوْلُه وَلَكِنْ يستدبرُها. والمَخْرُ فِي الأَصل: الشَّقُّ. مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ: شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ. ومَخَرَ الأَرضَ إِذا شَقَّهَا لِلزِّرَاعَةِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيثِ سُرَاقَةَ: إِذا أَتيتم الْغَائِطَ فاسْتَمْخِرُوا الرِّيحَ ؛ يَقُولُ: اجْعَلُوا ظُهورَكُم إِلى الريحِ عِنْدَ الْبَوْلِ لأَنه إِذا وَلَّاهَا ظَهْرَهُ أَخذَتْ عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ فكأَنه قَدْ شَقَّهَا بِهِ. وَفِي حديث الْحَرْثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: مِنْ أَين؟ قَالَ: خرجتُ أَتَمَخَّرُ الريحَ، كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها. وَفِي النَّوَادِرِ: تَمَخَّرَتِ الإِبلُ الريحَ إِذا استَقْبَلَتْها واستنْشَتْها، وَكَذَلِكَ تَمَخَّرت الكلأَ إِذا استقبلَتْه. ومَخَرْتُ الأَرضَ أَي أَرْسَلْتُ فِيهَا الْمَاءَ. ومَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: أَرْسَلَ فِي الصيْفِ فِيهَا الماءَ لِتَجُودَ، فَهِيَ مَمْخُورَةٌ. ومَخَرَتِ الأَرضُ: جادَت وطابَتْ مِنْ ذلكَ الماءِ. وامْتَخَرَ الشيءَ: اخْتارَه. وامْتَخَرْتُ القومَ أَي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتِي كانَ امْتَخَرْ وَهَذَا مِخْرَةُ الْمَالِ أَي خِيارُه. والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا: مَا اخْتَرْتَه، والكَسْرُ أَعلى. ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه مَخْراً: أَخَذَ خِيارَ متاعِه فَذَهَبَ بِهِ. ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها مَخْراً إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ وأَهْزَلَها. وامْتَخَرَ العَظْمَ: استخرَجَ مُخَّه؛ قال العجاج: مِنْ مُخَّةِ النَّاسِ الَّتِي كَانَ امْتَخر واليُمْخُور واليَمْخُور: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ، الضمُّ عَلَى الإِتباع، وَهُوَ مِنَ الْجِمَالِ الطَّوِيلُ العُنُقِ. وعُنُقٌ يَمْخُورٌ: طويلٌ. وجَمَلٌ يَمْخُورُ العُنُقِ أَي طَوِيلُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ جَمَلًا: فِي شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور، ... حَابِي الحُيودِ فارِض الحُنْجور وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إِذا شَقَّ بَطْنَها. والماخُورُ: بَيْتُ الرِّيبَةِ، وَهُوَ أَيضاً الرَّجُلُ الَّذِي يَلي ذَلِكَ البيتَ وَيَقُودُ إِليه. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ حِينَ قَدِمَ البصرةَ أَميراً عَلَيْهَا: مَا هَذِهِ المَواخِيرُ؟ الشرابُ عَلَيْهِ حَرامٌ حَتَّى تُسَوَّى بالأَرضِ هَدْماً وإِحْراقاً ؛ هي جَمْعُ ماخُورٍ، وَهُوَ مَجْلِسُ الرِّيبَةِ ومَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ والفَسادِ وبُيوتُ الخَمَّارِينَ، وَهُوَ تَعْرِيبٌ مَيْ خُور، وَقِيلَ: هُوَ عَرَبِيٌّ لِتَرَدُّدِ النَّاسِ إِليه مِنْ مَخْرِ السفينةِ الماءَ. وبَناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ بِيضٌ حسانٌ وهُنَّ بَنَاتُ المَخْرِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، كَمَا ... أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ وَكُلُّ قِطْعَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيَالِهَا: بَنَاتُ مَخْرٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كأَن بناتِ المَخْرِ، فِي كُرْزِ قَنْبَرٍ، ... مَوَاسِقُ تَحْدُوهُنَّ بالغَوْرِ شَمْأَلُ إِنما عَنَى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه فِي كُرْزِ هَذَا العَبْدِ بِهَذَا الضَّرْبِ مِنَ السَّحابِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: كَانَ أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ يَشْتَقُّ هَذَا مِنَ البُخارِ، فَهَذَا يَدُلُّك عَلَى أَنّ الْمِيمَ فِي مَخْرٍ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ فِي بَخْر؛ قَالَ: وَلَوْ ذَهَب ذاهِبٌ إِلى أَن الْمِيمَ فِي مَخْرٍ

أَصْلٌ أَيضاً غَيْرُ مُبْدَلَةٍ عَلَى أَن تَجْعَلَهُ مِنْ قَوْلِهِ عزَّ اسْمُهُ: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ ، وَذَلِكَ أَن السحابَ كَأَنَّهَا تَمْخَرُ الْبَحْرَ لأَنها فِيمَا تَذْهَبُ إِليْهِ عَنْهُ تَنْشَأُ وَمِنْهُ تَبْدَأُ، لَكَانَ مُصِيبًا غيرَ مُبْعِدٍ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: شَرِبْنَ بِماء البَحْرِ، ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ مدر: المَدَرُ: قِطَعُ الطينِ اليابِسِ، وَقِيلَ: الطينُ العِلْكُ الَّذِي لَا رَمْلَ فِيهِ، وَاحِدَتُهُ مَدَرَةٌ؛ فأَما قولُهُم الحِجارَةُ والمِدارَةُ فعَلى الإِتْباعِ وَلَا يُتَكَلَّم بِهِ وحدَه مُكَسَّراً عَلَى فِعالَة، هَذَا مَعْنَى قَوْلِ أَبي رِيَاشٍ. وامْتَدَر المَدَرَ: أَخَذَه. ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً ومَدَّرَه: طانَه. ومَكانٌ مَدِيرٌ: مَمْدُورٌ. والمَدْرُ لِلْحَوْضِ: أَنْ تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ، وَقِيلَ: هُوَ كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بِالطِّينِ. التَّهْذِيبِ: والمَدْرُ تَطْيينُك وجْهَ الحَوْضِ بِالطِّينِ الحُرّ لِئَلَّا يَنْشَفَ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَدَرَةُ، بِالْفَتْحِ، الْمَوْضِعُ الَّذِي يُؤخَذُ مِنهُ المَدَرُ فَتُمْدَرُ بِهِ الحِياضُ أَي يُسَدُّ خَصاصُ مَا بَيْنَ حِجارَتِها. ومَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَي أَصلحته بالمَدَرِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَانْطَلَقَ هُوَ وجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ فنزعا في الحض سَجْلًا أَو سَجْلَيْن ثُمَّ مَدَراه أَي طَيَّناه وأَصلحاه بِالْمَدَرِ، وَهُوَ الطِّينُ الْمُتَمَاسِكُ، لِئَلَّا يَخْرُجَ مِنْهُ الْمَاءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ وَطَلْحَةَ فِي الإِحرام: إِنما هُوَ مَدَرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ. والمِمْدَرَةُ والمَمْدَرَةُ، الأَخيرة نَادِرَةٌ: مَوْضِعٌ فِيهِ طِينٌ حُرٌّ يُسْتَعَدُّ لِذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُهُ: يَا أَيُّها السَّاقي، تَعَجَّلْ بِسَحَرْ، ... وأَفْرِغِ الدَّلْو عَلَى غَيْر مَدَرْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد بِقَوْلِهِ عَلَى غَيْرِ مَدَرْ أَي عَلَى غَيْرِ إِصْلَاحٍ لِلْحَوْضِ؛ يَقُولُ: قَدْ أَتتك عِطاشاً فَلَا تَنْتَظِرْ إِصلاح الْحَوْضِ وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على رُؤوسها دَلْواً دَلْوًا؛ قَالَ: وَقَالَ مَرَّةً أُخرى لَا تَصُبَّهُ عَلَى مَدَرٍ وَهُوَ القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الْمَاءُ: قَالَ: والأَوّل أَبين. ومَدَرَةُ الرجلِ: بَيْتُه. وَبَنُو مَدْراءَ: أَهل الحَضَر. وَقَوْلُ عَامِرٍ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَنَا الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ ؛ إِنما عَنَى بِهِ المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن مَبَانِيَهَا إِنما هِيَ بالمَدَرِ، وَعَنَى بِالْوَبَرِ الأَخبية لأَن أَبنية الْبَادِيَةِ بِالْوَبَرِ. والمَدَرُ: ضِخَمُ البِطْنَةِ. وَرَجُلٌ أَمْدَرُ: عظيمُ البَطْنِ والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما، والأُنثى مَدْراءُ. وضَبُعٌ مَدْراءُ: عظيمةُ البَطْنِ. وضِبْعانٌ أَمْدَرُ: عَلَى بَطْنِه لُمَعٌ مِنْ سَلْحِه. وَرَجُلٌ أَمْدَرُ بيِّن المدَر إِذا كَانَ مُنْتَفِخَ الْجَنْبَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ إِبراهيم النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه يأْتيه أَبوه يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيسأَلُه أَن يشفَعَ لَهُ فيلتفتُ إِليه فإِذا هُوَ بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ، فَيَقُولُ: مَا أَنت بأَبي قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَمدَرُ المنتفِخُ الْجَنْبَيْنِ العظيمُ البطْنِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا لَهَا قَيِّم: وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ ... عَنْهُ العَباءَةُ، قَوَّام عَلَى الهَمَلِ قَوْلُهُ أَمدر الْجَنْبَيْنِ أَي عَظِيمُهُمَا. وَيُقَالُ: الأَمْدَرُ الَّذِي قَدْ تَتَرَّبَ جَنْبَاهُ مِنَ المَدَر، يَذْهَبُ بِهِ إِلى التُّرَابِ، أَي أَصابَ جسدَه الترابُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ الأَمْدَرُ الكَثيرُ الرَّجيع الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى حَبْسه؛ قَالَ: وَيَسْتَقِيمُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَيَانِ جَمِيعًا فِي ذَلِكَ الضِّبْعان. ابْنُ شُمَيْلٍ: المَدْراءُ مِنَ الضِّباعِ الَّتِي لَصِقَ بِها بَوْلُها. ومَدِرَتِ الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَمْدَرُ مِنَ الضِّبَاعِ الَّذِي فِي

جَسَدِهِ لُمَعٌ مِنْ سَلْحِه وَيُقَالُ لَوْنٌ لَهُ. والأَمْدَرُ: الخارئُ فِي ثِيَابِهِ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ: إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلى ثَوْبِ آلِفٍ ... منَ القَوْمِ، أَمْسى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ ومادِرٌ؛ وَفِي الْمَثَلِ: أَلأَمُ مِنْ مادِرٍ، هُوَ جَدُّ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ، وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ لأَنه سَقَى إِبله فَبَقِيَ فِي أَسفل الحوْضِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَسَلَحَ فِيهِ ومدَرَ بِهِ حَوْضَهُ بُخْلًا أَنْ يُشْرَبَ مِن فَضْلِه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا هِلَالٌ جَدٌّ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ الْهِلَالِيِّ، صَاحِبِ شُرْطَةِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَتْ بَنُو هِلَالٍ عَيَّرَتْ بَنِي فَزارَة بأَكل أَيْرِ الحِمار، وَلَمَّا سَمِعَتْ فَزَارَةُ بِقَوْلِ الْكُمَيْتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ: نَشَدْتُكَ يَا فزارُ، وأَنت شيْخٌ، ... إِذا خُيِّرْتَ تُخطئُ فِي الخِيارِ أَصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمْنٍ ... أَحَبُّ إِليكَ أَمْ أَيْرُ الحمارِ؟ بَلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ، ... أَحَبُّ إِلى فَزارَةَ مِنْ فَزَارِ قَالَتْ بَنُو فَزَارَةَ: أَليس مِنْكُمْ يَا بَني هِلالٍ مَنْ قَرَى فِي حَوْضِهِ فَسَقَى إِبله، فَلَمَّا رَوِيَتْ سَلَحَ فِيهِ وَمَدَرَهُ بُخْلًا أَن يُشرب مِنْهُ فضلُهُ وَكَانُوا جَعَلُوا حَكَماً بَيْنَهُمْ أَنس بْنَ مُدْرِك، فَقَضَى عَلَى بَنِي هِلَالٍ بِعِظَمِ الْخِزْيِ، ثُمَّ إِنهم رمَوْا بَنِي فَزَارَةَ بِخِزْيٍ آخرَ، وَهُوَ إِتيان الإِبل؛ وَلِهَذَا يَقُولُ سَالِمُ بْنُ دارَة: لَا تأْمَنَنَّ فزارِيًّا، خَلَوْتَ بِهِ، ... عَلَى قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بِأَسْيارِ لَا تَأْمَنَنْهُ وَلَا تَأْمَنْ بَوائِقَه، ... بَعد الَّذي امْتَكَّ أَيْرَ العَيْرِ فِي النَّارِ «1» فَقَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ جَلَّلَتْ خِزْياً هِلالُ بنُ عامِرِ، ... بَني عامِرٍ طُرًّا، بِسَلْحةِ مادِرِ فأُفٍّ لَكُم لَا تَذكُروا الفَخْرَ بَعْدَها، ... بَنِي عامِرٍ، أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَمْدَرُ وَهُوَ الَّذِي لَا يَمْتَسِحُ بِالْمَاءِ وَلَا بِالْحَجَرِ. والمَدَرِيَّةُ: رِماحٌ كَانَتْ تُرَكَّبُ فِيهَا القُرونُ المُحدّدةُ مكانَ الأَسِنَّة؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الْبَقَرَةَ وَالْكِلَابَ: فَلحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَها مَدَرِيَّةٌ، ... كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها يَعْنِي الْقُرُونَ. ومَدْرَى: مَوْضِعٌ «2» وثَنِيَّةُ مِدْرانَ: مِنْ مَساجِدِ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وتَبُوكَ. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَحمد بْنَ هَانِئٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ كُلْثُومٍ يَرْوِي بَيْتَ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: وَلَا تُبْقِي خُمُورَ الأَمْدَرِينَا بِالْمِيمِ، وَقَالَ: الأَمْدَرُ الأَقْلَفُ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي القَرْيَةَ الْمَبْنِيَّةَ بِالطِّينِ واللَّبِنِ المَدَرَةَ، وَكَذَلِكَ الْمَدِينَةُ الضخْمةُ يُقَالُ لَهَا المَدَرَةُ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْقَرْيَةَ المَدَرَةَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ رَجُلًا مُجْتَهِدًا فِي رَعْيِهِ الإِبل يَقُومُ لِوَرْدِهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لِاهْتِمَامِهِ بِهَا: شَدَّ عَلَى أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ، ... لَيْلًا، وَمَا نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ

_ (1). وفي رواية أخرى امتلَّ. (2). قوله [مدرى موضع] في ياقوت: مدرى، بفتح أوّله وثانيه والقصر: جبل بنعمان قرب مكة. ومدرى، بالفتح ثم السكون: موضع.

والأَذِينُ هَاهُنَا: المُؤَذِّن؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: هَلْ تَشْهَدُونَ مِنَ المشاعِرِ مَشْعَراً، ... أَوْ تَسْمَعُونَ لَدَى الصَّلاةِ أَذِينا؟ ومَدَر: قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ، وَمِنْهُ فُلَانٌ المَدَرِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يكونَ لِي أَهْلُ الوَبَرِ والمَدَرِ ؛ يُرِيدُ بأَهْلِ المَدَرِ أَهْلَ القُرَى والأَمْصارِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَمَا إِنَّ العُمْرَةَ مِنْ مَدَرِكم أَي مِنْ بَلَدكم. ومَدَرَةُ الرجلِ: بَلْدَتُه؛ يَقُولُ: مَنْ أرادَ العُمْرَةَ ابْتَدَأَ لَهَا سَفَراً جَدِيدًا مِنْ مَنْزِلِهِ غيرَ سفَرِ الْحَجِّ، وَهَذَا عَلَى الفضِيلة لَا الْوُجُوبِ. مذر: مَذِرَتِ البيْضَةُ مَذَراً إِذا غَرْقَلَتْ، فَهِيَ مَذِرَةٌ: فَسَدَتْ، وأَمْذَرَتْها الدَّجاجَةُ. وإِذا مَذِرَتِ البيضةُ فَهِيَ الثَّعِطَةُ. وامْرَأَةٌ مَذِرَةٌ قَذِرَةٌ: رَائِحَتُهَا كَرَائِحَةِ الْبَيْضَةِ المَذِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَرُّ النِّسَاءِ المَذِرَةُ الوذِرَةُ ؛ المذَرُ: الفسادُ؛ وَقَدْ مَذِرَتْ تَمْذَرُ، فَهِيَ مَذِرَةٌ؛ وَمِنْهُ: مَذِرَتِ البيضةُ أَي فَسدَتْ. والتَّمَذُّرُ: خُبْثُ النفْس. ومَذِرَت نَفْسُه ومَعِدَتُه مذَراً وتَمَذَّرَتْ: خَبُثَتْ وَفَسَدَتْ؛ قَالَ شَوَّالُ بْنُ نُعَيْمٍ: فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذاك، ولَم أَزَلْ ... مَذِلًا نَهارِي كُلَّه حَتَّى الأُصُلْ وَيُقَالُ: رأَيت بَيْضَةً مَذِرَةً فَمَذِرَتْ لِذَلِكَ نَفْسِي أَي خَبُثَتْ. وذهبَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ أَي مُتَفَرِّقِينَ. وَيُقَالُ: تَفَرَّقَتْ إِبله شَذَر مَذَر وشِذَرَ مِذَرَ إِذا تَفَرَّقَتْ فِي كُلِّ وَجْهٍ، ومَذَرَ إِتباع. وَرَجُلٌ هَذِرٌ مَذِرٌ: إِتباع. والأَمْذَرُ: الَّذِي يُكْثِرُ الِاخْتِلَافَ إِلى الْخَلَاءِ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ: المُمْذَقِرُّ مِنَ اللَّبَنِ يَمَسُّه الماءُ فَيَتَمَذَّرُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَتَمَذَّر؟ فَقَالَ: يُمَذِّرُه الْمَاءُ فَيَتَفَرَّقُ؛ قَالَ: ويَتَمَذَّرُ يَتَفَرَّقُ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَفَرَّقَ القومُ شَذَرَ مَذَرَ. مذقر: امْذَقَرَّ اللبَنُ واذْمَقَرَّ: تَقَطَّع وتفلَّقَ، وَالثَّانِيَةُ أَعرف، وَكَذَلِكَ الدَّمُ؛ وَقِيلَ: المُمْذَقِرُّ الْمُخْتَلِطُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الْمُمْذَقِرُّ اللَّبَنُ الَّذِي تفلَّق شَيْئًا فإِذا مُخِضَ اسْتَوى. ولَبَنٌ مُمْذَقِرٌّ إِذا تَقَطَّع حَمْضاً. غَيْرُهُ: المُمْذَقِرُّ اللَّبَنُ المُتَقَطِّع. يُقَالُ: امذقَرَّ الرائبُ امْذِقْراراً إِذا انْقَطَعَ وَصَارَ اللَّبَنُ نَاحِيَةً وَالْمَاءُ نَاحِيَةً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّاب: أَنه لَمَّا قَتَلَهُ الْخَوَارِجُ بالنَّهْروان سَالَ دَمُهُ فِي النَّهْرِ فَمَا امْذَقَرّ دمُه بِالْمَاءِ وَمَا اخْتَلَطَ، قَالَ الرَّاوِي: فأَتبعته بَصَرِي كأَنه شِراكٌ أَحمر ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَنه مَا اخْتَلَطَ وَلَا امْتَزَجَ بِالْمَاءِ؛ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: سال في لماء مُسْتَطِيلًا، قَالَ: والأَوّل أَعرف؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ أَنه امْتَزَجَ بِالْمَاءِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الامْذِقرارُ أَن يَجْتَمِعَ الدَّمُ ثُمَّ يَتَقَطَّعَ قِطَعاً وَلَا يَخْتَلِطَ بالماءِ؛ يَقُولُ: فَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُ سَالَ وَامْتَزَجَ بِالْمَاءِ؛ وَقَالَ أَبو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: مَعْنَى قَوْلِهِ فَمَا امْذَقَرَّ دَمُه أَي لَمْ يَتَفَرَّقْ فِي الْمَاءِ وَلَا اخْتَلَطَ؛ قَالَ الأَزهري: والأَوّل هُوَ الصَّوَابُ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: رأَيت دمَه مِثْلَ الشِّراكِ فِي الْمَاءِ، وَفِي النِّهَايَةِ فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ فِيهِ كَالطَّرِيقَةِ الْوَاحِدَةِ لَمْ يَخْتَلِطْ بِهِ، وَلِذَلِكَ شَبَّهَهُ بِالشِّرَاكِ الأَحْمَرِ، وَهُوَ سَير مِنْ سُيُورِ النَّعْلِ؛ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ الْمُبَرِّدُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْكَامِلِ، قَالَ: فأَخذوه وَقَرَّبُوهُ إِلى شَاطِئِ النَّهْرِ فَذَبَحُوهُ فامْذَقَرَّ

دَمُه أَي جَرى مُسْتَطِيلًا مُتَفَرِّقًا، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ بِغَيْرِ حَرْفِ النَّفْيِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَمَا ابْذَقَرَّ دَمُه، وَهِيَ لُغَةٌ، مَعْنَاهُ مَا تَفَرَّق وَلَا تَمَذَّر؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: تَفَرَّق القَوْمُ شَذَرَ مَذَر؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: إِذا انْقَطَعَ اللَّبَنُ فَصَارَ اللَّبَنُ نَاحِيَةً وَالْمَاءُ نَاحِيَةً فهو مُمْذَقِرٌّ. مرر: مَرَّ عَلَيْهِ وَبِهِ يَمُرُّ مَرًّا أَي اجْتَازَ. ومَرَّ يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً: ذهَبَ، وَاسْتَمَرَّ مِثْلُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مرَّ يَمُرُّ مَرًّا ومُروراً جَاءَ وَذَهَبَ، ومرَّ بِهِ ومَرَّه: جَازَ عَلَيْهِ؛ وَهَذَا قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِمَّا يتعدَّى بِحَرْفٍ وَغَيْرِ حَرْفٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِمَّا حُذِفَ فِيهِ الْحَرْفُ فأُوصل الْفِعْلُ؛ وَعَلَى هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ يُحْمَلُ بَيْتُ جَرِيرٍ: تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا، ... كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما الرِّوَايَةُ: مَرَرْتُمْ بِالدِّيَارِ وَلَمْ تَعُوجُوا فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنه فَرقَ مِنْ تَعَدِّيهِ بِغَيْرِ حَرْفٍ. وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مُرَّ زَيْدًا فِي مَعْنَى مُرَّ بِهِ، لَا عَلَى الْحَذْفِ، وَلَكِنْ عَلَى التَّعَدِّي الصَّحِيحِ، أَلا تَرَى أَن ابْنِ جِنِّي قَالَ: لَا تَقُولُ مَرَرْتُ زَيْدًا فِي لُغَةٍ مَشْهُورَةٍ إِلا فِي شَيْءٍ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: وَلَمْ يَرْوِهِ أَصحابنا. وامْتَرَّ بِهِ وَعَلَيْهِ: كَمَرّ. وَفِي خَبَرِ يَوْمِ غَبِيطِ المَدَرَةِ: فامْتَرُّوا عَلَى بَنِي مالِكٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ ؛ أَي اسْتَمَرَّتْ بِهِ يَعْنِي الْمَنِيَّ، قِيلَ: قَعَدَتْ وَقَامَتْ فَلَمْ يُثْقِلْهَا. وأَمَرَّهُ عَلَى الجِسْرِ: سَلَكه فِيهِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَمْرَرْتُ فُلَانًا عَلَى الْجِسْرِ أُمِرُّه إِمراراً إِذا سَلَكْتَ بِهِ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَرَّة؛ قَالَ الأَعشى: أَلا قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّتِها: اسْلَمي ... تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلِّمِ وأَمَرَّه بِه: جَعَله يَمُرُّه. ومارَّه: مَرَّ مَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ الْوَحْيِ: إِذا نَزَلَ سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفا أَي صوْتَ انْجِرارِها واطِّرادِها عَلَى الصَّخْرِ. وأَصل المِرارِ: الفَتْلُ لأَنه يُمَرُّ «3» أَي يُفْتل. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كإِمْرارِ الحدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ الجَدِيدِ ؛ أَمْرَرْتُ الشيءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا جَعَلْتَهُ يَمُرُّ أَي يَذْهَبُ، يُرِيدُ كجَرِّ الحَدِيدِ عَلَى الطسْتِ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا رُوِيَ الحديثُ الأَوّلُ: صوتَ إِمْرارِ السلسة. واستمر الشيءُ: مَضى عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. واستمرَّ بِالشَّيْءِ: قَوِيَ عَلَى حَمْلِه. وَيُقَالُ: اسْتَمَرَّ مَرِيرُه أَي اسْتَحْكَمَ عَزْمُه. وَقَالَ الْكِلَابِيُّونَ: حَمَلَتْ حَمْلًا خَفيفاً فاسْتَمَرَّتْ بِهِ أَي مَرَّتْ وَلَمْ يَعْرِفُوا. فمرتْ بِهِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ فَمَرَّتْ بِهِ : مَعْنَاهُ اسْتَمَرَّتْ بِهِ قَعَدَتْ وَقَامَتْ لَمْ يُثْقِلْهَا فَلَمَّا أَثْقَلَتْ أَي دَنَا وِلادُها. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَقَامَ أَمره بَعْدَ فَسَادٍ قَدِ اسْتَمَرَّ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَرْجَى الغِلْمانِ الَّذِي يبدأُ بِحُمْقٍ ثُمَّ يَسْتَمِرُّ؛ وأَنشد للأَعشى يُخَاطِبُ امرأَته: يَا خَيْرُ، إِنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَسْتَمِرّ، ... أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ مَا كُنْتُ أَجُرّ وَقَالَ اللَّيْثُ: كلُّ شَيْءٍ قَدِ انْقَادَتْ طُرْقَتُه، فَهُوَ مُسْتَمِرٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: المَرَّةُ وَاحِدَةُ المَرِّ والمِرارِ؛

_ (3). قوله [لأَنه يمرّ] كذا بالأَصل بدون مرجع للضمير ولعله سقط من قلم مبيض مسودة المؤلف بعد قوله على الصخر، والمرار الحبل.

قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها، ... مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ يُقَالُ: فُلَانٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يَصْنَعُهُ مِراراً وَيَدَعُهُ مِرَارًا. والمَمَرُّ: مَوْضِعُ المُرورِ والمَصْدَرُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَرَّةُ الفَعْلة الْوَاحِدَةُ، وَالْجَمْعُ مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ وَيُصَدِّقُهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ ... مِنَ الدَّهْرِ، أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ السُّكَّرِيُّ إِلى أَنّ مرُوراً مَصْدَرٌ وَلَا أُبْعِدُ أَن يَكُونَ كَمَا ذَكَرَ، وإِن كَانَ قَدْ أَنث الْفِعْلَ، وَذَلِكَ أَنّ الْمَصْدَرَ يُفِيدُ الْكَثْرَةَ وَالْجِنْسِيَّةَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ؛ قَالَ: يُعَذَّبُونَ بالإِيثاقِ والقَتْل، وَقِيلَ: بِالْقَتْلِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَقَدْ تَكُونُ التَّثْنِيَةُ هُنَا فِي مَعْنَى الْجَمْعِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ؛ أَي كَرَّاتٍ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن هَؤُلَاءِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهل الْكِتَابِ كَانُوا يأْخذون بِهِ وَيَنْتَهُونَ إِليه وَيَقِفُونَ عِنْدَهُ، وَكَانُوا يَحْكُمُونَ بِحُكْمِ اللَّهِ بِالْكِتَابِ الَّذِي أُنزل فِيهِ الْقُرْآنُ، فَلَمَّا بُعث النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ القرآنَ، قالُوا: آمَنَّا بِهِ، أَي صَدَّقْنَا بِهِ، إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا، وَذَلِكَ أَنّ ذِكْرَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مكتوباً عندهم في التوارة والإِنجيل فَلَمْ يُعَانِدُوا وَآمَنُوا وصدَّقوا فأَثنى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ خَيْرًا، ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بِالْكِتَابِ قَبْلَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبإِيمانهم بِمُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَقِيَه ذَاتَ مرَّةٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ ذَاتَ مَرَّةٍ إِلا ظَرْفًا. ولقِيَه ذاتَ المِرارِ أَي مِراراً كَثِيرَةً. وَجِئْتُهُ مَرًّا أَو مَرَّيْنِ، يُرِيدُ مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فُلَانٌ يَصْنَعُ ذَلِكَ تَارَاتٍ، وَيَصْنَعُ ذَلِكَ تِيَراً، ويَصْنَعُ ذَلِكَ ذاتَ المِرارِ؛ مَعْنَى ذَلِكَ كُلِّهِ: يَصْنَعُهُ مِراراً ويَدَعُه مِراراً. والمَرَارَةُ: ضِدُّ الحلاوةِ، والمُرُّ نَقِيضُ الحُلْو؛ مَرَّ الشيءُ يَمُرُّ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يَمَرُّ مَرارَةً، بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد: لَئِنْ مَرَّ فِي كِرْمانَ لَيْلي، لَطالَما ... حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي، ... فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا وأَنشده بَعْضُهُمْ: فأَفْرَقَ، وَمَعْنَاهُمَا: سَلَحَ. وأَتاعَ أَي قاءَ. وأَمَرَّ كَمَرَّ: قَالَ ثَعْلَبٌ: تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بِهَا ... أَنيساً، ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ عَدَّاهُ بِعَلَى لأَنَّ فِيهِ مَعْنى تَضِيقُ؛ قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفِ الْكِسَائِيُّ مَرَّ اللحْمُ بِغَيْرِ أَلفٍ؛ وأَنشد الْبَيْتَ: لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ لَحْمي، ... فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى مَرَّ، بِغَيْرِ أَلف، الْبَيْتُ الَّذِي قَبْلَهُ: أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قَدْ تَوالَتْ ... عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا لِتَأْكُلَنى، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي ابْنُ الأَعرابي: مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ، فَهُوَ مُرٌّ، وأَمَرَّهُ غَيْرُهُ ومَرَّهُ، ومَرَّ يَمُرُّ مِنَ المُرُورِ. وَيُقَالُ: لَقَدْ مَرِرْتُ مِنَ المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً، وَهِيَ

الِاسْمُ؛ وَهَذَا أَمَرُّ مِنْ كَذَا؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: صُغْراها مُرَّاها. والأَمَرَّانِ: الفَقْرُ والهَرَمُ؛ وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيُّ: فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها، حِينَ أَزْمَعَتْ ... صَرِيمَتَها، والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها إِنما أَراد: وَنَفْسُهَا خَبِيثَةٌ كَارِهَةٌ فَاسْتَعَارَ لَهَا الْمَرَارَةَ؛ وَشَيْءٌ مُرٌّ وَالْجَمْعُ أَمْرارٌ. والمُرَّةُ: شجَرة أَو بَقْلَةٌ، وَجَمْعُهَا مُرٌّ وأَمْرارٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُرَّةُ بَقْلَةٌ تَتَفَرَّشُ عَلَى الأَرض لَهَا وَرَقٌ مِثْلُ وَرَقِ الْهَنْدَبَا أَو أَعرض، وَلَهَا نَوْرة صُفَيْراء وأَرُومَة بَيْضَاءُ وَتُقْلَعُ مَعَ أَرُومَتِها فَتُغْسَلُ ثُمَّ تُؤْكَلُ بِالْخَلِّ وَالْخُبْزِ، وَفِيهَا عُلَيْقِمَةٌ يَسِيرَةٌ؛ التَّهْذِيبِ: وَقِيلَ هَذِهِ الْبَقْلَةُ مِنْ أَمرار الْبُقُولِ، وَالْمُرُّ الْوَاحِدُ. والمُرارَةُ أَيضاً: بَقْلَةٌ مُرَّةٌ، وَجَمْعُهَا مُرارٌ. والمُرارُ: شَجَرٌ مُرٌّ، وَمِنْهُ بَنُو آكِلِ المُرارِ قومٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: المُرارُ حَمْضٌ، وَقِيلَ: المُرارُ شَجَرٌ إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عَنْهُ مَشافِرُها، وَاحِدَتُهَا مُرارَةٌ، وَهُوَ المُرارُ، بِضَمِّ الْمِيمِ. وآكِلُ المُرارِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَخبرني ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَن حُجْراً إِنما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَن ابْنَةً كَانَتْ لَهُ سَبَاهَا مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ سَلِيحٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ هَبُولَةَ، فَقَالَتْ لَهُ ابْنَةُ حُجْرٍ: كأَنك بأَبي قَدْ جَاءَ كأَنه جملٌ آكِلُ المُرارِ، يَعْنِي كاشِراً عَنْ أَنيابه، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنه كَانَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي سَفَر فأَصابهم الْجُوعُ، فأَما هُوَ فأَكل مِنَ المُرارِ حَتَّى شَبِعَ وَنَجَا، وأَما أَصحابه فَلَمْ يُطِيقُوا ذَلِكَ حَتَّى هَلَكَ أَكثرهم فَفَضَلَ عَلَيْهِمْ بِصَبْرِهِ عَلَى أَكْلِه المُرارَ. وَذُو المُرارِ: أَرض، قَالَ: وَلَعَلَّهَا كَثِيرَةُ هَذَا النَّبَاتِ فسمِّيت بِذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْ ذِي المُرارِ الَّذِي تُلْقِي حوالِبُه ... بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً، حَيثُ يَنْدَفِقُ الْفَرَّاءُ: فِي الطَّعَامِ زُؤانٌ ومُرَيْراءُ ورُعَيْداءُ، وَكُلُّهُ مَا يُرْمَى بِهِ ويُخْرَجُ مِنْهُ. والمُرُّ: دَواءٌ، وَالْجَمْعُ أَمْرارٌ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ: رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ، حَتَّى كأَنما ... يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ يَصِفُ أَنه رَعَى نَبَاتَ الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه؛ يَقُولُ: صَارَ الْيَبِيسُ عِنْدَهُ لِكَرَاهَتِهِ إِياه بَعْدَ فِقْدانِه الرطْبَ وَحِينَ عَطِشَ بِمَنْزِلَةِ الْعَلْقَمِ. وَفِي قِصَّةِ مَوْلِدِ الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: خَرَجَ قَوْمٌ مَعَهُمُ المُرُّ، قَالُوا نَجْبُرُ بِهِ الكَسِيرَ والجُرْحَ ؛ المُرُّ: دَوَاءٌ كالصَّبرِ، سُمِّيَ بِهِ لِمَرَارَتِهِ. وَفُلَانٌ مَا يُمِرُّ وَمَا يُحْلِي أَي مَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ. وَيُقَالُ: شَتَمَنِي فُلَانٌ فَمَا أَمْرَرْتُ وَمَا أَحْلَيْتُ أَي مَا قُلْتُ مُرة وَلَا حُلوة. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَمَرَّ فُلَانٌ وَمَا أَحْلى؛ أَي مَا قَالَ مُرًّا وَلَا حُلواً؛ وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاءِ: وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً ... مِنَ الجُوعِ ضَعْفاً، مَا يُمِرُّ وَمَا يُحْلي أَي مَا يَنْطِقُ بِخَيْرٍ وَلَا شَرٍّ مِنَ الْجُوعِ وَالضَّعْفِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا أُمِرُّ وَمَا أُحْلِي أَي مَا آتِي بِكَلِمَةٍ وَلَا فَعْلَةٍ مُرَّة وَلَا حُلوة، فإِن أَردت أَن تَكُونَ مَرَّة مُرًّا ومَرَّة حُلواً قُلْتَ: أَمَرُّ وأَحْلو وأَمُرُّ وأَحْلو. وعَيْشٌ مُرٌّ، عَلَى الْمَثَلِ، كَمَا قَالُوا حُلْو. وَلَقِيتُ مِنْهُ الأَمَرَّينِ والبُرَحَينِ والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَمْرَ الْعَظِيمَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَقِيتُ مِنْهُ الأَمَرَّينِ، عَلَى التَّثْنِيَةِ، وَلَقِيتُ مِنْهُ المُرَّيَيْنِ كأَنها تَثْنِيَةُ الْحَالَةِ المُرَّى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَاءَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ

عَلَى لَفْظِ الْجَمَاعَةِ، بِالنُّونِ، عَنِ الْعَرَبِ، وَهِيَ الدَّوَاهِي، كَمَا قَالُوا مَرَقَهُ مَرَقِينَ «1» وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا فِي الأَمَرَّينِ مِنَ الشِّفاء ، فإِنه مُثَنًّى وَهُمَا الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ، والمَرارَةُ فِي الصَّبِرِ دُونَ الثُّفَّاءِ، فغَلَّبَه عَلَيْهِ، والصَّبِرُ هُوَ الدَّوَاءُ الْمَعْرُوفُ، والثُّفَّاءُ هُوَ الخَرْدَلُ؛ قَالَ: وإِنما قَالَ الأَمَرَّينِ، والمُرُّ أَحَدُهما، لأَنه جَعَلَ الحُروفةَ والحِدَّةَ الَّتِي فِي الْخَرْدَلِ بِمَنْزِلَةِ الْمَرَارَةِ وَقَدْ يُغَلِّبُونَ أَحد الْقَرِينَيْنِ عَلَى الْآخَرِ فَيَذْكُرُونَهُمَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وتأْنيث الأَمَرِّ المُرَّى وَتَثْنِيَتُهَا المُرَّيانِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْوَصِيَّةِ: هُمَا المُرَّيان: الإِمْساكُ فِي الحياةِ والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ هُمَا الْخَصْلَتَانِ الْمُرَّتَانِ، نَسَبَهُمَا إِلى الْمَرَارَةِ لِمَا فِيهِمَا مِنْ مَرَارَةِ المأْثم. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: المُرَّيان تَثْنِيَةُ مُرَّى مِثْلَ صُغْرى وَكُبْرَى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ، فَهِيَ فُعْلَى مِنَ الْمَرَارَةِ تأْنيث الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ، أَي الْخَصْلَتَانِ الْمُفَضَّلَتَانِ فِي الْمَرَارَةِ عَلَى سَائِرِ الْخِصَالِ المُرَّة أَن يَكُونَ الرَّجُلُ شَحِيحًا بِمَالِهِ مَا دَامَ حَيًّا صَحِيحًا، وأَن يُبَذِّرَه فِيمَا لَا يُجْدِي عَلَيْهِ مِنَ الْوَصَايَا الْمَبْنِيَّةِ عَلَى هَوَى النَّفْسِ عِنْدَ مُشارفة الْمَوْتِ. وَالْمَرَارَةُ: هَنَةٌ لَازِقَةٌ بالكَبد وَهِيَ الَّتِي تُمْرِئُ الطَّعَامَ تَكُونُ لِكُلِّ ذِي رُوحٍ إِلَّا النَّعامَ والإِبل فإِنها لَا مَرارة لَهَا. والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ: حَبٌّ أَسود يَكُونُ فِي الطَّعَامِ يُمَرُّ مِنْهُ وَهُوَ كالدَّنْقَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُخرج مِنْهُ فيُرْمى بِهِ. وَقَدْ أَمَرَّ: صَارَ فِيهِ المُرَيْراء. وَيُقَالُ: قَدْ أَمَرَّ هَذَا الطَّعَامُ فِي فَمِي أَي صَارَ فِيهِ مُرّاً، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يَصِيرُ مُرّاً، والمَرارَة الِاسْمُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَرَّ الطَّعَامُ يَمُرّ مَرارة، وَبَعْضُهُمْ: يَمَرُّ، وَلَقَدْ مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ؛ وَمَنْ قَالَ تَمَرُّ قَالَ مَرِرْتَ يَا طَعَامُ وأَنت تَمَرُّ؛ قَالَ الطرمَّاح: لَئِنْ مَرَّ فِي كِرْمانَ لَيْلي، لرُبَّما ... حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ والمَرارَةُ: الَّتِي فِيهَا المِرَّةُ، والمِرَّة: إِحدى الطَّبَائِعِ الأَربع؛ ابْنُ سِيدَهْ: والمِرَّةُ مِزاجٌ مِنْ أَمْزِجَةِ الْبَدَنِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ مُررْتُ بِهِ عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْمَفْعُولِ أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة. وَقَالَ مَرَّة: المَرُّ الْمَصْدَرُ، والمَرَّة الِاسْمُ كَمَا تَقُولُ حُمِمْتُ حُمَّى، وَالْحُمَّى الِاسْمُ. والمَمْرُور: الَّذِي غَلَبَتْ عَلَيْهِ المِرَّةُ، والمِرَّةُ الْقُوَّةُ وَشِدَّةُ الْعَقْلِ أَيضاً. وَرَجُلٌ مَرِيرٌ أَي قَوِيُّ ذُو مِرّة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغَنِيٍّ وَلَا لِذي مِرَّةَ سَوِيٍ ؛ المِرَّةُ: القُوَّةُ والشِّدّةُ، والسَّوِيُّ: الصَّحيحُ الأَعْضاءِ. والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ: العزيمةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ، ... إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي عَلَى الدَّوحِ صَرْصَرا والمِرَّةُ: قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ، وَالْجَمْعُ مِرَرٌ، وأَمْرارٌ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ: قَطَعْتُ، إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها، ... بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ ومِرَّةُ الحَبْلِ: طاقَتُهُ، وَهِيَ المَرِيرَةُ، وَقِيلَ: المَرِيرَةُ الْحَبْلُ الشَّدِيدُ الْفَتْلِ، وَقِيلَ: هُوَ حَبْلٌ طَوِيلٌ دَقِيقٌ؛ وَقَدْ أمْرَرْتَه. والمُمَرُّ: الْحَبْلُ الَّذِي أُجِيدَ فَتْلُهُ، وَيُقَالُ المِرارُ والمَرُّ. وَكُلُّ مَفْتُولٍ مُمَرّ، وَكُلُّ قُوَّةٍ مِنْ قُوَى الْحَبْلِ مِرَّةٌ، وَجَمْعُهَا مِرَرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَصابه فِي سَيْرِهِ المِرَارُ أَي الْحَبْلُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا فُسِّرَ، وإِنما الحبل

_ (1). قوله [مرقه مرقين] كذا بالأصل.

المَرُّ، وَلَعَلَّهُ جَمَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي ذِكْرِ الحياةِ: إِنّ اللَّهَ جَعَلَ الْمَوْتَ قَاطِعًا لمَرائِر أَقرانها ؛ المَرائِرُ: الْحِبَالُ الْمَفْتُولَةُ عَلَى أَكثَر مِنْ طَاقٍ، وَاحِدُهَا مَريرٌ ومَرِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ مَريرَتي ؛ يُقَالُ: اسْتَمَرَّتْ مَرِيرَتُه عَلَى كَذَا إِذا اسْتَحْكَمَ أَمْرُه عَلَيْهِ وَقَوِيَتْ شَكِيمَتُه فِيهِ وأَلِفَه واعْتادَه، وأَصله مِنْ فَتْلِ الْحَبْلِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حَبْلُهُ المُبْرَمُ سَحِيلًا ، يَعْنِي رَخْوًا ضَعِيفًا. والمَرُّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: الحبْل؛ قَالَ: زَوْجُكِ يَا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ، ... والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ، أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ، ... ثُمَّ شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ، بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ الرَّبَلاتُ: جَمْعُ رَبَلَة وَهِيَ بَاطِنُ الْفَخِذِ. والجَرُّ هَاهُنَا: الزَّبيلُ. وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه، فَهُوَ مُمَرٌّ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ؛ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ، وَقِيلَ مُسْتَمِرٌّ أَي مُرٌّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَهُ مِنْ مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ، أَي دائمٍ، وَقِيلَ أَي دائمِ الشُّؤْمِ، وَقِيلَ: هُوَ القويُّ فِي نُحُوسَتِهِ، وَقِيلَ: مُسْتَمِرٌّ أَي مُرّ، وَقِيلَ: مُسْتَمِرٌّ نافِذٌ ماضٍ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وسُخّر لَهُ. وَيُقَالُ: مَرَّ الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ مِنَ المَرارَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ ؛ أَي أَشد مَرارة؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الأَخطل: إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا وَصَفَ رَجُلًا يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فَيَقُولُ: إِذا اسْتُوثِقَ مِنْهُ بأَن يحمِل المِئينَ مِنَ الإِبل دِيَاتٍ فأُمِرَّتْ فَوْقَ ظَهْرِهِ أَي شُدَّتْ بالمِرارِ وَهُوَ الْحَبْلُ، كَمَا يُشَدُّ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ حِمْلُه، حَمَلَها وأَدّاها؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ مَا حَمَل وَكَفَلَ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَرِيرُ مِنَ الْحِبَالِ مَا لَطُفَ وَطَالَ وَاشْتَدَّ فَتْلُه، وَالْجَمْعُ المَرائِرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا زَالَ فُلَانٌ يُمِرُّ فُلَانًا ويُمارُّه أَي يُعَالِجُهُ ويَتَلَوَّى عَلَيْهِ لِيَصْرَعَه. ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وذلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ ... خَشُوفٌ، إِذا مَا الحَرْبُ طالَ مِرارُها فَسَّرَهُ الأَصمعي فَقَالَ: مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها. وسأَل أَبو الأَسود «2» الدُّؤَلِيُّ غُلَامًا عَنْ أَبيه فَقَالَ: مَا فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك؟ قَالَ: كَانَتْ تُسارُّه وتُجارُّه وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه، أَي تَلتَوي عَلَيْهِ وتخالِفُه، وَهُوَ مِنْ فَتْلِ الْحَبْلِ. وَهُوَ يُمارُّ البعيرَ أَي يُرِيدُهُ لِيَصْرَعَهُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: مارَرْت الرجلَ مُمارَّةً ومِراراً إِذا عَالَجْتَهُ لِتَصْرَعَهُ وَأَرَادَ ذَلِكَ مِنْكَ أَيضاً. قَالَ: والمُمَرُّ الَّذِي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِيَمُرَّها قَبْلَ الرائِضِ. قَالَ: والمُمَرُّ الَّذِي يَتَعَقَّلُ «3» البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ مِنْ ذَنَبِها ثُمَّ يُوَتِّدُ قَدَمَيْهِ فِي الأَرض كَيْ لَا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ، وأَمَرَّها بِذَنَبِهَا أَي صَرَفَهَا شِقًّا لشِقٍّ حَتَّى يُذَلِّلَهَا بِذَلِكَ فإِذا ذَلَّتْ بالإِمرار أَرسلها إِلى الرَّائِضِ. وَفُلَانٌ أَمَرُّ عَقْداً مِنْ فُلَانٍ أَي أَحكم أَمراً مِنْهُ وأَوفى ذِمَّةً. وإِنه لَذُو مِرَّة أَي عَقْلٍ وأَصالة وإِحْكامٍ، وهو على

_ (2). قوله [وسأل أبو الأسود إلخ] كذا بالأصل. (3). قوله [يتعقل] في القاموس: يتغفل.

الْمَثَلِ. والمِرَّةُ: الْقُوَّةُ، وَجَمْعُهَا المِرَرُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ ذُو مِرَّةٍ: هُوَ جِبْرِيلُ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَوِيًّا ذَا مِرَّة شَدِيدَةٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ذُو مِرَّةٍ مِنْ نَعْتِ قَوْلِهِ تَعَالَى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المِرَّة الْقُوَّةُ، قَالَ: وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ. يُقَالُ: أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً. وَيُقَالُ: اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرَّجُلِ إِذا قَوِيَتْ شَكِيمَتُه. والمَريرَةُ: عِزَّةُ النَّفْسِ. والمَرِيرُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: الأَرض الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَجَمْعُهَا مَرائِرُ. وقِرْبة مَمْرورة: مَمْلُوءَةٌ. والمَرُّ: المِسْحاةُ، وَقِيلَ: مَقْبِضُها، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ المِحراثِ. والأَمَرُّ: المصارِينُ يَجْتَمِعُ فِيهَا الفَرْثُ، جَاءَ اسْمًا لِلْجَمْعِ كالأَعَمِّ الَّذِي هُوَ الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ: وَلَا تُهْدِي الأَمَرَّ وَمَا يَلِيهِ، ... وَلَا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاد هَذَا الْبَيْتِ وَلَا، بِالْوَاوِ، تُهْدِي، بِالْيَاءِ، لأَنه يُخَاطِبُ امرأَته بِدَلِيلِ قَوْلِهِ وَلَا تُهْدِنَّ، وَلَوْ كَانَ لِمُذَكَّرٍ لَقَالَ: وَلَا تُهْدِيَنَّ، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ فَلَا تُهْدَ بِالْفَاءِ؛ وَقَبْلَ البيت: إِذا مَا كُنْتِ مُهْدِيَةً، فَأَهْدِي ... من المَأْناتِ، أَو فِدَرِ السَّنامِ يأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لَا تهْدي مِنَ الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه. والعَرْقُ: الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ اللَّحْمُ فإِذا أُكِلَ لَحْمُهُ قِيلَ لَهُ مَعْرُوقٌ. والمَأْنَةُ: الطَّفْطَفَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَرِهَ مِنَ الشَّاءِ سَبْعاً: الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَراد الْمُحَدِّثُ أَن يَقُولَ الأَمَرَّ فَقَالَ المَرارَ، والأَمَرُّ المصارِينُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: المَرارُ جَمْعُ المَرارَةِ، وَهِيَ الَّتِي فِي جَوْفِ الشَّاةِ وَغَيْرِهَا يَكُونُ فِيهَا مَاءٌ أَخضر مُرٌّ، قِيلَ: هِيَ لِكُلِّ حَيَوَانٍ إِلَّا الْجَمَلَ. قَالَ: وَقَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه جُرِحَ إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً وَكَانَ يتوضأُ عَلَيْهَا. ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ، ورَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: المَرِيرَةُ مِنَ الْحِبَالِ مَا لَطُف وَطَالَ وَاشْتَدَّ فَتْلُهُ، وَهِيَ المَرائِرُ. واسْتَمَرَّ مَرِيرُه إِذا قَوِيَ بَعْدَ ضَعْفٍ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: ادَّعَى رَجُلٌ دَيْناً عَلَى ميِّت فأَراد بَنُوهُ أَن يَحْلِفُوا عَلَى عِلْمِهِم فَقَالَ شُرَيْحٌ: لَتَرْكَبُنَّ مِنْهُ مَرَارَةَ الذَّقَنِ أَي لَتَحْلِفُنَّ مَا لَهُ شَيْءٌ، لَا عَلَى الْعِلْمِ، فَيَرْكَبُونَ مِنْ ذَلِكَ مَا يَمَرُّ فِي أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم الَّتِي بَيْنَ أَذقانهم. ومَرَّانُ شَنُوءَةَ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَرَّانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ: مواضعُ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْنافُ ... الرَّجِيعِ، فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بِهَا، ... كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ وَيُرْوَى: بَطْنُ مَرٍّ، فَوَزْنُ [رِنْ فَأَكْ] عَلَى هَذَا فاعِلُنْ. وَقَوْلُهُ رَفَأَكْ، فَعْلُنْ، وَهُوَ فَرْعٌ مُسْتَعْمَلٌ، والأَوّل أَصل مَرْفُوض. وبَطْنُ مَرٍّ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ مِنْ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، عَلَى مَرْحَلَةٍ. وتَمَرْمَرَ الرجلُ «1»: مارَ. والمَرْمَرُ: الرُّخامُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً ؛ هِيَ واحدةُ المَرْمَرِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ

_ (1). قوله [وتمرمر الرجل إلخ] في القاموس وتمرمر الرمل

الرُّخَامِ صُلْبٌ؛ وَقَالَ الأَعشى: كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها ... بِمُذْهَبٍ ذِي مَرْمَرٍ مائِرِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ والمَرْمَرُ: ضَرْبٌ مِنْ تَقْطِيعِ ثِيَابِ النِّسَاءِ. وامرأَة مَرْمُورَةٌ ومَرْمارَةٌ: ترتَجُّ عِنْدَ الْقِيَامِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ وَاحِدٌ أَي تَرْعُدُ مِنْ رُطوبتها، وَقِيلَ: المَرْمارَةُ الْجَارِيَةُ النَّاعِمَةُ الرَّجْراجَةُ، وَكَذَلِكَ المَرْمُورَةُ. والتَّمَرْمُرُ: الاهتزازُ. وجِسْمٌ مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرَامِرٌ: ناعمٌ. ومَرْمارٌ: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ، ... لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ والمرْمارُ: الرُّمانُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ الَّذِي لَا شَحْمَ لَهُ. ومَرَّارٌ ومُرَّةُ ومَرَّانُ: أَسماء. وأَبو مُرَّةَ: كُنْيَةُ إِبليس. ومُرَيْرَةٌ والمُرَيْرَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها فِي أَرَاكَةٍ، ... تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا وَقَالَ: وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه، ... وَلَوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِما أَراد آجِنًا، فأَبدل. وبَطْنُ مَرٍّ: موضعٌ. والأَمْرَارُ: مِيَاهٌ مَعْرُوفَةٌ فِي دِيَارِ بَنِي فَزَارَةَ؛ وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ يُخَاطِبُ عَمْرَو بْنُ هِنْدٍ: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيَةً؟ ... ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ لَا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا، ... فِي جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرَارِ فَهِيَ مِيَاهٌ بالبادِيَة مَرَّةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي جُفِّ ثَعْلَبٍ، يَعْنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ، وَجَعَلَهُمْ جُفًّا لِكَثْرَتِهِمْ. يُقَالُ لِلْحَيِّ الْكَثِيرِ الْعَدَدِ: جُفٌّ، مِثْلُ بَكْرٍ وَتَغْلِبَ وَتَمِيمٍ وأَسد، وَلَا يُقَالُ لِمَنْ دُونَ ذَلِكَ جُفٌّ. وأَصل الْجُفِّ: وِعَاءُ الطَّلْعِ فَاسْتَعَارَهُ لِلْكَثْرَةِ، لِكَثْرَةِ مَا حَوَى الْجُفُّ مِنْ حَبِّ الطَّلْعِ؛ وَمَنْ رَوَاهُ: فِي جُفِّ تَغْلِبَ، أَراد أَخوال عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ، وَكَانَتْ لَهُ كَتِيبَتَانِ مِنْ بَكْرٍ وَتَغْلِبَ يُقَالُ لإِحداهما دَوْسَرٌ والأُخرى الشَّهْباء؛ قوله: عَارِضًا لِرِمَاحِنَا أَي لَا تُمَكِّنها مِنْ عُرْضِكَ؛ يُقَالُ: أَعرض لِي فُلَانٌ أَي أَمكنني مِنْ عُرْضِه حَتَّى رأَيته. والأَمْرارُ: مياهٌ مُرَّةٌ معروفة منها عِراعِرٌ [عُراعِرٌ] وكُنَيْبٌ والعُرَيْمَةُ. والمُرِّيُّ: الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ كأَنَّه مَنْسُوبٌ إِلى المَرارَةِ، وَالْعَامَّةُ تُخَفِّفُهُ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو الْغَوْثِ: وأُمُّ مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ، ... وعِنْدَها المُرِّيُّ والكامَخُ وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ ذكر المُرِّيِّ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ فِي التَّهْذِيبِ فِي النَّاقِصِ: ومُرامِرٌ اسْمُ رَجُلٍ. قَالَ شَرْقيُّ بْنُ القُطَامي: إِن أَوّل مَنْ وَضَعَ خَطَّنَا هَذَا رِجَالٌ من طيء مِنْهُمْ مُرامِرُ بْنُ مُرَّةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَعَلَّمْتُ بَاجَادًا وآلَ مُرامِرٍ، ... وسَوَّدْتُ أَثْوابي، ولستُ بِكَاتِبِ قَالَ: وإِنما قَالَ وَآلَ مُرَامِرٍ لأَنه كَانَ قَدْ سُمِّيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَولاده بِكَلِمَةٍ مِنْ أَبجد وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ النَّحَّاسِ وَغَيْرُهُ عن المدائني أَنه مُرامِرُ بْنُ مَرْوَةَ، قال المدائني: بَلَغَنَا أَن أَوَّل مَنْ كَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ مُرامِرُ بْنُ مَرْوَةَ مِنْ أَهل الأَنبار، وَيُقَالُ مِنْ أَهل الحِيرَة، قَالَ: وَقَالَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ:

نَظَرْتُ فِي كِتَابِ الْعَرَبِيَّةِ فإِذا هُوَ قَدْ مَرَّ بالأَنبار قَبْلَ أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ. وَيُقَالُ إِنه سُئِلَ الْمُهَاجِرُونَ: مِنْ أَين تَعَلَّمْتُمُ الْخَطَّ؟ فَقَالُوا: مِنَ الْحِيرَةِ؛ وَسُئِلَ أَهل الْحِيرَةِ: مِنْ أَين تَعَلَّمْتُمُ الْخَطَّ؟ فَقَالُوا: مِنَ الأَنْبار. والمُرّانُ: شَجَرُ الرِّمَاحِ، يُذْكَرُ فِي بَابِ النُّونِ لأَنه فُعَّالٌ. ومُرٌّ: أَبو تَمِيمٍ، وَهُوَ مُرُّ بنُ أُدِّ بْنُ طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بنِ مُضَرَ. ومُرَّةُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُرّة بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ ومُرَّةُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وَهُوَ مُرَّةُ بْنِ عَوْف بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عيلانَ. مُرَامِراتٌ: حُرُوفُ وَهَا «1» قَدِيمٌ لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّاسِ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ، يُمَرْمِرُ مِرْزةً ويَلُوكُها؛ يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ: رَعَى بَنُو فُلانٍ المُرَّتَيْنِ «2» وَهُمَا الأَلاءُ والشِّيحُ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ثَنِيَّةِ المُرارِ الْمَشْهُورُ فِيهَا ضَمُّ الْمِيمِ، وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُهَا، وَهِيَ عِنْدُ الْحُدَيْبِيَةِ؛ وَفِيهِ ذِكْرُ بَطْنِ مَرٍّ ومَرِّ الظَّهْرَانِ، وَهُمَا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ بِقُرْبِ مَكَّةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُ لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ، أَي أَنه قَوِيٌّ فِي الخُصُومَةِ لَا يَسْأَمُ المِراسَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: إِذا تَخازَرْتُ، وَمَا بِي مِنْ خَزَرْ، ... ثُمَّ كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ، ... أَحْمِلُ مَا حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الرجز يُرْوَى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: وَهُوَ الْمَشْهُورُ؛ وَيُقَالُ: إِنه لأَرْطاةَ بْنِ سُهَيَّةَ تَمَثَّلَ بِهِ عَمْرٌو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. مزر: المِزْرُ: الأَصل. والمزرُ: نَبِيذُ الشَّعِيرِ وَالْحِنْطَةِ وَالْحُبُوبِ، وَقِيلَ: نَبِيذُ الذُّرَة خاصَّة. غَيْرُهُ: المِزْر ضَرْبٌ مِنَ الأَشربة. وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ: أَن ابْنَ عُمَرَ قَدْ فَسَّرَ الأَنبذة فَقَالَ البِتْعُ نبيذ العَسَل، والجِعَةُ نَبِيذُ الشعيرِ، وَالْمِزْرُ مِنَ الذُّرَةِ، والسَّكَرُ مِنَ التَّمْرِ، والخَمْرُ مِنَ الْعِنَبِ، وأَما السُّكُرْكَة، بِتَسْكِينِ الرَّاءِ، فَخَمْرُ الحَبَش؛ قَالَ أَبو مُوسَى الأَشعري: هِيَ مِنَ الذُّرَةِ، وَيُقَالُ لَهَا السُّقُرْقَعُ أَيضاً، كأَنه مُعَرَّبُ سُكُرْكَةٍ، وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ. والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ: التَّرَوُّقُ والشُّرْبُ القَلِيلُ، وَقِيلَ: الشرْبُ بمَرَّةٍ، قَالَ: والمِزْرُ الأَحْمَقُ. والمَزْرُ، بِالْفَتْحِ: الحَسْوُ لِلذَّوْقِ. ويقال: تَمَزَّرْتُ الشرابَ إِذا شَرِبْتَه قَلِيلًا قَلِيلًا، وأَنشد الأُموي يَصِفُ خَمْرًا: تَكُونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ، ... فِي فَمِهِ، مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ والتَّمَزُّرُ: شُرْبُ الشرابِ قَلِيلًا قَلِيلًا، بالراء، ومثله التَّمَزُّرُ وَهُوَ أَقل مِنَ التَّمَزُّرِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي الْعَالِيَةِ: اشْرَبِ النبيذَ وَلَا تُمَزِّرْ أَي اشْرَبْه لِتَسْكِينِ الْعَطَشِ كَمَا تَشْرَبُ الْمَاءَ وَلَا تَشْرَبْهُ لِلتَّلَذُّذِ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى كَمَا يَصْنَعُ شارِبُ الْخَمْرِ إِلى أَن يَسْكَر. قَالَ ثَعْلَبٌ: مِمَّا وَجَدْنَا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْرَبُوا وَلَا تَمَزَّرُوا أَي لَا تُدِيرُوه بَيْنَكُمْ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَلَكِنِ اشْرَبُوهُ فِي طِلْقٍ وَاحِدٍ كَمَا يُشْرَبُ الْمَاءُ، أَو اتْرُكُوهُ وَلَا تَشْرَبُوهُ شرْبة بَعْدَ شَرْبَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: المَزْرَةُ الْوَاحِدَةُ تحرِّمُ أَي المصَّةُ الْوَاحِدَةُ. قَالَ: والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ الذوْقُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير:

_ (1). قَوْلُهُ [حروف وها] كذا بالأصل. (2). في القاموس: المريان بالياء التحتية بعد الراء بدل التاء المثناة

وَهَذَا بِخِلَافِ الْمَرْوِيِّ فِي قَوْلِهِ: لَا تُحَرِّمُ المَصَّةُ وَلَا المصتانِ ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ لَا تُحَرِّمُ فحرَّفه الرُّوَاةُ. ومَزَرَ السقاءَ مَزْراً: مَلأَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِيراً ملأَها فلَم يتْرُكْ فِيهَا أَمْتاً؛ وأَنشد شَمِرٌ: فَشَرِبَ القَوْمُ وأَبْقَوْا سُورا، ... ومَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِيرا والمَزِيرُ: الشَّدِيدُ القلبِ القَوِيُّ النافِذُ بَيِّنُ المَزَارَةِ؛ وَقَدْ مَزُرَ، بِالضَّمِّ، مَزَارَةً، وَفُلَانٌ أَمْزَرُ مِنْهُ؛ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْداسٍ: تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيه، ... وَفِي أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِيرُ وَيُرْوَى: أَسد مَزِيرُ، وَالْجَمْعُ أَمازِرُ مِثْلُ أَفِيل وأَفائِلَ؛ وأَنشد الأَخفش: إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ، خافي بَسَالَةَ الرجالِ، ... وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ وَلَا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ فِي كُلِّ شَرْمَحٍ ... طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ قَالَ: يُرِيدُ أَقاصِرُهُم وأَمازِرُهم، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ أَخبث النَّاسِ وأَفْسَقُه، وَهِيَ خَيْرُ جاريةٍ وأَفْضَلُهُ. وَكُلُّ تَمْرٍ اسْتَحْكَمَ، فَقَدْ مَزُرَ يَمْزُرُ مَزَارَةً. والمَزِيرُ: الظَّرِيفُ؛ قَالَهُ الْفَرَّاءُ؛ وأَنشد: فَلَا تَذْهَبَنْ عَيْنَاكَ فِي كُلِّ شَرْمَحٍ ... طُوَالٍ، فإِن الأَقصرين أَمازره أَراد: أَمازر مَا ذَكَرْنَا، وَهُمْ جَمْعُ الأَمزر. مسر: مَسَرَ الشيءَ يَمْسُرُه مَسْراً: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ ضِيقٍ، والمَسْرُ فِعْلُ الماسِرِ. ومَسَرَ الناسَ يَمْسُرُهُمْ مَسْراً: غَمزَ بِهِمْ. وَيُقَالُ: هُوَ يَمْسُرُ الناسَ أَي يُغْرِيهِمْ. ومَسَرْتُ بِهِ ومَحَلْتُ بِهِ أَي سَعَيْتُ بِهِ. والماسِرُ: الساعِي. مستفشر: مِنَ الْمُعَرَّبِ: المُسْتَفْشارُ، وَهُوَ العسَل المعتَصَرُ بالأَيدي إِذا كَانَ يَسِيرًا، وإِن كَانَ كَثِيرًا فبالأَرجل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ فِي كِتَابِهِ إِلى بَعْضِ عُمَّالِهِ بِفَارِسَ: أَن ابْعَثْ إِليّ بعَسَلٍ مِنْ عسَلِ خُلَّار، مِنَ النحْلِ الأَبْكار، مِنَ المُسْتفْشار، الَّذِي لَمْ تمسَّه نَارٌ. مشر: المَشْرَةُ: شِبه خُوصة تَخْرُجُ فِي العِضاه وَفِي كَثِيرٍ مِنَ الشَّجَرِ أَيام الْخَرِيفِ، لَهَا ورقٌ وأَغصان رَخْصَة. وَيُقَالُ: أَمْشَرَت العِضاهُ إِذا خَرَجَ لَهَا وَرَقٌ وأَغصان؛ وَكَذَلِكَ مَشَّرَتِ الْعِضَاهُ تَمْشِيرًا. وَفِي صِفَةِ مَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ: وأَمْشَرَ سَلَمُها أَي خَرَجَ ورَقُه وَاكْتَسَى بِهِ. والمَشْرُ: شيءٌ كَالْخُوصِ يَخْرُجُ فِي السَّلَم والطَّلْحِ، وَاحِدَتُهُ مَشْرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدٍ: فأَكلوا الْخَبْطَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ذُو مَشْرٍ. والمَشْرَةُ مِنَ العُشْبِ: مَا لَمْ يَطُلْ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ بْنُ حَكِيمٍ يَصِفُ أُرْوِيَّةً: لَهَا تَفَراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ، لَمْ تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ والتَّفَرات: مَا تَساقَطَ مِنْ ورَقِ الشَّجَرِ. والمَشْرَةُ: مَا يَمْتَشِرُه الرَّاعِي مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ بِمِحْجَنِهِ؛ يَقُولُ: إِن هَذِهِ الأُرْوِيَّةَ تَرْعَى مِنْ وَرَقٍ لَا يُمْتَشَرُ لَهَا بِالْمَحَاجِنِ، وقُصارُها أَن تَأْكُلَ هَذِهِ المَشْرَة الَّتِي تَحْتَ الشَّجَرِ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ. وأَرْضٌ ماشِرَةٌ: وَهِيَ الَّتِي اهْتَزَّ نباتُها واسْتَوَتْ ورَوِيَتْ مِنَ المطرِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرض ناشِرَةٌ بِهَذَا الْمَعْنَى؛ وَقَدْ مَشِرَ الشجرُ ومَشَّرَ وأَمْشَرَ وتَمَشَّرَ. وَقِيلَ: التَّمَشُّرُ أَن يُكْسَى الورقُ خُضْرةً. وتَمَشَّرَ الشجرُ إِذا أَصابه مطرٌ فَخَرَجَتْ

رِقَتُه أَي وَرَقَتُه. وتَمَشَّرَ الرجلُ إِذا اكْتَسَى بَعْدَ عُرْيٍ. وامْرَأَةٌ مَشْرَةُ الأَعضاءِ إِذا كَانَتْ رَيَّا. وأَمْشَرَتِ الأَرضُ أَي أَخرجتْ نباتَها. وتَمَشَّرَ الرجلُ: اسْتَغْنَى، وَفِي المحكم: رُؤِيَ عَلَيْهِ أَثر غِنًى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَوْ قَدْ أَتانا بُرُّنا ودقِيقُنا، ... تَمَشَّرَ مِنكُم مَنْ رَأَيناهُ مُعْدِمَا ومَشَّرَه هُوَ: أَعطاهُ وكساهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ مَشَرَه، بِالتَّخْفِيفِ. والمَشْرَةُ: الكُسْوَةُ [الكِسْوَةُ]. وتَمَشَّرَ لأَهله: اشْتَرَى لَهُمْ مَشْرَةً. وتَمَشَّرَ القومُ: لبِسُوا الثِّيابَ. والمَشْرَةُ: الورَقَة قَبْلَ أَن تَتَشَعَّبَ وتَنْتشِر. وَيُقَالُ: أُذُنٌ حَشْرَة مَشْرَةٌ أَي مُؤَلَّلَةٌ عَلَيْهَا مَشْرَةُ العِتقِ أَي نَضارَتُه وحُسْنُه، وَقِيلَ: لطيفَةٌ حَسَنَةٌ؛ وَقَوْلُهُ: وأُذْنٌ لَهَا حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، ... كإِعْلِيطِ مَرْخٍ، إِذا مَا صَفِرْ إِنما عَنَى أَنها دَقِيقَةٌ كالورَقَةِ قَبْلَ أَن تَتَشَعَّب. وحَشْرَةٌ: مُحَدَّدَةُ الطرَف، وَقِيلَ: مَشْرَةٌ إِتباع حَشْرَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ يَصِفُ أُذن نَاقَتِهِ ورِقَّتها ولُطفها، شَبَّهَهَا بإِعْلِيطِ المَرْخِ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْحَبُّ، وَعَلَيْهِ مَشْرَةُ غِنى أَي أَثَرُ غِنى. وأَمْشَرَت الأَرضُ: ظَهَرَ نباتُها. وَمَا أَحسن مَشَرَتَها، بِالتَّحْرِيكِ، أَي نَشَرَتَها ونباتَها. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: مَشَرَتُها ورَقُها، ومشْرَة الأَرضِ أَيضاً، بِالتَّسْكِينِ؛ وأَنشد: إِلى مَشْرَةٍ لَمْ تُعْتَلَقْ بالمَحاجِن وتَمَشَّرَ فلان إِذا رُؤِي عَلَيْهِ آثارُ الغِنى. والتَّمْشِيرُ: حُسْنُ نَباتِ الأَرض واسْتِواؤُه. ومَشَرَ الشيءَ يَمْشُرُهُ مَشْراً: أَظهره. والمَشارَةُ: الكَرْدَةُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِالْعَرَبِيِّ الصَّحِيحِ. وتَمَشَّرَ لأَهله شَيْئًا: تَكَسَّبَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَرَكْتُهُمْ كَبِيرُهُمْ كالأَصْغَرِ، ... عَجْزاً عَنِ الحِيلَةِ والتَّمَشُّرِ والتَّمْشِيرُ: القِسْمَةُ. ومَشَّرَ الشيءَ: قَسَّمَه وفَرَّقَه، وخَصَّ بعضُهم بِهِ اللحمَ؛ قَالَ: فَقُلْتُ لأَهْلي: مَشِّرُوا القِدْرَ حَوْلكم، ... وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لَمْ تُمَشَّرِ أَي لَمْ يُقَسَّمْ مَا فِيهَا؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ وأَورده ابْنُ سِيدَهْ بِكَمَالِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للمَرَّارِ بْنِ سعيدٍ الفَقْعَسِيِّ وَهُوَ: وقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، ... وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لَمْ تُمَشَّرِ قَالَ: وَمَعْنَى أَشِيعَا أَظْهِرا أَنَّا نُقَسِّمُ مَا عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ حَتَّى يَقْصِدَنا المُسْتَطْعِمون ويأْتينا المُسْتَرْفِدُون، ثُمَّ قَالَ: وأَيّ زَمَانٍ قِدْرُنا لَمْ تمشر أَي هَذَا الَّذِي أَمرتكما بِهِ هُوَ خُلُق لَنَا وَعَادَةً فِي الأَزمنة عَلَى اخْتِلَافِهَا؛ وَبُعْدِهِ: فَبِتْنا بِخَيْرٍ فِي كرامَةِ ضَيْفِنا، ... وبِتْنا نُؤَدِّي طُعْمَةً غَيْرَ مَيْسِرِ أَي بِتْنا نُؤَدِّي إِلى الْحَيِّ مِنْ لَحْمِ هَذِهِ النَّاقَةِ مِنْ غَيْرِ قِمارٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ المُقَسَّم مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: المُمَشِّرُ المُفَرِّقُ لِكُلِّ شَيْءٍ. والتَّمْشِيرُ: النشاطُ لِلجماع؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّي إِذا أَكَلْتُ اللحمَ وَجَدْتُ فِي نَفْسِي تَمْشِيراً أَي نَشاطاً لِلْجِمَاعِ ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا

مَرْفُوعًا. والأَمْشَرُ: النَّشِيطُ. والمُشَرَةُ: طائِرٌ صَغِيرٌ مُدَبَّج كأَنه ثَوْبُ وشْيٍ. وَرَجُلٌ مِشْرٌ: أَقْشَرُ شَدِيدُ الحُمْرَةِ. وَبَنُو المِشْرِ: بَطْن مِنْ مَذْحج. مصر: مَصَرَ الشاةَ والناقَةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرها: حَلَبها بأَطراف الثَّلَاثِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تأْخذ الضَّرْعَ بِكَفِّكَ وتُصَيِّرَ إِبهامَك فَوْقَ أَصابِعِك، وَقِيلَ: هُوَ الحَلْبُ بالإِبهامِ والسَّبابةِ فَقَطْ. اللَّيْثُ: المَصْرُ حَلْب بأَطراف الأَصابع وَالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى والإِبهام وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ لِحَالِبِ ناقَتِه: كَيْفَ تَحْلُبها مَصْراً أَم فَطْراً؟ وَنَاقَةٌ مَصُور إِذا كَانَ لَبَنُها بَطِيءَ الْخُرُوجِ لَا يُحْلَبُ إِلا مَصْراً. والتَّمَصُّرُ: حَلْبُ بَقَايَا اللَّبَن فِي الضَّرْع بَعْدَ الدرِّ، وَصَارَ مُسْتَعْمَلًا فِي تَتَبُّعِ القِلَّة، يَقُولُونَ: يَمْتَصِرونها. الْجَوْهَرِيُّ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: المَصْرُ حَلْبُ كُلُّ مَا فِي الضَّرْعِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا يُمْصَرُ لبنُها فَيَضُرَّ ذَلِكَ بِوَلَدِهَا ؛ يُرِيدُ لَا يُكْثَرُ مِنْ أَخذ لِبَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا لَمْ تَمْصُرْ أَي تَحْلُب ، أَراد أَن تَسْرِقَ اللَّبَنَ. وَنَاقَةٌ ماصِرٌ ومَصُورٌ: بَطِيئَةُ اللَّبَنِ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ وَالْبَقَرَةُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ المِعْزى، وَجَمْعُهَا مِصارٌ مِثْلَ قِلاصٍ، ومَصائِرُ مِثْلَ قَلائِصَ. والمَصْرُ: قِلة اللَّبَنِ. الأَصمعي: نَاقَةٌ مَصُورٌ وَهِيَ الَّتِي يُتَمَصَّرُ لَبَنُهَا أَي يُحْلَب قَلِيلًا قَلِيلًا لأَن لَبَنَهَا بَطِيءُ الْخُرُوجِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَبو زَيْدٍ المَصُورُ مِنَ المَعزِ خاصَّة دُونَ الضأْن وَهِيَ الَّتِي قَدْ غَرَزَتْ إِلا قَلِيلًا، قَالَ: وَمِثْلُهَا مِنَ الضأْن الجَدُودُ. وَيُقَالُ: مَصَّرَتِ العَنْزُ تَمْصِيراً أَي صَارَتْ مَصُوراً. وَيُقَالُ: نَعْجَةٌ ماصِرٌ ولَجْبَةٌ وجَدُودٌ وغَرُوزٌ أَي قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: إِنّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَقْطَعُ بِهَا ذَنَبَ عَنْزٍ مَصُورٍ لَوْ بَلَغَتْ إِمامَه سَفَكَ دَمَه. حَكَى ابْنُ الأَثير: الْمَصُورُ مِنَ الْمَعْزِ خَاصَّةً وَهِيَ الَّتِي انْقَطَعَ لَبَنُهَا. والتَّمَصُّر: الْقَلِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَعْبِيرُ أَهل اللُّغَةِ وَالصَّحِيحُ التَّمَصُّر القِلَّةُ. ومَصَّر عَلَيْهِ العَطاءَ تَمْصِيراً: قَلَّله وفَرَّقَه قَلِيلًا قَلِيلًا. ومَصَّرَ الرجلُ عَطِيَّتَه: قَطَّعَها قَلِيلًا قَلِيلًا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. ومُصِرَ الفَرسُ: اسْتُخْرِجَ جَرْيهُ. والمُصارَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُمْصَرُ فِيهِ الْخَيْلُ، قَالَ: حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ. وَالتَّمَصُّرُ: التَّتَبُّعُ، وَجَاءَتِ الإِبل إِلى الْحَوْضِ مُتَمَصِّرة ومُمْصِرَة أَي مُتَفَرِّقَةً. وَغِرَّةٌ مُتَمَصِّرة: ضَاقَتْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاتَّسَعَتْ مِنْ آخَرَ. والمَصْرُ: تَقَطُّعُ الغزْلِ وتَمَسُّخُه. وقَدِ امَّصَرَ الغزْلُ إِذا تَمَسَّخَ. والمُمَصَّرَةُ: كُبَّةُ الغزْلِ، وَهِيَ المُسَفَّرَةُ. والمِصْرُ: الحاجِزُ والحَدُّ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَالَ أُمية يَذْكُرُ حِكْمة الْخَالِقِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وجَعَلَ الشمسَ مِصْراً لَا خَفاءَ بِهِ، ... بَيْنَ النهارِ وَبَيْنَ الليلِ قَدْ فَصَلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعُدَيِّ بْنِ زَيْدٍ الْعَبَّادِيِّ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وَجَاعِلُ الشَّمْسِ مِصْرًا، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ وَجَعَلَ الشَّمْسَ كَمَا أَوردناه عَنِ ابْنِ سِيدَهْ وَغَيْرِهِ؛ وَقَبْلُهُ: والأَرضَ سَوّى بِساطاً ثُمَّ قَدّرَها، ... تحتَ السماءِ، سَواءً مِثْلَ مَا ثَقَلا قَالَ: وَمَعْنَى ثَقَلَ تَرَفَّعَ أَي جَعَلَ الشَّمْسَ حَدًّا وعَلامةً بَيْنَ الليلِ والنهارِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هُوَ الحدُّ بَيْنَ الأَرضين، وَالْجَمْعُ مُصُور. وَيُقَالُ:

اشْتَرَى الدارَ بِمُصُورِها أَي بِحُدُودِهَا. وأَهلُ مِصْرَ يَكْتُبُونَ فِي شُرُوطِهِمْ: اشْتَرَى فُلَانٌ الدارَ بِمُصُورِها أَي بِحُدُودِهَا، وَكَذَلِكَ يَكْتُبُ أَهلُ هَجَرَ. والمِصْرُ: الْحَدُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: الْمِصْرُ الحَدُّ فِي الأَرض خَاصَّةً. الْجَوْهَرِيُّ: مِصْر هِيَ الْمَدِينَةُ الْمَعْرُوفَةُ، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ؛ عَنِ ابْنِ السَّرَّاجِ. والمِصْر: وَاحِدُ الأَمْصار. والمِصْر: الكُورَةُ، وَالْجَمْعُ أَمصار. ومَصَّروا الْمَوْضِعَ: جَعَلُوهُ مِصْراً. وتَمَصَّرَ المكانُ: صَارَ مِصْراً. ومِصْرُ: مَدِينَةٌ بِعَيْنِهَا، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتَمَصُّرِها، وَقَدْ زَعَمُوا أَن الَّذِي بَنَاهَا إِنما هُوَ المِصْرُ بْنِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَاكَ، وَهِيَ تُصْرفُ وَلَا تُصْرَفُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: اهْبِطُوا مِصْراً ؛ قَالَ: بَلَغَنَا أَنه يُرِيدُ مِصْرَ بِعَيْنِهَا. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ: اهْبِطُوا مِصْراً ، قَالَ أَبو إِسحق: الأَكثر فِي القراءَة إِثبات الأَلف، قَالَ: وَفِيهِ وَجْهَانِ جائزان، يراد بها مصرٌ مِنَ الأَمصار لأَنهم كَانُوا فِي تِيهٍ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ أَراد مِصْرَ بِعَيْنِهَا فجعَلَ مِصْراً اسْمًا لِلْبَلَدِ فَصَرفَ لأَنه مُذَكَّرٌ، وَمَنْ قرأَ مِصْرَ بِغَيْرِ أَلف أَراد مِصْرَ بِعَيْنِهَا كَمَا قَالَ: ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللَّهُ ، وَلَمْ يُصْرَفْ لأَنه اسْمُ الْمَدِينَةِ، فَهُوَ مُذَكَّرٌ سُمِّيَ بِهِ مُؤَنَّثٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المِصْر فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كُلُّ كُورة تُقَامُ فِيهَا الحُدود وَيُقَسَّمُ فِيهَا الفيءُ والصدَقاتُ مِنْ غَيْرِ مُؤَامَرَةٍ لِلْخَلِيفَةِ. وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَصَّر الأَمصارَ مِنْهَا الْبَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: فُلَانٌ مَصَّرَ الأَمْصارَ كَمَا يُقَالُ مَدّن المُدُنَ، وحُمُرٌ مَصارٍ. ومَصارِيُّ: جَمْعُ مِصْرِيٍّ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَقَوْلُهُ: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ، ... مِنْ صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ أَراه إِنما عَنَى مِصْرَ هَذِهِ الْمَشْهُورَةَ فَاضْطَرَّ إِليها فَجَمَعَهَا عَلَى حَدِّ سِنِينَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْتُ إِنه أَراد مِصْرَ لأَن هَذَا الصِّيرَ قَلَّمَا يُوجَدُ إِلا بِهَا وَلَيْسَ مِنْ مَآكِلِ الْعَرَبِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا الشَّاعِرُ غَلِطَ بِمِصْرَ فَقَالَ مِصْرينَ، وَذَلِكَ لأَنه كَانَ بَعِيدًا مِنَ الأَرياف كَمِصْرَ وَغَيْرِهَا، وغلطُ العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرٌ، وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ مِنْ صِيرِ مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فَحَذَفَ اللَّامَ. والمِصْران: الكوفةُ والبصْرةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ لَهُمَا الْمِصْرَانِ لأَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَا تَجْعَلُوا الْبَحْرَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، مَصِّروها أَي صَيَّرُوهَا مِصْراً بَيْنَ الْبَحْرِ وَبَيْنِي أَي حَدًّا. وَالْمِصْرُ: الْحَاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الْحَجِّ: لمَّا قُتِحَ هَذَانِ المِصْرانِ ؛ المِصْر: البَلَد، وَيُرِيدُ بِهِمَا الكوفةَ والبَصْرَةَ. والمِصْرُ: الطِّينُ الأَحْمَرُ. وَثَوْبٌ مُمَصَّرٌ: مَصْبُوغٌ بِالطِّينِ الأَحمر أَو بحُمْرة خَفِيفَةٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَوْب مُمَصَّرٌ مَصْبُوغٌ بالعِشْرِقِ، وَهُوَ نَبَاتٌ أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَائِسُ؛ وأَنشد: مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ أَبو عُبَيْدٍ: الثِّيَابُ المُمَصَّرَةُ الَّتِي فِيهَا شَيْءٌ مِنْ صُفْرَةٍ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ. وَقَالَ شَمِرٌ: المُمَصَّرُ مِنَ الثِّيَابِ مَا كَانَ مَصْبُوغًا فَغُسِلَ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: التَّمْصِيرُ فِي الصَّبْغِ أَن يَخْرُجَ المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لَمْ يُسْتَحْكْم صَبْغُه. وَالتَّمْصِيرُ فِي الثِّيَابِ: أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً مِنْ غيرِ بِلًى. وَفِي حَدِيثِ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَنْزِلُ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْن ؛ المُمَصَّرَةُ مِنَ الثِّيَابِ: الَّتِي فِيهَا صُفْرة خَفِيفَةٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتى عليٌّ طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَعَلَيْهِ ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ. والمَصِيرُ: المِعى، وَهُوَ فَعِيلٌ، وَخَصَّ بعضُهم بِهِ

الطيرَ وذواتِ الخُفِّ والظِّلْف، وَالْجَمْعُ أَمْصِرَة ومُصْرانٌ مِثْلَ رَغِيفٍ ورُغْفانٍ، ومَصارِينُ جَمْعُ الْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَصارِينُ خطأٌ؛ قَالَ الأَزهري: الْمَصَارِينُ جَمْعُ المُصْران، جَمَعَتْهُ الْعَرَبُ كَذَلِكَ عَلَى توهُّم النونِ أَنها أَصلية. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَصِير إِنما هُوَ مَفْعِلٌ مَنْ صَارَ إِليه الطَّعَامُ، وإِنما قَالُوا مُصران كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ مَسِيل الْمَاءِ مُسْلان، شَبَّهُوا مَفْعِلًا بفَعِيل، وَكَذَلِكَ قَالُوا قَعود وقِعْدانٌ، ثُمَّ قَعادِينُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ تَوَهَّمُوا الْمِيمَ فِي الْمَصِيرِ أَنها أَصلية فَجَمَعُوهَا عَلَى مُصْران كَمَا قَالُوا لِجَمَاعَةِ مَصادِ الجَبَل مُصْدانٌ. والمِصْرُ: الْوِعَاءُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ومِصْرٌ: أَحدُ أَولاد نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. التَّهْذِيبُ: والماصِرُ فِي كَلَامِهِمُ الحَبْل يُلْقَى فِي الماءِ لِيَمْنَعَ السفُنَ عَنِ السَّيْرِ حَتَّى يُؤدِّيَ صاحبُها مَا عَلَيْهِ مِنْ حَقِّ السُّلْطَانِ، هَذَا فِي دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ. ومُصْرانُ الفارةِ: ضَرْبٌ مِنْ رديءِ التَّمْرِ. مصطر: المُصْطارُ والمُصْطارَةُ: الْحَامِضُ من الْخَمْرِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ: مُصْطارَة ذهَبَتْ فِي الرأْسِ نَشْوَتُها، ... كأَنَّ شارِبَها مِمَّا بِهِ لَمَمُ أَي كأَنّ شَارِبَهَا مِمَّا بِهِ ذُو لَمَمٍ، أَو يَكُونُ التَّقْدِيرُ: كأَنّ شَارِبَهَا مِنَ النَّوْعِ الَّذِي بِهِ لَمَمٌ، وأَوقع مَا عَلَى مَنْ يَعْقِلُ كَمَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: سُبْحَانَ مَا يُسَبِّح الرعدُ بِحَمْدِهِ، وَكَمَا قَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ تَلَا عَلَيْهِمْ: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ؛ قَالُوا: فَالْمَسِيحُ مَعْبُودٌ فَهَلْ هُوَ فِي جَهَنَّمَ؟ فأَوقعوا مَا عَلَى مَنْ يَعْقِلُ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ. قَالَ: وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ أَراد بِقَوْلِهِ: وَما تَعْبُدُونَ، الأَصنام الْمَصْنُوعَةَ؛ وَقَالَ أَيضاً فَاسْتَعَارَهُ لِلَّبَنِ: نَقْري الضُّيُوفَ، إِذا مَا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ... مُصْطار مَاشِيَةٍ لَمْ يَعْدُ أَنْ عُصِرا قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: جَعَلَ اللَّبَنَ بِمَنْزِلَةِ الْخَمْرِ فَسَمَّاهُ مُصْطَارًا؛ يَقُولُ: إِذا أَجدب النَّاسُ سَقَيْنَاهُمُ اللَّبَنَ الصَّرِيفَ وَهُوَ أَحْلى اللبَنِ وأَطيَبُه كَمَا نَسْقِي المُصْطارَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنما أُنْكِر قَوْلُ مَنْ قَالَ إِن المُصْطارَ الحامِضُ لأَن الْحَامِضَ غَيْرُ مُخْتَارٍ وَلَا مَمْدُوحٍ، وَقَدِ اخْتِيرَ الْمُصْطَارُ كَمَا تَرَى مِنْ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ الرِّقَاعِ وَغَيْرِهِ؛ وأَنشد الأَزهري للأَخطل يَصِفُ الْخَمْرَ: تَدْمَى، إِذا طَعَنُوا فِيهَا بِجائِفَةٍ، ... فَوْقَ الزُّجاجِ، عتِيقٌ غيرُ مُصْطارِ «3» قَالُوا: الْمُصْطَارُ الْحَدِيثَةُ الْمُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ، قَالَ الأَزهري: وأَحسب الْمِيمَ فِيهَا أَصلية لأَنها كَلِمَةٌ رُومِيَّةٌ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ وإِنما يَتَكَلَّمُ بِهَا أَهل الشَّامِ وَوُجِدَ أَيضاً فِي أَشعار مَنْ نشأَ بتيك الناحية. مضر: مَضَرَ اللَّبَنُ يَمْضُرُ مُضُوراً: حَمُضَ وابْيَضَّ، وَكَذَلِكَ النَّبِيذُ إِذا حَمُضَ. ومَضَرَ اللبنُ أَي صَارَ ماضِراً، وَهُوَ الَّذِي يَحْذِي اللسانَ قَبْلَ أَن يَرُوبَ. وَلَبَنٌ مَضِيرٌ: حامِضٌ شَدِيدُ الحُموضة؛ قَالَ اللَّيْثَ: يُقَالُ إِن مُضَر كَانَ مُولَعاً بِشُرْبِهِ فَسُمِّيَ مُضَرَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مُضَرُ اسْمُ رَجُلٍ قِيلَ سُمِّيَ بِهِ لأَنه كَانَ مُولَعًا بِشُرْبِ اللَّبَنِ الْمَاضِرِ، وَهُوَ مُضَرُ بْنِ نِزار بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لِبَيَاضِ لَوْنِهِ مِنْ مَضِيرة الطبيخ.

_ (3). في ديوان الأَخطل: غير مسطار، بالسين، والمعنى هوَ هوَ في كلتا اللَّفظتين.

والمَضِيرَة: مُرَيْقَة تُطْبَخُ بِلَبَنٍ وأَشياء، وَقِيلَ: هِيَ طَبِيخٌ يُتَّخَذُ مِنَ اللَّبَنِ الْمَاضِرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَضِيرَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَن تَطْبُخَ اللَّحْمَ بِاللَّبَنِ الْبَحْتِ الصَّرِيحَ الَّذِي قَدْ حَذَى اللسانَ حَتَّى يَنْضَجَ اللحمُ وتَخْثُرَ الْمَضِيرَةُ، وَرُبَّمَا خَلَطُوا الْحَلِيبَ بالحَقِين وَهُوَ حِينَئِذٍ أَطيب مَا يَكُونُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَمَضَّرُ أَي يتعَصَّبُ لِمُضَرَ، وَنَقَلَ لِي مُتَحَدِّث أَن فِي الرَّوْضِ الأُنف لِلسُّهَيْلِيِّ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: لَا تَسُبُّوا مُضَرَ وَلَا رَبِيعَةَ فإِنهما كَانَا مُؤمِنَيْن. الْجَوْهَرِيُّ: وَقِيلَ لمُضَرَ الحَمْراءُ ولربيعَةَ الفَرَسُ لأَنهما لَمَّا اقْتَسَمَا الْمِيرَاثَ أُعْطِيَ مُضَرُ الذهبَ، وَهُوَ يُؤَنَّثُ، وأُعطي ربيعةُ الْخَيْلُ. وَيُقَالُ: كَانَ شِعارهم فِي الْحَرْبِ الْعَمَائِمَ والراياتِ الحُمْر ولأَهل الْيَمَنِ الصُّفْرَ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهل الْعِلْمِ يُفَسِّرُ قَوْلَ أَبي تَمَامٍ يَصِفُ الرَّبِيعَ: مُحْمَرَّة مُصْفَرَّة فكأَنها ... عُصُبٌ، تَيَمَّنُ فِي الْوَغَى وتَمَضَّرُ ابْنُ الأَعرابي: لبَن مَضِرٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى النَّسَبِ كَمَضِرٍ وطَعِمٍ لأَن فِعْله إِنما هُوَ مَضَر، بِفَتْحِ الضَّادِ لَا كَسْرِهَا، قَالَ: وَقَلَّمَا يَجِيءُ اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ هَذَا عَلَى فَعِلٍ. ومُضارَةُ اللَّبَنِ: مَا سَالَ مِنْهُ. والماضِرُ: اللَّبَنُ الَّذِي يَحْذي اللسانَ قَبْلَ أَن يُدْرِك، وَقَدْ مَضَرَ يَمْضُر مُضُوراً، وَكَذَلِكَ النَّبِيذُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، وَذَكَرَ خُرُوجَ عَائِشَةَ فَقَالَ: يُقاتِلُ مَعَهَا مُضَرُ، مَضَّرَها اللَّهُ فِي النَّارِ ، أَي جَعَلَهَا فِي النَّارِ، فَاشْتُقَّ لِذَلِكَ لَفْظًا مِنَ اسْمِهَا؛ يُقَالُ: مَضَّرْنا فُلَانًا فَتَمَضَّرَ أَي صَيَّرْنَاهُ كَذَلِكَ بأَن نَسَبْنَاهُ إِليها؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَضَّرها جَمَعها كَمَا يُقَالُ جَنَّدَ الجُنودَ، وَقِيلَ: مَضَّرها أَهلكها، مِنْ قَوْلِهِمْ: ذهَب دمُهُ خِضْراً مِضْراً أَي هَدَراً، ومِضْرٌ إِتباع، وَحَكَى الْكِسَائِيُّ بِضْراً، بِالْبَاءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نُرَى أَصلَه مِنْ مُضُورِ اللبنِ وَهُوَ قَرْصُه اللسانَ وحَذْيُه لَهُ، وإِنما شَدَّدَ لِلْكَثْرَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. والتَّمَضُّرُ: التَّشَبُّهُ بالمُضَرِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سأَله رجلٌ فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَا لِي مِنْ ولَدِي؟ قَالَ: مَا قَدَّمْتَ مِنْهُمْ، قَالَ: فَمَنْ خَلَّفْتُ بَعْدِي قَالَ: لَكَ مِنْهُمْ مَا لِمُضَرَ مِنْ ولَدِه أَي أَنّ مُضَر لَا أَجْرَ لَهُ فِيمَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ اليَوْمَ وإِنما أَجره فِيمَنْ مَاتَ مِنْ وَلَدِهِ قَبْلَهُ. وَخُذِ الشَّيْءَ خِضْراً مِضْراً وخَضِراً مَضِراً أَي غَضًّا طَرِيًّا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَضَّرَ اللهُ لَكَ الثَّنَاءَ أَي طَيَّبَه. وتُماضِرُ: اسْمُ امرأَة، مُشْتَقٌّ مِنْ هَذِهِ الأَشياء؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبَهُ مِنَ اللبن الماضر. مطر: المَطَرُ: الْمَاءُ الْمُنْسَكِبُ مِنَ السَّحابِ. والمَطرُ: ماءُ السحابِ، وَالْجَمْعُ أَمْطارٌ. وَمَطَرٌ: اسْمُ رَجُلٍ، سُمِّيَ بِهِ مِنْ حَيْثُ سُمِّيَ غَيْثاً؛ قَالَ: لامَتْكَ بِنْتُ مطَرٍ، ... مَا أَنت وابْنَةَ مَطرْ والمَطَرُ: فِعْل المَطَرِ، وأَكثر مَا يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ وَهُوَ فِيهِ أَحسن، والمَطْرَةُ: الواحِدَة. ومَطَرَتْهُم السَّمَاءُ تَمْطُرُهُمْ مَطْراً وأَمْطَرَتْهم: أَصابَتْهُم بالمطَرِ، وَهُوَ أَقبحهما؛ ومطَرتِ السماءُ وأَمْطَرها اللهُ وَقَدْ مُطِرْنا. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: مَطَرتِ السَّمَاءُ وأَمْطرتْ بِمَعْنًى. وأَمْطرهم اللهُ مَطَراً أَو عَذَابًا. ابْنُ سِيدَهْ: أَمطَرهم اللَّهُ فِي الْعَذَابِ خاصَّة كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ* ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وجل: وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ؛ جَعَلَ الْحِجَارَةَ كالمَطر لِنُزُولِهَا مِنَ السَّمَاءِ. ويَوْمٌ مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومطِرٌ:

ذُو مطَر؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ. وَيَوْمٌ مَطِيرٌ: ماطِر. وَمَكَانٌ مَمْطُورٌ ومطِير: أَصابه مطَر. ووادٍ مَطِير: مَمْطورٌ. ووادٍ مطِرٌ، بِغَيْرِ ياءٍ، إِذا كَانَ مَمْطُوراً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَوادٍ خَطاءٌ ووادٍ مطِرْ وأَرض مَطِير ومطِيرَة كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ: يُصَعِّد فِي الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفيَّةٍ، ... أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتماطِرُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْمُتَمَاطِرُ الَّذِي يَمْطُر سَاعَةً ويَكُفُّ أُخْرى. ابْنُ شُمَيْلٍ: مِنْ دُعَاءِ صِبْيَانِ الْعَرَبِ إِذا رأَوا حَالًا للمطَر: مُطَّيْرَى. والمِمْطَرُ والمِمْطَرَةُ: ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ يُلْبَسُ فِي الْمَطَرِ يُتَوَقَّى بِهِ مِنَ الْمَطَرِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. واسْتَمْطَرَ الرجلُ ثَوبَهُ: لبِسَه فِي المَطَر. واسْتَمْطَرَ الرجلُ أَي استكَنّ مِنَ المطَر. قَالُوا: وإِنما سُمِّيَ المِمْطَر لأَنه يَسْتَظِلُّ بِهِ الرَّجُلُ؛ وأَنشد: أَكُلَّ يومٍ خَلَقِي كالمِمْطَر، ... اليَوْمَ أَضْحَى وغَداً أظَلَّل «4» واسْتَمْطَر للسياطِ: صبَرَ عَلَيْهَا. والاسْتِمطار: الاسْتِسْقاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: اسْتَمْطِرُوا مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ مُنْخَدِعِ أَي سَلُوهُ أَن يُعْطِيَ كَالْمَطَرِ مَثَلًا. ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: مُحْتَاجٌ إِلى الْمَطَرِ وإِن لَمْ يُمْطَر؛ قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ: لَمْ يَكْسُ مِنْ ورَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عُودَا وَيُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ بالمسْتَمْطَر أَي فِي برازٍ مِنَ الأَرض مُنْكَشف؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ويَحِلُّ أَحْياءٌ وراءَ بُيوتِنا، ... حذَر الصَّباح، ونَحْنُ بالمُسْتَمْطَرِ وَيُقَالُ: أَراد بالمُسْتَمْطَرِ مَهْوى الْعَادَاتِ ومُخْترَقَها. وَيُقَالُ: لَا تَسْتَمْطِر الْخَيْلَ أَي لَا تَعْرِضْ لَهَا. الْفَرَّاءُ: إِنّ تِلْكَ الْفِعْلَةَ مِنْ فُلَانٍ مَطِرة أَي عَادَةٌ، بِكَسْرِ الطَّاءِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا زَالَ عَلَى مَطْرَةٍ واحدةٍ ومطِرَةٍ وَاحِدَةٍ ومطَرٍ وَاحِدٍ إِذا كَانَ عَلَى رأْيٍ وَاحِدٍ لَا يُفَارِقُهُ. وَتِلْكَ مِنْهُ مُطْرَة أَي عَادَةٌ وَرَجُلٌ مُسْتَمْطِرٌ: طَالِبٌ لِلْخَيْرِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: طَالِبُ خَيْرٍ مِنْ إِنسان. ومطَرَني بِخَيْرٍ: أَصابني. وَمَا أَنا مِنْ حَاجَتِي عِنْدَكَ بِمُسْتَمْطِرٍ أَي لَا أَطمَع مِنْكَ فِيهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرَجُلٌ مُسْتَمْطَرٌ إِذا كَانَ مُخَيِّلًا لِلْخَيْرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وصاحبٍ، قُلْتُ لَهُ، صالحٍ: ... إِنكَ لِلخَير لَمُسْتَمْطَرُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِنك صالٍ «5» قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَتَلْخِيصُ ذَلِكَ إِنك لِلْخَيْرِ مستمطَر أَي مَطْمَعٌ. ومَزَرَ قِرْبَتَه ومَطَرَها إِذا مَلأَها. وَحُكِيَ عَنْ مُبْتَكِرٍ الْكِلَابِيِّ: كَلَّمْتُ فُلَانًا فأَمْطَرَ واسْتَمْطَر إِذا أَطرق. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَمْطَر الرجلُ عَرِقَ جَبِينُه، واسْتَمْطَرَ سَكَتَ. يُقَالُ: مَا لَكَ مُسْتَمْطِراً أَي سَاكِتًا. ابْنُ الأَعرابي: المَطَرَةُ القِرْبة، مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ. ومَطَرَتِ الطيرُ وتَمَطَّرَتْ: أَسْرَعَتْ فِي هُوِيّها. وتَمَطَّرَتِ الخيلُ: ذَهَبَتْ مُسْرِعَةً. وَجَاءَتْ مُتَمَطِّرة أَي جَاءَتْ مُسْرِعَةً يَسْبِقُ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ: مِنَ المُتَمَطِّرَاتِ بِجانِبَيْها، ... إِذا مَا بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِيمُ قَالَ ثَعْلَبٌ: أَراد أَنها «6» ... مِنْ نَشَاطِهَا إِذا عَرِقَتِ

_ (4). في قوله: كالممطرِ، وقوفٌ على حرف غير ساكن، وهذا من عيوب الشعر. (5). قوله: صالٍ، هكذا في الأَصل، وربما كانت من صلي بالأَمر إذا قاسى شدته به. (6). كذا بياض بالأصل

الْخَيْلُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: والطَّيْرُ تَهْوِي فِي السماءِ مُطَّرا وَفِي شَعْرٍ حِسَانَ: تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، ... يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النساءُ يُقَالُ: تَمَطَّرَ بِهِ فَرَسُه إِذا جَرَى وأَسرعَ. والمُتَمَطِّرُ: فَرَسٌ لَبَنِي سَدُوسٍ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. ومَطَرَ فِي الأَرض مُطُوراً: ذَهَبَ، وتَمَطَّرَ بِهَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّهُنّ، وَقَدْ صدَرْنَ مِنْ عَرَقٍ، ... سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلُولُ تَمَطَّرَ: أَسرع فِي عَدْوه، وَقِيلَ: تَمَطَّرَ بَرَزَ لِلْمَطَرِ وبَردِه. ومَرّ الفرسُ يَمْطُرُ مَطْراً ومُطوراً أَي أَسرع، والتَّمَطُّر مِثْلُهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَرْثِي قيسَ بْنَ جَزْءٍ فِي قَتْلَى هَوازِنَ: أَتَتْه المَنايا فَوْقَ جَرْداءَ شِطْبَةٍ، ... تَدُفُّ دَفِيفَ الطائِرِ المُتَمَطِّر وَرَاكِبُهُ مُتَمَطِّر أَيضاً. وَذَهَبَ ثَوْبِي وَبَعِيرِي فَلَا أَدري مَنْ مَطَر بِهِمَا أَي أَخذهما. ومَطَرَةُ الحَوضِ: وسَطُه. والمُطْرُ: سُنْبُولُ الذُّرَةِ. وَرَجُلٌ مَمْطورٌ إِذا كَانَ كثيرَ السواكِ طَيّب النكْهة. وامرأَة مَطِرة: كثيرةُ السِّوَاكِ عَطِرة طَيِّبَةُ الجِرْم، وإِن لَمْ تُطَيَّب. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خَيْرُ النِّسَاءِ الخَفِرَةُ العَطِرَةُ المَطِرة، وَشَرُّهُنَّ المَذِرَةُ الوَذِرَةُ القَذِرةُ؛ تَعْنِي بالوذِرة الْغَلِيظَةَ الشَّفَتَيْنِ أَو الَّتِي رِيحُهَا رِيحُ الوَذَرِ وَهُوَ اللَّحْمُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والعَطِرة المَطِرة هِيَ الَّتِي تَتَنَظَّفُ بِالْمَاءِ، أُخِذَ مِنْ لَفْظِ الْمَطَرِ كأَنها مُطِرت فَهِيَ مَطِرة أَي صَارَتْ مَمْطورة مَغْسُولَةً. ومُطارٌ ومَطارٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: حَتى إِذا كَانَ عَلَى مُطارِ، ... يُسْراه واليُمْنى عَلَى الثَّرْثارِ، قَالَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبا: قَرْقارِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: الرِّوَايَةُ مُطار، بِضَمِّ الْمِيمِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُطار مُفْعلًا ومَطار مَفْعلًا، وَهُوَ أَسبق. التَّهْذِيبُ: ومَطارِ موضعٌ بَيْنَ الدَّهْنَاءِ والصَّمانِ. والماطِرُون: مَوْضِعٌ آخَرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ولهَا بالماطِرُونَ، إِذا ... أَكَلَ النملُ الَّذِي جَمَعا وأَبو مطَر: مِنْ كُناهم؛ قَالَ: إِذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أَبا مَطَرْ، ... مَشَتْ رُوَيْداً وأَسَفَّتْ فِي الشجرْ يَقُولُ: إِن هَذَا حادٍ ضعِيفُ السَّوْقِ للإِبل، فإِذا أَحَسَّت بِهِ تَرَفَّقَتْ فِي الْمَشْيِ وأَخَذَتْ فِي الرَّعْيِ، وَعَدَّى أَسَفَّت بِفِي لأَنه فِي مَعْنَى دَخَلَتْ؛ وَقَالَ: أَتَطْلُبُ مَنْ أُسُودُ بِئْشَةَ دُونَه، ... أَبو مَطَرٍ وعامِرٌ وأَبو سَعْدِ؟ معر: مَعِرَ الظُّفُرُ يَمْعَرُ مَعَراً، فَهُوَ مَعِرٌ: نَصَلَ مِنْ شَيْءٍ أَصابه؛ قَالَ لَبِيدٌ: وتَصُكُّ المَرْوَ، لَمَّا هَجَّرَتْ، ... بِنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي الأَظَل والمَعَرُ: سُقوطُ الشَعر. ومَعِرَ الشعَرُ والرِّيشُ مَعَراً، فَهُوَ مَعِرٌ، وأَمْعَرَ: قَلَّ. ومَعِرَت الناصِيةُ مَعَراً وَهِيَ مَعْراء: ذَهَبَ شعَرُها كلُّه حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ نَاصِيَةَ الْفَرَسِ. وتَمَعَّر رأْسُه إِذا تَمَعَّط. وتَمَعَّر شعَرُه: تَسَاقَطَ. وَشَعْرٌ أَمْعَرُ: مُتَسَاقِطٌ. وخُفٌّ مَعِر: لَا شعرَ عَلَيْهِ. وأَمْعَرَ: ذهَب شعَرُه أَو وَبرُه. والأَمْعَرُ مِنَ الحافِرِ: الشَّعْرُ الَّذِي يَسْبُغُ عَلَيْهِ مِنْ مُقَدَّم الرُّسْغِ

لأَنه متهيئ لِذَلِكَ، فإِذا ذَهَبَ ذَلِكَ الشَّعْرُ قِيلَ: مَعِر الحافِرُ مَعَراً، وَكَذَلِكَ الرأْس وَالذَّنَبُ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا تَفَقَّأَتِ الرَّهْصَةُ مِنْ ظَاهِرٍ فَذَلِكَ المَعر، ومَعِرتْ مَعَراً. وَجَمَلٌ مَعِرٌ وخُفٌّ مَعِرٌ: لَا شعَر عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الزَّمِرُ والمعِرُ القليل الشر. وأَرض معِرَةٌ إِذا انْجَرَد نَبْتها. وأَرض معِرَة: قليلةُ النباتِ. وأَمْعَرَتِ الأَرض: لَمْ يَكُ فِيهَا نباتٌ. وأَمْعَرَتِ الْمَوَاشِي الأَرضَ إِذا رعتْ شجرَها فَلَمْ تدَعْ شَيْئًا يُرْعَى؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ هِشَامٍ أَخي ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَباءَتِهِمْ، ... وجرَّدَ الخَطْبُ أَثْباجَ الجَراثِيمِ قَالَ: أَمْعَرُوه أَكلوهُ. وأَمْعَرَ الرجلُ: افتقَرَ. وأَمْعَرَ القومُ إِذا أَجْدَبُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَمْعَرَ حَجَّاجٌ قَطُّ أَي مَا افْتَقَرَ حَتَّى لَا يَبْقَى عِنْدَهُ شَيْءٌ، والحجاجُ: المُداوِم للحَجِّ، وأَصله مِنْ مَعَرِ الرأْس، وَهُوَ قِلَّةُ شِعْرِهِ. وَقَدْ مَعِرَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ معِرٌ. والأَمْعَرُ: الْقَلِيلُ الشَّعْرِ والمكانُ القليلُ النباتِ؛ وَالْمَعْنَى مَا افْتقرَ مَنْ يَحُجُّ. وَيُقَالُ: أَمْعَرَ الرجلُ ومعَرَ ومعَّرَ إِذا أَفْنى زادَهُ. وَوَرَدَ رؤبةُ مَاءً لعُكْلٍ، وَعَلَيْهِ فَتِيَّةٌ تَسْقِي صِرْمَة لأَبيها، فأُعجب بِهَا فخطَبها، فَقَالَتْ: أَرَى سِنًّا فَهَلْ مِنْ مالٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قطعةٌ مِنْ إِبلٍ، قَالَتْ: فَهَلْ مِنْ ورِقٍ؟ قَالَ: لَا. قَالَتْ: يَا لَعُكْلٍ أَكِبَراً وإِمْعاراً؟ فَقَالَ رُؤْبَةُ: لمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِي، وقلَّتْ إِبْلي ... تأَلَّقَتْ، واتَّصَلَتْ بعُكْلِ خِطْبي وهَزَّتْ رأْسَها تَسْتَبْلي، ... تسأَلُني عَنِ السِّنِينَ كمْ لِي؟ وأَمْعَرَهُ غيرُهُ: سَلَبه مالَهُ فأَفقرَهُ؛ قَالَ دُرَيْدُ ابْنُ الصِّمَّةِ: جَزَيْتُ عِياضاً كُفْرَهُ وفُجُورَهُ، ... وأَمْعَرْتُه مِنَ المُدَفِّئَةِ الأَدْمِ وَرَجُلٌ مَعِرٌ: بخيلٌ قليلُ الخيرِ، وَهُوَ أَيضاً القليلُ اللحمِ. والمَعِرُ: الكثيرُ اللَّمْسِ للأَرض. وغضِبَ فُلَانٌ فتَمَعَّرَ لونُه ووجهُه: تَغَيَّرَ وعَلَتْهُ صُفْرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَمَعَّرَ وجهُه أَيْ تَغَيَّرَ، وأَصلُه قِلةُ النَّضارةِ وعدمُ إِشْراقِ اللَّوْنِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: مَكَانٌ أَمْعَرُ وَهُوَ الجَدْبُ الَّذِي لَا خِصْبَ فِيهِ. ومَعَّرَ وجهَه: غَيَّرَهُ. والمَمْعُورُ: المقَطِّب غَضباً لِلَّهِ تَعَالَى؛ وأَورد ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ إِني أَبْرَأُ إِليكَ مِنْ مَعَرَّةِ الجَيْشِ وَقَالَ: المَعَرَّةُ الأَذى، والميمُ زائدةٌ، وَسَنَذْكُرُهُ نحن في موضعه. مغر: المَغَرَةُ والمَغْرَةُ: طِينٌ أَحمرُ يُصْبَغُ بِهِ. وثوبٌ مُمَغَّرٌ: مَصْبُوغٌ بِالْمَغْرَةِ. وبُسْرٌ مُمَغَّر: لونُه كلونِ المَغْرَةِ. والأَمْغَرُ مِنَ الإِبل: الَّذِي عَلَى لَوْنِ المَغْرَةِ. والمَغَرُ والمُغْرَةُ: لونٌ إِلى الحُمْرَةِ. وَفَرَسٌ أَمْغَرُ: مِنَ المَغْرَةِ، ومن شِياتِ الْخَيْلِ أَشْقَرُ أَمْغَرُ، وَقِيلَ: الأَمْغَرُ الَّذِي لَيْسَ بناصِع الحُمرَة وَلَيْسَتْ إِلى الصُّفْرَةِ، وَحُمْرَتُهُ كلَوْن المَغْرَةِ، وَلَوْنُ عُرْفِهِ وناصيتِه وأُذنَيه كَلَوْنِ الصُّهْبة لَيْسَ فِيهَا مِنَ الْبَيَاضِ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِنَاصِعِ الْحُمْرَةِ، وَهُوَ نحوٌ مِنَ الأَشقَرِ، وشُقْرَتُهُ تَعلوها مُغْرَةٌ أَي كُدْرَةٌ، والأَشقَرُ الأَقْهَبُ دُونَ الأَشقَرِ فِي الحُمْرَة وَفَوْقَ الأَفْضَحِ. وَيُقَالُ: إِنه لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أَي أَحمر. والمَكْرُ: المَغْرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَمْغَرُ مِنَ الْخَيْلِ نحوٌ مَنِ الأَشقَرِ، وَهُوَ الَّذِي

شُقْرته تَعْلُوهَا مُغْرَة أَي كدرةٌ. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: فَرَمَوْا بِنِبالِهِمْ فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ مُتَمَغِّرَةً دَمًا أَي مُحْمرَّة بالدَّم. وَصَقْرٌ أَمْغَرُ: لَيْسَ بناصِع الْحُمْرَةِ. والأَمغرُ: الأَحمرُ الشعَرِ والجِلدِ عَلَى لونِ المَغَرَةِ. والأَمغرُ: الَّذِي فِي وَجْهِهِ حمرةٌ وبياضٌ صافٍ، وَقِيلَ: المَغَرُ حُمْرَةٌ لَيْسَتْ بِالْخَالِصَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً قدِم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَرَآهُ مَعَ أَصحابه فَقَالَ: أَيُّكُم ابنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فقالوا هُوَ الأَمغرُ المرتَفِقُ ؛ أَرادوا بالأَمغرِ الأَبيضَ الوجهِ، وَكَذَلِكَ الأَحمرُ هُوَ الأَبيضُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ هُوَ الأَحمرُ المتَّكِئُ عَلَى مِرْفَقِه، مأْخوذ مِنَ المَغْرَةِ، وَهُوَ هَذَا المدَرُ الأَحمرُ الَّذِي يُصْبَغُ بِهِ، وَقِيلَ: أَراد بالأَمغرِ الأَبيضَ لأَنهم يسمُّون الأَبيضَ أَحمرَ. ولبنٌ مَغِيرٌ: أَحمرُ يخالِطه دمٌ. وأَمْغَرتِ الشاةُ والناقةُ وأَنْغَرَتْ وَهِيَ مُمْغِرٌ: احمرَّ لبنُها وَلَمْ تُخْرِطْ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يَكُونَ فِي لَبَنِهَا شُكْلَةُ مِنْ دَمٍ أَي حُمْرَةٌ وَاخْتِلَاطٌ، وَقِيلَ: أَمغرَتْ إِذا حُلِبت فَخَرَجَ مَعَ لَبَنِهَا دَمٌ مِنْ داءٍ بِهَا، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِمْغارٌ. وَنَخْلَةٌ مِمْغارٌ: حَمْرَاءُ التَّمرِ. ومغَرَ فُلَانٌ فِي الْبِلَادِ إِذا ذَهَبَ وأَسرع. ومغَرَ بِهِ بَعِيرُهُ يَمْغَرُ: أَسرع؛ ورأَيته يَمْغَرُ بِهِ بِعِيرُهُ. ومغَرَتْ فِي الأَرض مَغْرَةٌ مِنْ مطَرَةٍ: هِيَ مَطَرَةٌ صَالِحَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَغْرَةُ المطَرة الْخَفِيفَةُ. ومَغْرَةُ الصَّيْفِ وبَغْرَتُه: شِدَّةُ حَرِّهِ. وأَوْسُ بْنُ مَغْراء: أَحد شُعَرَاءِ مُضَر. وَقَوْلُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِجَرِيرٍ: يَا جَرِيرُ مَغِّرْ لَنَا أَي أَنشِدْ لَنَا قولَ ابْنِ مَغْرَاء، وَالْمَغْرَاءُ تأْنيث الأَمغرِ. ومَغْرَانُ: اسْمُ رَجُلٍ. وماغِرَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ رَكِيَّةً تُعْرَفُ بِمَكَانِهَا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الأَمغرُ، وَبِحِذَائِهَا ركيةٌ أُخرى يُقَالُ لَهَا الحِمارَةُ، وَهُمَا شَرُوبٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِنْ جَاءَتْ به أُمَيْغِرَ سَبِطاً [سَبْطاً] فَهُوَ لِزَوْجِهَا ؛ هُوَ تصغير الأَمغرِ. مقر: المَقْرُ: دَقُّ الْعُنُقِ. مَقَرَ عُنُقَهُ يَمْقُرُها مَقْراً إِذا دَقَّهَا وَضَرَبَهَا بِالْعَصَا حَتَّى تكسَّر الْعَظْمُ، وَالْجِلْدُ صحيحٌ. والمَقْرُ: إِنقاعُ السَّمَكِ الْمَالِحِ فِي الْمَاءِ. ومقَرَ السَّمَكَةَ الْمَالِحَةَ مَقْراً: أَنْقَعَها فِي الْخَلِّ. وَكُلُّ مَا أُنْقِع، فَقَدْ مُقِرَ؛ وَسَمَكٌ مَمْقُورٌ. الأَزهري: الْمَمْقُورُ مِنَ السَّمَكِ هُوَ الَّذِي يُنقع فِي الْخَلِّ وَالْمِلْحِ فَيَصِيرُ صِباغاً بارِداً يُؤتَدَمُ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: سَمَكٌ مَمْقُورٌ أَي حَامِضٌ. وَيُقَالُ: سَمَكٌ مَلِيحٌ ومَمْلوحٌ، وَمَالِحٌ لُغَةٌ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: سَمَكٌ مَمْقُورٌ يُمْقَرُ فِي مَاءٍ وَمِلْحٍ، وَلَا تَقُلْ مَنْقُورٌ. وَشَيْءٌ مُمْقِرٌ ومَقِرٌ: بَيِّنُ المَقَرِ حَامِضٌ، وَقِيلَ: المَقِرُ والمَقْرُ والمُمْقِرُ المُرُّ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ نَبَاتٌ يُنْبِتُ ورَقاً فِي غَيْرِ أَفنان، وأَمقر الشرابَ: مَرَّرَهُ. أَبو زَيْدٍ: المُرُّ والمُمْقِرُ اللَّبنُ الحامض الشديد المحوضة، وَقَدْ أَمْقَرَ إِمْقاراً. أَبو مَالِكٍ: المُزُّ الْقَلِيلُ الْحُمُوضَةِ، وَهُوَ أَطيب مَا يَكُونُ، والمُمْقِرُ: الشَّدِيدُ الْمَرَارَةِ، والمَقِرُ: شَبِيهٌ بالصَّبِرِ وَلَيْسَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّبِرُ نَفْسُهُ، وَرُبَّمَا سَكَنَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَمَرّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُظَظْ وَصَوَابُ إِنشاده أَمرَّ، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: أَرْقَش ظَمآن إِذا عُصْرَ لَفَظْ يَصِفُ حيَّة؛ وَاخْتِلَافُ الأَلفاظ فِي حُظَظ كُلٍّ مِنْهَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَقِيلَ: المَقِرُ السُّمُّ، وَقَالَ أَبو

عَمْرٍو: المَقِرُ شَجَرٌ مُرٌّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَمْقَرَ الشيءُ، فَهُوَ مُمْقِرٌ إِذا كَانَ مُرًّا. وَيُقَالُ لِلصَّبْرِ: المَقِرُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مُمْقِرٌ مُرٌّ عَلَى أَعدائِه، ... وَعَلَى الأَدْنَيْنَ حُلْوٌ كالعسلْ ومَقِرَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَمْقَرُ مَقَراً أَي صَارَ مُرًّا، فَهُوَ شَيْءٌ مَقِرٌ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: أَكلتُ المَقِرَ وأَكلت عَلَى ذَلِكَ الصَّبِر ؛ المَقِرُ: الصَّبِرُ وصَبَرَ عَلَى أَكله. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ والمَقِرِ. وَرَجُلٌ مُمْقَرُّ النَّسَا، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: ناتِئُ العِرْق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: نَكَحَتْ أُمامةُ عاجِزاً تَرْعِيَّةً، ... مُتَشَقِّقَ الرِّجْلَيْنِ مُمْقَرَّ النَّسَا اللَّيْثُ: المُمْقِرُ مِنَ الرَّكايا الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وصوابه المُنْقُرُ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْقَافِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. مكر: اللَّيْثُ: المَكْرُ احْتِيَالٌ فِي خُفية، قَالَ: وَسَمِعْنَا أَن الكيد في الحروف حَلَالٌ، وَالْمَكْرُ فِي كُلِّ حَلَالٍ حَرَامٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ . قَالَ أَهل الْعِلْمِ بالتأْويل: المَكْرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى جَزَاءٌ سُمي بِاسْمِ مَكْرِ المُجازَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، فَالثَّانِيَةُ لَيْسَتْ بِسَيِّئَةٍ فِي الْحَقِيقَةِ وَلَكِنَّهَا سُمِّيَتْ سَيِّئَةً لِازْدِوَاجِ الْكَلَامِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ، فالأَول ظُلْمٌ وَالثَّانِي لَيْسَ بِظُلْمٍ وَلَكِنَّهُ سُمِّيَ بِاسْمِ الذَّنْبِ ليُعلم أَنه عِقاب عَلَيْهِ وجزاءٌ بِهِ، وَيَجْرِي مَجْرَى هَذَا الْقَوْلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ واللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، مِمَّا جَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ابْنُ سِيدَهْ: المَكْرُ الخَدِيعَة وَالِاحْتِيَالُ، مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً ومَكَرَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ امْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ بِي ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَكْرُ اللَّهِ إِيقاعُ بَلَائِهِ بأَعدائه دُونَ أَوليائه، وَقِيلَ: هُوَ اسْتِدْرَاجُ الْعَبْدِ بِالطَّاعَاتِ فَيُتَوَهَّمُ أَنها مَقْبُولَةٌ وَهِيَ مَرْدُودَةٌ، الْمَعْنَى: أَلْحِقْ مَكْرَكَ بِأَعْدائي لَا بِي: وأَصل المَكْر الخِداع. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ: جانِبُهُ الأَيْسَرُ مَكْرٌ ، قِيلَ: كَانَتِ السُّوقُ إِلى جَانِبِهِ الأَيسر وَفِيهَا يَقَعُ الْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ. وَرَجُلٌ مَكَّارٌ ومَكُورٌ: ماكِرٌ. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ مَكْوَرَّى نَعْتٌ لِلرَّجُلِ، يُقَالُ: هُوَ الْقَصِيرُ اللَّئِيمُ الْخِلْقَةِ. وَيُقَالُ فِي الشَّتِيمَةِ: ابنُ مَكْوَرَّى، وَهُوَ فِي هَذَا الْقَوْلِ قَذْفٌ كأَنها تُوصَفُ بِزَنْيَةٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ لَا أَحفظه لِغَيْرِ اللَّيْثِ فَلَا أَدري أَعربي هُوَ أَم أَعجمي. والمَكْوَرَّى: اللَّئِيمُ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أُنكِر أَن يَكُونَ مِنَ الْمَكْرِ الَّذِي هُوَ الْخَدِيعَةُ. والمَكْرُ: المَغْرَةُ. وَثَوْبٌ مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرٌ: مَصْبُوغٌ بالمَكْرِ، وَقَدْ مَكَرَه فامْتَكَرَ أَي خَضَبَه فاخْتَضَبَ؛ قَالَ القُطامي: بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الأَبْطالُ مِنهُ، ... وتَمْتَكِرُ اللِّحَى مِنْهُ امْتِكَارَا أَي تَخْتَضِبُ، شبَّه حُمْرَةَ الدَّمِ بالمَغْرَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ القُطامي تَنْعسُ الأَبطالُ مِنْهُ أَي تَتَرَنَّحُ كَمَا يَتَرَنَّحُ الناعِسُ. وَيُقَالُ للأَسد: كأَنه مُكِرَ بالمَكْرِ أَي طُليَ بالمَغْرَةِ. والمَكْرُ: سَقْيُ الأَرض؛ يُقَالُ: امْكُرُوا الأَرض فإِنها صُلْبَةٌ ثُمَّ احْرُثُوهَا، يُرِيدُ اسْقُوهَا. والمَكْرَةُ: السقْية لِلزَّرْعِ. يُقَالُ: مَرَرْتُ بِزَرْعٍ مَمْكُورٍ أَي مَسْقِيٍّ. ومَكَرَ أَرضه يَمْكُرُها مَكْراً: سَقَاهَا.

والمَكْرُ: نَبْتٌ. والمَكْرَةُ: نَبْتَةٌ غُبَيْراءُ مُلَيْحاءُ إِلى الغُبرة تُنْبِت قَصَداً كأَن فِيهَا حَمْضاً حِينَ تُمْضَغُ، تَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَالرَّمْلِ لَهَا وَرَقٌ وَلَيْسَ لَهَا زَهْرٌ، وَجَمْعُهَا مَكْرٌ ومُكُورٌ، وَقَدْ يَقَعُ المُكُورُ عَلَى ضُرُوبٍ مِنَ الشَّجَرِ كالرُّغْل وَنَحْوِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَسْتَنُّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ قَالَ: وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِارْتِوَائِهَا ونُجُوع السَّقْي فِيهَا؛ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ: فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ الْوَاحِدُ مَكْرٌ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ بَكْرَةَ: تَعاطَى فِرَاخَ المَكْرِ طَوْراً، وتارَةً ... تُثِيرُ رُخَامَاها وتَعْلَقُ ضَالَها فِرَاخُ المَكْرِ ثَمَرُهُ. والمَكْرُ: ضرْب مِنَ النَّبَاتِ، الْوَاحِدَةُ مَكْرَة، وأَما مُكور الأَغْصان فَهِيَ شَجَرَةٌ عَلَى حِدَةٍ، وضُرُوبُ الشَّجَرِ تُسَمَّى المُكورَ مِثْلَ الرُّغْل وَنَحْوِهِ. والمَكْرَة: شَجَرَةٌ، وَجَمْعُهَا مُكور. والمَكْرَةُ: الساقُ الْغَلِيظَةُ الْحَسْنَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَكْرُ حُسن خَدالَةِ السَّاقَيْنِ. وامرأَة مَمْكُورَةٌ: مُسْتَدِيرَةُ السَّاقَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ المُدْمَجَةُ الخَلْقِ الشَّدِيدَةُ البَضْعَةِ، وَقِيلَ: المَمْكُورَةُ الْمَطْوِيَّةُ الخَلْقِ. يُقَالُ: امرأَة مَمْكُورَةُ السَّاقَيْنِ أَي خَدْلاء. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَمْكُورَةٌ مُرْتَوِيَةُ السَّاقِ خَدْلَةٌ، شُبِّهَتْ بالمَكْر مِنَ النَّبَاتِ. ابْنُ الأَعرابي: المَكْرَة الرُّطَبة الْفَاسِدَةُ. والمَكْرَةُ: التَّدْبِيرُ وَالْحِيلَةُ فِي الحرْب. ابْنُ سِيدَهْ: والمَكْرَةُ الرُّطَبَة الَّتِي قَدْ أَرطبت كُلُّهَا وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ صُلْبَة لَمْ تَنْهَضِمْ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمَكْرَةُ أَيضاً: البُسْرَةُ المُرْطِبة وَلَا حَلَاوَةَ لَهَا. وَنَخْلَةٌ مِمْكارٌ: يَكْثُرُ ذَلِكَ من بُسرها. مهر: المَهْرُ: الصَّداق، وَالْجَمْعُ مُهور؛ وَقَدْ مَهَرَ المرأَة يَمْهَرها ويَمْهُرها مَهْراً وأَمهرها. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ: وأَمهرها النجاشيُّ مِنْ عِنْدِهِ ؛ سَاقَ لَهَا مَهْرَهَا، وَهُوَ الصَّدَاقُ وَفِي الْمَثَلِ: أَحمقُ مِنْ المَمْهُورة إِحدى خَدَمَتَيْها؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَحمق الْبَالِغِ فِي الْحُمْقِ الغايةَ؛ وَذَلِكَ أَنّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امرأَة فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: لَا أُطيعك أَو تُعطِيَني مَهْرِي فَنَزَعَ إِحدى خدمتَيْها مِنْ رِجْلِهَا وَدَفَعَهَا إِليها فَرَضِيَتْ بِذَلِكَ لِحُمْقِهَا؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: إِذا مُهِرتْ صُلْباً قَلِيلًا عِراقُهُ ... تَقول: أَلا أَدّيْتَني فَتَقَرَّبِ وَقَالَ آخَرُ: أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبَةً عَجْرَفِيَّةً، ... وأُمْهِرْنَ أَرْماحاً مِنَ الخَطِّ ذُبَّلا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَهَرْتها، فَهِيَ مَمْهُورَةٌ، أَعطيتها مَهْرًا. وأَمهرتها: زَوَّجْتُهَا غَيْرِي عَلَى مَهْرٍ. والمَهِيرة: الْغَالِيَةُ الْمَهْرِ. والمَهارة: الحِذق فِي الشَّيْءِ. وَالْمَاهِرُ: الْحَاذِقُ بِكُلِّ عَمَلٍ، وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ السَّابِحُ المُجِيد، وَالْجَمْعُ مَهَرَة؛ قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ فِيهِ تَفْضِيلَ عَامِرٍ على علقمة ابن عُلاثة: إِنّ الَّذِي فِيهِ تمارَيْتُما ... بَيَّنَ لِلسامِع والنَّاظرِ مَا جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الَّذِي ... جُنِّب صَوْب اللَّجِبِ المَاطِر مثلَ الفُراتيِّ، إِذا مَا طَما ... يَقْذِف بالبُوصِيِّ والماهِر قَالَ: الجُدُّ الْبِئْرُ، والظَّنون: الَّتِي لَا يُوثَقُ بِمَائِهَا، وَالْفَرَاتِيُّ: الْمَاءُ الْمَنْسُوبُ إِلى الْفُرَاتِ، وَطَمَا: ارْتَفَعَ،

والبُوصي: الملَّاح، وَالْمَاهِرُ: السَّابِحُ. وَيُقَالُ: مَهَرْتُ بِهَذَا الأَمر أَمهَرُ بِهِ مَهارة أَي صرتُ بِهِ حَاذِقًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ مَهَر الشيءَ وَفِيهِ وَبِهِ يَمْهَر مَهْراً ومُهُوراً ومَهارة ومِهارة. وَقَالُوا: لَمْ تَفْعَلْ بِهِ المِهَرَة وَلَمْ تُعْطِه المِهَرَة، وَذَلِكَ إِذا عَالَجْتَ شَيْئًا فَلَمْ ترفُق بِهِ وَلَمْ تُحسِن عملَه، وَكَذَلِكَ إِن غَذَّى إِنساناً أَو أَدّبه فَلَمْ يُحْسِنْ. أَبو زَيْدٍ: لَمْ تُعْطِ هَذَا الأَمر المِهَرَة أَي لَمْ تأْته مِنْ قِبَل وَجْهِهِ. وَيُقَالُ أَيضاً: لَمْ تأْت إِلى هَذَا الْبِنَاءِ المِهَرَة أَي لَمْ تأْته مِنْ قِبَل وَجْهِهِ وَلَمْ تَبْنِه عَلَى مَا كَانَ يَنْبَغِي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الماهِر بِالْقُرْآنِ مَثَل السَّفَرَة ؛ الْمَاهِرُ: الْحَاذِقُ بِالْقِرَاءَةِ، والسفَرة: الْمَلَائِكَةُ. الأَزهري: والمُهْر وَلَدُ الرَّمَكَة والفرسِ، والأُنثى مُهْرة، وَالْجَمْعُ مُهَر ومُهَرات؛ قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْسِيُّ يحرِّض قَوْمَهُ فِي طَلَبِ دَمِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرٍ الْعَبْسِيِّ، وَكَانَتْ فَزَارَةُ قَتَلَتْهُ لَمَّا قَتَلَ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيَّ: أَفبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بنِ زُهَيْر ... تَرْجو النساءُ عَواقِبَ الأَطْهارِ؟ مَا إِنْ أَرَى فِي قَتْلِهِ لِذوِي الحِجى، ... إِلا المَطِيَّ تُشدُّ بالأَكْوارِ ومُجَنَّباتٍ مَا يَذُقْنَ عَذُوفاً ... يَقْذِفْنَ بالمُهَرات والأَمْهارِ «7» الْمُجَنَّبَاتُ: الْخَيْلُ تُجَنَّب إِلى الإِبل. ابْنُ سِيدَهْ: المُهْر ولدُ الْفَرَسِ أَوّل مَا يُنْتَج مِنَ الْخَيْلِ والحُمُرِ الأَهلية وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَمْهار؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَذِي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، لَهُ صَبَحٌ، ... يَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا يَعْنِي بالأَمْهار هاهنا أَولادَ الْوَحْشِ، وَالْكَثِيرُ مِهار ومِهارة؛ قَالَ: كأَن عَتِيقاً مِن مِهارة تَغلِب، ... بأَيْدِي الرِّجال الدَّافِنين ابنَ عَتَّابْ وَقَدْ فَرَّ حَرْبٌ هَارِبًا وابنُ عامِرٍ، ... وَمَنْ كَانَ يَرْجُو أَنْ يَؤُوبَ، فَلَا آبْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَتْهُ الرُّوَاةُ بإِسكان الْبَاءِ وَوَزْنُ نَعَتْتَابْ؛ وَوَزْنُ فَلَا آبْ مفاعيلْ، والأُنثى مُهْرَة؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لَا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهَيْراً. يَقُولُ: مِنَ الشَّقاءِ مُعالَجَة المِهارَةِ. وَفَرَسٌ مُمْهِرٌ: ذَاتَ مُهْر. وأُمُّ أَمْهار: اسْمُ قارَة، وَفِي التَّهْذِيبِ: هَضْبَة، وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: أُمُّ أَمْهار أُكُمٌ حُمْر بأَعْلى الصَّمَّان، وَلَعَلَّهَا شُبِّهَتْ بالأَمْهار مِنَ الْخَيْلِ فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاعِيُّ: مَرَّتْ عَلَى أُمِّ أَمْهارٍ مُشَمِّرَةً، ... تَهْوِي بِهَا طُرُقٌ، أَوساطُها زُورُ وأَما قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ فِي صِفَةِ الأَسد: أَقْبَلَ يَرْدِي، كَمَا يَرْدِي الحِصانُ، إِلى ... مُسْتَعْسِبٍ أَرِبٍ مِنْهُ بِتَمْهِيرِ أَرِبٍ: ذِي إِرْبَةٍ أَي حَاجَةٍ. وَقَوْلُهُ بِتَمْهِير أَي يَطْلُب مُهْراً. وَيُقَالُ للخَرَزَة: المُهْرة، قَالَ: وَمَا أُراه عَرَبِيًّا. والمِهارُ: عُود غَلِيظٌ يُجْعَل فِي أَنْفِ البُخْتيِّ. والمُهَرُ: مَفاصِلُ مُتلاحِكَةٌ فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هِيَ غَراضِيفُ الضُّلوعِ، وَاحِدَتُهَا مُهْرَةٌ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وأُراها بِالْفَارِسِيَّةِ، أَراد فُصُوصَ الصدْرِ أَو خَرَزَ الصدْرِ فِي الزوْر؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لغُداف: عَنْ مُهْرَةِ الزَّوْرِ وعنْ رَحاها

_ (7). وقوله [عذوفاً] كذا أورده المؤلف هنا وأورده في عدف بمهملتين وهاء تأنيث.

وأَنشد أَيضاً: جَافِي اليدَين عَنْ مُشاشِ المُهْر الْفَرَّاءُ: تَحْتَ الْقَلْبِ عُظَيْم يُقَالُ لَهُ المُهْر والزِّرُّ، وَهُوَ قِوامُ الْقَلْبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ مُشَاشِ الْمُهْرِ: يُقَالُ هُوَ عَظْم فِي زَوْر الْفَرَسِ. ومَهْرَةُ بْنُ حَيْدان: أَبو قَبِيلَةٍ، وَهُمْ حَيٌّ عَظِيمٌ، وإِبل مَهْرِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِليهم، وَالْجَمْعُ مَهارِيُّ ومَهارٍ ومَهارَى، مُخَفَّفَةُ الْيَاءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ ... بِنَا حَراجِيجُ المَهارَى النُّفَّهِ وأَمْهَرَ الناقةَ: جَعَلَهَا مَهْرِيَّة. والمَهْرِيَّة: ضَرْب مِنَ الحِنْطَة، قَالَ أَبو حَنِيفَة: وَهِيَ حَمْرَاءُ، وَكَذَلِكَ سَفاها، وَهِيَ عَظِيمَةُ السُّنْبُلِ غَلِيظة القَصَب مُرَبَّعة. وماهِرٌ ومُهَيْر: اسْمَانِ. ومَهْوَرٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَاهُ عَلَى فَعْوَل دُونَ مَفْعل مِنْ هَارَ يَهُورُ لأَنه لَوْ كَانَ مُفْعِلًا مِنْهُ كَانَ مُعْتَلًّا وَلَا يُحْمَلُ عَلَى مُكرَّرِه لأَن ذَلِكَ شَاذٌّ لِلْعَلَمِيَّةِ. ونَهْرُ مِهْرانَ: نَهر بِالسِّنْدِ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. الْجَوْهَرِيُّ: المَهِيرَةُ الحُرّةُ، والمَهائِرُ الحرائِرُ، وهي ضِدُّ السَّرائرِ. مور: مَارَ الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تَحَرَّكَ وَجَاءَ وَذَهَبَ كَمَا تتكفأُ النَّخْلَةُ العَيْدانَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: تَردّدَ فِي عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ مِثْلُهُ. والمَوْرُ: الطَّرِيقُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ ... وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ تُبارِي: تُعارِض. والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. والناجِياتُ: السريعاتُ. والوظيفُ: عَظُمَ السَّاقِ. والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: المَوْرُ الطَّرِيقُ المَوطوء الْمُسْتَوِي. وَالْمَوْرُ: المَوْجُ. والمَوْرُ: السرْعة؛ وأَنشد: ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر ومارَتِ الناقةُ فِي سَيْرِهَا مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وَنَاقَةٌ مَوَّارَةُ الْيَدِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ، ... تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ «1» وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. التَّهْذِيبُ: المُورُ جَمْعُ نَاقَةٍ مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كَانَتْ نَشِيطة فِي سيرها قَتْلاءَ فِي عَضُدها. وَالْبَعِيرُ يَمُورُ عَضُدَاهُ إِذا تَردّدا فِي عَرْضِ جَنْبِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَى ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ ومارَ: جَرى. ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جَعَلَ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ ويَتَردّد. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ؛ قَالَ فِي الصِّحَاحِ: تَمُوجُ مَوْجاً، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تَكَفَّأُ، والأَخفش مِثْلَهُ؛ وأَنشد الأَعشى: كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها ... مَوْرُ السَّحابةِ، لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ «2» الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وَهُوَ أَن تفْعل مِثْلَ مَا يَفْعل؛ وأَنشد: يُمايِرُها فِي جَرْيِه وتُمايِرُهْ أَي تُبارِيه. والمُماراةُ: المُعارَضةُ. وَمَارَ الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب وَتَحَرَّكَ؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ ابْنِ الأَعرابي. وَقَوْلُهُمْ: لَا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فَرَجَعَ إِلى نَجْد. وسَهْم مائِرٌ:

_ (1). في معلقة عنترة: زيّافةٌ، ووخدُ خفٍّ، في مكان موّارة وذات خفّ. (2). في قصيدة الأَعشى: مَرُّ السحابة.

خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ فِي الأَجسام؛ قَالَ أَبو عَامِرٍ الْكِلَابِيُّ: لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الَّذِي كَانَ عادِياً ... عَلَى الناسِ، أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ ومَشْيٌ مَوْرٌ: لَيِّنٌ. والمَوْرُ: ترابٌ. والمَور: أَنْ تَمُورَ بِهِ الرِّيحُ. والمُورُ، بِالضَّمِّ: الغُبارُ بِالرِّيحِ. والمُورُ: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ، وَقِيلَ: التُّرَابُ تُثيرُه الريحُ، وَقَدْ مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ، وريحٌ موَّارة، وأَرياحٌ مُورٌ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: غَارَ أَتى الغَوْرَ، ومارَ أَتى نَجْداً. وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْساءُ. وامرأَةٌ مارِيَّةٌ: بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ اليَدَ تَمُورُ عَلَيْهَا أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ، وَقَدْ تَكُونُ المارِيَّةُ فاعُولة مِنَ المَرْيِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والمَوْرُ: الدَّوَرانُ. والمَوْرُ: مَصْدَرٌ مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا نَتَفْتَهُ وَهِيَ المُوَارَةُ والمُراطَةُ: ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار: نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ. والمُوارَةُ: نَسِيلُ الحِمارِ، وَقَدْ تَمَوَّرَ عَنْهُ نَسِيلُه أَي سَقَطَ. وانمارَتْ عقِيقةُ الحِمار إِذا سَقَطَتْ عَنْهُ أَيامَ الربيعِ. والمُورَة والمُوارَةُ: مَا نَسَلَ مِنْ عَقِيقَةِ الْجَحْشِ وصُوفِ الشاةِ، حيَّةً كَانَتْ أَو مَيِّتَةً؛ قَالَ: أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ فِي رأْسِ نِيقٍ، ... ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا قَالَ: وَكَذَلِكَ الشَّيْءُ يَسْقُطُ مِنَ الشَّيْءِ والشيءُ يَفْنَى فَيَبْقَى مِنْهُ الشَّيْءُ. قَالَ الأَصمعي: وَقَعَ عَنِ الْحِمَارِ مُوارَتُه وَهُوَ مَا وَقَعَ مِنْ نُسالهِ. ومارَ الدمْعُ والدمُ: سَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ هُرْمُز عَنْ أَبي هُرِيرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ كمثلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ لَدُنْ تَرَاقِيهِمَا إِلى أَيديهما، فأَما المُنْفِقُ فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عَلَيْهِ وسَبَغَتْ حَتَّى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ أَثَرَه، وأَما الْبَخِيلُ فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فَهُوَ يُرِيدُ أَن يُوسِّعَها وَلَا تَتَّسِع ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ مَارَتْ أَي سَالَتْ وَتَرَدَّدَتْ عَلَيْهِ وَذَهَبَتْ وَجَاءَتْ يَعْنِي نَفَقَتَهُ؛ وَابْنُ هُرْمُز هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الأَعرج. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: يُطْلَقُ عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الْجَرَادِ أَي تَتَرَدَّدُ وَتَضْطَرِبُ لِكَثْرَتِهَا. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمة: لَمَّا نُفِخ فِي آدمَ الروحُ مارَ فِي رأْسِهِ فَعَطَسَ أَي دَارَ وتَردّد. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: وَنُجُومٌ تَمُورُ أَي تَذهَبُ وَتَجِيءُ، وَفِي حَدِيثِهِ أَيضاً: فَتَرَكَتِ المَوْرَ وأَخذت فِي الْجَبَلِ ؛ المَوْرُ، بِالْفَتْحِ: الطَّرِيقُ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ لأَنه يُجاء فِيهِ ويُذهب، وَالطَّعْنَةُ تَمُورُ إِذا مَالَتْ يَمِينًا وَشِمَالًا، والدِّماءُ تَمورُ عَلَى وَجْهِ الأَرض إِذا انْصَبَّتْ فَتَرَدَّدَتْ. وَفِي حَدِيثِ عديِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: أَمِرِ الدمَ بِمَا شِئْتَ ، قَالَ شَمِرٌ: مَنْ رواه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه وأَجْرِه؛ يُقَالُ: مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وَسَالَ، وأَمَرْتُه أَنا؛ وأَنشد: سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْداةٌ ... أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: امْرِ الدمَ بِمَا شِئْتَ أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه، مِنْ مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ. الْجَوْهَرِيُّ: مَارَ الدمُ عَلَى وَجْهِ الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه؛ قَالَ جَرِيرُ بْنُ الخَطَفى:

فصل النون

نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا، ... ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ أَبو مَنْدُوسَة: هُوَ مُرَّة بْنُ سُفيان بْنِ مُجاشع، وَمُجَاشِعُ قَبِيلَةُ الْفَرَزْدَقِ، وَكَانَ أَبو مَنْدُوسَةٍ قَتَلَهُ بَنُو يَرْبوع يَوْمَ الكُلابِ الأَوّل. وجارُ بَيْبَةَ: هُوَ الصِّمَّة بْنُ الحرث الجُشَمي قَتَلَهُ ثَعْلَبَةُ الْيَرْبُوعِيُّ، وكان في جِوار الحرث بْنِ بِيبَةَ بْنِ قُرْط بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ. وَمَعْنَى نَدَسْناه: طعنَّاه. والناقِعُ: المُرْوي. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: سُئِلَ عَنْ بَعِيرٍ نَحَرُوهُ بعُود فَقَالَ: إِن كَانَ مارَ مَوْراً فَكُلُوهُ ، وإِنْ ثَرَّدَ فَلَا. والمائِراتُ: الدماءُ فِي قَوْلِ رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض، بِالضَّادِ وَالصَّادِ مُعْجَمَةٌ وَغَيْرُ مُعْجَمَةٍ، الْعَنَزِيِّ: حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، ... وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ وعَوْضٌ والسَّعِيرُ: صَنَمَانِ. ومارَسَرْجِسَ: مَوْضِعٌ وَهُوَ مَذْكُورٌ أَيضاً فِي مَوْضِعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: مارَسَرْجِسَ مِنْ أَسماء الْعَجَمِ وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا؛ قَالَ الأَخطل: لَمَّا رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً، ... ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا، خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا، ... وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا، كأَنما كَانُوا غُراباً واقِعا إِلا أَنه أَشبع الْكَسْرَةَ لإِقامة الْوَزْنِ فَتَوَلَّدَتْ مِنْهَا الْيَاءُ. ومَوْرٌ: مَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثِ لَيْلَى: انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سَفِينَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ مَوْرٍ ؛ قِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ سُمِّيَ بِهِ لِمَوْرِ الْمَاءِ فيه أَي جَرَيانهِ. مير: المِيرَةُ: الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان. ابْنُ سِيدَهْ: المِيرَةُ جَلَب الطَّعَامِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: جلَب الطَّعَامِ لِلْبَيْعِ؛ وَهُمْ يَمتارُون لأَنفسهم ويَمِيرُون غَيْرَهُمْ مَيْراً، وَقَدْ مَارَ عيالَه وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتارَ لَهُمْ. والمَيَّارُ: جالبُ المِيرَة. والمُيَّارُ: جَلّابة لَيْسَ بِجمْعِ مَيَّار إِنما هُوَ جَمْعُ مائِرٍ. الأَصمعي: يُقَالُ مارَه يمُورُه إِذا أَتاه بِمِيرَة أَي بِطَعَامٍ، وَمِنْهُ يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ خَيْر وَلَا مَيْر، والامْتِيارُ مِثلُه، وَجَمْعُ المائِر مُيَّارٌ مِثْلُ كُفَّارٍ، ومَيَّارَةٌ مِثْلُ رَجَّالةٍ، يُقَالُ: نَحْنُ نَنْتَظِرُ مَيَّارَتَنا ومُيَّارَنا. وَيُقَالُ للرُّفْقة الَّتِي تَنْهَضُ مِنَ الْبَادِيَةِ إِلى القُرى لِتَمْتار: مَيَّارَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: والحَمُولَة المائِرَةُ لَهُمْ لاغِيةٌ ؛ يَعْنِي الإِبل الَّتِي تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ وَهِيَ الطَّعَامُ وَنَحْوُهُ مِمَّا يَجْلَبُ لِلْبَيْعِ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهَا زكاةٌ لأَنها عَوامِلُ. وَيُقَالُ مارَهم يَمِيرُهم إِذا أَعطاهم الْمِيرَةَ. وتمايَرَ مَا بَيْنَهُمْ: فَسَدَ كتماءَرَ. وأَمارَ أَوداجَه: قَطَعَهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَلَى أَن أَلف أَمارَ قَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ مُنْقَلِبَةً مِنْ وَاوٍ لأَنها عَيْنٌ. وأَمارَ الشيءَ: أَذابَه. وأَمار الزعفرانَ: صَبَّ فِيهِ الْمَاءَ ثُمَّ دافَه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ قَوْسًا: كأَنّ عَلَيْهَا زَعْفَرَاناً تُمِيرُه ... خَوازِنُ عَطَّارٍ يَمانٍ كوانِزُ وَيُرْوَى: ثَمَانٍ، على الصفة للخوزان. ومِرْتُ الدواءَ: دُفْتُه. ومِرْتُ الصُّوفَ مَيْراً: نفشْتُه. والمُوارَةُ: مَا سَقَطَ مِنْهُ، وَوَاوُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ لِلضَّمَّةِ الَّتِي قَبْلَهَا. ومَيَّارٌ: فَرس قُرطِ بن التَّوْأَم. فصل النون نار: نأرَتْ نائِرَةٌ فِي النَّاسِ: هاجَتْ هَائِجَةٌ، قَالَ: وَيُقَالُ نَارَتْ بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَدَلًا.

والنَّؤُورُ: دُخَانُ الشحْم. والنَّؤُورُ: النِّيلَنْجُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. نبر: النَّبْرُ بالكلامِ: الهَمْز. قَالَ: وكلُّ شَيْءٍ رَفَعَ شَيْئًا، فَقَدْ نَبَرَه. والنبْرُ: مَصْدَرُ نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نَبيءَ اللَّهِ، فَقَالَ: لَا تَنْبِر بِاسْمِي أَي لَا تَهْمِزْ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ إِنَّا معْشَرَ قُرَيْشٍ لَا نَنْبِرُ ؛ والنبْرُ: هَمْزُ الحرْفِ وَلَمْ تَكُنْ قُرَيْشٌ تَهْمِزُ فِي كَلَامِهَا. وَلَمَّا حَج الْمَهْدِيُّ قَدَّمَ الْكِسَائِيَّ يُصَلِّي بِالْمَدِينَةِ فَهَمَزَ فأَنكر أَهل الْمَدِينَةِ عَلَيْهِ وَقَالُوا: تنبرُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْقُرْآنِ. والمَنْبور: الْمَهْمُوزُ. والنبْرَةُ: الهَمْزَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: اطْعُنُوا النَّبْرَ وَانْظُرُوا الشَّزْرَ ؛ النبرُ الخَلْسُ، أَي اخْتَلِسُوا الطعْنَ. وَرَجُلٌ نَبَّارٌ: فصيحُ الكلامِ، ونَبَّارٌ بِالْكَلَامِ: فَصِيحٌ بَلِيغٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ نَبَّارٌ صَيَّاحٌ. ابْنُ الأَنباري: النبْر عِنْدَ الْعَرَبِ ارْتِفَاعُ الصَّوْتِ. يُقَالُ: نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فِيهَا عُلُوٌّ؛ وأَنشد: إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً مِنْ قَوْلِها، ... فأَكادَ أَن يُغْشَى عَلَيَّ سُرُورا والنبْرُ: صَيْحَةُ الفَزَعِ. وَنَبْرَةُ الْمُغَنِّي: رَفْعُ صوْتِه عَنْ خَفْضٍ. ونَبرَ الغلامُ: تَرَعْرَعَ. وَالنَّبْرَةُ: وسَطُ النُّقْرَةِ. وَكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَعَ مِنْ شَيْءٍ: نَبْرَة لانْتباره. والنبرَةُ: الْوَرَمُ فِي الجَسدِ، وَقَدِ انْتَبَرَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. إِياكم والتخلُّلَ بالقَصَب فإِن الفمَ يَنْتَبِرُ مِنْهُ أَي يَتَنَفَّطُ. وكلُّ مرتَفِع مُنْتَبِرٌ. وكلُّ مَا رفَعْتَهُ، فَقَدَ نبرْتَه تنبِره نبْراً. وَانْتَبَرَ الجرحُ: ارتفَعَ وورِمَ. الْجَوْهَرِيُّ: نبَرْتُ الشيءَ أَنبِره نبْراً رفعتُه. وَفِي حَدِيثٍ: نَصَلَ رافعُ بْنُ خَدِيجٍ غَيْرَ أَنه بقيَ مُنتبراً أَي مرتفِعاً فِي جِسْمِهِ. وانتَبَرتْ يدُه أَي تَنَفَّطَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْجُرْحَ يَنْتَبِرُ فِي رأْس الْحَوْلِ أَي يَرم. والمِنْبَرُ: مَرْقاةُ الْخَاطِبِ، سُمِّيَ مِنْبَراً لِارْتِفَاعِهِ وعُلُوِّه. وَانْتَبَرَ الأَميرُ: ارْتَفَعَ فَوْقَ الْمِنْبَرِ. والنُّبَرُ: اللُّقَمُ الضِّخامُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: أَخذتُ مِنْ جَنْبِ الثَّرِيدِ نُبَرا والنَّبِيرُ: الجُبْنُ، فَارِسِيٌّ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ لِضِخَمه وَارْتِفَاعِهِ؛ حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والنَّبُورُ: الاسْتُ؛ عَنْ أَبي العَلاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى ذَلِكَ لانْتِبارِ الأَلْيَتَيْنِ وضِخَمِهِما. ونَبَرَه بِلِسَانِهِ ينبِرهُ نبْراً: نَالَ مِنْهُ. وَرَجُلٌ نَبْرٌ: قَلِيلُ الحياءِ يَنْبرُ الناسَ بِلِسَانِهِ. والنِّبْرُ: القُرادُ، وَقِيلَ: النِّبر، بِالْكَسْرِ، دُوَيْبَّة شَبِيهَةٌ بِالْقُرَادِ إِذا دَبَّتْ عَلَى الْبَعِيرِ تورَّمَ مَدَبُّها، وَقِيلَ: النِّبْر دوَيْبَّة أَصغر مِنَ الْقُرَادِ تلْسَعُ فَيَنْتَبِرُ مَوْضِعُ لَسْعَتِهَا ويَرِمُ، وَقِيلَ: هُوَ الحُرْقُوص، وَالْجَمْعُ نِبارٌ وأَنبارٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ وَذَكَرَ إِبلًا سَمِنَتْ وَحَمَلَتِ الشُّحومَ: كأَنها مِنْ بُدُنٍ واسْتِيقارْ، ... دَبَّتْ عَلَيْهَا ذَرِباتُ الأَنبارْ يَقُولُ: كأَنها لَسعَتْها الأَنبار فورِمَتْ جُلُودُها وحَنِطَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البيتُ لِشَبِيبِ بْنِ البَرْصاءِ، وَيُرْوَى عارِماتُ الأَنْبار، يُرِيدُ الخَبِيثاتِ، مأْخوذ مِنَ العُرامِ؛ وَمَنْ رَوَى ذَرِباتُ فَهُوَ مأْخوذ مِنَ الذَّرَبِ وَهُوَ الحِدَّةُ، وَيُرْوَى كأَنها مِنْ سِمَنٍ وإِيقار؛ وَقَوْلُهُ مِنْ بُدْنٍ واسْتِيقار، هُوَ بِمَعْنَى إِيقارٍ يُرِيدُ أَنها قَدْ أُوقِرَتْ مِنَ الشَّحْم، وَقَدْ رُوِيَ أَيضاً

واسْتِيفار، بِالْفَاءِ، مأْخوذ مِنَ الشَّيْءِ الوافِرِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ أَنه قَالَ: تُقْبَضُ الأَمانةُ مِنْ قلْبِ الرجلِ فَيَظَلُّ أَثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ تَرَاهُ مُنْتَبِراً وَلَيْسَ فِيهِ شيءٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُنْتَبِرُ المُتَنَفِّطُ. والنِّبْرُ: ضَرْبٌ مِنَ السِّباعِ. اللَّيْثُ: النِّبْرُ مِنَ السِّباعِ لَيْسَ بِدُبٍّ وَلَا ذِئْبٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَ النِّبْرُ مِنْ جِنْسِ السِّباعِ إِنما هِيَ دابَّة أصْغَرُ مِنَ القُرادِ، قَالَ: وَالَّذِي أَراد الليثُ البَبْر، بِبَاءَيْنِ؛ قَالَ: وأَحْسَبُهُ دَخِيلًا وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، والفُرْسُ تُسَمِّيه بَقَرًا. والأَنْبارُ: أَهْراءُ الطَّعامِ، واحدُها نَبْرٌ، ويُجْمَعُ أَنابِيرَ جمعَ الْجَمْعِ، وَيُسَمَّى الهُرْيُ نِبْراً لأَن الطعامَ إِذا صُبَّ فِي مَوْضِعِهِ انْتَبَرَ أَي ارتَفَعَ. وأَنبارُ الطَّعَامِ: أَكْداسُهُ، واحدُها نِبْرٌ مثلُ نِقسٍ وأَنْقاسٍ. والأَنبارُ: بيتُ التَّاجِرِ الَّذِي يُنَضِّدُ فِيهِ مَتاعَهُ. والأَنبارُ: بَلَدٌ، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسمٌ مُفْردٌ عَلَى مِثَالِ الجمعِ غيرُ الأَنبارِ والأَبْواءِ والأَبْلاءِ، وإِن جَاءَ فإِنما يجيءُ فِي أَسماءِ الْمَوَاضِعِ لأَن شَوَاذَّها كثيرةٌ، وَمَا سِوَى هَذِهِ فإِنما يأْتي جَمْعًا أَو صِفَةً، كَقَوْلِهِمْ: قِدْرٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَخلاقٌ وأَسمالٌ وسراويلُ أَسماطٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ. والأَنبارُ: مواضِعُ معروفةٌ بَيْنَ الرِّيفِ والبَرِّ، وَفِي الصِّحَاحِ: وأَنْبار اسْمُ بَلَدٍ. نتر: النَّتْرُ: الجَذْبُ بِجَفاءٍ، نَتَرَهُ يَنْتُرُه نَتْراً فانْتَترَ. واسْتَنْترَ الرجلُ مِنْ بَوْلِهِ: اجْتَذَبَهُ وَاسْتَخْرَجَ بَقِيَّتَهُ مِنَ الذَّكَرِ عِنْدَ الِاسْتِنْجَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا بَالَ أَحدكم فلْيَنْتُرْ ذكَرَهُ ثَلَاثَ نَتَراتٍ يَعْنِي بَعْدَ الْبَوْلِ ؛ هُوَ الجَذْب بِقُوَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَما أَحدُهما فَكَانَ لَا يَسْتَنْتِرُ مِنْ بولِهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الرَّجُلِ يَسْتَبْرِئُ ذَكَرَهُ إِذا بَالَ: أَن يَنْتُرَهُ نَتْراً مَرَّةً بَعْدَ أُخرى كأَنه يجتَذِبُهُ اجْتِذَابًا. وَفِي النِّهَايَةِ: فِي الْحَدِيثِ: إِنّ أَحدكم يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ، فيقالُ إِنه لَمْ يَكُنْ يَسْتَنْتِرُ عِنْدَ بَوْلِهِ ؛ قَالَ: الاسْتِنْتارُ اسْتِفْعالٌ مِنَ النَّتْرِ، يُرِيدُ الحِرْصَ عَلَيْهِ والاهتمامَ بِهِ، وَهُوَ بَعْثٌ عَلَى التَّطَهُّرِ بالاستبراءِ مِنَ الْبَوْلِ. ونَتَرَ الثوبَ نَتْراً: شَقَّهُ بأَصابعه أَو أَضراسه. وطَعْنٌ نَتْرٌ: مبالَغٌ فِيهِ كأَنه ينتُر مَا مَرَّ بِهِ فِي الْمَطْعُونِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رَمْيٌ سَعْرٌ وضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَتْرٌ، وَهُوَ مثْلُ الخَلْسِ يَخْتَلِسُها الطاعنُ اخْتِلَاسًا. ابْنُ الأَعرابي: النَّتْرَةُ الطعنةُ النافِذةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، قَالَ لأَصحابه: اطْعُنُوا النَّتْرَ أَي الخَلْسَ وَهُوَ مِنْ فِعْلِ الحُذَّاق؛ يُقَالُ: ضَرْبٌ هَبْرٌ وطَعْنٌ نَتْرٌ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ بَدَلَ التَّاءِ. والنَّتَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: الفسادُ والضَّياعُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَاعْلَمْ بأَن ذَا الجَلالِ قَدْ قَدَرْ، ... فِي الكُتُبِ الأُولى الَّتِي كَانَ سَطَرْ، أَمْرَكَ هَذَا، فاجْتَنِبْ مِنْهُ النَّتَرْ والنَّتْرُ: الضَّعْفُ فِي الأَمْرِ والوَهْنُ، والإِنسانُ يَنْتُرُ فِي مشيِه نَتْراً كأَنه يَجْذِبُ شَيْئًا. ونَتَرَ فِي مِشْيَتِهِ وانْتَتَرَ: اعْتَمَدَ. والنَّواتِرُ: القِسِيُّ المنقطعةُ الأَوتارِ. وقَوْسٌ ناتِرَةٌ: تَقْطَعُ وتَرَها لِصَلَابَتِهَا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ يَصِفُ حِمَارًا أَوْرَدَ أُتُنَه الماءَ فَلَمَّا رَوِيَتْ سَاقَهَا سَوْقاً عنِيفاً خَوْفًا مِنْ صائدٍ وَغَيْرِهِ: فَجالَ بِهَا مِنْ خِيفَةِ المَوْتِ والِهاً، ... وبادَرَها الخَلَّاتِ أَيَّ مُبادَرِ

يَزُرُّ القَطَا مِنْهَا، ويضْرِبُ وجْهَهُ ... قَطُوفٌ بِرِجْلٍ، كالقِسِيّ النَّوَاتِرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: ... يُضْرب وجْهُهُ ... بِمُخْتَلِفاتٍ كالقِسِيِّ النَّوَاتِرِ وَقَوْلُهُ يَزُرُّ: يَعَضُّ. وَالْقَطَا: جَمْعُ قَطاةٍ وَهُوَ موضِعُ الرِّدْفِ. وَالْخَلَّاتُ: جمعُ خَلٍّ وَهُوَ الطَّرِيقُ فِي الرَّمْلِ، كُلَّمَا عَضَّ الحمارُ أَكفالَ الأُتُنِ نَفَحَتْه بأَرجلها. والقَطُوفُ مِنَ الدوابِّ: البطيءُ السَّيْرِ؛ يُرِيدُ أَن الأُتُنَ لَمَّا رَوِيَتْ مِنَ الماءِ وامتلأَت بطونُها مِنْهُ بَطُؤَ سَيْرُها. نثر: اللَّيْثُ: النَّثْرُ نَثْرُكَ الشيءَ بِيَدِكَ تَرْمي بِهِ مُتَفَرِّقًا مثلَ نَثْرِ الجَوْزِ واللَّوْزِ والسُّكَّرِ، وَكَذَلِكَ نَثْرُ الحَبِّ إِذا بُذرَ، وهو النِّثَارُ؛ وَقَدْ نَثَرَهُ يَنْثُرُهُ ويَنْثِرُهُ نَثراً ونِثاراً ونَثَّرَه فانْتَثَرَ وتناثَرَ؛ والنُّثارةُ: مَا تناثَرَ مِنْهُ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ مَا يَنْتَثِرُ مِنَ الْمَائِدَةِ فَيُؤكل فَيُرْجَى فِيهِ الثوابُ. التَّهْذِيبُ: والنُّثارُ فُتاتُ مَا يَتَناثَرُ حَوالي الخِوانِ مِنَ الْخُبْزِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: النُّثارُ، بِالضَّمِّ، مَا تَنَاثَرَ مِنَ الشَّيْءِ. ودُرٌّ مُنَثَّرٌ: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَقِيلَ: نُثارةُ الحِنْطة والشعيرِ وَنَحْوِهِمَا مَا انْتَثَرَ مِنْهُ. وشيءٌ نَثَرٌ: مُنْتَثِرٌ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ؛ قَالَ: حَدَّ النهارِ تُراعِي ثِيرَةً نَثَرا وَيُقَالُ: شَهِدتُ نِثارَ فُلَانٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ، ... مُوشِكُ السَّقْطةِ، ذُو لُبٍّ نَثِر قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْ نَثِراً، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه مُتَناثِرٌ مُتساقطٌ لَا يَثْبُتْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وحذيفةَ فِي الْقِرَاءَةِ: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْرِ ونَثْراً كَنَثْرِ الدَّقَلِ أَي كَمَا يَتساقَطُ الرُّطَبُ اليابِسُ مِنَ العِذْقِ إِذا هُزَّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: يُوافِقُكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نَثورٍ ؛ هِيَ الْوَاسِعَةُ الإِحليلِ كأَنها تَنْثُرُ اللَّبنَ نَثْراً وتَفْتَحُ سَبِيلَه، ووجأَه فَنَثَر أَمْعاءَهُ. وتَناثَرَ الْقَوْمُ: مَرِضُوا فَمَاتُوا. والنَّثورُ: الكثِيرُ الْوَلَدِ، وَكَذَلِكَ المرأَة، وَقَدْ نَثَرَ وَلَدًا وَنَثَرَ كَلَامًا: أَكثره، وَقَدْ نَثَرَتْ ذَا بَطْنِها ونَثَرَتْ بَطْنَها. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا خَلَا سِنِّي ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْني ؛ أَرادت أَنها كَانَتْ شابَّةً تَلِدُ الأَولادَ عِنْدَهُ. وَقِيلَ لامرأَةٍ: أَيُّ البُغاةِ أَبغضُ إِليكِ فَقَالَتْ: الَّتِي إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ، وإِن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ. ورجلٌ نَثِرٌ بَيِّنُ النَّثَرِ ومِنْثَرٌ، كِلاهُما: كثيرُ الْكَلَامِ، والأُنثى نَثِرَةٌ فَقَطْ. والنَّثْرةُ: الخَيْشومُ وَمَا وَالَاهُ. وشاةٌ ناثِرٌ ونَثُورٌ: تَطْرَحُ مِنْ أَنفها كالدُّود. والنَّثِيرُ لِلدَّوَابِّ والإِبلِ: كالعُطاسِ لِلنَّاسِ؛ زَادَ الأَزهري: إِلا أَنه لَيْسَ بِغَالِبٍ لَهُ وَلَكِنَّهُ شيءٌ يَفْعَلُهُ هُوَ بأَنفه؛ يُقَالُ: نَثَرَ الحِمارُ وَهُوَ يَنْثِرُ نَثِيراً. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّثْرةُ لِلدَّوَابِّ شِبْهُ العَطْسةِ، يُقَالُ: نَثَرَتِ الشاةُ إِذا طرحَتْ مِنْ أَنفها الأَذى. قَالَ الأَصمعي: النَّافِرُ والناثِرُ لشاةُ تَسْعُلُ فَيَنْتَثرُ مِنْ أَنفها شيءٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الجرادُ نَثْرةُ الحوتِ أَي عَطْسَتُهُ؛ وحديثِ كعبٍ: إِنما هُوَ نَثْرَةُ حوتٍ، وَقَدْ نَثَرَ يَنْثِرُ نَثِيراً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَمَا أَنْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بِسُدْفَةٍ ... علاجِيمَ، عيرُ ابْنِي صُباحٍ نَثِيرُها واستَنْثَر الإِنسانُ: استَنْشَقَ الْمَاءَ ثُمَّ اسْتَخْرَجَ ذَلِكَ بِنَفَسِ الأَنفِ. والانْتِثارُ والاستِنْثارُ بِمَعْنَى: وَهُوَ

نَثْرُ مَا فِي الأَنف بالنَّفَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فانْثِر، وَقَدْ رُوِيَ: فأَنْثِرْ، بِقَطْعِ الأَلف، قَالَ: وَلَا يَعْرِفُهُ أَهل اللُّغَةِ، وَقَدْ وُجِدَ بِخَطِّهِ فِي حَاشِيَةِ كِتَابِهِ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ توضأَ فَلْيَنْثِرْ ، بِكَسْرِ الثَّاءِ، يُقَالُ: نَثَرَ الجوزَ والدُّرَّ يَنْثُرُ، بِضَمِّ الثَّاءِ، ونَثَرَ مِنْ أَنفه يَنْثِرُ، بِكَسْرِ الثَّاءِ لَا غَيْرَ؛ قَالَ: وَهَذَا صَحِيحٌ كَذَا حَفِظَهُ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الطَّهَارَةِ: اسْتَنْثِرْ ؛ قَالَ: وَمَعْنَاهُ اسْتَنْشِقْ وحَرِّكِ النَّثْرةَ. الْفَرَّاءُ: نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ فِي الطَّهَارَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَرْفُ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ أَنه قَالَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذا توضأْت فأَنْثِرْ ، مِنَ الإِنْثار، إِنما يُقَالُ: نَثَرَ يَنْثِرُ وانْتَثَرَ يَنْتَثِرُ واسْتَنْثَرَ يَسْتَنْثِرُ. وَرَوَى أَبو الزِّنَادِ عَنِ الأَعرج عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: إِذا توضأَ أَحدُكم فليجعلِ الماءَ فِي أَنْفِه ثُمَّ لِيَنْثِرْ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ أَهل الضَّبْطِ لأَلفاظ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدِي، وَقَدْ فَسَّرَ قَوْلَهُ لِيَنْثِرْ واسْتَنْثِرْ عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَهُ الْفَرَّاءُ وَابْنُ الأَعرابي، قَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: مَعْنَى الاستنثارِ والنَّثْر أَن يَسْتَنْشِقَ الْمَاءَ ثُمَّ يَسْتَخْرِجَ مَا فِيهِ مِنْ أَذى أَو مُخاط، قَالَ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَستنشِق ثَلَاثًا فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَسْتَنْثِرُ ؛ فَجَعَلَ الِاسْتِنْثَارَ غَيْرَ الِاسْتِنْشَاقِ، يُقَالُ مِنْهُ: نَثَر يَنْثِر، بِكَسْرِ الثَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ توضأَ فَلْيَنْثِر ، بِكَسْرِ الثَّاءِ، لَا غَيْرَ. والإِنسان يَسْتَنْثِرُ إِذا اسْتَنْشَقَ الْمَاءَ ثُمَّ اسْتَخْرَجَ نَثِيرَه بنَفَس الأَنفِ. ابْنُ الأَثير: نَثَرَ يَنثِرُ، بِالْكَسْرِ، إِذا امْتَخَطَ، واستَنْثَر اسْتَفْعَلَ مِنْهُ: اسْتَنْشَقَ الْمَاءَ ثُمَّ اسْتَخْرَجَ مَا فِي الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ تَحْرِيكِ النَّثْرةِ، وَهِيَ طرَف الأَنف؛ قَالَ: وَيُرْوَى فأَنْثِر بأَلف مَقْطُوعَةٍ، قَالَ: وأَهل اللُّغَةِ لَا يُجِيزُونَهُ وَالصَّوَابُ بأَلف الْوَصْلِ. ونَثَر السُّكَّر يَنْثُره، بِالضَّمِّ، قَالَ: وأَما قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي النَّثْرةُ طَرَفُ الأَنف فَهُوَ صَحِيحٌ، وَبِهِ سُمِّيَ النجْم الَّذِي يُقَالُ لَهُ نَثْرةُ الأَسد كأَنها جُعِلَتْ طرَف أَنفه. وَالنَّثْرَةُ: فُرْجة مَا بَيْنَ الشَّارِبَيْنِ حِيالَ وتَرةِ الأَنف، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الأَسَدِ، وَقِيلَ: هِيَ أَنف الأَسد. والنَّثْرةُ: نَجْم مِنْ نُجوم الأَسَد يَنْزِلُهَا الْقَمَرُ؛ قَالَ: كادَ السِّماكُ بِهَا أَو نَثْرةُ الأَسَدِ التَّهْذِيبُ: النثْرة كَوْكَبٌ فِي السَّمَاءِ كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوكبين، تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ نَثْرَةَ الأَسد وَهِيَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، قَالَ: وَهِيَ فِي عِلْمِ النُّجُومِ مِنْ بُرْجِ السرَطانِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: النَّثْرَةُ أَنف الأَسد ومنْخراه، وَهِيَ ثَلَاثَةُ كواكبَ خَفِيَّة مُتَقَارِبَةٌ، والطرْفُ عَيْنَا الأَسَد كَوْكَبَانِ، الْجَبْهَةُ أَمامَها قوله [كوكبان، الجبهة امامها] كذا بالأصل. وعبارة القاموس: الطرف كوكبان يقدمان الجبهة. وَهِيَ أَربعةُ كواكِبَ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّثْرَةُ كَوْكَبَانِ بَيْنَهُمَا مِقْدَارُ شِبْرٍ، وَفِيهِمَا لَطْخ بَيَاضٍ كأَنه قِطْعة سَحَابٍ وَهِيَ أَنف الأَسد يَنْزِلُهَا الْقَمَرُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَي داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ، وَطُلُوعُ النَّثْرَةِ عَلَى إِثْر طُلُوع الشِّعْرَى. وطعَنه فأَنْثَره عَنْ فَرَسِهِ أَي أَلقاه عَلَى نَثْرَتِه؛ قَالَ: إِنّ عَلَيْهَا فارِساً كَعَشَرَهْ؛ ... إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه مِنْ أَنفه، وَيُرْوَى رئِيسَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ طَعَنَهُ فأَنْثَره أَيْ

أَرعفه؛ وأَنشد الرَّاجِزُ: إِذا رأَى فَارِسَ قَوْمٍ أَنثره والنثْرةُ: الدِّرْعُ السَّلِسةُ المَلْبَس، وَقِيلَ: هِيَ الدرْعُ الواسِعةُ. ونَثَر دِرْعَه عَلَيْهِ: صَبَّها، وَيُقَالُ للدِّرعِ: نثْرةٌ ونَثْلَةٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَكُونَ الرَّاءُ فِي النَّثْرَةِ بَدَلًا مِنَ اللَّامِ لِقَوْلِهِمْ نَثَلَ عَلَيْهِ دِرْعَه وَلَمْ يَقُولُوا نَثَرَهَا، وَاللَّامُ أَعمّ تَصَرُّفًا، وَهِيَ الأَصل، يَعْنِي أَن بَابَ نَثَلَ أَكثر مِنْ بَابِ نَثَرَ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ فِي السِّلَاحِ: النَّثْرَةُ والنثْلةُ اسْمٌ مِنْ أَسماء الدرْعِ، قَالَ: وَهِيَ المَنْثُولةُ؛ وأَنشد: وضاعَفَ مِنْ فَوْقِها نَثْرَةً، ... تَرُدُّ القَواضِبَ عَنْهَا فُلُولا وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّثْلُ الأَدْراعُ، يُقَالُ نَثَلَها عَلَيْهِ ونَثَلَها عَنْهُ أَي خَلَعها. ونَثَلَها عَلَيْهِ إِذا لَبِسَها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نَثَر دِرْعه عَنْهُ إِذا أَلقاها عَنْهُ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ نَثَلَها. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: ويَمِيسُ فِي حِلَقِ النثْرةِ ، قَالَ: هِيَ مَا لَطُفَ مِنَ الدُّرُوع، أَي يَتَبَخْتَرُ في حَلَقِ [حِلَقِ] الدِّرْعِ، وَهُوَ مَا لطُف منها. نجر: النَّجْر والنِّجارُ والنُّجارُ: الأَصْلُ والحَسَبُ، وَيُقَالُ: النَّجْرُ اللَّوْنُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نجارُ كلِّ إِبِلٍ نِجارُها، ... ونارُ إِبْلِ العالَمِينَ نارُها هَذِهِ إِبلٌ مسروقةٌ مِنْ آبالٍ شَتَّى وَفِيهَا مِنْ كلِّ ضَرْبٍ ولَوْنٍ وسِمةٍ ضَرْب. الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الْمُخَلَّطِ: كلُّ نِجارِ إِبِلٍ نِجارُها أَي فِيهِ مِنْ كُلِّ لَوْن مِنَ الأَخلاقِ وَلَيْسَ لَهُ رأْي يَثْبُتُ عَلَيْهِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: واختَلَفَ النَّجْر وتَشَتَّتَ الأَمْر ؛ النَّجْر: الطبْعُ والأَصْل. ابْنُ الأَعرابي: النَّجْرُ شَكْل الإِنسان وهيئتُه؛ قَالَ الأَخطل: وبَيْضاء لَا نَجْرُ النجاشِيِّ نَجْرُها، ... إِذا التَهَبَتْ مِنْهَا القَلائدُ والنَّحْرُ والنَّجْرُ: القَطْع، وَمِنْهُ نَجْرُ النَّجَّارِ، وَقَدْ نَجَرَ العُودَ نَجراً. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ النَّجْرُ عَمَلُ النَّجَّارِ ونحْتُه، والنجْرُ نَحْتُ الخَشَبة، نَجَرَها يَنْجُرها نَجْراً: نَحَتها. ونُجارةُ العُود: مَا انْتُحِتَ مِنْهُ عِنْدَ النَّجْرِ. والنجَّارُ: صاحبُ النَّجْر وحِرْفَتُه النِّجارةُ. والنَّجْرانُ: الخَشَبة الَّتِي تَدُور فِيهَا رِجْل الْبَابِ؛ وأَنشد: صَبَبْتُ الماءَ فِي النَّجْرانِ صَبّاً، ... تَرَكْتُ البابَ لَيْسَ لَهُ صَرِيرُ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لأَنف الْبَابِ الرِّتاجُ، ولِدَرَوَنْدِه النَّجْرانُ، ولِمِتْرَسه القُنَّاحُ والنِّجافُ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يَدُور فِيهَا. والنَّوْجَرُ: الخَشبة الَّتِي تُكْرَبُ بِهَا الأَرضُ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً مَحْضَةً. والمنْجُور فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: المَحالةُ الَّتِي يُسْنى عَلَيْهَا. والنَّجِيرةُ: سَقِيفةٌ مِنْ خَشَبٍ لَيْسَ فِيهَا قَصَبٌ وَلَا غَيْرُهُ. ونَجَر الرجلَ يَنْجُرهُ نَجْراً إِذا جَمَعَ يَدَهُ ثُمَّ ضَرَبه بالبُرْجُمةِ الوُسْطى. اللَّيْثُ: نَجَرْتُ فُلَانًا بِيَدِي، وَهُوَ أَن تَضُمَّ مِنْ كفِّك بُرْجُمةَ الإِصبَعِ الوُسْطى ثُمَّ تَضْرِبَ بِهَا رأْسَه، فَضَرْبُكَه النَّجْرُ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ وَالَّذِي سَمِعْنَاهُ نَجَرْتُه إِذا دفعْتَه ضَرْباً؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَنْجُرْنَ فِي جانِبَيْها وهْيَ تَنْسَلِبُ وأَصله الدقُّ. ويُقال لِلهاوُنِ: مِنْجارٌ. والنَّجِيرةُ: بَيْنَ الحَسُوِّ وَبَيْنَ العَصِيدةِ؛ قَالَ:

وَيُقَالُ انْجُرِي لِصِبْيانِك ورِعائِك، وَيُقَالُ: ماءٌ مَنْجُور أَي مُسَخَّنٌ؛ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ العَصيدةُ ثُمَّ النجِيرة ثُمَّ الحَسُوُّ. والنَّجِيرة: لَبن وطَحِينٌ يُخْلَطان، وَقِيلَ: هُوَ لبنٌ حليبٌ يُجْعَلُ عَلَيْهِ سَمْن، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ وطَحِين يُطْبخ. ونَجَرْتُ الْمَاءَ نَجْراً: أَسخنته بالرَّضَفَةِ. والمِنْجَرةُ: حَجَرٌ مُحْمًى يُسخَّن بِهِ الْمَاءُ وَذَلِكَ الْمَاءُ نَجِيرةٌ. ولأَنْجُرَنّ نَجِيرَتَك أَي لأَجْزِينَّك جَزاءَك؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والنَّجَرُ والنَّجَرانُ: العطشُ وشِدّة الشرْب، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَمْتَلِئَ بَطْنُهُ مِنَ الْمَاءِ واللبَنِ الْحَامِضِ وَلَا يَرْوَى مِنَ الْمَاءِ، نَجِرَ نَجَراً، فَهُوَ نَجِرٌ. والنجَرُ: أَن تأْكل الإِبل وَالْغَنَمُ بُزُورَ الصحْراءِ فَلَا تَرْوَى. والنجَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: عطَشٌ يأْخذ الإِبل فَتَشْرَبُ فَلَا تروَى وتمرَض عَنْهُ فَتَمُوتُ، وَهِيَ إِبل نَجْرَى ونَجارَى ونَجِرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّجَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، عَطَشٌ يُصِيبُ الإِبل وَالْغَنَمَ عَنْ أَكل الحِبَّةِ فَلَا تَكَادُ تروَى مِنَ الْمَاءِ؛ يُقَالُ: نَجِرَتِ الإِبلُ ومَجِرَتْ أَيضاً؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: حَتَّى إِذا مَا اشْتَدّ لُوبانُ النَّجَرْ، ... ورشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ والغُدُرْ ولاحَ لِلعَيْنِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ، ... كَشُعْلةِ القابِس تَرْمي بالشَّرَرْ يَصِفُ إِبلًا أَصابها عَطَشٌ شَدِيدٌ. واللُّوبانُ واللُّوابُ: شِدّةُ العطشِ. وسُهَيْلٌ: يَجِيءُ فِي آخِرِ الصَّيْفِ وإِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فَلَا تُمْسِكُ الماءَ وَلِذَلِكَ يُصِيبُها العطشُ الشَّدِيدُ. التَّهْذِيبُ: نَجِرَ يَنْجَرُ نَجَراً إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ وَلَمْ يكَدْ يروَى. قَالَ يَعْقُوبُ: وَقَدْ يُصِيبُ الإِنسانَ «3»؛ وَمِنْهُ شهرُ ناجِرٍ. وكل شهر في صَمِيمِ الحَرِّ، فَاسْمُهُ ناجِرٌ لأَن الإِبل تَنْجَرُ فِيهِ أَي يَشتَدُّ عَطَشُهَا حَتَّى تَيْبَسَ جُلُودُها. وصَفَرٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لْهُ ناجرٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: صَرًى آجِنٌ يَزْوِي لَهُ المَرْءُ وجْهَه، ... إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ فِي شَهْرِ ناجِرٍ ابْنُ سِيدَهْ: والنَّجْر الحرُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً، ... وأَتتكَ وافِدةٌ مِنَ النَّجْرِ وَشَهْرَا ناجرٍ وآجرٍ: أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ، وَيَزْعُمُ قَوْمٌ أَنهما حَزِيرانُ وتَمُّوزُ، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ إِنما هُوَ وَقْتُ طُلُوعِ نَجْمَيْنِ مِنْ نُجُومِ القَيْظ؛ وأَنشد عَرْكَةُ الأَسدي: تُبَرِّدُ مَاءَ الشَّنِّ فِي لَيْلَةِ الصَّبا، ... وتَسْقِينِيَ الكُرْكورَ فِي حَرِّ آجِرِ وَقِيلَ: كُلُّ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ الصَّيْفِ نَاجِرٌ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: كنِعاج وَجْرَةَ، ساقَهُنّ ... إِلى ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ وناجِرٌ: رَجَبٌ، وَقِيلَ: صَفَرٌ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الْمَالَ إِذا وَرَدَ شُرِبَ الْمَاءَ حَتَّى يَنْجَرَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: صَبَحْناهُمُ كأْساً مِنَ الموتِ مُرَّةً ... بناجِرَ، حَتَّى اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ بِناجَرَ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَجَمْعُهَا نَوَاجِرُ. الْمُفَضَّلُ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

_ (3). قوله [قَالَ يَعْقُوبُ وَقَدْ يُصِيبُ الانسان] عبارة يعقوب كما في الصحاح: وقد يصيب الانسان النجر من شرب اللبن الحامض فَلَا يَرْوَى مِنَ الْمَاءِ

للمحرَّم مُؤْتَمِرٌ، ولصفرٍ ناجِرٌ، وَلِرَبِيعٍ الأَول خَوَّانٌ. والنَّجْر: السَّوقُ الشَّدِيدُ. وَرَجُلٌ مِنْجَر أَي شديدُ السَّوْقِ للإِبِل. وَفِي حَدِيثِ النجاشيِّ: لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرو بنُ العاصِ والوَفْدُ قَالَ لَهُمْ: نَجِّرُوا أَي سَوِّقوا الكلامَ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: وَالْمَشْهُورُ بِالْخَاءِ، وَسَيَجِيءُ. ونَجَرَ الإِبل يَنْجُرُها نَجْراً: ساقَها سَوْقاً شَدِيدًا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: جَوَّاب أَرْضٍ مِنْجَر العَشِيَّات قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده أَبو عُبَيْدَةَ جَوَّاب أَرض، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ جَوَّابُ لَيْل، قَالَ: وَهُوَ أَقعد بِالْمَعْنَى لأَن اللَّيْلَ والعَشِيّ زَمَانَانِ، فأَما الأَرض فَلَيْسَتْ بِزَمَانٍ. ونَجَرَ المرأَة نَجْراً: نكَحها. والأَنْجَرُ: مِرْساةُ السَّفِينَةِ، فَارِسِيٌّ؛ فِي التَّهْذِيبِ: هُوَ اسْمٌ عِراقيٌّ، وَهُوَ خَشبات يُخالَفُ بينها وبين رؤوسها وتُشدّ أَوساطها فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يُفْرَغُ بَيْنَهَا الرَّصاص الْمُذَابُ فَتَصِيرُ كأَنها صخرة، ورؤوسها الخشب ناتئة بِهَا الْحِبَالُ وَتُرْسَلُ فِي الْمَاءِ فإِذا رَسَتْ رَسَتِ السَّفِينَةُ فأَقامت. وَمِنْ أَمثالهم يُقَالُ: فُلَانٌ أَثْقلُ مِن أَنجَرة. والإِنْجارُ: لُغَةٌ فِي الإِجَّارِ، وَهُوَ السَّطْح؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: رَكِبْتُ مِنْ قَصْدِ الطَّرِيقِ مَنْجَرَهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَهُوَ المَقْصِدُ الَّذِي لَا يَعْدِلُ وَلَا يَجُورُ عَنِ الطَّرِيقِ. والمِنْجارُ: لُعْبة لِلصِّبْيَانِ يَلْعَبُون بِهَا؛ قَالَ: والوَرْدُ يَسْعى بِعُصْمٍ فِي رِحالِهِمُ، ... كأَنه لاعِبٌ يَسْعى بِمِنْجارِ والنُّجَيرُ: حِصْن باليَمن؛ قَالَ الأَعشى: وأَبْتَعِثُ العِيسَ المَراسِيلَ تَفْتَلي ... مسافةَ مَا بَيْنَ النُّجَيرِ وصَرْخَدَا وَبَنُو النَّجَّار: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَبَنُو النَّجَّار: الأَنصار «1»؛ قَالَ حَسَّانُ: نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفعالَ والِدي، ... إِذا العارُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يُوارِعُهْ أَي يُناطِقُه، وَيُرْوَى: يُوازِعُه. والنَّجيرَةُ: نَبْت عَجِرٌ قَصِيرٌ لَا يَطولُ. الْجَوْهَرِيُّ: نَجْرُ أَرض مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، ونَجْرَان: بَلَدٌ وَهُوَ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ الأَخطل: مِثْل القَنافِذِ هَدّاجُونَ قَدْ بَلَغَتْ ... نَجْرَانَ، أَو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَجَرُ «2» قَالَ: وَالْقَافِيَةُ مَرْفُوعَةٌ وإِنما السوأَة هِيَ البالِغَةُ إِلَّا أَنه قَلَبَها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كُفِّن فِي ثَلَاثَةِ أَثواب نَجْرَانِيَّة ؛ هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى نَجْرانَ، وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدِمَ عَلَيْهِ نَصارى نَجْرَانَ . نحر: النَّحْرُ: الصَّدْر. والنُّحُورُ: الصدُور. ابْنُ سِيدَهْ: نَحْرُ الصَّدْرِ أَعلاه، وَقِيلَ: هُوَ موضعُ الْقِلَادَةِ مِنْهُ، وَهُوَ المَنْحَر، مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ؛ صَرَّحَ اللِّحْيَانِيُّ بِذَلِكَ، وَجَمْعُهُ نُحور لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. ونَحَره ينْحَره نَحْراً: أَصاب نَحْرَه. ونَحَر البعيرَ ينحَره نَحْرًا: طَعَنه فِي مَنْحَرِه حَيْثُ يَبْدُو الحُلقوم مِنْ أَعلى الصدْر؛ وجَمَلٌ نَحِير فِي جِمَالٍ نَحْرى ونُحَراء ونَحائِرَ، وَنَاقَةٌ نَحِير ونَحِيرَة فِي أَنْيُق نَحْرى ونُحَرَاء ونَحائرَ. ويومُ النَّحر: عَاشِرُ ذِي الْحِجَّةِ يومُ الأَضحى لأَن

_ (1). قوله [وبنو النجار الأَنصار] عبارة القاموس: وَبَنُو النَّجَّارِ قَبِيلَةٌ مِنَ الأَنصار (2). في ديوان الأَخطل: على العِياراتِ هذّاجون.

البُدْنَ تُنحر فِيهِ. والمنْحَر: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنحر فِيهِ الهدْي وَغَيْرُهُ. وتَناحَرَ القومُ عَلَى الشَّيْءِ وانْتَحَرُوا: تَشاحُّوا عَلَيْهِ فَكَادَ بَعْضُهُمْ يَنْحَر بَعْضًا مِنْ شِدّة حِرْصِهم، وتناحَرُوا فِي القِتال. والنَّاحِرَانِ والنَّاحِرَتانِ: عِرْقان فِي النَّحْرِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الناحِران عِرْقانِ فِي صَدر الفَرَس. الْمُحْكَمُ: والناحِرَتانِ ضِلعان مِنْ أَضلاع الزَّوْرِ، وَقِيلَ: هُمَا الواهِنَتانِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الناحِرَتان التَّرْقُوَتانِ مِنَ النَّاسِ والإِبِل وَغَيْرِهِمْ. غيرُه: والجَوانِحُ مَا رُفِع عَلَيْهِ الكَتِف مِنَ الدَّابَّةِ وَالْبَعِيرِ، وَمِنَ الإِنسان الدَّأْيُ، والدَّأْيُ مَا كَانَ مِنْ قِبَلِ الظَّهْرِ، وَهِيَ سِتٌّ ثلاثٌ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَهِيَ مِنَ الصَّدْرِ الْجَوَانِحُ لِجُنُوحِها عَلَى الْقَلْبِ؛ وَقَالَ: الْكَتِفُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضلاع مِنْ جَانِبٍ وَسِتَّةِ أَضلاع مِنْ جَانِبٍ، وَهَذِهِ السِّتَّةُ يُقَالُ لَهَا الدَّأَياتُ. أَبو زَيْدٍ: الْجَوَانِحُ أَدنى الضُّلُوعِ مِنَ الْمَنْحَرِ، وَفِيهِنَّ الناحِرات وَهِيَ ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، ثُمَّ الدَّأَياتُ وَهِيَ ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شقٍّ، ثُمَّ يَبْقَى بَعْدَ ذَلِكَ سِتٌّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مُتَّصِلَاتٍ بالشَّراسِيفِ لَا يُسَمُّونَهَا إِلا الأَضلاع، ثُمَّ ضِلَع الخَلْفِ وَهِيَ أَواخر الضُّلُوعِ. ونَحْرُ النَّهَارِ: أَولُه. وأَتيتُه فِي نَحْرِ النَّهَارِ أَي أَوله، وَكَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: أَتانا رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ؛ هُوَ حِينَ تَبْلُغُ الشَّمْسُ مُنتهاها مِنَ الِارْتِفَاعِ كأَنها وصَلَتْ إِلى النَّحْرِ، وَهُوَ أَعلى الصَّدْرِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: حَتَّى أَتينا الجيشَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. وَفِي حَدِيثِ وابِصَةَ: أَتاني ابْنُ مَسْعُودٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَقُلْتُ: أَيَّةُ ساعةِ زيادةٍ ونُحُورُ الشُّهور: أَوائِلُها، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى المَثَلِ. والنَّحِيرَةُ: أَوّل يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ، وَيُقَالُ لِآخِرِ لَيْلَةٍ مِنَ الشهرِ نَحِيرَةٌ لأَنها تَنْحَرُ الْهِلَالَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَبادَرَ لَيْلَةَ لَا مُقْمِرٍ، ... نَحِيرَةَ شهرٍ لِشهرٍ سَرَارَا أَراد لَيْلَةَ لَا رَجُلٍ مُقْمِرٍ، والسِّرارُ: مردودٌ عَلَى اللَّيْلَةِ، ونَحِيرَة: فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ لأَنها تَنْحَر الْهِلَالَ أَي تَسْتقبِله، وَقِيلَ: النَّحِيرَة آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ لأَنه يَنْحَر الَّذِي يَدخل بَعْدَهُ، وَقِيلَ: النَّحِيرة لأَنها تنحَر الَّتِي قَبْلَهَا أَي تَسْتَقْبِلُهَا فِي نَحْرِهَا، وَالْجَمْعُ ناحِراتٌ ونَواحِرُ، نَادِرَانِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ فِعْلَ الأَمطار بِالدِّيَارِ: والغَيْثُ بالمُتَأَلِّقاتِ ... مِنَ الأَهلَّة فِي النَّواحِرْ «1» وَقَالَ: النَّحِيرة آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ مَعَ يَوْمِهَا لأَنها تَنْحَر الَّذِي يَدْخُلُ بَعْدَهَا أَي تَصِيرُ فِي نَحْرِهِ، فَهِيَ نَاحِرَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ: ثُمَّ اسْتمرّ عَلَيْهِ واكِفٌ هَمِعٌ، ... فِي لَيْلَةٍ نَحَرَتْ شعبانَ أَو رَجَبَا قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنه يَستقبل أَوّل الشهر ويقال له ناحِرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ وَقَدْ بَكَّروا بِصَلَاةِ الضُّحَى، فَقَالَ: نَحَرُوها نَحَرَهُمُ اللَّهُ أَيْ صَلَّوْها فِي أَول وَقْتِهَا مِنْ نَحْرِ الشَّهْرِ، وَهُوَ أَوله؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ نَحْرَهَمُ اللَّهُ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ دُعَاءً لَهُمْ، أَي بكَّرهم اللَّهُ بِالْخَيْرِ كَمَا بكَّروا بِالصَّلَاةِ فِي أَول وَقْتِهَا، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ دُعَاءً عَلَيْهِمْ بالنَّحْرِ وَالذَّبْحِ لأَنهم غَيَّروا وَقْتَهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثعلب:

_ (1). قوله [والغيث إلخ] أورده الصحاح في مادة نحر، بالواو بدل في، فقال: والنواحر.

مرفوعةٌ مِثلُ نَوْءِ السِّمَاكِ، ... وافَقَ غُرَّةَ شهرٍ نَحِيرا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى نَحِيراً فَعَيْلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ لِلْغُرَّة، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ النَّحِيرُ لُغَةً في النَّحِيرة. والدَّارَانِ [تَتناحَرَانِ] أَي تَتقابلانِ، وإِذا استقبلتْ دَارٌ دَاراً قِيلَ: هَذِهِ تَنْحَرُ تِلْكَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ منازلُهم تَناحَرُ هَذَا بِنَحْرِ هَذَا أَي قُبالَتِهِ؛ قَالَ وأَنشدني بَعْضُ بَنِي أَسد: أَبا حَكَمٍ، هَلْ أَنتَ عمُّ مُجالِدٍ، ... وسيِّدُ أَهلِ الأَبْطَحِ المُتناحِرِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تُدْعَقَ الْخُيُولُ فِي نَواحِرِ أَرضهم أَي مُقابِلاتِها؛ يُقَالُ: مَنَازِلُ بَنِي فُلَانٍ تَتَناحَرُ أَي تَتَقابَلُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَوْرَدْتُهم وصُدورُ العِيسِ مُسْنَفَةٌ، ... والصبحُ بالكَوكَبِ الدُّرِّيِّ مَنْحُورُ أَي مستقبَلٌ. ونَحَرَ الرجلُ فِي الصَّلَاةِ يَنْحَرُ: انْتَصَبَ ونَهَدَ صَدْرُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ؛ قِيلَ: هُوَ وَضْعُ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراها لُغَةً شَرْعِيَّةً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وانْحَرِ البُدْن، وَقَالَ طَائِفَةٌ: أُمِرَ بِنَحْرِ النُّسك بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَقِيلَ: أَمر بأَن ينتصِب بنَحْره بإِزاء الْقِبْلَةِ وأَن لَا يلتفتَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِنَحْرِك. ابْنُ الأَعرابي: النَّحْرَة انْتِصَابُ الرجلُ فِي الصَّلَاةِ بإِزاء الْمِحْرَابِ. والنِّحْرُ والنِّحْريرُ: الْحَاذِقُ الْمَاهِرُ الْعَاقِلُ المجرِّب، وَقِيلَ: النِّحريرُ الرَّجُلُ الطَّبِنُ الفطِن المُتْقِن البصِير فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَجَمْعُهُ النَّحارِير. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة: وُكِّلَتِ الفِتنةُ بِثَلَاثَةٍ: بالحادِّ النِّحْرِيرِ ، وَهُوَ الفطِن الْبَصِيرُ بِكُلِّ شَيْءٍ. والنَّحْرُ فِي اللَّبَّة: مثلُ الذَّبْحِ فِي الْحَلْقِ. وَرَجُلٌ مِنْحار، وَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ: يُوصَفُ بِالْجُودِ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: إِنه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها أَي يَنْحَرُ سِمانَ الإِبلِ. وَيُقَالُ لِلسَّحَابِ إِذا انْعَقَّ بِمَاءٍ كَثِيرٍ: انْتَحَرَ انْتِحاراً؛ وَقَالَ الرَّاعِي: فَمَرَّ عَلَى منازِلِها، وأَلقى ... بِهَا الأَثْقالَ، وانْتَحر انْتِحارا وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ الْغَيْثَ: مَرِحٌ وَبْلُهُ يَسُحُّ سُيُوبَ الماءِ ... سَحّاً، كأَنه مَنْحُورُ ودائرةُ الناحِرِ تَكُونُ فِي الجِرَانِ إِلى أَسفل مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: انْتَحر الرجلُ أَيْ نَحَر نَفْسَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: سُرِقَ السارِقُ فانْتَحَر. وبَرَقَ نَحْرُهُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ فِي نَخْرٍ بَيْتًا لغَيلان بْنِ حُريث شَاهِدًا عَلَى مُنْخورِه لُغَةً فِي الأَنْفِ وَهُوَ: مِنْ لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده كَمَا أَنشده سِيبَوَيْهِ إِلى مُنْحُورِهِ، بالحاء. والمُنْحُورُ: النحر؛ وَصَفَ الشَّاعِرُ فَرَسًا بِطُولِ الْعُنُقِ فَجَعَلَهُ يَسْتَوْعِبُ مِنْ حَبْلِهِ مِقْدَارَ بَاعَيْنِ مِنْ لحييه إِلى نَحْرِه. نخر: النَّخِيرُ: صوتُ الأَنفِ. نَخَرَ الإِنسانُ وَالْحِمَارُ وَالْفَرَسُ بأَنفه يَنْخِرُ ويَنْخُرُ نَخِيراً: مَدَّ الصَّوْتَ والنفَس فِي خَياشِيمه. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ، وَقُرِئَ: ناخِرَةً؛ قَالَ: وناخِرَةً أَجود الْوَجْهَيْنِ لأَن الْآيَاتِ بالأَلف، أَلا تَرَى أَن نَاخِرَةً

مَعَ الحافِرة والساهِرة أَشبه بِمَجِيءِ التأْويل؟ قَالَ: والناخِرة والنَّخِرة سَوَاءٌ فِي الْمَعْنَى بِمَنْزِلَةِ الطامِع والطمِع؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَالَ الهَمْداني يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ: أَقْدِمْ أَخا نَهْمٍ عَلَى الأَساوِرَهْ، ... وَلَا تَهُولَنْكَ رؤوسٌ نادِرَهْ، فإِنما قَصْرُكَ تُرْبُ الساهِرَه، ... حَتَّى تعودَ بعدَها فِي الحافِرَهْ، مِنْ بعدِ مَا صِرتَ عِظاماً ناخِرَهْ وَيُقَالُ: نَخِرَ العَظْمُ، فَهُوَ نَخِرٌ إِذا بَليَ ورَمَّ، وَقِيلَ: ناخِرة أَي فارِغة يَجِيءُ مِنْهَا عِنْدَ هُبوب الرِّيحِ كالنَّخير. والمَنْخِرُ والمَنْخَرُ والمِنْخِرُ والمُنْخُرُ والمُنْخورُ: الأَنف؛ قَالَ غَيْلَانُ بْنُ حُرَيْثٍ: يَسْتَوْعِبُ البُوعَينِ مِنْ جَرِيرِهِ ... مِنْ لَدُ لَحْيَيْهِ إِلى مُنْخُورِهِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده كَمَا أَنشده سِيبَوَيْهِ إِلى مُنْحورهِ، بِالْحَاءِ، والمنحور: النَّحْر؛ وصف الشاعر فَرَساً بِطُولِ العُنُق فَجَعَلَهُ يَستوعِب مِنْ حَبْله مِقْدَارَ باعَين من لحْيَيْه إِلى نَحْرِه. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنْخِرُ ثُقْبُ الأَنْفِ، قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ الْمِيمُ إِتباعاً لِكَسْرَةِ الْخَاءِ، كَمَا قَالُوا مِنْتِن، وَهُمَا نَادِرَانِ لأَن مِفْعِلًا لَيْسَ مِنَ الأَبنية. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَخذ بِنُخْرَة الصَّبِيِّ أَي بأَنفِه. والمُنْخُران أَيضاً: ثُقْبا الأَنْف. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقان: الأُفَيْطِس النُّخْرَةِ لِلذي كَانَ يَطْلُع فِي حِجْرِه. التَّهْذِيبُ: وَيَقُولُونَ مِنْخِراً وَكَانَ الْقِيَاسُ مَنْخِراً وَلَكِنْ أَرادوا مِنْخِيراً، وَلِذَلِكَ قَالُوا مِنْتِن والأَصل مِنْتِين. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أُتِيَ بِسَكْرَانٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ: لِلمَنْخِرَين دُعاءٌ عَلَيْهِ أَي كَبَّه اللَّهُ لِمَنْخِرَيهِ، كَقَوْلِهِمْ: بْعداً لَهُ وسُحْقاً وَكَذَلِكَ لِلْيَدَيْنِ والفَم. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ فِي كُلِّ ذِي مَنْخِرٍ: إِنه لَمُنْتَفِخُ المَناخِر كَمَا قَالُوا إِنه لمُنْتَفِخ الجوانِب، قَالَ: كأَنهم فَرَّقوا الْوَاحِدَ فَجَعَلُوهُ جَمْعًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَذَهَبَ إِلى تَعْظِيمِ العُضْوِ فَجَعَلَ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُ مَنْخِراً «2»، والغَرَضان مُقْترِبان. والنُّخْرة: رأْس الأَنفِ. وامرأَةٌ مِنْخار: تَنْخِرُ عِنْدَ الْجِمَاعِ، كأَنها مَجْنُونَةٌ، وَمِنَ الرِّجَالِ مَنْ يَنْخِرُ عِنْدَ الْجِمَاعِ حَتَّى يُسمع نَخِيره. ونُخْرَتا الأَنْف: خَرْقاه، الْوَاحِدَةُ نخْرة، وَقِيلَ: نُخْرَتُه مُقدّمه، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ المُنْخُرَين، وَقِيلَ: أَرْنَبَتُهُ يَكُونُ للإِنسان وَالشَّاءِ وَالنَّاقَةِ وَالْفَرَسِ وَالْحِمَارِ؛ وَكَذَلِكَ النُّخَرة مِثَالُ الهُمَزَة. وَيُقَالُ: هَشَم نُخْرَتَه أَي أَنفه. غَيْرُهُ: النُّخْرة والنُّخَرة، مِثَالُ الهُمَزة، مُقدَّم أَنف الْفَرَسِ وَالْحِمَارِ وَالْخِنْزِيرِ. ونَخَرَ الحالِبُ الناقةَ: أَدخل يَدَهُ فِي مَنْخرها ودلَكه أَو ضرَب أَنفَها لتَدِرَّ؛ وَنَاقَةٌ نَخُور: لَا تَدِرُّ إِلّا عَلَى ذَلِكَ. اللَّيْثُ: النَّخُور النَّاقَةُ الَّتِي يَهلِك ولدُها فَلَا تَدِرّ حَتَّى تُنَخَّر تَنْخِيراً؛ والتَّنْخِير: أَن يدلُك حالبُها مُنْخُرَيها بإِبهامَيه وَهِيَ مُناخة فتثُور دارَّة. الْجَوْهَرِيُّ: النَّخُور مِنَ النُّوق الَّتِي لَا تَدِرّ حَتَّى تضرِب أَنفَها، وَيُقَالُ: حَتَّى تُدخِل إِصْبَعَك فِي أَنفها. ونَخِرَت الخشَبة، بِالْكَسْرِ، نَخَراً، فَهِيَ نَخِرة: بَلِيَتْ وانْفَتَّت أَو اسْتَرْخَت تَتَفَتَّت إِذا مُسَّت، وَكَذَلِكَ العظْم، يُقَالُ: عَظْم نَخِر وناخِر، وَقِيلَ: النَّخِرَة مِنَ الْعِظَامِ الباليةُ، والناخِرة الَّتِي فِيهَا بقيَّة «3»

_ (2). قوله [فجعل كل واحد إلخ] لعل المناسب فجعل كل جزء (3). قوله [التي فيها بقية] كذا في الأصل. وعبارة القاموس: المجوفة التي فيها ثقبة.

، وَالنَّاخِرُ مِنَ الْعِظَامِ الَّذِي تَدخل الرِّيحُ فِيهِ ثُمَّ تَخْرُجُ مِنْهُ، وَلَهَا نَخِير. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ إِبليس نَخَرَ ؛ النَّخِير: صَوْتُ الأَنف. ونَخَر نَخِيراً: مَدَّ الصَّوت فِي خَيَاشِيمِهِ وصوَّت كأَنه نَغْمة جَاءَتْ مضطرِبة. وَفِي الْحَدِيثِ: ركِب عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى بَغْلَةٍ شَمِطَ وجهُها هرَماً فَقِيلَ لَهُ: أَتركب بَغْلَةً وأَنت عَلَى أَكرمِ نَاخِرَةٍ بِمِصْرَ؟ وَقِيلَ: ناجِرة، بِالْجِيمِ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: قَوْلُهُ الناخِرة يُرِيدُ الْخَيْلَ، يُقَالُ لِلْوَاحِدِ ناخِر وَلِلْجَمَاعَةِ نَاخِرَةٌ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ حَمَّار وبغَّال وَلِلْجَمَاعَةِ الحمَّارة والبغَّالة؛ وقال غَيْرُهُ: يُرِيدُ وأَنت عَلَى ذَلِكَ أَكرم «1» ناخِرة. يُقَالُ: إِن عَلَيْهِ عَكَرَةً مِنْ مَالٍ أَي إِنّ لَهُ عَكَرة، والأَصل فِيهِ أَنها تَرُوحُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ لِلْحَمِيرِ الناخِرة للصَّوت الَّذِي خَرَجَ مِنْ أُنوفها، وأَهلُ مِصر يُكثِرون رُكُوبَهَا أَكثرَ مِنْ رُكُوبِ البِغال. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضلُ الأَشياءِ الصلاةُ عَلَى وَقْتِهَا أَي لِوَقْتِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: الناخِر الْحِمَارُ. الْفَرَّاءُ: هُوَ الناخِر والشاخِر، نخيرُه مِنْ أَنفِه وشَخِيرُه مِنْ حلقِه. وَفِي حَدِيثِ النَّجاشيِّ: لما دخل عليه عمرو والوفْدُ مَعَهُ قَالَ لَهُمْ: نَخِّرُوا أَي تَكَلَّمُوا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا فُسر فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ إِن كَانَ عَرَبِيًّا مأْخوذ مِنَ النَّخير الصَّوتِ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: فتناخَرَتْ بَطارِقَتُه أَي تَكَلَّمَتْ وكأَنه كَلَامٌ مَعَ غَضَبٍ ونُفور. والناخِر: الخِنزير الضَّارِي، وَجَمْعُهُ نُخُرٌ. ونُخْرة الرِّيحِ، بِالضَّمِّ: شِدّةُ هُبوبها. والنَّخْوَرِيُّ: الْوَاسِعُ الإِحلِيل؛ وَقَالَ أَبو نَصْرٍ فِي قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: بعدَ بنِي تُبَّعٍ نَخاوِرَة، ... قدِ اطمأَنَّتْ بِهِمْ مَرازِبُها قَالَ: النَّخاوِرَة الأَشراف، وَاحِدُهُمْ نِخْوارٌ ونَخْوَرِيّ، وَيُقَالُ: هُمُ الْمُتَكَبِّرُونَ. وَيُقَالُ: مَا بِهَا ناخِر أَي مَا بِهَا أَحد؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَنِ الْبَاهِلِيِّ. ونُخَير ونَخَّار: اسمانِ. ندر: نَدَرَ الشيءُ يَنْدُرُ نُدُوراً: سَقَط، وَقِيلَ: سَقَطَ وشذَّ، وَقِيلَ: سَقَطَ مِنْ خَوْف شَيْءٍ أَو مِنْ بَيْنِ شَيْءٍ أَو سَقَطَ مِنْ جَوْف شَيْءٍ أَو مِنْ أَشياء فظهرَ. ونوادِرُ الْكَلَامِ تَنْدُر، وَهِيَ مَا شَذَّ وَخَرَجَ مِنَ الْجُمْهُورِ، وَذَلِكَ لظُهوره. وأَندَرَه غيرُه أَي أَسقطه. وَيُقَالُ: أَندَر مِنَ الحِساب كَذَا وَكَذَا، وَضَرَبَ يدَه بِالسَّيْفِ فأَندَرَها؛ وَقَوْلُ أَبي كَبير الْهُذَلِيِّ: وإِذا الكُمَاةُ تَنادَرُوا طَعْنَ الكُلى، ... نَدْرَ البِكارة فِي الجَزاءِ المُضْعَفِ يَقُولُ: أُهْدِرَتْ دِماؤكم كَمَا تُنْدَرُ البِكارة فِي الدِّية، وَهِيَ جَمْعُ بَكْرٍ مِنَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَن الكُلى الْمَطْعُونَةَ تُنْدَر أَي تُسقط فَلَا يُحْتَسَبُ بِهَا كَمَا يُنْدَر البَكْر فِي الدِّيَةِ فَلَا يُحتَسب بِهِ. والجَزاء هُوَ الدِّيَةُ، والمُضْعَف: المُضاعَف مَرَّة بَعْدَ مَرَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ركِب فَرَسًا لَهُ فَمَرَّتْ بِشَجَرَةٍ فَطَارَ مِنْهَا طائِرٌ فحادتْ فنَدَرَ عَنْهَا عَلَى أَرض غَلِيظَةٍ أَي سقَط وَوَقَعَ. وَفِي حَدِيثِ زَواج صفِيَّة: فعَثَرَتِ النَّاقَةُ ونَدَرَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونَدَرَتْ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَن رَجُلًا عَضَّ يَدَ آخَرَ فندَرَت ثَنِيَّتُه ، وَفِي رِوَايَةٍ: فنَدَر ثنيَّتَه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَضَرَبَ رأْسَه فنَدَر. وأَندَر عَنْهُ مِنْ مَالِهِ كَذَا: أَخرج. ونَقَدَه مِائَةٌ نَدَرَى: أَخرجها لَهُ مِنْ مَالِهِ. وَلَقِيَهُ ندْرة وَفِي النَّدْرة والنَّدَرة ونَدَرى والنَّدَرى وَفِي النَّدَرَى أَي فِيمَا بَيْنَ الأَيام. وإِن شئت قل:

_ (1). قوله [وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ أَكْرَمُ إلخ] كذا في الأصل

لقيتُه فِي نَدَرَى بِلَا أَلف وَلَامٍ. وَيُقَالُ: إِنما يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّدْرة بَعْدَ النَّدْرة إِذا كَانَ فِي الأَحايين مَرَّةً، وَكَذَلِكَ الخطِيئة بَعْدَ الْخَطِيئَةِ. ونَدَرتِ الشجرةُ: ظهَرت خُوصَتُها وَذَلِكَ حِينَ يَستمكِن المالُ مِنْ رَعْيِها. وندَرَ النباتُ يَنْدُرُ: خَرَجَ الورَق مِنْ أَعراضِه. واستندرتِ الإِبلُ: أَراغَتْه للأَكل ومارسَتْه. والنَّدْرة: الخَضْفَة بالعَجَلة. وندَرَ الرجلُ: خَضَفَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا ندَرَ فِي مجلسِه فأَمَرَ القومَ كُلَّهُمْ بِالتَّطَهُّرِ لِئَلَّا يَخْجَل النادِرُ ؛ حَكَاهَا الهَرَوِيّ فِي الغَرِيبَين، مَعْنَاهُ أَنه ضَرطَ كأَنها ندَرَت مِنْهُ مِنْ غَيْرِ اخْتِيَارٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا خَضَفَ: ندَرَ بِهَا، وَيُقَالُ: ندَرَ الرجلُ إِذا مَاتَ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ: كِلانا، وإِن طَالَ أَيامُهُ، ... سَيَنْدُرُ عَنْ شَزَنٍ مُدْحِضِ سَيَنْدُرُ: سَيَموت. والنَّدْرة: القِطعة مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ تُوجَدُ فِي المَعْدِن. وَقَالُوا: لَوْ ندَرْت فُلَانًا لوجدتَه كَمَا تُحِب أَي لَوْ جرّبتَه. والأَندَرُ: البَيْدَرُ، شامِيَّة، وَالْجَمْعُ الأَنادِر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ وَقَالَ كُراع: الأَنْدَر الكُدْس مِنَ الْقَمْحِ خَاصَّةً. والأَندَرُون: فِتْيان مِنْ مَوَاضِعَ شَتَّى يَجْتَمِعُونَ للشُّرب؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: ولا تُبْقِي خُمُور الأَندَرِينا وَاحِدُهُمْ أَندَرِيٌّ، لمَّا نسَب الخمرَ إِلى أَهل الْقَرْيَةِ اجتمعتْ ثلاثُ يَاءَاتٍ فخفَّفها لِلضَّرُورَةِ، كَمَا قَالَ الراجز: وَمَا عِلْمِي بِسِحْرِ البابِلِينا وَقِيلَ: الأَندَرُ قَرْيَةٌ بِالشَّامِ فِيهَا كَرُومٌ فجمَعها الأَندَرِين، تَقُولُ إِذا نسَبتَ إِليها: هَؤُلَاءِ الأَندَرِيُّون. قَالَ: وكأَنه عَلَى هَذَا الْمَعْنَى أَراد خُمُورَ الأَندَرِيِّين فخفَّف يَاءَ النِّسْبَةِ، كَمَا قَالُوا الأَشْعَرِين بِمَعْنَى الأَشعريين. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أَقبل وَعَلَيْهِ أَندَرْوَرْدِيَّةُ ؛ قِيلَ: هِيَ فَوْقَ التُّبَّان وَدُونَ السراوِيل تُغطِّي الرُّكْبَةَ، مَنْسُوبَةٌ إِلى صَانِعٍ أَو مكانٍ. أَبو عَمْرٍو: الأَندَرِيّ الحَبْل الْغَلِيظُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: مُمَرٍّ كَكَرِّ الأَندَرِيّ شَتيم نذر: النَّذْرُ: النَّحْبُ، وَهُوَ ما يَنْذِرُه [يَنْذُرُه] الإِنسان فَيَجْعَلُهُ عَلَى نَفْسِهِ نَحْباً وَاجِبًا، وَجَمْعُهُ نُذُور، وَالشَّافِعِيُّ سَمَّى فِي كِتَابِ جِراحِ العَمْد مَا يَجِبُ فِي الجِراحات مِنَ الدِّيات نَذْراً، قَالَ: وَلُغَةُ أَهل الْحِجَازِ كَذَلِكَ، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَهُ الأَرْش. وَقَالَ أَبو نَهْشَل: النَّذْرُ لَا يَكُونُ إِلا فِي الجِراح صِغارها وكِبارها وَهِيَ مَعاقِل تِلْكَ الجِراح. يُقَالُ: لِي قِبَل فُلَانٍ نذْر إِذا كَانَ جُرْحاً وَاحِدًا لَهُ عَقْل؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: إِنما قِيلَ لَهُ نَذْر لأَنه نُذِرَ فِيهِ أَي أَوجب، مِنْ قَوْلِكَ نَذَرتُ عَلَى نَفْسِي أَي أَوجبْت. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المسيَّب: أَن عُمَرَ وَعُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَضَيا فِي المِلْطاة بِنِصْفِ نَذْرِ المُوضِحَة أَي بِنِصْفِ مَا يَجِبُ فِيهَا مِنَ الأَرْش والقِيمة؛ وَقَدْ نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ لِلَّهِ كَذَا يَنْذِرُ ويَنْذُر نَذْراً ونُذُوراً. والنَّذِيرة: مَا يُعطيه. والنَّذِيرة: الِابْنُ يَجْعَلُهُ أَبواه قَيِّماً أَو خَادِمًا للكَنيسة أَو للمتعبَّد مِنْ ذَكَرٍ وأُنثى، وَجَمْعُهُ النَّذَائر، وقد نَذَرَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ؛ قَالَتْهُ امرأَة عِمران أُمُّ مَرْيَمَ. قَالَ الأَخفش: تَقُولُ الْعَرَبُ نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ نَذْراً ونذَرتُ مَالِي فأنا أَنذِرُه [أَنذُرُه] نذْراً؛ رَوَاهُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْعَرَبِ. وَفِي

الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّذْرِ مُكرّراً؛ تَقُولُ: نذَرْتُ أَنذِرُ وأَنذُر نذْراً إِذا أَوجبتَ عَلَى نفسِك شَيْئًا تَبَرُّعًا مِنْ عِبَادَةٍ أَو صَدَقَةٍ أَو غيرِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي أَحاديثه ذِكْرُ النَّهْيِ عَنْهُ وَهُوَ تأْكيدٌ لأَمرِه وتحذيرٌ عَنِ التَّهاوُن بِهِ بَعْدَ إِيجابه؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهُ الزَّجْرَ عَنْهُ حَتَّى لَا يُفعلَ لَكَانَ فِي ذَلِكَ إِبطالُ حُكمِهِ وإِسقاطُ لُزُومِ الوَفاء بِهِ، إِذْ كَانَ بِالنَّهْيِ يَصِيرُ مَعْصِيَةً فَلَا يَلزمُ، وإِنما وجهُ الْحَدِيثِ أَنه قَدْ أَعلمهم أَن ذَلِكَ أَمرٌ لَا يَجرُّ لَهُمْ فِي الْعَاجِلِ نَفْعًا وَلَا يَصرِف عَنْهُمْ ضَرًّا وَلَا يَرُدُّ قَضَاءً، فَقَالَ: لَا تَنْذِرُوا عَلَى أَنكم تُدرِكون بالنَّذرِ شَيْئًا لَمْ يُقدِّرْه اللَّهُ لَكُمْ أَو تَصرفون بِهِ عَنْكُمْ مَا جَرَى بِهِ الْقَضَاءُ عَلَيْكُمْ، فإِذا نذَرْتم وَلَمْ تَعْتَقِدُوا هَذَا فاخرُجوا عَنْهُ بالوَفاء فإِن الَّذِي نذَرْتُمُوه لَازِمٌ لَكُمْ. ونَذِرَ بِالشَّيْءِ وَبِالْعَدُوِّ، بِكَسْرِ الذَّالِ، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه. وأَنذَرَه بالأَمر «2» إِنْذاراً ونُذْراً؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ: أَعلَمَهُ، وَالصَّحِيحُ أَن النُّذْر الِاسْمُ والإِنذار المصدرُ. وأَنذَره أَيضاً: خَوَّفَهُ وحذَّره. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ ؛ وَكَذَلِكَ حَكَى الزَّجِّاجِيُّ: أَنذَرْتهُ إِنذاراً ونذِيراً، والجيِّد أَن الإِنذار الْمَصْدَرُ، والنذِير الِاسْمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ . وقوله تعالى: كَيْفَ نَذِيرِ ؛ مَعْنَاهُ فَكَيْفَ كَانَ إِنذاري. والنذِير: اسمُ الإِنذار. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: النُّذُر جَمْعُ نَذِير. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: عُذْراً أَوْ نُذْراً ؛ قُرِئَتْ: عُذُراً أَو نُذُراً ، قَالَ: مَعْنَاهُمَا الْمَصْدَرُ وانتصابُهما عَلَى الْمَفْعُولِ لَهُ، الْمَعْنَى فالمُلْقِيات ذِكْرًا للإِعذارِ أَو الإِنذار. وَيُقَالُ: أَنذَرْتُه إِنذاراً. والنُّذُر: جَمْعُ النذِير، وَهُوَ الِاسْمُ مِنَ الإِنذار. والنذِيرة: الإِنذار. والنذِيرُ: الإِنذار. والنذِير: المُنْذِر، وَالْجَمْعُ نُذُرٌ، وَكَذَلِكَ النذِيرة؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة: وإِذا تُحُومِيَ جانبٌ يَرْعَوْنَه، ... وإِذا تَجيء نَذِيرة لَمْ يَهْربوا وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النذيرُ صَوْت القَوْس لأَنه يُنْذِر الرَّمِيَّة؛ وأَنشد لأَوس بْنِ حُجْرٍ: وصَفْراء مِنْ نَبْعٍ كأَن نذِيرَها، ... إِذا لَمْ تُخفِّضه عَنِ الوَحْشِ، أَفْكَلُ وتَناذَر الْقَوْمُ: أَنذر بعضُهم بَعْضًا، وَالِاسْمُ النُّذْر. الْجَوْهَرِيُّ. تَناذرَ القومُ كَذَا أَي خَوّف بعضُهم بَعْضًا؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبياني يَصِفُ حَيَّة وَقِيلَ يَصِفُ أَن النُّعْمَانَ توعَّده فَبَاتَ كأَنه لَدِيغٌ يَتململ عَلَى فِراشه: فبِتُّ كأَني ساوَرَتْني ضَئِيلَةٌ ... مِنَ الرُّقْشِ، فِي أَنيابِها السُّمُّ ناقِعُ تَناذَرَها الرَّاقُون مِنْ سُوء سَمِّها، ... تُطَلّقُه طَوْراً، وطَوْراً تُراجِعُ ونَذِيرة الْجَيْشِ: طَلِيعَتُهم الَّذِي يُنْذِرُهم أَمرَ عَدُوّهم أَي يُعلمهم؛ وأَما قَوْلُ ابْنُ أَحمر: كَم دَوْنَ لَيْلى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ ... لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ فَيُقَالُ: إِنه جَمْعُ نَذْر مِثْلَ رَهْن ورُهُن. وَيُقَالُ: إِنه جَمْعُ نَذِير بِمَعْنَى مَنْذُور مِثْلَ قَتيل وجَديد.

_ (2). قوله [وأنذره بالأمر إلخ] هكذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة القاموس مع شرحه: وأَنذره بالأَمر إِنْذَارًا وَنُذْرًا، بالفتح عن كراع واللحياني ويضم وبضمتين، ونذيراً

والإِنذارُ: الإِبلاغ، وَلَا يَكُونُ إِلا فِي التَّخْوِيفِ، وَالِاسْمُ النُّذُر. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ* أَي إِنذاري. والنَّذِير: المُحذِّر، فَعَيْلٌ بِمَعْنَى مُفْعِل، وَالْجَمْعُ نُذُر. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الرَّسُولُ، وَقَالَ أَهل التَّفْسِيرِ: يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* . وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّذِير هَاهُنَا الشَّيْب، قَالَ الأَزهري: والأَوّل أَشبَه وأَوضح. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والنذِيرُ يَكُونُ بِمَعْنَى المُنْذِر وَكَانَ الأَصلَ وفعلُه الثُّلاثيُّ أُمِيتَ، وَمِثْلُهُ السميعُ بِمَعْنَى المُسمِعِ والبديعُ بِمَعْنَى المُبدِعِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا أَنزل اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ، أَتى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الصَّفا فصعَّد عَلَيْهِ ثُمَّ نَادَى: يَا صَبَاحَاهُ فَاجْتَمَعَ إِليه الناسُ بَيْنَ رجُل يَجيء ورجُل يَبعثُ رَسُولَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا بَنِي عبدِ المطَّلِب، يَا بَنِي فُلَانٍ، لَوْ أَخبرْتُكم أَن خَيْلًا ستَفْتَحُ هَذَا الجبَلَ «1» تُريدُ أَن تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صدّقتُموني؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فإِني نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ، فَقَالَ أَبو لَهَب: تَبًّا لَكُمْ سائرَ القَومِ أَما آذنْتُمونا إِلا لِهَذَا؟ فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. وَيُقَالُ: أَنذَرْتُ القومَ سَيْرَ العدُوّ إِليهم فنَذِروا أَي أَعلمتُهم ذَلِكَ فعَلِموا وَتَحَرَّزُوا. والتَّناذُر: أَن يُنْذِر القومُ بعضُهم بَعْضًا شَرًّا مَخُوفاً؛ قَالَ النَّابِغَةُ: تَناذَرَها الرَّاقُون مَنْ شرِّ سَمِّها يَعْنِي حيَّة إِذا لَدَغَتْ قَتَلَتْ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: قَدْ أَعذَرَ مَنْ أَنذَر أَي مَنْ أَعلَمك أَنه يُعاقِبُك عَلَى المكروهِ مِنْكَ فِيمَا يَستقبِله ثُمَّ أَتيتَ الْمَكْرُوهَ فعاقَبَك فَقَدْ جَعَل لِنَفْسِهِ عُذْراً يكُفُّ بِهِ لائِمَةَ النَّاسِ عَنْهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عُذْراك لَا نُذراك أَي أَعْذِر وَلَا تُنْذِر. والنَّذِيرُ العُرْيانُ: رجُل مَنْ خَثْعَمَ حَمَلَ عَلَيْهِ يومَ ذِي الخَلَصَةِ عَوْفُ بنُ عَامِرٍ فقطَع يَده ويَدَ امرأَتِه؛ وَحَكَى ابْنُ بَرّي فِي أَماليه عَنْ أَبي الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ قَالَ: سأَلت أَبا حَاتِمٍ عَنْ قَوْلِهِمْ أَنا النَّذِيرُ العُرْيان، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبا عُبيدة يَقُولُ: هُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو الخثْعَمي، وَكَانَ ناكِحاً فِي بَنِي زُبَيْد، فأَرادت بَنُو زُبَيْدٍ أَن يُغِيروا عَلَى خَثْعَمَ فَخَافُوا أَن يُنْذِر قومَه فأَلقَوْا عليه بَراذِعَ وأَهْداماً واحتَفَظوا بِهِ فَصَادَفَ غِرّة فحاضَرَهم وَكَانَ لَا يُجارَى شَدًّا، فأَتى قومَه فَقَالَ: أَنا المُنْذِرُ العُرْيان يَنْبِذ ثَوبَه، ... إِذا الصَّدْقُ لَا يَنْبِذْ لَكَ الثَّوبَ كاذِبُ الأَزهري: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الإِنذار: أَنا النَّذِيرُ العُرْيان؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ: إِنما قَالُوا أَنا النذِيرُ الْعُرْيَانُ لأَنّ الرجُل إِذا رأَى الْغَارَةَ قَدْ فَجِئَتْهُم وأَراد إِنذار قَوْمِهِ تَجَرَّدَ مِنْ ثِيَابِهِ وأَشار بِهَا ليُعلم أَن قَدْ فَجِئَتْهُم الْغَارَةُ، ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ شَيْءٍ تَخَافُ مُفاجأَته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خُفاف يَصِفُ فَرَسًا: ثَمِلٌ إِذا صَفَرَ اللِّجامُ كأَنه ... رجُل، يُلوِّحُ باليدَيْن، سَلِيبُ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا خَطَب احْمرَّت عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُه وَاشْتَدَّ غضبُه كأَنه مُنذِر جَيش يَقُولُ صَبَّحَكُم ومَسَّاكم ؛ المُنْذِر: المعلِم الَّذِي يُعْرّف القومَ بِمَا يَكُونُ قَدْ دهَمَهم مِنْ عَدُوّ أَو غيره، وهو

_ (1). قوله [ستفتح هذا الجبل] هكذا بالأصل؛ والذي في تفسير الخطيب والكشاف بسفح هذا الجبل

المخوِّف أَيضاً، وأَصل الإِنذار الإِعلام. يُقَالُ: أَنذَرْته أُنْذِرُه إِنْذاراً إِذا أَعلمته، فأَنا مُنْذِر ونَذير أَي مُعْلِم ومُخوِّف ومُحذِّر. ونَذِرْت بِهِ إِذا عَلِمْت؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: انذَرِ الْقَوْمَ أَي احْذَرْ مِنْهُمْ واستعِدّ لَهُمْ وكُنْ مِنْهُمْ عَلَى عِلم وحَذَرٍ. ومُنذِر ومُناذِر: اسْمان. وَبَاتَ بِلَيْلَةِ ابْنِ المُنذِر يَعْنِي النُّعْمَانَ، أَي بِلَيْلَةٍ شَدِيدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَبَاتَ بَنُو أُمّي بِليلِ ابنِ مُنذِر، ... وأَبناءُ أَعمامي عذُوباً صَوادِيا عذُوب: وُقُوف لَا مَاءَ لَهُمْ وَلَا طَعَامَ. ومُناذِر ومحمد بن مَناذِر، بِفَتْحِ الْمِيمِ: اسْمٌ، وهُمُ المَناذِرة يُرِيدُ آلَ المُنذِر أَو جماعةَ الْحَيِّ مِثْلَ المَهالِبة والمَسامِعة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ابْنُ مناذِر شَاعِرٌ، فَمَنْ فَتَحَ الْمِيمَ مِنْهُ لَمْ يَصْرِفْهُ، وَيَقُولُ إِنه جَمْعُ مُنذِر لأَنه مُحَمَّدُ بن مُنذِر بن مُنذِر بْنِ مُنذِر، وَمَنْ ضَمَّهَا صرَفه. نزر: النَّزْر: الْقَلِيلُ التافِه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النَّزْر والنَّزِير الْقَلِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ نَزُرَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، يَنْزُرُ نَزْراً ونَزارة ونُزُورة ونُزْرَة. ونَزَّر عَطَاءَهُ: قَلَّلَهُ. وطَعام مَنْزُورٌ وعَطاء مَنزُور أَي قَلِيلٌ، وَقِيلَ: كُلُّ قَلِيلٍ نَزْرٌ ومَنْزُورٌ؛ قَالَ: بَطِيءٌ مِنَ الشَّيْءِ القَليلِ احْتِفاظُهُ ... عليكَ، ومَنْزورُ الرِّضا حِينَ يَغْضَبُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: لَهَا بَشَرٌ مثلُ الحَرِير، ومَنْطِقٌ ... رَخِيمُ الحَواشي، لَا هُراءٌ وَلَا نَزْرُ يَعْنِي أَن كلامَها مختصرُ الأَطرافِ وَهَذَا ضِدّ الهَذْرِ والإِكثار وذاهِبٌ فِي التَّخْفِيفِ وَالِاخْتِصَارِ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: وَقَدْ قَالَ وَلَا نَزْر، فَلَسْنا نَدْفَعُ أَن الخَفَرَ يَقِلُّ معه الْكَلَامِ وتُحذَف مِنْهُ أَحْناءُ الْمَقَالِ لأَنه عَلَى كُلِّ حَالٍ لَا يَكُونُ مَا يَجري مِنْهُ، وإِن خَفَّ ونَزَرَ، أَقلَّ مِنَ الجُمل الَّتِي هِيَ قَوَاعِدُ الْحَدِيثِ الَّذِي يَشُوق مَوْقِعُه ويَرُوق مَسْمَعُه. والتَّنَزُّر: التَّقلُّل. وامرأَة نَزُورٌ: قَلِيلَةُ الْوَلَدِ، ونِسوةٌ نُزُرٌ. والنَّزُور: المرأَة الْقَلِيلَةُ الولَد؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَير: إِذا كَانَتِ المرأَة نَزرَةً أَو مِقْلاتاً أَي قليلةَ الولَد؛ يُقَالُ: امرأَة نَزِرَة ونَزُورٌ، وَقَدْ يُستعمل ذَلِكَ فِي الطَّيْرِ؛ قَالَ كُثيِّر: بُغاثُ الطَّيْر أَكثرها فِراخاً، ... وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ وَقَالَ النَّضِرُ: النَّزُورُ الْقَلِيلُ الكلامِ لَا يَتَكَلَّمُ حَتَّى تُنْزِرَه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد: لَا نَزْر وَلَا هَذَر ؛ النَّزْر الْقَلِيلُ، أَي لَيْسَ بِقَلِيلٍ فيدُلَّ عَلَى عِيٍّ وَلَا كثيرٍ فَاسِدٍ. قَالَ الأَصمعي: نَزَرَ فُلَانٌ فُلَانًا يَنْزُره نَزْراً إِذا اسْتَخْرَجَ مَا عِنْدَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا. ونَزَرَ الرجلَ: احتقَره واستقلَّه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَدْ كنتُ لَا أُنزَرُ فِي يَوْمِ النَّهَلْ، ... وَلَا تَخُونُ قُوَّتي أَن أُبْتَذَلْ، حَتَّى تَوَشَّى فيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ يَقُولُ: كنتُ لَا أُسْتَقَلُّ وَلَا أُحتقَرُ حَتَّى كَبِرت. وتَوَشَّى: ظهَر فِيَّ كالشِّيَة. ووضَّاح: شَيْب. وقَلْ: مُتَوَقِّل. والنَّزْرُ: الإِلحاحُ فِي السُّؤَالِ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ لَا يُعطي حَتَّى يُنْزَر أَي يُلحَّ عَلَيْهِ ويُصغَّرَ مِنْ قدرِه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تَنْزُرُوا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى

الصَّلاة أَي تُلِحُّوا عَلَيْهِ فِيهَا. ونَزَرَه نَزْراً: أَلحَّ عَلَيْهِ فِي المسأَلة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عمرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ يُسايِرُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فِي سفَرٍ فسأَلهُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْه ثُمَّ عَادَ يسأَلهُ فَلَمْ يُجِبْه، فَقَالَ لِنَفْسِهِ كالمُبَكِّت لَهَا: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابنَ الخطَّابِ نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِراراً لَا يُجِيبُك ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنك أَلْحَحْتَ عَلَيْهِ فِي المسأَلة إِلْحاحاً أَدَّبك بِسُكُوتِهِ عَنْ جَوَابِكَ؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ: لَا أَنْزُرُ النَّائِلَ الخليلَ، إِذا ... ما اعْتلَّ نَزْرُ الظُّؤُورِ لَمْ تَرَمِ أَراد: لَمْ تَرْأَمْ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ. وَيُقَالُ: أَعطاه عَطَاءً نَزْراً وَعَطَاءً مَنْزُوراً إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ فِيهِ، وَعَطَاءً غَيْرَ مَنْزُور إِذا لَمْ يُلِحَّ عَلَيْهِ فِيهِ بَلْ أَعطاه عَفْوًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَخُذْ عَفْوَ مَا آتَاكَ لَا تَنْزُرَنَّهُ، ... فعندَ بُلوغِ الكدْرِ رَنْقُ المَشارِبِ «1» أَبو زَيْدٍ: رجلٌ نَزْر وفَزر، وَقَدْ نَزُرَ نَزارَة إِذا كَانَ قَلِيلَ الْخَيْرِ؛ وأَنْزَرَه اللَّهُ وَهُوَ رجلٌ مَنْزُور. وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ يَقِل: نَزُورٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بْنِ عَدِيٌّ: أَو كماءِ المَثْمُودِ بَعْدَ جمامٍ، ... رَذِم الدَّمْعِ لَا يَؤُوب نَزُورا قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ النَّزُور بِمَعْنَى الْمَنْزُورِ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والنَّزُور مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَكاد تَلقَحُ إِلا وَهِيَ كَارِهَةً. وَنَاقَةٌ نَزُورٌ: بَيِّنَةُ النَّزار. والنَّزور أَيضاً: الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ، وَقَدْ نَزُرَتْ نَزْراً. قَالَ: والنَّاتِق الَّتِي إِذا وجَدت مسَّ الْفَحْلِ لَقِحَت، وَقَدْ نَتَقَت تَنتُقُ إِذا حَمَلت. والنَّزُور: النَّاقَةُ الَّتِي مَاتَ وَلَدُهَا فَهِيَ تَرْأَم ولدَ غَيْرِهَا وَلَا يَجِيءُ لبنُها إِلا نَزْراً. وَفَرَسٌ نَزُور: بَطِيئَةُ اللِّقاح. والنَّزْر: ورمٌ فِي ضَرْع النَّاقَةِ؛ نَاقَةٌ مَنْزُورة، ونَزَرْتُك فأَكثرت أَي أَمرتُك. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ عِدَّة مِنَ الكِلابِييِّن النَّزْر الِاسْتِعْجَالُ والاسْتِحْثاث، يُقَالُ: نَزَرَه إِذا أَعجلَه، وَيُقَالُ: ما جئتَ إِذا نَزْراً أَي بَطِيئًا. ونِزَار: أَبو قَبِيلَةٍ، وَهُوَ نِزارُ بْنِ مَعَدّ بْنِ عَدنان. والتَّنَزُّر: الانتِساب إِلى نِزار بْنِ مُعَدٍّ. وَيُقَالُ: تَنَزَّر الرَّجُلُ إِذا تشَبَّه بالنِّزَارية أَو أَدخَل نفسَه فِيهِمْ. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ: سُمي نِزارٌ نِزاراً لأَن أَباه لمَّا وُلد لَهُ نَظَرَ إِلى نُور النُّبُوَّةِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَهُوَ النُّور الَّذِي كَانَ يُنقل فِي الأَصلاب إِلى مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففرِح فرَحاً شَدِيدًا ونَحَر وأَطعم وَقَالَ: إِن هَذَا كلَّه لَنَزْرٌ فِي حَقِّ هَذَا الْمَوْلُودِ، فسمي نِزاراً لذلك. نسر: نَسَرَ الشيءَ: كشَطَه. والنِّسْر [النَّسْر]: طَائِرٌ «2» مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَنْسُر فِي الْعَدَدِ الْقَلِيلِ، ونُسُور فِي الْكَثِيرِ، زَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَنه مِنَ الْعِتَاقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء العُقاب النُّسارِيَّة شُبِّهَتْ بالنَّسْر؛ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ النَّسْر لَا مِخْلَب لَهُ، وإِنما لَهُ الظُّفُر كظُفُر الدَّجاجة والغُراب والرَّخَمَة. وَفِي النُّجُومِ: النَّسْر الطَّائِرُ، والنَّسْر الْوَاقِعُ. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّسْران كَوْكَبَانِ فِي السَّمَاءِ مَعْرُوفَانِ عَلَى التَّشْبِيهِ بالنَّسْر الطَّائِرِ، يُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَسْر أَو النَّسْر، ويَصِفونهما فَيَقُولُونَ: النَّسْر الْوَاقِعُ والنَّسْر الطَّائِرُ. وَاسْتَنْسَرَ البُغاث [البِغاث]: صَارَ نَسْراً، وَفِي الصحاح: صار كالنَّسْر.

_ (1). قوله [ما آتاك إلخ] في الأساس: فخذ عفو من آتاك إلخ. (2). قوله [والنسر طائر] هو مثلث الأول كما في شرح القاموس نقلًا عن شيخ الإسلام

وَفِي الْمَثَلِ: إِنّ البُغاث [البِغاث] بأَرضنا يسْتنسِر أَي أَن الضَّعِيفَ يَصِيرُ قوِيّاً. والنَّسْر: نَتْفُ اللَّحْمِ بالمِنْقار. والنَّسْر: نَتْف الْبَازِي اللحمَ بِمَنْسِره. ونسَر الطَّائِرُ اللَّحْمَ يَنْسِرُه [يَنْسُرُه] نَسْراً: نَتَفَهُ. والمَنْسِر والمِنْسَر: مِنْقاره الذي يَسنتسِر بِهِ. ومِنقار الْبَازِي ونحوِه: مَنْسِره. أَبو زَيْدٍ: مِنْسَر الطَّائِرِ مِنْقاره، بِكَسْرِ الْمِيمِ لَا غَيْرَ. يُقَالُ: نَسَره بِمِنْسَره نَسْراً. الْجَوْهَرِيُّ: والمِنْسَر، بِكَسْرِ الْمِيمِ، لسِباع الطَّيْرِ بِمَنْزِلَةِ المِنقار لِغَيْرِهَا. والمِنْسَر أَيضاً: قِطْعَةٌ مِنَ الْجَيْشِ تَمُرُّ قُدَّامَ الْجَيْشِ الْكَبِيرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَرْثي قَتْلَى هَوَازِنَ: سَمَا لهمُ ابنُ الجَعْد حَتَّى أَصابهمْ ... بِذِي لَجَبٍ، كالطَّودِ، لَيْسَ بِمِنْسَرِ والمَنْسِر، مِثَالُ الْمَجْلِسِ: لُغَةٌ فِيهِ. وَفِي حدث عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كُلَّمَا أَظلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِر مِنْ مَناسِر أَهل الشأْم أَغلق كلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَنْسِر والمِنْسَر مِنَ الْخَيْلِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى العشرة، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلى الأَربعين، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الأَربعين إِلى الْخَمْسِينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الأَربعين إِلى السِّتِّينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْمِائَةِ إِلى الْمِائَتَيْنِ. والنَّسْر: لَحْمَة صُلْبة فِي بَاطِنِ الحافِرِ كأَنها حَصاة أَو نَواة، وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ فِي بَاطِنِ حَافِرِ الفرَس مِنْ أَعلاه، وَقِيلَ: هُوَ بَاطِنُ الْحَافِرِ، وَالْجَمْعُ نُسُور؛ قَالَ الأَعشى: سَوَاهِمُ جُذْعانُها كالجِلامِ، ... قَدْ أَقرَحَ القَوْدُ مِنْهَا النُّسُورا وَيُرْوَى: قَدْ أَقْرَحَ مِنْهَا القِيادُ النُّسُورا التَّهْذِيبُ: ونَسْرُ الْحَافِرِ لحمُه تُشَبِّهُهُ الشُّعَرَاءُ بِالنَّوَى قَدْ أَقْتَمَها الحافِر، وَجَمْعُهُ النُّسُور؛ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرشُب: عَدَوْتُ بِهَا تُدافِعُنِي سَبُوحٌ، ... فَرَاشُ نُسُورِها عَجَمٌ جَرِيمُ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَراد بفَراش نُسُورِها حَدّها، وفَراشة كُلِّ شَيْءٍ: حَدُّهُ؛ فأَراد أَن مَا تَقَشَّر مِنْ نُسُورها مِثْلَ العَجَم وَهُوَ النَّوى. قال: والنُّسُور الشَّواخِص اللَّواتي فِي بَطْنِ الْحَافِرِ، شُبهت بِالنَّوَى لِصَلَابَتِهَا وأَنها لَا تَمَسُّ الأَرض. وتَنَسَّر الحبلُ وانتَسَر طرَفُه ونَسَره هُوَ نَسْراً ونَسَّره: نَشَره. وتَنَسَّر الجُرْحُ: تَنَقَّض وَانْتَشَرَتْ مِدّتُه؛ قَالَ الأَخطل: يَخْتَلُّهُنَّ بِحدِّ أَسمَرَ ناهِل، ... مثلِ السِّنانِ جِراحُهُ تَتَنَسَّرُ والنَّاسُور: الغاذُّ. التَّهْذِيبُ: النَّاسُور، بِالسِّينِ وَالصَّادِ، عِرْق غَبِرٌ، وَهُوَ عَرَقٌ فِي بَاطِنِهِ فَساد فَكُلَّمَا بَدَا أَعلاه رجَع غَبِراً فَاسِدًا. وَيُقَالُ: أَصابه غَبَرٌ فِي عِرْقه؛ وأَنشد: فَهُوَ لَا يَبْرَأُ مَا فِي صَدرِه، ... مِثْل مَا لَا يَبرأُ العِرْق الغَبِرْ وَقِيلَ: النَّاسُور العِرْق الغَبِر الَّذِي لَا يَنقطع. الصحاح: الناسُور، بالسين وَالصَّادِ، جَمِيعًا عِلة تَحْدُثُ فِي مَآقِي الْعَيْنِ يَسقِي فَلَا يَنقطع؛ قَالَ: وَقَدْ يَحْدُثُ أَيضاً فِي حَوَالَيِ المَقعدة وَفِي اللِّثة، وَهُوَ مُعَرَّب. والنِّسْرِين: ضرْب مِنَ الرَّياحين، قَالَ الأَزهري: لَا أَدري أَعربيّ أَم لَا. والنِّسار: مَوْضِعٌ، وَهُوَ بِكَسْرِ النُّونِ، قِيلَ: هُوَ مَاءٌ لِبَنِي عَامِرٍ، وَمِنْهُ يَوْمُ النِّسار لِبَني أَسد وذُبْيان عَلَى جُشَم بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:

فلمَّا رأَوْنا بالنِّسار، كأَنَّنا ... نَشاصُ الثُّرَيَّا هَيّجَتْه جَنُوبُها ونَسْرٌ وناسِر: اسْمَانِ. ونَسْر والنَّسْر، كِلَاهُمَا: اسْمٌ لِصَنم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْحَقِّ: أَما ودِماءٍ لَا تزالُ كأَنها ... عَلَى قُنَّة العُزَّى، وبالنَّسْر عَنْدَمَا الصِّحَاحُ: نَسْر صَنَمٌ كَانَ لِذِي الكَلاع بأَرض حِمْير وَكَانَ يَغُوثُ لِمذْحِج ويَعُوقُ لهَمْدان مِنْ أَصنام قَوْمِ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسُ يَمْدَحُ سيدَنا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ نُطْفة تَرْكبُ السَّفِين، وقدْ ... أَلْجَمَ نَسْراً وأَهلَه الغرَقُ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ الصَّنَمَ الَّذِي كَانَ يَعْبُدُهُ قَوْمِ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسلام. نسطر: النُّسْطُورِيَّة «3»: أُمة مِنَ النَّصَارَى يُخَالِفُونَ بقيتَهم، وَهُمْ بالرُّومية نَسْطُورِسْ، وَاللَّهُ أَعلم. نشر: النَّشْر: الرِّيح الطيِّبة؛ قَالَ مُرَقِّش: النَّشْر مِسْك، والوُجُوه دَنانِيرٌ، ... وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ أَراد: النَّشْرُ مثلُ رِيحِ الْمِسْكِ لَا يَكُونُ إِلا عَلَى ذَلِكَ لأَن النَّشْرَ عَرضٌ وَالْمِسْكَ جَوْهَرٌ، وَقَوْلُهُ: والوُجوه دَنَانِيرُ، الْوَجْهُ أَيضاً لَا يَكُونُ دِينَارًا إِنما أَراد مِثْلَ الدَّنَانِيرِ، وَكَذَلِكَ قَالَ: وأَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد مثلَ العَنَم لأَن الْجَوْهَرَ لَا يَتَحَوَّلُ إِلى جَوْهَرٍ آخَرَ، وعَمَّ أَبو عُبَيْدٍ بِهِ فَقَالَ: الَّنشْر الرِّيحُ، مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيِّدَهَا بِطَيِّبٍ أَو نَتْن، وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: النَّشْر رِيحُ فَمِ المرأَة وأَنفها وأَعْطافِها بَعْدَ النَّوْمِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ... ورِيحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ وَفِي الْحَدِيثِ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ ونَشْرُه أَمامَه ، يَعْنِي ريحَ الْمِسْكِ؛ النَّشْر، بِالسُّكُونِ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ، أَراد سُطوعَ رِيحِ الْمِسْكِ مِنْهُ. ونَشَر اللَّهُ الْمَيِّتَ يَنْشُره نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشره فَنَشَر الميتُ لَا غَيْرَ: أَحياه؛ قَالَ الأَعشى: حَتَّى يقولَ الناسُ مِمَّا رَأَوْا: ... يَا عَجَباً لِلْمَيِّتِ النَّاشِرِ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها؛ قرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ: كَيْفَ نُنْشِرُها ، وقرأَها الْحَسَنُ: نَنْشُرها ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ كَيْفَ نُنشِرها، بِضَمِّ النُّونِ، فإِنْشارُها إِحياؤها، وَاحْتَجَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ، قَالَ: وَمَنْ قرأَها نَنْشُرها وَهِيَ قِرَاءَةُ الْحَسَنِ فكأَنه يَذْهَبُ بِهَا إِلى النَّشْرِ وَالطَّيِّ، وَالْوَجْهُ أَن يُقَالَ: أَنشَرَ اللَّهُ الْمَوْتَى فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَيُوا وأَنشَرَهم اللَّهُ أَي أحْياهم؛ وأَنشد الأَصمَعي لأَبي ذُؤَيْبٍ: لَوْ كَانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنشرَتْ أَحَداً، ... أَحْيا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِيحُ قَالَ: وبعض بني الحرث كَانَ بِهِ جَرَب فَنَشَر أَي عَادَ وحَيِيَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ نَشَرهُم اللَّهُ أَي بعثَهم كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ . وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: لَكَ المَحيا والمَمَات وإِليك النُّشُور. يُقَالُ: نَشَر الميتُ يَنْشُر نُشُوراً إِذا عَاشَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وأَنْشَره اللَّهُ أَي أَحياه؛ وَمِنْهُ يَوْمُ النُّشُور. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رضي اللَّهُ عَنْهُمَا: فَهلَّا إِلى الشام

_ (3). قوله [النسطورية] قال في القاموس بالضم وتفتح

أَرضِ المَنْشَر أَي موضِع النُّشُور، وَهِيَ الأَرض الْمُقَدَّسَةُ مِنَ الشَّامِ يحشُر اللَّهُ الْمَوْتَى إِليها يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهِيَ أَرض المَحْشَر؛ وَمِنْهُ الحديث: لا رَضاع إِلا مَا أَنشر اللَّحْمَ وأَنبت الْعَظْمَ «1» أَي شَدَّهُ وَقَوَّاهُ مِنَ الإِنْشار الإِحْياء، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالزَّايِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُراً بَيْنَ يَدَيْ رَحمتِه، وَقُرِئَ: نُشْراً ونَشْراً. والنَّشْر: الْحَيَاةُ. وأَنشر اللهُ الريحَ: أَحياها بَعْدَ مَوْتٍ وأَرسلها نَشْراً ونَشَراً، فأَما مَنْ قرأَ نُشُراً فَهُوَ جَمْعُ نَشُور مِثْلُ رَسُولٍ ورسُل، وَمَنْ قرأَ نُشْراً أَسكن الشينَ اسْتِخفافاً، وَمَنْ قرأَ نَشْراً فَمَعْنَاهُ إِحْياءً بِنَشْر السَّحَابِ الَّذِي فِيهِ الْمَطَرُ الَّذِي هُوَ حَيَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، ونَشَراً شَاذَّةٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَقُرِئَ بِهَا وَعَلَى هَذَا قَالُوا مَاتَتِ الرِّيحُ سكنتْ؛ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ، ... فأَقعُد اليومَ وأَستَرِيحُ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ نَشْراً فَالْمَعْنَى: وَهُوَ الَّذِي يُرسِل الرِّيَاحَ مُنْتَشِرة نَشْراً، وَمَنْ قرأَ نُشُراً فَهُوَ جَمْعُ نَشور، قَالَ: وَقُرِئَ بُشُراً، بِالْبَاءِ، جَمْعُ بَشِيرة كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ . ونَشَرتِ الريحُ: هَبَّتْ فِي يَوْمِ غَيْمٍ خَاصَّةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالنَّاشِراتِ نَشْراً ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ تنشُر الرَّحْمَةَ، وَقِيلَ: هِيَ الرِّيَاحُ تأْتي بِالْمَطَرِ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا هبَّت الرِّيحُ فِي يَوْمِ غَيْمٍ قِيلَ: قَدْ نَشَرت وَلَا يَكُونُ إِلا فِي يَوْمِ غَيْمٍ. ونَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً: أَصابها الربيعُ فأَنبتتْ. وَمَا أَحْسَنَ نَشْرها أَي بَدْءَ نباتِها. والنَّشْرُ: أَن يَخْرُجَ النَّبْت ثُمَّ يبطئَ عَلَيْهِ الْمَطَرُ فييبَس ثُمَّ يصيبَه مَطَرٌ فَيَنْبُتَ بَعْدَ اليُبْسِ، وَهُوَ رَدِيء للإِبل وَالْغَنَمِ إِذا رعتْه فِي أَوّل مَا يَظْهَرُ يُصيبها مِنْهُ السَّهام، وَقَدْ نَشَر العُشْب نَشْراً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَا يَضُرُّ النَّشْرُ الحافِرَ، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ تَرَكُوهُ حَتَّى يَجِفَّ فَتَذْهَبَ عَنْهُ أُبْلَتُه أَي شرُّه وَهُوَ يَكُونُ مِنَ البَقْل والعُشْب، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلا مِنَ العُشْب، وَقَدْ نَشَرت الأَرض. وعمَّ أَبو عُبَيْدٍ بالنَّشْر جميعَ مَا خَرَجَ مِنْ نَبَاتِ الأَرض. الصِّحَاحُ: والنَّشْرُ الكلأُ إِذا يَبِسَ ثُمَّ أَصابه مَطَرٌ فِي دُبُرِ الصَّيْفِ فَاخْضَرَّ، وَهُوَ رَدِيءٌ لِلرَّاعِيَةِ يهرُب النَّاسُ مِنْهُ بأَموالهم؛ وَقَدْ نَشَرتِ الأَرض فَهِيَ ناشِرة إِذا أَنبتتْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ مُعاذ: إِن كلَّ نَشْرِ أَرض يُسلم عَلَيْهَا صاحِبُها فإِنه يُخرِج عَنْهَا مَا أُعطِيَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ وعُشْرَ المَظْمَئِيِ ؛ قَوْلُهُ رُبعَ المَسْقَوِيّ قَالَ: أَراه يَعْنِي رُبعَ العُشْر. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: نَشْر الأَرض، بِالسُّكُونِ، مَا خَرَجَ مِنْ نَبَاتِهَا، وَقِيلَ: هُوَ فِي الأَصل الكَلأُ إِذا يَبِسَ ثُمَّ أَصابه مَطَرٌ فِي آخِرِ الصَّيف فَاخْضَرَّ، وَهُوَ رَدِيءٌ لِلرَّاعِيَةِ، فأَطلقه عَلَى كُلِّ نَبَاتٍ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ. والنَّشْر: انتِشار الورَق، وَقِيلَ: إِيراقُ الشَّجَر؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كأَن عَلَى أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ ... وَقَدْ جاوَزُوا نَيَّان كالنَّبَطِ الغُلْفِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ انتشارَ الْوَرَقِ، وأَن يَكُونَ إِيراقَ الشَّجَرِ، وأَن يَكُونَ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ، وَبِكُلِّ ذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي. والنَّشْر: الجَرَب؛ عَنْهُ أَيضاً. اللَّيْثُ: النَّشْر الكلأُ يُهَيِّجُ أَعلاه وأَسفله ندِيّ أَخضر تُدْفِئُ مِنْهُ الإِبل إِذا رَعَتْهُ؛ وأَنشد لعُمير بْنِ حُبَابٍ: أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِيقاً، وَلَوْ تَرى ... مَقالتَه فِي الغَيب، ساءَك مَا يَفْرِي

_ (1). قوله [إِلَّا مَا أَنْشَرَ اللَّحْمَ وأنبت العظم] هكذا في الأصل وشرح القاموس. والذي في النهاية والمصباح: إلا ما أنشر العظم وأنبت اللحم

مَقالتُه كالشَّحْم، مَا دَامَ شاهِداً، ... وَبِالْغَيْبِ مَأْثُور عَلَى ثُغرة النَّحْرِ يَسرُّك بادِيهِ، وَتَحْتَ أَدِيمِه ... نَمِيَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِي عَصَب الظَّهر تُبِينُ لَكَ العَيْنان مَا هُوَ كاتِمٌ ... مِنَ الضِّغْن، والشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر وفِينا، وإِن قِيلَ اصْطَلَحْنَا، تَضاغُنٌ ... كَمَا طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ عَلَى النَّشْر فَرِشْني بِخَيْرٍ طالَما قَدْ بَرَيْتَني، ... فخيرُ الْمَوَالِي مَنْ يَرِيشُ وَلَا يَبرِي يَقُولُ: ظاهرُنا فِي الصُّلح حسَن فِي مَرْآة الْعَيْنِ وَبَاطِنُنَا فَاسِدٌ كَمَا تحسُن أَوبار الجَرْبى عَنْ أَكل النَّشْر، وَتَحْتَهَا داءٌ مِنْهُ فِي أَجوافها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقِيلَ: النَّشْر فِي هَذَا الْبَيْتِ نَشَرُ الجرَب بَعْدَ ذَهَابِهِ ونَباتُ الوبَر عَلَيْهِ حَتَّى يَخْفَى، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. يُقَالُ: نَشِرَ الجرَب يَنْشَر نَشَراً ونُشُوراً إِذا حَيِيَ بَعْدَ ذَهَابِهِ. وإِبل نَشَرى إِذا انْتَشَرَ فِيهَا الجَرب؛ وَقَدْ نَشِرَ البعيرُ إِذا جَرِب. ابْنُ الأَعرابي: النَّشَر نَبات الوبَر على الجرَب بعد ما يَبرأُ. والنَّشْر: مَصْدَرُ نَشَرت الثوب أَنْشُر نَشْراً. الْجَوْهَرِيُّ: نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه، وَمِنْهُ رِيحٌ نَشُور وَرِيَاحٌ نُشُر. والنَّشْر أَيضاً: مَصْدَرُ نَشَرت الْخَشَبَةَ بالمِنْشار نَشْراً. والنَّشْر: خِلَافُ الطَّيِّ. نَشَر الثوبَ وَنَحْوَهُ يَنْشُره نَشْراً ونَشَّره: بَسَطه. وَصُحُفٌ مُنَشَّرة، شُدّد لِلْكَثْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَمْ يخرُج فِي سَفَر إِلا قَالَ حِينَ ينهَض مِنْ جُلوسه: اللَّهُمَّ بِكَ انتَشَرت ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ابتدأْت سفَري. وكلُّ شَيْءٍ أَخذته غَضًّا، فَقَدْ نَشَرْته وانْتَشَرته، ومَرْجِعه إِلى النَّشْر ضِدِّ الطَّيِّ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فَعَلَيْهِ بالنَّشِير وَلَا يَخْصِف ؛ هُوَ المِئْزر سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ بِهِ. والنَّشِيرُ: الإِزار مِنْ نَشْر الثَّوْبِ وبسْطه. وتَنَشَّر الشيءُ وانْتَشَر: انْبَسَط. وانْتَشَر النهارُ وَغَيْرُهُ: طَالَ وامْتدّ. وانتشَر الخبرُ: انْذاع. ونَشَرت الخبرَ أَنشِره وأَنشُره أَي أَذعته. والنَّشَر: أَن تَنْتَشِر الغنمُ بِاللَّيْلِ فَتَرْعَى. والنَّشَر: أَن ترعَى الإِبل بَقْلًا قَدْ أَصابه صَيف وَهُوَ يَضُرُّهَا، وَيُقَالُ: اتَّقِ عَلَى إِبلك النَّشَر، وَيُقَالُ: أَصابها النَّشَر أَي ذُئِيَتْ عَلَى النَّشَر، وَيُقَالُ: رأَيت الْقَوْمَ نَشَراً أَي مُنْتشِرين. وَاكْتَسَى البازِي رِيشًا نَشَراً أَي مُنتشِراً طَوِيلًا. وانتشَرت الإِبلُ وَالْغَنَمُ: تَفَرَّقَتْ عَنْ غِرّة مِنْ رَاعِيهَا، ونَشَرها هُوَ ينشُرها نشْراً، وَهِيَ النَّشَر. والنَّشَر: الْقَوْمُ المتفرِّقون الَّذِينَ لَا يَجْمَعُهُمْ رَئِيسٌ. وَجَاءَ الْقَوْمُ نَشَراً أَي متفرِّقين. وَجَاءَ ناشِراً أُذُنيه إِذا جَاءَ طامِعاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والنَّشَر، بِالتَّحْرِيكِ: المُنتشِر. وضَمَّ اللَّهُ نَشَرَك أَي مَا انتشَر مِنْ أَمرِك، كَقَوْلِهِمْ: لَمَّ اللَّهُ شَعَثَك وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فرَدَّ نَشَر الإِسلام عَلَى غَرِّهِ أَي رَدَّ مَا انْتَشَرَ مِنَ الإِسلام إِلى حَالَتِهِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى عَهْدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَعْنِي أَمرَ الرِّدة وَكِفَايَةَ أَبيها إِيّاه، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. أَبو الْعَبَّاسِ: نَشَرُ الْمَاءِ، بِالتَّحْرِيكِ، مَا انْتَشَرَ وَتَطَايَرَ مِنْهُ عِنْدَ الْوُضُوءِ. وسأَل رَجُلٌ الحسَن عَنِ انتِضاح الْمَاءِ فِي إِنائه إِذا توضأَ فَقَالَ: وَيْلَكَ أَتملك نَشَر الْمَاءِ ؟ كُلُّ هَذَا مُحَرَّكُ الشِّينِ مِنْ نَشَرِ الْغَنَمِ. وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ: فإِذا اسْتنْشَرتَ واستنثرتَ خرجتْ خَطايا وَجْهِكَ وَفِيكَ وخَياشِيمك مَعَ الْمَاءِ ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمَحْفُوظُ اسْتَنْشيت بِمَعْنَى

استنْشقْت، قَالَ: فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنَ انتِشار الْمَاءِ وَتَفَرُّقِهِ. وانتشَر الرَّجُلُ: أَنعظ. وانتشَر ذكَرُه إِذا قَامَ. ونَشَر الْخَشَبَةَ ينشُرها نَشْرًا: نَحتها، وَفِي الصِّحَاحِ: قَطَعَهَا بالمِنْشار. والنُّشارة: مَا سَقَطَ مِنْهُ. والمِنْشار: مَا نُشِر بِهِ. والمِنْشار: الخَشَبة الَّتِي يُذرَّى بِهَا البُرُّ، وَهِيَ ذَاتُ الأَصابع. والنواشِر: عَصَب الذِّرَاعِ مِنْ دَاخِلٍ وَخَارِجٍ، وَقِيلَ: هِيَ عُرُوق وعَصَب فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَقِيلَ: هِيَ العَصَب الَّتِي فِي ظَاهِرِهَا، وَاحِدَتُهَا نَاشِرَةٌ. أَبو عَمْرٍو والأَصمعي: النواشِر والرَّواهِش عُرُوقُ باطِن الذِّرَاعِ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَواشِرِ مِعْصَمِ الْجَوْهَرِيُّ: النَّاشِرة وَاحِدَةُ النَّواشِر، وَهِيَ عُرُوقُ بَاطِنِ الذِّرَاعِ. وانتِشار عَصَب الدَّابَّةِ فِي يَدِهِ: أَن يُصِيبَهُ عَنَتٌ فَيَزُولَ العَصَب عَنْ مَوْضِعِهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الانْتِشار الانتِفاخ فِي العصَب للإِتعاب، قَالَ: والعَصَبة الَّتِي تنتشِر هِيَ العُجَاية. قَالَ: وتحرُّك الشَّظَى كانتِشار العَصَب غَيْرَ أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احْتِمَالًا مِنْهُ لِتَحَرُّكِ الشَّظَى. شَمِرٌ: أَرض ماشِرة وَهِيَ الَّتِي قَدِ اهتزَّ نَبَاتُهَا وَاسْتَوَتْ وروِيت مِنَ المطَر، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرض نَاشِرَةٌ بِهَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّناشِير كِتَابٌ للغِلمان فِي الكُتَّاب لَا أَعرِف لَهَا وَاحِدًا. والنُّشرةُ: رُقْيَة يُعالَج بِهَا الْمَجْنُونُ والمرِيض تُنَشَّر عَلَيْهِ تَنْشِيراً، وَقَدْ نَشَّر عَنْهُ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا للإِنسان الْمَهْزُولِ الهالكِ: كأَنه نُشْرة. والتَّنْشِير: مِنَ النُّشْرة، وَهِيَ كالتَّعوِيذ والرُّقية. قَالَ الْكِلَابِيُّ: وإِذا نُشِر المَسْفُوع كَانَ كأَنما أُنْشِط مِنْ عِقال أَي يَذْهَبُ عَنْهُ سَرِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: فَلَعَلَّ طَبًّا أَصابه يَعْنِي سِحْراً، ثُمَّ نَشَّره بِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَي رَقَاهُ؛ وَكَذَلِكَ إِذا كَتب لَهُ النُّشْرة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئل عَنِ النُّشْرة فَقَالَ: هِيَ مِنْ عَمَل الشَّيْطَانِ ؛ النُّشرة، بِالضَّمِّ: ضرْب مِنَ الرُّقية والعِلاج يعالَج بِهِ مَنْ كَانَ يُظن أَن بِهِ مَسًّا مِنَ الجِن، سُمِّيَتْ نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بِهَا عَنْهُ مَا خامَرَه مِنَ الدَّاء أَي يُكشَف ويُزال. وَقَالَ الْحَسَنُ: النُّشْرة مِنَ السِّحْر؛ وَقَدْ نَشَّرت عَنْهُ تَنشِيراً. وناشِرة: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: لَقَدْ عَيَّل الأَيتامَ طَعنةُ ناشِرَهْ ... أَناشِرَ، لَا زالتْ يمينُك آشِرَهْ أَراد: يَا ناشِرَةُ فرخَّم وَفَتَحَ الرَّاءَ، وَقِيلَ: إِنما أَراد طَعْنَةَ ناشِر، وَهُوَ اسْمُ ذَلِكَ الرَّجُلِ، فأَلحق الْهَاءَ لِلتَّصْرِيعِ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ لأَنه لَمْ يُرْوَ إِلا أَناشِر، بِالتَّرْخِيمِ، وَقَالَ أَبو نُخَيلة يذكُر السَّمَك: تَغُمُّه النَّشْرة والنَّسِيمُ، ... وَلَا يَزالُ مُغْرَقاً يَعُومُ فِي الْبَحْرِ، والبحرُ لَهُ تَخْمِيمُ، ... وأُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ تَلْهَمُه جَهْلًا، وَمَا يَرِيمُ يَقُولُ: النَّشْرة وَالنَّسِيمُ الَّذِي يُحيي الْحَيَوَانَ إِذا طَالَ عَلَيْهِ الخُمُوم والعَفَن والرُّطُوبات تغُم السَّمَكَ وتكرُبه، وأُمّه الَّتِي وَلَدَتْهُ تأْكله لأَن السَّمَك يأْكل بعضُه بَعْضًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَا يَرِيمُ مَوْضِعَهُ. ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كَانَتْ سخيَّة كَرِيمَةً، قَالَ: وَمِنَ المَنْشُورة قوله تعالى:

نُشُراً بَيْنَ يدَيْ رحمتِه ؛ أَي سَخاء وكَرَماً. والمَنْشُور مِنْ كُتب السُّلْطَانِ: مَا كَانَ غَيْرَ مَخْتُومٍ. ونَشْوَرَت الدَّابَّةُ مِنْ عَلَفها نِشْواراً: أَبقتْ مِنْ عَلَفِهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَحَكَاهُ مَعَ المِشْوار الَّذِي هُوَ مَا أَلقتِ الدَّابَّةُ مِنْ عَلَفها، قَالَ: فَوَزْنُهُ عَلَى هَذَا نَفْعَلَتْ، قَالَ: وَهَذَا بِنَاءٌ لَا يُعرف. الْجَوْهَرِيُّ: النِّشْوار مَا تُبقيه الدَّابَّةُ مِنَ العَلَف، فارسي معرب. نصر: النَّصر: إِعانة الْمَظْلُومِ؛ نصَره عَلَى عَدُوِّهِ ينصُره ونصَره ينصُره نصْراً، وَرَجُلٌ ناصِر مِنْ قَوْمٍ نُصَّار ونَصْر مِثْلُ صَاحِبٍ وصحْب وأَنصار؛ قَالَ: واللهُ سَمَّى نَصْرَك الأَنْصَارَا، ... آثَرَكَ اللهُ بِهِ إِيْثارا وَفِي الْحَدِيثِ: انصُر أَخاك ظالِماً أَو مَظْلُومًا ، وَتَفْسِيرُهُ أَن يمنَعه مِنَ الظُّلْمِ إِن وَجَدَهُ ظالِماً، وإِن كَانَ مَظْلُومًا أَعانه عَلَى ظَالِمِهِ، وَالِاسْمُ النُّصْرة؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ خِدَاش بْنِ زُهَير: فإِن كُنْتَ تَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ مَخانَةً، ... فَتِلْكَ الحَوارِي عَقُّها ونُصُورُها يَجُوزُ أَن يَكُونَ نُصُور جَمْعَ ناصِر كَشَاهِدٍ وشُهود، وَأَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا كالخُروج والدُّخول؛ وَقَوْلُ أُمية الْهُذَلِيِّ: أُولئك آبَائِي، وهُمْ لِيَ ناصرٌ، ... وهُمْ لَكَ إِن صانعتَ ذَا مَعْقِلُ «1» أَراد جَمْعَ ناصِر كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ . والنَّصِير: النَّاصِر؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ* ، وَالْجَمْعُ أَنْصَار مِثْلُ شَرِيف وأَشرافٍ. والأَنصار: أَنصار النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَلبت عَلَيْهِمُ الصِّفة فَجَرَى مَجْرَى الأَسماء وَصَارَ كأَنه اسْمُ الْحَيِّ وَلِذَلِكَ أُضيف إِليه بِلَفْظِ الْجَمْعِ فَقِيلَ أَنصاري. وَقَالُوا: رَجُلُ نَصْر وَقَوْمُ نَصْر فَوصَفوا بِالْمَصْدَرِ كَرَجُلٍ عَدْلٍ وَقَوْمٍ عَدْل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والنُّصْرة: حُسْن المَعُونة. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ؛ الْمَعْنَى مَنْ ظَنَّ مِنَ الْكُفَّارِ أَن اللَّهَ لَا يُظْهِر مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مَنْ خالفَه فليَخْتَنِق غَيظاً حَتَّى يَمُوتَ كَمَداً، فإِن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُظهره، وَلَا يَنفعه غَيْظُهُ وَمَوْتُهُ حَنَقاً، فَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانْتَصَر الرَّجُلَ إِذا امتَنَع مِنَ ظالِمِه. قَالَ الأَزهري: يَكُونُ الانْتصَار مِنَ الظَّالِمِ الانْتِصاف والانْتِقام، وانْتَصَر مِنْهُ: انْتَقَم. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُخْبِراً عَنْ نُوح، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ودعائِه إِياه بأَن يَنْصُره عَلَى قَوْمِهِ: فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنا ، كأَنه قَالَ لِرَبِّه: انْتَقِمْ مِنْهُمْ كَمَا قَالَ: رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً. وَالِانْتِصَارُ: الِانْتِقَامُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِن قَالَ قَائِلٌ أَهُمْ مَحْمُودون عَلَى انْتِصَارِهِمْ أَم لَا؟ قِيلَ: مَنْ لَمْ يُسرِف وَلَمْ يُجاوِز مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ مَحْمُود. والاسْتِنْصار: اسْتِمْداد النَّصْر. واسْتَنْصَره عَلَى عَدُوّه أَي سأَله أَن ينصُره عَلَيْهِ. والتَّنَصُّرُ: مُعالَجَة النَّصْر وَلَيْسَ مِنْ بَابِ تَحَلَّم وتَنَوَّر. والتَّناصُر: التَّعاون عَلَى النَّصْر. وتَناصَرُوا: نَصَر بعضُهم بَعْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ المُسْلِمِ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّم أَخَوانِ نَصِيرانَ أَي هما أَخَوانِ يَتَناصَران

_ (1). [أولئك آبائي إلخ] هكذا في الأَصل والشطر الثاني منه ناقص.

ويَتعاضَدان. والنَّصِير فَعِيلٌ بِمَعْنَى فاعِل أَو مَفْعُولٍ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ المتَناصِرَيْن ناصِر ومَنْصُور. وَقَدْ نَصَرَهُ ينصُره نصْراً إِذا أَعانه عَلَى عدُوّه وشَدَّ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّيْفِ المَحْرُوم: فإِنَّ نَصْره حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسلم حَتَّى يأْخُذ بِقِرَى لَيْلَتِهِ ، قِيلَ: يُشْبه أَن يَكُونَ هَذَا فِي المُضْطَرّ الَّذِي لَا يَجِدُ مَا يأْكل وَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ التَّلَفَ، فَلَهُ أَن يأْكل مِنْ مَالِ أَخيه الْمُسْلِمِ بِقَدْرِ حَاجَتِهِ الضَّرُورِيَّةِ وَعَلَيْهِ الضَّمان. وتَناصَرَتِ الأَخبار: صدَّق بعضُها بَعْضًا. والنَّواصِرُ: مَجاري الْمَاءِ إِلى الأَودية، وَاحِدُهَا ناصِر، والنَّاصِر: أَعظم مِنَ التَّلْعَةِ يَكُونُ مِيلًا ونحوَه ثُمَّ تَمُجُّ النَّواصِر فِي التِّلاع. أَبو خَيْرَةَ: النَّواصِر مِنَ الشِّعاب مَا جَاءَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ إِلى الْوَادِي فَنَصَرَ سَيْلَ الْوَادِي، الْوَاحِدُ ناصِر. والنَّواصِر: مَسايِل المِياه، وَاحِدَتُهَا ناصِرة، سُمِّيَتْ ناصِرة لأَنها تَجِيءُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ حَتَّى تَقَعَ فِي مُجْتَمع الْمَاءِ حَيْثُ انْتَهَتْ، لأَن كُلَّ مَسِيل يَضِيع مَاؤُهُ فَلَا يَقَعُ فِي مُجتَمع الْمَاءِ فَهُوَ ظَالِمٌ لِمَائِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الناصِر والناصِرة مَا جَاءَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ إِلى الْوَادِي فنَصَر السُّيول. ونصَر الْبِلَادَ ينصُرها: أَتاها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ونَصَرْتُ أَرض بَنِي فُلَانٍ أَي أَتيتها؛ قَالَ الرَّاعِي يُخَاطِبُ خَيْلًا: إِذا دَخَلَ الشهرُ الحرامُ فَوَدِّعِي ... بِلادَ تَمِيمٍ، وانْصُرِي أَرضَ عامِرِ ونَصر الغيثُ الأَرض نَصْراً: غاثَها وَسَقَاهَا وأَنبتها؛ قَالَ: مَنْ كَانَ أَخطاه الربيعُ، فإِنما ... نُصِرَ الحِجاز بِغَيْثِ عبدِ الواحِدِ ونَصَر الغيثُ البلَد إِذا أَعانه عَلَى الخِصْب وَالنَّبَاتِ. ابْنُ الأَعرابي: النُّصْرة المَطْرَة التَّامّة؛ وأَرض مَنْصُورة ومَضْبُوطَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: نُصِرَت الْبِلَادُ إِذا مُطِرَت، فَهِيَ مَنْصُورة أَي مَمْطُورة. ونُصِر الْقَوْمُ إِذا غِيثُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ هَذِهِ السَّحابةَ تَنصُر أَرضَ بَنِي كَعْب أَي تُمطرهم. والنَّصْر: العَطاء؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا ... لَقائِلٌ: يَا نَصْرُ نَصْراً نَصْراً ونَصَره ينصُره نَصْراً: أَعطاه. والنَّصائِرُ: الْعَطَايَا. والمُسْتَنْصِر: السَّائل. وَوَقَفَ أَعرابيّ عَلَى قَوْمٍ فَقَالَ: انْصُرُوني نَصَركم اللَّهُ أَي أَعطُوني أَعطاكم اللَّهُ. ونَصَرى ونَصْرَى وناصِرَة ونَصُورِيَّة «2»: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ، والنَّصارَى مَنْسُوبُون إِليها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَهُوَ ضَعِيفٌ إِلا أَن نادِر النَّسَبِ يَسَعُه، قَالَ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ أَما نَصارَى فَذَهَبَ الْخَلِيلُ إِلى أَنه جَمْعُ نَصْرِيٍّ ونَصْران، كَمَا قَالُوا ندْمان ونَدامى، وَلَكِنَّهُمْ حَذَفُوا إِحدى الياءَين كَمَا حَذَفُوا مِنْ أُثْفِيَّة وأَبدلوا مَكَانَهَا أَلفاً كَمَا قَالُوا صَحارَى، قَالَ: وأَما الَّذِي نُوَجِّهه نَحْنُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جَاءَ عَلَى نَصْران لأَنه قَدْ تَكَلَّمَ بِهِ فكأَنك جَمَعْتَ نَصْراً كَمَا جَمَعْتَ مَسْمَعاً والأَشْعَث وَقُلْتَ نَصارَى كَمَا قُلْتَ نَدامى، فَهَذَا أَقيس، والأَول مَذْهَبٌ، وإِنما كَانَ أَقْيَسَ لأَنا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا نَصْرِيّ. قَالَ أَبو إِسحاق: واحِد النصارَى فِي أَحد الْقَوْلَيْنِ نَصْرَان كَمَا تَرَى مِثْلُ نَدْمان ونَدامى، والأُنثى نَصْرانَة مِثْلُ نَدْمانَة؛ وأَنشد لأَبي الأَخزر الْحِمَّانِيِّ يَصِفُ نَاقَتَيْنِ طأْطأَتا رُؤُوسَهُمَا مِنَ الإِعياء فَشَبَّهَ رأْس النَّاقَةِ مِنْ تطأْطئها برأْس النَّصْرَانِيَّةِ إِذا طأْطأَته فِي صَلَاتِهَا: فَكِلْتاهُما خَرَّتْ وأَسْجَدَ رأْسُها، ... كَمَا أَسْجَدَتْ نَصْرانَة لم تحَنَّفِ

_ (2). قوله [ونصورية] هكذا في الأصل ومتن القاموس بتشديد الياء، وقال شارحه بتخفيف الياء

فَنَصْرانَة تأْنيث نَصْران، وَلَكِنْ لَمْ يُستعمل نَصْران إِلا بِيَاءَيِ النَّسَبِ لأَنهم قَالُوا رَجُلٌ نَصْراني وامرأَة نَصْرانيَّة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ إِن النَّصَارَى جَمْعُ نَصْران ونَصْرانَة إِنما يُرِيدُ بِذَلِكَ الأَصل دُونَ الِاسْتِعْمَالِ، وإِنما الْمُسْتَعْمَلُ فِي الْكَلَامِ نَصْرانيٌّ ونَصْرانِيّة، بِيَاءَيِ النَّسَبِ، وإِنما جَاءَ نَصْرانَة فِي الْبَيْتِ عَلَى جِهَةِ الضَّرُورَةِ؛ غَيْرِهِ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدُ النَّصَارَى نَصْرِيّاً مِثْلَ بَعِيرٍ مَهْرِيّ وإِبِل مَهارَى، وأَسْجَد: لُغَةٌ فِي سَجَد. وَقَالَ اللَّيْثُ: زَعَمُوا أَنهم نُسِبُوا إِلى قَرْيَةٍ بِالشَّامِ اسْمُهَا نَصْرُونة. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ جَاءَ أَنْصار فِي جَمْعِ النَّصْران؛ قَالَ: لَمَّا رأَيتُ نَبَطاً أَنْصارا بِمَعْنَى النَّصارى. الْجَوْهَرِيُّ: ونَصْرانُ قَرْيَةٌ بالشأْم يُنْسَبُ إِليها النَّصارى، وَيُقَالُ: ناصِرَةُ. والتَّنَصُّرُ: الدُّخُولُ فِي النَّصْرانية، وَفِي المحكَم: الدُّخُولُ فِي دِينِ النصْري» . ونَصَّرَه: جَعَلَهُ نَصْرانِيّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرة حَتَّى يكونَ أَبواه اللَّذَانِ يَهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه ؛ اللَّذان رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ لأَنه أُضمر فِي يَكُونُ؛ كَذَلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد: إِذا مَا الْمَرْءُ كَانَ أَبُوه عَبْسٌ، ... فَحَسْبُك مَا تُرِيدُ إِلى الكلامِ أَي كَانَ هُوَ. والأَنْصَرُ: الأَقْلَفُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن النَّصَارَى قُلْف. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَؤمَّنَّكُم أَنْصَرُ أَي أَقْلَفُ؛ كَذَا فُسِّر فِي الْحَدِيثِ. ونَصَّرُ: صَنَم ، وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ هَذَا الْبِنَاءِ فِي الأَسماء. وبُخْتُنَصَّر: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ خَرَّب بَيْتَ الْمَقْدِسِ، عَمَّره اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ الأَصمعي: إِنما هُوَ بُوخَتُنَصَّر فأُعرب، وبُوخَتُ ابنٌ، ونَصَّرُ صَنَمٌ، وَكَانَ وُجد عِنْدَ الصَّنَم وَلَمْ يُعرف لَهُ أَب فَقِيلَ: هُوَ ابْنُ الصَّنَمِ. ونَصْر ونُصَيْرٌ وناصِر ومَنْصُور: أَسماء. وَبَنُو ناصِر وَبَنُو نَصْر: بَطْنان. ونَصْر: أَبو قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسد وهو نصر ابن قُعَيْنٍ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر يُخَاطِبُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لُبَيْنى بْنِ سَعْدٍ الأَسَدِي وَكَانَ قَدْ هَجَاهُ: عَدَدْتَ رِجالًا مِنْ قُعَيْنٍ تَفَجُّساً، ... فَمَا ابنُ لُبَيْنى والتَّفَجُّسُ والفَخْرُ؟ شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها، ... وأَنت السَّهُ السُّفْلى، إِذا دُعِيَتْ نَصْرُ التَّفَجُّس: التعظُّم وَالتَّكَبُّرُ. وشأَتك: سَبَقَتْك. والسَّه: لغة في الاسْتِ. نضر: النَّضْرة: النَّعْمة والعَيْش والغِنى، وَقِيلَ: الحُسْن والرَّوْنَق، وَقَدْ نَضَر الشجرُ والورقُ والوَجهُ وَاللَّوْنُ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَنْضُر نَضْراً ونَضْرة ونَضارة ونُضُوراً، ونَضِر ونَضُر، فَهُوَ ناضِر ونَضِير ونَضِرٌ أَي حَسَن، والأُنثى نَضِرَة. وأَنْضَر: كنَضَر. ونَضَره اللَّه ونَضَّره وأَنْضَره ونَضَر اللَّهُ وَجْهَهُ يَنْضُره نَضْرة أَي حَسَّن. ونَضَر وَجْهُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وَيُقَالُ: نَضُر، بِالضَّمِ، نَضَارة، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ نَضِر، بِالْكَسْرِ، حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ. وَيُقَالُ: نَضَّر اللَّه وَجْهَهُ، بِالتَّشْدِيدِ، وأَنْضَر اللَّه وَجْهَهُ بِمَعْنًى. وَإِذَا قُلْتَ: نَضَر اللَّه امْرَأً يَعْنِي نَعَّمَه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَضَّر اللَّهُ عَبْدًا سمِع مَقالتي فَوَعاها ثُمَّ أَدَّاها إِلى مَنْ يَسْمَعُهَا ، نَضَره ونَضَّره وأَنْضَره أَي نَعَّمَه، يُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ مِنَ النَّضارة، وَهِيَ فِي الأَصل حُسْن الْوَجْهِ والبَرِيقُ، وإِنما أَراد حُسْنَ خلُقِه وقَدْرِه، قال

_ (1). قوله [في دين النصري] هكذا بالأصل

شَمِر: الرُّواة يَرْوُون هَذَا الْحَدِيثَ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ وَفَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ فَقَالَ: جَعَلَهُ اللَّه ناضِراً، قَالَ: وَرُوِيَ عَنِ الأَصمَعي فِيهِ التَّشْدِيدُ: نَضَّر اللَّه وَجْهَهُ، وأَنشد: نَضَّرَ اللَّه أَعْظُماً دَفَنُوها، ... بِسِجِسْتانَ، طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ وأَنشد شَمِرٌ فِي لُغَةِ مَنْ رَوَاهُ بِالتَّخْفِيفِ قَوْلَ جَرِيرٍ: والوَجْه لَا حَسَناً وَلَا مَنْضُورَا ومَنْضُور لَا يَكُونُ إِلا مِنَ نَضَره، بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ شِمْرٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: نَضَره اللَّه فنَضُر يَنْضُر ونَضِرَ يَنْضَر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَضَر وَجْهُهُ ونَضِر وَجْهُهُ ونَضُر وأَنْضَر وأَنْضَره اللَّه، بِالتَّخْفِيفِ، ونَضَره، بِالتَّخْفِيفِ أَيضاً. أَبو دَاوُدَ عَنِ النَّضْر: نَضَّر اللَّه امْرَأً وأَنْضَر اللَّه امْرَأً فَعَلَ كَذَا ونَضَر اللَّه امْرَأً، قَالَ الْحَسَنُ الْمُؤَدِّبُ: لَيْسَ هَذَا مِنَ الحُسن فِي الْوَجْهِ إِنما مَعْنَاهُ حَسَّن اللَّه وَجْهَهُ فِي خُلُقه أَي جاهِه وقَدْرِه، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: اطْلُبُوا الْحَوَائِجَ إِلى حِسان الوُجوه ، يَعْنِي بِهِ ذَوي الوجُوه فِي النَّاسِ وذَوي الأَقدار. أَبو الهُزَيل: نَضَر اللَّه وجهَه ونَضَر وجهُ الرَّجُلِ سَوَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا مَعْشَر مُحارب، نَضَّركم اللَّه لَا تُسْقُوني حَلَب امرأَة ، قَالَ: كَانَ حلْب النِّساء عِنْدَهُمْ عَيْباً يَتعايَرُون عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ، قَالَ: مُشْرِقة بالنَّعِيم، قَالَ وَقَوْلُهُ: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ، قَالَ: بَرِيقُه ونَداه، والنَّضْرة نَعِيمُ الْوَجْهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ، قَالَ: نَضَرَتْ بِنَعِيمِ الْجَنَّةِ والنَّظَر إِلى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ. وأَنضَر النَّبْتُ: نَضَر ورَقُه. وَغُلَامٌ نَضِير: نَاعِمٌ، والأُنثى نَضِيرة. وَيُقَالُ: غُلَامٌ غَضٌّ نَضِير وَجَارِيَةٌ غَضَّة نَضِيرة. وَقَدْ أَنْضَر الشجرُ إِذا اخضرَّ وَرَقُهُ، وَرُبَّمَا صَارَ النَّضْر نَعْتًا، يُقَالُ: شَيْءٌ نَضْر ونَضِير وناضِر. والنَّاضِر: الأَخضر الشديدُ الْخُضْرَةِ. يُقَالُ: أَخضر ناضِر كَمَا يُقَالُ: أَبيض ناصِع وأَصفرُ فاقِع، وَقَدْ يُبَالَغُ بالناضِر فِي كُلِّ لَوْنٍ. يُقَالُ: أَحمر ناضِر وأَصفر ناضِر، رُوي ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحَكَاهُ فِي نَوَادِرِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: أَخضر ناضِر مَعْنَاهُ ناعِم. ابْنُ الأَعرابي: الناضِر فِي جَمِيعِ الأَلوان، قَالَ أَبو منضور: كأَنه يُجيز أَبيض ناضِر وأَحمر ناضِر وَمَعْنَاهُ النَّاعِمُ الَّذِي لَهُ بَرِيق فِي صَفَائِهِ. والنَّضِيرُ والنُّضار والأَنْضَر: اسْمُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الذَّهَبِ، وَهُوَ النَّضْر، عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَقَالَ الأَعشى: إِذا جُرِّدَتْ يَوْمًا حَسِبتَ خَمِيصةً ... عَلَيْهَا وجِرْيالَ النَّضِير الدُّلامِصا وَجَمْعُهُ نِضار وأَنضُر، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: وبَياضُ وجهٍ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه، ... مِثْلَ الوَذِيلَةِ أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ التَّهْذِيبُ: النَّضْر الذَّهَبِ، وَجَمْعُهُ أَنْضُر، قَالَ الشَّاعِرُ: كنَاحِلَةٍ مِنْ زَيْنِها حَلْيَ أَنْضُر، ... بِغَيْرِ نَدَى مَن لَا يُبَالي اعْتطالها وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ: تَرى السَّابِحَ الخِنْذِيذَ مِنْهَا، كأَنما ... جَرى بَيْنَ لِيتَيْهِ إِلى الخَدّ أَنْضُرُ والنَّضْرة: السَّبِيكة مِنَ الذَّهَبِ. وَذَهَبٌ نُضَار: صَارَ هَاهُنَا نَعْتًا. ونُضارة كلِّ شَيْءٍ: خالِصُه. والنُّضَار: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَتِ الخِرنِق

بِنْتُ هَفَّان: لَا يَبْعَدَنْ قَوْمي الَّذين هُمُ ... سُمُّ العُداة، وآفَةُ الجُزرِ الخالِطِين نَحِيتَهمْ بِنُضَارِهم، ... وَذَوِي الغِنى مِنْهُمْ بِذِي الفَقْرِ وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ لِحَاتِمٍ الطَّائِيِّ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ مَشْهُورَةٍ أَولها: إِنْ كنتِ كارِهة لِعِيشَتِنا ... هَاتَا، فَحُلّي فِي بَنِي بَدْرِ والنَّضْر: أَبو قُرَيْش، وَهُوَ النَّضْر بْنُ كِنانة بْنُ خُزَيمة بْنِ مُدْرِكة بنِ إِلياس بنِ مُضَر. ابْنُ سِيدَهْ: النَّضْرُ بْنُ كِنانة أَبو قُرَيْشٍ خاصَّة، مَنْ لَمْ يَلِدْه النَّضْر فَلَيْسَ مِنْ قُرَيْشٍ. والنُّضَار: الأَثْل، وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ عَذْياً [عِذْياً] عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ مِنْهُ المُسْتقيم الغُصون، وَقِيلَ: هُوَ مَا نَبَتَ مِنْهُ فِي الْجَبَلِ، وَهُوَ أَفضله، قَالَ رُؤْبَةُ: فَرْعٌ نَما مِنْهُ نُضارُ الأَثْلِ، ... طَيِّبُ أَعْراقِ الثَّرَى فِي الأَصْلِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّضار والنِّضار لُغَتَانِ، والأَول أَعرف، قَالَ: وَهُوَ أَجود الْخَشَبِ لِلْآنِيَةِ لأَنه يُعمل مِنْهُ مَا رَقَّ مِنَ الأَقداح واتَّسع وَمَا غَلُظ وَلَا يَحْتَمِلُهُ مِنَ الْخَشَبِ غَيْرُهُ. قَالَ: ومِنْبر سيدِنا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نُضار. وقدَح نُضارٌ: اتُّخِذ مِنْ نُضار الْخَشَبِ، وَقِيلَ: هُوَ يُتخذ مِنْ أَثْل ورْسِيّ اللَّون، يُضافُ وَلَا يُضاف، يَكُونُ بالغَوْرِ. وَفِي حَدِيثُ إِبراهيم النَّخَعي: لَا بأْس أَن يَشربَ فِي قَدَحِ النُّضار ، قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَى النُّضار هَذِهِ الأَقداح الحُمر الجِيشانيَّة سُمِّيَتْ نُضارا. ابْنُ الأَعرابي: النُّضار النَّبْع، والنُّضار شَجَرُ الأَثْل، والنُّضار الخالِص مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ يَحْيَى بنُ نُجَيْمٍ: كُلُّ شَجَرٍ أَثْل يَنْبُتُ فِي جَبَلٍ فَهُوَ نُضار، وَقَالَ الأَعشى: تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضارَا والغَرَب والنُّضار: ضَربان مِنَ الشَّجَرِ تُعمل مِنْهُمَا الأَقداح. وَقَالَ مُؤَرَّجٌ: النُّضار مِنَ الخِلاف يُدفن خَشَبُهُ حَتَّى يَنْضُر ثُمَّ يَعْمَلَ فَيَكُونَ أَمكن لِعَامِلِهِ فِي تَرْقِيقِه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نُقِّح جِسمي عَنْ نُضار العُودِ، ... بَعْدَ اضطِراب العُنُق الأُمْلودِ قَالَ: نُضاره حُسْن عُودِه، وأَنشد: أَلْقَوْم نَبْع ونُضار وعُشَرْ وَزَعَمَ أَن النُّضار تُتَّخذ مِنْهُ الْآنِيَةُ الَّتِي يُشْرَب فِيهَا، قَالَ: وَهِيَ أَجود العِيدان الَّتِي تُتَّخَذُ مِنْهَا الأَقداح. قَالَ اللَّيْثُ: النُّضار الْخَالِصُ مِنْ جَوْهَرِ التِّبر وَالْخَشَبِ، وَجَمْعُهُ أَنْضُر. وَفِي حَدِيثِ عَاصِمٍ الأَحول: رأَيت قَدَح رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ أَنس وَهُوَ قَدَح عَرِيض مِنْ نُضار أَي مِنْ خَشَبٍ نُضار، وَهُوَ خَشَبٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ هُوَ الأَثْل الوَرْسِيّ اللَّوْنِ، وَقِيلَ النَّبع، وَقِيلَ الخِلاف، وَقِيلَ أَقداح النُّضار حُمْر مِنْ خَشَبٍ أَحمر. شَمِرٌ فِيمَا رَوَى عَنْهُ الإِيادي: امرأَة الرَّجُلِ يُقَالُ لَهَا هِيَ الحَدَادَة وَهِيَ النِّضْر، بِالضَّادِ، قَالَ: وَهِيَ شاعَتُه أَيِ امرأَته. والنَّاضِر: الطُّحْلُب. وَبَنُو النَّضِير: حَيٌّ مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ مِنْ آلِ هرون أَو مُوسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَقَدْ دَخَلُوا فِي الْعَرَبِ. والنَّضْرة والنَّضِيرة: اسْمُ امرأَة، قَالَ حَسَّانُ: حَيِّ النَّضِيرة رَبَّةَ الخِدْرِ، ... أَسْرَتْ إِليك وَلَمْ تَكُنْ تَسْرِي

نطر: النَّاطِر والنَّاطور مِنْ كَلَامِ أَهل السَّواد: حَافِظُ الزَّرْعِ والتَّمر والكَرْم، قَالَ بَعْضُهُمْ: وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ عَرَبِيَّةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا يَا جارَتَا بأُباضَ، إِني ... رأَيتُ الريحَ خَيْراً منكِ جارَا تُغَذِّينا إِذا هبَّت عَلَيْنَا، ... وتَمْلأُ وَجْهَ ناطِرِكم غُبارَا قَالَ: النَّاطِر الْحَافِظُ، ويُروى: إِذا هبَّت جَنُوباً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَدري أَخذه الشَّاعِرُ مِنْ كَلَامِ السَّوادِيِّين أَو هُوَ عَربيّ. قَالَ: ورأَيت بالبَيْضاء مِنْ بِلَادِ بَنِي جَذِيمة عَرازِيل سُوِّيت لِمَنْ يَحْفَظُ ثَمَرَ النَّخِيلِ وَقْتَ الصَّرَام [الصِّرَام]، فسأَلت رَجُلًا عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ مَظالُّ النَّواطِير كأَنه جَمْعُ النَّاطُور؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر فِي النَّاطُور: وبُسْتان ذِي ثورَين لَا لِين عندَه، ... إِذا مَا طَغَى ناطُوره وتَغَشْمَرَا وَجَمْعُ النَّاطِر نُطَّار ونُطَراء، وَجَمْعُ النَّاطُور نَواطِير، وَالْفِعْلُ النَّطْر والنِّطارة، وَقَدْ نَطَر يَنْطُر. ابْنُ الأَعرابي: النَّطْرة الْحِفْظُ بِالْعَيْنَيْنِ، بِالطَّاءِ، قَالَ: وَمِنْهُ أُخذ النَّاطُور. والنَّاطِرُون: مَوْضِعٌ «2»: وَلَهَا بالنَّاطِرُونَ، إِذا ... أَكلَ النَّمْلُ الَّذِي جَمَعا وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي مَطَر بِالْمِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، فَقَالَ: هُوَ موضع. نظر: النَّظَر: حِسُّ الْعَيْنِ، نَظَره يَنْظُره نَظَراً ومَنْظَراً ومَنْظَرة ونَظَر إِليه. والمَنْظَر: مَصْدَرُ نَظَر. اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تَقُولُ نَظَرَ يَنْظُر نَظَراً، قَالَ: وَيَجُوزُ تَخْفِيفُ الْمَصْدَرِ تَحْمِلُهُ عَلَى لَفْظِ الْعَامَّةِ مِنَ الْمَصَادِرِ، وَتَقُولُ نَظَرت إِلى كَذَا وَكَذَا مِنْ نَظَر الْعَيْنِ ونَظَر الْقَلْبِ، وَيَقُولُ الْقَائِلُ للمؤمَّل يَرْجُوهُ: إِنما نَنْظُر إِلى اللَّهِ ثُمَّ إِليك أَي إِنما أَتَوَقَّع فَضْلَ اللَّهِ ثُمَّ فَضْلك. الْجَوْهَرِيُّ: النَّظَر تأَمُّل الشَّيْءِ بِالْعَيْنِ، وَكَذَلِكَ النَّظَرانُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَقَدْ نَظَرت إِلى الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ عِمران بْنِ حُصَين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: النَّظَر إِلى وَجْهِ عَلَى عِبادة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ مَعْنَاهُ أَن عَلِيًّا، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، كَانَ إِذا بَرَزَ قَالَ النَّاسُ: لَا إِله إِلا اللَّهُ مَا أَشرفَ هَذَا الْفَتَى لَا إِله إِلا اللَّهُ مَا أَعلمَ هَذَا الْفَتَى لَا إِله إِلا اللَّهُ مَا أَكرم هَذَا الْفَتَى أَي مَا أَتْقَى، لَا إِله إِلا اللَّهُ مَا أَشْجَع هَذَا الْفَتَى فَكَانَتْ رُؤْيَتُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، تحملُهم عَلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ. والنَّظَّارة: الْقَوْمُ ينظُرون إِلى الشَّيْءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . قَالَ أَبو إِسحق: قِيلَ مَعْنَاهُ وأَنتم تَرَوْنَهم يغرَقون؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ وأَنتم مُشاهدون تَعْلَمُونَ ذَلِكَ وإِن شَغَلهم عَنْ أَن يَروهم فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَاغِلٌ. تَقُولُ الْعَرَبُ: دُور آلِ فُلَانٍ تنظُر إِلى دُور آلِ فُلَانٍ أَي هِيَ بإِزائها ومقابِلَةٌ لَهَا. وتَنَظَّر: كنَظَر. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: دَارِي تنظُر إِلى دَارِ فُلَانٍ، ودُورُنا تُناظِرُ أَي تُقابِل، وَقِيلَ: إِذا كَانَتْ مُحاذِيَةً. وَيُقَالُ: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ أَي

_ (2). قوله [والناطرون موضع إلخ] عبارة القاموس: وغلط الجوهري في قوله ناطرون موضع بالشأم، وإنما هو ماطرون بالميم اه. ولهذا أنشد ياقوت في معجم البلدان البيت بالميم فقال: ولها بالماطرون إلخ ولم يذكر ناطرون في فصل النون. بِنَاحِيَةِ الشأْم؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْقَوْلُ فِي إِعرابه كَالْقَوْلِ فِي نَصيبِين؛ وَيُنْشَدُ هَذَا البيت بكسر النون

مُتَجَاوِرُونَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. التَّهْذِيبُ: وناظِرُ العَيْنِ النُّقْطَةُ السَّوْدَاءُ الصَّافِيَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ سَوَادِ الْعَيْنِ وَبِهَا يَرَى النَّاظِرُ مَا يَرَى، وَقِيلَ: النَّاظِرُ فِي الْعَيْنِ كَالْمِرْآةِ إِذا اسْتَقْبَلْتَهَا أَبصرت فِيهَا شَخْصَكَ. والنَّاظِرُ فِي المُقْلَةِ: السوادُ الأَصغر الَّذِي فِيهِ إِنْسانُ العَيْنِ، وَيُقَالُ: العَيْنُ النَّاظِرَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّاظِرُ النُّقْطَةُ السَّوْدَاءُ فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَصَرُ نَفْسُهُ، وَقِيلَ: هِيَ عِرْقٌ فِي الأَنف وَفِيهِ مَاءُ الْبَصَرِ. وَالنَّاظِرَانِ: عِرْقَانِ عَلَى حَرْفَيِ الأَنف يَسِيلَانِ مِنَ المُوقَين، وَقِيلَ: هُمَا عِرْقَانِ فِي الْعَيْنِ يَسْقِيَانِ الأَنف، وَقِيلَ: النَّاظِرَانِ عِرْقَانِ فِي مَجْرَى الدَّمْعِ عَلَى الأَنف مِنْ جَانِبَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّاظِرَانِ عِرْقَانِ مُكْتَنِفَا الأَنف؛ وأَنشد لجرير: وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كُلِّ جِنٍّ، ... وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ مِنَ الخُنَانِ وَالْخُنَانُ: دَاءٌ يأْخذ النَّاسَ والإِبل، وَقِيلَ: إِنه كَالزُّكَامِ؛ قَالَ الْآخَرُ: وَلَقَدْ قَطَعْتُ نَواظِراً أَوْجَمْتُها، ... مِمَّنْ تَعَرَّضَ لِي مِنَ الشُّعَراءِ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُمَا عِرْقَانِ فِي مَجْرَى الدَّمْعِ عَلَى الأَنف مِنْ جَانِبَيْهِ؛ وَقَالَ عُتَيْبَةُ بْنُ مِرْدَاسٍ وَيُعْرَفُ بِابْنِ فَسْوة: قَلِيلَة لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ، يَزِينُها ... شَبَابٌ ومخفوضٌ مِنَ العَيْشِ بارِدُ تَناهَى إِلى لَهْوِ الحَدِيثِ كأَنها ... أَخُو سَقْطَة، قَدْ أَسْلَمَتْهُ العَوائِدُ وَصَفَ مَحْبُوبَتَهُ بأَسالة الْخَدِّ وَقِلَّةِ لَحْمِهِ، وَهُوَ الْمُسْتَحَبُّ. وَالْعَيْشِ الْبَارِدِ: هُوَ الهَنِيُّ الرَّغَدُ. وَالْعَرَبُ تُكَنِّي بالبَرْدِ عَنِ النَّعِيمِ وبالحَرِّ عَنِ البُؤسِ، وَعَلَى هَذَا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه رَاحَةٌ وتَنَعُّمٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً؛ قِيلَ: نَوْمًا؛ وَقَوْلُهُ: تَنَاهَى أَي تَنْتَهِي فِي مَشْيِهَا إِلى جَارَاتِهَا لِتَلْهُوَ مَعَهُنَّ، وَشَبَّهَهَا فِي انْتِهَارِهَا عِنْدَ الْمَشْيِ بِعَلِيلٍ سَاقِطٍ لَا يُطِيقُ النُّهُوضَ قَدْ أَسلمته الْعَوَائِدُ لِشِدَّةِ ضَعْفِهِ. وتَناظَرَتِ النَّخْلَتَانِ: نَظَرَتِ الأُنثى مِنْهُمَا إِلى الفُحَّالِ فَلَمْ يَنْفَعْهُمَا تَلْقِيحٌ حَتَّى تُلْقَحَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ. والتَّنْظارُ: النَّظَرُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: فَمَا لَكَ غَيْرُ تَنْظارٍ إِليها، ... كَمَا نَظَرَ اليَتِيمُ إِلى الوَصِيِ والنَّظَرُ: الِانْتِظَارُ. يُقَالُ: نَظَرْتُ فُلَانًا وانْتَظَرْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، فإِذا قُلْتَ انْتَظَرْتُ فَلَمْ يُجاوِزْك فِعْلُكَ فَمَعْنَاهُ وَقَفْتُ وَتَمَهَّلْتُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ، قُرِئَ: انْظُرُونا وأَنْظِرُونا بِقَطْعِ الأَلف، فَمَنْ قرأَ انْظُرُونا، بِضَمِّ الأَلف، فَمَعْنَاهُ انْتَظِرُونا، وَمَنْ قرأَ أَنْظِرُونا فَمَعْنَاهُ أَخِّرُونا؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ مَعْنَى أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: أَبا هِنْدٍ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْنَا، ... وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ أَنْظِرْني أَي انْتَظِرْني قَلِيلًا، وَيَقُولُ الْمُتَكَلِّمُ لِمَنْ يُعْجِلُه: أَنْظِرْني أَبْتَلِع رِيقِي أَي أَمْهِلْنِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ؛ الأُولى بِالضَّادِ والأُخرى بالظاءِ؛ قَالَ أَبو إِسحق: يَقُولُ نَضِرَت بِنَعِيم الْجَنَّةِ والنَّظَرِ إِلى رَبِّهَا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَمَنْ قَالَ إِن مَعْنَى قَوْلِهِ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ يَعْنِي مُنْتَظِرَةً فَقَدْ أَخطأَ، لأَن الْعَرَبَ لَا تَقُولُ نَظَرْتُ إِلى الشَّيْءِ بِمَعْنَى انْتَظَرْتُهُ،

إِنما تَقُولُ نَظَرْتُ فُلَانًا أَي انْتَظَرْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ: وَقَدْ نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ ... لِلْوِرْدِ، طَالَ بِهَا حَوْزِي وتَنْساسِي وإِذا قُلْتَ نَظَرْتُ إِليه لَمْ يَكُنْ إِلا بِالْعَيْنِ، وإِذا قُلْتَ نَظَرْتُ فِي الأَمر احْتَمَلَ أَن يَكُونَ تَفَكُّراً فِيهِ وَتَدَبُّرًا بِالْقَلْبِ. وَفَرَسٌ نَظَّارٌ إِذا كَانَ شَهْماً طامِحَ الطَّرْفِ حدِيدَ القلبِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ أَبو نُخَيْلَةَ: يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً لَمْ تُهْجَمِ نَظَّارِيَّةٌ: نَاقَةٌ نَجِيبَةٌ مِنْ نِتاجِ النَّظَّارِ، وَهُوَ فَحْلٌ مِنْ فُحُولِ الْعَرَبِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: والأَرْحَبِيّ وجَدّها النَّظَّار لَمْ تُهْجَم: لَمْ تُحْلَبْ. والمُناظَرَةُ: أَن تُناظِرَ أَخاك فِي أَمر إِذا نَظَرْتُما فِيهِ مَعًا كَيْفَ تأْتيانه. والمَنْظَرُ والمَنْظَرَةُ: مَا نَظَرْتَ إِليه فأَعجبك أَو سَاءَكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَنْظَرَةُ مَنْظَرُ الرَّجُلِ إِذا نَظَرْتَ إِليه فأَعجبك، وامرأَة حَسَنَةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرة أَيضاً. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو مَنْظَرَةٍ بِلَا مَخْبَرَةٍ. والمَنْظَرُ: الشَّيْءُ الَّذِي يُعْجِبُ النَّاظِرَ إِذا نَظَرَ إِليه ويَسُرُّه. وَيُقَالُ: مَنْظَرُه خَيْرٌ مِنْ مَخْبَرِه. وَرَجُلٌ مَنْظَرِيٌّ ومَنْظَرانيٌّ، الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: حَسَنُ المَنْظَرِ؛ وَرَجُلٌ مَنْظَرانيٌّ مَخْبَرانيّ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَفِي مَنْظَرٍ ومُستَمَعٍ، وَفِي رِيٍّ ومَشْبَع، أَي فِيمَا أَحَبَّ النَّظَرَ إِليه وَالِاسْتِمَاعَ. وَيُقَالُ: لَقَدْ كُنْتُ عَنْ هَذَا المَقامِ بِمَنْظَرٍ أَي بمَعْزَل فِيمَا أَحْبَبْتَ؛ وَقَالَ أَبو زيد يُخَاطِبُ غُلَامًا قَدْ أَبَقَ فَقُتِلَ: قَدْ كنتَ فِي مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعٍ، ... عَنْ نَصْرِ بَهْرَاءَ، غَيرَ ذِي فَرَسِ وإِنه لسديدُ النَّاظِرِ أَي بَرِيءٌ مِنَ التُّهْمَةِ يَنْظُرُ بمِلءِ عَيْنَيْهِ. وَبَنُو نَظَرَى ونَظَّرَى: أَهلُ النَّظَرِ إِلى النِّسَاءِ والتَّغَزُّل بِهِنَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابية لِبَعْلِهَا: مُرَّ بِي عَلَى بَني نَظَرَى، وَلَا تَمُرَّ بِي عَلَى بَنَاتِ نَقَرَى، أَي مُرَّ بِي عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ إِليّ فأُعجبهم وأَرُوقُهم وَلَا يَعِيبُونَني مِنْ وَرَائِي، وَلَا تَمُرَّ بِي عَلَى النِّسَاءِ اللَّائِي يَنْظُرْنَنِي فيَعِبْنَني حَسَدًا ويُنَقِّرْنَ عَنْ عُيُوبِ مَنْ مَرَّ بِهِنَّ. وامرأَة سُمْعُنَةٌ نُظْرُنَةٌ وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنة، كِلَاهُمَا بِالتَّخْفِيفِ؛ حَكَاهُمَا يَعْقُوبُ وَحْدَهُ: وَهِيَ الَّتِي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَنَظَّرَتْ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا فَظَنَّتْ. والنَّظَرُ: الْفِكْرُ فِي الشَّيْءِ تُقَدِّره وَتَقِيسُهُ مِنْكَ. والنَّظْرَةُ: اللَّمْحَة بالعَجَلَة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَلِيٍّ: لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فإِن لَكَ الأُولى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخرةُ. والنَّظْرَةُ: الهيئةُ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ لَمْ يَعْمَلْ نَظَرُه لَمْ يَعْمَلْ لسانُه؛ وَمَعْنَاهُ أَن النَّظْرَةَ إِذا خرجت بإِبكار الْقَلْبِ عَمِلَتْ فِي الْقَلْبِ، وإِذا خَرَجَتْ بإِنكار الْعَيْنِ دُونَ الْقَلْبِ لَمْ تَعْمَلْ، وَمَعْنَاهُ أَن مَنْ لَمْ يَرْتَدِعْ بِالنَّظَرِ إِليه مِنْ ذَنْبٍ أَذنبه لَمْ يَرْتَدِعْ بِالْقَوْلِ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: ونَظَرَ الدَّهْرُ إِلى بَنِي فُلَانٍ فأَهلكهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ عَلَى المَثَلِ، قَالَ: ولستُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والمَنْظَرَةُ: مَوْضِعُ الرَّبِيئَةِ. غَيْرُهُ: والمَنظَرَةُ مَوْضِعٌ فِي رأْس جَبَلٍ فِيهِ رَقِيبٌ يَنْظُرُ العدوَّ يَحْرُسُه. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنظَرَةُ المَرْقَبَةُ.

ورجلٌ نَظُورٌ ونَظُورَةٌ وناظُورَةٌ ونَظِيرَةٌ: سَيِّدٌ يُنْظَر إِليه، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ فُلَانٌ نَظُورةُ قَوْمِهِ ونَظِيرَةُ قومهِ، وَهُوَ الَّذِي يَنْظُرُ إِليه قَوْمُهُ فَيَمْتَثِلُونَ مَا امْتَثَلَهُ، وَكَذَلِكَ هُوَ طَرِيقَتُهم بِهَذَا الْمَعْنَى. وَيُقَالُ: هُوَ نَظِيرَةُ الْقَوْمِ وسَيِّقَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والنَّظُورُ: الَّذِي لَا يُغْفِلُ النَّظَرَ إِلى مَا أَهمه. والمَناظِر: أَشرافُ الأَرضِ لأَنه يُنْظَرُ مِنْهَا. وتَناظَرَتِ الدَّارانِ: تَقَابَلَتَا. ونَظَرَ إِليك الجبلُ: قَابَلَكَ. وإِذا أَخذت فِي طَرِيقِ كَذَا فَنَظَر إِليك الجبلُ فَخُذْ عَنْ يَمِينِهِ أَو يَسَارِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ؛ ذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ إِلى أَنه أَراد الأَصنام أَي تُقَابِلُكَ، وَلَيْسَ هُنَالِكَ نَظَرٌ لَكِنْ لَمَّا كَانَ النَّظَرُ لَا يَكُونُ إِلا بمقابلةٍ حَسُنَ وَقَالَ: وَتَرَاهُمْ، وإِن كَانَتْ لَا تَعْقِلُ لأَنهم يَضَعُونَهَا مَوْضِعَ مَنْ يَعْقِلُ. والنَّاظِرُ: الْحَافِظُ. وناظُورُ الزَّرْعِ وَالنَّخْلِ وَغَيْرِهِمَا: حَافِظُه؛ وَالطَّاءُ نَبَطِيَّة. وَقَالُوا: انْظُرْني أَيِ اصْغ إِليَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا . والنَّظْرَةُ: الرحمةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ؛ أَي لَا يَرْحَمُهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ لَا يَنْظُر إِلى صُوَرِكم وأَموالكم وَلَكِنْ إِلى قُلُوبِكُمْ وأَعمالكم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَى النَّظَرِ هَاهُنَا الإِحسان وَالرَّحْمَةُ والعَطْفُ لأَن النَّظَرَ فِي الشَّاهِدِ دَلِيلُ الْمَحَبَّةِ، وَتَرْكَ النَّظَرِ دَلِيلُ الْبُغْضِ وَالْكَرَاهَةِ، ومَيْلُ الناسِ إِلى الصُّوَرِ الْمُعْجِبَةِ والأَموال الْفَائِقَةِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يَتَقَدَّسُ عَنْ شِبْهِ الْمَخْلُوقِينَ، فَجَعَلَ نَظَرَهُ إِلى مَا هُوَ للسِّرِّ واللُّبِّ، وَهُوَ الْقَلْبُ وَالْعَمَلُ؛ وَالنَّظَرُ يَقَعُ عَلَى الأَجسام وَالْمَعَانِي، فَمَا كَانَ بالأَبصار فَهُوَ للأَجسام، وَمَا كَانَ بِالْبَصَائِرِ كَانَ لِلْمَعَانِي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ أَي خَيْرِ الأَمرين لَهُ: إِما إِمساك الْمَبِيعِ أَو ردُّه، أَيُّهما كَانَ خَيْرًا لَهُ وَاخْتَارَهُ فَعَلَه؛ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْقِصَاصِ: مَنْ قُتل لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ ؛ يَعْنِي الْقِصَاصَ وَالدِّيَةَ؛ أَيُّهُما اخْتَارَ كَانَ لَهُ؛ وَكُلُّ هَذِهِ معانٍ لَا صُوَرٌ. ونَظَرَ الرجلَ يَنْظُرُهُ وانْتَظَرَه وتَنَظَّرَه: تَأَنى عَلَيْهِ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ: إِذا بَعُدُوا لَا يأْمَنُونَ اقْتِرابَهُ، ... تَشَوُّفَ أَهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَلَا أَجْعَلُ المعروفَ حلَّ أَلِيَّةٍ، ... وَلَا عِدَةً فِي النَّاظِرِ المُتَغَيَّبِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: النَّاظِرُ هُنَا عَلَى النَّسَبِ أَو عَلَى وَضْعِ فَاعِلٍ مَوْضِعَ مَفْعُولٍ؛ هَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ، ومَثَّلَه بِسِرٍّ كَاتِمٍ أَي مَكْتُومٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَكَذَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ الحَامِضِ «1»، بِفَتْحِ الْيَاءِ، كأَنه لَمَّا جَعَلَ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ اسْتَجَازَ أَيضاً أَن يَجْعَلَ مُتَفَعَّلًا فِي مَوْضِعِ مُتَفَعِّلٍ وَالصَّحِيحُ المتَغَيِّب، بِالْكَسْرِ. والتَّنَظُّرُ: تَوَقُّع الشَّيْءِ. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّنَظُّرُ تَوَقُّعُ مَا تَنْتَظِرُهُ. والنَّظِرَةُ، بِكَسْرِ الظَّاءِ: التأْخير فِي الأَمر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: فناظِرَةٌ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ؛ أَي تكذيبٌ. وَيُقَالُ: بِعْتُ فُلَانًا فأَنْظَرْتُه أَي أَمهلتُه، والاسم منه النَّظِرَةُ.

_ (1). قوله [الحامض] هو لقب أبي موسى سليمان بن محمد بن أحمد النحوي أخذ عن ثعلب، صحبه أربعين سنة وألف في اللغة غريب الحديث وخلق الإنسان والوحوش والنبات، روى عَنْهُ أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ وأبو جعفر الأصبهاني. مات سنة 305

وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ اشْتَرَيْتُهُ مِنْهُ بِنَظِرَةٍ وإِنْظارٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ؛ أَي إِنظارٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ أُبايِعُ النَّاسَ فكنتُ أُنْظِر المُعْسِرَ ؛ الإِنظار: التأْخير والإِمهال. يُقَالُ: أَنْظَرْتُه أُنْظِره. ونَظَرَ الشيءَ: بَاعَهُ بِنَظِرَة. وأَنْظَرَ الرجلَ: بَاعَ مِنْهُ الشَّيْءَ بِنَظِرَةٍ. واسْتَنْظَره: طَلَبَ مِنْهُ النَّظرَةَ واسْتَمْهَلَه. وَيَقُولُ أَحد الرَّجُلَيْنِ لِصَاحِبِهِ: بيْعٌ، فَيَقُولُ: نِظْرٌ أَي أَنْظِرْني حَتَّى أَشْتَرِيَ مِنْكَ. وتَنَظَّرْه أَي انْتَظِرْهُ فِي مُهْلَةٍ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: نَظَرْنا النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ذاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ الليلِ. يُقَالُ: نَظَرتُهُ وانْتَظَرْتُه إِذا ارْتَقَبْتَ حضورَه. وَيُقَالُ: نَظَارِ مِثْلُ قَطامِ كَقَوْلِكَ: انْتَظِرْ، اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الأَمر. وأَنْظَرَه: أَخَّرَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . والتَّناظُرُ: التَّراوُضُ فِي الأَمر. ونَظِيرُك: الَّذِي يُراوِضُك وتُناظِرُهُ، وناظَرَه مِنَ المُناظَرَة. والنَّظِيرُ: المِثْلُ، وَقِيلَ: الْمِثْلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفُلَانٌ نَظِيرُك أَي مِثْلُك لأَنه إِذا نَظَر إِليهما النَّاظِرُ رَآهُمَا سَوَاءً. الْجَوْهَرِيُّ: ونَظِيرُ الشَّيْءِ مِثْلُه. وَحَكَى أَبو عُبَيْدَةَ: النِّظْر والنَّظِير بِمَعْنًى مِثْلَ النِّدِّ والنَّدِيدِ؛ وأَنشد لِعَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَقَّاصٍ الحارِثيِّ: أَلا هَلْ أَتى نِظْرِي مُلَيْكَةَ أَنَّني ... أَنا الليثُ، مَعْدِيّاً عَلَيْهِ وعادِيا؟ «2» وَقَدْ كنتُ نَحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْمَطِيِّ، ... وأَمْضِي حيثُ لَا حَيَّ ماضِيَا وَيُرْوَى: عِرْسِي مُلَيْكَةَ بَدَلَ نِظْرِي مُلَيْكَةَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ نَظِيرَةُ قَوْمِهِ ونَظُورَةُ قَوْمِهِ لِلَّذِي يُنْظَر إِليه مِنْهُمْ، وَيُجْمَعَانِ عَلَى نَظَائِرَ، وجَمْعُ النَّظِير نُظَرَاءُ، والأُنثى نَظِيرَةٌ، وَالْجَمْعُ النَّظائر فِي الْكَلَامِ والأَشياء كُلُّهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَقَدْ عرفتُ النَّظائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُومُ بِهَا عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ المُفَصَّل ، يَعْنِي سُوَرَ الْمُفَصَّلِ، سُمِّيَتْ نَظَائِرَ لِاشْتِبَاهِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ فِي الطُّول. وَقَوْلُ عَديّ: لَمْ تُخطِئْ نِظارتي أَي لَمْ تُخْطِئْ فِراسَتي. والنَّظائِرُ: جَمْعُ نَظِيرة، وَهِيَ المِثْلُ والشِّبْهُ فِي الأَشكال، الأَخلاق والأَفعال والأَقوال. وَيُقَالُ: لَا تُناظِرْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا بِكَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد لَا تَجْعَلْ شَيْئًا نَظِيرًا لِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا لِكَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ فَتَدَعَهُمَا وتأْخذ بِهِ؛ يَقُولُ: لَا تَتْبَعْ قَوْلَ قَائِلٍ مَنْ كَانَ وَتَدَعَهُمَا لَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيَجُوزُ أَيضاً فِي وَجْهٍ آخَرَ أَن يَجْعَلَهُمَا مَثَلًا لِلشَّيْءِ يَعْرِضُ مِثْلَ قَوْلِ إِبراهيم النَّخَعِيِّ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَن يَذْكُرُوا الْآيَةَ عِنْدَ الشَّيْءِ يَعْرِضُ مِنْ أَمر الدُّنْيَا، كَقَوْلِ الْقَائِلِ لِلرَّجُلِ إِذا جَاءَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي يُرِيدُ صاحبُه: جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى، هذا وَمَا أَشبهه مِنَ الْكَلَامِ، قَالَ: والأَوّل أَشبه. وَيُقَالُ: ناظَرْت فُلَانًا أَي صِرْتُ نَظِيرًا لَهُ فِي الْمُخَاطَبَةِ. وناظَرْتُ فُلَانًا بِفُلَانٍ أَي جَعَلْتُهُ نَظِيراً لَهُ. وَيُقَالُ لِلسُّلْطَانِ إِذا بَعَثَ أَميناً يَسْتبرئ أَمْرَ جماعةِ قريةٍ: بَعث ناظِراً. وَقَالَ الأَصمعي: عَدَدْتُ إِبِلَ فُلَانٍ نَظائِرَ أَي مَثْنَى مَثْنَى، وَعَدَدْتُهَا جَمَاراً إِذا عَدَدْتَهَا وأَنت تَنْظُرُ إِلى جَمَاعَتِهَا. والنَّظْرَةُ: سُوءُ الْهَيْئَةِ. وَرَجُلٌ فِيهِ نَظْرَةٌ أَي شُحُوبٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وَفِي الهامِ مِنْهَا نَظْرَةٌ وشُنُوعُ

_ (2). روي هذا البيت في قصيدة عبد يغوث على الصورة التالية: وَقَدْ عَلِمت عِرسِي مُلَيكةُ أَنَّنِي ... أَنَا الليثُ، مَعدُوّاً عليّ وعَاديا

قَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ. ويقال: إِن فِي هَذِهِ الْجَارِيَةِ لَنَظْرَةً إِذا كَانَتْ قَبِيحَةً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فِيهِ نَظْرَةٌ ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النَّظَرُ عَنْهُ مِنْ قُبْحِهِ. وَفِيهِ نَظْرَةٌ أَي قُبْحٌ؛ وأَنشد الرِّياشِيُّ: لَقَدْ رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ، ... وَفِي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى جَارِيَةً فَقَالَ: إِن بِهَا نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لَهَا ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِن بِهَا إِصابة عَيْنٍ مِنْ نَظَرِ الجِنِّ إِليها، وَكَذَلِكَ بِهَا سَفْعَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ؛ قَالَ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ غَيْرَ مُنْتَظِرِينَ بُلُوغَهُ وإِدراكه. وَفِي الْحَدِيثُ: أَن عَبْدَ اللَّهِ أَبا النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ، فرأَتْ فِي وَجْهِهِ نُوراً فَدَعَتْهُ إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ مِنْهَا وتُعْطِيَهُ مِائَةً مِنَ الإِبل فأَبى ، قَوْلُهُ: تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ، وَهُوَ نَظَرُ تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ، وَهَذِهِ المرأَة هِيَ كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، وَكَانَتْ مُتَهَوِّدَةً قَدْ قرأَت الْكُتُبَ، وَقِيلَ: هِيَ أُختُ ورَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ. والنَّظْرَةُ: عَيْنُ الْجِنِّ. والنَّظْرَةُ: الغَشْيَةُ أَو الطَّائِفُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَدْ نُظِرَ. وَرَجُلٌ فِيهِ نَظْرَةٌ أَي عيبٌ. والمنظورُ: الَّذِي أَصابته نَظْرَةٌ. وَصَبِيٌّ مَنْظُورٌ: أَصابته الْعَيْنُ. والمنظورُ: الَّذِي يُرْجَى خَيْرُه. وَيُقَالُ: مَا كَانَ نَظِيراً لِهَذَا وَلَقَدْ أَنْظَرْتُه، وَمَا كَانَ خَطِيراً وَلَقَدْ أَخْطَرْتُه. ومَنْظُورُ بْنُ سَيَّارٍ: رجلٌ. ومَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّيٍّ؛ قَالَ: وَلَوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما ... لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئا لِي قَذَاكُما وحَبَّةُ: اسْمُ امرأَة عَلِقَها هَذَا الْجِنِّيُّ فَكَانَتْ تَطَبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُها. وناظِرَةُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ أَو مَوْضِعٌ. ونَواظِرُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وصَدَّتْ عَنْ نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتَاماً، هاجَ عَيْفِيًّا وَآلَا «1» وَبَنُو النَّظَّارِ: قَوْمٌ مِنْ عُكْلٍ، وإِبل نَظَّاريَّة: مَنْسُوبَةٌ إِليهم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا السَّعْمُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل. نعر: النُّعْرَةُ والنُّعَرَةُ: الخَيْشُوم، وَمِنْهَا يَنْعِرُ النَّاعِرُ. والنَّعْرَةُ: صوتٌ فِي الخَيْشُوم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِني وربِّ الكَعْبَةِ المَسْتُورَه، ... والنَّعَراتِ مِنْ أَبي مَحْذُورَه يَعْنِي أَذانه. ونَعَرَ الرجلُ يَنْعَرُ ويَنْعِرُ نَعِيراً ونُعاراً: صاحَ وصَوَّتَ بِخَيْشُومِهِ، وَهُوَ مِنَ الصَّوْتِ. قَالَ الأَزهري: أَما قَوْلُ اللَّيْثِ فِي النَّعِيرِ إِنه صَوْتٌ فِي الْخَيْشُومِ وَقَوْلُهُ النُّعَرَةُ الخيشومُ، فَمَا سَمِعْتُهُ لأَحد مِنَ الأَئمة، قَالَ: وَمَا أَرى اللَّيْثَ حَفِظَهُ. والنَّعِيرُ: الصِّياحُ. والنَّعِيرُ: الصُّراخُ فِي حَرْب أَو شَرّ. وامرأَة نَعَّارَةٌ: صَخَّابَةٌ فَاحِشَةٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ: غَيْرَى نَعْرَى للمرأَة؛ قَالَ الأَزهري: نَعْرَى لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ تأْنيث نَعْرانَ، وَهُوَ الصَّخَّابُ، لأَن فَعْلانَ وفَعْلى يَجِيئَانِ فِي بَابِ فَعِلَ يَفْعَلُ وَلَا يَجِيئَانِ فِي بَابِ فَعَلَ يَفْعِلُ. قَالَ شَمِرٌ: النَّاعِرُ عَلَى وَجْهَيْنِ: النَّاعِرُ المُصَوِّتُ والنَّاعِرُ العِرْقُ الَّذِي يَسِيلُ دَمًا. ونَعَرَ عِرْقُه

_ (1). قوله [عيفياً] كذا بالأصل.

يَنْعِرُ نُعوراً ونَعِيراً، فَهُوَ نَعَّارٌ ونَعُورٌ: صَوَّتَ لِخُرُوجِ الدَّمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، ... قَضْبَ الطَّبِيبِ نائِطَ المَصْفُورِ وَهَذَا الرَّجَزُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ لأَبيه الْعَجَّاجِ، وَمَعْنَى بَجَّ شَقَّ، يَعْنِي أَن الثَّوْرَ طَعَنَ الكلبَ فَشَقَّ جِلْدَهُ. والعَانِدُ: الْعِرْقُ الَّذِي لَا يَرْقَأُ دَمُه. وَقَوْلُهُ قَضْبَ الطَّبِيبِ أَي قَطْعَ الطَّبِيبِ النائطَ وَهُوَ الْعِرْقُ. وَالْمَصْفُورُ: الَّذِي بِهِ الصُّفَارُ، وَهُوَ الْمَاءُ الأَصفر. والنَّاعُورُ: عِرْقٌ لَا يرقأُ دَمُهُ. ونَعَرَ الجُرْحُ بِالدَّمِ يَنْعَرُ إِذا فَارَ. وجُرْحٌ نَعَّارٌ: لَا يرقأُ. وجُرْحٌ نَعُورٌ: يُصَوِّت مِنْ شِدَّةِ خُرُوجِ دَمِهِ مِنْهُ. ونَعَرَ العرقُ يَنْعَرُ، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا، نَعْراً أَي فَارَ مِنْهُ الدَّمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَرَتْ نَظْرَةً لَوْ صادَفَتْ جَوْزَ دَارِعٍ ... غَدَا، والعَواصِي مِنْ دَمِ الجَوْفِ تَنْعَرُ وَقَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى: رأَيتُ نيرانَ الحُروبِ تُسْعَرُ ... مِنْهُمْ إِذا مَا لُبِسَ السَّنَوَّرُ، ضَرْبٌ دِرَاكٌ وطِعانٌ يَنْعَرُ وَيُرْوَى يَنْعِرُ، أَي وَاسِعُ الْجِرَاحَاتِ يَفُورُ مِنْهُ الدَّمُ. وضربٌ دِراكٌ أَي مُتَتَابِعٌ لَا فُتُور فِيهِ. والسَّنَوَّرُ: الدُّرُوعُ، وَيُقَالُ: إِنه اسْمٌ لِجَمِيعِ السِّلَاحِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي اللَّهُ عَنْهُمَا: أَعوذ بَاللَّهِ مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ ، مِنْ ذَلِكَ. ونَعرَ الجُرْحُ يَنْعَرُ: ارْتَفَعَ دَمُهُ. ونَعَر العِرْقُ بِالدَّمِ، وَهُوَ عِرْقٌ نَعَّارٌ بِالدَّمِ: ارْتَفَعَ دَمُهُ. قَالَ الأَزهري: قرأْت فِي كِتَابِ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ مَنْسُوبًا إِلى ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: جُرْحٌ تَعَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالتَّاءِ، وتَغَّارٌ، بِالْغَيْنِ وَالتَّاءِ، ونَعَّارٌ، بِالْعَيْنِ وَالنُّونِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْقَأُ، فَجَعَلَهَا كُلَّهَا لُغَاتٍ وَصَحَّحَهَا. والنُّعَرَةُ: ذبابٌ أَزْرَقُ يَدْخُلُ فِي أُنوف الْحَمِيرِ وَالْخَيْلِ، وَالْجَمْعُ نُعَرٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: نُعَرٌ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلَّا بِالْهَاءِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ هُوَ النُّعَرُ، فَحَمَلَهُ ذَلِكَ عَلَى أَن تأَوَّل نُعَراً فِي الْجَمْعِ الَّذِي ذَكَرْنَا، وإِلَّا فَقَدْ كَانَ تَوْجِيهُهُ عَلَى التَّكْسِيرِ أَوْسَعَ. ونَعِرَ الفرسُ والحمارُ يَنْعَرُ نَعَراً، فَهُوَ نَعِرٌ: دَخَلَتِ النُّعَرَةُ فِي أَنفه؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ، ... كَمَا يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ أَي فَظَلَّ الْكَلْبُ لَمَّا طَعَنَهُ الثَّوْرُ بِقَرْنِهِ يَسْتَدِيرُ لأَلم الطَّعْنَةِ كَمَا يَسْتَدِيرُ الْحِمَارُ الَّذِي دَخَلَتِ النُّعَرَةُ فِي أَنفه. والغَيْطَلُ: الشَّجَرُ، الْوَاحِدَةُ غَيْطَلَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النُّعَرَةُ، مِثَالُ الهُمَزَةِ، ذُبَابٌ ضَخْمٌ أَزرق الْعَيْنِ أَخضر لَهُ إِبرة فِي طَرَفِ ذَنَبِهِ يَلْسَعُ بِهَا ذَوَاتَ الْحَافِرِ خَاصَّةً، وَرُبَّمَا دَخَلَ فِي أَنف الْحِمَارِ فَيَرْكَبُ رأْسه وَلَا يَرُدُّه شَيْءٌ، تَقُولُ مِنْهُ: نَعِرَ الْحِمَارُ، بِالْكَسْرِ، يَنْعَرُ نَعَراً، فَهُوَ حِمَارٌ نَعِرٌ، وأَتانٌ نَعِرَةٌ، وَرَجُلٌ نَعِرٌ: لَا يَسْتَقِرَّ فِي مَكَانٍ، وَهُوَ مِنْهُ. وَقَالَ الأَحمر: النُّعَرَةُ ذُبَابَةٌ تَسْقُطُ عَلَى الدَّوَابِّ فَتُؤْذِيهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تَرَى النُّعَراتِ الخُضْرَ حَوْلَ لَبَانِهِ، ... أُحادَ ومَثْنَى، أَصْعَقَتْها صَواهِلُه أَي قَتَلَهَا صَهِيلُهُ. ونَعَرَ فِي الْبِلَادِ أَي ذَهَب. وَقَوْلُهُمْ: إِن في رأْسه نُعَرَةً أَي كِبْراً. وَقَالَ الأُمَوِيُّ: إِن في رأْسه نَعَرَةً، بِالْفَتْحِ، أَي أَمْراً يَهُمُّ بِهِ.

وَيُقَالُ: لأُطِيرَنَّ نُعَرَتَكَ أَي كِبْرَكَ وَجَهْلَكَ مِنْ رأْسك، والأَصل فِيهِ أَنَّ الْحِمَارَ إِذا نَعِرَ رَكِب رأْسَه، فَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ رَكِبَ رأْسَه: فِيهِ نُعَرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: لَا أُقْلِعُ عَنْهُ حَتَّى أُطِيرَ نُعَرَتَهُ، وَرُوِيَ: حَتَّى أَنْزِعَ النُّعَرَةَ الَّتِي فِي أَنفه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الذُّبَابُ الأَزرق وَوَصَفَهُ وَقَالَ: ويَتَولَّعُ بِالْبَعِيرِ وَيَدْخُلُ فِي أَنفه فَيَرْكَبُ رأْسَه، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لنَعِيرِها وَهُوَ صَوْتُهَا، قَالَ: ثُمَّ اسْتُعِيرَتْ للنَّخْوَةِ والأَنَفَةِ والكِبْرِ أَي حَتَّى أُزيل نَخْوَتَهُ وأُخْرِجَ جَهْلَهُ مِنْ رأْسه، أَخرجه الْهَرَوِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا مَرْفُوعًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا رأَيت نُعَرَةَ النَّاسِ وَلَا تَسْتَطِيعُ أَن تُغَيِّرَها فدَعْها حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ يُغَيِّرُهَا أَي كِبْرَهُمْ وَجَهْلَهُمْ، والنُّعَرَةُ والنُّعَرُ: مَا أَجَنَّتْ حُمُرُ الْوَحْشِ فِي أَرحامها قَبْلَ أَن يَتِمَّ خَلْقُهُ، شُبِّهَ بِالذُّبَابِ، وَقِيلَ: إِذا اسْتَحَالَتِ الْمُضْغَةُ فِي الرَّحِمِ فَهِيَ نُعَرَةٌ، وَقِيلَ: النُّعَرُ أَولاد الْحَوَامِلِ إِذا صَوَّتَتْ، وَمَا حَمَلَتِ الناقةُ نُعَرَةً قَطُّ أَي مَا حَمَلَتْ وَلَدًا؛ وجاءَ بِهَا العَجَّاجُ فِي غَيْرِ الجَحْدِ فَقَالَ: والشَّدنِيَّات يُسَاقِطْنَ النُّعَرْ «1» يُرِيدُ الأَجنة؛ شَبَّهَهَا بِذَلِكَ الذُّبَابِ. وَمَا حَمَلَتِ المرأَة نُعَرَةً قَطُّ أَي مَلْقُوحًا؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وَالْمَلْقُوحُ إِنما هُوَ لِغَيْرِ الإِنسان. وَيُقَالُ للمرأَة وَلِكُلِّ أُنثى: مَا حَمَلَتْ نُعَرَةً قَطُّ، بِالْفَتْحِ، أَي مَا حَمَلَتْ مَلْقُوحًا أَي وَلَدًا. والنُّعَرُ رِيحٌ تأْخذ فِي الأَنف فَتَهُزُّهُ. والنَّعُورُ مِنَ الرِّيَاحِ: مَا فاجَأَكَ بِبَرْدٍ وأَنت فِي حَرٍّ، أَو بحَرٍّ وأَنت فِي بَرْدٍ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ. ونَعَرَتِ الريحُ إِذا هَبَّتْ مَعَ صَوْتٍ، وَرِيَاحٌ نَواعِرُ وَقَدْ نَعَرَتْ نُعاراً. والنَّعْرَةُ مِنَ النَّوْءِ إِذا اشتدَّ بِهِ هُبُوبُ الرِّيحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَمِل الأَنامِل ساقِط أَرْواقُه ... مُتَزَحِّر، نَعَرَتْ بِهِ الجَوْزاءُ والنَّاعُورَةُ: الدُّولابُ. والنَّاعُورُ: جَنَاحُ الرَّحَى. والنَّاعُورُ: دَلْوٌ يُسْتَقَى بِهَا. والنَّاعُورُ: وَاحِدُ النَّواعِير الَّتِي يُسْتَقَى بِهَا يُدِيرُهَا الماءُ وَلَهَا صوتٌ. والنُّعَرَةُ: الخُيَلاءُ. وَفِي رأْسه نُعرَةٌ ونَعَرَةٌ أَي أَمْرٌ يَهُمُّ بِهِ. ونِيَّةٌ نَعُورٌ: بَعِيدَةٌ؛ قَالَ: وكنتُ إِذا لَمْ يَصِرْنِي الهَوَى ... وَلَا حُبُّها، كَانَ هَمِّي نَعُورَا وَفُلَانٌ نَعِيرُ الهَمّ أَي بَعِيدُه. وهِمَّةٌ نَعُورٌ: بعيدةٌ. والنَّعُورُ مِنَ الْحَاجَاتِ: الْبَعِيدَةُ. وَيُقَالُ: سَفَرٌ نَعُورٌ إِذا كَانَ بَعِيدًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: ومِثْلِي، فاعْلَمِي يَا أُمَّ عَمرٍو، ... إِذا مَا اعْتادَهُ سَفَرٌ نَعُورُ وَرَجُلٌ نَعَّارٌ فِي الْفِتَنِ: خَرَّاجٌ فِيهَا سَعَّاءٌ، لَا يُرَادُ بِهِ الصوتُ وإِنما تُعْنَى بِهِ الحركةُ. والنَّعَّارُ أَيضاً: الْعَاصِي؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ونَعَرَ القومُ: هَاجُوا وَاجْتَمَعُوا فِي الْحَرْبِ. وَقَالَ الأَصمعي فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: مَا كَانَتْ فتنةٌ إِلَّا نَعَرَ فِيهَا فلانٌ أَي نَهَضَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ: كُلَّمَا نَعَرَ بِهِمْ ناعِرٌ اتَّبَعُوه أَي ناهِضٌ يَدْعُوهُمْ إِلى الْفِتْنَةِ وَيَصِيحُ بِهِمْ إِليها. ونَعَر الرَّجُلُ: خَالَفَ وأَبى؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمُخَبَّلِ السَّعْدِي: إِذا مَا هُمُ أَصْلَحُوا أَمرَهُمْ، ... نَعَرْتَ كما يَنْعَرُ الأَخْدَعُ

_ (1). قوله [والشدنيات] الذي تقدم: كالشدنيات، ولعلهما روايتان.

يَعْنِي أَنه يُفْسِدُ عَلَى قَوْمِهِ أَمرهم، ونَعْرَةُ النَّجْمِ: هُبُوبُ الرِّيحِ وَاشْتِدَادُ الْحَرِّ عِنْدَ طُلُوعِهِ فإِذا غَرَبَ سَكَنَ. وَمِنْ أَين نَعَرْتَ إِلينا أَي أَتيتنا وأَقبلت إِلينا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ مَرَّةً: نَعَرَ إِليهم طَرَأَ عَلَيْهِمْ. والتَّنْعِيرُ: إِدارة السَّهْمِ عَلَى الظُّفُرِ لِيُعْرَفَ قَوَامُهُ مِنْ عِوَجِهِ، وَهَكَذَا يَفْعَلُ مَنْ أَراد اخْتِبَارَ النَّبْلِ، وَالَّذِي حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ فِي هَذَا إِنما هُوَ التَّنْفِيزُ. والنُّعَرُ: أَوَّل مَا يُثْمِرُ الأَراكُ، وَقَدْ أَنْعَرَ أَي أَثْمر، وَذَلِكَ إِذا صَارَ ثَمَرَةً بِمِقْدَارِ النُّعَرَةِ. وَبَنُو النَّعِير: بَطْنٌ من العرب. نغر: نَغِرَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، نَغَراً، ونَغَرَ يَنْغِرُ نَغَراناً وتَنَغَّر: غَلَى وغَضِبَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَغْلِي جَوْفُهُ مِنَ الْغَيْظِ، وَرَجُلٌ نَغِر، وامرأَة نَغِرَة: غَيْرَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: أَن امرأَة جاءَته فَذَكَرَتْ لَهُ أَن زَوْجَهَا يأْتي جَارِيَتَهَا، فَقَالَ: إِن كنتِ صَادِقَةً رَجَمْنَاهُ، وإِن كنتِ كَاذِبَةً جَلَدْناكِ، فَقَالَتْ: رُدُّوني إِلى أَهلي غَيْرَى نَغِرَةً أَي مُغْتَاظَةً يَغْلِي جَوْفِي غَلَيانَ القِدْرِ؛ قَالَ الأَصمعي: سأَلني شُعْبَةُ عَنْ هَذَا الْحَرْفِ فَقُلْتُ: هُوَ مأْخوذ مِنْ نَغَرِ القِدر، وَهُوَ غَلَيانُها وفَوْرُها. يُقَالُ مِنْهُ: نَغِرَتِ القِدر تَنْغَر نَغَراً إِذا غَلَتْ، فَمَعْنَاهُ أَنها أَرادت أَن جَوْفَهَا يَغْلِي مِنَ الْغَيْظِ والغَيْرَةِ، ثُمَّ لَمْ تَجِدْ عِنْدَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَا تُرِيدُ. وَكَانَتْ بَعْضُ نِسَاءِ الأَعراب عَلِقَةً بِبَعْلِهَا فَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا، فَتَاهَتْ وتَدَلَّهَتْ مِنَ الغَيْرَةِ، فَمَرَّتْ يَوْمًا بِرَجُلٍ يَرْعَى إِبلًا لَهُ فِي رأْس أَبرق، فَقَالَتْ: أَيها الأَبرق فِي رأْس الرَّجُلِ عَسَى رأَيت جَرِيراً يَجُرُّ بَعِيراً، فَقَالَ لَهَا الرَّجُلُ: أَغَيْرَى أَنت أَم نَغِرَةٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ: مَا أَنا بالغَيْرَى وَلَا النَّغِرَة، أُذِيبُ أَحْمالي وأَرْعَى زُبْدَتي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن النَّغِرَةَ هُنَا الغَضْبى لَا الغَيْرَى لِقَوْلِهِ: أَغْيْرَى أَنتِ أَم نَغِرَةٌ؟ فَلَوْ كَانَتِ النَّغِرَةُ هُنَا هِيَ الغَيْرَى لَمْ يُعَادِلْ بِهَا قَوْلَهُ أَغَيْرَى كَمَا لَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَقاعد أَنت أَم جَالِسٌ؟ ونَغَرَتِ القِدْرُ تَنْغِرُ نَغِيراً ونَغَراناً ونَغِرَتْ: غَلَتْ. وظَلَّ فُلَانٌ يَتَنَغَّرُ عَلَى فُلَانٍ أَي يَتَذَمَّرُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: أَي يَغْلِي عَلَيْهِ جَوْفُهُ غَيْظاً. ونَغَرَتِ الناقةُ تَنْغِرُ: ضَمَّتْ مُؤَخَّرَها فَمَضَتْ. ونَغَرَها: صاحَ بِهَا؛ قَالَ: وعَجُز تَنْغِرُ للتَّنْغِير وَرَوَى بَعْضُهُمْ: تَنْفِرُ لِلتَّنْفِيرِ يَعْنِي تُطَاوِعُهُ عَلَى ذَلِكَ. والنُّغَرُ: فِراخُ الْعَصَافِيرِ، وَاحِدَتُهُ نُغَرَةٌ مِثَالُ هُمَزَة، وَقِيلَ: النُّغَرُ ضربٌ مِنَ الحُمَّرِ حُمْرُ الْمَنَاقِيرِ وأُصُولِ الأَحْناكِ، وَجَمْعُهَا نِغْرانٌ، وَهُوَ البُلْبُلُ عِنْدَ أَهل الْمَدِينَةِ؛ قَالَ يَصِفُ كَرْماً: يَحْمِلْنَ أَزقاقَ المُدامِ، كأَنما ... يحْمِلْنَها بأَظافِرِ النِّغْرانِ شَبَّهَ مَعالق العِنَبِ بأَظافِرِ النِّغْرانِ. الْجَوْهَرِيُّ: النغَرَةُ، مِثَالُ الهُمَزة، وَاحِدَةُ النُّغَرِ، وَهِيَ طَيْرٌ كَالْعَصَافِيرِ حُمْرُ الْمَنَاقِيرِ؛ قَالَ الرَّاجِزِ: عَلِقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ، ... إِذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ، وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُ وَبِتَصْغِيرِهِ جَاءَ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِبُنَيٍّ كَانَ لأَبي طَلْحَةَ الأَنصاري وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ فَمَاتَ: فَمَا فَعَلَ النُّغَيرُ يَا أَبا عُمَيرٍ ؟ قَالَ الأَزهري: النُّغَر طَائِرٌ يُشبه العُصْفُورَ وَتَصْغِيرُهُ نُغَيْرٌ، وَيُجْمَعُ نِغْراناً مِثْلُ صُرَدٍ وصِرْدانٍ. شِمْرٌ: النُّغَرُ فَرْخُ الْعُصْفُورِ،

وَقِيلَ: هُوَ مِنْ صِغَارِ الْعَصَافِيرِ تَرَاهُ أَبداً صَغِيرًا ضاوِيّاً. والنُّغَرُ: أَولاد الْحَوَامِلِ إِذا صَوَّتَتْ ووزَّغَتْ أَي صَارَتْ كالوَزَغِ فِي خِلْقَتِهَا صِغَرٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ النُّعَرُ، بِالْعَيْنِ، وَيُقَالُ مِنْهُ: مَا أَجَنَّتِ الناقةُ نُغَراً قَطُّ أَي مَا حَمَلَتْ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: كالشَّدَنِيَّاتِ يُساقِطْنَ النُّغَرْ ونَغِرَ مِنَ الْمَاءِ نَغَراً: أَكثر. وأَنْغَرَت الشاةُ: لُغَةٌ فِي أَمْغَرَتْ، وَهِيَ مُنْغِرٌ: احمَرَّ لَبَنُهَا وَلَمْ تُخْرِطْ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يَكُونَ فِي لَبَنِهَا شُكْلَةُ دَمٍ فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً، فَهِيَ مِنغارٌ. قَالَ الأَصمعي: أَمْغَرَتِ الشاةُ وأَنْغَرَتْ، وَهِيَ شَاةٌ مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فَخَرَجَ مَعَ لَبَنِهَا دَمٌ. وَشَاةٌ مِنْغارٌ: مِثْلُ مِمْغار. وجُرْحٌ نَغَّارٌ: يَسِيلُ مِنْهُ الدَّمُ؛ قَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ نَغَرَ الدَّمُ ونَعَرَ وتَغَرَ كُلُّ ذَلِكَ إِذا انْفَجَرَ، وَقَالَ العُكْلِيُّ: شَخَبَ العِرْقُ ونَغَر ونَعَرَ؛ قَالَ الكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ: وعاثَ فيهنَّ مِنْ ذِي ليَّةٍ نُتِقَتْ، ... أَو نازِفٌ مِنْ عُرُوقِ الجَوْفِ نَغَّارُ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: نَغَّارٌ سَيَّالٌ. نفر: النَّفْرُ: التَّفَرُّقُ. يقال: لَقِيتُهُ قَبْلَ كُلِّ صَيْحٍ ونَفْرٍ أَي أَولًا، والصَّيْحُ: الصِّياحُ. والنَّفْرُ: التَّفَرُّقُ؛ نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ وتَنْفُر نِفاراً ونُفُوراً وَدَابَّةٌ نافِرٌ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ نافِرَةٌ، وَكَذَلِكَ دَابَّةٌ نَفُورٌ، وكلُّ جازِعٍ مِنْ شَيْءٍ نَفُورٌ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها، ... كَقِتْر الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صيابُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما هُوَ اسْمٌ لِجَمْعِ نَافِرٍ كَصَاحِبٍ وصَحْبٍ وَزَائِرٍ وزَوْرٍ وَنَحْوِهِ. ونَفَرَ القومُ يَنْفِرُون نَفْراً ونَفِيراً. وَفِي حَدِيثِ حَمْزَةَ الأَسلمي: نُفِّرَ بِنَا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ يُقَالُ: أَنْفَرْنا أَي تَفَرَّقَتْ إِبلنا، وأُنْفِرَ بِنَا أَي جُعِلنا مُنْفِرِين ذَوِي إِبلٍ نافِرَةٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأَنْفَرَ بِهَا الْمُشْرِكُونَ بَعِيرَها حَتَّى سَقَطَتْ. ونَفَرَ الظَّبْيُ وَغَيْرُهُ نَفْراً ونَفَراناً: شَرَدَ. وظَبْيٌ نَيْفُورٌ: شَدِيدُ النِّفارِ. واسْتَنْفَرَ الدَّابَّةَ: كَنَفَّرَ. والإِنْفارُ عَنِ الشَّيْءِ والتَّنْفِيرُ عَنْهُ والاسْتِنْفارُ كلُّه بِمَعْنًى. والاسْتِنْفارُ أَيضاً: النُّفُورُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ارْبُطْ حِمارَكَ، إِنه مُسْتَنْفِرٌ ... فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ أَي نَافِرٌ: وَيُقَالُ: فِي الدَّابَّةِ نِفارٌ، وَهُوَ اسمٌ مِثْلُ الحِرانِ؛ ونَفَّرَ الدَّابَّةَ واسْتَنْفَرَها. وَيُقَالُ: اسْتَنْفَرْتُ الوحشَ وأَنْفَرْتُها ونَفَّرْتُها بِمَعْنًى فَنَفَرَتْ تَنْفِرُ واسْتَنْفَرَتْ تَسْتَنْفِرُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ؛ وَقُرِئَتْ: مستنفِرة، بِكَسْرِ الْفَاءِ، بِمَعْنَى نَافِرَةٍ، وَمَنْ قرأَ مستنفَرة، بِفَتْحِ الْفَاءِ، فَمَعْنَاهَا مُنَفَّرَةٌ أَي مَذْعُورَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا أَي لَا تَلْقَوْهُمْ بِمَا يَحْمِلُهُمْ عَلَى النُّفُورِ. يُقَالُ: نَفَرَ يَنْفِر نُفُوراً ونِفاراً إِذا فَرَّ وَذَهَبَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ أَي مَنْ يَلْقى الناسَ بالغِلْظَةِ والشِّدَّةِ فَيَنْفِرُونَ مِنَ الإِسلام والدِّين. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُنَفِّرِ الناسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اشْتَرَطَ لِمَنْ أَقْطَعَهُ أَرضاً أَن لَا يُنَفَّرَ مالُه أَي لَا يُزْجَرَ مَا يَرْعَى مِنْ مَالِهِ

وَلَا يُدْفَعَ عَنِ الرَّعْي. واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا مَعَهُ وأَنْفَرُوه أَي نَصَرُوهُ ومَدُّوه. ونَفَرُوا فِي الأَمر يَنْفِرُون نِفاراً ونُفُوراً ونَفِيراً؛ هَذِهِ عَنِ الزَّجَّاج، وتَنافَرُوا: ذَهَبُوا، وَكَذَلِكَ فِي الْقِتَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا. والاسْتِنْفارُ: الاسْتِنْجادُ والاسْتِنْصارُ، أَي إِذا طَلَبَ مِنْكُمُ النُّصْرَةَ فأَجيبوا وانْفِرُوا خَارِجِينَ إِلى الإِعانة. ونَفَرُ القومِ جماعَتُهم الَّذِينَ يَنْفِرُون فِي الأَمر، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه بَعَثَ جَمَاعَةً إِلى أَهل مَكَّةَ فَنَفَرَتْ لَهُمْ هُذَيْلٌ فَلَمَّا أَحَسُّوا بهم لجَؤُوا إِلى قَرْدَدٍ أَي خَرَجُوا لِقِتَالِهِمْ. والنَّفْرَةُ والنَّفْرُ والنَّفِيرُ: القومُ يَنْفِرُونَ مَعَكَ ويَتَنافَرُونَ فِي الْقِتَالِ، وَكُلُّهُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ: إِنَّ لَهَا فَوارِساً وفَرَطَا، ... ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعًى وَسَطَا، يَحْمُونَها مِنْ أَنْ تُسامَ الشَّطَطَا وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والنَّفِيرُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ يتَقَدَّمُونَ فِيهِ. والنَّفيرُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ كالنَّفْرِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَنْفارٌ. ونَفِير قُرَيْشٍ: الَّذِينَ كَانُوا نَفَرُوا إِلى بَدْرٍ لِيَمْنَعُوا عِيْرَ أَبي سُفْيَانَ. وَيُقَالُ: جَاءَتْ نَفْرَةُ بَنِي فُلَانٍ ونَفِيرُهم أَي جَمَاعَتُهُمُ الَّذِينَ يَنْفِرُون فِي الأَمر. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا فِي العِيْرِ وَلَا فِي النَّفِير؛ قِيلَ هَذَا الْمَثَلُ لِقُرَيْشٍ مِنْ بَيْنِ الْعَرَبِ، وَذَلِكَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا هَاجَرَ إِلى الْمَدِينَةِ وَنَهَضَ مِنْهَا لِتَلَقِّي عِير قُرَيْشٍ سَمِعَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ بِذَلِكَ، فَنَهَضُوا ولَقُوه ببَدْرٍ ليَأْمَنَ عِيرُهم المُقْبِلُ مِنَ الشأْم مَعَ أَبي سُفْيَانَ، فَكَانَ مِنْ أَمرهم مَا كَانَ، وَلَمْ يَكُنْ تَخَلَّفَ عَنِ العِيْرِ وَالْقِتَالِ إِلا زَمِنٌ أَو مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِمَنْ لَا يَسْتَصْلِحُونَهُ لِمُهِمٍّ: فُلَانٌ لَا فِي العِيرِ وَلَا فِي النَّفِيرِ، فالعيرُ مَا كَانَ مِنْهُمْ مَعَ أَبي سُفْيَانَ، وَالنَّفِيرُ مَا كَانَ مِنْهُمْ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَائِدِهِمْ يومَ بَدْرٍ. واسْتَنْفَرَ الإِمامُ الناسَ لِجِهَادِ الْعَدُوِّ فَنَفَرُوا يَنْفِرُونَ إِذا حَثَّهُم عَلَى النَّفِيرِ وَدَعَاهُمْ إِليه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا. ونَفَرَ الحاجُّ مِنْ مِنًى نَفْراً ونَفرَ الناسُ مِنْ مِنًى يَنْفِرُونَ نَفْراً ونَفَراً، وَهُوَ يَوْمُ النَّفْرِ والنَّفَرِ والنُّفُورِ والنَّفِيرِ، وليلةُ النَّفْر والنَّفَرِ، بِالتَّحْرِيكِ، ويومُ النُّفُورِ ويومُ النَّفِير، وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: يومُ النَّفْرِ الأَوّل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْيَوْمُ الثَّانِي مِنْ أَيام التَّشْرِيقِ، والنَّفْرُ الآخِرُ اليومُ الثَّالِثُ، وَيُقَالُ: هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ ثُمَّ يَوْمُ النَّفَرِ الأَول ثُمَّ يَوْمُ النَّفَرِ الثَّانِي، وَيُقَالُ يَوْمُ النَّفَرِ وَلَيْلَةُ النَّفَرِ لِلْيَوْمِ الَّذِي يَنْفِرُ النَّاسُ فِيهِ مِنْ مِنًى، وَهُوَ بَعْدَ يَوْمِ القرِّ؛ وأَنشد لِنُصَيْبٍ الأَسْوَدِ وَلَيْسَ هُوَ نُصَيْباً الأَسْوَدَ المَرْوانِيَّ: أَمَا وَالَّذِي حَجَّ المُلَبُّونَ بَيْتَهُ، ... وعَلَّمَ أَيامَ الذبائحِ والنَّحْرِ لَقَدْ زَادَني، لِلْغَمْرِ، حُبّاً، وأَهْلهِ، ... لَيالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى عَلَى الغَمْرِ وَهَلْ يَأْثَمَنِّي اللهُ فِي أَن ذَكَرْتُها، ... وعَلَّلْتُ أَصحابي بِهَا ليلةَ النَّفْرِ وسَكَّنْتُ مَا بِي مِنْ كَلالٍ وَمِنْ كَرًى، ... وَمَا بالمَطايا مِنْ جُنُوحٍ وَلَا فَتْرِ وَيُرْوَى: وَهَلْ يأْثُمَنِّي، بِضَمِّ الثَّاءِ. والنَّفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والرَّهْطُ: مَا دُونَ الْعَشَرَةِ مِنَ الرِّجَالِ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّصَ فَقَالَ لِلرِّجَالِ دُونَ النساءِ، وَالْجَمْعُ أَنفار. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النَّفَرُ والقومُ والرَّهْطُ

هَؤُلَاءِ مَعْنَاهُمُ الْجَمْعُ لَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: والنسبُ إِليه نَفَرِيٌّ، وَقِيلَ: النَّفَرُ الناسُ كُلُّهُمْ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والنَّفِيرُ مثلُه، وَكَذَلِكَ النَّفْرُ والنَّفْرَةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحدٌ مِنْ أَنْفارِنا أَي مِنْ قَوْمِنَا، جَمْعُ نَفَرٍ وَهُمْ رَهْطُ الإِنسان وَعَشِيرَتُهُ، وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ يَقَعُ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الرِّجَالِ خَاصَّةً مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى الْعَشَرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رِجَالُنَا. اللَّيْثُ: يُقَالُ هَؤُلَاءِ عَشَرَةُ نَفَرٍ أَي عَشَرَةُ رِجَالٍ، وَلَا يُقَالُ عِشْرُونَ نَفَراً وَلَا مَا فَوْقَ الْعَشَرَةِ، وَهُمُ النَّفَرُ مِنَ الْقَوْمِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: نَفْرَةُ الرَّجُلِ ونَفَرُهُ رَهْطُه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ رَجُلًا بِجَوْدَةِ الرَّمْي: فَهْوَ لَا تَنْمِي رَمِيَّتُهُ، ... مَا لَه؟ لَا عُدَّ مِنْ نَفَرِه فَدَعَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَمْدَحُهُ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ لِرَجُلٍ يُعْجِبُكَ فِعْلُهُ: مَا لَهُ قَاتَلَهُ اللهُ أَخزاه اللهُ وأَنت تُرِيدُ غَيْرَ مَعْنَى الدُّعَاءِ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: النَّفِيرُ جَمْعُ نَفْرٍ كالعَبِيدِ والكَلِيبِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكثر مِنْهُمْ نُصَّاراً. وَجَاءَنَا فِي نُفْرَتِه ونافِرَتِه أَي فِي فَصِيلَتِه وَمَنْ يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ. وَيُقَالُ: نَفْرَةُ الرَّجُلِ أُسْرَتُه. يُقَالُ: جَاءَنَا فِي نَفْرَتِه ونَفْرِه؛ وأَنشد: حَيَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ: إِنَّ نَفْرَتَنا ... أَلْيَوْمَ كلَّهُمُ، يَا عُرْوَ، مُشْتَغِلُ وَيُقَالُ للأُسْرَةِ أَيضاً: النُّفُورَةُ. يُقَالُ: غابتْ نُفُورَتُنا وغَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُمْ، وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ: غَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُم ؛ يُقَالُ لأَصحاب الرَّجُلِ وَالَّذِينَ يَنْفِرُونَ مَعَهُ إِذا حَزَبَه أَمر. نَفْرَتُه ونَفْرُهُ ونافِرَتُه ونُفُورَتُه. ونافَرْتُ الرجلَ مُنافَرَةً إِذا قاضيتَه. والمُنافَرَةُ: الْمُفَاخَرَةُ وَالْمُحَاكَمَةُ. والمُنافَرَةُ: الْمُحَاكَمَةُ فِي الحَسَبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُنافَرَةُ أَن يَفْتَخِرَ الرَّجُلَانِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، ثُمَّ يُحَكِّما بَيْنَهُمَا رَجُلًا كَفِعْلِ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلاثَةَ مَعَ عَامِرِ بْنِ طُفَيْلٍ حِينَ تَنافرا إِلى هَرِمِ بْنِ قُطْبَةَ الفَزارِيِّ؛ وَفِيهِمَا يَقُولُ الأَعشى يَمْدَحُ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ وَيَحْمِلُ عَلَى عَلْقَمَةَ بْنِ عُلاثَةَ: قَدْ قلتُ شِعْري فمَضى فِيكُمَا، ... واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنَّافِرِ والمَنْفُورُ: المغلوب. والنَّافِرُ: الْغَالِبُ. وَقَدْ نافَرَهُ فَنَفَرَهُ يَنْفُرُه، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ، أَي غَلَبَهُ، وَقِيلَ: نَفَرَهُ يَنْفِرُه ويَنْفُرُهُ نَفْراً إِذا غَلَبَهُ. ونَفَّرَ الحاكمُ أَحدهما عَلَى صَاحِبِهِ تَنْفِيراً أَي قَضَى عَلَيْهِ بِالْغَلَبَةِ، وَكَذَلِكَ أَنْفَرَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: نافَرَ أَخي أُنَيْسٌ فُلَانًا الشاعِرَ ؛ أَراد أَنهما تَفاخَرا أَيُّهما أَجْوَدُ شِعْراً. ونافَرَ الرجلَ مُنافَرَةً ونِفاراً: حاكَمَهُ، واسْتُعْمِلَ مِنْهُ النُّفُورَةُ كالحُكومَةِ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: يَبْرُقْنَ فَوْقَ رِواقِ أَبيضَ ماجِدٍ، ... يُرْعى ليومِ نُفُورَةٍ ومَعاقِلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وكأَنما جَاءَتِ المُنافَرَةُ فِي أَوّل مَا اسْتُعْمِلَتْ أَنهم كَانُوا يسأَلون الْحَاكِمَ: أَيُّنا أَعَزُّ نَفَراً؟ قَالَ زُهَيْرٌ: فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثلاثٌ: ... يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ وأَنْفَرَهُ عَلَيْهِ ونَفَّرَه ونَفَرَهُ يَنْفُرُه، بِالضَّمِّ، كُلُّ ذَلِكَ: غَلَبَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ

يَعْرِفْ أَنْفُرُ، بِالضَّمِّ، فِي النِّفارِ الَّذِي هُوَ الهَرَبُ والمُجانَبَةُ. ونَفَّرَه الشيءَ وَعَلَى الشَّيْءِ وَبِالشَّيْءِ بِحَرْفٍ وَغَيْرِ حرف: غَلَبَهُ عليه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: نُفِرْتُمُ المَجْدَ فَلَا تَرْجُونَهْ، ... وجَدْتُمُ القومَ ذَوِي زَبُّونَهْ كَذَا أَنشده نُفِرْتُمْ، بِالتَّخْفِيفِ. والنُّفارَةُ: مَا أَخَذَ النَّافِرُ مِنَ المَنْفَورِ، وَهُوَ الغالبُ «2»، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ مَا أَخذه الْحَاكِمُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّافِرُ القَامِرُ. وَشَاةٌ نافِرٌ: وَهِيَ الَّتِي تُهْزَلُ فإِذا سَعَلَتِ انْتَثَرَ مِنْ أَنفها شَيْءٌ، لُغَةٌ فِي النَّاثِرِ. ونَفَرَ الجُرْحُ نُفُوراً إِذا وَرِمَ. ونَفَرَتِ العينُ وَغَيْرُهَا مِنَ الأَعضاء تَنْفِرُ نُفُوراً: هَاجَتْ ووَرِمَتْ. ونَفَرَ جِلْدُه أَي وَرِمَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا فِي زَمَانِهِ تَخَلَّلَ بالقَصَبِ فَنَفَرَ فُوهُ، فَنَهَى عَنِ التَّخَلُّلِ بِالْقَصَبِ ؛ قَالَ الأَصمعي: نَفَرَ فُوه أَي وَرِمَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأُراهُ مأْخوذاً مِنْ نِفارِ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ إِنما هُوَ تَجافِيهِ عَنْهُ وتَباعُدُه مِنْهُ فكأَن اللحْمَ لَمَّا أَنْكَرَ الدَّاءَ الْحَادِثَ بَيْنَهُمَا نَفَرَ مِنْهُ فَظَهَرَ، فَذَلِكَ نِفارُه. وَفِي حَدِيثِ غَزْوانَ: أَنه لَطَمَ عَيْنَهُ فَنَفَرَتْ أَي وَرِمَتْ. وَرَجُلٌ عِفْرٌ نِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وعُفارِيَةٌ نُفارِيَةٌ إِذا كَانَ خَبِيثًا مارِداً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ عِفْرِيتَةٌ نِفْرِيتَةٌ فَجَاءَ بِالْهَاءِ فِيهِمَا، والنِّفْرِيتُ إِتباعٌ للعِفْرِيت وتوكيدٌ. وَبَنُو نَفْرٍ: بطنٌ. وَذُو نَفْرٍ: قَيْلٌ مِنْ أَقيال حِمْيَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ أَي المُنْكَرَ الخَبيثَ، وَقِيلَ: النِّفْرِيَةُ والنِّفْرِيتُ إِتباع للعِفْرِيَةِ والعِفْرِيتِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّفائِرُ الْعَصَافِيرُ «3» وَقَوْلُهُمْ: نَفِّرْ عَنْهُ أَي لَقِّبْهُ لَقَباً كأَنه عِنْدَهُمْ تَنْفِيرٌ لِلْجِنِّ والعينِ عَنْهُ. وَقَالَ أَعرابي: لَمَّا وُلدتُ قِيلَ لأَبي: نَفِّرْ عَنْهُ، فَسَمَّانِي قُنْفُذاً وكنَّاني أَبا العَدَّاءِ. نفطر: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ ابْنُ الأَعرابي: النَّفاطِير البَثْرُ؛ وأَنشد الْمُفَضَّلُ: نَفاطِيرُ المِلاحِ بوَجْهِ سَلْمى ... زَمَانًا، لَا نَفاطِيرُ القِباحِ قَالَ الأَزهري: وقرأْت بِخَطِّ أَبي الهَيْثَمِ بَيْتًا لِلْحُطَيْئَةِ فِي صِفَةِ إِبل نَزَعَتْ إِلى نَبْتِ بَلَدٍ فَقَالَ: طَباهُنَّ، حَتَّى أَطْفَلَ الليلُ دُونَهَا، ... نَفاطِيرُ وَسْمِيٍّ رَواءٌ جُذُورُها أَي دَعَاهُنَّ نفاطِيرُ وَسْمِيٍّ. وَالنَّفَاطِيرُ: نَبْذٌ مِنَ النَّبْتِ يَقَعُ فِي مَوَاقِعَ مِنَ الأَرض مُخْتَلِفَةٍ. وَيُقَالُ: النَّفَاطِيرُ أَول النَّبْتِ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا أُخِذَ نَفاطِيرُ البَثْرِ. وأَطْفَلَ الليلُ أَي أَظلم. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: النَّفَاطِيرُ مِنَ النَّبَاتِ وَهُوَ رِوَايَةُ الأَصمعي. والتَّفاطِيرُ، بالتاء: النَّوْرُ. نقر: النَّقْرُ: ضربُ الرَّحى والحجرِ وَغَيْرِهِ بالمِنْقارِ. ونَقَرَهُ يَنْقُره نَقْراً: ضَرَبَهُ. والمِنْقارُ: حَدِيدَةٌ كالفأْس يُنْقَرُ بِهَا، وَفِي غَيْرِهِ: حَدِيدَةٌ كالفأْس مُشَكَّكَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ لَهَا خَلْفٌ يُقطع بِهِ الْحِجَارَةُ والأَرض الصُّلْبَةُ. ونَقَرْتُ الشَّيْءَ: ثَقَبْتُه بالمِنْقارِ. والمِنْقَر، بِكَسْرِ الْمِيمِ: المِعْوَل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ ونَقَرَ الطائرُ الشيءَ يَنْقُره نَقْراً: كذلك.

_ (2). قوله [وهو الغالب] عبارة القاموس أي الغالب من المغلوب (3). قوله [النفائر العصافير] كذا بالأصل. وفي القاموس: النفارير العصافير.

ومِنْقارُ الطَّائِرِ: مِنْسَرُه لأَنه يَنْقُرُ بِهِ. ونَقَرَ الطَّائِرُ الحَبَّة يَنْقُرُها نَقْراً: الْتَقَطَهَا. ومِنْقارُ الطَّائِرِ والنَّجَّارِ، وَالْجَمْعُ المَناقِيرُ، ومِنْقارُ الخُفِّ: مُقَدَّمُه، عَلَى التَّشْبِيهِ. وَمَا أَغْنى عَنِّي نَقْرَةً يَعْنِي نَقْرَةَ الدِّيكِ لأَنه إِذا نَقَرَ أَصاب. التَّهْذِيبُ: وَمَا أَغنى عَنِّي نَقْرَةً وَلَا فَتْلَةً وَلَا زُبالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ ، يُرِيدُ تَخْفِيفَ السُّجُودِ، وأَنه لَا يَمْكُثُ فِيهِ إِلا قَدْرَ وَضْعِ الْغُرَابِ مِنْقارَهُ فِيمَا يُرِيدُ أَكله. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ: فَلَمَّا فَرَغُوا جَعَلَ يَنْقُرُ شَيْئًا مِنْ طَعَامِهِمْ أَي يأْخذ مِنْهُ بأُصبعه. والنِّقْرُ والنُّقْرَةُ والنَّقِيرُ: النُّكْتَةُ فِي النَّوَاةِ كأَنَّ ذَلِكَ الموضعَ نُقِرَ مِنْهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذاً لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً ؛ وَقَالَ أَبو هذيل أَنشده أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: وإِذا أَرَدْنا رِحْلَةً جَزِعَتْ، ... وإِذا أَقَمْنا لَمْ تُفِدْ نِقْرا وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يَرْثِي أَخاه أَرْبَدَ: وَلَيْسَ النَّاسُ بَعْدَكَ فِي نَقِيرٍ، ... وَلَا هُمْ غَيْرُ أَصْداءٍ وهامِ أَي لَيْسُوا بَعْدَكَ فِي شَيْءٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: دَافَعْت عنهمْ بِنَقِيرٍ مَوْتتي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ مُغَيَّرٌ وَصَوَابُ إِنشاده: دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ. قَالَ: وَفِي دَافَعَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لأَنه أَخبر أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنقذه مِنْ مَرَضٍ أَشْفى بِهِ عَلَى الْمَوْتِ؛ وَبَعْدَهُ: بَعْدَ اللُّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتي وَهَذَا مِمَّا يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الدَّوَاهِي. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ، قَالَ: النَّقِيرُ النُّكْتَةُ الَّتِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: النَّقِيرُ نُقْرَةٌ فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ مِنْهَا تَنْبُتُ النَّخْلَةُ. والنَّقِيرُ: مَا نُقِبَ مِنَ الْخَشَبِ وَالْحَجَرِ وَنَحْوِهِمَا، وَقَدْ نُقِرَ وانْتُقِرَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: عَلَى نَقِير مِنْ خَشَبٍ ؛ هُوَ جِذْعٌ يُنْقَرُ وَيُجْعَلُ فِيهِ شِبْهُ المَراقي يُصْعَدُ عَلَيْهِ إِلى الغُرَفِ. والنَّقِيرُ أَيضاً: أَصل خَشَبَةٍ يُنْقَرُ فَيُنْتَبَذ فِيهِ فَيَشْتَدُّ نَبِيذُهُ، وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنْهُ. التَّهْذِيبُ: النَّقِيرُ أَصل النَّخْلَةِ يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فِيهِ، وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عَنِ الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَما النَّقِيرُ فإِن أَهل الْيَمَامَةِ كَانُوا يَنْقُرُونَ أَصل النَّخْلَةِ ثُمَّ يَشْدَخُون فِيهَا الرُّطَبَ والبُسْرَ ثُمَّ يَدَعُونه حَتَّى يَهْدِرَ ثُمَّ يُمَوَّتَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّقِيرُ أَصل النَّخْلَةِ يُنْقَرُ وسَطُه ثُمَّ يُنْبَذُ فِيهِ التَّمْرُ وَيُلْقَى عَلَيْهِ الْمَاءُ فَيَصِيرَ نَبِيذًا مُسْكِرًا، وَالنَّهْيُ وَاقِعٌ عَلَى مَا يُعْمَلُ فِيهِ لَا عَلَى اتِّخَاذِ النَّقِيرِ، فَيَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ تَقْدِيرُهُ: عَنْ نَبِيذِ النَّقِيرِ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: النَّقِيرُ النَّخْلَةُ تُنْقَرُ فَيُجْعَلُ فِيهَا الْخَمْرُ وَتَكُونُ عُرُوقُهَا ثَابِتَةً فِي الأَرض. وفَقِيرٌ نَقِيرٌ: كأَنه نُقِرَ، وَقِيلَ إِتباع لَا غَيْرَ، وَكَذَلِكَ حقِير نَقِير وحَقْرٌ نَقْرٌ إِتباع لَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَطَسَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: حَقِرْتَ ونَقِرْتَ ؛ يُقَالُ: بِهِ نَقِيرٌ أَي قُرُوحٌ وبَثْرٌ، ونَقِرَ أَي صَارَ نَقِيراً؛ كَذَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ، وَقِيلَ نَقِيرٌ إِتباعُ حَقِير. والمُنْقُر مِنَ الْخَشَبِ: الَّذِي يُنْقَرُ لِلشَّرَابِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِنْقَرُ كُلُّ مَا نُقِرَ لِلشَّرَابِ، قَالَ: وَجَمْعُهُ مَناقِيرُ، وَهَذَا لَا يَصِحُّ إِلا أَن يَكُونَ جَمْعًا شَاذًّا جَاءَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ.

والنُّقْرَةُ: حُفْرَةٌ فِي الأَرض صَغِيرَةٌ لَيْسَتْ بِكَبِيرَةٍ. والنُّقْرَةُ: الوَهْدَةُ الْمُسْتَدِيرَةُ فِي الأَرض، وَالْجَمْعُ نُقَرٌ ونِقارٌ. وَفِي خَبَرِ أَبي الْعَارِمِ: وَنَحْنُ فِي رَمْلَةٍ فِيهَا مِنَ الأَرْطى والنِّقارِ الدَّفَئِيَّةِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ. والنُّقْرَةُ فِي الْقَفَا: مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ، وَهِيَ وَهْدَةٌ فِيهَا. وَفُلَانٌ كَريمُ النَّقِيرِ أَي الأَصل. ونُقْرَةُ العينِ: وَقْبَتُها، وَهِيَ مِنَ الوَرِك الثَّقْبُ الَّذِي فِي وَسَطِهَا. والنُّقْرَةُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ: القِطْعَةُ المُذابَةُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا سُبِكَ مُجْتَمِعًا مِنْهَا. والنُّقْرَةُ: السَّبِيكَةُ، وَالْجَمْعُ نِقارٌ. والنَّقَّارُ: النَّقَّاشُ، التَّهْذِيبُ: الَّذِي يَنْقُشُ الرُّكُبَ واللُّجُمَ وَنَحْوَهَا، وَكَذَلِكَ الَّذِي يَنْقُرُ الرَّحَى. والنَّقْرُ: الكتابُ فِي الحَجَرِ. ونَقَرَ الطائرُ فِي الْمَوْضِعِ: سَهَّلَهُ ليَبِيضَ فِيهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: يَا لَكِ مِنْ قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ، ... خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري، ونَقِّري مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي وَقِيلَ: التَّنْقِيرُ مثلُ الصَّفِير؛ وَيُنْشَدُ: ونَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّري والنُّقْرَةُ: مَبِيضُهُ؛ قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: لِلقارِياتِ مِنَ القَطَا نُقَرٌ ... فِي جانِبَيْهِ، كأَنَّها الرَّقْمُ ونَقَرَ البَيْضَةَ عَنِ الفَرْخ: نَقَبَها. والنَّقْرُ: ضَمُّكَ الإِبهام إِلى طَرَفِ الوُسْطَى ثُمَّ تَنْقُر فَيَسْمَعُ صَاحِبُكَ صَوْتَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ بِاللِّسَانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ؛ وضَعَ طَرَفَ إِبهامه عَلَى بَاطِنِ سَبَّابَتِهِ ثُمَّ نَقَرَها وَقَالَ هَذَا التَّفْسِيرُ. وَمَا لَهُ نَقِرٌ أَي مَاءٌ. والمِنْقَرُ والمُنْقُرُ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْقَافِ: بِئْرٌ صَغِيرَةٌ، وَقِيلَ: بِئْرٌ ضَيِّقَةُ الرأْس تُحْفَرُ فِي الأَرض الصُّلْبَةِ لئلَّا تَهَشَّمَ، وَالْجَمْعُ المَناقِرُ، وَقِيلَ: المُنْقُر والمِنْقَرُ بِئْرٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ بَعِيدَةُ الْقَعْرِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ فِي المِنْقَرِ: أَصْدَرَها عَنْ مِنْقَرِ السَّنابِرِ ... نَقْرُ الدَّنانِيرِ وشُرْبُ الخازِرِ، واللَّقْمُ فِي الفاثُورِ بالظَّهائِرِ الأَصمعي: المُنْقُرُ وَجَمْعُهَا مَناقِرُ وَهِيَ آبَارٌ صِغَارٌ ضَيِّقَةُ الرؤُوس تَكُونُ فِي نَجَفَةٍ صُلْبة لئلَّا تَهَشَّمَ، قَالَ الأَزهري: الْقِيَاسُ مِنْقَرٌ كَمَا قَالَ اللَّيْثُ، قَالَ: والأَصمعي لَا يَحْكِي عَنِ الْعَرَبِ إِلا مَا سَمِعَهُ. والمُنْقُرُ أَيضاً: الْحَوْضُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ عثمانَ البَتِّيِّ: مَا بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعلم بالقضاءِ مِنِ ابْنِ سِيْرينَ ، أَراد بِالْبَصْرَةِ. وأَصل النُّقْرَةِ: حُفْرَةٌ يُسْتَنْقَعُ فِيهَا الْمَاءُ. ونَقَرَ الرجلَ يَنْقُره نَقْراً: عَابَهُ وَوَقَعَ فِيهِ، وَالِاسْمُ النَّقَرَى. قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لِبَعْلِهَا: مُرَّ بِي عَلَى بَنِي نَظَرى وَلَا تَمُرَّ بِي عَلَى بَنَاتِ نَقَرَى أَي مُرَّ بِي عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ إِليّ وَلَا تَمُرَّ بِي عَلَى النساءِ اللَّوَاتي يَعِبْنَنِي، وَيُرْوَى نَظَّرَى ونَقَّرَى، مشدَّدين. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي هَذَا الْمَثَلِ: قَالَتْ أَعرابية لِصَاحِبَةٍ لَهَا مُرِّي بِي عَلَى النَّظَرَى وَلَا تَمُرِّي بِي عَلَى النَّقَرَى أَي مُرِّي بِي عَلَى مَنْ يَنْظُرُ إِليّ وَلَا يُنَقِّرُ. قَالَ: وَيُقَالُ إِن الرِّجَالَ بَنُو النَّظَرَى وإِن النساءَ بَنُو النَّقَرَى. والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ. وَقَدْ ناقَرَهُ أَي نَازَعَهُ. والمُناقَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الْكَلَامِ. وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ مُناقَرَةٌ ونِقارٌ وناقِرَةٌ ونِقْرَةٌ أَي كَلَامٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ الْمُرَاجَعَةِ. وجاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَتَى مَا

يَكْثُرْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ يُنَقِّرُوا، وَمَتَى مَا يُنَقِّرُوا يَخْتَلِفُوا ؛ التَّنْقِيرُ: التَّفْتِيشُ؛ وَرَجُلٌ نَقَّارٌ ومُنَقِّرٌ. والمُناقَرَةُ: مراجعةُ الْكَلَامِ بَيْنَ اثْنَيْنِ وبَثُّهُما أَحادِيثَهما وأُمُورَهما. والنَّاقِرَةُ: الداهيةُ. ورَمَى الرَّامِي الغَرَضَ فَنَقَره أَي أَصابه وَلَمْ يُنْفِذْهُ، وَهِيَ سِهامٌ نَواقِرُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ يَسْتَقِمْ عَلَى الصَّوَابِ: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وأَهْتَضِمُ الخَالَ العَزِيزَ وأَنْتَحِي ... عَلَيْهِ، إِذا ضَلَّ الطَّرِيقَ نَواقِرُه وَسَهْمٌ ناقِرٌ: صائبٌ. والنَّاقِرُ: السَّهْمُ إِذا أَصاب الهَدَفَ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ العَواقِرِ والنَّواقِرِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْعَوَاقِرِ، وإِذا لَمْ يَكُنِ السَّهْمُ صَائِبًا فَلَيْسَ بِناقِرٍ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ العَقَرِ والنَّقَرِ، فالعَقَرُ الزَّمانَة فِي الْجَسَدِ، والنَّقَرُ ذَهَابُ الْمَالِ. وَرَمَاهُ بِنَواقِرَ أَي بِكَلِمٍ صَوائِبَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي النَّوَاقِرِ مِنَ السِّهَامِ: خَواطِئاً كأَنها نَواقِرُ أَي لَمْ تخطئْ إِلَّا قَرِيبًا مِنَ الصَّوَابِ. وانْتَقَرَ الشيءَ وتَنَقَّرَه ونَقَّرَه ونَقَّرَ عَنْهُ، كُلُّ ذَلِكَ: بَحَثَ عَنْهُ. والتَّنْقيرُ عَنِ الأَمرِ: الْبَحْثُ عَنْهُ. وَرَجُلٌ نَقَّارٌ: مُنَقِّرٌ عَنِ الأُمور والأَخبار. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: بَلَغَهُ قَوْلُ عِكْرِمَةَ فِي الْحِينِ أَنه سِتَّةُ أَشهر فَقَالَ: انْتَقَرَها عِكْرِمَةُ أَي اسْتَنْبَطَهَا مِنَ الْقُرْآنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والتَّنْقير الْبَحْثُ هَذَا إِن أَراد تَصْدِيقَهُ، وإِن أَراد تَكْذِيبَهُ فَمَعْنَاهُ أَنه قَالَهَا مِنْ قِبَل نَفْسِهِ وَاخْتَصَّ بِهَا مِنَ الِانْتِقَارِ الِاخْتِصَاصِ، يُقَالُ: نَقَّرَ بِاسْمِ فُلَانٍ وانْتَقَر إِذا سَمَّاهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. وانْتَقَر القومَ: اخْتَارَهُمْ. وَدَعَاهُمُ النَّقَرَى إِذا دَعَا بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ يُنَقِّرُ بِاسْمِ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي إِذا دَعَا جَمَاعَتَهُمْ قَالَ: دَعَوْتُهم الجَفَلَى؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: نَحْنُ فِي المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى، ... لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ الْجَوْهَرِيُّ: دَعْوَتُهُمُ النَّقَرَى أَي دَعْوَةً خَاصَّةً، وَهُوَ الانْتِقار أَيضاً، وَقَدِ انْتَقَرَهُم؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الِانْتِقَارِ الَّذِي هو الاختيار، أَو من نَقَرَ الطَّائِرُ إِذا لَقَطَ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ العُقَيليّ مَا تَرَكَ عِنْدِي نُقارَةً إِلَّا انْتَقَرَها أَي مَا تَرَكَ عِنْدِي لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقاةً إِلَّا أَخذها لِذَاتِهِ. ونَقَّر بِاسْمِهِ: سَمَّاهُ مِنْ بَيْنِهِمْ. وَالرَّجُلُ يُنَقِّرُ بِاسْمِ رَجُلٍ مِنْ جَمَاعَةٍ يَخُصُّهُ فَيَدْعُوهُ، يُقَالُ: نَقَّرَ بِاسْمِهِ إِذا سَمَّاهُ مِنْ بَيْنِهِمْ، وإِذا ضَرَبَ الرَّجُلُ رأْس رَجُلٍ قُلْتَ: نَقَرَ رأْسه. والنَّقْرُ: صَوْتُ اللِّسَانِ، وَهُوَ إِلزاق طَرَفِهِ بِمَخْرَجِ النُّونِ ثُمَّ يُصَوِّتُ بِهِ فَيَنْقُر بِالدَّابَّةِ لِتَسِيرَ؛ وأَنشد: وخانِقٍ [خانَقٍ] ذِي غُصَّةٍ جِرْياضِ، ... راخَيْتُ يومَ النَّقْرِ والإِنْقاضِ وأَنشده ابْنُ الأَعرابي: وخانِقَيْ ذِي غُصَّةٍ جَرَّاضِ وَقِيلَ: أَراد بِقَوْلِهِ وخانِقَيْ هَمَّيْن خَنَقَا هَذَا الرَّجُلَ. وَرَاخَيْتُ أَي فَرَّجْتُ. والنَّقْرُ: أَن يَضَعَ لِسَانَهُ فَوْقَ ثَنَايَاهُ مِمَّا يَلِي الحَنَكَ ثُمَّ يَنْقُرَ. ابْنُ سِيدَهْ: والنَّقْرُ أَن تُلْزِقَ طَرَفَ لِسَانِكَ بِحَنَكِكَ وتَفْتَحَ ثُمَّ تُصَوِّتَ، وَقِيلَ: هُوَ اضْطِرَابُ اللِّسَانِ فِي الْفَمِ إِلى فَوْقَ وإِلى أَسفل؛ وَقَدْ نَقَرَ بِالدَّابَّةِ نَقْراً وَهُوَ صُوَيْتٌ يُزْعِجُهُ. وَفِي الصِّحَاحِ: نَقَرَ بِالْفَرَسِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ

ماوِيَّةَ الطَّائِيُّ: أَنا ابنُ ماوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ، ... وجاءَتِ الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ أَراد النَّقْرَ بِالْخَيْلِ فَلَمَّا وَقَفَ نَقَلَ حَرَكَةَ الرَّاءِ إِلى الْقَافِ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، تَقُولُ: هَذَا بَكُرْ وَمَرَرْتُ بِبَكِر، وَقَدْ قرأَ بَعْضُهُمْ: وتواصَوْا بالصَّبِرْ. والأَثابِيُّ: الْجَمَاعَاتُ، الْوَاحِدُ مِنْهُمْ أُثْبِيَّة. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَلقى حَرَكَةَ الرَّاءِ عَلَى الْقَافِ إِذ كَانَ سَاكِنًا لِيَعْلَمَ السَّامِعُ أَنها حَرَكَةُ الْحَرْفِ فِي الْوَصْلِ، كَمَا تَقُولُ هَذَا بَكُر وَمَرَرْتُ بِبَكِر، قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّصْبِ، قَالَ: وإِن شِئْتَ لَمْ تَنْقُلْ وَوَقَفْتَ عَلَى السُّكُونِ وإِن كَانَ فِيهِ سَاكِنٌ، وَيُقَالُ: أَنْقَرَ الرجلُ بِالدَّابَّةِ يُنْقِرُ بِهَا إِنْقاراً ونَقْراً؛ وأَنشد: طَلْحٌ كأَنَّ بَطْنَهُ جَشِيرُ، ... إِذا مَشَى لكَعْبِه نَقِيرُ والنَّقْرُ: صُوَيْتٌ يُسْمَعُ مِنْ قَرْع الإِبهام عَلَى الوُسْطى. يقال: ما أَثابَهُ نَقْرَةً أَي شَيْئًا، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وهُنَّ حَرًى أَن لَا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً، ... وأَنتَ حَرًى بِالنَّارِ حِينَ تُثِيبُ والنَّاقُور: الصُّورُ الَّذِي يَنْقُر فِيهِ المَلَكُ أَي يَنْفُخُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ؛ قِيلَ: النَّاقُورُ الصُّوَرُ الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ لِلْحَشْرِ، أَي نُفِخَ فِي الصُّورِ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: إِنه يَعْنِي بِهِ النَّفْخَةَ الأُولى، وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: النَّاقُور القلبُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إِنها أَوّل النَّفْخَتَيْنِ، وَالنَّقِيرُ الصوتُ، والنَّقِير الأَصلُ. وأَنْقَرَ عَنْهُ أَي كَفَّ، وَضَرَبَهُ فَمَا أَنْقَرَ عَنْهُ حَتَّى قَتَلَهُ أَي مَا أَقلع عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا كَانَ اللَّهُ ليُنْقِرَ عَنْ قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ أَي مَا كَانَ اللَّهُ ليُقْلِعَ وليَكُفَّ عَنْهُ حَتَّى يُهْلِكَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذُؤَيْبِ بْنِ زُنَيم الطُّهَوِيِّ: لعَمْرُك مَا وَنَيْتُ فِي وُدِّ طَيِءٍ، ... وَمَا أَنا عَنْ أَعْداء قَوْمِي بِمُنْقِرِ والنُّقَرَةُ: دَاءٌ يأْخذ الشَّاةَ فَتَمُوتَ مِنْهُ. والنُّقَرَةُ، مِثْلُ الهُمَزَةِ: دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فتَرِمُ مِنْهُ بُطُونُ أَفخاذها وتَظْلَعُ؛ نَقِرَتْ تَنْقَرُ نَقَراً، فَهِيَ نَقِرَةٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: النُّقَرَةُ دَاءٌ يأْخذ المِعْزَى فِي حَوَافِرِهَا وَفِي أَفخاذها فَيُلْتَمَسُ فِي مَوْضِعِهِ، فيُرَى كأَنه وَرَمٌ فَيُكْوَى، فَيُقَالُ: بِهَا نُقَرَةٌ، وعَنْزٌ نَقِرَةٌ. الصِّحَاحُ: والنُّقَرَةُ، مِثَالُ الهُمَزَةِ، دَاءٌ يأْخذ الشَّاءَ فِي جُنُوبها، وَبِهَا نُقَرَةٌ؛ قَالَ المَرَّارُ العَدَوِيُّ: وحَشَوْتُ الغَيْظَ فِي أَضْلاعِهِ، ... فَهْوَ يَمْشِي خَضَلاناً كالنَّقِرْ وَيُقَالُ: النَّقِرُ الْغَضْبَانُ. يُقَالُ: هُوَ نَقِرٌ عَلَيْكَ أَي غَضْبَانُ، وَقَدْ نَقِرَ نَقَراً. ابْنُ سِيدَهْ: والنُّقَرَةُ دَاءٌ يُصِيبُ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ فِي أَرجلها، وَهُوَ الْتِوَاءُ العُرْقوبَينِ. ونَقِرَ عَلَيْهِ نَقَراً، فَهُوَ نَقِرٌ: غَضِبَ. وَبَنُو مِنْقَرٍ: بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ، وَهُوَ مِنْقَرُ بْنُ عُبَيْدِ بن الحرث بْنُ عَمْرِو بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاة بْنِ تَمِيمٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَبَنُو مِنْقَرٍ حَيّ مِنْ سَعْدٍ. ونَقْرَةُ: مَنْزِلٌ بِالْبَادِيَةِ. والنَّاقِرَةُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ. والنَّقِيرَةُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ الأَحْساءِ وَالْبَصْرَةِ. والنَّقِيرَةُ: رَكِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ بَيْنَ ثاجَ وكاظِمَةَ. ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ أَرض مُتَصَوِّبَة فِي هَبْطَةٍ فَهِيَ النَّقِرَةُ، وَمِنْهَا سُمِّيَتْ نَقِرَةُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا مَعْدِنُ النَّقِرَة. ونَقَرَى:

مَوْضِعٌ؛ قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُهُمُ كأَنَّ جُمُوعَهُمُ، ... بالجِزْعِ مِنْ نَقَرَى، نِجاءُ خَرِيفِ «4» . وأَما قَوْلُ الهُذَليّ: وَلَمَّا رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ أَكامُها ... بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيَةٍ غُلْبِ فإِنه أَسكن ضَرُورَةً. ونَقِيرٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ مَوْتَتي وأَنْقِرَةُ: مَوْضِعٌ بالشأْم أَعجمي؛ وَاسْتَعْمَلَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ عَلَى عُجْمَتِهِ: قَدْ غُودِرَتْ بأَنْقِرَه وَقِيلَ: أَنْقِرَةُ مَوْضِعٌ فِيهِ قَلْعَةٌ لِلرُّومِ، وَهُوَ أَيضاً جَمْعُ نَقِيرٍ مِثْلُ رَغِيفٍ وأَرْغِفَةٍ، وَهُوَ حُفْرَةٌ فِي الأَرض؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ يَسِيلُ عليهِمُ ... ماءُ الفُرَاتِ، يَجِيءُ مِنْ أَطْوَادِ أَبو عَمْرٍو: النَّواقِرُ المُقَرْطِسات؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ صَائِدًا: وسَيِّرْهُ يَشْفِي نفسَه بالنَّواقِر والنَّواقِرُ: الحُجَجُ المُصِيباتُ كالنَّبْلِ الْمُصِيبَةِ. وإِنه لَمُنَقَّرُ الْعَيْنِ أَي غَائِرُ الْعَيْنِ. أَبو سَعِيدٍ: التَّنَقُّرُ الدُّعَاءُ عَلَى الأَهل وَالْمَالِ. أَراحني اللَّهُ مِنْهُ، ذَهَبَ اللَّهُ بِمَالِهِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: فأَمَرَ بنُقْرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فأُحميت ؛ ابْنُ الأَثير: النُّقْرَةُ قِدْرٌ يُسَخَّنُ فِيهَا الْمَاءُ وَغَيْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. اللَّيْثُ: انْتَقَرَتِ الخيلُ بِحَوَافِرِهَا نُقَراً أَي احْتَفَرَتْ بِهَا. وإِذا جَرَتِ السُّيُولُ عَلَى الأَرض انْتَقَرتْ نُقَراً يَحْتَبِسُ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَاءِ. وَيُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ بِمَوْضِعِ كَذَا نَقِرٌ ونَقِزٌ، بِالرَّاءِ وَبِالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ، ولا مُلْكٌ ولا مَلْكٌ وَلَا مِلْكٌ؛ يُرِيدُ بِئْرًا أَو ماء. نكر: النُّكْرُ والنَّكْراءُ: الدَّهاءُ والفِطنة. وَرَجُلٌ نَكِرٌ ونَكُرٌ ونُكُرٌ ومُنْكَرٌ مِنْ قَوْمٍ مَناكِير: دَاهٍ فَطِنٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قُلْتُ لأَبي عَلِيٍّ فِي هَذَا وَنَحْوِهِ: أَفنقول إِنّ هَذَا لأَنه قَدْ جَاءَ عَنْهُمْ مُفْعِلٌ ومِفْعالٌ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ كَثِيرًا، نَحْوَ مُذْكِرٍ ومِذْكارٍ ومُؤْنِثٍ ومِئْناثٍ ومُحْمِق ومِحْماقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَصَارَ جَمْعُ أَحدهما كَجَمْعِ صَاحِبِهِ، فإِذا جَمَعَ مُحْمِقاً فكأَنه جَمَعَ مِحْماقاً، وَكَذَلِكَ مَسَمٌّ ومَسامّ، كَمَا أَن قَوْلَهُمْ دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ وَنَاقَةٌ هِجانٌ ونوقٌ هِجانٌ كُسِّرَ فِيهِ فِعالٌ عَلَى فِعالٍ مِنْ حَيْثُ كَانَ فِعالٌ وفَعِيلٌ أُختين، كِلْتَاهُمَا مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ، وَفِيهِ زَائِدَةُ مَدَّة ثَالِثَةٍ، فَكَمَا كَسَّرُوا فَعِيلًا عَلَى فِعالٍ نَحْوَ ظَرِيفٍ وَظِرَافٍ وَشَرِيفٍ وَشِرَافٍ، كَذَلِكَ كَسَّرُوا فِعالًا عَلَى فِعال فَقَالُوا دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ، وَكَذَلِكَ نَظَائِرُهُ؟ فَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: فَلَسْتُ أَدفع ذَلِكَ وَلَا آبَاهُ. وامرأَة نَكِرٌ، وَلَمْ يَقُولُوا مُنْكَرَةٌ وَلَا غَيْرَهَا مِنْ تِلْكَ اللُّغَاتِ. التهذيب: امرأَة نَكْراء وَرَجُلٌ مُنْكَرٌ دَاهٍ، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ أَنْكَرُ بِهَذَا الْمَعْنَى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ فُلَانٌ ذُو نَكْراءَ إِذا كَانَ داهِياً عَاقِلًا. وَجَمَاعَةُ المُنْكَرِ مِنَ الرِّجَالِ: مُنْكَرُونَ، وَمِنْ غَيْرِ ذَلِكَ يُجْمَعُ أَيضاً بِالْمَنَاكِيرِ؛ وَقَالَ الأُقيبل الْقَيْنِيُّ: مُسْتَقْبِلًا صُحُفاً تدْمى طَوابِعُها، ... وَفِي الصَّحائِفِ حَيَّاتٌ مَناكِيرُ

_ (4). قوله [كأن جموعهم] كذا بالأصل. والذي في ياقوت: كأن نبالهم إلخ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ كَأَنَّ نبالهم مطر الخريف. وقوله: وأما قول الهذلي، عبارة ياقوت: مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الْخُنَاعِيُّ الهذلي

والإِنْكارُ: الجُحُودُ. والمُناكَرَةُ: المُحارَبَةُ. وناكَرَهُ أَي قاتَلَهُ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَحَارِبَيْنِ يُناكِرُ الْآخَرَ أَي يُداهِيه ويُخادِعُه. يُقَالُ: فُلَانٌ يُناكِرُ فُلَانًا. وَبَيْنَهُمَا مُناكَرَةٌ أَي مُعاداة وقِتالٌ. وَقَالَ أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: إِن مُحَمَّدًا لَمْ يُناكِرْ أَحداً إِلا كَانَتْ مَعَهُ الأَهوالُ أَي لَمْ يُحَارِبْ إِلا كَانَ مَنْصُورًا بالرُّعْبِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ؛ قَالَ: أَقبح الأَصوات. ابْنُ سِيدَهْ: والنُّكْرُ والنُّكُرُ الأَمر الشَّدِيدُ. اللَّيْثُ: الدَّهاءُ والنُّكْرُ نَعْتٌ للأَمر الشَّدِيدِ وَالرَّجُلِ الدَّاهِي، تَقُولُ: فَعَلَه مِنْ نُكْرِه ونَكارَتِه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِني لأَكْرَهُ النَّكارَةَ فِي الرَّجُلِ ، يَعْنِي الدَّهاءَ. والنَّكارَةُ: الدَّهاء، وَكَذَلِكَ النُّكْرُ، بِالضَّمِّ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ فَطِناً مُنْكَراً: مَا أَشدّ نُكْرَه ونَكْرَه أَيضاً، بِالْفَتْحِ. وَقَدْ نَكُرَ الأَمر، بِالضَّمِّ، أَي صَعُبَ واشتَدَّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ وَذَكَرَ أَبا مُوسَى فَقَالَ: مَا كَانَ أَنْكَرَه أَي أَدْهاهُ، مِنَ النُّكْرِ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الدَّهاءُ والأَمر المُنْكَرُ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: «5» كنتَ لِي أَشَدَّ نَكَرَةٍ ؛ النَّكَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: الِاسْمُ مِنَ الإِنْكارِ كالنَّفَقَةِ مِنَ الإِنفاق، قَالَ: والنَّكِرَةُ إِنكارك الشَّيْءَ، وَهُوَ نَقِيضُ الْمَعْرِفَةِ. والنَّكِرَةُ: خِلَافُ الْمَعْرِفَةِ. ونَكِرَ الأَمرَ نَكِيراً وأَنْكَرَه إِنْكاراً ونُكْراً: جَهِلَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ أَن الإِنكار الْمَصْدَرُ والنُّكْر الِاسْمُ. وَيُقَالُ: أَنْكَرْتُ الشَّيْءَ وأَنا أُنْكِرُه إِنكاراً ونَكِرْتُه مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَعشى: وأَنْكَرَتْني، وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَتْ ... مِنَ الحوادثِ إِلا الشَّيْبَ والصَّلَعا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ؛ اللَّيْثُ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ نَكِرَ فِي غَابِرٍ وَلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ. الْجَوْهَرِيُّ: نَكِرْتُ الرجلَ، بِالْكَسْرِ، نُكْراً ونُكُوراً وأَنْكَرْتُه واسْتَنْكَرْتُه كُلُّهُ بِمَعْنًى. ابْنُ سِيدَهْ: واسْتَنْكَرَه وتَناكَرَه، كِلَاهُمَا: كنَكِرَه. قَالَ: وَمِنْ كَلَامِ ابْنِ جِنِّي: الَّذِي رأَى الأَخفشُ فِي البَطِيِّ مِنْ أَن المُبْقاةَ إِنما هِيَ الياءُ الأُولى حَسَنٌ لأَنك لَا تَتَناكَرُ الياءَ الأُولى إِذا كَانَ الْوَزْنُ قَابِلًا لَهَا. والإِنْكارُ: الِاسْتِفْهَامُ عَمَّا يُنْكِرُه، وَذَلِكَ إِذا أَنْكَرْتَ أَن تُثْبِتَ رَأْيَ السَّائِلِ عَلَى مَا ذَكَرَ، أَو تُنْكِرَ أَن يَكُونَ رأْيه عَلَى خِلَافِ مَا ذَكَرَ، وَذَلِكَ كَقَوْلِهِ: ضربتُ زَيْدًا، فَتَقُولَ مُنْكِراً لِقَوْلِهِ: أَزَيْدَنِيهِ؟ ومررتُ بِزَيْدٍ، فَتَقُولَ: أَزَيْدِنِيهِ؟ وَيَقُولُ: جَاءَنِي زَيْدٌ، فَتَقُولَ: أَزَيْدُنِيه؟ قَالَ سِيبَوَيْهِ: صَارَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ عَلَماً لِهَذَا الْمَعْنَى كعَلمِ النَّدْبَةِ، قَالَ: وَتَحَرَّكَتِ النُّونُ لأَنها كَانَتْ سَاكِنَةً وَلَا يُسَكَّنُ حَرْفَانِ. التَّهْذِيبُ: والاسْتِنْكارُ اسْتِفْهَامُكَ أَمراً تُنْكِرُه، واللازمُ مِنْ فِعْلِ النُّكْرِ المُنْكَرِ نَكُرَ نَكارَةً. والمُنْكَرُ مِنَ الأَمر: خِلَافُ الْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ الإِنْكارُ والمُنْكَرُ، وَهُوَ ضِدُّ الْمَعْرُوفِ، وكلُّ مَا قَبَّحَهُ الشَّرْعُ وحَرَّمَهُ وَكَرِهَهُ، فَهُوَ مُنْكَرٌ، ونَكِرَه يَنْكَرُه نَكَراً، فَهُوَ مَنْكُورٌ، واسْتَنْكَرَه فَهُوَ مُسْتَنْكَرٌ، وَالْجَمْعُ مَناكِيرُ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وإِنما أَذكُرُ مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِهِ أَن الْجَمْعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ. والنُّكْرُ والنَّكْراءُ، مَمْدُودٌ: المُنْكَرُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:

_ (5). قَوْلُهُ [وفي حديث بعضهم] عبارة النِّهَايَةُ: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً ، قَالَ: وَقَدْ يُحَرَّكُ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ: أَتَوْني فَلَمْ أَرْضَ مَا بَيَّتُوا، ... وَكَانُوا أَتَوْني بِشيءٍ نُكُرْ لأُنْكِحَ أَيِّمَهُمْ مُنْذِراً، ... وَهَلْ يُنْكحُ العبدَ حُرٌّ لِحُرْ؟ وَرَجُلٌ نَكُرٌ ونَكِرٌ أَي داهٍ مُنْكَرٌ، وَكَذَلِكَ الَّذِي يُنْكِرُ المُنْكَرَ، وَجَمْعُهُمَا أَنْكارٌ، مِثْلُ عَضُدٍ وأَعْضادٍ وكَبِدٍ وأَكباد. والتَّنَكُّرُ: التَّغَيُّرُ، زَادَ التَّهْذِيبُ: عَنْ حالٍ تَسُرُّكَ إِلى حَالٍ تَكْرَهُها مِنْهُ. والنَّكِيرُ: اسْمُ الإِنْكارِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّغْيِيرُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ* ؛ أَي إِنكاري. وَقَدْ نَكَّرَه فتَنَكَّرَ أَي غَيَّرَه فتَغَيَّرَ إِلى مجهولٍ. والنَّكِيرُ والإِنكارُ: تَغْيِيرُ المُنْكَرِ. والنَّكِرَةُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الحُوَلاءِ والخُراجِ مِنْ دَمٍ أَو قَيْحٍ كالصَّدِيد، وَكَذَلِكَ مَنَّ الزَّحِيرِ. يُقَالُ: أُسْهِلَ فلانٌ نَكِرةً ودَماً، وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ مُشْتَقٌّ. والتَّناكُرُ: التَّجاهُلُ. وطريقٌ يَنْكُورٌ: عَلَى غَيْرِ قَصْدٍ. ومُنْكَرٌ ونَكِيرٌ: اسْمَا ملَكَينِ، مُفْعَلٌ وفَعيلٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ فَتَّانا الْقُبُورِ. وناكُورٌ: اسْمٌ. وَابْنُ نُكْرَةَ: رَجُلٌ مِنْ تَيْمٍ كَانَ مِنْ مُدْرِكي الخيلِ السَّوَابِقِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَبَنُو نُكْرَةَ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. نمر: النُّمْرَةُ: النُّكْتَةُ مِنْ أَيِّ لونٍ كَانَ. والأَنْمَرُ: الَّذِي فِيهِ نُمْرَةٌ بَيْضَاءُ وأُخرى سَوْدَاءُ، والأُنثى نَمْراءُ. والنَّمِرُ والنِّمْرُ: ضربٌ مِنَ السِّبَاعِ أَخْبَثُ مِنَ الأَسد، سُمِّيَ بِذَلِكَ لنُمَرٍ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنه مِنْ أَلوان مُخْتَلِفَةٍ، والأُنثى نَمِرَةٌ وَالْجَمْعُ أَنْمُرٌ وأَنْمارٌ ونُمُرٌ ونُمْرٌ ونُمُورٌ ونِمارٌ، وأَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ نُمْرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ رُكُوبِ النِّمارِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: النُّمُورِ أَي جلودِ النُّمورِ، وَهِيَ السِّبَاعُ الْمَعْرُوفَةُ، وَاحِدُهَا نَمِرٌ، وإِنما نَهَى عَنِ اسْتِعْمَالِهَا لِمَا فِيهَا مِنَ الزِّينَةِ والخُيَلاء، ولأَنه زِيُّ الْعَجَمِ أَو لأَن شَعَرَهُ لَا يَقْبَلُ الدِّبَاغَ عَنِدَ أَحد الأَئمة إِذا كَانَ غَيْرَ ذَكِيٍّ، وَلَعَلَّ أَكثر مَا كَانُوا يأْخذون جُلودَ النُّمور إِذا مَاتَتْ لأَن اصْطِيَادَهَا عَسِيرٌ. وَفِي حَدِيثُ أَبي أَيوب: أَنه أُتِيَ بِدَابَّةٍ سَرْجُها نُمُورٌ فَنَزَع الصُّفَّةَ ، يَعْنِي المِيْثَرَةَ، فَقِيلَ الجَدَياتُ نُمُورٌ يَعْنِي البِدَادَ، فَقَالَ: إِنما يُنْهَى عَنِ الصُّفَّةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قَالَ نُمْرٌ ردَّه إِلى أَنْمَر، ونِمارٌ عِنْدَهُ جَمْعُ نِمْرٍ كذئبٍ وذئابٍ، وَكَذَلِكَ نُمُورٌ عِنْدَهُ جَمْعُ نِمْرٍ كَسِتْرٍ وسُتُورٍ، وَلَمْ يَحْكِ سِيبَوَيْهِ نُمُراً فِي جَمْعِ نَمِرٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ نُمُرٌ وَهُوَ شَاذٌّ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ مَقْصُورٌ مِنْهُ؛ قَالَ: فِيهَا تَماثِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا أَنشده مِنْ قَوْلِهِ: فِيهَا عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ فإِنه أَراد عَلَى مَذْهَبِهِ ونُمْرٌ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ البَكُرْ وَهُوَ فَعْلٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الْبَيْتُ الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: فِيهَا تَماثِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ هو لحُكَيْم بْنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ، وَصَوَابُ إِنشاده: «1» فِيهَا عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ

_ (1). قوله [وصواب إنشاده إلخ] نقل شارح القاموس بعد ذلك ما نصه: وقال أبو محمد الأسود صحف ابن السيرافي والصواب غياييل، بالمعجمة، جمع غيل عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا نبه عليه الصاغاني.

قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشده ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَفَ قَنَاةً تَنْبُتُ فِي مَوْضِعٍ مَحْفُوفٍ بِالْجِبَالِ وَالشَّجَرِ؛ وَقَبْلُهُ: حُفَّتْ بأَطوادِ جبالٍ وسَمُرْ، ... فِي أَشَبِ الغِيطانِ مُلْتَفِّ الحُظُرْ يَقُولُ: حُفَّ مَوْضِعُ هَذِهِ الْقَنَاةِ الَّذِي تَنْبُتُ فِيهِ بأَطواد الْجِبَالِ وبالسَّمُرِ، وَهُوَ جَمْعُ سَمُرَةٍ، وَهِيَ شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ. والأَشَبُ: الْمَكَانُ المُلْتَفُّ النَّبْتِ الْمُتَدَاخِلُ. والغِيطانُ: جَمْعُ غَائِطٍ، وَهُوَ الْمُنْخَفِضُ مِنَ الأَرض. والحُظُرُ: جَمْعُ حَظِيرَةٍ. والعَيَّالُ: المُتَبَخْتِرُ فِي مَشْيِهِ. وعَيايِيلُ: جَمْعُهُ. وأُسُودٌ بَدَلٌ مِنْهُ، ونُمُر مَعْطُوفَةٌ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للرجل السيء الخُلُقِ: قَدْ نَمِرَ وتَنَمَّرَ. ونَمَّرَ وجهَه أَي غَيَّره وعَبَّسَه. والنَّمِرُ لَوْنُهُ أَنْمَرُ وَفِيهِ نُمْرَةٌ مُحْمَرَّةٌ أَو نُمْرَةٌ بَيْضَاءُ وَسَوْدَاءُ، وَمِنْ لَوْنِهِ اشْتُقَّ السحابُ النَّمِرُ، والنَّمِرُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي فِيهِ آثَارٌ كَآثَارِ النَّمِر، وَقِيلَ: هِيَ قِطَعٌ صِغَارٌ مُتَدَانٍ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، وَاحِدَتُهَا نَمِرَةٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَرِنِيها نَمِرَة أُرِكْها مَطِرَة، وَسَحَابٌ أَنْمَرُ وَقَدْ نَمِرَ السحابُ، بِالْكَسْرِ، يَنْمَرُ نَمَراً أَي صَارَ عَلَى لَوْنِ النَّمِر تَرَى فِي خَلَلِه نِقاطاً. وَقَوْلُهُ: أَرنيها نَمِرَةً أُرِكْها مَطِرَةً، قَالَ الأَخفش: هَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً؛ يُرِيدُ الأَخْضَرَ. والأَنْمَرُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي عَلَى شِبْهِ النَّمِر، وَهُوَ أَن يَكُونَ فِيهِ بُقْعَة بَيْضَاءُ وَبُقْعَةٌ أُخرى عَلَى أَيّ لَوْنٍ كَانَ. والنَّعَمُ النُّمْرُ: الَّتِي فِيهَا سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، جَمْعُ أَنْمَر. الأَصمعي: تَنَمَّرَ لَهُ أَي تَنَكَّر وتَغَيَّرَ وأَوعَدَه لأَن النَّمِرَ لَا تَلْقَاهُ أَبداً إِلا مُتَنَكِّراً غضْبانَ؛ وَقَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: وعلِمْتُ أَنِّي، يومَ ذاكَ، ... مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدا قَوْمٌ، إِذا لبِسُوا الحَدِيدَ ... تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا أَي تَشَبَّهُوا بالنَّمِرِ لِاخْتِلَافِ أَلوان القِدِّ وَالْحَدِيدِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد بِكَعْبٍ بَنِي الحرثِ بْنِ كَعْبٍ وَهُمْ مِنْ مَذْحِج ونَهْدٌ مِنْ قُضاعة، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ حُرُوبٌ، وَمَعْنَى تَنَمَّرُوا تَنَكَّرُوا لِعَدُوِّهِمْ، وأَصله مِنَ النَّمِر لأَنه مِنْ أَنكر السِّبَاعِ وأَخبثها. يُقَالُ: لَبِسَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ جلدَ النَّمِرِ إِذا تَنَكَّرَ لَهُ، قَالَ: وَكَانَتْ مُلُوكُ الْعَرَبِ إِذا جَلَسَتْ لِقَتْلِ إِنسان لَبِسَتْ جُلُودَ النَّمِرِ ثُمَّ أَمرت بِقَتْلِ مَنْ تُرِيدُ قَتَلَهُ، وأَراد بِالْحَلْقِ الدُّرُوعَ، وبالقدِّ جِلْدًا كَانَ يَلْبَسُ فِي الْحَرْبِ، وَانْتَصَبَا عَلَى التَّمْيِيزِ، وَنَسَبَ التَّنَكُّرَ إِلى الْحَلْقِ والقدِّ مَجَازًا إِذ كَانَ ذَلِكَ سَببَ تَنَكُّر لابِسِيهما، فكأَنه قَالَ تَنَكَّر حَلَقُهم وقِدُّهم، فَلَمَّا جَعَلَ الْفِعْلَ لَهُمَا انْتَصَبَا عَلَى التَّمْيِيزِ، كَمَا تَقُولُ: تَنَكَّرَتْ أَخلاقُ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَقُولُ: تَنَكَّرَ القومُ أَخْلاقاً. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِية: قَدْ لَبِسُوا لَكَ جُلودَ النُّمورِ ؛ هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ شِدَّةِ الْحِقْدِ وَالْغَضَبِ تَشْبِيهًا بأَخْلاقِ النَّمِر وشَراسَتِه. ونَمِرَ الرجلُ ونَمَّر وتَنَمَّر: غَضِب، وَمِنْهُ لَبِسَ لَهُ جلدَ النَّمِرِ. وأَسدٌ أَنْمَرُ: فِيهِ غُبْرَةٌ وَسَوَادٌ. والنَّمِرَةُ: الحِبَرَةُ لِاخْتِلَافِ أَلوان خُطُوطِهَا. والنَّمِرَةُ: شَملة فِيهَا خُطُوطٌ بِيضٌ وَسُودٌ. وطيرٌ مُنَمَّرٌ: فِيهِ نُقَط سُودٌ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ البُرودُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّمْرَةُ البَلَقُ، والنَّمِرَةُ العَصْبَةُ، والنَّمِرَةُ بُرْدَةٌ مُخَطَّطَةٌ، والنَّمِرَةُ الأُنثى مِنَ النَّمِر؛ الْجَوْهَرِيُّ: والنَّمِرَةُ بُرْدَةٌ مِنْ صُوفٍ يَلْبَسُهَا الأَعراب. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ مُجْتابي النِّمار ؛

كلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطَةٍ مِنْ مآزِرِ الأَعراب، فَهِيَ نَمِرَةٌ، وَجَمْعُهَا نِمارٌ كأَنها أُخذت مِنْ لَوْنِ النَّمِر لِمَا فِيهَا مِنَ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ؛ أَراد أَنه جَاءَهُ قَوْمٌ لَابِسِي أُزُرٍ مُخَطَّطَةٍ مِنْ صُوفٍ. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَقبل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ خَبَّابٍ: لكنَّ حَمْزَةَ لَمْ يَتْرُكْ لَهُ إِلا نَمِرَة مَلْحاء. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: نَبَطِيٌّ فِي حُبْوَتِه، أَعرابيٌّ فِي نَمِرَتِه، أَسَدٌ فِي تامُورَتِه. والنَّمِرُ والنَّمِيرُ، كِلَاهُمَا: الْمَاءُ الزَّاكي فِي الْمَاشِيَةِ، النَّامِي، عَذْبًا كَانَ أَو غَيْرَ عَذْبٍ. قَالَ الأَصمعي: النَّمِير النَّامِي، وَقِيلَ: مَاءٌ نَمِيرٌ أَي ناجِعٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَدْ جَعَلَتْ، والحمدُ للهِ، تَفرْ ... مِنْ مَاءِ عِدٍّ فِي جُلودها نَمِرْ أَي شَرِبَتْ فَعَطَنَتْ، وَقِيلَ: الْمَاءُ النَّمِير الْكَثِيرُ؛ حَكَاهُ ابْنُ كَيْسانَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: غَذَاها نَمِيرُ الماءِ غَيْرَ المُحَلَّلِ وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْحَمْدُ لله لذي أَطْعَمَنا الخَمِيرَ وَسَقَانَا النَّمِيرَ ؛ الماءُ النَّمِير النَّاجِعُ فِي الرِّيِّ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خُبْزٌ خَمِيرٌ وَمَاءٌ نَمِيرٌ. وحَسَبٌ نَمِرٌ ونَمِيرٌ: زَاكٍ، وَالْجَمْعُ أَنْمارٌ. ونَمَرَ فِي الْجَبَلِ «1» نَمْراً: صَعَّدَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: حَتَّى أَتى نَمِرَة ؛ هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنصابُ الحَرَمِ بِعَرَفَاتٍ. أَبو تُرَابٍ: نَمَرَ فِي الْجَبَلِ والشجرِ ونَمَلَ إِذا عَلَا فِيهِمَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ الْجَمْعُ قَدْ سُمِّيَ بِهِ نَسَبْتَ إِليه فَقُلْتَ فِي أَنْمارٍ أَنْمارِيٌّ، وَفِي مَعافِرَ مَعافِرِيٌّ، فإِذا كَانَ الْجَمْعُ غَيْرَ مُسَمًّى بِهِ نَسَبْتَ إِلى وَاحِدَةٍ فَقُلْتَ: نَقِيبيٌّ وعَرِيفِيٌّ ومَنْكِبيٌّ. والنَّامِرَةُ: مِصْيَدَةٌ تُرْبَطُ فِيهَا شَاةٌ لِلذِّئْبِ. والنَّامُورُ: الدمُ كالتَّامورِ. وأَنْمارٌ: حَيٌّ من خُراعة، قَالَ سِيبَوَيْهِ: النَّسَبُ إِليه أَنْمارِيٌّ لأَنه اسْمٌ لِلْوَاحِدِ. الْجَوْهَرِيُّ: ونُمَيْرٌ أَبو قَبِيلَةٍ مَنْ قَيْسٍ، وَهُوَ نُمَيْرُ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ ابن هَوازِن. ونَمِرٌ ونُمَيْرٌ: قَبِيلَتَانِ، والإِضافة إِلى نُمَيْرٍ نُمَيْرِيٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا فِي الْجَمْعِ النُّمَيْرُونَ، اسْتَخَفُّوا بِحَذْفِ ياء الإِضافة كما قالوا الأَعْجَمُونَ. ونَمِرٌ: أَبو قَبِيلَةٍ، وَهُوَ نَمِرُ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالنِّسْبَةُ إِلى نَمِر بْنِ قَاسِطٍ نَمَرِيٌّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الكَسَراتِ لأَن فِيهِ حَرْفًا وَاحِدًا غَيْرَ مَكْسُورٍ. ونُمارَةُ: اسْمُ قَبِيلَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: ونِمْرٌ، بِكَسْرِ النُّونِ، اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: تَعَبَّدَني نِمْرُ بْنُ سَعْدٍ وَقَدْ أُرى، ... وَنِمْرُ بنُ سَعْدٍ لِي مُطِيعٌ ومُهْطِعُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ونِمْرانُ ونُمارَةُ اسْمَانِ. والنُّمَيْرَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: لَهَا بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ، ... تَرى الوَحْشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتالِيا ونُمارٌ: جبلٌ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ: سَمِعْتُ، وَقَدْ هَبَطْنا مِنْ نُمارٍ، ... دُعاءَ أَبي المُثَلَّمِ يَسْتَغِيثُ نهر: النَّهْرُ والنَّهَرُ: وَاحِدُ الأَنْهارِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: النَّهْرُ والنَّهَر مِنْ مَجَارِي الْمِيَاهِ، وَالْجَمْعُ أَنْهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

_ (1). قوله [ونمر في الجبل إلخ] بابه نصر كما في القاموس.

سُقِيتُنَّ، مَا زالَتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ، ... عَوامِرَ تَجْري بينَكُنَّ نُهُورُ هَكَذَا أَنشده مَا زَالَتْ، قَالَ: وأُراهُ مَا دَامَتْ، وَقَدْ يَتَوَجَّهُ مَا زَالَتْ عَلَى مَعْنَى مَا ظَهَرَتْ وَارْتَفَعَتْ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنَّ رَحْلي، وَقَدْ زالَ النَّهارُ بِنَا ... يَوْمَ الجَلِيلِ، عَلَى مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهْرانِ مُؤْمِنَانِ ونَهْرانِ كَافِرَانِ، فَالْمُؤْمِنَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَالْكَافِرَانِ دِجْلَةُ وَنَهْرُ بَلْخٍ. ونَهَرَ الماءُ إِذا جرى فِي الأَرض وَجَعَلَ لِنَفْسِهِ نَهَراً. ونَهَرْتُ النَّهْرَ: حَفَرْتُه. ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُهُ نَهْراً: أَجراه. واسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إِذا أَخذ لِمَجْراهُ مَوْضِعًا مَكِينًا. والمَنْهَرُ: مَوْضِعٌ فِي النَّهْرِ يَحْتَفِرُه الماءُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَوْضِعُ النَّهْرِ. والمَنْهَرُ: خَرْق فِي الحِصْنِ نافذٌ يَجْرِي مِنْهُ الْمَاءُ، وَهُوَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنس: فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا. وَحَفَرَ الْبِئْرَ حَتَّى نَهِرَ يَنْهَرُ أَي بَلَغَ الْمَاءَ، مُشْتَقٌّ مِنَ النَّهْرِ. التَّهْذِيبُ: حَفَرْتُ الْبِئْرَ حَتَّى نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَي بلغتُ الْمَاءَ. ونَهَر الماءُ إِذا جَرى فِي الأَرض وَجَعَلَ لِنَفْسِهِ نَهْراً. وَكُلُّ كَثِيرٍ جَرَى، فَقَدْ نَهَرَ واسْتَنْهَر. الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي العَوَّاءَ والسِّماكَ أَنْهَرَيْنِ لِكَثْرَةِ مَائِهِمَا. والنَّاهُور: السَّحَابُ؛ وأَنشد: أَو شُقَّة خَرَجَتْ مِنْ جَوْفِ ناهُورِ ونَهْرٌ وَاسِعٌ: نَهِرٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَقامت بِهِ، فابْتَنَتْ خَيْمَةً ... عَلَى قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ وَالْقَصَبُ: مَجَارِي الْمَاءِ مِنَ الْعُيُونِ، وَرَوَاهُ الأَصمعي: وفُراتٍ نَهَرْ، عَلَى الْبَدَلِ، ومَثَّلَه لأَصحابه فَقَالَ: هُوَ كَقَوْلِكَ مَرَرْتُ بظَرِيفٍ رجلٍ، وَكَذَلِكَ مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فِيهِ أَكثر مِنْ سَبْعِينَ عَيْنًا نَهْراً تَجْرِي، إِنما النَّهْرُ بَدَلٌ مِنَ الْعَيْنِ. وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ: وسَّعها؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ يَصِفُ طَعْنَةً: مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها، ... يَرى قائمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وراءَها مَلَكْتُ أَي شَدَدْتُ وَقَوَّيْتُ. وَيُقَالُ: طَعَنَهُ طَعْنَةً أَنْهَرَ فَتْقَها أَي وسَّعه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ. وأَنْهَرْتُ الدمَ أَي أَسلته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنْهِرُوا الدمَ بِمَا شِئْتُمْ إِلا الظُّفُرَ والسِّنَّ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَا أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ ؛ الإِنهار الإِسالة وَالصَّبُّ بِكَثْرَةٍ، شَبَّهَ خُرُوجَ الدَّمِ مِنْ مَوْضِعِ الذَّبْحِ بِجَرْيِ الْمَاءِ فِي النَّهْرِ، وإِنما نَهَى عَنِ السِّنِّ وَالظُّفْرِ لأَن مَنْ تَعَرَّضَ لِلذَّبْحِ بِهِمَا خَنَقَ المذبوحَ وَلَمْ يَقْطَعْ حَلْقَه. والمَنْهَرُ: خَرْقٌ فِي الحِصْنِ نافذٌ يَدْخُلُ فِيهِ الْمَاءِ، وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنَ النَّهر، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ: أَنه قُتِلَ وَطُرِحَ فِي مَنْهَرٍ مِنْ مَنَاهِيرِ خَيْبَرَ. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ السَّعَةَ والضِّياءَ وأَن يَعْنِيَ بِهِ النَّهْرَ الَّذِي هُوَ مَجْرَى الْمَاءِ عَلَى وَضْعِ الْوَاحِدِ مَوْضِعَ الْجَمِيعِ؛ قَالَ: لَا تُنْكِرُوا القَتْلَ، وَقَدْ سُبِينا، ... فِي حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وَقَدْ شُجِينا وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ؛ أَي فِي ضِيَاءٍ وَسَعَةٍ لأَن الْجَنَّةَ لَيْسَ فِيهَا لَيْلٌ إِنما هُوَ نُورٌ يتلألأُ، وَقِيلَ: نَهَرٌ أَي أَنهار. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: نَهَرٌ جَمْعُ نُهُرٍ، وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ للنَّهار. وَيُقَالُ: هُوَ وَاحِدُ نَهْرٍ كَمَا

يُقَالُ شَعَرٌ وشَعْرٌ، وَنَصْبُ الْهَاءِ أَفصح. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ، مَعْنَاهُ أَنهار. كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، أَي الأَدْبارَ، وَقَالَ أَبو إِسحاق نَحْوَهُ وَقَالَ: الِاسْمُ الْوَاحِدُ يَدُلُّ عَلَى الْجَمِيعِ فيجتزأُ بِهِ عَنِ الْجَمِيعِ وَيُعَبَّرُ بِالْوَاحِدِ عَنِ الْجَمْعِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. وَمَاءٌ نَهِرٌ: كَثِيرٌ. وَنَاقَةٌ نَهِرَة: كَثِيرَةُ النَّهر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ، ... نَهِيرَةُ الأَخْلافِ فِي غيرِ فَخَرْ حَنْدَلِسٌ: ضَخْمَةٌ عَظِيمَةٌ. وَالْفَخْرُ: أَن يَعْظُمَ الضَّرْعُ فَيَقِلُّ اللَّبَنُ. وأَنْهَرَ العِرْقُ: لَمْ يَرْقَأْ دَمُه. وأَنْهَرَ الدمَ: أَظهره وأَساله. وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دَمَهُ. وَيُقَالُ: أَنْهَرَ بطنُه إِذا جَاءَ بطنُه مثلَ مَجِيءِ النَّهَرِ. وَقَالَ أَبو الجَرَّاحِ: أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه. وَيُقَالُ: أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه. والمَنْهَرَةُ: فَضَاءٌ يَكُونُ بَيْنَ بُيُوتِ الْقَوْمِ وأَفْنيتهم يَطْرَحُونَ فِيهِ كُناساتِهم. وحَفَرُوا بِئْرًا فأَنْهَرُوا: لَمْ يُصِيبُوا خَيْرًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنَّهار: ضِياءُ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَقِيلَ: مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلى غُرُوبِهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: النَّهَارُ انْتِشَارُ ضَوْءِ الْبَصَرِ وَاجْتِمَاعِهِ، وَالْجَمْعُ أَنْهُرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ونُهُرٌ عَنْ غَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّهَارُ ضِدَّ اللَّيْلِ، وَلَا يُجْمَعُ كَمَا لَا يُجْمَعُ الْعَذَابُ والسَّرابُ، فإِن جَمَعْتَ قُلْتَ فِي قَلِيلِهِ: أَنْهُر، وَفِي الْكَثِيرِ: نُهُرٌ، مِثْلُ سَحَابٍ وسُحُب. وأَنْهَرْنا: مِنَ النَّهَارِ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ: لَوْلَا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ: ... ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدٌ بالنُّهُرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَا يُجْمَعُ، وَقَالَ فِي أَثناء التَّرْجَمَةِ: النُّهُر جَمْعُ نَهار هَاهُنَا. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ قَالَ: النَّهَارُ اسْمٌ وَهُوَ ضِدُّ اللَّيْلِ، وَالنَّهَارُ اسْمٌ لِكُلِّ يَوْمٍ، وَاللَّيْلُ اسْمٌ لِكُلِّ لَيْلَةٍ، لَا يُقَالُ نَهَارٌ وَنَهَارَانِ وَلَا لَيْلٌ وَلَيْلَانِ، إِنما وَاحِدُ النَّهَارِ يَوْمٌ، وَتَثْنِيَتُهُ يَوْمَانِ، وَضِدُّ الْيَوْمِ لَيْلَةٌ، ثُمَّ جَمَعُوهُ نُهُراً؛ وأَنشد: ثَرِيدُ لَيْلٍ وَثَرِيدٌ بالنُّهُر وَرَجُلٌ نَهِرٌ: صَاحِبُ نَهَارٍ عَلَى النَّسَبِ، كَمَا قَالُوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ؛ قَالَ: لَسْتُ بلَيْلِيٍّ وَلَكِنِّي نَهِرْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَوْلُهُ بليليٍّ يَدُلُّ أَن نَهِراً عَلَى النَّسَبِ حَتَّى كأَنه قَالَ نَهاريٌّ. وَرَجُلٌ نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تُنْشِدُ: إِن تَكُ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ، ... مَتَى أَتى الصُّبْحُ فَلَا أَنْتَظِرُ «2» قَالَ: وَمَعْنَى نَهِر أَي صَاحِبُ نَهَارٍ لَسْتُ بِصَاحِبِ لَيْلٍ؛ وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: إِن كنتَ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ مُغَيَّرٌ، قَالَ: وَصَوَابُهُ عَلَى مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ: لستُ بلَيْلِيٍّ وَلَكِنِّي نَهِرْ، ... لَا أُدْلِجُ الليلَ، وَلَكِنْ أَبْتَكِرْ وَجَعَلَ نَهِر فِي مُقَابَلَةِ لَيْلِيٍّ كأَنه قَالَ: لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ وَلَكِنِّي نَهَارِيٌّ. وَقَالُوا: نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كَذَلِكَ؛ كِلَاهُمَا عَلَى الْمُبَالَغَةِ. واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتَّسَعَ. والنَّهار: فَرْخُ القَطا والغَطاط، وَالْجَمْعُ أَنْهِرَةٌ، وَقِيلَ: النَّهار ذكر

_ (2). قوله [متى أتى] في نسخ من الصحاح متى أرى.

البُوم، وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الكَرَوانِ، وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ الحُبَارَى، والأُنثى لَيْلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالنَّهَارُ فَرْخُ الْحُبَارَى؛ ذَكَرَهُ الأَصمعي فِي كِتَابِ الْفَرْقِ. وَاللَّيْلُ: فَرْخُ الْكَرَوَانِ؛ حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ؛ قَالَ: وَحَكَى التَّوْزِيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَن جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ الْمَهْدِيِّ فَبَعَثَ إِلى يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ فَقَالَ إِني وأَمير المؤْمنين اخْتَلَفْنَا فِي بَيْتِ الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ: والشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي السَّوادِ كأَنه ... ليلٌ، يَصِيح بجانِبيهِ نَهارُ مَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ؟ فَقَالَ لَهُ: اللَّيْلُ هُوَ اللَّيْلُ الْمَعْرُوفُ، وَكَذَلِكَ النَّهَارُ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: زَعَمَ الْمَهْدِيُّ أَنَّ اللَّيْلَ فَرْخُ الكَرَوان وَالنَّهَارُ فرخُ الحُبارَى، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الْقَوْلُ عِنْدِي مَا قَالَ يُونُسُ، وأَما الَّذِي ذَكَرَهُ الْمَهْدِيُّ فَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي الْغَرِيبِ وَلَكِنْ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ ذَكَرَ أَهل الْمَعَانِي أَن الْمَعْنَى عَلَى مَا قَالَهُ يُونُسُ، وإِن كَانَ لَمْ يُفَسِّرْهُ تَفْسِيرًا شَافِيًا، وإِنه لَمَّا قَالَ: لَيْلٌ يَصِيحُ بِجَانِبَيْهِ نَهَارُ، فَاسْتَعَارَ لِلنَّهَارِ الصِّيَاحَ لأَن النَّهَارَ لَمَّا كَانَ آخِذًا فِي الإِقبال والإِقدام وَاللَّيْلَ آخَذُ فِي الإِدبار، صَارَ النَّهَارُ كأَنه هَازِمٌ، وَاللَّيْلُ مَهْزُومٌ، وَمِنْ عَادَةِ الْهَازِمِ أَنه يَصِيحُ عَلَى الْمَهْزُومِ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ الشَّمَّاخ: ولاقَتْ بأَرْجاءِ البَسِيطَةِ سَاطِعًا ... مِنَ الصُّبح، لمَّا صَاحَ بِاللَّيْلِ نَفَّرَا فَقَالَ: صَاحَ بِاللَّيْلِ حَتَّى نَفَر وَانْهَزَمَ؛ قَالَ: وَقَدِ اسْتَعْمَلَ هَذَا الْمَعْنَى ابْنُ هَانِئٍ فِي قَوْلِهِ: خَلِيلَيَّ، هُبَّا فانْصُراها عَلَى الدُّجَى ... كتائبَ، حَتَّى يَهْزِمَ الليلَ هازِمُ وَحَتَّى تَرَى الجَوْزاءَ تَنثُر عِقْدَها، ... وتَسْقُطَ مِنْ كَفِّ الثُّريَّا الخَواتمُ والنَّهْر: مِنَ الِانْتِهَارِ. ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه: زَجَرَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ بِكَلَامٍ تَزْجُرُهُ عَنْ خَبَرٍ. قَالَ: والنَّهْرُ الدَّغْر وَهِيَ الخُلْسَةُ. ونَهار: اسْمُ رَجُلٍ. وَنَهَارُ بْنُ تَوْسِعَةَ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ تَمِيمٍ. والنَّهْرَوانُ: مَوْضِعٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: نَهْرَوانُ، بِفَتْحِ النُّونِ وَالرَّاءِ، بَلْدَةٌ، والله أَعلم. نهبر: النَّهابير: الْمَهَالِكُ. وغَشِيَ بِهِ النَّهابيرَ أَي حَمَلَهُ عَلَى أَمر شَدِيدٍ. والنَّهابِرُ والنَّهابير والهَنابِيرُ: مَا أَشرف مِنَ الأَرض، وَاحِدَتُهَا نُهْبُرَةٌ ونُهْبُورَةٌ ونُهْبُورٌ، وَقِيلَ: النَّهَابِرُ وَالنَّهَابِيرُ الحُفَرُ بَيْنَ الْآكَامِ. وَذَكَرَ كَعْبٌ الْجَنَّةَ فَقَالَ: فِيهَا هَنابِيرُ مسْكٍ يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا رِيحًا تُسَمَّى المُثِيرَةَ فتُثِيرُ ذَلِكَ الْمِسْكَ عَلَى وُجُوهِهِمْ. وَقَالُوا: الْهَنَابِيرُ وَالنَّهَابِيرُ حبالُ رمالٍ مُشْرِفَةٍ، وَاحِدُهَا نُهْبُورَةٌ وهُنْبورَة ونُهْبُور. قَالَ: والنَّهابير الرِّمَالُ، وَاحِدُهَا نُهْبُور، وَهُوَ مَا أَشرف مِنْهُ. وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنه قَالَ لِعُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنك قَدْ رَكِبْتَ بِهَذِهِ الأُمَّة نَهابِيرَ مِنَ الأُمور فَرَكِبُوهَا مِنْكَ، ومِلْتَ بِهِمْ فَمَالُوا بِكَ، اعْدِلْ أَو اعْتَزِلْ. وَفِي الْمُحْكَمِ: فَتُبْ، يَعْنِي بِالنَّهَابِيرِ أُموراً شِدَاداً صَعْبَةً شَبَّهَهَا بِنَهَابِيرِ الرَّمْلِ لأَن الْمَشْيَ يَصْعُبُ عَلَى مَنْ رَكِبَهَا؛ وَقَالَ نافع بن لقيط: ولأَحْمِلَنْكَ عَلَى نَهابِرَ إِنْ تَثِبْ ... فِيهَا، وإِن كنتَ المُنَهِّتَ، تُعْطَبِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد أَيضاً:

يَا فَتًى مَا قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُوبٍ، ... وَلَا مِنْ فَوَارِه الهِنَّبْرِ قَالَ: الهِنَّبْرُ هَاهُنَا الأَديم، قَالَ: وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مِنْ كَسَبَ مَالًا مِنْ نَهاوِشَ أَنفقه فِي نَهابرَ ، قَالَ: نَهَاوِشُ مِنْ غَيْرِ حِلِّه كَمَا تَنْهَشُ الحَيَّةُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَنَهَابِرُ حَرَامٌ، يَقُولُ مَنِ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ أَنفقه فِي غَيْرِ طَرِيقِ الْحَقِّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّهابر الْمَهَالِكُ هَاهُنَا، أَي أَذهبه اللَّهُ فِي مَهَالِكَ وأُمور متبدِّدة. يُقَالُ: غَشِيتَ بِي النَّهابيرَ أَي حَمَلْتَنِي عَلَى أُمور شَدِيدَةٍ صَعْبَةٍ، وَوَاحِدُ النَّهَابِيرِ نُهْبُور، وَالنَّهَابِرُ مَقْصُورٌ مِنْهُ كأَنَّ وَاحِدَهُ نُهْبُرٌ؛ قَالَ: ودونَ مَا تَطْلُبُه يَا عامِرُ ... نَهابِرٌ، مِنْ دُونِهَا نَهابِرُ وَقِيلَ: النَّهابر جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. وقول نافع ابن لَقِيطٍ: ولأَحملنك عَلَى نَهَابِرَ؛ يَكُونُ النَّهَابِرُ هَاهُنَا أَحد هَذِهِ الأَشياء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ نَهْبَرَة أَي طَوِيلَةً مَهْزُولَةً، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَشرفت عَلَى الْهَلَاكِ، مِنَ النَّهابر الْمَهَالِكِ، وأَصلها حبال مِنْ رَمْلٍ صَعْبَةُ المُرْتَقَى. نهتر: النَّهْتَرَةُ: التحدُّث بِالْكَذِبِ، وقد نَهْتَرَ علينا. نهسر: النَّهْسَرُ: الذئب. نور: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: النُّورُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يُبْصِرُ بِنُورِهِ ذُو العَمَاية ويَرْشُدُ بِهُدَاهُ ذُو الغَوايَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي بِهِ كُلُّ ظُهُورٍ، وَالظَّاهِرُ فِي نَفْسِهِ المُظْهِر لِغَيْرِهِ يُسَمَّى نُورًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والنُّور مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ قِيلَ فِي تفسيره: هادي أَهل السموات والأَرض، وَقِيلَ: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ؛ أَي مَثَلُ نُورِ هُدَاهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ. والنُّورُ: الضِّيَاءُ. وَالنُّورُ: ضِدُّ الظُّلْمَةِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: النُّور الضَّوْءُ، أَيًّا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ شُعَاعُهُ وَسُطُوعُهُ، وَالْجَمْعُ أَنْوارٌ ونِيرانٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَدْ نارَ نَوْراً وأَنارَ واسْتَنارَ ونَوَّرَ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، أَي أَضاء، كَمَا يُقَالُ: بانَ الشيءُ وأَبانَ وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبانَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. واسْتَنار بِهِ: اسْتَمَدَّ شُعاعَه. ونَوَّرَ الصبحُ: ظَهَرَ نُورُه؛ قَالَ: وحَتَّى يَبِيتَ القومُ فِي الصَّيفِ ليلَةً ... يَقُولُونَ: نَوِّرْ صُبْحُ، والليلُ عاتِمُ وَفِي الْحَدِيثِ: فَرَض عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِلْجَدِّ ثُمَّ أَنارَها زيدُ بْنُ ثَابِتٍ أَي نَوَّرَها وأَوضحها وبَيَّنَها. والتَّنْوِير: وَقْتُ إِسفار الصُّبْحِ؛ يُقَالُ: قَدْ نَوَّر الصبحُ تَنْوِيراً. وَالتَّنْوِيرُ: الإِنارة. وَالتَّنْوِيرُ: الإِسفار. وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ: أَنه نَوَّرَ بالفَجْرِ أَي صلَّاها، وَقَدِ اسْتنار الأُفق كَثِيرًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: نَائِرَاتُ الأَحكام ومُنِيرات الإِسلام ؛ النَّائِرَاتُ الْوَاضِحَاتُ الْبَيِّنَاتُ، وَالْمُنِيرَاتُ كَذَلِكَ، فالأُولى مِنْ نارَ، وَالثَّانِيَةُ مِنْ أَنار، وأَنار لازمٌ ومُتَعَدٍّ؛ وَمِنْهُ: ثُمَّ أَنارها زيدُ بْنُ ثَابِتٍ. وأَنار المكانَ: وَضَعَ فِيهِ النُّورَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَهْدِهِ اللَّهُ للإِسلام لَمْ يَهْتَدِ. وَالْمَنَارُ وَالْمَنَارَةُ: مَوْضِعُ النُّور. والمَنارَةُ: الشَّمْعة ذَاتُ السِّرَاجِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَنارَةُ الَّتِي يُوضَعُ عَلَيْهَا السِّرَاجُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وكِلاهُما فِي كَفِّه يَزَنِيَّةٌ، ... فِيهَا سِنانٌ كالمَنارَةِ أَصْلَعُ

أَراد أَن يُشَبِّهَ السِّنَانَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ فأَوقع اللَّفْظَ عَلَى الْمَنَارَةِ. وَقَوْلُهُ أَصلع يُرِيدُ أَنه لَا صَدَأَ عَلَيْهِ فَهُوَ يَبْرُقُ، وَالْجَمْعُ مَناوِرُ عَلَى الْقِيَاسِ، وَمَنَائِرُ مَهْمُوزٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما ذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ تُشَبِّهُ الْحَرْفَ بِالْحَرْفِ فَشَبَّهُوا مَنَارَةً وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ النُّور، بِفَتْحِ الْمِيمِ، بفَعَالةٍ فَكَسَّرُوها تَكْسِيرَهَا، كَمَا قَالُوا أَمْكِنَة فِيمَنْ جَعَلَ مَكَانًا مِنَ الكَوْنِ، فَعَامَلَ الْحَرْفَ الزَّائِدَ مُعَامَلَةَ الأَصلي، فَصَارَتِ الْمِيمُ عِنْدَهُمْ فِي مَكَانٍ كَالْقَافِ مِنْ قَذَالٍ، قَالَ: وَمِثْلُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. قَالَ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَحَمَلَ مَا هُوَ مِنْ هَذَا عَلَى الْغَلَطِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ مَناوِر، بِالْوَاوِ، لأَنه مِنَ النُّورِ، وَمَنْ قَالَ مَنَائِرُ وَهَمَزَ فَقَدْ شَبَّهَ الأَصلي بِالزَّائِدِ كَمَا قَالُوا مَصَائِبُ وأَصله مَصَاوِبُ. والمَنار: العَلَم وَمَا يُوضَعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مِنَ الْحُدُودِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّر مَنارَ الأَرض أَي أَعلامها. والمَنارُ: عَلَم الطَّرِيقِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْمَنَارُ العَلَمُ وَالْحَدُّ بَيْنَ الأَرضين. والمَنار: جَمْعُ مَنَارَةٍ، وَهِيَ الْعَلَامَةُ تُجْعَلُ بَيْنَ الْحَدَّيْنِ، ومَنار الْحَرَمِ: أَعلامه الَّتِي ضَرَبَهَا إِبراهيم الْخَلِيلُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، عَلَى أَقطار الْحَرَمِ وَنَوَاحِيهِ وَبِهَا تُعْرَفُ حُدُودُ الحَرَم مِنْ حُدُودِ الحِلِّ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. قَالَ: وَيُحْتَمَلُ مَعْنَى قَوْلِهِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غيَّر مَنَارَ الأَرض ، أَراد بِهِ مَنَارَ الْحَرَمِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لَعَنَ مِنْ غَيْرِ تُخُومِ الأَرضين، وَهُوَ أَن يَقْتَطِعَ طَائِفَةً مِنْ أَرض جَارِهِ أَو يُحَوِّلَ الْحَدَّ مِنْ مَكَانِهِ. وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ الأَصمعي: المَنار العَلَم يُجْعَلُ لِلطَّرِيقِ أَو الْحَدِّ للأَرضين مِنْ طِينٍ أَو تُرَابٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِن للإِسلام صُوًى ومَناراً أَي عَلَامَاتٍ وَشَرَائِعَ يُعْرَفُ بِهَا. والمَنارَةُ: الَّتِي يُؤَذَّنُ عَلَيْهَا، وَهِيَ المِئْذَنَةُ؛ وأَنشد: لِعَكٍّ فِي مَناسِمها مَنارٌ، ... إِلى عَدْنان، واضحةُ السَّبيل والمَنارُ: مَحَجَّة الطَّرِيقُ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ ؛ قِيلَ: النُّورُ هَاهُنَا هُوَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي جَاءَكُمْ نَبِيٌّ وَكِتَابٌ. وَقِيلَ إِن مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ: سيأْتيكم النُّورُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ؛ أَي اتَّبِعُوا الْحَقَّ الَّذِي بَيَانُهُ فِي الْقُلُوبِ كَبَيَانِ النُّورِ فِي الْعُيُونِ. قَالَ: وَالنُّورُ هُوَ الَّذِي يُبَيِّنُ الأَشياء ويُرِي الأَبصار حَقِيقَتَهَا، قَالَ: فَمَثلُ مَا أَتى بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْقُلُوبِ فِي بَيَانِهِ وَكَشْفِهِ الظُّلُمَاتِ كَمَثَلِ النُّورِ، ثُمَّ قَالَ: يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لَهُ ابْنُ شَقِيقٍ: لَوْ رأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كنتُ أَسأَله: هَلْ رأَيتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ: قَدْ سأَلتُه فَقَالَ: نُورٌ أَنَّى أَرَاه أَي هُوَ نُورٌ كَيْفَ أَراه. قَالَ ابْنُ الأَثير: سُئِلَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: مَا رأَيتُ مُنْكِراً لَهُ وَمَا أَدري مَا وَجْهُهُ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: فِي الْقَلْبِ مِنْ صِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ شَيْءٌ، فإِن ابْنَ شَقِيقٍ لَمْ يَكُنْ يُثْبِتُ أَبا ذَرٍّ، وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: النُّورُ جِسْمٌ وعَرَضٌ، وَالْبَارِي تَقَدَّسَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا عَرَضٍ، وإِنما الْمُرَادُ أَن حِجَابَهُ النُّورُ، قَالَ: وَكَذَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالْمَعْنَى كَيْفَ أَراه وَحِجَابُهُ النُّورُ أَي أَن النُّورَ يَمْنَعُ مِنْ رُؤْيَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً وَبَاقِي أَعضائه ؛ أَراد ضِيَاءَ الْحَقِّ وَبَيَانَهُ، كأَنه قَالَ: اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْ هَذِهِ الأَعضاء مِنِّي فِي الْحَقِّ وَاجْعَلْ تَصَرُّفِي وَتَقَلُّبِي فِيهَا عَلَى سَبِيلِ الصَّوَابِ وَالْخَيْرِ.

قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِهِ: لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ: النَّارُ هَاهُنَا الرَّأْيُ، أَي لَا تُشاورُوهم، فَجَعَلَ الرأْي مَثَلًا للضَّوءِ عِنْدَ الحَيْرَة، قَالَ: وأَما حَدِيثُهُ الْآخَرُ أَنا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، فَقِيلَ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ ثُمَّ قَالَ: لَا تَراءَى ناراهُما. قَالَ: إِنه كَرِهَ النُّزُولَ فِي جِوَارِ الْمُشْرِكِينَ لأَنه لَا عَهْدَ لَهُمْ وَلَا أَمان، ثُمَّ وَكَّدَهُ فَقَالَ: لَا تَراءَى نَارَاهُمَا أَي لَا يَنْزِلُ الْمُسْلِمُ بِالْمَوْضِعِ الَّذِي تُقَابِلُ نارُه إِذا أَوقدها نارَ مُشْرِكٍ لِقُرْبِ مَنْزِلِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، وَلَكِنَّهُ يَنْزِلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: لَا تراءَى نَارَاهُمَا أَي لَا يَجْتَمِعَانِ بِحَيْثُ تَكُونُ نَارُ أَحدهما تُقَابِلُ نَارَ الْآخَرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ سِمَةِ الإِبل بِالنَّارِ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْوَرُ المُتَجَرَّدِ أَي نَيِّر الْجِسْمِ. يُقَالُ للحسَنِ المشرِق اللَّوْنِ: أَنْوَرُ، وَهُوَ أَفعلُ مِنَ النُّور. يُقَالُ: نَارٌ فَهُوَ نَيِّر، وأَنار فَهُوَ مُنِيرٌ. وَالنَّارُ: مَعْرُوفَةُ أُنثى، وَهِيَ مِنَ الْوَاوِ لأَن تَصْغِيرَهَا نُوَيْرَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن مَنْ فِي النَّارِ هُنَا نُور اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ حَوْلَهَا قِيلَ الْمَلَائِكَةُ وَقِيلَ نُورُ اللَّهِ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تُذَكَّرُ النَّارُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد فِي ذَلِكَ: فَمَنْ يأْتِنا يُلْمِمْ بِنَا فِي دِيارِنا، ... يَجِدْ أَثَراً دَعْساً وَنَارًا تأَجَّجا وَرِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ: يَجِدُ حَطَبًا جَزْلًا وَنَارًا تأَججا؛ وَالْجَمْعَ أَنْوُرٌ «3» ونِيرانٌ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، ونِيْرَةٌ ونُورٌ ونِيارٌ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ شَجَرِ جَهَنَّمَ: فَتَعْلُوهم نارُ الأَنْيارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ أَجده مَشْرُوحًا وَلَكِنْ هَكَذَا رُوِيَ فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ نارُ النِّيرانِ بِجْمَعِ النَّارِ عَلَى أَنْيارٍ، وأَصلها أَنْوارٌ لأَنها مِنَ الْوَاوِ كَمَا جَاءَ فِي رِيحٍ وَعِيدٍ أَرْياحٌ وأَعْيادٌ، وَهُمَا مِنَ الْوَاوِ. وتَنَوَّرَ النارَ: نَظَرَ إِليها أَو أَتاها. وتَنَوَّرَ الرجلَ: نَظَرَ إِليه عِنْدَ النَّارِ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُ. وتَنَوَّرْتُ النارَ مِنْ بَعِيدٍ أَي تَبَصَّرْتُها. وَفِي الْحَدِيثِ: الناسُ شُركاءُ فِي ثَلَاثَةٍ: الماءُ والكلأُ والنارُ ؛ أَراد لَيْسَ لِصَاحِبِ النَّارِ أَن يَمْنَعَ مَنْ أَراد أَن يستضيءَ مِنْهَا أَو يَقْتَبِسَ، وَقِيلَ: أَراد بِالنَّارِ الحجارةَ الَّتِي تُورِي النَّارَ، أَي لَا يُمْنَعُ أَحد أَن يأْخذ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ الإِزار: وَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ ؛ مَعْنَاهُ أَن مَا دُونَ الْكَعْبَيْنِ مِنْ قَدَمِ صَاحِبِ الإِزارِ المُسْبَلِ فِي النَّارِ عُقُوبَةً لَهُ عَلَى فِعْلِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن صَنِيعَهُ ذَلِكَ وفِعْلَه فِي النَّارِ أَي أَنه مَعْدُودٌ مَحْسُوبٌ مِنْ أَفعال أَهل النَّارُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لعَشَرَةِ أَنْفُسٍ فِيهِمْ سَمُرَةُ: آخِرُكُمْ يَمُوتُ فِي النَّارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فَكَانَ لَا يكادُ يَدْفَأُ فأَمر بِقِدْرٍ عَظِيمَةٍ فَمُلِئَتْ مَاءً وأَوقد تَحْتَهَا وَاتَّخَذَ فَوْقَهَا مَجْلِسًا، وَكَانَ يَصْعَدُ بُخَارُهَا فَيُدْفِئُه، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ خُسِفَتْ بِهِ فَحَصَلَ فِي النَّارِ، قَالَ: فَذَلِكَ الَّذِي قَالَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: العَجْماءُ جُبارٌ وَالنَّارُ جُبارٌ ؛ قِيلَ: هِيَ النَّارُ الَّتِي يُوقِدُها الرجلُ فِي مِلْكِهِ فَتُطِيرها الرِّيحُ إِلى مَالِ غَيْرِهِ فَيَحْتَرِقُ وَلَا يَمْلِكُ رَدَّها فَيَكُونُ هَدَراً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ الْحَدِيثُ غَلِطَ فِيهِ عبدُ الرَّزَّاقِ وَقَدْ تَابَعَهُ عبدُ الْمَلِكِ الصَّنْعانِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ تَصْحِيفُ الْبِئْرُ، فإِن أَهل الْيَمَنِ يُمِيلُونَ النَّارَ فَتَنْكَسِرُ النُّونُ، فَسَمِعَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى الإِمالة فكتبه بالياء، فَقَرؤُوه

_ (3). قوله [والجمع أنور] كذا بالأصل. وفي القاموس: والجمع أنوار. وقوله ونيرة كذا بالأَصل بهذا الضبط وصوبه شارح القاموس عن قوله ونيرة كقردة.

مُصَحَّفًا بِالْيَاءِ، وَالْبِئْرُ هِيَ الَّتِي يَحْفِرُهَا الرَّجُلُ فِي مِلْكِهِ أَو فِي مَوَاتٍ فَيَقَعُ فِيهَا إِنسان فَيَهْلِكُ فَهُوَ هَدَرٌ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَمْ أَزل أَسمع أَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَ غَلِطَ فِيهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَتَّى وَجَدْتُهُ لأَبي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِن تَحْتَ الْبَحْرِ نَارًا وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا تَفْخِيمٌ لأَمر الْبَحْرِ وَتَعْظِيمٌ لشأْنه وإِن الْآفَةَ تُسْرِع إِلى رَاكِبِهِ فِي غَالِبِ الأَمر كَمَا يُسْرِعُ الْهَلَاكُ مِنَ النَّارِ لِمَنْ لَابَسَهَا وَدَنَا مِنْهَا. والنارُ: السِّمَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَهِيَ النُّورَةُ. ونُرْتُ الْبَعِيرَ: جَعَلْتُ عَلَيْهِ نَارًا. وَمَا بِهِ نُورَةٌ أَي وَسْمٌ. الأَصمعي: وكلُّ وسْمٍ بِمِكْوًى، فَهُوَ نَارٌ، وَمَا كَانَ بِغَيْرِ مِكْوًى، فَهُوَ حَرْقٌ وقَرْعٌ وقَرمٌ وحَزٌّ وزَنْمٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا نارُ هَذِهِ النَّاقَةِ أَي مَا سِمَتُها، سُمِّيَتْ نَارًا لأَنها بِالنَّارِ تُوسَمُ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: حَتَّى سَقَوْا آبالَهُمْ بالنارِ، ... والنارُ قَدْ تَشْفي مِنَ الأُوارِ أَي سَقَوْا إِبلهم بالسِّمَة، أَي إِذا نَظَرُوا فِي سِمَةِ صَاحِبِهِ عُرِفَ صَاحِبُهُ فَسُقِيَ وقُدِّم عَلَى غَيْرِهِ لِشَرَفِ أَرباب تِلْكَ السِّمَةِ وخلَّوا لَهَا الماءَ. وَمِنْ أَمثالهم: نِجارُها نارُها أَي سِمَتُهَا تَدُلُّ عَلَى نِجارِها يَعْنِي الإِبل؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا سِمَتُهَا مُخْتَلِفَةٌ: نِجارُ كلِّ إِبلٍ نِجارُها، ... ونارُ إِبْلِ الْعَالَمِينَ نارُها يَقُولُ: اخْتَلَفَتْ سِمَاتُهَا لأَن أَربابها مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى فأُغِيرَ عَلَى سَرْح كُلِّ قَبِيلَةٍ وَاجْتَمَعَتْ عِنْدَ مَنْ أَغار عَلَيْهَا سِماتُ تِلْكَ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا. وَفِي حَدِيثِ صعصة ابن نَاجِيَةَ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ: وَمَا ناراهما أَي ما سِمَتُهما الَّتِي وُسِمَتا بِهَا يَعْنِي نَاقَتَيْهِ الضَّالَّتَيْنِ، والسِّمَةُ: الْعَلَامَةُ. ونارُ المُهَوِّل: نارٌ كَانَتْ لِلْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُوقِدُونَهَا عِنْدَ التَّحَالُفِ وَيَطْرَحُونَ فِيهَا مِلْحًا يَفْقَعُ، يُهَوِّلُون بِذَلِكَ تأْكيداً لِلْحِلْفِ. وَالْعَرَبُ تَدْعُو عَلَى الْعَدُوِّ فَتَقُولُ: أَبعد اللَّهُ دَارَهُ وأَوقد نَارًا إِثره قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَتِ العُقَيْلية: كَانَ الرَّجُلُ إِذا خِفْنَا شَرَّهُ فَتَحَوَّلَ عَنَّا أَوقدنا خَلْفَهُ نَارًا، قَالَ فَقُلْتُ لَهَا: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: ليتحَوّلَ ضَبْعُهُمْ مَعَهُمْ أَي شرُّهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وجَمَّة أَقْوام حَمَلْتُ، وَلَمْ أَكن ... كَمُوقِد نارٍ إِثْرَهُمْ للتَّنَدُّم الْجَمَّةُ: قَوْمٌ تَحَمَّلوا حَمالَةً فَطَافُوا بِالْقَبَائِلِ يسأَلون فِيهَا؛ فأَخبر أَنه حَمَلَ مِنَ الْجَمَّةِ مَا تَحَمَّلُوا مِنَ الدِّيَاتِ، قَالَ: وَلَمْ أَندم حِينَ ارْتَحَلُوا عَنِّي فأُوقد عَلَى أَثرهم. وَنَارُ الحُباحِبِ: قَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهَا فِي مَوْضِعِهِ. والنَّوْرُ والنَّوْرَةُ، جَمِيعًا: الزَّهْر، وَقِيلَ: النَّوْرُ الأَبيض وَالزَّهْرُ الأَصفر وَذَلِكَ أَنه يبيضُّ ثُمَّ يَصْفَرُّ، وَجَمْعُ النَّوْر أَنوارٌ. والنُّوّارُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: كالنَّوْرِ، وَاحِدَتُهُ نُوَّارَةٌ، وَقَدْ نَوَّرَ الشجرُ وَالنَّبَاتُ. اللَّيْثُ: النَّوْرُ نَوْرُ الشَّجَرِ، وَالْفِعْلُ التَّنْوِيرُ، وتَنْوِير الشَّجَرَةِ إِزهارها. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَنْوَرَتْ أَي حَسُنَتْ خُضْرَتُهَا، مِنَ الإِنارة، وَقِيلَ: إِنها أَطْلَعَتْ نَوْرَها، وَهُوَ زَهْرُهَا. يُقَالُ: نَوَّرَتِ الشجرةُ وأَنارَتْ، فأَما أَنورت فَعَلَى الأَصل؛ وَقَدْ سَمَّى خِنْدِفُ بنُ زيادٍ الزبيريُّ إِدراك الزَّرْعِ تَنْوِيراً فَقَالَ: سَامَى طعامَ الحَيِّ حَتَّى نَوَّرَا وجَمَعَه عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: وَذِي تَناوِيرَ مَمْعُونٍ، لَهُ صَبَحٌ ... يَغْذُو أَوَابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارَا

والنُّورُ: حُسْنُ النَّبَاتِ وَطُولِهِ، وَجَمْعُهُ نِوَرَةٌ. ونَوَّرَتِ الشَّجَرَةُ وأَنارت أَيضاً أَي أَخرجت نَوْرَها. وأَنار النبتُ وأَنْوَرَ: ظَهَرَ وحَسُنَ. والأَنْوَرُ: الظَّاهِرُ الحُسْنِ؛ ومنه صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ. والنُّورَةُ: الهِناءُ. التَّهْذِيبُ: والنُّورَةُ مِنَ الْحَجَرِ الَّذِي يُحْرَقُ ويُسَوَّى مِنْهُ الكِلْسُ وَيُحْلَقُ بِهِ شَعْرُ الْعَانَةِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يُقَالُ انْتَوَرَ الرجلُ وانْتارَ مِنَ النُّورَةِ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ تَنَوَّرَ إِلا عِنْدَ إِبصار النَّارُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ انْتارَ الرَّجُلُ وتَنَوَّرَ تَطَلَّى بالنُّورَة، قَالَ: حَكَى الأَوّل ثَعْلَبٌ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَجِدَّكُما لَمْ تَعْلَما أَنَّ جارَنا ... أَبا الحِسْلِ، بالصَّحْراءِ، لَا يَتَنَوَّرُ التَّهْذِيبُ: وتأْمُرُ مِنَ النُّورةِ فَتَقُولُ: انْتَوِرْ يَا زيدُ وانْتَرْ كَمَا تَقُولُ اقْتَوِلْ واقْتَلْ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي تَنَوّر النَّارَ: فَتَنَوَّرْتُ نارَها مِنْ بَعِيد ... بِخَزازَى؛ هَيْهاتَ مِنك الصَّلاءُ «1» قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ والنَّوُورُ: النَّيلَجُ، وَهُوَ دُخَانُ الشَّحْمِ يعالَجُ بِهِ الوَشْمُ وَيُحْشَى بِهِ حَتَّى يَخْضَرَّ، وَلَكَ أَن تَقْلِبَ الْوَاوَ الْمَضْمُومَةَ هَمْزَةً. وَقَدْ نَوَّرَ ذِرَاعُهُ إِذا غَرَزَها بإِبرة ثُمَّ ذَرَّ عَلَيْهَا النَّؤُورَ. والنَّؤُورُ: حَصَاةٌ مِثْلُ الإِثْمِدِ تُدَقُّ فَتُسَفُّها اللِّثَةُ أَي تُقْمَحُها، مِنْ قَوْلِكَ: سَفِفْتُ الدَّوَاءَ. وَكَانَ نساءُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَّشِمْنَ بالنَّؤُور؛ ومنه وقول بِشْرٍ: كَمَا وُشِمَ الرَّواهِشُ بالنَّؤُورِ وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّؤُور دُخان الْفَتِيلَةِ يُتَّخَذُ كُحْلًا أَو وَشْماً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَمَّا الْكُحْلُ فَمَا سَمِعْتُ أَن نِسَاءَ الْعَرَبِ اكْتَحَلْنَ بالنَّؤُورِ، وأَما الْوَشْمُ بِهِ فَقَدْ جَاءَ فِي أَشعارهم؛ قَالَ لَبِيدٍ: أَو رَجْع واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها التَّهْذِيبُ: والنَّؤُورُ دُخَانُ الشَّحْمِ الَّذِي يَلْتَزِقُ بالطَّسْتِ وَهُوَ الغُنْجُ أَيضاً. والنَّؤُورُ والنَّوَارُ: المرأَة النَّفُور مِنَ الرِّيبَةِ، وَالْجَمْعُ نُورٌ. غَيْرُهُ: النُّورُ جَمْعُ نَوارٍ، وَهِيَ النُّفَّرُ مِنَ الظِّبَاءِ وَالْوَحْشِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ مُضَرِّسٌ الأَسديُّ وَذَكَرَ الظِّبَاءَ وأَنها كَنَسَتْ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ: تَدَلَّتْ عَلَيْهَا الشمسُ حَتَّى كأَنها، ... مِنَ الحرِّ، تَرْمي بالسَّكِينَةِ نُورَها وَقَدْ نارتْ تَنُورُ نَوْراً ونَواراً ونِواراً؛ ونسوةٌ نُورٌ أَي نُفَّرٌ مِنَ الرِّيبَةِ، وَهُوَ فُعُلٌ، مِثْلُ قَذالٍ وقُذُلٍ إِلا أَنهم كَرِهُوا الضَّمَّةَ عَلَى الْوَاوِ لأَن الْوَاحِدَةَ نَوارٌ وَهِيَ الفَرُورُ، ومنه سميت المرأَة؛ وقال الْعَجَّاجُ: يَخْلِطْنَ بالتَّأَنُّسِ النَّوارا الْجَوْهَرِيُّ: نُرْتُ مِنَ الشَّيْءِ أَنُورُ نَوْراً ونِواراً، بِكَسْرِ النُّونِ؛ قَالَ مَالِكِ بْنِ زُغْبَةَ الْبَاهِلِيِّ يُخَاطِبُ امرأَة: أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ، ... وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ أَراد أَنِفاراً يَا فَرُوقُ، وَقَوْلُهُ سَرْعَ مَاذَا: أَراد سَرُعَ فَخَفَّفَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ: أَنوراً سَرْعَ مَاذَا يَا فروق

_ (1). قوله [بخزازى] بخاء معجمة فزايين معجمتين: جبل بين منعج وعاقل، والبيت للحرث بن حلزة كما في ياقوت

قَالَ: الشِّعْرُ لأَبي شَقِيقٍ الْبَاهِلِيِّ وَاسْمُهُ جَزْءُ بْنُ رَباح، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ لِزُغْبَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: وَقَوْلُهُ أَنوراً بِمَعْنَى أَنِفاراً سَرُعَ ذَا يَا فُرُوقُ أَي مَا أَسرعه، وَذَا فَاعِلُ سَرُعَ وأَسكنه لِلْوَزْنِ، وَمَا زَائِدَةٌ. وَالْبَيْنُ هَاهُنَا: الْوَصْلُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ؛ أَي وصْلُكم، قَالَ: وَيُرْوَى وَحَبْلُ الْبَيْنِ مُنْتَكِثُ؛ وَمُنْتَكِثٌ: مُنْتَقِضٌ. وَحَذِيقٌ: مَقْطُوعٌ؛ وَبَعْدَهُ: أَلا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَيْفي ... يُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَليقُ؟ وَعَلَاقَةُ: اسْمُ مَحْبُوبَتِهِ؛ يَقُولُ: أَزعمت أَن سَيْفِي لَيْسَ بِقَاطِعٍ وأَن الرأْس الْحَلِيقَ يُفَلِّلُ غَرْبَهُ؟ وامرأَة نَوارٌ: نَافِرَةٌ عن الشَّرِّ وَالْقَبِيحِ. والنَوارُ: الْمَصْدَرُ، والنِّوارُ: الِاسْمُ، وَقِيلَ: النِّوارُ النِّفارُ مِنْ أَي شَيْءٍ كَانَ؛ وَقَدْ نَارَهَا ونَوَّرها وَاسْتَنَارَهَا؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ ظَبْيَةً: بِوادٍ حَرامٍ لَمْ تَرُعْها حِبالُه، ... وَلَا قانِصٌ ذُو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها وَبَقَرَةٌ نَوَارٌ: تَنْفِرُ مِنَ الْفَحْلِ. وَفِي صِفَةِ نَاقَةِ صَالِحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: هِيَ أَنور مِنْ أَن تُحْلَبَ أَي أَنْفَرُ. والنَّوَار: النِّفارُ. ونُرْتُه وأَنرْتُه: نَفَّرْتُه. وَفَرَسٌ وَدِيق نَوارٌ إِذا استَوْدَقَت، وَهِيَ تُرِيدُ الْفَحْلَ، وَفِي ذَلِكَ مِنْهَا ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ النَّاكِحِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ نائِرَةٌ أَي عَدَاوَةٌ وشَحْناء. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ بَيْنَهُمْ نَائِرَةٌ أَي فِتْنَةٌ حَادِثَةٌ وَعَدَاوَةٌ. ونارُ الْحَرْبِ ونائِرَتُها: شَرُّها وهَيْجها. ونُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه؛ قَالَ: إِذا هُمُ نارُوا، وإِن هُمْ أَقْبَلُوا، ... أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِيبٌ مِفْضَلُ وَنَارَ القومُ وتَنَوَّرُوا انْهَزَمُوا. واسْتَنارَ عَلَيْهِ: ظَفِرَ بِهِ وَغَلَبَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: فأَدْرَكُوا بعضَ مَا أَضاعُوا، ... وقابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا ونُورَةُ: اسْمُ امرأَة سَحَّارَة؛ وَمِنْهُ قِيلَ: هُوَ يُنَوِّرُ عَلَيْهِ أَي يُخَيِّلُ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ. الأَزهري: يُقَالُ فُلَانٌ يُنَوِّرُ عَلَى فُلَانٍ إِذا شَبَّهَ عَلَيْهِ أَمراً، قَالَ: وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ عَرَبِيَّةً، وأَصلها أَن امرأَة كَانَتْ تُسَمَّى نُورَةَ وَكَانَتْ سَاحِرَةً فَقِيلَ لِمَنْ فَعَلَ فِعْلَهَا: قَدْ نَوَّرَ فَهُوَ مُنَوِّرٌ. قَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوَةَ: عَلِقَ رجلٌ امرأَة فَكَانَ يَتَنَوَّرُها بِاللَّيْلِ، والتَّنَوُّرُ مِثْلُ التَّضَوُّء، فَقِيلَ لَهَا: إِن فُلَانًا يَتَنَوَّرُكِ، لِتَحْذَرَهُ فَلَا يَرَى مِنْهَا إِلا حَسَناً، فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ رَفَعَتْ مُقَدَّمَ ثَوْبِهَا ثُمَّ قَابَلَتْهُ وَقَالَتْ: يَا مُتَنَوِّراً هَاهْ فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتَهَا وأَبصر مَا فَعَلَتْ قَالَ: فَبِئْسَمَا أَرى هَاهْ وَانْصَرَفَتْ نَفْسُهُ عَنْهَا، فَصُيِّرَتْ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ لَا يَتَّقِي قَبِيحًا وَلَا يَرْعَوي لحَسَنٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ الإِمالة ابْنُ نُور فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا سُمِّيَ بِالنُّورِ الَّذِي هُوَ الضَّوْءُ أَو بالنُّورِ الَّذِي هُوَ جَمْعُ نَوارٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا صَاغَهُ لتَسُوغَ فِيهِ الإِمالة فإِنه قَدْ يَصوغ أَشياء فَتَسوغ فِيهَا الإِمالة ويَصُوغ أَشياءَ أُخَرَ لِتَمْتَنِعَ فِيهَا الإِمالة. وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ فِيهِ: ابْنُ بُور، بِالْبَاءِ، كأَنه مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ومَنْوَرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ صَحَّتْ فِيهِ الواوُ صِحَّتَها فِي مَكْوَرَةَ لِلْعَلْمِيَّةِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: أَلَيْلى عَلَى شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ؟ ... وَمِنْ دونِ لَيْلى ذُو بِحارٍ ومَنْوَرُ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ بِشْرٍ: وَمِنْ دُونِ لَيْلَى ذُو بِحَارٍ ومَنْوَرُ قَالَ: هُمَا جَبَلَانِ فِي ظَهْر حَرَّةِ بَنِي سَلِيمٍ. وَذُو المَنار: مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ واسمه أَبْرَهَةُ بن الحرث الرَّايِشُ، وإِنما قِيلَ لَهُ ذُو الْمَنَارِ لأَنه أَوّل مَنْ ضُرِبَ المنارَ عَلَى طَرِيقِهِ فِي مَغَازِيهِ لِيَهْتَدِيَ بها إِذا رجع. نير: النِّيرُ: القَصَبُ وَالْخُيُوطُ إِذا اجْتَمَعَتْ. والنِّيرُ: العَلَمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: عَلَمُ الثَّوْبِ ولُحْمته أَيضاً. ابْنُ سِيدَهْ: نِيرُ الثَّوْبِ عَلَمُهُ، وَالْجَمْعُ أَنْيارٌ. ونِرْتُ الثَّوْبَ أَنِيرُه نَيْراً وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جَعَلْتَ لَهُ عَلَمًا. الْجَوْهَرِيُّ: أَنَرْتُ الثَّوْبَ وهَنَرْتُ مِثْلُ أَرَقْتُ وهَرَقْتُ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: ومَنْهَلٍ طامٍ عَلَيْهِ الغَلْفَقُ ... يُنِيرُ، أَو يُسْدي بِهِ الخَدَرْنَقُ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: تَقْسِمُ اسْتِيًّا لَهَا بِنَيْرِ، ... وتَضْرِبُ النَّاقُوسَ وَسْطَ الدَّيْرِ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِنِير فَغَيَّرَ لِلضَّرُورَةِ. قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ النَّيْرُ لُغَةً فِي النِّيرِ. ونَيَّرْتُه وأَنَرْتُه وهَنَرْتُه أُهَنِيرُه إِهْنارَةً، وَهُوَ مُهَنارٌ عَلَى الْبَدَلِ؛ حَكَى الْفِعْلَ وَالْمَصْدَرَ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: جَعَلْتُ لَهُ نِيراً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنه كَرِهَ النِّيرَ ، وَهُوَ الْعَلَمُ فِي الثَّوْبِ. يُقَالُ: نِرْتُ الثَّوْبَ وأَنَرْتُه ونَيَّرْتُه إِذا جَعَلْتَ لَهُ عَلَمًا. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: لَوْلَا أَن عُمَرَ نَهَى عَنِ النِّير لَمْ نَرَ بالعَلَم بأْساً وَلَكِنَّهُ نَهَى عَنِ النِّير ، وَالِاسْمُ النِّيْرَةُ، وَهِيَ الخُيُوطَةُ والقَصَبَةُ إِذا اجتمعنا، فإِذا تفرّقنا سُمِّيَتِ الْخُيُوطَةُ خُيُوطَةً والقَصَبَةُ قَصَبَةً وإِن كَانَتْ عَصًا فَعَصًا، وَعَلَمُ الثَّوْبِ نِيْرٌ، وَالْجَمْعُ أَنْيارٌ. ونَيَّرْتُ الثَّوْبَ تَنْيِيراً، وَالِاسْمُ النِّيرُ، وَيُقَالُ لِلُحْمَةِ الثَّوْبِ نِيرٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ نِرْ نِرْ إِذا أَمرته بِعَمَلِ عَلَمٍ لِلْمِنْدِيلِ. وثوبٌ مُنَيَّر: مَنْسُوجٌ عَلَى نِيرَيْنِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونِيْرُ الثَّوْبِ: هُدْبُه؛ عَنِ ابْنِ كَيْسَانَ؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَقُمْتُ بِهَا تَمْشي تَجُرُّ وراءَنا ... عَلَى أَثَرَيْنا نِيرَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ والنِّيْرَةُ أَيضاً: مِنْ أَدوات النَّسَّاج يَنْسجُ بِهَا، وَهِيَ الْخَشَبَةُ الْمُعْتَرِضَةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَنتَ بِسَتَاةٍ وَلَا لُحْمَةٍ وَلَا نِيرَةٍ، يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَمَا تأْتوا يَكُنْ حَسَناً جَمِيلًا، ... وَمَا تُسْدُوا لِمَكْرُمَةٍ تُنِيرُوا يَقُولُ: إِذا فَعَلْتُمْ فِعْلًا أَبرمتموه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ بُزُرج: أَلم تسأَلِ الأَحْلافَ كيفَ تَبَدَّلُوا ... بأَمرٍ أَنارُوه، جَمِيعًا، وأَلْحَمُوا؟ قَالَ: يُقَالُ نائِرٌ ونارُوه ومُنِيرٌ وأَنارُوه، وَيُقَالُ: لستَ فِي هَذَا الأَمر بِمُنِيرٍ وَلَا مُلْحمٍ، قَالَ: والطُّرَّةُ مِنَ الطَّرِيقِ تسمَّى النِّير تَشْبِيهًا بنِيرِ الثَّوْبِ، وَهُوَ العَلَمُ فِي الْحَاشِيَةِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ فِي صِفَةِ طَرِيقٍ: عَلَى ظَهْرِ ذِي نِيرَيْنِ: أَمَّا جَنابُه ... فَوَعْثٌ، وأَما ظَهْرُهُ فَمُوَعَّسُ وجَنابُه: مَا قَرُبَ مِنْهُ فَهُوَ وَعْثٌ يَشْتَدُّ فِيهِ الْمَشْيُ، وأَما ظَهْرُ الطَّرِيقِ الْمَوْطُوءِ فَهُوَ مَتِينٌ لَا يَشْتَدُّ عَلَى الْمَاشِي فِيهِ الْمَشْيُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

باب الهاء

أَلا هَلْ تُبْلِغَنِّيها، ... عَلَى اللِّيَّان والضِّنَّهْ، فَلَاةً ذاتَ نِيرَيْنِ ... بِمَرْوٍ، سَمْحُها رَنَّهْ تَخالُ بِهَا إِذا غَضيَتْ ... حَمَاةَ، فأَصْبَحَتْ كِنَّهْ يُقَالُ: نَاقَةٌ ذَاتُ نِيرَيْنِ إِذا حَمَلَتْ شَحْمًا عَلَى شَحْمٍ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، وأَصل هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ ثَوْبٌ ذُو نِيرَيْنِ إِذا نُسج عَلَى خَيْطَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ دَيابُوذُ، وَهُوَ بالفارسية [دو باف] وَيُقَالُ لَهُ فِي النَّسْجِ: المُتَاءَمَةُ، وَهُوَ أَن يُنار خَيْطَانِ مَعًا وَيُوضَعَ عَلَى الحَفَّةِ خَيْطَانِ، وأَما مَا نِير خَيْطًا وَاحِدًا فَهُوَ السَّحْلُ، فإِذا كَانَ خَيْطٌ أَبيض وَخَيْطٌ أَسود فَهُوَ المُقاناة، وإِذا نُسِجَ عَلَى نِيرَيْنِ كَانَ أَصفق وأَبقى. وَرَجُلٌ ذُو نِيرَيْنِ أَي قُوَّتُهُ وَشِدَّتُهُ ضِعْفُ شِدَّةِ صَاحِبِهِ. وَنَاقَةٌ ذَاتُ نِيْرَيْنِ إِذا أَسَنَّت وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي المرأَة. والنِّيرُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى عُنُقِ الثَّوْرِ بأَداتها؛ قَالَ: دَنانِيرُنا مِنْ نِيرِ ثَوْرٍ، وَلَمْ تكنْ ... مِنَ الذَّهَبِ الْمَضْرُوبِ عِنْدَ القَسَاطِرِ وَيُرْوَى مِنَ التابَل الْمَضْرُوبِ، جَعَلَ الذَّهَبَ تابَلًا عَلَى التَّشْبِيهِ، وَالْجَمْعُ أَنْيارٌ ونِيرانٌ؛ شاميَّة. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْخَشَبَةِ الْمُعْتَرِضَةِ عَلَى عُنُقَيِ الثَّوْرَيْنِ الْمَقْرُونَيْنِ لِلْحِرَاثَةِ نِيرٌ، وَهُوَ نِيرُ الفَدّان، وَيُقَالُ لِلْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ: ذَاتُ نِيْرَيْنِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَدَا عَنْ سُلَيْمَى أَنني كلَّ شارِقٍ ... أَهُزُّ، لِحَرْبٍ ذاتِ نِيرَيْنِ، أَلَّتي ونِيرُ الطَّرِيقِ: مَا يَتَّضِحُ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَنِيرُ الطَّرِيقِ أُخدود فِيهِ وَاضِحٌ. وَالنَّائِرُ: المُلْقي بَيْنَ النَّاسِ الشُّرُورَ. وَالنَّائِرَةُ: الْحِقْدُ وَالْعَدَاوَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّائِرَةُ الْكَائِنَةُ تَقَعُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَيْنَهُمْ نَائِرَةٌ أَي عَدَاوَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والنِّيرُ جَبَلٌ لِبَنِي غاضِرَةَ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَقْبَلْنَ، مِنْ نِيرٍ وَمِنْ سُوَاجِ، ... بالقومِ قَدْ مَلُّوا مِنَ الإِدْلاجِ وأَبو بُرْدَةَ بْنُ نِيار: رَجُلٌ مِنْ قُضاعة مِنَ الصَّحَابَةِ، واسمه هانئٌ. باب الهاء هبر: الهَبْرُ: قِطَعُ اللَّحْمِ. والهَبْرَةُ: بِضْعَةٌ مِنَ اللَّحْمِ أَو نَحْضَة لَا عَظْمَ فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ إِذَا كَانَتْ مُجْتَمِعَةً. وأَعطيته هَبْرَةً مِنْ لَحْمٍ إِذَا أَعطاه مُجْتَمَعًا مِنْهُ، وَكَذَلِكَ البِضْعَةُ والفِدْرَةُ. وهَبَرَ يَهْبُرُ هَبْراً: قَطَعَ قِطَعاً كِبَارًا. وَقَدْ هَبَرْت لَهُ مِنَ اللَّحْمِ هَبْرَةً أَي قَطَعْتُ لَهُ قِطْعَةً. واهْتَبَرَهُ بِالسَّيْفِ إِذا قَطَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه هَبَرَ المنافقَ حَتَّى بَرَدَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: انْظُرُوا شَزْراً واضْرِبُوا هَبْراً ؛ الهَبْرُ: الضَّرْبُ وَالْقَطْعُ. وَفِي حَدِيثِ الشُّراةِ: فَهَبَرْناهم بِالسُّيُوفِ. ابْنُ سِيدَهْ: وضَرْبٌ هَبْرٌ يَهْبُرُ اللَّحْمَ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ كَمَا قَالُوا: دِرْهَمٌ ضربٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ضَرْبٌ هَبْرٌ أَي يُلْقِي قِطْعَةً مِنَ اللَّحْمِ إِذا ضَرَبَهُ، وطعنٌ نَتْرٌ فِيهِ اختلاسُ، وَكَذَلِكَ ضربٌ هَبِيرٌ وضربَةٌ هَبِيرٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: كَلَوْنِ المِلْحِ، ضَرْبَتُه هَبِيرٌ، ... يُتِرُّ العَظْمَ، سَقَّاطٌ سُراطِي وَسَيْفٌ هَبَّارٌ يَنْتَسِفُ الْقِطْعَةَ مِنَ اللَّحْمِ فَيَقْطَعُهُ،

والهِبِرُّ: الْمُنْقَطِعُ مِنْ ذَلِكَ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وجملٌ هَبِرٌ وأَهْبَرُ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. وَقَدْ هَبِرَ الْجُمَلُ، بِالْكَسْرِ، يَهْبَرُ هَبَراً، وَنَاقَةٌ هَبِرَةٌ وهَبْراءُ ومُهَوْبِرَةٌ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: بَعِيرٌ هَبِرٌ وَبِرٌ أَي كَثِيرُ الوَبَرِ والهَبْرِ، وَهُوَ اللَّحْمُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، قَالَ: هُوَ الهَبُّورُ ؛ قِيلَ: هُوَ دُقاقُ الزَّرْعِ بالنَّبَطِيَّة وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ الهَبْرِ القَطْع. والهُبْرُ: مُشاقَةُ الْكَتَّانِ؛ يَمَانِيَةٌ؛ قَالَ: كالهُبْرِ، تحتَ الظُّلَّةِ، المَرْشُوشِ والهِبْرِيَةُ: مَا طَارَ مِنَ الزَّغَبِ الرَّقِيقِ مِنَ الْقُطْنِ؛ قَالَ: فِي هِبْرِياتِ الكُرْسُفِ المَنْفُوشِ والهِبْرِيَة والهُبارِية: مَا طَارَ مِنَ الرِّيشِ وَنَحْوِهِ. والهِبْرِيَة والإِبْرِيَةُ والهُبارِيَةُ: مَا تُعَلَّقُ بأَسفل الشَّعَرِ مِثْلَ النُّخَالَةِ مِنْ وَسَخِ الرأْس. وَيُقَالُ: فِي رأْسه هِبْرِيَةٌ مثلُ فِعْلِيَةٍ؛ وَقَوْلُ أَوسِ بْنِ حَجَرٍ: لَيْثٌ عَلَيْهِ مِنَ البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ، ... كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّارٌ بأَوْصالِ قَالَ يَعْقُوبُ: عَنَى بالهِبْرِيَةِ مَا يَتَنَاثَرُ مِنَ الْقَصَبِ وَالْبَرْدِيِّ فَيَبْقَى فِي شَعَرِهِ مُتَلَبِّدًا. وهَوْبَرَتْ أُذُنُه: احْتَشَى جَوْفُها وَبَراً وَفِيهَا شَعَرٌ واكْتَسَتْ أَطرافُها وطُرَرُها، وَرُبَّمَا اكتَسَى أُصولُ الشَّعَرِ مِنْ أَعالي الأُذنين. والهَبْرُ: مَا اطمأَنَّ مِنَ الأَرض وَارْتَفَعَ مَا حَوْلَهُ عَنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اطمأَن مِنَ الرَّمْلِ؛ قَالَ عَدِيٌّ: فَتَرى مَحانِيَهُ الَّتِي تَسِقُ الثَّرَى، ... والهَبْرَ يُونِقُ نَبْتُها رُوَّادَها وَالْجَمْعُ هُبُور؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: هُبُور أَغْواطٍ إِلى أَغْواطِ وَهُوَ الهَبيرُ أَيضاً؛ قَالَ زُمَيْلُ بْنِ أُم دِينَارٍ: أَغَرُّ هِجانٌ خَرَّ مِنْ بَطْنِ حُرّةٍ ... عَلَى كَفِّ أُخْرَى حُرَّةٍ بِهَبِيرِ وَقِيلَ: الْهَبِيرُ مِنَ الأَرض أَن يَكُونَ مُطَمْئِنًّا وَمَا حَوْلَهُ أَرفع مِنْهُ، وَالْجَمْعُ هُبْرٌ؛ قَالَ عَدِيٌّ: جَعَلَ القُفَّ شَمَالًا وانْتَحى، ... وَعَلَى الأَيْمَنِ هُبْرٌ وبُرَقْ وَيُقَالُ: هِيَ الصُّخُورُ بَيْنَ الرَّوابي. والهَبْرَةُ: خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بِهَا الرِّجَالُ. والهَوْبَرُ: الْفَهْدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وهَوْبَرٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَشِيَّةَ فَرَّ الحارِثِيُّون، بعد ما ... قَضَى نَحْبَه مِنْ مُلْتَقَى القومِ هَوْبَرُ أَراد ابْنَ هَوْبَر، وهُبَيْرَةُ: اسْمٌ. وابنُ هُبَيْرَةَ: رَجُلٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَمِعْنَاهُمْ يَقُولُونَ مَا أَكثَرَ الهُبَيْراتِ، واطَّرَحُوا الهُبَيْرِينَ كَرَاهِيَةَ أَن يَصِيرَ بِمَنْزِلَةِ مَا لَا عَلَامَةَ فِيهِ للتأْنيث. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا آتِيكَ هُبَيْرَةَ بنَ سَعْدٍ أَي حتى يَؤُوبَ هُبَيْرَةُ، فأَقاموا هُبَيْرَةَ مَقَامَ الدَّهْرِ وَنَصَبُوهُ عَلَى الظَّرْفِ وَهَذَا مِنْهُمُ اتِّسَاعٌ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما نَصَبُوهُ لأَنهم ذَهَبُوا بِهِ مَذْهَبَ الصِّفَاتِ، وَمَعْنَاهُ لَا آتِيكَ أَبداً، وَهُوَ رَجُلٌ فُقِدَ؛ وَكَذَلِكَ لَا آتِيكَ أَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ، وَيُقَالُ: إِن أَصله أَن سَعْدَ بنَ زَيْدِ مناةَ عُمِّرَ عُمُراً طَوِيلًا وكَبِرَ، وَنَظَرَ يَوْمًا إِلى شَائِهِ وَقَدْ أُهْمِلَتْ وَلَمْ تَرْعَ، فَقَالَ لِابْنِهِ هُبَيْرَةَ: ارْعَ شاءَك، فَقَالَ: لَا أَرعاها سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً، فَصَارَ مَثَلًا. وَقِيلَ لَا آتِيكَ أَلْوَةَ هُبَيْرَةَ.

والهُبَيْرَةُ: الضَّبُعُ الصَّغِيرَةُ. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ آذَانِ الْخَيْلِ مُهَوْبَرَةٌ، وَهِيَ الَّتِي يَحْتَشِي جَوْفُها وَبَراً وَفِيهَا شَعَرٌ، وتَكْتَسِي أَطرافُها وطُرَرُها أَيضاً الشَّعْرَ، وَقَلَّمَا يَكُونُ إِلا فِي رَوَائِدِ الْخَيْلِ وَهِيَ الرَّواعِي. والهَوْبَرُ والأَوْبَرُ: الْكَثِيرُ الوَبَرِ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا. وَيُقَالُ للكانُونَيْنِ: هُمَا الهَبَّارانِ والهَرَّارانِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْعَنْكَبُوتِ الهَبُورُ والهَبُونُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ؛ قَالَ: الهَبُّورُ ، قَالَ سُفْيَانُ: وَهُوَ الذَّرُّ الصَّغِيرُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: هُوَ الهَبُّورُ عُصافَةُ الزَّرْعِ الَّذِي يُؤْكَلُ، وَقِيلَ: الهَبُّورُ بالنَّبَطيَّة دُقاق الزَّرْعِ، والعُصافَةُ مَا تَفَتَّتَ مِنْ وَرَقِهِ، والمأْكول مَا أُخذ حَبُّهُ وَبَقِيَ لَا حَبَّ فِيهِ. والهَوْبَرُ: القِرْدُ الْكَثِيرُ الشَّعَرِ، وَكَذَلِكَ الهَبَّارُ؛ وَقَالَ: سَفَرَتْ فقلتُ لَهَا: هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ، ... فذَكَرْتُ حِينَ تَبَرْقَعَتْ هَبَّارَا وهَبَّار: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. وهَبَّار وهابِرٌ: اسْمَانِ. والهَبِيرُ: مَوْضِعٌ، وَاللَّهُ أَعلم. هتر: الهَتْرُ: مَزْقُ العِرْضِ؛ هَتَرَه يَهْتِرُه هَتْراً وهَتَّرَه. وَرَجُلٌ مُسْتَهْتَرٌ: لَا يُبَالِي مَا قِيلَ فِيهِ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ وَلَا مَا شُتِمَ بِهِ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُ اللَّيْثِ الهَتْرُ مَزْقُ الْعِرْضِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَالْمَعْرُوفُ بِهَذَا الْمَعْنَى الهَرْت إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا كَمَا قَالُوا جَبَذَ وجَذَبَ، وأَما الاسْتِهْتارُ فَهُوَ الوُلوعُ بِالشَّيْءِ والإِفراط فِيهِ حَتَّى كأَنه أُهْتِرَ أَي خَرِفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَبَقَ المُفْرِدُونَ؛ قَالُوا: وَمَا المُفْرِدُونَ؟ قَالَ: الَّذِينَ أُهْتِرُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقالَهُمْ فيأْتون يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفافاً ؛ قَالَ: والمُفْرِدُونَ الشيوخُ الهَرْمى، مَعْنَاهُ أَنهم كَبِرُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمَاتَتْ لَذَّاتُهُمْ وَذَهَبَ القَرْنُ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِمْ، قَالَ: وَمَعْنَى أُهْتِرُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ أَي خَرِفُوا وَهُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ. يُقَالُ: خَرِفَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَي خَرِفَ وَهُوَ يُطِيعُ اللَّهَ؛ قَالَ: والمُفْرِدُونَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِمُ المُتَفَرِّدُونَ المُتَخَلُّونَ لِذِكْرِ اللَّهِ، والمُستَهْتَرونَ المُولَعُونَ بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ. وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: هُمُ الَّذِينَ اسْتُهْتِرُوا بِذِكْرِ اللَّهِ أَي أُولِعُوا بِهِ. يُقَالُ: اسْتُهْتِرَ بأَمر كَذَا وَكَذَا أَي أُولِعَ بِهِ لَا يتحدّثُ بِغَيْرِهِ وَلَا يفعلُ غيرَه. وقولٌ هِتْرٌ: كَذِبٌ. والهِتْرُ، بِالْكَسْرِ: السَّقَطُ مِنَ الْكَلَامِ والخطأُ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ هِتْرٌ هاتِرٌ، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهُ؛ قَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ: أَلمَّ خَيالٌ مَوْهِناً مِنْ تُماضِرٍ ... هُدُوّاً، وَلَمْ يَطْرُقْ مِنَ اللَّيْلِ بَاكِرًا وَكَانَ، إِذا مَا الْتَمَّ مِنْهَا بِحاجَةٍ، ... يُراجِعُ هِتْراً مِنْ تُماضِرَ هاتِرَا قَوْلُهُ هُدُوّاً أَي بَعْدَ هَدْءٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَلَمْ يَطْرُقْ مِنَ اللَّيْلِ بَاكِرًا أَي لَمْ يَطْرُقْ مِنْ أَوله. والْتَمَّ: افْتَعَلَ مِنَ الإِلمام، يُرِيدُ أَنه إِذا أَلمَّ خَيالُها عاوَدَه خَبالُه فَقْدَ كلامِهِ. وَقَوْلُهُ يُراجِعُ هِتْراً أَي يَعُودُ إِلى أَن يَهْذِيَ بِذِكْرِهَا. ورجلٌ مُهْتَرٌ: مُخْطِئٌ فِي كَلَامِهِ. والهُتْرُ، بِضَمِّ الْهَاءِ: ذَهَابُ الْعَقْلِ مِنْ كِبَرٍ أَو مَرَضٍ أَو حُزْنٍ. والمُهْتَرُ: الَّذِي فَقَدَ عقلَه مِنْ أَحد هَذِهِ الأَشياء، وَقَدْ أَهْتَرَ، نادرٌ. وَقَدْ قَالُوا: أَهْتَرَ وأُهْتِرَ الرجلُ، فَهُوَ مُهْتَرٌ إِذا فَقَدَ عَقَلَهُ مِنَ الكِبَرِ

وَصَارَ خَرِفاً. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: إِذا لَمْ يَعْقِلْ مِنَ الكِبَرِ قِيلَ أُهْتِرَ، فَهُوَ مُهْتَرٌ، والاستهتارُ مِثْلُهُ. قَالَ يَعْقُوبُ: قِيلَ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ قَدْ أُهْتِرَتْ: إِن فُلَانًا قَدْ أَرسل يَخْطُبُكِ، فَقَالَتْ: هَلْ يُعْجِلُني أَن أَحِلَّ؛ مَا لَه؟ أُلَّ وغُلَّ مَعْنَى قَوْلِهَا: أَن أَحلَّ أَن أَنزل، وَذَلِكَ لأَنها كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ رَاكِبَةً بَعِيرًا لَهَا وَابْنَهَا يَقُودُهَا. وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: تُلَّ وغُلَّ أَي صُرِعَ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَفُلَانٌ مُسْتَهْتَرٌ بِالشَّرَابِ أَي مُولَعٌ بِهِ لَا يُبَالِي مَا قِيلَ فِيهِ. وهَتَره الكِبَرُ، والتَّهْتارُ تَفْعال مِنْ ذَلِكَ، وَهَذَا الْبِنَاءُ يُجَاءُ بِهِ لِتَكْثِيرِ الْمَصْدَرِ. والتَّهَتُّرُ: كالتَّهْتارِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ: فُلَانٌ يُهاتِرُ فُلَانًا مَعْنَاهُ يُسابُّه بِالْبَاطِلِ مِنَ الْقَوْلِ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: المُهاتَرَةُ الْقَوْلُ الَّذِي يَنْقُضُ بعضُه بَعْضًا. وأُهْتِرَ الرجلُ فَهُوَ مُهْتَرٌ إِذا أُولِعَ بِالْقَوْلِ فِي الشَّيْءِ. واسْتُهْتِرَ فُلَانٌ فَهُوَ مُسْتَهْتَرٌ إِذا ذَهَبَ عَقْلُهُ فِيهِ وَانْصَرَفَتْ هِمَمُه إِليه حَتَّى أَكثر الْقَوْلَ فِيهِ بِالْبَاطِلِ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبانِ ويَتقاوَلانِ ويَتَقابَحانِ فِي الْقَوْلِ ، مِنَ الهِتْرِ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْبَاطِلُ والسَّقَطُ مِنَ الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ أَن أَكون مِنَ المُسْتَهْتَرين. يُقَالُ: اسْتُهْتِر فُلَانٌ، فَهُوَ مُسْتَهْتَر إِذا كَانَ كَثِيرُ الأَباطيل، والهِتْرُ: الباطلُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي المُبْطِلينَ فِي الْقَوْلِ والمُسْقِطِينَ فِي الْكَلَامِ، وَقِيلَ: الَّذِينَ لَا يُبَالُونَ مَا قِيلَ لَهُمْ وَمَا شُتِمُوا بِهِ، وَقِيلَ: أَراد المُسْتَهْتَرِينَ بِالدُّنْيَا. ابْنُ الأَعرابي: الهُتَيْرَةُ تَصْغِيرُ الهِتْرَةِ، وَهِيَ الحَمْقَةُ المُحْكَمَةُ. الأَزهري: التَّهْتارُ مِنَ الحُمْقِ وَالْجَهْلِ؛ وأَنشد: إِن الفَزارِيَّ لَا يَنْفَكُّ مُغْتَلِماً، ... مِنَ النَّواكَةِ، تَهْتاراً بِتَهْتارِ قَالَ: يُرِيدُ التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّرِ، قَالَ: وَلُغَةُ الْعَرَبِ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ خَاصَّةً دَهْداراً بِدَهْدارِ، وَذَلِكَ أَن مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ بَعْضَ التَّاءَاتِ فِي الصُّدُورِ دَالًا، نَحْوَ الدُّرْياقِ والدِّخْرِيص لُغَةٌ فِي التِّخْرِيص، وَهُمَا مُعَرَّبَانِ. والهِتْرُ: العَجَبُ وَالدَّاهِيَةُ. وهِتْرٌ هاتِرٌ: عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ وأَنشد بَيْتُ أَوس بْنِ حَجَرٍ: يُرَاجِعُ هِتْرًا مِنْ تُمَاضِرَ هَاتِرًا وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ أَي دَاهِيَةِ دَواهٍ. الأَزهري: وَمِنْ أَمثالهم فِي الدَّاهِي المُنْكَرِ: إِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ وإِنه لَصِلُّ أَصْلالٍ. وتَهاتَرَ القومُ: ادَّعَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى صَاحِبِهِ بَاطِلًا. وَمَضَى هِتْرٌ مِنَ اللَّيْلِ إِذا مَضَى أَقَلُّ مِنْ نِصْفِهِ؛ عَنِ ابن الأَعرابي. هتكر: التهذب: الهَيْتَكُورُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَسْتَيْقِظُ لَيْلًا وَلَا نهاراً. هتمر: الهَتْمَرَةُ: كَثْرَةُ الْكَلَامِ؛ وقد هَتْمَرَ. هجر: الهَجْرُ: ضِدُّ الْوَصْلِ. هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْراناً: صَرَمَه، وَهُمَا يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ، وَالْاسْمُ الهِجْرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثلاثٍ ؛ يُرِيدُ بِهِ الهَجْر ضدَّ الوصلِ، يَعْنِي فِيمَا يَكُونُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ عَتْبٍ ومَوْجِدَةٍ أَو تَقْصِيرٍ يَقَعُ فِي حُقُوقِ العِشْرَة والصُّحْبَةِ دُونَ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فِي جَانِبِ الدِّين، فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء وَالْبِدَعِ دَائِمَةٌ عَلَى مَرِّ الأَوقات مَا لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُمُ التَّوْبَةُ وَالرُّجُوعُ إِلى الْحَقِّ، فإِنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَمَّا خَافَ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وأَصحابه النِّفَاقَ حِينَ تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خَمْسِينَ يَوْمًا، وَقَدْ هَجَر نِسَاءَهُ شَهْرًا،

وَهَجَرَتْ عَائِشَةُ ابنَ الزُّبَيْرِ مُدَّةً، وهَجَر جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ جَمَاعَةً مِنْهُمْ وَمَاتُوا مُتَهَاجِرِينَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّ أَحد الأَمرين مَنْسُوخٌ بِالْآخَرِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ إِلا مُهاجِراً ؛ يُرِيدُ هِجْرانَ الْقَلْبِ وتَرْكَ الإِخلاص فِي الذِّكْرِ فكأَنَّ قَلْبَهُ مُهَاجِرٌ لِلِسَانِهِ غَيْرَ مُواصِلٍ لَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلَا يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ إِلا هَجْراً ؛ يُرِيدُ التَّرْكَ لَهُ والإِعراض عَنْهُ. يُقَالُ: هَجَرْتُ الشَّيْءَ هَجْراً إِذا تَرَكْتُهُ وأَغفلته؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِهِ: وَلَا يَسْمَعُونَ الْقَوْلَ إِلا هُجْراً ، بِالضَّمِّ، وَقَالَ: هُوَ الْخَنَا وَالْقَبِيحُ مِنَ الْقَوْلِ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا غَلَطٌ فِي الرِّوَايَةِ وَالْمَعْنَى، فإِن الصَّحِيحَ مِنَ الرِّوَايَةِ وَلَا يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ ، وَمَنْ رَوَاهُ الْقَوْلَ فإِنما أَراد بِهِ الْقُرْآنَ، فَتَوَهَّمَ أَنه أَراد بِهِ قَوْلَ النَّاسِ، والقرآنُ الْعَزِيزُ مُبَرَّأٌ عَنِ الخنا والقبيح من القول. وهَجَر فُلَانٌ الشِّرْك هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسَنَةً؛ حَكَاهُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والهِجْرَةُ والهُجْرَةُ: الْخُرُوجُ مِنْ أَرض إِلى أَرض. والمُهاجِرُونَ: الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وتَهَجَّرَ فُلَانٌ أَي تَشَبَّهَ بِالْمُهَاجِرِينَ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هاجِرُوا وَلَا تَهَجَّروا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله وَلَا تَشَبَّهُوا بالمهاجِرِينَ عَلَى غَيْرِ صِحَّةٍ مِنْكُمْ، فَهَذَا هُوَ التَّهَجُّر، وَهُوَ كَقَوْلِكَ فُلَانٌ يَتَحَلَّم وَلَيْسَ بِحَلِيمٍ ويَتَشَجَّع أَي أَنه يُظْهِرُ ذَلِكَ وَلَيْسَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: وأَصل المُهاجَرَةِ عِنْدَ الْعَرَبِ خروجُ البَدَوِيّ مِنْ بَادِيَتِهِ إِلى المُدنِ؛ يُقَالُ: هاجَرَ الرجلُ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ؛ وَكَذَلِكَ كَلُّ مُخْلٍ بِمَسْكَنِه مُنْتَقِلٍ إِلى قَوْمٍ آخَرِينَ بِسُكناهُ، فَقَدْ هاجَرَ قومَه. وَسُمِّيَ الْمُهَاجِرُونَ مُهَاجِرِينَ لأَنهم تَرَكُوا دِيَارَهُمْ وَمَسَاكِنَهُمُ التي نَشَؤُوا بِهَا لِلَّهِ، ولَحِقُوا بِدَارٍ لَيْسَ لَهُمْ بِهَا أَهل وَلَا مَالٌ حِينَ هَاجَرُوا إِلى الْمَدِينَةِ؛ فَكُلُّ مَنْ فَارَقَ بَلَدَهُ مِنْ بَدَوِيٍّ أَو حَضَرِيٍّ أَو سَكَنَ بَلَدًا آخَرَ، فَهُوَ مُهاجِرٌ، وَالْاسْمُ مِنْهُ الهِجْرة. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً . وَكُلُّ مَنْ أَقام من البوادي بِمَنادِيهم ومَحاضِرِهم فِي القَيْظِ وَلَمْ يَلْحَقُوا بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَتَحَوَّلُوا إِلى أَمصار الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أُحدثت فِي الإِسلام وإِن كَانُوا مُسْلِمِينَ، فَهُمْ غَيْرُ مُهَاجِرِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الفَيْءِ نَصِيبٌ ويُسَمَّوْنَ الأَعراب. الْجَوْهَرِيُّ: الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلى الْحَبَشَةِ وَهِجْرَةٌ إِلى الْمَدِينَةِ. والمُهاجَرَةُ مِنْ أَرض إِلى أَرض: تَرْكُ الأُولى لِلثَّانِيَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: إِحداهما الَّتِي وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهَا الجنةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، فَكَانَ الرَّجُلُ يأْتي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويَدَعُ أَهله وَمَالَهُ وَلَا يَرْجِعُ فِي شَيْءٍ مِنْهُ وَيَنْقَطِعُ بِنَفْسِهِ إِلى مُهاجَرِه، وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَكْرَهُ أَن يَمُوتَ الرَّجُلُ بالأَرض الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا، فَمِنْ ثَمَّ قَالَ: لَكِنِ البائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ ، يَرْثي لَهُ أَن ماتَ بِمَكَّةَ، وَقَالَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ: اللَّهُمَّ لَا تجْعَلْ مَنايانا بِهَا ؛ فَلَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ صَارَتْ دَارَ إِسلام كَالْمَدِينَةِ وَانْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ؛ وَالْهِجْرَةُ الثَّانِيَةُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الأَعراب وَغَزَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ أَصحاب الْهِجْرَةِ الأُولى، فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَلَيْسَ بِدَاخِلٍ فِي فَضْلِ مَنْ هَاجَرَ تِلْكَ الْهِجْرَةَ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ ، فَهَذَا وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ، وإِذا أَطلق ذِكْرُ الْهِجْرَتَيْنِ فإِنما يُرَادُ بِهِمَا هِجْرَةُ الْحَبَشَةِ وَهِجْرَةُ الْمَدِينَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَة، فَخِيَارُ أَهل الأَرض أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهيمَ ؛

المُهاجَرُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ: مَوْضِعُ المُهاجَرَةِ، وَيُرِيدُ بِهِ الشَّامُ لأَن إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَمَّا خَرَجَ مِنْ أَرض الْعِرَاقِ مَضَى إِلى الشَّامِ وأَقام بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جهادٌ ونِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الهِجْرة فِي الأَصل الْاسْمُ مِنَ الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ، وَقَدْ هاجَرَ مُهاجَرَةً، والتَّهاجُرُ التَّقاطُعُ، والهِجِرُّ المُهاجَرَةُ إِلى القُرَى؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: شَمْطاءُ جاءتْ مِنْ بِلادِ الحَرِّ، ... قَدْ تَرَكَتْ حَيَّهْ وَقَالَتْ: حَرِّ ثُمَّ أَمالتْ جانِبَ الخِمِرِّ، ... عَمْداً عَلَى جانِبِها الأَيْسَرِّ، تَحْسَبُ أَنَّا قُرُبَ الهِجِرِّ وهَجَرَ الشيءَ وأَهْجَرَه. تَرَكَهُ؛ الأَخيرة هُذَلْيِّةٌ؛ قَالَ أُسامة: كأَني أُصادِيها عَلَى غُبْرِ مانِعٍ ... مُقَلَّصَةً، قَدْ أَهْجَرَتْها فُحُولُها وهَجَر الرجلُ هَجْراً إِذا تَبَاعَدَ ونَأَى. اللِّيْثُ: الهَجْرُ مِنَ الهِجْرانِ، وَهُوَ تَرْكُ مَا يَلْزَمُكَ تَعَاهُدُهُ. وهَجَر فِي الصَّوْمِ يَهْجُرُ هِجْراناً: اعْتَزَلَ فِيهِ النِّكَاحَ. وَلَقِيتُهُ عَنْ هَجْرٍ أَي بَعْدَ الْحَوْلِ وَنَحْوِهِ؛ وَقِيلَ: الهَجْر السَّنَةُ فَصَاعِدًا، وَقِيلَ: بَعْدَ سِتَّةِ أَيام فَصَاعِدًا، وَقِيلَ: الهَجْرُ المَغِيب أَيّاً كَانَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لمَّا أَتاهمْ، بَعْدَ طُولِ هَجْرِه، ... يَسْعَى غُلامُ أَهْلِه بِبِشْرِه بِبِشْرِهِ أَي يُبَشِّرُهُمْ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: لَقِيتُ فُلَانًا عَنْ عُفْرٍ: بَعْدَ شَهْرٍ وَنَحْوِهِ، وَعَنْ هَجْرٍ: بَعْدَ الْحَوْلِ وَنَحْوِهِ. وَيُقَالُ لِلنَّخْلَةِ الطَّوِيلَةِ: ذَهَبَتِ الشَّجَرَةُ هَجْراً أَي طُولًا وعِظماً. وَهَذَا أَهْجَرُ مِنْ هَذَا أَي أَطول مِنْهُ وأَعظم. وَنَخْلَةٌ مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طَوِيلَةٌ عَظِيمَةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ المُفْرِطَةُ الطُّولِ والعِظَم. وَنَاقَةٌ مُهْجِرَةٌ: فَائِقَةٌ فِي الشَّحْمِ والسَّيْرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فَائِقَةٌ فِي الشَّحْمِ والسِّمَنِ. وَبَعِيرٌ مُهْجِرٌ: وَهُوَ الَّذِي يَتَناعَتُه النَّاسُ ويَهْجُرون بِذِكْرِهِ أَي يَنْتَعِتُونه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَه ... رَوْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْوِيمِ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَفْرَطَ فِي طُولٍ أَو تَمَامٍ وحُسْنٍ: إِنه لمُهْجِرٌ. وَنَخْلَةٌ مُهْجِرَةٌ إِذا أَفْرَطَتْ فِي الطُّولِ؛ وأَنشد: يُعْلى بأَعلى السَّحْق مِنْهَا ... غِشَاشُ الهُدْهُدِ القُراقر «2» قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي نَعْتِ كُلِّ شَيْءٍ جَاوَزَ حَدَّه فِي التَّمَامِ: مُهْجِرٌ. وَنَاقَةٌ مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ. الأَزهري: وَنَاقَةٌ هاجِرَة فَائِقَةٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: تُبارِي بأَجْيادِ العَقِيقِ، غُدَيَّةً، ... عَلَى هاجِراتٍ حانَ مِنْهَا نُزولُها والمُهْجِرُ: النَّجِيبُ الحَسَنُ الْجَمِيلُ يَتَناعَتُه الناسُ ويَهْجُرون بِذِكْرِهِ أَي يتناعَتُونه. وَجَارِيَةٌ مُهْجِرَةٌ إِذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ والحُسْنِ، وإِنما قِيلَ ذَلِكَ لأَن وَاصِفَهَا يَخْرُجُ مِنْ حَدِّ الْمُقَارِبِ الشَّكْلِ لِلْمَوْصُوفِ إِلى صِفَةٍ كأَنه يَهْجُر فِيهَا أَي يَهْذِي. الأَزهري: والهُجَيرة تَصْغِيرُ الهَجْرة، وَهِيَ السَّمِينَةُ التَّامَّةُ. وأَهْجَرَتِ الجاريةُ: شَبَّتْ شَبَابًا حَسَنًا. والمُهْجِر: الْجَيِّدُ الْجَمِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: الْفَائِقُ الْفَاضِلُ

_ (2). قوله [يعلى إلخ] هكذا بالأصل.

عَلَى غَيْرِهِ؛ قَالَ: لَمَّا دَنا مِنْ ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر والهَجِيرُ: كالمُهْجِرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابية لِمُعَاوِيَةَ حِينَ قَالَ لَهَا: هَلْ مِنْ غَدَاء؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي فَائِقٌ فَاضِلٌ. وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر: حَسَنٌ كَرِيمٌ. وَهَذَا الْمَكَانُ أَهْجَر مِنْ هَذَا أَي أَحسن؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: تَبَدَّلْتُ دَارًا مِنْ دِيارِكِ أَهْجَرَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِفِعْلٍ فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ أَحنك الشَّاتَيْنِ وأَحنك الْبَعِيرَيْنِ. وَهَذَا أَهْجَرُ مِنْ هَذَا أَي أَكرم، يُقَالُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ وَيُنْشَدُ: وَمَاءُ يَمانٍ دُونَهُ طَلَقٌ هَجْرُ يَقُولُ: طَلَقٌ لَا طَلَقَ مِثْلُهُ. والهَاجِرُ: الجَيِّدُ الحَسَنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والهُجْرُ: الْقَبِيحُ مِنَ الْكَلَامِ، وَقَدْ أَهْجَرَ فِي مَنْطِقِهِ إِهْجاراً وهُجْراً؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، وَالصَّحِيحُ أَن الهُجْر، بِالضَّمِّ، الْاسْمُ مِنَ الإِهْجار وأَن الإِهْجارَ الْمَصْدَرُ. وأَهْجَرَ بِهِ إِهْجاراً: استهزأَ بِهِ وَقَالَ فِيهِ قَوْلًا قَبِيحًا. وَقَالَ: هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً، إِذا فُتِحَ فَهُوَ مَصْدَرٌ، وإِذا ضُمَّ فَهُوَ اسْمٌ. وَتَكَلَّمَ بالمَهاجِر أَي بالهُجْر، وَرَمَاهُ بِهاجِرات ومُهْجِرات، وَفِي التَّهْذِيبِ: بِمُهَجِّرات أَي فَضَائِحَ. والهُجْرُ: الهَذيان. والهُجْر، بِالضَّمِّ: الْاسْمُ مِنَ الإِهْجار، وَهُوَ الإِفحاش، وَكَذَلِكَ إِذا أَكثر الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي. وهَجَرَ فِي نَوْمِهِ وَمَرَضِهِ يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى وإِهْجِيرَى: هَذَى. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الهِجِّيرَى كَثْرَةُ الْكَلَامِ وَالْقَوْلِ السَّيِّءِ. اللِّيْثُ: الهِجِّيرَى اسْمٌ مِنْ هَجَر إِذا هَذَى. وهَجَر المريضُ يَهْجُر هَجْراً، فَهُوَ هاجِرٌ، وهَجَرَ بِهِ فِي النَّوْمِ يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون ؛ فَتُهْجِرُون تَقُولُونَ الْقَبِيحَ، وتَهْجُرُونَ تَهْذُون. الأَزهري قَالَ: الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْبَيْتِ الْعَتِيقِ تَقُولُونَ نَحْنُ أَهله، وإِذا كَانَ الليلُ سَمَرْتم وهَجَرْتُمُ النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، والقرآنَ ، فَهَذَا مِنَ الهَجْر والرَّفْضِ، قال: وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: تُهْجِرُون ، مِنْ أَهْجَرْتُ، وَهَذَا مِنَ الهُجْر وَهُوَ الفُحْش، وَكَانُوا يسبُّون النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا خَلَوْا حولَ الْبَيْتِ لَيْلًا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وإِن قُرئَ تَهْجُرون، جُعِلَ مِنْ قَوْلِكَ هَجَرَ الرجلُ فِي مَنَامِهِ إِذا هَذَى، أَي أَنكم تَقُولُونَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ وَمَا لَا يَضُرُّهُ فَهُوَ كالهَذيان. وَرُوِيَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ: إِذا طُفْتُمْ بِالْبَيْتِ فَلَا تَلْغُوا وَلَا تهْجُروا ، يُرْوَى بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، مِنَ الهُجْر الفُحْش وَالتَّخْلِيطِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ وَلَا تَهْذُوا، وَهُوَ مِثْلُ كَلَامِ الْمَحْمُومِ والمُبَرْسَمِ. يُقَالُ: هَجَر يَهْجُر هَجْراً، وَالْكَلَامُ مَهْجُور، وَقَدْ هَجَر المريضُ. وَرُوِيَ عَنْ إِبراهيم أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ، قَالَ: قَالُوا فِيهِ غَيْرَ الْحَقِّ، أَلم ترَ إِلى الْمَرِيضِ إِذا هَجَرَ قَالَ غَيْرَ الْحَقِّ؟ وَعَنْ مُجَاهِدٍ نَحْوُهُ. وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني كُنْتُ نَهَيْتُكم عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْراً ، فإِنَّ أَبا عُبَيْدٍ ذَكَرَ عَنِ الْكِسَائِيِّ والأَصمعي أَنهما قَالَا: الهُجْرُ الإِفحاش فِي الْمَنْطِقِ وَالْخَنَا، وَهُوَ بِالضَّمِّ، مِنَ الإِهْجار، يُقَالُ مِنْهُ: يُهْجِرُ؛ كَمَا قَالَ الشَّمَّاخُ: كماجِدَةِ الأَعْراقِ قَالَ ابنُ ضَرَّةٍ ... عَلَيْهَا كَلَامًا، جارَ فِيهِ وأَهْجَرا

وَكَذَلِكَ إِذا أَكثر الْكَلَامَ فِيمَا لَا يَنْبَغِي. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: لَا تَقُولُوا فُحْشاً. هَجَر يَهْجُر هَجْراً، بِالْفَتْحِ، إِذا خَلَّطَ فِي كَلَامِهِ وإِذا هَذَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ الْبَيْتِ عِنْدَ أَكثر الرُّوَاةِ: مُبَرَّأَة الأَخلاق عِوَضًا مِنْ قَوْلِهِ: كَمَاجِدَةِ الأَعراق، وَهُوَ صِفَةٌ لِمَخْفُوضٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ: كأَنَّ ذِرَاعَيْهَا ذِراعَا مُدِلَّةٍ، ... بُعَيْدَ السِّبابِ، حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا يَقُولُ: كأَنّ ذِرَاعَيْ هَذِهِ النَّاقَةِ فِي حُسْنِهِمَا وَحُسْنِ حَرَكَتِهِمَا ذِرَاعَا امرأَة مُدِلَّة بِحُسْنِ ذِرَاعَيْهَا أَظهرتهما بَعْدَ السِّبَابِ لِمَنْ قَالَ فِيهَا مِنَ الْعَيْبِ مَا لَيْسَ فِيهَا، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ ضَرَّتِهَا، وَمَعْنَى تعَذَّر أَي تَعتذر مِنْ سوءِ مَا رُمِيَتْ بِهِ؛ قَالَ: ورأَيت فِي الْحَاشِيَةِ بَيْتًا جُمِعَ فِيهِ هُجْر عَلَى هواجِر، وَهُوَ مِنَ الْجُمُوعِ الشَّاذَّةِ عَنِ الْقِيَاسِ كأَنه جَمْعُ هاجِرَةٍ، وَهُوَ: وإِنَّكَ يَا عامِ بنَ فارِس قُرْزُلٍ ... مُعِيدٌ عَلَى قِيل الْخَنَا والهَواجِرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ لِسَلَمَةَ بْنِ الخُرْشُبِ الأَنماري يُخَاطِبُ عَامِرَ بْنَ طُفَيْلٍ. وقُرْزُلُ: اسْمُ فَرَسٍ لِلطُّفَيْلِ. وَالْمُعِيدُ: الَّذِي يُعَاوِدُ الشيءَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. قَالَ: وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي يَذْهَبُ إِلى أَن الْهَوَاجِرَ جَمْعُ هُجْر كَمَا ذَكَرَ غَيْرُهُ، وَيَرَى [أَنه مِنَ الْجُمُوعِ الشَّاذَّةِ كأَنَّ وَاحِدَهَا هَاجِرَةٌ]، كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ حَاجَةٍ حَوَائِجَ، كأَنَّ وَاحِدَهَا حَائِجَةٌ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي هَوَاجِرَ أَنها جَمْعُ هَاجِرَةٍ بِمَعْنَى الهُجْر، وَيَكُونُ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جاءَت عَلَى فَاعِلَةٍ مِثْلَ الْعَاقِبَةِ وَالْكَاذِبَةِ وَالْعَافِيَةِ؛ قَالَ: وَشَاهَدَ هَاجِرَةً بِمَعْنَى الهُجْر قَوْلِ الشَّاعِرِ أَنشده الْمُفَضَّلُ: إِذا مَا شئتَ نالَكَ هاجِراتِي، ... وَلَمْ أُعْمِلْ بِهِنَّ إِليك ساقِي فَكَمَا جُمِعَ هاجِرَةٌ عَلَى هاجِرات جَمْعًا مُسَلَّماً كَذَلِكَ تُجْمَعُ هَاجِرَةٌ عَلَى هَوَاجِرَ جَمْعًا مُكَسَّرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالُوا مَا شَأْنُه أَهَجَرَ؟ أَي اخْتَلَفَ كَلَامُهُ بِسَبَبِ الْمَرَضِ عَلَى سَبِيلِ الْاسْتِفْهَامِ، أَي هَلْ تَغَيَّرَ كَلَامُهُ وَاخْتَلَطَ لأَجل مَا بِهِ مِنَ الْمَرَضِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا أَحسن مَا يُقَالُ فِيهِ وَلَا يُجْعَلُ إِخباراً فَيَكُونُ إِما مِنَ الفُحْشِ أَو الهَذَيانِ، قَالَ: والقائلُ كَانَ عُمَر وَلَا يُظَنُّ بِهِ ذَلِكَ. وَمَا زَالَ ذَلِكَ هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه وَعَادَتَهُ. وَمَا عِنْدَهُ غَناءُ ذَلِكَ وَلَا هَجْراؤُه بِمَعْنًى. التَّهْذِيبُ: هِجِّيرَى الرَّجُلُ كَلَامُهُ ودأْبه وشأْنه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَمَى فأَخْطَأَ، والأَقدارُ غالِبةٌ ... فانْصَعْنَ، والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ الْجَوْهَرِيُّ: الهِجِّير، مِثَالُ الفِسِّيق، الدَّأْبُ وَالْعَادَةُ، وَكَذَلِكَ الهِجِّيرى والإِهْجِيرَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَهُ هِجِّيرى غَيْرُهَا ؛ هِيَ الدَّأْبُ والعادةُ والدَّيْدَنُ. والهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ: نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلى الْعَصْرِ، وَقِيلَ فِي كُلِّ ذَلِكَ: إِنه شِدَّةُ الْحَرِّ؛ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ نِصْفُ النَّهَارِ عِنْدَ اشْتِدَادِ الْحَرِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وبَيْداءَ مِقْفارٍ، يكَادُ ارتِكاضُها ... بآلِ الضُّحى، والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ والتَّهْجِير والتَّهَجُّر والإِهْجارُ: السَّيْرُ فِي الْهَاجِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي الهَجِيرَ حِينَ تَدْحَضُ الشمسُ ؛ أَراد صَلَاةَ الهَجِير يَعْنِي الظُّهْرَ فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَقَدْ هَجَّرَ النهارُ وهَجَّرَ

الراكبُ، فَهُوَ مُهَجِّرٌ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: وَهَلْ مُهَجِّر كَمَنْ قالَ أَي هَلْ مَنْ سَارَ فِي الْهَاجِرَةِ كَمَنْ أَقام فِي الْقَائِلَةِ. وهَجَّرَ القومُ وأَهْجَرُوا وتَهَجَّرُوا: سَارُوا فِي الْهَاجِرَةِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بأَطْلاحِ مَيْسٍ قَدْ أَضَرَّ بِطِرْقِها ... تَهَجُّرُ رَكْبٍ، واعْتِسافُ خُرُوقِ وَتَقُولُ مِنْهُ: هَجَّرَ النهارُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَدَعْ ذَا، وسَلِّ الهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرَةٍ ... ذَمُولٍ، إِذا صامَ النهارُ وهَجَّرا وَتَقُولُ: أَتَيْنا أَهْلَنا مُهْجِرين كَمَا يقالُ مُوصِلين. أَي فِي وَقْتِ الْهَاجِرَةِ والأَصِيل. الأَزهري عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ يَعْلَمُ الناسُ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِليه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ مَرْفُوعٍ: المُهَجِّرُ إِلى الْجُمُعَةِ كالمُهْدي بَدَنَةً. قَالَ الأَزهري: يَذْهَبُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ إِلى أَن التَّهْجِيرَ فِي هَذِهِ الأَحاديث مِنَ المُهاجَرَة وَقْتَ الزَّوَالِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ وَالصَّوَابُ فِيهِ مَا رَوَى أَبو دَاوُدَ المَصاحِفي عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ أَنه قَالَ: التَّهجير إِلى الْجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا التَّبْكِيرُ وَالْمُبَادَرَةُ إِلى كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْخَلِيلَ يَقُولُ ذَلِكَ، قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ. يُقَالُ: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فَهُوَ مُهَجِّر، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ مِنْ قَيْسٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: رَاحَ القَطِينُ بهَجْرٍ بَعْدَ ما ابْتَكَرُوا فَقَرَنَ الهَجْرَ بِالْابْتِكَارِ. والرواحُ عِنْدَهُمُ: الذهابُ والمُضيُّ. يُقَالُ: رَاحَ الْقَوْمُ أَي خَفُّوا ومَرُّوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إِليه ، أَراد التَّبْكِيرَ إِلى جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ، وَهُوَ الْمُضِيُّ إِليها فِي أَوَّل أَوقاتها. قَالَ الأَزهري: وَسَائِرُ الْعَرَبِ يَقُولُونَ: هَجَّر الرَّجُلُ إِذا خَرَجَ بِالْهَاجِرَةِ، وَهِيَ نِصْفُ النَّهَارِ. وَيُقَالُ: أَتيته بالهَجِير وبالهَجْرِ؛ وأَنشد الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي نَوَادِرِهِ قَالَ: قَالَ جِعْثِنَةُ بْنُ جَوَّاسٍ الرَّبَعِيّ فِي نَاقَتِهِ: هلْ تَذْكُرين قَسَمِي ونَذْري، ... أَزْمانَ أَنت بِعَرُوضِ الجَفْرِ، إِذ أَنتِ مِضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ، ... عَلَيَّ، إِن لَمْ تَنْهَضي بِوِقْري، بأَربعين قُدِّرَتْ بِقَدْرِ، ... بِالْخَالِدِيِّ لَا بصاعِ حَجْرِ، وتُصْبِحي أَيانِقاً فِي سَفْرِ، ... يُهَجِّرُونَ بَهَجِيرِ الفَجْرِ، ثُمَّتَ تَمْشي لَيْلَهُمْ فَتَسْري، ... يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ، طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرُودَ التَّجْرِ قَالَ: المِضْرارُ الَّتِي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِقَّها مِنَ النَّشَاطِ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ يُهَجِّرُون بِهَجِيرِ الْفَجْرِ أَي يُبَكِّرُونَ بِوَقْتِ الْفَجْرِ. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ النَّضْرِ أَنه قَالَ: الهاجِرَة إِنما تَكُونُ فِي الْقَيْظِ، وَهِيَ قَبْلَ الظُّهْرِ بِقَلِيلٍ وَبَعْدَهَا بِقَلِيلٍ؛ قَالَ: الظَّهِيرَةُ نِصْفُ النَّهَارِ فِي الْقَيْظِ حِينَ تَكُونُ الشَّمْسُ بِحِيال رأْسك كأَنها لَا تُرِيدُ أَن تَبْرَحَ. وَقَالَ اللِّيْثُ: أَهْجَرَ القومُ إِذا صَارُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وهَجَّرَ القومُ إِذا سَارُوا فِي وقته. قال أَبو سيعد: الْهَاجِرَةُ مِنْ حِينَ نُزُولِ الشَّمْسِ، والهُوَيْجِرَةُ بَعْدَهَا بِقَلِيلٍ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: الطَّعَامُ الَّذِي يؤْكل نِصْفَ النَّهَارِ الهَجُورِيُّ.

والهَجير: الْحَوْضُ الْعَظِيمُ؛ وأَنشد القَناني: يَفْري الفَريَّ بالهَجِير الواسِع وَجَمْعُهُ هُجُرٌ، وعَمَّ بِهِ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: الهَجِير الْحَوْضُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْحَوْضُ المَبْنِيّ؛ قَالَتْ خَنْساء تَصِفُ فَرَسًا: فَمَالَ فِي الشَّدِّ حثِيثاً، كَمَا ... مَالَ هَجِيرُ الرجُل الأَعْسَرِ تَعْنِي بالأَعسر الَّذِي أَساء بِنَاءَ حَوْضِهِ فَمَالَ فَانْهَدَمَ؛ شَبَّهَتِ الْفَرَسَ حِينَ مَالَ فِي عَدْوِهِ وجَدَّ فِي حُضْرِه بِحَوْضٍ مُلِئَ فانْثَلَم فَسَالَ مَاؤُهُ. والهَجِيرُ: مَا يَبِس مِنَ الحَمْضِ. والهَجِيرُ: الْمَتْرُوكُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والهَجِيرُ يَبِيسُ الحَمْضِ الَّذِي كَسَرَتْهُ الْمَاشِيَةُ وهُجِرَ أَي تُرِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مِمَّا عَنَتْ بِهِ ... مِنَ الرُّطْبِ، إِلَّا يَبْسُها وهَجِيرُها والهِجارُ: حَبْل يُعْقَدُ فِي يَدِ الْبَعِيرِ وَرِجْلِهِ فِي أَحد الشِّقَّيْنِ، وَرُبَّمَا عُقِدَ فِي وَظِيفِ اليَدِ ثُمَّ حُقِبَ بالطَّرَفِ الْآخَرِ؛ وَقِيلَ: الهِجارُ حَبْلٌ يُشد فِي رُسْغ رِجْلِهِ ثُمَّ يُشَدُّ إِلى حَقْوِه [حِقْوِه] إِن كَانَ عُرْياناً، وإِن كَانَ مَرْحُولًا شُدَّ إِلى الحَقَبِ. وهَجَرَ بعيرَه يَهْجُرُه هَجْراً وهُجُوراً: شَدَّه بالهِجارِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَهْجُورُ الْفَحْلُ يُشَدُّ رأْسه إِلى رِجْلِهِ. وَقَالَ اللِّيْثُ: تُشَدُّ يَدُ الْفَحْلِ إِلى إِحدى رِجْلَيْهِ، يُقَالُ فَحْلٌ مَهْجُورٌ؛ وأَنشد: كأَنَّما شُدَّ هِجاراً شاكِلا اللِّيْثُ: والهِجارُ مُخَالِفُ الشِّكالِ تُشَدُّ بِهِ يَدُ الْفَحْلِ إِلى إِحدى رِجْلَيْهِ؛ وَاسْتُشْهِدَ بِقَوْلِهِ: كأَنما شُدّ هِجَارًا شَاكِلَا قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ اللِّيْثُ فِي الهِجار مُقَارِبٌ لِمَا حَكَيْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ سَمَاعًا وَهُوَ صَحِيحٌ، إِلا أَنه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحْلُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَالَ نُصَيْرٌ: هَجَرْتُ البَكْرَ إِذا رَبَطْتَ فِي ذِرَاعِهِ حَبْلًا إِلى حَقْوِهِ وقصَّرته لِئَلَّا يَقْدِرَ عَلَى العَدْوِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي سَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ فِي الهِجار أَن يؤْخذ فَحْلٌ وَيُسَوَّى لَهُ عُرْوتانِ فِي طَرَفَيْهِ وزِرَّانِ ثُمَّ تُشَدَّ إِحدى الْعُرْوَتَيْنِ فِي رُسْغ رِجْلِ الْفَرَسِ وتُزَرَّ، وَكَذَلِكَ العُرْوَة الأُخرى فِي الْيَدِ وتُزَرَّ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: هَجِّرُوا خَيْلَكُمْ. وَقَدْ هَجَّرَ فُلَانٌ فَرَسَهُ. وَالْمَهْجُورُ: الْفَحْلُ يُشدّ رأْسه إِلى رِجْلِهِ. وعَدَدٌ مُهْجِر: كَثِيرٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: هَذَّاكَ إِسحاق، وَقِبْصٌ مُهْجِرُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ السِّكِّيتِ التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مَعَ الْغِنَى؛ وأَنشد: تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ ... وَهُمْ بَنُو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كعَقْرِ الهاجِرِيِّ، إِذا بَناه ... بأَشْباهٍ حُذِينَ عَلَى مِثالِ وهِجارُ الْقَوْسِ: وَتَرُها. والهِجارُ: الوَتَرُ؛ قَالَ: عَلَى كُلِّ «3» ... مِنْ رُكُوضٍ لَهَا ... هِجاراً تُقاسِي طائِفاً مُتَعادِيا وَالْهِجَارُ: خَاتَمٌ كَانَتْ تَتَّخِذُهُ الفُرْسُ غَرَضاً؛ قَالَ الأَغلب: مَا إِنْ رَأَيْنا مَلِكاً أَغارَا، ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وقارَا، وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا

_ (3). كذا بياض بالأصل.

يَصِفُهُ بالحِذْق. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْخَاتَمِ الهِجار وَالزِّينَةُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجُ: وغِلْمَتي مِنْهُمْ سَحِيرٌ وبَحِرْ، ... وآبِقٌ مِنْ جَذْبِ دَلْوَيْها هَجِرْ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: الهَجِر الَّذِي يَمْشِي مُثْقَلًا ضَعِيفًا متقارِبَ الخَطْوِ كأَنه قَدْ شُدَّ بهِجار لَا يَنْبَسِطُ مِمَّا بِهِ مِنَ الشَّرِّ وَالْبَلَاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ السَّقْيِ. وهَجَرٌ: اسْمُ بَلَدٍ مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: هَجَرٌ مَدِينَةٌ تُصْرَفُ وَلَا تُصْرَفُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: كَجَالِبِ التَّمْرِ إِلى هَجَرٍ يَا فَتى، فَقَوْلُهُ يَا فَتَى مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِيِّ، وإِنما قَالَ يَا فَتَى لِئَلَّا يَقِفُ عَلَى التَّنْوِينِ وَذَلِكَ لأَنه لَوْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَا فَتَى لَلَزِمَهُ أَن يقول كجالب التمر إِلى هَجَرْ، فَلَمْ يَكُنْ سِيبَوَيْهِ يَعْرِفُ مِنْ هَذَا أَنه مَصْرُوفٌ أَو غَيْرُ مَصْرُوفٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وَفِي الْمَثَلِ: كَمُبْضِع تَمْرٍ إِلى هَجَرَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: عَجِبْتُ لتاجِر هَجَرَ وَرَاكِبِ الْبَحْرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَجَرُ بَلَدٌ مَعْرُوفٌ بِالْبَحْرَيْنِ وإِنما خَصَّهَا لِكَثْرَةِ وَبَائِهَا، أَي تَاجِرُهَا وَرَاكِبُ الْبَحْرِ سَوَاءٌ فِي الخَطَرِ، فأَما هَجَرُ الَّتِي يُنْسَبُ إِليها الْقِلَالُ الهَجَرِيَّة فَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْمَدِينَةِ، وَالنَّسَبُ إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ، وهاجِرِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ: ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فِيهَا، ... كَسَحِّ الهاجِرِيِّ جَرِيمَ تمْرِ وَمِنْهُ قِيلَ للبَنَّاءِ: هاجِرِيٌّ. والهَجْرُ والهَجِيرُ: مَوْضِعَانِ. وهاجَرُ: قَبِيلَةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ ... وهَكَّ الخَلايا، لَمْ تَرِقَّ عُيُونُها وَبَنُو هاجَرَ: بَطْنٌ مِنْ ضَبَّة. غَيْرُهُ: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذَيْلَهَا وأَوّل مَنْ ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل مَنْ خُفِضَ؛ قَالَ: وَذَلِكَ أَن سَارَةَ غَضِبَتْ عَلَيْهَا فَحَلَفَتْ أَن تَقْطَعَ ثَلَاثَةَ أَعضاء مِنْ أَعضائها، فأَمرها إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها، فَصَارَتْ سُنَّةً في النساء. هدر: الهَدَرُ: مَا يَبْطُلُ مِنْ دَمٍ وَغَيْرِهِ. هَدَرَ يَهْدِرُ، بِالْكَسْرِ، ويَهْدُر، بِالضَّمِّ، هَدْراً وهَدَراً، بِفَتْحِ الدَّالِ، أَي بَطَلَ. وهَدَرْتُه وأَهْدَرْتُه أَنا إِهْداراً وأَهْدَرَه السُّلْطانُ: أَبطله وأَباحه. وَدِمَاؤُهُمْ هَدَرٌ بَيْنَهُمْ أَي مُهْتَدَرَةٌ «1» وتَهادَرَ الْقَوْمُ: أَهْدَرُوا دِمَاءَهُمْ. وذَهَبَ دَمُ فُلَانٍ هَدْراً وهَدَراً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي بَاطِلًا لَيْسَ فِيهِ قَوَدٌ وَلَا عَقْلٌ وَلَمْ يُدْرَكْ بثأْره. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا عَضَّ يَدَ آخرَ فنَدَرَ سِنُّه فأَهْدَرَه أَي أَبطله. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اطَّلَع فِي دَارٍ بِغَيْرٍ إِذن فَقَدْ هَدَرَتْ عينُه أَي إِنْ فَقَؤُوها ذَهَبَتْ بَاطِلَةً لَا قَصَّاصَ فِيهَا وَلَا دِيَةَ. وضَرَبَهُ فهَدَر سَحْرَه أَي أَسْقَطَه، وَفِي الصِّحَاحِ: ضَرَبَهُ فهَدَرَتْ رِئَتُه تَهْدِر هُدُوراً أَي سَقَطَتْ. والهَدْرُ والهادِرُ: السَّاقِطُ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ. وَبَنُو فُلَانٍ هَدَرَةٌ وهِدَرَةٌ وهُدَرَةٌ: سَاقِطُونَ لَيْسُوا بِشَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْفَتْحُ أَقيس لأَنه جَمْعُ هادِرٍ فَهُوَ مِثْلُ كَافِرٍ وكَفَرَةٍ، وأَما هِدَرَةٌ فَلَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ فَاعِلٌ مِنَ الصَّحِيحِ وَلَا الْمُعْتَلِّ، إِلا أَنه قَدْ يَكُونُ مِنْ أَبنية الْجُمُوعِ، وأَما هُدَرَةٌ فَلَا يُوَافِقُ مَا قَالَهُ النَّحْوِيُّونَ لأَن هَذَا بِنَاءً مِنَ الْجَمْعِ لَا يَكُونُ إِلا لِلْمُعْتَلِّ دُونَ الصَّحِيحِ نَحْوَ غُزاة وقُضاة، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ، وَالَّذِي رَوَى هُدَرَةً، بِالضَّمِّ، إِنما هُوَ ابْنُ الأَعرابي وَقَدْ أُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ هُدَرَةٌ،

_ (1). قوله [أي مهتدرة] عبارة القاموس مهدرة مبنياً للمفعول محذوف المثناة الفوقية.

مِثَالُ هُمَزة، أَي سَاقِطٌ؛ قَالَ الحُصَين بْنُ بُكَيْرٍ الرَّبَعِيُّ: إِني إِذا حارَ الجَبانُ الهُدَرَه، ... رَكِبْتُ مِنْ قَصْدِ السَّبِيلِ مَنْجَرَه والمَنْجَر: الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ. قَالَ: وَهُوَ بِالدَّالِ هُنَا أَجود مِنْهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبي سَعِيدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي بِفَتْحِ الْهَاءِ وهُدَرَة بِضَمِّ الْهَاءِ وبُدَرَة، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدُ الهِدَرَةِ هِدْرٌ مِثْلُ قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشد بَيْتَ الْحُصَيْنِ بْنِ بُكَيْرٍ؛ وَقَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: إِذا اسْتَوْسَنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدَفُ الهِدْرُ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: وهَدَرَ الجَدُّ مِنَ الناسِ الهَدَرْ فَهَدَرَ هاهنا مَعْنَاهُ أَهْدَر، أَي الجَدُّ أَسقط مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ النَّاسِ. والهَدَرُ: الَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ. وهَدَرَ البعيرُ يَهْدِرُ هَدْراً وهَدِيراً وهُدُوراً: صَوَّتَ فِي غَيْرِ شِقْشِقَةٍ، وَكَذَلِكَ الْحَمَامُ يَهْدِرُ، والجَرَّةُ تَهْدِرُ هَدِيراً وتَهْداراً؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا: كُمَّتْ ثلاثَةَ أَحوال بِطِينَتِها، ... حَتَّى إِذا صَرَّحَتْ مِنْ بعدِ تَهْدارِ وجَرَّةٌ هَدُورٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ: دَلَفْتُ لَهُمْ بباطِيَةٍ هَدُور الْجَوْهَرِيُّ: هَدَرَ البعيرُ هدِيراً أَي رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي حَنْجَرَتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: هَدَرْتَ فأَطْنَبْتَ ؛ الهَدِيرُ: تَرَدُّدُ صَوْتِ الْبَعِيرِ فِي حَنْجَرَتِهِ، وإِبل هَوادِرُ، وَكَذَلِكَ هَدَّرَ تَهْدِيراً. وَفِي الْمَثَلِ: كالمُهَدِّرِ فِي العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَصِيحُ ويُجَلِّبُ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْءٌ كَالْبَعِيرِ الَّذِي يُحْبَسُ فِي الْحَظِيرَةِ وَيُمْنَعُ مِنَ الضِّرابِ، وَهُوَ يُهَدِّرُ؛ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ يُخَاطِبُ مُعَاوِيَةَ: قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى، ... تُهَدِّرُ فِي دِمَشْقَ فَمَا تَرِيمُ وجَرَّة النَّبِيذِ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الطَّائِرُ وهَدَلَ يَهْدِرُ ويَهْدِلُ هَدِيراً وهَدِيلًا. الأَصمعي: هَدَرَ الْغُلَامُ وهدَلَ إِذا صَوَّتَ. قَالَ أَبو السَّمَيْدَعِ: هَدَرَ الْغُلَامُ إِذا أَراغَ الكلامَ وَهُوَ صَغِيرٌ. وجَوْفٌ أَهْدَرُ أَي مُنْتَفِخٌ. وهَدَرَ العَرْفَجُ أَي عَظُمَ نباتُه. والهادِرُ: اللبنُ الَّذِي خَثُرَ أَعلاه ورَقَّ أَسفله، وَذَلِكَ بَعْدَ الحُزُور. وهَدَرَ العُشْبُ هَدِيراً: كَثُرَ وتَمَّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهادِرُ مِنَ الْعُشْبِ الكثيرُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ أَطول مِنْهُ، وَقَدْ هَدَرَ يَهْدِرُ هُدُوراً. وأَرض هادِرَة: كَثِيرَةُ الْعُشْبِ مُتَنَاهِيَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للبَقْلِ قَدْ هَدَر إِذا بَلَغَ إِناه فِي الطُّول والعِظَمِ، وَكَذَلِكَ قَدْ هَدَرَت الأَرضُ هَدِيراً إِذا انْتَهَى بَقْلُهَا طُولًا. والهَدَّارُ: مَوْضِعٌ أَو وَادٍ، وَفِي حَدِيثِ مُسَيْلِمة ذُكِرَ الهَدَّار ، هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ، نَاحِيَةٌ بِالْيَمَامَةِ كَانَ بِهَا مَوْلِدُ مُسَيْلِمَةَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَا تتزوّجنَّ هَيْدَرَةً أَي عَجُوزًا أَدبرت شَهْوَتُهَا وحَرارَتُها، وَقِيلَ: هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الهَذْر، وَهُوَ الْكَلَامُ الْكَثِيرُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وأَبو الهَدَّار: اسْمُ شَاعِرٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَمْتَحِقُ الشيخُ أَبو الهَدَّارِ، ... مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ الْجَوْهَرِيُّ: هَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً أَي غلى.

هدكر: رَجُلٌ هُداكِرٌ: مُنَعَّم. وامرأَة هَيْدَكُرٌ وهُدْكُورَةٌ وهَيْدَكُورَة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَيْدَكُور الشَّابَّةُ مِنَ النِّسَاءِ الضَّخْمَةُ الْحَسَنَةُ الدَّلِّ فِي الشَّبَابِ؛ وأَنشد: بَهْكَنَةٌ هَيْفاءُ هَيْدَكُورُ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: سأَلت مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ الهَيْدَكور فَقَالَ: لَا أَعرفه، قَالَ: وأَظنه مِنْ تَحْرِيفِ النَّقَلَةِ؛ أَلا تَرَى إِلى بَيْتِ طَرَفَةَ: فَهْيَ بَدَّاءُ، إِذا مَا أَقْبَلَتْ، ... فَخْمَةُ الجِسْمِ رَداحٌ هَيْدَكُرْ فكأَنّ الْوَاوَ حُذِفَتْ مِنْ هَيْدَكُور ضَرُورَةً. والهَيْدَكُورُ: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ؛ قَالَ: قُلْنَ لَهُ: اسْقِ عَمَّكَ النَّمِيرَا ... ولَبَناً، يَا عَمْرُو، هَيْدَكُورَا النَّضْرُ: الهُدَكِرُ أَخْثَرُ اللبنِ وَلَمْ يَحْمُضْ جِدًّا. وهَيْدَكُورٌ: لَقَبُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. هذر: الهَذَرُ: الْكَلَامُ الَّذِي لَا يُعْبَأُ بِهِ. هَذرَ كلامُه هَذَراً: كَثُرَ فِي الخطإِ وَالْبَاطِلِ. والهَذَرُ: الْكَثِيرُ الرَّدِيءُ، وَقِيلَ: هُوَ سَقَطُ الْكَلَامِ. هَذَرَ الرجلُ فِي مَنْطِقِهِ يَهْذِرُ ويَهْذُر هَذْراً، بِالسُّكُونِ، وتَهْذاراً وَهُوَ بِنَاءٌ يَدُلُّ عَلَى التَّكْثِيرِ، وَالْاسْمُ الهَذَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ الهَذَيانُ، وَالرَّجُلُ هَذِرٌ، بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ مَا يَكْثُرُ فِيهِ الْمَصْدَرُ مِنْ فَعَلْتُ فَتُلْحِقُ الزوائدَ وَتَبْنِيهِ بِنَاءً آخَرَ كَمَا أَنك قُلْتَ فِي فَعَلْتُ فَعَّلْتُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى التَّفْعال كالتَّهْذارِ وَنَحْوِهَا، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ هَذَا مَصْدَرَ فَعَّلْتُ، وَلَكِنْ لَمَّا أَردتَ التَّكْسِيرَ بنيتَ الْمَصْدَرَ عَلَى هَذَا، كَمَا بَنَيْتَ فَعَلْت عَلَى فَعَّلت. وأَهْذَر الرجلُ فِي كَلَامِهِ: أَكثر. وَرَجُلٌ هِذْرِيانٌ إِذا كَانَ غَثَّ الْكَلَامِ كَثِيرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ هِذْرِيانٌ خَفِيفُ الْكَلَامِ وَالْخِدْمَةِ؛ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ زُرارَةَ الكِلابيُّ يَصِفُ كَرَمَهُ وَكَثْرَةَ خَدَمِه، فَضُيُوفُهُ يأْكلون مِنَ الجَزُورِ الَّتِي نَحَرَهَا لَهُمْ عَلَى أَيّ نَوْعٍ يَشْتَهُونَ مِمَّا يَصْنَعُ لَهُمْ مِنْ مَشْوِيٍّ وَمَطْبُوخٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَن يَتَوَلَّوْا ذَلِكَ بأَنفسهم لِكَثْرَةِ خَدَمِهم وَالْمُسَارِعِينَ إِلى ذَلِكَ: إِذا مَا اشْتَهَوْا مِنْهَا شِواءً، سَعَى لَهُمْ ... بِهِ هِذْرِيانٌ لِلْكِرَامِ خَدُومُ قَوْلُهُ مِنْهَا أَي مِنَ الْجَزُورِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَنْ أَكْثَرَ أَهْذَر أَي جَاءَ بالهَذَرِ وَلَمْ يَقُلْ أَهْجَرَ. وَرَجُلٌ هَذِرٌ وهَذُرٌ وهُذَرَةٌ وهُذُرَّةٌ؛ قَالَ طُرَيْحٌ: واتْرُكْ مُعانَدَةَ اللَّجُوجِ، وَلَا تَكُنْ ... بَيْنَ النَّدِيِّ هُذُرَّةً تَيَّاها وهَذَّار وهَيْذارٌ وهَيْذارَةٌ وهِذْرِيانٌ ومِهْذارٌ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: إِنِّي أُذَرِّي حَسَبي أَن يُشْتَما ... بِهَذْرِ هَذَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما والأُنثى هَذِرَةٌ ومِهْذارٌ، وَالْجَمْعُ المَهاذِيرُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُجْمَعُ مِهْذارٌ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مُؤَنَّثَهُ لَا يَدْخُلُهُ الْهَاءُ. الأَزهري: يُقَالُ رَجُلٌ هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ، ومَنْطِقٌ هِذْرِيانٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طَمَى بِهِ ... سَفَاءٌ، وَلَا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَتَزَوَّجنَّ هَيْذَرَةً ؛ هِيَ الْكَثِيرَةُ الهَذْرِ مِنَ الْكَلَامِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ «1» وَفِي حَدِيثِ أُم معْبَدٍ: لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ أَي لَا قليل ولا كثير.

_ (1). قوله: والميم زائدة؛ هكذا في الأَصل وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الْأَثِيرِ. ولا أثر لهذا الحرف الزائد في الحديث المرويّ.

ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَلْغاةُ أَوّلِ الليلِ مَهْذَرَةٌ لِآخِرِهِ ، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهُوَ مِنَ الهَذْر السُّكونِ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ بِالنُّونِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الكِسَرِ الْيَابِسَةِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ، وَقَدْ أَصبحتم تَهْذِرُونَ الدُّنْيَا أَي تَتَوَسَّعُونَ فِيهَا؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُرِيدُ تَبْذِيرَ الْمَالِ وتفريقَه فِي كُلِّ وَجْهٍ، قَالَ: وَيُرْوَى وتَهُذُّون، وَهُوَ أَشبه بِالصَّوَابِ، يَعْنِي تَقْتَطِعُونَهَا إِلى أَنفسكم وَتَجْمَعُونَهَا أَو تُسْرِعُون إِنفاقها. هذخر: الأَزهري: أُهملت الْهَاءُ مَعَ الْخَاءِ فِي الرُّبَاعِيِّ فَلَمْ أَجد فِيهِ شَيِئًا غَيْرَ حَرْفٍ وَاحِدٍ وَهُوَ التَّهَذْخُرُ؛ أَنشد بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ: لكلِّ مَوْلًى طَيْلَسانٌ أَخْضَرُ، ... وكامَخٌ وكَعَكٌ مُدَوَّرُ، وطِفْلَةٌ فِي بَيْتِهِ تهْذَخَرُ أَي تَبَخْتَرُ، وَيُقَالُ: تَقُومُ لَهُ بأَمر بيته. هرر: هَرَّ الشيءَ يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرّاً وهَريراً: كَرِهَهُ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنِ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبي صُفْرَةَ: ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى ... فليسَ لمَجْدٍ صالحٍ بِكَسُوبِ وهَرَرْتُه أَي كَرِهْتُه أَهُرُّه وأَهِرُّه، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَجِد فِي وَجْهِهِ هِرَّةً وهَرِيرَةً أَي كَرَاهِيَةً. الْجَوْهَرِيُّ: والهِرُّ الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ هَرَرْتُه هَرّاً أَي كَرِهْتُهُ. وهَرَّ فُلَانٌ الكأْسَ والحرْبَ هَرِيراً أَي كَرِهَهَا؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: حَلَفْنا لَهُمْ، والخَيْلُ تَرْدي بِنَا مَعًا ... نُزايِلُكُمْ حَتَّى تَهِرُّوا العَوالِيا الرَّدَيانُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ، وَهُوَ أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ رَجْماً بِحَوَافِرِهِ مِنْ شدَّة العَدْوِ. وَقَوْلُهُ نُزَايِلُكُمْ هُوَ جَوَابُ الْقَسَمِ أَي لَا نُزَايِلُكُمْ، فَحَذَفَ لَا عَلَى حدِّ قَوْلِهِمْ تَاللَّهِ أَبْرَحُ قَاعِدًا أَي لَا أَبرح، وَنُزَايِلُكُمْ: نُبارِحُكُمْ، يُقَالُ: مَا زَايَلْتُهُ أَي مَا بَارَحْتُهُ. وَالْعَوَالِي: جَمْعُ عاليةِ الرُّمْحِ، وَهِيَ مَا دُونُ السِّنان بِقَدْرِ ذِرَاعٍ. وَفُلَانٌ هَرَّهُ الناسُ إِذا كَرِهُوا ناحِيته؛ قَالَ الأَعشى: أَرَى الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِي ... فَفِي كلِّ مَمْشًى أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا وهَرَّ الكلبُ إِليه يَهِرُّ هَرِيراً وهِرَّةً، وهَرِيرُ الكلبِ: صَوْتُهُ وَهُوَ دُونُ النُّبَاحِ مِنْ قِلَّةِ صَبْرِهِ عَلَى الْبَرْدِ؛ قَالَ القَطَامِيُّ يَصِفُ شدَّة الْبَرْدِ: أَرى الحَقَّ لَا يعْيا عَلَيَّ سبيلُه ... إِذا ضافَنِي لَيْلًا مَعَ القُرِّ ضائِفُ إِذا كَبَّدَ النجمُ السَماءَ بشَتْوَةٍ ... عَلَى حينَ هَرَّ الكلبُ، والثَّلْجُ خاشِفُ ضَائِفٌ: مِنَ الضَّيْفِ. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ: يُرِيدُ بِالنَّجْمِ الثُّرَيَّا، وكَبَّدَ: صَارَ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ عِنْدَ شدَّة الْبَرْدِ. وَخَاشِفٌ: تُسْمَعُ لَهُ خَشْفَة عِنْدَ الْمَشْيِ وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْبَرْدِ. ابْنُ سِيدَهْ: وبالهَرِيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بَعْضِ الكُماةِ إِلى بَعْضٍ فِي الْحَرْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ قَارِئِ الْقُرْآنِ وَصَاحِبِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ الَّتِي تَكُونُ فِي الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: ليستْ لها بِعِدْلٍ، إِن الْكَلْبَ يَهِرُّ مِنْ وراءِ أَهله ؛ مَعْنَاهُ أَن الشَّجَاعَةَ غَرِيزة فِي الإِنسان فَهُوَ يَلقَى الحروبَ وَيُقَاتِلُ طَبْعًا وحَمِيَّةً لَا حِسبَةً، فَضَرَبَ الْكَلْبَ مَثَلًا إِذ كَانَ مِنْ طَبْعِهِ أَن يَهِرَّ دُونَ أَهله ويَذُبَّ عَنْهُمْ، يُرِيدُ أَنَّ الْجِهَادَ وَالشَّجَاعَةَ لَيْسَا

بِمِثْلِ القراءَة وَالصَّدَقَةِ. يُقَالُ: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً، فَهُوَ هارٌّ وهَرَّارٌ إِذا نَبَحَ وكَشَرَ عَنْ أَنيابه، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُهُ دُونَ نُباحه. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: لَا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ أَي إِذا قَتَلَ الرجلُ كلبَ آخَرَ لَا أُوجب عَلَيْهِ شَيْئًا إِذا كَانَ نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَسود: المرأَة الَّتِي تُهارُّ زوجَها أَي تَهِرُّ فِي وَجْهِهِ كَمَا يَهِرُّ الْكَلْبُ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وَعَادَ لَهَا المَطِيُّ هَارًّا أَي يَهِرُّ بَعْضُهَا فِي وَجْهِ بَعْضٍ مِنَ الْجُهْدِ. وَقَدْ يُطْلَقُ الْهَرِيرُ عَلَى صَوْتٍ غَيْرِ الْكَلْبِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِني سَمِعْتُ هَرِيراً كَهَرِيرِ الرَّحَى أَي صَوْتِ دَوَرَانِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَكَلْبٌ هَرَّارٌ كَثِيرُ الهَرِير، وَكَذَلِكَ الذِّئْبُ إِذا كَشَرَ أَنيابه وَقَدْ أَهَرَّه مَا أَحَسَّ بِهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَفِي الْمَثَلِ: شَرٌّ أَهَرَّ ذَا نابٍ، وحَسُنَ الابتداءُ بِالنَّكِرَةِ لأَنه فِي مَعْنَى مَا أَهَرَّ ذَا نَابٍ إِلَّا شَرٌّ، أَعني أَنَّ الْكَلَامَ عَائِدٌ إِلى مَعْنَى النَّفْيِ وإِنما كَانَ الْمَعْنَى هَذَا لأَن الْخَبَرِيَّةَ عَلَيْهِ أَقوى، أَلا تَرَى أَنك لَوْ قُلْتَ: أَهَرَّ ذَا نابٍ شَرٌّ، لَكُنْتَ عَلَى طَرَفٍ مِنَ الإِخبار غَيْرِ مؤَكد فإِذا قُلْتَ: مَا أَهَرَّ ذَا نابٍ إِلَّا شَرٌّ، كَانَ أَوْكَدَ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ أَوْكَدُ مِنْ قَوْلِكَ قَامَ زَيْدٌ؟ قَالَ: وإِنما احْتِيجَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِلى التَّوْكِيدِ مِنْ حَيْثُ كَانَ أَمراً مُهِماً، وَذَلِكَ أَن قَائِلَ هَذَا الْقَوْلِ سَمِعَ هَرِيرَ كَلْبٍ فأَضاف مِنْهُ وَأَشْفَقَ لِاسْتِمَاعِهِ أَن يَكُونَ لطارِقِ شَرٍّ، فَقَالَ: شَرٌّ أَهَرَّ ذَا نابٍ أَي مَا أَهَرَّ ذَا نَابٍ إِلَّا شَرٌّ تَعْظِيمًا لِلْحَالِ عِنْدَ نَفْسِهِ وَعِنْدَ مُستَمِعِه، وَلَيْسَ هَذَا فِي نَفْسِهِ كأَن يَطْرُقُهُ ضَيْفٌ أَو مُسْتَرْشِدٌ، فَلَمَّا عَنَاهُ وأَهمه أَكد الإِخبار عَنْهُ وأَخرجه مخرج الإِغاظ بِهِ. وهارَّه أَي هَرَّ فِي وَجْهِهِ. وهَرْهَرْتُ الشيءَ: لُغَةٌ فِي مَرْمَرْتُه إِذا حَرَّكْتَه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابِ الاعْتِقابِ لأَبي تُرابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. وهرَّت القوسُ هَرِيراً: صَوَّتَتْ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لَهَا فِي شِمالِه ... هَرِيرٌ، إِذا مَا حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ والهِرُّ: السِّنَّوْرُ، وَالْجَمْعُ هِرَرَةٌ مِثْلُ قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، والأُنثى هِرَّةٌ بِالْهَاءِ، وَجَمْعُهَا هِرَرٌ مِثْلُ قِرْبةٍ وقِرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن أَكل الهرِّ وثَمَنِه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما نُهِيَ عَنْهُ لأَنه كالوحشيِّ الَّذِي لَا يَصِحُّ تَسْلِيمُهُ وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ وَلَا يُقِيمُ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، فإِن حُبِسَ أَو رُبِطَ لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ وَلِئَلَّا يَتَنَازَعُ النَّاسَ فِيهِ إِذا انْتَقَلَ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: إِنما نَهَى عَنْ الْوَحْشِيِّ مِنْهُ دُونَ الإِنسي. وهِرّ: اسْمُ امرأَة، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ؟ وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّاً: اشتدَّ يُبْسُه وتَنَفَّشَ فَصَارَ كأَظفار الهِرِّ وأَنيابه؛ قَالَ: رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى ... إِذا مَا هَرَّ، وامْتَنَعَ المَذاقُ وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: مَا يَعْرِفُ هِرّاً مِنْ بِرٍّ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ مَا يَعْرِفُ مَنْ يَهُرُّه أَي يَكْرَهُهُ مِمَّنْ يَبَرُّه وَهُوَ أَحسن مَا قِيلَ فِيهِ. وَقَالَ الفَزاريُّ: البِرُّ اللُّطف، والهِرُّ العُقُوق، وَهُوَ مِنَ الهَرِيرِ؛ ابْنُ الأَعرابي: البِرُّ الإِكرام والهِرُّ الخُصُومَةُ، وقيل: الهِرُّ هاهنَا السِّنَّوْرُ والبِرُّ الفأْر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يَعْرِفُ هَارًا مِنْ بَارًا لَوْ كُتِبَتْ لَهُ، وَقِيلَ: أَرادوا هِرْهِرْ، وَهُوَ سَوْقُ الْغَنَمِ، وبِرْبِرْ وَهُوَ دعاؤُها؛ وَقِيلَ: الهِرُّ دعاؤُها والبِرُّ سَوْقُها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَا يَعْرِفُ الهَرْهَرَةَ مِنَ البَرْبَرَةِ؛ الهَرْهَرَةُ: صَوْتُ

الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزَى. وَقَالَ يُونُسُ: الهِرُّ سَوْقُ الْغَنَمِ، والبِرُّ دعاءُ الْغَنَمِ. وَقَالَ ابْنِ الأَعرابي: الهِرُّ دعاءُ الْغَنَمِ إِلى العَلَفِ، والبِرُّ دعاؤُها إِلى الْمَاءِ. وهَرْهَرْتُ بِالْغَنَمِ إِذا دَعَوْتُهَا. والهُرارُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ؛ قَالَ غَيْلانُ بْنُ حُرَيْث: فإِلَّا يَكُنْ فِيهَا هُرارٌ، فإِنَّني ... بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ أَي خائِفٌ سِلًّا، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ؛ تَقُولُ مِنْهُ: هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ هَرّاً. وَبَعِيرٌ مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ، وَنَاقَةٌ مَهْرُورَةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيَّ: وَلَا يُصادفْنَ إِلَّا آجِناً كَدِراً ... وَلَا يُهَرُّ بِهِ منهنَّ مُبْتَقِلُ قَوْلُهُ بِهِ أَي بِالْمَاءِ يَعْنِي أَنه مَريءٌ لَيْسَ بالوَبِيءِ، وَذَكَرَ الإِبِلَ وَهُوَ يُرِيدُ أَصحابها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما هَذَا مَثَلٌ يَضْرِبُه يُخْبِرُ أَن الْمَمْدُوحَ هنيءُ الْعَطِيَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذها فَتَسْلَحُ عَنْهُ، وَقِيلَ: الهُرارُ سَلْحُ الإِبل مِنْ أَيِّ داءٍ كَانَ. الكسائيُّ والأُمَوِيُّ: مِنْ أَدواءِ الإِبل الهُرَارُ، وَهُوَ اسْتِطْلَاقُ بُطُونِهَا، وَقَدْ هَرَّتْ هَرّاً وهُراراً، وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ: اسْتَطْلَقَ حَتَّى مَاتَ. وهَرَّهُ هُوَ وأَرَّهُ: أَطلقه مِنْ بَطْنِهِ، الْهَمْزَةُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: هَرَّ بِسَلْحِهِ وهَكَّ بِهِ إِذا رَمَى بِهِ. وَبِهِ هُرارٌ إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حَتَّى يَمُوتَ. والهَرَّارَانِ: نَجْمانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الهَرَّارانِ النَّسْرُ الواقِعُ وقلبُ الْعَقْرَبِ؛ قَالَ شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ: وَسَاقَ الفَجْرُ هَرَّارَيْهِ، حَتَّى ... بَدَا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمالِ وَقَدْ يُفْرَدُ فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ امرأَة: وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ والهَرُّ: ضَرْبٌ مِنْ زَجْرِ الإِبل. وهِرٌّ: بلد وموضع؛ قال: فَوَ الله لَا أَنْسَى بَلَاءً لقيتُه ... بصَحْراءِ هِرٍّ، مَا عَدَدْتُ اللَّيالِيا ورأْس هِرّ: مَوْضِعٌ فِي سَاحِلِ فارسَ يرابَطُ فِيهِ. والهُرُّ والهُرّهُورُ والهَرْهارُ والهُراهِرُ: الْكَثِيرُ مِنَ الماءِ واللَّبَنِ وَهُوَ الَّذِي إِذا جَرى سَمِعْتَ لَهُ هَرْهَرْ، وَهُوَ حِكَايَةُ جَرْيِهِ. الأَزهري: والهُرْهُورُ الْكَثِيرُ مِنَ الماءِ وَاللَّبَنِ إِذا حَلَبْتَهُ سَمِعْتَ لَهُ هَرْهَرَةً؛ وَقَالَ: سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ مِنْهُ أَزْوَرا ... إِذا يَعُبُّ فِي السَّرِيِّ هَرْهَرَا وَسَمِعْتُ لَهُ هَرْهَرَةً أَي صَوْتًا عِنْدَ الحَلْب. والهَرُورُ والهُرْهُورُ: مَا تَنَاثَرَ مِنْ حَبِّ العُنْقُود، زَادَ الأَزهري: فِي أَصل الكَرْم. قَالَ أَعرابي: مَرَرْتُ عَلَى جَفنةٍ وَقَدْ تَحَرَّكَتْ سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها فأَكلتُ هُرْهُورَةً فَمَا وَقَعَتْ وَلَا طَارَتْ؛ قَالَ الأَصمعي: الْجَفْنَةُ الكَرْمَة، والسُّروغُ قُضْبَانُ الْكَرْمِ، وَاحِدُهَا سَرْغٌ، رَوَاهُ بَالْغَيْنَ، وَالْقُطُوفُ الْعَنَاقِيدُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِمَا لَا يَنْفَعُ مَا وَقَعَ وَلَا طارَ. وَهَرَّ يَهُرُّ إِذا أَكل الهَرُور، وَهُوَ مَا يَتَسَاقَطُ مِنَ الْكَرْمِ، وهَرْهَرَ إِذا تَعَدَّى. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمَة هِرْهِرٌ، وَقَالَ النَّضِرُ: الهِرْهِرُ النَّاقَةُ الَّتِي تَلْفِظُ رَحِمُها الماءَ مِنَ الكِبَر فَلَا تَلْقَحُ؛ وَالْجَمْعُ الهَراهِرُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيضاً. وَمِنْ أَسماءِ الْحَيَّاتِ: القَزَازُ والهِرْهِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: هَرَّ يَهَرُّ إِذا ساءَ خُلُقُه.

والهُرْهُور: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُن. وَيُقَالُ للكانُونَيْنِ: هُمَا الهَرَّارانِ وَهُمَا شَيْبان ومِلْحانُ. وهَرْهَرَ بِالْغَنَمِ: دَعَاهَا إِلى الماءِ فَقَالَ لَهَا: هَرْهَرْ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: هَرْهَرَ بالضأْن خَصَّهَا دُونَ الْمَعِزِ. والهَرْهَرَةُ: حِكَايَةُ أَصوات الْهِنْدِ فِي الْحَرْبِ. غَيْرُهُ: والهَرْهَرَةُ والغَرْغَرَةُ يُحْكَى بِهِ بَعْضُ أَصوات الْهِنْدِ والسِّنْدِ عِنْدَ الْحَرْبِ. وهَرْهرَ: دَعَا الإِبل إِلى الماءِ. وهَرْهَرةُ الأَسد: تَرْديدُ زئِيرِه، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى الْغَرْغَرَةُ. والهَرْهَرَةُ: الضَّحِكُ فِي الْبَاطِلِ. وَرَجُلٌ هَرْهارٌ: ضَحَّاك فِي الْبَاطِلِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عقر: التَّهَرْهُرُ صَوَّتَ الرِّيحِ، تَهَرْهَرَتْ وهَرْهَرَتْ واحدٌ؛ قَالَ وأَنشد المؤَرِّجُ: وصِرْتَ مَمْلُوكًا بِقاعٍ قَرْقَرِ ... يَجْري عَلَيْكَ المُورُ بالتَّهَرْهُرِ يَا لَكَ مِنْ قُنْبُرَةٍ وقُنْبُرِ ... كنتِ عَلَى الأَيَّام فِي تَعَقُّرِ أَي فِي صَبْرٍ وَجَلَادَةٍ، والله أَعلم. هزر: الهَزْرُ والبَزْرُ: شِدَّةُ الضَّرْبِ بِالْخَشَبِ، هَزَرَهُ هَزْراً كَمَا يُقَالُ هَطَرَهُ وهَبَجَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: هَزَرَه يَهْزِرُهُ هَزْراً بِالْعَصَا ضَرَبَهُ بِهَا عَلَى جَنْبِهِ وَظَهْرِهِ ضَرْبًا شَدِيدًا. الْجَوْهَرِيُّ: هَزَرَه بِالْعَصَا هَزَرات أَي ضَرَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: إِذا شَرِبَ قَامَ إِلى ابْنِ عَمِّهِ فَهَزَر ساقَه ؛ الهَزْرُ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بِالْخَشَبِ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مَهْزُورٌ وهَزِيرٌ. والهَزْرُ: الغَمْزُ الشَّدِيدُ، هَزَرَهُ يَهْزِرُه هَزْراً فِيهِمَا. وَرَجُلٌ مِهْزَر، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَذُو هَزَراتٍ وَذُو كَسَراتٍ: يُغْبَنُ فِي كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ: إِلَّا تَدَعْ هَزَراتٍ لستَ تَارِكَهَا ... تُخْلَعْ ثِيابُكَ، لَا ضأْنٌ وَلَا إِبلُ يَقُولُ: لَا يَبْقَى لَهُ ضَأْن وَلَا إِبل. الْفَرَّاءُ: فِي فُلَانٍ هَزَراتٌ وكَسَراتٌ ودَغَوات ودَغَيات، كُلُّهُ الْكَسَلُ. والهُزَيْرَة: تَصْغِيرُ الهَزْرَةِ، وَهِيَ الْكَسَلُ التَّامُّ. والهَزْرُ فِي الْبَيْعِ: التَّقَحُّمُ فِيهِ والإِغلاء. وَقَدْ هَزَرْتُ لَهُ فِي بَيْعِهِ هَزْراً أَي أَغليت لَهُ. والهازِرُ: المُشْتَري المُقَحِّمُ فِي الْبَيْعِ. وَرَجُلٌ هِزْرٌ: مَغْبُونٌ أَحمق يُطْمَعُ بِهِ. والهَزْرَةُ والهَزَرَةُ: الأَرض الرَّقِيقَةُ. والهُزَرُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ بُيِّتُوا فَقُتِلُوا. والهُزَرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: لقالَ الأَباعدُ والشَّامِتُون ... كَانُوا كَليْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ يَعْنِي تِلْكَ الْقَبِيلَةَ أَو ذَلِكَ الْمَوْضِعَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهُزَرُ ثَمُودُ حَيْثُ أُهلكوا فَيُقَالُ: كَمَا بَادَ أَهلُ الهُزَرِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ وَقْعَةٌ كَانَتْ لَهُمْ مُنْكَرَةٌ. ومَهْزُورٌ: وَادٍ بِالْحِجَازِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَضَى فِي سَيْلٍ مَهْزُورٍ أَن يُحْبَسَ حتى يبلغ الماء الْكَعْبَيْنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: مَهْزُورٌ وَادِي بَنِي قُرَيْظَة بِالْحِجَازِ، قَالَ: فأَما بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ فَمَوْضِعُ سُوقِ الْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الْمُسْلِمِينَ. وهَيْزَرٌ: اسْمٌ. والهَزَوَّرُ: الضَّعِيفُ، زَعَمُوا. هزبر: الهِزْبْرُ: مِنْ أَسماء الأَسد. والهَزَنْبَرُ والهَزَنْبَرانُ: الْحَدِيدُ السَّيِءُ الخُلُقِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ هَزَنْبَرٌ وهَزَنْبَران أَي حَدِيدٌ وثَّابٌ. ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ هِزَبْرَةٌ صُلْبَةٌ؛ وأَنشد: هِزَبْرَةٌ ذاتُ نَسِيبٍ أَصْهَبَا هزمر: الهَزْمَرَةُ: الْحَرَكَةُ الشَّدِيدَةُ. وهَزْمَرَه: عَنَّفَ به.

هسر: ابْنُ الأَعرابي قَالَ: الهُسَيْرةُ تَصْغِيرُ الهُسْرَةِ، وَهُمْ قَرَابَاتُ الرَّجُلِ مِنْ طَرَفَيْهِ أَعمامُه وأَخوالُه. هشر: الهَشْرُ: خِفَّة الشَّيْءِ ورِقَّتُه. وَرَجُلٌ هَيْشَرٌ: رِخْوٌ ضَعِيفٌ طَوِيلٌ. والهَيْشَرُ والهَيْشُور: شَجَرٌ، وَقِيلَ: نَبَاتٌ رِخْوٌ فِيهِ طُولٌ عَلَى رأْسه بُرْعُومَةٌ كأَنه عُنُقُ الرَّأْلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ النَّعام: كأَن أَعْناقَها كُرَّاثُ سائِفَةٍ ... طارَتْ لَفائِفُه، أَوْ هَيْشَرٌ سُلُبُ أَي مَسْلُوبُ الْوَرَقِ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: باتتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيم ... لُبايَةً مِنْ هَمِقٍ هَيْشُور قوله [لباية] بموحدة فمثناة تحتية بينهما ألف، كذا بالأصل ونسخة من القاموس شرح عليها السيد مرتضى وصوَّبها. وفي نسخ من الصحاح والقاموس: لبابة بموحدتين. وَفِي رِوَايَةٍ: هَيْشُوم، وَقِيلَ: الْهَيْشُورُ شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ يَطُولُ وَيَسْتَوِي وَلَهُ كمأَة، البَزْرُ فِي رأْسه. وَالسَّائِفَةُ: مَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ. غَيْرُهُ: الهَيْشَرُ كَنْكَرُ البَرِّ يَنْبُتُ فِي الرِّمَالِ. ابْنُ الأَعرابي: الهُشَيْرَةُ تَصْغِيرُ الهُشْرَةِ، وَهِيَ البَطَرُ. وَفِي النَّوَادِرِ: شَجَرَةٌ هَشُورٌ وهَشِرَةٌ وهَمُورٌ وهَمِرَةٌ إِذا كَانَ وَرَقُهَا يَسْقُطُ سَرِيعًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ العُشْب الهَيْشَرُ وَلَهُ وَرَقَةٌ شاكَةٌ فِيهَا شَوْكٌ ضَخْمٌ وَهُوَ يُسَمِّقُ، وَزَهْرَتُهُ صَفْرَاءُ وتطولُ، لَهُ قصبةٌ مِنْ وَسَطِهِ حَتَّى تَكُونَ أَطول مِنَ الرَّجُلِ، وَاحِدَتُهُ هَيْشَرَةٌ. والمِهْشارُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَضْبعُ قَبْلَها قوله [التي تضبع قبلها] أي تشتهي الفحل قبل الإبل. ووقع في القاموس: التي تضع أي من الوضع قبلها أي بضمتين، وخطأه شارحه وصوّب ما في اللسان وصوّب وتَلْقَحُ فِي أَوّل ضَرْبَة وَلَا تُمارِنُ. والمَهْشُورُ مِنَ الإِبل: المُحْتَرِقُ الرِّئَةِ. هصر: الهَصْرُ: الكسْرُ. هَصَرَ الشيءَ يَهْصِرُه هَصْراً: جَبَذَه وأَماله واهْتَصَرَه. أَبو عُبَيْدَةَ: هَصَرْتُ الشَّيْءَ ووَقَصْتُه إِذا كَسَرْتَهُ. والهَصْرُ: عَطْفُ الشَّيْءِ الرَّطْبِ كَالْغُصْنِ وَنَحْوِهِ وكَسْرُه مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ عَطْفُك أَيَّ شَيْءٍ كَانَ؛ هَصَرَه يَهْصِرُه هَصْراً فانْهَصَرَ واهْتَصَرَه فاهْتَصَر. الْجَوْهَرِيُّ: هَصَرْتُ الغُصْنَ وبالغُصْنِ إِذا أَخذت برأْسه فأَملته إِليك. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه أَي ثَنَاهُ إِلى الأَرض. وأَصل الهَصْرِ: أَن تأْخذ برأْس عُودٍ فتثنيَه إِليك وتَعْطِفَه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا بَنَى مسجدَ قُباءٍ رَفَعَ حَجَراً ثَقِيلًا فَهَصَرَه إِلى بَطْنِهِ أَي أَضافه وأَماله. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الانْهِصار والاهْتِصار سُقُوط الْغُصْنِ عَلَى الأَرض وأَصله فِي الشَّجَرَةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ فِي الْعِرْضِ فَقَالَ: وَيْلُ أُمِّ قَتْلى، فُوَيْقَ القَاعِ مِنْ عُشَرٍ ... مِنْ آلِ عُجْرَةَ أَمْسَى جَدُّهُمْ هَصِرَا التَّهْذِيبُ: اهْتَصَرْتُ النَّخْلَةَ إِذا ذَلَّلْت عُذُوقَها وسَوَّيْتَها؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ بِهِ ... مِنَ الكَوافِرِ، مَهْضُومٌ ومُهْتَصَرُ وَيُرْوَى: مَكْمُومٌ أَي مُغَطًّى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ مَعَ أَبي طَالِبٍ فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَتَهَصَّرَتْ أَغصانُ الشَّجَرَةِ أَي تَهَدّلَتْ عَلَيْهِ. والهَيْصَرُ: الأَسدُ. والهَصَّارُ: الأَسد. وأَسدٌ هُصُورٌ وهَصَّارٌ وهَيْصَرٌ وهَيْصارٌ ومِهْصارٌ وهُصَرَةٌ وهُصَرٌ ومُهْتَصِرٌ: يَكْسِرُ ويُمِيلُ؛ مِنْ ذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وخَيْل قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ... عَلَيْهَا الأُسْدُ تَهْتَصِرُ اهْتِصارَا

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْسٍ: كأَنه الرِّئْبالُ الهَصُورُ أَي الأَسد الشَّدِيدُ الَّذِي يَفْتَرِسُ ويَكْسِرُ، وَيُجْمَعُ عَلَى هَواصِرَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: ودارَتْ رَحاها باللُّيُوثِ الهواصِرِ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: فربما ... أَضْحَوْا بِمنْزِلَةٍ ... تَهابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الهَواصِيرُ كذا بياض بالأصل. جَمْعُ مِهْصارٍ، وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنْهُ. والهَصْرُ: شِدَّةُ الغَمْزِ، وَرَجُلٌ هَصِرٌ وهُصَرٌ. وهَصَرَ قرْنَه يَهْصِرُه هَصْراً: غَمَزَهُ. والهَصْرُ: أَن تأْخذ برأْس شَيْءٍ ثُمَّ تَكْسِرُهُ إِليك مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: وَلَمَّا تَنازَعْنا الحَدِيثَ وأَسْمَحَتْ ... هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذِي شَمارِيخ مَيَّالِ قَوْلُهُ: تَنَازَعْنَا الْحَدِيثَ أَي حَدّثَتْنِي وحَدَّثْتُها. وأَسْمَحَتْ: انْقَادَتْ وتَسَهَّلَتْ بَعْدَ صُعُوبَتِهَا. وهَصَرْتُ: جَذَبْتُ؛ وأَراد بِالْغُصْنِ جِسْمَها وقَدَّها فِي تَثَنِّيهِ وَلِينِهِ كَتَثَنِّي الْغُصْنِ، وَشَبَّهَ شَعْرَهَا بِشَمَارِيخِ النَّخْلِ فِي كَثْرَتِهِ وَالْتِفَافِهِ. والمُهاصِريُّ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُود، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ. والهَصْرَةُ والهَصَرَةُ: خَرَزَة يُؤَخَّذُ بِهَا الرِّجَالُ. وهاصِرٌ وهَصَّارٌ ومُهاصِر: أَسماء. هطر: هَطَرَ الكلبَ يَهْطِرُه هَطْراً: قَتَلَهُ بِالْخَشَبِ. قَالَ اللَّيْثُ: هَطَرَه يَهْطِرُه هَطْراً كَمَا يُهَيِّجُ الكلبَ بِالْخَشَبَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الهَطْرَةُ تَذَلُّلُ الْفَقِيرِ لِلْغَنِيِّ إِذا سأَله. هعر: الهَيْعَرَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ مِنْ غَيْرِ عِفَّةٍ كالعَيْهَرَة، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هَيْعَرَتِ المرأَةُ وتَهَيْعَرَت إِذا كَانَتْ لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه عِنْدَهُ مَقْلُوبٌ مِنَ العَيْهَرَةِ لأَنه جَعَلَ مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا. وَتَرْجَمَ الأَزهري بَعْدَ هَذِهِ تَرْجَمَةً أُخرى وأَعاد هَذِهِ التَّرْجَمَةَ وَقَالَ: قَالَ بَعْضُهُمُ الهَيْعَرُونُ الدَّاهِيَةُ. وَيُقَالُ لِلْعَجُوزِ المُسِنَّة: هَيْعَرُونٌ، سُمِّيَتْ بِالدَّاهِيَةِ. قَالَ: وَلَا أَحُقُّ الهَيْعَرُونَ وَلَا أُثْبِتُه وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. هقر: الهَقَوَّرُ: الطَّوِيلُ الضَّخْمُ الأَحمقُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ الْجِسْمِ: هِرطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِنجادٍ الخَيْبَرِيِّ: لَيْسَ بِجِلْحابٍ وَلَا هَقَوَّرِ ... لَكِنَّهُ البُهْتُرُ وابْنُ البُهْتُرِ عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمى والعُنْصُرِ الجلحات: الْكَثِيرُ الْهَمِّ. والبُهْتُرِ: الْقَصِيرُ، لُغَةٌ فِي البُحْتُر. والعِضُّ: العَسِرُ. يُقَالُ: غَلَقٌ عِضٌّ إِذا كَانَ لَا يَكَادُ يَنْفَتِحُ. والهُقَيْرَةُ: تَصْغِيرُ الهَقْرَةِ، وَهُوَ وَجَعٌ مِنْ أَوجاع الغنم. هكر: الهَكْرُ: العَجَبُ، وَقِيلَ: الهَكْرُ أَشدُّ العجبِ. هَكِرَ يَهْكَرُ هَكَراً وهِكْراً، فَهُوَ هَكِرٌ: اشتدَّ عَجَبُه، مِثَالُ عَشِقَ يَعشَقُ عِشْقاً وعَشَقاً؛ قَالَ أَبو كَبِير الْهُذَلِيُّ: أَزُهَيْرُ، وَيْحَكِ لِلشَّبابِ المُدْبِرِ ... والشَّيْبُ يَغْشَى الرأْسَ غَيْرَ المُقْصِرِ فَقَدَ الشَّبابَ أَبوكِ إِلا ذِكْرَه ... فاعْجَبْ لِذَلِكَ، رَيْبَ دَهْرٍ، واهْكَرِ

بدأَ بِخِطَابِ ابْنَتِهِ زُهَيْرَةَ ثُمَّ رَجَعَ فَخَاطَبَ نَفْسَهُ فَقَالَ: اعْجَبْ لِذَلِكَ واهْكَر أَي تَعَجَّبَ أَشَدَّ الْعَجَبِ. والهَكِرُ: المُتَعَجِّبُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَالْعَجُوزِ: أَقبلت مِنْ هَكْرانَ وكَوكَبٍ ؛ هُمَا جَبَلَانِ مَعْرُوفَانِ بِبِلَادِ الْعَرَبِ. وَفِيهِ مَهْكَرَة أَي عُجْبٌ. والهَكُرُ والهَكِرُ: الناعِسُ. وَقَدْ هَكِرْتُ أَي نَعِسْتُ. وهَكِرَ الرجلُ هَكَراً: سَكِرَ مِنَ النَّوْمِ، وَقِيلَ: اشْتَدَّ نَوْمُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَعْتَرِيَهُ نُعاس فَتَسْتَرْخِيَ عِظَامُهُ وَمَفَاصِلُهُ. وتَهَكَّرَ: تَحَيَّرَ. وهَكْرٌ وهَكِرٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَدَى جُؤْذُرَيْن أَو كَبَعْضِ دُمى هَكِرْ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد دُمى هَكْرِ فَنَقَلَ الْحَرَكَةَ لِلْوَقْفِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: هَذَا البَكُرْ وَمِنَ البَكِرْ. قَالَ الأَزهري: هَكِرٌ مَوْضِعٌ أَو دَيْرٌ، قَالَ: أُراه رُومِيًّا، وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ. همر: الهَمْرُ: الصَّبُّ قوله [الهمر الصب] بابه ضرب ونصر كما في القاموس .. غَيْرُهُ: الهَمْرُ صَبُّ الدَّمْعِ وَالْمَاءِ وَالْمَطَرِ. هَمَرَ الماءُ والدَّمْعُ يَهْمِرُ هَمْراً: صَبَّ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وجاءَ خَلِيلاه إِليها، كِلاهما ... يَفِيضُ دُموعاً، لَا يَرِيثُ هُمُورُها وانْهَمَرَ كَهَمَر، فَهُوَ هامِرٌ ومُنْهَمِرٌ: سَالَ. وهَمَرَ الماءَ والدمعَ وَغَيْرَهُ يَهْمِرُه هَمْراً: صَبَّه. والهَمْرَة: الدُّفْعَةُ مِنَ الْمَطَرِ. والهَمَّارُ: السَّحَابُ السَّيَّال؛ قَالَ: أَناخَتْ بهَمَّارِ الغَمامِ مُصَرِّحٍ ... يَجُودُ بمطلُوقٍ مِنَ الماءِ أَصْحَمَا وهَمَرَ الْكَلَامَ يَهْمِرُه هَمْراً: أَكثر فِيهِ. وَرَجُلٌ مِهْمارٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ. والهَمْرُ: شِدَّةُ العَدْوِ. وهَمَرَ الفرسُ الأَرضَ يَهْمِرُها هَمْراً واهْتَمَرها: وَهُوَ شِدَّةُ ضَرْبِهِ إِياها بِحَوَافِرِهِ؛ وأَنشد: عَزَازَة ويَنْهَمِرنَ مَا انْهَمَرْ وهَمَرَ مَا فِي الضَّرْع أَي حلَبَه كُلَّهُ. وهَمَرَ لَهُ مِنْ مَالِهِ أَي أَعطاه. وَرَجُلٌ هَمَّارٌ ومِهْمارٌ ومِهْمَر أَي مِهْذارٌ يَنْهَمِرُ بِالْكَلَامِ؛ وَقَالَ يَمْدَحُ رَجُلًا بالخَطابَةِ: تَرِيغُ إِليه هَوادي الْكَلَامِ ... إِذا خَطِلَ النَّثِرُ المِهْمَرُ الأَزهري: الهَمَّارُ النَّمَّامُ. قَالَ الأَزهري: صَوَابُهُ الهَمَّاز، بِالزَّايِ، فأَما الهَمَّارُ فالمِكْثارُ. والمِهْمارُ: الَّذِي يَهْمِرُ عَلَيْكَ الكلامَ هَمْراً أَي يُكْثِرُ. واهْتَمَر الفرسُ إِذا جَرَى. والهَمَرَى: الصَّخَّابة من النساء. والهَمْرَةُ: والدَّمْدَمَةُ، وَقِيلَ: الدَّمْدَمَةُ بِغَضَبٍ. وهَمَرَ الغُزْرُ الناقةَ يَهْمِرُها هَمْراً: جَهَدَها، وَحَكَى بَعْضُهُمْ هَمَزَها، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. والهَمِرُ واليَهْمُورُ: مِنْ أَسماء الرِّمَالِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ الرِّمالِ هَمِرٌ يَهْمُورُ وَقَالَ الشَّاعِرٌ: يُهامِرُ السَّيْلَ ويُولي الأَخْشَبَا والهَمْرَةُ: خَرَزَة الحُبِّ يُستعطف بِهَا الرجالُ؛ يُقَالُ: يَا هَمْرَةُ اهْمِرِيه، وَيَا غَمْرَةُ اغْمُرِيِه، إِن أَقبل فَسُرِّيه، وإِن أَدبر فَضُرِّيه. وَرَجُلٌ هَمِر: غَلِيظٌ سَمِينٌ. وَبَنُو هَمْرة: بَطْنٌ. وَبَنُو هُمَيْر: بَطْنٌ منهم.

هنر: الهَنْرَةُ: وَقْبَةُ الأُذُنِ الْمَلِيحَةِ، لَمْ يَحْكِهَا غَيْرُ صَاحِبِ الْعَيْنِ. وَقَالَ الأَزهري: يُقَالُ هَنَرْتُ الثوبَ بِمَعْنَى أَنَرْتُه أَهَنِيرُه وَهُوَ أَن تُعَلِّمَه؛ قاله اللحياني. هنبر: الهِنْبِرَةُ: الأَتان، وَهِيَ أُم الهِنْبِرِ. وأُم الهِنْبِرِ: الضَّبُعُ فِي لُغَةِ بَنِي فَزارة؛ قَالَ الشَّاعِرُ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ المُضرِّجي: يَا قاتَلَ اللهُ صِبْيَانًا، تَجيءُ بِهِمْ ... أُمُّ الهُنَيْبِرِ مِنْ زَنْدٍ لَهَا وَاري مِنْ كُلِّ أَعْلَمَ مَشْقُوقٍ وَتِيرَتُهُ ... لَمْ يُوفِ خَمْسَةَ أَشْبارٍ بشَبَّار وَيُرْوَى: يَا قَبَّحَ اللَّهُ ضِبْعَانًا. وَفِي شِعْرِهِ: مِنْ زَنْدٍ لَهَا حَارِي، وَالْحَارِي: النَّاقِصُ، وَالَوَارِي: السَّمِينُ، والأَعلم: الْمَشْقُوقُ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، وَالْوَتِيرَةُ: إِطار الشَّفَةِ. وأَبو الهِنْبِر: الضِّبْعانُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: ملقينَ لَا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ الأَصمعي: هِيَ الضَّبُعُ؛ وَغَيْرُهُ: هِيَ الحِمَارَةُ الأَهلية. الأَصمعي: الهِنْبِرُ، مِثْلُ الخِنْصِرِ، وَلَدُ الضَّبُعِ، والهِنْبِرُ الْجَحْشُ، وَمِنْهُ قِيلَ للأَتان أُم الهِنْبِرِ. ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ الهِنْبِرُ، والهِنَّبْرُ الثَّوْرُ وَالْفَرَسُ؛ وَهُوَ أَيضاً الأَديم الرَّدِيءُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا فَتًى مَا قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبُوبٍ ... وَلَا مِنْ قُوارَةِ الهِنَّبْرِ قَالَ: الهِنَّبر هَاهُنَا الأَديم. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: فِيهَا هَنابِيرُ مِسْكٍ يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا رِيحًا تُسَمَّى المُثيرَةَ، فَتُثِير ذَلِكَ المسكَ عَلَى وُجُوهِهِمْ. وَقَالُوا: الهَنابِيرُ والنَّهابيرُ رِمَالٌ مُشْرِفَةٌ، وَاحِدَتُهَا نُهْبورة وهُنْبُورة، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ فِيهَا هَنَابِيرُ مِسْكٍ، وَقِيلَ: أَراد أَنابير جَمْعَ أَنبار، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ هَاءً، وَهِيَ كُثْبانٌ مُشْرِفَة، أُخذ مِنَ انْتِبار الشَّيْءِ وَهُوَ ارْتِفَاعُهُ، والأَنْبار مِنَ الطَّعَامِ مأْخوذ منه. هنزمر: الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيزَمْنُ، كُلُّهَا: عِيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى أَو سَائِرِ الْعَجَمِ، وَهِيَ أَعجمية؛ قَالَ الأَعشى: إِذا كَانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما هور: هارَه بالأَمرِ هَوْراً: أَزَنَّه. وهُرْتُ الرجلَ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ خَيْرٍ إِذا أَزْنَنْتَه، أَهُورُه هَوْراً؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْخَبَرِ. وهارَه بِكَذَا أَي ظَنَّهُ بِهِ؛ قَالَ أَبو مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَة يَصِفُ فَرَسَهُ: رَأَى أَنَّني لَا بِالْكَثِيرِ أَهُورُه ... وَلَا هُوَ عَنِّي فِي المُواساةِ ظاهرُ أَهُورُه أَي أَظن القليلَ يَكْفِيهِ. يُقَالُ: هُوَ يُهارُ بِكَذَا أَي يُظَنُّ بِكَذَا؛ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ إِبلًا: قَدْ عَلِمَتْ جِلَّتُها وخُورُها ... أَني، بِشِرْبِ السُّوءِ، لَا أَهُورُها أَي لَا أَظن أَن الْقَلِيلَ يَكْفِيهَا وَلَكِنْ لَهَا الْكَثِيرُ. وَيُقَالُ: هُرْتُ الرجلَ هَوْراً إِذا غَشَشْتَه. وهُرْتُه بِالشَّيْءِ: اتَّهَمْتُه بِهِ، وَالِاسْمُ الهُورَةُ. وهارَ الشيءَ: حَزَرَه. وَقِيلَ للفَزارِيِّ: مَا الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: حُزْمَةٌ يَهُورُها أَي قِطْعَةٌ يَحْزُرها. وهُرْتُه: حَمَلْتُهُ عَلَى الشَّيْءِ وأَردته بِهِ. وضَرَبَه فَهارَه وهَوَّره إِذا صَرَعَهُ. وهارَ البناءَ هَوْراً: هَدَمَه. وَهَارَ البناءُ والجُرْفُ يَهُورُ هَوْراً وهُؤُوراً، فَهُوَ هائِرٌ وهارٍ، عَلَى الْقَلْبِ.

وتَهَوَّر وتَهَيَّر، الأَخيرة عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، وَقَدْ يَكُونُ تَفَيْعَل، كُلُّه: تَهَدَّمَ، وَقِيلَ: انْصَدَعَ مِنْ خَلْفه وَهُوَ ثَابِتٌ بَعْدُ فِي مَكَانِهِ، فإِذا سَقَطَ فَقَدِ انْهار وتَهَوَّر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الضَّبْعَاءِ: فَتَهَوَّرَ القَلِيبُ بِمَنْ عَلَيْهِ. يُقَالُ: هارَ البناءُ يَهُورُ وتَهَوَّر إِذا سَقَطَ، وَقَوْلُ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: بكُلِّ قَرارَةٍ مِنْ حيثُ حارَتْ ... رَكِيَّةُ سُنْبُكٍ فِيهَا انْهِيارُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الِانْهِيَارُ مَوْضِعُ لِينٍ يَنْهار، سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ وَهَكَذَا عَبَّرَ عَنْهُ، وَكُلُّ مَا سَقَطَ مِنْ أَعلى جُرُفٍ أَو شَفِيرِ رَكِيَّةٍ فِي أَسفلها، فَقَدْ تَهَوَّرَ وتَدَهْوَرَ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: تَرَكَتِ المُخَّ رَارًا والمَطِيَّ هَارًا ، الهارُ السَّاقِطُ الضَّعِيفُ. يُقَالُ: هُوَ هارٌ وهارٍ وهائِرٌ، فأَما هائِرٌ فَهُوَ الأَصل مَنْ هارَ يَهُورُ، وأَما هارٌ بِالرَّفْعِ فَعَلَى حَذْفِ الْهَمْزَةِ، وأَما هارٍ بِالْجَرِّ فَعَلَى نَقْلِ الْهَمْزَةِ إِلى بَعْدِ الرَّاءِ، كَمَا قَالُوا فِي شائِك السِّلَاحِ: شَاكِ السِّلَاحِ ثُمَّ عُمِلَ بِهِ مَا عُمِلَ بِالْمَنْقُوصِ نَحْوَ قَاضٍ وَدَاعٍ، وَيُرْوَى هَارًّا، بِالتَّشْدِيدِ. وتَهَوَّر الشتاءُ: ذَهَبَ أَشده وأَكثره وَانْكَسَرَ بَرْدُه. وتَهَوَّر الليلُ: ذَهَبَ، وَقِيلَ: تَهَوَّر اللَّيْلُ وَلَّى أَكثره وَانْكَسَرَ ظَلَامُهُ. وَيُقَالُ فِي هَذَا الْمَعْنَى بِعَيْنِهِ: تَوَهَّر اللَّيْلُ وَالشِّتَاءُ، وتَوَهَّر اللَّيْلُ إِذا تَهَوَّر. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تَهَوَّرَ اللَّيْلُ أَي ذَهَبَ أَكثره. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ جُرُفٌ هارٍ، خَفَضُوهُ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ وأَرادوا هَائِرٌ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الثُّلَاثِيِّ «2» إِلى الرُّبَاعِيِّ كَمَا قَلَبُوا شَائِكَ السِّلَاحِ إِلى شَاكِ السِّلَاحِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ جُرُفٌ هَارٍ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ وأَصله هَائِرٌ وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الثُّلَاثِيِّ إِلى الرُّبَاعِيِّ، قَالَ: هَذِهِ الْعِبَارَةُ لَيْسَتْ بِصَحِيحَةٍ لأَن الْمَقْلُوبَ مِنْ هَائِرٍ وَغَيْرَ الْمَقْلُوبِ مِنَ الثُّلَاثِيِّ وَهُوَ مِنْ هَوَرَ، أَلا تَرَى أَنّ هائِراً وهارِياً عَلَى وَزْنِ فَاعِلٍ؟ وإِنما أَراد الْجَوْهَرِيُّ أَن قَوْلَهُمْ هارٍ هُوَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف وَهَائِرٌ عَلَى أَربعة أَحرف وَلَيْسَ الأَمر عَلَى ذَلِكَ أَيضا بَلْ هَارٍ عَلَى أَربعة أَحرف وإِنما حُذِفَتِ الْيَاءُ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ، وَمَا حُذِفَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمَوْجُودِ، أَلا تَرَى أَنك إِذا نَصَبْتَهُ ثَبَتَتِ الْيَاءُ لِتَحَرُّكِهَا فَتَقُولُ: رأَيت جُرفاً هَارِيًا؟ فَهُوَ عَلَى فَاعِلٍ، كَمَا أَن قَوْلَكَ رأَيت جُرُفًا هَائِرًا هُوَ أَيضا عَلَى فَاعِلٍ فَقَدْ ثَبَتَ أَن كَلًّا مِنْهُمَا عَلَى أَربعة أَحرف. وهَوَّرْتُه فَتَهَوَّرَ وانْهارَ أَي انْهَدَمَ. والتَّهَوُّر: الْوُقُوعُ فِي الشَّيْءِ بِقِلَّةِ مُبَالَاةٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ مُتَهَوِّرٌ. واهْتَوَرَ الشيءُ: هَلَكَ. ابْنُ الأَعرابي: الْهَائِرُ السَّاقِطُ والرَّاهي الْمُسْتَقِيمُ والهَوْرَةُ الهَلَكَةُ. أَبو عَمْرٍو: الهَوَرْوَرَةُ المرأَة الْهَالِكَةُ. وَرَجُلٌ هارٌ وهارٍ، الأَخيرة عَلَى الْقَلْبِ: ضعيفٌ. الأَزهري: رَجُلٌ هارٍ إِذا كَانَ ضَعِيفًا فِي أَمره، وأَنشد: مَاضِي العَزِيمَةِ لَا هارٍ وَلَا خَزِلُ وخَرْقٌ هَوْرٌ أَي وَاسِعٌ بَعِيدٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَيْماءُ يَهْماءُ وخَرْقٌ أَهْيَمُ ... هَوْرٌ، عَلَيْهِ هَبَواتٌ جُثَّمُ، لِلرِّيحِ وَشْيٌ فَوْقَهُ مُنَمْنَمُ وهَوَّرْنا عَنَّا القَيْظَ وجَرَمْناه وجَرَّمْناه وكَبَبْناه بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: هُرْتُ الْقَوْمَ أَهُورُهُمْ هَوْراً إِذا قَتَلْتَهُمْ وكَبَبْتَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ كَمَا يَنْهار الجُرُفُ، قَالَ الْهُذَلِيُّ: فاسْتَدْبَروُهُمْ فَهارُوهُمْ، كأَنَّهُمُ ... أَفْنادُ كَبكَبَ ذاتِ الشَّتِّ والخَزَمِ «3»

_ (2). 1 قوله «وهو مقلوب من الثلائي إلخ» كذا بالأصل ومثله في نسخ الصحاح ولعل الأولى العكس. (3). 1 قوله «أفناد كبكب» جمع فند كحمل وأحمال، وهو الشمراخ من شماريخ الجبل. وكبكب: جبل لهذيل مشرف على موقف عرفة كما في ياقوت.

واهْتَوَرَ إِذا هَلَكَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ أَطاع رَبَّهُ فَلَا هَوارَةَ عَلَيْهِ أَي لَا هُلْكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اتَّقَى اللَّه وُقِيَ الهَوْراتِ يَعْنِي الْمَهَالِكَ، وَاحِدَتُهَا هَوْرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنه خَطَبَ فَقَالَ: مَنْ يَتَّقِي اللَّه لَا هَوارَةَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَدْرُوا مَا قَالَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ: أَي لَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ. والهَوْرُ: بُحَيْرَةٌ تغِيضُ فِيهَا مِياهُ غِياضٍ وآجامٍ فَتَتَّسِعُ وَيَكْثُرُ ماؤُها، وَالْجَمْعُ أَهْوارٌ. والتَّهْيُور: مَا انْهارَ مِنَ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: التَّهْيُور مَا اطمأَنَّ مِنَ الرَّمْلِ. وتِيهٌ تَيْهُور: شَدِيدٌ، يَاؤُهُ عَلَى هَذَا مُعاقِبةٌ بَعْدَ القَلْبِ. هير: هارَ الجُرْفُ والبِناءُ وتَهَيَّرَ: انْهَدَمَ، وَقِيلَ: إِذا انْصَدَعَ الْجُرْفُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ ثَابِتٌ بَعْدُ فِي مَكَانِهِ فَقَدْ هارَ، فإِذا سَقَطَ فَقَدِ انْهارَ وتَهَيَّر. وهَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّر: لُغَةٌ فِي هَوَّرْتُه. وَرَجُلٌ هَيارٌ: يَنْهار كَمَا يَنْهار الرَّمْلُ؛ قَالَ كثيِّر: فَمَا وَجَدُوا منكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً ... هَيَاراً، وَلَا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما والهَيْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ. وهِيرٌ وهَيْرٌ وهَيِّرٌ: مِنْ أَسماء الصَّبا، وَكَذَلِكَ إِيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ، وَقِيلَ: هِيْرٌ وإِيْرٌ مِنْ أَسماء الشَّمال. وَالْهَائِرُ: السَّاقِطُ، وَالرَّاهِي الْمُسْتَقِيمُ، والهَوْرَةُ الهَلَكَةُ. يُقَالُ: اسْتَيْهِرْ بإِبلك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ أَي اسْتَبْدِلْ بِهَا إِبلًا غَيْرَهَا، وَاقَتِيلْ هُوَ افْتَعِلْ مِنَ المُقايَلَةِ فِي الْبَيْعِ الْمُبَادَلَةِ. وَمَضَى هِيْرٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي أَقل مِنْ نِصْفِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَحُكِيَ فِيهِ هِتْرٌ وَقَدْ ذُكِرَ. وهِيْرُورٌ: ضَرْبٌ «1» مِنَ التَّمْرِ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ هِيْرُونُ، بِضَمِّ النُّونِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فِعْلُوناً وفِعْلُولًا. واليَهْيَرُّ: الْحَجَرُ الصُّلْبُ الأَحمر. الحجرُ اليَهْيَرُّ: الصُّلْبُ، وَمِنْهُ سُمِّي صَمْغُ الطلْح يَهْيَرّاً، وَقِيلَ: هِيَ حِجَارَةٌ أَمثال الأَكف، وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ صَغِيرٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا زَادُوا فِيهِ الأَلف فَقَالُوا: يَهْيَرَّى، قَالُوا: وَهُوَ مِنْ أَسماءِ الْبَاطِلِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: قِيلَ لأَبي أَسلم: مَا الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأَخلاف فَقَالَ: الثَّرَّةُ السَّاهِرَة العِرْقِ تَسْمَعُ زَمِيرَ شَخْبِها وأَنت مِنْ سَاعَةٍ، قَالَ: واليَهْيَرَّةُ الَّتِي يَسِيلُ لَبَنُهَا مِنْ كَثْرَتِهِ، وَنَاقَةٌ سَاهِرَةُ الْعُرُوقِ، كَثِيرَةُ اللَّبَنِ: وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اليَهْيَرُّ، مُشَدَّدٌ: الصَّمْغة الْكَبِيرَةُ؛ وأَنشد: قَدْ مَلَؤُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا واليَهْيَرُّ واليَهْيَرَّى: الماءُ الْكَثِيرُ. وَذَهَبَ مَالُهُ فِي اليَهْيَرَّى أَي الْبَاطِلِ. أَبو الْهَيْثَمِ: ذَهَبَ صَاحِبُكَ فِي اليَهْيَرَّى أَي فِي الْبَاطِلِ. شَمِرٌ: ذَهَبَ فِي اليَهْيَرِّ أَي فِي الرِّيحِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سأَلته عَنْ شَيْءٍ فأَخطأَ: ذهبتَ فِي اليَهْيَرَّى، وأَين تذهبْ تذهبْ فِي اليَهْيَرَّى؛ وأَنشد: لَمَّا رأَتْ شَيْخًا لَهَا دَوْدَرَّى ... فِي مثلِ خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى طَلَّتْ كأَنَّ وجْهَها يَحْمَرَّا ... تَرْبُدُ فِي الباطلِ واليَهْيَرَّى والدَّوْدَرَّى مِنْ قَوْلِكَ فَرَسٌ دَرِيرٌ أَي جَوَادٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: فِي مِثْلِ خَيْطِ الْعِهِنِ الْمُعَرَّى؛ يريد الخُدْرُوفَ. وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدَةَ أَن اليَهْيَرَّى الْحِجَارَةُ. واليَهْيَرُّ: الْكَذِبُ. وَقَوْلُهُمْ أَكذبُ مِنَ اليَهْيَرِّ، هُوَ السَّرَابُ. اللَّيْثُ: اليَهْيَرُّ اللَّجَاجَةُ والتَّمادِي فِي الأَمر، تقول استيهر، وأَنشد:

_ (1). قوله [وهيرور ضرب إلخ] بكسر الهاء بضبط الأصل وضبط في القاموس بفتحها وتكلم الشارح عليهما وعزا الأَول لأَئمة اللغة

فصل الواو

وقَلْبُكَ فِي اللَّهْو مُستَيْهِرُ «1» الْفَرَّاءُ: يُقَالُ قَدِ اسْتَيْهَرْتُ أَنكم قَدِ اصْطَلَحْتُمْ، مِثْلُ اسْتَيْقَنْتُ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْجَعْفَرِيِّينَ أَنا مُسْتَوْهِرٌ بالأَمر مستيقن؛ السلميّ: مُسْتَيهِرٌ. واليَهْيَرُّ: دُوَيْبَّة أَعظم مِنَ الجُرَذِ تَكُونُ فِي الصَّحَارِي، وَاحِدَتُهُ يَهْيَرَّة؛ وأَنشد: فَلاةٌ بِهَا اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنها ... خُصَى الخَيْلِ، قَدْ شُدَّتْ عَلَيْهَا المَسامِرُ وَاخْتَلَفُوا فِي تَقْدِيرِهَا فَقَالُوا: يَفْعَلّةٌ، وَقَالُوا: فَيْعَلَّةٌ، وَقَالُوا: فَعْلَلَّةٌ. ابْنُ هَانِئٍ: اليَهْيَرُّ شَجَرَةٌ، واليَهْيَرُ، بِالتَّخْفِيفِ، الْحَنْظَلُ، وَهُوَ أَيضاً السَّمُّ. واليَهْيَرُ: صَمْغُ الطَّلْحِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما يَهْيَرُّ، مُشَدَّدٌ، فَالزِّيَادَةُ فِيهِ أَولى لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْيَلُّ، وَقَدْ نَقَلَ مَا أَوَّله زِيَادَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ يَهْيَرُّ مُخَفَّفَةُ الْيَاءِ كَانَتِ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةُ أَيضاً، لأَن الْيَاءَ إِذا كَانَتْ أَوَّلًا بِمَنْزِلَةِ الْهَمْزَةِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو فِي اليَهْيَرِّ صَمْغِ الطَّلْحِ: أَطْعَمْتُ رَاعِيَّ مِنَ اليَهْيَرِّ ... فَظَلَّ يَعْوِي حَبَطاً بِشَرِّ خَلْفَ اسْتِهِ، مثلَ نَقِيق الهِرِّ وَهُوَ يَفْعَلُّ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْيَلٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَسقط الْجَوْهَرِيُّ ذِكْرَ تَيْهُور لِلرَّمْلِ الَّذِي يَنْهار لأَنه يَحْتَاجُ فِيهِ إِلى فَضْلِ صَنْعَةٍ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ؛ وشاهدُ تَيْهورٍ لِلرَّمْلِ المُنْهارِ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: إِلى أَراطٍ ونَقاً تَيْهُورِ وَزْنُهُ تَفْعُول، والأَصل فيه تَهْيُور، فقدِّمت الْيَاءِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ إِلى مَوْضِعِ الْفَاءِ، فَصَارَ تَيْهُوراً، فَهَذَا إِن جعلت تَيهُوراً من تَيَهَّرَ الجُرُفُ، وإِن جَعَلْتَهُ مِنْ تَهَوَّر كَانَ وَزْنُهُ فَيْعُولًا لَا تَفْعُولًا، وَيَكُونُ مَقْلُوبَ الْعَيْنِ أَيضاً إِلى مَوْضِعِ الْفَاءِ، وَالتَّقْدِيرُ فِيهِ بَعْدَ الْقَلْبِ وَيْهُور، ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً كَمَا قُلِبَتْ فِي تَيْقُور، وأَصله وَيْقُور مِنَ الوَقار كَقَوْلِ الْعَجَّاجِ: فإِن يَكُنْ أَمْسى البِلَى تَيْقورِي أَي وَقاري قَالَ: وَكَثِيرًا مَا تُبْدَلُ التَّاءُ مِنَ الْوَاوِ فِي نَحْوِ تُراثٍ وتُجاهٍ وتُخَمَة وتُقًى وتُقاةٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا نَحْنُ التَّيْهُورَ فِي فَصْلِ التَّاءِ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ. فصل الواو وأر: وَأَرَ الرجلَ يَئِرُه وأْراً: فَزَّعَهُ وذَعَرَه؛ قَالَ لَبِيَدٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: تَسْلُبُ الكانِسَ لَمْ يُوأَرْ بِهَا ... شُعْبَةُ السَّاقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَل وَمَنْ رَوَاهُ لَمْ يُؤْرَ بِهَا جَعَلَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: الدابةُ تَأْري الدَّابَّةِ إِذا انْضَمَّتْ إِليها وأَلفت مَعَهَا مَعْلَفاً وَاحِدًا. وآرَيْتُها أَنا، وَهُوَ مِنَ الآرِيِّ. ووَأَرَ الرجلَ: أَلقاه عَلَى شَرٍّ. واسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ: تَتَابَعَتْ عَلَى نِفارٍ، وَقِيلَ: هُوَ نِفارُها فِي السَّهْلِ، وَكَذَلِكَ الْغَنَمُ وَالْوَحْشُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا نَفَرَتِ الإِبل فَصَعَّدَتِ الجَبَلَ فإِذا كَانَ نِفارُها فِي السَّهْلِ قِيلَ: اسْتَأْوَرَت؛ قَالَ: هَذَا كَلَامُ بَنِي عَقِيلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ضَمَمْنا عَلَيْهِمْ حُجْرَتَيْهِمْ بِصادِقٍ ... مِنَ الطَّعْنِ، حَتَّى استأْوَرُوا وتَبَدَّدُوا ابْنُ الأَعرابي: الوَائرُ الفَزِعُ. والإِرَةُ: مَوْقِدُ النَّارَ، وَقِيلَ: هِيَ النَّارُ نَفْسُهَا، وَالْجَمْعُ إِراتٌ وإِرُون عَلَى مَا يَطَّرِدُ فِي هَذَا النحو ولا يُكَسَّرُ.

_ (1). قوله [وقلبك إلخ] صدره كما في شرح القاموس عن الصاغاني [صحا العاشقون وما تقصر].

ووَأَرَها ووَأَرَ لَهَا وَأْراً وإِرةً: عَمِلَ لَهَا إِرَةً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوُؤْرةُ فِي وَزْنِ الوُعْرَةِ حُفْرَة المَلَّةِ، وَالْجَمْعُ وُأَرٌ مِثْلُ وُعَرٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُوَرٌ مِثْلُ عُوَرٍ، صَيَّرُوا الْوَاوَ لَمَّا انْضَمَّتْ هَمْزَةً وَصَيَّرُوا الْهَمْزَةَ الَّتِي بَعْدَهَا وَاوًا. والإِرَةُ: شَحْمَةُ السَّنام. والإِرَةُ أَيضاً: لَحْمٌ يُطْبَخُ فِي كَرِشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُهْدِيَ لَهُمْ إِرَةٌ أَي لَحْمٌ فِي كَرِشٍ. ابْنُ الأَعرابي: الإِرَةُ النَّارُ، والإِرَةُ الحُفْرة لِلنَّارِ، والإِرَةُ اسْتِعارُ النَّارِ وشدَّتها، والإِرَةُ الخَلْعُ، وَهُوَ أَن يُغْلَى اللَّحْمُ وَالْخَلُّ إِغلاءً ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسفار، والإِرَةُ القَدِيدُ؛ وَمِنْهُ خَبَرُ بِلَالٍ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمعكم شيءٌ مِنَ الإِرَةِ ؟ أَي الْقَدِيدِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الإِرَةُ والقَدِيدُ والمُشَنَّقُ والمُشَرَّقُ والمُتَمَّرُ وَالْمُوَحَّرُ وَالْمُفَرْنَدُ «2» والوَشِيقُ. وَيُقَالُ: ائْتِنا بِإِرَةٍ أَي بنارٍ. والإِرَةُ: الْعَدَاوَةُ أَيضاً؛ وأَنشد: لِمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذِي إِرَةٍ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِرَةُ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَكُونُ فِيهِ الخُبْزَةُ، قَالَ: وَهِيَ المَلَّةُ. قَالَ: وَالْخُبْزَةُ هِيَ المَلِيلُ. وأَرض وَئِرَةٌ، مِثْلُ فَعِلَةٍ، وَهِيَ شَدِيدَةُ الأُوارِ، وَهُوَ الحَرُّ، قَالَ: وَهِيَ مَقْلُوبَةٌ. اللَّيْثُ: يُقَالُ مِنَ الإِرَةِ: وأَرْتُ إِرَة، وهي إِرَةٌ مَوْؤُورَةٌ، قَالَ: وَهِيَ مُسْتَوْقَدُ النَّارِ تَحْتَ الحَمَّامِ وَتَحْتَ أَتُّونِ الجِرارِ والجَصَّاصَةِ، إِذا حَفَرْتَ حُفْرَة لإِيقاد النَّارِ. يُقَالُ: وأَرْتُها أَئِرُها وأْراً وإِرَةً. التهذيب: الوِئارُ الممدّدة وَهِيَ مَخاضُ الطِّينِ «3» الَّذِي يُلاطُ بِهِ الحِياض؛ قَالَ: بِذِي وَدَعٍ يَحُلُّ بكُلّ وَهْدٍ ... رَوايا الْمَاءِ يَظَّلِمُ الوِئارا وَبَرَ: الوَبَرُ: صُوفُ الإِبل والأَرانب وَنَحْوِهَا، وَالْجَمْعُ أَوْبارٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ وَبَرُ السَّمُّور وَالثَّعَالِبِ والفَنَكِ، الْوَاحِدَةُ وَبَرَةٌ. وَقَدْ وَبِرَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ؛ وَحَاجَى بِهِ ثعلبةُ بْنُ عُبَيْدٍ فَاسْتَعْمَلَهُ لِلنَّحْلِ فَقَالَ: شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لَا القُرَّ تَتَّقي ... وَلَا الذِّئْبَ تَخْشى، وَهْيَ بالبَلَدِ المُفْضي يُقَالُ: جَمَلٌ وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كَانَ كَثِيرَ الوَبَرِ، وَنَاقَةٌ وَبِرَةٌ ووَبْراءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَهل الوَبَرِ والمَدَرِ أَي أَهل الْبَوَادِي والمُدْنِ والقُرى، وَهُوَ مِنْ وَبَرِ الإِبل لأَن بُيُوتَهُمْ يَتَّخِذُونَهَا مِنْهُ، والمَدَرُ جَمْعُ مَدَرَة، وَهِيَ البِنْيَةُ. وبناتُ أَوْبَرَ: ضَرْبٌ مِنَ الكمأَة مُزْغِبٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: بناتُ أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الْحَصَى صِغارٌ، يَكنَّ فِي النَّقْصِ مِنْ وَاحِدَةٍ إِلى عَشْرٍ، وَهِيَ رَدِيئَةُ الطَّعْمِ، وَهِيَ أَول الكمأَة؛ وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ مِثْلُ الكمأَة وَلَيْسَتْ بكمأَة وَهِيَ صِغَارٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للمُزْغِبَةِ مِنَ الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ، وَاحِدُهَا ابْنُ أَوبر، وَهِيَ الصِّغَارُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ صِغَارٌ مُزْغِبَةٌ عَلَى لَوْنِ التُّرَابِ؛ وأَنشد الأَحمر: وَلَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلًا ... وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَناتِ الأَوْبَرِ أَي جَنَيْتُ لَكَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ؛ قَالَ الأَصمعي: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَاتِ الأَوبر

_ (2). قوله [والموحر والمفرند] كذا بالأَصل (3). قوله [وهي مخاض الطين] عبارة القاموس محافر الطين

فإِنه زَادَ الأَلف وَاللَّامَ لِلضَّرُورَةِ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ: باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِنْ أَسِيرِها وَقَوْلِ الْآخَرِ: يَا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صَاحِبِي يُرِيدُ أَنه عَمْرٌو فِيمَنْ رَوَاهُ هَكَذَا، وإِلا فالأَعرف: يَا لَيْتَ أُم الغَمْرِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَوْبَرُ نَكِرَةً فَعَرَّفَهُ بِاللَّامِ كَمَا حَكَى سِيبَوَيْهِ أَن عُرْساً مِنَ ابْنِ عُرْسٍ قَدْ نَكَّرَهُ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ: هَذَا ابْنُ عُرْسٍ مقبلٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ إِن بَنِي فُلَانٍ مِثْلُ بَناتِ أَوْبَر يَظُنُّ أَن فِيهِمْ خَيْرًا. ووَبَّرَتِ الأَرنبُ وَالثَّعْلَبُ تَوْبِيراً إِذا مَشَى فِي الحُزُونَةِ لِيَخْفَى أَثره فَلَا يَتَبَيَّنُ. وَفِي حَدِيثِ الشُّورى رَوَاهُ الرِّياشِيُّ: أَن السِّتَّةَ لَمَّا اجْتَمَعُوا تَكَلَّمُوا فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ فِي خُطْبَتِهِ: لَا تُوَبِّرُوا آثارَكم فَتُولِتُوا ديْنَكُمْ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الشُّورى: لَا تَغْمِدوا السُّيُوفَ عَنْ أَعدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم ؛ التَّوْبِيرُ التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ الأَثر؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنَ تَوْبِير الأَرنب مَشْيِها عَلَى وَبَرِ قَوَائِمِهَا لِئَلَّا يُقْتَصَّ أَثَرُها، كأَنه نَهَاهُمْ عَنِ الأَخذ فِي الأَمر بالهُوَيْنا، قَالَ: وَيُرْوَى بِالتَّاءِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، رَوَاهُ شَمِرٌ: لَا تُوَتِّرُوا آثَارَكُمْ ، ذَهَبَ بِهِ إِلى الوَتْرِ والثَّأْرِ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الرِّيَاشِيُّ، أَلا تَرَى أَنه يُقَالُ وَتَرْتُ فُلَانًا أَتِرُه من الوَتْرِ وَلَا يُقَالُ أَوْتَرْتُ؟ التَّهْذِيبُ: إِنما يُوَبِّرُ مِنَ الدَّوَابِّ التُّفَهُ وعَناقُ الأَرض والأَرنبُ. وَيُقَالُ: وَبَّرَتِ الأَرنب فِي عَدْوها إِذا جَمَعَتْ بَراثِنَها لِتُعَفِّيَ أَثَرَها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتَّوْبِيرُ أَن تَتْبَعَ المكانَ الَّذِي لَا يَسْتَبِين فِيهِ أَثَرُها، وَذَلِكَ أَنها إِذا طُلِبَتْ نَظَرَتْ إِلى صَلابة مِنَ الأَرض وحَزْنٍ فَوَثَبَتْ عَلَيْهِ لِئَلَّا يَسْتَبِينَ أَثرها لِصَلَابَتِهِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِنما يُوَبِّرُ مِنَ الدَّوَابِّ الأَرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نحفظه. وَوَبَّرَ الرجلُ فِي مَنْزِلِهِ إِذا أَقام حِينًا فَلَمْ يَبْرَحْ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ أَبر: أَبَّرْتُ النخلَ أَصلحته، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: يُقَالُ نَخْلٌ قَدْ أُبِّرَتْ ووُبِرتْ وأُبِرَتْ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، فَمَنْ قَالَ أُبِّرَتْ فَهِيَ مؤَبَّرَةٌ، وَمَنْ قَالَ وُبِرَتْ فَهِيَ مَوْبُورَةٌ، وَمَنْ قَالَ أُبِرَتْ فَهِيَ مأْبُورَةٌ أَي مُلَقَّحَةٌ. والوَبْرُ، بِالتَّسْكِينِ: دُوَيْبَّة عَلَى قَدْرِ السِّنَّوْرِ غَبْرَاءُ أَو بَيْضَاءُ مِنْ دَوَابِّ الصَّحْرَاءِ حَسَنَةُ الْعَيْنَيْنِ شَدِيدَةُ الْحَيَاءِ تَكُونُ بالغَوْرِ، والأُنثى وَبْرَةٌ، بِالتَّسْكِينِ، وَالْجَمْعُ وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هِيَ طَحْلاء اللَّوْنِ لَا ذَنَبَ لَهَا تَدْجُنُ فِي الْبُيُوتِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَبْرَةَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وَبْرٌ تَحَدَّرَ مِنْ قُدُومِ ضأْنٍ «1»؛ الوَبْرُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ: دُوَيْبَّةٌ كَمَا حَلَّيْنَاهَا حِجَازِيَّةٌ وإِنما شَبَّهَهُ بالوَبْرِ تَحْقِيرًا لَهُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْبَاءِ مِنْ وَبَرِ الإِبلِ تَحْقِيرًا لَهُ أَيضاً، قَالَ: وَالصَّحِيحُ الأَول. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: فِي الوَبْرِ شاةٌ، يَعْنِي إِذا قَتَلَهَا الْمُحْرِمُ لأَن لَهَا كَرِشاً وَهِيَ تَجْتَرُّ. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ أَسْمَجُ مِنْ مُخَّةِ الوَبْرِ. قَالَ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَالَتِ الأَرنبُ للوَبْرِ: وَبْر وَبْر، عَجُزٌ وصَدْر، وَسَائِرُكِ حَقْرٌ نَقْر فَقَالَ لَهَا الوَبْرُ: أَرانِ أَرانْ، عَجُزٌ وكَتِفانْ، وسائركِ أُكْلَتانْ ووَبَّرَ الرجلُ: تَشَرَّدَ فَصَارَ مَعَ الوَبْرِ فِي التَّوَحُّشِ؛ قال جرير:

_ (1). قوله [من قدوم ضأن] كذا ضبط بالأَصل بضم القاف، وضبط في النهاية بفتحها، ونبه ياقوت في المعجم على أنهما روايتان

فَمَا فارقْتُ كِنْدَةَ عَنْ تَراضٍ ... وَمَا وَبَّرْتُ فِي شِعْبِي ارْتِعابا أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ وَبَّرَ فلانٌ عَلَى فلانٍ الأَمرَ أَي عَمَّاه عَلَيْهِ؛ وأَنشد أَبو مَالِكٍ بَيْتَ جَرِيرٍ أَيضاً: وَمَا وَبَّرْتُ في شُعَبَى ارتعابا ويُروى: ارتغاباً كما في ديوان جرير. قَالَ: يَقُولُ مَا أَخفيت أَمرك ارْتِعَابًا أَي اضْطِرَابًا. وأُمُّ الوَبْرِ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الرَّاعِي: بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ ... مَغاني أُمِّ الوَبْرِ إِذ هِيَ مَا هِيَا وَمَا بِالدَّارِ وابِرٌ أَي مَا بِهَا أَحد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: فَأُبْتُ إِلى الْحَيِّ الَّذِينَ وراءَهمْ ... جَرِيضاً، وَلَمْ يُفْلِتْ مِنَ الجيشِ وابِرُ والوَبْراءُ: نَبَاتٌ. ووَبارِ مِثْلُ قَطام: أَرض كَانَتْ لِعَادٍ غَلَبَتْ عَلَيْهَا الْجِنُّ، فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُجْرِيهَا مَجْرَى نَزالِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُجْرِيهَا مَجْرَى سُعادَ، وَقَدْ أُعرب فِي الشِّعْرِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ للأَعشى: ومَرَّ دَهرٌ عَلَى وَبارِ ... فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ قَالَ: وَالْقَوَافِي مَرْفُوعَةٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَبارِ أَرضٌ كَانَتْ مِنْ مَحالِّ عادٍ بَيْنَ الْيَمَنِ وَرِمَالِ يَبْرِينَ، فَلَمَّا هَلَكَتْ عَادٌ أَورث اللَّهُ دِيَارَهُمُ الجنَّ فَلَا يَتَقَارَبُهَا أَحد مِنَ النَّاسِ؛ وأَنشد: مِثْل مَا كَانَ بَدْءُ أَهلِ وَبارِ وَقَالَ محمد بن إِسحق بْنِ يَسَارٍ: وبَارِ بَلْدَةٌ يَسْكُنُهَا النَّسْنَاسُ. والوَبْرُ: يَوْمٌ مِنْ أَيام الْعَجُوزِ السَّبْعَةِ الَّتِي تَكُونُ فِي آخِرِ الشِّتَاءِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ وَبْر بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ. تَقُولُ الْعَرَبُ: صِنٌّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما وَبْر، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونُوا قَالُوا ذَلِكَ لِلسَّجْعِ لأَنهم قَدْ يَتْرُكُونَ لِلسَّجْعِ أَشياء يُوجِبُهَا الْقِيَاسُ. وَفِي حَدِيثِ أُهبانَ الأَسْلَمِيّ: بَيَنَا هُوَ يَرْعَى بِحرَّةِ الوَبْرَةِ ، هِيَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْبَاءِ، نَاحِيَةٌ مِنْ أَعراض الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هِيَ قَرْيَةٌ ذَاتُ نَخِيلٍ. ووَبَرٌ ووَبَرَةُ: اسْمَانِ، ووَبْرَةُ: لصٌّ مَعْرُوفٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتر: الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو مَا لَمْ يَتَشَفَّعْ مِنَ العَدَدِ. وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الفَرْدَ الوَتْرَ، وأَهل نَجْدٍ يَكْسِرُونَ الْوَاوَ، وَهِيَ صَلَاةُ الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل الحجاز، ويقرؤُون: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ، وَالْكَسْرُ لِتَمِيمٍ، وأَهل نجد يقرؤُون: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ، وأَوْتَرَ: صَلَّى الْوِتْرَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَوتر فِي الصَّلَاةِ فَعَدَّاهُ بِفِي. وقرأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: والوِتر ، بِالْكَسْرِ. وقرأَ عَاصِمٌ وَنَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ: وَالْوَتْرِ ، بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: الْوَتْرُ آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، والشَّفْع شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ ، وَقِيلَ: الشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَقِيلَ: الأَعداد كُلَّهَا شَفْعٌ وَوِتْرٌ، كَثُرَتْ أَو قَلَّتْ، وَقِيلَ: الْوَتْرُ اللَّهُ الْوَاحِدُ وَالشَّفْعُ جَمِيعُ الْخَلْقِ خُلِقُوا أَزواجاً، وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ؛ كَانَ الْقَوْمُ وِتْرًا فَشَفَعْتهم وَكَانُوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم. ابْنُ سِيدَهْ: وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جَعَلَ شَفْعَهُمْ وَتْرًا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجْعَلِ الْحِجَارَةَ الَّتِي تَسْتَنْجِي بِهَا فَرْدًا، مَعْنَاهُ اسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحجار أَو خَمْسَةٍ أَو

سَبْعَةٍ، وَلَا تَسْتَنْجِ بِالشَّفْعِ، وَكَذَلِكَ يُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي مَثْنَى مَثْنَى يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ثم يصلي في آخرها رَكْعَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى؛ وأَوْتَر صَلَاتَهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يَا أَهل الْقُرْآنِ. وَقَدْ قَالَ: الْوِتْرُ رَكْعَةٌ وَاحِدَةٌ. وَالْوِتْرُ: الْفَرْدُ، تُكْسَرُ وَاوُهُ وَتُفْتَحُ، وَقَوْلُهُ: أَوتروا، أَمر بِصَلَاةِ الْوِتْرِ، وَهُوَ أَن يُصَلِّيَ مَثْنَى مَثْنَى ثم يصلي في آخرها رَكْعَةً مُفْرَدَةً وَيُضِيفَهَا إِلى مَا قَبْلَهَا مِنَ الرَّكَعَاتِ. والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ: الظُّلْمُ فِي الذَّحْل، وَقِيلَ: هُوَ الذَّحْلُ عَامَّةً. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يَفْتَحُونَ فَيَقُولُونَ وَتْرٌ، وَتَمِيمٌ وأَهل نَجْدٍ يَكْسِرُونَ فَيَقُولُونَ وِتْرٌ، وَقَدْ وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً. وكلُّ مَنْ أَدركته بِمَكْرُوهٍ، فَقَدَ وَتَرْتَه. والمَوْتُورُ: الَّذِي قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَلَمْ يُدْرِكْ بِدَمِهِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: وَتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صَاحِبُ الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر، وَالْمَوْتُورُ الْمَفْعُولُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ يُونُسُ أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: الوِتْرُ فِي الْعَدَدِ والوَتْرُ فِي الذَّحْلِ، قَالَ: وَتَمِيمٌ تَقُولُ وِتر، بِالْكَسْرِ، فِي الْعَدَدِ وَالذَّحْلِ سَوَاءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْوِتْرُ، بِالْكَسْرِ، الْفَرْدُ، وَالْوَتْرُ، بِالْفَتْحِ: الذَّحْلُ، هَذِهِ لُغَةُ أَهل الْعَالِيَةِ، فأَما لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ فَبِالضِّدِّ مِنْهُمْ، وأَما تَمِيمٌ فَبِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الشُّورَى: لَا تَغْمِدُوا السيوفَ عَنْ أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم. قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ الوَتْرِ؛ يُقَالُ: وَتَرْتُ فُلَانًا إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذَلِكَ، قَالَ: والثَّأْرُ هَاهُنَا العَدُوُّ لأَنه مَوْضِعُ الثأْر؛ الْمَعْنَى لَا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ فِي أَنفسكم. ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. ووَتَرَهُ حَقَّه وَمَالَهُ: نَقَصَه إِياه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ . وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فكأَنما وَتَرَ أَهله وَمَالَهُ ؛ أَي نَقَصَ أَهله وَمَالَهُ وَبَقِيَ فَرْدًا؛ يُقَالُ: وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جَعَلْتَهُ وَتْرًا بَعْدَ أَن كَانَ كَثِيرًا، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الوَتْرِ الْجِنَايَةُ الَّتِي يَجْنِيهَا الرَّجُلُ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ قَتْلٍ أَو نَهْبٍ أَو سَبْيٍ، فَشَبَّهَ مَا يَلْحَقُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ بِمَنْ قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وَمَالُهُ؛ وَيُرْوَى بِنَصْبِ الأَهل وَرَفْعِهِ، فَمَنْ نَصَبَ جَعَلَهُ مَفْعُولًا ثَانِيًا لوُتِرَ وأَضمر فِيهَا مَفْعُولًا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ عَائِدًا إِلى الَّذِي فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ، وَمَنْ رَفَعَ لَمْ يُضْمِرْ وأَقام الأَهل مُقَامَ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ لأَنهم الْمُصَابُونَ المأْخوذون، فَمَنْ ردَّ النَّقْصَ إِلى الرَّجُلِ نَصَبَهُمَا، وَمَنْ رَدَّهُ إِلى الأَهل وَالْمَالِ رَفَعَهُمَا وَذَهَبَ إِلى قَوْلِهِ: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ ، يَقُولُ: لَنْ يَنْقُصَكُمْ مِنْ ثَوَابِكُمْ شَيْئًا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي لَنْ يَنْتَقِصَكم فِي أَعمالكم، كَمَا تَقُولُ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وأَنت تُرِيدُ فِي الْبَيْتِ، وَتَقُولُ: قَدْ وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه، وأَحد الْقَوْلَيْنِ قَرِيبٌ مِنَ الْآخَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ فإِن اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا أَي لَنْ يَنْقُصَك. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً أَي نَقْصًا، وَالْهَاءُ فِيهِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ مِثْلُ وَعَدْتُه عِدَةً، وَيَجُوزُ نَصْبُهَا وَرَفْعُهَا عَلَى اسْمِ كَانَ وَخَبَرِهَا، وقيل: أَراد بالتِّرَةِ هاهنا التَّبِعَةَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ وَتَرْتُ الرَّجُلَ إِذا قَتَلْتَ لَهُ قَتِيلًا وأَخذت لَهُ مَالًا، وَيُقَالُ: وَتَرَه فِي الذَّحْلِ يَتِرُه وَتْراً، وَالْفِعْلُ مِنَ الوَتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ، وَمِنَ الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ، بالأَلف. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: قَلِّدوا الْخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ ؛ هِيَ

جَمْعُ وِتر، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ الْجِنَايَةُ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: مَعْنَاهُ لَا تَطْلُبوا عَلَيْهَا الأَوْتارَ والذُّحُولَ الَّتِي وُتِرْتُمْ عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ: فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ مَا طَلَبُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنها لَخَيْلٌ لَوْ كَانُوا يَضْرِبُونَهَا عَلَى الأَوْتارِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: وَلَا تُقلدوها الأَوتار ، قَالَ: غَيْرُ هَذَا الْوَجْهِ أَشبه عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: مَعْنَى الأَوتار هَاهُنَا أَوتار القِسِيِّ، وَكَانُوا يُقَلِّدُونَهَا أَوتار القِسِيِّ فَتَخْتَنِقُ، فَقَالَ: لَا تُقَلِّدُوهَا. وَرُوِيَ: عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بِقَطْعِ الأَوْتارِ مِنْ أَعناق الْخَيْلِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَلَغَنِي أَن مَالِكِ بْنِ أَنس قَالَ: كَانُوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ لِئَلَّا تُصِيبَهَا الْعَيْنُ فأَمرهم بِقَطْعِهَا يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لَا تَرُدُّ مِنْ أَمر اللَّهِ شَيْئًا ؛ قَالَ: وَهَذَا شَبِيهٌ بِمَا كَرِهَ مِنَ التَّمَائِمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً ، كَانُوا يَزْعُمُونَ أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ وَيَدْفَعُ عَنْهُمُ الْمَكَارِهَ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ. والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وَقِيلَ: هُوَ تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شَيْءٍ إِذا جَاءَ بَعْضَهُ فِي إِثر بَعْضٍ وَلَمْ تَجِئْ مُصْطَفَّةً؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: قَرِينَةُ سَبْعٍ، إِن تواتَرْنَ مَرَّةً ... ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وَلَيْسَتِ المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة. وَقَالَ مَرَّةً: المُتَواتِرُ الشَّيْءُ يَكُونُ هُنَيْهَةً ثُمَّ يَجِيءُ الْآخَرُ، فإِذا تتابعت فليست مُتَواتِرَةً، وإِنما هِيَ مُتَدارِكة وَمُتَتَابِعَةٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: تَرى يَتْري إِذا تَراخى فِي الْعَمَلِ فَعَمِلَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. الأَصمعي: واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وَبَيْنَ الْخَبَرَيْنِ هُنَيْهَةٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ، وأَصل هَذَا كُلِّهِ مِنْ الوَتْر الوِتْر، وَهُوَ الفَرْدُ، وَهُوَ أَني جَعَلْتُ كُلَّ وَاحِدٍ بَعْدَ صَاحِبِهِ فَرْداً فَرْداً. والمُتَواتِرُ: كُلُّ قَافِيَةٍ فِيهَا حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ بَيْنَ حَرْفَيْنِ سَاكِنَيْنِ نَحْوَ مَفَاعِيلُنْ وَفَاعِلَاتُنْ وَفَعِلَاتُنْ وَمَفْعُولُنْ وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعْتَمَدَ عَلَى حَرْفٍ سَاكِنٍ نَحْوَ فَعُولُنْ فَلْ؛ وإِياه عَنَى أَبو الأَسود بِقَوْلِهِ: وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ... كَسَرْدِ الصَّنَاعِ، لَيْسَ فِيهَا تواتُرُ أَي لَيْسَ فِيهَا تَوَقُّفٌ وَلَا فُتُورٌ. وأَوْتَرَ بَيْنَ أَخباره وكُتُبه وواتَرَها مُواتَرَةً ووِتاراً: تابَعَ وَبَيْنَ كُلِّ كِتَابَيْنِ فَتْرَةٌ قَلِيلَةٌ. والخَبَرُ المُتَواتِرُ: أَن يحدِّثه وَاحِدٌ عَنْ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ خَبَرُ الْوَاحِدِ مِثْلُ المُتواتِرِ. والمُواتَرَةُ: الْمُتَابَعَةُ، وَلَا تَكُونُ المُواتَرَةُ بَيْنَ الأَشياء إِلا إِذا وَقَعَتْ بَيْنَهَا فَتْرَةٌ، وإِلا فَهِيَ مُدارَكَة ومُواصَلة. ومُواتَرَةُ الصَّوْمِ: أَن يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوُمًا أَو يَوْمَيْنِ، ويأْتي بِهِ وِتْراً؛ قَالَ: وَلَا يُرَادُ بِهِ الْمُوَاصَلَةُ لأَن أَصله مِنَ الوِتْرِ، وَكَذَلِكَ واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَي جَاءَتْ بعضُها فِي إِثر بَعْضٍ وِتْراً وِتْراً مِنْ غَيْرِ أَن تَنْقَطِعَ. وَنَاقَةٌ مُواتِرَةٌ: تَضَعُ إِحدى رُكْبَتَيْهَا أَوّلًا فِي البُرُوكِ ثُمَّ تَضَعُ الأُخرى وَلَا تَضَعُهُمَا مَعًا فَتَشُقَّ عَلَى الرَّاكِبِ. الأَصمعي: المُواتِرَةُ مِنَ النُّوقِ هِيَ الَّتِي لَا تَرْفَعُ يَدًا حَتَّى تَسْتَمْكِنَ مِنَ الأُخرى، وإِذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إِحدى يَدَيْهَا، فإِذا اطمأَنت وَضَعَتِ الأُخرى فإِذا اطمأَنت وَضَعَتْهُمَا جَمِيعًا ثُمَّ تَضَعُ وَرِكَيْهَا قَلِيلًا قَلِيلًا؛ وَالَّتِي لَا تُواتِرُ تَزُجُّ بِنَفْسِهَا زَجّاً فَتَشُقَّ عَلَى رَاكِبِهَا عِنْدَ الْبُرُوكِ. وَفِي كِتَابِ هِشَامٍ إِلى عَامِلِهِ: أَن أَصِبْ لِي نَاقَةً مُواتِرَةً؛ هِيَ الَّتِي تَضَعُ قَوَائِمَهَا بالأَرض وِتْراً وِتْراً عِنْدَ البُروك وَلَا تَزُجُّ نَفْسَهَا

زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها، وَكَانَ بِهِشَامٍ فَتْقٌ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بَيْنَ مِيَرِهم أَي لَا تَقْطَعِ المِيْرَةَ عَنْهُمْ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة. وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين، التَّاءَ مُبْدَلَةُ مِنَ الْوَاوِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا الْبَدَلُ قِيَاسًا إِنما هُوَ فِي أَشياء مَعْلُومَةٍ، أَلا تَرَى أَنك لَا تقول في وَزِير تَزِيرٌ؟ إِنما تَقِيسُ عَلَى إِبدال التَّاءِ مِنَ الْوَاوِ في افْتَعَل وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا، إِذا كَانَتْ فَاؤُهُ وَاوًا فإِن فَاءَهُ تُقْلَبُ تَاءً وَتُدْغَمُ فِي تَاءِ افْتَعَلَ الَّتِي بَعْدَهَا، وَذَلِكَ نَحْوُ اتَّزَنَ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا ؛ مِنْ تُتَابِعِ الأَشياء وَبَيْنَهَا فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بَيْنَ كُلِّ رَسُولَيْنِ فَتْرَةً، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُنَوِّنُهَا فَيَجْعَلُ أَلفها للإِلحاق بِمَنْزِلَةِ أَرْطى ومِعْزى، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَصْرِفُ، يَجْعَلُ أَلفها للتأْنيث بِمَنْزِلَةِ أَلف سَكْرى وغَضْبى؛ الأَزهري: قرأَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ: تَتْرًى مُنَوَّنَةً وَوَقَفَا بالأَلف، وقرأَ سَائِرُ الْقُرَّاءِ: تَتْرى غَيْرَ مُنَوَّنَةٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَكثر الْعَرَبِ عَلَى تَرْكِ تَنْوِينِ تَتْرَى لأَنها بِمَنْزِلَةِ تَقْوى، وَمِنْهُمْ مَنْ نَوَّنَ فِيهَا وَجَعَلَهَا أَلفاً كأَلف الإِعراب؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَنْ قرأَ تَتْرى فَهُوَ مِثْلُ شَكَوْتُ شَكْوى، غَيْرَ مُنَوَّنَةٍ لأَن فِعْلى وفَعْلى لَا يُنَوَّنُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ؛ قَالَ: وَمَنْ قرأَها بِالتَّنْوِينِ فَمَعْنَاهُ وَتْراً، فأَبدل التَّاءَ مِنَ الْوَاوِ، كَمَا قَالُوا تَوْلَج مِنْ وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ: فإِن يَكُنْ أَمْسى البِلى تَيْقُورِي أَرادَ وَيْقُورِي، وَهُوَ فَيْعُول مِنَ الوَقار، وَمَنْ قرأَ تَتْرى فَهُوَ أَلف التأْنيث، قَالَ: وتَتْرى مِنَ الْمُوَاتَرَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: سأَلت يُونُسَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا ، قَالَ: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً. وَجَاءَتِ الْخَيْلُ تَتْرى إِذا جَاءَتْ مُتَقَطِّعَةً؛ وَكَذَلِكَ الأَنبياء: بَيْنَ كُلِّ نَبِيَّيْنِ دَهْرٌ طَوِيلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: تَتْرى فِيهَا لُغَتَانِ: تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ مِثْلَ عَلْقى، فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَهَا فِي الْمَعْرِفَةِ جَعَلَ أَلفها أَلف تأْنيث، وَهُوَ أَجود، وأَصلها وَتْرى مِنَ الوِتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ، وتَتْرى أَي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَمَنْ نَوَّنَهَا جَعَلَهَا مُلْحَقَةً. وَقَالَ أَبو هُرَيْرَةَ: لَا بأْس بِقَضَاءِ رَمَضَانَ تَتْرى أَي مُتَقَطِّعًا. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رَمَضَانَ أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يَوْمًا ويُفْطِرَ يَوْمًا وَلَا يَلْزَمُهُ التَّتَابُعُ فِيهِ فَيَقْضِيهِ وِتْراً وِتْراً. وَالْوَتِيرَةُ: الطَّرِيقَةُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ مِنَ التَّواتُرِ أَي التَّتَابُعِ، وَمَا زَالَ عَلَى وَتِيرةٍ وَاحِدَةٍ أَي عَلَى صِفَةٍ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِي جَارًا فَكَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَمَّا وَلِيَ قُلْتُ: لأَنظرنّ الْيَوْمَ إِلى عَمَلِهِ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى مَاتَ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ مُطَّرِدَةٍ يَدُومُ عَلَيْهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الوَتِيرَةُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّواتُرِ والتتابُع. والوَتِيرَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: الفَتْرَةُ عَنِ الشَّيْءِ وَالْعَمَلِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً فِي سَيْرِهَا: نَجَأٌ مُجِدٌّ لَيْسَ فِيهِ وَتِيرَةٌ ... ويَذُبُّها عَنْهَا بأَسْحَمَ مِذْوَدِ يَعْنِي القَرْنَ. وَيُقَالُ: مَا فِي عَمَلِهِ وَتِيرَةٌ، وسَيْرٌ لَيْسَتْ فِيهِ وَتِيرَةٌ أَي فُتُورٌ. والوَتِيرَةُ: الفَتْرَةُ فِي الأَمر والغَمِيزَةُ وَالتَّوَانِي. والوَتِيرَةُ: الحَبْسُ والإِبطاء. ووَتَرَةُ الفخِذِ: عَصَبَةٌ بَيْنَ أَسفل الْفَخِذِ وَبَيْنِ الصَّفنِ. والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ فِي الأَنف: صِلَةُ مَا بَيْنَ الْمُنْخُرَيْنِ، وَقِيلَ: الوَتَرَةُ حَرْفُ الْمَنْخَرِ، وَقِيلَ: الوَتِيرَةُ الْحَاجِزُ

بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ مِنْ مُقَدَّمِ الأَنف دُونَ الغُرْضُوف. وَيُقَالُ لِلْحَاجِزِ الَّذِي بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ: غُرْضُوفٌ، وَالْمَنْخَرَانِ: خَرْقَا الأَنف، ووَتَرَةُ الأَنف: حِجابُ مَا بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ، وَكَذَلِكَ الوَتِيرَة. وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ: فِي الوَتَرَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ ؛ هِيَ وتَرَةُ الأَنف الْحَاجِزَةُ بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ. اللِّحْيَانِيُّ: الوَتَرَةُ مَا بَيْنَ الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ. وَقَالَ الأَصمعي: خِتارُ كُلِّ شَيْءٍ وَتَرُه. ابْنُ سِيدَهْ: والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ فِي أَعلى الأُذن يأْخُذُ مِنْ أَعلى الصِّماخ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْوَتِيرَةُ غُرَيْضِيفٌ فِي جَوْفِ الأُذن يأْخذ مِنْ أَعلى الصِّمَاخِ قَبْلَ الفَرْع. والوَتَرَةُ مِنَ الفَرَسِ: مَا بَيْنَ الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ. والوَتَرَتان: هَنَتانِ كأَنهما حَلْقَتَانِ فِي أُذني الْفَرَسِ، وَقِيلَ: الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ، وَيُقَالُ: تَوَتَّرَ عَصَبُ فَرَسِهِ. والوَتَرَة مِنَ الذَّكر: العِرْقُ الَّذِي فِي بَاطِنِ الحَشَفَة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنثيين. وَالْوَتَرَتَانِ: عَصْبَتَانِ بين المأْبضين وبين رؤوس العُرقوبين. والوَتَرَةُ أَيضاً: العَصَبَةُ الَّتِي تَضُمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الْفَرَسِ. الْجَوْهَرِيُّ: والوَتَرَةُ الْعِرْقُ الَّذِي فِي بَاطِنِ الكَمَرَة، وَهُوَ جُلَيْدَةٌ. ووَتَرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: حِتارُه، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ مِنَ حُرُوفِهِ كَحِتارِ الظُّفْرِ والمُنْخُلِ والدُّبُر وَمَا أَشبهه. والوَتَرَةُ: عَقَبَة المَتْنِ، وَجَمْعُهَا وَتَرٌ. ووَتَرَةُ الْيَدِ ووَتِيرَتُها: مَا بَيْنَ الأَصابع، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا بَيْنَ كُلِّ إِصبعين وَتَرَةٌ، فَلَمْ يَخُصَّ الْيَدَ دُونَ الرِّجْلِ. والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَة بَيْنَ السَّبَّابَةِ والإِبهام. والوَتَرَةُ: عَصَبَةٌ تَحْتَ اللِّسَانِ. والوتِيرَةُ: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الطَّعْنُ، وَقِيلَ: هِيَ حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ عَلَى طَرَفِ قَناةٍ يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الرَّمْيُ تَكُونُ مِنْ وَتَرٍ وَمِنْ خَيْطٍ؛ فأَما قَوْلُ أُم سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَامِي الحقيقةِ ماجِدٌ ... يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَسَّرَ الوَتِرة هُنَا بأَنها الحَلْقَةُ، وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، إِنما الْوَتِيرَةُ هُنَا الذَحْلُ أَو الظُّلْمُ فِي الذحلِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الوَتِيرة الَّتِي يُتَعَلَّمُ الطَّعْنُ عَلَيْهَا، وَلَمْ يَخُصَّ الحَلْقَةَ. والوَتِيرة: قِطْعَةٌ تَسْتَكِنُّ وتَغْلُظ وَتَنْقَادُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: لَقَدْ حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بِوَجْهِهَا ... مَنازِلَ مَا بَيْنَ الوَتائِرِ والنَّقْعِ وَرُبَّمَا شُبِّهَتِ الْقُبُورُ بِهَا؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ ضَبُعاً نَبَشَتْ قَبْرًا: فَذاحَتْ بالوَتائِر ثُمَّ بَدَّتْ ... يَدَيْهَا عِنْدَ جَانِبِهَا، تَهِيلُ ذَاحَتْ: يَعْنِي ضَبُعاً نَبَشَتْ عَنْ قَبْرِ قَتِيلٍ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَاحَتْ مَشَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سَرِيعًا؛ قَالَ: والوَتائِرُ جَمْعُ وَتِيرَةٍ الطَّرِيقَةُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: وَهَذَا تَفْسِيرُ الأَصمعي؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ: الْوَتَائِرُ هَاهُنَا مَا بَيْنَ أَصابع الضَّبُعِ، يُرِيدُ أَنها فَرَّجَتْ بَيْنَ أَصابعها، وَمَعْنَى بَدَّتْ يَدَيْهَا أَي فَرَّقَتْ بَيْنَ أَصابع يَدَيْهَا فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وتَهِيل: تَحْثُو الترابَ. الأَصمعي: الوَتِيرَةُ مِنَ الأَرض، وَلَمْ يَحُدَّها. الْجَوْهَرِيُّ: الوَتِيرَةُ مِنَ الأَرض الطَّرِيقَةُ. والوَتِيرَةُ: الأَرض الْبَيْضَاءُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ، وَاحِدَتُهُ وَتِيرَةٌ. والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ الْبَيْضَاءُ. والوتِيرَةُ: الغُرّة الصَّغِيرَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَتِيرَة غُرَّةُ الْفَرَسِ إِذا كَانَتْ مُسْتَدِيرَةً، فإِذا طَالَتْ فَهِيَ الشَّادِخَة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: شُبِّهَتْ غُرَّةُ الْفَرَسِ إِذا كَانَتْ مُسْتَدِيرَةً بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الطَّعْنُ

يُقَالُ لَهَا الْوَتِيرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْوَتِيرَةُ حَلْقَةٌ مِنْ عَقَبٍ يُتَعَلَّمُ فِيهَا الطَّعْنُ، وَهِيَ الدَّرِيئَةُ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا: تُبارِي قُرْحَةً مثل الْوَتِيرَةِ ... لَمْ تَكُنْ مَغْدَا المَغْدُ: النَّتْفُ، أَي مَمْغُودَةً، وُضِعَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الصِّفَةِ؛ يَقُولُ: هَذِهِ الْقُرْحَةُ خِلْقَةٌ لَمْ تُنْتَفْ فتبيضَّ. وَالْوَتَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدُ أَوتار الْقَوْسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَتَرُ شِرْعَةُ الْقَوْسِ ومُعَلَّقُها، وَالْجَمْعُ أَوتارٌ. وأَوْتَرَ القوسَ: جَعَلَ لَهَا وَتَراً. وَوتَرَها وَوتَّرها: شدَّ وتَرَها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها. وَفِي الْمَثَلِ: إِنْباضٌ بِغَيْرِ تَوْتِير. ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ أَمثالهم: لَا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قَبْلَ التَّوتِيرِ؛ وَهَذَا مَثَلٌ فِي اسْتِعْجَالِ الأَمر قَبْلَ بُلُوغِ إِناه. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَتَرَها، خَفِيفَةً، عَلَّق عَلَيْهَا وَتَرَهَا. والوَتَرَةُ: مَجْرَى السَّهْمِ مِنَ الْقَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ عَنْهَا يَزِلُّ السَّهْمُ إِذا أَراد الرَّامِي أَن يَرْمِيَ. وتَوَتَّرَ عَصَبُه: اشْتَدَّ فَصَارَ مِثْلَ الوَتَر. وتَوَتَّرَتْ عُرُوقُهُ: كَذَلِكَ. كلُّ وَتَرَة فِي هَذَا الْبَابِ، فَجَمْعُهَا وتَرٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: فِيمَ نِساءُ الحَيِّ مِنْ وَتَرِيَّةٍ ... سَفَنَّجَةٍ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ؟ قِيلَ: هَجَا امرأَة نَسَبَهَا إِلى الْوَتَائِرِ، وَهِيَ مَسَاكِنُ الَّذِينَ هَجَا، وَقِيلَ: وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ. والوَتِيرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: وَلَمْ يَدَعُوا، بَيْنَ عَرْضِ الوَتِير ... وَبَيْنَ المناقِب، إِلا الذِّئابا وثر: وثَرَ الشيءَ وثْراً ووَثَّرَهُ: وَطَّأَه. وَقَدْ وَثُر، بِالضَّمِّ، وثارَة أَي وَطُؤَ، فَهُوَ وَثِيرٌ، والأُنثى وَثِيرَةٌ. الوَثيرُ: الفِراشُ الوَطِيءُ، وَكَذَلِكَ الوِثْرُ، بِالْكَسْرِ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَلَسْتَ عَلَيْهِ أَو نِمْتَ عَلَيْهِ فَوَجَدْتَهُ وَطِيئًا، فَهُوَ وَثِير. يُقَالُ: مَا تَحْتَهُ وِثْرٌ ووِثارٌ، وَشَيْءٌ وَثْرٌ ووَثِرٌ ووَثير، وَالِاسْمُ الوِثارُ والوَثارُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لِعُمَرَ: لَوِ اتَّخَذَتْ فِراشاً أَوْثَرَ مِنْهُ أَي أَوْطَأَ وأَلْيَنَ. وامرأَة وثِيرَةُ العَجِيزَة: وطِيئَتُها، وَالْجَمْعُ وَثائِرُ ووِثارٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الوَثيرَة مِنَ النِّسَاءِ الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَيُقَالُ للمرأَة السَّمِينَةِ الْمُوَافِقَةِ لِلْمُضَاجَعَةِ: إِنها لوَثِيرَةٌ، فإِذا كَانَتْ ضَخْمَةَ العَجُزِ فَهِيَ وَثِيرَةُ العَجُزِ. أَبو زَيْدٍ: الوَثارَةُ كَثْرَةُ الشَّحْمِ، والوَثاجَةُ كَثْرَةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ القَطَاميُّ: وكأَنَّما اشْتَمَلَ الضَّجِيعُ بِرَيْطَةٍ ... لَا بَلْ تَزِيدُ وَثارَةً ولَيانا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ: مَا أَخَذْتَها بَيْضَاءَ غَريرَةً وَلَا نَصَفاً وثِيرَةً. والمِيثَرَة: الثوبُ الَّذِي تُجَلَّلُ بِهِ الثِّيَابُ فَيَعْلُوهَا. والمِيْثَرَة: هنَةٌ كَهَيْئَةِ المِرْفَقَةِ تُتَّخَذُ للسَّرْج كالصُّفَّة، وَهِيَ المَواثِرُ والمَياثِرُ، الأَخيرة عَلَى المعاقَبَةِ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: لَزِمَ البَدَلُ فِيهِ كَمَا لَزِمَ فِي عِيدٍ وأَعْيادٍ. التَّهْذِيبُ: والمِيثَرَةُ مِيْثَرَةُ السَّرْجِ والرَّحْلِ يُوَطَّآن بِهَا، ومِيثَرَةُ الفَرَسِ: لِبْدَتُه، غَيْرُ مَهْمُوزٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَما المَياثِرُ الحُمْرُ الَّتِي جَاءَ فِيهَا النَّهْيُ فإِنها كَانَتْ مِنْ مَرَاكِبِ الأَعاجم مِنْ دِيبَاجٍ أَو حَرِيرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ مِيثَرَة الأُرْجُوان ؛ هِيَ وِطاءٌ مَحْشُوٌّ يُترَكُ عَلَى رَحْلِ الْبَعِيرِ تَحْتَ الرَّاكِبِ. والمِيثَرَةُ، بِالْكَسْرِ، مِفْعَلَةٌ مِنَ الوثَارَةِ، وأَصلها مِوْثَرَةٌ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْمِيمِ، والأُرْجُوانُ صِبْغ أَحمر يُتَّخَذُ كالفِراشِ

، الصَّغِيرِ وَيُحْشَى بِقُطْنٍ أَو صُوفٍ يَجْعَلُهَا الرَّاكِبُ تَحْتَهُ عَلَى الرِّحَالِ فَوْقَ الْجِمَالِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَدْخُلُ فِيهِ مَياثِرُ السُّروج لأَن النَّهْيَ يَشْتَمِلُ عَلَى كُلِّ مِيْثَرَةٍ حمراءَ سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى رَحْلٍ أَو سَرْجٍ. والوَاثِرُ: الَّذِي يَأْثُرُ أَسفلَ خُفِّ الْبَعِيرِ، وأَرى الْوَاوَ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ فِي الآثِرِ. والوَثْرُ، بِالْفَتْحِ: مَاءُ الْفَحْلِ يَجْتَمِعُ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ ثُمَّ لَا تَلْقحُ؛ ووَثَرَها الفحلُ يَثِرُها وَثْراً: أَكثر ضِرابَها فَلَمْ تَلْقَحْ. أَبو زَيْدٍ: المَسْطُ أَن يُدْخِلَ الرجلُ اليدَ فِي الرَّحِمِ رحمِ النَّاقَةِ بَعْدَ ضِرابِ الْفَحْلِ إِياها فَيَسْتَخْرِجُ وَثْرَها، وَهُوَ مَاءُ الْفَحْلِ يَجْتَمِعُ فِي رَحِمِهَا ثُمَّ لَا تَلْقَحُ مِنْهُ؛ وَقَالَ النضرُ: الوَثْرُ أَن يَضْرِبَهَا عَلَى غَيْرِ ضَبْعَةٍ. قَالَ: والمَوْثُورَةُ تُضْرَبُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ مِرَارًا فَلَا تَلْقَحُ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: أَعْجَبُ النِّكَاحِ وَثْرٌ عَلَى وِثْرٍ أَي نكاحٌ عَلَى فِراشٍ وَثِير. واسْتوْثَرْتُ مِنَ الشَّيْءِ أَي اسْتَكْثَرْتُ مِنْهُ، مِثْلُ اسْتَوْثَنْتُ واسْتَوْثَجْتُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّواثِيرُ الشُّرَطُ، وَهُمُ العَتَلَةُ والفَرَعَةُ والأَمَلَةُ، وَاحِدُهُمْ آمِلٌ مِثْلُ كَافِرٍ وكَفَرَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والوَثْرُ جِلْدٌ يُقَدُّ سُيُوراً عَرْضُ السَّيْرِ مِنْهَا أَربع أَصابع أَو شِبْرٌ تلبَسُه الْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ قَبْلَ أَن تُدْرِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: عَلِقْتُها وَهِيَ عَلَيْهَا وَثِرْ ... حَتَّى إِذا مَا جُعِلَتْ فِي الخِدِرْ وأَتْلَعَتْ بمثلِ جِيدِ الوَبِرْ وَقَالَ مَرَّةً: وَتَلْبَسُهُ أَيضاً وَهِيَ حَائِضٌ، وَقِيلَ: الوَثْرُ النُّقْبَةُ الَّتِي تُلْبَسُ، والمعنيان متقاربان، قال: وهو الرَّيْطُ أَيضاً. وجر: الوَجْرُ: أَن توجِرَ مَاءً أَو دَوَاءً فِي وَسَطِ حَلْقِ صَبِيٍّ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَجُورُ الدَّوَاءُ يُوجَرُ فِي وَسَطِ الْفَمِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَجُورُ مِنَ الدَّوَاءِ فِي أَيِّ الفَمِ كَانَ، وَجَرَه وَجْراً وأَوْجَرَه وأَوْجَرَه إِياه وأَوْجَرَه الرُّمْحَ لَا غَيْرَ: طَعَنَهُ بِهِ فِي فِيهِ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: أَوْجَرْتُ فُلَانًا بِالرُّمْحِ إِذا طَعَنْتَهُ فِي صَدْرِهِ؛ وأَنشد: أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ شَذْراً ثُمَّ قلتُ لَهُ ... هَذِي المُرُوءَةُ لَا لِعْبُ الزَّحالِيقِ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فوَجَرْته بِالسَّيْفِ وَجْراً أَي طَعَنْتُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: مِنْ الْمَعْرُوفِ فِي الطَّعْنِ أَوْجَرْتُه الرُّمْحَ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ لُغَةٌ فِيهِ. وتَوَجَّرَ الدواءَ: بَلَعَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. أَبو خَيْرَةَ: الرَّجُلُ إِذا شَرِبَ الْمَاءَ كَارِهًا فَهُوَ التَّوَجُّرُ والتَّكارُه. والمِيجَرُ والمِيجَرَةُ: شِبْهُ المُسْعُطِ يُوجَرُ بِهِ الدواءُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الدَّوَاءِ الوَجُورُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الوَجُورُ فِي أَيِّ الْفَمِ كَانَ واللَّدُودُ فِي أَحد شِقَّيْهِ، وَقَدْ وَجَرْتُه الوَجُورَ وأَوْجَرْتُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَوْجَرْتُه الْمَاءَ وَالرُّمْحَ وَالْغَيْظَ أَفْعَلْتُ فِي هَذَا كُلِّهِ. أَبو زَيْدٍ: وَجَرْتُه الدَّوَاءَ وَجْراً جَعَلْتُهُ فِي فِيهِ. واتَّجَرَ أَي تداوَى بالوَجُور، وأَصله اوْتَجَرَ. والوَجْرُ: الْخَوْفُ. وَجِرْتُ مِنْهُ، بِالْكَسْرِ، أَي خِفْتُ، وإِني مِنْهُ لأَوْجَرُ: مِثْلُ لأَوْجَلُ. ووَجِرَ مِنَ الأَمر وَجَراً: أَشفَقَ، وَهُوَ أَوْجَرُ ووَجِرٌ، والأُنثى وَجِرَةٌ، وَلَمْ يَقُولُوا وَجْراءُ فِي الْمُؤَنَّثِ. والوَجْرُ: مِثْلُ الْكَهْفِ يَكُونُ فِي الْجَبَلِ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: إِذا وَجْرٌ عظيمٌ، فِيهِ شيخٌ ... مِنَ السُّودَانِ يُدْعَى الشَّرَّتَيْنِ «2»

_ (2). قوله [يدعى الشرتين] كذا بالأصل.

والوَجارُ والوِجارُ: سَرَبُ الضَّبُعِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: جُحْرُ الضَّبُعِ والأَسد وَالذِّئْبِ وَالثَّعْلَبِ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَوْجِرَةٌ ووُجُرٌ، وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِمَوْضِعِ الْكَلْبِ؛ قَالَ: كِلابُ وِجارٍ يَعْتَلِجْنَ بغائِطٍ ... دُمُوسَ اللَّيالي، لَا رُواءٌ وَلَا لُبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَبْعَدَ أَنْ تَكُونَ الرِّوَايَةُ ضِباعُ وِجارٍ، عَلَى أَنه قَدْ يَجُوزُ أَن تُسَمَّى الضِّبَاعُ كِلَابًا مِنْ حَيْثُ سَمَّوْا أَولادها جِراءً؛ أَلا تَرَى أَن أَبا عُبَيْدٍ لَمَّا فَسَّرَ قَوْلَ الْكُمَيْتِ: حَتَّى غَالَ أَوسٌ عِيالَها قَالَ: يَعْنِي أَكل جِراءَها؟ التَّهْذِيبُ: الوِجارُ سَرَبُ الضَّبُعِ وَنَحْوُهُ إِذا حَفَرَ فأَمْعَنَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَوْ كُنْتَ فِي وِجار الضَّبِ ، ذَكَرَهُ لِلْمُبَالَغَةِ لأَنه إِذا حَفَرَ أَمعن؛ وَقَالَ الْعَجَاجُ: تَعَرَّضَتْ ذَا حَدَبٍ جَرْجارَا ... أَمْلَسَ إِلا الضِّفْدَعَ النَّقَّارَا يَرْكُضُ فِي عَرْمَضِه الطَّرَّارا ... تَخالُ فِيهِ الكوكبَ الزَّهَّارَا لُؤْلُؤَةً فِي الماءِ أَو مِسْمارَا ... وخافَت الرامِينَ والأَوْجارَا قَالَ: الأَوجار حَفْرٌ يُجْعَلُ لِلْوُحُوشِ فِيهَا مَنَاجِلُ فإِذا مَرَّتْ بِهَا عَرْقَبَتْهَا، الْوَاحِدَةُ وَجْرَةٌ ووَجَرَةٌ: حَتَّى إِذا مَا بَلَّتِ الأَغْمارَا ... رِيًّا، ولَمَّا تَقْصَعِ الإِصْرارَا يَعْنِي جَمْعَ غِمْرٍ، وَهُوَ حَرٌّ يَجِدْنَهُ فِي صُدُورِهِنَّ. وأَراد بالأِصرارِ إِصْرارَ الْعَطَشِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وانْجَحر انْجِحارَ الضَّبَّةِ فِي جُحْرِها والضَّبُعِ فِي وِجارِها ؛ هُوَ جُحْرُها الَّذِي تأْوي إِليه. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: جِئْتُكَ فِي مِثْلِ وِجارِ الضَّبُعِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ هُوَ خطأٌ وإِنما هُوَ فِي مِثْلِ جارِ الضَّبُعِ. يُقَالُ: غَيْثٌ جارُ الضَّبُعِ أَي يَدْخُلُ عَلَيْهَا فِي وِجارِها حَتَّى يُخْرِجَهَا مِنْهُ، قَالَ: وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ أَنه جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى وَجِئْتُكَ فِي ماءٍ يَجُرُّ الضَّبُعَ ويستخرجُها مِنْ وِجارِها. أَبو حَنِيفَةَ: الوِجارانِ الجُرْفانِ اللَّذَانِ حَفَرَهُمَا السَّيْلُ مِنَ الْوَادِي. ووَجْرَةُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ، قَالَ الأَصمعي: هِيَ أَربعون مِيلًا لَيْسَ فِيهَا مَنْزِلٌ فَهِيَ مَرْتٌ للوَحْشِ، وَقَدْ أَكثرت الشُّعَرَاءُ ذِكْرَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَصُدُّ وتُبْدي عَنْ أَسِيلٍ وتَتَّقي ... بناظِرَةٍ، مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ، مُطْفِلِ وحر: الوَحَرَةُ: وزَغَة تَكُونُ فِي الصَّحاري أَصغرُ مِنَ العِظاءَةِ، وَهِيَ عَلَى شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهِيَ إِلْفُ سَوَامِّ أَبرص خِلْقَةً، وَجَمْعُهَا وَحَرٌ. غَيْرُهُ: والوَحَرَة ضَرْبٌ مِنَ العظاءِ، وَهِيَ صَغِيرَةٌ حَمْرَاءُ تَعْدُو فِي الجَبابِينِ لَهَا ذَنَبٌ دَقِيقٌ تَمْصَعُ بِهِ إِذا عَدَتْ، وَهِيَ أَخبث الْعِظَاءِ لَا تطأُ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا إِلا شَمَّتْهُ، وَلَا يأْكله أَحد إِلَّا دَقِيَ بطنُه وأَخذه قَيْءٌ وَرُبَّمَا هَلَكَ آكِلُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت الوَحَرَةَ فِي الْبَادِيَةِ وخِلقتها خِلْقَةُ الوَزَغ إِلا أَنها بَيْضَاءُ مُنَقَّطَةٌ بِحُمْرَةٍ، وَهِيَ قَذِرَةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ لَا تأْكلها. الْجَوْهَرِيُّ: الْوَحَرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، دُوَيْبَّةٌ حَمْرَاءُ تَلْتَزِقُ بالأَرض كَالْعِظَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جاءَت بِهِ أَحمر قَصِيرًا مِثْلَ الوَحَرَةِ فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ مَا ذَكَرْنَاهُ. ووَحِرَ الرجلُ وَحَراً: أَكل مَا دَبَّتْ عَلَيْهِ الوَحَرَةُ أَو شَرِبَهُ فأَثر فِيهِ سَمُّها. ولَبَنٌ وَحِرٌ: وَقَعَتْ فِيهِ

الوَحَرَةُ. وَلَحْمٌ وَحِرٌ: دَبَّ عَلَيْهِ الوَحَرُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الوَحَرَةُ إِذا دَبَّتْ عَلَى اللَّحْمِ أَوْحَرَتْه، وإِيحارها إِياه أَن يأْخذَ آكلَه القيءُ والمَشِيُّ. وَقَالَ أَعرابي: مَنْ أَكل الوَحَرَة، فأُمّه مُنْتَحِرَةٌ، بِغَائِطِ ذِي جِحَرَةٍ. وامرأَة وَحَرةٌ: سَوْدَاءُ دَميمة، وَقِيلَ حَمْرَاءُ. والوَحَرَةُ مِنَ الإِبل: الْقَصِيرَةُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَحَرُ أَشدّ الغضْب. يُقَالُ: إِنه لوَحِرٌ عَليَّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: هَلْ فِي صُدُورهمُ مِنْ ظُلْمنا وَحَرُ؟ الوَحَرُ: الْغَيْظُ والحِقْدُ وبَلابِلُ الصَّدْرِ وَوَسَاوِسُهُ، والوَحَرُ فِي الصَّدْرِ مِثْلُ الغِلّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصومُ يَذْهَبُ بوَحَرِ الصُّدور ، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ: غِشُّه وَوَسَاوِسُهُ، وَقِيلَ: الْحِقْدُ وَالْغَيْظُ، وَقِيلَ: الْعَدَاوَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَرَّه أَن يَذْهَبَ كثيرٌ مِنْ وَحَرِ صدرِه فَلْيَصُمْ شهرَ الصَّبْر وثلاثةَ أَيام مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ والأَصمعي فِي قَوْلِهِ وَحِرَ صدرُه: الوَحَرُ غِشُّ الصَّدْرِ وَبَلَابِلُهُ. وَيُقَالُ: إِن أَصل هَذَا مِنَ الدُّوَيْبَّة الَّتِي يُقَالُ لَهَا الوَحَرَةُ، شُبِّهَتِ الْعَدَاوَةُ وَالْغِلُّ ها، شَبَّهُوا الْعَدَاوَةَ وَلُزُوقَهَا بِالصَّدْرِ بِالْتِزَاقِ الوَحَرَةِ بالأَرض. وَفِي صَدْرِهِ وَحَرٌ ووَحْرٌ أَي وَغْرٌ مِنْ غَيْظٍ وَحِقْدٍ. وَقَدْ وَحِرَ صَدْرُهُ عَلَيَّ يَحِرُ وَحَراً، ويَوْحَرُ أَعلى، أَي وَغِرَ، فَهُوَ وَحِرٌ. وَفِي صَدْرِهِ وَحْرٌ، بِالتَّسْكِينِ، أَي وَغْرٌ، وَهُوَ اسْمٌ والمصدر بالتحريك. ودر: وَدَّر الرجلَ تَوْدِيراً: أَوقعه فِي مَهْلَكَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُغْرِيَهُ حَتَّى يَتَكَلَّفَ مَا يَقَعُ مِنْهُ فِي هَلكَةٍ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ إِيرادك صَاحِبَكَ الهَلَكَةَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: تَقُولُ وَدَّرْتُ رَسُولِي قِبَلَ بَلْخٍ إِذا بَعَثْتَهُ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا تَجَهَّم لَهُ وَرَدَّهُ رَدًّا قَبِيحًا: ودِّرْ وَجْهَكَ عَنِّي أَي نَحِّه وبَعِّدْه. ابْنُ الأَعرابي: تَهَوَّل فِي الأَمر وتَورَّطَ وتَوَدَّرَ بمعنى مال. وذر: الوَذْرَةُ، بِالتَّسْكِينِ، مِنَ اللَّحْمِ: الْقِطْعَةُ الصَّغِيرَةُ مِثْلُ الفِدْرَةِ، وَقِيلَ: هِيَ البَضْعَةُ لَا عَظْمَ فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ مَا قُطِعَ مِنَ اللَّحْمِ مُجْتَمِعًا عَرْضاً بِغَيْرِ طُولٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَتينا بِثَرِيدَةٍ كَثِيرَةِ الوَذْرِ أَي كَثِيرَةِ قِطَعِ اللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ وَذْرٌ ووَذَرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ ذَلِكَ فوَذْرٌ اسْمُ جَمْعٍ لَا جَمْعٌ. ووَذَرَه وَذْراً: قَطَعَه. والوَذْرُ: بَضْعُ اللَّحْمِ. وَقَدْ وَذَرْتُ الوَذْرَةَ أَذِرُها وَذْراً إِذا بَضَعْتَها بَضْعاً. ووَذَّرْتُ اللَّحْمَ تَوْذِيراً: قِطْعَتُهُ، وَكَذَلِكَ الجُرْح إِذا شَرَطْتَهُ. والوَذْرَتانِ: الشَّفَتانِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَقَدْ غَلِطَ إِنما الوَذْرَتان الْقِطْعَتَانِ مِنَ اللَّحْمِ فَشُبِّهَتِ الشَّفَتَانِ بِهِمَا. وعَضُدٌ وذِرَة: كَثِيرَةُ الوَذْرِ، وامرأَة وَذِرَةٌ: رَائِحَتُهَا رَائِحَةُ الوَذْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْغَلِيظَةُ الشَّفَةِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: يَا ابنَ شَامَّة الوَذْرِ وَهُوَ سَبٌّ يُكَنَّى بِهِ عَنِ الْقَذْفِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رُفِعَ إِليه رجلٌ قَالَ لِرَجُلٍ: يَا ابْنَ شامَّة الوَذْرِ، فحَدَّه ، وَهُوَ مِنْ سِبابِ العَرَبِ وذَمِّهم، وإِنما أَراد يَا ابْنَ شامَّة المَذاكير يَعْنُونَ الزِّنَا كأَنها كَانَتْ تَشُمُّ كَمَراً مُخْتَلِفَةً فَكُنِّيَ عَنْهُ، وَالذَّكَرُ: قِطْعَةٌ مِنْ بَدَنِ صَاحِبِهِ، وَقِيلَ: أَرادوا بِهَا القُلَفَ جَمْعُ قُلْفَةِ الذَّكَرِ، لأَنها تُقْطَعُ، وَكَذَلِكَ إِذا قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ ذَاتِ الرَّايَاتِ، وَيَا ابْنَ مُلْقى أَرحُل الرُّكْبانِ وَنَحْوُهَا، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِمْ: يَا ابْنَ شَامَّةِ الوَذْرِ أَراد بِهَا القُلَفَ، وَهِيَ كَلِمَةُ قَذْفٍ. ابن الأَعرابي: الوَدَفَةُ والوَذَرَةُ بُظارةُ المرأَة. وَفِي

الْحَدِيثِ: شَرُّ النِّسَاءِ الوَذِرَةُ المَذِرَةُ وَهِيَ الَّتِي لَا تَسْتَحِي عِنْدَ الْجِمَاعِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ ذَرْ ذَا، ودَعْ ذَا، وَلَا يُقَالُ وَذَرْتُه وَلَا وَدَعْتُه، وأَما فِي الْغَابِرِ فَيُقَالُ يَذَرُه ويَدَعُه وأَصله وَذِرَهُ يَذَرُه مِثَالُ وَسِعَه يَسَعُه، وَلَا يُقَالُ واذِرٌ وَلَا وَادِعٌ، وَلَكِنْ تَرَكْتُهُ فأَنا تَارِكٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَرَبُ قَدْ أَماتت الْمَصْدَرَ مِنْ يَذَرُ والفعلَ الْمَاضِيَ، فَلَا يُقَالُ وَذِرَهُ وَلَا وَاذِرٌ، وَلَكِنْ تَرَكَهُ وَهُوَ تَارِكٌ، قَالَ: وَاسْتَعْمَلَهُ فِي الْغَابِرِ والأَمر فإِذا أَرادوا الْمَصْدَرَ قَالُوا ذَرْهُ تَرْكاً، وَيُقَالُ هُوَ يَذَرُه تَرْكًا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: إِني أَخاف أَن لَا أَذَرَه أَي أَخاف أَن لَا أَترك صِفَتَهُ وَلَا أَقطعها مِنْ طُولِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَخاف أَن لَا أَقدر عَلَى تَرْكِهِ وَفِرَاقِهِ لأَن أَولادي مِنْهُ والأَسباب الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَهُ؛ وَحُكْمُ يَذَرُ فِي التَّصْرِيفِ حُكْمُ يَدَعُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا هُوَ يَذَرُه تَرْكاً وأَماتوا مَصْدَرَهُ وَمَاضِيَهُ، وَلِذَلِكَ جَاءَ عَلَى لَفْظِ يَفْعَلُ وَلَوْ كَانَ لَهُ مَاضٍ لَجَاءَ عَلَى يَفْعُلُ أَو يَفْعِلُ، قَالَ: وَهَذَا كُلُّه أَو جُلُّه قِيلُ سِيبَوَيْهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ ؛ مَعْنَاهُ كِلْه إِليّ وَلَا تَشْغَلْ قَلْبَكَ بِهِ فإِني أُجازيه. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: لَمْ أَذِرْ وَرائي شَيْئًا، وَهُوَ شَاذٌّ، وَاللَّهُ أَعلم. ورر: الوَرَّةُ: الحَفِيرَةُ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: أَرَّة فِي وَرَّةٍ. وَوَرْوَرَ نَظَرَه. أَحَدَّه. وَمَا كلامُه إِلا وَرْوَرَةً إِذا كَانَ يُسْرِعُ فِي كَلَامِهِ. الْفَرَّاءُ: الوَرْوَرِيُّ الضَّعِيفُ الْبَصَرِ. والوَرُّ: الوَرِكُ، وَقِيلَ: الوَرَّةُ، بالهاء، والوَرِكُ. وزر: الوَزَرُ: المَلْجَأُ، وأَصل الوَزَرِ الْجَبَلُ الْمَنِيعُ، وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَلَّا لَا وَزَرَ ؛ قال أَبو إِسحق: الوَزَرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْجَبَلُ الَّذِي يُلْتَجَأُ إِليه، هَذَا أَصله. وَكُلُّ مَا الْتَجَأْتَ إِليه وَتَحَصَّنْتَ بِهِ، فَهُوَ وَزَرٌ. وَمَعْنَى الْآيَةِ لَا شَيْءَ يُعْتَصَمُ فِيهِ مِنْ أَمر اللَّهِ. والوِزْرُ: الحِمْلُ الثَّقِيلُ. والوِزْرُ: الذَّنْبُ لِثِقَلهِ، وَجَمْعُهُمَا أَوْزارٌ. وأَوْزارُ الْحَرْبِ وَغَيْرُهَا: الأَثْقالُ وَالْآلَاتُ، وَاحِدُهَا وِزرٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهَا. والأَوْزارُ: السِّلَاحُ؛ قَالَ الأَعشى: وأَعْدَدْت للحربِ أَوْزارَها ... رِماحاً طِوالًا وخَيْلًا ذُكُورَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده فأَعددتَ، وَفَتَحَ التَّاءَ لأَنه يُخَاطِبُ هَوْذةَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَنَفِيَّ؛ وَقَبْلَهُ: وَلَمَّا لُقِيتَ مَعَ المُخْطِرِين ... وَجَدْتَ الإِلهَ عَلَيْهِمْ قَدِيرَا الْمُخْطِرُونَ: الَّذِينَ جَعَلُوا أَهلهم خَطَراً وأَنفسهم، إِما أَن يَظْفَرُوا أَو يُظْفَرَ بِهِمْ، وَوَضَعَتِ الحربُ أَوْزارَها أَي أَثقالها مِنْ آلَةِ حَرْبٍ وَسِلَاحٍ وَغَيْرِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ؛ وَقِيلَ: يَعْنِي أَثقال الشُّهَدَاءِ لأَنه عَزَّ وَجَلَّ يُمَحِّصُهم مِنَ الذُّنُوبِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَوزارها آثَامُهَا وشِرْكها حَتَّى لَا يَبْقَى إِلا مُسْلم أَو مُسالم، قَالَ: وَالْهَاءُ فِي أَوزارها لِلْحَرْبِ، وأَتت بِمَعْنَى أَوزار أَهلها. الْجَوْهَرِيُّ: الوَزَرُ الإِثم والثِّقْلُ والكارَةُ والسلاحُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر مَا يُطْلَقُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى الذَّنْبِ والإِثم. يُقَالُ: وَزَرَ يَزِرُ إِذا حَمَلَ مَا يُثْقِلُ ظهرَه مِنَ الأَشياء المُثْقِلَةِ وَمِنَ الذنوب. ووَزَرَ وِزْراً: حَمَلَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى * ؛ أَي لَا يُؤْخَذُ أَحد

بِذَنْبِ غَيْرِهِ وَلَا تحملُ نفسٌ آثمةٌ وِزْرَ نَفْسٍ أُخرى، وَلَكِنْ كلٌّ مَجْزِيٌّ بِعَمَلِهِ. وَالْآثَامُ تُسَمَّى أَوْزاراً لأَنها أَحمال تُثْقِلُه، وَاحِدُهَا وِزْرٌ، وَقَالَ الأَخفش: لَا تأْثَمُ آثِمَةٌ بإِثم أُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوزارها أَي انْقَضَى أَمرها وَخَفَّتْ أَثقالها فَلَمْ يبق قتال. ووَزَرَ وَزْراً ووِزْراً ووِزْرَةً: أَثم؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. وَوُزِرَ الرجلُ: رُمِيَ بِوِزْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: ارْجِعْنَ مأْزُورات غَيْرَ مأْجورات ؛ أَصله موْزورات وَلَكِنَّهُ أَتبع مأْجورات، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى بَدَلَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ فِي أُزِرَ، وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ، لأَن الْعِلَّةَ الَّتِي مِنْ أَجلها هُمِزَتِ الْوَاوُ فِي وُزِرَ لَيْسَتْ فِي مأْزورات. اللَّيْثُ: رَجُلٌ مَوْزُورٌ غَيْرُ مأْجور، وَقَدْ وُزِرَ يُوزَرُ، وَقَدْ قِيلَ: مأْزور غَيْرُ مأْجور، لَمَّا قَابَلُوا الْمَوْزُورَ بالمأْجور قَلَبُوا الْوَاوَ هَمْزَةً ليأْتلف اللَّفْظَانِ ويَزْدَوِجا، وَقَالَ غَيْرُهُ: كأَن مأْزوراً فِي الأَصل مَوْزُورٌ فَبَنَوْه عَلَى لَفْظِ مأْجور. واتَّزَرَ الرجلُ: رَكِبَ الوِزْرَ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ، تَقُولُ مِنْهُ: وَزِرَ يَوْزرُ ووَزَرَ يَزِرُ ووُزِرَ يُوزَرُ، فَهُوَ موزورٌ، وإِنما قَالَ فِي الْحَدِيثِ مأْزورات لِمَكَانِ مأْجورات أَي غَيْرَ آثِمَاتٍ، وَلَوْ أَفرد لَقَالَ مَوْزُورَاتٍ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وإِنما قَالَ مأْزورات لِلِازْدِوَاجِ. والوَزِيرُ: حَبَأُ المَلِكِ الَّذِي يَحْمِلُ ثِقْلَه وَيُعِينُهُ برأْيه، وَقَدِ اسْتَوْزَرَه، وحالَتُه الوَزارَةُ والوِزارَةُ، وَالْكَسْرُ أَعلى. ووَازَرَه عَلَى الأَمر: أَعانه وَقَوَّاهُ، والأَصل آزَرَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ هاهنا ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى أَن الْوَاوَ فِي وَزِيرٍ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: لَيْسَ بِقِيَاسٍ لأَنه إِذا قَلَّ بَدَلَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْحَرَكَاتِ فَبَدَلُ الْوَاوِ مِنَ الْهَمْزَةِ أَبعد. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ؛ قَالَ: الْوَزِيرُ فِي اللُّغَةِ اشْتِقَاقُهُ مِنَ الوَزَرِ، والوَزَرُ الجبلُ الَّذِي يُعْتَصَمُ بِهِ ليُنْجى مِنَ الْهَلَاكِ، وَكَذَلِكَ وَزِيرُ الْخَلِيفَةِ مَعْنَاهُ الَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَى رأْيه فِي أُموره وَيَلْتَجِئُ إِليه، وَقِيلَ: قِيلَ لِوَزِيرِ السُّلْطَانِ وَزِيرٌ لأَنه يَزِرُ عَنِ السُّلْطَانِ أَثْقال مَا أُسند إِليه مِنْ تَدْبِيرِ الْمَمْلَكَةِ أَي يَحْمِلُ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَزِيرُ المُوازِرُ كالأَكِيلِ المُواكِلِ لأَنه يَحْمِلُ عَنْهُ وِزْرَه أَي ثِقْلِهِ. وَقَدِ اسْتُوزِرَ فُلَانٌ، فَهُوَ يُوازِرُ الأَمير ويَتَوَزَّرُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفة: نَحْنُ الأُمراء وأَنتم الْوُزَرَاءُ ، جَمْعُ وَزِيرٍ وَهُوَ الَّذِي يُوازِرُه فَيَحْمِلُ عَنْهُ مَا حُمِّلَه مِنَ الأَثقال وَالَّذِي يَلْتَجِئُ الأَمير إِلى رأْيه وَتَدْبِيرِهِ، فَهُوَ ملجأٌ لَهُ ومَفْزَعٌ. ووَزَرْتُ الشيءَ أَزِرُه وزْراً أَي حَمْلَتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى * . أَبو عَمْرٍو: أَوْزَرْتُ الشَّيْءَ أَحرزته، ووَزَرْتُ فُلَانًا أَي غَلَبْتُهُ؛ وَقَالَ: قَدْ وَزَرَتْ جِلَّتَها أَمْهارُها التَّهْذِيبُ: وَمِنْ بَابِ وَزَرَ قَالَ ابْنُ بُزُرج يَقُولُ الرَّجُلُ مِنَّا لِصَاحِبِهِ فِي الشَّرِكَةِ بَيْنَهُمَا: إِنك لَا تَوَزَّرُ حُظُوظَةَ الْقَوْمِ. وَيُقَالُ: قَدْ أَوْزَرَ الشيءَ ذَهَبَ بِهِ واعْتَبَأَه. وَيُقَالُ: قَدِ اسْتَوْزَرَه. قَالَ: وأَما الاتِّزارُ فَهُوَ مِنَ الوِزْر، وَيُقَالُ: اتَّزَرْتُ وَمَا اتَّجَرْتُ، ووَزَرْتُ أَيضاً. وَيُقَالُ: وازَرَني فُلَانٌ عَلَى الأَمر وآزَرَني، والأَوّل أَفصح. وَقَالَ: أَوْزَرْتُ الرَّجُلَ فَهُوَ مُوزَرٌ جَعَلْتُ لَهُ وَزَراً يأْوي إِليه، وأَوْزَرْتُ الرَّجُلَ مِنَ الوِزْرِ، وآزَرْتُ مِنَ المُوازَرَةِ وفعلتُ مِنْهَا أَزَرْتُ أَزْراً وتَأَزَّرْتُ.

وشر: وَشَرَ الخَشَبَةَ وشْراً بالمِيشار، غَيْرَ مَهْمُوزٍ: نَشَرَها، لُغَةٌ فِي أَشَرها. وَالْمِئْشَارُ: مَا وُشِرَتْ بِهِ. والوَشْرُ: لُغَةٌ فِي الأَشْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: والوَشْرُ أَن تُحَدِّدَ المرأَةُ أَسنانها وتُرَقِّقَها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللَّهُ الواشرةَ والمُوتَشِرَةَ ؛ الْوَاشِرَةُ: المرأَة الَّتِي تُحَدِّدُ أَسنانها وَتُرَقِّقُ أَطرافها، تَفْعَلُهُ المرأَة الْكَبِيرَةُ تَتَشَبَّهُ بِالشَّوَابِّ، وَالْمُوتَشِرَةُ: الَّتِي تأْمر مَنْ يَفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ؛ قَالَ: وكأَنه مِنْ وشَرْتُ الْخَشَبَةَ بالمِيْشار، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، لُغَةٌ في أَشَرْتُ. وصر: الوِصْرُ: السِّجِلُّ؛ وَجَمْعُهُ أَوْصارٌ. والوَصِيرَةُ: الصَّكُ، كِلْتَاهُمَا فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ. اللَّيْثُ: الوَصَرَّةُ مُعَرَّبَةٌ وَهِيَ الصَّكُّ وَهُوَ الأَوْصَرُ؛ وأَنشد: وَمَا اتَّخَذْتُ صَدَاماً لِلمُكُوثِ بِهَا ... وَمَا انْتَقَيْتُكَ إِلا لِلوَصَرَّاتِ وَرُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ فِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلَيْنِ احْتَكَمَا إِليه فَقَالَ أَحدهما: إِن هَذَا اشْتَرَى مِنِّي دَارًا وَقَبَضَ مِنِّي وِصْرَها فَلَا هُوَ يُعْطِينِي الثَّمَنَ وَلَا هُوَ يَرُدُّ إِلي الوِصْرَ ؛ الوِصْرُ، بِالْكَسْرِ: كِتَابُ الشِّرَاءِ، والأَصل إِصْرٌ، سُمِّيَ إِصْراً لأَن الإِصْرَ الْعَهْدُ، وَسُمِّي كِتَابُ الشُّرُوطِ كِتَابَ الْعَهْدِ وَالْوَثَائِقِ، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاوًا، وَجَمْعُ الوِصْر أَوْصارٌ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: فأَيُّكُمْ لَمْ يَنَلْه عُرْفُ نائِلِه ... دَثْراً سَواماً، وَفِي الأَرْيافِ أَوصارَا أَي أَقطعكم وَكَتَبَ لَكُمُ السِّجِلَّاتِ فِي الأَرياف. الْجَوْهَرِيُّ: الوِصْرُ لُغَةٌ فِي الإِصْرِ، وَهُوَ الْعَهْدُ، كَمَا قَالُوا إِرث ووِرْثٌ وإِسادَةٌ ووِسادَةٌ، والوِصْرُ: الصَّكُ وَكِتَابُ الْعَهْدِ، وَاللَّهُ أَعلم. وضر: الوَضَرُ: الدَّرَنُ والدَّسَمُ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَضَرُ وسَخُ الدسمِ وَاللَّبَنِ وغُسالَةُ السِّقاء وَالْقَصْعَةِ وَنَحْوِهِمَا؛ وأَنشد: إِن تَرْحضُوها تَزدْ أَعْراضُكم طَبَعاً ... أَو تَتْرُكوها فَسُودٌ ذاتُ أَوْضارِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للفُنْدُورَةِ وَضْرَى وَقَدْ وَضِرَت القصعةُ تَوْضَرُ وَضَراً أَي دَسِمَتْ؛ قَالَ أَبو الْهِنْدِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ المؤْمن بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ: سَيُغْنِي أَبا الهِنْدِيِّ عَنْ وَطْبِ سالمٍ ... أَبارِيقُ، لَمْ يَعْلَقْ بِهَا وَضَرُ الزُّبْدِ مُفَدَّمَةٌ قَزّاً، كأَنَّ رِقابَها ... رِقابُ بناتِ الماءِ تَفْزَعُ للرَّعْدِ الوَطْبُ: زِقُّ اللَّبَنِ، وَهُوَ فِي الْبَيْتِ زِقُّ الْخَمْرِ. والمُفَدَّم: الإِبريق الَّذِي عَلَى فَمِهِ فِدَامٌ، وَهُوَ خِرْقَةٌ مِنْ قَزٍّ أَو غَيْرِهِ. وَشَبَّهَ رِقَابَهَا فِي الإِشراف وَالطُّولِ بِرِقَابِ بَنَاتِ الْمَاءِ، وَهِيَ الغَرانِيقُ، لأَنها إِذا فَزِعَت نَصَبَتْ أَعناقها. وَوَضِرَ الإِناءُ يَوْضَرُ وَضَراً إِذا اتَّسَخَ، فَهُوَ وَضِرٌ، وَيَكُونُ الوَضَرُ مِنَ الصُّفْرَة والحُمرة والطِّيب. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: رأَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهِ وَضَراً مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ لَهُ: مَهْيَمْ ؛ الْمَعْنَى أَنه رأَى بِهِ لَطْخاً مِنْ خَلُوق أَو طِيبٍ لَهُ لَوْنٌ فسأَل عَنْهُ فَأَخبره أَنه تزوَّج، وَذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الْعَرُوسِ إِذا دَخَلَ عَلَى زَوْجَتِهِ. والوَضَرُ: الأَثر مِنْ غَيْرِ الطِّيبِ. قَالَ: والوَضَرُ مَا يَشُمُّهُ الإِنسان مِنْ رِيحٍ يَجِدُهُ مِنْ طَعَامٍ فَاسِدٍ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لِبَقِيَّةِ الهِناءِ وَغَيْرِهِ الوَضَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ فَجَعَلَ يأْكل وَيَتَتَبَّعُ بِاللُّقْمَةِ وَضَرَ الصَّحْفَةِ أَي دَسَمَها وأَثَرَ الطعامِ فِيهَا. وَفِي

حَدِيثِ أُمّ هَانِئٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَسَكَبْتُ لَهُ فِي صَحْفَة إِني لأَرَى فِيهَا وَضَرَ الْعَجِينِ ؛ وامرأَة وَضِرَةٌ ووَضْرَى؛ قَالَ: إِذا مَلا بَطْنَه أَلْبانُها حَلَباً ... باتَتْ تُغَنِّيهِ وَضْرَى ذاتُ أَجْراسِ أَراد ملأَ فأَبدل لِلضَّرُورَةِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وطر: اللَّيْثُ: الوَطَرُ كلُّ حاجةٍ كَانَ لِصَاحِبِهَا فِيهَا هِمَّةٌ، فَهِيَ وَطَرُه، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا فِعْلًا أَكثر مِنْ قَوْلِهِمْ قَضَيْتُ مِنْ أَمر كَذَا وَطَرِي أَي حَاجَتِي، وَجَمْعُ الوَطَرِ أَوْطارٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الوَطَرُ فِي اللُّغَةِ والأَرَبُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ الوَطَرُ كُلُّ حَاجَةٍ يَكُونُ لَكَ فِيهَا هِمَّةٌ، فإِذا بَلَغَهَا الْبَالِغُ قِيلَ: قَضَى وَطَرَه وأَرَبَهُ، وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ. وعر: الوَعْرُ: المكانُ الحَزْنُ ذُو الوُعُورَةِ ضِدُّ السَّهْل؛ طريقٌ وَعْرٌ ووَعِرٌ ووَعِيرٌ وأَوْعَرُ، وَجَمْعُ الوَعِرِ أَوْعُرٌ؛ قَالَ يَصِفُ بَحْرًا: وتارَةً يُسْنَدُ فِي أَوْعُرِ وَالْكَثِيرُ وعُورٌ وَجَمْعُ الوَعِرِ والوَعِيرِ أَوْعارٌ، وَقَدْ وَعُرَ يَوْعُرُ ووَعَرَ يَعِرُ وَعْراً ووُعُورَةً ووَعارَةً ووُعُوراً ووَعِرَ وَعَراً ووُعُورَةً ووَعارَةً. وَيُقَالُ: رَمْلٌ وَعِرٌ وَمَكَانٌ وَعِرٌ وَقَدْ تَوَعَّر، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: وَعِرَ يَعِرُ كَوَثِقَ يَثِقُ. وأَوْعَرَ بِهِ الطريقُ: وَعُرَ عَلَيْهِ أَو أَفْضَى بِهِ إِلى وَعْرٍ مِنَ الأَرض، وَجَبَلٌ وَعْرٌ، بِالتَّسْكِينِ، ووَاعِرٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. قَالَ الأَصمعي: لَا تَقُلْ وَعِرٌ. وأَوْعَرَ القومُ: وَقَعُوا فِي الوَعْرِ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثّ عَلَى جبلٍ وَعْرٍ لَا سَهْلٌ فيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٌ فَيُنْتَقَى أَي غَلِيظٌ حَزْنٌ يصعُب الصُّعُودُ إِليه؛ شَبَّهَتْهُ بِلَحْمٍ هَزِيلٍ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَهُوَ مَعَ هَذَا صَعْبُ الْوُصُولِ والمَنالِ. قَالَ الأَزهري: والوُعُورَة تَكُونُ غِلَظاً فِي الْجَبَلِ وَتَكُونُ وُعُوثَة فِي الرَّمْلِ. والوَعْرُ: المكانُ الصُّلْبُ. والوَعْرُ: الموضعُ المُخِيفُ الوَحْشُ. واسْتَوْعَرُوا طرِيقَهم: رأَوْه وَعْراً. وتَوَعَّرَ عليَّ: تَعَسَّر أَي صَارَ وَعْراً، ووَعَّرْتُه أَنا تَوْعِيراً. والوُعُورَةُ: القِلَّةُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَفَتْ ثمَّ أَدَّتْ لَا قَلِيلًا وَلَا وَعْرَا يَصِفُ أُم تَمِيمٍ لأَنها وَلَدَتْ فأَنْجَبَتْ وأَكْثَرَتْ. ووَعُرَ الشيءُ وعارَةً ووُعُورَةً: قَلَّ. وأَوْعَرَه: قَلَّلَه. وأَوْعَرَ الرجلُ: قَلَّ مالُه. وَوَعِرَ صدرُه عليَّ: لُغَةٌ فِي وَغرَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنها بَدَلٌ، قَالَ: لأَن الْغَيْنَ قَدْ تُبْدَلَ مِنَ الْعَيْنِ، وَقَالَ الأَزهري: هُمَا لُغَتَانِ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. والوَعْرُ: الْمَكَانُ الصُّلب. ووَعَرَ الرجلَ ووَعَّرَه: حَبَسَهُ عَنْ حَاجَتِهِ ووجْهَتِه. وَفُلَانٌ وَعْرُ الْمَعْرُوفِ أَي قَلِيلُهُ. وأَوْعَرَه: قَلَّلَه، وَمَطْلَبٌ وَعْرٌ. يُقَالُ: قَلِيلٌ وَعْرٌ ووَتْحٌ، وَعْرٌ إِتباع لَهُ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ قَلِيلٌ شَقْنٌ ووَتْحٌ ووَعْرٌ، وَهِيَ الشُّقُونَة والوُتُوحَةُ والوُعُورَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ الأَصمعي: شَعَرٌ مَعِرٌ وَعِرٌ زَمِرٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ووُعَيْرَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فأَمْسَى يَسُحُّ الماءَ فوقَ وُعَيْرَةٍ ... لَهُ باللِّوَى والوَادِيَيْنِ حَوائِرُ والأَوْعارُ: مَوْضِعٌ بالسَّماوَةِ سَماوَةِ كَلْبٍ؛ قَالَ الأَخطل: فِي عانَةٍ رَعَتِ الأَوْعارَ، صَيْفَتَها ... حَتَّى إِذا زَهِمَ الأَكْفالُ والسُّرَرُ

وغر: الوَغْرَةُ: شدَّةُ تَوَقُّدِ الحَرِّ. والوَغْرُ: احْتِرَاقُ الْغَيْظِ، وَمِنْهُ قِيلَ: فِي صَدْرِهِ عليَّ وَغْرٌ، بِالتَّسْكِينِ، أَي ضِغْنٌ وَعَدَاوَةٌ وتَوَقُّدٌ مِنَ الْغَيْظِ، وَالْمَصْدَرُ بِالتَّحْرِيكِ. وَيُقَالُ: وَغِرَ صدرُه عَلَيْهِ يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَر يَغِرُ إِذا امتلأَ غَيْظًا وَحِقْدًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْتَرِقَ مِنْ شِدَّةِ الْغَيْظِ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ وَغَرُ صَدْرِهِ ووَغَم صَدْرِهِ أَي ذَهَبَ مَا فِيهِ مِنَ الغِلِّ وَالْعَدَاوَةِ، وَلَقِيتُهُ فِي وَغْرَةِ الْهَاجِرَةِ: وَهُوَ حِينَ تَتَوَسَّطُ الشَّمْسُ السَّمَاءَ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثُ الإِفك: فأَتينا الجيشَ مُوغِرِين فِي نَحْرِ الظَّهيرة أَي فِي وَقْتِ الْهَاجِرَةِ وَقْتَ تَوَسُّطِ الشَّمْسِ السَّمَاءَ. يُقَالُ: وَغَرَتِ الهاجرة وَغْراً أَي رَمِضَتْ وَاشْتَدَّ حَرُّهَا، وَيُقَالُ: نَزَّلْنَا فِي وَغْرَةِ القَيْظِ عَلَى مَاءِ كَذَا. وأَوغَرَ الرجلُ: دَخَلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، كَمَا يُقَالُ: أَظهر إِذا دَخَلَ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ. وَيُرْوَى فِي الْحَدِيثِ: فأَتينا الجيشَ مُغَوِّرِينَ. وأَوغَرَ القومُ: دَخَلُوا فِي الوَغْرَةِ. والوَغْرُ والوَغَرُ: الحِقْدُ والذَّحْلُ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ وَغِرَ صَدْرُهُ يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَرَ يَغِرُ وَغْراً فِيهِمَا، قَالَ: ويَوْغَرُ أَكثر، وأَوْغَرَه وَهُوَ واغِرُ الصَّدْرِ عَلَيَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الهَدِيَّةُ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ الغِلُّ وَالْحَرَارَةُ، وأَصله مِنَ الوَغْرَة وَشِدَّةُ الْحَرِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَازِنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا فِي الْقُلُوبِ عليكُمْ، فاعْلَموا، وَغَرُ وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: واغِرَةُ الضَّمِيرِ ، وَقِيلَ: الوَغَرُ تَجَرُّع الْغَيْظِ وَالْحِقْدِ. والتَّوْغِيرُ: الإِغراء بالحقد؛ وأَنشد سيبويه للفرزدق: دَسَّتْ رَسُولًا بأَنَّ القومَ، إِنْ قَدَروا ... عليكَ، يَشْفُوا صُدُوراً ذاتَ تَوغِيرِ وأَوغَرْتُ صدرَه عَلَى فُلَانٍ أَي أَحْمَيْتُه مِنَ الْغَيْظِ. والوَغِيرُ: لَحْمٌ يُشْوَى عَلَى الرَّمْضاءِ. والوَغِيرُ: اللَّبَنُ تُرْمى فِيهِ الحجارَةُ المُحْماةُ ثُمَّ يُشْرَبُ؛ والمستوغِرُ بْنُ ربيعةَ الشاعرُ الْمَعْرُوفُ مِنْهُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ يَصِفُ فَرَسًا عَرِقَتْ: يَنِشُّ الماءُ فِي الرَّبَلاتِ مِنْهَا ... نَشِيشَ الرَّضْفِ فِي اللبنِ الوَغِيرِ والرَّبَلات: جَمْعُ رَبْلَةٍ ورَبَلَة، وَهِيَ بَاطِنُ الْفَخِذِ. والرَّضْف: حِجَارَةٌ تُحْمَى وَتُطْرَحُ فِي اللَّبَنِ ليَجْمُد، وَقِيلَ: الوغِيرُ اللَّبَنُ يُغْلى ويُطْبَخُ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَغِيرَةُ اللَّبَنُ يُسَخَّنُ بِالْحِجَارَةِ الْمُحْمَاةِ، وَكَذَلِكَ الْوَغِيرُ. ابْنُ سِيدَهْ: والوَغِيرَةُ اللَّبَنُ وَحْدَهُ مَحْضاً يُسَخَّنُ حَتَّى يَنْضَجَ، وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهِ السَّمْنُ، وَقَدْ أَوغَرَه، وَكَذَلِكَ التوغِيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَسائِلْ مُراداً عَنْ ثلاثةِ فِتْيَةٍ ... وَعَنْ أُثْر مَا أَبْقى الصَّرِيحُ المُوَغَّرُ والإِيغارُ: أَن تُسخن الْحِجَارَةَ وتُحْرِقَها ثُمَّ تُلْقِيَهَا فِي الْمَاءِ لِتُسَخِّنَهُ. وَقَدْ أَوغَرَ الماءَ إِيغاراً إِذا أَحرقه حَتَّى غَلَى؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: كَرِهَتِ الخنازِيرُ الحَمِيمَ المُوغَرَ، وَذَلِكَ لأَن قَوْمًا مِنَ النَّصَارَى كَانُوا يَسْمُطون الْخِنْزِيرَ حَيًّا ثُمَّ يَشْوُونه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَقَدْ رأَيتُ مكانَهم فكرِهْتُهمْ ... كَكَراهَةِ الخِنزيرِ للإِيغار وَوَغْرُ الجيشِ: صَوْتُهُمْ وجَلَبَتُهُمْ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فِي ظَهْرِ مَرْتٍ عَساقِيلُ السَّرابِ بِهِ ... كأَنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حَادِينَا المَرْتُ: القَفْر الَّذِي لَا نَبَاتَ لَهُ. وَعَسَاقِيلُ السَّرَابِ: قِطَعُه، وَاحِدُهَا عُسْقُول؛ شَبَّهَ أَصوات الْقَطَا فِيهِ

بأَصوات رِجَالٍ حَادِينَ، والأَلف فِي آخِرِهِ للإِطلاق؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: كأَنما زُهاؤُه لمَنْ جَهَرْ ... ليلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ الوَغْرُ: الصَّوْتُ. ووَغَرُهُمْ: كَوَغْرِهم؛ وَلَمْ يَحْكِ ابْنُ الأَعرابي فِي وَغْرِ الْجَيْشِ إِلا الإِسكانَ فَقَطْ، وَصَرَّحَ بأَن الْفَتْحَ لَا يَجُوزُ. والإِيغارُ: الْمُسْتَعْمَلُ فِي بَابِ الْخَرَاجِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا صَحِيحًا. غَيْرُهُ: يُقَالُ أَوْغَرَ العاملُ الخراجَ أَي اسْتَوْفَاهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَغَرَ. وَيُقَالُ: الإِيغار أَن يُوغِرَ المَلِكُ لرجلٍ الأَرضَ يَجْعَلُهَا لَهُ مِنْ غَيْرِ خَرَاجٍ. قَالَ: وَقَدْ يُسَمَّى ضمانُ الْخَرَاجِ إِيغاراً، وَهِيَ لَفْظَةٌ مولَّدة، وَقِيلَ: الإِيغار أَن يُسْقِطَ الخراجَ عَنْ صَاحِبِهِ فِي بَلَدٍ ويُحَوِّلَ مثلَه إِلى بَلَدٍ آخَرَ فَيَكُونُ سَاقِطًا عَنِ الأَوّل وَرَاجِعًا إِلى بَيْتِ الْمَالِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ الإِيغارَ لأَنه يُوغِرُ صُدُورَ الَّذِينَ يُزَادُ عَلَيْهِمْ خَراجٌ لَا يَلْزَمُهُمْ. وأَوْغرْتُ صدرَه أَي أَوقدته مِنَ الْغَيْظِ وأَحميته. أَبو سَعِيدٍ: أَوغَرْتُ فُلَانًا إِلى كَذَا أَي أَلجأْته؛ وأَنشد: وتَطاوَلَتْ بِكَ هِمَّةٌ محطوطَةٌ ... قَدْ أَوْغَرَتْكَ إِلى صِباً ومُجُونِ أَي أَلجأَتك إِلى الصِّبَا. قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ إِيغار الْخَرَاجِ وَهُوَ أَن يُؤَدِّيَ الرَّجُلُ خَرَاجَهُ إِلى السُّلْطَانِ الأَكبر فِرَارًا مِنَ الْعُمَّالِ. يُقَالُ: أَوْغَرَ الرجلُ خَراجَه إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ بِالْوَاوِ لِوُجُودِ أَوْغَرَ وَعَدَمِ أَيْغَر، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. وفر: الوَفْرُ مِنَ الْمَالِ وَالْمَتَاعِ: الكثيرُ الواسعُ، وَقِيلَ: هُوَ العامُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ وُفُورٌ؛ وَقَدْ وَفَرَ المالُ والنباتُ والشيءُ بِنَفْسِهِ وَفْراً ووُفُوراً وَفِرَةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً ؛ الوَفْرُ: الْمَالُ الْكَثِيرُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْمَالُ الْكَثِيرُ الْوَافِرُ الَّذِي لَمْ يَنْقُصُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَهُوَ مَوْفُورٌ وَقَدْ وَفَرْناه فِرَةً، قَالَ: وَالْمُسْتَعْمَلُ فِي التَّعَدِّي وفَّرْناه تَوْفِيراً. وَفِي الْحَدِيثِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَفِرُه المَنْعُ أَي لَا يُكْثِرُه مِنَ الوافِر الْكَثِيرِ. يُقَالُ: وَفَرَه يَفِرُه كوَعَدَه يَعِدُه. وأَرض وَفْراءُ: فِي نَبَاتِهَا فِرَةٌ. وَهَذِهِ أَرض فِي نَبَاتِهَا وَفْرٌ ووَفْرَةٌ وفِرَةٌ أَيضاً أَي وُفُورٌ لَمْ تُرْعَ. والوَفْراءُ: الأَرضُ الَّتِي لَمْ يَنْقُصْ مِنْ نَبْتِهَا؛ قَالَ الأَعشى: عَرَنْدَسَةٌ لَا يَنْقُصُ السَّيْرُ غَرْضَها ... كأَحْقَبَ بالوَفْراءِ جَأْبٍ مُكَدَّمِ الْعَرَنْدَسَةُ: الشَّدِيدَةُ مِنَ النُّوقِ. والغَرْضُ للرَّحْلِ: بِمَنْزِلَةِ الْحِزَامِ لِلسَّرْجِ؛ يُرِيدُ أَنها لَا تَضْمُر فِي سَيْرِهَا وكَلالها فَيَقْلَقَ غَرْضُها. وَيُقَالُ: إِنها لِعَظْمِ جَوْفِهَا تَسْتَوْفِي الغَرْضَ. والأَحقب: الْحِمَارُ الَّذِي بِمَوْضِعِ الحَقَبِ مِنْهُ بَيَاضٌ، وإِنما تُشَبَّهُ النَّاقَةُ بِالْعَيْرِ لِصَلَابَتِهِ، وَلِهَذَا يُقَالُ فِيهَا عَيْرانة. والجأْب: الْغَلِيظُ. ومكدَّم: مُعَضَّض أَيْ كَدَّمَتْهُ الْحَمِيرُ وَهُوَ يَطْرُدُهَا عَنْ عَانَتِهِ. ووَفَّرَ عَلَيْهِ حَقَّهُ تَوْفِيراً واستوفَرَه أَي اسْتَوْفَاهُ وتَوَفَّرَ عَلَيْهِ أَيْ رَعى حُرُماتِه. وَيُقَالُ: هُمْ مُتوافِرونَ أَي هُمْ كَثِيرٌ. ووَفُرَ الشيءُ وَفْراً وفِرَةً ووفَّره: كَثَرَهُ، وَكَذَلِكَ وَفَرَه مالَه وَفْراً وفِرَةً. ووَفَّرَه: جَعَلَهُ وافِراً. ووَفَرَه عِرْضَه ووَفَّره لَهُ: لَمْ يَشْتِمْه كأَنه أَبقاه لَهُ كَثِيرًا طَيِّبًا لَمْ يَنْقُصْه بِشَتْمٍ؛ قَالَ

: أَلِكْنِي، وَفِرْ لابنِ الغَرِيرَةِ عِرْضَه ... إِلى خالِدٍ مِنْ آلِ سَلْمى بنِ جَنْدَلِ ووَفُرَ عِرْضُه ووَفَرَ وُفوراً: كَرُمَ وَلَمْ يُبْتَذَلْ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَوّل «3»، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: جَزاءً مَوْفُوراً ؛ هُوَ مِنْ وَفَرْتُه أَفِرُه وَفْراً وفِرَةً، وَهَذَا مُتَعَدٍّ، وَاللَّازِمُ قَوْلُكَ وَفَرَ المالُ يَفِرُ وُفوراً وَهُوَ وَافِرٌ، وسِقاءٌ أَوْفَرُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْقُصُ مِنْ أَديمه شَيْءٌ، وَالْمَوْفُورُ: الشَّيْءُ التَّامُّ؛ ووَفَرْتُ الشيءَ وَفْراً. وَقَوْلُهُمْ: تُوفَرُ وتُحْمَدُ مِنْ قَوْلِكَ وَفَرْتُه عِرْضَه وَمَالَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا عُرِضَ عَلَيْكَ الشَّيْءُ تَقُولُ تُوفَرُ وتُحْمَدُ، وَلَا تَقُلْ تُوثَر؛ يُضْرَب هَذَا الْمَثَلَ لِلرَّجُلِ تُعْطِيهِ الشَّيْءَ فيردُّه عَلَيْكَ مِنْ غَيْرِ تسخُّط؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنها مِنْ بُدُنٍ وإِيفارْ ... دَبَّتْ عَلَيْهَا ذَرِباتُ الأَنْبارْ إِنما هُوَ مِنَ الْوُفُورِ وَالتَّمَامِ. يَقُولُ: كأَنها مِمَّا أَوْفَرَها الرَّاعِي دَبَّتْ عَلَيْهَا الأَنْبار، وَيُرْوَى: وَاسْتِيفَارْ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَيُرْوَى: وإِيغار مَنْ أَوغَرَ العاملُ الْخَرَاجَ أَي اسْتَوْفَاهُ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ مَنْ أَوقَرَه أَي أَثقله. ووَفَرَ الشيءَ: أَكمَلَهُ. ووَفَرَ الثوبَ: قَطَعُهُ وَافِرًا؛ وَكَذَلِكَ السَّقَّاءُ إِذا لَمْ يُقْطَعْ مِنْ أَديمه فَضْلٌ. ومَزادة وَفْراءُ: وافِرَةُ الْجِلْدِ تَامَّةٌ لَمْ يُنْقَصْ مِنْ أَديمها شَيْءٌ، وسِقاءٌ أَوْفَرُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ «4» والوفْراءُ أَيضاً: الملأَى المُوَفَّرَةُ المِلْءِ. وتَوَفّرَ فلانٌ عَلَى فُلَانٍ بِبِرّه، ووَفَّرَ اللهُ حَظَّهُ مِنْ كَذَا أَي أَسبغه. والموفورُ فِي الْعَرُوضِ: كُلُّ جُزْءٍ يَجُوزُ فِيهِ الزِّحَافُ فَيَسْلَمُ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَبي إِسحق، قَالَ: وَقَالَ مَرَّةً الْمَوْفُورُ مَا جَازَ أَن يُخْرَمَ فَلَمْ يُخْرَمْ، وَهُوَ فَعُولُنْ ومفاعلين وَمُفَاعَلَتُنْ، وإِن كَانَ فِيهَا زِحَافٌ غَيْرَ الْخَرْمِ لَمْ تخلُ مِنْ أَن تَكُونَ مَوْفُورَةً، قَالَ: وإِنما سُمِّيَتْ مَوْفُورَةً لأَن أَوتادها تَوَفَّرَتْ. وأُذُنٌ وَفْراءُ: ضَخْمَةُ الشَّحْمَةِ عَظِيمَةٌ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وابْعَثْ يَساراً إِلى وَفْرٍ مُدَمَّعَةٍ ... واجْدَحْ إِليها .... مَعْنَاهُ أَنه لَمْ يُعْطُوا مِنْهَا الدِّيَاتِ فَهِيَ موفورةٌ، يَقُولُ لَهُ: أَنت رَاعٍ، ووَفَرَه عطاءَه إِذا رَدَّه عَلَيْهِ وَهُوَ راضٍ أَو مُسْتَقِلٌّ لَهُ. والوَفْرَةُ: الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ عَلَى الرأْس، وَقِيلَ: مَا سَالَ عَلَى الأُذنين مِنَ الشَّعَرِ، وَالْجَمْعُ وِفارٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: كأَنَّ وِفارَ القومِ تحتَ رِحالِها ... إِذا حُسِرَتْ عَنْهَا العمائمُ، عُنْصُلُ وَقِيلَ: الوَفْرَةُ أَعظم مِنَ الجُمَّةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَلَطٌ إِنما هِيَ وَفْرَةٌ ثُمَّ جُمَّة ثُمَّ لِمَّة. والوَفْرَةُ: مَا جَاوَزَ شَحْمَةَ الأُذنين، واللِّمَّةُ: مَا أَلمَّ بالمَنْكِبَينِ. التَّهْذِيبُ: والوَفْرَةُ الجُمَّة مِنَ الشَّعَرِ إِذا بَلَغَتِ الأُذنين، وَقَدْ وَفَرَها صَاحِبُهَا، وَفُلَانٌ مُوَفَّرُ الشَّعَرِ؛ وَقِيلَ: الوَفْرَةُ الشعرة إِلى شمحة الأُذن ثُمَّ الجُمَّة ثُمَّ اللِّمَّةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رِمْثَةَ: انطلقتُ مَعَ أَبي نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإِذا هو ذو

_ (3). قوله [وهو من الأول] لعل المراد أنه من باب ضرب أو هو محرف عن وهو من اللازم بدليل ما بعده (4). قوله [مشلشل] أي مقطر، نعت لسرب كما نص عليه الصحاح. والكتب جمع كتبه كغرفة وغرف: خروف الخرز. وأثأى: خرم. والخوارز: جمع خارزة.

وَفْرَة فِيهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاء ؛ الوَفْرَة: شَعر الرأْس إِذا وَصَلَ إِلى شَحْمَةِ الأُذن. والوافِرَةُ: أَلْيَةُ الْكَبْشِ إِذا عَظُمَتْ، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ شَحْمَةٍ مُسْتَطِيلَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وعَلَّمنَا الصَّبْرَ آباؤُنا ... وخُطَّ لَنَا الرَّمْيُ فِي الوافِرَه الْوَافِرَةُ: الدُّنْيَا، وَقِيلَ: الْحَيَاةُ. والوافِرُ: ضَرْب مِنَ العَرُوض، وَهُوَ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ، مَرَّتَيْنِ، أَو مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ، مَرَّتَيْنِ، سُمِّيَ هَذَا الشَّطْرُ وَافِرًا لأَن أَجزاءه موفرةٌ لَهُ وُفورَ أَجزاء الْكَامِلِ، غَيْرَ أَنه حُذِفَ مِنْ حُرُوفِهِ فلم يكمل. وقر: الوَقْرُ: ثِقَلٌ فِي الأُذن، بِالْفَتْحِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَذْهَبَ السَّمْعُ كُلُّهُ، والثِّقَلُ أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ وَقِرَتْ أُذنه، بِالْكَسْرِ، تَوْقَرُ وقْراً أَي صَمَّتْ، ووَقَرَتْ وَقْراً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قِيَاسُ مَصْدَرِهِ التَّحْرِيكُ إِلا أَنه جَاءَ بِالتَّسْكِينِ، وَهُوَ مَوْقُورٌ، ووَقَرَها اللَّهُ يَقِرُها وَقْراً؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مِنْهُ وُقِرَتْ أُذُنُه عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعله تُوقَرُ وَقْراً، بِالسُّكُونِ، فَهِيَ مَوْقُورَةٌ، وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ قِرْ أُذُنَه. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَفِي آذانِنا وَقْرٌ . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الوَقْرَةِ ؛ هِيَ الْمَرَّةُ مِنَ الوَقْرِ، بِفَتْحِ الْوَاوِ: ثِقَلُ السَّمْعِ. والوِقْرُ: بِالْكَسْرِ: الثِّقْلُ يُحْمَلُ عَلَى ظَهْرٍ أَو عَلَى رأْس. يُقَالُ: جَاءَ يَحْمِلُ وِقْرَه، وَقِيلَ: الوِقْرُ الحِمْل الثَّقِيلُ، وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الثَّقِيلَ وَالْخَفِيفَ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَجَمْعُهُ أَوقارٌ. وَقَدْ أَوقَرَ بعيرَه وأَوْقَرَ الدَّابَّةَ إِيقاراً وقِرَةً شَدِيدَةً، الأَخيرة شَاذَّةٌ، ودابَّةٌ وَقْرَى: مُوقَرَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: كَمَا حُلَّ عَنْ وَقْرَى، وَقَدْ عَضَّ حِنْوُها ... بغارِبها حَتَّى أَرادَ ليَجْزِلا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى وَقْرَى مَصْدَرًا عَلَى فَعْلى كحَلْقى وعَقْرَى، وأَراد: حُلَّ عَنْ ذَاتِ وَقْرَى، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقَامَهُ. قَالَ: وأَكثر مَا اسْتُعْمِلَ الوِقْرُ فِي حِمل الْبَغْلِ وَالْحِمَارِ والوَسْقُ فِي حِمْلِ الْبَعِيرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَالْمَجُوسِ: فأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَو بَغْلَيْنِ مِنَ الوَرِقِ ؛ الوِقْرُ، بِكَسْرِ الْوَاوِ: الحِمْلُ يُرِيدُ حِمْلَ بَغْلٍ أَو حِمْلَيْنِ أَخِلَّةً مِنَ الْفِضَّةِ كَانُوا يأْكلون بِهَا الطَّعَامَ فأَعْطَوْها ليُمَكَّنُوا مِنْ عَادَتِهِمْ فِي الزَّمْزَمَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَعَلَّهُ أَوقَرَ رَاحِلَتَهُ ذَهَبًا أَي حَمَّلَها وِقْراً. وَرَجُلٌ مُوقَرٌ: ذُو وِقْرٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَقَدْ جَعَلَتْ تَبْدُو شَواكِلُ مِنْكُمَا ... كأَنَّكما بِي مُوقَرانِ مِنَ الجَمْرِ وامرأَةٌ مُوقَرَةٌ: ذاتُ وِقْرٍ. الْفَرَّاءُ: امرأَة مُوقَرَة، بِفَتْحِ الْقَافِ، إِذا حَمَلَتْ حَمْلًا ثَقِيلًا. وأَوْقَرَتِ النخلةُ أَي كَثُرَ حَمْلُها؛ وَنَخْلَةٌ مُوقِرَة ومُوقِرٌ وموقَرة ومُوقَر ومِيقار؛ قال: مِنْ كُلِّ بَائِنَةٍ تَبِينُ عُذُوقُها ... منها، وخاصِبَةٍ لَهَا مِيقارِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نَخْلَةٌ مُوقَرٌ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ لأَن الْفِعْلَ لَيْسَ لِلنَّخْلَةِ، وإِنما قِيلَ مُوقِر، بِكَسْرِ الْقَافِ، عَلَى قِيَاسِ قَوْلِكَ امرأَة حَامِلٌ لأَن حَمْلَ الشَّجَرِ مُشَبَّهٌ بِحَمْلِ النِّسَاءِ، فأَما موقَر، بِالْفَتْحِ، فَشَاذٌّ، قَدْ رُوِيَ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلًا: عَصَبٌ كَوارِعُ فِي خَليج مُحَلِّمٍ ... حَمَلَتْ، فَمِنْهَا موقَر مَكْمُومُ

وَالْجَمْعُ مَواقِر؛ وأَما قَوْلُ قُطْبَة بْنِ الْخَضْرَاءِ مِنْ بَنِي القَيْنِ: لِمَنْ ظُعُنٌ تَطالَعُ مِنْ سِتارِ ... مَعَ الإِشْراقِ، كالنَّخْلِ الوِقارِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا أَدري مَا وَاحِدَهُ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ قَدَّرَ نَخْلَةً واقِراً أَو وَقِيراً فَجَاءَ بِهِ عَلَيْهِ. واسْتَوْقَرَ وِقْرَه طَعَامًا: أَخذه. واسْتَوْقَرَ إِذا حَمَلَ حِمْلًا ثَقِيلًا. واسْتَوْقَرَتِ الإِبلُ: سَمِنَتْ وَحَمَلَتِ الشُّحُوم؛ قَالَ: كأَنها مِنْ بُدُنٍ واسْتِيقارْ ... دَبَّتْ عَلَيْهَا عَرِماتُ الأَنْبارْ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَالْحامِلاتِ وِقْراً ، يَعْنِي السَّحَابَ يَحْمِلُ الْمَاءُ الَّذِي أَوْقَرها. والوَقار: الْحُلْمُ والرَّزَانة؛ وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً ووَقارَةً ووَقَرَ قِرَةً وتَوَقَّرَ واتَّقَرَ: تَرَزَّنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَسْبِقْكم أَبو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَوْمٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَكِنَّهُ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي الْقَلْبِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لِسِرٍّ وَقَرَ فِي صَدْرِهِ أَي سَكَنَ فِيهِ وَثَبَتَ مِنَ الوَقارِ وَالْحُلْمِ وَالرَّزَانَةِ، وَقَدْ وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً؛ والتَّيْقُور: فَيْعُول مِنْهُ، وَقِيلَ: لُغَةٌ فِي التَّوْقِير، قَالَ: وَالتَّيْقُورُ الوَقارُ وأَصله وَيْقُور، قُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فإِن يَكُنْ أَمْسى البِلى تَيْقُوري أَي أَمسى وَقاري، وَيُرْوَى: فإِن أَكن أُمْسي البِلى تَيْقُوري وَفِي يَكُنْ عَلَى هَذَا ضَمِيرُ الشأْن وَالْحَدِيثِ، وَالتَّاءُ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ، قِيلَ: كَانَ فِي الأَصل وَيْقُوراً فأَبدل الْوَاوَ تَاءً حَمَلَهُ عَلَى فَيْعُول، وَيُقَالُ حَمْلُهُ عَلَى تَفَعْوُلٍ، مِثْلُ التَّذْنُوب وَنَحْوَهُ، فَكَرِهَ الْوَاوَ مَعَ الْوَاوِ، فأَبدلها تَاءً لِئَلَّا يُشْتَبَهُ بفَوْعُول فَيُخَالِفُ الْبِنَاءَ، أَلا تَرَى أَنهم أَبدلوا الْوَاوَ حِينَ أَعربوا فَقَالُوا نَيْروزٌ؟ وَرَجُلٌ وَقارٌ ووَقُورٌ ووَقَرٌ «1»؛ قَالَ الْعَجَّاجِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعمَر: هَذَا أَوانُ الجِدِّ، إِذ جَدَّ عُمَرْ ... وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ مِنْهَا: بِكُلّ أَخلاق الشُّجاعِ قَدْ مَهَرْ ... ثَبْتٌ، إِذا مَا صِيحَ بِالْقَوْمِ وَقَرْ «2» قَوْلُهُ ثَبْتٌ أَي هُوَ ثَبْتُ الْجِنَانِ فِي الْحَرْبِ وَمَوْضِعُ الْخَوْفِ. ووَقَرَ الرَّجُلُ مِنَ الوَقار يَقِرُ، فَهُوَ وَقُورٌ، ووَقُرَ يَوْقُرُ، ومَرَةٌ وَقُورٌ. ووَقَرَ وَقْراً: جَلَسَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ، قِيلَ: هُوَ مِنَ الوَقارِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْجُلُوسِ، وَقَدْ قُلْنَا إِنه مِنْ بَابِ قَرَّ يَقِرُّ ويَقَرُّ، وَعَلَّلْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الْمُضَاعَفِ. الأَصمعي: يُقَالُ وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً إِذا سَكَنَ. قَالَ الأَزهري: والأَمْرُ قِرْ، وَمِنْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ . قَالَ: وَوَقُرَ يَوْقُرُ والأَمر مِنْهُ اوْقُرْ، وَقُرِئَ: وقَرْنَ ، بِالْفَتْحِ، فَهَذَا مِنَ القَرار كأَنه يُرِيدُ اقْرَرْنَ، فَتُحْذَفُ الرَّاءُ الأُولى لِلتَّخْفِيفِ وَتُلْقَى فَتْحَتُهَا عَلَى الْقَافِ، وَيُسْتَغْنَى عَنِ الأَلف بِحَرَكَةِ مَا بَعْدَهَا، وَيُحْتَمَلُ قِرَاءَةٌ مِنْ قرأَ بِالْكَسْرِ أَيضاً أَن يَكُونَ مِنَ اقْرِرْنَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، عَلَى هَذَا كَمَا قُرِئَ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، بِفَتْحِ الظَّاءِ

_ (1). قوله [ووقر] في القاموس أنه بضم القاف (2). قوله [ثَبْتٌ إِذَا مَا صِيحَ إلخ] اسْتَشْهَدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى أن وقر فيه فعل حيث قال ووقر الرجل إذا ثبت يقر وقاراً وقرة فهو وقور، قال العجاج: [ثَبْتٌ إِذَا مَا صِيحَ بالقوم وقر].

وَكَسْرِهَا، وَهُوَ مِنْ شَوَاذِّ التَّخْفِيفِ. ووَقَّرَ الرجلَ: بجَّلَهُ. وتُعَزِّرُوه وتُوَقِّرُوه؛ وَالتَّوْقِيرُ: التَّعْظِيمُ والتَّرْزِينُ. التَّهْذِيبُ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ؛ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: مَا لَكَمَ لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً. ووَقَّرْتُ الرَّجُلَ إِذا عَظَّمَتْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ . والوَقار: السَّكِينَةُ والوَداعَةُ. وَرَجُلٌ وَقُورٌ ووقارٌ ومُتَوَقِّر: ذُو حُلْمٍ ورَزانَة. ووَقَّر الدَّابَّةَ: سَكَّنَها؛ قَالَ: يَكادُ يَنْسَلُّ مِنَ التَّصْدِيرِ ... عَلَى مُدَالاتِيَ والتَّوْقِيرِ والوَقْرُ: الصَّدْعُ فِي السَّاقِ. والوقْرُ والوَقْرَةُ: كالوَكْتَةِ أَو الهَزْمَةِ تَكُونُ فِي الْحَجَرِ أَو الْعَيْنِ أَو الْحَافِرِ أَو الْعَظْمِ، والوَقْرَةُ أَعظم مِنَ الوَكْتَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَقْرَةُ أَن يُصِيبَ الحافرَ حَجَرٌ أَو غَيْرُهُ فيَنْكُبَه، تَقُولُ مِنْهُ: وَقِرَت الدابةُ، بِالْكَسْرِ، وأَوْقَرَها اللَّهُ مثلَ رَهِصَتْ وأَرْهَصَها اللَّهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَأْباً حَمَتْ نُسُورُه الأَوْقارا وَيُقَالُ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ: كانتْ وَقْرَةً فِي صَخْرة يَعْنِي ثَلْمَةً وهَزْمَةً أَي أَنه احْتَمَلَ الْمُصِيبَةَ وَلَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِ إِلا مثلَ تِلْكَ الْهَزْمَةِ فِي الصَّخْرَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ وُقِرَ العظمُ وَقْراً، فَهُوَ مَوْقُورٌ ووقِير. وَرَجُلٌ وَقِير: بِهِ وَقرة فِي عَظْمِهِ أَي هَزْمَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: حَياء لنَفْسي أَن أُرى مُتَخَشِّعاً ... لوَقْرَةِ دَهْرٍ يَسْتَكِينُ وَقِيرُها لِوَقْرَةِ دَهْرٍ أَي لخَطْبٍ شديد أُتَيَفَّنُ فِي حَالَةٍ كالوَقْرَةِ فِي العظْمِ. الأَصمعي: يُقَالُ ضَرَبَهُ ضَرْبَةً وَقَرَتْ فِي عَظْمِهِ أَي هَزَمَتْ، وكَلَّمته كَلِمَةً وَقَرَتْ فِي أُذنه أَي ثبتت. والوَقْرَةُ تصيب الْحَافِرِ، وَهِيَ أَن تَهْزِمَ العظمَ. والوَقْرُ فِي الْعَظْمِ: شَيْءٌ مِنَ الْكَسْرِ، وَهُوَ الهَزْمُ، وَرُبَّمَا كُسِرَتْ يَدُ الرَّجُلِ أَو رجلُه إِذا كَانَ بِهَا وَقْرٌ ثُمَّ تُجْبَرُ فَهُوَ أَصلب لَهَا، والوَقْرُ لَا يَزَالُ واهِناً أَبداً. وَوقَرْتُ الْعَظْمَ أَقِرُه وقْراً: صَدَعْتُه؛ قَالَ الأَعشى: يَا دَهْرُ، قَدْ أَكْثَرْتَ فَجْعَتَنا ... بِسَراتِنا، ووَقَرْتَ فِي العَظْمِ والوَقير والوَقِيرَةُ: النُّقْرَةُ الْعَظِيمَةُ فِي الصَّخْرَةِ تُمْسِكُ الْمَاءَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النُّقْرَةُ فِي الصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ تُمْسِكُ الْمَاءَ، وَفِي الصِّحَاحِ: نُقْرَةٌ فِي الْجَبَلِ عَظِيمَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: التَّعَلُّمُ فِي الصِّبا كالوَقْرَةِ فِي الْحَجَرِ ؛ الوَقْرَةُ: النُّقْرَةُ فِي الصَّخْرَةِ، أَراد أَنه يَثْبُتُ فِي الْقَلْبِ ثَبَاتُ هَذِهِ النُّقْرَةِ فِي الْحَجَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: تَرَكَ فُلَانٌ قِرَةً أَي عِيالًا، وإِنه عَلَيْهِ لَقِرَةٌ أَي عِيَالٌ، وَمَا عَلَيَّ مِنْكَ قِرَةٌ أَي ثِقَلٌ؛ قَالَ: لَمَّا رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّه ... ولِمَّتي كأَنها حَلِيَّه تقولُ: هَذَا قِرَةٌ عَلَيَّه ... يَا لَيْتَنِي بالبَحْرِ أَو بِلِيَّه والقِرَةُ والوَقِيرُ: الصِّغَارُ مِنَ الشَّاءِ، وَقِيلَ: القِرَةُ الشَّاءُ وَالْمَالُ. والوَقِير: الْغَنَمُ، وَفِي المحكم: الضَّخْمُ مِنَ الْغَنَمِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: زَعَمُوا أَنها خَمْسُمِائَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْغَنَمُ عَامَّةً؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ جَرِيرٌ

: كأَنَّ سَليطاً فِي جَواشِنِها الحَصى ... إِذا حَلَّ بَيْنَ الأَمْلَحَيْنِ وَقِيرُها وَقِيلَ: هِيَ غَنَمُ أَهل السَّوَادِ، وَقِيلَ: إِذا كَانَ فِيهَا كِلَابُهَا ورُعاؤُها [رِعاؤُها] فَهِيَ وَقِير؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَقَرَةَ الْوَحْشِ: مُوَلَّعَةً خَنْساءَ ليستْ بِنَعجَةٍ ... يُدَمِّنُ أَجوافَ المِياه وَقِيرُها وَكَذَلِكَ القِرَةُ، وَالْهَاءُ عِوَضُ الْوَاوِ؛ وَقَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: مَا إِنْ رأَينا مَلِكاً أَغارا ... أَكثَرَ مِنْهُ قِرَةً وَقَارَا قَالَ الرَّمادي: دَخَلْتُ عَلَى الأَصمعي فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا أَبا سَعِيدٍ مَا الوَقِير؟ فأَجابني بِضَعْفِ صَوْتٍ فَقَالَ: الوَقِيرُ الْغَنَمُ بِكَلْبِهَا وَحِمَارِهَا وَرَاعِيهَا، لَا يَكُونُ وَقِيراً إِلا كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: ووَقِير كثيرُ الرَّسَلِ؛ الوَقِيرُ: الغَنَمُ، وَقِيلَ: أَصحابها، وَقِيلَ: الْقَطِيعُ مِنَ الضأْن خَاصَّةً، وَقِيلَ: الْغَنَمُ وَالْكِلَابُ والرُّعاءُ جَمِيعًا، أَي أَنها كَثِيرَةُ الإِرْسال فِي المَرْعى. والوَقَرِيُّ: رَاعِي الوَقِير، نَسَبٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَا وَقَرِيِّينَ فِي ثَلَّةٍ ... يُجاوِبُ فِيهَا الثُّؤَاجُ اليُعارا وَيُرْوَى: وَلَا قَرَوِيِّينَ، نَسَبَهُ إِلى الْقَرْيَةِ الَّتِي هِيَ الْمُصِرِ. التَّهْذِيبُ: والوَقِيرُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرُهُمْ. وَرَجُلٌ مُوَقَّر أَي مُجَرَّبٌ، وَرَجُلٌ مُوَقَّر إِذا وقَّحَتْه الأُمورُ وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهَا. وَقَدْ وَقَّرَتني الأَسفار أَي صَلَّبَتْني ومَرَّنَتْني عَلَيْهَا؛ قَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ شُهْدَةً: أُتِيحَ لها شَتْنُ البَراثِنِ مُكْزَمٌ ... أَخُو حُزَنٍ قَدْ وَقَّرَتْه كُلُومُها لَهَا: لِلنَّخْلِ. مُكْزَمٌ قَصِيرٌ. حُزَنٌ مِنَ الأَرض: وَاحِدَتُهَا حُزْنَةٌ. وَفَقِيرٌ وَقِيرٌ: جَعَلَ آخِرَهُ عِمَادًا لأَوّله، وَيُقَالُ: يَعْنِي بِهِ ذِلَّته ومَهانته كَمَا أَن الْوَقِيرَ صِغَارُ الشَّاءِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: نَبحَ كِلاب الشاءِ عَنْ وَقِيرِها وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُشَبَّه بِصِغَارِ الشاءِ فِي مَهانته، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ أَوْقَرَه الدَّيْنُ أَي أَثقله، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الوَقْرِ الَّذِي هُوَ الْكَسْرُ، وَقِيلَ هُوَ إِتباع. وَفِي صَدْرِهِ وَقْرٌ عَلَيْكَ، بِسُكُونِ الْقَافِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْمَعْرُوفُ وَغْرٌ. الأَصمعي: بَيْنَهُمْ وَقْرَةٌ ووَغْرَةٌ أَي ضِغْنٌ وَعَدَاوَةٌ. وواقِرَةُ والوَقِيرُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِنك حَقًّا أَيّ نَظْرَةِ عاشِقٍ ... نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دونَها ووَقِيرُ والمُوَقَّرُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَشاعتْ قُرَيْشٌ للفَرَزْدَقِ خَزْيَةً ... وَتِلْكَ الوُفُودُ النازلونَ المُوَقَّرا وَكَرَ: وَكْرُ الطَّائِرِ: عُشُّه. ابْنُ سِيدَهْ: الوَكْرُ عُشُّ الطَّائِرِ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَوْضِعُ الطَّائِرِ الَّذِي يَبِيضُ فِيهِ ويُفَرِّخُ، وَهُوَ الخُرُوقُ فِي الْحِيطَانِ وَالشَّجَرِ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَوْكُرٌ وأَوكارٌ؛ قَالَ: إِن فِراخاً كفراخِ الأَوْكُرِ ... تَرَكْتُهُمْ كبيرُهم كالأَصْغَرِ وَقَالَ: مِنْ دُونِهِ لِعتاقِ الطَّيْرِ أَوكارُ

فصل الياء

والكثير وُكُورٌ ووُكَرٌ، وَهِيَ الوَكْرَةُ. الأَصمعي: الوَكْرُ والوَكْنُ جَمِيعًا الْمَكَانُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الطَّائِرُ، وَقَدْ وَكَنَ يَكِنُ وكْناً. قَالَ أَبو يُوسُفَ: وَسَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ: الوَكْرُ العُشُّ حَيْثُمَا كَانَ فِي جَبَلٍ أَو شَجَرٍ. ووَكَرَ الطائرُ يَكِرُ وَكْراً ووُكُوراً: أَتى الوَكْرَ وَدَخَلَ وَكْرَه. ووَكَرَ الإِناءَ والسِّقاءَ والقِرْبَةَ والمكيالَ وَكْراً ووَكَّرَه تَوْكِيرًا، كِلَاهُمَا: مَلأَه. ووَكَّرَ فلانٌ بَطَّنَهُ وأَوْكَرَه: ملأَه. وتَوَكَّر الصبيُّ: امْتَلأَ بطنُه. وتَوَكَّرَ الطَّائِرُ: امتلأَتْ حَوْصَلَتُه؛ وَقَالَ الأَحمر: وَكَرْتُه ووَرَكْتُه وَرْكاً، قَالَ الأَصمعي: شَرِبَ حَتَّى تَوَكَّرَ وَحَتَّى تَضَلَّعَ. والوَكْرَةُ والوَكَرَةُ الوَكِيرَةُ: الطعامُ يَتَّخِذُهُ الرَّجُلُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ بُنْيَانِهِ فَيَدْعُو إِليه، وَقَدْ وَكَّرَ لَهُمْ تَوْكِيرًا. الْفَرَّاءُ قَالَ: الوَكِيرةُ تَعْمَلُها المرأَةُ فِي الجِهازِ، قَالَ: وَرُبَّمَا سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ التَّوْكِير، والتَّوْكِيرُ اتِّخَاذُ الْوَكِيرَةِ، وَهِيَ طَعَامُ البِناء. والتَّوْكِيرُ: الإِطعام. والوَكَرُ والوَكَرى: ضربٌ مِنَ العَدْوِ، وَقِيلَ: هُوَ العَدْوُ الَّذِي كأَنه يَنْزُو. أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ يَعْدُو الوَكَرى أَي يُسْرِعُ؛ وأَنشد غَيْرُهُ لِحُمَيدِ بْنِ ثَوْرٍ: إِذا الجَمَلُ الرِّبْعِيُّ عارَضَ أُمَّه ... عَدَتْ وَكَرى حَتَّى تَحِنَّ الفَراقِدُ والوَكَّارُ: العَدَّاءُ: وَنَاقَةٌ وَكَرى: سَرِيعَةٌ، وَقِيلَ: الوَكَرى مِنَ الإِبل الْقَصِيرَةُ اللَّحِيمَةُ الشَّدِيدَةُ الأَبْزِ، وَقَدْ وكَرَتْ فِيهِمَا؛ ووَكَرَ الظَّبْيُ وَكْراً: وَثَبَ. وَوكَرَتِ الناقةُ تَكِرُ وَكْراً إِذا عَدَتِ الوَكَرى، وَهُوَ عَدْوٌ فِيهِ نَزْوٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنه نَهَى عَنِ المُواكَرَةِ ؛ قَالَ: هِيَ الْمُخَابَرَةُ، وأَصله الْهَمْزُ مِنَ الأُكْرَةِ، وهي الحُفْرَةُ. وَهَرَ: تَوَهَّرَ اللَّيْلُ وَالشِّتَاءُ كَتَهَوَّرَ، وتَوَهَّرَ الرملُ كَتَهَوُّرَ أَيضاً. والوَهَرُ: تَوَهُّجُ وَقْعِ الشَّمْسِ عَلَى الأَرض حَتَّى تَرَى لَهُ اضْطِرَابًا كالبُخارِ؛ يَمَانِيَةٌ. ولَهَبٌ واهِرٌ: ساطِعٌ. وتَوَهَّرْتُ الرجلَ فِي الْكَلَامِ وتَوَعَّرْتُه إِذا اضْطَرَرْتَه إِلى مَا بَقِيَ بِهِ مُتَحَيِّرًا. وَيُقَالُ: وَهَّرَ فلانٌ «3» فُلَانًا إِذا أَوقعه فِيمَا لَا مَخْرَجَ لَهُ مِنْهُ. ووَهْرانُ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبو بطن. فصل الياء يَبَرَ: يَبْرِينُ: اسْمُ مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ رَمْلُ يَبْرِينَ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: يَبْرُونَ فِي الرَّفْعِ، وَفِي الْجَرِّ وَالنَّصْبِ يَبْرِينَ، لَا يَنْصَرِفُ لِلتَّعْرِيفِ والتأْنيث فَجَرَى إِعرابه كإِعرابه؛ وَلَيْسَتْ يَبْرِينُ هَذِهِ الْعِلْمِيَّةِ مَنْقُولَةً مِنْ قَوْلِكَ: هُنَّ يَبْرِينَ لفلانٍ أَي يُعارِضْنَه كَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ: يَبْري لَهَا مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ يَدُلُّ عَلَى أَنه لَيْسَ مَنْقُولًا مِنْهُ قَوْلُهُ فِيهِ يَبْرونَ، وَلَيْسَ لَكَ أَن تَقُولَ إِن يَبْرِينَ مِنْ بَرَيْتُ القَلَم ويَبْرونَ مِنْ بَرَوْتُه، وَيَكُونُ الْعِلْمُ مَنْقُولًا مِنْهُمَا، فَقَدْ حَكَى أَبو زَيْدٍ بَرَيْتُ الْقَلَمَ وبروته، قال: وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَقَنَيْتُ وقَنَوْتُ وكَنَيْتُ وكَنَوْتُ، فَيَكُونُ يَبْرونَ

_ (3). قوله [ويقال وَهَّرَ فلان إلخ [ويقال أيضاً وهره كوعده كما في القاموس

عَلَى هَذَا كَيَكْنُونَ مِنْ قَوْلِكَ: هُنَّ يَكْنُونَ، ويَبْرِينَ كَيَكْنِينَ مِنْ قَوْلِكَ: هُنَّ يَكْنِينَ، وإِنما مَنَعَكَ أَن تَحْمِلَ يَبْرِينَ ويَبْرُونَ عَلَى بَرَيْتُ وبَرَوْتُ أَن الْعَرَبَ قَالَتْ: هَذِهِ يَبْرِينُ، فَلَوْ كَانَتْ يَبْرُونَ مِنْ بَرَوْتُ لَقَالُوا هَذِهِ يَبْرُونَ وَلَمْ يَقُلْهُ أَحد مِنَ الْعَرَبِ، أَلا تَرَى أَنك لَوْ سَمَّيْتَ رَجُلًا بِيَغْزُونَ، فِيمَنْ جَعَلَ النُّونَ عَلَامَةَ الْجَمْعِ، لَقُلْتَ هَذَا يَغْزُونَ؟ قَالَ: فَدَلَّ مَا ذَكَرْنَاهُ عَلَى أَن الْيَاءَ وَالْوَاوَ فِي يَبْرِينَ ويَبْرُونَ لَيْسَتَا لَامَيْنِ، وإِنما هُمَا كَهَيْئَةِ الْجَمْعِ كفَلَسْطِينَ وفَلَسْطُونَ، وإِذا كَانَتْ وَاوَ جَمْعٍ كَانَتْ زَائِدَةً وَبَعْدَهَا النُّونُ زَائِدَةٌ أَيضاً، فَحُرُوفُ الِاسْمِ عَلَى ذَلِكَ ثَلَاثَةٌ كأَنه يَبْرِ، ويَبْرُ، وإِذا كَانَتْ ثَلَاثَةً فَالْيَاءُ فِيهَا أَصل لَا زَائِدَةٌ لأَن الْيَاءَ إِذا طَرَحْتَهَا مِنَ الِاسْمِ فَبَقِيَ مِنْهُ أَقل مِنَ الثَّلَاثَةِ لَمْ يَحْكُمْ عَلَيْهَا بِالزِّيَادَةِ أَلْبَتَّةَ، عَلَى مَا أَحكمه لَكَ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ عِلَلِ مَا تَجْعَلَهُ زَائِدًا مِنْ حُرُوفِ الزَّوَائِدِ، يَدُلُّكَ عَلَى أَن ياءَ يَبْرِين لَيْسَتْ لِلْمُضَارَعَةِ أَنهم قَالُوا أَبْرين فَلَوْ كَانَ حَرْفَ مُضَارَعَةٍ لَمْ يُبَدِّلُوا مَكَانَهُ غَيْرَهُ، وَلَمْ نَجِدْ ذَلِكَ فِي كَلَامِهِمْ أَلْبَتَّةَ، فأَما قَوْلُهُمْ أَعْصُرُ ويَعْصُرُ اسْمُ رَجُلٍ فَلَيْسَ مُسَمَّى بِالْفِعْلِ، وإِنما سُمِّيَ بأَعْصُرٍ جَمْعِ عَصْرٍ الَّذِي هُوَ الدَّهْرُ؛ وإِنما سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ أَنشده أَبو زَيْدٍ: أَخُلَيْدُ، إِنَّ أَباكَ غَيَّرَ رأْسَه ... مَرُّ الليالِي، واخْتلافُ الأَعْصُرِ وَسَهَلَ ذَلِكَ فِي الْجَمْعِ لأَن هَمْزَتَهُ لَيْسَتْ لِلْمُضَارَعَةِ وإِنما هِيَ لِصِيغَةِ الْجَمْعِ، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. يجر: المِيجار: الصَّوْلَجانُ. يَرَرَ: اليَرَرُ: مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ حَجَرٌ أَيَرُّ أَي صَلْد صُلب. اللَّيْثُ: اليَرَرُ مَصْدَرُ الأَيَرِّ، يُقَالُ: صَخْرَةٌ يَرَّاءُ وحَجَرٌ أَيَرُّ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. إِنه ليُبْصِرُ أَثَرَ الذَّرّ فِي الْحَجَرِ الأَيَرِّ ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ جَيْشًا: فإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَرْ ... سَنابِكُ الخيلِ يُصَدِّعنَ الأَيَرْ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَيَرُّ الصَّفا الشَّدِيدُ الصَّلَابَةِ؛ وَقَالَ بَعْدَهُ: مِنَ الصَّفَا الْقَاسِي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ ... عَزازَةً، ويَهْتَمِرْنَ مَا انْهَمَرْ يدهسن الغَدَرَ أَي يَدَعْنَ الجِرْفَةَ وَمَا تَعادَى مِنَ الأَرضِ دَهاساً؛ وَقَالَ بَعْدَهُ: مِنْ سَهْلَةٍ ويَتَأَكَّرْنَ الأُكَرْ يَعْنِي الْخَيْلَ وَضَرْبِهَا الأَرضَ العَزازَ بِحَوَافِرِهَا، وَالْجَمْعِ يُرٌّ. وحَجَرٌ يَارٌّ وأَيَرُّ عَلَى مِثَالِ الأَصَمِّ: شديدٌ صُلْبٌ، يَرَّ يَيَرُّ يَرّاً، وَصَخْرَةٌ يَرَّاءُ. وَقَالَ الأَحمر: اليَهْيَرُّ الصُّلْبُ. وحارٌّ يارٌّ: إِتباع؛ وَقَدْ يَرَّ يَرّاً ويَرَراً. واليَرَّةُ: النَّارُ. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: إِنه لحارٌّ يارٌّ، عَنَى رَغيفاً أُخرج مِنَ التَّنُّورِ، وَكَذَلِكَ إِذا حَمِيَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَجَر أَو شَيْءٍ غَيْرِهِ صُلْبٍ فَلَزِمَتْهُ حَرَارَةٌ شَدِيدَةٌ يُقَالُ: إِنه لحارٌّ يارٌّ، وَلَا يُقَالُ لماءٍ وَلَا طِينٍ إِلا لشيءٍ صُلْبٍ. قَالَ: وَالْفِعْلُ يَرَّ يَيَرُّ يَرَراً، وَتَقُولُ: الحَرُّ لَمْ يَيَر، وَلَا يُوصَفُ بِهِ عَلَى نَعْتِ أَفعل وَفَعْلَاءِ إِلا الصَّخر وَالصَّفَا. يُقَالُ: صَفَاةٌ يَرَّاءُ وصَفاً أَيَرُّ، وَلَا يُقَالُ إِلا مَلَّةٌ حارَّة يارَّة، وَكُلُّ شيءٍ مِنْ نَحْوِ ذَلِكَ إِذا ذَكَرُوا اليارَّ لَمْ يَذْكُرُوهُ إِلا وَقَبْلَهُ حارٌّ. وَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ الشُّبْرُمَ فَقَالَ: إِنه حارٌّ يارٌّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ

الْكِسَائِيُّ حارٌّ يارٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حارٌّ جارٌّ وحَرَّانُ يَرَّانُ إِتباع، وَلَمْ يَخُصَّ شَيْئًا دُونَ شَيْءٍ. يَسَرَ: اليَسْرُ» : اللِّينُ وَالِانْقِيَادُ يَكُونُ ذَلِكَ للإِنسان وَالْفَرَسِ، وَقَدْ يَسَرَ يَيْسِرُ. وياسَرَه: لايَنَهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَوْمٌ إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وياسَرَه أَي ساهَلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ ؛ اليُسْرُ ضِدُّ الْعُسْرِ، أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قَلِيلٌ التَّشْدِيدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنْ أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ أَي سَاهَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَيْفَ تركتَ الْبِلَادَ؟ فَقَالَ: تَيَسَّرَتْ أَي أَخصبت، وَهُوَ مِنَ اليُسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي فَصْلِ الْعَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَياسَرُوا فِي الصَّداق أَي تَسَاهَلُوا فِيهِ وَلَا تُغالُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: اعْمَلُوا وسَدِّدوا وَقَارَبُوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ وَقَدْ يُسِّرَ لَهُ طَهُورٌ أَي هُيِّئَ ووُضِع. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَدْ تَيَسَّرا لِلْقِتَالِ أَي تَهَيَّآ لَهُ واسْتَعَدّا. اللَّيْثُ: يُقَالُ إِنه ليَسْرٌ خَفِيفٌ ويَسَرٌ إِذا كَانَ لَيِّنَ الِانْقِيَادِ، يُوصَفُ بِهِ الإِنسان وَالْفَرَسُ؛ وأَنشد: إِني، عَلَى تَحَفُّظِي ونَزْرِي ... أَعْسَرُ، إِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ ويَسَرٌ لِمَنْ أَراد يُسْرِي وَيُقَالُ: إِن قَوَائِمَ هَذَا الْفَرَسِ ليَسَرَات خِفافٌ؛ يَسَرٌ إِذا كُنَّ طَوْعَه، وَالْوَاحِدَةُ يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ. واليَسَرُ: السَّهْلُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: تَخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وَهِيَ لاهِيةٌ اليَسَراتُ: قَوَائِمُ النَّاقَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَسَرات الْقَوَائِمُ الْخِفَافُ. ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حَسَنَةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ. ويَسَّرَ الفَرَسَ: صَنَعه. وَفَرَسٌ حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ السِّمَنِ، اسْمٌ كالتَّعْضُوضِ. أَبو الدُّقَيْش: يَسَرَ فلانٌ فرسَه، فَهُوَ مَيْسُورٌ، مصنوعٌ سَمِين؛ قَالَ المَرَّارُ يَصِفُ فَرَسًا: قَدْ بلَوْناه عَلَى عِلَّاتِه ... وَعَلَى التَّيْسُورِ مِنْهُ والضُّمُرْ والطَّعْنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اطْعَنُوا اليَسْرَ ؛ هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ الطَّعْنُ حذاءَ الْوَجْهِ. وَوَلَدَتِ المرأَة وَلَدًا يَسَراً أَي فِي سُهُولَةٍ، كقولك سَرَحاً، وَقَدْ أَيْسَرَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ فِي الدُّعَاءِ وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بِذِكْرٍ، ويَسَرَتِ الناقةُ: خَرَجَ وَلَدُهَا سَرَحاً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَوْ أَنها كَانَتْ لِقَاحِي كَثِيرَةً ... لَقَدْ نَهِلَتْ مِنْ ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا مَياسِراً ... وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وَغَنَمِهِ وَلَمْ يَعْطَبْ مِنْهَا شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه ... مُيَسِّرَ الشاءِ كَثِيرًا عَدَدُه وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَدْ يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا وَلَدَتْ وتهيأَت لِلْوِلَادَةِ. ويَسَّرَتِ الْغَنَمُ: كَثُرَتْ وَكَثُرَ لَبَنُهَا وَنَسْلُهَا، وَهُوَ مِنَ السُّهُولَةِ؛ قَالَ أَبو أُسَيْدَةَ الدُّبَيْرِيُ

_ (1). قوله [اليسر] بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس

: إِنَّ لَنَا شَيْخَيْنِ لَا يَنْفَعانِنَا ... غَنِيَّيْن، لَا يُجْدِي عَلَيْنَا غِناهُما هُمَا سَيِّدَانا يَزْعُمانِ، وإِنما ... يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرْتْ غَنَماهما أَي لَيْسَ فِيهِمَا مِنَ السِّيَادَةِ إِلا كَوْنُهُمَا قَدْ يَسَّرَتْ غَنِمَاهُمَا، والسُّودَدَ يُوجِبُ البذلَ وَالْعَطَاءَ والحِراسَة وَالْحِمَايَةَ وَحُسْنَ التَّدْبِيرِ وَالْحُلْمَ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمَا مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ مُيَسِّرٌ، بِكَسْرِ السِّينِ، وَهُوَ خِلَافُ المُجَنِّب. ابْنُ سِيدَهْ: ويَسَّرَتِ الإِبلُ كَثُرَ لَبَنُهَا كَمَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْغَنَمِ. واليُسْرُ واليَسارُ والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ، كُلُّهُ: السُّهولة والغِنى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتِ المَيْسُرَةُ عَلَى الْفِعْلِ وَلَكِنَّهَا كالمَسْرُبة والمَشْرُبَة فِي أَنهما لَيْسَتَا عَلَى الْفِعْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ ؛ قال ابْنُ جِنِّي: قِرَاءَةُ مُجَاهِدٍ: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسُرهِ ، قَالَ: هُوَ مِنْ بَابِ مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ الْهَاءِ. والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ: السَّعَة وَالْغِنَى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وقرأَ بَعْضُهُمْ فَنَظْرَةٌ إِلى مَيْسُرِهِ ، بالإِضافة؛ قَالَ الأَخفش: وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعُلٌ، بِغَيْرِ الْهَاءِ، وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فَهُمَا جَمْعُ مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ. وأَيْسَرَ الرجلُ إِيساراً ويُسْراً؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ: صَارَ ذَا يَسارٍ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن اليُسْرَ الِاسْمُ والإِيْسار الْمَصْدَرُ. ورجلٌ مُوسِرٌ، وَالْجَمْعُ مَياسِيرُ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وإِنما ذَكَرْنَا مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَن يُجْمَعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ. واليُسْر: ضِدُّ العُسْرِ، وَكَذَلِكَ اليُسُرُ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ. التَّهْذِيبُ: واليَسَرُ والياسِرُ مِنَ الْغِنَى والسَّعَة، وَلَا يُقَالُ يَسارٌ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَسار واليَسارة الغِنى. غَيْرُهُ: وَقَدْ أَيْسَر الرَّجُلُ أَي اسْتَغْنَى يُوسِرُ، صَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِسُكُونِهَا وَضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا؛ وَقَالَ: لَيْسَ تَخْفَى يَسارَتي قَدْرَ يومٍ ... وَلَقَدْ يُخْفي شِيمَتي إِعْسارِي وَيُقَالُ: أَنْظِرْني حَتَّى يَسارِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الْمَصْدَرِ، وَهُوَ المَيْسَرَةُ، قَالَ الشَّاعِرُ: فقلتُ امْكُثي حَتَّى يَسارِ لَعَلَّنا ... نَحُجُّ مَعًا، قالتْ: أَعاماً وقابِلَه؟ وتَيَسَّر لِفُلَانٍ الخروجُ واسْتَيْسَرَ لَهُ بِمَعْنَى أَي تهيأَ. ابْنُ سِيدَهْ: وتَيَسَّر الشَّيْءُ واسْتَيْسَر تَسَهَّل. وَيُقَالُ: أَخذ مَا تَيَسَّر وَمَا اسْتَيْسَر، وَهُوَ ضِدُّ مَا تَعَسَّر والْتَوَى. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: ويَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِن اسْتَيْسَرتا لَهُ أَو عِشْرِينَ دِرْهَمًا ؛ اسْتَيْسَرَ اسْتَفْعَلَ مِنَ اليُسْرِ، أَي مَا تَيَسَّرَ وسَهُلَ، وَهَذَا التَّخْيِيرُ بَيْنَ الشاتَيْنِ وَالدَّرَاهِمِ أَصل فِي نَفْسِهِ وَلَيْسَ بِبَدَلٍ فَجَرَى مَجْرَى تَعْدِيلِ الْقِيمَةِ لِاخْتِلَافِ ذَلِكَ فِي الأَزمنة والأَمكنة، وإِنما هُوَ تَعْوِيضٌ شَرْعِيٌّ كالغُرَّةِ فِي الْجَنِينِ والصَّاع فِي المُصَرَّاةِ، والسِّرُّ فِيهِ أَن الصَّدَقَةَ كَانَتْ تُؤْخَذُ فِي الْبَرَارِي وَعَلَى الْمِيَاهِ حَيْثُ لَا يُوجَدُ سُوقٌ وَلَا يُرى مُقَوِّمٌ يُرْجِعُ إِليه، فَحَسُنَ فِي الشَّرْعِ أَن يُقَدَّر شَيْءٌ يَقْطَعُ النِّزَاعَ وَالتَّشَاجُرَ. أَبو زَيْدٍ: تَيَسَّر النَّهَارُ تَيَسُّراً إِذا بَرَدَ. وَيُقَالُ: أَيْسِرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عَلَيْهِ فِي الطَّلَبِ وَلَا تُعْسِرْهُ أَي لَا تُشَدِّدْ عَلَيْهِ وَلَا تُضَيِّقْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ* ؛ قِيلَ: مَا تَيَسَّر مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ وَالشَّاءِ، وَقِيلَ: مِنْ بَعِيرٍ أَو بَقَرَةٍ أَو شَاةٍ. ويَسَّرَه هُوَ: سَهَّله، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: يَسَّرَه ووَسَّعَ عَلَيْهِ وسَهَّلَ. وَالتَّيْسِيرُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ

: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، فَهَذَا فِي الْخَيْرِ، وَفِيهِ: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ، فَهَذَا فِي الشَّرِّ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ، وخَيْبَةٌ ... لأَوَّلِ مَنْ يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ والميسورُ: ضِدُّ الْمَعْسُورِ. وَقَدْ يَسَّرَه اللَّهُ لليُسرى أَي وفَّقَه لَهَا. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، يَقُولُ: سَنُهَيِّئُه للعَوْد إِلى الْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ قَالَ: وَقَالَ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ، قَالَ: إِن قَالَ قَائِلٌ كَيْفَ كَانَ نُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَهَلْ فِي العُسْرى تَيْسِيرٌ؟ قَالَ: هَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ، فالبشارَةُ فِي الأَصل الفَرَحُ فإِذا جُمِعَتْ فِي كَلَامَيْنِ أَحدهما خَيْرٌ وَالْآخِرُ شَرٌّ جَازَ التَّيْسِيرُ فِيهِمَا. والميسورُ: مَا يُسِّرَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: هُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى لَفْظِ مَفْعُولٍ وَنَظِيرُهُ الْمَعْسُورُ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ إِلا مَزِيداً، لَمْ يَقُولُوا يَسَرْتُه فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَالْمَصَادِرُ الَّتِي عَلَى مِثَالِ مَفْعُولٍ لَيْسَتْ عَلَى الْفِعْلِ الْمَلْفُوظِ بِهِ، لأَن فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ إِنما مَصَادِرُهَا الْمُطَّرِدَةُ بِالزِّيَادَةِ مَفْعَل كَالْمَضْرَبِ، وَمَا زَادَ عَلَى هَذَا فَعَلَى لَفْظِ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ مِنْ قَوْلِهِ: أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي وإِنما يَجِيءُ الْمَفْعُولُ فِي الْمَصْدَرِ عَلَى تَوَهُّمِ الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ وإِن لَمْ يُلْفَظْ بِهِ كَالْمَجْلُودِ مِنْ تَجَلَّد، وَلِذَلِكَ يُخَيِّلُ سِيبَوَيْهِ الْمَفْعُولَ فِي الْمَصْدَرِ إِذا وَجَدَهُ فِعْلًا ثُلَاثِيًّا عَلَى غَيْرِ لَفْظِهِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ فِي الْمَعْقُولِ: كأَنه حَبَسَ لَهُ عَقْلَهُ؟ وَنَظِيرُهُ المعسورُ وَلَهُ نَظَائِرُ. واليَسَرَةُ: مَا بَيْنَ أَسارير الْوَجْهِ وَالرَّاحَةِ. التَّهْذِيبُ: واليَسَرَة تَكُونُ فِي الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى وَهُوَ خَطٌّ يَكُونُ فِي الرَّاحَةِ يَقْطَعُ الْخُطُوطَ الَّتِي فِي الرَّاحَةِ كأَنها الصَّلِيبُ. اللَّيْثُ: اليَسَرَة فُرْجَةُ مَا بَيْنَ الأَسِرَّةِ مِنْ أَسرارِ الرَّاحَةِ يُتَيَمَّنُ بِهَا، وَهِيَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّخَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْيُسْرَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، أَسرار الْكَفِّ إِذا كَانَتْ غَيْرَ مُلْتَزِقَةٍ، وَهِيَ تُسْتَحَبُّ، قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ فِي فُلَانٍ يَسَرٌ؛ وأَنشد: فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَرِه قَالَ: هَكَذَا رُوِيَ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: وَفَسَّرَهُ حِيَال وَجْهِهِ. واليَسْرُ مِنَ الفَتْلِ: خِلَافُ الشَّزْر. الأَصمعي: الشَّزْرُ مَا طَعَنْتَ عَنْ يَمِينِكَ وَشَمَالِكَ، واليَسْرُ مَا كَانَ حِذاء وَجْهِكَ؛ وَقِيلَ: الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فَوْقٍ واليَسْرُ إِلى أَسفل، وَهُوَ أَن تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: فَتُمْتَى النَّزْعَ فِي يُسَرِه جَمَعَ يُسْرَى، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: فِي يُسُرِه، جَمْعُ يَسارٍ. واليَسارُ: اليَدُ اليُسْرى. والمَيْسَرَةُ: نقيضُ الميمنةِ. واليَسار واليِسار: نقيضُ الْيَمِينِ؛ الْفَتْحُ عِنْدَ ابْنِ السِّكِّيتِ أَفصح وَعِنْدَ ابْنِ دُرَيْدٍ الْكَسْرُ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمُ اسْمٌ فِي أَوّله يَاءٌ مَكْسُورَةٌ إِلا فِي اليَسار يِسار، وإِنما رَفَضَ ذَلِكَ اسْتِثْقَالًا لِلْكَسْرَةِ فِي الْيَاءِ، وَالْجَمْعِ يُسْرٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ويُسُرٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْيَسَارُ خِلَافُ الْيَمِينِ، وَلَا تَقُلِ «2» اليِسار بِالْكَسْرِ. واليُسْرَى خِلَافُ اليُمْنَى، والياسِرُ كاليامِن، والمَيْسَرَة كالمَيْمَنة، والياسرُ نَقِيضُ الْيَامِنِ، واليَسْرَة خلافُ اليَمْنَة. وياسَرَ بِالْقَوْمِ: أَخَذَ بِهِمْ يَسْرَةً، ويَسَر يَيْسِرُ:

_ (2). قوله [ولا تقل إلخ] وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف، وَعِنْدَ ابْنِ دُرَيْدٍ الْكَسْرُ

أَخذ بِهِمْ ذَاتَ اليَسار؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بِهِمْ يَساراً، وتياسَرْ يَا رجلُ لُغَةٌ فِي ياسِرْ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ. أَبو حَنِيفَةَ: يَسَرَني فلانٌ يَيْسِرُني يَسْراً جَاءَ عَلَى يَسارِي. ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ: يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، والأُنثى عَسْراءُ يَسْراءُ، والأَيْسَرُ نَقِيضُ الأَيْمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَعْسَرَ أَيْسَرَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ، وأَما كَلَامُ الْعَرَبِ فَالصَّوَابُ أَنه أَعْسَرُ يَسَرٌ، وَهُوَ الَّذِي يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، وَهُوَ الأَضْبَطُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كَانَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَعْسَرَ يَسَراً ، وَلَا تَقُلْ أَعْسَرَ أَيْسَرَ. وَقَعَدَ فلانٌ يَسْرَةً أَي شَأْمَةً. وَيُقَالُ: ذَهَبَ فُلَانٌ يَسْرَةً مِنْ هَذَا. وَقَالَ الأَصمعي: اليَسَرُ الَّذِي يَسَارُهُ فِي الْقُوَّةِ مِثْلَ يَمِينِهِ، قَالَ: وإِذا كَانَ أَعْسَرَ وَلَيْسَ بِيَسَرٍ كَانَتْ يَمِينُهُ أَضعف مِنْ يَسَارِهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ وأَعْسَرُ أَيْسَرُ، قَالَ: أَحسبه مأْخوذاً مِنَ اليَسَرَةِ فِي الْيَدِ، قَالَ: وَلَيْسَ لِهَذَا أَصل؛ اللَّيْثُ: رَجُلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ وامرأَة عَسْراءُ يَسَرَةٌ. والمَيْسِرُ: اللَّعِبُ بالقِداح، يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً. واليَسَرُ: المُيَسَّرُ المُعَدُّ، وَقِيلَ: كَلُّ مُعَدٍّ يَسَرٌ. واليَسَرُ: الْمُجْتَمِعُونَ عَلَى المَيْسِرِ، وَالْجَمْعُ أَيْسار؛ قَالَ طَرَفَةُ: وهمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ واليَسَرُ: الضَّرِيبُ. والياسِرُ: الَّذِي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ، وَالْجَمْعُ أَيْسارٌ، وَقَدْ تَياسَرُوا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَدْ سَمِعْتُهُمْ يَضَعُونَ الياسِرَ مَوْضِعَ اليَسَرِ واليَسَرَ موضعَ الياسِرِ. التَّهْذِيبُ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ قمارٌ فَهُوَ مِنْ الْمَيْسِرِ حَتَّى لعبُ الصِّبْيَانِ بالجَوْزِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: الشِّطْرَنْج مَيْسِرُ العَجَمِ ؛ شَبَّهَ اللَّعِبَ بِهِ بِالْمَيْسِرِ، وَهُوَ الْقَدَاحُ وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ عَطَاءٌ فِي الْمَيْسِرِ: إِنه القِمارُ بالقِداح فِي كُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ الأَعرابي: الياسِرُ لَهُ قِدْحٌ وَهُوَ اليَسَرُ واليَسُورُ؛ وأَنشد: بِمَا قَطَّعْنَ مِنْ قُرْبى قَرِيبٍ ... وَمَا أَتْلَفْنَ مِنْ يَسَرٍ يَسُورِ وَقَدْ يَسَرَ يَيْسِرُ إِذا جَاءَ بِقِدْحِه للقِمار. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الياسِرُ الجَزَّار. وَقَدْ يَسَرُوا أَي نَحَرُوا. ويَسَرْتُ النَّاقَةَ: جَزَّأْتُ لَحْمَهَا. ويَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها وَاقْتَسَمُوا أَعضاءها؛ قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وُثَيْلٍ اليربوعي: أَقولُ لَهُمْ بالشَّعْبِ إِذ يَيْسِرونَني ... أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟ كَانَ وَقَعَ عَلَيْهِ سِباءٌ فضُربَ عَلَيْهِ بِالسِّهَامِ، وَقَوْلُهُ يَيْسِرونَني هُوَ مِنَ المَيْسر أَي يُجَزِّئُونني وَيَقْتَسِمُونَنِي. وَقَالَ أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ: يُقَالُ أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها اتِّساراً، عَلَى افْتَعَلُوا، قَالَ: وَنَاسٌ يَقُولُونَ يأْتَسِرُونها ائْتِساراً، بِالْهَمْزِ، وَهُمْ مُؤْتَسِرون، كَمَا قَالُوا فِي اتَّعَدَ. والأَيْسارُ: وَاحِدُهُمْ يَسَرٌ، وَهُمُ الَّذِينَ يَتقامَرُون. والياسِرونَ: الَّذِينَ يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الأَعشى: والجاعِلُو القُوتِ عَلَى الياسِرِ يَعْنِي الجازرَ. والمَيْسِرُ: الجَزُورُ نَفْسُهُ، سُمِّيَ مَيْسِراً لأَنه يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه مَوْضِعُ التَّجْزِئَةِ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَزَّأْته، فَقَدَ يَسَرْتَه. والياسِرُ: الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لَحْمَ الجَزُور، وَهَذَا الأَصل فِي الْيَاسِرِ،

ثُمَّ يُقَالُ لِلضَّارِبِينَ بِالْقِدَاحِ والمُتَقامِرِينَ عَلَى الجَزُور: ياسِرُون، لأَنهم جَازِرُونَ إِذا كَانُوا سَبَبًا لِذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: الياسِرُ اللَّاعِبُ بالقداحِ، وَقَدْ يَسَر يَيْسِرُ، فَهُوَ ياسِرٌ ويَسَرٌ، وَالْجَمْعُ أَيْسارٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَعِنْهُمُ وايْسِرْ ما يَسَرُوا بِهِ ... وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ قَالَ: هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي سَعِيدٍ ولن تُحْذَفِ الْيَاءُ فِيهِ وَلَا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ كما حُذِفَتْ فِي يَعِد وأَخواته، لتَقَوِّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، وَلِهَذَا قَالُوا فِي لُغَةِ بَنِي أَسد: يِيْجَلُ، وَهُمْ لَا يَقُولُونَ يِعْلَم لِاسْتِثْقَالِهِمُ الْكَسْرَةَ عَلَى الْيَاءِ، فإِن قَالَ: فَكَيْفَ لَمْ يَحْذِفُوهَا مَعَ التَّاءِ والأَلف وَالنُّونِ؟ قِيلَ لَهُ: هَذِهِ الثَّلَاثَةُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ، وَالْيَاءُ هِيَ الأَصل، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَن فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مَبْنِيَّاتٌ عَلَى فَعَلَ. واليَسَر والياسِرُ بِمَعْنَى؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وكأَنهنَّ رِبابَةٌ، وكأَنه ... يَسَرٌ يَفِيض عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَلَمْ تُحْذَفِ الْيَاءُ فِي يَيْعِر ويَيْنع كما حذفت فِي يَعِدُ لِتُقَوِّيَ إِحدى الياءَين بالأُخرى، قَالَ: قَدْ وُهِمْ فِي ذَلِكَ لأَن الْيَاءَ لَيْسَ فِيهَا تَقْوِيَةً لِلْيَاءِ، أَلا تَرَى أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي يَيْئِسُ يَئِسُ مِثْلُ يَعِدُ؟ فَيَحْذِفُونَ الْيَاءَ كَمَا يَحْذِفُونَ الْوَاوَ لِثِقْلِ الْيَاءَيْنِ وَلَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مَعَ الْهَمْزَةِ وَالتَّاءِ وَالنُّونِ لأَنه لَمْ يَجْتَمِعْ فِيهِ يَاءَانِ، وإِنما حذفت الواو من يَعِدُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ فَهِيَ غَرِيبَةٌ مِنْهُمَا، فأَما الْيَاءُ فَلَيْسَتْ غَرِيبَةً مِنَ الْيَاءِ وَلَا مِنَ الْكَسْرَةِ، ثُمَّ اعْتَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: فَكَيْفَ لَمْ يَحْذِفُوهَا مَعَ التَّاءِ والأَلف وَالنُّونِ؟ قِيلَ لَهُ: هَذِهِ الثَّلَاثَةُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ، وَالْيَاءُ هِيَ الأَصل؛ قَالَ الشَّيْخُ: إِنما اعْتَرَضَ بِهَذَا لأَنه زَعَمَ أَنما صَحَّتِ الْيَاءُ فِي يَيْعِرُ لِتُقَوِّيَهَا بِالْيَاءِ الَّتِي قَبْلَهَا فَاعْتَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: إِن الْيَاءَ ثَبَتَتْ وإِن لَمْ يَكُنْ قَبْلَهَا يَاءً فِي مِثْلِ تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ، فأَجاب بأَن هَذِهِ الثَّلَاثَةَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، وَالْيَاءُ هِيَ الأَصل، قَالَ: وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يَذْهَبْ إِليه أَحد غَيْرُهُ، أَلا تَرَى أَنه لَا يَصْحُّ أَن يُقَالَ هَمْزَةُ الْمُتَكَلِّمِ فِي نَحْوِ أَعِدُ بَدَلٌ مِنْ يَاءِ الْغَيْبَةِ فِي يَعِدُ وَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ فِي تَاءِ الْخِطَابِ أَنت تَعِدُ إِنها بَدَلٌ مِنْ يَاءِ الْغَيْبَةِ فِي يَعِدُ، وَكَذَلِكَ التَّاءُ فِي قَوْلِهِمْ هِيَ تَعِدُ لَيْسَتْ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ لِلْمُذَكَّرِ الْغَائِبِ فِي يَعِدُ، وَكَذَلِكَ نُونُ الْمُتَكَلِّمِ وَمَنْ مَعَهُ فِي قَوْلِهِمْ نَحْنُ نَعِدُ لَيْسَ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ الَّتِي لِلْوَاحِدِ الْغَائِبِ، وَلَوْ أَنه قَالَ: إِن الأَلف وَالتَّاءَ وَالنُّونَ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْيَاءِ فِي بَنَاتِ الْيَاءِ فِي يَيْعِر كَمَا كَانَتْ مَحْمُولَةً عَلَى الْيَاءِ حِينَ حُذِفَتِ الْوَاوُ مَنْ يَعِدُ لَكَانَ أَشبه مِنْ هَذَا الْقَوْلِ الظَّاهِرِ الْفَسَادِ. أَبو عَمْرٍو: اليَسَرَةُ وسْمٌ فِي الْفَخِذَيْنِ، وَجَمْعُهَا أَيْسارٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: فَظِعْتَ إِذا لَمْ يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى ... وَلَا السَّيْرَ رَاعِي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ عَلَى ذاتِ أَيْسارٍ، كأَنَّ ضُلُوعَها ... وأَحْناءَها العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ يَعْنِي الوَسْمَ فِي الْفَخِذَيْنِ، وَيُقَالُ: أَراد قَوَائِمَ لَيِّنَةً، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي شَرْحِ الْبَيْتِ: الثُّلَّةُ الضأْن وَالْمُشَبَّحُ الْمُعَرَّضُ؛ يُقَالُ: شَبَّحْتُه إِذا عَرَّضْتَه، وَقِيلَ: يَسَراتُ الْبَعِيرِ قَوَائِمُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ فَسْوَةَ: لَهَا يَسَراتٌ للنَّجاءِ، كأَنها ... مَواقِعُ قَيْنٍ ذِي عَلاةٍ ومِبْرَدِ قَالَ: شَبَّهَ قَوَائِمَهَا بِمَطَارِقِ الحدَّاد؛ وَجَعَلَ لَبِيدٌ الْجَزُورَ

مَيْسِراً فَقَالَ: واعْفُفْ عَنِ الجاراتِ، وامْنَحْهُنَّ ... مَيْسِرَكَ السَّمِينا الْجَوْهَرِيُّ: المَيْسِرُ قِمارُ الْعَرَبِ بالأَزلام. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لَهَا إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري بِهِ لِئامُ النَّاسِ كالياسِرِ الفالِجِ ؛ الياسِرُ مِنَ المَيْسِر وَهُوَ القِمارُ. واليُسْرُ فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: لَا بأْس أَن يُعَلَّقَ اليُسْرُ عَلَى الدَّابَّةِ ، قَالَ: اليُسْرُ، بِالضَّمِّ، عُودٌ يُطْلِق البولَ. قَالَ الأَزهري: هُوَ عُودُ أُسْرٍ لَا يُسْرٍ، والأُسْرُ احْتِبَاسُ الْبَوْلِ. واليَسِيرُ: الْقَلِيلُ. وَشَيْءٌ يَسِيرٌ أَي هَيِّنٌ. ويُسُرٌ: دَحْلٌ لِبَنِي يَرْبُوعٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لَمْ يَقِرْ ... طَافَ، والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُرْ وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ اليُسُرَ وَقَالَ: إِنه بِالدَّهْنَاءِ، وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ. يَقُولُ: أَسهر عَيْنَيْ خَيَالٌ طَافَ فِي النَّوْمِ وَلَمْ يَقِرْ، هُوَ مِنَ الوَقارِ، يُقَالُ: وَقَرَ فِي مَجْلِسِهِ، أَي خَيالُها لَا يَزَالُ يَطُوفُ ويَسْري وَلَا يَتَّدعُ. ويَسارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ: أَسماء. وياسِرُ مُنْعَمٍ: مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرٍ. ومَياسِرُ ويَسارٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ السُّلَيْكُ: دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي ... وخادِف طَعْنَةٍ بقَفا يَسارِ أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ مِنْ أَجل الطَّعْنَةِ؛ وَقَالَ كَثِيرٌ: إِلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ ... حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: دَرى باليَسارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِنه لَمْ يُفَسِّرِ الْيَسَارَى، قَالَ: وأُراه مَوْضِعًا. والمَيْسَرُ: نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غَرْسًا وَفِيهِ قَصَفٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ جَرِيرًا: وإِني لأَخْشَى، إِن خَطَبْتَ إِليهمُ، ... عَلَيْكَ الَّذِي لَاقَى يَسارُ الكَواعِبِ هُوَ اسْمُ عَبْدٍ كَانَ يَتَعَرَّضُ لِبَنَاتِ مَوْلَاهُ فَجَبَبْنَ مذاكيره. يَسْتَعِرَ: اليَسْتَعُور: شَجَرٌ تَصَنُّعُ مِنْهُ الْمُسَاوِيكُ، وَمَسَاوِيكُهُ أَشَدُّ الْمُسَاوِيكِ إِنْقاءً للثَّغْرِ وَتَبْيِيضًا لَهُ، ومَنابِتُه بالسَّراةِ وَفِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَرارة مَعَ لِين؛ قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: أَطَعْتُ الآمِرِينَ بِصَرْمِ سَلْمى ... فطارُوا فِي البلادِ اليَسْتَعُورِ الْجَوْهَرِيُّ: اليَستعور الَّذِي فِي شِعْرِ عُرْوَةَ مَوْضِعٌ، وَيُقَالُ شَجَرٌ، وَهُوَ فَعْلَلُولٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْيَاءُ فِي يَسْتَعُور بِمَنْزِلَةِ عَيْنِ عَضْرَفُوط لأَن الْحُرُوفَ الزَّوَائِدَ لَا تَلْحَقُ بَنَاتِ الأَربعة أَوّلًا إِلا الْمِيمُ الَّتِي فِي الِاسْمِ الْمَبْنِيِّ الَّذِي يَكُونُ عَلَى فِعْلِهِ كَمُدَحْرَجٍ وَشِبْهِهِ، فَصَارَ كَفِعْلِ بَنَاتِ الثَّلَاثَةِ الْمَزِيدِ، ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: الْيَسْتَعُورُ: بِفَتْحِ أَوله وإِسكان ثَانِيهِ بَعْدَهُ تَاءٌ مُعْجَمَةٌ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ فَوْقِهَا مَفْتُوحَةٌ وَعَيْنٌ مُهْمَلَةٌ وَوَاوٌ وَرَاءٌ مُهْمَلَةٌ عَلَى وَزْنِ يَفْتَعُولٍ، وَلَمْ يأْت فِي الْكَلَامِ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَهُوَ مَوْضِعٌ قَبْلَ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ كَثِيرُ

الْعِضَاهِ مُوحِشٌ لَا يَكَادُ يَدْخُلُهُ أَحد؛ وأَنشد بَيْتَ عُرْوَةَ: فَطَارُوا فِي الْبِلَادِ الْيَسْتَعُورِ قَالَ: أَي تَفَرَّقُوا حَيْثُ لَا يُعْلم وَلَا يُهْتدى لِمَوَاضِعِهِمْ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى الْبَيْتِ أَن عُرْوَةَ كَانَ سَبَى امرأَة مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ زَمَانًا وَهُوَ لَهَا شَدِيدُ الْمَحَبَّةِ، ثُمَّ إِنَّهَا اسْتَزَارَتْهُ أَهلها فَحَمَلَهَا حَتَّى انْتَهَى بِهَا إِليهم، فَلَمَّا أَراد الرُّجُوعَ أَبت أَن تَرْجِعَ مَعَهُ، وأَراد قَوْمُهَا قَتْلَهُ فَمَنَعَتْهُمْ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ إِنه اجْتَمَعَ بِهِ أَخوها وَابْنُ عَمِّهَا وَجَمَاعَةٌ فَشَرِبُوا خَمْرًا وَسَقَوْهُ وسأَلوه طَلَاقَهَا فَطَلَّقَهَا، فَلَمَّا صَحَا نَدِمَ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ بَعْدَ الْبَيْتِ: سَقَوْني الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُوني ... عُداةَ اللهِ مِنْ كَذِبٍ وزُورِ وَنَصَبَ عُدَاةَ اللَّهِ عَلَى الذَّمِّ؛ وَبَعْدَهُ: أَلا يَا لَيْتَنِي عاصَيْتُ طَلْقاً ... وجَبَّاراً ومَنْ لِي مِنْ أَمِيرِ طَلْق: أَخوها، وَجَبَّارٌ ابْنُ عَمِّهَا، والأَمير هُوَ الْمُسْتَشَارُ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: الْيَاءُ من نفس الكلمة. يُعِرْ: اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الشَّاةُ أَو الجَدْيُ يُشَدُّ عِنْدَ زُبْيَةِ الذِّئْبِ أَو الأَسد؛ قَالَ البُرَيْقُ الهُذَليُّ وَكَانَ قَدْ تَوَجَّهَ قَوْمُهُ إِلى مِصْرَ فِي بَعْثٍ فَبَكَى عَلَى فَقْدِهِمْ: فإِن أُمْسِ شَيْخًا بالرَّجِيع ووُلْدُهُ ... ويُصْبِحُ قَوْمي دُونَ أَرضِهِمُ مِصْرُ أُسائِلُ عَنْهُمْ كُلَّمَا جاءَ راكِبٌ ... مُقِيمًا بأَمْلاحٍ، كَمَا رُبِطَ اليَعْرُ وَالرَّجِيعُ والأَملاح: مَوْضِعَانِ. وَجَعَلَ نَفْسَهُ فِي ضَعْفِه وقِلَّةِ حِيلَتِهِ كالجَدْيِ الْمَرْبُوطِ فِي الزُّبْيَةِ، وَارْتَفَعَ قَوْلُهُ وُلْدُه بِالْعَطْفِ عَلَى الْمُضْمَرِ الْفَاعِلِ فِي أُمس. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وتُرْوِيه فِيقَةُ اليَعْرَةِ ؛ هِيَ بِسُكُونِ الْعَيْنِ العَناق. واليَعْرُ: الجَدْيُ، وَبِهِ فَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ قَوْلَ الْبُرَيْقِ. والفِيقَةُ: مَا يَجْتَمِعُ فِي الضَّرْعِ بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ الصَّوَابُ، رُبط عِنْدَ زُبْيَةِ الذِّئْبِ أَو لَمْ يُرْبَطْ. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَذلُّ مِنَ اليَعْرِ. واليُعارُ: صوتُ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: صوتُ المِعْزى، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنَ أَصوات الشَّاءِ. ويَعَرَتْ تَيْعَرُ وتَيْعِرُ، الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ، يُعاراً؛ قَالَ: وأَما أَشْجَعُ الخُنْثى فَوَلَّوْا ... تُيوساً، بالشَّظِيِّ، لَهَا يُعارُ ويَعَرَتِ العَنْزُ تَيْعِرُ، بِالْكَسْرِ، يُعاراً، بِالضَّمِّ: صَاحَتْ؛ وَقَالَ: عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْعِرُ حولَه ... وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ هَذَا رَجُلٌ ضَافَ رَجُلًا وَلَهُ عَتُودٌ يَيْعِرُ حَوْلَهُ، يَقُولُ: فَلَمْ يَذْبَحْهُ لَنَا وَبَاتَ يُسْقِينا لَبَنًا مَذِيقاً كأَنه بُطُونُ الثَّعَالِبِ لأَن اللَّبَنَ إِذا أُجْهِدَ مَذْقُه اخْضَرَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجِيءُ أَحدكم بِشَاةٍ لَهَا يُعارٌ ، وَفِي حَدِيثٍ آخر: بشاة تَيْعَرُ [تَيْعِرُ] أَي تَصِيحُ. وَفِي كتاب عُمَيْر ابن أَفْصى: إِن لَهُمُ الياعِرَة أَي مَا لَهُ يُعارٌ، وأَكثر مَا يُقَالُ لِصَوْتِ الْمَعْزِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَثَلُ المُنافِقِ كَالشَّاةِ الياعِرَة بَيْنَ الغَنَمَيْنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْ اليُعار الصَّوْتُ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ الْمَقْلُوبِ لأَن الرِّوَايَةَ العائِرَة، وَهِيَ الَّتِي تَذْهَبُ

كَذَا وَكَذَا. واليَعُورَةُ واليَعُورُ: الشَّاةُ تَبُولُ عَلَى حَالِبِهَا وتَبْعَرُ فَيُفْسِدُ اللَّبَنَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا جَاءَ، قَالَ: وَقَالَ أَبو الغَوْثِ هُوَ البَعُورُ، بِالْبَاءِ، يَجْعَلُهُ مأْخوذاً مِنَ البَعَرِ والبَوْلِ. قَالَ الأَزهري: هَذَا وَهَمٌ، شَاةٌ يَعُور إِذا كَانَتْ كَثِيرَةَ اليُعارِ، وكأَن اللَّيْثُ رأَى فِي بَعْضِ الْكُتُبِ شَاةً يَعُورُ فصحَّفه وَجَعَلَهُ شَاةً بَعَوَرُ، بِالْبَاءِ. واليَعارَةُ: أَن يُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فَيُعَارِضُهَا مُعَارَضَةً مِنْ غَيْرِ أَن يُرْسَلَ فِيهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَاعْتَرَضَ الفحلُ الناقةَ يَعارَةً إِذا عَارَضَهَا فَتَنَوَّخَها، وَقِيلَ: اليَعارَةُ أَن لَا تُضْرَبَ مَعَ الإِبل وَلَكِنْ يُقادُ إِليها الفحلُ وَذَلِكَ لِكَرَمِهَا؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا نَجَائِبَ وأَن أَهلها لَا يَغْفُلون عَنْ إِكرامها وَمُرَاعَاتِهَا، وَلَيْسَتْ لِلنِّتَاجِ فَهُنَّ لَا يُضْرَبُ فِيهِنَّ فَحْلٌ إِلا مُعَارَضَةً مِنْ غَيْرِ اعْتِمَادِ، فإِن شَاءَتْ أَطاعته وإِن شَاءَتِ امْتَنَعَتْ مِنْهُ فَلَا تُكره عَلَى ذَلِكَ: قَلَائِصُ لَا يُلْقَحْنَ إِلا يَعارَةً ... عِراضاً، وَلَا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا لَا يَشْرِينَ إِلا غَوَالِيَا أَي لِكَوْنِهَا لَا يُوجَدُ مِثْلُهَا إِلا قَلِيلًا. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ يُقَادُ إِليها الْفَحْلُ مُحَالٌ، وَمَعْنَى بَيْتِ الرَّاعِي هَذَا أَنه وَصَفَ نَجَائِبَ لَا يُرْسَلُ فِيهَا الْفَحْلُ ضِنّاً بِطِرْقِها وإِبقاءً لِقُوَّتِهَا عَلَى السَّيْرِ لأَن لِقاحَها يُذهِبُ مُنَّتَها، وإِذا كَانَتْ عَائِطًا فَهُوَ أَبقى لِسَيْرِهَا وأَقل لِتَعَبِهَا، وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِلا يَعارَةً، يَقُولُ: لَا تُلْقَحُ إِلا أَن يُفْلِتَ فَحْلٌ مِنْ إِبل أُخرى فَيَعِير وَيَضْرِبُهَا فِي عَيرَانِه؛ وَكَذَلِكَ قَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي نَجِيبَةٍ حَمَلَت يَعارَةً فَقَالَ: سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسٍ سَبَنْتاةٌ ... أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَنْضَجَتْهُ عشرينَ يَوْمًا، ونِيلَتْ ... حِينَ نِيلَتْ يَعارَةً فِي عِراضِ أَراد أَن الْفَحْلَ ضَرَبَهَا يَعارَةً، فَلَمَّا مَضَى عَلَيْهَا عِشْرُونَ لَيْلَةً مِنْ وقتِ طَرَقها الفحلُ أَلقت ذَلِكَ الْمَاءَ الَّذِي كَانَتْ عَقَدَتْ عَلَيْهِ فَبَقِيَتْ مُنَّتُها كَمَا كَانَتْ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: مَعْنَى اليَعارَةِ أَن النَّاقَةَ إِذا امْتَنَعَتْ عَلَى الْفَحْلِ عارَتْ مِنْهُ أَي نَفَرَتْ، تعارُ، فَيُعارِضها الفحلُ فِي عَدوِها حَتَّى يَنالها فَيَسْتَنِيخَها وَيَضْرِبَهَا. قَالَ: وَقَوْلُهُ يَعارَةً إِنما يُرِيدُ عَائِرَةً فَجَعَلَ يَعارة اسْمًا لَهَا وَزَادَ فِيهِ الْهَاءَ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يُقَالَ عارَتْ تَعِيرُ فَقَالَ تعارُ لِدُخُولِ أَحد حُرُوفِ الْحَلْقِ فِيهِ. واليَعْرُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وَعَادَ لَهَا اليَعارُ مُجْرَنْثِماً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَفَسَّرَ أَنه شَجَرَةٌ فِي الصَّحْرَاءِ تأْكلها الإِبل، وَقَدْ وَقَعَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي عِدَّةِ تَرَاجِمَ. ويَعْرٌ: بَلَدٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ السُّكَّرِيُّ قَوْلَ سَاعِدَةَ بْنِ العَجْلان: تَرَكْتَهُمُ وظَلْتَ بِجَرِّ يَعْرٍ ... وأَنتَ زَعَمْتَ ذُو خَبَبٍ مُعِيدُ يَمُرُّ: اليامُورُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ: الذَّكَرُ مِنَ الأَيِّل. اللَّيْثُ: اليامُورُ مِنَ الْبَحْرِ، يَجْرِي عَلَى مَنْ قَتَلَهُ فِي الْحُرُمِ أَو الإِحرام الحكْمُ، وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ اليامُورَ فِي بَابِ الأَوعال الْجَبَلِيَّةِ والأَياييل والأَرْوَى، وَهُوَ اسْمٌ لِجِنْسٍ مِنْهَا بِوَزْنِ اليَعْمُور؛ واليَعْمُورُ: الجَدْيُ،

وجمعه اليَعامِيرُ. يَهُرُّ: اليَهْيَرُّ: اللَّجَاجَةُ وَالتَّمَادِي فِي الأَمر، وَقَدِ اسْتَيْهَرَ. والمُسْتَيْهِرُ: الذَّاهِبُ الْعَقْلِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: يَسْعَى ويَجْمَعُ دَائِبًا مُسْتَيْهِراً ... جِدًّا، وَلَيْسَ بآكِلٍ يَجْمَعُ واسْتَيْهَرَتِ الحُمُرُ: فَزِعَتْ؛ عَنْهُ أَيضاً، وَاللَّهُ أَعلم.

ز

[ز] ز: الزَّايُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَالزَّايُ وَالسِّينُ وَالصَّادُ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ الْحُرُوفُ الأَسَلِيَّة لأَن مبدأَها مِنْ أَسَلَةِ اللِّسَانِ. قَالَ الأَزهري: لَا تأْتلف الصَّادُ مَعَ السِّينِ وَلَا مَعَ الزَّايِ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. فصل الألف أبز: أَبَزَ الظَّبْيُ يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً: وثَبَ وقَفَزَ فِي عَدْوِه، وَقِيلَ تَطَلَّقَ فِي عَدْوه؛ قَالَ: يَمُرُّ كَمَرِّ الآبِزِ المُتَطَلِّقِ وَالِاسْمُ الأَبَزَى، وَظَبْيٌ أَبَّازٌ وأَبُوزٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى. ابْنُ الأَعرابي: الأَبوزُ القَفَّازُ مِنْ كُلِّ الْحَيَوَانِ، وَهُوَ أَبوزٌ، والأَبَّازُ الوَثَّابُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ ... تَقَبَّضَ الذئبُ إِليه، فاجْتَمَعْ لَمَّا رَأَى أَن لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ ... مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَبَّازُ القَفَّازُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَفَ ظيباً، والعُفْر مِنَ الظِّبَاءِ الَّتِي يَعْلُو بياضها حمرة. وتَقَبَّضَ: جَمَعَ قَوَائِمَهُ ليَثِبَ عَلَى الظَّبْيِ فَلَمَّا رأَى الذِّئْبُ أَنه لَا دَعَةَ لَهُ وَلَا شِبَعَ لِكَوْنِهِ لَا يَصِلُ إِلى الظَّبْيِ فيأْكله مَالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ، والأَرطاة: وَاحِدَةُ الأَرْطَى، وَهُوَ شَجَرٌ يُدْبَغُ بِوَرَقِهِ. والحِقْفُ: المُعْوَجُّ مِنَ الرَّمْلِ، وَجَمْعُهُ أَحقاف وحُقُوفٌ؛ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ: لَقَدْ صَبَحْتُ حَمَلَ بْنَ كُوزِ ... عُلالَةً مِنْ وَكَرَى أَبُوزِ تُرِيحُ بَعْدَ النَّفَسِ المَحْفُوزِ ... إِراحَةَ الجِدَايَةِ [الجَدَايَةِ] النَّفُوزِ قَالَ أَبو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ كَيْسان: قرأْته عَلَى ثَعْلَبٍ جَمَلَ بْنَ كُوز، بِالْجِيمِ، وأَخذه عليٌّ بِالْحَاءِ، قَالَ: وأَنا إِلى الحاءِ أَميل. وَصَبَحْتُهُ: سَقَيْتُهُ صَبُوحًا، وَجَعَلَ الصَّبُوحَ الَّذِي سَقَاهُ لَهُ عُلالَةً مِنْ عَدْوِ فَرَسٍ وَكَرى، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ العَدْوِ؛ يَقُولُ: سَقَيْتُهُ عُلالَةَ عَدْوِ فَرَسٍ صَبَاحًا، يَعْنِي أَنه أَغار عَلَيْهِ وَقْتَ الصُّبْحِ فَجَعَلَ

ذَلِكَ صَبوحاً لَهُ؛ وَاسْمُ جِرانِ العَوْدِ عامرُ «3» بْنُ الْحَرْثِ، وإِنما لُقِّبَ جِرانَ العَوْدِ لِقَوْلِهِ: خُذَا حَذَراً يَا خِلَّتَيَّ، فإِنَّنِي ... رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قَدْ كادَ يَصْلُحُ «4» يَقُولُ لامرأَتيه: احْذَرَا فإِني رأَيت السَّوْطَ قَدْ قَرُبَ صَلَاحُهُ. وَالْجِرَانُ: بَاطِنُ عُنُقِ الْبَعِيرِ. والعَوْدُ: الْجَمَلُ الْمُسِنُّ. وحَمَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَقَوْلُهُ: بَعْدَ النَّفَسِ الْمَحْفُوزِ، يُرِيدُ النَّفَسَ الشَّدِيدَ الْمُتَتَابِعَ الَّذِي كأَن دَافِعًا يَدْفَعُهُ من سِباق. وتُرِيح: تَتَنَفَّسُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَهَا مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع ... فَمِنْهُ تُرِيحُ إِذا تَنْبَهِرْ والجِدايَةُ: الظَّبْيَةُ، والنَّفُوز: الَّتِي تَنْفِزُ أَي تَثِبُ. وأَبَزَ الإِنسانُ فِي عَدْوِه يأْبِزُ أَبْزاً وأُبوزاً: اسْتَرَاحَ ثُمَّ مَضَى. وأَبَزَ يَأْبِزُ أَبْزاً: لُغَةٌ فِي هَبَزَ إِذا مات مُغافَصَةً. أجز: اسْتَأْجَزَ عَنِ الوِسادَة: تَنَحَّى عَنْهَا وَلَمْ يَتَّكِئْ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَأْجِزُ وَلَا تَتَّكِئ. وآجَزُ: اسمٌ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ الإِجازَةُ ارْتِفاقُ الْعَرَبِ، كَانَتِ الْعَرَبُ تَحْتَبئ وتَسْتَأْجِزُ عَلَى وِسَادَةٍ وَلَا تَتَّكِئُ عَلَى يَمِينٍ وَلَا شِمَالٍ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَلَعَلَّهُ حَفِظَهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى قَالَ: دَفَعَ إِليَّ الزُّبَيرُ إِجازَةً وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَكَذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ فَقُلْتُ: ايِشْ أَقول فِيهِمَا فَقَالَا: قُلْ فِيهِ إِن شِئْتَ حَدَّثَنَا، وإِن شِئْتَ أَخبرنا، وإِن شِئْتَ كتب إِليّ. أرز: أَرَزَ يَأْرِزُ أُرُوزاً: تَقَبَّضَ وتَجَمَّعَ وثَبَتَ، فَهُوَ آرِزٌ وأَرُوزٌ، وَرَجُلٌ أَرُوزٌ: ثَابِتٌ مُجْتَمِعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: أَرَزَ فُلَانٌ يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً إِذا تَضامَّ وتَقَبَّضَ مِنْ بخْلِه، فَهُوَ أَرُوزٌ. وَسُئِلَ حَاجَةً فأَرَزَ أَي تَقَبَّضَ وَاجْتَمَعَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فذاكَ بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ يَعْنِي أَنه لَا يَنْبَسِطُ لِلْمَعْرُوفِ وَلَكِنَّهُ يَنْضَمُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، وَقَدْ أَضافه إِلى الْمَصْدَرِ كَمَا يُقَالُ عُمَرُ العَدْلِ وعُمَرُ الدَّهاءِ، لَمَّا كَانَ الْعَدْلُ وَالدَّهَاءُ أَغلب أَحواله. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الأَسود الدُّؤَلِيِّ أَنه قَالَ: إِن فُلَانًا إِذا سُئِلَ أَرَزَ وإِذا دُعِيَ اهْتَزَّ؛ يَقُولُ: إِذا سُئِلَ المعروفَ تَضامَّ وتَقَبَّضَ مِنْ بُخْلِهِ وَلَمْ يَنْبَسِطْ لَهُ، وإِذا دُعِيَ إِلى طَعَامٍ أَسرع إِليه. وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: أَرُوزٌ، وَرَجُلٌ أَرُوزُ الْبُخْلِ أَي شَدِيدُ الْبُخْلِ. وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ قَوْلَ أَبي الأَسود أَنه قَالَ: إِن اللَّئِيمَ إِذا سُئِلَ أَرَزَ وإِن الْكَرِيمَ إِذا سُئِلَ اهْتَزَّ. وَاسْتُشِيرَ أَبو الأَسود فِي رَجُلٍ يُعَرَّف أَو يُوَلَّى فَقَالَ: عَرّفُوه فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسٌ إِن أُعْطِيَ انْتَهزَ وإِن سُئِلَ أَرَزَ. وأَرَزَتِ الحيةُ تأْرِزُ: ثَبَتَتْ فِي مَكَانِهَا، وأَرَزَتْ أَيضاً: لَاذَتْ بِجُحْرِهَا وَرَجَعَتْ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الإِسلام ليأْرِزُ إِلى الْمَدِينَةِ كَمَا تأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلى جُحْرِها ؛ قَالَ الأَصمعي: يأْرِزُ أَي يَنْضَمُّ إِليها وَيَجْتَمِعُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ فِيهَا. وَمِنْهُ كَلَامُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَتَّى يأْرِزَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِكُمْ. والمَأْرِزُ: المَلْجَأُ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوَةَ: أَرَزَ الرجلُ إِلى مَنَعَتِه أَي رَحَلَ إِليها. وَقَالَ الضَّرِيرُ: الأَرْزُ أَيضاً أَن تَدْخُلَ الْحَيَّةُ جُحْرَهَا عَلَى ذَنَبِهَا فَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْهَا رأْسها فَيَدْخُلُ بَعْدُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الإِسلام خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَهُوَ يَنْكُصُ إِليها حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُ نُكُوصًا

_ (3). قوله [وَاسْمُ جِرَانِ الْعَوْدِ عَامِرُ إلخ] في الصحاح: واسمه المستورد (4). قوله [يا خلتي] تثنية خلة، بكسر الخاء المعجمة، مؤنث الخل بمعنى الصديق. وفي الصحاح: يا جارتي.

كَمَا كَانَ أَوّله خُرُوجًا، وإِنما تأْرِزُ الْحَيَّةُ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ إِذا كَانَتْ خَائِفَةً، وإِذا كَانَتْ آمِنَةً فَهِيَ تبدأُ برأْسها فَتَدْخُلُهُ وَهَذَا هُوَ الِانْجِحَارُ. وأَرَزَ المُعْيِي: وَقَفَ. والآرِزُ مِنَ الإِبل: الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. وفَقارٌ آرِزٌ: مُتَدَاخِلٌ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْقَوِيَّةِ آرِزَةٌ أَيضاً؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ نَاقَةً: بآرِزَةِ الفَقارَة لَمْ يَخُنْها ... قِطافٌ فِي الرِّكابِ، وَلَا خِلاءُ قَالَ: الآرِزَةُ الشَّدِيدَةُ المجتَمعُ بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد أَنها مُدْمَجَةُ الفَقارِ مُتَدَاخِلَتُهُ وَذَلِكَ أَقوى لَهَا. وَيُقَالُ لِلْقَوْسِ: إِنها لَذَاتُ أَرْزٍ، وأَرْزُها صَلابَتُها، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرْزاً، قَالَ: والرميُ مِنَ الْقَوْسِ الصُّلبة أَبلغ فِي الجَرْحِ، وَمِنْهُ قِيلَ: نَاقَةٌ آرِزَةُ الفَقار أَي شَدِيدَةٌ. وَلَيْلَةٌ آرِزَةٌ: بَارِدَةٌ، أَرَزَتْ تأْرِزُ أَرِيزاً؛ قَالَ فِي الأَرَز: ظَمآن فِي ريحٍ وَفِي مَطِيرِ ... وأَرْزِ قُرٍّ لَيْسَ بالقَرِيرِ وَيَوْمٌ أَرِيزٌ: شَدِيدُ الْبَرْدِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي أَزِيزٌ، بِزَايَيْنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والأَرِيزُ: الصَّقِيعُ؛ وَقَوْلُهُ: وَفِي اتِّباعِ الظُّلَلِ الأَوارِزِ يَعْنِي الْبَارِدَةَ. وَالظُّلَلُ هُنَا: بُيُوتُ السِّجْنِ. وَسُئِلَ أَعرابي عَنْ ثَوْبَيْنِ لَهُ فَقَالَ: إِن وجدتُ الأَرِيزَ لبستُهما، والأَرِيزُ والحَلِيتُ: شِبْهُ الثَّلْجِ يَقَعُ بالأَرض. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رأَيت أَرِيزَتَه وأَرائِزَهُ تَرْعُدُ، وأَرِيزَةُ الرَّجُلِ نَفَسُه. وأَرِيزَةُ الْقَوْمِ: عَمِيدُهم. والأُرْزُ والأُرُزُ والأُرُزُّ كُلُّهُ ضربٌ مِنَ البُرِّ. الْجَوْهَرِيُّ: الأُرْزُ حبٌّ، وَفِيهِ سِتُّ لُغَاتٍ: أَرُزٌّ وأُرُزٌّ، تَتْبَعُ الضمةُ الضمةَ، وأُرْزٌ وأُرُزٌ مِثْلُ رُسْلٍ ورُسُلٍ، ورُزٌّ ورُنْزٌ، وَهِيَ لِعَبْدِ الْقَيْسِ. أَبو عَمْرٍو: الأَرَزُ، بِالتَّحْرِيكِ، شَجَرُ الأَرْزَنِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الأَرْزَةُ، بِالتَّسْكِينِ، شَجَرُ الصَّنَوْبَرِ، وَالْجَمْعُ أَرْزٌ. والأَرْزُ: العَرْعَرُ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ بِالشَّامِ يُقَالُ لِثَمَرِهِ الصَّنَوْبَرُ؛ قَالَ: لَهَا رَبَذاتٌ بالنَّجاءِ كأَنها ... دَعائِمُ أَرْزٍ، بينهنَّ فُرُوعُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني الخَبِرُ أَن الأَرْزَ ذَكَرُ الصَّنَوْبَرِ وأَنه لَا يَحْمِلُ شَيْئًا وَلَكِنْ يُسْتَخْرَجُ مِنْ أَعجازه وَعُرُوقِهِ الزِّفْتُ ويستصبحُ بِخَشَبِهِ كَمَا يَسْتَصْبَحُ بِالشَّمْعِ وَلَيْسَ مِنْ نَبَاتِ أَرض الْعَرَبِ، وَاحِدَتُهُ أَرْزَةٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ عَلَى الأَرض حَتَّى يَكُونَ انْجِعافُها مَرَّةً وَاحِدَةً. قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الأَرَزَةُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، مِنَ الشَّجَرِ الأَرْزَنِ، ونحوَ ذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ. وَالْقَوْلُ عِنْدِي غَيْرُ مَا قَالَا إِنما هِيَ الأَرْزَةُ، بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهِيَ شَجَرَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِالشَّامِ تُسَمَّى عِنْدَنَا الصَّنَوْبَرَ مِنْ أَجل ثَمَرِهِ، قَالَ: وَقَدْ رأَيت هَذَا الشَّجَرَ يُسَمَّى أَرْزَةً، وَيُسَمَّى بِالْعِرَاقِ الصَّنَوْبَرَ، وإِنما الصَّنَوْبَرُ ثَمَرُ الأَرْزِ فَسُمِّيَ الشَّجَرُ صَنَوْبَرًا مِنْ أَجل ثَمَرِهِ؛ أَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن الْكَافِرَ غيرُ مَرْزُوءٍ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وأَهله وَوَلَدِهِ حَتَّى يَمُوتَ، فَشَبَّهَ مَوْتَهُ بِانْجِعَافِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ مِنْ أَصلها حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ بِذُنُوبِهِ حامَّةً؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ آرِزَةٌ بِوَزْنِ فَاعِلَةٍ، وأَنكرها أَبو عُبَيْدٍ: وَشَجَرَةٌ آرِزَةٌ أَي ثَابِتَةٌ فِي الأَرض، وَقَدْ أَرَزَتْ تأْرِزُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: جَعَلَ الجبالَ للأَرضِ عِماداً وأَرَزَ فِيهَا أَوتاداً أَي أَثبتها، إِن كَانَتِ الزَّايُ مُخَفَّفَةً فَهِيَ مِنْ أَرَزَت الشجرةُ تأْرِزُ إِذا ثَبَتَتْ فِي الأَرض، وإِن

كَانَتْ مُشَدَّدَةً فَهُوَ مِنْ أَرَزَّت الجَرادَةُ ورَزَّتْ إِذا أَدخلت ذَنَبَهَا فِي الأَرض لِتُلْقِيَ فِيهَا بَيْضَهَا. ورَزَزْتُ الشيءَ فِي الأَرض رَزّاً أَثبته فِيهَا، قَالَ: وحينئذٍ تَكُونُ الْهَمْزَةُ زَائِدَةً وَالْكَلِمَةُ مِنْ حُرُوفِ الرَّاءِ. والأُرْزَةُ والأَرَزَةُ، جَمِيعًا: الأَرْزَةُ، وَقِيلَ: إِن الأَرْزَةَ إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِثَبَاتِهَا. وَفِي حَدِيثِ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحانَ: وَلَمْ يَنْظُرْ فِي أَرْزِ الْكَلَامِ أَي فِي حَصْرِه وجمعِه والتروّي فيه. أزز: أَزَّتِ القِدْرُ تَؤُزُّ وتَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَزازاً وائْتَزَّتِ ائْتِزازاً إِذا اشْتَدَّ غَلَيَانُهَا، وَقِيلَ: هُوَ غَلَيَانٌ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبيه، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتيت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَلِ مِنَ البكاءِ يَعْنِي يَبْكِي، أَي أَن جَوْفَهُ يَجِيش وَيَغْلِي بالبكاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي تَفْسِيرِهِ: خَنِين، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، فِي الْجَوْفِ إِذا سَمِعَهُ كأَنه يَبْكِي. وأَزَّ بِهَا أَزّاً: أَوقد النَّارَ تَحْتَهَا لِتَغْلِيَ. أَبو عُبَيْدَةَ: الأَزِيزُ الالتهابُ وَالْحَرَكَةُ كَالْتِهَابِ النَّارِ فِي الْحَطَبِ. يُقَالُ: أُزَّ قِدْرَك أَي أَلْهِبِ النارَ تَحْتَهَا. والأَزَّةُ: الصوتُ. والأَزِيزُ: النَّشِيشُ. والأَزِيزُ: صَوْتُ غَلَيَانِ الْقِدْرِ. والأَزِيزُ: صَوْتُ الرَّعْدِ مِنْ بَعِيدٍ، أَزَّت السحابةُ تَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً. وأَما حَدِيثُ سَمُرَة: كَسَفَتِ الشمسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَهَيْتُ إِلى المسجد فإِذا هو يأْزَزُ ، فإِن أَبا إِسحاق الحَرْبيَّ قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: الأَزَزُ الامتلاءُ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُ امتلاءَ الْمَجْلِسِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِمَّا تَقَدَّمَ مِنَ الصَّوْتِ لأَن الْمَجْلِسَ إِذا امتلأَ كَثُرَتْ فِيهِ الأَصوات وَارْتَفَعَتْ. وَقَوْلُهُ يأْزَزُ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، هُوَ مِنْ بَابِ لَحِحَتْ عينُه وأَللَ السِّقاءُ ومَشِشَت الدابةُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِالْمَصْدَرِ مِنْهُ فَيُقَالُ: بَيْتٌ أَزَز، والأَزَزُ الجمعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وَقَوْلُهُ: الْمَسْجِدُ يأْزَزُ أَي مُنْغَصٌّ بِالنَّاسِ. وَيُقَالُ: الْبَيْتُ مِنْهُمْ بأَزَزٍ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مُتَّسَعٌ، وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ؛ يُقَالُ: أَتيت الْوَالِيَ والمجلسُ أَزَزٌ أَي كَثِيرُ الزِّحَامِ لَيْسَ فِيهِ مُتَّسَعٌ، وَالنَّاسُ أَزَزٌ إِذا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ. وَقَدْ جاءَ حَدِيثُ سَمُرة فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ فَقَالَ: وَهُوَ بارِزٌ مِنَ البُروز وَالظُّهُورِ، قَالَ: وَهُوَ خطأٌ مِنَ الرَّاوِي؛ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِمِ وَكَذَا قَالَهُ الأَزهري فِي التَّهْذِيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا الْمَجْلِسُ يَتَأَزَّزُ أَي تَمُوجُ فِيهِ النَّاسُ، مأْخوذ مِنْ أَزِيزِ المِرْجَل، وَهُوَ الْغَلَيَانُ. وَبَيْتٌ أَزَزٌ: مُمْتَلِئٌ بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ لَهُ جَمْعٌ وَلَا فِعْلٌ. والأَزَزُ: الضِّيق. أَبو الجَزْلِ الأَعرابي: أَتيت السُّوق فرأَيت النساءَ أَزَزاً، قِيلَ: مَا الأَزَزُ؟ قَالَ كأَزَزِ الرُّمَّانة الْمُحْتَشِيَةِ. وَقَالَ الأَسَدِيُّ فِي كَلَامِهِ: أَتيت الْوَالِيَ وَالْمَجْلِسَ أَزَزٌ أَي ضَيِّق كَثِيرُ الزِّحام؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَنا أَبو النَّجْمِ إِذا شُدَّ الحُجَزْ ... واجْتَمَع الأَقْدامُ فِي ضَيْقٍ أَزَزْ والأَزُّ: ضَرَبانُ عِرْق يَأْتَزُّ أَو وجَعٌ فِي خُراج. وأَزُّ الْعُرُوقِ: ضَرَبانُها. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي قَبْلَ حَشَكِ النَّفْسِ وأَزِّ الْعُرُوقِ؛ الحَشَكُ: اجْتِهَادُهَا فِي النَّزْعِ، والأَزُّ: الاختلاطُ. والأَزُّ: التَّهْيِيجُ والإِغراءُ. وأَزَّهُ يَؤُزُّهُ أَزّاً: أَغراه وَهَيَّجَهُ. وأَزَّهُ: حَثَّه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ أَي تُزْعِجُهم إِلى الْمَعَاصِي وتُغْرِيهم بِهَا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: تُشْليهم إِشْلاءً، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: تُغْرِيهِمْ إِغراءً. ابْنُ الأَعرابي: الأُزَّازُ الشَّيَاطِينُ الَّذِينَ يَؤُزُّونَ الكفارَ. وأَزَّه أَزَّاً وأَزِيزاً مِثْلُ هَزَّه. وأَزَّ يَؤُزُّ أَزّاً، وَهُوَ

الْحَرَكَةُ الشَّدِيدَةُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ وَقَوْلُ رؤْبة: لَا يأْخُذُ التأْفِيكُ والتَّحَزِّي ... فِينَا، وَلَا قَوْلُ العِدَى ذُو الأَزِّ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ التَّحْرِيكِ وَمِنَ التَّهْيِيجِ. وَفِي حَدِيثِ الأَشْتَرِ: كَانَ الَّذِي أَزَّ أُمَّ المؤْمنين عَلَى الْخُرُوجِ ابنَ الزُّبَيْرِ أَي هُوَ الَّذِي حَرَّكَهَا وأَزعجها وَحَمَلَهَا عَلَى الْخُرُوجِ. وَقَالَ الحَرْبِيُّ: الأَزُّ أَن تَحْمِلَ إِنساناً عَلَى أَمْر بِحِيلَةٍ وَرِفْقٍ حَتَّى يَفْعَلَهُ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَزَّا عَائِشَةَ حَتَّى خَرَجَتْ. وغَداةٌ ذاتُ أَزِيزٍ أَي بَرْدٍ، وعَمَّ ابنُ الأَعرابي بِهِ البَرْدَ فَقَالَ: الأَزِيزُ البردُ ولم يَخُصَّ بَرْدَ غَداةٍ وَلَا غَيْرِهَا فَقَالَ: وَقِيلَ لأَعرابي ولَبِسَ جَوْرَبَيْن لِمَ تَلْبَسُهما؟ فَقَالَ: إِذا وَجَدْتُ أَزِيزاً لَبِسْتُهُمَا. ويومٌ أَزِيزٌ: بَارِدٌ، وَحَكَاهُ ثَعْلَبٌ أَرِيزٌ. وأَزَّ الشيءَ يَؤُزُّه إِذا ضَمَّ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ. أَبو عَمْرٍو: أَزَّ الكتائبَ إِذا أَضاف بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ الأَخطل: ونَقْضُ العُهُودِ ... بِإِثْرِ العُهود يَؤُزُّ الكتائبَ حَتَّى حَمِينا الأَصمعي: أَزَزْتُ الشيءَ أَؤُزُّه أَزّاً إِذا ضَمَمْتَ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ. وأَزَّ المرأَةَ أَزّاً إِذا نَكَحَهَا، وَالرَّاءُ أَعلى، وَالزَّاى صَحِيحَةٌ فِي الِاشْتِقَاقِ لأَن الأَزَّ شِدَّةُ الْحَرَكَةِ. وَفِي حَدِيثِ جَمَلِ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَنَخَسَه رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقَضِيب فإِذا تَحْتِي لَهُ أَزِيزٌ أَي حركةٌ واهتياجٌ وحِدَّةٌ. وأَزَّ الناقةَ أَزّاً: حَلَبَهَا حَلْبًا شَدِيدًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد كأَنْ لَمْ يُبَرِّكْ بالقُنَيْنِيِّ نيبُها ... وَلَمْ يَرْتَكِبْ مِنْهَا الزِّمِكَّاءَ حافِلُ شديدَةُ أَزِّ الآخِرَيْنِ كأَنها ... إِذا ابْتَدَّها العِلْجانِ، زَجْلَةُ قافِلِ قَالَ: الآخِرَينِ وَلَمْ يَقُلِ القادِمَيْنِ لأَن بَعْضَ الْحَيَوَانِ يَخْتَارُ آخِرَيْ أُمِّهِ عَلَى قادِمَيْها، وَذَلِكَ إِذا كَانَ ضَعِيفًا يَجْثُو عَلَيْهِ الْقَادِمَانِ لجَثْمِهما، وَالْآخَرَانِ أَدَقُّ. والزَّجْلَةُ: صَوْتُ النَّاسِ، شَبَّهَ حَفِيفَ شَخْبِها بِحَفِيفِ الزَّجْلَةِ. وأَزَّ الماءَ يَؤُزُّه أَزّاً: صَبَّهُ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِ الأَوائل: أُزَّ مَاءً ثُمَّ غَلِّه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ رِوَايَةُ ابْنِ الْكَلْبِيِّ وَزَعَمَ أَنّ أُزَّ خَطَأٌ. وَرَوَى المُفَضَّلُ أَنَّ لُقْمانَ قَالَ لِلُقَيْم: اذهبْ فَعَشِّ الإِبلَ حَتَّى تَرَى النجمَ قِمَّ رأْسٍ، وَحَتَّى تَرى الشِّعْرَى كأَنها نارٌ، وإِلَّا تَكُنْ عَشَّيْتَ فَقَدْ آنَيْتَ؛ وقالَ لَهُ لُقَيْمٌ: واطْبُخْ أَنت جَزُورَك فأُزَّ مَاءً وغَلِّهِ حَتَّى تَرَى الكَرادِيسَ كأَنها رُؤُوس شُيوخٍ صُلْعٍ، وَحَتَّى تَرَى اللَّحْمَ يَدْعُو غُطَيْفاً وغَطَفان، وإِلَّا تَكُنْ أَنْضَجْتَ فَقَدْ آنَيْتَ؛ قَالَ: يَقُولُ إِن لَمْ تُنْضِجْ فَقَدْ آنَيْتَ وأَبطأْتَ إِذا بَلَغْتَ بِهَا هَذَا وإِن لَمْ تَنْضَجْ. وأَزَزْتُ القِدْرَ أَؤُزُّها أَزّاً إِذا جَمَعْتَ تَحْتَهَا الْحَطَبَ حَتَّى تَلْتَهِبَ النَّارُ؛ قَالَ ابْنُ الطَّثَرِيَّةِ يَصِفُ الْبَرْقَ: كأَنَّ حَيْرِيَّةً غَيْرَى مُلاحِيَةً ... باتتْ تَؤُزُّ بِهِ مِنْ تَحْتِه القُضُبا اللَّيْثُ: الأَزَزُ حسابٌ مِنْ مَجاري الْقَمَرِ، وَهُوَ فُضُولُ مَا يَدْخُلُ بَيْنَ الشُّهُورِ وَالسِّنِينَ. أَبو زَيْدٍ: ائْتَرَّ الرجلُ ائتِراراً إِذا اسْتَعْجَلَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري أَبالزاي هو أَم بالراء.

فصل الباء الموحدة

أفز: أَبو عَمْرٍو: الأَفْزُ، بِالزَّايِ، الوثْبَةُ بالعَجَلَة، والأَفْرُ، بالراء: العَدْوُ. ألز: ابْنُ الأَعرابي: الأَلْزُ اللُّزُومُ لِلشَّيْءِ، وَقَدْ أَلَزَ بِهِ يأْلِزُ أَلْزاً وأَلِزَ فِي مَكَانِهِ يأْلَزُ أَلَزاً مِثْلَ أَرَزَ؛ قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ: أَلِزٌ إِنْ خَرَجَتْ سَلَّتُه ... وَهِلٌ تَمْسَحُه مَا يَسْتَقِر السَّلَّةُ: أَن يَكْبُوَ الفرسُ فَيَرْتَدَّ ذَلِكَ الرَّبْوُ فيه. أوز: الأَوْزُ: حِسابٌ مِنْ مَجَارِي الْقَمَرِ، وَهُوَ فُضُولُ مَا يَدْخُلُ بَيْنَ الشُّهُورِ وَالسِّنِينَ. وَرَجُلٌ إِوَزٌّ: قَصِيرٌ غَلِيظٌ، والأُنثى إِوَزَّةٌ. وَفَرَسٌ إِوَزٌّ: مُتَلاحِكُ الخَلْقِ شَدِيدُهُ، فِعَلٌّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِفَعْلًا لأَن هَذَا الْبِنَاءَ لَمْ يَجِئْ صِفَةً؛ قَالَ: حَكَى ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ، وأَنشد: إِن كنتَ ذَا خَزٍّ، فإِنَّ بَزِّي ... سابِغةٌ فوقَ وَأًى إِوَزِّ والإِوَزَّى: مِشْيَةٌ فِيهَا تَرَقُّصٌ إِذا مَشَى مَرَّةً عَلَى الْجَانِبِ الأَيمن وَمَرَّةً عَلَى الْجَانِبِ الأَيسر؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ، وأَنشد: أَمْشِي الإِوَزَّى ومَعِي رُمْحٌ سَلِبْ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ إِفْعَلَّى وفِعَلَّى عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ أَصح لأَن هَذَا الْبِنَاءَ كَثِيرٌ فِي الْمَشْيِ كالجِيَضَّى والدِّفَقَّى. الْجَوْهَرِيُّ: الإِوَزَّةُ والإِوَزُّ البَطُّ، وَقَدْ جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَقَالُوا: إِوَزُّونَ. فصل الباء الموحدة بأز: البَأْزُ: لُغَةٌ فِي الْبَازِي، والجمع أَبْؤُزٌ وبُؤُوزٌ وبِئْزانٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَذَهَبَ إِلى أَن هَمْزَتَهُ مُبْدَلَةٌ مَنْ أَلف لِقُرْبِهَا مِنْهَا، وَاسْتَمَرَّ الْبَدَلُ فِي أَبْؤُزٍ وبِئْزانٍ كَمَا استمرَّ في أَعياد. بخز: التَّهْذِيبُ: بَخَزَ عَيْنَهُ وبَخَسَها إِذا فقأَها، وبَخَصَها كذلك. برز: البَرازُ، بِالْفَتْحِ: الْمَكَانُ الفَضاء مِنَ الأَرض البعيدُ الواسعُ. وإِذا خَرَجَ الإِنسان إِلى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ قِيلَ: قَدْ بَرَزَ يَبْرُزُ بُرُوزاً أَي خَرَجَ إِلى البَرازِ. والبَرازُ، بِالْفَتْحِ أَيضاً: الْمَوْضِعُ الَّذِي لَيْسَ بِهِ خَمَر مِنْ شَجَرٍ وَلَا غَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا أَراد البَراز أَبْعَدَ ؛ الْبَرَازُ، بِالْفَتْحِ: اسْمٌ لِلْفَضَاءِ الْوَاسِعِ فَكَنَوْا بِهِ عَنْ قَضَاءِ الْغَائِطِ كَمَا كَنَوْا عَنْهُ بِالْخَلَاءِ لأَنهم كَانُوا يَتَبَرَّزُون فِي الأَمكنة الْخَالِيَةِ مِنَ النَّاسِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خطأٌ لأَنه بِالْكَسْرِ مَصْدَرٌ مِنَ المُبارَزَةِ فِي الْحَرْبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ بِخِلَافِهِ: وَهَذَا لَفْظُهُ البِرازُ المُبارَزَةُ فِي الْحَرْبِ، والبِرازُ أَيضاً كِنَايَةٌ عَنْ ثُفْلِ الْغِذَاءِ، وَهُوَ الْغَائِطُ، ثُمَّ قَالَ: والبَرازُ، بِالْفَتْحِ، الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ. وتَبَرَّزَ الرجلُ: خَرَجَ إِلى البَراز لِلْحَاجَةِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ الْمَكْسُورُ فِي الْحَدِيثِ، وَمِنَ المَفْتُوحِ حَدِيثُ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بالبَرازِ ، يُرِيدُ الْمَوْضِعَ الْمُنْكَشِفَ بِغَيْرِ سُتْرَةٍ. والمَبْرَزُ: المُتَوَضَّأُ. وبَرَزَ إِليه وأَبْرَزَهُ غَيْرُهُ وأَبْرَزَ الكتابَ: أَخرجه، فَهُوَ مَبْرُوزٌ. وأَبْرَزَهُ: نَشَرَه، فَهُوَ مُبْرَزٌ، ومَبْرُوزٌ شَاذٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ جَاءَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ عَلَى أَلواحِهِ ... أَلنَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَراد المَبْرُوزَ بِهِ ثُمَّ حَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ فَارْتَفَعَ الضَّمِيرُ وَاسْتَتَرَ فِي اسْمِ الْمَفْعُولِ بِهِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْآخَرِ: إِلى غيرِ مَوْثُوقٍ مِنَ الأَرض يَذْهَبُ أَراد مَوْثُوقٍ بِهِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمُ المُبْرَزُ عَلَى احْتِمَالِ الخَزْلِ فِي مُتَفَاعِلُنْ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ إِنما هُوَ: أَلنَّاطقُ المُبْرَزُ والمَخْتُومُ مُزَاحَفٌ فَغَيَّرَهُ الرُّوَاةُ فِرَارًا مِنَ الزِّحَافِ. الصِّحَاحِ: أَلناطق بِقَطْعِ الأَلف وإِن كَانَ وَصْلًا، قَالَ وَذَلِكَ جَائِزٌ فِي ابْتِدَاءِ الأَنصاف لأَن التَّقْدِيرَ الْوَقْفُ عَلَى النِّصْفِ من الصدر، قال: وأَنكر أَبو حَاتِمٍ الْمَبْرُوزَ قَالَ: وَلَعَلَّهُ المَزْبُورُ وَهُوَ الْمَكْتُوبُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ أَيضاً فِي كَلِمَةٍ لَهُ أُخرى: كَمَا لاحَ عُنْوانُ مَبْرُوزَةٍ ... يَلُوحُ مَعَ الكَفِّ عُنْوانُها قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لُغَتُهُ، قَالَ: وَالرُّوَاةُ كُلُّهُمْ عَلَى هَذَا، قَالَ: فَلَا مَعْنَى لإِنكار مَنْ أَنكره، وَقَدْ أَعطوه كِتَابًا مَبْرُوزاً، وَهُوَ الْمَنْشُورُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وإِنما أَجازوا الْمَبْرُوزَ وَهُوَ مَنْ أَبرزت لأَن يُبْرِزُ لَفْظُهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفِعْلَيْنِ. وكلُّ مَا ظَهَرَ بَعْدَ خَفَاءٍ، فَقَدْ بَرَزَ. وبَرَّزَ الرجلُ: فَاقَ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ إِذا سَبَقَ. وبارَزَ القِرْنَ مُبارَزَةً وبِرازاً: بَرَزَ إِليه، وَهُمَا يَتَبارَزانِ. وامرأَة بَرْزَةٌ: بارِزَةُ المَحاسِنِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ الزُّبَيْرِيُّ: البَرْزَة مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَيْسَتْ بالمُتَزايِلَةِ الَّتِي تُزايِلُك بِوَجْهِهَا تَسْتُرُهُ عَنْكَ وتَنْكَبُّ إِلى الأَرض، والمُخْرَمِّقَةُ الَّتِي لَا تَتَكَلَّمُ إِن كُلِّمَتْ، وَقِيلَ: امرأَة بَرْزَةٌ مُتَجالَّةٌ تَبْرُزُ لِلْقَوْمِ يَجْلِسُونَ إِليها ويتحدَّثون عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: وَكَانَتِ امرأَةً بَرْزَةً تَخْتَبِئُ بِفِناءِ قُبَّتِها ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: البَرْزَةُ مِنَ النساءِ الْجَلِيلَةُ الَّتِي تَظْهَرُ لِلنَّاسِ وَيَجْلِسُ إِليها الْقَوْمُ. وامرأَة بَرْزَة: مَوْثُوقٌ برأْيها وَعَفَافِهَا. وَيُقَالُ: امرأَة بَرْزَة إِذا كَانَتْ كَهْلَةً لَا تَحْتَجِبُ احتجابَ الشَّوابِّ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ عَفِيفَةٌ عَاقِلَةٌ تَجْلِسُ لِلنَّاسِ وتحدِّثهم، مِنَ البُروزِ وَهُوَ الظُّهُورُ وَالْخُرُوجُ. ورجلٌ بَرْزٌ: ظَاهِرُ الخلقِ عَفِيفٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَرْزٌ وَذُو العَفَافَةِ البَرْزِيُ وَقَالَ غَيْرُهُ: بَرْزٌ أَراد أَنه مُتَكَشِّفُ الشأْن ظَاهِرٌ. وَرَجُلٌ بَرْزٌ وامرأَة بَرْزَةٌ: يُوصَفَانِ بالجَهارَة وَالْعَقْلِ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ: خَلِّ الطَّرِيقَ لِمَنْ يَبْنِي المَنارَ بِهِ ... وابْرُزْ ببَرْزَةَ حيثُ اضْطَرَّكَ القَدَرُ فَهُوَ اسْمُ أُم عُمَرَ بْنَ لَجَإٍ التَّيْمِيِّ. وَرَجُلٌ بَرْزٌ وبَرْزِيٌّ: مَوثوق بِفَضْلِهِ ورأْيه، وَقَدْ بَرُزَ بَرازَةً. وبَرَّزَ الفرسُ عَلَى الْخَيْلِ: سَبَقها، وَقِيلَ كلُّ سَابِقٍ مُبَرِّزٌ. وبَرَّزَه فرسُه: نَجَّاه؛ قَالَ رؤْبة: لَوْ لَمْ يُبَرِّزْهُ جَوادٌ مِرْأَسُ وإِذا تَسَابَقَتِ الْخَيْلُ قِيلَ لِسَابِقِهَا: قَدْ بَرَّزَ عَلَيْهَا، وإِذا قِيلَ بَرَزَ، مخففٌ، فَمَعْنَاهُ ظَهَرَ بَعْدَ الْخَفَاءِ، وإِنما قِيلَ فِي التَّغَوُّطِ تَبَرَّزَ فُلَانٌ كِنَايَةً أَي خَرَجَ إِلى بَرازٍ مِنَ الأَرض لِلْحَاجَةِ. والمُبارَزَةُ فِي الْحَرْبِ والبِرازُ مِنْ هَذَا أُخذ، وَقَدْ تَبارَزَ القِرْنانِ. وأَبْرَزَ الرجلُ إِذا عَزَمَ عَلَى السَّفَرِ، وبَرَزَ إِذا ظَهَرَ بَعْدَ خُمول، وبَرَزَ إِذا خَرَجَ إِلى البرازِ، وَهُوَ الْغَائِطُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً ، أَي ظَاهِرَةً بِلَا جَبَلٍ وَلَا تَلٍّ وَلَا رَمْلٍ.

وذَهَبٌ إِبْرِيزٌ: خَالِصٌ؛ عَرَبِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ إِفْعِيلٌ مَنْ بَرَزَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَمِنْهُ مَا يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيزِ أَي الْخَالِصِ، وَهُوَ الإِبْرِزِيُّ أَيضاً، وَالْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ زَائِدَتَانِ. ابْنُ الأَعرابي: الإِبْريزُ الحَلْيُ الصَّافِي مِنَ الذَّهَبِ. وَقَدْ أَبْرَزَ الرجلُ إِذا اتَّخَذَ الإِبْرِيزَ وَهُوَ الإِبْرِزِيُّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: مُزَيَّنَةٌ بالإِبْرِزِيِّ وجشْوُها ... رَضِيعُ النَّدَى، والمُرْشِفاتِ الحَوَاضِنِ وَرَوَى أَبو أُمامة عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيُجَرِّبُ أَحدَكم بالبلاءِ كَمَا يُجَرِّبُ أَحدُكم ذهبَه بِالنَّارِ، فَمِنْهُ مَا يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيزِ، فَذَلِكَ الَّذِي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ السيِّئات، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ الذَّهَبِ دُونَ ذَلِكَ وَهُوَ الَّذِي يَشُكُّ بَعْضَ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الأَسود وَذَلِكَ الَّذِي أُفْتِن ؛ قَالَ شَمِرٌ: الإِبْرِيزُ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ وَهُوَ الإِبْرِزيُّ والعِقْيانُ والعَسْجَدُ. النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وهم البازَرُ ؛ قيل: بازَرُ ناحية قريبة مِنْ كِرْمانَ بِهَا جِبَالٌ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ هُمُ الأَكراد، فإِن كَانَ مِنْ هَذَا فكأَنه أَراد أَهل الْبَازِرِ أَو يَكُونُ سُمُّوا بِاسْمِ بِلَادِهِمْ، قَالَ: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى فِي حَرْفِ الْبَاءِ وَالزَّايِ مِنْ كِتَابِهِ وشَرَحَه، قَالَ: وَالَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقاتِلُون قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرَ وَهُوَ هَذَا الْبَازَرُ ؛ وَقَالَ سفيانُ مَرَّةً: هُمْ أَهلُ البارِز، يَعْنِي بأَهل البارز أَهل فارس، هكذا هُوَ بِلُغَتِهِمْ وَهَكَذَا جاءَ فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ كأَنه أَبدل السِّينَ زَايًا، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ الْبَاءِ وَالرَّاءِ وَهُوَ هَذَا الْبَابُ لَا مِنْ بَابِ الْبَاءِ وَالزَّايِ؛ قَالَ: وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي فَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، وَكَذَلِكَ اختلف مع تقديم الزاي، وَقَدْ ذُكِرَ أَيضاً فِي مَوْضِعِهِ مُتَقَدِّمًا، وَاللَّهُ أَعلم. برغز: البَرْغَزُ والبُرْغُزُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، وَقِيلَ: الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، والأُنثى بَرْغَزَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها ... أَعْقَبَتْها الغُبْسُ مِنْهُ عَدَمَا غَفَلَتْ ثُمَّ أَتَتْ تَرْقُبُهُ ... فإِذا هِيَ بعِظامٍ ودَمَا قَالَ: الأَطُوم هَاهُنَا الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، والأَصل فِي الأَطُوم أَنها سَمَكَةٌ غَلِيظَةُ الْجِلْدِ تَكُونُ فِي الْبَحْرِ، شَبَّهَ الْبَقَرَةَ بِهَا. والغُبْسُ: الذِّئَابُ، الْوَاحِدُ أَغْبَسُ، وَقَوْلُهُ بِعِظَامٍ وَدَمَا أَراد وَدَمٍ ثُمَّ ردَّ إِليه لَامَهُ فِي الشِّعْرِ ضَرُورَةً وَهُوَ الْيَاءُ فَتَحَرَّكَتْ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَانْقَلَبَتْ أَلِفاً وَصَارَ الِاسْمُ مَقْصُورًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَعَلَى هَذَا قَوْلُ الْآخَرِ: فَلَسْنا عَلَى الأَعقابِ تَدْمَى كُلُومُنا ... وَلَكِنْ عَلَى أَعقابنا يَقْطُرُ الدَّما وَالَدَّمَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِيَقْطُرُ وَهُوَ اسْمٌ مَقْصُورٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البُرْغُزُ هُوَ ولدُ الْبَقَرَةِ إِذا مَشَى مَعَ أُمه؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ نِسَاءً سُبِينَ: ويَضْرِبْنَ بالأَيْدِي وراءَ بَرَاغِزٍ ... حِسَانِ الوجُوه، كالظِّباءِ الْعَوَاقِدِ أَراد بالبراغِز أَولادَهُنَّ، الْوَاحِدُ بَرْغَزٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِوَلَدِ بَقَرِ الْوَحْشِ بَرْغَزٌ وجُؤْذَرٌ. بزز: البَزُّ: الثِّيَابُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: البَزُّ مِنَ الثِّيَابِ أَمتعة البَزَّاز، وَقِيلَ: البَزُّ مَتَاعُ

الْبَيْتِ مِنَ الثِّيَابِ خَاصَّةً؛ قَالَ: أَحسَن بيتٍ أَهَراً وبَزَّا ... كأَنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزَّا والبَّزَّازُ: بَائِعُ البَزِّ وحِرْفَتُهُ البِزَازَةُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: شَمْطاءُ أَعلى بَزِّها مُطَرَّحُ يَعْنِي أَنها سَمِنَتْ فَسَقَطَ وَبَرُها وَذَلِكَ لأَن الْوَبَرَ لَهَا كَالثِّيَابِ. والبِزَّة، بِالْكَسْرِ: الْهَيْئَةُ والشَّارةُ واللِّبْسَةُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا دَنَا مِنَ الشَّامِ وَلَقِيَهُ النَّاسُ قَالَ لأَسْلَمَ: إِنهم لَمْ يَرَوْا عَلَى صَاحِبِكَ بِزَّةَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ؛ البِزَّةُ: الْهَيْئَةُ، كأَنه أَراد هَيْئَةَ الْعَجَمِ. والبَزُّ والبِزَّةُ: السِّلَاحُ يَدْخُلُ فِيهِ الدِّرْعُ والمِغْفَرُ وَالسَّيْفُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا بِكَهامٍ بَزُّهُ عَنْ عَدُوِّهِ ... إِذا هُوَ لاقَى حاسِراً أَو مُقَنَّعا فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه السَّيْفُ. أَبو عَمْرٍو: البَزَرُ: السِّلَاحُ التامُّ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَوَيْلُ أمِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ عَلَى الحَصى ... ووُقِّرَ بَزٌّ مَا هُنالك ضائعُ الوَقْرُ: الصدعُ. وُقِّرَ بَزٌّ أَي صُدِعَ وفُلِّلَ وَصَارَتْ فِيهِ وَقَراتٌ. وشَعْلٌ: لَقَبُ تأَبَّطَ شَرًّا وَكَانَ أَسَرَ قَيْسَ بْنَ عَيْزَارَة الهذليَّ قائلَ هَذَا الشِّعْرِ فَسَلَبَهُ سِلَاحَهُ وَدِرْعَهُ، وَكَانَ تأَبط شَرًّا قَصِيرًا فَلَمَّا لَبِسَ دِرْعَ قَيْسٍ طَالَتْ عَلَيْهِ فَسَحَبَهَا عَلَى الْحَصَى، وَكَذَلِكَ سَيْفُهُ لَمَّا تَقَلَّدَهُ طَالَ عَلَيْهِ فَسَحَبَهُ فَوَقَّرَهُ لأَنه كَانَ قَصِيرًا فَهَذَا يَعْنِي السِّلَاحَ كُلَّهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: كأَنِّي إِذْ غَدَوْا ضَمَّنْتُ بَزِّي ... مِنَ العِقْبَانِ، خائِتَةً طَلُوبا أَي سِلَاحِي. والبِزِّيزَى: السِّلَاحُ. والبَزُّ: السَّلْبُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: مَنْ عَزَّ بَزَّ؛ مَعْنَاهُ مَنْ غَلَبَ سَلَبَ، وَالِاسْمُ البِزِّيزَى كالخِصِّيصَى وهو السَّلْبُ. وابْتَزَزْتُ الشيءَ: اسْتَلَبْتُه. وبَزَّهُ يَبُزُّهُ بَزًّا: غَلَبَهُ وَغَصَبَهُ. وبَزَّ الشيءَ يَبُزُّ بَزًّا: انْتَزَعَهُ. وبَزَّهُ ثيابَهُ بَزًّا. وبَزَّه: حَبَسَه. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: لَنْ يأْخذه أَبداً بَزَّةً مِنِّي أَي قَسْراً. وابْتَزَّهُ ثيابَه: سَلبَهُ إِياها. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: إِنه سَيَكُونُ نبُوَّةٌ ورحمةٌ ثَمُّ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ يَكُونُ بِزِّيزَى وأَخْذ أَموال بِغَيْرِ حَقٍّ ؛ البِزِّيزَى، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ الأُولى وَالْقَصْرِ: السَّلْبُ والتَّغَلُّبُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بَزْبَزِيّاً. قَالَ الهَرَوِيُّ: عَرَضَتْهُ عَلَى الأَزهري فَقَالَ: هَذَا لَا شَيْءَ، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنَ البَزْبَزة، الإِسراع فِي السَّيْرِ، يُرِيدُ بِهِ عَسْفَ الوُلاةِ وإِسراعَهم إِلى الظُّلْمِ، فَمِنَ الأَول الْحَدِيثُ فَيَبْتَزُّ ثِيَابِي وَمَتَاعِي أَي يُجَرِّدُني مِنْهَا وَيَغْلِبُنِي عَلَيْهَا، وَمِنَ الثَّانِي الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَنْ أَخرج ضَيْفَهُ «5» فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَزْبَزِيّاً فَيَرُدُّهَا. قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَيُقَالُ: ابْتَزَّ الرجلُ جاريتَهُ مِنْ ثِيَابِهَا إِذا جَرَّدَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: إِذا مَا الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِنْ ثِيَابِهَا ... تَميلُ عَلَيْهِ هَوْنَةً غيرَ مِتْفالِ وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيِّ: يَا قَوْمُ، مَا لِي وأَبا ذؤيبِ ... كنتُ إِذا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي ... كأَنني أَرَبْتُهُ بِرَيبِ

_ (5). قوله [من أخرج ضيفه] كذا بالأصل والنهاية.

أَي يَجْذِبُه إِليه. وَغُلَامٌ بُزْبُزٌ: خَفِيفٌ فِي السَّفَرِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: البُزْبُزُ الْغُلَامُ الخفيفُ الرُّوحِ. وبَزْبَزَ الرجلُ وعَبَّدَ إِذا انْهَزَمَ وفَرَّ. والبَزْبازُ والبُزابِزُ: السريعُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: لَا تَحْسِبِنِّي، يَا أُمَيْمُ، عاجِزَا ... إِذا السِّفارُ طَحْطَحَ البَزابِزَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي، بِفَتْحِ الْبَاءِ عَلَى أَنه جَمْعُ بَزْبازٍ. والبَزْبَزَةُ: الشِّدَّة فِي السُّوقِ وَنَحْوَهُ، وَقِيلَ: كَثْرَةُ الْحَرَكَةِ وَالِاضْطِرَابِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ثُمَّ اعْتَلاها قَزحاً وارْتَهَزَا ... وساقَها ثَمَّ سِياقاً بَزْبَزَا والبَزْبَزَةُ: مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ وإِصلاحه؛ يُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي أُجيد صَنْعَتُهُ: قَدْ بَزْبَزْتُه؛ وأَنشد: وَمَا يَسْتَوِي هِلْباجَةٌ مُتَنَفِّخٌ ... وَذُو شُطَبٍ، قَدْ بَزْبَزَتْه البَزابِزُ أَراد مَا يَسْتَوِي رَجُلٌ ثَقِيلٌ ضَخْمٌ كأَنه لَبَنٌ خَاثِرٌ وَرَجُلٌ خَفِيفٌ مَاضٍ فِي الأُمور كأَنه سَيْفٌ ذُو شَطْبٍ قَدْ سَوَّاهُ وَصَقَّلَهُ الصَّانِعُ. والبُزَابِزُ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ إِذا لَمْ يَكُنْ شُجَاعًا. وَرَجُلٌ بَزْبَزٌ وبُزَابِزٌ: لِلْقَوِيِّ الشَّدِيدِ مِنَ الرِّجَالِ وإِن لَمْ يَكُنْ شُجَاعًا. وَفِي حَدِيثٍ عَنِ الأَعْشَى: أَنه تَعَرَّى بإِزاءِ قَوْمٍ وسَمَّى فَرْجَه البَزْبازَ ورَجَزَ بِهِمْ، قَالَ: إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّك البَزْبازا ... إِنَّ لَنَا مجالِساً كِنازَا أَبو عَمْرٍو: البَزْبازُ قَصَبَةٌ من حديد عَلَمُ فَم الكِيرِ يَنْفُخُ النارَ، وأَنشد الرَّجَزَ: إِيهاً خُثَيْمُ حَرِّكِ الْبَزْبَازَا وبَزْبَزُوا الرجلَ: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وبَزْبَزَ الشَّيْءَ: رَمَى بِهِ ولم يردّه. بغز: البَغْزُ: الضَّرْبُ بالرِّجل أَو الْعَصَا. والباغِزُ: الْمُقِيمُ عَلَى الْفُجُورِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحقُّه. والبَغْزُ: النَّشاطُ فِي الإِبل خَاصَّةً. والباغِزُ: مِثْلَ ذَلِكَ، اسْمٌ كالكاهِلِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: واسْتَحْمل السَّيْرَ مِنِّي عِرْمِساً أُجُداً ... تَخالُ باغِزَها باللَّيْلِ مَجْنُونا قَالَ الأَزهري: جَعَلَ اللَّيْثُ البَغْزَ ضَرْباً بالرِّجْلِ وحَثّاً وكأَنه جَعَلَ الباغِزَ الراكبَ الَّذِي يَركُضُها بِرِجْلهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَغَزَتِ الناقةُ إِذا ضربتْ بِرِجْلِهَا الأَرضَ فِي سَيْرِهَا نَشَاطًا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ تَخَالُ بَاغِزَهَا أَي نَشَاطَهَا. وَقَدْ بَغَزها باغِزُها أَي حَرّكها محرِّكها مِنَ النَّشَاطِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: رُبَّمَا رَكِبْتُ الناقَةَ الجوادَ فَبَغَزَها باغِزُها فَتَجْرِي شَوْطًا وَقَدْ تَقَحَّمَتْ بِي فَلأْياً مَا أَكُفُّها فَيُقَالُ لَهَا باغِزٌ مِنَ النشاط. والباغِزِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الباغِزية ثِيَابٌ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري أَي جِنْسٍ هِيَ مِنَ الثياب. بلأَز: بَلأَزَ الرجلُ: فَرَّ كَبَلأَصَ. بلز: امرأَة بِلِزٌ وبِلِزٌّ: ضَخْمَةٌ مُكْتَنِزَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ امرأَة بِلِزٌ، عَلَى فِعِلٍ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ، أَي ضَخْمَةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَمْ يأْت مِنَ الصِّفَاتِ عَلَى فِعِلٍ إِلَّا حَرْفَانِ: امرأَة بِلِزٌ وأَتان إِبِدٌ. وجَمَل بَلَنْزى: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. أَبو عَمْرٍو: امرأَة بِلِزٌ خَفِيفَةٌ؛ قَالَ: والبِلِزُ الرَّجُلُ الْقَصِيرُ. الْفَرَّاءُ: مِنْ أَسماء الشَّيْطَانِ البَلأَزُ والجَلأَزُ والجانُ.

فصل التاء المثناة

بلنز: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: جَمَلٌ جَلَنْزَى وبَلَنْزَى إِذا كَانَ غليظاً شديداً. بهز: بَهَزَهُ عَنِّي يَبْهَزُه بَهْزاً: دَفَعَهُ دَفْعًا عَنِيفًا ونَحَّاه، وبَهَزْتُه عَنِّي. والبَهْزُ: الضَّرْبُ وَالدَّفْعُ فِي الصَّدْرِ بِالرِّجْلِ وَالْيَدِ أَو بِكِلْتَا الْيَدَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بشاربٍ فَخُفِقَ بالنِّعالِ وبُهِزَ بالأَيْدِي ؛ البَهْزُ: الدَّفْعُ الْعَنِيفُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ البَهْزُ واللَّهْزُ. وَبَهَزَهُ ولَهَزَه إِذا دَفَعَهُ. والبَهْزُ: الضَّرْبُ بالمِرْفَقِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَعْني فَقَدْ يُقْرَعُ للأَضَرِّ ... صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزي وَرَجُلٌ مِبْهَزٌ، مِفْعَلٌ: مِنْ ذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنِ هُرْمُزِ ... أَنْقَذَني مِنْ صاحِبٍ مُشَرَّزِ شَكْسٍ عَلَى الأَهْلِ مِتَلٍّ مِبْهَزِ ... إِن قَامَ نَحْوي بالعَصَا لَمْ يُحْجَزِ مِثَلٍّ: يَصْرَعُه، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: مِثَلٍّ. يَثُلُّهُم: يُهْلِكُهُم. والمُشارَزَةُ: المُشارَّة بَيْنَ النَّاسِ. وبَهْزُ بْنُ حَكيم بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ صَحِبَ جَدُّهُ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وبَهْزٌ: مِنْ أَسْمَاءِ الْعَرَبِ. وبَهْزٌ: حَيٌّ مَنْ بَنِي سُلَيْمٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كانتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوَارِ، وَكَانُوا مَعْشراً غُدُرا بهوز: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: البَهاوِيزُ مِنَ النُّوقِ وَالنَّخِيلِ الجِسَامُ الصَّفايا، الْوَاحِدَةُ بَهْوازَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: أَظنه تَصْحِيفًا، وَهِيَ البَهازِيرُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن البهازِرَ مِنَ النَّخْلِ والإِبل الْعِظَامُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. بوز: البَازُ: لُغَةٌ فِي الْبَازِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنه بازُ دَجْنٍ، فَوْقَ مَرْقَبَة ... جَلَّى القَطا وَسْطَ قاعٍ سَمْلَقٍ سَلَقِ وَالْجَمْعُ أَبْوازٌ وبيزانٌ. وَجَمْعُ الْبَازِي بُزاةٌ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَهْمِزُ الْبَازَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مِمَّا هُمِزَ مِنَ الأَلفات الَّتِي لَا حَظَّ لَهَا فِي الْهَمْزِ كَقَوْلِ الْآخَرِ: يَا دارَ سَلْمَى بدكادِيكِ البُرَقْ ... صَبْرًا، فَقَدْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المشْتأَقْ وبازَ يَبُوزُ إِذا زَالَ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ آمِنًا. أَبو عَمْرٍو: البَوْزُ الزَّوَلانُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ. بيز: بازَ عنه يَبيزُ بَيْزاً وبُيُوزاً: حادَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنها مَا حَجَرٌ مَكْزُوزُ ... لُزَّ إِلى آخِرِ مَا يَبيزُ أَراد كأَنها حَجَرٌ، وَمَا زَائِدَةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل التاء المثناة تبرز: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: تِبْرِزُ موضع. ترز: التَّارِزُ: الْيَابِسُ الَّذِي لَا رُوحَ فِيهِ. تَرِزَ تَرْزاً وتُرُوزاً. وتَرِزَ: ماتَ ويَبِسَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَكَبا كَمَا يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزُ ... بالخَبْتِ، إِلَّا أَنه هُوَ أَبْرَعُ وتَرَزَ الماءُ إِذا جَمَدَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُمْ مَنْ أَجاز تَرَزَ، بِالْفَتْحِ، إِذا هَلَكَ. وتَرَزَ اللحمُ: صَلُبَ. وكلُّ قَوِيٍّ صُلْب تارِزٌ. وأَتْرَزَتِ المرأَة عَجِينَهَا، وأَتْرَزَ العَدْوُ لحمَ الفَرسِ: أَيْبَسَه. ابْنُ سِيدَهْ: وأَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَ الدَّابَّةِ: صَلَّبَهُ، وأَصله مِنَ التَّارِزِ اليابس الذي لَا رُوحَ فِيهِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسَ:

بِعِجْلِزَةٍ قَدْ أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها ... كُمَيْتٍ، كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ فِي كَلَامِهِمْ حَتَّى سَمَّوا الموتَ تارِزاً؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: كأَنَّ الَّذِي يَرْمي مِنَ الْمَوْتِ تارِزٌ وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ التُّرازُ ؛ هُوَ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: مَوْتُ الفجأَة؛ وأَصله مِنْ تَرَزَ الشيءُ إِذا يَبِسَ، وسُمِّيَ المَيِّتُ تَارِزًا لأَنه يابِسٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصاري الَّذِي كَانَ يَسْتَقي لِيَهُودِيٍّ كلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ: وَاشْتَرَطَ أَن لَا يأْخذ تَمْرَةً تارِزَةً أَي حَشَفَةً يابسةً. ترمز: التُّرامِزُ مِنَ الإِبل: الَّذِي إِذا مَضَغَ رأَيتَ دِمَاغَهُ يَرْتَفِعُ ويَسْفُلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ أَبو بَكْرٍ إِلى أَن التَّاءَ فِيهَا زَائِدَةٌ وَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ لأَنها فِي مَوْضِعِ عَيْنِ عُذَافِرَ، فَهَذَا يَقْضِي بِكَوْنِهَا أَصلًا وَلَيْسَ مَعْنَى اشْتِقَاقٍ فَيُقْطَعُ بِزِيَادَتِهَا؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفاوِزِ ... فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرامِزِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: جَمَلٌ تُرامِزُ إِذا أَسَنَّ فَتَرَى هَامَتَهُ تَرَمَّزُ إِذا اعْتَلَفَ. وارْتَمَزَ رأْسُه إِذا تَحَرَّكَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: شُمُّ الذُّرَى مُرْتَمِزاتُ الهام توز: التُّوزُ: الطَّبِيعَةُ والخُلُقُ كالتُّوسِ. والتُّوزُ: الأَصل. والأَتْوَزُ: الْكَرِيمُ الأَصل. والتُّوزُ أَيضاً: شَجَرٌ. وتُوزُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْكُوفَةِ؛ قَالَ: بَيْنَ سَمِيراءَ وبَيْنَ تُوزِ تيز: التَّيَّاز: الرَّجُلُ المُلَزَّزُ الْمَفَاصِلِ الَّذِي يَتَتَيَّزُ فِي مِشْيَتِه لأَنه يَتَقَلَّعُ مِنَ الأَرض تَقَلُّعاً؛ وأَنشد: تَيَّازَةٌ فِي مَشْيِها قُناخِرَهْ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ تَيَّازٌ كثيرُ العَضَلِ، وَهُوَ اللَّحْمُ. وتازَ يَتُوزُ تَوْزاً ويَتِيزُ تَيْزاً إِذا غَلُظَ؛ وأَنشد: تُسَوَّى عَلَى غُسْنٍ فَتازَ خَصِيلُها قَالَ: فَمَنْ جَعَلَ تازَ مِنْ يَتِيزُ جَعَلَ التَّيَّازَ فَعَّالًا، وَمَنْ جَعَلَهُ مِنْ يَتُوزُ جَعَلَهُ فَيْعالًا كالقَيَّام والدَّيَّار مِنْ قامَ ودَارَ. وَقَوْلُهُ تازَ خَصِيلُها أَي غَلُظَ. وتازَ السَّهْمُ فِي الرَّمِيَّةِ أَي اهتزَّ فِيهَا. وتَتَيَّزَ فِي مشْيَتِه: تَقَلَّعَ. والتَّيَّازُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشديدُ العَضَلِ مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ فِيهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ فِيهِ غِلَظٌ وَشِدَّةٌ: تَيَّازٌ؛ قَالَ القَطَامِيُّ يَصِفُ بَكْرَةً اقْتَضَبَهَا وَقَدْ أَحسن الْقِيَامَ عَلَيْهَا إِلى أَن قَوِيَتْ وسمِنت وَصَارَتْ بِحَيْثُ لَا يَقْدِرُ عَلَى رُكُوبِهَا لقوَّتها وَعِزَّةِ نَفْسِهَا: فَلَمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عَلَيْهَا ... كَمَا بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّيَاعا أَمَرْتُ بِهَا الرِّجالَ ليَأْخُذُوها ... وَنَحْنُ نظُنُّ أَن لَا تُسْتَطاعا إِذا التَّيَّازُ ذُو العَضَلاتِ قُلْنَا ... إِليكَ إِليكَ ضاقَ بِهَا ذِراعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ إِليك إِليك وَفَسَّرَ فِي شِعْرِهِ أَن إِليك بِمَعْنَى خُذْهَا لِتَرْكَبَهَا وتَرُوضَها؛ قَالَ: وَهَذَا فِيهِ إِشكال لأَن سِيبَوَيْهِ وَجَمِيعَ الْبَصْرِيِّينَ ذَهَبُوا إِلى أَن إِليك بِمَعْنَى تَنَحَّ وأَنها غَيْرُ مُتَعَدِّيَةٍ إِلى مَفْعُولٍ، وَعَلَى مَا فَسَّرُوهُ فِي الْبَيْتِ يَقْضِي أَنها مُتَعَدِّيَةٌ لأَنهم جَعَلُوهَا بِمَعْنَى خُذْهَا؛ قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو

فصل الجيم

عَمْرٍو الشَّيْبانِيُّ لَدَيْكَ لَدَيْكَ عِوَضًا مِنْ إِليك إِليك، قَالَ: وَهَذَا أَشبه بِكَلَامِ الْعَرَبِ وَقَوْلِ النَّحْوِيِّينَ لأَن لَدَيْكَ بِمَعْنَى عِنْدَكَ، وَعِنْدَكَ فِي الإِغراء تَكُونُ مُتَعَدِّيَةً، كَقَوْلِكَ عِنْدَكَ زَيْدًا أَي خُذْ زَيْدًا مِنْ عِنْدِكَ، وَقَدْ تَكُونُ أَيضاً غَيْرَ مُتَعَدِّيَةٍ بِمَعْنَى تَأَخَّرْ فَتَكُونُ خِلَافَ فَرْطَكَ الَّتِي بِمَعْنَى تَقَدَّمْ، فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ أَن تَقُولَ لَدَيْكَ زَيْدًا بِمَعْنَى خُذْهُ. وَقَوْلُهُ: ذُو الْعَضَلَاتِ أَي ذُو اللَّحَمَاتِ الْغَلِيظَةِ الشَّدِيدَةِ، وَكُلُّ لَحْمَةٍ غَلِيظَةٍ شَدِيدَةٍ فِي سَاقٍ أَو غَيْرِهِ فَهِيَ عَضَلَةٌ، وإِذا فِي الْبَيْتِ دَاخِلَةٌ عَلَى جُمْلَةٍ ابْتِدَائِيَّةٍ لأَن التَّيَّازَ مبتدأٌ، وَقُلْنَا خَبَرُهُ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ قُلْنَا لَهُ، وَضَاقَ بِهَا ذِرَاعًا جَوَابُ إِذا؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وهَلَّا أَعَدُّوني لمِثْلي تَفاقَدُوا ... إِذا الخَصْمُ أَبْزَى مائِلُ الرأْسِ أَنكَبُ وَقَوْلُهُ: كَمَا بطَّنت بِالْفَدَنِ السِّيَاعَا، قَالَ: الْفَدَنُ القَصْرُ، وَالسِّيَاعُ: الطِّينُ، قَالَ: وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ، أَراد كَمَا يُطَيَّنُ بالسِّياعِ الفَدَنُ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ: كَنَواحِ رِيشِ حَمامَةٍ نَجْدِيَّةٍ ... ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ وَعَصْفُ الإِثمد: غُبَارُهُ. تَقْدِيرُهُ: وَمَسَحْتُ بِعَصْفِ الإِثمد اللِّثَتَيْنِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ لِعُرْوَةَ بْنِ الْوَرْدِ: فَدَيْتُ بنفْسِه نَفْسي وَمَالِي ... وَمَا آلُوكَ إِلا مَا أُطِيقُ أَي فَدَيْتُ بِنَفْسِي وَمَالِي نَفْسَهُ، قَالَ: وَقَدْ حَمَلَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ؛ عَلَى الْقَلْبِ لأَنه قَدَّرَ فِي الْآيَةِ مَفْعُولًا مَحْذُوفًا تقديره وامسحوا برؤُوسكم الْمَاءَ، وَالتَّقْدِيرُ عِنْدَهُ وَامْسَحُوا بالماءِ رؤُوسكم فَيَكُونُ مَقْلُوبًا، وَلَا يَجْعَلُ الْبَاءَ زَائِدَةً كَمَا يَذْهَبُ إِليه الأَكثر. فصل الجيم جأز: الجَأْزُ، بِالتَّسْكِينِ: الغَصَصُ فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الغَصَصُ بِالْمَاءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَسْقِي العِدَى غَيْظاً طَوِيلَ الجأْزِ أَي طَوِيلُ الغَصَصِ لأَنه ثَابِتٌ فِي حُلُوقِهِمْ. وجَئِزَ بِالْمَاءِ يَجْأَزُ جَأَزاً إِذا غَصَّ بِهِ، فَهُوَ جَئزٌ وجَئِيزٌ، عَلَى مَا يَطَّرِدُ عَلَيْهِ هَذَا النَّحْوُ في لغة قوم. جبز: الجِبْزُ مِنَ الرِّجَالِ: الكَزُّ الْغَلِيظُ. والجِبْزُ، بِالْكَسْرِ: اللَّئِيمُ الْبَخِيلُ، وَقِيلَ: الضَّعِيفُ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ رُؤْبَةُ فِي قَصِيدَتِهِ الزَّائِيَّةِ: وكُرَّزٍ يَمْشي بَطِينَ الكُرْزِ ... أَجْرَدَ، أَو جَعْدَ اليَدَيْنِ جِبْزِ والجَبِيز: الخُبْزُ الْيَابِسُ. وَجَاءَ بِخَبْزَتِهِ جَبِيزاً أَي فَطِيراً. وأَكلت خُبْزًا جَبِيزاً أَي يَابِسًا قَفاراً. وجَبَزَ لَهُ مِنْ مَالِهِ جَبْزَةً: قَطَعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. جرز: جَرَزَ يَجْرُزُ جَرْزاً: أَكل أَكلًا وَحِيًّا. والجَرُوزُ: الأَكُولُ، وَقِيلَ: السَّرِيعُ الأَكل، وإِن كان قسا «6» ... وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الإِبل، والأُنثى جَرُوزٌ أَيضاً. وَقَدْ جَرُزَ جَرَازَةً. وَيُقَالُ: امرأَة جَرُوزٌ إِذا كَانَتْ أَكولًا. الأَصمعي: نَاقَةٌ جَرُوزٌ إِذا كانت أَكولًا تأْكل شَيْءٍ. وإِنسان جَرُوزٌ إِذا كَانَ أَكولًا. والجَرُوزُ: الَّذِي إِذا أَكل لَمْ يَتْرُكْ عَلَى الْمَائِدَةِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ المرأَة. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: إِنها لجُرازُ الشَّجَرِ تأْكله وَتَكْسِرُهُ.

_ (6). كذا بالأصل مع بياض

وأَرض مَجْرُوزَةٌ وجُرُزٌ وجُرْزٌ وجَزْرٌ: لَا تُنْبِتُ كأَنها تأْكل النَّبْتَ أَكلًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَدْ أُكل نَبَاتُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ؛ قَالَ: تُسَرُّ أَن تَلْقَى البِلادَ فِلًّا ... مَجْرُوزَةً نَفاسَةً وعلَّا وَالْجَمْعُ أَجْرازٌ. وَرُبَّمَا قَالُوا: أَرض أَجْرازٌ. وجَرِزَتْ جَرَزاً وأَجْرَزَتْ: صَارَتْ جُرُزاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الجُرُزُ أَن تَكُونَ الأَرضُ لَا نَبَاتَ فِيهَا؛ يُقَالُ: قَدْ جُرِزَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مَجْرُوزَةٌ، جَرَزَها الجَرادُ والشَّاءُ والإِبل وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ وَيُقَالُ: أَرض جُرُزٌ وأَرَضُونَ أَجْرازٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنا هُوَ يَسِيرُ إِذ أَتَى عَلَى أَرضٍ جُرُزٍ مُجْدِبَةٍ مِثْلِ الأَيّمِ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: وذَكَرَ الأَرضَ ثُمَّ قَالَ لَتُوجَدَنَّ جُرُزاً لَا يَبْقَى عَلَيْهَا مِنَ الْحَيَوَانِ أَحد. وسَنَةٌ جُرُزٌ إِذا كَانَتْ جَدْبَةً. والجُرُزُ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ جَرَفَتْهُنَّ السِّنُون الأَجْرازْ وَقَالَ أَبُو إِسحاق: يَجُوزُ الجَرْزُ والجَرَزُ كُلُّ ذَلِكَ قَدْ حُكِيَ. قَالَ: وَجَاءَ فِي تَفْسِيرِ الأَرض الجُرُزِ أَنها أَرض الْيَمَنِ، فَمَنْ قَالَ الجُرْزُ فَهُوَ تَخْفِيفُ الجُرُزِ، وَمَنْ قَالَ الجَرْزُ والجَرَزُ فَهُمَا لُغَتَانِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَرْزٌ مَصْدَرًا وُصِفَ بِهِ كأَنها أَرض ذَاتُ جَرْزٍ أَي ذَاتُ أَكل لِلنَّبَاتِ. وأَجْرَزَ القومُ: وَقَعُوا فِي أَرض جُرُز. الْجَوْهَرِيُّ: أَرض جُرُزٌ لَا نَبَاتَ بِهَا كأَنه انْقَطَعَ عَنْهَا أَو انْقَطَعَ عَنْهَا الْمَطَرُ، وَفِيهَا أَربع لُغَاتٍ: جُرْزٌ وجُرُزٌ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ، وجَرْزٌ وجَرَزٌ مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ، وَجَمْعُ الجُرْزِ جِرَزَةٌ مِثْلَ جُحْرٍ وجِحَرةٍ، وَجَمْعُ الجَرَزِ أَجْرازٌ مِثْلُ سَبَبٍ وأَسباب، تَقُولُ مِنْهُ: أَجْرَزَ القومُ كَمَا تَقُولُ أَيْبَسُوا، وأَجْرَزَ القومُ: أَمْحَلُوا. وأَرض جارِزَةٌ: يَابِسَةٌ غَلِيظَةٌ يَكْتَنِفُهَا رَمْلٌ أَو قَاعٌ، وَالْجَمْعُ جَوارِزُ، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ. وامرأَة جارِزٌ: عاقِر. والجَرَزَةُ: الهَلاكُ. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بِشَرَزَةٍ وجَرَزَةٍ، يُرِيدُ بِهِ الْهَلَاكَ. وأَجْرَزَتِ النَّاقَةُ، فَهِيَ مُجْرِزٌ إِذا هُزِلَتْ. والجُرْزُ: مِنَ السِّلَاحِ، وَالْجَمْعُ الجِرَزَةُ والجُرْزُ. والجُرُزُ: الْعَمُودُ مِنَ الْحَدِيدِ، مَعْرُوفٌ عَرَبِيٌّ، وَالْجَمْعُ أَجْرازٌ وجِرَزَةٌ، ثَلَاثَةُ جِرَزَة مِثْلِ جُحْر وجِحَرَةٍ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ أَجْرِزَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والصَّقْعُ مِنْ خابِطَةٍ وجُرْزِ وجَرَزَهُ يَجْرُزُه جَرْزاً: قَطَعَهُ. وَسَيْفٌ جُرازٌ، بِالضَّمِّ: قَاطِعٌ، وَكَذَلِكَ مُدْيَةٌ جُرازٌ كَمَا قَالُوا فِيهِمَا جَمِيعًا هُذامٌ. وَيُقَالُ: سَيْفٌ جُرازٌ إِذا كَانَ مستأْصلًا. والجُرازُ مِنَ السُّيُوفِ: الْمَاضِي النَّافِذُ. وَقَوْلُهُمْ: لَمْ تَرْضَ شانِئةٌ إِلا بِجَرْزَةٍ أَي أَنها مِنْ شِدَّةِ بَغْضائِها لَا تَرْضَى لِلَّذِينِ تُبْغِضُهم إِلا بِالِاسْتِئْصَالِ؛ وَقَوْلُهُ: كُلُّ عَلَنْداةٍ جُرازٍ للشَّجَرْ إِنما عَنَى بِهِ نَاقَةً شَبَّهَهَا بالجُرازِ مِنَ السُّيُوفِ أَي أَنها تَفْعَلُ فِي الشَّجَرِ فِعْلَ السُّيُوفِ فِيهَا. والجِرزُ، بِالْكَسْرِ: لِبَاسُ النِّسَاءِ مِنَ الوَبَرِ وَجُلُودِ الشَّاءِ، وَيُقَالُ: هُوَ الفَرْوُ الْغَلِيظُ، وَالْجَمْعُ جُرُوزٌ. والجُرْزَةُ: الحُزْمَةُ مِنَ القَتِّ وَنَحْوِهِ. وإِنه لَذُو جَرَزٍ أَي قوَّة وخُلُق شَدِيدٍ يَكُونُ لِلنَّاسِ والإِبل. وَقَوْلُهُمْ: إِنه لَذُو جَرَزٍ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي غِلَظٍ؛

وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حَيَّةً: إِذا طَوَى أَجْرازَهُ أَثْلاثَا ... فَعادَ بَعْدَ طَرْقَةٍ ثَلاثَا أَي عَادَ ثلاثَ طَرَقٍ بَعْد ما كَانَ طَرَقَةً وَاحِدَةً. وجَرَزُ الإِنسان: صدرُه، وَقِيلَ وسَطُه. ابْنُ الأَعرابي: الجَرَزُ لَحْمُ ظَهْرِ الْجَمَلِ، وَجَمْعُهُ أَجْرازٌ، وأَنشد لِلْعَجَّاجِ فِي صِفَةِ جَمَلٍ سَمِينٍ فَضَخَه الحِمْلُ: وانْهَمَّ هامُومُ السَّدِيفِ الوارِي ... عَنْ جَرَزٍ مِنْهُ وجَوْزٍ عارِي أَراد الْقَتْلَ كالسُّم الجُرازِ وَالسَّيْفِ الجُراز. والجَرَزُ: الجِسْمُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ البَطِيشِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا حُكِيَ فِي تَفْسِيرِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْقُوَّةِ وَالصَّدْرِ. والجارِزُ مِنَ السُّعال: الشديدُ. وجَرَزَه يَجْرُزُه جَرْزاً: نَخَسَه؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ يَصِفُ حُمُرَ الْوَحْشِ: يُحَشْرِجُها طَوْراً، وطَوْراً كأَنها ... لَهَا بالرُّغامَى والخَياشِيمِ جارِزُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ السُّعال وأَن يَكُونَ النَّخْسَ، وَاسْتَشْهَدَ الأَزهري بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى السُّعال خَاصَّةً، وَقَالَ: الرُّغَامَى زِيَادَةُ الْكَبِدِ، وأَراد بِهَا الرِّئَةَ وَمِنْهَا يَهِيجُ السُّعال، وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ أَيضاً وَقَالَ: الضَّمِيرُ فِي يُحَشْرِجُهَا ضَمِيرُ الْعِيرِ وَالْهَاءُ الْمَفْعُولَةُ ضَمِيرُ الأُتن أَي يَصِيحُ بأُتنه تَارَةً حَشْرَجَةً، وَالْحَشْرَجَةُ: تَرَدُّدُ الصَّوْتِ فِي الصَّدْرِ، وَتَارَةً يَصِيحُ بِهِنَّ كأَن بِهِ جارِزاً وَهُوَ السُّعَالُ. والرُّغامَى: الأَنْفُ وَمَا حَوْلَهُ. القُتَيْبِيُّ: الجُرُزُ الرَّغِيبَةُ الَّتِي لَا تَنْشَفُ مَطَرًا كَثِيرًا. وَيُقَالُ: طَوَى فلانٌ أَجْرازَه إِذا تَرَاخَى. وأَجْرازٌ: جَمْعُ الجَرْزِ، والجَرْزُ: القَتْلُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى وَقَمْنا كَيْدَهُ بالرِّجْزِ ... والصَّقْعُ مِنْ قاذِفَةٍ وجَرْزِ قَالَ: أَراد بالجَرْزِ القَتْلَ. وجَرَزَه بالشَّتْمِ: رَمَاهُ بِهِ. والتَّجارُزُ: يَكُونُ بِالْكَلَامِ وَالْفِعَالِ. والجَرازُ: نَبَاتٌ يَظْهَرُ مِثْلَ القَرْعَةِ بِلَا وَرَقٍ يَعْظُمُ حَتَّى يَكُونَ كأَنه النَّاسُ القُعُودُ فإِذا عَظُمَتْ دقت رؤُوسها ونَوَّرَتْ نَوْراً كَنَوْرِ الدِّفْلَى حَسَناً تَبْهَجُ مِنْهُ الْجِبَالُ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ مَرْعًى وَلَا مأْكل؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. جربز: جَرْبَزَ الرجلُ: ذَهَبَ أَو انقبضَ. والجُرْبُزُ: الخِبُّ مِنَ الرِّجَالِ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَرَجُلٌ جُرْبُزٌ، بِالضَّمِّ: بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ، بِالْفَتْحِ، أَي خِبّ، [خَبّ] قَالَ: وَهُوَ القُرْبُزُ أَيضاً وَهُمَا مُعَرَّبانِ «7» جَرْمَزَ: جَرْمَزَ واجْرَمَّزَ: انْقَبَض وَاجْتَمَعَ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ. والمُجْرَنْمِزُ: المُجْتَمِعُ. قَالَ الأَزهري: وإِذا أَدغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ قُلْتَ مُجْرَمِّزٌ. وجَرْمَزَ الشيءُ واجْرَنْمَزَ أَي اجْتَمَعَ إِلى نَاحِيَةٍ. والجَرْمَزَةُ: الِانْقِبَاضُ عَنِ الشَّيْءِ. قَالَ: وَيُقَالُ ضَمَّ فلانٌ إِليه جَرامِيزَهُ إِذا رَفَعَ مَا انْتَشَرَ مِنْ ثِيَابِهِ ثُمَّ مَضَى. وجَرامِيزُ الوَحْشِيِّ: قَوَائِمُهُ وجَسَدُه؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ حِمَارًا: وأَسْحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ ... حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ وإِذا قلتَ للثّوْرِ: ضَمَّ جَرامِيزَه، فَهِيَ قوائمه، والفعل

_ (7). قوله [وهما معربان] أي عن كربز، بالكاف الفارسية كما في القاموس وشرحه.

مِنْهُ اجْرَمَّزَ إِذا انْقَبَضَ فِي الكِناسِ؛ وأَنشد: مُجْرَمِّزٌ كضَجْعَةِ المأْسُورِ وَرَمَاهُ بِجَرامِيزِه أَي بِنَفْسِهِ. أَبو زَيْدٍ: رَمَى فلانٌ الأَرض بِجَرامِيزِه وأَرْواقِهِ إِذا رَمى بنفْسه. وجَرامِيزُ الرَّجُلِ أَيضاً: جَسَدُه وأَعضاؤه. وَيُقَالُ: جَمَعَ جَرامِيزَه إِذا تَقَبَّضَ لِيَثِبَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يَجْمَعُ جَرامِيزَه ويَثِبُ عَلَى الْفَرَسِ ، قِيلَ: هِيَ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ، وَقِيلَ: هِيَ جُمْلَةُ الْبَدَنِ. وتَجَرْمَزَ إِذا اجْتَمَعَ. وَمِنْهُ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا بُعِثَ إِلى ذِي الْحَاجِبَيْنِ قَالَ: قلتُ فِي نَفْسِي لَوْ جمعتَ جَرامِيزَكَ ووَثَبْتَ فَقَعَدْتَ مَعَ العِلْج. وَفِي حَدِيثِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ: أَقْبَلْتُ مُجْرَمِّزاً حَتَّى اقْعَنْبَيْتُ بَيْنَ يَدَي الحَسَنِ أَي تَجَمَّعْتُ وانْقَبَضْتُ؛ والاقْعِنْباءُ: الجلوسُ. وأَخَذَ الشيءَ بِجَرامِيزِه وحَذافِيرِه أَي بِجَمِيعِهِ. وَيُقَالُ: جَمَعَ فلانٌ لِفُلَانٍ جَرامِيزَه إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ وَعَزَمَ عَلَى قَصْدِهِ. وتَجَرْمَزَ إِذا ذَهَبَ. وتَجَرْمَزَ الليلُ: ذَهَبَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَيتُ الليلَ قَدْ تَجَرْمَزَا ... وَلَمْ أَجِدْ عَمَّا أَمامي مَأْرِزَا وجَرْمَزَ الرجلُ: نَكَصَ، وَقِيلَ أَخطأَ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبيِّ وَقَدْ بَلَغَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ فُتْيا فِي طَلَاقٍ فَقَالَ: جَرْمَزَ مَوْلى ابنِ عَبَّاسٍ أَي نَكَصَ عَنِ الْجَوَابِ وفَرَّ مِنْهُ وَانْقَبَضَ عَنْهُ. وتَجَرْمَزَ واجْرَمَّزَ: ذَهَبَ. وتَجَرْمَزَ عَلَيْهِمْ: سَقَطَ. أَبو دَاوُدَ عَنِ النَّضْرِ قَالَ: قَالَ المُنْتَجِعُ يُعْجِبُهُم كلُّ عامٍ مُجْرَمِّزِ الأَوّلِ أَي لَيْسَ فِي أَوّله مَطَرٌ. والجُرْمُوزُ: حوضٌ، قِيلَ: هُوَ الْحَوْضُ الصَّغِيرُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ: كأَنها، والعَهْد مُذْ أَقْياظِ ... أُسُّ جَرامِيزَ عَلَى وِجاذِ قَالَ: وَالضَّمِيرُ فِي كأَنها يَعُودُ عَلَى أَثافيَّ ذَكَرَهَا قَبْلَ الْبَيْتِ وَهِيَ حِجَارَةُ القِدْرِ، شَبَّهَهَا بأُسِّ أَحْواضٍ عَلَى وِجاذٍ، وَهِيَ جَمْعُ وَجْذٍ لنُقْرَةٍ فِي الْجَبَلِ تُمْسِكُ الْمَاءَ. وَقَوْلُهُ: وَالْعَهْدُ مُذْ أَقياظ أَي فِي وَقْتِ القَيْظ فَلَيْسَ فِي الوِجاذِ وَلَا الأَحواض مَاءٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ونَشَّتْ جَرامِيزُ اللِّوَى والمَصانِع اللَّيْثُ: الجُرمُوزُ حَوْضٌ مُتَّخَذٌ فِي قَاعٍ أَوْ روضةٍ مُرْتَفِع الأَعْضادِ فَيَسِيلُ مِنْهُ الْمَاءُ ثُمَّ يَفْرُغُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الجُرْمُوزُ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ. وَبَنُو جُرْمُوزٍ: بَطْنٌ. وَابْنُ جُرْمُوزٍ: قاتلُ الزُّبَيْرِ، رحمه الله. جَزَزَ: الجَزَزُ: الصُّوفُ لَمْ يستعمل بعد ما جُزَّ، تَقُولُ: صُوفٌ جَزَزٌ. وجَزَّ الصوفَ وَالشَّعْرَ وَالنَّخْلَ وَالْحَشِيشَ يَجُزُّهُ جَزّاً وجِزَّةً حَسَنَةً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ مَجْزُوزٌ وجَزِيزٌ، واجْتَزَّه: قَطَعَهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ وَالْكِسَائِيُّ لِيَزِيدَ بْنِ الطَّثَرِيَّةِ: وقلتُ لصاحِبي: لَا تَحْبِسَنَّا ... بنَزْعِ أُصُولِهِ، واجْتَزَّ شِيحَا وَيُرْوَى: واجْدَزَّ، وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَن البيت ليزيد ابن الطَّثَرَيَّةَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَلَمْ يَنْسُبْهُ لأَحد بَلْ قَالَ: وأَنشد ثَعْلَبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ هُوَ لِيَزِيدَ وإِنما هُوَ لمُضَرِّسِ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَسَدِي؛ وَقَبْلَهُ: وفِتْيانٍ شَوَيْتُ لَهُمْ شِواءً ... سَرِيعَ الشَّيِّ، كُنْتُ بِهِ نَجِيحا

فَطِرْتُ بِمُنْصُلٍ فِي يَعْمَلاتٍ ... دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا وَقُلْتُ لِصَاحِبِي: لَا تحبسنَّا ... بِنَزْعِ أُصوله، واجتزَّ شِيحًا قَالَ: وَالْبَيْتُ كَذَا فِي شِعْرِهِ وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ يَعُودُ عَلَى الشَّيْءِ. والنَّجِيحُ: المُنْجِحُ فِي عَمَلِهِ. وَالْمُنَصَّلُ: السَّيْفُ. وَالْيَعْمَلَاتُ: النُّوقُ. وَالدَّوَامِي: الَّتِي قَدْ دَمِيَتْ أَيديها مِنْ شِدَّةِ السَّيْرِ. وَالسَّرِيحُ: خِرَقٌ أَو جُلُودٌ تُشَدُّ عَلَى أَخفافها إِذا دَمِيَتْ. وَقَوْلُهُ لَا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصوله، يَقُولُ: لَا تَحْبِسَنَّا عَنْ شَيِّ اللَّحْمِ بأَن تَقْلَعَ أُصول الشَّجَرِ بَلْ خُذْ مَا تَيَسَّرَ مِنْ قُضْبانِهِ وَعِيدَانِهِ وأَسْرِع لَنَا فِي شَيِّه، وَيُرْوَى: لَا تَحْبِسانا، وَقَالَ فِي مَعْنَاهُ: إِن الْعَرَبَ رُبَّمَا خَاطَبَتِ الْوَاحِدَ بِلَفْظِ الِاثْنَيْنِ، كَمَا قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُراعٍ العُكْلِيُّ وَكَانَ سُوَيْدٌ هَذَا هَجَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ فاسْتَعْدَوْا عَلَيْهِ سعيدَ بْنَ عُثْمَانَ فأَراد ضَرْبَهُ فَقَالَ سُوَيْدٌ قَصِيدَةً أَوّلها: تَقُولُ ابْنَةُ العَوْفيّ لَيْلى: أَلا تَرى ... إِلى ابْنِ كُراعٍ لَا يَزالُ مُفَزَّعا؟ مَخافَةُ هَذَيْنِ الأَمِيرَيْنِ سَهَّدَتْ ... رُقادِي، وغَشَّتْني بَياضاً مُقَزَّعا فإِن أَنتما أَحْكَمْتُمانيَ، فازْجُرَا ... أَراهِطَ تُؤْذِيني مِنَ الناسِ رُضَّعا وإِن تَزْجُراني يَا ابنَ عفَّانَ أَنْزَجِرْ ... وإِن تَدَعاني أَحْمِ عِرْضاً مُمَنَّعَا قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه خَاطَبَ اثْنَيْنِ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ وَمَنْ يَنُوبُ عَنْهُ أَو يَحْضُر مَعَهُ. وَقَوْلُهُ: فإِن أَنتما أَحكمتماني دَلِيلٌ أَيضاً عَلَى أَنه يُخَاطِبُ اثْنَيْنِ. وَقَوْلُهُ أَحكمتماني أَي مَنَعْتُمَانِي مِنْ هِجَائِهِ، وأَصله مِنْ أَحْكَمْتُ الدَّابَّةَ إِذا جعلتَ فِيهَا حَكَمَةَ اللِّجَامِ؛ وَقَوْلُهُ: وإِن تَدَعَانِي أَحم عِرضاً ممنَّعا أَي إِن تَرَكْتُمَانِي حَمَيْتُ عِرْضِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي، وإِن زَجَرْتُمَانِي انْزَجَرْتُ وَصَبَرْتُ. والرُّضَّعُ: جَمْعُ رَاضِعٍ، وَهُوَ اللَّئِيمُ، وَخَصَّ ابْنُ دُرَيْدٍ بِهِ الصُّوف؛ والجَزَزُ والجُزَازُ والجُزَازَةُ والجِزَّةُ: مَا جُزَّ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: الجِزَّةُ صُوفُ نَعْجَةٍ أَو كَبْشٍ إِذا جُزَّ فَلَمْ يُخَالِطْهُ غَيْرُهُ، وَالْجَمْعُ جِزَزٌ وجَزائِزُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا ضَرَّةٌ وضَرائِرُ، وَلَا تَحْتَفِلْ بِاخْتِلَافِ الْحَرَكَتَيْنِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ جِزَّةُ هَذِهِ الشَّاةِ أَي صُوفُها المجزوزُ عَنْهَا. وَيُقَالُ: قَدْ جَزَزْتُ الكَبْشَ والنعجةَ، وَيُقَالُ فِي العَنْزِ والتَّيْسِ: حَلَقْتُهما وَلَا يُقَالُ جَزَزْتُهما. والجِزَّةُ: صوفُ شاةٍ فِي السَّنَةِ. يُقَالُ: أَقْرِضْني جِزَّةً أَو جِزَّتَيْنِ فَتُعْطِيَهُ صوفَ شَاةٍ أَو شَاتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ حَمَّادٍ فِي الصَّوْمِ: وإِن دَخَلَ حَلْقَك جِزَّةٌ فَلَا تَضُرُّكَ ؛ الجِزة، بِالْكَسْرِ: مَا يُجَزُّ مِنْ صُوفِ الشَّاةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَهُوَ الَّذِي لَمْ يستعمل بعد ما جُزَّ،؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْيَتِيمِ: تَكُونُ لَهُ مَاشِيَةٌ يَقُومُ وَلَيُّهُ عَلَى إِصلاحها ويُصِيبُ مِنْ جِزَزها ورِسْلِها. وجُزازَةُ كُلِّ شَيْءٍ: مَا جُزَّ مِنْهُ. والجَزُوزُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: الَّذِي يُجَزُّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمِجَزُّ: مَا يُجَزُّ بِهِ. والجَزُوزُ والجَزُوزَةُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي يُجَزُّ صُوفُهَا؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَا كَانَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ اسْمًا فإِنه لَا يُقَالُ إِلا بِالْهَاءِ كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ والحَلُوبَةِ والعَلُوفَةِ، أَي هِيَ مِمَّا يُجَزُّ، وأَما اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: إِن هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الأَسماء يُقَالُ بِالْهَاءِ وَبِغَيْرِ الْهَاءِ، قَالَ: وجَمْع ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى فُعُلٍ وفَعائِلَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن فُعُلًا إِنما هُوَ لِمَا كَانَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ بِغَيْرِ هَاءٍ كَرَكُوبٍ

ورُكُبٍ، وأَن فَعَائِلَ إِنما هُوَ لِمَا كَانَ بِالْهَاءِ كَرَكوبة وَرَكَائِبَ. وأَجَزَّ الرجلَ: جَعَلَ لَهُ جِزَّةَ الشاةِ. وأَجَزَّ القومُ: حَانَ جِزَازُ غَنَمِهِمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّخْمِ اللِّحْيَةِ: كأَنه عاضٌّ عَلَى جِزَّةٍ أَي عَلَى صُوفِ شَاةٍ جُزَّتْ. والجَزُّ: جَزُّ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ وَالْحَشِيشِ وَنَحْوِهِ. وجَزَّ النَّخْلَةَ يَجُزُّها جَزّاً وجِزازاً وجَزازاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَرَمها. وجَزَّ النخلُ وأَجَزَّ: حانَ أَن يُجَزَّ أَي يُقْطع ثَمَرُهُ ويُصْرم؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ ... فإِذا مَا جَزَّ نَجْتَرِمُهْ وَيُرْوَى: فإِذا أَجَزَّ. وجَزَّ الزرعُ وأَجَزَّ: حَانَ أَن يُزْرَعَ. والجِزازُ والجَزازُ: وَقْتُ الجَزّ. والجِزازُ: حِينَ تُجَزُّ الْغَنَمُ. والجِزازُ والجَزازُ أَيضاً: الحَصاد. اللَّيْثُ: الْجِزَازُ كالحَصاد وَاقِعٌ عَلَى الحِينِ والأَوانِ. يُقَالُ: أَجَزَّ النخلُ وأَحْصَد البرُّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَنَا وَقْتُ الجِزاز والجَزاز أَي زَمَنُ الحَصاد وصِرامِ النَّخْلِ. وأَجَزَّ النخلُ وَالْبُرُّ وَالْغَنَمُ أَي حانَ لَهَا أَن تُجَزّ. وأَجَزَّ القومُ إِذا أَجَزَّت غَنَمُهُمْ أَو زَرْعُهُمْ. واسْتَجَزَّ البرُّ أَي اسْتَحْصَد. واجْتَزَزْتُ الشِّيحَ وغيرَه واجْدَزَزْتُه إِذا جَزَزْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَا إِلى جِزازِ النَّخْلِ ؛ هَكَذَا وَرَدَ بِزَايَيْنِ، يُرِيدُ بِهِ قَطْعَ التَّمْرِ، وأَصله مِنَ الجَزّ وَهُوَ قَصُّ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَاتِ بِدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ. وجِزَازُ الزَّرْعِ: عَصْفُه. وجُزازُ الأَديم: مَا فَضَل مِنْهُ وَسَقَطَ مِنْهُ إِذا قُطِع، وَاحِدَتُهُ جُزازَةٌ. وجَزَّ التمرُ يَجِزّ، بِالْكَسْرِ، جُزُوزاً: يَبِسَ، وأَجَزَّ مِثْلُهُ. وَتَمْرٌ فِيهِ جُزُوز أَي يُبْس. وخَرَزُ الجَزِيز: شَبِيهٌ بالجَزْعِ، وَقِيلَ: هُوَ عِهْن كَانَ يُتَّخَذُ مَكَانَ الخَلاخِيل. وَعَلَيْهِ جَزَّة مِنْ مَالٍ: كَقَوْلِكَ ضَرَّة مِنْ مَالٍ. وجَزَّةُ: اسْمُ أَرض يَخْرُجُ مِنْهَا الدَّجَّال. والجِزْجِزَةُ: خُصْلة مِنْ صُوفٍ تُشَدُّ بِخُيُوطٍ يُزَيَّنُ بِهَا الهَوْدج. والجَزاجِزُ: خُصَل العِهْن والصوفِ الْمَصْبُوغَةِ تُعَلَّقُ عَلَى هَوَادِجِ الظَّعَائِنِ يَوْمَ الظَّعْنِ، وَهِيَ الثُّكَن والجَزائِزُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: هوادِجُ مَشْدُودٌ عَلَيْهَا الجَزائِزُ وَقِيلَ: الجَزِيزُ ضَرْبٌ مِنَ الخَرَزِ تُزَيَّنُ بِهِ جَوَارِي الأَعراب؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ نِسَاءً شَمَّرن عَنْ أَسْؤُقِهِنَّ حَتَّى بَدَتْ خَلاخِيلُهُن: خَرَزُ الجَزِيزِ مِنَ الخِدَامِ خَوارِجٌ ... مِنْ فَرْجِ كُلِّ وَصِيلَةٍ وإِزارِ الْجَوْهَرِيُّ: الجَزِيزَة خُصْلة مِنْ صُوفٍ، وَكَذَلِكَ الجِزْجِزَة، وَهِيَ عِهْنة تُعَلَّقُ عَلَى الهَوْدج؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كالقَرِّ ناسَتْ فَوْقَه الجَزاجِزُ والجَزاجِز: المَذاكير؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ومُرْقَصَةٍ كَفَفْتُ الخَيْل عَنْهَا ... وَقَدْ هَمَّتْ بإِلْقاءِ الزِّمام فَقُلْتُ لَهَا: ارْفَعِي مِنْهُ وسِيرِي ... وَقَدْ لَحِقَ الجَزاجِزُ بالحِزامِ قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي قُلْتُ لَهَا سِيرِي وَلَا تُلْقي بِيَدِكِ وَكُونِي آمِنَةً، وَقَدْ كَانَ لَحِقَ الحزامُ بِثِيلِ الْبَعِيرِ مِنْ شِدَّةِ سَيْرِهَا، هَكَذَا رُوِيَ عَنْهُ، والأَجود أَن يَقُولَ: وَقَدْ كَانَ لَحِقَ ثِيلُ الْبَعِيرِ بِالْحِزَامِ عَلَى موضوع الْبَيْتِ، وإِلا فَثَعْلَبٌ إِنما فَسَّرَهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ لأَن الْحِزَامَ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِلُ فَيَلْحَقُ بالثِّيلِ، فأَما الثِّيلُ فَمُلَازِمٌ لِمَكَانِهِ لَا يَنْتَقِلُ.

جَعِزَ: الجَعْز والجَأْز: الغَصَص، كأَنه أُبدل مِنَ الْهَمْزِ عَيْنًا. جَعِزَ جَعَزاً كجَئِزَ: غَصَّ. جَفَزَ: الجَفْز: سُرْعَةُ الْمَشْيِ؛ يَمَانِيَّةٌ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صحتها. جَلَزَ: الجَلْز: الطَّيُّ وَاللَّيُّ. جَلَزْتُه أَجْلِزُه جَلْزاً. وَكُلُّ عِقْدٍ عَقَدْتَهُ حَتَّى يَستدير، فَقَدْ جَلَزْتَه. والجَلْزُ والجِلازُ: العَقَب الْمَشْدُودُ فِي طَرَفِ السَّوْطِ. الأَصْبَحيّ: والجَلْز شِدَّةُ عَصْب العَقَب. وكلُّ شَيْءٍ يُلْوَى عَلَى شَيْءٍ، فَفِعْله الجَلْز، وَاسْمُهُ الجِلاز. وجلائِزُ الْقَوْسِ: عَقَب تُلْوَى عَلَيْهَا فِي مَوَاضِعَ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا جِلازَة، والجِلاز أَعم، أَلا تَرَى أَن العِصابة اسْمُ الَّتِي للرأْس خَاصَّةً؟ وكلُّ شَيْءٍ يُعْصَبُ بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ العِصابُ، وإِذا كَانَ الرَّجُلُ مَعْصوب الخَلْق وَاللَّحْمِ قُلْتَ: إِنه لَمَجْلُوز اللحمِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ: نَاقَةٌ جَلْسٌ، السِّينُ بَدَلٌ مِنَ الزَّايِ، وَهِيَ الْوَثِيقَةُ الخَلْق. وجَلَزَ السكينَ وَالسَّوْطَ يَجْلِزُه جَلْزاً: حَزَم مَقْبِضه وشدَّه بِعِلْباءِ الْبَعِيرِ؛ وَكَذَلِكَ التَّجْلِيز، وَاسْمُ ذَلِكَ العِلْباء: الجِلاز، بِالْكَسْرِ. وَالْجَلَائِزُ: عَقَبات تُلْوَى عَلَى كُلِّ مَوْضِعٍ مِنَ الْقَوْسِ، وَاحِدُهَا جِلاز وجِلازَة؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: مُدِلّ بِزُرْقٍ، لَا يُداوَى رَمِيُّها ... وصَفْراءَ مِنْ نَبْعٍ، عَلَيْهَا الجَلائِزُ وَلَا تَكُونُ الجَلائز إِلا مِنْ غَيْرِ عَيْبٍ. وجَلَز رأْسه بِرِدائِه جَلْزاً: عَصَبه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: يَحُثّ الحُداةَ جالِزاً بِرِدائِه أَراد: جَالِزًا رأْسه بِرِدَائِهِ. وجَلْزُ السِّنان: الْحَلْقَةُ الْمُسْتَدِيرَةُ فِي أَسفله، وَقِيلَ: جَلْزه أَعلاه، وَقِيلَ: مُعْظمه. وَيُقَالُ لأَغْلَظ السِّنَانِ: جَلْز، والجَلْز والجَلِيز والتَّجْلِيز: الذَّهَابُ فِي الأَرض والإِسراع؛ قَالَ: ثُمَّ مَضى فِي إِثْرِها وجَلَّزا وَقَدْ جَلَّز فَذَهَبَ. وقَرْضٌ مَجْلُوز: يُجْزى بِهِ مَرَّةً وَلَا يُجْزَى بِهِ أُخرى، وَهُوَ مِنَ الذَّهَابِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: هَلْ أَجْزِيَنَّكما يَوْمًا بقَرْضِكما؟ ... والقَرْض بالقَرْضِ مَجْزيٌّ ومَجْلُوز والجِلَّوْزُ: الْبُنْدُقُ؛ عَرَبِيٌّ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ: التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ شَكَرَ: والجِلَّوْز نَبْتٌ لَهُ حَبٌّ إِلى الطُّول مَا هُوَ وَيُؤْكَلُ مُخُّه شِبْه الْفُسْتُقِ. والجِلَّوْز: الضخم الشجاع. وَقَالَ النَّضْرُ: جَلَزَ شَيْئًا إِلى شَيْءٍ أَي ضَمَّه إِليه؛ وأَنشد: قَضَيْت حُوَيْجَةً وجَلَزْتُ أُخْرى ... كَمَا جَلَزَ الفُشاغُ عَلَى الغُصُونِ وَقَدْ سَمَّتْ جالِزاً ومِجْلَزاً وكَنَّت بأَبي مِجْلَز، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ أَبو مَجْلِزِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَبو مِجْلز، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مَجْلِز وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ جَلْز السَّوْطِ وَهُوَ مَقْبِضه عِنْدَ قَبِيعته. وَتَقُولُ: هَذَا أَبو مِجْلَز قَدْ جَاءَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ أَيضاً مِنْ جَلْز السِّنَانِ وَهُوَ أَغلظه. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِني أُحب أَن أَتَجَمَّل بِجِلازِ سَوْطي ؛ الجِلاز: السَّيْرُ الَّذِي يُشَدُّ فِي طَرَفِ السَّوْطِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ جِلان، بِالنُّونِ، وَهُوَ غَلَطٌ. والجِلْواز: الثُّؤْرُور، وَقِيلَ: هُوَ الشُّرَطِيّ، وجَلْوَزَتُه: خِفَّته بَيْنَ يَدَيِ الْعَامِلِ فِي ذَهَابِهِ وَمَجِيئِهِ، وَالْجَمْعُ الجَلاوِزَة.

وجَمَلٌ جَلَنْزى: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. الْفَرَّاءُ: الجِلْئِزُ مِنَ النِّسَاءِ الْقَصِيرَةُ؛ وأَنشد أَبو ثَرْوَانَ: فَوْقَ الطَّوِيلة وَالْقَصِيرَةِ شَبْرُها ... لَا جِلْئِزٌ كُنُدٌ وَلَا قَيْدُود قَالَ: هِيَ الفِنْئِلُ أَيضاً، وَيُقَالُ فِي نَزْعِ الْقَوْسِ إِذا أَغْرَق فِيهِ حَتَّى بَلَغ النَّصْل؛ قَالَ عَدِيٌّ: أَبْلِغْ أَبا قابُوس، إِذ جَلَّزَ النَّزْعَ ... وَلَمْ يُؤْخَذْ لِخَطِّي يَسَرْ جَلْبَزَ: ابْنُ دُرَيْدٍ: جَلْبَزٌ وجُلابِز صلب شديد. جَلْحَزَ: رَجُلٌ جَلْحَزٌ وجِلْحاز: ضيِّق بَخِيلٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ حروف غيره لَمْ أَجد أَكثرها لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ وَيَجِبُ الْفَحْصُ عَنْهَا، فَمَا وُجِدَ لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أُلحق بِالرُّبَاعِيِّ وإِلا فَلْيُحْذَرْ منها. جَلْفَزَ: الجَلْفَزُ والجُلافِزُ: الصُّلْبُ. وَنَاقَةٌ جَلْفَزِيزٌ: صُلْبَةٌ غَلِيظَةٌ، مِنْ ذَلِكَ. والجَلْفَزِيزُ: الْعَجُوزُ المُتَشَنّجة وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ عَمُول. ونابٌ جَلْفَزِيز: هَرِمَة عَمُول حَمُول، وَقِيلَ: الجَلْفَزِيز مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي أَسَنَّتْ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ يَصِفُ امرأَة أَسَنَّتْ وَهِيَ مَعَ سِنِّها ضَعِيفَةُ الْعَقْلِ: السِّنُّ مِنْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ ... والحِلْمُ حِلْم صَبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَه وَيُقَالُ: دَاهِيَةٌ جَلْفَزِيز؛ وَقَالَ: إِني أَرى سَوْداءَ جَلْفَزِيزَا وَيُقَالُ: جَعَلَهَا اللَّهُ الجَلْفَزِيزَ إِذا صَرَم أَمره وَقَطَعَهُ. والجَلْفَزِيز: الثَّقِيلُ؛ عَنِ السيرافي. جَلَنْزَ: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ جَمَلٌ جَلَنْزَى وبَلَنْزى إِذا كان غليظاً شديداً. جَلْهَزَ: الجَلْهَزَة: إِغضاؤك عَنِ الشَّيْءِ وكَتْمك لَهُ وأَنت عالم به. جمز: جَمَزَ الإِنسانُ والبعيرُ والدابةُ يَجْمِزُ جَمْزاً وجَمَزَى: وَهُوَ عَدْوٌ دُونَ الحُضْر الشَّدِيدِ وَفَوْقَ العَنَق، وَهُوَ الجَمْز، وَبَعِيرٌ جَمَّاز مِنْهُ. والجَمَّاز: الْبَعِيرُ الَّذِي يَرْكَبُهُ المُجَمِّزُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَنا النَّجاشِيّ عَلَى جَمَّاز ... حادَ ابنُ حَسَّان عَنِ ارْتِجازي وَحِمَارٌ جَمَزَى: وَثَّاب سَرِيعٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: كأَني ورَحْلي، إِذا رُعْتُها ... عَلَى جمَزَى جازِئٍ بالرّمالِ وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه ... حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ شَبَّهَ نَاقَتَهُ بِحِمَارِ وَحْشٍ وَوَصَفَهُ بِجَمَزَى، وَهُوَ السَّرِيعُ، وَتَقْدِيرُهُ عَلَى حِمَارٍ جَمَزَى. الْكِسَائِيُّ: النَّاقَةُ تَعْدُو الجَمَزَى وَكَذَلِكَ الفَرَس. وحَيَدَى بالدِّحال: خطأٌ لأَن فَعَلى لَا يَكُونُ إِلا لِلْمُؤَنَّثِ. قَالَ الأَصمعي: لَمْ أَسمع بفَعَلى فِي صِفَةِ الْمُذَكَّرِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ، يَعْنِي أَن جَمَزَى وبَشَكى وزَلَجى ومَرَطى وَمَا جَاءَ عَلَى هَذَا الْبَابِ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ صِفَةِ النَّاقَةِ دُونَ الْجَمَلِ، قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي لَنَا: [حَيَدٌ بالدِّحال] يُرِيدُ عَنِ الدِّحال. قَالَ الأَزهري: ومَخْرج مَنْ رَوَاهُ جَمَزَى عَلَى عَيْرٍ ذِي جَمَزَى أَي ذِي مِشْيَةٍ جَمَزَى، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ وَكَرَى أَي ذَاتُ مِشْيَة وكَرى. وَفِي حَدِيثِ مَاعِزٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلَمَّا أَذْلَقَتْه الْحِجَارَةُ جَمَزَ أَي أَسرع هَارِبًا مِنَ الْقَتْلِ؛

وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: مَا كَانَ إِلا الجَمْزُ ؛ يَعْنِي السَّيْرُ بِالْجَنَائِزِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَرُدُّونهم عَنْ دِينِهِمْ كُفَّاراً جَمَزَى ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وجَمَزَ فِي الأَرض جَمْزاً: ذَهَبَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والجُمَّازَة: دُرَّاعَة مِنْ صُوفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، توضأَ فَضَاقَ عَنْ يَدَيْهِ كُمَّا جُمَّازَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ فأَخرج يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا ؛ الجُمَّازة، بِالضَّمِّ: مِدْرعة صُوفٍ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَكْفِيكَ، مِنْ طاقٍ كَثِيرِ الأَثْمانْ ... جُمَّازَةٌ شُمِّرَ مِنْهَا الكُمَّانْ وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ: دَلَنْظى يَزِلُّ القَطْر عَنْ صَهَواتِهِ ... هُوَ اللَّيْثُ فِي الجُمَّازَةِ المُتَوَرِّدُ ابْنُ الأَعرابي: الجَمْز الِاسْتِهْزَاءُ. والجُمْزانُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ وَالنَّخْلِ وَالْجُمَّيْزِ. والجُمْزَةُ: الكُتْلَةُ مِنَ التَّمْرِ والأَقِطِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ جُمَز. والجُمْزَةُ: بُرْعُوم النَّبْتِ الَّذِي فِيهِ الْحَبَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، كالقُمْزة، وَسَنَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا. والجَمْز: مَا بَقِيَ مِنْ عُرْجون النَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ جُمُوز. والجُمَّيز والجُمَّيْزَى: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ يُشْبِهُ حَمْلُهُ التِّين ويَعْظم عِظَم الفِرْصاد، وتِينُ الجُمَّيْز مِنْ تِينِ الشَّامِ أَحمر حُلْوٌ كَبِيرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تِينُ الجُمَّيز رَطْب لَهُ مَعَالِيقُ طِوال ويُزَبَّب، قَالَ: وَضَرْبٌ آخَرُ مِنَ الجُمَّيْز لَهُ شَجَرٌ عِظَامٌ يَحْمِلُ حَمْلًا كَالتِّينِ فِي الْخِلْقَةِ وَرَقَتُها أَصغر مِنْ ورَقَة التِّينِ الذَّكَرِ، وتينُها صِغار أَصفر وأَسود يَكُونُ بالغَوْرِ يُسَمَّى التِّينَ الذَّكَرَ، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّي حَمْلَهُ الْحَمَا «8»، والأَصفر مِنْهُ حُلْوٌ، والأَسود يُدْمي الْفَمَ، وَلَيْسَ لتِينها عِلاقة، وَهُوَ لَاصِقٌ بالعُود، الْوَاحِدَةُ مِنْهُ جُمَّيْزَةٌ وجُمَّيْزَى، والله أَعلم. جنز: جَنَزَ الشيءَ يَجْنِزُه جَنْزاً: سَتَرَهُ. وَذَكَرُوا أَن النَّوَار لَمَّا احْتُضِرَت أَوْصَت أَن يُصَلِّيَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِذا جَنَزْتُموها فآذِنُوني. والجِنَازَة والجَنَازة: الْمَيِّتُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: زَعَمَ قَوْمٌ أَن اشْتِقَاقَهُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ نَبَطِيّ. والجِنازة: وَاحِدَةُ الجَنائز، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ الجَنازة، بِالْفَتْحِ، وَالْمَعْنَى الْمَيِّتُ عَلَى السَّرِيرِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ الْمَيِّتُ فَهُوَ سَرِيرٌ ونَعْش. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ لَهُ امرأَتان فَرُمِيَتْ إِحداهما فِي جِنَازَتِهَا أَي مَاتَتْ. تَقُولُ الْعَرَبُ إِذا أَخْبَرَتْ عَنْ مَوْتِ إِنسان: رُمِيَ فِي جِنازته لأَن الجِنازَة تَصِيرُ مَرْمِيًّا فِيهَا، وَالْمُرَادُ بِالرَّمْيِ الحَمْل والوَضْع. والجِنازة، بِالْكَسْرِ: الْمَيِّتُ بِسَرِيرِه، وَقِيلَ: بِالْكَسْرِ السّرِير، بالفتح الْمَيِّتُ. ورُمِيَ فِي جَنَازته أَي مَاتَ، وطُعِن فِي جِنازته أَي مَاتَ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَنَازَة، بِالْفَتْحِ، الْمَيِّتُ، والجِنازة، بِالْكَسْرِ: السَّرِيرُ الَّذِي يُحْمل عَلَيْهِ الْمَيِّتُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَا يُسَمَّى جِنَازة حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهِ مَيِّتٌ، وإِلا فَهُوَ سَرِيرٌ أَو نَعْشٌ؛ وأَنشد الشَّمَّاخُ: إِذا أَنْبَضَ الرَّامون فِيهَا تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّمَ ثَكْلى أَوْجَعَتْها الجَنائِزُ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ مُجَّان الْعَرَبِ الجِنَازة لِزِقِّ الْخَمْرِ فَقَالَ وَهُوَ عَمْرُو بْنِ قِعَاسٍ: وكنتُ إِذا أَرى زِقًّا مَرِيضاً ... يُناحُ عَلَى جِنازَته، بَكَيْتُ وإِذا ثَقُلَ عَلَى الْقَوْمِ أَمر أَو اغْتَمُّوا به، فهو جِنَازة

_ (8). قوله [يسمى حمله الحما] كذا بالأَصل

عَلَيْهِمْ؛ قَالَ: وَمَا كنتُ أَخْشى أَن أَكُونَ جِنازَةً ... عَلَيْكَ، ومَنْ يَغْتَرُّ بالحَدَثان؟ اللَّيْثُ: الجِنازة الإِنسان الْمَيِّتُ وَالشَّيْءُ الَّذِي قَدْ ثَقُل عَلَى قَوْمٍ فاغْتَمُّوا بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ جَرَى فِي أَفواه النَّاسِ جَنازة، بِالْفَتْحِ، والنَّحارير يُنْكِرُونَهُ، وَيَقُولُونَ: جُنِزَ الرجلُ، فَهُوَ مَجْنوز إِذا جُمِعَ. الأَصمعي: الجِنَازة، بِالْكَسْرِ، هُوَ الْمَيِّتُ نَفْسُهُ وَالْعَوَامُّ يَقُولُونَ إِنه السَّرِيرُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: تَرَكْتُهُ جِنَازة أَي مَيِّتًا. النَّضْرُ: الجِنَازة هُوَ الرَّجُلُ أَو السَّرِيرُ مَعَ الرَّجُلِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ: سُمِّيَتِ الجِنَازة لأَن الثِّيَابَ تُجْمع والرجلُ عَلَى السَّرِيرِ، قَالَ: وجُنِزوا أَي جُمِعوا. ابْنُ شُمِيلٍ: ضُرِب الرجُل حَتَّى تُرِك جِنازةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَيًّا وَمَيِّتًا: كانَ مَيْتاً جِنازَةً خَيْرَ مَيْتٍ ... غَيَّبَتْه حَفائِرُ الأَقْوام جهز: جَهاز العَرُوس وَالْمَيِّتِ وجِهازهما: مَا يَحْتَاجَانِ إِليه، وَكَذَلِكَ جِهَازُ الْمُسَافِرِ، يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ؛ وَقَدْ جَهَّزَه فَتَجَهَّز وجَهَّزْتُ العروسَ تَجْهِيزاً، وَكَذَلِكَ جَهَّزت الْجَيْشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا ؛ تَجْهِيزُ الْغَازِي: تَحْمِيله وإِعداد مَا يَحْتَاجُ إِليه فِي غَزْوِهِ، وَمِنْهُ تَجْهِيزُ الْعَرُوسِ: وتَجْهِيز الْمَيِّتِ. وجَهَّزت الْقَوْمَ تَجْهِيزاً إِذا تكلَّفت لَهُمْ بِجهازِهِمْ لِلسَّفَرِ، وَكَذَلِكَ جِهَاز الْعَرُوسِ وَالْمَيِّتِ، وَهُوَ مَا يُحْتَاجُ لَهُ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ تَجَهَّزُوا جَهازاً. قَالَ اللَّيْثُ: وَسَمِعْتُ أَهل الْبَصْرَةِ يخطئُون الجِهَازَ، بِالْكَسْرِ. قَالَ الأَزهري: وَالْقُرَّاءُ كُلُّهُمْ عَلَى فَتْحِ الْجِيمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ ؛ قَالَ: وجِهَاز، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ رَدِيئَةٌ؛ قَالَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تَجَهَّزي بِجهازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ ... يَا نَفْسُ، قَبْلَ الرَّدَى، لَمْ تُخْلَقي عَبَثا وجَهاز الرَّاحِلَةِ: مَا عَلَيْهَا. وجَهَاز المرأَة: حَياؤُها، وَهُوَ فَرْجها. وَمَوْتٌ مُجْهِز أَي وَحِيٌّ. وجَهَزَ عَلَى الْجَرِيحِ وأَجْهَزَ: أَثْبَت قَتْله. الأَصمعي: أَجْهَزْتُ عَلَى الْجَرِيحِ إِذا أَسرعت قَتْلَهُ وَقَدْ تَمَّمت عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُقَالُ «1» أَجاز عَلَيْهِ إِنما يُقَالُ أَجازَ عَلَى اسْمِهِ أَي ضَرَب. وَمَوْتٌ مُجْهِز وجَهِيز أَي سَرِيعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلْ تَنْظُرون إِلا مَرَضًا مُفْسداً أَو مَوْتًا مُجْهِزاً أَي سَرِيعًا. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا يُجْهَز عَلَى جَريحهم أَي مَنْ صُرِع مِنْهُمْ وكُفِيَ قِتالُه لَا يُقْتل لأَنهم مُسْلمون، وَالْقَصْدُ مِنْ قِتَالِهِمْ دَفْعُ شَرِّهِمْ، فإِذا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِلا بِقَتْلِهِمْ قُتِلوا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَتى عَلَى أَبي جَهْلٍ وَهُوَ صَرِيع فأَجْهَزَ عَلَيْهِ. وَمِنْ أَمثالهم فِي الشَّيْءِ إِذا نَفَر فَلَمْ يَعُدْ: ضَرَب فِي جَهَازه، بِالْفَتْحِ، وأَصله فِي الْبَعِيرِ يَسْقُطُ عَنْ ظَهْرِهِ القَتَب بأَداته فَيَقَعُ بَيْنَ قَوَائِمِهِ فَيَنْفِرُ عَنْهُ حَتَّى يَذْهَبَ فِي الأَرض، وَيُجْمَعُ عَلَى أَجْهِزَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأَجْهِزاتِها قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ ضَرَب البعيرُ فِي جَهازِه إِذا جَفَلَ فَنَدَّ فِي الأَرض والْتَبَط حَتَّى طَوَّحَ مَا عَلَيْهِ مِنْ أَداة وحِمْل. وضَرَبَ فِي جَهازٍ البعيرُ إِذا شَرَدَ. وجَهَّزت فُلَانًا أَي هَيَّأْتَ جَهاز سَفَرِهِ. وتَجَهَّزْت

_ (1). قَوْلُهُ [قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَلَا يقال إلخ] عبارة القاموس وشرحه في مادة ج وز: وأجزت على الجريح لغة في أجهزت، وأنكره ابن سيدة فقال ولا يقال إلخ

لأَمْرِ كَذَا أَي تهيأَت لَهُ. وَفَرَسٌ جَهِيز: خَفِيفٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ جَهِيز الشَّدِّ أَي سَرِيعُ الْعَدْوِ، وأَنشد: ومُقَلِّص عَتَد جَهِيز شَدُّهُ ... قَيْد الأَوَابِدِ فِي الرِّهانِ جَواد وجَهِيزَةُ: اسْمُ امرأَة رَعْناءَ تُحَمَّق. وَفِي الْمَثَلِ: أَحْمَقُ مِنْ جَهِيزَةَ؛ قِيلَ: هِيَ أُم شبِيبٍ الخَارجي، كَانَ أَبو شَبِيبٍ مِنْ مُهاجِرَة الْكُوفَةِ اشْتَرَى جَهِيزَةَ مِنَ السَّبي، وَكَانَتْ حَمْرَاءَ طَوِيلَةً جَمِيلَةً فأَرَادَها عَلَى الإِسلام فَأَبَتْ، فَوَاقَعَهَا فَحَمَلَتْ فَتَحَرَّكَ الْوَلَدُ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: فِي بَطْني شَيْءٌ يَنْقُز، فَقِيلَ: أَحمق مِنْ جَهِيزَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ هَذَا الْمَثَلِ: أَحمق مِنْ جَهِيزَةَ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَذَكَرَ الْجَاحِظُ أَنه أَحمق مِنْ جَهِيزَةٍ، بِالصَّرْفِ. والجَهِيزَة: عِرْسُ الذِّئْبِ يَعْنون الذِّئْبَةَ، وَمِنْ حُمْقها أَنها تَدَعُ ولدَها وتُرْضع أَولاد الضَّبُعِ كَفِعْلِ النَّعَامَةِ بِبَيْض غَيْرِهَا؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابنِ جِذْلِ الطَّعَانِ: كَمُرْضِعَةٍ أَولادَ أُخرى، وضَيَّعَتْ ... بَنِيها، فَلَمْ تَرْقَعْ بِذَلِكَ مَرْقَعا وَكَذَلِكَ النَّعَامَةُ إِذا قَامَتْ عَنْ بَيْضها لِطَلَبِ قُوتِها فَلَقِيَتْ بَيْضَ نَعَامَةٍ أُخرى حَضَنَتْه فَحُمِّقَتْ بِذَلِكَ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ هرمة: إِنِّي وتَرْكي نَدى الأَكْرَمِينَ ... وقَدْحي بِكَفَّيّ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضها بالعَراء ... ومُلْبِسَةٍ بَيْض أُخرى جَناها قَالُوا: وَيَشْهَدُ لِمَا بَيْنَ الذِّئْبِ وَالضَّبُعِ مِنَ الأُلْفَةِ أَن الضَّبُعَ إِذا صِيدَتْ أَو قُتِلت فإِن الذِّئْبَ يَكْفُل أَولادها ويأْتيها بِاللَّحْمِ؛ وأَنشدوا فِي ذَلِكَ لِلْكُمَيْتِ: كَمَا خامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِر ... لِذِي الحَبْل، حَتَّى عَالَ أَوْسٌ عِيالَها «1» وَقِيلَ فِي قَوْلِهِمْ أَحمق مِنْ جَهِيزَةَ: هِيَ الضَّبُعُ نَفْسُهَا، وَقِيلَ: الجَهِيزَةُ جِرْوُ الدُّبِّ والجِبْسُ أُنْثاه، وَقِيلَ: الجَهِيزة الدُّبَّةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: كَانَتْ جَهِيزَة امرأَة خَلِيقَةً فِي بَدَنِهَا رَعْناء يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ؛ وأَنشد: كأَنَّ صَلا جَهِيزَة، حِينَ قامتْ ... حِبابُ الْمَاءِ حَالًا بَعْدَ حالِ جوز: جُزْتُ الطريقَ وجازَ الموضعَ جَوْزاً وجُؤُوزاً وجَوازاً ومَجازاً وجازَ بِهِ وجاوَزه جِوازاً وأَجازه وأَجاز غيرَه وجازَه: سَارَ فِيهِ وَسَلَكَهُ، وأَجازَه: خَلَّفه وَقَطَعَهُ، وأَجازه: أَنْفَذَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: خَلُّوا الطريقَ عَنْ أَبي سَيَّارَه ... حَتَّى يُجِيزَ سَالِمًا حِمارَه وَقَالَ أَوسُ بْنُ مَغْراءَ: وَلَا يَرِيمُونَ للتَّعْريف مَوْضِعَهم ... حَتَّى يُقال: أَجِيزُوا آلَ صَفْوانا يَمْدَحُهُمْ بأَنهم يُجيزُون الْحَاجَّ، يَعْنِي أَنْفِذوهم. والمَجازُ والمَجازَةُ: الْمَوْضِعُ. الأَصمعي: جُزْت الْمَوْضِعَ سِرْتُ فِيهِ، وأَجَزْته خَلَّفْته وَقَطَعْتُهُ، وأَجَزْتُه أَنْفَذْته؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمَّا أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ، وانْتَحى ... بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قفافٍ عَقَنْقَلِ وَيُرْوَى: ذِي حِقاف. وجاوَزْت الْمَوْضِعَ جِوازاً:

_ (1). قوله [لِذِي الْحَبْلِ] أَيْ لِلصَّائِدِ الَّذِي يُعَلِّقُ الْحَبْلَ فِي عرقوبها.

بِمَعْنَى جُزْتُه. وَفِي حَدِيثِ الصِّرَاطِ: فأَكون أَنا وأُمَّتي أَوّلَ مَنْ يُجِيزُ عَلَيْهِ ؛ قَالَ: يُجِيزُ لُغَةٌ فِي يجُوز جازَ وأَجازَ بِمَعْنًى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَسْعَى: لَا تُجِيزوا البَطْحاء إِلَّا شَدَّا. و [الاجْتِيازُ]: السُّلُوكُ. والمُجْتاز: مُجْتابُ الطَّرِيقِ ومُجِيزه. والمُجْتاز أَيضاً: الَّذِي يُحِبُّ النَّجاءَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ثُمَّ انْشَمَرْتُ عَلَيْهَا خَائِفًا وجِلًا ... والخائفُ الواجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِر وَيُرْوَى: الوَجِلُ. والجَواز: صَكُّ الْمُسَافِرِ. وتجاوَز بِهِمُ الطَّرِيقَ، وجاوَزَه جِوازاً: خَلَّفه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ* . وجَوَّز لَهُمْ إِبِلَهم إِذا قَادَهَا بَعِيرًا بَعِيرًا حَتَّى تَجُوزَ. وجَوائِزُ الأَمثال والأَشْعار: مَا جازَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ظَنِّي بِهم كَعَسى، وهُمْ بِتَنُوفَةٍ ... يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثال قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَقُولُ الْيَقِينَ مِنْهُمْ كَعَسى، وعَسى شَكٌّ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يَتَنَازَعُونَ جَوَائِزَ الأَمثال أَي يُجِيلُونَ الرأْي فِيمَا بَيْنَهُمْ ويَتَمَثَّلُون مَا يُرِيدُونَ وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلى غَيْرِهِمْ مِنْ إِرخاء إِبلهم وَغَفْلَتِهِمْ عَنْهَا. وأَجازَ لَهُ البيعَ: أَمْضاه. وَرُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ: إِذا بَاعَ المُجِيزان فَالْبَيْعُ للأَول، وإِذا أَنْكح المُجِيزان فَالنِّكَاحُ للأَول؛ المُجِيز: الْوَلِيُّ؛ يُقَالُ: هَذِهِ امرأَة لَيْسَ لَهَا مُجِيز. والمُجِيز: الْوَصِيُّ. والمُجِيز: القَيّم بأَمر الْيَتِيمِ. وَفِي حَدِيثِ نِكَاحِ الْبِكْرِ: فإِن صَمَتَتْ فَهُوَ إِذنها، وإِن أَبَتْ فَلَا جَوازَ عَلَيْهَا أَي لَا وِلَايَةَ عَلَيْهَا مَعَ الِامْتِنَاعِ. والمُجِيز: الْعَبْدُ المأْذون لَهُ فِي التِّجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا خَاصَمَ إِلى شُرَيْحٍ غُلَامًا لِزِيَادٍ فِي بِرْذوْن بَاعَهُ وكَفَلَ لَهُ الغلامُ، فَقَالَ شُرَيْحٌ: إِن كَانَ مُجيزاً وكَفَلَ لَكَ غَرِم، إِذا كَانَ مأُذوناً لَهُ فِي التِّجَارَةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَجَزْت عَلَى [اسْمِهِ إِذا جَعَلْتُهُ جَائِزًا]. وجَوَّزَ لَهُ مَا صَنَعَهُ وأَجازَ لَهُ أَي سَوَّغ لَهُ ذَلِكَ، وأَجازَ رأْيَه وجَوَّزه: أَنفذه. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ وَالْحِسَابِ: إِني لَا أُجِيزُ اليومَ عَلَى نَفْسي شَاهِدًا إِلا مِنِّي أَي لَا أُنْفِذ وَلَا أُمْضِي، مِنْ أَجازَ أَمره يُجِيزه إِذا أَمضاه وَجَعَلَهُ جَائِزًا. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَبْلَ أَن تُجِيزُوا عليَ أَي تَقْتُلُونِي وتُنْفِذُوا فيَّ أَمْرَكم. وتَجَوَّزَ فِي هَذَا الأَمر مَا لَمْ يَتَجَوَّز فِي غَيْرِهِ: احْتَمَلَهُ وأَغْمَض فِيهِ. والمَجازَةُ: الطَّرِيقُ إِذا قَطَعْتَ مِنْ أَحد جَانِبَيْهِ إِلى الْآخَرِ. والمَجازَةُ: الطَّرِيقُ فِي السَّبَخَة. والجائِزَةُ: الْعَطِيَّةُ، وأَصله أَن أَميراً واقَفَ عَدُوًّا وَبَيْنَهُمَا نَهْرٌ فَقَالَ: مَنْ جازَ هَذَا النَّهْرَ فَلَهُ كَذَا، فكلَّما جَازَ مِنْهُمْ واحدٌ أَخذ جائِزَةً. أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ أَجازَ السُّلْطَانُ فُلَانًا بجائِزَةٍ: أَصل الجائزَة أَن يُعْطِيَ الرجلُ الرجلَ مَاءً ويُجِيزه لِيَذْهَبَ لِوَجْهِهِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ إِذا وَرَدَ مَاءً لقَيِّمِ الْمَاءِ: أَجِزْني مَاءً أَي أَعطني مَاءً حَتَّى أَذهب لِوَجْهِي وأَجُوز عَنْكَ، ثُمَّ كَثُرَ هَذَا حَتَّى سَمَّوا الْعَطِيَّةَ جائِزَةً. الأَزهري: الجِيزَة مِنَ الْمَاءِ مِقْدَارُ مَا يَجُوزُ بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهَلٍ إِلى مَنْهَلٍ، يُقَالُ: اسْقِني جِيزة وَجَائِزَةً وجَوْزة. وَفِي الْحَدِيثِ: الضِّيافَةُ ثَلَاثَةُ أَيام وجائِزَتُه يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ ، أَي يُضافُ ثلاثَةَ أَيام فَيَتَكَلَّفُ لَهُ فِي الْيَوْمِ الأَوّل مِمَّا اتَّسَعَ لَهُ مِنْ بِرٍّ

وإِلْطاف، وَيُقَدِّمُ لَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ مَا حَضَره وَلَا يَزِيدُ عَلَى عَادَتِهِ، ثُمَّ يُعْطِيهِ مَا يَجُوزُ بِهِ مسافَةَ يومٍ وَلَيْلَةٍ، وَيُسَمَّى الجِيزَةَ، وَهِيَ قَدْرُ مَا يَجُوز بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهَل إِلى مَنْهَلٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَمَعْرُوفٌ، إِن شَاءَ فَعَلَ، وإِن شَاءَ تَرَكَ، وإِنما كُرِهُ لَهُ المُقام بَعْدَ ذَلِكَ لِئَلَّا تَضِيقَ بِهِ إِقامته فَتَكُونُ الصَّدَقَةُ عَلَى وَجْهِ المَنِّ والأَذى. الْجَوْهَرِيُّ: أَجازَه بِجائِزَةٍ سَنِيَّةٍ أَي بِعَطَاءٍ. وَيُقَالُ: أَصل الجَوائِز أَنَّ قَطَنَ بْنَ عَبْدِ عَوْف مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ولَّى فَارِسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، فَمَرَّ بِهِ الأَحنف فِي جَيْشِهِ غَازِيًا إِلى خُراسان، فَوَقَفَ لَهُمْ عَلَى قَنْطرة فَقَالَ: أَجيزُوهم، فَجَعَلَ يَنْسِبُ الرَّجُلَ فَيُعْطِيهِ عَلَى قَدْرِ حَسَبه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِدًى للأَكْرَمِينَ بَنِي هِلالٍ ... عَلَى عِلَّاتِهم، أَهْلي وَمَالِي هُمُ سَنُّوا الجَوائز فِي مَعَدٍّ ... فَصَارَتْ سُنَّةً أُخْرى اللَّيالي وَفِي الْحَدِيثِ: أَجِيزُوا الوَفْد بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهم بِهِ أَي أَعْطوهم الجِيزَة. والجائِزَةُ: الْعَطِيَّةُ مِنْ أَجازَه يُجِيزُه إِذا أَعطاه. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلا أَمْنَحُك، أَلا أَجِيزُك ؟ أَي أُعطيك، والأَصل الأَوّل فَاسْتُعِيرَ لِكُلِّ عَطَاءٍ؛ وأَما قَوْلُ الْقُطَامِيِّ: ظَلَلْتُ أَسأَل أَهْلَ الْمَاءِ جائِزَةً فَهِيَ الشَّرْبة مِنَ الْمَاءِ. والجائزُ مِنَ الْبَيْتِ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تَحْمِل خَشَبَ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ أَجْوِزَةٌ وجُوزان وجَوائِز؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، والأُولى نَادِرَةٌ، وَنَظِيرُهُ وادٍ وأَوْدِيَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة أَتت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِني رأَيت فِي الْمَنَامِ كأَن جائِزَ بَيْتِي قَدِ انْكَسَرَ فَقَالَ: خَيْرٌ يَرُدّ اللَّهُ غائِبَكِ، فَرَجَعَ زَوْجُهَا ثُمَّ غَابَ، فرأَت مِثْلَ ذَلِكَ فأَتت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْهُ ووجَدَتْ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأَخْبَرَتْه فَقَالَ: يَمُوتُ زوجُكِ، فذكرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَلْ قَصَصْتِها عَلَى أَحد؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: هُوَ كَمَا قِيلَ لَكِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ فِي كَلَامِهِمُ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُوضَعُ عَلَيْهَا أَطراف الْخَشَبِ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجائِزَة الَّتِي يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ تِير، وَهُوَ سَهْمُ الْبَيْتِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الطُّفَيْل وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: إِذا هُمْ بِحَيَّة مِثْلِ قِطْعَةِ الجائِز. والجائزَةُ: مَقام السَّاقي. وجاوَزْتُ الشَّيْءَ إِلى غَيْرِهِ وتجاوَزْتُه بِمَعْنًى أَي أَجَزْتُه. وتَجاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ أَي عَفَا. وَقَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ تَجَوَّز عَنِّي وتَجاوَزْ عَنِّي بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ أُبايِع الناسَ وَكَانَ مِنْ خُلُقي الجَواز أَي التَّسَاهُلُ وَالتَّسَامُحُ فِي الْبَيْعِ والاقْتِضاء. وجاوَزَ اللَّهُ عَنْ ذَنْبه وتَجاوَز وتَجَوَّز؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ: لَمْ يُؤَاخِذْهُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ تَجاوز عَنْ أُمَّتي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَها أَي عَفَا عَنْهُمْ، مِنْ جازَهُ يَجُوزُه إِذا تعدَّاه وعَبَرَ عَلَيْهِ، وأَنفسها نُصِبَ عَلَى الْمَفْعُولِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى الْفَاعِلِ. وجازَ الدّرْهَمُ: قُبِل عَلَى مَا فِيهِ مِنَ خَفِيّ الدَّاخِلَةِ أَو قَلِيلِها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا وَرَقَ الفِتْيانُ صَارُوا كأَنَّهم ... دراهِمُ، مِنْهَا جائِزاتٌ وزُيَّفُ اللَّيْثُ: التَّجَوُّز فِي الدَّرَاهِمِ أَن يَجُوزَها. وتَجَوَّز الدراهمَ: قَبِلَها عَلَى مَا بِهَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَمْ أَر النَّفَقَةَ تَجُوزُ بمكانٍ كَمَا تَجُوز بِمَكَّةَ، وَلَمْ يُفَسِّرْهَا، وأَرى مَعْنَاهَا: تَزْكو أَو تُؤْثِرُ فِي الْمَالِ أَو تَنْفُق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى هَذِهِ الأَخيرة هِيَ الصَّحِيحَةَ.

وتَجاوَزَ عَنِ الشَّيْءِ: أَغْضى. وتَجاوَزَ فِيهِ: أَفْرط. وتَجاوَزْتُ عَنْ ذَنْبِهِ أَي لَمْ آخُذْهُ. وتَجَوَّز فِي صِلَاتِهِ أَي خَفَّف؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فأَتَجوَّزُ فِي صَلَاتِي أَي أُخففها وأُقللها. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَجَوَّزُوا فِي الصَّلَاةِ أَي خَفِّفُوهَا وأَسرعوا بِهَا، وَقِيلَ: إِنه مِنَ الجَوْزِ القَطْعِ والسيرِ. وتَجَوَّز فِي كَلَامِهِ أَي تَكَلَّمَ بالمَجاز. وَقَوْلُهُمْ: جَعَل فلانٌ ذَلِكَ الأَمرَ مَجازاً إِلى حَاجَتِهِ أَي طَرِيقًا ومَسْلكاً؛ وَقَوْلُ كُثَيِّر: عَسُوف بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَريَّة ... مَرِيس بِذِئْبان السَّبِيبِ تَلِيلُها قَالَ: الأَجْواز الأَوساط. وجَوْز كُلِّ شَيْءٍ: وَسَطُهُ، وَالْجَمْعُ أجْواز؛ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ أَفْعال كَرَاهَةَ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مُقْوَرَّة تَتَبارى لَا شَوارَ لَهَا ... إِلا القُطُوع عَلَى الأَجْوازِ والوُرُكِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَامَ مِنْ جَوْز اللَّيْلِ يُصَلِّي ؛ جَوْزُهُ: وَسَطُهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: رَبَطَ جَوْزَهُ إِلى سَمَاءِ الْبَيْتِ أَو إِلى جائِزِه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْمِنْهَالِ: إِن فِي النَّارِ أَودِيَةً فِيهَا حَيَّات أَمثال أَجْوازِ الإِبل أَي أَوساطها. وجَوْز اللَّيْلِ: مُعْظمه. وُشَاةٌ جَوْزاءُ ومُجَوّزة: سَوْدَاءُ الْجَسَدِ وَقَدْ ضُرب وسطُها بِبَيَاضٍ مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها، وَقِيلَ: المُجَوّزة مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي فِي صَدْرِهَا تَجْويز، وَهُوَ لَوْنٌ يُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهَا. والجَوْزاء: الشَّاةُ يَبْيَضّ وسطُها. والجَوْزاءُ: نَجْم يُقَالُ إِنه يَعْتَرِضُ فِي جَوْز السَّمَاءِ. والجَوْزاءُ: مِنْ بُرُوج السَّمَاءِ. والجَوْزاء: اسْمُ امرأَة سُمِّيَتْ بِاسْمِ هَذَا البُرْجِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فقلتُ لأَصحابي: هُمُ الحَيُّ فالحَقُوا ... بِجَوْزاء فِي أَتْرابِها عِرْس مَعْبدِ والجَوازُ: الْمَاءُ الَّذِي يُسْقاه الْمَالُ مِنَ الْمَاشِيَةِ والحَرْث وَنَحْوِهِ. وَقَدِ اسْتَجَزْتُ فُلَانًا فأَجازَني إِذا سَقَاكَ مَاءً لأَرْضِك أَو لِماشِيَتك؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: وَقَالُوا: فُقَيمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ ... عُبادَةَ، إِنَّ المُسْتَجِيزَ عَلَى قُتْرِ قَوْلُهُ: عَلَى قُتْر أَي عَلَى نَاحِيَةٍ وَحَرْفٍ، إِما أَن يُسْقى وَإِمَّا أَن لا يُسْقى. وجَوَّز إِبلَه: سَقَاهَا. والجَوْزَة: السَّقْية الْوَاحِدَةُ، وَقِيلَ: الجَوْزَة السَّقْية الَّتِي يَجُوز بِهَا الرجلُ إِلى غَيْرِكَ. وَفِي الْمَثَلِ: لِكُلِّ جابِهٍ جَوْزَةٌ ثُمَّ يُؤَذَّنُ أَي لِكُلِّ مُسْتَسْقٍ وَرَدَ عَلَيْنَا سَقْيَةٌ ثُمَّ يُمْنَعُ مِنَ الْمَاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: ثُمَّ تُضْرَبُ أُذُنه إِعلاماً أَنه لَيْسَ لَهُ عِنْدَهُمْ أَكثرُ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَذَّنْتُه تَأْذِيناً أَي رَدَدْته. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجَواز السَّقْي. يُقَالُ: أَجِيزُونا، والمُسْتَجِيز: المُسْتَسْقي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا صاحِبَ الماءِ، فَدَتْكَ نَفْسي ... عَجِّل جَوازي، وأَقِلَّ حَبْسي الْجَوْهَرِيُّ: الجِيزَةُ السَّقْية؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا ابْنَ رُقَيْعٍ، ورَدَتْ لِخِمْسِ ... أَحْسِنْ جَوَازِي، وأَقِلَّ حَبْسي يُرِيدُ أَحْسِنْ سَقْيَ إِبلي. والجَواز: الْعَطَشُ. والجائِزُ: الَّذِي يَمُرُّ عَلَى قَوْمٍ وَهُوَ عَطْشَانُ، سُقِي أَو لَمْ يُسْق فَهُوَ جائِزٌ؛ وَأَنْشَدَ: مَنْ يَغْمِس الجائِزَ غَمْسَ الوَذَمَه ... خَيْرُ مَعَدٍّ حَسَباً ومَكْرُمَه

والإِجازَة فِي الشِّعْر: أَن تُتِم مِصْراع غَيْرِكَ، وَقِيلَ: الإِجازَة فِي الشِّعْر أَن يَكُونَ الحرفُ الَّذِي يَلِي حرفَ الرَّوِي مَضْمُومًا ثُمَّ يُكْسَرُ أَو يُفْتَحُ وَيَكُونُ حَرْفُ الرَّوِيِّ مُقَيّداً. والإِجازَة فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ: أَن تَكُونَ الْقَافِيَةُ طَاءً والأُخرى دَالًا وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَهُوَ الإِكْفاء فِي قَوْلِ أَبي زَيْدٍ، وَرَوَاهُ الْفَارِسِيُّ الإِجارَة، بِالرَّاءِ غيرَ مُعْجَمَةٍ. والجَوْزة: ضَرْبٌ مِنِ الْعِنَبِ لَيْسَ بِكَبِيرٍ، وَلَكِنَّهُ يَصْفَرُّ جِدًّا إِذا أَيْنَع. والجَوْز: الَّذِي يُؤْكَلُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَاحِدَتُهُ جَوْزة وَالْجَمْعُ جَوْزات. وأَرض مجَازَة: فِيهَا أَشجار الجَوزْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرُ الجَوْز كَثِيرٌ بأَرض الْعَرَبِ مِنْ بِلَادِ الْيَمَنِ يُحمَل ويُرَبَّى، وبالسَّرَوَات شَجَرُ جَوْز لَا يُرَبَّى، وأَصل الجَوْز فَارِسِيٌّ وَقَدْ جَرَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وأَشعارها، وخشبُه مَوْصُوفٌ عِنْدَهُمْ بِالصَّلَابَةِ وَالْقُوَّةِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِه ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ لُطِمْن بتُرْس شَدِيدِ الصِّفَاقِ ... مِنْ خَشَب الجَوْز لَمْ يُثْقَبِ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ أَيضاً وَذَكَرَ سَفِينَةَ نُوحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَزَعَمَ أَنها كَانَتْ مِنْ خَشَبِ الجَوْز، وإِنما قَالَ ذَلِكَ لِصَلَابَةِ خَشَبِ الجَوْزِ وجَوْدته: يَرْفَعُ بالقَارِ والحَدِيدِ مِنَ الجَوْزِ ... طِوَالًا جُذُوعُها عُمُما وَذُو المَجاز: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وراحَ بِهَا مِنْ ذِي المَجاز عَشِيَّةً ... يُبادر أُولى السَّابِقاتِ إِلى الحَبْل الْجَوْهَرِيُّ: ذُو المَجاز مَوْضِعٌ بِمِنًى كَانَتْ بِهِ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة: وَاذْكُرُوا حِلْفَ ذِي المَجازِ، وَمَا ... قُدِّمَ فِيهِ العُهُودُ والكُفَلاءُ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر ذِي المَجاز، وَقِيلَ فِيهِ: إِنه مَوْضُعٌ عِنْدَ عَرَفات، كَانَ يُقام فِيهِ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَن إِجازَةَ الْحَاجِّ كَانَتْ فِيهِ. وَذُو المَجازَة: مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ بَيْنَ ماوِيَّةَ ويَنْسُوعَةَ عَلَى طَرِيقِ البَصْرَة. والتَّجَاوِيز: بُرودٌ مَوْشِيَّة مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَاحِدُهَا تِجْواز؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: حَتَّى كأَنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ ... مِنَ التَّجاوِيز، أَو كُرَّاسُ أَسْفار والمَجازَة: مَوْسم من المواسم. جيز: الجِيزَةُ: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، وَجَمْعُهَا جِيزٌ وجِيَزٌ. وعِبْرُ [عَبْرُ] النَّهْرِ: جِيزَتُه. وجِيزَةُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مِصْرَ إِليها يُنْسَبُ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الجِيزي. والجِيزُ: جَانِبُ الْوَادِي وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ الجِيزَةُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الجِيزة، وَهِيَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْيَاءِ: مَدِينَةٌ تِلْقَاءَ مِصْرَ عَلَى النِّيلِ الْمُبَارَكِ. والجِيزَةُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الْوَادِي وَنَحْوِهِ. الأَزهري: الجِيزَة مِنَ الْمَاءِ مِقْدَارُ مَا يَجُوزُ بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهل إِلى مَنْهَلٍ. يُقَالُ: اسْقِنِي جِيزَةً وجائِزَةً وجَوْزَةً. والجِيزُ: الْقَبْرُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: يَا لَيْتَه كَانَ حَظِّي مِنْ طَعَامِكُمَا ... أَنِّي أَجَنّ سَوَادي عَنْكما الجِيزُ وَقَدْ فُسِّر بأَنه جَانِبُ الْوَادِي، وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بأَنه الْقَبْرُ، والله تعالى أَعلم.

فصل الحاء المهملة

فصل الحاء المهملة حجز: الحَجْز: الْفَصْلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، حَجَز بَيْنَهُمَا يَحْجُزُ حَجْزاً وحِجازَةً فاحْتَجَز؛ وَاسْمُ مَا فَصَلَ بَيْنَهُمَا: الحاجِزُ. الأَزهري: الحَجْز أَن يَحْجِز بَيْنَ مُقَاتِلَيْنِ، والحِجَاز الِاسْمُ، وَكَذَلِكَ الحاجِزُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً ؛ أَي حِجازاً بَيْنَ ماءٍ مِلْح وماءٍ عَذْبٍ لَا يَخْتَلِطَانِ، وَذَلِكَ الْحِجَازُ قُدْرَةُ اللَّهِ. وحَجَزَه يَحْجِزُه حَجْزاً: مَنَعَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ولأَهْل الْقَتِيلِ أَن يَنْحَجِزوا الأَدْنى فالأَدنى أَي يَكُفوا عَنِ القَوَد؛ وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ شَيْئًا، فَقَدِ انْحَجزَ عَنْهُ. والانْحِجاز: مُطاوِع حَجَزَه إِذا مَنَعَهُ، وَالْمَعْنَى أَن لِوَرَثَةِ الْقَتِيلِ أَن يَعْفُوا عَنْ دَمِهِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ أَيهم عَفَا، وإِن كَانَتِ امرأَة، سَقَطَ الْقَوَدُ وَاسْتَحَقُّوا الدِّيَةَ؛ وَقَوْلُهُ الأَدنى فالأَدنى أَي الأَقرب فالأَقرب؛ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَقُولُ: إِنما الْعَفْوُ والقَوَد إِلى الأَولياء مِنَ الْوَرَثَةِ لَا إِلى جَمِيعِ الْوَرَثَةِ مِمَّنْ لَيْسُوا بأَولياء. والمُحاجَزَة: المُمانعة. وَفِي الْمَثَلِ: إِن أَرَدْتَ المُحاجَزَة فَقَبْل المُناجَزَة؛ المُحاجَزَة: الْمُسَالَمَةُ، والمُناجَزَة: الْقِتَالُ. وتحاجَزَ الْفَرِيقَانِ. وَفِي الْمَثَلِ: كَانَتْ بَيْنَ الْقَوْمِ رِمِّيَّا ثُمَّ صَارَتْ إِلى حِجِّيزَى أَي تَرَامَوْا ثُمَّ تَحاجَزُوا، وَهُمَا عَلَى مِثَالِ خِصِّيصَى. والحِجِّيزَى: مِنَ الحَجْز بَيْنَ اثْنَيْنِ. والحَجَزَة، بِالتَّحْرِيكِ: الظَّلَمَةُ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: أَيُلام ابْنُ ذِهِ أَن يَفْصِل الخُطَّة ويَنْتَصر مِنْ وَرَاءِ الحَجَزَة؟ الحَجَزَة: هُمُ الَّذِينَ يَحْجزونه عَنْ حَقِّهِ، وَقَالَ الأَزهري: هُمُ الَّذِينَ يَمْنَعُونَ بَعْضَ النَّاسِ مِنْ بَعْضٍ وَيَفْصِلُونَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ، الْوَاحِدُ حاجِزٌ؛ وأَراد بابنِ ذِهِ وَلَدَهَا؛ يَقُولُ: إِذا أَصابه خُطّة ضَيم فاحْتَجّ عَنْ نَفْسِهِ وعَبَّر بِلِسَانِهِ مَا يَدْفَعُ بِهِ الظُّلْمَ عَنْهُ لَمْ يَكُنْ مَلُوماً. والحِجاز: الْبَلَدُ الْمَعْرُوفُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ مِنَ الحَجْز الْفَصْلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ لأَنه فَصَلَ بَيْنَ الغَوْر وَالشَّامِ وَالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: لأَنه حَجَز بَيْنَ نَجْدٍ والسَّراة، وَقِيلَ: لأَنه حَجَز بَيْنَ تِهامة وَنَجْدٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها حَجَزَتْ بَيْنَ نَجْد والغَوْر، وَقَالَ الأَصمعي: لأَنها احْتُجِزَتْ بالحِرَار الْخَمْسِ مِنْهَا حَرَّة بَنِي سُلَيْم وحَرَّة واقِمٍ، قَالَ الأَزهري: سُمِّيَ حِجازاً لأَن الحِرَارَ حَجَزَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَالِيَةِ نَجْدٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ مَا ارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِ الرُّمَّة فَهُوَ نَجْدٌ، قَالَ: والرُّمَّة وادٍ مَعْلُومٌ، قَالَ: وَهُوَ نَجْد إِلى ثَنَايَا ذَاتِ عِرْقٍ، قَالَ: وَمَا احْتَزَمَتْ بِهِ الحِرار «2» حَرَّةَ شَوْران وَعَامَّةَ مَنَازِلِ بَنِي سُلَيْمٍ إِلى الْمَدِينَةِ فَمَا احْتَاز فِي ذَلِكَ الشِّقِّ كُلِّهِ حِجاز، قَالَ: وطَرَف تِهامة مِنْ قِبَل الْحِجَازِ مَدارِج العَرْج، وأَوّلها مِنْ قِبَل نَجْدٍ مَدَارج ذَاتِ العِرْق. الأَصمعي: إِذا عَرَضَتْ لَكَ الحِرارُ بِنَجْدٍ فَذَلِكَ الحِجاز؛ وأَنشد: وفَرُّوا بالحِجاز ليُعْجِزوني أَراد بالحِجاز الحِرارَ. وَفِي حَدِيثِ حُرَيْثِ بْنِ حَسَّانَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن رأَيْتَ أَن تَجْعَلَ الدِّهْناء حِجازاً بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ أَي حَدًّا فَاصِلًا يَحْجِزُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الحِجازُ الصُّقْعُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ لِلْجِبَالِ أَيضاً: حِجاز؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَنَحْنُ أُناس لَا حِجازَ بأَرْضِنا وأَحْجَزَ القومُ واحْتَجَزُوا وانْحَجَزُوا: أَتَوا

_ (2). قوله [وَمَا احْتَزَمَتْ بِهِ الْحِرَارُ إلخ] نقل ياقوت هذه العبارة عن الأصمعي ونصه قال الأصمعي: ما احْتَزَمَتْ بِهِ الْحِرَارُ حَرَّةَ شوران وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وَعَامَّةَ مَنَازِلِ بَنِي سُلَيْمٍ إلى آخر ما هنا

الحِجازَ، وتَحاجَزُوا وانْحَجَزُوا واحْتَجَزُوا: تَزايَلُوا، وحَجَزَه عَنِ الأَمر يَحْجُزه حِجازَةً وحِجِّيزَى: صَرَفَهُ. وحَجازَيْكُ كحَنانَيْك أَي احْجُزْ بَيْنَهُمْ حَجْزاً بَعْدَ حَجْزٍ، كأَنه يَقُولُ: لَا تَقْطَعُ ذَلِكَ وَلْيَكُ بعضُه مَوْصُولًا بِبَعْضٍ. وحُجْزة الإِزار: جَنَبته. وحُجْزة السَّرَاوِيلِ: مَوْضِعُ التِّكَّة، وَقِيلَ: حُجْزة الإِنسان مَعْقِد السَّرَاوِيلِ والإِزار. اللَّيْثُ: الحُجْزة حَيْثُ يُثْنى طَرَفُ الإِزار فِي لَوْث الإِزار، وَجَمْعُهُ حُجُزات؛ وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ: رِقاق النِّعالِ طَيِّب حُجُزاتهم ... يُحَيَّوْن بالرَّيْحان يومَ السَّباسِب فإِنما كَنَّى بِهِ عَنِ الْفُرُوجِ؛ يُرِيدُ أَنهم أَعِفَّاء عَنِ الْفُجُورِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الرَّحِم أُخذت بحُجْزة الرَّحْمَنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي اعْتَصَمَتْ بِهِ والتجأَت إِليه مُسْتَجِيرَةً، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: هَذَا مَقَامُ العائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعة ، قَالَ: وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَن اسْمَ الرَّحِم مُشْتَقٌّ مِنِ اسْمِ الرَّحْمَنِ فكأَنه مُتَعَلِّقٌ بِالِاسْمِ آخِذٌ بِوَسَطِهِ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ. قَالَ: وأَصل الحُجْزة مَوْضِعُ شَدِّ الإِزار، قَالَ: ثُمَّ قِيلَ للإِزار حُجْزة لِلْمُجَاوَرَةِ. واحْتَجز بالإِزار إِذا شَدَّهُ عَلَى وَسَطِهِ فَاسْتَعَارَهُ لِلِالْتِجَاءِ وَالِاعْتِصَامِ والتمسُّك بِالشَّيْءِ وَالتَّعَلُّقِ بِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آخِذٌ بحُجْزة اللَّهَ تَعَالَى أَي بِسَبَبٍ مِنْهُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مِنْهُمْ مَنْ تأْخذه النَّارُ إِلى حُجْزَته أَي إِلى مَشَدّ إِزاره، وَيُجْمَعُ عَلَى حُجَز؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَنا آخِذٌ بحُجَزكم ، والحُجْزَة: مَرْكَبُ مُؤَخَّر الصِّفاق فِي الحِقْو، والمُتَحَجِّز: الَّذِي قَدْ شَدَّ وَسَطَهُ، واحْتَجَز بإِزاره: شَدَّهُ عَلَى وَسَطِهِ، مِنْ ذَلِكَ، وَفِي حَدِيثِ مَيْمُونَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ يُبَاشِرُ المرأَة مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ إِذا كَانَتْ مُحْتَجِزَةً أَي شادَّةً مِئْزرها عَلَى الْعَوْرَةِ وَمَا لَا تَحِلُّ مُبَاشَرَتُهُ. والحاجِزُ: الْحَائِلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ عَمَدْن إِلى حُجَز مناطِقِهِنَّ فشَقَقْنَها فاتَّخَذنها خُمُراً ؛ أَرادت بالحُجَز الْمَآزِرَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ حُجُوز أَو حُجُور بِالشَّكِّ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحُجُور، بِالرَّاءِ، لَا مَعْنَى لَهَا هَاهُنَا وإِنما هُوَ بِالزَّايِ جَمْعُ حُجَز فكأَنه جَمْعُ الْجَمْعِ، وأَما الحُجُور، بِالرَّاءِ، فَهُوَ جَمْعُ حَجْر الإِنسان، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَاحِدُ الحُجوز حِجْز، بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَهِيَ الحُجْزة، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدُهَا حُجْزَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَى رَجُلًا مُحْتَجِزاً بِحَبْلٍ وَهُوَ مُحْرم أَي مَشْدُودَ الْوَسَطِ. أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ يَشُدُّ بِهِ الرَّجُلُ وَسَطَهُ لِيُشَمِّرَ بِهِ ثِيَابَهُ حِجَازٌ، وَقَالَ: الاحْتِجاز بِالثَّوْبِ أَن يُدْرجه الإِنسان فَيَشُدَّ بِهِ وَسَطَهُ، وَمِنْهُ أُخِذَت الحُجْزَة. وَقَالَتْ أُم الرَّحَّال: إِن الْكَلَامَ لَا يُحْجَز فِي العِكْم كَمَا يُحْجَز العَبَاء. العِكْم: العِدْل. والحَجْز: أَن يُدْرج الْحَبْلُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُشَدُّ. أَبو حَنِيفَةَ: الحِجاز حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ العِكْم. وَتَحَاجَزَ الْقَوْمُ: أَخذ بَعْضُهُمْ بحُجَز بَعْضٍ. رَجُلٌ شَدِيدُ الحجْزة: صَبُور عَلَى الشِّدَّةِ والجَهْد؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنْ بَنِي أُمية فَقَالَ: هُمْ أَشدُّنا حُجَزاً ، وَفِي رِوَايَةٍ: حُجْزَة ، وأَطْلَبُنا للأَمر لَا يُنال فيَنالونَه. وحُجْز الرَّجُلِ: أَصله ومَنْبِته. وحُجْزُه أَيضاً: فَصْلُ مَا بَيْنَ فَخِذِهِ وَالْفَخِذِ الأُخرى مِنْ عَشِيرَتِهِ؛ قَالَ: فامْدَحْ كَرِيمَ المُنْتَمَى والحُجْزِ وَفِي الْحَدِيثِ: تَزَوَّجُوا فِي الحُجْزِ الصَّالِحِ فإِن العِرْق

دَسَّاس ؛ الْحُجْزُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الأَصل والمَنْبت، وَبِالْكَسْرِ هُوَ بِمَعْنَى الحِجْزة. وَهِيَ هَيْئَةُ المُحْتَجِز، كِنَايَةً عَنِ العِفَّة وطِيبِ الإِزار. والحِجْز الحُجْز: الناحية. وقال: الحُجْز الحِجْز العَشِيرة تَحْتَجِز بِهِمْ أَي تَمْتَنِعُ. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي قَوْلَهُ: كَرِيمُ الْمُنْتَمَى وَالْحُجْزِ، إِنه عَفِيفٌ طَاهِرٌ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ: طَيِّب حُجُزاتُهم، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والحِجْز: الْعَفِيفُ الطَّاهِرُ. والحِجاز: حَبْلٌ يُلْقَى لِلْبَعِيرِ مِنْ قِبَل رِجْلَيْهِ ثُمَّ يُنَاخُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُشَدُّ بِهِ رُسْغا رِجْلَيْهِ إِلى حِقْوَيْه وعَجُزُه؛ تَقُولُ مِنْهُ: حَجَزْت الْبَعِيرَ أَحْجِزه حَجْزاً، فَهُوَ مَحْجوز؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَهُنَّ مِنْ بَيْنِ مَحْجُوزٍ بِنافِذَةٍ ... وقائِظٍ وَكِلَا رَوْقَيْه مُخْتَضِب وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ أَن تُنِيخ الْبَعِيرَ ثُمَّ تَشُدَّ حَبْلًا فِي أَصل خُفَّيْه جَمِيعًا مِنْ رِجْلَيْهِ ثُمَّ تَرْفَعَ الْحَبْلَ مِنْ تَحْتِهِ حَتَّى تَشُدَّهُ عَلَى حِقْوَيْه، وَذَلِكَ إِذا أَراد أَن يَرْتَفِعَ خُفُّهُ؛ وَقِيلَ: الحِجاز حَبْلٌ يُشَدُّ بِوَسَطِ يَدَي الْبَعِيرِ ثُمَّ يخالَف فتُعْقد بِهِ رِجْلَاهُ ثُمَّ يُشَدّ طَرَفَاهُ إِلى حِقْويه ثُمَّ يُلْقَى عَلَى جَنْبِهِ شِبْهِ المَقْمُوط ثُمَّ تُداوَى دَبَرته فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يَمْتَنِعَ إِلا أَن يَجُرَّ جَنْبَهُ عَلَى الأَرض؛ وأَنشد: كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجُوز وحاجِزٌ: اسْمٌ. ابْنُ بُزُرج: الحَجَزُ والزَّنَجُ وَاحِدٌ. حَجِزَ وزَنِجَ: وَهُوَ أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرَّجُلِ ومَصَارينه مِنَ الظمإِ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُكْثِرَ الشُّرْبَ وَلَا الطُّعْم، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. حرز: الحِرْز: الْمَوْضِعُ الْحَصِينُ. يُقَالُ: هَذَا حِرْزٌ حَرِيزٌ. والحِرْزُ: مَا أَحْرَزَك مِنْ مَوْضِعٍ وَغَيْرِهِ. تَقُولُ: هُوَ فِي حِرْزٍ لَا يُوصَل إِليه. وَفِي حَدِيثِ يأَجوج ومأْجوج: فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلى الطُور أَي ضُمَّهم إِليه وَاجْعَلْهُ لَهُمْ حِرْزاً. يُقَالُ: أَحْرَزْت الشَّيْءَ أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حَفِظْتَهُ وَضَمَمْتَهُ إِليك وصُنْتَه عَنِ الأَخذ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي حِرْزٍ حارِزٍ أَي كَهْفٍ مَنِيع، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: شِعْرٌ شاعِرٌ، فأَجرى اسْمَ الْفَاعِلِ صِفَةً للشِّعْر وَهُوَ لِقَائِلِهِ، وَالْقِيَاسُ أَن يَكُونَ حِرْزاً مُحْرِزاً أَو فِي حِرْزٍ حَرِيزٍ لأَنه الْفِعْلُ مِنْهُ أَحْرَز، وَلَكِنْ كَذَا رُوِيَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ لُغَةٌ. وَيُسَمَّى التّعْويذُ حِرْزاً. واحْتَرَزْتُ مِنْ كَذَا وتَحَرَّزْتُ أَي تَوَقَّيْتهُ. وأَحْرَزَ الشيءَ فَهُوَ مُحْرَز وحَرِيزٌ: حازَه. والحِرْزُ: مَا حِيزَ مِنْ مَوْضِعٍ أَو غَيْرِهِ أَو لُجِئَ إِليه، وَالْجَمْعُ أَحْراز، وأَحْرَزَني المَكانُ وحَرَّزَني: أَلْجَأَني؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: يَا ليتَ شِعْري، وَهَمُّ المَرءِ مُنْصِبُه ... والمَرْءُ لَيْسَ لَهُ فِي العَيْشِ تَحْرِيزُ واحْتَرَزَ مِنْهُ وتَحَرَّزَ: جَعَلَ نَفْسَهُ فِي حِرْزٍ مِنْهُ؛ وَمَكَانٌ مُحْرِزٌ وحَرِيزٌ، وَقَدْ حَرُزَ حَرازَةً وحَرَزاً. وأَحْرَزَت المرأَةُ فَرْجَهَا: أَحْصَنَتْه؛ وَقَوْلُهُ: ويْحَكَ يَا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ ... هَلْ لَكَ فِي اللَّواقِحِ الحَرائِزِ؟ قَالَ ثَعْلَبٌ: اللَّواقِح السِّياط، وَلَمْ يُفَسِّرِ الحرائِز إِلا أَن يَعْنِيَ بِهِ الْمَعْدُودَةَ أَو المُتَفَقَّدة إِذا صُنِعَتْ وَدُبِغَتْ. والحَرَز، بِالتَّحْرِيكِ: الخَطَر، وَهُوَ الجَوْز المَحْكوك يَلْعَبُ بِهِ الصَّبِيُّ، وَالْجَمْعُ أَحْراز وأَخطار؛ وَمِنْ أَمثالهم فِيمَنْ طَمِع فِي الرِّبْحِ حَتَّى فَاتَهُ رأْس المال قولهم: وا حَرَزَا وأَبْتَغِي النَّوافِلا

يريد وا حَرَزَاهُ، فَحَذف وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ؛ وَفِي حَدِيثِ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يُوتِرُ مِنْ أَوّل اللَّيْلِ ويقول: وَا حَرَزا وأَبْتَغِي النَّوافلا وَيُرْوَى: أَحْرزتُ نَهْبِي وأَبْتَغِي النَّوَافِلَا ؛ يُرِيدُ أَنه قَضَى وِتْرَهُ وأَمِن فَواتَه وأَحْرَز أَجْره، فإِن اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ تَنَفَّل، وإِلا فَقَدَ خَرَجَ مِنْ عُهْدة الْوِتْرِ. والحَرَز، بِفَتْحِ الْحَاءِ: المُحْرَز، فَعَل بِمَعْنَى مُفْعَل، والأَلفُ في وا حَرَزَا مُنْقَلبةٌ عَنْ ياءِ الإِضافة كَقَوْلِهِمْ: يَا غُلَامًا أَقْبِل، فِي يَا غُلَامِي. والنوافِلُ: الزَّوَائِدُ، وَهَذَا مثَل لِلْعَرَبِ يُضربُ لِمَنْ ظَفِر بِمَطْلُوبِهِ وأَحْرَزَه وَطَلَبَ الزِّيَادَةَ. أَبو عَمْرٍو فِي نَوَادِرِهِ: الحَرائِزُ مِنَ الإِبل الَّتِي لَا تُبَاعُ نَفاسَة بِهَا؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: تُباعُ إِذا بِيعَ التِّلادُ الحَرائِزُ وَمِنْ أَمثالهم: لَا حَرِيزَ مِنْ بَيْعٍ أَي إِن أَعطيتني ثَمَنًا أَرضاه لَمْ أَمتنع مِنْ بَيْعِهِ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ فَحْلًا: يَهْدِرُ فِي عَقائِلٍ حَرائِزِ ... فِي مِثْلِ صُفْنِ الأَدَم المَخارِزِ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ لَا تأُخذوا مِنْ حَرَزات أَموال النَّاسِ شَيْئًا أَي مِنْ خيارِها، هَكَذَا رُوِيَ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، وَهِيَ جَمْعُ حَرْزة، بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهِيَ خِيَارُ الْمَالِ لأَن صاحبَها يُحْرِزها وَيَصُونُهَا، والروايةُ المشهورةُ بِتَقْدِيمِ الزَّايِ عَلَى الرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَمِنَ الأَسماء: حَرَّاز ومُحْرِز. حرمز حرمز: رُوِيَ عَنِ ابْنِ الْمُسْتَنِيرِ أَنه قَالَ: يُقَالُ حَرْمَزَه اللهُ لَعَنَهُ اللَّهُ. وَبَنُو الحِرْمازِ: مُشْتَقٌّ مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحِرْمازُ حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ، وَمِنْ أَسماء الْعَرَبِ الحِرْمازُ، وَهُوَ مِنَ الحَرْمَزَة، وَهِيَ الذكاءُ، وَقَدِ احْرَمَّزَ الرجلُ وتَحَرْمَزَ إِذا صَارَ ذكِيّاً؛ قَالَهُ ابْنُ دريد. حزز: الحَزُّ: قطْع فِي عِلاج، وَقِيلَ: هُوَ فِي اللَّحْم مَا كَانَ غيرَ بَائِنٍ، حَزَّه يَحُزُّه حَزّاً واحْتَزَّه احْتِزازاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه احْتَزَّ مِنْ كَتِف شَاةٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضأْ ؛ هُوَ افْتَعَل مِنَ الحَزّ القَطْع، وَقِيلَ: الحَزُّ الْقَطْعُ مِنَ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ إِبانَة؛ وأَنشد: وعَبْد يَغُوث تَحْجِل الطَّيْرُ حَوْله ... قَدِ احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ فَجَعَلَ الحَزّ هَاهُنَا قَطْع العُنق، والمَحَزّ مَوْضِعُهُ، وأَعطيته حِذْيَةً مِنْ لَحْمٍ وحُزَّةً مِنْ لَحْمٍ. والتَّحَزُّز: التَّقَطُّع. والحُزَّة: مَا قُطِعَ مِنَ اللَّحْمِ طُولًا؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ: تَكْفِيه حُزَّةُ فِلْذٍ إِن أَلَمَّ بِهَا ... مِنَ الشِّواءِ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ وَيُقَالُ: مَا بِهِ وَذْيَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ حُزَّة، وَقِيلَ: الحُزَّة الْقِطْعَةُ مِنَ الكَبِد خَاصَّةً، وَلَا يُقَالُ فِي سَنام وَلَا لَحْمٍ وَلَا غَيْرِهِ حُزّة. وَالْحَازُّ: قَطْعٌ فِي كِرْكِرَة الْبَعِيرِ، وَهُوَ اسْمٌ كَالنَّاكِتِ والضَّاغط. والحَزّ: الفَرْض فِي الشَّيْءِ، الْوَاحِدَةُ حَزَّة، وَقَدْ حَزَزْت الْعُودَ أَحُزّه حَزّاً. والحَزّ: فَرْضٌ فِي الْعُودِ والمِسْواك وَالْعَظْمِ غَيْرُ طَائِلٍ. والتَّحْزِيز: كَثْرَةُ الحَزِّ كأَسْنان المِنْجَل، وَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي أَطراف الأَسنان، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الأَشَر، وَقَدْ حَزَّزَ أَسنانه، والتَّحْزِيزُ: أَثر الحَزّ أَيْضًا؛ قَالَ

الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: إِن الهَوان، فَلَا يَكْذِبكُما أَحدٌ ... كأَنه فِي بَياضِ الجِلْدِ تَحْزِيز والتَّحَزُّز: التقطُّع. وحَزَّ الشيءُ فِي صَدْرِهِ حَزّاً: حَكَّ. والحَزازَة والحَزَازُ والحَزَّاز والحُزَّاز، كُلُّهُ: وَجَعٌ فِي الْقَلْبِ مِنْ خَوْفٍ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ رَجُلًا بَاعَ قَوْسًا مِنْ رَجُلٍ وَغُبِنَ فِيهِ: فَلَمَّا شَرَاهَا فاضَت العَيْنُ عَبْرَةً ... وَفِي الصَّدْر حَزَّاز مِنَ الهَمِّ حامِزُ والحزَّاز: مَا حَزَّ فِي الْقَلْبِ. وَكُلُّ شَيْءٍ حَكّ فِي صَدْرِكَ، فَقَدْ حَزّ، وَيُرْوَى حُزَّاز. والحَزْحَزَة: كالحُزّاز. الأَزهري: الحَزَازَة وَجَعٌ فِي الْقَلْبِ مِنْ غَيْظٍ وَنَحْوِهِ، وَيُجْمَعُ حَزَازَات. والحَزَاز أَيضاً: وَجَعٌ كَذَلِكَ، قَالَ زُفَرُ بْنُ الْحَرْثِ الْكِلَابِيُّ: وَقَدْ يَنْبُت المَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى ... وتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ضَرَبَهُ مَثَلًا لِرَجُلٍ يُظهر مَوَدَّةً وَقَلْبُهُ نَغِلٌ بِالْعَدَاوَةِ. والحَزَاحِزُ: الْحَرَكَاتُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وتَبَوَّأَ الأَبْطال، بَعْدَ حَزاحِزٍ ... هَكْعَ النَّواحِزِ فِي مُناخِ المَوْحِفِ والحَزَاز: هِبْرِيَةٌ فِي الرأْس كأَنه نُخالة، وَاحِدَتُهُ حَزَازَةٌ. والحَزُّ: غامِضٌ مِنَ الأَرض ينقاد بين غليظتين. والحَزِيزُ مِنَ الأَرض: مَوْضِعٌ كَثُرَتْ حِجَارَتُهُ وَغَلُظَتْ كأَنها السَّكاكِين؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَكَانُ الْغَلِيظُ يَنْقَادُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَزِيزُ غِلَظٌ فِي الأَرض فَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. ابْنُ شُميل: الحَزِيزُ مَا غَلُظَ وصَلُبَ مِنْ جَلَد الأَرض مَعَ إِشْرافٍ قَلِيلٍ، قَالَ: وإِذا جَلَسْتَ فِي بَطْنِ المِرْبَد فَمَا أَشْرَفَ مِنْ أَعلاه فَهُوَ حَزِيزٌ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: لقيتُ عَلِيّاً بِهَذَا الحَزِيز ؛ هُوَ المُنْهبط مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ مِنْهَا، ويجمع على حِزَّان [حُزَّان]؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ ... إِذا تَوَقَّدَت الحُزَّان والمِيلُ وَفِي الْمُحْكَمِ: وَالْجَمْعُ أَحِزَّةٌ وحُزَّان وحِزَّانٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بأَحِزَّة الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها ... قَفْرَ المَرَاقِبِ، خَوْفُها آرَامُها وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ يَصِفُ نَاقَةً: نِعْم قُرْقُور المرُورَاتِ، إِذا ... غَرِقَ الحُزَّانُ فِي آلِ السَّرابِ وَقَالَ زُهَيْرٌ: تَهْوي مَدافِعُها فِي الحَزْنِ ناشِزَة الأَكتاف ... نَكَّبَها الحِزَّانُ والأَكَمُ وَقَدْ قَالُوا: حُزُزٌ، فَاحْتَمَلُوا التَّضْعِيفَ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وَكَمْ قَدْ جاوَزَت نِقْضي إِليكمْ ... مِنَ الحُزُزِ الأَماعِرِ والبِرَاقِ قَالَ: وَلَيْسَ فِي القِفاف وَلَا فِي الْجِبَالِ حِزَّانٌ إِنما هِيَ جَلَد الأَرض، وَلَا يَكُونُ الحَزيز إِلَّا فِي أَرض كَثِيرَةِ الحَصْباء. والحَزِيزُ والحَزَازُ مِنَ الرِّجَالِ: الشديدُ عَلَى السَّوق وَالْقِتَالِ وَالْعَمَلِ؛ قَالَ: فَهْيَ تَفادَى من حَزازٍ ذي حَزِقْ أَي مِنْ حَزَازٍ حَزِقٍ، وَهُوَ الشَّدِيدُ جَذْبِ الرِّباط، وَهَذَا كَقَوْلِكَ: هَذَا ذُو زَيْد وأَتانا ذُو تَمْرٍ؛ قَالَ

الأَزهري: وَالْمَعْنَى هَذَا زَيْدٌ وأَتانا تَمْرٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ مَرَّ بِنَا ذُو عَوْن بْنِ عَدِيّ، يُرِيدُ: مرَّ بِنَا عَوْنُ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ، قَالَ: وَيُقَالُ أَخذ بحُزَّته أَي بِعُنُقِهِ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ السَّرَاوِيلِ حُزَّة وحُجْزَة، وَالْعُنُقُ عِنْدِي مُشَبَّهٌ بِهِ، وحُزَّة السَّرَاوِيلِ: حُجْزته؛ قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ أَراد بحُجْزَته، وَهِيَ لُغَةٌ فِيهَا. الأَصمعي: تَقُولُ حُجْزة السَّرَاوِيلِ وَلَا تَقُلْ حُزَّة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ حُجْزَتُه وحُذْلته وحُزَّتُه وحُبْكَتُه، والحُزَّةُ العُنق. وَفِي الْحَدِيثِ: آخِذٌ بحُزَّته ، والحُزَّة مِنَ السَّرَاوِيلِ الحُجْزة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الإِثْم حُزّاز الْقُلُوبِ ؛ هِيَ الأُمور الَّتِي تَحُزُّ فِيهَا أَي تُؤَثر كَمَا يؤَثر الحَزُّ فِي الشَّيْءِ، وَهُوَ مَا يَخْطُرُ فِيهَا مِنْ أَن تَكُونَ مَعَاصِيَ لِفَقْدِ الطمأْنينة إِليها، وَهِيَ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ جَمْعُ حازٍّ. يُقَالُ إِذا أَصاب مِرْفَقَ الْبَعِيرِ طَرَفُ كِرْكِرَتِه فَقَطَعَهُ وأَدماه، قِيلَ: بِهِ حازٌّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يَعْنِي مَا حَزَّ فِي الْقَلْبِ وحَكَّ. وَقَالَ العَدَبَّس الْكِنَانِيُّ: العَرَك وَالْحَازُّ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يُحَزَّ فِي الذِّرَاعِ حَتَّى يُخْلَصَ إِلى اللَّحْمِ ويُقْطع الجلدُ بحدِّ الكِرْكِرَة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِذا أَثَّر فِيهِ قِيلَ ناكِتٌ، فإِذا حَزَّ بِهِ قِيلَ بِهِ حازٌّ، فإِذا لَمْ يُدْمه فَهُوَ الْمَاسِحُ؛ وَرَوَاهُ شَمِرٌ: الإِثم حَوَّاز الْقُلُوبِ ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ، أَي يَحُوزها وَيَتَمَلَّكُهَا وَيَغْلِبُ عَلَيْهَا، وَيُرْوَى: الإِثم حَزَّازُ الْقُلُوبِ ، بِزَايَيْنِ الأُولى مُشَدَّدَةٌ، وَهُوَ فعَّال مِنَ الحَزّ. والحَزّ: الحِينُ وَالْوَقْتُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: حَتَّى إِذا حَزَزَتْ مِياهُ رُزُونِهِ ... وبأَيِّ حَزّ مَلاوَةٍ يتقطع أَي بأَي حِينٍ مِنَ الدَّهْرِ. والحَزَّة: السَّاعَةُ؛ يُقَالُ: أَيَّ حَزَّة أَتيتني قضيتُ حَقَّكَ؛ وأَنشد: وأَبَنْت للأَشْهاد حَزَّة أَدَّعي أَي أَبَنْت لَهُمْ قَوْلِي حِينَ ادَّعيت إِلى قَوْمِي فَقُلْتُ: أَنا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سَمِعْتُ أَبا الْحَسَنِ الأَعرابي يَقُولُ لِآخَرَ: أَنت أَثقل مِنَ الْخَاثِرِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: هُوَ حَزَّاز يأْخذ عَلَى رأْس الْفُؤَادِ يُكْره عَلَى غِبِّ تُخَمة. وَبَعِيرٌ مَحْزوز: مَوْسُومٌ بِسِمَة الحُزّة يُحَزُّ بشَفْرة ثُمَّ يُفْتَلُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَزّ الزِّيَادَةُ عَلَى الشَّرَفِ؛ يُقَالُ: لَيْسَ فِي الْقَبِيلِ أَحد يَحُزُّ عَلَى كَرَمِ فُلَانٍ أَي يَزِيدُ عَلَيْهِ. الأَزهري: قَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعرابي: المُحازَّة الاسْتِقْصاء، تَقُولُ: بَيْنَنَا حِزاز شَدِيدٌ أَي اسْتِقْصَاءٌ، وَبَيْنَهُمَا شَرِكَةُ حِزَازٍ إِذا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَا يَثِق بِصَاحِبِهِ. والحَزْحَزة: مِنْ فِعْلِ الرَّئِيسِ فِي الْحَرْبِ عِنْدَ تَعْبِيَة الصُّفُوفِ، وَهُوَ أَنْ يُقَدِّمَ هَذَا وَيُؤَخِّرَ هَذَا؛ يُقَالُ: هُمْ فِي حَزاحِز مِنْ أَمرهم؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: وتَبَوَّأَ الأَبْطالُ، بَعْدَ حَزاحِزٍ ... هَكْعَ النَّواحِزِ فِي مُناخ المَوْحِف وَالْمَوْحِفُ: المَنْزل بِعَيْنِهِ، وَذَلِكَ أَن الْبَعِيرَ الَّذِي بِهِ النُّحاز يُتْرَكُ فِي مُناخه لَا يُثَارُ حَتَّى يبرأَ أَو يَمُوتَ. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: حَزَّت حازَّةٌ مِنْ كُوعِها؛ يُضْرَبُ عِنْدَ اشْتِغَالِ الْقَوْمِ، يَقُولُ: فَالْقَوْمُ مَشْغُولُونَ بأُمورهم عَنْ غَيْرِهَا أَي فَالْحَازَّةُ قَدْ شَغَلَهَا مَا هِيَ فِيهِ عَنْ غَيْرِهَا. وتَحَزْحَز عَنِ الشَّيْءِ: تَنَحَّى. والحَزُّ: مَوْضِعٌ بالسَّرَاة. وحَزَّازٌ: اسْمٌ. وأَبو الحَزَّاز: كُنْيَةُ أَرْبدَ أَخي لَبِيدٍ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ: فَأَخي إِن شَرِبُوا مِنْ خَيْرهم ... وَأَبُو الحَزَّاز مِنْ أَهل مَلِك

حفز: الحَفْزُ: حَثُّك الشَّيْءَ مِنْ خَلْفِهِ سَوْقاً وَغَيْرَ سَوْقٍ، حَفَزَه يَحْفِزُه حَفْزاً؛ قَالَ الأَعشى: لَهَا فَخِذانِ يَحْفِزانِ مَحالَةً ... وَدَأْياً، كبُنْيان الصُّوى، مُتلاحِكا وَفِي حَدِيثِ البُراقِ: وَفِي فَخِذَيْهِ جَنَاحَانِ يَحْفِزُ بِهِمَا رِجْلَيْهِ. وَمِنْ مَسَائِلِ سِيبَوَيْهِ: مُرْهُ يَحْفِزُها، رُفِعَ عَلَى أَنه أَراد أَن يَحْفِزَها، فَلَمَّا حَذَفَ أَن رَفَعَ الْفِعْلَ بَعْدَهَا. وَرَجُلٌ مُحْفِزٌ: حافِزٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ومُحْفِزَة الحِزامِ بِمِرْفَقَيْها ... كَشاة الرَّبْلِ أَفْلَتَت الكِلابا مُحْفزة هَاهُنَا: مُفْعِلَة مِنَ الحَفْز، يَعْنِي أَن هَذِهِ الْفَرَسَ تَدْفع الْحِزَامَ بِمَرْفِقَيْهَا مِنْ شِدَّةِ جَرْيِهَا. وَقَوْسٌ حَفُوز: شَدِيدَةُ الحَفْز وَالدَّفْعِ لِلسَّهْمِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وحَفَزَه أَي دَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفِزُه حَفْزاً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُرِيحُ بَعْدَ النَّفَسِ المَحْفوزِ يُرِيدُ النَّفَس الشَّدِيدَ المتتابِع كأَنه يُحفز أَي يَدْفَعُ مِنْ سِيَاقٍ. وَقَالَ الْعُكْلِيُّ: رأَيت فُلَانًا مَحْفُوزَ النَّفَس إِذا اشْتَدَّ بِهِ. والليلُ يَحفِز النهارَ حَفْزاً: يَحُثُّه عَلَى اللَّيْلِ وَيَسُوقُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَفْز اللَّيالي أَمَدَ التَّزْيِيفِ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ أَشراط السَّاعَةِ حَفْزُ الْمَوْتِ، قيل: وَمَا حَفْزُ الْمَوْتِ؟ قَالَ: مَوْتُ الفَجْأَة. والحَفْزُ: الحَثّ والإِعْجال. وَالرَّجُلُ يَحْتَفِزُ فِي جُلُوسِهِ: يُرِيدُ الْقِيَامَ والبطشَ بِشَيْءٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الاحْتِفاز والاستِيفازُ والإِقْعاء وَاحِدٌ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: ذُكِرَ القَدَرُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فاحْتَفَزَ وَقَالَ: لَوْ رأَيت أَحدَهم لعَضَضْت بأَنفه؛ قَالَ النَّضْرُ: احْتَفَزَ اسْتَوَى جَالِسًا عَلَى ورِكَيْه؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: قَلِقَ وشَخَص ضَجَراً، وَقِيلَ: اسْتَوَى جَالِسًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ كأَنه يَنْهَضُ. واحْتَفَزَ فِي مَشْيِهِ: احْتَثَّ وَاجْتَهَدَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مُجَنّب مِثْلَ تَيْسِ الرَّبل مُحْتَفِز ... بالقُصْرَيَيْنِ، عَلَى أُولاهُ مَصْبُوب مُحْتَفِز أَي يَجْهَدُ فِي مَدِّ يَدَيْهِ. وَقَوْلُهُ: عَلَى أُولاه مَصْبُوبُ، يَقُولُ: يَجْرِي عَلَى جَرْيِهِ الأَوّل لَا يَحُولُ عَنْهُ؛ وَلَيْسَ مِثْلَ قَوْلِهِ: إِذا أَقْبَلَتْ قلتَ دبَّاءَةٌ ذَاكَ إِنما يُحْمَدُ مِنَ الإِناث. وَكُلُّ دَفْع حَفْز. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بِتَمْرٍ فَجَعَلَ يَقْسمه وَهُوَ مُحْتَفِزٌ أَي مُسْتَعْجِلٌ مُسْتَوْفِزٌ يُرِيدُ الْقِيَامَ غَيْرَ مُتَمَكِّنٍ مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكَرَةَ: أَنه دَبَّ إِلى الصَّفِّ رَاكِعًا وَقَدْ حَفَزَه النَّفَس. وَيُقَالُ: حافَزْت الرَّجُلَ إِذا جاثيْتَه؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: كَمَا بادَرَ الخَصْمُ اللَّجُوجُ المُحافِزُ وَقَالَ الأَصمعي: مَعْنَى حافَزْته دَانَيْتُه. وَقَالَ بَعْضُ الْكِلَابِيِّينَ: الحَفْزُ تَقَارُبُ النَّفَس فِي الصَّدْرِ. وَقَالَتِ امرأَة مِنْهُمْ: حَفَزَ النَّفَس حِينَ يَدْنُو مِنَ الْمَوْتِ. والحَوْفَزان: اسْمُ رَجُلٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَقَبٌ لجَرَّارٍ مِنْ جَرَّارِي الْعَرَبِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا قادَ أَلْفاً جَرَّار، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْفَزانُ اسم الحرث بْنِ شَرِيكٍ الشَّيْبَانِيِّ، لُقّب بِذَلِكَ لأَن بِسْطام بْنَ قَيْس طَعَنَهُ فأَعْجَله؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ التَّمِيمِيَّ حَفَزَه بِالرُّمْحِ حِينَ خَافَ أَن يَفُوتَهُ فَعَرَج مِنْ تِلْكَ الحَفْزَة فَسُمِّيَ بِتِلْكَ الحَفْزَة حَوْفَزاناً؛ حَكَّاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ؛ وأَنشد

جَرِيرٌ يَفْتَخِرُ بِذَلِكَ: وَنَحْنُ حَفَزْنا الحَوْفَزانَ بِطَعْنَةٍ ... سَقَتْهُ نَجِيعاً مِنْ دَمِ الجَوْفِ أَشْكَلا وحَفَزْتُه بِالرُّمْحِ: طَعَنْتُه. والحَوْفَزانُ: فَوْعلان مِنَ الحَفْز. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْل مَنْ قَالَ إِنما حَفَزه بِسطامُ بنُ قَيْسٍ فَغَلَطٌ لأَنه شَيْبَانِيٌّ، فَكَيْفَ يَفْتَخِرُ جريرٌ بِهِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ البيتُ لِجَرِيرٍ وإِنما هُوَ لسَوّار بْنِ حِبَّانَ المِنْقَري، قَالَهُ يَوْمَ جَدُودٍ؛ وَبَعْدَهُ: وحُمْرانُ أَدَّتْه إِلينا رِماحُنا ... يُنازِع غُلًّا فِي ذِراعَيْه مُثْقَلا يَعْنِي بحُمْران ابْنَ حُمْرانَ بنِ عبدِ بنِ عَمْرَو بنِ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ الْآخَرِ: وَنَحْنُ حَفَزْنَا الْحَوْفَزَانَ بِطَعْنَةٍ ... سَقَتْهُ نَجِيعًا مِنْ دَمِ الْجَوْفِ آنِيَا فَهُوَ الأَهتم بْنُ سُمَيٍّ المِنْقَري؛ وأَول الشَّعْرِ: لَمَّا دَعَتْني للسِّيادة مِنْقَرٌ ... لَدَى مَوْطِنٍ أَضْحَى لَهُ النجمُ بادِيا شَدَدْت لَهَا أُزْرِي، وَقَدْ كنتُ قَبْلها ... أَشُدُّ لأَحْناءِ الأُمُور إِزاريا ورأَيته مُحْتفِزاً أَي مُستوفِزاً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا صَلَّى الرجلُ فَلْيُخَوّ وإِذا صلَّت المرأَة فَلْتَحْتَفِزْ أَي تتضامَّ وتَجْتمع إِذا جَلَسَتْ وإِذا سَجَدَتْ، ولا تُخَوِّي كَمَا يُخَوِّي الرجلُ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنف: كَانَ يُوَسِّعُ لِمَنْ أَتاه فإِذا لَمْ يَجِدْ مُتَّسَعاً تَحَفَّزَ لَهُ تَحَفُّزاً. والحَفَز: الأَجَل فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ: واللهِ أَفْعَل مَا أَرَدْتُمْ طائِعاً ... أَو تَضْرِبوا حَفَزاً لِعامٍ قابِلِ أَي تَضْرِبُوا أَجَلًا. يُقَالُ: جَعَلْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ حَفَزاً أَي أَمداً، والله أَعلم. حلز: الحَلْز: البُخْل. ورجل حِلِّزٌ: بَخِيلٌ. وامرأَة حِلِّزة: بَخِيلَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبِهِ سُمِّيَ الحرث بْنُ حِلِّزَة؛ قَالَ الأَزهري وأَنشد الإِيادي: هِيَ ابْنَةُ عَمِّ الْقَوْمِ، لَا كلِّ حِلِّزٍ ... كصَخْرَة يَبْسٍ لَا يُغَيِّرها البَلَلْ وحِلِّزَةُ: امرأَة. والحِلّزة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيضاً: الْقَصِيرَةُ. وكَبِدٌ حِلّزة وحَلِزَةٌ: قَرِيحَةٌ. وَالْقَلْبُ يَتَحَلَّز عِنْدَ الْحُزْنِ، وَهُوَ كالاعْتِصار فِيهِ والتَّوَجُّع، وَقَلْبٌ حالِزٌ عَلَى النَّسَبِ. وَرَجُلٌ حالِزٌ: وَجِعٌ. والحِلِّز: ضَرْبٌ مِنَ الْحُبُوبِ يُزْرَعُ بِالشَّامِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الشجرِ قصَار؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. الأَزهري: قَالَ قُطْرُبٌ الحِلِّزَة ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الحرث بْنُ حِلِّزة اليَشْكُري؛ قَالَ الأَزهري: وَقُطْرُبٌ لَيْسَ مِنَ الثِّقَاتِ وَلَهُ فِي اشْتِقَاقِ الأَسماء حُرُوفٌ مُنْكرة. وحِلِّزَة: دُوَيْبَّةٌ مَعْرُوفَةٌ. الأَصمعي: حَلَزُون دَابَّةٌ تَكُونُ فِي الرِّمْثِ، جَاءَ بِهِ فِي بَابِ فَعَلُول وَذُكِرَ مَعَهُ الزَّرَجُون والقَرَقُوس، فإِن كَانَتِ النُّونُ أَصيلة فَالْحَرْفُ رُبَاعِيٌّ، وإِن كَانَتْ زَائِدَةً فَالْحَرْفُ ثُلَاثِيٌّ، أَصله حَلِزَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: احْتَلَزْتُ مِنْهُ حَقِّي أَي أَخذته، وتَحالَزْنا بِالْكَلَامِ: قَالَ لِي وَقُلْتُ لَهُ، وَمِثْلُهُ احْتَلَجْت مِنْهُ حَقِّي، وتَحالَجْنا بِالْكَلَامِ. وتَحَلَّز الرجلُ للأَمر إِذا تَشَمَّر لَهُ،

وَكَذَلِكَ تَهَلَّز؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَرْفَعْنَ للحادِي إِذا تَحَلَّزا ... هَامًا، إِذا هَزَزْته تَهَزْهَزا ويروى: تَهَلَّزا. حمز: حَمَزَ اللبنُ يَحْمِز حَمْزاً: حَمُض، وَهُوَ دُونَ الحازِرِ، وَالِاسْمُ الحَمْزة. قَالَ الْفَرَّاءُ: اشْرَبْ مِنْ نَبِيذك فإِنه حَمُوزٌ لِمَا تَجِدُ أَي يَهْضِمه. والحَمْز: حَرافَة الشَّيْءِ. يُقَالُ: شَراب يَحْمِز اللِّسَانَ. ورُمَّانَةٌ حامِزَة: فِيهَا حُمُوضة. الأَزهري: الحَمْزَةُ فِي الطَّعَامِ شِبْهُ اللَّذْعَةِ والحَرَافَةِ كَطَعْمِ الخَرْدل. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَغَدَّى أَعرابي مَعَ قَوْمٍ فَاعْتَمَدَ عَلَى الخَرْدَل فَقَالُوا: مَا يُعْجِبُكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ: حَمْزُهُ وحَرَافته. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الشَّيْءُ الْحَامِضُ إِذا لَذَعَ اللسانَ وقَرَصه، فَهُوَ حامزٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه شَرِبَ شَرَابًا فِيهِ حَمازة أَي لَذْع وحِدَّة أَي حُموضة. وحَمَزه يَحْمِزُه حَمْزاً: قَبَضه وضَمَّه. وإِنه لحَمُوزٌ لِمَا حَمَزه أَي مُحْتَمِلٌ لَهُ. وحَمَزَت الكلمةُ فُؤَادَهُ تَحْمزه: قَبَضَتْه وأَوجعته. وَفِي التَّهْذِيبِ: حَمَز اللومُ فُؤَادَهُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَلَّمْتُ فُلَانًا بِكَلِمَةٍ حَمَزَتْ فُؤَادَهُ، قَبَضَتْهُ وغَمَّته فَتَقَبَّض فؤادهُ مِنَ الْغَمِّ، وَقِيلَ: اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ حامِزُ الْفُؤَادِ: مُتَقَبّضه. والحامزُ والحَمِيزُ: الشَّدِيدُ الذَّكيّ. وَفُلَانٌ أَحْمَزُ أَمْراً مِنْ فُلَانٍ أَي أَشدّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فُلَانٌ أَحمَزُ أَمراً مِنْ فُلَانٍ إِذا كَانَ مُتَقَبِّض الأَمر مُشَمِّرَهُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ حَمْزة. والحامِزُ: الْقَابِضُ. والحَمِيز: الظَّرِيفُ. وكلُّ مَا اشْتَدَّ، فَقَدْ حَمُزَ. وَفِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: الحَمْز التَّحْدِيدُ. يُقَالُ حَمَز حَدِيدَته إِذا حدَّدها، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي أَشعارهم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعمال أَفضل؟ فَقَالَ: أَحْمَزُها عَلَيْكَ يَعْنِي أَمْتَنها وأَقواها وأَشدّها، وَقِيلَ: أَمَضّها وأَشَقّها. وَيُقَالُ: رَجُلٌ حامِز الْفُؤَادِ وحَمِيزُه أَي شَدِيدُهُ. وهَمٌّ حامِزٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخِ فِي رَجُلٍ بَاعَ قَوْساً مِنْ رَجُلٍ: فَلَمَّا شَراها فَاضَتِ الْعَيْنُ عَبْرَةً ... وَفِي الصَّدْرِ حُزَّازٌ مِنَ الْوَجْدِ حامِزُ وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنَ اللَّوْم حامِزٌ. أَي عَاصِرٌ، وَقِيلَ: أَي مُمِضّ مُحْرِق. وحَمْزَةُ: بَقْلة، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ وكُنيَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَمْزَة بَقْلَةٌ حِرِّيفَةٌ. قَالَ أَنس: كنَّاني رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِبَقْلة كُنْتُ أَجْتَنِيها ، وَكَانَ يُكْنى أَبا حَمْزَةَ، وَالْبَقْلَةُ الَّتِي جَنَاها أَنس كان فِي طَعْمِهَا لَذْع لِلِّسَانِ، فسُمِّيت البقلةُ حَمْزَة لِفِعْلِهَا، وَكُنِّيَ أَنس أَبا حَمْزة لِجَنْيِه إِيَّاها. والحَمازَةُ: الشِّدَّةُ، وَقَدْ حَمُز الرجلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ حَمِيزُ الْفُؤَادِ وحامِز أَي صَلْبُ الْفُؤَادِ. وَرَجُلٌ مَحْموز البَنان أَي شَدِيدٌ؛ قَالَ أَبو خِراش: أُقَيْدِرُ مَحْموز البَنانِ ضَئِيل حنز: الحِنْزُ: الْقَلِيلُ مِنَ الْعَطَاءِ. وَهَذَا حِنْزُ هَذَا أَي مِثْلُهُ، وَالْمَعْرُوفُ حِتْن، والله أَعلم. حوز: الحَوْزُ السَّيْرُ الشَّدِيدُ والرُّوَيْد، وَقِيلَ: الحَوْز والحَيْزُ السَّوْقُ اللَّيِّنُ. وحازَ الإِبلَ يَحُوزُها ويَحِيزها حَوْزاً وحَيْزاً وحَوَّزَها: سَاقَهَا سَوْقًا رُوَيْداً. وسَوْقٌ حَوْزٌ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ الْحَوْزُ؛ وأَنشد:

وَقَدْ نَظَرْتُكُمُ إِينَاء صادِرَةٍ ... للوِرْدِ، طَالَ بِهَا حَوْزِي وتَنْساسِي وَيُقَالُ: حُزْها أَي سُقْها سَوْقًا شَدِيدًا. وَلَيْلَةُ الحَوْز: أَول لَيْلَةٍ تُوَجَّه فِيهَا الإِبل إِلى الْمَاءِ إِذا كَانَتْ بَعِيدَةً مِنْهُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنه يُرْفَقُ بِهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَيُسار بِهَا رُوَيْداً. وحَوَّزَ الإِبلَ: سَاقَهَا إِلى الْمَاءِ؛ قَالَ: حَوَّزَها، مِنْ بُرَقِ الغَمِيمِ ... أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّلِيمِ بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّمِيمِ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَمْ تُحَوَّز فِي رِكابي العيرُ عَنى أَنه لَمْ يَشْتَدَّ عَلَيْهَا فِي السَّوْق؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَمْ يُحْمَل عَلَيْهَا. والأَحْوَزِيّ والحُوزِي: الحَسَن السِّياقة وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ بَعْضُ النِّفار؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا وَكِلَابًا: يَحُوزُهُنَّ، وَلَهُ حُوزِيّ ... كَمَا يَحُوزُ الفِئَةَ الكَمِيّ والأَحْوَزِيُّ والحُوزِيّ: الْجَادُّ فِي أَمره. وَقَالَتْ عَائِشَةُ فِي عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ واللهِ أَحْوَزِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الحَسَن السِّياق للأُمور وَفِيهِ بَعْضُ النِّفار. وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: الأَحْوَزِيّ الْخَفِيفُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَذِيّاً ، بِالذَّالِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَحْوَزِيّ، وَهُوَ السَّائِقُ الْخَفِيفُ. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِي رَجَزَ الْعَجَّاجِ حُوذِيّ، بِالذَّالِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، يَعْنِي بِهِ الثورَ أَنه يَطْرد الكلابَ وَلَهُ طارِدٌ مِنْ نَفْسِهِ يَطْرده مِنْ نَشَاطِهِ وحَدّه. وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: وَلَهُ حُوزِيّ أَي مَذْخُور سَيْرٍ لَمْ يَبْتذله، أَي يَغْلِبُهُنَّ بالهُوَيْنا. والحُوزِيّ: المُتَنَزِّه فِي المَحِل الَّذِي يَحْتَمِلُ ويَحُلُّ وَحْدَهُ وَلَا يُخَالِطُ الْبُيُوتَ بِنَفْسِهِ وَلَا مَالِهِ. وانْحازَ القومُ: تَرَكُوا مَرْكَزهم ومَعْركة قِتَالِهِمْ وَمَالُوا إِلى مَوْضِعٍ آخَرَ. وتَحَوَّز عَنْهُ وتَحَيَّزَ إِذا تَنَحَّى، وَهِيَ تَفَيْعَل، أَصلها تَحَيْوَز فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِمُجَاوَرَةِ الْيَاءِ وأُدغمت فِيهَا. وتَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ: تَنَحَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَا تَحَوَّز لَهُ عَنْ فِراشه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّحَوُّز هُوَ التَّنَحِّي، وَفِيهِ لُغَتَانِ: التَّحَوّز والتَّحَيّز. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ ؛ فالتَّحَوّز التَّفَعُّل، والتَّحَيُّز التَّفَيْعُل، وَقَالَ الْقَطَامِيُّ يَصِفُ عَجُوزًا اسْتَضَافَهَا فَجَعَلَتْ تَرُوغ عَنْهُ فَقَالَ: تَحَوَّزُ عَنِّي خِيفَةً أَن أَضِيفَها ... كَمَا انْحازَت الأَفْعَى مَخافَة ضارِبِ يَقُولُ: تَتَنَحَّى هَذِهِ الْعَجُوزُ وتتأَخر خَوْفًا أَن أَنزل عَلَيْهَا ضَيْفًا، وَيُرْوَى: تَحَيَّزُ مِنِّي، وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ ، نُصِبَ مُتَحَيِّزاً ومُتَحَرِّفاً عَلَى الْحَالِ أَي إِلا أَن يَتَحَرَّفَ لأَن يُقَاتِلَ أَو أَن يَنْحاز أَي يَنْفَرِدَ لِيَكُونَ مَعَ المُقاتِلة، قَالَ: وأَصل مُتَحَيِّز مُتَحَيْوِز فأُدغمت الْوَاوُ فِي الْيَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا لَكَ تَتَحَوَّز إِذا لَمْ يَسْتَقِرَّ عَلَى الأَرض، وَالِاسْمُ مِنْهُ التَّحَوُّز. والحَوْزاءُ: الحَرب تَحُوز الْقَوْمَ، حَكَاهَا أَبو رِيَاشٍ فِي شَرْحِ أَشعار الْحَمَاسَةِ فِي قَوْلِ جَابِرِ بْنِ الثَّعْلَبِ: فَهَلَّا عَلَى أَخْلاق نَعْلَيْ مُعَصِّبٍ ... شَغَبْتَ، وذُو الحَوْزاءِ يَحْفِزُه الوِتْر الوِتْر هَاهُنَا: الْغَضَبُ. والتَّحَوُّز: التَّلبُّث والتَّمَكُّث. والتَّحَيُّز والتَّحَوُّز: التَّلَوّي والتقلُّب، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْحَيَّةَ. يُقَالُ: تَحَوَّزَت الْحَيَّةُ وتَحَيَّزت أَي

تَلَوَّت. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: مَا لَكَ تَحَوَّزُ كَمَا تَحَيَّزُ الحية؟ تَحَوَّزُ تَحَيُّز الْحَيَّةِ، وتَحَوُّزَ الْحَيَّةِ، وَهُوَ بُطْءُ الْقِيَامِ إِذا أَراد أَن يَقُومَ؛ قَالَ غَيْرُهُ: والتَّحَوُّس مِثْلُهُ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ تَفَيْعل مِنْ حُزْت الشَّيْءَ، والحَوْز مِنَ الأَرض أَن يَتَّخِذَهَا رجلٌ وَيُبَيِّنَ حُدُودَهَا فَيَسْتَحِقَّهَا فَلَا يَكُونُ لأَحد فِيهَا حَقٌّ معه، فذلك الحَوْز. تَحَوَّز الرَّجُلُ وتَحَيَّز إِذا أَراد الْقِيَامَ فأَبطأَ ذَلِكَ عَلَيْهِ. والحَوْز: الْجَمْعُ. وَكُلُّ مَنْ ضَمَّ شَيْئًا إِلى نَفْسِهِ مِنْ مَالٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ حازَه حَوْزاً وحِيازَة وحازَه إِليه واحْتازَهُ إِليه؛ وَقَوْلُ الأَعشى يَصِفُ إِبلًا: حُوزِيَّة طُوِيَتْ عَلَى زَفَراتِها ... طَيَّ القَناطِرِ قَدْ نَزَلْنَ نُزُولا قَالَ: الحُوزِيَّة النُّوق الَّتِي لَهَا خَلِفة انْقَطَعَتْ عَنِ الإِبل فِي خَلِفَتها وفَراهتها، كَمَا تَقُولُ: مُنْقَطِعُ القَرِينِ، وَقِيلَ: نَاقَةٌ حُوزِيَّة أَي مُنْحازة عَنِ الإِبل لَا تُخَالِطُهَا، وَقِيلَ: بَلِ الحُوزِيَّة الَّتِي عِنْدَهَا سَيْرٌ مَذْخُورٌ مِنْ سَيْرِهَا مَصُون لَا يُدْرك، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ الحُوزِيُّ الَّذِي لَهُ إِبْداءٌ مِنْ رأْيه وَعَقْلُهُ مَذْخُورٌ. وَقَالَ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: وَلَهُ حُوزِيّ، أَي يَغْلِبُهُنَّ بالهُوَيْنا وَعِنْدَهُ مَذْخُورٌ لَمْ يَبْتَذِله. وَقَوْلُهُمْ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي: إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَيانِ يَحُوزُهما النَّهَارُ فَهُنَاكَ لَا يَجِدُ الحَرُّ مَزِيداً، وإِذا طَلَعَتَا يَحُوزُهما اللَّيْلُ فَهُنَاكَ لَا يَجِدُ القُرّ مَزيداً، لَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ يَحْتَمِلُ عِنْدِي أَن يَكُونَ يضمُّهما وأَن يَكُونَ يَسُوقُهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ جَميعَ اللأْمَةِ كَانَ يَحُوزُ الْمُسْلِمِينَ أَي يَجْمَعُهُمْ؛ حازَه يَحُوزه إِذا قَبَضَهُ ومَلَكه واسْتَبَدَّ بِهِ. قَالَ شَمِرٌ: حُزْت الشَّيْءَ جَمَعْتُه أَو نَحَّيته؛ قَالَ: والحُوزِيّ المُتَوَحِّد فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ: يَطُفْن بِحُوزيِّ المَراتِع، لَمْ تَرُعْ ... بوَادِيه مِنْ قَرْعِ القِسِيِّ، الكَنَائِن قَالَ: الحُوزِيُّ الْمُتَوَحِّدُ وَهُوَ الْفَحْلُ مِنْهَا، وَهُوَ مِنْ حُزْتُ الشَّيْءَ إِذا جَمَعْتَهُ أَو نَحَّيته؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَتَحَوَّز كلٌّ مِنْهُمْ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً أَي تَنَحَّى وَانْفَرَدَ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، مِنَ السُّرْعَةِ وَالتَّسَهُّلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ يأْجوج: فَحَوِّزْ عِبَادِي إِلى الطُّور أَي ضُمَّهم إِليه، وَالرِّوَايَةُ فَحَرِّزْ، بِالرَّاءِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، يَوْمَ الخَنْدَقِ: مَا يُؤَمِّنُك أَن يَكُونَ بَلاء أَو تَحَوُّزٌ؟ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ ، أَي مُنْضمّاً إِليها. والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّز والانْحِياز بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: وَقَدِ انْحازَ عَلَى حَلْقَة نَشِبَت فِي جِرَاحَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُدٍ أَي أَكَبَّ عَلَيْهَا وَجَمَعَ نَفْسَهُ وضَمَّ بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ. قَالَ عُبَيْدُ بْنُ حرٍّ «3»: كُنْتُ مَعَ أَبي نَضْرَة مِنَ الفُسْطاط إِلى الإِسْكنْدَرِيَّة فِي سَفِينَةٍ، فَلَمَّا دَفَعْنا مِنْ مَرْسانا أَمر بِسُفْرته فَقُرِّبت وَدَعَانَا إِلى الْغَدَاءِ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَقُلْتُ: مَا تَغَيَّبَتْ عَنَّا منازلُنا؛ فَقَالَ: أَترغب عَنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمْ نَزَلْ مُفْطِرِينَ حَتَّى بلغنا ماحُوزَنا؛ قَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ ماحُوزَنا: هُوَ مَوْضِعُهُمُ الَّذِي أَرادوه، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الْمَكَانَ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ الَّذِي فِيهِ أَساميهِم ومَكاتِبُهُم الماحُوزَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ حُزْتُ الشَّيْءَ إِذا أَحْرَزْتَه، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَوْ كَانَ مِنْهُ لَقِيلَ مَحازنا أَو مَحُوزنا. وحُزت الأَرض إِذا أَعلَمتها وأَحييت حُدُودَهَا. وَهُوَ يُحاوِزُه أَي يُخَالِطُهُ وَيُجَامِعُهُ؛ قَالَ: وأَحسب قوله ماحُوزَنا بِلُغَةٍ غَيْرِ عَرَبِيَّةٍ، وَكَذَلِكَ

_ (3). قوله [عبيد بن حر] كذا بالأصل

الماحُوز لُغَةٌ غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ، وكأَنه فاعُول، وَالْمِيمُ أَصلية، مِثْلُ الفاخُور لِنَبْتٍ، والرَّاجُول للرَّجل. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَحَبَّسَ فِي الأَمر: دَعْنِي مِنْ حَوْزك وطِلْقك. وَيُقَالُ: طَوّل عَلَيْنَا فلانٌ بالحَوْزِ والطِّلْق، والطِّلق: أَن يُخَلِّيَ وُجُوهَ الإِبل إِلى الْمَاءِ وَيَتْرُكَهَا فِي ذَلِكَ تَرْعَى لَيْلَتَئِذٍ فَهِيَ لَيْلَةُ الطِّلْق؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: قَدْ غَرّ زَيْداً حَوْزُه وطِلْقُه وحَوْز الدَّارِ وحَيْزها: مَا انْضَمَّ إِليها مِنَ المَرافِقِ وَالْمَنَافِعِ. وَكُلُّ نَاحِيَةٍ عَلَى حِدَةٍ حَيِّز، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وأَصله مِنَ الْوَاوِ. والحَيْز: تَخْفِيفُ الحَيِّز مِثْلُ هَيْن وهَيِّن وليْن وليِّن، وَالْجَمْعُ أَحْيازٌ نَادِرٌ. فأَما عَلَى الْقِيَاسِ فَحَيائِز، بِالْهَمْزِ، فِي قَوْلِ سِيبَوَيْهِ، وحَياوِزُ، بِالْوَاوِ، فِي قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ. قَالَ الأَزهري: وَكَانَ الْقِيَاسُ أَن يَكُونَ أَحْواز بِمَنْزِلَةِ الْمَيِّتِ والأَموات وَلَكِنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَهُمَا كَرَاهَةَ الِالْتِبَاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَحَمَى حَوْزَة الإِسلام أَي حُدُودَهُ وَنَوَاحِيَهُ. وَفُلَانٌ مَانِعٌ لحَوْزَته أَي لِمَا فِي حَيّزه. والحَوْزة، فَعْلَةٌ، مِنْهُ سُمِّيَتْ بِهَا النَّاحِيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَتى عبدَ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ يَعُودُهُ فَمَا تَحَوَّز لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ أَي مَا تَنَحَّى؛ التَّحَوُّز: مِنَ الحَوزة، وَهِيَ الْجَانِبُ كالتَّنَحِّي مِنَ النَّاحِيَةِ. يُقَالُ: تَحَوَّز وتَحَيَّز إِلا أَن التَّحَوُّز تَفَعُّل والتَّحَيُّز تَفَيْعُل، وإِنما لَمْ يَتَنَحَّ لَهُ عَنْ صَدْرِ فِرَاشِهِ لأَن السنَّة فِي تَرْكِ ذَلِكَ. والحَوْز: مَوْضِعٌ يَحُوزه الرَّجُلُ يَتَّخِذُ حَوَالَيْهِ مُسَنَّاةً، وَالْجَمْعُ أَحْواز، وَهُوَ يَحْمِي حَوْزته أَي مَا يَلِيهِ ويَحُوزه. والحَوْزة: النَّاحِيَةُ. والمُحاوَزَةُ: الْمُخَالَطَةُ. وحَوْزَةُ المُلْكِ: بْيضَتُه. وانْحاز عَنْهُ: انْعَدَلَ. وَانْحَازَ القومُ: تَرَكُوا مَرْكَزَهُمْ إِلى آخَرَ. يُقَالُ للأَولياء: انْحَازُوا عَنِ الْعَدُوِّ وحاصُوا، وللأَعداء: انْهَزَمُوا ووَلَّوْا مُدْبِرين. وتَحاوَز الْفَرِيقَانِ فِي الحَرْب أَي انْحاز كلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ عَنِ الْآخَرِ. وحاوَزَه: خَالَطَهُ. والحَوْز: الملْك. وحَوْزة المرأَة: فَرْجها؛ وَقَالَتِ امرأَة: فَظَلْتُ أَحْثي التُّرْبَ فِي وجهِه ... عَني، وأَحْمِي حَوْزَةَ الْغَائِبِ قَالَ الأَزهري: قَالَ الْمُنْذِرِيُّ يُقَالُ حَمَى حَوْزاتِه؛ وأَنشد يَقُولُ: لَهَا سَلَف يَعُودُ بِكُلِّ رَيْع ... حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَر الإِفالا قَالَ: السلَفُ الْفَحْلُ. حَمَى حوزاتِه أَي لَا يَدْنو فَحْلٌ سِوَاهُ مِنْهَا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: حَمَى حَوْزاتِه فَتُركْنَ قَفْراً ... وأَحْمَى مَا يَلِيه مِنَ الإِجامِ أَراد بحَوْزاته نَوَاحِيَهُ مِنَ الْمَرْعَى. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: إِن كَانَ للأَزهري دَلِيلٌ غَيْرَ شِعْرِ المرأَة فِي قَوْلِهَا وأَحْمِي حَوْزَتي لِلْغَائِبِ عَلَى أَن حَوْزة المرأَة فَرْجها سُمِعَ، واستدلالُه بِهَذَا الْبَيْتِ فِيهِ نَظَرٌ لأَنها لَوْ قَالَتْ وأَحْمي حَوْزتي لِلْغَائِبِ صَحَّ الِاسْتِدْلَالُ، لَكِنَّهَا قَالَتْ وأَحمي حَوْزَةَ الْغَائِبِ، وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْهَا لَا يُعْطِي حَصْرَ الْمَعْنَى فِي أَن الحَوْزَة فَرْجُ المرأَة لأَن كُلَّ عِضْو للإِنسان قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَوْزه، وَجَمِيعُ أَعضاء الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ حَوْزُه، وَفَرْجُ المرأَة أَيضاً فِي حَوْزها مَا دَامَتْ أَيِّماً لَا يَحُوزُه أَحد إِلا إِذا نُكِحَتْ بِرِضَاهَا، فإِذا نُكِحَتْ صَارَ فَرْجها فِي حَوْزة زَوْجِهَا، فَقَوْلُهَا وأَحْمي حَوْزَة الْغَائِبِ مَعْنَاهُ أَن فَرْجَهَا مِمَّا حَازَهُ زوجُها فَمَلَكَهُ بعُقْدَةِ نِكَاحِهَا، وَاسْتَحَقَّ التَّمَتُّعَ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ فَهُوَ إِذاً حَوْزَته بِهَذِهِ الطَّرِيقِ لَا حَوْزَتُها بالعَلَمية، وَمَا أَشبه هَذَا بِوَهْم

فصل الخاء المعجمة

الْجَوْهَرِيِّ فِي اسْتِدْلَالِهِ بِبَيْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي مَحَبَّتِهِ لِابْنِهِ سَالِمٍ بِقَوْلِهِ: وجِلْدَةُ بينِ العينِ والأَنْفِ سالِمُ عَلَى أَن الْجِلْدَةَ الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنِ والأَنْف يُقَالُ لَهَا سَالِمٌ، وإِنما قَصَد عبدُ اللَّهِ قُرْبَه مِنْهُ وَمَحَلَّهُ عِنْدَهُ، وَكَذَلِكَ هَذِهِ المرأَة جَعَلَت فَرْجَهَا حَوْزَة زَوْجِهَا فَحَمَتْه لَهُ مِنْ غَيْرِهِ، لَا أَن اسْمَهُ حَوْزَة، فَالْفَرْجُ لَا يَخْتَصُّ بِهَذَا الِاسْمِ دُونَ أَعضائها، وَهَذَا الْغَائِبُ بِعَيْنِهِ لَا يَخْتَصُّ بِهَذَا الِاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ مِمَّنْ يَتَزَوَّجُهَا، إِذ لَوْ طَلَّقها هَذَا الغائبُ وَتَزَوَّجَهَا غَيْرُهُ بَعْدَهُ صَارَ هَذَا الفرجُ بِعَيْنِهِ حَوْزَةً لِلزَّوْجِ الأَخير، وَارْتَفَعَ عَنْهُ هَذَا الِاسْمُ لِلزَّوْجِ الأَول، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ سِيدَهْ: الحَوْز النِّكَاحُ. وحازَ المرأَةَ حَوْزاً: نَكَحَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يقولُ لَمَّا حازَها حَوْزَ المَطِي أَي جَامَعَهَا. والحُوَّازُ: مَا يَحُوزه الجُعَلُ مِنَ الدُّحْرُوج وَهُوَ الخُرْءُ الَّذِي يُدَحْرِجُه؛ قَالَ: سَمِينُ المَطايا يَشْرَبُ الشِّرْبَ والحِسا ... قِمَطْرٌ كحُوَّاز الدَّحارِيجِ أَبْتَرُ والحَوْزُ: الطَّبِيعَةُ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وحَوْز الرَّجُلِ: طَبيعته مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الإِثْمُ حَوَّازُ الْقُلُوبِ ؛ هَكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ، مِنْ حازَ يَحُوز أَي يَجْمَعُ القلوبَ، وَالْمَشْهُورُ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، وَقِيلَ: حَوَّازُ الْقُلُوبِ أَي يَحُوز القلبَ وَيَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَرْكَبَ مَا لَا يُحَب، قَالَ الأَزهري: وَلَكِنَّ الرِّوَايَةَ حَزَّاز الْقُلُوبِ أَي مَا حَزَّ فِي الْقَلْبِ وحَكَّ فِيهِ. وأَمر مُحَوَّزٌ: مُحْكَمٌ. والحائِزُ: الخشبةُ الَّتِي تُنْصَبُ عَلَيْهَا الأَجْذاع. وَبَنُو حُوَيْزَة: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظن ذَلِكَ ظَنًّا. وأَحْوَزُ وحَوّازٌ: اسْمَانِ. وحَوْزَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ صَخْرُ بْنُ عَمْرٍو: قَتَلْتُ الخالِدَيْن بِهَا وعَمْراً ... وبِشْراً، يومَ حَوْزَة، وابْنَ بِشْرِ حيز: الحَوْزُ والحَيْزُ: السَّيْرُ الرُّوَيْدُ والسَّوْقُ اللَّيِّنُ. وحازَ الإِبلَ يَحُوزها ويحِيزُها: سارَها فِي رِفْق. والتَّحَيُّز: التَّلَوِّي والتقلبُ. وتَحَيَّز الرجلُ: أَراد الْقِيَامَ فأَبطأَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَالْوَاوُ فِيهِمَا أَعلى. وحَيْزِ حَيْزِ: مِنْ زَجْرِ المِعْزى؛ قَالَ: شَمْطاء جاءَتْ مِنْ بلادِ البَرِّ ... قَدْ تَرَكَتْ حَيْزِ، وَقَالَتْ: حَرِّ وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: حَيْهِ «1». وتَحَوَّزت الحيةُ وتَحَيَّزت أَي تَلَوَّت. يُقَالُ: مَا لَكَ تَتَحَيَّزُ تَحَيُّزَ الْحَيَّةِ؟ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ تَفَيْعُلٌ مِنْ حُزْت الشيءَ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: تَحَيَّزُ مِنِّي خَشْيَةً أَن أَضِيفَها ... كَمَا انحازَتِ الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ يَقُولُ: تَتَنَحَّى هَذِهِ الْعَجُوزُ وتتأَخر خَوْفًا أَن أَنزل عَلَيْهَا ضَيْفًا، وَيُرْوَى: تَحَوَّزُ مِنِّي. وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الْحَيَّةِ وتَحَيُّزَها، وَهُوَ بُطْءُ الْقِيَامِ إِذا أَراد أَن يَقُومَ فأَبطأَ ذلك عليه. فصل الخاء المعجمة خبز: الخُبْزَةُ: الطُّلْمَةُ، وَهِيَ عَجِينٌ يُوضَعُ فِي المَلَّةِ حَتَّى يَنْضَجَ، والمَلَّة: الرَّماد وَالتُّرَابُ الَّذِي أُوقد فِيهِ النَّارُ. والخُبْزُ: الَّذِي يُؤْكَلُ. والخَبْزُ،

_ (1). قوله [ورواه ثعلب حيه] تقدمت هذه الرواية في حرر وضبطت حيه بشد المثناة التحتية مفتوحة وهو خطأ والصواب كما هنا

بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ، خَبَزَه يَخْبِزه خَبْزاً واخْتَبَزَه: عَمِلَهُ. والخَبَّاز: الَّذِي مِهْنَتُه ذَلِكَ، وحِرْفَته الخِبازَة. والاخْتِباز: اتِّخَاذُ الخُبْز؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: اخْتَبز فلانٌ إِذا عَالَجَ دَقِيقًا يَعْجِنُهُ ثُمَّ خَبَزَه فِي مَلَّة أَو تَنُّور. وخَبَزَ القومَ يَخْبِزُهم خَبْزاً: أَطعمهم الخُبْزَ. وَرَجُلٌ خابِز أَي ذُو خُبْز مِثْلُ تامِر وَلَابِنٍ. وَيُقَالُ: أَخذنا خُبْزَ مَلَّةٍ، وَلَا يُقَالُ أَكلنا مَلَّةً. وَقَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: أَتيت بَنِي فُلَانٍ فَخَبَزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطعموني كلَّ ذَلِكَ؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ غيرَ مُعَدَّياتٍ أَي لَمْ يَقُلْ خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني. والخَبِيز: الخُبْز الْمَخْبُوزُ مِنْ أَيّ حَبٍّ كَانَ. والخُبْزة: الثَّريدة الضَّخمة، وَقِيلَ: هِيَ اللَّحْمُ. والخَبْزُ: الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ بِالْيَدِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ. والخَبْزُ: السَّوْق الشَّدِيدُ، خَبَزَها يَخْبِزُها خَبْزاً؛ قَالَ: لَا تَخْبِزا خَبْزاً ونُسَّا نَسَّا ... وَلَا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا يأْمره بالرِّفق. والنَّسُّ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما يخاطِبُ لِصَّيْنِ، وَرَوَاهُ: وبُسَّا بَسّا، مِنَ البَسِيسِ؛ يَقُولُ: لَا تَقْعُدَا للخَبْز وَلَكِنِ اتَّخِذَا البَسِيسة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الخَبْزُ السَّوْقُ الشَّدِيدُ، والبَسُّ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ، وأَنشد هَذَا الرَّجَزَ: وبُسَّا بَسَّا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ أَيضاً: البَسُّ بَسُّ السَّوِيقِ، وَهُوَ لَتُّهُ بِالزَّيْتِ أَو بِالْمَاءِ، فأَمر صاحِبَيْه بِلَتّ السَّوِيقِ وَتَرْكِ المُقام عَلَى خَبْز الخُبْز ومِراسه لأَنهم كَانُوا فِي سَفَرٍ لَا مُعَرَّج لَهُمْ، فَحَثَّ صَاحِبَيْهِ عَلَى عُجالَةٍ يَتَبَلَّغُون بِهَا وَنَهَاهُمَا عَنْ إِطالة المُقام عَلَى عَجْنِ الدَّقِيقِ وخَبْزِه. والخَبْزُ: ضَرْب الْبَعِيرِ بِيَدَيْهِ الأَرض، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ الخَبْزُ بِهِ لضَرْبهم إِياه بأَيديهم، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. والخُبَّازى والخُبَّازُ: نَبْتُ بَقْلة مَعْرُوفَةٍ عَرِيضَةِ الْوَرَقِ لَهَا ثَمَرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ، وَاحِدَتُهُ خُبَّازة؛ قَالَ حُمَيْدٌ: وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ... ذُراوَةً، تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ وانْخَبَزَ الْمَكَانُ: انْخَفَضَ واطمأَنَّ. وتَخَبَّزَت الإِبلُ العُشْبَ تَخَبُّزاً إِذا خَبَطَتْهُ بِقَوَائِمِهَا. والخَبيزاتُ: خَبْزَواتٌ بِصَلْعاءِ ماوِيَّةَ، وَهُوَ مَاءٌ لِبَلْعَنبر؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَيْسَتْ مِنَ اللَّائي تَلَهَّى بالطُّنُبْ ... وَلَا الخَبِيزات مَعَ الشَّاءِ المُغِبْ قَالَ: وإِنما سُمِّين خَبيزات لأَنهن انْخَبَزْنَ فِي الأَرض أَي انْخَفَضْنَ واطْمَأْنَنَّ فيها. خرز: الخَرَزُ: فُصوص مِنْ حِجَارَةٍ، وَاحِدَتُهَا خَرَزَةٌ. وخَرَزُ الظَّهْرِ: فَقَارُهُ. وكلُّ فَقْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ وَالْعُنُقِ خَرَزَةٌ، وَقِيلَ: الخَرَزُ فُصُوصٌ مِنْ جَيّد الْجَوْهَرِ وَرَدِيئِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَنَحْوِهِ. والخَرَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي يُنْظَم، الْوَاحِدَةُ خَرَزَة. والخَرْزُ: خِيَاطَةُ الأَدَم. وكلُّ كُتْبَةٍ مِنَ الأَدم: خُرْزَة، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، يَعْنِي كلَّ ثُقْبَةٍ وخَيْطَها. وَفِي الْمَثَلِ: اجْمَعْ سَيْرَيْنِ فِي خُرْزَةٍ أَي اقْضِ حَاجَتَيْنِ فِي حَاجَةٍ، وَالْجَمْعُ خُرَز. وَقَدْ خَرَزَ الْخُفَّ وَغَيْرَهُ يَخْرِزُه ويَخْرُزُهُ خَرْزاً؛ والخَرَّاز: صَانِعُ ذَلِكَ، وَحِرْفَتُهُ الخِرازَة، والمِخْرَزُ مَا يُخْرَزُ بِهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعْتَمَل بِهِ مكسورَ الأَوّل، كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ أَو لَمْ تَكُنْ، وَيُقَالُ: خَرَزَ الخارِزُ خَرْزَةً وَاحِدَةً وَهِيَ الغَرْزَة الْوَاحِدَةُ، فأَما

الخُرْزَة فَهُوَ مَا بَيْنَ الغُرْزَتين، وَكَذَلِكَ خُرْزة الظَّهْرِ مَا بَيْنَ فَقْرَتين، وَكَذَلِكَ مفاصلُ الدَّأَياتِ خُرَزٌ. ابْنُ الأَعرابي: خَرِزَ الرجلُ إِذا أَحْكَمَ أَمره بَعْدَ ضَعْفٍ. والمُخَرَّزُ مِنَ الطَّيْرِ وَالْحَمَامِ: الَّذِي عَلَى جَنَاحَيْهِ نَمْنَمَةٌ وتَحْبير شَبِيهٌ بالخَرَز. والخَرَزة: حَمْضَة مِنَ النَّجِيل تَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ خَضْرَاءُ تَرْتَفِعُ خِيطاناً مَنْ أَصل وَاحِدٍ لَا وَرَقَ لَهَا، لَكِنَّهَا مَنْظُومَةٌ مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها حَبًّا مُدَوَّرًا أَخضر فِي غَيْرِ عِلاقة كأَنها خَرَزٌ مَنْظُومٌ فِي سِلْكٍ، وَهِيَ تَقْتُلُ الإِبل. وخَرَزاتُ المَلِك: جواهرُ تاجِهِ. وَيُقَالُ: كَانَ المَلِك إِذا مَلَك عَامًا زِيدَتْ فِي تَاجِهِ خَرَزَة لِيُعْلَمَ عَدَدُ سِني مُلْكِه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِر الغَسَّاني: رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عِشْرِينَ حِجَّةً ... وَعِشْرِينَ حَتَّى فادَ والشَّيْبُ شامِلُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فُعَلَة قَالَ: خَرَزَةٌ يُقَالُ لَهَا خَرَزَةُ العُقَرِ «1» تَشُدُّهَا المرأَة عَلَى حِقْوَيها لِئَلَّا تَحْمل. خربز: الخِرْبِزُ: البطِّيخ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَوّل مَا يَخْرُجُ قَعْسَرٌ ثُمَّ خَضَفٌ ثُمَّ فِجّ، قَالَ: وأَصله فَارِسِيٌّ وَقَدْ جَرَى فِي كَلَامِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَجْمَعُ بَيْنَ الرُّطَب والخِرْبز ؛ قَالُوا: هو البطيخ بالفارسية. خزز: الخُزَزُ: وَلَدُ الأَرنب، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ مِنَ الأَرانب، وَالْجَمْعُ أَخِزَّةٌ وخِزَّانٌ مِثْلَ صُرَد وصِرْدان. وأَرض مَخَزَّة: كَثِيرَةُ الخِزَّان. والخَزُّ: مَعْرُوفٌ مِنَ الثِّيَابِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَوْصُوفِ بِهَا؛ حَكَى سِيبَوَيْهِ: مَررت بسَرْجٍ خَزٍّ صِفَتُه، قَالَ: وَالرَّفْعُ الْوَجْهُ، يَذْهَبُ إِلى أَن كَوْنَهُ جَوْهَرًا هُوَ الأَصل. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا مِمَّا سَمَّى فِيهِ الْبَعْضُ بِاسْمِ الْجُمْلَةِ كَمَا ذهَب إِليه فِي قَوْلِهِمْ هَذَا خَاتَمُ حَدِيدٍ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ خُزُوزٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ: فإِذا أَعرابي يَرْفُل فِي الخُزُوز، وَبَائِعُهُ خَزَّاز. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: نَهَى عَنْ رُكُوبِ الخَزِّ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْخَزُّ الْمَعْرُوفُ أَوّلًا ثِيَابٌ تُنْسَجُ مِنْ صُوفٍ وإِبْرَيْسَمٍ وَهِيَ مُبَاحَةٌ، قَالَ: وَقَدْ لَبِسَهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ فَيَكُونُ النَّهْيُ عَنْهَا لأَجل التَّشَبُّهِ بِالْعَجَمِ وزِيِّ المُتْرَفِينَ، قَالَ: وإِن أُريد بالخَزّ النوعُ الْآخَرُ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الْآنَ، فَهُوَ حَرَامٌ لأَنه كُلَّهُ مَعْمُولٌ مِنَ الإِبْرَيْسَم، قَالَ: وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ وَالْحَرِيرَ. والخَزِيزُ: العَوْسَجُ الَّذِي يُجْعَلُ عَلَى رُؤُوسِ الْحِيطَانِ لِيَمْنَعَ التَّسَلُّقَ. وخَزَّ الحائطَ يَخُزُّه خَزًّا: وَضَعَ عَلَيْهِ شَوْكًا لِئَلَّا يُطْلَعَ عَلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العَوْسَج الرَّطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسج، فإِذا زَادَ جُفوفه فَهُوَ الخَزِيزُ. والخَزّ: تَغْرِيزُ الْعَوْسَجِ عَلَى رُؤُوسِ الْحِيطَانِ. وَفُلَانٌ خَزَّ حَائِطَهُ أَي وَضَعَ فِيهِ الشَّوْكَ لِئَلَّا يُتَسَلَّق. والخَزّ: الطَّعْنُ بالحِراب. وَيُقَالُ: خَزَّهُ بِسَهْمٍ واختَزَّه إِذا انْتَظَمَهُ وَطَعَنَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَاقَى حِمامَ الأَجَلِ المُخْتَزّ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: لَمَّا اخْتَزَزْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ واخْتَزَّه بِالرُّمْحِ: انْتَظَمَهُ؛ قال الشاعر:

_ (1). قوله [خرزة العقر] في القاموس العقرة كهمزة

فاخْتَزَّهُ بِسَلبٍ مَدْرِيِّ ... كأَنَّما اخْتَزَّ بِراعِبِيِ أَي انْتَظَمَهُ، يَعْنِي الْكَلْبَ، بقَرْنٍ سَلِبٍ أَي طَوِيلٍ. مَدْري: مُحَدَّد. واخْتَزَّه بِالرُّمْحِ وَاخْتَلَطَهُ وَانْتَظَمَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَفِي النَّوَادِرِ: اخْتَزَزْتُ فُلَانًا إِذا أَتيته فِي جَمَاعَةٍ فأَخذته مِنْهَا. واخْتَزَزْتُ بَعِيرًا مِنَ الإِبل أَي اسْتَقْتُه وَتَرَكْتُهَا، وأَصل ذَلِكَ أَن الخُزَز إِذا وَجَدَ الأَرانبَ عَاشِيَةً اخْتَزَّ مِنْهَا أَرنباً وَتَرَكَهَا. قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَمْرٌ خازٌّ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْحُمُوضَةِ، وَقَدْ خَزِزْتَ يَا تمرُ تَخْزَزُ فأَنت خازٌّ. واخْتَزَّ البعيرَ: أَطْرَدَه مِنْ بَيْنِ الإِبل؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. وَرَجُلٌ خُزْخُزٌ وخُزَخِزٌ، مِثَالُ هُدَبِدٍ، وخُزاخِز: قويٌّ غَلِيظٌ كَثِيرُ العَضَلِ. وَبَعِيرٌ خُزَخِزٌ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ؛ قَالَ: أَعْدَدْتُ للوِرْدِ، إِذا الوِرْدُ حَفَزْ ... غَرْباً جَرُوراً وجُلالًا خُزَخِزْ وَيُقَالُ: لتَجِدَنَّه بِحِمْله خُزَخِزاً أَي قَوِيًّا عَلَيْهِ. وخَزازٌ وخَزازى، مَقْصُورٌ: كِلَاهُمَا جَبَلٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تُوقِد عَلَيْهِ غَدَاةَ الغارَة. ويومُ خَزازى: أَحدُ أَيام الْعَرَبِ. وخَزازى: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: ونحنُ، غَداةَ أُوقِدَ فِي خَزازى ... رَفَدْنا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا وَيُرْوَى: خَزاز. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرير ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو مُوسَى فِي الْحَاءِ وَالرَّاءِ وَقَالَ: الْحِرُ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ الْفَرْجُ وأَصله حِرْح، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَجَمْعُهُ أَحْراحٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ الرَّاءَ وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، فَعَلَى التَّخْفِيفِ يَكُونُ فِي حَرِحَ لَا فِي حِرَرٍ، وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ طُرُقِهِ: يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالزَّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الإِبريسم مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وأَبي دَاوُدَ، وَلَعَلَّهُ حَدِيثٌ آخَرُ جَاءَ كَمَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى وَهُوَ حَافِظٌ عَارِفٌ بِمَا رَوَى وشَرَح فَلَا يُتَّهَمُ، وَاللَّهُ أَعلم. خزبز: الخِزْبازُ: لُغَةٌ فِي الخازِبازِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ سِرْبال؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مِثْلَ الْكِلَابِ تَهِرُّ حَوْلَ دِرابِها ... ورِمَتْ لهَازِمُها مِنَ الخِزْبازِ وذُكِرَ الخازِبازِ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ خَوَزَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: فُلَانٌ يَتَخَزْبَز عَلَيْنَا أَي يَتَعَظَّم. خمز: قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف خمز وَلَا أَحفظ لِلْعَرَبِ فِيهِ شَيْئًا صَحِيحًا، وَقَدْ قَالَ اللَّيْثُ: الخَامِيزُ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ إِعرابه عَامِصٌ وَآمِصٌ «2» وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخامِيزُ أَعجمي؛ حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وأُراه ضَرْبًا مِنَ الطَّعَامِ. خنز: خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ، بِالْكَسْرِ، خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً، فَهُوَ خَنِزٌ وخَنَزٌ: كِلَاهُمَا فَسَدَ وأَنتن؛ الْفَتْحُ عَنْ يَعْقُوبَ، مِثْلُ خَزِنَ [خَزَنَ] عَلَى الْقَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا بَنُو إِسرائيل مَا أَنتن اللحمُ وَلَا خَنِز الطعامُ، كَانُوا يَرْفَعُونَ طَعَامَهُمْ لِغَدِهم أَي مَا نَتُنَ وَتَغَيَّرَتْ رِيحُهُ. والخُنَّاز: الْيَهُودُ الَّذِينَ ادَّخَرُوا اللَّحْمَ حَتَّى خَنِز؛ وَقَوْلُ الأَعلم الْهُذَلِيِّ: زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنا ... تَجْرِي بِلَحْمٍ غَيْرِ ذي شَحْم

_ (2). قوله [إعرابه عامص إلخ] عبارة شرح القاموس: إعرابه عامص وآمص وبعضهم يقول عاميص وآميص، وقال ابن الأعرابي: العاميص الهلام، وقال الليث: طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ لَحْمِ عجل بجلده.

يَعْنِي المُنْتِنَةَ، أَخذه مِنْ خَنِز اللحمُ وجَعَل ذَلِكَ اسْمًا لَهَا عَلَماً. والخَنِيزُ: الثَّرِيدُ مِنَ الخُبز الفطِيرِ. والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان: الكِبْرُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا رأَوا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا ... أَو خُنْزُواناً، ضَرَبوه مَا خَطَا وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: لَئِيم نَزَتْ فِي أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ ... عَلَى الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ وَيُقَالُ: هُوَ ذُو خُنْزُواناتٍ. وَفِي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: فَضافَ يُفَرِّي جُلَّهُ عَنْ سَراتِه ... يَبُذّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتابِعا فَآضَ كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً ... يُكَفْكِفُ مِنْهُ خُنْزُواناً مُنازِعا وَيُقَالُ: لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ الخُنْزُوانة وَهِيَ الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عَنِ السَّمْت الصَّالِحِ، وَهِيَ فُعْلُوانة، وَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ فُنْعُلانة مِنَ الخَنْز، وَهُوَ الْقَهْرُ، قَالَ: والأَوّل أَصح. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو الخَنْزُوان الخِنزير ذَكَرَهُ فِي بَابِ الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصل الْحَرْفِ مِنْ خَنِزَ يَخْنَزُ إِذا أَنتن، وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ. والخُنَّاز: الوزَغة. وَفِي الْمَثَلِ: مَا الخَوافي كالقِلَبَة، وَلَا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة؛ فالخَوافي، بِلُغَةِ أَهل نَجْدٍ: السَّعَفات اللَّوَاتِي يَلِين القِلَبة يُسَمِّيهَا أَهل الْحِجَازِ العَواهن، والثُّعَبَة: دابَة أَكبر مِنَ الوَزَغَة تَلْدَغُ فَتَقْتُلُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَضَى قَضَاءً فَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ بَعْضُ الحَرُورِيَّة فَقَالَ لَهُ: اسكتْ يَا خُنَّاز ؛ الخُنَّاز: الوَزَغة، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا سامُّ أَبْرَصَ. وخَنُّوز وأُم خَنُّوز: الضَّبُع، والراءُ لُغَةٌ. والخَنْزُوانُ، بِالْفَتْحِ: ذَكَرُ الْخَنَازِيرِ، وَهُوَ الدَّوْبَل والرَّتُّ، والله أَعلم. خوز: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ: خَزاهُ خَزْواً وخازَه خَوْزاً إِذا ساسَهُ، قَالَ: والخَوْزُ الْمُعَادَاةُ أَيضاً. وَالْخَوْزُ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ وَرُوِيَ خُوز وكِرْمان وخُوزا وكِرْمان، قَالَ: والخُوز جبل معروف في الْعَجَمِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَهُوَ مِنْ أَرض فَارِسَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَصَوَّبَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَقِيلَ: إِذا أَردت الإِضافة فَبِالرَّاءِ وإِذا عَطَفْتَ فَبِالزَّايِ. والخازِبازِ: ذُباب، اسْمَانِ جُعِلا وَاحِدًا وبُنِيا عَلَى الْكَسْرِ لَا يَتَغَيَّر فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر: تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي ... وجُنَّ الخَازِبازِ بِهِ حُنُونا الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ بِهِ، وَهُمَا صوتانِ جُعِلا وَاحِدًا لأَن صَوْتَهُ خازِبازِ، وَمَنْ أَعربه نَزَّلَهُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ، فَقَالَ خازِبازُ، وَقِيلَ: أَراد النَّبْتَ، وَقِيلَ: أَراد ذِبَّانَ الرِّياض، وَقِيلَ: الخازِبازِ حِكَايَةٌ لِصَوْتِ الذُّبَابِ فَسَمَّاهُ بِهِ، وَقِيلَ: الخَازِبازِ ذُبَابٌ يَكُونُ فِي الرَّوْضِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ؛ وأَنشد أَبو نَصْرٍ تَقْوِيَةً لِقَوْلِهِ: أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا

فصل الدال المهملة

والخَازِبازِ السَّنِمَ المَجُودا ... بِحَيْثُ يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودَا وَعَامِرٌ وَمَسْعُودٌ: هُمَا رَاعِيَانِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الخازِبازِ بَقْلَتَانِ، فإِحداهما الدَّرْماءُ، والأُخرى الكَحْلاءُ؛ وَقِيلَ: الخازِباز ثَمَرُ العُنْصُلَة. والخازِبازِ فِي غَيْرِ هَذَا: دَاءٌ يأْخذ الإِبلَ والناسَ فِي حُلوقها. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ فِي الحَلْق، وَفِيهِ لُغَاتٌ؛ قَالَ: يَا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِما ... إِني أَخافُ أَن تَكُونَ لازِما وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ بِهَذَا الدَّاءِ الإِبلَ، والخِزْبازُ لُغَةٌ فِيهِ؛ وأَنشد الأَخفش: مِثْلُ الْكِلَابِ تَهِرُّ عِنْدَ جِرائِها ... ورِمَتْ لهَازِمُه مِنَ الخِزْباز أَراد الخازِبازِ فَبَنَى مِنْهُ فِعْلًا رباعيْاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: مِثْلُ الْكِلَابِ تَهِرُّ عِنْدَ دِرابِها ... ورِمَت لهَازِمُها مِنَ الخِزْباز والدِّرابُ: جَمْعُ دَرْب. واللَّهازِم: جَمْعُ لِهْزِمة، وَهِيَ لُحْمَةٌ فِي أَصل الحَنَك، شَبَّهَهُمْ بِالْكِلَابِ النَّابِحَةِ عِنْدَ الدُّرُوب. ابْنُ الأَعرابي: خازبازُ وَرَمٌ، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: أَما تَسْمِيَتُهُمُ الْوَرَمَ فِي الْحَلْقِ خازِبازَ فإِنما ذَلِكَ لأَن الْحَلْقَ طَرِيقُ مَجْرَى الصَّوْتِ، فَلِهَذِهِ الشَّرِكَةِ مَا وَقَعَتْ طَرِيقُ التَّسْمِيَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخازِبازِ ذُبَابٌ يَكُونُ فِي الرَّوْضِ، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُ الذُّبَابِ، وَقِيلَ: خازِبازِ نَبْتٌ، وَقِيلَ: كَثْرَةُ النَّبَاتِ. والخازِبازِ: السِّنَّوْر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابن سِيدَهْ: وأَلف خازِبازِ وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ، والعينُ وَاواً أَكثرُ مِنْهَا يَاءً. فصل الدال المهملة دحز: الدَّحْز: العَزْد وَهُوَ الجماع. درز: الدَّرْزُ: وَاحِدُ دُرُوز الثَّوْبِ وَنَحْوِهِ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَيُقَالُ لِلْقَمْلِ والصِّئْبان: بَنَاتُ الدُّرُوز. والدَّرْزُ: زِئْبِرُ الثَّوْبِ وَمَاؤُهُ، وَهُوَ دَخيل، وَجَمْعُهُ دُرُوز. وَبَنُو دَرْزٍ: الْخَيَّاطُونَ والحاكَةُ. وأَولادُ دَرْزَةَ: الغَوْغاءُ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الدَّرْزُ نُعَيْمُ الدُّنْيَا ولَذَّاتها. وَيُقَالُ لِلدُّنْيَا: أُمُّ دَرْزٍ، قَالَ: ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ، بالدال وَالذَّالِ، إِذا تَمَكَّنَ مِنْ نُعَيْمِ الدُّنْيَا. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للدَّعِيِّ: هُوَ ابْنُ دَرْزَةَ وَابْنُ تُرْنى، وَذَلِكَ إِذا كَانَ ابْنَ أَمَةٍ تُساعي فَجَاءَتْ بِهِ مِنَ المُساعاة وَلَا يَعْرِفُ لَهُ أَب. وَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ أَولاد دَرْزَة وأَولادُ فَرْتَنى للسِّفْلَة والسُّقَاطِ؛ قَالَهُ الْمُبَرِّدُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للسَّفِلَة أَولادُ دَرْزَة، كَمَا يُقَالُ لِلْفُقَرَاءِ بَنُو غَبراء؛ قَالَ الشَّاعِرُ يُخَاطِبُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَولادُ دَرْزَة أَسْلَموكَ وطارُوا وَيُقَالُ: أَراد بِهِ الْخَيَّاطِينَ، وَقَدْ كَانُوا خَرَجُوا مَعَهُ فتركوه وانهزموا. دعز: الدَّعْزُ: الدَّفْع وَرُبَّمَا كُني بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. دَعَزها يَدْعَزُها دَعْزاً: جَامَعَهَا، والله أَعلم. دلمز: الدُّلَمِزُ والدُّلامِز: الْمَاضِي الْقَوِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ؛ وَقَدْ خَفَّفَهُ الرَّاجِزُ فَقَالَ: دُلامِزٌ يُرْبي عَلَى الدُّلَمْزِ وَجَمْعُ الدُّلامِز دَلامِز، بِفَتْحِ الدَّالِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

فصل الذال المعجمة

يَغْبَى عَلَى الدَّلامِز الخَرَارِتِ «1» وَيُقَالُ: دَلِيلٌ دُلامِز، وَقِيلَ: الدُّلَمِز والدُّلامِز الصلْبُ الْقَصِيرُ مِنَ النَّاسِ، والدُّلَمِز الْغَلِيظُ. ودلْمَزَ الرجلُ: عَظَّمَ لُقْمَته. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّلمزَة فِي اللَّقم تَضْخيم اللُّقَم الْكِبَارِ، وَيُقَالُ: دَلْمَزَ دَلْمَزَةً. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء الشَّيْطَانِ الدُّلَمِز والدُّلامِز. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ للوَبَّاصِ مِنَ الرِّجَالِ الضخمِ دُلامِزٌ ودُلَمِز، ودُلامِص ودِلاص. دهلز: الدِّهْلِيز: الدِّلِّيج، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والدِّهْلِيز، بِالْكَسْرِ: مَا بَيْنَ الْبَابِ وَالدَّارِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ الدَّهالِيز. اللَّيْثُ: دِهْليز إِعراب دَالِيجٍ. قَالَ: والدِّهْلِيز مُعَرَّبٌ بِالْفَارِسِيَّةِ دَالِيزُ وَدَالَازُ. والدِّهْلِيز: الجَيْئَةُ، قَالَ: وهنزمز معرّب «2» دهمز: التَّهْذِيبُ: الدَّهْدَمُوزُ الشديدُ الأَكل؛ وأَنشد: لَا تَكْرِيَنَّ بعدَها عَجُوزا ... واسِعَةَ الشِّدْقَيْنِ دَهْدَمُوزا تَلْقَمُ لَقْماً كالقَطا مَكْنُوزا والله أَعلم. فصل الذال المعجمة ذرز: التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلدُّنْيَا أُم ذَرْزٍ، قَالَ: ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ، بالدال والذال، إِذا تمكن من نعيم الدنيا. فصل الراء رأز: الرَّأْزُ: مِنْ آلَاتِ الْبَنَّائِينَ، وَالْجُمَعُ رَأْزَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي اسم للجمع. ربز: التَّهْذِيبُ: أَبو زَيْدٍ الرَّبيزُ والرَّمِيزُ مِنَ الرِّجَالِ الْعَاقِلُ الثَّخِين، وَقَدْ رَبُزَ رَبازَةً وأَرْبَزْتُهُ إِرْبازاً. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَمِيز، بِالْمِيمِ. ورَبُزَ رَبازَةً ورَمُزَ رَمازَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفُلَانٌ رَبيزٌ ورَمِيزٌ إِذَا كَانَ كَثِيرًا «3» فِي فَنِّه، وَهُوَ مُرْتَبِزٌ ومُرْتَمِزٌ. وكَبْشٌ رَبِيزٌ أَي مُكْتَنِز أَعْجَزُ مِثْلُ رَبِيسٍ. ورَبَّزَ القربةَ ورَبَّسَها: ملأَها. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه ابن بِشْر: جَاءَ رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى دَارِي فَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً رَبيزَةً أَي ضَخْمة، مِنْ قَوْلِهِمْ: كِيس رَبيزٌ وصُرَّة رَبيزَةٌ. رجز: الرَّجَزُ: دَاءٌ يُصِيبُ الإِبل فِي أَعجازها. والرَّجَز: أَن تَضْطَرِبَ رِجْلُ الْبَعِيرِ أَو فَخِذَاهُ إِذا أَراد الْقِيَامَ أَو ثارَ سَاعَةً ثُمَّ تَنْبَسِطَ. والرَّجَزُ: ارْتعادٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ وَالنَّاقَةَ فِي أَفخاذهما وَمُؤَخَّرِهِمَا عِنْدَ الْقِيَامِ، وَقَدْ رَجِزَ رَجَزاً، وَهُوَ أَرْجَزُ، والأُنثى رَجْزاء، وَقِيلَ: نَاقَةٌ رَجْزاء ضعيفةُ العَجُزِ إِذَا نَهَضَتْ مِنْ مَبْرَكها لَمْ تَسْتَقِلَّ إِلا بَعْدَ نَهْضتين أَو ثَلَاثٍ، قَالَ أَوس بْنُ حَجَر يَهْجُو الحكَم بْنَ مَرْوانَ بْنِ زِنْباع: هَمَمْتَ بِخَيْرٍ ثُمَّ قَصَّرْتَ دونَه ... كَمَا ناءَتِ الرَّجْزاءُ شُدَّ عِقالُها مَنَعْتَ قَلِيلًا نَفْعُه، وحَرَمْتَنِي ... قَلِيلًا، فهَبْها بَيْعَةً لَا تُقالُها وَيُرْوَى: عَثْرَةً، وَكَانَ وَعَدَه بِشَيْءٍ ثُمَّ أَخلفه، وَالَّذِي فِي شِعْره: هممتَ بِباعٍ، وَهُوَ فِعْلُ خَيْرٍ يُعْطِيهِ. قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَلْحَقُني مِنْكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ بَاعًا ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، عَلِمْنَ

_ (1). قوله [يغبى إلخ] كذا بالأصل بغين معجمة وباء موحدة، ومثله في الجوهري. قال شارح القاموس والذي بخط الأزهري: يعيا بعين مهملة بعدها مثناة تحتية، وكل صحيح المعنى. (2). قوله [قال وهنزمز معرب] كذا بالأَصل. (3). قوله" إذا كان كثيراً" كذا بالأصل بالمثلثة، وفي القاموس كبيراً بالموحدة.

أَنها هِيَ، يَقُولُ: لَمْ تُتِمَّ مَا وَعَدْتَ، كَمَا أَن الرَّجْزاء أَرادت النُّهوضَ فَلَمْ تَكَد تَنْهَض إِلَّا بَعْدَ ارْتِعَادٍ شَدِيدٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجَزُ مِنَ الشِّعْرِ لِتَقَارُبِ أَجزائه وَقِلَّةِ حُرُوفِهِ، وَقَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ الأَثافِيَّ: ثَلاث صَلَيْنَ النَّارَ شَهْراً، وأَرْزَمَتْ ... عليهِنَّ رَجْزاءُ القِيام هَدُوجُ يَعْنِي رِيحًا تَهْدِج لَهَا رَزَمَةٌ أَي صَوْتٌ. وَيُقَالُ: أَراد برَجزاءِ القِيام قِدْراً كَبِيرَةً ثَقِيلَةً. هَدُوجٌ: سَرِيعَةُ الغَلَيان، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: حَتَّى تَقُوم تَكَلُّفَ الرَّجْزاءِ وَيُقَالُ لِلرِّيحِ إِذا كَانَتْ دَائِمَةً: إِنها لَرَجْزاءُ، وَقَدْ رَجَزَتْ رَجْزاً، والرَّجْزُ: مَصْدَرُ رَجَز يَرْجُز، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرَّجَزُ شِعْرٌ ابْتِدَاءُ أَجزائه سَبَبان ثُمَّ وَتِدٌ، وَهُوَ وَزْنٌ يَسْهُلُ فِي السَّمْع وَيَقَعُ فِي النَّفْس، وَلِذَلِكَ جَازَ أَن يَقَعَ فِيهِ المَشْطور وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ شَطْره، والمَنْهوك وَهُوَ الَّذِي قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ أَربعة أَجزائه وَبَقِيَ جُزْآنِ نَحْوُ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ ... أَخُبُّ فِيهَا وأَضَعْ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ فَزَعَمَ قَوْمٌ أَنه لَيْسَ بشِعْر وأَن مَجازه مَجازُ السَّجْع، وَهُوَ عِنْدَ الْخَلِيلِ شِعْر صَحِيحٌ، وَلَوْ جَاءَ مِنْهُ شَيْءٌ عَلَى جُزْءٍ وَاحِدٍ لَاحْتَمَلَ الرَّجَزُ ذَلِكَ لِحُسْنِ بِنَائِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ الرَّجَزَ لَيْسَ بشِعْر وإِنما هُوَ أَنْصافُ أَبيات وأَثْلاث، وَدَلِيلُ الْخَلِيلِ فِي ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ: سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كنتَ جاهِلًا ... ويأْتيك مَنْ لَمْ تُزَوِّد بالأَخْبار قَالَ الْخَلِيلُ: لَوْ كَانَ نِصْفُ الْبَيْتِ شِعْرًا مَا جَرَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كنْتَ جاهِلًا وَجَاءَ بِالنِّصْفِ الثَّانِي عَلَى غَيْرِ تأْليف الشِّعْر، لأَن نِصْفَ الْبَيْتِ لَا يُقَالُ لَهُ شِعْر، وَلَا بَيْتٌ، وَلَوْ جَازَ أَن يُقَالَ لِنِصْف الْبَيْتِ شِعْر لَقِيلَ لِجُزْءٍ مِنْهُ شِعْر، وَقَدْ جَرَى عَلَى لسان النبي، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ " قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ لَا كَذِبَ بِفَتْحِ الْبَاءِ عَلَى الْوَصْلِ، قَالَ الْخَلِيلُ: فَلَوْ كَانَ شِعْراً لَمْ يَجْر عَلَى لسان النبي، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ، أَي وَمَا يَتَسَهَّلُ لَهُ، قَالَ الأَخفش: قَوْلُ الْخَلِيلِ إِن هَذِهِ الأَشياء شِعْر، قَالَ: وأَنا أَقول إِنها لَيْسَتْ بشِعْر، وَذَكَرَ أَنه هُوَ أَلْزَمَ الخليلَ مَا ذَكَرْنَا وأَن الخليلَ اعْتَقَدَهُ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُ الْخَلِيلِ الَّذِي كَانَ بَنَى عَلَيْهِ أَن الرَّجَزَ شِعْرٌ وَمَعْنَى قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ، أَي لَمْ نُعَلِّمه الشِّعْر فَيَقُولَهُ وَيَتَدَرَّب فِيهِ حَتَّى يُنْشِئ مِنْهُ كُتُباً، وَلَيْسَ فِي إِنشاده، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْبَيْتَ وَالْبَيْتَيْنِ لِغَيْرِهِ مَا يُبْطِلُ هَذَا لأَن الْمَعْنَى فِيهِ إِنا لَمْ نَجْعَلْهُ شَاعِرًا، قَالَ الْخَلِيلُ: الرَّجَزُ المَشْطُور والمَنْهوك لَيْسَا مِنَ الشِّعْرِ، قَالَ: والمَنْهُوك كَقَوْلِهِ: أَنا النَّبيّ لَا كَذِبْ. والمَشْطُور: الأَنْصاف المُسَجَّعة. وَفِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ المُغِيرة حِينَ قالت قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: إِنه شاعِرٌ، فَقَالَ: لَقَدْ عَرَفْتُ الشِّعْرَ ورَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه فَمَا هُوَ بِهِ. والرَّجَز: بَحْرٌ مِنْ بُحُورِ الشِّعْر مَعْرُوفٌ ونوعٌ مِنْ أَنواعه يَكُونُ كُلُّ مِصْراع مِنْهُ مُفْرَدًا، وَتُسَمَّى قَصَائِدُهُ أَراجِيزَ، وَاحِدَتُهَا أُرْجُوزَةٌ، وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّجْع إِلا أَنه فِي

وَزْنِ الشِّعْر، وَيُسَمَّى قَائِلُهُ رَاجِزًا كَمَا يُسَمَّى قَائِلُ بُحُورِ الشِّعْر شَاعِرًا. قَالَ الْحَرْبِيُّ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنه جَرَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ ضُرُوبِ الرَّجَز إِلَّا ضَرْبَانِ: المَنْهُوك والمَشْطُور، وَلَمْ يَعُدَّهما الْخَلِيلُ شِعْراً، فالمَنْهُوك كَقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ الْبَرَاءِ إِنه رأَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ يَقُولُ: أَنا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب. والمَشْطُور كَقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ جُنْدب: إِنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَمِيَتْ إِصبَعُه فَقَالَ: " هَلْ أَنتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّه مَا لَقِيتِ " وَيُرْوَى أَن الْعَجَّاجَ أَنشد أَبا هُرَيْرَةَ: سَاقًا بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعْجِبه نَحْوُ هَذَا مِنَ الشِّعر. قَالَ الْحَرْبِيُّ: فأَما الْقَصِيدَةُ فَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنه أَنشد بَيْتًا تَامًّا عَلَى وَزْنِهِ إِنما كَانَ يُنْشِدُ الصَّدْرَ أَو العَجُز، فإِن أَنشده تَامًّا لَمْ يُقِمْه عَلَى وَزْنِهِ، إِنما أَنشد صَدْرَ بَيْتِ لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ باطِلُ وَسَكَتَ عَنْ عَجُزه وَهُوَ: وكلُّ نَعِيمٍ لَا مَحالَةَ زَائِلُ وأَنشد عَجُزَ بَيْتِ طَرَفَة: ويأْتيك مَنْ لَمْ تُزَوِّد بالأَخْبار وصَدْره: سَتُبْدِي لَكَ الأَيامُ مَا كنتَ جاهِلًا وأَنشد: أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْدِ ... بَيْنَ الأَقْرَعِ وعُيَيْنَة فَقَالَ النَّاسُ: بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ، فأَعادها: بَيْنَ الأَقرع وَعُيَيْنَةَ، فَقَامَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فَقَالَ: أَشهد أَنك رَسُولُ اللَّهِ! ثُمَّ قرأَ: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ، قَالَ: والرَّجَز لَيْسَ بشِعْرٍ عِنْدَ أَكثرهم. وَقَوْلُهُ: أَنا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب ، لَمْ يَقُلْهُ افْتِخَارًا بِهِ لأَنه كَانَ يَكْرَهُ الِانْتِسَابَ إِلى الْآبَاءِ الْكُفَّارِ، أَلا تَرَاهُ لَمَّا قَالَ لَهُ الأَعرابي: يَا ابن عبد المطلب، قال: قَدْ أَجَبْتُك وَلَمْ يَتَلَفَّظْ بالإِجابة كَرَاهَةً مِنْهُ لِمَا دَعَاهُ بِهِ، حَيْثُ لَمْ يَنْسُبْه إِلَى مَا شَرَّفَهُ اللَّه بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَلَكِنَّهُ أَشار بِقَوْلِهِ: أَنا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ، إِلَى رُؤْيَا كَانَ رَآهَا عبدُ الْمُطَّلِبِ كَانَتْ مَشْهُورَةً عِنْدَهُمْ رأَى تَصْدِيقَهَا فَذَكَّرهم إِياها بِهَذَا الْقَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: مَنْ قرأَ القرآن في أَقَلَّ من ثَلَاثٍ فَهُوَ راجزٌ ، إِنما سَمَّاهُ رَاجِزاً لأَن الرَّجَزَ أَخف عَلَى لِسَانِ المُنْشِدِ، وَاللِّسَانُ بِهِ أَسْرَعُ مِنَ القَصيد. قَالَ أَبو إِسحاق. إِنما سُمِّيَ الرَّجَز رَجَزا لأَنه تَتَوَالَى فِيهِ فِي أَوَّله حَرَكَةٌ وَسُكُونٌ ثُمَّ حَرَكَةٌ وَسُكُونٌ إِلى أَن تَنْتَهِيَ أَجزاؤه، يُشَبَّهُ بالرَّجَز فِي رِجْل النَّاقَةِ ورِعْدَتها، وَهُوَ أَن تَتَحَرَّكَ وَتَسْكُنَ ثُمَّ تَتَحَرَّكَ وَتَسْكُنَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاضْطِرَابِ أَجزائه وَتَقَارُبِهَا، وَقِيلَ: لأَنه صُدُورٌ بِلَا أَعْجاز، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: كُلُّ شِعْرٍ تَرَكَّبَ تَرْكِيبَ الرَّجَز سُمِّيَ رَجَزاً، وَقَالَ الأَخفش مَرَّةً: الرَّجَز عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ مَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجزاء، وَهُوَ الَّذِي يَتَرَنَّمون بِهِ فِي عَمَلِهِمْ وسَوْقهم ويَحْدُون بِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ رَوَى بعضُ مَنْ أَثِقُ بِهِ نحوَ هَذَا عَنِ الْخَلِيلِ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ يَحْتَفِل الأَخفش هَاهُنَا بِمَا جَاءَ مِنَ الرَّجَز عَلَى جزأَين نَحْوُ قَوْلِهِ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَع، قَالَ: وَهُوَ لَعَمْرِي، بالإِضافة إِلى مَا جَاءَ مِنْهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجزاء، جُزْءٌ لَا قَدْرَ لَهُ لِقِلَّته، فَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ الأَخفش فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فإِن قُلْتَ: فإِن

الأَخفش لَا يَرَى مَا كَانَ عَلَى جُزْأَين شِعْرا، قِيلَ: وَكَذَلِكَ لَا يَرَى مَا هُوَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَجْزاء أَيضاً شِعْراً، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ ذَكَرَهُ الْآنَ وَسَمَّاهُ رَجَزاً، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا كَانَ مِنْهُ عَلَى جُزْأَين وَذَلِكَ لِقِلَّته لَا غَيْرُ، وَإِذَا كَانَ إِنما سُمِّيَ رَجَزًا لِاضْطِرَابِهِ تَشْبِيهًا بالرَّجَزِ فِي النَّاقَةِ، وَهُوَ اضْطِرَابُهَا عِنْدَ الْقِيَامِ، فَمَا كَانَ عَلَى جُزْأَين فَالِاضْطِرَابُ فِيهِ أَبلغ وأَوكد، وَهِيَ الأُرْجُوزَةُ لِلْوَاحِدَةِ، والجمعُ الأَرَاجِيزُ. رَجَز الرَّاجِزُ يَرْجُزُ رَجْزاً وارْتَجَز الرَّجَّاز ارْتجازاً: قَالَ أُرْجُوزَةً. وتَراجَزُوا وارتَجَزُوا: تَعاطَوْا بَيْنَهُمُ الرَّجَزَ، وَهُوَ رجَّازٌ ورَجَّازَةٌ وراجزٌ. والارْتِجازُ: صَوْتُ الرَّعْد المُتَدارِك. وارْتَجَزَ الرعدُ ارْتِجازاً إِذا سَمِعْتَ لَهُ صَوْتًا مُتَتَابِعًا. وتَرَجَّزَ السحابُ إِذا تَحَرَّكَ تَحَرُّكًا بَطِيئاً لِكَثْرَةِ مَائِهِ، قَالَ الرَّاعِي: ورَجَّافاً تَحِنُّ المُزْنُ فِيهِ ... تَرَجَّزَ مِنْ تِهامَةَ فاسْتَطارا وَغَيْثٌ مُرْتَجِز: ذُو رَعْدٍ، وَكَذَلِكَ مُتَرَجِّز، قَالَ: أَبو صَخْرٍ: وَمَا مُتَرَجِّزُ الآذِيِّ جَوْنٌ ... لَهُ حُبُكٌ يَطُمُّ عَلَى الْجِبَالِ والمُرْتَجِزُ: اسْمُ فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِجَهارة صَهيله وحُسنه، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اشْتَرَاهُ مِنَ الأَعرابي وَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. وتَرَاجَزَ الْقَوْمُ: تَنَازَعُوا. والرِّجْز: القَذَر مِثْلُ الرِّجْس. والرِّجْز: الْعَذَابُ. والرِّجْز والرُّجْز: عِبَادَةُ الأَوثان، وَقِيلَ: هُوَ الشِّرْك مَا كَانَ تأْويله أَن مَنْ عبدَ غَيْرَ اللَّه تَعَالَى فَهُوَ عَلَى رَيْب مِنْ أَمره وَاضْطِرَابٍ مِنَ اعْتِقَادِهِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ، أَيْ عَلَى شَكٍّ وَغَيْرِ ثِقَةٍ وَلَا مُسْكة وَلَا طمأْنينة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، قَالَ قَوْمٌ: هُوَ صَنَمٌ وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ، واللَّه أَعلم. قَالَ أَبو إِسحق: قرىء والرِّجْزَ وَالرُّجْزَ ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ الْعَمَلُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلى الْعَذَابِ، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ، أَي كَشَفْتَ عَنَّا الْعَذَابَ. وَقَوْلُهُ: رِجْزاً مِنَ السَّماءِ* ، هُوَ الْعَذَابُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُعاذاً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَصابه الطَّاعُون فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: لَا أُراه إِلّا رِجْزاً وطُوفاناً، فَقَالَ مُعَاذٌ: لَيْسَ بِرِجْزٍ وَلَا طُوفان، هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ، العذابُ والإِثمُ والذنبُ. وَيُقَالُ فِي قَوْلِهِ: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، أَي عبادةَ الأَوثان. وأَصل الرَّجَزِ فِي اللُّغَةِ: تَتَابُعُ الحركاتِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ رَجْزاءُ إِذَا كَانَتْ قَوَائِمُهَا ترتعدُ عِنْدَ قِيَامِهَا، وَمِنْ هَذَا رَجَزُ الشعرِ لأَنه أَقصرُ أَبياتِ الشعرِ والانتقالُ مِنْ بَيْتٍ إِلى بَيْتٍ سريعٌ نَحْوُ قَوْلِهِ: «4» صَبْراً بَنِي عَبْدِ الدَّارْ وَكَقَوْلِهِ: مَا هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا قَالَ أَبو إِسحاق: وَمَعْنَى الرِّجْزِ فِي القرآنِ هُوَ العذابُ المقَلْقِل لِشِدَّتِهِ، وَلَهُ قلقلةٌ شديدةٌ مُتَتَابِعَةً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هُوَ وساوسُه وخطاياهُ، وَذَلِكَ أَن الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي رَمْل تَسُوخُ فِيهِ الأَرجلُ، وأَصابت بعضَهم الجنابةُ فَوَسْوَسَ إِليهم الشيطانُ بأَن عدوَّهم يَقْدِرُونَ عَلَى الْمَاءِ وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ، وخَيَّل إِليهم أَن ذلك

_ (4). قوله" نحو قوله إلخ" أورده في متن الكافي شاهداً على العروض الموقوفة المنهوكة من المنسرح.

عَوْنٌ مِنَ اللَّه تَعَالَى لِعَدُوِّهِمْ، فأَمطر اللَّه تَعَالَى المكانَ الَّذِي كَانُوا فِيهِ حَتَّى تطهَّروا مِنَ الْمَاءِ، وَاسْتَوَتِ الأَرضُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا، وَذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. ووَسواسُ الشَّيْطَانِ رِجْزٌ. وتَرَّجَزَ الرَّجُلُ إِذا تَحَرَّكَ تَحَرُّكًا بَطِيئًا ثَقِيلًا لِكَثْرَةِ مَائِهِ. والرِّجَازَةُ: مَا عُدِل بِهِ مَيْلُ الحِمْلِ والهَوْدَجِ، وَهُوَ كساءٌ يُجْعَلُ فِيهِ حجارةٌ وَيُعَلَّقُ بأَحد جَانِبَيِ الْهَوْدَجِ ليَعْدِله إِذا مَالَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاضْطِرَابِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ شَيْءٌ مِنْ وِسَادَةٍ وأَدَم إِذَا مَالَ أَحدُ الشِّقين وُضِعَ فِي الشِّق الْآخَرِ لِيَسْتَوِيَ، سُمِّيَ رِجازَة المَيْل. والرِّجازَةُ: مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ دُونَ الْهَوْدَجِ. والرِّجازَة: مَا زُيِّنَ بِهِ الهودجُ مِنْ صُوفٍ وَشَعْرٍ أَحمَر، قَالَ الشَّمَّاخ: وَلَوْ ثَقِفاها ضُرِّجَتْ بدِمائها ... كَمَا جَلَّلَتْ نِضْوَ القِرامِ الرَّجائزُ قَالَ الأَصمعي: هَذَا خطأٌ إِنما هِيَ الجزائزُ، الواحدة جَزيزة، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. والرجائزُ: مراكبُ أَصغرُ مِنَ الْهَوَادِجِ، وَيُقَالُ: هُوَ كِسَاءٌ تُجْعَلُ فِيهِ أَحجار تُعَلَّقُ بأَحد جَانِبَيِ الْهَوْدَجِ إِذا مَالَ. والرَّجَّاز: وادٍ مَعْرُوفٌ، قَالَ بَدْرُ بْنُ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ: أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ مِنْ عُرَوائه ... بِمَدَافِعِ الرَّجَّازِ أَو بعُيونِ وَيُرْوَى: بِمَدَامِعِ الرَّجَّازِ، واللَّه أَعلم. رخبز: رَخْبَزٌ: اسم. رزز: رَزَّ الشيءَ فِي الأَرض وَفِي الْحَائِطِ يَرُزُّه رَزًّا فارْتَزَّ: أَثبته فَثَبَتَ. والرَّزُّ: رَزُّ كلِّ شيءٍ تَثَبُّتُهُ فِي شَيْءٍ مِثْلَ رَزَّ السِّكينَ فِي الْحَائِطِ يَرُزُّهُ فَيَرْتَزُّ فِيهِ؛ قَالَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ: كُنَّا مَعَ رُؤْبَةَ فِي بَيْتِ سَلَمَةَ بنِ عَلْقَمة السَّعدي فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ فَجَعَلَتْ تَباطأُ عَلَيْهِ فأَنشد يَقُولُ: جاريةٌ عِنْدَ الدُّعاءِ كَزَّه ... لَوْ رَزَّها بالقُرْبُزِيِّ رَزَّه جَاءَتْ إِليه رَقَصاً مُهْتَزَّه ورَزَّزْتُ لَكَ الأَمر تَرْزيزاً أَي وطَّأْتُه لَكَ. وَرَزَّت الجرادةُ ذَنَبَها فِي الأَرض تَرِزُّه [تَرُزُّه] رَزًّا وأَرَزَّتْه: أَثْبَتَتْه لِتَبِيضَ، وَقَدْ رَزَّ الجرادُ يَرُزُّ رَزًّا. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ أَرَزَّت الْجَرَادَةُ إِرزازاً بِهَذَا الْمَعْنَى، وَهُوَ أَن تُدْخِلَ ذَنَبَها فِي الأَرض فَتُلْقِيَ بَيضَها. ورَزّةُ الْبَابِ: مَا ثَبَتَ فِيهِ مِنْ «1» ... وَهُوَ مِنْهُ. والرَّزَّة: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُدْخَل فِيهَا القُفْلُ، وَقَدْ رَزَزْتُ الْبَابَ أَي أَصلحتُ عَلَيْهِ الرَّزَّة. وتَرْزِيزُ البياضِ: صَقْلُه، وَهُوَ بَيَاضٌ مُرَزَّز. والرَّزِيزُ: نَبتٌ يُصْبَغُ بِهِ. والرِّزُّ، بِالْكَسْرِ: الصوتُ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ تَسْمَعُهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ تَسْمَعُهُ وَلَا تَدْرِي مَا هُوَ. يُقَالُ: سمعتُ رِزَّ الرَّعْدِ وَغَيْرِهِ وأَرِيزَ الرَّعْدِ. والإِرْزِيزُ: الطويلُ الصَّوْتِ. والرَّز: أَن يَسْكُتَ مِنْ سَاعَتِهِ. ورِزُّ الأَسدِ ورِزُّ الإِبل: الصوتُ تَسْمَعُهُ وَلَا تَرَاهُ يَكُونُ شَدِيدًا أَو ضَعِيفًا، والجِرْسُ مِثْلُهُ. ورِزُّ الرَّعْدِ ورَزيزه: صَوْتُهُ. وَوُجَدْتُ فِي بَطْنِي رِزًّا ورِزِّيزَى، مِثَالُ خِصِّيصَى: وَهُوَ الْوَجَعُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَنْ وَجَدَ فِي بَطْنِهِ رِزًّا فَلْيَنْصَرِفْ وليتوضأْ ؛ الرِّزُّ فِي الأَصل: الصَّوْتُ الخفيُّ؛ قَالَ الأَصمعي: أَراد بالرِّزِّ الصوتَ فِي الْبَطْنِ من القَرْقَرَةِ ونحوها.

_ (1). كذا بياض بالأصل

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كُلُّ صَوْتٍ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ فَهُوَ رِزٌّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَعِيرًا يَهْدُر فِي الشِّقْشِقَةِ: رَقْشاء تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزبِدا ... دَوَّمَ فِيهَا رِزُّهُ وأَرْعَدَا وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: كأَنَّ، فِي رَبابِهِ الكِبارِ ... رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ فِي عِشَارِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ فِي قَوْلِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، مَنْ وَجَدَ رِزًّا فِي بَطْنِهِ : إِنه الصَّوْتُ يَحْدُثُ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلى الْغَائِطِ، وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ الصَّلَاةُ وَهُوَ يدافعُ الأَخْبَثَيْنِ ، فأَمره بِالْوُضُوءِ لِئَلَّا يُدَافِعَ أَحد الأَخبثين، وإِلا فَلَيْسَ بِوَاجِبٍ إِن لَمْ يُخْرِجِ الْحَدَثَ، قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ هَكَذَا جاءَ فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ عَنْ عَلِيٍّ نَفْسِهِ، وأَخرجه الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الرِّزُّ غَمْزُ الحَدَثِ وحَرَكَتُه فِي الْبَطْنِ لِلْخُرُوجِ حَتَّى يَحْتَاجَ صاحبُه إِلى دُخُولِ الْخَلَاءِ، كَانَ بقَرْقَرَةٍ أَو بِغَيْرِ قَرْقَرَةٍ، وأَصل الرِّزِّ الوجعُ يَجِدُهُ الرَّجُلُ فِي بَطْنِهِ. يُقَالُ: إِنه لَيَجِدُ رِزًّا فِي بَطْنِهِ أَي وَجَعًا وغَمْزاً لِلْحَدَثِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَذْكُرُ إِبلًا عِطاشاً: لَوْ جُرَّ شَنٌّ وَسْطَها، لَمْ تَجْفُلِ ... مِنْ شَهْوَةِ الماءِ، ورِزٍّ مُعْضِلِ أَي لَوْ جُرَّتْ قِرْبَةٌ يَابِسَةٌ وَسَطَ هَذِهِ الإِبل لَمْ تَنْفِرْ مِنْ شِدَّةِ عَطَشِهَا وذُبُولها وَشِدَّةِ مَا تَجِدُهُ فِي أَجوافها مِنْ حَرَارَةِ الْعَطَشِ بِالْوَجَعِ فَسَمَّاهُ رِزًّا. ورِزُّ الفَحْلِ: هَدِيره. والإِرْزِيزُ: الصوتُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ البَرَدُ، والإِرْزِيزُ، بِالْكَسْرِ: الرِّعْدَةُ؛ وأَنشد بَيْتَ الْمُتَنَخِّلُ: قَدْ حالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِه ... مِنْ جُلْبَةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإِرْزيزُ والإِرْزِيزُ: بَرَدٌ صغار شبيه بالثلج. والإِرْزِيزُ: الطَّعْنُ الثَّابِتُ. ورَزَّهُ رَزَّةً أَي طَعَنَهُ طَعْنَةً. وارْتَزَّ السهمُ فِي القِرطاس أَي ثَبَتَ فِيهِ. وارْتَزَّ البَخيلُ عِنْدَ المسأَلة إِذا بَقِيَ ثَابِتًا وبَخِلَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَسود: إِن سُئِلَ ارْتَزَّ أَي ثَبَتَ وَبَقِيَ مَكَانَهُ وخَجِلَ وَلَمْ يَنْبَسِطْ، وَهُوَ افْتَعَلَ، مِنْ رَزَّ إِذا ثَبَتَ، وَيُرْوَى: أَرَزَ، بِالتَّخْفِيفِ، أَي تقبَّض. والرُّزُّ والرُّنْزُ: لُغَةٌ فِي الأُرْزِ، الأَخيرة لِعَبْدِ الْقَيْسِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُهَا هَاهُنَا لأَن الأَصل رُزٌّ فَكَرِهُوا التَّشْدِيدَ فأَبدلوا مِنَ الزَّايِ الأُولى نُونًا كَمَا قَالُوا إِنْجاصٌ فِي إِجَّاصٍ، وإِن لَمْ تَكُنِ النُّونُ مُبْدَلَةً فَالْكَلِمَةُ ثُلَاثِيَّةٌ. وَطَعَامٌ مُرَزَّزٌ: فِيهِ رُزٌّ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَا تَقُلْ أُرْز، وَقَالَ غَيْرُهُ: رُزٌّ ورُنْزٌ وأُرْزٌ وأَرُزٌ وأُرُزٌ. رطز: التَّهْذِيبِ: أَهمله اللَّيْثُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي كِتَابِ الْيَاقُوتِ: الرَّطَزُ الضَّعِيفُ، قَالَ: وشَعَرٌ رَطَزٌ أَي ضعيف. رعز: المِرْعِزُّ والمِرْعِزَّى والمِرْعِزاءُ والمَرْعِزَّى والمَرْعِزَاءُ: مَعْرُوفٌ، وَجَعَلَ سِيبَوَيْهِ المِرْعِزَّى صِفَةً عَنَى بِهِ اللَّيِّنَ مِنَ الصُّوفِ. قَالَ كُرَاعٌ: لَا نَظِيرَ للمِرْعِزَّى وَلَا للمِرْعِزاءِ. وَثَوْبٌ مُمَرْعَزٌ: مِنْ بَابِ تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ، وإِن شدَّدت الزَّايَ مِنَ المِرْعِزَّى قَصَرْتَ، وإِن خَفَّفْتَ مَدَدْتَ، وَالْمِيمُ وَالْعَيْنُ مَكْسُورَتَانِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَحَكَى الأَزهري: المِرْعِزَّى كَالصُّوفِ يَخْلُصُ مِنْ بَيْنِ شَعَرِ العَنْزِ.

وَثَوْبٌ مِرْعِزَّى عَلَى وَزْنِ شِفْصِلَّى، قَالَ: وَيُقَالُ مَرْعِزاءُ، فَمِنْ فَتَحَ الْمِيمَ مَدَّهُ وَخَفَّفَ الزَّايَ، وإِذا كَسَرَ الْمِيمَ كَسَرَ الْعَيْنَ وَثَقَّلَ الزَّايَ وَقَصَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِرْعِزَّى الزَّغَبُ الَّذِي تَحْتَ شَعَرِ الْعَنْزِ، وَهُوَ مَفْعِلَّى، لأَن فَعْلِلَّى لَمْ يَجِئْ وإِنما كَسَرُوا الْمِيمَ إِتْبَاعًا لِكَسْرَةِ الْعَيْنِ، كَمَا قَالُوا مِنْخِر ومِنْتِن، وَكَذَلِكَ المِرْعِزاءُ إِذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ، وإِن شَدَّدْتَ قَصَرْتَ، وإِن شِئْتَ فَتَحْتَ الْمِيمَ، وَقَدْ تَحْذِفُ الأَلف فَتَقُولُ مِرْعِزٌّ، وَهَذِهِ ذَكَرَهَا الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ. رفز: قَالَ اللَّيْثُ: قرأْت فِي بَعْضِ الْكُتُبِ شِعْرًا لَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَهُوَ: وبَلْدَة للدَّاء فِيهَا غامِزُ ... مَيْتٌ بِهَا العِرْقُ الصَّحيحُ الرافِزُ قَالَ: هَكَذَا كَانَ مُقَيِّداً وَفَسَّرَهُ: رَفَزَ العِرْقُ إِذا ضَرَبَ. وإِن عِرْقَهُ لَرَفَّاز أَي نَبَّاضٌ. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرف الرَّفَّازَ بِمَعْنَى النَّبَّاضِ، وَلَعَلَّهُ راقِزٌ، بِالْقَافِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يبحث عنه. رقز: التَّهْذِيبُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: رَقَزَ ورَقَصَ، وَهُوَ رَقَّاز ورَقَّاصٌ؛ وأَنشد: وَبَلْدَةٌ لِلدَّاءِ فِيهَا غَامِزٌ ... مَيْتٌ بِهَا الْعِرْقُ الصَّحِيحُ الرَّاقِزُ وَقَالَ: الرَّاقِزُ الضَّارِبُ. يُقَالُ: مَا يَرْقِزُ مِنْهُ عِرْقٌ أَي ما يضرب. ركز: الرَّكْزُ: غَرْزُكَ شَيْئًا مُنْتَصِبًا كَالرُّمْحِ وَنَحْوِهِ تَرْكُزُه رَكْزاً فِي مَرْكَزِه، وَقَدْ رَكَزَه يَرْكُزُه ويَرْكِزُه رَكْزاً ورَكَّزَه: غَرَزَه فِي الأَرض؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وأَشْطانُ الرِّماحِ مُرَكَّزاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ والمَراكِزُ: مَنَابِتُ الأَسنان. ومَرْكَزُ الجُنْدِ: الْمَوْضِعُ الَّذِي أُمروا أَن يَلْزَمُوهُ وأُمروا أَن لَا يَبرَحُوه. ومَرْكَزُ الرَّجُلِ: موضعُه. يُقَالُ: أَخَلَّ فلانٌ بِمَرْكَزِه. وارْتَكَزْتُ عَلَى الْقَوْسِ إِذا وَضَعْتَ سِيَتَها بالأَرض ثُمَّ اعْتَمَدْتَ عَلَيْهَا. ومَرْكَزُ الدَّائِرَةِ: وَسَطُها. والمُرْتَكِزُ الساقِ مِنْ يَابِسِ النَّبَاتِ: الَّذِي طَارَ عَنْهُ الْوَرَقُ. والمُرْتَكِزُ مِنْ يَابِسِ الْحَشِيشِ: أَن تَرَى سَاقًا وَقَدْ تَطَايَرَ عَنْهَا وَرَقُهَا وأَغصانها. ورَكَزَ الحَرُّ السَّفا يَرْكُزه رَكْزاً: أَثبته فِي الأَرض؛ قَالَ الأَخطل: فَلَمَّا تَلَوَّى فِي جَحافِلِه السَّفا ... وأَوْجَعَه مَرْكُوزُه وذَوابِلُهْ وَمَا رأَيت لَهُ رِكْزَةَ عَقْلٍ أَيْ ثَباتَ عَقْلٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي أَسد يَقُولُ: كَلَّمْتُ فُلَانًا فَمَا رأَيت لَهُ رِكْزَةً؛ يُرِيدُ لَيْسَ بِثَابِتِ الْعَقْلِ. والرِّكْزُ: الصوتُ الخفيُّ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ. قَالَ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الرِّكْزُ الصَّوْتُ، والرِّكْز: صَوْتُ الإِنسان تَسْمَعُهُ مِنْ بَعِيدٍ نَحْوُ رَكَزَ الصَّائِدُ إِذا ناجَى كلابَهُ؛ وأَنشد: وَقَدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ ... بنَبْأَةِ الصَّوْتِ، مَا فِي سَمْعِه كَذِب وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ، قَالَ: هُوَ رِكْز النَّاسِ ، قَالَ: الرِّكْزُ

الحِسُّ وَالصَّوْتُ الْخَفِيُّ فَجَعَلَ القَسْوَرَةَ نَفْسَهَا رِكْزاً لأَن الْقَسْوَرَةَ جَمَاعَةُ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمَاعَةُ الرُّماة فَسَمَّاهُمْ بِاسْمِ صَوْتِهِمْ، وَأَصْلُهَا مِنَ القَسْرِ، وَهُوَ القَهْرُ وَالْغَلَبَةُ، وَمِنْهُ قِيلَ للأَسد قَسْوَرَةٌ. والرِّكازُ: قِطَعُ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ تَخْرُجُ مِنَ الأَرض أَو الْمَعْدِنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي الرِّكازِ الخُمْسُ. وأَرْكَزَ المَعْدِنُ: وُجِدَ فِيهِ الرِّكاز؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرْكَزَ الرجلُ إِذا وَجد رِكازاً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اخْتَلَفَ أَهل الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ، فَقَالَ أَهل الْعِرَاقِ: فِي الرِّكاز المعادنُ كلُّها فَمَا اسْتَخْرَجَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ فَلِمُسْتَخْرِجِهِ أَربعة أَخماسه وَلِبَيْتِ الْمَالِ الْخُمُسُ، قَالُوا: وَكَذَلِكَ المالُ العادِيُّ يُوجَدُ مَدْفُونًا هُوَ مِثْلُ الْمَعْدِنِ سَوَاءٌ، قَالُوا: وإِنما أَصل الرِّكَازِ المعدنُ والمالُ العادِيُّ الَّذِي قَدْ مَلَكَهُ النَّاسُ مُشَبَّه بِالْمَعْدِنِ، وَقَالَ أَهل الْحِجَازِ: إِنما الرِّكَازُ كُنُوزُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَالُ الْمَدْفُونُ خَاصَّةً مِمَّا كَنَزَهُ بَنُو آدَمَ قَبْلَ الإِسلام، فأَما الْمَعَادِنُ فَلَيْسَتْ بِرِكَازٍ وإِنما فِيهَا مِثْلُ مَا فِي أَموال الْمُسْلِمِينَ مِنَ الرِّكَازِ، إِذا بَلَغَ مَا أَصاب مِائَتَيْ دِرْهَمٍ كَانَ فِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ وَمَا زَادَ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الذَّهَبُ إِذا بَلَغَ عِشْرِينَ مِثْقَالًا كَانَ فِيهِ نِصْفُ مِثْقَالٍ، وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ تَحْتَمِلُهُمَا اللُّغَةُ لأَن كُلًّا مِنْهُمَا مَرْكُوزٌ فِي الأَرض أَي ثَابِتٌ. يُقَالُ: رَكَزَهُ يَرْكُزُهُ رَكْزاً إِذا دَفَنَهُ، وَالْحَدِيثُ إِنما جاءَ عَلَى رأْي أَهل الْحِجَازِ، وَهُوَ الْكَنْزُ الْجَاهِلِيُّ، وإِنما كَانَ فِيهِ الْخُمُسُ لِكَثْرَةِ نَفْعِهِ وَسُهُولَةِ أَخذه. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنه قَالَ: الَّذِي لَا أَشك فِيهِ أَن الرِّكاز دَفِينُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالَّذِي أَنا وَاقِفٌ فِيهِ الرِّكَازُ فِي الْمَعْدِنِ والتِّبْر الْمَخْلُوقِ فِي الأَرض. وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَن عَبْدًا وَجَدَ رِكْزَةً عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأَخذها مِنْهُ عُمَرُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرِّكازُ مَا أَخْرَجَ المعدنُ وَقَدْ أَرْكَزَ المعدنُ وأَنالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْكَزَ صاحِبُ الْمَعْدِنِ إِذا كَثُرَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ لَهُ مِنْ فِضَّةٍ وَغَيْرِهَا. والرِّكازُ: الِاسْمُ، وَهِيَ القِطَع العِظام مِثْلُ الْجَلَامِيدِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ تَخْرُجُ مِنَ الْمَعَادِنِ، وَهَذَا يُعَضِّدُ تَفْسِيرَ أَهل الْعِرَاقِ. قَالَ: وَقَالَ الشَّافِعِيُّ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَصاب فِي الْمَعْدِنِ البَدْرَةَ الْمُجْتَمِعَةَ: قَدْ أَرْكَزَ. وَقَالَ أَحمد بْنُ خَالِدٍ: الرِّكازُ جَمْعٌ، وَالْوَاحِدَةُ رِكْزَةٌ، كأَنه رُكِزَ فِي الأَرض رَكْزاً، وَقَدْ جاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ: وَفِي الرَّكائزِ الخُمْسُ ، كأَنها جَمْعُ رَكِيزَة أَو رِكازَةٍ. والرَّكِيزة والرِّكْزَةُ: القطعةُ مِنْ جَوَاهِرِ الأَرض المركوزةُ فِيهَا. والرِّكْزُ: الرَّجُلُ الْعَاقِلُ الْحَلِيمُ السَّخِيُّ. والرِّكْزَة: النَّخْلَةُ الَّتِي تُقْتلَعُ عَنِ الجِذْعِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ شَمِرٌ: وَالنَّخْلَةُ الَّتِي تَنْبُتُ فِي جِذْعِ النَّخْلَةِ ثُمَّ تحوَّل إِلى مَكَانٍ آخَرَ هِيَ الرِّكْزَة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا رِكْزٌ حَسَنٌ وَهَذَا وَدِيٌّ حَسَنٌ وَهَذَا قَلْعٌ حَسَنٌ. وَيُقَالُ: رِكْزُ الوَدِيِّ والقَلْعِ. ومَرْكُوزٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ ... مَغانِيُّ أُمّ الوَرْدِ، إِذْ هِيَ مَا هِيَا رمز: الرَّمْزُ: تَصْوِيتٌ خَفِيٌّ بِاللِّسَانِ كالهَمْس، وَيَكُونُ تحريكَ الشَّفَتَيْنِ بِكَلَامٍ غَيْرِ مَفْهُومٍ بِاللَّفْظِ مِنْ غَيْرِ إِبانة بِصَوْتٍ إِنما هُوَ إِشارة بِالشَّفَتَيْنِ، وَقِيلَ: الرَّمْزُ إِشارة وإِيماء بِالْعَيْنَيْنِ وَالْحَاجِبَيْنِ وَالشَّفَتَيْنِ وَالْفَمِ. والرَّمْزُ فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا أَشرت إِليه مِمَّا يُبانُ بِلَفْظٍ بأَي شيءٍ أَشرت إِليه بِيَدٍ أَو بِعَيْنٍ، ورَمَزَ يَرْمُزُ ويَرْمِزُ رَمْزاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي قِصَّةِ زَكَرِيَّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً.

ورَمَزَتْه المرأَة بِعَيْنِهَا تَرْمِزُه رَمْزاً: غَمَزَتْه. وَجَارِيَةٌ رَمَّازَةٌ: غَمَّازَةٌ، وَقِيلَ: الرَّمَّازَة الْفَاجِرَةُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً، وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ الْغَمَّازَةِ بِعَيْنِهَا: رَمَّازَةٌ أَي تَرْمُزُ بِفِيهَا وتَغْمِزُ بِعَيْنِهَا؛ وَقَالَ الأَخطل فِي الرَّمَّازة مِنَ النِّسَاءِ وَهِيَ الْفَاجِرَةُ: أَحاديثُ سَدَّاها ابنُ حَدْراءَ فَرْقَد ... ورَمَّازَةٍ مالتْ لِمَنْ يَسْتَمِيلُها قَالَ شَمِرٌ: الرَّمَّازَةُ هَاهُنَا الْفَاجِرَةُ الَّتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وَقِيلَ لِلزَّانِيَةِ رَمَّازَة لأَنها تَرْمُزُ بِعَيْنِهَا. وَرَجُلٌ رَمِيزُ الرأْي ورَزِينُ الرأْي أَي جَيِّدُ الرأْي أَصيلُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَغَيْرِهِ. والرَّمِيزُ: الْعَاقِلُ الثَّخِين الرَّزِينُ الرأْي بَيِّنُ الرَّمَازَة، وَقَدْ رَمَزَه. والرَّامُوزُ: البحرُ. وارْتَمَزَ الرجلُ وتَرَمَّزَ: تَحَرَّكَ. وإِبل مَرامِيزُ: كَثِيرَةُ التحرُّك؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سَلاجِمُ الأَلْحِي مَرامِيزُ الهامْ قَوْلُهُ سَلَاجِمُ الأَلحي مِنْ بَابِ أَشْفَى الْمِرْفَقِ، إِنما أَراد طُولَ الأَلْحِي فأَقام الِاسْمَ مَقَامَ الصِّفَةِ، وأَشباهه كَثِيرَةٌ. وَمَا ارْمَأَزَّ مِنْ مَكَانِهِ أَي مَا بَرِحَ. وارْمَأَزَّ عَنْهُ: زَالَ. وارْتَمَزَ مِنَ الضَّرْبَةِ أَي اضْطَرَبَ مِنْهَا؛ وَقَالَ: خَرَرْتُ مِنْهَا لقَفايَ أَرْتَمِزْ وتَرَمَّزَ مِثْلُهُ. وَضَرَبَهُ فَمَا ارْمَأَزَّ أَي مَا تحرَّك. وَكَتِيبَةٌ رَمَّازَةٌ إِذا كَانَتْ تَرْتَمِزُ مِنْ نَوَاحِيهَا وَتَمُوجُ لِكَثْرَتِهَا أَي تَتَحَرَّكُ وَتَضْطَرِبُ. والرَّمْزُ والتَّرَمُّزُ فِي اللُّغَةِ: الحَزْمُ والتحرُّك. والمُرْمَئِزُّ: اللازمُ مَكَانَهُ لَا يَبْرَحُ؛ أَنشد ابْنُ الأَنباري: يُرِيحُ بعدَ الجِدِّ والتَّرْمِيزِ ... إِراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ قَالَ: التَّرْمِيزُ مِنْ رَمَزَت الشَّاةُ إِذا هُزِلَتْ، وَارْتَمَزَ الْبَعِيرُ: تَحَرَّكَتْ أَرْآدُ لَحْيِه عِنْدَ الِاجْتِرَارِ. والتُّرامِزُ مِنَ الإِبل: الَّذِي إِذا مَضَغَ رأَيت دِمَاغَهُ يَرْتَفِعُ ويَسْفُلُ. وَقِيلَ: هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ، وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ، وَذَهَبَ أَبو بَكْرٍ إِلى أَن التَّاءَ فِيهَا زَائِدَةٌ، وأَما ابْنُ جِنِّي فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا. والرَّامِزَتانِ: شَحْمتان فِي عَيْنِ الرُّكْبَةِ. ورَمُزَ الشيءُ يَرْمُزُ وارْمَأَزَّ: انْقَبَضَ. وارْمَأَزَّ: لَزِمَ مَكَانَهُ. والرَّمَّازَةُ: الاسْتُ لِانْضِمَامِهَا، وَقِيلَ: لأَنها تَمُوجُ، وتَرَمَّزَتْ: ضَرطَتْ ضَرطاً خَفِيًّا. والرَّمِيزُ: الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ، والرَّمِيزُ: الْكَبِيرُ. يُقَالُ: فُلَانٌ رَبِيز ورَمِيزٌ إِذا كَانَ كَبِيرًا فِي فَنِّهِ، وَهُوَ مُرْتَبِزٌ ومُرْتَمِزٌ. ورَمَزَ فلانٌ غَنَمَه وإِبله: لَمْ يَرْضَ رِعْيَةَ رَاعِيهَا فَحَوَّلَهَا إِلى رَاعٍ آخَرَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنَّا وجَدْنا ناقَةَ العَجُوزِ ... خَيْرَ النِّياقاتِ عَلَى التَّرْمِيزِ رنز: الرُّنْزُ، بِالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي الأُرْزِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ بَابِ إِنْجاصٍ وإِجَّاصٍ، وَهِيَ لعبدِ القيسِ، والأَصل فِيهَا رُزٌّ فَكَرِهُوا التَّشْدِيدَ فأَبدلوا مِنَ الزَّايِ الأُولى نُونًا، كَمَا قَالُوا إِنْجاصٌ في إِجَّاص. رهز: الرَّهْزُ: الْحَرَكَةُ. وَقَدْ رَهَزَها المُباضِع يَرْهَزُها رَهْزاً ورَهَزاناً فارْتَهَزَتْ: وَهُوَ تَحَرُّكُهُمَا جَمِيعًا عِنْدَ الإِيلاج مِنَ الرجل والمرأَة.

فصل الزاي

روز: الرَّوْزُ: التَّجْربَةُ، رَازَهُ يَروزُه رَوْزاً: جَرَّبَ مَا عِنْدَهُ وخَبَرَه. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ؛ قَالَ: يَروزُكَ ويسأَلك. والرَّوْزُ: الِامْتِحَانُ وَالتَّقْدِيرُ. يُقَالُ: رُزْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ إِذا اخْتَبَرْتُهُ وَامْتَحَنْتُهُ، الْمَعْنَى يَمْتَحِنُكَ ويذوق أَمرك هل تخاف لَائِمَتَهَ أَم لَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ البُراق: فَاسْتَصْعَبَ فَرازَهُ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بإِذنه أَي اخْتَبَرَهُ. وَيُقَالُ: رُزْ فُلَانًا ورُزْ مَا عِنْدَ فُلَانٍ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ قَدْ رُزْتُ مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي طَلَبْتُهُ وأَردته؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْبَقَرَ وَطَلَبَهَا الكُنُسَ من الحَرِّ: إِذ رازَتِ الكُنْسَ إِلى قُعُورها ... واتَّقَتِ اللافِحَ مِنْ حَرُورِها يَعْنِي طَلَبَتِ الظِّلَّ فِي قُعُور الكُنُسِ. ورَازَ الحَجَرَ رَوْزاً: رَزَنَه لِيَعْرِفَ ثِقْلَهُ. والرَّازُ: رأْسُ البنَّائين، قَالَ: أُراه لأَنه يَرُوزُ الْحَجَرَ واللَّبِنَ ويُقَدِّرُهما؛ وَالْجَمْعُ الرَّازَةُ، وَحِرْفَتُهُ الرِّيازَةُ، قَالَ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ لرأْس كُلِّ صِنَاعَةٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه جَعَلَ الرازَ وَهُوَ البَنَّاء مِنْ رَازَ يَروزُ إِذا امْتَحَنَ عَمَله فَحَذَقَه وَعَاوَدَ فِيهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ رازَ الرجلُ صَنْعَتَهُ إِذا قَامَ عَلَيْهَا وأَصلحها؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الأَعشى: فَعَادَا لَهُنَّ ورَازَا لَهُنَّ ... واشْتَركا عَمَلًا وائْتِمارا قَالَ: يُرِيدُ قَامَا لَهُنَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَازَ سَفِينَةِ نُوحٍ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالْعَامِلُ نوحٌ يَعْنِي رئيسَها ورأْسَ مُدَبِّريها. الْفَرَّاءُ: المَرَازَانِ الثَّدْيان وَهُمَا النَّجْدانِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: فَرَوِّزَا الأَمْرَ الَّذِي تَرُوزَان ابْنُ الأَعرابي: رَازَى فلانٌ فُلَانًا إِذا اخْتَبَرَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ رَازاه إِذا اخْتَبَرَهُ مَقْلُوبٌ أَصله رَاوَزَهُ فأَخَّر الْوَاوَ وَجَعَلَهَا أَلفاً سَاكِنَةً، وإِذا نَسَبُوا إِلى الرَّيِّ قَالُوا رَازِيٌّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذو الرُّمَّةِ: ولَيْلٍ كأَثْناءِ الرُّوَيْزِيِّ جُبْتُه أَراد بِالرُّوَيْزِيِّ ثَوْبًا أَخضر مِنْ ثِيَابِهِمْ شَبَّهَ سَوَادَ اللَّيْلِ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الزاي زأز: تَزَأّزَ مِنْهُ: هَابَهُ وَتَصَاغَرَ لَهُ وزَأْزَأَهُ الْخَوْفُ. وتَزَأْزَأَ مِنْهُ: اخْتَبَأَ. اللَّيْثُ: تَزَأْزَأَ عَنِّي فُلَانٌ إِذا هَابَكَ وفَرِقَكَ، وتَزَأْزأَتِ المرأَةُ إِذا اختبأَت؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَدْنُو فَتُبْدِي جَمالًا زَانَهُ خَفَرٌ ... إِذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العَناكِيبُ أَبو زَيْدٍ: تَزَأْزَأْتُ مِنَ الرَّجُلِ تَزَأْزؤاً شَدِيدًا إِذا تصاغرت له وفَرِقْتَ مِنْهُ. وزَأْزَأَ: عَدَا. وزَأْزَأَ الظلِيم: مَشَى مُسْرِعًا وَرَفَعَ قُطْرَيْهِ. وتَزَأْزَأَتِ المرأَةُ: مَشَتْ وَحَرَّكَتْ أَعطافها كمِشْيَةِ القِصَارِ. وقِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ وزُؤَزِئَةٌ: عَظِيمَةٌ تَضُمُّ الجَزورَ. زلز: الزَّلَزُ: الأَثاثُ وَالْمَتَاعُ. وَيُقَالُ: احْتَمَلَ القومُ بِزَلَزِهِمْ. الأَزهري: شَمِرٌ: جَمِّعْ زَلِزَكَ أَي أَثاثك وَمَتَاعَكَ، نَصَبَ الزَّايَيْنِ وَكَسَرَ اللَّامَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ: وَفِي كِتَابِ الإِيادي:

المَحاش الْمَتَاعُ والأَثاث؛ قَالَ: والزَّلَزُ مِثْلُ المَحَاشِ وَلَمْ يَذْكُرِ الزَّلَزِلَ، وَالصَّوَابُ الزَّلِزُ المَحاشُ، وَرَجَعَ عَلَى زَلَزِه أَي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ. والزَّلِزَةُ: الطَّيَّاشَةُ الْخَفِيفَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَرُود فِي بُيُوتِ جَارَاتِهَا أَي تَطُوفُ فِيهَا. تَقُولُ الْعَرَبُ: تَوَقَّري يَا زَلِزَةُ. والزَّلِزُ: الغَرِضُ الضَّجِرُ. وإِني لَزَلِزٌ بِمَجْلِسِي هَذَا أَي قَلِقٌ نَغِل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وزَلِزَ الرجلُ أَي قَلِقَ وعَلِزَ. وجَمَعَ القومُ زَلُزاءَهُمْ أَي أَمرهم؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عن الرياشي. زيز: الزِّيزاةُ والزِّيْزاءَةُ بِوَزْنِ زِيْزاعَة، والزِّيزَى والزِّيزَاءُ: الأَكَمَةُ الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَهِيَ الزَّازِيَةُ، قَالَ الزَّفَيانُ السَّعْدِيُّ: يَا إِبلي! مَا ذَامُهُ فَتَأْبَيَهْ؟ ... مَاءٌ رواءٌ ونَصِيُّ حَوْلَيَهْ هَذًّا بأَفواهها حَتَّى تَأْبَيَهْ، «2» ... حَتَّى تَرُوحِي أُصُلًا تُبارِيَه تبَاريَ العانةِ فوقَ الزَّازِيَه قَالَ ابْنُ جني: هكذا رويناه عن أَبي زَيْدٍ، وأَما الْكُوفِيُّونَ فَيَرْوُونَهُ خِلَافَ هَذَا يَقُولُونَ: فتأْبَيْه وَنَصِيٌّ حَوْلَيْه وَحَتَّى تأْبَيْه وَفَوْقَ الزازِيْه، فَيَنْشُدُونَهُ مِنَ السَّرِيعِ لَا مِنَ الرَّجَزِ كَمَا أَنشده أَبو زَيْدٍ، قَالَ: وَهَكَذَا رَوَيْنَاهُ هَذًّا. والزِّيزاءُ، بِالْمَدِّ: مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض، والزِّيزاءَةُ أَخص مِنْهُ، وَهِيَ الأَكمة، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ مُبَدَّلَةٌ مِنَ الْيَاءِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي الْجَمْعِ الزَّيازِي، وَمَنْ قَالَ الزَّوازِي جَعَلَ الْيَاءَ الأُولى مُبْدَلَةً مِنَ الْوَاوِ مِثْلَ القَواقِي جَمْعُ قَيْقَاءَةٍ. الْفَرَّاءُ: الزِّيزاءُ مِنَ الأَرض مَمْدُودٌ مَكْسُورُ الأَول وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَنْصِبُ فَيَقُولُ: الزَّيزاءُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الزَّازاءُ، وَكُلُّهُ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزِّيزاةُ مِنَ الأَرض القُفُّ الْغَلِيظُ المُشْرِفُ الخَشِنُ، وَجَمْعُهَا الزَّيازِي، قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذا زَوْزَى الزَّيازِي هَزَّقا ... ولَفَّ سدْرَ الهَجَرِيِّ حَزَّقا والزِّيزاءُ: الرِّيشُ. وزِيْ زِيْ: حِكَايَةُ صَوْتِ الْجِنِّ، قَالَ: تَسْمَعُ للجِنِّ بِهِ زِيْ زِيْ زِيا وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ زَازَيْتُ مِنْ فُلَانٍ أَمراً شَاقًّا وصاصَيْتُ، والمرأَةُ تُزَازِي صَبِيَّهَا. وزَازَيْتُ المالَ وصاصَيْتُه إِذَا جَمَعْتَهُ وصَعْصَعْته، «3» تَفْسِيرُهُ جَمَعْتُهُ. والزِّيزَاءُ: أَطراف الرِّيشِ. وقِدْرٌ زُوازِيَةٌ: عَظِيمَةٌ. وَرَجُلٌ زُوازِيَةٌ أَي قَصِيرٌ غَلِيظٌ، وَقَوْمٌ زُوازِيَة أَيضاً. وَيُقَالُ: رَجُلٌ زَوَنْزَى وزَوَزَّى للمُتَحَذْلِقِ المُتكايِس، وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ لِمَنْظُورٍ الدُّبَيْري: وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى ... يَفْرَقُ إِنْ فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى أَشْبَهُ شيءٍ هُوَ بالحَبَرْكَى ... إِذا حَطَأْتَ رَأْسَه تَشَكَّى وإِن نَقَرْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّى الزَّوَنْزَكُ: الْقَصِيرُ الدَّمِيمُ. والضَّبَغْطَى: شيءٌ يُفَزَّعُ بِهِ الصِّبْيَانُ، وَيُقَالُ: هِيَ فَزَّاعة الزَّرع.

_ (2). قوله" بأفواهها" هو باختلاس حركة هاء الضمير. (3). قوله" وصعصصعته إلخ" كذا بالأصل. والذي في القاموس: صعصعته فرقته.

فصل السين المهملة

والحَبَرْكَى: الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الطَّوِيلُ الظَّهْرِ، قَالَتِ الخَنْساء: مَعاذَ اللَّه يَنْكِحُني حَبَركى ... قَصِيرُ الشِّبْرِ مِنْ جُشَمِ بْنِ بَكْرِ وحَطَأَ رأْسه: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ مَبْسُوطَةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: زَوْزَيْت بِهِ زَوْزَاةً إِذَا اسْتَحْقَرْتَهُ وَطَرَدْتَهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ وإِنما حَقُّ زَوْزَيته أَن يُذْكَرَ فِي الْمُعْتَلِّ لأَن لَامَهُ حَرْفُ عِلَّةٍ وَلَيْسَ لَامُهُ زَايًا، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيضاً فِي فَصْلِ زَوَى فِي بَابِ الْمُعْتَلِّ اللَّامِ فَقَالَ: قِدْرُ زُوَزِيَةٌ وزُوازِيَةٌ مِثْلُ عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ لِلْعَظِيمَةِ الَّتِي تَضُمُّ الجَزُور، وَقَوْلُهُ مِثْلُ عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ يَشْهَدُ بأَن الْيَاءَ مِنْ زُوَزِيَةٍ وزُوازِيَةٍ أَصل كَمَا كَانَتِ الطَّاءُ فِي عُلَبِطَة وعُلابِطَةٍ أَصلًا وَهِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ والأَصل فِيهِ زُوَزِوَةٌ وزُوازِوَةٌ لأَنه مِنْ مُضَاعَفِ الأَربعة، وَكَذَلِكَ زَوْزى الرجلُ إِذا نَصَبَ ظَهْرَهُ وأَسرع فِي عَدْوه، وإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً فِي زُوَزِيَةٍ وزُوازِيَةٍ لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وأَما زَوْزَيْت فإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ الأَخيرة يَاءً لِكَوْنِهَا رَابِعَةً، كَمَا تُقْلَبُ الْوَاوُ فِي غَزَوْت يَاءً إِذا صَارَتْ رَابِعَةً فِي نَحْوِ أَغْزَيْت، فَبَانَ لَكَ بِهَذَا وَهْم الْجَوْهَرِيِّ فِي جَعْلِ زُوَزِيَةٍ فِي فَصْلِ زَيَزَ، قَالَ: وَقَدْ وَهَمَ فِيهِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن زُوَزِيَةً عَيْنُهَا وَاوٌ وزَيَزَ عَيْنُهُ يَاءٌ وَالثَّانِي أَن زُوَزِيَةً لَامُهَا عِلَّةٌ وَلَيْسَ بِزَايٍ. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ، أَنه يُقَالُ قِدْرٌ زُؤَزِئَةٌ، بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الزَّايِ الأُولى وَهَمْزَةٍ أُخرى بَعْدَ الزَّايِ الثَّانِيَةِ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ مَا جَاءَ تَارَةً مَهْمُوزًا وَتَارَةً مُعْتَلًّا، يُقَالُ زَأْزَأَ الظَّليمُ إِذَا رَفَعَ قُطْرَيْه وَمَشَى مُسْرِعًا. وَقَالُوا: زَوْزَى الرجلُ إذا نصب ظهره وأَسرع عَدْوه، فَالْمَهْمُوزُ وَالْمُعْتَلُّ فِي هَذَا سَوَاءٌ، واللَّه أَعلم. فصل السين المهملة سهرز: السُّهْرِيز والسِّهْريز: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، مُعَرَّبٌ، وَسَهَرٌ بِالْفَارِسِيَّةِ الأَحمر، وَقِيلَ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شهْريز، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، ويقال سُهْرِيز [سِهْرِيز] وشِهْرِيز [شُهْرِيز]، بِالسِّينِ وَالشِّينِ جَمِيعًا، وَهُوَ بِالسِّينِ أَعْرَب، وإِن شِئْتَ أَضفت مِثْلَ ثوبُ خَزٍّ وثوبٌ خَزٌّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا تضف. فصل الشين المعجمة شأز: مَكَانٌ شَأْزٌ وشَئِزٌ: غَلِيظٌ كشأْسٍ وشَئِسٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شَأْز بِمَنْ عَوَّه جَدْب المُنْطَلَقْ وشَئِزَ مكانُنا شَأَزاً: غَلُظَ. وَيُقَالُ: قَلِقَ. وأَشْأَزَهُ: أَقلقه، وَقَدْ شَئِزَ شَأَزاً: غَلُظَ وَارْتَفَعَ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: جَدْب المُلَهَّى شَئِز المُعَوَّهِ قَالَ: وقَلَبَه فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فَقَالَ: شَأْزٍ بِمَنْ عَوَّهَ جَدْب المُنْطَلَق تَرَكَ الْهَمْزَ وأَخرجه مَخْرَجَ عاثٍ وعائِث وَعَاقٍّ وعائِق. وأَشْأَزَ الرجلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا: ارْتَفَعَ عَنْهُ؛ وأَنشد: فَلَوْ شَهِدْتَ عَقَبي وتَقْفاز ... أَشْأَزْتَ عَنْ قَوْلك أَيَّ إِشْآز ابْنُ شُمَيْلٍ: الشَّأْزُ الْمَوْضِعُ الْغَلِيظُ الْكَثِيرُ الْحِجَارَةِ، وَلَيْسَتِ الشُّؤْزَة إِلا فِي حِجَارَةٍ وخُشونة، فأَما أَرضٌ

غَلِيظَةٌ وَهِيَ طِينٌ فَلَا تُعدّ شَأْزاً. وشَئِزَ الرجلُ شَأَزاً، فَهُوَ شَئِز: قَلِقَ مِنْ مَرَضٍ أَو هَمّ، وأَشْأَزه غيرُه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ عَلَى خَالِهِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبة وَقَدْ طُعِنَ فَبَكَى، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا خَالُ؟ أَوَجَعٌ يُشْئِزُك أَم حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يُشْئِزُك أَي يُقْلِقُك. يُقَالُ: شَئِزْتُ أَي قَلِقْتُ. وأَشْأَزَني غَيْرِي وشُئِزَ فَهُوَ مَشْؤُوزٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمة يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: فباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُه ... تَذَؤُّبُ الرِّيحِ والوَسْواسُ والهِضَبُ وشَأَزَ المرأَة شَأْزاً: نكحها. شحز: الشَّحْز: كَلِمَةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا، يُكَنَّى بِهَا عَنِ النِّكَاحِ. شخز: الشَّخْزُ: شِدَّةُ العَناء وَالْمَشَقَّةِ. والشَّخْزُ: الطَّعن. وشَخَزَه بِالرُّمْحِ يَشْخَزُه شَخْزاً: طَعَنَهُ. وشَخَز عَيْنَهُ يَشْخَزُها شَخْزاً: فقأَها. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ شَخَزَ عَيْنَهُ وضَخَزَها وبَخَصَها بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَلَمْ أَر أَحداً يَعْرِفُهُ. وتَشاخَزَ القومُ: تَبَاغَضُوا وتَعادَوْا. والشَّخْز: لُغَةٌ فِي الشَّخْسِ، وَهُوَ الِاضْطِرَابُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا الأُمورُ أُولِعَتْ بالشَّخْزِ شرز: الشَّرْزُ: الشَّرْسُ، وَهُوَ الْغِلَظُ؛ وأَنشد لمرْداس الدُّبَيْريّ: إِذا قلتُ: إِن اليومَ يومُ خُضُلَّةٍ ... وَلَا شَرْزَ، لاقَيْتُ الأُمورَ البَجارِيا ابْنُ سِيدَهْ: الشَّرْز والشَّرْزَةُ الشِّدَّةُ وَالْقُوَّةُ. أَبو عَمْرٍو: الشَّرْز مِنَ المُشارَزَةِ وَهِيَ الْمُعَادَاةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَلْقى مُعادِيهمْ عذابَ الشَّرْزِ والشَّرْزَة: الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ. يُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بشَرْزَةٍ لَا يَنْحَلّ مِنْهَا أَي أَهلكه. وأَشْرَزَه: أَوقعه فِي شِدَّةٍ ومَهْلَكة لَا يَخْرُجُ مِنْهَا. وَعَذَّبَهُ اللَّهُ عَذَابًا شَرْزاً أَي شَدِيدًا. وَرَجُلٌ مُشَرِّز: شَدِيدُ التَّعْذِيبِ لِلنَّاسِ؛ قَالَ: أَنا طَلِيقُ اللهِ وابنُ هُرْمُزِ ... أَنْقَذَني مِنْ صاحبٍ مُشَرِّزِ ابْنُ الأَعرابي: الشُّرَّازُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ عَذَابًا شَرْزاً أَي شَدِيدًا. والمُشارِزُ: الشَّدِيدُ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ مُشارِزٌ أَي مُحارِب مُخاشِن. وشَارَزَه أَي عَادَاهُ. والمُشارِزُ: السَّيِّئُ الخُلُق؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ رَجُلًا قَطَعَ نَبْعَةً بِفَأْسٍ: فأَنْحى عَلَيْهَا ذاتَ حَدٍّ غُرابَها ... عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضَاهِ مُشارِزُ أَي أَمال عَلَيْهَا عَلَى النَّبْعة فأْساً ذَاتَ حَدٍّ. غُرَابُهَا: حَدَّهَا. مُشارِز: مُعادٍ. والمُشارَزَة: الْمُنَازَعَةُ والمُشارَسَةُ. شزز: الشَّزَازَة: اليُبْس الشَّدِيدُ الَّذِي لَا يُطَاقُ عَلَى تَثْقِيفِه، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَا يَنْقَادُ للتَّثْقِيف. وَيُقَالُ: شَزَّ يَشِزُّ شَزِيزاً. وَشَيْءٌ شَزٌّ وشَزِيزٌ: يَابِسٌ جَدًّا. شغز: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للمِسَلَّة الشَّغِيزَةُ، قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ عَرَبِيٌّ، سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: سَوَّيْتُ شَغِيزَةً مِنَ الطَّرْفاء لأَسُفَّ بِهَا سَفِيفَةً.

شغبز: اللَّيْثُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الشَّغْبَزُ ابْنُ آوَى، قَالَ الأَزهري: هَكَذَا قَالَ بِالزَّايِ، وَالصَّحِيحُ الشَّغْبَرُ، بِالرَّاءِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قَالَ: الشَّغْبَر ابْنُ آوَى، وَمَنْ قَالَهُ بِالزَّايِ فَقَدْ صَحَّف. شفز: الشَّفْزُ: الرَّفْسُ. شَفَزَه يَشفِزُه شَفْزاً: رَفَسَه بِرِجْلِهِ؛ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ وَقَالَ: ليس بعربي صحيح. شكز: شَكَزَه بإِصبعه يَشْكُزه شَكْزاً: نَخَسه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: شَكَزَ فلانٌ فُلَانًا وبَسَرَه وخَلَبه وخَدَبه وبَدَحَه وذَرَبه إِذا جَرَحَهُ بِلِسَانِهِ. والشَّكَّاز: المُجامِع مِنْ وَرَاءِ الثوب. أَبو الهثيم: يُقَالُ رَجُلٌ شَكَّازٌ إِذا حَدَّثَ المرأَة أَنْزل قَبْلَ أَن يُخَالِطَهَا ثُمَّ لَا يَنْتَشِر بَعْدَ ذَلِكَ لِجِمَاعِهَا. قَالَ الأَزهري: هُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ الزُّمَّلِقُ والذَّوذَحُ والثَّمُوتُ. والأُشْكُزُّ: ضَرْبٌ مِنَ الأَدَمِ أَبيض. اللَّيْثُ: الأُشْكُزُّ كالأَديم إِلا أَنه أَبيض يُؤَكَّدُ بِهِ السُّرُوج؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مُعَرَّبٌ وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ أَدرنج. شلز: التَّهْذِيبُ: المِشْلَوْز المِشْمِشَةُ الحُلْوة الْمُخِّ. قَالَ الأَزهري: أُخِذَ مِنَ الْمِشْمِشِ واللَّوْز، قَالَ: والجِلَّوْزُ نَبْتٌ لَهُ حَبٌّ إِلى الطُّولِ مَا هُوَ، وَيُؤْكَلُ مُخُّهُ شِبْهُ الفُسْتُق. شمز: الشَّمْزُ: التَّقَبُّض. اشمَأَزَّ اشمِئْزازاً: انْقَبَضَ وَاجْتَمَعَ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: ذُعِرَ مِنَ الشَّيْءِ وَهُوَ المَذْعور. والشَّمْز: نُفُورُ النَّفْسِ مِنَ الشَّيْءِ تَكْرَهُهُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ؛ مَعْنَاهُ نَفَرَتْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذا قِيلَ لَا إِله إِلا اللَّهُ نَفَروا مِنْ هَذَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اشْمَأَزَّت اقْشَعَرَّتْ. وَقَالَ قَتَادَةُ: اشمأَزت استكبرتْ وَكَفَرَتْ ونَفَرَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَسَيَلِيكُمْ أُمراءُ تَقْشَعِرّ مِنْهُمُ الْجُلُودُ وتشْمَئِزُّ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ أَي تَنْقَبِضُ وَتَجْتَمِعُ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ الشُّمَأْزِيزَة. وَرَجُلٌ فِيهِ شُمَأْزِيزَة مِنِ اشْمَأْزَزْت. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: اشْمِئزاز السِّعْرِ «4» اشمأَز اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مُقْلَوْلِيًا، قُلْتُ: مَا الْمُقْلَوْلِي؟ قَالَ: النَّدَةُ الَّتِي تَجْمَعُهَا جَمْعَةً وَاحِدَةً، قُلْتُ: مَا النَّدَةُ؟ قَالَ السَّوق الشَّدِيدُ حَتَّى يَكُونَ كأَنه مُشْرَبة فِي الأَقْران أَي مَشْدُودَةٌ فِي الْحِبَالِ. والمُشْمَئِزُّ أَيضاً: النَّافر الْكَارِهُ لِلشَّيْءِ. واشْمَأَزَّ الشيءَ: كَرِهه بِغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمُشْمَئِزُّ: المَذْعور. شنز: الشِّينِيزُ مِنَ البَزْر [البِزْر]، بِكَسْرِ الشِّينِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: هَذِهِ الحَبَّة السَّوْدَاءُ، قَالَ: وَهُوَ فَارِسِيُّ الأَصل، قَالَ: والفُرْس يُسَمُّونَهُ الشُّونِيز، بِضَمِّ الشين. شهرز: الشِّهْرِيز والشُّهْريز: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ مُعَرَّبٌ، وأَنكر بَعْضُهُمْ ضَمَّ الشِّينِ، والأَكثر الشِّهْريز. وَيُقَالُ: فِيهِ سِهْرِيز وشِهْرِيز، بِالسِّينِ وَالشِّينِ جَمِيعًا، وإِن شِئْتَ أَضفت مِثْلَ ثَوْبُ خزٍّ وثوبٌ خَزٌّ. شهنز: ابْنُ شُمَيْلٍ فِي الرُّبَاعِيِّ: سَمِعْتُ أَبا الدُّقَيْشِ يَقُولُ للشُّونِيز الشّهْنِيز. شِئْنِيزٌ: الشِّئْنيز مِنَ البِزْر، بكسر الشين وبالهمز: عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. شوز: الأَشْوَز: مِثْلُ الأَشْوَس، وهو المتكبر.

_ (4). قوله [اشمئزاز السعر إِلى قوله أي مشدودة] كذا بالأَصل

فصل الضاد المعجمة

شيز: الشِّيزُ: خَشَبٌ أَسود تُتَّخَذُ مِنْهُ الأَمْشاط وَغَيْرُهَا. والشِّيزَى: شَجَرٌ تُعْمل مِنْهُ القِصَاع والجِفَان، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرُ الجَوْز، وَقِيلَ: إِنما هِيَ قِصاع مِنْ خَشَب الجَوْز فَتَسْوَدّ مِنَ الدَّسَم. الْجَوْهَرِيُّ: الشِّيزُ والشِّيزَى خَشَبٌ أَسود تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِصَاعُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وصَباً غَداةَ مُقامَةٍ وزَّعْتُها ... بِجِفانِ شِيزَى، فوقهنَّ سَنامُ التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلْجِفَانِ الَّتِي تسوَّى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الشِّيزَى؛ قَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى: إِلى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزى مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فِعْلى: الشِّيزى شَجَرَةٌ. أَبو عَمْرٍو: الشِّيزى يُقَالُ لَهُ الآبَنُوس وَيُقَالُ السَّاسَم؛ وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ فِي شِعْرِ ابْنِ سَوادَةَ: فماذا بالقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الشِّيزَى، يُزَيَّنُ بالسَّنَام الشِّيزَى: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ الجِفان، وأَراد بالجِفان أَربابها الَّذِينَ كَانُوا يُطْعِمون فِيهَا وقُتِلُوا بِبَدْر وأُلْقوا فِي الْقَلِيبِ، فَهُوَ يَرْثِيهم، وسَمَّى الجِفانَ شِيْزَى بَاسِمِ أَصلها، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. فصل الضاد المعجمة ضأز: ضَأَزَه حَقَّهُ يَضْأَزُه ضَأْزاً وضَأَزاً: مَنَعَهُ. وَقِسْمَةٌ ضُؤْزَى وضَأْزَى مَقْصُورَانِ: جَائِرَةٌ غَيْرُ عَدْل وضَازَ يَضِيزُ وضَأَزَ يَضْأَزُ: مِثْلُهُ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: إِن تَنْأَ عَنَّا نَنْتَقِصْكَ، وإِن تُقِمْ ... فَحَظُّك مَضْؤُوز، وأَنْفُك رَاغِم ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ الْعَرَبُ قِسْمَةٌ ضُؤْزَى، بِالضَّمِّ وَالْهَمْزِ، وضُوزَى، بِالضَّمِّ بِلَا هَمْزٍ، وضِئْزَى، بِالْكَسْرِ وَالْهَمْزِ، وضِيزَى، بِالْكَسْرِ وَتَرْكِ الْهَمْزِ، قَالَ: وَمَعْنَاهَا كُلُّهَا الجَوْر. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ ضوز قَالَ: والضُّوزَة مِنَ الرِّجَالِ الْحَقِيرُ الصَّغِيرُ الشأْن، قَالَ: وأَقْرأَنِيه الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الهثيم: الضُّؤْزَة، بِالزَّايِ مَهْمُوزَةٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ضَبَطْتُهُ عَنْهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ. والضَّيْأَزُ: الْمُقْتَحِمُ فِي الأُمور. ضبز: الضَّبْز: شِدَّةُ اللَّحْظِ يَعْنِي نَظَرًا فِي جَانِبٍ. وَذِئْبٌ ضَبِيزٌ: حَدِيدُ اللَّحْظِ، وَهُوَ مِنْهُ. اللَّيْثُ: الضَّبِيزُ الشَّدِيدُ الْمُحْتَالُ مِنَ الذئابِ؛ وأَنشد: وتَسْرِق مالَ جارِكَ باحْتِيالٍ ... كَحَوْلِ ذُؤَالَةٍ شَرِسٍ ضَبِيز ضرز: الضِّرِزُّ: مَا صَلُبَ مِنَ الْحِجَارَةِ والصُّخور. والضِّرِزُّ: الرَّجُلُ الْمُتَشَدِّدُ الشَّدِيدُ الشُّحِّ. وَرَجُلٌ ضِرِزٌّ: شَحِيحٌ شَدِيدٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ ضِرِزّ مِثْلُ فِلِزٍّ لِلْبَخِيلِ الَّذِي لَا يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَقِيلَ: هُوَ لَئِيمٌ قَصِيرٌ قَبِيحُ المَنْظَر، والأُنثى ضِرِزَّة مُوَثَّقَة الخَلْقِ قَوِيَّةٌ؛ قَالَ: باتَ يُقاسي كلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ ... شديدةِ جَفْنِ العينِ، ذاتِ ضَرِيرِ وامرأَة ضِرِزَّة: قَصِيرَةٌ لَئِيمَةٌ. وَنَاقَةٌ ضِمْرِز: قَلْبُ ضِرْزِم إِذا كَانَتْ قَلِيلَةَ اللَّبَنِ؛ عَدَّه يعقوبُ ثُلَاثِيًّا

وَاشْتَقَّهُ مِنَ الرَّجُلِ الضِّرِزِّ، وَهُوَ الْبَخِيلُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَقِيَاسُهُ أَن يَكُونَ رُبَاعِيًّا. النَّضْرُ: ضَرْزُ الأَرض كَثْرَةُ هُبْرِها وَقِلَّةُ جَدَدِها. يُقَالُ: أَرض ذَاتُ ضَرْزٍ. ضزز: الضَّزَزُ: لُزُوقُ الْحَنَكِ الأَعلى بالأَسفل إِذا تَكَلَّمَ الرَّجُلُ تَكَادُ أَضراسه العُليا تَمَسُّ السُّفْلَى فَيَتَكَلَّمُ وفُوهُ مُنْضَمٌّ، وَقِيلَ: هُوَ ضِيق الشِّدق وَالْفَمِ فِي دِقَّةٍ مِنْ ملتقَى طَرَفَي اللَّحْيين لَا يَكَادُ فَمُهُ يَنْفَتِحُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَتَكَلَّمَ كأَنه عَاضٌّ بأَضراسه لَا يَفْتَحُ فَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَقَعَ الأَضراس العُليا عَلَى السُّفْلَى فَيَتَكَلَّمُ وفُوهُ مُنْضَمٌّ، وَقِيلَ: هُوَ تَقَارُبُ مَا بَيْنَ الأَسنان؛ رَوَاهُ ثَعْلَبٌ، وَالْفِعْلُ ضَزَّ يَضَزُّ ضَزَزاً وَهُوَ أَضَزُّ والأُنثى ضَزَّاء. التَّهْذِيبَ: الأَضَزّ الضَّيِّق الفَمِ جِدّاً، مَصْدَرُهُ الضَّزَزُ وَهُوَ الَّذِي إِذا تَكَلَّمَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَن يُفَرِّج بَيْنَ حَنَكَيْهِ خِلْقَةً خُلِقَ عَلَيْهَا، وَهِيَ مِنْ صَلَابَةِ الرأْس فِيمَا يُقَالُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ: دَعْنِي فَقَدْ يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه وبَهْزِي ابْنُ الأَعرابي: فِي لَحْيِهِ ضَزَزٌ وكَزَزٌ وَهُوَ ضِيق الشِّدْق وأَن تَلْتَقِيَ الأَضراس الْعُلْيَا بِالسُّفْلَى إِذا تَكَلَّمَ لَمْ يَبِنْ كَلَامُهُ. والضُّزَّاز: الَّذِينَ تقرُب أَلْحِيْهِمْ فَيَضِيقُ عَلَيْهِمْ مَخْرَجُ الْكَلَامِ حَتَّى يَسْتَعِينُوا عَلَيْهِ بِالضَّادِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: نَجِيبةُ مَوْلًى ضَزَّها القَتَّ والنَّوَى ... بيَثْرِبَ، حَتَّى نِيُّها مُتَظاهِر أَي حَشَاهَا قَتّاً ونَوًى، مأْخوذ مِنَ الضَّزَزِ الَّذِي هُوَ تَقَارُبُ مَا بَيْنَ الأَسنان. وضَزَّها: أَكثر لَهَا مِنَ الْجِمَاعِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو عَمْرٍو: رَكَبٌ أَضَزُّ شَدِيدٌ ضيِّق؛ وأَنشد: يَا رُبَّ بَيْضاء تَكُزُّ كَزًّا ... بالفَخِذَيْن ركَباً أَضَزَّا وَبِئْرٌ فِيهَا ضَزَزٌ أَي ضِيق؛ وأَنشد: وفَحَّت الأَفْعَى حِذاءَ لِحْيَتي ... ونَشِبَت كَفِّيَ فِي الجَالِ الأَضَزّ أَي الضيِّق، يُرِيدُ جالَ الْبِئْرُ. وأَضَزَّ الفرسُ عَلَى فَأْسِ اللِّجَامِ أَي أَزَمَ عَلَيْهِ مثل أَضَرَّ. ضعز: الضَّعْز: الْوَطْءُ الشَّدِيدُ. وضَيْعَز: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراهُ دخيلًا. ضغز: اللَّيْثُ: الضِّغْزُ مِنَ السِّبَاعِ السيئُ الخُلُق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِيهَا الجَرِيشُ وضِغْزٌ مَا يَنِي ضَئِزاً ... يأْوِي إِلى رَشَفٍ مِنْهَا وتَقْلِيص قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الضِّغْز مِنَ السِّبَاعِ وَلَا أَدري مَنْ قائلُ البيت. ضفز: الضَّفَزُ والضَّفِيزة: شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلُّ وتُعْلَفُه الإِبلُ، وَقَدْ ضَفَزْتُ الْبَعِيرَ أَضْفِزُه ضَفْزاً فاضْطَفَزَ، وَقِيلَ: الضَّفْزُ أَن تُلْقِمَه لُقَماً كِبَارًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن تُكْرهه عَلَى اللَّقْم، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ اللُّقَمِ ضَفِيزَة؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه مَرَّ بِوَادِي ثَمُودَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ اعْتَجَنَ بمائِهِ فَلْيَضْفِزْه بَعِيرَه أَي يُلْقِمْه إِياه. وَفِي حَدِيثِ الرؤْيا: فَيَضْفِزُونَه فِي أَحدهم أَي يَدْفَعُونَهُ فِيهِ مِنْ ضَفَزْت الْبَعِيرَ إِذا عَلَفْتَهُ الضَّفائِزَ، وَهِيَ اللُّقم الْكِبَارُ،

وَقَالَ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَلا إِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنهم يُحِبُّونَكَ يُضْفَزُونَ الإِسلام ثُمَّ يَلْفِظونه، قَالَهَا ثَلَاثًا ؛ مَعْنَاهُ يُلَقَّنُونه ثُمَّ يَتْرُكُونَهُ فَلَا يَقْبَلُونَهُ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: أَوْتَرَ بِسَبْعٍ أَو تِسْعٍ ثُمَّ نَامَ حَتَّى سُمِع ضَفِيزُه ؛ إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ الغَطِيطُ، وبعضهم يرويه صَفِيره، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَالرَّاءِ، والصَّفِير بِالشَّفَتَيْنِ يَكُونُ. وضَفَزْتُ الفرسَ اللجامَ إِذا أَدخلته فِي فِيهِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الصَّفِير لَيْسَ بشيءٍ وأَما الضَّفِيزُ فَهُوَ كالغَطِيط وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمع مِنْ النَّائِمِ عِنْدَ تَرْدِيدِ نَفَسه. وضَفَزه بِرِجْلِهِ وَيَدِهِ: ضَرَبَهُ. والضَّفْزُ: الْجِمَاعُ. وضَفَزَها: أَكثَرَ لَهَا مِنَ الْجِمَاعِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَعرابي: مَا زِلْتُ أَضْفِزُها أَي أَنِيكُها إِلى أَن سَطَعَ الفُرْقانُ أَي السَّحَر. أَبو زَيْدٍ: الضَّفْزُ والأَفْزُ العَدْوُ. يُقَالُ: ضَفَزَ يَضْفِزُ وأَفَزَ يأْفِزُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَبَزَ وضَفَزَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا عَلَى الأَرض من نَفْس تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ تُحِبُّ أَن ترجعَ إِليكم وَلَا تُضافِزَ الدُّنْيَا إِلَّا القتيلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فإِنه يُحِبُّ أَن يَرْجِعَ فيُقْتَلَ مَرَّةً أُخرى ؛ المضافزَة: الْمُعَاوَدَةُ وَالْمُلَابَسَةُ، أَي لَا يُحِبُّ مُعاوَدَةَ الدُّنْيَا وملابَسَتَها إِلَّا الشهيدُ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ عِنْدِي مُفاعَلة مِنَ الضَّفْزِ، وَهُوَ الطَّفْر والوُثوب فِي العَدْوِ، أَي لَا يَطْمَحُ إِلى الدُّنْيَا وَلَا يَنْزُو إِلى الْعَوْدِ إِليها إِلا هُوَ، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالرَّاءِ وَقَالَ: المُضافَرَة، بِالضَّادِ وَالرَّاءِ، التَّأَلُّبُ، وَقَدْ تَضافَرَ القومُ وتَطافَروا إِذا تأَلَّبُوا، وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ لَكِنَّهُ جَعَلَ اشْتِقَاقَهُ مِنَ الضَّفْز وَهُوَ الطَّفْر والقَفْز، وَذَلِكَ بِالزَّايِ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ يُقَالُ بِالرَّاءِ وَالزَّايِ، فإِن الْجَوْهَرِيَّ قَالَ فِي حَرْفِ الرَّاءِ: والضَّفْر السَّعْيُ، وَقَدْ ضَفَر يَضْفِر ضَفْراً، قَالَ والأَشبه بِمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيُّ أَنه بِالزَّايِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ضَفَزَ بَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ أَي هَرْوَل مِنَ الضَّفْزِ القَفز وَالْوُثُوبُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخَوَارِجِ: لَمَّا قُتِلَ ذُو الثُّدَيَّة ضَفَز أَصحابُ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ ، أَي قَفَزُوا فَرَحًا بِقَتْلِهِ. والضَّفْز: التَّلْقِيم. والضَّفْز: الدَّفْعُ. والضَّفْز: القَفْزُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنه قَالَ: ملعونٌ كلُّ ضَفَّازٍ ؛ مَعْنَاهُ نَمَّام مُشْتَقٌّ مِنَ الضَّفْز، وَهُوَ شَعِيرٌ يُجَشّ ليُعْلَفَه البعيرُ، وَقِيلَ للنَّمام ضَفَّاز لأَنه يُزوِّر الْقَوْلَ كَمَا يُهَيَّأُ هَذَا الشَّعِيرُ لعَلْفِ الإِبل، وَلِذَلِكَ قِيلَ للنمامِ قَتَّات مِنْ قَوْلِهِمْ دُهْن مُقَتَّت أَي مُطَيَّب بِالرَّيَاحِينِ. ضكز: ضَكَزَه يَضْكُزُه ضَكْزاً: غَمَزه غَمْزاً شديداً. ضمز: ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه فِي فِيهِ وَلَمْ يَجْتَرّ مِنَ الْفَزَعِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. وَبَعِيرٌ ضامِزٌ: لَا يَرْغُو. وَنَاقَةٌ ضامِزٌ: لَا تَرْغو. وَنَاقَةٌ ضامِزٌ وضَمُوز: تَضُمُّ فَاهَا لَا تَسْمَع لَهَا رُغاء. وَالْحِمَارُ ضامِزٌ: لأَنه لَا يَجْتَرّ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضاءَه ... بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وَهُوَ ضامِزُ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَقَدْ ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيمٌ ... مَخافَتَنا، كَمَا ضَمَز الحِمارُ وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ إِلى بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ الأَسدي؛ مَعْنَاهُ قَدْ خَضَعَتْ وذلَّت كَمَا ضَمَزَ الْحِمَارُ لأَن الْحِمَارَ لَا يَجْتَرُّ وإِنما قَالَ ضَمَزَتْ بِجِرَّتها عَلَى

جِهَةِ المَثَل أَي سَكَتُوا فَمَا يَتَحَرَّكُونَ وَلَا يَنْطِقُونَ. وَيُقَالُ: قَدْ ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ إِذا لَمْ يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إِذا اجْتَرَّ، وَكَذَلِكَ دَسَعَ بِجِرَّته. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: أَفواههم ضامِزَةٌ وَقُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبٍ: مِنْهُ تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً ... وَلَا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ أَي مُمْسِكَةً مِنْ خَوْفِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي مُمْسِكَةٌ عَنِ الجِرّةِ، وَيُرْوَى بِالتَّشْدِيدِ، وَهُمَا جَمْعُ ضامِزٍ. وَفِي حَدِيثِ سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لِي بعضُ أَصحابه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ، فَقِيلَ هِيَ بِالضَّادِ وَالزَّايِ، مِنْ ضَمَزَ إِذا سَكَتَ وضَمَزَ غَيْرَهُ إِذا سَكَّته، قَالَ: وَيُرْوَى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قَالَ: وَهُوَ أَشبه، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِالرَّاءِ وَالنُّونِ والأَوّل أَشْبَهُهُما. وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فَهُوَ ضامزٌ: سَكَتَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وَالْجَمْعُ ضُمُوز، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا جَمَع شِدْقيه فَلَمْ يَتَكَلَّمْ: قَدْ ضَمَزَ. اللَّيْثُ: الضَّامِزُ السَّاكِتُ لَا يَتَكَلَّمُ. وَكُلُّ مَنْ ضَمَزَ فاهُ، فَهُوَ ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. وضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عَلَيْهِ ولَزِمه. والضَّمُوز مِنَ الحيَّات: المُطْرِقة، وَقِيلَ الشَّدِيدَةُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَفاعي؛ قَالَ مُساوِرُ بْنُ هِنْدٍ العَنْسِي وَيُقَالُ هُوَ لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي: يَا رَيَّها يوم تُلاقي أَسْلَما ... يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَما ... تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما قَدْ سَالَمَ الحَيَّاتُ مِنْهُ القَدَما ... الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما قَوْلُهُ: يَا رَيَّها نَادَى الرَّيَّ كأَنه حَاضِرٌ عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ مِنْ كَثْرَةِ اسْتِقَائِهِ. وأَسْلم: اسْمُ راعٍ. وَالشَّيْظَمُ: الطَّوِيلُ والمقوَّم الَّذِي لَيْسَ فِيهِ انْحِنَاءٌ. وَعَبْلُ الْمُشَاشِ: غَلِيظُ الْعِظَامِ. والأَهضم: الضَّامِرُ الْبَطْنِ، وَنَسَبَهُ إِلى الصَّمَمِ أَي لَا يكادُ يُجِيبُ أَحداً فِي أَوّل نِدَائِهِ لِكَوْنِهِ مُشْتَغِلًا فِي مَصْلَحَةِ الإِبل فَهُوَ لَا يَسْمَعُ حَتَّى يُكَرَّرَ عَلَيْهِ النِّدَاءُ. وَمُسَالَمَةُ الْحَيَّاتِ قدمَه لِغِلَظِهَا وَخُشُونَتِهَا وَشِدَّةِ وَطْئِهَا. والأُفْعُوان: ذَكَرُ الأَفاعي، وَكَذَلِكَ الشُّجَاعُ هُوَ ذَكَرُ الْحَيَّاتِ، وَيُقَالُ هُوَ ضَرْبٌ مَعْرُوفٌ مِنَ الْحَيَّاتِ. وَالشَّجْعَمُ: الْجَرِيءُ. والضِّرزم: الْمُسِنَّةُ، وَهُوَ أَخبث لَهَا وأَكثر لِسَمِّها. وامرأَة ضَمُوز: عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْحَيَّةِ الضَّمُوز. والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صَغِيرَةٌ خَاشِعَةٌ، وَالْجَمْعُ ضَمْز، والضُّمَّز مِنَ الْآكَامِ؛ وأَنشد: مُوفٍ بِهَا عَلَى الإِكام الضُّمَّزِ ابْنُ شُمَيْلٍ: الضَّمْزُ جَبَلٌ مِنْ أَصاغر الْجِبَالِ مُنْفَرِدٌ وَحِجَارَتُهُ حُمْر صِلاب وَلَيْسَ فِي الضَّمْز طِينٌ، وَهُوَ الضَّمْزَز أَيضاً. والضَّمْز مِنَ الأَرض: مَا ارْتَفَعَ وصَلُبَ، وَجَمْعُهُ ضُمُوز. والضَّمْز: الْغِلَظُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَمْ جاوَزَتْ مِنْ حَدَبٍ وفَرْزِ ... ونَكَّبَتْ مِنْ جُوءَةٍ وضَمْزِ أَبو عَمْرٍو: الضَّمْزُ الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْمُجْتَمِعُ. وَنَاقَةٌ ضَمُوز: مُسِنَّة. وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم. والضَّمُوز: الكَمَرة.

ضمرز: نَاقَةٌ ضِمْرِزٌ: مُسِنَّةٌ، وَهِيَ فَوْقَ العَوْزَمِ، وَقِيلَ: كَبِيرَةٌ قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. والضَّمْرَزُ مِنَ النِّسَاءِ: الْغَلِيظَةُ؛ قَالَ: ثَنَتْ عُنُقاً لم ثَتْنِها حَيْدَرِيَّةٌ ... عَضادٌ، وَلَا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْرَزُ وضَمْرَزُ: اسْمُ نَاقَةِ الشَّماخ؛ قَالَ: وكلُّ بَعيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَه ... وآخَرُ لَمْ يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْرَزا وَبَعِيرٌ ضُمارِزٌ: صُلب شَدِيدٌ؛ قَالَ: وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ أَراد ضُمازِراً فَقَلَبَ. أَبو عَمْرٍو: فَحْلٌ ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ غَلِيظٌ؛ وأَنشد: تَرُدُّ شِعْبَ الجُمَّحِ الجَوامِزِ ... وشِعْبَ كُلّ باجِحٍ ضُمارِزِ الباجِجُ: الفَرِح كأَنه الَّذِي هُوَ فِيهِ. وَيُقَالُ: فِي خُلُقه ضَمْرَزَةٌ وضُمارِز أَي سُوءٌ وَغِلَظٌ، وَعَدَّ يَعْقُوبُ قَوْلَهُ نَاقَةٌ ضِمْرزٌ ثُلَاثِيًّا وَاشْتَقَّهُ مِنَ الرَّجُلِ الضِّرِزّ، وَهُوَ الْبَخِيلُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَقِيَاسُهُ أَن يَكُونَ رُبَاعِيًّا. وَنَاقَةٌ ضِمْرزٌ أَي قَوِيَّةٌ. ضهز: ضَهَزَه يَضْهَزُه ضَهْزاً: وطِئَه وطأً شديداً. ضوز: ضازَه يَضُوزُه ضَوْزاً: أَكله، وَقِيلَ: مَضَغه، وَقِيلَ: أَكله وفَمه ملآنُ أَو أَكل عَلَى كُرْه وَهُوَ شَبْعَانُ؛ قَالَ: فَظَلَّ يَضُوزُ التَّمر، والتَّمْرُ ناقِع ... بِوَرْد كَلَوْنِ الأُرْجُوانِ سَبائِبُه يَعْنِي رَجُلًا أَخذ التَّمْرَ فِي الدِّيَةِ بَدَلًا مِنَ الدَّمِ الَّذِي لَوْنُهُ كالأُرْجُوانِ فَجَعَلَ يأْكل التَّمْرَ فكأَن ذَلِكَ التَّمْرَ نَاقِعٌ فِي دَمِ الْمَقْتُولِ. وضازَ التمرةَ: لاكَها فِي فَمِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: باتَ يَضُوزُ الصِّلِّيانَ ضَوْزا ... ضَوْزَ العَجُوز العَصَبَ الدِّلَّوْصا وَهَذَا مُكْفَأٌ، جَاءَ بِالصَّادِّ مَعَ الزَّايِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّوْزُ لَوْكُ الشَّيْءِ والضَّوْسُ أَكل الطَّعَامِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جَعَلَ ابْنُ الأَعرابي الضَّادَ مَعَ السِّينِ غَيْرَ مُهْملٍ كَمَا أَهمله اللَّيْثُ. وضازَ يَضُوزُ إِذا أَكل. وضازَ البعيرُ ضَوْزاً: أَكل. وَبَعِيرٌ ضِيَزٌّ: أَكول؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قُلِبَتِ الْوَاوُ فِيهِ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا؛ قَالَ: يَتْبَعُها كلُّ ضِيَزٍّ شَدْقَمِ ... قَدْ لاكَ أَطْرافَ النُّيُوبِ النُّحَّمِ وَاخْتَارَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ ضِبِرٍّ شَدْقَم، مِنَ الضَّبْر وَهُوَ العَدْوُ. وَيُقَالُ: ضِزْتُه حَقَّهُ أَي نَقَصْته. وضازَنِي يَضُوزُني: نَقَصَني؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِضْواز: المِسْواك، والضُّوازَة: النُّفاثَةُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَقِيَ بَيْنَ أَسنانه فَنَفَثه. ابْنُ الأَعرابي: مَا أَغنى عَنِّي ضَوزَ سِواكٍ؛ وأَنشد: تَعَلَّما يَا أَيُّها العَجُوزان ... مَا هَاهُنا مَا كُنْتُما تَضوزَان فَرَوِّزا الأَمْرَ الَّذِي تَرُوزان وقِسْمَةٌ ضِيزَى وضُوزَى. ضيز: ضازَ فِي الْحُكْمِ أَي جَارَ. وضازَه حقَّه يَضِيزُه ضَيْزاً: نَقَصَهُ وبَخَسَه وَمَنَعَهُ.

وضِزْتُ فُلَانًا أَضِيزُه ضَيْزاً: جُرْتُ عَلَيْهِ. وضازَ يَضِيزُ إِذا جَارَ، وَقَدْ يُهْمَزُ فَيُقَالُ: ضَأَزَه يَضْأَزُه ضَأْزاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى ؛ وَقِسْمَةٌ ضِيزَى وضُوزَى أَي جَائِرَةٌ، وَالْقُرَّاءُ جَمِيعُهُمْ عَلَى تَرْكِ هَمْزِ ضِيزَى، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ ضِيزَى، وَلَا يَهْمِزُ، وَيَقُولُونَ ضِئْزَى وضُؤْزَى، بِالْهَمْزِ، وَلَمْ يقرأْ بِهِمَا أَحد نَعْلَمُهُ. ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ الْعَرَبُ قِسْمَةٌ ضُؤْزى، بِالضَّمِّ وَالْهَمْزِ، وضُوزى، بِالضَّمِّ بِلَا هَمْزٍ، وضِئْزَى، بِالْكَسْرِ وَالْهَمْزِ، وضِيزى، بِالْكَسْرِ وَتَرْكِ الْهَمْزِ، وَمَعْنَاهَا كُلُّهَا الجَوْر. وضِيزَى، فُعْلى، وإِن رأَيت أَوّلها مَكْسُورًا وَهِيَ مِثْلُ بِيضٍ وعِين، وَكَانَ أَوّلها مَضْمُومًا فَكَرِهُوا أَن يُتْرَكَ عَلَى ضَمَّتِهِ فَيُقَالُ بُوضٌ وعُونٌ، وَالْوَاحِدَةُ بَيضاء وعَيْناء، فَكَسَرُوا الْبَاءَ لِتَكُونَ بِالْيَاءِ ويتأَلف الْجَمْعُ وَالِاثْنَانِ وَالْوَاحِدَةُ، وَكَذَلِكَ كَرِهُوا أَن يَقُولُوا ضُؤْزَى فَتَصِيرَ بِالْوَاوِ وَهِيَ مِنَ الْيَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْتُ عَلَى أَولها بِالضَّمِّ لأَن النُّعُوتَ للمؤَنث تأْتي إِما بِفَتْحٍ وإِما بِضَمٍّ؛ فَالْمَفْتُوحُ مِثْلُ سَكْرَى وعَطْشى، وَالْمَضْمُومُ مِثْلُ أُنثى وحُبْلَى، وإِذا كَانَ اسْمًا لَيْسَ بِنَعْتٍ كُسِرَ أَوله كالذِّكْرَى والشِّعْرَى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فِعْلَى صِفَةً وإِنما هُوَ مِنْ بِنَاءِ الأَسماء كالشِّعْرَى والدِّفْلَى. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ ضِئْزَى وضُؤْزَى بِالْهَمْزِ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تَهْمِزُ ضِيزَى، قَالَ: وضازَ يَضِيزُ؛ وأَنشد: إِذا ضازَ عَنَّا حَقَّنا فِي غَنِيمَةٍ ... تَقَنَّعَ جارَانا فَلَمْ يَتَرَمْرَما قَالَ: وضَأَزَ يَضْأَزُ مِثْلُهُ. والضَّيْزُ: الِاعْوِجَاجُ. والضَّيْزَنُ: نُونُه عِنْدَ يَعْقُوبَ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. طبز: أَبو عَمْرٍو: الطِّبْزُ رُكْنُ الْجَبَلِ. والطِّبْز: الجَمَلُ ذُو السَّنامين الهائجُ. وطَبَزَ فلانٌ جاريَتَه طَبْزاً: جَامَعَهَا. طحز: الطَّحْزُ: فِي مَعْنَى الْكَذِبِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْد: وَلَيْسَ بعربي صحيح. طرز: الطِّرْزُ: البَزُّ وَالْهَيْئَةُ. والطِّرْز: بَيْتٌ إِلى الطُّولِ، فَارِسِيٌّ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَيْتُ الصَّيْفِيُّ. قَالَ الأَزهري: أُراه مُعَرَّبًا وأَصله تِرْزٌ. والطِّراز: مَا يُنْسَجُ مِنَ الثِّيَابِ لِلسُّلْطَانِ، فَارِسِيٌّ أَيضاً. والطِّرْز والطِّراز: الْجَيِّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. اللَّيْثُ: الطِّراز مَعْرُوفٌ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُنْسَجُ فِيهِ الثِّيَابُ الجِيادُ، وَقِيلَ: هُوَ مُعَرَّبٌ وأَصله التَّقْدِيرُ الْمُسْتَوِي بِالْفَارِسِيَّةِ، جُعِلَتِ التَّاءُ طَاءً، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الْعَرَبِيِّ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنصاري يَمْدَحُ قَوْمًا: بيضُ الوُجُوه كَرِيمَةٌ أَحْسابُهم ... شُمُّ الأُنُوف مِنَ الطِّرازِ الأَوَّلِ والطِّراز: عَلَمُ الثَّوْبِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَقَدْ طَرَّزَ الثوبَ، فَهُوَ مُطرَّز. ابْنُ الأَعرابي: الطَّرْز والطِّرز الشَّكْل، يُقَالُ: هَذَا طِرْزُ هَذَا أَي شَكْلُهُ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ جَيِّدٍ اسْتِنْبَاطًا وقَرِيحَةً: هَذَا مِنْ طِرازِه. وَرُوِيَ عَنْ صَفِيَّةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ لِزَوْجَاتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ فيكُنَّ مِثْلي؟ أَبي نَبِيٌّ وَعَمِّي نَبِيٌّ وَزَوْجِي نَبِيٌّ، وَكَانَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَّمَهَا لِتَقُولَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ

فصل العين المهملة

لَهَا عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَيْسَ هَذَا مِنْ طِرازك أَي مِنْ نَفْسِك وقَرِيحَتِك. ابْنُ الأَعرابي: الطَّرز الدَّفْعُ باللَّكْز، يُقَالُ: طَرَزَه طَرْزاً إِذا دفعه. طعز: الطَّعْزُ: كِنَايَةٌ عَنِ النكاح. طنز: طَنَزَ يَطْنِزُ طَنْزاً: كَلَّمَهُ بِاسْتِهْزَاءٍ، فَهُوَ طَنَّاز. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَظنه مولَّداً أَو معرَّباً. والطَّنْز: السُّخْريَةُ وَفِي نَوَادِرَ الأَعراب: هؤُلاءِ قَوْمٌ مَدْنَقَة ودُنَّاق ومَطْنَزَةٌ إِذا كَانُوا لَا خَيْرَ فِيهِمْ هَيِّنَةً أَنفُسُهم عَلَيْهِمْ. طنبز: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني: يُقَالُ لجَهازِ المرأَة وَهُوَ فَرْجُهَا هو ظَنْبَزِيزُها، والله أَعلم. فصل العين المهملة عجز: العَجْزُ: نَقِيضُ الحَزْم، عَجَز عَنِ الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فِيهِمَا؛ وَرَجُلٌ عَجِزٌ وعَجُزٌ: عاجِزٌ. ومَرَةٌ عاجِزٌ: عاجِزَةٌ عَنِ الشَّيْءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فُلَانٍ إِذا نَسَبَهُ إِلى خِلَافِ الحَزْم كأَنه نَسَبَهُ إِلى العَجْز. وَيُقَالُ: أَعْجَزْتُ فُلَانًا إِذا أَلفَيْتَه عاجِزاً. والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة: العَجْزُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ المَعْجِزُ والمَعْجَزُ، الْكَسْرُ عَلَى النَّادِرِ وَالْفَتْحُ عَلَى الْقِيَاسِ لأَنه مَصْدَرٌ. والعَجْزُ: الضَّعْفُ، تَقُولُ: عَجَزْتُ عَنْ كَذَا أَعْجِز. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: وَلَا تُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجِزَة أَي لَا تُقِيمُوا بِبَلْدَةٍ تَعْجِزُون فِيهَا عَنِ الِاكْتِسَابِ وَالتَّعَيُّشِ، وَقِيلَ بالثَّغْر مَعَ الْعِيَالِ. والمَعْجِزَةُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا، مَفْعِلَةٌ مِنَ العَجْز: عَدَمُ الْقُدْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى العَجْزُ والكَيْسُ ، وَقِيلَ: أَراد بالعَجْز تَرْكَ مَا يُحبُّ فِعْلَهُ بالتَّسويف وَهُوَ عَامٌّ فِي أُمور الدُّنْيَا وَالدِّينِ. وَفِي حَدِيثِ الْجَنَّةِ: مَا لِي لَا يَدْخُلُني إِلَّا سَقَطُ النَّاسِ وعَجَزُهُم ؛ جَمْعُ عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم، يُرِيدُ الأَغْبِياءَ العاجِزِين فِي أُمور الدُّنْيَا. وَفَحْلٌ عَجِيزٌ: عَاجِزٌ عَنِ الضِّراب كعَجِيسٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: فَحْلٌ عَجِيزٌ وعَجِيسٌ إِذا عَجَز عَنِ الضِّراب؛ قَالَ الأَزهري وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْعَنِينِ: هُوَ العَجِير، بِالرَّاءِ، الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَجِيز الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ، بِالزَّايِ وَالرَّاءِ جَمِيعًا. وأَعْجَزَه الشيءُ: عَجَزَ عَنْهُ. والتَّعْجِيزُ: التَّثْبِيط، وَكَذَلِكَ إِذا نَسَبْتَهُ إِلى العَجْز. وعَجَّزَ الرجلُ وعاجَزَ: ذَهَبَ فَلَمْ يُوصَل إِليه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ سَبَأٍ: وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ ظانِّين أَنهم يُعْجِزُوننا لأَنهم ظَنُّوا أَنهم لَا يُبعثون وأَنه لَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: مُعاجزين مُعَانِدِينَ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى الأَوّل، وَقُرِئَتْ مُعَجِّزين، وتأْويلها أَنهم يُعَجِّزُون مَنِ اتَّبَعَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُثَبِّطُونهم عَنْهُ وَعَنِ الإِيمان بِالْآيَاتِ وَقَدْ أَعْجَزهم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ الْقَائِلُ كَيْفَ وَصَفَهُمْ بأَنهم لَا يُعْجِزُونَ فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَيْسُوا فِي أَهل السَّمَاءِ؟ فَالْمَعْنَى مَا أَنتم بمُعْجِزِينَ فِي الأَرض وَلَا مَنْ فِي السَّمَاءِ بمُعْجِزٍ، وَقَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، مَا أَنتم بمُعْجِزِين فِي الأَرض وَلَا لَوْ كُنْتُمْ فِي السَّمَاءِ، وَقَالَ الأَخفش: مَعْنَاهُ مَا أَنتم بمُعْجِزِين فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ أَي لَا تُعْجِزُوننا هَرَباً فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ، قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الْفَرَّاءِ أَشهر فِي الْمَعْنَى وَلَوْ كَانَ قَالَ:

وَلَا أَنتم لَوْ كُنْتُمْ فِي السَّمَاءِ بمُعْجِزِينَ لَكَانَ جَائِزًا، وَمَعْنَى الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ، يُقَالُ: أَعْجَزَني فُلَانٌ أَي فَاتَنِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: فَذاكَ وَلَمْ يُعْجِزْ مِنَ الموتِ رَبَّه ... وَلَكِنْ أَتاه الموتُ لَا يَتَأَبَّقُ وَقَالَ اللَّيْثُ: أَعْجَزَني فُلَانٌ إِذا عَجَزْتَ عَنْ طَلَبِهِ وإِدراكه. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مُعاجِزِينَ* أَي يُعاجِزُون الأَنبياءَ وأَولياءَ اللَّهِ أَي يُقَاتِلُونَهُمْ ويُمانِعُونهم ليُصَيِّروهم إِلى العَجْزِ عَنْ أَمر اللَّهِ، وَلَيْسَ يُعْجِزُ اللهَ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، خَلْقٌ فِي السَّمَاءِ وَلَا فِي الأَرض وَلَا مَلْجَأَ مِنْهُ إِلا إِليه؛ وَقَالَ أَبو جُنْدب الْهُذَلِيُّ: جعلتُ عُزَانَ خَلْفَهُم دَلِيلًا ... وفاتُوا فِي الحجازِ ليُعْجِزُوني «5» وَقَدْ يَكُونُ أَيضاً مِنَ العَجْز. وَيُقَالُ: عَجَزَ يَعْجِزُ عَنِ الأَمر إِذا قَصَرَ عَنْهُ. وعاجَزَ إِلَى ثِقَةٍ: مالَ إِلَيْهِ. وعاجَزَ القومُ: تَرَكُوا شَيْئًا وأَخذوا فِي غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُعاجِزُ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ أَي يلجأُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: هُوَ يُكارِزُ إِلَى ثِقَةٍ مُكارَزَةً إِذَا مَالَ إِلَيْهِ. والمُعْجِزَةُ: وَاحِدَةُ مُعْجِزات الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ. وأَعْجاز الأُمور: أَواخِرُها. وعَجْزُ الشَّيْءِ وعِجْزُه وعُجْزُه وعَجُزُه وعَجِزُه: آخِرُهُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ قَالَ أَبو خِراش يَصِفُ عُقاباً: بَهِيماً، غيرَ أَنَّ العَجْزَ مِنْهَا ... تَخالُ سَرَاتَه لَبَناً حَلِيبا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَقَطْ. والعَجُز: مَا بَعْدُ الظَّهْرِ مِنْهُ، وَجَمِيعُ تِلْكَ اللُّغَاتِ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ أَعجاز، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذلك. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنها لَعَظِيمَةُ الأَعْجاز كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عَجُزاً، ثُمَّ جَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِ الْحُكَمَاءِ: لَا تُدَبِّرُوا أَعْجازَ أُمور قَدْ وَلَّت صُدورُها؛ جَمْعُ عَجُزٍ وَهُوَ مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ، يُرِيدُ بِهَا أَواخر الأُمور وَصُدُورَهَا؛ يَقُولُ: إِذا فاتَكَ أَمرٌ فَلَا تُتْبِعه نفسَك مُتَحَسِّرًا عَلَى مَا فَاتَ وتَعَزَّ عَنْهُ مُتَوَكِّلًا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحَرِّض عَلَى تَدَبُّر عَوَاقِبِ الأُمور قَبْلَ الدُّخُولِ فِيهَا وَلَا تُتْبَع عِنْدَ تَوَلِّيها وَفَوَاتِهَا. والعَجُزُ فِي العَرُوض: حَذْفُكَ نُونَ [فَاعِلَاتُنْ] لِمُعَاقَبَتِهَا أَلف [فَاعِلُنْ] هَكَذَا عَبَّرَ الْخَلِيلُ عَنْهُ فَفَسَّرَ الجَوْهر الَّذِي هُوَ العَجُز بالعَرَض الَّذِي هُوَ الْحَذْفُ وَذَلِكَ تَقْرِيبٌ مِنْهُ، وإِنما الْحَقِيقَةُ أَن تَقُولَ العَجُز النُّونُ الْمَحْذُوفَةُ مِنْ [فَاعِلَاتُنْ] لِمُعَاقَبَةِ أَلف [فَاعِلُنْ] أَو تَقُولَ التَّعْجيز حَذْفُ نُونٍ [فَاعِلَاتُنْ] لِمُعَاقَبَةِ أَلف [فَاعِلُنْ] وَهَذَا كُلُّهُ إِنما هُوَ فِي الْمَدِيدِ. وعَجُز بَيْتِ الشِّعْرِ: خِلَافُ صَدْرِهِ. وعَجَّز الشاعرُ: جَاءَ بعَجُز الْبَيْتِ. وَفِي الْخَبَرِ: أَن الكُمَيْت لَمَّا افْتَتَحَ قَصِيدَتَهُ الَّتِي أَولها: أَلا حُيِّيتِ عَنَّا يَا مَدِينا أَقام بُرْهة لَا يَدْرِي بِمَا يُعَجِّز عَلَى هَذَا الصَّدْرِ إِلى أَن دَخَلَ حمَّاماً وَسَمِعَ إِنساناً دَخَلَهُ، فسَلَّم عَلَى آخَرَ فِيهِ فأَنكر ذَلِكَ عَلَيْهِ فَانْتَصَرَ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ لَهُ فَقَالَ: وَهَلْ بأْسٌ بِقَوْلِ المُسَلِّمِينَ؟ فاهْتَبلَها الكُمَيْتُ فَقَالَ: وَهَلْ بأْسٌ بِقَوْلِ مُسَلِّمِينا؟

_ (5). قوله [عزان] هو هكذا بضبط الأصل. وقوله [فاتوا في الحجاز] كذا بالأصل هنا، والذي تقدم في مادة ح ج ز: وفروا بالحجاز.

وأَيامُ العَجُوز عِنْدَ الْعَرَبِ خَمْسَةُ أَيام: صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهُما وَبْرٌ ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكْفِئُ الظَّعْن؛ قَالَ ابْنُ كُناسَة: هِيَ مِنْ نَوْءِ الصَّرْفَة، وَقَالَ أَبو الغَوْث: هِيَ سَبْعَةُ أَيام؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ ... أَيَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُها، ومَضتْ ... صِنٌّ وصِنِّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه مُؤْتَمِرٍ ... ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ ذهبَ الشِّتاء مُوَلِّياً عَجِلًا ... وأَتَتْكَ واقِدَةٌ مِنَ النَّجْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الأَبيات لَيْسَتْ لِابْنِ أَحمر وإِنما هِيَ لأَبي شِبْلٍ الأَعرابي؛ كَذَا ذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَجِيزَةُ المرأَة: عَجُزُها، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِلا عَلَى التَّشْبِيهِ، والعَجُزُ لَهُمَا جَمِيعًا. وَرَجُلٌ أَعْجَزُ وامرأَة عَجْزاءُ ومُعَجِّزَة: عَظِيمَا العَجِيزَةِ، وَقِيلَ: لَا يُوصَفُ بِهِ الرجلُ. وعَجِزَت المرأَة تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً، بِالضَّمِّ: عَظُمَتْ عَجِيزَتُها، وَالْجَمْعُ عَجِيزاتٌ، وَلَا يَقُولُونَ عَجائِز مَخَافَةَ الِالْتِبَاسِ. وعَجُزُ الرَّجُلِ: مؤَخَّره، وَجَمْعُهُ الأَعْجاز، وَيَصْلُحُ لِلرَّجُلِ والمرأَة، وأَما العَجِيزَةُ فعَجِيزَة المرأَة خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رَفَعَ عَجِيزَته فِي السُّجُودِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَجِيزَة العَجُز وَهِيَ للمرأَة خَاصَّةً فَاسْتَعَارَهَا لِلرَّجُلِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: لَا يُقَالُ عَجِزَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، إِلا إِذا عَظُمَ عَجُزُه. والعَجْزاء: الَّتِي عَرُض بطنُها وثَقُلَت مَأْكَمَتُها فَعَظُمَ عَجُزها؛ قَالَ: هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً ... تَمَّتْ، فَلَيْسَ يُرَى فِي خَلْقِها أَوَدُ وتَعَجَّزَ البعيرَ: ركِبَ عَجُزَه. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَنَا حقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخذه وإِن نُمْنَعْه نَرْكَبْ أَعْجازَ الإِبل وإِن طَالَ السُّرى ؛ أَعْجاز الإِبل: مَآخِيرُهَا وَالرُّكُوبُ عَلَيْهَا شَاقٌّ؛ مَعْنَاهُ إِن مُنِعْنا حَقَّنَا رَكِبْنَا مَرْكَب الْمَشَقَّةِ صَابِرِينَ عَلَيْهِ وإِن طَالَ الأَمَدُ وَلَمْ نَضْجَر مِنْهُ مُخِلِّين بِحَقِّنَا؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُرِدْ عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِقَوْلِهِ هَذَا ركوبَ الْمَشَقَّةِ وَلَكِنَّهُ ضَرَبَ أَعْجاز الإِبل مَثَلًا لِتَقَدُّمِ غَيْرِهِ عَلَيْهِ وتأْخيره إِياه عَنْ حَقِّهِ، وَزَادَ ابْنُ الأَثير: عَنْ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ يَرَاهُ لَهُ وَتُقُدِّمَ غَيْرُهُ وأَنه يَصْبِرُ عَلَى ذَلِكَ، وإِن طَالَ أَمَدُه، فَيَقُولُ: إِن قُدِّمْنا للإِمامة تَقَدَّمْنَا، وإِن مُنِعْنا حَقَّنَا مِنْهَا وأُخِّرْنا عَنْهَا صَبَرْنَا عَلَى الأُثْرَة عَلَيْنَا، وإِن طَالَتِ الأَيام؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ وإِن نُمْنَعْه نَبْذُل الْجُهْدَ فِي طَلَبِهِ، فِعْلَ مَنْ يَضْرِبُ فِي ابْتِغَاءِ طَلِبَتِه أَكبادَ الإِبل، وَلَا نُبَالِي بِاحْتِمَالِ طُولِ السُّرى، قَالَ: وَالْوَجْهُ مَا تَقَدَّمَ لأَنه سَلَّم وَصَبَرَ عَلَى التأَخر وَلَمْ يُقَاتِلْ، وإِنما قَاتَلَ بَعْدَ انْعِقَادِ الإِمامة لَهُ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ رَبِيعَةِ بْنِ مَالِكٍ: إِن الْحَقَّ بِقَبَلٍ، فَمَنْ تَعُدَّاهُ ظلَم، وَمَنْ قَصَّر عَنْهُ عَجَزَ، وَمَنِ انْتَهَى إِليه اكْتَفَى؛ قَالَ: لَا أَقول عَجِزَ إِلَّا مِنَ العَجِيزَة، وَمِنَ العَجْز عَجَز. وَقَوْلُهُ بِقَبَلٍ أَي واضحٌ لَكَ حَيْثُ تَرَاهُ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ إِن الْحَقَّ عَارِي «6» وعُقاب عَجْزاءُ: بِمُؤَخَّرِهَا بَيَاضٌ أَو لَوْنٌ مُخَالِفٌ،

_ (6). قوله [عاري] هكذا هو في الأصل.

وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِي ذَنَبها مَسْح أَي نَقْصٌ وَقَصْرٌ كَمَا قِيلَ للذنَب أَزَلُّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِي ذَنْبِهَا رِيشَةٌ بَيْضَاءُ أَو رِيشَتَانِ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الدَّائِرَةُ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنّما تَبِعَ الصِّوارُ، بِشَخْصِها ... عَجْزاءَ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها والعَجَزُ: دَاءٌ يأْخذ الدَّوَابَّ فِي أَعْجازِها فَتَثْقُلُ لِذَلِكَ، الذَّكَرُ أَعْجَزُ والأُنثى عَجْزاءُ. والعِجازَة والإِعْجازَة: مَا تُعَظِّم بِهِ المرأَةُ عَجِيزَتَها، وَهِيَ شَيْءٌ شَبِيهٌ بِالْوِسَادَةِ تَشُدُّهُ المرأَة عَلَى عَجُزِها لِتُحْسَبَ أَنها عَجْزاءُ. والعِجْزَةُ وَابْنُ العِجْزَةِ: آخِرُ وَلَدِ الشَّيْخِ، وَفِي الصِّحَاحِ: العِجْزَةُ، بِالْكَسْرِ، آخرُ وَلَدِ الرَّجُلِ. وعِجْزَةُ الرَّجُلِ: آخِرُ وَلَدٍ يُولَدُ لَهُ؛ قَالَ: واسْتَبْصَرَتْ فِي الحَيِّ أَحْوى أَمْرَدا ... عَجِزَةَ شَيْخَينِ يُسَمَّى مَعْبَدا يُقَالُ: فُلَانٌ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبويه أَي آخِرُهُمْ، وَكَذَلِكَ كِبْرَةُ وَلَدِ أَبويه، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ وَالْوَاحِدُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: وُلِدَ لِعِجْزَةٍ أَي بَعْدَمَا كَبِر أَبواه. والعِجازَةُ: دائرة الطَّائِرِ، وَهِيَ الأُصبع المتأَخرة. وعَجُزُ هَوازِنَ: بَنُو نَصْر بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَنُو جُشَمِ ابن بَكْرٍ كأَنه آخِرُهُمْ. وعِجْزُ الْقَوْسِ وعَجْزها ومَعْجِزُها: مَقْبِضها؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ، ذَهَبَ إِلى أَن زَايَهُ بَدَلٌ مِنْ سِينِهِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ العَجْز والعِجْز وَلَا يُقَالُ مَعْجِز، وَقَدْ حَكَيْنَاهُ نَحْنُ عَنْ يَعْقُوبَ. وعَجْز السِّكِّينِ: جُزْأَتُها؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والعَجُوز والعَجُوزة مِنَ النِّسَاءِ: الشَّيْخَة الهَرِمة؛ الأَخيرة قَلِيلَةٌ، وَالْجَمْعُ عُجُز وعُجْز وعَجائز، وَقَدْ عَجَزَت تَعْجِزُ وتَعْجُزُ عَجْزاً وعُجوزاً وعَجَّزَتْ تُعَجِّزُ تَعْجِيزاً: صَارَتْ عَجُوزاً، وَهِيَ مُعَجِّز، وَالِاسْمُ العُجْز. وَقَالَ يُونُسُ: امرأَة مُعَجِّزة طَعَنَتْ فِي السِّنِّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَجَزَت، بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لامرأَة الرَّجُلِ وإِن كَانَتْ شَابَّةً: هِيَ عَجُوزُهُ، وَلِلزَّوْجِ وإِن كَانَ حَدَثاً: هُوَ شَيْخُها، وَقَالَ: قُلْتُ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: حَالِبِي زوجكِ، فَتَذَمَّرَتْ وَقَالَتْ: هَلَّا قلتَ حَالِبِي شَيْخَكِ؟ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ عَجُوز وللمرأَة عَجُوز. وَيُقَالُ: اتَّقِي اللَّهَ فِي شَبِيبَتِكِ وعُجْزِك أَي بَعْدَمَا تَصِيرِينَ عَجُوزاً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ عَجُوزَة وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا العُجُز ؛ وَفِيهِ: إِياكم والعُجُزَ العُقُرَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العُجُز جَمْعُ عَجُوز وعَجُوزة، وَهِيَ المرأَة الْكَبِيرَةُ المسنَّة، والعُقُر جَمْعُ عاقِرٍ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَلِدُ. ونَوى العَجُوزِ: ضَرْبٌ مِنَ النَّوَى هَشٌّ تأْكله العَجُوزُ لِلينِه كَمَا قَالُوا نَوى العَقُوقِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والعَجُوز: الْخَمْرُ لِقَدَمِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَيْتَهُ جامُ فِضَّةٍ من هَداياهُ ... سِوى مَا بِهِ الأَمِيرُ مُجِيزِي إِنما أَبْتَغِيهِ للعَسَلِ المَمْزُوجِ ... بالماءِ، لَا لِشُرْبِ العَجُوزِ وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْخَمْرِ إِذا عَتَقَتْ عَجُوز. والعَجُوز: القِبْلة. والعَجُوز: الْبَقَرَةُ. والعَجُوز: نَصْل السَّيْفِ؛ قَالَ أَبو المِقْدام: وعَجُوز رأَيتُ فِي فَمِ كَلْبٍ ... جُعِلَ الكلبُ للأَمِيرِ حَمالا

الكلبُ: مَا فَوْقَ النَّصْلِ مِنْ جَانِبَيْهِ، حَدِيدًا كَانَ أَو فِضَّةً، وَقِيلَ: الْكَلْبُ مِسْمَارٌ فِي قَائِمِ السَّيْفِ، وَقِيلَ: هُوَ ذُؤابَتُه. ابْنُ الأَعرابي: الْكَلْبُ مِسْمَارُ مَقْبِض السَّيْفِ، قَالَ: وَمَعَهُ الْآخَرُ يُقَالُ لَهُ العَجُوز. والعَجْزاءُ: حَبْل مِنَ الرَّمْلِ مُنْبِت، وَفِي التَّهْذِيبِ: العَجْزاءُ مِنَ الرِّمَالِ حَبْل مُرْتَفِعٌ كأَنه جَلَدٌ لَيْسَ بِرُكام رَمْلٍ وَهُوَ مَكْرُمَة لِلنَّبْتِ، وَالْجَمْعُ العُجْز لأَنه نَعْتٌ لِتِلْكَ الرَّمْلَةِ. والعَجُوز: رَمْلَةٌ بالدَّهْناء؛ قَالَ يَصِفُ دَارًا: عَلَى ظَهْرِ جَرْعاءِ العَجُوزِ، كأَنها ... دَوائرُ رَقْمٍ فِي سَراةِ قِرامِ وَرَجُلٌ مَعْجُوزٌ ومَشْفُوهٌ ومَعْرُوكٌ ومَنْكُودٌ إِذا أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي المسأَلة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والعَجْزُ: طَائِرٌ يَضْرِبُ إِلى الصُّفرة يُشْبه صوتُه نُباح الْكَلْبِ الصَّغِيرِ يأْخذ السَّخْلَة فَيَطِيرُ بِهَا وَيَحْتَمِلُ الصَّبِيَّ الَّذِي لَهُ سَبْعُ سِنِينَ، وَقِيلَ: الزُّمَّجُ، وَجَمْعُهُ عِجْزان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صاحبُ كِسْرى فَوَهَبَ لَهُ مِعْجَزَةً فسُمِّيَ ذَا المِعْجَزَة ، هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ، المِنْطَقَة بِلُغَةِ الْيَمَنِ؛ قَالَ: وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَلِي عَجُزَ المُتَنَطِّق بِهَا، وَاللَّهُ أَعلم. عجلز: العِجْلِزَةُ والعَجْلَزَةُ، جَمِيعًا: الْفَرَسُ الشَّدِيدَةُ الخَلْق، الْكَسْرُ لقَيْس، وَالْفَتْحُ لِتَمِيمٍ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الأَسْر المجتمِعةُ الْغَلِيظَةُ وَلَا يَقُولُونَهُ لِلْفَرَسِ الذَّكَرِ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ أَخذ هَذَا مِنْ جَلْزِ الخَلْق، وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ فِي الْقِيَاسِ، وَلَكِنَّهُمَا اسْمَانِ اتَّفَقَتْ حُرُوفُهُمَا ونحوُ ذَلِكَ قَدْ يَجِيءُ وَهُوَ مُتَبَايِنٌ فِي أَصل الْبِنَاءِ وَلَمْ أَسمعهم يَقُولُونَ لِلذَّكَرِ مِنَ الْخَيْلِ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلْجَمَلِ عِجْلِزٌ وَلِلنَّاقَةِ عِجْلِزَة، وَهَذَا النَّعْتُ فِي الْخَيْلِ أَعْرَف، وَنَاقَةٌ عِجْلِزَةٌ وعَجْلَزَةٌ: قَوِيَّةٌ شَدِيدَةٌ، وَجَمَلٌ عِجْلِزٌ. وَرَمْلَةٌ عِجْلِزَة: ضَخْمَةٌ صُلْبَةٌ. وكَثِيبٌ عِجْلِز: كَذَلِكَ. وعَجْلَزَ الكِثْيبُ: ضَخُم وصَلُبَ. الْجَوْهَرِيُّ: فُرْسٌ عِجْلِزَةٌ؛ قَالَ بِشْرٌ: وخَيْلٍ قَدْ لَبِسْتُ بِجَمْعِ خَيْلٍ ... عَلَى شَقَّاءَ عِجْلِزَةٍ وَقاحِ تُشَبِّه شَخْصَها، والخَيْلُ تَهْفُو ... هُفُوًّا، ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ الشقَّاء: الْفَرَسُ الطَّوِيلَةُ. وَالْوَقَاحُ: الصُّلبة الْحَافِرِ. وَتَهْفُو: تَعْدُو. وَالْفَتْخَاءُ: العُقاب اللَّيِّنَةُ الْجَنَاحِ تُقَلِّبُهُ كَيْفَ شَاءَتْ. والفَتَخ: لِينُ الْجَنَاحِ. وعِجْلِزَة: اسْمُ رَمْلَةٍ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ اسْمُ رَمْلَةٍ مَعْرُوفَةٍ حذاءَ حَفَر أَبي مُوسَى، وَتُجْمَعُ عَجالِزَ؛ ذَكَرَهَا ذُو الرُّمَّةِ فَقَالَ: مَرَرْنَ عَلَى العَجالِزِ نِصْفَ يومٍ ... وأَدَّيْنَ الأَواصِرَ والخِلالا وَفَرَسٌ رَوْعاءُ: وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الذَّكِيَّةُ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَرْوَعُ، وَكَذَلِكَ فَرَسٌ شَوْهاءُ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَشْوَه، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ الأَشْداقِ. عرز: العَرْزُ: اشْتِدَادُ الشَّيْءِ وَغِلَظُهُ، وَقَدْ عَرَزَ واسْتَعْرَزَ. واسْتَعْرَزَت الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ: انْزَوَتْ. والمُعارَزَة: المُعانَدَة والمُجانَبَة؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وكلُّ خَلِيلٍ غيرِ هاضِمِ نَفْسِهِ ... لِوَصْلِ خَلِيلٍ صارِمٌ أَو مُعارِزُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المُعارِز الْمُنْقَبِضُ، وَقِيلَ: الْمُعَاتِبُ.

والعارِزُ: الْعَاتِبُ. والعَرْز: الِانْقِبَاضُ. واسْتَعْرَز الشيءُ: انْقَبَضَ وَاجْتَمَعَ. واسْتَعْرَز الرَّجُلُ: تصَعَّب. والتَّعْرِيز: كالتَّعْرِيض فِي الْخُصُومَةِ. وَيُقَالُ: عَرَزْت لِفُلَانٍ عَرْزاً، وَهُوَ أَن تَقْبِضَ عَلَى شَيْءٍ فِي كَفِّكَ وَتَضُمَّ عَلَيْهِ أَصابعك وتُرِيَهُ مِنْهُ شَيْئًا صَاحِبَكَ «1» لِيَنْظُرَ إِليه وَلَا تُرِيَهُ كلَّه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَعْرَزْتَني مِنْ كَذَا أَي أَعْوَزْتَني مِنْهُ. والعُرَّازُ: المُغْتالُونَ لِلنَّاسِ «2» والعَرَزُ: ضَرْبٌ مِنْ أَصغر الثُّمام وأَدَقِّ شَجَرِهِ، لَهُ وَرَقٌ صِغَارٌ مُتَفَرِّقٌ، وَمَا كَانَ مِنْ شَجَرِ الثُّمَامِ مِنْ ضَرْبِهِ فَهُوَ ذُو أَماصِيخَ، أُمْصُوخَةٌ فِي جَوْفِ أُمْصُوخَةٍ، تَنْقَلع العُلا مِنَ السُّفَل انقلاعَ العِفاصِ مِنْ رأْس المُكْحُلَة، الْوَاحِدَةُ عَرَزَة، وَقِيلَ: هُوَ الغَرَزُ، والغَرَزَة: شَجَرَةٌ، وَجَمْعُهَا غَرَزٌ. وعَرْزَة: اسْمٌ، وَاللَّهُ أَعلم. عرطز: عَرْطَزَ الرجلُ: تَنَحَّى كعَرْطَسَ. عرفز: اعْرَنْفَزَ الرَّجُلُ: مَاتَ، وَقِيلَ: كَادَ يَمُوتُ قُرًّا. عزز: العَزِيزُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وأَسمائه الْحُسْنَى؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ الْمُمْتَنِعُ فَلَا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْقَوِيُّ الْغَالِبُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. وَمِنْ أَسمائه عَزَّ وَجَلَّ المُعِزُّ، وَهُوَ الَّذِي يَهَبُ العِزَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ. والعِزُّ: خِلَافَ الذُّلِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِعَائِشَةَ: هَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قومُك رَفَعُوا بَابَ الْكَعْبَةِ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: تَعَزُّزاً أَن لَا يُدْخِلَهَا إِلا مَنْ أَرادوا أَي تَكَبُّراً وتشدُّداً عَلَى النَّاسِ، وَجَاءَ فِي بَعْضِ نُسَخِ مُسْلِمٍ: تَعَزُّراً، بَرَاءٍ بَعْدَ زايٍ، مِنَ التَّعْزير وَالتَّوْقِيرِ، فإِما أَن يُرِيدَ تَوْقِيرَ الْبَيْتِ وَتَعْظِيمَهُ أَو تعظيمَ أَنفسهم وتَكَبُّرَهم عَلَى النَّاسِ. والعِزُّ فِي الأَصل: الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْغَلَبَةُ. والعِزُّ والعِزَّة: الرِّفْعَةُ وَالِامْتِنَاعُ، والعِزَّة لِلَّهِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ؛ أَي لَهُ العِزَّة وَالْغَلَبَةُ سُبْحَانَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ؛ أَي مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِعِبَادَتِهِ غَيْرَ اللَّهِ فإِنما لَهُ العِزَّة فِي الدُّنْيَا وَلِلَّهِ العِزَّة جَمِيعًا أَي يَجْمَعُهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بأَن يَنْصُر فِي الدُّنْيَا وَيَغْلِبَ؛ وعَزَّ يَعِزّ، بِالْكَسْرِ، عِزًّا وعِزَّةً وعَزازَة، وَرَجُلٌ عَزيزٌ مِنْ قَوْمٍ أَعِزَّة وأَعِزَّاء وعِزازٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ؛ أَي جانبُهم غليظٌ عَلَى الْكَافِرِينَ لَيِّنٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِيض الوُجُوهِ كَرِيمَة أَحْسابُهُمْ ... فِي كلِّ نائِبَةٍ عِزاز الآنُفِ وَرُوِيَ: بِيض الوُجُوه أَلِبَّة ومَعاقِل وَلَا يُقَالُ: عُزَزَاء كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ وَامْتِنَاعُ هَذَا مُطَّرِدٌ فِي هَذَا النَّحْوِ الْمُضَاعَفِ. قَالَ الأَزهري: يَتَذَلَّلُون لِلْمُؤْمِنِينَ وإِن كَانُوا أَعِزَّةً ويَتَعَزَّزُون عَلَى الْكَافِرِينَ وإِن كَانُوا فِي شَرَف الأَحْساب دُونَهُمْ. وأَعَزَّ الرجلَ: جَعَلَهُ عَزِيزاً. ومَلِكٌ أَعَزُّ: عَزِيزٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِن الَّذِي سَمَكَ السَّماءَ بَنى لَنَا ... بَيْتاً دَعائِمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ

_ (1). قوله [وَتُرِيَهُ مِنْهُ شَيْئًا صَاحِبَكَ] هكذا في الأَصل ولفظ صاحبك غير مذكور في عبارة القاموس (2). قوله [المغتالون للناس] كذا بالأَصل باللام. قال شارح القاموس وهو الأَشبه، أي مما عبر به القاموس وهو المغتابون بالباء الموحدة.

أَي عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ، وإِنما وَجَّهَ ابنُ سِيدَهْ هَذَا عَلَى غَيْرِ المُفاضلة لأَن اللَّامَ ومِنْ مُتَعَاقِبَتَانِ، وَلَيْسَ قَوْلُهُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ بحجَّة لأَنه مَسْمُوعٌ، وَقَدْ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ، عَلَى أَن هَذَا قَدْ وُجِّهَ عَلَى كَبِيرٍ أَيضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ ، وَقَدْ قُرِئَ: ليخْرُجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَ أَي ليَخْرُجَنَّ العزيزُ مِنْهَا ذَلِيلًا، فأَدخل اللَّامَ والأَلف عَلَى الْحَالِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَن الْحَالَ وَمَا وُضِعَ مَوْضِعَهَا مِنَ الْمَصَادِرِ لَا يَكُونُ مَعْرِفَةً؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: حَتَّى انتهيْتُ إِلى فِراشِ عَزِيزَة ... شَعْواءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ «3» عَنَى عُقَابًا، وَجَعَلَهَا عَزِيزَةً لِامْتِنَاعِهَا وسُكْناها أَعالي الْجِبَالِ. وَرَجُلٌ عزِيزٌ: مَنِيع لَا يُغْلب وَلَا يُقْهر. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ؛ مَعْنَاهُ ذُقْ بِمَا كُنْتَ تعَدُّ فِي أَهل العِزّ وَالْكَرَمِ كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي نَقِيضِهِ: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ*؛ وَمِنَ الأَوّل قَوْلُ الأَعشى: عَلَى أَنها، إِذْ رَأَتْني أُقادُ ... قالتْ بِمَا قَدْ أَراهُ بَصِيرا وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَزَلَتْ فِي أَبي جَهْلٍ، وَكَانَ يَقُولُ: أَنا أَعَزُّ أَهلِ الْوَادِي وأَمنعُهم، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ، مَعْنَاهُ ذُقْ هَذَا الْعَذَابَ إِنك أَنت الْقَائِلُ أَنا العَزِيزُ الْكَرِيمُ. أَبو زَيْدٍ: عَزَّ الرجلُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً إِذا قَوِيَ بَعْدَ ذِلَّة وَصَارَ عَزِيزًا. وأَعَزَّه اللهُ وعَزَزْتُ عَلَيْهِ: كَرُمْت عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ؛ أَي أَن الْكُتُبَ الَّتِي تَقَدَّمَتْهُ لَا تُبْطِلُهُ وَلَا يأْتي بَعْدَهُ كِتَابٌ يُبْطِلُهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَحْفُوظٌ مِنْ أَن يُنْقَصَ مَا فِيهِ فيأْتيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، أَو يُزاد فِيهِ فيأْتيه الْبَاطِلُ مِنْ خَلْفِهِ، وكِلا الْوَجْهَيْنِ حَسَنٌ، أَي حُفِظَ وعَزَّ مِنْ أَن يَلْحَقَهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا. ومَلِكٌ أَعَزّ وعَزِيزٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعِزٌّ عَزِيزٌ: إِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، وإِما أَن يَكُونَ بِمَعْنَى مُعِزّ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وَلَوْ حَضَرتْهُ تَغْلِبُ ابْنَةُ وائلٍ ... لَكانُوا لَهُ عِزّاً عَزيزاً وناصِرا وتَعَزَّزَ الرجلُ: صَارَ عَزِيزاً. وَهُوَ يَعْتَزُّ بِفُلَانٍ واعْتَزَّ بِهِ. وتَعَزَّزَ: تشرَّف. وعَزَّ عَليَّ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً: كَرُمَ، وأَعْزَزتُه: أَكرمته وأَحببته، وَقَدْ ضَعَّفَ شمرٌ هَذِهِ الْكَلِمَةَ عَلَى أَبي زَيْدٍ «4» وعَزَّ عَلَيَّ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وعَزَّ عَلَيَّ ذَلِكَ أَي حَقَّ واشتدَّ. وأُعْزِزْتُ بِمَا أَصابك: عَظُم عليَّ. وأَعْزِزْ عليَّ بِذَلِكَ أَي أَعْظِمْ وَمَعْنَاهُ عَظُمَ عليَّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ، لَمَّا رأَى طَلْحَةَ قَتِيلًا قَالَ: أَعْزِزْ عليَّ أَبا مُحَمَّدٍ أَن أَراك مُجَدَّلًا تَحْتَ نُجُومِ السَّمَاءِ ؛ يُقَالُ: عَزَّ عليَّ يَعِزُّ أَن أَراك بِحَالٍ سَيِّئَةٍ أَي يشتدُّ وَيَشُقُّ عليَّ. وكلمةٌ شَنْعَاءُ لأَهل الشِّحْر يَقُولُونَ: بِعِزِّي لَقَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا وبِعِزِّكَ، كَقَوْلِكَ لَعَمْري ولَعَمْرُكَ. والعِزَّةُ: الشدَّة والقوَّة. يُقَالُ: عَزَّ يَعَزُّ، بِالْفَتْحِ، إِذا اشتدَّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْزَزُوا أَي تشدَّدوا فِي الدِّينِ وتصلَّبوا، مِنِ العِزِّ القوَّةِ والشدةِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، كَتَمَسْكَن مِنَ السُّكُونِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ المَعَزِ وَهُوَ الشِّدَّةُ، وسيجيءُ في موضعه.

_ (3). قوله [شعواءَ] في القاموس في هذه المادة بدله سوداء. (4). قوله [على أبي زيد] عبارة شرح القاموس: عن أبي زيد.

وعَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم: قَوَّيْتُهم وشَدَّدْتُهم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ؛ أَي قَوَّينا وشَدَّدنا، وَقَدْ قُرِئَتْ: فَعَزَزْنا بِثَالِثٍ ، بِالتَّخْفِيفِ، كَقَوْلِكَ شَدَدْنا، وَيُقَالُ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَيضاً: رَجُلٌ عَزِيزٌ عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ أَي أَشِداء عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مِنْ عِزَّةِ النَّفْس. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: فِي الْكَلَامِ الْفَصِيحِ: إِذا عَزَّ أَخوكَ فَهُنْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُهُ، وَهُوَ مَثَلٌ مَعْنَاهُ إِذا تَعَظَّم أَخوكَ شامِخاً عَلَيْكَ فالْتَزِمْ لَهُ الهَوانَ. قَالَ الأَزهري: الْمَعْنَى إِذا غَلَبَكَ وَقَهَرَكَ وَلَمْ تقاوِمْه فَتَوَاضَعْ لَهُ، فإِنَّ اضْطِرابَكَ عَلَيْهِ يَزِيدُكَ ذُلًا وخَبالًا. قَالَ أَبو إِسحاق: الَّذِي قَالَهُ ثَعْلَبٌ خطأٌ وإِنما الْكَلَامُ إِذا عزَّ أَخوك فَهِنْ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، مَعْنَاهُ إِذا اشْتَدَّ عَلَيْكَ فَهِنْ لَهُ ودارِه، وَهَذَا مِنْ مَكَارِمِ الأَخلاق كَمَا رُوِيَ عَنْ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَوْ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ شَعْرَةً يمدُّونها وأَمُدُّها مَا انْقَطَعَتْ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ إِذا أَرْخَوْها مَدَدْتُ وإِذا مدُّوها أَرْخَيْت ، فَالصَّحِيحُ فِي هَذَا الْمَثَلِ فَهِنْ، بِالْكَسْرِ، مِنْ قَوْلِهِمْ هَانَ يَهِينُ إِذا صَارَ هَيِّناً لَيِّناً كَقَوْلِهِ: هَيْنُونَ لَيْنُونَ أَيْسارٌ ذَوُو كَرَمٍ ... سُوَّاسُ مَكْرُمَةٍ أَبناءُ أَطْهارِ وَيُرْوَى: أَيسار. وإِذا قَالَ هُنْ، بِضَمِّ الْهَاءِ، كَمَا قَالَهُ ثَعْلَبٌ فَهُوَ مِنَ الهَوانِ، وَالْعَرَبُ لَا تأْمر بِذَلِكَ لأَنهم أَعزَّة أَبَّاؤُونَ للضَّيْم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الَّذِي قَالَهُ ثَعْلَبٌ صَحِيحٌ لِقَوْلِ ابْنِ أَحمر: وقارعةٍ مِنَ الأَيامِ لَوْلَا ... سَبِيلُهُمُ، لزَاحَتْ عَنْكَ حِينا دَبَبْتُ لَهَا الضَّرَاءَ وقلتُ: أَبْقَى ... إِذا عَزَّ ابنُ عَمِّكَ أَن تَهُونا قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا عَزَّ مَا أَنَّك ذاهبٌ، كَقَوْلِكَ: حَقًّا أَنك ذَاهِبٌ. وعَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزّاً وعِزَّةً وعَزازَةً وَهُوَ عَزِيز: قَلَّ حَتَّى كَادَ لَا يُوجَدُ، وَهَذَا جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ. والعَزَزُ والعَزازُ: الْمَكَانُ الصُّلْب السَّرِيعُ السَّيْلِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العَزازُ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض وأَسْرَعَ سَيْلُ مَطَرِهِ يَكُونُ مِنَ القِيعانِ والصَّحاصِحِ وأَسْنادِ الْجِبَالِ والإِكامِ وظُهور القِفاف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنَ الصَّفا العاسِي ويَدْعَسْنَ الغَدَرْ ... عَزَازَهُ، ويَهْتَمِرْنَ مَا انْهَمَرْ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِي مَسَايِلِ الْوَادِي أَبعدُها سَيْلًا الرَّحَبَة ثُمَّ الشُّعْبَةُ ثُمَّ التَّلْعَةُ ثُمَّ المِذْنَبُ ثُمَّ العَزَازَةُ. وَفِي كِتَابِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لوَفْدِ هَمْدانَ: عَلَى أَن لَهُمْ عَزَازَها ؛ العَزَازَ: مَا صَلُبَ مِنَ الأَرض وَاشْتَدَّ وخَشُنَ، وإِنما يَكُونُ فِي أَطرافها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: قَالَ كنتُ أَخْتَلِفُ إِلى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة فَكُنْتُ أَخدُمُه، وذكَر جُهْدَه فِي الخِدمة فَقَدَّرْتُ أَني اسْتَنْظَفْتُ مَا عِنْدَهُ وَاسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ، فَخَرَجَ يَوْمًا فَلَمْ أَقُمْ لَهُ وَلَمْ أُظْهِرْ مِنْ تَكْرِمَته مَا كنتُ أُظهره مِنْ قبلُ فَنَظَرَ إِليَّ وَقَالَ: إِنك بعدُ فِي العَزَازِ فَقُمْ أَي أَنت فِي الأَطراف مِنَ الْعِلْمِ لَمْ تَتَوَسَّطْهُ بعدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْبَوْلِ فِي العَزازِ لِئَلَّا يَتَرَشَّشَ عليه. وَفِي حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: وأَسالت العَزازَ ؛ وأَرض عَزازٌ وعَزَّاءُ وعَزَازَةٌ ومَعْزوزةٌ:

كَذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَزَازَة كلِّ سائِلِ نَفْعِ سَوْءٍ ... لكلِّ عَزَازَةٍ سالتْ قَرارُ وأَنشده ثَعْلَبٌ: قَرارة كُلِّ سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ ... لكلِّ قَرارَةٍ سالتْ قَرارُ قَالَ: وَهُوَ أَجود. وأَعْزَزْنا: وَقَعْنَا فِي أَرضٍ عَزَازٍ وَسِرْنَا فِيهَا، كَمَا يُقَالُ: أَسْهَلْنا وَقَعْنَا فِي أَرض سهلةٍ. وعَزَّزَ المطرُ الأَرضَ: لَبَّدَها. وَيُقَالُ للوابلِ إِذا ضَرَبَ الأَرض السَّهْلَةَ فَشَدَّدَها حَتَّى لَا تَسُوخَ فِيهَا الرِّجْلُ: قَدْ عَزَّزَها وعَزَّزَ مِنْهَا؛ وَقَالَ: عَزَّزَ مِنْهُ، وَهُوَ مُعْطِي الإِسْهالْ ... ضَرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتالْ وتَعَزَّز لحمُ النَّاقَةِ: اشتدَّ وصَلُبَ. وتَعَزَّزَ الشيءُ: اشْتَدَّ؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ: أُجُدٌ إِذا ضَمَرَتْ تَعَزَّزَ لَحْمُها ... وإِذا تُشَدُّ بِنِسْعِها لَا تنْبِسُ لَا تَنْبِسُ أَي لَا تَرْغُو. وفرسٌ مُعْتَزَّة: غَلِيظَةُ اللَّحْمِ شَدِيدَتُهُ. وَقَوْلُهُمْ تَعَزَّيْتُ عَنْهُ أَي تَصَبَّرْتُ أَصلها تَعَزَّزْت أَي تَشَدَّدْتُ مِثْلُ تَظَنَّيْت مِنْ تَظَنَّنْتُ، وَلَهَا نَظَائِرُ تُذْكَرُ فِي مَوَاضِعِهَا، وَالِاسْمُ مِنْهُ العَزاءُ. وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزاءِ اللهِ فَلَيْسَ منَّا ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَرُدَّ أَمْرَه إِلى اللَّهِ فَلَيْسَ مِنَّا. والعَزَّاءُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ: ويَعْبِطُ الكُومَ فِي العَزَّاءِ إِنْ طُرِقا وَقِيلَ: هِيَ الشِّدَّةُ. وَشَاةٌ عَزُوزٌ: ضيِّقة الأَحاليل، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَالْجَمْعُ عُزُزٌ، وَقَدْ عَزَّتْ تَعُزُّ عُزُوزاً وعِزازاً وعَزُزَتْ عُزُزاً، بِضَمَّتَيْنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَعَزَّزَتْ، وَالِاسْمُ العَزَزُ والعَزَازُ. وَفُلَانٌ عَنْزٌ عَزُوزٌ: لَهَا دَرُّ جَمٌّ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ شَحِيحًا. وَشَاةٌ عَزُوز: ضَيِّقَةُ الأَحاليل لَا تَدِرُّ حَتَّى تُحْلَبَ بجُهْدٍ. وَقَدْ أَعَزَّت إِذا كَانَتْ عَزُوزاً، وَقِيلَ: عَزُزَتِ النَّاقَةُ إِذا ضَاقَ إِحليلها وَلَهَا لَبَنٌ كَثِيرٌ. قَالَ الأَزهري: أَظهر التَّضْعِيفَ فِي عَزُزَتْ، وَمِثْلُهُ قَلِيلٌ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَشُعَيْبٍ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فجاءَت بِهِ قالِبَ لَوْنٍ لَيْسَ فِيهَا عَزُوزٌ وَلَا فَشُوشٌ ؛ العزُوزُ: الشَّاةُ البَكِيئَةُ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ الضَّيِّقَةُ الإِحليل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: لَوْ أَن رَجُلًا أَخذ شَاةً عَزُوزاً فَحَلَبَهَا مَا فَرَغَ مِنْ حَلْبِها حَتَّى أُصَلِّيَ الصلواتِ الخمسَ ؛ يُرِيدُ التَّجَوُّزَ فِي الصَّلَاةِ وتخفيفَها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذرٍّ: هَلْ يَثْبُتُ لَكُمُ العدوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ وأَرْبَعٍ عُزُزٍ ؛ هُوَ جَمْعُ عَزُوزٍ كصَبُور وصُبُرٍ. وعَزَّ الماءُ يَعِزُّ وعَزَّتِ القَرْحَةُ تَعِزُّ إِذا سَالَ مَا فِيهَا، وَكَذَلِكَ مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضَّ إِذا سَالَ. وأَعَزَّتِ الشَّاةُ: اسْتَبانَ حَمْلُها وعَظُمَ ضَرْعُها؛ يُقَالُ ذَلِكَ للمَعَز والضَّأْن، يُقَالُ: أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ وأَعَزَّت وأَضْرَعَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعازَّ الرجلُ إِبلَه وَغَنَمَهُ مُعازَّةً إِذا كَانَتْ مِراضاً لَا تَقْدِرُ أَن تَرْعَى فاحْتَشَّ لَهَا ولَقَّمَها، وَلَا تَكُونُ

المُعازَّةُ إِلا فِي الْمَالِ وَلَمْ نَسْمَعْ فِي مَصْدَرِهِ عِزازاً. وعَزَّه يَعُزُّه عَزًّا: قَهَرَهُ وَغَلَبَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ؛ أَي غَلَبَنِي فِي الِاحْتِجَاجِ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: وعازَّني فِي الْخِطَابِ، أَي غَالَبَنِي؛ وأَنشد فِي صِفَةِ جَمَل: يَعُزُّ عَلَى الطريقِ بمَنْكِبَيْهِ ... كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِداحِ يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الجملُ الإِبلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيقِ فشبَّه حِرْصَهُ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيقِ وإِلحاحَه عَلَى السَّيْرِ بِحِرْصِ هَذَا الْخَلِيعِ عَلَى الضَّرْبِ بِالْقِدَاحِ لَعَلَّهُ يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مَالِهِ، وَالْخَلِيعُ: الْمَخْلُوعُ المَقْمُور مالُه. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ عَزَّ بَزَّ أَيْ مَنْ غَلَبَ سَلَبَ، وَالِاسْمُ العِزَّة، وَهِيَ الْقُوَّةُ وَالْغَلَبَةُ؛ وَقَوْلُهُ: عَزَّ عَلَى الرِّيحِ الشَّبُوبَ الأَعْفَرا أَي غَلَبَهُ وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرِّيحِ فردَّ وُجُوهَهَا، وَيَعْنِي بالشَّبُوب الظَّبْيَ لَا الثَّوْرَ لأَن الأَعفر لَيْسَ مِنْ صِفَاتِ الْبَقَرِ. والعَزْعَزَةُ: الْغَلَبَةُ. وعازَّني فَعَزَزْتُه أَي غَالَبَنِي فَغَلَبْتُهُ، وضمُّ الْعَيْنِ فِي مِثْلِ هَذَا مطَّرد وَلَيْسَ فِي كُلِّ شيءٍ، يُقَالُ: فَاعَلَنِي فَفَعَلْتُه. والعِزُّ: الْمَطَرُ الغَزير، وَقِيلَ: مَطَرٌ عِزٌّ شَدِيدٌ كَثِيرٌ لَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ سَهْلٌ وَلَا جَبَلٌ إِلا أَساله. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العِزُّ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. أَرض مَعْزُوزَة: أَصابها عِزٌّ مِنَ الْمَطَرِ. والعَزَّاءُ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ الْوَابِلُ. والعَزَّاءُ: الشِّدَّةُ. والعُزَيْزاءُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ عُكْوَتِه وجاعِرَتِه، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَهُمَا العُزَيْزاوانِ؛ والعُزَيْزاوانِ: عَصَبَتانِ فِي أُصول الصَّلَوَيْنِ فُصِلَتا مِنَ العَجْبِ وأَطرافِ الوَرِكَينِ؛ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: العُزَيْزاءُ عَصَبَة رَقِيقَةٌ مُرَكَّبَةٌ فِي الخَوْرانِ إِلى الْوِرْكِ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ فَرَسٍ: أُمِرَّتْ عُزَيْزاءُ ونِيطَتْ كُرومُه ... إِلى كَفَلٍ رَابٍ، وصُلْبٍ مُوَثَّقِ والكَرْمَةُ: رأْس الْفَخْذِ الْمُسْتَدِيرُ كأَنه جَوْزَةٌ وموضعُها الَّذِي تَدُورُ فِيهِ مِنَ الْوِرْكِ القَلْتُ، قَالَ: وَمَنْ مَدَّ العُزَيْزَا مِنَ الْفَرَسِ قَالَ: عُزَيْزاوانِ، وَمَنْ قَصَرَ ثَنَّى عُزَيْزَيانِ، وَهُمَا طَرَفَا الوَرِكين. وَفِي شَرْحِ أَسماء اللَّهِ الْحُسْنَى لابن بَرْجانَ: العَزُوز مِنْ أَسماء فَرْجِ المرأَة الْبِكْرِ. والعُزَّى: شَجَرَةٌ كَانَتْ تُعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه تأْنيث الأَعَزِّ، والأَعَزُّ بِمَعْنَى العَزيزِ، والعُزَّى بِمَعْنَى العَزِيزَةِ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَقَدْ يَجُوزُ فِي العُزَّى أَن تَكُونَ تأْنيث الأَعَزِّ بِمَنْزِلَةِ الفُضْلى مِنَ الأَفْضَل والكُبْرَى مِنَ الأَكْبَرِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَاللَّامُ فِي العُزَّى لَيْسَتْ زَائِدَةً بَلْ هِيَ عَلَى حَدِّ اللَّامِ فِي الحَرثِ والعَبَّاسِ، قَالَ: وَالْوَجْهُ أَن تَكُونَ زَائِدَةً لأَنا لَمْ نَسْمَعْ فِي الصِّفَاتِ العُزَّى كَمَا سَمِعْنَا فِيهَا الصُّغْرى والكُبْرَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ؛ جاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن اللَّاتَ صَنَمٌ كَانَ لِثَقِيف، والعُزَّى صَنَمٌ كَانَ لِقُرَيْشٍ وَبَنِي كِنانَةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَمَا ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها ... عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما وَيُقَالُ: العُزَّى سَمُرَةٌ كَانَتْ لغَطَفان يَعْبُدُونَهَا وَكَانُوا بَنَوْا عَلَيْهَا بَيْتًا وأَقاموا لَهَا سَدَنَةً فَبَعَثَ إِليها رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَهَدَمَ

الْبَيْتَ وأَحرق السَّمُرَة وَهُوَ يَقُولُ: يَا عُزَّ، كُفْرانَكِ لَا سُبْحانَكِ ... إِنِّي رأَيتُ اللَّهَ قَدْ أَهانَكِ وَعَبْدُ العُزَّى: اسْمُ أَبي لَهَبٍ، وإِنما كَنَّاه اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ، وَلَمْ يُسَمِّه لأَن اسْمَهُ مُحالٌ. وأَعَزَّت البقرةُ إِذا عَسُرَ حَمْلُها. واسْتَعَزَّ الرَّمْلُ: تَماسَكَ فَلَمْ يَنْهَلْ. واسْتَعَزَّ اللَّهُ بِفُلَانٍ «1» واسْتَعَزَّ فُلَانٌ بحقِّي أَي غَلَبَني. واسْتُعِزَّ بِفُلَانٍ أَي غُلِبَ فِي كُلِّ شيءٍ مِنَ عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: اسْتُعِزَّ بِالْعَلِيلِ إِذا اشتدَّ وجعُه وغُلِب عَلَى عَقْلِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى كُلْثوم بْنِ الهَدْمِ وَهُوَ شاكٍ ثُمَّ اسْتُعِزَّ بكُلْثُومٍ فانتقل إِلى سعد بن خَيْثَمة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَي اشْتَدَّ بِهِ المرضُ وأَشرف عَلَى الْمَوْتِ؛ يُقَالُ: عَزَّ يَعَزُّ، بِالْفَتْحِ «2»، إِذا اشتدَّ، واسْتُعِزَّ عَلَيْهِ إِذا اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَغَلَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن قَوْمًا مُحْرِمِينَ اشْتَرَكُوا فِي قَتْلِ صَيْدٍ فَقَالُوا: عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا جزاءٌ، فسأَلوا بعضَ الصَّحَابَةِ عَمَّا يجبُ عَلَيْهِمْ فأَمر لِكُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بكفَّارة، ثُمَّ سأَلوا ابنَ عُمَرَ وأَخبروه بفُتْيا الَّذِي أَفتاهم فَقَالَ: إِنكم لَمُعَزَّزٌ بِكُمْ، عَلَى جَمِيعِكُمْ شاةٌ ، وَفِي لفظٍ آخَرَ: عَلَيْكُمْ جزاءٌ واحدٌ ، قَوْلُهُ لَمُعَزَّزٌ بِكُمْ أَي مُشَدَّدٍ بِكُمْ ومُثَقَّل عَلَيْكُمُ الأَمرُ: وفلانٌ مِعْزازُ الْمَرَضِ أَي شَدِيدُهُ. وَيُقَالُ لَهُ إِذا مَاتَ أَيضاً: قَدِ اسْتُعِزَّ بِهِ. والعَزَّة، بِالْفَتْحِ: بِنْتُ الظَّبْية؛ قَالَ الرَّاجِزُ: هانَ عَلَى عَزّةَ بنتِ الشَّحَّاجْ ... مَهْوَى جِمالِ مالِك فِي الإِدْلاجْ وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة عَزَّة. وَيُقَالُ للعَنْز إِذا زُجِرت: عَزْعَزْ، وَقَدْ عَزْعَزْتُ بِهَا فَلَمَّ تَعَزْعَزْ أَي لَمْ تَتَنَحَّ، والله أَعلم. عشز: عَشَزَ الرجلُ يَعْشِزُ عَشَزاناً: مَشَى مِشْيَة الْمَقْطُوعِ الرِّجْل، وَهُوَ العَشَزان. والعَشْوَزُ: مَا صَلُب مَسْلَكُه مِنْ طريقٍ أَو أَرض؛ قَالَ الشَّمَّاخُ «3» ... المُقْفِراتِ العَشاوِزِ وَقَالَهُ أَبو عَمْرٍو: تَدُقُّ شُهْبَ طِلْحِه العَشاوِزُ والعَشَوْزَنُ: مَا صعُب مَسْلَكُه مِنَ الأَماكن؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَخْذك بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ والعَشَوْزَنُ: الشَّدِيدُ الخَلْق الْعَظِيمُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وقَناة عَشَوْزَنَةٌ: صُلْبَة. والعَشْوَزُ والعَشَوَّزُ: الشَّدِيدُ الخَلْق الْغَلِيظُ. عضز: عَضَزَ يَعْضِزُ عَضْزاً: مَضَغ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ.

_ (1). قوله [واستعز الله بفلان] هكذا في الأَصل. وعبارة القاموس وشرحه: واستعز الله به أماته. (2). قوله [يُقَالُ عَزَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ إلخ] عبارة النهاية: يُقَالُ عَزَّ يَعَزُّ بِالْفَتْحِ إِذا اشتد، واستعز به المرض وغيره وَاسْتُعِزَّ عَلَيْهِ إِذَا اشْتَدَّ عليه وغلبه، ثم يبنى الفعل للمفعول (3). قوله [قال الشماخ إلخ] هذا قطعة من بيت من الطويل، وعبارة شرح القاموس: قَالَ الشَّمَّاخُ: حَذَاهَا مِنَ الصَّيْدَاءِ نَعْلًا طِرَاقُهَا ... حَوَامِي الكراع المؤيدات العشاوز ويروى الموجعات؛ قاله الصاغاني، قلت: ويروى المقفرات أيضاً.

عضمز: العَيْضَمُوزُ: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ؛ وأَنشد: أَعْطَى خُباسَة عَيْضَمُوزاً كَزَّةً ... لَطْعاءَ، بئسَ هَدِيَّةُ المتَكَرِّمِ وَنَاقَةٌ عَيْضَمُوزٌ. والعَضَمَّزُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَضَمَّزُ: الضخمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَضَمَّزُ: البخيلُ، وامرأَة عَضَمَّزٌ؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ الشَّاعِرُ: عَضَمَّزَةٌ فِيهَا بقاءٌ وشِدَّةٌ وَرَجُلٌ عَضَمَّزُ الخَلْق: شَدِيدُهُ. الأَزهري: عَجُوزٌ عِكْرِشَةٌ وعِجْرِمَةٌ وعَضَمَّزَةٌ وقَلَمَّزَةٌ: وَهِيَ اللَّئِيمَةُ القصيرة. عطمز: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عطمس: نَاقَةٌ عَيْطَمُوزٌ، بِالزَّايِ، أَي طَوِيلَةٌ عَظِيمَةٌ، وَقَالَ: صخرة عَيْطَمُوزٌ ضَخْمة. عفز: العَفْزُ: الْمُلَاعَبَةُ. يُقَالُ: بَاتَ يُعافِزُ امرأَتَه أَي يُغازِلُها؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ بَابِ قَوْلِهِمْ بَاتَ يُعافِسُها فأَبدل مِنَ السِّينِ زَايًا. وَيُقَالُ للجَوْزِ الَّذِي يُؤْكَلُ: عَفْزٌ وعَفَازٌ، الْوَاحِدَةُ عَفْزَةٌ وعَفَازَةٌ. والعفازةُ: الأَكَمَةُ. يُقَالُ: لَقِيته فَوْقَ عَفازَة أَي فوق أَكَمَة. عقز: العَقْزُ: تَقارُبُ دَبيب النمل. عقفز: العَقْفَزَةُ: أَن يَجْلِسَ الرجلُ جِلْسة المُحْتَبِي ثُمَّ يَضُمُّ رُكْبَتَيْهِ وَفَخِذَيْهِ كَالَّذِي يَهمُّ بأَمرٍ شَهْوَةٍ لَهُ؛ وأَنشد: ثُمَّ أَصابَ سَاعَةً فَعَقْفَزَا ... ثُمَّ عَلاها فَدَحَا وارْتَهَزَا عكز: العَكْزُ: الائتمامُ بالشيءِ والاهتداءُ بِهِ. والعُكَّازَةُ: عَصاً فِي أَسفلها زُجٌّ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا الرَّجُلُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ عَكاكِيزُ وعُكَّازات. والعَكِزُ: الرجلُ السَّيئُ الخُلُق» البخيل المَشْؤُومُ. عُكَيزٌ وعاكزٌ: اسمان. عكمز: العُكْمُوزُ: التَّارَّة الحادِرةُ الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قَالَ: إِنِّي لأَقْلِي الجِلْبِحَ العَجُوزا ... وآمِقُ الفَتِيَّةَ العُكْمُوزا الأَزهري: عُكْمُوزَةٌ حادِرةٌ تارَّةٌ وعُكْمُزٌ أَيضاً، قَالَ: وَيُقَالُ للأَيْرِ إِذا كَانَ مُكْتَنِزاً: إِنه لَعُكْمُزٌ؛ وأَنشد: وفَتَحَتْ للعَوْدِ بئْراً هُزْهُزا ... فالتَقَمَتْ جُرْدانَه والعُكْمُزا علز: العَلَزُ: الضَّجَرُ. والعَلَزُ: شِبْهُ رِعْدة تأْخذ الْمَرِيضَ أَو الْحَرِيصَ عَلَى الشيءِ كأَنه لَا يستقرُّ فِي مَكَانِهِ مِنَ الْوَجَعِ، عَلِزَ يَعْلَزُ عَلَزاً وعَلَزاناً، وَهُوَ عَلِزٌ، وأَعْلَزَه الْوَجَعُ؛ تَقُولُ: مَا لِي أَراك عَلِزاً وأَنشد: عَلَزان الأَسِيرِ شُدَّ صِفادا والعَلَزُ أَيضاً: مَا تَبَعَّثَ مِنَ الْوَجَعِ شَيْئًا إِثر شيءْ كالحُمَّى يَدْخُلُ عَلَيْهَا السُّعال والصُّداع ونحوهُما. والعَلَزُ: القَلَقُ والكَرْبُ عِنْدَ الْمَوْتِ؛ قَالَتْ أَعرابية تَرْثِي ابنها:

_ (4). قوله [والعَكِزُ الرجل السيء الخلق] هكذا ضبط في الأصل. وعبارة القاموس: والعكز، بالكسر، السيئ الخلق، قال شارحه: وفي اللسان ككتف

وإِذا لَهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ ... مِمَّا يَجِيشُ بِهِ مِنَ الصَّدْرِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَةِ الشَّبابِ إِلَّا عَلَزَ القَلِق؟ قَالَ: العَلَزُ، بِالتَّحْرِيكِ، خِفَّةٌ وقَلقٌ وهَلَعٌ يُصِيبُ الإِنسانَ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ مِنَ الإِعْلان وَهُوَ الإِظهارُ، وَيُقَالُ: مَاتَ فُلَانٌ عَلِزاً أَي وَجِعاً قَلِقاً لَا يَنَامُ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي يَنْزِلُ بِهِ الْمَوْتُ يُوصَف بالعَلَز وَهُوَ سِياقُه نَفْسَه. يُقَالُ: هُوَ فِي عَلَزِ الْمَوْتِ؛ وَقَوْلُهُ: إِنَّك مِنِّي لاجِئٌ إِلى وَشَزْ ... إِلى قَوافٍ صَعْبَةٍ فِيهَا عَلَزْ أَي فِيهَا مَا يُورِثُكَ ضِيقاً كَالضَّيِّقِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ الْمَوْتِ. والعِلَّوْزُ: الموتُ. وعَلِزَ عَلَزاً: حَرَصَ وغَرضَ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلِهِ غَرِضَ هَاهُنَا أَي قَلِقَ. والعَلَزُ: المَيْلُ والعُدولُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ «1». والعِلَّوْزُ: البَشَمُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِلَّوْزُ لُغَةٌ فِي العِلَّوْصِ، وَهُوَ الْوَجَعُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ اللَّوَى مِنْ أَوجاع الْبَطْنِ. وعالِزٌ: موضع. علكز: العِلْكِزُ: الشديدُ الضخمُ العظيمُ. علهز: العِلْهِزُ: وَبَرٌ يُخْلَطُ بدماءِ الحَلَمِ كَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تأْكله فِي الجَدْب، وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَة: كَانَ طَعَامُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ العِلْهِزَ. الأَزهري: العِلْهِزُ الوَبَرُ مَعَ دَمِ الحَلَمِ، وإِنما كَانَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَالَجُ بِهَا الوَبَرُ مَعَ دِمَاءِ الحَلَم يأْكلونه؛ وأَنشد ابْنُ شُمَيْلٍ: وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ ... فأَقْبِحْ بِهَذَا وَيْحَ نفسِكَ مِنْ فِعْلِ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العِلْهِزُ دَمٌ يابسٌ يُدَقُّ بِهِ أَوْبار الإِبل فِي الْمَجَاعَاتِ ويؤْكل؛ وأَنشد: عَنْ أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ وَفِي الْحَدِيثِ فِي دُعَائِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَى مُضَرَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بِالْجُوعِ حَتَّى أَكلوا العِلْهِزَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ شيءٌ يَتَّخِذُونَهُ فِي سِنِي الْمَجَاعَةِ يَخْلِطُونَ الدَّمَ بأَوبار الإِبل ثُمَّ يَشْوُونه بِالنَّارِ ويأْكلونه، قَالَ: وَقِيلَ كَانُوا يَخْلِطُونَ فِيهِ القِرْدانَ. وَيُقَالُ للقُراد الضَّخْمِ: عِلْهِزٌ، وَقِيلَ: العِلْهِزُ شيءٌ يَنْبُتُ بِبِلَادِ بَنِي سُلَيم لَهُ أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ: وَلَا شيءَ مِمَّا يأْكلُ الناسُ عِنْدَنَا ... سِوَى الحَنْظَلِ الْعَامِيِّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ وليسَ لَنَا إِلَّا إِليكَ فِرارُنا ... وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْل؟ ابْنُ الأَعرابي: العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل، قَالَ: ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الَّتِي فِيهَا بقيةٌ وَقَدْ أَسَنَّتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل. الْجَوْهَرِيُّ: لَحْمٌ مُعَلْهَزٌ إِذا لَمْ يَنْضَجْ. عنز: العَنْزُ: الماعِزَةُ، وَهِيَ الأُنثى مِنَ المِعْزَى والأَوْعالِ والظِّباءِ، وَالْجَمْعُ أَعْنُزٌ وعُنُوزٌ وعِنازٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالعِنازِ جَمْعَ عَنْزِ الظِّباءِ؛ وأَنشد ابن

_ (1). قوله [والفعل كالفعل] اي على لغة من جعل مال من باب تعب

الأَعرابي: أَبُهَيُّ، إِنَّ العَنْزَ تَمْنَع رَبَّها ... مِن أَنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحائِل أَراد يَا بُهَيَّةُ فرخَّم، وَالْمَعْنَى أَن الْعَنْزَ يَتَبَلَّغُ أَهلُها بِلَبَنِهَا فَتَكْفِيهِمُ الغارةَ عَلَى مَالِ الْجَارِ الْمُسْتَجِيرِ بأَصحابها. وَحَائِلٌ: أَرض بِعَيْنِهَا، وأَدخل عَلَيْهَا الأَلف وَاللَّامَ لِلضَّرُورَةِ، وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: حَتْفَها تَحْمِلُ ضأْنٌ بأَظلافها. وَمِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: لَا تَكُ كالعَنْزِ تَبْحَثُ عَنِ المُدْيَةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ جِنَايَةً يَكُونُ فِيهَا هَلَاكُهُ، وأَصله أَن رَجُلًا كَانَ جَائِعًا بِالْفَلَاةِ فَوَجَدَ عَنَزًا وَلَمْ يَجِدْ مَا يَذْبَحُهَا بِهِ، فَبَحَثَتِ بِيَدَيْهَا وأَثارت عَنْ مُدْيَةٍ فَذَبَحَهَا بِهَا. وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلَيْنِ يَتَسَاوَيَانِ فِي الشَّرَفِ قَوْلُهُمْ: هُمَا كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ؛ وَذَلِكَ أَن رُكْبَتَيْهَا إِذا أَرادت أَن تَرْبِضَ وَقْعَتَا مَعًا. فأَما قَوْلُهُمْ: قَبَّحَ اللهُ عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةٌ فإِنه أَراد جَمَاعَةَ عَنْزٍ أَو أَراد أَعْنُزاً فأَوقع الْوَاحِدَ مَوْقِعَ الْجَمْعِ. وَمِنْ أَمثالهم: كُفِيَ فلانٌ يومَ العَنْزِ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَلْقَى مَا يُهْلِكُه. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: يومٌ كيومِ العَنْزِ، وَذَلِكَ إِذا قَادَ حَتْفاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رأَيتُ ابنَ ذِبْيانَ يَزِيدَ رَمَى بِهِ ... إِلى الشَّامِ يومُ العَنْزِ، واللهُ شاغِلُهْ «1» قَالَ الْمُفَضَّلُ: يُرِيدُ حَتْفاً كَحَتْفِ العَنْزِ حِينَ بَحَثَتْ عَنْ مُدْيَتِها. والعَنْزُ وعَنْزُ الماءِ، جَمِيعًا: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ، وَهُوَ أَيضاً طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. والعَنْزُ: الأُنثى مِنَ الصُّقور والنُّسور. والعَنْزُ: العُقاب، وَالْجَمْعُ عُنُوزٌ. والعَنْزُ: الْبَاطِلُ. والعَنْزُ: الأَكَمَةُ السَّوْدَاءُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وإِرَمٌ أَخْرَسُ فوقَ عَنْزِ قَالَ الأَزهري: سأَلني أَعرابي عَنْ قَوْلِ رُؤْبَةَ: وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوقَ عَنْزِ فَلَمْ أَعرفه، وَقَالَ: العَنْزُ الْقَارَّةُ السَّوْدَاءُ، والإِرَمُ عَلَمٌ يُبْنَى فَوْقَهَا، وَجَعَلَهُ أَعيس لأَنه بُنِيَ مِنْ حِجَارَةٍ بِيضٍ لِيَكُونَ أَظهر لِمَنْ يُرِيدُ الِاهْتِدَاءَ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ فِي الْفَلَاةِ. وكلُّ بناءٍ أَصَمَّ، فَهُوَ أَخرس؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وقاتَلَتِ العَنْزُ نصف النَّهارِ ... ثُمَّ تَوَلَّتْ مَعَ الصَّادِرِ فَهُوَ اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ هوزان؛ وَقَوْلُهُ: وَكَانَتْ بيومِ العَنْزِ صادَتْ فُؤادَهُ الْعَنْزُ: أَكمة نَزَلُوا عَلَيْهَا فَكَانَ لَهُمْ بِهَا حَدِيثٌ. والعَنْزُ: صَخْرَةٌ فِي الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عُنُوزٌ. والعَنْزُ: أَرض ذَاتُ حُزُونَةٍ وَرَمْلٍ وَحِجَارَةٍ أَو أَثْلٍ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الحُبارَى عَنْزاً، وَهِيَ العَنْزَةُ أَيضاً والعَنَزُ. والعَنَزَةُ أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ بِالْبَادِيَةِ دَقِيقُ الخَطْمِ يأْخذ الْبَعِيرَ مِنْ قِبَلِ دُبُرِه، وَهِيَ فِيهَا كالسَّلُوقِيَّةِ، وَقَلَّمَا يُرَى؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى قَدْرِ ابْنِ عُرْسٍ يَدْنُو مِنَ النَّاقَةِ وَهِيَ بَارِكَةٌ ثُمَّ يَثِبُ فَيَدْخُلُ فِي حَيَائِهَا فَيَنْدَمِصُ فِيهِ حَتَّى يَصِلَ إِلى الرَّحِم فَيَجْتَبِذُها فَتَسْقُطُ الناقةُ فَتَمُوتُ، وَيَزْعُمُونَ أَنه شَيْطَانٌ؛ قَالَ الأَزهري: العَنَزَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ جِنْسِ الذِّئَابِ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ، ورأَيت بالصَّمَّانِ نَاقَةً مُخِرَتْ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِهَا لَيْلًا فأَصبحت وَهِيَ مَمْخُورة

_ (1). قوله [رأيت ابن ذبيان] الذي في الأساس: رأيت ابن دينار.

قَدْ أَكلت العَنَزَةُ مِنْ عَجُزِها طَائِفَةً فَقَالَ رَاعِي الإِبل، وَكَانَ نُمَيْرِيّاً فَصِيحًا: طَرَقَتْها العَنَزَةُ فَمَخَرَتْها، والمَخْرُ الشَّقُّ، وَقَلَّمَا تَظْهَرُ لِخُبْثِهَا؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ الْمَعْرُوفَةِ: رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا وَفِيهَا يَقُولُ الشَّاعِرُ: شَرَّ يَوْمَيْها وأَغواهُ لَهَا ... رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَن امرأَة مِنْ طَسْمٍ يُقَالُ لَهَا عَنْزٌ أُخِذَتْ سَبِيَّةً، فَحَمَلُوهَا فِي هَوْدَج وأَلطفوها بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَتْ: شَرُّ يَوْمَيْهَا وأَغواه لَهَا تَقُولُ: شَرُّ أَيامي حِينَ صِرْتُ أُكرم للسِّباء؛ يُضْرَبُ مَثَلًا فِي إِظهار البِرِّ بِاللِّسَانِ وَالْفِعْلِ لِمَنْ يُرَادُ بِهِ الْغَوَائِلُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: كَانَ المُمَلَّكُ عَلَى طَسْمٍ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عُمْلُوقٌ أَو عِمْلِيقٌ، وَكَانَ لَا تُزَفُّ امرأَةٌ مِنْ جَدِيسَ حَتَّى يؤْتى بِهَا إِليه فَيَكُونَ هُوَ المُفْتَضّ لَهَا أَولًا، وجَدِيسُ هِيَ أُخت طَسْمٍ، ثُمَّ إِن عُفَيْرَةَ بِنْتَ عَفَارٍ، وَهِيَ مِنْ سَادَاتِ جَدِيسَ، زُفَّتْ إِلى بَعْلِهَا، فأُتِيَ بِهَا إِلى عِمْلِيقٍ فَنَالَ مِنْهَا مَا نَالَ، فَخَرَجَتْ رَافِعَةً صَوْتَهَا شَاقَّةً جَيْبَهَا كَاشِفَةً قُبُلَها، وَهِيَ تَقُولُ: لَا أَحَدٌ أَذَلَّ مِنْ جَدِيسِ ... أَهكذا يُفْعَلُ بالعَرُوسِ فَلَمَّا سُمِعُوا ذَلِكَ عَظُمَ عَلَيْهِمْ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُمْ وَمَضَى بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، ثُمَّ إِن أَخا عُفَيْرَةَ وَهُوَ الأَسود بْنُ عَفَار صَنَعَ طَعَامًا لعُرْسِ أُخته عُفَيرة، وَمَضَى إِلى عِمْلِيقٍ يسأَله أَن يَحْضُرَ طَعَامَهُ فأَجابه، وَحَضَرَ هُوَ وأَقاربه وأَعيان قَوْمِهِ، فَلَمَّا مَدُّوا أَيديهم إِلى الطَّعَامِ غَدَرَتْ بِهِمْ جَدِيسُ، فَقُتِلَ كُلُّ مَنْ حَضَرَ الطَّعَامَ وَلَمْ يُفلِتْ مِنْهُمْ أَحد إِلا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رِياحُ بْنُ مُرَّة، تَوَجَّهَ حَتَّى أَتى حَسَّان بْنَ تُبَّعٍ فاسْتَجاشَهُ عَلَيْهِمْ ورَغَّبَهُ فِيمَا عِنْدَهُمْ مِنَ النِّعم، وَذَكَرَ أَن عِنْدَهُمُ امرأَة يُقَالُ لَهَا عَنْز، مَا رأَى النَّاظِرُونَ لَهَا شِبْهاً، وَكَانَتْ طَسْم وجَدِيسُ بجَوِّ الْيَمَامَةِ، فأَطاعه حسانُ وَخَرَجَ هُوَ وَمَنْ عِنْدِهِ حَتَّى أَتوا جَوًّا، وَكَانَ بِهَا زرقاءُ الْيَمَامَةِ، وَكَانَتْ أَعلمتهم بِجَيْشِ حَسَّانَ مِنْ قَبْلِ أَن يأْتي بِثَلَاثَةِ أَيام، فأَوقع بِجَدِيسَ وَقَتَلَهُمْ وَسَبَى أَولادهم ونساءَهم وَقَلَعَ عَيْنَيْ زَرْقَاءَ وَقَتَلَهَا، وأُتِيَ إِليه بعَنْز رَاكِبَةً جَمَلًا، فَلَمَّا رأَى ذَلِكَ بَعْضُ شُعَرَاءِ جَدِيسَ قَالَ: أَخْلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا ... مثلَ مَا أَخْلَقَ سَيْفٌ خِلَلا وتَداعَتْ أَرْبَعٌ دَفَّافَةٌ ... تَرَكَتْه هامِداً مُنْتَخِلا مِنْ جَنُوبٍ ودَبُورٍ حِقْبَةً ... وصَباً تُعْقبُ رِيحاً شَمْأَلا وَيْلَ عَنْزٍ واسْتَوَتْ راكِبَةً ... فوقَ صَعْب، لَمْ يُقَتَّلْ ذُلُلا شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لَهَا ... رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا لَا تُرَى مِنْ بَيْتِهَا خارِجَةً ... وتَراهُنَّ إِليها رَسَلا مُنِعَتْ جَوّاً، ورامَتْ سَفَراً ... تَرَكَ الخَدَّيْنِ مِنْهَا سَبَلا

يَعْلَمُ الحازِمُ ذُو اللُّبِّ بِذا ... أَنما يُضْرَبُ هَذَا مَثَلا وَنَصَبَ شَرَّ يَوْمَيْهَا بِرَكِبَتْ عَلَى الظَّرْفِ أَي رَكِبَتْ بِحِدْجٍ جَمَلًا فِي شَرِّ يَوْمَيْهَا. والعَنَزَةُ: عَصًا فِي قَدْر نِصْفِ الرُّمْح أَو أَكثر شَيْئًا فِيهَا سِنانٌ مِثْلُ سِنَانِ الرُّمْحِ، وَقِيلَ: فِي طَرَفِهَا الأَسفل زُجٌّ كَزُجِّ الرُّمْحِ يتوكأُ عَلَيْهَا الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: هِيَ أَطول مِنَ الْعَصَا وأَقصر مِنَ الرُّمْحِ والعُكَّازَةُ قَرِيبٌ مِنْهَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ لِمَا طُعِنَ أُبيّ بْنُ خَلَفٍ بالعَنَزَة بَيْنَ ثَدْيَيْه قَالَ: قَتَلَنِي ابنُ أَبي كَبْشَة. وتَعَنَّزَ واعْتَنَزَ: تَجَنَّب الناسَ وَتَنَحَّى عَنْهُمْ، وَقِيلَ: المُعْتَنِزُ الَّذِي لَا يُساكِنُ الناسَ لِئَلَّا يُرْزَأَ شَيْئًا. وعَنَزَ الرجلُ: عَدَلَ، يُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ مُعْتَنِزاً إِذا نزل حَرِيداً فِي نَاحِيَةٍ مِنَ النَّاسِ. ورأَيته مُعْتَنِزاً ومُنْتَبِذاً إِذا رأَيته مُتَنَحِّيًا عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَباتَكَ اللهُ فِي أَبياتِ مُعْتَنِزٍ ... عَنِ المَكارِمِ، لَا عَفٍّ وَلَا قارِي أَي وَلَا يَقْرِي الضيفَ وَرَجُلٌ مُعَنَّزُ الْوَجْهِ إِذا كَانَ قَلِيلَ لَحْمِ الْوَجْهِ فِي عِرْنِينِه شَمَمٌ. وعُنِّزَ وَجْهُ الرَّجُلِ: قَلَّ لَحْمُهُ. وَسُمِعَ أَعرابي يَقُولُ لِرَجُلٍ: هُوَ مُعَنَّزُ اللِّحْيَة، وفسره أَبو داود بُزْ رِيش: كأَنه شَبَّهَ لِحْيَتَهُ بِلِحْيَةِ التَّيْسِ. والعَنْزُ وعَنْزٌ، جَمِيعًا: أَكَمَةٌ بِعَيْنِهَا. وعَنْزُ: اسْمُ امرأَة يقال لها عَنْز الْيَمَامَةِ، وَهِيَ الْمَوْصُوفَةُ بحدَّة النَّظَرِ. وعَنْزٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَكَذَلِكَ عِنازٌ، وعُنَيْزَةُ اسْمُ امرأَة تَصْغِيرُ عَنَزَة. وعَنَزَةُ وعُنَيْزَةُ: قَبِيلَةٌ. قَالَ الأَزهري: عُنَيْزَة فِي الْبَادِيَةِ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ، وعُنَيْزَة قَبِيلَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُ إِليهم فَيُقَالُ فُلَانٌ العَنَزِيّ، وَالْقَبِيلَةُ اسْمُهَا عَنَزَةُ. وعَنَزَةُ: أَبو حَيٍّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَهُوَ عَنَزَة بْنِ أَسد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزار؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: دَلَفْتُ لَهُ بِصَدْرِ العَنْزِ لَمَّا ... تَحامَتْهُ الفَوارِسُ والرِّجالُ فَهُوَ اسْمُ فَرَسٍ؛ والعَنْزُ فِي قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا مَا العَنْزُ مِنْ مَلَقٍ تَدَلَّتْ هِيَ العُقاب الأُنثى. وعُنَيْزَةُ: مَوْضِعٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ إمرئِ الْقَيْسِ: وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ وعُنازة: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الأَخطل: رَعَى عُنازَةَ حَتَّى صَرَّ جُنْدُبُها ... وذَعْذَعَ المالَ يومٌ تالِعٌ يَقِرُ عنقز: العَنْقَزُ والعُنْقُزُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: المَرْزَنْجُوش، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعُنْقُزانُ مِثْلُهُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَا يَكُونُ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ وَقَدْ يَكُونُ بِغَيْرِهَا، وَمِنْهُ يَكُونُ هُنَاكَ اللَّاذَنُ؛ قَالَ الأَخطل يَهْجُو رَجُلًا: أَلا اسْلَمْ، سَلِمْتَ أَبا خالِدٍ ... وحَيَّاكَ رَبُّكَ بالعَنْقَزِ ورَوَّى مُشاشَكَ بالخَنْدَرِيسِ ... قَبْل الْمَمَاتِ فَلَا تَعْجَزِ أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها ... فَهَلْ فِي الخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ؟

ودِينُكَ هذا كدين الحِمارِ ... بَلْ أَنتَ أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزِ وَقِيلَ: العَنْقَزُ جُرْدانُ الْحِمَارِ «1» والعَنْقَزُ: أَصلُ القَصَبِ الغَضِّ، وَهُوَ بِالرَّاءِ أَعلى، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ كُرَاعٌ بِالرَّاءِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ ذَكَرَ العُنْقُزان؛ العُنْقُزُ أَصل القَصَب الغَضّ. والعُنْقُزُ أَبناء الدَّهاقِينِ، وَقِيلَ: العَنْقَزُ السَّمُّ «2» والعَنْقَزُ: الدَّاهِيَةُ مِنْ كِتَابِ أَبي عَمْرٍو، وَاللَّهُ أَعلم. عوز: اللَّيْثُ: العَوَزُ أَن يُعْوِزَكَ الشيءُ وأَنت إِليه مُحْتَاجٌ، وإِذا لَمْ تَجِدِ الشيءَ قُلْتَ: عازَني؛ قَالَ الأَزهري: عازَنِي لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ أَعْوزَنِي هَذَا الأَمْرُ إِذا اشتدَّ عَلَيْكَ وعَسُرَ، وأَعْوَزَنِي الشيءُ يُعْوِزُنِي أَي قَلَّ عِنْدِي مَعَ حَاجَتِي إِليه. وَرَجُلٌ مُعْوِزٌ: قَلِيلُ الشَّيْءِ. وأَعْوَزَه الشيءُ إِذا احْتَاجَ إِليه فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ. والعَوَزُ، بِالْفَتْحِ: العُدْمُ وسوءُ الْحَالِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَازَنِي الشيءُ وأَعْوَزَنِي أَعْجَزَنِي عَلَى شِدَّةِ حَاجَةٍ، وَالِاسْمُ العَوَزُ. وأَعْوَزَ الرجلُ، فَهُوَ مُعْوِزٌ ومُعْوَز إِذا ساءَتْ حالُه؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وأَعْوَزَه الدهرُ: أَحوجه وحلَّ عَلَيْهِ الفَقْرُ. وإِنه لَعَوِز لَوِزٌ: تأْكيد لَهُ، كَمَا تَقُولُ: تَعْساً لَهُ ونَعْساً. والعَوَزُ: ضِيقُ الشَّيْءِ. والإِعْوازُ: الْفَقْرُ. والمُعْوِزُ: الْفَقِيرُ. وعَوِزَ الشيءُ عَوَزاً إِذا لَمْ يُوجَدْ. وعَوِزَ الرجلُ وأَعْوَزَ أَي افْتَقَرَ. وَيُقَالُ: مَا يُعْوِزُ لِفُلَانٍ شيءٌ إِلَّا ذَهَبَ بِهِ، كَقَوْلِكَ: مَا يُوهِفُ لَهُ وَمَا يُشْرِفُ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ بِالزَّايِ، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وأَنكره الأَصمعي، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَ أَبي زَيْدٍ صَحِيحٌ وَمِنَ الْعَرَبِ مَسْمُوعٌ. والمِعْوَزُ: خِرْقَةٌ يُلَفُّ بِهَا الصَّبِيُّ، وَالْجَمْعُ المَعاوِزُ؛ قَالَ حَسَّانُ: ومَوْؤُودَةٍ مَقْرُورَةٍ فِي مَعاوِزٍ ... بآمَتِها مَرْمُوسَةٍ لم تُوَسَّدِ الموْؤُودة: الْمَدْفُونَةُ حَيَّةً. وَآمَتُهَا: هَنَتُها يَعْنِي القُلْفَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: المَعاوِزُ خُلْقانُ الثِّيَابِ، لُفَّ فِيهَا الصَّبِيُّ أَو لَمْ يُلَفَّ. والمِعْوَزَةُ والمِعْوَزُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: الَّذِي يُبْتَذَلُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَمَا لَكَ مِعْوَزٌ أَي ثَوْبٌ خَلَقٌ لأَنه لِبَاسُ المُعْوِزِينَ فَخُرِّجَ مَخْرَجَ الْآلَةِ والأَداة. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَخْرُجُ المرأةُ إِلى أَبيها يَكِيدُ بنَفْسِه فإِذا خَرَجَتْ فَلْتَلْبَس مَعاوِزَها ؛ هِيَ الخُلْقان مِنَ الثِّيَابِ، وَاحِدُهَا مِعْوَز، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَقِيلَ: المِعْوَزَةُ كُلُّ ثَوْبٍ تَصُونُ بِهِ آخَرَ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَدِيدُ مِنَ الثِّيَابِ؛ حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ، وَالْجَمْعُ مَعاوِزَةٌ، زَادُوا الْهَاءَ لِتَمْكِينِ التأْنيث؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: رَأَى نَظْرَةً مِنْهَا، فَلَمْ يَمْلِكِ الهَوى ... مَعاوِزُ يَرْبُو تَحْتَهُنَّ كَثِيبُ فَلَا مَحَالَةَ أَن الْمَعَاوِزَ هُنَا الثِّيَابُ الجُدُدُ؛ وَقَالَ: ومُحْتَضَرِ المَنافِعِ أَرْيَحِيٍّ ... نَبِيلٍ فِي مَعاوِزةٍ طِوالِ أَبو الْهَيْثَمِ: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجْتَذَبْتَ مَا عَلَيْهِ مِنَ العَوْزِ، وَهُوَ الْحَبُّ مِنَ الْعِنَبِ، بجميع

_ (1). قوله [وَقِيلَ الْعَنْقَزُ جُرْدَانُ الْحِمَارِ] وهو المراد في الأَبيات حتى يكون هجواً. (2). قوله [وقيل العنقز السم إلخ] كذا بالأَصل بوزن جعفر، وتبعه شارح القاموس. وعبارة المجد: والعنقزة، بهاء، الراية والداهية والسم.

فصل الغين المعجمة

أَصابعك حَتَّى تُنقيه مِنْ عُودِه، وَذَلِكَ الخَرْطُ، وَمَا سَقَطَ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ هُوَ الخُرَاطَةُ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعلم. فصل الغين المعجمة غرز: غَرَزَ الإِبْرَةَ فِي الشَّيْءِ غَرْزاً وغَرَّزَها: أَدخلها. وكلُّ مَا سُمِّرَ فِي شَيْءٍ فَقَدْ غُرِزَ وغُرِّزَ، وغَرَزْتُ الشيءَ بالإِبرة أَغْرِزُه غَرْزاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: مَرَّ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَقَدْ غَرَزَ ضَفْرَ رأْسه أَي لَوَى شَعْرَهُ وأَدخل أَطرافه فِي أُصوله. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبيِّ: مَا طَلَع السِّماكُ قَطُّ إِلا غارِزاً ذَنَبَه فِي بَرْدٍ ؛ أَراد السِّماكَ الأَعْزَلَ، وَهُوَ الْكَوْكَبُ الْمَعْرُوفُ فِي بُرْجِ الْمِيزَانِ وَطُلُوعِهِ يَكُونُ مَعَ الصُّبْحِ لِخَمْسٍ تَخْلُو مِنْ تَشْرِينَ الأَوّل، وحينئذ يبتدئ البرد، وَهُوَ مِنْ غَرَزَ الجرادُ ذَنَبه فِي الأَرض إِذا أَراد أَن يَبِيضَ. وغَرَزت الجَرادَةُ وَهِيَ غارِزٌ وغرَّزَتْ: أَثبتت ذَنَبها فِي الأَرض لِتَبِيضَ، مِثْلَ رَزَّتْ؛ وجَرادةٌ غارِزٌ، وَيُقَالُ: غارِزَةٌ إِذا رَزَّتْ ذَنَبها فِي الأَرض لِتَسْرَأَ؛ والمَغْرَزُ بِفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضِعُ بَيْضِهَا. وَيُقَالُ: غَرَزْتُ عُوداً فِي الأَرض ورَكَزْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ومَغْرِزُ الضِّلَع والضِّرْس وَالرِّيشَةِ وَنَحْوِهَا: أَصْلُها، وَهِيَ المغارِزُ. ومَنْكِب مُغَرَّزٌ: مُلْزَقٌ بِالْكَاهِلِ. والغَرْزُ: رِكابُ الرحْل، وَقِيلَ: رِكَابُ الرحْل مِنْ جُلود مَخْرُوزَةٍ، فإِذا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ فَهُوَ رِكابٌ، وَكُلُّ مَا كَانَ مِساكاً للرِّجْلَين فِي المَرْكَب غَرْزٌ. وغَرَزَ رِجْلَه فِي الغَرْزِ يَغْرِزُها غَرْزاً: وَضَعَهَا فِيهِ لِيَرْكَبَ وأَثبتها. واغْتَرَزَ: رَكِبَ. ابْنُ الأَعرابي: والغَرْزُ لِلنَّاقَةِ مِثْلُ الْحِزَامِ لِلْفَرَسِ. غَيْرُهُ: الغَرْزُ للجَمَلِ مِثْلُ الرِّكَابِ لِلْبَغْلِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي غَرْز النَّاقَةِ: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزِي أَجْمَرَتْ ... أَو قِرابي، عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا وَضَع رِجْلَه فِي الغَرْزِ، يُرِيدُ السفرَ، يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ ؛ الغَرْزُ: رِكابُ كُورِ الجَمَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سأَله عَنْ أَفضل الْجِهَادِ فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّى اغْتَرَزَ فِي الجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ أَي دخَل فِيهَا كَمَا يَدْخُلُ قَدَمُ الرَّاكِبِ فِي الغَرْزِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ أَنه قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اسْتَمْسِكْ بغَرْزِه أَي اعْتَلِقْ بِهِ وأَمسِكْه واتَّبِعْ قولَهُ وفعلَهُ وَلَا تُخالِفْه؛ فَاسْتَعَارَ لَهُ الغَرْزَ كَالَّذِي يُمسِكُ بِرِكَابِ الرَّاكِبِ وَيَسِيرُ بِسَيْرِهِ. واغْتَرَزَ السَّيْرَ اغْتِرازاً إِذا دَنَا مَسِيرُه، وأَصله مِنَ الغَرْزِ. والغارِزُ مِنَ النُّوقِ: القليلةُ اللَّبَنِ. وغَرَزَتِ الناقَةُ تَغْرُزُ «1» غِرازاً وَهِيَ غارِزٌ مِنْ إِبل غُرَّزٍ: قَلَّ لَبَنُهَا؛ قَالَ القُطامي: كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي، حينَ ضَمَّتْ ... حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا نُسِبَ ذَلِكَ إِلى الْحَوَالِبِ لأَن اللَّبَنَ إِنما يَكُونُ فِي الْعُرُوقِ. وغَرَّزَها صاحِبُها: تَرَكَ حَلَبَهَا أَو كَسَع ضَرْعَها

_ (1). قوله [وغرزت الناقة تغرز] من باب كتب كما هو صنيع القاموس ووجد كذلك مضبوطاً بنسخة صحيحة من النهاية، والحاصل أن غرز بمعنى نخس وطعن وأثبت من باب ضرب وبمعنى أطاع بعد عصيان من باب سمع، وغرزت الناقة قلّ لبنها من باب كتب كما في القاموس وغيره

بِمَاءٍ بَارِدٍ لِيَذْهَبَ لِبَنُهَا وَيَنْقَطِعَ، وَقِيلَ: التَّغْرِيزُ أَن تَدَعَ حَلْبَةً بَيْنَ حَلْبَتَيْنِ وذلك إِذا أَدبر لبن النَّاقَةِ. الأَصمعي: الغارِزُ الناقةُ الَّتِي قَدْ جَذَبَتْ لَبَنَهَا فَرَفَعَتْهُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّغْرِيزُ أَن يَنْضَح ضَرْعَ النَّاقَةِ بِالْمَاءِ ثُمَّ يُلَوِّثَ الرجلُ يَدَه فِي التُّرَابِ، ثُمَّ يَكْسَعَ الضَّرْعَ كَسْعاً حَتَّى يَدْفَعَ اللَّبَنَ إِلى فَوْقَ، ثُمَّ يأْخذ بِذَنَبِهَا فَيَجْتَذِبَهَا بِهِ اجْتِذَابًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَكْسَعَهَا بِهِ كَسْعًا شَدِيدًا وتُخَلَّى، فإِنها تَذْهَبُ حِينَئِذٍ عَلَى وَجْهِهَا سَاعَةً. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءَ: وَسُئِلَ عَنْ تَغْرِيزِ الإِبل فَقَالَ: إِن كَانَ مُباهاةً فَلَا، وإِن كَانَ يُرِيدُ أَن تَصْلُحَ لِلْبَيْعِ فَنَعَمْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَغْرِيزُها نِتاجَها وسِمَنَها مِنْ غَرْزِ الشَّجَرِ، قَالَ: والأَول الوجه. وغَرَزَتِ الأَتانُ: قَلَّ لَبَنُهَا أَيضاً. أَبو زَيْدٍ: غَنَمٌ غَوارِزُ وعُيونٌ غَوارِزُ مَا تَجْرِي لَهُنَّ دُموع. وَفِي الْحَدِيثِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِن غَنَمَنَا قَدْ غَرَزَتْ أَي قَلَّ لَبَنُهَا. يُقَالُ: غَرَزَت الْغَنَمُ غِرازاً وغَرَّزَها صاحبُها إِذا قَطَعَ حَلَبَهَا وأَراد أَن تَسْمَنَ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: تمرُّ، مِثلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذَا خُصَلٍ ... بغارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأَحالِيلُ الغارِزُ: الضَّرْعُ قَدْ غَرَزَ وقَلَّ لَبَنُهُ، وَيُرْوَى بِغَارِبٍ. والغارِزُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَلِيلُ النِّكَاحِ، وَالْجَمْعُ غُرَّزٌ. والغَرِيزَةُ: الطبيعةُ والقريحةُ والسَّجِيَّة مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الأَصل وَالطَّبِيعَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنّ الشَّجاعَةَ، فِي الفَتى ... والجُودَ مِنْ كَرَمِ الغَرائزْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الجُبْنُ والجُرْأةُ غَرائزُ أَي أَخلاق وَطَبَائِعُ صَالِحَةٌ أَو رَدِيئَةٌ، وَاحِدَتُهَا غَرِيزَة. وَيُقَالُ: الْزَمْ غَرْزَ فُلَانٍ أَي أَمره وَنَهْيَهُ. الأَصمعي: والغَرَزُ، مُحَرَّكٌ، نَبَتٌ رأَيته فِي الْبَادِيَةِ يَنْبُتُ فِي سُهولة الأَرض. غَيْرُهُ: الغَرَزُ ضَرْبٌ مِنَ الثُّمامِ صَغِيرٌ يَنْبُتُ عَلَى شُطُوط الأَنهار لَا وَرَقَ لَهَا، إِنما هِيَ أَنابيب مُرَكَّبٌ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، فإِذا اجْتَذَبْتَهَا خَرَجَتْ مِنْ جَوْفِ أُخرى كأَنها عِفاصٌ أُخرج مِنْ مُكْحُلَة وَهُوَ مِنَ الحَمْضِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الأَسَلُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الرِّمَاحُ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنْ وَخِيمِ المَرْعى، وَذَلِكَ أَن النَّاقَةَ الَّتِي تَرْعَاهُ تُنْحَرُ فَيُوجَدُ الغَرَزُ فِي كَرَشِهَا مُتَمَيِّزًا عَنِ الْمَاءِ لَا يَتَفَشَّى وَلَا يُورِثُ الْمَالَ قُوَّةً، وَاحِدَتُهَا غَرَزَةٌ، وَهُوَ غَيْرُ العَرَز الَّذِي تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه رأَى فِي رَوْث فَرَسٍ شعِيراً فِي عَامِ مَجاعةٍ فَقَالَ: لَئِنْ عِشْتُ لأَجعلنّ لَهُ مِنْ غَرَزِ النَّقِيعِ مَا يُغْنيه عَنْ قُوتِ الْمُسْلِمِينَ أَي يَكُفُّه عَنْ أَكل الشَّعِيرِ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ قُوتًا غَالِبًا لِلنَّاسِ يَعْنِي الْخَيْلَ والإِبل؛ عَنى بالغَرَزِ هَذَا النَّبْتَ؛ وَالنَّقِيعُ: مَوْضِعٌ حَمَاهُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِنَعَم الفَيْءِ وَالْخَيْلِ المُعَدَّةِ لِلسَّبِيلِ. وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَمَى غَرَزَ النَّقِيع لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ ؛ النَّقِيعُ، بِالنُّونِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ حِمًى لِنِعَمِ الْفَيْءِ وَالصَّدَقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُعالِجُنَّ غَرَزَ النَّقِيع. والتَّغارِيزُ: مَا حُوِّلَ مِنْ فَسِيل النَّخْلِ وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَهل التَّوْحِيدِ إِذا أُخرجوا مِنَ النَّارِ وَقَدِ

امْتُحِشُوا يَنْبُتون كَمَا تَنْبُتُ التَّغارِيزُ ؛ قَالَ القُتَيْبيُّ: هُوَ مَا حُوِّلَ مِنْ فَسِيل النَّخْلِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يحوَّل مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ فيُغْرَزُ، وَهُوَ التَّغْريزُ والتَّنْبِيتُ، وَمِثْلُهُ فِي التَّقْدِيرِ التَّناوِيرُ لنَوْرِ الشَّجَرِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ والعين المهملة والراءين. غزز: أَغَزّت البَقَرَةُ، وَهِيَ مُغِزٌّ إِذا عَسُرَ حَمْلُهَا؛ قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ أَغْزَتْ «1»، فَهِيَ مُغْزٍ، مِنْ ذَوَاتِ الأَربعة أَي مِنْ أَربعة أَحرف، فَغَزَا إِذا قُلْتَ مِنْهُ أَغْزَتْ حَصَلَ مِنْهُ أَربعة أَحرف، وإِذا قلتَ مِنَ الْقَوْلِ قلتُ حَصَلَ ثَلَاثَةُ أَحرف فَهَذِهِ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ، وأَغْزَتْ وَمَا أَشبهه مِنْ ذَوَاتِ الأَربعة. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا تأَخر حَمْلُهَا فاستأْخر نَتاجُها: قَدْ أَغْزَتْ، فَهِيَ مُغْزٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: والحَرْبُ عَسْراءُ اللِّقاحِ مُغْزِي أَراد بُطْءَ إِقلاع الْحَرْبِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِلَحْيَيْهِ صَكُّ المُغْزِياتِ الرَّواكِدِ شَمِر: أَغَزَّت الشَّجَرَةُ إِغْزازاً، فَهِيَ مُغِزٌّ إِذا كَثُرَ شَوْكُهَا والتفَّت. أَبو عَمْرٍو: الغَزَزُ الخُصوصية؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: قَدْ غَزَّ فلانٌ بِفُلَانٍ واغْتَزَّ بِهِ واغْتَزَى بِهِ إِذا اخْتَصَّه مِنْ بَيْنِ أَصحابه: وأَنشد ابْنُ نَجْدَةَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: فَمَنْ يَعْصِبْ بِلِيّته اغْتِزازاً ... فإِنك قَدْ مَلأْتَ يَداً وشَاما قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَن شَرْطٌ هَاهُنَا؛ وَيَعْصِبُ: يَلْزَمُ. بِلِيَّتِهِ: بِقَرَابَاتِهِ. اغْتِزَازًا أَي اخْتَصَاصًا. وَالْيَدُ هَاهُنَا: يُرِيدُ الْيَمَنَ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ مَنْ يَلْزَمُ بِبِرِّه أَهلَ بَيْتِهِ فإِنك قَدْ ملأْت بِمَعْرُوفِكَ مِنَ الْيَمَنِ إِلى الشَّامِ. والغُزْغُزُ: الشِّدْقُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَالرَّاءُ لُغَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الغُزَّانِ الشِّدْقانِ، واحدُهما غُزٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن المَلَكَيْنِ يَجْلِسَانِ عَلَى ناجِذَيِ الرجلِ يَكْتُبَانِ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ ويَسْتَمِدَّانِ مِنْ غُزَّيْهِ ؛ الغُزَّانِ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: الشِّدْقانِ، الْوَاحِدُ غُزٌّ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف «2»: شَرْبَةً مِنْ مَاءِ الغُزَيزِ، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَفَتْحِ الزَّايِ الأُولى، مَاءٌ قُرْبَ الْيَمَامَةِ. وغَزَّةُ: مَوْضِعٌ بمَشَارِف الشَّامِ بِهَا قَبْرُ هَاشِمٍ جَدِّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ غَزَّات وغَزَّاة كأَذْرِعاتٍ وأَذرعاة وَعَانَاتٍ وَعَانَاةِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَيْتٌ بِرَدْمانَ، ومَيْتٌ بِسَلْمانَ ... ومَيْتٌ عِنْدَ غَزَّاتِ قَالَ الأَزهري: ورأَيت بالسَّوْدَةِ فِي دِيَارِ سَعْدِ بنِ زَيْد مَناةَ رَمْلَةً يُقَالُ لَهَا غَزَّةُ وَفِيهَا أَحْساءٌ جَمَّة. والغُزُّ: جِنْسٌ مِنَ التُّرْكِ. غمز: الغَمْزُ: الإِشارة بِالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ والجَفْنِ، غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ ؛ وَمِنْهُ الغَمْزُ بِالنَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ فُسِّرَ الْغَمْزُ فِي بَعْضِ الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بِالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ وَالْيَدِ. وَجَارِيَةٌ غَمَّازَةٌ: حَسَنَةُ الغَمْزِ للأَعضاء. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ غُلَيِّم يَغْمِزُ ظهرَه. وَفِي

_ (1). قوله [الصواب أغزت إلخ] أي فيكون من المعتل، واقتصر الجوهري على ذكره في المعتل، وقد ذكره القاموس في المعتل والصحيح معاً (2). قوله [وفي حديث الأحنف إلخ] عبارة ياقوت: وقيل للأحنف بن قيس لما احتضر ما تتمنى؟ قال: شَرْبَةً مِنْ مَاءِ الْغُزَيْزِ، وهو ماء مرّ، وكان موته بالكوفة والفرات جاره

حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: اللَّدُود مكانَ الغَمْزِ ؛ هُوَ أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فَتُغْمَزَ بِالْيَدِ أَي تُكْبَسَ. والغَمْزُ فِي الدَّابَّةِ: الظَّلْعُ مِنْ قِبَلِ الرِّجْل، غَمَزَتْ تَغْمِزُ، وَقِيلَ: هُوَ ظَلْعٌ خَفِيٌّ. والغَمْزُ: العَصْرُ بِالْيَدِ؛ قَالَ زِيادٌ الأَعْجَمُ: وكنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ ... كَسَرْتُ كُعُوبَها، أَو تَسْتقِيما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ هَذَا الْبَيْتَ بنصب تسقيم بأَو، وَجَمِيعُ الْبَصْرِيِّينَ؛ قَالَ: هُوَ فِي شِعْرِهِ تَسْتَقِيمُ بِالرَّفْعِ والأَبيات كُلُّهَا ثَلَاثَةٌ لَا غَيْرُ وَهِيَ: أَلم تَرَ أَنَّني وَتَّرْتُ قَوْسِي ... لأَبْقَعَ مِنْ كِلابِ بَنِي تَمِيمِ عَوَى، فَرَمَيْتُه بِسِهامِ مَوْتٍ ... تَرُدُّ عَوادِيَ الحَنِقِ اللَّئِيمِ وَكُنْتُ إِذا غَمَزْتُ قَنَاةَ قَوْمٍ ... كَسَرْتُ كُعُوبَهَا، أَو تَسْتَقِيمُ «1» قَالَ: وَالْحُجَّةُ لسيبويه فِي هَذَا أَنه سَمِعَ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ بِالنَّصْبِ فَكَانَ إِنشاده حُجَّةً، كَمَا عَمِلَ أَيضاً فِي الْبَيْتِ الْمَنْسُوبِ لعُقْبَةَ الأَسَدِي وَهُوَ: مُعاوِيَ، إِنَّنا بَشَرٌ فأَسْجِحْ ... فَلَسْنا بالجِبالِ وَلَا الحَدِيدا هَكَذَا سَمِعَ مَنْ يُنْشِدُهُ بِالنَّصْبِ وَلَمْ تُحْفَظِ الأَبيات الَّتِي قَبْلَهُ وَالَّتِي بَعْدَهُ؛ وَهَذِهِ الْقَصِيدَةُ مِنْ شِعْرِهِ مَخْفُوضَةُ الرَّوِيِّ؛ وَبَعْدَهُ: أَكَلْتُمْ أَرْضَنا فَجَرَدْتُموها ... فَهَلْ مِنْ قائِمٍ أَو مِنْ حَصِيدِ؟ وَالْمَعْنَى فِي شِعْرِ زِيَادٍ الأَعجم أَنه هَجَا قَوْمًا زَعَمَ أَنه أَثارهم بِالْهِجَاءِ وأَهلكهم إِلا أَن يَتْرُكُوا سَبَّه وهِجاءه، وَكَانَ يُهاجِي المُغِيرةَ بْنُ حَبْناءَ التَّمِيمِيُّ، وَمَعْنَى غَمَزْتُ لَيَّنْتُ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَالْمَعْنَى إِذا اشْتَدَّ عَلَيَّ جَانِبُ قَوْمٍ رُمْتُ تَلْيِينَهُ أَو يستقيم. وغَمَزْتُ الكَبْشَ والناقة أَغْمِزُها غَمْزاً إِذا وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَى ظَهْرِهَا لِتَنْظُرَ أَبها طِرْقٌ أَم لَا؛ وَنَاقَةٌ غَمُوزٌ، وَالْجَمْعُ غُمُزٌ. والغَمُوزُ مِنَ النُّوق: مِثْلُ العَرُوك والشَّكُوكِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ الغُسْلِ: قَالَ لَهَا: اغْمِزِي قُرونَكِ أَي اكْبِسي ضَفَائِرَ شَعْرِكَ عِنْدَ الْغَسْلِ. والغَمْزُ: العَصْر وَالْكَبْسُ بِالْيَدِ. والغَمَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: رُذالُ الْمَالِ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ، والضِّعافُ مِنَ الرِّجَالِ، يُقَالُ: رَجُلٌ غَمَزٌ مِنْ قَوْمٍ غَمَزٍ وأَغْمازٍ؛ والقَمَزُ مِثْلُ الغَمَز؛ وأَنشد الأَصمعي: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ ... ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ هَذَا وَهَذَا غَمَزٌ مِنَ الغَمَزْ وَنَاقَةٌ غَمُوزٌ إِذا صَارَ فِي سَنامِها شَحْمٌ قَلِيلٌ يُغْمَزُ، وَقَدْ أَغْمَزَتِ النَّاقَةُ إِغْمازاً. وأَغْمَزَ فِي الرَّجُلِ إِغْمازاً: اسْتَضْعَفَهُ وَعَابَهُ وصَغَّرَ شأْنه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَنْ يُطِعِ النّساءَ يُلاقِ مِنْهَا إِذا أَغْمَزْنَ فِيهِ، الأَقْوَرِينا الأَقْوَرينا الدَّوَاهِي يَقُولُ: مَنْ يُطِعِ النِّسَاءَ إِذا عِبْنه وزَهِدْنَ فِيهِ يلاقِ الدَّوَاهِيَ الَّتِي لَا طَاقَةَ لَهُ بِهَا. والغَمِيزُ والغَمِيزَةُ: ضَعْفٌ فِي العملِ وفَهَّةٌ فِي العَقْل، وَفِي التَّهْذِيبِ: وجَهْلَة فِي العقل. ورجل

_ (1). في هذا البيت إقواء.

فصل الفاء

غَمَزٌ أَي ضَعِيفٌ. وسَمِعَ مِنِّي كَلِمَةً فاغْتَمَزَها فِي عَقْلِهِ أَي اسْتَضْعَفَهَا. والغَمِيزة: العَيْب. وَلَيْسَ فِي فُلَانٍ غَمِيزة وَلَا غَمِيزٌ وَلَا مَغْمَزٌ أَي مَا فِيهِ مَا يُغْمَزُ فَيُعاب بِهِ وَلَا مَطْعَنٌ؛ قَالَ حَسَّانُ: وَمَا وَجَدَ الأَعْداءُ فِيَّ غَمِيزَةً ... وَلَا طافَ لِي مِنْهُمْ بِوَحْشِيَ صائِدُ والمَغامِزُ: الْمَعَايِبُ. وفعلتُ شَيْئًا فاغْتَمَزَه فلانٌ أَي طَعَنَ عَلَيَّ وَوَجَدَ بِذَلِكَ مَغْمَزاً، أَبو عَمْرٍو: غَمَزَ عَيْبُ فُلَانٍ وغَمَزَ داؤُه إِذا ظَهَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وبَلْدَة، لَلدَّاءُ فِيهَا غامِزُ ... مَيْتٌ بِهَا العِرْقُ الصحيحُ الرَّاقِزُ الرَّاقِزُ: الضاربُ. والمَغْمُوزُ: المُتَّهَمُ. والمَغْمَزُ: المَطْمَعُ؛ قَالَ: أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها ... فَهَلْ فِي الخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ؟ وَيُقَالُ: مَا فِي هَذَا الأَمر مَغْمَزٌ أَي مَطْمَعٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَغْمَزَني الحَرُّ أَي فَتَر فاجْتَرَأْتُ عَلَيْهِ وَرَكِبْتُ الطَّرِيقَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: غَمَزَني الحَرُّ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَقَدْ غَمَزْتُ الشيءَ غَمْزاً. وغُمازٌ وغُمازَةُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هِيَ بِئْرٌ أَو عَيْنٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَعَيْنُ غُمازَةَ مَعْرُوفَةٌ ذَكَرَهَا ذُو الرُّمَّةِ فَقَالَ: تَوَخَّى بِهَا العَيْنَيْنِ، عَيْنَيْ غُمازَةَ ... أَقَبُّ رَباعٌ أَو قُوَيْرِحُ عامِ قَالَ: وبالسَّوْدَةِ عَيْنٌ أُخرى يُقَالُ لَهَا عُيَيْنَةُ غُمازَةَ، نُسِبَتْ إِلى غُمازَة مِنْ وَلَدِ جَرِير، قَالَ: وغُمازَةُ عَيْنٌ أُخرى بِالزَّايِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْوَحْشَ وَانْتِقَاضَ جَرْوِها: صَوافِنُ لَا يَعْدِلْنَ بالوِرْدِ غَيْرَهُ ... وَلَكِنَّهَا فِي مَوْردَيْنِ عِدالُها أَعَيْنُ بَني بَوٍّ غُمازَةُ مَوْرِدٌ ... لَهَا، حِينَ تجْتابُ الدُّجَى، أَم أُثالُها؟ قَالَ شَمِرٌ: عَادَلْتُ بَيْنَ كَذَا وَكَذَا أَيُّهما أَتى. غوز: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ غَزا: الغَزْو الْقَصْدُ، وَكَذَلِكَ الغَوْزُ، وَقَدْ غَزاه وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قَصَدَهُ. والأَغْوَزُ: البارُّ بأَهله. فصل الفاء فجز: الفَجْزُ: لُغَةٌ فِي الفَجْس، وهو التَّكَبُّر. فحز: يُقَالُ رَجُلٌ مُتَفَحِّز أَي مُتَعَظِّمٌ مُتَفَحِّشٌ؛ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. فخز: الفَخْزُ والتَّفَخُّزُ: التَّعَظُّمُ، فَخَزَ فَخْزاً وتَفخَّزَ: فَخَرَ، وَقِيلَ: تَكَبَّرَ وَتَعَظَّمَ. الأَصمعي: يقال من الكِبْر والفَخْرِ فَخَزَ الرجلُ وجَمَخَ وجَفَخَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ مُتَفَخِّز أَي مُتَعَظِّمٌ مُتَفَحِّشٌ؛ وَيُقَالُ: هو يَتَفَخَّزُ عَلَيْنَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فَخَزَ الرجلُ إِذا جَاءَ بِفَخْزِه وفَخْزِ غَيْرِهِ وكَذَبَ فِي مُفاخَرَتِه، وَالِاسْمُ الفَخْزُ، بِالزَّايِ. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ فَيخَزٌ، بِالْخَاءِ وَالزَّايِ، إِذا كان ضَخْمَ الجُرْدانِ. فرز: فَرَزَ العَرَقَ فَرْزاً، والفِرْزُ: القِطعةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَفْرازٌ وفُرُوزٌ. والفِرْزَةُ: كالفِرْزِ. وأُفْرِزَ لَهُ نَصِيبُهُ: عُزِلَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مِنْ أَخَذَ شَفْعاً فَهُوَ لَهُ، وَمَنْ أَخذ فِرْزاً فَهُوَ لَهُ ؛

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: قَالَ اللَّيْثُ: الفِرْزُ الفَرْدُ، وَقَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الفِرْزَ الفَرْد. والفِرْزُ فِي الْحَدِيثِ: النصيبُ المفرُوزُ. وَقَدْ فَرَزْتُ الشَّيْءَ وأَفْرَزْتُه إِذا قَسَّمْتَهُ. والفِرزُ: النَّصِيبُ المَفْرُوزُ لِصَاحِبِهِ، وَاحِدًا كَانَ أَو اثْنَيْنِ: وفَرَزَهُ يَفْرِزُه فَرْزاً وأَفْرَزَه: مازَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَرْزُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ فَرَزْتُ الشَّيْءَ أَفْرِزُه إِذا عَزَلْتَهُ عَنْ غَيْرِهِ ومِزْتَه، والقِطعَةُ مِنْهُ فِرْزَةٌ، بِالْكَسْرِ. وفارَزَ فلانٌ شَرِيكَهُ أَي فَاصَلَهُ وَقَاطَعَهُ. قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: الفَرْزُ قَرِيبٌ مِنَ الفَزْرِ، تَقُولُ: فَرَزْتُ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ أَي فَصَلْتُهُ. وَتَكَلَّمَ فُلَانٌ بكلامٍ فارِزٍ أَي فَصَلَ بِهِ بَيْنَ أَمرين. قَالَ: وَلِسَانٌ فارِزٌ بَيِّنٌ؛ وأَنشد: إِني إِذا مَا نَشَزَ المُناشِزُ ... فَرَّجَ عَنْ عِرْضِي لِسانٌ فارِزُ الْقُشَيْرِيُّ: يُقَالُ للفُرْصَةِ فُرْزَةٌ وَهِيَ النَّوْبَة. وأَفْرَزَه الصيدُ أَي أَمكنه فَرَمَاهُ مِنْ قُرْبٍ. والفَرْزُ: الفَرْجُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ مُطْمَئِنٌّ بَيْنَ رَبْوَتَيْنِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ نَاقَةً: كَمْ جاوَزَتْ مِنْ حَدَبٍ وفَرْزِ والفَرْزُ: مَا اطمأَنَّ مِنَ الأَرض. والفَرْزَةُ: شَقٌّ يَكُونُ فِي الغَلْظِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فأَطْلَعَتْ فَرْزَة الآجامِ جافِلَةً ... لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوّل آهِرِ «2» والإِفْرِيزُ: الطَّنْفُ، وَمِنْهُ ثَوْبٌ مَفْرُوزٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الإِفْرِيزُ إِفْرِيزُ الْحَائِطِ؛ مُعَرَّبٌ لَا أَصل لَهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ؛ قَالَ: وأَما الطَّنْفُ فَهُوَ عَرَبِيٌّ مَحْضٌ. التَّهْذِيبُ: الفارِزَةُ طَرِيقَةٌ تأْخذ فِي رَمْلَةٍ فِي دَكادِكَ لَيِّنَةٍ كأَنها صَدْعٌ مِنَ الأَرض منقاد طويلٌ خِلْقَةً. وفَرْوَزَ الرجلُ: مَاتَ. والفِرْزانُ: مَعْرُوفٌ. وفَيْرُوزٌ: اسْمٌ فَارِسِيٌّ. فزز: الفَزُّ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، والجمع أَفْرازٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كَمَا اسْتَغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ ... خافَ العُيونَ، وَلَمْ يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ وفَزَّه فَزّاً وأَفَزّه: أَفزعه وأَزعجه وطَيَّر فؤادَه، وَكَذَلِكَ أَفْزَزْتُه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: والدهرُ لَا يَبْقَى عَلَى حِدْثانِه ... شَبَبٌ أَفَزَّتْه الكِلابُ مُرَوَّعُ واسْتَفَزَّه مِنَ الشَّيْءِ: أَخرجه. واسْتَفَزَّه: خَتَلَه حَتَّى أَلقاه فِي مَهْلكة. واسْتَفَزَّه الخوفُ أَي اسْتَخَفَّهُ. وَفِي حَدِيثِ صفيَّة: لَا يُغْضِبُه شَيْءٌ وَلَا يَسْتَفِزُّه أَي لَا يَسْتَخِفُّهُ. وَرَجُلٌ فَزٌّ أَي خَفِيفٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي اسْتَخِفَّ بِصَوْتِكَ وَدُعَائِكَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ أَي ليستَخِفُّونَك. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ لَيَسْتَفِزُّونَكَ : أَي لَيَقْتُلُونَكَ، رَوَاهُ لأَهل التَّفْسِيرِ؛ وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: كَادُوا ليَسْتَخِفُّونَك إِفزاعاً يَحْمِلُكَ عَلَى خِفَّةِ الهَرَب. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَفْزَزْتُ القومَ وأَفزعتهم سَوَاءٌ. وفَزّ الجُرْحُ والماءُ يفِزُّ فَزًّا وفَزِيزاً وفَصَّ يَفِصُّ فَصِيصاً: نَدِيَ وَسَالَ بما فيه.

_ (2). قوله [فأطلعت البيت] كذا بالأصل.

والفُزَفِزُ: الثَّدْيُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: فَزْفَزَ إِذا طَرَدَ إِنساناً وَغَيْرَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: افْتَزَزْتُ وابْتَزَزْتُ وابْتَذَذْتُ وَقَدْ تباذَذْنا وتَبازَزْنا وَقَدْ بَذَذْتُه وبَزَزْتُه وفَزَزْتُه إِذا غَرَرْتَهُ وغَلَبْتَه. وذَكر الجوهريُّ: وقَعَدَ مُسْتَوْفِزاً أَي غَيْرَ مطمئن. فطز: فَطَزَ الرجلُ فَطْزاً: مات كَفَطَس. فلز: الفِلَزُّ والفِلِزُّ والفُلُزُّ: النُّحاس الأَبيض تُجْعَلُ مِنْهُ القُدور العِظامُ المُفْرَغَةُ والهَاوُناتُ. والفِلَزُّ والفِلِزُّ: الْحِجَارَةُ، وَقِيلَ: هُوَ جَمِيعُ جَوَاهِرِ الأَرض مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وأَشباهها وَمَا يُرْمَى مِنْ خَبَثِها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مِنْ فِلِزِّ اللُّجَيْنِ والعِقْيانِ ، وأَصله الصَّلَابَةُ وَالشِّدَّةُ وَالْغِلَظُ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: الفُلُزُّ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِالْقَافِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والفِلِزُّ أَيضاً، بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ: خَبَثُ مَا أُذيب مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَدِيدِ وَمَا يَنْفِيه الكِيرُ مِمَّا يُذَابُ مِنْ جَوَاهِرِ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ فِلِزٍّ أُذيب، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ فِلِزٌّ: غَلِيظُ شَدِيدٍ. فوز: الفَوْزُ: النَّجاءُ والظَّفَرُ بالأُمْنِيَّة والخيرِ، فازَ بِهِ فَوْزاً ومَفازاً ومَفازَةً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً ؛ إِنما أَراد مُوجِبات مَفاوِز وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ المَفازُ هُنَا اسْمَ الْمَوْضِعِ لأَن الْحَدَائِقَ والأَعناب لَسْنَ مَوَاضِعَ. اللَّيْثُ: الفَوْزُ الظَّفَرُ بِالْخَيْرِ والنَّجاةُ مِنَ الشَّرِّ. يُقَالُ: فازَ بِالْخَيْرِ وفازَ مِنَ الْعَذَابِ وأَفازَهُ اللَّهُ بِكَذَا ففازَ بِهِ أَي ذَهَبَ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ بِبَعِيدٍ مِنَ الْعَذَابِ، وَقَالَ أَبو إِسحاق: بمنْجاةٍ مِنَ الْعَذَابِ، قَالَ: وأَصل المَفازَةِ مَهْلَكَةٌ فَتَفَاءَلُوا بِالسَّلَامَةِ والفَوْزِ. وَيُقَالُ: فازَ إِذا لَقِيَ مَا يُغْتَبَطُ، وتأْويله التَّبَاعُدُ مِنَ الْمَكْرُوهِ. والمَفازَةُ أَيضاً: واحدةُ المفاوِزِ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها مَهْلَكة مَنْ فَوَّزَ أَي هَلَكَ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ تَفَاؤُلَا مِنَ الفَوْزِ النَّجاةِ. وفازَ القِدْحُ فَوْزاً أَصابَ، وَقِيلَ: خَرَجَ قَبْلَ صَاحِبِهِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وابْن سَبِيلٍ قَرَيْتُه أُصُلًا ... مِنْ فَوْزِ قِدْحٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ وإِذا تَسَاهَمَ الْقَوْمُ عَلَى المَيْسِرِ فَكُلَّمَا خَرَجَ قِدْح رَجُلٍ قِيلَ: قَدْ فازَ فَوْزاً. والفَوْزُ أَيضاً: الْهَلَاكُ. فازَ يَفُوزُ وفَوَّزَ أَي مَاتَ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: فَمَنْ للقَوافي شَانَها مَنْ يَحُوكُها ... إِذا مَا تَوى كَعْبٌ، وفَوَّزَ جَرْوَلُ؟ يقولُ، فَلَا يَعْيا بشيءٍ يَقُولُه ... وَمِنْ قائلِيها مَنْ يُسِيءُ ويَعْمَلُ قَوْلُهُ شَانَهَا أَي جَاءَ بِهَا شَائِنَةً أَي مَعِيبَةً. وَتَوَى: مَاتَ وَكَذَا فَوَّزَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قِيلَ إِنه لَا يُقَالُ فَوَّزَ فُلَانٌ حَتَّى يَتَقَدَّمَ الكلامَ كَلامٌ فَيُقَالُ: مَاتَ فلانٌ وفَوَّزَ فُلَانٌ بَعْدَهُ، يُشَبَّهُ بالمُصَلِّي مِنَ الْخَيْلِ بَعْدَ المُجَلِّي. وجَرْوَلٌ: يَعْنِي بِهِ الحُطَيْئَةَ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا ضَرَّها أَنَّ كَعْباً تَوَى ... وفَوَّزَ مِنْ بعدِه جَرْوَلُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فوَّز الرَّجُلُ إِذا مَاتَ؛

فصل القاف

وأَنشد: «1» فَوَّزَ مِنْ قُراقِر إِلى سُوَى ... خَمْساً، إِذا مَا رَكِبَ الجِبسُ بَكَى وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ: قَدْ فَوَّزَ أَي صَارَ فِي مَفازَةٍ مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنَ الْبَرْزَخِ الْمَمْدُودِ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: أَمْ فازَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَنْ أَي مَاتَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: فَوَّزَ الرَّجُلُ بإِبله إِذا رَكِبَ بِهَا المَفَازَةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: فَوَّزَ مِنْ قُراقِر إِلى سُوَى وَهُمَا مَاءَانِ لِكَلْبٍ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: واسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ومَفازاً ؛ المَفازُ والمَفازَةُ: البَرِّيَّةُ القَفْرُ، وَتَجْمَعُ المَفاوِزَ. وَيُقَالُ: فاوَزْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ وفارَضْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمَفازَة: المَهْلَكة عَلَى التَّطَيُّر، وكلُّ قَعْرٍ مَفازَةٌ؛ وَقِيلَ: المَفازَةُ والفَلاة إِذا كَانَ بَيْنَ الْمَاءَيْنِ رِبْعٌ مِنْ وِرْدِ الإِبل وغِبٌّ مِنْ سَائِرِ الْمَاشِيَةَ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الأَرضين مَا بَيْنَ الرِّبْع مِنْ وِرْدِ الإِبلِ من الغِبِّ مِنْ وِردِ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ الْمَاشِيَةِ، وَهِيَ الفَيفاةُ، وَلَمْ يَعْرِفْ أَبو زَيْدٍ الفَيْفَ. ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَتِ الصَّحْرَاءُ مفازَة لأَن مَنْ خَرَجَ مِنْهَا وَقَطَعَهَا فَازَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا وإِذا كَانَتْ لَيْلَتَيْنِ لَا مَاءَ فِيهَا فَهِيَ مَفازة وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ كَذَلِكَ، وأَما اللَّيْلَةُ وَالْيَوْمُ فَلَا يَعُدُّ مَفازة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَتِ الْمَفَازَةُ مِنْ فَوَّزَ الرَّجُلِ إِذا مَاتَ. وَيُقَالُ: فَوَّزَ إِذا مَضَى. وفَوَّزَ تَفْوِيزاً: صَارَ إِلى المَفازة، وَقِيلَ: رَكِبَهَا وَمَضَى فِيهَا، وَقِيلَ: فَوَّزَ خَرَجَ مِنْ أَرض إِلى أَرض كهاجَرَ. وتَفَوَّزَ: كَفَوَّزَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ضَلال خَوِيّ إِذ تَفَوَّزَ عَنْ حِمًى ... ليَشْرَبَ غِبًّا بالنِّباجِ ونَبْتَلا «2» وفازَ الرجلُ وفَوَّزَ: هَلَكَ؛ وَقِيلَ: إِن المَفازة مُشْتَقَّةٌ مِنْ هَذَا، والأَول أَشهر وإِن كَانَ الْآخَرُ أَقيس. والفَازَةُ: بِنَاءٌ مِنْ خِرَقٍ وَغَيْرِهَا تُبْنَى فِي الْعَسَاكِرِ، وَالْجَمْعُ فازٌ، وأَلفها مَجْهُولَةُ الِانْقِلَابِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَكِنْ أَحملها عَلَى الْوَاوِ لأَن بَدَلَهَا مِنَ الْوَاوِ أَكثر مِنَ الْيَاءِ، وَكَذَلِكَ إِذا حَقَّرَ سِيبَوَيْهِ شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّحْوِ أَو كَسَّرَه حَمْلَهُ عَلَى الْوَاوِ أَخذاً بالأَغلب. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والفازَةُ مِظَلَّةٌ تَمُدُّ بِعَمُودٍ، عَرَبيٌّ فيما أُرى. فصل القاف قبز: التَّهْذِيبِ: أَهمله اللَّيْثُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القِبْزُ القصير البخيل. قحز: القَحْزُ: الوَثْبُ والقَلَقُ. قَحَزَ يَقْحَزُ قَحْزاً: قَلِقَ ووَثَب وَاضْطَرَبَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

_ (1). قوله [فوّز إلخ] الذي في ياقوت: لِلَّهِ دَرُّ رَافِعٍ أَنَّى اهْتَدَى ... فَوَّزَ مِنْ قُرَاقِرٍ إِلَى سُوَى خِمْسًا إِذَا مَا سارها الجبس بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى ورواها في قراقر على غير هذا الترتيب فقدّم وأخر وجعل بدل الجبس الجيش. ولعله روى بهما إذ المعنى على كل صحيح، ثم إن المؤلف استشهد بالبيت على أن فوّز بمعنى هلك وعبارة ياقوت: قراقر واد نزله خالد بن الوليد عند قصده الشام وفيه قيل لله در إلخ انتهى. ففوّز فيه بمعنى مضى فالأنسب ما ذكره المؤلف بعد وهو الذي اقتصر عليه الجوهري. (2). قوله [بالنباج ونبتلا] هما اسما موضعين كما في ياقوت.

إِذا تَنَزَّى قاحِزاتِ القَحْزِ يَعْنِي شَدَائِدَ الأُمور. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: أَن الْحَجَّاجَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: أَحْسِبُنا قَدْ رَوَّعْناك، فَقَالَ أَبو وَائِلٍ: أَما إِني بِتُّ أُقَحَّزُ البارِحَةَ أَي أُنَزَّى وأَقْلَقُ مِنَ الْخَوْفِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَقَدْ بَلَغَهُ عَنِ الْحَجَّاجِ شَيْءٌ فَقَالَ: مَا زِلْتُ اللَّيْلَةَ أَقْحَزُ كأَني عَلَى الْجَمْرِ ، وَهُوَ رَجُلٌ قاحِزٌ. وقَحَزَ الرجلُ، فَهُوَ قاحِزٌ إِذا سَقَط شِبْهَ الميتِ. وقَحَزَ الرجلُ عَنْ ظَهْرِ الْبَعِيرِ يَقْحَزُ قُحوزاً: سَقَط. وقَحَزَ السهمُ يَقْحَزُ قَحْزاً: وَقَعَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّامِي. والقاحِزُ: السَّهْمُ الطَّامِحُ عَنْ كَبِدِ الْقَوْسِ ذَاهِبًا فِي السَّمَاءِ. يُقَالُ: لَشَدَّ مَا قَحَزَ سهمُك أَي شَخَصَ. وقَحَزَ الكلبُ بِبَوْلِهِ يَقْحَزُ قَحْزاً: كقَزَحَ. وقَحَزَ الرجلَ يَقْحَزُه قَحْزاً وقُحوزاً وقَحَزاناً: أَهلكه. والتَّقْحِيزُ: الوعيدُ والشَّرُّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والقُحازُ: دَاءٌ يُصِيبُ الْغَنَمَ. وَتَقُولُ: ضَرَبْتُهُ فَقَحَزَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ يَصِفُ الطَّعْنَةَ: مُسْتَنَّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة ... تَنْفي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ يَعْنِي خُرُوجُ الدَّمِ باسْتِنانٍ. والمُعْرَوْرِفُ: الَّذِي لَهُ عُرْفٌ مِنِ ارْتِفَاعِهِ. وقَحَّزَه غيرُه تَقْحِيزاً أَي نَزَّاه. قرز: القَرْزُ: قَبْضُك الترابَ وَغَيْرَهُ بأَطراف أَصابعك نَحْوَ القَبْضِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّ القَرْزَ مبدلٌ مِنَ القَرْصِ. قربز: القُرْبُزُ والقُرْبُزِيُّ: الذَّكَرُ الصُّلب الشَّدِيدُ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ جُرْبُزٌ، بِالضَّمِّ، بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ، بِالْفَتْحِ، أَي خَبٌّ، وَهُوَ القُرْبُزُ أَيضاً، وَهُمَا مُعَرَّبَانِ. قرمز: القِرْمِزُ: صِبْغٌ أَرْمَنِيٌّ أَحمر يُقَالُ إِنه مِنْ عُصارة دُودٍ يَكُونُ فِي آجَامِهِمْ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِبَعْضِ الأَعراب: جَاءَ مِنَ الدَّهْنا وَمِنْ آرَابِهِ ... لَا يأْكلُ القِرْمازَ فِي صِنابِه وَلَا شِواءَ الرُّغْفِ مَعَ جُوذابِه ... إِلا بَقَايَا فَضْلِ مَا يُؤْتى بِهِ مِنَ اليَرابِيعِ وَمِنْ ضِبابِه أَراد بِالْقِرْمَازِ الْخُبْزَ الْمُحَوَّرَ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وَوَرَدَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ؛ قال: كالقِرْمِزِ هو صِبْعٌ أَحمر، وَيُقَالُ إِنه حَيَوَانٌ تُصْبَغُ بِهِ الثِّيَابُ فَلَا يَكَادُ يَنْصُلُ لونُه، وَهُوَ معرّب. قزز: القَزازَةُ: الحَياءُ، قَزَّ يَقُزُّ. وَرَجُلٌ قَزٌّ: حَييٌّ، وَالْجَمْعُ أَقِزَّاءُ نَادِرٌ. وقَزَّتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ قَزًّا وقَزَّتْهُ، بِحَرْفٍ وَغَيْرِ حَرْفٍ: أَبَتْه وعافَتْه، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى عافَتْه. وتَقَزَّز الرجلُ مِنَ الشَّيْءِ: لَمْ يَطْعَمْه وَلَمْ يَشْرَبْهُ بإِرادة، وَقَدْ تَقَزَّزَ مِنْ أَكْلِ الضَّبِّ وَغَيْرِهِ، فَهُوَ رَجُلٌ قَزٌّ وقِزٌّ وقُزٌّ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: مُتَقَزِّزٌ وقِنْزَهْوٌ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَيُؤَنَّثُ ثُمَّ لَمْ يَذْكُرِ الْجَمْعَ، والأُنثى قَزَّةٌ وقُزَّة وقِزَّة. وَمَا فِي طَعَامِهِ قَزٌّ وَلَا قُزٌّ وَلَا قَزازَةٌ أَي مَا يُتَقَزَّزُ لَهُ. والتَّقَزُّز: التَّنَطُّس وَالتَّبَاعُدُ مِنَ الدَّنَس. والقَزَزُ: الرَّجُلُ الظَّرِيفُ المُتَوَقِّي لِلْعُيُوبِ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ قُزَّازٌ مُتَقَزِّزٌ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْمَعَايِبِ

لَيْسَ مِنَ الكِبْر والتِّيه. وَيُقَالُ: رَجُلٌ قَزٌّ وقُزٌّ وقِزٌّ وقَزَزٌ، وَهُوَ المُتَقَزِّزُ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْمَعَايِبِ. اللَّيْثُ: قَزَّ الإِنسانُ يَقُزُّ قَزًّا إِذا قَعَدَ كالمُسْتَوْفِز ثُمَّ انْقَبَضَ ووَثَبَ، والقَزَّة: الوَثْبَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن إِبليس، لَعَنَهُ اللَّهُ، ليَقُزُّ القَزَّةَ مِنَ الْمَشْرِقِ فَيَبْلُغُ المغربَ أَي يَثِبُ الوَثْبَةَ. والقَزُّ: مِنَ الثِّيَابِ والإِبْرَيْسَمِ، أَعجمي مُعَرَّبٌ، وَجَمْعُهُ قُزُوزٌ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الَّذِي يُسَوَّى مِنْهُ الإِبريسم. والقازُوزَةُ: مَشْرَبَةٌ وَهِيَ قَدَح دُونَ القَرْقارَة، أَعجمية مُعَرَّبَةٌ؛ الْفَرَّاءُ: القوازِيزُ الْجَمَاجِمُ الصِّغَارُ الَّتِي هِيَ مِنْ قَوَارِيرَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هَذَا الْحَرْفُ فَارِسِيٌّ وَالْحَرْفُ الْعَجَمِيُّ يُعَرَّبُ عَلَى وُجُوهٍ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: القاقُزَّةُ مَشْرَبَة دُونَ القَرْقارَةِ مُعَرَّبَةٌ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، مما يفصل، أَلف بَيْنِ حَرْفَيْنِ مِثْلَيْنِ مِمَّا يَرْجِعُ إِلى بناءِ قَفَزَ وَنَحْوِهِ، وأَما بابِلُ فَهُوَ اسْمُ بَلْدَةٍ، وَهُوَ اسْمٌ خَاصٌّ لَا يَجْرِي مَجْرَى اسْمِ الْعَوَامِّ، قَالَ: وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ قازُوزَة للقاقُزَّة، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ قاقُزَّة، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ مَا خَالَفَتِ العامةُ فِيهِ لغاتِ الْعَرَبِ: هِيَ قاقُوزَة وقازُوزَة لِلَّتِي تُسَمَّى قاقُزَّة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلَامٍ قَالَ: قَالَ مُوسَى لِجِبْرِيلَ، عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: هَلْ يَنَامُ رَبُّكَ؟ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ لَهُ فليأْخذ قازوزَتَيْنِ أَو قارُورَتَيْنِ وليَقُمْ عَلَى الْجَبَلِ مِنْ أَوّل اللَّيْلِ حَتَّى يُصْبِحَ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ مَشْكُوكًا فِيهِ، والقازُوزَة: مَشْرَبة كالقارُورَة. قشنز: القَشْنِيزَةُ: عُشْبَةٌ ذاتُ جِعْثِنَةٍ وَاسِعَةٍ تُورِق وَرَقًا كَوَرَقِ الهِنْدِباء الصِّغَارِ وَهِيَ خَضْرَاءُ كَثِيرَةُ اللَّبَنِ حُلْوَة يأْكلها الناسُ وَيُحِبُّهَا الْغَنَمُ جِدًّا؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ. قعز: قَعَزَ مَا فِي الإِناء يَقْعَزُه قَعْزاً: شَرِبَهُ عَبًّا. وقَعَزَ الإِناءَ قَعْزاً: ملأَه. قعفز: جَلَسَ القَعْفَزى: وَهِيَ جِلْسَةُ المُسْتوفِز، وَقَدِ اقْعَنْفَزَ. قفز: قَفَزَ يَقْفِزُ قَفْزاً وقِفازاً وقُفُوزاً وقَفَزاناً: وَثَبَ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الخيلُ تَعْدُو القَفَزى مِنَ القَفْز. وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ السِّراع الَّتِي تَثِبُ فِي عَدْوِهَا: قافِزَةٌ وقَوافِزُ، وأَنشد: بِقافِزاتٍ تحتَ قافِزينا والقَفِيزُ مِنَ الْمَكَايِيلِ: مَعْرُوفٌ وَهُوَ ثَمَانِيَةُ مَكَاكِيكَ عِنْدَ أَهل الْعِرَاقِ، وَهُوَ مِنَ الأَرض قَدْرُ مِائَةٍ وأَربع وأَربعين ذِرَاعًا، وَقِيلَ: هُوَ مِكْيَالٌ تتواضَعُ الناسُ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَقْفِزَةٌ وقُفْزانٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: القَفِيزُ مِقْدَارٌ مِنْ مِسَاحَةِ الأَرض. الأَزهري: وَقَفِيزُ الطحَّان الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هُوَ أَن يَقُولَ أَطحن بِكَذَا وَكَذَا وَزِيَادَةِ قَفِيزٍ مِنْ نَفْسِ الدَّقِيقِ، وَقِيلَ: إِن قَفِيزَ الطحَّان هُوَ أَن يستأْجر رَجُلًا لِيَطْحَنَ لَهُ حِنْطَةً مَعْلُومَةً بقَفِيزٍ مِنْ دَقِيقِهَا. والقُفَّازُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: لِبَاسُ الْكَفِّ وَهُوَ شَيْءٌ يُعْمَلُ لِلْيَدَيْنِ يُحْشَى بِقُطْنٍ وَيَكُونُ لَهُ أَزرار تُزَرَّرُ عَلَى السَّاعِدَيْنِ مِنَ الْبَرْدِ تَلْبَسُهُ المرأَة فِي يَدَيْهَا، وَهُمَا قُفَّازان. والقُفَّازُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحُلِيِّ تَتَّخِذُهُ المرأَة فِي يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا، وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ: تَقَفَّزَتِ المرأَة بِالْحِنَّاءِ. وتَقَفَّزَتِ المرأَة: نَقَشَتْ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا بِالْحِنَّاءِ، وأَنشد:

قُولا لذاتِ القُلْبِ والقُفَّازِ ... أَما لمَوْعُودِكِ مِنْ نَجازِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَنْتَقِب الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَس قُفَّازاً ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا تَنْتَقِبْ وَلَا تَبَرْقَع وَلَا تَقَفَّز. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: أَنه كَرِهَ لِلْمُحْرِمَةِ لُبْسَ القُفَّازَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: أَنها رَخَّصَتْ لِلْمُحْرِمَةِ فِي القُفَازَيْنِ ، القُفَّاز: شَيْءٌ تَلْبَسُهُ نِسَاءُ الأَعراب فِي أَيديهن يُغَطِّي أَصابعها وَيَدَهَا مَعَ الْكَفِّ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: القُفَّازانِ تُقَفِّزُهما المرأَةُ إِلَى كُعُوبِ الْمِرْفَقَيْنِ فَهُوَ سُتْرَةٌ لَهَا، وإِذا لَبِسَتْ بُرْقُعَها وقُفَّازَيْهَا وَخُفَّهَا فَقَدَ تَكَتَّنَت، قَالَ: والقُفَّازُ يُتَّخَذُ مِنَ الْقُطْنِ فَيُحْشَى بِطَانَةً وظِهَارَةً وَمِنَ الْجُلُودِ وَاللُّبُودِ. وَيُقَالُ للمرأَة: قَفَّازَةٌ لِقِلَّةِ اسْتِقْرَارِهَا. وَفَرَسٌ مُقَفَّزٌ: اسْتَدَارَ تَحْجِيلُهُ فِي قَوَائِمِهِ وَلَمْ يُجَاوِزِ الأَشاعِرَ نَحْوَ المُنَعَّلِ. والأَقْفَزُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي بَيَاضُ تَحْجِيلِهِ فِي يَدَيْهِ إِلَى مِرْفَقَيْهِ دُونَ الرِّجْلَيْنِ، وَكَذَلِكَ المُقَفَّزُ كأَنه لَبِسَ القُفَّازَيْنِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي شِيَاتِ الْخَيْلِ: إِذَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي يَدَيْهِ فَهُوَ مُقَفَّزٌ، فإِذا ارْتَفَعَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ فَهُوَ مُجَبَّبٌ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ القُفَّازَيْنِ. وقَفَزَ الرجلُ: مَاتَ. والقُفَّيْزَى: مِنْ لَعِبِ صِبْيَانِ الأَعراب يَنْصِبُونَ خَشَبَةً ثُمَّ يَتَقافَزُونَ عليها. ققز: القَاقُوزَةُ: كالقازُوزَة وَهِيَ أَعلى مِنْهَا، أَعجمية مُعَرَّبَةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ مَا خَالَفَتْ فِيهِ الْعَامَّةُ لُغَاتِ الْعَرَبِ: هِيَ قاقُوزَةٌ وقازُوزَة لِلَّتِي تُسَمَّى قاقُزَّةً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَما القاقُزَّة فمولَّدة؛ وأَنشد للأُقَيْشِر الأَسَدِيِّ وَاسْمُهُ المُغِيرَةُ بنُ الأَسود: أَفْنى تِلادي وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ نَشَبٍ ... قَرْعُ القَواقِيزِ أَفواه الأَبارِيقِ كأَنَّهُنَّ، وأَيْدي الشَّرْبِ مُعْمَلَةٌ ... إِذا تَلأْلأْنَ فِي أَيدي الغَرانِيقِ بناتُ ماءٍ تُرى، بِيضٌ جآجِئُها ... حُمْرٌ مناقِرُها، صُفْرُ الحَمالِيقِ التِّلادُ: الْمَالُ الْقَدِيمُ الْمَوْرُوثُ. والنَّشَبُ: الضِّياع وَالْبَسَاتِينُ الَّتِي لَا يَقْدِرُ الإِنسان أَن يَرْحَلَ بِهَا. وَالْقَوَاقِيزُ: جَمْعُ قاقُوزَة، وَهِيَ أَوانٍ يُشْرَبُ بِهَا الْخَمْرُ. وَالْغَرَانِيقُ: شُبَّان الرِّجَالِ، وَاحِدُهُمْ غُرْنُوقٌ. قَالَ: وَيُقَالُ غِرْنَوْقٌ وغِرْناقٌ وغُرانِقٌ. وَبَنَاتُ مَاءٍ: طَيْرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ طِوَالُ الأَعناق. والجُؤْجُؤُ: الصَّدْرُ، وَمَنْ رَفَعَ أَفواه الأَباريق جَعَلَهَا فَاعِلَةً بالقَرْع، وَتَكُونُ القوافيز فِي مَوْضِعِ مَفْعُولٍ تَقْدِيرُهُ أَن قَرَعَتِ القواقيزَ أَفواه، وَمَنْ نَصَبَ الأَفواه كَانَتِ الْقَوَاقِيزُ فَاعِلَةً فِي الْمَعْنَى، تَقْدِيرُهُ أَن قَرَعَتِ القواقيزُ أَفواه، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ لأَن الأَباريق تَقْرَعُ الْقَوَاقِيزَ وَالْقَوَاقِيزَ تَقْرَعُ الأَباريق، فَكُلٌّ مِنْهُمَا قَارِعٌ مَقْرُوعٌ، والقاقُزَّة لُغَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْديُّ: كأَنِّي إِنما نادَمْتُ كِسْرى ... فَلِي قاقُزَّة وَلَهُ اثنَتانِ وَقِيلَ: لَا تَقُلْ قاقُزَّة، وَقَالَ يَعْقُوبُ: القاقُزَّة مولَّدة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القاقُزَّة الطَّاسُ. اللَّيْثُ: القاقُزَّة مَشْرَبَةٌ دُونَ القَرْقارَة، وَهِيَ مُعَرَّبَةٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، مما يفصل، أَلف بَيْنِ

حَرْفَيْنِ مِثْلَيْنِ مِمَّا يَرْجِعُ إِلى بناء قَقْز، وأَما بابِلُ فَهُوَ اسْمُ بَلْدَةٍ، وَهُوَ اسْمٌ خَاصٌّ لَا يَجْرِي مَجْرَى اسْمِ الْعَوَامِّ. والقاقُزَّانُ: ثَغْرٌ بقَزْوِينَ تَهُبُّ فِي نَاحِيَتِهِ رِيحٌ شَدِيدَةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: بفَجِّ الريح فَجّ القاقُزان قلز: القَلْزُ: ضَرْبٌ مِنَ الشُّرْبِ. قَلَزَ الرجلُ يَقْلِزُ ويَقْلُزُ قَلْزاً: شَرِبَ، وَقِيلَ: تَابَعَ الشُّرْبَ، وَقِيلَ: هُوَ إِدامة الشُّرْبِ، وَقِيلَ: هُوَ الشُّرْبُ دَفْعَةً وَاحِدَةً؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: هُوَ المَصُّ. وقَلَزَ بِسَهْمٍ: رَمَى. وقَلَزه يَقْلُزه ويَقْلِزُه: ضَرَبَهُ. وقَلَزَ يَقْلِز ويَقْلُز قَلْزاً: عَرجَ. والقَلْزُ: قَلْزُ الغُراب والعُصْفور فِي مِشْيَتِه. وقَلَزَ الطَّائِرُ يَقْلِزُ قَلْزاً: وَثَبَ وَذَلِكَ كَالْعُصْفُورِ وَالْغُرَابِ. وكلُّ مَا لَا يَمْشِي مَشْيًا، فَقَدْ قَلَزَ، وَهُوَ يَقْلِزُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشُّطَّار: قَلَزَ فِي الشَّرَابِ أَي قَذَفَ بِيَدِهِ النَّبِيذَ فِي فَمِهِ كَمَا يَقْلِزُ العصفورُ. وإِنه لَمِقْلَزٌ أَي وَثَّابٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَقْلِزُ فِيهَا مِقْلَزُ الحُجُولِ ... نَعْباً عَلَى شِقَّيْهِ كالمَشْكُولِ يَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ يَصِفُ دَارًا خَلَتْ مِنْ أَهلها فَصَارَ فِيهَا الغِرْبانُ وَالظِّبَاءُ وَالْوَحْشُ؛ وَرُوِيَ نَغْباً. والتَّقَلُّز: النَّشَاطُ. وَرَجُلٌ قُلُزٌّ: شَدِيدٌ. وَجَارِيَةٌ قُلُزَّةٌ: شَدِيدَةٌ. والقُلُزُّ مِنَ النُّحَاسِ، بِالْقَافِ وَضَمِّ اللَّامِ: الَّذِي لَا يَعْمَلُ فِيهِ الْحَدِيدُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ كُرَاعٌ: القِلِزُّ والقُلُزُّ النُّحَاسُ الَّذِي لَا يَعْمَلُ فِيهِ الحديد. قلمز: الأَزهري: عَجُوزٌ عِكْرِشَةٌ وعِجْرِمَةٌ وعَضَمَّزَة وقَلَمَّزَة: وَهِيَ اللَّئِيمَةُ القصيرة. قمز: القَمَزُ: صِغار الْمَالِ ورَديئه ورُذالُهُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ كالقَزَمِ؛ وأَنشد: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ ... ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ جَامِعًا الحَنْظَلِيَّ يَقُولُ رأَيت الكلأَ فِي جُؤْجُؤَى قُمَزاً قُمَزاً؛ أَراد أَنه لَمْ يَتَّصِلْ وَلَكِنَّهُ نَبَتَ مُتَفَرِّقًا لُمْعَة هَاهُنَا ولُمْعَة هَاهُنَا. وقَمَزَ الشيءَ يَقْمِزُه قَمْزاً: جَمَعَهُ بِيَدِهِ، وَهِيَ القُمْزَةُ، وَقِيلَ: قَمَزَ قُمْزَةً أَخذ بأَطراف أَصابعه. والقُمْزَةُ: بُرْعُومُ النَّبْتِ الَّذِي تَكُونُ فِيهِ الْحَبَّةُ. والقُمْزَةُ، بِالضَّمِّ، مِثْلُ الجُمْزَةِ: وَهِيَ كُتْلَةٌ مِنَ التَّمْرِ. والقُمْزَةُ مِنَ الْحَصَى وَالتُّرَابِ: الصُّوَّةُ، وَجَمْعُهَا قُمَزٌ. قمرز: رَجُلٌ قُمَرِزٌ وقُمَّرِزٌ: قَصِيرٌ؛ التَّشْدِيدُ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قُمَّرِز آذانُهم كالإِسْكابْ الإِسْكاب والإِسْكابَةُ: الفَلَكَةُ الَّتِي يُرَقَّعُ بِهَا الزِّقُّ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ قُمَّرِزٌ عَلَى بِنَاءِ الهُمَّقِعِ، وهو جَنى التَّنْضُبِ. قنز: القَنَزُ: لُغَةٌ فِي القَنَصِ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَنه بَدَلٌ، قَالَ غُلَامٌ مَنْ بَنِي الصَّارِدِ رَمى خِنْزِيرًا فأَخطأَه وَانْقَطَعَ وَتَرُه فأَقبل وَهُوَ يَقُولُ: إِنك رَعْمَليٌّ، بِئْسَ الطَّريدَةُ القَنَزُ وَمِنْهُ قَوْلُ صَائِدِ الضَّبّ: ثُمَّ اعْتَمَدْتُ فَجَبَذْتُ جَبْذَةً ... خَرَرْتُ مِنْهَا لِقَفَايَ أَرْتَمِزْ

فقلتُ حَقّاً صادِقاً أَقُولُه ... هَذَا لَعَمْرُ اللهِ مِنْ شَرِّ القَنَزْ يُرِيدُ القَنَص. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وسأَلت أَعرابياً عَنْ أَخيه فَقَالَ: خَرَجَ يَتَقَنَّزُ أَي يَتَقَنَّصُ؛ كُلُّ ذَلِكَ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْقَانِصِ والقَنَّاص قانِزٌ وقَنَّاز. ابْنُ الأَعرابي: أَقْنَزَ الرجلُ إِذا شَرِبَ بالإِقْنِيز طَرَباً وَهُوَ الدَّنُّ الصَّغِيرُ، قَالَ: وجِلْفَةُ الإِقْنِيزِ طِينَتُهُ. أَبو عَمْرٍو: القِنْزُ الراقُود الصَّغِيرُ. قهز: القَهْزُ والقِهْزُ والقَهْزِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ تُتَّخَذُ مِنْ صُوفٍ كالمِرْعِزَّى؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هِيَ ثِيَابُ صُوفٍ كالمِرْعِزَّى وَرُبَّمَا خَالَطَهَا حَرِيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ القَزُّ بِعَيْنِهِ وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كهْزانه، وَقَدْ يشبَّه الشَّعَرُ والعِفاءُ بِهِ، قَالَ رُؤْبَةُ: وادَّرَعَتْ مِنْ قَهْزِها سَرابِلا ... أَطارَ عَنْهَا الخِرَقَ الرَّعابِلا يَصِفُ حُمُرَ الْوَحْشِ يَقُولُ: سَقَطَ عَنْهَا العِفاءُ وَنَبَتَ تَحْتَهُ شَعَرٌ لَيِّنٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَهْزُ والقِهْزُ ثيابٌ بِيضٌ يُخَالِطُهَا حَرِيرٌ؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ البُزاةَ والصُّقُور بِالْبَيَاضِ: مِنَ الزُّرْق أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤوسَها ... مِنَ القِهْزِ والقُوهِيِّ، بيضُ المَقانِعِ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش: كأَن لَوْنَ القِهْزِ في خُصُورِها ... والقَبْطَرِيِّ البِيضِ فِي تأْزِيرِها وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجه: أَن رَجُلًا أَتاه وَعَلَيْهِ ثوبٌ مِنْ قَهْزٍ ، هُوَ من ذلك. قهمز: أَبو عَمْرٍو: القَهْمَزَةُ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ البَطِيئَةَ؛ وأَنشد: إِذا رَعَى شَدَّاتِها العَوائِلا ... والرُّقْصَ مِنْ رَيْعانِها الأَوائِلا والقَهْمَزاتِ الدُّلَّحَ الخَواذِلا ... بِذَاتِ جَرْسٍ، تَمْلأُ المَداخِلا قوله [إذا رعى شداتها إلى آخر البيتين] هكذا في الأَصل. اللَّيْثُ: امرأَة قَهْمَزَةٌ قَصِيرَةٌ جِدًا. أَبو عَمْرٍو: القَهْمَزَى الإِحْضارُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِبَعْضِ بَنِي عَقِيلٍ يَصِفُ أَتَانًا: مِنْ كلِّ قَبَّاءَ نَحُوصٍ جَرْيُها ... إِذا عَدَوْنَ القَهْمَزَى، غيرُ شَتِجْ أَي غير بطيء. قوز: القَوْزُ مِنَ الرَّمْلِ: صَغِيرٌ مُسْتَدِيرٌ تشبَّه بِهِ أَرداف النِّسَاءِ؛ وأَنشد: ورِدْفُها كالقَوْزِ بَيْنَ القَوْزَيْن قَالَ الأَزهري: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فِي القَوْزِ أَنه الكَثِيبُ المُشْرِفُ. وَفِي الْحَدِيثُ: مُحَمَّدٌ فِي الدَّهْمِ بِهَذَا القَوْزِ ؛ القَوْزُ، بِالْفَتْحِ: الْعَالِي مِنَ الرَّمْلِ كأَنه جَبَلٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْع: زَوْجي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٌّ، عَلَى رأْس قَوْزٍ وَعْثٍ ؛ أَرادتْ شدَّة الصُّعُودِ فِيهِ لأَن الْمَشْيَ فِي الرَّمْلِ شَاقٌّ فَكَيْفَ الصُّعُودُ فِيهِ لَا سِيَّمَا وَهُوَ وَعْثٌ؟ ابْنُ سِيدَهْ: القَوْزُ نَقاً مُسْتَدِيرٌ مُنْعَطَفٌ، وَالْجَمْعُ أَقْوازٌ وأَقاوِزُ؛

فصل الكاف

قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَقْوازَ مُشْرِفٍ ... شِمالًا، وَعَنْ أَيمانهنّ الفَوارِسُ وَقَالَ آخَرُ: ومُخَلَّدات باللُّجَيْنِ، كأَنما ... أَعْجازُهُن أَقاوِزُ الكُثْبانِ قَالَ: هَكَذَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ أَقاوِز، وَعِنْدِي أَنه أَقاوِيزُ، وأَن الشَّاعِرَ احْتَاجَ فَحَذَفَ ضَرُورَةً. مُخَلَّدَاتٌ: فِي أَيديهن أَسورة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ*، وَالْكَثِيرُ قِيزانٌ؛ قَالَ: لَمَّا رأَى الرَّمْلَ وقِيزانَ الغَضَا ... والبَقَرَ المُلَمَّعاتِ بالشَّوَى بَكَى، وَقَالَ: هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ الْجَوْهَرِيُّ: القَوْزُ، بِالْفَتْحِ، الْكَثِيبُ الصَّغِيرُ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، والله أَعلم. فصل الكاف كرز: الكُرْزُ: ضَرْبٌ مِنَ الجُوالِقِ، وَقِيلَ: هُوَ الجُوالِقُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ الخُرْجُ، وَقِيلَ: الخُرْجُ الْكَبِيرُ يَحْمَلُ فِيهِ الرَّاعِي زَادَهُ وَمَتَاعَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ؛ وأَصله أَن فَرَسًا يُقَالُ لَهُ أَعوج نُتِجَتْهُ أُمُّه وتَحَمَّلَ أَصحابه فَحَمَلُوهُ فِي الكُرْزِ، فَقِيلَ لَهُمْ: مَا تَصْنَعُونَ بِهِ؟ فَقَالَ أَحدهم: رُبَّ شَدٍّ فِي الْكُرْزِ، يَعْنِي عَدْوَهُ، وَالْجَمْعُ أَكرازٌ وكِرَزَةٌ مِثْلَ جُحْرٍ وجِحَرَةٍ. وسعيدُ كُرْزٍ: لقبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا لَقَّبْتَ مُفْرَدًا بِمُفْرَدٍ أَضفته إِلى اللَّقَبِ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ: هَذَا سعيدُ كُرْزٍ، جَعَلَتْ كُرْزاً مُعَرَّفَةً لأَنك أَردت الْمَعْرِفَةَ الَّتِي أَردتها إِذا قُلْتَ هَذَا سَعِيدٌ، فَلَوْ نكَّرت كُرْزًا صَارَ سَعِيدٌ نَكِرَةً لأَن الْمُضَافَ إِنما يَكُونُ نَكِرَةً وَمَعْرِفَةً بِالْمُضَافِ إِليه، فَيَصِيرُ كُرْزٌ هَاهُنَا كأَنه كَانَ مَعْرِفَةً قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ أُضيف إِليه. والكَرَّازُ: الكَبْشُ الَّذِي يَضَعُ عَلَيْهِ الرَّاعِي كُرْزَهُ فَيَحْمِلُهُ وَيَكُونُ أَمام الْقَوْمِ، وَلَا يَكُونُ إِلا أَجَمَّ لأَن الأَقْرَنَ يَشْتَغِلُ بالنِّطاحِ؛ قَالَ: يَا ليتَ أَنِّي وسُبَيْعاً فِي الغَنَمْ ... والخُرْجُ مِنْهَا فوقَ كَرَّازٍ أَجَمْ وكارَزَ إِلى ثِقَةٍ مِنْ إِخوان ومالٍ وغِنًى: مالَ. أَبو زَيْدٍ: إِنه ليُعاجِزُ إِلى ثِقَةٍ مُعاجَزَةً ويُكارِزُ إِلى ثِقَةٍ مُكارَزَةً إِذا مَالَ إِليه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَلَمَّا رَأَيْنَ المالَ قَدْ حالَ دونَه ... دُعافٌ، لَدَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ، كارِزُ قِيلَ: كَارَزَ بِمَعْنَى الْمُسْتَخْفِي. يُقَالُ: كَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً، فَهُوَ كارِزٌ إِذا اسْتَخْفَى فِي خَمَرٍ أَو غارٍ، والمُكارَزَةُ مِنْهُ. وَيُقَالُ: كارَزْتُ عَنْ فُلَانٍ إِذا فَرَرْتَ مِنْهُ وعاجَزْتَهُ. وكارَزَ فِي الْمَكَانِ: اخْتَبَأَ فِيهِ. وكارَزَ إِليه: بَادَرَ. وكارَزَ القومُ إِذا تَرَكُوا شَيْئًا وأَخذوا غَيْرَهُ. والكَرِيصُ والكَرِيزُ: الأَقِطُ. والكُرَّزُ والكُرَّزِيُّ: العَيِيُّ اللَّئِيمُ، وَهُوَ دَخِيلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ، تَسْمِيَةُ الفُرْسُ كُرَّزِيًّا؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: أَو كُرَّز يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ والكُرَّزُ: المُدَرَّبُ المُجَرَّبُ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ. والكُرَّزُ: اللَّئِيمُ. والكُرَّزُ: النَّجِيبُ. والكُرَّزُ:

الرَّجُلُ الْحَاذِقُ، كِلَاهُمَا دَخِيلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ. والكُرَّزُ: الْبَازِي يُشَدُّ ليَسْقُطَ رِيشُهُ؛ قَالَ: لَمَّا رَأَتْنِي راضِياً بالإِهْمادْ ... كَالكُرَّزِ الْمَرْبُوطِ بينَ الأَوْتادْ قَالَ الأَزهري: شَبَّهَهُ بِالرَّجُلِ الْحَاذِقِ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُرُو فَعُرِّبَ. وكُرِّزَ الْبَازِي إِذا سَقَطَ رِيشُهُ. أَبو حَاتِمٍ: الكُرَّزُ الْبَازِي فِي سَنَتِهِ الثَّانِيَةِ، وَقِيلَ: الكُرَّزُ مِنَ الطَّيْرِ الَّذِي قَدْ أَتى عَلَيْهِ حَوْلٌ، وَقَدْ كُرِّزَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: رأَيْتُه كَمَا رأَيْتُ النَّسْرا ... كُرِّزَ يُلْقِي قادِماتٍ زُعْرا وكَرَّزَ الرجلُ صَقْرَه إِذا خَاطَ عَيْنَيْهِ وأَطعمه حَتَّى يُذِلَّ. ابْنُ الأَنباري: هُوَ كُرَّزٌ أَي داهٍ خبيثٌ مُحْتَالٌ، شُبِّهَ بِالْبَازِي فِي خُبْثِهِ وَاحْتِيَالِهِ وَذَلِكَ أَن الْعَرَبَ تُسَمِّي الْبَازِيَ كُرَّزاً، قَالَ: وَالطَّائِرُ يُكَرَّزُ، وَهُوَ دَخِيلٌ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. والكُرَازُ: الْقَارُورَةُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري أَعربي أَمْ عَجَمِيٌّ غَيْرَ أَنهم قَدْ تَكَلَّمُوا بِهَا، وَالْجَمْعُ كِرْزانٌ. وكُرْزٌ وكَرِزٌ وكَارِزٌ ومُكْرَزٌ وكُرَيْز وكَرِيزٌ وكُرازٌ: أَسماء. وكَرازٌ: فَرَسُ حُصَين بن علقمة. كربز: ابْنُ الأَعرابي: القَثْوُ أَكْلُ القَثَدِ والكِرْبِزِ، قَالَ فأَما القَثَدُ فَهُوَ الْخِيَارُ وأَما الكِرْبِزُ فالقِثَّاءُ الْكِبَارُ. كزز: الكَزُّ: الَّذِي لَا يَنْبَسِطُ. ووجْه كَزٌّ: قَبِيحٌ، كَزَّ يَكُزُّ كَزازَةً. وجَمَلٌ كَزٌّ: صُلب شَدِيدٌ. وذَهَبٌ كَزٌّ: صُلْبٌ جِدًّا. وَرَجُلٌ كَزٌّ: قَلِيلُ المُؤاتاةِ والخَيْرِ بَيِّنُ الكَزَزِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنتَ للأَبْعَدِ هَيْنٌ لَيِّنٌ ... وَعَلَى الأَقْرَبِ كَزٌّ جافِي وَرَجُلٌ كَزٌّ وَقَوْمٌ كُزٌّ، بِالضَّمِّ. والكَزازُ: البُخْلُ. وَرَجُلٌ كَزُّ الْيَدَيْنِ أَي بَخِيلٌ مِثْلُ جَعْد الْيَدَيْنِ. والكَزازَةُ والكَزازُ: اليُبْسُ والانْقباضُ. وخَشَبة كَزَّة: يَابِسَةٌ مُعْوَجَّة. وَقَنَاةٌ كَزَّة: كَذَلِكَ، وَفِيهَا كَزَزٌ. وكَزَّ الشيءَ: جَعَلَهُ ضَيِّقًا. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا جَعَلْتَهُ ضَيِّقًا: كَزَزْته، فَهُوَ مَكْزُوزٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ بَيْضاءَ تَكُزُّ الدُّمْلُجا ... تَزَوَّجَتْ شَيْخاً طَويلًا عَفْشَجا وَقَوْسٌ كَزَّة: لَا يَتَبَاعَدُ سَهْمُها مِنْ ضِيقِهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا كَزَّةُ السَّهْم وَلَا قَلُوعُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ الكَزَّةُ أَصغر الْقِيَاسِ، ابْنُ شُمَيْلٍ: مِنَ الْقِسِيِّ الكَزَّةُ، وَهِيَ الْغَلِيظَةُ الأَزَّةِ الضَّيِّقة الفَرْج، والوَطيئةُ أَكَزُّ القِسِيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْسٌ كَزَّة إِذا كَانَ فِي عُودِها يُبْسٌ عَنْ الِانْعِطَافِ، وبَكَرَةٌ كَزَّة أَي ضَيِّقَةٌ شَدِيدَةُ الصَّرِيرِ. والكُزازُ: دَاءٌ يأْخُذُ مِنْ شِدَّةِ البَرْدِ وتَعْتَرِي مِنْهُ رِعْدَةٌ، وَهُوَ مَكْزُوزٌ. وَقَدْ كُزَّ الرجلُ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ: زُكِمَ. وأَكَزَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَكْزُوزٌ: مِثْلُ أَحَمَّه، فَهُوَ مَحْمُومٌ، وَهُوَ تَشَنُّج يُصِيبُ الإِنسان مِنَ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ أَو مِنْ خُرُوجِ دمٍ كَثِيرٍ. ابْنُ الأَعرابي: الكُزَّازُ الرِّعْدَةُ مِنَ

البَرْدِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ الكُزَاز، وَقَدْ كَزَّ: انْقَبَضَ مِنَ الْبَرْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا اغْتَسَلَ فَكُزَّ فَمَاتَ ؛ الكُزازُ: دَاءٌ يَتَوَلَّدُ مِنْ شِدَّةُ الْبَرْدِ، وَقِيلَ: هُوَ نَفْسُ الْبَرْدِ. واكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً: انقبض، واللام زائدة. كعمز: تَكَعْمَزَ الفِراشُ: انْتَقَضَتْ خُيوطه وَاجْتَمَعَ صُوفُهُ؛ عَنِ الهَجَرِيِّ. كلز: كَلَزَ الشيءَ يَكْلِزُه كَلْزاً وكَلَّزَهُ: جَمَعَهُ. واكْلأَزَّ الرجلُ: تَقَبَّض وَلَمْ يَطْمَئِنَّ. والمُكْلَئِزُّ: الْمُنْقَبِضُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ اكْلأَزَّ، وَهُوَ انْقِبَاضٌ فِي جَفاء لَيْسَ بِمُطَمْئِنٍّ، كَالرَّاكِبِ إِذا لَمْ يَتَمَكَّنْ عَدْلًا عَنْ ظَهْرِ الدَّابَّةِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: أَقولُ والناقةُ بِي تَقَحَّمُ ... وأَنا مِنْهَا مُكْلَئِزٌّ مُعْصِمُ وَأُمِيتَ ثلاثيُّ فِعْلِهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: رُب فتاةٍ مِنْ بَنِي العِنازِ ... حَيَّاكَةٍ ذاتِ حِرٍ كِنازِ ذِي عَضُدَيْن مُكْلَئِزٍّ نازِي ... كالنَّبتِ الأَحْمَر بالبَرازِ واكْلأَزَّ إِذا انْقَبَضَ وتَجَمَّعَ؛ وَفِي شِعْرُ حُميد بْنِ ثَوْرٍ: فَحَمّل الهَمَّ كِلازاً جَلْعَدا الْكِلَازُ: الْمُجْتَمِعُ الخَلْقِ الشديدُ، وَيُرْوَى: كِنازاً، بِالنُّونِ؛ وَقِيلَ: اكْلأَزَّ اكْلِئْزازاً انْقَبَضَ، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ. واكْلأَزَّ الْبَازِي: هَمَّ بأَخذ الصَّيْدِ وتَقَبَّض لَهُ. وكَلَّازٌ: اسم. كمز: كَمَزَ الشيءَ يَكْمِزُه كَمْزاً إِذا جَمَعَهُ فِي يَدَيْهِ حَتَّى يَسْتَدِيرَ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الشَّيْءِ المُبْتَلِّ كَالْعَجِينِ وَنَحْوِهِ. والكُمْزَةُ: مَا أُخذ بأَطراف الأَصابع، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكُمْزَةُ والجُمْزَةُ الكُتْلَةُ مِنَ التَّمْرِ وَغَيْرِهِ، وَقَالَ عُرَامٌ: هَذِهِ قُمْزَةٌ مِنْ تَمْرٍ وكُمْزَةٌ، وَهِيَ الفِدْرَةُ كجُثْمانِ القَطا أَو أَكثر. وَيُقَالُ للكُثْبَةِ مِنَ التُّرَابِ: كُمْزَةٌ وقُمْزَة، وَالْجَمْعُ الكُمَزُ والقُمَزُ. كنز: الكَنْزُ: اسْمٌ لِلْمَالِ إِذا أُحرز فِي وِعَاءٍ وَلِمَا يُحْرَزُ فِيهِ، وَقِيلَ: الكَنْزُ الْمَالُ الْمَدْفُونُ، وَجَمْعُهُ كُنُوزٌ، كَنَزَهُ يَكْنِزُه كَنْزاً واكْتَنَزَهُ. وَيُقَالُ: كَنَزْتُ البُرَّ فِي الجِرابِ فاكْتَنَزَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ: الأَحمرَ والأَبيضَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الباهِلِيُّ الكَنْزُ الفِضَّة فِي قَوْلِهِ: كأَنَّ الهِبْرِقِيَّ غَدا عَلَيْهَا ... بماءِ الكَنْزِ أَلْبَسَه قَراها قَالَ: وَتُسَمِّي العربُ كلَّ كَثِيرٍ مَجْمُوعٍ يُتَنَافَسُ فِيهِ كَنْزًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَنْزاً مِنْ كُنوز الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قوَّة إِلا بِاللَّهِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا حَوْلَ وَلَا قوَّة إِلا بِاللَّهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوز الْجَنَّةِ أَي أَجرها مُدَّخَر لِقَائِلِهَا وَالْمُتَّصِفِ بِهَا كَمَا يُدَّخَرُ الْكَنْزُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ . وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَذْهَبُ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَيَذْهَبُ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لتُنْفَقَنَّ كنوزُهما فِي سَبِيلِ اللَّهِ اللَّيْثُ: يُقَالُ كَنَزَ الإِنسانُ مَالًا يَكْنِزُه. وكَنَزْتُ السِّقاءَ إِذا ملأْته. ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْكَهْفِ: وَكانَ

تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما؛ قَالَ: مَا كَانَ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً وَلَكِنْ كَانَ عِلْماً وصُحُفاً. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: أَربعة آلَافٍ وما دونها نفقةٌ وَمَا فَوْقَهَا كَنْزٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ مالٍ لَا تُؤَدَّى زكاتُه فَهُوَ كَنْزٌ ؛ الكَنْزُ فِي الأَصل الْمَالُ الْمَدْفُونُ تَحْتَ الأَرض فإِذا أُخرج مِنْهُ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ لَمْ يَبْقَ كَنْزاً وإِن كَانَ مَكْنُوزًا، وَهُوَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ تَجُوزُ فِيهِ عَنِ الأَصل. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَشِّرِ الكَنَّازِينَ بِرَضْفٍ مِنْ جَهَنَّمَ ؛ هُمْ جَمْعُ كَنَّازٍ وَهُوَ الْمُبَالِغُ فِي كَنْزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَادِّخَارِهِمَا وَتَرْكِ إِنفاقهما فِي أَبواب البرِّ. واكْتَنَزَ الشيءُ: اجْتَمَعَ وامتلأَ. وكَنَزَ الشيءَ فِي الرِعاء والأَرض يَكْنِزُه كَنْزاً: غَمَزه بِيَدِهِ. وشَدَّ كَنْزَ القِرْبَةِ: ملأَها. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ الْكَثِيرَةِ اللَّحْمِ: كِنازٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ وَقَالَ: حَيَّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنازِ وَنَاقَةٌ كِنازٌ، بِالْكَسْرِ، أَي مُكْتَنِزَةُ اللحمِ. والكِنازُ: النَّاقَةُ الصُّلْبة اللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ كُنُوز وكِنازٌ، كَالْوَاحِدِ بِاعْتِقَادِ اخْتِلَافِ الْحَرَكَتَيْنِ والأَلفين، وَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَابِ جُنب، وَهَذَا خطأٌ لِقَوْلِهِمْ فِي التَّثْنِيَةِ كِنازانِ، وَقَدْ تَكَنَّزَ لَحْمُهُ واكْتَنَزَ، وَرَجُلٌ كَنِزُ اللَّحْمِ ومُكْتَنِزُ اللَّحْمِ وكَنيزُ اللَّحْمِ ومَكْنُوزُه؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وساقِيَيْنِ مِثْلِ زَيْدٍ وجُعَلْ ... صَقْبَانِ مَمْشُوقان مَكْنُوزا العَضَلْ وفي شعر حُمَيد ين ثَوْرٍ: فَحَمّل الهَمَّ كِنازاً جَلْعَدَا الكِنازُ: المُجْتَمِعُ اللَّحْمِ القَوِيُّه، وكلُّ مُكْتَنِزٍ مجتمعٌ، ويروى كِلازاً، باللام، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَعَثْتُك تَمْحُو المَعازِفَ والكَنازاتِ ، هِيَ بِالْفَتْحِ. والكِنازُ والكَنازُ: رَفاعُ التَّمْرِ، وَقَدْ كَنَزُوا التَّمْرَ يَكْنِزُونَهُ كَنْزاً وكِنازاً، فَهُوَ كَنِيز وَمَكْنُوزٌ، والكَنيزُ: التَّمْرُ يُكْتَنَزُ لِلشِّتَاءِ فِي قَواصِرَ وأَوعية، وَالْفِعْلُ الاكْتِنازُ، قَالَ: والبَحْرانِيُّونَ يَقُولُونَ جاءَ زَمَنُ الكِنازِ، إِذا كَنَزُوا التَّمْرَ فِي الجِلالِ، وَهُوَ أَن يُلْقَى جِرابٌ أَسْفَلَ الجُلَّةِ، ويُكْنَزَ بالرِّجْلَين حَتَّى يَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ، ثُمَّ جرابٌ بَعْدَ جِرَابٍ حَتَّى تمتلئَ الجُلَّةُ مَكْنُوزَةً ثُمَّ تُخاطُ بالشرُطِ. الأُمَوِيُّ: أَتيتهم عِنْدَ الكِنازِ والكَنازِ، يَعْنِي حِينَ كَنَزُوا التَّمْرَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الكَنازُ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ؛ قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ إِلا بِالْفَتْحِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مِثْلُ الجَدادِ والجِداد والصَّرامِ والصِّرامِ، وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ الكَنازُ فِي البُرِّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ للمُتَنَخِّل الهُذَلي: لَا دَرَّ دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ، وَعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ وكَنَّاز: اسم رجل. كوز: كازَ الشيءَ كَوْزاً: جَمَعَهُ، وكُزْتُه أَكُوزُه كَوْزاً: جَمَعْتُهُ. والكُوزُ: مِنَ الأَواني، مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَكْوازٌ وكِيزانٌ وكِوَزَةٌ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ مِثْلَ عُودٍ وعِيدانٍ وأَعْوادٍ وعِوَدَةٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكُوزُ فَارِسِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قول لا يُعَرَّج عَلَيْهِ، بَلِ الكُوزُ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ.

فصل اللام

وَيُقَالُ: كازَ يَكُوزُ واكْتازَ يَكْتازُ إِذا شَرِبَ بالكُوزِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كابَ يكُوبُ إِذا شَرِبَ بالكُوب، وَهُوَ الكُوزُ بِلَا عُرْوَة، فإِذا كَانَ بِعُرْوَةٍ فَهُوَ كُوز، يُقَالُ: رأَيته يَكُوزُ ويَكْتازُ ويَكُوبُ ويَكْتاب. واكتازَ الماءَ: اغْتَرَفَهُ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الكُوزِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: كَانَ مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ يَرَى الغلامَ مِنْ غِلْمَانِهِ يأْتي الحُبَّ يَكْتازُ مِنْهُ ثُمَّ يُجَرْجِر قَائِمًا فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مِثْلُك، يَا لَهَا نِعْمة، تأْكل لَذَّةً وتُخْرجُ سَرْحاً يَكْتازُ أَي يَغْتَرِفُ بالكُوز، وَكَانَ بِهَذَا الْمَلِكُ أُسْرٌ، وَهُوَ احْتِبَاسُ بَوْلِهِ، فَتَمَنَّى حَالَ غُلَامِهِ. وَبَنُو كُوزٍ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. التَّهْذِيبُ: وَبَنُو الكُوز بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَفِي بَنِي ضَبَّة كُوز بْنُ كَعْبٍ. وكُوَيْز ومَكْوَزَة: اسْمَانِ، شذَّ مَكْوَزَةُ عَنْ حَدِّ مَا تَحْتَمِلُهُ الأَسماءُ الأَعلام مِنَ الشُّذُوذِ نَحْوَ قَوْلِهِمْ مَحْبَبٌ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وسمَّت الْعَرَبُ مَكْوَزَة ومِكْوازاً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وضَعْنَ عَلَى المِيزانِ كُوزاً وهاجِراً ... فمالتْ بَنُو كُوزٍ بأَبناءِ هاجِرِ وَلَوْ مَلأَتْ أَعْفاجَها مِنْ رثِيئَةٍ ... بَنُو هاجِرٍ، مالتْ بهَضْبِ الأَكادِرِ ولكِنَّما اغْتَرُّوا، وَقَدْ كَانَ عندَهم ... قَطِيبانِ شَتَّى مِنْ حَلِيبٍ وحازِرِ كُوزٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ ضَبَّةَ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لشَمْعَلَة بْنِ الأَخْضر؛ كُوزٌ وَهَاجَرُ قَبِيلَتَانِ مِنْ ضبة ابن أُدٍّ، فَيَقُولُ: وزنَّا إِحداهما بالأُخرى فَمَالَتْ كُوزٌ بِهَاجَرَ أَي كَانَتْ أَثقل مِنْهَا؛ يَصِفُ كُوزًا برَجاحَةِ الْعُقُولِ وأَبناءَ هَاجَرَ بِخِفَّتِهَا. والأَعْفاج: جَمْعُ عَفْجٍ لِمَا يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ، وَهِيَ مِنَ الإِنسان كَالْمَصَارِينِ مِنَ الْبَهَائِمِ. يَقُولُ: لَوْ ملأَت بَنُو هَاجَرَ أَعفاجها مِنْ رَثِيئَةٍ لَمَالَتْ بِهَضْبِ الأَكادر. وَالْهَضْبُ: جَمْعُ هَضْبَةٍ وَهِيَ جَبَلٌ يَنْفَرِشُ عَلَى الأَرض، والأَكادر: جِبَالٌ مَعْرُوفَةٌ، وَالرَّثِيئَةُ: اللَّبَنُ الْحَامِضُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ الْحَلِيبُ؛ يُرِيدُ بِذَلِكَ عِظَمَ بُطُونِهِمْ وَكَثْرَةَ أَكلهم وَعِظَمَ خُلُقِهِمْ، يَهْزَأُ بِهِمْ عَلَى أَن بَنِي هَاجَرَ اغْتَرُّوا وَلَوْ أَنهم تأَهبوا لِمُوَازَنَتِهِمْ حَتَّى يَشْرَبُوا الرَّثِيئَةَ فتمتلئَ بُطُونُهُمْ لَوَازَنُوا الهِضابَ ورَجَحوا بِهَا وَكَانُوا أَثقل مِنْهُمْ، وَهَذَا كُلُّهُ هَزْءٌ بِهِمْ، وَالْقَطِيبَانِ: الْخَلِيطَانِ مِنْ حَلِيبٍ وَحَازِرٍ، وَالْحَازِرُ: الْحَامِضُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل اللام لبز: اللَّبْزُ: الأَكل الجيِّد، لَبَزَ يَلْبِزُ لَبْزاً: أَكل، وَقِيلَ: أَجاد الأَكل. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: اللَّبْزُ اللَّقْمُ، وَقَدْ لَبَزَه يَلْبِزُه. وَيُقَالُ: لَبَزَ فِي الطَّعَامِ إِذا جَعَلَ يَضْرِبُ فِيهِ. وكلُّ ضَرْبٍ شَدِيدٍ: لَبْزٌ. واللَّبْزُ: ضَرْبُ النَّاقَةِ بجُمْعِ خُفها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: خَبْطاً بأَخْفافٍ ثِقالٍ لُبْزِ واللَّبْزُ: الْوَطْءُ بِالْقَدَمِ. ولَبَزَ البعيرُ الأَرض بِخُفِّهِ يَلْبِزُ لَبْزاً: ضَرَبَهَا بِهِ ضَرْبًا لَطِيفًا فِي تَحَامُلٍ. ولَبَزَ ظَهْرَهُ لَبْزاً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ، ولَبَزَه: كَسَرَه. واللِّبْزُ، بِكَسْرِ اللَّامِ: ضَمْدُ الجُرْحِ بِالدَّوَاءِ؛ رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو فِي بَابِ حُرُوفٍ عَلَى مِثَالِ فِعْلٍ؛ قَالَ: واللَّبْزُ الأَكلُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ: تأْكلُ فِي مَقْعَدِها قَفِيزا ... تَلْقَمُ أَمثالَ القَطا مَلْبُوزا

لتز: اللَّتْزُ: الدَّفْعُ، لَتَزَه يَلْتِزُه ويَلْتُزُه لَتْزاً: دَفَعه، وهو كاللَّكْزِ والوَكْزِ. لجز: اللَّجِزُ: مَقْلُوبُ اللَّزجِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْد ضاحِيَةً ... عَلَى سَعابِيبِ ماءِ الضَّالَةِ اللَّجِزِ هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ مَاءُ الضَّالَةِ اللَّجِنِ، وَقَبْلَهُ: مِنْ نِسْوَةٍ شُمُسٍ لَا مَكْرَهٍ عُنُفٍ ... وَلَا فَواحِشَ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَنِ المَرْدَقُوش: المَرْزَجُوشُ. وَضَاحِيَةً: بَارِزَةً لِلشَّمْسِ. وَالسَّعَابِيبِ: مَا جَرَى مِنَ الْمَاءِ لَزِجاً. واللَّجِنُ: اللَّزِجُ. وشُمُسٌ: لَا يَلِنَّ للخَنا، الْوَاحِدَةُ شَمُوسٌ. ومَكْرَه: كَرِيهاتُ المَنْظَرِ. وعُنُفٌ: لَيْسَ فيهنَّ خُرْقٌ وَلَا يُفْحِشْنَ فِي الْقَوْلِ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَنٍ. لحز: اللَّحِزُ: الضَّيِّقُ الشَّحيح النفْس الَّذِي لَا يَكَادُ يُعْطِي شَيْئًا، فإِن أَعطى فَقَلِيلٌ، وَقَدْ لَحِزَ «3» لَحزاً وتَلَحَّزَ؛ وأَنشد: تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ، إِذا أُمِرَّتْ ... عَلَيْهِ، لِمَالِهِ فِيهَا مهِينا وَطَرِيقٌ لَحِزٌ: ضَيِّق بَخِيلٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واللَّحِزُ: الْبَخِيلُ الضَّيق الخُلُق. والمَلاحِزُ: المَضايِقُ. وتَلاحَزَ القومُ: تَعَارَضُوا الكلامَ بَيْنَهُمْ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ لِحْزٌ، بِكَسْرِ اللَّامِ وإِسكان الْحَاءِ، ولَحِزٌ، بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْحَاءِ، أَي بَخِيلٌ. وتَلاحَزَ القومُ فِي الْقَوْلِ إِذا تَعَارَضُوا. وَشَجَرٌ مُتَلاحِزٌ أَي مُتَضَايِقٍ، دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ لَحِزٌ ولِحْزٌ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ رُؤْبَةَ: يُعْطِيك مِنْهُ الجُود قَبْلَ اللَّحْزِ أَي قَبْلَ أَن يَسْتَغْلِقَ وَيَشْتَدَّ؛ وَفِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: إِذا أَقَلَّ الخَيْرَ كلُّ لِحْزِ أَي كُلُّ لِحْزٍ شَحِيحٍ. والتَّلَحُّزُ: تَحَلُّبُ فِيكَ مِنْ أَكل رُمَّانة أَو إِجَّاصَةٍ شَهْوَةً لذلك. لزز: لَزَّ الشيءَ بِالشَّيْءِ يَلُزُّه لَزًّا وأَلَزَّه: أَلزمه إِياه. واللَّزَزُ: الشِّدَّةُ. ولَزَّه يَلُزُّه لَزًّا ولَزازاً أَي شَدَّه وأَلصقه. اللَّيْثُ: اللَّزُّ لُزُومُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ بِمَنْزِلَةِ لِزازِ الْبَيْتِ، وَهِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُلَزُّ بِهَا البابُ. واللَّزَزُ: المَتْرَسُ. ولِزازُ الْبَابِ: نِطاقُه الَّذِي يُشَدّ بِهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ دُونِيَ بَيْنَ أَجزائه أَو قُرِنَ، فَقَدْ لُزَّ. واللَّزُّ: الزُّرْفِين الَّذِي «4» ... طَبَقَا المَحْبَرَة الأَعلى وَالْأَسْفَلُ. ولَزُّ الحُقَّةِ: زُرْفينُها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَمْ يَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِيقُ لهَاتَه ... ورأَيتُ قارِحَه كَلَزِّ المِجْمَرِ يَعْنِي كَزُرْفِينِ المِجْمَرِ إِذا فَتَحْتَهُ، ولازَّه مُلازَّةً ولِزازاً: قَارَنَهُ. وإِنه للِزَازُ خُصُومَةٍ ومِلَزٌّ أَي لَازِمٌ لَهَا مُوَكَّلٌ بِهَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا، والأُنثى مِلَزٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وأَصل اللِّزازِ الَّذِي يُتْرَسُ بِهِ البابُ. وَرَجُلٌ مِلَزٌّ: شَدِيدُ اللُّزوم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ولا امْرِئٍ ذي جَلَدٍ مِلَزّ

_ (3). قوله [وقد لحز إلخ] اللحز، بسكون الحاء، بمعنى الإلحاح من باب منع. واللحز، محركة، بمعنى الشح من باب فرح كما في القاموس (4). كذا بياض بالأصل

هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: وإِنما خُفِضَ عَلَى الْجِوَارِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لِزاز خَصِمٌ، وجعلتُ فُلَانًا لِزازاً لِفُلَانٍ أَي لَا يَدَعُهُ يُخَالِفُ وَلَا يُعاندُ، وَكَذَلِكَ جَعَلْتُهُ ضَيْزَناً لَهُ أَي بُنْداراً عَلَيْهِ ضاغِطاً عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرَيْنِ إِذا قُرِنا فِي قَرَنٍ وَاحِدٍ قَدْ لُزَّا، وَكَذَلِكَ وَظِيفَا الْبَعِيرِ يُلَزَّانِ فِي القَيْد إِذا ضُيِّقَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وابنُ اللَّبُونِ، إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ ... لن يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ والمُلَزَّزُ الخَلْقِ: المجتَمِعُه. وَرَجُلٌ مُلَزَّزُ الخَلْق أَي شَدِيدُ الْخَلْقِ مُنْضَمٌّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ شَدِيدُ الأَسْرِ، وَقَدْ لَزَّزَه اللهُ ولازَزْتُه: لَاصَقْتُهُ. وَرَجُلٌ مِلَزٌّ: شَدِيدُ الْخُصُومَةِ لَزُومٌ لِمَا طَالَبَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا امْرُؤٌ ذُو جَلَدٍ مِلَزُّ «5» وكَزٌّ لَزٌّ: إِتباعٌ لَهُ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِنه لَكَزٌّ لَزٌّ إِذا كَانَ مُمْسِكًا. واللَّزِيزَةُ: مُجْتَمَعُ اللَّحْمِ مِنَ الْبَعِيرِ فَوْقَ الزَّوْرِ مِمَّا يَلِي المِلاطَ؛ وأَنشد: ذِي مِرْفَقٍ ناءٍ عَنِ اللَّزائِز واللَّزائِزُ: الجَناجِنُ؛ قَالَ إِهابُ بْنُ عُمير: إِذا أَردتَ السَّيْرَ فِي المَفاوِزِ ... فاعْمِدْ لَهَا ببازِلٍ تُرامِزِ ذِي مِرْفَقٍ بانَ عَنِ اللَّزائِزِ التُّرامز: الْجَمَلُ الْقَوِيُّ، يُقَالُ: جَمَلٌ تُرامِزٌ؛ قَالَ أَبو بَكْرِ بنُ السَّرَّاج: التَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ وَوَزْنُهُ تُفاعلٌ، وأَنكره عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي وَقَالَ: التَّاءُ أَصلية وَوَزْنُهُ فُعالِلٌ مِثْلُ عُذافِرٍ لِقِلَّةِ تَفَاعُلٍ، وكونِ التَّاءِ لَا يُقْدَمُ عَلَى زِيَادَتِهَا إِلا بِدَلِيلٍ. ابْنُ الأَعرابي: عَجُوز لَزُوزٌ وكَيِّسٌ لَيِّسٌ. وَيُقَالُ: لِزُّ شَرٍّ ولَزُّ شَرٍّ ولِزازُ شَرٍّ ونِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ ونَزِيزُ شَرٍّ. ولَزَّه لَزّاً: طَعَنَهُ. ولِزازٌ: اسْمُ رَجُلٍ. ولِزازٌ: اسْمُ فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ تَلَزُّزه وَاجْتِمَاعِ خَلْقِه. ولَزَّ بِهِ الشيءُ أَي لَصِقَ بِهِ كأَنه يَلْتَزِقُ بِالْمَطْلُوبِ لِسُرْعَتِهِ. لعز: لَعَزَتِ الناقةُ فَصيلها: لطَعَتْهُ بِلِسَانِهَا؛ واللَّعْزُ: كِنَايَةٌ عَنِ النِّكَاحِ؛ ولَعَزَها يَلْعَزُها لَعْزاً: نَكَحَهَا، سُوقِيَّة غَيْرُ عَرَبِيَّةٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ مِنَ كَلَامِ أَهل الْعِرَاقِ. لغز: أَلْغَزَ الكلامَ وأَلْغَزَ فِيهِ: عَمَّى مُرادَه وأَضْمَرَه عَلَى خِلَافِ مَا أَظهره. واللُّغَّيْزَى، بِتَشْدِيدِ الْغَيْنِ، مِثْلَ اللَّغَز وَالْيَاءُ لَيْسَتْ لِلتَّصْغِيرِ لأَن يَاءَ التَّصْغِيرِ لَا تَكُونُ رَابِعَةً، وإِنما هِيَ بِمَنْزِلَةِ خُضَّارَى لِلزَّرْعِ، وشُقَّارَى نَبْتٌ. واللُّغْزُ واللُّغَزُ واللَّغَزُ: مَا أُلْغِزَ مِنْ كَلَامٍ فَشُبِّه مَعْنَاهُ، مِثْلَ قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده الفراءُ: وَلَمَّا رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابْنَ دَأْيَةٍ ... وعَشَّشَ فِي وَكْرَيْهِ، جاشَتْ لَهُ نَفْسي أَراد بِالنَّسْرِ الشَّيْبَ شَبَّهَهُ بِهِ لِبَيَاضِهِ، وَشَبَّهَ الشَّبَابَ بِابْنِ دَأْيَةَ، وَهُوَ الْغُرَابُ الأَسود، لأَن شَعْرَ الشَّبَابِ أَسود. واللُّغَزَ: الْكَلَامُ المُلَبَّس. وَقَدْ أَلْغَزَ فِي كَلَامِهِ يُلْغِزُ إِلغازاً إِذا ورَّى فِيهِ وعَرَّضَ ليَخْفَى،

_ (5). روي هذا الشطر في صفحة 404 معرباً بالخفض.

وَالْجَمْعُ أَلغاز مِثْلَ رُطَب وأَرطاب. واللُّغْزُ واللَّغْزُ واللُّغَزُ واللُّغَيْزَى والإِلْغازُ، كُلُّهُ: حُفْرَةٌ يَحْفِرُهَا اليَرْبُوع فِي جُحْرِه تَحْتَ الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ جُحْر الضَّبِّ والفأْرِ واليَرْبُوع بَيْنَ القاصِعاءِ والنَّافِقاءِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن هَذِهِ الدَّوَابَّ تَحْفُرُهُ مُسْتَقِيمًا إِلى أَسفل، ثُمَّ تَعْدِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ عُروضاً تَعْتَرِضُهَا تُعَمِّيهِ ليخفَى مكانُه بِذَلِكَ الإِلغاز، وَالْجَمْعُ أَلغازٌ، وَهُوَ الأَصل فِي اللَّغَزِ. واللُّغَيْزَى واللُّغَيْزاءُ والأُلْغوزَة: كاللَّغَزِ. يُقَالُ: أَلْغَزَ اليَرْبُوع إِلْغَازًا فَيَحْفِرُ فِي جَانِبٍ مِنْهُ طَرِيقًا وَيَحْفِرُ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ طَرِيقًا، وَكَذَلِكَ فِي الْجَانِبِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ، فإِذا طَلَبَهُ البَدَوِيُّ بِعَصَاهُ مِنْ جَانِبٍ نَفَقَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ. ابْنُ الأَعرابي: اللُّغَزُ الحَفْرُ الْمُلْتَوِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مرَّ بِعَلْقَمَةَ بْنِ القَعْواء يُبَايِعُ أَعرابيّاً يُلْغِزُ لَهُ فِي الْيَمِينِ، ويَرَى الأَعرابيُّ أَنه قَدْ حَلَفَ لَهُ، ويَرَى علقمةُ أَنه لَمْ يَحْلِفْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذِهِ الْيَمِينُ اللُّغَيْزاءُ اللُّغَيْزَاءُ، مَمْدُودٌ: مِنَ اللُّغَزِ، وَهِيَ جِحَرَةُ الْيَرْبُوعِ تَكُونُ ذَاتَ جِهَتَيْنِ يَدْخُلُ مِنْ جِهَةٍ وَيَخْرُجُ مِنْ أُخرى فَاسْتُعِيرَ لِمَعَارِيضِ الْكَلَامِ ومَلاحته. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ اللُّغَّيْزى، مُثَقَّلَةُ الْغَيْنِ، جَاءَ بِهَا سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ مَعَ الخُلَّيْطَى وَهِيَ فِي كِتَابِ الأَزهري مُخَفَّفَةٌ؛ قَالَ: وَحَقُّهَا أَن تَكُونَ تَحْقِيرَ الْمُثَقَّلَةِ كَمَا يُقَالُ فِي سُكَيْتٍ إِنه تَحْقِيرُ سِكِّيتٍ، والأَلْغازُ: طُرُقٌ تَلْتَوِي وتُشْكِلُ عَلَى سَالِكِهَا. وَابْنُ أَلْغَزَ: رجلٌ. وَفِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ أَنْكَح مِنِ ابْنِ أَلْغَزَ، وَكَانَ رَجُلًا أُوتيَ حَظًّا مِنَ الْبَاهِ وبَسْطَةً فِي الغَشْيَة، فَضَرَبَتْهُ الْعَرَبُ مَثَلًا فِي هَذَا الْبَابِ، فِي باب التشبيه. لقز: لَقَزَه لَقْزاً: كَلَكَزَه. لكز: لَكَزَهُ يَلْكُزُه لَكْزاً: وَهُوَ الضَّرْبُ بالجُمْعِ فِي جَمِيعِ الْجَسَدِ، وَقِيلَ: اللَّكْزُ هُوَ الوَجْءُ فِي الصَّدْرِ بجُمْع الْيَدِ، وَكَذَلِكَ فِي الْحَنَكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لكَزَني لَكْزَةً ، قَالَ: اللَّكْزُ الدَّفْعُ فِي الصَّدْرِ بِالْكَفِّ، ولَقَزَه ولَكَزَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وأَنشد: لَوْلَا عِذارٌ للَكَزْتُ كَرْزَمَهْ قَالَ الأَزهري: ولُكَيْز قَبِيلَةٌ مِنْ رَبِيعَةَ، وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: يَحْمِلُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ، وَلَهُ قِصَّةٌ، وَهُمَا ابْنا أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفصى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَة، يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُعَانِي مِرَاسَ الْعَمَلِ فَيُحْرَمُ ويَحْظَى غَيْرُهُ فَيُكْرَمُ. لمز: اللَّمْزُ: كالغَمْز فِي الْوَجْهِ تَلْمِزُه بِفِيكَ بِكَلَامٍ خَفِيٍّ، قَالَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ، أَي يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ. وَرَجُلٌ لُمَزَةٌ: يَعِيبُكَ فِي وَجْهِكَ، وَرَجُلٌ هُمَزَةٌ: يَعِيبُكَ بِالْغَيْبِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ ويَغُضُّهم، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِي الهَمْزِ واللَّمْزِ الدَّفْعُ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ هَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه إِذا دَفَعْتُهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الهَمْزُ واللَّمْزُ والمَرْزُ واللَّقْسُ النَّقْسُ الْعَيْبُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الهَمَّازُ واللَّمَّازُ النَّمَّامُ. وَيُقَالُ: لَمَزَه يَلْمِزُه لَمْزاً إِذا دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ. واللَّمْزُ: الْعَيْبُ فِي الْوَجْهِ، وأَصله الإِشارة بِالْعَيْنِ والرأْس وَالشَّفَةِ مَعَ كَلَامٍ خَفِيٍّ، وَقِيلَ: هُوَ الِاغْتِيَابُ، لَمَزَه يَلْمِزُه ويَلْمُزُهُ، وقرىءَ بِهِمَا قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ، وَكَانُوا عَابُوا

أَصحاب رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صَدَقَاتٍ أَتوه بِهَا. وَرَجُلٌ لَمَّاز ولُمَزَة أَي عَيَّاب، وَكَذَلِكَ امرأَة لُمَزَة، الْهَاءُ فِيهَا لِلْمُبَالَغَةِ لَا للتأْنيث، وهُمَزَة وعَلَّامَة فِي مَوْضِعِهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ مِنْ هَمْزِ الشَّيْطَانِ ولَمْزِه ، اللَّمْزُ الْعَيْبُ وَالْوُقُوعُ فِي النَّاسِ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَيْبُ فِي الْوَجْهِ، والهَمْزُ الْعَيْبُ بِالْغَيْبِ. ولَمَزَ الرجلَ: دَفَعَه وضربه. لهز: لَهَزَه الشيءُ يَلْهَزُه لَهْزاً: ظَهَرَ فِيهِ. ولَهَزَهُ يَلْهَزُه لَهْزاً ولَهَّزَه: ضَرَبَهُ بِجُمْعِه فِي لَهازمه وَرَقَبَتِهِ، وَقِيلَ: اللَّهْزُ الدَّفْعُ وَالضَّرْبُ، واللَّهْزُ: الضَّرْبُ بِجُمْعِ الْيَدِ فِي الصَّدْرِ وَفِي الْحَنَكِ مِثْلُ اللَّكْزِ: ولَهَزْتُ القومَ أَي خَالَطْتُهُمْ وَدَخَلْتُ بَيْنَهُمْ. ولَهَزَه القَتِيرُ أَي خَالَطَهُ الشَّيْبُ، فَهُوَ مَلْهُوزٌ ثُمَّ هُوَ أَشْمَطُ ثُمَّ أَشْيَبُ، ولَهَزَه الشَّيْبُ ولَهْزَمَه بِمَعْنًى. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ أَوَّلَ مَا يَظْهَرُ فِيهِ الشيبُ قَدْ لَهَزَه الشيبُ ولَهْزَمَه يَلْهَزُه ويُلَهْزِمُه. قَالَ الأَزهري: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: لَهْزمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُه ولَهَزَ الفصيلُ أُمه يَلْهَزُها لَهزاً: ضَرَبَ ضَرْعها عِنْدَ الرَّضاع بِفِيهِ ليَرْضَعَ. ولَهَزَه بِالرُّمْحِ: طَعَنَهُ بِهِ فِي صَدْرِهِ. وَجَمَلٌ مَلْهُوز إِذا وُسِمَ فِي لِهْزِمَتِه. وَقَدْ لَهَزْتُ الْبَعِيرَ، فَهُوَ مَلْهُوزٌ، إِذا وَسَمْتَهُ تِلْكَ السِّمَةَ، وَقَالَ الْجُمَيْحُ: مَرَّت براكبِ مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا ... ضُرِّي جُمَيْحاً، ومَسِّيه بتَعْذيبِ ودائرةُ اللَّاهِز: الَّتِي تَكُونُ عَلَى اللِّهْزِمَةِ وتُكره، وَذَكَرَهَا أَبو عُبَيْدَةَ فِي الْخَيْلِ. ابْنُ بُزُرج: اللَّهْزُ فِي العُنق، واللَّكْزُ بجُمعك فِي عُنُقِهِ وَصَدْرِهِ. الأَصمعي: لَهَزْتُه وبَهَزْتُه ولَكَمْته إِذا دَفَعْتَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَهْزُ واللَّهْزُ والوَكْزُ وَاحِدٌ. الْكِسَائِيُّ: لَهَزَه وبَهَزَه ومَهَزَه ونَهَزَه ونَحَزَه وبَحَزَه ومَحَزَه ووكَزَه وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نُدِبَ الميتُ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزانه أَي يَدْفَعَانِهِ وَيَضْرِبَانِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مَيْمُونَةَ: لَهَزْتُ رَجُلًا فِي صَدْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ شَارِبِ الْخَمْرِ: يَلْهَزُه هَذَا وَهَذَا ، وَالرَّجُلُ مِلْهَزٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، قَالَ الرَّاجِزُ: أَكُلَّ يومٍ لَكَ شاطنانِ ... عَلَى إِزاءِ البئرِ مِلْهَزانِ إِذا يَفُوتُ الضَّرْبُ يَحْذِفَانِ واللَّهِزُ: الشديدُ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ فَرَسًا: وحاجِبٍ خاضِعٍ وماصِعٍ لَهِزٍ ... والعينُ يكْشفُ عَنْهَا ضَافِي الشَّعَر الضَّافِي: السَّابِغُ الْمُسْتَرْخِي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا عِنْدَهُمْ غَلَطٌ لأَن كَثْرَةَ الشَّعَرِ مِنَ الهُجْنةِ، وَقَدْ لُهِزَ الفرسُ لَهْزاً، وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ: لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ وأُنِّفَ تَأْنيفَ السَّيْرِ أَي ضُبِّرَ تَضْبِيرَ العَيْر وقُدَّ قَدَّ السَّيْر المُسْتَوِي. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللَّاهِزَة الأَكمة إِذا شَرَعَتْ فِي الْوَادِي وانْعَرَجَ عَنْهَا. النَّضِرُ: اللاهِزُ الْجَبَلُ يَلْهَزُ الطريقَ ويَضُرُّ بِهِ، وَكَذَلِكَ الأَكمة تَضُرُّ بِالطَّرِيقِ، وإِذا اجْتَمَعَتِ الأَكمتان أَو الْتَقَى الْجَبَلَانِ حَتَّى يَضِيقَ مَا بَيْنَهُمَا كَهَيْئَةِ الزُّقاق فَهُمَا لاهِزانِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَلْهَزُ صَاحِبَهُ. وَقَدْ سَمَّوْا لاهِزاً ولَهَّازاً ومِلْهَزاً. لوز: اللَّوْزُ: مَعْرُوفٌ مِنَ الثِّمَارِ، عَرَبِيٌّ وَهُوَ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ، اسْمٌ للجنس، الواحدة لَوْزَة. وأَرض

فصل الميم

مَلازَة: فِيهَا أَشجار مِنَ اللَّوْزِ، وَقِيلَ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ المِزْجِ، والمِزْجُ: مَا لَمْ يُوصَلْ إِلى أَكله إِلَّا بِكَسْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا دَقَّ مِنَ المِزْجِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: القُمْرُوصُ اللَّوزُ والجِلَّوْزُ البُنْدُقُ. وَرَجُلٌ مُلَوَّز إِذا كَانَ خَفِيفَ الصُّورَةِ. وَفُلَانٌ عَوِزٌ لَوِزٌ: إِتباع لَهُ. واللَّوْزِيْنَجُ: مِنَ الْحَلْوَاءِ شِبْهُ الْقَطَائِفِ تُؤْدَمُ بِدُهْنِ اللَّوْزِ، وَاللَّهُ أَعلم فصل الميم متز: ابْنُ دُرَيْدٍ: مَتَزَ فلانٌ بسَلْحِه إِذا رَمَى بِهِ، قَالَ: ومَتَسَ بِهِ مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعها لغيره. محز: المَحْزُ: النِّكَاحُ. مَحَزَ المرأَة مَحْزاً: نَكَحَهَا؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه مِنْ شَاعِرٍ قَالَ الأَزهري: وقرأَت بِخَطِّ شَمِرٌ: رُبَّ فَتَاةٍ مِنْ بَنِي العِنازِ ... حَيَّاكَةٍ، ذاتِ هَنٍ كِنازِ ذِي عَقَدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نَازِي ... تَأَشُّ للقُبْلَةِ والمِحازِ «1» أَراد بِالْمِحَازِ: النَّيْكَ وَالْجِمَاعُ. والمَاحُوزُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّياحين وَيُقَالُ لَهُ: مَرْوُ ماحُوزِي. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ نَزَلْ مُفْطِرين حَتَّى بَلَغْنَا ماحُوزَنا ؛ قِيلَ: هُوَ مَوْضِعُهُمُ الَّذِي أَرادوه، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الْمَكَانَ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ وَفِيهِ أَساميهم ومَكاتبُهم: ماحُوزاً، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ حُزْتُ الشيءَ أَحْرَزْتُه، وَتَكُونُ الْمِيمَ زَائِدَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الأَزهري لَوْ كَانَ مِنْهُ لَقِيلَ مَحازَنا ومَحُوزَنا؛ قَالَ: وأَحسبه بِلُغَةٍ غَيْرِ عربية. مرز: مَرَزَه يَمْرُزُه مَرْزاً: قَرَصَهُ، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الْقَرْصِ، وَقِيلَ: هُوَ أَخذ بأَطراف الأَصابع، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا، وقيل: مَرَزْتُه أَمْرُزُه إِذا قَرَصْتَهُ قَرْصًا رَفِيقًا لَيْسَ بالأَظفار، فإِذا أَوْجَعَ المَرْزُ فَهُوَ حِينَئِذٍ قَرْصٌ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ. ومَرَزَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمه مَرْزاً: عَصَرَهُ بأَصابعه فِي رَضاعِه، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الثَّدْيُ المِرازَ لِذَلِكَ. والمِرْزَةُ: القطعة من العجبن، مَرَزَها يَمْرُزُها مَرْزاً: قَطَعَهَا. وَيُقَالُ: امرُزْ لِي مِنْ هَذَا الْعَجِينِ مِرْزَةً أَي اقْطَعْ لِي مِنْهُ قِطْعة. وامْتَرَزَ مِنْ مَالِهِ مِرْزَةً ومَرْزَةً: نَالَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ امْتَرَزَ مِنْ عِرْضه وامْتَرَزَهُ. وعِرْضٌ مَرِيزٌ: مَنِيلٌ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: عِرْض مَرِيزٌ ومُمْتَرَزٌ مِنْهُ أَي قَدْ نِيلَ مِنْهُ. والمَرْزُ: الْعَيْبُ والشَّيْنُ. والمَرْزُ: الضَّرْبُ بِالْيَدِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَراد أَن يَشْهَدَ جِنَازَةَ رَجُلٍ وَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَمَرَزَه حُذَيْفَةُ أَي قَرَصَهُ بأَصابعه لِئَلَّا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، كأَنه أَراد أَن يَكُفَّهُ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا لأَن الْمَيِّتَ كَانَ مُنَافِقًا عِنْدَهُ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ يَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ. ومارَزَ الرجلَ: كمارَسَه، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَرْزُ: الحُبَاسُ الَّذِي يَحْبِسُ الماءَ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالْجَمْعُ مُروزٌ. مزز: المِزُّ، بِالْكَسْرِ: القَدْرُ. والمِزُّ: الْفَضْلُ، وَالْمَعْنَيَانِ مُقْتَرِبَانِ. وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فَاضِلٌ. وَقَدْ مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً ومَزَّزَه: رأَى له فضلًا

_ (1). قوله [ذي عقدين] تثنية عقد، بالتحريك، والذي تقدم في كلز ذي عضدين.

أَو قَدْراً. ومَزَّزَه بِذَلِكَ الأَمر: فَضَّلَهُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: لَكَانَ أُسْوَةَ حَجَّاجٍ وإِخْوَتِهِ ... فِي جُهْدِنا، وَلَهُ شَفٌّ وتَمْزِيز كأَنه قَالَ: ولَفَضَّلْتُه عَلَى حَجَّاجٍ وإِخوته، وَهُمْ بَنُو المُتَنَخِّلِ. وَيُقَالُ: هَذَا شيءٌ لَهُ مِزٌّ عَلَى هَذَا أَي فَضْلٌ. وَهَذَا أَمَزُّ مِنْ هَذَا أَي أَفضل. وَهَذَا لَهُ عليَّ مِزٌّ أَي فَضْلٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: إِذا كَانَ الْمَالُ ذَا مِزٍّ فَفَرِّقْه فِي الأَصناف الثَّمَانِيَةِ، وإِذا كَانَ قَلِيلًا فَأَعْطِه صِنْفًا وَاحِدًا ؛ أَي إِذا كَانَ ذَا فَضْلٍ وَكَثْرَةٍ. وَقَدْ مَزَّ مَزَازَة، فَهُوَ مَزِيزٌ إِذا كَثُرَ. وَمَا بَقِيَ فِي الإِناءِ إِلَّا مَزَّةٌ أَي قَلِيلٌ. والمَزُّ: اسْمُ الشيءِ المَزِيز، وَالْفِعْلُ مزَّ يَمَزُّ، وَهُوَ الَّذِي يَقَعُ مَوْقِعًا فِي بَلَاغَتِهِ وَكَثْرَتِهِ وجَوْدَته. اللَّيْثُ: المُزُّ مِنَ الرُّمَّان مَا كَانَ طَعْمُهُ بَيْنَ حُموضةٍ وَحَلَاوَةٍ، والمُزُّ بَيْنَ الْحَامِضِ والحُلْو، وَشَرَابٌ مُزٌّ بَيْنَ الحُلْو وَالْحَامِضِ. والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ: الْخَمْرُ اللَّذِيذَةُ الطَّعْمِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلَذْعِهَا اللِّسَانَ، وَقِيلَ: اللَّذِيذَةُ المَقْطَع؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الْفَارِسِىُّ: المُزَّاءُ عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ، والمُزَّاءُ اسْمٌ لَهَا، وَلَوْ كَانَ نَعْتًا لَقِيلَ مَزَّاءُ، بِالْفَتْحِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الشَّامِ يَقُولُونَ هَذِهِ خَمْرَةٌ مُزَّةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُزَّةُ والمُزَّاءُ الْخَمْرُ الَّتِي تَلْذَعُ اللِّسَانَ وَلَيْسَتْ بِالْحَامِضَةِ؛ قَالَ الأَخطل يَعِيبُ قَوْمًا: بِئْسَ الصُّحاةُ وبِئْسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ ... إِذا جَرَتْ فيهمُ المُزَّاءُ والسَّكَرُ وَقَالَ ابْنُ عُرْسٍ فِي جُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُزِّي: لَا تَحْسَبَنَّ الحَرْبَ نَوْمَ الضُّحَى ... وشُرْبَك المُزَّاءَ بالبَارِدِ فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ: كَذَبَ عليَّ وَاللَّهِ مَا شَرِبْتُهَا قَطُّ؛ المُزَّاءُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ يَكُونُ فُعَّالًا مِنَ المَزِيَّةِ وَهِيَ الْفَضِيلَةُ، تَكُونُ مِنْ أَمْزَيْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ أَي فَضَّلْتُهُ. أَبو عُبَيْدٍ: المُزَّاءُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّرَابِ يُسكر، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ فُعَلاءُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، فأَدغم لأَن فُعْلاءَ لَيْسَ مِنْ أَبنيتهم. وَيُقَالُ: هُوَ فُعَّال مِنَ الْمَهْمُوزِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ لأَن الِاشْتِقَاقَ لَيْسَ يَدُلُّ عَلَى الْهَمْزِ كَمَا دَلَّ فِي القُرَّاء والسُّلَّاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ، وَهُوَ فُعَلاءُ فأَدغم، قَالَ: هَذَا سَهْوٌ لأَنه لَوْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ للتأْنيث لَامْتَنَعَ الِاسْمُ مِنَ الصَّرْفِ عِنْدَ الإِدغام كَمَا امْتَنَعَ قَبْلَ الإِدغام، وإِنما مُزَّاءٌ فُعْلاءٌ مِنَ المزِّ، وَهُوَ الْفَضْلُ: وَالْهَمْزُ فِيهِ للإِلحاق، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قُوباءٍ فِي كَوْنِهِ عَلَى وَزْنِ فُعْلاءٍ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مُزَّاء فُعَّالًا مِنَ المَزِيَّةِ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدِ، لأَنه يُقَالُ: هُوَ أَمْزَى مِنْهُ وأَمَزُّ مِنْهُ أَي أَفضل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَخشى أَن تَكُونَ المُزَّاءَ الَّتِي نَهَيْتُ عَنْهَا عبدَ القَيْس ، وَهِيَ فُعْلاءٌ مِنَ المَزازَة أَو فُعَّالٌ مِنَ المَزِّ الفَضْلِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلا إِنَّ المُزَّاتِ حرامٌ ، يَعْنِي الْخُمُورَ، وَهِيَ جَمْعُ مُزَّةٍ الخَمْر الَّتِي فِيهَا حُمُوضَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا المُزَّاءُ، بِالْمَدِّ أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ خِلْطِ البُسْرِ والتَّمْرِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُزَّةُ الْخَمْرَةُ الَّتِي فِيهَا مَزَازَةٌ، وَهُوَ طَعْمٌ بَيْنَ الْحَلَاوَةِ وَالْحُمُوضَةِ؛ وأَنشد: مُزَّة قَبْلَ مَزْجِها، فإِذا مَا ... مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمُها مَنْ يَذُوقُ وَحَكَى أَبو زَيْدٍ عَنِ الْكِلَابِيِّينَ: شَرابكم مُزٌّ وَقَدْ مَزَّ

شَرَابُكُمْ أَقبح المَزازَة والمُزُوزَة، وَذَلِكَ إِذا اشْتَدَّتْ حُمُوضَتُهُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: المَزَّة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، الْخَمْرُ، وأَنشد للأَعشى: نازَعْتهم قُضُبَ الرَّيْحانِ مُتَّكِئاً ... وقَهْوَةً مُزَّةً، راوُوقُها خَضِلُ قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِزَّةٌ، بِالْكَسْرِ؛ وَقَالَ حَسَّانُ: كأَنَّ فَاهَا قَهْوَةٌ مَزَّةٌ ... حَدِيثةُ العَهْدِ بِفَضِّ الخِتام الْجَوْهَرِيُّ: المُزَّة الْخَمْرُ الَّتِي فِيهَا طَعْمُ حُمُوضَةٍ وَلَا خَيْرَ فِيهَا. أَبو عَمْرٍو: التَّمَزُّزُ شُرْبُ الشَّرَابِ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَهُوَ أَقل مِنَ التَّمَزُّرِ، وَقِيلَ هُوَ مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْعَالِيَةِ: اشْرَبِ النبيذَ وَلَا تُمَزِّزْ هَكَذَا ، رُوِيَ مَرَّةً بِزَايَيْنِ، وَمَرَّةً بِزَايٍ وَرَاءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ومَزَّه يَمُزُّه مَزًّا أَي مَصَّه. والمَزَّة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحَرِّمُ المَزّةُ وَلَا المَزَّتانِ ، يَعْنِي فِي الرَّضاع. والتَّمَزُّزُ: أَكلُ المُزِّ وشُرْبُه. والمَزَّةُ: المَصَّةُ مِنْهُ. والمَزَّةُ: مِثْلُ الْمَصَّةِ مِنَ الرَّضَاعِ. وَرُوِيَ عن طاووس أَنه قَالَ: المَزَّة الْوَاحِدَةُ تُحَرِّمُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: فَتُرْضِعُها جارتُها المَزّةَ والمَزَّتَيْنِ أَي المصَّة وَالْمَصَّتَيْنِ. وتَمَزَّزْتُ الشيءَ: تَمَصَّصْتُهُ. والمَزْمَزَةُ والبَزْبَزَةُ: التَّحْرِيكُ الشَّدِيدُ. وَقَدْ مَزْمَزَه إِذا حَرَّكَهُ وأَقبل بِهِ وأَدبر؛ وَقَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي سَكْرَانٍ أُتيَ بِهِ: تَرْتِرُوه ومَزْمِزُوهُ أَي حَرِّكُوهُ لِيُسْتَنْكَهَ، ومَزْمِزُوه هُوَ أَن يحرَّك تَحْرِيكًا عَنِيفًا لَعَلَّهُ يُفِيقُ مِنْ سُكره ويَصْحُو. ومَزْمَزَ إِذا تَعْتَعَ إِنساناً. مضز: نَاقَةٌ مَضُوزٌ: مُسِنَّة كضَمُوزِ. مطز: المَطْزُ: كِنَايَةٌ عَنِ النِّكَاحِ كَالْمَصْدَرِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبت. معز: الماعِزُ: ذُو الشَّعَر مِنَ الْغَنَمِ خِلَافُ الضأْن، وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ، وَهِيَ العَنْزُ، والأُنثى ماعِزَةٌ ومِعْزاة، وَالْجَمْعُ مَعْزٌ ومَعَزٌ ومَواعِزُ ومَعِيزٌ، مِثْلَ الضَّئِين، ومِعازٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فَصَلَّيْنا بِهِمْ وسَعَى سِوانا ... إِلى البَقَرِ المُسَيَّبِ والمِعازِ وَكَذَلِكَ أُمْعُوزٌ ومِعْزَى؛ ومِعْزَى: أَلفه مُلْحِقَةٌ لَهُ بِبِنَاءٍ هِجْرَعٍ وَكُلُّ ذَلِكَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت يُونُسَ عَنْ مِعْزَى فِيمَنْ نوَّن، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا ينوِّن؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِعْزَى تُصْرَفُ إِذا شُبِّهَتْ بِمِفْعَل وَهِيَ فِعْلَى، وَلَا تُصْرَفُ إِذا حُمِلَتْ عَلَى فِعْلَى وَهُوَ الْوَجْهُ عِنْدَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِعْلَى لَا يُصْرَفُ؛ قَالَ: أَغارَ عَلَى مِعْزايَ، لَمْ يَدْرِ أَنني ... وصَفْراءَ مِنْهَا عَبْلَةَ الصَّفَواتِ أَراد لَمْ يَدْرِ أَنني مَعَ صَفْرَاءَ، وَهَذَا مِنْ بَابِ: كلُّ رجلٍ وضَيْعَتُه، وأَنت وشَأْنُكَ؛ كَمَا قِيلَ لِلْمُحَمَّرَةِ «2» مِنْهَا عَاتِكَةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَعْزًى مُنَوَّنٌ مَصْرُوفٌ لأَن الأَلف للإِلحاق لَا للتأْنيث، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِدِرْهَمٍ عَلَى فِعْلَلٍ لأَن الأَلف المُلْحِقَةَ تَجْرِي مَجْرَى مَا هُوَ من نفس الكلم، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ مُعَيْزٍ وأُرَيْطٍ فِي تَصْغِيرِ مِعْزًى وأَرْطًى فِي قَوْلِ مَنْ نوَّن فَكَسَرَ، وأَما بَعْدَ يَاءِ التَّصْغِيرِ كَمَا قَالُوا دُرَيْهِم، وَلَوْ كَانَتْ

_ (2). قوله [كما قيل للمحمرة إلخ] كذا بالأصل ولعل قبل كما سقطاً

للتأْنيث لَمْ يَقْلِبُوا الأَلف يَاءً كَمَا لَمْ يُقَلِّبُوهَا فِي تَصْغِيرِ حُبْلَى وأُخرى. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَعْزَى مؤَنثة وَبَعْضُهُمْ ذَكَرَهَا. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: أَن الذِّفْرى أَكثر الْعَرَبِ لَا ينوِّنها وَبَعْضُهُمْ يُنَوِّنُ، قَالَ: وَالْمِعْزَى كُلُّهُمْ ينوِّنونها فِي النَّكِرَةِ. قَالَ الأَزهري: الْمِيمُ فِي مِعْزًى أَصلية، وَمَنْ صَرَفَ دُنْيَا شَبَّهَهَا بِفُعْلَلٍ، والأَصل أَن لَا تُصْرَفَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا آتِيكَ مِعْزَى الفِرْزِ أَي أَبداً؛ موضعُ مِعْزَى الفِرْزِ نَصْبٌ عَلَى الظَّرْفِ، وأَقامه مَقَامَ الدَّهْرِ، وَهَذَا مِنْهُمُ اتِّسَاعٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَبو طِيبَةَ إِنما يُذْكَرُ مِعْزَى الفِرْزِ بالفُرْقَةِ، فَيُقَالُ: لَا يَجْتَمِعُ ذَاكَ حَتَّى تَجْتَمِعَ مِعْزَى الفِرْزِ، وَقَالَ: الفِرْزُ رَجُلٌ كَانَ لَهُ بنونَ يَرْعَوْنَ مِعْزاه فَتَواكَلُوا يَوْمًا أَي أَبَوْا أَن يُسَرِّحوها، قَالَ: فَسَاقَهَا فأَخرجها ثُمَّ قَالَ: هِيَ النُّهَيْبَى والنُّهَيْبَى أَي لَا يَحِلُّ لأَحد أَن يأْخذ مِنْهَا أَكثر مِنْ وَاحِدَةٍ. والماعِزُ: جِلْدُ المَعَزِ؛ قَالَ: الشَّمَّاخُ: وبُرْدانِ مِنْ خالٍ، وسَبْعُونَ دِرْهَماً ... عَلَى ذاكَ مَقْرُوظٌ، مِنَ القَدِّ، ماعِزُ قَوْلُهُ عَلَى ذَاكَ أَي مَعَ ذَاكَ. والمَعَّازُ: صَاحِبُ مِعْزًى؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفقْعسي يَصِفُ إِبلًا بِكَثْرَةِ اللَّبَنِ وَيُفَضِّلُهَا عَلَى الْغَنَمِ فِي شِدَّةِ الزَّمَانِ: يَكِلْنَ كَيْلًا لَيْسَ بالمَمْحُوقِ ... إِذْ رَضِيَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: مِعْزَى مِنَ المَعَزِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وذِفْرَى مِنَ الذَّفَرِ فَقَالَ: نَعَمْ. وأَمْعَزَ القومُ: كَثُرَ مَعَزُهم. والأُمْعُوزُ: جَمَاعَةُ التُّيُوس مِنَ الظِّبَاءِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: الأُمْعُوزُ الثَّلَاثُونَ مِنَ الظِّبَاءِ إِلى مَا بَلَغَتْ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَطِيعُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلى الأَربعين، وَقِيلَ: هِيَ الْجَمَاعَةُ مِنْ الأَوعال، وَقَالَ الأَزهري: الأُمْعُوز جَمَاعَةُ الثَّياتِلِ مِنَ الأَوْعال، والماعِزُ مِنَ الظِّبَاءِ خِلَافَ الضَّائِنِ لأَنهما نَوْعَانِ. والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ: الأَرض الحَزْنَةُ الغليظةُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ، وَالْجَمْعِ الأَماعِزُ والمُعْزُ، فَمَنْ قَالَ أَماعِزُ فلأَنه قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْمُ، وَمَنْ قَالَ مُعْزٌ فَعَلَى تَوَهُّمِ الصِّفَةِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: جَمادٌ بِهَا البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها ... بَناتِ المَخاضِ، والصَّلاقِمَةَ الحُمْرا والمَعْزاءُ كالأَمْعَزِ، وَجَمْعُهَا مَعْزاواتٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْمُصَنَّفِ: الأَمْعَزُ والمَعْزاءُ الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الحَصَى الصُّلْبُ، حَكَى ذَلِكَ فِي بَابِ الأَرض الْغَلِيظَةِ، وَقَالَ فِي بَابِ فَعْلاء: المَعْزاء الْحَصَى الصِّغَارُ، فَعَبَّرَ عَنِ الْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ المَعْزاء بِالْحَصَى الَّذِي هُوَ الْجَمْعُ؛ وأَرض مَعْزاء بَيِّنَةُ المَعَزِ. وأَمْعَزَ القومُ: صَارُوا فِي الأَمْعَزِ. وَقَالَ الأَصمعي: عِظامُ الرملِ ضَوائنُه ولِطافُه مَواعِزُه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَعْزاءُ الصَّحْرَاءُ فِيهَا إِشراف وَغِلَظٌ، وَهُوَ طِينٌ وَحَصًى مُخْتَلِطَانِ، غَيْرَ أَنها أَرض صُلْبَةٌ غَلِيظَةُ المَوْطِئِ وإِشرافها قَلِيلٌ لَئِيمٌ، تَقُودُ أَدنى مِنَ الدَّعْوَة، وَهِيَ مَعِزَةٌ مِنَ النَّبَاتِ. والمَعَزُ: الصَّلابَةُ مِنَ الأَرض. وَرَجُلٌ مَعِزٌ وماعِزٌ ومُسْتَمْعِزٌ: جادٌّ فِي أَمره. وَرَجُلٌ ماعِزٌ ومَعِزٌ: مَعْصُوبٌ شَدِيدٌ الخَلْقِ. وَمَا أَمْعَزَه مِنْ رَجُلٍ أَي مَا أَشَدَّه وأَصلبه؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّجُلُ الماعِزُ الشَّدِيدُ عَصْبِ الخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: تَمَعْزَزُوا واخْشَوْشِنُوا ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ،

أَي كُونُوا أَشِدَّاء صُبُراً، مِنَ المَعَزِ وَهُوَ الشِّدَّةُ، وإِن جُعِلَ مِنَ العِزِّ، كَانَتِ الْمِيمُ زَائِدَةً مِثْلَهَا فِي تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ. قَالَ الأَزهري: رَجُلٌ ماعِزٌ إِذا كَانَ حَازِمًا مَانِعًا مَا وَرَاءَهُ شَهْماً، وَرَجُلٌ ضائِنٌ إِذا كَانَ ضَعِيفًا أَحمق، وَقِيلَ ضَائِنٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: المَعْزِيُّ الْبَخِيلُ الَّذِي يَجْمَعُ وَيَمْنَعُ، وَمَا أَمْعَزَ رأْيه إِذا كَانَ صُلْبَ الرأْي. وماعِزٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: وَيحَكَ يَا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ ... هَلْ لكَ فِي اللَّواقِحِ الحَرائِزِ؟ وأَبو ماعِزٍ: كُنْيَةُ رَجُلٍ. وبنو ماعِزٍ: بطن. ملز: مَلَزَ الشيءُ عَنِّي مَلْزاً وامَّلَزَ ومَلَّزَ: ذَهَبَ. وتَمَلَّزَ مِنَ الأَمر تَمَلُّزاً وتَمَلَّسَ تَمَلُّساً: خَرَجَ مِنْهُ. وامَّلَزَ مِنَ الأَمر وامَّلَسَ إِذا انْفَلَتَ. وَقَدْ مَلَّزْتُه ومَلَّسْتُه إِذا فَعَلْتَ بِهِ ذَلِكَ تَمْلِيزاً فَتَمَلَّز. وَمَا كِدْتُ أَتَمَلَّصُ مِنْ فُلَانٍ وَلَا أَتَمَلَّزُ مِنْهُ أَي أَتَخَلَّص. موز: اللَّيْثُ: إِذا أَراد الرَّجُلُ أَن يَضْرِبَ عُنُقَ آخَرَ فَيَقُولُ: أَخْرِجْ رأْسَك، فَقَدْ أَخطأَ، حَتَّى يَقُولَ مازِ رأْسك، أَو يَقُولَ: مازِ وَيَسْكُتُ، مَعْنَاهُ مُدَّ رأْسك؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف مازِ رأْسك بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا أَن يَكُونَ بِمَعْنَى مايِزْ فأَخر الْيَاءَ فَقَالَ: مازِ، وَسَقَطَتِ الْيَاءُ في الأَمر «1». والمَوْزُ: معروف، الواحدة مَوْزَةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَوْزة تَنْبُتُ نباتَ البَرْدِيِّ وَلَهَا وَرَقَةٌ طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ تَكُونُ ثَلَاثَةَ أَذرع فِي ذِرَاعَيْنِ وَتَرْتَفِعُ قَامَةً، وَلَا تَزَالُ فِرَاخُهَا تُنْبِتُ حَوْلَهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَصغر مِنْ صَاحِبِهِ، فإِذا أَجْرَتْ قَطَعَتِ الأُم مِنْ أَصلها وأَطْلَعَ فَرْخُها الَّذِي كَانَ لَحِقَ بِهَا فَيَصِيرُ أُمًّا، وَتَبْقَى الْبَوَاقِي فِراخاً وَلَا تَزَالُ هَكَذَا، وَلِذَلِكَ قَالَ أَشْعَبُ لِابْنِهِ فِيمَا رَوَاهُ الأَصمعي: لِمَ لَا تَكُونُ مِثْلِي؟ فَقَالَ: مَثَلي كَمَثَلِ المَوْزَةِ لَا تَصْلُحُ حَتَّى تَمُوتَ أُمها؛ وَبَائِعُهُ: مَوَّازٌ. ميز: المَيْزُ: التَّمْيِيزُ بَيْنَ الأَشياء. تَقُولُ: مِزْتُ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ فأَنا أَمِيزُه مَيْزاً، وَقَدْ أَمازَ بعضَه مِنْ بَعْضٍ، ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه مَيْزاً: عَزَلْتُهُ وفَرَزْتُه، وَكَذَلِكَ مَيَّزْتُه تَمْيِيزًا فانْمازَ. ابْنُ سِيدَهْ: مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ: فَصَلَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ، قُرِئَ: يَمِيزَ مِنْ مازَ يَمِيزُ، وَقُرِئَ: يُمَيِّزُ مِنْ مَيَّزَ يُمَيِّزُ، وَقَدْ تَمَيَّزَ وامَّازَ واسْتَمازَ كُلُّهُ بِمَعْنًى، إِلَّا أَنهم إِذا قَالُوا مِزْتُه فَلَمْ يَنْمَزْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِمَا جَمِيعًا إِلا عَلَى هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ، كَمَا أَنهم إِذا قَالُوا زِلْتُه فَلَمْ يَنْزَلْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ إِلا عَلَى هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ لَا يَقُولُونَ مَيَّزْته فَلَمْ يَتَمَيَّزْ وَلَا زَيَّلْتُه فَلَمْ يَتَزَيَّلْ؛ وَهَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. وتَمَيَّزَ القومُ وامْتازوا: صَارُوا فِي نَاحِيَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ؛ أَي تَمَيَّزوا، وَقِيلَ: أَي انْفَرِدُوا عَنِ الْمُؤْمِنِينَ. واسْتَمازَ عَنِ الشَّيْءِ: تَبَاعَدَ مِنْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ إِبراهيم النَّخَعِيِّ: اسْتَمازَ رجلٌ عَنْ رَجُلٍ بِهِ بَلاءٌ فابْتُلِيَ بِهِ أَي انْفَصَلَ عَنْهُ وَتَبَاعَدَ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ المَيْزِ. ابْنُ الأَعرابي: مازَ الرجلُ إِذا انْتَقَلَ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ. وَيُقَالُ: امْتاز القومُ إِذا تنحَّى عِصابَةٌ مِنْهُمْ نَاحِيَةً، وَكَذَلِكَ اسْتَمازَ،

_ (1). زاد في القاموس ابن الأَعرابي: أصله أن رجلًا أراد قتل رجل اسمه مازن، فقال: ماز رأسك والسيف، ترخيم مازن، فصار مستعملًا وتكلمت به الفصحاء

فصل النون

قال الأَخطل: فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِها ... يَكُنْ عَنْ قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ وَيُقَالُ: امتازَ القومُ إِذا تَمَيَّزَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَهْلِكُ أُمتي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُمُ التَّمايُلُ والتَّمايُزُ أَي يَتَحَزَّبُونَ أَحزاباً وَيَتَمَيَّزُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَيَقَعُ التَّنَازُعُ. يُقَالُ: مِزْتُ الشيءَ مِنَ الشيءِ إِذا فَرَّقْتَ بَيْنَهُمَا فانْمازَ وامْتازَ، ومَيَّزْتُه فَتَمَيَّزَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ مازَ أَذًى فالحسَنةُ بِعَشْرِ أَمثالها أَي نَحَّاه وأَزاله؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ إِذا صَلَّى يَنْمازُ عَنْ مُصَلَّاه فَيَرْكَعُ أَي يَتَحَوَّلُ عَنْ مُقامه الَّذِي صَلَّى فِيهِ. وتَمَيَّزَ مِنَ الغَيْظِ: تَقَطَّع. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ. فصل النون نبز: النَّبَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: اللَّقَبُ، وَالْجَمْعُ الأَنْبازُ. والنَّبْزُ، بِالتَّسْكِينِ: المصدرُ. تَقُولُ: نَبَزَهُ يَنْبِزُه «1» نَبْزاً أَي لَقَّبَه، وَالِاسْمُ النَّبَزُ كالنَّزَبِ. وَفُلَانٌ يُنَبِّزُ بالصِّبْيان أَي يُلَقِّبُهم، شدِّد لِلْكَثْرَةِ. وتَنابَزُوا بالأَلقاب أَي لَقَّبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والتَّنابُزُ: التَّدَاعِي بالأَلقاب وَهُوَ يَكْثُرُ فِيمَا كَانَ ذَمًّا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا كَانَ يُنْبَزُ قُرْقُوراً أَي يُلَقَّبُ بِقُرْقُورٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: كَانُوا يَقُولُونَ لِلْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ: يَا يَهُودِيُّ وَيَا نَصْرَانِيُّ، فَنَهَاهُمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا يَقُولُ الْمُسْلِمُ لِمَنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَو يَهوديّاً فأَسلم لَقَبًا يُعيِّرُه فِيهِ بأَنه كَانَ نَصْرَانِيًّا أَو يَهُودِيًّا، ثُمَّ وَكَّدَهُ فَقَالَ: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ؛ أَي بئسَ الِاسْمُ أَن يَقُولَ لَهُ يَا يَهُودِيُّ وَقَدْ آمَنَ، قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فِي كُلُّ لَقَبٍ يَكْرَهُهُ الإِنسان لأَنه إِنما يَجِبُ أَن يُخَاطِبَ المؤْمن أَخاه بأَحب الأَسماءِ إِليه. قَالَ الْخَلِيلُ: الأَسماءُ عَلَى وَجْهَيْنِ، أَسماءُ نَبَزٍ مِثْلُ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، وأَسماءُ عامٍّ مِثْلُ فَرَسٌ وَرَجُلٌ وَنَحْوُهُ. والنَّبْزُ: كاللَّمْزِ. والنِّبْزُ: قُشُورُ الجِدام وَهُوَ السَّعَفُ. نجز: نَجِزَ ونَجَزَ الكلامُ: انْقَطَعَ. ونَجَزَ الوعْدُ يَنْجُزُ نجْزاً: حَضَر، وَقَدْ يُقَالُ: نَجِزَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كأَنَّ نَجِزَ فَنِيَ وَانْقَضَى، وكأَنَّ نَجَزَ قَضَى حاجَتَه؛ وَقَدْ أَنْجَزَ الوعدَ ووَعْدٌ ناجِزٌ ونَجِيزٌ وأَنْجَزتُه أَنا ونَجَزْتُ بِهِ. وإِنْجازُكَهُ: وفاؤُك بِهِ. ونَجَزَ هُوَ أَي وَفَى بِهِ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِكَ حَضَّرْتُ الْمَائِدَةَ. ونَجَزَ الحاجةَ وأَنْجَزَها: قَضَاهَا. وأَنت عَلَى نَجْزِ حَاجَتِكَ ونُجْزِها، بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّهَا، أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْ قَضَائِهَا. واسْتَنْجَزَ العِدَةَ والحاجةَ وتَنَجَّزَه إِياها: سأَله إِنْجازَها وَاسْتَنْجَحَهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَبِيعُكَهُ الساعةَ ناجِزاً بناجِزٍ أَي مُعَجَّلًا، انْتَصَبَتِ الصِّفَةُ هُنَا كَمَا انْتَصَبَ الِاسْمُ فِي قَوْلِهِمْ: بِعْتُ الشاءَ شَاةً بِدِرْهَمٍ. والنَّاجِزُ: الْحَاضِرُ. وَمِنْ أَمثالهم: ناجِزاً بناجِزٍ كَقَوْلِكَ: يَداً بيدٍ وعاجِلًا بعاجِلٍ؛ وأَنشد: رَكْض الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وإِذا تُباشِرُكَ الهُمُومُ ... فإِنه كالٍ وناجِزْ

_ (1). قوله [نبزه ينبزه] بابه ضرب كما في المصباح. والنبز ككتف: اللئيم في حسبه وخلقه كما في القاموس

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِمْ: جَزا الشَّمُوسِ ناجِزاً بناجِزِ أَي جَزَيْتَ جزاءَ سَوْءٍ فَجَزَيْتُ لَكَ مِثْلَهُ؛ وَقَالَ مَرَّةً: إِنما ذَلِكَ إِذا فَعَلَ شَيْئًا فَفَعَلْتَ مِثْلَهُ لَا يَقْدِرُ أَن يَفُوتك وَلَا يَجُوزك فِي كَلَامٍ أَو فِعْلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبِيعُوا حَاضِرًا «1» بناجِزٍ. وَفِي حَدِيثِ الصَّرْف: إِلَّا ناجِزاً بناجِزٍ أَي حَاضِرًا بِحَاضِرٍ. ولأُنْجِزَنَّكَ نَجِيزَتَكَ أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءَك. والمُناجَزَةُ فِي الْقِتَالِ: المُبارزةُ وَالْمُقَاتَلَةُ، وَهُوَ أَن يَتَبَارَزَ الْفَارِسَانِ فَيَتَمَارَسَا حَتَّى يَقْتُلَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ أَو يُقْتَلَ أَحدهما؛ قَالَ عُبَيْدٌ: كالهُنْدُوانِيِّ المُهَنَّدِ ... هَزَّهُ القِرْنُ المُناجِزْ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ووَقَفْت، إِذْ جَبُنَ المُشَيَّعُ ... مَوْقِفَ القِرْنِ المُناجِزْ قَالَ: وَهَذَا عَرُوضٌ مُرَفَّلٌ مِنْ ضَرْبِ الْكَامِلِ عَلَى أَربعة أَجزاء مُتَفَاعِلُنْ فِي آخِرِهِ حَرْفَانِ زَائِدَانِ، وَهُوَ مُقَيَّدٌ لَا يُطْلَقُ. وتَناجَزَ الْقَوْمُ: تَسَافَكُوا دماءَهم كأَنهم أَسرعوا فِي ذَلِكَ. وتَنَجَّزَ الشرابَ: أَلَحَّ فِي شُرْبِهِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والتَّنَجُّزُ: طلبُ شيءٍ قَدْ وُعِدْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ لِابْنِ السَّائِبِ: ثلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّك أَي لأُقاتلنك وأُخاصمنك. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: إِذا أَردتَ المُحاجَزَةَ فَقَبْلَ المُناجَزَة، يُضْرَبُ لِمَنْ يَطْلُبُ الصُّلْحَ بَعْدَ الْقِتَالِ. ونَجَزَ ونَجِزَ الشيءُ: فَنِيَ وَذَهَبَ فَهُوَ نَاجِزٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: وكنتَ رَبيعاً لليتامَى وعِصْمَةً، ... فَمُلْكُ أَبي قابوسَ أَضْحَى وَقَدْ نَجَزْ أَبو قَابُوسَ: كُنْيَةٌ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، يَقُولُ: كُنْتُ لِلْيَتَامَى فِي إِحسانك إِليهم بِمَنْزِلَةِ الرَّبِيعِ الَّذِي بِهِ عَيْشُ النَّاسِ. والعِصْمَةُ: مَا يَعْتَصِمُ بِهِ الإِنسانُ مِنَ الْهَلَاكِ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْبَيْتَ نَجَزَ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ فَنِيَ وَذَهَبَ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ، والأَكثر عَلَى قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَي انقضَى وَقْتَ الضُّحَى لأَنه مَاتَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. ونَجَزَتِ الحاجةُ إِذا قُضيت، وإِنْجازُكَها: قضاؤُها. ونَجَزَ حاجَتَه يَنْجُزها، بِالضَّمِّ، نَجْزاً: قَضَاهَا، ونَجَزَ الوعدُ. وَيُقَالُ: أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَد. ابْنُ السِّكِّيتِ: نَجِزَ فَنِيَ، ونَجَزَ قَضَى حَاجَتَهُ. قَالَ أَبو الْمِقْدَامِ السِّلْمِيُّ: أَنْجَزَ عَلَيْهِ وأَوْجَزَ عليه وأَجْهَزَ. نحز: النَّحْزُ: كالنَّخْسِ، نَحَزَه يَنْحَزُه نَحْزاً. والنَّحْزُ أَيضاً: الضَّرْبُ والدَّفْع، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وَفِي حَدِيثِ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَمَّا رَفَعَ رأْسه مِنَ السُّجُودِ مَا كَانَ فِي وَجْهِهِ نُحازَةٌ أَي قِطعةٌ مِنَ اللَّحْمِ كأَنه مِنَ النَّحْزِ وَهُوَ الدَّقُّ والنَّخْسُ. والمِنْحازُ: الهَاوَنُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: والعِيسُ مِنْ عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَباً، ... يُنْحَزْنَ مِنْ جانِبَيْها وَهِيَ تَنْسَلِبُ

_ (1). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ لَا تَبِيعُوا حاضراً إلخ] لم يذكر هذا الحديث في النهاية

أَي تُضْرَبُ هَذِهِ الإِبل مِنْ حَوْل هَذِهِ النَّاقَةِ لِلَّحاقِ بِهَا، وَهِيَ تَسْبِقُهُنَّ وتَنْسَلِبُ أَمامهن، وأَراد مِنْ عَاسِجٍ وَوَاسِجٍ فَكَرِهَ الخَبْنَ فَوَضْعَ أَو مَوْضِعَ الْوَاوِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: مَعْنَى قَوْلِهِ يُنْحزن مِنْ جَانِبَيْهَا أَي يُدْفَعْنَ بالأَعقاب فِي مَراكلها يَعْنِي الرِّكَابَ. ونَحَزْتُه بِرِجْلِي أَي رَكَلْتُه. والنَّحْزُ: الدَّقُّ بالمِنْحازِ وَهُوَ الهَاوَنُ. ونَحَزَ فِي صَدْرِهِ يَنْحَزُ نَحْزاً: ضَرَبَ فِيهِ بجُمْعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَحَزَه فِي صَدْرِهِ مِثْلَ نَهَزَه إِذا ضَرَبَهُ بالجُمْعِ. والنَّحائِزُ: الإِبل الْمَضْرُوبَةُ، وَاحِدَتُهَا نَحِيزَة. والنَّحْزُ: شِبْهُ الدَّقِّ والسَّحْق، نَحَزَ يَنْحَزُ نَحْزاً. والمِنْحازُ: المِدَقُّ. والراكبُ يَنْحَزُ بِصَدْرِهِ واسطةَ الرَّحْل: يَضْرِبُهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا نَحَزَ الإِدْلاجُ ثُغْرَةَ نَحْرِه ... بِهِ، أَنَّ مُسْتَرْخِي العِمامَةِ ناعِسُ الأَزهري: وَقَالَ اللَّيْثُ المِنْحازُ مَا يُدَقُّ فِيهِ؛ وأَنشد: دَقَّكَ بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ وَهُوَ مَثَلٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: نَحْزاً بمِنْحازٍ وهَرْساً هَرْسا ونَحَزَ النَّسِيجَةَ: جَذَبَ الصِّيصَةَ ليُحْكِمَ اللُّحْمَةَ. والنَّحْزُ: مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ، وَهُوَ أَن تَكُونَ الواهِنَةُ لَيْسَتْ بِمُلْتَئِمَةٍ فَيُعَظِّمُ مَا وَالَاهَا مِنْ جِلْدَةِ السُّرَّةِ لِوُصُولِ مَا فِي الْبَطْنِ إِلى الْجِلْدِ، فَذَلِكَ فِي مَوْضِعِ السُّرَّة يُدعَى النَّحْزَ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنَ الْبَطْنِ يُدْعَى الفَتْقَ. والنُّحازُ: داءٌ يأْخذ الدَّوَابَّ والإِبل فِي رِئَاتِهَا فَتَسْعُلُ سُعالًا شَدِيدًا، وَقَدْ نَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ نَحَزاً، وَبَعِيرٌ ناحِزٌ ومُنَحِّزٌ ونَحِزٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَبِهِ نُحازٌ؛ قَالَ الحرثُ بنُ مُصَرِّفٍ وَهُوَ أَبو مُزاحِمٍ العُقَيْلِيُّ: أَكْوِيهِ إِمَّا أَرادَ الكَيَّ مُعْتَرِضاً، ... كَيَّ المُطَنِّي مِنَ النَّحْزِ الطَنِي الطَّحِلا المُطَنِّي: الَّذِي يُعَالِجُ الطَّنَى، وَهُوَ لُزُوقُ الطِّحالِ بِالْجَنْبِ. والطَّنِيُّ: الَّذِي أَصابه الطَّنَى. ومعترضاً: متقدراً عَلَى ذَلِكَ، وَهَذَا مثلٌ أَراد أَنه مَنْ تَعَرَّضَ لِي هَجَوْتُهُ فَيَكُونُ مِثْلَ الطَّنِيِّ مِنَ الإِبل الَّذِي يُكْوَى لِيَزُولَ طَناهُ. والطَّحِلُ: الَّذِي يَشْتَكِي طِحالَهُ؛ وناقةٌ ناحِزٌ ومُنَحِّزَةٌ ونَحِزَةٌ ومَنْحوزة، قَالَ: لَهُ ناقَةٌ مَنْحوزةٌ عِنْدَ جَنْبِهِ، ... وأُخْرَى لَهُ مَعْدودَةٌ مَا يُثِيرُها وَقِيلَ: النُّحازُ سُعال الإِبل إِذا اشتدَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَنْحزانِ النُّحازُ والقَرْحُ وَهُمَا دَاءَانِ يُصِيبَانِ الإِبل. وأَنْحَزَ القومُ: أَصاب إِبلَهم النُّحازُ. والنَّحْزُ أَيضاً: السُّعال عامَّةً. ونَحِزَ الرجلُ: سَعَلَ. ونَحْزَةً لَهُ إِدعاء عَلَيْهِ. وَالنَّاحِزُ: أَن يُصِيبَ المِرْفَقُ كِرْكِرَةَ الْبَعِيرِ فَيُقَالُ: بِهِ ناحِزٌ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع لِلنَّاحِزِ فِي بَابِ الضَّاغِطِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وأُراه أَراد الحَازَّ فغيَّره. والنُّحازُ والنِّحازُ: الأَصل. والنَّحِيزَةُ: الطَّبِيعَةُ. والنَّحِيتَةُ والنَّحائِزُ: النحائتُ. الأَزهري: نَحِيزَةُ الرَّجُلِ طَبِيعَتُهُ وَتُجْمَعُ عَلَى النَّحائِز. والنَّحِيزَةُ: طَرِيقَةٌ مِنَ الرَّمْلِ سَوْدَاءُ مُمْتَدَّةٌ كأَنها خَطٌّ، مستويةٌ مَعَ الأَرض خَشِنَةٌ لَا يَكُونُ عَرْضُها ذِرَاعَيْنِ، وإِنما هِيَ عَلَامَةٌ فِي الأَرض، وَالْجَمَاعَةُ النَّحَائِزُ،

وإِنما هِيَ حِجَارَةٌ وَطِينٌ وَالطِّينُ أَيضاً أَسود. والنَّحِيزَةُ: الطَّرِيقُ بِعَيْنِهِ شُبِّهَ بِخُطُوطِ الثَّوْبِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فأَقْبَلَها تَعْلُو النِّجادَ عَشِيَّةً، ... عَلَى طُرُقٍ كأَنَّهُنَّ نَحائِزُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ الشَّمَّاخِ: عَلَى طُرُقٍ كأَنهن نَحَائِزُ فَيُقَالُ: النَّحِيزة شَيْءٌ يُنسج أَعرض مِنَ الْحِزَامِ يُخاط عَلَى طَرَف شُقَّةِ الْبَيْتِ، وَقِيلَ: كلُّ طَرِيقَةٍ نَحِيزَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يُرْوَى هَذَا الْبَيْتَ: وعارَضَها فِي بَطْنِ ذَرْوَةَ مُصْعِداً، ... عَلَى طُرُقٍ كأَنهنّ نَحائِزُ وأَقبلها مَا بَطْنَ ذِرْوَةَ أَي أَقبلها بَطْنَ ذُرْوَةَ، وَمَا: لَغْوٌ، وَذُرْوَةُ: مَوْضِعٌ. والمُصْعِدُ: الَّذِي يأْتي الْوَادِيَ مِنْ أَسفله ثُمَّ يُصَعِّدُ، يَصِفُ حِمَارًا وأُتُنَهُ؛ وَبَعْدَهُ: وأَصْبَحَ فوقَ الحِقْفِ، حِقْفِ تَبالَةٍ، ... لَهُ مَرْكَدٌ فِي مُسْتَوِي الأَرضِ بارِزُ الحِقْفُ: الرَّمَلَةُ المُعْوَجَّةُ. وتَبالة: مَوْضِعٌ. وَالْمَرْكَدُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَرْكُدُ فِيهِ. والنَّحِيزَةُ: المُسنَّاة فِي الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ المُسَنَّاة فِي الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ السَّهْلة. والنَّحِيزَةُ: قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض مُسْتَدِقَّة صُلْبة. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: النَّحِيزَةُ الْجَبَلُ الْمُنْقَادُ فِي الأَرض. قَالَ الأَزهري: أَصل النَّحِيزَةِ الطَّرِيقَةُ الْمُسْتَدِقَّةُ؛ وَكُلُّ مَا قَالُوا فِيهَا فَهُوَ صَحِيحٌ وَلَيْسَ بِاخْتِلَافٍ لأَنه يُشَاكِلُ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَيُقَالُ: النَّحِيزَةُ مِنَ الأَرض كالطِّبَّةِ مَمْدُودَةٌ فِي بَطْنٍ مِنَ الأَرض نَحْوًا مِنْ مِيلٍ أَو أَكثر تَقُودُ الفراسخَ وأَقل مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ فِي الأَشعار النَّحَائِزُ يُعْنى بِهَا طِبَبٌ كالخِرَقِ والأَديم إِذا قُطِّعت شُرُكاً طِوالًا. والنَّحِيزَةُ: طُرَّة تَنْسَجُ ثُمَّ تُخَاطُ عَلَى شَفَةِ الشُّقَّة مِنْ شُقَقِ الْخِبَاءِ وَهِيَ الخِرْقة أَيضاً. والنَّحيزة مِنَ الشَّعَرِ: هَنَةٌ عَرْضُها شِبْر وعُظْمُه ذِراعٌ طَوِيلَةٌ يُعَلِّقُونها عَلَى الهَوْدَجِ يُزَيِّنُونه بِهَا وَرُبَّمَا رَقَمُوها بالعِهْنِ، وَقِيلَ: هِيَ مثلُ الْحِزَامِ بيضاءُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّحِيزة النَّسِيجَة شِبْهُ الحِزام تَكُونُ عَلَى الفَساطيط وَالْبُيُوتِ تُنْسَجُ وَحْدَهَا، فكأَنَّ النَّحائزَ مِنَ الطُّرُقِ مُشَبَّهة بها. نخز: نَخَزَه بِحَدِيدَةٍ أَو نَحْوِهَا: وَجَأَهُ. ونَخَزَه بِكَلِمَةٍ: أَوجعه بها. نرز: النَّرْزُ: فِعْلٌ مماتٌ وَهُوَ الِاسْتِخْفَاءُ مِنْ فَزَع، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ نَرْزَةَ ونارِزَةَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ نُونٌ بَعْدَهَا رَاءٌ إِلا هَذَا، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. والنَّيْرُوزُ والنَّوْرُوزُ: أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ «2» نَيْعُ رُوزٍ، وَتَفْسِيرُهُ جَدِيدُ يَوْمٍ. ابْنُ الأَعرابي: نَرْزٌ مَوْضِعٌ، قَالَ: وأَما النَّرِيزِيُّ الْحَاسِبُ فَلَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نُسِبَ. نزز: النَّزُّ والنِّزُّ، وَالْكَسْرُ أَجود: مَا تَحَلَّب مِنَ الأَرض مِنَ الْمَاءِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وأَنَزَّت الأَرضُ: نَبَعَ مِنْهَا النَّزُّ. وأَنَزَّت: صَارَتْ ذَاتَ نَزٍّ وَصَارَتْ مَنَاقِعَ للنَّزِّ. ونَزَّتِ الأَرضُ: صَارَتْ ذَاتَ نَزٍّ. ونَزَّتْ: تَحَلَّبَ مِنْهَا النَّزُّ. وَفِي حَدِيثِ الحرث ابن كِلْدَةَ قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْبِلَادُ الوَبِئةُ

_ (2). قوله [أصله بالفارسية إلخ] كذا بالأصل، وقد عرضناه على متقن من علماء اللغة الفارسية فلم يعرفه، وعبارة القاموس: والنيروز أول يوم من السنة معرب نوروز

ذاتُ الأَنْجالِ وَالْبَعُوضِ والنَّزِّ ؛ وَفِي بَعْضِ الأَوصاف: أَرض مَنَاقِعِ النَّزِّ حَبُّها لَا يُجَزُّ، وقَصَبُها لَا يَهْتَزُّ. وأَرض نازَّة ونَزَّة: ذَاتُ نَزٍّ؛ كِلْتَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنَّزُّ والنِّزُّ: السخيُّ الذَّكيُّ الْخَفِيفُ؛ وأَنشد: وصاحِبٍ أَبْدَأَ حُلْواً مُزّا ... فِي حاجةِ القومِ خُفافاً نِزَّا وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ يَهْجُو الْبَعِيثُ: لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وَهِيَ ضَيْفَةٌ، ... فجاءتْ بِنَزٍّ للضِّيافة أَرْشَما قَالَ: أَراد بالنَّزِّ هَاهُنَا خِفَّةَ الطَّيْشِ لَا خِفَّةَ الرُّوحِ وَالْعَقْلِ. قَالَ: وأَراد بالنُّزالة «1» الْمَاءَ الَّذِي أَنزله الْمُجَامِعُ لأُمه. وَنَاقَةٌ نَزَّةٌ: خَفِيفَةٌ؛ وَقَوْلُهُ: عَهْدِي بجنَّاح إِذا مَا اهْتَزَّا، ... وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا، أَنْ سَوْفَ يُمْطِيه وَمَا ارْمأَزّا أَي يَمْضِي عَلَيْهِ. ونَزّاً أَي خَفِيفًا. وظَلِيم نَزٌّ: سَرِيعٌ لَا يَسْتَقِرَّ فِي مَكَانٍ؛ قَالَ: أَو بَشَكَى وَخْدَ الظَّلِيم النَّزِّ وَخْد: بَدَلٌ مِنْ بَشَكَى أَو مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ. والمِنَزُّ: الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ. والمِنَزُّ: المَهْدُ مَهْدُ الصَّبِيُّ. ونَزَّ الظبيُ يَنِزُّ نَزِيزاً: عَدَا وصَوَّتَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فلاةٌ يَنِزُّ الظَّبْيُ فِي جِحَراتِها، ... نَزِيزَ خِطامِ القوْسِ يُحْذَى بِهَا النَّبْلُ ونَزَّزَه عَنْ كَذَا أَي نَزَّهه. وَقَتَلَتْهُ النَّزَّة أَي الشَّهْوَةُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ نَزِيزٌ أَي شَهْوَانُ، وَيُقَالُ: نِزُّ شَرٍّ ونِزازُ شَرٍّ ونَزِيزُ شَرٍّ. نشز: النِّشْزُ والنَّشَزُ: المَتْنُ المرتفعُ مِنَ الأَرض، وَهُوَ أَيضاً مَا ارْتَفَعَ عَنِ الْوَادِي إِلى الأَرض، وَلَيْسَ بِالْغَلِيظِ، وَالْجَمْعُ أَنْشازٌ ونُشُوزٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَمْعُ النَّشْزِ نُشُوز، وَجَمْعُ النَّشَز أَنْشازٌ ونِشازٌ مِثْلُ جَبَلٍ وأَجْبال وجِبال. والنَّشازُ، بِالْفَتْحِ: كالنَّشَزِ. ونَشَزَ يَنْشُزُ نُشُوزاً: أَشرف عَلَى نَشَزٍ مِنَ الأَرض، وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ وَظَهَرَ. يُقَالُ: اقْعُدْ عَلَى ذَلِكَ النَّشازِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذا أَوْفى عَلَى نَشَزٍ كَبَّر أَي ارْتَفَعَ عَلَى رَابِيَةٍ فِي سَفَر، قَالَ: وَقَدْ تُسَكَّنُ الشِّينُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فِي خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَضْعَة ناشِزَة أَي قِطْعَة لَحْمٍ مرتفعةٌ عَلَى الْجِسْمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتاه رَجُلٌ ناشِزُ الجَبْهة أَي مُرْتَفِعُهَا. ونَشَزَ الشيءُ يَنْشِزُ نُشُوزاً: ارْتَفَعَ. وتَلٌّ ناشِزٌ: مُرْتَفِعٌ، وَجَمْعُهُ نَواشِزُ. وقَلْبٌ ناشِزٌ إِذا ارْتَفَعَ عَنْ مَكَانِهِ مِنَ الرُّعْب. وأَنْشَزْتُ الشَّيْءَ إِذا رَفَعْتَهُ عَنْ مَكَانِهِ. ونَشَزَ فِي مَجْلِسِهِ يَنْشِزُ ويَنْشُزُ، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: ارْتَفَعَ قَلِيلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها النَّاسُ بِكَسْرِ الشِّينِ وأَهل الْحِجَازِ يَرْفَعُونَهَا، قَالَ: وَهُمَا لغتان. قال أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ إِذا قِيلَ انْهَضُوا فانْهَضُوا وقُومُوا كَمَا قَالَ: وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذا قِيلَ انْشُزُوا ؛ أَي قُومُوا إِلى الصَّلَاةِ أَو قَضَاءِ حَقٍّ أَو شَهَادَةٍ فَانْشُزُوا . ونَشَزَ الرجلُ يَنْشِزُ إِذا كَانَ قَاعِدًا فَقَامَ. ورَكَبٌ ناشِزٌ: ناتئٌ مُرْتَفِعٌ. وعِرْقٌ ناشِزٌ: مرتفع مُنْتَبِرٌ

_ (1). قوله [وأراد بالنزالة] لعل البيت روي بنز للنزالة، فنقل عبارة من شرح عليها، وإلا فالذي في البيت للضيافة وكذلك في الصحاح نعم رواه شارح القاموس من نزالة

نَاشِزٌ لَا يَزَالُ يَضْرِبُ مِنْ دَاءٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَمَا لَيْلى بناشِزَةِ القُصَيْرى ... وَلَا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: نَاشِزَةُ القُصَيْرى أَي لَيْسَتْ بِضَخْمَةِ الْجَنْبَيْنِ مُشْرِفَةِ القُصَيْرى بِمَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ. وأَنْشَزَ الشيءَ: رَفَعَهُ عَنْ مَكَانِهِ. وإِنْشازُ عِظَامِ الْمَيِّتِ: رَفْعُها إِلى مَوَاضِعِهَا وتركيبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً ؛ أَي نَرْفَعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ نُنْشِزُها، بِالزَّايِ، قَالَ: والإِنشازُ نقْلها إِلى مَوَاضِعِهَا، قَالَ: وَبِالرَّاءِ قرأَها الْكُوفِيُّونَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالْمُخْتَارُ الزَّايُ لأَن الإِنْشازَ تركيبُ الْعِظَامِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رَضاعَ إِلا مَا أَنْشَزَ العظمَ أَي رَفَعَهُ وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه وَهُوَ مِنَ النَّشَزِ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض. قَالَ أَبو إِسحق: النُّشُوزُ يَكُونُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَهُوَ كَرَاهَةُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، واشتقاقُه مِنَ النَّشَزِ وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. ونَشَزَت المرأَةُ بِزَوْجِهَا وَعَلَى زَوْجِهَا تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وَهِيَ ناشِزٌ: ارْتَفَعَتْ عَلَيْهِ وَاسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ وأَبغضته وَخَرَجَتْ عَنْ طَاعَتِهِ وفَرَكَتْه؛ قَالَ: سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ مِنَ اللَّيْلِ حَنَّتي ... لِخَمَّانِ بيتٍ، فَهْيَ لَا شَكَّ ناشِزُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ ؛ نُشُوزُ المرأَة اسْتِعْصَاؤُهَا عَلَى زَوْجِهَا، ونَشَزَ هُوَ عَلَيْهَا نُشُوزاً كَذَلِكَ، وَضَرَبَهَا وَجَفَاهَا وأَضَرّ بِهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ النُّشُوز بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ فِي الْحَدِيثِ، والنُّشُوز كَرَاهِيَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وسُوءُ عِشْرَتِهِ لَهُ. وَرَجُلٌ نَشَزٌ: غَلِيظٌ عَبْلٌ؛ قَالَ الأَعشى: وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي، ... عَلَى نَشَزٍ قَدْ شابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تَكْبِيرِهِ وَتَعْظِيمِهِ فَلِذَلِكَ جَعَلَهُ أَشْيَبَ. ونَشَزَ بِالْقَوْمِ فِي الْخُصُومَةِ نُشُوزاً: نَهَضَ بِهِمْ لِلْخُصُومَةِ. ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ بِهِ نُشُوزاً: احْتَمَلَهُ فَصَرَعَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَهَذَا كأَنه مَقْلُوبٌ «1». مِثْلُ جَذَبَ وجَبَذَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَسنّ وَلَمْ يَنْقُصْ: إِنه لنَشَزٌ مِنَ الرِّجَالِ، وصَتَمٌ إِذا انْتَهَى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّشَزُ والنَّشْزُ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ. وَدَابَّةٌ نَشِيزَةٌ إِذا لَمْ يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ عَلَى ظَهْرِهَا. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا لَمْ يَكَدْ يَسْتَقِرُّ السَّرْجُ وَالرَّاكِبُ عَلَى ظهرها: إِنها لَنَشْزَةٌ. نغز: نَغَزَ بَيْنَهُمْ: أَغْرى وحَمَل بعضَهم عَلَى بَعْضٍ كَنَزَعَ. نفز: نَفزَ الظَّبْيُ يَنْفِزُ نَفْزاً ونُفُوزاً ونَفَزاناً إِذا وَثَبَ فِي عَدْوِه، وَقِيلَ: رفع قوائمه معاً ووضعها مَعًا، وَقِيلَ: هُوَ أَشَدُّ إِحضاره، وَقِيلَ: هُوَ وَثْبُهُ ووقوعُه مُنْتَشِرَ الْقَوَائِمِ، فإِن وَقَعَ مُنْضَمَّ الْقَوَائِمِ فَهُوَ القَفْزُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَفْزُ انْضِمَامُ الْقَوَائِمِ فِي الْوَثْبِ، والنَّفْزُ انْتِشَارُهَا. وَقَالَ

_ (1). قوله [وهذا كأنه مقلوب إلخ] أي من شزن كفرح نشط وتشزن صاحبه تشزناً صرعه كما في القاموس

الأَصمعي: نَفَزَ الظبيُ يَنْفِزُ وأَبَزَ يَأْبِزُ إِذا نَزا فِي عَدْوِه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النَّفْزُ أَن يَجْمَعَ قَوَائِمَهُ ثُمَّ يَثِبَ؛ وأَنشد: إِراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ أَبو عَمْرٍو: والنَّفْزُ عَدْو الظَّبْيِ مِنَ الفَزَعِ. والنَّوافِزُ: الْقَوَائِمُ، وَاحِدَتُهَا نافِزَةٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: هَتُوفٌ إِذا مَا خالَطَ الظَّبْيَ سَهْمُها، ... وإِن رِيغَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوافِزُ يَعْنِي الْقَوَائِمَ، وَالْمَعْرُوفُ النَّواقِزُ. والمرأَة تُنَفِّزُ وَلَدَهَا أَي تُرَقِّصُه، ونَفَّزَتْهُ أَي رَقَّصَتْهُ. والتَّنْفِيزُ والإِنْفازُ: إِدارة السَّهْمِ عَلَى الظُّفُر ليُعْرَفَ عَوَجُه مِنْ قِوامِه، وَقَدْ أَنْفَزَ السهمَ ونَفَّزَه تَنْفِيزاً؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: يُحَزْنَ إِذا أُنْفِزْنَ فِي ساقِطِ النَّدى، ... وإِن كانَ يَوْمًا ذَا أَهاضِيبَ مُخْضِلا التَّهْذِيبُ: التَّنْفِيزُ أَن تَضَعَ سَهْمًا عَلَى ظُفُرك ثُمَّ تُنَفِّزَه بِيَدِكَ الأُخرى حَتَّى يَدُورَ عَلَى الظُّفُرِ لِيَسْتَبِينَ لَكَ اعْوِجَاجُهُ مِنِ اسْتِقَامَتِهِ. والنَّفِيزَةُ: الزُّبْدَةُ الْمُتَفَرِّقَةُ فِي المِمْخَضِ لَا تَجْتَمِعُ. ونَفَزَ الرجلُ: مات. نقز: النَّقَزُ والنَّقَزَانُ: كالوَثَبانِ صُعُداً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، نَقَزَ الظَّبْيُ، وَلَمْ يُخَصِّصِ ابنُ سِيدَة شَيْئًا بَلْ قَالَ: نَقَزَ يَنْقُز ويَنْقِزُ نَقْزاً ونَقَزاناً ونِقازاً، ونَقَزَ: وَثَبَ صُعُداً، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الطَّائِرِ المعتادِ الوَثْبِ كَالْغُرَابِ وَالْعُصْفُورِ. والتَّنْقِيزُ: التَّوْثِيبُ. والنَّقَّازُ، والنُّقَّاز كِلَاهُمَا: الْعُصْفُورُ، سُمِّيَ بِهِ لنَقَزانِه، وَقِيلَ: الصَّغِيرُ مِنَ الْعَصَافِيرِ، وَقِيلَ: هُمَا عُصْفُورٌ أَسود الرأْس وَالْعُنُقِ وَسَائِرُهُ إِلى الوُرْقَةِ. قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْر: يُسَمَّى الْعُصْفُورُ نَقَّازاً، وَجَمْعُهُ النَّقاقيزُ، لنَقَزانِه أَي وَثْبه إِذا مَشَى؛ والعصفورُ طَيَرانُه نَقَزانٌ أَيضاً لأَنه لَا يَسْمَحُ بِالطَّيَرَانِ كَمَا لَا يَسْمَحُ بِالْمَشْيِ، قَالَ: والخُرَّقُ والقُبَّرُ والحُمَّرُ كُلُّهَا مِنَ الْعَصَافِيرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يُصلي الظُّهْرَ والجَنادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرَّمْضاء أَي تَقْفِزُ وتَثِبُ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الأَرض؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَنْقُزانِ القِرَبُ «2» عَلَى مُتُونِهما أَي تُحَمِّلَانِهَا وتَقفِزانِ بِهَا وَثْباً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فرأَيتُ عَقِيصَتَيْ أَبي عُبَيْدَةَ تَنْقُزانِ وَهُوَ خَلْفَه ، وَقَدِ استُعمل النَّقْزُ فِي بَقَر الْوَحْشِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ صِيرانَ المَها المُنَقَّزِ والنُّقازُ: دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فتَثْغُو الشَّاةُ مِنْهُ ثَغْوَةً وَاحِدَةً وتَنْزُو وتَنْقُزُ فَتَمُوتُ، مِثْلُ النُّزاءِ، وقد انْتَقَزَتِ الغَنَمُ. والنَّواقِزُ: الْقَوَائِمُ لأَن الدَّابَّةَ تَنْقُزُ بِهَا، وَفِي الْمُصَنَّفِ: النَّواقِزُ؛ وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِي شِعْرِ الشَّمَّاخِ: هَتوف إِذا مَا خَالَطَ الظبيَ سهمُها، ... وإِن رِيغَ مِنْهَا أَسلمته النَّوَاقِزُ وَيُرْوَى: النَّوَافِزُ. والنَّقَزُ: الرَّدِيءُ الفَسْلُ. والنِّقْزُ

_ (2). قوله [تنقزان القرب إلخ] قال في النهاية: وفي نصب القرب بعد لأن تنقز غير متعد، وأوله بعضهم بعدم الجار، ورواه بعضهم بضم التاء من أنقز فعداه بالهمز، يريد تحريك القرب ووثوبها بشدة العدو والوثب، وروي برفع القرب على الابتداء وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ

والنَّقَزُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْخَسِيسُ والرُّذالُ مِنَ النَّاسِ وَالْمَالِ، وَاحِدَةُ النَّقَزِ نَقَزَةٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع للنَّقَزِ بِوَاحِدٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ، ... ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ والنَّقَزُ مِنَ النَّاسِ: صِغَارُهُمْ ورُذالُهُم. وانْتَقَزَ لَهُ مالَه: أَعطاه خَسِيسَهُ. وَمَا لِفُلَانٍ بِمَوْضِعِ كَذَا نُقْزٌ ونُقْرٌ أَي بِئْرٌ أَو مَاءٌ؛ الضَّمُّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، بِالزَّايِ وَالرَّاءِ، وَلَا شِرْبٌ وَلَا مِلْكٌ «1» وَلَا مَلْكٌ ولا مُلُكٌ ولا مَلَكٌ. ومَلَكَنا الماءُ أَي أَرْوانا. ونَقَزَه عَنْهُمْ: دَفَعَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا كَانَ اللَّهُ ليُنْقِزَ عَنْ قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ أَي ليُقْلِعَ ويَكُفَّ عَنْهُ حَتَّى يُهْلكه. وَقَدْ أَنْقَزَ عَنِ الشَّيْءِ إِذا كَفَّ وأَقْلَعَ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْقَزَ الرجلُ إِذا دَامَ عَلَى شُرْب النَّقِزِ، وَهُوَ الْمَاءُ الْعَذْبُ الصَّافِي. والنَّقَزُ والنَّقِزُ: اللَّقَبُ. وأَنْقَزَ إِذا وَقَعَ فِي إِبله النُّقازُ، وَهُوَ دَاءٌ. وأَنْقَزَ عَدُوَّه إِذا قَتَلَهُ قَتْلًا وَحِيًّا. وأَنْقَزَ إِذا اقْتَنَى النَّقَزَ مِنْ رَدِيءِ الْمَالِ، وَمِثْلُهُ أَقْمَزَ وأَغْمَزَ. أَبو عَمْرٍو: انْتَقَزَ لَهُ شَرَّ الإِبل أَي اخْتَارَ لَهُ شَرَّهَا. وعَطاء ناقِزٌ وَذُو ناقِزٍ إِذا كَانَ خَسِيسًا؛ وأَنشد: لَا شَرَطٌ فِيهَا وَلَا ذُو ناقِزِ، ... قاظَ القَرِيَّاتِ إِلى العَجالِزِ نكز: نَكَزَتِ البئرُ تَنْكُزُ نَكْزاً ونُكُوزاً وَهِيَ بِئْرٌ نَكِزٌ وناكِزٌ ونَكُوز: قَلَّ مَاؤُهَا، وَقِيلَ: فَنِيَ مَاؤُهَا؛ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: نَكِزَتْ، بِالْكَسْرِ، تَنْكَزُ نَكَزاً ونَكَّزَها هُوَ وأَنْكَزَها: أَنْفَدَ ماءَها، وأَنْكَزَها أَصحابُها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيونَها ... ذِمامُ الرَّكايا، أَنْكَزَتْها المَواتِحُ وَجَاءَ مُنْكِزاً أَي فَارِغًا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَكَزَتِ البئرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُنْكِزاً وإِن لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا: أَنْكَزَتِ البئرُ وَلَا أَنْكَزَ صاحِبُها. ونَكَزَ ونَكِزَ البحرُ: نَقَصَ. وفلانٌ بمَنْكَزَةٍ مِنَ العَيْشِ أَي ضِيقٍ. والنَّكْزُ: الدَّفْعُ وَالضَّرْبُ، نَكَزَهُ نَكْزاً أَي دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ. والنَّكْزُ: طَعْنٌ بطَرَفِ سنانِ الرُّمْحِ. والنَّكْزُ: الطَّعْنُ والغَرْزُ بِشَيْءٍ مُحَدَّدِ الطَّرَف، وَقِيلَ: بِطَرَفِ شَيْءٍ حَدِيدٍ. ونَكَزَتْه الْحَيَّةُ تَنْكُزُه نَكْزاً وأَنْكَزَتْه: طَعَنَتْهُ بأَنفها؛ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الثُّعْبَانَ والدَّسَّاسَةَ. والنَّكَّازُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ يَنْكُزُ بأَنفه وَلَا يَعَضُّ بِفِيهِ وَلَا يُعرف رأْسه مِنْ ذَنَبِهِ لِدِقَّةِ رأْسه. أَبو زَيْدٍ: النَّكْزُ من الحية بالأَلف، والنَّكْزُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ سِوَى الْحَيَّةِ العَضُّ. قَالَ أَبو الجَرَّاح: يُقَالُ للدَّسَّاسَةِ مِنَ الْحَيَّاتِ وَحْدَها: نَكَزَتْه، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهَا. الأَصمعي: نَكَزَتْه الْحَيَّةُ ووَكَزَتْه ونَشَطَتْه ونَهَشَتْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو زَيْدٍ: نَكَزَتْه الْحَيَّةُ أَي لَسَعَتْهُ بأَنفها، فإِذا عَضَّتْهُ الْحَيَّةُ بأَنيابها قِيلَ: نشَطَتْه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَا تُوعِدَنّي حَيَّةً بالنَّكْزِ وَقِيلَ: النَّكْزُ أَن يَطْعُنَ بأَنفه طَعْناً. ثُمَّ النَّكَّازُ حَيَّةٌ لَا يُدْرَى مَا ذَنَبُهَا مِنْ رأْسها وَلَا تَعَضُّ إِلا

_ (1). قوله [ولا ملك إلخ] الأول مثلث الميم والثاني بضمتين والثالث بالتحريك كما في القاموس

نَكْزاً أَي نَقْزاً؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: سُمِّيَ نَكَّازاً لأَنه يَطْعَنُ بأَنفه وَلَيْسَ لَهُ فَمٌ يَعَضُّ بِهِ، وَجَمْعُهُ النَّكاكِيزُ والنَّكَّازاتُ. ونَكَزَ الدابةَ بعَقِبه: ضَرَبَهَا يَسْتَحِثُّها. والنَّكْزُ: العَضُّ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ؛ عَنِ أَبي زَيْدٍ. الْكِسَائِيُّ: نَكَزَتْه ووَكَزَتْه ولهَزَتْه ونَفَتَتْه بمعنى واحد. نهز: نَهَزَه نَهْزاً: دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ مِثْلُ نَكَزَه ووَكَزَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ توضأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ لَا يَنْهَزُه إِلَّا الصلاةُ غُفِرَ لَهُ مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِهِ ؛ النَّهْزُ: الدفعُ، يُقَالُ: نَهَزْتُ الرجلَ أَنْهَزُه إِذا دَفَعْتَهُ، ونَهَزَ رأْسَه إِذا حَرَّكه؛، وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: مَنْ أَتى هَذَا البيتَ وَلَا يَنْهَزُه إِليه غيرُه رَجَع وَقَدْ غُفِرَ لَهُ ؛ يُرِيدُ أَنه مَنْ خَرَجَ إِلى الْمَسْجِدِ أَو حَجَّ وَلَمْ يَنْوِ بِخُرُوجِهِ غَيْرَ الصَّلَاةِ وَالْحَجِّ مِنْ أُمور الدُّنْيَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه نَهَزَ راحِلَتَه أَي دَفَعَهَا فِي السَّيْرِ. ونَهَزَتِ الدابةُ إِذا نَهَضَتْ بِصَدْرِهَا لِلسَّيْرِ؛ قَالَ: فَلَا يَزالُ شاحِجٌ يَأْتِيكَ بِجْ، ... أَقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وَفْرَ تِجْ والنَّهْزُ: التَّناوُل بِالْيَدِ والنُّهوضُ لِلتَّنَاوُلِ جَمِيعًا. والناقةُ تَنْهَزُ بِصَدْرِهَا إِذا نَهَضَتْ لتَمْضِيَ وَتَسِيرَ؛ وأَنشد: نَهُوزٌ بأُولاها زَجُولٌ بصَدْرِها وَالدَّابَّةُ تَنْهَزُ بِصَدْرِهَا إِذا ذَبَّتْ عَنْ نَفْسِهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قِياماً تَذُبُّ البَقَّ عَنْ نُخَراتِها ... بِنَهْزٍ، كإِيماءِ الرُّؤوسِ المَواتِعِ الأَزهري: النُّهْزَةُ اسْمٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي هُوَ لَكَ مُعَرَّض كالغنيمة. والنُّهْزَةُ: الفُرْصَةُ تجده مِنْ صَاحِبِكَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ نُهْزَةُ المُخْتَلِسِ أَي هُوَ صَيْدٌ لِكُلِّ أَحد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّحْداحِ: وانْتَهَزَ الحَقَّ إِذا الحَقُّ وَضَحْ أَي قلبه وأَسرع إِلى تَنَاوُلِهِ. وَحَدِيثُ أَبي الأَسود: وإِن دُعِيَ انْتَهَزَ. وَتَقُولُ: انْتَهِزْها قَدْ أَمْكَنَتْكَ قَبْلَ الفَوْتِ. والمُناهَزَةُ: المُبادَرَةُ. يُقَالُ: ناهَزْتُ الصيدَ فَقَبَضْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ إِفلاته. وانْتَهَزَها وناهَزَها: تَنَاوَلَهَا مِنْ قُرْب وَبَادَرَهَا وَاغْتَنَمَهَا، وَقَدْ ناهَزَتْهُم الفُرَصُ؛ وَقَالَ: ناهَزْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ وتَناهَزَ القومُ: كَذَلِكَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَلَقَدْ عَلِمْتُ، إِذا الرِّجالُ تَناهَزُوا، ... أَيِّي وأَيُّكمُ أَعَزُّ وأَمْنَعُ وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا دَنَا لِلْفِطَامِ: نَهَزَ لِلْفِطَامِ، فَهُوَ ناهِزٌ، وَالْجَارِيَةُ كَذَلِكَ، وَقَدْ ناهَزا؛ وأَنشد: تُرْضِعُ شِبْلَيْن فِي مَغارِهما، ... قَدْ ناهَزا للفِطامِ أَو فُطِما وناهَزَ فلانٌ الحُلُمَ ونَهَزَه إِذا قَارَبَهُ. وناهَزَ الصَّبِيُّ البلوغَ أَي دَانَاهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَقَدْ ناهَزْتُ الاحتلامَ. وناهَزَ الْخَمْسِينَ: قارَبها. وإِبل نَهْزُ مائةٍ ونِهازُ مِائَةٍ ونُهازُ مِائَةٍ أَي قُرابَتُها. الأَزهري: كَانَ النَّاسُ نَهْزَ عَشَرَةِ آلافٍ أَي قُرْبَها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا اشْتَرَى مِنْ مَالِ يَتامَى خَمْرًا فَلَمَّا نَزَلَ التَّحْرِيمُ أَتى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

فصل الهاء

وَسَلَّمَ، فَعَرَفَهُ فَقَالَ: أَهْرِقْها. وَكَانَ المالُ نَهْزَةَ عَشَرَةِ آلَافٍ أَي قُرْبَها، وَحَقِيقَتُهُ كَانَ ذَا نَهْز. ونَهَز الفَصِيلُ ضَرْعَ أُمه: مِثْلُ لهَزَه. الأَزهري: وَفُلَانٌ يَنْهَزُ دَابَّتَهُ نَهْزاً ويَلْهَزُها لَهْزاً إِذا دَفَعَهَا وَحَرَّكَهَا. الْكِسَائِيُّ: نَهَزَه ولَهَزَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَهَزَ الناقةَ يَنْهَزُها نَهْزاً: ضَرَبَ ضَرَّتَها لِتَدِرَّ صُعُداً. والنَّهُوزُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يَمُوتُ وَلَدُهَا فَلَا تَدِرُّ حَتَّى يُوجَأَ ضَرْعُها. وَنَاقَةٌ نَهُوزٌ: لَا تَدِرُّ حَتَّى يُنْهَزَ لَحْياها أَي يُضْرَبا؛ قَالَ: أَبْقَى عَلَى الذُّلِّ مِنَ النَّهُوزِ وأَنْهَزَتِ الناقةُ إِذا نَهَزَ ولدُها ضَرْعَها؛ قَالَ: ولكِنَّها كَانَتْ ثَلَاثًا مَياسِراً، ... وحائِلَ حُولٍ أَنْهَلَتْ فأَحَلَّتِ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: أَنْهَزَتْ وَلَا وَجْهَ لَهُ. ونَهَزْتُ بالدَّلو فِي الْبِئْرِ إِذا ضَرَبْتَ بِهَا إِلى الْمَاءِ لتمتلئَ. ونَهَزَ الدَّلْوَ يَنْهَزُها نَهْزاً: نَزَعَ بِهَا؛ قَالَ الشَّمَّاخ: غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ، كَمَا غَدَتْ، ... عَلَى مَاءِ يَمْؤُودَ، الدِّلاءُ النَّواهِزُ يَقُولُ: غَدَتْ هَذِهِ الْحُمُرُ لِهَذَا الْمَاءِ كَمَا غَدَتِ الدِّلَاءُ النَّوَاهِزُ لِمَاءٍ يَمْؤُودَ، وَقِيلَ: النَّواهِزُ اللَّوَاتِي يُنْهَزْنَ فِي الْمَاءِ أَي يُحَرَّكْنَ لِيَمْتَلِئْنَ، فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، والأَوّل أَفضل. وَهُمَا يَتناهَزانِ إِمارَةَ بَلَدٍ كَذَا أَي يَبْتَدِرانِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتاه الجارودُ وابنُ سَيَّارٍ يَتَناهَزان إِمارَةً أَي يَتَبَادَرَانِ إِلى طَلَبِهَا وَتَنَاوُلِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَيَجِدُ أَحدُكم امرأَته قَدْ ملأَت عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإِبل فلْيُناهِزْها وليقتطعْ وليُرْسِلْ إِلى جَارِهِ الَّذِي لَا وَبَرَ لَهُ أَي يُبَادِرُهَا وَيُسَابِقُهَا إِليه. ونَهَزَ الرجلُ: مَدَّ بعُنُقِه وناءَ بِصَدْرِهِ ليَتَهَوَّعَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ: أَو مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَي يَقْذِفُهُ؛ والمَصْدُور: الَّذِي بِصَدْرِه وَجَعٌ. ونَهَزَ: مَدَّ عُنُقَه وناءَ بِصَدْرِهِ ليَتَهَوَّع. وَيُقَالُ: نَهَزَتْني إِليك حاجةٌ أَي جَاءَتْ بِي إِليك؛ وأَصل النَّهْز: الدَّفْعُ، كأَنها دَفَعَتْنِي وحَرَّكَتْني. وناهِزٌ ومُناهِزٌ ونُهَيْز: أَسماء. نوز: التَّهْذِيبِ: وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ القَعْنَبيّ عَنْ حِزام بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبيه قَالَ: رأَيت عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَتاه رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ بالمُصَلَّى عامَ الرَّمادَةِ فَشَكَا إِليه سُوءَ الْحَالِ وإِشرافَ عِيالِه عَلَى الْهَلَاكِ، فأَعطاه ثلاثةَ أَنيابٍ حَتائر وَجَعَلَ عَلَيْهِنَّ غَرَائِرَ فِيهِنَّ رِزَمٌ مِنْ دَقِيق ثُمَّ قَالَ لَهُ: سِرْ فإِذا قَدِمْتَ فَانْحَرْ نَاقَةً فأَطعمهم بوَدَكِها وَدَقِيقِهَا، وَلَا تُكْثِرْ إِطعامهم فِي أَول مَا تُطْعِمُهُمْ ونَوِّزْ؛ فلَبِثَ حِينًا ثُمَّ إِذا هُوَ بالشَّيْخ فَقَالَ: فعلتُ مَا أَمرتني وأَتى اللَّهُ بالحَيا فبِعْتُ نَاقَتَيْنِ وَاشْتَرَيْتُ لِلْعِيَالِ صُبَّةً مِنَ الْغَنَمِ فَهِيَ تَروح عَلَيْهِمْ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ القَعْنبي قَوْلُهُ نَوِّزْ أَي قَلِّلْ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع هَذِهِ الْكَلِمَةَ إِلا لَهُ، وَهُوَ ثِقَةٌ. فصل الهاء هبز: هَبَزَ يَهْبِزُ هَبْزاً وهُبُوزاً وهَبَزاناً: مَاتَ، وَقِيلَ: هَلَكَ فَجْأَةً، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْتُ، أَيّاً كَانَ؛ وَكَذَلِكَ قَحَزَ يَقْحَزُ قُحُوزاً: مَاتَ. والهَبْزُ: مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وَارْتَفَعَ مَا حَوْلَهُ، وَجَمْعُهُ هُبُوزٌ، وَالرَّاءُ أَعلى.

هبرز: الهِبْرِزِيُّ: الإِسْوارُ مِنْ أَساوِرَة فارسَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بالإِسْوارِ الجَيِّدَ الرَّمْي بِالسِّهَامِ، فِي قَوْلِ الزَّجَّاج، أَو هُوَ الحَسَنُ الثَّبات عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ، فِي قَوْلِ الْفَارِسِيِّ. وَرَجُلٌ هِبْرِزِيٌّ: جَمِيلٌ وَسِيم، وَقِيلَ: نَافِذٌ. وخُفٌّ هِبْرِزِيٌّ: جَيِّد؛ يَمَانِيَةٌ. وَكُلُّ جَمِيلٍ وَسِيمٍ عِنْدَ الْعَرَبِ هِبْرِزِيٌّ مِثْلَ هِبْرِقِيٍّ. ابْنُ الأَعرابي: الهِبْرِزيُّ الدِّينَارُ الْجَدِيدُ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ رَثَى ابْنًا لَهُ: فَمَا هِبْرِزِيٌّ مِنْ دَنانِير أَيْلَةٍ، ... بأَيْدِي الوُشاةِ ناصِعٌ يَتَأَكَّلُ قَالَ: الوشاةُ ضَرَّابو الدَّنَانِيرِ. يَتَأَكَّلُ: يأْكل بَعْضُهُ بَعْضًا مِنْ حُسْنِه. والهِبْرِزِيُّ والإِبْرِزِيُّ: الذَّهَبُ الْخَالِصُ، وَهُوَ الإِبرِيزُ؛ وَقَوْلُ العُجَيْر أَنشده الإِيادِيُّ: فإِن تَكُ أُمُّ الهِبْرِزِيِّ تَمَصَّرَتْ ... عِظامي، فَمِنْهَا ناحِلٌ وحَسِيرُ قَالَ: أُم الهِبْرِزِيِّ الحُمَّى. اللِّيْثُ: الهِبْرِزِيُّ الجَلْدُ النافذُ. والهِبْرِزِيُّ: الأَسد؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: بِهَا مِثْل مَشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ قَالَ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ مَاءً: خَفِيف الجَبَا لَا يَهْتَدِي فِي فَلاتِهِ مِنَ القومِ إِلا الهِبْرِزِيُّ المُغامِسُ قَالَ: كلُّ مِقْدامٍ هِبْرِزِيٌّ مِنْ كل شيء. هجز: الهَجْزُ: لُغَةٌ فِي الهَجْسِ، وَهِيَ النَّبْأَةُ الخَفِيَّة. هرز: هَرْوَزَ الرجلُ والدابةُ هَرْوَزَةً: مَاتَا؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ فَعْوَلَةٌ مِنَ الهَرْزِ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: هَرِزَ الرجلُ وهُرِئَ إِذا مَاتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَضَى فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ أَن يُحْبَس حتى يبلغ الماءُ الكَعْبَين ؛ مَهْزُورٌ: وَادِي قُرَيْظَة بِالْحِجَازِ، وأَما بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ فموضِعُ سُوقِ الْمَدِينَةِ تَصَدَّقَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى المسلمين. هرمز: الهُرْمُزُ والهُرْمُزانُ والهارَمُوزُ: الْكَبِيرُ مِنْ مُلُوكِ الْعَجَمِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: هُرْمُزُ مِنْ أَسماء الْعَجَمِ. ورَامَهُرْمُز: مَوْضِعٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيهِ عَلَى الْفَتْحِ فِي جَمِيعِ الْوُجُوهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْرِبُهُ وَلَا يَصْرِفُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ الأَول إِلى الثَّانِي وَلَا يَصْرِفُ الثَّانِي ويُجْرِي الأَول بِوُجُوهِ الإِعراب. والشَّيْخُ يُهَرْمِزُ، وهَرْمَزَتُهُ: لَوْكَتُهُ لُقْمَتَه فِي فِيهِ لَا يُسِيغه وَهُوَ يُدِيرُهُ فِي فِيهِ. هزز: الهَزُّ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ كَمَا تَهُزُّ القَناةَ فَتَضْطَرِبُ وتَهْتَزُّ، وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ بِهِ وهَزَّزَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ؛ أَي حَرِّكِي. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَزَّه وهَزَّ بِهِ إِذا حَرَّكَهُ؛ وَمِثْلُهُ: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بِالْخِطَامِ وتَعلَّق زَيْدًا وتَعَلَّق بِزَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما عَدَّاه بِالْبَاءِ لأَنَّ فِي هُزِّي مَعْنَى جُرِّي؛ وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ: قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ، لَهَا بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ مؤَوِّبة: رِيحٌ تأْتي لَيْلًا، وَقَدِ اهْتَزَّ؛ وَيُسْتَعَارُ فَيُقَالُ: هَزَزْتُ فُلَانًا لِخَيْرٍ فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حَرَكْتُهُ فَتَحَرَّكَ؛ قَالَ:

كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ، ... كَذَاكَ السَّيِّدُ النَّزّ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: اهْتَزَّ العرشُ لِمَوْتِ مُعَاذٍ ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ وأَنشد: كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُريد بِالْعَرْشِ هاهنا السَّرِيرُ الَّذِي حُمِلَ عَلَيْهِ سعد بن معاذ حين نُقِلَ إِلى قَبْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ عَرْشُ اللَّهِ ارْتَاحَ وَاسْتَبْشَرَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ أَي لِرُوحِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ رُفِعَ إِلى السَّمَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. قَالَ ابْنُ الأَثير: الهَزُّ فِي الأَصل الْحَرَكَةُ، واهْتَزَّ إِذا تَحَرَّكَ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَعْنَى الِارْتِيَاحِ، أَي ارْتَاحَ لِصُعُودِهِ حِينَ صُعِدَ بِهِ وَاسْتَبْشَرَ لِكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ. وَكُلُّ مَنْ خَفَّ لأَمر وَارْتَاحَ لَهُ، فَقَدِ اهْتَزَّ لَهُ؛ وَقِيلَ: أَراد فَرِحَ أَهلُ الْعَرْشِ بِمَوْتِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَانْطَلَقْنَا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ بِهِمَا أَي نُسْرِعُ السَّيْرَ بِهِمَا، وَيُرْوَى: نَهِزُ مِنَ الوَهْزِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَخَذَتْهُ لِذَلِكَ الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وَحَرَكَةٌ. واهْتَزَّ النَّبَاتُ: تَحَرَّك وَطَالَ. وهَزَّتْه الرِّيحُ والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه. واهتَزَّت الأَرضُ: تَحَرَّكَتْ وأَنبتت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ* ؛ اهْتَزَّتْ أَي تَحَرَّكَتْ عِنْدَ وُقُوعِ النَّبَاتِ بِهَا، ورَبَتْ أَي انْتَفَخَتْ وعَلَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني سَمِعْتُ هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى أَي صوت دورانها. والهَزُّ والهَزِيزُ فِي السَّيْرِ: تَحْرِيكُ الإِبل فِي خِفَّتِها. وَقَدْ هَزَّها السيرُ وهَزَّها الْحَادِي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هِيَ إِذا تَحَرَّكَتْ فِي سَيْرِهَا بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ مِنْ سَيْرِ الإِبل أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ. قَالَ النَّضِرُ: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابْنُ سِيدَهْ: الهِزَّة أَن يَتَحَرَّكَ الموكِبُ وَقَدِ اهْتَزَّ؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيَّةٌ ... يَهْتَزُّ مَوْكِبُها واهْتِزازُ الْمَوْكِبِ أَيضاً «2» وجَلَبَتُهُم. وهَزِيزُ الرِّيحِ: دَوِيُّها عِنْدَ هَزِّها الشجرَ؛ يُقَالُ: الرِّيحُ تُهَزِّزُ الشَّجَرَ فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حَرَّكَهُ فَتَهَزْهَزَ. وهَزِيزُ الرِّيحِ: صوتُ حَرَكَتِها؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: إِذا مَا جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه، ... تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ وهِزَّانُ بْنُ يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ مِنَ الهِزَّة؛ قَالَ الْشَّاعِرُ «3»: وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ وَقِيلَ: هِزَّانُ قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَقِيلَ: هِزَّان قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه. والهَزْهَزَةُ: تَحْرِيكُ الرأْس. والهَزْهَزةُ: تَحْرِيكُ الْبَلَايَا وَالْحُرُوبِ لِلنَّاسِ. والهَزاهِزُ: الْفِتَنُ يَهْتَزُّ فِيهَا النَّاسُ. وَسَيْفٌ هَزْهازٌ وَسَيْفٌ هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ. وَمَاءٌ هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ مِنْ صَفَائِهِ. وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كَذَلِكَ. وَمَاءٌ هُزَهِزٌ فِي اهْتِزازِه إِذا جَرى،

_ (2). قوله [واهتزاز الموكب أيضا إلخ] عبارة الجوهري: وَالْهِزَّةُ، بِالْكَسْرِ، النَّشَاطُ وَالِارْتِيَاحُ وصوت غليان القدر واهتزاز الموكب أيضا إلخ (3). قوله [قال الشاعر] هو الأَعشى يخاطب امرأة، وصدره: وقد كان في شبان قومك منكح

ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بِالضَّمِّ؛ وأَنشد الأَصمعي: إِذا اسْتَراثَتْ سَاقِيًّا مُسْتَوْفِزا ... بَجَّتْ مِنَ البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ أَبو الْعَالِيَةِ: قُلْتُ للغَنَويِّ مَا كَانَ لَكَ بنَجْدٍ فقال: ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قُلْتُ: فَمَا أَخرجك عَنْهَا قَالَ: إِن بَنِي عَامِرٍ جَعَلُونِي عَلَى حِنْدِيرَةِ أَعينهم يُرِيدُونَ أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. والمَجَمُّ: مَوْضِعُ جُموم الْمَاءِ أَي توفُّره وَاجْتِمَاعِهِ. وَقَوْلُهُ: أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ أَي يَقْتُلُونِي وَلَا يُعْلَم بِي. وَبَعِيرٌ هُزاهِزٌ: شَدِيدُ الصَّوْتِ؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ، ... تَدْفَعُ عَنْ أَعْناقِها بالأَعْجازْ أَراد أَن هَذِهِ الإِبل وَرَدَتْ مَاءً هَزْهازاً كَالسَّيْفِ الْيَمَانِيِّ فِي صَفَائِهِ. أَبو عَمْرٍو: بِئْرٌ هُزْهُزٌ بَعِيدَةُ القَعر؛ وأَنشد: وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا وَقَوْلَ أَبي وَجْزَةَ: والماءُ لَا قَسْمٌ وَلَا أَقْلادُ، ... هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ، لَا هُنَّ أَمْلاحٌ وَلَا ثِمادُ قِيلَ: مَاءٌ هَزْهازٌ إِذا كَانَ كَثِيرًا يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ فِي انْقِضاضِه، وَكَوْكَبٌ هازٌّ. والهِزَّةُ، بِالْكَسْرِ: النَّشاط وَالِارْتِيَاحُ وَصَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ. وَيُقَالُ: تَهَزْهَزَ إِليه قَلْبِي أَي ارْتَاحَ وهَشَّ؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذا فاطَنَتْنا فِي الْحَدِيثِ تَهَزْهَزَتْ ... إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ والهَزائِزُ: الشَّدَائِدُ؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ قَالَ: وَلَا وَاحِدَ لَهَا. هزبز: الهَزَنْبَزُ والهَزَنْبَزانُ والهَزَنْبزانِيُّ، كلُّه: الحديدُ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي بِزَايَيْنِ، قَالَ: وَهِيَ مِنَ الأَمثلة الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا سِيبَوَيْهِ. همز: هَمَزَ رأْسه يَهْمِزُه هَمْزاً: غَمَزَه، وَقَدْ هَمَزْتُ الشيءَ فِي كَفِّي؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَمَنْ هَمَزْنا رأْسَه تَهَشَّما وهَمَزَ الجَوْزَة بِيَدِهِ يَهْمِزُها: كَذَلِكَ. وهَمَزَ الدَّابَّةَ يَهْمِزُها هَمْزاً: غَمَزَها. والمِهْمازُ: مَا هُمِزَتْ بِهِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها، ... كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد الْمَهَامِيزَ، فَحَذْفُ الْيَاءِ ضَرُورَةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ مِهْمَزٍ. قَالَ الأَزهري: وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قَالَ شَمِرٌ: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، وَاحِدَتُهَا مِهْمَزَة، وَهِيَ عَصًا فِي رأْسها حَدِيدَةٌ يُنخس بِهَا الْحِمَارُ؛ قَالَ الأَخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فِي الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، ... دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لَمْ تُضْرَسِ بالهَمْزِ مِنْ طُولِ الثِّقافِ، وجارُهُمْ ... يُعْطِي الظُّلامَةَ فِي الخُطوبِ الحُوَّسِ

أَبو الْهَيْثَمِ: الْمَهَامِزُ مُقَارِعُ النَّخَّاسِين الَّتِي يَهْمِزُون بِهَا الدَّوَابَّ لتُسْرِعَ، وَاحِدَتُهَا مِهْمَزة، وَهِيَ المِقْرَعَةُ. والمِهْمَزُ والمِهْمازُ: حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي مُؤَخَّرِ خُف الرَّائِضِ. والهَمْزُ مِثْلُ الغَمْزِ والضَّغْطِ، وَمِنْهُ الهَمْزُ فِي الْكَلَامِ لأَنه يُضْغَط. وَقَدْ هَمَزْتُ الحَرْفَ فانْهَمَز، وَقِيلَ لأَعرابي: أَتَهْمِزُ الْفَارَ؟ فَقَالَ: السِّنَّورُ يَهْمِزُها. والهَمْزُ مِثْلُ اللَّمْزِ. وهَمَزَهُ: دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ. وهَمَزْتُه ولَمَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه إِذا دَفَعْتَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا ... عَلَى اسْتِهِ زَوْبَعَةً، أَو زَوْبَعا تَبَرْكَعَ الرَّجُلُ إِذا صُرعَ فَوَقَعَ عَلَى اسْتِهِ. وقوسٌ هَمُوزٌ وهَمَزَى، عَلَى فَعَلى: شَدِيدَةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ لِلسَّهْمِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأَنشد لأَبي النَّجْمِ وَذَكَرَ صَائِدًا: نَحا شَمَالًا هَمَزَى نَصُوحا، ... وهَتَفَى مُعْطِيَةً طَرُوحا ابْنُ الأَنباري: قَوْسٌ هَمَزَى شَدِيدَةُ الهَمْزِ إِذا نُزِعَ عَنْهَا. وقوسٌ هَتَفَى: تَهْتِفُ بالوَتَرِ. والهَامِزُ والهَمَّازُ: العَيَّابُ. والهُمَزَةُ مِثْلُهُ، وَرَجُلٌ هُمَزَةٌ وامرأَة هُمَزَةٌ أَيضاً. والهَمَّاز والهُمَزَة: الَّذِي يَخْلُف الناسَ مِنْ وَرَائِهِمْ ويأْكل لُحُومَهُمْ، وَهُوَ مِثْلُ العُيَبَةِ، يَكُونُ ذَلِكَ بالشِّدْقِ وَالْعَيْنِ والرأْس. اللَّيْثُ: الهَمَّازُ والهُمَزَة الَّذِي يَهْمِزُ أَخاه فِي قَفَاهُ مِنْ خَلْفِه، واللَّمْزُ فِي الِاسْتِقْبَالِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ؛ وَفِيهِ أَيضاً: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ، وَكَذَلِكَ امرأَة هُمَزَة لُمَزَةٌ لَمْ تَلْحَق الهاءُ لتأْنيث الْمَوْصُوفِ بِمَا فِيهِ، وإِنما لَحِقَتْ لإِعلام السَّامِعِ أَن هَذَا الْمَوْصُوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ وَالنِّهَايَةَ، فَجَعَلَ تأْنيث الصِّفَةِ أَمارة لِمَا أُريد مِنْ تأْنيث الْغَايَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الهُمَّازُ العَيَّابُونَ فِي الْغَيْبِ، واللُّمَّازُ الْمُغْتَابُونَ بِالْحَضْرَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ . قال أَبو إِسحق: الْهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ ويَغُضُّهم؛ وأَنشد: إِذا لَقِيتُك عَنْ شَحْطٍ تُكاشِرُني، ... وإِن تَغَيَّبْتُ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ ابْنُ الأَعرابي: الهَمْزُ الغَضُّ، والهَمْزُ الكَسْرُ، والهَمْزُ العَيْبُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ؛ قَالَ: هُوَ المَشَّاءُ بِالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ المُغْري بَيْنَ الأَحبة. وهَمَزَ الشيطانُ الإِنسانَ هَمْزاً: هَمَسَ فِي قَلْبِهِ وَسْواساً. وهَمَزاتُ الشَّيْطَانِ: خَطَراتُه الَّتِي يُخْطِرُها بِقَلْبِ الإِنسان. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ إِذا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَمْزه ونَفْثُه ونَفْخه؟ قَالَ: أَما هَمْزُه فالمُوتَةُ، وأَما نَفْثُهُ فالشِّعْرُ، وأَما نفخُه فالكِبْرُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُوتَةُ الجُنُون، قَالَ: وإِنما سَمَّاهُ هَمْزاً لأَنه جَعَلَهُ مِنَ النَّخْسِ وَالْغَمْزِ. وكلُّ شَيْءٍ دَفَعْتَهُ، فَقَدَ هَمَزْتَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الهَمْز العَصْر. يُقَالُ: هَمَزْتُ رأْسَه وهمزتُ الجَوْز بكفِّي. والهَمْزُ: النَّخْسُ وَالْغَمْزُ. والهَمْزُ: الغِيبَة وَالْوَقِيعَةُ فِي النَّاسِ وَذِكْرُ عُيُوبِهِمْ؛ وَقَدْ هَمَزَ يَهْمِزُ، فَهُوَ هَمَّاز وهُمَزَةٌ لِلْمُبَالَغَةِ.

فصل الواو

والهَمْزَة: النُّقْرَة كالهَزْمَةِ، وَقِيلَ هُوَ الْمَكَانُ الْمُنْخَسِفُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والهَمْزَةُ مِنَ الْحُرُوفِ: مَعْرُوفَةٌ، وَسُمِّيتِ الهَمْزَةَ لأَنها تُهْمَزُ فَتُهَتُّ فَتَنْهَمِزُ عَنْ مُخْرِجِهَا، يُقَالُ: هُوَ يَهُتُّ هَتًّا إِذا تَكَلَّمَ بالهَمْزِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى الْهَمْزَةِ فِي أَوّل حَرْفِ الْهَمْزَةِ أَوّل الْكِتَابِ. وهَمَزَى: مَوْضِعٌ. وهُمَيْزٌ وهَمَّاز: اسْمَانِ، والله أَعلم. هنز: الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ هَذِهِ قَريصَةٌ مِنَ الْكَلَامِ وهَنِيزَة ولَدِيغَةٌ في معنى الأَذِيَّة. هندز: الهِنْدازُ: مُعَرَّبٌ، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ أَنْدازَه، يُقَالُ: أَعطاه بِلَا حِسَابٍ وَلَا هِنْدازٍ. وَمِنْهُ المُهَنْدِزُ: الَّذِي يُقَدِّرُ مَجارِيَ القُنِيِّ والأَبْنِيَة إِلا أَنهم صَيَّرُوا الزَّايَ سِينًا، فَقَالُوا مُهَنْدِسٌ، لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ زَايٌ قبلها دال. هوز: هَوَّزَ الرجلُ: مَاتَ. قَالَ: وَمَا أَدري أَيُّ الهُوزِ هُوَ أَي الخَلْقِ، وَمَا أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هُوَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مَا أَدري أَيُّ الهُونِ هُوَ، وَالزَّايُ أَعرف. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَهْوازُ سَبْعُ كُوَرٍ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وفارِسَ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا اسْمٌ، وَجَمْعُهَا الأَهْوازُ أَيضاً، وَلَيْسَ للأَهواز وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ وَلَا يُفْرَدُ وَاحِدٌ مِنْهَا بِهُوزٍ. وهَوَّز وهَوَّاز: حُرُوفٌ وُضِعَتْ لِحِسَابِ الجُمَّلِ: الْهَاءُ خَمْسَةٌ وَالْوَاوُ سِتَّةٌ وَالزَّايُ سَبْعَةٌ. وَيُقَالُ: مَا فِي الهُوزِ مِثْلُهُ وَمَا فِي الغَاطِ مِثْلُهُ أَي لَيْسَ فِي الخلق مثله. فصل الواو وتز: الوَتْزُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَتٍ. وجز: وَجُزَ الكلامُ وَجازَةً ووَجْزاً وأَوْجَزَ: قَلَّ فِي بَلَاغَةٍ، وأَوْجَزَه: اخْتَصَرَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بَيْنَ الإِيجاز وَالِاخْتِصَارِ فَرْقٌ مَنْطِقِيٌّ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وكلامٌ وَجْزٌ: خَفِيفٌ. وأَمر وَجْزٌ وواجِزٌ ووَجِيزٌ ومُوجَزٌ ومُوجِزٌ. والوَجْزُ: الوَحَى؛ يُقَالُ: أَوْجَزَ فلانٌ إِيجازاً فِي كُلِّ أَمر. وأَمرٌ وَجِيزٌ وَكَلَامٌ وَجِيز أَي خَفِيفٌ مُقْتَصِرٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْلَا عَطاءٌ مِنْ كَريمٍ وَجْز أَبو عَمْرٍو: الوَجْزُ السَّرِيعُ الْعَطَاءِ. يُقَالُ: وَجَزَ فِي كَلَامِهِ وأَوْجَزَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَلَى حَزَابِيٍّ جُلالٍ وَجْز يَعْنِي بَعِيرًا سَرِيعًا. وأَوْجَزْتُ الْكَلَامَ: قَصَرْتُه. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: قَالَ لَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذا قُلْتَ فأَوجِز أَي أَسرع واقْتَصِرْ. وتَوَجَّزْتُ الشَّيْءَ: مِثْلُ تَنَجَّزْتُه. وَرَجُلٌ مِيْجاز: يُوجِزُ فِي الْكَلَامِ وَالْجَوَابِ. وأَوْجَزَ القولَ وَالْعَطَاءَ: قلَّله، وَهُوَ الوَجْزُ؛ قَالَ: مَا وَجْزُ مَعْرُوفِكِ بالرِّماقِ وَرَجُلٌ وَجْزٌ: سَرِيعُ الْحَرَكَةِ فِيمَا أَخَذَ فِيهِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. ووَجْزَةُ: فَرَسُ يَزِيدَ بنِ سِنانٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ سعدُ بْنُ بَكْرٍ: شَاعِرٌ

مَعْرُوفٌ ومُحَدِّثٌ. ومُوجِزٌ: مِنْ أَسماء صَفَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها عادِيَّةً. وخز: الوَخْزُ: الشيءُ الْقَلِيلُ مِنَ الخُضْرَة فِي العِذْقِ وَالشَّيْبِ فِي الرأْس، وَقَدْ وَخَزَهُ وَخْزاً. وَقِيلَ: كلُّ قَلِيلٍ وَخْزٌ؛ قَالَ أَبو كَاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ يُشَبِّه نَاقَتَهُ بالعُقابِ: لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُه ... مِنَ الثَّعالي، ووَخْزٌ مَنْ أَرانيها الوَخْزُ: شيءٌ مِنْهُ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الوَخْزُ الخطيئةُ بَعْدَ الخطيئةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَعْنَى الْخَطِيئَةِ القليلُ بَيْنَ ظَهْرانَيِ الْكَثِيرِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ، قَالَ: وَقَالُوا هَذِهِ أَرض بَنِي تَمِيمٍ وَفِيهَا وَخْزٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَي قَلِيلٌ؛ وأَنشد: سِوَى أَنَّ وَخْزاً مِنْ كلابِ بْنِ مُرَّةٍ ... تَنَزَّوْا إِلَيْنَا مِنْ نَقِيعَةِ جابِرِ ووَخَزَه بالرُّمْح والخَنْجَرِ يَخِزُه وَخْزاً: طَعَنَهُ طَعْنًا غَيْرَ نَافِذٍ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّعْنُ النَّافِذُ فِي جَنْبِ الْمَطْعُونِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِنه وَخْزُ إِخوانكم مِنَ الْجِنِّ ؛ الوَخْزُ طَعْنٌ لَيْسَ بنافِذٍ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَذُكِرَ الطاعونَ فَقَالَ: إِنما هُوَ وَخْزٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: رِجْزٌ. أَبو عَدْنَانَ: الطَّعْنُ الوَخْزُ التَّبْزِيغُ؛ قَالَ: التَّبْزِيغُ وَالتَّغْزِيبُ وَاحِدٌ غَزَبَ وبَزَغَ. يُقَالُ: بَزَغَ البَيْطارُ الحافِرَ إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعره بِمِبْضَع فَوَخَزَه بِهِ وَخْزاً خَفِيفًا لَا يَبْلُغُ العَصَبَ فيكونُ دَواءً لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاح: كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ وأَما فَصْدُ عِرْقِ الدَّابَّةِ وإِخراج الدَّمِ مِنْهُ فَيُقَالُ لَهُ التَّوْدِيجُ؛ يُقَالُ: وَدِّجْ فَرَسَكَ ووَدِّجْ حِمَارَكَ. قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: وَخَزَ فِي سَنامِها بِمِبْضَعِه، قَالَ: والوَخْزُ كالنَّخْس يَكُونُ مِنَ الطَّعْنِ الْخَفِيفِ الضَّعِيفِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ أَعْجَلَ القومَ عَنْ حاجاتِهم سَفَرٌ ... مِنْ وَخْزِ جِنٍّ، بأَرض الرُّومِ، مذكورِ يَعْنِي بالوَخْزِ الطاعونَ هَاهُنَا. وَيُقَالُ: إِني لأَجد فِي يَدِي وَخْزاً أَي وَجَعًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ووَخَزَه الشَّيْبُ أَي خَالَطَهُ. وَيُقَالُ: وَخَزَه القَتِيرُ وَخْزاً ولَهَزَه لَهْزاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا شَمَط مواضعَ مِنْ لِحْيَتِهِ، فَهُوَ مَوْخُوزٌ. قَالَ: وإِذا دُعِيَ القومُ إِلى طعام فجاؤُوا أَربعة أَربعة قالوا: جاؤُوا وَخْزاً وَخْزاً، وإِذا جاؤوا عُصْبة قيل: جاؤُوا أَفائج أَي فَوْجاً فَوْجاً؛ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: أَرأَيت التَّمْرَ والبُسْرَ انْجَمَعَ بينما؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: الْبُسْرُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الوَخْزُ، قَالَ: اقْطَعْ ذَلِكَ، الوَخْزُ: الْقَلِيلُ مِنَ الإِرْطابِ، فَشَبَّهَ مَا أَرْطَبَ مِنَ البُسْر في قلته بالوَخْزِ. وزز: الوَزْوَزَةُ: الخِفَّة والطَّيْشُ. وَرَجُلٌ وَزْوازٌ ووُزاوِزَةٌ: طَائِشٌ خفيف في مشه. والوَزْوَزَةُ أَيضاً: مُقَارَبَةُ الخَطْوِ مَعَ تَحْرِيكِ الْجَسَدِ. والوَزْوازُ: الَّذِي يُوَزْوِزُ اسْتَه إِذا مَشَى يُلَوِّيها. والوَزْوَزُ: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ يُجَرُّ بِهَا ترابُ الأَرض الْمُرْتَفِعَةِ إِلى الأَرض الْمُنْخَفِضَةِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ زوزم. والوَزَّةُ البَطَّةُ، وَجَمْعُهَا وَزٌّ، وَهِيَ الإِوَزَّةُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ إِوَزٌّ وإِوَزُّونَ؛ قَالَ:

تَلْقَى الإِوَزِّينَ فِي أَكْنافِ دَارَتِها ... فَوْضَى، وبَيْنَ يَدَيْهَا التِّينُ مَنْثُورُ أَي أَن هَذِهِ المرأَة تَحَضَّرَتْ فالإِوَزُّ فِي دَارَتِهَا تأْكل التِّينَ، وإِنما جَعَلَ ذَلِكَ عَلَامَةَ التَّحَضُّر لأَن التِّينَ إِنما يَكُونُ بالأَرياف وَهُنَاكَ تأْكله الإِوَزُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِن قَالَ قَائِلٌ: مَا بالُهم قَالُوا فِي جَمْعِ إِوَزَّة إِوَزُّونَ، بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْمَحْذُوفِ نَحْوُ ظُبَة وثُبَةٍ، وَلَيْسَتْ إِوَزَّةٌ مِمَّا حُذِفَ شَيْءٌ مِنْ أُصوله وَلَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ أَرض فِي أَنه بِغَيْرِ هاءٍ؟ فَالْجَوَابُ أَن الأَصل فِي إِوَزَّة إِوْزَزَة إِفْعَلَة، ثُمَّ إِنهم كَرِهُوا اجْتِمَاعَ حَرْفَيْنِ مُتَحَرِّكَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ فأَسكنوا الأَول مِنْهُمَا وَنَقَلُوا حَرَكَتَهُ إِلى مَا قَبْلَهُ وأَدغموه فِي الَّذِي بَعْدَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الكلمةَ هَذَا الإِعلالُ وَالتَّوْهِينُ عوَّضوها مِنْهُ أَي جَمَعُوهَا بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَقَالُوا: إِوَزّونَ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: كأَنَّ خَزًّا تَحْتَها وَقَزَّا، ... وفُرُشاً مَحْشُوَّةً إِوَزَّا إِما أَن يَكُونَ أَراد مَحْشُوَّةً رِيشَ إِوَزٍّ، وإِما أَن يَكُونَ أَراد الإِوَزَّ بأَعيانها وَجَمَاعَةَ شُخُوصِهَا، والأَول أَولى. وأَرض مَوَزَّةٌ: كَثِيرَةُ الوَزِّ. اللَّيْثُ: الإِوَزُّ طَيْرُ الْمَاءِ، الْوَاحِدَةُ إِوَزَّة، بِوَزْنِ فِعَلَّة، وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ المَفْعَلَةُ مِنْهَا مَأْوَزَةً وَلَكِنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْهَمْزَةَ مِنْهَا فَيُصَيِّرُهَا وَزَّة كأَنها فَعْلَة؛ ومَفْعَلَةٌ مِنْهَا أَرض مَوَزَّة، وَيُقَالُ هُوَ البَطُّ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَزُّ لُغَةٌ فِي الإِوَزِّ وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. وَرَجُلٌ إِوَزّ: قَصِيرٌ غَلِيظٌ، والأُنثى إِوَزَّة، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ اللَّحِيم فِي غَيْرِ طُول؛ وأَنشد الْمُفَضَّلُ: أَمْشِي الإِوَزَّى وَمَعِي رُمْحٌ سَلِبْ قَالَ: وَهُوَ مَشْيُ الرَّجُلِ مُتَوَقِّصاً فِي جَانِبَيْهِ ومَشْيُ الْفَرَسِ النَّشِيطِ، وَقِيلَ: الإِوَزُّ المُوَثَّقُ الخَلْقِ مِنَ النَّاسِ وَالْخَيْلِ والإِبل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِن كنتَ ذَا بَزٍّ، فإِنَّ بَزِّي ... سابِغَةٌ فوقَ وأًى إِوَزِّ وشز: الوَشْزُ: رَفْعُ رأْس الشَّيْءِ. والوَشَزُ، بِالتَّحْرِيكِ، والنَّشَزُ كُلُّهُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. والوَشَزُ: الشِّدَّةُ فِي العَيْش. يُقَالُ: أَصابهم أَوْشازُ الأُمور أَي شَدَائِدُهَا؛ وَقَوْلُهُ: يَا مُرُّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفِيكَ الرَّجَزْ، ... إِنك مِنِّي لاجئٌ إِلى وَشَزْ، إِلى قوافٍ صَعْبَةٍ فِيهَا عَلَزْ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَحد هَذِهِ الأَشياء الْمُتَقَدِّمَةِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَوْشازٌ. وَيُقَالُ: لَجَأْتُ إِلى وَشَزٍ أَي تَحَصَّنْتُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَعَلَهُ رُؤْبَةُ وَشْزاً فَخَفَّفَهُ؛ قَالَ: وإِن حَبَتْ أَوْشازُ كلِّ وَشْزِ ... بعَددٍ ذِي عُدَّة ورِكْزِ أَي سَالَتْ بِعَدَدٍ كَثِيرٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ إِن أَمامك أَوْشازاً فَاحْذَرْهَا أَي أُموراً شِدَادًا مَخُوفة. والأَوْشازُ مِنَ الأُمور: غَلْظُها. وَلَقِيتُهُ عَلَى أَوْشازٍ أَي عَلَى عَجَلَةٍ، وَاحِدُهَا وَشْزٌ ووَشَزٌ. والوَشائز: الْوَسَائِدُ المَحْشُوَّةُ جِدًّا. وعز: الوَعْزُ: التَّقْدِمَةُ فِي الأَمر والتَّقَدُّمُ فِيهِ. وعَزَ ووَعَّزَ: قَدَّمَ أَو تَقَدَّمَ؛ قَالَ: قَدْ كنتُ وَعَّزْتُ إِلى عَلاءِ،

فِي السِّرِّ والإِعْلانِ والنَّجاءِ، ... بأَنْ يُحِقَّ وَذَمَ الدِّلاءِ وَيُقَالُ: وَعَّزْتُ إِليه تَوْعِيزاً. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ أَوْعَزْتُ إِلى فُلَانٍ فِي ذَلِكَ الأَمر إِذا تَقَدَّمْتُ إِليه. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: يُقَالُ وَعَّزْتُ وأَوْعَزْتُ، وَلَمْ يَجُزْ وَعَزْتُ، مُخَفَّفًا، وَنَحْوُ ذَلِكَ رَوَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي أَنه أَنكر وَعَزْتُ، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ وَعَزْتُ إِليه وَعْزاً. وفز: لَقِيتُهُ عَلَى أَوْفازٍ أَي على عَجَلَةٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن تَلْقَاهُ مُعِدًّا، وَاحِدُهَا وَفَزٌ، واستَوْفَزَ فِي قِعْدَتِه إِذا قَعَدَ قُعُوداً مُنْتَصِبًا غَيْرَ مُطْمَئِنٍّ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: الوَفْزُ أَن لَا يَطْمَئِنَّ فِي قُعُودِهِ. يُقَالُ: قَعَدَ عَلَى أَوفاز مِنَ الأَرض ووِفازٍ؛ وأَنشد: أَسُوقُ عَيْراً مائِلَ الجَهازِ، ... صَعْباً يُنَزِّيني عَلَى أَوْفازِ قَالَ: وَلَا تَقُلْ عَلَى وِفازٍ. والوَفَزُ والوَفَزَةُ: العَجَلَة، وَالْجَمْعُ أَوْفازٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ فُلَانٌ عَلَى أَوفاز أَي عَلَى حَدِّ عَجَلَة، وَعَلَى وَفَزٍ. وَيُقَالُ: نَحْنُ عَلَى أَوْفازٍ أَي عَلَى سَفَرٍ قَدْ أَشْخَصْنا، وإِنا عَلَى أَوفاز. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ: كُونُوا مِنْهَا عَلَى أَوْفازٍ ، الوَفَزُ: العَجَلة. اللَّيْثُ: الوَفَزَةُ أَن تَرَى الإِنسانَ مُسْتَوْفِزاً قَدِ اسْتَقَلَّ عَلَى رِجْلَيْهِ وَلَمَّا يَسْتَوِ قَائِمًا وَقَدْ تهيأَ للأَفْزِ والوُثُوبِ والمُضِيِّ. يُقَالُ لَهُ: اطْمَئِنَّ فإِني أَراك مُسْتَوْفِزاً. قَالَ أَبو مُعَاذٍ: المُسْتَوْفِزُ الَّذِي قَدْ رَفَعَ أَليتيه وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ؛ قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ: وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: عَلَى الرُّكَبِ مُسْتَوْفِزِين. وَقَزَ: الأَزهري: قرأْتُ فِي نَوَادِرِ أَبي عَمْرٍو: المُتَوَقِّزُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَنَامُ يَتَقَلَّبُ. وَكَزَ: وَكَزَهُ وَكْزاً: دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ مِثْلُ نَكَزَه. والوَكْزُ: الطَّعْنُ. ووَكَزَه أَيضاً: طَعَنَهُ بجُمْعِ كَفِّهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ ، وَقِيلَ: وَكَزَه أَي ضَرَبَهُ بجُمْعِ يَدِهِ عَلَى ذَقَنِه. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَوَكَزَ الفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَهُ أَي نَخَسه. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ: إِذ جَاءَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَ ؛ الزَّجَّاجُ: الوَكْزُ أَن يَضْرِبَ بجُمْع كَفِّهِ، وَقِيلَ: وكَزَه بِالْعَصَا. وَرَوَى ابْنُ الفَرَج عَنْ بَعْضِهِمْ: رُمْحٌ مَرْكُوزٌ ومَوْكوزٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: والشَّوْكُ فِي أَخْمَصِ الرِّجْلَيْنِ مَوْكُوزُ وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ وَكَزْتُ أَنفه أَكِزُه إِذا كَسَرَتْ أَنفه، ووَكَعْت أَنفَه فأَنا أَكَعُه مِثْلَ وَكَزْتُه. الْكِسَائِيُّ: وَكَزْتُه ونَكَزْتُه ونَهَزْتُه ولَهَزْتُه بِمَعْنَى وَاحِدٍ. ووَكَزَتْهُ الْحَيَّةُ: لَدَغَتْهُ. ووَكَزَ وَكْزاً ووَكَزَ فِي عَدْوِه مِنْ فَزَع أَو نَحْوَهُ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبَتٍ. ووَكْزٌ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فإَنَّ بأَجْراعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى، ... فَوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعانِ وَهَزَ: الْكِسَائِيُّ: وَهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه، بن سِيدَهْ: وَهَزَه وَهْزاً دَفَعَهُ وَضَرَبَهُ. وَفِي حَدِيثٍ مُجَمِّع: شَهِدْنَا الحُدَيْبِيَةَ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا عَنْهَا إِذا النَّاسُ يَهزُونَ الأَباعِرَ أَي يَحُثُّونها وَيَدْفَعُونَهَا. والوَهْزُ: شِدَّةُ الدَّفْعِ وَالْوَطْءِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَن سَلَمَة بْنَ قَيْسٍ الأَسْلَمِيَّ بَعَثَ إِلى عُمَرَ مِنْ فَتْحِ فَارِسَ بِسَفَطَيْنِ مَمْلُوءَيْنِ جَوْهَرًا، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا بالسَّفَطَيْنِ نَهِزُهما حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَي نَدْفَعُهُمَا وَنُسْرِعُ بِهِمَا، وَفِي رِوَايَةٍ: نَهِزُ بِهِمَا أَي نَدْفَعُ بِهِمَا الْبَعِيرَ تَحْتَهُمَا؛ وَيُرْوَى بِتَشْدِيدِ الزَّايِ مِنَ الهَزِّ. ووَهَزْتُ فُلَانًا إِذا ضَرَبَتْهُ بِثِقَلِ يَدِكَ. والتَّوَهُّزُ: وَطْءُ الْبَعِيرِ المُثْقَلِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ لَهَزَ: اللَّهْزُ الضَّرْبُ فِي العُنُق، واللَّكْزُ بجُمْعِك فِي عُنُقِهِ وَصَدْرِهِ، والوَهْزُ بِالرِّجْلَيْنِ، والبَهْزُ بالمِرْفَقِ. ووَهَزَ القَمْلَة بَيْنَ أَصابعه وَهْزاً: حَكَّهَا وَقَصَعَهَا؛ وأَنشد شَمِرٌ: يَهِزُ الهَرانِعَ لَا يَزالُ، ويَفْتَلِي ... بأَذَلَّ حيثُ يكونُ مَنْ يَتَذَلَّلُ والوَهْزُ: الْكَسْرُ والدَّقُّ. والوَهْزُ الوطءُ أَو الوَثْبُ. وتَوَهُّز الْكَلْبِ: تَوَثُّبُه؛ قَالَ: تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلْفَ الأَرْنَبِ وَرَجُلٌ وَهْزٌ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ مُلَزَّزُ الخَلْق قَصِيرٌ، وَالْجَمْعُ أَوْهازٌ، قِيَاسًا. وَجَاءَ يَتَوَهَّزُ أَي يَمْشِي مِشْيَةَ الغِلاظِ ويَشُدُّ وَطْأَهُ. ووَهَّزَهُ: أَثقله. ومَرَّ يَتَوَهَّز أَي يَغْمِزُ الأَرض غَمْزاً شَدِيدًا، وَكَذَلِكَ يَتَوَهَّسُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَوْهَزُ الحَسَنُ المِشْيَةِ مأْخوذ مِنَ الوَهازَةِ وَهِيَ مَشْيُ الخَفِرات. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: حُمادَياتُ النِّسَاءِ غَضُّ الأَطْرافِ وقِصَرُ الوَهازَةِ أَي قِصَرُ الخُطَى. والوَهازَةُ «4»: الخَطْوُ، وَقَدْ تَوَهَّزَ يَتَوَهَّزُ إِذا وَطِئَ وَطأً ثَقِيلًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قُصارَى النِّسَاءِ قِصَرُ الوَهازَةِ ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَمِحْنَ بأَطْرافِ الذُّيولِ عَشِيَّةً، ... كَمَا وَهَّزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما شبَّه مَشْيَ النِّسَاءِ بِمَشْيِ إِبل فِي وَعْثٍ قَدْ شَقَّ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ: كُلُّ طَويلٍ سَلِبٍ ووَهْزِ قَالُوا: الوَهْزُ الْغَلِيظُ الرَّبْعَة، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (4). قوله [الوهازة] ضبطت بفتح الواو في الأصل ومتن القاموس شكلًا، وضبطت في النهاية بكسرها ونقل الكسر شارح القاموس عن الصاغاني

س

الجزء السادس س حرف السين المهملة س: الصَّادُ وَالسِّينُ وَالزَّايُ أَسَلِيَّةٌ لأَن مبدأَها مِنْ أَسَلَةِ اللِّسَانِ، وَهِيَ مُسْتَدَقُّ طَرَفِ اللِّسَانِ، وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَالسِّينُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَهْمُوسَةِ، وَمَخْرَجُ السِّينِ بَيْنَ مَخْرَجَيِ الصَّادِ وَالزَّايِ؛ قَالَ الأَزهري: لَا تأْتلف الصَّادُ مَعَ السِّينِ وَلَا مَعَ الزَّايِ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. فصل الألف أبس: أَبَسَهُ يأْبِسهُ أَبْساً وأَبَّسَه: صغَّر بِهِ وحَقَّره؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وليْث غابٍ لَمْ يُرَمْ بأَبْسِ أَي بِزَجْرٍ وَإِذْلَالٍ، وَيُرْوَى: لُيُوثُ هَيْجا. الأَصمعي: أَبَّسْتُ بِهِ تأْبيساً وأَبَسْتُ بِهِ أَبْساً إِذَا صغَّرته وَحَقَّرْتَهُ وذَلَّلْتَه وكَسَّرْته؛ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْداس يُخَاطِبُ خُفاف بْنَ نُدْبَة: إِنْ تكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لَا أُؤَبِّسهُ، ... أُوقِدْ عَلَيْهِ فأَحْمِيه، فيَنْصَدِعُ السِّلْمُ تأْخذ مِنْهَا مَا رضيتَ بِهِ، ... والحَرْبُ يكفيكَ مِنْ أَنفاسِها جُرَعُ وَهَذَا الشِّعْرُ أَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ: إِن تَكُ جُلْمُودَ بِصْرٍ، وَقَالَ: البصْرُ حِجَارَةٌ بِيضٌ، والجُلمود: الْقِطْعَةُ الْغَلِيظَةُ مِنْهَا؛ يَقُولُ: أَنا قَادِرٌ عَلَيْكَ لَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ وَلَوْ كُنْتَ جُلْمُودَ بِصْرٍ لَا تَقْبَلُ التأْبيس وَالتَّذْلِيلَ لأَوْقَدْتُ عَلَيْهِ النَّارَ حَتَّى يَنْصَدِعَ وَيَتَفَتَّتَ. والسِلم: المُسالمة وَالصُّلْحُ ضِدُّ الْحَرْبِ وَالْمُحَارَبَةِ. يَقُولُ: إِنَّ السِّلم، وَإِنْ طَالَتْ، لَا تَضُرُّكَ وَلَا يَلْحَقُكَ مِنْهَا أَذًى وَالْحَرْبُ أَقَلُّ شَيْءٍ مِنْهَا يَكْفِيكَ. ورأَيت فِي نُسْخَةٍ مِنْ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّه، قَالَ: أَنشده المُفَجِّع فِي التَّرجُمان: إِن تَكُ جُلْمودَ صَخْدٍ وَقَالَ بَعْدَ إِنشاده: صَخْدٌ وادٍ، ثُمَّ قَالَ: جَعَلَ أُوقِدْ جَوَابَ المجازاة وأَحْمِيه عَطْفًا عَلَيْهِ وَجَعَلَ أُؤَبِّسُه نَعْتًا لِلْجُلْمُودِ وَعَطَفَ عَلَيْهِ فَيَنْصَدِعُ.

والتَّأَبُّس: التَّغَيُّر «5»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ: تَطيفُ بِهِ الأَيام مَا يَتأَبَّسُ والإِبْس والأَبْسُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْخَشِنُ مِثْلَ الشَّأْز. ومُناخ أَبْس: غَيْرُ مُطَمْئِنٍ؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرثَدٍ الأَسَدي يَصِفُ نُوقًا قَدْ أَسقطت أَولادها لِشِدَّةِ السَّيْرِ والإِعياء: يَتْرُكْنَ، فِي كُلِّ مُناخٍ أَبْسِ، ... كلَّ جَنين مُشْعَرٍ فِي الغِرْسِ وَيُرْوَى: مُناخِ إِنسِ، بِالنُّونِ والإِضافة، أَراد مُناخ نَاسٍ أَي الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْزِلُهُ النَّاسُ أَو كُلَّ مَنْزِلٍ يَنْزِلُهُ الإِنس: والجَنِين المُشْعَرُ: الَّذِي قَدْ نَبَتَ عَلَيْهِ الشَّعْرُ. والغِرْسُ: جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُجُ عَلَى رأْس الْمَوْلُودِ، وَالْجَمْعُ أَغراس. وأَبَسَه أَبْساً: قَهَرَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَبَسَه وأَبَّسَه: غَاظَهُ ورَوَّعه. والأَبْسُ: بَكْع الرَّجُلِ بِمَا يسوءُه. يُقَالُ: أَبَسْتُه آبِسُه أَبْساً. وَيُقَالُ: أَبَّسْتُه تأْبيساً إِذا قَابَلْتُهُ بِالْمَكْرُوهِ. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْر بْنِ مُطْعِم: جَاءَ رَجُلٌ إِلى قُرَيْشٍ مِنْ فَتْحِ خَيْبَر فَقَالَ: إِن أَهل خَيْبَرَ أَسَروا رسول اللَّه، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُرِيدُونَ أَن يُرْسِلُوا بِهِ إِلى قَوْمِهِ لِيَقْتُلُوهُ، فَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يؤَبِّسون بِهِ الْعَبَّاسَ أَي يُعَيِّرونه، وَقِيلَ: يخوِّفونه، وَقِيلَ: يُرْغِمونه، وَقِيلَ: يُغضبونه ويحْمِلونه عَلَى إِغلاظ الْقَوْلِ لَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: امرأَة أُباس إِذا كَانَتْ سيِّئة الْخُلُقِ؛ وأَنشد: ليسَتْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَه ابْنُ الأَعرابي: الإِبْسُ الأَصل السُّوء، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَبْس ذَكر السَّلاحف، قَالَ: وَهُوَ الرَّقُّ والغَيْلَمُ. وإِباءٌ أَبْسٌ: مُخْزٍ كاسِرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابيّ. وَحُكِيَ عَنِ المُفَضَّل أَن السُّؤَالَ المُلِحَّ يكْفيكَه الإِباءُ الأَبْسُ، فكأَنَّ هَذَا وَصْف بِالْمَصْدَرِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ الإِباءُ الأَبْأَسُ أَي الأَشدُّ. قَالَ أَعرابي لِرَجُلٍ: إِنك لتَرُدُّ السُّؤال المُلْحِف بالإِباءِ الأَبأَس. أرس: الإِرْس: الأَصل، والأَريس: الأَكَّارُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: بَلَغَهُ أَن صَاحِبَ الرُّومِ يُرِيدُ قَصْدَ بلاد الشام أَيام صِفِّينَ، فَكَتَبَ إِليه: تاللَّه لَئِنْ تممْتَ عَلَى مَا بَلَغَني لأُصالحنَّ صَاحِبِي، ولأَكونن مُقَدَّمَتَهُ إِليك، ولأَجعلن القُسطنطينية الْحَمْرَاءَ حُمَمَةً سَوْدَاءَ، ولأَنْزِعَنَّك مِنَ المُلْكِ نَزْعَ الإِصْطَفْلينة، ولأَرُدَّنَّك إِرِّيساً مِنَ الأَرارِسَةِ تَرْعى الدَّوابِل ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَمَا كُنْتَ تَرْعَى الخَنانيص ؛ والإِرِّيس: الأَمير؛ عَنْ كُرَاعٍ، حَكَاهُ فِي بَابِ فِعِّيل، وعَدَلَه بإِبِّيلٍ، والأَصل عِنْدَهُ فِيهِ رِئّيسٌ، عَلَى فِعِّيل، مِنَ الرِّياسةِ. والمُؤرَّس: المُؤمَّرُ فقُلِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ إِلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ يَدْعُوهُ إِلى الإِسلام وَقَالَ فِي آخِرِهِ: إِن أَبَيْتَ فَعَلَيْكَ إِثم الإِرِّيسين. ابْنُ الأَعرابي: أَرَس يأْرِسُ أَرْساً إِذا صَارَ أَريساً، وأَرَّسَ يُؤَرِّسُ تأْريساً إِذا صَارَ أَكَّاراً، وَجَمْعُ الأَرِيس أَرِيسون، وَجَمْعُ الإِرِّيسِ إِرِّيسُونَ وأَرارِسَة وأَرارِسُ، وأَرارِسةٌ يَنْصَرِفُ، وأَرارِسُ لَا يَنْصَرِفُ، وَقِيلَ: إِنما قَالَ

_ (5). قوله [والتأبس التغير إلخ] تبع فيه الجوهري. وقال في القاموس: وتأبس تغير، هو تصحيف من ابن فارس والجوهري والصواب تأيس، بالمثناة التحتية، أي بمعنى تغير وتبع المجد في هذا الصاغاني حيث قال في مادة أي س والصواب إيرادهما، أعني بيتي المتلمس وابن مرداس، هاهنا لغة واستشهاداً: ملخصاً من شارح القاموس

ذَلِكَ لأَن الأَكَّارينَ كَانُوا عِنْدَهُمْ مِنَ الفُرْسِ، وَهُمْ عَبَدَة النَّارِ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ إِثمهم. قَالَ الأَزهري: أَحسِب الأَريس والإِرِّيس بِمَعْنَى الأَكَّار مِنْ كَلَامِ أَهل الشَّامِ، قَالَ: وَكَانَ أَهل السَّواد وَمَنْ هُوَ عَلَى دِينِ كِسْرى أَهلَ فِلَاحَةٍ وإِثارة للأَرض، وَكَانَ أَهل الرُّومِ أَهلَ أَثاثٍ وَصَنْعَةٍ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَجُوسِيِّ: أَريسيٌّ، نَسَبُوهُمْ إِلى الأَريس وَهُوَ الأَكَّارُ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهِمُ الْفَلَّاحِينَ، فأَعلمهم النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنهم، وإِن كَانُوا أَهل كِتَابٍ، فإِن عَلَيْهِمْ مِنَ الإِثم إِن لَمْ يؤْمنوا بِنُبُوَّتِهِ مِثْلَ إِثم الْمَجُوسِ وفَلَّاحي السَّواد الَّذِينَ لَا كِتَابَ لَهُمْ، قَالَ: وَمِنَ الْمَجُوسِ قَوْمٌ لَا يَعْبُدُونَ النَّارَ وَيَزْعُمُونَ أَنهم عَلَى دِينِ إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وأَنهم يَعْبُدُونَ اللَّه تَعَالَى وَيُحَرِّمُونَ الزِّنَا وَصِنَاعَتُهُمُ الْحِرَاثَةُ ويُخْرِجون العُشر مِمَّا يَزْرَعُونَ غَيْرَ أَنهم يأْكلون المَوْقوذة، قَالَ: وأَحسبهم يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ، وَكَانُوا يُدعَوْن الأَريسين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ أَن الإِرِّيسَ الأَكَّارُ فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنه عَبَّرَ بالأَكَّارين عَنِ الأَتباع، قَالَ: والأَجود عِنْدِي أَن يُقَالَ: إِن الإِرِّيس كَبِيرُهُمُ الَّذِي يُمْتَثَلُ أَمره وَيُطِيعُونَهُ إِذا طَلَبَ مِنْهُمُ الطَّاعَةَ: وَيَدُلُّ عَلَى أَن الإِرِّيس مَا ذَكَرْتُ لَكَ قَوْلُ أَبي حِزام العُكْليّ: لَا تُبِئْني، وأَنتَ لِي، بِكَ، وَغْدٌ، ... لَا تُبِئْ بالمُؤَرَّسِ الإِرِّيسا يُقَالُ: أَبَأْتُه بِهِ أَي سَوَّيته بِهِ، يُرِيدُ: لَا تُسَوِّني بِكَ. والوَغْدُ: الْخَسِيسُ اللَّئِيمُ، وَفَصَلَ بُقُولِهِ: لِي بِكَ، بَيْنَ المبتدإِ وَالْخَبَرِ، وَبِكَ مُتَعَلِّقٌ بِتُبِئْنِي، أَي لَا تُبِئْنِي بِكَ وأَنت لِي وَغْدٌ أَي عَدوٌّ لِأَنَّ اللَّئِيمَ عدوٌّ لِي وَمُخَالِفٌ لِي، وَقَوْلُهُ: لَا تبئْ بالمؤَرَّس الإِرِّيسا أَي لَا تُسَوِّ الإِرِّيسَ، وَهُوَ الأَمير، بالمُؤَرَّس؛ وَهُوَ المأْمور وَتَابِعُهُ، أَي لَا تُسَوِّ الْمَوْلَى بِخَادِمِهِ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى فِي قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لهِرَقل: فَعَلَيْكَ إِثم الإِرِّيسين ، يُرِيدُ الَّذِينَ هُمْ قَادِرُونَ عَلَى هِدَايَةِ قَوْمِهِمْ ثُمَّ لَمْ يَهْدُوهُمْ، وأَنت إِرِّيسُهم الَّذِي يُجِيبُونَ دَعْوَتَكَ وَيَمْتَثِلُونَ أَمرك، وإِذا دَعَوْتُهُمْ إِلى أَمر أَطاعوك، فَلَوْ دَعَوْتَهُمْ إِلى الإِسلام لأَجابوك، فَعَلَيْكَ إِثم الإِرِّيسين الَّذِينَ هُمْ قَادِرُونَ عَلَى هِدَايَةِ قَوْمِهِمْ ثُمَّ لَمْ يَهْدُوهُمْ، وَذَلِكَ يُسْخِط اللَّهَ ويُعظم إِثمهم؛ قَالَ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَن تَجْعَلَ الإِرِّيسين، وَهُمُ الْمَنْسُوبُونَ إِلى الإِرِّيس، مِثْلُ المُهَلَّبين والأَشْعَرين الْمَنْسُوبِينَ إِلى المُهَلَّب وإِلى الأَشْعَر، وَكَانَ الْقِيَاسُ فِيهِ أَن يَكُونَ بياءَي النِّسْبَةِ فَيُقَالُ: الأَشْعَرِيُّون والمُهَلَّبيُّون، وَكَذَلِكَ قِيَاسُ الإِرِّيسين الإِرِّيسيُّون فِي الرَّفْعِ والإِرِّيسيِّين فِي النَّصَبِ وَالْجَرِّ، قَالَ: وَيُقَوِّي هَذَا رِوَايَةُ مَنْ رَوَى الإِرِّيسيِّين، وَهَذَا مَنْسُوبٌ قَوْلًا وَاحِدًا لِوُجُودِ ياءَي النِّسْبَةِ فِيهِ فَيَكُونُ الْمَعْنَى: فَعَلَيْكَ إِثم الإِرِّيسيين الَّذِينَ هُمْ دَاخِلُونَ فِي طَاعَتِكَ وَيُجِيبُونَكَ إِذا دَعَوْتَهُمْ ثُمَّ لَمْ تَدْعُهُم إِلى الإِسلام، وَلَوْ دَعَوْتَهُمْ لأَجابوك، فَعَلَيْكَ إِثمهم لأَنك سَبَبُ مَنْعِهِمُ الإِسلام وَلَوْ أَمرتهم بالإِسلام لأَسلموا؛ وَحُكِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: هُمُ الخَدَمُ والخَوَلُ، يَعْنِي بصَدِّه لَهُمْ عَنِ الدِّينِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا؛ أَي عَلَيْكَ مِثْلُ إِثمهم. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الأَموال: أَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَ الإِريسيين مَجْمُوعَا مَنْسُوبًا وَالصَّحِيحُ بِغَيْرِ نَسَبٍ، قَالَ: وَرَدَّهُ عَلَيْهِ الطَّحَاوِيُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِي رَهط هِرَقل فرقةٌ تَعْرَفُ بالأَروسِيَّة فجاءَ عَلَى النَّسَبِ إِليهم، وَقِيلَ: إِنهم أَتباع عَبْدِ اللَّه بْنِ أَريس، رَجُلٌ كَانَ فِي الزَّمَنِ الأَول، قَتَلُوا نَبِيًّا بَعَثَهُ اللَّه إِليهم، وَقِيلَ: الإِرِّيسون الْمُلُوكُ،

وَاحِدُهُمْ إِرِّيس، وَقِيلَ: هُمُ العَشَّارون. وأَرْأَسَة بْنُ مُرِّ بْنِ أُدّ: مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ خَاتَمِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَسَقَطَ مِنْ يَدِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِي بِئْرِ أَريسَ ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ، هِيَ بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ قَرِيبًا مِنْ مَسْجِدِ قُباء عند المدينة. أسس: الأُسُّ والأَسَس والأَساس: كُلُّ مُبْتَدَإِ شيءٍ. والأُسُّ والأَساس: أَصل الْبِنَاءِ، والأَسَسُ مَقْصُورٌ مِنْهُ، وَجَمْعُ الأُسِّ إِساس مِثْلُ عُسّ وعِساس، وَجَمْعُ الأَساس أُسس مِثْلُ قَذال وقُذُل، وَجَمْعُ الأَسَس آسَاسٌ مِثْلُ سببٍ وأَسباب. والأَسيس: أَصل كُلِّ شَيْءٍ. وأُسّ الإِنسان: قَلْبُهُ لأَنه أَول مُتَكَوّن فِي الرَّحِمِ، وَهُوَ مِنَ الأَسماء الْمُشْتَرَكَةِ. وأُسُّ الْبِنَاءِ: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وأَحْسِبُه لِكَذَّابِ بَنِي الحِرْماز: وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطيدُ، ... نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ وَقَدْ أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً، اللَّيْثُ: أَسَّسْت دَارًا إِذا بَنَيْتَ حُدُودَهَا وَرَفَعْتَ مِنْ قَوَاعِدِهَا، وَهَذَا تأْسيس حَسَنٌ. وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله، وَقِيلَ: هُوَ أَصل كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْمَثَلِ: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الشَّرُّ، والأَسُّ: الأَصل؛ يَقُولُ: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول مَنْ عَادَيْتُمْ أَو عَادَاكُمْ. وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى أُسِّ الدَّهْرِ وأَسِّ الدَّهْرِ وإِسِّ الدَّهْرِ، ثلاث لُغَاتٍ، أَي عَلَى قِدَم الدَّهْرِ وَوَجْهِهِ، وَيُقَالُ: عَلَى اسْتِ الدَّهْرِ. والأَسيسُ: العِوَضُ. التَّهْذِيبُ: والتَّأسيس فِي الشِّعْر أَلِفٌ تَلْزَمُ الْقَافِيَةَ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ حَرْفِ الرَّوِيِّ حَرْفٌ يَجُوزُ كَسْرُهُ وَرَفْعُهُ وَنَصْبُهُ نَحْوُ مَفَاعِلِنْ، وَيَجُوزُ إِبدال هَذَا الْحَرْفِ بِغَيْرِهِ، وأَما مِثْلُ مُحَمَّدٍ لَوْ جَاءَ فِي قَافِيَّةٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ حَرْفُ تأْسيس حَتَّى يَكُونَ نَحْوَ مُجَاهِدٍ فالأَلف تأْسيس، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرَّوِيُّ حَرْفُ الْقَافِيَةِ نَفْسِهَا، وَمِنْهَا التأْسيس؛ وأَنشد: أَلا طَالَ هَذَا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه فَالْقَافِيَّةُ هِيَ الْبَاءُ والأَلف فِيهَا هِيَ التأْسيس وَالْهَاءُ هِيَ الصِّلَةُ، وَيُرْوَى: واخْضَرَّ جَانِبُهُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وإِن جَاءَ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ تأْسيس فَهُوَ المُؤَسَّس، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الشِّعْرِ غَيْرَ أَنه رُبَّمَا اضْطُرَّ بَعْضُهُمْ، قَالَ: وأَحسن مَا يَكُونُ ذَلِكَ إِذا كَانَ الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَهُ مَفْتُوحًا لأَن فَتْحَهُ يَغْلِبُ عَلَى فَتْحَةِ الأَلف كأَنها تُزَالُ مِنَ الوَهم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ، ... مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ وَلَوْ قَالَ خاتِم، بِكَسْرِ التَّاءِ، لَمْ يَحْسُنْ، وَقِيلَ: إِنَّ لُغَةَ الْعَجَّاجِ خأْتم، بِالْهَمْزَةِ، وَلِذَلِكَ أَجازه، وَهُوَ مِثْلُ السَّأْسَم، وَهِيَ شَجَرَةٌ جَاءَ فِي قَصِيدَةِ المِيسَم والسَّأْسَم؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: التأْسيس فِي الْقَافِيَةِ الْحَرْفُ الَّذِي قَبْلَ الدَّخِيلِ، وَهُوَ أَول جُزْءٍ فِي الْقَافِيَةِ كأَلف نَاصِبٍ؛ وَقِيلَ: التأْسيس فِي الْقَافِيَةِ هُوَ الأَلف الَّتِي لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَرْفِ الرَّوِيِّ إِلا حَرْفٌ وَاحِدٌ، كَقَوْلِهِ: كِليني لِهَمٍّ، يَا أُمَيْمَة، ناصِبِ فَلَا بُدَّ مِنْ هَذِهِ الأَلف إِلى آخِرِ الْقَصِيدَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا سماء الْخَلِيلُ تأْسيساً جَعَلَ الْمَصْدَرَ اسْمًا لَهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ أَلف التأْسيس، فإِذا كَانَ ذَلِكَ احْتَمَلَ أَن يُرِيدَ الِاسْمَ وَالْمَصْدَرَ. وَقَالُوا فِي الْجَمْعِ: تأْسيسات فَهَذَا يؤْذن بأَن التأْسيس عِنْدَهُمْ قَدْ أَجروه مُجْرَى الأَسماء، لأَن الْجَمْعَ فِي الْمَصَادِرِ لَيْسَ بِكَثِيرٍ وَلَا أَصل فَيَكُونُ هَذَا مَحْمُولًا عَلَيْهِ. قَالَ: ورأى أَهل الْعَرُوضِ

إِنما تَسَمَّحُوا بِجَمْعِهِ، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هُوَ الْمَصْدَرُ، وَالْمَصْدَرُ قَلَّمَا يُجْمَعُ إِلا مَا قَدْ حَدَّ النَّحْوِيُّونَ مِنَ الْمَحْفُوظِ كالأَمراض والأَشغال وَالْعُقُولِ. وأَسَّسَ بِالْحَرْفِ: جَعْلَهُ تأْسيساً، وإِنما سُمِّيَ تأْسيساً لأَنه اشْتُقَّ مِنْ أُسِّ الشَّيْءِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف الْقَافِيَةِ وأَصلها أُخذ مِنْ أُسِّ الْحَائِطِ وأَساسه، وَذَلِكَ أَن أَلف التأْسيس لِتَقَدُّمِهَا وَالْعِنَايَةِ بِهَا وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا كأَنها أُسُّ الْقَافِيَةِ اشْتُقَّ «1» مِنْ أَلف التأْسيس، فأَما الْفَتْحَةُ قَبْلَهَا فَجُزْءٌ مِنْهَا. والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بَيْنَ النَّاسِ، أَسَّ بَيْنَهُمْ يَؤُس أَسّاً. وَرَجُلٌ أَسَّاسٌ: نَمّام مُفْسِدٌ. الأُمَويُّ: إِذا كَانَتِ الْبَقِيَّةُ مِنْ لَحْمٍ قِيلَ أَسَيْتُ لَهُ مِنَ اللَّحْمِ أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ لَهُ، وَهَذَا فِي اللَّحْمِ خَاصَّةً. والأُسُّ: بَقِيَّةُ الرَّماد بَيْنَ الأَثافيّ. والأُسُّ: المُزَيِّن لِلْكَذِبِ. وإِسْ إِسْ: مِنْ زَجْرِ الشَّاةِ، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَسّاً. وأَسَّ بِهَا: زَجَرَهَا وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زَجْرٌ لِلْغَنَمِ كإِسَّ إِسَّ. وأُسْ أُسْ: مِنْ رُقى الحَيَّاتِ. قَالَ اللَّيْثُ: الرَّاقون إِذا رقَوا الْحَيَّةَ ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم مِنْ رُقْيَتِه قَالَ لَهَا: أُسْ، فإِنها تخضَع لَهُ وتَلين. وَفِي الْحَدِيثِ: كَتَبَ عُمَرُ إِلى أَبي مُوسَى: أَسِّسْ بَيْنَ النَّاسِ فِي وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بَيْنَهُمْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مِنْ سَاسَ الناسَ يَسوسُهم، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَيُرْوَى: آسِ بَيْنَ النَّاسِ مِنَ المُواساة. ألس: الأَلْسُ والمُؤَالَسَة: الخِداع وَالْخِيَانَةُ والغشُّ والسَّرَقُ، وَقَدْ أَلَس يأْلِس، بِالْكَسْرِ، أَلْساً. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ لَا يُدالِسُ وَلَا يُؤَالِسُ، فالمُدالَسَةُ مِنَ الدَّلْس، وَهُوَ الظُّلْمَةُ، يُرَادُ بِهِ لَا يُغَمِّي عَلَيْكَ الشَّيْءَ فيُخْفيه وَيَسْتُرَ مَا فِيهِ مِنْ عَيْبٍ. والمُؤَالَسَةُ: الخِيانة؛ وأَنشد: هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فيهمُ، ... وهمُ يَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن يُقَرَّدا والأَلْسُ: أَصله الوَلْسُ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ. والأَلْسُ: الأَصلُ السُّوء. والأَلْس: الْغَدْرُ. والأَلْسُ: الْكَذِبُ. والأَلْسُ والأُلْسُ: ذَهَابُ الْعَقْلِ وتَذْهيله؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: فقلتُ: إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً وتَجْرِبَةً، ... فَقَدْ تردَّدَ فيكَ الخَبْلُ والأَلْسُ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه دَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الأَلْسِ والكِبْرِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَلْسُ هُوَ اخْتِلَاطُ الْعَقْلِ، وخطَّأَ ابْنُ الأَنباري مَنْ قَالَ هُوَ الْخِيَانَةُ. والمأْلُوس: الضَّعِيفُ الْعَقْلِ. وأُلِسَ الرجلُ أَلْساً، فَهُوَ مأْلوس أَي مَجْنُونٌ ذَهَبَ عَقْلُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجِّ المَنْسوسِ، ... أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلوسِ وقال مُرَّةُ: الأَلْسُ الجُنون. يُقَالُ: إِن بِهِ لأَلْساً أَي جُنوناً؛ وأَنشد: يَا جِرَّتَيْنا بالحَبابِ حَلْسا، ... إِنْ بِنَا أَو بكمُ لأَلْسا وَقِيلَ: الأَلْسُ الرِّيبةُ وتَغَيُّر الخُلُق مِنْ رِيبَةٍ، أَو تَغَيُّرُ الخُلُقِ مِنْ مَرَضٍ. يُقَالُ: مَا أَلَسَكَ. وَرَجُلٌ مَأْلوس: ذَاهِبُ الْعَقْلِ وَالْبَدَنِ. وَمَا ذُقْتُ عِنْدَهُ أَلوساً أَي شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ. وَضَرَبَهُ مِائَةً فَمَا تأَلَّسَ أَي مَا تَوَجَّع، وَقِيلَ: فَمَا تَحَلَّس بِمَعْنَاهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْغَرِيمِ إِنه ليَتَأَلَّس

_ (1). قوله [كَأَنَّهَا أُسُّ الْقَافِيَةِ اشْتُقَّ إلخ] هكذا في الأَصل.

فَمَا يُعْطِي وَمَا يَمْنَعُ. والتَّأَلُّس: أَن يَكُونَ يُرِيدُ أَن يُعطِيَ وَهُوَ يَمْنَعُ. وَيُقَالُ: إِنه لَمَأْلوس الْعَطِيَّةِ، وَقَدْ أُلِسَتْ عَطِيَّتُهُ إِذا مُنِعَتْ مِنْ غَيْرِ إِيَاسٍ مِنْهَا؛ وأَنشد: وصَرَمَت حَبْلَك بالتَّأَلُّس وإِلْياسُ: اسْمٌ أَعجمي، وَقَدْ سَمَّتْ بِهِ الْعَرَبُ، وَهُوَ إلياسُ بنُ مُضَرَ بنِ نِزار بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنان. أَمَسَ: أَمْسِ: مِنْ ظُرُوفِ الزَّمَانِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ إِلا أَن يُنَكَّرَ أَو يعرَّف، وَرُبَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ، وَالنِّسْبَةُ إِليه إِمسيٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: امْتَنَعُوا مِنْ إِظهار الْحَرْفِ الَّذِي يعرَّف بِهِ أَمْسِ حَتَّى اضْطُرُّوا بِذَلِكَ إِلى بِنَائِهِ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَاهُ، وَلَوْ أَظهروا ذَلِكَ الْحَرْفَ فَقَالُوا مَضَى الأَمسُ بِمَا فِيهِ لَمَا كَانَ خُلْفاً وَلَا خَطَأً؛ فأَما قَوْلُ نُصيب: وإِني وَقَفْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ... ببابِكَ، حَتَّى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ فإِن ابْنَ الأَعرابي قَالَ: رُوِيَ الأَمْسِ والأَمْسَ جَرًّا وَنَصْبًا، فَمَنْ جَرَّهُ فَعَلَى الْبَابِ فِيهِ وَجَعَلَ اللَّامَ مَعَ الْجَرِّ زَائِدَةً، وَاللَّامُ المُعَرَّفة لَهُ مُرَادَةٌ فِيهِ وَهُوَ نَائِبٌ عَنْهَا ومُضَمن لَهَا، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ والأَمس هَذِهِ اللَّامُ زَائِدَةٌ فِيهِ، وَالْمُعَرِّفَةُ لَهُ مُرَادَةٌ فِيهِ مَحْذُوفَةٌ مِنْهُ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ بِنَاؤُهُ عَلَى الْكَسْرِ وَهُوَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، كَمَا يَكُونُ مَبْنِيًّا إِذا لَمْ تَظْهَرِ اللَّامُ فِي لَفْظِهِ، وأَما مَنْ قَالَ والأَمْسَ فإِنه لَمْ يُضَمِّنْهُ معنى اللام فيبنيه، لكنه عرَّفه كَمَا عرَّف الْيَوْمَ بِهَا، وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّامُ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ والأَمسَ فَنَصَبَ هِيَ تِلْكَ اللَّامُ الَّتِي فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ والأَمْسِ فَجَرَّ، تِلْكَ لَا تَظْهَرُ أَبداً لأَنها فِي تِلْكَ اللُّغَةِ لَمْ تُسْتَعْمَلْ مُظْهَرَة، أَلا تَرَى أَن مَنْ يَنْصِبُ غَيْرُ مَنْ يَجُرُّ؟ فَكُلٌّ مِنْهُمَا لُغَةٌ وَقِيَاسُهُمَا عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ مِنْهُمَا لَا تُداخِلُ أُخْتَها وَلَا نِسْبَةَ فِي ذَلِكَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا. الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ: كَلَّمتك أَمْسِ وأَعجبني أَمْسِ يَا هَذَا، وَتَقُولُ فِي النَّكِرَةِ: أَعجبني أَمْسِ وأَمْسٌ آخَرُ، فإِذا أَضفته أَو نَكَّرْتَهُ أَو أَدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ لِلتَّعْرِيفِ أَجريته بالإِعراب، تَقُولُ: كَانَ أَمْسُنا طَيِّبًا ورأَيت أَمسَنا الْمُبَارَكَ وَمَرَرْتُ بأَمسِنا الْمُبَارَكِ، وَيُقَالُ: مَضَى الأَمسُ بِمَا فِيهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ الأَمْس وإِن أَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ، كَقَوْلِهِ: وإِني قَعَدْتُ اليومَ والأَمْسِ قبله وقال أَبو سَعِيدٍ: تَقُولُ جاءَني أَمْسِ فإِذا نَسَبْتَ شَيْئًا إِليه كَسَرْتَ الْهَمْزَةَ، قُلْتَ إِمْسِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وجَفَّ عَنْهُ العَرَقُ الإِمْسيُ وقال الْعَجَّاجُ: كأَنَّ إِمْسِيّاً بِهِ مِنْ أَمْسِ، ... يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ الْجَوْهَرِيُّ: أَمْسِ اسْمٌ حُرِّك آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، واختلفت الْعَرَبُ فِيهِ فأَكثرهم يَبْنِيهِ عَلَى الْكَسْرِ مَعْرِفَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْرِبُهُ مَعْرِفَةً، وَكُلُّهُمْ يَعْرِبُهُ إِذا أَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ أَو صَيَّرَهُ نَكِرَةً أَو أَضافه. غَيْرُهُ: ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ مَا رأَيته مُذْ أَمسِ، فإِن لَمْ تَرَهُ يَوْمًا قَبْلَ ذَلِكَ قُلْتَ: مَا رأَيته مُذْ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ، فإِن لَمْ تَرَهُ يَوْمَيْنِ قَبْلَ ذَلِكَ قُلْتَ: مَا رأَيته مُذ أَوَّلَ مِنْ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: أَدخل اللَّامَ والأَلف عَلَى أَمس وَتَرَكَهُ عَلَى كَسْرِهِ لأَن أَصل أَمس عِنْدَنَا مِنَ الإِمساء فَسُمِّيَ الْوَقْتُ بالأَمر وَلَمْ يُغَيِّرْ لَفْظَهُ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

مَا أَنْتَ بالحَكَمِ التُرْضى حُكومَتُهُ، ... وَلَا الأَصيلِ وَلَا ذِي الرأْي والجَدَلِ فأَدخل الأَلف وَاللَّامَ عَلَى تُرْضى، وَهُوَ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ عَلَى جِهَةِ الِاخْتِصَاصِ بِالْحِكَايَةِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَخفن أَطناني إِن شُكِينَ، وإِنني ... لَفِي شُغْلٍ عَنْ دَحْليَ اليَتَتَبَّعُ «1» فأَدخل الأَلف وَاللَّامَ عَلَى يَتَتَبَّعُ، وَهُوَ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ لِمَا وصفنا. وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ فِي أَمْس: يَقُولُونَ إِذا نَكَّرُوهُ كُلُّ يَوْمٍ يُصِيرُ أَمْساً، وَكُلُّ أَمسٍ مَضَى فَلَنْ يَعُودَ، وَمَضَى أَمْسٌ مِنَ الأُموس. وقال الْبَصْرِيُّونَ: إِنما لَمْ يَتَمَكَّنْ أَمْسِ فِي الإِعراب لأَنه ضَارَعَ الْفِعْلَ الْمَاضِيَ وَلَيْسَ بمعرب؛ وقال الْفَرَّاءُ: إِنما كُسِرَتْ لأَن السِّينَ طَبْعُهَا الْكَسْرُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَصلها الْفِعْلُ أُخذ مِنْ قَوْلِكَ أَمْسِ بِخَيْرٍ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السِّينُ لَا يُلْفَظُ بِهَا إِلا مِنْ كَسْرِ الْفَمِ مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ إِلى الضِّرْسِ وَكُسِرَتْ لأَن مَخْرَجَهَا مَكْسُورٌ فِي قَوْلِ الْفَرَّاءِ؛ وأَنشد: وقافيةٍ بَيْنَ الثَّنِيَّة والضِّرْسِ وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: قَالَ عُرامٌ مَا رأَيته مُذ أَمسِ الأَحْدَثِ، وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، وقال بِجادٌ: عَهْدِي بِهِ أَمْسَ الأَحْدَثَ، وأَتاني أَمْسِ الأَحْدَثَ، قَالَ: وَيُقَالُ مَا رأَيته قَبْلَ أَمْسِ بِيَوْمٍ؛ يُرِيدُ مِنْ أَولَ مِنْ أَمْسِ، وَمَا رأَيته قَبْلَ الْبَارِحَةِ بِلَيْلَةٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَدْ جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ مُذْ أَمْسَ بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد: لَقَدْ رأَيتُ عَجَباً، مُذْ أَمْسا، ... عَجائزاً مِثْلَ السَّعالي خَمْسا يأْكُلْنَ مَا فِي رَحْلِهنَّ هَمْسا، ... لَا تَرك اللَّهُ لهنَّ ضِرْسا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اعْلَمْ أَن أَمْسِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ وَبَنُو تَمِيمٍ يُوَافِقُونَهُمْ فِي بِنَائِهَا عَلَى الْكَسْرِ فِي حَالِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ، فإِذا جاءَت أَمس فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ أَعربوها فَقَالُوا: ذهب أَمسُ بما فيه، وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ: ذَهَبَ أَمسِ بِمَا فِيهِ لأَنها مَبْنِيَّةٌ لِتَضَمُّنِهَا لَامَ التَّعْرِيفِ وَالْكَسْرَةُ فِيهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وأَما بَنُو تَمِيمٍ فَيَجْعَلُونَهَا فِي الرَّفْعِ مَعْدُولَةً عَنِ الأَلف وَاللَّامِ فَلَا تُصْرَفُ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعَدْلِ، كَمَا لَا يُصْرَفُ سَحَر إِذا أَردت بِهِ وَقْتًا بِعَيْنِهِ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعَدْلِ؛ وَشَاهِدُ قَوْلِ أَهل الْحِجَازِ فِي بِنَائِهَا عَلَى الْكَسْرِ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ قَوْلُ أُسْقُف نَجْران: مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَّمْسِ، ... وطُلوعُها مِنْ حيثُ لَا تُمْسِي اليَوْمَ أَجْهَلُ مَا يَجيءُ بِهِ، ... ومَضى بِفَصْلِ قَضائه أَمْسِ فَعَلَى هَذَا تَقُولُ: مَا رأَيته مُذْ أَمْسِ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ، جَعَلْتَ مُذِ اسْمًا أَو حَرْفًا، فإِن جَعَلْتَ مُذِ اسْمًا رَفَعْتَ فِي قَوْلِ بَنِي تَمِيمٍ فَقُلْتَ: مَا رأَيته مُذ أَمْسُ، وإِن جَعَلْتَ مُذْ حَرْفًا وَافَقَ بَنُو تَمِيمٍ أَهل الْحِجَازِ فِي بِنَائِهَا عَلَى الْكَسْرِ فَقَالُوا: مَا رأَيته مُذ أَمسِ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ إِبلًا: مَا زالَ ذَا هزيزَها مُذْ أَمْسِ، ... صافِحةً خُدُودَها للشَّمْسِ فَمُذْ هَاهُنَا حَرْفُ خَفْضٍ عَلَى مَذْهَبِ بَنِي تَمِيمٍ، وأَما عَلَى مَذْهَبِ أَهل الْحِجَازِ فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مُذْ اسْمًا وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ حَرْفًا. وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ أَمس مَعْدُولَةً فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ بَعْدَ مُذْ خاصة،

_ (1). قوله [أخفن أطناني إلخ] كذا بالأَصل هنا وفي مادة تبع.

يُشَبِّهُونَهَا بِمُذْ إِذا رَفَعْتَ فِي قَوْلِكَ مَا رأَيته مُذْ أَمْسُ، وَلَمَّا كَانَتْ أَمس مُعْرَبَةً بَعْدَ مُذْ الَّتِي هِيَ اسْمٌ، كَانَتْ أَيضاً مُعْرَبَةً مَعَ مُذْ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ لأَنها بِمَعْنَاهَا، قَالَ: فَبَانَ لَكَ بِهَذَا غَلَطُ مَنْ يَقُولُ إِنَّ أَمس فِي قَوْلِهِ: لَقَدْ رأَيت عَجَبًا مُذْ أَمسا مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ بَلْ هِيَ مُعْرَبَةٌ، وَالْفَتْحَةُ فِيهَا كَالْفَتْحَةِ فِي قَوْلِكَ مَرَرْتُ بأَحمد؛ وَشَاهِدُ بِنَاءِ أَمس إِذا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ قَوْلُ زِيَادٍ الأَعجم: رأَيتُكَ أَمْسَ خَيْرَ بَنِي مَعَدٍّ، ... وأَنت اليومَ خَيْرٌ مِنْكَ أَمْسِ وَشَاهِدُ بِنَائِهَا وَهِيَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ الشَّريد: ولقدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً، ... وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ المُدْبِرِ وَكَذَا قَوْلُ الْآخَرِ: وأَبي الَّذِي تَرَكَ المُلوك وجَمْعَهُمْ، ... بِصُهابَ، هامِدَةً كأَمْسِ الدَّابِرِ قَالَ: وَاعْلَمْ أَنك إِذا نَكَّرْتَ أَمس أَو عرَّفتها بالأَلف وَاللَّامِ أَو أَضفتها أَعربتها فَتَقُولُ فِي التَّنْكِيرِ: كلُّ غَدٍ صائرٌ أَمْساً، وَتَقُولُ فِي الإِضافة وَمَعَ لَامِ التَّعْرِيفِ: كَانَ أَمْسُنا طَيِّباً وَكَانَ الأَمْسُ طَيِّبًا؛ وَشَاهِدُهُ قَوْلُ نُصَيْب: وإِني حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ... ببابِك، حَتَّى كادَتِ الشمسُ تَغْرُب «1» قَالَ: وَكَذَلِكَ لَوْ جَمَعْتَهُ لأَعربته كَقَوْلِ الْآخَرِ: مَرَّتْ بِنَا أَوَّلَ مَنْ أُمُوسِ، ... تَمِيسُ فِينَا مِشْيَةَ العَرُوسِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُصَغَّرُ أَمس كَمَا لَا يُصَغَّرُ غَدٌ وَالْبَارِحَةَ وَكَيْفَ وأَين وَمَتَى وأَيّ وَمَا وَعِنْدَ وأَسماء الشُّهُورِ والأُسبوع غَيْرَ الْجُمُعَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا صَحِيحٌ إِلا قَوْلَهُ غَيْرَ الْجُمُعَةِ لأَن الْجُمُعَةَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِثْلُ سَائِرِ أَيام الأُسبوع لَا يَجُوزُ أَن يُصَغَّرَ، وإِنما امْتَنَعَ تَصْغِيرُ أَيام الأُسبوع عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ لأَن الْمُصَغَّرَ إِنَّمَا يَكُونُ صَغِيرًا بالإِضافة إِلى مَا لَهُ مِثْلُ اسْمِهِ كَبِيرًا، وَأَيَّامُ الأُسبوع مُتَسَاوِيَةٌ لَا مَعْنَى فِيهَا لِلتَّصْغِيرِ، وَكَذَلِكَ غَدٌ وَالْبَارِحَةَ وأَسماء الشُّهُورِ مثل المحرّم وصفر. أنس: الإِنسان: مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُهُ: أَقَلَّ بَنو الإِنسانِ، حِينَ عَمَدْتُمُ ... إِلى مَنْ يُثير الجنَّ، وَهْيَ هُجُودُ يَعْنِي بالإِنسان آدَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ؛ عَنَى بالإِنسان هُنَا الْكَافِرَ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، فإِن قِيلَ: وَهَلْ يُجادل غَيْرُ الإِنسان؟ قِيلَ: قَدْ جَادَلَ إِبليس وَكُلُّ مَنْ يَعْقِلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، والجنُّ تُجادل، لَكِنَّ الإِنسان أَكثر جَدَلًا، وَالْجَمْعُ النَّاسُ، مُذَكَّرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ* ؛ وَقَدْ يُؤَنَّثُ عَلَى مَعْنَى الْقَبِيلَةِ أَو الطَّائِفَةِ، حَكَى ثَعْلَبٌ: جاءَتك الناسُ، مَعْنَاهُ: جاءَتك الْقَبِيلَةُ أَو الْقِطْعَةُ؛ كَمَا جَعَلَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ آدَمَ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ وأَنث فَقَالَ أَنشده سِيبَوَيْهِ: شَادُوا البلادَ وأَصْبَحوا فِي آدمٍ، ... بَلَغوا بِهَا بِيضَ الوُجوه فُحُولا والإِنسانُ أَصله إِنْسِيانٌ لأَن الْعَرَبَ قَاطِبَةً قَالُوا فِي تَصْغِيرِهِ: أُنَيْسِيانٌ، فَدَلَّتِ الْيَاءُ الأَخيرة عَلَى الْيَاءِ فِي تَكْبِيرِهِ، إِلا أَنهم حَذَفُوهَا لَمَّا كَثُرَ الناسُ في كلامهم.

_ (1). ذكر هذا البيت في صفحة 8 وفيه: وإِني وقفت بدلًا من: وإني حبست. وهو في الأَغاني: وإني نَوَيْتُ.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّاد: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذاتَ يَوْمٍ: انْطَلِقوا بِنَا إِلى أُنَيسيانٍ قَدْ رأَينا شأْنه ؛ وَهُوَ تَصْغِيرُ إِنسان، جَاءَ شَاذًّا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقِيَاسُهُ أُنَيْسانٌ، قَالَ: وإِذا قَالُوا أَناسينُ فَهُوَ جَمْعٌ بَيِّنٌ مِثْلَ بُسْتانٍ وبَساتينَ، وإِذا قَالُوا أَناسي كَثِيرًا فَخَفَّفُوا الْيَاءَ أَسقطوا الْيَاءَ الَّتِي تَكُونُ فِيمَا بَيْنَ عَيْنِ الْفِعْلِ وَلَامِهِ مِثْلَ قَراقيرَ وقراقِرَ، ويُبَيِّنُ جَوَازَ أَناسي، بِالتَّخْفِيفِ، قَوْلُ الْعَرَبِ أَناسيَة كَثِيرَةٌ، والواحدُ إِنْسِيٌّ وأُناسٌ إِن شِئْتَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: إِنما سُمِّيَ الإِنسان إِنساناً لأَنه عُهِدَ إِليه فَنَسيَ ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذا كَانَ الإِنسان فِي الأَصل إِنسيانٌ، فَهُوَ إِفْعِلانٌ مِنَ النِّسْيان، وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ حُجَّةٌ قَوِيَّةٌ لَهُ، وَهُوَ مِثْلُ لَيْل إِضْحِيان مِنْ ضَحِيَ يَضْحَى، وَقَدْ حُذِفَتِ الْيَاءُ فَقِيلَ إِنْسانٌ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه سأَله عَنِ النَّاسِ مَا أَصله؟ فَقَالَ: الأُناس لأَن أَصله أُناسٌ فالأَلف فِيهِ أَصلية ثُمَّ زِيدَتْ عَلَيْهِ اللَّامُ الَّتِي تُزَادُ مَعَ الأَلف لِلتَّعْرِيفِ، وأَصل تِلْكَ اللام» إِبدالًا مِنْ أَحرف قَلِيلَةٍ مِثْلُ الِاسْمِ وَالِابْنِ وَمَا أَشْبهها مِنَ الأَلفات الْوَصْلِيَّةِ فَلَمَّا زَادُوهُمَا عَلَى أُناس صَارَ الِاسْمُ الأُناس، ثُمَّ كَثُرَتْ فِي الْكَلَامِ فَكَانَتِ الْهَمْزَةُ وَاسِطَةً فَاسْتَثْقَلُوهَا فَتَرَكُوهَا وَصَارَ الْبَاقِي: أَلُناسُ، بِتَحْرِيكِ اللَّامِ بِالضَّمَّةِ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتِ اللَّامُ وَالنُّونُ أَدغَموا اللَّامَ فِي النُّونِ فَقَالُوا: النَّاسُ، فَلَمَّا طَرَحُوا الأَلف وَاللَّامَ ابتَدأُوا الِاسْمَ فَقَالُوا: قَالَ ناسٌ مِنَ النَّاسِ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ تَعْلِيلُ النَّحْوِيِّينَ، وإِنْسانٌ فِي الأَصل إِنْسِيانٌ، وَهُوَ فِعْليانٌ مِنَ الإِنس والأَلف فِيهِ فَاءُ الْفِعْلِ، وَعَلَى مِثَالِهِ حِرْصِيانٌ، وَهُوَ الجِلْدُ الَّذِي يَلِي الْجِلْدَ الأَعلى مِنَ الْحَيَوَانِ، سُمِّيَ حِرْصِياناً لأَنه يُحْرَصُ أَي يُقْشَرُ؛ وَمِنْهُ أُخذت الحارِصَة مِنَ الشِّجاج، يُقَالُ رَجُلٌ حِذْريانٌ إِذا كَانَ حَذِراً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقْدِيرُ إِنْسانٍ فِعْلانٌ وإِنما زِيدَ فِي تَصْغِيرِهِ يَاءٌ كَمَا زِيدَ فِي تَصْغِيرِ رَجُلٍ فَقِيلَ رُوَيْجِل، وَقَالَ قَوْمٌ: أَصله إِنْسِيان عَلَى إِفْعِلان، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ اسْتِخْفَافًا لِكَثْرَةِ مَا يَجْرِي عَلَى أَلسنتهم، فإِذا صَغَّرُوهُ ردوهما لأَن التَّصْغِيرَ لَا يَكْثُرُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ ؛ النَّاسُ هَاهُنَا أَهل مَكَّةَ والأُناسُ لغة في الناس، قال سِيبَوَيْهِ: والأَصل فِي النَّاسِ الأُناسُ مُخَفَّفًا فَجَعَلُوا الأَلف وَاللَّامَ عِوَضًا مِنَ الْهَمْزَةِ وَقَدْ قَالُوا الأُناس؛ قَالَ الشاعر: إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْنَ ... عَلَى الأُناس الآمِنينا وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: الناسُ الناسُ أَي الناسُ بِكُلِّ مَكَانٍ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ كَمَا تَعْرِفُ؛ وَقَوْلُهُ: بلادٌ بِهَا كُنَّا، وكُنَّا نُحِبُّها، ... إِذ الناسُ ناسٌ، والبلادُ بلادُ فَهَذَا عَلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ أَي إِذ النَّاسُ أَحرار وَالْبِلَادُ مُخْصِبَة، وَلَوْلَا هَذَا الغَرَض وأَنه مُرَادٌ مُعْتَزَم لَمْ يَجُزْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لِتَعَرِّي الْجُزْءِ الأَخير مِنْ زِيَادَةِ الْفَائِدَةِ عَنِ الجزءِ الأَول، وكأَنه أُعيد لَفْظُ الأَول لِضَرْبٍ مِنَ الإِدْلالِ وَالثِّقَةِ بِمَحْصُولِ الْحَالِ، وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا كَانَ مِثْلَ هَذَا. والنَّاتُ: لُغَةٌ فِي النَّاسِ عَلَى الْبَدَلِ الشَّاذِّ؛ وأَنشد: يَا قَبَّحَ اللَّهُ بَنِي السِّعْلاةِ ... عَمرو بنَ يَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ، غيرَ أَعِفَّاءٍ وَلَا أَكْياتِ أَراد وَلَا أَكياس فأَبدل التَّاءَ مِنْ سِينِ النَّاسِ والأَكياس

_ (2). قوله [وأصل تلك اللام إلى قوله فلما زادوهما] كذا بالأَصل.

لِمُوَافَقَتِهَا إِياها فِي الْهَمْسِ وَالزِّيَادَةِ وَتَجَاوُرِ الْمَخَارِجِ. والإِنْسُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ أُناسٌ، وَهُمُ الأَنَسُ. تَقُولُ: رأَيت بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَنَساً كَثِيرًا أَي نَاسًا كَثِيرًا؛ وأَنشد: وَقَدْ تَرى بِالدَّارِ يَوْمًا أَنَسا والأَنَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحيُّ الْمُقِيمُونَ، والأَنَسُ أَيضاً: لُغَةٌ فِي الإِنْس؛ وأَنشد الأَخفش عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ: أَتَوْا نَارِي فقلتُ: مَنُونَ أَنتم؟ ... فَقَالُوا: الجِنُّ قلتُ: عِمُوا ظَلاما فقلتُ: إِلى الطَّعامِ، فَقَالَ منهمْ ... زَعِيمٌ: نَحْسُد الأَنَسَ الطَّعاما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لَشَمِرِ بْنِ الْحَرِثِ الضَّبِّي، وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ الْبَيْتَ الأَول جَاءَ فِيهِ مَنُونَ مَجْمُوعًا لِلضَّرُورَةِ وَقِيَاسُهُ: مَنْ أَنتم؟ لأَن مَنْ إِنما تَلْحَقُهُ الزَّوَائِدُ فِي الْوَقْفِ، يَقُولُ الْقَائِلُ: جاءَني رَجُلٌ، فَتَقُولُ: مَنُو؟ ورأَيت رَجُلًا فَيُقَالُ: مَنا؟ وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ فَيُقَالُ: مَني؟ وَجَاءَنِي رَجُلَانِ فَتَقُولُ: مَنانْ؟ وجاءَني رِجَالٌ فَتَقُولُ: مَنُونْ؟ فإِن وَصَلْتَ قُلْتَ: مَنْ يَا هَذَا؟ أَسقطت الزَّوَائِدَ كُلَّهَا، وَمَنْ رَوَى عِمُوا صَبَاحًا فَالْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ لجِذْع بْنِ سِنَانٍ الْغَسَّانِيِّ فِي جُمْلَةِ أَبيات حَائِيَّةٍ؛ وَمِنْهَا: أَتاني قاشِرٌ وبَنُو أَبيه، ... وَقَدْ جَنَّ الدُّجى والنجمُ لَاحَا فنازَعني الزُّجاجَةَ بَعدَ وَهْنٍ، ... مَزَجْتُ لَهُمْ بِهَا عَسلًا وَرَاحَا وحَذَّرَني أُمُوراً سَوْف تأْتي، ... أَهُزُّ لَهَا الصَّوارِمَ والرِّماحا والأَنَسُ: خِلَافُ الوَحْشَةِ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَنِسْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ، أَنَساً وأَنَسَةً؛ قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: أَنَسْتُ بِهِ أُنْساً مِثْلَ كَفَرْتُ بِهِ كُفْراً. قَالَ: والأُنْسُ وَالِاسْتِئْنَاسُ هُوَ التَّأَنُّسُ، وَقَدْ أَنِسْتُ بِفُلَانٍ. والإِنْسِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلى الإِنْس، كَقَوْلِكَ جِنِّيٌّ وجِنٌّ وسِنْدِيٌّ وسِنْدٌ، وَالْجَمْعُ أَناسِيُّ كَكُرْسِيّ وكَراسِيّ، وَقِيلَ: أَناسِيُّ جَمْعُ إِنسان كسِرْحانٍ وسَراحينَ، لَكِنَّهُمْ أَبدلوا الْيَاءَ مِنَ النُّونِ؛ فأَما قَوْلُهُمْ: أَناسِيَةٌ جَعَلُوا الْهَاءَ عِوَضًا مِنْ إِحدى ياءَي أَناسِيّ جَمْعِ إِنسان، كَمَا قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: وَأَناسِيَّ كَثِيراً . وَتَكُونُ الياءُ الأُولى مِنَ الياءَين عِوَضًا مُنْقَلِبَةً مِنَ النُّونِ كَمَا تَنْقَلِبُ النُّونُ مِنَ الْوَاوِ إِذا نَسَبْتَ إِلى صَنْعاءَ وبَهْراءَ فَقُلْتَ: صَنْعانيٌّ وبَهْرانيٌّ، وَيَجُوزُ أَن تحذف الأَلف وَالنُّونَ فِي إِنسان تَقْدِيرًا وتأْتي بالياءِ الَّتِي تَكُونُ فِي تَصْغِيرِهِ إِذا قَالُوا أُنَيْسِيان، فكأَنهم زَادُوا فِي الْجَمْعِ الْيَاءَ الَّتِي يَرُدُّونَهَا فِي التَّصْغِيرِ فَيَصِيرُ أَناسِيَ، فَيُدْخِلُونَ الْهَاءَ لِتَحْقِيقِ التأْنيث؛ وقال الْمُبَرِّدُ: أَناسِيَةٌ جَمْعُ إِنْسِيَّةٍ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ، لأَنه كَانَ يَجِبُ أَناسِيّ بِوَزْنِ زَناديقَ وفَرازِينَ، وأَن الْهَاءَ فِي زَنادِقَة وفَرازِنَة إِنما هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، وأَنها لَمَّا حُذِفَتْ لِلتَّخْفِيفِ عُوِّضَتْ مِنْهَا الهاءُ، فالياءُ الأُولى مِنْ أَناسِيّ بِمَنْزِلَةِ الياءِ مِنْ فَرَازِينَ وَزَنَادِيقَ، وَالْيَاءُ الأَخيرة مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ الْقَافِ وَالنُّونِ مِنْهُمَا، وَمِثْلُ ذَلِكَ جَحْجاحٌ وجَحاجِحَةٌ إِنما أَصله جَحاجيحُ. وقال اللِّحْيَانِيُّ: يُجْمَع إِنسانٌ أَناسِيَّ وَآنَاسًا عَلَى مِثَالِ آباضٍ، وأَناسِيَةً بِالتَّخْفِيفِ والتأْنيث. والإِنْسُ: الْبَشَرُ، الْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ وأَنَسيٌّ أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ. وَيُقَالُ: أَنَسٌ وآناسٌ كثير. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَناسِيَّ كَثِيراً؛ الأَناسِيُّ جِماعٌ، الْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ إِنساناً ثُمَّ جَمَعْتَهُ

أَناسِيّ فَتَكُونُ الياءُ عِوَضًا مِنَ النُّونِ، كَمَا قَالُوا للأَرانب أَراني، وللسَّراحين سَراحِيّ. وَيُقَالُ للمرأَة أَيضاً إِنسانٌ وَلَا يُقَالُ إِنسانة، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الحُمُر الإِنسيَّة يَوْمَ خَيْبَر ؛ يَعْنِي الَّتِي تأْلف الْبُيُوتَ، وَالْمَشْهُورُ فِيهَا كَسْرُ الْهَمْزَةِ، مَنْسُوبَةٌ إِلى الإِنس، وَهُمْ بَنُو آدَمَ، الْوَاحِدُ إِنْسِيٌّ؛ قَالَ: وَفِي كِتَابِ أَبي مُوسَى مَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْهَمْزَةَ مَضْمُومَةٌ فإِنه قَالَ هِيَ الَّتِي تأْلف الْبُيُوتَ. والأُنْسُ، وَهُوَ ضِدُّ الْوَحْشَةِ، الأُنْسُ، بِالضَّمِّ، وَقَدْ جاءَ فِيهِ الْكَسْرُ قَلِيلًا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ، قَالَ: وَلَيْسَ بشيءٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِن أَراد أَن الْفَتْحَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الرِّوَايَةِ فَيَجُوزُ، وإِن أَراد أَنه لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ فَلَا، فإِنه مَصْدَرُ أَنِسْت بِهِ آنَس أَنَساً وأَنَسَةً، وَقَدْ حُكِيَ أَن الإِيْسان لُغَةٌ فِي الإِنسان، طَائِيَّةٌ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّائِيُّ: فَيَا لَيْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا طافَ أَهلُها ... هَلَكْتُ، وَلَمْ أَسْمَعْ بِهَا صَوْتَ إِيسانِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده ابن جني، وقال: إِلا أَنهم قَدْ قَالُوا فِي جَمْعِهِ أَياسِيَّ، بِيَاءٍ قَبْلَ الأَلف، فَعَلَى هَذَا لَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْيَاءُ غَيْرَ مُبْدَلَةٍ، وَجَائِزٌ أَيضاً أَن يَكُونَ مِنَ الْبَدَلِ اللَّازِمِ نَحْوَ عيدٍ وأَعْياد وعُيَيْدٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: في لغة طيء مَا رأَيتُ ثَمَّ إِيساناً أَي إِنساناً؛ وقال اللِّحْيَانِيُّ: يَجْمَعُونَهُ أَياسين، قَالَ فِي كِتَابِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: يَاسِينَ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ؛ بلغة طيء، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ مِنَ الْحُرُوفِ المقطعة. وقال الفراءُ: الْعَرَبُ جَمِيعًا يَقُولُونَ الإِنسان إِلا طَيِّئًا فإِنهم يَجْعَلُونَ مَكَانَ النُّونِ يَاءً. وَرَوَى قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، قرأَ: يَاسِينَ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، يُرِيدُ يَا إِنسان. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَيُحْكَى أَن طَائِفَةً مِنَ الْجِنِّ وافَوْا قَوْمًا فاستأْذنوا عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُمُ النَّاسُ: مَنْ أَنتم؟ فَقَالُوا: ناسٌ مِنَ الجنِّ، وَذَلِكَ أَن الْمَعْهُودَ فِي الْكَلَامِ إِذا قِيلَ لِلنَّاسِ مَنْ أَنتم قَالُوا: نَاسٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ اسْتَعْمَلُوهُ فِي الْجِنِّ عَلَى الْمَعْهُودِ مِنْ كَلَامِهِمْ مَعَ الإِنس، وَالشَّيْءُ يُحْمَلُ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ وَجْهٍ يَجْتَمِعَانِ فِيهِ وإِن تَبَايَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. والإِنسانُ أَيضاً: إِنسان الْعَيْنِ، وَجَمْعُهُ أَناسِيُّ. وإِنسانُ الْعَيْنِ: المِثال الَّذِي يُرَى فِي السَّواد؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبلًا غَارَتْ عُيُونُهَا مِنَ التَّعَبِ وَالسَّيْرِ: إِذا اسْتَحْرَسَتْ آذانُها، اسْتَأْنَسَتْ لَهَا ... أَناسِيُّ مَلْحودٌ لَهَا فِي الحَواجِبِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابنُ بَرِّيٍّ: إِذا اسْتَوْجَسَتْ، قَالَ: وَاسْتَوْجَسَتْ بِمَعْنَى تَسَمَّعَتْ، واسْتَأْنَسَتْ وآنَسَتْ بِمَعْنَى أَبصرت، وَقَوْلُهُ: مَلْحُودٌ لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ، يَقُولُ: كأَن مَحارَ أَعيُنها جُعِلْنَ لها لُحوداً وصَفَها بالغُؤُور؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا يُجْمَعُ عَلَى أُناسٍ. وإِنسان الْعَيْنِ: نَاظِرُهَا. والإِنسانُ: الأُنْمُلَة؛ وَقَوْلُهُ: تَمْري بإِنْسانِها إِنْسانَ مُقْلَتها، ... إِنْسانةٌ، فِي سَوادِ الليلِ، عُطبُولُ فَسَّرَهُ أَبو العَمَيْثَلِ الأَعرابيُّ فَقَالَ: إِنسانها أُنملتها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَره لغيره؛ وقال: أَشارَتْ لإِنسان بإِنسان كَفِّها، ... لتَقْتُلَ إِنْساناً بإِنْسانِ عَيْنِها وإِنْسانُ السَّيْفِ وَالسَّهْمِ: حَدُّهما. وإِنْسِيُّ القَدَم: مَا أَقبل عَلَيْهَا ووَحْشِيُّها مَا أَدبر مِنْهَا. وإِنْسِيُّ الإِنسان وَالدَّابَّةِ: جَانِبُهُمَا الأَيسر، وَقِيلَ الأَيمن.

وإِنْسِيُّ القَوس: مَا أَقبل عَلَيْكَ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِنْسِيُّ الْقَوْسِ مَا وَليَ الرامِيَ، ووَحْشِيُّها مَا وَلِيَ الصَّيْدَ، وَسَنَذْكُرُ اخْتِلَافَ ذَلِكَ فِي حَرْفِ الشِّينِ. التَّهْذِيبُ: الإِنْسِيُّ مِنَ الدَّوَابِّ هُوَ الْجَانِبُ الأَيسر الَّذِي مِنْهُ يُرْكَبُ ويُحْتَلَبُ، وَهُوَ مِنَ الْآدَمِيِّ الجانبُ الَّذِي يَلِي الرجْلَ الأُخرى، والوَحْشِيُّ مِنَ الإِنسانِ الْجَانِبُ الَّذِي يَلِي الأَرض. أَبو زَيْدٍ: الإِنْسِيُّ الأَيْسَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ الأَيْمَنُ، وَقَالَ: كلُّ اثْنَيْنِ مِنَ الإِنسان مِثْلُ الساعِدَيْن والزَّنْدَيْن والقَدَمين فَمَا أَقبل مِنْهُمَا عَلَى الإِنسان فَهُوَ إِنْسِيٌّ، وَمَا أَدبر عَنْهُ فَهُوَ وَحْشِيٌّ. والأَنَسُ: أَهل المَحَلِّ، وَالْجَمْعُ آناسٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها ... جَهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ وَقَالَ عَمْرٌو ذُو الكَلْب: بفِتْيانٍ عَمارِطَ مِنْ هُذَيْلٍ، ... هُمُ يَنْفُونَ آناسَ الحِلالِ وَقَالُوا: كَيْفَ ابنُ إِنْسِك وإِنْسُك أَي كَيْفَ نَفْسُك. أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ كَيْفَ تَرَى ابْنَ إِنْسِك إِذا خَاطَبْتَ الرَّجُلَ عَنْ نفْسك. الأَحمر: فُلَانُ ابْنُ إِنْسِ فُلَانٍ أَي صَفِيُّه وأَنيسُه وَخَاصَّتُهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: قُلْتُ للدُّبَيْريّ إِيش، كَيْفَ تَرَى ابنُ إِنْسِك، بِكَسْرِ الأَلف؟ فَقَالَ: عَزَاهُ إِلى الإِنْسِ، فأَما الأُنْس عِنْدَهُمْ فَهُوَ الغَزَلُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ كَيْفَ ابنُ إِنْسِك وإِنْسُك يَعْنِي نَفْسَهُ، أَي كَيْفَ تَرَانِي فِي مُصَاحَبَتِي إِياك؟ وَيُقَالُ: هَذَا حِدْثي وإِنسي وخِلْصي وجِلْسِي، كُلُّهُ بِالْكَسْرِ. أَبو حَاتِمٍ: أَنِسْت بِهِ إِنساً، بِكَسْرِ الأَلف، وَلَا يُقَالُ أُنْساً إِنما الأُنْسُ حديثُ النِّسَاءِ ومُؤَانستهن. رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَنِسْتُ بِهِ آنَسُ وأَنُسْتُ آنُسُ أَيضاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والإِيناسُ: خِلَافُ الإِيحاش، وَكَذَلِكَ التَّأْنيس. والأَنَسُ والأُنْسُ والإِنْسُ الطمأْنينة، وَقَدْ أَنِسَ بِهِ وأَنَسَ يأْنَسُ ويأْنِسُ وأَنُسَ أُنْساً وأَنَسَةً وتَأَنَّسَ واسْتَأْنَسَ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَلا اسْلَمي اليومَ ذاتَ الطَّوْقِ والعاجِ. ... والدَّلِّ والنَّظَرِ المُسْتَأْنِسِ السَّاجِي وَالْعَرَبُ تَقُولُ: آنَسُ مِنْ حُمَّى؛ يُرِيدُونَ أَنها لَا تَكَادُ تُفَارِقُ الْعَلِيلَ فكأَنها آنِسَةٌ بِهِ، وَقَدْ آنَسَني وأَنَّسَني. وَفِي بَعْضِ الْكَلَامِ: إِذا جاءَ اللَّيْلُ استأْنَس كلُّ وَحْشِيٍّ وَاسْتَوْحَشَ كلُّ إِنْسِيٍّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا طُوريُّ، ... وَلَا خَلا الجِنَّ بِهَا إِنْسِيُ تَلْقى، وَبِئْسَ الأَنَسُ الجِنِّيُّ ... دَوِّيَّة لهَولِها دَويُ للرِّيح فِي أَقْرابها هُوِيُ هُويُّ: صَوْتٌ. أَبو عَمْرٍو: الأَنَسُ سُكان الدَّارِ. واستأْنس الوَحْشِيُّ إِذا أَحَسَّ إِنْسِيّاً. واستأْنستُ بِفُلَانٍ وتأَنَّسْتُ بِهِ بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَكِنَّنِي أَجمع المُؤْنِساتِ، ... إِذا مَا اسْتَخَفَّ الرجالُ الحَديدا يَعْنِي أَنه يُقَاتِلُ بِجَمِيعِ السِّلَاحِ، وإِنما سَمَّاهَا بالمؤْنسات لأَنهن يُؤْنِسْنَه فَيُؤَمِّنَّه أَو يُحَسِّنَّ ظَنَّهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلسِّلَاحِ كُلِّهِ مِنَ الرُّمح والمِغْفَر والتِّجْفاف والتَّسْبِغَةِ والتُّرْسِ وَغَيْرِهِ: المُؤْنِساتُ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ القدماءُ تُسَمِّي يَوْمَ الْخَمِيسِ مُؤْنِساً

لأَنَّهم كَانُوا يَمِيلُونَ فِيهِ إِلَى الملاذِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُؤَمِّلُ أَن أَعيشَ، وأَنَّ يَوْمِي ... بأَوَّل أَو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ أَو التَّالي دُبارِ، فإِن يَفُتْني، ... فَمُؤْنِس أَو عَروبَةَ أَو شِيارِ وقال مُطَرِّز: أَخبرني الْكَرِيمِيُّ إِمْلاءً عَنْ رِجَالِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِن اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ الفِرْدَوْسَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَسَمَّاهَا مُؤْنِسَ. وَكَلْبٌ أَنُوس: وَهُوَ ضِدُّ العَقُور، وَالْجَمْعُ أُنُسٌ. وَمَكَانٌ مَأْنُوس إِنما هُوَ عَلَى النَّسَبِ لأَنهم لَمْ يَقُولُوا آنَسْتُ الْمَكَانَ وَلَا أَنِسْتُه، فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ فِعْلًا وَكَانَ النسبُ يَسوغُ فِي هَذَا حَمَلْنَاهُ عَلَيْهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: حَيِّ الهِدَمْلَةَ مِنْ ذاتِ المَواعِيسِ، ... فالحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْراً غيرَ مَأْنُوسِ وَجَارِيَةٌ آنِسَةٌ: طَيِّبَةُ الْحَدِيثِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدي: بآنِسةٍ غَيْرِ أُنْسِ القِرافِ، ... تُخَلِّطُ باللِّينِ مِنْهَا شِماسا وَكَذَلِكَ أَنُوسٌ، وَالْجَمْعُ أُنُسٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ بَيْضَ نَعَامٍ: أُنُسٌ إِذا مَا جِئْتَها بِبُيُوتِها، ... شُمُسٌ إِذا دَاعِي السِّبابِ دَعاها جُعلَتْ لَهُنَّ مَلاحِفُ قَصَبيَّةٌ، ... يُعْجِلْنَها بالعَطِّ قَبْلَ بِلاها والمَلاحِف الْقَصَبِيَّةُ يَعْنِي بِهَا مَا عَلَى الأَفْرُخِ من غِرْقيءِ الْبَيْضِ. اللَّيْثُ: جَارِيَةٌ آنِسَةٌ إِذا كَانَتْ طَيِّبَةَ النَّفْسِ تُحِبُّ قُرْبَكَ وَحَدِيثَكَ، وَجَمْعُهَا آنِسات وأَوانِسُ. وَمَا بِهَا أَنِيسٌ أَي أَحد، والأُنُسُ الْجَمْعُ. وآنَسَ الشيءَ: أَحَسَّه. وآنَسَ الشَّخْصَ واسْتَأْنَسَه: رَآهُ وأَبصره وَنَظَرَ إِليه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بعَيْنَيَّ لَمْ تَسْتَأْنِسا يومَ غُبْرَةٍ، ... وَلَمْ تَرِدا جَوَّ العِراقِ فَثَرْدَما ابْنُ الأَعرابي: أَنِسْتُ بِفُلَانٍ أَي فَرِحْتُ بِهِ، وآنَسْتُ فَزَعاً وأَنَّسْتُهُ إِذا أَحْسَسْتَه ووجدتَهُ فِي نَفْسِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ نَارًا؛ يَعْنِي مُوسَى أَبصر نَارًا، وَهُوَ الإِيناسُ. وآنَس الشيءَ: عَلِمَهُ. يُقَالُ: آنَسْتُ مِنْهُ رُشْداً أَي عَلِمْتُهُ. وآنَسْتُ الصوتَ: سَمِعْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ هاجَرَ وإِسماعيلَ: فَلَمَّا جاءَ إِسماعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كأَنه آنَسَ شَيْئًا أَي أَبصر ورأَى لَمْ يَعْهَدْه. يُقَالُ: آنَسْتُ مِنْهُ كَذَا أَي عَلِمْتُ. واسْتَأْنَسْتُ: اسْتَعْلَمْتُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ نَجْدَةَ الحَرُورِيِّ وَابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى تُؤْنِسَ مِنْهُ الرُّشْدَ أَي تَعْلَمَ مِنْهُ كَمَالَ الْعَقْلِ وَسَدَادَ الْفِعْلِ وحُسْنَ التَّصَرُّفِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى تستأْنسوا فِي اللُّغَةِ تستأْذنوا، وَلِذَلِكَ جاءَ فِي التَّفْسِيرِ تستأْنسوا فَتَعْلَموا أَيريد أَهلُها أَن تَدْخُلُوا أَم لَا؟ قَالَ الفراءُ: هَذَا مُقَدَّمٌ ومؤَخَّر إِنما هُوَ حَتَّى تسلِّموا وتستأْنسوا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدخل؟ قَالَ: وَالِاسْتِئْنَاسُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ النَّظَرُ. يُقَالُ: اذهبْ فاسْتَأْنِسْ هَلْ تَرَى أَحداً؟ فَيَكُونُ مَعْنَاهُ انظرْ مَنْ تَرَى في الدار؛ وقال النَّابِغَةُ: بِذِي الجَليل عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ

أَي عَلَى ثَوْرٍ وحشيٍّ أَحس بِمَا رَابَهُ فَهُوَ يَسْتَأْنِسُ أَي يَتَبَصَّرُ وَيَتَلَفَّتُ هَلْ يَرَى أَحداً، أَراد أَنه مَذْعُور فَهُوَ أَجَدُّ لعَدْوِه وَفِرَارِهِ وَسُرْعَتِهِ. وَكَانَ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَه عَنْهُمَا، يقرأُ هَذِهِ الْآيَةَ: حَتَّى تستأْذنوا، قَالَ: تستأْنسوا خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ. قَالَ الأَزهري: قَرَأَ أُبيّ وَابْنُ مَسْعُودٍ: تستأْذنوا ، كَمَا قرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا واحد. وقال قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ: تستأْنسوا هُوَ الِاسْتِئْذَانُ، وَقِيلَ: تستأْنسوا تَنَحْنَحُوا. قَالَ الأَزهري: وأَصل الإِنْسِ والأَنَسِ والإِنسانِ مِنَ الإِيناسِ، وَهُوَ الإِبْصار. وَيُقَالُ: آنَسْتُه وأَنَّسْتُه أَي أَبصرته؛ وَقَالَ الأَعشى: لَا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يؤَنِّسُه، ... بالليلِ، إِلَّا نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا وَقِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ: مَا يُؤَنِّسُه أَي مَا يَجْعَلُهُ ذَا أُنْسٍ، وَقِيلَ للإِنْسِ إِنْسٌ لأَنهم يُؤنَسُونَ أَي يُبْصَرون، كَمَا قِيلَ للجنِّ جِنٌّ لأَنهم لَا يُؤْنَسُونَ أَي لَا يُبصَرون. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَرَفَةَ الْوَاسِطِيُّ: سُمِّيَ الإِنْسِيُّون إِنْسِيِّين لأَنهم يُؤنَسُون أَي يُرَوْنَ، وَسُمِّيَ الجِنُّ جِنّاً لأَنهم مُجْتَنُّون عَنْ رُؤْيَةِ النَّاسِ أَي مُتَوارُون. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ إِذا دَخَلَ دَارَهُ اسْتَأْنس وتَكَلَّمَ أَي اسْتَعْلَم وتَبَصَّرَ قَبْلَ الدُّخُولِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِبلاسها، ... ويَأْسَها مِنْ بَعْدِ إِيناسها؟ أَي أَنها يَئِسَتْ مِمَّا كَانَتْ تَعْرِفُهُ وَتُدْرِكُهُ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ بِبَعْثَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والإِيناسُ: الْيَقِينُ؛ قَالَ: فإِن أَتاكَ امْرؤٌ يَسْعَى بِكذْبَتِه، ... فانْظُرْ، فإِنَّ اطِّلاعاً غَيْرُ إِيناسِ الاطِّلاعُ: النَّظَرُ، والإِيناس: الْيَقِينُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ليَس بِمَا لَيْسَ بِهِ باسٌ باسْ، ... وَلَا يَضُرُّ البَرَّ مَا قَالَ الناسْ، وإِنَّ بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسْ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: بَعْدَ طُلوعٍ إِيناسٌ. الْفَرَّاءُ: مِنْ أَمثالهم: بَعْدَ اطِّلاعٍ إِيناسٌ؛ يَقُولُ: بَعْدَ طُلوعٍ إِيناس. وتَأَنَّسَ الْبَازِي: جَلَّى بطَرْفِه. وَالْبَازِي يَتَأَنَّسُ، وَذَلِكَ إِذا مَا جَلَّى وَنَظَرَ رَافِعًا رأْسه وطَرْفه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَطاع اللَّهُ الناسَ فِي الناسِ لَمْ يَكُنْ ناسٌ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن النَّاسَ يُحِبُّونَ أَن لَا يُوَلَدَ لَهُمْ إِلا الذُّكْرانُ دُونَ الإِناث، وَلَوْ لَمْ يَكُنِ الإِناث ذَهَبَ الناسُ، وَمَعْنَى أَطاع اسْتَجَابَ دُعَاءَهُ. ومَأْنُوسَةُ والمَأْنُوسَةُ جَمِيعًا: النَّارُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهَا فِعْلًا، فأَما آنَسْتُ فإِنما حَظُّ الْمَفْعُولِ مِنْهَا مُؤْنَسَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: كَمَا تَطايَرَ عَنْ مَأْنُوسَةَ الشَّرَرُ قَالَ الأَصمعي: وَلَمْ نَسْمَعْ بِهِ إِلا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر. ابْنُ الأَعرابي: الأَنِيسَةُ والمَأْنُوسَةُ النَّارُ، وَيُقَالُ لَهَا السَّكَنُ لأَن الإِنسان إِذا آنَسَها لَيْلًا أَنِسَ بِهَا وسَكَنَ إِليها وَزَالَتْ عَنْهُ الوَحْشَة، وإِن كَانَ بالأَرض القَفْرِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للدِّيكِ الشُّقَرُ والأَنيسُ والنَّزِيُّ. والأَنِيسُ: المُؤَانِسُ وَكُلُّ مَا يُؤْنَسُ بِهِ. وَمَا بِالدَّارِ أَنِيسٌ أَي أَحد؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: فِيهنَّ آنِسَةُ الحدِيثِ حَيِيَّةٌ، ... ليسَتْ بفاحشَةٍ وَلَا مِتْفالِ أَي تَأْنَسُ حديثَك وَلَمْ يُرِدْ أَنها تُؤْنِسُك لأَنه لَوْ

أَراد ذَلِكَ لَقَالَ مُؤْنِسَة. وأَنَسٌ وأُنَيسٌ: اسْمَانِ. وأُنُسٌ: اسْمُ مَاءٍ لِبَنِي العَجْلانِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: قالتْ سُلَيْمَى ببطنِ القاعِ مِنْ أُنُسٍ: ... لَا خَيْرَ فِي العَيْشِ بَعْدَ الشَّيْبِ والكِبَرِ ويُونُسُ ويُونَسُ ويُونِسُ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: اسْمُ رَجُلٍ، وَحُكِيَ فِيهِ الْهَمْزُ أَيضاً، واللَّه أَعلم. انقلس: الأَنْقَيْلَسُ والأَنْقَلَيْسُ: سَمَكَةٌ عَلَى خِلقَة حَيَّةٍ، وَهِيَ عَجَمِيَّةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّلِقُ الأَنْكَلَيْسُ، وَمَرَّةً قَالَ: الأَنْقَلَيْسُ، وَهُوَ السَّمَكُ الجِرِّيُّ والجِرِّيتُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ والأَلف، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الأَلف وَاللَّامَ؛ قَالَ الأَزهري: أُراها معرَّبة. انكلس: ابْنُ الأَعرابي: الشَّلِقُ الأَنْكَلَيْسُ، وَمَرَّةً قَالَ: الأَنْقَلَيْسُ، وَهُوَ السَّمَكُ الجِرِّيُّ والجِرِّيتُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ والأَلف وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهُمَا. قَالَ الأَزهري: أُراها مُعَرَّبَةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه بَعَثَ إِلى السُّوق فَقَالَ لَا تَأْكلوا الأَنْكَلَيْسَ ؛ هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا، سَمَكٌ شبيه بالحيات رديء الْغِذَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى [المارْماهي] وإِنما كَرِهَهُ لِهَذَا لَا لأَنه حَرَامٌ، وَرَوَاهُ الأَزهري عَنْ عَمّار وَقَالَ: الأَنْقَلَيْسُ، بِالْقَافِ لُغَةٌ فِيهِ. أوس: الأَوْسُ: العطيَّةُ «3». أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهم أَوْساً إِذا أَعطيتهم، وَكَذَلِكَ إِذا عوَّضتهم مِنْ شَيْءٍ. والأَوْس: العِوَضُ. أُسْتُه أَؤُوسُه أَوْساً: عُضتُه أَعُوضُه عَوضاً؛ وَقَالَ الجَعْدِيُّ: لَبِسْتُ أُناساً فأَفْنَيْتُهم، ... وأَفْنَيْتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا ثلاثةُ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهم، ... وَكَانَ الإِلهُ هُوَ المُسْتَآسَا أَي المُسْتَعاضَ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: ربِّ أُسْني لما أَمْضَيْت أَي عَوّضْني. والأَوْسُ: العِوَضُ وَالْعَطِيَّةُ، وَيُرْوَى: رَبِّ أَثِبْني ، مِنَ الثَّوَابِ. واسْتَآسَني فأُسْتُه: طَلَبَ إِليَّ العِوَضَ. واسْتَآسَهُ أَي اسْتَعَاضَه. والإِياسُ: العِوَضُ. وإِياسٌ: اسْمُ رَجُلٍ، مِنْهُ. وأَساهُ أَوْساً: كَآساه؛ قَالَ المؤَرِّجُ: مَا يُواسِيهِ مَا يُصِيبُهُ بِخَيْرٍ، مِنْ قَوْلِ العرب: أُسْ فلانا بخير أَي أَصبه، وقيل: ما يُواسِيه مِنْ مَوَدَّتِهِ وَلَا قَرَابَتِهِ شَيْئًا، مأْخوذ مِنَ الأَوْس وهو العِوَضُ. قَالَ: وَكَانَ فِي الأَصل مَا يُواوِسُه فقدَّموا السِّينَ، وَهِيَ لَامُ الْفِعْلِ، وأَخَّروا الْوَاوَ، وَهِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، فَصَارَ يُواسِوُه، فَصَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِتَحْرِيكِهَا وَلِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَسَوْتُ الجُرْحَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والأَوْسُ: الذِّئْبُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَوْسٌ الذِّئْبُ مَعْرِفَةٌ؛ قَالَ: لَمَّا لَقِينا بالفَلاةِ أَوْسا ... لَمْ أَدْعُ إِلا أَسْهُماً وقَوْسا وَمَا عَدِمْتُ جُرْأَةً وكَيْسا ... وَلَوْ دَعَوْتُ عَامِرًا وعبْسا، أَصَبْتُ فيهمْ نَجْدَةً وأُنْسا أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلذِّئْبِ: هَذَا أَوسٌ عَادِيًّا؛ وأَنشد: كَمَا خامَرَتْ فِي حَضْنِها أُمُّ عامِرٍ، ... لَدى الحَبْل، حَتَّى غالَ أَوْسٌ عِيالَها

_ (3). قوله [الأَوس العطية إلخ] عبارة القاموس الأَوس الإعطاء والتعويض.

يَعْنِي أَكلَ جِراءَها. وأُوَيْسٌ: اسْمُ الذِّئْبِ، جاءَ مُصَّغَّراً مِثْلَ الكُمَيْت واللُّجَيْن؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يَا ليتَ شِعْري عنكَ، والأَمْرُ أَمَمْ ... مَا فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُويس حَقَّرُوهُ مُتَفَئِّلِين أَنهم يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَسماء بْنِ خَارِجَةَ: فِي كلِّ يومٍ مِنْ ذُؤَالَهْ ... ضِغْثٌ يَزيدُ عَلَى إِبالَهْ فَلأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً ... أَوْساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبالَهْ الْهَبَالَةُ: اسْمُ نَاقَتِهِ. وأُويس: تَصْغِيرٌ أَوس، وَهُوَ الذِّئْبُ. وأَوساً: هُوَ مَوْضِعُ الشَّاهِدِ خَاطَبَ بِهَذَا الذِّئْبَ، وَقِيلَ: افْتَرَسَ لَهُ شَاةً فَقَالَ: لأَضعنَّ فِي حَشاك مِشْقَصاً عِوَضًا يَا أُويس مِنْ غُنَيْمَتِكَ الَّتِي غَنِمْتَهَا من غنمي. وقال ابْنُ سِيدَهْ: أَوساً أَي عِوَضًا، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ الذِّئْبَ وَهُوَ يُخَاطِبُهُ لأَن الْمُضْمَرَ الْمُخَاطَبَ لَا يَجُوزُ أَن يُبْدَلَ مِنْهُ شَيْءٌ، لأَنه لَا يُلْبَسُ مَعَ أَنه لَوْ كَانَ بَدَلًا لَمْ يَكُنْ مِنْ مُتَعَلِّقٍ، وإِنما يَنْتَصِبُ أَوساً عَلَى الْمَصْدَرِ بِفِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ أَو بلأَحشأَنك كأَنه قَالَ أَوساً «1». وأَما قَوْلُهُ أُويس فَنِدَاءٌ، أَراد يَا أُويس يُخَاطِبُ الذِّئْبَ، وَهُوَ اسْمٌ لَهُ مُصَغَّرًا كَمَا أَنه اسْمٌ لَهُ مُكَبَّرًا، فأَما مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ الْهَبَالَةِ فإِن شِئْتَ عَلَّقْتَهُ بِنَفْسِ أَوساً، وَلَمْ تَعْتَدَّ بِالنِّدَاءِ فَاصِلًا لِكَثْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ وَكَوْنِهِ مُعْتَرَضًا بِهِ للتأْكيد، كَقَوْلِهِ: يَا عُمَرَ الخَيْرِ، رُزِقْتَ الجَنَّهْ ... اكْسُ بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّهْ، أَو، يَا أَبا حَفْصٍ، لأَمْضِيَنَّهْ فَاعْتَرَضَ بِالنِّدَاءِ بَيْنَ أَو وَالْفِعْلِ، وإِن شِئْتَ عَلَّقْتَهُ بِمَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ أَوساً، فكأَنه قال: أَؤوسك مِنَ الْهَبَالَةِ أَي أُعطيك مِنَ الْهَبَالَةِ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَ حَرْفَ الْجَرِّ هَذَا وَصْفًا لأَوساً فَعَلَّقْتَهُ بِمَحْذُوفٍ وَضَمَّنْتَهُ ضَمِيرَ الْمَوْصُوفِ. وأَوْسٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، وَاشْتِقَاقُهُ من آسَ يَؤُوسُ أَوْساً، وَالِاسْمُ: الإِياسُ، وَهُوَ مِنَ الْعِوَضِ، وَهُوَ أَوْسُ بْنُ قَيْلَة أَخو الخَزْرَج، مِنْهُمَا الأَنصار، وقَيْلَة أُمهما. ابْنُ سِيدَهْ: والأَوْسُ مِنْ أَنصار النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُقَالُ لأَبيهم الأَوْسُ، فكأَنك إِذا قُلْتَ الأَوس وأَنت تَعْنِي تِلْكَ الْقَبِيلَةَ إِنما تُرِيدُ الأَوْسِيِّين. وأَوْسُ اللَّاتِ: رَجُلٌ مِنْهُمْ أَعقب فَلَهُ عِدادٌ يُقَالُ لَهُمْ أَوْس اللَّه، مُحَوَّلٌ عَنِ اللَّاتَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما قَلَّ عَدَدُ الأَوس فِي بَدْرٍ وأُحُدٍ وكَثَرَتْهُم الخَزْرَجُ فِيهِمَا لِتَخَلُّفِ أَوس اللَّه عَنِ الإِسلام. قَالَ: وَحَدَّثَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ الأَنصاري، قَالَ: تَخَلَّفَ عَنِ الإِسلام أَوْس اللَّه فَجَاءَتِ الْخَزْرَجُ إِلى رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه ائْذَنْ لَنَا فِي أَصحابنا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَنِ الإِسلام، فَقَالَتِ الأَوْس لأَوْسِ اللَّه: إِن الخَزْرَج تُرِيدُ أَن تأْثِرَ مِنْكُمْ يَوْمَ بُغاث، وَقَدِ استأْذنوا فِيكُمْ رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَسْلِمُوا قَبْلَ أَن يأْذن لَهُمْ فِيكُمْ؛ فأَسْلَموا، وَهُمْ أُمَيَّة وخَطْمَةُ وَوَائِلٌ. أَما تَسْمِيَتُهُمُ الرَّجُلَ أَوْساً فإِنه يَحْتَمِلُ أَمرين: أَحدهما أَن يَكُونَ مَصْدَرَ أُسْتُه أَي أَعطيته كَمَا سَمَّوْهُ عَطَاءً وَعَطِيَّةَ، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ سُمِّيَ بِهِ كَمَا سَمَّوْهُ ذِئْبًا وكَنَّوْه بأَبي ذؤَيب. والآسُ: العَسَلُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْهُ كالكَعْب مِنَ السَّمْن، وَقِيلَ: الْآسُ أَثَرُ الْبَعْرِ وَنَحْوِهِ. أَبو عَمْرٍو: الْآسُ أَن تَمُرَّ النحلُ فيَسْقُطَ منها نُقَطٌ

_ (1). قوله [كأنه قال أوساً] كذا بالأَصل ولعل هنا سقطاً كأنه قال أؤوسك أوساً أو لأَحشأنك أوساً.

مِنَ الْعَسَلِ عَلَى الْحِجَارَةِ فَيُسْتَدَلُّ بِذَلِكَ عَلَيْهَا. وَالْآسُ: البَلَحُ. والآسُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّيَاحِينِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الآسُ هَذَا المشمومُ أَحسبه دَخِيلًا غَيْرَ أَن الْعَرَبَ قَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ وجاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْآسُ بأَرض الْعَرَبِ كَثِيرٌ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ وَخُضْرَتُهُ دَائِمَةٌ أَبداً ويَسْمو حَتَّى يَكُونَ شَجَرًا عِظَامًا، وَاحِدَتُهُ آسَةٌ؛ قَالَ: وَفِي دَوَامِ خُضْرَتِهِ يَقُولُ رُؤْبَةُ: يَخْضَرُّ مَا اخْضَرَّ الأَلى والآسُ التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: الْآسُ شَجَرَةٌ وَرَقُهَا عَطِرٌ. والآسُ: القَبْرُ. والآسُ: الصَّاحِبُ. وَالْآسُ: الْعَسَلُ. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الْآسَ بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ مِنْ جِهَةٍ تَصِحُّ أَو رِوَايَةٍ عَنْ ثِقَةٍ؛ وَقَدِ احْتَجَّ اللَّيْثُ لَهَا بِشِعْرٍ أَحسبه مَصْنُوعًا: بانَتْ سُلَيْمَى فالفُؤادُ آسِي، ... أَشْكو كُلُوماً، مَا لَهُنَّ آسِي مِنْ أَجْلِ حَوْراءَ كغُصْنِ الآسِ، ... رِيقَتُها كَمِثْلِ طَعْمِ الآسِ يَعْنِي الْعَسَلَ. وَمَا اسْتَأَسْتُ بعدَها مِنْ آسِي، ... وَيْلي، فإِني لاحِقٌ بالآسِ يَعْنِي الْقَبْرَ. التَّهْذِيبُ: والآسُ بَقِيَّةُ الرَّمَادِ بَيْنَ الأَثافي فِي المَوْقِدِ؛ قَالَ: فَلَمْ يَبْقَ إِلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، ... وسُفْعٌ عَلَى آسٍ، ونُؤْيٌ مُعَثلَبُ وَقَالَ الأَصمعي: الآسُ آثارُ النَّارِ وَمَا يُعْرَفُ مِنْ عَلَامَاتِهَا. وأَوْسْ: زَجْرُ الْعَرَبِ للمَعَزِ وَالْبَقَرِ، تَقُولُ: أَوْسْ أَوْسْ. أيس: الْجَوْهَرِيُّ: أَيِسْتُ مِنْهُ آيَسُ يَأْساً لُغَةٌ فِي يَئِسْتُ مِنْهُ أَيْأَسُ يَأْساً، وَمَصْدَرُهُمَا وَاحِدٌ. وآيَسَني مِنْهُ فلانٌ مِثْلُ أَيْأَسَني، وَكَذَلِكَ التأْيِيسُ. ابْنُ سِيدَهْ: أَيِسْتُ مِنَ الشَّيْءِ مَقْلُوبٌ عَنْ يئِسْتُ، وَلَيْسَ بِلُغَةٍ فِيهِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لأَعَلُّوه فَقَالُوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ. فَظُهُورُهُ صَحِيحًا يَدُلُّ عَلَى أَنه إِنما صَحَّ لأَنه مَقْلُوبٌ عَمَّا تَصِحُّ عَيْنُهُ، وَهُوَ يَئِسْتُ لِتَكُونُ الصِّحَّةُ دَلِيلًا عَلَى ذَلِكَ الْمَعْنَى كَمَا كَانَتْ صِحَّةُ عَوِرَ دَلِيلًا عَلَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ اعْوَرَّ، وَكَانَ لَهُ مَصْدَرٌ؛ فأَما إِياسٌ اسْمُ رَجُلٍ فَلَيْسَ مِنْ ذَلِكَ إِنما هُوَ مِنَ الأَوْسِ الَّذِي هُوَ العِوَضُ، عَلَى نَحْوِ تَسْمِيَتِهِمْ لِلرَّجُلِ عَطِيَّةً، تَفَؤُّلًا بِالْعَطِيَّةِ، وَمِثْلُهُ تَسْمِيَتُهُمْ عِيَاضًا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ غَيْرَ قَبِيلَةٍ يَقُولُونَ أَيِسَ يايسُ بِغَيْرِ هَمْزٍ. والإِياسُ: السِّلُّ. وَآسَ أَيْساً: لَانَ وذَلَّ. وأَيَّسَه: لَيَّنَه. وأَيَّسَ الرجلَ وأَيْسَ بِهِ: قَصَّرَ بِهِ وَاحْتَقَرَهُ. وتَأَيَّسَ الشيءُ: تَصاغَرَ: قَالَ المُتَلَمِّسُ: أَلم تَرَ أَنْ الجَوْنَ أَصْبَحَ راكِداً، ... تَطِيفُ بِهِ الأَيامُ مَا يَتَأَيَّسُ؟ أَي يتصاغَر. وَمَا أَيَّسَ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا اسْتَخْرَجَ. قَالَ: والتَّأْيِيسُ الِاسْتِقْلَالُ. يُقَالُ: مَا أَيَّسْنا فُلَانًا خَيْرًا أَي مَا اسْتَقْلَلْنَا مِنْهُ خَيْرًا أَي أَردته لأَستخرج مِنْهُ شَيْئًا فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَيَّسَ يُؤَيِّسُ تَأْيِيساً، وَقِيلَ: التَّأْيِيسُ التأْثير فِي الشَّيْءِ؛ قَالَ الشمَّاخ:

فصل الباء الموحدة

وجِلْدُها من أَطْومٍ ما يُؤَيِّسُه ... طِلْحٌ، بِضاحِيَةِ الصَّيْداءِ، مَهْزولُ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: وجِلْدُها مِنْ أَطُومٍ لَا يُؤَيِّسُه التأْييس: التَّذْلِيلُ والتأْثير فِي الشَّيْءِ، أَي لَا يُؤَثِّرُ فِي جِلْدِهَا شَيْءٌ، وَجِيءَ بِهِ مِنْ أَيْسَ وليْسَ أَي مِنْ حَيْثُ هُوَ وَلَيْسَ هُوَ. قَالَ اللَّيْثُ: أَيْسَ كلمةٌ قَدْ أُميتت إِلا أَن الْخَلِيلَ ذَكَرَ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ جيءَ بِهِ مِنْ حَيْثُ أَيْسَ وليسَ، لَمْ تُسْتَعْمَلْ أَيس إِلا فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، وإِنَّما مَعْنَاهَا كَمَعْنَى حَيْثُ هُوَ فِي حَالِ الْكَيْنُونَةِ والوُجْدِ، وَقَالَ: إِن مَعْنًى لَا أَيْسَ أَي لَا وُجْدَ. فصل الباء الموحدة بأس: الليث: والبَأْساءُ اسْمُ الْحَرْبِ وَالْمَشَقَّةِ وَالضَّرْبِ. والبَأْسُ: الْعَذَابُ. والبأْسُ: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: كُنَّا إِذا اشتدَّ البأْسُ اتَّقَيْنا بِرَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ يُرِيدُ الْخَوْفَ وَلَا يَكُونُ إِلا مَعَ الشدَّة. ابْنُ الأَعرابي: البأْسُ والبَئِسُ، عَلَى مِثَالِ فَعِلٍ، الْعَذَابُ الشَّدِيدُ. ابْنُ سِيدَهْ: البأْس الْحَرْبُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، وَلَا بَأْسَ أَي لَا خَوْفَ؛ قَالَ قَيْسُ بنُ الخطِيمِ: يقولُ ليَ الحَدَّادُ، وَهُوَ يَقُودُني ... إِلى السِّجْنِ: لَا تَجْزَعْ فَمَا بكَ مِنْ باسِ أَراد فَمَا بِكَ مِنْ بأْس، فَخَفَّفَ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا لَا بَدَلِيًّا، أَلا تَرَى أَن فِيهَا: وتَتْرُكُ عُذْري وَهُوَ أَضْحَى مِنَ الشَّمْسِ فَلَوْلَا أَن قَوْلَهُ مِنْ بَاسِ فِي حُكْمِ قَوْلِهِ مِنْ بأْس، مَهْمُوزًا، لَمَّا جَازَ أَن يُجْمَعَ بَيْنَ بأْس، هَاهُنَا مُخَفَّفًا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ مِنَ الشَّمْسِ لأَنه كَانَ يَكُونُ أَحد الضَّرْبَيْنِ مُرْدَفًا وَالثَّانِي غَيْرُ مُرْدَفٍ. والبَئِسُ: كالبَأْسِ. وإِذا قَالَ الرَّجُلُ لِعَدُوِّهِ: لَا بأْس عَلَيْكَ فَقَدْ أَمَّنه لأَنه نَفَى البأْس عَنْهُ، وَهُوَ فِي لُغَةِ حِمير لَبَاتِ أَي لَا بأْس عَلَيْكَ، قَالَ شَاعِرُهُمْ: شَرَيْنَا النَّوْمَ، إِذ غَضِبَتْ غَلاب، ... بتَسْهيدٍ وعَقْدٍ غَيْرِ مَيْنِ تَنَادَوْا عِنْدَ غَدْرِهِمُ: لَبَاتِ ... وَقَدْ بَرَدَتْ مَعَاذِرُ ذِي رُعَيْنِ ولَبَاتِ بِلُغَتِهِمْ: لَا بأْس؛ قَالَ الأَزهري: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ شَمِرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ كَسْرِ السِّكَةِ الْجَائِزَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا مِنْ بأْس ، يَعْنِي الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ الْمَضْرُوبَةَ، أَي لَا تُكْسَرُ إِلا مِنْ أَمر يَقْتَضِي كَسْرَهَا، إِما لِرَدَاءَتِهَا أَو شكٍّ فِي صِحَّةِ نَقْدِهَا، وَكَرِهَ ذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنَ اسْمِ اللَّه تَعَالَى، وَقِيلَ: لأَن فِيهِ إِضاعة الْمَالِ، وَقِيلَ: إِنما نَهَى عَنْ كَسْرِهَا عَلَى أَن تُعَادَ تِبْرًا، فأَما لِلنَّفَقَةِ فَلَا، وَقِيلَ: كَانَتِ الْمُعَامَلَةُ بِهَا فِي صَدْرِ الإِسلام عَدَدًا لَا وَزْنًا، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُصُّ أَطرافها فنُهوا عَنْهُ. ورجلٌ بَئِسٌ: شُجَاعٌ، بَئِسَ بَأْساً وبَؤُسَ بَأْسَةً. أَبو زَيْدٍ: بَؤُسَ الرَّجُلُ يَبْؤُسُ بَأْساً إِذا كَانَ شَدِيدَ البَأْسِ شُجَاعًا؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ، فَهُوَ بَئِيسٌ، عَلَى فَعِيل، أَي شُجَاعٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ؛ قِيلَ: هُمْ بَنُو حَنِيفَةَ قَاتَلَهُمْ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِي أَيام مُسَيْلمة، وَقِيلَ: هُمْ هَوازِنُ، وَقِيلَ: هُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ. والبُؤْسُ: الشِّدَّةُ وَالْفَقْرُ. وبَئِسَ الرَّجُلُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً وبَئِيساً إِذا افْتَقَرَ وَاشْتَدَّتْ حَاجَتُهُ، فَهُوَ بائِسٌ أَي فَقِيرٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

وَبَيْضَاءَ مِنْ أَهلِ المَدينةِ لَمْ تَذُقْ ... بَئِيساً، وَلَمْ تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ قَالَ: وَهُوَ اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ، وَصَوَابُ إِنشاده لِبَيْضَاءَ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ؛ وَقَبْلَهُ: إِذا شِئتُ غَنَّاني مِنَ العاجِ قاصِفٌ، ... عَلَى مِعْصَمٍ رَيَّانَ لَمْ يَتَخَدَّدِ وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: تُقْنِعُ يَدَيكَ وتَبْأَسُ ؛ هُوَ مِنَ البُؤْسِ الْخُضُوعِ وَالْفَقْرِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَمراً وَخَبَرًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمَّار: بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأَنه تَرَحَّمَ لَهُ مِنَ الشِّدَّةِ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ يَكْرَهُ البُؤْسَ والتَّباؤُسَ ؛ يَعْنِي عِنْدَ النَّاسِ، وَيَجُوزُ التَبَؤُسُ بِالْقَصْرِ وَالتَّشْدِيدِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا بُؤساً لَهُ فِي حَدِّ الدُّعَاءِ، وَهُوَ مِمَّا انْتَصَبَ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ غَيْرِ الْمُسْتَعْمَلِ إِظهاره. والبَأْسَاءُ والمَبْأَسَة: كالبُؤس؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِم: فأَصْبَحُوا بَعْدَ نُعْماهُمْ بِمَبْأَسَةٍ، ... والدَّهْرُ يَخْدَعُ أَحْياناً فَيَنْصَرِفُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: البأْساء الْجُوعُ وَالضَّرَّاءُ فِي الأَموال والأَنفس. وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ «2» ... كَرُمَ يَكْرُمُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ فِي نَعِمَ يَنْعُمُ. وأَبْأَسَ الرجلُ: حَلَّتْ بِهِ البَأْساءُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: تَبُزُّ عَضارِيطُ الخَمِيسِ ثِيابَها ... فأَبْأَسْت «3» ... يومَ ذَلِكَ وابْنَما والبائِسُ: المُبْتَلى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْبَائِسُ مِنَ الأَلفاظ الْمُتَرَحَّمُ بِهَا كالمِسْكين، قَالَ: وَلَيْسَ كُلَّ صِفَةٍ يُتَرَحَّمُ بِهَا وإِن كَانَ فِيهَا مَعْنَى الْبَائِسِ وَالْمِسْكِينِ، وَقَدْ بَؤُسَ بَأْسَةً وبئِيساً، وَالِاسْمُ البُؤْسى؛ وَقَوْلُ تأَبط شَرًّا: قَدْ ضِقْتُ مِنْ حُبِّها مَا لَا يُضَيِّقُني، ... حَتَّى عُدِدْتُ مِنَ البُوسِ المساكينِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ جَمْعَ الْبَائِسِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ ذَوِي البُؤْسِ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ. وَالْبَائِسُ: الرَّجُلُ النَّازِلُ بِهِ بَلِيَّةٌ أَو عُدْمٌ يُرْحَمُ لِمَا بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ بُوْساً وتُوساً وجُوْساً لَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والبأْساء: الشِّدَّةُ؛ قَالَ الأَخفش: بُنِيَ عَلَى فَعْلاءَ وَلَيْسَ لَهُ أَفْعَلُ لأَنه اسْمٌ كَمَا قَدْ يَجِيءُ أَفْعَلُ فِي الأَسماء لَيْسَ مَعَهُ فَعْلاء نَحْوَ أَحمد. والبُؤْسَى: خِلَافُ النُّعْمَى؛ الزَّجَّاجُ: البأْساءُ والبُؤْسى مِنَ البُؤْس، قَالَ ذَلِكَ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ البُؤْسى والبأْساءُ ضِدَّ النُّعْمى والنَّعْماء، وأَما فِي الشَّجَاعَةِ وَالشِّدَّةِ فَيُقَالُ البَأْسُ. وابْتَأَسَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُبْتَئِس. وَلَا تَبْتَئِسْ أَي لَا تَحْزَنْ وَلَا تَشْتَكِ. والمُبْتَئِسُ: الْكَارِهُ وَالْحَزِينُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا يَقْسِمُ اللَّهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبتَئِسٍ ... مِنْهُ، وأَقْعُدْ كَرِيمًا ناعِمَ البالِ أَي غَيْرَ حَزِينٍ وَلَا كَارِهٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَحسن فِيهِ عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ مُبتَئِساً مُفْتَعِلٌ مِنَ البأْسِ الَّذِي هُوَ الشِّدَّةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ؛ أَي فَلَا يَشْتَدُّ عَلَيْكَ أَمْرُهم، فَهَذَا أَصله لأَنه لَا يُقَالُ ابْتَأَسَ بِمَعْنَى كَرِهَ، وإِنما الْكَرَاهَةُ تَفْسِيرٌ مَعْنَوِيٌّ لأَن الإِنسان إِذا اشْتَدَّ بِهِ أَمرٌ كَرِهَهُ، وَلَيْسَ اشْتَدَّ بِمَعْنَى كَرِهَ. وَمَعْنَى بَيْتِ حَسَّانَ أَنه يَقُولُ: مَا يَرْزُقُ اللَّه تَعَالَى مِنْ فَضْلِهِ أَقبله رَاضِيًا به

_ (2). كذا بياض بالأَصل. (3). كذا بياض بالأَصل ولعل موضعه بنتاً.

وَشَاكِرًا لَهُ عَلَيْهِ غَيْرَ مُتَسَخِّطٍ مِنْهُ، وَيَجُوزُ فِي مِنْهُ أَن تَكُونَ مُتَعَلِّقَةً بأَقبل أَي أَقبله مِنْهُ غَيْرَ مُتَسَخِّطٍ وَلَا مُشتَدٍّ أَمره عَلَيَّ؛ وَبَعْدَهُ: لَقَدْ عَلِمْتُ بأَني غَالِبِي خُلُقي ... عَلَى السَّماحَةِ، صُعْلوكاً وَذَا مالِ والمالُ يَغْشَى أُناساً لَا طَباخَ بِهِمْ، ... كالسِّلِّ يَغْشى أُصُولَ الدِّنْدِنِ الْبَالِي والطَّباخُ: الْقُوَّةُ والسِّمَنُ. والدِّنْدنُ: مَا بَليَ وعَفِنَ مِنْ أُصول الشَّجَرِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: المُبْتَئِسُ الْمِسْكِينُ الْحَزِينُ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ؛ أَي لَا تَحْزَن وَلَا تَسْتَكِنْ. أَبو زَيْدٍ: وابْتَأَسَ الرَّجُلُ إِذا بَلَغَهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فِي رَبْرَبٍ كَنِعاج صارَةَ ... يَبْتَئِسْنَ بِمَا لَقِينا وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: إِنَّ لَكُمْ أَن تَنْعَموا فَلَا تَبْؤُسوا ؛ بَؤُس يَبْؤُس، بِالضَّمِّ فِيهِمَا، بأْساً إِذا اشْتَدَّ. والمُبْتَئِسُ: الْكَارِهُ والحزين. والبَؤُوس: الظَّاهِرُ البُؤْسِ. وبِئْسَ: نَقيضُ نِعْمَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا فَرَغَتْ مِنْ ظَهْرِه بَطَّنَتْ لَهُ ... أَنامِلُ لم يُبْأَسْ عليها دُؤُوبُها فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَصِفُ زِماماً، وَبِئْسَمَا دأَبت «1» أَي لَمْ يُقَلْ لَهَا بِئْسَما عَمِلْتِ لأَنها عَمِلَتْ فأَحسنت، قَالَ لَمْ يُسْمَعْ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. وَبِئْسَ: كَلِمَةُ ذَمٍّ، ونِعْمَ: كَلِمَةُ مَدْحٍ. تَقُولُ: بِئْسَ الرجلُ زَيدٌ وَبِئْسَتِ المرأَة هِنْدٌ، وَهُمَا فِعْلَانِ مَاضِيَانِ لَا يَتَصَرَّفَانِ لأَنهما أُزيلا عَنْ مَوْضِعِهِمَا، فنِعْمَ مَنْقُولٌ مِنْ قَوْلِكَ نَعِمَ فُلَانٌ إِذا أَصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ مَنْقُولٌ مَنْ بَئِسَ فُلَانٌ إِذا أَصاب بؤْساً، فَنُقِلَا إِلى الْمَدْحِ وَالذَّمِّ فَشَابَهَا الْحُرُوفَ فَلَمْ يَتَصَرَّفَا، وَفِيهِمَا لُغَاتٌ تُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ نَعِمَ، إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: بِئْسَ أَخو العَشِيرةِ ؛ بِئْسَ مَهْمُوزٌ فِعْلٌ جَامِعٌ لأَنواع الذَّمِّ، وَهُوَ ضِدُّ نِعْمَ فِي الْمَدْحِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: بِئْسَ وَنِعْمَ هُمَا حَرْفَانِ لَا يَعْمَلَانِ فِي اسْمٍ عَلَمٍ، إِنما يَعْمَلَانِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دالٍّ عَلَى جِنْسٍ، وإِنما كَانَتَا كَذَلِكَ لِأَنَّ نِعْمَ مُسْتَوْفِيَةٌ لِجَمِيعِ الْمَدْحِ، وَبِئْسَ مُسْتَوْفِيَةٌ لِجَمِيعِ الذَّمِّ، فإِذا قُلْتَ بِئْسَ الرَّجُلُ دَلَلْتُ عَلَى أَنه قَدِ اسْتَوْفَى الذَّمَّ الَّذِي يَكُونُ فِي سَائِرِ جِنْسِهِ، وإِذا كَانَ مَعَهُمَا اسْمُ جِنْسٍ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ فَهُوَ نَصْبٌ أَبداً، فإِذا كَانَتْ فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ فَهُوَ رَفْعٌ أَبداً، وَذَلِكَ قَوْلُكَ نِعْمَ رَجُلًا زَيْدٌ وَنِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ وَبِئْسَ رَجُلًا زَيْدٌ وَبِئْسَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، وَالْقَصْدُ فِي بِئْسَ وَنِعْمَ أَن يَلِيَهُمَا اسْمٌ مَنْكُورٌ أَو اسْمُ جِنْسٍ، وَهَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَصِلُ بِئْسَ بِمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: بِئْسَمَا لأَحدكم أَن يَقُولَ نَسِيتُ أَنه كَيْتَ وكَيْتَ، أَمَا إِنه ما نَسِيَ وَلَكِنَّهُ أُنْسِيَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بِئْسَمَا لَكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا، إِذا أَدخلت مَا فِي بِئْسَ أَدخلت بَعْدَ مَا أَن مَعَ الْفِعْلِ: بِئْسَمَا لَكَ أَن تَهْجُرَ أَخاك وَبِئْسَمَا لَكَ أَن تَشْتُمَ النَّاسَ؛ وَرَوَى جَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ: بِئْسَمَا تزويجٌ وَلَا مَهْر، وَالْمَعْنَى فِيهِ: بِئْسَ تَزْوِيجٌ وَلَا مَهْرَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: بِئْسَ إِذا وَقَعَتْ عَلَى مَا جُعِلَتْ مَا مَعَهَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ مَنْكُورٍ لأَن بِئْسَ وَنِعْمَ لَا يَعْمَلَانِ فِي اسْمٍ عَلَمٍ إِنما يَعْمَلَانِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دالٍ

_ (1). قوله [وبئسما دأبت] كذا بالأَصل ولعله مرتبط بكلام سقط من الناسخ.

عَلَى جِنْسٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ؛ قرأَ أَبو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ وَحَمْزَةُ: بِعَذابٍ بَئِيسٍ، عَلَى فَعِيلٍ، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ: بِئِيس ، عَلَى فِعِيلٍ، وَكَذَلِكَ قرأَها شِبْل وأَهلُ مَكَّةَ وقرأَ ابْنُ عَامِرٍ: بِئْسٍ ، عَلَى فِعْلٍ، بِهَمْزَةٍ وقرأَها نَافِعٌ وأَهل مَكَّةَ: بِيْسٍ ، بِغَيْرِ هَمْزٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَذَابٌ بِئْسٌ وبِيسٌ وبَئِيسٌ أَي شَدِيدٌ، وأَما قراءَة مَنْ قرأَ بِعَذَابٍ بَيْئِسٍ فَبَنَى الْكَلِمَةَ مَعَ الْهَمْزَةِ عَلَى مِثَالِ فَيْعِلٍ، وإِن لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِلا فِي الْمُعْتَلِّ نَحْوَ سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، وَبَابُهُمَا يُوَجِّهَانِ الْعِلَّةَ «1» وإِن لَمْ تَكُنْ حَرْفَ عِلَّةٍ فإِنها مُعَرَّضَةٌ لِلْعِلَّةِ وَكَثِيرَةُ الِانْقِلَابِ عَنْ حَرْفِ الْعِلَّةِ، فأُجريت مَجْرَى التَّعْرِيَةِ فِي بَابِ الْحَذْفِ وَالْعِوَضِ. وَبِيسٌ كخِيس: يَجْعَلُهَا بَيْنَ بَيْنَ مِنْ بِئْسَ ثُمَّ يُحَوِّلُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وبَيِّسٍ عَلَى مِثَالِ سَيِّدٍ وَهَذَا بَعْدَ بَدَلِ الْهَمْزَةِ فِي بَيْئِسٍ. والأَبْؤُسُ: جَمْعُ بَؤُسٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ يومُ بُؤْس ويومُ نُعْمٍ. والأَبْؤُسُ أَيضاً: الدَّاهِيَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً. وَقَدْ أَبْأَسَ إبْآساً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: قَالُوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لَهُمْ: ... عَسَى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ أَن الأَبْؤُسَ جَمْعُ بَأْس، وَهُوَ بِمَعْنَى الأَبْؤُس «2» لأَن بَابَ فَعْلٍ أَن يُجْمَعَ فِي الْقِلَّةِ عَلَى أَفْعُلٍ نَحْوَ كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْسٍ وأَفْلُسٍ ونَسْرٍ وأَنْسُرٍ، وَبَابَ فُعْلٍ أَن يُجْمَع فِي الْقِلَّةِ عَلَى أَفْعال نَحْوَ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وبُرْدٍ وأَبْرادٍ وجُنْدٍ وأَجنادٍ. يُقَالُ: بَئِسَ الشيءُ يَبْأَسُ بُؤْساً وبَأْساً إِذا اشْتَدَّ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ والأَبْؤُسُ الدَّاهِيَةُ، قَالَ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ الدَّوَاهِيَ لأَن الأَبْؤُس جَمْعٌ لَا مُفْرَدٌ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قَوْلِ الزَّبَّاءِ: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً، هُوَ جَمْعُ بأْسٍ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَهُوَ مَثَلٌ أَوَّل من تكلم به الزَّبَّاء. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: التَّقْدِيرُ فِيهِ: عَسَى الغُوَيْرُ أَن يُحْدِثَ أَبْؤُساً، قَالَ: وهو جَمْعُ بَأْسٍ وَلَمْ يَقُلْ جمعُ بُؤْسٍ، وَذَلِكَ أَن الزَّبَّاء لَمَّا خَافَتْ مِنْ قَصِيرٍ قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الغارَ الَّذِي تَحْتَ قَصْرِكِ، فَقَالَتْ: عَسَى الْغُوَيْرُ أَبؤُساً أَي إِن فَرَرْتُ مِنْ بأْس وَاحِدٍ فَعَسَى أَن أَقع فِي أَبْؤُسٍ، وَعَسَى هَاهُنَا إِشفاق؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عَسَى طَمَعٌ وإِشفاق، يَعْنِي أَنها طَمَعٌ فِي مِثْلِ قَوْلِكَ: عَسَى زَيْدٌ أَن يُسَلِّمَ، وإِشفاق مِثْلَ هَذَا الْمَثَلِ: عَسَى الْغُوَيْرُ أَبؤُساً، وَفِي مِثْلِ قَوْلِ بَعْضِ أَصحاب النَّبِيِّ؛ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَسَى أَن يَضُرَّني شَبَهُه يَا رَسُولَ اللَّه ، فَهَذَا إِشفاق لَا طَمَعٌ، وَلَمْ يُفَسَّرْ مَعْنَى هَذَا الْمَثَلِ وَلَمْ يُذْكَرْ فِي أَي مَعْنًى يُتَمَثَّلُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَذَا الْمَثَلُ يُضْرَبُ لِلْمُتَّهَمِ بالأَمر، وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِهِ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، لِرَجُلٍ أَتاه بمَنْبُوذٍ: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً ، وَذَلِكَ أَنه اتَّهَمَهُ أَن يَكُونَ صَاحِبَ المَنْبوذَ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ مَثَلٌ لِكُلِّ شَيْءٍ يُخَافُ أَن يَأْتي مِنْهُ شَرٌّ؛ قَالَ: وأَصل هَذَا الْمَثَلِ أَنه كَانَ غارٌ فِيهِ نَاسٌ فانْهارَ عَلَيْهِمْ أَو أَتاهم فِيهِ فَقَتَلَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً ؛ هُوَ جَمْعُ بأْس، وَانْتَصَبَ عَلَى أَنه خَبَرُ عَسَى. والغُوَيْرُ: مَاءٌ لكَلْبٍ، وَمَعْنَى ذَلِكَ عَسَى أَن تَكُونَ جِئْتَ بأَمر عَلَيْكَ فيه تُهَمَةٌ وشِدَّةٌ. ببس: البابُوسُ: وَلَدُ النَّاقَةِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الحُوارُ، قَالَ ابن أَحمر:

_ (1). قوله [يوجهان العلة إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [وهو بمعنى الأَبؤس] كذا بالأَصل ولعل الأولى بمعنى البؤس.

حَنَّتْ قَلُوصي إِلى بابوسِها طَرَباً، ... فَمَا حَنِينُكِ أَم مَا أَنتِ والذِّكَرُ؟ «1» وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الإِنسان. التَّهْذِيبُ: البابُوسُ الصَّبِيُّ الرَّضِيعُ فِي مَهْدِه. وَفِي حَدِيثِ جُرَيْجٍ الرَّاهِبِ حِينَ اسْتَنْطَقَ الرضيعَ فِي مَهْدِه: مَسَحَ رأْس الصَّبِيِّ وَقَالَ لَهُ: يَا بابُوسُ، مَنْ أَبوك؟ فَقَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي ، قَالَ: فَلَا أَدري أَهو فِي الإِنسان أَصل أَم اسْتِعَارَةٌ. قَالَ الأَصمعي: لَمْ نَسْمَعْ بِهِ لِغَيْرِ الإِنسان إِلا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر، وَالْكَلِمَةُ غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ وَقَدْ جَاءَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِلرَّضِيعِ مِنْ أَي نَوْعٍ كَانَ، وَاخْتُلِفَ في عربيته. بجس: البَجْسُ: انْشِقَاقٌ فِي قِرْبة أَو حَجَرٍ أَو أَرض يَنْبُعُ مِنْهُ الماءُ، فإِن لَمْ يَنْبُعْ فَلَيْسَ بانْبِجاسٍ؛ وأَنشد: وَكِيفَ غَرْبَيْ دالِجٍ تَبَجَّسا وبَجَسْتُه أَبْجِسُه وأَبْجُسُه بَجْساً فانْبَجَسَ وبَجَّسْتُه فَتَبَجَّسَ، وَمَاءٌ بَجِيسٌ: سَائِلٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً . والسحابُ يَتَبَجَّسُ بِالْمَطَرِ، والانْبِجاسُ عامٌّ، والنُّبُوع لِلْعَيْنِ خَاصَّةً. وبَجَسْتُ الماءَ فانْبَجَسَ أَي فَجَرْتُه فَانْفَجَرَ. وبَجَس الماءُ بِنَفْسِهِ يَبْجُسُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَسَحَابٌ بُجْسٌ. وانْبَجَسَ الماءُ وتَبَجَّسَ أَي تَفَجَّرَ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: مَا مِنَّا رَجُلٌ إِلا بِهِ آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إِلا الرَّجُلَيْن يَعْنِي عَلِيًّا وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا. الْآمَّةُ: الشَّجَّةُ الَّتِي تَبْلُغُ أُمَّ الرأْس، ويَبجُسُها: يَفْجُرُها، وَهُوَ مَثَلٌ، أَرادَ أَنها نَغِلَة كَثِيرَةُ الصَّدِيدِ، فإِن أَراد أَحد أَن يُفَجِّرَهَا بِظُفُرِهِ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ لِامْتِلَائِهَا وَلَمْ يَحْتَجْ إِلى حَدِيدَةٍ يَشُقُّهَا بِهَا، أَراد لَيْسَ مِنَّا أَحد إِلا وَفِيهِ شَيْءٌ غَيْرُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وكأَنه قَزَعَةٌ يَتَبَجَّسُ أَي يَتَفَجَّرُ. وجاءَنا بِثَرِيدٍ يَتَبَجَّسُ أُدْماً. وبَجَّسَ المُخُّ: دَخَلَ فِي السُّلامى وَالْعَيْنِ فَذَهَبَ، وَهُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ: بَخَّسَ. وبَجْسَةُ: اسم عين. بحلس: الأَزهري: يُقَالُ جاءَ رَائِقًا عَثَريّاً، وَجَاءَ يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه، وجاءَ يَتَبَحْلَسُ، وجاءَ مُنْكَراً إِذا جاءَ فَارِغًا لا شيء معه. بخس: البَخْسُ: النَّقْصُ. بَخَسَه حَقَّه يَبْخَسُه بَخْساً إِذا نَقَصَهُ؛ وامرأَة باخِسٌ وباخِسَةٌ. وَفِي الْمَثَلِ فِي الرَّجُلِ تَحْسَبُه مُغَفَّلًا وَهُوَ ذُو نَكْراءَ: تَحسَبُها حمقاءَ وَهِيَ باخِسٌ أَو باخِسَةٌ؛ أَبو الْعَبَّاسِ: باخِسٌ بِمَعْنَى ظَالِمٍ، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ* . لَا تَظْلِمُوهُمْ. والبَخْسُ مِنَ الظُّلْمِ أَنْ تَبْخَسَ أَخاك حَقَّه فتنقصه كا يَبْخَسُ الكيالُ مِكْيَالَهُ فَيَنْقُصُهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ؛ أَي لَا يَنْقُصُ مِنْ ثَوَابِ عَمَلِهِ، وَلَا رَهَقًا أَي ظُلْمًا. وثَمَنٌ بَخْسٌ: دونَ مَا يُحَبُّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ؛ أَي نَاقِصٍ دُونَ ثَمَنِهِ. والبَخْسُ: الخَسِيسُ الَّذِي بَخَس بِهِ البائعُ. قَالَ الزَّجَّاجُ: بَخْس أَي ظُلْم لأَن الإِنسان الْمَوْجُودَ لَا يَحُلُّ بَيْعُهُ. قَالَ: وَقِيلَ بَخْسٌ نَاقِصٌ، وأَكثر التَّفْسِيرِ عَلَى أَن بَخْساً ظُلْمٌ، وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه بِيعَ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَقِيلَ بِاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ، أَخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ إِخوته دِرْهَمَيْنِ، وَقِيلَ بأَربعين دِرْهَمًا، وَيُقَالُ للبيع إِذا

_ (1). قوله [طرباً] الذي في النهاية: جزعاً. والذكر: جمع ذكرة بكسر فسكون، وهي الذكرى بمعنى التذكر.

كَانَ قَصْداً: لَا بَخْسَ فِيهِ وَلَا شَطَطَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا بَخْس وَلَا شُطُوط. وبَخَسَ الميزانَ: نَقَصَه. وتَباخَسَ القومُ، تَغَابَنُوا. وَرُوِيَ عَنِ الأَوزاعي فِي حَدِيثٍ: أَنه يأْتي عَلَى النَّاسِ زمانٌ يُستحلُّ فِيهِ الرِّبَا بِالْبَيْعِ، والخمرُ بِالنَّبِيذِ، والبَخْسُ بِالزَّكَاةِ ؛ أَراد بالبَخْس مَا يأْخذه الْوُلَاةُ بِاسْمِ العُشْر، يتأَوّلون فِيهِ أَنه الزَّكَاةُ وَالصَّدَقَاتُ. والبَخْسُ: فَقْءُ الْعَيْنِ بالإِصبع وَغَيْرِهَا، وبَخَسَ عَيْنَهُ يَبْخَسُها بَخْسًا: فقأَها، لُغَةٌ فِي بَخَصَها، وَالصَّادُ أَعلى. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ بَخَصْتُ عينَه، بِالصَّادِّ، وَلَا تَقُلْ بَخَسْتُها إِنما البَخْسُ نقصانُ الْحَقِّ. والبَخْسُ: أَرض تُنْبِتُ بِغَيْرِ سَقْي، وَالْجَمْعُ بُخُوسٌ. والبَخْسُ مِنَ الزَّرْعِ: مَا لَمْ يُسْقَ بماءٍ عِدٍّ إِنما سَقَاهُ مَاءُ السَّمَاءِ؛ قَالَ أَبو مَالِكٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهُ العُذافَة وَقَدْ رأَيته: قالتْ لُبَيْنَى: اشْتَرْ لَنَا سَويقَا، ... وهاتِ بُرَّ البَخْسِ أَو دَقِيقا، واعْجَلْ بِشَحْمٍ نَتَّخِذْ حُرْذِيقا ... واشْتَرْ فَعَجِّلْ خادِماً لَبِيقا، واصْبُغْ ثِيَابِيَ صِبَغاً تَحْقِيقا، ... مِنْ جَيِّدِ العُصْفُرِ لَا تَشْرِيقا بِزَعْفَرَانٍ، صِبَغاً رَقيقا قَالَ: البَخْسُ الَّذِي يُزْرَعُ بِمَاءِ السَّمَاءِ، تَشْرِيقًا أَي صُفِّرَ شَيْئًا يَسِيرًا. والأَباخِسُ: الأَصابعُ. قَالَ الكُمَيْتُ: جَمَعْتَ نِزَاراً، وَهِيَ شَتَّى شُعُوبُها، ... كَمَا جَمَعَتْ كَفٌّ إِلَيْهَا الأَباخِسا وإِنه لِشَدِيدُ الأَباخِسِ، وَهِيَ لَحْمُ العَصَب، وَقِيلَ: الأَباخِسُ مَا بَيْنَ الأَصابع وأُصولها. والبَخِيسُ مِنْ ذِي الخُفِّ: اللَّحْمُ الدَّاخِلُ فِي خُفِّه. والبَخِيسُ: نِياطُ الْقَلْبِ. وَيُقَالُ: بَخَّسَ المُخُّ تَبْخِيساً أَي نَقَصَ وَلَمْ يَبْقَ إِلا فِي السُّلامَى وَالْعَيْنِ، وَهُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى. وَقَالَ الأُموي: إِذا دَخَلَ فِي السُّلامَى وَالْعَيْنِ فَذَهَبَ وَهُوَ آخر ما يبقى. بدس: بَدَسَه بِكَلِمَةٍ بَدْساً: رَمَاهُ بِهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ. برس: البِرْسُ والبُرْسُ: القُطْنُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرْمِي اللُّغامَ عَلَى هَامَاتِهَا قَزَعاً، ... كالبُرْسِ [كالبِرْسِ] طَيَّرَه ضَرْبُ الكَرابِيلِ الْكَرَابِيلُ: جَمْعُ كِرْبالٍ، وَهُوَ مِنْدَفُ الْقُطْنِ. والقَزَعُ: المتفرِّق قِطَعاً، وَقِيلَ: البُرْسُ شَبِيهٌ بِالْقُطْنِ، وَقِيلَ: الْبُرْسُ قُطْنُ البَرْدِيِّ؛ وأَنشد: كنَدِيفِ البِرْسِ فوقَ الجُماحْ والنِّبْرَاسُ: الْمِصْبَاحُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى: وإِنما قَضَينا بِزِيَادَةِ النُّونِ لأَن بَعْضَهُمْ ذَهَبَ إِلى أَن اشْتِقَاقَهُ مِنَ البُرْسِ الَّذِي هُوَ الْقُطْنُ، إِذِ الْفَتِيلَةُ فِي الأَغلب إِنما تَكُونُ مِنْ قُطْنٍ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ قَالَ: وَيُقَالُ للسِّنانِ نِبْرَاسٌ، وَجَمْعُهُ النَّبَارِسُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِذ رَدَّها الخَيْلُ تَعْدُو وَهِيَ خافِضَةٌ، ... حَدَّ النَّبَارِسِ مَطْرُوراً نَواحِيها أَي خَافِضَةَ الرِّمَاحِ. والبِرْسُ [البَرْسُ]: حَذَاقَة الدَّلِيلِ. وبَرَسَ إِذا اشْتَدَّ عَلَى غَرِيمِهِ. وبُرْسَانُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. والبَرْنَساءُ: الناسُ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: بَرْنَسَاءُ مَمْدُودٌ غَيْرُ مَصْرُوفٍ مِثْلَ عَقْرباءَ، وبَرْناساءُ وبَراساءُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: هُوَ أَحل مِنْ ماءِ بُرْسٍ ؛ بُرْس: أَجَمَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْعِرَاقِ، وَهِيَ الْآنَ قَرْيَةٌ، واللَّه أَعلم. بربس: أَبو عَمْرٍو: البِرْباسُ البئر العَمِيقَةُ.

برجس: البِرْجِسُ والبِرْجِيسُ: نَجْمٌ قيل هو المُشتري. وهو قيل: المِرِّيخُ، والأَعرف البِرْجِيسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنِ الْكَوَاكِبِ الخُنَّسِ، فَقَالَ: هِيَ البِرْجِيسُ وزُحَلُ وبَهْرَامُ وعُطارِدُ والزُّهَرَةُ ؛ البِرْجيسُ: المُشْتَرِي، وبَهْرام: المِرِّيخ. والبُرْجاسُ: غَرَض فِي الْهَوَاءِ يُرْمَى بِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَظنه مولَّداً. شَمِرٌ: البُرْجاسُ شِبْهُ الأَمارَةِ تُنْصَبُ مِنَ الْحِجَارَةِ. غَيْرُهُ: المِرْجاسُ حَجَرٌ يُرْمَى بِهِ فِي الْبِئْرِ لِيَطِيبَ ماؤُها وَتُفْتَحَ عُيُونُهَا؛ وأَنشد: إِذا رَأَوْا كَريهَةً يَرْمُونَ بِي، ... رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوِي قَالَ: وَوَجَدَتْ هَذَا فِي أَشعار الأَزْد بالبُرْجاس فِي قَعْرِ الطَّوي، وَالشِّعْرُ لِسَعْدِ بْنِ الْمُنْتَحِرِ «2» الْبَارِقِيِّ، رَوَاهُ المُؤَرِّجُ، وَنَاقَةٌ بِرْجِيسٌ أَي غزيرة. بردس: رَجُلٌ بِرْدِيسٌ: خَبِيثٌ منكر، وهي البَرْدَسة. برطس: المُبَرْطِسُ: الَّذِي يَكْتَرِي لِلنَّاسِ الإِبل وَالْحَمِيرَ ويَأْخذ جُعْلًا، والاسم البَرْطَسَةُ. برعس: نَاقَةٌ بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ: غَزِيرَةٌ؛ وأَنشد: إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ، ... فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبوها الرَّاهِمُ وَرَاهِمٌ: اسْمُ فَحْلٍ، وَقِيلَ: نَاقَةٌ بِرْعِسٌ وبِرْعِيسٌ جَمِيلَةٌ تَامَّةٌ. برنس: البُرْنُس: كُلُّ ثَوْبٍ رأْسه مِنْهُ مُلْتَزِقٌ بِهِ، دُرَّاعَةً كَانَ أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عنه: سَقَطَ البُرْنُسُ عَنْ رأْسي ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: البُرْنُسُ قَلَنْسُوَة طَوِيلَةٌ، وَكَانَ النُّسَّاكُ يَلْبَسُونَهَا فِي صَدْرِ الإِسلام، وَقَدْ تَبَرْنَسَ الرَّجُلُ إِذا لَبِسَهُ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ البِرْس، بِكَسْرِ الْبَاءِ، الْقُطْنُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: إِنه غَيْرُ عَرَبِيٍّ. والتَّبَرْنُسُ: مَشْيُ الْكَلْبِ، وَإِذَا مَشَى الإِنسان كَذَلِكَ قِيلَ: هُوَ يَتَبَرْنَسُ. وتَبَرْنَس الرَّجُلُ: مَشَى ذَلِكَ الْمَشْيَ. وَهُوَ يَمْشِي البَرْنَسَاءَ أَي فِي غَيْرِ صَنْعَةٍ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مرَّ مَرًّا سَرِيعًا: هُوَ يَتَبَرْنَسُ؛ وأَنشد: فَصَبَّحَتْه سِلَقٌ تَبَرْنَسُ والبَرْنَسا والبَرْنَساءُ: ابْنُ آدَمَ. يُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ البَرْنَساء هُوَ. وَيُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ بَرَنْساءَ هُوَ وأَيُّ بَرْناساء هُوَ وأَي البَرَنْساءِ هُوَ؛ مَعْنَاهُ مَا أَدري أَيُّ النَّاسِ هُوَ. والبَرْنَساء: النَّاسُ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: بَرْنَساء مِثْلُ عَقْرَباء، مَمْدُودٌ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وبَرْناساء وبَراساء. وَالْوَلَدُ بالنَّبَطِيَّة: بَرَقْ نَسا. بسس: بَسَّ السَّويقَ والدقيقَ وَغَيْرَهُمَا يَبُسُّه بَسّاً: خَلَطَهُ بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ، وَهِيَ البَسِيسَةُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي تُلتُّ بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ وَلَا تُبَلُّ. والبَسُّ: اتِّخَاذُ البَسيسَة، وَهُوَ أَن يُلتَّ السَّويقُ أَو الدَّقِيقُ أَو الأَقِطُ الْمَطْحُونُ بِالسَّمْنِ أَو بِالزَّيْتِ ثُمَّ يُؤْكَلُ وَلَا يُطْبَخُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ أَشد مِنَ اللَّتِّ بَلَلًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا، ... وَلَا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسَا وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ أَنه لِصٌّ مِنْ غَطَفان أَراد أَن يَخْبِزَ فَخَافَ أَن يَعْجَلَ عَنْ ذَلِكَ فأَكله عجيناً، ولم يجعل

_ (2). قوله [لسعد بن المنتحر] كذا بالأَصل بالحاء المهملة وفي شرح القاموس بالخاء المعجمة.

البَسَّ مِنَ السَّوقِ اللَّين. ابْنُ سِيدَهْ: والبَسِيسَةُ الشَّعِيرُ يُخْلَطُ بِالنَّوَى للإِبل. وَالْبَسِيسَةُ: خُبْزٌ يُجَفَّفُ وَيُدَقُّ وَيُشْرَبُ كَمَا يُشْرَبُ السَّوِيقُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبه الَّذِي يُسَمَّى الفَتُوتَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: صَارَتْ كَالدَّقِيقِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ «1»: وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً. وَبُسَّتْ: فُتَّتْ فَصَارَتْ أَرضاً، وَقِيلَ نُسِفَتْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً؛ وَقِيلَ: سِيقَتْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بُسَّتْ لُتَّتْ وَخُلِطَتْ. وبَسَّ الشيءَ إِذا فَتَّتَه. وَفِي حَدِيثِ الْمُتْعَةِ: وَمَعِي بُرْدَةٌ قَدْ بُسَّ مِنْهَا أَي نيلَ مِنْهَا وبَلِيَتْ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: مِنْ أَسماء مَكَّةَ البَاسَّةُ ، سُمِّيَتْ بِهَا لأَنها تَحْطِمُ مَنْ أَخطأَ فِيهَا. والبَسُّ: الحَطْمُ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ مِنَ النَّسِّ الطَّرْدِ. الأَصمعي: البَسيسَة كُلُّ شَيْءٍ خَلَطْتَهُ بِغَيْرِهِ مِثْلَ السَّوِيقِ بالأَقط ثُمَّ تَبُلُّه بالرُّبِّ أَو مِثْلَ الشَّعِيرِ بِالنَّوَى للإِبل. يُقَالُ: بَسَسْتُهُ أَبُسُّه بَسّاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى وبُسَّت الْجِبَالُ بَسًّا، خُلِطَتْ بِالتُّرَابِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ: فُتَّتْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُوِّيتْ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: صَارَتْ تُرَابًا تَرِباً. وَجَاءَ بالأَمر من حَسِّه وبَسِّه ومن حِسِّه وبِسِّه أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ. وَيُقَالُ: جئْ بِهِ مِنْ حِسِّك وبِسِّك أَي ائتِ بِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ جَاءَ بِهِ مِنْ حَسِّه وبَسِّه أَي مِنْ جُهْدِهِ. ولأَطلُبَنَّه مِنْ حَسِّي وبَسِّي أَي مِنْ جُهْدي؛ وَيُنْشِدُ: ترَكَتْ بَيْتي، مِنَ الأَشْياءِ، ... قَفْراً، مثلَ أَمْسِ كلُّ شيءٍ كنتُ قد جَمَّعْتُ ... مِنْ حَسِّي وبَسِّي وبَسَّ فِي مَالِهِ بَسَّةً ووَزَمَ وَزْمَةً: أَذهب مِنْهُ شَيْئًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وبِسْ بِسْ: ضَرْبٌ مِنْ زَجْرِ الإِبل، وَقَدْ أَبَّسَ بِهَا. وبَس بَسْ وبِسْ بِسْ: مِنْ زَجْرِ الدَّابَّةِ، بَسَّ بِهَا يَبُسُّ وأَبَسَّ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَبَسَّ بِالنَّاقَةِ دَعَاهَا لِلْحَلْبِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ دَعَا وَلَدَهَا لِتَدِرَّ عَلَى حَالِبِهَا. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: بَسَّ بِالنَّاقَةِ وأَبَسَّ بِهَا دَعَاهَا لِلْحَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ يُبِسُّون، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يُبِسُّون هُوَ أَن يُقَالَ فِي زَجْرِ الدَّابَّةِ إِذا سُقْتَ حِمَارًا أَو غَيْرَهُ: بَسْ بَسْ وبِسْ بِسْ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وأَكثر مَا يُقَالُ بِالْفَتْحِ، وَهُوَ صَوْتُ الزَّجْرِ للسَّوْق، وَهُوَ مِنْ كَلَامُ أَهل الْيَمَنِ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: بَسَسْتُها وأَبْسَسْتُها إِذا سُقْتَها وزجَرْتها وَقُلْتَ لَهَا: بِسْ بِسْ، فَيُقَالُ عَلَى هَذَا يَبُسُّون ويُبِسِّون. وأَبَسَّ بِالْغَنَمِ إِذا أَشْلاها إِلى الْمَاءِ. وأَبْسَسْتُ بِالْغَنَمِ إِبْسَاساً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَبْسَسْتُ بالمَعَز إِذا أَشلَيْتَها إِلى الْمَاءِ. وأَبَسَّ بالإِبل عِنْدَ الْحَلْبِ إِذا دَعَا الْفَصِيلَ إِلى أُمه، وأَبَسَّ بأُمه لَهُ. التَّهْذِيبُ: وأَبْسَسْتُ بالإِبل عِنْدَ الْحَلْبِ، وَهُوَ صُويْتُ الرَّاعِي تَسْكُنُ بِهِ النَّاقَةُ عِنْدَ الْحَلْبِ. وَنَاقَةٌ بَسُوسٌ: تَدِرُّ عِنْدَ الإِبْساس، وبَسْبَسَ بِالنَّاقَةِ كَذَلِكَ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: لعَاشِرَةٍ وَهُوَ قَدْ خافَها، ... فَظَلَّ يُبَسْبِسُ أَو يَنْقُر

_ (1). قوله [وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ إلخ] كذا بالأَصل وعبارة متن القاموس وشرحه: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا أي فتت، نقله اللحياني فصارت أرضاً قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَقَالَ أَبُو عبيدة فصارت تراباً وَقِيلَ نُسِفَتْ كَمَا قَالَ تَعَالَى يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً وَقِيلَ سِيقَتْ كَمَا قَالَ تعالى وَسُيِّرَتِ إلخ.

لعاشرة: بعد ما سَارَتْ عَشْرَ لَيَالٍ. يُبَسْبِسُ أَي يَبُسُّ بِهَا يُسَكِّنُهَا لتَدِرَّ. والإِبْساسُ بِالشَّفَتَيْنِ دُونَ اللِّسَانِ، وَالنَّقْرُ بِاللِّسَانِ دُونَ الشَّفَتَيْنِ، وَالْجَمَلُ لَا يُبَسُّ إِذا اسْتَصْعَبَ وَلَكِنْ يُشْلَى بِاسْمِهِ وَاسْمِ أُمه فَيَسْكُنُ، وَقِيلَ، الإِبْساسُ أَن يَمْسَحَ ضَرْعَ النَّاقَةِ يُسَكِّنُها لتَدِرَّ، وَكَذَلِكَ تَبُسُّ الرِّيحُ بِالسَّحَابَةِ. والبُسُسُ: الرُّعاة. والبُسُسُ: النُّوق الإِنْسِيَّة. والبُسُسُ: الأَسْوِقَةُ الْمَلْتُوتَةُ. والإِبْساسُ عِنْدَ الْحَلْبِ: أَن يُقَالَ لِلنَّاقَةِ بِسْ بِسْ. أَبو عُبَيْدٍ: بَسَسْتُ الإِبل وأَبْسَسْت لُغَتَانِ إِذا زَجَرْتَهَا وَقُلْتَ بِسْ بِسْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي أَمثالهم: لَا أَفعله مَا أَبَسَّ عبدٌ بِنَاقَتِهِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ طَوَافُهُ حَوْلَهَا لِيَحْلِبَهَا. أَبو سَعِيدٍ: يُبِسُّون أَي يُسَيِّحُونَ فِي الأَرض، وانْبَسَّ الرجلُ إِذا ذَهَبَ. وبُسَّهُمْ عَنْكَ أَي اطْرُدْهُمْ. وبَسَسْتُ المالَ فِي الْبِلَادِ فانْبَسَّ إِذا أَرسلته فَتَفَرَّقَ فِيهَا، مِثْلَ بَثَثْتُه فانْبَثَّ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَبْسَسْتُ بِالنَّعْجَةِ إِذا دَعَوْتُهَا لِلْحَلْبِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: لَمْ أَسمع الإِبْساسَ إِلا فِي الإِبل؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: بَسَسْتُ الْغَنَمَ قُلْتُ لَهَا بَسْ بَسْ. والبَسُوسُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَدِرُّ إِلا بالإِبْساسِ، وهو أشن يُقَالَ لَهَا بُسُّ بُسُّ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ الصُّوَيْتُ الَّذِي تُسَكَّنُ بِهِ الناقةُ عِنْدَ الْحَلْبِ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِغَيْرِ الإِبل. والبَسُوسُ: اسْمُ امرأَة، وَهِيَ خَالَةُ جَسَّاس بْنِ مُرَّة الشَّيْباني: كَانَتْ لَهَا نَاقَةٌ يُقَالُ لَهَا سَرَابِ، فَرَآهَا كُلَيْبُ وائلٍ فِي حِماه وَقَدْ كَسَرَتْ بَيْض طَيْرٍ كَانَ قَدْ أَجاره، فَرَمى ضَرْعها بِسَهْمٍ، فَوَثَبَ جَسَّاس عَلَى كُلَيْبٍ فَقَتَلَهُ، فَهَاجَتْ حَربُ بكرٍ وتَغْلِبَ ابْنَيْ وَائِلٍ بِسَبَبِهَا أَربعين سَنَةً حَتَّى ضَرَبَتْ بِهَا الْعَرَبُ الْمَثَلَ فِي الشُّؤْمِ، وَبِهَا سُمِّيَتْ حَرْبُ البَسُوس، وَقِيلَ: إِن النَّاقَةَ عَقَرَهَا جَسَّاسُ بْنُ مُرَّةَ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ [غَيْرُهُ: وَفِي الْحَدِيثِ]: هُوَ اشْأَمُ مِنَ البَسُوسِ ، وَهِيَ نَاقَةٌ كَانَتْ تَدِرُّ [تَدُرُّ] عَلَى المُبِسِّ بِهَا، وَلِذَلِكَ سَمِّيتْ بَسُوساً، أَصابها رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بِسَهْمٍ فِي ضَرْعِهَا فَقَتَلَهَا. وَفِي البَسُوسِ قَوْلٌ آخَرُ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ أَشْبه بِالْحَقِّ، وَرَوَى بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها؛ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ أُعْطِيَ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُ فِيهَا، وَكَانَ لَهُ امرأَة يُقَالُ لَهَا البَسُوسُ، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا وَلَدٌ، وَكَانَتْ لَهُ مُحبَّة، فَقَالَتْ: اجْعَلْ لِي مِنْهَا دَعْوَةً وَاحِدَةً، قَالَ: فَلَكَ وَاحِدَةٌ فَمَاذَا تأْمرين؟ قَالَتْ: ادعُ اللَّه أَن يَجْعَلَنِي أَجمل امرأَة فِي بَنِي إِسرائيل، فَلَمَّا عَلِمَتْ أَن لَيْسَ فِيهِمْ مِثْلُهَا رَغِبَتْ عَنْهُ وأَرادت شَيْئًا آخَرَ، فَدَعَا اللَّه عَلَيْهَا أَن يَجْعَلَهَا كَلْبَةً نَبَّاحَةً فَذَهَبَتْ فِيهَا دَعْوَتَانِ، وَجَاءَ بَنُوهَا فَقَالُوا: لَيْسَ لَنَا عَلَى هَذَا قَرَارٌ، قَدْ صَارَتْ أُمنا كَلْبَةً تُعَيِّرُنا بِهَا الناسُ، فَادْعُ اللَّه أَن يُعِيدَهَا إِلى الْحَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا، فَدَعَا اللَّه فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ فَذَهَبَتِ الدَّعَوَاتُ الثَّلَاثُ فِي البَسُوس ، وَبِهَا يُضْرَبُ الْمَثَلُ فِي الشُّؤْمِ. وبُسْ: زَجْرٌ لِلْحَافِرِ، وبَسْ: بِمَعْنَى حَسْبُ، فَارِسِيَّةٌ. وَقَدْ بَسْبَسَ بِهِ وأَبَسَّ بِهِ وأَسَّ بِهِ إِلى الطَّعَامِ: دَعَاهُ. وبَسَّ الإِبل بَسّاً: سَاقَهَا؛ قَالَ: لَا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: مَعْنَاهُ لَا تُبْطِئا فِي الخَبْزِ وبُسَّا الدَّقِيقَ بالماءِ فَكُلَاهُ. وَفِي تَرْجَمَةِ خَبْزٍ: الخَبْزُ السَّوْقُ الشَّدِيدُ بِالضَّرْبِ. والبَسُّ: السَّيْرُ الرَّقِيقُ. بَسَسْتُ أَبُسُّ بَسّاً وبَسَسْتُ الإِبل أَبُسُّها، بِالضَّمِّ، بَسّاً إِذا سُقْتَها سَوْقًا لَطِيفًا. والبَسُّ: السَّوْقُ

اللَّيِّنُ، وَقِيلَ: البَسُّ أَن تَبُلَّ الدَّقيق ثُمَّ تأْكله، والخَبْزُ أَن تَخبِزَ المَلِيلَ. والبَسيسَة عِنْدَهُمْ: الدَّقِيقُ وَالسَّوِيقُ يُلَتُّ وَيُتَّخَذُ زَادًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: بَسَسْتُ السويقَ وَالدَّقِيقَ أَبُسُّه بَسّاً إِذا بَلَلْتَهُ بشيءٍ مِنَ الْمَاءِ، وَهُوَ أَشد مِنَ اللَّتِّ. وبَسَّ الرجلَ يَبُسُّه: طَرَدَهُ وَنَحَّاهُ. وانْبَسَّ: تَنَحَّى. وبَسَّ عَقاربه: أَرسل نَمَائِمَهُ وأَذاه. وانْبَسَّتِ الحيةُ: انْسابَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ قَالَ: وانْبَسَّ حَيَّاتُ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ وانْبَسَّ فِي الأَرض: ذَهَبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَحْدَهُ حَكَاهُ فِي بَابِ انْبَسَّت الْحَيَّاتُ انْبِساساً، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ ارْبَسَّ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ زُرْعَةَ: أَمِن أَهلِ الرَّسِّ والبَسِّ أَنت؟ البَسُّ: الدَّسُّ. يُقَالُ: بَسَّ فُلَانٌ لِفُلَانٍ مَنْ يَتَخَبَّرُ لَهُ خَبَرَهُ ويأَتيه بِهِ أَي دَسَّه إِليه. والبَسْبَسَة: السِّعايَةُ بَيْنَ النَّاسِ. والبَسْبَسُ: شجرٌ. والبَسْبَسُ: لُغَةٌ فِي السَّبْسَبِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه مِنَ الْمَقْلُوبِ. والبَسابِسُ: الْكَذِبُ. والبَسْبَس: القَفْرُ. والتُّرَّهات البَسابِسُ هِيَ الباطلُ، وَرُبَّمَا قَالُوا تُرَّهاتُ البَسابِسِ، بالإِضافة. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: فَبَيْنَا أَنا أَجول بَسْبَسَها ؛ البَسْبَسُ: البَرُّ المُقْفِرُ الْوَاسِعُ، وَيُرْوَى سَبْسَبَها، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وبَسْبَس بَوْلَه: كَسَبْسَبَه. والبَسْباسُ: بَقْلَة: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَسْباسُ مِنَ النَّبَاتِ الطَّيِّبِ الرِّيحِ، وَزَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنه النَّانْخَاهُ، وأَما أَبو زِيَادٍ فَقَالَ: البَسْباسُ طَيِّبُ الرِّيحِ يُشْبِه طَعْمُه طَعْمَ الْجَزَرِ، وَاحِدَتُهُ بَسْباسَةٌ. اللَّيْثُ: البَسباسَة بَقْلَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ؛ قَالَ: والبَسْبَسُ شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ الرِّحَالُ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي قالَه اللَّيْثُ فِي الْبَسْبَسِ أَنه شَجَرٌ لَا أَعرفه، قَالَ: وأُراه أَراد السَّبْسَبَ. وبَسْباسَةُ: اسْمُ امرأَة، والبَسُوس كَذَلِكَ. وبُسٌّ: مَوْضِعٌ عِنْدَ حُنَيْنٍ؛ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْداس السُّلَمِيُّ: رَكَضْتُ الخَيْلَ فِيهَا بَيْنَ بُسٍّ ... إِلى الأَوْراد، تَنْحِطُ بالنِّهابِ قَالَ: وأُرى عاهانَ بْنَ كَعْبٍ إِيَّاهُ عَنَى بِقَوْلِهِ: بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ، ... غِلاظُ منابِتِ القَصَراتِ كُومُ يَقُولُ: عَلَيْكَ بَنِيكَ أَو انْظُرْ بَنِيكَ، وَرَفَعَ هَجْمَةً عَلَى تَقْدِيرِ وَهَذِهِ هَجْمَةٌ كالأَشاء فَفِيهَا مَا يَشْغَلُك عن النعيم. بطس: التَّهْذِيبُ: بِطياسُ اسْمُ مَوْضِعٍ عَلَى بِنَاءِ الجِرْيال، قال: وكأَنه أَعجمي. بغس: البَغْسُ: السَّوادُ؛ يَمانِيَةٌ. بكس: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي بَكَسَ خَصْمَه إِذا قَهَرَهُ. قَالَ: والبُكْسَةُ خِرْقَةٌ يُدَوِّرُهَا الصِّبْيَانُ ثُمَّ يأْخذون حَجَرًا فَيُدَوِّرُونَهُ كأَنه كُرَةٌ، ثُمَّ يَتَقَامَرُونَ بِهِمَا، وَتُسَمَّى هَذِهِ اللُّعْبَةُ الكُجَّةَ، وَيُقَالُ لِهَذِهِ الْخِرْقَةِ أَيضاً: التُّونُ والآجُرَّةُ. بلس: أَبْلَسَ الرجلُ: قُطِعَ بِهِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَبْلَس: سَكَتَ. وأَبْلَسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه أَي يَئِسَ ونَدِمَ، وَمِنْهُ سُمِّيَ إِبْلِيسُ وَكَانَ اسْمُهُ عزازيلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَوْمَئِذٍ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ . وإِبليس، لَعَنَهُ اللَّه: مُشْتَقٌّ مِنْهُ لأَنه أُبْلِسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه أَي أُويِسَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: لَمْ يُصْرَفْ لأَنه أَعجمي مَعْرِفَةٌ. والبَلاسُ: المِسْحُ، وَالْجَمْعُ بُلُسٌ. قَالَ أَبو عبيدَة: وَمِمَّا دَخَلَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ كَلَامِ فَارِسَ المِسْحُ

تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ البَلاسَ، بِالْبَاءِ الْمُشَبَّعِ، وأَهل الْمَدِينَةِ يُسَمَّوْنَ المِسْحَ بَلاساً، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَمِنْ دُعَائِهِمْ: أَرانِيك اللَّهُ عَلَى البَلَسِ، وَهِيَ غَرائِرُ كِبارٌ مِنْ مُسُوح يُجْعَلُ فِيهَا التَّين ويُشَهَّرُ عَلَيْهَا مَنْ يُنَكِّلُ بِهِ وَيُنَادَى عَلَيْهِ، وَيُقَالُ لِبَائِعِهِ: البَلَّاسُ. والمُبْلِسُ: اليائسُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلَّذِي يَسْكُتُ عِنْدَ انْقِطَاعِ حُجَّتِهِ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ جَوَابٌ: قَدْ أَبْلَسَ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفُه، وأَبْلَسا أَي لَمْ يُحِرْ إِليَّ جَوَابًا. وَنَحْوُ ذَلِكَ قِيلَ فِي المُبلِس، وَقِيلَ: إِن إِبليس سُمِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنه لَمَّا أُويِسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه أَبْلَسَ يأَساً. وَفِي الْحَدِيثِ. فتأَشَّبَ أَصحابُه حَوْلَهُ وأَبْلَسُوا حَتَّى مَا أَوضحوا بضاحِكة ؛ أَبلسو اأَي سَكَتُوا. والمُبْلِسُ: السَّاكِتُ مِنَ الْحُزْنِ أَو الْخَوْفِ. والإِبْلاسُ: الحَيْرة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِبلاسَها أَي تَحَيُّرَها ودَهَشَها. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: الإِبْلاسُ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ القُنُوط وقَطْعُ الرَّجَاءِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه تَعَالَى؛ وأَنشد: وحَضَرَتْ يومَ خَمِيسٍ الأَخْماسْ، ... وَفِي الوجوهِ صُفْرَةٌ وإِبْلاسْ وَيُقَالُ: أَبْلَسَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَ فَلَمْ تَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ؛ وَقَالَ: بِهِ هَدَى اللَّهُ قَوْمًا مِنْ ضلالَتِهِمْ، ... وَقَدْ أُعِدَّتْ لَهُمْ إِذ أَبْلَسُوا سَقَرُ والإِبْلاسُ: الِانْكِسَارُ وَالْحُزْنُ. يُقَالُ: أَبْلَسَ فُلَانٌ إِذا سَكَتَ غَمًّا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَا صاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْماً مُكْرَسا؟ ... قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفُه، وأَبْلَسا والمُكْرَسُ: الَّذِي صَارَ فِيهِ الكِرْسُ، وَهُوَ الأَبوال والأَبعار. وأَبْلَسَتِ النَّاقَةُ إِذا لَمْ تَرْغُ مِنْ شِدَّةِ الضَّبَعَة، فَهِيَ مِبْلاس. والبَلَسُ: التِّينُ، وَقِيلَ: البَلَسُ ثَمَرُ التِّينِ إِذَا أَدرك، الْوَاحِدَةُ بَلَسَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَحب أَن يَرِقَّ قَلْبُهُ فلْيُدْمِنْ أَكل البَلَس ، وَهُوَ التِّينُ، إِن كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَاللَّامِ، وإِن كَانَتِ البُلُسَ فَهُوَ العَدَسُ، وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: البُلُس هُوَ الْعَدَسُ ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْج قَالَ: سأَلت عَطَاءً عَنْ صَدَقَةِ الحَبِّ، فَقَالَ: فِيهِ كُلِّه الصدقةُ، فَذَكَرَ الذُّرَةَ والدُّخْنَ والبُلُس والجُلْجُلانَ ؛ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ البُلْسُنُ، بِزِيَادَةِ النُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: والبَلَس، بِالتَّحْرِيكِ، شَيْءٌ يُشْبِهُ التِّينَ يَكْثُرُ بِالْيَمَنِ. والبُلُس، بِضَمِّ الْبَاءِ وَاللَّامِ: الْعَدَسُ، وَهُوَ البُلْسُن. والبَلَسانُ: شَجَرٌ لِحَبِّهِ دُهْن. التَّهْذِيبُ فِي الثُّلَاثِيِّ: بَلَسانٌ شَجَرٌ يُجْعَلُ حَبُّهُ فِي الدَّوَاءِ، قَالَ: وَلِحَبِّهِ دُهْنٌ حَارٌّ يُتَنَافَسُ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: بَلَسان أُراه رُومِيًّا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: بَعَثَ اللَّه الطَّيْرَ عَلَى أَصحاب الْفِيلِ كالبَلَسان ؛ قَالَ عَبَّاد بْنُ مُوسَى: أَظنها الزَّرازيرَ. والبَلَسانُ: شَجَرٌ كَثِيرُ الْوَرَقِ يَنْبُتُ بِمِصْرَ، وَلَهُ دُهْنٌ مَعْرُوفٌ. اللِّحْيَانِيُّ: مَا ذُقْتُ عَلوساً وَلَا بَلُوساً أَي مَا أَكلت شَيْئًا. بلعس: البَلْعَسُ والدَّلْعَسُ والدَّلْعَكُ، كُلُّ هَذَا: الضَّخْمَةُ مِنَ النُّوقِ مَعَ اسْتِرْخَاءٍ فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والبَلَعُوسُ الحَمْقاءُ. بلعبس: البُلَعْبيسُ: العَجَبُ. بلهس: بَلْهَسَ: أَسرع فِي مشيه.

بنس: بَنَّسَ عَنْهُ تَبْنِيساً: تأَخر؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كأَنها مِنْ نَقا العَزَّافِ طاوِيَةٌ، ... لَمَّا انْطَوى بطنُها واخْرَوَّطَ السَفَرُ ماوِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ، اوَّدَها ... طَلٌّ، وبَنَّسَ عَنْهَا فَرْقَدٌ خَصِرُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ قَوْلُهُ بَنَّسَ عَنْهَا إِنما هُوَ مِنَ النَّوْمِ غَيْرَ أَنه إِنَّمَا يُقَالُ لِلْبَقَرَةِ، قَالَ: وَلَا أَعلم هَذَا الْقَوْلَ عَنْ غَيْرِ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي هِيَ أَحد الأَلفاظ الَّتِي انْفَرَدَ بِهَا بن أَحمر، قَالَ: وَلَمْ يُسْنِدْ أَبو زَيْدٍ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ إِلى ابْنِ أَحمر وَلَا هُمَا أَيضاً فِي دِيوَانِهِ وَلَا أَنشدهما الأَصمعي فِيمَا أَنشده لَهُ مِنَ الأَبيات الَّتِي أَورد فِيهَا كَلِمَاتِهِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ ذلك شيء جَاءَ بِهِ غَيْرُ ابْنِ أَحمر تَابِعًا لَهُ فِيهِ ومُتَقَبِّلًا أَثره، هَذَا أَوفق مِنْ قَوْلِ الأَصمعي إِنه لَمْ يأْتِ بِهِ غَيْرُهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع بَنَّسَ إِذا تأَخر إِلا لِابْنِ أَحمر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عنه: بَنِّسوا عَنِ الْبُيُوتِ لَا تَطُمُّ [تَطِمُ] امرأَة وَلَا صَبِيٌّ يَسْمَعُ كَلَامَكُمْ ؛ أَي تأَخروا لِئَلَّا يَسْمَعُوا مَا يَسْتَضِرُّون بِهِ مِنَ الرَّفَثِ الْجَارِي بَيْنَكُمْ. وبَنِّسْ: اقْعُدْ؛ عَنْ كُرَاعٍ كَذَلِكَ حَكَاهَا بالأَمر، وَالشِّينُ لُغَةٌ، وسيأْتي ذِكْرُهَا. اللِّحْيَانِيُّ: بَنَّسَ وبَنَّشَ إِذا قَعَدَ؛ وأَنشد: إِن كنتَ غيرَ صائدٍ فَبَنِّسِ ابْنُ الأَعرابي: أَبْنَسَ الرجلُ إِذا هَرَبَ مِنْ سُلْطَانٍ، قَالَ: والبَنَسُ الْفِرَارُ مِنَ الشَّرِّ. بهس: البَهْسُ: المُقْلُ مَا دَامَ رَطِبًا، وَالشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ. والبَهْسُ: الجُرْأَة. وبَيْهَسٌ: مِنْ أَسماء الأَسد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وبَيْهَسٌ: مِنْ صِفَاتِ الأَسد، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وبُهَيْسَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ نَفْرٌ جَدُّ الطِّرِمَّاح: أَلا قالتْ بُهَيْسَةُ: مَا لِنَفْرٍ، ... أَراهُ غَيَّرَتْ مِنْهُ الدُّهُورُ؟ وَيُرْوَى بُهَيْشَة، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. وَفُلَانٌ يَتَبَيْهَسُ ويَتَبَهْنَس ويَتَبَرْنَسُ ويَتَفَيْجَسُ ويَتَفَيْسَجُ إذا يَتَبَخْتَرُ فِي مَشْيِهِ. وبَيْهَسٌ: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. والبَيْهَسِيَّةُ: صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ نُسِبُوا إِلَى بَيْهَسٍ هَيْصَمِ بْنِ جَابِرٍ أَحد بَنِي سَعْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ قَيْسٍ. بهنس: البَهْنَسى: التَّبَخْتُرُ، وَهُوَ البَهْنَسَةُ. والأَسد يُبَهْنِسُ فِي مَشْيِهِ ويَتَبَهْنَسُ أَي يَتَبَخْتَرُ؛ خَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَسد وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ. وجَمَل بَهْنَسٌ وبُهانِسٌ: ذَلُولٌ. بوس: البَوْسُ: التَّقْبِيلُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ باسَه يَبُوسه. وَجَاءَ بالبَوْسِ البائِسِ أَي الْكَثِيرِ، وَالشِّينُ الْمُعْجَمَةُ أَعلى. بولس: فِي الْحَدِيثِ: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمثال الذَّرِّ حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُولَسُ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مُسَمًّى. بيس: الْفَرَّاءُ: باسَ إِذا تَبَخْتَرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَاسَ يَمِيسُ بِهَذَا الْمَعْنَى أَكثر، وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ يَتَعَاقَبَانِ، وَقَالَ: باسَ الرجلُ يَبِيسُ إِذا تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ وَآذَاهُمْ. وبَيْسانُ: مَوْضِعٌ بالأُرْدُنِّ فِيهِ نَخْلٌ لَا يُثْمِرُ إِلى خُرُوجِ الدَّجَّالِ. التَّهْذِيبُ: بَيْسانُ مَوْضِعٌ فِيهِ كُروم مِنْ بِلَادِ الشَّامِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: شُرْباً بِبَيسانَ مِنَ الأُردُنِ هُوَ مَوْضِعٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَيْسانُ مَوْضِعٌ تُنْسَبُ إِليه الْخَمْرُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

فصل التاء المثناة

نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً، ... ثُمَّ نُغَنِّي فِي بُيوتِ الرُّخامْ مِنْ خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها، ... تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ تُسْرعُ فَتْرَ الْعِظَامَ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن أَوشك بَابُهُ أَن يَكُونَ بَعْدَهُ أَن وَالْفِعْلُ، كَقَوْلِ جَرِيرٍ: إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ وَلَمْ يُقَدِّرْ ... لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن يُصابا وَقَدْ تُحْذَفُ أَن بَعْدَهُ كَمَا تُحْذَفُ بَعْدَ عَسَى، كَقَوْلِ أُمية: يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِه، ... فِي بعضِ غِرَّاتِه، يُوافِقُها فَهَذَا هُوَ الأَكثر فِي أَوشك يُوشِكُ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ بِيْسَ لُغَةٌ فِي بِئْسَ، واللَّه أَعلم. فصل التاء المثناة تختنس: دَخْتَنُوسُ: اسْمُ امرأَة، وَقِيلَ: دَخْدَنوس وتَخْتَنُوسُ. ترس: التُّرْس مِنَ السِّلَاحِ: المُتَوَقَّى بِهَا، مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَتْراسٌ وتِراسٌ وتِرَسَةٌ وتُروسٌ؛ قَالَ: كأَنَّ شَمْساً نازَعَتْ شُموسا ... دُروعَنا، والبَيْضَ والتُّروسا قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ أَتْرِسَة. وَكُلُّ شَيْءٍ تَتَرَّسْتَ بِهِ، فَهُوَ مِتْرَسَةٌ لَكَ. وَرَجُلٌ تارِسٌ: ذُو تُرْسٍ. وَرَجُلٌ تَرَّاسٌ: صَاحِبُ تُرْسٍ. والتَّتَرُّسُ: التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ، وَكَذَلِكَ التَتْريس. وتَتَرَّس بالتُّرْسِ: تَوَقَّى، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ اتَّرَسَ. والمَتْروسَةُ: مَا تُتُرِّسَ بِهِ. والتُّرْسُ: خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ الْبَابِ يُضَبَّبُ بِهَا السَّرِيرُ، وَهِيَ المَتَرْسُ بِالْفَارِسِيَّةِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَتْرَسُ خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ الْبَابِ. التَّهْذِيبُ: المَتَّرَسُ الشِّجار الَّذِي يُوضَعُ قِبَلَ البابِ دِعامَةً، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، مَعْنَاهُ مَتَرْس أَي لا تَخَفْ. ترمس: التُّرْمُسُ: شَجَرَةٌ لَهَا حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ، وَبِهِ سُمِّي الجُمانُ تَرامِسَ. وتَرْمَسَ الرجلُ إِذا تَغَيَّبَ عَنْ حَرْبٍ أَو شَغْبٍ. اللَّيْثُ: حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تَحْتَ الأَرض. ترنس: التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تَحْتَ الأَرض. تعس: التَعْسُ: العَثْرُ: والتَّعْسُ: أَن لَا يَنْتَعِشُ العاثِرُ مِنْ عَثْرَتِه وأَن يُنَكَّسَ في سِفال [سَفال]، وَقِيلَ: التَّعْسُ الِانْحِطَاطُ والعُثُورُ. قَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ نَصْبًا عَلَى مَعْنَى أَتْعَسَهُم اللَّهُ. قَالَ: والتَّعْسُ فِي اللُّغَةِ الِانْحِطَاطُ والعُثُور؛ قَالَ الأَعشى: بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ، ... فالتَّعْسُ أَدْنى لَهَا مِنْ أَنْ أَقولَ: لَعا وَيَدْعُو الرَّجُلُ عَلَى بَعِيرِهِ الْجَوَادِ إِذا عَثُرَ [عَثِرَ] فَيَقُولُ: تَعْساً فإِذا كَانَ غَيْرَ جَوَادٍ وَلَا نَجِيب فَعَثِرَ [فَعَثُرَ] قَالَ لَهُ: لَعاً وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: بِذَاتِ لَوْثٍ عِفِرْنَاةٍ ... قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ تَعِسَ فُلَانٌ يَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه، ومعناه انْكَبَّ فَعَثَرَ [فَعَثِرَ] فَسَقَطَ عَلَى يَدَيْهِ وَفَمِهِ، وَمَعْنَاهُ أَنه يُنْكَرُ مِنْ مِثْلِهَا فِي سِمَنِهَا وقوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قِيلَ لَهَا: تَعْساً، وَلَمْ يُقَلْ لَهَا تَعِسَكِ اللَّه، وَلَكِنْ يَدْعُو عَلَيْهَا بأَن يَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَيْها. والتَّعْسُ أَيضاً: الْهَلَاكُ؛ تَعِسَ تَعْساً وتَعَسَ

يَتْعَسُ تَعْساً: هَلَكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَرْماحُهُم يَنْهَزْنَهُم نَهْزَ جُمَّةٍ، ... يَقُلْنَ لِمَنْ أَدْرَكْنَ: تَعْساً وَلَا لَعا وَمَعْنَى التَّعْسِ فِي كَلَامِهِمُ الشَّرُّ، وَقِيلَ: التَعْسُ البُعْدُ، وَقَالَ الرُّسْتُمي: التَعْسُ أَن يَخِرَّ عَلَى وَجْهِهِ، والنَكْسُ أَن يَخِرَّ عَلَى رأْسه؛ وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ العلاءِ: تَقُولُ الْعَرَبُ: الوَقْسُ يُعْدِي فَتَعَدَّ الوَقْسا، ... مَنْ يَدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا وَقَالَ: الوَقْسُ الْجَرَبُ، والتَّعْسُ الْهَلَاكُ. وتعدَّ أَي تَجَنَّبْ وتَنَكَّبْ كُلُّهُ سَوَاءٌ، وإِذا خَاطَبَ بِالدُّعَاءِ قَالَ: تَعَسْتَ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وإِن دَعَا عَلَى غَائِبٍ كَسَرَهَا فَقَالَ: تَعِسَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنَ الْغَرَابَةِ بِحَيْثُ تَرَاهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُهُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، فِي الإِفْكِ حِينَ عَثَرَتْ صاحِبَتُها فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تَعِسَ يَتْعَسُ إِذا عَثَر وانْكَبَّ لِوَجْهِهِ، وَقَدْ تفتح العين، وقال ابْنُ شُمَيْلٍ: تَعَسْتَ، كأَنه يَدْعُو عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ، وَهُوَ تَعِسٌ، وتاعِسٌ وجَدٌّ تَعِسٌ مِنْهُ. وَفِي الدُّعَاءِ: تَعْساً لَهُ أَي أَلزمه اللَّه هَلَاكًا. وتَعِسَه اللَّه وأَتْعَسَه، فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ مُجَمِّعُ بْنُ هِلَالٍ: تقولُ وَقَدْ أَفْرَدْتُها مِنْ خَلِيلِها: ... تَعِسْتَ كَمَا أَتْعَسْتَني يَا مُجَمِّعُ قَالَ الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ لَا أَعرف تَعِسَه اللَّه وَلَكِنْ يُقَالُ: تَعِس بِنَفْسِهِ وأَتْعَسَه اللَّه. والتَّعْسُ: السُّقُوطُ عَلَى أَي وَجْهٍ كَانَ. وَقَالَ بَعْضُ الْكِلَابِيِّينَ: تَعِسَ يَتْعَسُ تَعْساً وَهُوَ أَن يُخطئ حَجَّتَهُ إِن خَاصَمَ، وبُغْيَتَه إِن طَلَبَ. يُقَالُ: تَعِسَ فَمَا انْتَعَشَ وشِيكَ فَلَا انْتَقشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ؛ وَهُوَ من ذلك. تغلس: أَبو عُبَيْدٍ: وَقَع فُلَانٌ فِي تُغُلِّسَ، وَهِيَ الداهية. تلس: التِّلِّيسَة: وِعَاءٌ يُسَوَّى مِنَ الْخُوصِ شِبْهُ قَفْعَة، وَهِيَ شِبْهُ الْعَيْبَةِ الَّتِي تكون عند العَصَّارينَ. تنس: تُناسُ النَّاسِ: رَعاعُهم، عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الأَزهري: أَما تَنَسَ فَمَا وَجَدْتُ لِلْعَرَبِ فِيهَا شَيْئًا، قَالَ: وأَعرف مَدِينَةً بُنِيَتْ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ بَحْرِ الرُّومِ يُقَالُ لَهَا: تِنِّيسُ، وَبِهَا تُعْمَلُ الشَّرُوبُ الثَّمِينَةُ. توس: التُّوسُ: الطَّبِيعَةُ والخُلُق. يُقَالُ: الكرَم مِنْ تُوسِه وسُوسِه أَي مِنْ خَلِيقَتِهِ وَطُبِعَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَعْقُوبُ تَاءَ هَذَا بَدَلًا مِنْ سِينِ سُوسِهِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كَانَ مَنْ تُوسِي الحياءُ ؛ التُّوس: الطَّبِيعَةُ والخِلْقَةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ تُوسِ صِدْقٍ أَي مِنْ أَصلِ صِدْقٍ. وتُوساً لَهُ: كَقَوْلِهِ بُوساً لَهُ؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: وَهُوَ الأَصل أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا المُلِمَّاتُ اعْتَصَرْنَ التُّوسا أَي خَرَّجْنَ طبائعَ النَّاسِ. وَتَاسَاهُ إِذا آذَاهُ وَاسْتَخَفَّ بِهِ. تيس: التَّيْسُ: الذَّكَرُ مِنَ المَعَزِ، وَالْجَمْعُ أَتْياسٌ وأَتْيُسٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: مَلِكُ النَّهَارِ ولِعْبُه بفُحُولَةٍ، ... يَعْلُونَه بِاللَّيْلِ عَلْوَ الأَتْيُسِ وَقَالَ الهُذَليّ: مِنْ فَوْقِه أَنْسُرٌ سُودٌ وأَغْرِبَةٌ، ... وَدُونَهُ أَعْنُزٌ كُلْفٌ وأَتْياسُ وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ تُيُوسٌ. والتَّيَّاسُ: الَّذِي يَمْسِكُهُ.

فصل الجيم

والمَتْيُوساءُ: جَمَاعَةُ التُّيُوس. وتاسَ الجَدْيُ: صَارَ تَيْساً؛ عَنِ الهَجَري. أَبو زَيْدٍ: إِذا أَتى عَلَى وَلَدِ المِعْزى سَنَةٌ فَالذَّكَرُ تَيْسٌ، والأُنثى عَنْزٌ. واسْتَتْيَسَتِ الشَّاةُ: صَارَتْ كالتَّيْس. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَا يُقَالُ اسْتاسَتْ. وعَنْزٌ تَيْساءُ إِذا كَانَ قَرْنَاهَا طَوِيلَيْنِ كَقَرْن التَّيْس، وَهِيَ بَيِّنَةُ التَّيَسِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّيْساءُ مِنَ المِعْزى الَّتِي يُشْبه قَرْنَاهَا قَرْنَي الأَوعالِ الْجَبَلِيَّةِ فِي طُولِهَا، وَالْعَرَبُ تُجْري الظِّباءَ مُجْرى العَنْزِ فَيَقُولُونَ فِي إِنَاثِهَا المَعَز، وَفِي ذُكُورِهَا التُّيُوس؛ قَالَ الهُذَليُّ: وعادِيَةٍ تُلْقي الثِّيابَ، كأَنَّها ... تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانْبِتارُها وَلَوْ أَجرَوها مُجْرى الضأْن لَقَالَ: كِبَاشُ ظِبَاءٍ؛ وَرَجُلٌ تَيَّاسٌ. وتِيسي: كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ إِرادة إِبطال الشَّيْءِ وَتَكْذِيبِهِ وَالتَّكْذِيبِ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي أَيوب: أَنه ذَكرَ الغُولَ فَقَالَ قُلْ لَهَا: تِيسِي جَعارِ ، فكأَنه قَالَ لَهَا كَذَبْتِ يَا خَارِيَةُ. قَالَ: وَالْعَامَّةُ تُغَيِّرُ هَذَا اللَّفْظَ وَتَقُولُ: طِيْزي، تُبْدِلُ مِنَ التَّاءِ طَاءً وَمِنَ السِّينِ زَايًا لِتَقَارُبِ مَا بَيْنَ هَذِهِ الْحُرُوفِ مِنَ الْمَخَارِجِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ احْمَقِي وتِيسي لِلرَّجُلِ إِذا تَكَلَّمَ بحُمْق، وَرُبَّمَا لَا يَسُبُّه سَبّاً. وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ الذَّلِيلِ يَتَعَزَّزُ: كَانَتْ عَنْزاً فاستَتْيَستْ. وَيُقَالُ: استَتْيَسَت العَنْزُ كَمَا يُقَالُ استَنْوَقَ الجَمَلُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَفِي فُلَانٍ تَيْسِيَّةٌ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ: تَيْسُوسِيَّة وكَيْفُوفِيَّةٌ؛ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُمَا. وَيُقَالُ: تُوساً لَهُ وبُوساً وجُوساً. وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ مِنَ الظِّبَاءِ: تَيْسٌ وللأُنثى عَنْزٌ، وجَعارِ مَعْدُولَةٌ عَنْ جاعِرَة كَقَوْلِكَ قَطامِ ورَقاشِ، عَلَى فَعالِ، مأْخوذ عَنِ الجَعْر، وَهُوَ الحَدَث. قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَسماء الضَّبُع. قَالَ ابْنُ السَّكَّيتِ: تُشْتَم المرأَةُ فَيُقَالُ قُومي جَعارِ، وَتُشَبَّهُ بِالضَّبْعِ. وَيُقَالُ لِلضَّبْعِ: تِيْسي جَعار، وَيُقَالُ: اذْهَبِي لَكاعِ وذَفارِ وبَظارِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: واللَّه لأُتِيسَنَّهم عَنْ ذَلِكَ أَي لأُبْطِلَنَّ قَوْلَهُمْ ولأَرُدَّنَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ. وتِيَاسٌ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ كَانَ بِهِ حَرْبٌ حِينَ قُطِعت رِجل الحرث بْنِ كَعْبٍ فَسُمِّي الأَعرج؛ وَفِي بَعْضِ الشِّعْرِ: وقتْلَى تِياسٍ عَنْ صَلاحٍ تُعَرِّبُ فصل الجيم جاس: مَكَانُ جَأْسٌ: وَعْرٌ كَشأْسٍ، وَقِيلَ: لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا بَعْدَ شَأْس كأنه إِتباع. جبس: الجِبْسُ: الجَبانُ الفَدْمُ، وَقِيلَ: الضَّعِيفُ اللَّئِيمُ، وَقِيلَ: الثَّقِيلُ الَّذِي لَا يُجِيبُ إِلى خَيْرٍ، وَالْجَمْعُ أَجْباسٌ وجُبُوسٌ. والأَجْبَسُ: الْجَبَانُ الضَّعِيفُ كالجِبْسِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: عَلَى مِثلِها آتِي المَهالِكَ واحِداً، ... إِذا خامَ عَنْ طُولِ السُّرَى كلُّ أَجْبَسِ والجِبْسُ: الرَّديءُ الدَّنِيءُ الجَبانُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: خِمْسٌ إِذا سَارَ بِهِ الجِبْسُ بَكَى وَيُقَالُ: هُوَ وَلَدُ زِنْيَة. والجِبْسُ: هُوَ الْجَامِدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الثَّقِيلُ الرُّوحِ وَالْفَاسِقُ. وَيُقَالُ: إِنه لجِبْسٌ مِنَ الرِّجَالِ إِذا كَانَ عَيِيّاً. والجِبْسُ: مِنْ أَولاد الدِّبَبَة. والجِبسُ: الَّذِي يُبْنَى بِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والتَّجَبُّسُ: التَّبَخْتُرُ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ لجَإٍ: تَمْشِي إِلى رِواءِ عاطِناتها ... تَجَبُّسَ العانِسِ فِي رَيْطاتِها

أَبو عُبَيْدٍ: تَجَبَّسَ فِي مَشْيِهِ تَجَبُّساً إِذا تَبَخْتَرَ. والمَجْبُوسُ: الَّذِي يُؤْتَى طَائِعًا. ابْنُ الأَعرابي: المَجْبُوسُ والجَبِيسُ نعت الرجل المأْبون. جحس: جَحَسَ جِلْدَه يَجْحَسُه: قَشَرَه، وَالشِّينُ أَعرف. وجاحَسَه جِحاساً: زاحَمَه وَقَاتَلَهُ وَزَاوَلَهُ عَلَى الأَمر كَجَاحَشَه، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ؛ قَالَ: والجِحاسُ الْقِتَالُ، وأَنشد: إِذا كَعْكَعَ القِرْنُ عَنْ قِرْنِه، ... أَبى لَكَ عِزُّكَ إِلَّا شِماسا، وإلَّا جِلاداً بِذي رَوْنَقٍ، ... وإِلَّا نِزَالًا وإِلَّا جِحاسا وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزارة: إِن عاشَ قاسَى لَكَ مَا أُقاسِي، ... مِنْ ضَرْبِيَ الهاماتِ واحْتِباسِي، والصَّقْعِ فِي يَوْمِ الوَغَى الجِحاسِ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ جَحْشٍ: الجَحْشُ الجِهاد، وتُحوّل الشِّينُ سِينًا؛ وأَنشد: يَوْمًا تَرانا فِي عِراكِ الجَحْسِ، ... نَنْبُو بأَجْلالِ الأُمورِ الرُّبْسِ جدس: الجادِسُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا اشتدَّ ويَبِسَ كَالْجَاسِدِ. وأَرضٌ جادِسَةٌ: لَمْ تُعْمَرْ وَلَمْ تُعْمَلْ وَلَمْ تُحْرَثْ، مِنْ ذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرض جادِسَةٌ قَدْ عُرِفَتْ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَسلم فَهِيَ لِرَبِّهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الَّتِي لَمْ تُعْمَرْ وَلَمْ تُحْرَثْ، وَالْجَمْعُ الجَوادِسُ. ابْنُ الأَعرابي: الجَوادِسُ الأَراضي الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ قَطُّ. أَبو عَمْرٍو: جَدَس الأَثَرُ وطَلَقَ ودَمَسَ ودَسَمَ إِذا دَرَسَ. وجَدِيسٌ: حَيٌّ مِنْ عادٍ وَهُمْ إِخوة طَسْمٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَديسٌ حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يُنَاسِبُونَ عَادًا الأُولى وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمُ اليمامَة؛ وَفِيهِمْ يَقُولُ رُؤْبَةُ: بَوارُ طَسْمٍ بِيَدَيْ جَدِيسِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَدِيسٌ قَبِيلَةٌ كَانَتْ فِي الدَّهْرِ الأَوّل فانقرضت. جرس: الجَرْسُ: مصدرٌ، الصوتُ المَجْرُوسُ. والجَرْسُ: الصوتُ نَفْسُهُ. والجَرْسُ: الأَصلُ، وَقِيلَ: الجَرْسُ والجِرْسُ الصَّوْتُ الخَفِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الجَرْسُ والجِرْسُ والجَرَسُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: الحركةُ والصوتُ مِنْ كُلِّ ذِي صَوْتٍ، وَقِيلَ: الجَرْس، بِالْفَتْحِ، إِذا أُفرد، فإِذا قالوا: ما سمعت لَهُ حِسّاً وَلَا جِرْساً، كَسَرُوا فأَتبعوا اللَّفْظَ اللَّفْظَ. وأَجْرَسَ: عَلَا صَوْتُهُ، وأَجْرَسَ الطائرُ إِذا سمعتَ صوتَ مَرِّه؛ قَالَ جَنْدَلُ بنُ المُثَّنَّى الْحَارِثِيُّ الطُّهَوِيُّ يُخَاطِبُ امرأَته: لَقَدْ خَشِيتُ أَن يَكُبَّ قابِرِي ... وَلَمْ تُمارِسْكِ مِنَ الضَّرائرِ شِنْظِيرَةٌ شائِلَةُ الجَمائِرِ، ... حَتَّى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ، قامتْ تُعَنْظِي بكِ سِمْعَ الحاضِرِ يَقُولُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَن أَموت وَلَا أَرى لَكِ ضَرَّةً سَلِطَةً تُعَنظِي بكِ وتُسْمِعُكِ الْمَكْرُوهَ عِنْدَ إِجْراس الطَّائِرِ، وَذَلِكَ عِنْدَ الصَّباح. وَالْجَمَائِرُ: جَمْعُ جَمِيرة، وَهِيَ ضَفِيرَةُ الشَّعْرِ، وَقِيلَ: جَرَسَ الطائرُ وأَجْرَس صَوَّتَ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ جَرْسَ الطَّيْرِ إِذا سَمِعْتُ صَوْتَ مَنَاقِيرِهَا عَلَى شَيْءٍ تأْكله. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَسْمَعُونَ صوتَ جَرْسِ طَيْرِ الْجَنَّةِ ؛ أَي صوتَ أَكلها.

قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كنتُ فِي مَجْلِسِ شُعْبَةَ قَالَ: فَتَسْمَعُونَ جَرْشَ طَيْرِ الْجَنَّةِ، بِالشِّينِ، فَقُلْتُ: جَرْسَ، فَنَظَرَ إِليَّ وَقَالَ: خُذُوهَا عَنْهُ فإِنه أَعلم بِهَذَا مِنَّا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَقبل الْقَوْمُ يَدِبُّونَ ويُخْفُونَ الجَرْسَ ؛ أَي الصَّوْتَ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِي صِفَةِ الصَّلْصالِ قَالَ: أَرض خِصْبَةٌ جَرِسَةٌ ؛ الجَرْسة: الَّتِي تصوِّت إِذا حُرِّكَتْ وَقُلِبَتْ وأَجْرَسَ الْحَادِي إِذا حَدَا للإِبل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَجْرِسْ لَهَا يَا ابنَ أَبي كِباشِ، ... فَمَا لَها الليلةَ مِنْ إِنْفاشِ، غيرَ السُّرَى وسائِقٍ نَجَّاشِ أَي احْدُ لَهَا لتَسْمَعَ الحُداءَ فتَسِيرَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِالشِّينِ وأَلف الْوَصْلِ، وَالرُّوَاةُ عَلَى خِلَافِهِ. وجَرَسْتُ وتَجَرَّسْتُ أَي تَكَلَّمَتْ بِشَيْءٍ وَتَنَغَّمَتْ بِهِ. وأَجْرَسَ الحَيُّ: سمعتُ جَرْسه. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَجْرَسَ الحيُّ إِذا سَمعت صوتَ جَرْسِ شَيْءٍ. وأَجرَسني السَّبُعُ: سَمِعَ جَرْسِي. وجَرَسَ الكلامَ: تَكَلَّمَ بِهِ. وفلانٌ مَجْرَسٌ لِفُلَانٍ: يأْنس بِكَلَامِهِ وَيَنْشَرِحُ بِالْكَلَامِ عِنْدَهُ؛ قَالَ: أَنْتَ لِي مَجْرَسٌ، إِذا ... مَا نَبا كلُّ مَجْرَسِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فُلَانٌ مَجْرَسٌ لِفُلَانٍ أَي مأْكلٌ ومُنتَفَعٌ. وَقَالَ مَرَّةً: فُلَانٌ مَجْرَسٌ لِفُلَانٍ أَي يأْخذ مِنْهُ ويأْكل مِنْ عِنْدِهِ. والجَرَسُ: الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ. وأَجْرَسه: ضَرَبَهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ ؛ هُوَ الجُلْجُلُ الَّذِي يُعَلَّقُ عَلَى الدَّوَابِّ؛ قِيلَ: إِنما كَرِهَهُ لأَنه يَدُلُّ عَلَى أَصحابه بِصَوْتِهِ؛ وَكَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يُحِبُّ أَن لَا يَعْلَمَ الْعَدُوُّ بِهِ حَتَّى يأْتيهم فجأَةً، وَقِيلَ الجَرَسُ الَّذِي يُعلق فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ. وأَجْرَسَ الحَلْيُ: سُمِع لَهُ صوتٌ مِثْلُ صَوْتِ الجَرَسِ، وَهُوَ صوتُ جَرْسِه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذا مَا وَسْوَسا، ... وارْتَجَّ فِي أَجيادِها وأَجْرَسا، زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا وجَرْس الحَرْفِ: نَغْمَتُه. والحروفُ الثَّلَاثَةُ الجُوفُ: وَهِيَ الْيَاءُ والأَلف وَالْوَاوُ، وسائرُ الحروفِ مَجْرُوسَةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: والجَرْسُ الأَكل، وَقَدْ جَرَسَ يَجْرُسُ. والجاروسُ: الْكَثِيرُ الأَكل. وجَرَسَت الماشيةُ الشجرَ والعُشْبَ تَجْرِسُه وتَجْرُسُه جَرْساً: لَحَسَتْه. وجَرَسَت الْبَقَرَةُ وَلَدَهَا جَرْساً: لَحَسَتْهُ، وَكَذَلِكَ النحلُ إِذا أَكلت الشَّجَرَ للتَّعْسِيل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ نَحْلًا: جَوارِسُها تَأْوي الشُّعُوفَ دَوائِباً، ... وتَنصَبُّ أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُها وجَرَسَتِ النحلُ العُرْفُطَ تَجْرُسُ [تَجْرِسُ] إِذا أَكلته، وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّحْلِ: جَوارِسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ بَيْتَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَسَقَتْهُ عَسَلًا، فَتَواطَأَتْ ثِنْتَانِ مِنْ نسائه أَن تقول أَيَّتُهما دَخَلَ عَلَيْهَا: أَكَلْتَ مَغافِيرَ، فإِن قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَشَرِبْتَ إِذاً عَسَلًا جَرَسَتْ نَحْلُه العُرْفُطَ ؛ أَي أَكلتْ ورَعَتْ. والعُرْفُطُ: شَجَرٌ. ونَحْلٌ جَوارِسُ: تَأْكل ثَمَرَ الشَّجَرِ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ النَّحْلَ:

يَظَلُّ عَلَى الثَّمْراءِ مِنْهَا جَوارِسٌ، ... مَراضيعُ صُهْبُ الرّيشِ زُغْبٌ رِقابُها وَالثَّمْرَاءُ: جَبَلٌ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْمٌ لِلشَّجَرِ المُثْمِر. وَمَرَاضِيعُ: صغارٌ، يَعْنِي أَن عَسَلَ الصِّغار مِنْهَا أَفضل مِنْ عَسَلِ الْكِبَارِ. والصُّهْبَةُ: الشُّقْرَةُ، يُرِيدُ أَجنحتها. اللَّيْثُ: النحلُ تَجْرُسُ العسلَ جَرْساً وتجرُسُ النَّوْرَ، وَهُوَ لَحْسُها إِياه، ثُمَّ تُعَسِّله. ومرَّ جَرْسٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وقتٌ وَطَائِفَةٌ مِنْهُ. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ فِيهِ: جَرَسٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، وَقَدْ يُقَالُ بِالشِّينِ مُعْجَمَةٍ، وَالْجَمْعُ أَجْراسٌ وجُرُوسٌ. وَرَجُلٌ مُجَرَّسٌ ومُجَرِّسٌ: مُجَرِّبٌ للأُمور؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي أَصابته الْبَلَايَا، وَقِيلَ: رَجُلٌ مُجَرَّسٌ إِذا جَرَّس الأُمور وَعَرَفَهَا، وَقَدْ جَرَّسَتْه الأُمورُ أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته؛ وأَنشد: مُجَرِّساتٍ غِرَّة الغَرِيرِ ... بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ عَلَى المَزْجُورِ وأَوَّل هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: جارِيَ لَا تَسْتَنْكِري غَدِيري، ... سَيْرِي وإِشفاقي عَلَى بعيرِي، وحَذَرِي مَا لَيْسَ بالمَحْذُورِ، ... وكَثْرَةَ التَحْدِيثِ عَنْ شُقُوري، وحِفْظَةً أَكَنَّها ضَمِيرِي أَي لَا تُنْكِرِي حِفظَة أَي غَضَبًا أَغضبه مِمَّا لَمْ أَكن أَغضب مِنْهُ؛ ثُمَّ قَالَ: والعَصْرَ قَبلَ هَذِهِ العُصُورِ، ... مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ بالزَّجْرِ، والرَّيْمُ عَلَى المَزْجُورِ الْعَصْرُ: الزَّمَنُ، وَالدَّهْرُ. وَالتَّجْرِيسُ: التَّحْكِيمُ وَالتَّجْرِبَةُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ الْعُصُورُ قَدْ جَرَّسَت الغِرَّ مِنَّا أَي حَكَمَتْ بِالزَّجْرِ عَمَّا لَا يَنْبَغِي إِتيانه. والرِّيْمُ: الْفَضْلُ، فَيَقُولُ: مَنْ زُجِرَ فَالْفَضْلُ عَلَيْهِ لأَنه لَا يُزْجَرُ إِلا عَنْ أَمر قَصَّرَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثَ نَاقَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَكَانَتْ نَاقَةً مُجَرَّسَةً أَي مُجَرَّبة مُدَرَّبة فِي الرُّكُوبِ وَالسَّيْرِ. والمُجَرَّسُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي قَدْ جرَّبَ الأُمور وخَبَرَها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، قَالَ لَهُ طَلحَة: قَدْ جَرّسَتْك الدُّهورُ أَي حَنَّكَتك وأَحكمتك وَجَعَلَتْكَ خَبِيرًا بالأُمور مجرَّباً، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ بِمَعْنَاهُ. أَبو سَعِيدٍ: اجْتَرَسْتُ واجْتَرَشْتُ أَي كَسَبْتُ. جرجس: الجِرْجِسُ: البَقُّ، وَقِيلَ: البَعُوض، وَكَرِهَ بَعْضُهُمُ الجِرْجِسَ وَقَالَ: إِنما هُوَ القِرْقِسُ، وَسَيُذْكَرُ فِي فَصْلِ الْقَافِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجِرْجِسُ لُغَةٌ فِي الفِرْقِسِ، وَهُوَ الْبَعُوضُ الصِّغار؛ قَالَ شُريح بنُ جَوَّاس الْكَلْبِيُّ: لَبِيضٌ بِنَجْدٍ لَمْ يَبِتْنَ نَواطِراً ... بِزَرْعٍ، وَلَمْ يَدْرُجْ عَلَيْهِنَّ جِرْجِسُ أَحَبُّ إِلينا مِنْ سَواكِن قَرْيَةٍ ... مُثَجَّلَةٍ، داياتُها تَتَكَدَّسُ وجِرْجِيسُ: اسْمُ نَبيٍّ. والجِرْجِسُ: الصَّحِيفَةُ؛ قَالَ: تَرى أَثَرَ القَرْحِ فِي نَفْسِه ... كَنَقْشِ الخَواتِيمِ فِي الجِرْجِسِ جرفس: الجِرْفاسُ والجُرافِسُ مِنَ الإِبل: الْغَلِيظُ الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: الْعَظِيمُ الرأْس. والجُرافِسُ والجِرْفاسُ: الضَّخْمُ الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ الجَرَنْفَسُ. والجَرْفَسَة: شِدَّةُ الوَثاق. وجَرْفَسَه جَرْفَسَةً: صَرَعَه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا، ... بَيْنَ صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا يَقُولُ: كأَن لِحْيَتَهُ بَيْنَ فَكَّيْه كَبْشٌ ساجِسِيٌّ، يَصِفُ لِحْيَةً عَظِيمَةً؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: جُعِلَ خَبَرُ كأَنَّ فِي الظَّرْفِ يَعْنِي بَيْنَ: الأَزهري: كُلُّ شَيْءٍ أَوثقته، فَقَدَ قَعْطَرْته، قَالَ: وَهِيَ الجَرْفَسَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: بَيْنَ صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسا وجِرْفاسٌ: من أَسماءِ الأَسد. جَرْهَسَ: الجِرْهاسُ: الْجَسِيمُ؛ وأَنشد: يُكْنى، وَمَا حُوِّل عَنْ جِرْهاسِ، ... مِنْ فَرْسَةِ الأُسْدِ، أَبا فِراسِ جَسَسَ: الجَسُّ: اللَّمْسُ بِالْيَدِ. والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ مَا تَمَسُّ. ابْنُ سِيدَهْ: جَسَّه بِيَدِهِ يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه. والمَجَسَّةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تَقَعُ عَلَيْهِ يَدُهُ إِذا جَسَّه. وجَسَّ الشخصَ بِعَيْنِهِ: أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه ليَسْتَبِينَه ويَسْتَثْبِتَه؛ قَالَ: وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قُلْتُ لَهُمْ: ... إِني أَرى شَبَحاً قَدْ زالَ أَوْ حَالَا فاعْصَوْصَبْوا ثُمَّ جَسُّوه بأَعْيُنِهم، ... ثُمَّ اخْتَفَوْه وقَرنُ الشَّمْسِ قَدْ زَالَا اخْتَفَوْهُ: أَظهروه. والجَسُّ: جَسُّ الخَبَرِ، وَمِنْهُ التَجَسُّسُ. وجَسَّ الخَبَرَ وتَجَسَّسه: بَحَثَ عَنْهُ وفحَصَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَجَسَّسْتُ فُلَانًا وَمِنْ فُلَانٍ بَحَثْتُ عَنْهُ كتَحَسَّسْتُ، وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: فَتَجَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وأَخيه. والمَجَسُّ والمَجَسَّة: مَمَسَّةُ مَا جَسَسْتَه بِيَدِكَ. وتَجَسَّسْتُ الْخَبَرَ وتَحَسَّسْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجَسَّسُوا ؛ التَّجَسُّسُ، بِالْجِيمِ: التَّفْتِيشُ عَنْ بَوَاطِنِ الأُمور، وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الشَّرِّ. والجاسُوسُ: صَاحِبُ سِرِّ الشَّر، والناموسُ: صَاحِبُ سرِّ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: التَّجَسُّسُ، بِالْجِيمِ، أَن يَطْلُبَهُ لِغَيْرِهِ، وَبِالْحَاءِ، أَن يَطْلُبَهُ لِنَفْسِهِ، وَقِيلَ بِالْجِيمِ: الْبَحْثُ عَنِ الْعَوْرَاتِ، وَبِالْحَاءِ الِاسْتِمَاعُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ فِي تَطَلُّبِ مَعْرِفَةِ الأَخبار. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ ضَيِّقُ المَجَسِّ إِذا لَمْ يَكُنْ وَاسِعَ السِّرْبِ وَلَمْ يَكُنْ رَحيب الصَّدْرِ. وَيُقَالُ: فِي مَجَسِّكَ ضِيقٌ. وجَسَّ إِذا اخْتَبَرَ. والمَجَسَّةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجُسُّه الطَّبِيبُ. والجاسُوسُ: العَيْنُ يَتَجَسَّسُ الأَخبار ثُمَّ يأْتي بِهَا، وَقِيلَ: الجاسُوسُ الَّذِي يَتَجَسَّس الأَخبار. والجَسَّاسَةُ: دَابَّةٌ فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ تَجُسُّ الأَخبار وتأْتي بِهَا الدجالَ، زَعَمُوا. وَفِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: أَنا الجَسَّاسَة يَعْنِي الدَّابَّةَ الَّتِي رَآهَا فِي جَزِيرَةِ الْبَحْرِ، وإِنما سُمَّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تجُسُّ الأَخبار لِلدَّجَّالِ. وجَواسُّ الإِنسان: مَعْرُوفَةٌ، وَهِيَ خَمْسٌ: الْيَدَانِ وَالْعَيْنَانِ وَالْفَمُ وَالشَّمُّ وَالسَّمْعُ، والواحدة جاسَّة، وَيُقَالُ بِالْحَاءِ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: الجَواسُّ الحَواسُّ. وَفِي الْمَثَلِ: أَفواهُها مَجاسُّها، لأَن الإِبل إِذا أَحسنت الأَكل اكْتَفَى النَّاظِرُ بِذَلِكَ فِي مَعْرِفَةِ سِمَنِهَا مِنْ أَن يَجُسَّها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجَواسُّ عِنْدَ الأَوائل الحَواسُّ. وجَسَّاس: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: قَتِيلٌ، مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْرٍو؟ ... وجَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَريرِ وَكَذَلِكَ جِسَاسٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَحْيا جِساساً، فَلَمَّا حانَ مَصْرَعُه، خَلّى جِساساً لأَقْوام سَيَحْمُونَه

وجَسَّاسُ بنُ مُرَّة الشَّيْباني: قاتلُ كُلَيبِ وائلٍ: وجِسْ: زَجْرٌ للإِبل. جَعَسَ: الجَعْسُ: العَذِرَة؛ جَعَسَ يَجْعَسُ جَعْساً، والجَعْسُ مَوْقِعُها، وأُرى الجِعْسَ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، لُغَةٌ فِيهِ. والجُعْسُوسُ: اللَّئِيمُ الخِلْقَة والخُلُق، وَيُقَالُ: اللَّئِيمُ الْقَبِيحُ، وكأَنه اشْتُقَّ مِنَ الجَعْس، صِفَةٌ عَلَى فُعْلُول فَشَبَّهَ السَّاقِطَ المَهين مِنَ الرِّجَالِ بالخُرْءِ ونَتْنِه، والأُنثى جُعْسُوسٌ أَيضاً؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَهُمُ الجَعاسِيسُ. وَرَجُلٌ دُعْبُوب وجُعْبُوبٌ وجُعْسُوسٌ إِذا كَانَ قَصِيرًا دَمِيمًا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، لَمَّا أَنْفَذَه النبيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى مَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أَبي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ أَهل مَكَّةَ: مَا أَتاك بِهِ ابْنُ عَمِّك؟ قَالَ: سأَلني أَن أُخَلِّيَ مَكَّةَ لجَعاسِيس يَثْرِبَ ؛ الجَعاسيسُ: اللِّئَامُ فِي الخَلْقِ والخُلُقِ، الْوَاحِدُ جُعْسُوسٌ، بِالضَّمِّ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَتُخَوِّفُنا بِجَعَاسِيسِ يَثْرِبَ؟ قَالَ: وَقَالَ أَعرابي لامرأَته: إِنكِ لجُعْسُوسٌ صَهْصَلِقٌ فَقَالَتْ: واللَّه إِنك لهِلْباجَة نَؤُوم، خِرَقٌ سَؤُوم، شُرْبُك اشْتِفافٌ، وأَكْلُك اقْتِحافٌ، ونَوْمُك الْتِحافٌ، عَلَيْكَ العَفا، وقُبِّح مِنْكَ القَفا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ الْقَلْبِ والإِبدال: جُعْسُوس وجُعْشُوش، بِالسِّينِ وَالشِّينِ، وَذَلِكَ إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقِلَّةٍ. يُقَالُ: هُوَ مِنْ جَعاسِيس النَّاسِ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ بِالشِّينِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: تَداعَتْ حَوْلَه جُشَمُ بنُ بَكْرٍ، ... وأَسْلَمَه جَعاسِيسُ الرَّبابِ والجَعْسُ: الرَّجِيع، وَهُوَ مولَّد، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الجُعْمُوس، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ. يُقَالُ: رَمى بجَعامِيس بطنه. جَعْبَسَ: الجُعْبُس والجُعْبُوس: الْمَائِقُ الأَحْمَق. جَعْمَسَ: الجُعْمُوس: العَذِرَةُ. وَرَجُلٌ مُجَعْمِسٌ وجُعامِسٌ: وهو أَن يَضَعَه بمَرَّةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَضَعُهُ يَابِسًا. أَبو زَيْدٍ: الجُعْمُوس مَا يَطْرَحُهُ الإِنسان مِنْ ذِي بَطْنِهِ، وَجَمْعُهُ جَعامِيسُ؛ وأَنشد: مَا لَكَ مِنْ إِبْلٍ تُرى وَلَا نَعَمْ، ... إِلا جَعامِيسك وَسْطَ المُسْتَحَمْ والجَعْسُ: الرَّجيع، وَهُوَ مولَّد، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الجُعْمُوس، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ. يُقَالُ: رَمى بِجَعَامِيسِ بَطْنِهِ. جَفِسَ: جَفِسَ مِنَ الطَّعَامِ يَجْفَسُ جَفَساً: اتَّخَمَ، وَهُوَ جَفِسٌ؛ وجَفِسَتْ نَفْسُه: خَبُثَتْ مِنْهُ. والجِفْسُ والجَفِيسُ: اللَّئِيمُ مِنَ النَّاسِ مَعَ ضَعْفٍ وفَدامَةٍ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ جَيْفَسٌ وجِيَفْسٌ مِثْلُ بَيْطر وَبِيَطْر، والأَعرف بِالْحَاءِ. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ جِفْسٌ وجَفِسٌ أَي ضَخْمٌ جافٍ. والجَفاسَةُ: الاتِّخامُ. جَلَسَ: الجُلُوسُ: القُعود. جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، فَهُوَ جَالِسٌ مِنْ قَوْمٍ جُلُوسٍ وجُلَّاس، وأَجْلَسَه غَيْرُهُ. والجِلْسَةُ: الْهَيْئَةُ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا، بِالْكَسْرِ، عَلَى مَا يَطَّرِدُ عَلَيْهِ هَذَا النَّحْوُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الجِلْسَةُ الْحَالُ الَّتِي يَكُونُ عليها الْجَالِسُ، وَهُوَ حَسَنُ الجِلْسَة. والمَجْلَسُ، بِفَتْحِ اللَّامِ، الْمَصْدَرُ، والمَجلِس: مَوْضِعُ الجُلُوس، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ غَيْرِ المُتَعَدِّي إِليها الفعلُ بِغَيْرِ فِي، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا تَقُولُ هُوَ مَجْلِسُ زَيْدٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحوا فِي المَجْلِس ؛ قِيلَ: يعني به مَجْلِسَ النَّبِيِّ،

صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقرئَ: فِي الْمَجالِسِ ، وَقِيلَ: يَعْنِي بِالْمَجَالِسِ مَجَالِسَ الْحَرْبِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: مَقاعِدَ لِلْقِتالِ. وَرَجُلٌ جُلَسَة مِثَالُ هُمَزَة أَي كَثِيرُ الجُلوس. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ المَجْلِسُ والمَجْلِسَةُ؛ يُقَالُ: ارْزُنْ فِي مَجْلِسِك ومَجْلِسَتِك. والمَجْلِسُ: جَمَاعَةُ الجُلُوس؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ، ... سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها وَفِي الْحَدِيثِ: وإِن مَجْلِس بَنِي عَوْفٍ يَنْظُرُونَ إِليه ؛ أَي أَهل المجْلِس عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ. يُقَالُ: دَارِي تَنْظُرُ إِلى دَارِهِ إِذَا كَانَتْ تُقَابِلُهَا، وَقَدْ جالَسَه مُجالَسَةً وجِلاساً. وَذَكَرَ بَعْضُ الأَعراب رَجُلًا فَقَالَ: كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاسِ. والجِلْسُ والجَلِيسُ والجِلِّيسُ: المُجالِسُ، وَهُمُ الجُلَساءُ والجُلَّاسُ، وَقِيلَ: الجِلْسُ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ والمؤَنث. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَن المَجْلِسَ والجَلْسَ لَيَشْهَدُونَ بِكَذَا وَكَذَا، يُرِيدُ أَهلَ المَجْلس، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ إِنما هُوَ عَلَى مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ مِنْ أَن المَجْلِس الْجَمَاعَةُ مِنَ الجُلُوس، وَهَذَا أَشبه بِالْكَلَامِ لِقَوْلِهِ الجَلْس الَّذِي هُوَ لَا مَحَالَةَ اسْمٌ لِجَمْعِ فَاعِلٍ فِي قِيَاسِ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أَو جَمْعٌ لَهُ فِي قِيَاسِ قَوْلِ الأَخفش. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَلِيسِي وأَنا جَلِيسُه وَفُلَانَةُ جَلِيسَتي، وجالَسْتُه فَهُوَ جِلْسي وجَلِيسي، كَمَا تَقُولُ خِدْني وخَديني، وتَجالَسُوا فِي المَجالِسِ. وجَلَسَ الشيءُ: أَقام؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَرْسُ يُزْرَعُ سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ سِنِينَ أَي يُقِيمُ فِي الأَرض وَلَا يَتَعَطَّلُ، وَلَمْ يُفَسِّرْ يَتَعَطَّلُ. والجُلَّسانُ: نِثار الوَردِ فِي المَجْلِس. والجُلَّسانُ: الْوَرْدُ الأَبيض. والجُلَّسانُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّيْحان؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الأَعشى: لَهَا جُلَّسانٌ عِنْدَهَا وبَنَفْسَجٌ، ... وسِيْسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما وآسٌ وخِيْرِيٌّ ومَروٌ وسَوْسَنٌ ... يُصَبِّحُنا فِي كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما وَقَالَ اللَّيْثُ: الجُلَّسانُ دَخِيلٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُلَّشان. غَيْرُهُ: والجُلَّسانُ وَرْدٌ يُنْتَفُ وَرَقُهُ وَيُنْثَرُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَاسْمُ الْوَرْدِ بِالْفَارِسِيَّةِ جُلْ، وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ: هُوَ مُعَرَّبُ كُلْشان هُوَ نِثَارُ الْوَرْدِ. وَقَالَ الأَخفش: الجُلَّسانُ قُبَّةٌ يُنْثَرُ عَلَيْهَا الْوَرْدُ وَالرَّيْحَانُ. والمَرْزَجُوش: هُوَ المَردَقوش وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ أُذن الفأْرة، فَمَرْزُ فأْرة وَجُوشُ أُذنها، فَيَصِيرُ فِي اللَّفْظِ فأْرة أُذن بِتَقْدِيمِ الْمُضَافِ إِليه عَلَى الْمُضَافِ، وَذَلِكَ مُطَّرِدٌ فِي اللُّغَةِ الْفَارِسِيَّةِ، وَكَذَلِكَ دُوغْ باجْ للمَضِيرَة، فَدُوغُ لَبَنٌ حَامِضٌ وَبَاجْ لَوْنٌ، أَي لَوْنُ اللَّبَنِ، وَمِثْلُهُ سِكْباج، فَسِكْ خَلٌّ وَبَاجْ لَوْنٌ، يُرِيدُ لَوْنَ الْخَلِّ. وَالْمُنَمْنَمُ: الْمُصَفَّرُ الْوَرَقِ، وَالْهَاءُ فِي عِنْدَهَا يَعُودُ عَلَى خَمْرٍ ذَكَرَهَا قَبْلَ الْبَيْتِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بِنَا، ... كَمَا اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ قَالَ: ابْنَا جَالِسٍ وَسَمِيرٍ طَرِيقَانِ يُخَالِفُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. وجَلَسَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. والجَلْسُ: الْجَبَلُ. وجَبَل جَلْسٌ إِذا كَانَ طَوِيلًا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَوْفى يَظَلُّ عَلَى أَقْذافِ شاهِقَةٍ، ... جَلْسٍ يَزِلُّ بِهَا الخُطَّافُ والحَجَلُ والجَلْسُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض، وَمِنْهُ جَمَلٌ جَلْسٌ وَنَاقَةٌ جَلْسٌ أَي وثيقٌ جَسِيمٌ. وَشَجَرَةٌ جَلْسٌ

وشُهْدٌ جَلْسٌ أَي غَلِيظٌ. وَفِي حَدِيثِ النساءِ: بِزَوْلَةٍ وجَلْسِ. وَيُقَالُ: امرأَة جَلْسٌ لِلَّتِي تَجْلِسُ فِي الفِناء وَلَا تَبْرَحُ؛ قَالَتِ الخَنْساء: أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً، ... فَحُفِفْتُ بالرُّقَباء والجَلْسِ حَتَّى إِذا مَا الخِدْرُ أَبْرَزَني، ... نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني، ... وحمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، قَالَ: وَلَيْسَ لِلْخَنْسَاءِ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وَكَانَ حُمَيْدٌ خَاطَبَ امرأَة فَقَالَتْ لَهُ: مَا طَمِعَ أَحدٌ فِيَّ قَطُّ، وَذَكَرَتْ أَسبابَ اليَأْسِ مِنْهَا فَقَالَتْ: أَما حِينَ كنتُ بِكْراً فَكُنْتُ مَحْفُوفَةً بِمَنْ يَرْقُبُني وَيَحْفَظُنِي مَحْبُوسَةً فِي مَنْزِلِي لَا أُتْرَكُ أَخْرُجُ مِنْهُ، وأَما حِينَ تزوَّجت وَبَرَزَ وَجْهِي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَن يَرَوْنِي بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تَعْنِي نَفْسَهَا، ثُمَّ قَالَتْ: ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً بامرأَة شَوْهَاءَ أَي حَدِيدَةِ الْبَصَرِ تَرْقُبُنِي وَتَحْفَظُنِي وَلِي حَمٌ فِي الْبَيْتِ لَا يَبْرَحُ كالحِلْسِ الَّذِي يَكُونُ لِلْبَعِيرِ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ أَي هُوَ مُلَازِمٌ لِلْبَيْتِ كَمَا يَلْزَمُ الحِلْسُ بَرْذَعَةَ الْبَعِيرِ، يُقَالُ: هُوَ حِلْسُ بَيْتِهِ إِذا كَانَ لَا يَبْرَحُ مِنْهُ. والجَلْسُ: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ الشَّدِيدَةُ. والجَلْسُ: مَا ارْتَفَعَ عَنِ الغَوْرِ، وَزَادَ الأَزهري فَخَصَّصَ: فِي بِلَادِ نَجْدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَلْسُ نَجْدٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ. وجَلَسَ القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَتوا نَجْداً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً، ... وَعَنْ يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ وَقَالَ عَبْدِ اللَّه بْنِ الزُّبَيْرِ: قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها: ... إِن كنتَ تارِكَ مَا أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ أَي ائْتِ نَجْداً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لمَرْوان بْنِ الحَكَمِ وَكَانَ مَرْوَانُ وَقْتَ وِلَايَتِهِ الْمَدِينَةَ دَفَعَ إِلى الْفَرَزْدَقِ صَحِيفَةً يُوصِلُهَا إِلى بَعْضِ عُمَّالِهِ وأَوهمه أَن فِيهَا عَطِيَّةً، وَكَانَ فِيهَا مِثْلُ مَا فِي صَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، فَلَمَّا خَرَجَ عَنِ الْمَدِينَةِ كَتَبَ إِليه مَرْوَانُ هَذَا الْبَيْتَ: ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ، ... واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ أَلْقِ الصحيفةَ يَا فَرَزْدَقُ، إِنها ... نَكْراءُ، مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ وإِنما فَعَلَ ذَلِكَ خَوْفًا مِنَ الْفَرَزْدَقِ أَن يَفْتَحَ الصَّحِيفَةَ فَيَدْرِيَ مَا فِيهَا فَيَتَسَلَّطَ عَلَيْهِ بِالْهِجَاءِ. وجَلَسَ السحابُ: أَتى نَجْداً أَيضاً؛ قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة: ثُمَّ انْتَهَى بَصَري، وأَصْبَحَ جالِساً ... مِنْهُ لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ وَعَدَّاهُ بِاللَّامِ لأَنه فِي مَعْنَى عَامِدًا لَهُ. وَنَاقَةٌ جَلْسٌ: شَدِيدَةٌ مُشْرِفَة شُبِّهَتْ بِالصَّخْرَةِ، وَالْجَمْعُ أَجْلاسٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها ... إِليَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِيا وَالْكَثِيرُ جِلاسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ جِلاسٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ عَظِيمٍ مِنَ الإِبل وَالرِّجَالِ جَلْسٌ. وَنَاقَةٌ جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ: وَثِيقٌ جَسِيمٌ، قِيلَ: أَصله جَلْزٌ فَقُلِبَتِ الزَّايُ سِينًا كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فُتِلَ حَتَّى اكْتَنَزَ وَاشْتَدَّ أَسْرُه؛ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: يُسَمَّى جَلْساً لِطُولِهِ وَارْتِفَاعِهِ. وَفِي

الْحَدِيثِ: أَنه أَقطع بِلَالَ بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها وجَلْسِيَّها ؛ الجَلْسُ: كُلُّ مُرْتَفِعٍ مِنَ الأَرض؛ وَالْمَشْهُورُ فِي الْحَدِيثِ: معادِنَ القَبَلِيَّة، بِالْقَافِ ، وَهِيَ نَاحِيَةٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الفُرْعِ. وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خِلَافُ نِكْس؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: كَمَتْنِ الذئبِ لَا نِكْسٌ قَصِيرٌ ... فأُغْرِقَه، وَلَا جَلْسٌ عَمُوجُ وَيُرْوَى غَمُوجٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والجِلْسِيُّ: مَا حَوْلَ الحَدَقَة، وَقِيلَ: ظَاهِرُ الْعَيْنِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ. فأَضْحَتْ عَلَى ماءِ العُذَيْبِ، وعَيْنُها ... كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا ابْنُ الأَعرابي: الجِلْسُ الفَدْمُ، والجَلْسُ الْبَقِيَّةُ مِنَ الْعَسَلِ تَبْقَى فِي الإِناء. ابْنُ سِيدَهْ: والجَلْسُ الْعَسَلُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنْهُ؛ قَالَ الطِّرماح: وَمَا جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها ... جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وَشُوعُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَيُرْوَى وُشُوعُ، وَهِيَ الضُّرُوبُ. وَقَدْ سُمَّتْ جُلاساً وجَلَّاساً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَلِيلِ: هُوَ مشتق، واللَّه أَعلم. جَلْدَسَ: جِلْداسٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: عَجِّلْ لَنَا طعامَنا يَا جِلْداسْ، ... عَلَى الطَّعَامِ يَقْتُلُ الناسُ الناسْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجِلْداسِيُّ مِنَ التِّينِ أَجوده يَغْرِسُونَهُ غَرْسًا، وَهُوَ تِينٌ أَسود لَيْسَ بِالْحَالِكِ فِيهِ طُولٌ، وإِذا بَلَغَ انْقَلَعَ بأَذنابه وَبُطُونُهُ بِيضٌ وَهُوَ أَحلى تِينِ الدُّنْيَا، وإِذا تمَّلأَ مِنْهُ الْآكِلُ أَسكره، وَمَا أَقل مَنْ يُقْدِمُ عَلَى أَكله عَلَى الرِّيق لشدَّة حَلَاوَتِهِ. جمس: الجامِسُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا ذَهَبَتْ غُضُوضَتُه ورُطوبته فَوَلَّى وَجَسا. وجَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً وجُمُوساً وجَمُس: جَمَدَ، وَكَذَا الماءُ، والماءُ جامِسٌ أَي جَامِدٌ، وَقِيلَ: الجُمُوسُ لِلْوَدَكِ وَالسَّمْنِ والجُمُودُ لِلْمَاءِ؛ وَكَانَ الأَصمعي يَعِيبُ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: ونَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ وَيَقُولُ: إِنما الجُموس لِلْوَدَكِ. وَسُئِلَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عَنْ فأْرَة وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَقَالَ: إِن كَانَ جامِساً أُلْقيَ مَا حَوْلَهُ وأُكلَ، وإِن كَانَ مَائِعًا أُريقَ كُلُّهُ ؛ أَراد أَن السَّمْنَ إِن كَانَ جَامِدًا أُخِذَ مِنْهُ مَا لَصِقَ الفأْرُ بِهِ فَرُمِيَ وَكَانَ بَاقِيهِ طَاهِرًا، وإِن كَانَ ذَائِبًا حِينَ مَاتَ فِيهِ نَجُسَ كُلُّهُ. وجَمَس وجَمَدَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَمٌ جَمِيسٌ: يَابِسٌ. وَصَخْرَةٌ جَامِسَةٌ: يَابِسَةٌ لَازِمَةٌ لِمَكَانِهَا مُقْشَعِرَّةٌ. والجُمْسَةُ: الْقِطْعَةُ الْيَابِسَةُ مِنَ التَّمْرِ. والجُمْسَةُ: الرُّطَبَة الَّتِي رَطُبَتْ كُلُّهَا وَفِيهَا يُبْسٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للرُّطَبة والبُسْرَة إِذا دَخَلَهَا كُلَّهَا الإِرْطابُ وَهِيَ صُلْبَة لَمْ تَنْهَضِمْ بَعْدُ فَهِيَ جُمْسَة، وَجَمْعُهَا جُمْسٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَيْرٍ: لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ ؛ إِن جعلتَ الجُمْسَ مِنْ نَعَتِ الفُطْسِ وَتُرِيدُ بِهَا التَّمْرَ كَانَ مَعْنَاهُ الصُّلْبَ العَلِكَ، وإِن جَعَلْتَهُ مِنْ نَعْتِ الزُّبْد كَانَ مَعْنَاهُ الْجَامِدَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ الْخَطَابِيُّ، قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الجَمْسُ، بِالْفَتْحِ، الْجَامِدُ، وَبِالضَّمِّ: جَمْعُ جُمْسَة، وَهِيَ البُسْرَة الَّتِي أَرْطَبت كلُّها وَهِيَ صُلْبَةٌ لَمْ تَنْهَضِمْ بَعْدُ. وَالْجَامُوسُ: الكَمْأَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَمامِيسُ الكمأَة، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ: مَا أَنا بِالْغَادِي، وأَكْبَرُ هَمِّه ... جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ

والجامُوسُ: نَوْعٌ مِنَ البَقر، دَخيلٌ، وَجَمْعُهُ جَوامِيسُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بِالْعَجَمِيَّةِ كَوامِيشُ. جنس: الجِنْسُ: الضَّربُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الطَّيْرِ وَمِنْ حُدُودِ النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا عَلَى مَوْضُوعِ عِبَارَاتِ أَهل اللُّغَةِ وَلَهُ تَحْدِيدٌ، وَالْجَمْعُ أَجناس وجُنُوسٌ؛ قَالَ الأَنصاري يَصِفُ النَّخْلَ: تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُوسِ، ... لَا أَسْتَمِيلُ وَلَا أَسْتَقِيلُ والجِنْسُ أَعم مِنَ النَّوْعِ، وَمِنْهُ المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ. وَيُقَالُ: هَذَا يُجانِسُ هَذَا أَي يُشَاكِلُهُ، وَفُلَانٌ يُجانس الْبَهَائِمَ وَلَا يُجانس الناسَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَمْيِيزٌ وَلَا عَقْلٌ. والإِبل جِنْسٌ مِنَ الْبَهَائِمِ العُجْمِ، فإِذا وَالَيَتْ سِنًّا مِنْ أَسنان الإِبل عَلَى حِدَة فَقَدْ صَنَّفْتَهَا تَصْنِيفًا كأَنك جَعَلْتَ بَنَاتِ الْمَخَاضِ مِنْهَا صِنْفًا وَبَنَاتِ اللَّبُونِ صِنفاً والحِقاق صِنْفاً، وَكَذَلِكَ الجَذَعُ والثَّنيُّ والرُّبَعُ. وَالْحَيَوَانُ أَجناسٌ: فَالنَّاسُ جِنْسٌ والإِبل جِنْسٌ وَالْبَقَرُ جِنْسٌ والشَّاء جِنْسٌ، وَكَانَ الأَصمعي يَدْفَعُ قَوْلَ الْعَامَّةِ هَذَا مُجانِسٌ لِهَذَا إِذا كَانَ مِنْ شَكْلِهِ، وَيَقُولُ: لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ، وَيَقُولُ: إِنه مولَّد. وَقَوْلُ الْمُتَكَلِّمِينَ: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كَلَامٌ مولَّد لأَن مِثْلَ هَذَا لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَوْلُ الْمُتَكَلِّمِينَ: تَجانَس الشَّيْئَانِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ أَيضاً إِنما هو توسع. وجئْ بِهِ مِنْ جِنْسِك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ، والأَعرف من حِسِّك [حَسِّك]. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: الجَنَسُ جُمُودٌ «2». وَقَالَ: الجَنَسُ المياه الجامدة. جنعس: نَاقَةٌ جَنْعَسٌ: قَدْ أَسَنَّتْ وَفِيهَا شِدَّةٌ؛ عَنْ كراع. جنفس: التَّهْذِيبُ: جَنْفسَ إِذا اتَّخَمَ. جوس: الجَوْسُ: مَصْدَرُ جاسَ جَوْساً وجَوَساناً، تَرَدَّدَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ؛ أَي تَرَدَّدُوا بَيْنَهَا لِلْغَارَةِ، وَهُوَ الجَوَسانُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَتَلُوكُمْ بَيْنَ بُيُوتِكُمْ، قَالَ: وجاسُوا وحاسُوا بِمَعْنًى واحد يذهبون ويجيثون؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أَي فَطَافُوا فِي خِلَالِ الدِّيَارِ يَنْظُرُونَ هَلْ بَقِيَ أَحد لَمْ يَقْتُلُوهُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أَي تَخَلَّلُوهَا فَطَلَبُوا مَا فِيهَا، كَمَا يَجُوس الرجلُ الأَخبار أَي يَطْلُبُهَا، وَكَذَلِكَ الاجْتِياسُ. والجَوَسان، بِالتَّحْرِيكِ: الطُّوفَانُ بِاللَّيْلِ؛ وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: جَوْسَة الناظر لَا يَحارُ أَي شِدَّةُ نَظَرِهِ وَتَتَابُعُهُ فِيهِ، وَيُرْوَى: حَثَّةُ النَّاظِرُ مِنَ الحَثِّ. وكلُّ مَا وُطِئَ، فَقَدْ جِيسَ. والجَوْسُ: كالدَّوس. وَرَجُلٌ جَوَّاسٌ: يَجُوسُ كلَّ شَيْءٍ يَدُوسُه. وَجَاءَ يَجُوسُ الناسَ أَي يَتَخَطَّاهُمْ. والجَوْسُ: طَلَبُ الشَّيْءِ بِاسْتِقْصَاءٍ. الأَصمعي: تَرَكْتُ فُلَانًا يَجُوسُ بَنِي فُلَانٍ ويَحُوسُهم أَي يَدُوسُهُمْ وَيَطْلُبُ فِيهِمْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: يَجُوسُ عَمارَةً ويَكُفُّ أُخرى ... لَنَا، حَتَّى يُجاوِزَها دَليلُ يَجُوسُ: يَتَخَلَّلُ. أَبو عُبَيْدٍ: كُلُّ مَوْضِعٍ خَالَطْتَهُ ووَطِئْتَه، فَقَدَ جُسْته وحُسته. والجُوسُ: الجُوع. يُقَالُ: جُوساً لَهُ وبُوساً، كَمَا يُقَالُ: جُوعاً لَهُ ونُوعاً. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: جُوساً لَهُ كَقَوْلِهِ بُوساً لَهُ.

_ (2). قوله [الجنس جمود] عبارة القاموس: والجنس، بالتحريك، جمود الماء وغيره.

فصل الحاء المهملة

وجُوسُ: اسْمُ أَرض «1»؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا حَبا مِنْ دُونِها رَمْلُ عالِجٍ ... وجُوسٌ، بَدَتْ أَثْباجُهُ ودَجُوجُ ابْنُ الأَعرابي: جَاسَاهُ عَادَاهُ وَجَاسَاهُ رفوته «2». وجَوَّاسٌ: اسم. جيس: جَيْسانُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْد بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وجَيْسانُ: اسم، واللَّه أَعلم. فصل الحاء المهملة حبس: حَبَسَه يَحْبِسُه حَبْساً، فَهُوَ مَحْبُوس وحَبِيسٌ، واحْتَبَسَه وحَبَّسَه: أَمسكه عَنْ وَجْهِهِ. والحَبْسُ: ضِدُّ التَّخْلِيَةِ. واحْتَبَسَه واحْتَبَسَ بِنَفْسِهِ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وتَحَبَّسَ عَلَى كَذَا أَي حَبَس نَفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ. والحُبْسة، بِالضَّمِّ: الِاسْمُ مِنَ الاحْتِباس. يُقَالُ: الصَّمْتُ حُبْسَة. سِيبَوَيْهِ: حَبَسَه ضَبَطَهُ واحْتَبَسَه اتَّخَذَهُ حَبيساً، وَقِيلَ: احْتِباسك إِياه اختصاصُك نَفْسَكَ بِهِ؛ تَقُولُ: احْتَبَسْتُ الشَّيْءَ إِذا اخْتَصَصْتَهُ لِنَفْسِكَ خَاصَّةً. والحَبْسُ والمَحْبَسَةُ والمَحْبِسُ: اسْمُ الْمَوْضِعِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَحْبِسُ يَكُونُ مَصْدَرًا كالحَبْس، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ*؛ أَي رُجُوعكم؛ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ؛ أَي الحَيْضِ؛ وَمِثْلُهُ مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ لِلرَّاعِي: بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوقَ مَزَلَّةٍ، ... لَا يَسْتَطِيعُ بِهَا القُرادُ مَقِيلا أَي قَيْلُولة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِمُطَّرِدٍ إِنَّمَا يُقْتَصَرُ مِنْهُ عَلَى مَا سُمِعَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المَحْبِسُ عَلَى قِيَاسِهِمُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُحْبَس فِيهِ، والمَحْبَس الْمَصْدَرُ. اللَّيْثُ: المَحْبِسُ يَكُونُ سِجْنًا وَيَكُونُ فِعْلًا كَالْحَبْسِ. وإِبل مُحْبَسَة: داجِنَة كأَنها قَدْ حُبِسَتْ عَنِ الرَّعْي. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: لَا يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي لَا تُحْبَسُ ذواتُ الدَّرِّ، وَهُوَ اللَّبَنُ، عَنِ المَرْعَى بحَشْرِها وسَوْقِها إِلى المُصَدِّقِ ليأْخذ مَا عَلَيْهَا مِنَ الزَّكَاةِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الإِضرار بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيبِية: حَبَسها حابِسُ الْفِيلِ ؛ هُوَ فِيلُ أَبْرَهَةَ الحَبَشِيِّ الَّذِي جَاءَ يَقْصِدُ خَرَابَ الْكَعْبَةِ فَحَبَس اللَّه الفيلَ فَلَمْ يَدْخُلِ الْحَرَمَ ورَدَّ رأْسَه رَاجِعًا مِنْ حَيْثُ جَاءَ، يَعْنِي أَن اللَّه حَبَسَ نَاقَةَ رَسُولِهِ لَمَّا وَصَلَ إِلى الْحُدَيْبِيَةِ فَلَمْ تَتَقَدَّمْ وَلَمْ تَدْخُلِ الْحَرَمَ لأَنه أَراد أَن يَدْخُلَ مَكَّةَ بِالْمُسْلِمِينَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: إِن الإِبل ضُمُر حُبْسٌ مَا جُشِّمَتْ جَشِمَتْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَقَالَ: الحُبُسُ جَمْعُ حَابِسٍ مِنْ حَبَسَه إِذا أَخره، أَي أَنها صَوَابِرُ عَلَى الْعَطَشِ تُؤَخِّرُ الشُّرْبَ، وَالرِّوَايَةُ بالخاء والنون. و [المَحْبِسُ] المَحْبَسُ: مَعْلَفُ الدَّابَّةِ. والمِحْبَسُ: المِقْرَمَةُ يَعْنِي السِّتْرَ، وَقَدْ حَبَسَ الفِراشَ بالمِحْبَس، وَهِيَ المِقْرَمَةُ الَّتِي تُبْسَطُ عَلَى وَجْهِ الفِراشِ لِلنَّوْمِ. وَفِي النَّوَادِرِ: جَعَلَنِي اللَّه رَبيطَةً لِكَذَا وحَبِيسَة أَي تَذْهَبُ فَتَفْعَلُ الشَّيْءَ وأُوخَذُ بِهِ. وزِقٌّ حابِسٌ: مُمْسِك لِلْمَاءِ، وَتُسَمَّى مَصْنَعَة الماءِ حابِساً، والحُبُسُ، بِالضَّمِّ: مَا وُقِفَ. وحَبَّسَ الفَرَسَ فِي سَبِيلِ اللَّه وأَحْبَسَه، فَهُوَ مُحَبَّسٌ وحَبيسٌ، والأُنثى حَبِيسَة، وَالْجَمْعُ حَبائس؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سِبَحْلًا أَبا شِرْخَيْنِ أَحْيا بَناتِه ... مَقالِيتُها، فَهِيَ اللُّبابُ الحَبائِسُ

_ (1). قوله [وجوس اسم أرض] الذي في ياقوت: وجوش، بفتح الجيم وسكون الواو وشين معجمة، واستشهد بالبيت على ذلك. (2). كذا بالأَصل

وَفِي الْحَدِيثِ: ذَلِكَ حَبيسٌ فِي سَبِيلِ اللَّه ؛ أَي مَوْقُوفٌ عَلَى الْغُزَاةِ يَرْكَبُونَهُ فِي الْجِهَادِ، والحَبِيسُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَكُلُّ مَا حُبِسَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ حَبيسٌ. اللَّيْثُ: الحَبيسُ الْفَرَسُ يُجْعَلُ حَبِيساً فِي سَبِيلِ اللَّه يُغْزى عَلَيْهِ. الأَزهري: والحُبُسُ جَمْعُ الحَبِيس يَقَعُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَقَفَهُ صَاحِبُهُ وَقْفًا مُحَرَّمًا لَا يُورَثُ وَلَا يُبَاعُ مِنْ أَرض وَنَخْلٍ وَكَرْمٍ ومُسْتَغَلٍّ، يُحَبَّسُ أَصله وَقْفًا مُؤَبَّدًا وتُسَبَّلُ ثَمَرَتُهُ تَقَرُّبًا إِلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعُمَرَ فِي نَخْلٍ لَهُ أَراد أَن يَتَقَرَّبَ بِصَدَقَتِهِ إِلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ: حَبِّسِ الأَصلَ وسَبِّل الثَّمَرَةَ ؛ أَي اجْعَلْهُ وَقْفًا حُبُساً، وَمَعْنَى تَحْبِيسِهِ أَن لَا يُورَثَ وَلَا يُبَاعَ وَلَا يُوهَبَ وَلَكِنْ يُتْرَكُ أَصله وَيُجْعَلَ ثَمَرُهُ فِي سُبُلِ الْخَيْرِ، وأَما مَا رُوِيَ عَنْ شُرَيْح أَنه قَالَ: جاءَ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإِطلاق الحُبْس فإِنما أَراد بِهَا الحُبُسَ، هُوَ جَمْعُ حَبِيسٍ، وَهُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ، وأَراد بِهَا مَا كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَحْبِسُونه مِنَ السَّوَائِبِ وَالْبَحَائِرِ وَالْحَوَامِي وَمَا أَشبهها، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ بإِحلال مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ مِنْهَا وإِطلاق مَا حَبَّسوا بِغَيْرِ أَمر اللَّه مِنْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ فِي كِتَابِ الْهَرَوِيِّ بِإِسْكَانِ الْبَاءِ لأَنه عَطَفَ عَلَيْهِ الْحُبُسُ الَّذِي هُوَ الْوَقْفُ، فإِن صَحَّ فَيَكُونُ قَدْ خَفَّفَ الضَّمَّةَ، كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ رَغِيفٍ رُغْفٌ، بِالسُّكُونِ، والأَصل الضَّمُّ، أَو أَنه أَراد بِهِ الْوَاحِدَ. قَالَ الأَزهري: وأَما الحُبُسُ الَّتِي وَرَدَتِ السنَّة بِتَحْبِيسِ أَصلها وَتَسْبِيلِ ثَمَرِهَا فَهِيَ جَارِيَةٌ عَلَى مَا سَنَّها الْمُصْطَفَى، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مَا أَمر بِهِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: أَن خَالِدًا جَعَلَ رَقِيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً فِي سَبِيلِ اللَّه ؛ أَي وَقْفًا عَلَى الْمُجَاهِدِينَ وَغَيْرِهِمْ. يُقَالُ: حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً وأَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وَقَفْتُ، وَالِاسْمُ الحُبس، بِالضَّمِّ؛ والأَعْتُدُ: جَمْعُ العَتادِ، وَهُوَ مَا أَعَدَّه الإِنسان مِنْ آلَةِ الْحَرْبِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حُبْسَ بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ ، أَي لَا يُوقَف مَالٌ وَلَا يُزْوَى عَنْ وَارِثِهِ، إِشارة إِلى مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ حَبْس مَالِ الْمَيِّتِ وَنِسَائِهِ، كَانُوا إِذا كَرِهُوا النِّسَاءَ لِقُبْحٍ أَو قِلَّةِ مَالٍ حَبَسُوهُنَّ عَنِ الأَزواج لأَن أَولياء الْمَيِّتِ كَانُوا أَولى بِهِنَّ عِنْدَهُمْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ لَا حُبْسَ، يَجُوزُ بِفَتْحِ الْحَاءِ عَلَى الْمَصْدَرِ وَبِضَمِّهَا عَلَى الِاسْمِ. والحِبْسُ: كلُّ مَا سدَّ بِهِ مَجْرى الْوَادِي فِي أَيّ مَوْضِعٍ حُبِسَ؛ وَقِيلَ: الحِبْس حِجَارَةٌ أَو خَشَبٌ تُبْنَى فِي مَجْرَى الْمَاءِ لِتَحْبِسَهُ كَيْ يَشْرَبَ القومُ ويَسقوا أَموالَهُم، وَالْجَمْعُ أَحْباس، سُمِّيَ الْمَاءُ بِهِ حِبْساً كَمَا يُقَالُ لَهُ نِهْيٌ؛ قَالَ أَبو زُرْعَةَ التَّيْمِيُّ: مِنْ كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ، ... رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ فَشِمْتُ فِيهَا كعَمُود الحِبْسِ، ... أَمْعَسُها يَا صاحٍ، أَيَّ مَعْسِ حَتَّى شَفَيْتُ نَفْسَها مِنْ نَفْسي، ... تِلْكَ سُلَيْمَى، فاعْلَمَنَّ، عِرْسِي الكَعْثَبُ: الرَّكَبُ. والمَعْسُ: النِّكَاحُ مِثْلُ مَعْسِ الأَديم إِذا دُبِغَ ودُلِكَ دَلْكاً شَدِيدًا فَذَلِكَ مَعْسُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سأَل أَين حِبْسُ سَيَل فإِنه يُوشِكُ أَن يَخْرُجَ مِنْهُ نَارٌ تُضِيءُ مِنْهَا أَعناق الإِبل بِبُصْرَى ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقِيلَ: هُوَ فلُوقٌ فِي الحَرَّة يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءٌ لَوْ وَرَدَتْ عَلَيْهِ أُمَّة لَوَسِعَهُمْ. وحِبْسُ سَيَل: اسْمُ مَوْضِعٍ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ

السَّوارِقيَّة مَسِيرَةُ يَوْمٍ، وَقِيلَ: حُبْسُ سَيَل، بِضَمِّ الْحَاءِ، الْمَوْضِعُ الْمَذْكُورُ. والحُباسَة والحِباسَة كالحِبْس؛ أَبو عَمْرٍو: الحَبْس مِثْلُ المَصْنَعة يُجْعَلُ لِلْمَاءِ، وَجَمْعُهُ أَحْباسٌ. والحِبْس: الْمَاءُ الْمُسْتَنْقَعُ، قَالَ اللَّيْثُ: شَيْءٌ يُحْبَسُ بِهِ الْمَاءُ نَحْوَ الحُباسِ [الحِباسِ] فِي المَزْرَفَة يُحْبَس بِهِ فُضول الْمَاءِ، والحُباسة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: المَزْرَفَة، وهي الحُباسات [الحِباسات] فِي الأَرض قَدْ أَحاطت بالدَّبْرَةِ، وَهِيَ المَشارَةُ يُحْبَسُ فِيهَا الْمَاءُ حَتَّى تمتلئَ ثُمَّ يُساق الْمَاءُ إِلى غَيْرِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الحَبْسُ الشَّجَاعَةُ، والحِبْسُ، بِالْكَسْرِ «1»، حِجَارَةٌ تَكُونُ فِي فُوْهَة النَّهْرِ تَمْنَعُ طُغْيانَ الماءِ. والحِبْسُ: نِطاق الهَوْدَج. والحِبْسُ: المِقْرَمَة. والحِبْسُ: سِوَارٌ مِنْ فِضَّةٍ يُجْعَلُ فِي وَسَطِ القِرامِ، وَهُوَ سِتْرٌ يُجْمَعُ بِهِ ليُضِيء الْبَيْتَ. وكَلأٌ حابسٌ: كَثِيرٌ يَحْبِسُ المالَ. والحُبْسَة والاحْتِباس فِي الْكَلَامِ: التَّوَقُّفُ. وتحَبَّسَ فِي الْكَلَامِ: توقَّفَ. قَالَ الْمُبَرِّدُ فِي بَابِ عِلَلِ اللِّسَانِ: الحُبْسَةُ تَعَذُّرُ الْكَلَامِ عِنْدَ إِرادته، والعُقْلَة الْتِوَاءُ اللِّسَانِ عِنْدَ إِرادة الْكَلَامِ. ابْنُ الأَعرابي: يَكُونُ الْجَبَلُ خَوْعاً أَي أَبيض وَيَكُونُ فِيهِ بُقْعَة سَوْدَاءُ، وَيَكُونُ الجبلُ حَبْساً أَي أَسودَ وَيَكُونُ فِيهِ بُقْعَةٌ بَيْضَاءُ. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: أَنه بَعَثَ أَبا عُبَيْدَةَ عَلَى الحُبْسِ ؛ قَالَ القُتَيبي: هُمُ الرَّجَّالة، سُمُّوا بِذَلِكَ لِتَحَبُّسِهِمْ عَنِ الرُّكْبَانِ وتأَخرهم؛ قَالَ: وأَحْسِبُ الْوَاحِدَ حَبيساً، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ حَابِسًا كأَنه يَحْبِسُ مَنْ يَسِيرُ مِنَ الرُّكبان بِمَسِيرِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر مَا يُرْوَى الحُبَّس، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا، فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَلَا يَكُونُ وَاحِدُهَا إِلا حَابِسًا كَشَاهِدٍ وشُهَّد، قَالَ: وأَما حَبيس فَلَا يُعْرَفُ فِي جَمْعِ فَعِيل فُعَّلٌ، وإِنما يُعْرَفُ فِيهِ فُعُل كنَذِير ونُذُر، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الحُبُسُ، بِضَمِّ الْبَاءِ وَالتَّخْفِيفِ، الرَّجَّالة، سُمُّوا بِذَلِكَ لِحَبْسِهِمُ الْخَيَّالَةَ ببُطْءِ مَشْيِهِمْ، كأَنه جَمْعُ حَبُوس، أَو لأَنهم يَتَخَلَّفُونَ عَنْهُمْ وَيَحْتَبِسُونَ عَنْ بُلُوغِهِمْ كأَنه جَمْعُ حَبِيسٍ؛ الأَزهري: وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: حَتْف الحِمام والنُّحُوسَ النُّحَّسا الَّتِي لَا يَدْرِي كَيْفَ يَتَّجِهُ لَهَا. وحابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا أَراد: وحابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ، فَقَلَبَهُ وَنَصَبَهُ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وَقَدْ سَمَّتْ حابِساً وحَبِيساً، والحَبْسُ: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذَاتَ حَبِيس، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. وحَبِيس أَيضاً: مَوْضِعٌ بالرَّقَّة بِهِ قُبُورُ شُهَدَاءِ صِفِّينَ. وحابِسٌ: اسْمُ أَبي الأَقرع التميمي. حبرقس: الحَبَرْقَسُ: الضَّئِيلُ مِنَ البِكارَةِ والحُملان، وَقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الخَلْقِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. والحَبَرْقَسُ: صِغَارُ الإِبل، وَهُوَ بِالصَّادِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ حَبَرْقَصَ. حبلبس: الحَبَلْبَسُ: الْحَرِيصُ اللَّازِمُ لِلشَّيْءِ وَلَا يُفَارِقُهُ كالحَلْبَسِ. حدس: الأَزهري: الحَدْسُ التَّوَهُّمُ فِي مَعَانِي الْكَلَامِ والأُمور؛ بَلَغَنِي عَنْ فُلَانٍ أَمر وأَنا أَحْدُسُ فِيهِ أَي أَقول بِالظَّنِّ وَالتَّوَهُّمِ. وحَدَسَ عَلَيْهِ ظَنُّهُ يَحْدِسه ويَحْدُسُه حَدْساً: لَمْ يُحَقِّقْهُ. وتَحَدَّسَ أَخبارَ النَّاسِ وَعَنْ أَخبار الناس: تَخَيَّر عَنْهَا وأَراغها لِيَعْلَمَهَا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْرِفُونَ بِهِ. وبَلَغَ بِهِ الحِدَاسَ أَي الأَمرَ الَّذِي ظَنَّ أَنه الْغَايَةَ الَّتِي يَجْرِي إِليها وأَبعد، ولا

_ (1). قوله [والحبس بالكسر] حكى المجد فتح الحاء أَيضاً

تَقُلِ الإِدَاسَ: وأَصلُ الحَدْسِ الرَّمْيُ، وَمِنْهُ حَدْسُ الظَّنِّ إِنما هُوَ رَجْمٌ بِالْغَيْبِ. والحَدْسُ: الظَّنُّ وَالتَّخْمِينُ. يُقَالُ: هُوَ يَحْدِس، بِالْكَسْرِ، أَي يَقُولُ شَيْئًا برأَيه. أَبو زَيْدٍ: تَحَدَّسْتُ عَنِ الأَخبار تَحَدُّساً وتَنَدَّسْتُ عَنْهَا تَنَدُّساً وتَوَجَّسْت إِذا كُنْتَ تُرِيغُ أَخبار النَّاسِ لِتَعْلَمَهَا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ. وَيُقَالُ: حَدَسْتُ عَلَيْهِ ظَنِّي ونَدَسْتُه إِذا ظَنَنْتَ الظَّنَّ وَلَا تَحُقُّه. وحَدَسَ الكلامَ عَلَى عواهِنِه: تَعَسَّفه وَلَمْ يَتَوَقَّه. وحَدَسَ النَّاقَةَ يَحْدِسُها حَدْساً: أَناخها، وَقِيلَ: أَناخها ثُمَّ وَجَأَ بشَفْرَتِه فِي مَنْحَرِهَا. وحَدَس بِالنَّاقَةِ: أَناخها، وَفِي التَّهْذِيبِ؛ إِذا وَجَأَ فِي سَبَلتها، والسَّبَلَةُ هَاهُنَا: نَحْرُها. يُقَالُ: ملأَ الْوَادِي إِلى أَسبالِه أَي إِلى شفاهِه. وحَدَسْتُ فِي لَبَّةِ الْبَعِيرِ أَي وَجَأْتها. وحَدَس الشاةَ يَحْدِسها حَدْساً: أَضجعها لِيَذْبَحَهَا. وحَدَسَ بِالشَّاةِ: ذَبَحَهَا. وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ: حَدَسَ لَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ؛ يَعْنِي الشَّاةَ الْمَهْزُولَةَ، وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنه ذَبَحَ لأَضيافه شَاةً سَمِينَةً أَطفأَت مِنْ شَحْمِهَا تِلْكَ الرَّضْف. وَقَالَ ابْنُ كناسَةَ: تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا أَمسى النَّجْمُ قِمَّ الرأْس فَعُظْماها فاحْدِسْ؛ مَعْنَاهُ انْحَرْ أَعظم الإِبل. وحَدَس بِالرَّجُلِ يَحْدِسُ حَدْساً، فَهُوَ حَدِيسٌ: صَرَعَه؛ قال معديكرب: لِمَنْ طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسا؟ ... تَبَدَّلَ آرَامًا وعِيناً كَوانِسا تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَماً، ... وأَصْبَحْتُ فِي أَطلالِها اليومَ جالِسا بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا تَرَى بِهِ، ... مِنَ الْقَوْمِ، مَحْدُوساً وَآخَرَ حادِسا العَمْقُ: مَا بَعُدَ مِنْ طَرَفِ الْمَفَازَةِ. وَالْآرَامُ: الظِّبَاءُ الْبِيضُ الْبُطُونِ. والعِينُ: بَقَرُ الْوَحْشِ. والكَوانِسُ: الْمُقِيمَةُ فِي أَكنستها. وَكِنَاسُ الظَّبْيِ وَالْبَقَرَةِ: بَيْتُهُمَا. والحُبَيَّا: مَوْضِعٌ. وشَطُّه: نَاحِيَتُهُ. والحَيْرَمُ: بَقَرُ الْوَحْشِ، الْوَاحِدَةُ حَيرمة. وحَدَسَ بِهِ الأَرض حَدْساً: ضَرَبَهَا بِهِ. وحَدَسَ الرجلَ: وَطِئَه. والحَدْسُ: السُّرْعَةُ والمُضِيُّ عَلَى اسْتِقَامَةٍ، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: سَيْرٌ حَدْسٌ؛ قَالَ: كأَنها مِنْ بَعْدِ سَيْرٍ حَدْسِ فَهُوَ عَلَى مَا ذَكَرْنَا صِفَةٌ وَقَدْ يَكُونُ بَدَلًا. وحَدَسَ فِي الأَرض يَحْدِسُ حَدْساً: ذَهَبَ. والحَدْسُ: الذَّهَابُ فِي الأَرض عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ. قَالَ الأَزهري: الحَدْسُ فِي السَّيْرِ سُرْعَةٌ ومضيٌّ عَلَى غَيْرِ طَرِيقَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ. الأُمَوِيُّ: حَدَس فِي الأَرض وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِسُ إِذا ذَهَبَ فِيهَا. وَبَنُو حَدَسٍ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ: لَا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسَّا، ... مَلْساً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسا وحَدَسٌ: اسْمُ أَبي حيٍّ مِنَ الْعَرَبِ وحَدَسْتُ بِسَهْمٍ: رَمَيْتُ. وحَدَسْتُ بِرِجْلِي الشَّيْءَ أَي وَطِئْتُه. وحَدَسْ: زَجْرٌ لِلْبِغَالِ كعَدَسْ، وَقِيلَ: حَدَسْ وعَدَسْ اسْمَا بَغَّالَيْن عَلَى عَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، كَانَا يَعْنُفانِ عَلَى البِغالِ، فإِذا ذُكِرَا نَفَرَتْ خَوْفًا مِمَّا كَانَتْ تَلْقَى مِنْهُمَا؛ قَالَ: إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي عَلَى حَدَسْ وَالْعَرَبُ تَخْتَلِفُ فِي زَجْرِ الْبِغَالِ فَبَعْضٌ يَقُولُ: عَدَسْ، وَبَعْضٌ يَقُولُ: حَدَسْ؛ قَالَ الأَزهري: وعَدَسْ أَكثر مِنْ حَدَسْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُفَرِّع: عَدَسْ مَا لعَبَّادٍ عليكِ إِمارَةٌ ... نَجَوْت، وَهَذَا تَحْمِلينَ طَلِيقُ

جَعَلَ عَدَسْ اسْمًا لِلْبَغْلَةِ، سماها بالزَّجْرِ: عَدَسْ. حرس: حَرَسَ الشَّيْءَ يَحْرُسُه ويَحْرِسُه حَرْساً: حَفِظَهُ؛ وَهُمُ الحُرَّاسُ والحَرَسُ والأَحْراسُ. واحْتَرس مِنْهُ: تَحَرَّزَ. وتَحَرَّسْتُ مِنْ فُلَانٍ واحْتَرَسْتُ مِنْهُ بِمَعْنًى أَي تَحَفَّظْتُ مِنْهُ. وَفِي الْمَثَلِ: مُحْتَرِسٌ مِنْ مِثْلِهِ وَهُوَ حارِسٌ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُؤْتَمَنُ عَلَى حِفْظِ شَيْءٍ لَا يُؤْمَنُ أَن يَخُونَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: الْفِعْلُ اللَّازِمُ يَحْتَرِسُ كأَنه يَحْتَرِزُ، قَالَ: وَيُقَالُ حارسٌ وحَرَسٌ لِلْجَمِيعِ كَمَا يُقَالُ خادِمٌ وخَدَمٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ. والحَرَسُ: حَرَسُ السُّلْطَانِ، وَهُمُ الحُرَّاسُ، الْوَاحِدُ حَرَسِيٌّ، لأَنه قَدْ صَارَ اسْمَ جِنْسٍ فَنُسِبَ إِليه، وَلَا تَقُلْ حارِسٌ إِلا أَن تَذْهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الحِراسَة دُونَ الْجِنْسِ. وَفِي مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه تَنَاوَلَ قُصَّة شَعَرٍ كَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيٍّ؛ الْحَرَسِيُّ، بِفَتْحِ الراءِ: وَاحِدُ الحُرَّاس. والحَرَس وَهُمْ خَدَمُ السُّلْطَانِ الْمُرَتَّبُونَ لِحِفْظِهِ وحِراسَتِه. وَالْبِنَاءُ الأَحْرَسُ: هُوَ الْقَدِيمُ العادِيُّ الَّذِي أَتى عَلَيْهِ الحَرْس، وَهُوَ الدَّهْرُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِنَاءُ أَحْرَسُ أَصم. وحَرَسَ الإِبل وَالْغَنَمَ يَحْرُسها [يَحْرِسها] واحْتَرَسَها: سَرَقَهَا لَيْلًا فأَكلها، وَهِيَ الحَرائِس. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن غِلْمَةً لِحَاطِبِ بْنِ أَبي بَلْتَعَةَ احْتَرَسُوا نَاقَةً لِرَجُلٍ فَانْتَحَرُوهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: الاحْتِراسُ أَن يؤْخذ الشَّيْءُ مِنَ الْمَرْعَى، وَيُقَالَ لِلَّذِي يَسْرِقُ الْغَنَمَ: مُحْتَرِس، وَيُقَالُ لِلشَّاةِ الَّتِي تُسْرَق: حَرِيسَة. الْجَوْهَرِيُّ: الحَريسَة الشَّاةُ تُسْرَقُ لَيْلًا. والحَريسة: السَّرِقَةُ. والحَريسَة أَيضاً: مَا احْتُرِس مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: حَريسَة الْجَبَلِ لَيْسَ فِيهَا قَطْع ؛ أَي لَيْسَ فِيمَا يُحْرَس بِالْجَبَلِ إِذا سُرِق قَطْعٌ لأَنه لَيْسَ بِحِرْزٍ. والحَريسَة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ أَي أَن لَهَا مَنْ يَحْرُسها وَيَحْفَظُهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الحَريسَة السَّرِقَةَ نَفْسَهَا. يُقَالُ: حَرَس يَحْرِس حَرْساً إِذا سَرَقَ، فَهُوَ حَارِسٌ ومُحْتَرِس، أَي لَيْسَ فِيمَا يُسْرَق مِنَ الْجَبَلِ قَطْعٌ. وَفِي الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنه سُئِلَ عَنْ حَرِيسَةِ الْجَبَلِ فَقَالَ: فيها غُرْم مِثْلِهَا وجَلَداتٌ نَكَالًا فإِذا آوَاهَا المُراح فَفِيهَا الْقَطْعُ. وَيُقَالُ لِلشَّاةِ الَّتِي يُدْرِكُهَا اللَّيْلُ قَبْلَ أَن تَصِلَ إِلى مُراحِها: حَرِيسة. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: ثمن الحَريسَة حَرَامٌ لِعَيْنِهَا أَي أَكل الْمَسْرُوقَةِ وَبَيْعُهَا وأَخذ ثَمَنِهَا حَرَامٌ كُلُّهُ. وَفُلَانٌ يأْكل الحِراساتِ إِذا تَسَرَّق غَنَمَ النَّاسِ فأَكلها. وَالِاحْتِرَاسُ أَن يُسْرَق الشَّيْءُ مِنَ الْمَرْعَى. والحَرْسُ: وَقْتٌ مِنَ الدَّهْرِ دُونَ الحُقْب. والحَرْسُ: الدَّهْرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فِي نِعْمَةٍ عِشْنا بِذَاكَ حَرْسا وَالْجَمْعُ أَحْرُس؛ قَالَ: وقَفْتُ بعَرَّافٍ عَلَى غيرِ مَوْقِف، ... عَلَى رَسْمِ دارٍ قَدْ عَفَتْ مُنذُ أَحْرُسِ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لِمَنْ طَلَلٌ داثِرٌ آيُهُ، ... تَقادَمَ فِي سالِف الأَحْرُسِ؟ والمُسْنَدُ: الدَّهْرُ. وأَحْرَسَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ حَرْساً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وإِرَمٌ أَحْرَسُ فوقَ عَنْزِ العَنْز: الأَكَمَة الصَّغِيرَةُ. والإِرَمُ: شِبْهُ عَلَمٍ يُبْنى فَوْقَ القارَة يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ. قَالَ الأَزهري: والعَنْزُ قَارَةٌ سَوْدَاءُ، وَيُرْوَى: وإِرَمٌ أَعْيَسُ فَوْقَ عَنْزٍ والمِحْراسُ: سَهْمٌ عَظِيمُ الْقَدْرِ. والحَرُوسُ: مَوْضِعٌ.

والحَرْسانِ: الجَبَلانِ يُقَالُ لأَحدهما حَرْسُ قَسا؛ وَقَالَ: هُمُ ضَرَبُوا عَنْ قَرْحِها بِكَتِيبَةٍ، ... كبَيْضاءِ حَرْسٍ فِي طَرائِقِها الرَّجْلُ «2» الْبَيْضَاءُ: هَضْبَةٌ فِي الجَبَلِ. حربس: أَرض حَرْبَسِيسٌ: صُلْبَة كعَرْبَسيس. حرقس: الحُرْقُوسُ: لُغَةٌ فِي الحُرْقُوص وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي باب الصاد. حرمس: الحِرْمِسُ: الأَمْلَسُ. والحِرْماسُ: الأَمْلَسُ. وأَرض حِرْماس: صُلبة شَدِيدَةٌ. أَبو عَمْرٍو: بَلَدٌ حِرْماس أَي أَملس؛ وأَنشد: جاوَزْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهَاسا، ... وبَطْنَ لُبْنَى بَلَداً حِرْماسا وسِنونَ حَرامِسُ أَي شِدادٌ مُجْدِبَةٌ، واحدها حِرْمِسٌ. حسس: الحِسُّ والحَسِيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ؛ قَالَ اللَّه تَعَالَى: لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها . والحِسُّ، بِكَسْرِ الْحَاءِ: مِنْ أَحْسَسْتُ بِالشَّيْءِ. حسَّ بِالشَّيْءِ يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ بِهِ وأَحَسَّه: شَعَرَ بِهِ؛ وأَما قَوْلُهُمْ أَحَسْتُ بِالشَّيْءِ فَعَلَى الحَذْفِ كَرَاهِيَةَ الْتِقَاءِ الْمِثْلَيْنِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ فِي كُلِّ بِنَاءٍ يُبْنى اللَّامُ مِنَ الْفِعْلِ مِنْهُ عَلَى السُّكُونِ وَلَا تَصِلُ إِليه الْحَرَكَةُ شَبَّهُوهَا بأَقَمْتُ. الأَزهري: وَيُقَالُ هَلْ أَحَسْتَ بِمَعْنَى أَحْسَسْتَ، وَيُقَالُ: حَسْتُ بِالشَّيْءِ إِذا عَلِمْتَهُ وَعَرَفْتَهُ، قَالَ: وَيُقَالُ أَحْسَسْتُ الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عَرَفْتُ مِنْهُ طَرَفاً. وَتَقُولُ: مَا أَحْسَسْتُ بِالْخَبَرِ وَمَا أَحَسْت وَمَا حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لَمْ أَعرف مِنْهُ شَيْئًا «3». قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا حَسِسْتُ بِهِ وحَسَيْتُه وحَسِيت بِهِ وأَحْسَيْتُ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ محوَّل التَّضْعِيفِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الحِسُّ. قَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ مِنْ أَين حَسَيْتَ هَذَا الْخَبَرَ؛ يُرِيدُونَ مِنْ أَين تَخَبَّرْته. وحَسِسْتُ بِالْخَبَرِ وأَحْسَسْتُ بِهِ أَي أَيقنت بِهِ. قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا حَسِيتُ بِالْخَبَرِ وأَحْسَيْتُ بِهِ، يُبْدِلُونَ مِنَ السِّينِ يَاءً؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: خَلا أَنَّ العِتاقَ مِنَ المَطايا ... حَسِينَ بِهِ، فَهُنَّ إِليه شُوسُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِي بَيْتَ أَبي زُبَيْدٍ: أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ وأَصله أَحْسَسْنَ، وَقِيلَ أَحْسَسْتُ؛ مَعْنَاهُ ظَنَنْتُ وَوَجَدْتُ. وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها: رَسُّها وأَولها عند ما تُحَسُّ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري: الحِسُّ مَسُّ الحُمَّى أَوّلَ مَا تَبْدأُ، وَقَالَ الأَصمعي: أَول مَا يَجِدُ الإِنسان مَسَّ الْحُمَّى قَبْلَ أَن تأْخذه وَتَظْهَرَ، فَذَلِكَ الرَّسُّ، قَالَ: وَيُقَالُ وَجَدَ حِسّاً مِنَ الْحُمَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ مَتَى أَحْسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمٍ؟ أَي مَتَى وَجَدْتَ مَسَّ الْحُمَّى. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الإِحْساسُ الْعِلْمُ بالحواسِّ، وَهِيَ مَشاعِرُ الإِنسان كَالْعَيْنِ والأُذن والأَنف وَاللِّسَانِ وَالْيَدِ، وحَواسُّ الإِنسان: الْمَشَاعِرُ الْخَمْسُ وَهِيَ

_ (2). قوله [عن قرحها] الذي في ياقوت: عن وجهها. (3). عبارة المصباح: وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به، وربما زيدت الباء فقيل: أحسّ به على معنى شعر به. وحسست به من باب قتل لغة فيه، والمصدر الحس، بالكسر، ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول: أحسته وحست به، ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول: حسيت وأَحسيت وحسست بالخبر من باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال: حسست الخبر، من باب قتل. انتهى. باختصار.

الطَّعْمُ وَالشَّمُّ وَالْبَصَرُ وَالسَّمْعُ وَاللَّمْسُ. وحَواسُّ الأَرض خَمْسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ وَالرِّيحُ وَالْجَرَادُ وَالْمَوَاشِي. والحِسُّ: وَجَعٌ يُصِيبُ المرأَة بَعْدَ الْوِلَادَةِ، وَقِيلَ: وجع الولادة عند ما تُحِسُّها، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه مَرَّ بامرأَة قَدْ وَلَدَتْ فَدَعَا لَهَا بِشَرْبَةٍ مِنْ سَوِيقٍ وَقَالَ: اشْرَبِي هَذَا فإِنه يَقْطَعُ الحِسَّ. وتَحَسَّسَ الْخَبَرَ: تطلَّبه وتبحَّثه. وَفِي التنزيل: يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَحَسَّسْ فُلَانًا وَمِنْ فُلَانٍ أَي تَبَحَّثْ، وَالْجِيمُ لِغَيْرِهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَحَسَّسْت الْخَبَرَ وتَحَسَّيته، وَقَالَ شَمِرٌ: تَنَدَّسْتُه مِثْلُهُ. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: التَحَسُّسُ شِبْهُ التَّسَمُّعِ وَالتَّبَصُّرُ؛ قَالَ: والتَجَسُّسُ، بِالْجِيمِ، الْبَحْثُ عَنِ الْعَوْرَةِ، قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا. ابْنُ الأَعرابي: تَجَسَّسْتُ الْخَبَرَ وتَحَسَّسْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَحَسَّسْتُ مِنَ الشَّيْءِ أَي تَخَبَّرت خَبَرَهُ. وحَسَّ مِنْهُ خَبَرًا وأَحَسَّ، كِلَاهُمَا: رأَى. وَعَلَى هَذَا فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ . وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَحسَّ مِنْهُمْ أَحداً أَي مَا رأَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ، مَعْنَاهُ هَلْ تُبْصِرُ هَلْ تَرى؟ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُ ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا وَقَفَ عَلَى «1» ... أَحوالًا وأَحِسُّوا نَاقَةً صِفَتُهَا كَذَا وَكَذَا؛ وَمَعْنَاهُ هَلْ أَحْسَستُم نَاقَةً، فجاؤوا بِهِ عَلَى لَفْظِ الأَمر؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ، وَفِي قَوْلِهِ: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ، مَعْنَاهُ: فَلَمَّا وَجَد عِيسَى، قَالَ: والإِحْساسُ الْوُجُودُ، تَقُولُ فِي الْكَلَامِ: هَلْ أَحْسَسْتَ مِنْهُمْ مِنْ أَحد؟ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أَحَسَّ عَلِمَ وَوَجَدَ فِي اللُّغَةِ. وَيُقَالُ: هَلْ أَحسَست صَاحِبَكَ أَي هَلْ رأَيته؟ وَهَلْ أَحْسَسْت الْخَبَرَ أَي هَلْ عَرَفْتَهُ وَعَلِمْتَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ؛ أَي رأَى. يُقَالُ: أَحْسَسْتُ مِنْ فُلَانٍ مَا سَاءَنِي أَي رأَيت. قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ مَا أَحَسْتُ مِنْهُمْ أَحداً، فَيَحْذِفُونَ السِّينَ الأُولى، وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً، وَقَالَ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، وَقُرِئَ: فَظِلْتُم ، أُلقيت اللَّامُ الْمُتَحَرِّكَةُ وَكَانَتْ فَظَلِلْتُم. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أَبا الْحَسَنِ يَقُولُ: حَسْتُ وحَسِسْتُ ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ وهَمَمْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: فَهَجَمْتُ على رجلين فلقت هَلْ حَسْتُما مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَا: لَا. وَفِي خَبَرِ أَبي العارِم: فَنَظَرْتُ هَلْ أُحِسُّ سَهْمِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا أَي نَظَرْتُ فَلَمْ أَجده. وَقَالَ: لَا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار؛ زَعَمُوا أَن رَجُلَيْنِ كَانَا يُوقِدَانِ بِالطَّرِيقِ نَارًا فإِذا مرَّ بِهِمَا قَوْمٌ أَضافاهم، فمرَّ بِهِمَا قَوْمٌ وَقَدْ ذَهَبَا، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النَّارِ، وَقِيلَ: لَا حَسَاسَ من ابني موقد النار، لَا وُجُودَ، وَهُوَ أَحسن. وَقَالُوا: ذَهَبَ فُلَانٌ فَلَا حَساسَ بِهِ أَي لَا يُحَسُّ بِهِ أَو لَا يُحَسُّ مَكَانُهُ. والحِسُّ والحَسِيسُ: الَّذِي تَسْمَعُهُ مِمَّا يَمُرُّ قَرِيبًا مِنْكَ وَلَا تَرَاهُ، وَهُوَ عامٌّ فِي الأَشياء كُلِّهَا؛ وأَنشد فِي صِفَةِ بازٍ: تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ مِنْهُ ... جُنُوحاً، إِن سَمِعْنَ لَهُ حَسِيسا وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها أَي لَا يَسْمَعُونَ حِسَّها وَحَرَكَةَ تَلَهُّبِها. والحَسيسُ والحِسُّ: الْحَرَكَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ فَسَمِعَ حِسَّ حَيَّةٍ ؛ أَي حَرَكَتَهَا وَصَوْتَ مَشْيِهَا؛ وَمِنْهُ

_ (1). كذا بياض بالأَصل.

الْحَدِيثُ: إِن الشَّيْطَانَ حَسَّاس لَحَّاسٌ ؛ أَي شَدِيدُ الحسِّ والإِدراك. وَمَا سُمِعَ لَهُ حِسّاً وَلَا جِرْساً؛ الحِسُّ مِنَ الْحَرَكَةِ والجِرْس مِنَ الصَّوْتِ، وَهُوَ يَصْلُحُ للإِنسان وَغَيْرِهِ؛ قَالَ عَبْدُ مَناف بْنُ رِبْعٍ الهُذَليّ: وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ، ... حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا والحِسُّ: الرَّنَّةُ. وجاءَ بِالْمَالِ مِنْ حِسِّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ حَسِّه وعَسِّه أَي مِنْ حَيْثُ شاءَ. وجئني مِنْ حَسِّك وبَسِّك؛ مَعْنَى هَذَا كُلِّهِ مِنْ حَيْثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تأْويله جِئْ بِهِ مِنْ حَيْثُ تُدركه حاسَّةٌ مِنْ حَوَاسِّكَ أَو يُدركه تَصَرُّفٌ مِنْ تَصَرُّفِك. وَفِي الْحَدِيثِ أَن رَجُلًا قَالَ: كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطيني مِائَةَ دِينَارٍ؟ فَطَلَبْتُهَا مِنْ حِسِّي [حَسِّي] وبِسِّي [بَسِّي] ؛ أَي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. وحَسِّ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ السِّينِ وَتَرْكِ التَّنْوِينِ: كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الأَلم. وَيُقَالُ: إِني لأَجد حِسّاً مِنْ وَجَعٍ؛ قَالَ العَجَّاجُ: فَمَا أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ، ... عَطْفَ البَلايا المَسَّ بَعْدَ المَسِ وحَرَكاتِ البَأْسِ بَعْدَ البَأْسِ، ... أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ يَسْمَهِرُّوا: يَشْتَدُّوا. والضِّراس: المُعاضَّة. والضَّرْسُ: العَضُّ. وَيُقَالُ: لآخُذَنَّ مِنْكَ الشَّيْءَ بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رِفْقٍ، وَمِثْلُهُ: لَآخُذَنَّهُ هَوْناً أَو عَتْرَسَةً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ لَذْعة النَّارِ وَالْوَجَعِ الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، وضُرِبَ فَمَا قَالَ حَسٍّ وَلَا بَسٍّ، بِالْجَرِّ وَالتَّنْوِينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجُرُّ وَلَا ينوِّن، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الْحَاءَ وَالْبَاءَ فَيَقُولُ: حِسٍّ وَلَا بِسٍّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَسّاً وَلَا بَسّاً، يَعْنِي التَّوَجُّعَ. وَيُقَالُ: اقْتُصَّ مِنْ فُلَانٍ فَمَا تَحَسَّسَ أَي مَا تَحَرَّك وَمَا تَضَوَّر. الأَزهري: وَبَلَغَنَا أَن بَعْضَ الصَّالِحِينَ كَانَ يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نَارٍ فإِذا لَذَعَتْهُ قَالَ: حَسِّ حَسِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ وأَنت تَجْزَعُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ الأَصمعي: ضَرَبَهُ فَمَا قَالَ حَسِّ، قَالَ: وَهَذِهِ كَلِمَةٌ كَانَتْ تُكْرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وحَسِّ مِثْلُ أَوَّهْ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَضَعَ يَدَهُ فِي البُرْمَة ليأْكل فَاحْتَرَقَتْ أَصابعه فَقَالَ: حَسِ ؛ هي بِكَسْرِ السِّينِ وَالتَّشْدِيدِ، كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الإِنسان إِذا أَصابه مَا مَضَّه وأَحرقه غَفْلَةً كالجَمْرة والضَّرْبة وَنَحْوِهَا. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: حِينَ قُطِعَتْ أَصابعه يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: حَسِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّه لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان لَيْلَةَ يَسْري فِي مَسِيره إِلى تَبُوك فَسَارَ بِجَنْبِهِ رَجُلٌ مِنْ أَصحابه ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: حَسِ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَبَاتَ فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بِحَالَةِ سَوْءٍ وَشِدَّةِ، وَالْكَسْرُ أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كَثِيرًا عَلَى فِعْلَة كالجِيْئَةِ والتِّلَّةِ والبِيْئَةِ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي حَفِظْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ وأَهل اللُّغَةِ: بَاتَ فُلَانٌ بِجِيئَةِ سُوءٍ وَتِلَّةِ سُوءٍ وَبِيئَةِ سُوءٍ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع بِحِسَّةِ سُوءٍ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَرَّتْ بِالْقَوْمِ حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ. والحَسُّ: الْقَتْلُ الذَّرِيعُ. وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلًا. وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً: قَتَلَهُمْ

قَتْلًا ذَرِيعًا مستأْصلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ؛ أَي تَقْتُلُونَهُمْ قَتْلًا شَدِيدًا، وَالِاسْمُ الحُساسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ تستأْصلونهم قَتْلًا. يُقَالُ: حَسَّهم الْقَائِدُ يَحُسُّهم حَسّاً إِذا قَتَلَهُمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الحَسُّ الْقَتْلُ والإِفناء هَاهُنَا. والحَسِيسُ؛ الْقَتِيلُ؛ قَالَ صَلاءَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَفْوَهُ: إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ مَا هُمُ، ... للحَرْبِ أَو للجَدْبِ، عامَ الشُّمُوسْ يَقُونَ فِي الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ، ... بالمالِ والأَنْفُس مِنْ كُلِّ بُوسْ نَفْسِي لَهُمْ عِنْدَ انْكسار القَنا، ... وَقَدْ تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ الجَحْرَة: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ. وَقَوْلُهُ: نفْسي لَهُمْ أَي نَفْسِي فِدَاءٌ لَهُمْ فَحَذَفَ الْخَبَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: حُسُّوهم بِالسَّيْفِ حَسّاً ؛ أَي استأْصلوهم قَتْلًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَقَدْ شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: كَمَا أَزالوكم حَسّاً بِالنِّصَالِ ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. وَجَرَادٌ محسوسٌ: قَتَلَتْهُ النَّارُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بِجَرَادٍ مَحْسوس. وحَسَّهم يَحُسُّهم: وَطِئَهم وأَهانهم. وحَسَّان: اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنْ أَحد هَذِهِ الأَشياءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِن جَعَلْتَهُ فَعْلانَ مِنَ الحَسِّ لَمْ تُجْره، وإِن جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الحُسْنِ أَجريته لأَن النُّونَ حِينَئِذٍ أَصلية. والحَسُّ: الجَلَبَةُ. والحَسُّ: إِضْرار الْبَرْدِ بالأَشياء. وَيُقَالُ: أَصابتهم حاسَّة مِنَ الْبَرْدِ. والحِسُّ: بَرْدٌ يُحْرِق الكلأَ، وَهُوَ اسْمٌ، وحَسَّ البَرْدُ. والكلأَ يَحُسُّه حَسّاً، وَقَدْ ذَكَرَ أَن الصَّادَ لُغَةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ: إِن الْبَرْدَ مَحَسَّة لِلنَّبَاتِ والكلإِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، أَي يَحُسُّه وَيَحْرُقُهُ. وأَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَنَّته عَلَى مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ أَو الْجَائِحَةِ. وأَصابتهم حاسَّةٌ: وَذَلِكَ إِذا أَضرَّ البردُ أَو غَيْرُهُ بالكلإِ؛ وَقَالَ أَوْسٌ: فَمَا جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ، ... وَلَكِنْ لَقُوا نَارًا تَحُسُّ وتَسْفَعُ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَقَالَ: تَحُسُّ أَي تُحْرِقُ وتُفْني، مِنَ الحاسَّة، وَهِيَ الْآفَةُ الَّتِي تُصِيبُ الزَّرْعَ والكلأَ فَتُحْرِقُهُ. وأَرض مَحْسوسة: أَصابها الْجَرَادُ وَالْبَرْدُ. وحَسَّ البردُ الجرادَ: قَتَلَهُ. وَجَرَادٌ مَحْسُوس إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ أَو قَتَلَتْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْجَرَادِ: إِذا حَسَّه الْبَرْدُ فَقَتَلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَبَعَثَتْ إِليه بِجَرَادٍ مَحْسُوس أَي قَتَلَهُ الْبَرْدُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي مَسَّتْهُ النَّارُ. والحاسَّة: الْجَرَادُ يَحُسُّ الأَرض أَي يأْكل نَبَاتَهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحاسَّة الرِّيحُ تَحْثِي التُّرَابَ فِي الغُدُرِ فَتَمْلَؤُهَا فيَيْبَسُ الثَّرَى. وسَنَة حَسُوس إِذا كَانَتْ شَدِيدَةَ المَحْل قَلِيلَةَ الْخَيْرِ. وَسَنَةٌ حَسُوس: تأْكل كُلَّ شَيْءٍ؛ قَالَ: إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا، ... تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا أَراد تأْكل بَعْدَ الأَخضر الْيَابِسَ إِذ الخُضرة واليُبْسُ لَا يُؤْكَلَانِ لأَنهما عَرَضانِ. وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جَعَلَهُ فِي النَّارِ فَكُلَّمَا شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ. وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ. وانْحَسَّت أَسنانُه: تَسَاقَطَتْ وتَحاتَّتْ وَتَكَسَّرَتْ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: فِي مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ، ... لَيْسَ بمَقْلوع وَلَا مُنْحَسِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الرَّجَزِ بِمَعْدِنِ الْمَلِكِ؛ وَقَبْلَهُ: إِن أَبا الْعَبَّاسِ أَولَى نَفْسِ وأَبو الْعَبَّاسِ هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَي هُوَ أَولى النَّاسِ بِالْخِلَافَةِ وأَولى نَفْسٍ بِهَا، وَقَوْلُهُ: لَيْسَ بِمَقْلُوعٍ وَلَا مُنْحَسِ أَي لَيْسَ بِمُحَوَّلٍ عَنْهُ وَلَا مُنْقَطِع. الأَزهري: والحُساسُ مِثْلُ الجُذاذ مِنَ الشَّيْءِ، وكُسارَةُ الْحِجَارَةِ الصِّغَارِ حُساسٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُرُ حِجَارَةَ الْمَنْجَنِيقِ: شَظِيَّة مِنْ رَفْضَةِ الحُساسِ، ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ والحَسُّ والاحْتِساسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: أَن لَا يُتْرَكَ فِي الْمَكَانِ شَيْءٌ. والحُساس: سَمَكٌ صِغار بِالْبَحْرَيْنِ يُجَفَّفُ حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مِائَةٍ، الْوَاحِدَةُ حُساسَة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحُساس، بِالضَّمِّ، الهِفُّ، وَهُوَ سَمَكٌ صِغَارٌ يُجَفَّفُ. والحُساسُ: الشُّؤْمُ والنَّكَدُ. والمَحْسوس: المشؤوم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: الحاسُوس المشؤوم مِنَ الرِّجَالِ. وَرَجُلٌ ذُو حُساسٍ: ردِيء الخُلُقِ؛ قَالَ: رُبَّ شَريبٍ لَكَ ذِي حُساسِ، ... شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي فالحُساسُ هُنَا يَكُونُ الشُّؤْمَ وَيَكُونُ رَداءة الخُلُق. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: الحُساسُ هُنَا الْقَتْلُ، وَالشَرِيبُ هُنَا الَّذِي يُوارِدُك عَلَى الْحَوْضِ؛ يَقُولُ: انْتِظَارُكَ إِياه قَتْلٌ لَكَ ولإِبلك. والحِسُّ: الشَّرُّ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هُنَا الأَصل، تَقُولُ: أَلحق الشَّرَّ بأَهله؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: إِنما هُوَ أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشَّرَّ بأُصول مَنْ عَادَيْتُمْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، مَعْنَاهُ أَلحق الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ أَي إِذا جاءَك شَيْءٌ مِنْ نَاحِيَةٍ فَافْعَلْ مِثْلَهُ. والحِسُّ: الجَلْدُ. وحَسَّ الدَّابَّةَ يَحُسُّها حَسّاً: نَفَضَ عَنْهَا التُّرَابَ، وَذَلِكَ إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها. والمِحَسَّة، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الفِرْجَوْنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بْنِ صُوحانَ حِينَ ارْتُثَّ يَوْمَ الْجَمَلِ: ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي وَلَا تَحُسُّوا عَنِّي تُرَابًا أَي لَا تَنْفُضوه، مِنْ حَسَّ الدَّابَّةَ، وَهُوَ نَفْضُكَ التُّرَابَ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد: مَا مِنْ لَيْلَةٍ أَو قَرْيَةٍ إِلا وَفِيهَا مَلَكٌ يَحُسُّ عَنْ ظُهُورِ دَوَابِّ الْغُزَاةِ الكَلالَ أَي يُذْهب عَنْهَا التَّعَب بِحسِّها وإِسقاط التُّرَابِ عَنْهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمِحَسَّة، مَكْسُورَةٌ، مَا يُحَسُّ بِهِ لأَنه مِمَّا يَعْتَمِلُ بِهِ. وحَسَسْتُ لَهُ أَحِسُّ، بِالْكَسْرِ، وحَسِسْتُ حِسّاً [حَسّاً] فِيهِمَا: رَقَقْتُ لَهُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي، بِالْكَسْرِ، أَي يَرِقُّ لَهُ، وَذَلِكَ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الرَّحِم. قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ مَا رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ لَهُ؛ وحَسِسْتُ أَيضاً، بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ، وَالِاسْمُ الحِسُّ [الحَسُ]؛ قَالَ القُطامِيُّ: أَخُوكَ الَّذِي لَا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه، ... وتَرْفَضُّ، عِنْدَ المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ وَيُرْوَى: عِنْدَ الْمُخْطِفَاتِ. قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رُوِيَ أَبو عُبَيْدٍ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ مَعْنَى الْمَثَلِ السَّائِرِ: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، يَقُولُ: إِذا رأَيتُ قَرِيبِي يُضام وأَنا عَلَيْهِ واجدٌ أَخرجت مَا فِي قَلْبِي مِنَ السَّخِيمة لَهُ وَلَمْ أَدَعْ نُصْرَته وَمَعُونَتَهُ، قَالَ: وَالْكَتَائِفُ الأَحقاد، وَاحِدَتُهَا كَتِيفَة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ:

حَسَسْتُ لَهُ وَذَلِكَ أَن يَكُونَ بَيْنَهُمَا رَحِمٌ فَيَرِقَّ لَهُ، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: هُوَ أَن يَتَشَكَّى لَهُ وَيَتَوَجَّعَ، وَقَالَ: أَطَّتْ لَهُ مِنِّي حاسَّةُ رَحِم. وحَسِسْتُ [حَسَسْتُ] له حِسّاً [حَسّاً]: رَفَقْتُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ كُرَاعٍ، وَالصَّحِيحُ رَقَقْتُ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ. الأَزهري: الحَسُّ العَطْفُ والرِّقَّة، بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد للكُمَيْت: هَلْ مَنْ بَكَى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ لَهُ، ... أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ؟ وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: إِن الْمُؤْمِنَ ليَحِسُّ لِلْمُنَافِقِ أَي يأْوي لَهُ وَيَتَوَجَّعُ. وحَسِسْتُ لَهُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، أَحِسُّ أَي رَقَقْتُ لَهُ. ومَحَسَّةُ المرأَة: دُبُرُها، وَقِيلَ: هِيَ لُغَةٌ فِي المَحَشَّة. والحُساسُ: أَن يَضَعَ اللَّحْمَ عَلَى الجَمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُنْضِجَ أَعلاه ويَتْرُكَ داخِله، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْشِرَ عَنْهُ الرَّمَادَ بَعْدَ أَن يَخْرُجَ مِنَ الْجَمْرِ. وَقَدْ حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جَعَلَهُ عَلَى الْجَمْرِ، وحَسْحَسَتُه صوتُ نَشِيشِه، وَقَدْ حَسْحَسَتْه النَّارُ، ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ حَسْحَسَتْه النارُ وحَشْحَشَتْه بِمَعْنًى. وحَسَسْتُ النَّارَ إِذا رَدَدْتُهَا بِالْعَصَا عَلَى خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ مِنْ نَوَاحِيهِ ليَنْضَجَ؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: قَالَتِ الخُبْزَةُ لَوْلَا الحَسُّ مَا بَالَيْتُ بالدَّسِّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ حَسْحاسٌ خَفِيفُ الْحَرَكَةِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سَمَّوا الرجلَ الْجَوَادَ حَسْحاساً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ وَبَنُو الحَسْحَاسِ: قَوْمٌ من العرب. حفس: رَجُلٌ حِيَفْسٌ مِثَالُ هِزَبْرٍ وحَيْفَسٌ وحَفَيْسَأٌ، مَهْمُوزٌ غَيْرُ مَمْدُودٍ مِثْلُ حَفَيْتَإٍ عَلَى فَعَيلَلٍ، وحَفَيْسِيٌّ: قَصِيرٌ سَمِينٌ، وَقِيلَ: لَئِيمُ الْخِلْقَةِ قَصِيرٌ ضَخْمٌ لَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ الأَصمعي: إِذا كَانَ مَعَ الْقَصْرِ سِمَنٌ قِيلَ رَجُلٌ حَيْفَسٌ وحَفَيْتَأٌ، بِالتَّاءِ؛ الأَزهري: أَرى التَّاءَ مُبْدَلَةً مِنَ السِّينِ، كَمَا قَالُوا انْحتَّتْ أَسنانُه وانْحَسَّتْ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ حَفَيْسَأٌ وحَفَيْتَأٌ بمعنى واحد. حفنس: الحِنْفِسُ والحِفْنِس: الصَّغِيرُ الخَلْقِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الصَّادِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ الْبَذِيَّةِ الْقَلِيلَةِ الحياءِ حِنْفِسٌ وحِنْفِسٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا بهذا المعنى عِنْفِصٌ. حلس: الحِلْسُ والحَلَسُ مِثْلُ شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ: كلُّ شَيْءٍ وَليَ ظَهْرَ الْبَعِيرِ وَالدَّابَّةِ تَحْتَ الرَّحْلِ والقَتَبِ والسَّرْج، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ المِرشَحة تَكُونُ تَحْتَ اللِّبْدِ، وَقِيلَ: هُوَ كِسَاءٌ رَقِيقٌ يَكُونُ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ، وَالْجَمْعُ أَحْلاس وحُلُوسٌ. وحَلَس النَّاقَةَ وَالدَّابَّةَ يَحْلِسُها ويَحْلُسُها حَلْساً: غَشَّاهما بِحِلْسٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: أَحْلَسْتُ بَعِيرِي إِذا جَعَلْتَ عَلَيْهِ الحِلْسَ. وحِلْسُ الْبَيْتِ: مَا يُبْسَطُ تَحْتَ حُرِّ الْمَتَاعِ مِنْ مِسْحٍ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ أَحْلاسٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِبِساطِ الْبَيْتِ الحِلْسُ ولحُصُرِه الفُحولُ. وفلانٌ حِلْسُ بَيْتِهِ إِذا لَمْ يَبْرَحْه، عَلَى المَثَل. الأَزهري عَنِ الغِتْريفيِّ: يُقَالُ فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لَا يَبْرَحُ الْبَيْتَ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَهُمْ ذَمٌّ أَي أَنه لَا يَصْلُحُ إِلا لِلُزُومِ الْبَيْتِ، قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ مِنْ أَحْلاس الْبِلَادِ للذي لَا يُزايلها مِنْ حُبِّه إِياها، وَهَذَا مَدْحٌ، أَي أَنه ذُو عِزَّة وشدَّة وأَنه لَا يَبْرَحُهَا لَا يُبَالِي دَيْناً وَلَا سَنَةً حَتَّى تُخْصِب

البلادُ. وَيُقَالُ: هُوَ مُتَحَلِّسٌ بِهَا أَي مُقِيمٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ حِلْسٌ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْفِتْنَةِ: كنْ حِلْساً مِنْ أَحْلاسِ بَيْتِكَ حَتَّى تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية ، أَي لَا تَبْرَحْ أَمره بِلُزُومِ بَيْتِهِ وَتَرْكِ الْقِتَالَ فِي الْفِتْنَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّه فَمَا تأْمرنا؟ قَالَ: كُونُوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم ، أَي الْزَمُوهَا. وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: عدَّ مِنْهَا فِتْنَةَ الأَحْلاس ، هُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ القَتب، شَبَّهَهَا بِهَا لِلُزُومِهَا وَدَوَامِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: فِي تَجْهِيزِ جَيْشِ العُسْرة عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ بأَحْلاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِي أَعلام النبوَّة: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِبلاسَها، ولُحوقَها بالقِلاصِ وأَحْلاسَها؟ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي مَانِعِي الزَّكَاةِ: مُحْلَسٌ أَخفافُها شَوْكًا مِنْ حَدِيدٍ أَي أَن أَخفافها قَدْ طُورِقَتْ بشَوْكٍ مِنْ حَدِيدٍ وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ بِهِ كَمَا أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها. وَرَجُلٌ حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس: مُلَازِمٌ لَا يَبْرَحُ الْقِتَالَ، وَقِيلَ. لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ، شُبِّه بِحِلْسِ الْبَعِيرِ أَو الْبَيْتِ. وَفُلَانٌ مِنْ أَحْلاسِ الخيلِ أَي هُوَ فِي الفُروسية وَلُزُومِ ظَهْرِ الْخَيْلِ كالحِلْسِ اللَّازِمِ لِظَهْرِ الْفَرَسِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: قَامَ إِليه بَنُو فَزَارَةَ فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّه، نَحْنُ أَحلاس الْخَيْلِ ؛ يُرِيدُونَ لُزُومَهُمُ ظُهُورَهَا، فَقَالَ: نَعَمْ أَنتم أَحْلاسُها وَنَحْنُ فُرْسانُها أَي أَنتم راضَتُها وساسَتُها وَتَلْزَمُونَ ظُهورها، وَنَحْنُ أَهل الفُروسية؛ وَقَوْلُهُمْ نَحْنُ أَحْلاسُ الْخَيْلِ أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها. وَرَجُلٌ حَلُوسٌ: حَرِيصٌ مُلَازِمٌ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ حَلِسٌ لِلْحَرِيصِ، وَكَذَلِكَ حِلْسَمٌّ، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ، مِثْلَ سِلْغَدٍّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لَيْسَ بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، ... عِنْدَ البُيوتِ، راشِنٍ مِقَمِ وأَحْلَسَتِ الأَرضُ واسْتَحْلَسَت: كَثُرَ بَذْرُهَا فأَلبسها، وَقِيلَ: اخْضَرَّتْ وَاسْتَوَى نَباتها. وأَرضٌ مُحْلِسَة: قَدِ اخْضَرَّتْ كُلُّهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: عُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ تَرى لَهُ طرائقَ بَعْضُهَا تَحْتَ بَعْضٍ مِنْ تَرَاكُبِهِ وَسَوَادِهِ. الأَصمعي: إِذا غَطَّى النَّبَاتُ الأَرض بِكَثْرَتِهِ قِيلَ قَدِ اسْتَحْلَسَ، فَإِذَا بَلَغَ وَالْتَفَّ قِيلَ قَدِ استأْسد؛ واسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غَطَّى الأَرضَ بِكَثْرَتِهِ، واستَحْلَسَ اللَّيْلُ بِالظَّلَامِ: تَرَاكَمَ، واسْتَحْلَسَ السَّنامُ: رَكِبَتْهُ رَوادِفُ الشَّحْم ورواكِبُه. وَبَعِيرٌ أَحْلَسُ: كَتِفَاهُ سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً مِنْ كَتِفَيْه. والحَلْساءُ مِنَ المَعَزِ: الَّتِي بَيْنَ السَّوَادِ والخُضْرَة لَوْنُ بَطْنِهَا كَلَوْنِ ظَهْرِهَا. والأَحْلَسُ الَّذِي لَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ، تَقُولُ مِنْهُ: احْلَسَّ احْلِساساً؛ قَالَ المُعَطَّلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَيْفًا: لَيْنٌ حُسامٌ لَا يَلِيقُ ضَريبَةً، ... فِي مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرٌ أَحْلَسُ «2» وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: كأَنه فِي لَبَدٍ ولُبَّدِ، ... مِنْ حَلِسٍ أَنْمَرَ فِي تَرَبُّدِ، مُدَّرِعٌ فِي قِطَعٍ مِنْ بُرْجُدِ وَقَالَ: الحَلِسُ والأَحْلَسُ فِي لَوْنِهِ وَهُوَ بَيْنَ السَّوَادِ والحُمْرة. والحَلِسُ، بِكَسْرِ اللَّامِ: الشُّجَاعُ الذي

_ (2). قوله [قال المعطل إلخ] كذا بالأَصل ومثله في الصحاك، لكن كتب السيد مرتضى ما نصه: الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل انتهى. وقوله [لين] كذا بالأَصل والصحاح، وكتب بالهامش الصواب: عضب.

يُلَازِمُ قِرْنَه؛ وأَنشد: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ وَقَدْ حَلِسَ حَلَساً. والحَلِسُ والحُلابِسُ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ وَيُلَازِمُ قِرْنه؛ وأَنشد قَوْلَ الشَّاعِرِ: فقلتُ لَهَا: كأَيٍّ مِنْ جَبانٍ ... يُصابُ، ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي كأَيٍّ بِمَعْنَى كَمْ. وأَحْلَسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مَطَرًا رَقِيقًا دَائِمًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَتَقُولُ حَلَسَتِ السماءُ إِذا دَامَ مَطَرُهَا وَهُوَ غَيْرُ وَابِلٍ. والحَلْسُ: أَن يأْخذ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مَكَانَ الإِبل، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَكَانَ الْفَرِيضَةِ. وأَحْلَسْتُ فُلَانًا يَمِينًا إِذا أَمررتها عَلَيْهِ. والإِحْلاسُ: الحَمْلُ عَلَى الشَّيْءِ؛ قَالَ: وَمَا كنتُ أَخْشى، الدَّهرَ، إِحْلاسَ مُسْلِمٍ ... مِنَ الناسِ ذَنْباً جاءَه وَهُوَ مُسْلِما الْمَعْنَى مَا كُنْتُ أَخشى إِحلاس مُسْلِمٍ مُسْلِمًا ذَنْباً جَاءَهُ، وَهُوَ يَرُدُّ هُوَ عَلَى مَا فِي جَاءَهُ مِنْ ذِكْرِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَقُولُ مَا كُنْتُ أَظن أَن إِنساناً رَكِبَ ذَنْبًا هُوَ وَآخَرُ يَنْسُبُهُ إِليه دُونَهُ. وَمَا تَحَلَّسَ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَمَا تَحَلَّسَ شَيْئًا أَي أَصاب مِنْهُ. الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُكْرَه عَلَى عَمَلٍ أَو أَمر: هُوَ مَحْلوسٌ عَلَى الدَّبَرِ أَي مُلْزَمٌ هَذَا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وسَيْرٌ مُحْلَسٌ: لَا يُفْتَر عَنْهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَحَلَّسَ فُلَانٌ لِكَذَا وَكَذَا أَي طَافَ لَهُ وَحَامَ بِهِ. وتَحَلَّسَ بِالْمَكَانِ وتَحَلَّز بِهِ إِذا أَقام بِهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: حَلَسَ الرَّجُلُ بِالشَّيْءِ وحَمِسَ بِهِ إِذا تَوَلَّعَ. والحِلْسُ والحَلْسُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا: هُوَ الْعَهْدُ الْوَثِيقُ. وَتَقُولُ: أَحْلَسْتُ فُلَانًا إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عَهْدًا يأْمن بِهِ قَوْمُكَ، وَذَلِكَ مِثْلَ سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام فِي يَدِهِ. واسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لَمْ يُفَارِقْهُ الخوفُ وَلَمْ يأْمن. وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنه دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَعَاتَبَهُ فِي خروجه مع أَبي الأَشعث فَاعْتَذَرَ إِليه وَقَالَ: إِنا قَدِ اسْتَحْلَسْنا الخوفَ واكتَحَلْنا السَّهَرَ وأَصابتنا خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء، قَالَ: للَّه أَبوك يَا شَعْبيُّ ثُمَّ عَفَا عَنْهُ. الْفَرَّاءُ قَالَ: أَنت ابنُ بُعثُطِها وسُرْسُورِها وحِلْسِها وَابْنُ بَجْدَتها وَابْنُ سِمسارِها وسِفْسِيرِها بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والحِلْسُ: الرَّابِعُ مِنْ قِدَاحِ المَيْسِر؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فِيهِ أَربعة فُرُوضٍ، وَلَهُ غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ أَربعة أَنصباء إِن لَمْ يَفُزْ. وأُم حُلَيْسٍ: كُنْيَةُ الأَتان. وَبَنُو حِلْس: بُطَيْنٌ مِنَ الأَزْدِ يَنْزِلُونَ نَهْر المَلِك. وأَبو الحُلَيْس: رَجُلٌ. والأَحْلَسُ العَبْدِي: مِنْ رِجَالِهِمْ؛ ذكره ابن الأَعرابي. حلبس: الحَلْبَسُ والحَبَلْبَسُ والحُلابِسُ: الشُّجَاعُ. والحَلْبَسُ: الْحَرِيصُ الْمُلَازِمُ لِلشَّيْءِ لَا يُفَارِقُهُ؛ قَالَ الكميت: فلما دَنَتْ للكاذبين، وأَخْرَجَتْ ... بِهِ حَلْبَساً عِنْدَ اللِّقاءِ حُلابِسا وحَلْبَسُ: مِنْ أَسماء الأَسد. وحَلْبَسَ فَلَا حَساسَ لَهُ أَي ذَهَبَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ الحَبَلْبَسُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَظنه أَراد الحَلْبَسَ وَزَادَ فِيهِ بَاءً؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لنَبْهان: سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائيَ أَنَّني ... أَرِيبٌ، بأَكنافِ النَضِيضِ، حَبَلْبَسْ حمس: حَمِسَ الشَّرُّ: اشتدَّ، وَكَذَلِكَ حَمِشَ. واحْتَمَسَ الدِّيكانِ واحْتَمَشا واحْتَمَسَ القِرْنانِ وَاقْتَتَلَا؛ كِلَاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ. وحَمِسَ بِالشَّيْءِ: عَلِق بِهِ. والحَماسَة: المَنْعُ والمُحارَبَةُ. والتَّحمُّسُ: التَّشَدُّدُ. تَحَمَّسَ الرجلُ إِذا تَعاصَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: حَمِسَ الوَغى واسْتَحَرَّ الموتُ أَي اشتدَّ الحرُّ. والحَمِيسُ: التَّنُّورُ. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: التَّنُّورُ يُقَالُ لَهُ الوَطِيسُ والحمِيسُ. ونَجْدَةٌ حَمْساء: شَدِيدَةٌ، يُرِيدُ بِهَا الشجاعةَ؛ قَالَ: بِنَجْدَةٍ حَمْساءَ تُعْدِي الذِّمْرا وَرَجُلٌ حَمِسٌ وحَمِيسٌ وأَحْمَسُ: شُجَاعٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ حَمِسَ حَمَساً؛ عَنْهُ أَيضاً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها، إِذا مَا ... حَمِسْنا، والوِقايَةُ بالخِناقِ وحَمِسَ الأَمرُ حَمَساً: اشْتَدَّ. وتحَامَسَ القومُ تَحامُساً وحِماساً: تَشَادُّوا وَاقْتَتَلُوا. والأَحْمَسُ والحَمِسُ والمُتَحَمِّسُ: الشَّدِيدُ. والأَحْمَسُ أَيضاً: المتشدِّد عَلَى نَفْسِهِ فِي الدِّينِ. وَعَامٌ أَحْمَسُ وسَنَة حَمْساء: شَدِيدَةٌ، وأَصابتهم سِنُون أَحامِسُ. قَالَ الأَزهري: لَوْ أَرادوا مَحْضَ النَّعْتِ لَقَالُوا سِنونَ حُمْسٌ، إِنما أَرَادُوا بِالسِّنِينَ الأَحامس تَذْكِيرَ الأَعوام؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ذَكَّروا عَلَى إِرادة الأَعوام وأَجْرَوا أَفعل هَاهُنَا صِفَةً مُجراه اسْمًا؛ وأَنشد: لَنَا إِبِلٌ لَمْ نَكْتَسِبْها بغَدْرةٍ، ... وَلَمْ يُفْنِ مَوْلَاهَا السُنونَ الأَحامِسُ وَقَالَ آخَرُ: سَيَذْهَبُ بِابْنِ العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوشٍ، ... ضَلالًا، وتُفْنِيها السِّنونَ الأَحامِسُ ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ أَي الشدَّة، وَقِيلَ: هُوَ إِذا وَقَعَ فِي الدَّاهِيَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَاتَ وَلَا أَشدَ مِنَ الْمَوْتِ. ابْنُ الأَعرابي: الحَمْسُ الضَّلالُ والهَلَكة والشَّرُّ؛ وأَنشدنا: فإِنكمُ لَسْتُمْ بدارٍ تَكِنَّةٍ، ... ولكِنَّما أَنتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: لاقَيْنَ مِنْهُ حَمَساً حَميسا مَعْنَاهُ شِدَّةٌ وَشَجَاعَةٌ. والأَحامِسُ: الأَرضون الَّتِي لَيْسَ بِهَا كَلأٌ ولا مرْتَعٌ وَلَا مَطَرٌ وَلَا شَيْءٌ، وأَراضٍ أَحامِسُ. والأَحْمَس: الْمَكَانُ الصُّلْبُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَكَمْ قَطَعْنا مِنْ قِفافٍ حُمْسِ وأَرَضُون أَحامسُ: جَدْبة؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: لَوْ بِي تَحَمَّسَتِ الرِّكابُ، إِذاً ... مَا خانَني حَسَبي وَلَا وَفْرِي قَالَ شَمِرٌ: تَحَمَّسَتْ تَحَرَّمَتْ وَاسْتَغَاثَتْ مِنَ الحُمْسَة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَلَمْ يَهَبْنَ حُمْسَةً لِأَحْمَسا، ... وَلَا أَخَا عَقْدٍ وَلَا مُنَجَّسا يَقُولُ: لَمْ يَهَبْنَ لِذِي حُرْمة حُرمة أَي ركبت رؤوسهن. والحُمْسُ: قُرَيْشٌ لأَنهم كَانُوا يَتَشَدَّدُونَ فِي دِينِهِمْ وَشَجَاعَتِهِمْ فَلَا يُطَاقُونَ، وَقِيلَ: كَانُوا لَا يَسْتَظِلُّونَ أَيام مِنًى وَلَا يَدْخُلُونَ الْبُيُوتَ مِنْ أَبوابها وَهُمْ مُحْرِمُونَ وَلَا يَسْلأُون السَّمْنَ وَلَا يَلْقُطُون الجُلَّة. وَفِي حَدِيثِ خَيْفان: أَما بَنُو فُلَانٍ فَمُسَك أَحْماس أَي شُجْعَانٌ. وَفِي حَدِيثِ عَرَفَةَ: هَذَا مِنَ الحُمْسِ ؛ هُمْ جَمْعُ الأَحْمس. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ،

ذِكْرُ الأَحامِس؛ هُوَ جَمْعُ الأَحْمس الشُّجَاعُ. أَبو الْهَيْثَمِ: الحُمْسُ قُرَيْشٌ ومَنْ وَلدَتْ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وجَديلَةُ قَيْسٍ وَهُمْ فَهْمٌ وعَدْوانُ ابْنَا عَمْرِو بْنِ قَيْسِ عَيْلان وَبَنُو عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَة، هَؤُلَاءِ الحُمْسُ، سُمُّوا حُمْساً لأَنهم تَحَمَّسُوا فِي دِينِهِمْ أَي تشدَّدوا. قَالَ: وَكَانَتِ الحُمْسُ سُكَّانَ الْحَرَمِ وَكَانُوا لَا يَخْرُجُونَ أَيام الْمَوْسِمِ إِلى عَرَفَاتٍ إِنما يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهل اللَّه وَلَا نَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ، وَصَارَتْ بَنُو عَامِرٍ مِنَ الحُمْسِ وَلَيْسُوا مِنْ سَاكِنِي الْحَرَمِ لأَن أُمهم قُرَشِيَّةٌ، وَهِيَ مَجْدُ بِنْتُ تَيْمِ بْنِ مرَّة، وخُزاعَةُ سُمِّيَتْ خُزَاعَةَ لأَنهم كَانُوا مِنْ سُكَّانِ الْحَرَمِ فَخُزِعُوا عَنْهُ أَي أُخْرجوا، وَيُقَالُ: إِنهم مِنْ قُرَيْشٍ انْتَقَلُوا بِنَسَبِهِمْ إِلى الْيَمَنِ وَهُمْ مِنَ الحُمْسِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ عَمْرٍو: بتَثْلِيثَ مَا ناصَيت بَعْدي الأَحامِسا أَراد قُرَيْشًا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد بالأَحامس بَنِي عَامِرٍ لأَن قُرَيْشًا وَلَدَتْهُمْ، وَقِيلَ: أَراد الشُّجْعَانَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ. وأَحْماسُ الْعَرَبِ أُمهاتهم مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانُوا يَتَشَدَّدُونَ فِي دِينِهِمْ، وَكَانُوا شُجْعَانَ الْعَرَبِ لَا يُطَاقُونَ. والأَحْمَسُ: الوَرِعُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَشَدَّدُ فِي دِينِهِ. والأَحْمَسُ: الشَّدِيدُ الصُّلْب فِي الدِّينِ وَالْقِتَالِ، وَقَدْ حَمِسَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ حَمِسٌ وأَحْمَسُ بَيِّنُ الحَمَسِ. ابْنُ سِيدَهْ: والحُمْسُ فِي قَيْسٍ أَيضاً وَكُلُّهُ مِنَ الشدَّة. والحَمْسُ: جَرْسُ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: كأَنَّ صَوْتَ وَهْسِها تَحْتَ الدُّجى ... حَمْسُ رجالٍ، سَمِعُوا صوتَ وَحى والحَماسَةُ: الشَّجَاعَةُ. والحَمَسَةُ: دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: هِيَ السُّلَحْفاة، والحَمَسُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَفِي النَّوَادِرِ: الحَمِيسَةُ القَلِيَّةُ. وحَمَسَ اللَّحْمَ إِذا قَلاه. وحِماسٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَبَنُو حَمْسٍ وَبَنُو حُمَيْسٍ وَبَنُو حِماسٍ: قَبَائِلُ. وَذُو حِماسٍ: مَوْضِعٌ. وحَماساءُ، ممدود: موضع. حمرس: الحُمارِسُ: الشَّدِيدُ. والحُمارِسُ: اسْمٌ للأَسد أَو صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَهُوَ مِنْهُ. والحُمارِسُ والرُّماحِسُ والقُداحِسُ، كُلُّ ذَلِكَ: الْجَرِيءُ الشُّجَاعُ؛ قَالَ الأَزهري: هي كُلُّهَا صَحِيحَةٌ؛ قَالَ: ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُ الْجَوْهَرِيُّ: أُمُّ الحُمارِسِ امرأَة. حنس: الأَزهري خَاصَّةً: قَالَ شَمِرٌ الحَوَنَّسُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَضِيمه أَحدٌ إِذا أَقام فِي مَكَانٍ لَا يَخْلِجُه أَحد؛ وأَنشد: يَجْري النَفِيُّ فوقَ أَنْفٍ أَفْطَسِ ... مِنْهُ، وعَيْنَيْ مُقْرِفٍ حَوَنَّسِ ابْنُ الأَعرابي: الحَنَسُ لزومُ وسَطِ الْمَعْرَكَةِ شَجَاعَةً، قال: والحُنْسُ الوَرِعُون. حندس: الحِنْدِسُ: الظُّلْمَة، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّيْلُ الشَّدِيدُ الظُّلْمَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ. كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي لَيْلَةٍ ظَلْماء حِنْدِسٍ أَي شَدِيدَةِ الظُّلْمَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: وَقَامَ الليلَ فِي حِنْدِسِه. وَلَيْلَةٌ حِنْدِسَة، وَلَيْلٌ حِنْدِسٌ: مُظْلِمٌ. والحَنادِسُ: ثَلَاثُ ليالٍ مِنَ الشهرْ لِظُلْمَتِهِنَّ، وَيُقَالُ دَحامِسُ. وأَسْوَدُ حِنْدِسٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ، كَقَوْلِكَ أَسْوَدُ حالِكٌ. حندلس: نَاقَةٌ حَنْدَلِسٌ: ثَقِيلَةُ الْمَشْيِ، وَهِيَ أَيضاً النَّجِيبَةُ الْكَرِيمَةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الضَّخْمَةُ

الْعَظِيمَةُ. والحَنْدَلِسُ أَيضاً: أَضْخَمُ القَمْل؛ قَالَ كُرَاعٌ: هِيَ فَنْعَلِلٌ. حنفس: الحِنْفِسُ والحِفْنِسُ: الصَّغِيرُ الخَلْقِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الصَّادِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ البَذِيَّة الْقَلِيلَةِ الْحَيَاءِ حِنْفِسٌ وحِفْنِسٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا بِهَذَا الْمَعْنَى عِنْفِصٌ. حوس: حاسَه حَوْساً: كحَساه. والحَوْسُ: انْتِشَارُ الغارةِ والقتلُ وَالتَّحَرُّكُ فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ الضربُ فِي الْحَرْبِ، وَالْمَعَانِي مُقْتَرِبَةٌ. وحاسَ حَوْساً: طَلَبَ. وحاسَ القومَ حَوْساً: طَلَبَهُمْ وداسَهُم. وَقُرِئَ: فحاسُوا خلالَ الدِّيَارِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا ذِكْرَ تَفْسِيرِهَا فِي جَوَسَ. وَرَجُلٌ حَوَّاسٌ غَوَّاسٌ: طَلَّاب بِاللَّيْلِ. وحاسَ القومَ حَوْساً: خَالَطَهُمْ ووَطِئَهم وأَهانهم؛ قَالَ: يَحُوسُ قَبِيلَةً ويُبِيرُ أُخْرى وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ لأَبي العَدَبَّس: بَلْ تَحُوسُك فِتنةٌ أَي تُخَالِطُ قَلْبَكَ وتَحُثُّك وتُحَرِّكك عَلَى رُكُوبِهَا. وَكُلُّ مَوْضِعٍ خَالَطْتَهُ وَوَطِئْتَهُ، فَقَدَ حُسْتَه وجُسْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى فُلَانًا وَهُوَ يُخَاطِبُ امرأَة تَحُوس الرجالَ ؛ أَي تُخَالِطُهُمْ؛ وَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: قَالَ لحَفْصَةَ أَلم أَرَ جاريَةَ أَخيك تَحُوسُ الناسَ؟ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فحاسُوا العَدُوَّ ضَرْباً حَتَّى أَجْهَضُوهم عَنْ أَثقالهم ؛ أَي بَالَغُوا فِي النِّكَايَةِ فِيهِمْ. وأَصل الحَوْس شِدَّةُ الِاخْتِلَاطِ وَمُدَارَكَةُ الضَّرْب. وَرَجُلٌ أَحْوَسٌ: جَرِيءٌ لَا يَرُدُّهُ شَيْءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَحْوَسُ الْجَرِيءُ الَّذِي لَا يَهُولُهُ شَيْءٌ؛ وأَنشد: أَحُوسُ فِي الظَّلْماءِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ وَتَرَكْتُ فُلَانًا يَحُوسُ بَنِي فُلَانٍ ويَجُوسُهم أَي يَتَخَلَّلُهُمْ وَيَطْلُبُ فِيهِمْ ويدوسُهم. وَالذِّئْبُ يَحُوسُ الْغَنَمَ: يَتَخَلَّلُهَا ويفرِّقها وَحَمَلَ فُلَانٌ عَلَى الْقَوْمِ فحاسَهم؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَذُمُّ رَجُلًا: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ فِي الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، ... دُنُسُ الثيابِ قَناتُهم لَمْ تُضْرَسِ بالهَمْزِ مِنْ طُولِ الثِّقافِ، وجارُهم ... يُعْطِي الظُّلامَةَ فِي الخُطُوبِ الحُوَّسِ وَهِيَ الأُمور الَّتِي تَنْزِلُ بِالْقَوْمِ وَتَغْشَاهُمْ وتَخَلَّلُ دِيَارَهُمْ. والتَحَوُّس: التَّشَجُّعُ. والتَحَوُّسُ: الإِقامة مَعَ إِرادة السَّفَرِ كأَنه يُرِيدُ سَفَرًا وَلَا يتهيأُ لَهُ لِاشْتِغَالِهِ بِشَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ؛ وأَنْشَدَ الْمُتَلَمِّسُ يُخَاطِبُ أَخاه طَرَفة: سرْ، قَدْ أَنَى لك أَيُّهما المُتَحَوِّسُ، ... فَالدَّارُ قَدْ كادَت لعَهْدِكَ تَدْرُسُ وإِنه لَذُو حَوْسٍ وحَويس أَي عَداوة؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: حاسُوهم وجاسُوهم ودَرْبَخُوهم وفَنَّخُوهم أَي ذَلَّلُوهُمْ. الْفَرَّاءُ: حاسُوهم وجاسُوهم إِذا ذهبوا وجاؤوا يَقْتُلُونَهُمْ. والأَحْوَسُ: الشَّدِيدُ الأَكل، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَشْبَعُ مِنَ الشَّيْءِ وَلَا يَمَلُّه. والأَحْوَسُ والحَؤُوس، كِلَاهُمَا: الشُّجَاعُ الحَمِسُ عِنْدَ الْقِتَالِ الكثيرُ الْقَتْلِ لِلرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِذا لَقِيَ لَمْ يَبْرَحْ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ للمرأَة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: والبَطَلُ المُسْتَلْئِم الحَؤُوسُ وَقَدْ حَوِسَ حَوَساً. والأَحْوَسُ أَيضاً: الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ أَو يَنالَ حَاجَتَهُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. ابْنُ الأَعرابي: الحَوْسُ الأَكل الشَّدِيدُ، والحُوسُ: الشُّجْعَانُ.

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مَا تَحَيَّس وأَبطأَ: مَا زَالَ يَتَحَوَّسُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: دَخَلَ عَلَيْهِ قومٌ فَجَعَلَ فَتًى مِنْهُمْ يَتَحَوَّسُ فِي كَلَامِهِ، فَقَالَ: كَبِّروا «3». كَبِّروا التَّحَوُّس: تَفَعُّلٌ مِنَ الأَحْوَس، وَهُوَ الشُّجَاعُ، أَي يَتَشَجَّعُ فِي كَلَامِهِ ويَتَجَرَّأُ وَلَا يُبَالِي، وَقِيلَ: هُوَ يتأَهب لَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلْقَمة: عَرَفْتُ فِيهِ تَحَوُّسَ الْقَوْمِ وهَيْئَتَهم أَي تأَهُّبَهم وتَشَجُّعَهم، وَيُرْوَى بِالشِّينِ. ابْنُ الأَعرابي: الإِبل الْكَثِيرَةُ يُقَالُ لَهَا حُوسى؛ وأَنشد: تَبَدَّلَتْ بَعْدَ أَنِيسٍ رُعُب، ... وَبَعْدَ حُوسى جامِلٍ وسُرُب وإِبل حُوسٌ: بَطِيئَاتُ التَّحَرُّكِ مِنْ مَرْعاهُنَّ؛ جملٌ أَحْوَسُ وَنَاقَةٌ حَوْساء. والحَوْساء مِنَ الإِبل: الشَّدِيدَةُ النَفَسِ. والحَوْساء: النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ الأَكل؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يَصِفُ الإِبل: حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ، ... إِذا النَّكْباء راوَحَتِ الشَّمالا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري مَا مَعْنَى حُواسات إِلا أَن كَانَتِ الملازمةَ للعَشاءِ أَو الشَّدِيدَةَ الأَكل، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري عَلَى الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ حَتَّى يَنَالَ حَاجَتَهُ، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَيَسَ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف أَيضاً مَعْنَى قَوْلِهِ: أَنْعَتُ غَيثاً رَائِحًا عُلْوِيًّا، ... صَعَّدَ فِي نَخْلَةَ أَحْوَسِيَّا يَجُرُّ مِنْ عَفائِهِ حَيِيَّا، ... جَرَّ الأَسِيفِ الرَّمَكَ المَرْعِيَّا إِلا أَن يُرِيدَ اللُّزُومَ وَالْمُوَاظَبَةَ، وأَورد الأَزهري هَذَا الرَّجَزَ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ غَيْثٌ أَحوسي دَائِمٌ لَا يُقْلِعُ. وإِبل حُوسٌ: كَثِيرَاتُ الأَكل. وحاسَتِ المرأَة ذَيْلَها إِذا سَحَبَتْهُ. وامرأَة حَوساء الذَّيْلِ: طَوِيلَةُ الذَّيْلِ؛ وأَنشد شَمِرٌ قَوْلَهُ: تَعِيبِينَ أَمراً ثُمَّ تأْتِينَ دُونَهُ، ... لَقَدْ حاسَ هَذَا الأَمرَ عندكِ حائسُ وَذَلِكَ أَن امرأَة وَجَدَتْ رَجُلًا عَلَى فُجور وعَيَّرَتْه فُجورَه فَلَمْ تَلْبَثْ أَن وَجَدَهَا الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ. الْفَرَّاءُ: قَدْ حاسَ حَيْسُهم إِذا دَنَا هَلَاكُهُمْ. وَمَثَلُ الْعَرَبِ: عَادَ الحَيْسُ يُحاسُ أَي عَادَ الفاسِدُ يُفْسَدُ؛ وَمَعْنَاهُ أَن تَقُولَ لِصَاحِبِكَ إِن هَذَا الأَمر حَيْسٌ أَي لَيْسَ بِمُحْكَمٍ وَلَا جَيِّد وَهُوَ رَدِيءٌ؛ وَمِنْهُ الْبَيْتُ: تَعِيبِينَ أَمراً .... وامرأَة حَوْساء الذَّيْلِ أَي طَوِيلَةُ الذَّيْلِ؛ وَقَالَ: قَدْ عَلِمَتْ صَفْراءُ حَوْساءُ الذَّيْل أَي طَوِيلَةُ الذَّيْلِ. وَقَدْ حاسَتْ ذَيْلَهَا تَحُوسُه إِذا وَطِئَتْهُ تَسْحَبه، كَمَا يُقَالُ حاسَهم وداسَهم أَي وَطِئَهُمْ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: وزَوَّلَ الدَّعْوى الخِلاط الحَوَّاسْ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الحَوَّاسُ الَّذِي يُنَادِي فِي الْحَرْبِ يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْ هَذَا كأَنه يُلَازِمُ النِّدَاءَ وَيُوَاظِبُهُ. وحَوْسٌ: اسْمٌ. وحَوْساء وأَحْوسُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْس: وَقَدْ عَلِمَتْ نَخْلِي بأَحْوَس أَنني ... أَقَلُّ، وإِن كَانَتْ بلادِي، اطِّلاعَها.

_ (3). قوله [فقال كبروا] تمامه كما بهامش النهاية: فقال الفتى: يا أَمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين أسن منك حين ولوك الخلافة

حيس: الحَيْس: الْخَلْطُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الحَيْسُ. والحَيسُ: الأَقِطُ يُخْلَطُ بِالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ، وحاسَه يَحِيسُه حَيساً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: التَّمْرُ والسَّمْنُ مَعاً ثُمَّ الأَقِطْ ... الحَيْسُ، إِلا أَنه لَمْ يَخْتَلِطْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَوْلَم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بحَيْسٍ ؛ قَالَ: هُوَ الطَّعَامُ الْمُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ والأَقط وَالسَّمْنِ، وَقَدْ يُجْعَلُ عِوَضَ الأَقط الدَّقِيقُ والفَتِيتُ. وحَيَّسَه: خَلَطَه وَاتَّخَذَهُ؛ قَالَ هُنَيُّ بْنُ أَحمر الْكِنَانِيُّ، وَقِيلَ هُوَ لزُرافَةَ الْبَاهِلِيِّ: هَلْ فِي القضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيتُمُ ... وأَمِنْتُمُ، فأَنا البَعِيدُ الأَجْنَبُ؟ وإِذا الكتائِبُ بالشدائِدِ مَرَّةً ... جَحَرَتْكُمُ، فأَنا الحبيبُ الأَقربُ؟ ولِجُنْدَبٍ سَهْلُ البلادِ وعَذْبُها، ... وَليَ المِلاحُ وحَزْنُهُنَّ المُجْدِبُ وإِذا تكونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لَهَا، ... وإِذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ عَجَباً لِتِلْكَ قَضِيَّةً، وإِقامَتِي ... فيكمْ عَلَى تِلْكَ القَضِيَّةِ أَعْجَبُ هَذَا لعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بعينهِ، ... لَا أُمَّ لِي، إِن كَانَ ذاكَ، وَلَا أَبُ والحَيْسُ: التَّمْرُ البَرْنِيُّ والأَقِطُ يُدَقَّان وَيُعْجَنَانِ بِالسَّمْنِ عَجْنًا شَدِيدًا حَتَّى يَنْدُرَ النَّوَى مِنْهُ نَواةً نَوَاةً ثُمَّ يُسَوَّى كَالثَّرِيدِ، وَهِيَ الوَطْبَة أَيضاً، إِلا أَن الحَيْسَ رُبَّمَا جُعِلَ فِيهِ السَّوِيقُ، وأَما الْوَطْبَةُ فَلَا. وَمِنْ أَمثالهم: عَادَ الحَيْسُ يُحاسُ؛ وَمَعْنَاهُ أَن رَجُلًا أُمِرَ بأَمر فَلَمْ يُحْكِمْه، فَذَمَّهُ آخَرُ وَقَامَ لِيُحْكِمَهُ فَجَاءَ بِشَرٍّ مِنْهُ، فَقَالَ الْآمِرُ: عَادَ الحَيْسُ يُحاسُ أَي عَادَ الفاسدُ يُفْسَدُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسَا، ... ولَقِيَتْ مِنَ النكاحِ وَيْسَا، قَدْ حِيسَ هَذَا الدينُ عِنْدِي حَيْسا مَعْنَى حِيسَ هَذَا الدِّينُ: خُلِطَ كَمَا يُخْلَطُ الحَيْسُ، وَقَالَ مُرَّةُ: فُرِغَ مِنْهُ كَمَا يُفْرَغُ مِنَ الحَيْسِ. وَقَدْ شَبَّهَتِ العربُ بالحَيْس؛ ابْنُ سِيدَهْ: المَحْيُوسُ الَّذِي أَحدقت بِهِ الإِماء مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، يُشَبَّه بالحَيسِ وَهُوَ يُخْلَطُ خَلْطاً شَدِيدًا، وَقِيلَ: إِذا كَانَتْ أُمه وَجَدَّتُهُ أَمتين، فَهُوَ مَحْيُوسٌ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِذا كَانَتْ «4» ... أَو جَدَّتَاهُ مِنْ قِبل أَبيه وأُمه أَمة، فَهُوَ المَحْيُوسُ. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْبَيْتِ: لَا يُحِبُّنا اللُّكَعُ وَلَا المَحْيُوسُ ؛ ابْنُ الأَثير: المَحْيُوس الَّذِي أَبوه عَبْدٌ وأُمه أَمة، كأَنه مأْخوذ مِنَ الحَيْسِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُواسَةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ المختلطةُ، والحُواساتُ الإِبل الْمُجْتَمِعَةُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: حُواساتُ العِشاءِ خُبَعْثِناتٌ، ... إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمالا «5» وَيُرْوَى العَشاء، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَيَجْعَلُ الحُواسَة مِنَ الحَوْسِ، وَهُوَ الأَكل والدَّوْسُ. وحُواسات: أَكُولات، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ حَوَسَ وَقَالَ: لَا أَدري مَعْنَاهُ، وأَورده الأَزهري بِمَعْنَى الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ حَتَّى يَنالَ حاجَتَه. وَيُقَالُ: حِسْتُ أَحِيسُ حَيْساً؛ وأَنشد: عَنْ أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكلَ الحَيْسِ وَرَجُلٌ حَيُوسٌ: قَتَّالٌ، لُغَةٌ في حَؤُوس؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، واللَّه أَعلم.

_ (4). كذا بياض بالأَصل. (5). روي هذا البيت في صفحة 60 وفيه راوحت الشمال مكان عارضت.

فصل الخاء المعجمة

فصل الخاء المعجمة خبس: خَبَسَ الشيءَ يَخْبُسُه خَبْساً وتَخَبَّسَه واخْتَبَسَه: أَخذه وغَنِمَه. والخُباسَةُ: الْغَنِيمَةُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ جُوَيْنٍ أَو امْرُؤ الْقَيْسِ: فَلَمْ أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ، ... ونَهْنَهْتُ نَفْسي بعد ما كِدتُ أَفْعَلَهْ نَصْبٌ عَلَى إِرادة أَن، لأَن الشُّعَرَاءَ يَسْتَعْمِلُونَ أَن هَاهُنَا مُضْطَرِّينَ كَثِيرًا. والخُباساء: كالخُباسَة، والخُباسَة، بِالضَّمِّ، المَغْنَمُ. الأَصمعي: الخُباسَةُ مَا تَخَبَّسْتَ مِنْ شَيْءٍ أَي أَخذته وَغَنِمْتَهُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: رَجُلٌ خَبَّاسٌ أَي غَنَّام. والاخْتِباسُ: أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً. وأَسَدٌ خَبُوس وخَبَّاسٌ وخابِسٌ وخُنابِسٌ: يَخْتَبِسُ الفَريسَة. وخَبَسه: أَخذه، وأَسَدٌ خُوابِسٌ؛ وأَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ وَاسْمُهُ حَرْمَلة بْنُ الْمُنْذِرِ: فَمَا أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني، ... وَلَا حَقِّي اللَّفاءُ وَلَا الخَسِيسُ وَلَكِنِّي ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ، ... عَلَى الأَقْران، مُجْتَرئٌ خَبُوسُ اللَّفاءُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْحَقِيرُ. يُقَالُ: رَضِيتُ مِنَ الْوَفَاءِ باللَّفاء. وَيُقَالُ: اللَّفاءُ مَا دُونَ الحَقِّ. والضُّبارِمَة: المُوَثَّقُ الخَلْقِ مِنَ الأُسْدِ وَغَيْرِهَا. وجَمُوحٌ: مَاضٍ راكبٌ رأْسَه. والخَبْسُ والاخْتباسُ: الظُّلْمُ؛ خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه. والخُباسَة: الظُّلامَةُ. خرس: الخَرَسُ: ذَهَابُ الْكَلَامِ عِيّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً وَهُوَ أَخْرَسُ. والخَرَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَصْدَرُ، وأَخْرَسَه اللَّه. وَجَمَلٌ أَخْرَسُ: لَا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج مِنْهُ هَدِيرُه فَهُوَ يُردِّدُه فِيهَا، وَهُوَ يُستحب إِرسالُه فِي الشَّوْلِ لأَنه أَكثر مَا يَكُونُ مِئْناثاً. وعَلَم أَخْرَسُ: لَا يُسْمَعُ فِي الْجَبَلِ لَهُ صَدًى، يَعْنِي العَلَم الَّذِي يُهْتَدَى بِهِ؛ قَالَ الأَزهري وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَنْشُدُ: وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فَوْقَ عَنْزِ والأَيْرَمُ: العَلَم فَوْقَ القارَةِ يُهْتَدى بِهِ. والأَحْرَس: الْقَدِيمُ «1» الْعَادِيُّ مأْخوذ مِنَ الحَرْس، وَهُوَ الدهْرُ. وَالْعَنْزُ: الْقَارَّةُ السَّوْدَاءُ؛ قَالَ وأَنشدنيه أَعرابي آخَرُ: وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ قَالَ: والأَعْيَسُ الأَبيض. والعَنْزُ: الأَسْوَدُ مِنَ القُور، قَارَةٌ عَنْزٌ: سَوْدَاءُ. وَنَاقَةٌ خَرْساء: لَا يُسْمَعُ لَهَا رُغاء. وَكَتِيبَةٌ خَرْساء إِذا صَمَتَتْ مِنْ كَثْرَةِ الدُّرُوعِ أَي لَمْ يَكُنْ لَهَا قَعاقِعُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَسْمَعُ لَهَا صَوْتًا مِنْ وَقارِهِمْ فِي الْحَرْبِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلَّبَنِ الْخَاثِرِ: هَذِهِ لَبَنَة خَرْساء لَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ إِذا أُريقت. الْمُحْكَمُ: وَشَرْبَةٌ خَرْساء وَهِيَ الشَّرْبَةُ الْغَلِيظَةُ مِنَ اللَّبَنِ. وَلَبَنٌ أَخْرَسُ أَي خَاثِرٌ لَا يُسْمَعُ لَهُ فِي الإِناء صَوْتٌ لِغِلَظِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَيْنٌ خَرْساء وَسَحَابَةٌ «2» خَرْساء لَا رَعْدَ فِيهَا وَلَا بَرْقَ وَلَا يُسْمَعُ لَهَا صَوْتُ رَعْدٍ. قَالَ: وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّتَاءِ لأَن شِدَّةَ الْبَرْدِ تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ. الفراء: يقال

_ (1). قوله [والأَحرس القديم إلخ] كذا بالأَصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأَحرس بالحاء المهملة وهو إلخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلًا. (2). قوله [عين خرساء وسحابة إلخ] كذا بالأَصل. ولو قال كما قال شارح القاموس: وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت، وسحابة إلخ لكان أحسن.

وَلَّاني عُرْضاً أَخْرَسَ أَمْرَسَ؛ يُرِيدُ أَعْرَضَ عَنِّي وَلَا يُكَلِّمُنِي. والخَرْساء: الدَّاهِيَةُ. والعِظامُ الخُرْسُ: الصُّمُّ، قَالَ: حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. والخَرْساءُ مِنَ الصُّخُورِ: الصَّمَّاء؛ أَنشد الأَخفش قَوْلَ النَّابِغَةِ: أَواضِعَ البيتِ فِي خَرْساءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ، لَا يَسْري بِهَا السَّاري وَيُرْوَى: تُقَيِّدُ الْعَيْنَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والخُرْسُ والخِراسُ: طَعَامُ الْوِلَادَةِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، هَذَا الأَصل ثُمَّ صَارَتِ الدَّعْوَةُ لِلْوِلَادَةِ خُرْساً وخِراساً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كلُّ طعامٍ تَشْتَهي رَبيعَهْ: ... الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعَهْ وخَرَّسْتُ عَلَى المرأَة تَخْريساً إِذا أَطعمت فِي وِلَادَتِهَا. والخُرْسَةُ: الَّتِي تُطْعِمُها النُّفَساءُ نَفْسَها أَو مَا يُصْنع لَهَا مِنْ فَريقَةٍ وَنَحْوِهَا. وخَرَسَها يَخْرُسُها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وخَرَّسَها خُرْسَتَها وخَرَّسَ عَنْهَا، كِلَاهُمَا: عَمِلَهَا لَهَا؛ قَالَ: وللَّه عَيْنا مَنْ رَأَى مثلَ مِقْيَسِ، ... إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ وَقَدْ خُرِّسَتْ هِيَ أَي يجعلُ لَهَا الخُرْسُ؛ قَالَ الأَعْلم الهُذَليُّ يَصِفُ جَدْبَ الزَّمَانِ وعَدَمَ الْكَسْبِ حَتَّى إِن المرأَة النُّفَسَاءَ لَا تُخَرَّسُ والفَطِيم لَا يُسْكَتُ بِحِتْرٍ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ: إِذا النُّفَساءُ لَمْ تُخَرَّسْ بِبِكْرِها ... غُلاماً، وَلَمْ يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها الحِتْرُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ الْحَقِيرُ، أَي لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ يُطْعِمُون الصَّبِيَّ مِنْ شِدَّةِ الأَزْمَةِ. وَقَوْلُهُ غُلَامًا مُنْتَصِبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ فَيَكُونُ بَيَانًا للبِكْر، لأَن البِكْر يَكُونُ غُلَامًا وَجَارِيَةً، وأَراد أَن المرأَة إِذا أَذْكَرَتْ كَانَتْ فِي النُّفُوسِ آثَر والعنايَةُ بِهَا آكَدَ، فإِذا اطُّرِحَتْ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى شِدَّةِ الجَدْب وَعُمُومِ الجَهْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: هِيَ صُمْتَةُ الصَّبِيِّ وخُرْسَةُ مَرْيَمَ؛ الخُرْسَة: مَا تَطْعَمُه المرأَةُ عِنْدَ وِلادِها. وخَرَّسْتُ النُّفَسَاءَ: أَطعمتها الخُرْسَة. وأَراد قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا. والخُرْسُ، بِلَا هَاءٍ: الطَّعَامُ الَّذِي يُدْعَى إِليه عِنْدَ الْوِلَادَةِ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّان: كَانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعَامٍ قَالَ: إِلى عُرْس أَم خُرْس أَم إِعْذارٍ؟ فإِن كَانَ فِي وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ أَجاب، وإِلا لَمْ يُجِبْ ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ قَوْمًا بِقِلَّةِ الْخَيْرِ: شَرُّكُمْ حاضِرٌ وخَيْرُكُمُ دَرُّ ... خَرُوسٍ، مِنَ الأَرانِبِ، بِكْرِ فَيُقَالُ: هِيَ البِكْرُ فِي أَوّل حَمْلِهَا، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا الخُرْسَةُ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: تَخَرّسي لَا مُخَرِّسَةَ لَكِ. وَقَالَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الْكَبِيرِ، وصُمْتَةُ الصَّغِيرِ، وتَخْرِسَةُ مَرْيم. كأَنه سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ وَقَدْ تَكُونُ اسْمًا كالتَّنْهِيَةِ والتَّوْديَةِ. وتَخَرَّسَت المرأَةُ: عَمِلَتْ لِنَفْسِهَا خُرْسَة. والخَرُوسُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يُعْمَلُ لَهَا شَيْءٌ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. والخَرُوس أَيضاً: البِكْر فِي أَول بَطْنٍ تَحْمِلُهُ. وَيُقَالُ للأَفاعي: خُرْسٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: عَلَيْهِمْ كلُّ مُحْكَمَةٍ دِلاصٍ، ... كأَن قَتِيرَها أَعْيانُ خُرْسِ والخَرْسُ والخِرْسُ: الدَّنُّ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَالصَّادُ فِي هَذِهِ الأَخيرة لُغَةٌ. والخَرَّاسُ: الَّذِي يَعْمَلُ

الدِّنانَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: جَوْنٌ كَجَوْنِ الخَمَّارِ حَرَّدَه الْخَرَّاسُ، ... لَا ناقِسٌ وَلَا هَزِمُ النَّاقِسُ: الْحَامِضُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وخَرْسه المُحْمَرُّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ قَالَ الأَزهري: وقرأْت فِي شِعْرِ الْعَجَّاجِ الْمَقْرُوءِ عَلَى شَمِرٍ: مُعَلِّقِينَ فِي الكلالِيبِ السُّفَرْ، ... وخَرْسه المُحْمَرُّ فِيهِ مَا اعْتُصِرْ قَالَ: الخَرْسُ الدَّنُّ، قَيَّدَهُ بِالْخَاءِ. والخَرَّاس أَيضاً: الخَمَّار. وخُراسانُ: كُورَةٌ، النَّسَبُ إِليها خُراسانيٌّ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ أَجود، وخُراسِيٌّ وخُرْسِيٌّ، وَيُقَالُ: هُمْ خُرْسانٌ كَمَا يُقَالُ هُمْ سُودانٌ وبِيضانٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَشَّار: فِي الْبَيْتِ مِنْ خُرْسان لَا تُعابُ يَعْنِي بَنَاتَهُ، وَيُجْمَعُ عَلَى الخُرَسِينَ، بِتَخْفِيفِ يَاءِ النِّسْبَةِ كَقَوْلِكَ الأَشْعَرين؛ وأَنشد: لَا تُكْرِيَنَّ بَعْدَهَا خُرَسِيَا. خربس: الخَرْبَسِيسُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ، وَهِيَ فِي النَّفْيِ بِالصَّادِ. خرمس: لَيْلٌ خِرْمِسٌ: مُظْلِمٌ. واخْرَنْمَسَ الرَّجُلُ: ذَلَّ وَخَضَعَ، وَقِيلَ: سَكَتَ؛ وَقَدْ وَرَدَتْ بِالصَّادِ عَنْ كُرَاعٍ وَثَعْلَبٍ. والاخْرِنْماسُ: السُّكُوتُ. والمُخَرْمِسُ: السَّاكِتُ. الفراء: اخْرَمَّسَ واخْرَمَّصَ: سكت. واخْرَمَّسَ الرَّجُلُ إِذا ذَلَّ وخَضَع. خسس: الخَساسَةُ: مصدرُ الرَّجُلِ الخَسِيس البَيِّن الخَساسَة. والخَسِيسُ: الدَّنِيءُ. وخَسَّ الشيءُ يَخَسُّ ويَخِسُّ خِسَّةً وخَساسَةً، فَهُوَ خسِيسٌ: رَذُلَ. وَشَيْءٌ خَسِيسٌ وخُساسٌ ومَخْسُوسٌ: تَافِهٌ. وَرَجُلٌ مَخْسُوسٌ: مَرْذُول. وَقَوْمٌ خِساسٌ: أَرذال. وخَسِسْتَ وخَسَسْتَ تَخِسُّ خَساسة وخُسُوسَةً وخِسَّة: صِرْتَ خَسِيساً. وأَخْسَسْتَ: أَتيت بخَسِيس. وخَسِسْتَ بَعْدِي، بِالْكَسْرِ، خِسَّةً وخَساسةً إِذا كَانَ فِي نَفْسِهِ خَسِيساً. وخَسَّ نصيبَه يَخُسُّه، بِالضَّمِّ، أَي جَعَلَهُ خَسِيساً، وأَخْسَسْتُه: وَجَدْتُهُ خَسِيساً. واسْتَخسَّه أَي عدَّه خَسِيساً. وخَسَّ الحظُّ خَسّاً، فَهُوَ خَسِيسٌ، وأَخَسَّه، كِلَاهُمَا: قَلَّله وَلَمْ يُوَفِّرْه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ أَخَسَّ اللَّهُ حَظَّه وأَخَتَّه، بالأَلف، إِذا لَمْ يَكُنْ ذَا جَدٍّ وَلَا حَظٍّ فِي الدُّنْيَا وَلَا شيءٍ مِنَ الْخَيْرِ. وأَخسَّ فُلَانٌ إِذا جَاءَ بخَسِيس مِنَ الأَفعال. وَقَدْ أَخْسَسْتَ فِي فِعْلِكَ وأَخْسَسْتَ إِخْساساً إِذا فعلتَ فِعْلًا خَسِيسًا. وامرأَة مُسْتَخِسَّة [مُسْتَخَسَّة] وخَسَّاءُ: قَبِيحَةُ الْوَجْهِ، اشْتُقَّتْ مِنَ الخَسِيس؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: امرأَة مُسْتَخِسَّة إِذا كَانَتْ دَمِيمَةَ الْوَجْهِ ذَرِبَةً، مُشْتَقٌّ مِنَ الخِسَّة، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النُّجُومَ الَّتِي لَا تَعْزُبُ نَحْوُ بَنَاتِ نَعْش والفَرْقَدَيْن والجَدْيِ والقُطْب وَمَا أَشْبه ذَلِكَ: الخُسَّان. والخَسُّ، بِالْفَتْحِ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ عَرِيضَةُ الْوَرَقِ حُرَّة لَيِّنة تَزِيدُ فِي الدَّمِ. والخُسُّ: رَجُلٌ مِنْ إِياد مَعْرُوفٌ. وابنةُ الخُسّ الإِيادِيَة: الَّتِي جَاءَتْ عَنْهَا الأَمثال، وَاسْمُهَا هِنْد، وَكَانَتْ مَعْرُوفَةً بِالْفَصَاحَةِ. وَيُقَالُ: رَفَعْتُ مِنْ خَسِيسَتِه إِذا فَعَلْتُ بِهِ فِعْلًا يَكُونُ فِيهِ رِفْعَتُه. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ رَفَعَ اللَّه خَسِيسَةَ فُلَانٍ إِذا رَفَعَ حَالَهُ بَعْدَ انْحِطَاطِهَا. وَفِي

حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَن فَتَاةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: إِن أَبي زوَّجني مِنِ ابْنِ أَخيهِ وأَراد أَن يَرْفَعَ بِي خَسِيسَته؛ الخَسِيسُ: الدَّنِيءُ. والخَساسَةُ: الْحَالَةُ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الخَسِيسُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: إِن لَمْ يَرْفَع خَسِيسَتنا. التَّهْذِيبُ: الخَسِيسُ الْكَافِرُ. وَيُقَالُ: هُوَ خَسِيسٌ خَتِيتٌ. وخَسِيسةُ النَّاقَةِ: أَسنانها دُونَ الإِثْناءِ. يُقَالُ: جَاوَزَتِ الناقةُ خَسِيسَتَها وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ إِذا أَلقت ثَنِيَّتَها، وَهِيَ الَّتِي تَجُوزُ فِي الضحايا والهَدْي. خفس: خَفَسَ يَخْفِسُ خَفْساً وأَخْفَسَ الرجلُ: قَالَ لِصَاحِبِهِ أَقْبَحَ مَا يَكُونُ مِنَ الْقَوْلِ وأَقبَح مَا قدَرَ عَلَيْهِ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ: خَفَسْتَ يَا هَذَا وأَخْفَسْتَ وَهُوَ مِنْ سُوءِ الْقَوْلِ. وشَرابٌ مُخْفِسٌ: سَرِيعُ الإِسكار، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ القُبْح لأَنه يَخْرُجُ بِهِ مِنْ سُكْرِه إِلى الْقَبِيحِ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. وخَفَسَ لَهُ يَخْفِس: قَلّل لَهُ مِنَ الْمَاءِ فِي شَرَابِهِ، يُقَالُ: اخْفِسْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ أَي قَلِّل الماءَ وأَكثر النَّبِيذَ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا مِنْ كَلَامِ المُجَّانِ، وَالصَّوَابُ: أَعْرِقْ لَهُ، يُرِيدُ أَقْلِلْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ فِي الكأْس حَتَّى يَسْكَرَ. وأَخْفَسَ الشرابَ وأَخْفَسَ لَهُ مِنْهُ: أَكثر مَزْجَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخفس لَهُ إِذا أَقَلَّ الْمَاءَ وأَكثر الشرابَ أَو اللَّبَنَ أَو السَّوِيقَ؛ وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يُنْكِرُ قَوْلَ الْفَرَّاءِ فِي الشَّرَابِ الخَفِيس إِنه الَّذِي أُكثر نَبِيذُهُ وأُقلَّ مَاؤُهُ. أَبو عَمْرٍو: الخَفْسُ الِاسْتِهْزَاءُ. والخَفْسُ: الأَكل الْقَلِيلُ. خلس: الخَلْسُ: الأَخذ فِي نُهْزَةٍ ومُخاتلة؛ خَلَسَه يَخلِسُه خَلْساً وخَلَسَه إِياه، فَهُوَ خالِسٌ وخَلَّاس؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يَا مَيُّ، إِن تَفْقِدي قَوْمًا وَلدْتِهم ... أَو تَخْلِسِيهم، فإِن الدَّهْرَ خَلَّاس الْجَوْهَرِيُّ: خَلَسْتُ الشَّيْءَ واخْتَلَسْته وتَخَلَّسْته إِذا اسْتَلبته. والتَّخالُسُ: التَّسالُبُ. والاخْتلاسُ كالخَلْسِ، وَقِيلَ: الاخْتلاسُ أَوْحى مِنَ الخَلْسِ وأَخص. والخُلْسَة، بِالضَّمِّ: النُّهْزةُ. يُقَالُ: الفُرْصَةُ خُلْسَةٌ. والقرْنانِ إِذا تَبَارَزَا يَتَخالسان أَنفسَهما: يُناهِزُ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَتْل صَاحِبِهِ. الأَزهري: الخَلْسُ فِي الْقِتَالِ والصِّراع. وَهُوَ رَجُلٌ مُخالِسٌ أَي شُجَاعٌ حَذِرٌ. وتَخالسَ القِرْنانِ وتخالَسا نَفْسَيْهما: رَامَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا اخْتِلاسَ صَاحِبِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَتَخَالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ، ... كنَوافِذِ العُبْطِ الَّتِي لَا تُرْقَعُ وخالَسَه مُخالَسَةً وخِلاساً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: نَظَرْتُ إِلى مَيٍّ خِلاساً عَشِيَّةً، ... عَلَى عَجَلٍ، والكاشِحُونَ حُضُورُ كَذَا مثلَ طَرْفِ العينِ، ثُمَّ أَجَنَّها ... رِواقٌ أَتى مِنْ دونِها وسُتُورُ وطَعْنة خَليسٌ إِذا اخْتَلَسَها الطاعنُ بِحِذْقِه. وأَخذه خِلِّيسَى أَي اخْتِلَاسًا. وَرَجُلٌ خَلِيسٌ وخَلَّاسٌ: شجاعٌ حَذِرٌ. ورَكَبٌ مَخْلوس: لَا يُرَى مِنْ قِلَّةِ لَحْمِهِ. وأَخْلَسَ الشَّعْرُ، فَهُوَ مُخْلِسٌ وخَلِيسٌ: اسْتَوَى سَوَادُهُ وَبَيَاضُهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا كَانَ سَوَادِهِ أَكثر مِنْ بَيَاضِهِ؛ قَالَ سُوَيدٌ الْحَارِثِيُّ: فَتًى قَبَلٌ لَمْ تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَه، ... سِوَى خُلْسَةٍ فِي الرَّأْسِ كالبَرْقِ فِي الدُّجَى أَبو زَيْدٍ: أَخْلَسَ رأْسُه، فَهُوَ مُخلِسٌ وخَلِيس إِذا

ابْيَضَّ بَعْضُهُ، فإِذا غَلَبَ بَيَاضُهُ سَوَادَهُ، فَهُوَ أَغْثَم. والخَلِيسُ: الأَشْمط. وأَخْلَسَتْ لِحْيَتُهُ إِذا شَمَطَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: أَخْلَسَ رأْسُه إِذا خَالَطَ سوادُه البياضَ، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذا كَانَ بَعْضُهُ أَخْضَر وَبَعْضُهُ أَبيض، وَذَلِكَ فِي الهَيْج، وخَص بَعْضُهُمْ بِهِ الطَّرِيقَةَ والصِّلِّيانَ والهَلْتَى والسَحَمَ. وأَخْلَسَ الحَلِيُّ: خَرَجَتْ فِيهِ خُضْرَةٌ طَرِيَّة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَخْلَسَت الأَرضُ والنباتُ: خَالَطَ يبيسُهما رَطْبَهما، والخُلْسَةُ الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. وأَخْلَست الأَرضُ أَيضاً: أَطْلَعَتْ شَيْئًا مِنَ النَّبَاتِ. والخَليسُ: النَّبَاتُ الْهَائِجُ بعضُه أَصفر وبعضُه أَخضر، وَكَذَلِكَ الخَلِيطُ يُسَمَّى خَلِيسًا. والخِلاسِيُّ: الْوَلَدُ بَيْنَ أَبيض وَسَوْدَاءَ أَو بَيْنَ أَسود وَبَيْضَاءَ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْغُلَامِ إِذا كَانَتْ أُمّه سَوْدَاءَ وأَبوه عَرَبِيًّا آدَمَ فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ بَيْنَ لَوْنَيْهِمَا: غُلَامٌ خِلاسِيٌّ، والأُنثى خِلاسِيَّة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سِرْ حَتَّى تأْتي فَتَياتٍ قُعْساً، وَرِجَالًا طُلْساً، وَنِسَاءً خُلْساً ؛ الخُلْسُ: السُّمْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ الخلِيسَة ، وَهِيَ مَا تُسْتَخلَصُ مِنَ السَّبْعِ فَتَمُوتُ قَبْلَ أَن تُذَكَّى، مِنْ خَلَسْتُ الشَّيْءَ واخْتَلَسْته إِذا سَلَبْتُهُ، وَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَيْسَ فِي النُّهْبَة وَلَا الخَلِيسة قَطْعٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَا فِي الخُلْسَة أَي مَا يُؤْخَذُ سَلْباً ومُكابَرَةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حَابِسًا أَو مَوْتًا خالِساً أَي يَخْتَلِسُكم عَلَى غَفْلَةٍ. والخِلاسِيُّ مِنَ الدِّيَكَةِ: بَيْنَ الدَّجاج الهِنْدِية وَالْفَارِسِيَّةِ. الْخَلِيلُ: مِنَ الْمَصَادِرِ المُخْتَلَس والمُعْتَمَدُ: فالمُخْتَلَسُ مَا كَانَ عَلَى حَذْوِ الْفِعْلِ نَحْوَ انصرَف انْصِرَافًا وَرَجَعَ رُجُوعًا، وَالْمُعْتَمَدُ مَا اعْتَمَدَتْ عَلَيْهِ فَجَعَلَتْهُ اسْمًا لِلْمَصْدَرِ نَحْوَ الْمَذْهَبِ والمَرْجِعِ، وَقَوْلُكَ أَجَبْتُه إِجابةً، وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِ وَلَا يُعْرَفُ الْمُعْتَمَدَ إِلا بالسَّماع. ومُخالِسٌ: اسْمُ حِصَانٍ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ مزاحِمٌ: يَقُودانِ جُرْداً مِنْ بناتِ مُخالِسٍ، ... وأَعْوَجَ يُقْفَى بالأَجِلَّةِ والرُّسْلِ وَقَدْ سَمَّتْ خَلَّاساً ومُخالِساً. خلبس: خَلْبَسَه وخَلْبَسَ قَلْبَهُ أَي فَتَنَهُ وَذَهَبَ بِهِ، كَمَا يُقَالُ خَلَبه، وَلَيْسَ يَبْعُدُ أَن يَكُونَ هُوَ الأَصل لأَن السِّينَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ، والخُلابِسُ، بِضَمِّ الْخَاءِ: الْحَدِيثُ الرَّقِيقُ، وَقِيلَ: الْكَذِبُ؛ قَالَ الكُمَيْت: بِمَا قَدْ أَرَى فِيهَا أَوانِسَ كالدُّمَى ... وأَشْهَدُ منهنَّ الحديثَ الخُلابِسا والخَلابيسُ: الكَذِبُ. وأَمرٌ خَلابِيسُ: عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ، وَكَذَلِكَ خَلْقٌ خَلابِيسُ، وَالْوَاحِدُ خِلْبيسٌ وخِلْباسٌ، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهُ. والخَلابِيسُ: أَن تَرْوَى الإِبلُ فَتَذْهَبُ ذِهَابًا شَدِيدًا فَتُعَنِّي رَاعِيَهَا. يُقَالُ: أَكفِيكَ الإِبلَ وخَلابِيسَها، والخَلابِيسُ: المتفرّقون. خمس: الخمسةُ: مِنْ عَدَدِ الْمُذَكَّرِ، والخَمْسُ: مِنْ عَدَدِ المؤَنث مَعْرُوفَانِ؛ يُقَالُ: خَمْسَةُ رِجَالٍ وَخَمْسُ نِسْوَةٍ، التَّذْكِيرُ بِالْهَاءِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ صُمْنا خَمْساً مِنَ الشَّهْرِ فَيُغَلِّبُون اللَّيَالِيَ عَلَى الأَيام إِذا لَمْ يَذْكُرُوا الأَيام، وإِنما يَقَعُ الصِّيَامُ عَلَى الأَيام لأَن لَيْلَةَ كُلِّ يَوْمٍ قَبْلَهُ، فإِذا أَظهروا الأَيام قَالُوا صُمْنَا خَمْسَةَ أَيام، وَكَذَلِكَ أَقمنا عِنْدَهُ عَشْرًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؛ غَلَّبُوا التأْنيث، كَمَا قَالَ الْجَعْدِيُّ:

أَقامتْ ثَلَاثًا بينَ يومٍ وليلةٍ، ... وَكَانَ النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا وَيُقَالُ: لَهُ خَمْسٌ مِنَ الإِبل، وَإِنْ عَنَيْتَ جِمالا، لأَن الإِبل مُؤَنَّثَةٌ؛ وَكَذَلِكَ لَهُ خَمْس مِنَ الْغَنَمِ، وإِن عَنَيْتَ أَكْبُشاً، لأَن الْغَنَمَ مُؤَنَّثَةٌ. وَتَقُولُ: عِنْدِي خمسةُ دَرَاهِمَ، الهاءُ مَرْفُوعَةٌ، وإِن شِئْتَ أَدغمت لأَن الْهَاءَ مِنْ خَمْسَةٍ تَصِيرُ تَاءً فِي الْوَصْلِ فَتُدْغَمُ فِي الدَّالِ، وإِن أَدخلت الأَلف وَاللَّامَ فِي الدَّرَاهِمِ قُلْتَ: عِنْدِي خَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ، بِضَمِّ الْهَاءِ، وَلَا يَجُوزُ الإِدغام لأَنك قَدْ أَدغمت اللَّامَ فِي الدَّالِ، وَلَا يَجُوزُ أَن تُدْغَمَ الْهَاءُ مِنْ خَمْسَةٍ وَقَدْ أَدغمت مَا بَعْدَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا زالَ مُذْ عَقدَتْ يَدَاهُ إِزارَهُ، ... فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ وَتَقُولُ فِي الْمُؤَنَّثِ: عِنْدِي خَمْسُ القُدُور، كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَهَلْ يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى ... ثلاثُ الأَثافي، والرُّسُومُ البَلاقِعُ؟ وَتَقُولُ: هَذِهِ الْخَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وإِن شِئْتَ رَفَعْتَ الدَّرَاهِمَ وَتُجْرِيهَا مَجْرَى النَّعْتِ، وَكَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ. والمُخَمَّسُ مِنَ الشِّعْرِ: مَا كَانَ عَلَى خَمْسَةِ أَجزاء، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي وَضْعِ العَرُوض. وَقَالَ أَبو إِسحاق: إِذا اخْتَلَطَتِ الْقَوَافِي، فَهُوَ المُخَمَّسُ. وَشَيْءٌ مُخَمَّسٌ أَي لَهُ خَمْسَةُ أَركان. وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كَانَ لَهُمْ خَامِسًا. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ خَامِسًا وَخَامِيًا؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للحادِرَة وَاسْمُهُ قُطْبةُ بْنُ أَوس: كَمْ للمَنازِلِ مِنْ شَهْرٍ وأَعْوامِ ... بالمُنْحَنَى بَيْنَ أَنْهارٍ وآجامِ مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها، ... وعامُ حُلَّتْ وَهَذَا التَّابِعُ الخامِي وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: هَذِي ثَلَاثُ سِنِينَ قَدْ خَلَوْنَ لَهَا. وأَخْمَسَ القومُ: صَارُوا خَمْسَةً. ورُمْح مَخْمُوسٌ: طُولُهُ خَمْسُ أَذرع. وَالْخَمْسُونَ مِنَ الْعَدَدِ: مَعْرُوفٌ. وَكُلُّ مَا قِيلَ فِي الْخَمْسَةِ وَمَا صُرِّفَ مِنْهَا مَقُولٌ فِي الْخَمْسِينَ وَمَا صُرِّفَ مِنْهَا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟ ... مُذْ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا بِكَسْرِ الْمِيمِ فِي خَمِسُونَ، احْتَاجَ إِلى حَرَكَةِ الْمِيمِ لإِقامة الْوَزْنِ، وَلَمْ يَفْتَحْهَا لِئَلَّا يُوهِمَ أَن الْفَتْحَ أَصلها لأَن الْفَتْحَ لَا يُسَكَّنُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَرَّكَهَا عَنْ سُكُونٍ لأَن مِثْلَ هَذَا السَّاكِنِ لَا يُحَرَّكُ بِالْفَتْحِ إِلا فِي ضَرُورَةٍ لَا بُدَّ مِنْهُ فِيهَا، وَلَكِنَّهُ قَدَّرَ أَنها فِي الأَصل خَمَسُون كَعَشَرَةٍ ثُمَّ أَسكن، فَلَمَّا احْتَاجَ رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ بِهِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عَشَرة؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كَسَرَ الْمِيمَ مِنْ خَمِسُون وَالْكَلَامُ خَمْسُون كَمَا قَالُوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بِكَسْرِ الشِّينِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَوَاهُ غَيْرُهُ خَمَسون عَدَدًا، بِفَتْحِ الْمِيمِ، بَنَاهُ عَلَى خَمَسَة وخَمَساتٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هَذَا الكوزَ أَي خَمَسَة بِمِثْلِهِ. والخِمْسُ، بِالْكَسْرِ: مِنْ أَظْماء الإِبل، وَهُوَ أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ اليومَ الخامسَ، وَالْجَمْعُ أَخْماس. سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوَزُ بِهِ هَذَا البناءَ. وَقَالُوا ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عَنْهُ بِغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ لِمَنْ خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ وأَصل ذَلِكَ أَن شَيْخًا كَانَ فِي إِبله وَمَعَهُ أَولاده، رِجَالًا يَرْعَوْنها قَدْ طَالَتْ غُرْبَتُهُمْ عَنْ أَهلهم، فَقَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا

رِبْعاً نحوَ طَرِيقِ أَهلهم، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ رَعَيْنَاهَا خِمْساً، فَزَادُوا يَوْمًا قِبَلَ أَهلهم، فَقَالُوا: لَوْ رَعَيْنَاهَا سِدْساً، ففَطَنَ الشيخُ لِمَا يُرِيدُونَ، فَقَالَ: مَا أَنتم إِلَّا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، مَا هِمَّتُكم رَعْيُها إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ وأَنشأَ يَقُولُ: وَذَلِكَ ضَرْبُ أَخْماسٍ، أُراهُ، ... لأَسْداسٍ، عَسى أَن لَا تَكُونَا وأَخذ الكمَيْتُ هَذَا البيتَ لأَنه مَثَل فَقَالَ: وَذَلِكَ ضَرْبُ أَخماس، أُريدَتْ، ... لأَسْداسٍ، عَسَى أَن لَا تَكُونَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي هَذَا الْبَيْتِ: قَالَ أَبو عَمْرٍو هَذَا كَقَوْلِكَ ششْ بَنْجْ، وَهُوَ أَن تُظْهر خَمْسَةً تُرِيدُ سِتَّةً. أَبو عُبَيْدَةَ: قَالُوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، يُقَالُ لِلَّذِي يُقَدِّمُ الأَمرَ يُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ فيأْتيه مِنْ أَوّله فَيَعْمَلُ رُوَيْداً رُوَيْداً. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ فُلَانٌ يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يَسْعَى فِي الْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ، وأَصله مِنْ أَظماء الإِبل، ثُمَّ ضُرِبَ مَثَلًا لِلَّذِي يُراوِغُ صَاحِبَهُ وَيُرِيهِ أَنه يُطِيعُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ مِنْ طيء: اللَّهُ يَعْلَمُ لَوْلَا أَنني فَرِقٌ ... مِنَ الأَميرِ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ فِي مَوْعِدٍ قَالَهُ لِي ثُمَّ أَخْلَفَه، ... غَداً غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ حَتَّى إِذا نَحْنُ أَلْجَأْنا مَواعِدَه ... إِلى الطَّبِيعَةِ، فِي رِفْقٍ وإِيناسِ أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عَنْ لَا، فقلتُ لَهُ: ... لَوْ مَا بَدَأْتَ بِهَا مَا كَانَ مِنْ باسِ وَلَيْسَ يَرْجِعُ فِي لا، بَعْدَ ما سَلَفَتْ ... مِنْهُ نَعَمْ طَائِعًا، حُرٌّ مِنَ الناسِ وَقَالَ خُرَيْمُ بْنُ فاتِكٍ الأَسَدِيُّ: لَوْ كَانَ لِلْقَوْمِ رأْيٌ يُرْشَدُونَ بِهِ، ... أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بِابْنِ عَبَّاسِ للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ، ... مَا مثلهُ فِي فِصالِ القولِ فِي الناسِ لَكِنْ رَمَوْكم بشيخٍ مِنْ ذَوي يَمَنٍ، ... لَمْ يَدْرِ مَا ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ يَعْنِي أَنهم أَخطأُوا الرأْي فِي تَحْكِيمِ أَبي مُوسَى دُونَ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَمَا أَحسن مَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَدْ سأَله عُتْبَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ: مَا مَنَعَ عَلِيًّا أَن يَبْعَثَكَ مَكَانَ أَبي مُوسَى؟ فَقَالَ: مَنَعَهُ واللَّه مِنْ ذَلِكَ حاجزُ القَدَرِ ومِحْنَةُ الِابْتِلَاءِ وقِصَرُ الْمُدَّةِ، واللَّه لَوْ بَعَثَنِي مَكَانَهُ لاعْتَرَضْتُ فِي مَدارِج أَنفاس مُعَاوِيَةَ ناقِضاً لِمَا أَبْرَمَ، ومُبْرِماً لِمَا نَقَضَ، وَلَكِنْ مَضَى قَدَرٌ وَبَقِيَ أَسَفٌ والآخرةُ خَيْرٌ لأَمير الْمُؤْمِنِينَ؛ فَاسْتَحْسَنَ عُتْبَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ كَلَامَهُ ، وَكَانَ عُتْبَةُ هَذَا مِنْ أَفصح النَّاسِ، وَلَهُ خُطْبَةٌ بَلِيغَةٌ فِي نَدْبِ النَّاسِ إِلى الطَّاعَةِ خَطَبَهَا بِمِصْرَ فَقَالَ: يَا أَهل مِصْرَ، قَدْ كُنْتُمْ تُعْذَرُون بِبَعْضِ الْمَنْعِ مِنْكُمْ لبعضِ الجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ وَلِيَكم مَنْ يَقُولُ بفِعْلٍ وَيَفْعَلُ بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم لَهُ مَراكم بِيَدِهِ، وإِن اسْتَعْصَيْتُمْ عَلَيْهِ مَرَاكُمْ بِسَيْفِهِ، ورَجا فِي الْآخَرِ مِنَ الأَجْر مَا أَمَّلَ فِي الأَوَّل مِنَ الزَّجْر؛ إِن البَيْعَة متابَعَةٌ، فَلَنَا عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ فِيمَا أَحببنا، وَلَكُمْ عَلَيْنَا العَدلُ فِيمَا وَلَيْنَا، فأَينا غَدَرَ فَلَا ذِمَّةَ لَهُ عِنْدَ صَاحِبِهِ، واللَّه مَا نطقتْ بِهِ أَلسنتُنا حَتَّى عَقَدَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُنَا، وَلَا طَلَبْنَاهَا مِنْكُمْ حَتَّى بَذَلْنَاهَا لَكُمْ نَاجِزًا بِنَاجِزٍ فَقَالُوا: سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم: عَدْلًا عَدْلًا. وَقَدْ خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صَاحِبُهَا: وَرَدَتْ إِبله خِمْساً، وَيُقَالُ

لِصَاحِبِ الإِبل الَّتِي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه، ... إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ غَيْرُهُ: الخِمْسُ، بِالْكَسْرِ، مِنْ أَظماء الإِبل أَن تَرْعَى ثَلَاثَةَ أَيام وتَرِدَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ، والإِبل خامسَة وخَوامِسُ. قَالَ اللَّيْثُ: والخِمْسُ شُرْبُ الإِبل يَوْمَ الرَّابِعِ مِنْ يَوْمِ صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يَوْمَ الصَّدَر فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ لَا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ فِي وِرْدِ النَّعم، والخِمْسُ: أَن تَشْرَبَ يَوْمَ وِرْدِها وتَصْدُرَ يَوْمَهَا ذَلِكَ وتَظَلّ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فِي المَرْعى ثَلَاثَةَ أَيام سِوَى يَوْمِ الصَّدَرِ، وتَرد الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وَذَلِكَ الخِمْس. قَالَ: وَيُقَالُ فَلَاةٌ خِمْسٌ إِذا انْتَاطَ وِرْدُها حَتَّى يَكُونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَّابِعَ سِوَى الْيَوْمِ الَّذِي شَرِبَتْ وَصَدَرَتْ فِيهِ. وَيُقَالُ: خِمْسٌ بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِي سَيْرِهَا إِلى الْمَاءِ وَتِيرَة وَلَا فُتُور لبُعده. غَيْرُهُ: الخِمْسُ الْيَوْمُ الْخَامِسُ مِنْ صَدَرها يَعْنِي صَدَر الْوَارِدَةِ. والسِّدْسُ: الوِرْدُ يَوْمَ السَّادِسِ. وَقَالَ راويةُ الْكُمَيْتِ: إِذا أَراد الرجلُ سَفَرًا بَعِيدًا عَوّد إِبله أَن تَشْرَبَ خِمْساً ثُمَّ سِدْساً حَتَّى إِذا دَفَعَتْ فِي السَّيْرِ صَبَرَتْ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: وإِن طُوي مِنْ قَلِقاتِ الخُرْتِ ... خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ، مَا فِي انْطِلاقِ رَكْبه مِنْ أَمْتِ أَراد: وإِن طُوي مِنْ إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قَالَ: وَالْخِمْسُ ثَلَاثَةُ أَيام فِي الْمَرْعَى وَيَوْمُ فِي الْمَاءِ، وَيُحْسَبُ يَوْمُ الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت الإِبل حُسِبَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ. وَقَوْلُهُ كَحَبْلِ الشَّعَرِ الْمُنْحَتِّ، يُقَالُ: هَذَا خِمْسٌ أَجْرَدُ كَالْحَبْلِ المُنْجَرِدِ. مِنْ أَمت: مِنِ اعْوِجَاجٍ. والتَخْمِيسُ فِي سَقْيِ الأَرض: السَّقْيَةُ الَّتِي بَعْدَ التَّرْبِيعِ. وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً: فَتَلَهُ عَلَى خَمْسِ قُوًى. وحَبْلٌ مَخْموسٌ أَي مِنْ خَمْس قُوًى. ابْنُ شُمَيْلٍ: غُلَامٌ خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ: طَالَ خمسَة أَشبار وأَربعة أَشبار، وإِنما يُقَالُ خُماسِيٌّ وَرُبَاعِيٌّ فِيمَنْ يَزْدَادُ طُولًا، وَيُقَالُ فِي الثَّوْبِ سُباعيٌّ. قَالَ اللَّيْثُ: الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ مِنَ الْوَصَائِفِ مَا كَانَ طُولُهُ خَمْسَةَ أَشبار؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ سُداسِيٌّ وَلَا سُباعي إِذا بَلَغَ سِتَّةَ أَشبار وَسَبْعَةً، قَالَ: وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ الخُماسيُّ مَا بَلَغَ خَمْسَةً، وَكَذَلِكَ السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَغُلَامٌ خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار؛ قال: فوقَ الخُماسِيِّ قَلِيلًا يَفْضُلُهُ، ... أَدْرَكَ عَقْلًا، والرِّهانُ عَمَلُهْ والأُنثى خُماسِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: أَنه سأَل عَمَّنْ يَشْتَرِي غُلَامًا تَامًّا سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قَالَ خُذْ مِنِّي غُلَامَيْنِ خُماسِيَّين أَو عِلْجاً أَمْرَدَ، قَالَ: لَا بأْس ؛ الخُماسِيَّان طولُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسَةُ أَشبار وَلَا يُقَالُ سُدَاسِيٌّ وَلَا سُبَاعِيٌّ وَلَا فِي غَيْرِ الْخَمْسَةِ لأَنه إِذا بَلَغَ سَبْعَةَ أَشبار صَارَ رَجُلًا. وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ: طُولُهُ خَمْسَةٌ؛ قَالَ عُبَيْدٌ يَذْكُرُ نَاقَتَهُ: هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً، ... ومُذَرِّباً فِي مارِنٍ مَخْموسِ يَعْنِي رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: ائْتُونِي بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخُذُهُ مِنْكُمْ فِي الصَّدَقَةِ ؛ الخَمِيسُ: الثَّوْبُ الَّذِي طُولُهُ خَمْسُ أَذرع،

كأَنه يَعْنِي الصَّغِيرَ مِنَ الثياب مثل جريح وَمَجْرُوحٍ وَقَتِيلٍ وَمَقْتُولٍ، وَقِيلَ: الخَمِيسُ ثَوْبٌ مَنْسُوبٌ إِلى مَلِكٍ كَانَ بِالْيَمَنِ أَمر أَن تُعْمَلَ هَذِهِ الأَردية فَنُسِبَتْ إِليه. والخِمْسُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ الأَرض: يَوْمًا تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْخِمْسِ، ... وَيَوْمًا أَدِيمَها نَغِلا وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: إِنما قِيلَ لِلثَّوْبِ خَمِيسٌ لأَن أَول مَنْ عَمِلَهُ مَلِكٌ بِالْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ الخِمْسُ، بِالْكَسْرِ، أَمر بِعَمَلِ هَذِهِ الثِّيَابِ فَنُسِبَتْ إِليه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ خَمِيصٌ، بِالصَّادِّ، قَالَ: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَيَكُونُ مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ، وَهِيَ كِسَاءٌ صَغِيرٌ فَاسْتَعَارَهَا لِلثَّوْبِ. وَيُقَالُ: هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تَقَارَنَا وَاجْتَمَعَا وَاصْطَلَحَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: صَيَّرَني جُودُ يَدَيْهِ، ومَنْ ... أَهْواه، فِي بُرْدَةِ أَخْماسِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: قَرَّبَ بَيْنَنَا حَتَّى كأَني وَهُوَ فِي خَمْسِ أَذرع. وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: كأَنه اشْتَرَى لَهُ جَارِيَةً أَو سَاقَ مَهْرَ امرأَته عَنْهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: لَيْتَنا فِي بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي لَيْتَنَا تَقارَبْنا، وَيُرَادُ بأَخماس أَي طولُها خَمْسَةُ أَشبار، والبُرْدَة: شَمْلَة مِنْ صُوفٍ مُخَطَّطَة، وَجَمْعُهَا البُرَدُ. ابْنُ الأَعرابي: هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخماس، يَفْعَلَانِ فِعْلًا وَاحِدًا يَشْتَبِهَانِ فِيهِ كأَنهما فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لِاشْتِبَاهِهِمَا. والخَمِيسُ: مِنْ أَيام الأُسبوع مَعْرُوفٌ، وإِنما أَرادوا الخامِسَ وَلَكِنَّهُمْ خَصوه بِهَذَا الْبِنَاءِ كَمَا خَصُّوا النَّجْمَ بالدَّبَرانِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُولُ مَضى الخميسُ بِمَا فِيهِ فَيُفْرَدُ وَيُذَكَّرُ، وَكَانَ أَبو الجرَّاح يَقُولُ: مَضَى الْخَمِيسُ بِمَا فِيهِنَّ فَيَجْمَعُ ويؤَنث يُخْرِجُهُ مَخْرَجَ الْعَدَدِ، وَالْجَمْعُ أَخْمِسة وأَخْمِساء وأَخامِسُ؛ حُكِيَتِ الأَخيرة عَنِ الْفَرَّاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وخُماسَ ومَخْمَس كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَكُ خَمِيساً أَي مِمَّنْ يَصُومُ الْخَمِيسَ وَحْدَهُ. والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ: جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ يَطَّرِدُ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْكُسُورِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، وَالْجَمْعُ أَخْماس. والخَمْسُ: أَخذك وَاحِدًا مِنْ خَمْسَةٍ، تَقُولُ: خَمَسْتُ مَالَ فُلَانٍ. وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بِالضَّمِّ خَمْساً: أَخذ خُمْسَ أَموالهم، وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بِالْكَسْرِ، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو كَمَّلْتَهُمْ خَمْسَةً بِنَفْسِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيّ بْنِ حَاتِمٍ: رَبَعْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وخَمَسْتُ فِي الإِسلام ، يَعْنِي قُدْتُ الجيشَ فِي الْحَالَيْنِ لأَن الأَمير فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يأْخذ الرُّبُع مِنَ الْغَنِيمَةِ، وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخُمْسَ وَجَعَلَ لَهُ مَصَارِفَ، فيكون حينئد مِنْ قَوْلِهِمْ رَبَعْتُ الْقَوْمَ وخَمَسْتُهم مَخَفَّفًا إِذا أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها، وَكَذَلِكَ إِلى الْعَشَرَةِ. والخَمِيسُ: الجَيْشُ، وَقِيلَ: الْجَيْشُ الجَرَّارُ، وَقِيلَ: الجَيْشُ الخَشِنُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الجَيْشُ يَخْمِسُ مَا وَجَدَه، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه خَمْسُ فِرَقٍ: الْمُقَدِّمَةُ وَالْقَلْبُ وَالْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ والساقةُ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ الشَّاعِرِ: قَدْ يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسَ الأَزْوَرا فَجَعَلَهُ صِفَةً. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: محمدٌ والخَمِيس أَي وَالْجَيْشُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فِيهِ الْغَنَائِمُ، وَمُحَمَّدٌ خَبَرُ مبتدإٍ أَي هَذَا مُحَمَّدٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعَدِيكَرِبَ: هُمْ أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جَيْشًا. وأَخْماسُ البَصْرة خَمْسَةٌ: فالخُمْس

الأَول الْعَالِيَةُ، والخُمْسُ الثَّانِي بَكْر بْنُ وَائِلٍ، والخُمْسُ الثَّالِثُ تَمِيمٌ، والخُمْسُ الرَّابِعُ عَبْدُ الْقَيْسِ، والخُمْسُ الْخَامِسُ الأَزْدُ. والخِمْسُ: قَبِيلَةٌ؛ أَنشد ثعلب: عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ، إِذ لَقِيَتْ ... إِحْدى القَناطِرِ لَا يُمْشى لَهَا الخَمَرُ وَالْقَنَاطِرُ: الدَّوَاهِي. وَقَوْلُهُ: لَا يُمْشَى لَهَا الْخَمَرُ يَعْنِي أَنهم أَظهروا لَهُمُ الْقِتَالَ. وابنُ الخِمْسِ: رَجُلٌ؛ وأَما قَوْلُ شَبِيبِ بْنِ عَوانَة: عَقِيلَةُ دَلَّاهُ لِلَحْدِ ضَريحِه، ... وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ فعقيلةُ والخِمسُ: رَجُلَانِ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه سأَل الشَعْبيَّ عَنِ المُخَّمَسَة، قَالَ: هِيَ مسأَلة من الفرائض اختلفت فِيهَا خَمْسَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدٌ وَابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَهِيَ أُم وأُخت وجد. خنس: الخُنُوس: الانقباضُ وَالِاسْتِخْفَاءُ. خَنَسَ مِنْ بَيْنِ أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ، بِالضَّمِّ، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انْقَبَضَ وتأَخر، وَقِيلَ: رَجَعَ. وأَخْنَسَه غَيْرُهُ: خَلَّفَه ومَضَى عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الشَّيْطَانُ يُوَسْوِسُ إِلى الْعَبْدِ فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انْقَبَضَ مِنْهُ وتأَخر. قَالَ الأَزهري: وَكَذَا قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ؛ قَالَ: إِبليس يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، فإِذا ذُكِرَ اللَّه خَنَسَ، وَقِيلَ: إِن لَهُ رأْساً كرأْس الْحَيَّةِ يَجْثُمُ عَلَى الْقَلْبِ، فإِذا ذَكَرَ اللَّه الْعَبْدُ تَنَحَّى وخنَسَ، وإِذا تَرَكَ ذِكْرَ اللَّه رَجَعَ إِلى الْقَلْبِ يُوَسْوِسُ، نَعُوذُ باللَّه مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه كَانَ لَهُ نَخْلٌ فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عَنْ قَبُولِ التَّلْقِيحِ فَلَمْ يُؤَثِّرْ فِيهَا وَلَمْ تَحْمِلْ تِلْكَ السَّنَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: إِنَّ الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ مَا جُشِّمَتْ جَشِمَتْ ؛ الخُنَّسُ جَمْعُ خَانِسٍ أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جَمْعُ ضَامِزٍ، وَهُوَ الْمُمْسِكُ عَنِ الجِرَّة، أَي أَنها صَوَابِرُ عَلَى الْعَطَشِ وَمَا حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ وَفِي كِتَابِ الزَّمَخْشَرِيِّ: حُبُسٌ، بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ بِغَيْرِ تَشْدِيدٍ. الأَزهري: خَنَسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَكُونُ لَازِمًا وَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا. يُقَالُ: خَنَسْتُ فُلَانًا فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وَقَبَضْتُهُ فَانْقَبَضَ وخَنَسْته أَكثر. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْفَرَّاءِ والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرَّجُلُ يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه، بالأَلف، وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيثِ رَوَاهُ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَتَخْنِسُ بِالْجَبَّارِينَ فِي النَّارِ ؛ يُرِيدُ تَدَخُلُ بِهِمْ فِي النَّارِ وَتَغَيِّبُهُمْ فِيهَا. يُقَالُ: خَنَسَ بِهِ أَي وَارَاهُ. وَيُقَالُ: يَخْنِسُ بِهِمْ أَي يَغِيبُ بِهِمْ. وخَنَسَ الرَّجُلُ إِذا تَوَارَى وَغَابَ. وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذا سِرْتُمُ بَيْنَ الجُبَيْلَيْنِ لَيْلَةً، ... وأَخْنَسْتُمُ مِنْ عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: جُزْتم، وَقَالَ: أَخَّرْتُمْ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: فتَخْنِسُ بِهِمُ النارُ. وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَتيتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي فأَقامني حِذَاءَهُ فَلَمَّا أَقبل عَلَى صِلَاتِهِ انْخَنَسْتُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طُرُق الْمَدِينَةِ قَالَ: فانْخَنَسْتُ مِنْهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: اخْتَنَسْتُ ، عَلَى الْمُطَاوَعَةِ بِالنُّونِ وَالتَّاءِ، وَيُرْوَى: فانْتَجَشْتُ ، بِالْجِيمِ وَالشِّينِ. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عَنِّي أَو حَبَسَ ، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ بِالشَّكِّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَخْنَسْتُ عَنْهُ بعضَ حَقِّهِ، فَهُوَ مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وَقَالَ البعِيثُ:

وصَهْباء مِنْ طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها، ... وَقَدْ جَعَلَتْ عَنْهَا الأَخرَّةُ تَخْنِسُ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني أَبو بَكْرٍ الإِيادي لِشَاعِرٍ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَنشده مِنْ أَبيات: وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً، ... وإِن خَنَسُوا عَنْكَ الحديثَ فَلَا تَسَلْ وَهَذَا حجَّة لِمَنْ جَعَلَ خَنَس وَاقِعًا. قَالَ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ اللُّغَةِ مَا رُوَّينَاهُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا، وخَنَسَ إِصْبَعَه فِي الثَّالِثَةِ أَي قَبَضَها يُعَلِّمُهُمْ أَن الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي أَخْنَسَ وَهِيَ اللُّغَةُ الْمَعْرُوفَةُ: إِذا مَا القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ، ... فَفِيهِنَّ عَنْ صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ الأَصمعي: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُ لِخَادِمٍ لَهُ كَانَ مَعَهُ فِي السَّفَرِ فَغَابَ عَنْهُمْ: لِمَ خَنَسْتَ عَنَّا؟ أَراد: لِمَ تأَخرت عَنَّا وَغِبْتَ ولِمَ تواريْت؟ والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ فِي مَجْراها وَتَرْجِعُ وتَكْنِسُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ وَهِيَ: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً فِي مَجْراها حَتَّى تَخْفَى تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ وتَكْنِسُ أَي تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّباء فِي المَغارِ، وَهِيَ الكِناسُ، وخُنُوسها اسْتِخْفَاؤُهَا بِالنَّهَارِ، بَيْنَا نَرَاهَا فِي آخِرِ الْبُرْجِ كَرَّتْ رَاجِعَةً إِلى أَوّله؛ وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الْكَوَاكِبُ الْمُتَحَيِّرَةُ الَّتِي تَرْجِعُ وَتَسْتَقِيمُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الْكَوَاكِبُ كُلُّهَا لأَنها تَخْنِسُ فِي المَغِيب أَو لأَنها تَخْفَى نَهَارًا؛ وَيُقَالُ: هِيَ الْكَوَاكِبُ السَّيَّارة مِنْهَا دُونَ الثَّابِتَةِ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ؛ قَالَ: أَكثر أَهل التَّفْسِيرِ فِي الخُنَّسِ أَنها النُّجُومُ وخُنُوسُها أَنها تَغِيبُ وتَكْنِسُ تَغِيبُ أَيضاً كَمَا يَدْخُلُ الظَّبْيُ فِي كناسِهِ. قَالَ: والخُنَّسُ جَمْعُ خَانِسٍ. وَفَرَسٌ خَنُوسٌ: وَهُوَ الَّذِي يَعْدِلُ، وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي حُضْرِه، ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ خُنُسٌ وَالْمَصْدَرُ الخَنْسُ، بِسُكُونِ النُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: فَرَسٌ خَنُوس يَسْتَقِيمُ فِي حُضْره ثُمَّ يَخْنِسُ كأَنه يَرْجِعُ الَقهْقَرى. والخَنَسُ فِي الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وَارْتِفَاعُهُ عَنِ الشَّفَةِ وَلَيْسَ بِطَوِيلٍ وَلَا مُشْرِف، وَقِيلَ: الخَنَسُ قَرِيبٌ مِنَ الفَطَسِ، وَهُوَ لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وَقِيلَ: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وَقِيلَ: الخَنَسُ فِي الأَنف تأَخر الأَرنبة فِي الْوَجْهِ وقِصَرُ الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ تأَخر الأَنف عَنِ الْوَجْهِ مَعَ ارْتِفَاعٍ قَلِيلٍ فِي الأَرنبة؛ وَالرَّجُلُ أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، وَالْجَمْعُ خُنْسٌ، وَقِيلَ: هُوَ قِصَرُ الأَنف وَلُزُوقُهُ بِالْوَجْهِ، وأَصله فِي الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ، خَنِسَ خَنَساً وَهُوَ أَخْنَسُ، وَقِيلَ: الأَخْنس الَّذِي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قَصَبَتِهِ، وَالْبَقَرُ كُلُّهَا خُنْسٌ، وأَنف الْبَقَرِ أَخْنَسُ لَا يَكُونُ إِلا هَكَذَا، وَالْبَقَرَةُ خَنْساءُ، والتُّرك خُنْسٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: تُقَاتِلُونَ قَوْمًا خُنْسَ الآنُفِ ، وَالْمُرَادُ بِهِمُ التُّرْكُ لأَنه الْغَالِبُ عَلَى آنَافِهِمْ وَهُوَ شِبْهُ الفَطَسِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي المِنْهال فِي صِفَةِ النَّارِ: وَعَقَارِبُ أَمثال الْبِغَالِ الخُنُسِ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يَغِيبُ فِيهَا الضَّرْسُ ؛ أَراد بالفُطْسِ نَوْعًا مِنَ التَّمْرِ تَمْرِ الْمَدِينَةِ وَشُبَّهَهُ فِي اكْتِنَازِهِ وَانْحِنَائِهِ بالأُنوف الخُنْسِ

لأَنها صِغَارُ الْحَبِّ لاطِئَة الأَقْماعِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ للنَّبْل فَقَالَ يَصِفُ دِرْعًا: لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، ... وتهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ ابْنُ الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظِّبَاءِ، والخُنُسُ: الظِّبَاءُ أَنفُسُها. وخَنَسَ مِنْ مَالِهِ: أَخذَ. الْفَرَّاءُ: الخِنَّوسُ، بِالسِّينِ، مِنْ صِفَاتِ الأَسد فِي وَجْهِهِ وأَنفه، وَبِالصَّادِ وَلَدُ الْخِنْزِيرِ. وَقَالَ الأَصمعي: وَلَدُ الْخِنْزِيرِ يُقَالُ لَهُ الخِنَّوْسُ؛ رَوَاهُ أَبو يَعْلَى عَنْهُ. والخَنَسُ فِي الْقَدَمِ: انْبِسَاطُ الأَخْمَصِ وَكَثْرَةُ اللَّحْمِ، قَدَمٌ خَنْساء. والخُناسُ: دَاءٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ فَيَتَجَعثَنُ مِنْهُ الحَرْثُ فَلَا يَطُولُ. وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى، كُلُّهُ: اسْمُ امرأَة. وخُنَيْس: اسْمٌ. وَبَنُو أَخْنَس: حَيّ. وَالثَّلَاثُ الخُنَّس: مِنْ لَيَالِي الشَّهْرِ، قِيلَ لَهَا ذَلِكَ لأَن الْقَمَرَ يَخْنِسُ فِيهَا أَي يتأَخر؛ وأَما قَوْلُ دُرَيْد بْنِ الصِّمَّة: أَخُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ، ... وأَصابه تَبْلٌ مِنَ الحُبِ يَعْنِي بِهِ خَنْساء بِنْتَ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيد فغيَّره لِيَسْتَقِيمَ له وزْنُ الشعر. خنبس: الخُنابِسُ: الْقَدِيمُ الشَّدِيدُ الثَّابِتُ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: وَقَالُوا: عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ بِهِ، ... أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ كَانَ الْقَطَامِيُّ هَجَا قَوْمًا مِنَ الأَزْدِ فَخَافَ مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُ مَنْ يُشِيرُ عَلَيْهِ: اسْتَجِرْ بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَخُذْ مِنْهُ ذِمَّةً تأْمن بِهَا مَا تَخَافَهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ مُجِيبًا لِمَنْ أَشار عَلَيْهِ بِهَذَا: أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نَفْسِي وأُهينها وعِزُّ قَوْمِي قَدِيمٌ ثَابِتٌ. وأَسد خُنابِسٌ: جَرِيءٌ شَدِيدٌ، والأُنثى خُنابِسَةٌ. وَيُقَالُ: خُنابِسٌ غَلِيظٌ وخَنْبَسَتُه ترارَتُه، وَيُقَالُ: مِشْيَتُه، والخُنابِسَة الأُنثى، وَهِيَ الَّتِي اسْتَبَانَ حَمْلُهَا. والخُنابِسُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّخْمُ الَّذِي تَعْلُوهُ كَرَاهَةٌ مِنْ رِجَالٍ خُنابِسِين؛ وأَنشد الإِياديّ: ليثٌ يَخافُكَ خَوْفَه، ... جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ والخُنابِسُ: الْكَرِيهُ المَنْظَرِ. وَلَيْلٌ خُنابِسٌ: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ. والخَنَّبُوسُ: الحجر القَدَّاح. خنبلس: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ. خندرس: تَمْرٌ خَنْدَرِيسٌ: قَدِيمٌ، وَكَذَلِكَ حِنْطَة خَنْدَرِيس. والخَنْدَرِيسُ: الْخَمْرُ الْقَدِيمَةُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه مُعَرَّبًا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِدَمِهَا؛ وَمِنْهُ حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة. خندلس: نَاقَةٌ خَنْدَلِسٌ: كَثِيرَةُ اللحم. خنعس: الخَنْعَسُ: الضَّبُعُ؛ قَالَ: وَلَوْلَا أَمِيري عاصِم لتَثَوَّرَتْ، ... مَعَ الصُّبحِ عَنْ قُورِ ابن عَيْساءَ، خَنْعَسُ خنفس: خَنْفَس عَنِ الأَمر: عَدَلَ. أَبو زَيْدٍ: خَنْفَسَ الرَّجُلُ خَنْفَسَةً عَنِ الْقَوْمِ إِذا كَرِهَهُمْ وَعَدَلَ عَنْهُمْ. والخُنْفَسُ، بِالْفَتْحِ، والخُنْفَساء، بِفَتْحِ الْفَاءِ مَمْدُودٌ: دُوَيْبَة سَوْدَاءُ أَصغر مِنَ الجُعَل مُنْتِنَةُ الرِّيحِ، والأُنثى خُنْفَسَة وخُنْفَساء وخُنْفَساءة، وَضَمُّ الفاءِ فِي كُلِّ ذَلِكَ

لُغَةٌ. والخُنْفَسُ: الْكَبِيرُ مِنَ الخَنافِس. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: هَؤُلَاءِ ذَوَاتُ خُنْفَسٍ قَدْ جَاءَنِي، إِذا جَعَلْتُ خُنْفَساً اسْمًا لِلْجِنْسِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وأُراه لَقَبًا لِرَجُلٍ. غَيْرُهُ: الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سَوْدَاءُ تَكُونُ فِي أُصول الْحِيطَانِ. وَيُقَالُ: هُوَ أَلَحُّ مِنَ الخُنْفُساء لِرُجُوعِهَا إِليك كُلَّمَا رَمَيْتَ بِهَا، وَثَلَاثُ خُنْفُسَاواتٍ. أَبو عَمْرٍو: هُوَ الخُنْفَس لِلذَّكَرِ مِنَ الخَنافِس، وَهُوَ العُنْظُبُ والحُنْظُبُ. الأَصمعي: لَا يُقَالُ خُنْفُساءة بِالْهَاءِ: وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: إِذا كَانَتْ أَلف التأْنيث خَامِسَةً حُذِفَتْ إِذا لَمْ تَكُنْ مَمْدُودَةً فِي التَّصْغِيرِ كَقَوْلِكَ خُنْفُساء وخُنَيْفِساء، قَالَ: وَالَّذِي أُسقط مِنْ ذَلِكَ حُبارى تَقُولُ حُبَيْر كأَنك صَغَّرْتَ حُبار، قَالَ: وَرُبَّمَا عوَّضوا مِنْهَا الْهَاءَ فَقَالُوا حُبَيْرَة، ذَكَرَهُ فِي بَابِ التَّصْغِيرِ، وَيُقَالُ: خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لُغَةُ أَهل الْبَصْرَةِ؛ قال الشاعر: والخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه ... مَوَدَّةُ العَقْرَبِ فِي السِّرِّ وَقَالَ ابْنُ دارَةَ: وَفِي البَرِّ مِنْ ذئبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ، ... وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخِنْفِسَةٍ تَسْري خوس: التَخْوِيسُ: التَّنْقِيصُ. وَهُوَ أَيضاً ضُمُر الْبَطْنِ. والمُتَخَوِّسُ مِنَ الإِبل: الَّذِي ظَهَرَ شَحْمُه مِنَ السِّمَنِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَوْسُ طَعْنُ الرِّمَاحِ وِلاءً وِلاء، يُقَالُ: خاسَه يَخُوسُه خَوْساً. خيس: الخَيْسُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ خاسَ الشيءُ يَخِيسُ خَيْساً تَغَيَّرَ وفَسَد وأَنْتَن. وخاسَتِ الْجِيفَةُ أَي أَرْوَحَتْ. وخاسَ الطعامُ وَالْبَيْعُ خَيْساً: كَسَدَ حَتَّى فَسَدَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه كَسَدَ حَتَّى فَسَدَ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلشَّيْءِ يَبْقَى فِي مَوْضِعٍ فيَفْسُد وَيَتَغَيَّرُ كَالْجَوْزِ وَالتَّمْرِ: خائسٌ، وَقَدْ خاسَ يَخِيسُ، فإِذا أَنتن، فَهُوَ مَغِلٌ، قَالَ: وَالزَّايُ فِي الْجَوْزِ وَاللَّحْمِ أَحسن مِنَ السِّينِ. وخَيَّسَ الشيءَ: لَيَّنَه. وخيَّسَ الرجلَ وَالدَّابَّةَ تَخْيِيساً وخاسَهما: ذَلَّلَهُمَا. وخاسَ هُوَ: ذَلَّ وَيُقَالُ: إِنْ فَعَلَ فُلَانٌ كَذَا فإِنه يُخاسُ أَنْفُه أَي يُذَلُّ أَنفه. والتَّخْيِيس: التَّذْلِيلُ. اللَّيْثُ: خُوسَ المُتَخَيِّسُ وَهُوَ الَّذِي قَدْ ظَهَرَ لَحْمُهُ وَشَحْمُهُ مِنَ السِّمَنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِنسان يُخَيَّسُ فِي المُخَيَّسِ حَتَّى يَبْلُغَ شِدَّةَ الْغَمِّ والأَذَى وَيُذَلَّ وَيُهَانَ، يُقَالُ: قَدْ خاسَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سَارَ مَعَهُ عَلَى جَمَلٍ قَدْ نَوَّقَه وخَيَّسه ؛ أَي رَاضَهُ وَذَلَّلَهُ بِالرُّكُوبِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه كَتَبَ إِلى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: إِني لَمْ أَكِسْك وَلَمْ أَخِسْك أَي لَمْ أُذِلَّكَ وَلَمْ أُهِنْكَ وَلَمْ أُخْلِفْكَ وَعْداً. وَمِنْهُ المُخَيَّسُ وَهُوَ سِجْنٌ كَانَ بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُخَيِّسُ السِّجْنُ لأَنه يُخَيِّسُ الْمَحْبُوسِينَ وَهُوَ مَوْضِعُ التَّذْلِيلِ، وَبِهِ سُمِّيَ سجن الحجاج مُخَيَّساً [مُخَيِّساً]، وَقِيلَ: هُوَ سِجْنٌ بِالْكُوفَةِ بَنَاهُ أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه بَنَى حَبْساً وَسَمَّاهُ المُخَيَّسَ؛ وَقَالَ: أَما تَراني كَيِّساً مُكَيّسا، ... بَنَيْتُ بَعْدَ نافِعٍ مُخَيَّسا بَابًا كَبِيرًا وأَمِيناً كَيِّسا نَافِعٌ: سِجْنٌ بِالْكُوفَةِ كَانَ غَيْرَ مُسْتَوْثِقِ الْبِنَاءِ، وَكَانَ مِنْ قَصَب فَكَانَ الْمَحْبُوسُونَ يَهْرُبُون مِنْهُ، وَقِيلَ: إِنه نُقِبَ وأُفْلِتَ مِنْهُ المُحَبَّسون فَهَدَمَهُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَبَنَى المُخَيَّسَ لَهُمْ مِنْ مَدَرٍ. وَكُلُّ سِجْنٍ مُخَيَّسٌ ومُخَيِّسٌ أَيضاً؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

فصل الدال المهملة

فَلَمْ يَبْقَ إِلا داخِرٌ فِي مُخَيَّسٍ، ... ومُنْجَحِرٌ فِي غيرِ أَرْضِكَ فِي جُحْرِ والإِبل المُخَيَّسَةُ: الَّتِي لَمْ تُسَرَّحْ، وَلَكِنَّهَا خُيِّسَتْ لِلنَّحْرِ أَو القَسْم؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: والأُدْمُ قَدْ خُيِّسَتْ فُتْلًا مَرافِقُها، ... مَشدودةً برحالِ الحِيرَةِ الجُدُدِ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: دَعْ فُلَانًا يَخِيسُ، مَعْنَاهُ دَعْهُ يَلْزَمْ مَوْضِعَهُ الَّذِي يُلَازِمُهُ، وَالسِّجْنُ يُسَمَّى مُخَيَّساً لأَنه يُخَيَّسُ فِيهِ النَّاسُ ويُلْزَمُون نُزُولَهُ. والمُخَيَّسُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ التَّخْيِيسِ، وَبِالْكَسْرِ: فَاعِلُهُ. وَخَاسَ الرجلَ خَيْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثَمَنًا مَا ثُمَّ أَعطاه أَنقص مِنْهُ، وَكَذَلِكَ إِذا وَعَدَهُ بِشَيْءٍ ثُمَّ أَعطاه أَنقص مِمَّا وَعَدَهُ بِهِ. وخاسَ عَهْدَه وَبِعَهْدِهِ: نَقَضَهُ وَخَانَهُ. وخاسَ فلانٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَي غَدَرَ بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: خاسَ فلانٌ بِوَعْدِهِ يَخِيسُ إِذا أَخلف، وخاسَ بِعَهْدِهِ إِذا غَدَر ونَكَثَ. الْجَوْهَرِيُّ: خاسَ بِهِ يَخِيسُ ويَخُوس أَي غَدَرَ بِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ ؛ أَي لَا أَنقضه. والخَيْسُ: الْخَيْرُ. يُقَالُ: مَا لَه قَلَّ خَيْسُه. والخَيْسُ: الْغَمُّ، يُقَالُ لِلصَّبِيِّ: مَا أَظرفه قَلَّ خَيْسُه أَي قَلَّ غَمُّهُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى قَلَّ خَيْسُه قَلَّتْ حَرَكَتُهُ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ. والخِيْسُ: الدَّرُّ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه فِي قَوْلِ الْعَرَبِ أَقَلَّ اللَّهُ خِيسَه أَي دَرَّه، وعُرِضَ عَلَى الرِّيَاشِيِّ يَدْعُو العربُ بعضُهم لِبَعْضٍ فَيَقُولُ: أَقَلَّ اللَّه خِيسَكَ أَي لَبَنَكَ، فقال: نَعَمِ الْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا إِلا أَن الأَصمعي لَمْ يَعْرِفْهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ أَنه قَالَ: قَلَّ خَيسُ فُلَانٍ أَي قَلَّ خَطَؤُه. وَيُقَالُ: أَقْلِلْ مِنْ خَيسِك أَي مِنْ كَذِبِكَ. والخِيسُ،. بِالْكَسْرِ، والخِيسَةُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخِيسُ والخِيسَةُ الْمُجْتَمَعُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ. وَقَالَ مُرَّةُ: هُوَ الْمُلْتَفُّ مِنَ القَصَبِ والأَشاء والنَخْلِ؛ هَذَا تَعْبِيرُ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ خيْساً حَتَّى تَكُونَ فِيهِ حَلْفاء. والخِيسُ: مَنْبِتُ الطَّرْفاء وأَنواع الشَّجَرِ. وخِيسٌ أَخْيَسُ: مستحكِم؛ قَالَ: أَلْجأَهُ لَفْحُ الصِّبا وأَدْمَسا، ... والطَّلُّ فِي خِيسِ أَراطى أَخْيَسا وجَمْعُ الخِيسِ أَخْياسٌ. وَمَوْضِعُ الأَسد أَيضاً: خِيسٌ، قَالَ الصَّيْداويُّ: سأَلت الرِّياشي عَنِ الخِيسة فَقَالَ: الأَجَمَة؛ وأَنشد: لِحاهُمُ كأَنها أَخْياسُ وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي عِيصٍ أَخْيَسَ أَوْ عددٍ أَخْيَسَ أَي كَثِيرِ الْعَدَدِ؛ وَقَالَ جَنْدَل: وإِنَّ عِيصي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ، ... أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفاةٌ عِرْمِسُ أَبو عُبَيْدٍ: الخِيسُ الأَجَمَة، والخِيسُ: مَا تَجَمَّع فِي أُصول النَّخْلَةِ مَعَ الأَرض، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ الرَّكَائِبُ. ومُخَيَّس: اسْمُ صنم لبني القَيْنِ. فصل الدال المهملة دبس: الدَّبْسُ والدِّبْسُ: الْكَثِيرُ. ابن الأَعرابي: الدَّبْسُ [الدِّبْسُ] الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وَيُقَالُ: مَالٌ دِبْسٌ [دَبْسٌ] ورَبْسٌ أَي كَثِيرٌ، بِالرَّاءِ. والدِّبْسُ والدِّبِسُ: عَسَلُ التَّمْرِ وعُصارته، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ عُصارة الرُّطَب مِنْ غَيْرِ طَبْخٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُسِيلُ مِنَ الرُّطَبِ.

والدَّبُوسُ: خُلاصة التَّمْرِ تُلْقَى فِي السَّمْنِ مُطَيِّبَةً لِلسَّمْنِ. والدُّبْسَةُ: لونٌ فِي ذَوَاتِ الشَّعْرِ أَحمرُ مُشْرَبٌ. والأَدْبَسُ مِنَ الطَّيْرِ وَالْخَيْلِ: الَّذِي لَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ، وَقَدِ ادْبَسَّ ادْبِساساً. والدُّبْسَةُ: حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سَوَادًا، وَقَدِ ادْباسَّ وَهُوَ أَدْبَسُ، يَكُونُ فِي الشَّاءِ وَالْخَيْلِ. والدَّبْسُ: الأَسْوَدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وادْباسَّتِ الأَرضُ: اخْتَلَطَ سوادُها بخُضْرَتها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَدْبَسَت الأَرض رُؤِيَ أَول سَوَادِ نَبْتِهَا، فَهِيَ مُدْبِسَةٌ. والدُّبْسِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَمَامِ جَاءَ عَلَى لَفْظِ الْمَنْسُوبِ وَلَيْسَ بِمَنْسُوبٍ، قَالَ: وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى طَيْرِ دُبْسٍ، وَيُقَالُ إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم يُغَيِّرُونَ فِي النَّسَبِ وَيَضُمُّونَ الدَّالَ كالدُّهْريِّ والسُهْليِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا طَلْحَةَ كَانَ يُصَلِّي فِي حَائِطٍ لَهُ فَطَارَ دُبْسِيٌّ فأَعجبه ؛ قَالَ: هُوَ طَائِرٌ صَغِيرٌ قِيلَ هُوَ ذَكَرُ الْيَمَامِ. وجاءَ بأُمور دُبْسٍ أَي دَواهٍ مُنْكَرَة، وأَنكر ذَلِكَ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ فَقَالَ: إِنما هُوَ رُبْس، وَيُقَالُ لِلسَّمَاءِ إِذا مَطَرَتْ، وَفِي التَّهْذِيبِ إِذا خَالَتْ لِلْمَطَرِ: دُرِّي دُبَسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ بأَكثر مِنْ هَذَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاسْوِدَادِهَا بِالْغَيْمِ. ودَبَّسَ الشيءَ وَارَاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: إِذا رَآهُ فَحْلُ قومٍ دَبَّسا وأَنشد أَيضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْريّ: لَا ذَنْبَ لِي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ ... بغيرِك أَلْوَى، يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ ودَبَّسْتُه: وارَيْتُه. والدَّبُّوس: مَعْرُوفٌ. والدِّبَاساتُ، بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ: الْخَلَايَا الأَهليةُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والدَّبَاساءُ والدِّبَاساءُ، مَمْدُودٌ: إِناث الجراد، واحدتها دِباساءَةٌ [دَباساءَةٌ]؛ وَقَوْلُ لَقِيط بْنِ زُرارَةَ: لَوْ سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابيسِ وَاحِدُهَا دَبُّوسٌ، قَالَ: وأُراه معرَّباً. دبخس: الدُّبَّخْسُ: الضَّخْمُ: مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. دحس: دَحَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ دَحْساً: أَفسد بَيْنَهُمْ، وَكَذَلِكَ مَأَسَ وأَرَّشَ. قَالَ الأَزهري: وأَنشد أَبو بَكْرٍ الإِيادي لأَبي الْعَلَاءِ الحَضْرَميّ أَنشده لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً، ... وإِن خَنَسُوا عَنْكَ الحديثَ فَلَا تَسَلْ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، يُرِيدُ: إِن فَعَلُوا الشَّرَّ مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَمُهُ. ودَحَسَ مَا فِي الإِناء دَحْساً: حَساه. والدَّحْسُ: التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وَتَطْلُبُهَا أَخفى مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ دُودَةٌ تَحْتَ التُّرَابِ: دَحَّاسَةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدَّحَّاسَة دُودَةٌ تَحْتَ التُّرَابِ صَفْرَاءُ صَافِيَةٌ لَهَا رأْس مُشَعَّب دَقِيقَةٌ تَشُدُّهَا الصِّبْيَانُ فِي الْفِخَاخِ لِصَيْدِ الْعَصَافِيرِ لَا تؤْذي، وَهِيَ فِي الصِّحَاحِ الدَّحَّاسُ، وَالْجَمْعُ الدَّحاحِيسُ؛ وأَنشد فِي الدَحْسِ بِمَعْنَى الِاسْتِبْطَانِ لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ الحُلَفاءَ: ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى فِي الدَّحْسِ وَقَالَ بَعْضُ بَنِي سُلَيم: وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ، وهو الشي الْكَثِيرُ. والدَّحْسُ: أَن تُدْخِلَ يَدَكَ بَيْنَ جِلْدِ الشَّاةِ وصِفاقها فتَسْلَخَها. وَفِي حَدِيثِ سَلْخِ الشَّاةِ: فَدَحَسَ بِيَدِهِ حَتَّى تَوَارَتْ إِلى الإِبط ثُمَّ مَضَى وَصَلَّى

وَلَمْ يتوضأْ ؛ أَي دَسَّها بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ كَمَا يَفْعَلُ السَّلَّاخُ. ودَحَسَ الثوبَ فِي الْوِعَاءِ يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قَالَ: يَؤُرُّها بِمُسْمَعِدِّ الجَنْبَيْنْ، ... كَمَا دَحَسْتَ الثوبَ فِي الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل مِنَ الحَبِّ، وَقَدْ أَدْحَسَ. وبيتٌ دِحاسٌ: مُمْتَلِئٌ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: أَنه جَاءَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ مَدْحُوسٍ مِنَ النَّاسِ فَقَامَ بِالْبَابِ ، أَي مَمْلُوءٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ ملأْته، فَقَدْ دَحَسْتَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: والدَّحْسُ والدَّسُّ مُتَقَارِبَانِ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ دَارَهُ وَهِيَ دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ، وَهُوَ الِامْتِلَاءُ وَالزِّحَامُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: حَقٌّ عَلَى النَّاسِ أَن يَدْحَسُوا الصُّفُوفَ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بَيْنَ فُرَجِها، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. والدَّاحِسُ: مِنَ الوَرَم وَلَمْ يُحَدِّدُوه؛ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ وَبَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً، ... وَلَا بَرِئا مِنْ داحِسٍ وكُناعِ وَسُئِلَ الأَزهري عَنِ الدَّاحِسِ فَقَالَ: قَرْحَةٌ تَخْرُجُ بِالْيَدِ تُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ بَرْوَرَهْ. وداحِسٌ: مَوْضِعٌ. وداحِسٌ: اسْمُ فَرَسٍ مَعْرُوفٍ مَشْهُورٍ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ لقَيْسِ بْنِ زُهَير بْنِ جَذِيمة العَبْسي وَمِنْهُ حَرْبُ داحِسٍ، وَذَلِكَ أَنَّ قَيْساً هَذَا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثُمَّ الفَزاري تراهَنا عَلَى خَطَرٍ عِشْرِينَ بَعِيرًا، وَجَعَلَا الْغَايَةَ مِائَةَ غَلْوَةٍ، والمِضْمارَ أَربعين لَيْلَةً، والمَجْرى مِنْ ذَاتِ الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ «3»، وأَجرى حُذَيْفَةُ الخَطَّارَ والحَنْفاء فَوَضَعَتْ بَنُو فزارَة رَهْطُ حُذَيْفَةَ. كَمِيناً عَلَى الطَّرِيقِ فَرَدُّوا الْغَبْرَاءَ ولَطَمُوها، وَكَانَتْ سَابِقَةً، فَهَاجَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة. دحمس: الدَّحْسَمُ والدَّحْمَسُ: الْعَظِيمُ مَعَ سَوَادٍ. ودَحْمَسَ الليلُ: أَظلم. وليلٌ دَحْمَسٌ: مُظْلِمٌ؛ قَالَ: وادَّرِعِي جِلبابَ ليلٍ دَحْمَسِ، ... أَسْوَدَ داجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ الأَزهري: لَيَالٍ دَحامِسُ مُظْلِمَةٌ. وَفِي حَدِيثِ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو: فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ دَحْمَسَةٍ أَي مَظْلِمَةٍ شَدِيدَةِ الظُّلْمَةِ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلَّيَالِي الثَّلَاثِ التي بعد الطُّلَم حَنادِسُ، وَيُقَالُ: دَحامِسُ. والدُحْمُسان: الآدَمُ السَّمِينُ، وَقَدْ يُقْلَبُ فَيُقَالُ دُحْسُمانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُبَايِعُ الناسَ وَفِيهِمْ رجل دُحْسُمانٌ أَي أَسود سمين. دخس: الدَّخَسُ: داءٌ يأْخذ فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ وَرَمٌ يَكُونُ فِي أُطْرَةِ حَافِرِ الدَّابَّةِ، وَقَدْ دَخِسَ، فَهُوَ دَخِسٌ. وَفَرَسٌ دَخِسٌ: بِهِ عيبٌ. والدَّخِيسُ: اللَّحْمُ الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ. والدَّخِيسُ: بَاطِنُ الْكَفِّ. والدَّخِيسُ مِنَ الْحَافِرِ: مَا بَيْنَ اللَّحْمِ والعَصَب، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمُ الحَوْشَبِ، وَهُوَ مَوْصِل الوَظِيفِ فِي رُسْغِ الدَّابَّةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّخِيسُ عَظْمٌ فِي جَوْفِ الْحَافِرِ كأَنه ظِهارَة لَهُ، والحَوْشَبُ عُظَيْم الرُّسْغِ. والدَّخْسُ والدَّخِيس: الإِنسان التارُّ الْمُكْتَنِزُ غيرَ جَدٍّ جسيمٍ. وامرأَة مُدْخِسَةٌ: سَمِينَةٌ كأَنها دَخْسٌ. وَكُلُّ ذِي سِمَنٍ دَخِيسٌ. قَالَ: ودَخِيسُ اللَّحْمِ مُكْتَنِزه؛ وأَنشد: مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها، ... لَهُ صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

_ (3). وفي رواية أخرى: أَنَّ داحساً لقيس، والغبراء لحمل بن بدر.

والدَّخِيسُ: اللَّحْمُ الْمُكْتَنِزُ. ودَخَسُ اللَّحْمِ: اكْتِنَازُهُ. والدَّخَسُ: امْتِلَاءُ الْعَظْمِ مِنَ السِّمَنِ. ودَخَسُ العظمِ: امْتِلَاؤُهُ. والدَّخْسُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الْمُمْتَلِئُ الْعَظْمِ، وَالْجَمْعُ أَدْخاسٌ؛ وَجَمَلٌ مُداخِسٌ كَذَلِكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَمَلٌ مُدْخِسٌ، وَالْجَمْعُ مُدْخِسات. والدَّخِيسُ مِنَ النَّاسِ: العَدَدُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ؛ قَالَ العجاجُ: وَقَدْ تَرَى بِالدَّارِ يَوْمًا أَنَسا، ... جَمَّ الدَّخِيسِ بالثُّغُور أَحْوَسا والدَّخِيسُ: الْعَدَدُ الجَمُّ. وعددٌ دَخِيسٌ ودِخاسٌ: كَثِيرٌ، وَكَذَلِكَ نَعَم دِخاسٌ. ودِرْعٌ دِخاسٌ: مُتَقَارِبَةُ الحَلَقِ. وبيتٌ دِخاسٌ: ملآنُ، وَقَدْ قِيلَ بِالْحَاءِ. والدَّخْسُ: انْدِساسُ الشَّيْءِ تَحْتَ الأَرض، والدَّواخِسُ والدُّخَّسُ: الأَثافي، مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: دَخَسَ فِيهِ أَي دَخَلَ فِيهِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: فكُنْ دُخَساً فِي البحرِ أَو جُزْ وَراءَهُ ... إِلى الهِنْدِ، إِن لَمْ تَلْقَ قَحْطانَ بالهِنْدِ «1» اللَّيْثُ: الدَّخْسُ انْدساسُ شَيْءٍ تَحْتَ التُّرَابِ كَمَا تُدْخَسُ الأُثْفِيَّة فِي الرَّمَادِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ للأَثافيّ دَواخِسُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: دَواخِساً فِي الأَرضِ إِلا شَعَفا والدَّخْسُ: الفَتِيُّ مِنَ الدِّبَبَةِ. والدَّخْسُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ. وكَلأٌ دَيْخَسٌ: كَثُرَ والتفَّ؛ قَالَ: يَرْعى حَلِيّاً ونَصِيّاً دَيْخَسا قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَدْ يَكُونُ الدَّيْخَس فِي الْيَبِيسِ. والدَّخِيسُ مِنْ أَنْقاء الرَّمْلِ: الْكَثِيرُ. والدُّخَسُ، مِثَالُ الصُّرَدِ: دَابَّةٌ فِي الْبَحْرِ تُنْجِي الْغَرِيقَ تَمَكِّنُهُ مِنْ ظَهْرِهَا لِيَسْتَعِينَ عَلَى السِّبَاحَةِ وَتُسَمَّى الدُّلْفِينَ. وَفِي حَدِيثِ سَلْخِ الشَّاةِ: فَدَخَسَ بِيَدِهِ حَتَّى تَوَارَتْ إِلى الإِبط ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. دختنس: دَخْتَنُوسُ: اسْمُ امرأَة، وَقِيلَ: اسْمٌ لِبِنْتِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَة، وَيُقَالُ: دَخْتَنُوس ودَخْدَنوس. دخدنس: دَخْتَنُوس: اسْمُ امرأَة، وَيُقَالُ: دَخْدَنوسُ، ودَخْدَنوس اسْمُ بنتِ كِسْرى، وأَصل هَذَا الِاسْمِ فَارِسِيٌّ عُرِّبَ، مَعْنَاهُ بِنْتُ الهَنِيء، قُلِبَتِ الشِّينُ سيناً لما عُرِّبَ. دخمس: الدَّخْمَسَةُ والدَّخْمَسُ: الخَبُّ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ لَكَ مَعْنَى مَا يُرِيدُ، وَقَدْ دَخْمَسَ عَلَيْهِ. وأَمر مُدَخْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كَانَ مَسْتُورًا. وَثَنَاءٌ مُدَخْمَسٌ ودِخْماسٌ: لَيْسَتْ لَهُ حَقِيقَةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَيَّنُ وَلَا يُجَدُّ فِيهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَقْبَلُون اليَسِيرَ منكَ، ويُثْنُونَ ... ثَناءً مُدَخْمَساً دِخْماسا وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي. والدُّخامِسُ مِنَ الشَّيْءِ: الرديءُ مِنْهُ؛ قَالَ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: شَآمِيَةٌ لم تُتَّخَذْ لِدُخامِسِ الطَّبِيخِ، ... وَلَا ذَمَّ الخَلِيطِ المُجاوِرِ والدُّخامِسُ: الأَسْود الضَّخْمُ كالدُّحامِسِ، وهي قبيلة. دخنس: الدَّخْنَسُ: الشَّدِيدُ مِنَ النَّاسِ والإِبل؛ وأَنشد: وقَرَّبوا كلَّ جُلالٍ دَخْنَسِ، ... عِنْدَ القِرَى، جُنادِفٍ عَجَنَّسِ، تَرى على هامَتِه كالبُرْنُسِ

_ (1). قوله [فكن دخساً إلخ] أَي مثل هذه الدابة في الدخول في البحر. ولو أَخر هذا البيت بعد قوله: والدخس مثال الصرد إلخ كما فعل شارح القاموس حيث استشهد به على هذه الدابة لكان أَولى.

درس: دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عَفَا. ودَرَسَته الرِّيحُ، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى، ودَرَسه الْقَوْمُ: عَفَّوْا أَثره. والدِّرْسُ: أَثر الدِّراسِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ وَمِنْ ذَلِكَ دَرَسْتُ الثوبَ أَدْرُسُه دَرْساً، فَهُوَ مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته. وَمِنْهُ قِيلَ لِلثَّوْبِ الخَلَقِ: دَرِيس، وَكَذَلِكَ قَالُوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شَدِيدًا فَقُطِرَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بَعِيرًا دَارِسًا، ... فِي السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ والدَّرْسُ: الطَّرِيقُ الخفيُّ. ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ مِنَ الثِّيَابِ، وَاحِدُهَا دِرْسٌ. وَقَدْ يَقَعُ عَلَى السَّيْفِ وَالدِّرْعِ والمِغْفَرِ. والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ، كُلُّهُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، وَالْجَمْعُ أَدْراسٌ ودِرْسانٌ؛ قَالَ المُتَنَخِّلُ: قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ، ... نِسْعٌ لَهَا بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ ودِرعٌ دَرِيسٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ: مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ، ... وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طَوِيلًا حَمائِلُهْ ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ. ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ دِراساً إِذا دِيسَ. والدِّراسُ: الدِّياسُ، بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ، ودَرَسُوا الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قَالَ ابنُ مَيَّادَة: هلَّا اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ، ... سَمْراء مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ ودَرَسَ النَّاقَةَ يَدْرُسُها دَرْساً: رَاضَهَا؛ قَالَ: يَكفيكَ مِنْ بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ ... حَمْراءُ، مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قِيلَ: يَعْنِي البُرَّة، وَقِيلَ: يَعْنِي النَّاقَةَ، وَفَسَّرَ الأَزهري هَذَا الشِّعْرَ فَقَالَ: مِمَّا دَرَسَ أَي داسَ، قَالَ: وأَراد بِالْحَمْرَاءِ بُرَّةً حَمْرَاءَ فِي لَوْنِهَا. ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه، مِنْ ذَلِكَ، كأَنه عَانَدَهُ حَتَّى انْقَادَ لِحِفْظِهِ. وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا: وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ ، وَلِيَقُولُوا دارَسْتَ ، وَقِيلَ: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الْكِتَابِ، ودارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم، وَقُرِئَ: دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هَذِهِ أَخبار قَدْ عَفَتْ وامَّحَتْ، ودَرُسَتْ أَشدّ مُبَالَغَةً. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ وَكَذَلِكَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا لِكَيْ يَقُولُوا إِنك دَرَسْتَ أَي تَعَلَّمَتْ أَي هَذَا الَّذِي جِئْتَ بِهِ عُلِّمْتَ. وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ: دارَسْتَ، وَفَسَّرَهَا قرأْتَ عَلَى الْيَهُودِ وقرأُوا عَلَيْكَ. وَقُرِئَ: وَلِيَقُولُوا دُرِسَتْ ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تَقَادَمَتْ أَي هَذَا الَّذِي تَتْلُوهُ عَلَيْنَا شَيْءٌ قَدْ تَطَاوَلَ ومرَّ بِنَا. ودَرَسْتُ الْكِتَابَ أَدْرُسُه دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حِفْظُهُ عليَّ، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَفِي الحِلم إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْسَةٌ، ... وَفِي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ مِنَ الشَّرِّ فاصْدُقِ قَالَ: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، وَمِنْهُ دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها. وَيُقَالُ: سُمِّيَ إِدْرِيس، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لِكَثْرَةِ دِراسَتِه كتابَ اللَّه تَعَالَى، وَاسْمُهُ أَخْنُوخُ. ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حَتَّى رُضْتُه. والإِدهانُ: المذَلَّة

واللِّين. والدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابْنُ جِنِّي: ودَرَّسْتُه إِياه وأَدْرَسْتُه؛ وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ ابْنِ حَيْوَةَ: وَبِمَا كُنْتُمْ تُدْرِسُونَ. والمِدْراسُ والمِدْرَسُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُدْرَسُ فِيهِ. والمِدْرَسُ: الكتابُ؛ وقول لبيد: قَوْمِ لا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْمَةِ، ... إِلَّا بَراءَةً واعْتِذارا والمُدارِسُ: الَّذِي قرأَ الْكُتُبَ ودَرَسَها، وَقِيلَ: المُدارِسُ الَّذِي قارَفَ الذُّنُوبَ وَتَلَطَّخَ بِهَا، مِنَ الدَّرْسِ، وَهُوَ الجَرَبُ. والمِدْراسُ: الْبَيْتُ الَّذِي يُدْرَسُ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَكَذَلِكَ مَدارِسُ الْيَهُودِ. وَفِي حَدِيثِ الْيَهُودِيِّ الزَّانِي: فَوَضَعَ مِدْراسُها كَفَّه عَلَى آيةِ الرَّجمِ؛ المِدْراسُ صَاحِبُ دِراسَةِ كُتُبِهِمْ، ومِفْعَل ومِفْعالٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى أَتى المِدْراسَ؛ هو الْبَيْتُ الَّذِي يَدْرسون فِيهِ؛ قَالَ: ومِفْعالٌ غَرِيبٌ فِي الْمَكَانِ. ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها. وَفِي الْحَدِيثِ: تَدارَسُوا الْقُرْآنَ؛ أَي اقرأُوه وَتَعَهَّدُوهُ لِئَلَّا تَنْسَوْهُ. وأَصل الدِّراسَةِ: الرِّيَاضَةُ والتَّعَهُّدُ لِلشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: يَرْكَبُونَ نُجُباً أَلينَ مَشْياً مِنَ الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ المُمَهَّد. ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قَلِيلًا، وَاسْمُ ذَلِكَ الْجَرَبِ الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كَانَ بِالْبَعِيرِ شَيْءٌ خَفِيفٌ مِنَ الْجَرَبِ قِيلَ: بِهِ شَيْءٌ مِنْ دَرْسٍ، والدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْجَرَبِ الدَّرْسُ أَيضاً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، ... مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ مِنَ الأَذى وَمِنْ قِرافِ الوَقْسِ وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ الْخَفِيفُ مِنَ الْجَرَبِ، وَقِيلَ: مِنَ الْجَرَبِ يَبْقَى فِي الْبَعِيرِ. والدَّرْسُ: الأَكل الشَّدِيدُ. ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً، وَهِيَ دارِسٌ مِنْ نِسْوَةٍ دُرَّسٍ ودَوارِسَ: حَاضَتْ؛ وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حَيْضَ الْجَارِيَةِ. التَّهْذِيبُ: والدُّرُوس دُروسُ الْجَارِيَةِ إِذا طَمِثَتْ؛ وَقَالَ الأَسودُ بْنُ يَعْفُر يَصِفُ جَواريَ حِينَ أَدْرَكْنَ: الَّلاتِ كالبَيْضِ لِمَا تَعْدُ أَن دَرَسَتْ، ... صُفْرُ الأَنامِلِ مِنْ نَقْفِ القَوارِيرِ ودَرَسَتِ الْجَارِيَةُ تَدْرُسُ دُرُوساً. وأَبو دِراسٍ: فَرْجُ المرأَة. وَبَعِيرٌ لَمْ يُدَرَّسْ أَي لَمْ يُرْكَبْ. والدِّرْواسُ: الْغَلِيظُ العُنُقِ مِنَ النَّاسِ وَالْكِلَابِ. والدِّرْواسُ: الأَسد الْغَلِيظُ، وَهُوَ الْعَظِيمُ أَيضاً. والدِّرْواس: الْعَظِيمُ الرأْس، وَقِيلَ: الشَّدِيدُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وأَنشد لَهُ: بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا، ... عِنْدَ النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدًا مِنْ هَذِهِ الأَشياء وأَولاها بِذَلِكَ الْكَلْبُ لِقَوْلِهِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسٍ لأَن النَّبْحَ إِنما هُوَ فِي الأَصل لِلْكِلَابِ. التَّهْذِيبُ: الدِّرْواسُ الْكَبِيرُ الرأْس مِنَ الْكِلَابِ. والدِّرْباسُ، بِالْبَاءِ، الْكَلْبُ العَقُور؛ قَالَ: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدْرباسِ الحُمُتْ قَالَ: هَذَا كَلْبٌ قَدْ ضَرِيَ فِي زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ لَهُ كَلْبًا يُقَالُ لَهُ دِرْواسٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّراوِسُ مِنَ الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الدَّراوسُ العِظامُ

مِنَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: لَمْ تَدْرِ مَا نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ... ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ظَنَّ أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جُلُودٌ سُودٌ. وَقَوْلُهُ ودِراسُ أَعوصَ أَي لَمْ تُدارِس الناسَ عَويص الْكَلَامِ. وَقَوْلُهُ دَارِسِ مُتَخَدِّدِ أَي يَغْمُضُ أَحياناً فَلَا يُرَى، وَيُرْوَى مُتَجَدِّدِ، بِالْجِيمِ، وَمَعْنَاهُ أَي مَا ظَهَرَ مِنْهُ جَدِيدٌ وَمَا لَمْ يَظْهَرْ دَارِسٌ. دربس: الدِّرْباسُ: الْكَلْبُ الْعَقُورُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَعْدَدْتُ دِرْواساً لدِرْباسِ الحُمُتْ وَقَالُوا: الدُّرابِسُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ مِنَ الإِبل وَمِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: لَوْ كنتَ أَمسيتَ طَليحاً ناعِسا، ... لَمْ تُلْفِ ذَا راوِيَةٍ دُرابِسا وتَدَرْبَسَ أَي تقدَّم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا القومُ قَالُوا: مَنْ فَتًى لمُهِمَّةٍ؟ ... تَدَرْبَسَ بَاقِي الرَّيْقِ فَخْمُ المَناكِبِ دردبس: الدَرْدَبِيسُ: خَرَزَةٌ سوداءُ كأَن سوادَها لونُ الْكَبِدِ، إِذا رفعتها واستَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مِثْلَ لَوْنِ الْعِنَبَةِ الْحَمْرَاءِ، تَتَحَبَّبُ بِهَا المرأَة إِلى زَوْجِهَا، تُوجَدُ فِي قُبور عادٍ؛ قَالَ الشاعر: قَطَعْتُ القَيْدَ والخَرَزاتِ عَنِّي، ... فَمَنْ لِي مِنْ عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ؟ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مِنَ الْخَرَزِ الَّتِي يُؤَخِّذ بِهَا النساءُ الرجالَ؛ وأَنشد: جَمَعْنَ مِنْ قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسَةٍ ... والدَّرْدَبِيسِ، مُقابلًا فِي المِنْظَم قَالَ: وَهُنَّ يَقُلْنَ فِي تأْخيذهن إِياه، أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيسِ تُدِرُّ العِرْقَ اليَبِيس، قَالَ: تَعْنِي بِالْعِرْقِ الْيَبِيسِ الذَّكَرَ، التَّفْسِيرُ لَهُ. والدَّرْدَبيسُ: الفَيْشَلة. اللَّيْثُ: الدَّرْدَبيسُ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الهِمُّ، وَالْعَجُوزُ أَيضاً يُقَالُ لَهَا: دَرْدَبيسٌ؛ وأَنشد: أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ، ... قَدْ دَرْدَبَتْ، والشيخُ دَرْدبيسُ العَوْسُ: هُوَ الطَّوَفانُ بِاللَّيْلِ. ودَرْدَبَت: خَضَعَتْ وَذَلَّتْ؛ وَشَاهِدُ الْعَجُوزِ قَوْلُ الْآخَرِ: جاءَتْكَ فِي شَوْذَرِها تَمِيسُ ... عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيسُ، أَحْسَنُ مِنْهَا مَنْظَراً إِبليسُ لَطْعَاءُ: تَحاتَّتْ أَسنانها مِنَ الْكِبَرِ. والدَّرْدَبيسُ: الدَّاهِيَةُ. والدِّرْدِبيس: الشَّيْخُ، بِكَسْرِ الدَّالِ، قَالَ: وَهَكَذَا. كَتَبَهُ أَبو عَمْرٍو الإِياديُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الدَّاهِيَةِ قَوْلُ جُرَيّ الْكَاهِلِيِّ: وَلَوْ جَرَّبْتَني فِي ذاكَ يَوْمًا ... رَضِيتَ، وقلتَ: أَنتَ الدَّرْدَبيسُ دردقس: الدُّرْداقِسُ: عَظْمُ القَفا، قِيلَ فِيهِ إِنه أَعجمي، قَالَ الأَصمعي: أَحسبه رُوميّاً، قَالَ: وَهُوَ طَرَفٌ الْعَظْمِ النَّاتِئِ فَوْقَ الْقَفَا؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: مَنْ زَالَ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، تَزايَلَتْ ... بالسيفِ هامَتُه عَنِ الدُّرْقاسِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الدُّرْداقِسُ عَظْمٌ يَفْصِلُ بَيْنَ الرأْس وَالْعُنُقِ كأَنه رُومِيٌّ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: أَظن قَافِيَةَ الْبَيْتِ الدُّرْداقِسُ، واللَّه أَعلم. درطس: إِدْرِيطُوسُ: دَوَاءٌ، رُومِيٌّ فأُعْرب.

درعس: بَعِيرٌ دِرْعَوْسٌ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وسيأْتي ذِكْرُهَا فِي الشِّينِ. درفس: بَعِيرٌ دِرَفْسٌ: عَظِيمٌ. والدِّرَفْسُ: الضَّخْمُ وَالضَّخْمَةُ مِنَ الإِبل. والدِّرَفْسةُ: الْكَثِيرَةُ لَحْمِ الْجَنْبَيْنِ والبَضِيع، والدِّرَفْسُ: النَّاقَةُ السهلةُ السَّيْرِ، وجملٌ دِرَفْسٌ. الأُمَوِيُّ: الدِّرَفْسُ الْبَعِيرُ الضَّخْمُ الْعَظِيمُ، وَنَاقَةٌ دِرَفْسَة. والدِّرَفْسُ: الْحَرِيرُ. وَقَالَ شَمِرٌ: الدِّرَفْسُ أَيضاً العَلَمُ الْكَبِيرُ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ الرُّقَيَّاتِ: تُكِنُّه خِرْقَةُ الدِّرَفْس من الشمسِ، ... كَلَيْثٍ يُفَرِّجُ الأَجَما الصِّحَاحُ: الدِّرَفْسُ مِنَ الإِبل الْعَظِيمُ،. وناقةٌ دِرَفْسَةٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: دِرَفْسَةٌ أَو بازِلٌ دِرَفْسُ والدِّرْفاسُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ برِّي: صَوَابُ إِنشاده: دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ، بِالْخَفْضِ؛ وَقَبْلَهُ: كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ، ... كَبْداء كالقَوْسِ وأُخْرى جَلْسِ، دِرَفْسَةٍ أَو بازِلٍ دِرَفْسِ حَسَرْنَا: أَتعبنا. والعَنْسُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الْقَوِيَّةُ. والعَلاةُ: سَندانُ الحَدَّادِ. وكَبْداء: ضَخْمَةُ الْوَسَطِ خِلقة، وَجَعَلَهَا كَالْقَوْسِ. لأَنها قَدْ ضَمُرَتْ واعْوَجَّتْ مِنَ السَّيْرِ. والجَلْس: الشَّدِيدَةُ، وَيُقَالُ الجسيمةُ. والدِّرَفْسَةُ: الْغَلِيظَةُ. وَالْبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهُ تِسْعُ سِنِينَ ودخل في العاشرة. درمس: دَرْمَسَ الشيءَ: سَتَرَهُ. درهس: الدُّراهِسُ: الشَّدِيدُ مِنَ الرجال. دريس: الدِّرْيَوْسُ: الغَبيُّ مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ: وَلَا أَحسبها عَرَبِيَّةً مَحْضَةً. دسس: الدَّسُّ: إِدخال الشَّيْءِ مِنْ تَحْتِهِ، دَسَّه يَدُسُّه دَسّاً فانْدَسَّ ودَسَّسَه ودَسَّاه؛ الأَخيرة عَلَى الْبَدَلِ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَجِيدوا الخالَ فإِن العِرْقَ دَسَّاسٌ أَي دَخَّال لأَنه يَنْزِعُ فِي خَفاءٍ ولُطْفٍ. ودسَّه يَدُسُّه دَسّاً إِذا أَدخله فِي الشيءِ بِقَهْرٍ وقوَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ؛ يَقُولُ: أَفلح مَنْ جَعَلَ نَفْسَهُ زَكِيَّةً مُؤْمِنَةً وخابَ مَنْ دَسَّسَها فِي أَهل الْخَيْرِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: دَسَّاها جَعَلَهَا خَسِيسَةً قَلِيلَةً بِالْعَمَلِ الْخَبِيثِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَنْ دسَّ نَفْسَه مَعَ الصَّالِحِينَ وَلَيْسَ هُوَ مِنْهُمْ. قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ خَابَتْ نَفْسٌ دَسَّاها اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وَيُقَالُ: قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّى نَفْسَه فأَخْمَلَها بِتَرْكِ الصَّدَقَةِ وَالطَّاعَةِ، قَالَ: ودَسَّاها مِنْ دَسَّسْتُ بُدِّلَتْ بَعْضُ سِينَاتِهَا يَاءً كَمَا يُقَالُ تَظَنَّيْتُ مِنَ الظَنِّ، قَالَ: ويُرَى أَن دَسَّاها دَسَّسَها لأَن الْبَخِيلَ يُخْفي مَنْزِله وَمَالَهُ، والسَّخِيَّ يُبْرِزُ مَنْزِلَهُ فَيَنْزِلُ عَلَى الشَرَفِ مِنَ الأَرض لِئَلَّا يَسْتَتِرَ عَنِ الضِّيفَانِ وَمَنْ أَراده ولكلٍّ وَجْهٌ. اللَّيْثُ: الدَّسُّ دَسُّك شَيْئًا تَحْتَ شَيْءٍ وَهُوَ الإِخْفاءُ. ودَسَسْتُ الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ: أَخفيته فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ ؛ أَي يَدْفِنُهُ. قَالَ الأَزهري: أَراد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا الموءُودة الَّتِي كَانُوا يَدْفِنُونَهَا وَهِيَ حَيَّةٌ. وذَكَّرَ فَقَالَ: يَدُسُّه، وَهِيَ أُنثى، لأَنه رَدَّه عَلَى لَفْظَةِ مَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ، فردَّه عَلَى اللَّفْظِ لَا عَلَى الْمَعْنَى، وَلَوْ قَالَ بِهَا كَانَ جَائِزًا. والدَّسِيسُ: إِخفاء المكرِ. والدَّسيسُ: مَنْ تَدُسُّه

ليأْتيك بالأَخبار، وَقِيلَ الدَّسِيسُ: شَبِيهٌ بالمُتَجَسِّس، وَيُقَالُ: انْدَسَّ فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ يأْتيه بِالنَّمَائِمِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّسِيسُ الصُّنانُ الَّذِي لَا يَقْلَعُه الدَّوَاءُ. والدَّسِيسُ: المَشْوِيُّ. والدُّسُسُ: الأَصِنَّةُ الدَّفِرَةُ الْفَائِحَةُ. والدُّسُسُ: المُراؤُون بأَعمالهم يَدْخُلُونَ مَعَ القُرَّاء وَلَيْسُوا قُرَّاءً. ودَسَّ البعيرَ يَدُسُّه دَسّاً: لَمْ يُبَالِغْ فِي هَنْئه. ودُسَّ البعيرُ: وَرِمَتْ مَساعِرُه، وَهِيَ أَرْفاغُه وَآبَاطُهُ. الأَصمعي: إِذا كَانَ بالبعِير شَيْءٌ خَفِيفٌ مِنَ الْجَرَبِ قِيلَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ جَرَب فِي مَساعِرِه، فإِذا طُلِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ بالهِناءِ قِيلَ: دُسَّ، فَهُوَ مَدْسُوس؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَبَيَّنَ بَرَّاقَ السَّراةِ كأَنه ... قَرِيعُ هِجانٍ، دُسَّ مِنْهُ المَساعِرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده فَنِيقُ هِجانٍ، قَالَ: وأَما قَرِيعُ هِجَانٍ فَقَدْ جَاءَ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ بأَبيات وَهُوَ: وَقَدْ لاحَ للسَّاري سُهَيْلٌ كأَنه ... قَرِيعُ هِجانٍ، عارَضَ الشَّوْلَ، جافرُ وَقَوْلُهُ تَبَيَّنَ: فِيهِ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى رَكْبٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ. وبَرَّاق السَّراةِ: أَراد بِهِ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ. والسَّراةُ: الظَّهْرُ. والفَنِيقُ: الفحلُ المُكْرَمُ. والهِجانُ: الإِبل الكرامُ. ودُسَّ البَعِيرُ إِذا طُليَ بالهِناء طَلْياً خَفِيفًا. والمساعِرُ: أُصول الْآبَاطِ والأَفخاذ، وإِنما شُبِّهَ الثَّوْرُ بِالْفَنِيقِ المَهْنُوءِ فِي أُصول أَفخاذه لأَجل السَّوَادِ الَّذِي فِي قَوَائِمِهِ. وَالْجَافِرُ: الْمُنْقَطِعُ عَنِ الضِّرابِ، والشَّوْل: جَمْعُ شائلَةٍ الَّتِي شالَتْ بأَذنابها وأَتى عَلَيْهَا مِنْ نتَاجها سَبْعَةُ أَشهر أَو ثَمَانِيَةٌ فَجَفَّ لَبَنُها وَارْتَفَعَ ضَرْعُها. وعارَضَ الشَّوْلَ: لَمْ يَتْبَعْها. وَيُقَالُ للهِناء الَّذِي يُطْلَى بِهِ أَرْفاغُ الإِبل الدَّسُّ أَيضاً؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: لَيْسَ الهِناءُ بالدَّسِّ؛ الْمَعْنَى أَن الْبَعِيرَ إِذا جَرِبَ فِي مَساعِرِه لَمْ يُقْتَصَرْ مِنْ هِنائِه عَلَى مَوْضِعِ الجَرَبِ وَلَكِنْ يُعَمُّ بالهِناءِ جميعُ جِلْدِهِ لِئَلَّا يَتَعَدَّى الجَرَبُ موضِعَه فَيَجْرَبَ موضعٌ آخرُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَقْتصِرُ مِنْ قَضَاءِ حَاجَةِ صَاحِبِهِ عَلَى مَا يَتَبَلَّغ بِهِ وَلَا يُبَالِغُ فِيهَا. والدَّسَّاسَةُ: حَيَّة صَمَّاء تَنْدَسُّ تَحْتَ التُّرَابِ انْدِساساً أَي تَنْدَفِنُ، وَقِيلَ: هِيَ شَحْمَةُ الأَرض، وَهِيَ الغَثِمَةُ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهَا الحُلُكَّى وبناتِ النَّقا تَغُوصُ فِي الرَّمْلِ كَمَا يَغُوصُ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ، وَبِهَا يُشَبَّه بَنانُ العَذارَى وَيُقَالُ بَنَاتُ النَّقا؛ وإِياها أَراد ذُو الرُّمَّةِ بِقَوْلِهِ: بَناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُ والدَّسَّاسُ: حَيَّة أَحمر كأَنه الدَّمُ مُحَدَّدُ الطَّرَفَيْنِ لَا يُدْرَى أَيهما رأْسه، غليظُ الجِلْدة يأْخذ فِيهِ الضَّرْبُ وَلَيْسَ بِالضَّخْمِ الْغَلِيظِ، قَالَ: وَهُوَ النَّكَّازُ، قرأَه الأَزهري بِخَطِّ شَمِر؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ فَلَمْ يُحَلِّه. أَبو عَمْرٍو: الدَّسَّاسُ مِنَ الْحَيَّاتِ الَّذِي لَا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْهِ رأْسه، وَهُوَ أَخبث الْحَيَّاتِ يَنْدَسُّ فِي التُّرَابِ فَلَا يَظْهَرُ لِلشَّمْسِ، وَهُوَ عَلَى لَوْنِ القُلْبِ مِنَ الذَّهَبِ المُحَلَّى. والدُّسَّة: لعبة لصبيان الأَعراب. دعس: دَعَسَه بِالرُّمْحِ يَدْعَسُه دَعْساً: طَعَنَهُ. والمِدْعَسُ: الرُّمْحُ يُدْعَسُ بِهِ، وَقِيلَ: المِدْعَسُ مِنَ الرِّمَاحِ الغليظُ الشديدُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي، وَرُمْحٌ مِدْعَسٌ. والمَداعِسُ: الصُّمُّ مِنَ الرِّمَاحِ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، والدَعْسُ: الطَّعْنُ. والمُداعَسَةُ: المُطاعَنَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا دَنا العدوُّ كَانَتِ

المُداعَسَةُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تُقْصَدَ أَي تُكْسَر. وَرَجُلٌ مِدْعَسٌ: طَعَّانٌ؛ قَالَ: لَتَجِدَنِّي بالأَميرِ بَرَّا، ... وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا، إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا وَسَنَذْكُرُهُ فِي الصَّادِ، وَهُوَ الأَعرف. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ وَلَا يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن الْهَاءَ لَا تَدْخُلُ مؤَنثه. وَرَجُلٌ دِعِّيسٌ: كمِدْعَسٍ. وَرَجُلٌ مُداعِسٌ: مُطاعِنٌ؛ قَالَ: إِذا هابَ أَقوامٌ، تَجَشَّمْتُ هَوْلَ مَا ... يَهابُ حُمَيَّاهُ الأَلَدُّ المُداعِسُ ويروى: تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً يَهابُ. وَقَدْ يُكَنَّى بالدَّعْسِ عَنِ الْجِمَاعِ. ودَعَسَ فُلَانٌ جَارِيَتَهُ دَعْساً إِذا نَكَحَهَا. والدَّعْسُ: شِدَّةُ الْوَطْءِ. ودَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً: وَطِئَتْه وَطْأً شَدِيدًا. والدَّعْسُ: الأَثَرُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَثر الحديثُ البَيِّنُ؛ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطِيِّ بِهِ، ... تَلْقى المَحارِمَ عِرْنِيناً فَعِرْنِينا وَطَرِيقٌ دَعْسٌ ومِدْعاسٌ ومَدْعُوسٌ: دَعَسَتْه القوائمُ ووَطِئَتْه وَكَثُرَتْ فِيهِ الآثارُ. يُقَالُ: رأَيت طَرِيقًا دَعْساً أَي كَثِيرَ الْآثَارِ. والمَدْعُوسُ مِنَ الأَرضين: الَّذِي قَدْ كَثُرَ بِهِ الناسُ وَرَعَاهُ المالُ حَتَّى أَفسده وَكَثُرَتْ فِيهِ آثَارُهُ وأَبواله، وَهُمْ يُكَرِّهُونَهُ إِلا أَن يَجْمَعَهُمْ أَثَرُ سَحابة لَا يَجِدُونَ مِنْهَا بُدّاً. والمِدْعاسُ: الطَّرِيقُ الَّذِي لَيَّنَتْه المارَّةُ؛ قَالَ رؤْبة بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ حَمِيرًا وَرَدَتِ الْمَاءَ: فِي رَسْم آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعَقْ، ... يَرِدْنَ تحتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ أَي مَمَرُّ هَذِهِ الْحَمِيرِ فِي رَسْم قَدْ أَثرت فِيهِ حَوَافِرُهَا. وَالطَّرِيقُ الدُّعاقُ: الَّذِي كَثُرَ عَلَيْهِ الْمَشْيُ. والسَّيَّاح: الْمَاءُ الَّذِي يَسِيحُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. والدَّسَقُ. الْبَيَاضُ؛ يُرِيدُ بِهِ أَن الْمَاءَ أَبيض. ومُدَّعَسُ الْقَوْمِ: مُخْتَبَزُهم ومُشْتَواهم فِي الْبَادِيَةِ وَحَيْثُ توضَعُ المَلَّة، وَهُوَ مُفْتَعَلٌ مِنَ الدَّعْس، وَهُوَ الحَشْوُ. ودَعَسْتُ الوِعاء: حَشَوْتُه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه، ... بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها يَقُولُ: رُبَّ مُخْتَبَزٍ جعلتُ فِيهِ اللَّحْمَ ثُمَّ اسْتَخْرَجْتُهُ قَبْلَ أَن يَنْضَجَ للعَجَلَةِ وَالْخَوْفِ لأَنه فِي سَفَرٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: والمُدَّعَسُ مُخْتَبَزُ المَلِيلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الهُذَلي: ومدَّعس فِيهِ الأَنيض اخْتَفَيْتُهُ، ... بِجَرْدَاءَ مِثْلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها أَي لَا يَثْبُتُ الْغُرَابُ عَلَيْهَا لِمَلَاسَتِهَا؛ أَراد الصَّحْرَاءَ. وأَرض دَعْسَةٌ ومَدْعُوسَةٌ: سَهْلَةٌ. وأَدْعَسَه الحَرُّ: قَتَلَهُ. والمِدْعاسُ: اسْمُ فَرَسِ الأَقْرَعِ بْنِ سُفْيان؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: يُعَدِّي عُلالاتِ العَبايَةِ إِذْ دَنا ... لَهُ فارِسُ المِدْعاسِ، غيرِ المُعَمَّرِ وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ دَعُوسٌ وغَطُوسٌ وقَدُوسٌ ودَقُوسٌ؛ كُلُّ ذَلِكَ فِي الِاسْتِقْدَامِ فِي الغَمَراتِ وَالْحُرُوبِ. دعكس: الدَّعْكَسَةُ: لَعِبُ المَجُوسِ يَدُورُون قَدْ أَخذ بَعْضُهُمْ بِيَدِ بَعْضٍ كالرقصِ يُسَمُّونَهُ الدَّسْتَبَنْدَ،

وَقَدْ دَعْكَسُوا وتَدَعْكَسَ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ، وَهُمْ يُدَعْكِسُونَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: طَافُوا بِهِ مُعْتَكِسِينَ نُكَّسا، ... عَكْفَ المَجُوسِ يَلعَبُون الدَّعْكَسا دغس: حَسَبٌ مُدَغْمَسٌ: فَاسِدٌ مَدخُول: عَنِ الهَجَري. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ شَبانَةَ يَقُولُ: هَذَا الأَمر مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كَانَ مَسْتُورًا. دفس: ابْنُ الأَعرابي: أَدْفَسَ الرجلُ إِذا اسودَّ وَجْهُهُ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَحفظ هَذَا الحرف لغيره. دفنس: الدِّفْنِسُ، بِالْكَسْرِ: الْمَرْأَةُ الْحَمْقَاءُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرِو بنُ العَلاء للفِنْدِ الزِّمَّانيِّ، وَيُرْوَى لِامْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَابِسٍ الكِنْديِّ: أَيا تَمْلِكُ، يَا تَمْلِ، ... ذَريني وذَري عَذْلي ذَرِيني وسِلاحي، ثُمَّ ... شُدِّي الكفَّ بالعُزْلِ ونَبْلي وفُقاها كعَراقِيب ... قَطاً طُحْلِ وَقَدْ أَخْتَلِسُ الضَّرْبَةَ، ... لَا يَدْمى لَهَا نَصْلي كجَيْبِ الدِّفْنِس الوَرْهاءِ ... ريعَتْ، وَهِيَ تَسْتَفْلي وَقَدْ أَخْتَلِسُ الطَّعْنَةَ ... تَنْفي سَنَنَ الرِّجْلِ تَمْلِكُ: اسْمُ امرأَة، وَتَمْلِ مُرَخَّمٌ مِثْلُ يَا حَارِ، يَقُولُ: دَعِينِي وَدَعِي عَذْلَكِ لِي عَلَى إِدامتي لُبْس السِّلَاحِ لِلْحَرْبِ وَمُقَاوَمَةِ الأَعداء. والعُزْلُ: جَمْعُ أَعْزَل وَهُوَ الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ؛ يَقُولُ: اصْرِفِي هَمَّكِ إِلى مَنْ هُوَ قَاعِدٌ عَنِ الْحَرْبِ والرَّمِيَّةِ وَلَا تُفَارِقِيهِ وشُدِّي كَفَّك بِهِ. وفُقاً: جَمْعُ فُوقِ السَّهْمِ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ فُوَقٍ كَمَا قَالَ رُؤْبَةُ: كَسَّرَ مِنْ عَيْنَيْه تَقْويم الفُوَقْ الْهَاءُ فِي عَيْنَيْهِ ضَمِيرُ الصَّائِدِ لأَنه إِذا نَظَرَ إِلى السَّهْمِ أَبِهِ عِوَجٌ أَم لَا كَسَرَ بَصَرَه عِنْدَ نَظَرِهِ. وَقَوْلُهُ: كَعَرَاقِيبِ قَطاً طُحْلِ؛ شَبَّهَ أَفواقَ النَّبْلِ أَي الحُمْرَة الَّتِي تَكُونُ فِي الفُوقِ، بِعَرَاقِيبِ الْقَطَا؛ والطُّحْلُ: جَمْعُ أَطْحَل وطَحْلاء. والطَّحَلُ: لَوْنٌ يُشْبِهُ الطِّحال شَبَّه بِهَا رِيشَ السَّهْمِ. وَقَوْلُهُ: تَنْفي سَنَنَ الرَّجُلِ أَي يَخْرُجُ مِنْهَا مِنَ الدَّمِ مَا يَمْنَعُ سَنَن الطَّرِيقِ. وَقِيلَ: الدِّفْنِسُ الرَّعْناءُ البَلْهاء، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الْبَلْهَاءُ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ وأَنشد: عَمِيمَةُ ضَاحِي الجِسمِ ليسَتْ بِغَثَّةٍ، ... وَلَا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ حِمارُها والدِّفْنِسُ والدِّفْناسُ: الأَحمق، وَقِيلَ: الأَحمق البَذِيُّ. والدِّفْناس: البخيلُ، وَقِيلَ: المُنْدَفِقُ النَّوَّامُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه، ... فإِنَّ لنا ذَوداً ضِخامَ المَحالِبِ صَوَّى: سَمَّنَ. والدِّفْناسُ: الرَّاعِي الكَسْلان الَّذِي يَنَامُ وَيَتْرُكُ الإِبل ترعى وحدها. دفطس: دَفْطَسَ: ضَيَّعَ مالَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: قَدْ نامَ عَنْهَا جابرٌ ودَفْطَسا، ... يَشْكو عُرُوقَ خُصْيَتَيْهِ والنَّسا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أُراه ذَفْطَسا، قَالَ: وَكَذَا أَحفظه، بِالذَّالِ، قَالَ: وَلَكِنْ لَا نُغَيِّرُهُ وأُعَلِّمُ عَلَيْهِ.

دقس: دَقَسَ فِي الأَرض دَقْساً ودُقُوساً: ذَهَبَ فتَغَيَّب. والدُّقْسَةُ: دُوَيْبَّة صَغِيرَةٌ. ودَقْيُوسُ: اسْمُ مَلِكٍ، أَعجمية. اللَّيْثُ: الدَّقْسُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَلَكِنَّ الْمَلِكَ الذى بَنَى الْمَسْجِدَ عَلَى أَصحاب الْكَهْفِ اسْمُهُ دَقْيُوسُ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَا أَدري أَين دَقَسَ وَلَا أَين دُقِسَ بِهِ وَلَا أَين طَهَسَ وطُهِسَ بِهِ أَي أَين ذَهَبَ وذُهب به. دمقس: التهذيب: قالوا للإِبْرَيْسَمِ دِمَقْسٌ ودِقَمْسٌ. دكس: الدُّكاسُ: مَا يَغْشَى الإِنسانَ مِنَ النعاسِ وَيَتَرَاكَبُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنه مِنَ الكَرَى الدُّكاسِ ... باتَ بِكأْسَيْ قَهْوَةٍ يُحاسِي والدَّاكِسُ: لُغَةٌ فِي الكادِسِ، وَهُوَ مَا يُتَطَيَّرُ بِهِ مِنَ العُطاسِ والقَعِيدِ وَنَحْوِهِمَا. دَكَسَ الشيءَ: حَشَاه. والدَّاكِسُ مِنَ الظِّباء: القَعِيدُ. والدَوْكَسُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. ومالٌ دَوْكَس: كَثِيرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَنَعَمٌ دَوْكسٌ ودَيْكَسٌ أَي كَثِيرٌ. والدَّوْكَسُ: مِنْ أَسْمَاءِ الأَسد، وَهُوَ الدَّوْسَكُ لُغَةً. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الدَّوْكسَ وَلَا الدَّوسَكَ فِي أَسماء الأَسد، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَعَمٌ دَوْكَسٌ وَشَاءَ دَوْكَسٌ إِذا كَثُرَتْ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: مَن اتَّقَى اللَّهَ، فلمَّا يَيْئَسِ ... مِنْ عَكَرٍ دَثْرٍ وشاءٍ دَوْكَسِ والدِّيَكْسا والدِّيَكْساءُ: القِطعة الْعَظِيمَةُ مِنَ الْغَنَمِ والنَّعام. يُقَالُ: غنمٌ دِيَكْساء وغَبَرَةٌ دِيَكْساءُ عَظِيمَةٌ. ودَيْكَسَ الرجلُ فِي بَيْتِهِ إِذا كَانَ لَا يَبْرُزُ لِحَاجَةِ الْقَوْمِ يَكْمُنُ فِيهِ. ودَوْكَسٌ: اسمٌ. دلس: الدَّلَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الظُّلْمَة. وَفُلَانٌ لَا يُدالِسُ وَلَا يُوالِسُ أَي لَا يُخادِعُ ولا يَغْدُرُ [يَغْدِرُ]. والمُدالَسَة: المُخادَعَة. وَفُلَانٌ لَا يُدالِسُك وَلَا يخادِعُك وَلَا يُخْفِي عَلَيْكَ الشَّيْءَ فكأَنه يأْتيك بِهِ فِي الظَّلَامِ. وَقَدْ دَالَسَ مُدالَسَةً ودِلاساً ودَلَّسَ فِي الْبَيْعِ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ إِذا لَمْ يُبَيِّنْ عَيْبَهُ، وَهُوَ مِنَ الظُّلمة. والتَّدْلِيسُ فِي الْبَيْعِ: كِتْمانُ عَيْبِ السِّلْعَة عَنِ الْمُشْتَرَى؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا أُخذ التَّدْلِيسُ فِي الإِسناد وَهُوَ أَن يحدِّث المحدِّثُ عَنِ الشَّيْخِ الأَكبر وَقَدْ كَانَ رَآهُ إِلا أَنه سَمِعَ مَا أَسنده إِليه مِنْ غَيْرِهِ مِنْ دُونِهِ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ. والدُّلْسَةُ: الظُّلْمة. وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لامرئٍ قُرِفَ بِسُوءٍ فِيهِ: مَا لِي فِيهِ وَلْسٌ وَلَا دَلْسٌ أَي مَا لِي فِيهِ خِيَانَةٌ وَلَا خَدِيعَةٌ. وَيُقَالُ: دَلَّسَ لِي سِلْعَةَ سَوْءٍ. وانْدَلَسَ الشيُ إِذا خَفِيَ. ودَلَّسْتُه فَتَدَلَّسَ وتَدَلَّسْتُه أَي لَا تَشْعُرُ بِهِ. والدَّوْلَسِيُّ: الذَّرِيعِةُ المُدَلَّسَةُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنُ المسيَّب: رَحِمَ اللَّه عُمَرَ لَوْ لَمْ يَنْهَ عَنِ الْمُتْعَةِ لَاتَّخَذَهَا الناسُ دَوْلَسِيّاً أَي ذَرِيعَةً إِلى الزِّنَا مُدَلّسةً ؛ وَالْوَاوُ فِيهِ زَائِدَةٌ. والتَدْليسُ: إِخفاء الْعَيْبِ. والأَدْلاسُ: بَقَايَا النَّبْتِ والبقلِ، وَاحِدُهَا دَلَسٌ، وَقَدْ أَدْلَسَتِ الأَرضُ؛ وأَنشد: بَدَّلْتَنا مِنْ قَهْوَسٍ قِنْعاسا ... ذَا صَهَواتٍ يَرْتَعُ الأَدْلاسا

ويقال: إِن الأَدْلاسَ مِنَ الرِّبَبِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، وَقَدْ تَدلّسَ إِذا وَقَعَ بالأَدلاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَدْلاسُ الأَرضِ بَقَايَا عُشْبِها. ودَلَّسَتِ الإِبلُ: اتَّبَعَت الأَدْلاسَ. وأَدْلَسَ النَّصِيُّ: ظَهَرَ وَاخْضَرَّ. وأَدْلَسَتِ الأَرضُ: أَصاب المالُ مِنْهَا شَيْئًا. والدَّلَسُ: أَرض أَنبتت بعد ما أُكِلَتْ؛ وَقَالَ: لَوْ كَانَ بِالْوَادِي يُصِبْنَ دَلَسا، ... مِنَ الأَفاني والنَّصِيِّ أَمْلَسا، وباقِلًا يَخْرُطْنَه قَدْ أَوْرَسا والدَّلَسُ: النَّبَاتُ الَّذِي يُورِقُ فِي آخِرِ الصَّيْفِ. وأَنْدُلُسُ: جَزِيرَةٌ «2» مَعْرُوفَةٌ، وَزْنُهَا أَنْفُعُلُ، وإِن كَانَ هَذَا مِمَّا لَا نذير لَهُ، وَذَلِكَ أَن النُّونَ لَا مَحَالَةَ زَائِدَةً لأَنه لَيْسَ فِي ذَوَاتِ الْخَمْسَةِ شَيْءٌ عَلَى فَعْلُلُلٍ فَتَكُونُ النُّونُ فِيهِ أَصلًا لِوُقُوعِهَا مَعَ الْعَيْنِ، وإِذا ثَبَتَ أَن النُّونَ زَائِدَةٌ فَقَدْ بَرَدَ فِي أَنْدلس ثَلَاثَةُ أَحرف أُصول، وَهِيَ الدَّالُ وَاللَّامُ وَالسِّينُ، وَفِي أَوّل الْكَلَامِ هَمْزَةٌ، وَمَتَى وَقَعَ ذَلِكَ حَكَمْتَ بِكَوْنِ الْهَمْزَةِ زَائِدَةً، وَلَا تَكُونُ النُّونُ أَصلًا وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةً لأَن ذَوَاتِ الأَربعة لَا تَلْحَقُهَا الزَّوَائِدُ مِنْ أَوائلها إِلا فِي الأَسماء الْجَارِيَةَ عَلَى أَفعالها نَحْوَ مُدَحْرَجٍ وَبَابِهِ، فَقَدْ وَجَبَ إِذاً أَن الْهَمْزَةَ وَالنُّونَ زَائِدَتَانِ وأَن الْكَلِمَةَ بِهَا عَلَى وَزْنِ أَنفعل، وإِن كان هذا مِثَالًا لَا نَظِيرَ لَهُ. دلعس: البَلْعَسُ والدَّلْعَسُ والدَّلْعَكُ، كُلُّ هَذَا: الضَّخْمَةُ مِنَ النُّوق مَعَ اسْتِرْخَاءٍ فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الدِّلْعَوْسُ المرأَةُ الجَرِيئة بِاللَّيْلِ الدَّائِبَةُ الدُّلْجَةِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. وجمَل دِلْعَوْسٌ ودُلاعِسٌ إِذا كَانَ ذَلُولًا. الأَزهري: الدِّلْعَوْسُ المرأَة الْجَرِيئَةُ عَلَى أَمرها العَصِيَّةُ لأَهلها؛ قَالَ: والدِّلْعَوْسُ النَّاقَةُ النَّشِزَةُ الجريئة بالليل. دلمس: دَلْمَسٌ: اسْمٌ. وَلَيْلٌ دُلامِسٌ: مُظْلِمٌ، وَقَدِ ادْلَمَّسَ الليلُ إِذا اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُهُ، وهو ليل مُدْلَمِّسٌ. دلهمس: الدَّلَهْمَسُ: الْجَرِيءُ الْمَاضِي عَلَى اللَّيْلِ، وَهُوَ مِنْ أَسماء الأَسد وَالشُّجَاعِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُمِّيَ الأَسد بِذَلِكَ لِقُوَّتِهِ وَجَرَاءَتِهِ، وَلَمْ يُفْصِح عَنْ صَحِيحِ اشْتِقَاقِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَسدٌ فِي غِيلِه دَلَهْمَسُ أَبو عُبَيْدٍ: الدَّلَهْمَسُ الأَسد الَّذِي لَا يَهُولُهُ شَيْءٌ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا. وَلَيْلٌ دَلَهْمَسٌ: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِليكَ، في الحِنْدِسِ الدَّلَهْمَسَةِ الطَّامِسِ، ... مثلَ الكواكبِ الثُقُبِ دمس: دَمَس الظلامُ وأَدْمَسَ وليلٌ دامسٌ إِذا اشْتَدَّ وأَظلم. وَقَدْ دَمَسَ اللَّيْلُ يَدْمِسُ ويَدْمُسُ دَمْساً ودُمُوساً وأَدْمَسَ: أَظلم، وَقِيلَ: اخْتَلَطَ ظَلَامُهُ. وَفِي كَلَامِ مُسَيْلِمَةَ: وَاللَّيْلُ الدَّامِس هُوَ الشَّدِيدُ الظُّلْمَةِ. ودَمَسَه يَدْمُسُه ويَدْمِسُه دَمْساً: دَفَنَهُ. ودَمَّسَ الخَمْرَ: أَغلق عَلَيْهَا دَنَّها؛ قَالَ: إِذا ذُقْتَ فَاهَا قلتَ: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ، ... أُريدَ بِهِ قَيْلٌ فَغُودِرَ فِي سأْبِ وَالتَّدْمِيسُ: إِخفاء الشَّيْءِ تَحْتَ الشَّيْءِ، وَيُقَالُ بِالتَّخْفِيفِ. أَبو زَيْدٍ: المُدَمَّسُ المَخْبوء. ودَمَسْتُ الشَّيْءَ: دَفَنْتُهُ وخَبَأْته، وَكَذَلِكَ التَّدْمِيسُ. ودَمَّسَ الشيءَ: أَخفاه. ودَمَسَ عَلَيْهِ الخبرَ دَمْساً: كَتَمَه

_ (2). قوله [وأندلس جزيرة إلخ] ضبطها شارح القاموس بضم الهمزة والدال واللام وياقوت بفتح الهمزة وضم الدال وفتحها وضم اللام ليس إلا.

الْبَتَّةَ. والدِّماسُ: كُلُّ مَا غَطَّاك. أَبو عَمْرٍو: دَمَسْت الشَّيْءَ غَطَّيْتُهُ. والدَّمَسُ: مَا غُطِّي؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: بِلَا دَمَسٍ أَمرَ القَريبِ وَلَا غَمْلِ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَتاني حَيْثُ وَارى دَمَسٌ دَمْساً وَحَيْثُ وَارَى رُؤْيٌ رُؤْياً، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَذَلِكَ حِينَ يُظْلِمُ أَوَّلُ اللَّيْلِ شَيْئًا؛ وَمِثْلُهُ: أَتاني حِينَ تَقُولُ أَخوك أَم الذِّئْبُ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ لأَبي مَالِكٍ: المُدَّمَّسُ والمُدَنَّسُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَدْ دَنَّسَ ودَمَّسَ. والدِّماسُ: كِسَاءٌ يُطْرَحُ عَلَى الزِّقِّ. ودَمَسَ المرأَة دَمْساً: نَكَحَهَا كَدَسَمها؛ عَنْ كُرَاعٍ. والدِّيماس والدَّيْماسُ: الحَمَّامُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: كأَنما خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: الدِّيماسُ الكِنُّ؛ أَراد أَنه كَانَ مُخَدَّراً لَمْ يَرَ شَمْسًا وَلَا رِيحًا، وَقِيلَ: هُوَ السَّرَبُ الْمُظْلِمُ، وَقَدْ جاءَ فِي الْحَدِيثِ مُفَسَّرًا أَنه الحَمَّام. والدِّيْماسُ: السَّرَب؛ وَمِنْهُ يُقَالُ دَمَسْتُه أَي قَبَرْتُه. أَبو زَيْدٍ: دَمَسْته فِي الأَرض دَمْساً إِذا دَفَنْتَهُ، حَيًّا كَانَ أَو مَيِّتاً؛ وَكَانَ لِبَعْضِ الْمُلُوكِ حَبْسٌ سَمَّاهُ دَيْماساً لِظُلْمَتِهِ. والدِّيماسُ: سَجْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، سُمِّيَ بِهِ عَلَى التَّشْبِيهِ، فإِن فتحتَ الدَّالَ جُمِعَ عَلَى دَياميسَ مِثْلُ شَيْطَانٍ وَشَيَاطِينَ، وإِن كَسَرْتَهَا جُمِعَتْ عَلَى دَماميس مِثْلُ قِيْراطٍ وقَراريطَ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِظُلْمَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ: أَنه سَبْطُ الشَّعرِ كثيرُ خِيلان الْوَجْهِ كأَنه خَرَجَ مِنْ دِيماس ؛ يَعْنِي فِي نَضْرَتِه وَكَثْرَةِ مَاءِ وَجْهِهِ كأَنه خَرَجَ مِنْ كِنٍّ لأَنه قَالَ فِي وَصْفِهِ: كأَنَّ رأْسَه يَقْطُرُ مَاءً. والمُدَمِّسُ والمُدَمَّسُ: السِّجْنُ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بأُمور دُمْسٍ أَي عِظام كأَنه جمعُ دامِسٍ مِثْلُ بازِلٍ وبُزْلٍ. والدُّودَمِسُ: الحيةُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ مُحْرَنْفِشُ الغَلاصِمِ، يُقَالُ يَنْفُخُ نَفخاً فيُحْرِقُ مَا أَصابه، وَالْجَمْعُ دَوْدَمِساتٌ ودَوامِيسُ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: المُدَمَّسُ الَّذِي عَلَيْهِ وَضَرُ العَسَل. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: دَمَسَ الموضعُ ودَسَمَ وسَمَدَ إِذا دَرَسَ. دمحس: الدُّماحِسُ: السيءُ الخُلُق. والدُّماحِسُ: مِثْلُ الدُّحْمُس، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. والدُّحْسُمُ والدُّماحِس: الغليظان. دمقس الدِمَقْسُ والدِمْقاسُ والمِدَقْسُ: الإِبْرَيْسَم وَقِيلَ القَزُّ، وَثَوْبٌ مُدَمْقَسٌ، وَقَالُوا للإِبْرَيْسَمِ: دِمَقْسٌ ودِقَمْسٌ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ قال أَبو عبيدة: الدِمَقْسُ مِنَ الكَتَّانِ، وَقَالَ دِمَقْسٌ ومِدَقْسٌ، مَقْلُوبٌ. غَيْرُهُ: الدِمَقْسُ الدِّيباج، وَيُقَالُ: هُوَ الحرير، ويقال الإِبْرَيْسَمُ دنس: الدَّنَسُ فِي الثِّيَابِ: لَطْخُ الْوَسَخِ وَنَحْوِهِ حَتَّى فِي الأَخلاق، وَالْجَمْعُ أَدْناسٌ. وَقَدْ دَنِسَ يَدْنَسُ دَنَساً، فَهُوَ دَنِسٌ: تَوَسَّخَ. وتَدَنَّسَ: اتَّسَخ، ودَنَّسَه غَيْرُهُ تَدْنِيساً. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: كأَن ثِيَابَهُ لَمْ يَمَسَّها دَنَسٌ ؛ الدَّنَسُ: الوَسَخُ؛ وَرَجُلٌ دَنِسُ المروءَةِ، وَالِاسْمُ الدَّنَسُ. ودَنَّسَ الرجلُ عِرْضَه إِذا فَعَلَ ما يَشِينُه. دنخس: الدَّنْخَسُ: الْجَسِيمُ الشَّدِيدُ اللحم. دنفس: الدُّنافِسُ: السيء الخُلُقِ.

دنقس: الدَّنْقَسَةُ: تَطَأْطؤُ الرأْس؛ وأَنشد: إِذا رَآنِي مِنْ بَعِيدٍ دَنْقسا والدَّنْقَسَةُ: خَفْضُ البَصَر ذُلًّا. ودَنْقَسَ: نَظَرَ وكَسَرَ عَيْنَيْهِ؛ وأَنشد: يُدَنْقِسُ العينَ إِذا مَا نَظَرا أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْعَيْنِ: دَنْقَسَ الرجلُ دَنْقَسَةً، وطَرْفَشَ طَرْفَشَةً إِذا نَظَرَ فَكَسَرَ عَيْنَيْهِ. قَالَ شِمْرٌ: إِنما هُوَ دَنْفَشَ، بِالْفَاءِ وَالشِّينِ. وَرَوَى سَلَمة عَنِ الْفَرَّاءِ: الدَّنْقَشَةُ الفساد، رواه فِي حُرُوفٍ شِينِيَّةٍ مِثْلَ الدَّهْفَشَة والعَكْبَشَة والكَيْبَشَة والحَنبَشة، وَرَوَاهُ بِالْقَافِ، وَرَوَاهُ غَيْرُ الْفَرَّاءِ دَنْقَسَةً، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. ودَنْقَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ: أَفسد، بِالسِّينِ وَالشِّينِ جَمِيعًا. الأُمَوِيُّ: المُدَنْقِس المفسدُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: ورأَيته فِي نُسْخَةٍ دَنْفَشْتُ بَيْنَهُمْ أَفسدت، والمُدَنْفِشُ الْمُفْسِدُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ عندي بالقاف والشين. دهس: اللَّيْثُ: الدُّهْسَةُ لَوْنٌ كَلَوْنِ الرِّمَالِ وأَلوان المعْزى؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مُواصِلًا قُفّاً بلَوْنٍ أَدْهَسا «3» ابْنُ سِيدَهْ: الدُّهْسَةُ لَوْنٌ يَعْلُوهُ أَدنى سَوَادٍ يَكُونُ فِي الرِّمَالِ والمَعَزِ. ورَمْل أَدْهَسُ بَيِّنُ الدَّهَسِ، والدَّهَاسُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يُنبت شَجَرًا وَتَغِيبُ فِيهِ الْقَوَائِمُ؛ وأَنشد: وَفِي الدَّهَاسِ مِضْبَرٌ مُواثمُ وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ لَيِّنٍ سَهْلٍ لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ رَمْلًا وَلَيْسَ بِتُرَابٍ وَلَا طِينٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جَاءَتْ مِنَ البِيضِ زُعْراً، لَا لِباسَ لَهَا ... إِلا الدَّهاسُ، وأُمُّ بَرَّةٌ وأَبُ وَهِيَ الدَّهْسُ. الأَصمعي: الدَّهاسُ كُلُّ لَيِّنٍ جِدًّا، وَقِيلَ: الدَّهْسُ الأَرض السَّهْلة يَثْقُلُ فِيهَا الْمَشْيُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَا يَغْلِبُ عَلَيْهَا لونُ الأَرض وَلَا لونُ النَّبَاتِ وَذَلِكَ فِي أَول نَبَاتِهَا، وَالْجَمْعِ أَدْهاسٌ؛ وَقَدِ ادْهاسَّتِ الأَرضُ. وأَدْهَسَ القومُ: سَارُوا فِي الدَّهْسِ كَمَا يُقَالُ أَوْعَثُوا سَارُوا فِي الوَعْث. أَبو زَيْدٍ: مِنَ المِعْزَى الصَّدْآء، وَهِيَ السَّوْداء المُشْرَبَة حُمْرَةً، والدَّهْساء أَقل مِنْهَا حُمْرَةً، والدَّهْساء مِنَ الضأْن الَّتِي عَلَى لَوْنِ الدَّهْسِ، والدَّهْساءُ مِنَ المَعَزِ كالصَّدْآء إِلا أَنها أَقل مِنْهَا حُمْرة؛ وَقَالَ المُعَلَّى بْنُ جَمال العَبْدي: وجاءتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا، ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ والخِلْعَةُ [الخُلْعَةُ]: خِيَارُ الْمَالِ. ويَصُورُ: يُمِيلُ، وَيُرْوَى: يَصُوعُ أَي يُفَرِّقُ. وعُنُوق: جَمْعَ عَناقٍ. والدَّهْسُ والدَّهاسُ مِثْلُ اللَّبْثِ واللَّباثِ: المكانُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ رَمْلًا، وَلَيْسَ هُوَ بِتُرَابٍ وَلَا طِينٍ، ورمالٌ دُهْسٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْبَلَ مِنَ الحُدَيْبية فنزل دَهاساً مِنَ الأَرض ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ دُرَيْد بنِ الصِّمَّة: لَا حَزْنٌ ضَرِسٌ وَلَا سَهْلٌ دَهِسٌ. وَرَجُلٌ دَهاسُ الخُلُقِ أَي سَهْلُ الخلُق دَمِسُه، وَمَا فِي خُلُقِه دَهاسَةٌ. دهرس: الدّهارِيسُ: الدَّوَاهِي؛ قَالَ المُخَبَّلُ: فإِن أَبْل لاقَيْت الدَّهارِيس مِنْهُمَا، ... فَقَدْ أَفْنَيا النُّعْمانَ، قَبْلُ، وتُبَّعا وَاحِدُهَا دِهْرِسٌ ودُهْرُسٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري لِمَ ثَبَتَتِ الْيَاءُ فِي الدَّهاريس. ابن الأَعرابي:

_ (3). قوله [بلون] في الصحاح: ورملًا.

الدَّراهِيسُ أَيضاً والدَّهْرَسُ الخِفَّةُ. وَنَاقَةٌ ذَاتُ دَهْرَسٍ أَي ذَاتُ خِفَّةٍ وَنَشَاطٍ؛ وأَنشد: ذَاتُ أَزابِيٍّ وَذَاتُ دَهْرَسِ وأَنشد اللَّيْثُ: حَجَّتْ إِلى النَخْلَةِ القُصْوى فقلتُ لَهَا: ... حَجْرٌ حَرامٌ أَلا تِلْكَ الدَّهارِيسُ «1» والدِّهْرِسُ والدُّهْرُسُ جَمِيعًا: الدَّاهِيَةُ كالدَّهْرَس، وَهِيَ الدَّهَارِسُ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: مَعِي ابْنا صَرِيمٍ جازِعانِ كلاهُما، ... وعَرْزَةُ لولاه لَقِينا الدَّهارِسا دهمس: التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعْتُ شَبانَةَ يَقُولُ: هَذَا الأَمر مُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ إِذا كان مستوراً. دَوَسَ: داسَ السيفَ: صَقَلَه. والمِدْوَسَةُ: خَشَبة عَلَيْهَا سِنٌّ يُداسُ بِهَا السَّيْفُ. والمِدْوَسُ: المِصقَلَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَبْيَضَ، كالغَدِيرِ، ثَوَى عَلَيْهِ ... قُيُونٌ بالمَدَاوِسِ نِصْفَ شَهْرِ والمِدْوَسُ: خَشَبَةٌ يُشَدُّ عَلَيْهَا مِسَنٌّ يَدُوسُ بِهَا الصَّيْقَلُ السيفَ حَتَّى يَجْلُوه، وَجَمْعُهُ مَداوِسُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وكأَنما هُوَ مِدْوَسٌ مُتَقَلِّبٌ ... فِي الكفِّ، إِلا أَنه هُوَ أَضْلَعُ وداسَ الرجلُ جَارِيتَهُ إِذا عَلَاهَا وَبَالَغَ فِي جِمَاعِهَا. وداسَ الشَّيْءَ بِرِجْلِهِ يَدُوسُه دَوْساً ودِياساً: وَطِئَه. والدَّوْسُ: الدِّياسُ، وَالْبَقَرُ الَّتِي تَدُوسُ الكُدْسَ هِيَ الدَّوائِس. وداسَ الطعامَ يَدُوسُه دِياساً فانْداسَ هُوَ، وَالْمَوْضِعُ مَداسَةٌ. وداسَ الناسُ الحَبَّ وأَداسُوه: دَرَسُوه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: وَدَائِسٍ ومنَقٍ : الدَّائِسُ الَّذِي يَدُوسُ الطعامَ ويَدُقُّه ليُخْرجَ الحَبَّ مِنْهُ، وَهُوَ الدِّياسُ، وَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الدَّالِ. والدَّوائِس: الْبَقَرُ الْعَوَامِلُ فِي الدَوْس؛ يُقَالُ: قَدْ أَلْقَوا الدَّوائِسَ فِي بَيْدَرهم. والدَّوْسُ: شِدَّةُ وَطْءِ الشَّيْءِ بالأَقدام. وَقَوْلُهُمُ الدَّوَابُّ حَتَّى يَتَفَتَّت كَمَا يَتَفَتَّتُ قَصَبُ السَّنابل فَيَصِيرُ تِبْنًا، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: طَرِيقٌ مَدُوسٌ. وَقَوْلُهُمْ: أَتتهم الخيلُ دَوائِسَ أَي يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والمِدْوَسُ: الَّذِي يُداسُ بِهِ الكُدْسُ يُجرُّ عَلَيْهِ جَرًّا، وَالْخَيْلُ تَدُوسُ القَتْلَى بِحَوَافِرِهَا إِذا وَطِئَتْهُمْ؛ وأَنشد: فداسُوهُمُ دَوْسَ الحَصِيدِ فأَهْمَدُوا أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: فلانٌ دِيسٌ مِنَ الدِّيَسَةِ أَي شُجَاعٌ شَدِيدٌ يَدُوسُ كلَّ مَنْ نَازَلَهُ، وأَصله دِوْسٌ عَلَى فِعْلٍ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا كَمَا قَالُوا رِيحٌ، وأَصله رِوْحٌ. وَيُقَالُ: نَزَلَ العدوُّ بِبَنِي فُلَانٍ فِي الْخَيْلِ فجاسَهُم وحاسَهُم وداسَهم إِذا قَتَلَهُمْ وَتَخَلَّلَ دِيَارَهُمْ وَعَاثَ فِيهِمْ. ودياسُ الكُدْسِ ودِراسُه وَاحِدٌ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: قَدْ أَخذنا فِي الدّوْسِ؛ قَالَ الأَصمعي: الدّوْسُ تَسْوِيَةُ الْحَدِيقَةِ وَتَرْتِيبُهَا، مأْخوذ مِنْ دِيَاسِ السَّيْفِ وَهُوَ صَقْلُه وجِلاؤُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَافِي الحَدِيدَةِ قَدْ أَضرَّ بصَقْلِه ... طُولُ الدِّياسِ، وبَطْنُ طَيْرٍ جائِعِ وَيُقَالُ للحَجَر الَّذِي يُجْلَى بِهِ السيفُ: مِدْوَسٌ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّوْسُ الذُّلُّ. والدُّوْسُ: الصَّقْلة. ودَوْسٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْدِ، مِنْهَا أَبو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِي، رَحْمَةُ اللَّه عليه. دودمس: الدُّودَمِسُ: حَيَّة تَنْفُخُ فتُحْرِق.

_ (1). قوله [وأَنشد الليث أَي لجرير]، وقوله حجت يروى حنت وقوله: حجر يروى بسل، وكل صحيح، والحجر والبسل كالمنع وزناً ومعنى.

فصل الراء

فصل الراء رأس: رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَرْؤُسٌ وآراسٌ عَلَى الْقَلْبِ، ورُؤوس فِي الْكَثِيرِ، وَلَمْ يَقْلِبُوا هَذِهِ، ورؤْسٌ: الأَخيرة عَلَى الْحَذْفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَيَوْمًا إِلى أَهلي، وَيَوْمًا إِليكمُ، ... وَيَوْمًا أَحُطُّ الخَيْلَ مِنْ رُؤْسِ أَجْبالِ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ بَعْضُ عُقَيْل: الْقَافِيَةُ رأْس الْبَيْتِ؛ وَقَوْلُهُ: رؤسُ كَبِيرَيْهِنَّ يَنْتَطِحان أَراد بِالرُّؤْسِ الرأْسين، فَجَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا رأْساً ثُمَّ قَالَ يَنْتَطِحَانِ، فَرَاجِعَ الْمَعْنَى. ورأَسَه يَرْأَسُه رَأْساً: أَصاب رَأْسَه. ورُئِسَ رَأْساً: شَكَا رأْسه. ورَأَسْتُه، فَهُوَ مرؤوسٌ وَرَئِيسٌ إِذا أَصبت رأْسه؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: كأَنَّ سَحِيلَه شَكْوَى رَئيسٍ، ... يُحاذِرُ مِنْ سَرايا واغْتِيالِ يُقَالُ: الرَّئِيسُ هاهنا الذي شُدَّ رأْسه. ورجل مرؤوس: أَصابه البِرْسامُ. التَّهْذِيبُ: وَرَجُلٌ رئيسٌ ومَرْؤُوسٌ، وَهُوَ الَّذِي رَأَسَه السِّرْسامُ فأَصاب رأْسه. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرأْس وَهُوَ صَائِمٌ ؛ قَالَ: هَذَا كِنَايَةٌ عَنِ القُبْلة. وارْتَأَسَ الشيءَ: رَكب رأْسه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ويُعْطِي الفَتَى فِي العَقْلِ أَشْطارَ مالِه، ... وَفِي الحَرْب يَرْتاسُ السِّنانَ فَيَقْتُل أَراد: يَرْتَئِسُ، فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا بدليّاً. الفراء: المُرائِسُ والرَّؤوسُ مِنَ الإِبل الَّذِي لَمْ يَبْقَ لَهُ طِرْقٌ إِلا فِي رأْسه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: ارْتَأَسَني فُلَانٌ واكْتَسَأَني أَي شَغَلَني، وأَصله أَخذ بالرَّقَبة وَخَفَضَهَا إِلى الأَرض، وَمِثْلُهُ ارْتَكَسَني واعْتَكَسني. وَفَحْلٌ أَرْأَسُ: وَهُوَ الضَّخْمُ الرأْس. والرُّؤاسُ والرُّؤاسِيُّ والأَرْأَسُ: الْعَظِيمُ الرأْس، والأُنثى رَأْساءُ؛ وَشَاةٌ رأْساءُ: مُسْوَدَّة الرأْس. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا اسْوَدَّ رأْس الشَّاةِ، فَهِيَ رأْساء، فإِن ابْيَضَّ رأْسها مِنْ بَيْنِ جَسَدِهَا، فَهِيَ رَخْماء ومُخَمَّرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: نَعْجَةٌ رأْساء أَي سَوْدَاءُ الرأْس وَالْوَجْهِ وَسَائِرُهَا أَبيض. غَيْرُهُ: شَاةٌ أَرْأَسُ وَلَا تَقُلْ رؤاسِيٌّ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَشَاةٌ رَئِيسٌ: مُصابة الرأْس، وَالْجَمْعُ رَآسَى بِوَزْنِ رَعاسَى مِثْلُ حَباجَى ورَماثَى. وَرَجُلٌ رَأْآسٌ بوزن رَعَّاسٍ: يبيع الرؤوس، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: رَوَّاسٌ. والرَّائِسُ: رأْسُ الْوَادِي. وَكُلُّ مُشْرِفٍ رائِسٌ. ورَأَسَ السَّيْلُ الغُثَاءَ: جَمَعَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: خَناطيلُ، يَسْتَقرِبْنَ كلَّ قَرارَةٍ ... ومَرْتٍ نَفَتْ عَنْهَا الغُثاءَ الرَّوائِسُ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: إِن السَّيْلَ يَرْأَسُ الْغُثَاءَ، وَهُوَ جَمْعُهُ إِياه ثُمَّ يَحْتَمِلُهُ. والرَّأْسُ: الْقَوْمُ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشَمِ بنِ بَكْرٍ، ... نَدُقُّ به السُّهُولَةَ والخُزونا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أُرى أَنه أَراد الرَّئيسَ لأَنه قَالَ نَدُقُّ بِهِ وَلَمْ يَقُلْ نَدُقُّ بِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَثُرُوا وعَزُّوا: هُمْ رَأْسٌ. ورَأَسَ القومَ يَرْأَسُهم، بِالْفَتْحِ، رَآسَةً وَهُوَ رَئِيسُهُمْ: رَأَسَ عَلَيْهِمْ فَرَأَسَهم وفَضَلهم، ورَأَسَ عَلَيْهِمْ كأَمَر عَلَيْهِمْ، وتَرَأَّسَ عَلَيْهِمْ

كَتَأَمَّرَ، ورَأَّسُوه عَلَى أَنفسهم كأَمَّروه، ورَأَّسْتُه أَنا عَلَيْهِمْ تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هُوَ وارْتَأَسَ عَلَيْهِمْ. قَالَ الأَزهري: ورَوَّسُوه عَلَى أَنفسهم، قَالَ: وَهَكَذَا رأَيته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ رَأَّسوه لَا رَوَّسُوه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ تَرَأَّسْتُ عَلَى الْقَوْمِ وَقَدْ رَأَّسْتُك عَلَيْهِمْ وَهُوَ رَئيسُهم وَهُمُ الرُّؤَساء، والعامَّة تَقُولُ رُيَساء. والرَّئِيس: سَيِّدُ الْقَوْمِ، وَالْجَمْعُ رُؤَساء، وَهُوَ الرَّأْسُ أَيضاً، وَيُقَالُ رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَلْقَ الأَمانَ عَلَى حِياضِ محمدٍ ... ثوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ لَا ذِي تَخافُ وَلَا لِهذا جُرْأَة، ... تُهْدى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقامَ الرَّيِّسُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِلْكُمَيْتِ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيَّ. والثَّوْلاء: النَّعْجَةُ الَّتِي بِهَا ثَوَلٌ. والمُخْرِفَةُ: الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا. وَقَوْلُهُ لَا ذِي: إِشارة إِلى الثَّوْلَاءِ، وَلَا لِهَذَا: إِشارة إِلى الذِّئْبِ أَي لَيْسَ لَهُ جُرأَة عَلَى أَكلها مَعَ شِدَّةِ جُوعِهِ؛ ضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِعَدْلِهِ وإِنصافه وإِخافته الظَّالِمَ وَنُصْرَتِهِ الْمَظْلُومَ حَتَّى إِنه لِيَشْرَبَ الذِّئْبُ وَالشَّاةُ مِنْ مَاءٍ وَاحِدٍ. وَقَوْلُهُ تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ أَي إِذا اسْتَقَامَ رَئِيسُهُمُ الْمُدَبِّرُ لأُمورهم صَلُحَتْ أَحوالهم بِاقْتِدَائِهِمْ بِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زَاحَمَ عليها وأَراجها، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ إِن الرِّياسَة تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بِهَا رأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُهَا؛ وَفُلَانٌ رأَسُ الْقَوْمِ ورَئيس الْقَوْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ؟ رَأَسَ القومَ: صَارَ رئيسَهم ومُقَدَّمَهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: رَأْس الْكُفْرِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، وَيَكُونُ إِشارة إِلى الدَّجَّالِ أَو غَيْرِهِ مِنْ رؤَساء الضَّلَالِ الْخَارِجِينَ بِالْمَشْرِقِ. ورَئيسُ الْكِلَابِ ورائِسها: كَبِيرُهَا الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَص، تَقُولُ: رَائِسُ الْكِلَابِ مثلُ راعِسٍ أَي هُوَ فِي الْكِلَابِ بِمَنْزِلَةِ الرَّئِيسِ فِي الْقَوْمِ. وَكَلْبَةٌ رائِسَة: تأْخذ الصَّيْدَ برأْسه. وكلبة رَؤوس: وَهِيَ الَّتِي تُساوِرُ رأْسَ الصَّيْدِ. وَرَائِسُ النَّهْرِ وَالْوَادِي: أَعلاه مِثْلُ رَائِسِ الْكِلَابِ. ورَوائس الْوَادِي: أَعاليه. وَسَحَابَةٌ مُرائس ورائِس: مُتَقَدِّمَة السَّحَابِ. التَّهْذِيبُ: سَحَابَةٌ رائِسَةٌ وَهِيَ الَّتِي تَقَدَّمُ السحابَ، وَهِيَ الرَّوائِس. وَيُقَالُ: أَعطني رَأْساً مِنْ ثُومٍ. والضَّبُّ رُبَّمَا رَأَسَ الأَفْعَى وَرُبَّمَا ذَنَبها، وَذَلِكَ أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه فَيَخْرُجُ أَحياناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فَيُقَالُ: خَرَجَ مُرَئِّساً، وَرُبَّمَا احْتَرَشَه الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فَيَخْرُجُ مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه مِنْ جُحْرِهِ وَرُبَّمَا ذَنَّبَ. ووَلَدَتْ وَلَدها عَلَى رَأْسٍ واحدٍ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي بعضُهم فِي إِثر بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ وَلَدَتْ ثَلَاثَةَ أَولاد رأْساً عَلَى رأْس أَي وَاحِدًا فِي إِثر آخَرَ. ورَأْسُ عَينٍ ورأْسُ الْعَيْنِ، كِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ المُخَبَّلُ يَهْجُو الزِّبْرِقان حِينَ زَوّجَ هَزَّالًا أُخته خُلَيْدَةَ: وأَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ، بعد ما ... زَعَمْتَ برأْسِ الْعَيْنِ أَنك قاتِلُهْ وأَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إِهابٍ، أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ وَكَانَ هَزَّال قَتَلَ ابْنَ مَيَّة فِي جِوَارِ الزِّبْرِقَانِ وَارْتَحَلَ إِلى رأْس الْعَيْنِ، فَحَلَفَ الزِّبْرِقَانُ لَيَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ إِنه بَعْدَ

ذَلِكَ زَوَّجَهُ أُخته، فَقَالَتِ امرأَة الْمَقْتُولِ تَهْجُو الزِّبْرِقَانَ: تَحَلَّلَ خِزْيَها عَوْفُ بْنُ كعبٍ، ... فَلَيْسَ لخُلْفِها مِنْهُ اعْتِذارُ برأْسِ العينِ قاتِلُ مَنْ أَجَرْتُمْ ... مِنَ الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ فِي يَوْمِ رأْس الْعَيْنِ لسُحَيْم بْنِ وُثَيْلٍ الرِّياحِيِّ: وَهُمْ قَتَلوا عَمِيدَ بَنِي فِراسٍ، ... برأْسِ العينِ فِي الحُجُج الخَوالي وَيُرْوَى أَن الْمُخَبَّلَ خَرَجَ فِي بَعْضِ أَسفاره فَنَزَلَ عَلَى بَيْتِ خُلَيْدَةَ امرأَة هَزَّالٍ فأَضافته وأَكرمته وزَوَّدَتْه، فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الرَّحِيلِ قَالَ: أَخبريني بِاسْمِكِ. فَقَالَتْ: اسْمِي رَهْوٌ، فَقَالَ: بِئْسَ الِاسْمُ الَّذِي سُمِّيتِ بِهِ فَمَنْ سَمَّاكَ بِهِ؟ قَالَتْ لَهُ: أَنت، فقال: وا أَسفاه وا ندماه ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ ضَلَّ حِلْمِي فِي خُلَيْدَةَ ضَلَّةً، ... سَأُعْتِبُ قَوْمي بَعْدَهَا وأَتُوبُ وأَشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللَّهُ، أَنَّني ... كَذَبْتُ عَلَيْهَا، والهِجاءُ كَذُوبُ الْجَوْهَرِيُّ: قَدِمَ فُلَانٌ مِنْ رأْس عَيْنٍ وَهُوَ مَوْضِعٌ، والعامَّة تَقُولُ مِنْ رأْس الْعَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ إِنما يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ مِنْ رأْس عَيْنٍ إِذا كَانَتْ عَيْنًا مِنَ الْعُيُونِ نَكِرَةً، فأَما رأْس عَيْنٍ هَذِهِ الَّتِي فِي الْجَزِيرَةِ فَلَا يُقَالُ فِيهَا إِلا رأْس الْعَيْنِ. ورائِسٌ: جَبَلٌ فِي الْبَحْرِ؛ وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَلّي: وَفِي غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوى ... عُرُوكاً عَلَى رائِسٍ يَقْسِمونا قِيلَ: عَنَى هَذَا الْجَبَلَ. ورائِسٌ ورَئيسٌ مِنْهُمْ، وأَنت عَلَى رأْسِ أَمْرِكَ ورئاسهِ أَي عَلَى شَرَفٍ مِنْهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ أَنت عَلَى رِئاسِ أَمرك أَي أَوله، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ عَلَى رَأْسِ أَمرك. ورِئاسُ السَّيْفِ: مَقْبِضُه وَقِيلَ قَائِمُهُ كأَنه أُخِذَ مِنَ الرأْسِ رِئاسٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وليلةٍ قَدْ جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها ... بصُدْرَةِ العَنْسِ حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفا ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاحي عِنْدَ مَغْرِضِها، ... ومِرْفَقٍ كَرِئاسِ السَّيْفِ إِذ سَشَفَا وَهَذَا الْبَيْتُ الثَّانِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: إِذا اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالصَّوَابُ: ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلَاحِي. والعنْسُ: النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ، وصُدْرَتُها: مَا أَشرف مِنْ أَعلى صَدْرِهَا. والسِّدَفُ هَاهُنَا: الضَّوْءُ. واضْطَغَنْتُ سِلَاحِي: جَعَلْتُهُ تَحْتَ حِضْني. والحِضنُ: مَا دُونُ الإِبطِ إِلى الكَشْحِ، وَيُرْوَى: ثُمَّ احْتَضَنْتُ. والمَغْرِضُ لِلْبَعِيرِ كالمَحْزِم مِنَ الْفَرَسِ، وَهُوَ جَانِبُ الْبَطْنِ مِنْ أَسفل الأَضلاع الَّتِي هِيَ مَوْضِعُ الغُرْضَة. والغُرْضَة للرحْل: بِمَنْزِلَةِ الْحِزَامِ لِلسَّرْجِ. وشَسَفَ أَي ضَمَرَ يَعْنِي المِرْفَق. وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع رِئاساً إِلا هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَوَجَدْنَاهُ فِي المُصَنَّف كَرِيَاسِ السَّيْفِ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، قَالَ: فَلَا أَدري هَلْ هُوَ تخفيف أَم الْكَلِمَةُ مِنَ الْيَاءِ. وَقَوْلُهُمْ: رُمِيَ فُلَانٌ مِنْهُ فِي الرأْس أَي أَعرض عَنْهُ وَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رأْساً وَاسْتَثْقَلَهُ؛ تَقُولُ: رُمِيتُ مِنْكَ فِي الرَّأْسِ عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ أَي سَاءَ رأْيُك فيَّ حَتَّى لَا تَقْدِرَ أَن تَنْظُرَ إِليَّ. وأَعِدْ عَلَيَّ كلامَك مِنْ رَأْسٍ وَمِنَ الرَّأْسِ، وَهِيَ أَقل اللُّغَتَيْنِ وأَباها بَعْضُهُمْ وَقَالَ: لَا تَقُلْ مِنَ الرَّأْسِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ.

وبيتُ رَأْسٍ: اسْمُ قَرْيَةٍ بِالشَّامِ كَانَتْ تُبَاعُ فِيهَا الْخُمُورُ؛ قَالَ حَسَّانٌ: كأَنَّ سَبِيئةً مِنْ بيتِ رَأْسٍ، ... يكونُ مِزاجَها عَسَلٌ وماءُ قَالَ: نُصِبَ مِزَاجُهَا عَلَى أَنه خَبَرُ كَانَ فَجُعِلَ الِاسْمُ نَكِرَةً وَالْخَبَرُ مَعْرِفَةً، وإِنما جَازَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ اسْمَ جِنْسٍ، وَلَوْ كَانَ الْخَبَرُ مَعْرِفَةً مَحْضَةً لَقَبُحَ. وَبَنُو رؤاسٍ: قَبِيلَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَيٌّ مِنَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْهُمُ أَبو جَعْفَرٍ الرُّؤاسِي وأَبو دُؤادٍ الرُّؤاسِي اسْمُهُ يَزِيدُ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُؤاسِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ يَقُولُ فِي الرُّؤاسِي أَحد الْقُرَّاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ: إِنه الرَّواسِي، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَبِالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَوَاسٍ قَبِيلَةٍ مِنْ سُلَيْم وَكَانَ يُنْكِرُ أَن يُقَالَ الرُّؤاسِي، بِالْهَمْزِ، كَمَا يَقُولُهُ الْمُحَدِّثُونَ وغيرهم. ربس: الرَّبْسُ: الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ. يُقَالُ: رَبَسَه رَبْساً ضَرَبَهُ بِيَدَيْهِ. والرَّبِيسُ: الْمَضْرُوبُ أَو المُصابُ بِمَالٍ أَو غَيْرِهِ. والرَّبْسُ مِنْهُ الارْتِباسُ. وارْتَبَسَ العُنْقُودُ: اكْتَنَزَ. وَعُنْقُودٌ مُرْتَبِس: مَعْنَاهُ انهضامُ حَبِّهِ وتداخُلُ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وكَبْش رَبِيسٌ ورَبيز أَي مُكْتَنِزٌ أَعْجَر. والارْتِباسُ: الِاكْتِنَازُ فِي اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ. وَمَالٌ رِبْسٌ [رَبْسٌ]: كَثِيرٌ. وأَمر رَبْسٌ: مُنْكَرٌ. وَجَاءَ بأُمُور رُبْسٍ: يَعْنِي الدَّوَاهِيَ كَدُبْس، بِالرَّاءِ وَالدَّالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا جَاءَ إِلى قُرَيْشٍ فَقَالَ: إِن أَهل خَيْبَرَ أَسروا مُحَمَّدًا وَيُرِيدُونَ أَن يُرْسِلُوا بِهِ إِلى قَوْمِهِ لِيَقْتُلُوهُ فَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يُرْبِسُون بِهِ العباسَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ الإِرْباس وَهُوَ المُراغَمَة، أَي يُسْمِعُونه مَا يُسْخطه ويَغِيظُه، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ جَاءَ بأُمور رُبْسٍ أَي سُود، يَعْنِي يأْتونه بِدَاهِيَةٍ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ الرَّبِيس وَهُوَ الْمُصَابُ بِمَالٍ أَو غَيْرِهِ أَي يُصِيبُونَ الْعَبَّاسَ بِمَا يَسُوءُه. وَجَاءَ بِمَالٍ رَبْسٍ [رِبْسٍ] أَي كَثِيرٍ. وَرَجُلٌ رَبِيسٌ: جَلْدٌ مُنْكرٌ دَاهٍ. والرَّبيسُ مِنَ الرِّجَالِ: الشُّجَاعُ وَالدَّاهِيَةُ. يُقَالُ: دَاهِيَةٌ رَبْساء أَي شَدِيدَةٌ؛ قَالَ: ومِثلِي لنُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ وتَرَبَّسَ: طَلَبَ طَلَباً حَثيثاً. وتَرَبَّسْت فُلَانًا أَي طَلَبْتُهُ؛ وأَنشد: تَرَبَّسْتُ فِي تَطْلابِ أَرض ابنِ مالكٍ ... فأَعْجَزَني، والمَرْءُ غيرُ أَصِيلِ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ يَتَرَبَّسُ أَي يَمْشِي مَشْيًا خَفِيًّا؛ وَقَالَ دُكَيْن: فَصَبَحَتْه سَلِقٌ تَبَرْبَسُ أَي تَمْشِي مَشْيًا خَفِيًّا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: جَاءَ فُلَانٌ يَتَبَرْبَسُ إِذا جَاءَ مُتَبَخْتِراً. وارْبَسَّ الرجلُ ارْبِساساً أَي ذَهَبَ فِي الأَرض. وَقِيلَ: ارْبَسَّ إِذا غَذَا فِي الأَرض. وارْبَسَّ أَمرُهم اربِساساً: لُغَةٌ فِي ارْبَثَّ أَي ضَعُفَ حَتَّى تَفَرَّقُوا. ابْنُ الأَعرابي: البِرْباسُ الْبِئْرُ العَمِيقة. ورَبَسَ قِرْبته أَي ملأَها. وأَصل الرَّبْس: الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ. وأُمُّ الرُّبَيْسِ: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ وأَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِيُّ: مِنْ شُعَرَاءِ تَغْلِبَ. رجس: الرِّجْسُ: القَذَرُ، وَقِيلَ: الشَّيْءُ القَذِرُ. ورَجُسَ الشيءُ يَرْجُسُ رَجاسَةً، وإِنه لَرِجْسٌ مَرْجُوس، وكلُّ قَذَر رِجْسٌ. وَرَجُلٌ مَرْجوسٌ

ورِجْسٌ: نِجْسٌ، ورَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ، وَهِيَ الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النِّجْسِ ؛ الرِّجْسُ: الْقَذِرُ، وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ الْحَرَامِ وَالْفِعْلِ الْقَبِيحِ وَالْعَذَابِ وَاللَّعْنَةِ وَالْكُفْرِ، وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الأَول. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا بدأُوا بالرِّجْسِ ثُمَّ أَتبعوه النِّجْسَ، كَسَرُوا الْجِيمَ، وإِذا بدأُوا بِالنِّجْسِ وَلَمْ يَذْكُرُوا مَعَهُ الرِّجْس فَتَحُوا الْجِيمَ وَالنُّونَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: نَهَى أَن يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، وَقَالَ: إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة. والرِّجْس: الْعَذَابُ كالرِّجز. التَّهْذِيبُ: وأَما الرِّجْزُ فَالْعَذَابُ وَالْعَمَلُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلى الْعَذَابِ. والرِّجْسُ فِي الْقُرْآنِ: الْعَذَابُ كالرِّجْز. وَجَاءَ فِي دُعَاءِ الْوَتْرِ: وأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْسَك وَعَذَابَكَ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرِّجْسُ هَاهُنَا بِمَعْنَى الرِّجْزِ، وَهُوَ الْعَذَابُ، قُلِبَتِ الزَّايُ سِينًا، كَمَا قِيلَ الأَسد والأَزد. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ؛ إِنه الْعِقَابُ وَالْغَضَبُ، وَهُوَ مُضَارِعٌ لِقَوْلِهِ الرِّجْزُ، قَالَ: ولعلها لُغَتَانِ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ ؛ الرِّجْسُ: المَأْثَمُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّه الرِّجْسَ، قَالَ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ أَبو جَعْفَرٍ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ ، قَالَ: الرِّجْسُ الشَّكُّ. ابْنُ الأَعرابي: مرَّ بَنَا جَمَاعَةٌ رَجِسُونَ نَجِسُونَ أَي كُفَّار. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الرِّجْسُ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِكُلِّ مَا اسْتُقْذِرَ مِنْ عَمَلٍ فَبَالَغَ اللَّه تَعَالَى فِي ذَمِّ هَذِهِ الأَشياء وَسَمَّاهَا رِجْساً. وَيُقَالُ: رَجُسَ الرجل رَ جَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عَمَلًا قَبِيحًا. والرَّجْسُ، بِالْفَتْحِ: شِدَّةُ الصَّوْتِ، فكأَنَّ الرِّجْسَ الْعَمَلُ الَّذِي يُقْبَحُ ذِكْرُهُ وَيَرْتَفِعُ فِي الْقُبْحِ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ أَي مَأْثَمٌ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّجْسُ، مَصْدَرٌ، صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه. غَيْرُهُ: الرَّجْسُ، بِالْفَتْحِ، الصَّوْتُ الشَّدِيدُ مِنَ الرَّعْدِ وَمِنْ هَدِيرِ الْبَعِيرِ. ورجَسَت السَّمَاءُ تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ، وارتجَسَتْ مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارْتَجَسَ إِيوان كِسْرَى أَي اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ حَرَكَةً سُمِعَ لَهَا صَوْتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ أَحدكم فِي الصَّلَاةِ فَوَجَدَ رِجْساً أَو رِجْزاً فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَو يَجِدَ رِيحًا. ورِجْسُ الشَّيْطَانِ: وَسْوَسَتُه. والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ والارْتِجاسُ: صَوْتُ الشَّيْءِ الْمُخْتَلِطِ الْعَظِيمِ كَالْجَيْشِ وَالسَّيْلِ وَالرَّعْدِ. رَجَسَ يَرْجُسُ رَجْساً، فَهُوَ راجِسٌ ورَجَّاسٌ. وَيُقَالُ: سَحَابٌ وَرَعْدٌ رَجَّاسٌ شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَهَذَا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حَسَنٌ؛ قَالَ: وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا، ... مِنَ السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا يَعْنِي الَّتِي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف مَا عَلَيْهَا. وَبَعِيرٌ رَجَّاس ومِرْجسٌ أَي شَدِيدُ الهَدير. وَنَاقَةٌ رَجْساء الحَنِين: مُتَتَابِعَتُهُ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا، ... تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا، مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا ورَجْسُ الْبَعِيرِ: هَديرُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَهِ وَهُمْ فِي مَرْجُوسَة مِنْ أَمرهم وَفِي مَرْجُوساء أَي

فِي الْتِبَاسٍ وَاخْتِلَاطٍ ودَوَرانٍ؛ وأَنشد: نَحْنُ صَبَحْنا عَسْكَرَ المَرْجُوسِ، ... بذاتِ خالٍ، لَيْلَةَ الخَمِيسِ والمِرْجاسُ: حَجَرٌ يُطْرَحُ فِي جَوْفِ الْبِئْرِ يُقَدَّر بِهِ مَاؤُهَا وَيُعْلَمُ بِهِ قَدْرُ قَعْرِ الْمَاءِ وعُمْقه؛ قَالَهُ ابْنُ سِيدَهْ، وَالْمَعْرُوفُ المِرْداسُ. وأَرْجَسَ الرجلُ: إِذا قدَّر الْمَاءَ بالمِرْجاس. الْجَوْهَرِيُّ: المِرْجاسُ حَجَرٌ يُشَدُّ فِي طرف الحبل ثم يُدْلى فِي الْبِئْرِ فتُمْخَض الحَمْأَة حَتَّى تَثُور ثُمَّ يُسْتقى ذَلِكَ الْمَاءُ فَتُنَقَّى الْبِئْرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رَأَوْا كَريهةً يَرْمُونَ بِي، ... رَمْيَكَ بالمِرْجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوي والنَّرْجِسُ: مِنَ الرَّيَاحِينِ، مُعَرَّبٌ، وَالنُّونُ زَائِدَةً لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فَعْلِلٌ وَفِي الْكَلَامِ نَفْعِل، قَالَهُ أَبو عَلِيٍّ. وَيُقَالُ: النِّرْجِسُ، فإِن سَمَّيْتَ رَجُلًا بنَرْجِس لَمْ تَصْرِفْهُ لأَنه نَفْعِلُ كنَجْلِسُ ونَجْرِس، وَلَيْسَ بِرُبَاعِيٍّ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفر فإِن سَمَّيْتَهُ بِنِرْجِسٍ صَرَفْتَهُ لأَنه عَلَى زِنَةِ فِعْلِلٍ، فَهُوَ رُبَاعِيٌّ كهِجْرِس؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَوْ كَانَ فِي الأَسماء شَيْءٌ عَلَى مِثَالِ فَعلِل لَصَرَفْنَاهُ كَمَا صرفنا نَهْشَلًا لأَن فِي الأَسماء فَعْللًا مِثْلُ جَعْفَرٍ. ردس: رَدَسَ الشيءَ يَرْدُسُه ويَردِسُه رَدْساً: دَكَّه بِشَيْءٍ صُلْبٍ. والمِرْداس: مَا رُدِسَ بِهِ. ورَدَسَ يَرْدِسُ رَدْساً وَهُوَ بأَي شَيْءٍ كَانَ. والمِرْدَسُ والمِرْداسُ: الصَّخْرَةُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْحَجَرِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ فِي الْبِئْرِ لِيُعْلَمَ أَفيها مَاءٌ أَم لَا؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: قَذفَكَ بالمِرْداسِ فِي قَعْرِ الطَّوي وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ رَدَسَه بِالْحَجَرِ أَي ضَرَبَهُ وَرَمَاهُ بِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هُنَاكَ مِرْدانَا مِدَّقٌّ مِرْداسْ أَي داقٌّ. يُقَالُ: رَدَسَه بِحَجَرٍ وندَسَه ورَداه إِذا رَمَاهُ. والرَّدْسُ: دَكُّكَ أَرضاً أَو حَائِطًا أَو مَدَراً بِشَيْءٍ صُلْب عَرِيضٍ يُسَمَّى مِرْدَساً؛ وأَنشد: تَعَمَّدَ الأَعداء حَوْزاً مِرْدَسا ورَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهم [أَرْدِسُهم] رَدْساً إِذا رَمَيْتَهُمْ بِحَجَرٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا أَخوك لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً، ... فارْدُسْ أَخاكَ بعَبْءٍ مثلِ عَتَّابِ يَعْنِي مِثْلَ بَنِي عَتَّاب، وَكَذَلِكَ رادَسْتُ القومَ مُرادسَة. وَرَجُلٌ رِدِّيسٌ، بِالتَّشْدِيدِ، وقولٌ رَدْسٌ: كأَنه يَرْمِي بِهِ خَصْمَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد للعُجَيْرِ السَّلوليّ: بِقَوْلٍ وَراءَ البابِ رَدْسٍ كأَنه ... رَدى الصَّخْرِ، فالمَقْلُوبةُ الصَّيدُ تَسْمَعُ ابْنُ الأَعرابي: الرَّدُوسُ السَّطوحُ المُرَخَّمُ «2»؛ وَقَالَ الطرماح. تَشُقُّ مقمصار الليلِ عَنْهَا، ... إِذا طَرَقَتْ بِمِرْداسٍ رَعُونِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: المِرْداسُ الرأْس لأَنه يُرْدَسُ بِهِ أَي يُرَدُّ بِهِ وَيُدْفَعُ. والرَّعُونُ: الْمُتَحَرِّكُ. يُقَالُ: رَدَسَ برأْسه أَي دَفَعَ بِهِ. ومِرْداسٌ: اسْمٌ؛ وأَما قَوْلُ عَبَّاسُ بْنُ مِرْداسٍ السُّلَمِي:

_ (2). قوله [السطوح المرخم] كذا بالأَصل. وكتب السيد مرتضى بالهامش صوابه: النطوح المرجم، وكتب على قوله: تشق مقمصار، صوابه: تشق مغمضات.

وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حابِسٌ ... يَفُوقانِ مِرْداسَ فِي المَجْمَعِ فَكَانَ الأَخفش يَجْعَلُهُ مِنْ ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وأَنكره المبرِّدُ وَلَمْ يُجَوِّزْ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ تَرْكَ صَرْفِ مَا يَنْصَرِفُ؛ وَقَالَ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: يَفوقانِ شَيْخَيَّ فِي مَجْمَعِ وَيُقَالُ: مَا أَدري أَين رَدَسَ أَي أَين ذَهَبَ. ورَدَسَه رَدْساً كدَرَسَه دَرْساً: ذَلَّلَه. والرَّدْسُ أَيضاً: الضرب. رسس: رَسَّ بَيْنَهُمْ يَرُسُّ رَسّاً: أَصلح، ورَسَسْتُ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: إِن الْمُشْرِكِينَ راسُّونا لِلصُّلْحِ وابتدأُونا فِي ذَلِكَ ؛ هُوَ مِنْ رَسَسْتُ بَيْنَهُمْ أَرُسُّ رَسّاً أَي أَصلحت، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فاتَحُونا، مِنْ قَوْلِهِمْ: بَلَغَنِي رَسٌّ مِنْ خَبَر أَي أَوَّله، وَيُرْوَى: واسَونا، بِالْوَاوِ، أَي اتَّفَقُوا مَعَنَا عَلَيْهِ. وَالْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ هَمْزَةِ الأُسْوةِ. الصِّحَاحُ: الرَّسُّ الإِصلاح بَيْنَ النَّاسِ والإِفسادُ أَيضاً، وَقَدْ رَسَسْتُ بَيْنَهُمْ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والرَّسُّ: ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ. ورَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها واحدٌ: بَدْؤُها وأَوّل مَسّها، وَذَلِكَ إِذا تَمَطَّى المحمومُ مِنْ أَجلها وفَتَرَ جسمهُ وتَخَتَّرَ. الأَصمعي: أَوّل مَا يَجِدُ الإِنسانُ مَسَّ الْحُمَّى قَبْلَ أَن تأْخذه وَتَظْهَرَ فَذَاكَ الرَّسُّ والرَّسِيسُ أَيضاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَخذته الْحُمَّى بِرَسٍّ إِذا ثبت فِي عِظَامِهِ. التَّهْذِيبِ: والرَّسُّ فِي قَوَافِي الشِّعْرِ صَرْفُ الْحَرْفِ الَّذِي بَعْدَ أَلف التأْسيس نَحْوَ حَرَكَةِ عَيْنِ فَاعِلٍ فِي الْقَافِيَةِ كَيْفَمَا تَحَرَّكَتْ حَرَكَتُهَا جَازَتْ وَكَانَتْ رَسّاً للأَلف؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّسُّ فَتْحَةُ الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ حِرَفِ التأْسيس، نَحْوَ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَراته، ... وَلَكِنْ حَدِيثًا، مَا حَدِيثُ الرَّواحِلِ فَفَتْحَةُ الْوَاوِ هِيَ الرَّسِّ وَلَا يَكُونُ إِلا فَتْحَةً وَهِيَ لَازِمَةٌ، قَالَ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ الأَخفش، وَقَدْ دَفَعَ أَبو عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ اعْتِبَارَ حَالِ الرَّسِّ وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ لأَنه لَا يُمْكِنُ أَن يَكُونَ قَبْلَ الأَلف إِلا فَتْحَةٌ فَمَتَى جَاءَتِ الأَلف لَمْ يَكُنْ مِنَ الْفَتْحَةِ بُدٌّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالْقَوْلُ عَلَى صِحَّةِ اعْتِبَارِ هَذِهِ الْفَتْحَةِ وَتَسْمِيَتِهَا إِن أَلف التأْسيس لَمَّا كَانَتْ مُعْتَبَرَةً مُسَمَّاةً، وَكَانَتِ الْفَتْحَةُ دَاعِيَةً إِليها وَمُقْتَضِيَةً لَهَا وَمُفَارِقَةً لِسَائِرِ الْفَتَحَاتِ الَّتِي لَا أَلف بَعْدَهَا نَحْوَ قَوْلٍ وَبَيْعٍ وَكَعْبٍ وَذَرْبٍ وَجَمْلٍ وَحَبْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، خُصَّتْ بِاسْمٍ لِمَا ذَكَرْنَا ولأَنها عَلَى كُلِّ حَالٍ لَازِمَةٌ فِي جَمِيعِ الْقَصِيدَةِ، قَالَ: وَلَا نَعْرِفُ لَازِمًا فِي الْقَافِيَةِ إِلا وَهُوَ مَذْكُورٌ مُسَمًّى، بَلْ إِذا جَازَ أَن نُسَمِّيَ فِي الْقَافِيَةِ مَا لَيْسَ لَازِمًا أَعني الدَّخِيلَ فَمَا هُوَ لَازِمٌ لَا مَحَالَةَ أَجْدَر وأَحْجى بِوُجُوبِ التَّسْمِيَةِ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ نَبَّهَ أَبو الْحَسَنِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْتُهُ مِنْ أَنها لَمَّا كَانَتْ مُتَقَدِّمَةً للأَلف بَعْدَهَا وأَول لَوَازِمٍ لِلْقَافِيَةِ وَمُبْتَدَأَهَا سَمَّاهَا الرَّسَّ، وَذَلِكَ لأَن الرسَّ والرَّسِيسَ أَوّلُ الحُمَّى الَّذِي يُؤْذِنُ بِهَا وَيَدُلُّ عَلَى وُرُودِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الرَّسَّة الساريةُ المُحكمَة. قَالَ أَبو مَالِكٍ: رَسِيسُ الْحُمَّى أَصلها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا غَيَّرَ النّأْيُ المُحِبِّينَ، لَمْ أَجِدْ ... رَسِيسَ الهَوَى مِنْ ذكرِ مَيَّةَ يَبْرَحُ أَي أَثبتَه. والرَّسِيسُ: الشَّيْءُ الثَّابِتُ الَّذِي قَدْ لَزِمَ مَكَانَهُ؛ وأَنشد: رَسِيس الهَوَى مِنْ طُول مَا يَتَذَكَّرُ ورسَّ الْهَوَى فِي قَلْبِهِ والسَّقَمُ فِي جِسْمِهِ رَسّاً ورَسيساً وأَرَسَّ: دَخَلَ وَثَبَتَ. ورسُّ الحُبِّ ورَسِيسُه:

بَقِيَّتُهُ وأَثره. ورَسَّ الحديثَ فِي نَفْسِهِ يَرُسُّه رَسّاً: حَدَّثها بِهِ. وَبَلَغَنِي رَسٌّ مِنْ خَبَرٍ وذَرْءٌ مِنْ خَبَر أَي طَرَفٌ مِنْهُ أَو شَيْءٌ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ. أَتانا رَسٌّ مِنْ خَبَرٍ ورَسِيسٌ مِنْ خَبَرٍ وَهُوَ الْخَبَرُ الَّذِي لَمْ يَصِحَّ. وَهُمْ يَتَراسُّون الْخَبَرَ ويَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ لِلنُّعْمَانِ بْنِ زُرْعة: أَمن أَهل الرَّسِّ والرِهْمَسَةِ أَنت؟ قَالَ: أَهلُ الرَّسِّ هُمُ الَّذِينَ يَبْتَدِئُونَ الْكَذِبَ وَيُوقِعُونَهُ فِي أَفواه النَّاسِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ رَسَّ بَيْنَ الْقَوْمِ أَي أَفسد؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِابْنِ مُقْبل يَذْكُرُ الرِّيحَ ولِينَ هُبوبها: كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا ... شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ، بَلْ هِيَ أَطيَبُ قَالَ: أَراد أَنها لَيِّنَةُ الهُبوب رُخاء. ورَسَّ لَهُ الخَبَر: ذَكَرَهُ لَهُ؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ: هُمَا أَشْركا فِي المَجْدِ مَن لَا أَبا لَهُ ... مِنَ الناسِ، إِلا أَن يُرَسَّ لَهُ ذِكْرُ أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خَفِيًّا. الْمَازِنِيُّ: الرَّسُّ الْعَلَامَةُ، أَرْسَسْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتَ لَهُ عَلَامَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الرَسِيسُ الْعَاقِلُ الفَطِنُ. وَرَسَّ الشيءَ: نَسِيَه لتَقادُم عَهْدِهِ؛ قَالَ: يَا خَيْرَ مَنْ زانَ سُروجَ المَيْسِ، ... قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُ عِنْدَ قَيْسِ، إِذ لَا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ والرّسُّ: الْبِئْرُ الْقَدِيمَةُ أَو المَعْدِنُ، وَالْجَمْعُ رِسَاسٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي: تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّسَاسا ورَسَسْتُ رَسّاً أَي حَفَرْتُ بِئْرًا. والرَّسُّ: بِئْرٌ لِثَمُودَ، وَفِي الصِّحَاحِ: بِئْرٌ كَانَتْ لبَقِيَّة مِنْ ثَمُودَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَصْحابَ الرَّسِّ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يُرْوَى أَن الرَّسَّ دِيَارٌ لِطَائِفَةٍ مِنْ ثَمُودَ، قَالَ: وَيُرْوَى أَن الرَّسَّ قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ يُقَالُ لَهَا فَلْج، وَيُرْوَى أَنهم كَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ ورَسُّوه فِي بِئْرٍ أَي دَسُّوه فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَيُرْوَى أَن الرَّسَّ بِئْرٌ، وكلُّ بِئْرٍ عِنْدَ الْعَرَبِ رَسٌّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: تَنَابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرَّسَاسَا ورُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ. والرسُّ والرّسِيسُ: وَادِيَانِ بنَجْدٍ أَو مَوْضِعَانِ، وَقِيلَ: هُمَا ماءَان فِي بِلَادِ الْعَرَبِ مَعْرُوفَانِ؛ الصِّحَاحُ: والرّسُّ اسْمُ وادٍ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ: بَكَرْن بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ، ... فهُنَّ ووَادي الرَّسِّ كاليَدِ فِي الفَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى لِوَادِي الرَّسِّ، بِاللَّامِ، وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنهن لَا يُجاوزن هَذَا الْوَادِي وَلَا يُخْطِئنه كَمَا لَا تُجَاوِزُ اليدُ الفَمَ وَلَا تُخْطِئُه؛ وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ: لِمَنِ طَللٌ كالوَحْيِ عَفٌّ مَنازِلُه، ... عَفا الرَّسُّ مِنْهَا فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه؟ فَهُوَ اسْمُ مَاءٍ. وَعَاقِلٌ: اسْمُ جَبَلٍ. والرَّسْرَسَة: الرَّصْرصَة، وَهِيَ تَثْبِيتُ الْبَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرض ليَنْهَضَ. ورَسَّسَ البعيرُ: تَمَكَّنَ للنُّهوض وَيُقَالُ: رُسِّسَتْ ورُصِّصَتْ أَي أُثبتت. وَيُرْوَى عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ: إِني لأَسمع الْحَدِيثَ فأُحدِّث بِهِ الخادِمَ أَرُسُّه فِي نَفْسِي. قَالَ الأَصمعي: الرَّسُّ ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها حِينَ تبدأُ، فأَراد إِبراهيم بِقَوْلِهِ أَرُسُّه فِي نَفْسِي أَي أُثبِته، وَقِيلَ أَي أَبتدئ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ ودَرْسِه فِي نَفْسِي وأُحَدِّث بِهِ خَادِمِي أَسْتَذكِرُ بِذَلِكَ الحديثَ. وَفُلَانٌ يَرُسُّ الحديثَ فِي نَفْسِهِ أَي يُحَدِّث بِهِ نَفْسَهُ. ورَسَّ فلانٌ خَبَرَ الْقَوْمِ

إِذا لَقِيَهُمْ وَتَعَرَّفَ أُمورهم. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِنك لَتَرُسُّ أَمراً مَا يَلْتَئِمُ أَي تُثْبِتُ أَمراً مَا يَلْتَئِمُ، وَقِيلَ: كُنْتُ أَرُسُّه فِي نَفْسِي أَي أُعاود ذِكْرَهُ وأُرَدِّدُه، وَلَمْ يُرِدِ ابْتِدَاءَهُ. والرَّسُّ: الْبِئْرُ الْمَطْوِيَّةُ بالحجارة. رطس: الأَزهري: قَالَ ابْنُ دُرَيْد الرَّطْسُ الضربُ بِبَطْنِ الْكَفِّ، قَالَ الأَزهري: لَا أَحفظ الرَّطْسَ لِغَيْرِهِ. وَقَدْ رَطسَه يَرْطُسُه ويَرْطِسُه رَطْساً: ضربه بباطن كفه. رعس: الرَّعْسُ والارْتِعاس: الانْتِفاض، وَقَدْ رَعَسَ، فَهُوَ راعِسٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والمَشْرَفيُّ فِي الأَكُفِّ الرُّعَّسِ، ... بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فِيهِ المُحْتَسِي، بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ وَرُمْحٌ رَعَّاسٌ: شَدِيدُ الِاضْطِرَابِ. وتَرَعَّس: رَجَفَ وَاضْطَرَبَ. وَرُمْحٌ مَرْعُوس ورَعَّاس إِذا كَانَ لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شَدِيدَ الِاضْطِرَابِ. والرَّعْسُ: هَزُّ الرأْس فِي السَّيْرِ. وَنَاقَةٌ راعِسَة: تَهُزُّ رأْسها فِي سَيْرِهَا، وَبَعِيرٌ راعِسٌ ورَعِيسٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَفوَه الأَوْديّ: يَمْشي خِلالَ الإَبْلِ مُسْتَسْلِماً ... فِي قِدِّهِ، مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ والرَّعَسانُ: تَحْرِيكُ الرأْس ورَجَفانهُ مِنَ الكِبَر؛ وأَنشد لنَبْهانَ: سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَلائي أَنني ... أَريبٌ، بأَكْنافِ النَّضِيضِ، حَبَلْبَسُ أَرادوا جَلَائِي يومَ فَيْدَ، وقَرَّبوا ... لِحًى ورُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَسُ وَفِي التَّهْذِيبِ: حَبَلَّسُ، وَقَالَ: الحَبَلَّسُ والحَلْبَسُ والحُلابسُ الشُّجَاعُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ. وَنَاقَةٌ رَعُوسٌ: وَهِيَ الَّتِي قَدْ رَجَف رأَسُها من الكِبَر، وَقِيلَ: تحرَّك رأْسها إِذا عَدَتْ مِنْ نَشاطها. الْفَرَّاءُ: رَعَسْتُ فِي الْمَشْيِ أَرْعَسُ إِذا مَشَيْتُ مَشْيًا ضَعِيفًا مِنْ إِعْياء أَو غَيْرِهِ. والارْتِعاسُ: مثلُ الارتِعاش والارْتِعادِ، يُقَالُ: ارْتَعَسَ رأْسه وارْتَعَشَ إِذا اضْطرب وارْتَعَدَ، وأَرْعَسَه مِثْلُ أَرْعَشَه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ سَيْفًا يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً: يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي، ... خُضُمَّةَ الدَّارِع هَذَّ المُخْتَلي وَيُرْوَى بِالشِّينِ؛ يَقُولُ: يَقْطَعُ وإِن كَانَ الضَّارِبُ مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ. يُذْري أَي يُطِير. والإِرْعاسُ: الارْتِجافُ. والمُؤْتَلي: الَّذِي لَا يَبْلُغُ جُهْدَه. وخُضُمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: معظمُه. والدَّارِعُ: الَّذِي عَلَيْهِ الدِّرْعُ، يَقُولُ: يَقْطَعُ هَذَا السيفُ مُعْظَمَ هَذَا الدَّارِعِ عَلَى أَن يَمِينَ الضَّارِبِ بِهِ تَرْجُف، وَعَلَى أَنه غَيْرُ مُجْتَهِدٍ فِي ضَرْبَتِهِ، وإِنما نُعِتَ السَّيْفُ بِسُرْعَةِ الْقَطْعِ. والمُخْتَلي: الَّذِي يَحْتَشُّ بمِخْلاه، وَهُوَ مِحَشُّه. ورَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً، فَهُوَ راعِسٌ ورَعُوسٌ: هَزَّ رأْسه فِي نَوْمِهِ؛ قَالَ: عَلَوْت حِينَ يَخْضَعُ الرَّعُوسا والمَرْعُوسُ والرَّعِيسُ: الَّذِي يُشدّ مِنْ رِجْلِهِ إِلى رأْسه بِحَبْلٍ حَتَّى لَا يَرْفَعَ رأْسه، وَقَدْ فُسِّرَ بَيْتُ الأَفوه بِهِ. والمِرْعَسُ: الرَّجُلُ الْخَسِيسُ القَشَّاشُ، والقشَّاشُ: الَّذِي يَلْتَقِطُ الطَّعَامَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ المزابل.

رغس: الرَّغْسُ: النَّماء وَالْكَثْرَةُ وَالْخَيْرُ وَالْبَرَكَةُ، وَقَدْ رَغَسَه اللَّه رَغْساً. ووجهٌ مَرْغُوسٌ: طَلْق مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ إِيادَ بنَ الْوَلِيدِ البَجَليّ: دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا، ... دُعاءَ مَنْ لَا يَقْرَعُ النَّاقُوسا، حَتَّى أَراني وَجْهك المَرْغُوسا وأَنشد ثَعْلَبٌ: لَيْسَ بمَحْمُودٍ وَلَا مَرْغُوسِ وَرَجُلٌ مَرْغُوسٌ: مُبَارَكٌ كَثِيرُ الْخَيْرِ مَرْزُوقٌ. ورَغَسَه اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا: أَعطاه مَالًا وَوَلَدًا كَثِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا رَغَسَه اللَّه مَالًا وَوَلَدًا ؛ قَالَ الأُمَويُّ: أَكثر لَهُ مِنْهُمَا وَبَارَكَ لَهُ فِيهِمَا. وَيُقَالُ: رَغَسَهُ اللَّهُ يَرغَسُه رَغْساً إِذا كَانَ مَالُهُ نَامِيًا كَثِيرًا، وَكَذَلِكَ فِي الحَسَب وَغَيْرِهِ. والرَّغْسُ: السَّعَةُ فِي النِّعْمَةِ. وَتَقُولُ: كَانُوا قَلِيلًا فرَغَسَهم اللَّه أَي كَثَّرهم وأَنْماهم، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْحَسَبِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَمْدَحُ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ: أَمامَ رَغْسٍ فِي نِصابٍ رَغْسِ، ... خَلِيفةً ساسَ بِغَيْرِ تَعْسِ وَصَفَهُ بِالْمَصْدَرِ فَلِذَلِكَ نوَّنه. وَالنِّصَابُ: الأَصل. وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الرَّجَزِ أَمامَ، بِالْفَتْحِ، لأَن قَبْلَهُ: حَتَّى احْتَضَرنا بَعْدَ سَيْرٍ حَدْسِ، ... أَمام رَغْسٍ فِي نِصابٍ رَغْسِ، خَلِيفَةً ساسَ بغيرِ فَجْسِ يَمْدَحُ بِهَذَا الرِّجْزِ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ. والفَجْسُ: الِافْتِخَارُ. وامرأَة مَرْغُوسَة: وَلُودٌ. وَشَاةٌ مَرْغُوسَة: كَثِيرَةُ الْوَلَدِ؛ قَالَ: لَهْفي عَلَى شاةِ أَبي السِّباقِ، ... عَتِيقَةٍ مِنْ غَنَمٍ عِتاقِ، مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ مِعْنَاقٌ: تَلِدُ العُنُوقَ، وَهِيَ الإِناث مِنْ أَولاد الْمَعْزِ. والرَّغْسُ: النِّكَاحُ؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. ورَغَسَ الشيءَ: مقلوبٌ عَنْ غَرَسَه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والأَرْغاسُ: الأَغْراسُ الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى الْوَلَدِ، مَقْلُوبٌ عَنْهُ أَيضاً. رفس: الرَّفْسَة: الصَّدْمَة بالرِّجْلِ فِي الصَّدْرِ. ورَفَسَه يَرْفُسُه ويَرْفِسُه رَفْساً: ضَرَبَهُ فِي صَدْرِهِ بِرِجْلِهِ، وَقِيلَ: رَفَسَه بِرِجْلِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِهِ الصَّدْرَ. وَدَابَّةٌ رَفُوسٌ إِذا كَانَ مِنْ شأْنها ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الرِّفاسُ والرَّفِيسُ والرُّفُوسُ، ورَفَسَ اللحمَ وَغَيْرَهُ مِنَ الطَّعَامِ رَفْساً: دَقَّه، وَقِيلَ: كُلُّ دَقٍّ رَفْسٌ، وأَصله فِي الطَّعَامِ. والمِرْفَسُ: الَّذِي يُدَقُّ بِهِ اللحمُ. ركس: الرِّكْسُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، والرِّكْسُ شَبِيهٌ بالرَّجِيع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتيَ برَوْثٍ فِي الِاسْتِنْجَاءِ فَقَالَ: إِنه رِكْسٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرِّكْسُ شَبِيهُ الْمَعْنَى بِالرَّجِيعِ. يُقَالُ: رَكَسْتُ الشَّيْءَ وأَرْكَسْتُه إِذا رَدَدْتَه ورَجَعْتَه، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنه رَكِيس ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اللَّهُمَّ أَركِسْهما فِي الْفِتْنَةِ رَكْساً ؛ والرَّكْسُ: قلبُ الشَّيْءِ عَلَى رأْسه أَو ردُّ أَوله عَلَى آخِرِهِ؛ رَكَسَه يَرْكُسُه رَكْساً، فَهُوَ مَرْكوس ورَكِيسٌ، وأَرْكَسَه فارْتَكَس فِيهِمَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ رَدَّهم إِلى الْكُفْرِ، قَالَ: ورَكَسهم لُغَةٌ. وَيُقَالُ: رَكَسْتُ الشَّيْءَ وأَرْكَسْتُه لُغَتَانِ إِذا رَدَدْتَه. والْارتِكاسُ: الِارْتِدَادُ. وَقَالَ شَمِرٌ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ

الأَعرابي أَنه قَالَ المَنْكُوس والمَرْكُوس المُدْبر عَنْ حَالِهِ. والرَّكْسُ: ردُّ الشَّيْءِ مَقْلُوبًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الفِتَنُ تَرْتَكِسُ بَيْنَ جَرَاثِيمِ الْعَرَبِ أَي تَزْدَحِمُ وَتَتَرَدَّدُ. والرَّكِيسُ أَيضاً: الضَّعِيفُ المُرْتَكِسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وارْتَكَسَتِ الْجَارِيَةُ إِذا طَلَعَ ثَدْيُها، فإِذا اجْتَمَعَ وضَخُمَ فَقَدْ نَهَدَ. والرَّاكِسُ: الْهَادِي، وَهُوَ الثَّوْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي وَسَطِ البَيْدَرِ عِنْدَ الدِّياسِ وَالْبَقْرُ حَوْلَهُ تَدُورُ ويَرْتَكِسُ هُوَ مَكَانَهُ، والأُنثى رَاكِسَةٌ. وإِذا وَقَعَ الإِنسان في أَمر مَا نَجَا مِنْهُ قِيلَ: ارْتَكَسَ فِيهِ. الصِّحَاحُ: ارْتَكَسَ فلانٌ فِي أَمر كَانَ قَدْ نَجَا مِنْهُ. والرَّكُوسِيَّةُ: قَوْمٌ لَهُمْ دِينٌ بَيْنَ النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَنه أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: إِنك مِنْ أَهل دين يقال لهم الرَّكُوسِيَّة ؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: هَذَا مِنْ نَعْتِ النَّصَارَى وَلَا يُعَرَّبُ. والرِّكْسُ، بِالْكَسْرِ: الجِسْرُ؛ وراكِسٌ فِي شِعْرِ النَّابِغَةِ: وعِيدُ أَبي قابُوسَ فِي غيرِ كُنْهه ... أَتاني، وَدُونِي راكِسٌ فالضَّواجِعُ اسْمُ وَادٍ. وَقَوْلُهُ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ أَي لَمْ أَكن فَعَلْتُ مَا يُوجِبُ غَضَبَهُ عليَّ فَجَاءَ وَعِيدُهُ فِي غَيْرِ حَقِيقَةٍ أَي عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ أَذنبته. وَالضَّوَاجِعُ: جَمْعُ ضَاجِعَةٍ، وَهُوَ مُنْحَنَى الْوَادِي ومُنْعَطَفُه. رمس: الرَّمْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيُّ. ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً: طَمَسَ أَثَرَه. ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً، فَهُوَ مَرْموس ورَمِيسٌ: دَفَنَهُ وسَوَّى عَلَيْهِ الأَرضَ. وكلُّ مَا هِيلَ عَلَيْهِ التُّرَابُ، فَقَدْ رُمِسَ؛ وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عَلَيْهِ الترابُ، فَهُوَ مَرْمُوس؛ قَالَ لقِيطُ بنُ زُرارَةَ: يَا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ، ... إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ، أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِيسُ؟ ... لَا بَلْ تَمِيسُ، إِنها عَرُوسُ وأَما قَوْلُ البُرَيْقِ: ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فِيهِ ... أَوَارِيّاً رَوامِسَ والغُبارا قَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ وَقَدِ يَكُونُ عَلَى وَضْعِ فَاعِلٍ مَكَانَ مَفْعُولٍ إِذ لَا يُعرف رَمَسَ الشيءُ نَفْسُه. ابْنُ شُمَيْل: الرَّوامِسُ الطَّيْرُ الَّذِي يَطِيرُ بِاللَّيْلِ، قَالَ: وَكُلُّ دَابَّةٍ تَخْرُجُ بِاللَّيْلِ، فَهِيَ رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كَمَا يُرْمَسُ الْمَيِّتُ، قال؛ إِذا كَانَ الْقَبْرُ مُدَرَّماً مَعَ الأَرض، فَهُوَ رَمْس، أَي مُسْتَوِيًا مَعَ وَجْهِ الأَرض، وإِذا رُفِعَ الْقَبْرُ فِي السَّمَاءِ عَنْ وَجْهِ الأَرض لَا يُقَالُ لَهُ رَمْسٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مغَفَّل: ارْمُسُوا قَبْرِي رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض وَلَا تَجْعَلُوهُ مُسَنَّماً مُرْتَفِعًا. وأَصلُ الرَّمْسِ: السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ. وَيُقَالُ لِمَا يُحْثَى مِنَ التُّرَابِ عَلَى الْقَبْرِ: رَمْسٌ. وَالْقَبْرُ نفسُه: رَمْسٌ؛ قَالَ: وَبَيْنَمَا المرءُ فِي الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ، ... إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَراد: إِذا هُوَ تُرَابٌ قَدْ دُفِنَ فِيهِ وَالرِّيَاحُ تُطَيِّره. وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي حَدِيثٍ أَنه قَالَ: إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ فِي الْمَاءِ أَجزأَه ذَلِكَ مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: ارْتَمس فِي الْمَاءِ إِذا انْغَمَسَ فِيهِ حَتَّى يَغِيبَ رأْسه وجميعُ جَسَدِهِ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة وَهُمَا مُحْرِمان أَي أَدخلا

رؤوسهما فِي الْمَاءِ حَتَّى يُغَطِّيَهُمَا، وَهُوَ كالغَمْس، بِالْغَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ بِالرَّاءِ أَن لَا يُطِيلَ اللُّبْثَ فِي الْمَاءِ، وَبَالِغِينَ أَن يُطِيلَهُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الصَّائِمُ يَرْتَمِس وَلَا يَغْتَمِسُ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّمْسُ الْقَبْرُ، وَالْجَمْعُ أَرْماسٌ ورُمُوس؛ قَالَ الحُطَيْئَةُ: جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله، ... وغادَرُوه مُقِيماً بَيْنَ أَرْماسِ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لعُقَيْل بْنِ عُلَّفَةَ: وأَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلِ، وَقَدْ أَرى ... أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ ابْنُ الأَعرابي: الرَّامُوسُ الْقَبْرُ، والمَرْمَسُ: مَوْضِعُ الْقَبْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِخَفْضٍ مَرْمَسي، أَو فِي يَفاعٍ، ... تُصَوِّتُ هامَتي فِي رَأْسِ قَبْري ورَمَسْناه بالتُّرْب: كَبَسْناه. والرَّمْسُ: التُّرْبُ تَرْمُس بِهِ الريحُ الأَثَر. ورَمْسُ الْقَبْرِ: مَا حُثِيَ عَلَيْهِ. وَقَدْ رَمَسْناه بِالتُّرَابِ. والرَّمْسُ تَحْمِلُهُ الرِّيحُ فَتَرْمُس بِهِ الْآثَارَ أَي تُعَفِّيها. ورمَسْتُ الْمَيِّتَ وأَرْمَسْته: دَفَنْتُهُ. ورَمَسُوا قَبْرَ فُلَانٍ إِذا كَتَمُوهُ وسَوَّوْه مَعَ الأَرض. والرَّمْسُ: تُرَابُ الْقَبْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّوامِسُ والرَّامِساتُ الرِّيَاحُ الزَّافِياتُ الَّتِي تَنْقُلُ التُّرَابَ مِنْ بَلَدٍ إِلى آخَرَ وَبَيْنَهَا الأَيام، وَرُبَّمَا غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بِتُرَابِ أَرض أُخرى. والرَّوامِسُ الرِّيَاحُ الَّتِي تُثِيرُ التُّرَابَ وَتَدْفِنُ الْآثَارَ. ورَمَسَ عَلَيْهِ الخبرَ رَمْساً: لَوَاهُ وَكَتَمَهُ. الأَصمعي: إِذا كَتَمَ الرجلُ الخَبَرَ القومَ قَالَ: دَمَسْتُ عَلَيْهِمُ الأَمرَ ورَمَسْته. ورَمَسْتُ الحديثَ: أَخفيته وَكَتَمْتُهُ. وَوَقَعُوا فِي مَرْمُوسة مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ رامِس، بِكَسْرِ الْمِيمِ، مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ مُحَارِبٍ كَتَبَ بِهِ رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ. رمحس: الأَزهري: أَبو عَمْرٍو الحُمارِسُ والرُّماحِسُ والفُداحِسُ، كلُّ ذَلِكَ: مِنْ نَعْتِ الْجَرِيءِ الشُّجَاعِ، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا صحيحة. رهس: رَهَسَه يَرْهَسُه رَهْساً: وَطِئَه وَطْأً شَدِيدًا. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تَرَكْتُ الْقَوْمَ قَدِ ارْتَهَسُوا وارْتَهَشُوا. وَفِي حَدِيثِ عُبَادةَ: وجَراثِيمُ العربِ تَرْتَهِسُ أَي تَضْطَرِبُ فِي الْفِتْنَةِ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، أَي تَصْطَكُّ قَبَائِلُهُمْ فِي الْفِتَنِ. يُقَالُ: ارْتَهَسَ النَّاسُ إِذا وَقَعَتْ فِيهِمُ الْحَرْبُ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي الْمَعْنَى، وَيُرْوَى: تَرْتَكِسُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّينَ: عظُمَتْ بُطُونُنَا وارْتَهَسَتْ أَعْضادُنا أَي اضْطَرَبَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالسِّينِ وَالشِّينِ، وارْتَهَسَتْ رِجلا الدَّابَّةِ وارْتَهَشَتْ إِذا اصْطَكَّتا وَضَرَبَ بَعْضُهُمَا بَعْضًا. قَالَ: وَقَالَ شُجاع ارْتَكَسَ القومُ وارْتَهَسوا إِذا ازْدَحَمُوا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وعُنُقاً عَرْداً ورأْساً مِرْأَسا، ... مُضَبَّرَ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا عَضْباً إِذا دِماغُه تَرَهَّسا، ... وحَكَّ أَنْياباً وخُضْراً فُؤُسا تَرَهَّسَ أَي تَمَخَّضَ وتحركَ. فُؤُسٌ: قِطَعٌ مِنَ الفَأْسِ، فُعُلٌ مِنْهُ. حَكَّ أَنياباً أَي صَرَّفَها. وخُضْراً يَعْنِي أَضراساً قَدْ قَدُمَتْ فاخضرت.

رهمس: رَهْسَمَ الخَبَرَ: أَتى مِنْهُ بطَرَفٍ وَلَمْ يُفْصِح بِجَمِيعِهِ. ورَهْمَسَه: مثلُ رَهْسَمَه. والرَّهْمَسَة أَيضاً: السِّرارُ؛ وأُتيَ الحجاجُ بِرَجُلٍ فَقَالَ: أَمِن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَة أَنت؟ كأَنه أَراد المُسارَّةَ فِي إِثارة الْفِتْنَةِ وَشَقِّ الْعَصَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. تَرَهْسَمَ وتَرَهْمَسَ إِذا سارَّ وساوَرَ. قَالَ شَبانَةُ: أَمرٌ مُرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ أَي مستور. روس: رَاسَ رَوْساً: تَبَخْتَر، وَالْيَاءُ أَعلى. وراسَ السَّيْلُ الغُثاءَ: جَمَعَهُ وحَمَلَه. ورَوائِس الأَودية: أَعاليها، مِنْ ذَلِكَ. والرَّوائِسُ: المتقدِّمة مِنَ السَّحَابِ. والرَّوْسُ: الْعَيْبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والرَّوْسُ: كَثْرَةُ الأَكل. وراسَ يَرُوسُ رَوْساً إِذا أَكل وجَوَّد. التَّهْذِيبُ: الرَّوْسُ الأَكل الْكَثِيرُ. ورَواسُ: قَبِيلَةٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ ورَوْسُ بْنُ عادِيَة بِنْتِ قَزَعَةَ الزُّبَيْرية تَقُولُ فِيهِ عادِيَةُ أُمُّه: أَشْبَهَ رَوْسٌ نَفَراً كِراما، ... كَانُوا الذُّرَى والأَنْفَ والسَّناما، كَانُوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما وَبَنُو رُواسٍ: بَطْنٌ. وأَبو دؤَادٍ الرُواسِيُّ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رُواس بنِ كلابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ يَقُولُ فِي الرّواسِي أَحد الْقُرَّاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ: إِنه الرَّواسِي، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَبِالْوَاوِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ، مَنْسُوبٌ إِلى رَواس قَبِيلَةٍ مِنْ سُلَيْمٍ، وَكَانَ يُنْكِرُ أَن يُقَالَ الرُّؤَاسي، بِالْهَمْزِ، كَمَا يقوله المحدِّثون وغيرهم. روذس: لَهَا فِي الْحَدِيثِ ذِكْرٌ، وَهِيَ اسْمُ جَزِيرَةٍ بأَرض الرُّومِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهَا فَقِيلَ: بِضَمِّ الرَّاءِ وَكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَقِيلَ: بِفَتْحِهَا، وَقِيلَ: بِشِينٍ معجمة. ريس: راسَ يَريسُ رَيْساً ورَيَساناً: تَبَخْتر، يَكُونُ للإِنسان والأَسد. والرِيْسُ: التَّبَخْتُرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْد الطَّائِيِّ وَاسْمُهُ حَرْمَلَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ: فَبَاتُوا يُدْلِجون، وباتَ يَسري ... بَصيرٌ بالدُّجى، هادٍ هَمُوسُ إِلى أَن عَرَّسوا وأَغَبَّ عَنْهُمْ ... قَرِيبًا، مَا يُحَسُّ لَهُ حَسِيسُ فَلَمَّا أَن رآهمْ قَدْ تَدانَوْا، ... أَتاهُمْ بَيْنَ أَرْحلِهِم يَريسُ الإِدْلاجُ: سَيْرُ اللَّيْلِ كُلِّهِ. والادِّلاجُ: السَّيْرُ مِنْ آخِرِهِ؛ وَصَفَ رَكْباً يَسِيرُونَ والأَسَدُ يَتْبَعُهُمْ لِيَنْتَهِزَ فِيهِمْ فُرْصَة. وَقَوْلُهُ بَصِيرٌ بِالدُّجَى أَي يَدْرِي كَيْفَ يَمْشِي بِاللَّيْلِ. وَالْهَادِي: الدَّلِيلُ. وَالْهُمُوسُ: الَّذِي لَا يُسْمَعُ مَشْيُهُ. وَعَرَّسُوا: نَزَلُوا عَنْ رَوَاحِلِهِمْ وَنَامُوا. وأَغَبَّ عَنْهُمْ: قَصَّر فِي سَيْرِهِ. وَلَا يُحَسُّ لَهُ حَسِيسٌ: لَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ. ورِياسٌ: فَحْلٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ للطِّرِمَّاحِ: كَغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه ... فُرُعٌ بَيْنَ رِياسٍ وَحَامِ وَذَكَرَ الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى رأْس وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: الغَرِيُّ النُّصُبُ الَّذِي دُمِّيَ مِنَ النُّسُك، وَالْحَامِي الَّذِي حَمى ظَهْرَهُ؛ قَالَ: والرِّياسُ تُشَقُّ أُنوفُها عِنْدَ الغَرِيِّ فَيَكُونُ لَبَنُهَا لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. ويقال رَيِّسٌ مثلُ قَيِّم بِمَعْنَى رئيسٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُهُ فِي رأَس. ورَيْسانُ: اسمٌ. ريباس: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ شَمِرٌ لَا أَعرف للرِّيباسِ والكمأَى اسْمًا عَرَبِيًّا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والطُّرْثُوثُ لَيْسَ بالرِّيباس الَّذِي عِنْدَنَا.

فصل السين المهملة

فصل السين المهملة سجس: السَّجَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَاءُ الْمُتَغَيِّرُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَاءٌ سَجَسٌ وسَجِسٌ وسَجِيسٌ كَدِرٌ مُتَغَيِّرٌ، وَقَدْ سَجِسَ الْمَاءُ، بِالْكَسْرِ؛ وَقِيلَ: سُجِّسَ الْمَاءُ فَهُوَ مُسَجَّسٌ وسَجِيسٌ أُفسد وثُوِّرَ. وسَجَّسَ المَنْهَلُ: أَنْتَنَ ماؤُه وأَجَنَ، وسَجَّسَ الإِبطُ والعِطْفُ كَذَلِكَ؛ قَالَ: كأَنهم، إِذْ سَجَّسَ العَطُوفُ، ... مِيسَنَةٌ أَبَنَّها خَرِيفُ وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ سَجِيسَ اللَّيَالِي أَي آخِرَها، وَكَذَلِكَ لَا آتِيكَ سَجِيسَ الأَوْجَسِ. وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي الدَّهْرَ كُلَّهُ؛ وأَنشد: فأَقْسَمْتُ لَا آتِي ابنَ ضَمْرَةَ طَائِعًا، ... سَجيسَ عُجَيْسٍ مَا أَبانَ لِسَانِي وَفِي حَدِيثِ الْمَوْلِدِ: وَلَا تَضُرُّوه فِي يَقَظَةٍ وَلَا مَنام ، سَجِيسَ اللَّيَالِي والأَيام، أَي أَبداً؛ وَقَالَ الشَّنْفَرى: هُنالِكَ لَا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّني، ... سَجِيسَ الليالي مُبْسَلًا بالحَرائِر وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَاءِ الرَّاكِدِ سَجِيسٌ لأَنه آخِرُ مَا يَبْقَى. والسَّاجِسِيَّة: ضأْنٌ حُمْرٌ؛ قَالَ أَبو عَارِمٍ الكِلابي: فالعِذقُ مِثْلُ السَّاجِسِيِّ الحِفْضاج الْحِفْضَاجُ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ وَالْخَاصِرَتَيْنِ. وَكَبْشٌ ساجِسيٌّ إِذا كَانَ أَبيض الصُّوفِ فَحِيلًا كَرِيمًا؛ وأَنشد: كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا، ... بَيْنَ صَبِيَّيْ لَحْيه، مُجَرْفَسا والسَّاجِسِيَّةُ: غَنَمٌ بِالْجَزِيرَةِ لربيعةِ الفَرَسِ. والقِهاد: الغَنَم الحجازية. سدس: سِتَّةٌ وسِتٌّ: أَصلهما سِدْسَة وسِدسٌ، قَلَبُوا السِّينَ الأَخيرة تَاءً لِتَقْرُبَ مِنَ الدَّالِ الَّتِي قَبْلَهَا، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ كَمَا أَن السِّينَ مَهْمُوسَةٌ فَصَارَ التَّقْدِيرُ سِدْتٌ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الدَّالُ وَالتَّاءُ وَتَقَارَبَتَا فِي الْمَخْرِجِ أَبدلوا الدَّالَ تَاءً لِتُوَافِقَهَا فِي الْهَمْسِ، ثُمَّ أُدغمت التَّاءُ فِي التَّاءِ فَصَارَتْ سِتّ كَمَا ترَى، فَالتَّغْيِيرُ الأَول لِلتَّقْرِيبِ مِنْ غَيْرِ إِدغام، وَالثَّانِي للإِدغام. وسِتُّونَ: مِنَ العَشَرات مُشْتَقٌّ مِنْهُ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وُلِدَ لَهُ سِتُّون «3» عَامًا أَي وُلِدَ لَهُ الأَولاد. والسُّدْسُ والسُّدُسُ: جزءٌ مِنْ سِتَّةٍ، وَالْجَمْعُ أَسْداسٌ. وسَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم، بِالضَّمِّ، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. وسَدَسَهُم يَسدِسُهم، بِالْكَسْرِ: صَارَ لَهُمْ سَادِسًا. وأَسْدَسُوا: صَارُوا سِتَّةً. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ للسُّدُسِ: سَدِيس، كَمَا يُقَالُ للعُشْرِ عَشِيرٌ. والمُسَدَّسُ مِنَ العَروض: الَّذِي يُبْنى عَلَى سِتَّةِ أَجزاء. والسِّدْسُ، بِالْكَسْرِ: مِنَ الوِرْدِ بَعْدَ الخِمْس، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ سِتَّةِ أَيام وَخَمْسِ لَيَالٍ، وَالْجُمَعُ أَسداس. الْجَوْهَرِيُّ: والسِّدْسُ مِنَ الوِرْدِ فِي أَظماء الإِبل أَن تَنْقَطِعَ خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ. وَقَدْ أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً. وَشَاةً سَدِيس أَي أَتت عَلَيْهَا السَّنَةُ السَّادِسَةُ. والسَّدِيس: السِّنُّ الَّتِي بعد الرَّباعِيَة. والسَّدِيسُ: والسَدَسُ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ: المُلْقِي سَدِيسَه، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَجَمْعُ السَدِيس سُدُسٌ مِثْلَ رَغِيفٍ ورُغُف، قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء لأَنه مُنَاسِبٌ لِلِاسْمِ لأَن الْهَاءَ تَدْخُلُ فِي مُؤَنَّثِهِ. قَالَ غَيْرُهُ: وَجَمْعُ السَّدَسِ سُدْسٌ مَثَلُ أَسَد وأُسْدٍ؛ قَالَ مَنْصُورُ ابن مِسْجاح يَذْكُرُ دِيَةً أُخذت مِنَ الإِبل متخَيَّرة كَمَا

_ (3). قوله [ولد له ستون إلخ] كذا بالأَصل.

يَتخيرها المُصَدِّقُ: فطافَ كَمَا طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها ... يُخَيَّرُ مِنْهَا فِي البوازِل والسُّدْسِ وَقَدْ أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بَعْدَ الرَّباعِيَةِ، وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ. وَفِي حَدِيثُ العَلاء بْنِ الحَضْرَمِي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وسلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثُمَّ ثَنِيّاً ثُمَّ رَباعِياً ثُمَّ سَدِيساً ثم بازلًا ؛ قال عُمَرُ: فَمَا بَعْدَ البُزُول إِلا النُّقْصَانَ. السَّدِيسُ مِنَ الإِبل: مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَذَلِكَ إِذا أَلقى السِّنَّ الَّتِي بَعْدَ الرَّباعِيَة. والسَّدَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: السِّنُّ قَبْلَ الْبَازِلِ، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ لأَن الإِناث فِي الأَسنان كُلُّهَا بِالْهَاءِ، إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ. وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لُغَةٌ فِي سجِيس. وإِزارٌ سَدِيس وسُداسِيٌّ. والسدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، وَفِي الصِّحَاحِ: سُدُوسٌ، بِغَيْرِ تَعْرِيفٍ، وَقِيلَ: هُوَ الأَخْضَرُ مِنْهَا؛ قَالَ الأَفْوَه الأَوْدِي: والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ، ... مِنْ دونهِ، لَوْنًا كَلَوْنِ السُّدُوس الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ السَّدُوسُ، بِالْفَتْحِ، الطَّيْلَسانُ. شِمْرٌ: يُقَالُ لِكُلِّ ثَوْبٍ أَخضر: سَدُوسٌ وسُدُوسٌ. وسُدُوسٌ، بِالضَّمِّ: اسْمَ رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّي: الَّذِي حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ قَوْلِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: هَذَا مِنْ أَغلاط الأَصمعي الْمَشْهُورَةِ، وَزَعَمَ أَن الأَمر بِالْعَكْسِ مما قال وهو أَن سَدُوس، بِالْفَتْحِ، اسْمُ الرَّجُلِ، وَبِالضَّمِّ، اسْمُ الطَّيْلَسَانِ، وَذَكَرَ أَن سَدُوسَ، بِالْفَتْحِ، يقع في موضعين: أَحدها سُدُوسُ الَّذِي فِي تَمِيمٍ وربيعة وَغَيْرِهِمَا، وَالثَّانِي فِي سَعْدِ بْنِ نَبْهانَ لَا غَيْرَ. وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: وَفِي تَمِيمٍ سَدُوسُ بْنُ دَارِمِ بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَفِي رَبِيعَةَ سَدُوسُ بْنِ ثعلبةَ بْنِ عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فَكُلُّ سَدُوسٍ فِي الْعَرَبِ، فَهُوَ مَفْتُوحُ السِّينِ إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بْنِ أَبي عُبَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَضْر بْنِ سَعْدِ بْنِ نَبْهان فِي طَيِّءٍ فإِنه بِضَمِّهَا. قَالَ أَبو أُسامة: السَّدُوسُ، بِالْفَتْحِ، الطَّيْلَسَانُ الأَخضر. والسُّدُوسُ، بِالضَّمِّ، النِّيلَجُ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: سَدُوس الَّذِي فِي شَيْبَانَ، بِالْفَتْحِ، وَشَاهِدُهُ قَوْلُ الأَخطل: وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها، ... فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ وأَما سُدُوسُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ فِي طَيِّءٍ لَا غَيْرَ. والسُّدُوس: النِّيلَنْجُ، وَيُقَالُ: النِّيلَج وَهُوَ النِّيل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مَنابته مثلُ السُّدوسِ، ولونُه ... كَلَوْنِ السَّيالِ، وَهْوَ عذبٌ يَفِيص «1» قَالَ شِمْرٌ: سَمِعْتُهُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي بِضَمِّ السِّينِ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو بِفَتْحِ السِّينِ، وَرُوِيَ بَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ: إِذا مَا كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ ... ببيْتٍ مثلِ بيتِ بَنِي سَدُوسِ بِفَتْحِ السِّينِ، أَراد خالد بن سدوس النَّبْهَانِيَّ. ابْنُ سِيدَهْ: وسَدُوسُ وسُدُوس قبيلتان، سَدُوسُ فِي بَنِي ذُهْل بْنِ شيبان، بالفتح، وسُدُوس، بِالضَّمِّ، فِي طيِء؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَكُونُ لِلْقَبِيلَةِ وَالْحَيِّ، فإِن قُلْتَ وَلَدُ سَدوسٍ كَذَا أَو مِنْ بَنِي سَدُوس، فَهُوَ للأَب خَاصَّةً؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: بَنِي سَدوسٍ زَتِّتوا بَناتِكُمْ، ... إِنَّ فَتَاةَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ

_ (1). قوله [كلون السيال] أَنشده في ف ي ص: كشوك السيال.

وَالرِّوَايَةُ: بَنِي تَمِيمٍ زَهْنِعوا فَتَاتَكُمْ، وَهُوَ أَوفق لِقَوْلِهِ فَتَاةَ الْحَيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: سَدُوس، بِالْفَتْحِ، أَبو قَبِيلَةَ؛ وَقَوْلُ يَزِيدَ بْنِ حَذَّاقٍ العَبْدي: وداوَيْتُها حَتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً، ... كأَنَّ عَلَيْهَا سُنْدُساً وسُدُوسا السُّدُوس: هُوَ الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ انتهى. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَةٍ شَتَتَ مِنْ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ أَشياء. سرس: السَّريس: الكَيِّسُ الْحَافِظُ لِمَا فِي يَدِهِ، وَمَا أَسْرَسَه، وَلَا فِعْلَ لَهُ وإِنما هُوَ مِنْ بَابِ أَحْنَكُ الشاتَيْن. والسَّريسُ: الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ العِنِّينُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لأَبي زُبيد الطَّائِيِّ: أَفي حَقٍّ مُواساتي أَخاكُمْ ... بِمَالِي، ثُمَّ يَظلِمُني السَّرِيسُ؟ قَالَ: هُوَ العِنِّين. وَقَدْ سَرِسَ إِذا عُنَّ، وَقِيلَ: السَّرِيسُ هُوَ الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ، وَالْجَمْعُ سُرَساءُ، وَفِي لُغَةِ طيِءٍ: السَّرِيس الضَّعِيفُ. وَقَدْ سَرِسَ إِذا سَاءَ خُلُقُه وسَرِسَ إِذا عَقَل وحَزَمَ بَعْدَ جَهْلٍ. وفَحْلٌ سَرِسٌ وسَريسٌ بَيِّنُ السَّرَس إِذا كَانَ لَا يُلقِحُ. سرجس: مارُ سَرْجِس: موضعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَقِيتُمْ بالجَزيرَة خَيْلَ قَيْسٍ، ... فقلتُمْ: مارَ سَرْجِسَ لَا قِتالا تَقُولُ: هَذِهِ مارُ سَرْجِسَ ودخلْت مارَ سَرْجِسَ وَمَرَّرَتْ بمارِ سَرْجِسَ، وسَرْجِسُ فِي كُلِّ ذلك غير منصرف. سلس: شَيْءٌ سَلِسٌ: لَيّنٌ سَهْلٌ. ورجلٌ سَلِسٌ أَي لَيِّنٌ مُنْقَادٌ بَيِّنُ السَّلَسِ والسَّلاسَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: سَلِسَ سَلَساً وسَلاسَة وسُلُوساً فَهُوَ سَلِسٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ممكورَةٌ غَرْثى الوِشاحِ السَّالِسِ، ... تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِسِ وسَلِسَ المُهْرُ إِذا انْقَادَ. والسَّلْسُ، بِالتَّسْكِينِ: الْخَيْطُ يُنْظَمُ فِيهِ الخَرَزُ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: الخَرَزُ الأَبيضُ الَّذِي تلبَسُه الإِماء، وَجَمْعُهُ سُلُوسٌ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ مُسْلِمٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّول: وَلَقَدْ لَهَوتُ، وكلُّ شَيْءٍ هالِكٌ، ... بنَقاةِ جَيْبِ الدِّرْعِ غيرِ عَبُوسِ ويَزينُها فِي النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ، ... وقَلائدٌ مِنْ حُبْلَةٍ وسُلُوسِ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّقَاةُ النَّقِيَّةُ، يُرِيدُ أَن الْمَوْضِعُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الْجَيْبُ مِنْهَا نَقِيٌّ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ أَن ثَوْبَهَا نَقِيٌّ وأَنها لَيْسَتْ بِصَاحِبَةِ مَهْنَةٍ وَلَا خِدْمَة، وَقَدْ يُعَبِّرُونَ بِالْجَيْبِ عَنِ الْقَلْبِ لأَنه يَكُونُ عَلَيْهِ كَمَا يُعَبِّرُونَ بمعْقِد الإِزار عَنِ الْفَرْجِ، فَيُقَالُ: هُوَ طَيِّبُ مَعْقِدِ الإِزار، يُرِيدُ الْفَرْجَ، وَهُوَ نَقيُّ الجَيْب أَي الْقَلْبِ أَي هُوَ نَقِيٌّ مِنْ غِشٍّ وحِقْد. وَالْوَاضِحُ: الَّذِي يَبْرُق. وَالدِّرْعُ: قَمِيصُ المرأَة؛ وَقَالَ المُعَطِّلُ الْهُذَلِيُّ: لَمْ يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، ... وأَفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارد سِهَامًا يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وأَراد بِقَوْلِهِ مُسَلَّسٌ مُسَلْسَلٌ أَي فيه مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْدِ. والسُّلُوس: الخُمُر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَدْ مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا، ... كأَنَّ فِيهِ عُجُزاً جُلُوسا،

شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا شَبَّهَهَا وَقَدْ أَكلت الحَمْض فَابْيَضَّتْ وُجُوهُهَا ورؤوسها بعُجُزٍ قَدْ أَلقين الخُمُر. وَشَرَابٌ سَلِسٌ: لَيِّنُ الِانْحِدَارِ. وسَلِسَ بولُ الرَّجُلِ إِذا لَمْ يتهيأْ لَهُ أَن يُمْسِكَهُ. وَفُلَانٌ سَلِسُ الْبَوْلِ إِذا كَانَ لَا يَسْتَمْسِكُهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ قَلِق، فَهُوَ سَلِسٌ. وأَسْلَسَت النخلةُ فَهِيَ مُسْلِسٌ إِذا تَنَاثَرَ بُسْرُها. وأَسْلَسَتِ الناقةُ إِذا أَخرجت الْوَلَدَ قَبْلَ تَمَامِ أَيامه، فَهِيَ مُسْلِسٌ. والسَّلِسَةُ: عُشْبَة قَرِيبَةُ الشَّبَهِ بالنَّصِيِّ وإِذا جَفَّتْ كَانَ لَهَا سَفاً يَتَطَايَرُ إِذا حُرِّكَت كَالسِّهَامِ يَرْتَدُّ فِي الْعُيُونِ وَالْمَنَاخِرِ، وَكَثِيرًا مَا يُعْمِي السَّائِمَةُ. والسُّلاسُ: ذَهَابُ الْعَقْلِ، وَقَدْ سُلِسَ سَلَساً وسَلْساً؛ الْمَصْدَرَانِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرَجُلٌ مَسْلُوس: ذَاهِبُ الْعَقْلِ وَالْبَدَنِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَسْلُوسُ الذَّاهِبُ الْعَقْلِ غَيْرُهُ: المَسْلُوسُ الْمُجْنُونُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشَمَقْ وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ مَسْلُوسٌ فِي عَقْلِهِ فإِذا أَصابه ذَلِكَ فِي بدنه فهو مَهْلُوسٌ. سلعس: سَلَعُوسُ، بِفَتْحِ اللَّامِ: بلدة. سنبس: الْجَوْهَرِيُّ: سِنْبِسُ أَبو حَيّ من طَيِء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى يَصِفُ صَائِدًا أَرسل كِلَابَهُ عَلَى الصَّيْدِ: فصَبَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِي، ... يُشَلِّي ضِراءً بإِيسادِها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْقَانِصُ الصَّائِدُ. يُشَلِّي: يَدْعُو. والضَّراء: جَمْعُ ضِرْوٍ، وَهُوَ الْكَلْبُ الضَّارِي بالصيد. والإِيسادُ: الإِغْراءُ. سندس: الْجَوْهَرِيُّ فِي الثُّلَاثِيِّ: السُّنْدُسُ البُزْيُون؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِيَزِيدَ بْنِ حَذَّاق العَبْدِيّ: أَلا هَلْ أَتاها أَنَّ شِكَّةَ حَازِمٍ ... لَدَيَّ، وأَني قَدْ صَنَعْتُ الشَّمُوسا؟ وداويْتُها حَتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً، ... كأَن عَلَيْهَا سُنْدُساً وسُدُوسا الشَّمُوس: فَرَسُهُ وصُنْعُه لَهَا: تَضْمِيرُه إِياها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ دَاوَيْتُهَا بِمَعْنَى ضمَّرتها. وَقَوْلُهُ حَبَشِيَّة يُرِيدُ حَبَشِيَّةَ اللَّوْنِ فِي سَوَادِهَا، وَلِهَذَا جَعَلَهَا كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً، وَهُوَ الطَّيْلَسان الأَخضر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عنه، بجُبَّةِ سُنْدُسٍ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي السُّنْدُسِ: إِنه رَقيق الدِّيباج ورَفيعُه، وَفِي تَفْسِيرِ الإِسْتَبْرَقِ: إِنه غَلِيظُ الدِّيبَاجِ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ اللَّيْثُ: السُّنْدُسُ ضَرْبٌ مِنَ البُزْيون يُتَّخَذُ مِنَ المِرْعِزَّى وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَهل اللُّغَةِ فِيهِمَا أَنهما مُعْرَبَانِ، وَقِيلَ: السُّنْدُس ضرب من البُرود. سوس: السُّوسُ والسَّاسُ: لُغَتَانِ، وَهُمَا العُثَّة الَّتِي تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَالطَّعَامِ. الْكِسَائِيُّ: سَاسَ الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ؛ وأَنشد لزُرارة بْنُ صَعْب بْنِ دَهْرٍ، ودَهْرٌ: بطنٌ مِنْ كِلَابٍ، وَكَانَ زُرارةُ خَرَجَ مَعَ الْعَامِرِيَّةِ فِي سَفَرٍ يَمْتارون مِنَ اليَمامة، فَلَمَّا امْتَارُوا وصَدَروا جَعَلَ زُرارةُ بْنُ صَعْب يأْخذه بطنُه فَكَانَ يَتَخَلَّفُ خَلْفَ الْقَوْمِ فَقَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: لَقَدْ رأَيتُ رَجُلًا دُهْرِيَّا، ... يَمْشِي وَراء الْقَوْمِ سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيَّا تُرِيدُ أَنه قَدِ امتلأَ بَطْنُهُ وَصَارَ كأَنه مُضْطَغِنٌ

صَبِيًّا مِنْ ضِخَمِه، وَقِيلَ: هُوَ الْجَاعِلُ الشَّيْءَ عَلَى بَطْنِهِ يَضُمُّ عَلَيْهِ يَدَه الْيُسْرَى؛ فأَجابها زُرارة: قَدْ أَطْعَمَتْني دَقَلًا حَوْلِيَّا، ... مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا الدقَلُ: ضَرْبٌ رَديءٌ مِنَ التَّمْرِ. وحَجْرِيَّا: يُرِيدُ أَنه مَنْسُوبٌ إِلى حَجْر الْيَمَامَةِ، وَهُوَ قَصَبَتُهَا. ابْنُ سِيدَهْ: السُّوس العُثُّ، وَهُوَ الدُّودُ الَّذِي يأْكل الحبَّ، وَاحِدَتُهُ سُوسة، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَكُلُّ آكلِ شَيْءٍ، فَهُوَ سُوسُه، دُودًا كَانَ أَو غَيْرَهُ والسَّوْس، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، سَوْساً إِذا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ، وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّسَ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ، ... غُروبَ لَا ساسٍ وَلَا مُثَلَّمِ والمُفَصَّم: المُكَسَّر. والساسُ: الَّذِي قَدِ ائتكَل، وأَصله سائسٌ، وَهُوَ مِثْلُ هَائِرٍ وهارٍ وصائفٍ وصافٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: صَافِي النُّحاسِ لَمْ يُوَشَّغْ بالكَدَرْ، ... وَلَمْ يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ ساسُ النَّخَرِ أَي أَكل النَّخَرِ. يُقَالُ: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً. وطعامٌ وأَرْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة. وساسَت الشَّاةُ تَساسُ سَوساً وإِساسَةً، وَهِيَ مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها. وأَساسَتْ مِثْلَهُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ. أَبو زَيْدٍ: الساسُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ وَلَا ثَقِيلٍ، القادحُ فِي السِّنِ. والسَّوَسُ: مَصْدَرُ الأَسْوَس، وَهُوَ داءٌ يَكُونُ فِي عَجُزِ الدَّابَّةَ بَيْنَ الْوَرِكِ والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابْنُ شُمَيْلٍ: السُّواسُ دَاءٌ يأْخذ الْخَيْلَ فِي أَعناقها فيُيَبِّسُها حَتَّى تَمُوتَ. ابْنُ سِيدَهْ: والسَّوَسُ دَاءٌ فِي عَجُز الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ الدَّابَّةَ فِي قَوَائِمِهَا. والسَّوْسُ: الرِّياسَةُ، يُقَالُ سَاسُوهُمْ سَوْساً، وإِذا رَأَّسُوه قِيلَ: سَوَّسُوه وأَساسوه. وسَاس الأَمرَ سِياسةً: قَامَ بِهِ، وَرَجُلٌ ساسٌ مِنْ قَوْمٍ سَاسَةٍ وسُوَّاس؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: سادَة قَادَةٌ لِكُلِّ جَمِيعٍ، ... ساسَة لِلرِّجَالِ يومَ القِتالِ وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم. وَيُقَالُ: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بَنِي فُلَانٍ أَي كُلِّف سِياستهم. الْجَوْهَرِيُّ: سُسْتُ الرَّعِيَّةَ سِياسَة. وسُوِّسَ الرجلُ أُمور النَّاسِ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ وَيُرْوَى قَوْلُ الْحَطِيئَةِ: لَقَدْ سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حَتَّى ... تركتهُم أَدقَّ مِنَ الطَّحِين وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سُوِّسْت خطأٌ. وَفُلَانٌ مُجَرَّبٌ قَدْ ساسَ وسِيسَ عَلَيْهِ أَي أَمَرَ وأُمِرَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ بَنُو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياؤهم أَي تَتَوَلَّى أُمورَهم كَمَا يَفْعَلُ الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة. والسِّياسةُ: القيامُ عَلَى الشَّيْءِ بِمَا يُصْلِحه. والسياسةُ: فِعْلُ السَّائِسِ. يُقَالُ: هُوَ يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قَامَ عَلَيْهَا وراضَها، وَالْوَالِي يَسُوسُ رَعِيَّتَه. أَبو زَيْدٍ: سَوَّسَ فلانٌ لِفُلَانٍ أَمراً فَرَكِبَهُ كَمَا يَقُولُ سَوَّلَ لَهُ وزَيَّنَ لَهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَوَّسَ لَهُ أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه. والسُّوسُ: الأَصل. والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يُقَالُ: الْفَصَاحَةُ مِنْ سُوسِه. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْكَرَمُ مِنْ سُوسِه أَي مِنْ طَبْعِهِ. وَفُلَانٌ مِنْ سُوسِ

صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي مِنْ أَصل صدْق. وسَوْ يَكُونُ وسَوْ يَفْعَلُ: يُرِيدُونَ سَوْفَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْفَاءُ مزيدة فيها ثُمَّ تُحْذَفُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، وَقَدْ زَعَمُوا أَن قَوْلَهُمْ سأَفعل مِمَّا يُرِيدُونَ بِهِ سَوْفَ نَفْعَلُ فَحَذَفُوا لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِياه، فَهَذَا أَشذ مِنْ قَوْلِهِمْ سَوْ نَفْعَلُ. والسُّوسُ: حَشيشة تُشْبِهُ القَتَّ؛ ابْنُ سِيدَهْ: السُّوسُ شَجَرٌ يُنْبِتُ وَرَقًا فِي غَيْرِ أَفنان؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ؛ هُوَ شَجَرٌ يُغْمَى بِهِ الْبُيُوتُ وَيُدْخَلُ عَصِيرُهُ فِي «2» ... ، وَفِي عُرُوقِهِ حَلَاوَةٌ شَدِيدَةٌ، وَفِي فُرُوعِهِ مَرَارَةٌ، وَهُوَ بِبِلَادِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. والسَّوَاسُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ سَواسَة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّواسُ مِنَ الْعِضَاهِ وَهُوَ شَبِيهٌ بالمَرْخ لَهُ سَنِفَةٌ مِثْلُ سَنِفَة المَرْخ وَلَيْسَ لَهُ شَوْكٌ وَلَا وَرَقٌ، يَطُولُ فِي السَّمَاءِ ويُستظل تَحْتَهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: هِيَ السَّواسِي، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فسأَلته عَنْهَا، فَقَالَ: السَّواسِي والمَرْخُ والمَنْجُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ مُتَشَابِهَةٌ، وَهِيَ أَفضل مَا اتُّخِذَ مِنْهُ زَنْدٌ يُقْتَدَحُ بِهِ وَلَا يَصْلِدُ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاح: وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى، ... لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ وَالْوَاحِدَةُ: سَواسَة. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، وأَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قِطَعٌ مِنْ سَواسِ سَلْمَى، وَهِيَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي جَبَلِ سَلْمَى. وَقَوْلُهُ لِمَعْفُورِ الضَّبَا أَراد أَن الزَّنْدَةَ شَجَرَةٌ إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فِيهَا أَخرجت شَيْئًا أَسود فَيَنْعَفِرُ فِي التُّرَابِ وَلَا يَرِي، لأَنه لَا نَارَ فِيهِ، فَهُوَ الْوَلَدُ الْمَعْفُورُ النَّارَ فَذَلِكَ الْجَنِينُ الضَّرِمُ، وَذَكَرَ مَعْفُورَ الضَّبَا لأَنه نَسَبَهُ إِلى أَبيه، وَهُوَ الزَّنْدُ الأَعلى. وسَوَاسُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وإِنَّ امْرأً أَمسى، ودُونَ حَبيبهِ ... سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ، لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بَعْدَ اقْتِرابِه، ... ومَعْذُورَةٌ عَيَّنَّاهُ بالهَمَلانِ سيس: ابْنُ الأَعرابي: سَاسَاهُ إِذا عَيَّرَه. والسِّيساءُ مِنَ الحِمارِ أَو البَغْل: الظَّهْرُ، وَمِنَ الْفَرَسِ: الْحَارِكُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، وَجَمْعُهَا سيَاسِي. الْجَوْهَرِيُّ: السِّيساء مُنْتَظَمُ فَقار الظَّهْرِ، والسِّيساء، فِعْلاء مُلحق بسِرْداحٍ؛ قَالَ الأَخطل وَاسْمُهُ غِياثُ بْنُ عَوْف: لَقَدْ حَمَلَتْ قَيْسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبُنا ... عَلَى يابِسِ السِّيساءِ، مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ يَقُولُ: حَمَلْناهم عَلَى مَرْكَبٍ صَعْبٍ كَسِيسَاءِ الْحِمَارِ أَي حَمَلناهم عَلَى مَا لَا يَثْبُتُ عَلَى مِثْلِهِ وَفِي الْحَدِيثِ: حَمَلَتْنا العربُ عَلَى سِيسائها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سِيسَاءُ الظَّهْرِ مِنَ الدَّوَابِّ مُجْتَمَعُ وَسَطِه، وَهُوَ مَوْضِعُ الرُّكُوبِ، أَي حَمَلَتْنَا عَلَى ظَهْرِ الْحَرْبِ وَحَارَبَتْنَا. الأَصمعي: السِّيساءُ مِنَ الظَّهْر والسِّبساءَةُ المُنْقادة مِنَ الأَرض المُسْتَدِقَّةُ. وَقَالَ: السِّيساءُ قُرْدُودَةُ الظَّهْر، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ مِنَ الحِمار وَالْبَغْلِ المِنْسَجُ. ابْنُ شُميل: يُقَالُ هَؤُلَاءِ بَنُو ساسَا للسُّؤَّال. وساسانُ: اسْمُ كِسْرَى، وأَبو ساسانَ: مِنْ كُناهُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ أَنُوساسان. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَبو ساسانَ كُنْيَةُ كِسْرَى، وَهُوَ أَعجمي، وَكَانَ الحُصين بْنُ الْمُنْذِرِ يُكَنَّى بِهَذِهِ الْكُنْيَةِ أَيضاً.

_ (2). كذا بياض بالأَصل، ولعل محله في الأَدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار

فصل الشين المعجمة

فصل الشين المعجمة شأس: مَكَانٌ شَئِسٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَكَانٌ شَأْسٌ مِثْلُ شأْزٍ: خَشِن مِنَ الْحِجَارَةِ وَقِيلَ غَلِيظٌ؛ قَالَ: عَلَى طريقٍ ذي كُؤُودٍ شاسِ، ... يَضُرُّ بالمُوَقَّحِ المِرْداسِ خَفَّفَ الْهَمْزَ كَقَوْلِهِمْ كَاسٍ في كأْس، والجمع شُؤُوسٌ. وَقَدْ شَئِسَ شَأْساً، فَهُوَ شَئِسٌ. وشأْسٌ جَأْسٌ: عَلَى الإِتباع. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: شَئِسَ مكانُنا شَأْساً وشَئِزَ شَأَزاً إِذا غَلُظَ واشتدَّ وصَلُبَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ لِلْمَكَانِ الغليظ شاسٌ وشازٌ، ويقال مَقْلُوبًا مكانٌ شاسِئٌ وجاسئٌ غَلِيظٌ، وأَمْكِنَة شُوسٌ مِثْلُ جَوْنٍ وجُونٍ ووَرْدٍ ووُرْد. وشَئِسَ الرجلُ شَأَساً: قَلِقَ مِنْ مَرَض أَو غَمٍّ؛ وشَأْسٌ: أَخو عَلْقَمَةَ الشَّاعِرِ، قَالَ فِيهِ يُخَاطِبُ الْمَلِكَ: وَفِي كلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنْعمَةٍ، ... فَحُقَّ لِشأْسٍ مِنْ نَداكَ ذَنُوبُ فَقَالَ: نَعَمْ وأَذْنِبَةٌ، فأَطلقه وَكَانَ قد حبسه. شبرس: شِبْرِسُ وشَبارِسُ: دُوَيْبَّة زَعَمُوا؛ وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ هَذَا الْبِنَاءُ للواحد. شحس: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني بَعْضُ أَعراب عُمانَ قَالَ: الشَحْسُ مِنْ شَجَرِ جِبَالِنَا وَهُوَ مِثْلُ العُتمِ وَلَكِنَّهُ أَطول مِنْهُ وَلَا تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ لِصَلَابَتِهِ، فإِن الْحَدِيدَ يَكِلُّ عَنْهُ، وَلَوْ صُنِعَتْ مِنْهُ القسِيُّ لم تُؤَاتِ النَّزْعَ. شخس: الشَخْسُ: الِاضْطِرَابُ وَالِاخْتِلَافُ. والشَّخيس: الْمُخَالِفُ لِمَا يؤْمر بِهِ؛ قَالَ رؤْبة: يَعْدِلُ عَنِّي الجَدِلَ الشَّخِيسا وأَمر شَخيسٌ: مُتَفَرِّقٌ. وشاخَسَ أَمْرُ الْقَوْمِ: اخْتَلَفَ. وتَشاخَسَ مَا بَيْنَهُمْ: تَبَاعَدَ وَفَسَدَ. وَضَرَبَهُ فتَشاخَسَ قِحْفا رأْسه: تَبَايَنَا وَاخْتَلَفَا، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي الإِبهام؛ قَالَ: تَشاخَسَ إِبهاماكَ إِن كُنْتَ كاذِباً، ... وَلَا بَرِثا مِنْ دَاحِسٍ وكُناعِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الإِناء؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَرْطاةَ بْنِ سُهَيَّة: وَنَحْنُ كَصَدْعِ العُسِّ إِن يُعْطَ شاعِباً ... يَدَعْهُ، وَفِيهِ عَيْبُه مُتَشاخِسُ أَي مُتَبَاعِدٌ فَاسِدٌ، وإِن أُصلح فَهُوَ مُتَمَايِلٌ لَا يَسْتَوِي. وَكَلَامٌ مُتَشاخِسٌ أَي مُتَفَاوِتٌ. وتَشاخَسَتْ أَسنانه: اخْتَلَفَتْ إِما فِطْرَةً وإِما عَرَضاً. وشاخَسَ الدهرُ فَاهُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ وَعِلًا، وَفِي التَّهْذِيبِ يَصِفُ العَيْرَ: وشاخَسَ فَاهَ الدَّهْرُ حَتَّى كأَنه ... مُنَمِّسُ ثيرانِ الكَريصِ الضَّوائن ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُ خَالَفَ بَيْنَ أَسنانه مِنَ الكِبَر فَبَعْضُهَا طَوِيلٌ وَبَعْضُهَا مُعْوَج وَبَعْضُهَا مُتَكَسِّرٌ. وَالضَّوَائِنُ: الْبَيْضُ. قَالَ: والشُّخاسُ والشاخِسَة فِي الأَسنان، وَقِيلَ: الشُّخاسُ فِي الْفَمِ أَن يَمِيلَ بَعْضُ الأَسنان وَيَسْقُطَ بَعْضٌ مِنَ الهَرَم. والمُتَشاخِسُ: الْمُتَمَايِلُ. وَضَرَبَهُ فتَشاخَسَ رأَسُه أَي مَالَ. والشَّخْسُ: فَتْحُ الْحِمَارِ فَمَهُ عِنْدَ التشاؤب أَو الكَرْفِ. وشاخَسَ الكلبُ فَاهَ: فَتَحَهُ؛ قَالَ: مُشاخِساً طَوْراً، وطَوراً خَائِفًا، ... وتارَةً يَلْتَهِسُ الطَّفاطِفا وتَشاخَسَ صَدْعُ القَدَح إِذا تَبايَنَ فَبَقِيَ غَيْرَ مُلْتَئِمِ.

وَيُقَالُ للشَّعَّاب: قَدْ شاخَسْتَ. أَبو سَعِيدٍ: أَشْخَصْتُ لَهُ في المنطق وأَشْخَسْتُ وذلك إِذا تَجَهَّمْتَه. شرس: أَبو زَيْدٍ: الشَّرِسُ السَّيءُ الخُلُق. وَرَجُلٌ شَرِسٌ وشَريسٌ وأَشْرَسُ: عَسِرُ الخُلُق شَدِيدُ الْخِلَافِ، وَقَدْ شَرِسَ شَرَساً. وَفِيهِ شِراسٌ، وَرَجُلٌ شَرِسُ الخُلق بَيِّنُ الشَّرَسِ والشَّراسَةِ، وشَرِسَتْ نفْسُه شَرَساً وشَرُسَتْ شَراسةً، فَهِيَ شَرِيسَة؛ قَالَ: فَرُحْتُ، وَلِي نَفْسانِ: نَفْسٌ شَرِيسَةٌ، ... ونَفْسٌ تَعَنَّاها الفِراقُ جَزوعُ والشِّراسُ: شدَّة المُشارَسَةِ فِي مُعَامَلَةِ النَّاسِ. وَتَقُولُ: رَجُلٌ أَشْرَسُ ذُو شِراسٍ وَنَاقَةٌ شريسَة ذَاتُ شِراسٍ وَذَاتُ شَريس. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَعْديكرب: هُمْ أَعظمنا خَمِيساً وأَشدّنا شَريساً أَي شَراسةً؛ وَقَدْ شَرِسَ يَشْرَسُ، فَهُوَ شَرِسٌ، وَقَوْمٌ فِيهِمْ شَرَسٌ وشَريسٌ وشَراسَة أَي نُفُور وسُوء خُلق. وشارَسه مُشارَسَة وشِراساً: عاسَره وشاكَسَه. وَنَاقَةٌ شَريسَة: بَيِّنة الشِّراس سَيِّئَةُ الْخُلُقِ. وإِنه لَذُو شَريس أَي عُسْرٍ؛ قَالَ: قَدْ علمَتْ عَمْرَةُ بالغَمِيسِ ... أَنَّ أَبا المِسْوارِ ذُو شَريسِ وتَشارَسَ القومُ: تَعادَوْا. ابْنُ الأَعرابي: شَرِسَ الإِنسانُ إِذا تحبَّبَ إِلى النَّاسِ. والشَّرْسُ: شِدَّةُ وَعْكِ الشَّيْءِ، شَرَسَه يَشْرُسُه شَرْساً وشَرَسَ الحمارُ آتُنَه يَشْرُسُها شَرْساً: أَمَرَّ لَحْيَيه وَنَحْوَ ذَلِكَ عَلَى ظُهُورِهَا. اللَّيْثُ: الشَّرْسُ شِبه الدَّعْكِ للشيءِ كَمَا يَشْرُسُ الحمارُ ظهورَ الْعَانَةِ بلَحْيَيْه؛ وأَنشد: قَدّاً بأَنْيابٍ وشَرْساً أَشْرَسا وَمَكَانٌ شَراسٌ: صُلْبٌ خَشِنُ المَسِّ. الْجَوْهَرِيُّ: مَكَانٌ شَرْسٌ أَي غَلِيظٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا أُنِيخَتْ بمكانٍ شَرْسِ، ... خَوَّتْ عَلَى مُسْتَوِياتٍ خَمْسِ، كِرْكِرَةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده عَلَى التَّذْكِيرِ لأَنه يَصِفُ جَمَلًا: إِذا أُنيخ بِمَكَانٍ شَرْسِ، ... خَوَّى عَلَى مُسْتَوَياتٍ خَمْسِ وَقَبْلَهُ بأَبيات: كأَنه مِنْ طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ، يُنْحَتُ مِنْ أَقْطارِه بفَأْسِ قَوْلُهُ خَوَّى: يُرِيدُ بَرَكَ مُتَجَافِيًا عَلَى الأَرض فِي بُروكه لضُمْرِه وعِظَمِ ثَفِناتِه، وَهِيَ مَا وَلِيَ الأَرضَ مِنْ قَوَائِمِهِ إِذا بَرَكَ. والكِرْكِرَةُ: مَا وَليَ الأَرضَ مِنْ صَدْرِهِ. والجَذْعُ: الْحَبْسُ عَلَى غَيْرِ عَلَفٍ. والعَفْسُ: الإِذالةُ. والرَّمَلانُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ. وأَرض شَرْساء وشَراسِ، على فَعالِ مثال قَطامِ: خَشِنَة غَلِيظَةٌ، نَعْتُ الأَرض وَاجِبٌ كَالِاسْمِ. أَبو زَيْدٍ: الشَّراسَة شِدَّةُ أَكل الْمَاشِيَةِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَرَسَتِ الماشيةُ تَشْرُسُ شَراسَةً اشْتَدَّ أَكلُها. وإِنه لَشَرِيسُ الأَكل أَي شَدِيدُهُ. والشَّريسُ: نَبْتٌ بَشِع الطَّعْمِ، وَقِيلَ: كلُّ بَشِعِ الطَّعْمِ شَريسٌ. والشِّرْسُ، بِالْكَسْرِ: عِضاهُ الجبَل وَلَهُ شَوْكٌ أَصفر، وَقِيلَ: هُوَ مَا صَغُرَ مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ كالشُّبْرُمِ والحاجِ، وَقِيلَ: الشِّرْسُ مَا رَقَّ شَوْكُهُ، ونباتُه الهُجُول والصَّحارَى وَلَا يَنْبُتُ فِي الجَرَعِ وَلَا قِيعَانِ الأَوْدية، وَقِيلَ: الشِّرْسُ شَجَرٌ

صِغَارٌ لَهُ شَوْكٌ، وَقِيلَ: الشِّرْسُ حَمْلُ نَبْت مَّا. وأَشْرَسَ القومُ: رَعَتْ إِبلهم الشِّرْسَ. وَبَنُو فُلَانٍ مُشْرِسُون أَي تَرْعَى إِبلهم الشِّرْسَ. وأَرض مُشْرِسَة وشَريسَة: كَثِيرَةُ الشِّرس، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. والشَّرَسُ، بِفَتْحِ الشِّينِ وَالرَّاءِ: مَا صَغُر مِنْ شَجر الشَّوْكِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: الشِّرْسُ الشُّكاعى والقَتادُ والسَّحا وَكُلُّ ذِي شَوْكٍ مِمَّا يَصْغُرُ؛ وأَنشد: وَاضِعَةٌ تأْكُلُ كلَّ شَرْس وأَشْرَسُ وشَريسٌ: اسْمَانِ. شسس: الشَّسُّ والشُّسوسُ: الأَرض الصُّلْبَةُ الْغَلِيظَةُ الْيَابِسَةُ الَّتِي كأَنها حَجَرٌ وَاحِدٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: حِجَارَةٌ وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ شِساسٌ وشُسُوسٌ، الأَخيرة شَاذَّةٌ، وَقَدْ شَسَّ المكانُ، وأَنشد للمَرَّار بْنُ مُنْقِذٍ: أَعَرَفْتَ الدَّار أَم أَنْكَرْتَها، ... بَيْنَ تِبْراكٍ فَشِسَّيْ عَبَقُرّ؟ شطس: الشَّطْسُ: الدَّهاءُ وَالْعِلْمُ والفِطْنَةُ، وَالْجَمْعُ أَشْطاسٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَا أَيها السائلُ عَنْ نُحاسِي ... عَنِّي، ولمَّا يَبْلُغُوا أَشْطاسي وَرَجُلٌ شُطَسِيٌّ: داهٍ مُنْكَرٌ ذُو أَشْطاسٍ. أَبو تُرَابٍ عَنْ عَرَّامٍ: شَطَفَ فُلَانٌ فِي الأَرض وشَطَسَ إِذا دَخَلَ فِيهَا إِما رَاسِخًا وإِما وَاغِلًا؛ وأَنشد: تَشِبُّ لعَيْنَيْ رامِقٍ شَطَسَتْ بِهِ ... نَوًى غُرْبَةٌ، وَصْلَ الأَحبَّة تَقْطَعُ شكس: الشَّكُسُ والشَّكِسُ والشَّرِسُ، جميعاً: السَّيِءُ الخلق، وَقِيلَ: هُوَ السيِءُ الْخُلُقِ فِي الْمُبَايَعَةِ وَغَيْرِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ شَكِسٌ عَكِصٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: شَكْسٌ عَبُوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ وَقَوْمٌ شُكْسٌ مِثَالُ رَجُلٌ صَدْق وَقَوْمٌ صُدْق؛ وَقَدْ شَكِسَ، بِالْكَسْرِ، يَشْكَسُ شَكَساً وشَكاسَةً. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ شَكِسٌ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وإِنه لَشكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ. والمِشْكَسُ: كالشَّكُسِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: خُلِقْتَ شَكسْاً للأَعادي مِشْكَسا وتَشاكَسَ الرَّجُلَانِ: تَضادَّا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا ؛ أَي مُتَضَايِقُونَ مُتَضادُّون، وَتَفْسِيرُ هَذَا الْمَثَلِ أَنه ضُرِبَ لِمَنْ وَحَّد اللَّه تَعَالَى وَلِمَنْ جَعَلَ مَعَهُ شُرَكَاءَ، فَالَّذِي وَحَّدَ اللَّه تَعَالَى مَثَلُه مَثَلُ السَّالِمِ لِرَجُلٍ لَا يَشْرَكُه فِيهِ غَيْرُهُ؛ يُقَالُ: سَلِمَ فلانٌ لِفُلَانٍ أَي خَلَصَ لَهُ، ومَثَلُ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّه سُبْحَانَهُ غَيْرَهُ مَثَلُ صَاحِبِ الشُّرَكَاءِ الْمُتَشَاكِسِينَ، وَالشُّرَكَاءُ المُتَشاكِسُون: العَسِرُونَ الْمُخْتَلِفُونَ الَّذِينَ لَا يَتَّفِقُونَ، وأَراد بِالشُّرَكَاءِ الْآلِهَةَ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّه تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ، فَقَالَ: أَنتم شُرَكَاءُ مُتَشاكسون ؛ أَي مُخْتَلِفُونَ مُتَنَازِعُونَ. ومَحَلَّةٌ شَكِسٌ: ضَيِّقَة؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافٍ الهُذلي: وأَنا الَّذِي بَيَّتُّكم فِي فِتْيَةٍ، ... بمَحَلَّةٍ شَكِسٍ وليلٍ مُظْلِم وَاللَّيْلُ والنهارُ يَتَشاكَسان أَي يتضادَّان. وَبَنُو شَكْسٍ، بِفَتْحِ الشِّينِ: تَجْرٌ بِالْمَدِينَةِ؛ عَنِ ابن الأَعرابي.

شمس: الشَّمْسُ: مَعْرُوفَةٌ. ولأَبْكِيَنَّك الشمسَ والقَمَر أَي مَا كَانَ ذَلِكَ. نَصَبُوهُ عَلَى الظَّرْفِ أَي طلوعَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ كَقَوْلِهِ: الشمسُ طالعةٌ، ليسَتْ بكاسِفَةٍ، ... تَبْكِي عليكَ، نُجومَ الليلِ والقَمَرا وَالْجَمْعُ شُموسٌ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا شَمْسًا كَمَا قَالُوا للمَفْرِق مَفارِق؛ قَالَ الأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ: إِنْ لَمْ أَشِنَّ عَلَى ابنِ هِنْدٍ غارَةً، ... لَمْ تَخْلُ يَوْمًا مِنْ نِهابِ نُفُوسِ خَيْلًا كأَمْثالِ السَّعالي شُزَّباً، ... تَعْدُو ببيضٍ فِي الكريهةِ شُوسِ حَمِيَ الحديدُ عليهمُ فكأَنه ... وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُمُوسِ شَنَّ الْغَارَةَ: فرَّقها. وَابْنُ هِنْدٍ: هُوَ مُعَاوِيَةُ. والسَّعالي: جَمْعُ سِعْلاةٍ، وَهِيَ سَاحِرَةُ الْجِنِّ، وَيُقَالُ: هِيَ الغُول الَّتِي تَذْكُرُهَا الْعَرَبُ فِي أَشعارها. والشُّزَّبُ: الضَّامِرَةُ، وَاحِدُهَا شازِبٌ. وَقَوْلُهُ تَعْدُو بِبِيضٍ أَي تَعْدُو بِرِجَالٍ بِيضٍ. وَالْكَرِيهَةُ: الأَمر الْمَكْرُوهُ. والشُّوسُ: جَمْعُ أَشْوَسَ، وَهُوَ أَن يَنْظُرَ الرَّجُلُ فِي شِقٍّ لعِظَم كِبْرِه. وَتَصْغِيرُ الشَّمْسِ: شُمَيْسَة. وَقَدْ أَشْمَسَ يومُنا، بالأَلف، وشَمَسَ يَشْمُسُ [يَشْمِسُ] شُموساً وشَمِسَ يَشْمَسُ، هَذَا الْقِيَاسُ؛ وَقَدْ قِيلَ يَشْمُسُ فِي آتِي شَمِس، وَمِثْلُهُ فَضِلَ يَفْضُل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَن يَشْمُسُ آتِي شَمَسَ؛ وَيَوْمٌ شامسٌ وَقَدْ شَمَسَ يَشْمُسُ [يَشْمِسُ] شُموساً أَي ذُو ضِحٍّ نهارُه كُلُّهُ، وشَمَس يومُنا يَشْمِسُ إِذا كَانَ ذَا شَمْسٍ. وَيَوْمٌ شامِسٌ: واضحٌ، وَقِيلَ: يَوْمٌ شَمْس وشَمِسٌ صَحْوٌ لَا غَيْمَ فِيهِ، وشامِسٌ: شديدُ الحَرِّ، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: يَوْمٌ مَشْمُوس كَشامِسٍ. وَشَيْءٌ مُشَمَّس أَي عُمِلَ فِي الشَّمْسِ. وتَشَمَّسَ الرجلُ: قَعَدَ فِي الشَّمْسِ وَانْتَصَبَ لَهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ يَدَيْ حِرْبائِها، مُتَشَمِّساً، ... يَدا مُذْنِبٍ، يَسْتَغْفِرُ اللَّه، تائِبِ اللَّيْثُ: الشَّمْسُ عَيْنُ الضِّحِّ؛ قَالَ: أَراد أَن الشَّمْسَ هُوَ الْعَيْنُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ تَجْرِي فِي الفَلَكِ وأَن الضِّح ضَوْءُه الَّذِي يَشْرِقُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. ابْنُ الأَعرابي وَالْفَرَّاءُ: الشُّمَيْسَتان جَنَّتَانِ بإِزاء الفِرْدَوْس. والشَّمِسُ والشَّمُوسُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي إِذا نُخِسَ لَمْ يَسْتَقِرَّ. وشَمَسَت الدَّابَّةُ والفرسُ تَشْمُسُ شِماساً وشُمُوساً وَهِيَ شَمُوسٌ: شَرَدتْ وجَمَحَتْ ومَنَعَتْ ظَهْرَهَا، وَبِهِ شِماسٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لِي أَراكم رَافِعِي أَيديكم فِي الصَّلَاةِ كأَنها أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ هِيَ جمعُ شَمُوسٍ، وَهُوَ النَّفُورُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ لشَغَبه وحِدَّتِه، وَقَدْ تُوصَفُ بِهِ النَّاقَةُ؛ قَالَ أَعرابي يَصِفُ نَاقَةً: إِنها لعَسُوسٌ شَمُوسٌ ضَرُوسٌ نَهُوسٌ، وَكُلُّ صِفَةٍ مِنْ هَذِهِ مَذْكُورَةٌ فِي فَصْلِهَا. والشَّمُوسُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تُطالِعُ الرِّجَالَ وَلَا تُطْمِعُهم، وَالْجَمْعُ شُمُسٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: شُمُسٌ، مَوانِعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ، ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ وَقَدْ شَمَسَتْ؛ وقولُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: قِصارُ الخُطَى شُمٌّ، شُمُوسٌ عَنِ الخَنا، ... خِدالُ الشَّوَى، فُتْخُ الأَكُفِّ، خَراعِبُ جَمَعَ شامِسَةً عَلَى شُمُوسٍ كَقَاعِدَةٍ وقُعُود، كَسَّره عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ

جَمْعَ شَمُوس فَقَدْ كَسَّروا فَعِيلة عَلَى فُعُول؛ أَنشد الْفَرَّاءُ: وذُبْيانيَّة أَوْصَتْ بَنيها ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُطوفُ وَقَالَ: هُوَ جَمع قَطِيفَة. وفَعُول أُخْت فَعِيل، فَكَمَا كَسَّروا فَعِيلًا عَلَى فُعُول كَذَلِكَ كَسَّروا أَيضاً فَعُولًا عَلَى فُعُول، وَالِاسْمُ الشِّماسُ كالنِّوارِ؛ قَالَ الجَعْدي: بآنِسَةٍ، غيرَ أُنْسِ القِراف، ... تُخَلِّطُ باللِّينِ مِنْهَا شِماسا وَرَجُلٌ شَمُوس: صَعْب الخُلُق، وَلَا تَقُلْ شَمُوص. والشَّمُوسُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ لأَنها تَشْمِسُ بِصَاحِبِهَا تَجْمَحُ بِهِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَجْمَحُ بِصَاحِبِهَا جِماحَ الشَّمُوسِ، فَهِيَ مِثْلُ الدَّابَّةِ الشَّمُوس، وَسُمِّيَتْ رَاحاً لأَنها تُكْسِبُ شارِبها أَرْيَحِيَّة، وَهُوَ أَن يَهَشَّ للعَطاء ويَخِفَّ لَهُ؛ يُقَالُ: رِحْتُ لِكَذَا أَراح؛ وأَنشد: وفَقَدْتُ راحِي فِي الشَّبابِ وَحَالِي وَرَجُلٌ شَمُوسٌ؛: عَسِرٌ فِي عَدَاوَتِهِ شَدِيدُ الْخِلَافِ عَلَى مَنْ عَانَدَهُ، وَالْجَمْعُ شُمْسٌ وشُمُسٌ؛ قَالَ الأَخطل: شُمْسُ العَداوةِ حَتَّى يُسْتَقادَ لَهُمْ، ... وأَعْظَمُ الناسِ أَحلاماً إِذا قَدَرُوا وشامَسَه مُشامَسَةً وشِماساً: عَادَاهُ وعانده؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قومٌ، إِذا شُومِسوا لَجَّ الشِّماسُ بِهِمْ ... ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا وشَمِسَ لِي فلانٌ إِذا بَدَتْ عَدَاوَتُهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى كَتْمِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: كأَنه هَمَّ أَن يَفْعَلَ، وإِنه لَذُو شِماسٍ شديدٌ. النَّضْرُ: المُتَشَمِّسُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَمْنَعُ مَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، قَالَ: وَهُوَ الشَّدِيدُ الْقَوْمِيَّةِ، وَالْبَخِيلُ أَيضاً: مُتَشَمِّس، وَهُوَ الَّذِي لَا تَنَالُ مِنْهُ خَيْرًا؛ يُقَالُ: أَتينا فُلَانًا نتعرَّض لِمَعْرُوفِهِ فتَشَمَّسَ عَلَيْنَا أَي بَخِلَ. والشَّمْسُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَلَائِدِ. والشَّمْسُ: مِعْلاقُ القِلادةِ فِي العُنُق، وَالْجَمْعُ شُمُوسٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والدُّرُّ، واللؤْلؤُ فِي شَمْسِه، ... مُقَلِّدٌ ظَبْيَ التَّصاوِيرِ وجِيدٌ شامِس: ذُو شُمُوسٍ، عَلَى النَّسَب؛ قَالَ: بعَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْنِ لَمْ يَجْرِ فِيهِمَا ... ضَمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشَّذْرَ شامسِ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الشَّمْسُ ضَرْبٌ مِنَ الحَلْيِ مُذَكَّرٌ. والشَّمْسُ: قِلادة الْكَلْبِ. والشَّمَّاسُ مِنْ رؤوس النَّصَارَى: الَّذِي يُحَلِّقُ وَسَطَ رأْسه ويَلْزَمُ البِيعَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ، وَالْجَمْعُ شَمامِسَةٌ، أَلحقوا الْهَاءَ لِلْعُجْمَةِ أَو للعِوَض. والشَّمْسَة: مَشْطَةٌ لِلنِّسَاءِ. أَبو سَعِيدٍ: الشَّمُوسُ هَضْبَة مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بِهِ لأَنها صَعْبَةُ المُرْتَقَى. وَبَنُو الشَّمُوسِ: بطنٌ. وعَيْنُ شَمْس: مَوْضِعٌ. وشَمْسُ عَيْنِ: ماءٌ. وشَمْسٌ: صَنَم قَدِيمٌ. وعبدُ شَمْسٍ: بطنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، قِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ الصَّنَمِ، وأَوّل مَنْ تَسَمَّى بِهِ سَبَأُ بْنُ يَشْجُبَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: كَلَّا وشَمْسَ لنَخْضِبَنَّهُمُ دَما لَمْ يَصْرِفْ شَمْسَ لأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى الْمَعْرِفَةِ يَنْوِي بِهِ الأَلف وَاللَّامَ، فَلَمَّا كَانَتْ نِيَّتُهُ الأَلف وَاللَّامَ لَمْ يُجْرِه وَجَعَلَهُ مَعْرِفَةً، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما عَنَى الصَّنَمَ الْمُسَمَّى

شَمْساً وَلَكِنَّهُ تَرك الصَرْفَ لأَنه جَعَلَهُ اسْمًا لِلصُّورَةِ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ أَحد مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ هَذِهِ شمسُ فَيَجْعَلُهَا مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، فإِذا قَالُوا عَبْدُ شَمْسٍ فَكُلُّهُمْ يَجْعَلُهُ مَعْرِفَةً، وَقَالُوا عَبُّشَمْسٍ وَهُوَ مِنْ نَادِرِ الْمُدْغَمِ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ، وَقَدْ قِيلَ: عَبُ الشَّمْسِ فَحَذفوا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، وَقِيلَ: عَبُ الشَّمْسِ لُعابُها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَما عَبْشَمْسُ بنُ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ فإِن أَبا عَمْرِو بنَ العَلاء يَقُولُ: أَصله عَبُّ شَمْسٍ كَمَا تَقُولُ حَبُّ شَمْسٍ وَهُوَ ضَوءُها، وَالْعَيْنُ مُبْدَلة مِنَ الْحَاءِ، كَمَا قَالُوا فِي عَبُّ قُرٍّ وَهُوَ البَرَدُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اسْمُهُ عَبءُ شَمْسٍ، بِالْهَمْزِ، والعَبْءُ العِدْلُ، أَي هُوَ عِدْلها وَنَظِيرُهَا، يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ. وعَبْدُ شَمْس: مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ: هُمْ عَبُ الشَّمْسِ، ورأَيتُ عَبَ الشَّمْسِ، وَمَرَرْتُ بعَبِ الشَّمْسِ؛ يُرِيدُونَ عبدَ شَمْسٍ، وأَكثر كَلَامِهِمْ رأَيت عبدَ شَمْس؛ قَالَ: إِذا مَا رَأَتْ شَمساً عَبُ الشَّمْسِ، شَمَّرَتْ ... إِلى زِمْلها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها وَقَدْ تقدَّم ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ عبأَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ عَبُّ شَمْسٍ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، يُرِيدُ عبدَ شَمْسٍ. ابْنُ سِيدَهْ: عَبُ شَمْسٍ قَبِيلَةٌ مِنْ تَمِيمٍ وَالنَّسَبُ إِلى جَمِيعِ ذَلِكَ عَبْشَمِيّ لأَن فِي كُلِّ اسْمٍ مُضَافٍ ثلاثةَ مَذَاهِبَ: إِن شِئْتَ نَسَبْتَ إِلى الأَوّل مِنْهُمَا كَقَوْلِكَ عَبْدِيٌّ إِذا نَسَبْتَ إِلى عَبْدِ القَيْس؛ قَالَ سُوَيْد بْنُ أَبي كَاهِلٍ: وَهُمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ فِي جِذْعِ نَخْلَةٍ، ... فَلَا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا وإِن شِئْتَ نَسَبْتَ إِلى الثَّانِي إِذا خِفْتَ اللَّبْسَ فَقُلْتَ مُطَّلِبِيٌّ إِذا نَسَبْتَ إِلى عَبْدِ المُطَّلِب، وإِن شِئْتَ أَخذت مِنَ الأَوّل حَرْفَيْنِ وَمِنَ الثَّانِي حَرْفَيْنِ فَرَدَدْتَ الِاسْمَ إِلى الرباعيِّ ثُمَّ نَسَبْتَ إِليه فَقُلْتَ عَبْدَرِيٌّ إِذا نَسَبْتَ إِلى عَبْدِ الدَّارِ، وعَبْشَمِيٌّ إِذا نَسَبْتَ إِلى عَبْدِ شَمْسٍ؛ قَالَ عبدُ يَغُوثَ بنُ وَقَّاصٍ الحارِثيُّ: وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ، ... كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلِي أَسِيراً يَمانِيا وَقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني ... أَنا الليثُ، مَعْدُوّاً عليَّ وعادِيا وَقَدْ كنتُ نحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْمَطِيِّ، ... وأَمْضِي حيثُ لَا حَيَّ ماضِيا وَقَدْ تَعَبْشَمَ الرجلُ كَمَا تَقُولُ تَعَبْقَسَ إِذا تَعَلَّقَ بِسَبَبٍ مِنْ أَسباب عبدِ القَيْسِ إِما بِحلْفٍ أَو جِوارٍ أَو وَلاءِ. وشَمْسٌ وشُمْسٌ وشُمَيْسٌ وشَمِيسٌ وشَمَّاسٌ: أَسماء. والشَّمُوسُ: فَرَس شَبِيبِ بْنِ جَرَادٍ. والشَّمُوس أَيضا: فَرَسُ سُوَيْد بْنِ خَذَّاقٍ. والشَّمِيسُ والشَّمُوسُ: بَلَدٌ بِالْيَمَنِ؛ قَالَ الرَّاعِي: وأَنا الَّذِي سَمِعَتْ مَصانِعُ مَأْربٍ ... وقُرَى الشَّمُوسِ وأَهْلُهُنَّ هَدِيرِي وَيُرْوَى: الشَّمِيس. شنس: أَشْناسُ: اسْمٌ عَجَمِيٌّ. شوس: الشَّوَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّظَرُ بمُؤْخِرِ الْعَيْنِ تَكَبُّراً أَو تَغَيُّظاً. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّوَسُ فِي النَّظَرِ أَن يَنْظُرَ بإِحدى عَيْنَيْهِ ويُمِيلَ وَجْهَهُ فِي شَقِّ الْعَيْنِ الَّتِي يَنْظُرُ بِهَا، يَكُونُ ذَلِكَ خِلْقَةً وَيَكُونُ مِنَ الكِبْر والتِّيهِ وَالْغَضَبِ، وَقِيلَ: الشَّوَسُ رَفْعُ الرأْس تَكَبُّرًا، شَوِسَ يَشْوَسُ شَوَساً وشاسَ يَشاسُ شَوْساً، وَرَجُلٌ أَشْوَسُ وامرأَة شَوْساءُ، والشُّوسُ جَمْعُ

فصل الضاد المعجمة

الأَشْوَسِ، وَقَوْمٌ شُوسٌ؛ قَالَ ذُو الإِصْبع العَدْوانيُّ: أَإِن رَأَيتَ بني أَبِيكَ ... مُحَمِّجِين إِليك شُوسا؟ التَّحْمِيجُ: التَّحْدِيقُ فِي النَّظَرِ بِمَلْءِ الحَدَقَةِ، والتَّشاوُسُ إِظهار ذَلِكَ مَعَ مَا يَجِيءُ عَلَيْهِ عامَّةُ هَذَا الْبَابُ نَحْوَ قَوْلِهِ: إِذا تَخازَرْتُ وَمَا بِي مِنْ خَزَرْ وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَشاوَسُ فِي نَظَرِهِ إِذا نَظَرَ نَظَر ذِي نَخْوَةٍ وكِبْرٍ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ تَشاوَسَ إِليه وَهُوَ أَن يَنْظُرُ إِليه بُمؤْخِرِ عَيْنِهِ ويُمِيلَ وَجْهَهُ فِي شِقِّ الْعَيْنِ الَّتِي يَنْظُرُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ التَّيميِّ: رُبَّمَا رأَيت أَبا عثمانَ النَهْدِيَّ يَتَشاوَسُ يَنْظُرُ أَزالت الشمسُ أَم لَا ؛ التَشاوُسُ: أَن يَقْلِبَ رأْسه يَنْظُرُ إِلى السَّمَاءِ بإِحدى عينيه. والشَّوَسُ: النظر بإِحدى شِقَّيِ العينين. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُصَغِّرُ عَيْنَهُ وَيَضُمُّ أَجفانه لِيَنْظُرَ. التَّهْذِيبُ فِي شَوَصَ: الشَّوَسُ فِي الْعَيْنِ بِالسِّينِ أَكثر مِنَ الشَّوَصِ، يُقَالُ: رَجُلٌ أَشْوسُ وَذَلِكَ إِذا عُرِفَ فِي نَظَرِهِ الغضبُ أَو الحِقْدُ وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الكِبْرِ، وَجَمْعُهُ الشُّوسُ. أَبو عَمْرٍو: الأَشْوَسُ والأَشْوَزُ المُذِيخُ الْمُتَكَبِّرُ. وَيُقَالُ: مَاءٌ مُشاوِسٌ إِذا قَلَّ فَلَمْ تَكَدْ تَرَاهُ فِي الرَّكِيَّة مِنْ قِلَّتِهِ أَو كَانَ بَعِيدَ الغَوْر؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَدْلَيْتُ دَلْوِي فِي صَرًى مُشاوِسِ، ... فبَلَّغَتْني، بَعْدَ رَجْسِ الراجِسِ، سَجْلًا عَلَيْهِ جِيَفُ الخَنافِسِ والرَّجْسُ: تَحْرِيكُ الدَّلْوِ لِتَمْتَلِئَ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّوْسُ والشَّوْصُ فِي السِّوَاكِ. والأَشْوَسُ: الجَرِيء عَلَى الْقِتَالِ الشديدُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَقَدْ يَكُونُ الشَّوَس فِي الخُلُق. والأَشْوَسُ: الرَّافِعُ رأْسه تَكَبُّرًا. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي «3» بَعَثَهُ إِلى الْجِنِّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّه أَسُفْعٌ شُوسٌ؟ الشُّوسُ: الطِّوال، جَمْعُ أَشْوَسَ، رَوَاهُ ابْنُ الأَثير عَنِ الْخَطَّابِيِّ. وَمَكَانٌ شئِسٌ: وهو الخَشِنُ من الْحِجَارَةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ لِلْمَكَانِ الْغَلِيظِ شَأْسٌ وشَأْزٌ، واللَّه أَعلم. فصل الضاد المعجمة ضبس: الضَّبْسُ: البخيلُ. والضَّبِسُ والضَّبِيسُ: الحريصُ الشَّرِسُ الخُلُق. وَرَجُلٌ ضَبِسٌ وضَبِيسٌ أَي شَرِسٌ عَسِرٌ شَكِسٌ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة: والفَلُوّ الضَّبِيس ؛ الفَلُوُّ: المُهْرُ والضَّبِيسُ: الصَّعْبُ العَسِرُ. والضَّبيسُ: الْقَلِيلُ الفِطْنة الَّذِي لَا يَهْتَدِي لِلْحِيلَةِ. والضَّبِيسُ: الجَبانُ. وَذَكَرَ شِمْرٌ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ فِي الزُّبَيْرِ: هُوَ ضَبِسٌ ضَرِسٌ. وَقَالَ عدنانُ: الضَّبِسُ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ الخَبُّ، وَفِي لُغَةِ قَيْس الدَّاهِيَةُ، قَالَ: وَيُقَالُ ضِبْسٌ وضَبِيسٌ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي أُرجوزة له: بالجارِ يَعْلُو حَيْلَه ضِبسٌ شَبِث أَبو عَمْرٍو: الضَّبْسُ والضِّبْسُ الثَّقِيلُ الْبَدَنِ وَالرُّوحِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّبْسُ إِلحاحُ الْغَرِيمِ عَلَى غَرِيمِهِ. يُقَالُ: ضَبَسَ عَلَيْهِ والضِّبْسُ: الأَحْمَقُ الضَّعِيفُ الْبَدَنِ. وضَبِسَتْ نَفْسُه، بِالْكَسْرِ، أَي لَقِسَت وخَبُثَتْ. ضرس: الضِّرْسُ: السِّنُّ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ مَا دَامَ لَهُ هَذَا الِاسْمُ لأَن الأَسنان كُلَّهَا إِناث إِلا الأَضْراسَ والأَنيابَ.

_ (3). قوله [وفي حديث الذي إلخ] من هنا إلى آخر الجزء قوبل على غير النسخة المنسوبة للمؤلف لضياع ذلك منها.

وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الضِّرْسُ السِّنُّ، يُذَكَّرُ ويؤَنث، وأَنكر الأَصمعي تأْنيثه؛ وأَنشد قولَ دُكَيْنٍ: فَفُقِئَتْ عينٌ وطَنَّتْ ضِرسُ فَقَالَ: إِنما هُوَ وطَنَّ الضِّرْسُ فَلَمْ يَفْهَمْهُ الَّذِي سَمِعَهُ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي أُحْجِيَّةٍ: وسِرْبِ سِلاحٍ قَدْ رأَينا وُجُوهَهُ ... إِناثاً أَدانيه، ذُكُوراً أَواخِرُه السِّرْبُ: الْجَمَاعَةُ، فأَراد الأَسنان لأَن أَدانيها الثَّنيَّة والرباعيَة، وَهُمَا مُؤَنَّثَانِ، وَبَاقِي الأَسنان مُذَكَّرٌ مِثْلُ الناجِذِ والضِّرْسِ والنَّابِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَقَافِيَّةٍ بَيْنَ الثَّنِيَّةِ والضِّرْسِ زَعَمُوا أَنه يَعْنِي الشِّينَ لأَن مَخْرَجَهَا إِنما هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش: وَلَا أُراه عَنَاهَا وَلَكِنَّهُ أَراد شِدَّةَ الْبَيْتِ، وأَكثر الْحُرُوفِ يَكُونُ مِنْ بَيْنِ الثَّنِيَّةِ وَالضِّرْسِ، وإِنما يُجَاوِزُ الثَّنِيَّةَ مِنَ الْحُرُوفِ أَقلها، وَقِيلَ: إِنما يَعْنِي بِهَا السِّينَ، وَقِيلَ: إِنما يَعْنِي بِهَا الضَّادَ. وَالْجَمْعُ أَضْراسٌ وأَضْرُسٌ وضُرُوسٌ وضَرِيسٌ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ قُراداً: وَمَا ذَكَرٌ فإِن يَكْبُرْ فأُنْثَى، ... شَدِيدُ الْأَزْم، لَيْسَ لَهُ ضُرُوسُ؟ لأَنه إِذا كَانَ صَغِيرًا كَانَ قُراداً، فإِذا كَبُرَ سُمِّي حَلَمَةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: لَيْسَ بِذِي ضُرُوسِ، قَالَ: وَكَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، وَهُوَ لُغَةٌ فِي القُراد، وَهُوَ مُذَكَّرٌ، فإِذا كَبُرَ سُمِّيَ حَلَمة وَالْحَلَمَةُ مُؤَنَّثَةٌ لِوُجُودِ تَاءِ التأْنيث فِيهَا؛ وَبَعْدَهُ أَبيات لُغْزٍ فِي الشَّطْرَنْجِ وَهِيَ: وخَيْلٍ فِي الوَغَى بإِزاءِ خَيْلٍ، ... لُهامٍ جَحْفَلٍ لَجِبِ الخَمِيسِ وليسُوا بِالْيَهُودِ وَلَا النَّصارَى، ... وَلَا العَرَبِ الصُّراحِ وَلَا المَجُوسِ إِذا اقْتَتَلوا رأَيتَ هناكَ قَتْلى، ... بِلَا ضَرْبِ الرِّقابِ ولا الرُّؤوس وأَضْراس العَقْلِ وأَضْراسُ الحُلُم أَربعة أَضراس يَخْرُجْنَ بعد ما يَسْتَحْكِمُ الإِنسان. والضَّرْسُ: العَضُّ الشَّدِيدُ بالضِّرْسِ. وَقَدْ ضَرَسْتُ الرجلَ إِذا عَضَضْتَه بأَضْراسِك. والضَّرْسُ: أَن يَضْرَسَ الإِنسان مِنْ شَيْءٍ حَامِضٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والضَّرَسُ، بِالتَّحْرِيكِ، خَوَرٌ وكلالٌ يُصِيبُ الضِّرْسَ أَو السِّنَّ عِنْدَ أَكل الشَّيْءِ الْحَامِضِ، ضَرِسَ ضَرَساً، فَهُوَ ضَرِسٌ، وأَضْرَسَه مَا أَكله وضَرِسَتْ أَسنانُه، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: أَن وَلَدَ زِناً فِي بَنِي إِسرائيل قَرَّبَ قُرْباناً فَلَمْ يُقْبَلْ فَقَالَ: يَا رَبِّ يأْكل أَبوايَ الحَمْضَ وأَضْرَسُ أَنا؟ أَنت أَكرم مِنْ ذَلِكَ. فَقُبِلَ قُرْبانه ؛ الحَمْضُ: مِنْ مَرَاعِي الإِبل إِذا رَعَتْهُ ضَرِسَتْ أَسنانها؛ والضَّرَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا يَعْرِضُ للإِنسان مِنْ أَكل الشَّيْءِ الْحَامِضِ؛ الْمَعْنَى يُذْنِبُ أَبواي وأُؤاخذ أَنا بِذَنْبِهِمَا. وضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّه. والضَّرْسُ: تَعْلِيمُ القِدْح، وَهُوَ أَن تُعَلِّمَ قِدْحَك بأَن تَعَضَّه بأَضراسك فَيُؤَثِّرَ فِيهِ. وَيُقَالُ: ضَرَسْتُ السَّهْمَ إِذا عَجَمْتَه؛ قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ: وأَصْفَرَ مِنْ قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، ... بِهِ عَلَمانِ مِنْ عَقَبٍ وضَرْسِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وأَسْمَرَ مِنْ قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ

وأَورده غَيْرُهُ كَمَا أَوردناه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَصَوَابُ إِنشاده: وأَصْفَرَ مِنْ قِداحِ النَّبْعِ صُلْب قَالَ: وَكَذَا فِي شِعْرِهِ لأَن سِهَامَ الْمَيْسِرِ تُوصَفُ بِالصُّفْرَةِ وَالصَّلَابَةِ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ سَهْمًا مِنْ سِهَامِ الْمَيْسِرِ: وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوارَه ... عَلَى النَّارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ فَوَصَفَهُ بِالصُّفْرَةِ. والمَضْبُوحُ: المُقَوَّمُ عَلَى النَّارِ، وحِوارُه: رُجُوعُه. والمُجْمِدُ: المُفيضُ، وَيُقَالُ لِلدَّاخِلِ فِي جُمادى وَكَانَ جُمادى فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ شُهُورِ الْبَرْدِ. والعَقْبُ: مَصْدَرُ عَقَبْتُ السَّهم إِذا لَوَيتَ عَلَيْهِ شَيْئًا، وَصَفَ نَفْسَهُ بِضَرْبِ قِداحِ المَيْسِر فِي زَمَنِ الْبَرْدِ وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى كَرَمِهِ. وأَما الضَّرْسُ فَالصَّحِيحُ فِيهِ أَنه الْحَزُّ الَّذِي فِي وَسَطِ السَّهْمِ. وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ: غَيْرُ أَملس لأَن فِيهِ كالأَضراس. اللَّيْثُ: التَّضْريسُ تَحْزِيزٌ ونَبْرٌ يَكُونُ فِي يَاقُوتَةٍ أَو لؤْلؤَة أَو خَشَبَةٍ يَكُونُ كالضِّرس؛ وَقَوْلُ أَبي الأَسود الدُّؤلي أَنشده الأَصمعي: أَتانيَ فِي الضَّبْعاء أَوْسُ بنُ عامِرٍ، ... يُخادِعُني فِيهَا بِجِنِّ ضِراسِها فَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: الضِّراسُ مِيسِمٌ لَهُمْ والجِنُّ حِدْثان ذَلِكَ، وَقِيلَ: أَراد بِحِدثانِ نَتَاجِهَا، وَمِنْ هَذَا قِيلَ: نَاقَةٌ ضَرُوسٌ وَهِيَ الَّتِي تَعَضُّ حالِبَها. وَرَجُلٌ أَخْرَسُ أَضْرَسُ: إِتباعٌ لَهُ. والضَّرْسُ: صَمْتُ يَوْمٍ إِلى اللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: أَنه كَرِهَ الضَّرْسَ ، وأَصله مِنَ العَضِّ، كأَنه عَضَّ عَلَى لِسَانِهِ فصَمَتَ. وثوبٌ مُضَرَّسٌ: مُوَشًّى بِهِ أَثَرُ الطَّيِّ؛ قَالَ أَبو قِلابَةَ الهُذَليّ: رَدْعُ الخَلُوقِ بِجِلْدِها فكأَنَّه ... رَيْطٌ عِتاقٌ، فِي الصِّوانِ، مُضَرَّسُ أَي مُوَشًّى، حَمَلَهُ مَرَّةً عَلَى اللَّفْظِ فَقَالَ مُضَرَّسٌ، ومَرّةً عَلَى الْمَعْنَى فَقَالَ عِتَاقٌ. وَيُقَالُ: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ لِضَرْبٍ مِنَ الوَشْيِ. وتَضارَسَ البِناءُ إِذا لَمْ يِسْتَوِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: تَضَرَّسَ البناءُ إِذا لَمْ يَسْتَوِ فَصَارَ كالأَضْراسِ. وضَرَسَهم الزمانُ: اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ. وأَضْرَسَه أَمر كَذَا: أَقلقه. وضَرَّسَتْه الحُروبُ تَضْريساً أَي جَرَّبَتْه وأَحكمته. والرجلُ مُضَرَّس أَي قَدْ جَرَّبَ الأُمورَ. شِمْرٌ: رَجُلٌ مُضَرَّسٌ [مُضَرِّسٌ] إِذا كَانَ قَدْ سَافَرَ وجَرَّب وقاتَلَ. وضارَسْتُ الأُمورَ: جَرَّبْتُها وعَرَفْتُها. وضَرِسَ بَنُو فُلَانٍ بِالْحَرْبِ إِذا لَمْ يَنْتَهُوا حَتَّى يُقَاتِلُوا. وَيُقَالُ: أَصبح القومُ ضَراسى إِذا أَصبحوا جِيَاعًا لَا يأْتيهم شَيْءٌ إِلا أَكلوه مِنَ الْجُوعِ، ومثلُ ضَراسى قَوْمٌ حَزانى لِجَمَاعَةِ الحَزين، وواحدُ الضَّراسى ضَريس وضَرَسَتْه الحُروبُ تَضْرِسُه ضَرْساً: عَضَّتْه. وحَرْبٌ ضَرُوسٌ: أَكول، عَضُوضٌ. وَنَاقَةٌ ضَرُوسٌ: عَضُوضٌ سَيِّئَةُ الخُلُق، وَقِيلَ: هِيَ العَضُوض لتَذُبَّ عَنْ وَلَدِهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الحَرْب: قَدْ ضَرِسَ نابُها أَي سَاءَ خُلُقها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَعَضُّ حَالِبَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هِيَ بِجِنِّ ضِراسِها أَي بِحِدْثانِ نَتاجِها وإِذا كَانَ كذلك حامَتْ عَنْ وَلَدِهَا؛ قَالَ بِشْرٌ: عَطَفْنا لَهُمْ عَطْفَ الضَّروسِ مِنَ المَلا ... بشَهْباءَ، لَا يَمْشي الضَّراءَ رَقِيبُها

وضَرَسَ السَّبُعُ فَريسَته: مَضَغَها وَلَمْ يَبْتَلِعْهَا. وضَرَسَتْه الخُطُوب ضَرْساً: عَجَمَتْه، عَلَى المَثَل؛ قَالَ الأَخطل: كَلَمْحِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ، ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدهرِ والخُطُبِ أَراد الخُطُوبَ فَحَذَفَ الْوَاوَ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ بَابِ رَهْن ورُهُنٍ. والمُضَرَّس مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي قَدْ أَصابته الْبَلَايَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كأَنها أَصابته بأَضراسِها، وَقِيلَ: المُضَرَّسُ المُجَرَّبُ كَمَا قَالُوا المُنَجَّذُ، وَكَذَلِكَ الضِّرسُ والضَّرِسُ، وَالْجَمْعُ أَضْراسٌ، وكلُّه مِنَ الضَّرْسِ. والضِّرسُ: الرَّجُلُ الخَشِنُ. والضَّرْسُ، كفُّ عينِ البُرْقُع. والضَّرْسُ: طُولُ الْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ. والضَّرْسُ: عَضُّ العِدْلِ، والضِّرْسُ: الفِنْدُ فِي الجَبَلِ. والضَّرْسُ: سُوء الخُلُق. والضَّرْسُ [الضِّرْسُ]: الأَرض الخَشِنَة. والضَّرْسُ: امْتِحَانُ الرَّجُلِ فِيمَا يَدَّعِيهِ مِنْ عِلْمٍ أَو شَجَاعَةٍ. والضِّرْسُ: الشِّيحُ والرِّمْث وَنَحْوُهُ إِذا أُكلت جُذُولُهُ؛ وأَنشد: رَعَتْ ضِرساً بصحراءِ التَّناهِي، ... فأَضْحَتْ لَا تُقِيمُ عَلَى الجُدُوبِ أَبو زَيْدٍ: الضَّرِسُ والضَّرِمُ الَّذِي يَغْضَبُ مِنَ الْجُوعِ. والضَّرَسُ: غَضَبُ الجُوعِ. وَرَجُلٌ ضَرِسٌ: غَضْبَانُ لأَن ذَلِكَ يُحَدِّدُ الأَضراس. وَفُلَانٌ ضَرِسٌ شَرِسٌ أَي صَعْب الخُلُق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ فَرَسًا كَانَ اسْمُهُ الضَّرِسَ فَسَمَّاهُ السَكْبَ، وأَوّل مَا غَزَا عَلَيْهِ أُحُداً ؛ الضَّرِس: الصَّعْبُ السيء الخُلُق. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِي الزُّبَيْرِ: هُوَ ضَبِسٌ ضَرِسٌ. وَرَجُلٌ ضَرِسٌ وضَرِيسٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ عَليٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلى ضَرِسٍ حَدِيدٍ أَي صَعْب العَريكة قَوِيٍّ، وَمَنْ رَوَاهُ بِكَسْرِ الضَّادِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، فَهُوَ أَحد الضُّرُوسِ، وَهِيَ الْآكَامُ الْخَشِنَةُ، أَي إِلى جَبَلٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِذا فُزع أَي فُزِعَ إِليه والتُجئَ فَحُذِفَ الْجَارُّ وَاسْتَتَرَ الضَّمِيرُ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الآخر: كان ما نشاء مِنْ ضِرْس قَاطِعٍ أَي ماضٍ فِي الأُمور نَافِذُ العَزِيمة. يُقَالُ: فُلَانٌ ضِرْسٌ مِنَ الأَضْراس أَي دَاهِيَةٌ، وَهُوَ فِي الأَصل أَحد الأَسنان فَاسْتَعَارَهُ لِذَلِكَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: لَا يَعَضُّ فِي العِلم بِضِرْسٍ قَاطِعٍ أَي لَمْ يُتْقِنه وَلَمْ يُحْكِم الأُمور. وتَضارَسَ القومُ: تَعادَوْا وتَحارَبوا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والضِّرْسُ: الأَكمَةُ الْخَشِنَةُ الْغَلِيظَةُ الَّتِي كأَنها مُضَرَّسَةٌ، وَقِيلَ: الضِّرْسُ قِطْعَةٌ مِنَ القُفِّ مُشْرِفَةٌ شَيْئًا غليظةٌ جِدًّا خَشِنَةُ الوَطء، إِنما هِيَ حَجَر وَاحِدٌ لَا يُخَالِطُهُ طِينٌ وَلَا يَنْبُتُ، وَهِيَ الضُّروس، وإِنما ضَرَسُه غِلْظَةٌ وخُشُونة. وحَرَّةٌ مُضَرَّسَة ومَضْروسَة: فيها كأَضْراسِ الْكِلَابِ مِنَ الْحِجَارَةِ. والضَّرِيسُ: الْحِجَارَةُ الَّتِي هِيَ كالأَضراس. التَّهْذِيبُ: الضِّرْسُ مَا خَشُنَ مِنَ الْآكَامِ والأَخاشب، والضَّرْس طَيُّ الْبِئْرِ بِالْحِجَارَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: والضُّرُوس، بِضَمِّ الضَّادِ، الْحِجَارَةُ الَّتِي طُوِيَتْ بِهَا الْبِئْرُ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: إِما يَزالُ قائلٌ أَبِنْ، أَبِنْ ... دَلْوَكَ عَنْ حدِّ الضُّرُوسِ واللَّبِنْ وَبِئْرٌ مَضْروسَةٌ وضَرِيسٌ إِذا طُوِيَتْ بالضَّرُيس، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، وَقَدْ ضَرَسْتُها أَضْرُسُها وأَضْرِسُها ضَرْساً، وَقِيلَ: أَن تسدَّ مَا بَيْنَ خَصاصِ طَيِّها بحَجَر وَكَذَا جَمِيعُ الْبِنَاءِ. والضَّرْسُ: أَن يُلْوَى عَلَى الجَرِير قِدٌّ أَو وَتَرٌ. ورَيْط مُضَرَّس: فِيهِ ضَرْبٌ مِنَ الوَشْي، وَفِي

الْمُحْكَمِ: فِيهِ كَصُورِ الأَضراس. قَالَ أَبو رِياش: إِذا أَرادوا أَن يُذَلِّلُوا الْجَمَلَ الصَّعْبَ لاثُوا عَلَى مَا يَقَعُ عَلَى خَطْمِه قِدًّا فإِذا يَبِسَ حَزُّوا عَلَى خَطْمِ الْجَمَلِ حَزًّا لِيَقَعَ ذَلِكَ القِدُّ عَلَيْهِ إِذا يَبِسَ فيُؤْلِمَه فَيَذِلَّ، فَذَلِكَ القِدُّ هُوَ الضِّرْسُ، وَقَدْ ضَرَسْتُه وضَرَّسْتُه. وجَرِيرٌ ضَرِسٌ: ذُو ضِرْسٍ. والضَّرْسُ: أَن يُفْقَرَ أَنفُ الْبَعِيرِ بِمَرْوَةٍ ثُمَّ يُوضَع عَلَيْهِ وَتَرٌ أَو قِدٌّ لُوِيَ عَلَى الْجَرِيرِ ليُذَلَّل بِهِ. فَيُقَالُ: جَمَلٌ مَضْرُوسُ الجَرير. والضِّرْسُ: الْمَطَرَةُ الْقَلِيلَةُ. والضِّرْسُ: الْمَطَرُ الْخَفِيفُ. وَوَقَعَتْ فِي الأَرض ضُرُوسٌ مِنْ مَطَرٍ إِذا وَقَعَ فِيهَا قِطَعٌ متفرِّقة، وَقِيلَ: هِيَ الأَمطار الْمُتَفَرِّقَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الجَوْدُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَاحِدُهَا ضِرْسٌ. والضِّرسُ: السحابةُ تُمْطِرُ لَا عَرضَ لَهَا. والضِّرْسُ: المَطَرُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَرَرْنَا بضِرْسٍ مِنَ الأَرض، وَهُوَ الْمَوْضِعُ يُصِيبُهُ الْمَطَرُ يَوْمًا أَو قَدْرَ يَوْمٍ. وناقةٌ ضَرُوسٌ: لَا يُسْمَعُ لدِرَّتِها صَوْت، واللَّه أَعلم. ضعرس: الضَّعْرَسُ: النَّهِمُ الحَرِيصُ. ضغس: الضغس: الكَرَوْيا؛ يَمَانِيَةٌ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: لَيْسَ بِثَبَت لأَن أَهل اليمن يسمونها التِّقْدَة. ضغبس: الضُّغْبُوسُ: الضَّعِيفُ. والضُّغْبُوسُ: وَلَدُ الثُّرْمُلَةِ. والضُّغْبُوسُ. الرجل المَهِينُ. والضُّغْبُوسُ والضَّغابِيسُ: القِثَّاء الصِّغَارُ، وَقِيلَ: شَبِيهٌ بِهِ يُؤْكَلُ، وَقِيلَ: الضُّغْبُوسُ أَغْصانٌ شِبْهُ العُرْجُون تَنْبُتُ بالغَوْرِ فِي أُصول الثُّمامِ والشَّوْكِ طِوالٌ حُمْرٌ رَخْصَة تُؤْكَلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن صَفْوانَ بْنَ أُمَيَّة أَهدى إِلى رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضغابيسَ وجِدايَةً ؛ هِيَ صِغَارُ الْقِثَّاءِ، وَاحِدُهَا ضُغْبُوسٌ: وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ فِي أُصُول الثُّمامِ يُشْبِهُ الهِلْيَوْنَ يُسْلَقُ بالخَلِّ وَالزَّيْتِ وَيُؤْكَلُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا بَأْسَ باجتِناء الضَّغابيس فِي الحَرَم ، وَبِهِ يَشَبَّه الرَّجُلُ الضَّعِيفُ، يُقَالُ: رَجُلٌ ضُغْبُوسٌ؛ قَالَ جَرِير يَهْجُو عُمَرَ بْنَ لجَإٍ التَّيْمي: قَدْ جَرَّبَتْ عَرَكِي فِي كلِّ مُعْتَركٍ ... غُلْبُ الرِّجالِ، فَمَا بالُ الضَّغابِيسِ؟ تَدْعُوكَ تَيْمٌ، وتَيْمٌ فِي قُرى سَبَإٍ، ... قَدْ عَضَّ أَعْناقَهُمْ جِلْدُ الجَوامِيسِ والتَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي، وأَلأَمُهُمْ ... ذُهْلُ بنُ تَيْمٍ بَنُو السُّودِ المَدَانِيسِ تُدْعَى لِشَرِّ أَبٍ يَا مِرفَقَيْ جُعَلٍ، ... فِي الصَّيْفِ تَدخُلُ بَيْتاً غَيْرَ مَكْنُوسِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده غُلْبُ الأُسُود، قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شِعْرِهِ. والأَغْلَبُ الْغَلِيظُ الرَّقَبَةِ. والعَرَكُ: المُعَارَكَةُ فِي الْحَرْبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضُّغْبُوسُ نباتُ الهِلْيَوْنِ سَوَاءٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، فإِذا جَفَّ خَمَّتْه الرِّيحُ فَطَيَّرَتْهُ. وامرأَة ضَغِبَةٌ «4»: مُولَعَةٌ بِحبِّ الضَّغابِيسِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْبَاءِ. والضُّغْبُوسُ: الْخَبِيثُ من الشياطين. ضفس: ضَفَسْتُ الْبَعِيرَ: جَمَعْت لَهُ ضِغْثاً مِنْ خَلًى فأَلْقَمْته إِياه كَضفَزْته. ضمس: ضَمَسَه يَضْمِسُه ضَمْساً: مَضَغَه مَضْغاً خَفِيّاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عنه، عن

_ (4). قوله [وامرأة ضغبة] ليس هذا مشتقّاً من الضغابيس لأَن السين فيه غير مزيدة، وإنما هو منه كسبط من سبطر ودمث من دمثر، ولا فصل بين حرف لا يزاد أَصلًا وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإن عدّ في جملة الزوائد؛ كذا بهامش النهاية.

فصل الطاء المهملة

الزُّبَيْرِ: ضَرِسٌ ضَمِسٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير وَالرِّوَايَةُ ضَبِسٌ، قَالَ: وَالْمِيمُ قَدْ تُبْدَلُ مِنَ الْبَاءِ، وَهُمَا بِمَعْنَى الصَّعْب العَسِر. ضنبس: الضِّنْبِسُ: الرِّخْوُ اللَّئِيمُ. وَرَجُلٌ ضِنْبِسٌ: ضَعِيفُ البَطْشِ سَرِيعُ الِانْكِسَارِ، واللَّه أَعلم. ضنفس: الضِّنْفِسُ: الرِّخْوُ اللَّئِيمُ. ضهس: ضَهَسَه يَضْهَسُه ضَهْساً: عَضَّه بمُقَدَّم فِيهِ وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ إِذا دَعَوْا عَلَى الرَّجُلِ: لَا يأْكل إِلا ضاهِساً، وَلَا يَشْربُ إِلا قارِساً، وَلَا يَحْلُب إِلا جالِساً؛ يُرِيدُونَ لَا يأْكل مَا يَتَكَلَّفُ مَضْغه إِنما يأْكل النَّزْرَ الْقَلِيلَ مِنْ نَبَاتِ الأَرض ويأْكله بمُقَدَّم فِيهِ؛ والقارِسُ: الْبَارِدُ، أَي لَا يَشْرَبُ إِلا الْمَاءَ دُونَ اللَّبَنِ؛ وَلَا يَحْلُبُ إِلا جَالِسًا، يَدْعُو بِحَلْبِ الْغَنَمِ وَعَدَمِ الإِبل. ضيس: ضاسَ النبتُ يَضِيسُ. هَاجَ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَالَ مَرَّةً؛ هُوَ أَول الهَيْج، نَجْدِيَّة. وضاسٌ: اسْمُ جَبَلٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن أَلفه يَاءٌ وإِن كَانَتْ عَيْنًا، وَالْعَيْنُ وَاوًا أَكثر مِنْهَا يَاءً لِوُجُودِنَا يَضِيسُ وَعَدَمِنَا هَذِهِ الْمَادَّةَ مِنَ الْوَاوِ جُمْلَةً؛ قَالَ: تَهَبَّطْنَ مِنْ أَكناف ضاسَ وأَيْلَةٍ ... إِليها، وَلَوْ أَغْرى بهنَّ المُكَلِّبُ فصل الطاء المهملة طبس: التَّطْبِيسُ: التَّطْبيقُ. والطَّبَسان: كُورَتانِ بِخُراسانَ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيب الْمَازِنِيُّ: دَعَانِي الْهَوَى مِنْ أَهْلِ أَوْدَ، وصُحْبَتي ... بِذِي الطَّبَسَيْنِ، فالْتَفَتُّ وَرَائِيَا «1» وَفِي التَّهْذِيبِ: والطَّبَسَينِ كُورَتان مِنْ خُراسان. ابْنُ الأَعرابي: الطَّبْسُ الأَسْوَدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والطِّبْسُ: الذِّئْبُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: كَيْفَ لِي بالزُّبَيْر وَهُوَ رَجُلٌ طِبْسٌ ؛ أَراد أَنه يُشْبِهُ الذِّئْبَ فِي حَرْصِه وشَرَهِهِ، قَالَ الحَرْبي: أَظنه أَراد لَقِسٌ أَي شَرِه حريص. طحس: ابْنُ دُرَيْدٍ: والطَّحْسُ يُكَنَّى بِهِ عَنِ الْجِمَاعِ، يُقَالُ: طَحَسَها وطَحَزَها؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ مَنَاكِيرِ ابن دريد. طخس: الطِّخْسُ: الأَصل. الْجَوْهَرِيُّ: الطِّخْسُ، بِالْكَسْرِ، الأَصلُ والنِّجارُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنه لَلَئيم الطِّخْسِ أَي لَئِيمُ الأَصل؛ وأَنشد: إِنَّ امْرَأً أُخِّرَ مِنْ أَصْلنا ... أَلأَمُنا طِخْساً، إِذا يُنْسَبُ وَكَذَلِكَ لَئِيمُ الكِرْسِ والإِرْسِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ طِخْسُ شَرٍّ وَسَبِيلُ شَرّ وسِنُّ شَرٍّ وصِنْوُ شَرٍّ ورِكْبَةُ شَرٍّ وبِلْوُ شر وكُمَّر شَرٍّ وفِرْقُ شَرٍّ إِذا كَانَ نِهَايَةً فِي الشَّرِّ. طرس: الطِّرْسُ: الصَّحِيفَةُ، وَيُقَالُ هِيَ الَّتِي مُحِيت ثُمَّ كُتِبَتْ، وَكَذَلِكَ الطِّلْسُ. ابْنُ سِيدَهْ: الطِّرْسُ الْكِتَابُ الَّذِي مُحِيَ ثُمَّ كُتِبَ، وَالْجَمْعُ أَطْراس وطُروس، وَالصَّادُ لُغَةٌ. اللَّيْثُ: الطِّرْس الْكِتَابُ المَمْحُوُّ الَّذِي يُسْتَطَاعُ أَن تُعَادَ عَلَيْهِ الْكِتَابَةُ، وفِعْلُك بِهِ التَّطْريسُ. وطَرَّسَه: أَفسده. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ النَخَعِيُّ يأْتي عُبَيْدَةَ فِي الْمَسَائِلِ فَيَقُولُ عبيدةُ: طَرِّسْها يَا أَبا إِبراهيم أَي امْحُها، يَعْنِي الصَّحِيفَةَ. يُقال: طَرَّسْتُ الصَّحِيفَةَ إِذا أَنعمت مَحْوَهَا. وطَرَسَ الكتابَ: سَوَّده. ابْنُ الأَعرابي: المُتَطَرِّسُ والمُتَنَطِّسُ المُتَنَوِّقُ الْمُخْتَارُ؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسي

_ (1). وفي رواية أخرى: مِن أَهلِ وُدّي.

يَصِفُ جَارِيَةً: بيضاءُ مُطْعَمَةُ المَلاحةِ، مِثْلُها ... لَهْوُ الجَليسِ ونِيقةُ المُتَطَرِّسِ وطَرَسُوسُ «1»: بَلَدٌ بِالشَّامِ، وَلَا يُخَفَّفُ إِلا فِي الشِّعْرِ لأَن فَعْلُولًا لَيْسَ مِنْ أَبنيتهم، واللَّه أَعلم. طرطس: الطَّرْطَبِيسُ: النَّاقَةُ الخَوَّارةُ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ طَرْطَبِيسٌ إِذا كَانَتْ خَوَّارةً فِي الحَلْبِ. والطَّرْطَبِيس والدَّرْدَبيسُ وَاحِدٌ، وَهِيَ الْعَجُوزُ المسترخِيَة. والطَّيْسُ والطَّيْسَلُ والطَّرْطَبيسُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الْكَثْرَةِ، والطَّرْطَبيسُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ. طرفس: الطِّرْفِسانُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: مِنَ الرَّمْلِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فَمَرَّتْ على أَطْرافِ هِرّ عَشِيَّةً، ... لَهَا التَّوأَبانِيَّانِ لَمْ يَتفَلْفَلا أُنِيخَت فَخرَّتْ فَوْقَ عُوجٍ ذَوابلٍ، ... ووَسَّدْتُ رأْسي طِرْفِساناً مُنَخَّلا قَوْلُهُ فَوْقَ عُوج يُرِيدُ قَوَائِمَهَا. وَالذَّوَابِلُ: الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ الصُّلْبة. والمُنَخَّل: الرَّمْلُ الَّذِي نَخَلَتْهُ الرِّيَاحُ؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: عَنَى بالطِّرْفِسان الطِّنْفِسَة وبالمُنَخَّلِ المُتَخَيَّر. ابْنُ شُمَيْلٍ: الطِّرْفِساء الظَّلْماءُ لَيْسَتْ مِنَ الْغَيْمِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَكُونُ ظَلْمَاءَ إِلا بِغَيْمٍ. وَيُقَالُ: السَّمَاءُ مُطَرْفِسةٌ ومُطَنْفِسة إِذا اسْتَغْمَدَتْ فِي السَّحَابِ الْكَثِيرِ، وَكَذَلِكَ الإِنسان إِذا لَبِسَ الثِّيَابَ الْكَثِيرَةَ مُطَرْفِسٌ ومُطَنْفِسٌ. وطَرْفَسَ الرجلُ إِذا حَدَّدَ النَّظَرَ، هَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ بِالسِّينِ، وروى أَبو عمرو وطرفش، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا نَظَرَ وكَسَر عَيْنَيْهِ. طرمس: الطِّرْمِسُ والطِّرْمِساءُ، مَمْدُودًا: الظلمةُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهَا فَيُقَالُ لَيْلَةٌ طِرْمِساءُ. وليالٍ طِرْمِساء: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وبَلَدٍ كَخَلَقِ العَبايَهْ، ... قَطَعْتُه بِعِرْمِسٍ مَشَّايَهْ، فِي ليلةٍ طَخْياءَ طِرْمِسايَهْ وَقَدِ اطْرَمَّسَ الليلُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطِّرْمِساء السَّحَابُ الرَّقِيقُ الَّذِي لَا يُواري السماءَ، وَقِيلَ: هُوَ الطِّلْمِساءُ، بِاللَّامِ. والطِّرْمِساء والطِّلْمِساءُ: الظُّلْمَةُ الشَّدِيدَةُ. وطَرْمَسَ اللَّيْلُ وطَرْسَمَ: أَظلم، وَيُقَالُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. والطِّرْمِسُ: اللَّئِيمُ الدَّنِيءُ. والطُّرْمُوسُ: الخَرُوفُ. والطَّرْمَسةُ: الِانْقِبَاضُ والنُّكُوصُ. وطَرْمَسَ الرجلُ: كَرِه الشيءَ. وطَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وجهَه، وَكَذَلِكَ طَلْمَسَ وطَلْسَم وطرْسَمَ. وَيُقَالُ للرجلْ إِذا نَكَصَ هَارِبًا: قَدْ طَرْسَمَ وطَرْمَسَ وسَرْطَمَ. وطَرْمَسَ الكتابَ: مَحَاهُ. والطُّرْمُوسة والطُّرْمُوسُ: خُبْزُ المَلَّة، واللَّه أَعلم. طسس: الطَّسُّ والطَّسَّةُ والطِّسَّة: لُغَةٌ فِي الطَّسْتِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر: كأَنَّ طَسّاً بَيْنَ قُنْزُعاتِه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِحُمَيْدٍ الأَرْقَط وَلَيْسَ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ، وَقَبْلَهُ: بَينا الفَتى يَخبِطُ فِي غَيْساتِه، ... إِذ صَعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِه، فاجْتاحَها بِمِشْفَرَيْ مِبْراته، ... كأَنّ طَسّاً بَيْنَ قُنْزُعاتِه مَوْتًا تَزِلُّ الكَفُّ عن صَفاتِه

_ (1). قوله [وطرسوس] كحلزون، واختار الأَصمعي فيه ضم الطاء كعصفور انتهى. شارح القاموس.

الغَيسَةُ: النَّعْمَةُ والنَّضارة. وعِفْراتِه: شَعْرُ رأْسه. والقُنْزُعَةُ: وَاحِدَةُ الْقَنَازِعِ، وَهُوَ الشَّعَرُ حَوَالَيِ الرأْس؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى رَأَتْنِي، هَامَتِي كالطَّسِّ، ... تُوقِدُها الشمسُ ائْتِلاقَ التُّرْسِ وَجَمْعُ الطَّسِّ [الطِّسِ] أَطْساسٌ وطُسُوسٌ وطَسِيسٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَرْع يَدِ اللَّعَّابَة الطَّسِيسا وَجَمْعُ الطَّسَّةِ والطِّسَّة: طِساسٌ، قَالَ: وَلَا يَمْتَنِعُ أَن تُجْمَعَ طِسَّة عَلَى طِسَسٍ بَلْ ذَاكَ قِيَاسُهُ. وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: وَاخْتَلَفَ إِليه مِيكَائِيلُ بثلاثِ طِساسٍ مِنْ زَمْزَمَ ؛ هُوَ جَمْعُ طَسٍّ، وَهُوَ الطَّسْتُ. قَالَ: وَالتَّاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ السِّينِ فَجُمِعَ عَلَى أَصله. قَالَ اللَّيْثُ: الطَّسْتُ هِيَ فِي الأَصل طَسَّةٌ وَلَكِنَّهُمْ حَذَفُوا تَثْقِيلَ السِّينِ فَخَفَّفُوا وَسُكِّنَتْ فَظَهَرَتِ التَّاءُ الَّتِي فِي مَوْضِعِ هَاءِ التأْنيث لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا، وَكَذَلِكَ تَظْهَرُ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ سَكَنَ مَا قَبْلَهَا غَيْرَ أَلف الْفَتْحِ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُتَمم الطَّسَّةَ [الطِّسَّةَ] فيُثقِّل ويُظْهِر الْهَاءَ، قَالَ: وأَما مَنْ قَالَ إِن التَّاءَ الَّتِي فِي الطَّسْتِ أَصلية فإِنه يَنْتَقِضُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن الطَّاءَ والتاءَ لَا يَدْخُلَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَصلية فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن الْعَرَبَ لَا تَجْمَعُ الطَّسْتَ إِلَّا بالطِّساسِ وَلَا تُصَغِّرُهَا إِلا طُسَيْسَة، قَالَ: وَمَنْ قَالَ فِي جَمْعِهَا الطَّسَّات فَهَذِهِ التَّاءُ هِيَ تَاءُ التأْنيث بِمَنْزِلَةِ التَّاءِ الَّتِي فِي جَمَاعَاتِ النِّسَاءِ فإِنه يَجُرُّهَا فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ، قَالَ اللَّه تعالى: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ؛ وَمَنْ جَعَلَ هَاتَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي الابْنَةِ والطَّسْتِ أَصليتين فإِنه يَنْصِبُهُمَا لأَنهما يَصِيرَانِ كَالْحُرُوفِ الأَصلية مِثْلَ تَاءِ أَقوات وأَصوات وَنَحْوِهِ، وَمَنْ نَصَبَ الْبَنَاتِ عَلَى أَنه لَفْظُ فَعَالٍ انْتَقَضَ عَلَيْهِ مثلُ قَوْلِهِ هِباتٍ وذواتٍ، قَالَ الأَزهري: وَتَاءُ الْبَنَاتِ عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ غَيْرُ أَصلية وَهِيَ مَخْفُوضَةً فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ، وَقَدْ أَجمع القُرَّاء عَلَى كَسْرِ التَّاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ؛ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ؛ قَالَ الْمَازِنِيُّ أَنشدني أَعرابي فَصِيحٌ: لَوْ عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ، ... أَشْعَثَ فِي هَيْكَلِهِ مُنْدَسِّ، حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِ قَالَ: جَاءَ بِهَا عَلَى الأَصل لأَن أَصلها طَسٌ، وَالتَّاءُ فِي طَسْتٍ بَدَلٌ مِنَ السِّينِ كَقَوْلِهِمْ سِتَّة أَصلها سِدْسة، وَجَمْعُ سِدْسٍ أَسْداسُ، وسِدْسٌ مبنيٌ عَلَى نَفْسِهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَمِمَّا دَخَلَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الطَّسْتُ والتَّوْرُ والطَّاجِنُ وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ كُلُّهَا «2». وَقَالَ غَيْرُهُ: أَصله طَسْت فَلَمَّا عَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ قَالُوا طَسٌّ فَجَمَعُوهُ طُسُوساً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطَّسِيسُ جَمْعُ الطَّسِّ، قَالَ الأَزهري: جَمَعُوهُ عَلَى فَعِيل كَمَا قَالُوا كَلِيب ومَعِيز وما أَشبهها، وطيء تَقُولُ طَسْتٌ، وَغَيْرُهُمْ طَسٌّ، قَالَ: وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لِصْتٌ للِّصِّ، وَجَمْعُهُ لُصُوتٌ وطُسُوت عِنْدَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيّ بْنِ كعبٍ أَخبرني عَنْ لَيْلَةِ القَدْر، فَقَالَ: إِنها فِي لَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قُلْتُ: وأَنَّى عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: بِالْآيَةِ الَّتِي نبأَنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: فَمَا الْآيَةُ؟ قَالَ: أَن تَطْلُعَ الشمسُ غَداةَ إِذٍ كأَنها طَسٌّ لَيْسَ لَهَا شُعاع ؛ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: الطَّسُّ هُوَ الطَّسْتُ والأَكثر الطَّسُّ بِالْعَرَبِيَّةِ. قَالَ الأَزهري: أَراد أَنهم لَمَّا عَرَّبوه قَالُوا طَسٌّ. والطَّسَّاسُ: بَائِعُ الطُّسُوسِ،

_ (2). قوله [وهي فارسية كلها] وقيل إن التور عربي صحيح كما نقله الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ.

والطِّساسةُ: حِرْفَتُه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَا أَدري أَين طَسَّ وَلَا أَين دَسَّ وَلَا أَين طَسَمَ وَلَا أَين طَمَس وَلَا أَين سَكَعَ، كُلُّهُ بِمَعْنَى أَين ذَهَبَ. وطَسَّسَ فِي الْبِلَادِ أَي ذَهَبَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَهْدي بأَظْعانِ الكَتُوم تُمْلَسُ، ... صِرْمٌ جَنانِيٌّ بِهَا مُطَسِّسُ وطَسَّ القومُ إِلى الْمَكَانِ: أَبْعَدوا فِي السَّيْرِ. والأَطْساسُ: الأَظافير. والطَّسَّانُ: مُعْتَرَكُ الحَرْب؛ عَنِ الهَجَرِيِّ رَوَاهُ عَنْ أَبي الجُحَيش؛ وأَنشد: وخَلُّوا رِجالًا فِي العَجاجَةِ جُثَّماً، ... وزُحْمةُ فِي طَسَّانِها، وَهُوَ صاغِرُ طعس: الطَّعْس: كَلِمَةٌ يُكَنَّى بِهَا عَنِ النكاح. طغمس: الطُّغْمُوسُ: الَّذِي أَعْيا خُبْثاً. اللَّيْثُ: الطُّغْمُوسُ الْمَارِدُ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَالْخَبِيثُ مِنَ القطارب. طفس: الطَّفَسُ: قَذَرُ الإِنسان إِذا لَمْ يَتَعَهَّدْ نَفْسَهُ بِالتَّنْظِيفِ. رَجُلٌ نَجِسٌ طَفِسٌ: قَذِرٌ، والأُنثى طَفِسة. والطَّفَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الوَسَخُ والدَّرَنُ، وَقَدْ طَفِسَ الثوبُ، بِالْكَسْرِ، طَفَساً وطفاسَةً، وطَفَسَ الرَّجُلُ: مَاتَ وَهُوَ طَافِسٌ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ الْكُمَيْتِ: وَذَا رَمَقٍ مِنْهَا يُقَضِّي وطافِسا يَصِفُ الْكِلَابَ. الْجَوْهَرِيُّ: طَفَسَ البِرْذَوْنُ يَطْفِسُ طُفُوساً أَي مات. طفرس: طِفْرِسٌ: سَهلٌ لَيِّنٌ. طلس: الطَّلْسُ: لُغَةٌ فِي الطِّرْس. والطَّلْسُ: المَحْوُ، وطَلَسَ الْكِتَابَ طَلْساً وطَلَّسه فتَطَلَّسَ: كطَرَّسه. وَيُقَالُ لِلصَّحِيفَةِ إِذا مُحِيَتْ: طِلْس وطِرْسٌ؛ وأَنشد: وجَوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسي الطُّلُوسا يَقُولُ: كأَنما كُسِيَ صُحُفاً قَدْ مُحِيَتْ مَرَّةً لدُرُوس آثَارِهَا. والطِّلسُ: كِتَابٌ قَدْ مُحِيَ وَلَمْ يُنعَمْ مَحْوُه فَيَصِيرُ طِلْساً. وَيُقَالُ لجِلْدِ فَخِذِ الْبَعِيرِ: طِلْسٌ لِتَسَاقُطِ شَعْرِهِ ووَبَرِه، وإِذا مَحَوْتَ الْكِتَابَ لِتُفْسِدَ خَطَّهُ قُلْتَ: طَلَسْتُ، فإِذا أَنعمت مَحْوَهُ قُلْتَ: طَرَسْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه أَمَرَ بطَلْس الصُّوَرِ الَّتِي فِي الْكَعْبَةِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ بطَمْسِها ومَحْوِها. وَيُقَالُ: اطْلِسِ الكتابَ أَي امْحُه، وطَلَسْت الكِتابَ أَي مَحَوْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قولُ لَا إِله إِلا اللَّه يَطْلِس مَا قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: قَالَ لَهُ لَا تَدَعْ تِمْثالًا إِلا طَلَسْتَه أَي مَحَوْتَه، وَقِيلَ: الأَصل فِيهِ الطُّلْسَةُ وَهِيَ الغُبْرَةُ إِلى السَّوَادِ. والأَطْلَسُ: الأَسودُ والوَسَخُ. والأَطْلَسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، وَكَذَلِكَ الطِلْسُ بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ أَطْلاسٌ. يُقَالُ رَجُلٌ أَطْلَسُ الثَّوْبِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، لَيْسَ لَهُ ... إِلا الضِّراءُ وإِلا صَيْدُها نَشَبُ وَذِئْبٌ أَطْلَسُ: فِي لَوْنِهِ غُبْرةٌ إِلى السَّوَادِ؛ وَكُلُّ مَا كَانَ عَلَى لَوْنِهِ، فَهُوَ أَطْلَسُ، والأُنثى طَلْساءُ، وَهُوَ الطِّلْسُ، ابْنُ شُمَيْل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ يشبَّه بِالذِّئْبِ. والطَّلَسُ والطَّلَسةُ: مَصْدَرُ الأَطْلَسِ مِنَ الذِّئَابِ، وَهُوَ الَّذِي تَسَاقَطَ شَعْرُهُ، وَهُوَ أَخبث مَا يَكُونُ. والطِّلْسُ: الذِّئْبُ الأَمْعَطُ، وَالْجَمْعُ الطُّلْسُ. التَّهْذِيبُ: والطَّلْسُ والطَّمْسُ

واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَن مُوَلَّداً أَطْلَس سَرَقَ فَقَطَعَ يَدَهُ. قَالَ شَمِرٌ: الأَطْلَسُ الأَسود كالحَبَشِيِّ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فأَطارَني مِنْهُ بِطِرْسٍ ناطِقٍ، ... وبِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه فِي المَنْكِبِ أَطْلَس: عبدٌ حَبَشِيّ أَسود، وَقِيلَ: الأَطْلَسُ اللِّصُّ، شُبِّهَ بِالذِّئْبِ الَّذِي تَسَاقَطَ شَعْرُهُ. والطِّلْسُ والأَطْلَسُ مِنَ الرِّجَالِ: الدَّنِسُ الثِّيَابِ، شُبِّهَ بِالذِّئْبِ فِي غُبْرة ثِيابه؛ قَالَ الرَّاعِي: صادَفْتُ أَطْلَسَ مَشَّاءً بأَكْلُبِه، ... إِثْرَ الأَوابِدِ لَا يَنْمِي لَهُ سَبَدُ وَرَجُلٌ أطْلَسُ الثِّيَابِ وَسِخُها. وَفِي الْحَدِيثِ: تأْتي رِجَالًا طُلْساً أَي مُغْبَرَّةَ الأَلوان، جَمْعُ أَطْلَسَ. وَفُلَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَطْلَسُ إِذا رُمِيَ بِقَبِيحٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: ولَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبي ... حَلِيلَتَه، إِذا هَدَأَ النِّيامُ لَمْ يُرِدْ بِحَلِيلَتِهِ امرأَته وَلَكِنْ أَراد جَارَتَهُ الَّتِي تُحالُّه فِي حِلَّتِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَن عَامِلًا لَهُ وَفَدَ عَلَيْهِ أَشْعَثَ مُغْبَرّاً عَلَيْهِ أَطْلاسٌ ، يَعْنِي ثِيَابًا وَسِخَةً. يُقَالُ: رَجُلٌ أَطْلَسُ الثَّوْبِ بَيِّنُ الطُّلْسةِ، وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ الأَسودِ الوَسِخ: أَطْلَسُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: بطَلْساءَ لَمْ تَكْمُل ذِراعاً وَلَا شِبْرا يَعْنِي خِرْقَةً وَسِخَةً ضَمَّنها النارَ حِينَ اقْتدح. والطَّيْلَسُ والطَّيْلَسانُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكسية «1»؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ مَعَ الأَلف وَالنُّونِ فَيْعَلٌ فِي الصَّحِيحِ عَلَى أَن الأَصمعي قَدْ أَنكر كَسْرَةَ اللَّامِ، وجَمع الطَّيلَس والطَّيْلَسان [الطَّيْلِسان] والطّيلُسان طَيالِس وطَيالِسة، دَخَلَتْ فِيهِ الْهَاءُ فِي الْجَمْعِ لِلْعُجْمَةِ لأَنه فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، والطَّالِسانُ لُغَةٌ فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَعرف للطَّالسان جَمْعًا، وَقَدْ تَطَلْيَسْتُ بالطَّيْلَسان وتَطَيْلَسْتُ. التَّهْذِيبُ: الطَّيْلسان تُفْتَحُ اللَّامَ فِيهِ وَتُكْسَرُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع فَيْعِلان، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، إِنما يَكُونُ مَضْمُومًا كالخَيْزُرانِ والحَيْسُمانِ، وَلَكِنْ لَمَّا صَارَتِ الضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ أُختين وَاشْتَرَكَتَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ دَخَلَتِ الْكَسْرَةُ مَوْضِعَ الضَّمَّةِ، وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الطَّيْلَسَانُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، قَالَ: وأَصله فَارِسِيٌّ إِنما هُوَ تَالْشَانُ فأُعرب. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الطَّيْلِسان، بِكَسْرِ اللَّامِ، لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: السُّدُوسُ الطَّيْلَسان، هَكَذَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ الطَّيْلِسانُ، وَلَوْ رخَّمت هَذَا فِي مَوْضِعِ النِّدَاءِ لَمْ يَجُزْ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فَيْعِل بِكَسْرِ الْعَيْنِ إِلا مُعْتَلًّا نَحْوُ سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، واللَّه أَعلم. طلمس: لَيْلَةٌ طِلْمِساءُ كطِرْمِساء، والطِّلْمِساء والطِّرْمساء: اللَّيْلَةُ الشَّدِيدَةُ. والطِّلْمِساء: الرَّقِيقُ مِنَ السَّحَابِ. وَقَالَ أَبو خَيْرَة: هُوَ الطِّرْمِساء، بِالرَّاءِ، وَقِيلَ: الطِّلْمِساء الأَرض الَّتِي لَيْسَ بِهَا مَنَارٌ وَلَا عَلَم؛ وَقَالَ المَرَّارُ: لَقَدْ تَعسَّفْتُ الفَلاة الطِّلمِسا ... يَسِير فِيهَا القومُ خِمْساً أَمْلَسا وطَرْمَسَ الرجلُ إِذا قَطَّبَ وَجْهَهُ، وَكَذَلِكَ طَلْمَسَ وطَلْسَمَ. طلنس: ابْنُ بُزُرج: اطْلَنْسَأْتُ أَي تَحَوَّلْتُ مِنْ مَنْزِلٍ إِلى مَنْزِلٍ.

_ (1). قوله [ضرب من الأَكسية] أَي أَسود، قَالَ الْمَرَّارُ بْنُ سَعِيدٍ الْفَقْعَسِيُّ: فرفعت رأسي للخيال فما أَرى غير المطي وظلمة كالطيلس كذا في التكملة.

طمس: الطُّمُوس: الدُّرُوسُ والانْمِحاء. وطَمَس الطريقُ وطَسَمَ يَطْمِسُ ويَطْمُسُ طُموساً: درَسَ وامَّحى أَثَرُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وإِن طَمَسَ الطريقُ تَوَهَّمَتْه ... بخَوْصاوَيْنِ فِي لَحِجٍ كَنِينِ وطَمَسْتُه طَمْساً، يَتَعَدَّى وَلَا يتعدَّى. وانْطَمَس الشيءُ وتَطَمَّسَ: امَّحَى ودَرَسَ. قَالَ شَمِرٌ: طُموسُ الْبَصَرِ ذَهَابُ نُورِهِ وَضَوْئِهِ، وكذلك طُمُوس الْكَوَاكِبِ ذَهَابُ ضَوْئها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَا تَحْسِبي شَجِّي بِكِ البيدَ كُلَّمَا ... تَلأْلأَ بالغَوْرِ النجومُ الطَّوامِسُ وَهِيَ الَّتِي تَخْفَى وَتَغِيبُ. وَيُقَالُ: طَمَسْتُه فطَمَس طُمُوساً إِذا ذَهَبَ بَصَرُهُ. وطُمُوس الْقَلْبِ: فسادُه. أَبو زَيْدٍ: طَمَس الرجلُ الكتابَ طُموساً إِذا دَرَسه. وَفِي صِفَةِ الدَّجَّال: أَنه مَطْموسُ الْعَيْنِ أَي مَمْسُوحها مِنْ غَيْرِ فُحْشٍ. والطَّمْسُ: اسْتِئْصَالُ أَثر الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ مَذْحِج: ويُمْسي سَرابُها طامِساً أَي يَذْهَبُ مَرَّةً وَيَجِيءُ أُخرى. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ كَانَ الأَشبه أَن يَكُونَ سَرابُها طَامِيًا وَلَكِنْ كَذَا يُرْوَى. وطَمَس اللَّهُ عَلَيْهِ يَطْمِسُ وطَمَسَه، وطُمِسَ النجمُ وَالْقَمَرُ وَالْبَصَرُ: ذَهَبَ ضوءُه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: المَطْموس الأَعمى الَّذِي لَا يَبِينُ حَرْفُ جَفْنِ عَيْنِهِ فَلَا يُرَى شُفْرُ عَيْنَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ ؛ يَقُولُ: لَوْ نَشَاءُ لأَعميناهم، وَيَكُونُ الطُّمُوسُ بِمَنْزِلَةِ الْمَسْخِ لِلشَّيْءِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ، قَالَ الزَّجَّاجُ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ كأَقفيتهم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ مَنَابِتَ الشَّعْرِ كأَقفيتهم، وَقِيلَ: الْوُجُوهُ هَاهُنَا تَمْثِيلٌ بأَمر الدِّينِ؛ الْمَعْنَى مِنْ قَبْلِ أَن نُضِلَّهُمْ مُجَازَاةً لِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْعِنَادِ فَنُضِلُّهُمْ إِضلالًا لَا يُؤْمِنُونَ مَعَهُ أَبداً. قَالَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ ؛ الْمَعْنَى لَوْ نَشَاءُ لأَعميناهم، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ ، أَي غَيِّرْها، قيل: إِنه جَعَلَ سُكَّرَهم حِجَارَةً. وتأْويل طَمْسِ الشَّيْءِ: ذهابُه عَنْ صُورَتِهِ. والطَّمْسُ: آخِرُ الْآيَاتِ التِّسْعِ الَّتِي أُوتيها مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ طُمِسَ عَلَى مَالِ فِرْعَوْنَ بِدَعْوَتِهِ فَصَارَتْ حِجَارَةً. جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه صَيَّرَ سُكَّرَهم حِجَارَةً. وأَرْبُعٌ طِماسٌ: دارِسَة. والطَّامِسُ: البعيدُ. وطَمَسَ الرجلُ يَطْمُس طُمُوساً: بَعُدَ. وخَرْقٌ طامِسٌ: بَعِيدٌ لَا مَسْلك فِيهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِابْنِ مَيَّادة: ومَوْماةٍ يَحارُ الطِّرْفُ فِيهَا، ... صَمُوتِ الليلِ طامِسَةِ الجِبالِ قَالَ: طَامِسَةٍ بَعِيدَةٍ لَا تَتَبَيَّنُ مِنْ بُعد، وَتَكُونُ الطَّامِسة الَّتِي غَطَّاهَا السَّراب فَلَا تُرَى. وطَمَسَ بِعَيْنِهِ: نَظَرَ نَظَرًا بَعِيدًا. والطَّامِسِيَّة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح بْنُ الجَهْم: انْظُرْ بعينِك هَلْ تَرَى أَظْعانَهُم؟ ... فالطَّامِسِيَّةُ دُونَهُنَّ فَثَرْمَدُ الأَزهري: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ طَمَسَ فِي الأَرض وطَهَسَ إِذا دخَل فِيهَا إِما رَاسِخًا وإِما وَاغِلًا، وَقَالَ شُجَاعٌ بِالْهَاءِ؛ وَيُقَالُ: مَا أَدري أَين طَمَسَ وأَين طَوَّسَ أَي أَين ذَهَبَ. الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ: الطَّماسَةُ كالحَزْرِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ. يُقَالُ: كَمْ يَكْفِي دَارِي هَذِهِ مِنْ آجُرَّةٍ؟ قَالَ: اطْمِسْ أَي احْزِرْ [احْزُرْ].

طمرس: الطِّمْرِس: الدَّنيء اللَّئِيمُ. والطُّرْمُوسُ: الخَرُوفُ. والطِّمْرِساء: السَّحَابُ الرَّقِيقُ كالطِّرْمِساء؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: الطِّمْرِسُ والطُّمْرُوسُ الكذاب. طملس: الْجَوْهَرِيُّ: رَغِيفٌ طَمَلَّسٌ، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، أَي جافٌّ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ للعُقَيْلِيّ: هَلْ أَكلت شَيْئًا؟ فقال: قُرْصَتَيْنِ طَمَلَّسَتَيْن. طنس: ابْنُ الأَعرابي: الطَّنَسُ الظُّلْمَةُ الشَّدِيدَةُ، قَالَ: والنُّسُطُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ أَولاد النُّوق إِذا تَعَسَّر وِلادُها. قَالَ الأَزهري: النُّونُ فِي هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْمِيمِ، فالطَّنْسُ أَصله الطَّمْسُ أَو الطَّلْس، والنَّسْطُ مِثْلُ المَسْطِ سَوَاءٌ، وَكِلَاهُمَا مَذْكُورٌ فِي بابه. طنفس: الطِّنْفِسَة والطُّنْفُسة، بِضَمِّ الْفَاءِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: النُّمْرُقَة فَوْقَ الرَّحْلِ، وَجَمْعُهَا طَنافِسُ؛ وَقِيلَ: هِيَ البِساط الَّذِي لَهُ خَمْلٌ رَقِيقٌ، وَلَهَا ذِكْرٌ فِي الْحَدِيثِ. ابْنُ الأَعرابي: طَنْفَسَ إِذا سَاءَ خُلُقه بَعْدَ حُسْن. وَيُقَالُ لِلسَّمَاءِ: مُطَرْفِسَة ومُطَنْفِسَة إِذا اسْتَغْمَدت فِي السَّحَابِ الْكَثِيرِ، وَكَذَلِكَ الإِنسان إِذا لَبِسَ الثِّيَابَ الْكَثِيرَةَ مُطَرْفِسٌ ومُطَنْفِس. طهس: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ طَمَسَ فِي الأَرض وطَهَسَ إِذا دَخَلَ فِيهَا إِما دَخَلَ فِيهَا إِما رَاسِخًا وإِما واغِلًا، وَقَالَ شُجَاعٌ بالهاء. طهلس: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: اللَّيْثُ الطِّهْلِيسُ الْعَسْكَرُ الْكَثِيفُ؛ وأَنشد: جَحْفَلًا طِهْلِيسا طوس: طاسَ الشيءَ طَوْساً: وَطِئَه. والطَّوْسُ: الحُسْنُ. وَقَدْ تَطَّوَّسَتِ الجاريةُ: تَزَيَّنَتْ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الحَسَن؛ إِنه لَمُطَوَّسٌ؛ وقال رُؤْبَةُ: أَزْمانَ ذاتِ الغَبْغَبِ المُطَوَّسِ وَوَجْهٌ مُطَوَّسٌ: حَسَنٌ؛ وَقَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: إِذ تَسْتَبِي قَلْبِي بِذي عُذَرٍ ... ضافٍ، يَمُجُّ المِسْك كالكَرْمِ ومُطَوَّسٍ سَهْلٍ مَدامِعُه، ... لَا شاحِبٍ عارٍ وَلَا جَهْمِ وقال المُؤَرِّج: الطاؤُوسُ فِي كَلَامِ أَهل الشَّامِ الْجَمِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: فلو كنتَ طاؤُوساً لكنتَ مُمَلَّكاً، ... رُعَيْنُ، وَلَكِنْ أَنتَ لأْمٌ هَبَنْقَعُ قَالَ: واللأْمُ اللَّئِيمُ. ورُعَيْن: اسْمُ رجل. والطاؤُوس فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ: الفِضَّة. والطاؤُوس: الأَرض المُخْضَرَّة الَّتِي عَلَيْهَا كلُّ ضَرْبٍ مِنَ الوَرْدِ أَيامَ الرَّبِيعِ. أَبو عَمْرٍو: طاسَ يَطُوسُ طَوساً إِذا حَسُنَ وجهُه ونَضَرَ بَعْدَ عِلَّةٍ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الطَّوْسِ، وَهُوَ الْقَمَرُ. الأَشجعي: يُقَالُ مَا أَدري أَين طَمَسَ وأَين طَوَّسَ أَي أَين ذهب. والطاؤُوس: طَائِرٌ حَسَنٌ، هَمْزَتَهُ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ لِقَوْلِهِمْ طَواويس، وَقَدْ جُمِعَ عَلَى أطْواسٍ بِاعْتِقَادِ حَذْفِ الزِّيَادَةِ، ويُصَغَّرُ الطَّاؤُوس عَلَى طُوَيْسٍ بَعْدَ حَذْفِ الزِّيَادَةِ. وطُوَيْسٌ. اسْمُ رَجُلٍ ضُرِب بِهِ الْمَثَلُ فِي الشُّؤْمِ، قَالَ: وأُراه تَصْغِيرَ طاؤوس مُرَخَّماً، وَقَوْلُهُمْ: أَشأَم مِنْ طُوَيْسٍ؛ هُوَ مُخَنَّثٌ كَانَ بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ: يَا أَهل الْمَدِينَةِ تَوَقَّعُوا خروجَ الدَّجَّالِ مَا دُمْتُ بَيْنَ ظَهْرانَيْكُمْ فإِذا مُتُّ فَقَدْ أَمنتم لأَني وُلِدْتُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ

فصل العين المهملة

وَسَلَّمَ، وفُطِمْتُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَبَلَغْتُ الحُلُمَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَتَزَوَّجْتُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَوُلِدَ لِي فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وكان اسمه طاؤُوساً، فَلَمَّا تَخَنَّثَ جَعَلَهُ طُوَيْساً وتَسَمَّى بِعَبْدِ النَّعِيم؛ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: إِنني عَبْدُ النعيم، ... أَنا طاؤُوس الْجَحِيمِ، وأَنا أَشأَم مَنْ يَمْشِي ... عَلَى ظَهْرِ الحَطيم والطَّاسُ: الَّذِي يُشرب بِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ القاقُوزَّةُ. والطَّوْسُ: الْهِلَالُ، وَجَمْعُهُ أَطواسٌ. وطُواسٌ: مِنْ لَيَالِي آخِرِ الشَّهْرِ. وطُوسُ وطُواسُ: مَوْضِعَانِ. والطَّوْسُ: القمرُ. والطُّوسُ: دَوَاءُ المَشِيِّ، واللَّه أَعلم. طيس: الطَّيْسُ: الْكَثِيرُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْمَاءِ والعَدَدُ الْكَثِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وطاسَ الشيءُ يَطِيسُ طَيْساً إِذا كَثُرَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَدَدْتُ قَوْمِي كعَدِيدِ الطَّيْسِ، ... إِذ ذَهَبَ القومُ الكرامُ لَيْسِي أَراد بقوله ليسي غَيْرِي. قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ الطَّيْسِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كُلُّ مَنْ عَلَى ظَهْرِ الأَرض مِنَ الأَنام فَهُوَ مِنَ الطَّيْسِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ كُلُّ خَلْقٍ كَثِيرِ النَّسْل نَحْوَ النَّمْلِ وَالذُّبَابِ وَالْهَوَامِّ، وَقِيلَ: يَعْنِي الْكَثِيرَ مِنَ الرَّمْلِ. وحِنْطة طَيْسٌ: كَثِيرَةٌ؛ قَالَ الأَخطل: خَلُّوا لَنا رَاذانَ والمَزارِعا ... وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ حَمِيرًا: فَصَبَّحَتْ مِنْ شُبْرُمانَ مَنْهَلا ... أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيّاً طَيْسَلا والطَّيْسَلُ: مِثْلُ الطَّيْسِ، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ. والطَّيْس: مَا عَلَى الأَرض مِنَ التُّرَابِ والغَمام، وَقِيلَ: مَا عَلَيْهَا مِنَ النَّمْلِ وَالذُّبَابِ وَجَمِيعِ الأَنام. والطَّيْس والطَّيْسَلُ والطَّرْطَبيس بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الْكَثْرَةِ، واللَّه أَعلم. فصل العين المهملة عبس: عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْساً وعَبَّس: قَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَرَجُلٌ عابِسٌ مِنْ قَوْمٍ عُبُوسٍ. وَيَوْمٌ عابِسٌ وعَبُوسٌ: شديدٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قُس: يَبْتَغِي دَفْعَ باسِ يَومٍ عَبُوسٍ ؛ هُوَ صِفَةٌ لأَصحاب الْيَوْمِ أَي يَوْمٌ يُعَبَّسُ فِيهِ فأَجراه صِفَةً عَلَى الْيَوْمِ كَقَوْلِهِمْ لَيْلٌ نَائِمٌ أَي يُنام فِيهِ. وعَبَّسَ تَعْبِيساً، فَهُوَ مُعَبِّسٌ وعَبَّاسٌ إِذا كَرَّه وَجْهَهُ، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ، فإِن كَشَر عَنْ أَسنانه فَهُوَ كالِحٌ، وَقِيلَ: عَبَّسَ كَلَحَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: لَا عابِسٌ وَلَا مُفْنِدٌ «2»؛ العابسُ: الكريهُ المَلْقى الجَهْمُ المُحَيَّا. والتَّعَبُّسُ: التَّجَهُّم. وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعَنابِسٌ والعَنْبَسيُّ: مِنْ أَسماء الأَسد أُخذ مِنَ العُبُوسِ، وَبِهَا سُمِّي الرَّجُلُ؛ وَقَالَ الْقَطَّامِيُّ: وَمَا غَرَّ الغُواةَ بَعَنْبَسِيٍّ، ... يُشَرِّدُ عَنْ فَرائِسِه السِّباعا

_ (2). قوله [ولا مفند] بهامش النهاية ما نصه: كسر النون من مفند أَولى لأَن الفتح شمله قولها أَي أم معبد ولا هذر، وأَما الكسر ففيه أَنه لا يفند غيره بدليل أَنه كان لا يقابل أَحداً في وجهه بما يكره ولأنه يدل على الخلق العظيم.

وَفِي الصِّحَاحِ: والعَنْبَسُ الأَسد، وَهُوَ فَنْعَلٌ مِنَ العُبوس. والعَبَسُ: مَا يَبِسَ عَلَى هُلْبِ الذَّنَب مِنَ الْبَوْلِ وَالْبَعْرِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كأَنَّ فِي أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ، ... مِنْ عَبَسِ الصَّيف، قرونَ الأُيَّلِ وأَنشده بَعْضُهُمُ: الأُجَّلِ، عَلَى بَدَلِ الْجِيمَ مِنَ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ؛ وَقَدْ عَبِسَتِ الإِبلُ عَبَساً وأَعْبَسَتْ: عَلَاهَا ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَظَرَ إِلى نَعَمِ بَنِي المُصْطَلِق وَقَدْ عَبِسَتْ فِي أَبوالها وأَبعارها مِنَ السِّمَنِ فَتَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ وقرأَ: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: عَبِسَتْ فِي أَبوالها يَعْنِي أَن تَجِفَّ أَبوالُها وأَبعارُها عَلَى أَفخاذها وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ مِنَ الشَّحْمِ، وَذَلِكَ العَبَسُ، وإِنما عَدَّاهُ بِفِي لأَنه فِي مَعْنَى انْغَمَسَتْ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ رَاعِيَةً: تَرى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْناً بِكُوعِها، ... لَهَا مَسَكاً مِن غَيرِ عاجٍ وَلَا ذَبْلِ والعَبَسُ: الوَذَحُ أَيضاً. وعَبِسَ الوَسَخُ عَلَيْهِ وَفِيهِ عَبَساً: يَبِسَ. وعَبِسَ الثوبُ عَبَساً: يَبِسَ عَلَيْهِ الوَسَخُ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَنه كَانَ يَرُدُّ مِنَ العَبَس ؛ يَعْنِي العَبْدَ البَوَّال فِي فِرَاشِهِ إِذا تعوَّده وَبَانَ أَثره عَلَى بَدَنِهِ وَفِرَاشِهِ. وعَبِسَ الرجلُ: اتَّسَخَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وقَيِّمُ الماءِ عَليْهِ قَدْ عَبِسْ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ قَدْ عَبَسَ مِنَ العُبوسِ الَّذِي هُوَ القُطُوبُ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: ولَقَدْ شَهِدْتُ الماءَ لَمْ يَشْرَبْ بِهِ، ... زَمَنَ الرَّبيعِ إِلى شُهور الصَّيِّفِ، إِلا عَوابسُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، ... بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ قَالَ يَعْقُوبُ: يَعْنِي بِالْعَوَابِسِ الذِّئَابَ الْعَاقِدَةَ أَذنابها، وَبِالْمِرَاطِ السِّهَامَ الَّتِي قَدْ تَمَرَّط رِيشُهَا؛ وَقَدْ أَعْبَسَه هُوَ. والعَبْوَسُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ. والعَبْسُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ، يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ سِيسَنْبَر. وعَبْسٌ: قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وَهِيَ إِحدى الجَمَراتِ، وَهُوَ عَبْسُ بنُ بَغِيضِ بْنِ رَيْث بْنِ غَطَفان بْنِ سَعْد بْنِ قَيس بْنِ عَيْلان. والعَنابِسُ مِنْ قُرَيْشٍ: أَولاد أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكبر وَهُمْ سِتَّةٌ: حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وَسُفْيَانُ وأَبو سُفْيَانَ وَعَمْرٌو وأَبو عَمْرٍو، وسُمُّوا بالأُسْد، وَالْبَاقُونَ يُقَالُ لَهُمُ الأَعْياصُ. وعابِسٌ وعَبَّاس وَالْعَبَّاسُ اسْمٌ عَلَمٌ، فَمَنْ قَالَ عَبَّاسٌ فَهُوَ يُجْرِيهِ مُجْرَى زَيْدٍ، وَمَنْ قَالَ الْعَبَّاسُ فإِنما أَراد أَن يَجْعَلَ الرَّجُلَ هُوَ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْعَبَّاسُ وَمَا أَشبهه مِنَ الأَوصاف الْغَالِبَةِ إِنما تَعَرَّفَتْ بِالْوَضْعِ دُونَ اللَّامِ، وإِنما أُقرت اللَّامُ فِيهَا بَعْدَ النَّقْلِ وَكَوْنُهَا أَعلاماً مُرَاعَاةً لِمَذْهَبِ الْوَصْفِ فِيهَا قَبْلَ النَّقْلِ. وعَبْسٌ وعَبَسٌ وعُبَيْسٌ: أَسماء أَصلها الصِّفَةُ، وَقَدْ يَكُونُ عُبَيْسٌ تَصْغِيرَ عَبْسٍ وعَبَسٍ، وَقَدْ يَكُونُ تَصْغِيرَ عَبَّاسٍ وعابِسٍ تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ. ابْنُ الأَعرابي: العَبَّاسُ الأَسد الَّذِي تَهْرُبُ مِنْهُ الأُسْدُ؛ وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ عَبَّاساً. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: هُوَ جِبْسٌ عِبْس لِبْسٌ إِتباعٌ. والعَبْسانِ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: أَشاقَتْكَ بالعَبْسَيْنِ دارٌ تَنَكَّرَتْ ... مَعارِفُهاْ إِلا البِلادَ البَلاقِعا؟

عبقس: عَبْقَسٌ: مِنْ أَسماء الداهية. والعَبَنْقَسُ: السَّيِءُ الخُلُق. والعَبَنْقَس: النَّاعِمُ الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شَوْق العَذارى العارِمَ العَبَنْقَسا والعَبَنْقَسُ: الَّذِي جَدَّتاه مِنْ قِبَل أَبيه وأُمه أَعجميتان، وَقَدْ قِيلَ إِنه بِالْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العَبَنْقَسُ الَّذِي جَدَّتاه مِنْ قِبَلِ أَبيه وأُمه عَجَمِيَّتَانِ وامرأَته عَجَمِيَّةٌ، والفَلَنْقَسُ الَّذِي هُوَ عَرَبِيٌّ لِعَرَبِيَّيْنِ وَجَدَّتَاهُ مِنْ قِبَلِ أَبويه أَمتان وامرأَته عربية. عترس: العَتْرَسَةُ: الغَصْب والغَلَبَة والأَخذ بشدِّة وعُنْفٍ وجَفاء وغِلْظَةٍ، وَقِيلَ: الغَلَبَةُ والأَخْذُ غَصْباً. يُقَالُ: أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً. وعَتْرَسَه مالَه، مُتَعَدٍّ إِلى مَفْعُولَيْنِ: غَصَبَهُ إِياه وَقَهَرَهُ. وعَتْرَسَهُ: أَلزقه بالأَرض، وَقِيلَ: جَذَبَهُ إِليها وضَغَطَهُ ضَغْطاً شَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُرِقَتْ عَيْبَةٌ لِي وَمَعَنَا رَجُلٌ يُتَّهَمُ فاسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ عُمَرَ وَقُلْتُ: لَقَدْ أَردتُ أَن آتِيَ بِهِ مَصْفُوداً، فَقَالَ: تأْتيني بِهِ مَصْفُودًا تُعَتْرِسُه؟ أَي تَقْهَرُه مِنْ غَيْرِ حُكْمٍ أَوجب ذَلِكَ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي الْحَدِيثِ: إِن رَجُلًا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بَرْجُلٍ قَدْ كَتَفَهُ فَقَالَ: أَتُعَتْرِسُه؟ يَعْنِي أَتَقْهَرُه وَتَظْلِمُهُ دُونَ حُكْمِ حاكمٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَرْفُ مصحَّفاً عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ: قَالَ عُمَرُ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ ، وَهِيَ تَصْحِيفُ تُعَتْرِسُه؛ قَالَ: وَهَذَا مُحَالٌ لأَنه لَوْ أَقام عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْحُكْمِ أَن يُكَتِّفَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه: إِذا كَانَ الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل: اللهم رَبَّ السموات السَّبْعِ ورَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانٍ. والعَتْرَسُ والعَتَرَّسُ والعِتْريسُ، كُلُّهُ: الضَّابِطُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: هُوَ الجَبَّار الغَضْبان. والعِتْريسُ والعَنْتَريسُ: الدَّاهِيَةُ. والعِتْريسُ: الذَّكَرُ مِنَ الغِيلانِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لِلشَّيْطَانِ. والعَنْتَريسُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشَّدِيدَةُ الكثيرةُ اللَّحْمِ الْجَوَادُ الْجَرِيئَةُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الْفَرَسُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ العَتْرَسَةِ الَّتِي هِيَ الشِّدَّةُ، لَمْ يَحْكِ ذَلِكَ غَيْرهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنه مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَتْرَسَةِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلدِّيكِ العُتْرُسانُ والعِتْرِسُ، وَقِيلَ: العِتْرِسُ الرَّجُلُ الحادِرُ الخَلْقِ العظيمُ الجْسمِ العَبْلُ المفاصلِ، وَمِثْلُهُ الْعَرْدَسُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ضَخْم الخُباساتِ إِذا تَخَبَّسا ... عَصْباً، وإِن لَاقَى الصِّعابَ عَتْرَسا يُقَالُ: عَتْرَسَ أَخذ بِجَفَاءٍ وخُرْقٍ. والعَنْتَريسُ: الشُّجَاعُ؛ وأَنشد قَوْلِ أَبي دُواد يَصِفُ فَرَسًا: كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ، ... مُسْتَطِيلِ الأَقْرابِ والبُلْعُومِ وَعَنَى بِالْبُلْعُومِ جَحْفَلَتَه، أَراد بَيَاضًا سائلًا على جَحْفَلَتِه. عجس: العَجْسُ: شِدَّةُ القَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ. وعَجْسُ القوسِ وعِجْسُها وعُجْسُها ومَعْجِسُها وعُجْزُها: مَقْبِضُها الَّذِي يَقْبِضُهُ الرَّامِي مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ السَّهْمِ مِنْهَا. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَجْسُ القَوس أَجلُّ مَوْضِعٍ فِيهَا وأَغلظه. وَكُلُّ عَجْزٍ عَجْسٌ، وَالْجَمْعُ أَعْجاس؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَنْكِبا عِزٍّ لَنَا وأَعْجاس وعُجْسُ السَّهْمِ: ما دون ريشه. و [العِجْسُ] العُجْسُ: آخِرُ الشَّيْءِ. وعَجِيساءُ اللَّيْلِ وعَجاساؤُه. ظُلْمَتُهُ. والعَجاساءُ:

الظُّلْمَةُ. وعَجَسَتِ الدَّابَّةُ تَعْجِسُ عَجَساناً: ظَلَعَتْ. والعَجاساءُ: الإِبلُ العِظامُ المَسانُّ، الواحِدُ والجمعُ عَجاساءُ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا وَحَادِيَهَا: إِذا سَرَحَتْ مِنْ مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَها، ... بِمَيْثاءَ، مِبْطانُ الضُّحى غَيْرَ أَرْوَعا وإِن بَرَكَتْ مِنْهَا عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَّةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعَا مِبْطانُ الضُّحى: يَعْنِي رَاعِيًا يُبَادِرُ الصَّبُوح فَيَشْرَبُ حَتَّى يَمْتَلِئَ بَطْنُهُ مِنَ اللَّبَنِ. والأَرْوَعُ: الَّذِي يَرُوعُك جَمَاله، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يُسْرِعُ إِليه الِارْتِيَاعُ. وَالْمَيْثَاءُ: الأَرض السَّهْلَةُ. وبَرَكَتْ: مِنَ البُرُوك. والعِفاسُ وبَرْوَعٌ: اسْمَا نَاقَتَيْنِ؛ يَقُولُ: إِذا استأْخرت مِنْ هَذِهِ الإِبل عَجاسَاءُ دَعَا هَاتَيْنِ النَّاقَتَيْنِ فَتَبِعَهُمَا الإِبل، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ فِي شِعْرِهِ خَذَلَتْ أَي تَخَلَّفَتْ. والجِلَّةُ: المَسَانُّ مِنَ الإِبل، وَاحِدُهَا جليلٌ مِثْلُ صَبِيٍّ وصِبْيَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الثَّقِيلَةُ الحَوْساءُ، الْوَاحِدَةُ عَجاساءُ، وَالْجَمْعُ عَجاسَاءُ، قَالَ: وَلَا تَقُلْ جَمَلٌ عَجاساءُ، والعَجاساءُ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ؛ وأَنشد: وطافَ بالحَوْضِ عَجاسا حُوسُ الحُوسُ: الْكَثِيرَةُ الأَكل. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: لَا يُعْرَفُ العَجاسا مَقْصُورَةً. والعَجُوسُ: آخِرُ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ. والعُجُوسُ: إِبطاء مَشْيِ العَجاسَاءِ، وَهِيَ النَّاقَةُ السَّمِينَةُ تتأَخر عَنِ النُّوقِ لِثِقَلِ قَتَالِها، وقَتالُها شَحْمُها وَلَحْمُهَا. والعَجِيساء: مِشْيَةٌ فِيهَا ثِقَلٌ. وعَجَّسَ: أَبْطَأَ. وَلَا آتِيكَ سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي طُولَ الدَّهْرِ، وَهُوَ مِنْهُ لأَنه يَتَعَجَّسُ أَي يُبْطِئُ فَلَا يَنْفَدُ أَبداً. وَلَا آتِيكَ عُجَيْسَ الدهرِ أَي آخِرَهُ؛ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَحمر: فأَقْسَمْتُ لَا آتِي ابْنَ ضَمْرَةَ طَائِعًا، ... سَجِيسَ عُجَيْسٍ، مَا أَبانَ لِساني عُجَيْس مُصَغَّرٌ، أَي لَا آتِيهِ أَبداً، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ لَا آتِيكَ الأَزْلَمَ الجَذَعَ، وَهُوَ الدَّهْرُ. وتَعَجَّسَت بِيَ الراحلةُ وعَجَسَتْ بِيَ إِذا تَنَكَّبَتْ عَنِ الطَّرِيقِ مِنْ نَشَاطِهَا؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: إِذا قالَ حَادِينا: أَيا عَجَسَتْ بِنا ... صُهابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوالِفِ وَيُرْوَى: عَجَّسَتْ بِنَا، بِالتَّشْدِيدِ. والعَجاسا، بالقَصْرِ: التَّقَاعُسُ. وعَجَسَهُ عَنْ حَاجَتِهِ يَعْجِسُهُ وتَعَجَّسَهُ: حَبَسَهُ؛ وعَجَسَتْنِي عَجَاساءُ الأُمور عَنْكَ. وَمَا مَنَعَكَ، فَهُوَ العَجاسَاءُ. وعَجَسَني عَنْ حَاجَتِي عَجْساً: حَبَسَنِي. وتَعَجَّسَتْني أُمورٌ: حَبَسَتْني. وتَعَجَّسَه: أَمَرَه أَمْراً فَغَيَّرَهُ عَلَيْهِ. وفَحْلٌ عَجِيسٌ وعَجِيساءُ وعَجاسَاءُ: عَاجِزٌ عَنِ الضِّراب، وَهُوَ الَّذِي لَا يُلْقِحُ. وعَجِيساءُ: مَوْضِعٌ. والعَيْجُوسُ: سَمَكٌ صِغَارٌ يُمَلَّحُ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ فَهُوَ طَائِفَةٌ مِنْ وَسَطِ اللَّيْلِ كأَنه مأْخوذ مِنْ عَجْسِ القَوسِ؛ يُقَالُ: مَضَى عَجْسٌ مِنَ اللَّيْلِ. والعُجْسَةُ: السَّاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَهِيَ الهُتْكَةُ والطَّبِيقُ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي بَيْتَ زُهَيْرٍ: بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَعَنَّ بِعُجْسَةٍ قَالَ: وأَراد بعُجْسَةٍ سَوادَ اللَّيْلِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن مَنْ رَوَاهُ: واسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ، لَمْ يُرِدْ تَقْدِيمَ

البُكور عَلَى الاسْتِحارِ. وتَعَجَّسْتُ أَمر فُلَانٍ إِذا تَعَقَّبْتَهُ وَتَتَبَّعْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: فَيَتَعَجَّسُكُمْ فِي قُرَيْشٍ أَي يَتْبَعُكُمْ. وَيُقَالُ: تَعَجَّسَتِ الأَرضَ غُيُوثٌ إِذا أَصابها غَيْثٌ بَعْدَ غَيثٍ فَتَثَاقَلَ عَلَيْهَا. ومَطَرٌ عَجُوسٌ أَي مُنْهَمِرٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْطَف يَهْدِي مُسْبِلًا عَجُوسا وتَعَجَّسَهُ عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقَّلَه وتَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ بِهِ عَنِ الْمَكَارِمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتَعَجَّسُكُمْ عِنْدَ أَهل مَكَّةَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ يُضَعِّفُ رَأْيَكُمْ عِنْدَهُمْ. وعِجِّيسَى مِثْلُ خِطِّيبَى: اسْمُ مِشْيَة بَطِيئَةٍ؛ وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ السَّرَّاج: عَجِيساءُ، بِالْمَدِّ، مثال قَرِيثَاءَ. عجنس: العَجَنَّسُ: الجملُ الشديدُ الضَّخْمُ؛ السِّيرَافِيُّ: هُوَ مَعَ ثِقَلٍ وبُطءٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ، وَقِيلَ جُرَيٌّ الكاهِليُّ: يَتْبَعْنَ ذَا هَداهِدٍ عَجَنَّسَا، ... إِذا الغُرابانِ بِهِ تَمَرَّسَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلْعَجَّاجِ وَهُوَ لِجَرِيٍّ الْكَاهِلِيِّ. وَالْهُدَاهِدُ: جَمْعُ هَدْهَدَةٍ لِهَدِيرِ الْفَحْلِ؛ وأَنشد الأَزهري لِلْعَجَّاجِ: عَصْباً عِفِرَّى جُخْدُباً عَجَنَّسا وَقَالَ: عِفِرَّى عَظِيمُ الْعُنُقِ غَلِيظُهُ. عَصْباً: غَلِيظًا. الجُخْدُبُ: الضَّخْمُ. والعَجَنَّسُ: الشَّدِيدُ، وَالْجَمْعُ عَجَانِسُ، وَتُحْذَفُ التَّثْقِيلَةُ لأَنها زَائِدَةٌ. والعَجَنَّسُ: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ. عدس: العَدْسُ، بِسُكُونِ الدَّالِ: شِدَّةُ الْوَطْءِ عَلَى الأَرض والكَدْح أَيضاً. وعَدَس الرجلُ يَعْدِسُ عَدْساً وعَدَساناً وعُدُوساً وعَدَسَ وحَدَسَ يَحْدِسُ: ذَهَبَ فِي الأَرض؛ يُقَالُ: عَدَسَتْ بِهِ المَنِيَّةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أُكَلِّفُها هَوْلَ الظلامِ، وَلَمْ أَزَلْ ... أَخا اللَّيلِ مَعْدُوساً إِليَّ وعادِسا أَي يَسَارٌ إِليَّ بِاللَّيْلِ. وَرَجُلٌ عَدُوسُ اللَّيْلِ: قَوِيٌّ عَلَى السُّرَى، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، يَكُونُ فِي النَّاسِ والإِبل؛ وَقَوْلُ جَرِيرٌ: لقَدْ وَلدَتْ غَسَّانَ ثالِثَةُ الشَّوى، ... عَدُوسُ السُّرى، لَا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها يَعْنِي بِهِ ضَبُعاً. وَثَالِثَةُ الشَّوَى: يَعْنِي أَنها عَرْجَاءُ فكأَنها عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، كأَنه قَالَ: مَثْلُوثَة الشَّوَى، وَمَنْ رَوَاهُ ثالِبَة الشَّوَى أَراد أَنها تأْكل شَوَى القَتْلى مِنَ الثَّلْبِ، وَهُوَ الْعَيْبُ، وَهُوَ أَيضاً فِي مَعْنَى مَثْلُوبَةٍ. والعَدَسُ: مِنَ الحُبوب، وَاحِدَتُهُ عَدَسَة، وَيُقَالُ لَهُ العَلَسُ والعَدَسُ والبُلُسُ. والعَدَسَةُ: بَثْرَةٌ قَاتِلَةٌ تَخْرُجُ كَالطَّاعُونِ وَقَلَّمَا يُسْلَمُ مِنْهَا، وَقَدْ عُدِسَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: أَن أَبا لَهَبٍ رَمَاهُ اللَّه بالعَدَسَةِ ؛ هِيَ بَثْرَةٌ تُشْبِهُ العَدَسَة تَخْرُجُ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْجَسَدِ مِنْ جِنْسِ الطَّاعُونِ تَقْتُلُ صَاحِبَهَا غَالِبًا. وعَدَسْ وحَدَسْ: زَجْرٌ لِلْبِغَالِ، والعامَّة تَقُولُ: عَدْ؛ قَالَ بَيْهَس بنُ صُرَيمٍ الجَرْمِيُّ: أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ أَقُولَنْ لِبَغْلَتي: ... عَدَسْ بَعْدَ ما طالَ السِّفارُ وكَلَّتِ؟ وأَعربه الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ فَقَالَ وَهُوَ بِشْرُ بنُ سُفْيَانَ الرَّاسِبيُّ: فاللَّهُ بَيْني وبَيْنَ كلِّ أَخٍ ... يَقولُ: أَجْذِمْ، وقائِلٍ: عَدَسا

أجذم: زَجْرٌ لِلْفَرَسِ، وعَدَس: اسْمٌ مِنْ أَسماء الْبِغَالِ؛ قَالَ: إِذا حَمَلْتُ بِزَّتي عَلَى عَدَسْ، ... عَلَى الَّتِي بَيْنَ الحِمارِ والفَرَسْ، فَلَا أُبالي مَنْ غَزا أَو مَنْ جَلَسْ وَقِيلَ: سَمَّتِ الْعَرَبُ الْبَغْلَ عَدَساً بالزَّجْرِ وسَببهِ لَا أَنه اسْمٌ لَهُ، وأَصلُ عَدَسْ فِي الزَّجْرِ فَلَمَّا كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ وَفَهِمَ أَنه زَجْرٌ لَهُ سُمِّيَ بِهِ، كَمَا قِيلَ لِلْحِمَارِ: سَأْسَأْ، وَهُوَ زَجْرٌ لَهُ فَسُمِّيَ بِهِ؛ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ: وَلَوْ تَرى إِذ جُبَّتي مِنْ طاقِ، ... ولِمَّتي مِثلُ جَناحِ غاقِ، تَخْفِقُ عندَ المَشْيِ والسِّباقِ وَقِيلَ: عَدَسْ أَو حَدَسْ رَجُلٌ كَانَ يَعْنُف عَلَى البغالِ فِي أَيام سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَتْ إِذا قِيلَ لَهَا حَدَسْ أَو عَدَس انْزَعَجَتْ، وَهَذَا مَا لَا يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ أَرقم حَدَسْ مَوْضِعَ عَدَسْ قَالَ: وَكَانَ الْبَغْلُ إِذا سَمِعَ بَاسِمِ حَدَسْ طَارَ فَرَقاً فَلَهِجَ النَّاسُ بِذَلِكَ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ النَّاسِ عَدَسْ؛ قَالَ: وَقَالَ يَزيدُ بنُ مُفَزِّغٍ فَجَعَلَ الْبَغْلَةَ نَفْسَهَا عَدَساً فَقَالَ: عَدَسْ، مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارَةٌ، ... نَجَوْتِ وَهَذَا تَحْمِلينَ طَلِيقُ فإِنْ تَطْرُقي بابَ الأَمِيرِ، فإِنَّني ... لِكُلِّ كريمٍ ماجِدٍ لَطَرُوقُ سَأَشْكُرُ مَا أُولِيتُ مِنْ حُسْنِ نِعْمَةٍ، ... ومِثْلي بِشُكْرِ المُنْعِمِينَ خَلِيقُ وعَبَّادٌ هَذَا: هُوَ عَبَّادُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبي سُفْيَانَ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ قَدْ وَلَّاهُ سِجِسْتانَ وَاسْتَصْحَبَ يَزِيدَ بنَ مُفَرِّغٍ مَعَهُ، وَكَرِهَ عُبَيْدُ اللَّه أَخو عَبَّادٍ اسْتِصْحَابَهُ لِيَزِيدَ خَوْفًا مِنْ هِجَائِهِ، فَقَالَ لِابْنِ مفرَّغ: أَنا أَخاف أَن يشتغلَ عَنْكَ عبادٌ فَتَهْجُوَنا فأُحِبُّ أَن لَا تَعْجَل عَلَى عَبَّادٍ حَتَّى يَكْتُبَ إِليَّ، وَكَانَ عبادٌ طَوِيلُ اللِّحْيَةِ عَرِيضُهَا، فَرَكَبَ يَوْمًا وَابْنُ مُفَرَّغٍ فِي مَوْكِبِه فهَبَّتِ الرِّيحُ فنَفَشَتْ لِحْيَتُهُ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغٍ: أَلا لَيْتَ اللِّحى كانتْ حَشِيشاً، ... فنَعْلِفَها خيولَ المُسْلِمِينا وَهَجَاهُ بأَنواع مِنَ الْهِجَاءِ، فأَخذه عُبَيْدُ اللَّه بْنُ زِيَادٍ فَقَيَّدَهُ، وَكَانَ يَجْلِدُهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيُعَذِّبُهُ بأَنواع الْعَذَابِ وَيَسْقِيهِ الدَّوَاءَ المُسْهِل وَيَحْمِلُهُ عَلَى بَعِيرٍ ويَقْرُنُ بِهِ خِنْزيرَة، فإِذا انْسَهَلَ وَسَالَ عَلَى الْخِنْزِيرَةِ صاءَتْ وَآذَتْهُ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الْبَلَاءُ كَتَبَ إِلى مُعَاوِيَةَ أَبياتاً يَسْتَعْطِفُهُ بِهَا وَيَذْكُرُ مَا حَلَّ بِهِ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّه أَرسل بِهِ إِلى عَبَّادٍ بِسِجِسْتَانَ وَبِالْقَصِيدَةِ الَّتِي هَجَاهُ بِهَا، فَبَعَثَ خَمْخَامَ مولاه على الزَّنْدِ وَقَالَ: انْطَلَقَ إِلى سِجِسْتَانَ وأَطلق ابْنُ مُفَرَّغٍ وَلَا تستأْمر عَبَّادًا، فأَتى إِلى سِجِسْتَانَ وسأَل عَنِ ابْنِ مُفَرَّغٍ فأَخبروه بِمَكَانِهِ فَوَجَدَهُ مُقَيَّدًا، فأَحضر قَيْناً فكَّ قُيُودَهُ وأَدخله الْحَمَّامَ وأَلبسه ثِيَابًا فَاخِرَةً وأَركبه بَغْلَةً، فَلَمَّا رَكِبَهَا قَالَ أَبياتاً مِنْ جُمْلَتِهَا: عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ: صَنَعَ بِي مَا لَمْ يَصْنَعْ بأَحدٍ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ أَحدثته، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وأَيّ حَدَث أَعظم مِنْ حَدَثٍ أَحدثته فِي قَوْلِكَ: أَلا أَبْلِغْ مُعاويةَ بنَ حَرْبٍ ... مُغَلْغَلَةً عَنِ الرجُل اليَماني أَتَغْضَبُ أَن يُقال: أَبُوكَ عَفٌّ، ... وتَرْضى أَنْ يقالَ: أَبُوكَ زاني؟

قأَشْهَدُ أَنَّ رَحْمَك مِنْ زِيادٍ ... كَرَحْمِ الفِيلِ مِنْ ولَدِ الأَتانِ وأَشْهَدُ أَنها حَمَلَتْ زِياداً، ... وصَخْرٌ مِنْ سُمَيَّةَ غيرُ دَانِي فَحَلَفَ ابْنُ مُفَرِّغَ لَهُ أَنه لَمْ يَقُلْهُ وإِنما قَالَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ أَخو مَرْوَانَ فَاتَّخَذَهُ ذَرِيعَةً إِلى هِجَاءِ زِيَادٍ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ وَقَطَعَ عَنْهُ عَطَاءَهُ. وَمِنْ أَسماء الْعَرَبِ: عُدُسٌ وحُدُسٌ وعُدَسٌ. وعُدُسٌ: قَبِيلَةٌ، فَفِي تَمِيمٍ بِضَمِّ الدَّالِ، وَفِي سَائِرِ الْعَرَبِ بِفَتْحِهَا. وعَدَّاسٌ وعُدَيسٌ: اسْمَانِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعُدَسٌ مِثْلُ قُثَمٍ اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ زُرارَةُ بنُ عُدَسٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ عُدُسٌ، بِضَمِّ الدَّالِّ. رَوَى ابْنُ الأَنباري عَنْ شُيُوخِهِ قَالَ: كُلُّ مَا فِي الْعَرَبِ عُدَسٌ فإِنه بِفَتْحِ الدَّالِ، إِلا عُدُسَ بْنَ زَيْدٍ فإِنه بِضَمِّهَا، وَهُوَ عُدُسُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ دارِمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي فِي زُرارة بْنِ عُدَسٍ بِالضَّمِّ لأَنه مِنْ وَلَدِ زَيْدٍ أَيضاً. قَالَ: وَكُلُّ مَا فِي الْعَرَبِ سَدُوس، بِفَتْحِ السِّينِ، إِلَّا سُدُوسَ بْنَ أَصْمَعَ فِي طَيِءٍ فإِنه بِضَمِّهَا. عدبس: جَمَلٌ عَدْبَسٌ وعَدَبَّسٌ: شَدِيدٌ وثِيقُ الخَلْقِ عَظِيمٌ، وَقِيلَ: هُوَ السَّيءُ الخُلُقِ. ورجلٌ عَدَبَّسٌ: طَوِيلٌ. والعَدَبَّسُ: اسْمٌ. والعَدَبَّسَةُ: الكُتْلَةُ مِنَ التَّمْرِ. والعدَبَّسُ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ. والعدَبَّس مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا: الشَّدِيدُ الموَثَّق الخَلْق، وَالْجَمْعُ العَدابِسُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ صَائِدًا: حَتَّى غَدا، وغَدا لَهُ ذُو بُرْدَةٍ ... شثْنُ البَنانِ، عَدبَّسُ الأَوْصالِ وَمِنْهُ سُمِّيَ العَدَبَّسُ الأَعرابي الكِنانيُّ. عدمس: العُدامسُ: اليَبِيسُ الْكَثِيرُ الْمُتَرَاكِبُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. عرس: العَرَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: الدَّهَشُ. وعَرِسَ الرَّجُلُ وعَرِشَ، بِالْكَسْرِ وَالسِّينِ وَالشِّينِ، عَرَساً، فَهُوَ عَرِسٌ: بَطِرَ، وَقِيلَ: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: حَتَّى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وَقَدْ عَرِسَتْ ... عَنْهُ الكِلابُ؟ فأَعْطاها الَّذِي يَعِدُ عَدَّاهُ بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى الثَّوْرُ الكِلابَ مَا وَعَدَهَا مِنَ الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ وَيَتَحَرَّفَ إِليها ليطعُنها. وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً: اشتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ: لزِمَ ودامَ. وعَرِسَ بِهِ عَرَساً: لَزِمَه. وعَرِسَ عَرَساً، فَهُوَ عَرِسٌ: لَزِمَ القتالَ فَلَمْ يَبْرَحْه. وعَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمه عَرَساً: أَلِفَها وَلَزِمَهَا. والعُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وَقِيلَ: طَعَامُهُ خَاصَّةً، أُنثى تُؤَنِّثُهَا الْعَرَبُ وَقَدْ تُذَكَّرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ ... لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ، نُدْعى مَعَ النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ وَتَصْغِيرُهَا بِغَيْرِ هَاءٍ، وَهُوَ نَادِرٌ، لأَن حَقَّهُ الْهَاءُ إِذ هُوَ مُؤَنَّثٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن امرأَة قَالَتْ لَهُ: إِن ابْنَتِي عُرَيِّسٌ وَقَدْ تَمَعَّطَ شَعْرُهَا ؛ هِيَ تَصْغِيرُ العَرُوس، وَلَمْ تَلْحَقْهُ تَاءُ التأْنيث وإِن كَانَ مُؤَنَّثًا لِقِيَامِ الْحَرْفِ الرَّابِعِ مَقامه، وَالْجَمْعُ أَعْراسٌ وعُرُسات مِنْ قَوْلِهِمْ: عَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمه، عَلَى التَّفاؤل. وَقَدْ أَعْرَسَ فُلَانٌ أَي اتَّخَذَ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأَهله

إِذا بَنَى بِهَا وَكَذَلِكَ إِذا غَشِيَهَا، وَلَا تَقُلْ عَرَّسَ، وَالْعَامَّةُ تَقَوَّلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حِمَارًا: يُعْرِسُ أَبْكاراً بِهَا وعُنَّسا، ... أَكْرَمُ عِرْسٍ بَاءَةً إِذْ أَعْرَسا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه نَهَى عَنْ مُتعة الْحَجِّ، وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، فعَله وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَن يَظَلوا مُعْرِسين بِهِنَّ تَحْتَ الأَراكِ، ثُمَّ يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم ؛ قَوْلُهُ مُعْرِسِين أَي مُلِمِّين بِنِسَائِهِمْ، وَهُوَ بِالتَّخْفِيفِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن إِلْمام الرَّجُلِ بأَهله يُسَمَّى إِعراساً أَيام بِنَائِهِ عَلَيْهَا، وَبَعْدَ ذَلِكَ، لأَن تَمَتُّعَ الْحَاجِّ بامرأَته يَكُونُ بَعْدَ بِنَائِهِ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ وأُم سُليم: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَعْرَسَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُعْرِسٌ إِذا دَخَلَ بامرأَته عند بنائها، وأَراد به هَاهُنَا الْوَطْءَ فَسَمَّاهُ إِعْراساً لأَنه مِنْ تَوَابِعِ الإِعْراس، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ عَرَّسَ. والعَرُوسُ: نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجُلُ والمرأَة، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا دَامَا فِي إِعْراسهما. يقال: رَجُلٌ عَرُوس فِي رِجَالٍ أَعْراس وعُرُس، وامرأَة عَرُوس فِي نِسْوَةٍ عَرائِس. وَفِي الْمَثَلِ: كَادَ العَرُوس يَكُونُ أَميراً. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَصبح عَرُوساً. يُقَالُ لِلرَّجُلِ عَرُوسٌ كَمَا يُقَالُ للمرأَة، وَهُوَ اسْمٌ لَهُمَا عِنْدَ دُخُولِ أَحدهما بِالْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّه كَانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعام قَالَ أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عُرْس: يَعْنِي طَعَامَ الْوَلِيمَةِ وَهُوَ الَّذِي يُعْمَلُ عِنْدَ العُرْس يُسَمَّى عُرْساً بِاسْمِ سَبَبِهِ. قَالَ الأَزهري: العُرُس اسْمٌ مِنْ إِعْراسِ الرَّجُلِ بأَهله إِذا بَنى عَلَيْهَا وَدَخَلَ بِهَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الزَّوْجَيْنِ عَرُوس؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كَذَلِكَ، ثُمَّ تُسَمَّى الْوَلِيمَةُ عُرْساً. وعِرْسُ الرَّجُلِ: امرأَته؛ قَالَ: وحَوْقَل قَرَّبَهُ مِنْ عِرْسِهِ ... سَوْقي، وَقَدْ غابَ الشِّظاظُ فِي اسْتِهِ أَراد: أَن هَذَا المُسِنَّ كان على الرجل فَنَامَ فحَلَم بأَهله، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ قرَّبه مِنْ عِرْسِهِ لأَن هَذَا الْمُسَافِرَ لَوْلَا نومُه لَمْ يَرَ أَهله، وَهُوَ أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشْتَرَكَا فِي الِاسْمِ لِمُوَاصَلَةِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وإِلفِهِ إِياه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَزْهَر لَمْ يُولَدْ بِنَجْمٍ نَحْسِ، ... أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ أَي أَنجب بَعْلٌ وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن مَا عُطِفَ بِالْوَاوِ بِمَنْزِلَةِ مَا جَاءَ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ، فكأَنه قَالَ: أَنجب عِرْسَيْن جُبِلا، لَوْلَا إِرادة ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ هَذَا لأَن جُبِلا وَصْفٌ لَهُمَا جَمِيعًا وَمُحَالٌ تَقْدِيمُ الصِّفَةِ عَلَى الْمَوْصُوفِ، وكأَنه قَالَ: أَنْجَبُ رَجُلٌ وامرأَة. وَجَمْعُ العِرْس الَّتِي هِيَ المرأَة وَالَّذِي هُوَ الرَّجُلُ أَعْراسٌ، وَالذَّكَرُ والأُنثى عِرْسانِ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً: حَتَّى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ، ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فِيهِ البَيْضُ مَرْكُومُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَلَافَى تَدَارَكَ. والأُدْحِيُّ: مَوْضِعُ بيضِ النعامةِ. وأَراد بالعِرْسَينِ الذَّكَرَ والأُنثى، لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِرْسٌ لِصَاحِبِهِ. والمَرْكُوم: الَّذِي رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا. ولَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ وَقَدِ اسْتَعَارَهُ الْهُذَلِيُّ للأَسد فَقَالَ: لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه ... بالرَّقْمَتَيْنِ، لَهُ أَجْرٍ وأَعْراسُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ خُوَيْلد الخُناعي؛ وَقَبْلَهُ: يَا مَيُّ لَا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ، ... فِي حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ الرَّزَّام: الَّذِي لَهُ رَزيم، وَهُوَ الزَّئِيرُ. والفَرَّاس: الَّذِي يَدُقَ عُنُقَ فَريسَتِه، وَيُسَمَّى كُلُّ قَتْل فَرْساً. وَالْهِزَبْرُ: الضخْم الزُّبْرَة. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ عِوَضَ حَوْلَ غابَتِهِ: عِنْدَ خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه. ورقْمَةُ الْوَادِي: حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْمَاءُ. وَيُقَالُ: الرَّقْمَةُ الرَّوْضَةُ. وأَجْرٍ: جَمْعُ جَرْوٍ، وَهُوَ عِرْسُها أَيضاً؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ للظَّليم وَالنَّعَامَةِ فَقَالَ: كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بَيْنَ العِرْسَيْنْ وَقَدْ عَرَّسَ وأَعْرَسَ: اتَّخَذَهَا عِرْساً وَدَخَلَ بِهَا، وَكَذَلِكَ عَرَّس بِهَا وأَعْرَس. والمُعْرِسُ: الَّذِي يُغَشِّي امرأَته. يُقَالُ: هِيَ عِرْسُه وطَلَّتُه وقَعيدتُه؛ وَالزَّوْجَانِ لَا يسمَّيان عَروسَيْن إِلا أَيام الْبِنَاءِ وَاتِّخَاذِ العُرْسِ، والمرأَة تُسَمَّى عِرْسَ الرَّجُلِ فِي كُلِّ وَقْتٍ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُوسٍ؛ قَالَ المفضَّل: عَرُوسٌ هَاهُنَا اسْمُ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امرأَة، فَلَمَّا أُهديت لَهُ وَجَدَهَا تَفِلَةً، فَقَالَ: أَين عِطْرُك؟ فَقَالَتْ: خَبَأْتُه، فَقَالَ: لَا مخبأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَرُوسٍ، وَقِيلَ: إِنها قَالَتْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وَلِيمَةِ عُرْس فليُجِب. والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، وَهُوَ مأْوى الأَسد فِي خِيسه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا وَصَفَ بِهِ كأَنه قَالَ: والأَجم الْمُلْتَفُّ أَو أَبدله لأَنه اسْمٌ: وَفِي الْمَثَلِ: كمُبْتَغي الصَّيدِ فِي عِرِّيسَةِ الأَسَدِ وَقَالَ طرَفة: كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ فأَما قوله جَرِيرٍ: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وعِرِّيسي فإَنه عَنَى مَنْبِتَ أَصله فِي قَوْمِهِ. والمُعَرِّسُ: الَّذِي يَسِيرُ نَهَارَهُ ويُعَرِّسُ أَي يَنْزِلُ أَول اللَّيْلِ، وَقِيلَ: التَعْريسُ النُّزُولُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وعَرَّس الْمُسَافِرُ: نَزَلَ فِي وَجْهِ السَّحَر، وَقِيلَ: التَعريسُ النُّزُولُ فِي المَعْهَد أَيَّ حِين كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَو نَهَارٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وعَرَّسُوا سَاعَةً فِي كَثْبِ أَسْنُمَةٍ، ... ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ وَيُرْوَى: ضَحَّوْا قَلِيلًا قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: والتَّعْريسُ نُزُولُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ مِنْ آخَرِ اللَّيْلِ، يَقَعُون فِيهِ وقْعَةً لِلِاسْتِرَاحَةِ ثُمَّ يُنيخون وَيَنَامُونَ نَوْمَةً خَفِيفَةً ثُمَّ يَثُورون مَعَ انْفِجَارِ الصُّبْحِ سَائِرِينَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: قَلَّما عَرَّسَ حَتَّى هِجْتُه ... بالتَّباشِيرِ مِنَ الصُّبْحِ الأُوَلْ وأَنشدت أَعرابية مِنْ بَنِي نُمير: قَدْ طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ، ... لَيْسَ لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا عَرَّسَ بِلَيْلٍ تَوسَّد لَبِنَةً، وإِذا عَرَّسَ عِنْدَ الصُّبح نَصَبَ ساعدَه نَصْبًا وَوَضَعَ رأْسه فِي كَفِّهِ. وأَعْرَسُوا: لُغَةٌ فِيهِ قَلِيلَةٌ، وَالْمَوْضِعُ: مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والمُعَرَّسُ: مَوْضِعُ التَعْريس،

وَبِهِ سُمِّيَ مُعَرَّسُ ذِي الحُليفة، عَرَّس بِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى فِيهِ الصُّبْحَ ثُمَّ رَحَلَ. والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بَائِعُ الأَعراسِ، وَهِيَ الفُصلان الصِّغار، وَاحِدُهَا عَرْسٌ وعُرْسٌ. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي بِكَمِ البَلْهاء وأَعْراسُها؟ أَي أَولادها. والمِعْرَسُ: السَّائِقُ الْحَاذِقُ بِالسِّيَاقِ، فإِذا نَشِط الْقَوْمُ سَارَ بِهِمْ، فإِذا كَسِلوا عَرَّسَ بِهِمْ والمِعْرَسُ: الْكَثِيرُ التَّزْوِيجِ. والعَرْس: الإِقامة فِي الفرحِ. والعَرَّاس بَائِعُ العُرُسِ، وَهِيَ الْحِبَالُ، وَاحِدُهَا عَريسٌ. والعَرْسُ: الْحَبْلُ. والعَرْسُ: عَمُودٌ فِي وسط [الفِسطاطِ] الفُسطاطِ. واعْتَرَسوا عَنْهُ: تفرَّقوا؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَرٌ لَا أَدري مَا هُوَ. وَالْبَيْتُ المُعَرَّسُ: الَّذِي عُمِلَ لَهُ عَرْسٌ، بِالْفَتْحِ. والعَرْسُ: الْحَائِطُ يُجْعَلُ بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ لَا يُبلغ بِهِ أَقصاه ثُمَّ يُوضَعُ الْجَائِزُ مِنْ طَرف ذَلِكَ الْحَائِطِ الدَّاخِلِ إِلى أَقصى الْبَيْتِ ويسقَف الْبَيْتُ كُلُّهُ، فَمَا كَانَ بَيْنَ الْحَائِطَيْنِ فَهُوَ سَهوة، وَمَا كَانَ تحتَ الجائِز فَهُوَ المُخْدع، وَالصَّادُ فِيهِ لُغَةٌ، وَسَيُذْكَرُ. وعَرَّسَ البيتَ: عِمل لَهُ عَرْساً. وَفِي الصِّحَاحِ: العَرْسُ، بِالْفَتْحِ، حَائِطٌ يُجْعَلُ بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ الشَّتْوي لَا يُبلغ بِهِ أَقصاه، ثُمَّ يسقَف لِيَكُونَ الْبَيْتُ أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذَلِكَ فِي الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ، وَيُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ بِيجَهْ، قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِهِ شَيْئًا غَيْرَ هَذَا لَمْ يَرْتَضِهِ أَبو الْغَوْثِ. وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً: شَدَّ عنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارِكٌ. والعِراسُ: مَا عُرِسَ بِهِ؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فَهُوَ العَكْسُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْحَبْلِ العِكاسُ. واعْتَرَسَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ: أَبركها للضِّراب. والإِعْراس: وَضْعُ الرَّحَى عَلَى الأُخرى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ عَلَى إِعْراسِه وبِنائِه ... وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً أَراد عَلَى مَوْضِعِ إِعْراسه. وابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة مَعْرُوفَةٌ دُونَ السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَصَكُّ لَهُ نَابٌ، وَالْجَمْعُ بَنَاتُ عِرْسٍ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، مَعْرِفَةٌ وَنَكِرَةٌ تَقُولُ: هَذَا ابْنُ عِرْسٍ مُقْبلًا وَهَذَا ابْنُ عِرْسٍ آخَرَ مُقْبِلٌ، وَيَجُوزُ فِي الْمَعْرِفَةِ الرَّفْعُ وَيَجُوزُ فِي النَّكِرَةِ النُّصْبُ؛ قَالَهُ الْمُفَضَّلُ وَالْكِسَائِيُّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَابْنُ عِرْسٍ دُوَيْبَّة تُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ رَاسُو، وَيُجْمَعُ عَلَى بَنَاتِ عِرْسٍ، وَكَذَلِكَ ابْنُ آوَى وَابْنُ مَخاض وَابْنُ لَبُون وَابْنُ مَاءٍ؛ تَقُولُ: بَنَاتُ آوَى وَبَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَبَنَاتُ مَاءٍ، وَحَكَى الأَخفش: بَنَاتُ عِرْسٍ وَبَنُو عِرْسٍ، وَبَنَاتُ نَعْش وَبَنُو نَعْشٍ. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الصِّبغ، سُمِّيَ بِهِ للونهِ كأَنه يُشْبِهُ لونَ ابْنِ عِرْس الدَّابَّةِ. والعَرُوسِي: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والعُرَيْساء: مَوْضِعٌ. والمَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قَالَ الأَخطل: وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ، ... بِرَوْضِ القَطا مِنْهُ، مَطافِيلُ حُفَّلُ وَذَاتُ العَرائِسِ: مَوْضِعٌ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت بِالدَّهْنَاءِ جِبَالًا مِنْ نقْيان رِمَالِهَا يُقَالُ لَهَا العَرائِسُ، وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ. عربس: العِرْبِسُ والعَرْبَسِيسُ: مَتْنٌ مُسْتَوٍ مِنَ الأَرض وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: أَرض عَرْبَسِيسٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَوْ فِي فَلًا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ، ... مُجْدِبَةٍ حَدْباءَ عَرْبَسِيسِ

وأَنشد الأَزهري للطِّرِمَّاحِ: تُراكِلُ عَرْبَسِيسَ المَتْنِ مَرْتاً، ... كظَهْرِ السَّيْحِ، مُطَّرِدَ المُتُونِ قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ عِرْبَسِيس، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، اعْتِبَارًا بالعِرْبِسِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا وهَم لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ عَلَى مِثَالِ فِعْلَلِيلٍ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، اسْمٌ؛ وأَما فَعْلَلِيل فَكَثِيرٌ مِنْ نَحْوِ مَرْمَرِيس ودَرْدَبِيس وخَمْجَرير وَمَا أَشبهها. ابْنُ سِيدَهْ: العَرْبَسِيسُ الدَّاهِيَةُ؛ عن ثعلب. عردس: العَرَنْدَسُ: الأَسد الشَّدِيدُ، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: سَلِّ الهُمُومَ بكُلِّ مُعْطِي رَأَسِه، ... ناجٍ مُخالِطِ صُهْبَةٍ مُتَعَيِّسِ مُغْتالِ أَحْبِلَةٍ مُبِينٍ عُنْقَهُ، ... فِي مَنْكِبٍ زَيْنِ المَطِيِّ عَرَنْدَس والأُنثى مِنْ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: والرَّأْس مِنْ خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا أَي الشَّدِيدَةُ. وَنَاقَةٌ عَرَنْدَسَة أَي قَوِيَّةٌ طَوِيلَةُ الْقَامَةِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَطْوِي بهِنَّ سُهُوبَ الأَرض مُنْدَلِثاً، ... عَلَى عَرَنْدَسَةٍ لِلخَلْقِ مِسْبارِ «3» بَعِيرٌ عَرَنْدَسٌ وَنَاقَةٌ عَرَنْدَسَة: شَدِيدٌ عَظِيمٌ؛ وَقَالَ: حَجِيجًا عَرَنْدَسا وعِزٌّ عَرَنْدَسٌ: ثَابِتٌ. وحيُّ عَرَنْدَسٌ إِذا وُصفوا بِالْعِزِّ والمَنعة. الأَزهري: يُقَالُ أَخذه فَعَرْدَسَه ثُمَّ كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَهُ فَمَعْنَاهُ صَرَعه، وأَما كردسه فأَوثقه. عرطس: عَرْطَسَ الرجلُ: تَنَحَّى عَنِ الْقَوْمِ وَذَلَّ عَنْ مُنَازَعَتِهِمْ ومُناوأَتهم، قَالَ الأَزهري: وَفِي لُغَةٍ إِذا ذَلَّ عَنِ الْمُنَازَعَةِ؛ وأَنشد: وَقَدْ أَتاني أَنَّ عَبْداً طِمْرِسا ... يُوعِدُني، وَلَوْ رَآنِي عَرْطَسا الْجَوْهَرِيُّ: عَرْطَسَ الرجلُ مِثْلُ عَرْطَزَ إِذا تَنَحَّى عَنِ القوم. عرفس: العِرْفاسُ: النَّاقَةُ الصَّبُورُ على السير. عركس: عَرْكَسَ الشيءُ واعْرَنْكَسَ: تراكَبَ. وَلَيْلَةٌ مُعْرَنْكِسَةٌ: مُظْلِمَةٌ. وشَعَرٌ عَرَنْكَسٌ ومُعْرَنْكِس: كَثِيرٌ مُتراكِب. والاعْرِنكاس: الِاجْتِمَاعُ. يُقَالُ: عَرْكَسْتُ الشيءَ إِذا جمعتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. واعْرَنْكَسَ الشيءُ إِذا اجْتَمَعَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: واعْرَنْكَسَتْ أَهْوالُه واعْرَنْكَسَا وَقَدِ اعْرَنْكَسَ الشعَر أَي اشتدَّ سَوَادُهُ. قَالَ: وعَرْكَسَ أَصل بناء اعْرَنْكَسَ. عرمس: العِرْمِسُ: الصَّخْرَةُ. والعِرْمِسُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَة الشَّدِيدَةُ، وَهُوَ مِنْهُ، شُبِّهَت بِالصَّخْرَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: رُبَّ عَجُوزٍ عِرْمِس زَبُون لَا أَدري أَهو مِنْ صِفَاتِ الشَّدِيدَةِ أَم هُوَ مُسْتَعَارٌ فِيهَا، وَقِيلَ: العِرْمِسُ مِنَ الإِبل الأَديبَة الطَّيِّعة القِيادِ، والأَول أَقرب إِلى الِاشْتِقَاقِ أَعني أَنها الصُّلبة الشديدة. عرنس: العِرْناسُ والعُرْنُوسُ: طَائِرٌ كَالْحَمَامَةِ لَا تَشْعُرُ بِهِ حَتَّى يطيرَ مِنْ تَحْتِ قَدَمِكَ فَيُفْزِعَكَ. والعِرْناسُ: أَنْفُ الجبَل.

_ (3). قوله [للخلق مسبار] هكذا بالأَصل، وفي الصحاح: للخرق مسبار، والخرق الأَرض الواسعة، وفي شرح القاموس: للخرق مسيار.

عسس: عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طَافَ بِاللَّيْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه كَانَ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ أَي يَطُوفُ بِاللَّيْلِ يَحْرُسُ الناسَ وَيَكْشِفُ أَهل الرِّيبَة؛ والعَسَسُ: اسْمٌ مِنْهُ كالطَّلَب؛ وَقَدْ يَكُونُ جَمْعًا لعاسٍّ كحارِسٍ وحَرَسٍ. والعَسُّ: نَفْضُ الليل من أَهل الرِّيبَةِ. عَسَّ يَعُسُّ عَسّاً واعْتَسَّ. وَرَجُلٌ عاسٌّ، وَالْجُمَعُ عُسَّاسٌ وعَسَسَة ككافِر وكُفَّار وكَفَرة. والعَسَسُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ كرائِحٍ ورَوَحٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ، وَلَيْسَ بتكسيرٍ لأَن فَعَلًا لَيْسَ مِمَّا يُكسَّرُ عَلَيْهِ فاعِل، وَقِيلَ: العَسَسُ جَمْعُ عاسٍّ، وَقَدْ قِيلَ: إِن العاسَّ أَيضاً يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ أَيضاً كَقَوْلِهِمُ الحاجُّ والدَّاجُّ. وَنَظِيرُهُ مِنْ غَيْرِ المُدغَم: الجامِلُ والباقِرُ؛ وإِن كَانَ عَلَى وَجْهِ الْجِنْسِ فَهُوَ غَيْرُ مُتَعَدًّى بِهِ لأَنه مُطَّرِدٌ كَقَوْلِهِ: إِنْ تَهْجُري يَا هِندُ، أَو تَعْتَلِّي، ... أَو تُصْبِحي فِي الظَّاعِنِ المُوَلِّي وعَسَّ يَعُسُّ إِذا طَلَبَ. واعْتَسَّ الشيءَ: طلَبه لَيْلًا أَو قَصَدَهُ. واعْتَسَسْنا الإِبلَ فَمَا وَجَدْنَا عَساساً وَلَا قَساساً أَي أَثراً. والعَسُوسُ والعَسِيسُ: الذِّئْبُ الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ. وَالذِّئْبُ العَسُوسُ: الطَّالِبُ لِلصَّيْدِ. وَيُقَالُ لِلذِّئْبِ: العَسْعَسُ والعَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ اللَّيْلَ ويَطْلُبُ، وَفِي الصِّحَاحِ: العَسوسُ الطَّالِبُ لِلصَّيْدِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: واللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس وَذِئْبٌ عَسْعَسٌ وعَسْعاسٌ وعَسَّاسٌ: طَلوب لِلصَّيْدِ بِاللَّيْلِ. وَقَدْ عَسْعَسَ الذئبُ: طَافَ بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: إِن هَذَا الِاسْمَ يَقَعُ عَلَى كُلِّ السِّبَاعِ إِذا طَلَبَ الصَّيْدَ بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَتَقارّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ يَعْنِي الذِّئْبَ يَسْتَنِيحُ الذِّئَابَ أَي يَسْتَعْوِيهَا، وَقَدْ تَعَسْعَسَ. والتَّعَسْعُسُ: طلب الصيد بالليل، وقيل: العَسْعاسُ الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وعَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة: أَقبل بِظَلَامِهِ، وَقِيلَ عَسعَسَتُه قَبْلَ السَّحَر. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ؛ قِيلَ: هُوَ إِقباله، وَقِيلَ: هُوَ إِدباره؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَجمع الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَن مَعْنَى عَسْعَسَ أَدْبَرَ، قَالَ: وَكَانَ بَعْضُ أَصحابنا يَزْعُمُ أَن عَسْعَسَ مَعْنَاهُ دَنَا مِنْ أَوله وأَظلم؛ وَكَانَ أَبو الْبِلَادِ النَّحْوِيُّ يُنْشِدُ: عَسْعَسَ حَتَّى لَوْ يَشاءُ ادَّنا، ... كَانَ لَهُ مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ وَقَالَ ادَّنا إِذ دَنَا فأَدغم؛ قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْن أَن هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ، وَكَانَ أَبو حَاتِمٍ وَقُطْرُبٌ يَذْهَبَانِ إِلى أَن هَذَا الْحَرْفَ مِنَ الأَضداد. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه قَامَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ فَقَالَ: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ؛ عَسْعَسَ اللَّيْلُ إِذا أَقبل بِظَلَامِهِ وإِذا أَدبر، فَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسّ: حَتَّى إِذا اللَّيْلُ عَسْعَسَ ؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: عَسْعَس اللَّيْلُ أَقبل وعَسْعَسَ أَدبر؛ وأَنشد: مُدَّرِعات اللَّيْلِ لَمَّا عَسْعَسا أَي أَقبل: وَقَالَ الزِّبْرِقان: ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، وفتْيَةٍ ... فَوارِطَ فِي أَعْجازِ ليلٍ مُعَسْعِسِ أَي مُدْبرٍ مُولٍّ. وَقَالَ أَبو إِسحق بْنُ السَّرِيِّ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ إِذا أَقبل وعَسْعَسَ إِذا أَدبر، وَالْمَعْنَيَانِ يَرْجِعَانِ إِلى شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ ابْتِدَاءُ الظَّلَامِ فِي أَوله وإِدبارُه فِي آخِرَةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَسْعَسَةُ

ظُلْمَةُ اللَّيْلِ كُلِّهِ، وَيُقَالُ إِدباره وإِقباله. وعَسْعَس فُلَانٌ الأَمر إِذا لبَّسَه وعَمَّاه، وأَصله مِنْ عَسْعَسَة اللَّيْلِ. وعَسْعَسَتِ السَّحَابَةُ: دَنَتْ مِنَ الأَرض لَيْلًا؛ لَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلا بِاللَّيْلِ إِذا كَانَ فِي ظُلْمَةٍ وَبَرْقٍ. وأَورد ابْنُ سِيدَهْ هُنَا مَا أَورده الأَزهري عَنْ أَبي الْبِلَادِ النَّحْوِيِّ، وَقَالَ فِي مَوْضِعِ قَوْلِهِ يَشَاءُ إِدَّنا: لَوْ يَشَاءُ إِذ دَنَا وَلَمْ يُدْغِمْ، وَقَالَ: يَعْنِي سَحَابًا فِيهِ بَرْقٌ وَقَدْ دَنَا مِنَ الأَرض؛ والمَعَسُّ: المَطْلَب، قَالَ: وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَكَلْبٌ عَسُوسٌ: طَلُوبٌ لِمَا يأْكل، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ وأَنشد للأَخطل: مُعَفَّرة لَا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها، ... إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَعَسُّ لِحالِبِ وَفِي الْمَثَلِ فِي الْحَثِّ عَلَى الْكَسْبِ: كَلْبٌ اعْتَسَّ خَيْرٌ مِنْ كلبٍ رَبَضَ، وَقِيلَ: كَلْبٌ عَاسٌّ خَيْرٌ مِنْ كَلْبٍ رابِض، وَقِيلَ: كَلْبٌ عَسَّ خَيْرٌ مِنْ كَلْبٍ رَبَضَ؛ والعاسُّ: الطَّالِبُ يَعْنِي أَنَّ مَنْ تصرَّف خَيْرٌ مِمَّنْ عَجَزَ. أَبو عَمْرٍو: الاعتِساس والاعْتِسامُ الِاكْتِسَابُ والطلَب. وَجَاءَ بِالْمَالِ مِنْ عَسِّه وبَسِّه، وَقِيلَ: مِنْ حَسِّه وعَسِّه، وَكِلَاهُمَا إِتباع وَلَا يَنْفَصِلَانِ، أَي مِنْ جَهْده وطلَبه، وحقيقتُهما الطَّلَبُ. وجِئْ بِهِ مِنْ عَسِّك وبَسِّك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مِنْ حَيْثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ. وعَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً: أَبطأَ، وَكَذَلِكَ عَسَّ عليَّ خَبَرَهُ أَي أَبطأَ. وإِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بَطِيءُ؛ وَفِيهِ عُسُسٌ، بِضَمَّتَيْنِ، أَي بُطْءٌ. أَبو عَمْرٍو: العَسُوسُ مِنَ الرِّجَالِ إِذا قَلَّ خَيْرُهُ، وَقَدْ عَسَّ عليَّ بِخَيْرِهِ. والعَسُوسُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَرْعَى وَحْدَهَا مِثْلُ القَسُوسِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى تَتباعَدَ عَنِ النَّاسِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَضجَر ويسوءُ خلُقها وَتَتَنَحَّى عَنِ الإِبل عِنْدَ الحَلْب أَو فِي الْمَبْرَكِ، وَقِيلَ: العَسُوسُ الَّتِي تُعْتَسُّ أَبِها لَبَن أَم لَا، تُرازُ وَيُلْمَسُ ضَرعها؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِابْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: وراحتِ الشُّولُ، وَلَمْ يَحْبُها ... فَحْلٌ، وَلَمْ يَعْتَسَّ فِيهَا مُدِرْ قَالَ الْهُجَيْمِيُّ: لَمْ يَعْتَسَّها أَي لَمْ يَطْلُبْ لبَنها، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ، وَقِيلَ: العَسُوسُ الَّتِي تَضْرِبُ بِرِجْلِهَا وتصُب اللَّبَنَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مَشَتْ سَاعَةً ثُمَّ طَوَّفَتْ ثُمَّ دَرَّت. وَوَصَفَ أَعرابي نَاقَةً فَقَالَ: إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فَالْعَسُوسُ: مَا قَدْ تَقَدَّمَ، والضَّروس والنَّهوس: الَّتِي تَعَضُّ، وَقِيلَ: العَسوس الَّتِي لَا تَدِرَ وإِن كَانَتْ مُفيقاً أَي قَدِ اجْتَمَعَ فُواقها فِي ضَرْعِهَا، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، وَقَدْ عَسَّت تَعُسُّ فِي كُلِّ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: عَسَسْتُ الْقَوْمَ أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شَيْئًا قَلِيلًا، وَمِنْهُ أُخذ العَسُوس مِنِ الإِبل. والعَسُوسُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تُبالي أَن تَدنُوَ مِنَ الرِّجَالِ. والعُسُّ: الْقَدَحُ الضَّخْمُ، وَقِيلَ: هُوَ أَكبر مِنَ الغُمَرِ، وَهُوَ إِلى الطُّولِ، يَرْوِي الثَّلَاثَةَ والأَربعة والعِدَّة، والرِّفْد أَكبر مِنْهُ، وَالْجَمْعُ عِساس وعِسَسَة. والعُسُسُ: الْآنِيَةُ الْكِبَارُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ فِي عُسٍّ حَزْرَ ثَمَانِيَةِ أَرطال أَو تِسْعَةٍ ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي جَمْعِهِ: أَعْساسٌ أَيضاً؛ وَفِي حَدِيثِ المِنْحة: تَغْدو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ. والعَسْعَسُ والعَسْعَاسُ: الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ السَّرَابَ: وبلَدٍ يَجري عَلَيْهِ العَسعاسْ، ... مِنَ السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ

أَراد السَّمْسام وَهُوَ الْخَفِيفُ فقلبَه. وعَسْعَسُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ: بَلْدَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: عَسْعَسُ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ مَعْرُوفٌ. والعُسُس: التُّجَّار الحُرصاء. والعُسُّ: الذكَر: وأَنشد أَبو الْوَازِعِ: لاقَتْ غُلَامًا قَدْ تَشَظَّى عُسُّه، ... مَا كَانَ إِلا مَسُّه فدَسُّهُ قَالَ: عُسُّه ذكَره. وَيُقَالُ: اعْتَسَسْتُ الشَّيْءَ واحْتَشَشْتُهُ واقْتَسَسْتُه واشْتَمَمْتُه واهْتَمَمْتُه واخْتَشَشْتُه، والأَصل فِي هَذَا أَن تَقُولَ شَمَمْت بَلَدَ كَذَا وخَشَشْتُه أَي وَطِئْتُهُ فَعَرَفْتُ خَبره؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّعَسْعُسُ الشَّم؛ وأَنشد: كَمُنْخُرِ الذِّئْبِ إِذا تَعَسْعَسا وعَسْعَسٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وعَسْعَسٌ نِعم الْفَتَى تَبَيَّاهْ أَي تعتمدُه. وعُساعِسُ: جَبَلٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَدْ صبَّحَتْ مِنْ لَيْلِها عُساعِسا، ... عُساعِساً ذَاكَ العُلَيْمَ الطَّامِسا، يَتْرُك يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا أَي مَيْتًا؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَلمَّا عَلَى الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا، ... كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّم أَخرَسا وَيُقَالُ لِلْقَنَافِذِ العَساعِسُ لِكَثْرَةِ تَرَدُّدِهَا بالليل. عسطس: العَسَطُوسُ: رأَس النَّصَارَى، رُوميَّة، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ يُشبه الخيزُران، وَقِيلَ: هُوَ الخيزُران، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ تَكُونُ بِالْجَزِيرَةِ ليِّنة الأَغصان، وَقَال كُرَاعٌ: هُوَ العَسَّطُوسُ فِيهِمَا؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: عَلَى أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفاءِ كأَنه ... عَصَا عَسَّطُوسٍ، لِينها واعْتِدالها أَي وَرَدَتِ الحُمر عَلَى أَمر حِمَارٍ. مُنْقَدٍّ عِفاؤه أَي مُتَطَايِرٌ. والعِفاء: جَمْعُ عِفْو، وَهُوَ الوبَر الَّذِي عَلَى الْحِمَارِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ: عَصا قَسِّ قُوسٍ. والقَسُّ: القِسِّيس، والقُوسُ: صَوْمَعَتُه؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الخَيزُران والعَسَطُوسُ والجُنَهِيُّ. عضرس: العِضْرِسُ: شَجَرُ الخِطْميّ. والعَضْرَسُ [العِضْرَسُ]: نَبَاتٌ فِيهِ رَخاوة تَسودّ مِنْهُ جَحافل الدَّوَابِّ إِذا أَكلته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: والعَيْرُ يَنفُخُ فِي المَكْنانِ، قَدْ كَتِنَتْ ... مِنْهُ جَحافِلُه، و [العَضْرَسُ] العِضْرَسِ الثُّجَرِ وقيل: [العَضْرَسُ] العِضْرَسُ شَجَرَةٌ لَهَا زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوق، غُدَيَّة، ... كِلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مُغَرَّثَةً زُرْقاً كأَنَّ عُيونَها، ... مِنَ الدَّمِّ والإِيسادِ، نُوَّارُ [عَضْرَسِ] عِضرَسِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: [العَضْرَسُ] العِضْرَسُ عُشْب أَشهبُ إِلى الخُضرة يَحْتَمِلُ النَّدى احْتِمَالًا شَدِيدًا، ونَوْرُه قانئُ الْحُمْرَةِ، ولون [العَضْرَس] العِضْرَس إِلى السَّوَادِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ العَير: عَلَى إِثْرِ شَحَّاجٍ لَطِيفٍ مَصيرُه، ... يُمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه قَالَ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرْباؤها، ... كأَنه قَرْمٌ مُسامٍ أَشِرْ

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العَضْرَس مِنَ الذُّكُورِ أَشد البَقل كُلِّهِ رُطُوبَةً. والعَضْرَسُ: البَرَدُ، وَهُوَ حَب الْغَمَامِ؛ وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ يَصِفُ كِلَابَ الصَّيْدِ: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأَن عُيونَها، ... إِذا أَذَّن القَنَّاص بالصَّيد، عَضْرَسُ قَالَ: وَيُرْوَى مُغَرَّثَةً حُصّاً، هَكَذَا فِي الصِّحَاحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للبَعِيث وَصَوَابُهُ: محرَّجة حصٌّ، وَفِي شِعْرِهِ: إِذا أَيَّهَ القَنَّاص، قَالَ: والعَضْرَسُ هَاهُنَا نَبَاتٌ لَهُ لَوْنٌ أَحمر تشبَّه بِهِ عُيُونُ الْكِلَابِ لأَنها حُمْر؛ قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ هُنَا حَبَّ الْغَمَامِ كَمَا ذكَر إِنما ذَلِكَ فِي بَيْتٍ غَيْرِ هَذَا وَهُوَ: فَباتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةً رُجَّبِيَّة، ... تُحَيِّي بقَطر كالجُمان وعَضْرَسِ وَقِيلَ بَيْتُ البَعِيث: فصبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ، غُدَيَّةً، ... كلابُ ابنِ عَمَّارٍ عِطافٌ وأَطْلَسُ وَالْهَاءُ فِي صَبَّحَهُ تَعُودُ عَلَى حِمَارِ وَحْشٍ. ومُحَرَّجَة: مُقلَّدة بالأَحراج، جَمْعُ حِرْجٍ للْوَدَعَة. وحُصٌّ: قَدِ انْحَصَّ شَعْرُهَا، وأَيَّهَ القَانِصُ بالكلْب: زَجَرَه؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَقَدْ ذُكِرَ آنِفًا. وَفِي الْمَثَلِ: أَبْرد مِنْ عَضْرَس، وَكَذَلِكَ العُضارس، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تضحَك عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِسِ وَالْجَمْعُ عَضارِس مِثْلُ جُوالِق وجَوالق، وَقِيلَ: العَضْرَس الجَلِيد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَضْرَس والعُضارِس الْمَاءُ الْبَارِدُ الْعَذْبُ؛ وَقَوْلُهُ: تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِس أَراد عَنْ ثَغْر عَذْبٍ، وَهُوَ الغُضارِس؛ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والعَضْرَس: حمار الوحش. عطس: عَطَسَ الرَّجُلُ يَعْطِس، بِالْكَسْرِ، ويَعْطُس، بِالضَّمِّ، عَطْساً وعُطاساً وعَطْسة، وَالِاسْمُ العُطاس. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُحِب العُطاس وَيَكْرَهُ التَّثاؤب. قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما أَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما يَكُونُ مَعَ خِفَّةِ الْبَدَنِ وَانْفِتَاحِ المسامِّ وَتَيْسِيرِ الْحَرَكَاتِ، وَالتَّثَاؤُبِ بِخِلَافِهِ، وَسَبَبُ هَذِهِ الأَوصاف تخفيفُ الْغِذَاءِ والإِقلال مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. والمَعْطِس والمَعْطَس: الأَنف لأَن العُطاس مِنْهُ يَخْرُجُ. قَالَ الأَزهري: المَعْطِسُ، بِكَسْرِ الطَّاءِ لَا غَيْرَ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن اللُّغَةَ الْجَيِّدَةَ يَعْطِسُ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَا يُرْغِم اللَّهُ إِلا هَذِهِ المَعاطس ؛ هِيَ الأُنوف. والعاطُوس: مَا يُعْطَسُ مِنْهُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وعَطَسَ الصُّبح: انْفَلَقَ. والعاطِس: الصُّبْحُ لِذَلِكَ، صفةٌ غَالِبَةٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الصُّبْحُ يُسَمَّى عُطاساً. وَظَبْيٌ عاطِس إِذا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ أَمامِك. وعَطَسَ الرَّجُلُ: مَاتَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ: عَطَسَتْ بِهِ اللُّجَمُ؛ قَالَ: واللُّجْمة مَا تطيَّرْت مِنْهُ، وأَنشد غَيْرُهُ: إِنَّا أُناس لَا تزالُ جَزُورُنا ... لَها لُجَمٌ، مِن المنيَّة، عاطِسُ وَيُقَالُ لِلْمَوْتِ: لُجَمٌ عَطُوس؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوسا ابْنُ الأَعرابي: العاطُوس دَابَّةٌ يُتَشاءَم بِهَا؛ وأَنشد غَيْرُهُ لِطَرَفَةَ بْنِ الْعَبْدِ: لَعَمْري لَقَدْ مَرَّتْ عَواطِيسُ جَمَّةٌ، ... وَمَرَّ قُبيلَ الصُّبح ظَبي مُصَمَّعُ

والعَطَّاس: اسْمُ فَرَسٍ لِبَعْضِ بَنِي المَدان؛ قَالَ: يَخُبُّ بيَ العَطَّاسُ رافِعَ رَأْسِهِ وأَما قَوْلُهُ: وَقَدْ أَغْتَدي قبلَ العُطاسِ بِسابِحٍ فإِن الأَصمعي زَعَمَ أَنه أَراد: قَبْل أَنْ أَسمع عُطاس عاطِس فأَتطيّر مِنْهُ وَلَا أَمضي لِحَاجَتِي، وَكَانَتِ الْعَرَبُ أَهل طِيَرَة، وَكَانُوا يتطيَّرُون مِنَ العُطاس فأَبطل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طِيَرَتَهم. قَالَ الأَزهري: وإِن صَحَّ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ إِن الصُّبْحَ يُقَالُ لَهُ العُطاس فإِنه أَراد قَبْلَ انْفِجَارِ الصُّبْحِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الَّذِي قَالَهُ لِثِقَةٍ يُرجع إِلى قَوْلِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَطْسَة فُلَانٍ إِذا أَشبهه فِي خَلْقه وخُلُقه. عطلس: العَطَلَّس: الطويل. عطمس: العُطْمُوس والعَيْطَمُوس: الْجَمِيلَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّوِيلَةُ التَّارَّة ذاتُ قِوَامٍ وأَلواح، وَيُقَالُ ذَلِكَ لَهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ إِذا كَانَتْ عَاقِرًا. الْجَوْهَرِيُّ: العَيْطَمُوس مِنَ النِّسَاءِ التامَّة الْخَلْقِ وَكَذَلِكَ مِنَ الإِبل. والعَيْطَمُوس مِنَ النُّوق أَيضاً: الفتِيَّةُ الْعَظِيمَةُ الْحَسْنَاءُ. الأَصمعي: العَيْطَموس النَّاقَةُ التامَّة الخلْق. ابْنُ الأَعرابي: العَيْطَمُوس النَّاقَةُ الهَرِمة، وَالْجَمْعُ العَطامِيس، وَقَدْ جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ عَطامِس؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا رُبَّ بَيْضَاءَ مِنَ العَطامِس، ... تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ عُضارِس وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ عَطامِيس لأَنك لَمَّا حَذَفْتَ الْيَاءَ مِنَ الْوَاحِدَةِ بَقِيَتْ عَطَمُوس مِثْلَ كَرَدُوس، فَلَزِمَ التَّعْوِيضُ لأَن حَرْفَ اللِّينِ رَابِعٌ كَمَا لَزِمَ فِي التَّحْقِيرِ، وَلَمْ تُحْذَفِ الْوَاوُ لأَنك لَوْ حَذَفْتَهَا لَاحْتَجْتَ أَيضا إِلى أَن تُحْذَفُ الْيَاءُ فِي الْجَمْعِ أَو التَّصْغِيرِ، وإِنما تُحْذَفُ مِنَ الزِّيَادَتَيْنِ مَا إِذا حَذَفْتَهَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ حذف الأُخرى. عفس: العَفْس: شِدَّة سَوق الإِبل. عَفَس الإِبلَ يَعْفِسُها عَفْساً: سَاقَهَا سَوْقاً شَدِيدًا؛ قَالَ: يَعْفِسُها السَّوّاق كلَّ مَعْفَسِ والعَفْسُ: أَن يردَّ الرَّاعِي غَنَمَهُ يَثْنِيها وَلَا يدعُها تَمْضِي عَلَى جِهَاتِهَا. وعَفَسَه عَنْ حَاجَتِهِ أَي ردَّه. وعَفَسَ الدَّابَّةَ وَالْمَاشِيَةَ عَفْساً: حبَسها عَلَى غَيْرِ مَرْعًى وَلَا عَلَف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ بَعِيرًا: كأَنه مِنْ طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ، يُنْحَتُ مِنْ أَقطارِه بِفَأْسِ والعَفْسُ: الْكَدُّ والإِتعاب والإِذالة وَالِاسْتِعْمَالُ. والعَفْس: الحَبْس والمَعْفُوس: الْمَحْبُوسُ والمُبتذَل، وعَفَس الرجلَ عَفْساً، وَهُوَ نَحْوُ المَسْجون، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَسْجُنه سَجْناً. والعَفْسُ: الامتهانُ لِلشَّيْءِ. والعَفْسُ: الضَّباطة فِي الصِّراع. والعَفْس: الدَّوْس. واعْتَفَس القومُ: اصْطَرَعُوا. وعَفَسَه يَعْفِسه عَفْساً: جذَبه إِلى الأَرض وضغَطَه ضَغْطاً شَدِيدًا فَضَرَبَ بِهِ؛ يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: عَفَسْتُه وعَكَسْتُه وعَتْرَسْتُه. وَقِيلَ لأَعرابي: إِنك لَا تُحسِن أَكلَ الرأْس قَالَ: أَما واللَّهِ إِني لأَعْفِسُ أُذُنيه وأَفُكُّ لَحْيَيْه وأَسْحى خَدَّيه، وأَرْمي بالمُخِّ إِلى مَنْ هُوَ أَحوجُ مِني إِليه قَالَ الأَزهري: أَجاز ابْنُ الأَعرابي السِّينَ وَالصَّادَ فِي هَذَا الْحَرْفِ. وعَفَسَه: صَرَعَه. وعَفَسه أَيضاً: أَلزقَه بِالتُّرَابِ. وعَفَسَه عَفْساً: وطِئَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والشَّيبُ حِينَ أَدْرَك التَّقْويسا، ... بَدَّلَ ثَوْبَ الحِدَّةِ الملبُوسا،

والحِبْرَ مِنْهُ خَلَقاً مَعْفُوسا وَثَوْبٌ مُعَفَّس: صَبور عَلَى الدَّعْك. وعَفَسْتُ ثَوْبِي: ابْتَذَلْتُهُ. وعَفَسَ الأَديمَ يَعْفِسُه عَفْساً: دلكَه فِي الدِّباغ. والعَفْس: الضَّرْبُ عَلَى العَجُز. وعَفَسَ الرجلُ المرأَة بِرِجْلِهِ يَعْفِسها: ضربَها عَلَى عَجِيزَتِهَا يُعافِسُها وتُعافِسُه، وعافَسَ أَهله مُعافَسَة وعِفاساً، وَهُوَ شَبِيهٌ بالمُعالجة. والمُعافَسَة: المُداعَبة والمُمارَسَة؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يُعافِس الأُمور أَي يُمارِسُها ويُعالجها. والعِفاس: العِلاج. والمُعافَسة: المُعَالجَة. وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ الأُسَيْدي: فإِذا رجَعْنا عافَسْنا الأَزواج والضَّيْعَة ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: كُنْتُ أُعافِس وأُمارِس ، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: يَمنَع مِنَ العِفاس خوفُ الْمَوْتِ وذُكْرُ الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ. وتَعافسَ القومُ: اعتلَجوا فِي صِرَاعٍ وَنَحْوِهِ. وانعَفَس فِي الْمَاءِ: انغَمَسَ. والعَفَّاس: طَائِرٌ يَنْعَفِس فِي الْمَاءِ. والعِفاسُ: اسْمُ نَاقَةٍ ذَكَرَهَا الرَّاعِي فِي شِعره، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِفاس وبَرْوَع اسْمُ نَاقَتَيْنِ لِلرَّاعِي النُّمَيْرِيِّ؛ قَالَ: إِذا بَرَكَتْ مِنْهَا عَجاساءُ جِلَّةٌ ... بمَحْنِيَةٍ، أَشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا عفرس: العَفْرس: السَّابق السَّرِيعُ. والعَفْرَسِيُّ: المُعْيِي خُبثاً. والعَفاريس: النَّعام. وعِفْرِس: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. والعِفْراس والعَفَرْنَس، كِلَاهُمَا: الأَسد الشَّدِيدُ العُنق الغليظُه، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْكَلْبِ والعِلْج. عفقس: العَفَنقَس: الَّذِي جَدَّتَاهُ لأَبيه وأُمه وامرأَته عَجَمِيَّاتٌ. والعَفَنقس والعَقَنْفَس، جَمِيعًا: السَّيِّءُ الْخُلُقِ المُتَطاوِل عَلَى النَّاسِ. وَقَدْ عَفْقَسَه وعقْفَسَه: أَساءَ خُلُقَه. والعَفَنْقَس: العسِر الأَخلاق، وَقَدِ اعْفَنقس الرجلُ، وخُلُق عَفَنْقَس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، ... أَقرَّه النَّاسُ، وإِنْ تَفَجَّسا قَالَ: عَفَنْقَسٌ خُلق عَسِيرٌ لَا يَسْتَقِيمُ، سلَّم لَهُ ذَلِكَ «4». وَيُقَالُ: مَا أَدري مَا الَّذِي عَفْقَسه وعَقْفَسه أَي مَا الَّذِي أَساء خُلقه بعد ما كَانَ حَسَنَ الخلُق. وَيُقَالُ: رَجُلٌ عَفَنْقَس فَلَنْقَس، وَهُوَ اللئيم. عقس: الأَعْقَسُ مِنَ الرِّجَالِ: الشَّدِيدُ الشَّكَّة فِي شِرَائِهِ وَبَيْعِهِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مَذْمُومًا لأَنه يَخَافُ الغبْن، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ فِي بَعْضِهِمْ: عَقِس لَقِس. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: فِي خُلقه عَقَس أَي الْتِوَاءٌ. والعَقَس: شُجَيْرَةٌ تَنْبُتُ فِي الثُّمام والمَرْخ والأَراك تَلْتَوي. والعَوْقَسُ: ضرْب مِنَ النبْت، ذَكَرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَقَالَ: هُوَ العَشَق. عقبس: العَقابِيسُ: بَقَايَا الْمَرَضِ والعِشْق كالعَقابيل. والعَقابيسُ: الشَّدَائِدُ مِنَ الأُمور؛ هَذِهِ عَنِ اللحياني. عقرس: عَقْرَسُ: حيٌّ مِنَ اليمن. عقفس: العَقَنْفَس والعَفَنْقَس، جَمِيعًا: السيء الْخُلُقِ. وَقَدْ عَقْفَسَه وعَفْقَسَه: أَساء خُلُقَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى. عكس: عَكَسَ الشَّيْءَ يَعْكِسُه عَكْساً فانْعَكَسَ: رَدَّ آخِرَهُ عَلَى أَوّله؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وهُنَّ لَدَى الأَكْوارِ يُعْكَسْنَ بالبُرَى، ... عَلَى عَجَلٍ مِنْهَا، وَمِنْهُنَّ يُكْسَعُ وَمِنْهُ عَكْسُ البلِيَّة عِنْدَ الْقَبْرِ لأَنهم كَانُوا يَرْبِطُونها مَعْكُوسَةَ الرأْس إِلى مَا يَلِي كَلْكَلَها وبَطنَها،

_ (4). هكذا في الأَصل.

وَيُقَالُ إِلى مُؤَخَّرِهَا مِمَّا يَلي ظَهْرَهَا وَيَتْرُكُونَهَا عَلَى تِلْكَ الْحَالِ حَتَّى تَمُوتَ. وعَكَسَ الدابةَ إِذا جَذَب رأْسها إِليه لِتَرْجِعَ إِلى وَرَائِهَا القَهْقَرَى. وعَكَس الْبَعِيرَ يَعْكِسُه عَكْساً وعِكاساً: شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يديه وَهُوَ بَارِكٌ، وَقِيلَ: شدَّ حَبْلًا فِي خَطْمه إِلى رُسْغِ يَدَيْهِ لِيَذِلَّ؛ والعِكاس: مَا شدَّه بِهِ. وعَكَسَ رَأْسَ الْبَعِيرِ يعكِسه عَكْساً: عَطَفَه؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: جاوَزْتُها بِأَمُونٍ ذَاتٌ مَعْجَمَةٍ، ... تَنْجُو بكَلْكَلِها، والرأْسُ مَعْكُوسُ والعَكْس أَيضاً: أَن تعكِس رأْسَ الْبَعِيرِ إِلى يدِه بِخِطام تُضيِّق بِذَلِكَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: العَكْس أَن يَجْعَلَ الرجلُ فِي رأْس الْبَعِيرِ خِطاماً ثُمَّ يَعْقِده إِلى رُكْبَتِهِ لِئَلَّا يَصُول. وَفِي حَدِيثِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيم: اعكِسُوا أَنفسكم عَكْس الْخَيْلِ باللُّجُم ؛ مَعْنَاهُ اقدَعُوها وكُفُّوها ورُدُّوها. وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي نُفَيْل: شَنَقْتُ البعيرَ وعَكَسته إِذا جذَبتَ مِنْ جَريرِه ولَزِمْت مِنْ رأْسه فَهَمْلَج. وعَكَس الشيءَ: جذَبه إِلى الأَرض. وتَعَكَّسَ الرجلُ: مَشَى مَشْيَ الأَفْعَى، وَهُوَ يتعَكَّس تعكُّساً كأَنه قَدْ يَبِسَت عُرُوقُهُ. وَرُبَّمَا مَشَى السَّكْرَانُ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: مِنْ دُونِ ذَلِكَ عِكاس ومِكاس، وَهُوَ أَن تأْخذ بِنَاصِيَتِهِ ويأْخذ بِنَاصِيَتِكَ. وَرَجُلٌ متَعَكِّس: مُتَثَنِّي غُضُونِ الْقَفَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَنتَ امرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ، ... مِنَ الأَقِطِ الحَوْلِيِّ شَبْعانُ كانِبُ وعَكَسَه إِلى الأَرض: جَذَبَهُ وضَغَطه ضَغْطاً شَدِيدًا. والعَكيس مِنَ اللَّبن: الحَلِيبُ تُصَبُّ عَلَيْهِ الإِهالة والمَرَق ثُمَّ يُشْرَبُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّقِيقُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ ثُمَّ يُشْرَبُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الأَسدي: فلمَّا سَقَيناها العَكِيسَ تَمَدَّحَتْ ... خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً ورِيدُها وَيُقَالُ مِنْهُ: عَكَسْت أَعكِسُ عَكْساً، وَكَذَلِكَ الِاعْتِكَاسُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جَفْؤُكَ ذَا قِدْرَك للضِّيفانِ، ... جَفْأً عَلَى الرُّغْفانِ فِي الجِفانِ، خيرٌ مِنَ العَكِيسِ بالأَلْبانِ والعَكْسُ: حَبْسُ الدَّابَّةِ عَلَى غَيْرِ عَلَفٍ. والعُكاس: ذكَر العَنْكبوت؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَكِيسُ: القَضِيبُ مِنَ الحَبَلَة يُعْكَسُ تَحْتَ الأَرض إِلى مَوْضِعٍ آخر. عكبس: كلُّ شَيْءٍ تَرَاكَبَ: عُكابِس وعُكَبِس؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: بَاؤُهَا بَدَلٌ مِنَ الْمِيمِ فِي عُكامِس وعُكَمِس، وَقَالَ كُرَاعٌ: إِذا صُبَّ لَبن عَلَى مَرَق، كَائَنًا مَا كَانَ، فَهُوَ عُكَبِس؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما هُوَ العَكِيسُ بِالْيَاءِ، وَقَدْ ذُكر. وعَكْبَس البعيرَ: شدَّ عُنقه إِلى إِحدى يَدَيْهِ وَهُوَ بارِك؛ وإِبل عُكابِس وعُكامِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كَثُرَتْ، وَقِيلَ: إِذا قَارَبَتِ الأَلفَ. عكمس: العُكَمِسُ والعُكامِس: الْقَطِيعُ الضَّخْم مِنَ الإِبل. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِبل عُكامِس وعُكابِس وعُكَمِس وعُكَبِس إِذا كَثُرَتْ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: إِذا قَارَبَتِ الإِبلُ الأَلف فَهِيَ عُكامِس. وَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاكَبَ وَتَرَاكَمَ وكثُر حَتَّى يُظْلِم مِنْ كَثْرَتِهِ، فَهُوَ عُكامِس وعُكَمِس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عُكامِسٌ كالسُّنْدُسِ المَنْشُورِ وليلٌ عُكامِس: مُظلِم متراكبُ الظلْمة شديدُها. وَقَدْ عَكْمَسَ الليلُ عَكْمَسَةً إِذا أَظلم وتَعَكْمَس.

علس: العَلْسُ: سَواد اللَّيْلِ. والعَلْسُ: الشُّرْب. وعَلَسَ يَعْلِس عَلْساً: شرِب، وَقِيلَ: أَكل. وعَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إِذا أَصابت شَيْئًا تأْكله. والعَلْسُ: الأَكل، وقَلَّما يُتكلم بِغَيْرِ حَرْفِ النَّفْيِ. وَمَا ذَاقَ عَلُوساً أَي ذَواقاً، وَمَا ذَاقَ عَلُوساً وَلَا أَلُوساً، وَفِي الصِّحَاحِ وَلَا لوُوساً أَي مَا ذَاقَ شَيْئًا. وعَلَّس دَاؤُهُ أَي اشتدَّ وبرَّح. وَمَا عَلَسَ عِنْدَهُ عَلُوساً أَي مَا أَكل. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: مَا أَكلت الْيَوْمَ عُلاساً. وَمَا عَلَّسُوا ضيفَهم بِشَيْءٍ أَي مَا أَطعموه. والعَلَس: شِواءٌ مَسْمُونٌ. وَشِوَاءٌ مَعْلُوس: أُكل بالسَّمْن. والعَلِيسُ: الشِّواء السَّمين؛ هَكَذَا حَكَاهُ كُرَاعٌ. والعَلِيسُ: الشِّواء مَعَ الجِلْد. والعَليس: الشِّوَاءُ المُنْضَج. وَرَجُلٌ مُجَرَّس ومُعَلَّس ومُنَقَّح ومُقَلَّح أَي مُجرَّب. والعَلَس: حَبٌّ يؤْكل، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ الحِنطة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَلَسُ ضرْب مِنَ البُرِّ جَيِّدٌ غَيْرَ أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ القَمْح يَكُونُ فِي الكِمام مِنْهُ حَبَّتان، يَكُونُ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ، وَهُوَ طَعَامُ أَهل صَنْعاء. ابْنُ الأَعرابي: العَدَس يُقَالُ لَهُ العَلَس. والعَلَسِيّ: شجرة المَقِرِ [المَقْرِ]، وَهُوَ نَبَاتُ الصَّبرِ وَلَهُ نَوْر حَسن مِثْلُ نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعدي: كأَن النُّقْدَ والعَلَسيّ أَجْنى، ... ونَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِيرُ وَرَجُلٌ مُعَلَّس: مُجرَّب. وعَلَس يَعْلِسُ عَلْساً وعَلَّس: صَخِبَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسا ... بالجِدّ، حَتَّى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا والعَلَس: القُراد، وَيُقَالُ لَهُ العَلُّ والعَلَس، وَجَمْعُهُ أَعْلالٌ وأَعْلاسٌ. والعَلَسَة: دُوَيْبَّة شَبِيهَةٌ بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ. وعَلَسٌ وعُلَيْس: اسْمَانِ. وَبَنُو عَلَسٍ: بَطْن مِنْ بَنِي سَعْد، والإِبل العَلَسِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِليهم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فِي عَلَسِيَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ ورجل وجمل عَنَسِيّ أَي شَدِيدٌ؛ قَالَ الْمَرَّارُ: إِذا رَآهَا العَلَسِيُّ أَبْلَسا، ... وعَلَّقَ القومُ إِداوى يُبَّسا علطس: العِلْطَوْسُ، مِثَالُ الفِرْدَوْسِ: النَّاقَةُ الخِيار الفارِهَة، وَقِيلَ: هِيَ المرأَة الْحَسْنَاءُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. علطبس: العَلْطَبِيسُ: الأَمْلَسُ الْبَرَّاقُ؛ وأَنشد الرَّجَز الَّذِي يأْتي في علطمس بعدها. علطمس: العَلْطَمِيسُ: النَّاقَةُ الضَّخْمَةُ ذَاتُ أَقطار وسَنام. والعَلْطَمِيس: الضَّخْم الشَّدِيدُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَتْ شَيْبَ قَذالي عِيسا، ... وهامَتي كالطَّسْتِ عَلْطَمِيسا، لَا يَجِدُ القمْلُ بِهَا تَعْريسا وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ فِي الصِّحَاحِ علطبس، بِالْبَاءِ، وَقَالَ: العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ البَرَّاق، وأَنشد هَذَا الرَّجَزَ بِعَيْنِهِ، وَفِيهِ: وهامَتِي كالطَّسْتِ عَلْطَبِيسا بِالْبَاءِ.

علكس: لَيْلَةً مُعْلَنْكِسَة: كَمُعْرَنْكِسَة. وَشَعَرٌ عِلَّكْسٌ وعَلَنْكَس ومُعْلَنْكِس: كَثِيرٌ متراكِب، وَكَذَلِكَ الرَّمل ويَبِيسُ الكَلإِ. واعْلَنْكَسَت الإِبلُ فِي الْمَوْضِعِ: اجتمعتْ. وعَلْكَسَ البَيضُ واعْلَنْكَس: اجْتَمَعَ. واعْلَنْكَس الشعَر: اشْتَدَّ سَوَادُهُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شعَر مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِكٌ الكَثِيف الْمُجْتَمِعُ الأَسود. قَالَ الأَزهري: عَلْكَس أَصل بِنَاءِ اعْلَنْكَسَ الشعَر إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهُ وَكَثُرَ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: بِفاحِمٍ دُووِيَ حَتَّى اعْلَنْكَسا وَيُقَالُ: اعْلَنْكَس الشيءُ أَي تردَّد. والمُعَلْكِسُ والمُعْلَنْكِس مِنَ اليَبِيسِ: مَا كثُر وَاجْتَمَعَ. وعَلْكَسٌ: اسْمُ رجُل مِنْ أَهل الْيَمَنِ. علندس: الأَزهري: العَلَنْدَسُ والعَرَنْدَسُ: الصُّلب الشديد. عمس: حَرْبٌ عَماسٌ: شَدِيدَةٌ، وَكَذَلِكَ لَيْلَةٌ عَماس. وَيَوْمٌ عَماس: مُظلِم؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا كَشَف اليومُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ، ... فَلَا يَرْتَدي مِثْلي وَلَا يَتَعَمَّمُ وَالْجَمْعُ عُمُس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ونَزَلُوا بالسَّهْلِ بَعْدَ الشَّأْسِ، ... ومُرِّ أَيامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ وَقَدْ عَمِسَ [عَمُسَ] عَمَساً وعَمْساً وعُمُوساً وعَماسَة وعُمُوسَة؛ وأَمْرٌ عَمْسٌ وعَمُوس وعَماس ومُعَمَّس: شَدِيدٌ مُظلم لَا يُدرَى مِنْ أَين يُؤْتى لَهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: أَتانا بأُمور مُعَمَّسات ومُعَمِّسات، بِنَصْبِ الْمِيمِ وَجَرِّهَا، أَي مَلْوِيَّات عَنْ جِهَتِها مُظْلِمَةٍ. وأَسَدٌ عَماسٌ: شَدِيدٌ؛ وَقَالَ: قَبِيلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى، ... أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَماسُ والعَمَسُ: كالحَمَس، وَهِيَ الشِّدَّة؛ حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِنَّ أَخْوالي، جَمِيعاً مِنْ شَقِرْ، ... لَبِسُوا لِي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ وعَمَسَ عَلَيْهِ الأَمرَ يَعْمِسُه وعَمَّسَه: خَلَّطه ولبَّسه وَلَمْ يُبيِّنه. والعَمَاس: الدَّاهِية. وكلُّ مَا لَا يهتدَى لَهُ: عَمَاسٌ. والعَمُوسُ: الَّذِي يَتعَسَّف الأَشياء كَالْجَاهِلِ. وتَعَامَسَ عَنِ الأَمر: أَرى أَنه لَا يَعْلَمه. والعَمْس: أَن تُرِي أَنك لَا تعرِف الأَمر وأَنت عارِفٌ. بِهِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَلا وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قادَ لِمَّةً مِنَ الغُواة وعَمَسَ عَلَيْهِمُ الخَبَر ، مِنْ ذَلِكَ، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. وتَعامس عَنْهُ: تَغَافَلَ وَهُوَ بِهِ عَالِمٌ. قَالَ الأَزهري: وَمَنْ قَالَ يَتَغامَس، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، فَهُوَ مُخْطِئٌ. وتَعامَس عَلَيّ: تَعامَى فَتَرَكَنِي فِي شُبهة مِنْ أَمره. والعَمْسُ: الأَمر المغطَّى. وَيُقَالُ: تَعامَسْت عَلَى الأَمر وتعامَشْت وتَعامَيْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعامَسْت فُلَانًا مُعامَسَة إِذا ساترتَه وَلَمْ تُجاهِرْه بالعَداوة. وامرأَة مُعامِسَة: تَتَسَتَّرُ فِي شَبِيبَتِها وَلَا تَتَهَتَّك؛ قَالَ الرَّاعِي: إِنْ الحَلالَ وخَنْزَراً ولَدَتْهُما ... أُمٌّ مُعامِسَة عَلَى الأَطْهارِ أَي تأْتي مَا لَا خَيْرَ فِيهِ غَيْرَ مُعالنة بِهِ. والمُعامَسَة: السِّرار. وَفِي النَّوَادِرِ: حَلَف فُلَانٌ عَلَى العَمِيسَة والعُمَيْسَة؛

أَي عَلَى يَمِينٍ غَيْرِ حَقٍّ. وَيُقَالُ: عَمَسَ الكِتابُ أَي دَرَس. وَطَاعُونُ عَمْواس: أَوَّل طَاعُونٍ كَانَ فِي الإِسلام بِالشَّامِ. وعُمَيْس: اسْمُ رَجُلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْر عَمِيس، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ نَزَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ممرِّه إِلى بَدْرٍ. عمرس: العَمَرَّس، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: الشَّرِس الخُلق القوِيّ الشَّدِيدُ. وَيَوْمٌ عَمَرَّس: شَدِيدٌ. وَسَيْرٌ عَمَرَّس: شَدِيدٌ، وَشَرٌّ عَمَرَّس: كَذَلِكَ. والعُمْرُوس: الجَمَل إِذا بَلَغَ النَّزْوَ. وَيُقَالُ لِلْجُمَلِ إِذا أَكل واجتَرَّ فَهُوَ فُرْفُور وعُمْرُوس. والعُمرُوس: الجَدْيُ، شامِيَّة، وَالْجَمْعُ العمارِس، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْغُلَامِ الحادِر عُمْرُوس؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. الأَزهري: العُمْرُوس والطُّمْرُوس الْخَرُوفُ؛ وَقَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ نِسَاءً نشأْن بِالْبَادِيَةِ: أُولئك لَمْ يَدْرِينَ مَا سَمَك القُرَى، ... وَلَا عُصُباً فِيهَا رِئات العَمارِس وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ الشَّائِلِ: عُمْرُوس. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوان: أَين أَنت مِنْ عُمْرُوسٍ راضِعٍ؟ العُمْرُوس، بِالضَّمِّ: الْخَرُوفُ أَو الجَدي إِذا بَلَغَا العَدْوَ، وَقَدْ يَكُونُ الضعيفَ، وَهُوَ مِنَ الإِبل مَا قَدْ سَمِنَ وشَبِعَ وَهُوَ رَاضِعٌ بَعْدُ. والعَمَرَّس والعَمَلَّس وَاحِدٌ إِلا أَن العَمَلَّس يقال للذئب. عملس: العَمْلَسَة: السُّرعة. والعَمَلَّس: الذِّئْبُ الْخَبِيثُ والكَلْب الْخَبِيثُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ كِلَابَ الصَّيْدِ: يُوزِع بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّس، ... مِنَ المُطعِمات الصَّيْدِ غَيْرِ الشَواحِنِ يُوزِعُ: يَكُفُّ، وَيُقَالُ يُغْرِي كُلَّ عَمَلَّسٍ كُلَّ كَلْبٍ كأَنه ذِئْبٌ. والعَمَلَّس: القوِيّ الشَّدِيدُ عَلَى السَّفَرِ، والعَمَلَّط مِثْلُهُ، وَقِيلَ النَّاقص، وَقِيلَ العَمَلَّس: الْجَمِيلُ. والعَمَلَّس: اسْمٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: هُوَ أَبرّ مِنَ العَمَلّس؛ هُوَ اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يحجُّ بأُمّه عَلَى ظَهْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: العَمَرَّس مِثْلُ العَملَّس القَوِيّ عَلَى السَّيْرِ السَّرِيعُ؛ وأَنشد: عَمَلَّس أَسْفارٍ، إِذا اسْتَقْبَلَتْ لَهُ ... سَمُومٌ كحرِّ النارِ، لَمْ يَتَلَثَّمِ قَالَ ابْنُ برِّي: الشِّعر لِعَدِيِّ بْنِ الرِّقَاع يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ وَقَبْلَهُ: جَمَعْتَ اللَّواتي يحمَد اللَّهُ عبدَه ... عليهنَّ، فَلْيَهْنئْ لَكَ الخيرُ واسْلَمِ فأَوَلُهنّ البِرُّ، والبِرُّ غالِبٌ، ... وَمَا بكَ مِنْ غَيْبِ السَّرائر يُعْلَمِ وَثَانِيَةٌ كَانَتْ مِنَ اللَّه نِعْمَةً ... عَلَى الْمُسْلِمِينَ، إِذ وَلِي خيرُ مُنْعِمِ وَثَالِثَةٌ أَنْ لَيْسَ فِيكَ هَوَادَةٌ ... لِمَنْ رامَ ظُلماً، أَو سَعَى سَعْيَ مجْرمِ ورابعةٌ أَنْ لَا تزالَ مَعَ التُّقَى ... تَخُبُّ بِمَيْمُونٍ، مِنَ الأَمْرِ، مُبْرَمِ وَخَامِسَةٌ فِي الحُكْمِ أَنَّك تُنصِفُ الضَّعِيف، ... وَمَا مَنْ عَلَّمَ اللَّهُ كالعَمِي وَسَادِسَةٌ أَنَّ الَّذِي هُوَ رَبُّنا اصْطَفَاك، ... فمَنْ يَتْبَعْك لَا يَتَنَدَّمِ وَسَابِعَةٌ أَنَّ المَكارِم كلَّها، ... سبَقْتَ إِليها كلَّ ساعٍ ومُلْجِمِ

وَثَامِنَةٌ فِي مَنْصِبِ النَّاس أَنَّه ... سَمَا بكَ منهمْ مُعْظَمٌ فَوق مُعْظَمِ وَتَاسِعَةٌ أَن البَرِيَّة كُلّها ... يَعُدُّون سَيباً مِنْ إِمامٍ مُتَمِّمِ وَعَاشِرَةٌ أَنَّ الحُلُومَ تَوَابِعٌ ... لحِلْمِكَ، فِي فصْل مِنَ القول مُحْكَمِ عنس: عَنَسَتِ المرأَة تَعْنُس، بِالضَّمِّ، عُنُوساً وعِناساً وتَأَطَّرَتْ، وَهِيَ عَانِسٌ، مِنْ نِسوة عُنَّسٍ وعَوَانِسَ، وعَنَّسَتْ، وَهِيَ مُعَنِّس، وعَنَّسَها أَهلُها: حَبَسُوها عَنِ الأَزواج حَتَّى جَازَتْ فَتَاءَ السِّن ولمَّا تَعْجِزْ [تَعْجُزْ]. قَالَ الأَصمعي: لَا يُقَالُ عَنَسَتْ وَلَا عَنَّسَت وَلَكِنْ يُقَالُ عُنِّسَت، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فاعلُه، فَهِيَ مُعَنَّسَة، وَقِيلَ: يُقَالُ عَنَسَت، بِالتَّخْفِيفِ، وعُنِّسَتْ وَلَا يُقَالُ عَنَّسَت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَّرَهُ الأَصمعي فِي خَلْق الإِنسان أَنه يُقَالُ عَنَّسَت المرأَة، بِالْفَتْحِ مَعَ التَّشْدِيدِ، وعَنَسَت، بِالتَّخْفِيفِ، بِخِلَافِ مَا حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا عانِسٌ وَلَا مُفَنِّدٌ؛ العانِس مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ: الَّذِي يَبقى زَمَانًا بَعْدَ أَن يُدْرِك لَا يَتَزَوَّجُ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي النِّسَاءِ. يُقَالُ: عَنَسَتِ المرأَة، فَهِيَ عانِس، وعُنِّسَت، فَهِيَ مُعَنَّسَة إِذا كَبِرَت وعَجَزَتْ فِي بَيْتِ أَبويها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَنَسَتِ الْجَارِيَةُ تَعْنُس إِذا طَالَ مُكْثُهَا فِي مَنْزِلِ أَهلها بَعْدَ إِدْراكها حَتَّى خرجتْ مِنْ عِداد الأَبكار، هَذَا مَا لَمْ تَتَزَوَّجْ، فإِن تَزَوَّجَتْ مرَّة فَلَا يُقَالُ عَنَسَت؛ قَالَ الأَعشى: والبِيضُ قَدْ عَنَسَتْ وطالَ جِراؤُها، ... ونَشَأْنَ فِي فَنَنٍ وَفِي أَذْوادِ وَيُرْوَى: والبيضِ، مَجْرُورًا بِالْعَطْفِ عَلَى الشَّرْب فِي قَوْلِهِ: وَلَقَدْ أُرَجِّل لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ، قبلَ حَوادثِ المُرْتادِ وَيُرْوَى: سَنابِك، أَي قَبْلَ حَوَادِثِ الطَّالِب؛ يَقُولُ: أُرَجِّلُ لِمَّتي للشَّرْب وَلِلْجَوَارِي الحِسان اللَّوَاتِي نشَأْن فِي فَنَنٍ أَي فِي نِعْمَةٍ. وأَصلها أَغصان الشَّجَرِ؛ هَذِهِ رِوَايَةُ الأَصمعي، وأَما أَبو عُبَيْدَةَ فإِنه رَوَاهُ: فِي قِنٍّ، بِالْقَافِ، أَي فِي عَبِيدٍ وخَدَم. وَرَجُلٌ عانِس، وَالْجُمَعُ العانِسُون؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ رَفَاعَةَ: مِنَّا الَّذِي هُوَ مَا إِنْ طَرَّ شارِبُه، ... والعانِسُون، ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَدخل بالمرأَة عَلَى أَنها بِكْرٌ فَيَقُولُ لَمْ أَجدها عَذْراء، فَقَالَ: إِن العُذْرة قد يُذهِبها التَعْنيسُ والحَيْضَة ، وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنَسَت إِذا صَارَتْ نَصَفاً وَهِيَ بِكْرٌ وَلَمْ تتزوَّج. وَقَالَ الفَرَّاء: امرأَة عَانِسٌ الَّتِي لم تَتَزَوَّجُ وَهِيَ تَتَرَقَّبُ ذَلِكَ، وَهِيَ المُعَنَّسة. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: العَانِس فَوْقَ المُعْصِر؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: وعِيطاً كأَسْراب الخُروج تَشَوَّفَتْ ... مَعاصِيرُها، والعاتِقاتُ العَوانِسُ العِيطُ: يَعْنِي بِهَا إِبلًا طِوال الأَعناق، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا عَيْطاء. وَقَوْلُهُ كأَسراب الْخُرُوجِ أَي كَجَمَاعَةِ نِسَاءٍ خرجْن مُتَشَوِّفَاتٍ لأَحد العِيدين أَي مُتَزَيِّنَاتٍ، شبَّه الإِبل بهنَّ. والمُعْصِر: الَّتِي دَنَا حَيْضُهَا. والعاتِقُ: الَّتِي فِي بَيْتِ أَبويها وَلَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا اسْمُ الزَّوْجِ، وَكَذَلِكَ العانِس. وَفُلَانٌ لَمْ تَعْنُس السِّنُّ وَجهَه أَي لَمْ تُغَيِّرْهُ إِلى الكِبَرِ؛ قَالَ سُوَيْدٌ الْحَارِثِيُّ:

فَتى قَبَلٌ لَمْ تَعْنُس السنُّ وجهَهُ، ... سِوى خُلْسَةٍ فِي الرأْس كالبَرْقِ فِي الدُّجى وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعْنَس الشيبُ رأْسَه إِذا خَالَطَهُ؛ قَالَ أَبو ضَبٍّ الْهُذَلِيُّ: فَتى قَبَلٌ لَمْ يَعْنُسِ الشَّيبُ رأْسَه، ... سِوى خُيُطٍ فِي النُّورِ أَشرَقْنَ فِي الدُّجى وَرَوَاهُ المُبَرِّد: لَمْ تعْنُس السِّنُّ وَجهه؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ أَجود. والعُنَّسُ مِنَ الإِبلِ فَوْقَ البَكارة أَي الصِّغار. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: جَعل الفحلُ يَضْرِبُ فِي أَبكارِها وعُنَّسِها؛ يَعْنِي بالأَبكار جَمْعَ بَكْر، والعُنَّس المتوسِّطات الَّتِي لَسْن بأَبكار. والعَنْسُ: الصَّخرة. والعَنْسُ: النَّاقَةُ القويَّةُ، شُبِّهَتْ بِالصَّخْرَةِ لِصَلَابَتِهَا، وَالْجَمْعُ عُنْسٌ وعُنُوس وعُنَّس مِثْلُ بازِل وبُزْلٍ وبُزَّل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُعْرِسُ أَبكاراً بِهَا وعُنَّسا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَنْس البازِل الصُّلبة مِنَ النُّوق لَا يُقَالُ لِغَيْرِهَا، وَجَمْعُهَا عِناس، وعُنُوس جَمْعُ عِناس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي وأَظنه وهَماً مِنْهُ لأَن فِعالًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعُول، كَانَ وَاحِدًا أَو جَمْعًا، بَلْ عُنُوس جَمْعُ عَنْس كعِناس. قَالَ اللَّيْثُ: تُسمّى عَنْساً إِذا تَمَّتْ سِنّها وَاشْتَدَّتْ قوَّتها ووفَر عِظَامُهَا وأَعضاؤُها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَمْ قَدْ حَسَرْنا مِنْ عَلاةٍ عَنْسِ وَنَاقَةٌ عانِسَة وَجُمَلٌ عانِس: سَمِينٌ تَامُّ الخَلق؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: بعانِساتٍ هَرِماتِ الأَزْمَلِ، ... جُشٍّ كبَحْريّ السَّحاب المُخْيِلِ والعَنْس: العُقاب. وعَنَسَ العودَ: عَطَفَه، وَالشِّينُ أَفصح. واعْنَوْنَسَ ذنَب الناقةٍ، واعْنِيناسُه: وفُورُ هُلْبِه وطولُه؛ قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: يَمْسَحُ الأَرض بمُعْنَوْنِسٍ، ... مِثل مِئْلَاةِ النِّياح القِيام أَي بِذَنْبٍ سَابِغٍ. وعَنْسٌ: قَبِيلَةٌ، وَقِيلَ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد: لَا مَهْلَ حَتى تَلْحَقي بعَنْسِ، ... أَهلِ الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِ قَالَ: وَلَمْ يَقُلِ القَلَنْسُو لأَنَه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ وَاوٌ قَبْلَهَا حَرْفٌ مَضْمُومٌ، وَيَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ أَنهم قَالُوا: هَذِهِ أَدْلي زِيرٍ. والعِناسُ: الْمِرْآةُ. والعُنُس: الْمَرَايَا؛ وأَنشد الأَصمعي: حَتَّى رَأَى الشَّيْبَة فِي العِناسِ، ... وعادمَ الجُلاحبِ العَوَّاسِ وعُنَيِّس: اسْمُ رَمْل مَعْرُوفٌ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: وأَعْرَضَ رَمْلٌ مِنْ عُنَيِّس، تَرْتَعِي ... نِعاجُ المَلا، عُوذاً بِهِ ومَتالِيا أَراد: تَرْتَعِي بِهِ نعاجُ الْمَلَا أَي بَقَرُ الْوَحْشِ. عُوذًا: وضَعَتْ حَدِيثاً، ومَتَاليَ: يَتْلُوهَا أَولادها. وَالْمَلَا: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض، ونَصَب عُوذاً على الحال. عنبس: العَنْبَس: مِنْ أَسماء الأَسد، إِذا نَعَتَّه قُلْتَ عَنْبَس وعُنابِس، وإِذا خَصَصْتَهُ بِاسْمٍ قُلْتَ عَنْبَسَة كَمَا يُقَالُ أُسامة وسَاعدة. أَبو عُبَيْدٍ: العَنْبَس الأَسَد

لأَنه عَبُوس. أَبو عَمْرٍو: العَنبَسُ «5» الأَمة الرَّعْناء. ابْنُ الأَعرابي: تَعَنْبَس الرَّجُلُ إِذا ذلَّ بِخِدْمَةٍ أَو غَيْرِهَا، وعَنْبَس إِذا خرَج، وسُمِّي الرَّجُلُ العَنْبَس بَاسِمِ الأَسَد، وَهُوَ فَنْعَلٌ مِنَ العُبُوس. والعَنابِس مِنْ قُرَيْش: أَولادُ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكبر وَهُمْ سِتَّةٌ: حَرْبٌ وأَبو حَرْبٍ وسُفْيان وأَبو سُفيان وعَمرو وأَبو عَمْرٍو وسُمُّوا بالأَسد وَالْبَاقُونَ يُقَالُ لهم الأَعْياصُ. عنفس: رجُل عِنْفِس: قَصِيرٌ لئيم؛ عن كراع. عنقس: الأَزهري: العَنْقَس مِنَ النِّسَاءِ الطَّوِيلَةُ المُعْرِقة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: حَتَّى رُمِيت بِمِزاقٍ عَنْقَسِ، ... تَأْكلُ نِصفَ المُدِّ لَمْ تَلَبَّقِ ابْنُ دُرَيْدٍ: العَنْقَس الدَّاهي الخَبيث. عوس: العَوْس والعَوَسان: الطَّوْف بِاللَّيْلِ. عاسَ عَوْساً وعَوَساناً: طَافَ بِاللَّيْلِ. والذئبُ يَعُوس: يطلُب شَيْئًا يأْكله. وَعَاسَ الذئبُ: اعْتَسَّ. وعاسَ الشيءَ يَعُوسُه: وَصَفَه؛ قَالَ: فعُسْهم أَبا حسَّان، مَا أَنت عائِسُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا، هُنَا، زَائِدَةٌ كأَنه قَالَ: عُسْهم أَبا حَسَّانَ أَنت عَائِسٌ أَي فأَنت عائِس. وَرَجُلٌ أَعْوَسُ: وصَّاف. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ الأَعوس الصَّيْقل، ثُمَّ قَالَ: قَالَ وَيُقَالُ لِكُلِّ وَصَّاف لِشَيْءٍ هُوَ أَعْوَسُ وصَّاف؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ السُّيُوفَ: تَجْلُوا السُّيُوفَ وغيرُكم يَعْصى بِهَا، ... يَا ابْنَ القُيُون، وَذَاكَ فِعْلُ الأَعْوَسِ قَالَ الأَزهري: رابَني مَا قَالَهُ فِي الأَعْوَسِ وَتَفْسِيرُهُ وإِبداله قَافِيَةَ هَذَا الْبَيْتِ بِغَيْرِهَا، وَالرِّوَايَةُ: وَذَاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ، وَالْقَصِيدَةُ لِجَرِير مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ لَامِيَّةٌ طَوِيلَةٌ، قَالَ: وَقَوْلُهُ الأَعْوَس الصَّيْقَل لَيْسَ بِصَحِيحٍ عِنْدِي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعْوَسُ الصَيْقَل. وعاسَ مالَه عَوْساً وعِيَاسة وساسَة سِياسَة: أَحسن القِيام عَلَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ «6»: لَا يَعْدَمُ عائِسٌ وَصْلاتٍ؛ يُضرَب لِلرَّجُلِ يُرْمِل مِنَ الْمَالِ وَالزَّادِ فيلقَى الرجلَ فيَنال مِنْهُ الشيءَ ثُمَّ الْآخَرَ حَتَّى يَبْلُغ أَهله. وَيُقَالُ: هُوَ عائِس مالٍ. وَيُقَالُ: هُوَ يَعُوس عِياله ويَعُولهم أَي يَقُوتهم؛ وأَنشد: خَلَّى يَتامَى كَانَ يُحْسِنُ عَوْسَهم، ... ويَقُوتُهم فِي كلِّ عامٍ جاحِدِ وَيُقَالُ: إِنه لَسائِس مالٍ وعائِس مَالٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعاسَ عَلَى عِيَالِهِ يَعُوس عَوْساً إِذا كَدَّ وكَدَح عَلَيْهِمْ. والعُواسَة: الشَّربة مِنَ اللَّبَن وَغَيْرِهِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَوَكَ: عُسْ مَعاشَك وعُكْ معاشَك مَعاساً ومَعاكاً، والعَوْس: إِصلاح الْمَعِيشَةِ. عاسَ فُلَانٌ مَعاشه عَوْساً ورَقَّحَهُ وَاحِدٌ. والعَواساءُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: الْحَامِلُ مِنَ الْخَنَافِسِ؛ قَالَ: بِكْراً عَواساءَ تَفاسَى مُقْرِبا

_ (5). قوله [أَبو عَمْرٍو: الْعَنْبَسُ الأَمة إلخ] عبارة شرح القاموس في هذه المادة: وأَورد صاحب اللسان هنا العنبس الأَمة الرعناء عن أَبي عمرو، وكذلك تَعَنْبَسَ الرَّجُلُ إِذَا ذَلَّ بخدمة أَو غيرها، قلت: والصواب أنهما البعنس وبعنس، بتقديم الموحدة، وقد ذكر في محله فليتنبه لذلك. (6). قوله [وفي المثل إلخ] أَورده الميدانيّ في أَمثاله: لا يعدم عائش وصلات، بالشين، وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَيْ ما دام للمرء أجل فهو لا يعدم ما يتوصل به، يضرب للرجل إلى آخر ما هنا.

أَي دَنَا أَن تَضَعَ. والعَوَس: دُخُولُ الخَدَّين حَتَّى يَكُونَ فِيهِمَا كالهَزْمتين، وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَ الضحِك. رَجُلٌ أَعْوَس إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وامرأَة عَوْساء، والعَوَسُ الْمَصْدَرُ مِنْهُ. والعُوسُ: الْكِبَاشُ البِيض؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العُوس، بِالضَّمِّ، ضَرْبٌ مِنَ الْغَنَمِ، يُقَالُ: كَبْشٌ عُوسِيّ. عيس: العَيْسُ: مَاءُ الفَحْل؛ قَالَ طَرَفَةُ: سأَحْلُب عَيْساً صَحْن سُمّ قَالَ: والعَيْس يَقْتُلُ لأَنه أَخبث السُّم؛ قَالَ شِمْرٌ: وأَنشدنيه ابْنُ الأَعرابي: سأَحلب عَنْسًا، بِالنُّونِ، وَقِيلَ: العَيْس ضِراب الْفَحْلِ. عَاسَ الفحلُ الناقةَ يَعِيسُها عَيْساً: ضَرَبها. والعِيَس والعِيسَة: بَيَاضٌ يُخالِطُه شَيْءٌ مِنْ شُقْرة، وَقِيلَ: هُوَ لَوْنٌ أَبيضُ مُشْرَب صَفاءً فِي ظُلمة خفِية، وَهِيَ فُعْلَة، عَلَى قِيَاسِ الصُّهبة والكُمْتة لأَنه لَيْسَ فِي الأَلوان فِعْلَة، وإِنما كُسِرت لِتَصِحَّ الْيَاءُ كَبَيْضٍ. وجَمل أَعْيَس وَنَاقَةٌ عَيْساء وظَبْيٌ أَعْيَس: فِيهِ أُدْمَة، وَكَذَلِكَ الثَّور؛ قَالَ: وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ وَقِيلَ: العِيس الإِبل تَضْرِبُ إِلى الصُّفرة؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: تَرْتَمِي بِنَا العِيس ؛ هِيَ الإِبل الْبِيضُ مَعَ شُقرة يَسِيرَةٍ، وَاحِدُهَا أَعْيَس وعَيْساء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سَوادِ بنِ قَارِبٍ: وشدَّها العِيسُ بأَحْلاسِها ورجُل أَعْيَس الشَّعَر: أَبيضه. ورَسْم أَعْيَس: أَبيض. والعَيْساء: الجَرادَة الأُنثى. وعَيْساء: اسْمُ جَدَّةِ غَسَّان السَّلِيطي؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَساعِية عَيْساء، والضَّأْن حُفَّلٌ، ... كَمَا حاولَتْ عَيساء أَمْ مَا عَذِيرُها؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِيس، بِالْكَسْرِ، جَمْعُ أَعْيَس. وعَيْساء: الإِبلُ البِيض يُخالِطُ بياضَها شَيْءٌ مِنَ الشُّقرة، وَاحِدُهَا أَعْيَس، والأُنثى عَيْساء بَيِّنا العِيس. قَالَ الأَصمعي: إِذا خَالَطَ بَيَاضَ الشعَر شُقْرة فَهُوَ أَعْيَس؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَقول لِخارِبَيْ هَمْدان لمَّا ... أَثارَا صِرْمةً حُمراً وعِيسَا أَي بِيضًا. وَيُقَالُ: هِيَ كَرَائِمُ الإِبل. وعِيسَى: اسْمُ الْمَسِيحِ، صَلَوَاتُ اللَّه عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عِيسَى فِعْلَى، وَلَيْسَتْ أَلفه للتأْنِيث إِنما هُوَ أَعجمي وَلَوْ كَانَتْ للتأْنيث لَمْ يَنْصَرِفْ فِي النَّكِرَةِ وَهُوَ يَنْصَرِفُ فِيهَا، قَالَ: أَخبرني بِذَلِكَ مَنْ أَثِق بِهِ، يَعْنِي بصَرْفِه فِي النَّكِرَةِ، وَالنَّسَبُ إِليه عِيْسِيٌّ، هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عِيسى اسْمٌ عِبْرانيّ أَو سُرياني، وَالْجَمْعُ العِيسَوْن، بِفَتْحِ السِّينِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: العِيسُون، بِضَمِّ السِّينِ، لأَن الْيَاءَ زَائِدَةٌ «1»، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ مَرَرْتُ بالعِيسَيْنَ ورأَيت العِيسَيْنَ، قَالَ: وأَجاز الْكُوفِيُّونَ ضَمَّ السِّينَ قَبْلَ الْوَاوِ وَكَسْرَهَا قَبْلَ الْيَاءِ، وَلَمْ يُجِزْهُ البَصريون وَقَالُوا: لأَن الأَلف لَمَّا سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ وجَب أَن تَبْقَى السِّينُ مَفْتُوحَةً عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، سَوَاءٌ كَانَتِ الأَلف أَصلية أَو غَيْرَ أَصلية، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَفْرق بَيْنَهُمَا وَيَفْتَحُ فِي الأَصلية فيقول

_ (1). قوله [لأَن الياء زائدة] أطلق عليها ياء باعتبار أنها تقلب ياء عند الإِمالة، وكذا يقال فيما بعده.

فصل الغين المعجمة

مُعْطَوْنَ، وَيَضُمُّ فِي غَيْرِ الأَصلية فَيَقُولُ عِيسُون، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي مُوسَى، والنسبةُ إِليهما عِيسَويّ ومُوسَويّ، بِقَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا، كَمَا قُلْتَ فِي مَرْمًى مَرْمَوِيّ، وإِن شِئْتَ حَذَفْتَ الْيَاءَ فَقُلْتَ عِيسِيّ وموسِيّ، بِكَسْرِ السِّينِ، كَمَا قُلْتَ مَرْميّ ومَلْهيّ؛ قَالَ الأَزهري: كأَن أَصل الْحَرْفِ مِنَ العَيَس، قَالَ: وإِذا اسْتَعْمَلْتَ الْفِعْلَ مِنْهُ قُلْتَ عَيِس يَعْيَس أَو عَاسَ يَعِيس، قَالَ: وعِيسى شبه قِعْلى، قَالَ الزَّجَّاجُ: عِيسَى اسْمٌ عَجَمِيّ عُدِلَ عَنْ لَفْظِ الأَعجمية إِلى هَذَا الْبِنَاءِ وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ فِي الْمَعْرِفَةِ لِاجْتِمَاعِ العُجمة وَالتَّعْرِيفِ فيه، ومَنال اشْتِقَاقِهِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَن عِيسَى فِعْلى فالأَلف تصلُح أَن تَكُونَ للتأْنيث فَلَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، وَيَكُونُ اشْتِقَاقُهُ مِنْ شَيْئَيْنِ: أَحدهما العَيَس، وَالْآخَرُ مِنَ العَوْس، وَهُوَ السِّياسة، فَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، فأَما اسْمُ نَبِيِّ اللَّه فَمَعْدُولٌ عَنْ إِيسُوع، كَذَا يَقُولُ أَهل السُّرْيَانِيَّةِ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: وإِذا نَسَبْتَ إِلى مُوسَى وعيسى وما أَشبهها مِمَّا فِيهِ الْيَاءُ زَائِدَةً قُلْتَ مُوسِيّ وَعِيسِيٌّ، بِكَسْرِ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَعْيَس الزرعُ إِعْياساً إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ رَطْبٌ، وأَخْلَس إِذا كَانَ فِيهِ رَطْب ويابِس. فصل الغين المعجمة غبس: الغَبَس والغُبْسَة: لَوْن الرَّماد، وَهُوَ بَيَاضٌ فِيهِ كُدْرة، وَقَدْ أَغْبَسَ. وَذِئْبٌ أَغْبَس إِذا كَانَ ذَلِكَ لَونَه، وَقِيلَ: كُلُّ ذِئْبٍ أَغبَس؛ وَفِي حَدِيثِ الأَعشى: كالذِّئْبَةِ الغَبْساء فِي ظِلِّ السَّرَبْ أَي الْغَبْرَاءِ؛ وَقِيلَ: الأَغْبَس مِنَ الذِّئَابِ الخَفِيف الحَريص، وأَصله مِنَ اللَّون. والوَرْدُ الأَغْبَس مِنَ الخَيْل: هُوَ الَّذِي تَدْعُوهُ الأَعاجم السَّمَنْد. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ غَبَس وغَبَش لِوَقْتِ الغَلَس، وأَصله مِنَ الغُبْسة. وَهُوَ لوْن بَيْنَ السَّوَادِ والصُّفرة. وَحِمَارٌ أَغْبَس إِذا كَانَ أَدْلَم. وغَبَسُ اللَّيْلِ: ظلامُه مِنْ أَوله، وغَبَشه مِنْ آخِرِهِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: الغَبَس والغَبَش سَوَاءٌ، حَكَاهُ فِي المُبْدَل؛ وأَنشد: ونِعْمَ مَلْقى الرِّجالِ مَنْزِلُهم، ... ونِعْمَ مأْوى الضَّريكِ فِي الغَبَسِ تُصْدِرُ وُرَّادَهُمْ عِساسُهُمُ، ... ويَنْحَرُون العِشار فِي المَلَسِ يَعْنِي أَن لَبَنهم كَثِيرٌ يَكْفِي الأَضياف حَتَّى يُصدِرَهم، ويَنْحَرُون مَعَ ذَلِكَ العِشارَ، وَهِيَ الَّتِي أَتى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلِها عَشَرَةُ أَشهر، فَيَقُولُ: مِنْ سَخائهم يَنحرُون العِشار الَّتِي قَدْ قرُب نَتاجُها. وغَبَسَ اللَّيْلُ وأَغْبَس: أَظلم. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّه: إِذا اسْتَقْبَلُوكَ يَوْمَ الجُمُعَة فاستقْبِلهم حَتَّى تَغْبِسَها حَتَّى لَا تَعُود أَن تَخَلَّفَ : يَعْنِي إِذا مَضَيْت إِلى الْجُمُعَةِ فلقِيت النَّاسَ وَقَدْ فَرَغُوا مِنَ الصَّلاة فاسْتقبِلْهم بِوَجْهِكَ حَتَّى تُسَوِّده حَياء مِنْهُمْ كَيْ لَا تتأَخر بَعْدَ ذَلِكَ، وَالْهَاءُ فِي تَغْبِسهَا ضَمِيرُ الغُرَّة أَو الطَّلْعَة. والغُبْسَة: لَون الرَّماد. وَلَا أَفعله سَجِيسَ غُبَيْس الأَوْجَس أَي أَبد الدَّهْرِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا آتِيكَ ما غَبا غُبَيْس أَي مَا بَقِيَ الدَّهْرُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا أَدري مَا أَصله؛ وأَنشد الأُموي: وَفِي بَني أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ، ... عَلَى الطَّعام، مَا غَبا غُبَيْسُ أَي فِيهِمْ جُود. وَمَا غَبا غُبَيْس: ظَرْفٌ مِنَ الزَّمَانِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصله الذِّئْبُ. وغُبَيْس: تَصْغِيرُ

أَغْبَس مُرَخَّماً. وغَبا: أَصله غَبَّ فأَبدل مِنْ أَحد حَرْفَي التَّضْعِيفِ الأَلِف مِثْلَ تَقَضَّى أَصله تَقَضَّض؛ يَقُولُ: لَا آتِيك مَا دَامَ الذِّئْبُ يأْتي الغَنم غِبًّا. غرس: غَرَس الشَّجَرَ وَالشَّجَرَةَ يغرِسها غَرْساً. والغَرْس: الشَّجَرُ الَّذِي يُغْرَس، وَالْجَمْعُ أَغْراس. وَيُقَالُ للنَّخلة أَول مَا تَنْبُتُ: غَريسَة. والغَرْس: غَرْسُك الشَّجَرَ. والغِراس: زَمَن الغَرس. والمَغْرِس: مَوْضِعُ الغَرْس، وَالْفِعْلُ الغَرْس. والغِراس: مَا يُغْرَس مِنَ الشَّجَرِ. والغَرْس: القَضِيب الَّذِي يُنْزع مِنَ الحِبّة ثُمَّ يُغْرَس. والغَريسَة: شَجَرُ الْعِنَبِ أَوّل مَا يُغْرَس. والغَريسة: النَّوَاةُ الَّتِي تُزرع؛ عن أَبي المجيب والحرِث بْنِ دُكَيْنٍ. والغَرِيسَة: الفَسِيلَة سَاعَةَ تُوضَعُ فِي الأَرض حَتَّى تَعْلَقَ، وَالْجَمْعُ غَرائِس وغِراس، الأَخيرة نادِرَة. والغِراسَة: فَسِيل النَّخْل. وغَرَس فُلَانٌ عِندي نِعْمَةً: أَثْبَتها، وَهُوَ عَلَى المثَل. والغِرْس، بِالْكَسْرِ: الْجِلْدَةُ الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ أَو الْفَصِيلِ سَاعَةَ يُولد فإِن تُركت قَتَلَتْه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْرُكْن، فِي كُلِّ مَناخٍ أَبْسِ، ... كلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ فِي غِرْسِ وَقِيلَ: الغِرْس هُوَ الَّذِي يَخْرُج عَلَى الوَجْه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَخْرُجُ مَعَهُ كأَنه مُخاط، وَجَمْعُهُ أَغْراس. التَّهْذِيبُ: الغِرْس وَاحِدُ الأَغراس، وَهِيَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ إِذا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمه. ابْنُ الأَعرابي: الغِرْس المَشِيمَة؛ وَقَوْلُ قَيْسِ بْنِ عَيْزَارَةَ: وَقَالُوا لَنَا: البَلْهاء أَوّل سُؤلَةٍ ... وأَغْراسُها واللَّهُ عَنِّي يُدافِعُ الْبَلْهَاءُ: اسْمُ نَاقَةٍ، وعَنَى بأَغراسِها أَولادَها. والغَراس، بِفَتْحِ الْغَيْنِ: مَا يَخْرُجُ مِنْ شارِب الدَّوَاءِ كَالْخَامِّ. والغَراس: مَا كَثُرَ مِنَ العُرْفُط؛ عَنْ كُرَاعٍ. والغِرْس والغَرْس: الْغُرَابُ الصَّغِيرُ. وغَرْس، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ: بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ؛ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ مَنَازِلُ بَنِي النَّضِير بِنَاحِيَةِ الغَرْس. غسس: الغُسُّ، بِالضَّمِّ: الضَّعِيفُ اللَّئِيمُ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مَسْعُودٍ: فَلَمْ أَرْقِهِ إِنْ يَنْجُ مِنْهَا، وإِن يَمُتْ ... فطَعْنَة لَا غُسٍّ، وَلَا بمُغَمِّرِ وَالْجَمْعُ أَغْساس وغِساس وغُسُوس. ابْنُ الأَعرابي: الغُسُسُ الضُّعفاء فِي آرَائِهِمْ وَعُقُولِهِمْ. الْجَوْهَرِيُّ: يَكُونُ الغُسُّ وَاحِدًا وَجَمْعًا؛ وأَنشد لأَوس بْنِ حَجَر: مُخَلّفُون ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ، ... غُسُّ الأَمانة، صُنْبُورٌ فصُنْبُورُ وَرَوَاهُ الْمُفَضَّلُ: غُشُّ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، كأَنه جَمْعُ غاشٍّ مِثْلَ بازِل وبُزْل، وَيُرْوَى: غُشَّ نَصْبًا عَلَى الذَّم بإِضمار أَعني، ويُروى: غُسُّو الأَمانة، أَيضاً بِالسِّينِ، أَي غُسُّون، فَحُذِفَتِ النُّونُ للإِضافة، وَيَجُوزُ غُسِّي، بِكَسْرِ السِّينِ، بإِضمار أَعني، وَتُحْذَفُ النُّونُ للإِضافة. والغَسِيسُ والمَغْسُوس: كالغُسِّ. والغَسِيسَة والمُغَسِّسَة والمَغْسُوسَة: البُسْرة الَّتِي تُرْطِبُ ثُمَّ يَتَغَيَّرُ طَعْمُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا حَلَاوَةَ لَهَا، وَهِيَ أَخبث البُسر، وَقِيلَ: الغَسِيسَة والمُغَسِّسَة والمَغْسُوسَة البُسرة تُرطب مِنْ حَوْلِ تُفْرُوقِها، وَنَخْلَةٌ مَغْسوسَة: تُرطِب وَلَا حَلَاوَةَ لَهَا. والغُسُسُ:

الرُّطَب الفاسِد، الْوَاحِدُ غَسِيسٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي النَّوَادِرِ: الغَسِيسَة الَّتِي تُرطب وَيَتَغَيَّرُ طَعْمُهَا، والسَّرادة البُسرة الَّتِي تَحْلُو قَبْلَ أَن تُزهي، وَهِيَ بَلحَة، والمَكْرَة الَّتِي لَا تُرْطب وَلَا حَلَاوَةَ لَهَا، والشُّمْطانة الَّتِي يُرطب جَانِبٌ مِنْهَا وَسَائِرُهَا يَابِسٌ، والمَغْسُوسَة الَّتِي تُرْطِبُ وَلَا حَلَاوَةَ لَهَا. أَبو مِحْجَن الأَعرابي: هَذَا الطَّعَامُ غَسُوس صِدْق وغَلُول صِدْقٍ أَي طَعَامُ صِدْقٍ، وَكَذَلِكَ الشَّراب. وغَسَّ الرَّجُلُ فِي الْبِلَادِ إِذا دَخَلَ فِيهَا وَمَضَى قُدُماً، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كالحُوت لمَّا غَسَّ فِي الأَنهار قَالَ: وقَسَّ مِثْلُهُ. والغُسُّ: الفَسْل مِنَ الرِّجَالِ، وَجَمْعُهُ أَغْساس؛ وأَنشد: أَن لَا يُتَلَّى بِجِبْسٍ لَا فُؤاد لهُ، ... وَلَا بِغُسٍّ عنِيد الفُحْشِ إِزْمِيلِ وغَسَسْتَه فِي الْمَاءِ وغَتَتَّهُ أَي غَطَطْتَه؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: وانغَسَّ فِي كَدِر الطِّمالِ دَعامِصٌ ... حُمْرُ البُطون، قَصِيرة أَعْمارُها والغِسُّ: زَجْرُ الْهِرِّ. وغَسْغَسْت بالهِرَّة إِذا بَالَغْتَ فِي زَجْرِهَا؛ وَيُقَالُ للهرَّة الخَازِ بازِ والمَغْسُوسَة. وَلَسْتُ مِنْ غَسَّانِه أَي ضرْبه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وغَسَّان: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، مِنْهُمْ مُلُوكُ غَسَّانَ، وغَسَّان: ماءٌ نُسِب إِليه قَوْمٌ؛ قَالَ حَسَّانُ: أَلأَزْدُ نِسْبَتُنا والماءُ غَسَّانُ هَذَا إِن كَانَ فَعْلانَ فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وإِن كَانَ فَعَّالًا فَهُوَ مِنْ بَابِ النُّونِ. وَيُقَالُ: غَسَّ فُلَانٌ خُطْبَةَ الْخَطِيبِ أَي عابها. غضرس: ثَغْرٌ غُضارِس: باردٌ عذْب؛ قَالَ: مَمْكُورَة غَرْثَى الوِشاحِ الشَّاكِسِ، ... تَضْحَك عَنْ ذِي أُشُر غُضارِسِ وَحَكَاهُ ابْنُ جِنِّي بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. غطس: الغَطْس فِي الْمَاءِ: الغَمْسُ فِيهِ. غَطَسَه فِي الْمَاءِ يَغْطِسُه غَطْساً وغَطَّسَه فِي الْمَاءِ وقَمَسَه ومَقَلَه: غَمَسَه فِيهِ. وَهُمَا يَتَغاطَسان فِي الْمَاءِ يَتَقامَسان إِذا تَماقَلَا فِيهِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وأَلْقَتْ ذِراعَيْها، وأَدْنَتْ لَبَانَها ... مِنَ الْمَاءِ، حَتَّى قُلْت: فِي الجَمِّ تَغْطِسُ وتَغاطَسَ القومُ فِي الْمَاءِ: تَغاطُّوا فِيهِ؛ قَالَ مَعْن بْنُ أَوس: كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ فِي حُجُراتِها ... تَغاطَسُ فِي تَيَّارِها، حِين تَحْفِلُ وليلٌ غاطِس: كغاطِش. والمَغْنِيطِسُ: حَجَرٌ «1» يَجْذِبُ الْحَدِيدَ، وَهُوَ معرّب. غطرس: الغَطْرسة والتَغَطْرُس: الإِعجاب بِالشَّيْءِ والتَّطاوُل عَلَى الأَقْران؛ وأَنشد: كَمْ فِيهمُ مِنْ فارِس مُتَغَطْرِسٍ ... شاكِي السِّلاح، يَذُبُّ عَنْ مَكْروبِ وَقِيلَ: هُوَ الظُّلْم والتكبُّر. والغِطْرِس والغِطْرِيسُ والمُتَغَطْرِس: الظَّالِمُ الْمُتَكَبِّرُ، قَالَ الكُمَيت يُخَاطِبُ بَنِي مَرْوان: وَلَوْلَا حِبالٌ منكمُ هِيَ أَمْرَسَتْ جَنائِبَنا، ... كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَا

_ (1). قوله [والمغنيطس حجر] ويقال له أيضاً مغنطيس ومغناطيس، بكسر الميم فيهما، وسكون الغين، وفتح النون، وكسر الطاء كما في القاموس.

وَقَدْ تَغَطْرَسَ، فَهُوَ مُتَغَطْرِس. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَوْلَا التَّغَطْرُس مَا غَسَلْت يَدي. التَّغَطْرُس: الكِبر. المُؤَرِّج: تَغَطْرس فِي مِشْيَتِه إِذا تَبَخْتَر، وتَغَطْرَس إِذا تَعسَّف الطَّرِيقَ. وَرَجُلٌ مُتَغَطْرِس: بَخِيلٌ؛ فِي كَلَامِ هذيل. غلس: الغَلَسُ: ظَلَامُ آخِرِ اللَّيْلِ؛ قَالَ الأَخطل: كَذَبَتْكَ عُيْنُك أَمْ رأَيتَ بِوَاسِطٍ، ... غَلَسَ الظَّلام، مِنَ الرَّباب خَيالا؟ وغَلَّسْنا: سِرنا بِغَلَسٍ، وَهُوَ التَّغلِيسُ. وَفِي حَدِيثِ الإِفاضة: كنَّا نُغَلِّسُ مِنْ جَمْعٍ إِلى مِنًى أَي نَسِير إِليها ذَلِكَ الوقتَ، وغَلَّسَ يُغَلِّس تَغلِيساً. وغَلَّسْنا الْمَاءَ: أَتيناه بغَلَس، وَكَذَلِكَ القَطا والحُمُر وَكُلُّ شَيْءٍ ورَدَ الْمَاءَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُحرِّك رَأْساً كالكَباثَةِ، واثِقاً ... بِوِرْدِ قَطاةٍ غَنَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الغَلَس أَول الصُّبح حَتَّى يَنْتَشِر فِي الْآفَاقِ، وَكَذَلِكَ الغَبَس، وَهُمَا سَوَادٌ مُخْتَلِطٌ بِبَيَاضٍ وحُمْرَة مِثْلُ الصُّبْحِ سَوَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُصَلِّي الصبحَ بغَلَسٍ ؛ الغلَس: ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ إِذا اخْتَلَطَتْ بِضَوءِ الصَّباح. والتَغْلِيسُ: وِرْدُ الْمَاءِ أَوّل مَا يَنْفَجِرُ الصُّبْحُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ وَوَقْعَ فِي وَادِي تُغَلِّسَ، وتُغَلِّسَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ مِثْلُ تُخُيِّب «2» وَهُوَ الْبَاطِلُ وَالدَّاهِيَةُ. أَبو زَيْدٍ: وَقَعَ فلانٌ فِي أُغْوِيَّةٍ وَفِي وامِئَةٍ وَفِي تُغُلِّسَ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَهِيَ جَمِيعًا الدَّاهِيَة وَالْبَاطِلُ. وحَرَّة غَلَّاس: مَعْرُوفَةٌ، وَهِيَ الحِرارُ «3» فِي بِلَادِ الْعَرَبِ. والمُغَلِّس: اسْمٌ. غمس: الغَمْسُ: إِرْسابُ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ السَّيَّال أَو النَّدَى أَو فِي مَاءٍ أَو صِبْغ حَتَّى اللُّقْمَةِ فِي الخَلِّ، غَمَسَه يَغْمِسُه غَمْساً أَي مَقَلَه فِيهِ، وَقَدِ انْغَمَسَ فِيهِ واغْتَمَس. والمُغَامَسَة: المُمَاقَلَة، وَكَذَلِكَ إِذا رمَى الرَّجُلُ نَفْسَهُ فِي سِطَة الْحَرْبِ أَو الْخَطْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَامِرٍ قَالَ: يكتحِل الصَّائِمُ ويَرْتَمِسُ وَلَا يَغْتَمِس. قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: الاغْتِماس أَن يُطِيل اللُّبثَ فِيهِ، والارْتماس أَن لَا يُطِيلُ الْمُكْثَ فِيهِ. واخْتَضَبَتِ المرأَة غَمْساً: غَمَسَتْ يدَيها خِضاباً مُسْتَوِياً مِنْ غَيْرِ تَصْوِير. والغمَّاسَة: طَائِرٌ يَغْتَمِس فِي الْمَاءِ كَثِيرًا. التَّهْذِيبُ: الغَمَّاسَة مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ غَطَّاط يَنْغَمِسُ كَثِيرًا. والطَّعْنَة النَّجْلاء: الواسِعَة، والغَمُوس مثلُها. ابْنُ سِيدَهْ: الطَّعْنَةُ الغَمُوس الَّتِي انْغَمَسَتْ فِي اللَّحم، وَقَدْ عُبِّر عَنْهَا بِالْوَاسِعَةِ النَّافِذَةِ؛ قال أَبو زيد: ثُمَّ أَنقَضْتُه، ونَفَّسْتُ عَنْهُ ... بغَمُوسٍ أَو طعنةٍ أُخْدُودِ والأَمر الغَمُوس: الشَّدِيدُ. وَفِي حَدِيثِ المَوْلود: يَكُونُ غَمِيساً أَربعين لَيْلَةً أَي مَغْمُوساً فِي الرَّحمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فانْغَمَسَ فِي العَدُوِّ فَقَتَلُوهُ أَي دَخَلَ فِيهِمْ وغاصَ. واليمينُ الغَموس: الَّتِي تَغْمِس صاحبَها فِي الإِثم ثُمَّ فِي النَّارِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا اسْتِثْنَاءَ فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ الَّتِي تُقْتَطع بِهَا الحُقوق، وسُمِّيت غَمُوسًا لِغَمْسِهَا صَاحِبَهَا فِي الإِثم ثُمَّ فِي النَّارِ. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أعظمُ الْكَبَائِرِ الْيَمِينُ الغَمُوس ،

_ (2). قوله [مثل تخيب] عبارة القاموس: وَوَقَعَ فِي وَادِي تُخُيِّبَ، بضم التاء والخاء وفتحها وكسر الياء غير مصروف. (3). قوله [وهي الحرار إلخ] عبارة شرح القاموس: إحدى حرار العرب.

وَهُوَ أَن يَحلِف الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنه كَاذِبٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخيه. وَفِي الْحَدِيثِ: الْيَمِينُ الغَمُوسُ تَذَرُ الدِّيار بَلاقِعَ ؛ هِيَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ الْفَاجِرَةُ، وفَعُول لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: وَقَدْ غَمَس حِلْفاً فِي آلِ العاصِ أَي أَخذَ نَصِيبًا مِنْ عَقْدهم وَحِلْفِهِمْ يأْمن بِهِ، وَكَانَتْ عادتُهم أَن يُحْضِروا فِي جَفْنَةٍ طِيباً أَو دَماً أَو رَماداً فيُدخِلُون فِيهِ أَيديَهم عند التَّحالف لِيَتِمَّ عقدُهم عَلَيْهِ بِاشْتِرَاكِهِمْ فِي شَيْءٍ وَاحِدٍ. وَنَاقَةٌ غَمُوس: فِي بطنِها ولَدٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَشُول وَلَا يُسْتَبان حملُها حَتَّى تُقْرِب. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَمُوس، وَجَمْعُهَا غُمُس: الغَدَويّ، وَهِيَ الَّتِي فِي صُلْب الْفَحْلِ مِنَ الْغَنَمِ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا. الأَثرم عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: المَجْرُ مَا فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، وَالثَّانِي حَبَل الحَبَلَة، وَالثَّالِثُ الغَمِيسُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الثَّالِثُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ القُباقب، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْكَلَامُ، وَقِيلَ: الغَمُوس النَّاقَةُ الَّتِي يُشَك فِي مُخِّها أَرِيرٌ أَمْ قَصِيدٌ؛ وأَنشد: مُخْلِصٌ بِي لَيْسَ بالمَغْمُوسِ «1» وَرَجُلٌ غَمُوسٌ: لَا يُعَرِّس لَيْلًا حَتَّى يُصبح؛ قَالَ الأَخطل: غَمُوسُ الدُّجَى يَنْشَقُّ عَنْ مُتَضَرِّمٍ، ... طَلُوبُ الأَعادي لَا سؤومٌ وَلَا وَجْبُ والمُغَامَسة: الْمُدَاخَلَةُ فِي الْقِتَالِ، وَقَدْ غَامَسَهُمْ. والغَمُوس: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ الشُّجَاعُ، وَكَذَلِكَ المُغامِس. يُقَالُ: أَسد مُغامس، وَرَجُلٌ مُغامِسٌ، وَقَدْ غامَس فِي الْقِتَالِ وَغَامَزَ فِيهِ. قَالَ: ومُغَامَسة الأَمر دُخُولُكَ فِيهِ؛ وأَنشد: أَخُو الحرْبِ، أَما صَادِرًا فَوَشِيقُهُ ... حَمِيلٌ، وأَمَّا وارِداً فَمُغامِسُ وَالشَّيْءُ الغَمِيس: الَّذِي لَمْ يَظْهَرْ لِلنَّاسِ وَلَمْ يُعرف بَعْدُ. يُقَالُ: قَصِيدة غَمِيس وَاللَّيْلُ غَميس والأَجمة وكلُّ مُلْتَفّ يُغْتَمَس فِيهِ أَي يُسْتَخْفَى غَمِيس؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْد يَصِفُ أَسداً: رَأَى بالمُسْتَوِي سَفْراً وعَيْراً ... أُصَيلالًا، وجُنَّته الغَمِيسُ وَقِيلَ: الغَمِيس اللَّيْلُ. وَيُقَالُ: غامِسْ فِي أَمرك أَي اعْجَلْ. والمُغامِس: العَجْلان؛ وَقَالَ قُعْنُبٌ: إِذا مُغَمَّسة قِيلتْ تَلَقَّفَها ... ضَبٌّ، ومِنْ دُون منْ يَرْمِي بِهَا عَدَنُ والتَغْمِيس: أَن يَسْقِيَ الرَّجُلُ إِبلَه ثُمَّ يَذْهب؛ عَنْ كُرَاعٍ. والغَمِيس مِنَ النَّبات: الغَمِير تَحْتَ اليَبِيس. والغَمِيس والغَمِيسَة: الأَجمة، وَخَصَّ بِهَا بَعْضُهُمْ أَجمة القَصَب؛ قَالَ: أَتانا بِهِمْ مِنْ كلِّ فَجٍّ أَخافُهُ ... مِسَحٌّ، كسِرْحان الغَمِيسة، ضامِرُ والغَمِيس: مَسِيل مَاءٍ، وَقِيلَ: مَسِيل صَغِيرٌ يَجْمَع الشَّجَرَ والبَقْل. والغُمَيْس: مَوْضِعٌ. والمُغَمَّس [المُغَمِّس]: موضع من مكة. غملس: اللَّيْثُ: الغَمَلَّسُ الخَبِيث الجَريء؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ العَمَلَّس، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ يوصف بها الذئب. غوس: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي يَوْمٌ غَواسٌ فِيهِ هَزِيمَةٌ وتَشْلِيح، قَالَ: وَيُقَالُ أَشاؤُنا مُغَوَّس أَمْ مُشَنَّخٌ «2»؛ وتَشْنِيخُه وتَغْويسُه: تَشْذيب سُلَّائِه عَنْهُ.

_ (1). قوله [وأَنشد مخلص بي إلخ] انظر المستشهد عليه. (2). قوله [مغوس أم مشنخ] عبارة القاموس وشرحه: أشاؤنا مغوَّس ومشنخ إلى آخره. والإشاء صغار النخل، فالهمزة من بنية الكلمة.

فصل الفاء

غيس: الغَيْساء مِنَ النِّساء: النَاعِمَة، والمذكَّر أَغْيَس. ولِمَّة غَيْساء: وَافِيَةُ الشَّعر كَثِيرَتُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: رَأَيْنَ سُوداً ورَأَيْنَ غِيسا، ... فِي شائعٍ يَكْسُو اللِّمام الغِيسا «1» والغَيْسانُ: حِدَّة الشَّبَابِ، وَهُوَ فَعْلان. الأَزهري: أَبو عَمْرٍو فُلَانٌ يتقلَّبُ فِي غَيْساتِ شَبابِه أَي نَعْمَة شَبابِه، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي غَيْسان شَبابِه؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: بَيْنا الْفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهِ، ... تَقَلُّبَ الحَيَّةِ فِي قِلاتِه، إِذ أَصْعَدَ الدَّهْرُ إِلى عِفْراتِهِ، ... فاجْتاحَها بِشَفْرَتيْ مِبْراتِه قَالَ الأَزهري: وَالنُّونُ وَالتَّاءُ فِيهِمَا لَيْستا مِنْ أَصل الْحَرْفِ، مَنْ قَالَ غَيْسات فَهِيَ تَاءُ فَعْلات، وَمَنْ قَالَ غَيْسان فَهُوَ نون فعلان. فصل الفاء فأس: الفَأْسُ: آلَةٌ مِنْ آلَاتِ الْحَدِيدِ يُحْفَرُ بِهَا ويُقطَع، أُنثى، وَالْجَمْعُ أَفْؤُس وفؤُوس، وقيل، تجمع فُؤُوساً عَلَى فُعْلٍ. وفأَسَه يَفأَسُه فَأْساً: قطعَه بالفَأْس. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فأَسَ الشَّجَرَةَ يَفأَسُها فأْساً ضَرَبَهَا بالفأْس، وفأَسَ الخشبةَ: شَقَّها بالفأْس. التهذيب: الفأْس الذي يُفْلَق بِهِ الحطَب، يُقَالُ: فأَسَه يفأَسُه أَي يَفْلِقُه. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَقَدْ رأَيت الفُؤُوس فِي أُصُولها وإِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌ ؛ هِيَ جَمْعُ الفَأْس، وَهُوَ مَهْمُوزٌ، وَقَدْ يُخَفَّف. وفَأْس اللِّجام: الحَديدَةُ القائمةُ فِي الحَنَك، وَقِيلَ: هِيَ الْحَدِيدَةُ الْمُعْتَرِضَةُ فِيهِ؛ قَالَ طُفَيل: يُرادى عَلَى فَأْسِ اللِّجامِ، كأَنَّما ... تُرادى بِه مَرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ وفَأَسْته: أَصبت فأْس رأْسِه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَل إِحْدى يَدَيه فِي فأْس رأْسه ؛ هُوَ طرَف مُؤْخِرِه المُشْرِفُ عَلَى القَفا. وجمعُه أَفْؤُس ثم فُؤُوس. التَّهْذِيبُ: وفأْس اللِّجام الَّذِي فِي وسَط الشَكِيمَة بَيْنَ المِسْحَلَيْن. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَأْسُ الْحَدِيدَةُ الْقَائِمَةُ فِي الشَّكِيمة. وفَأْس الرأْس: حَرْف القَمَحْدُوَة المُشْرِف عَلَى القَفا، وَقِيلَ: فَأْس القَفا مؤَخَّر القَمَحْدُوَة. وفَأْسُ الفَمِ: طرَفه الَّذِي فِيهِ الأَسنان؛ وَقَوْلُهُ: يَا صاحِ أَرْحِلْ ضامِرات العِيسِ، ... وابْكِ عَلَى لَطْم ابن خَيرِ الفُؤُوسِ قَالَ: لَا أَدري أَهو لجمع فَأْسٍ كقولهم رُؤُوس فِي جَمْعِ رأْس أَم هِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ مِنْ تَرْكِيبِ ف وس. فجس: اللَّيْثُ: الفَجْسُ والتَفَجُّس عَظَمة وتَكَبّر وتطاوُل؛ وأَنشد: عَسْراء حِينَ تَرَدَّى مِنْ تَفَجُّسِها، ... وَفِي كِوارَتِها مِنْ بَغْيِها مَيَلُ وفَجَسَ يَفْجُسُ، بِالضَّمِّ، فَجْساً وتَفَجَّس: تَكَبَّرَ وَتَعَظَّمَ وفَخَر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا أَراد خُلُقاً عَفَنْقَسا، ... أَقَرَّه الناسُ، وإِن تَفَجَّسا ابْنُ الأَعرابي: أَفجَسَ الرجُل إِذا افْتَخَر بالباطل.

_ (1). قوله [في شائع] هكذا في الأَصل. وأَنشده شارح القاموس: في سابغ.

وتَفَجَّس السَّحاب بالمطَر: تفتَّح؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَحَابًا: مُتَسَنِّم سَنَماتِها مُتَفَجِّسٌ، ... بالهَدْرِ يَمْلأُ أَنْفُساً وعُيُونا فحس: الفَحْس: أَخذُك الشيءَ مِنْ يَدِكَ بلسانِك وفَمِك مِنَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. وأَفْحَسَ الرجلُ إِذا سَحَجَ شَيْئًا بعد شيء. فدس: ابْنُ الأَعرابي: أَفْدَسَ الرجُلُ إِذا صَارَ فِي بَابِهِ الفِدَسَة، وَهِيَ العَناكِب. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الفُدْس العَنْكَبُوت وَهِيَ الهَبُورُ والثُّطْأَة. قَالَ الأَزهري: ورأَيت بالخَلْصاء دَحْلًا يُعرف بالفِدَسِيّ. قَالَ: وَلَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نُسب. فدكس: الفَدَوْكَسُ: الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الغلِيظ الْجَافِي. والفَدَوْكَسُ: الأَسد مِثْلُ الدَّوْكس. وفَدَوْكَس: حَيّ مِنْ تَغْلِب؛ التَّمْثِيلُ لِسِيبَوَيْهِ وَالتَّفْسِيرُ لِلسِّيرَافِيِّ. الصِّحَاحُ: فَدَوْكَس رَهْط الأَخطل الشَّاعِرِ، وَهُمْ مِنْ بَنِي جُشَم بْنِ بكر. فرس: الفَرَس: وَاحِدُ الْخَيْلِ، وَالْجَمْعُ أَفراس، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى فِيهِ فَرَسة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَصله التأْنيث فَلِذَلِكَ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَتَقُولُ ثَلَاثَةُ أَفراس إِذا أَردت الْمُذَكَّرَ، أَلزموه التأْنيث وَصَارَ فِي كَلَامِهِمْ لِلْمُؤَنَّثِ أَكثر مِنْهُ لِلْمُذَكَّرِ حَتَّى صَارَ بِمَنْزِلَةِ القدَم؛ قَالَ: وَتَصْغِيرُهَا فُرَيْس نادِر، وَحَكَى ابْنُ جِني فَرَسَة. الصِّحَاحُ: وإِن أَردت تَصْغِيرَ الفَرس الأُنثى خَاصَّةً لَمْ تقُل إِلا فُرَيسَة، بِالْهَاءِ؛ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ السَّرَّاجِ، وَالْجَمْعُ أَفراس، وَرَاكِبُهُ فَارِسٌ مِثْلُ لَابِنٍ وتامِر. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ عَلَى حافرٍ، بِرْذَوْناً كَانَ أَو فرَساً أَو بغْلًا أَو حِمَارًا، قُلْتَ: مرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى بَغْلٍ وَمَرَّ بِنَا فَارِسٌ عَلَى حِمَارٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِني امرؤٌ للخَيل عِنْدِي مَزيَّة، ... عَلَى فارِس البِرْذَوْنِ أَو فَارِسِ البَغْلِ وَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ بِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ، لَا أَقول لِصَاحِبِ الْبَغْلِ فَارِسٌ وَلَكِنِّي أَقول بغَّال، وَلَا أَقول لِصَاحِبِ الْحِمَارِ فَارِسٌ وَلَكِنِّي أَقول حَمّار. والفرَس: نَجْمٌ مَعْرُوفٌ لمُشاكلته الْفَرَسَ فِي صُورته. وَالْفَارِسُ: صَاحِبُ الفرَس عَلَى إِرادة النسَب، وَالْجَمْعُ فُرْسان وفَوارس، وَهُوَ أَحَدُ مَا شذَّ مِنْ هَذَا النَّوع فَجَاءَ فِي الْمُذَكَّرِ عَلَى فَواعِل؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ عَلَى فَوارس: هُوَ شَاذٌّ لَا يُقاس عَلَيْهِ لأَن فَوَاعِلَ إِنما هُوَ جَمْعُ فَاعِلَةٍ مِثْلُ ضَارِبَةٍ وضَوارِب، وَجَمْعُ فَاعِلٍ إِذا كَانَ صِفَةً للمؤنث مِثْلَ حَائِضٍ وحَوائض، أَو مَا كَانَ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ مِثْلَ جَمَلٍ بَازِلٍ وَجِمَالٍ بَوازِل وَجَمَلٍ عاضِه وَجِمَالٍ عَواضِه وحائِط وحوائِط، فأَما مُذَكَّرُ مَا يَعقِل فَلَمْ يُجمع عَلَيْهِ إِلا فَوارِس وهَوالك ونَواكِس، فأَما فوارِس فلأَنه شَيْءٌ لَا يَكُونُ فِي الْمُؤَنَّثِ فَلَمْ يُخَفْ فِيهِ اللّبْس، وأَما هَوَالِكُ فإِنما جَاءَ فِي الْمَثَلِ هالِك فِي الهَوالِك فَجَرى عَلَى الأَصل لأَنه قَدْ يَجِيءُ فِي الأَمثال مَا لَا يَجِيءُ فِي غَيْرِهَا، وأَما نواكِس فَقَدْ جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْر. والفُرسان: الْفَوَارِسُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسمَع امرأَة فارِسة، وَالْمَصْدَرُ الفَراسة والفُرُوسة، وَلَا فِعْل لَهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ وَحْدَهُ: فَرَس وفَرُس إِذا صَارَ فَارِسًا، وَهَذَا شَاذٌّ. وَقَدْ فارَسه مُفارَسة وفِراسا والفَراسة بِالْفَتْحِ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجُلٌ فارِس عَلَى الْخَيْلِ. الأَصمعي: يُقَالُ فارِس بَيِّنُ الفُرُوسة والفَراسة والفُرُوسِيّة، وإِذا كَانَ فَارِسًا بِعَيْنِه ونَظَرِه فَهُوَ بَيِّنُ الفِراسة، بِكَسْرِ الْفَاءِ، وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَفَارِسٌ بِذَلِكَ الأَمر إِذا كَانَ عَالِمًا

بِهِ. وَيُقَالُ: اتَّقُوا فِراسة الْمُؤْمِنِ فإِنه يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّه. وَقَدْ فرُس فُلَانٌ، بِالضَّمِّ، يَفْرُس فُرُوسة وفَراسة إِذا حَذِقَ أَمر الْخَيْلِ. قَالَ: وَهُوَ يَتَفَرَّس إِذا كَانَ يُري الناسَ أَنه فَارِسٌ عَلَى الْخَيْلِ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَفَرَّس إِذا كَانَ يَتَثَبَّتُ وينظرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَرض يَوْمًا الخيلَ وَعِنْدَهُ عُيَيْنة بْنُ حِصن الفَزاري فَقَالَ له: أَنا أَعلم بِالْخَيْلِ مِنْكَ، فَقَالَ عُيينة: وأَنا أَعلم بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ: خِيَارُ الرِّجال الَّذِينَ يَضَعُون أَسيافهم عَلَى عَواتِقِهم ويَعْرِضُون [يَعْرُضُون] رِماحهم عَلَى مَنَاكِبِ خَيْلِهِمْ مِنْ أَهل نَجْدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: كذبتَ؛ خِيارُ الرِّجَالِ أَهل الْيَمَنِ، الإِيمان يَمانٍ وأَنا يَمانٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ أَنه قَالَ: أَنا أَفرَسُ بِالرِّجَالِ ؛ يُرِيدُ أَبْصَرُ وأَعرَفُ. يُقَالُ: رَجُلٌ فَارِسٌ بيِّن الفُروسة والفَراسة فِي الْخَيْلِ، وَهُوَ الثَّبات عَلَيْهَا والحِذْقُ بأَمرها. وَرَجُلٌ فَارِسٌ بالأَمر أَي عَالِمٌ بِهِ بَصِيرٌ. والفِراسة، بِكَسْرِ الْفَاءِ: فِي النَّظَر والتَّثَبُّت والتأَمل لِلشَّيْءِ والبصَر بِهِ، يُقَالُ إِنه لَفَارِسٌ بِهَذَا الأَمر إِذا كَانَ عَالِمًا بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم والفَراسة ؛ الفَراسَة، بِالْفَتْحِ: العِلم بِرُكُوبِ الْخَيْلِ وركْضِها، مِنَ الفُرُوسيَّة، قَالَ: وَالْفَارِسُ الْحَاذِقُ بِمَا يُمارس مِنَ الأَشياء كُلِّهَا، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ فَارِسًا. ابْنُ الأَعرابي: فارِس فِي النَّاسِ بيِّن الفِراسة والفَراسة، وَعَلَى الدَّابَّةِ بيِّن الفُرُوسِيَّة، والفُروسةُ لُغَةٌ فِيهِ، والفِراسة، بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ تفرَّسْت فِيهِ خَيْرًا. وتفرَّس فِيهِ الشيءَ: توسَّمَه. وَالِاسْمُ الفِراسَة، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا فِراسَة الْمُؤْمِنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ بمعنيَين: أَحدهما مَا دَلَّ ظاهرُ الْحَدِيثِ عَلَيْهِ وَهُوَ مَا يُوقِعُه اللَّه تَعَالَى فِي قُلُوبِ أَوليائه فيَعلمون أَحوال بَعْضِ النَّاسِ بنَوْع مِنَ الكَرامات وإِصابة الظَّنِّ والحَدْس، وَالثَّانِي نَوْع يُتَعَلَّم بِالدَّلَائِلِ والتَّجارب والخَلْق والأَخْلاق فتُعرَف بِهِ أَحوال النَّاسِ، وَلِلنَّاسِ فِيهِ تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ قَدِيمَةٌ وَحَدِيثَةٌ، وَاسْتَعْمَلَ الزَّجَّاجُ مِنْهُ أَفعل فَقَالَ: أَفْرَس النَّاسِ أَي أَجودهم وأَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ: امرأَةُ الْعَزِيزِ فِي يُوسُفَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وابنةُ شُعَيْب فِي مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وأَبو بَكْرٍ فِي تَوْلِيَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهو عَلَى الْفِعْلِ أَمْ هُوَ مِنْ بَابِ أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، وَهُوَ يَتَفَرَّس أَي يَتثَبَّت وَيَنْظُرُ؛ تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ فارِس النَّظَر. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَّاكِ فِي رَجُلٍ آلَى مِنِ امرأَته ثُمَّ طَلَّقَهَا قَالَ: هُمَا كَفَرَسَيْ رِهانٍ أَيُّهما سبَق أُخِذ بِهِ ؛ تَفْسِيُرُهُ أَن العِدَّة، وَهِيَ ثَلَاثُ حِيَض أَو ثَلَاثَةُ أَطهار، إِنِ انْقَضَت قَبلَ انْقِضَاءِ إِيلائه وَهُوَ أَربعة أَشهر فَقَدْ بَانَتْ مِنْهُ المرأَة بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ، وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ مِنَ الإِيلاء لأَن الأَربعة أَشهر تَنْقَضِي وَلَيْسَتْ لَهُ بِزَوْجٍ، وإِن مَضَتِ الأَربعة أَشهر وَهِيَ فِي العِدّة بَانَتْ مِنْهُ بالإِيلاء مَعَ تِلْكَ التَّطْلِيقَةِ فَكَانَتِ اثْنَتَيْنِ، فجَعَلَهما كَفَرَسَيْ رِهان يَتَسَابَقَانِ إِلى غَايَةٍ. وفَرَسَ الذَبيحَة يَفْرِسُها فَرْساً: قطع نِخاعَها [نُخاعَها]، وفَرَسَها فَرْساً: فصَل عُنُقها وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ذَبَحَ فنَخَع: قَدْ فَرَس، وَقَدْ كُرِه الفَرْس فِي الذّبيحَة؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ بإِسناده عَنْ عُمَرَ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الفَرْس هُوَ النَّخْعُ، يُقَالُ: فَرَسْت الشَّاةَ ونَخَعْتُها وَذَلِكَ أَن تَنتَهي بالذبح إِلى النِخاع [النُخاع]، وَهُوَ الخَيْطُ الَّذِي فِي فَقار الصُّلْب مُتَّصِل بِالْفَقَارِ، فَنَهَى

أَن يُنْتهى بِالذَّبْحِ إِلى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَمَّا النَّخْع فَعَلَى مَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ، وأَما الفَرْس فَقَدْ خُولف فِيهِ فَقِيلَ: هُوَ الْكَسْرُ كأَنه نَهَى أَن يُكْسَرَ عظمُ رَقَبَةِ الذَّبِيحَةِ قَبْلَ أَن تَبْرُدَ، وَبِهِ سُمِّيت فَريسة الأَسد لِلْكسر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْس، بِالسِّينِ، الْكَسْرُ، وَبِالصَّادِ، الشَّقُّ. ابْنُ الأَعرابي: الْفَرَسُ أَن تُدَقّ الرقبَة قَبْلَ أَن تُذْبَح الشَّاةُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَمَرَ مُنادِيَه فنادَى: لَا تَنْخَعُوا وَلَا تَفْرِسوا. وفَرَسَ الشيءَ فَرْساً: دَّقَه وكَسَرَهُ؛ وفَرَسَ السَّبُعُ الشيءَ يفرِسُه فَرْساً. وافْتَرَسَ الدَّابة: أَخذه فدَقَّ عُنُقَه؛ وفَرَّسَ الغَنم: أَكثر فِيهَا مِنْ ذَلِكَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: ظَلَّ يُفَرِّسُها ويُؤَكِّلُها أَي يُكثِر ذَلِكَ فِيهَا. وسَبُعٌ فَرَّاس: كَثِيرُ الِافْتِرَاسِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يَا مَيّ لَا يُعْجِز الأَيامَ ذُو حِيَدٍ، ... فِي حَوْمَةِ المَوْتِ، رَوَّامٌ وفَرَّاسُ «2» . والأَصل فِي الفَرْس دَقُّ العُنُق، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى جُعِل كُلُّ قَتْلٍ فَرْساً؛ يُقَالُ: ثَوْر فَرِيس وَبَقَرَةٌ فَريس. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: إِن اللَّه يُرْسِل النَّغَف عَلَيْهِمْ فيُصْبِحُون فَرْسَى أَي قَتْلَى، الْوَاحِدُ فَرِيسٌ، مِنْ فَرَسَ الذِّئْبَ الشَّاةَ وَافْتَرَسَهَا إِذا قَتَلَهَا، وَمِنْهُ فَرِيسة الأَسد. وفَرْسَى: جَمْعُ فَرِيسٍ مِثْلُ قَتْلى وقَتِيل. قَالَ ابْنُ السِّكِّيت: وفَرَسَ الذئبُ الشَّاةَ فَرْساً، وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيل: يُقَالُ أَكل الذِّئْبُ الشَّاةَ وَلَا يُقَالُ افْتَرَسها. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وأَفْرَسَ الرَّاعِي أَي فَرَسَ الذِّئْبُ شَاةً مِنْ غَنَمه. قَالَ: وأَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إِذا تَرَكَهُ لَهُ لِيَفْتَرِسَه ويَنْجُوَ هُوَ. وفَرَّسه الشيءَ: عَرَّضَه لَهُ يَفْترِسه؛ وَاسْتَعْمَلَ الْعَجَّاجُ ذَلِكَ فِي النُّعَرِ فَقَالَ: ضَرْباً إِذا صَابَ اليآفِيخَ احْتَفَرْ، ... فِي الهامِ دُخْلاناً يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ أَي أَنّ هَذِهِ الْجِرَاحَاتِ وَاسِعَةٌ، فَهِيَ تمكِّن النُّعَر مِمَّا تُرِيده مِنْهَا؛ وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْضُ الشُّعراء فِي الإِنسان فَقَالَ، أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قَدْ أَرْسَلُوني فِي الكَواعِبِ رَاعياً ... فَقَدْ، وأَبي، رَاعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ «3» أَتَتْهُ ذِئابٌ لَا يُبالِين رَاعِياً، ... وكُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا أَي كَانَتْ هَذِهِ النِّسَاءُ مُشْتَهِيات للتَّفْرِيس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لَا تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسَ، إِذ فِي ذَلِكَ حَتْفُها، وَالنِّسَاءُ يَشْتَهِين ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ لذَّتهنّ، إِذْ فَرْس الرِّجَالِ النِّسَاءَ هَاهُنَا إِنما هُوَ مُواصَلَتُهُنَّ؛ وأَفْرِسُ مِنْ قَوْلِهِ: فَقَدْ، وأَبي راعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ فَرَسْت كأَنه قَالَ: فَقَدْ فَرَسْتُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَدْ يَضَعون أَفْعَلُ مَوْضِعَ فَعَلْت وَلَا يَضَعُون فَعَلْتُ فِي مَوْضِعِ أَفْعَل إِلا فِي مُجازاة نَحْوَ إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ. وَقَوْلُهُ: وأَبي خَفْضٌ بِوَاوِ القَسَم، وَقَوْلُهُ: رَاعِي الكواعِب يَكُونَ حَالًا مِنَ التَّاء المقدَّرة، كأَنه قَالَ: فَرَسْت رَاعِياً لِلْكَوَاعِبِ أَي وأَنا إِذ ذَاكَ كَذَلِكَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ وَأَبي مُضافاً إِلى راعِي الكواعِب وَهُوَ يُرِيدُ بِرَاعي الكَواعِب ذاتَهُ: أَتَتْهُ ذِئابٌ لَا يُبالين رَاعِياً

_ (2). قوله [يا مي إلخ] تقدم في عرس: يَا مَيُّ لَا يُعْجِزُ الأَيام مُجْتَرِئٌ ... فِي حَوْمَةِ الموت رزام وفرَّاس (3). قوله [أفرس مع قوله في البيت بعده أن تفرسا] كذا بالأَصل، فإن صحت الرواية ففيه عيب الإصراف

أَي رجالُ سُوء فُجَّارٌ لَا يُبالُون مَنْ رَعَى هَؤُلَاءِ النِّسَاءَ فَنَالُوا مِنْهُنَّ إِرادَتَهُم وهواهُمْ ونِلْنَ مِنْهُمْ مثلَ ذَلِكَ، وإِنما كَنَى بالذِّئاب عَنِ الرِّجَالِ لأَن الزُّناة خُبَثاء كَمَا أَن الذِّئَابَ خَبيثة، وَقَالَ تَشْتَهِي عَلَى الْمُبَالَغَةِ، وَلَوْ لَمْ يُرِد المُبالَغة لَقَالَ تُرِيدُ أَن تُفَرَّس مَكَانَ تَشْتَهِي، عَلَى أَن الشَّهْوَةَ أَبلغ مِنَ الإِرادة، وَالْعُقَلَاءُ مُجْمعُون عَلَى أَن الشَّهوة غَيْرُ مَحْمُودَةٍ البَتَّة. فأَما الْمُرَادُ فمِنْه مَحْمُودٌ وَمِنْهُ غَيْرُ مَحْمُودٍ. والفَريسَة والفَرِيسُ: مَا يَفْرِسُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: خافُوه خَوْفَ الليثِ ذِي الفَرِيس وأَفرسه إِياه: أَلقاه لَهُ يَفْرِسُه. وفَرَسَه فَرْسَةً قَبيحة: ضَرَبه فَدَخَلَ مَا بَيْنَ وِرْكَيْه وخرجَتْ سُرَّته. والمَفْرُوسُ: المكسُور الظَّهْرِ. والمَفْروس وَالْمَفْزُورُ والفَريسُ: الأَحْدَب. والفِرْسَة: الحَدْبَة، بِكَسْرِ الْفَاءِ. والفِرْسَة: الرِّيح الَّتِي تُحْدِب، وَحَكَاهَا أَبو عُبَيد بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَقِيلَ: الفِرْسَة قَرْحة تَكُونُ فِي الحَدَب، وَفِي النَّوبة أَعلى «1»، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي الصَّادِ أَيضاً. والفَرْصَة: رِيحُ الحَدَب، والفَرْس: رِيحُ الحَدَب. الأَصمعي: أَصابته فَرْسَة إِذا زَالَتْ فَقْرة مِنْ فَقار ظَهْرِهِ، قَالَ: وأَمّا الرِّيح الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا الحَدَب فَهِيَ الفَرْصَة، بِالصَّادِ. أَبو زَيْدٍ: الفِرسَة قَرْحَة تَكُونُ فِي العُنُق فَتَفْرِسها أَي تَدُقُّهَا؛ وَمِنْهُ فَرَسْتُ عُنُقه. الصِّحَاحُ: الفَرْسَة رِيحٌ تأْخذُ فِي العُنُق فَتَفْرِسُها. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا أَحْدَبَها الفِرْسَة أَي رِيحُ الحدَب فيَصير صَاحِبُهَا أَحْدَب. وأَصاب فُرْسَتَه أَي نُهْزَته، وَالصَّادُ فِيهَا أَعرف. وأَبو فِراسٍ: مِنْ كُناهُم، وَقَدْ سَمَّت العرَب فِراساً وفَراساً. والفَرِيسُ: حَلْقَة مِنْ خَشب مَعْطُوفَةٌ تُشَدُّ فِي رأْس حَبْل؛ وأَنشد: فَلَوْ كانَ الرِّشا مِئَتَيْنِ بَاعًا، ... لَكان مَمرُّ ذَلِكَ فِي الفَرِيسِ الْجَوْهَرِيُّ: الفَريس حَلْقَة مِنْ خَشب يُقَالُ لَهَا بالفارسيَّة جَنْبر. والفِرْناس، مِثْلُ الفِرْصاد: مِنْ أَسماء الأَسد مأْخوذ مِنَ الفَرْسِ، وَهُوَ دَقُّ العُنُق، نُونُهُ زَائِدَةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَهُوَ الْغَلِيظُ الرَّقبة. وفِرْنَوْس: مِنْ أَسمائه؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي وَهُوَ بِنَاءٌ لَمْ يَحْكِهِ سِيبَوَيْهِ. وأَسد فُرانِس كفِرْناس: فُعانِل مِنَ الفَرْس، وَهُوَ مِمَّا شذَّ مِنْ أَبنية الْكِتَابِ. وأَبو فِراس: كُنية الأَسد. والفِرس، بِالْكَسْرِ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبات، واختَلَف الأَعراب فِيهِ فَقَالَ أَبو المكارِم: هُوَ القَصْقاص، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الحَبَنٌ، وقال غيره: هو الشَّرْشَرُ [الشِّرْشِرُ]، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ البَرْوَقُ. ابْنُ الأَعرابي: الفَراس تَمْرٌ أَسود وَلَيْسَ بالشَّهْرِيزِ؛ وأَنشد: إِذا أَكلُوا الفَراسَ رأَيت شَامًا ... عَلَى الأَنْثال منهمْ والغُيُوبِ قَالَ: والأَنْثال التِّلال. وفارِسُ: الفُرْسُ، وَفِي الْحَدِيثِ: وخَدَمَتْهم فارِسُ والرُّوم ؛ وبِلادُ الفُرْس أَيضاً؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ شاكِياً بِفَارِسَ فكنتُ أُصلي قَاعِدًا فسأَلت

_ (1). قوله [وفي النوبة أَعلى] هكذا في الأَصل، ولعل فيه سقطاً. وعبارة القاموس وشرحه في مادة فرص: والفرصة، بالضم، النوبة والشرب، نقله الجوهري، والسين لغة، يقال: جَاءَتْ فُرْصَتُكَ مِنَ الْبِئْرِ أَي نوبتك.

عَنْ ذَلِكَ عَائِشَةَ ؛ يُرِيدُ بلادَ فارِس، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالنُّونِ وَالْقَافِ جَمْعُ نِقْرِس، وَهُوَ الأَلم المعرُوف فِي الأَقدام، والأَول الصَّحِيحُ. وفارِس: بلدٌ ذُو جِيل، وَالنَّسَبُ إِليه فَارِسِيٌّ، وَالْجَمْعُ فُرْس؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: طافَت بِهِ الفُرْسُ حَتَّى بَدَّ ناهِضُها وفَرْسٌ: بَلَدٌ؛ قَالَ أَبو بُثَيْنَةَ: فأَعْلُوهم بِنَصْلِ السَّيف ضرْباً، ... وقلتُ: لعلَّهم أَصحابُ فَرْسِ ابْنُ الأَعرابي: الفَرسن التَّفْسِيرُ «1»، وَهُوَ بيانُ وتفصيلُ الْكِتَابِ. وذُو الفَوارِس: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: أَمْسى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِطِيَّتِهِ، ... مِنْ ذِي الفَوارِس، تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ وَقَوْلُهُ هُوَ: إِلى ظُعْنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ، ... شِمالًا، وَعَنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد ذُو الفَوارِس. وتَلُّ الفَوارس: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ، وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ، قَالَ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي النُّسَخِ كُلِّهَا. وبالدَّهْناء جِبال مِنَ الرَّمْل تسمَّى الفَوارِس؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتها. والفِرْسِنُ، بِالنُّونِ، لِلْبَعِيرِ: كالحافِر لِلدَّابَّةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الفِرْسِن طَرف خُفّ الْبَعِيرِ، أُنثى، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي الثُّلَاثِيِّ، قَالَ: وَالْجَمْعُ فَراسِن، وَلَا يُقَالُ فِرْسِنات كَمَا قَالُوا خَناصِر وَلَمْ يَقُولُوا خِنْصِرات. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ فِرْسِن شَاةٍ. الفِرْسِن: عَظْم قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَهُوَ خُفّ الْبَعِيرِ كَالْحَافِرِ لِلدَّابَّةِ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ للشَّاة فَيُقَالُ فِرْسِن شَاةٍ، وَالَّذِي لِلشَّاةِ هُوَ الظِّلْف، وَهُوَ فِعْلِن وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ أَصلية لأَنها مِنْ فَرَسْت. وفَرَسان، بِالْفَتْحِ: لقَب قَبِيلَةٍ. وفِراس بْنُ غَنْم: قَبِيلَةٌ، وفِراس بْنُ عَامِرٍ كذلك. فردس: الفِرْدَوْسُ: البُستان؛ قَالَ الفرَّاء: هُوَ عرَبيّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الفِرْدَوْس الْوَادِي الخَصِيب عِنْدَ الْعَرَبِ كالبُستان، وَهُوَ بِلِسان الرُّوم البُسْتان. والفِرْدَوْس: الرَّوْضة؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والفِرْدَوْس: خُضْرة الأَعْناب. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَحَقِيقَتُهُ أَنه الْبُسْتَانُ الَّذِي يَجْمَعُ مَا يَكُونُ فِي البَساتين، وَكَذَلِكَ هُوَ عِنْدَ أَهل كُلِّ لُغَةٍ. والفِرْدَوْسُ: حَديقة فِي الْجَنَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى وتقدَّسَ: الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: رُوي أَن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ لِكُلِّ امرئٍ فِي الْجَنَّةِ بَيْتًا وَفِي النَّارِ بَيْتاً، فَمَنْ عَمِلَ عَمَل أَهل النَّارِ وَرِثَ بيتَه، وَمَنْ عَمِلَ عَمَل أَهل الْجَنَّةِ وَرِث بَيْتَهُ ؛ والفِرْدَوْس أَصله رُوميّ عُرِّبَ، وَهُوَ البُستان، كَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ. والعرَب تُسمِّي الْمَوْضِعَ الَّذِي فِيهِ كَرْم: فِرْدَوْساً. وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: الفِرْدَوْس مُذَكَّرٌ وإِنما أُنث فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هُمْ فِيها، لأَنه عَنى بِهِ الْجَنَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلى. وأَهل الشأْم يَقُولُونَ للْبَساتين والكُروم: الفَراديس؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: كَرْم مُفَرْدَس أَي مُعَرَّش؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وكَلْكَلًا ومَنْكِباً مُفَرْدَسا قَالَ أَبو عَمْرٍو: مُفَرْدَساً أَي مَحْشُوّاً مُكْتَنِزاً. وَيُقَالُ لِلْجُلَّة إِذا حُشِيَتْ: فُردست، وَقَدْ قِيلَ: الفِرْدَوْس تَعرِفُه الْعَرَبُ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مِمَّا يَدُلُّ

_ (1). قوله [الفرسن التفسير] هكذا في الأَصل.

أَن الفِرْدَوس بِالْعَرَبِيَّةِ قَوْلُ حَسَّانَ: وإِن ثَوابَ اللَّه كلَّ مُوَحِّدٍ ... جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس، فِيهَا يُخَلَّدُ وفِرْدَوْس: اسْمُ رَوْضة دُونَ اليَمامة. والفَراديسُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ وَقَوْلُهُ: تَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْس، والبِشْرُ دُونها، ... وأَيْهاتَ مِنْ أَوْطانِها حَوْثُ حَلَّتِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا وأَن يَعْنِيَ بِهِ الْوَادِيَ المُخْصِب. والمُفَرْدَس: المعرَّش مِنَ الكُرُوم. والمُفَرْدَس: العَريض الصَّدْر. والفَرْدَسة: السَّعَة. وفَرْدَسَه: صرَعه. والفَرْدَسَة أَيضاً: الصَّرْع الْقَبِيحُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: أَخذه فَفَرْدَسَه إِذا ضرَب بِهِ الأَرض. فرطس: الفُرْطُوس: قَضِيب الخِنْزير والفيلِ. والفَرْطَسة: مَدُّهما إِياه. وفِنِطيسَة الخِنزير: خَطْمُه، وَهِيَ الفِرْطِيسَة. والفَرْطَسَة: فِعْلُه إِذا مدَّ خُرْطُومَه؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: فِنْطِيسَته وفِرْطِيسَته أَنفه. الْجَوْهَرِيُّ: فُرطُوسَة الْخِنْزِيرِ أَنفه. والفِرْطِيسَة: الفَيْشَلة. وأَنف فِرْطاس: عَرِيضٌ. الأَصمعي: إِنه لَمَنِيع الفِنْطِيسة والفِرْطِيسة والأَرنبة أَي هُوَ مَنِيعُ الحَوْزة حَمِيّ الأَنف. فرقس: فِرْقِس وفُرْقُوسْ: دعاءُ الْكَلْبِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ قرقس. فرنس: التَّهْذِيبُ: الفِرْناس مِثْلُ الفِرْصاد الأَسد الضَّارِي، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ الرَّقَبة، وَكَذَلِكَ الفُرانِس مِثْلُ الفُرانق، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَرْنَسَة حُسْن تَدْبِيرِ المرأَة لِبَيْتِهَا. وَيُقَالُ: إِنها امرأَةُ مُفَرْنِسة. فسس: الفَسِيس: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ العَقْل. وفِسْفَسَ الرَّجُلُ إِذا حَمُق حَماقةً مُحكَمَة. الْفَرَّاءُ وأَبو عَمْرٍو: الفَسْفاس الأَحمق. النِّهَايَةُ أَبو عَمْرٍو: الفُسُس الضَّعْفى فِي أَبدانهم. وفَسَّى: بَلدٌ «1»، قَالَ: مِنْ أَهل فَسَّى وَدَارابَجِرْدِ النَّسب إِليه فِي الرَّجُلِ فَسَوِيّ، وَفِي الثَّوْبِ فَساسَاوِيّ «2». والفُسَيْساء والفُسَيْفِساءُ: أَلوانٌ تؤلَّف مِنَ الخَرَز فتُوضع فِي الْحِيطَانِ يؤلَّف بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وتركَّب فِي حِيطان الْبُيُوتِ مِنْ داخِل كأَنه نَقْشٌ مُصَوَّر. والفِسْفِسُ: الْبَيْتُ المُصوَّر بالفُسَيْفِساء؛ قَالَ: كصَوْتِ اليَراعَة فِي الفِسْفِس يَعْنِي بَيْتًا مُصَوَّراً بالفُسَيْفِساء. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَ الفُسَيْفِساء عربيَّة. والفِسْفِسة: لُغَةٌ فِي الفِصْفِصة، وَهِيَ الرَّطْبَة، وَالصَّادُ أَعرب، وَهُمَا مُعَرَّبَانِ والأَصل فيهما إِسْبَسْت. فطس: الفَطَس: عِرَضُ قَصَبَة الأَنف وطُمَأْنِينَتُها، وَقِيلَ: الفَطَس، بِالتَّحْرِيكِ، انخِفاضُ قَصَبَة الأَنف وتَطامُنها وانتِشارُها، وَالِاسْمُ الفَطَسَة لأَنها كَالْعَاهَةِ، وَقَدْ فَطِسَ فَطَساً، وَهُوَ أَفطَس، والأُنثى فَطْسَاءُ. والفَطَسة: مَوْضِعُ الفَطَس مِنَ الأَنف. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: تُقاتِلون قَوْماً فُطْس الأُنوف ؛ الفَطَس: انخِفاض قَصَبَة الأَنف وانفِراشُها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ تَمْرَةِ العَجُوزِ: فُطْسٌ خُنْسٌ أَي صِغَارُ الْحَبِّ لَاطِئَةُ الأَقْماع. وفُطْس: جمع

_ (1). قوله [وفسى بلد] قال شارح القاموس بالتشديد هكذا نقله صاحب اللسان، وهو مشهور بالتخفيف وإِنما شدّده الشاعر ضرورة، فمحل ذكره المعتل وإنما ذكرته هنا لأَجل التنبيه عليه. (2). قوله [وفي الثوب فساساوي] هكذا في الأَصل بالواو، وعبارة القاموس في مادة فسا: وفسا: بالتخفيف، بلد فارس، ومنه الثياب الفساسارية، بالراء.

فَطْساء. والفِطِّيسة والفِنْطِيسَة: خَطْم الْخِنْزِيرِ. وَيُقَالُ لِخَطْم الْخِنْزِيرِ: فَطَسَة؛ وَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى قَالَ: هِيَ الشَّفَةُ مِنَ الإِنسان، وَمِنْ ذَاتِ الْخُفِّ المِشْفَر، وَمِنَ السِّبَاعِ الخَطْم والخُرْطُوم، وَمِنَ الْخِنْزِيرِ الفِنْطِيسة؛ كَذَا رَوَاهُ عَلَى فِنْعِيلة، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ: الْجَوْهَرِيُّ: فِطِّيسة الْخِنْزِيرِ أَنفه، وَكَذَلِكَ الفِنْطِيسة. والفِطِّيس، مِثَالُ الفِسِّيق: المِطْرَقَة الْعَظِيمَةُ والفَأْس الْعَظِيمَةُ. والفَطْسُ: حبُّ الْآسِ، وَاحِدَتُهُ فَطْسة. والفَطْس: شِدَّةُ الْوَطْءِ. وفَطَس يَفْطِس فُطُوساً إِذا مَاتَ؛ وَقِيلَ: مَاتَ مِنْ غَيْرِ دَاءٍ ظَاهِرٍ. وطَفَسَ أَيضاً: مَاتَ، فَهُوَ طافِس وفاطِس؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاةِ فاطِسا والفَطْسَة، بِالتَّسْكِينِ: خَرَزَة يؤخَّذ بِهَا؛ يَقُولُونَ «3»: أَخَّذْتُه بالفَطْسَةِ ... بالثُّؤَبَا والعَطْسَةِ قَالَ الشَّاعِرُ: جَمَّعْنَ مِنْ قَبَلٍ لَهُنَّ وفَطْسةٍ ... والدَّرْدَبِيسِ، مُقابَلًا فِي المَنْظَمِ فعس: الفاعُوسة: نَارٌ أَو جَمْرٌ لَا دُخان لَهُ. والفاعُوس: الأَفْعَى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وأَنشد: بالمَوْتِ مَا عَيَّرْت يَا لَمِيسُ، ... قَدْ يُهْلَك الأَرْقَمُ والفاعُوسُ، والأَسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ، ... والبَطَلُ المُسْتَلْئِمُ الحَووسُ، واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ، ... والفِيلُ لَا يَبقَى، وَلَا الهِرْمِيسُ وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ مِنَ الرِّجَالِ: فاعُوس. وَدَاهِيَةٌ فاعُوس: شَدِيدَةٌ؛ قَالَ رِياح الجَدِيسِي: جِئْتُكَ مِنْ جَدِيسِ، ... بالمُؤْيِدِ الفاعُوسِ، إِحْدَى بَناتِ الحُوسِ فقس: فَقَس الرجلُ وغيرُه يَفْقِس فُقُوساً: مَاتَ، وَقِيلَ: مَاتَ فَجْأَة. وفَقَسَ الطَّائِرُ بيضَه فَقْساً: أَفسَدَها. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: وفَقَص الْبَيْضَةَ أَي كَسَرَهَا، وَبِالسِّينِ أَيضاً. وفَقَسَ فلانٌ فُلَانًا يَفْقِسه فَقْساً: جَذَبه بشعَره سُفْلًا. وتَفاقَسا بشعُورهما ورؤوسهما: تَجَاذَبَا [كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والفُقاس: دَاءٌ شَبيه بالتَّشَنُّج. وفَقَسَ الْبَيْضَةَ يَفْقِسها إَذا فضَخَها، لُغَةٌ فِي فَقَصَها، وَالصَّادُ أَعلى. وفَقَس: وَثَبَ. والمِفْقاسُ: عُودان يُشَدُّ طَرَفاهما فِي الفَخّ وَتُوضَعُ الشَّرَكة فَوْقَهُمَا فإِذا أَصابهما شَيْءٌ فقَسَت. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للعُود المُنْحَنِي فِي الفَخّ الَّذِي ينقلِب عَلَى الطَّيْرِ فَيَفْسخ عُنُقَه ويَعْتَفِرُه: المِفْقاس. يُقَالُ: فَقَسَه الفَخّ. وفَقَس الشيءَ يَفْقِسُه فَقْساً: أَخذه أَخذ انتزاعٍ وغَصْب. فقعس: فَقْعَس: حَيٌّ مِنْ بَنِي أَسد أَبوهم فَقْعَس بْنِ طَرِيف بْنِ عَمْرِو بن الحرث بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودان بْنِ أَسد؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري مَا أَصله في العربية. فلس: الفَلْس: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَفْلُس، وفُلُوس فِي الْكَثِيرِ، وبائعُه فَلَّاس. وأَفْلَس الرَّجُلُ: صَارَ ذَا فُلُوس بَعْدَ أَن كَانَ ذَا دراهِم، يُفْلس إِفلاساً: صَارَ مُفْلِساً كأَنما صَارَتْ دراهِمه فُلُوساً

_ (3). قوله [يقولون أَخذته إلخ] عبارة القاموس وشرحه: يَقُولُونَ: أَخذته بِالْفَطْسَةِ بِالثُّؤَبَا والعطسة بقصر الثؤباء مراعاة لوزن المنهوك.

وزُيوفاً، كَمَا يُقَالُ: أَخْبَثَ الرجلُ إِذا صَارَ أَصحابُه خُبثَاء، وأَقْطَفَ صَارَتْ دَابَّتُهُ قَطُوفاً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَدرك مالَه عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَس فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ ؛ أَفْلَس الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَبْقَ لَهُ مالٌ، يُراد بِهِ أَنه صَارَ إِلى حَالٍ يُقَالُ فِيهَا لَيْسَ مَعَهُ فَلْس، كَمَا يُقَالُ أَقْهَر الرجلُ صَارَ إِلى حَالٍ يُقْهَر عَلَيْهَا، وأَذَلَّ الرجلُ صَارَ إِلى حَالٍ يَذِل فِيهَا. وَقَدْ فَلَّسه الْحَاكِمُ تَفْلِيساً: نَادَى عَلَيْهِ أَنه أَفْلَس. وَشَيْءٌ مُفَلَّس اللّوْن إِذا كَانَ عَلَى جِلْده لُمَعٌ كالفُلُوس. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَفْلَسْت الرَّجُلَ إِذا طلبتَه فأَخطأْت مَوْضِعَهُ، وَذَلِكَ الفَلَس والإِفْلاس؛ وأَنشد للمُعَطَّل الْهُذَلِيِّ «1»: يَا حِبُّ، مَا حُبُّ القَبُول، وحُبُّها ... فَلَسٌ، فَلَا يُنْصِبْكَ حُبُّ مُفلس قَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ وحُبُّها فَلَس أَي لَا نَيْلَ معه. فلحس: الفَلْحَس: الرَّجُلُ الحَريص، والأُنثى فَلْحَسة. وَيُقَالُ لِلْكَلْبِ أَيضاً: فَلْحَس. والفَلْحَس: المرأَة الرَّسْحاء الصَّغيرة العَجُز. وَرَجُلٌ فَلَنْحَس: أَكُول؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ كُرَاعٌ وأُراه فَلْحَساً. والفَلْحَس: السَّائِلُ المُلِحُّ. وفَلْحَس: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي شَيْبان، وَفِيهِ الْمَثَلُ: أَسأَلُ مَنْ فَلْحَس؛ زَعَمُوا أَنه كَانَ يَسْأَل سَهْماً فِي الْجَيْشِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فيُعْطى لعِزّه وسُودَدِه، فإِذا أُعطيَه سأَل لامرأَتِه، فَإِذَا أُعطيَه سأَل لبَعِيره. والفَلْحَس: الدُّبُّ المُسِنُّ. فلطس: الفِلْطاس والفِلْطَوْسُ: الكَمَرَة الْعَرِيضَةُ، وَقِيلَ: رأْس الكَمَرة إِذا كَانَ عَريضاً: وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِلرَّاجِزِ يَذْكُرُ إِبِلًا: يَخْبِطْنَ بالأَيْدي مَكاناً ذَا غُدَرْ، ... خَبْطَ المُغِيبات فَلاطِيسُ الكَمَرْ وَيُقَالُ لرأْس الكَمَرة إِذا كَانَ عَرِيضًا: فِلْطَوْس وفِلْطاس. والفِلْطِيسة: رَوْثَة أَنف الْخِنْزِيرِ. وتَفَلْطَس أَنفه: اتَّسَع. فلقس: الفَلْقَسُ والفَلَنْقَس: الْبَخِيلُ اللَّئِيمُ. والفَلَنْقَس: الهَجِين مِنْ قِبَل أَبَوَيْه الَّذِي أَبُوه مَوْلًى وأُمّه مَوْلاة، والهَجِين: الَّذِي أَبوه عتِيق وأُمَّه مَوْلاة، والمُقْرِف: الَّذِي أَبوه مَوْلًى وأُمّه لَيْسَتْ كَذَلِكَ. ابْنُ السِّكِّيت: العَبَنْقَس الَّذِي جَدَّتاه مِنْ قِبَل أَبيه وأُمّه عجميَّتان وامرأَته عَجَمِيَّةٌ، والفَلَنْقَس الَّذِي هُوَ عَرَبِيٌّ لِعَرَبِيَّيْنِ، وجدَّتاه مِنْ قِبَلِ أَبَوَيْه أَمَتان أَو أُمّه عَرَبِيَّةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الحُرُّ ابنُ عَربيَّين والفَلَنْقَس ابْنُ عَرَبِيَّيْنِ لأَمتَيْن، وَقَالَ شَمِرٌ: الفَلَنْقَس الَّذِي أَبوه مَوْلًى وأُمّه عَرَبِيَّةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: العَبْدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ... ثلاثةٌ، فأَيّهُمْ تَلَمَّسُ؟ وأَنكر أَبو الْهَيْثَمِ مَا قَالَهُ شَمِرٌ وَقَالَ: الفَلَنْقَس الَّذِي أَبواه عَرَبِيَّانِ، وَجَدَّتَاهُ مِنْ قِبَل أَبيه وأُمّه أَمَتان؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: هُوَ ابْنُ عَرَبيّين لأَمَتين؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي أُمّه عربيَّة وأَبوه ليس بعربيّ. فنس: ابْنُ الأَعرابي: الفَنَس الفَقْر المُدْقِع؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل فِيهِ الفَلَس اسْمٌ مِنَ الإِفْلاس، فأُبدلت اللَّامُ نُوناً كما ترى. فنجلس: الفَنْجَلِيس: الكَمَرة الْعَظِيمَةُ. فندس: فَنْدَس الرَّجُلُ إِذا عَدا.

_ (1). قوله [وأَنشد للمعطل الهذلي] في هامش الأَصل ما نصه: قلت الشعر لأَبي قلابة الطابخي الهذلي.

فصل القاف

فنطس: فِنْطِيسَة الخِنزير: خَطْمُه، وَهِيَ الفِرْطِيسة. وأَنف فِنْطاس: عَريض. ورُوي عَنِ الأَصمعي: إِنه لَمَنِيعُ الفِنْطِيسَة والفِرْطِيسة والأَرْنَبة أَي هُوَ مَنِيعُ الحَوْزَة حَمِيُّ الأَنف. أَبو سَعِيدٍ: فِنْطِيسته وفِرْطِيسته أَنفه. والفِنْطِيس: مِنْ أَسماء الذَّكَر. وفِنْطاس السَّفِينة: حَوْضُها الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ نُشافة الْمَاءِ، والجمع الفَناطِيس. فنطلس: الفَنْطَلِيس: الكَمَرة الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: هُوَ ذكَر الرَّجُلِ عَامَّةً. يُقَالُ: كَمَرة فَنْطَلِيس وفَنْجَلِيس أَي ضَخْمَةٌ. قَالَ الأَزهري: وسمعتُ جَارِيَةً فَصِيحَةً نُمَيْريَّة تُنْشِدُ وَهِيَ تَنْظُرُ إِلى كَوكبة الصُّبْحِ طَالِعَةً: قَدْ طَلَعَتْ حمراءُ فَنْطَلِيسُ، ... لَيْسَ لِرَكْبٍ بَعْدَهَا تَعْريسُ والفَنْطَلِيس: حَجَر لأَهل الشأْم يُطَرَّق به النُّحاس. فهرس: اللَّيْثُ: الفِهْرِس الْكِتَابُ الَّذِي تُجْمع فِيهِ الكتُب؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ محض، ولكنه معرّب. فصل القاف قبس: القَبَس: النَّارُ. والقَبَس: الشُّعْلة مِنَ النَّارِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: القَبَس شُعلة مِنْ نَارٍ تَقْتَبِسها مِنْ مُعْظَم، واقْتِباسها الأَخذ مِنْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بِشِهابٍ قَبَسٍ : القَبَس: الجَذْوَة، وَهِيَ النَّارُ الَّتِي تأْخذها فِي طَرَف عُود. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضوان اللَّه عَلَيْهِ: حَتَّى أَوْرى قَبَساً لِقابِس أَي أَظهر نُوراً مِنَ الْحَقِّ لِطَالِبِهِ. والقابِس: طالِب النَّارَ، وَهُوَ فاعِل مِنْ قَبَس، وَالْجَمْعُ أَقْباسٌ، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ المِقْباس. وَيُقَالُ: قَبَسْت مِنْهُ نَارًا أَقْبِس قَبْساً فأَقْبَسَني أَي أَعطاني مِنْهُ قَبَساً، وَكَذَلِكَ اقْتَبَسْت مِنْهُ نَارًا، واقْتَبَسْت مِنْهُ عِلْماً أَيضاً أَي اسْتَفَدْتُهُ. قَالَ الكِسائيّ: واقْتَبَسْت مِنْهُ عِلماً وَنَارًا سَوَاءٌ، قَالَ: وقَبَسْت أَيضاً فيها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اقْتَبَس عِلْماً مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَس شُعْبةً مِنَ السِّحْر. وَفِي حَدِيثِ العِرْباض: أَتيناك زَائِرِينَ ومُقْتَبِسين أَي طَالِبِي الْعِلْمِ، وَقَدْ قَبَس النارَ يَقْبِسها قَبْساً واقتَبَسَها. وقَبَسه النَّارَ يَقْبِسُه: جَاءَهُ بِهَا: واقْتَبَسه وقَبَسْتُكَه واقْتَبَسْتُكَه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَبَسْتُك نَارًا وَعِلْمًا، بِغَيْرِ أَلف وَقِيلَ: أَقْبَسْتُه عِلْمًا وقَبَستُه نَارًا أَو خَيْرًا إِذا جِئْتَه بِهِ، فإِن كَانَ طَلَبَها لَهُ قَالَ: أَقْبَسْتُه، بالأَلف. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَقْبَسْتُه نَارًا أَو عِلْمًا سَوَاءٌ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ طَرْح الأَلف مِنْهُمَا. ابْنُ الأَعرابي: قَبَسَني نَارًا وَمَالًا وأَقْبَسَني عِلْمًا، وَقَدْ يُقَالُ بِغَيْرِ الأَلف. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَة بْنِ عامِر: فإِذا رَاحَ أَقْبَسْناه مَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي أَعلَمْناه إِياه. والقَوابِسُ: الَّذِينَ يَقْبِسُون النَّاسَ الْخَيْرَ يَعْنِي يعلِّمون. وأَتانا فُلَانٌ يَقتبس الْعِلْمَ فأَقْبَسنَاه أَي علَّمناه. وأَقْبَسْنا فُلَانًا فأَبى أَن يُقْبِسَنا أَي يُعْطِيَنَا نَارًا. وَقَدِ اقْتَبَسَني إِذا قَالَ: أَعْطِني نَارًا. وقَبَسْت العِلْم وأَقْبَسْته فُلَانًا. والمِقْبَس والمِقْباس: مَا قُبِسَتْ بِهِ النَّارُ. وَفَحْلٌ قَبَس وقَبِسٌ وقَبِيس: سَرِيعُ الإِلْقاح، لَا تَرْجِعُ عَنْهُ أُنثى، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُلقِح لأَوّل قَرْعَة، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُنْجِب مِنْ ضَربة وَاحِدَةٍ، وَقَدْ قَبِس الْفَحْلُ، بِالْكَسْرِ، قَبَساً وقَبُسَ قَباسة وأَقْبَسَها: أَلْقَحَها سَرِيعًا. وَفِي الْمَثَلِ: لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

حَمَلْتِ ثَلَاثَةً فَوَضَعْتِ تِمّاً، ... فأُمٌّ لَقْوَةٌ، وأَبٌ قَبِيسُ واللَّقْوة: السَّريعَة الْحَمْلِ. يُقَالُ: امرأَة لَقْوَة سريعَة اللَّقَح؛ وفَحْلٌ قَبِيس: مِثْلُهُ إِذا كَانَ سَرِيعَ الإِلْقاح إِذا ضَرَب النَّاقَةَ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ تَقُولُ أَنا مِقْباس؛ أَرادت أَنها تَحْمِل سَرِيعًا إِذا أَلمَّ بِهَا الرَّجُلُ، وَكَانَتْ تَسْتَوْصِفُنِي دَواء إِذا شربتْه لَمْ تحمِل مَعَهُ. وقابُوسُ: اسمٌ عَجَمِيٌّ معرَّب. وأَبو قُبَيْس: جَبَلٌ مُشرِف عَلَى مَكة، وَفِي التَّهْذِيبِ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى مَسْجِدِ مَكَّةَ، وَفِي الصِّحَاحِ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ. والقابُوس: الْجَمِيلُ الْوَجْهِ الحَسَن اللَّوْن، وَكَانَ النُّعْمان بْنُ المنذِر يُكنَى أَبا قابُوس. وقابِس وقُبَيْس: اسْمَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَيَا ابْنَيْ قُبَيْس وَلَمْ يُكْلَما، ... إِلى أَن يُضِيءَ عَمُودُ السَّحَرْ وأَبو قابُوس: كُنْيَةُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرُ بْنُ امْرِئِ القَيس بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيّ اللَّخَمِي مَلِك العرَب، وَجَعَلَهُ النَّابِغَةُ أَبا قُبَيْس للضَّرورة فصغَّره تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ فَقَالَ يُخَاطِبُ يَزِيدَ بْنَ الصَّعِق: فإِن يَقْدِرْ عَلَيْكَ أَبُو قُبَيْس، ... يَحُطَّ بِكَ المَعِيشَة فِي هَوانِ وإِنما صَّغره وَهُوَ يُرِيدُ تَعْظِيمَهُ كَمَا قَالَ حُباب بْنُ الْمُنْذِرِ: أَنا جُذَيلُها المُحكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب، وَقَابُوسُ لَا يَنْصَرِفُ لِلْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: نبِّئْتُ أَنَّ أَبا قابُوس أَوْعَدَني، ... وَلَا قَرارَ عَلَى زَأْرٍ مِنَ الأَسَدِ قبرس: قُبْرُس: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسَبه عَرَبِيًّا. التَّهْذِيبِ: وَفِي ثُغُورِ الشَّامِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ قُبْرُس. والقُبْرُسِيُّ مِنَ النُّحاس: أَجوده. قَالَ: وأُراه مَنْسُوبًا إِلى قُبْرُسَ هَذِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: القُبْرُس مِنَ النُّحاس أَجوده. قدس: التَّقْدِيسُ: تَنْزِيهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: القُدْسُ تَنْزِيهُ اللَّه تَعَالَى، وَهُوَ المتَقَدِّس القُدُّوس المُقَدَّس. وَيُقَالُ: القَدُّوس فَعُّول مِنَ القُدْس، وَهُوَ الطَّهَارَةُ، وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: سَبُّوح وقَدُّوس، بِفَتْحِ أَوائلهما؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ فِي سُبُّوح وقُدُّوس الضَّمُّ، قَالَ: وإِن فَتَحْتَهُ جَازَ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى فَعُّول، فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَول مِثْلَ سَفُّود وكَلُّوب وسَمُّور وتَنُّور إِلا السُّبُّوح والقُدُّوس، فإِن الضَّمَّ فِيهِمَا الأَكثر، وَقَدْ يُفْتَحَانِ، وَكَذَلِكَ الذُّرُّوح، بِالضَّمِّ، وَقَدْ يُفْتَحُ. قَالَ الأَزهري: لَمْ يَجِئْ فِي صِفَاتِ اللَّه تَعَالَى غَيْرُ القُدُّوس، وَهُوَ الطَاهِرُ المُنَزَّه عَنِ العُيوب والنَّقائص، وفُعُّول بِالضَّمِّ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، وَقَدْ تُفْتَحُ الْقَافُ وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالِ بْنِ الْحَرْثِ: أَنه أَقْطَعَه حَيث يَصْلُح لِلزَّرْعِ مِنْ قُدْس وَلَمْ يُعْطِه حَقَّ مُسْلِمٍ ؛ هُوَ، بِضَمِّ الْقَافِ وَسُكُونِ الدَّالِ، جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ الَّذِي يَصْلُحُ للزِّراعة. وَفِي كِتَابِ الأَمكنة أَنه قَرِيس؛ قِيلَ: قَريس وقَرْس جَبَلان قُرْب الْمَدِينَةِ والمشهورُ المَرْوِيّ فِي الْحَدِيثِ الأَوّل، وأَما قَدَس، بِفَتْحِ الْقَافِ وَالدَّالِ، فَمَوْضِعٌ بِالشَّامِ مِنْ فُتُوحِ شُرَحْبيل بْنِ حَسَنة. والقُدُس والقُدْس، بِضَمِّ الدَّالِ وَسُكُونِهَا، اسْمٌ وَمَصْدَرٌ، وَمِنْهُ قِيلَ للجنَّة: حَضِيرة القُدْس. والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك. وتَقَدَّس أَي تطهَّر. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ؛ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى نُقَدِّسُ لَكَ أَي نُطهِّر أَنفسنا

لَكَ، وَكَذَلِكَ نَفْعَلُ بِمَنْ أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. ومن هذا قِيلَ للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس مِنْهُ أَي يُتَطَّهر. والقَدَس، بِالتَّحْرِيكَ: السَّطْل بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ لأَنه يُتَطَهَّرُ فِيهِ. قَالَ: وَمِنْ هَذَا بَيْتُ المَقْدِس أَي الْبَيْتُ المُطَهَّر أَي الْمَكَانُ الَّذِي يُتطهَّر بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: القُدُّوس الطَاهِرُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ* الطَّاهِر فِي صِفَةِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وَقِيلَ قَدُّوس، بِفَتْحِ الْقَافِ، قَالَ: وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه الْمُبَارَكُ. والقُدُّوس: هُوَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. والقُدْسُ: الْبَرَكَةُ. والأَرض المُقَدَّسة: الشَّامُ، مِنْهُ، وَبَيْتُ المَقْدِس مِنْ ذَلِكَ أَيضاً، فإِمّا أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، وإِمّا أَن يَكُونَ اسْمًا لَيْسَ عَلَى الفِعْل كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي المَنْكِب، وَهُوَ يُخفَّف ويُثقَّل، وَالنِّسْبَةُ إِليه مَقْدِسِيّ مِثَالُ مَجْلِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا، ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدَّسِي وَالْهَاءُ فِي أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ، وَالنُّونُ فِي أَدركنه ضَمِيرُ الْكِلَابِ، أَي أَدركتِ الْكِلَابُ الثورَ فأَخذن بِسَاقِهِ ونَساه وشَبْرَقَتْ جِلْدَهُ كَمَا شَبْرَقَ وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدَّسِي، وَهُوَ الَّذِي جَاءَ مِنْ بَيْتِ المَقْدِس فقطَّعوا ثِيَابَهُ تبرُّكاً بِهَا؛ والشَّبْرَقة: تقطيعُ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: يَعْنِي بِهَذَا الْبَيْتِ يَهُودِيًّا. وَيُقَالُ لِلرَّاهِبِ مُقَدِّسٌ، وأَراد فِي هَذَا الْبَيْتِ بالمُقَدَّسِي الرَّاهِبَ، وصبيانُ النَّصَارَى يتبرَّكون بِهِ وبِمَسْحِ مِسْحِه الَّذِي هُوَ لابِسُه، وأَخذ خُيُوطِه مِنْهُ حَتَّى يَتَمَزَّقَ عَنْهُ ثَوْبُهُ. والمُقَدِّس: الحَبْر؛ وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا قَدَّسه اللَّه أَي لَا بَارَكَ عَلَيْهِ. قَالَ: والمُقَدَّس المُبارَك. والأَرض المُقَدَّسة: المطهَّرة. وَقَالَ الفرَّاء: الأَرض المقدَّسة الطَاهِرَةُ، وَهِيَ دِمَشْق وفِلَسْطين وَبَعْضُ الأُرْدُنِّ. وَيُقَالُ: أَرض مقدَّسة أَي مُبَارَكَةٌ، وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ، وإِليه ذَهَبَ ابْنُ الأَعرابي؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: قَدْ عَلِمَ القُدُّوس، مَوْلى القُدْسِ، ... أَنَّ أَبا العَبَّاس أَوْلى نَفْسِ بِمَعْدن المُلْك القَديم الكِرْسِ أَراد أَنه أَحقُّ نفسٍ بالخِلافة. ورُوحُ القُدُس: جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن رُوحَ القُدُس نَفَث فِي رُوعِي ، يَعْنِي جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لأَنه خُلِق مِنْ طَهَارَةٍ. وَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ* ؛ هُوَ جِبْرِيلُ مَعْنَاهُ رُوحُ الطَّهَارَةِ أَي خُلِق مِنْ طَهَارَةٍ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَا نَومَ حَتَّى تَهْبِطِي أَرضَ العُدُسْ، ... وتَشْرَبي مِنْ خَيْرِ ماءٍ بِقُدُسْ أَراد الأَرض المقدَّسة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا قُدِّستْ أُمَّة لَا يُؤْخَذ لضَعِيفها مِنْ قَوِيِّها أَي لَا طُهِّرت. والقادِسُ والقَدَّاس: حَصَاةٌ تُوضَعُ فِي الْمَاءِ قَدْراً لِرِيِّ الإِبل، وَهِيَ نَحْوُ المُقْلَة للإِنسان، وَقِيلَ: هِيَ حَصاة يُقْسَمُ بِهَا الْمَاءُ فِي الْمَفَاوِزِ اسْمٌ كالحَبَّان. غَيْرُهُ: القُدَاس الْحَجَرُ الَّذِي يُنْصَبُ عَلَى مَصَبِّ الْمَاءِ فِي الحَوْض وَغَيْرِهِ. والقَدَّاس: الْحَجَرُ يُنْصَب فِي وسَط الْحَوْضِ إِذا غَمَره الْمَاءُ رَوِيَتِ الإِبل؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لَا رِيَّ حَتَّى يَتَوارى قَدَّاسْ، ... ذَاكَ الحُجَيْرُ بالإِزاء الخنَّاسْ وَقَالَ: نَئِفَتْ بِهِ، ولقَدْ أَرى قَدّاسَه ... مَا إِنْ يُوارى ثُمَّ جَاءَ الهَيْثَمُ

نَئِفَ إِذا ارْتَوى. والقُداس، بِالضَّمِّ: شَيْءٌ يُعْمَلُ كالجُمان مِنْ فِضَّة؛ قَالَ يَصِفُ الدُّمُوع: تَحَدَّرَ دمعُ العَيْنِ مِنْهَا، فَخِلْتُه ... كَنَظْمِ قُداسٍ، سِلْكُه. مُتَقَطِّعُ شبَّه تَحَدُّرَ دَمْعِهِ بِنَظْمِ القُداس إِذا انْقَطَعَ سِلْكُه. والقَديسُ: الدُّرُّ؛ يَمَانِيَّةٌ. والقادِس: السَّفِينَةُ، وَقِيلَ: السَّفِينَةُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: هُوَ صِنْف مِنَ الْمَرَاكِبِ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: لَوْحٌ مِنْ أَلواحها؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيْلَعٍ، ... كَمَا أَقْحَم القادِسَ الأَرْدَمونا وَفِي الْمُحْكَمِ: كَمَا حَرَّك القادِسَ الأَرْدَمُونا يَعْنِي المَلَّاحين. وتَهْفُو: تَمِيل يَعْنِي الناقةَ. والمَيْلَعُ: الَّذِي يَتَحَرَّكُ هَكَذَا وَهَكَذَا. والأَرْدَمُ: المَلَّاح الحاذِق. والقَوادِس: السُّفُن الكِبار. وَالْقَادِسُ: البيتُ الْحَرَامُ. وقادِسُ: بَلْدَةٌ بخُراسان، أَعجمي. والقادِسيَّة: مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ؛ قِيلَ إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها نَزَلَ بِهَا قَوْمٌ مِنْ أَهل قَادِسَ مِنْ أَهل خُراسان، وَيُقَالُ: إِن القادسيَّة دَعا لَهَا إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بالقُدْسِ وأَن تَكُونَ مَحَلَّة الحاجِّ، وَقِيلَ: القادسيَّة قَرْيَةٌ بَيْنَ الْكُوفَةِ وعُذَيب. وقُدْس، بِالتَّسْكِينِ: جَبَلٌ، وَقِيلَ: جَبَلٌ عَظِيمٌ فِي نَجْدٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإَنك حَقًّا أَيَّ نَظْرة عاشِقٍ ... نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَهَا وَوَقيرُ وقُدْسُ أُوارَة: جَبَلٌ أَيضا. غَيْرُهُ: قُدْس وآرةُ جبَلان فِي بِلَادِ مُزَيْنة مَعْرُوفَانِ بِحِذاء سُقْيا مزينة. قدحس: القُداحِس: الشُّجَاعُ الجَريء، وقيل: السَّيِءُ الخلُق. أَبو عَمْرٍو: الحُمارِس والرُّماحِس وَالْقُدَاحِسُ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ نَعْتِ الجَريء الشُّجَاعِ، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ. قدمس: القُدْمُوس والقُدْمُوسة: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ابْنا نِزارٍ أَحلَّاني بِمنزلةٍ، ... فِي رَأْسِ أَرْعَنَ عادِيِّ القَداميسِ وَجَيْشٌ قُدْمُوس: عَظِيمٌ. والقُدْمُوس: الْمَلِكُ الضخْم، وَقِيلَ: هُوَ السَّيِّدُ. والقُدْمُوس: القَديم؛ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ الأَبرص: وَلَنَا دارٌ ورِثْناها عن الْأَقْدمِ ... القُدْمُوس، مِنْ عَمٍّ وَخَالِ وعِزٌّ قُدْمُوس وقِدْماسٌ: قَدِيمٌ. يُقَالُ: حَسَب قُدْمُوس أَي قَدِيمٌ. والقُدْمُوس: المتقدِّم. وقُدْموسُ العسكَر: مُقَدَّمُه؛ قَالَ: بِذِي قَدامِيسَ لُهامٍ لَوْ دَسَرْ والقُدْموس والقُدامِس: الشديد. قرس: القَرْسُ والقِرْسُ: أَبْرَدُ الصَّقيع وأَكثره وأَشدُّ البَرْدِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: أَجاعِلَةً أُمَّ الحُصَيْنِ خَزايَةً ... عَلَيَّ فِرارِي أَن عَرَفْتُ بني عَبْس ورَهْطَ أَبي شَهْمٍ وعَمْرَو بنَ عامِرٍ ... وبَكْراً فجاشَتْ مِنْ لقائِهمُ نَفْسي مَطاعِينُ فِي الهَيْجا، مَطاعيمُ للْقِرَى، ... إِذا اصْفَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ مِنَ القَرْسِ المَطاعين: جَمْعُ مِطْعانٍ لِلْكَثِيرِ الطَعْن، ومَطاعيمُ: جَمْعُ مِطْعام لِلْكَثِيرِ الإِطعام. والقِرَى: الضِّيَافَةُ.

وَالْآفَاقُ: النَّوَاحِي، وَاحِدُهَا أُفُق. وأُفُقُ السَّمَاءِ: نَاحِيَتُهَا الْمُتَّصِلَةُ بالأَرض؛ قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ المُكَرَّم: قَوْلُهُ الْمُتَّصِلَةُ بالأَرض كَلَامٌ لَا يَصِحُّ فإِنه لَا شَيْءَ مِنَ السَّمَاءِ مُتَّصل بالأَرض، وَفِي هَذَا كَلَامٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ. وقَرَسَ الماءَ يَقْرِسُ قَرْساً، فَهُوَ قَرِيسٌ: جَمَدَ. وقَرَّسْناه وأَقْرَسْناه: بَرَّدْناه. وَيُقَالُ: قَرَّسْت الْمَاءَ فِي الشَّنِّ إِذا بَرَّدْته، وأَصبح الْمَاءُ الْيَوْمَ قَرِيساً وَقَارِسًا أَي جَامِدًا؛ وَمِنْهُ قِيلَ: سَمَكٌ قَرِيسٌ وَهُوَ أَن يُطْبخ ثُمَّ يُتَّخذ لَهُ صِباغ فَيُتْرَك فِيهِ حَتَّى يَجْمُد. وَيَوْمٌ قارسٌ: بَارِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا مَرُّوا بشَجَرَة فأَكلوا مِنْهَا فكأَنما مرَّت بِهمْ رِيح فأَخْمَدَتْهم فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَرِّسُوا الماءَ فِي الشِّنانِ وصُبُّوه عَلَيْهِمْ فِيمَا بَيْنَ الأَذَانَيْنِ ؛ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي بَرّدُوه فِي الأَسْقِيَة، وَفِيهِ لُغَتَانِ: القَرْس والقَرْش، قَالَ: وَهَذَا بِالسِّينِ. وأَما حَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَنَّ امْرَأَة سأَلتْه عَنْ دَمِ المَحيض فَقَالَ: قَرِّصِيه بِالْمَاءِ ، فإِنه بِالصَّادِّ، يَقُولُ: قَطِّعِيه، وَكُلُّ مُقَطَّع مُقَرَّص. وَمِنْهُ تَقْرِيصُ الْعَجِينِ إِذا شُنِّقَ لِيُبْسَطَ. وقَرَس الرَّجُلُ قَرْساً: بَرَدَ، وأَقْرَسَه البَرْدُ وقَرَّسَه تَقْريساً. والبَرْدُ اليَوْمَ قارِس وقَرِيس، وَلَا تَقُلْ قارصٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعدَ القَرْسِ، ... دُونَ ظِهارِ اللِّبْسِ بَعْدَ اللِّبْسِ قَالَ: وَقَدْ قَرَسَ المَقْرُور إِذا لَمْ يَسْتَطِعْ عَمَلًا بِيَدِهِ مِنْ شِدَّةِ الخَصَر. وإِنَّ لَيْلَتَنا لقارِسَةٌ، وإِنَّ يَوْمَنا لقارسٌ. ابْنُ السِّكِّيت: هُوَ القِرْقِس الَّذِي تَقُولُهُ العامَّة الجِرْجِس. وَلَيْلَةٌ ذَاتُ قَرْسٍ أَي بَرْد. وقَرَسَ البَرْدُ يَقْرِس قَرْساً: اشْتَدَّ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى قَرِسَ قَرَساً؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ الطَّائِيُّ: وَقَدْ تَصلَّيْتُ حَرَّ حَرْبهِم، ... كَمَا تَصلَّى المَقْرُورُ مِنْ قَرَسِ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: القَرَسُ الجامِد وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَيْثِ «2». ابْنُ الأَعرابي: القَرَسُ الجامِد مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والقِرْسُ: هُوَ القِرقِس. والقَرِيس مِنَ الطَّعَامِ: مُشْتَقٌّ مِنَ القَرَس الجامِد، قَالَ؛ وإِنما سُمِّيَ الْقَرِيسُ قَرِيسًا لأَنه يجمُد فَيَصِيرُ لَيْسَ بالجامِس وَلَا الذَّائِبِ، يُقَالُ قَرَسْنا قَرِيساً وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى أَقْرَسَه البَرْد. وَيُقَالُ: أَقْرَسَ العُود إِذا جَمَس مَاؤُهُ فِيهِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: أَقْرَس العُود حُبِس فِيهِ مَاؤُهُ. وقَراسٌ: هَضِبات شَدِيدَةُ البَرْد فِي بِلَادِ أَزْد السَّراة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلًا: يَمانِيةٍ، أَحْيا لَهَا مَظَّ مائِدٍ ... وآلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ وَرَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قُرَاس، بِضَمِّ الْقَافِ، وَيُرْوَى: صَوْبُ أَسقِية كُحْلِ، وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: مَائِدٌ وقَرَاس جبَلان بِالْيَمَنِ؛ وَيَمَانِيَةٌ خَفْضٌ عَلَى قَوْلِهِ: فجاءَ بِمَزْجٍ لَمْ يرَ الناسُ مِثْلَه «3» والمَظُّ: الرُّمَّان البَرِّي. الأَصمعي: آلُ قُرَاس هَضَبات بِنَاحِيَةِ السَّراة كأَنهن سُمِّين آلَ قُراس لبَرْدِها. قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَصبح الْمَاءُ قَريساً أَي جَامِدًا، وَمِنْهُ سُمِّي قَرِيس السَّمك. قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: آلُ قُراس أَجْبُل بارِدة. والقُرَاس

_ (2). قوله [وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبُو الْغَيْثِ] هكذا في الأَصل وشرح القاموس بالياء، والذي في الصحاح: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ، بالواو. (3). قوله [فجاء بمزج إلخ] تمام البيت كما في الصحاح وشرح القاموس: هُوَ الضَّحْكُ إِلَّا أَنه عمل النحل.

والقُراسِيَة: الضَّخْم الشَّدِيدُ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا، الذَّكَرُ والأُنثى، بِضَمِّ الْقَافِ، فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي رَباعِية وَثُمَانِيَةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا تَضَمَّنْتُ الحَوَارِياتِ، ... قَرَّبْتُ أَجْمالًا قُرَاسِيَاتِ وَهِيَ فِي الْفُحُولِ أَعمُّ، وَلَيْسَتِ القُراسِية نِسْبة إِنما هُوَ بِنَاءٌ عَلَى فُعاليَة وَهَذِهِ يَاءَاتٌ تُزاد؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَلِي بَنِي سعْدٍ، إِذا مَا حاربُوا، ... عِزُّ قُراسِيَة وجَدٌّ مِدْفَعُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وفَجّ، أَبَى أَن يَسْلُك الغُفْرُ بَيْنَهُ، ... سَلَكْتُ قُرَانَى مِنْ قُرَاسِية سُمْرِ وَقَالَ العجَّاج: مِنْ مُضَرَ القُراسِيات الشُّمِ يَعْنِي بالقُراسِيات الضِّخَامِ الهامِ مِنَ الإِبل، ضرَبها مَثَلًا لِلرِّجَالِ، وَمَلِكٌ قُراسِية: جَلِيلٌ. والقَرْس: شَجَرٌ. وقُرَيسات: اسْمٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَتَقُولُ هَذِهِ قُرَيْسات كَمَا تَرَاهَا، شبَّهُوها بِهَاءِ التأْنيث لأَنَّ هَذِهِ الْهَاءَ تَجِيءُ للتأْنيث وَلَا تُلْحَقُ بَنَاتُ الثَّلَاثَةِ بالأَربعة وَلَا الأَربعة بالخمسة. قربس: القَرَبُوس: حِنْوُ السَّرْج، والقُرْبُوس لُغَةٌ فِيهِ حَكَاهَا أَبو زَيْدٍ، وَجَمْعُهُ قَرَابيس. والقَرَبُوت: القَرَبُوس. قَالَ الأَزهري: بَعْضُ أَهل الشَّامِ يَقُولُ قَرَّبُوس، مُثَقَّلُ الرَّاءِ، قَالَ: وَهُوَ خطأٌ، ثُمَّ يَجْمَعُونَهُ عَلَى قَرْبابيس، وَهُوَ أَشد خَطَأً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَرَبوس للسَّرْج وَلَا يخفَّف إِلا فِي الشِّعْرِ مِثْلُ طرَسُوس، لأَن فَعْلُول لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَتِهم. قَالَ الأَزهري: وَلِلسَّرْجِ قَرَبُوسان، فأَما القَرَبُوس المُقَدَّم فَفِيهِ العَضُدان، وَهُمَا رِجلا السَّرْج، وَيُقَالُ لَهُمَا حِنْواه، وَمَا قُدَّام القَرَبُوسَيْنِ مِنْ فَضْلَةِ دَفَّة السَّرْج يُقَالُ لَهُ الدَّرْواسَنْج، وَمَا تَحْتَ قُدَّام القَرَبُوس مِنَ الدَّفَّة يُقَالُ لَهُ الْإِبْرَازُ «1»، والقَرَبوس الْآخَرُ فِيهِ رِجْلا المؤخِرة، وَهُمَا حِنْواه. والقَيْقب: سَيْرٌ يَدُورُ عَلَى القَرَبُوسَيْن كِلَيْهِمَا. قردس: القَرْدَسَة: الشِّدَّة والصَّلابة. وقُرْدُوس: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ، وهو منه. قرطس: القِرْطاس: مَعْرُوفٌ يُتَّخذ مِنْ بَرْدِيّ يَكُونُ بِمِصْرَ. والقِرْطاس: ضَرْب مِنْ برُود مِصْرَ. والقِرْطاس: أَديم يُنْصَب للنِّضال، ويسمَّى الغَرَض قِرْطاساً. وَكُلُّ أَديم ينصَب للنِّضال، فاسمُه قِرطاس، فإِذا أَصابه الرَّامي قِيلَ: قَرْطَس أَي أَصاب الْقِرْطَاسَ، والرَّمْيَةُ الَّتِي تُصيب مُقَرْطِسة. والقِرْطاس والقُرطاس والقَرْطَس [القِرْطس] والقَرْطاس، كُلُّهُ: الصَّحِيفَةُ الثَّابِتَةُ الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا؛ الأَخيرتان عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِمِخَشٍّ الْعُقَيْلِيِّ يَصِفُ رُسُومَ الدَّارِ وَآثَارَهَا كأَنها خَطّ زَبُور كُتِبَ فِي قِرْطاس: كأَنَّ، بحيثُ اسْتَوْدَع الدارَ أَهلُها، ... مَخَطّ زَبُور مِنْ دَواة وقَرْطَسِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ ؛ أَي فِي صَحِيفَةٍ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ ؛ أَي صُحُفاً؛ قَالَ: عَفَتِ الْمَنَازِلُ غَيْرَ مِثْل الأَنفس، ... بَعْدَ الزَّمَانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَس ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ فَتِيَّة شابَّة: هِيَ القِرْطاس وَالدِّيبَاجُ والذِّعْلِبَة والدِّعْبِل والعَيْطَموس. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للجارِية البيضاء

_ (1). قوله [الابراز] كذا بالأَصل.

المَدِيدة الْقَامَةِ قِرْطاس. وَدَابَّةٌ قِرْطاسِيّ إِذا كَانَ أَبيض لَا يُخَالِطُ لَونه شِيَة، فإِذا ضرَب بياضُه إِلى الصُّفرة فهو نَرْجِسِيّ. قرطبس: القَرْطَبُوس: الدَّاهِيَةُ، بِفَتْحِ الْقَافِ، والقِرْطَبُوس، بِكَسْرِهَا: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الشَّدِيدَةُ؛ مثَّل بِهِمَا سيبويه وفسرهما السِّيرافي. قرعس: كَبْشٌ قَرْعَس إِذا كَانَ عَظِيمًا. الأَزهري: القِرْعَوْس والقِرْعَوْش الْجَمَلُ الَّذِي لَهُ سَنامان. قرقس: القِرْقِسُ: البَعُوض، وَقِيلَ: البَقُّ، والقِرْقِسُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الجِرْجِس شَبْه البَقّ؛ قَالَ: فلَيْت الأَفاعِيَّ يَعْضُضْنَنا، ... مَكَانَ البَراغيث والقِرْقِس والقِرْقِس: طِينٌ يُخْتَمُ بِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، يُقَالُ لَهُ الْجَرْجَشْبُ «1». وقِرْقِس وقُرْقُوس: دُعَاءُ الْكَلْبِ. وقَرْقَس الجَرْوَ [الجِرْوَ] والكلبَ وقَرْقَس بِهِ: دَعَاهُ بقُرْقُوس. أَبو زَيْدٍ: أَشْلَيْت الكلبَ وقَرْقَسْت بِالْكَلْبِ إِذا دعَوْت بِهِ. وقاعٌ قَرَقُوس مِثَالُ قَرَبُوس، أَي واسعٌ أَملس مُسْتَوٍ لَا نَبْت فِيهِ. والقَرَقُوس: القُفُّ الصُّلْب؛ وأَرض قَرَقُوس. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَرَقُوس الْقَاعُ الأَمْلَس الْغَلِيظُ الأَجْرَد الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَرُبَّمَا نَبَعَ فِيهِ مَاءٌ وَلَكِنَّهُ مُحْتَرِق خَبيث، إِنما هُوَ مثْل قِطعة مِنَ النَّارِ وَيَكُونُ مُرْتَفعاً ومُطْمَئِنّاً، وَهِيَ أَرض مَسْحُورة خَبيثة وَمِنْ سِحْرِها أَيْبَسَ اللَّه نَبْتها ومَنعَه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وادٍ قَرَقٌ [قَرِقٌ] وقَرْقَر وقَرَقُوس أَي أَملس. والقَرَق الْمَصْدَرُ: وأَنشد: تَرَبَّعَتْ مِنْ صُلْبِ رَهْبَى أَنَقا، ... ظَواهِراً مَرًّا، ومَرًّا غَدَقا وَمِنْ قَياقي الصُوَّتَيْنِ قيَقا، ... صُهْباً، وَقُرْبَانًا تُناصي قَرَقا قَالَ أَبو نَصْرٍ: القَرَقُ شَبِيهٌ بِالْمَصْدَرِ، وَيُرْوَى عَلَى وَجْهَيْنِ: قَرِق، وقَرَق. قرنس: قَرْنَس الْبَازِي: كُرِّزَ أَي سَقَطَ رِيشُهُ. اللَّيْثُ: قَرْنَس الْبَازِي فعلُه لَازِمٌ إِذا كُرِّزَ وخِيطَتْ عَيْناه أَولَ مَا يُصاد، رَوَاهُ بِالسِّينِ عَلَى فَعْلَل، وَغَيْرُهُ يَقُولُ قَرْنَص البازِي. وقَرْنَس الدِّيك وقَرْنَصَ إِذا فَرّ مِنْ دِيكٍ آخَرَ. والقُرْناس والقِرْناس، بِكَسْرِ الْقَافِ، وَفِي الصِّحَاحِ بِالضَّمِّ: شَبِيهُ الأَنف يتقَدَّم فِي الْجَبَلِ؛ وأَنشد لِمَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الْهُذَلِيِّ، وَفِي الصِّحَاحِ مَالِكُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْخَنَاعِيُّ، يَصِفُ الْوَعْلَ: تاللَّه يَبْقى عَلَى الأَيام ذُو حِيَدٍ، ... بمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ فِي رأْس شاهقَة أُنْبوبُها خَضِرٌ، ... دُونَ السَّمَاءِ لَهُ فِي الجَوِّ قُرْناسُ والقِرناس [القُرناس]: عِرْناسُ المغْزَل، قال الأَزهري: هُوَ صِنَّارَته، وَيُقَالُ لأَنف الجبلِ عِرْناس أَيضاً. والقُرْنُوس: الخرَزَة فِي أَعلى الخُفِّ. والقُرْناس: شَيْءٌ يُلَفُّ عَلَيْهِ الصُّوف وَالْقُطْنُ ثُمَّ يغزَل. قسس: ابْنُ الأَعرابي: القُسُسُ العُقَلاء، والقُسُسُ السَّاقة الحُذّاق، و [القِسُ] القُسُّ النَّميمة، والقَسّاس النَّمَّام. وقَسَّ يَقُسُّ قَسّاً: مِنَ النَّمِيمَةِ وذِكرِ النَّاسِ بالغِيبَة. والقِسُّ [القُسُ]: تَتَبُّع الشَّيْءِ وطَلَبه. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ للنمَّام قَسَّاس وقَتَّات وهَمَّاز

_ (1). قوله [الجرجشب] كذا بالأَصل، وفي شرح القاموس: الجرجشت.

وغَمَّاز ودَرَّاج. والقَس [القِس] فِي اللُّغَةِ: النَّمِيمَةُ ونشْرُ الْحَدِيثِ؛ يُقَالُ: قَسَّ الْحَدِيثَ يقُسُّه قَسّاً. ابْنُ سِيدَهْ: قَسَّ الشَّيْءَ يقُسُّه قَسّاً وقَسَساً تتبَّعه وَتَطَلَّبَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ نِسَاءً عَفِيفَاتٍ لَا يَتَتَبَّعْنَ النَّمائم: يُمْسِينَ مِنْ قَسِّ الأَذى غَوافِلا، ... لَا جَعْبَريّات وَلَا طَهامِلا الجَعْبَرِيّات: القِصار، وَاحِدَتُهَا جَعْبَرة، والطَّهامِل الضِّخام القِباح الْخِلْقَةِ، وَاحِدَتُهَا طَهْمَلة. وقَسَّ الشيءَ قَسّاً: تَتَلَّاهُ وتَبَغَّاه. واقْتَسَّ الأَسدُ: طَلب مَا يأْكل. وَيُقَالُ: تَقَسَّسْت أَصواتَ النَّاسِ بِاللَّيْلِ تَقَسُّساً أَي تسمَّعتها. والقَسْقَسَة: السُّؤَالُ عَنْ أَمْرِ النَّاسِ. وَرَجُلٌ قَسْقاسٌ: يسأَل عَنْ أُمور النَّاسِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَحْفِزها ليلٌ وحادٍ قَسْقاسُ، ... كأَنهنَّ مَنُ سَراءٍ أَقْواسْ والقَسْقاس أَيضاً: الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وقَسْقَس الْعَظْمَ: أَكل مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ وتَمَخَّخَه؛ يمانيَة. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَسَسْت مَا عَلَى الْعَظْمِ أَقُسُّه قَسّاً إِذا أَكلتَ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ وامْتَخَخْتَه. وقَسْقَسَ مَا عَلَى الْمَائِدَةِ: أَكَلَه. وقَسَّ الإِبل يَقُسُّها قَسّاً وقَسْقَسَها: ساقَها، وَقِيلَ: هُما شدَّة السَّوْق. والقَسُوس مِنَ الإِبل: الَّتِي تَرْعى وحدَها، مِثْلَ العَسُوس، وَجَمْعُهَا قُسُسٌ، قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً أَي رَعَتْ وَحْدَهَا، واقْتَسَّتْ، وقَسَّها: أَفرَدَها مِنَ القَطيع، وَقَدْ عَسَّتْ عِنْدَ الغَضَب تَعُسّ وقَسَّتْ تَقُسُّ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ناقَة عَسُوسٌ وقَسُوس وضَرُوس إِذا ضجِرت وَسَاءَ خُلُقها عِنْدَ الغَضَب. والقَسُوس: الَّتِي لَا تَدِرّ حَتَّى تَنْتَبذ. وَفُلَانٌ قَسُّ إِبل أَي عَالِمٌ بِهَا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الَّذِي يَلِي الإِبل لَا يفارقُها. أَبو عُبَيْدٍ: القَسُّ صَاحِبُ الإِبل الَّذِي لَا يفارقُها؛ وأَنشد: يتبعُها تَرْعِيَّةٌ قَسٌّ ورَعْ، ... تَرى برجْلَيْه شُقُوقاً فِي كَلَعْ، لَمْ تَرْتمِ الوَحْشُ إِلى أَيدي الذَّرَعْ جَمْعُ الذَّريعَة وَهِيَ الدَّريئَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ ظَلَّ يَقُسُّ دَّابَّتَه قَسّاً أَي يَسُوقُها. والقَسُّ: رَئيس مِنْ رُؤساء النَّصَارَى فِي الدِّين والعِلْم، وَقِيلَ: هُوَ الكَيِّس الْعَالِمُ؛ قَالَ: لَوْ عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ، ... أَشْعَثَ فِي هَيْكَلِه مُنْدَسِّ، حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِ والقِسِّيسُ: كالقَسِّ، وَالْجَمْعُ قَساقِسة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وقِسِّيسُون. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ؛ وَالِاسْمُ القُسُوسَة والقِسِّيسِيَّة؛ قَالَ الفرَّاء: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِيمَنْ أَسلم مِنَ النَّصَارَى، وَيُقَالُ: هُوَ النَّجَّاشِيُّ وأَصحابه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ: يُجمع القِسِّيس قِسِّيسين كَمَا قَالَ تَعَالَى، وَلَوْ جَمَعَهُ قُسُوساً كَانَ صَوَابًا لأَنهما فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، يَعْنِي القَسَّ والقِسِّيس، قَالَ: وَيُجْمَعُ القِسِّيس قَساقِسة «2» جَمَعُوهُ عَلَى مِثَالِ مَهالِبة فَكَثُرَتِ السِّينَاتُ فأَبدلوا إِحداهن وَاوًا وَرُبَّمَا شُدِّدَ الْجَمْعُ «3» وَلَمْ يُشَدَّدْ واحده، وقد

_ (2). قوله [ويجمع القسيس قساقسة إلخ] هكذا في الأَصل هنا وفيما مر. وعبارة القاموس: قساوسة، وبها يظهر قوله بعد فأبدلوا إحداهن واواً. ويؤخذ من شرح القاموس أن فيه الجمعين حيث نقل رواية البيت بالوجهين. (3). قوله [وربما شدد الجمع إلخ] الظاهر في العبارة العكس بدليل ما قبله وما بعده.

جَمَعَتِ الْعَرَبُ الأَتُّون أَتاتين؛ وأَنشد لأُمية: لَوْ كَانَ مُنْفَلتٌ كَانَتْ قَساقِسَةٌ، ... يُحْييهمُ اللَّه فِي أَيديهم الزُّبُرُ والقَسَّة: القِرْبَة الصَّغِيرَةُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُئِلَ المُهاصِر بْنُ الْمُحَلِّ عَنْ لَيْلَةِ الأَقْساسِ مِنْ قَوْلِهِ: عَدَدْتُ ذُنُوبِي كُلَّها فوجدتُها، ... سِوَى ليلةِ الأَقْساسِ، حِمْلَ بَعير فَقِيلَ: مَا لَيْلَةُ الأَقْساس؟ قَالَ: لَيْلَةٌ زَنَيْتُ فِيهَا وَشَرِبْتُ الْخَمْرَ وَسَرَقْتُ. وَقَالَ لَنَا أَبو المحيَّا الأَعرابي يَحْكيه عَنْ أَعرابي حِجَازِيٍّ فَصِيحٍ إِن القُساس غُثاء السَّيْل؛ وأَنشدنا عَنْهُ: وأَنت نَفِيٌّ مِنْ صَناديد عامِرٍ، ... كَمَا قَدْ نَفى السيلُ القُساسَ المُطَرَّحا وقَسٌّ والقَسُّ: موضع، والثياب القَسِّيَّة [القِسِّيَّة] مَنْسُوبَةٌ إِليه، وَهِيَ ثِيَابٌ فِيهَا حَرِيرٌ تُجْلَبُ مِنْ نَحْوِ مِصْرَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، نَهَى عَنْ لُبْسِ القَسِّيّ ؛ هِيَ ثِيَابٌ من كتان مخلو بِحَرِيرٍ يؤْتى بِهَا مِنْ مِصْرَ، نُسِبَتْ إِلى قَرْيَةٍ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ قَرِيبًا مِنْ تِنِّيس، يُقَالُ لَهَا القَسُّ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَهُ بِكَسْرِ الْقَافِ، وأَهل مِصْرَ بِالْفَتْحِ، يُنْسَبُ إِلى بِلَادِ القَسِّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى بِلَادٍ يُقَالُ لَهَا القَسّ، قَالَ: وَقَدْ رأَيتها وَلَمْ يَعْرِفْهَا الأَصمعي، وَقِيلَ: أَصل القَسِّيّ القَزِّيّ، بِالزَّايِ، مَنْسُوبٌ إِلى القَزّ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الإِبريسم، أُبدل مِنَ الزَّايِ سِينٌ؛ وأَنشد لِرَبِيعَةَ بْنِ مَقْرُوم: جَعَلْنَ عَتِيقَ أَنْماطٍ خُدُوراً، ... وأَظْهَرْنَ الكَرادي والعُهُونا «1» عَلَى الأَحْداجِ، واسْتَشْعَرْن رَيْطاً ... عِراقِيّاً، وقَسِّيّاً مَصُونا وَقِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى القَسِّ، وَهُوَ الصَقيعُ لبَياضه. الأَصمعي: مِنْ أَسماء السُّيوف القُساسِيّ. ابْنُ سِيدَهْ: القُساسيُّ ضرْب مِنَ السُّيُوفِ، قَالَ الأَصمعي: لَا أَدْرِي إِلى أَي شَيْءٍ نُسِبَ. وقُساس، بِالضَّمِّ: جَبَلٌ فِيهِ مَعْدِنٌ حَدِيدٌ بأَرْمِينِيَّة، إِليه تُنْسَبُ هَذِهِ السُّيُوفُ القُساسيَّة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِن القُساسِيَّ الَّذِي يُعْصى بِهِ، ... يَخْتَصِمُ الدَّارِعَ فِي أَثوابه وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ: القُساسُ مُعَرَّفٌ. وقُساس، بِالضَّمِّ: جَبَلٌ لِبَنِي أَسد. وقَساس: اسم. وقُسُّ بْنُ سَاعِدَةَ الإِياديُّ: أَحد حُكَمَاءِ الْعَرَبِ، وَهُوَ أُسْقُفُّ نَجْران. وقُسُّ النَّاطف: مَوْضِعٌ. والقَسْقَس والقَسْقاس: الدَّلِيلُ الْهَادِي المُتفقِّد الَّذِي لَا يَغْفُل إِنما هُوَ تَلَفُّتاً وتنَظُّراً. وخِمْسٌ قَسْقاس أَي سَرِيعٌ لَا فُتور فِيهِ. وقَرَبٌ قَسْقاس: سَرِيعٌ شَدِيدٌ لَيْسَ فِيهِ فُتور وَلَا وَتِيرَة، وَقِيلَ: صَعْبٌ بَعِيدٌ. أَبو عَمْرٍو: القَرَب القَسِّيّ الْبَعِيدُ، وَهُوَ الشَّدِيدُ أَيضاً؛ قَالَ الأَزهري: أَحسبه الْقِسْيَنَّ «2» لأَنه قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِهِ الْقِسْيَنُّ. والقِسْيَبُّ: الصُّلْب الطَّوِيلُ الشَّدِيدُ الدُّلجة كأَنه يَعْنِي القَرَب، واللَّه أَعلم. الأَصمعي: يُقَالُ خِمْس قَسْقاس وحَصْحاص

_ (1). قوله [وأَظهرن الكرادي] هكذا في الأَصل وشرح القاموس. وفي معجم البلدان لياقوت: الكراري، بالراء بدل الدال. (2). قوله [القسين] هكذا في الأَصل.

وبَصْباص وصَبْصاب، كُلُّ هَذَا: السَّيْرِ الَّذِي لَيْسَتْ فِيهِ وَتيرة، وَهِيَ الِاضْطِرَابُ والفُتور. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: قَرَبٌ قِسْقِيس. وَقَدْ قَسْقَس لَيْلَهُ أَجمع إِذا لَمْ يَنَمْ؛ وأَنشد: إِذا حداهُنَّ النَّجاء القِسْقِيس وَرَجُلٌ قَسْقاس: يَسُوقُ الإِبل. وَقَدْ قَسَّ السَّيْرَ قَسّاً: أَسرع فِيهِ. والقَسْقَسَة: دَلْجُ اللَّيْلِ الدَّائب. يُقَالُ: سَيْرٌ قِسْقِيس أَي دَائِبٌ. وَلَيْلَةٌ قَسْقاسَة: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَمْ جُبْنَ مَنْ بِيدٍ ولَيْلٍ قَسْقاسْ قَالَ الأَزهري: لَيْلَةٌ قَسْقاسة إِذا اشْتَدَّ السَّيْرُ فِيهَا إِلى الْمَاءِ، وَلَيْسَتْ مِنْ معنى الظلمة فِي شَيْءٍ. وقَسْقَسْت بِالْكَلْبِ: دَعَوْتُ. وسيفٌ قَسْقاسٌ: كَهامٌ. والقَسقاس: بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الكَرَفْسَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وكُنْتَ مِنْ دَائِكٍ ذَا أَقْلاسِ، ... فاسْتَسقِيَنْ بِثَمَرِ القَسْقاسِ يُقَالُ: اسْتقاء واسْتَقى إِذا تَقَيَّأَ. وقَسْقَس الْعَصَا: حَرَّكها. والقَسْقاسُ: الْعَصَا. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ حِينَ خَطَبَهَا أَبو جَهْم ومعاوية: أَمَّا أَبو جَهْم فأَخاف عَلَيْكِ قَسْقَاسَته ؛ القَسْقاسة: الْعَصَا؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه أَراد قَسْقَسَتَه أَي تَحْرِيكَهُ إِياها لِضَرْبِكِ فأَشبع الْفَتْحَةَ فَجَاءَتْ أَلفاً، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ أَنَّهُ أَراد بِقسقاسَته عَصَاهُ، فَالْعَصَا عَلَى الْقَوْلِ الأَول «1» مَفْعُولٌ بِهِ، وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي بَدَلٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْعَصَا هِيَ القَسْقاسة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي أَنه يَضْرِبُهَا بِالْعَصَا، مِنَ القَسْقَسة، وَهِيَ الْحَرَكَةُ والإِسراع فِي المَشْي، وَقِيلَ: أَراد كَثْرَةَ الأَسفار. يُقَالُ: رَفَعَ عَصَاهُ عَلَى عَاتِقِهِ إِذا سَافَرَ، وأَلْقَى عَصَاهُ إِذا أَقام، أَي لَا حظَّ لَكَ فِي صُحْبَتِهِ لأَنه كَثِيرُ السَّفر قَلِيلُ المُقام؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إِني أَخاف عَلَيْكَ قَسْقاسَتَه الْعَصَا ، فَذَكَرَ الْعَصَا تَفْسِيرًا للْقَسْقاسة، وَقِيلَ: أَراد بِقَسْقَسَةِ الْعَصَا تَحْرِيكَهُ إِياها فَزَادَ الأَلف ليفْصل بَيْنَ تَوَالِي الْحَرَكَاتِ. وَعَنِ الأَعراب القُدمِ: القَسْقاس نَبْتٌ أَخضر خَبِيثُ الرِّيحِ يَنْبُتُ فِي مَسيل الْمَاءِ لَهُ زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ. والقَسْقاس: شدَّة الْجُوعِ والبَرْد؛ وينشَد لأَبي جُهَيْمَةَ الذُّهْلِيِّ: أَتانا بِهِ القَسْقاسُ لَيْلًا، وَدُونَهُ ... جَراثِيمُ رَمْلٍ، بينهنَّ قِفافُ وأَورده بَعْضُهُمْ: بينهنَّ كِفاف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ قِفافُ، وَبَعْدَهُ: فأَطْعَمْتُه حَتَّى غَدا وكأَنه ... أَسِيرٌّ يُداني مَنْكِبَيْه كِتافُ وصفَ طَارِقًا أَتاه بِهِ الْبَرْدُ والجُوع بَعْدَ أَن قَطَعَ قَبْلَ وُصوله إِليه جَرَاثِيمَ رَمْلٍ، وَهِيَ القِطَع الْعِظَامُ، الْوَاحِدَةُ جُرْثُومة، فأَطعمه وأَشبعه حَتَّى إِنه إِذا مَشَى تَظُنُّ أَن فِي منكِبَيْه كِتَافًا، وَهُوَ حَبْل تشدُّ بِهِ يد الرجل إِلى خلقه. وقَسْقَسْت بِالْكَلْبِ إِذا صِحْتَ بِهِ وَقُلْتَ لَهُ: قُوسْ قُوسْ. قسطس: قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ* ؛ القِسْطاس والقُسطاس: أَعدل الموازين وأَقومُها، وقيل: هو شاهينٌ. الزَّجَّاجُ: قِيلَ القِسطاس القَرَسْطون وَقِيلَ هُوَ القَبَّان. والقِسْطاس: هُوَ مِيزَانُ الْعَدْلِ أَيَّ مِيزَانٌ كَانَ مِنْ مَوَازِينِ الدَّرَاهِمِ وَغَيْرِهَا؛ وَقَوْلُ عَدِيٍّ: فِي حَديد القسطاسِ يَرْقُبُني الحَارِث، ... والمَرءُ كلَّ شَيْءٍ يُلاقِي

_ (1). قوله [العصا على القول الأَول إلخ] هذا إِنما يناسب الرواية الآتية.

قَالَ اللَّيْثُ: أُراه حَدِيدَ القَبَّان. قسطنس: القُسْطَناسُ والقُسْنَطاسُ: صَلَايَةُ الطِّيب، وَقَالَ مَرَّةً أُخرى: صَلَايَةُ العَطَّار. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قُسْطَناس أَصله قُسْطَنَس يُمَدُّ بأَلف كَمَا مَدُّوا عَضْرَفُوطَ بِالْوَاوِ والأَصل عَضْرَفُط. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الْخَلِيلُ قُسْطَناس اسْمُ حَجَر وَهُوَ مِنَ الخُماسي الْمُتَرَادِفِ أَصله قُسْطَنَس؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رُدِّي عَليَّ كُمَيْتَ اللَّوْنِ صافِيَةً، ... كالقُسْطَناس عَلاها الوَرْسُ والجَسَدُ قسنطس: القُسْنَطاس: صلايَة الطِّيب؛ روميَّة، وَقَالَ: ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ القُسْطَناس. قطربس: التَّهْذِيبُ فِي الخُماسي: أَنشد أَبو زَيْدٍ: فَقَرَّبوا لِي قَطْرَبُوساً ضارِباً، ... عَقْرَبَةً تُناهِزُ العَقارِبا قَالَ: والقَطْرَبُوس مِنَ الْعَقَارِبِ الشَّدِيدُ اللَّسْع؛ وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: القَطْرَبُوس النَّاقَةُ السريعة. قعس: القَعَس: نَقِيضُ الحَدَب، وَهُوَ خُرُوجُ الصَّدْرِ وَدُخُولِ الظَّهْرِ؛ قَعِسَ قَعَساً، فَهُوَ أَقْعَسُ ومُتَقاعِس وقَعِسٌ كَقَوْلِهِمْ أَنكَد ونَكِد وأَجرب وجَرِب، وَهَذَا الضرْب يَعْتَقِبُ عَلَيْهِ هَذَانِ المِثالان كَثِيرًا، والمرأَة قَعْساء وَالْجَمْعُ قُعْس. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقان: أَبغضُ صِبيانِنا إِلينا الأُقَيْعِسُ الذَّكَرُ ، وَهُوَ تَصْغِيرُ الأَقْعَس. والقَعَسُ فِي القَوْس: نُتُوُّ بَاطِنِهَا مِنْ وسَطها ودخولُ ظَاهِرِهَا، وَهِيَ قَوْس قَعْساء؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ وَوَصَفَ صَائِدًا: وَفِي اليدِ اليُسرى عَلَى مَيْسورِها ... نَبْعِيَّةٌ قَدْ شُدَّ مِنْ تَوْتِيرِها، كَبْداءُ قَعْساءُ عَلَى تَأْطِيرِها ونملةٌ قَعْساء: رَافِعَةٌ صَدْرَهَا وذَنبها، وَالْجَمْعُ قُعْس وقَعْساوات عَلَى غَلَبَةِ الصِّفَةِ. والأَقْعَسُ: الَّذِي فِي صَدْرِهِ انْكِبَابٌ إِلى ظَهْرِهِ. والقُعاس: التِواء يأْخذ فِي العُنُق مِنْ رِيحٍ كأَنها تَهصِرُه إِلى مَا وَرَاءَهُ. والقَعَسُ: الثَّبَاتُ. وعِزَّةٌ قَعْساء: ثَابِتَةٌ؛ قَالَ: والعِزَّة القَعْساء لِلأَعَزّ وَرَجُلٌ أَقْعَس: ثَابِتٌ عزيزٌ مَنِيع. وتَقَاعس العِزّ أَي ثَبَتَ وَامْتَنَعَ وَلَمْ يُطَأْطِئْ رأْسه فاقْعَنْسَسَ أَي فَثَبَتَ مَعَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تَقاعَس العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسا، ... فَبَخَسَ الناسَ وأَعْيا البُخَّسَا أَي بَخَسَهم العِزُّ أَي ظَلَمَهُمْ حقوقَهم. وتَقَعَّسَتِ الدَّابَّةُ: ثَبَتَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ مَكَانَهَا. وتَقَعْوَس الرَّجُلُ عَنِ الأَمر أَي تأَخَّر وَلَمْ يتَقدَّم فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: كَمَا يَتَقاعَسِ الفَرَسُ الجَرُورُ وَفِي حَدِيثِ الأُخْدُود: فَتَقاعَسَتْ أَن تَقَعَ فِيهَا ؛ وَقَوْلُهُ: صَدِيق لِرَسْمِ الأَشجَعِيِّين، بَعْدَ ما ... كَسَتْني السِّنُونَ القُعْسُ شَيبَ المفارِقِ إِنما أَراد السِّنين الثَّابِتَةَ، وَمَعْنَى ثَبَاتِهَا طُولها. وقَعَسَ وتَقاعَس واقْعَنْسَسَ: تأَخر وَرَجَعَ إِلى خَلْفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَدَّ يَده إِلى حُذَيْفَةَ فتَقاعَسَ عَنْهُ أَو تَقَعَّسَ أَي تأَخر؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بِئْسَ مُقامُ الشَّيْخ أَمْرِسْ أَمْرِسْ، ... إِمَّا عَلَى قَعْوٍ، وإِمَّا اقْعَنْسِسْ وإِنما لَمْ يُدْغَمْ هَذَا لأَنه مُلْحَقٌ باحْرَنْجَم؛ يَقُولُ: إِن استقَى بِبَكْرَةٍ وَقَعَ حَبْلُهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ فَيُقَالُ لَهُ أَمْرِسْ، وإِن استقَى بِغَيْرِ بَكْرَةٍ ومَتَح أَوجعه

ظَهْرُهُ فَيُقَالُ لَهُ اقْعَنْسِسْ وَاجْذِبِ الدَّلْوَ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: نُونَ افْعَنْلَلَ بَابُهَا إِذا وَقَعَتْ فِي ذَوَاتِ الأَربعة أَن تَكُونَ بَيْنَ أَصلين نَحْوَ اخْرَنْطَمَ واحْرَنجَمَ، واقْعَنْسَسَ مُلْحَقٌ بِذَلِكَ فَيَجِبُ أَن يُحْتَذَى بِهِ طَرِيقُ مَا أُلحق بِمِثَالِهِ، فَلْتَكُنِ السِّينُ الأُولى أَصلًا كَمَا أَن الطَّاءَ الْمُقَابِلَةَ لَهَا مِنِ اخْرَنْطَمَ أَصل، وإِذا كَانَتِ السِّينُ الأُولى مِنِ اقْعَنْسَسَ أَصلًا كَانَتِ الثَّانِيَةُ الزَّائِدَةُ بِلَا ارْتِيَابٍ وَلَا شُبْهَةٍ. واقْعَنْسَسَ الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ: امْتَنَعَ فَلَمْ يَتْبَعْ، وَكُلُّ مُمْتَنِعٍ مُقْعَنْسِس. والمُقْعَنسِسُ: الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: المتأَخر. وَجَمَلٌ مُقْعَنْسِسٌ: يَمْتَنِعُ أَن يُقاد. قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ فِي تَصْغِيرِ مُقْعَنْسِس مُقَيْعِس ومُقَيْعِيس، قَالَ: وَلَيْسَ الْقِيَاسُ مَا قَالَ لأَن السِّينَ مُلْحَقَةٌ فَالْقِيَاسُ قُعَيْسِس وقُعَيْسِيس، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ حُرَيْجِم وحُرَيْجِيم فِي تَحْقِيرِ مُحْرَنْجِم. وعِزٌّ مُقْعَنْسِس: عَزَّ أَن يُضام. وَكُلُّ مُدخلٍ رأْسَه فِي عُنُقِهِ كَالْمُمْتَنِعِ مِنَ الشَّيْءِ: مُقْعَنْسِس. ومَقاعِس، بِفَتْحِ الْمِيمِ: جَمْعُ المُقْعَنْسِس بَعْدَ حَذْفِ الزِّيَادَاتِ وَالنُّونِ وَالسِّينِ الأَخيرة، وإِنما لَمْ تُحْذَفِ الْمِيمُ، وإِن كَانَتْ زَائِدَةً، لأَنها دَخَلَتْ لِمَعْنَى اسْمِ الْفَاعِلِ، وأَنت فِي التَّعْوِيضِ بِالْخِيَارِ، والتعويضُ أَن تُدْخِلَ يَاءً سَاكِنَةً بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ اللَّذَيْنِ بَعْدَ الأَلف، تَقُولُ: مَقاعِس وإِن شِئْتَ مَقاعِيس، وإِنما يَكُونُ التَّعْوِيضُ لَازِمًا إِذا كَانَتِ الزِّيَادَةُ رَابِعَةً نَحْوَ قِنديل وقَناديل، فقِسْ عَلَيْهِ. والإِقْعاسُ: الْغِنَى والإِكثار. وَفَرَسٌ أَقْعَسُ إِذا اطمأَنَّ صُلبه مِنْ صَهْوَتِه وَارْتَفَعَتْ قَطاتُه، وَمِنَ الإِبل الَّتِي مَالَ رأْسها وَعُنُقُهَا نَحْوَ ظَهْرِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: ابنُ خَمْسٍ عَشاء خَلِفاتٍ قُعْس أَي مكثُ الْهِلَالُ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من الشعر إِلى أَن يَغِيبَ مُكْثُ هَذِهِ الْحَوَامِلِ فِي عَشائها. والقِنْعاسُ: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الطَّوِيلَةُ السَّنَمة، وَقِيلَ: الْجَمَلُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وابنُ اللَّبُون، إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ، ... لَمْ يستطِع صَوْلَة البُزْلِ القَناعِيسِ وليلٌ أَقْعَس: طَوِيلٌ كأَنه لَا يَبْرَحُ. والقَعْسُ: التُّرَابُ المُنْتِن. وقَعَسَ الشيءَ قَعْساً: عَطَفَهُ كقَعَشَه. والقَوْعَسُ: الْغَلِيظُ العنُق الشَّدِيدُ الظَّهْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وتَقَعْوَسَ الشَّيْخُ: كَبِرَ كَتَقَعْوشَ. والقَعْوَسُ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ. وتَقَعْوَسَ الْبَيْتُ: انْهَدَمَ. والقَعْوَسُ: الْخَفِيفُ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ أَهون مِنْ قُعَيْسٍ عَلَى عَمَّتِه؛ قِيلَ كَانَ غُلَامًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وإِنَّ عَمَّتَه اسْتَعَارَتْ عَنْزاً مِنَ امرأَة فَرَهَنَتْهَا قُعَيْساً ثُمَّ نَحَرَتِ الْعَنْزَ وهَربت، فَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْهَوَانِ. وبعيرٌ أَقْعَسُ: فِي رِجْلَيْهِ قِصَر وَفِي حارِكِه انْصِباب؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأَقْعَسُ الَّذِي قَدْ خَرَجَتْ عَجِيزَتُهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ المنكبُّ عَلَى صَدْرِهِ، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَالْقَوْلُ قَوْلُ صاحبنا؛ وأَنشد: أَقْعَسُ أَبْدى، فِي اسْتِه اسْتِيخارُ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تأْتي فَتَيات قُعْساً ؛ القَعَس: نُتُوُّ الصَّدْرِ خِلْقَةً، وَالرَّجُلُ أَقْعَس، وَالْمَرْأَةُ قَعْساء، وَالْجَمْعُ قُعْس. وقَعْسان: مَوْضِعٌ، والأَقْعسُ: جبَل. وقُعَيسِسٌ وقُعَيْسٌ: اسْمَانِ. ومُقاعِس: قَبِيلَةٌ. وَبَنُو مُقاعِس: بَطْن مِنْ بَنِي سَعْدِ، سُمِّيَ مُقاعسِاً لأَنه تَقاعَس عَنْ حِلْف كَانَ بَيْنَ قَوْمِهِ، وَاسْمُهُ الْحَرَثُ،

وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ مُقاعِساً يَوْمَ الكُلاب لأَنهم لَمَّا التَقَوْا همْ وَبَنُو الْحَرَثِ بْنِ كَعْبٍ تَنَادَى أُولئك: يَا لَلْحرث وَتَنَادَى هَؤُلَاءِ: يَا لَلْحرث فَاشْتَبَهَ الشِّعاران فَقَالُوا: يَا لَمُقاعِس قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ومُقاعِس أَبو حَيٍّ مِنْ تَمِيمٍ، وَهُوَ لَقَبٌ، واسمه الحرث بْنُ عَمْرِو بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ. وَعَمْرُو بْنُ قِعاس: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. أَبو عُبَيْدٍةَ: الأَقْعَسان هُمَا أَقْعَسُ ومُقاعِس ابْنَا ضَمْرَة بْنِ ضَمْرة مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، والأَقْعَسان: الأَقْعَسُ وهُبَيْرة ابنا ضَمْضَم. قعمس: القُعْمُوس: الجُعْمُوس. وقَعْمَس الرَّجُلُ: أَبْدى بمرَّة وَوَضَعَ بمرَّة. قعنس: الأَصمعي: المُقْعَنْسِسُ الشَّدِيدُ، وَهُوَ المتأَخر أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ مُقْعَنْسِسٌ إِذا امْتَنَعَ أَن يُضام. أَبو عَمْرٍو: القَعْنَسة أَن يَرْفَعَ الرَّجُلُ رأْسه وَصَدْرَهُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: إِذا جاءَ ذُو خُرْجَين مِنْهُمْ مُقَعْنِساً، ... مِنَ الشَّامِ، فَاعْلَمْ أَنَّه شَرُّ قافِل اللِّحْيَانِيُّ: القَعانِيسُ الشدائد من الأُمور. قفس: قَفَس الشيءَ يَقْفِسُه قَفْساً: أَخذه أَخذ انْتِزَاعٍ وَغَضَبٍ. اللِّحْيَانِيُّ: قَفَس فُلَانٌ فُلَانًا يَقْفِسُه قَفْساً إِذا جَذَبه بِشَعْرِهِ سُفْلًا. وَيُقَالُ: تَرَكْتُهُمَا يَتَقافَسان بشعُورهما. والقَفْساء: المَعِدَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلْقَيت فِي قَفْسائه مَا شَغَلَهْ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَطعَمَه حَتَّى شبِع. والقَفْساء: الأَمَة اللَّئيمة الرَّديئة، وَلَا تُنْعَتُ الحُرَّة بِهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: امرأَة قَفْساء وقَفاسِ وعبدٌ أَقْفَس إِذا كَانَا لئِيمَيْن. والأَقْفَس مِنَ الرجال: المُقْرِف ابن الأَمَة. وقَفَسَ الرَّجُلُ قُفُوساً: مَاتَ، وَكَذَلِكَ فَقَس، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَكَذَلِكَ طَفَس وفَطَسَ إِذا مَاتَ. والقُفْسُ: جِيل يَكُونُ بِكِرْمان فِي جِبالها كالأَكْراد؛ وأَنشد: وَكَمْ قَطَعْنا مِنْ عَدُوّ شُرْسِ، ... زُطٍّ وأَكْرادٍ وقُفْسٍ قُفْسِ وَهُوَ بِالصَّادِ أَيضاً، وَهِيَ مُضَارَعَةٌ. ققس: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ فِي مصنَّف ابْنِ أَبي شَيْبَةَ أَن جَابِرَ بْنَ سَمُرة قَالَ: رأَيت رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جِنَازَةِ أَبي الدَّحْداحَة وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ يَتَقَوْقَس بِهِ وَنَحْنُ حَوْلَه ؛ فسَّره أَصحاب الْحَدِيثِ أَنه ضرْب مِنْ عَدْو الخيل. والمُقَوْقِس: صاح الإِسكندرية الَّذِي راسَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَهْدى إِليه، وفُتِحت مصرُ عَلَيْهِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَهُوَ مِنْهُ؛ قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَحد مِنْ أَهل اللُّغَةِ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِيمَا انْتَهَى إِلينا، واللَّه أَعلم. قلس: القَلْسُ: أَن يَبْلُغَ الطَّعَامُ إِلى الحَلْق ملْءَ الْحَلْقِ أَو دُونَهُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى الْجَوْفِ، وَقِيلَ: هُوَ القَيء، وَقِيلَ: هُوَ الْقَذْفُ بِالطَّعَامِ وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَخْرُجُ إِلى الْفَمِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَالْجَمْعُ أَقلاس؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِن كُنْت مِنْ دائِك ذَا أَقْلاسِ، ... فاسْتَسْقِيَنْ بِثَمر القَسْقاسِ اللَّيْثُ: القَلْس مَا خَرَجَ مِنَ الْحَلْقِ مِلْءَ الْفَمِ أَو دُونَهُ، وَلَيْسَ بِقيء، فإِذا غلَب فَهُوَ القَيْءُ. وَيُقَالُ:

قَلَسَ الرَّجُلُ يَقْلِسُ قَلْساً، وَهُوَ خُرُوجُ القَلْس مِنْ حَلْقِهِ. أَبو زَيْدٍ: قَلَس الرَّجُلُ قَلْساً، وَهُوَ مَا خَرَجَ مِنَ الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ أَو الشَّرَابِ إِلى الْفَمِ أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه، وَهُوَ قَالِس. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَاءَ أَو قَلَس فليتوضأْ ؛ القَلَس، بِالتَّحْرِيكِ، وَقِيلَ بِالسُّكُونِ مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ قَلَس يَقْلِسُ قَلْساً وقَلَساناً، فَهُوَ قَالِسٌ. وقَلَسَت الكأْس إِذا قَذَفَتْ بِالشَّرَابِ لشدَّة الِامْتِلَاءِ؛ قَالَ أَبو الْجَرَّاحِ فِي أَبي الْحَسَنِ الْكِسَائِيِّ: أَبا حَسَنٍ، مَا زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ، إِلا والزُّجاجةُ تَقْلِسُ كَرِيم إِلى جَنْبِ الخِوانِ، وزَوْرُه ... يُحَيَّا بأَهلًا مَرْحباً، ثُمَّ يَجْلِسُ وقَلَسَ الإِناءُ يَقْلِسُ إِذا فاضَ؛ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ لجإٍ: وامْتَلأَ الصَّمَّان مَاءً قَلْسا، ... يَمْعَسْن بِالْمَاءِ الجِواءَ مَعْسَا وقَلَسَ السَّحابُ قَلْساً، وَهُوَ مِثْلُ القَلْسِ الأَول. والسَّحابة تَقْلِسُ النَّدَى إِذا رَمَتْ بِهِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ شَدِيدٍ؛ وأَنشد: نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ ابْنُ الأَعرابي: القَلْسُ الشُّرْبُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّبِيذِ؛ والقَلْس الغِناء الجيِّد، والقَلْسُ الرَّقْصُ فِي غِنَاءٍ. وقَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه قَلْساً: مجَّتْه. والقَليس: الْعَسَلُ، والقَليس أَيضاً: النَّحْلُ؛ قَالَ الأَفوه: مِنْ دُونها الطَّير، وَمِنْ فَوْقِها ... هَفاهِفُ الرِّيح كَجُثِّ القَليس والقَلْس والتَّقْلِيس: الضَّرْبُ بالدُّفِّ والغِناءُ. والمُقَلِّس: الَّذِي يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الأَمير إِذا قَدِمَ الْمِصْرَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ دُبّاً أَو ثَوْرَ وَحْشٍ: فَرْدٌ تُغَنِّيه ذِبَّانُ الرِّياضِ، كَمَا ... غَنَّى المُقَلِّسُ بِطريقاً بأُسْوارِ أَراد مَعَ أُسْوار. وَقَالَ أَبو الجَرَّاح: التَّقْلِيسُ اسْتِقْبَالُ الوُلاة عِنْدَ قُدُومِهِمْ بأَصناف اللَّهْو؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْرًا طعَن فِي الْكِلَابِ فَتَبِعَهُ الذُّباب لِمَا فِي قَرنِه مِنَ الدَّمِ: ثُمَّ اسْتَمَرَّ تُغَنِّيه الذُّباب، كَمَا ... غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْرِيقاً بِمزْمارِ «2» وَقَالَ الشَّاعِرُ: ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، لَمَّا قَدِمَ الشأْم: لَقِيَهُ المُقَلِّسون بِالسُّيُوفِ والرَّيْحان. والقَلْس: حَبْل ضَخْمٌ مِنْ لِيفٍ أَو خُوص، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ حَبْلٌ غَلِيظٌ مِنْ حِبَالِ السفُن. والتَّقْليس: ضَرْب الْيَدَيْنِ عَلَى الصَّدْرِ خُضُوعًا. والتَّقْليس: السُّجُودُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا رَأَوْهُ قَلَّسُوا لَهُ ؛ التَّقْليس: التَّكْفير وَهُوَ وَضْعُ الْيَدَيْنِ عَلَى الصَّدْرِ والانحناءُ خُضُوعًا وَاسْتِكَانَةً. أَحمد بْنُ الْحَرِيشِ: التَّقْليس هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالدُّعَاءِ والقِراءة وَالْغِنَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذكْر قالِسٍ، بِكَسْرِ اللَّامِ: مَوْضِعٌ أَقْطعه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ. والقُلَّيْسُ، بِالتَّشْدِيدِ، مِثَالُ القُبَّيْطِ: بِيعَة للحَبَش كَانَتْ بصَنْعاء بَنَاهَا أَبْرَهة وَهَدَمَتْهَا حِمير. وَفِي التَّهْذِيبِ: القُلَّيسة بِيعة كَانَتْ بصَنْعاء للحَبَشة. اللَّيْثُ: التَّقْليس وضع اليدين على الصدر خضوعاً كما

_ (2). رواية بيت الكميت هنا تختلف عن روايته السابقة في الحقل نفسه.

تفعل النصارى قَبْل أَن تَكْفُر أَي قَبْلَ أَن تسجُد. قَالَ: وَجَاءَ فِي خَبَرِ لمَّا رأَوه قَلَّسوا ثم كَفَرُوا أَي سَجَدُوا. والقَلْسُوَة والقَلْساة والقَلَنْسُوة والقُلَنْسِيَة والقَلَنْسَاة والقلْنِيسَةُ: من ملابس الرُّؤوس مَعْرُوفٌ، وَالْوَاوُ فِي قلَنْسُوة لِلزِّيَادَةِ غَيْرِ الإِلحاق وَغَيْرِ الْمَعْنَى، أَما الإِلحاق فَلَيْسَ فِي الأَسماء مِثْلُ فَعَلُّلَة، وأَما الْمَعْنَى فَلَيْسَ فِي قَلَنْسُوَةٍ أَكثر مِمَّا فِي قَلْساة، وَجَمْعُ القَلَنْسُوة والقُلَنْسِيَة والقَلَنْساة قَلانِسُ وقَلاسٍ وقَلَنْسٍ؛ قَالَ: لَا مَهلَ حَتَّى تَلْحَقِي بعَنْسِ، ... أَهل الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي وقَلَنْسَى؛ وَكَذَلِكَ رَوَى ثَعْلَبٌ هَذَا الْبَيْتَ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ: إِذا مَا القَلَنْسَى وَالْعَمَائِمُ أُجْلِهَتْ، ... ففِيهنَّ عَنْ صُلْعِ الرِّجَالِ حُسُورُ قَالَ: وَكِلَاهُمَا مِنْ بَابِ طَلْحة وطَلْح وسَرحة وسَرْحٍ. قَوْلُهُ أُجْلِهَتْ نُزِعَت عَنِ الجَلْهَة. والجَلْهَةُ: الَّذِي انْحَسَرَ الشِّعْرُ مِنْهُ عَنِ الرأْس «1»، وَهُوَ أَكثر مِنَ الجَلَح، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ فيهنَّ يَعُودُ عَلَى نِسَاءٍ؛ يَقُولُ: إِن القَلاسِي وَالْعَمَائِمَ إِذا نُزِعَت عن رؤوس الرِّجَالِ فَبَدَا صَلَعُهُمْ فَفِي النِّسَاءِ عَنْهُمْ حُسُور أَي فُتور. وَقَدْ قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ أَي أَلبسته القَلَنْسوة فلَبِسها، قَالَ: وَقَدْ حُدَّ فَقِيلَ: إِذا فَتَحْتَ الْقَافَ ضَمَمْتَ السِّينَ، وإِن ضَمَمْتَ الْقَافَ كَسَرْتَ السِّينَ وَقَلَبْتَ الْوَاوَ يَاءً، فإِذا جَمَعْتَ أَو صغَّرت فأَنت بِالْخِيَارِ لأَن فِيهِ زِيَادَتَيْنِ الْوَاوَ وَالنُّونَ، فإِن شِئْتَ حَذَفْتَ الْوَاوَ فَقُلْتَ قَلَانِسُ، وإِن شِئْتَ حَذَفْتَ النُّونَ فَقُلْتَ قلاسٍ، وإِنما حُذِفَتِ الْوَاوُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وإِن شِئْتَ عوَّضت فِيهِمَا وَقُلْتَ قَلانيس وقَلاسِيُّ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ فِي التَّصْغِيرِ قُلَيْنسة، وإِن شِئْتَ قُلَيْسَة، وَلَكَ أَن تعوِّض فِيهِمَا فَتَقُولَ قُلَيْنِيسة وقُلَيسِيَّة، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ الأَخيرة، وإِن جَمعت القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الْهَاءِ قُلْتَ قَلَنْس، وأَصله قَلَنْسُوٌ إِلا أَنك رَفَضْتَ الْوَاوَ لأَنه لَيْسَ فِي الأَسماء اسْمٌ آخِرُهُ حَرْفُ عِلَّةِ وَقَبْلَهَا ضَمَّة، فإِذا أَدّى إِلى ذَلِكَ قِيَاسٌ وَجَبَ أَن يُرفض ويُبدل مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً فَيَصِيرُ آخِرُ الِاسْمِ يَاءً مَكْسُورًا مَا قَبْلَهَا، وَذَلِكَ يُوجِبُ كَوْنَهُ بِمَنْزِلَةِ قاضٍ وغازٍ فِي التَّنْوِينِ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي أَحْقٍ وأَدْلٍ جَمْعُ حِقْوٍ ودَلْوٍ، وأَشباه ذَلِكَ فقِس عَلَيْهِ، وَقَدْ قَلْسَيْتُه فتَقَلْسَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما جَمْعُ القُلَنْسِيَة فَقَلاسٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن القُلَنْسِيَة لَيْسَتْ بِلُغَةٍ كَمَا اعتدَّها أَبو عُبَيْدٍ إِنما هِيَ تَصْغِيرُ أَحد هَذِهِ الأَشياء، وَجَمْعُ القَلْساة قَلاسٍ لَا غَيْرُ، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ فِيهَا قَلْسَى كَعَلْقَى؛ والقَلَّاس: صانِعها، وَقَدْ تَقَلْنَسَ وتَقَلْسَى، أَقَرُّوا النُّونَ وإِن كَانَتْ زَائِدَةً، وأَقرُّوا أَيضاً الْوَاوَ حَتَّى قَلبوها يَاءً. وقَلْسَى الرجلَ: أَلبسه إِياها؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والتقليسُ: لُبْسُ القَلَنْسُوَة «2». وبحرٌ قَلَّاسٌ أَي يَقْذِفُ بالزَّبَدِ. قلحس: القِلْحاس: الْقَبِيحُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: القِلْحَاس مِنَ الرِّجَالِ السَّمْج القبيح. قلمس: القَلَمَّسُ: البحرُ؛ وأَنشد: فَصَبَّحَتْ قَلَمَّساً هَمُوما وَبَحْرٌ قَلَمَّسٌ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، أَي زاخر، قال:

_ (1). قوله [انْحَسَرَ الشِّعْرُ مِنْهُ عَنِ الرأس] لعله انحسر الشعر عنه من مقدم الرأس. (2). قوله [والتقليس لبس القلنسوة] هكذا بالأَصل ولعل الظاهر والتقلس لبس إلخ أَو والتقليس إِلباس القلنسوة.

وَاللَّامُ زَائِدَةٌ. والقَلَمَّسُ أَيضاً: السَّيِّدُ الْعَظِيمُ. والقَلَمَّسُ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ مِنَ الرَّكايا كالقَلَنْبَس. يُقَالُ: إِنها لقَلَمَّسَة الْمَاءِ أَي كَثِيرَةُ الْمَاءِ لَا تَنزَح. وَرَجُلٌ قَلَمَّسٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْخَيْرِ والعطيَّة. وَرَجُلٌ قَلَمَّسٌ: وَاسِعُ الْخُلُقِ «1». والقَلَمَّسُ: الدَّاهِيَةُ مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: القَلَمَّسُ الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ المنكَرُ البعيدُ الغَوْرِ. والقَلَمَّسُ الكِنانيُّ: أَحدُ نَسَأَةِ الشُّهُورِ عَلَى الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فأَبطل اللَّه النَّسيءَ بِقَوْلِهِ: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ. قلنس: قَلْنَسَ الشيءَ: غَطَّاه وسَتَرَه. والقَلْنَسَة: أَن يَجْمَعَ الرجلُ يَدَيْهِ فِي صَدْرِهِ ويَقوم كالمُتَذَلِّل. والقُلَنْسِيَة: جَمْعُهَا قَلاسِيُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهَا فِي قَلَسَ مُسْتَوْفًى. قلنبس: بئر قَلَنْبَسٌ: كثير الماء؛ عن كراع. قلهبس: القَلَهْبَسُ: المُسِنُّ مِنَ الحُمُرِ الْوَحْشِيَّةِ. الأَزهري: القَلَهْبَسَة مِنْ حُمُر الْوَحْشِ المُسِنَّة. قلهمس: القَلَهْمَس: القصير. قمس: قَمَسَ فِي الْمَاءِ يَقْمُسُ [يَقْمِسُ] قُمُوساً: انغطَّ ثُمَّ ارْتَفَعَ؛ وقَمَسَه هُوَ فَانْقَمَسَ أَي غَمَسَه فِيهِ فَانْغَمَسَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وكلُّ شَيْءٍ ينْغَطّ فِي الْمَاءِ ثُمَّ يَرْتَفِعُ، فَقَدْ قَمَسَ؛ وَكَذَلِكَ القِنان والإِكام إِذا اضْطَرَبَ السَّراب حَوْلَهَا قَمَسَت أَي بدَتْ بعد ما تخفَى، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: أَقْمَسْته فِي الْمَاءِ، بالأَلف. وقَمَسَت الإِكامُ فِي السَّراب إِذا ارْتَفَعَتْ فرَأَيْتَها كأَنها تَطْفُو؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَتَّى اسْتَتَبْت الهُدَى، وَالْبَيْدُ هاجِمةٌ، ... يَقْمُسنَ فِي الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا والولدُ إِذا اضْطَرَبَ فِي سُخْد السَّلَى قِيلَ: قَمَسَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وقامِسٍ فِي آلهِ مُكَفَّنِ، ... يَنْزُونَ نَزْو اللاعبينَ الزُّفَّنِ وَقَالَ شَمِر: قَمَسَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ إِذا غَابَ فِيهِ، وقَمَسَت الدَّلْوُ فِي الْمَاءِ إِذا غَابَتْ فِيهِ، وانْقَمَسَ فِي الرَّكِيَّة إِذا وثَبَ فِيهَا، وقَمَسْتُ بِهِ فِي الْبِئْرِ أَي رَمَيْت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رجَمَ رَجُلًا ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنه الْآنَ لَيَنْقَمِسُ فِي رِياضِ الْجَنَّةِ ، وَرُوِيَ: فِي أَنهار الْجَنَّةِ ، مِنْ قَمَسَه فِي الْمَاءِ فانقمَسَ، وَيُرْوَى، بِالصَّادِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ وفْد مَذْحِج: فِي مَفازة تُضْحِي أَعلامُها قامِساً ويُمْسي سَرابُها طَامِسًا أَي تَبْدو جبالُها لِلْعَيْنِ ثُمَّ تَغِيبُ، وأَراد كلَّ عَلَم مِنْ أَعلامها فَلِذَلِكَ أَفرد الْوَصْفَ وَلَمْ يجمعْه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَن أَفعالًا يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وأَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ هُوَ الأَنْعام، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ، وَعَلَيْهِ جاء: تُضْحِي أَعلامُها قامِساً، وَهُوَ هَاهُنَا فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وفلانٌ يُقَامِسُ فِي سِرّه «2» إِذا كَانَ يَحْنَق مَرَّةً وَيَظْهَرُ مَرَّةً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ناظَر أَو خَاصَمَ قِرْناً: إِنما يُقامِس حُوتاً؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيُّ: ولكنَّما حُوتاً بِدُجْنَى أُقامِسُ دُجْنَى: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ إِنما يُقَالُ ذَلِكَ إِذا ناظَر مَن هُوَ أَعلم مِنْهُ، وقامَسْتُه فَقَمَسْته. وقَمَسَ الولدُ فِي بَطْنِ أُمِّه: اضْطَرَبَ. والقامِس: الغَوَّاص؛ قَالَ

_ (1). قوله [واسع الخلق] في شرح القاموس واسع الحلق. (2). قوله [وَفُلَانٌ يُقَامِسُ فِي سِرِّهِ إلخ] عبارة شرح القاموس: وفلان يقمس في سربه إذا كان يختفي مرة ويظهر مرة.

أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ دَرَّة [دُرَّة] قامسٍ، ... لَهَا بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وهِيجُ «1» وَكَذَلِكَ القَمَّاس. والقَمْس: الغَوْص. والتقميسُ: أَن يُرْوِي الرَّجُلُ إِبلَه؛ والتَغْمِيسُ، بِالْغَيْنِ: أَن يسقِيها دُونَ الرِّيِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَقْمَس الكوكبُ وَانْقَمَسَ: انحطَّ فِي الْمَغْرِبِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ مَطراً عِنْدَ سُقُوطِ الثُّرَيَّا. أَصابَ الأَرضَ مُنْقَمَسُ الثُّرَيَّا، ... بِساحِيةٍ، وأَتْبَعَها طِلالا وإِنما خَّص الثُّرَيَّا لأَنه زَعَمَ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الأَنْواء أَغْزَر مِنْ نَوْء الثُّرَيَّا، أَراد أَن الْمَطَرَ كَانَ عِنْدَ نَوء الثُّرَيَّا، وَهُوَ مُنْقَمَسها، لغَزَارة ذَلِكَ الْمَطَرِ. وَالْقَامُوسُ والقَومَس: قَعْرُ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: وسَطه ومُعظمه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وسُئل عَنِ المَدّ والجَزْر قَالَ: مَلَك موكَّل بِقَامُوسِ الْبَحْرِ كُلَّمَا وضَع رجلَه فِيهِ فاضَ وإِذا رَفَعَهَا غاضَ أَي زاد ونقَص، وَهُوَ فاعُولٌ مِنَ القَمْس. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: قَالَ قَوْلًا بَلَغَ بِهِ قَامُوسَ الْبَحْرِ أَي قَعْرَه الأَقصى، وَقِيلَ: وسَطه ومُعظمه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْقَامُوسُ أَبعد مَوْضِعٍ غَوْراً فِي الْبَحْرِ، قال: وأَصل القَمْس الغَوْس. والقَوْمَسُ: الملِك الشَّرِيفُ. والقَوْمَسُ: السَّيِّدُ، وَهُوَ القُمّسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وعَلِمْتُ أَني قَدْ مُنِيتُ بِنَيْطَلٍ، ... إِذ قِيلَ: كَانَ مِنْ آلِ دَوْفَنَ قُمَّسُ وَالْجَمْعُ قَمامِس وقَمامِسَة، أَدخلوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ، وقُومِس: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَحد الْخَوَارِجِ: مَا زَالَتِ الأَقدارُ حَتَّى قَذَفْنَني ... بقُومِسَ بَيْنَ الفَرَّجان وصُول «2» وقامِس: لُغَةٌ فِي قاسِم. قملس: القَمَلَّس: الدَّاهِيَةُ كالقَلَمَّس. قنس: القَنْسُ والقِنْس: الأَصل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وحاصِنٍ مِنْ حَاصِنَاتٍ مُلْسِ، ... مِنَ الأَذَى ومِن قِرافِ الوَقْسِ، فِي قَنْسِ مَجْدٍ فَاتَ كُلَّ قَنْسِ وَرُوِيَ: فَوْق كلِّ قَنْسِ. وحاصِن: بِمَعْنَى حَصان، أَي هِيَ مِنْ نِسَاءٍ عفِيفات مُلْسٍ مِنَ الْعَيْبِ أَي لَيْسَ فيهنَّ عَيْبٌ. والقِراف: المُداناة. والوقْس هُنَا: الْفُجُورُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا أَحد مَا صَحَّفَهُ أَبو عُبَيْدٍ فَقَالَ القَبْس، بِالْبَاءِ. وَيُقَالُ؛ إِنه لَكَرِيمُ القَنْس [القِنْس]. اللَّيْثُ: القَنْس تُسميه الفُرْس الراسَن. وجيءَ بِهِ مِنْ قِنْسِك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ. وقَوْنَسُ الفَرَس: مَا بَيْنَ أُذُنَيْه، وَقِيلَ: عَظْمٌ نَاتِئٌ بَيْنَ أُذنيه، وَقِيلَ: مُقَدَّمُ رأْسه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: اضْرِبَ عَنْكَ الهُمومَ طارِقَها، ... ضَرْبَك بالسَّوْط قَوْنَس الفَرس أَراد: اضْرِبَنْ فَحَذَفَ النُّونَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِطَرَفَةَ. وَيُقَالُ: إِنه مصنوعٌ عَلَيْهِ وأَراد اضْرِبَنْ، بِنُونِ التأْكيد الْخَفِيفَةِ، فَحَذَفَهَا لِلضَّرُورَةِ؛ وَهَذَا مِنَ الشَّاذِّ لأَن نُونَ التأْكيد الْخَفِيفَةَ لَا تُحْذَفُ إِلا إِذا لَقِيَهَا سَاكِنٌ كَقَوْلِ الْآخَرِ:

_ (1). قوله [بعد تقطيع النبوح] هكذا في الأَصل المعوّل عليه هنا وفيه في مادة وهج بعد تقطيع الثبوج. (2). قوله [بين الفرجان] هكذا في الأَصل، مشدد الراء وعليه يستقيم وزن البيت، ولكن اسم الموضع بإسكان الراء كما في معجم ياقوت والقاموس وكذا للمؤلف في مادة فرج.

لَا تُهينَ الْفَقِيرَ عَلَّك أَنْ ... تَخْضَع يَوْمًا، والدهرُ قَدْ رَفَعهْ أَراد: لَا تُهينَنْ، وحذفُها هَاهُنَا قِيَاسٌ لَيْسَ فِيهِ شُذُوذٌ؛ وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ مِنْ ذَلِكَ: واضْرِبَ مِنَّا بِالسُّيُوفِ القَوانِسا وقَوْنَسُ المرأَة: مقدَّم رأْسها. وقَوْنَسُ البَيْضة مِنَ السِّلَاحِ: مقدَّمها، وَقِيلَ أَعلاها؛ قَالَ حُسَيل بْنُ سُحَيح الضَّبي «1»: وأَرْهَبْت أُولى القومِ حَتَّى تَنَهْنَهُوا، ... كَمَا ذُدْت يومَ الوِرْدِ هِيماً خَوامسا بِمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبُه، ... وَذِي رَوْنَقٍ عَضْبِ يَقُدُّ القَوانسا أَرْهَبت: خَوَّفت. وأُولى الْقَوْمِ: جَمَاعَتُهُمُ المتقدِّمة، وتَنَهْنَهوا: ازْدَجَرُوا وَرَجَعُوا. وَقَوْلُهُ: كَمَا ذُدْت يَوْمَ الوِرد أَي رَدَدْناهم عَنْ قِتالنا أَشدَّ الرَّدِّ كَمَا تُذادُ الإِبل الخَوامِس عَنِ الْمَاءِ لأَنها تتَقَحَّم عَلَى الْمَاءِ لِشِدَّةِ عَطَشِهَا فتضْرَب، يُرِيدُ بِذَلِكَ غَرَائِبَ الإِبل. والهِيمُ: العِطاش، الْوَاحِدُ أَهْيَم وهَيْماء. والعَضْب: الْقَاطِعُ. والقَوْنَس: أَعلى الْبَيْضَةِ مِنَ الْحَدِيدِ. الأَصمعي: القَوْنَس مُقَدَّمُ الْبَيْضَةِ، قَالَ: وإِنما قَالُوا قَونَس الفَرَس لِمُقَدَّمِ رأْسه. النَّضْرُ: القَوْنَس فِي الْبَيْضَةِ سُنْبُكُها الَّذِي فَوْقَ جُمْجُمَتها، وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الطَّوِيلَةُ فِي أَعلاها، وَالْجُمْجُمَةُ ظَهْرُ الْبَيْضَةِ، وَالْبَيْضَةُ الَّتِي لَا جُمْجُمَةَ لَهَا يُقَالُ لَهَا المُوَأَّمَة. ابْنُ الأَعرابي: القَنَسُ الطُّلَعاء، وَهِيَ القيءُ الْقَلِيلُ؛ فأَما قَوْلُ الأَفوه «2»: أَبْلِغْ بَني أَوْدٍ، فَقَدْ أَحسَنوا ... أَمْسِ بِضَرْبِ الهامِ، تحت القُنُوسْ قنبس: قَنْبَسُ: اسمٌ. قندس: ابْنُ الأَعرابي: قَنْدَسَ الرجلُ إِذا تَابَ بَعْدَ مَعصية، وَقِيلَ: قَنْدَسَ إِذا تَعَمَّد مَعْصِيَةً. أَبو عُمَرَ: قَنْدَس فُلَانٌ فِي الأَرض قَنْدَسَة إِذا ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ سَارِيًا فِي الأَرض؛ وأَنشد: وقَنْدَسْتَ فِي الأَرض العَريضة تَبْتَغِي ... بِهَا مَلَسى، فكنت شَرَّ مُقَنْدِسِ قنرس: القِنْراسُ: الطُّفَيْليّ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ قِنْرٍ وعَنْل. قنطرس: القَنْطَريسُ: النَّاقَةُ الضَّخْمَةُ الشديدة. قنعس: نَاقَةٌ قِنْعاسٌ: طَوِيلَةٌ عَظِيمَةٌ سَنِمَةٌ، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ؛ وَقِيلَ: القِنْعاس الْجَمَلُ الضَّخْمُ الْعَظِيمُ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الذُّكور عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ. وَرَجُلٌ قِنْعاس: شَدِيدٌ مَنيع؛ قَالَ جَرِيرٌ: وابنُ اللَّبون إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ، ... لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيس وَرَجُلٌ قُناعِس، بالضمِّ، أَي عَظِيمُ الخلْق، والجمع القَناعِس، بالفتح. قهس: القَهْوَسة: مشْيَة فِيهَا سُرْعة. وَجَاءَ يَتَقَهْوَسُ إِذا جَاءَ مُنْحَنِياً يَضطرب. وقَهْوَسٌ: اسْمٌ. وَرَجُلٌ قَهْوَس: طَوِيلٌ ضَخْمٌ، مِثْلُ السَّهْوَق والسَّوْهَق. قَالَ شَمِر: الأَلفاظ الثَّلَاثَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الطُّول والضِّخَم، وَالْكَلِمَةُ وَاحِدَةٌ إِلا أَنها قُدِّمَتْ وأُخِّرت، كَمَا قَالُوا عُقاب عَبَنْقاةٌ وعَقَنْباة وبَعَنْقاة. قهبس: القَهْبَسة: الأَتان الْغَلِيظَةُ، وليس بثبَت.

_ (1). قوله [ابن سحيح] كذا بالأَصل. (2). قوله [فأَما قول الأَفوه إلخ] هكذا في الأَصل وسقط منه جواب أَما.

قهبلس: القَهْبَلِس: الضَّخْمَةُ مِنَ النِّسَاءِ. والقَهْبَلِس: الكَمَرَة؛ وَقَدْ تُوصَفُ بِهِ، قَالَ: فَيْشَلَة قَهْبَلِس كُباس والقَهْبَلِس، مِثَالُ الجَحْمَرِش: الذَّكَر. والقَهْبَلِس: الْقَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَمْلَةِ الصَّغِيرَةِ الهُنْبُغ والهُنْبوغ والقَهْبَلِس. والقَهْبَلِس: الأَبيض الَّذِي تعلوه كُدْرة. قوس: القَوْس: مَعْرُوفَةٌ، عَجَمِيَّةٌ وَعَرَبِيَّةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: القَوْس يذكَّر ويؤنَّث، فَمَنْ أَنَّث قَالَ فِي تَصْغِيرِهَا قُوَيْسَة، وَمَنْ ذكَّر قال قُوَيْس. وقي الْمَثَلِ: هُوَ مِنْ خَيْرِ قُوَيْس سَهْماً. ابْنُ سِيدَهْ: القَوْس الَّتِي يُرْمى عَنْهَا، أُنثى، وَتَصْغِيرُهَا قُوَيْس، بِغَيْرِ هَاءٍ، شذَّت عَنِ الْقِيَاسِ وَلَهَا نَظَائِرُ قَدْ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَقْوُسٌ وأَقْواس وأَقْياس عَلَى المُعاقبة، حَكَاهَا يَعْقُوبُ، وقِياس، وقِسِيٌّ وقُسِيٌّ، كِلَاهُمَا عَلَى القلْب عَنْ قُوُوس، وإِن كَانَ قُوُوس لَمْ يُسْتَعْمَلْ استغنَوْا بقِسِيٍّ عَنْهُ فَلَمْ يأْتِ إِلا مَقْلُوبًا. وقِسْي، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِيهِ صَنعة «1». قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: جَمْعُ القَوْس قِيَاسٌ؛ قَالَ القُلاخُ بْنُ حَزْن: ووَتَّرَ الأَساوِرُ القِياسا، ... صُغْدِيَّةً تَنتزِعُ الأَنْفاسا الأَساوِرُ: جَمْعُ أَسوار، وَهُوَ المقدَّم مِنْ أَساوِرة الفُرْس. والصُّغْد: جِيل مِنَ الْعَجَمِ، وَيُقَالُ: إِنه اسْمُ بَلَدٍ. وَقَوْلُهُمْ فِي جَمْعِ القَوْس قِياس أَقْيَس مِنْ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ قُسيّ لأَن أَصلها قَوْس، فالواوُ مِنْهَا قَبْلَ السِّينِ، وإِنما حوِّلت الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، فإِذا قُلْتَ فِي جَمْعِ القَوْس قِسِيّ أَخرت الْوَاوَ بَعْدَ السِّينِ، قَالَ: فالقِياس جَمْعَ القَوْس أَحسن مِنَ القِسِيّ، وَقَالَ الأَصمعي: مِنَ القِياس الفَجَّاء. الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ أَصل قِسيّ قُووس لأَنه فُعُول، إِلا أَنهم قدَّموا اللَّامَ وصيَّروه قُسُوٌّ عَلَى فُلُوع، ثُمَّ قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً وَكَسَرُوا الْقَافَ كَمَا كَسَروا عَيْنَ عِصِيّ، فَصَارَتْ قِسِيّ عَلَى فِليعٍ، كَانَتْ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ فَصَارَتْ مِنْ ذَوَاتِ الأَربعة، وإِذا نَسَبْتَ إِليها قُلْتَ قُسَوِيّ لأَنها فُلُوع مُغَيَّرٌ مِنْ فُعُول فَتَرُدُّهَا إِلى الأَصل، وَرُبَّمَا سمُّوا الذِّرَاعَ قَوساً. وَرَجُلٌ مُتَقَوِّسٌ قَوْسَه أَي مَعَهُ قَوْس. والمِقْوَسُ، بِالْكَسْرِ: وِعَاءُ القَوْس. ابْنُ سِيدَهْ: وقاوسَني فَقُسته؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: وأُراه أَراد حاسَنَني بقَوْسِه فَكُنْتُ أَحسن قَوْسًا مِنْهُ كَمَا تَقُولُ: كارَمَني فَكَرَمْتُه وشاعَرَني فشعَرْتُه وفاخَرَني فَفَخَرْتُه، إِلا أَن مِثْلَ هَذَا إِنما هُوَ فِي الأَعراض نَحْوَ الكَرَم والفَخْر، وَهُوَ فِي الْجَوَاهِرِ كالقَوْس وَنَحْوِهَا قَلِيلٌ، قَالَ: وَقَدْ عَمِلَ سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا بَابًا فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شَيْئًا مِنَ الْجَوَاهِرِ. وقَوْس قُزَحَ: الْخَطُّ المُنْعطف فِي السَّمَاءِ عَلَى شَكْلِ القَوْس، وَلَا يُفْصَلُ مِنَ الإِضافة، وَقِيلَ: إِنما هُوَ قَوْسُ اللَّه لأَن قُزَح اسْمُ شَيْطَانٍ. وقَوْس الرَّجُلِ: مَا انْحَنَى مِنْ ظَهْرِهِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ. وتَقَوَّس قَوْسَه احْتَمَلَهَا. وتَقَوَّس الشيءُ واسْتَقْوَس: انْعَطَفَ. وَرَجُلٌ أَقْوَسُ ومُتَقَوِّس ومُقَوِّس: منعطِف؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُقَوِّساً قَدْ ذَرِئَتْ مَجالِيهْ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الرجَّاز لِلْيَوْمِ فَقَالَ: إِني إِذا وجْه الشَّريب نَكَّسَا، ... وآضَ يومُ الوِرْد أَجْناً أَقْوَسا،

_ (1). قوله [وفيه صنعة] هذا لقظ الأَصل.

أُوصِي بأُولى إِبلي أَن تُحْبَسا وشيخٌ أَقْوَس: مُنْحَني الظَّهْرِ. وَقَدْ قَوَّسَ الشيخُ تَقْويساً أَي انْحَنَى، واسْتَقْوَس مِثْلُهُ، وتَقَوَّس ظَهْرُهُ؛ قَالَ إمرُؤ الْقَيْسِ: أَراهُنَّ لَا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُه، ... وَلَا مَنْ رأَيْنَ الشَّيْبَ فِيهِ وقَوَّسا وَحَاجِبٌ مُقَوِّس: عَلَى التَّشْبِيهِ بالقَوْس. وَحَاجِبٌ مُسْتَقْوِس ونُؤْيٌ مُسْتَقْوِس إِذا صَارَ مِثْلَ القَوْس، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يَنْعَطِفُ انْعِطَافَ القَوْس؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُسْتَقْوِس قَدْ ثَلَّمَ السَّيْلُ جُدْرَهُ، ... شَبيه بأَعضادِ الخَبيطِ المُهَدَّمِ وَرَجُلٌ قَوَّاس وقَيَّاس: لِلَّذِي يَبْري القِياس؛ قَالَ: وَهَذَا عَلَى المُعاقبة. والقَوْسُ: الْقَلِيلُ مِنَ التَّمْرِ يَبْقَى فِي أَسفل الجُلَّةِ، مُؤَنَّثٌ أَيضاً، وَقِيلَ: الكُتْلة مِنَ التَّمْرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، يُقَالُ: مَا بَقِيَ إِلا قَوْس فِي أَسفلها. وَيُرْوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ أَنه قَالَ: تضيَّفْت خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: تضيَّفْت بَنِي فُلَانٍ فأَتَوْني بثَوْر وقَوْس وكَعْب ؛ فَالْقَوْسُ الشَّيْءُ مِنَ التَّمْرِ يَبْقَى فِي أَسفل الجُلَّة، والكعْب الشَّيْءُ الْمَجْمُوعُ مِنَ السَّمْنِ يَبْقَى فِي النِّحْيِ، وَالثَّوْرُ الْقِطْعَةُ مِنَ الأَقِط. وَفِي حَدِيثِ وفْد عَبْدِ القَيْس: قَالُوا لرجُل مِنْهُمْ أَطعِمْنا مِنْ بَقِيَّةِ القَوْس الَّذِي فِي نَوْطِك. وقَوْسى: اسْمُ مَوْضِعٍ. والقُوسُ، بِضَمِّ الْقَافِ: رأْس الصَّوْمعة، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ الرَّاهِبِ، وَقِيلَ: صَوْمَعة الراهبْ، وَقِيلَ: هُوَ الرَّاهِبُ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ وَذَكَرَ امرأَة: لَا وَصْلَ، إِذ صرفتْ هندٌ، وَلَوْ وقَفَتْ ... لاسْتَفْتَنَتْني وَذَا المِسْحَيْن فِي القُوسِ قَدْ كنتِ تِرْباً لَنَا يَا هندُ، فاعْتبِري، ... مَاذَا يَريبُك مِنْ شَيْبي وتَقْويسي؟ أَي قَدْ كنتِ تِرْباً مِنْ أَتْرابي وشبتِ كَمَا شِبْتُ فَمَا بالُك يَريبُك شَيْبِي وَلَا يَريبُني شَيْبُكِ؟ ابْنُ الأَعرابي: القُوس بَيْتُ الصَّائِدِ. والقُوسُ أَيضاً: زَجر الْكَلْبِ إِذا خَسَأْته قُلْتَ لَهُ: قُوسْ قُوسْ قَالَ: فإِذا دَعَوْتَهُ قُلْتَ لَهُ: قُسْ قُسْ وقَوْقَسَ إِذا أَشلى الْكَلْبَ. والقَوِسُ: الزَّمَانُ الصَّعْبُ؛ يُقَالُ: زَمَانٌ أَقْوَس وقَوِس وقُوسِيّ إِذا كَانَ صَعْبًا، والأَقْوَسُ مِنَ الرَّمْلِ: المشْرِفُ كالإِطارِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَثْنى ثِناءً مِنْ بَعيد المَحْدِسِ، ... مشهُورة تَجْتاز جَوْزَ الأَقْوَسِ أَي تَقْطَعُ وَسَطَ الرَّمْلِ. وجَوْزُ كُلِّ شَيْءٍ: وسَطه والقَوْسُ: بُرْجٌ فِي السَّمَاءِ. وقِسْتُ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ أَقِيسُ قَيْساً وقِياساً فَانْقَاسَ إِذا قدَّرته عَلَى مِثَالِهِ؛ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرى: قُسْتُه أَقُوسُه قَوْساً وقِياساً وَلَا تَقُلْ أَقَسْته، والمِقْدار مِقْياس. ابْنُ سِيدَهْ: قُسْتُ الشيءَ قِسْتُه، وأَهل الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: لَا يَجُوزُ هذا قي القَوْس، يُرِيدُونَ الْقِيَاسَ. وقايَسْت بَيْنَ الأَمرين مُقايَسة وَقِيَاسًا. وَيُقَالُ: قايَسْت فُلَانًا إِذا جارَيْتَه فِي القِياس. وَهُوَ يَقْتاسُ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ أَي يَقِيسُه بِهِ، ويَقْتاس بأَبيه اقْتِياساً أَي يسْلك سَبِيلَهُ ويَقتدي بِهِ. والمِقْوَس: الحَبْل الَّذِي تُصَفُّ عَلَيْهِ الْخَيْلُ عِنْدَ السِّباق، وَجَمْعُهُ مَقاوِس، ويقال المِقْبَصُ أَيضاً؛

قَالَ أَبو الْعِيَالِ الْهُذَلِيُّ: إِنَّ البلاءَ لَدى المَقاوِس مُخْرِجٌ ... مَا كَانَ مِنْ غَيْبٍ، ورَجْمِ ظُنُون قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الفرَس يَجْري بِعتْقِه وعِرْقه، فإِذا وُضع فِي المِقْوَس جَرَى بِجِدِّ صَاحِبِهِ. اللَّيْثُ: قَامَ فُلَانٌ عَلَى مِقْوَس أَي عَلَى حِفاظ. ولَيْل أَقْوَس: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَكُونُ مِنْ لَيْلي ولَيْلِ كَهْمَسِ، ... ولَيْلِ سَلْمان الغَسِيّ الأَقْوَسِ، واللَّامِعات بالنُّشُوعِ النُّوَّسِ وقَوَّسَت السَّحَابَةُ: تَفَجَّرت؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: سَلَبْتُ حُمَيَّاها فعادَتْ لنَجْرِها، ... وآلَتْ كَمُزْنٍ قَوَّسَتْ بعُيونِ أَي تفجَّرت بِعُيُونٍ مِنَ المطَر. وَرَوَى الْمُنْذِرُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: يُقَالُ إِن الأَرنب قَالَتْ: لَا يَدَّريني إِلا الأَجْنى الأَقْوَسُ الَّذِي يَبْدُرُني وَلَا ييأَس؛ قَوْلُهُ لَا يَدَّريني أَي لَا يَخْتِلُني. والأَجْنى الأَقْوَس: المُمارس الدَّاهِيَةُ مِنَ الرِّجَالِ. يُقَالُ: إِنه لأَجْنى أَقْوَس إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَحْوى أَقْوَس؛ يُرِيدُونَ بالأَحْوى الأَلْوَى، وحَوَيْتُ ولَوَيْتُ وَاحِدٌ؛ وأَنشد: وَلَا يَزَالُ، وَهُوَ أَجْنى أَقْوَسُ، ... يأْكل، أَو يَحْسو دَماً ويَلْحَسُ قيس: قاسَ الشَّيْءَ يَقيسُه قَيْساً وَقِيَاسًا واقْتاسه وقَيَّسه إِذا قدَّره عَلَى مِثَالِهِ، قَالَ: فهنَّ بالأَيْدي مُقَيِّساته، ... مُقَدِّرات ومُخَيّطاته والمِقياس: المِقْدار. وقاسَ الشَّيْءَ يَقوسُه قَوْساً: لُغَةٌ فِي قاسَه يَقِيسه. وَيُقَالُ: قِسْته وقُسْته أَقُوسُه قَوْساً وقِياساً، وَلَا يُقَالُ أَقَسْته، بالأَلف. والمِقْياس: مَا قِيسَ به. والقِيسُ القاسُ: القَدْر، يُقَالُ: قِيسُ رُمحٍ وقاسُه. اللَّيْثُ: المُقايَسة مُفاعَلَة مِنَ الْقِيَاسِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ خَشَبةٌ قِيسُ أُصبع أَي قَدْرُ أُصبع. وَيُقَالُ: قَايَسْت بَيْنَ شَيْئَيْنِ إِذا قادَرْت بَيْنَهُمَا، وَقَاسَ الطبيبُ قَعْرَ الْجِرَاحَةِ قَيساً، وأَنشد: إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ ... غَثِيثَتُها، وَازْدَادَ وَهْياً هُزُومُها وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَنه قَضى بِشَهَادَةِ الْقَائِسِ مَعَ يَمِينِ المَشْجُوج أَي الَّذِي يَقيس الشَّجَّة ويتعرَّف غَوْرَها بالمِيل الَّذِي يُدخله فِيهَا ليعتبرَها. وَبَيْنَهُمَا قِيس رُمْح وقاسُ رُمْحٍ أَي قَدْرُ رُمح. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مَا بَيْنَ فرعَوْن مِنَ الْفَرَاعِنَةِ وَفِرْعَوْنَ هَذِهِ الأُمة قِيسُ شِبرٍ أَي قدرُ شِبرٍ، القِيسُ والقِيدُ سَوَاءٌ. وَتَقَايَسَ الْقَوْمُ: ذَكَرُوَا مآرِبَهُم، وقايَسَهُم إِليه: «1» قَايَسَهُمْ بِهِ، قَالَ: إِذا نَحْنُ قايَسْنا المُلُوك إِلى العُلى، ... وإِن كَرُمُوا، لَمْ يَسْتَطِعْنا المُقايسُ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: إِن اللَّيْلَ لَطَويل وَلَا أُقَيَّس بِهِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي لَا أَكون قِيَاسًا لِبَلَائِهِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ الدُّعَاءُ. والقَيْسُ: الشِّدَّة، وَمِنْهُ إمرُؤُ القَيْس أَيْ رَجُلُ الشِّدَّةِ. والقَيْس: الذَّكَرُ، عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه كَذَلِكَ، وأَنشد:

_ (1). 1 قوله" وقايسهم إليه إلخ" عبارة الأساس: وقايسه إلى كذا سابقه.

فصل الكاف

دَعَاكَ اللَّهُ مِنْ قَيْسٍ بأَفْعَى، ... إِذا نامَ العيونُ سَرَتْ عَلَيْكَا التَّهْذِيبُ: والمُقايسة تجْري مَجْرَى المُقاساة الَّتِي هِيَ مُعالجة الأَمر الشَّدِيدِ ومُكابَدَتُهُ وَهُوَ مَقْلُوبٌ حِينَئِذٍ. وَيُقَالُ: هُوَ يَخْطُو قِيساً أَي يَجْعَلُ هَذِهِ الخُطْوَة بِمِيزَانِ هَذِهِ. وَيُقَالُ: قَصِّرْ مِقْياسك عَنْ مقياسِي أَي مِثالكَ عَنْ مِثالي. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الدَّرْداء أَنه قَالَ: خيرُ نِسَائِكُمُ الَّتِي تَدْخُلُ قَيْساً وَتَخْرُجُ مَيْساً أَي تدبِّرُ فِي صَلَاحِ بَيْتِهَا لَا تَخْرُق فِي مِهْنَتها، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ أَنها إِذا مَشَتْ قَاسَتْ بَعْضَ خُطاها بِبَعْضٍ فَلَمْ تَعْجَلْ، فعلَ الخَرْقاء، وَلَمْ تُبْطِئ، وَلَكِنَّهَا تَمْشِي مَشياً وسَطاً مُعْتَدِلًا فكأَن خُطَاهَا مُتَسَاوِيَةٌ. وقَيْس: اسْمٌ، وَالْجَمْعُ أَقياس، أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَلا أَبْلِغِ الأَقْياسَ: قَيْسَ بْنَ نَوْفَلٍ، ... وقَيْسَ بْنَ أَهْبانٍ، وقَيْسَ بْنَ خالِدِ وَكَذَلِكَ مِقْيَسٌ، «2» قَالَ: للَّه عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثلَ مِقْيَسِ، ... إِذا النُّفَساء أَصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ وقَيْسٌ: قَبِيلٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: تَقَيَّسَ الرَّجُلُ انْتَسَبَ إِليها. وأُمُّ قَيْس: الرَّخَمَة. وقَيْس: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَرَ، وَهُوَ قَيْس عَيْلان وَاسْمُهُ الناسُ «3» بْنُ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ وقَيْس لَقَبُه. يُقَالُ: تَقَيَّس فُلَانٌ إِذا تَشَبَّهَ بِهِمْ أَو تمسَّك مِنْهُمْ بسَببٍ إِما بحِلْف أَو جِوارٍ أَو وَلاء، قَالَ رُؤْبَةُ: وقَيْسُ عَيْلان ومَنْ تَقَيَّسا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِلْعَجَّاجِ وليس لرؤبة، وَصَوَابُ إِنشاده: وقَيْسَ، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: وإِنْ دعَوْتَ مِنْ تَميمٍ أَرْؤُسا وجوابُ إِنْ فِي الْبَيْتِ الثَّالِثِ: تَقَاعَسَ العِزُّ بِنا فاقْعَنْسَسَا وَمَعْنَى تَقَاعَسَ: ثَبَتَ وَانْتَصَبَ، وَكَذَلِكَ اقْعَنْسَس. وَالْقَيْسَانُ مِنْ طيء: «4» قَيْسُ بْنُ عَنَّاب بْنِ أَبي حَارِثَةَ. وعبدُ القَيْس: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ أَسد، وَهُوَ عبدُ الْقَيْسِ بْنِ أَفصَى بْنِ دُعْمِيّ بْنِ جَديلَة بْنِ أَسد بْنِ رَبِيعَةَ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم عَبْقَسِيّ، وإِن شِئْتَ عَبْديّ، وَقَدْ تعَبْقَس الرَّجُلُ كَمَا يُقَالُ تَعَبْشَم وتَقَيَّس. فصل الكاف كأس: ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ الكَأْس والفَأْس والرَّأْس مَهْموزات، وَهُوَ رابطُ الجَأْش. والكأْس مُؤَنَّثَةٌ، قَالَ اللَّه تَعَالَى: بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ ؛ وأَنشد الأَصمعي لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ: مَا رَغْبَةُ النفسِ فِي الْحَيَاةِ، وإِن ... تَحْيا قَلِيلًا، فالموتُ لاحِقُها يُوشك مَن فَرّ مِنْ مَنِيَّته، ... فِي بعضِ غِرّاته يُوافِقُها مَن لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَمًا، ... لِلْمَوْتِ كأْس، والمرءُ ذائقُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَبْطَة أَي شَابًّا فِي طَراءته وَانْتَصَبَ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي مَوْت عَبْطَة وَمَوْتُ هَرَم فَحَذَفَ

_ (2). 1 قوله" وكذلك مِقْيَسٌ إلخ" عبارة القاموس وشرحه: ومِقْيَسٌ هو ابن حبابة قتله نميلة بْنِ عَبْدِ اللَّه مِنَ قومه، فقالت أخته في قتله: لعمري لقد أخزى نميلة رهطه ... وفجع أضياف الشتاء بمِقْيَس فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى إلخ. (3). 2 قوله" واسمه الناس" ضبط في الأصل ومتن القاموس بتخفيف السين، وزاد في شرح القاموس تشديدها نقلًا عن الوزير المغربي. (4). 1 قوله" والقيسان من طيء إلخ" لم يبين الثاني منهما. وعبارة القاموس: والقيسان من طيء قَيْس بن عناب، بالنون، وقَيْس بن هزمة، أي بالتحريك، بن عناب.

الْمُضَافَ، قَالَ: وإِن شِئْتَ نَصَبْتَهُمَا عَلَى الْحَالِ أَي ذَا عَبْطَة وَذَا هَرَم فَحَذَفَ الْمُضَافَ أَيضاً وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقامَه. والكأْس: الزُّجاجة مَا دَامَ فِيهَا شَرَابٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: الكأْسُ الشَّرَابُ بعَيْنه وَهُوَ قَوْلُ الأَصمعي، وَكَذَلِكَ كَانَ الأَصمعي يُنْكِرُ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى بَيْتَ أُمَيَّة للمَوْتِ كأْس، وَكَانَ يَرْويه: المَوْت كأْس، وَيَقْطَعُ أَلف الْوَصْلِ لأَنها فِي أَول النِّصْفِ الثَّانِي مِنَ الْبَيْتِ، وَذَلِكَ جَائِزٌ؛ وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَنكره الأَصمعي غَيْرُ مُنْكَرٍ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَى إِضافة الكأْس إِلى الْمَوْتِ بِبَيْتِ مُهَلْهِل، وَهُوَ: مَا أُرَجِّي بالعَيْش بَعْدَ نَدامى، ... قَدْ أَراهُمْ سُقُوا بكأْس حَلاقِ وحَلاقِ: اسْمٌ للمنِيَّة وَقَدْ أَضاف الكأْس إِليها؛ ومثلُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي اسْتَشْهَدَ بِهِ أَبو عَلِيٍّ. قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: فهاجَها، بعد ما رِيعَتْ، أَخُو قَنَصٍ، ... عارِي الأَشاجِعِ مِنْ نَبْهان أَو ثُعَلا بأَكْلُبٍ كقِداحِ النَّبْعِ يُوسِدُها ... طِمْلٌ، أَخُو قَفْرَة غَرْثان قَدْ نَحَلا فَلَمْ تَدَعْ وَاحِدًا منهنَّ ذَا رَمَقٍ، ... حَتَّى سَقَتْه بكأْسِ الْمَوْتِ فانْجَدَلا يَصِفُ صَائِدًا أَرسل كِلَابَهُ عَلَى بقرةِ وَحْشٍ؛ وَمِثْلُهُ لِلْخَنْسَاءِ: ويُسْقِي حِينَ تَشْتَجِرُ العَوالي ... بكأْس الْمَوْتِ، ساعةَ مُصْطَلاها وَقَالَ جَرِيرٌ فِي مِثْلِ ذَلِكَ: أَلا رُبَّ جَبَّار، عَلَيْهِ مَهابَةٌ، ... سَقَيْناه كأْس الْمَوْتِ حَتَّى تَضَلَّعَا وَمِثْلُهُ لأَبي دُواد الإِيادِي: تعْتادُه زفَرَاتٌ حِينَ يذكُرُها، ... سَقَيْنَه بكُؤُوس الْمَوْتِ أَفْوَاقَا ابْنُ سِيدَهْ: الكأْس الْخَمْرُ نَفْسُهَا اسْمٌ لَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ للأَعشى: وكأْسٍ كعَينِ الدِّيكِ باكَرْتُ نَحْوَها ... بفِتْيانِ صِدْقٍ، والنَّواقِيسُ تُضْرَبُ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً لِعَلْقَمَةَ: كأْسٌ عزيزٌ مِنَ الأَعْناب عَتَّقَها، ... لبعضِ أَربابها، حَانِيَّةٌ حُومُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ، كأْسٌ عزيزٌ، يَعْنِي أَنها خَمْرٌ تَعِزُّ فَيُنْفَسُ بِهَا إِلا عَلَى المُلُوك والأَرباب؛ وكأْسٌ عزيزٌ، عَلَى الصِّفَةِ، والمتعارَف: كأْسُ عزيزٍ، بالإِضافة؛ وكذلك أَنَشده سِيبَوَيْهِ، أَي كأْسُ مالِكٍ عَزيزٍ أَو مستحِقٍّ عزيزٍ. والكأْس أَيضاً: الإِناء إِذا كَانَ فِيهِ خَمْرٌ، قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الزُّجاجة مَا دَامَ فِيهَا خَمْرٌ، فإِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا خَمْرٌ، فَهِيَ قَدَحٌ، كُلُّ هَذَا مُؤَنَّثٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا تسمَّى الكأْس كأْساً إِلا وَفِيهَا الشَّراب، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لَهَا عَلَى الِانْفِرَادِ وَالِاجْتِمَاعِ، وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ الكأْس فِي الْحَدِيثِ، وَاللَّفْظَةُ مَهْمُوزَةٌ وَقَدْ يُتْرَكُ الْهَمْزُ تَخْفِيفًا، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَكْؤُسٌ وكُؤُوسٌ وكِئاسٌ؛ قَالَ الأَخطل: خَضِلُ الكِئاسِ، إَذا تَثَنَّى لَمْ تكنْ ... خُلْفاً مَواعِدُه كَبَرْقِ الخُلَّبِ وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: كِياس، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فإِن صَحَّ ذَلِكَ، فَهُوَ عَلَى البَدَل، قلَبَ الْهَمْزَةِ فِي كأْس أَلفاً

فِي نِيَّةِ الْوَاوِ فَقَالَ كاسٌ كنارٍ، ثُمَّ جَمَعَ كَأْسًا عَلَى كِياسٍ، والأَصل كِواس، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؛ وتَقَعُ الكأْس لِكُلِّ إِناءٍ مَعَ شَرَابِهِ، وَيُسْتَعَارُ الكأْس فِي جَمِيعِ ضُرُوب الْمَكَارِهِ، كَقَوْلِهِمْ: سَقَاهُ كأْساً مِنَ الذلِّ، وكأْساً مِنَ الحُبِّ والفُرْقة وَالْمَوْتِ، قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي الصَّلْت، وَقِيلَ هُوَ لِبَعْضِ الْحَرُورِيَّةِ: مَن لَمْ يَمُت عَبْطَةً يَمُت هَرَماً، ... المَوْتُ كأْس، والمرءُ ذائقُه «1» قطَع أَلف الْوَصْلِ وَهَذَا يُفْعَلُ فِي الأَنْصاف كَثِيرًا لأَنه مَوْضِعُ ابْتِدَاءٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُبادِرُ فِي الشِّتاء وَلِيدُنا، ... أَلْقِدْرَ يُنزِلها بغيرِ جِعَال ابْنُ بُزُرج: كاصَ فُلَانٌ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِذا أَكثر مِنْهُ. وَتَقُولُ: وجَدْت فُلَانًا كأْصاً بِزِنَةٍ كَعْصاً أَي صَبُورًا بَاقِيًا عَلَى شُربه وأَكله. قَالَ الأَزهري: وأَحْسب الكأْس مأْخوذاً مِنْهُ لأَن الصَّادَ وَالسِّينَ يَتَعاقبان فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهما. كبس: الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بِتُرَابٍ. وكبَسْت النهرَ وَالْبِئْرَ كَبْساً: طَمَمْتها بِالتُّرَابِ. وَقَدْ كَبَسَ الْحُفْرَةَ يَكْبِسُها كَبْساً: طَواها بِالتُّرَابِ «2» وَغَيْرِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ التُّرَابُ الكِبْس، بِالْكَسْرِ. يُقَالُ الهَواء والكِبْس، فالكِبْس مَا كَانَ نَحْوَ الأَرض مِمَّا يَسُدُّ مِنَ الْهَوَاءِ مَسَدّاً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَبْس أَن يُوضَعَ الْجِلْدُ فِي حَفِيرَةٍ وَيُدْفَنَ فِيهَا حَتَّى يسترخِي شعَره أَو صُوفه. والكبيسُ: حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثُمَّ يُحْشى بِطِيب ثُمَّ يُكْبَس؛ قَالَ عَلقمة: مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد، ولُؤْلُؤٌ ... مِنَ القَلَقِيِّ والكَبِيس المُلَوَّبِ وَالْجِبَالُ الكُبَّس والكُبْس: الصِّلاب الشِّدَادُ. وكَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ كُبُوساً وتَكَبَّس أَدْخَلَ رأْسه فِي ثَوْبِهِ، وَقِيلَ: تقنَّع بِهِ ثُمَّ تغطَّى بِطَائِفَتِهِ، والكُباس مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ كُباسٌ: وَهُوَ الَّذِي إِذا سأَلته حَاجَةً كَبَس برأْسه فِي جَيْب قَمِيصِهِ. يُقَالُ: إِنه لكُباس غَيْرُ خُباس؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلًا: هُوَ الرُّزْءُ المُبيّنُ، لَا كُباسٌ ... ثَقيل الرَّأْسِ، يَنْعِق بالضَّئين ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ كُباس عَظِيمُ الرأْس؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرُك، لَا كُباسٌ ... عَظِيمُ الرأْس، يَحْلُم بالنَّعِيق وَيُقَالُ: الكُباس الَّذِي يَكْبِس رأْسه فِي ثِيَابِهِ وَيَنَامُ. والكابِس مِنَ الرِّجَالِ: الْكَابِسُ فِي ثَوْبِهِ المُغَطِّي بِهِ جَسَدَهُ الدَّاخِلُ فِيهِ. والكِبْس: الْبَيْتُ الصَّغِيرُ، قَالَ: أُراه سمِّي بِذَلِكَ لأَن الرَّجُلَ يَكْبِس فِيهِ رأْسه؛ قَالَ شِمْرٌ: وَيَجُوزُ أَن يُجْعَلَ الْبَيْتُ كِبْساً لِمَا يُكْبَسُ فِيهِ أَي يُدْخل كَمَا يَكْبس الرَّجُلُ رأْسه فِي ثَوْبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَقيل بْنِ أَبي طَالِبٍ أَن قُرَيْشًا أَتت أَبا طَالِبٍ فَقَالُوا لَهُ: إِن ابْنَ أَخيك قَدْ آذَانَا فانْهَهُ عنَّا، فَقَالَ: يَا عَقيل انْطَلِقْ فأْتني بِمُحَمَّدٍ، فَانْطَلَقْتُ إِلى رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنْ كِبْس ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ شِمْرٌ: مِنْ كِبْس أَي مِنْ بَيْتٍ صَغِيرٍ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ مِنَ الكِناس، وَهُوَ بَيْتُ الظَّبْي، والأَكباس: بُيُوتٌ مِنْ طِينٍ، وَاحِدُهَا كِبْس. قال شمر: والكِبس

_ (1). روي هذا البيت في الصفحة 188: والمرء ذائقها: ويظهر أَنه أَرجع هنا الضمير إلى الموت لا إلى الكأس. (2). قوله [طواها بالتراب] هكذا في الأَصل ولعله طمها بالتراب.

اسْمٌ لِمَا كُبِس مِنَ الأَبنية، يقال: كِبْس الجار وكِبْس البَيت. وَكُلُّ بُنيان كُبِس، فَلَهُ كِبْس؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وإِن رأَوْا بُنْيانَه ذَا كِبْسِ، ... تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ والأَرْنَبَة الكابِسَة: المُقبلَة عَلَى الشَّفَةِ الْعُلْيَا. والناصيَة الكابِسَة: المُقبلَة عَلَى الجَبْهة. يُقَالُ: جَبْهَةٌ كَبَسَتها النَّاصِيَةُ، وَقَدْ كَبَسَتِ الناصِيَةُ الجَبْهَة. والكُباس، بِالضَّمِّ: الْعَظِيمُ الرأْس، وَكَذَلِكَ الأَكبس. وَرَجُلٌ أَكْبس بَيِّن الكَبَس إِذا كَانَ ضَخْمَ الرأْس؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت جَبْهَته. وَيُقَالُ: رأْس أَكْبَس إِذا كَانَ مُسْتَدِيرًا ضَخْمًا. وهامَةٌ كَبْساء وكُباس: ضَخْمَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ كَمَرَة كَبْساء وكُباس. ابْنُ الأَعرابي: الكِبْسُ الكَنْزُ والكِبْس الرأْس الْكَبِيرُ. شِمْرٌ: الكُباس الذكَر؛ وأَنشد قَوْلَ الطِّرِمَّاحِ: وَلَوْ كُنْت حُرّاً لَمْ تَنَمْ لَيْلَةَ النَّقا، ... وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس وبالعَرْد تُهْبى: يُثار مِنْهَا الْغُبَارُ لِشِدَّةِ العَمَل بِهَا، ناقة كَبْساء وكُباس، وَالِاسْمُ الكَبَس؛ وَقِيلَ: الأَكْبَس. وهامةٌ كَبْساء وكُباس: ضَخْمَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ كَمَرة كَبْساء وَكُباس. والكُباس. الْمُمْتَلِئُ اللَّحْمِ. وقدَم كَبْساء: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ غَلِيظَةٌ مُحْدَوْدِبة. والتَّكْبيس والتَّكَبُّس: الِاقْتِحَامُ عَلَى الشَّيْءِ، وَقَدْ تَكَبَّسوا عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: كَبَسوا عَلَيْهِمْ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: جَاءَ فُلَانٌ مُكَبِّساً وَكَابِسًا إِذا جَاءَ شَادًّا، وَكَذَلِكَ جَاءَ مُكَلِّساً أَي حَامِلًا. يُقَالُ: شدَّ إِذا حَمَل، وَرُبَّمَا قَالُوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله فِي ثِيَابِهِ وأَخفاه. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: فوجَدوا رِجَالًا قَدْ أَكلتهم النَّارُ إِلا صُورَةَ أَحدهم يعرَف بِهَا فاكْتَبَسوا فأُلْقوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَي أَدخلوا رؤُوسَهم فِي ثِيَابِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَل حَمْزَةَ: قَالَ وَحْشِيّ فكَمَنت لَهُ إِلى صَخْرَةٍ وَهُوَ مُكَبّسٌ لَهُ كَتِيت أَي يَقْتَحِمُ النَّاسَ فيَكْبِسهم، وَالْكَتِيتُ الهَدير والغَطِيط. وقِفافٌ كُبْسٌ إِذا كَانَتْ ضِعافاً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبْسا وَنَخْلَةٌ كَبُوس: حَمَلَهَا فِي سَعَفِها. والكِباسة، بِالْكَسْرِ: العِذْق التَّام بشَماريخه وبُسْرِه، وَهُوَ مِنَ التَّمْرِ بِمَنْزِلَةِ العُنْقود مِنَ العِنب؛ وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الكَبائس لِشَجَرِ الفَوْفَل فَقَالَ: تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الفَوْفَل مِثْلُ التَّمْرِ. غَيْرُهُ: والكَبيسُ ضرْب مِنَ التَّمْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا جَاءَ بكَبائس مِنْ هَذِهِ النَّخْلِ ؛ هِيَ جَمْعُ كِباسة، وَهُوَ العِذْق التامُّ بِشَمَارِيخِهِ ورُطبه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: كَبائس اللؤْلؤ الرطْب. والكَبيس: ثَمَرُ النَّخْلَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا أُمُّ جِرْذان، وإِنما يُقَالُ لَهُ الْكَبِيسُ إِذا جفَّ، فإِذا كَانَ رَطْبًا فَهُوَ أُمُّ جِرْذان. وعامُ الكَبِيس فِي حِسَابِ أَهل الشَّامِ عَنْ أَهل الرُّومِ: فِي كُلِّ أَربع سِنِينَ يَزِيدُونَ فِي شَهْرِ شُبَاطَ يَوْمًا فَيَجْعَلُونَهُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَفِي ثَلَاثِ سِنِينَ يَعُدُّونَهُ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، يُقِيمُونَ بِذَلِكَ كُسُورَ حِسَابِ السَّنَةِ وَيُسَمُّونَ الْعَامَ الَّذِي يَزِيدُونَ فِيهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَامَ الكَبِيس. الْجَوْهَرِيُّ: وَالسَّنَةُ الكَبِيسة الَّتِي يُسْتَرق لَهَا يَوْمٌ وَذَلِكَ فِي كُلِّ أَربع سِنِينَ. وكَبَسُوا دَارَ فُلَانٍ؛ وَكَابُوسُ: كَلِمَةٌ يكنَى بِهَا عَنِ البُضْع. يُقَالُ: كبَسها إِذا فَعَلَ بِهَا مَرَّةً.

وكَبَس المرأَة: نَكَحَهَا مَرَّةً. وكابُوس: اسْمٌ يكنُون بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. والكابُوس: مَا يَقَعُ عَلَى النَّائِمِ بِاللَّيْلِ، وَيُقَالُ: هُوَ مقدَمة الصَّرَع؛ قَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا إِنما هُوَ النِّيدِلان، وَهُوَ الْبَارُوكُ والجاثُوم. وعابسٌ كابسٌ: إِتباع. وكابسٌ وكَبْس وكُبَيْسٌ: أَسماء وكُبَيْس: مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: جَعَلْنَ حُبَيّاً بِالْيَمِينِ، ونكَّبَت ... كُبَيْساً لوِرْدٍ مِنْ ضَئيدة باكِرِ كدس: الكُدْس والكَدْس: العَرَمَة مِنَ الطَّعَامِ وَالتَّمْرِ وَالدَّرَاهِمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَكداس، وَهُوَ الكدِّيس، يَمَانِيَّةٌ؛ قَالَ: لَمْ تَدْر بُصْرى بِمَا آلَيْت مِنْ قَسَم، ... وَلَا دِمَشْقُ إِذا دِيسَ الكَداديسُ وَقَدْ كَدَسَه. والكُدْس: جَمَاعَةُ طَعَامٍ، وَكَذَلِكَ مَا يُجْمَعُ مِنْ دَرَاهِمَ وَنَحْوِهِ. يُقَالُ: كَدَسَ يَكْدِس. النَّضْرُ: أَكْداس الرَّمْلِ وَاحِدُهَا كُدْس، وَهُوَ الْمُتَرَاكِبُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يُزايل بَعْضُهُ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: كَانَ أَصحاب الأَيْكة أَصحاب شَجَرٍ مُتكادِس أَي مُلْتَفٍّ مُجْتَمِعٍ مَنْ تكدَّست الْخَيْلُ إِذا ازْدَحَمَتْ وَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا. والكَدْس: الْجَمْعُ؛ وَمِنْهُ كُدْس الطَّعَامِ. وكَدَسَتِ الإِبل والدَّوابّ تَكْدِس كَدْساً وتكدَّسَت: أَسرعت وَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا فِي سَيْرِهَا. الْفَرَّاءُ: الكَدس إِسراع الإِبل فِي سيْرها، والكَدْس: إِثقال المُسْرِع «1» فِي السَّيْرِ، وَقَدْ كَدَسَت الْخَيْلُ. وتَكَدَّس الْفَرْسُ إِذا مَشَى كأَنه مُثْقَلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَت أَكْداسا، ... مِثل الْكِلَابِ، تَتَّقِي الهَراسا والتَكَدُّس: أَن يحرِّك مَنْكِبَيْه وينصَبَّ إِلى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِذا مَشَى وكأَنه يَرْكَبُ رأْسه، وَكَذَلِكَ الوُعُول إِذا مَشَت. وَفِي حَدِيثِ السِّراط: وَمِنْهُمْ مَكْدُوس فِي النَّارِ أَي مَدْفُوع. وتكدَّس الإِنسان إِذا دُفع مِنْ وَرَائِهِ فَسَقَطَ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، مِنَ الكَدْش وَهُوَ السَّوْق الشَّدِيدُ. والكَدْسُ: الطَّرْدُ والجَرْح أَيضاً. والتَكَدُّس: مِشيَة مِنْ مِشى القِصار الغِلاظ. ابْنُ الأَعرابي: كَدْس الْخَيْلِ رُكُوبُ بَعْضِهَا بَعْضًا، والتَكَدُّس: السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ أَيضاً؛ قَالَ عُبَيْدٌ أَو مُهَلْهِلٌ: وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارعِين، ... كمَشْيِ الوُعُول عَلَى الظاهِرَهْ يُقَالُ مِنْهُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَكَدَّسُ؛ وَقَالَ المُتَلَمِّس: هَلُمُّوا إِليه، قَدْ أُبيثَتْ زُرُوعُه، ... وعادَتْ عَلَيْهِ المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ والكُداس: عُطاس الْبَهَائِمِ، وكَدَسَت أَي عَطَست؛ قَالَ الرَّاجِزُ: الطَّير شَفْعٌ والمَطايا تَكْدِسُ، ... إِني بأَنْ تَنْصُرَني لأُحسِسُ يَقُولُ: هَذِهِ الإِبل تَعْطِسُ بِنَصْرِكَ إِياي، والطيرُ تمرُّ شَفْعاً، لأَنه يُتَطَيَّرُ بالوِتْرِ مِنْهَا، وَقَوْلُهُ أُحْسِسُ، أَي أُحسُّ، فأَظْهر التَّضْعِيفَ لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: تَشْكو الوَجى مِنْ أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ وكَدَسَ يَكْدِس كَدْساً: عَطَس، وَقِيلَ: الكُداس للضّأْن مِثْلُ العُطاس للإِنسان. وفي الحديث:

_ (1). قوله [الكدس إثقال المسرع إلخ] عبارة القاموس والصحاح: الكدس إسراع المثقل في السير.

إِذا بصَق أَحدكم فِي الصَّلَاةِ فليبصُق عَنْ يَساره أَو تَحْتَ رجْله، فإِن غَلَبَتْه كَدْسَة أَو سَعْلَةٌ فَفِي ثَوْبِهِ ؛ الكَدْسة: العَطْسة. والكَوادِس: مَا يُتَطَيَّر مِنْهُ مثلُ الفأْل والعُطاس وَنَحْوِهِ، والكادِس كَذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للظَّبي وَغَيْرِهِ إِذا نَزَلَ مِنَ الجَبَل: كادِس، يُتَشاءَم بِهِ كَمَا يُتَشاءَمُ بالبارِح. والكادِسُ: القَعيدُ مِنَ الظِّباء وَهُوَ الَّذِي يَجيئُك مِنْ وَرَائِكَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَلَوْ أَنَّني كنتُ السَّلِيم لَعُدْتَني ... سَريعاً، وَلَمْ تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوادِسُ واحدُها كادِس. وكَدَسَ يَكْدِسُ كَدْساً: تطيَّر؛ وَيُقَالُ: أَخذه فكَدَس بِهِ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَا يُؤتَى بأَحَدٍ إِلَّا كَدَسَ بِهِ الأَرض أَي صَرعه وأَلصَقَه بها. كرس: تَكَرَّسَ الشيءُ وتَكارَس: تَراكَمَ وتَلازَبَ. وتَكَرَّس أُسُّ البِناء: صَلُبَ واشتدَّ. والكِرْسُ: الصَّارُوجُ. والكِرْس، بِالْكَسْرِ: أَبوال الإِبل والغَنَم وأَبعارُها يتلبَّد بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الدَّارِ، والدِّمْنُ مَا سَوَّدُوا مِنْ آثَارِ البَعَر وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: أَكْرَسَتِ الدَّارُ. والكِرْس: كِرْس البِناء، وكِرْس الحَوض: حَيْثُ تَقِف النَّعَم فيتلبَّد، وَكَذَلِكَ كِرْس الدِّمْنة إِذا تَلَبَّدَت فَلزِقَت بالأَرض. وَرَسْمٌ مُكْرَس، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، ومُكْرِس: كَرِسٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَا صاحِ، هَلْ تعرِف رَسْماً مُكْرَسَا؟ ... قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفه، وأَبْلَسَا، وانْحَلَبَتْ عَيْناه مِنْ فَرْط الأَسَى قَالَ: والمَكْرس الَّذِي قَدْ بَعَرَت فِيهِ الإِبل وبوّلتْ فركِب بَعْضُهُ بَعْضًا؛ وَمِنْهُ سُمِّيت الكُرَّاسة. وأَكْرَس الْمَكَانُ: صَارَ فِيهِ كِرْس؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيُّ: فِي عَطَنٍ أَكْرَسَ مِنْ أَصْرَامِها أَبو عَمْرٍو: الأَكارِيسُ الأَصْرام مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهَا كِرْس، وأَكْراس ثُمَّ أَكارِيس. والكِرْس: الطِّين المتلبِّد، وَالْجَمْعُ أَكْراس. أَبو بَكْرٍ: لُمْعَة كَرْساء لِلْقِطْعَةِ مِنَ الأَرض فِيهَا شَجَرٌ تَدانَتْ أُصُولها والتفَّت فُرُوعها. والكِرْس: الْقَلَائِدُ «2» الْمَضْمُومُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الوُشُح وَنَحْوِهَا، وَالْجَمْعُ أَكراس. وَيُقَالُ: قِلَادَةٌ ذاتُ كِرْسَين وَذَاتُ أَكْراس ثَلَاثَةٍ إِذا ضَمَمْتَ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ؛ وأَنشد: أَرِقْتُ لِطَيْف زَارَنِي فِي المَجَاسِدِ، ... وأَكْراس دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرائدِ وقِلادة ذَاتُ كِرْسَيْن أَي ذَاتُ نَظْمين. وَنَظْمٌ مُكَرَّس ومُتَكَرِّس: بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وكلُّ مَا جُعِل بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وكلُّ مَا جُعِل بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ، فَقَدْ كُرِّس وتَكَرَّس هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: كَرِس الرَّجُلُ إِذا ازدحَمَ عِلْمه عَلَى قَلْبِهِ؛ والكُرَّاسة مِنَ الْكُتُبِ سُمِّيت بِذَلِكَ لتَكَرُّسِها. الْجَوْهَرِيُّ: الكُرَّاسة وَاحِدَةُ الكُرَّاس «3» والكرارِيس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: حَتَّى كأَن عِراصَ الدَّارِ أَرْدِيةٌ ... مِنَ التَّجاويز، أَو كُرَّاسُ أَسفار جَمْعُ سِفْر. وَفِي حَدِيثِ الصِّراط: وَمِنْهُمْ مَكْروسٌ

_ (2). قوله [والكرس القلائد] عبارة القاموس والكرس واحد أَكراس القلائد والوشح ونحوها. (3). قوله [الكراسة واحدة الكراس] إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أَراد أَنها واحدة والكراس جمع أَو اسم جنس جمعي فليس كذلك، وقد حققته في شرح الاقتراح وغيره انتهى من هامش القاموس.

فِي النَّارِ ، بَدَل مُكَرْدَس وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. والتَكرِيس: ضَمُّ الشَّيْءُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ كِرْس الدِّمْنة حَيْثُ تَقِف الدوابُّ. والكِرْس: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ، وَالْجَمْعُ أَكْراس، وأَكارِيسُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ فأَما قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ الْجَحْدَرِ: أَلا إِن خَيْرَ النَّاسِ رِسْلًا ونَجْدَةً، ... بِعَجْلان، قَدْ خَفَّت لَدَيْهِ الأَكارِسُ فإِنه أَراد الأَكارِيس فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وكِرس كُلِّ شَيْءٍ: أَصله. يُقَالُ: إِنه لَكَرِيمُ الكِرْس وكَريم القِنْس وَهُمَا الأَصل؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَمْدَحُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنْتَ أَبا العَبَّاس، أَولى نَفْسِ ... بِمعْدِنِ الملْك القدِيم الكِرْسِ الكِرْس: الأَصل. والكُرْسِيّ: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ الكَرَاسِي، وَرُبَّمَا قَالُوا كِرْسِيّ؛ بِكَسْرِ الْكَافِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ؛ فِي بَعْضِ التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وَفِيهِ عدَّة أَقوال. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُرْسِيُّه عِلْمُه ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ أَنه قَالَ: مَا السموات والأَرض فِي الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة فِي أَرض فَلاة ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا الْقَوْلُ بَيِّنٌ لأَن الَّذِي نعرِفه مِنَ الكُرْسي فِي اللُّغَةِ الشَّيْءُ الَّذِي يُعْتَمَد عَلَيْهِ ويُجْلَس عَلَيْهِ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْكُرْسِيَّ عَظِيمٌ دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ فِي اللُّغَةِ والكُرَّاسة إِنما هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي قَدْ ثَبَت ولزِم بعضُه بَعْضًا. قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ كُرْسيّه قُدْرَتُه الَّتِي بها يمسك السموات والأَرض. قَالُوا: وَهَذَا كَقَوْلِكَ اجْعَلْ لِهَذَا الْحَائِطِ كُرْسِيّاً أَي اجْعَلْ لَهُ مَا يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قَالَ: وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ لأَن عِلْمَهُ الَّذِي وسع السموات والأَرض لَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا، واللَّه أَعلم بِحَقِيقَةِ الْكُرْسِيِّ إِلا أَن جُمْلَتَهُ أَمرٌ عَظِيمٌ مِنْ أَمر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ؛ وَرَوَى أَبو عَمْرٍو عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَرَاسِيِّ المُلوك، وَيُقَالُ كِرْسي أَيضاً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والصحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْكُرْسِيِّ مَا رَوَاهُ عَمَّار الذهبي عَنْ مُسْلِمٍ البَطِين عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمين، وأَما الْعَرْشُ فإِنه لَا يُقدر قَدْرُهُ ، قَالَ: وَهَذِهِ رِوَايَةٌ اتَّفَقَ أَهل الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهَا، قَالَ: وَمَنْ رَوَى عَنْهُ فِي الْكُرْسِيِّ أَنه العِلم فَقَدْ أَبْطل. والانْكِراس: الانْكِباب. وَقَدِ انْكَرَس فِي الشَّيْءِ إِذا دَخَلَ فِيهِ مُنْكَبّاً. والكَرَوَّس، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ: الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ العَظِيم الرأْس والكاهِلِ مَعَ صَلابة، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ الرأْس فَقَطْ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ. التَّهْذِيبُ: والكَرَوَّس الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الرأْس وَالْكَاهِلُ فِي جِسْم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فِينا وجَدْت الرَّجُلَ الكَرَوّسا ابْنُ شُمَيْلٍ: الكَرَوَّس الشَّدِيدُ، رجلٌ كَرَوَّس. والكَرَوَّس: الهُجَيْمِي مِنْ شُعَرائهم. والكِرْياس: الكَنِيف، وَقِيلَ: هُوَ الكنِيف الَّذِي يَكُونُ مُشْرفاً عَلَى سَطْح بِقَناةٍ إِلى الأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي أَيوب أَنه قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَع بِهَذِهِ الكَرَاييِس، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن تُسْتَقْبَل القِبلة بغائطٍ أَو بَوْل يَعْنِي الكُنُف. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكَرَايِيسُ واحدُها كِرْياس، وَهُوَ الكَنِيف الَّذِي يَكُونُ مُشْرِفاً عَلَى سَطْحٍ بِقَناةٍ إِلى الأَرض، فإِذا كَانَ أَسفل فَلَيْسَ بكِرْياس. قَالَ الأَزهري: سُمِّي كِرْياساً لِمَا

يَعْلَق بِهِ مِنَ الأَقذار فَيَرْكب بَعْضُهُ بَعْضًا ويتكرَّس مِثْلَ كِرْس الدِّمْنِ والوَأْلَةِ، وَهُوَ فِعْيال مِنَ الكَرْس مِثْلَ جِرْيال؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ الكِرْناس، بالنون. كربس: الكِرْباس والكِرْباسة: ثَوْبٌ، فَارِسِيَّةٌ، وبيَّاعُه كَرَابِيسِيّ. التَّهْذِيبُ: الكِرْباس، بِكَسْرِ الْكَافِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ يُنْسَبُ إِليه بيَّاعه فَيُقَالُ كَرابيسيّ، والكِرباسة أَخص مِنْهُ وَالْجَمْعُ الكَرابيس. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: وَعَلَيْهِ قَمِيص مِنْ كَرابيسَ ؛ هِيَ جَمْعُ كِرْباس، وَهُوَ القُطْن. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: فأَصبح وَقَدِ اعْتَمَّ بعِمامة كَرابيس سَوْدَاءَ. والكِرْباسُ: راوُوق الْخَمْرِ. كردس: الكُرْدُوس: الْخَيْلُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: القِطْعة مِنَ الْخَيْلِ العظيمةُ، والكَرادِيسُ: الفِرَق مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: كَرْدَسَ الْقَائِدُ خَيْله أَي جَعَلَهَا كَتِيبة كَتِيبة. والكُرْدُوس: قِطْعَةٌ مِنَ الخيْل. والكُرْدوس: فِقْرة مِنْ فِقَر الكاهِل. وكلُّ عَظْمٍ تَامٍّ ضخْم، فَهُوَ كُرْدوس؛ وكلُّ عظمْ كَثِير اللَّحْمِ عظُمَت نَحْضَتُه كُرْدُوس؛ وَمِنْهُ قَوْلِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّه وَجْهَهُ، فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَخْم الكَرادِيس. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: الكَرادِيس رُؤُوس العِظام، واحدُها كُرْدوس، وَكُلُّ عَظْمَيْنِ الْتَقَيَا فِي مَفْصِل فَهُوَ كُرْدُوس نَحْوَ المَنْكِبَين والرُّكْبَتين والوَرِكَين؛ أَراد أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَخْم الأَعضاء. والكَراديس: كَتَائِبُ الْخَيْلِ، وَاحِدُهَا كُردوس، شُبِّهَتْ برؤوس الْعِظَامِ الْكَثِيرَةِ. والكرادِيس: عِظام مَحال البَعِير. والكُرْدُوسان: كَسْرَا [كِسْرَا] الفَخِذين، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الكُرْدُوس الكَسْر [الكِسْر] الأَعلى لعِظَمِه، وَقِيلَ: الكَرادِيس رُؤوس الأَنقاء، وَهِيَ القَصَب ذَوَاتُ المُخِّ. وكَرادِيس الفَرَس: مَفاصِله. والكُردُوسان: بَطْنان مِنَ العرَب. والكَرْدَسَة: الوِثاق. يُقَالُ: كَرْدَسَه ولَبَجَ بِهِ الأَرض. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الكُرْدُوسان قَيسٌ ومُعاوية ابْنا مَالِكِ بْنِ حَنْظلة بْنِ مَالِكِ بْنِ زيج مَناة بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمَا فِي بَنِي فُقَيْم بْنِ جَرير بْنِ دارِم. وَرَجُلٌ مُكَرْدَس: شدَّت يَدَاهُ ورِجْلاه وصُرِع. التَّهْذِيبُ: وَرَجُلٌ مُكَرْدَس جُمِعت يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ فشدَّت؛ وأَنشد: وحاجِب كَرْدَسَه فِي الحَبْلِ ... مِنَّا غُلام، كَانَ غَيْرَ وَغْلِ، حَتَّى افْتَدى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ وكُرْدِس الرَّجُلُ: جُمِعت يَدَاهُ ورِجْلاه، وَحُكِيَ عَنِ الْمُفَضَّلِ يُقَالُ: فَرْدَسَه وكَرْدَسَه إِذا أَوثقه؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: فبَات عَلَى خَدٍّ أَحَمَّ ومَنْكِبٍ، ... وضِجْعَتُه مثلُ الأَسِير المُكَرْدَسِ أَراد مِثْلَ ضِجْعة الأَسِير وَقَدْ تَكَرْدَس . وتَكَرْدَس الوَحْشَيّ فِي وِجاره: تَجَمَّع وتَقَبَّض. والتَّكَرْدُس: التجمُّع والتقبُّض؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَبات مُنتَصّاً وَمَا تَكَرْدَسا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّكَرْدُس أَن يَجمع بَيْنَ كَراديسه مِنْ بَرْد أَو جُوع. وكَرْدَسَه إِذا أَوْثقه وَجَمَعَ كَراديسَه. وكَرْدَسَه إِذا صَرَعَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الْخَدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ وجَوازِ النَّاسِ عَلَى الصِّراط: فَمِنْهُمْ مُسَلَّم ومَخْدُوش، وَمِنْهُمْ مُكَرْدَس فِي

نَارِ جَهَنَّمَ ؛ أَراد بالمُكَرْدَس المُوثَق المُلْقى فِيهَا، وَهُوَ الَّذِي جُمِعَت يَداه وَرِجْلَاهُ وأُلقي إِلى مَوْضِعٍ، وَرَجُلٌ مُكَرْدَس: مُلَزَّزُ الخلْق؛ وأَنشد لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ السَّعْدِيِّ: دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدحُ والتَّكَرْدُس: الِانْقِبَاضُ وَاجْتِمَاعُ بَعْضِهِ إِلى بَعْضٍ. والكَرْدَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. والدِحْوَنَّة: الْقَصِيرُ السَّمِينُ، وَكَذَلِكَ البَلَنْدَح. النَّضْرُ: الكَرادِيس دأَيات الظَّهْرِ. الأَزهري: يُقَالُ أَخذه فَعَرْدَسَه ثُمَّ كَرْدَسَه، فأَما عَرْدَسَه فصَرَعه، وأَما كَرْدَسَه فأَوْثقه. والكَرْدَسَة: الصَّرْع القَبيح. كرفس: الكَرَفْس: بَقْلَة مِنْ أَحرار البُقول معروفٌ، قِيلَ هُوَ دَخِيلٌ. والكَرْفَسَة: مَشْيُ المُقَيَّد. وتَكَرْفَس الرَّجُلُ إِذا دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. قَالَ: والكُرْسُفُ القُطْن وَهُوَ الكُرْفُسُ. كركس: الكَرْكَسَة: تَرْدِيدُ الشَّيْءِ. والمُكَركَس: الَّذِي ولَدته الإِماء؛ وَقِيلَ: إِذا وَلَدَتْهُ أَمَتان أَو ثلاثٌ فَهُوَ المُكَرْكَس. أَبو الْهَيْثَمِ: المُكَرْكَسُ الَّذِي أُمُّ أُمّه وأُم أَبيه وأُم أُم أُمه وأُم أُم أَبيه إِماءٌ، كأَنه المردَّد فِي الهُجَناء. والمُكَرْكَس: المقيَّد؛ وأَنشد اللَّيْثُ: فَهَلْ يأْكلنْ مَالِي بَنُو نَخَعِيَّةٍ، ... لَهَا نِسَبٌ فِي حَضْرَمَوْت مُكَرْكَسُ؟ والكَرْكَسَة: التردُّد. والكَرْكَسَة: مِشْيَة المقيَّد. والكَرْكَسَة: تدحرُج الإِنسان مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْل، وقد تَكَرْكَسَ. كسس: الكسَسُ: أَن يقصُر الحنَك الأَعْلى عَنِ الأَسفل. والكَسَسُ أَيضاً: قِصَرُ الأَسنان وصِغَرُها، وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الأَسنان السُّفلى مَعَ الحنَك الأَسفل وتَقاعُس الحنَك الأَعلى. كَسَّ يَكَسُّ كَسساً، وَهُوَ أَكَسُّ، وامرأَة كَسَّاء؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا حالَ كُسُّ الْقَوْمِ رُوقا حَالَ بِمَعْنَى تَحَوَّلَ. وَقِيلَ: الكَسَسُ أَن يَكُونَ الحنَك الأَعلى أَقصر مِنَ الأَسفل فَتَكُونَ الثَّنِيتان العُلْيَيان وَرَاءَ السُّفْلَيَيْن مِنْ دَاخِلِ الْفَمِ، وَقَالَ: لَيْسَ مِنْ قِصَرِ الأَسنان. والتَّكَسُّس: تَكَلُّفُ الكَسَسِ مِنْ غَيْرِ خِلْقة، واليَلَلُ أَشد مِنَ الكَسَس، وَقَدْ يَكُونُ الكَسَسُ فِي الْحَوَافِرِ. وكَسَّ الشَّيْءَ يَكُسُّه كَسّاً: دَقَّه دَقّاً شَدِيدًا. والكَسِيس: لَحْم يُجَفَّف عَلَى الْحِجَارَةِ ثُمَّ يُدَقُّ كالسَّوِيق يُتَزوَّد فِي الأَسفار. وَخُبْزٌ كَسِيسٌ ومَكْسُوس ومُكَسْكَسٌ: مكْسُور. والكَسيس: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ. قَالَ: وَهِيَ القِنْديد، وَقِيلَ: الكَسِيسُ نَبيذ التَّمْرِ. والكَسِيسُ: السُّكَّرُ؛ قَالَ أَبو الْهِنْدِيِّ: فإِنْ تُسْقَ مِنْ أَعْناب وَجٍّ، فإِنَّنا ... لَنا العَيْن تَجْري مِنْ كَسِيسٍ وَمِنْ خَمْرِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَسِيس شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الذُّرَة وَالشَّعِيرِ. والكَسْكاسُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ؛ وأَنشد: حَيْثُ تَرى الحَفَيْتَأَ الكَسْكاسا، ... يَلْتَبِسُ المَوْت بِهِ الْتِباسا وكَسْكَسَة هوازِن: هُوَ أَن يَزيدُوا بَعْدَ كَافِ الْمُؤَنَّثِ سِينًا فَيَقُولُوا: أَعْطَيْتُكِسُ ومِنْكِس، وَهَذَا فِي الْوَقْفِ دُونَ الْوَصْلِ. الأَزهري: الكَسْكَسَة لُغَةٌ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ تقارِب الكَشْكَشَة. وَفِي

حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: تَياسَروا عَنْ كَسْكَسَة بَكْرٍ ، يَعْنِي إِبدالهم السِّينَ مِنْ كَافِ الْخِطَابِ، تَقُولُ: أَبُوسَ وأُمُّسَ أَي أَبوكَ وأُمُّك، وَقِيلَ: هُوَ خاصٌّ بِمُخَاطَبَةِ الْمُؤَنَّثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَعُ الْكَافَ بِحَالِهَا وَيَزِيدُ بَعْدَهَا سِينًا فِي الْوَقْفِ فَيَقُولُ: مَرَرْتُ بِكِسْ أَي بكِ، واللَّه أَعلم. كعس: الكَعْسُ: عَظْمُ السُّلامَى، وَالْجَمْعُ كِعاس، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الشَّاءِ وَغَيْرِهِا، وَقِيلَ: هِيَ عِظام البَراجِم مِنَ الأَصابع. كعبس: الكَعْبَسَة: مِشْيَة فِي سُرْعَةٍ وتقارُب، وَقِيلَ: هِيَ العَدْوُ الْبَطِيءُ، وَقَدْ كَعْبَسَ. كفس: الكَفَسُ: الحَنَفُ فِي بَعْضِ اللُّغات. كَفِس كَفَساً، وهو أَكْفَسُ. كلس: الكِلْسُ: مِثْلُ الصَّارُوج يُبْنَى بِهِ، وَقِيلَ: الكِلْسُ الصَّارُوجُ، وَقِيلَ: الكِلْسُ مَا طُليَ بِهِ حَائِطٌ أَو بَاطِنُ قصْر شِبْهُ الجِصِّ مِنْ غَيْرِ آجُرٍّ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العَبَّادِي: أَين كِسْرَى، كِسْرَى المُلُوك، أَبو ساسَانَ ... أَم أَين قَبْلَه سابُورُ؟ وبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الرُّوم ... لَمْ يَبْقَ منهمُ مَذْكُورُ وأَخُو الحَضْرِ إِذْ بَناهُ، وإِذْ دَجلة ... تُجْبَى إِليه، والخَابُورُ شادَهُ مَرْمَراً، وجَلَّلَهُ كِلْساً، ... فلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وُكُورُ الحَضْرُ: مَدِينَةٌ بَيْنَ دَجْلَة والفُرات، وَصَاحِبُ الحَضْرِ هُوَ السَّاطِرُونُ؛ وأَما قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ: تُشادُ بآجُرٍّ لَهَا وبِكِلِّس فَإِنَّ ابْنَ جِنِّي زَعَمَ أَنه شدَّد لِلضَّرُورَةِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وتُكَلَّسُ، عَلَى الإِقْواء، وَقَدْ كَلَّس الْحَائِطَ. والتَّكلِيسُ: التَّمْلِيسُ، فإِذا طُليَ ثَخِيناً، فَهُوَ المُقَرْمَدُ. الأَصمعي: وكَلَّس عَلَى الْقَوْمِ وكَلَّلَ وصَمَّمَ إِذا حَمَلَ. أَبو الْهَيْثَمِ: كَلَّسَ فُلَانٌ عَلَى قِرْنِه وهَلَّلَ إِذا جَبُنَ وفَرَّ عَنْهُ. والكُلْسَةُ فِي اللَّوْن، يُقَالُ ذئب أَكْلَسُ. كلمس: الكَلْمَسَةُ: الذَّهاب. تَقُولُ: كَلْمَسَ الرَّجُلُ وكَلْسَمَ إِذا ذَهَبَ. كمس: كامِسٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: فلَقَدْ أَرانا يَا سُمَيُّ بِحائِلٍ، ... نَرْعَى القَرِيَّ فَكَامِسًا فالأَصْفَرَا وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ فِي تَمْجِيدِ اللَّه تَعَالَى: لَيْسَ لَهُ كَيْفِيَّةٌ وَلَا كَيْمُوسِيَّة ؛ الكَيْمُوسِيَّةُ: عِبَارَةٌ عَنِ الْحَاجَةِ إِلَى الطَّعَامِ وَالْغِذَاءِ. والكَيْمُوس فِي عِبَارَةِ الأَطِبَّاء: هُوَ الطَّعَامُ إِذا انْهَضَمَ فِي المَعِدَة قَبْلَ أَن يَنْصَرِفَ عَنْهَا وَيَصِيرَ دَماً، ويسمُّونه أَيضاً الكَيْلُوس. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَجد فِيهِ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَحْضِ شَيْئًا صَحِيحًا، قَالَ؛ وأَما قَوْلُ الأَطباء فِي الكَيْمُوساتِ وَهِيَ الطَّبَائِعُ الأَربع فكأَنها مِنْ لُغَاتِ اليُونانِيِّين. كنس: الكَنْسُ: كَسْحُ القُمام عَنْ وَجْهِ الأَرض. كَنَسَ الْمَوْضِعَ يَكْنُسُه، بِالضَّمِّ، كَنْساً: كَسَح القُمامَة عَنْهُ. والمِكْنَسَة: مَا كُنِس بِهِ، وَالْجَمْعُ مَكانِس. والكُناسَة: مَا كُنِسَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُناسَة الْبَيْتِ مَا كُسِحَ مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ فأُلقي بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. والكُناسة أَيضا: مُلْقَى القُمَامِ. وفَرَسٌ مَكْنوسَة: جَرْداء.

والمَكْنِسُ «4»: مَوْلِجُ الوَحْشِ مِنَ الظِّباء والبَقر تَسْتَكِنُّ فِيهِ مِنَ الحرِّ، وَهُوَ الكِناسُ، وَالْجَمْعُ أَكْنِسَة وكُنْسٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنها تَكْنُسُ الرَّمْلَ حَتَّى تَصِلَ إِلى الثَّرَى، وكُنُسَات جَمْعٌ كطُرُقاتٍ وجُزُرات؛ قَالَ: إِذا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلَّا، ... تَحْت الإِرانِ، سَلَبَتْه الطَّلَّا «5» وكَنَسَتِ الظِّباء وَالْبَقَرُ تَكْنِسُ، بِالْكَسْرِ، وتَكَنَّسَتْ واكْتَنَسَتْ: دَخَلَتْ فِي الكِناس؛ قَالَ لَبِيدٍ: شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يَوْمَ تَحَمَّلُوا، ... فَتَكَنَّسُوا قُطْناً تَصِرُّ خِيامُها أَي دخَلوا هَوادِجَ جُلِّلَتْ بِثِيَابِ قُطْن. والكَانِسُ: الظَّبْيُ يَدْخُلُ فِي كِناسِهِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي الشَّجَرِ يَكْتَنُّ فِيهِ وَيَسْتَتِرُ؛ وظِباء كُنَّسٌ وكُنُوس؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وإِلا نَعاماً بِهَا خِلْفَةً، ... وإِلَّا ظِباءً كُنُوساً وذِيبَا وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسُ، ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهلِها أَنِيسُ إِلا اليَعافِيرُ وإِلَّا العِيسُ، ... وبَقَرٌ مُلَمَّعٌ كُنُوسُ وكَنَسَتِ النُّجُومُ تَكْنِسُ كُنُوساً: استمرَّت فِي مَجاريها ثُمَّ انْصَرَفَتْ رَاجِعَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الكُنَّسُ النُّجُومُ تَطْلُعَ جَارِيَةً، وكُنُوسُها أَن تَغِيبَ فِي مَغَارِبِهَا الَّتِي تغِيب فِيهَا، وَقِيلَ: الكُنَّسُ الظِّباء. وَالْبَقَرُ تَكْنِس أَي تَدْخُلُ فِي كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ، قَالَ: والكُنَّسُ جَمْعُ كانِس وكانِسَة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هِيَ النُّجُومُ الْخَمْسَةُ تَخْنِسُ [تَخْنُسُ] فِي مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كَمَا تَكْنِسُ الظِّباء فِي المَغار، وَهُوَ الكِناسُ، وَالنُّجُومُ الْخَمْسَةُ: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ النُّجُومُ الَّتِي تَسْتَسِرُّ فِي مَجَارِيهَا فَتَجْرِي وتَكْنِسُ فِي مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لِكُلِّ نَجْمٍ حَوِيّ يَقِف فِيهِ ويستدِيرُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ رَاجِعًا، فكُنُوسُه مُقامُه فِي حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بِالنَّهَارِ فَلَا يُرى. الصِّحَاحُ: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ فِي المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وَقِيلَ: هِيَ الخُنَّسُ السَّيَّارة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ بالجَوارِي الكُنَّسِ ؛ الجَوارِي الْكَوَاكِبِ، والكُنَّسُ جَمْعُ كانِس، وَهِيَ الَّتِي تَغِيبُ، مِنْ كَنَسَ الظَّبْيُ إِذا تغيَّب وَاسْتَتَرَ فِي كِناسِه، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَأْوِي إِليه. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: ثُمَّ أَطْرَقُوا وَراءكم فِي مَكانِسِ الرِّيَبِ ؛ المَكانِسُ: جَمْعُ مَكْنَس مَفْعَل مِنَ الكِناس، وَالْمَعْنَى اسْتَترُوا فِي مَوْضِعِ الرِّيبَة. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: أَول مَنْ لَبسَ القَباءَ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لأَنه كَانَ إِذا أَدخل رأْسه لِلُبْسِ الثِّياب كَنَسَتْ الشَّيَاطِينُ اسْتِهْزَاءً. يُقَالُ: كَنَسَ أَنفه إِذا حَرَّكه مستهزٍئاً؛ وَيُرْوَى: كنَّصت ، بِالصَّادِ. يُقَالُ: كنَّصَ فِي وَجْهِ فُلَانٍ إِذا استهزأَ بِهِ. وَيُقَالُ: فِرْسِنٌ مَكْنُوسَة وَهِيَ المَلْساء الجَرْداء من

_ (4). قوله [والمكنس] هكذا في الأَصل مضبوطاً بكسر النون، وهو مقتضى قوله بعد البيت وَكَنَسَتِ الظِّبَاءُ وَالْبَقَرُ تَكْنِسُ بالكسر، ولكن مقتضى قوله قبل الْبَيْتِ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنها تكنس الرمل أَن تكون النون مفتوحة وكذا هو مقتضى قوله جمع مكنس مفعل الآتي في شرح حديث زياد حيث ضبطه بفتح العين. (5). قوله [سلبته الطلا] هكذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: سلبته الظلا.

الشعَر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الفِرْسِنُ المَكْنُوسَة المَلْساء الْبَاطِنِ تُشَبِّهُها الْعَرَبُ بالمَرايا لِمَلاسَتِها. وكَنِيسَةُ الْيَهُودِ وَجَمْعُهَا كَنائِس، وَهِيَ معرَّبة أَصلها كُنِشْتُ. الْجَوْهَرِيُّ: والكنِيسَة لِلنَّصَارَى. ورَمْلُ الكِناس: رَمْلٌ فِي بِلَادِ عَبْدِ اللَّه بْنِ كِلَابٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الكِناس؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّه بَيْني وبَيْنها، ... عَشِيَّة أَحْجار الكِناس، رَمِيمُ «1» قَالَ: أَراد عَشِيَّةَ رَمْل الكِناس فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فَوَضَعَ الأَحجار مَوْضِعَ الرَّمْلِ. والكُناسَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْكُوفَةِ. والكُناسَة والكانِسيَّة: مَوْضِعَانِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: دارٌ لِمَرْوَةَ إِذْ أَهْلي وأَهْلُهُمُ، ... بالكانِسِيَّة تَرْعى اللَّهْوَ والغَزَلا كندس: الكُنْدُسُ: العَقْعَقُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: مُنِيتُ بِزِمَّرْدَةٍ كالعَصا، ... أَلَصَّ وأَخْبَثَ مِنْ كُنْدُسِ «2» الزِّمَّرْدة: الَّتِي بَيْنَ الرجل والمرأَة، فارسية. كهمس: الكَهْمَسُ: الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ. والكَهْمَسُ: الأَسد. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الذِّئْبُ. وكَهْمَس: مِنْ أَسماء الأَسد. وَنَاقَةٌ كَهْمَس: عَظِيمَةُ السَّنَامِ. وكَهْمَس: اسْمٌ، وَهُوَ أَبو حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لمَوْدُودٍ الْعَنْبَرِيِّ، وَقِيلَ هُوَ لأَبي حُزابة الْوَلِيدُ بْنُ حَنِيفة: فلِلّه عَيْنا مَنْ رَأَى مِنْ فَوارِسٍ، ... أَكَرَّ عَلَى المَكْرُوه مِنْهُمْ وأَصْبَرا فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَعَضُّوا سُيُوفَهُمْ ... ذُرى الهامِ مِنْهُم، والحديدَ المُسَمَّرا وكُنَّا حَسِبناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ، ... حَيُوا بَعْدَ ما مَاتُوا مِنَ الدَّهْرِ أَعْصُرا وكَهْمَسٌ هَذَا: هُوَ كَهْمَسُ بْنُ طَلْق الصَّريمي، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ الخوارِج مَعَ بِلال بْنِ مِرْداس، وَكَانَتِ الْخَوَارِجُ وَقَعَتْ بأَسلم بْنِ زُرْعَةَ الْكِلَابِيِّ، وَهُمْ فِي أَربعين رَجُلًا، وَهُوَ فِي أَلْفَي رَجُلٍ، فَقَتَلَتْ قِطْعَةً مِنْ أَصحابه وَانْهَزَمَ إِلى البَصرة فَقَالَ مَوْدُود هَذَا الشِّعْرَ فِي قَوْمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِيهِمْ شِدَّةٌ، وَكَانَتْ لَهُمْ وَقْعَةٌ بِسِجِسْتان، فَشَبَّهَهُم فِي شدَّتهم بالخَوارج الَّذِينَ كَانَ فِيهِمْ كَهْمَسُ بْنُ طَلْق، وحَيُوا يَعْنِي الْخَوَارِجَ أَصحاب كَهْمَس، أَي كأَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ أَصحاب كَهْمَس فِي قُوَّتهم وَشِدَّتِهِمْ ونُصْرتهم. كوس: الكَوْسُ: المَشي عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، وَمِنْ ذَوَاتِ الأَربع عَلَى ثَلَاثِ قَوائم، وَقِيلَ: الكَوْسُ أَن يَرْفع إِحدى قَوَائِمِهِ ويَنْزُوَ عَلَى مَا بَقِيَ، وَقَدْ كاسَتْ تَكُوسُ كَوْساً؛ قَالَ الأَعور النَّبْهانيُّ: وَلَوْ عِنْدَ غَسَّان السَّلِيطيِّ عَرَّسَتْ، ... رَغا فَرِقٌ مِنْهَا، وكاسَ عَقِيرُ وَقَالَ حَاتِمٌ الطَّائِيُّ: وإِبْلِيَ رَهْنٌ أَن يَكُوسَ كَريمُها ... عَقِيراً، أَمامَ الْبَيْتِ، حِينَ أُثِيرُها أَي تَعْقِرُ إِحدى قَوَائِمِ الْبَعِيرِ فيَكُوس عَلَى ثَلَاثٍ؛ وَقَالَتْ عَمْرَةُ أُخت الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس وأُمُّها الخَنْساء تَرْثي أَخاها وَتَذْكُرُ أَنه كَانَ يُعَرْقِبُ الإِبل: فَظَلَّتْ تَكُوسُ عَلَى أَكْرُعٍ ... ثَلاثٍ، وغادَرَتُ أخْرى خَضِيبا

_ (1). قوله [رميم] هو اسم امرأة كما في شرح القاموس. (2). قوله [منيت إلخ] سيأتي في مادة كندش فانظره.

تَعْنِي الْقَائِمَةَ الَّتِي عَرْقَبَها فَهِيَ مُخَضَّبَة بِالدَّمِ. وَكَاسَ الْبَعِيرُ إِذا مَشَى عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ وَهُوَ مُعَرْقَبٌ. والتَّكاوُس: التَّراكُمُ وَالتَّزَاحُمُ. وتَكاوَسَ النَّخْلُ وَالشَّجَرُ والعُشْب: كَثُرَ والتفَّ؛ قَالَ عُطارِد بنُ قُرَّان: ودُونيَ مِنْ نَجْران رُكْنٌ عَمَرَّدٌ، ... ومُعْتَلِجٌ مِنْ نَخْلِهِ مُتَكاوِسُ وتَكاوَسَ النَّبْتُ: التفَّ وَسَقَطَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَهُوَ مُتَكاوِس. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ ذَكَرَ أَصحاب الأَيْكة فَقَالَ: كَانُوا أَصحاب شَجَرٍ مُتَكاوِس أَي مُلْتَف مُتَرَاكِبٍ، وَيُرْوَى مُتَكادِس ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: اكْتاسَني فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي وارْتَكَسَني أَي حَبَسَنِي. والكُوسُ، بِالضَّمِّ: الطَّبْل، وَيُقَالُ: هُوَ معرَّب. ومَكْوَسٌ عَلَى مَفْعَل: اسْمُ حِمَارٍ «1». ولُمْعَةٌ كَوْساء: مُتَرَاكِمَةٌ ملتفَّة. والمُتَكاوِسُ فِي الْقَوَافِي: نَوْعٌ مِنْهَا وَهُوَ مَا تَوَالَى فِيهِ أَربع مُتَحَرِّكَاتٍ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، شُبِّهَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ الْحَرَكَاتِ فِيهِ كأَنها التفَّت. وكاسَ الرجُلُ كَوْساً وكَوَّسَهُ: أَخذَ برأْسه فَنَصاه إِلى الأَرض، وَقِيلَ: كَبَّه عَلَى رأْسه. وكاسَ هُوَ يَكُوسُ: انْقَلَبَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ عِنْدَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَمي أَن لَا أَكون قَتَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّه: أَما واللَّه لَوْ فعلتَ ذَلِكَ لَكَوَّسَك اللَّه فِي النَّارِ أَعلاك أَسفلك ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ لَكَوَّسَك اللَّه يَعْنِي لَكَبَّك اللَّه فِيهَا وَجَعَلَ أَعلاك أَسْفَلك، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: كلَّمته فاهُ إِلى فيَّ، فِي وُقُوعِهِ مَوْقِعَ الْحَالِ. وَيُقَالُ كَوَّسْتُهُ عَلَى رأْسه تَكْويساً، وَقَدْ كاسَ يَكوسُ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. والكُوس: خَشَبة مُثلَّثة تَكُونُ مَعَ النَّجَّار يَقِيس بِهَا تَرْبيعَ الخشَب، وَهِيَ كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ، والكَوْسُ أَيضاً كأَنها أَعجمية وَالْعَرَبُ تكلَّمت بِهَا، وَذَلِكَ إِذا أَصاب النَّاسَ خَبٌّ فِي الْبَحْرِ فَخَافُوا الغَرَق، قِيلَ: خَافُوا الكَوْسَ. ابْنُ سِيدَهْ: والكَوْسُ هَيْجُ الْبَحْرِ وخَبُّه ومُقارَبة الْغَرَقِ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ الغرَق، وَهُوَ دَخِيل. والكُوسِيُّ مِنَ الْخَيْلِ: الْقَصِيرُ الدَّوارِج فَلَا تَرَاهُ إِلا مُنَكَّساً إِذا جَرَى، والأُنثى كُوسِيَّة، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الْقَصِيرُ اليدَيْنِ. وكاسَتِ الحيَّة إِذا تَحَوَّتْ فِي مَكاسِها، وَفِي نُسْخَةٍ فِي مَساكِها. وكَوْساءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذا ذَكَرتْ قَتْلي بِكَوْساء، أَشْعَلَتْ ... كوَاهِيَةِ الأَخْراتِ رَثّ صُنُوعُها كيس: الكَيْسُ: الخفَّة والتوقُّد، كَاسَ كَيْساً، وَهُوَ كَيْسٌ وكَيِّسٌ، وَالْجَمْعُ أَكْياس؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: واللَّه مَا مَعْشَرٌ لامُوا امْرأً جُنُباً، ... فِي آلِ لأْيِ بنِ شَمَّاسٍ، بأَكْياسِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَّروا كَيِّساً عَلَى أَفعال تَشْبِيهًا بِفَاعِلٍ، ويدلُّك عَلَى أَنه فَيْعِل أَنهم قَدْ سلَّموا فَلَوْ كَانَ فَعْلًا لَمْ يسلِّموه «2»؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فكُنْ أَكْيَسَ الكَيْسَى إِذا كنتَ فيهمُ، ... وإِنْ كنتَ فِي الحَمْقى، فكُنْ أَنتَ أَحْمَقا

_ (1). قوله [وَمَكْوَسٌ عَلَى مَفْعَلٌ اسْمُ حمار] مثله في الصحاح، وعبارة القاموس وشرحه: ومكوّس كمعظم: حمار، ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على مفعل، وإِذا كان لغة كما نقله بعضهم فلا يكون وهماً. (2). قوله [كَسَّرُوا كَيِّسًا عَلَى أَفْعَالِ إلى قوله لم يسلموه] هكذا في الأَصل ومثله في شرح القاموس.

إِنما كسَّره هُنَا عَلَى كَيْسى لِمَكَانِ الحَمْقى، أَجرى الضدَّ مُجْرى ضدِّه، والأُنثى كَيِّسَة وكَيْسَة. والكُوسى والكِيسى: جَمَاعَةُ الكَيِّسَة؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها تأْنيث الأَكْيَس، وَقَالَ مَرَّةً: لَا يُوجَدُ عَلَى مِثَالِهَا إِلا ضِيقى وضُوقى جَمْعُ ضَيِّقَة، وطُوبى جَمْعُ طَيِّبة وَلَمْ يَقُولُوا طِيبى، قَالَ: وَعِنْدِي أَن ذَلِكَ تأْنيث الأَفْعَل. اللَّيْثُ: جَمْعُ الكَيِّس كَيَسَة. وَيُقَالُ: هَذَا الأَكْيَسُ وَهِيَ الكُوسى وهُنَّ الكُوسُ. والكُوسِيَّات: النِّسَاءُ خاصَّة؛ وَقَوْلُهُ: فَمَا أَدْري أَجُبْناً كَانَ دَهْري ... أَمِ الكُوسَى، إِذا جَدَّ الغَرِيمُ؟ أَراد الكَيْسَ بَنَاهُ عَلَى فُعْلى فَصَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا كَمَا قَالُوا طُوبى مِنَ الطِّيب. وَفِي اغْتِسَالِ المرأَة مَعَ الرَّجُلِ: إِذا كَانَتْ كَيِّسَة؛ أَراد بِهِ حُسْنَ الأَدب فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ مَعَ الرَّجُلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ كَيْسَ الْفِعْلِ أَيْ حَسَنَه، والكَيْسُ فِي الأُمور يُجْرِي مَجْرى الرِّفق فِيهَا. والكُوسى: الكَيْسُ؛ عَنِ السِّيرافي، أَدخلوا الْوَاوَ عَلَى الْيَاءِ كَمَا أَدخلوا الْيَاءَ كَثِيرًا عَلَى الْوَاوِ، وإِن كَانَ إِدخال الْيَاءِ عَلَى الْوَاوِ أَكثر لِخِفَّةِ الْيَاءِ. وَرَجُلٌ مُكَيَّس: كَيْسٌ؛ قَالَ رَافِعُ بْنُ هُرَيْمٍ: فهَلَّا غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ، ... إِذا مَا كنتُمُ مُتَظَلِّمِينا؟ عَفاريتاً عليَّ وأَكل مالي، ... وجُبْناً عن رِجالٍ آخَرينا فَلَوْ كُنْتُمْ لمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ، ... وكَيْسُ الأُم يُعْرَف فِي البَنِينا وَلَكِنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فَجِئتُمْ ... غِثاثاً، مَا نَرَى فِيكُمْ سَمِينا أَي أَوْجَب لأَن يَكُونُ البَنُون أَكْياساً. وامرأَة مكْياسٌ: تَلِدَ الأَكْياسَ. وأَكْيَسَ الرَّجُلُ وأَكاسَ إِذا وُلِدَ لَهُ أَولاد أَكياسٌ. والتَّكَيُّسُ: التظرُّف. وتَكَيَّسَ الرَّجُلُ: أَظهر الكَيْسَ. والكِيسى: نَعْتُ المرأَة الكَيِّسَة، وَهُوَ تأْنيث الأَكْيَسِ، وَكَذَلِكَ الْكُوسَى، وَقَدْ كَاسَ الْوَلَدُ يَكِيسُ كَيْساً وكِياسَةً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفسَه وعَمِل لِمَا بَعْدَ الموْت أَي الْعَاقِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ أَي أَعقل. أَبو الْعَبَّاسِ: الكَيِّسُ الْعَاقِلُ، والكَيْسُ خِلَافُ الْحُمْقِ، والكَيس الْعَقْلُ، يُقَالُ: كاسَ يَكِيسُ كَيْساً. وزيدُ بْنُ الكَيِّس النَّمَريّ: النَّسَّابة. والكَيِّسُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَكَذَلِكَ كَيْسان. وكَيْسان أَيضاً: اسمٌ للغَدْرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِضَمْرَةَ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ قَطن: إِذا كُنْتَ فِي سَعْدٍ، وأُمُّك منهمُ، ... غَريباً فَلَا يَغْرُرْك خالُك مِنْ سَعْدِ إِذا مَا دَعَوْا كَيسان، كَانَتْ كُهولُهم ... إِلى الغَدْرِ أَسْعَى مِنْ شَبابهمِ المُرْدِ وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَن هَذَا للنَّمِر بْنِ تَوْلَب فِي بَنِي سَعْدٍ وَهُمْ أَخوالُه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغَدْرُ يُكَنَّى أَبا كَيْسان، وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ طَائِيَّةٌ، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا مِنَ الكَيْس. وَالرَّجُلُ كَيِّس مُكَيَّس أَي ظَرِيفٌ؛ قَالَ: أَما تَراني كَيِّساً مُكَيَّسا، ... بَنَيْتُ بَعْدَ نافِع مُخَيَّسا؟

فصل اللام

المُكَيَّس: الْمَعْرُوفُ بالكَيْس. والكَيْس: الجِماع. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِذا قَدِمْتم عَلَى أَهاليكم فالكَيْسَ الكَيْسَ أَي جامعوهنَّ طَلباً لِلْوَلَدِ، أَراد الجِماع فَجُعِلَ طَلَبُ الْوَلَدِ عَقْلًا. والكَيْسُ: طَلَبُ الْوَلَدِ. ابْنُ بُزُرج: أَكاسَ الرجلُ الرجلَ إِذا أَخذ بناصِيَته، وأَكاسَتِ المرأَة إِذا جاءتْ بِوَلَدٍ كَيِّس، فَهِيَ مُكِيسَة. وَيُقَالُ: كايَستُ فُلَانًا فكِسْتُه أَكِيسُه كَيْساً أَي غَلَبْتُهُ بالكَيْس وكنتُ أَكْيَس مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: أَتراني إِنما كِسْتُك لآخُذَ جَمَلك أَي غَلَبْتُكَ بالكَيْس. وَهُوَ يُكايسُه فِي الْبَيْعِ. والكِيس مِنَ الأَوعية: وِعاءٌ مَعْرُوفٌ يَكُونُ لِلدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ والدُّرِّ والياقُوتِ؛ قَالَ: إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ ... أُخْرجَتْ مِنْ كِيس دُهْقانِ وَالْجَمْعُ كِيَسَة. وَفِي الْحَدِيثِ: هَذَا مِنْ كِيس أَبي هُرَيْرَةَ أَي مِمَّا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ الْمُقْتَنَى فِي قَلْبِهِ كَمَا يُقْتَنى الْمَالُ فِي الكِيس، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْكَافِ، أَي مِنْ فِقْهِه وفِطْنته لَا مِنْ رِوَايَتِهِ. والكَيْسانِيَّة: جُلود حُمْرٌ لَيْسَتْ بقرظِيَّة. والكَيْسانِيَّة: صِنْف مِنَ الرَّوافِض أَصحاب المُختار بْنِ أَبي عُبيد يُقَالُ لَقَبُه كَانَ كَيْسان. وَيُقَالُ لِمَا يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ: المَشِيمَة والكِيسُ؛ شُبِّه بِالْكِيسِ الَّذِي تُحْرَزُ فِيهِ النَّفَقَةُ. فصل اللام لأس: اللَّؤُس: وَسَخُ الأَظفار. وَقَالُوا: لَوْ سأَلتُه لَؤُساً مَا أَعْطاني وَهُوَ لَا شَيْءَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. اللَّيْثُ: اللَّوْس أَن تَتَّبع الحَلاواتِ «3» وَغَيْرِهَا فتأْكلها. يُقَالُ لاسَ يَلُوس لَوْساً، وَهُوَ لائِسٌ ولَؤُوسٌ. لبس: اللُّبْسُ، بِالضَّمِّ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس، واللَّبْس، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ لَبَسْت عَلَيْهِ الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت. واللِّباسُ: مَا يُلْبَس، وَكَذَلِكَ المَلْبَس واللِّبْسُ، بِالْكَسْرِ، مثلُه. ابْنُ سِيدَهْ: لَبِسَ الثَّوْبَ يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه، وأَلْبَس عَلَيْكَ ثوبَك. وَثَوْبٌ لَبِيس إِذا كَثُرَ لُبْسُه، وَقِيلَ: قَدْ لُبِسَ فأَخْلَق، وَكَذَلِكَ مِلْحَفَة لَبِيسٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ لُبُسٌ؛ وَكَذَلِكَ الْمَزَادَةُ وَجَمْعُهَا لَبائِس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: تَعَهّدَها بالطَّعْنِ، حَتَّى كأَنما ... يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا يَعْنِي الَّتِي قَدِ اسْتُعْمِلَتْ حَتَّى أَخْلَقَتْ، فَهُوَ أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق. ودارٌ لَبِيسٌ: عَلَى التَّشْبِيهِ بالثوْب الْمَلْبُوسِ الخَلَق؛ قَالَ: دارٌ لِلَيْلى خَلَقٌ لَبِيسُ، ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهلها أَنيسُ وحَبْل لَبيسٌ: مستعمَل؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَرَجُلٌ لَبِيسٌ: ذُو لِبَاسٍ، عَلَى التَّشبيه؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. ولَبُوسٌ: كَثِيرُ اللِّباس. واللَّبُوس: مَا يُلبس؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِبَيْهَس الْفَزَارِيِّ، وَكَانَ بَيْهس هَذَا قُتِلَ لَهُ سِتَّةُ إِخوة هُوَ سابعُهم لَمَّا أَغارَتْ عَلَيْهِمْ أَشْجَع، وإِنما تَرَكُوا بَيْهَساً لأَنه كَانَ يحمُق فَتَرَكُوهُ احْتِقاراً لَهُ، ثُمَّ إِنه مرَّ يَوْمًا عَلَى نِسْوَة مِنْ قَوْمِهِ، وهنَّ يُصلِحْن امرأَة يُرِدْنَ أَن يُهْدِينَها لِبَعْضِ مَنْ قَتَل إِخَوتَه. فَكَشَفَ ثَوْبَهُ عَنِ اسْتِه وغطَّى رأَسه

_ (3). قوله [الليث اللوس إلى آخر المادة] محله في مادة لوس لا هنا فلذا ذكره هناك.

فقلْنَ لَهُ: وَيْلَك أَيَّ شَيْءٍ تصنَع؟ فَقَالَ: الْبَسْ لِكُلِّ حَالَة لَبُوسَها: ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمَّا بُوسَهَا واللَّبُوس: الثِّيَابُ والسِّلاح. مُذكَّر، فإِن ذَهَبْتَ بِهِ إِلى الدِّرْع أَنَّثْتَ. وَقَالَ اللَّه تَعَالَى: وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ ؛ قالوا: هو الدِّرْعُ تُلبَس فِي الْحُرُوبِ. ولِبْسُ الهَوْدج: مَا عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ. يُقَالُ: كشَفْت عَنِ الهَوْدج لِبْسَه، وَكَذَلِكَ لِبْس الْكَعْبَةِ، وَهُوَ مَا علينا مِنَ اللِّباسِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ فرَساً خَدَمَتْهُ جَواري الحيِّ: فَلَما كَشَفْنَ اللِّبْسَ عَنْهُ مَسَحْنَهُ ... بأَطْرافِ طَفْلٍ، زانَ غَيْلًا مُوَشَّما وإِنه لحسَنُ اللَّبْسَة واللِّباس. واللِّبْسَةُ: حَالَةٌ مِنْ حَالَاتِ اللُّبْس؛ ولَبِستُ الثَّوْبَ لَبْسَةً وَاحِدَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْن ، هِيَ بِكَسْرِ اللَّامِ، الْهَيْئَةُ وَالْحَالَةُ، وَرُوِيَ بِالضَّمِّ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَوّل الْوَجْهُ. ولِباسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ. ولِباسُ كُلِّ شَيْءٍ: غِشاؤُه. ولِباس الرَّجُلِ: امرأَتُه، وزوجُها لِباسُها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي النِّسَاءِ: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ ؛ أَي مِثْلُ اللِّباسِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَدْ قِيلَ فِيهِ غيرُ مَا قوْلٍ قِيلَ: الْمَعْنَى تُعانِقونهنَّ ويُعانِقْنَكم، وَقِيلَ: كلُّ فَرِيقٍ مِنْكُمْ يَسْكُنُ إِلى صَاحِبِهِ ويُلابِسُه كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها. وَالْعَرَبُ تسَمِّي المرأَة لِباساً وإِزاراً؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ امرأَة: إِذا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى عِطْفَها، ... تَثَنَّتْ، فَكَانَتْ عَلَيْهِ لِباسا وَيُقَالُ: لَبِسْت امرأَة أَي تمتَّعت بِهَا زَمَانًا، ولَبِست قَوْماً أَي تملَّيْت بِهِمْ دَهْرًا؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: لَبِسْت أُناساً فأَفْنَيْتُهُمْ، ... وأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسا وَيُقَالُ: لَبِسْت فُلَانَةً عُمْرِي أَي كَانَتْ مَعِي شَبابي كلَّه. وتَلَبَّسَ حُبُّ فُلَانَةٍ بَدَمِي ولَحْمِي أَي اخْتَلَطَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً أَي تَسْكُنُون فِيهِ، وَهُوَ مشتملٌ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ، جاعُوا حَتَّى أَكلوا الوَبَرَ بالدَّمِ وَبَلَغَ مِنْهُمُ الجُوعُ الحالَ الَّتِي لَا غَايَةَ بَعْدَهَا، فضُرِبَ اللِّباسُ لِمَا نَالَهُمْ مَثَلًا لِاشْتِمَالِهِ عَلَى لابِسِه. ولِباسُ التَّقْوَى: الحياءُ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ، وَيُقَالُ: الْغَلِيظُ الخشِنُ الْقَصِيرُ. وأُلْبِسَتِ الأَرض: غطَّاها النَّبْتُ. وأَلبَسْت الشَّيْءَ، بالأَلف، إِذا غَطَّيْته. يُقَالُ: أَلْبَس السماءَ السحابُ إِذا غَطَّاها. وَيُقَالُ: الحَرَّةُ الأَرض الَّتِي لَبِسَتها حِجَارَةٌ سُودٌ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا غَطَّاه كلَّه أَلبَسَه وَلَا يَكُونُ لَبِسَه كَقَوْلِهِمْ أَلبَسَنا اللَّيْلُ، وأَلْبَسَ السماءَ السحابُ وَلَا يَكُونُ لَبِسَنا اللَّيْلُ وَلَا لَبِس السماءَ السحابُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ أَرض أَلْبَسَتْها حِجَارَةٌ سُودٌ أَي غطَّتْها. والدَّجْنُ: أَن يُلْبِسَ الغيمُ السَّمَاءَ. والمَلْبَسُ: كاللِّباسِ. وَفِي فُلَانٍ مَلْبَسٌ أَي مُسْتَمْتَعٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِن فِي فُلَانٍ لمَلْبَساً أَي لَيْسَ بِهِ كِبْرٌ، وَيُقَالُ: كِبَرٌ، وَيُقَالُ: لَيْسَ لِفُلَانٍ لَبِيسٌ أَي لَيْسَ لَهُ مِثْلٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: هُوَ مِنَ المُلابَسَة وَهِيَ المُخالَطة. وَجَاءَ لابِساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلًا، وَقَدْ لَبِس لَهُ أُذُنَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ، حتَّى ... أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني يَقُولُ: تغافَلْت لَهُ حَتَّى أَطمَعَ قومَه فيَّ. واللَّبْسُ واللَّبَسُ: اخْتِلَاطُ الأَمر. لبَسَ عَلَيْهِ الأَمرَ يَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عَلَيْهِ حَتَّى لَا يعرِف جِهَتَه. وَفِي المَوْلَدِ والمَبْعَثِ: فَجَاءَ المَلَكُ فشقَّ عَنْ قَلْبِهِ، قَالَ: فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي أَي خُولِطْت فِي عَقْلي، مِنْ قَوْلِكَ فِي رَأْيهِ لَبْسٌ أَي اختلاطٌ، وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ: مُخالَط. والْتَبَسَ عَلَيْهِ الأَمر أَي اختلَطَ واشْتَبَه. والتَّلْبيسُ: كالتَّدْليس والتَّخليط، شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ، وَرَجُلٌ لَبَّاسٌ وَلَا تَقُلْ مُلَبِّس. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ؛ اللَّبْس: الخلْط. يُقَالُ: لَبَسْت الأَمر، بِالْفَتْحِ، أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مُخْتَلِفِينَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَلَبَسَ عَلَيْهِ صَلاتَه. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَنْ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ لَبْساً ، كلُّه بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا شُدَّدَ لِلتَّكْثِيرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ صَيَّادٍ: فَلَبَسَني أَي جَعَلني أَلْتَبِسُ فِي أَمره، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَبَسَ عَلَيْهِ. وتَلَبَّس بيَ الأَمرُ: اختلط وتعلق؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي، ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب. ولابَسْتُ الأَمرَ: خالَطْتُه. وَفِيهِ لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ؛ يُقَالُ: لَبَسْت الأَمر عَلَى الْقَوْمِ أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه عَلَيْهِمْ وجَعَلتَه مُشْكِلًا، وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكُفَّارِ يَلْبِسُون عَلَى ضَعَفَتهم فِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: هَلَّا أُنزل إِلينا مَلَك؟ قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه، يَعْنِي المَلَك، رجُلًا لَكَانَ يَلْحَقهم فِيهِ مِنَ اللَّبْس مِثْلُ مَا لَحِقَ ضَعَفَتَهُم مِنْهُ. وَمِنْ أَمثالهم: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عَنْ أَمر فَلَمْ يُبَيِّنْهُ لَكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ؛ يُضرَب هَذَا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كَثُرَ مَنْ يَتَّهِمُه فِيمَا سَرَقه. والمِلْبَس: الَّذِي يلبسُك ويُجلِّلك. والمِلْبَسُ: اللَّيْلُ بعَيْنه كَمَا تَقُولُ إِزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحافٌ ومِلْحَفٌ؛ وَمَنْ قَالَ المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كَمَا قَالَ: وبَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْمَثَلِ قَالَ: وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ، يُقَالُ لَهُ: مِمَّنْ أَنت؟ فَيَقُولُ: مِنْ مُضَر أَو مِنْ رَبيعَة أَو مِنَ اليَمَن أَي عَمَمْت وَلَمْ تخصَّ. واللَّبْسُ: اختِلاطُ الظَّلَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لُبْسَةٌ ، بِالضَّمِّ، أَي شُبْهَةٌ لَيْسَ بِوَاضِحٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فيَأْكلُ فَمَا يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام أَي لَا يَلْزَق بِهِ لِنَظَافَةِ أَكله؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ذَهَبَ وَلَمْ يَتَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ يَعْنِي مِنَ الدُّنْيَا. وَفِي كَلَامِهِ لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ولَبَّسَ الشيءُ: الْتَبَسَ، وَهُوَ مِنْ بَابِ: قَدْ بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن ولابَسَ الرجلُ الأَمر: خالطَه. ولابَسْتَ فُلَانًا: عَرَفت باطنَه. وَمَا فِي فُلَانٍ مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع. ورجل البِيسُ: أَحمق «1».

_ (1). قوله [البيس أَحمق] كذا في الأَصل. وفي شرح القاموس: ورجل لبيس، بكسر اللام: أَحمق.

اللَّيْثُ: اللَّبَسَة بَقْلة؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف اللَّبَسَة فِي البُقُول وَلَمْ أَسمع بها لغير الليث. لحس: اللَّحْسُ بِاللِّسَانِ، يُقَالُ: لَحِس القَصْعَة، بِالْكَسْرِ. واللَّحْسَة: اللَّعْقَة. وَالْكَلْبُ يَلْحَس الإِناء لَحْساً: كَذَلِكَ، وَفِي المَثل: أَسْرَع مِنْ لَحْسِ الْكَلْبِ أَنفه. ولحِسْت الإِناء لَحْسَة ولُحْسَة ولَحَسَه لَحْساً: لَعِقَه. وَفِي حَدِيثِ غَسْل اليَدِ مِنَ الطَّعَامِ: إِن الشَّيْطَانَ حَسَّاسٌ لَحَّاسٌ أَي كَثِيرُ اللَّحْسِ لِمَا يَصِل إِليه. تَقُولُ: لَحِسْت الشَّيْءَ أَلْحَسه إِذا أَخذتَه بِلِسَانِكَ، ولَحَّاسٌ لِلْمُبَالَغَةِ. والحَسَّاس: الشَّدِيدُ الحِسّ والإِدْراك. وَقَوْلُهُمْ: تَرَكْتُ فُلَانًا بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها، هُوَ مِثل قَوْلِهِمْ بِمَباحِث الْبَقَرِ أَي بِالْمَكَانِ القَفْر بِحَيْثُ لَا يُدْرَى أَين هُوَ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَي بِفَلاةٍ مِنَ الأَرض. قَالَ: وَمَعْنَاهُ عِنْدِي بِحَيْثُ تَلْعَق البَقَرُ مَا عَلَى أَولادِها مِنَ السَّابِياءِ والأَغْراسِ، وَذَلِكَ لأَن البَقَر الوَحْشِيَّة لَا تلِد بالمَفاوز؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَرَبَّعْنَ، منْ وَهْبِين أَو بِسُوَيْقةٍ، ... مَشَقَّ السَّوابي عَنْ رُؤوس الجَآذِر قَالَ: وَعِنْدِي أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فَقَطْ أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها لأَن المَفْعَل إِذا كَانَ مَصْدَرًا لَمْ يُجْمع؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا تَخْلُو مَلاحِس هَاهُنَا مِنْ أَن تَكُونَ جَمْعَ مَلْحَس الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ أَو الَّذِي هُوَ الْمَكَانُ، فَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاهُنَا مَكَانًا لأَنه قَدْ عَمِلَ فِي الأَولاد فنصبَها، وَالْمَكَانَ لَا يَعْمَلُ فِي الْمَفْعُولِ بِهِ كَمَا أَن الَّزمان لَا يَعْمَلُ فِيهِ، وإِذا كَانَ الأَمر عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ كَانَ الْمُضَافُ هُنَا مَحْذُوفًا مقدَّراً كأَنه قَالَ: تَرَكْتُه بِمَلاحِسِ «1» البقَر أَولادَها، كَمَا أَن قَوْلَهُ: وَمَا هِيَ إِلا فِي إِزارٍ وعِلْقَةٍ، ... مُغارَ ابْنِ هَمَّام عَلَى حَيِّ خَثْعَما محذوفُ الْمُضَافِ، أَي وقتَ إِغارَة ابْنِ هَمَّامٍ عَلَى حَيِّ خَثْعَم، أَلا تَرَاهُ قَدْ عَدَّاه إِلى قَوْلِهِ عَلَى حَيِّ خَثْعَما؟ ومَلاحِس البقَرِ إِذاً مصدرٌ مَجْمُوعٌ مُعْمَل فِي الْمَفْعُولِ بِهِ كَمَا أَن قَوْلَهُ: مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه بِيَثْرِب كَذَلِكَ وَهُوَ غَرِيبُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّه، يورِد مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّريف المتعجَّب مِنْهُ. واللَّحْسُ: أَكل الجَراد الخَضِرَ والشجرَ، وَكَذَلِكَ أَكلُ الدُّودَةِ الصُّوف. واللَّاحُوس: الْحَرِيصُ، وَقِيلَ: المَشؤوم يَلْحَس قومَه، عَلَى المَثَل، وَكَذَلِكَ الحاسُوس واللَّحُوس مِنَ النَّاسِ الَّذِي يَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب. والمِلْحَسُ: الشُّجَاعُ كأَنه يأْكل كلَّ شَيْءٍ يَرْتَفِعُ لَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْيَس. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَسْوَد: عَلَيْكُمْ فُلَانًا فإِنه أَهْيَس أَلْيَس أَلَدُّ مِلْحَس ، هُوَ الَّذِي لَا يَظْهَرُ لَهُ شَيْءٌ إِلا أَخذه، مِفْعَل مِنَ اللَّحْس. وَيُقَالُ: الْتَحَسْت مِنْهُ حَقِّي أَي أَخذتُه، وأَصابتهم لَواحِس أَي سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شَيْءٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَنتَ رَبِيعُ النَّاسِ وابْنُ رَبيعِهِمْ، ... إِذا لُقِّبَتْ فِيهَا السِّنُونُ اللَّواحِسَا وأَلْحَسَت الأَرض: أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَخْرُج رُؤُوسُ الْبَقْلِ فَيَرَاهُ الْمَالُ فيطمَع فِيهِ فيَلْحَسَه إِذا لَمْ يقدِر أَن يأْكل منه شيئاً،

_ (1). قوله [كأَنه تركته بملاحس إلخ] هكذا في الأَصل، ولعل فيه سقطاً والأَصل تركته بمكان ملاحس إلخ.

واللَّحْس: مَا يَظْهَرُ مِنْ ذَلِكَ. وغَنَم لاحِسة: ترعَى اللَّحْس. وَرَجُلٌ مِلْحَس: حريصٌ، وَقِيلَ: المِلْحَس والمُلْحِس الَّذِي يأْخذُ كلَّ شَيْءٍ يقدِر عليه. لدس: لَدَسَه بيدِه لَدْساً: ضَرَبَه بِهَا، ولَدَسَه بِالْحَجَرِ: ضَرَبه أَو رَماه، وَبِهِ سُمِّي الرجل مُلادِساً. وبنو مُلادِس: حَيّ. وَنَاقَةُ لَدِيسٌ: رُمِيت بِاللَّحْمِ، وَقِيلَ: اللَّدِيسُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. الصِّحَاحُ: اللَّدِيسُ النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ مِثْلُ اللَّكِيك والدَّخِيس. وأَلْدَسَت الأَرض إِلدَاساً: أَطْلَعَت شَيْئًا مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه مَقْلُوبًا عَنْ أَدْلَسَت. وَنَاقَةٌ لدِيس رَدِيس إِذا رُمِيَتْ بِاللَّحْمِ رَمْيًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ، ... تُبارُ إِليها المُحْصَنات النَّجائِبُ المُحْصَنات النَّجائبُ: اللَّوَاتِي أَحْصَنَها صاحِبُها أَن لَا يَضْرِبَها إِلّا فَحْل كَرِيم، وَقَوْلُهُ تُبارُ أَي يُنْظرُ إِليهنّ وإِلى سَيْرِهنَّ بسَيْر هَذِهِ النَّاقَةِ يُختَبَرْن بسَيرها. وَيُقَالُ: لَدَّسْتُ الخُفَّ تَلدِيساً إِذا ثَقَّلْتَه ورَقَعْتَه. يُقَالُ: خُفٌّ مُلَدَّسٌ كَمَا يُقَالُ ثَوْب مُلَدَّم ومُرَدَّم. ولَدَّسْت فِرْسِنَ الْبَعِيرِ تَلْديساً إِذا أَنْعَلْتَه؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: حَرْف عَلاة ذَاتُ خُفٍّ مِرْدَسِ، ... دامِي الأَظَلِّ مُنْعَلٍ مُلَدَّسِ والمِلْدَس: لُغَةٌ فِي المِلْطَس، وَهُوَ حَجَرٌ ضَخْمٌ يُدَقُّ بِهِ النَّوَى، وَرُبَّمَا شُبِّهَ بِهِ الْفَحْلُ الشَّدِيدُ الْوَطْءِ، والجمع المَلادِس. لسس: اللَّسُّ: الأَكل. أَبو عُبَيْدٍ: لَسَّ يَلُسُّ لَسّاً إِذا أَكل؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ وَحْشاً: ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ، ... قَدِ اخْضَرَّ مِنْ لَسِّ الغَمِير جَحَافِلُه «1» ولَسَّت الدابةُ الْحَشِيشَ تَلُسُّه لَسّاً: تَناوَلَتْه ونَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها. وأَلَسَّت الأَرضُ: طَلَع أَوّل نباتِها، واسمُ ذَلِكَ النَّبَاتِ اللُّساس، بِالضَّمِّ، لأَن الْمَالَ يَلُسُّه واللُّساس: أَوّل البَقْل. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللُّسَاس الْبَقْلُ مَا دَامَ صَغِيرًا لَا تَسْتَمْكِن مِنْهُ الرَّاعِيَةُ وَذَلِكَ لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً؛ قَالَ: يُوشِك أَن تُوجِسَ فِي الإِيجاس «2»، ... فِي باقِلِ الرِّمْثِ وَفِي اللُّساس، مِنْهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاس وأَلَسَّ الغَمِيرُ: أَمكن أَن يُلَسَّ. قَالَ بَعْضُ العَرب: وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً مَا حَوْلها قَدْ أَلَسَّ غَمِيرُها؛ وَقِيلَ: أَلَسَّ خَرَجَ زَهْرُه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْي، لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً. وَثَوْبٌ مُتَلَسْلِس ومُلَسْلَس: كمُسَلْسَل، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه مَقْلُوبٌ. وماءٌ لَسْلَس ولَسْلاس ولُسالِس: كسَلْسَل؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ الْخَفِيفِ الرُّوحِ النَّشيط لُسْلُس وسُلْسُل. واللُّسُسُ: الحَمَّالون الحُذَّاق؛ قَالَ الأَزهري: والأَصل النُّسُس، والنَّسُّ السَّوْق، فَقُلِبَتِ النُّونُ لَامًا. ابْنُ الأَعرابي: سَلْسَلَ إِذا أَكل السَّلْسَلَة؛ وَهِيَ الْقِطْعَةُ الطَّوِيلَةُ مِنَ السَّنَامِ، وَقَالَ أَبو عُمَرَ: وَهِيَ اللِّسْلِسةُ، وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ السَّلْسَلَة، وَيُقَالُ سِلْسِلَة.

_ (1). قوله ناشط: في قصيدة زهير: مِسْحَل. (2). قوله [يوشك أَن توجس] هكذا في الأَصل وشارح القاموس هنا وأَعاد المؤلف هذه الأَبيات في مادة هوس بلفظ آخر.

واللَّسْلاسُ: السَّنام المقطَّع؛ قَالَ الأَصمعي: اللِّسْلِسَة يَعْنِي السَّنَامَ المقطَّع. لطس: اللَّطْس: الضَّرْب لِلشَّيْءِ بِالشَّيْءِ العَريض؛ لَطَسه يَلْطُسُه لَطْساً. وحجرٌ لَطَّاس: تُكْسَر بِهِ الْحِجَارَةُ. والمِلْطَسُ والمِلْطاس: حَجَرٌ ضخْم يُدَقُّ بِهِ النَّوى مِثْلُ المِلْدَم والمِلْدام، وَالْجَمْعُ المَلاطِس. والمِلْطاس: مِعْوَل يكسَر بِهِ الصَّخْرُ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَلاطِيس المَناقِير مِنْ حَدِيدٍ يُنْقَر بِهَا الْحِجَارَةُ، الْوَاحِدَةُ مِلْطاس. والمِلْطاس ذُو الخَلْفَين: الطَّوِيلُ الَّذِي لَهُ عَنَزَة، وعَنَزَتُه حدُّه الطويلُ؛ قَالَ أَبو خَيْرَةَ: المِلْطَس مَا نَقَرْتَ بِهِ الأَرحاء؛ قَالَ إمرؤْ الْقَيْسِ: وتَرْدي عَلَى صُمٍّ صِلاب مَلاطِس، ... شَديدات عَقْد، لَيِّنات مِتان وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ضَرَبَهُ بِمِلْطاس، وَهِيَ الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ، لَطَسَ بِهَا أَي ضرَب بِهَا ابْنُ الأَعرابي: اللَّطْسُ اللَّطْمُ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ فَجَعَلَ أَخفاف الإِبل مَلاطِس: تَهْوي عَلَى شَراجِعٍ عَلِيَّاتْ، ... مَلاطِسِ الأَخْفافِ أَفْتَلِيَّاتْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد أَنها تضرِب بأَخْفافِها تَلْطُسُ الأَرض أَي تَدُقُّها بِهَا. واللَّطْس: الدَّقُّ والوَطءُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ حَاتِمٌ: وسُقِيتُ بالماءِ النَّميرِ، وَلَمْ ... أُترَكْ أُلاطِسُ حَمْأَة الحَفْرِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى أُلاطِسُ أَتَلَطَّخ بِهَا. ولَطَسه البعيرُ بخفِّه: ضرَبه أَو وَطِئَه. والمِلْطَس والمِلْطاس: الخُفُّ أَو الْحَافِرُ الشَّدِيدُ الْوَطْءِ. التَّهْذِيبُ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ خُفُّ الْبَعِيرِ مِلْطاساً. والمِلْطاس: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ، والمِدَقُّ المِلْطاس، والمِلْطاس: حَجَرٌ عَريض فيه طُول. لعس: اللَّعَسُ: سَوادُ اللِّثَة والشَّفة، وَقِيلَ: اللَّعَس واللُّعْسَة سَواد يَعْلُو شَفَة المرأَة الْبَيْضَاءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ سَوَادٌ فِي حُمْرَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَمْياءُ فِي شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، ... وَفِي اللِّثاتِ، وَفِي أَنْيابها شَنَبُ أَبْدَلَ اللَّعَسَ مِنَ الحُوَّة. لَعِسَ لَعَساً، فَهُوَ أَلْعَسُ، والأُنثى لَعْساء؛ وَجَعَلَ الْعَجَّاجُ اللُّعْسَة فِي الْجَسَدِ كُلِّهُ فَقَالَ: وبَشَراً مَعَ البَياض أَلْعَسا فَجَعَلَ الْبَشَرَ أَلْعَسَ وَجَعَلَهُ مَعَ الْبَيَاضِ لِمَا فِيهِ مِنْ شُرْبة الْحُمْرَةِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اللَّعْسُ لَونُ الشَّفَةِ إِذا كَانَتْ تَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ قَلِيلًا، وَذَلِكَ يُسْتَمْلَح. يُقَالُ: شَفَةٌ لَعْساء وفِتْيَة وَنِسْوَةٌ لُعْس، وَرُبَّمَا قَالُوا: نَبات أَلْعَس، وَذَلِكَ إِذا كَثُرَ وكَثُف لأَنه حِينَئِذٍ يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه رأَى فِتْيَة لُعْساً فسأَل عَنْهُمْ فَقِيلَ: أُمُّهم مَولاة لِلْحُرَقَة وأَبُوهم مَمْلُوكٌ. فَاشْتَرَى أَباهم وأَعتقه فجرَّ ولاءَهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اللُّعْسُ جَمْعُ أَلْعَس، وَهُوَ الَّذِي فِي شَفَتَيْهِ سَواد. قَالَ الأَصمعي: اللُّعْس الَّذِينَ فِي شِفاهِهمْ سَوادٌ، وَهُوَ مِمَّا يُستحسَن، وَلَقَدْ لَعِسَ لَعَساً. قَالَ الأَزهري: لَمْ يُرِدْ بِهِ سَوادَ الشَّفَةِ خَاصَّةً إِنما أَراد لَعَسَ أَلْوانِهم أَي سَوادَها، وَالْعَرَبُ تَقُولُ جَارِيَةٌ لَعْساء إِذا كَانَ فِي لَوْنِها أَدنى سَوَادٍ فِيهِ شُرْبَة حُمْرَةٍ لَيْسَتْ بالناصعَة، فإِذا قِيلَ لَعْساء الشَّفة فَهُوَ عَلَى مَا قَالَ الأَصمعي.

والمُتَلَعِّس: الشَّدِيدُ الأَكل. واللَّعْوَس: الأَكُول الحَريص، وَقِيلَ: اللَّغْوَس، بَالِغَيْنِ مُعْجَمَةُ، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الذِّئْبِ. واللَّعْوس، بِتَسْكِينِ الْعَيْنِ: الْخَفِيفُ فِي الأَكل وَغَيْرِهِ كأَنه الشَّرِه؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلذِّئْبِ: لَعْوَس ولَغْوَس؛ وأَنشد لِذِي الرُّمة: وماءٍ هَتَكْتُ اللَّيْلَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرِدْ ... رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّعاوِسُ وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. وَمَا ذُقْتُ لَعُوساً أَي شَيْئًا، وَمَا ذُقْتُ لَعُوقاً مِثْلَهُ. وَقِيلَ: اللَّعْس العَضُّ، يُقَالُ: لَعَسَني لَعْساً أَي عَضَّني؛ وَبِهِ سُمِّيَ الذِّئْبُ لَعْوَساً. وأَلْعَسُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: فَلَا تُنْكِرُوني، إِنَّني أَنا ذَلِكُمْ، ... عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلًا فأَلْعَسا «3» وَيُرْوَى: لَياليَ حَلَّ. لغس: اللَّغْوَسَة: سُرْعة الأَكل وَنَحْوِهِ. واللَّغْوَس: السَّرِيعُ الأَكل. واللَّغْوَس: الذِّئْبُ الشَّرِه الْحَرِيصُ، وَالْعَيْنُ فِيهِ لُغَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرِدْ ... رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّغاوِسُ وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. وَذِئْبٌ لَغْوَس ولِصٌّ لَغْوَس: خَتُول خَبِيثٌ. واللَّغْوَس: عُشْبة مِنَ المَرْعى؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: واللَّغْوَس أَيضاً الرَّقيق الْخَفِيفُ مِنَ النَّبات؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ ثَوْرًا: فَبَدرْتُه عَيْناً، ولَجَّ بِطَرْفِه ... عَنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَيِّدِ «4» مَعْنَاهُ أَني نظرتُ إِليه وشغَلَتْه عَنِّي لُعاعَةُ لَغْوس، وَهُوَ نَبْتٌ ناعِم رَيَّان، وَقِيلَ: اللَغْوَس عُشْب ليِّن رَطْب يُؤْكَلُ سَرِيعًا. وَلَحْمٌ مُلَغْوَس ومَلْغُوس: أَحمر لَمْ يَنْضَج. ابْنُ السِّكِّيتِ: طَعَامٌ مُلَهْوَج ومُلَغْوس وَهُوَ الَّذِي لم يَنْضَج. لقس: اللَّقِسُ: الشَّرِه النفْس الحَريص عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: لَقِسَت نفسُه إِلى الشَّيْءِ إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَت عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نَفْسِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَت نَفْسِي أَي غَثَتْ. واللَّقَسُ: الغَثَيان، وإِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً مِنْ لَفْظِ الخُبْث وَالْخَبِيثِ. ولَقِسَت نفسُه مِنَ الشَّيْءِ تَلْقَسُ لَقَساً، فَهِيَ لَقِسَة، وتمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً: غَثَتْ غَثَياناً وخَبُثَت، وَقِيلَ: نَازَعَتْهُ إِلى الشرِّ، وَقِيلَ: بَخِلَت وضاقَتْ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ اللَّيْثُ اللَّقَس الحِرْص والشَّرَه، وَجَعَلَهُ غَيْرُهُ الغَثَيَان وخُبْث النَّفْس، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ. أَبو عَمْرٍو: اللَّقِس الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى وجْه. ابْنُ شُمَيْلٍ: رجل لَقِس سَيّء الخلُق خَبيثُ النَّفس فَحَّاشٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمر وَذُكِرَ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، فَقَالَ: وَعِقَةٌ [وَعْقَةٌ] لَقِسٌ ؛ اللَّقِس: السَّيّء الْخُلُقِ، وَقِيلَ: الشَّحِيح. ولَقِسَت نفسُه إِلى الشَّيْءِ إِذا حَرَصَتْ عَلَيْهِ ونازعتْه إِليه. واللَّقِس: العَيَّاب لِلنَّاسِ المُلَقِّب الساخِر يلقِّب النَّاسُ ويسخَر مِنْهُمْ وَيُفْسِدُ بَيْنَهُمْ. واللَّاقِس: العَيَّاب. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَقِس أَي شَكِس عَسِر، ولَقَسَه يَلْقِسُهُ لَقْساً. وتَلاقَسُوا: تَشاتَمُوا. أَبو زَيْدٍ: لَقِسْت النَّاسَ أَلقَسُهم ونَقِسْتُهم أَنقَسُهم، وَهُوَ الإِفساد بَيْنَهُمْ وأَن تسخَر مِنْهُمْ وتلقِّبهم الأَلقاب. ولاقِس: اسم.

_ (3). قوله [أَنا ذلكم] في شرح القاموس بدله: أَنا جاركم. (4). قوله [متزيد] ويروى مترئد، كما في شرح القاموس.

لكس: إِنه لَشَكِسٌ لَكِسٌ أَي عَسِرٌ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ مَعَ أَشياء إِتباعِيَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَلَكِسٌ إِتباع أَم هِيَ لَفْظَةٌ عَلَى حِدَتها كشَكِس. لمس: اللَّمْس: الجَسُّ، وَقِيلَ: اللَّمْسُ المَسُّ بِالْيَدِ، لمَسَه يَلْمِسُهُ ويَلْمُسُه لَمْساً ولامَسَه. وَنَاقَةٌ لَمُوس: شُك فِي سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لَا فَلُمِسَ، وَالْجَمْعُ لُمْسٌ. واللَّمْس: كِنَايَةٌ عَنِ الْجِمَاعِ، لَمَسَها يَلْمِسُها ولامَسَها، وَكَذَلِكَ المُلامَسَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَو لَمَسْتُمُ النِّساء ، وقُرِئ: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ* ، وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَر وَابْنِ مَسْعُودٍ أَنهما قَالَا: القُبْلَة مِنَ اللَّمْس وَفِيهَا الوُضوء. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: اللَّمْسُ واللِّماسُ والمُلامَسَة كِناية عَنِ الْجِمَاعِ ؛ وَمِمَّا يُسْتَدلّ بِهِ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي المرأَة تُزَنُّ بِالْفُجُورِ: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وَجَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: إِن امرأَتي لَا تَرُدُّ يَدَ لامِس، فأَمرَه بِتَطْلِيقِهَا ؛ أَراد أَنها لَا تردُّ عَنْ نَفْسِهَا كلَّ مَنْ أَراد مُراوَدَتها عَنْ نَفْسِهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ فاسْتَمْتِعْ بِهَا أَي لَا تُمْسِكْها إِلا بقدْر مَا تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس مِنْهَا وَمِنْ وَطَرِها، وَخَافَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عليه وسلم، إِن أَوْجَبَ عَلَيْهِ طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع فِي الحَرام، وَقِيلَ: مَعْنَى لَا تردُّ يدَ لامِس أَنها تُعطِي مِنْ مَالِهِ مَنْ يطلُب مِنْهَا، قَالَ: وَهَذَا أَشبه، قَالَ أَحمد: لَمْ يَكُنْ ليأْمُرَه بإِمْساكِها وَهِيَ تَفْجُر. قَالَ عليٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: إِذا جَاءَكُمُ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فظُنُّوا أَنه الَّذِي هُوَ أَهْدى وأَتْقَى. أَبو عَمْرٍو: اللَّمْس الْجِمَاعُ. واللَّمِيس: المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَمَسْتُه لَمْساً ولامَسْتُه مُلامَسَة، وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا فَيُقَالُ: اللَّمْسُ قَدْ يَكُونُ مَسَّ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ وَيَكُونُ مَعْرِفَة الشَّيْءِ وإِن لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ عَلَى جَوْهَرٍ، والمُلامَسَة أَكثر مَا جَاءَتْ مِنَ اثْنَيْنِ. والالْتِماسُ: الطَّلَب. والتَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بَعْدَ أُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان البَصَر ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان، وَقِيلَ: لَمَسَ عَيْنَه وسَمَل بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ: أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر باللَّسْع، فِي الحيَّات نَوْعٌ يُسَمَّى الناظِر مَتَى وقَع نَظَرُه عَلَى عَيْن إِنسان مَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ، ونوعٌ آخَرُ إِذا سَمِع إِنسانٌ صَوْتَهُ مَاتَ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ الخُدْريِّ عَنِ الشَّابِّ الأَنصاريِّ الَّذِي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فَمَاتَتْ وَمَاتَ الشَّابُّ مِنْ سَاعَتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلماً أَي يَطلبُه، فَاسْتَعَارَ لَهُ اللَّمْس. وَحَدِيثُ عَائِشَةَ: فالْتَمَسْتُ عِقْدِي. والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه: طَلَبَه. اللَّيْثُ: اللَّمْس بِالْيَدِ أَن تَطْلُبَ شَيْئًا هَاهُنَا وَهَاهُنَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: يَلْمِسُ الأَحْلاسَ فِي مَنزِلهِ ... بِيَدَيْهِ، كاليَهُوديِّ المُصَلْ «1» والمُتَلَمِّسَةُ: مِنَ السِّمات؛ يُقَالُ: كَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ والمثلومةَ «2» وكَوَاه لَماسَ إِذا أَصاب مَكَانَ دَائِهِ بالتَّلَمُّسِ فَوَقَعَ عَلَى دَاءِ الرجُل أَو عَلَى مَا كَانَ يَكْتُمُ.

_ (1). قوله [كاليهودي المصل] هو بهذا الضبط في الأَصل. (2). قوله [والمثلومة] هكذا في الأَصل بالمثلثة، وفي شرح القاموس: المتلومة، بالمثناة الفوقية.

والمُتَلَمِّس: اسْمُ شَاعِرٍ، سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ: فَهَذَا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ، ... زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ يَعْنِي الذُّباب الأَخْضَر. وإِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت بالأَيدي حَتَّى تَسْتَوي، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الَّذِي قَدْ أُمِرَّ عَلَيْهِ اليَدُ ونُحِت مَا كَانَ فِيهِ مِنْ ارْتفاع وأَوَدٍ. وبَيْعُ المُلامَسَةِ: أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه وَلَا تنظرَ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ النَّهْيُ عَنْ المُلامَسَة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُلامَسَة أَن يَقُولَ: إِن لَمَسْتَ ثَوْبِي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت الْمَبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا وَكَذَا؛ وَيُقَالُ: هُوَ أَن يَلْمِسَ المَتاع مِنْ وَرَاءِ الثوْب وَلَا يَنْظُرَ إِليه ثُمَّ يُوقِع الْبَيْعَ عَلَيْهِ، وَهَذَا كُلُّهُ غَرَرٌ وَقَدْ نُهِي عَنْهُ ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عَنِ الصِّيغَة الشَرْعِيَّة، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَجْعَلَ اللَّمْس بِالْيَدِ قَاطِعًا لِلْخِيَارِ وَيَرْجِعُ ذَلِكَ إِلى تَعْلِيقِ اللُّزُوم وَهُوَ غَيْرُ نافِذٍ. واللَّماسَة واللُّماسَة: الْحَاجَةُ الْمُقَارَبَةُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ، ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بِثَابِتِ الفَقْر اللَّمُوس: الدَّعِيُّ؛ يَقُولُ: نَحْنُ وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت فَلَا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فِينَا أَن نُزوِّجَه، وإِن كَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ. ولَمِيسُ: اسْمُ امرأَة. ولُمَيْسٌ ولَمَّاس: اسمان. لهس: لهَسَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أُمِّه لَهْساً: لَطَعَه بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَمْصَصْهُ. والمُلاهِسُ: المُزاحِم عَلَى الطَّعَامِ مِنَ الحِرْص؛ قَالَ: مَلاهِسُ القَوْم عَلَى الطَّعامِ، ... وجائِزٌ فِي قَرْقَفِ المُدَامِ، شُرْبَ الهِجانِ الوُلُهِ الهِيامِ الْجَائِزُ: العابُّ فِي الشَّرَابِ. وَفُلَانٌ يُلاهِسُ بَنِي فُلَانٍ إِذا كَانَ يَغْشَى طعامَهم. واللَّهْس: لُغَةٌ فِي اللَّحْس أَو هَهَّةٌ، يُقَالُ: مَا لَكَ عِنْدِي لُهْسَة، بِالضَّمِّ، مِثْلُ لُحْسَة أَي شيء. لوس: اللَّوْسُ: الذَّوْق. رَجُلٌ لَؤُوس، عَلَى فَعول؛ لاسَ يَلُوس لَوْساً وَهُوَ أَلْوَسُ: تَتَبَّع الْحَلَاوَاتِ فأَكلها. واللَّوْسُ: الأَكل الْقَلِيلُ. وَمَا ذَاقَ عِنْدَهُ لَوْساً وَلَا لَواساً، بِالْفَتْحِ، أَي ذَواقاً. وَلَا يَلُوسُ كَذَا أَي لَا يَنالُه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو صَاعِدٍ الْكِلَابِيُّ: مَا ذاق عَلُوساً ولا لَؤُوساً، وَمَا لُسْنا عِنْدَهُمْ لَواساً. واللُّواسَة، بِالضَّمِّ: أَقلّ مِنَ اللُّقمة. واللُّوس: الأَشِدَّاء «1»، واحِدُهم أَلْيَس. ليس: اللَّيَسُ: اللُّزُوم، والأَلْيَسُ: الَّذِي لَا يَبْرَح بيتَه واللَّيَسُ أَيضاً: الشِّدَّةُ، وَقَدْ تَلَيَّس. وإِبِلٌ لِيسٌ عَلَى الحَوْض إِذا أَقامت عَلَيْهِ فَلَمْ تَبْرَحْهُ. وإِبِلٌ لِيسٌ: ثِقال لَا تبرَح؛ قَالَ عَبْدة بْنُ الطَّبِيب: إِذا مَا حامَ راعِيها اسْتَحَنَّتْ ... لِعَبْدَة، مُنْتَهى الأَهْواء لِيسُ لِيسٌ لَا تُفَارِقُهُ مُنْتَهى أَهوائها، وأَراد لِعَطَنِ عَبدَة أَي أَنها تَنْزع إِليه إِذا حَامَ رَاعِيهَا. وَرَجُلٌ أَلْيَس أَي شُجَاعٌ بَيِّنُ اللَّيَس مِنْ قَوْمٍ لِيسٍ. وَيُقَالُ لِلشُّجَاعِ: هُوَ أَهْيَسُ أَلْيَسُ، وَكَانَ فِي الأَصل

_ (1). قوله [واللوس الأَشداء إلخ] قال في شرح القاموس: هنا ذكره صاحب اللسان ومحل ذكره الياء.

أَهْوَسَ أَلْيَس، فَلَمَّا ازْدَوَجَ الْكَلَامُ قَلَبوا الْوَاوَ يَاءً فَقَالُوا: أَهْيَس. والأَهْوَس: الَّذِي يَدُقُّ كُلَّ شَيْءٍ ويأْكله، والأَلْيَسُ: الَّذِي يُبازجُ قِرْنَهُ وَرُبَّمَا ذَمُّوه بِقَوْلِهِمْ أَهْيَس أَلْيَس، فإِذا أَرادوا الذَّمَّ عُني بالأَهْيَس الأَهْوَس، وَهُوَ الْكَثِيرُ الأَكل، وبالأَلْيَس الَّذِي لَا يَبْرَح بَيْتَه، وَهَذَا ذمٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي الأَسْوَد الدُّؤَلي: فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَس ؛ الأَلْيَسُ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ. والأَلْيَسُ: الْبَعِيرُ يَحْمِلُ كلَّ مَا حُمِّلَ. بعضُ الأَعراب: الأَلْيَسُ: الدَّيُّوث الَّذِي لَا يَغار ويُتَهَزَّأُ بِهِ، فَيُقَالُ: هُوَ أَلْيَسُ بُورك فِيهِ فاللَّيَسُ يَدْخُلُ فِي المَعْنَيَينِ فِي المدْح وَالذَّمِّ، وكلٌّ لَا يَخْفَى عَلَى المُتَفَوِّه بِهِ. وَيُقَالُ: تَلايَسَ الرجلُ إِذا كَانَ حَمُولًا حَسَنَ الخلُق. وتَلايَسْتُ عَنْ كَذَا وَكَذَا أَي غَمَّضْتُ عَنْهُ. وَفُلَانٌ أَلْيَس: دَهْثَم حسَن الخلُق. اللَّيْثُ: اللَّيَس مَصْدَرُ الأَلْيَس، وَهُوَ الشُّجَاعُ الَّذِي لَا يُبالي الحرْبَ وَلَا يَرُوعُه؛ وأَنشد: أَلْيَسُ عَنْ حَوْبائِه سخِيّ يَقُولُهُ الْعَجَّاجُ وَجَمْعُهُ لِيَسٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَخال نَدِيَّهُمْ مَرْضى حَياءً، ... وتَلْقاهمْ غَداةَ الرَّوْعِ لِيسا وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مَا أَنْهَرَ الدَّمَ فَكُلْ لَيْسَ السِّنَ والظُّفْرَ ؛ مَعْنَاهُ إِلا السِّنَّ والظُّفْر. وَلَيْسَ: مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ كإِلَّا، وَالْعَرَبُ تَسْتَثْنِي بِلِيسَ فَتَقُولُ: قَامَ الْقَوْمُ لَيْسَ أَخاك وَلَيْسَ أَخَوَيْك، وَقَامَ النِّسْوَة لَيْسَ هِنْدًا، وَقَامَ الْقَوْمُ لَيْسي ولَيْسَني وليس إِيَّاي؛ وأَنشد: قَدْ ذَهَبَ القوْمُ الكِرام لَيْسِي وَقَالَ آخَرُ: وأَصْبح مَا فِي الأَرض مِني تَقِيَّةً ... لِناظِرِه، لَيْسَ العِظامَ العَوالِيا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَيْس مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ؛ تَقُولُ: أَتى الْقَوْمُ لَيْسَ زَيْدًا أَي لَيْسَ الْآتِي، لَا يَكُونُ إِلا مُضْمَرًا فِيهَا. قَالَ اللَّيْثُ: لَيْس كَلِمَةُ جُحُود. قَالَ الْخَلِيلُ: وأَصله لَا أَيْسَ فطُرِحَتِ الْهَمْزَةُ وأُلْزِقَت اللَّامُ بِالْيَاءِ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَيس يَكُونُ جَحْداً وَيَكُونُ اسْتِثْنَاءً ينصَب بِهِ كَقَوْلِكَ ذَهَبَ الْقَوْمُ لَيْس زَيْدًا يَعْنِي مَا عَدا زَيْدًا، وَلَا يَكُونُ أَبداً «2» وَيَكُونُ بِمَعْنَى إِلا زَيْدًا؛ وَرُبَّمَا جَاءَتْ لَيْسَ بِمَعْنَى لَا الَّتِي يُنسَقُ بِهَا كَقَوْلِ لَبِيدٍ: إِنما يَجْزي الفَتى لَيْس الجَمَلْ إِذا أُعرِب لَيْس الجَمَلُ لأَن ليْس هَاهُنَا بِمَعْنَى لَا النَّسَقِيَّة. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَراد لَيْسَ يَجْزي الجَمَل وَلَيْسَ الجَمَل يَجْزي، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَتْ لَيْسَ بِمَعْنَى لَا التَّبْرِئَة. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: ليْس مِنْ حُرُوفِ جَحْدٍ وَتَقَعُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: تَكُونُ بِمَنْزِلَةِ كَانَ تَرْفَعُ الِاسْمَ وَتَنْصِبُ الْخَبَرَ، تَقُولُ لَيْسَ زَيْدٌ قَائِمًا وَلَيْسَ قَائِمًا زَيْدٌ، وَلَا يَجُوزُ أَن يقدَّم خَبَرُهَا عَلَيْهَا لأَنها لَا تُصرف، وَتَكُونُ لَيْسَ اسْتِثْنَاءً فَتَنْصِبُ الِاسْمَ بَعْدَهَا كَمَا تَنْصِبُهُ بَعْدَ إِلا، تَقُولُ جَاءَنِي الْقَوْمُ لَيْسَ زَيْدًا وَفِيهَا مُضْمَر لَا يَظْهَرُ، وَتَكُونُ نَسَقًا بِمَنْزِلَةِ لَا، تَقُولُ جَاءَنِي عَمْرٌو لَيْس زَيْدٌ؛ قَالَ لَبِيدٍ: إِنما يَجْزي الْفَتَى لَيْسَ الجَمَل قَالَ الأَزهري: وَقَدْ صَرَّفوا لَيْس تَصْرِيفَ الْفِعْلِ الْمَاضِي فَثَنَّوْا وَجَمَعُوا وأَنَّثُوا فَقَالُوا لَيْس ولَيْسا ولَيْسُوا ولَيْسَتِ المرأَة ولَيْسَتا ولَسْنَ وَلَمْ يُصرِّفُوها فِي المستقبَل. وَقَالُوا: لَسْت أَفعل

_ (2). قوله: ولا يكون أَبداً هكذا في الأَصل، ولم يذكر خبراً لكان يدرك معه المعنى المُراد.

ولَسْنا نَفْعَل. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: مِنِ اسْمَحْ أَنا لَيْسَ مِثْلَكَ وَالصَّوَابُ لَسْتُ مِثْلك لأَنَّ لَيْسَ فِعْلٌ واجبٌ فإِنما يُجَاءُ بِهِ لِلْغَائِبِ الْمُتَرَاخِي، تَقُولُ: عَبْدُ اللَّه «1» لَيْسَ مِثْلَكَ، وَتَقُولُ: جَاءَنِي الْقَوْمُ لَيْسَ أَباك وَلَيْسَكَ أَي غيرَ أَبيك وَغَيْرَكَ، وجاءَك الْقَوْمُ لَيْسَ أَباك ولَيْسَني، بِالنُّونِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. التَّهْذِيبُ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَيْسَني بِمَعْنَى غَيْرِي. ابْنُ سِيدَهْ: ولَيْسَ كَلِمَةُ نَفْيٍ وَهِيَ فِعْلٌ مَاضٍ، قَالَ: وأَصلها لَيِس بِكَسْرِ الْيَاءِ فَسَكَنَتِ اسْتِثْقَالًا، وَلَمْ تُقْلَبْ أَلفاً لأَنها لَا تتصرَّف مِنْ حَيْثُ اسْتُعْمِلَتْ بِلَفْظِ الْمَاضِي لِلْحَالِ، وَالَّذِي يدلُّ عَلَى أَنها فِعْلٌ وإِن لَمْ تتصرَّف تصرُّف الأَفعال قَوْلُهُمْ لَسْت ولَسْتما ولَسْتُم كَقَوْلِهِمْ ضَرَبْتُ وَضَرَبْتُمَا وَضَرَبْتُمْ، وجُعِلت مِنْ عَوامِل الأَفعال نَحْوِ كَانَ وأَخواتها الَّتِي تَرْفَعُ الأَسماء وَتَنْصِبُ الأَخبار، إِلَّا أَن الْبَاءَ تَدْخُلُ فِي خَبَرِهَا وَحْدَهَا دُونَ أَخواتها، تَقُولُ لَيْسَ زَيْدٌ بمنطلقٍ، فَالْبَاءُ لِتعدِيَة الْفِعْلِ وتأْكيد النَّفْيِ، وَلَكَ أَن لَا تُدْخِلَهَا لأَن المؤكِّد يُسْتَغْنَى عَنْهُ، ولأَن مِنَ الأَفعال مَا يَتَعَدَّى مَرَّةً بِحَرْفِ جَرٍّ وَمَرَّةً بِغَيْرِ حَرْفٍ نَحْوَ اشْتَقْتُك وَاشْتَقْتُ إِليك، وَلَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ خَبَرِهَا عَلَيْهَا كَمَا جَازَ فِي أَخواتها، لَا تَقُولُ محسِناً لَيْسَ زَيْدٌ، قَالَ: وَقَدْ يُستثنى بِهَا، تَقُولُ: جاءَني الْقَوْمُ لَيْسَ زَيْدًا كَمَا تَقُولُ إِلا زَيْدًا، تضمِر اسمَها فِيهَا وَتَنْصِبُ خَبَرَهَا بِهَا كأَنك قُلْتَ لَيْسَ الْجَائِي زَيْدًا، وَتَقْدِيرُهُ جَاءَنِي الْقَوْمُ لَيْسَ بَعْضُهُمْ زَيْدًا؛ وَلَكَ أَن تَقُولَ جَاءَنِي الْقَوْمُ لَيْسك إِلا أَن الْمُضْمَرَ الْمُنْفَصِلَ هَاهُنَا أَحسن كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: لَيْتَ هَذَا الليلَ شَهْرٌ، ... لَا نَرى فِيهِ غَريبا، ليس إِيّايَ وإِيّاكَ، ... وَلَا نَخْشى رَقِيبا وَلَمْ يَقُلْ: لَيْسَني ولَيْسَك، وَهُوَ جَائِزٌ إِلا أَن الْمُنْفَصِلَ أَجْوَد. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِزَيْدِ الخَيل: مَا وُصِف لِي أَحد فِي الْجَاهِلِيَّةِ فرأَيته فِي الإِسلام إِلا رأَيته دُونَ الصِّفة لَيْسَك أَي إِلا أَنت؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي لَيْسَك غَرابة فإِن أَخبار كَانَ وأَخواتها إِذا كَانَتْ ضَمَائِرَ فإِنما يُسْتَعْمَلُ فِيهَا كَثِيرًا الْمُنْفَصِلُ دُونَ الْمُتَّصِلِ، تَقُولُ لَيْسَ إِياي وإِياك؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ كَلِمَةٌ يُنْفَى بِهَا مَا فِي الْحَالِ فكأَنها مُسَكَّنَةٌ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ صدَّ «2» كَمَا قَالُوا عَلْم ذَلِكَ فِي عَلِمَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ يَجْعَلُوا اعتلالَها إِلَّا لزُوم الإِسكان إِذ كَثُرَت فِي كَلَامِهِمْ وَلَمْ يغيِّروا حَرَكَةَ الْفَاءِ، وإِنما ذَلِكَ لأَنه لَا مُسْتَقْبَلَ مِنْهَا وَلَا اسْمُ فَاعِلٍ وَلَا مَصْدَرَ وَلَا اشْتِقَاقَ، فَلَمَّا لَمْ تُصَرَّف تصرُّف أَخواتها جُعِلَتْ بِمَنْزِلَةِ مَا لَيْس مِنَ الْفِعْلِ نَحْوَ لَيْتَ؛ وأَما قَوْلُ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ: يَا خَيْرَ مَنْ زانَ سُرُوجَ المَيْسِ، ... قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُ عِنْدَ قَيْسِ، إِذ لَا يَزالُ مُولَعاً بِلَيْسِ فإِنه جَعَلَهَا اسْمًا وأَعْرَبها. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَصل لَيْسَ لَا أَيْسَ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ ائتِنِي بِهِ مِنْ حَيْثُ أَيْسَ ولَيْس، وجِئْ بِهِ مِنْ أَيْسَ ولَيْسَ أَي مِنْ حَيْثُ هُوَ ولَيْسَ هُوَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا لَسْتُ كَمَا قَالُوا مَسْتُ وَلَمْ يَقُولُوا لِسْتُ كَمَا قَالُوا خِفْتُ لأَنه لَمْ يتمكَّن تَمَكُّنَ الأَفعال، وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ أَنهم يقولون: جِئْ بِهِ مِنْ حَيْثُ ولَيْسا «3»؛ يُرِيدُونَ ولَيْسَ فَيُشْبِعُونَ فَتْحَةَ السين،

_ (1). قوله [وقال أَبو حاتم إلى قوله تقول عبد اللَّه] هكذا بالأَصل. (2). قوله [فكأَنها مُسَكَّنَةٌ مِنْ نَحْوِ قوله صدّ] هكذا في الأَصل ولعلها محرفة عن صيد بسكون الياء لغة في صيد كفرح. (3). قوله [من حيث وليسا] كذا بالأَصل وشرح القاموس.

فصل الميم

إِما لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ، وإِما كَمَا لَحِقَتْ بَيْنا فِي الْوَصْلِ. وإِلْياسُ وأَلْياس: اسْمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عِبْرَانِيًّا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه إِدريس، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وإِن إِدريسَ ، مكانَ: وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، وَمَنْ قرأَ: عَلى إِلْ ياسِينَ ، فَعَلَى أَنه جَعَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ أَولاده أَو أَعمامه إِلْياساً فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَن يقرأَ عَلَى الإِلْياسِين، وَرُوِيَتْ: سَلَامٌ عَلَى إِدْراسِين ، وَهَذِهِ الْمَادَّةُ أَولى بِهِ مِنْ بَابِ أَلس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ نَقَلْتُهُ عَنْهُ اطِّرَادًا لِمَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ أَن الْهَمْزَةَ إِذا كَانَتْ أُولى أَربعة حُكِمَ بِزِيَادَتِهَا حَتَّى يَثْبُتَ كونها أَصلًا. فصل الميم مأس: المأْس: الَّذِي لَا يَلْتَفِتُ إِلى مَوْعِظَةِ أَحد وَلَا يَقْبَلُ قَوْلَهُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ ماسٌ بِوَزْنِ مَالٍ أَي خَفِيفٌ طَيَّاشٌ، وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي موس، وَقَدْ مَسَأَ ومَأَسَ بَيْنَهُمْ يَمْأَسُ مَأْساً ومَأَساً: أَفسد؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَسَوْتُ دِماءً حاوَلَ القَوْمُ سَفْكَها، ... وَلَا يَعْدَم الآسُونَ فِي الغَيِّ مائِسا أَبو زَيْدٍ: مَأَسْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ وأَرَشْتُ وأَرَثْتُ بِمَعْنًى واحد. ورجل مائِسٌ ومَؤُوسٌ ومِمْآسٌ ومِمْأَسٌ: نَمَّامٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْعَى بَيْنَ النَّاسِ بِالْفَسَادِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ومَأَّسٌ، مِثْلُ فَعَّال بِتَشْدِيدِ الْهَمْزَةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: جَاءَ الهُدْهُد بالمَاس فأَلقاه عَلَى الزُّجَاجَةِ فَفَلَقَها ؛ المَاسُ: حَجَرٌ مَعْرُوفٌ يُثْقَبُ بِهِ الْجَوْهَرُ وَيُقْطَعُ وَيُنْقَشُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَظن الْهَمْزَةَ وَاللَّامَ فِيهِ أَصليتين مِثْلَهُمَا فِي إِلْياس، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَبَابُهُ الْهَمْزُ لِقَوْلِهِمْ فِيهِ الأَلْماسُ، قَالَ؛ وإِن كَانَتَا لِلتَّعْرِيفِ فهذا موضعه. متس: المَتْسُ: لُغَةٌ فِي المَطْس. مَتَس العذِرة مَتْساً: لُغَةٌ فِي مَطَسَ. ومَتَسَهُ يَمْتِسُهُ مَتْساً: أَراغَهُ ليَنْتَزِعه. مجس: المَجُوسِيَّة: نِحْلَةٌ، والمَجُوسِيُّ مَنْسُوبٌ إِليها، وَالْجَمْعُ المَجُوسُ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ: المَجُوس وَالْيَهُودُ إِنما عُرِّفَ عَلَى حَدِّ يهوديٍّ ويهودٍ ومجوسيٍّ ومجوسٍ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ دُخُولُ الأَلف وَاللَّامِ عَلَيْهِمَا لأَنهما مَعْرِفَتَانِ مُؤَنَّثَانِ فَجَرَيَا فِي كَلَامِهِمْ مَجْرَى الْقَبِيلَتَيْنِ وَلَمْ يُجْعَلَا كَالْحَيَّيْنِ فِي بَابِ الصَّرْفِ؛ وأَنشد: أَحارِ أُرِيكَ بَرْقاً هَبَّ وهْناً، ... كَنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَدْرُ الْبَيْتِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ وَعَجُزُهُ للتوأَم الْيَشْكُرِيِّ؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: كَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ مِعَنّاً عِرِّيضاً يُنَازِعُ كُلَّ مَنْ قَالَ إِنه شَاعِرٌ، فَنَازَعَ التوأَم الْيَشْكُرِيَّ «1» فَقَالَ لَهُ: إِن كُنْتَ شَاعِرًا فَمَلِّطْ أَنصاف مَا أَقول وأَجِزْها، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَصاح أُريك بَرْقًا هَبَّ وَهْنًا فَقَالَ التوأَم: كَنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ استعارا

_ (1). قوله [فنازع التوأم اليشكري] عبارة ياقوت: أَتى إمرؤ القيس قتادة بن التوأم اليشكري وأخويه الحرث وأبا شريح، فقال إمرؤ القيس يا حار أَجز: أَحار تَرَى بُرَيْقًا هَبَّ وَهْنًا إلى آخر ما قال، وأَورد الأَبيات بوجه آخر فراجعه إن شئت وعليه يظهر قول المؤلف الآتي قريباً، وَبَرِيقًا تَصْغِيرُهُ تَصْغِيرُ التَّعْظِيمِ.

فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَرِقْتُ لَهُ ونامَ أَبو شُرَيحٍ فَقَالَ التوأَم: إِذا مَا قلْتُ قَدْ هَدَأَ اسْتَطارا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ هَزيزَهُ بِوَراءِ غَيْبٍ فَقَالَ التوأَم: عِشارٌ وُلَّهٌ لاقَتْ عِشارا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمَّا أَنْ عَلا كَنَفَي أُضاخٍ فَقَالَ التوأَم: وَهَتْ أَعْجازُ رَيِّقِهِ فَحارا فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمْ يَتْرُكْ بِذاتِ السِّرِّ ظَبْياً فَقَالَ التوأَم: وَلَمْ يَتْرُكْ بجَلْهَتِها حِمَارَا وَمِثْلُ مَا فَعَلَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بالتوأَم فَعَلَ عَبيدُ بْنُ الأَبْرص بِامْرِئِ الْقَيْسِ، فَقَالَ لَهُ عَبِيدٌ: كَيْفَ مَعْرِفَتُكَ بالأَوابد؟ فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَلقِ مَا أَحببت، فَقَالَ عَبِيدٌ: مَا حَيَّةٌ مَيْتَةٌ أَحْيَتْ بِمَيِّتِها ... دَرْداءَ، مَا أَنْبَتَتْ نَابًا وأَضْراسا؟ قال امْرُؤُ الْقَيْسِ: تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقى فِي سَنابِلِها، ... فَأَخْرَجَتْ بَعْدَ طُولِ المُكْثِ أَكداسا فَقَالَ عَبِيدٌ: مَا السُّودُ والبِيضُ والأَسْماءُ واحِدَةٌ، ... لَا يَسْتَطِيعُ لَهُنَّ النَّاسُ تَمْساسا؟ فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تِلْكَ السَّحابُ إِذا الرَّحْمَنُ أَنشأَها، ... رَوَّى بِها مِنْ مَحُولِ الأَرْضِ أَنْفاسا ثُمَّ لَمْ يَزَالَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَمَّلَا سِتَّةَ عَشَرَ بَيْتًا. تَفْسِيرُ الأَبيات الرَّائِيَّةِ: قَوْلُهُ هَبَّ وَهْنًا، الْوَهْنُ: بَعْدَ هَدْءٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَبَرِيقًا: تَصْغِيرُهُ تَصْغِيرُ التَّعْظِيمِ كَقَوْلِهِمْ دُوَيْهِيَةٌ يُرِيدُ أَنه عَظِيمٌ بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: كَنَارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارَا وَخَصَّ نَارَ المجوس لأَنهم يعيدونها. وَقَوْلُهُ: أَرقت لَهُ أَي سَهِرْتُ مِنْ أَجله مُرْتَقِبًا لَهُ لأَعلم أَين مصابُّ مائِه. وَاسْتَطَارَ: انْتَشَرَ. وَهَزِيزُهُ: صَوْتُ رَعْدِهِ. وَقَوْلُهُ: بوَرَاءِ غَيْبٍ أَي بِحَيْثُ أَسمعه وَلَا أَراه. وَقَوْلُهُ: عِشار وُلَّهٌ أَي فَاقِدَةٌ أَولادها فَهِيَ تُكْثِرُ الْحَنِينَ وَلَا سِيَّمَا إِذا رأَت عِشاراً مِثْلَهَا فإِنه يزدادُ حَنينُها، شَبَّه صَوْتَ الرَّعْدِ بأَصْوات هَذِهِ العِشارِ مِنَ النُّوقِ. وأُضاخ: اسم موضع، وكَفاه: جَانِبَاهُ. وَقَوْلُهُ: وَهَتْ أَعْجاز رَيِّقه أَي اسْتَرْخَتْ أَعجاز هَذَا السَّحَابِ، وَهِيَ مَآخِيرُهُ، كَمَا تَسِيلُ الْقِرْبَةُ الخَلَقُ إِذا اسْتَرْخَتْ. وريِّق الْمَطَرِ: أَوّله. وذاتُ السِّر: مَوْضِعٌ كَثِيرُ الظِّبَاءِ والحُمُر، فَلَمْ يُبْق هَذَا المطرُ ظَبْيًا بِهِ وَلَا حِمَارًا إِلَّا وَهُوَ هَارِبٌ أَو غَريق. والجَلْهَةُ: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ الْوَادِي إِذا وَافَيْتَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: المَجُوسُ جِيلٌ مَعْرُوفٌ جمعٌ، وَاحِدُهُمْ مَجُوسِيٌّ؛ غَيْرُهُ: وَهُوَ معرَّب أَصلُه مِنْج كُوشْ، وَكَانَ رَجُلًا صَغير الأُذُنَيْن كَانَ أَوّل مَنْ دانَ بِدين المَجُوس وَدَعَا النَّاسَ إِليه، فعرَّبته الْعَرَبُ فَقَالَتْ: مَجُوسَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِهِ، وَالْعَرَبُ رُبما تَرَكَتْ صَرْفَ مَجُوسٍ إِذا شُبِّه بِقَبِيلَةٍ مِنَ الْقَبَائِلِ، وَذَلِكَ أَنه اجْتَمَعَ فِيهِ الْعُجْمَةُ والتأْنيت؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

كَنارِ مَجُوس تَسْتَعِرُ اسْتِعارَا وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَة حَتَّى يَكُونَ أَبواه يُمَجِّسانِهِ أَي يُعلِّمانِهِ دِينَ المَجُوسِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، قِيلَ: إِنما جَعَلهم مَجُوسًا لِمُضاهاة مذهبِهِم مذهبَ الْمَجُوسِ فِي قَوْلِهِمْ بالأَصْلَيْن: وَهُمَا النُّورُ وَالظُّلْمَةُ، يَزْعُمُونَ أَن الْخَيْرَ مِنْ فِعْل النُّور، وأَن الشَّر مَنْ فِعْلِ الظُّلْمَةِ؛ وَكَذَا القَدَرِيّة يُضِيفُون الخيرَ إِلى اللَّه وَالشَّرَّ إِلى الإِنسان وَالشَّيْطَانِ، واللَّه تَعَالَى خالقُهما مَعًا لَا يَكُونُ شَيْءٌ مِنْهُمَا إِلا بِمَشِيئَتِهِ تَعَالَى وتَقَدَّسَ، فهُما مُضَافَانِ إِليه خَلْقاً وإِيجاداً، وإِلى الفاعِلين لَهُمَا عَمَلًا وَاكْتِسَابًا. ابْنُ سِيدَهْ: ومَجُوس اسْمٌ لِلْقَبِيلَةِ؛ وأَنشد أَيضاً: كَنَارِ مجوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعَارَا قَالَ: وإِنما قَالُوا الْمَجُوسُ عَلَى إِرادة المَجُوسِيِّين، وَقَدْ تَمَجَّسَ الرجلُ وتَمَجَّسُوا: صَارُوا مَجُوساً. ومَجَّسُوا أَولادَهم: صَيَّرُوهُم كَذَلِكَ، ومَجَّسَه غَيْرُهُ. محس: ابْنُ الأَعرابي: الأَمْحَسُ الدَّبَّاغُ الحاذِقُ. قَالَ الأَزهري: المَحْسُ والمَعْسُ دَلْك الجِلْدِ ودِباغُه، أُبْدِلَت العينُ حَاءً. مدس: مَدَسَ الأَدِيمَ يَمْدُسُه مَدْساً: دَلَكَه. مدقس: المِدَقْسُ: لُغَةٌ فِي الدّمَقْس، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. مرس: المَرَسُ والمِراسُ: المُمارَسَةُ وَشِدَّةُ العِلاج. مَرِسَ مَرَساً، فَهُوَ مَرِسٌ، ومارَسَ مُمَارَسَةً ومِرَاساً. وَيُقَالُ: إِنه لمَرِسٌ بَيِّنُ المَرَسِ إِذا كَانَ شديدَ المِرَاسِ. وَيُقَالُ: هُمْ عَلَى مَرِسٍ وَاحِدٍ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَذَلِكَ إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم. وَرَجُلٌ مَرِسٌ: شَدِيدُ الْعِلَاجِ بَيِّنُ المَرَسِ. وَفِي حَدِيثِ خَيْفانَ: أَما بَنُو فُلَانٍ فَحَسَكٌ أَمْراسٌ ؛ جَمعُ مَرِسٍ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الَّذِي مارَسَ الأُمورَ وجَرَّبها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ وَحْشِيٍّ فِي مَقْتَل حَمْزَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: فَطَلَعَ عَليَّ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ أَي شَدِيدٌ مجرِّب لِلْحُرُوبِ. والمَرْسُ فِي غَيْرِ هَذَا: الدَّلْكُ. والتَّمَرُّسُ: شِدَّةُ الالْتِواء والعُلُوقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ مِنَ اقْتِراب السَّاعة أَن يَتَمَرَّسَ الرَّجُلُ بِدِينِه كَمَا يَتَمَرَّسُ البَعِيرُ بِالشَّجَرَةِ ؛ الْقُتَيْبِيُّ: يَتَمَرَّسُ بِدينه أَي يَتَلَعَّبُ بِهِ ويَعْبَثُ بِهِ كَمَا يَعْبَثُ الْبَعِيرُ بِالشَّجَرَةِ ويَتَحَكَّكُ بِهَا، وَقِيلَ: تَمَرُّسُ الْبَعِيرِ بِالشَّجَرَةِ تَحَكُّكُهُ بِهَا مِنْ جَرَبٍ وأُكالٍ، وتَمَرُّسُ الرَّجُلِ «1» بِدِينِهِ أَن يُمَارِسَ الفِتَنَ ويُشادَّها ويَخْرُجَ عَلَى إِمامه فيضرَّ بِدِينِهِ وَلَا يَنْفَعُهُ غُلُوُّه فِيهِ كَمَا أَن الأَجرب مِنَ الإِبل إِذا تَحَكَّكَ بِالشَّجَرَةِ أَدْمَتْه وَلَمْ تُبْرِئْهُ مِنْ جَرَبِهِ. وَيُقَالُ: مَا بِفُلانٍ مُتْمَرّسٌ إِذا نُعِتَ بالجلَد وَالشِّدَّةِ حَتَّى لَا يُقَاوِمَهُ مَنْ مارَسَه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ اللَّئِيمِ لَا يَنْظُرُ إِلى صَاحِبِهِ وَلَا يُعْطِي خَيْرًا: إِنما يَنْظُرُ إِلى وَجْهٍ أَمْرَسَ أَملس لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا يَتَمرَّس بِهِ أَحد لأَنه صُلْبٌ لَا يُسْتَغَلُّ مِنْهُ شَيْءٌ. وتمَرَّسَ بِالشَّيْءِ: ضَرَبه؛ قَالَ: تَمَرَّسَ بِي مِنْ جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِم وامْتَرَسَ الشُّجعان فِي الْقِتَالِ وامْتَرَسَ بِهِ أَي احْتَكَّ بِهِ وتَمَرَّس بِهِ. وامْتَرَسَ الخُطَباءُ وامْتَرَسَت الأَلسُن فِي الْخُصُومَةِ: تَلاجَّتْ وأَخذ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صَائِدًا وأَن حُمُر الْوَحْشِ قَرُبَتْ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَحْتَكُّ بِالشَّيْءِ فقال:

_ (1). قوله [وتمرس الرجل إلخ] عبارة النهاية: وقيل أَراد أَن يمارس الفتن إلخ.

فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، وامْتَرَسَتْ بِهِ ... هَوْجاءُ هادِيَةٌ، وهادٍ جُرْشُعُ وفَحْلٌ مَرَّاسٌ: شَدِيدُ المِراس. والمَرَسَةُ: الْحَبْلُ لِتَمَرُّسِ الأَيدي بِهِ، وَالْجَمْعُ مَرَسٌ، وأَمْراسٌ جَمْعُ الجمعِ، وَقَدْ يَكُونُ المَرَسُ لِلْوَاحِدِ. والمَرَسَةُ أَيضاً: حَبْلُ الْكَلْبِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَوْ كُنْتَ كَلْب قَنِيصٍ كُنْت ذَا جدَدٍ، ... تكونُ أُرْبَتُه فِي آخِرِ المَرَسِ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ: يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، ... مِنَ المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَيرِ الشَّواحِنِ والمَرْسُ: مَصْدَرُ مَرَسَ الحَبْلُ يَمْرُسُ مَرْساً، وَهُوَ أَن يَقَعَ فِي أَحد جَانِبَيِ البَكْرَةِ بَيْنَ الخُطَّافِ وَالْبَكْرَةِ. وأَمرسه: أَعاده إِلى مَجْرَاهُ. يُقَالُ: أَمْرِسْ حَبْلَكَ أَي أَعِدْهُ إِلى مَجْرَاهُ؛ قَالَ: بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ، ... إِمَّا عَلَى قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ أَراد مَقامٌ يُقَالُ فِيهِ أَمْرِسْ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَقَدْ جَعَلَتْ بَينَ التَّصَرُّفِ قامَتِي ... وحُسْن الْقِرَى مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ لَمْ يُفَسِّرْ مَعْنَاهُ، قَالَ غَيْرُهُ: ضَرَب هَذَا مَثَلًا، أَي قَدْ زَلَّت بَكْرَتي عَنِ القَوام، فَهِيَ تَمْرَسُ بَيْنَ القَعْو والدَّلْو. والمَرَسُ أَيضاً: مَصْدَرُ قَوْلِكَ مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً. وَبَكْرَةٌ مَرُوسٌ إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن يَمْرُسَ حبلُها أَي يَنْشَب بَيْنَهَا وَبَيْنَ القَعْو؛ وأَنشد: دُرْنا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ، ... لَا ضَيْقةُ المَجْرى وَلَا مَرُوسُ وَقَدْ يَكُونُ الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عَنْ مَجْراه فَيَكُونُ بِمَعْنَيَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بَيْنَ البَكْرَة والقَعْو قلتَ: أَمْرَسْتُه، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: سَتَأْتِيكم، بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً، ... حِبالُكُمُ الَّتِي لَا تُمْرِسُونا أَي لَا تُنْشِبُونَها إِلى البَكْرة والقَعْو. ومَرَسَ الدَّواءَ والخبزَ فِي الْمَاءِ يَمْرُسُه مَرْساً: أَنْقَعَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: المَرْسُ مَصْدَرُ مَرَسَ التَّمر يَمْرُسُه ومَرَثَهُ يَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه فِي الْمَاءِ حَتَّى يَنْماثَ فيه. ويقال للتريد: المَرِيسُ لأَن الخبزَ يُماتُ. ومَرَسْتُ التَّمر وغيرَه فِي الْمَاءِ إِذا أَنْقَعْتَه ومرثْتَه بِيَدِكَ. ومَرَس الصَّبيُّ إِصبعَه يَمْرُسُه: لُغَةٌ فِي مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ. ومَرَسْتُ يَدَيْ بِالْمِنْدِيلِ أَي مَسَحَتْ، وتَمَرَّسَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: كُنْتُ أَمْرُسُه بِالْمَاءِ أَي أَدْلُكُه وأَدِيفُه، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْمُلَاعَبَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: زَعَمَ أَني كُنْتُ أُعافِسُ وامارِسُ أَي أُلاعب النِّسَاءَ. والمَرْسُ: السَّيْرُ الدَّائِمُ. وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ مكانِ كَذَا ليلَةٌ مَرَّاسَةٌ: لَا وتِيرَة فِيهَا، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الدَّائِبَةُ البَعيدة. وَقَالُوا: أَخْرسُ أَمْرَسُ «2»، فبالغُوا بِهِ كَمَا يَقُولُونَ: شَحِيحٌ بَحِيحٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي. ومَرِيسٌ: مِنْ بُلْدانِ الصَّعِيدِ. والمَرِيسِيَّةُ، الرِّيحُ الجَنُوبُ الَّتِي تأْتي مِنْ قِبَلِ مَرِيسٍ. قال أَبو

_ (2). قوله [أَخرس أَمرس] هكذا بالأَصل. وفي شرح القاموس في مادة خرس: وفيه هنا أَمرس أَملس.

حَنِيفَةَ: ومَرِيسٌ أَدنى بِلَادِ النُّوبِ الَّتِي تَلِي أَرض أُسْوانَ؛ هَكَذَا حَكَاهُ مَصْرُوفًا. والمَرْمَرِيس: الأَمْلَسُ؛ ذَكَرُهُ أَبو عُبَيْدَةَ فِي بَابِ فَعْلَليل؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي صِفَةِ فَرَسٍ: والكَفَل المَرمَرِيس؛ قَالَ الأَزهري: أَخذَ المَرْمَريس مِنَ المَرْمَرِ وَهُوَ الرُّخام الأَملس وَكَسَعَهُ بِالسِّينِ تأْكيداً. والمَرْمَريسُ: الأَرض الَّتِي لَا تُنْبِت. والمَرمَرِيس: الدَّاهِيَةُ والدَّرْدَبِيسُ، قَالَ: وَهُوَ فَعْفَعِيل، بِتَكْرِيرِ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ، فَيُقَالُ: دَاهِيَةٌ مَرْمَرِيسٌ أَي شَدِيدَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ: هِيَ مِنَ المَراسَةِ. والمَرْمَرِيسُ الدَّاهِي مِنَ الرِّجَالِ، وَتَحْقِيرُهُ مُرَيْرِيسٌ إِشعاراً بِالثُّلَاثِيَّةِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كأَنهم حقَّروا مَرَّاساً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ مَرْمَرِيتٌ فَلَا أَدْري لُغَة أَم لُثْغَة. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ لَيْسَ مِنَ الْبَعِيدِ أَن تَكُونَ التَّاءُ بَدَلًا مِنَ السِّينِ كَمَا أُبدلت مِنْهَا فِي سِتٍّ؛ وَفِيمَا أَنشد أَبو زَيْدٍ مَنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: يَا قاتَلَ اللَّهُ بَني السَّعْلاتِ: ... عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرار النَّاتِ، غَيْرَ أَعِفَّاءَ وَلَا أَكْياتِ فأَبدل السِّينَ تَاءً، فإِن قُلْتَ فإِنا نَجِدُ لِمَرْمَرِيتٍ أَصلًا نَخْتَارُهُ إِليه، وَهُوَ المَرْتُ، قِيلَ: هَذَا هُوَ الَّذِي دَعَانَا إِلى أَنه يَجُوزُ أَن تَكُونَ التَّاءُ فِي مَرْمَرِيتٍ بَدَلًا مِنَ السِّينِ فِي مَرْمَرِيسٍ، وَلَوْلَا أَن مَعَنَا أَمْراتاً لَقُلْنَا إِن التَّاءَ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ السِّينِ أَلْبَتَّةَ كَمَا قُلْنَا ذَلِكَ فِي سِتٍّ والنَّاتِ وأَكْياتٍ. والمِراسُ: دَاءٌ يأْخذ الإِبل وَهُوَ أَهون أَدوائها وَلَا يَكُونُ فِي غَيْرِهَا؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. وَبَنُو مُرَيْسٍ وَبَنُو مُمَارِس: بَطْنان. الْجَوْهَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ: الْمَارَسْتَانُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، دَارُ المَرْضَى، وَهُوَ معرّب. مرجس: ابْنُ الفَرَج: المِرْجاس «1» حَجَرٌ يُرْمَى بِهِ فِي الْبِئْرِ ليُطَيِّبَ ماءَها ويَفتَحَ عُيُونُهَا؛ وأَنشد: إِذا رَأَوْا كريهَةً يَرْمُونَ بِي، ... رَمْيَكَ بالمِرجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوِي قَالَ: وَوَجَدَتْ هَذَا فِي أَشعار الأَزدي: بالبِرْجاسِ فِي قَعْرِ الطَّوِي وَالشِّعْرُ لِسَعْدِ بْنِ الْمُنْتَخِرِ الْبَارِقِيِّ رَوَاهُ المؤرج. مسس: مَسِسْتُه، بِالْكَسْرِ، أَمَسُّه مَسّاً ومَسيساً: لَمَسْتُه، هَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، ومَسَسْتُه، بِالْفَتْحِ، أَمُسُّه، بِالضَّمِّ، لُغَةٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا مِسْتُ، حَذَفُوا فأَلقَوا الْحَرَكَةَ عَلَى الْفَاءِ كَمَا قَالُوا خِفْتُ، وَهَذَا النَّحْوُ شَاذٌّ، قَالَ: والأَصل فِي هَذَا عَرَبِيٌّ كَثِيرٌ، قَالَ: وأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا مَسْتُ فَشَبَّهُوهَا بِلَسْتُ، الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا مِسْتُ الشَّيْءَ، يَحْذِفُونَ مِنْهُ السِّينَ الأُولى وَيُحَوِّلُونَ كَسْرَتَهَا إِلى الْمِيمِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَوْ رأَيْتُ الوُعُولَ تَجْرُشُ مَا بَيْنَ لابَتَيْها مَا مِسْتُها ؛ هَكَذَا رُوِيَ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي مَسْتُها؛ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُحَوِّلُ كَسْرَةَ السِّينِ إِلى الْمِيمِ بَلْ يَتْرُكُ الْمِيمَ عَلَى حَالِهَا مَفْتُوحَةً، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، يَكْسِرُ وَيَفْتَحُ، وأَصله ظَلِلْتُم وَهُوَ مِنْ شَوَاذِّ التَّخْفِيفِ؛ وأَنشد الأَخفش لِابْنِ مَغْرَاءَ: مِسْنا السَّماء فَنِلْناها وَطَاءَ لَهُمْ، ... حَتَّى رَأَوْا أُحُداً يَهْوِي وثَهْلانَا وأَمْسَسْتُه الشَّيْءَ فَمَسَّه. والمَسِيسُ: المَسُّ،

_ (1). قوله [المرجاس] هو بالكسر قاله شارح القاموس، وعبارته مع المتن في برجس: والبرجاس، بالضم، والعامة تكسره.

وَكَذَلِكَ المِسِّيسَى مِثْلَ الخِصِّيصَى. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ولم نجد مَسّاً مِنَ النَّصَب ؛ هُوَ أَول مَا يُحَسُّ بِهِ مِنَ التَّعب. والمَسُّ؛ مَسُّك الشيءَ بِيَدِكَ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: وإِن طلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَن تُمَاسُّوهُنَّ، وَقُرِئَ: مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ* ، قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: اخْتَارَ بَعْضُهُمْ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنّ ، وَقَالَ: لأَنَّا وجَدنا هَذَا الْحَرْفَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ بِغَيْرِ أَلف: يَمْسَسْنِي بَشَرٌ* ، فَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، فَهُوَ فِعْلُ الرَّجُلِ فِي بَابِ الْغَشَيَانِ. وَفِي حَدِيثِ فَتْحِ خَيْبَرَ: فَمَسَّهُ بِعَذَابٍ أَي عاقَبَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ والمِيضَأَة: فأَتيته بِهَا فَقَالَ: مَسُّوا مِنْهَا أَي خُذُوا مِنْهَا الْمَاءَ وتوضَّؤُوا. وَيُقَالُ: مَسِسْتُ الشيءَ أَمَسُّه مَسّاً لَمَسْتَه بِيَدِكَ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ للأَخذ وَالضَّرْبِ لأَنهما بِالْيَدِ، وَاسْتُعِيرَ لِلْجِمَاعِ لأَنه لَمْسٌ، وللجُنون كأَن الْجِنَّ مَسَّتْه؛ يُقَالُ: بِهِ مَسٌّ مِنْ جُنُونٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ* أَي لَمْ يَمْسَسْني عَلَى جِهَةِ تزوُّجٍ، وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا أَي وَلَا قُرِبْتُ عَلَى غَيْرِ حَدِّ التزوُّج. وماسَّ الشيءُ الشيءَ مُمَاسَّةً ومِساساً: لَقِيَه بِذَاتِهِ. وتَمَاسَّ الجِرْمانِ: مَسَّ أَحدُهما الْآخَرَ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: أَمَسَّهُ إِياه فعدَّاه إِلى مَفْعُولَيْنِ كَمَا تَرَى، وَخَصَّ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: فَرَسٌ مُمَسٌّ بِتَحْجيل؛ أَراد مُمَسٌّ تَحْجيلًا وَاعْتَقَدَ زِيَادَةَ الْبَاءِ كَزِيَادَتِهَا فِي قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ: يُذْهِبُ بالأَبصار ويُنبِت بالدُّهن ، مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. ورَحِمٌ ماسَّةٌ ومَسَّاسَةٌ أَي قَرَابَة قَرِيبة. وحاجةٌ ماسَّة أَي مُهِمَّة، وَقَدْ مَسَّتْ إِليه الْحَاجَةُ. ووجَدَ مَسَّ الحُمَّى أَي رَسَّها وبَدْأَها قَبْلَ أَن تأْخذه وَتَظْهَرَ، وَقَدْ مَسَّتْه مَوَاسُّ الخَبَلِ. والمَسُّ: الجُنون. وَرَجُلٌ مَمْسُوسٌ: بِهِ مَسٌّ مِنَ الجُنون. ومُسْمِسَ الرجلُ إِذا تُخُبِّطَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ ؛ المَسُّ: الْجُنُونُ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: الماسُوسُ «1» والمَمْسُوس والمُدَلَّسُ كُلُّهُ الْمَجْنُونُ. وماءٌ مَسُوسٌ: تَناولته الأَيدي، فَهُوَ عَلَى هَذَا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ كأَنه مُسَّ حِينَ تُنُووِل بِالْيَدِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِذا مَسَّ الغُلَّة ذَهَبَ بِهَا؛ قَالَ ذُو الإِصْبَع العَدْواني: لوْ كُنْتَ مَاءً، كُنْتَ لَا ... عَذْبَ المَذاقِ وَلَا مَسُوسا، مِلْحاً بعِيدَ القَعْرِ قَدْ ... فَلَّتْ حِجارَتُهُ الفُؤُوسا فَهُوَ عَلَى هَذَا فَعُولٌ فِي مَعْنَى فَاعِلٍ. قَالَ شَمِرٌ: سُئِلَ أَعرابي عَنْ رَكِيَّةٍ فَقَالَ: مَاؤُهَا الشِّفاء المَسُوسُ الَّذِي يَمسُّ الغُلَّة فيَشْفِيها. والمَسُوس: الْمَاءُ الْعَذْبُ الصَّافِي. ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ مَا شَفَى الغَلِيلَ، فَهُوَ مَسُوسٌ، لأَنه يَمُسُّ الغُلَّةَ. الْجَوْهَرِيُّ: المَسُوس مِنَ الْمَاءِ الَّذِي بَيْنَ العذْبِ والمِلح. وَرِيقَةٌ مَسُوسٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تَذْهَبُ بِالْعَطَشِ؛ وأَنشد: يَا حَبَّذا رِيقَتُكِ المَسُوسُ، ... إِذْ أَنْتِ خَوْدٌ بادِنٌ شَمُوسُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَلَأ مسوسٌ نامٍ فِي الرَّاعِيَةِ ناجعٌ فِيهَا. والمَسُوسُ: التِّرْياقُ؛ قَالَ كثيِّر: فقَدْ أَصْبَحَ الرَّاضُونَ، إِذ أَنْتُمُ بِهَا ... مَسُوسُ البِلادِ، يَشْتَكُونَ وبالَها

_ (1). قوله [الماسوس] هكذا في الأَصل، وفي شرح القاموس بالهمز. وقوله المدلس هكذا بالأصل، وفي شرح القاموس والمالوس.

وَمَاءٌ مَسُوسٌ: زُعاقٌ يُحْرِق كُلَّ شَيْءٍ بمُلوحته، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ. ومَسَّ المرأَة وماسَّها: أَتاها. وَلَا مَساسَ أَي لَا تَمَسَّني. وَلَا مِساسَ أَي لَا مُماسَّة، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: إِنه لَحَسَنُ المَسّ. والمَسِيس: جِمَاعُ الرجلِ المرأَةَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِساسَ ؛ قُرِئَ لَا مَساسَ، بِفَتْحِ السِّينِ، مَنْصُوبًا عَلَى التَّبْرِئَة، قَالَ: وَيَجُوزُ لَا مَساسِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَهِيَ نَفْيُ قَوْلِكَ مَساسِ فَهُوَ نَفْيُ ذَلِكَ، وَبُنِيَتْ مَساسِ «1» عَلَى الْكَسْرِ وأَصلها الْفَتْحُ، لِمَكَانِ الأَلف فَاخْتِيرَ الْكَسْرُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَما قَوْلُ الْعَرَبِ لَا مَساسِ مِثْلَ قَطامِ فإِنما بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الْمَصْدَرِ وَهُوَ المَسُّ، وَقَوْلُهُ لَا مَساس لَا تُخَالِطُ أَحداً، حَرَّمَ مُخَالَطَةَ السَّامِرِيِّ عُقُوبَةً لَهُ، وَمَعْنَاهُ أَي لَا أَمَسّ وَلَا أُمَسّ، وَيُكَنَّى بِالْمِسَاسِ عَنِ الْجِمَاعِ. والمُماسَّةُ: كِنَايَةٌ عَنِ المباضَعَة، وَكَذَلِكَ التَّمَاس؛ قَالَ تَعَالَى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا* . وَفِي الْحَدِيثِ: فأَصَبْت مِنْهَا مَا دُونَ أَن أَمَسَّها ؛ يُرِيدُ أَنه لَمْ يُجَامِعْهَا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: زَوْجِي المَسُّ مَسُّ أَرْنَب ؛ وصفَتْه بِلِينِ الْجَانِبِ وَحُسْنِ الخَلْقِ. قَالَ اللَّيْثُ: لَا مِساس لَا مُماسَّة أَي لَا يَمَسُّ بعضُنا بَعْضًا. وأَمَسَّه شَكْوى أَي شَكَا إِليه. أَبو عَمْرٍو: الأَسْنُ لُعْبة لَهُمْ يُسَمُّونَهَا المَسَّة والضَّبَطَة. غَيْرُهُ: والطَّريدةُ لُعْبَةٌ تُسَمِّيهَا الْعَامَّةُ المَسَّة والضَّبَطَة، فإِذا وَقَعَتْ يَدُ اللَّاعِبِ مِنَ الرَّجُلِ عَلَى بَدَنِهِ رأْسه أَو كَتِفه فَهِيَ المَسَّة، فإِذا وَقَعَتْ عَلَى رِجْلِهِ فَهِيَ الأَسْنُ. والمِسُّ: النُّحاس؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري أَعربي هُوَ أَمْ لَا. والمَسْمَسَة والمَسْماسُ: اخْتِلَاطُ الأَمر وَاشْتِبَاهُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِن كُنْتَ مِنْ أَمْرِكَ فِي مَسْماس، ... فاسْطُ عَلَى أُمِّكَ سَطْوَ المَاسِ خَفَّفَ سِينَ المَاسِ كَمَا يُخَفِّفُونَهَا فِي قَوْلِهِمْ مَسْتُ الشيءَ أَي مَسَسْتُه قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، الماسِي هُوَ الَّذِي يُدْخل يَدَهُ فِي حَياء الأُنثى لِاسْتِخْرَاجِ الْجَنِينِ إِذا نَشِب؛ يُقَالُ: مَسَيْتُها أَمْسِيها مَسْياً؛ رَوَى ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي، وَلَيْسَ المَسْيُ مِنَ المَسِّ فِي شَيْءٍ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْه شُوسُ أَراد أَحْسَسْنَ، فَحَذَفَ إِحدى السِّينَيْنِ، فافهم. مطس: مَطَسَ العَذِرَة يَمْطِسُها مَطْساً: رَمَاهَا بِمَرَّةٍ. والمَطْسُ: الضَّرْبُ بِالْيَدِ كاللَّطْم. ومَطَسَه بِيَدِهِ يَمْطِسُه مَطْساً: ضَرَبَهُ. معس: مَعَس فِي الْحَرْبِ: حَمَلَ. وَرَجُلٌ مَعَّاسٌ ومُتَمَعّسٌ: مِقْدام. ومَعَسَ الأَدِيمَ: ليَّنَه فِي الدِّبَاغِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ عَلَى أَسماء بِنْتِ عُمَيْسٍ وَهِيَ تَمْعَسُ إِهاباً لَهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَنِيئَةً لَهَا ، أَي تَدْبُغُ. وأَصل المَعْس: المَعْك والدَّلْكُ للجِلْد بَعْدَ إِدخاله فِي الدِّباغ. ومَعَسَه مَعْساً: دلَكَه دَلْكاً شَدِيدًا؛ قَالَ فِي وَصْفِ السَّيْلِ وَالْمَطَرِ: حَتَّى إِذا مَا الغَيثُ قالَ رَجْسا، ... يَمْعَسُ بِالْمَاءِ الجِواءَ مَعْسا، وغَرَّقَ الصَّمَّانَ مَاءً قَلْسا أَراد بِقَوْلِهِ: قَالَ رَجْساً أَي يُصَوِّت بشدة وقْعِه.

_ (1). قوله [وبنيت مساس إلخ] كذا بالأَصل.

وَقَالَتِ السماءُ إِذا أَمطرت مَطَرًا يُسمع صَوْتَهُ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ صَوْتَ الرَّعْدِ الَّذِي فِي سَحَابِ هَذَا الْمَطَرِ. والصَّمَّان: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. والقَلْسُ: الَّذِي ملأَ الْمَوْضِعَ حتى فاض. والجواء: مِثْلُ السَّحْبَلِ، وَهُوَ الْوَادِي الْوَاسِعُ. قَالَ الأَصمعي: بعَثَت امرأَة مِنَ الْعَرَبِ بِنْتًا لَهَا إِلى جَارَتِهَا أَن ابعَثي إِليَّ بَنَفْسٍ أَو نَفْسَيْنِ مِنَ الدِّباغ أَمْعَسُ بِهِ مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ؛ والمَنِيئَة: المَدْبَغَة، والنَفْسُ: قَدْرُ مَا يُدْبَغُ بِهِ مِنْ وَرَقِ القَرَظ والأَرْطَى، ومَنِيئَةٌ مَعُوسٌ إِذا حُرِّكَتْ فِي الدِّباغ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يُخْرِجُ، بَيْنَ النَّابِ والضُّرُوسِ، ... حَمْراءَ كالمَنِيئَةِ المَعُوسِ يَعْنِي بِالْحَمْرَاءِ الشِّقْشِقَةَ شبَّهها بالمَنِيئَة الْمُحَرَّكَةِ فِي الدِّبَاغِ. والمَعْسُ: الْحَرَكَةُ. وامْتَعَس: تَحَرَّكَ؛ قَالَ: وصاحِب يَمْتَعِسُ امْتِعاسا ومَعَسَ المرأَةَ مَعْساً: نَكَحَهَا. وامْتَعَس العَرْفَجُ إِذا امتلأَت أَجوافه مِنْ حُجَنِه حَتَّى تسود «1». مغس: المَغْسُ: لُغَةٌ فِي المَغْص، وَهُوَ وَجَعٌ وَتَقْطِيعٌ يأْخذ فِي الْبَطْنِ، وَقَدْ مَغَسَني بطْني. ومغَسَه بالرُّمح مَغْساً: طعَنه. وامَّغَس رأْسه بنصْفَين مِنْ بَيَاضٍ وَسَوَادٍ: اخْتَلَط، وبطن مغُوس. مقس: مَقِسَتْ نفسُه، بِالْكَسْرِ، مقَساً وتمقَّست: غَثَت، وَقِيلَ: تَقَزَّزَت وكَرِهَت، وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: صادَ أَعرابيٌّ هامَةً فأَكلها فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: سُمانى، ففَثَتْ نفسُه فَقَالَ: نَفْسي تَمَقَّسُ مِنْ سُمانى الأَقْبُرِ أَبو عَمْرٍو: مَقِسَتْ نَفْسِي مِنْ أَمر كَذَا تَمْقَس، فَهِيَ ماقِسَة إِذا أَنِفَت، وَقَالَ مَرَّةً: خَبُثَتْ وَهِيَ بِمَعْنَى لَقِسَتْ. والمَقْس: الجَوْب والخَرْق. ومَقَس فِي الأَرض مَقْساً: ذَهَبَ فِيهَا. أَبو سَعِيدٍ: مَقَسْتُه فِي الْمَاءِ مَقْساً وَقَمَسْتُه قَمْساً إِذا غَطَطْتَه فِيهِ غَطّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ يَتَماقَسان فِي الْبَحْرِ أَي يَتَغاوَصان. يُقَالُ: مَقَسْتُه وقَمَسْتُه عَلَى الْقَلْبِ إِذا غَطَطْته في الماء. امرأَة مَقَّاسَة: طَوَّافة. ومَقَّاس والمَقَّاس، كلاهما: اسم رجل. مكس: المَكْسُ: الْجِبَايَةُ، مَكَسَه يَمْكِسه مَكْساً ومكَسْتُه أَمْكِسه مَكْساً. والمَكْسُ: دَرَاهِمُ كَانَتْ تُؤْخَذُ مِنْ بَائِعِ السِّلَع فِي الأَسواق فِي الْجَاهِلِيَّةِ. والماكِسُ: العَشَّار. وَيُقَالُ للعَشَّار: صَاحِبُ مَكْسٍ. والمَكْسُ: مَا يأْخذه العَشّار. يُقَالُ: مَكَسَ، فَهُوَ ماكِسٌ، إِذا أَخذ. ابْنُ الأَعرابي: المَكْسُ دِرْهم كَانَ يأْخذه المُصَدِّقُ بَعْدَ فَرَاغِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ صَاحِبُ مَكْسٍ الجنةَ ؛ المَكْسُ: الضَّرِيبَةُ الَّتِي يأْخذها الماكِسُ وأَصله الْجِبَايَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ لأَنس: تَسْتَعْمِلُنِي أَي عَلَى عُشُور النَّاسِ فأُماكِسُهم ويُماكِسوني ، قِيلَ: مَعْنَاهُ تَسْتَعْمِلُنِي عَلَى مَا يَنقص دِيني لِمَا يَخَافُ مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ فِي الأَخذ وَالتَّرْكِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ لَهُ: أَترى إِنما ماكَسْتُك لِآخُذَ جملَكَ ؛ الْمُمَاكَسَةُ فِي الْبَيْعِ: انْتِقَاصُ الثَّمَنِ واسْتِحطاطُهُ وَالْمُنَابَذَةُ بَيْنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَا بأْس بالمُماكَسَة فِي الْبَيْعِ. والمَكْس: النَّقْصُ. والمَكْس: انْتِقَاصُ الثَّمَنِ فِي الْبِيَاعَةِ؛ وَمِنْهُ أُخِذَ المَكَّاس لأَنه يَسْتَنْقِصُه؛ قَالَ جابر بن حُنَيٍ

_ (1). قوله [حتى تسود] هكذا بالأَصل وفي شرح القاموس حتى لا تسود.

الثَّعْلَبِيُّ: أَفي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ، ... وَفِي كلِّ مَا باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ؟ أَلا يَنْتَهِي عَنّا مُلوك، وتَتَّقي ... مَحارمَنا، لَا يَبُؤِ الدَّمُ بالدّمِ؟ تَعاطَى المُلُوكُ السِّلْم، مَا قَصَدوا بِنَا، ... وَلَيْسَ عَلَيْنَا قَتْلُهُم بمُحَرَّمِ الإِتاوَةُ: الخرَاجُ. والمَكْسُ: مَا يأْخذه العَشَّار؛ يَقُولُ: كلُّ مَنْ بَاعَ شَيْئًا أُخِذَ مِنْهُ الخَراجُ أَو العُشر وَهَذَا مِمَّا آنَفُ مِنْهُ، يَقُولُ: أَلا يَنْتَهِي عَنَّا مُلُوكٌ أَي لينتهِ عَنَّا مُلُوكٌ فإِنهم إِذا انتَهَوْا لَمْ يَبُؤْ دَمٌ بِدَمٍ وَلَمْ يُقْتَلْ وَاحِدٌ بِآخَرَ، فَيَبُؤْ مَجْزُومٌ عَلَى جَوَابِ قَوْلِهِ أَلا يَنْتَهِي لأَنه فِي مَعْنَى الأَمر، والبَوء: القَوَد. وَقَوْلُهُ مَا قَصَدُوا بِنَا أَي مَا رَكِبُوا بِنَا قَصْداً. وَقَدْ قِيلَ فِي الإِتاوة: إِنها الرَّشْوة، وَقِيلَ: كُلُّ مَا أُخذ بِكُرْه أَو قسِم عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْجِبَايَةِ وَغَيْرِهَا إِتاوة؛ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الرَّشْوَة عَلَى الْمَاءِ، وَجَمْعُهَا أُتًى نَادِرٌ كأَنه جَمْعُ أُتْوَةٍ. وَفِي قَوْلِهِ مَكْسُ دِرْهَمٍ أَي نُقْصَانُ دِرْهَمٍ بَعْدَ وُجُوبِهِ. ومَكَسَ فِي الْبَيْعِ يَمْكِسُ، بِالْكَسْرِ، مَكْساً ومَكَسَ الشيءُ: نَقَصَ. ومُكِس الرَّجُلُ: نُقِص فِي بَيْعٍ وَنَحْوِهِ. وَتَمَاكَسَ البيِّعان: تَشَاحَّا. وماكَسَ الرجلَ مُماكسة ومِكاساً: شاكَسه. وَمِنْ دُونِ ذَلِكَ مِكاسٌ وعِكاسٌ: وَهُوَ أَن تأْخذ بِنَاصِيَتِهِ ويأْخذ بِنَاصِيَتِكَ. وماكِسِين وماكِسون: مَوْضِعٌ، وَهِيَ قَرْيَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ ماكسين. ملس: الملَس والمَلاسَة والمُلُوسة: ضِدُّ الخُشونة. والمُلُوسة: مَصْدَرُ الأَمْلَس. مَلُسَ مَلاسَة وامْلاسَّ الشيءُ امْلِيساساً، وَهُوَ أَمْلَس ومَلِيس؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: صَدْقٍ مِنَ الهِنْدِيِّ أُلْبِسَ جُنَّة، ... لَحِقَتْ بِكَعْبٍ كالنَّواة مَلِيس وَيُقَالُ لِلْخَمْرِ: مَلْساء إِذا كَانَتْ سَلِسَة فِي الحَلْق؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: بالقَهْوة المَلْساء مِنْ جِرْيالِها ومَلَّسَه غيْرُه تَمْلِيساً فَتَمَلَّسَ وامّلَس، وَهُوَ انْفَعَلَ فأُدغم، وانْمَلَسَ مِنَ الأَمر إِذا أُفْلِتَ مِنْهُ؛ وملَّسْته أَنا. وَقَوْسٌ مَلْسَاءُ: لَا شَقّ فِيهَا لأَنها إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا شَقٌّ فَهِيَ مَلْسَاءُ. وَفِي الْمَثَلِ: هَانَ عَلَى الأَمْلَسِ مَا لَاقَى الدَّبِرْ؛ والأَمْلَسُ: الصَّحِيحُ الظَّهر هَاهنا. والدَّبِرُ: الَّذِي قَدْ دَبِرَ ظَهْرُهُ. ورجُل مَلَسى: لَا يَثْبُتُ عَلَى العَهْد كَمَا لَا يَثْبُتُ الأَملس. وَفِي الْمَثَلِ: المَلَسى لَا عُهْدَةَ لَهُ؛ يُضْرب مَثَلًا لِلَّذِي لَا يُوثق بِوَفائه وأَمانته؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْنَى، واللَّه أَعلم، ذُو المَلَسى لَا عُهْدَةَ لَهُ. وَيُقَالُ فِي الْبَيْعِ: مَلَسى لَا عُهْدَة أَي قَدِ انْمَلَسَ مِنَ الأَمر لَا لَه وَلَا عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَبِيعُك المَلَسى لَا عُهْدة أَي تَتَمَلَّس وتَتَفَلَّتُ فَلَا تَرْجع إِليَّ، وَقِيلَ: المَلَسى أَن يَبِيعَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ وَلَا يَضْمَنَ عُهْدَته؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَيت العامَ عَامًا أَعْبَسا، ... وَمَا رُبَيْعُ مالِنا بالمَلَسى وذُو المَلَسى: مِثْلُ السّلَّال والخارِب يَسْرِق الْمَتَاعَ فَيَبِيعُهُ بِدُونِ ثَمَنِهِ، ويملِّس مِنْ فَوْرِه فيستخْفي، فإِن جَاءَ الْمُسْتَحِقُّ ووَجَدَ مالَه فِي يدِ الَّذِي اشْتَرَاهُ أَخذه وَبَطَلَ الثَّمَنُ الَّذِي فَازَ بِهِ اللِّصُّ وَلَا يتهيأُ لَهُ أَن يَرْجِعَ بِهِ عَلَيْهِ. وَقَالَ الأَحمر مِنْ أَمثالهم فِي كَرَاهَةِ الْمَعَايِبِ: المَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ أَي أَنه خَرَجَ مِنَ الأَمر

سَالِمًا وَانْقَضَى عَنْهُ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ، والأَصل فِي الْمَلَسَى مَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ شَمِرٌ: والأَمالِيْسُ الأَرض الَّتِي لَيْسَ بِهَا شَجَرٌ وَلَا يَبِيس وَلَا كَلَأٌ وَلَا نَبَاتٌ وَلَا يَكُونُ فِيهَا وَحْش، وَالْوَاحِدُ إِمْلِيسٌ، وكأَنه إِفْعِيْلٌ مِنَّ المَلاسَة أَي أَنّ الأَرض مَلْسَاءُ لَا شَيْءَ بِهَا؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ فَسَمَّاهَا مَلِيساً: فإيَّاكم وَهَذَا العِرْقَ واسْمُوا ... لِمَوْماة، مآخِذُها مَلِيْس والمَلَس: الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي، وَالْجَمْعُ أَملاس، وأَمالِيْسُ جَمع الْجَمْعِ؛ قَالَ الحُطَيْئَة: وإِنْ لَمْ يَكنْ إِلا الأَماليسُ، أَصْبَحَتْ ... لَهَا حُلَّق، ضَرَّاتها شَكِراتُ وَالْكَثِيرُ مُلُوس. وأَرض ملَسٌ ومَلَسى ومَلْساءُ وإِمْلِيسٌ: لَا تُنْبِت. وَسَنَةٌ ملساءُ وَجَمْعُهَا أَمالِس وأَمالِيْسُ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: جَدْبَة. وَيُقَالُ: مَلَّسْت الأَرض تَمْلِيسًا إِذا أَجريت عَلَيْهَا المِمْلَقَة بَعْدَ إِثارتها. والملَّاسة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: الَّتِي تُسَوَّى بِهَا الأَرض. ورُمّان إِمْليسٌ وإِمْلِيسِيّ: حُلْو طَيِّبٌ لَا عَجَم لَهُ كأَنه مَنْسُوبٌ إِليه. وضَرَبَه عَلَى مَلْساء مَتْنِهِ ومُلَيْسائه أَي حَيْثُ اسْتَوَى وَتَزَلَّقَ. والمُلَيْساء: نِصْفُ النَّهَارِ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لرجُل: أَكره أَن تَزُورَنِي فِي الْمُلَيْسَاءِ، قَالَ: لمَ؟ قَالَ: لأَنه يَفُوت الْغَدَاءُ وَلَمْ يُهَيّإِ العَشاء. والحُجَيْلاءُ: مَوْضِعٌ، والغُمَيْصاءُ: نَجْمٌ «2». أَبو عَمْرٍو: المُلَيْساء شَهْرُ صَفَرَ. وَقَالَ الأَصمعي: المُلَيْساء شَهْرٌ بَيْنَ الصَّفَرِيّة وَالشِّتَاءِ، وَهُوَ وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فِيهِ المِيرة. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمُلَيْسَاءُ الشَّهْرُ الَّذِي تَنْقَطِعُ فِيهِ المِيرة؛ قَالَ: أَفِينا تَسُوم السّاهِرِيّةَ، بَعدَ مَا ... بَدا لكَ مِنْ شَهْرِ المُلَيْساء كوْكب؟ يَقُولُ: أَتَعْرِض عَلَيْنَا الطِّيبَ فِي هَذَا الْوَقْتِ وَلَا مِيرَةَ؟ والمَلْسُ: سَلّ الخُصْيَتَيْن. ومَلَسَ الخُصْيَة يملُسها مَلْساً: استلَّها بِعُرُوقِهَا. قَالَ اللَّيْثُ: خُصْيٌ مَمْلَوس. ومَلَسْتُ الكبْشَ أَمْلُسه إِذا سَلَلْت خُصْييه بِعُرُوقِهِمَا. وَيُقَالُ: صَبِيٌّ مَمْلُوسٌ. ومَلَسَت النَّاقَةُ تملُس مَلْساً: أَسرعت، وَقِيلَ: الملْس السَّيْرُ السَّهل وَالشَّدِيدُ، فَهُوَ مِنَ الأَضداد. والمَلْس: السَّوق الشَّدِيدُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَهْدِي بأَظْعانِ الكَتُومِ تُمْلَس وَيُقَالُ: مَلَسْت بالإِبل أَملُس بِهَا مَلْساً إِذا سُقتها سَوْقًا فِي خُفْية؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَلْساً بِذَوْدِ الحَلَسِيِّ مَلْسا ابْنُ الأَعرابي: الملْس ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ الرَّقِيقِ. والمَلْس: اللَّيّن مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ: وَالْمُلَامَسَةُ لِينُ المَلْمُوس. أَبو زَيْدٍ: الْمَلْمُوسُ مِنَ الإِبل المِعْناق الَّتِي تَرَاهَا أَول الإِبل فِي الْمَرْعَى والمَوْرد وَكُلِّ مَسِير. وَيُقَالُ: خِمْس أَمْلَسُ إِذا كَانَ مُتْعباً شَدِيدًا؛ وَقَالَ الْمَرَّارُ: يَسِيرُ فِيهَا الْقَوْمُ خِمْساً أَملَسَا ومَلَسَ الرجلُ يملُس مُلْسًا إِذا ذَهَبَ ذَهَابًا سَرِيعًا؛ وأَنشد: تملسُ فيه الريح كلّ مَمْلَس وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بعَث رجُلًا إِلى الْجِنِّ فَقَالَ لَهُ: سِرْ ثَلَاثًا مَلْساً أَي سِرْ سَيراً سَريعاً. والمَلْس:

_ (2). هذه الأَلفاظ الأَربعة حشوٌ لا رابطة بينها وبين الكلام.

الخِفَّة والإِسراع والسَّوق الشَّدِيدُ. وَقَدِ امّلَسَ فِي سَيْرِه إِذا أَسْرَعَ؛ وحَقِيقَةُ الْحَدِيثِ: سِرْ ثَلاثَ ليالٍ ذَاتَ مَلْسٍ أَو سِرْ ثَلَاثًا سَيْرًا مَلْساً، أَو أَنه ضربٌ مِنَ السَّير فَنَصَبَه عَلَى المَصْدَر. وتملَّس مِنَ الأَمر: تَخَلَّصَ. ومَلَسَ الشيءُ يملُس ملْساً وَامَّلَسَ: انْخَنَسَ سَرِيعًا. وامْتُلِس بَصَرُه: اخْتُطِفَ. وَنَاقَةٌ مَلُوسٌ ومَلَسَى، مِثَالُ سَمَجى وجَفَلى: سَرِيعَةٌ تَمُرُّ مَرًّا سَرِيعًا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: مَلَسى يَمَانِيَة وشَيْخٌ هِمَّة، ... مُتَقَطّع دُون اليَماني المُصْعِد أَي تَملُس وتَمْضي لَا يَعْلَق بِهَا شَيْءٌ مِنْ سُرْعَتِهَا. ومَلْسُ الظلامِ: اختِلاطُه، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ المَلْث. وأَتيته مَلْسَ الظَّلَامِ ومَلْثَ الظَّلَامِ، وَذَلِكَ حِينَ يَخْتَلط اللَّيْلُ بالأَرض وَيَخْتَلِطُ الظَّلَّامُ، يُسْتَعْمَلُ ظَرفاً وَغَيْرَ ظَرْفٍ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: اخْتَلَطَ المَلْسُ بالمَلْثِ؛ والمَلْث أَوّل سَوَادِ الْمَغْرِبِ فإِذا اشْتَدَّ حَتَّى يأْتي وقت العشاء الأَخيرة، فهو المَلْس بِالْمَلْثِ، وَلَا يَتَمَيز هَذَا مِنْ هَذَا لأَنه قَدْ دَخَلَ الْمَلْثُ فِي الْمَلْسِ. والمِلْس: حَجْرٌ يُجْعَلُ عَلَى بَابِ الرَّداحَة، وَهُوَ بَيْتٌ يُبنى للأَسد تُجْعَلُ لُحْمَتُه فِي مُؤَخَّرِه، فإِذا دَخَلَ فأَخذها وَقَعَ هَذَا الْحَجَرُ فَسَدَّ الْبَابَ. وتمَلَّس مِنَ الشَّراب: صَحَا؛ عَنْ أَبي حنيفة. ملبس: المَلَنْبَس: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ كالقَلَنْبَس والقَلَمَّس؛ عُكْلِيَّة حكاها كراع. ممس: مامُوسَة: مِنْ أَسماء النَّارِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَطايَحَ الطلُّ عَنْ أَردانها صُعُداً، ... كَمَا تَطايَح عَنْ مامُوسَةَ الشَّرَر قِيلَ: أَراد بماموسةَ النَّارَ، وَقِيلَ: هِيَ النَّارُ بِالرُّومِيَّةِ، وَجَعَلَهَا مَعْرِفَةً غَيْرَ مُنْصَرِفَةٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: عَنْ مَانُوسَةَ الشَّرَرُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمَانُوسَةُ النَّارُ. منس: ابْنُ الأَعرابي: المَنَس النَّشاط. والمَنْسة: المُسِنَّة مِنْ كل شيء. موس: رَجُلٌ ماسٌ مِثْلُ مالٍ: خَفِيفٌ طيَّاش لَا يَلْتَفِتُ إِلى مَوْعِظَةِ أَحد وَلَا يَقْبَلُ قولَه؛ كَذَلِكَ حَكَى أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ: وَمَا أَمْساه، قَالَ: وَهَذَا لَا يُوَافِقُ مَاسًا لأَن حَرْفَ الْعِلَّةِ فِي قَوْلِهِمْ ماسٌ عَيْنٌ، وَفِي قَوْلِهِمْ: مَا أَمساه لامٌ، وَالصَّحِيحُ أَنه ماسٍ عَلَى مِثَالِ ماشٍ، وَعَلَى هَذَا يَصِحُّ مَا أَمساه. والمَوْس: لُغَةٌ فِي المَسْيِ، وَهُوَ أَن يُدْخِلَ الرَّاعِي يَدَهُ فِي رَحِم النَّاقَةِ أَو الرَّمَكَةِ يمسُط ماءَ الْفَحْلِ مِنْ رَحِمِهَا اسِتْلآماً للفَحْل كراهِية أَن تحمِل لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع المَوْس بِمَعْنَى المَسْيِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، ومَيْسون فَيْعُول مِنْ مسَنَ أَو فَعْلُون مِنْ مَاسَ. والمُوسَى: مِنْ آلَةِ الْحَدِيدِ فِيمَنْ جَعَلَهَا فُعْلَى، وَمَنْ جَعَلَهَا مِنْ أَوْسَيْتُ أَي حَلَقْت، فَهُوَ مِنْ بَابِ وَسَى؛ قَالَ اللَّيْثُ: المَوْس تأْسيس اسْمِ المُوسَى الَّذِي يُحْلَقُ بِهِ، قَالَ الأَزهري: جَعَلَ اللَّيْثُ مُوسَى فُعْلى مِنَ المَوْس، وَجَعَلَ الْمِيمَ أَصلية وَلَا يَجُوزُ تَنْوِينُهُ عَلَى قِيَاسِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ هَذِهِ مُوسَى جَيِّدة، وَهِيَ فُعْلى؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ؛ قَالَ: وَقَالَ الأُموي: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، هَذَا مُوسَى كَمَا تَرَى، وَهُوَ مُفْعَلٌ مِنْ أَوْسَيْتُ رأْسه إِذا حَلَقْتَهُ بالمُوسَى؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وأَنشد الْفَرَّاءُ فِي تأْنيث الموسَى: فإِن تَكُنِ المُوسَى جَرَتْ فَوْقَ بَطْنِها، ... فَمَا وُضِعَتْ إِلا وَمَصّانُ قاعِد وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: كَتَبَ أَن يَقْتُلوا مَنْ جَرَت عليه المَواسِي أَي من نبتَتْ عَانَتُهُ لأَن

الْمُوَاسِيَ إِنما تَجْرِي عَلَى مَنْ أَنْبَت، أَراد مَنْ بَلَغ الحُلُم مِنَ الكُفَّار. وَمُوسَى اسْمُ النَّبِيِّ، صَلَوَاتُ اللَّه عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عربيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ مُو أَي مَاءٌ، وَسَا أَي شَجَرٌ لأَن التابوت الذي فِيهِ وُجِدَ بَيْنَ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ فَسُمِّيَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مُوسَى، وَمَعْنَاهُ الجذب لأَنه جذب من الْمَاءَ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْمَاءِ وَالسَّاجِ، فالمُو ماءٌ وسَا شَجَرٌ «1» لِحَالِ التَّابُوتِ فِي الْمَاءِ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَل مَبْرَمان أَبا الْعَبَّاسِ عَنْ مُوسَى وصَرْفِه، فَقَالَ: إِن جَعَلْتَهُ فُعْلى لَمْ تَصْرفه، وإِن جَعَلْتَهُ مُفْعَلًا مِنْ أَوْسَيْتَه صرفته. ميس: المَيْس: التَبَخْتُر، ماسَ يَمِيسُ مَيْسًا ومَيَساناً: تَبَخْتَر واخْتالَ. وَغُصْنٌ ميَّاسٌ: مائِلٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَيْسُ ضَرْب مِنَ المَيَسانِ فِي تَبَخْتُرٍ وتَهادٍ كَمَا تَمِيس العَروس والجمَل، وَرُبَّمَا مَاسَ بهَوْدَجِه فِي مَشْيِه، فَهُوَ يَمِيسُ مَيَسَاناً، وتَمَيَّسَ مِثْلُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِني لَمِن قُنْعانِها حِينَ أَعْتَزِي، ... وأَمْشي بِهَا نحْوَ الوَغَى أَتَمَيَّسُ ورجلٌ مَيَّاسٌ وجارِية مَيَّاسَة إِذا كَانَا يَتَبختران فِي مِشْيَتِهِما. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: تَدْخل قَيْساً وتَخْرج مَيْساً ؛ ماسَ يَمِيسُ مَيْساً إِذا تَبَخْتَرَ فِي مَشْيِه وتَثَنَّى. وامرأَة مُومِس ومُومِسَة: فاجِرَةٌ جِهاراً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما اخْتَرْتُ وَضْعَهُ فِي مَيَسَ بِالْيَاءِ، وَخَالَفْتُ تَرْتِيبَ اللُّغَوِيِّينَ فِي ذَلِكَ لأَنها صِيغَةُ فاعِل، قَالَ: وَلَمْ أَجد لَهَا فِعْلًا البَتَّة يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا الِاسْمُ عَلَيْهِ إِلا أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ أَمَاسَتْ جِلْدها، كَمَا قَالُوا: فِيهَا خَريعٌ، مِنَ التَخرُّع، وَهُوَ التَّثَنِّي، قَالَ: فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا مُمِيسٌ ومُمِيسَة لَكِنَّهُمْ قَلَبُوا مَوْضِعَ الْعَيْنِ إِلى الْفَاءِ فكأَنه أَيْمَسَتْ، ثُمَّ صِيغ اسْمُ الْفَاعِلِ عَلَى هَذَا، وَقَدْ يَكُونُ مُفْعِلًا مِنْ قَوْلِهِمْ أَوْمَسَ العنبُ إِذا لانَ، قَالَ: وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْوَاوِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَرُبَّمَا سمَّوا الإِمَاءَ اللَّواتي لِلْخِدْمَةِ مومِسات. والمَيْسُونُ: الميَّاسة مِنَ النِّسَاءِ، وَهِيَ المُخْتالة، قَالَ: وَهَذَا الْبِنَاءُ عَلَى هَذَا الِاشْتِقَاقِ غَيْرُ مَعْلُومٍ، وَهُوَ مِنَ الْمِثْلِ الَّذِي لَمْ يَحْكِهِ سِيبَوَيْهِ كَزَيْتُونٍ، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ فِي بَابِ فَيْعُول وَاشْتَقَّهُ مِنَ المَيْس، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ لأَنه لَا يَنْبَغِي كَوْنُهُ فَيْعُولًا وَكَوْنُهُ مُشْتَقًّا مِنَ المَيْسِ. ومَيْسُونُ: اسْمُ امرأَة، مِنْهُ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَة: إِذْ أَحَلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيْسُونَ، ... فأَدْنى دِيارِها العَوصاءُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ مَسَنَ، فَهُوَ عَلَى هَذَا فَيْعُولٌ صَحِيحٌ، قَالَ: وَبَابُ مَيَسَ أَولى بِهِ لِمَا جَاءَ مِنْ قَوْلِهِمْ مَيْسُونُ تَمِيسُ فِي مِشيتها. ابْنُ الأَعرابي: مَيسانُ كَوْكَبٌ يَكُونُ بَيْنَ المَعَرَّةِ والمَجَرَّةِ. أَبو عَمْرٍو: المَياسِينُ النُّجُومُ الزَّاهِرَةُ. قَالَ: والمَيْسُونُ مِنَ الْغِلْمَانِ الحسَنُ الوجْهِ وَالْحَسَنُ القدِّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما مَيْسانُ اسْمُ الْكَوْكَبِ، فَهُوَ فَعْلانُ، مِنْ ماسَ يَمِيسُ إِذا تَبَخْتَرَ. والمَيْس: شَجَرٌ تُعمل مِنْهُ الرَّحَالُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وشُعْبَتَا مَيسٍ بَراها إِسْكاف قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَيْسُ شَجَرٌ عِظَامٌ شَبِيهٌ فِي نَبَاتِهِ وَوَرَقِهِ بالغَرَبِ، وإِذا كَانَ شَابًّا فَهُوَ أَبيض الجَوْف، فإِذا تَقَادَمَ اسْوَدَّ فَصَارَ كالآبِنُوس ويَغْلُظُ حَتَّى

_ (1). قوله [وسا شجر] مثله في القاموس، ونقل شارحه عن ابن الجواليقي أَنه بالشين المعجمة.

فصل النون

تُتَّخذ مِنْهُ الْمَوَائِدُ الْوَاسِعَةُ وَتُتَّخَذَ مِنْهُ الرَّحَالُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ وَوَصَفَ المَطايا: يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ، مِنَ التَّزَعُّلِ، ... مَيْسَ عُمانَ ورِحالَ الإِسْحِلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَخبرني أَعرابي أَنه رَآهُ بِالطَّائِفِ، قَالَ: وإِليه يُنْسَبُ الزَّبِيبُ الَّذِي يُسَمَّى المَيْسَ. والمَيْسُ أَيضا: ضَرْبٌ مِنَ الكَرْمِ يَنْهَضُ عَلَى سَاقِ بَعْضِ النُّهُوضِ لَمْ يَتَفَرَّع كلُّه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: بأَكْوارِ المَيْسِ ، هُوَ شَجَرٌ صُلْب تُعْمَلُ مِنْهُ أَكوار الإِبل وَرِحَالُهَا. والمَيْسُ أَيضاً: الْخَشَبَةُ الطَّوِيلَةُ الَّتِي بَيْنَ الثَّوْرَيْنِ؛ قَالَ: هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ومَيَّاسٌ: فَرَسُ شَقِيقِ بنِ جَزْءٍ. ومَيْسانُ: لَيْلَةُ أَرْبَعَ عَشرَةَ. ومَيْسانُ: بَلَدٌ مِنْ كُوَرِ دَجْلَةَ أَو كُورَةٌ بسَواد الْعِرَاقِ، النَّسَبُ إِليه مَيْسانيٌّ، ومَيْسَنانيٌّ، الأَخيرة نادرة؛ وقال الْعَجَّاجُ: خَوْدٌ تخالُ رَيْطَها المُدَقْمَسا، ... ومَيْسَنانيّاً لَهَا مُمَيَّسَا يَعْنِي ثِيَابًا تُنسج بِمَيْسانَ. مُمَيَّسٌ: مُذَيَّل لَهُ ذَيْل؛ وَقَوْلُ الْعَبْدِ: ومَا قَرْيَةٌ، مِنْ قُرَى مَيْسَنانَ، ... مُعْجِبَةٌ نَظَراً واتِّصافَا إِنما أَراد مَيْسانَ فَاضْطَرَّ فَزَادَ النُّونَ. النَّضِرُ: يُسَمَّى الْوِشْبُ المَيْس، شَجَرَةٌ مُدَوَّرَةٌ تَكُونُ عِنْدَنَا بِبَلْخَ فِيهَا الْبَعُوضُ، وَقِيلَ: المَيْسُ شَجَرَةٌ وَهُوَ مِنْ أَجود الشَّجَرِ وأَصْلبِه وأَصْلحِه لِصَنْعَةِ الرَّحَالِ وَمِنْهَا تُتَّخَذُ رَحَالُ الشأْم، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ قَالَتِ الْعَرَبُ: المَيْسُ الرَّحْلُ. وَفِي النَّوَادِرِ: ماسَ اللَّه فِيهِمُ الْمَرَضَ يَمِيسُه وأَمَاسَه، فَهُوَ يُمِيسُه، وبَسَّه وثَنَّه أَي كثَّره فِيهِمَا. فصل النون نأمس: النأْمُوسُ، يُهْمز وَلَا يهمز: قُتْرةُ الصائد. نبس: نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْساً: هو أَقل الْكَلَامِ. وَمَا نَبَس أَي مَا تحركَتْ شَفَتَاهُ بِشَيْءٍ. وَمَا نَبَسَ بِكَلِمَةٍ أَي مَا تَكَلَّمَ، وَمَا نَبَّس أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِن كُنْت غيرَ صائدِي فَنبِّس وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي صِفَةِ أَهل النَّارِ: فما يَنبِسيون عِنْدَ ذَلِكَ مَا هُوَ إِلا الزَّفِيرُ والشَّهِيقُ أَي مَا يَنْطِقُونَ. وأَصل النَّبْسِ: الْحَرَكَةُ وَلَمْ يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ. وَرَجُلٌ أَنْبَسُ الوجْه: عابِسُه. ابْنُ الأَعرابي: النُّبُسُ المُسْرِعُون فِي حَوَائِجِهِمْ، والنُّبُسُ النَّاطقون. يُقَالُ: مَا نَبَس وَلَا رَتَمَ. وَقَالَ ابْنُ أَبي حَفْصَةَ: فَلَمْ يَنْبِسُ رَوبَةً حِينَ اشْتَدَّتِ السُّرَى؛ ابْنُ عَبْدِ اللَّه: أَي لَمْ يَنْطِقِ. ابْنُ الأَعرابي: السِّنْبِسُ السَّرِيعُ. وسَنْبَسَ إِذا أَسرع يُسَنْبِسُ شَنْبَسَةً؛ قَالَ: ورأَت أُم سِنْبِسٍ فِي النَّوْمِ قَبْلَ أَن تَلِدَهُ قَائِلًا يَقُولُ لَهَا: إِذا وَلَدْتِ سِنْبِساً فأَنْبِسِي أَنْبِسِي أَي أَسْرعي. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: السِّينُ فِي أَوّل سنْبس زَائِدَةٌ. يُقَالُ: نَبَسَ إِذا أَسرع، قَالَ: وَالسِّينُ مِنْ زَوَائِدِ الْكَلَامِ، قَالَ: ونَبَسَ الرَّجُلُ إِذا تَكَلَّمَ فأَسرع، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَسَ إِذا سكت ذلًا. نبرس: النِّبْراسُ: المِصْباح والسِّراج، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه ثُلَاثِيٌّ مُشْتَقٌّ مِنَ البِرْسِ الَّذِي هُوَ الْقُطْنُ. والنِّبْراس:

السِّنان الْعَرِيضُ. وَابْنُ نِبْراس: رَجُلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: اللَّهُ يَعْلَمُ لَوْلَا أَنَّني فَرِقٌ ... مِن الأَميرِ، لعَاتَبْتُ ابنَ نِبْراس نَتَسَ: نَتَسَه يَنْتِسُهُ نَتْساً: نَتَفَه. نجس: النَّجْسُ والنِّجْسُ والنَّجَسُ: القَذِرُ مِنَ النَّاسِ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَذِرْتَه. ونَجِسَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَنْجَسُ نَجَساً، فَهُوَ نَجِسٌ ونَجَسٌ، وَرَجُلٌ نَجِسٌ ونَجَسٌ، وَالْجَمْعُ أَنْجاسٌ، وَقِيلَ: النَّجَسُ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، رَجُلٌ نَجَسٌ وَرَجُلَانِ نَجَسٌ وَقَوْمٌ نَجَسٌ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ؛ فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا وجَمَعوا وأَنَّثوا فَقَالُوا أَنْجاسٌ ونِجْسَةٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: نَجَسٌ لَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ؛ أَي أَنْجاسٌ أَخباث. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ النِّجْسِ الرِّجْس الخَبيثِ المُخْبِث. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: زَعَمَ الفرّاء أَنهم إِذا بدؤوا بِالنَّجِسِ وَلَمْ يَذْكُرُوا الرِّجْسَ فَتَحُوا النُّونَ وَالْجِيمَ، وإِذا بدؤوا بِالرِّجْسِ ثُمَّ أَتبعوه بِالنَّجِسِ كَسَروا النُّونَ، فَهُمْ إِذا قَالُوهُ مَعَ الرِّجْسِ أَتبعوه إِياه وَقَالُوا: رِجْسٌ نِجْسٌ، كَسُرُوا لِمَكان رِجْسٍ وثَنَّوا وَجَمَعُوا كَمَا قَالُوا: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ، فإِذا أَفردوا قَالُوا بالطَّم فَفَتَحُوا، وأَنْجَسَه غيرُه ونَجَّسه بِمَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ يَعْكِسُونَ فَيَقُولُونَ نِجْس رِجْسٌ فَيَقُولُونَهَا بِالْكَسْرِ لِمَكَانِ رِجْسٍ الَّذِي بَعْدَهُ، فإِذا أَفردوه قَالُوا نَجَسٌ، وأَما رِجْسٌ مُفْرَدًا فَمَكْسُورٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ هَذَا عَلَى مَذْهَبِ الْفَرَّاءِ؛ وَهِيَ النَّجاسة، وَقَدْ أَنْجَسه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْحَسَنِ فِي رَجُلٍ زَنَى بامرأَة تَزَوَّجَهَا فَقَالَ: هُوَ أَنْجَسَها وَهُوَ أَحق بِهَا والنَّجِسُ: الدَّنِس. وَدَاءٌ نجِسٌ وناجِسٌ ونَجِيسٌ وعَقامٌ: لَا يبرأُ مِنْهُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ صَاحِبُ الدَّاءِ. والنَّجْس: اتِّخَاذُ عُوذَةٍ لِلصَّبِيِّ، وَقَدْ نَجَّس لَهُ ونَجَّسَه: عَوّذَه؛ قَالَ: وجارِيَةٍ مَلْبونَةٍ، ومُنَجِّسٍ، ... وطارِقَةٍ فِي طَرْقِها لَمْ تُسَدِّد «2» يَصِفُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ أَنهم كَانُوا بَيْنَ متَكَهِّنٍ وحَدَّاس وراقٍ ومنَجِّس ومتَنَجِّم حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والنِّجاس: التَّعْوِيذُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: كأَنه الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي: مِنَ المَعاذات التَّمِيمة والجُلْبَة والمنَجِّسة. وَيُقَالُ للمُعَوَّذِ: مُنَجَّس؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: قُلْتُ لَهُ: المُعَوَّذ لِمَ قِيلَ لَهُ منَجَّس وَهُوَ مأْخوذ مِنَ النَّجَاسَةِ؟ فَقَالَ: إِن لِلْعَرَبِ أَفعالًا تُخَالِفُ مَعَانِيهَا أَلفاظها، يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَنَجَّسُ إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ النَّجَاسَةِ كَمَا قِيلَ يَتَأَثَّم ويَتَحَرَّجُ ويَتَحَنَّثُ إِذا فَعَلَ فِعْلًا يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الإِثْمِ والحَرَج والحِنْث. الْجَوْهَرِيُّ: والتَّنْجِيسُ شَيْءٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُهُ كَالْعُوذَةِ تُدْفَعُ بِهَا الْعَيْنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وعَلَّقَ أنْجاساً عليَّ المُنَجِّس «3» اللَّيْثُ: المُنَجَّسُ الَّذِي يعلَّق عَلَيْهِ عِظَامٌ أَو خِرَقٌ. وَيُقَالُ للمُعَوِّذ: منَجِّس، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يعلِّقون عَلَى الصَّبِيِّ وَمَنْ يَخَافُ عَلَيْهِ عُيُونَ الجن

_ (2). هذا البيت ورد في أَساس البلاغة على هذه الصورة: وحازيةٍ ملبوسةٍ، ومنجّسٍ، ... وطارقةٍ فِي طرقِها لم تُشدّدِ. (3). قوله [وعلق إلخ] صدره كما في شرح القاموس: وكان لدي كاهنان وحارث

الأَقْذارَ مِنْ خِرَقِ المَحِيض وَيَقُولُونَ: الْجِنُّ لَا تَقْرَبُهَا. ابْنُ الأَعرابي: النُّجُسُ المعَوِّذون، والجُنُس الْمِيَاهُ الْجَامِدَةُ. والمَنْجَسُ: جَلِيدَةٌ تُوضَعُ عَلَى حَزِّ الوَتَر. نحس: النَّحْسُ: الْجُهْدُ والضُّر. والنَّحْسُ: خِلَافُ السَّعْدِ مِنَ النُّجُومِ وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ أَنْحُسٌ ونُحوسٌ. وَيَوْمٌ ناحِسٌ ونَحْسٌ ونَحِسٌ ونَحِيسٌ مِنْ أَيام نَواحِس ونَحْساتٍ ونَحِساتٍ، مَنْ جَعَلَهُ نَعْتًا ثَقَّلَهُ، وَمَنْ أَضاف الْيَوْمَ إِلى النَّحْسِ فَبِالتَّخْفِيفِ لَا غَيْرَ. وَيَوْمٌ نَحْسٌ وأَيام نَحْسٌ. وقرأَ أَبو عَمْرٍو: فأَرسلنا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيام نَحْساتٍ ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ جَمْعُ أَيام نَحْسَة ثُمَّ نَحْسات جَمْعُ الْجَمْعِ، وَقُرِئَتْ: فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ ، وَهِيَ المشؤومات عَلَيْهِمْ فِي الْوَجْهَيْنِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الرِّيحَ الْبَارِدَةَ إِذا دَبِرَتْ نَحْساً، وَقُرِئَ قَوْلِهِ تَعَالَى: فِي يومٍ نَحْسٍ ، عَلَى الصِّفَةِ والإِضافةُ أَكثرُ وأَجودُ. وَقَدْ نَحِسَ الشيءُ، فَهُوَ نَحِسٌ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أَنَّ إِخْوَتَهُمْ ... طَيّاً وبَهْراءَ قَوْمٌ، نَصْرُهُمْ نَحِسُ وَمِنْهُ قِيلَ: أَيام نَحِسات. والنَّحْسُ: الغُبار. يُقَالُ: هَاجَ النَّحْسُ أَي الْغُبَارُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذا هاجَ نَحْسٌ ذُو عَثانِينَ، والتَقَتْ ... سَباريتُ أَغْفالٍ بِهَا الآلُ يَمْضَحُ وَقِيلَ: النَّحْسُ الرِّيح ذَاتُ الغُبار، وَقِيلَ: الرِّيح أَيّاً كَانَتْ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَفِي شَمُولٍ عُرِّضتْ للنَّحْسِ والنَّحْسُ: شِدَّةُ البَرْد؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: كأَنَّ مُدامَةً عُرِضَتْ لِنَحْسٍ، ... يُحِيلُ شَفِيفُها الماءَ الزُّلالا وَفَسَّرَهُ الأَصمعي فَقَالَ: لِنَحْسٍ أَي وُضِعت فِي رِيحٍ فَبَرَدَت. وشَفِيفُها: بَرْدها. وَمَعْنَى يُحِيل: يَصُب؛ يَقُولُ: بَرَدَهَا يَصُبُّ الْمَاءَ فِي الْحَلْقِ وَلَوْلَا بَرْدُهَا لَمْ يُشْرَبِ الْمَاءُ. والنِّحاسُ والنُّحاس: الطَّبيعة والأَصل والخَلِيقَة. ونِحاسُ الرَّجُلِ ونُحاسه: سَجِيَّته وطَبيعته. يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ النِّحاس والنُّحاس أَيضاً، بِالضَّمِّ، أَي كِرِيمِ النِّجار؛ قَالَ لَبِيدٌ: يَا أُيُّها السَّائلُ عَنْ نِحاسِي قَالَ النَّحَّاسُ «1»: وكَمْ فِينا، إِذا مَا المَحْلُ أَبْدى ... نِحاسَ القَوْمِ، مِنْ سَمْحٍ هَضُومِ والنِّحاسُ: ضَرْبٌ مِنَ الصُّفْر وَالْآنِيَةِ شديدُ الْحُمْرَةِ. والنُّحاس، بِضَمِّ النُّونِ: الدُّخانُ الَّذِي لَا لَهَبَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقُرِئَ ونِحاسٍ ، قَالَ: النُّحاسُ الدُّخان؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِيطِ ... لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فِيهِ نُحاسا قَالَ الأَزهري: وَهُوَ قَوْلُ جَمِيعِ الْمُفَسِّرِينَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّحاس الدُّخان الَّذِي يَعْلُو وتَضْعُف حَرَارَتُهُ وَيَخْلُصُ مِنَ اللَّهَبِ. ابْنُ بُزُرج: يَقُولُونَ النُّحاس، بِالضَّمِّ، الصُّفْر نَفْسُهُ، والنِّحاس، مَكْسُورٌ، دُخَّانُهُ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ للدُّخان نُحاسٌ. ونَحَّسَ الأَخْبار وتَنَحَّسَها واسْتَنْحَسَها: تَنَدَّسَها وتَجَسَّسَها، واسْتَنْحَسَ عنها: طلبها وتَتَبَّعَها

_ (1). هكذا بالأَصل.

بِالِاسْتِخْبَارِ، يَكُونُ ذَلِكَ سِرًّا وَعَلَانِيَةً. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فَجَعَلَ يَتَنَحَّس الأَخبار أَي يَتَتَبَّع. وتَنَحَّس النَّصَارَى: تَرَكُوا أَكل الْحَيَوَانِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ وَلَا أَدري مَا أَصله. نخس: نَخَسَ الدَّابَّةَ وَغَيْرَهَا يَنْخُسُها ويَنْخَسُها ويَنْخِسُها؛ الأَخيرتان عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، نَخْساً: غَرَزَ جَنْبَهَا أَو مُؤَخَّرَهَا بِعُودٍ أَو نَحْوِهِ، وَهُوَ النَّخْسُ. والنَّخَّاسُ: بَائِعُ الدَّوَابِّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لنَخْسِه إِياها حَتَّى تَنْشَط، وحِرْفته النِّخاسة والنَّخاسة، وَقَدْ يُسَمَّى بائعُ الرَّقِيقِ نَخَّاساً، والأَول هُوَ الأَصل. والنَّاخِسُ مِنَ الْوُعُولِ: الَّذِي نَخَسَ قَرْناه استَه مِنْ طُولِهِمَا، نَخَسَ يَنْخُسُ نَخْساً، وَلَا سِنّ فَوْقَ النَّاخِس. التَّهْذِيبُ: النَّخوسُ مِنَ الوُعول الَّذِي يَطُولُ قَرْنَاهُ حَتَّى يَبلغا ذَنبه، وإِنما يَكُونُ ذَلِكَ فِي الذُّكُورِ؛ وأَنشد: يَا رُبَّ شَاةٍ فارِدٍ نَخُوسِ ووَعْلٌ ناخِسٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وَحَرْب ضَرُوس بِهَا ناخِسٌ، ... مَرَيْتُ بِرُمْحِي فَكَانَ اعْتِساسَا وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه نَخَسَ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا نَخَسَه الشَّيْطَانُ حِينَ يُولدُ إِلا مَرْيم وَابْنَهَا. والنَّاخِسُ: جَرَبٌ يَكُونُ عِنْدَ ذَنب الْبَعِيرِ، بعِير مَنْخُوسٌ؛ واسْتَعار ساعدةُ ذَلِكَ للمرأَة فَقَالَ: إِذا جَلَسَتْ فِي الدَّار، حَكَّتْ عِجَانَها ... بِعُرْقُوبِها مِنْ ناخِسٍ مُتَقَوّب والنَّاخِسُ: الدَّائرة الَّتِي تَكُونُ عَلَى جاعِرتَي الْفَرَسِ إِلى الفَائلَتَينِ وتُكره. وَفَرَسٌ مَنْخُوسٌ، وَهُوَ يُتَطَيَّر بِهِ. الصِّحَاحُ: دَائِرَةُ النَّاخِسِ هِيَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ جاعِرَتَي الْفَرَسِ. التَّهْذِيبُ: النِّخاس دَائِرَتَانِ تَكُونَانِ فِي دَائِرَةِ الفَخِذَين كَدَائِرِ كتِف الإِنسان، وَالدَّابَّةُ مَنْخُوسَةً يُتَطَيَّر مِنْهَا. والنَّاخِسُ: ضاغِطٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ فِي إِبطه. ونِخاسَا الْبَيْتِ: عَمُوداه وَهُمَا في الرُّوَاق من جانبي الأَعْمِدَة، وَالْجَمْعُ نُخُسٌ. والنِّخاسة والنِّخاس: شَيْءٌ يُلْقَمُه خَرْقُ البَكْرة إِذا اتَّسَعَتْ وقَلِقَ مِحْوَرها، وَقَدْ نَخَسَها يَنْخَسُها ويَنْخُسُها نَخْساً، فَهِيَ مَنْخُوسة ونَخِيس. وَبَكَرَةٌ نَخِيسٌ: اتَّسَعَ ثُقْب مِحْورها فَنُخِسَتْ بِنِخاس؛ قَالَ: دُرْنا ودارتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ، ... لَا ضَيْقَةُ المَجْرى وَلَا مَرُوسُ وَسُئِلَ أَعرابي بنَجْد مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ يَسْتَقِي وبَكْرتُه نَخِيسٌ، قَالَ السَّائِلُ: فَوَضَعْتُ إِصبعي عَلَى النِّخاسِ وَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ وأَردت أَن أَتَعرَّف مِنْهُ الْحَاءَ وَالْخَاءَ، فَقَالَ: نِخاسٌ، بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ، فَقُلْتُ: أَليس قَالَ الشَّاعِرُ: وبَكْرة نِحاسُها نُحَاسُ فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَولين. أَبو زَيْدٍ: إِذا اتَّسَعَتِ البَكْرة وَاتَّسَعَ خَرْقُهَا عَنْهَا «1» قِيلَ أَخَقَّتْ إِخْقَاقاً فَانْخَسُوها وانْخِسوها نَخْساً، وَهُوَ أَن يُسَدَّ مَا اتَّسَعَ مِنْهَا بِخَشَبَةٍ أَو حَجَرٍ أَو غَيْرِهِ. اللَّيْثُ: النِّخاسَةُ هِيَ الرُّقْعَةُ تَدْخُلُ فِي ثُقْب المِحْوَرِ إِذا اتَّسَعَ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّخِيس البَكْرة يَتَّسِعُ ثقبها الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الْمِحْوَرُ مِمَّا يأْكله الْمِحْوَرُ فيَعْمِدُونَ إِلى خَشَبَةٍ فيَثْقُبُونَ وَسَطَهَا ثُمَّ يُلْقمونها ذَلِكَ الثُّقْبَ الْمُتَّسِعَ، وَيُقَالُ لِتِلْكَ الْخَشَبَةِ: النِّخاس، بِكَسْرِ النُّونِ،

_ (1). قوله [عنها] عبارة القاموس: عن المحور.

وَالْبَكَرَةِ نَخِيسٌ. أَبو سَعِيدٍ: رأَيت غُدْراناً تناخَسُ، وَهُوَ أَن يُفْرِغَ بعضُها فِي بَعْضٍ كَتَنَاخُسِ الْغَنَمِ إِذا أَصابها الْبَرْدُ فاستدفأَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَادِمًا قَدِمَ عَلَيْهِ فسأَله عَنْ خِصْبِ الْبِلَادِ فحدَّثه أَن سَحَابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّ لَهَا الأَرضُ وَفِيهَا غُدُرٌ تناخَسُ أَي يَصُبُّ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ. وأَصل النَّخْسِ الدَّفْعُ وَالْحَرَكَةُ، وَابْنُ نَخْسَةٍ، ابْنُ الزَّانِيَةِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ «1» لِابْنِ زَنية ابْنُ نَخْسَةٍ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: أَنا الجِحاشِيُّ شَمَّاخٌ، وَلَيْسَ أَبي ... لِنَخْسَةٍ لدَعِيٍّ غَيْرٍ مَوْجُودِ «2» أَي مَتْرُوكٍ وَحْدَهُ، وَلَا يُقَالُ من هذا وحده. ونَخَسَ بِالرَّجُلِ: هَيَّجه وأَزعجه، وَكَذَلِكَ إِذا نَخَسُوا دابَّته وَطَرَدُوهُ؛ وأَنشد: النَّاخِسينَ بِمَرْوانَ بِذِي خَشبٍ، ... والمُقْحِمينَ بعُثمانَ عَلَى الدَّارِ أَي نَخَسُوا بِهِ مِنْ خَلْفِهِ حَتَّى سَيَّروه مِنَ الْبِلَادِ مَطْرُوحًا. والنَّخِيسة: لَبن المَعَز والضَّأْن يُخْلَطُ بَيْنَهُمَا، وَهُوَ أَيضاً لَبَنُ النَّاقَةِ يُخْلَطُ بِلَبَنِ الشَّاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا صُبَّ لَبَنُ الضأْن عَلَى لَبَنِ الْمَاعِزِ فَهُوَ النَّخِيسة. والنَخِيسَة: الزبدة. ندس: النَّدْسُ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وَرَجُلٌ نَدْسٌ ونَدُسٌ ونَدِسٌ أَي فَهِمٌ سَرِيعُ السَّمْعِ فَطِن. وَقَدْ نَدِسَ، بِالْكَسْرِ، يَنْدَسُ نَدَساً؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الْعَالِمُ بالأُمور والأَخبار. اللَّيْثُ: النَّدْس السَّرِيعُ الِاسْتِمَاعِ لِلصَّوْتِ الْخَفِيِّ. قَالَ السِّيرَافِيُّ: والنَّدُسُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَخِفُّ عَلَيْهِمْ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْجَمْعُ نَدُسون، وَلَا يُكسَّر لِقِلَّةِ هَذَا الْبِنَاءِ فِي الأَسماء ولأَنه لَمْ يَتَمَكَّنْ فِيهَا لِلتَّكْسِيرِ كَفَعِلٍ، فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ وَسُهِّلَتْ فِيهِ الْوَاوُ وَالنُّونُ، تَرَكُوا التَّكْسِيرَ وَجَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ. ابْنُ الأَعرابي: تَنَدَّسْتُ الْخَبَرَ وتَجَسَّسْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَنَدَّسَ عَنِ الأَخبار «3»: بَحَثَ عَنْهَا مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِهِ مِثْلَ تحدَّست وتنطَّست. والندَس: الفِطْنة والكَيْس. الأَصمعي: الندْس الطعْن؛ قَالَ جَرِيرٌ: نَدَسْنا أَبا مَنْدُوسَةَ الْقَيْنَ بِالقَنَا، ... ومَارَ دَمٌ مِنْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ والمُنادَسَةُ: المُطاعَنَةُ. ونَدَسَه نَدْساً: طَعَنَهُ طَعْنًا خَفِيفًا، ورِماحٌ نَوادِسُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ونَحْنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارَةً، ... تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا ونَجْرانُ: مَدِينَةٌ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ؛ يُرِيدُ أَنهم أَغاروا عَلَيْهِمْ عِنْدَ الصَّبَاحِ، وَتَمِيمُ بْنُ مُرٍّ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ لِقَوْلِهِ نحن صبحنا؛ كقول آخر: نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَل وَكَقَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ مَعاشِرَ الأَنْبِياء لَا نَرِثُ وَلَا نُورَثُ ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَمِيمٌ بَدَلًا مِنْ آلِ نَجْرَانَ لأَن تَمِيمًا هِيَ الَّتِي غَزَتْ آلَ نَجْرَانَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَنْدُسُ الأَرضَ بِرِجْلِهِ أَي يَضْرِبُ بِهَا. ونَدَسَه بِكَلِمَة. أَصابه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ مَثَلٌ بِقَوْلِهِمْ نَدَسَهُ بِالرُّمْحِ. وتَنَدَّسَ ماءُ البئر:

_ (1). قوله [ويقال إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وابن نخسة، بالكسر، أَي ابن زنية. وفي التكملة مضبوط بالفتح. (2). قوله [لنخسة] كذا بالأَصل وأَنشده شارح القاموس والأَساس بنخسة. (3). قوله [وتندس عن الأَخبار إلخ] عبارة الجوهري نقلًا عن أَبي زيد: تندست الأَخبار وعن الأَخبار إِذا تخبرت عنها من حيث إلخ.

فَاضَ مِنْ جَوَانِبِهَا. والمِنْداسُ: المرأَة الْخَفِيفَةُ. وَمِنْ أَسماء الْخُنْفُسَاءِ: المَنْدُوسَة والفاسِياء. نرس: النِّرْسِيانُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ يَكُونُ أَجوده، وَفِي التَّهْذِيبِ: نِرْسِيان وَاحِدَتُهُ نِرْسِيانَة، وَجَعَلَهُ ابْنُ قُتَيبة صِفَةً أَو بَدَلًا، فَقَالَ: تَمْرَةٌ نِرْسيانة، بِكَسْرِ النُّونِ. ونَرْسٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. الأَزهري: فِي سَوَادِ الْعِرَاقِ قَرْيَةٌ يُقَالُ لَهَا نَرْسٌ تُحْمَلُ مِنْهَا الثِّيَابُ النَّرْسِيَّة، قَالَ: وَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْهَا عَرَبِيًّا، قَالَ: وأَهل الْعِرَاقِ يَضْرِبُونَ الزُّبْدَ بالنِّرْسِيان مَثَلًا لِمَا يُسْتطاب. نرجس: النَّرْجِسُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الرَّيَاحِينِ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ دَخِيلٌ. ونِرْجِس أَحْسَن إِذا أُعْرِبَ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الرُّبَاعِيِّ بِالْكَسْرِ، وَذَكَرَهُ فِي الثُّلَاثِيِّ بِالْفَتْحِ فِي تَرْجَمَةِ رجس. نسس: النَّسُّ: المَضاءُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ السُّرْعَةَ فِي الوِرْدِ؛ قَالَ سَوْقي حُدائي وصَفيري النَّسُ اللَّيْثُ: النَّسُّ لُزُومُ المَضاء فِي كُلِّ أَمر وَهُوَ سُرْعَةُ الذَّهَابِ لوِرْدِ الْمَاءِ خَاصَّةً: وبَلَد تُمْسي قَطاهُ نُسَّا قَالَ الأَزهري: وَهِمَ اللَّيْثُ فِيمَا فَسَّر وَفِيمَا احْتَجَّ بِهِ، أَما النَّسُّ «4» فإِن شَمِرًا قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: النَّس السَّوْقُ الشَّدِيدُ، والتَّنْساس السَّيْرُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وقَدْ نَظَرْتُكمُ إِيناءَ صادِرَةٍ ... لِلْخِمْسِ، طَالَ بِهَا حَوْزي وتَنْساسي لَمّا بَدا ليَ مِنْكُم عَيْبُ أَنْفُسِكُمْ، ... وَلَمْ يَكُنْ لِجِراحي عِنْدَكُمْ آسِي، أَزْمَعْتُ أَمْراً مُرْيِحاً مِنْ نَوالِكُمُ ... ولَنْ تَرى طارِداً لِلْمَرْءِ كالْياسِ «5» يَقُولُ: انْتَظَرْتُكُمْ كَمَا تَنْتظر الإِبلُ الصَّادِرَةُ الَّتِي تَرِدُ الخِمْس ثُمَّ تُسْقى لتَصْدُر. والإِيناءُ: الِانْتِظَارُ. وَالصَّادِرَةُ، الرَّاجِعَةُ عَنِ الْمَاءِ؛ يَقُولُ: انْتَظَرْتُكُمْ كَمَا تَنْتظرُ هَذِهِ الإِبلُ الصادرةُ الإِبل الخوامسَ لِتَشْرَبَ مَعَهَا. والحَوْز: السَّوْقُ قَلِيلًا قَلِيلًا. والتَّنْساس: السَّوْقُ الشَّدِيدُ، وَهُوَ أَكثر مِنَ الحَوْز. ونَسْنَس الطَّائِرُ إِذا أَسرع فِي طَيَرانِه. ونَسَّ الإِبل يَنُسُّها نَسّاً ونَسْنَسَها: سَاقَهَا؛ والمِنَسَّةُ مِنْهُ، وَهِيَ الْعَصَا الَّتِي تَنُسُّها بِهَا، عَلَى مِفْعَلةٍ بِالْكَسْرِ، فإِن هُمِزَتْ كَانَ مِنْ نَسَأْتُها، فأَما المِنْسَأَة «6» الَّتِي هِيَ الْعَصَا فَمِنْ نَسَأْتُ أَي سُقْتُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: نَسَّ الإِبلَ أَطلقها وحَلَّها. الْكِسَائِيُّ: نَسَسْتُ الناقةَ وَالشَّاةَ أَنُسُّها نَسّاً إِذا زَجَرْتَهَا فَقُلْتَ لَهَا: إِسْ إِسْ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَسَسْتُ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: نَسَّسْتُ الصَّبِيَّ تَنْسِيساً، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهُ: إِسْ إِسْ ليبولَ أَو يَخْرَأَ. اللَّيْثُ: النَّسِيسَةُ فِي سُرْعَةِ الطَيران. يُقَالُ: نَسْنَسَ ونَصْنَصَ. والنَّسُّ: اليُبْس، ونَسَّ اللحمُ والخبزُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوساً ونَسِيساً: يَبِسَ؛ قَالَ: وبَلَد تُمْسِي قَطاهُ نُسَّا أَي يَابِسَةً مِنَ الْعَطَشِ. والنَّسُّ هَاهُنَا لَيْسَ مِنَ النَّسِّ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى السَّوْقِ وَلَكِنَّهَا الْقَطَا الَّتِي عطشت

_ (4). قوله [أَما النس إلخ] لم يأت بمقابل أَما، وهو بيان الوهم فيما احتج به وسيأتي بيانه عقب إِعادة الشطر المتقدم. (5). لهذه الأَبيات رواية أُخرى تختلف عن هذه الرواية. (6). قوله [فإن همزت إلخ، وقوله فأَما المنسأة إلخ] كذا بالأَصل.

فكأَنها يَبِست مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا بِخُبْزٍ ناسٍّ وناسَّةٍ «1» وَقَدْ نَسَّ الشيءُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نَسّاً. وأَنْسَسْتُ الدَّابَّةَ: أَعطشتها. وناسَّةُ والنَّاسَّة؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: مِنْ أَسماء مَكَّةَ لِقِلَّةِ مَائِهَا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي مَكَّةَ النَّاسَّة لأَن مَنْ بَغَى فِيهَا أَو أَحدث فِيهَا حَدَثًا أُخرج عَنْهَا فكأَنها سَاقَتْهُ وَدَفَعَتْهُ عَنْهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا قَالَ: المَنْسُوسُ الْمَطْرُودُ والعَوْمَجُ الْحَيَّةُ. والنَّسِيسُ: المَسوق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه كَانَ يَنُسُّ أَصحابه أَي يَمْشِي خَلْفَهُمْ. وَفِي النِّهَايَةِ: وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَنُسُّ أَصحابه أَي يَسُوقُهُمْ يقدِّمهم وَيَمْشِي خَلْفَهُمْ. والنَّسُّ: السَّوْقُ الرَّفِيقُ. وَقَالَ شَمِرٌ: نَسْنَسَ ونَسَّ مِثْلَ نَشَّ ونَشْنَشَ، وَذَلِكَ إِذا سَاقَ وَطَرَدَ، وَحَدِيثُ عُمَرَ: كَانَ يَنُسُّ النَّاسَ بَعْدَ الْعَشَاءِ بالدِّرَّة وَيَقُولُ: انْصَرِفُوا إِلى بُيُوتِكُمْ ؛ وَيُرْوَى بِالشِّينِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ونَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً: أَخرجت النَّارُ زَبَدَه عَلَى رأْسه، ونَسِيسه: زَبَدُه وَمَا نَسَّ مِنْهُ. والنَّسِيسُ والنَّسِيسَة: بَقِيَّةُ النَّفْسِ ثُمَّ اسْتَعْمَلَ فِي سِواه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ أَسداً: إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ، ... فَقَدْ أَوْدى، إِذا بَلَغَ النَّسِيس كأَنَّ، بِنَحْرِهِ وَبِمَنْكِبَيْهِ، ... عَبِيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوس وَقَالَ: أَراد بَقِيَّةَ النَّفْسِ بَقِيَّةَ الرُّوحِ الَّذِي بِهِ الْحَيَاةُ، سُمِّيَ نَسيساً لأَنه يُسَاقُ سُوقًا، وَفُلَانٌ فِي السِّياق وَقَدْ سَاقَ يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ. وَيُقَالُ: بَلَغَ مِنَ الرَّجُلِ نَسِيسُه إِذا كَانَ يَمُوتُ، وَقَدْ أَشرف عَلَى ذَهَابِ نَكِيثَتِه وَقَدْ طُعِنَ فِي حَوْصِه مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حَتَّى سَكَنَ نَسِيسُها أَي مَاتَتْ. والنَّسِيسُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ. ونَسِيس الإِنسانِ وَغَيْرِهِ ونَسْناسه، جَمِيعًا: مَجْهُودُهُ، وَقِيلَ: جُهْدُهُ وَصَبْرُهُ؛ قَالَ: ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ، ... قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ النَّسْناسُ: صَبْرُهَا وَجَهْدُهَا؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْغَنَوِيَّ يَقُولُ: نَاقَةٌ ذَاتُ نَسْناسٍ أَي ذَاتُ سَيْرِ باقٍ، وَقِيلَ: النَّسِيسُ الْجُهْدُ وأَقصى كُلِّ شَيْءٍ. اللَّيْثُ: النَّسِيسُ غَايَةُ جُهْدِ الإِنسان؛ وأَنشد: بَاقِي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ ونَسَّت الجُمَّةُ: شَعِثَتْ. والنَّسْنَسَةُ: الضَّعْفُ. والنِّسْناس والنَّسْناس: خَلْقٌ فِي صُورَةِ النَّاسِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ لِضَعْفِ خَلْقِهِمْ. قَالَ كُرَاعٌ: النِّسْناسُ والنَّسناس فِيمَا يُقَالُ دَابَّةٌ فِي عِدادِ الْوَحْشِ تُصَادُ وَتُؤْكَلُ وَهِيَ عَلَى شَكْلِ الإِنسان بِعَيْنٍ وَاحِدَةٍ وَرِجْلٍ وَيَدٍ تَتَكَلَّمُ مِثْلَ الإِنسان. الصِّحَاحُ: النِّسْناس والنَّسْناس جِنْسٌ مِنَ الْخَلْقِ يَثبُ أَحَدُهم عَلَى رِجْلٍ واحدةٍ. التَّهْذِيبُ: النِّسْناسُ والنَّسْناس خَلْق عَلَى صُورَةِ بَنِي آدَمَ أَشبهوهم فِي شَيْءٍ وَخَالَفُوهُمْ فِي شَيْءٍ وَلَيْسُوا مِنْ بَنِي آدَمَ، وَقِيلَ: هُمْ مِنْ بَنِي آدَمَ. وَجَاءَ فِي حديثٍ: أَنَّ حَيّاً مِنْ قَوْمِ عَادٍ عَصَوْا رَسُولَهُمْ فَمَسْخَهُمُ اللَّه نَسْناساً، لِكُلِّ إِنسان مِنْهُمْ يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ شِقٍّ وَاحِدٍ، يَنْقُزُون كَمَا يَنْقُزُ الطَّائِرُ ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم ،

_ (1). قوله [ناس وناسة] كذا بالأَصل.

وَنُونُهَا مَكْسُورَةٌ وَقَدْ تُفْتَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيَ النِّسْناسُ، قِيلَ: مَنِ النِّسْناسُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنَّاسِ وَلَيْسُوا مِنَ النَّاسِ ، وَقِيلَ: هُمُ يأْجوج ومأْجوج. ابْنُ الأَعرابي: النُّسُسُ الأُصول الرديّئَة. وَفِي النَّوَادِرِ: رِيحٌ نَسْناسَةٌ وسَنْسَانَةٌ بارِدَةٌ، وَقَدْ نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إِذا هَبَّتْ هُبُوبًا بَارِدًا. وَيُقَالُ: نَسْناسٌ مِن دُخان وسَنْسانٌ يُرِيدُ دُخَّانَ نَارٍ. والنَّسِيسُ: الْجُوعُ الشَّدِيدُ. والنِّسْناسُ، بِكَسْرِ النُّونِ: الْجُوعُ الشَّدِيدُ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَجَعَلَهُ وَصْفًا وَقَالَ: جُوعٌ نِسْناسٌ، قَالَ: وَنَعْنِي به الشديد؛ وأَنشد: أَخْرَجَها النِّسْناسُ مِنْ بَيْت أَهْلِها وأَنشد كُرَاعٌ: أَضَرَّ بِهَا النِّسْناسُ حَتَّى أَحَلَّها ... بِدارِ عَقِيلٍ، وابْنُها طاعِمٌ جَلْدُ أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ ونِسْناسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِش بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والنَّسِيسَةُ: السَّعْيُ بَيْنَ النَّاسِ. الْكِلَابِيُّ: النَّسِيسة الإِيكالُ بَيْنَ النَّاسِ. والنَّسائسُ: النَّمائم. يُقَالُ: آكَلَ بَيْنَ النَّاسِ إِذا سَعَى بَيْنَهُمْ بالنَّمائم، وَهِيَ النَّسائِسُ جَمْعُ نَسِيسة. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: مِنْ أَهل الرَّسِّ والنَّسِ ، يُقَالُ: نَسَّ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذا تَخَبَّر. والنَّسِيسَة: السِّعاية. نسطس: فِي حَدِيثِ قَسٍّ: كحذْوِ النِّسْطاس ؛ قِيلَ: إِنه رِيشُ السَّهْمِ وَلَا تَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: كحدِّ النِّسْطاس. نشس: النَّشْسُ: لُغَةٌ فِي النَّشْزِ وَهِيَ الرُّبْوَةُ مِنَ الأَرض. وامرأَة ناشِس: نَاشِزٌ، وهي قليلة. نطس: رَجُلٌ نَطْس ونَطُسٌ ونَطِسٌ ونَطِيس ونِطاسِيٌّ: عَالِمٌ بالأُمور حَاذِقٌ بِالطِّبِّ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ بِالرُّومِيَّةِ النِّسْطاسُ، يُقَالُ: مَا أَنْطَسَه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: فهَلْ لَكُمُ فِيهَا إِليَّ فَإِنَّني ... طَبِيبٌ بِمَا أَعْيا النِّطاسِيَّ حِذْيَما أَراد ابْنَ حَذْيَمٍ كَمَا قَالَ: يَحْمِلْنَ عَبَّاس بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبْ يَعْنِي عبدَ اللَّه بنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا. والنُّطُسُ: الأَطباء الحُذَّاق. وَرَجُلٌ نَطِس ونَطُس: لِلْمُبَالِغِ فِي الشَّيْءِ. وتَنَطَّسَ عَنِ الأَخبار: بَحَثَ. وَكُلُّ مُبالغ فِي شَيْءٍ مُتَنَطِّس. وتَنَطَّسْتُ الأَخبار: تَجَسَّسْتُها. والنَّاطِسُ: الْجَاسُوسُ. وتَنَطَّس: تَقَزَّزَ وتَقَذَّرَ. والتَنَطُّسُ: الْمُبَالَغَةُ فِي التَّطَهُّرِ. والتَنَطُّس: التَقَذُّرُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه خَرَجَ مِنَ الخَلاء فَدَعَا بِطَعَامٍ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: لَوْلَا التَّنَطُّس مَا بَالَيْتُ أَن لا أَغْسِل يَدِي ؛ قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ الْمُبَالَغَةُ فِي الطُّهُور والتَّأَنُّق فِيهِ. وَكُلُّ مَنْ تَأَنَّق فِي الأُمور وَدَقَّقَ النَّظَرَ فِيهَا، فَهُوَ نَطِس ومُتَنَطِّس؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَدَقّ النَّظَرَ فِي الأُمور واسْتَقصى عَلَيْهَا، فَهُوَ مُتَنَطِّس، وَقَدْ نَطِس، بِالْكَسْرِ، نَطَساً؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلطَّبِيبِ: نِطاسِيٌّ ونِطِّيس مِثْلُ فِسِّيقٍ، وَذَلِكَ لِدِقَّةِ نَظَرِهِ فِي الطِّبِّ؛ وَقَالَ الْبُعَيْثُ بْنُ بِشْرٍ يَصِفُ شَجَّة أَو جِرَاحَةً: إِذا قاسَها الآسِي النِّطاسِيُّ أَدْبَرَتْ ... غَثِيثَتُها، وازْدادَ وَهْياً هُزُومُها قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَرَوَى النِّطاسِي، بِفَتْحِ النُّونِ؛

وَقَالَ رُؤْبَةُ: وقَدْ أَكُونُ مَرَّةً نِطِّيسا، ... طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْرِيسا قَالَ: النِّقْريس قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ النِّطِّيس وَهُوَ الفَطِنُ للأُمور الْعَالِمُ بِهَا. أَبو عَمْرٍو: امرأَة نَطِسَة عَلَى فَعِلَةٍ إِذَا كَانَتْ تَنَطَّس مِنَ الفُحْشِ أَي تَقَزَّزُ. وإِنه لَشَدِيدُ التَّنَطُّس أَي التَّقَزُّز. ابْنُ الأَعرابي: المُتَنَطِّس والمُتَطَرِّسُ المتَنَوِّقُ المُخْتار. وَقَالَ: النَّطَس الْمُبَالَغَةُ فِي الطَّهَارَةِ، والنَّدَس الفِطْنة والكَيْس. نعس: قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ؛ النُّعاسُ: النَّوْمُ، وَقِيلَ: هُوَ مُقَارَبَتُهُ، وَقِيلَ: ثَقْلَتُه. نَعَسَ «1» يَنْعُس نُعاساً، وَهُوَ ناعِس ونَعْسانُ. وَقِيلَ: لَا يُقَالُ نَعْسانُ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَا أَشتهيها، وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ نَعْسانُ وامرأَة نَعْسى، حَمَلُوا ذَلِكَ عَلَى وسْنان ووَسْنى، وَرُبَّمَا حَمَلُوا الشيءَ عَلَى نَظَائِرِهِ وأَحسن مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ. والنُّعاس: الوَسَنُ؛ قَالَ الأَزهري: وَحَقِيقَةُ النُّعاس السِّنَةُ مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ كَمَا قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ: وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرَنَّقَتْ ... فِي عَيْنِه سِنَةٌ، ولَيْس بنائِمِ ونَعَسْنا نَعْسَة وَاحِدَةً وامرأَة ناعِسَة ونَعَّاسَةٌ ونَعْسى ونَعُوسٌ. وَنَاقَةٌ نَعُوسٌ: غَزِيرَةٌ تَنْعُس إِذا حُلبت؛ وَقَالَ الأَزهري: تُغَمِّضُ عَيْنَهَا عِنْدَ الْحَلْبِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً بالسَّماحة بالدَّرِّ وأَنها إِذا دَرَّتْ نَعَسَت: نَعُوسٌ إِذا دَرَّتْ، جَرُوزٌ إِذا غَدَتْ، ... بُوَيْزِلُ عامٍ أَو سَديسٌ كَبازِلِ الجَرُوزُ: الشَّدِيدَةُ الأَكل، وَذَلِكَ أَكثَرُ لِلَبَنِها. وبُوَيْزِلُ عامٍ أَي بَزَلَتْ حَدِيثًا، وَالْبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهُ تِسْعُ سِنِينَ، وَقَوْلُهُ أَو سديد كَبَازِلِ، السَّدِيسُ دُونَ الْبَازِلِ بِسَنَةٍ، يَقُولُ: هِيَ سَدِيسٌ، وَفِي الْمَنْظَرِ كَالْبَازِلِ. والنَّعْسَةُ: الخَفْقَةُ. وَالْكَلْبُ يُوصَفُ بِكَثْرَةِ النُّعاس؛ وَفِي الْمَثَلِ: مَطْلٌ كنُعاس الكَلْبِ أَيْ مُتَّصِلٌ دَائِمٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّعْس لِينُ الرأْي وَالْجِسْمِ وضَعْفُهُما. أَبو عَمْرٍو: أَنْعَسَ الرَّجُل إِذا جَاءَ بِبَنِينَ كُسالى. ونَعَسَت السُّوقُ إِذا كَسَدَتْ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِن كَلِمَاتِهِ بَلغَتْ نَاعُوسَ البَحْر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى كَذَا وَقَعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَفِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ قاموسَ الْبَحْرِ ، وَهُوَ وَسَطُهُ ولُجَّته، وَلَعَلَّهُ لَمْ يجوِّد كَتْبتَه فصحَّفه بَعْضُهُمْ، قَالَ: وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ أَصلًا في مسند إِسحق الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ أَنه قَرنَه بأَبي مُوسَى وَرِوَايَتِهِ، فَلَعَلَّهَا فِيهَا قَالَ: وإِنما أُورِدُ نحوَ هَذِهِ الأَلفاظ لأَن الإِنسان إِذا طَلَبَهُ لَمْ يَجِدْهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ فَيَتَحَيَّرُ فإِذا نَظَرَ فِي كِتَابِنَا عَرَفَ أَصله ومعناه. نفس: النَّفْس: الرُّوحُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ لَيْسَ مِنْ غَرَضِ هَذَا الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَجْرِي عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما قَوْلُكَ خَرَجَتْ نَفْس فُلَانٍ أَي رُوحُه، وَفِي نَفْس فُلَانٍ أَن يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا أَي فِي رُوعِه، والضَّرْب الْآخَرُ مَعْنى النَّفْس فِيهِ مَعْنى جُمْلَةِ الشَّيْءِ وَحَقِيقَتِهِ، تَقُولُ: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نَفْسَه أَي أَوْقَعَ الإِهْلاك بِذَاتِهِ كلِّها وحقيقتِه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ

_ (1). قوله [نَعَسَ] من باب قَتَلَ كما في المصباح والبصائر لصاحب القاموس، ومن باب مَنَعَ كما في القاموس.

أَنْفُس ونُفُوس؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ فِي مَعْنَى النَّفْس الرُّوحِ: نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ، ... وَلَمْ يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِحُذَيْفَةَ بْنِ أَنس الْهُذَلِيِّ وَلَيْسَ لأَبي خِرَاشٍ كَمَا زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ، وَقَوْلُهُ نَجَا سَالِمٌ وَلَمْ يَنْجُ كَقَوْلِهِمْ أَفْلَتَ فلانٌ وَلَمْ يُفْلِتْ إِذا لَمْ تُعَدَّ سلامتُه سَلَامَةً، وَالْمَعْنَى فِيهِ لَمْ يَنْجُ سالِمٌ إِلا بِجَفْنِ سيفِه ومئزرِه وَانْتِصَابُ الْجَفْنِ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ أَي لَمْ يَنْجُ سَالِمٌ إِلا جَفْنَ سَيْفٍ، وَجَفْنُ السَّيْفِ مُنْقَطِعٌ مِنْهُ، وَالنَّفْسُ هَاهُنَا الرُّوحُ كَمَا ذُكِرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فَاظَتْ نَفْسُه؛ وَقَالَ الشَّاعِرِ: كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ، ... إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس مَا يَكُونُ بِهِ التَّمْيِيزُ، والنَّفْس الدَّمُ، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بِمَعْنَى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ مَا يَكُونُ بِهِ التَّمْيِيزُ فَشاهِدُهُما قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ، فالنَّفْس الأُولى هِيَ الَّتِي تَزُولُ بِزَوَالِ الْحَيَاةِ، والنَّفْس الثَّانِيَةُ الَّتِي تَزُولُ بِزَوَالِ الْعَقْلِ؛ وأَما النَّفْس الدَّمُ فَشَاهِدُهُ قَوْلُ السموأَل: تَسِيلُ عَلَى حَدِّ الظُّبَاتِ نُفُوسُنَا، ... ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سُمِّيَ الدَّمُ نَفْساً لأَن النَّفْس تَخْرُجُ بِخُرُوجِهِ، وأَما النَّفْس بِمَعْنَى الأَخ فَشَاهِدُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ ، وأَما الَّتِي بِمَعْنَى عِنْد فَشَاهِدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ؛ أَي تَعْلَمُ مَا عِنْدِي وَلَا أَعلم مَا عِنْدَكَ، والأَجود فِي ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ الأَنباري: إِن النَّفْس هُنَا الغَيْبُ، أَي تَعْلَمُ غَيْبِي لأَن النَّفْس لَمَّا كَانَتْ غَائِبَةً أُوقِعَتْ عَلَى الغَيْبِ، وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْآيَةِ قَوْلُهُ: إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، كأَنه قَالَ: تَعْلَمُ غَيْبي يَا عَلَّام الغُيُوبِ. وَالْعَرَبُ قَدْ تَجْعَلُ النَّفْس الَّتِي يَكُونُ بِهَا التَّمْيِيزُ نَفْسَيْن، وَذَلِكَ أَن النَّفْس قَدْ تأْمره بِالشَّيْءِ وَتَنْهَى عَنْهُ، وَذَلِكَ عِنْدَ الإِقدام عَلَى أَمر مَكْرُوهٍ، فَجَعَلُوا الَّتِي تأْمره نَفْساً وَجَعَلُوا الَّتِي تَنْهَاهُ كأَنها نَفْسٌ أُخرى؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وَفِي العَيْشِ فُسْحَةٌ، ... أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لَا يَطُورُها؟ وأَنشد الطَّوْسِيُّ: لمْ تَدْرِ مَا لَا؛ ولَسْتَ قائِلَها، ... عُمْرَك مَا عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً ... فِيهَا وَفِي أُخْتِها، وَلَمْ تَكَدِ وَقَالَ آخَرُ: فَنَفْسَايَ نَفسٌ قَالَتِ: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، ... تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تَقُولُ: اجْهَدْ نَجَاءَكَ، لا تَكُنْ ... كَخَاضِبَةٍ لَمْ يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بِهَا عَنِ الإِنسان جَمِيعِهِ كَقَوْلِهِمْ: عِنْدِي ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ. وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ؛ أَي تَعْلَمُ مَا أُضْمِرُ وَلَا أَعلم مَا فِي نَفْسِكَ أَي لَا أَعلم مَا حقِيقَتُك وَلَا مَا عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ مَا أَعلَمُ وَلَا أَعلَمُ مَا تعلَمُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ* ؛ أَي يُحَذِّرُكُمْ إِياه، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ؛ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَفْسان: إِحداهما نَفْس العَقْل الَّذِي يَكُونُ بِهِ التَّمْيِيزُ، والأُخرى نَفْس الرُّوح الَّذِي بِهِ الْحَيَاةُ. وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: مِنَ اللُّغَوِيِّينَ مَنْ سَوَّى النَّفْس والرُّوح وَقَالَ هُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ إِلا أَن النَّفْس مُؤَنَّثَةٌ والرُّوح مُذَكَّرٌ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ الرُّوحُ هُوَ الَّذِي بِهِ الْحَيَاةُ، والنَّفْس هِيَ الَّتِي بِهَا الْعَقْلُ، فإِذا نَامَ النَّائِمُ قَبَضَ اللَّه نَفْسه وَلَمْ يَقْبِضْ رُوحه، وَلَا يَقْبِضُ الرُّوحَ إِلا عِنْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: وَسُمِّيَتِ النَّفْسُ نَفْساً لِتَوَلُّدِ النَّفَسِ مِنْهَا وَاتِّصَالِهِ بِهَا، كَمَا سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ مَوْجُودٌ بِهِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لِكُلِّ إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التَّمْيِيزِ وَهِيَ الَّتِي تُفَارِقُهُ إِذا نَامَ فَلَا يَعْقِلُ بِهَا يَتَوَفَّاهَا اللَّه كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى، والأُخرى نَفْسُ الْحَيَاةِ وإِذا زَالَتْ زَالَ مَعَهَا النَّفَسُ، وَالنَّائِمُ يَتَنَفَّسُ، قَالَ: وَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَ تَوَفِّي نَفْس النَّائِمِ فِي النَّوْمِ وتَوفِّي نَفْس الْحَيِّ؛ قَالَ: وَنَفْسُ الْحَيَاةِ هِيَ الرُّوح وَحَرَكَةُ الإِنسان ونُمُوُّه يَكُونُ بِهِ، والنَّفْس الدمُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لَيْسَ لَهُ نَفْس سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّس الْمَاءَ إِذا مَاتَ فِيهِ ، وَرُوِيَ عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ: كلُّ شَيْءٍ لَهُ نَفْس سَائِلَةٌ فَمَاتَ فِي الإِناء فإِنه يُنَجِّسه ، أَراد كُلَّ شَيْءٍ لَهُ دَمٌ سَائِلٌ، وَفِي النِّهَايَةِ عَنْهُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْس سَائِلَةٌ فإِنه لَا يُنَجِّس الْمَاءَ إِذا سَقَطَ فِيهِ أَي دَمٍ سَائِلٍ. والنَّفْس: الجَسَد؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يُحَرِّض عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ عَلَى بَنِي حَنِيفَةَ وَهُمْ قتَلَة أَبيه الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ يَوْمَ عَيْنِ أَباغٍ وَيَزْعُمُ أَن عَمْرو بْنَ شِمْرٍ «2» الْحَنَفِيَّ قَتَلَهُ: نُبِّئْتُ أَن بَنِي سُحَيْمٍ أَدْخَلوا ... أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر فَلَبئسَ مَا كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ ... شمرٌ وَكَانَ بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ: الدَّمُ، أَي حَمَلُوا دَمَهُ إِلى أَبياتهم وَيُرْوَى بَدَلَ رَهْطِهِ قَوْمَهُ وَنَفْسَهُ. اللِّحْيَانِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ رأَيت نَفْساً وَاحِدَةً فَتُؤَنِّثُ وَكَذَلِكَ رأَيت نَفْسَين فإِذا قَالُوا رأَيت ثَلَاثَةَ أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْعَدَدِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ التذكير في الواحد وَالِاثْنَيْنِ والتأْنيث فِي الْجَمْعِ، قَالَ: حُكِيَ جَمِيعُ ذَلِكَ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ثَلَاثَةُ أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عِنْدَهُمْ إِنْسَانٌ فَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ الإِنسان، أَلا تَرَى أَنهم يَقُولُونَ نَفْس وَاحِدٌ فَلَا يُدْخِلُونَ الْهَاءَ؟ قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ عَنْ رُؤْبَةَ أَنه قَالَ ثَلَاثُ أَنْفُس عَلَى تأْنيث النَّفْس كَمَا تَقُولُ ثَلَاثُ أَعْيُنٍ لِلْعَيْنِ مِنَ النَّاسِ، وَكَمَا قَالُوا ثَلَاثُ أَشْخُصٍ فِي النِّسَاءِ؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ، ... لَقَدْ جَارَ الزَّمانُ عَلَى عِيالي وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ* ؛ يعي آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وزوجَها يَعْنِي حَوَّاءَ. وَيُقَالُ: مَا رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي مَا رأَيت أَحداً. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: بُعِثْتُ فِي نَفَس السَّاعَةِ أَي بُعِثْتُ وَقَدْ حَانَ قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قَلِيلًا فَبَعَثَنِي فِي ذَلِكَ النَّفَس، وأَطلق النَّفَس عَلَى الْقُرْبِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه جَعَلَ لِلسَّاعَةِ نَفَساً كَنَفَس الإِنسان، أَراد: إِني بُعِثْتُ فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ مِنْهَا، أَحُس فِيهِ بنَفَسِها كَمَا يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قَرُبَ مِنْهُ، يَعْنِي بُعِثْتُ فِي وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فِيهِ وَظَهَرَتْ عَلَامَاتُهَا؛ وَيُرْوَى:

_ (2). قوله [عمرو بن شمر] كذا بالأَصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس.

فِي نَسَمِ السَّاعَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ والمُتَنَفِّس: ذُو النَّفَس. ونَفْس الشَّيْءِ: ذَاتُهُ؛ وَمِنْهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ نَزَلْتُ بنَفْس الْجَبَلِ، ونَفْسُ الْجَبَلِ مُقابِلي، ونَفْس الشَّيْءِ عَيْنه يُؤَكَّدُ بِهِ. يُقَالُ: رأَيت فُلَانًا نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، وَرَجُلٌ ذُو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وَثَوْبٌ ذُو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة. والنَّفْس: العَيْن. والنَّافِس: الْعَائِنُ. والمَنْفوس: المَعْيون. والنَّفُوس: العَيُون الحَسُود الْمُتَعَيِّنُ لأَموال النَّاسِ ليُصيبَها، وَمَا أَنْفَسه أَي مَا أَشدَّ عَيْنَهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: أَصابت فُلَانًا نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بِعَيْنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ الرُّقْيَة إِلا فِي النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس ؛ النَّفْس: الْعَيْنُ، هُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، عَنْ أَنس. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه مَسَحَ بطنَ رَافِعٍ فأَلقى شَحْمَةً خَضْراء فَقَالَ: إِنه كَانَ فِيهَا أَنْفُس سَبْعَة ، يُرِيدُ عُيُونَهُمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعَامِكُمْ فأَلقوا لَهُنَّ فإِن لَهُنَّ أَنْفُساً أَي أَعْيناً. ويقالُ: نَفِس عَلَيْكَ فلانٌ يَنْفَسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك. ابْنُ الأَعرابي: النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عَيْنُ الشَّيْءِ وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس الْعَيْنُ الَّتِي تُصِيبُ المَعِين. والنَّفَس: الفَرَج مِنَ الْكَرْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تسبُّوا الرِّيحَ فإِنها مِنْ نَفَس الرَّحْمَنِ ، يُرِيدُ أَنه بِهَا يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الْغَيْثَ ويُذْهب الجدبَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي مِمَّا يُوَسِّعُ بِهَا عَلَى النَّاسِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَجد نَفَس رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَجد نَفَس الرَّحْمَنِ ؛ يُقَالُ إِنه عَنَى بِذَلِكَ الأَنصار لأَن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نَفَّس الكربَ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ، وَهُمْ يَمانُونَ لأَنهم مِنَ الأَزد، ونَصَرهم بِهِمْ وأَيدهم بِرِجَالِهِمْ، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ نَفَس الْهَوَاءِ الَّذِي يَرُده التَّنَفُّس إِلى الْجَوْفِ فَيُبَرِّدُ مِنْ حَرَارَتِهِ ويُعَدِّلُها، أَو مِنْ نَفَس الرِّيحِ الَّذِي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو مِنْ نَفَس الرَّوْضَةِ وَهُوَ طِيب رَوَائِحِهَا فَيَنْفَرِجُ بِهِ عَنْهُ، وَقِيلَ: النَّفَس فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرَ الْحَقِيقِيِّ مِنَ نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً، كَمَا يُقَالُ فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قَالَ: أَجِدُ تَنْفِيسَ ربِّكم مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، وإِن الرِّيحَ مِنْ تَنْفيس الرَّحْمَنِ بِهَا عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، والتَّفْريج مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ، والفَرَج اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: الرِّيحُ مِنْ نَفَس الرَّحْمَنِ أَي مِنْ تَنْفِيسِ اللَّه بِهَا عَنِ الْمَكْرُوبِينَ وَتَفْرِيجِهِ عَنِ الْمَلْهُوفِينَ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: هَجَمْتُ عَلَى وَادٍ خَصِيبٍ وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: لَيْسَ لَنَا رِيحٌ. والنَّفَس: خُرُوجُ الرِّيحِ مِنَ الأَنف وَالْفَمِ، وَالْجَمْعُ أَنْفاس. وَكُلُّ تَرَوُّح بَيْنَ شَرْبَتَيْنِ نَفَس. والتَنَفُّس: اسْتِمْدَادُ النَفَس، وَقَدْ تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء، وَكُلُّ ذِي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، وَدَوَابُّ الْمَاءِ لَا رِئاتَ لَهَا. والنَّفَس أَيضاً: الجُرْعَة؛ يُقَالُ: اكْرَع فِي الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي جُرْعة أَو جُرْعَتين وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَنْفاس مِثْلُ سَبَبٍ وأَسباب؛ قال جرجر: تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها ... بأَنْفاسٍ من الشَّدِمِ القَراحِ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ التَّنَفُّسِ فِي الإِناء. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنه كَانَ يَتَنفّسُ فِي الإِناء ثَلَاثًا يَعْنِي فِي

الشُّرْبِ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ الْحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ. والتَنَفُّس لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَن يَشْرَبَ وَهُوَ يَتَنَفَّسُ فِي الإِناء مِنْ غَيْرِ أَن يُبِينَه عَنْ فِيهِ وَهُوَ مَكْرُوهٌ، والنَّفَس الْآخَرُ أَن يَشْرَبَ الْمَاءَ وَغَيْرَهُ مِنَ الإِناء بِثَلَاثَةِ أَنْفاسٍ يُبينُ فَاهُ عَنِ الإِناء فِي كُلِّ نَفَسٍ. وَيُقَالُ: شَرَابٌ غَيْرُ ذِي نَفَسٍ إِذا كَانَ كَرِيه الطَّعْمِ آجِناً إِذا ذَاقَهُ ذَائِقٌ لَمْ يَتَنَفَّس فِيهِ، وإِنما هِيَ الشَّرْبَةُ الأُولى قَدْرِ مَا يُمْسِكُ رَمَقَه ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهُ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: وشَرْبَة مِنْ شَرابٍ غَيْرِ ذي نَفَسٍ، ... فِي صَرَّةٍ مِنْ نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابْنُ الأَعرابي: شَرَابٌ ذُو نَفَسٍ أَي فِيهِ سَعَةٌ وريٌّ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَوْلُهُ النَّفَس الجُرْعة، واكْرَعْ فِي الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ، فِيهِ نَظَرٌ، وَذَلِكَ أَن النّفَس الْوَاحِدَ يَجْرع الإِنسانُ فِيهِ عِدَّة جُرَع، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ عَلَى مِقْدَارِ طُولِ نَفَس الشَّارِبِ وَقِصَرِهِ حَتَّى إِنا نَرَى الإِنسان يَشْرَبُ الإِناء الْكَبِيرَ فِي نَفَس وَاحِدٍ عَلَى عِدَّةِ جُرَع. وَيُقَالُ: فُلَانٌ شَرِبَ الإِناء كُلَّهُ عَلَى نَفَس وَاحِدٍ، واللَّه أَعلم. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ نَفِّس عَنِّي أَي فَرِّج عَنِّي ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عَنْهُ تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يُقَالُ: نَفَّس اللَّه عَنْهُ كُرْبته أَي فرَّجها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عَنْهُ كرْبة مِنْ كُرَب الْآخِرَةِ ، مَعْنَاهُ مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُربة فِي الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّه عَنْهُ كُرْبة مِنْ كُرَب يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَيُقَالُ: أَنت فِي نَفَس مِنْ أَمرك أَي سَعَة، وَاعْمَلْ وأَنت فِي نَفَس مِنْ أَمرك أَي فُسحة وسَعة قَبْلَ الهَرَم والأَمراض وَالْحَوَادِثِ وَالْآفَاتِ. والنَّفَس: مِثْلُ النَّسيم، وَالْجَمْعُ أَنْفاس. ودارُك أَنْفَسُ مِنْ دَارِي أَي أَوسع. وَهَذَا الثَّوْبُ أَنْفَسُ مِنْ هَذَا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل. وَهَذَا الْمَكَانُ أَنْفَسُ مِنْ هَذَا أَي أَبعد وأَوسع. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ يَمْشِي أَنْفَسَ مِنْهُ أَي أَفسح وأَبعد قَلِيلًا. وَيُقَالُ: هَذَا الْمَنْزِلُ أَنْفَس الْمَنْزِلَيْنِ أَي أَبعدهما، وَهَذَا الثَّوْبُ أَنْفَس الثَّوْبَيْنِ أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما. ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج وَوَسَّعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ نَفَّس عَنْ غَرِيمِهِ أَي أَخَّر مُطَالَبَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّارٍ: لَقَدْ أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن الْمُتَكَلِّمَ إِذا تَنَفَّسَ استأْنف الْقَوْلَ وَسَهُلَتْ عَلَيْهِ الإِطالة. وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ [دِجْلَةُ] إِذا زَادَ مَاؤُهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِن فِي الْمَاءِ نَفَساً لِي وَلَكَ أَي مُتَّسَعاً وَفَضْلًا، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ وأَنشد: وشَربة مِنْ شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ، ... فِي كَوْكَبٍ مِنْ نُجُومِ القَيْظِ وضَّاحِ أَي فِي وَقْتِ كَوْكَبٍ. وَزِدْنِي نَفَساً فِي أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ نَفَس أَي مُتَّسع. وَيُقَالُ: لَكَ فِي هَذَا الأَمر نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حَتَّى يَصِيرَ نَهَارًا بَيِّنًا. وتَنَفَّس النَّهَارُ وَغَيْرُهُ: امتدَّ وَطَالَ. وَيُقَالُ لِلنَّهَارِ إِذا زَادَ: تَنَفَّسَ، وَكَذَلِكَ الْمَوْجُ إِذا نَضحَ الماءَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَنَفَّس النَّهَارُ انْتَصَفَ، وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ مِنْهُ إِما تَرَاخَى وَتَبَاعَدَ وإِما اتَّسَعَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ومُحْسِبة قَدْ أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها، ... تَنَفَّسَ عَنْهَا جَنْبُها فَهِيَ كالشِّوا

وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ، قَالَ: إِذا ارْتَفَعَ النَّهَارُ حَتَّى يَصِيرَ نَهَارًا بَيِّنًا فَهُوَ تَنَفُّسُ الصُّبْحِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِذا تَنَفَّسَ إِذا طَلَعَ، وَقَالَ الأَخفش: إِذا أَضاء، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذا تَنَفَّسَ إِذا انْشَقَّ الْفَجْرُ وانْفَلق حَتَّى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ. وَيُقَالُ: كَتَبْتُ كِتَابًا نَفَساً أَي طَوِيلًا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. ونَفَسُ السَّاعَةِ: آخِرُ الزَّمَانِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَشَيْءٌ نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فِيهِ ويُرْغب. ونَفُسَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نَفاسَةً، فَهُوَ نَفِيسٌ ونافِسٌ: رَفُعَ وَصَارَ مَرْغُوبًا فِيهِ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ نافِسٌ ونَفِيسٌ، وَالْجَمْعُ نِفاسٌ. وأَنْفَسَ الشيءُ: صَارَ نَفيساً. وَهَذَا أَنْفَسُ مَالِي أَي أَحَبُّه وأَكرمه عِنْدِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّفِيسُ والمُنْفِسُ الْمَالُ الَّذِي لَهُ قَدْرٌ وخَطَر، ثُمَّ عَمَّ فَقَالَ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ خَطَرٌ وَقَدْرٌ فَهُوَ نَفِيسٌ ومُنْفِس؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: لَا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، ... فإِذا هَلَكْتُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فاجْزَعي وَقَدْ أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً. وَيُقَالُ: إِن الَّذِي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فِيهِ أَي مَرْغُوبٌ فِيهِ. وأَنْفَسَني فِيهِ ونَفَّسَني: رغَّبني فِيهِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بأَحْسَنَ مِنْهُ يومَ أَصْبَحَ غادِياً، ... ونَفَّسَني فِيهِ الحِمامُ المُعَجَّلُ أَي رغَّبني فِيهِ. وأَمر مَنْفُوس فِيهِ: مَرْغُوبٌ. ونَفِسْتُ عَلَيْهِ الشيءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ بِهِ وَلَمْ تُحِبَّ أَن يَصِلَ إِليه. ونَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّيْءِ نَفَساً، بِتَحْرِيكِ الْفَاءِ، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الأَخيرة نَادِرَةٌ: ضَنَّ. وَمَالٌ نَفِيس: مَضْنون بِهِ. ونَفِسَ عَلَيْهِ بِالشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ: ضَنَّ بِهِ وَلَمْ يَرَهُ يَسْتأْهله؛ وَكَذَلِكَ نَفِسَه عَلَيْهِ ونافَسَه فِيهِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها، ... تُنافِسُ دُنْيا قَدْ أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يَكُونَ أَراد تُنافِسُ فِي دُنْيا، وإِما أَن يُرِيدَ تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا. ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قَلِيلٍ أَي حَسَدْتَ. وتَنافَسْنا ذَلِكَ الأَمر وتَنافَسْنا فِيهِ: تَحَاسَدْنَا وَتَسَابَقْنَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ أَي وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَراغَب المتَراغبون. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة وَالْمُغَالَبَةُ عَلَى الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ إِسمعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وَصَارَ عِنْدَهُمْ نَفِيساً. ونافَسْتُ فِي الشَّيْءِ مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رَغِبْتَ فِيهِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَارَاةِ فِي الْكَرَمِ. وتَنافَسُوا فِيهِ أَي رَغِبُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَخشى أَن تُبْسط الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فتَنافَسوها كَمَا تَنافَسُوها ؛ هُوَ مِنَ المُنافَسَة الرَّغْبَةِ في الشيء والانفرادية، وَهُوَ مِنَ الشَّيْءِ النَّفِيسِ الْجَيِّدِ فِي نَوْعِهِ. ونَفِسْتُ بِالشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، أَي بَخِلْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا نَفِسْناه عَلَيْكَ. وَحَدِيثِ السَّقِيفَةِ: لَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ أَي لَمْ نَبْخَلْ. والنِّفاسُ: وِلَادَةُ المرأَة إِذا وضَعَتْ، فَهِيَ نُفَساءُ. والنَّفْسُ: الدَّمُ. ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بِالْكَسْرِ، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وَهِيَ نُفَساءُ

ونَفْساءُ ونَفَساءُ: وَلَدَتْ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النُّفَساءُ الْوَالِدَةُ وَالْحَامِلُ وَالْحَائِضُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ونُفُس ونُفَّاس؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَلاءُ يُجْمَعُ عَلَى فعالٍ غَيْرُ نُفَسَاء وعُشَراءَ، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى نُفَساوات وعُشَراوات؛ وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا مِنْ هَمْزَةِ التأْنيث وَاوًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَسماء بِنْتَ عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبي بَكْرٍ أَي وضَعَت؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفاسها أَي خَرَجَتْ مِنْ أَيام وِلَادَتِهَا. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: نُفِسَتْ وَلَدًا عَلَى فِعْلِ الْمَفْعُولِ. وورِثَ فُلَانٌ هَذَا المالَ فِي بَطْنِ أُمه قَبْلَ أَن يُنْفَس أَي يُولَدَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ وَرِثَ فُلَانٌ هَذَا الْمَالَ قَبْلَ أَن يُنْفَسَ فُلَانٌ أَي قَبْلَ أَن يُولَدَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ مُحَارَبَةَ قَوْمِهِ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ: وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً ... عَلَى مِثلِ مَا بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إِسْكاتَةٌ، ... كَمَا طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بِوَلَدٍ. وَقَوْلُهُ لَنَا صَرْخَةٌ أَي اهْتِيَاجَةٌ يَتْبَعُهَا سُكُونٌ كَمَا يَكُونُ للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بِوَلَدِهَا، والتَطْريقُ أَن يَعْسُرَ خُرُوجُ الْوَلَدِ فَتَصْرُخ لِذَلِكَ، ثُمَّ تَسْكُنَ حَرَكَةُ الْمَوْلُودِ فَتَسْكُنَ هِيَ أَيضاً، وَخَصَّ تَطْرِيقَ البِكر لأَن وِلَادَةَ الْبِكْرِ أَشد مِنْ وِلَادَةِ الثَّيِّبِ. وَقَوْلُهُ عَلَى مِثْلِ مَا بَيْنَنَا نأْتمر أَي نَمْتَثِلُ مَا تأْمرنا بِهِ أَنْفسنا مِنَ الإِيقاع بِهِمْ وَالْفَتْكِ فِيهِمْ عَلَى مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنْ قَرَابَةٍ؛ وقولُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ويَعْدُو عَلَى المَرْء مَا يَأْتَمِرْ أَي قَدْ يَعْدُو عَلَيْهِ امْتِثَالُهُ مَا أَمرته بِهِ نَفْسُهُ وَرُبَّمَا كَانَ داعيَه لِلْهَلَاكِ. والمَنْفُوس: الْمَوْلُودُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِلا: كُتِبَ رزقُها وأَجلها ؛ مَنْفُوسَةٍ أَي مَوْلُودَةٍ. قَالَ: يُقَالُ نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الْحَيْضُ فَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلا نَفِسَتْ، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَجْبَرَ بَنِي عَمٍّ عَلَى مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه صَلَّى عَلَى مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حِينَ وُلِدَ، وَالْمُرَادُ أَنه صَلَّى عَلَيْهِ وَلَمْ يَعمل ذَنْبًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: لَا يرثُ المَنْفُوس حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا أَي حَتَّى يسمَع لَهُ صَوْتٌ. وَقَالَتْ أُم سَلَمَةَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْفِرَاشِ فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وَشَدَدْتُ عليَّ ثِيَابِي ثُمَّ رَجَعْتُ، فَقَالَ: أَنَفِسْتِ؟ أَراد: أَحضتِ؟ يُقَالُ: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بِالْفَتْحِ، إِذا حَاضَتْ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مَالٌ كَثِيرٌ. يُقَالُ: مَا سرَّني بِهَذَا الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عنه: كُنَّا عِنْدَهُ فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خَرَجَ مِنْ تَحْتِهِ رِيحٌ؛ شَبَّهَ خُرُوجَ الرِّيحِ مِنَ الدُّبُرِ بِخُرُوجِ النَّفَسِ مِنَ الْفَمِ. وتَنَفَّسَت الْقَوْسُ: تصدَّعت، ونَفَّسَها هُوَ: صدَّعها؛ عَنِ كُرَاعٍ، وإِنما يَتَنَفَّس مِنْهَا العِيدانُ الَّتِي لَمْ تُفْلَقْ وَهُوَ خَيْرُ القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فَلَا تَنَفَّسُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ نَفَّسَ فُلَانٌ قَوْسَهُ إِذا حَطَّ وَتَرَهَا، وتَنَفَّس القِدْح وَالْقَوْسُ كَذَلِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ قَالَ: إِن النَّفْس الشِّقُّ فِي الْقَوْسِ والقِدح وما أَشْبهها، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والنَّفْسُ مِنَ الدِّبَاغِ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مِمَّا يُدْبَغُ بِهِ الأَديم

مِنَ الْقَرَظِ وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: هَبْ لِي نَفْساً مِنْ دِبَاغٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ الَّتِي تُدِيرُ ... فِي جِلْدِ شاةٍ ثُمَّ لَا تَسِيرُ؟ قَالَ الأَصمعي: بَعَثَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ بُنَيَّةً لَهَا إِلى جَارَتِهَا فَقَالَتْ: تَقُولُ لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بِهَا مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مُسْتَعْجِلَةٌ لَا أَتفرغ لِاتِّخَاذِ الدِّبَاغِ مِنَ السُّرْعَةِ، أَرادت قَدْرَ دَبْغَةٍ أَو دَبْغَتَيْنِ مِنَ القَرَظ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة وَهِيَ الْجُلُودُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي الدِّباغ، وَقِيلَ: النَّفْس مِنَ الدِّبَاغِ مِلءُ الكفِّ، وَالْجَمْعُ أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ بِهِ، ... عَلَى الْمَاءِ، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يَعْنِي الوَطْبَ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي دُبِغَ بِهَذَا القَدْر مِنَ الدِّبَاغِ. والنَّافِسُ: الْخَامِسُ مِنْ قِداح المَيْسِر؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَفِيهِ خَمْسَةُ فُرُوضٍ وَلَهُ غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصباءَ إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ خَمْسَةِ أَنْصِباءَ إِن لَمْ يَفُزْ، ويقال هو الرابع. نقس: النِّقْسُ: الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، بِالْكَسْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: النِّقْسُ المِداد، وَالْجَمْعُ أَنْقاسٌ وأَنْقُس؛ قَالَ الْمِرَارُ: عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْقُسِ، ... بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ أَي فِي القِرْطاسِ، تَقُولُ مِنْهُ: نَقَّسَ دَوَاتَهُ تَنقِيساً. وَرَجُلٌ نَقِسٌ: يَعِيبُ النَّاسَ ويُلَقِّبُهم، وَقَدْ نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم، وَهِيَ النِّقاسَة. الْفَرَّاءُ: اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كُلُّهُ الْعَيْبُ، وَكَذَلِكَ القَذْل، وَهُوَ أَن يَعِيبَ القومَ ويَسْخَرَ مِنْهُمْ. والنَّاقُوس: مِضْراب النَّصَارَى الَّذِي يَضْرِبُونَهُ لأَوقات الصَّلَاةِ؛ قَالَ جَرِيرٍ: لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ، وقرعٌ بالنَّواقِيسِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُزْمِعاً سَفَرًا صَبَاحًا، قَالَ: وَيُرْوَى وَنَقْسٌ بِالنَّوَاقِيسِ؛ والنَّقْسُ: الضَّرْبُ بِالنَّاقُوسِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الأَذان: حَتَّى نَقَسُوا أَو كَادُوا يَنْقُسُون حَتَّى رأَى عَبْدِ اللَّه بْنِ زَيْدٍ الأَذان. والنَّقْسُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّوَاقِيسِ وَهِيَ الْخَشَبَةُ الطَّوِيلَةُ والوَبيلَةُ والوَبِيلُ الْخَشَبَةُ الْقَصِيرَةُ؛ وَقَوْلُ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ: وَقَدْ سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ، ... قبلَ الصَّباحِ، ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ناقُوسٍ عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الأَلف، وأَن يَكُونَ جَمْعَ نَقْس الَّذِي هُوَ ضَرْبٌ مِنْهَا كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف، وَقَدْ نَقَسَ الناقُوس بالوَبِيل نَقْساً. وَشَرَابٌ ناقِس إِذا حَمُضَ. ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً: حَمُضَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْخَرَّاسُ، ... لَا ناقِسٌ وَلَا هَزِمُ وَرَوَاهُ قَوْمٌ: لَا نافِسٌ، بِالْفَاءِ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ وَقَالَ لَا أَعرفه إِنما الْمَعْرُوفُ ناقِسٌ بِالْقَافِ. الأَصمعي: النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب. نقرس: النِّقْرِسُ: دَاءٌ مَعْرُوفٌ يأْخذ فِي الرجْل، وَفِي التَّهْذِيبِ: يأْخذ فِي الْمَفَاصِلِ. والنِّقْرِس: شَيْءٌ يُتَّخَذُ عَلَى صِيغَةِ الوَرْدِ وتَغْرِسُه النِّسَاءُ فِي رُؤُوسِهِنَّ.

والنِّقْرِس والنِّقْريس: الدَّاهِيَةُ الفَطِن. وَطَبِيبٌ نِقْرس ونِقْريس أَي حَاذِقٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وَقَدْ أَكونُ مَرَّةً نِطِّيسا، ... طَبّاً بأَدْواء الصِّبا نِقْريسا، يَحْسَبُ يومَ الْجُمُعَةِ الخَميسا مَعْنَاهُ أَنه لَا يَلْتَفِتُ إِلى الأَيام، قَدْ ذَهَبَ عَقْلُهُ. والنِّقْرِس: الْحَاذِقُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النِّقْرِس الدَّاهِيَةُ مِنَ الأَدِلَّاء. يُقَالُ: دَلِيلٌ نِقْرِسٌ ونِقْرِيسٌ أَي دَاهِيَةٌ؛ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسِ يُخَاطِبُ طَرَفَةَ: يُخْشى عَلَيْكَ مِنَ الحِباء النِّقْرِسُ يَقُولُ: إِنه يَخْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْحِبَاءِ، الَّذِي كَتَبَ لَهُ بِهِ، النِّقْرِسُ، وَهُوَ الْهَلَاكُ وَالدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ. وَرَجُلٌ نِقْرِسٌ: دَاهِيَةٌ. اللَّيْثُ: النَّقاريسُ أَشياء تَتَّخِذُهَا المرأَة عَلَى صِيغَةِ الوَرْد يغرِزْنَه فِي رُؤُوسِهِنَّ؛ وأَنشد: فَحُلِّيتِ مِنْ خَزٍّ وبَزٍّ وقِرْمِزٍ، ... وَمِنْ صَنْعَةٍ الدُّنْيا عَلَيْكِ النَّقارِيس «3» وَاحِدُهَا نِقْريس. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَيْهِ نَقارس الزَّبَرْجَد والحَليِ ؛ قَالَ: والنَّقارِس مِنْ زِينَةِ النِّسَاءِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَثير عَنْ أَبي موسى. نكس: النَّكْسُ: قَلْبُ الشَّيْءِ عَلَى رأَسه، نَكَسَه يَنْكُسُه نَكْساً فانْتَكَسَ. ونَكَسَ رأَسَه: أَماله، ونَكَّسْتُه تَنْكِيساً. وَفِي التنزيل: ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ. والناكِسُ: المُطأْطئ رأْسَه. ونَكَسَ رأْسَه إِذا طأْطأَه مِنْ ذُلٍّ وَجُمِعَ فِي الشِّعْرِ عَلَى نواكِس وَهُوَ شَاذٌّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي فَوارس؛ وأَنشد الْفَرَزْدَقُ: وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزيدَ، رأَيْتَهُم ... خُضْعَ الرِّقابِ، نَواكِسَ الأَبْصار قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا كَانَ الفِعْل لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ جُمِعَ عَلَى فَواعِل لأَنه لَا يَجُوزُ فِيهِ مَا يَجُوزُ فِي الْآدَمِيِّينَ مِنَ الْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الِاسْمِ وَالْفِعْلِ فَضَارَعَ الْمُؤَنَّثَ، يُقَالُ: جِمال بَوازلُ وعَواضِهُ؛ وَقَدِ اضطرَّ الْفَرَزْدَقُ فَقَالَ: خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبصار لأَنك تَقُولُ هِيَ الرِّجَالُ فَشَبَّهَ بِالْجِمَالِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَى أَحمد بْنُ يَحْيَى هَذَا الْبَيْتَ نَواكِسي الأَبصار، وَقَالَ: أَدخل الْيَاءَ لأَن رَدَّ النَّوَاكِسِ «4» إِلى الرِّجَالِ، إِنما كَانَ: وإِذا الرِّجَالُ رأَيتهم نَوَاكِسَ أَبصارُهم، فَكَانَ النواكسُ للأَبصار فَنُقِلَتْ إِلى الرِّجَالِ، فَلِذَلِكَ دَخَلَتِ الْيَاءُ، وإِن كَانَ جَمْعُ جَمْعٍ كَمَا تَقُولُ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ حَسَني الْوُجُوهِ وحِسانٍ وجوهُهم، لَمَّا جَعَلْتَهُمْ لِلرِّجَالِ جِئْتَ بِالْيَاءِ، وإِن شِئْتَ لَمْ تأْتِ بِهَا، قَالَ: وأَما الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ فإِنهما رَوَيَا الْبَيْتَ نواكسَ الأَبصار، بِالْفَتْحِ، أَقرَّا نَوَاكِسَ عَلَى لَفْظِ الأَبصار، قَالَ: وَالتَّذْكِيرُ نَاكِسِي الأَبصارِ. وَقَالَ الأَخفش: يَجُوزُ نَواكِسِ الأَبصارِ، بِالْجَرِّ لَا بِالْيَاءِ كَمَا قَالُوا جُحْرُ ضبٍّ خَرِبٍ. شَمِرٌ: النَكْس فِي الأَشياء مَعْنًى يَرْجِعُ إِلى قَلْبِ الشَّيْءِ وَرَدِّهِ وَجَعْلِ أَعلاه أَسفله وَمُقَدَّمَهُ مُؤَخَّرَهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ ، يَقُولُ: رَجعوا عَمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحُجَّةِ لإِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيمُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: تَعِسَ عبدُ الدِّينار وانْتَكَس أَي انْقَلَبَ عَلَى رأْسه وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ بِالْخَيْبَةِ لأَن مَنِ انْتَكَس فِي أَمره فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: قَالَ فِي السَّقْطِ إِذا نُكِسَ فِي الخَلْقِ الرَّابِعِ

_ (3). قوله [وبز] أَنشده شارح القاموس هنا وفي مادة قرمز وقز بدل وبز. (4). قوله [لأن رد النواكس إلخ] هكذا بالأَصل ولعل الأَحسن لأَنه رَدَّ النَّوَاكِسِ إِلى الرِّجَالِ وإِنما كان إلخ.

وَكَانَ مُخَلَّقًا أَي تَبَيَّنَ خَلْقُهُ عَتَقَت بِهِ الأَمَة وَانْقَضَتْ بِهِ عِدَّةُ الحُرَّة، أَي إِذا قُلِبَ ورُدَّ فِي الْخَلْقِ الرَّابِعِ، وَهُوَ المُضغة، لأَنه أَوّلًا تُرابٌ ثُمَّ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ؛ قال أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ مَنْ أَطلنا عُمْرَهُ نَكَّسنا خَلْقَهُ فَصَارَ بَدَلَ الْقُوَّةِ ضَعْفًا وَبَدَلَ الشَّبَابِ هَرَمًا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ: نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ، وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ: نَنْكُسه فِي الْخَلْقِ ، بِالتَّخْفِيفِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ الهَرَم، وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ نُكِسَ الرَّجُلُ إِذا ضَعُفَ وَعَجَزَ؛ قَالَ: وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي فِي الِانْتِكَاسِ: وَلَمْ يَنْتَكِسْ يَوْماً فيُظْلِمَ وَجْهُه، ... لِيَمْرَضَ عَجْزاً، أَو يُضارِعَ مَأْتَما أَي لَمْ يُنَكِّس رأْسه لأَمر يأْنَف مِنْهُ. والنَّكْس: السَّهْمُ الَّذِي يُنَكَّسُ أَو يَنْكَسِرُ فُوقُه فَيُجْعَلُ أَعلاه أَسفله، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ سِنْخُه نَصْلًا ونَصْلُه سِنْخاً فَلَا يَرْجِعُ كَمَا كَانَ وَلَا يَكُونُ فِيهِ خَيْرٌ، وَالْجَمْعُ أَنْكاس؛ قَالَ الأَزهري: أَنشدني الْمُنْذِرِيُّ لِلْحُطَيْئَةِ، قَالَ: وأَنشده أَبو الْهَيْثَمِ: قَدْ ناضَلُونا، فَسَلُّوا مِنْ كِنانَتِهم ... مَجْداً تلِيداً، وعِزّاً غيرَ أَنْكاس قَالَ: الأَنْكاس جَمْعُ النَّكْس مِنَ السِّهَامِ وَهُوَ أَضعفها، قَالَ: وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَن الْعَرَبَ كَانُوا إِذا أَسروا أَسيراً خَيَّرُوهُ بَيْنَ التَّخْلِية وجَزِّ النَّاصِيَةِ والأَسر، فإِن اخْتَارَ جَزَّ النَّاصِيَةِ جَزُّوها وَخَلَّوْا سَبِيلَهُ ثُمَّ جَعَلُوا ذَلِكَ الشَّعْرَ فِي كِنَانَتِهِمْ، فإِذا افْتَخَرُوا أَخرجوه وأَرَوْهُم مَفَاخِرَهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: الكُنُس والنُّكُسُ مآرِينُ بقرِ الْوَحْشِ وَهِيَ مأْواها والنُّكُس: المُدْرَهِمُّون مِنَ الشُّيُوخِ بَعْدَ الهَرَم. والمُنَكِّسُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَسمو برأْسه، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النِّكْس الْقَصِيرُ، والنِّكْسُ مِنَ الرِّجَالِ الْمُقَصِّرُ عَنْ غَايَةِ النَّجْدَة وَالْكَرَمِ، وَالْجَمْعُ الأَنْكاس. والنِّكْسُ أَيضاً: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: زالُوا فَمَا زالَ أَنْكاسٌ وَلَا كُشُف الأَنكاس: جَمْعُ نِكْس، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الرَّجُلُ الضَّعِيفُ. والمُنَكِّس مِنَ الْخَيْلِ: المتأَخر الَّذِي لَا يَلْحَقُ بِهَا، وَقَدْ نَكَّس إِذا لَمْ يَلْحَقْهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا نَكَسَ الكاذِبُ المِحْمَرُ وأَصل ذَلِكَ كُلِّهِ النِّكْسُ مِنَ السِّهَامِ. والوِلادُ المَنْكوس: أَن تَخْرُجَ رِجْلَا الْمَوْلُودِ قَبْل رأْسه، وَهُوَ اليَتْن، وَالْوَلَدُ المَنْكوس كَذَلِكَ. والنِّكْس: اليَتْنُ. وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مَنْكوساً: أَن يبدأَ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ ثُمَّ يَرْتَفِعَ إِلى الْبَقَرَةِ، والسنَّة خِلَافُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: إِن فُلَانًا يقرأُ الْقُرْآنَ مَنْكوساً، قَالَ: ذَلِكَ مَنْكوسُ القلبِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يتأَوّله كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنه أَن يبدأَ الرَّجُلُ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ فيقرأَها إِلى أَوَّلها؛ قَالَ: وَهَذَا شَيْءٌ مَا أَحسب أَحداً يُطِيقُهُ وَلَا كَانَ هَذَا فِي زَمَنِ عَبْدِ اللَّه، قَالَ: وَلَا أَعرفه، قَالَ: وَلَكِنَّ وَجْهَهُ عِنْدِي أَن يبدأَ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ مِنَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ثُمَّ يَرْتَفِعَ إِلى الْبَقَرَةِ كَنَحْوِ مَا يَتَعَلَّمُ الصِّبْيَانُ فِي الْكُتَّابِ لأَن السُّنَّة خِلَافُ هَذَا، يُعلم ذَلِكَ بِالْحَدِيثِ الَّذِي يُحَدِّثُهُ عُثْمَانُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ إِذا أُنزلت عَلَيْهِ السُّورَةُ أَو الْآيَةُ قَالَ: ضَعُوها فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَذْكر كَذَا وَكَذَا ، أَلا تَرَى أَن التأْليف الْآنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ، ثُمَّ كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: وإِنما جَاءَتِ الرُّخْصة فِي تَعَلُّمِ الصَّبِيِّ وَالْعَجَمِيِّ المُفَصَّلَ لِصُعُوبَةِ السُّوَرِ الطِّوَالِ عَلَيْهِمْ، فأَما مَنْ قرأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ ثُمَّ تَعَمَّدَ أَن يقرأَه مِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوله فَهَذَا النَّكْسُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ، وإِذا كَرِهْنا هَذَا فَنَحْنُ للنَّكْس مِنْ آخِرِ السُّورَةِ إِلى أَولها أَشد كَرَاهَةً إِن كَانَ ذَلِكَ يَكُونُ. والنُّكْسُ والنَّكْسُ، والنُّكاسُ كُلُّهُ: العَوْد فِي الْمَرَضِ، وَقِيلَ: عَوْد الْمَرِيضِ فِي مَرَضِهِ بَعْدَ مَثَالته؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ الهذلي: خَيالٌ لزَينبَ قَدْ هَاجَ لِي ... نُكاساً مِنَ الحُبِّ، بَعد انْدمال وَقَدْ نُكِسَ فِي مَرَضِه نُكْساً. ونُكِس الْمَرِيضُ: مَعْنَاهُ قَدْ عاوَدَتْه الْعِلَّةُ بَعْدَ النَّقَه. يُقَالُ: تَعْساً لَهُ ونُكْساً وَقَدْ يُفْتَحُ هَاهُنَا للازْدِواج أَو لأَنه لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُهُ: إِني إِذا وَجْهُ الشَّرِيبِ نَكَّسَا قَالَ: لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ وأَرى نَكَّسَ بَسَرَ وعَبَس. ونَكَسْتُ الخِضابَ إِذا أَعَدْتَ عَلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ وأَنشد: كالوشْمِ رَجَّعَ فِي اليَدِ الْمَنْكُوسِ ابْنُ شُمَيْلٍ: نَكَسْت فُلَانًا فِي ذَلِكَ الأَمر أَي رَدَدْته فيه بعد ما خرج منه. نمس: النَّمَسُ، بِالتَّحْرِيكِ: فَسَادُ السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تَغَيَّرَ وَفَسَدَ فَسَادًا لَزِجاً. ونَمِسَ الدُّهْنُ، بِالْكَسْرِ، يَنْمَسُ نَمَساً، فَهُوَ نَمِسٌ: تَغَيَّرَ وَفَسَدَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ طيِّب تَغَيَّرَ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ ونَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دُهْنٌ فَتَوَسَّخَ. والنَّمَسُ: رِيحُ اللبَنِ والدَّسَم كالنَّسَم. وَيُقَالُ: نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن، ونَمَّسَ الأَقِطُ، فَهُوَ مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن وَالْكَرِيصُ: الأَقِطُ. والنِّمْسُ: سَبُعٌ مِنْ أَخبث السُّبُع «5». وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تَقْتُلُ الثُّعْبان يَتَّخِذُهَا النَّاظِرُ إِذا اشْتَدَّ خَوْفُهُ مِنَ الثَّعَابِينِ، لأَن هَذِهِ الدَّابَّةَ تَتَعَرَّضُ لِلثُّعْبَانِ وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حَتَّى كأَنها قِطْعَةُ حَبْلٍ، فإِذا انْطَوَى عَلَيْهَا الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها فَانْتَفَخَ جوْفها فَيَتَقَطَّعُ الثُّعْبَانُ، وَقَدْ يَنْطَوِي عَلَيْهَا «6» النِّمْسُ فَظَعاً مِنْ شِدَّةِ الزَّفْرَة؛ غَيْرُهُ: النِّمْس، بِالْكَسْرِ، دوَيْبَّة عَرِيضَةٌ كأَنها قِطْعَةُ قَدِيدٍ تَكُونُ بأَرض مِصْرَ تَقْتُلُ الثُّعْبَانَ. والنَّامُوس: مَا يُنَمِّسُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الاحْتِيالِ. والنامُوسُ: المَكْرُ والخِداع. والتَّنْمِيسُ: التَّلْبيس. والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كَهَيْئَةِ الذَّرَّة تَلْكُعُ النَّاسَ. والنامُوسُ: قُتْرة الصَّائِدِ الَّتِي يَكْمُن فِيهَا لِلصَّيْدِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: فَلاقَى عَلَيْهَا مِنْ صُباحٍ مُدَمِّراً ... لِنامُوسِه مِنَ الصَّفِيح سَقائِفُ . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُهْمَزُ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا وَجْهُ ذَلِكَ. والنامُوسُ: بَيْتُ الرَّاهِبِ. وَيُقَالُ للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تَحْتَ الأَرض؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ الرُّكَّابَ يَعْنِي الإِبل:

_ (5). قوله [سبع] هكذا بالأَصل مضبوطاً ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس. (6). قوله [ينطوي عليها] كذا بالأَصل. ولعل الضمير للثعبان وَهُوَ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى.

يَخْرُجْنَ مِنْ مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ، ... تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ يَقُولُ: يَخْرُجْنَ مِنْ بَلَدٍ مُشْتَبِهِ الأَعلام يَشْتَبِهُ عَلَى مَنْ يَسْلُكُهُ كَمَا يَشْتَبِهُ عَلَى الْقَطَا أَمر الشَّرَكِ الَّذِي يُنْصَبُ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَسَدٌ فِي نامُوسِه ؛ الناموسُ: مَكْمَن الصَّيَّادِ فَشُبِّهَ بِهِ مَوْضِعُ الأَسد. والنَّامُوس: وِعاء العِلْم. والنَّاموس: جِبْرِيلَ، صَلَّى اللَّه عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَهل الْكِتَابِ يُسَمُّونَ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: النَّامُوس. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث: أَن خَدِيجَةَ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهَا، وَصَفَتْ أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِوَرَقَة بْنِ نَوْفَل وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا قَدْ قرأَ الْكُتُبَ، فَقَالَ: إِن كَانَ مَا تَقُولِينَ حَقًّا فإِنه ليَأْتِيه النَّامُوس الَّذِي كَانَ يأْتي مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر. أَبو عُبَيْدٍ: النَّامُوس صَاحِبُ سِرِّ الملِك أَو الرَّجُلِ الَّذِي يُطْلِعُهُ عَلَى سِرِّه وَبَاطِنِ أَمره وَيَخُصُّهُ بِمَا يَسْتُرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: نَامُوسُ الرَّجُلِ صاحبُ سِرِّه، وَقَدْ نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونَامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِمَاساً: سارَّه. وَقِيلَ: النامُوسُ السِّرُّ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. ونَمَسْتُ الرجلَ ونَامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ وَقَالَ الْكُمَيْتِ: فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذراً ... وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه. والمُنَامِسُ: الدَّاخِلُ فِي النَّامُوسِ، وَقِيلَ: النامُوس صَاحِبُ سِرّ الْخَيْرِ، والجاسُوسُ صَاحِبُ سِرّ الشَّرِّ، وأَراد بِهِ وَرَقَةُ جبريلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لأَن اللَّه تَعَالَى خَصَّهُ بِالْوَحْيِ وَالْغَيْبِ اللَّذَيْنِ لَا يطَّلع عَلَيْهِمَا غَيْرُهُ. والنَّامُوسُ: الكذَّاب. والنَّاموس: النمَّام وَهُوَ النمَّاس أَيضاً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَمَسَ بَيْنَهُمْ وأَنْمَسَ أَرَّشَ بَيْنَهُمْ وَآكَلَ بَيْنَهُمْ؛ وأَنشد: وَمَا كنتُ ذَا نَيْرَبٍ فيهمُ، ... وَلَا مُنْمِساً بَيْنَهُمْ أُنْمِلُ أُؤَرِّشُ بينهمُ دَائِبًا، ... أَدِبُّ وَذُو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ ولكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُمْ، ... رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بَيْنَهُمْ، أَصلحت. وانَّمَسَ فِي الشَّيْءِ: دَخَلَ فِيهِ. وانَّمَسَ فُلَانٌ انِّمَاساً: انْغَلَّ فِي سُتْرةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: انَّمَسَ الرجلُ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، أَي اسْتَتَرَ، وَهُوَ انْفَعَلَ. نهس: النَّهْسُ: الْقَبْضُ عَلَى اللَّحْمِ ونَتْره. ونَهَسَ الطعامَ: تَنَاوَلَ مِنْهُ. ونَهَسَتْه الحيةُ: عضتْه، وَالشِّينُ لُغَةٌ، وَنَاقَةٌ نَهُوسٌ: عَضُوض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي فِي وَصْفِ النَّاقَةِ: إِنها لَعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ. ونَهَسَ اللَّحْمَ يَنْهَسُه نَهْساً ونَهَسا: انْتَزَعَهُ بِالثَّنَايَا للأَكل. ونَهَسْتُ العِرْقَ وانْتَهَسْتُه إِذا تَعَرَّقْتَهُ بمقدَّم أَسنانك. الْجَوْهَرِيُّ: نَهْس اللَّحْمِ أَخْذُه بمقدَّم الأَسنان، وَالنَّهْشُ الأَخذ بِجَمِيعِهَا؛ نَهَسْتُه وانْتَهَسْتُه بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَخَذَ عَظماً فَنَهَسَ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ أَي أَخذه بِفِيهِ. ونَسْرٌ مِنْهَسٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مُضَبرَّ اللَّحْيَيْنِ نَسْراً مِنْهَسا وَرَجُلٌ مَنْهوسٌ ونَهِيسٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ خَفِيفٌ؛ قَالَ الأَفوه الأَوْدِي يَصِفُ فَرَسًا: يَغْشى الجَلامِيدَ بأَمْثالِها ... مُرَكَّبات فِي وَظيف نَهِيس

وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ مَنْهُوسَ الْكَعْبَيْنِ أَي لَحْمُهُمَا قَلِيلٌ، وَيُرْوَى: مَنْهُوسَ الْقَدَمَيْنِ ، وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيضاً. والنُّهَسُ: ضَرْبٌ مِنَ الصُّرَدِ، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ يَصْطَادُ العَصافير ويأْوي إِلى الْمَقَابِرِ ويُدِيم تَحْرِيكَ رأْسه وذَنَبِه، وَالْجَمْعُ نِهْسَان؛ وَقِيلَ: النُّهَسُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: رأَى شُرَحْبِيلَ وَقَدْ صَادَ نُهَساً بالأَسْوافِ فأَخذه زيدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْهُ وأَرسله ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النُّهَسُ طَائِرٌ، والأَسْوافُ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وإِنما فَعَلَ ذَلِكَ زيدٌ لأَنه كَرِهَ صَيْد الْمَدِينَةِ لأَنها حَرَمُ سيدنا رسول اللَّه، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونَهْسُ الحَيَّة: نَهْشُه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَذَاتُ قَرْنَين طَحون الضِّرْسِ، ... تَنْهَسُ لَوْ تَمكَّنَتْ مِنْ نَهْسِ، تُدِيرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ وَالِاخْتِلَافُ فِي تَفْسِيرِ نَهَسَ وَنَهَشَ يأْتي فِي حرف الشين. نوس: الناسُ: قَدْ يَكُونُ مِنَ الإِنس وَمِنِ الجِنِّ، وأَصله أَناس فَخُفِّفَ وَلَمْ يَجْعَلُوا الأَلف وَاللَّامَ فِيهِ عِوَضًا مِنَ الْهَمْزَةِ الْمَحْذُوفَةِ، لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا اجْتَمَعَ مَعَ المعوَّض مِنْهُ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: إِنَّ المَنايا يَطَّلِعْنَ ... عَلَى الأُناسِ الآمِنينا والنَّوْس: تَذَبْذُبُ الشَّيْءِ. ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً: تَحَرَّكَ وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً. وَقِيلَ لِبَعْضِ مُلُوكِ حِمْيَر: ذُو نُواس لضَفِيرَتَيْن كَانَتَا تَنوسان عَلَى عاتِقَيْه. وَذُو نُواس: مَلِكٌ مِنْ أَذْواء الْيَمَنِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لذُؤَابَتَين كَانَتَا تَنُوسَان عَلَى ظَهْرِهِ. ونَاسَ نَوْسا: تَدَلَّى وَاضْطَرَبَ وأَنَاسَهُ هُوَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ ووصْفِها زَوْجَها: مَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وأَنَاس مِنْ حُلِيٍّ أُذُنيَ ؛ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس بأُذنيها. وَيُقَالُ للغُصْن الدَّقِيقِ إِذا هَبَّتْ بِهِ الرِّيحُ فهزَّته: فَهُوَ يَنوس ويَنوع، وَقَدْ تَنَوَّسَ وتَنَوَّع وَكَثُرَ نَوَسانُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عنه: مَرَّ عَلَيْهِ رجلٌ وَعَلَيْهِ إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع مَا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ فكأَني أَنظر إِلى الْخُيُوطِ نائِسَةً عَلَى كَعْبَيْهِ أَي متدلِّية مُتَحَرِّكَةً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ: وضَفِيرَتاه تَنوسان عَلَى رأْسه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها تَنْطُف أَي ذوائِبها تَقْطُر مَاءً، فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تَتَحَرَّكُ كَثِيرًا، ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها نَوْساً: سُقْتُها. وَرَجُلٌ نَوَّاسٌ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا اضْطرب وَاسْتَرْخَى، وناسَ لُعابُه سالَ فَاضْطَرَبَ. والنُّواس: مَا تَعَلَّقَ مِنَ السَّقْفِ. ونُواس العَنْكبوت: نَسْجه لِاضْطِرَابِهِ. والنُّواسِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ العِنَب أَبيض مُدَوَّرُ الْحَبِّ مُتَشَلْشِلُ الْعَنَاقِيدِ طَوِيلُهَا مُضْطَرِبُهَا، قَالَ: وَلَا أَدري إِلى أَي شَيْءٍ نُسِبَ إِلا أَن يَكُونَ مِمَّا نُسِبَ إِلى نَفْسِهِ كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ، وإِن لَمْ يُسْمَعِ النُّواس هَاهُنَا، ونَوَّسَ بِالْمَكَانِ: أَقام. والنَّاوُوسُ: مَقَابِرُ النَّصَارَى، إِن كَانَ عَرَبِيًّا فَهُوَ فاعُولٌ مِنْهُ. والنَّوَّاسُ: اسْمٌ. والناسُ: اسْمُ قَيْسِ بْنِ عَيْلان، وَاسْمُهُ النَّاسُ «1» بْنُ مُضَر بْنِ نِزار، وأَخوه إِلْياس بن مضر، بالياء.

_ (1). قوله [واسمه الناس] يروى بالوصل وبالقطع كما في حاشية الصحاح انتهى شارح القاموس.

فصل الهاء

فصل الهاء هجس: الهَجْسُ: مَا وَقَعَ فِي خَلَدِك. تَقُولُ: هَجَسَ فِي قَلْبِي هَمٌّ وأَمْرٌ؛ وأَنشد: وطَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعيدٍ، ... وَقَدْ وقَّرْتُ هَاجِسَها وهَجْسِي النَّعَامَةُ: فَرَسه. وَفِي حَدِيثِ قَباثٍ: وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ هَجَسَ فِي نَفْسي. ابْنُ سِيدَهْ: هَجَسَ الأَمرُ فِي نَفْسي يَهْجِسُ هَجْساً وَقَعَ فِي خَلَدي. والهَاجِس: الْخَاطِرُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ غَلَبَةَ الأَسماء. وَفِي الْحَدِيثِ: وَمَا يَهْجِسُ فِي الضَّمَائِرِ أَي وَمَا يَخْطُرُ بِهَا وَيَدُورُ فِيهَا مِنَ الأَحاديث والأَفكار. وهَجَسَ فِي صَدْرِي شَيْءٌ يَهْجِسُ أَي حَدس. وَفِي النَّوَادِرِ: هَجَسَني عَنْ كَذَا فانْهَجَسْتُ أَي رَدَّني فارتَدَدْت. والهَجْس: النَّبْأَةُ تَسْمَعُهَا وَلَا تَفْهَمُهَا. وَوَقَعُوا فِي مَهْجُوسَةٍ مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: الْمَعْرُوفُ فِي مَرْجُوسَةٍ. أَبو عُبَيْدَةَ: الهُجَيْسِيُّ ابنُ زادِ الرَّكْب وَهُوَ اسْمُ فَرَسٍ مَعْرُوفٍ «1». والهَجِيسَةُ: الغَريضُ مِنَ اللبَن فِي السِّقاء، قَالَ: والخامِطُ والسامِطُ مِثْلُهُ وَهُوَ أَول تَغَيُّرِه؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي عَرَفْتُهُ الهَجِيمةُ، قَالَ: وأَظن الهَجِيسَةَ تَصْحِيفًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن السَّائِبَ بْنَ الأَقرع قَالَ: حضرتُ طَعَامَهُ فَدَعَا بلَحْمٍ عَبِيطٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ ؛ قَالَ: المُتَهَجِّس الْخُبْزُ الفَطِير الَّذِي لَمْ يَخْتَمِرْ عَجِينُهُ، أَصله مِنَ الهَجِيسَةِ، وَهُوَ الغَريضُ مِنَ اللَّحْمِ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِهِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مُتَهَجِّش، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ غَلَطٌ. هجبس: التَّهْذِيبُ: الهَيْجَبُوسُ الرَّجُلُ الأَهْوَجُ الْجَافِي؛ وأَنشد: أَحَقٌّ مَا يُبَلّغُني ابنُ تُرْنَى ... مِنَ الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَيْجَبُوسُ؟ هجرس: الهِجْرِسُ، بِالْكَسْرِ: وَلَدُ الثَّعْلَبِ، وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ نَوْعَ الثَّعَالِبِ: وَاسْتَعَارَهُ الْحُطَيْئَةُ لِلْفَرَزْدَقِ فَقَالَ: أَبْلِغ بَني عَبْسٍ، فإِنَّ نِجارَهُمْ ... لُؤْمٌ، وإِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ وَرُوِيَ عَنِ الْمُفَضَّلِ أَنه قَالَ: الهقالِس والهَجارِسُ الثَّعَالِبُ، وأَنشد: وتَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها، ... كُدْرٌ بَواكِرُ، والهَجارِس تَنْحَبُ وَقِيلَ: الهَجارِسُ جَمِيعُ مَا تَعَسَّسَ مِنَ السِّباع مَا دُونُ الثَّعْلَبِ وَفَوْقَ اليَرْبوع؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ، ... غَدَا شَبِماً يَنْقَضُّ بَيْنَ الهَجارِسِ اللِّيْثُ: الهِجْرِسُ مِنْ أَولاد الثَّعَالِبِ، قَالَ: وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ اللَّئِيمُ؛ وأَنشد: وهِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ وَقَالَ: رَمَتْني الأَيام عَنْ هَجارِسِها أَي شَدَائِدِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُيَيْنَة بْنَ حِصْنٍ مدَّ رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ فُلَانٌ: يَا عَيْنَ الهِجْرِسِ، أَتَمُدُّ رِجْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ الهِجْرِس: وَلَدُ الثَّعْلَبِ. والهِجْرِس أَيضاً: القِرْد. أَبو مالك:

_ (1). قوله [وَهُوَ اسْمُ فَرَسٍ مَعْرُوفٍ] في شرح القاموس، وزاد الركب: فرس الأَزد الذي دفعه إليهم سُلَيْمَانَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عليه وسلم.

أَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ الهِجْرِس القرْد، وَبَنُو تَمِيمٍ يَجْعَلُونَهُ الثعلب. والهِجْرسُ: اسم: هدس: هَدَسَه يَهْدسُه هَدْساً: طَرَدَهُ وَزَجَرَهُ؛ يَمَانِيَةٌ مُمَاتة. والهَدَسُ: شَجَرٌ وَهُوَ عِنْدَ أَهل الْيَمَنِ الآسُ. هدبس: الهَدَبَّسُ: وَلَدُ البَبْرِ؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ: وَلَقَدْ رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارة، ... والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرهُ كالضَّيْوَنِ هرس: الهَرْسُ: الدَّق، وَمِنْهُ الهَرِيسَة. وهَرَسَ الشَّيْءَ يَهْرُسُه هَرْساً: دقَّه وَكَسْرَهُ، وَقِيلَ: الهَرْس دَقُّكَ الشَّيْءَ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرض وِقَايَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ دقُّك إِياه بِالشَّيْءِ الْعَرِيضِ كَمَا تُهْرَسُ الهَرِيسَةُ بالمِهْراس. والمِهْراس: الْآلَةُ المَهْرُوس بِهَا. والهَرِيسُ: مَا هُرِسَ، وَقِيلَ: الهَرِيس الْحَبُّ المهْروس قَبْلَ أَن يُطْبَخ، فإِذا طُبِخَ فَهُوَ الهَريسة، وَسُمِّيَتِ الهَريسَةُ هَرِيسَةً لأَن البُرَّ الذي هي مِنْهُ يُدَقُّ ثُمَّ يُطْبَخُ، وَيُسَمَّى صانعُه هَرَّاساً. وأَسد هَرَّاسٌ: يَهْرُس كُلَّ شَيْءٍ. والهِرْماسُ: مِنْ أَسماء الأَسد، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنَ السِّبَاعِ، فِعْمالٌ مِنَ الهَرْس عَلَى مَذْهَبِ الْخَلِيلِ، وغيرُه يَجْعَلُهُ فِعْلالًا. وهَرِسَ يَهْرَسُ هَرَساً: أَخفى أَكلَه، وَقِيلَ: بَالَغَ فِيهِ فكأَنه ضِدٌّ. ابْنُ الأَعرابي: هَرِسَ الرجُل إِذا كَثُرَ أَكله؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وكَلْكَلًا ذَا حامِياتٍ أَهْرَسَا وَيُرْوَى: مِهْرَسا، أَراد بالأَهْرَس الشديدَ الثَّقِيلَ. يُقَالُ: هُوَ هَرِسٌ أَهْرَسُ لِلَّذِي يَدُقُّ كُلَّ شَيْءٍ، وَالْفَحْلُ يَهْرُس القِرْن بكَلْكَلِه. وإِبل مَهارِيس: شَدِيدَةُ الأَكل؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المَهَارِيس مِنَ الإِبل الَّتِي تَقْضَمُ العِيدان إِذا قلَّ الْكَلَأُ وأَجدبت الْبِلَادُ فتَتَبَلَّغ بِهَا كأَنها تَهْرُسُها بأَفواهِها هَرْساً أَي تدقُّها؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَصِفُ إِبِلَه: مَهَارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها، ... إِذا النَّارُ أَبْدَتْ أَوجُهَ الخَفِراتِ وَقِيلَ: المَهَارِيس مِنَ الإِبل الشِّداد، وَقِيلَ: الْجِسَامُ الثِّقالُ، قَالَ: وَمِنْ شِدَّةِ وَطْئِهَا سُمِّيَتْ مَهارِيسَ. والهَرِسُ والأَهْرَسُ: الشَّدِيدُ المَرَّاس مِنَ الأُسْدِ. وأَسد هَرِسٌ أَي شَدِيدٌ وَهُوَ مِنَ الدَّقِّ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: شَدِيدَ السَّاعِدَيْنِ أَخا وِثابٍ، ... شَدِيداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا والهَرِسُ: الثَّوْبُ الخَلَق؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: صِفْرِ المَبَاءَةِ ذِي هِرْسَيْنِ مُنْعَجِفٍ، ... إِذا نَظَرْتَ إِليه قلْتَ: قَدْ فَرَجَا والهَراسُ، بِالْفَتْحِ: شَجَرٌ كَبِيرُ الشَّوْكِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فَبتُّ كأَنَّ العائِذاتِ فَرَشْنَنِي ... هَرَاساً، بِهِ يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ وَقِيلَ: الهَراس شَوْكٌ كأَنه حَسَك، الْوَاحِدَةُ هَراسَة؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلنَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: وخَيْل يُطابِقْنَ بالدَّارِعِين، ... طِباقَ الكِلابِ، يَطَأْنَ الهَراسا وَيُرْوَى: وشُعْث، وَالْمُطَابَقَةُ: أَن تَضَع أَرجُلَها مَوَاضِعَ أَيديها وتقدِّم أَيديها حَتَّى تُبْصِر مواقعَها، يُرِيدُ أَنها لَا تُرِيدُ الْهَرَبَ، فَهِيَ تَتَثَبَّت فِي مَشْيِهَا كَمَا تَمْشِي الْكِلَابُ فِي الهَراسِ مُتَّقِيَةً لَهُ؛ وَمِثْلُهُ

قَوْلُ قُعَيْنٍ: إِنَّا إِذا الخَيْل عَدَتْ أَكْداسا، ... مِثْل الكِلابِ تَتَّقي الهَراسا وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهَراس مِنْ أَحْرار الْبُقُولِ، وَاحِدَتُهُ هَراسَة، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وأَرض هَرِيسَة: يَنْبُتُ فِيهَا الهَراس. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: كأَنّ فِي جَوْفي شَوْكَةَ الهَراس ؛ قَالَ: هُوَ شَجَرٌ أَو بَقْل ذُو شَوْكٍ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ. والمِهْراس: حَجَر مُسْتَطِيلٌ مَنْقُورٌ يُتَوضأُ مِنْهُ وَيُدَقُّ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا هُرَيْرَةَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ سَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فليُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنائهِ ثَلَاثًا، فَقَالَ لَهُ قَيْنٌ الأَشجعي: فإِذا جِئنا إِلى مِهْراسِكم هَذَا كَيْفَ نَصْنَع؟ أَراد بالمِهْراس هَذَا الحَجَر المَنْقور الضَّخْمَ الَّذِي لَا يُقِلُّه الرِّجَالُ وَلَا يحرِّكونه لِثِقَلِهِ يَسَعُ مَاءً كَثِيرًا وَيَتَطَهَّرُ النَّاسُ مِنْهُ. وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِمِهْراس وَجَمَاعَةٌ مِنَ الرِّجَالِ يَتَحاذَوْنَه أَي يَحْمِلُونَهُ وَيَرْفَعُونَهُ، وَهُوَ حَجَرٌ مَنْقُورٌ، سُمِّيَ مِهْرَاساً لأَنه يُهْرَسُ بِهِ الحبُّ وَغَيْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: فَقُمْتُ إِلى مِهْراس لَنَا فَضَرَبْتُهَا بأَسفله حَتَّى تَكَسَّرَتْ «2». وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَطِشَ يَوْمَ أُحُدٍ فَجَاءَهُ عَلِيٍّ، كرَم اللَّه وَجْهَهُ، بِماءٍ مِنَ المِهْراس فَعَافَهُ وَغَسَلَ بِهِ الدمَ عَنْ وَجْهِهِ ؛ قَالَ: المِهْراس صَخْرَةٌ مَنْقُورَةٌ تَسَعُ كَثِيرًا مِنَ الْمَاءِ وَقَدْ يُعْمل مِنْهُ حِيَاضٌ لِلْمَاءِ، وَقِيلَ: المِهْراس فِي هَذَا الْحَدِيثِ اسْمُ مَاءٍ بأُحُد؛ قَالَ: وقَتِيلًا بِجانِبِ المِهْراسِ والمِهْراسُ: مَوْضِعٌ. وَيُقَالُ مِهْراس أَيضاً؛ قَالَ الأَعْشى: فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلى مارِدٍ، ... فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذي الحائِرِ هرجس: الهِرْجاسُ: الجَسِيمُ. هرمس: الهِرْماس: مِنْ أَسماء الأَسد، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنَ السِّبَاعِ وَاشْتَقَّهُ بَعْضُهُمْ مِنَ الهَرْس الَّذِي هُوَ الدَّقُّ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ ثُلَاثِيٌّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الْكِسَائِيُّ: أَسد هِرْماسٌ وهُرامِس وَهُوَ الْجَرِيءُ الشَّدِيدُ؛ وَقِيلَ: الهِرْماس الأَسد الْعَادِيُّ عَلَى النَّاسِ. ابْنُ الأَعرابي: الهِرْماس وَلَدُ النَّمِر؛ وأَنشد اللِّيْثُ فِي الأَسد: يَعْدُو بأَشْبالٍ أَبوها الهِرْماس والهِرْمِيسُ: الكَرْكَدَّنُ، قَالَ: وَهُوَ أَكبر مِنَ الْفِيلِ لَهُ قَرْن وَهُوَ يَكُونُ فِي الْبَحْرِ أَو عَلَى شَاطِئِهِ؛ قَالَ: والفيلُ لَا يَبْقى وَلَا الهِرْمِيسُ وهِرْماس: مَوْضِعٌ أَو نَهْرٌ. وهِرْمِس: اسْمُ عَلَمٍ سُرْياني. والهِرْمَوْس: الصُّلْب الرأْي المُجَرَّب. هسس: هَسَّ يَهِسُّ هَسّاً: حدَّث نَفْسَه. وهَسَّ الكلامَ: أَخفاه. وهَسُّوا الحديثَ هَسِيساً وهَسْهَسُوه: أَخْفَوْه. والهَسِيسُ والهَسْهاس: الْكَلَامِ الَّذِي لَا يُفْهم. وَسَمِعْتُ مِنَ الْقَوْمِ هَساهِسَ مِنْ نَجِيٍّ لَمْ أَفهمها وَكَذَلِكَ وَساوِسَ مِنْ قَوْلٍ. والهَساهِسُ: الوَساوِسُ. والهَساهِسُ: النَّفْس ووَسْوَسَتُها؛ قَالَ الأَخطل: وطَوَيْتَ ثَوْبَ بَشاشَةٍ أُلْبِسْتَهُ، ... فَلَهُنَّ مِنْكَ هَساهِسُ وهُمُومُ والهَساهِسُ: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ المُجَمْجَمُ. وسمعت

_ (2). روي في النهاية: فضربتُه بأَسفله.

هَسِيساً، وَهُوَ الهَمْسُ، وَقِيلَ: الهَسْهَسَةُ عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْتٌ خَفِيٌّ كهَساهِسِ الإِبل فِي سِيرِهَا، وصوتُ الحَلْي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَبِسْنَ مِنْ حُرِّ الثِّيابِ مَلْبَسا، ... ومُذْهَبِ الحَلْي إِذا تَهَسْهَسا وَيُقَالُ فِي هَساهِس أَخفاف الإِبل: إِذا عَلَوْنَ الظَّهْرَ ذَا الضَّماضِمِ ... هَساهِساً، كالْهَدِّ بالْجَماجِم الْجَوْهَرِيُّ: الهَسْهَسَة صَوْتُ حَرَكَةِ الدِّرع والحَلْي وَحَرَكَةِ الرَّجُلِ بِاللَّيْلِ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: وللَّهِ فرْسانٌ وخَيْلٌ مُغِيرَةٌ، ... لَهُنَّ بِشُبّاكِ الحَديدِ هَساهِسُ والتَّهَسْهُسُ مِثْلُهُ. وهَسِيسُ الجِنِّ وهَساسُها: عَزيفُها فِي القَفْرِ. والهَسِيسُ والهَسْهَسَة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ؛ قَالَ: إِنْ هَسْهَسَتْ لَيْلَ التَّمامِ هَسْهَسا وهَسْهَسَ ليلتَه كلَّها وقَسْقَسَ إِذا أَدأَبَ السَّيْرَ. وَفِي النَّوَادِرِ: الهَساهِس الْمَشْيُ، بِتْنا نُهَسْهِسُ حَتَّى أَصبحنا. وراعٍ هَسْهاس إِذا رَعَى الْغَنَمَ لَيْلَهُ كُلَّهُ. والهَسُّ: زجْر الْغَنَمِ. وهُسْ وهِسْ: زَجْرٌ لِلشَّاةِ. والهَسِيسُ: الْمَدْقُوقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. هطس: هَطَس الشيءَ يَهْطسُه هَطْساً: كَسَرَهُ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وليس بثبت. هطلس: الْهَطْلَسَةُ: الأَخْذ. والهَطْلَسُ والهَطَلَّس: الْعَسْكَرُ الْكَبِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: تَهَطْلَسَ مِنْ مَرَضِهِ إِذا أَفاق. هقلس: الهِقْلِسُ: السَّيِّءُ الخُلُق. والهَقالس والهَجارس: الثَّعَالِبُ. والهَقَلَّس: الذِّئْبُ فِي ضُرٍّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وتسمَعُ أَصْواتَ الفَراعِل حَوْلَه، ... يُعاوينَ أَولادَ الذِّئابِ الهَقالِسا يَعْنِي حَوْلَ الْمَاءِ الذي ورَدَهُ. هكلس: أَبو عَمْرٍو: الهَكَلَّسُ الشديد. هلس: الهَلْس والهُلاسُ: شِبْهُ السُّلال، وَفِي التَّهْذِيبِ: شِدَّةُ السُّلال مِنَ الهُزال. وَرَجُلٌ مَهْلُوسٌ، وهَلَسَه الدَّاءُ يَهْلِسُه هَلْساً: خامَره؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يُعالِجْنَ أَدْواءَ السُّلالِ الهَوالِسا والمَهْلُوس مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَأْكل وَلَا يُرى أَثرُ ذَلِكَ فِي جِسْمِهِ. ورَكَبٌ مَهْلوسٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ لَازِقٌ عَلَى الْعَظْمِ يَابِسٌ، وَقَدْ هُلِسَ هَلْساً. وامرأَة مَهْلوسَةٌ: ذَاتُ رَكَبٍ مَهْلوس كأَنما جَفَلَ لَحْمُهُ جَفْلًا. الْجَوْهَرِيُّ: الهُلاس السِّلُّ. وَرَجُلٌ مَهْلوس الْعَقْلِ أَي مَسْلُوبُهُ. وَرَجُلٌ مُهْتَلَسُ الْعَقْلُ ذَاهِبُهُ. وَيُقَالُ: السُّلاس فِي الْعَقْلِ والهُلاس فِي الْبَدَنِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فِي الصَّدَقَةِ: وَلَا يَنْهَلِس ؛ الهُلاس: السِّلُّ، وَقَدْ هَلَسَه المرضُ. وَفِي حَدِيثِهِ أَيضاً: نَوازِعُ تَقْرَع الْعَظْمَ وتَهْلِسُ اللَّحْمَ. والإِهْلاسُ: ضَحِكٌ فِيهِ فُتُورٌ. وأَهْلَسَ فِي الضَّحِكِ: أَخفاه؛ قَالَ: تَضْحَكُ مِنِّي ضَحِكاً إِهْلاسا أَراد: ذَا إِهْلاسٍ، وإِن شئتَ جَعَلْتَهُ بَدَلًا مِنْ ضَحِكَ؛ وأَما قَوْلُ الْمَرَّارِ: طَرَقَ الخَيالُ فهاجَ لِي، مِنْ مَضْجَعِي، ... رَجْعُ التَّحِيَّةِ فِي الظَّلامِ المُهْلِسِ أَراد بالمُهْلِس الضعيفَ مِنَ الظَّلَامِ. ابْنُ الأَعرابي:

الهُلُسُ النُّقَّة مِنَ الرِّجَالِ، والهُلُسُ الضُّعَفَاءُ وإِن لَمْ يَكُونُوا نُقَّهاً. وأَهْلَسَ إِليه أَي أَسرَّ إِليه حَدِيثًا. وهالَسَ الرجلَ: سارَّه؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: مُهالَسَة، والسِّتْرُ بَيْني وبَيْنَه، ... بِداراً كَتَكْحِيلِ القَطا جازَ بالضَّحْل هلبس: الهَلْبَسِيسُ «1»: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ. وَلَيْسَ بِهَا هَلْبَسِيسٌ أَي أَحد يستأْنس بِهِ. وَجَاءَتْ وَمَا عَلَيْهَا هَلْبَسِيسَة وَلَا خَرْبَصِيصَة أَي شَيْءٌ مِنَ الحَلْي. وَمَا عِنْدَهُ هَلْبَسِيسَةٌ إِذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ. وَمَا فِي السَّمَاءِ هَلْبَسِيسَةٌ أَي شَيْءٌ مِنْ سَحَابٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: لَا يُتكلم بِهِ إِلا في النفي. هلطس: شَمِرٌ: الهِلْطَوْسُ الْخَفِيُّ الشَّخْصِ مِنَ الذِّئَابِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ تَرَكَ الذئْب شَدِيد العَوْلَةِ، ... أَطْلَسَ هِلْطَوْسا كثِيرَ العَسَّةِ ولصٌّ «2» هَطْلَسٌ وهَطَلَّس: قطَّاع كُلِّ مَا وجده. هلقس: الهِلَّقْسُ، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: الشَّدِيدُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وعمَّ بِهِ بَعْضَهُمْ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنْصَب الأُذْنَيْنِ فِي حَدِّ القَفَا، ... مائِل الضَّبْعَيْنِ هِلَّقْس حَنِق أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ وهِلَّقْتٌ أَي شَدِيدٌ. هلكس: الهِلَّكْسُ: الدَّنِيءُ الأَخلاق. وَبَعِيرٌ هِلّقْس وهِلَّكْسٌ: شَدِيدٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: والبازلَ الهِلَّكْسَا همس: الهَمْس: الْخَفِيُّ مِنَ الصَّوْتِ وَالْوَطْءِ والأَكل، وَقَدْ هَمَسُوا الْكَلَامَ هَمْساً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ؛ فِي التَّهْذِيبِ: يَعْنِي بِهِ، واللَّه أَعلم، خَفْقَ الأَقدام عَلَى الأَرض، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إِنه نَقْل الأَقْدام إِلى الْمَحْشَرِ، وَيُقَالُ: إِنه الصَّوْتُ الْخَفِيُّ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه تَمَثَّل فأَنشد: وهُنَّ يَمشِين بِنا هَمِيسَا قَالَ: وَهُوَ صَوْتُ نَقْل أَخفاف الإِبل، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: وَيُقَالُ اهمِسْ وصَهْ أَي امْشِ خَفِيّاً وَاسْكُتْ. وَيُقَالُ: هَمْساً وصَهْ وهَسّاً وصَهْ، قَالَ: وَهَذَا سَارِقٌ قَالَ لِصَاحِبِهِ: امْشِ خَفِيًّا وَاسْكُتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَعَلَ بعضُنا يَهْمِس إِلى بعضٍ ؛ الهَمْس: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ لَا يَكَادُ يُفْهَمُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ إِذا صَلَّى العَصر هَمَسَ. الْجَوْهَرِيُّ: هَمْسُ الأَقدام أَخفى مَا يَكُونُ مِنَ صَوْتِ الْوَطْءِ. والأَسد الهَمُوس: الْخَفِيُّ الْوَطْءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ نَفْسَهُ بِالشِّدَّةِ: لَيْثٌ يدُقّ الأَسَدَ الهَمُوسا، ... والأَقْهَبَيْنِ الفِيلَ والجاموسَا وَالشَّيْطَانُ يُوَسْوِس فيَهْمِس بِوَسْوَاسِهِ فِي صَدْرِ ابْنِ آدَمَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبي، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَتَعَوَّذُ باللَّه مِنْ هَمْزِ الشَّيْطَانِ ولَمْزِه وهَمْسه ؛ هُوَ مَا يُوَسْوِسُه فِي الصَّدْرِ. وَالْهَمْزُ: كَلَامٌ مِنْ وَرَاءِ القَفَا كَالِاسْتِهْزَاءِ، وَاللَّمْزُ: مُواجَهَة. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِذا أَسرَّ الْكَلَامَ وأَخفاه فَذَلِكَ الهَمْس مِنَ الْكَلَامِ. قَالَ شَمِرٌ: الهَمْسُ مِنَ الصَّوْتِ والكلامِ مَا لَا غَوْر لَهُ فِي الصَّدْرِ، وَهُوَ مَا هُمِس فِي الْفَمِ. والهَمُوس والهَمِيس، جَمِيعًا: كالهَمْس فِي جميع هذه

_ (1). قوله [الهلبسيس] هو بهذا الضبط في القاموس ونقل شارحه عن الصاغاني أَنه بكسر الهاء والباء. (2). قوله [ولص إلخ] المناسب ذكره في هطلس لا هنا.

الأَشياء، وَقِيلَ: الهَمِيسُ المضْغُ الَّذِي لَا يُفْغَر بِهِ الْفَمُ، وَكَذَلِكَ المشْي الْخَفِيُّ الحِسِّ، وإِذا مضَغ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعَامِ وفُوه منضمٌّ، قِيلَ: هَمَسَ يَهْمِسُ هَمْساً؛ وأَنشد: يأْكُلن مَا فِي رَحْلِهنَّ هَمْسا والهَمْس: أَكل الْعَجُوزِ الدَّرْداء. والهَمْسُ والهَمِيسُ: حِسّ الصَّوْتِ فِي الْفَمِ مِمَّا لَا إِشْرابَ لَهُ مِنْ صَوْتِ الصَّدْرِ وَلَا جهارَة فِي الْمَنْطِقِ وَلَكِنَّهُ كَلَامٌ مَهْمُوس فِي الْفَمِ كالسِّرِّ. وتَهَامَسَ القومُ: تسارُّوا؛ قَالَ: فَتَهامَسُوا سِرّاً وَقَالُوا: عَرِّسُوا ... فِي غَير تَمْئِنَةٍ بِغَيْرِ مُعَرَّسِ وَالْحُرُوفُ المَهْموسة عَشَرَةُ أَحرف يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ [حَثَّه شَخْصٌ فَسَكَت] وَفِي الْمُحْكَمِ: يَجْمَعُهَا فِي اللَّفْظِ قَوْلُكَ [سَتَشْحَثُك خَصَفَه] وَهِيَ الْهَاءُ وَالْحَاءُ وَالْخَاءُ وَالْكَافُ وَالشِّينُ وَالصَّادُ وَالتَّاءُ وَالسِّينُ وَالثَّاءُ وَالْفَاءُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وأَما المَهْمُوس فَحَرْفٌ ضَعُف الاعتمادُ مِنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى جَرَى مَعَهُ النَّفَس؛ قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: وأَنت تَعْتَبِرُ ذَلِكَ بأَنه قَدْ يُمْكِنُكَ تَكْرِيرُ الْحَرْفِ مَعَ جَرْي الصوت نحو [سسس كَكَكَكَ هَهَهَهَ] وَلَوْ تَكَلَّفْتَ ذَلِكَ فِي الْمَجْهُورِ لَمَا أَمكنك. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فأَما حُرُوفُ الهَمْس فإِن الصَّوْتَ الَّذِي يَخْرُجُ مَعَهَا نَفَس وَلَيْسَ مِنْ صَوْتِ الصَّدْرِ، إِنما يَخْرُجُ مُنْسلًا وَلَيْسَ كَنَفْحِ الزَّايِ وَالظَّاءِ والذالِ والصادِ والراءُ شَبِيهَةٌ بِالضَّادِ. الأَزهري: وأَخذته أَخذاً هَمْساً أَي شَدِيدًا، وَيُقَالُ: عَصْراً. وهَمَسَه إِذا عَصره؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ فَجَعَلَ النَّاقَةَ هَمُوساً: غُرَيْرِيَّة الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيَّة، ... هَمُوساً تُبارِي اليَعْمَلاتِ الهَوامِسا وَفِي رَجَزِ مُسَيْلِمَةَ: والذئبُ الهامِس وَاللَّيْلُ الدَّامس؛ الهامِس: الشَّدِيدُ. وأَسد هَمُوس وهَمَّاس: شَدِيدُ الغَمْز بِضِرْسِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يَحْمِي الصَّرِيمَةَ، أُحْدانُ الرجالِ لَهُ ... صَيْدٌ، ومُجْتَرِئٌ باللَّيْل هَمَّاس والهَمُوس: مِنْ أَسماء الأَسد لأَنه يَهْمِسُ فِي الظُّلْمَةِ ثُمَّ جُعل ذَلِكَ اسْمًا يُعْرَفُ بِهِ؛ يُقَالُ: أَسد هَمُوس؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: بَصِيرٌ بالدُّجَى هادٍ هَمُوس قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُمِّيَ الأَسد هَمُوساً لأَنه يَهْمِس هَمْساً أَي يَمْشِي مَشْيًا بخُفْيَة فَلَا يُسْمَع صوتُ وَطْئِهِ. وأَسد هَمُوس: يَمْشِي قَلِيلًا قَلِيلًا. يُقَالُ: هَمَسَ لَيْلَه أَجمع. هملس: رَجُلٌ هَمَلَّس: قَوِيُّ السَّاقَيْنِ شَدِيدُ الْمَشْيِ، وَلَمْ يُلْف إِلا فِي كِتَابِ الْعَيْنِ، وَالْمَعْرُوفُ فِي الْمُصَنَّفِ وَغَيْرِهِ: العَمَلَّس، وَلَعَلَّ الْهَاءَ بَدَلٌ مِنَ الْعَيْنِ لَا تَصِحُّ إِلا عَلَى ذَلِكَ. هنبس: الهَنْبَسَة: التَّحَسُّسُ عَنِ الأَخبار، وقد تَهَنْبَسَ. هنجبس: الهَنْجَبُوس: الخسيس. هندس: الهِنْدِس: مِنْ أَسماء الأَسد: وأَسد هِنْدِس أَي جَرِيء؛ قَالَ جَنْدَلٌ: يأْكل أَو يَحْسُو دَماً، ويَلْحَسُ ... شِدْقَيْه هَوَّاسٌ هِزَبْرٌ هِنْدِس والمُهَنْدِس: الْمُقَدِّرُ لِمَجاري الْمِيَاهِ والقُنِيّ

واحتِفارِها حَيْثُ تُحْفَرُ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الهِنْدازِ، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ أَصلها آوْ أَنْدازْ «1» فَصُيِّرَتِ الزَّايُ سِينًا لأَنه لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ زَايٌ بَعْدَ الدَّالِ، وَالِاسْمِ الهَنْدَسة. وَيُقَالُ: فُلَانٌ هُنْدُوس هَذَا الأَمر وَهُمْ هَنادِسَة هَذَا الأَمر أَي الْعُلَمَاءُ بِهِ. وَرَجُلٌ هُنْدُوس إِذا كَانَ جَيِّدَ النظر مُجرَّباً. هوس: الهَوْس: الطَّوَفان بِاللَّيْلِ وَالطَّلَبُ بِجُرْأَة. هاسَ يَهُوس هَوْساً: طَافَ بِاللَّيْلِ فِي جرْأَة. وأَسد هَوَّاس وَكَذَلِكَ النَّمِر؛ قَالَ: وَفِي يَدِي مِثْلُ مَاءِ الثَّغْبِ ذُو شُطَبٍ، ... أَنَّى نَحَيْتُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمِرُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد الثَّغَب فَسَكَّنَ لِلضَّرُورَةِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: الثَّغْب، بِسُكُونِ الْغَيْنِ، الغَدير. وَرَجُلٌ هَوَّاس وهَوَّاسَةٌ: شُجَاعٌ مجرَّب. والهَوْس: الإِفساد، هاسَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ هَوْساً. والهَوْس: الدَّقُّ، هاسَه يَهُوسُه وهَوَّسه. الأَصمعي: هُسْتُه هَوْساً وهِسْتُه هِيسًا وَهُوَ الْكَسْرُ والدقُّ؛ وأَنشد: إِنَّ لنَا هَوَّاسَةً عَرِيضَا والتَّهَوُّس: الْمَشْيُ الثَّقِيلُ فِي الأَرض الليِّنَة. وهَوِسَ النَّاسُ هَوَساً: وَقَعُوا فِي اخْتِلَاطٍ وَفَسَادٍ. وهَوِسَت النَّاقَةُ هَوَساً، فَهِيَ هَوِسَةٌ: اشْتَدَّتْ ضَبَعَتُها، وَقِيلَ: تَرَدَّدَتْ فِيهَا الضَّبَعَة. وضَبَعٌ هَوَّاس: شَدِيدٌ؛ قَالَ: يُوشِك أَن يُؤْنَسَ فِي الإِينَاسِ، ... فِي مَنْبِتِ البَقْل وَفِي اللُّسَاسِ، مِنْهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ والهَوِيس: النَّظَرُ وَالْفِكْرُ. والهَوْس: الأَكل الشَّدِيدُ. والهَوْس: شِدَّةُ الأَكل. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: النَّاسُ هَوْسَى وَالزَّمَانُ أَهْوَس؛ قَالَ: النَّاسُ يأْكلون طَيِّبَاتِ الزَّمَانِ، والزمانُ يأْكلهم بِالْمَوْتِ. والهَوَّاس: الأَسد؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: هُوَ الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فِينَا شَجَاعَةً، ... وفيمَنْ يُعادِيهِ الهِجَفُّ المُثَّقَّل والهَوْس: المَشي الَّذِي يَعْتَمِدُ فِيهِ صَاحِبُهُ عَلَى الأَرض اعْتِمَادًا شَدِيدًا، وَمِنْهُ سُمِّيَ الأَسد الهَوَّاس. والهَوْس: السَّوْقُ اللَّيِّنُ. يُقَالُ: هُسْت الإِبل فَهَاست أَي تَرْعَى وَتَسِيرُ، وإِنما شُبِّهَ هَوَسان النَّاقَةِ بهَوَسان الأَسد لأَنها تَمْشِي خَطْوة خَطْوَةً وَهِيَ تَرْعَى. والهَوَس، بِالتَّحْرِيكِ: طَرف مِنَ الْجُنُونِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَسود: فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ ، يُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ هيس، واللَّه أَعلم. هيس: الهَيْس مِنَ الْكَيْلِ: الجِزَاف، وَقَدْ هَاسَ. وهاسَ مِنَ الشَّيْءِ هَيْساً: أَخذ مِنْهُ بِكَثْرَةٍ. والهَيْس: السَّير أَيَّ ضَرْبٍ كَانَ. وهاسَ يَهِيسُ هَيْساً سَارَ أَيَّ سَيْرٍ كَانَ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ: إِحْدَى لَيَالِيك فَهِيسِي هِيسِي، ... لَا تَنْعَمِي اللَّيْلَةَ بالتَّعْرِيسِ وهَيْسِ: كَلِمَةٌ تُقَالُ فِي الغارَة إِذا اسْتُبِيحَتْ قَرْيَةٌ أَو قَبِيلَةٌ فَاسْتُؤْصِلَتْ أَي لَا بَقي مِنْهُمْ أَحد فَيَقُولُونَ: هَيْسِ هَيْسِ وَقَدْ هِيسَ القومُ هَيْساً. وَيُقَالُ: حَمَلَ فُلَانٌ عَلَى الْعَسْكَرِ فَهَاسَهم أَي داسَهم مِثْلُ حَاسَهُمْ. وَيُقَالُ: مَا زِلْنَا ليلَتنا نَهِيس أَي نَسْري. وهَيْسِ، مَكْسُورٌ: كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلرَّجُلِ عِنْدَ إِمكان

_ (1). قوله [آو] كذا بالأَصل وفي القاموس آب، وهما بمعنى.

فصل الواو

الأَمر وإِغْرائه بِهِ. والأَهْيَس: الشُّجَاعُ مِثْلُ الأَحْوَس. والهَيْس: اسْمُ أَدَاةِ الفَدَّان؛ عُمَانِيَّةُ «1». والهَيْسَة، بِفَتْحِ الْهَاءِ: أُم حُبَين؛ عَنْ كُرَاعٍ. والأَهْيَسُ: الَّذِي يَدُقُّ كُلِّ شَيْءٍ. أَبو عَمْرٍو: سَاهَاه غافَله وهَاسَاه إِذا سَخِر مِنْهُ فَقَالَ: هَيْسِ هَيْسِ ابْنُ الأَعرابي: إِن لُقْمَانَ بْنِ عَادِ قَالَ فِي صِفَةِ النَّمْلِ: أَقبلَتْ مَيْسَا وأَدْبَرَتْ هَيْسَا. قَالَ: تَهِيسُ الأَرضَ تدُقُّها. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَسود: لَا تُعَرِّفُوا عَلَيْكُمْ فُلَانًا فإِنه ضَعِيفٌ مَا عَلِمْتُه، وعرِّفوا عَلَيْكُمْ فُلَانًا فإِنه أَهْيَسُ أَلْيَسُ : الأَهْيَسُ: الَّذِي يَهُوس أَي يَدُورُ يَعْنِي أَنه يَدُورُ فِي طَلَبِ مَا يأْكله، فإِذا حصَّله جَلَسَ فَلَمْ يَبْرَحْ، والأَصل فِيهِ الْوَاوُ وإِنما قِيلَ بِالْيَاءِ ليُزاوج أَلْيَس. فصل الواو وجس: أَوْجَسَ القلبُ فَزَعاً: أَحَسَّ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ؛ قال أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ فأَضْمَر مِنْهُمْ خَوْفاً، وَكَذَلِكَ التوَجُّس، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مَعْنَى أَوْجَسَ* وَقَعَ فِي نَفْسِهِ الخوفُ. اللَّيْثُ: الوَجْس فَزْعة الْقَلْبِ. والوَجْس: الفَزَع يَقَعُ فِي الْقَلْبِ أَو فِي السَّمْعِ مِنْ صَوْتٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ. والتوَجُّس: التَّسَمُّع إِلى الصَّوْتُ الْخَفِيُّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ صَائِدًا: إِذا تَوَجَّس رِكزاً مِنْ سَنابِكِها، ... أَو كَانَ صاحِبَ أرْضٍ أَوْ بِهِ المُومُ وأَوْجَسَت الأُذنُ وتَوجَّسَت: سَمِعَتْ حِسًّا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: حتَّى أُتِيح لهُ، يَوْماً بِمُحْدَلَةٍ، ... ذُو مِرَّةٍ بِدِوارِ الصَّيْد وَجَّاسُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ عِنْدِي أَنه عَلَى النَّسَبِ إِذ لَا نَعْرِفُ لَهُ فِعلًا. والوَجْسُ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الوَجْس؛ هُوَ أَن يُجَامِعَ الرَّجُلُ امرأَته أَو جَارِيَتَهُ والأُخرى تَسْمَعُ حِسَّهُمَا. وَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ المرأَة والأُخرى تَسْمَعُ، فَقَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الوَجْس ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِي جَانِبِهَا وَجْساً، فَقِيلَ: هَذَا بِلَالٌ؛ الوَجْس الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. وتَوَجَّسَ بِالشَّيْءِ: أَحَسَّ بِهِ فَتَسَمَّع لَهُ. وتوَجَّسْت الشيءَ والصوتَ إِذا سَمِعْتَهُ وأَنت خَائِفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَغَدَا صَبِيحَةَ صَوْتِها مُتَوَجّسَا والواجِسُ: الهَاجِسُ، والأَوْجَس والأَوْجُس: الدَّهْرُ، وَفَتْحُ الْجِيمِ هُوَ الأَفصح. يُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ سَجِيسَ الأَوْجَس والأَوْجُس، وسَجِيسَ عُجَيس الأَوْجس؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ، أَي لَا أَفعله طُولَ الدَّهْرِ. وَمَا ذُقْتُ عِنْدَهُ أَوْجَسَ أَي طَعَامًا، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ. وَيُقَالُ: تَوَجَّسْت الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ إِذا تَذَوَّقته قَلِيلًا، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الأَوْجس. ودس: الوادِسُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا قَدِ غَطَّى وَجْهَ الأَرض. ودَسَت الأَرض وَدْساً وَوَدَّسَتْ وتَوَدَّسَتْ: تَغَطَّتْ بِالنَّبَاتِ وَكَثُرَ نَبَاتُهَا، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ فِي أَول إِنباتها. أَبو عُبَيْدٍ: تَوَدَّسَت الأَرض وأَوْدَسَتْ بِمَعْنًى أَي أَنبتت مَا غَطَّى وَجْهَهَا، وَمَا أَحسن وَدَسَها «2» إِذا خَرَجَ نَبَاتُهَا. وأَرض وَدِسَة: مُتَودِّسة لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ وَلَكِنْ عَلَى النَّسَبِ، والوَدَس والوَدِيس والوِداسُ: مَا غَطَّاهَا مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ

_ (1). قوله [عمانية] وفي العباب يمانية انتهى. شارح القاموس. (2). قوله [ودسها] كذا هو مضبوط في الأَصل بالتحريك وضبط بالقلم في الصحاح بالتسكين.

وَذَكَرَ السَّنَةَ فَقَالَ: وأَيبست الْوَدِيسُ ؛ هُوَ مَا أَخرجت الأَرض مِنَ النَّبَاتِ، والوَدس: أَول نَبَاتِ الأَرض، وَدُخَانٌ موَدِّس. والتَّوْدِيس: رَعْيُ الوادِس مِنَ النَّبَاتِ، والتَّوَدُّس: رَعْيُ الوِدَاس. وودَّسَ إِليه بِكَلِمَةٍ: طَرَحَهَا. وَمَا أَدري أَين وَدَسَ مِنْ بِلَادِ اللَّه ووَدَّسَ أَي أَين ذَهَبَ. ووَدَسَ عليَّ الشيءُ وَدْساً أَي خَفِيَ. وأَين وَدَسْت بِهِ أَي أَين خَبَأْته. والوَدِيس: الرَّقِيقُ مِنَ الْعَسَلِ. والوَدَس: العَيْب؛ يُقَالُ: إِنما يأْخذ السُّلْطَانُ مَنْ بِهِ وَدَس أَي عيب. ورس: الوَرْس: شَيْءٌ أَصفر مِثْلُ اللَّطْخِ يَخْرُجُ عَلَى الرِّمْثِ بَيْنَ آخِرِ الصَّيْفِ وأَوَّل الشِّتَاءِ إِذا أَصاب الثوبَ لَوَّنَه. التَّهْذِيبُ: الوَرْس صِبْغ، والتَّوْرِيس مِثْلُهُ. وَقَدْ أَوْرَس الرِّمْثُ، فَهُوَ مُورِسٌ، وأَوْرَس المكانُ، فَهُوَ وارِسٌ، وَالْقِيَاسُ مُورِسٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فَهُوَ حانِطٌ ومُحْنِطٌ: ابْيَضّ. الصِّحَاحُ: الوَرْس نَبْتٌ أَصفر يَكُونُ بِالْيَمَنِ تُتَّخَذُ مِنْهُ الغُمْرة لِلْوَجْهِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَوْرَسَ الْمَكَانُ وأَوْرَسَ الرِّمْثُ أَي اصفَرَّ وَرَقُهُ بَعْدَ الإِدراك فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلُ المُلاء الصُّفْرِ، فَهُوَ وَارِس، وَلَا يُقَالُ مُورِس، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ، ووَرَّست الثَّوْبَ تَوْرِيساً: صَبَغْتُهُ بالوَرْس، ومِلْحفة وَرْسِيَّة: صُبِغَتْ بالوَرْس. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ وَرْسِيَّة؛ والوَرْسِية الْمَصْبُوغَةُ. وَفِي حَدِيثِ الْحُسَيْنُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه اسْتَسْقى فأُخرج إِليه قَدَح وَرْسِيّ مُفَضَّض؛ هُوَ الْمَعْمُولُ مِنَ الْخَشَبِ النُّضار الأَصفر فَشُبِّهَ بِهِ لِصُفْرَتِهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَرْس لَيْسَ بِبَرِّي يُزْرَعُ سَنَةً فَيَجْلِسُ عَشْرَ سِنِينَ أَي يُقِيمُ فِي الأَرض وَلَا يَتَعَطَّلُ، قَالَ: وَنَبَاتُهُ مِثْلُ نَبَاتِ السِّمْسِمِ فإِذا جَفَّ عِنْدَ إِدراكه تَفَتَّقَتْ خَرَائِطُهُ فيُنْفض، فيَنْتفض مِنْهُ الوَرْس، قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ الثِّقَاتِ أَنه يُقَالُ مُورِس؛ وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرِ ابْنِ هَرْمَة قَالَ: وكأَنَّما خُضِبَتْ بحَمْضٍ مُورِس، ... آباطُها مِنْ ذِي قُرُونِ أَيايِلِ وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: وَرَسَ النَّبْتُ وُرُوساً اخْضَرَّ؛ وأَنشد: فِي وارِسٍ مِنَ النَّخِيل قَدْ ذَفِر ذَفِرَ، كَثر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ أَسمعه إِلا هَاهُنَا، قَالَ: وَلَا فَسَّرَهُ غَيْرُ أَبي حَنِيفَةَ. وَثَوْبٌ وَرِسٌ ووارِس ومُوَرِّسٌ ووَرِيس: مَصْبُوغٌ بالوَرْس، وأَصْفَر وارِسٌ أَي شَدِيدُ الصُّفْرَةِ، بَالَغُوا فِيهِ كَمَا قَالُوا أَصْفَر فاقِع، والوَرْسِيُّ مِنَ الأَقداح النُّضار: مِنْ أَجودها، وَمِنَ الْحَمَامِ مَا كَانَ أَحمر إِلى الصُّفْرَةِ. ووَرِسَت الصخرةٌ إِذا رَكِبَهَا الطُّحْلب حَتَّى تخضَرَّ وتَمْلاسَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ويَخْطُو عَلَى صُمّ صِلابٍ، كأَنها ... حِجَارَةُ غِيلٍ وارِساتٌ بطُحْلُب وسس: الوَسْوَسَة والوَسْواس: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ مِنْ رِيحٍ. والوَسْواس: صَوْتُ الحَلْي، وَقَدْ وَسْوَسَ وَسْوَسَة ووِسْوَاساً، بِالْكَسْرِ. والوَسْوَسَة والوِسْوَاس: حَدِيثُ النَّفْسِ. يُقَالُ: وَسْوَسَتْ إِليه نَفْسُهُ وَسْوَسَةً ووِسْوَاساً، بِكَسْرِ الْوَاوِ، والوَسْواسُ، بِالْفَتْحِ، الِاسْمُ مِثْلُ الزِّلْزال والزَّلْزال، والوِسْواس، بِالْكَسْرِ، الْمَصْدَرُ. والوَسْواس، بِالْفَتْحِ: هُوَ الشَّيْطَانُ. وكلُّ مَا حدَّثك ووَسْوَسَ إِليك، فَهُوَ اسْمٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَوَسْوَسَ

لَهُمَا الشَّيْطانُ؛ يُرِيدُ إِليهما وَلَكِنَّ الْعَرَبَ تُوصِلُ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ كُلِّهَا الْفِعْلَ. وَيُقَالُ لِهَمْس الصَّائِدِ وَالْكِلَابِ وأَصواتِ الْحَلْيِ: وَسْوَاس؛ وَقَالَ الأَعشى: تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً، إِذا انْصَرفت، ... كَمَا اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل والهَمْس: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ يَهُزُّ قَصَباً أَو سِبّاً، وَبِهِ سُمِّيَ صَوْتُ الْحَلْيِ وَسْواساً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ، ويُسْهِرهُ ... تَذَوُّبُ الرِّيح، والوَسْوَاسُ والهِضَبُ يَعْنِي بالوَسْواس هَمْسَ الصَّيَّادِ وَكَلَامَهُ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ خَلِيفَةَ يَقُولُ الوَسْوَسَة الْكَلَامُ الْخَفِيُّ فِي اخْتِلَاطٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْده إِلى الوَسْوَسَة ؛ هِيَ حَدِيثُ النَّفْسِ والأَفكار. وَرَجُلٌ مُوَسْوِس إِذا غَلَبَتْ عَلَيْهِ الوَسْوسة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَمَّا قُبِض رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُسْوِسَ ناسٌ وكنت فيمن وُسْوِسَ ؛ يُرِيدُ أَنه اخْتَلَطَ كَلَامُهُ ودُهش بِمَوْتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والوَسْواس: الشَّيْطَانُ، وَقَدْ وَسْوَس فِي صَدْرِهِ ووَسْوَس إِليه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ؛ أَراد ذِي الوَسْواس وَهُوَ الشَّيْطَانُ الَّذِي يُوَسوس فِي صُدُورِ النَّاسِ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: إِن لَهُ رأْساً كرأْس الْحَيَّةِ يَجْثِمُ عَلَى الْقَلْبِ، فإِذا ذَكَرَ العبدُ اللَّه خَنس، وإِذا تَرَكَ ذِكْرَ اللَّه رَجَعَ إِلى الْقَلْبِ يُوَسوس. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الوِسْواس، بِالْكَسْرِ، الْمَصْدَرُ. وَكُلُّ مَا حَدَّثَ لَكَ أَو وَسْوَسَ، فَهُوَ اسْمٌ. وَفُلَانٌ المُوَسْوِس، بِالْكَسْرِ: الَّذِي تَعْتَرِيهِ الوَساوِس. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ مُوَسْوِس وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ مُوَسْوَس. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِنما قِيلَ مُوَسْوِس لِتَحْدِيثِهِ نَفْسَهُ بالوَسْوسة؛ قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الصَّيَّادَ: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ يَقُولُ: لَمَّا أَحَسَّ بِالصَّيْدِ وأَراد رَمْيَهُ وَسْوَسَ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ حَذَرَ الْخَيْبَةِ. وَقَدْ وَسْوَسَتْ إِليه نَفْسُهُ وَسْوَسة ووِسْواساً، بِالْكَسْرِ، ووَسْوس الرجلَ: كلَّمه كَلَامًا خَفِيًّا. ووَسْوس إِذا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لم يبينه. وطس: وَطَسَ الشيءَ وَطْساً: كَسَرَهُ ودقَّه. والوَطِيس: المَعْركة لأَن الْخَيْلَ تَطِسُها بِحَوَافِرِهَا. والوَطِيس: التَّنُّورُ. والوَطِيس: حُفَيْرَةٌ تُحْتَفَرُ وَيُخْتَبَزُ فِيهَا وَيُشْوَى، وَقِيلَ: الوَطِيس شَيْءٌ يُتَّخَذُ مِثْلَ التَّنُّور يُخْتَبَزُ فِيهِ، وَقِيلَ: هِيَ تنُّور مِنْ حَدِيدٍ، وَبِهِ شُبِّه حَرّ الحَرْب. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حُنَيْن: الْآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ ، وَهِيَ كَلِمَةٌ لَمْ تُسمع إِلا مِنْهُ، وَهُوَ مِنْ فَصِيحِ الْكَلَامِ عَبَّرَ بِهِ عَنِ اشتِباك الحَرْب وَقِيَامِهَا عَلَى سَاقٍ. الأَصمعي: الوَطِيس حِجَارَةٌ مُدَوَّرَةٌ فإِذا حَمِيَتْ لَمْ يُمْكِنْ أَحداً الْوَطْءُ عَلَيْهَا، يُضْرب مَثَلًا للأَمر إِذا اشْتَدَّ: قَدْ حَمِي الوَطِيسُ. وَيُقَالُ: طِسِ الشيءَ أَي أَحْمِ الْحِجَارَةَ وضَعْها عَلَيْهِ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الوَطِيس الضِّراب فِي الْحَرْبِ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: الْآنَ حِينَ حَمِيَ الوَطِيس أَي حَمِيَ الضِّراب وجَدَّت الحربُ وَاشْتَدَّتْ، قَالَ: وَقَوْلُ النَّاسِ الوَطِيس التَّنُّورُ بَاطِلٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِمْ حَمِيَ الوَطِيس: هُوَ الْوَطْءُ الَّذِي يَطِسُ النَّاسَ أَي يَدُقُّهُمْ وَيَقْتُلُهُمْ، وأَصل الوَطْس الْوَطْءُ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل. وَيُرْوَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُفعت لَهُ «1» يَوْمَ مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم

_ (1). هكذا في الأَصل، ولعله أَراد: رفعت له ساحة الحرب، أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد.

فَقَالَ: حَمِيَ الْوَطِيسُ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوة: الوَطِيسُ يُحْتَفَرُ فِي الأَرض ويُصَغَّر رأْسه ويُخْرق فِيهِ خَرْق لِلدُّخَانِ ثُمَّ يُوقَدُ فِيهِ حَتَّى يَحْمى ثُمَّ يُوضَعُ فِيهِ اللَّحْمُ ويُسَدّ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنَ الْغَدِ وَاللَّحْمُ عاتٍ لَمْ يَحْتَرِقْ، وَرُوِيَ عَنِ الأَخفش نَحْوُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الوَطِيس الْبَلَاءُ الَّذِي يَطِسُ النَّاسَ أَي يَدُقُّهُمْ وَيَقْتُلُهُمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ وَجَمْعُهُ كُلُّهُ أَوْطِسَة ووُطُسٌ. والوَطِيس: وَطْءُ الْخَيْلِ؛ هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الإِبل؛ قَالَ عَنْتَرَةُ بْنُ شدَّاد الْعَبْسِيُّ: خَطَّارَة غِبَّ السُّرَى مَوَّارة، ... تَطِسُ الإِكام بذاتِ خُفٍّ مِيْثَم «1» الوطْس: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بِالْخُفِّ وَغَيْرِهِ. وخَطَّارة: تُحَرِّك ذَنَبَهَا فِي مَشْيِهَا لِنَشَاطِهَا. وغِبّ السُّرى: بَعْدَه. وَمَوَّارَةٌ: سريعةُ دورانِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ. والإِكامُ: جَمْعُ أَكَمَة لِلْمُرْتَفِعِ مِنَ الأَرض. وَقَوْلُهُ: ذَاتُ خُفٍّ مِيْثَم أَي تُكَسِّرِ مَا تطؤُه. يُقَالُ: وَثَمَه يَثِمُه إِذا كسره. وأَوْطاس: موضع. وعس: الوَعْساء والأَوْعَسُ والوَعْس والوَعْسة، كلُّه: السَّهْلُ اللَّيِّنُ مِنَ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض اللَّيِّنَةُ ذَاتُ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: هِيَ الرَّمْلُ تَغِيبُ فِيهِ الأَرجل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلْقَتْ طَلًا بوَعْسَةِ الحَوْمانِ وَالْجَمْعُ أَوْعُسٌ ووُعْس وأَواعِس، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ. وَالسَّهْلُ أَوْعَسُ، والمِيعاس مِثْلُهُ. ووَعْساءُ الرَّمْلِ وأَوْعَسُه: مَا انْدَكَّ مِنْهُ وسهُل. والمَوْعِس كالوَعْس؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا تَرْتَعِي المَوْعِس مِنْ عَدابِها، ... وَلَا تُبالي الجَدْبَ مِنْ جَنابِها وَالْمِيعَاسُ كالوَعْس؛ قَالَ اللَّيْثُ: الْمَكَانُ الَّذِي فِيهِ الرَّمْلُ مِنَ الوَعْس وَهُوَ الرَّمْلُ الَّذِي تَسُوخُ فِيهِ الْقَوَائِمُ. وَرَمْلٌ أَوْعَس، وَهُوَ أَعظم مِنَ الوَعْساء؛ وأَنشد: ألْبسْنَ دِعْصاً بَيْنَ ظَهْرَيْ أَوْعَسا وَقَالَ جَرِيرٌ: حَيِّ الهِدَمْلَة مِنْ ذَاتِ المَواعِيسِ «2» وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلقت طلا بوعسة الحومان وأَوْعَسَ القومُ: رَكِبُوا الوَعْس مِنَ الرَّمْلِ. والمِيعاسُ: الطَّرِيقُ؛ وأَنشد: واعَسْنَ مِيعاساً وجُمْهُورات، ... مِنَ الكَثِيبِ، مُتَعَرِّضات والميعاسُ: الأَرض الَّتِي لَمْ توطأْ. ووَعَسَه الدهرُ: حَنَّكَه وأَحْكَمَه. والمُواعَسَة والإِيعاسُ: ضَرْب مِنْ سَيْرِ الإِبل فِي مَدِّ أَعناق وسَعة خُطى فِي سُرْعَةٍ؛ قَالَ: كَمِ اجْتَبْنَ مِنْ لَيْل إِلَيْكَ، وأَوْعَسَتْ ... بِنَا البِيدَ أَعْناقُ المَهاري الشَّعاشِع البِيدَ: مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ أَو عَلَى السَّعة. وأَوْعَسْنَ بالأَعْناق إِذا مَدَدْنَ الأَعناق فِي سَعة الخَطْو. والمُواعَسَة: المُباراة فِي السَّيْرِ، وهي المُواضَخَة، وَلَا تَكُونُ المُواعسة إِلا بِاللَّيْلِ. وأَوْعَسْنا: أَدْلجنا والوَعْس: شِدَّةُ الْوَطْءِ عَلَى الأَرض. والمَوْعُوس: كالمَدْعُوس. والوَعْسُ: شَجَرٌ تُعْمل مِنْهُ الْعِيدَانُ الَّتِي يُضرب بِهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

_ (1). وَفِي معلقة عنترة: بوَخْدِ بدل بذات. (2). قوله [حيّ الهدملة إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وذات المواعيس موضع.

رَهاوِيَّةٌ مُنْزعٌ دَفُّها، ... تُرَجّع فِي عُودِ وَعْسٍ مَرَنْ وَقَسَ: اللَّيْثُ: الوَقْسُ الْفَاحِشَةُ وذِكْرُها؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وحاصِن مِنْ حاصِناتٍ مُلْسِ ... عَن الأَذى، وعَنْ قِرافِ الوَقْسِ ضَرَبَ الجَرَبَ مَثَلًا لِلْفَاحِشَةِ قَالَ: والوَقْسُ الصَّوْتُ، قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الوَقْس فَجَعَلَهُ فَاحِشَةً وأَخطأَ فِي لَفْظِ الوَقْس بِمَعْنَى الصَّوْتِ، وَصَوَابُهُ الوَقْشُ. الْجَوْهَرِيُّ: وقَسَه وقْساً أَي قَرَفه. وإِنَّ بِالْبَعِيرِ لوَقْساً إِذا قارَفه شَيْءٌ مِنَ الجَرَب، وَهُوَ بَعِيرٌ مَوْقُوس. والوَقْس: الْجَرَبُ، وَقِيلَ: هُوَ أَول الجَرَب قَبْلَ انْتِشَارِهِ فِي الْبَدَنِ؛ قَالَ: الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابية مِنْ بَنِي نُمَيْر كَانَتِ اسْتُرْعِيت إِبلًا جُرْباً، فَلَمَّا أَراحَتْها سأَلتْ صاحبَ النِّعم فَقَالَتْ: أَين آوِي هَذِهِ المُوَقَّسَة؟ أَرادت بالمُوَقَّسَةِ الجُرْب؛ وَمِنْ أَمثالهم: الوَقْسُ يُعْدي فتَعَدَّ الوَقْسا، ... مَنْ يَدْنُ لِلْوَقْسِ يُلاقِ تَعْسا الوَقْس: الجَرَب. والتَّعْس: الْهَلَاكُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لتَجَّنُّب مَنْ تَكْرَهُ صُحْبَتَهُ. وَيُقَالُ: إِن بِهِ لوَقْساً إِذا قارَفه شَيْءٌ مِنَ الجَرَب؛ وأَنشد الأَصمعي لِلْعَجَّاجِ: يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ، ... مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ، مِنَ الأَذى وَمِنْ قِراف الوَقْسِ وَقَوْمٌ أَوْقاسٌ: نَطِفُون مُتَّهَمُون يُشَبَّهون بالجَرْباء. تَقُولُ الْعَرَبُ: لَا مِساسَ لَا مِساس، لَا خَيْرَ فِي الأَوْقاس. ورأَيت أَوْقاساً مِنَ النَّاسِ أَي أَخْلاطاً، وَلَا وَاحِدَ لَهَا. والوَقْس: السِّقَاطُ والعبيد؛ عن كراع. وَكَسَ: الوَكْسُ: النَّقْصُ. وَقَدْ وَكَسَ الشيءُ: نَكَس. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَهَا مَهْر مِثْلِهَا لَا وَكْس وَلَا شطَط أَي لَا نُقْصَانَ وَلَا زِيَادَةَ؛ الوَكْس: النَّقْصُ، والشَّطَطُ: الْجَوْرُ. ووَكَسْتُ فُلَانًا: نَقَصْته. والوَكْسُ: اتِّضاع الثَّمَنِ فِي الْبَيْعِ؛ قَالَ: بِثَمَنٍ مِنْ ذَاكَ غَيْرِ وَكْسِ، ... دُونَ الغَلاءِ، وفُوَيْقَ الرُّخْصِ أَي بثمنٍ مِنْ ذَاكَ غيرِ ذِي وَكْس، وَجُمِعَ بَيْنَ السِّينِ وَالصَّادِ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمَّى الإِكْفاءَ، وَيُقَالُ: لَا تَكِسْ يَا فلانُ الثمنَ، وإِنه ليُوضَع ويُوكَس، وَقَدْ وُضِع ووُكِسَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: مَنْ بَاعَ بَيْعَتين فِي بَيْعَةٍ فَلَهُ أَوْكَسُهما أَو الرِّبا ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَعلم أَحداً قَالَ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ وصحَّحَ البيعَ بأَوْكَس الثَّمَنَين إِلا مَا يُحْكَى عَنِ الأَوْزاعي، وَذَلِكَ لِمَا يَتَضَمَّنُهُ مِنَ الغَرَر وَالْجَهَالَةِ، قَالَ: فإِن كَانَ الْحَدِيثُ صَحِيحًا فَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ حُكُومَةً فِي شَيْءٍ بِعَيْنِهِ كأَن أَسلفه دِينَارًا فِي قَفِيز بُرٍّ إِلى أَجَل، فَلَمَّا حلَّ طَالِبُهُ، فَجَعَلَهُ قَفِيزَيْنِ إِلى أَمَدٍ آخَرَ، فَهَذَا بَيْعٌ ثَانٍ دَخَلَ عَلَى الْبَيْعِ الأَول، فيُرَدَّانِ إِلى أَوْكَسِهما أَي أَنقصهما وَهُوَ الأَول، فإِن تبايَعا الْبَيْعَ الثَّانِي قَبْلَ أَن يَتَقَابَضَا كَانَا مُرْبِيَيْن؛ وَقَدْ وُكِسَ فِي السِّلْعَةِ وَكْساً. وأُوكِس الرَّجُلُ إِذا ذَهَبَ مالُه. والوَكْس: دُخُولُ الْقَمَرِ فِي نجمٍ غَدْوَةً؛ قَالَ: هَيَّجها قَبْل لَيَالِي الوَكْس

أَبو عَمْرٍو: الوَكْس مَنْزِلُ الْقَمَرِ الَّذِي يُكْسف فِيهِ. وبَرأَت الشجَّة عَلَى وَكْسٍ إِذا بَقِيَ فِي جَوْفِهَا شَيْءٌ. وَيُقَالُ: وُكِسَ فلانٌ فِي تِجَارَتِهِ وأُوكِسَ أَيضاً، عَلَى مَا لَمْ يسمِّ فَاعِلَهُ فِيهِمَا، أَي خَسِرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلى الْحُسَيْنُ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، إِني لَمْ أَكِسْك وَلَمْ أَخِسْك؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَمْ أَكِسْك لَمْ أَنْقِمْك وَلَمْ أَخِسْك أَي لَمْ أُباعِدْك مِمَّا تُحب، والأَوّل مِنْ وَكَس يَكِسُ، وَالثَّانِي مِنْ خاسَ يَخِيس بِهِ، أَي لَمْ أَنْقُصْك حَقَّكَ ولم أَنقُض عهدك. وَلَسَ: الوَلْس: الْخِيَانَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَا يُوالِس وَلَا يُدالس. وَمَا لِي فِي هَذَا الأَمر وَلْسٌ وَلَا دَلْسٌ أَي مَا لِي فِيهِ خَديعَة وَلَا خِيَانَةً. والمُوَالَسَة: الخِداع. يُقَالُ: قَدْ تَوالَسُوا عَلَيْهِ وتَرَاقدوا عَلَيْهِ أَي تَنَاصَرُوا عَلَيْهِ فِي خِبٍّ وخَديعة. وَوَالَسَه: خادَعه. والمُوالَسَة: شِبْهُ المُداهَنَة فِي الأَمر. وَيُقَالُ لِلذِّئْبِ ولَّاسٌ. والوَلْسُ: السُّرْعَةُ. وَوَلَسَت النَّاقَةُ تَلِس وَلَساناً فَهِيَ وَلُوسٌ: أَسرعت، وَقِيلَ: أَعْنَقَتْ فِي سَيْرِهَا، وَقِيلَ: الوَلَسان سِيَرٌ فَوْقَ العَنَق والإِبل يُوالِسُ بَعْضُهَا بَعْضًا فِي السَّيْرِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَنَق. التَّهْذِيبُ: الوَلُوس النَّاقَةُ الَّتِي تَلِس فِي سَيْرِهَا وَلَساناً، والوَلُوس: السَّرِيعَةُ مِنَ الإِبل. وَمَسَ: الوَمْس: احْتِكاك الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ حَتَّى يَنْجَرد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ قَالَ: وَلَمْ أَسمع الوَمْس لِغَيْرِهِ، وَالرِّوَايَةُ مَوْر المَوارِكِ. وأَوْمَسَ العِنَب: لانَ للنُّضْجِ. وامرأَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ: فَاجِرَةٌ زَانِيَةٌ تَمِيلُ لمُرِيدِها كَمَا سُمِّيَتْ خَرِيعاً مِنَ التَخَرُّع وَهُوَ اللِّينُ وَالضَّعْفُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات، والمُومِسات: الْفَوَاجِرُ مُجَاهَرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ جُرَيْجٍ: حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ المُومِسات ، وَيُجْمَعُ عَلَى مَيامِس أَيضاً ومَوامِيس، وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَ: ميامِيس وَلَا يَصِحُّ إِلا عَلَى إِشباع الْكَسْرَةِ لِيَصِيرَ يَاءً كمُطْفِل ومَطافِل ومَطافِيل. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: أَكْثر أَتْباع الدَّجَّال أَولاد المَيامِس ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَولاد المَوامِس ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ اخْتَلَفَ فِي أَصل هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ مِنَ الْهَمْزَةِ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ مِنَ الْوَاوِ، وكلٌّ مِنْهُمَا تكلَّف لَهُ اشْتِقَاقًا فِيهِ بُعْدٌ، وَذَكَرَهَا هُوَ فِي حَرْفِ الْمِيمِ لِظَاهِرِ لَفْظِهَا وَلِاخْتِلَافِهِمْ فِي لَفْظِهَا. وَهَسَ: الوَهْس: شِدَّةُ الغَمْز. والوَهْس: الْكَسْرُ عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ كَسْرُكَ الشَّيْءَ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرض وِقَايَةٌ لِئَلَّا تُبَاشِرَ بِهِ الأَرض. والوَهْس: الدَّقّ، وَهَسَه وَهْساً وَهُوَ مَوْهُوسٌ ووَهِيسٌ. والوَهْس: الْوَطْءُ. ووَهَسَه وَهْساً: وطِئَه وَطأً شَدِيدًا. ومَرَّ يَتَوَهَّس أَي يغْمز الأَرض غَمْزاً شَدِيدًا، وَكَذَلِكَ يَتَوهَّز. وَرَجُلٌ وَهْسٌ: مَوْطُوءٌ ذَلِيلٌ. والوَهْس أَيضاً: السَّيْرُ، وَقِيلَ: شِدَّةُ السَّيْرِ، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: سَيْرٌ وَهْس، وَقَدْ تَواهَسَ القومُ. والوَهْس أَيضاً: فِي شِدَّةِ البَضْع والأَكل؛ وأَنشد: كأَنه لَيْث عَرِين دِرْباسْ ... بالعَثَّرَيْنِ، ضَيْغَمِيٌّ وهَّاسْ ووَهَسَ وَهْساً ووَهِيساً: اشْتَدَّ أَكله وبَضْعه. والوَهِيسَة: أَن يُطْبَخَ الجَرَاد ثم يجفَّف ويدقَّق فيُقْمَخ وَيُؤْكَلُ بدَسَم، وَقِيلَ: يُبْكَلُ بسَمْن، ويُبْكَل أَي يُخْلَط، وَقِيلَ: يُخْلَطُ بدَسَم.

فصل الياء

الْجَوْهَرِيُّ: التَّوهُّس مَشْيُ الْمُثْقَلِ فِي الأَرض. والوَهْس: الشَّر والنَّمِيمَة؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: بِتنَقُّص الأَعْراضِ والوَهْسِ والمُواهَسة: المُشارَّة «3». وَيَسَ: وَيْسُ: كَلِمَةٌ فِي مَوْضِعِ رأْفة واسْتِمْلاحٍ كَقَوْلِكَ لِلصَّبِيِّ: وَيْسَه مَا أَمْلَحَه والوَيْح والوَيْس: بِمَنْزِلَةِ الوَيْل فِي الْمَعْنَى. وَوَيْسٌ لَهُ أَي وَيْلٌ، وَقِيلَ: وَيْسٌ تَصْغِيرٌ وَتَحْقِيرٌ، امْتَنَعُوا مِنَ اسْتِعْمَالِ الْفِعْلِ مِنَ الوَيْس لأَن الْقِيَاسَ نَفَاهُ وَمَنَعَ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنه لَوْ صُرِّف مِنْهُ فِعْلٌ لَوَجَبَ اعْتِلَالُ فَائِهِ وَعَدَمِ عَيْنِهِ كَباعَ، فَتَحامَوا اسْتِعْمَالَهُ لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، وأَدخل الأَلف وَاللَّامَ عَلَى الوَيْس، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَسَمِع ذَلِكَ أَم هُوَ مِنْهُ تبسُّط وإِدْلال. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِهِ: أَما وَيْسَك فإِنه لَا يُقَالُ إِلا لِلصِّبْيَانِ، وأَما وَيْلَك فَكَلَامٌ فِيهِ غِلَظ وشَتْم، قَالَ اللَّه تَعَالَى لِلْكُفَّارِ، وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً؛ وأَما وَيْح فَكَلَامٌ ليِّن حَسَنٌ، قَالَ: وَيُرْوَى أَن وَيْح لأَهل الْجَنَّةِ ووَيْل لأَهل النَّارَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ، قَالَ لعَمَّار: ويْح ابْنِ سُمَيَّة تَقْتُلُهُ الفِئَة الْبَاغِيَةُ وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير قَالَ فِي الْحَدِيثِ قَالَ لِعَمَّارٍ: وَيْسَ ابْنُ سُمَيَّة ، قَالَ: وَيْس كَلِمَةٌ تُقَالُ لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق بِهِ مِثْلَ وَيْح، وحكمُها حكمُها. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، أَنها لَيْلَةٌ تَبِعت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ حُجْرتها لَيْلًا فَنَظَرَ إِلى سَوَادِهَا فَلحِقها وَهُوَ فِي جَوْفِ حُجْرتها فَوَجَدَ لَهَا نَفَساً عَالِيًا، فَقَالَ: وَيْسها مَاذَا لَقِيت «4» اللَّيْلَةَ؟ وَلَقِيَ فُلَانٌ وَيْساً أَي مَا يُرِيدُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا، ... ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا قَالَ: مَعْنَاهُ أَنها لَقِيَتْ مِنْهُ مَا شَاءَتْ، فالوَيْس عَلَى هَذَا هُوَ الْكَثِيرُ. وَقَالَ مرَّة: لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي مَا لَا يُرِيدُ، وَفَسَّرَ بِهِ هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا السّمَيْدَع يَقُولُ فِي هَذِهِ الثَّلَاثَةِ إِنها بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ إِن صحَّ لَهُ: يُقَالُ وَيْسٌ لَهُ فَقْرٌ لَهُ. والوَيْسُ: الْفَقْرُ. يُقَالُ: أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره. فصل الياء يَأَسَ: اليَأْس: القُنوط، وَقِيلَ: اليَأْس نَقِيضُ الرَّجَاءِ، يَئِسَ مِنَ الشَّيْءِ يَيْأَس ويَيْئِس؛ نَادِرٌ عَنْ سِيبَوَيْهِ، ويَئِسَ ويَؤُس عَنْهُ أَيضاً، وَهُوَ شَاذٌّ، قَالَ: وإِنما حَذَفُوا كَرَاهِيَةَ الْكَسْرَةِ مَعَ الْيَاءِ وَهُوَ قَلِيلٌ، وَالْمَصْدَرُ اليَأْسُ واليَآسَة واليَأَس، وَقَدِ استَيْأَسَ وأَيْأَسْته وإِنه لَيَائِسٌ ويَئِس ويَؤُوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ: وأَما يَئِسَ وأَيِسَ فالأَخيرة مَقْلُوبَةٌ عَنِ الأَوْسِ لأَنه لَا مصدرَ لأَيِسَ، وَلَا يَحْتَجُّ بإِياس اسْمِ رَجُل فإِنه فِعالٌ مِنَ الأَوْس وَهُوَ الْعَطَاءُ، كَمَا يُسَمى الرَّجُلُ عَطِيَّةَ اللَّه وهِبَة اللَّه والفَضْلَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَلْيَاءُ مُضَرَ تَقُولُ يَحْسِبُ ويَنْعِم ويَيْئِس، وَسَفَّلَاهَا بِالْفَتْحِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهَذَا عِنْدَ أَصحابنا إِنما يَجِيءُ عَلَى لُغَتَيْنِ يَعْنِي يَئِسَ يَيْأَس ويأَس يَيْئِس لُغَتَانِ ثُمَّ يُرَكَبُ مِنْهُمَا لُغَةٌ، وأَما ومِقَ يَمِق ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَلي يَلي ووَثِقَ يَثِق ووَرِثَ يَرِث فَلَا يجوز فيهن إِلا

_ (3). جاء في مرح: التواهس التسارر. (4). قوله [ماذا لقيت] الذي في النهاية ما لقيت.

الْكَسْرُ لُغَةٌ وَاحِدَةٌ. وآيَسَه فُلَانٌ مِنْ كَذَا فاسْتَيْأَس مِنْهُ بِمَعْنَى أَيِسَ واتَّأَسَ أَيضاً، وَهُوَ افتَعَل فأُدغم مِثْلَ اتَّعَدَ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: لَا يَأْسَ مِنْ طُولٍ أَي أَنه لَا يُؤْيَسُ مِنْ طُولِهِ لأَنه كَانَ إِلى الطُّولِ أَقرب مِنْهُ إِلى الْقِصَرِ. واليَأْسُ: ضِدُّ الرَّجاء، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ اسْمٌ نَكِرَةٌ مَفْتُوحٌ بِلَا النَّافِيَةِ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَنباري فِي كِتَابِهِ: لَا يائِس مِنْ طُولٍ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا يُؤْيَس مِنْ أَجل طُولِهِ أَي لَا يَأْيَسُ مُطاوِلُه مِنْهُ لإِفراط طُولِهِ، فَيائِس بِمَعْنَى مَيْؤُوس كَمَاءٍ دافِق بِمَعْنَى مَدْفُوق. واليَأْسُ مِنَ السِّلُ لأَن صاحبه مَيْؤُوسٌ مِنْهُ. ويَئِسَ يَيْئِسُ ويَيْأَس: عَلِمَ مِثْلَ حَسِب يَحْسِبُ ويَحْسَب: قَالَ سُحَيْم بْنُ وَثِيلٍ اليَرْبُوعي، وَذَكَرَ بَعْضُ العلَماء أَنه لِوَلَدِهِ جَابِرِ بْنِ سُحَيْم بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِيهِ: أَني ابنُ فَارِسِ زَهْدَم، وَزَهْدَمٌ فَرَسُ سُحَيْمٍ: أَقُولُ لَهُمْ بالشِّعْبِ إِذ يَيْسِرُونَني: ... أَلم تَيْأَسُوا أَني ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟ يَقُولُ: أَلم تعْلموا، وَقَوْلُهُ يَيْسرونني مِنْ أَيسار الجَزُور أَي يَجْتَزِرُونني ويَقْتَسمونني، وَيُرْوَى يَأْسِرونني مِنَ الأَسْر، وأَما قَوْلُهُ إِذ يَيْسِرونني فإِنما ذَكَرَ ذَلِكَ لأَنه كَانَ وَقَعَ عَلَيْهِ سِباءٌ فَضَرَبُوا عَلَيْهِ بالمَيْسِر يَتَحَاسَبُونَ عَلَى قِسْمَةِ فِدائه، وَزَهْدَمٌ اسْمُ فَرَسٍ، وَرُوِيَ: أَني ابْنُ قَاتِلِ زَهْدَمٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ عَبْسٍ، فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ الشِّعْرُ لِسُحَيْمٍ؛ وَرَوِيَ هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً فِي قَصِيدَةٍ أُخرى عَلَى هَذَا الرويِّ وَهُوَ: أَقول لأَهل الشَّعب إِذ يَيْسِرُونَنِي: ... أَلم تيأَسوا أَني ابْنُ فَارِسِ لازِمِ؟ وصاحِب أَصْحابِ الكَنِيفِ، كأَنَّما ... سَقاهم بِكَفَّيْهِ سِمامَ الأَراقِمِ وَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيضاً يَكُونُ الشِّعْرُ لَهُ دُونَ وَلَدِهِ لِعَدَمِ ذِكْرِ زَهْدَم فِي الْبَيْتِ. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْن: يَئِسْتُ بِمَعْنَى عَلِمْت لُغَةَ هَوازِن، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هِيَ لغةُ وَهْبِيل حَيٌّ مِنَ النَّخَع وَهُمْ رَهْطُ شَريكٍ، وَفِي الصِّحَاحِ فِي لُغَةِ النَّخَع. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ؛ أَي أَفَلم يَعْلَم، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ أَفلم يَعْلَمِ الَّذِينَ آمَنُوا عِلْمًا يَئِسوا مَعَهُ أَن يَكُونَ غَيْرَ مَا عَلِمُوهُ؟ وَقِيلَ مَعْنَاهُ: أَفلم يَيْأَس الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ إِيمان هؤُلاء الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بأَنهم لَا يُؤْمِنُونَ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يقرأُ: أَفلم يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَوْ يَشَاءُ اللَّه لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَتَبَ الْكَاتِبُ أَفلم يَيْأَس الَّذِينَ آمَنُوا، وَهُوَ نَاعِسٌ، وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هُوَ فِي الْمَعْنَى عَلَى تَفْسِيرِهِمْ إِلا أَن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَوقع إِلى الْمُؤْمِنِينَ أَنه لَوْ شَاءَ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا، فَقَالَ: أَفلم ييأَسوا عِلْمًا، يَقُولُ يُؤْيِسهم الْعِلْمُ فَكَانَ فِيهِ الْعِلْمُ مُضْمَرًا كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلَامِ: قَدْ يَئِسْتُ مِنْكَ أَن لَا تُفْلح، كأَنك قُلْتَ: قَدْ عَلَمْتُهُ عَلَمًا. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: يَيْأَسُ* بِمَعْنَى عَلِم لُغَةً للنَّخَع ، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْهَا فِي الْعَرَبِيَّةِ إِلا عَلَى مَا فَسَّرْتُ، وَقَالَ أَبو إِسحق: الْقَوْلُ عِنْدِي فِي قَوْلِهِ: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ إِيمان هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّه بأَنهم لَا يؤْمنون لأَنه قَالَ: لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً، وَلُغَةٌ أُخرى: أَيِسَ يَأْيَسُ وآيَسْتُه أَي أَيْأَسْتُه، وَهُوَ اليَأْسُ والإِياسُ، وَكَانَ فِي الأَصل الإِيياسُ بِوَزْنِ الإِيعاس. وَيُقَالُ: اسْتَيْأَس بِمَعْنَى يَئِسَ، وَالْقُرْآنُ نَزَلَ بِلُغَةِ مَنْ قرأَ يَئِسَ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنه قرأَ فَلَا تَايَسُوا ، بِلَا هَمْزٍ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ غَيْرَ قَبِيلَةٍ يَقُولُونَ أَيِس يايَسُ، بِغَيْرِ همز. وإِلْياس: اسم.

يَبِسَ: اليُبْس، بِالضَّمِّ: نَقِيضُ الرُّطُوبَةِ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَوْلِكَ يَبِسَ الشيءُ يَيْبِسُ ويَيْبَس، الأَول بِالْكَسْرِ نَادِرٌ، يَبْساً ويُبْساً وَهُوَ يابِسٌ، وَالْجَمْعُ يُبَّس؛ قَالَ: أَوْرَدَها سَعْدٌ عَلَيَّ مُخْمِسا، ... بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا واليَبْسُ، بِالْفَتْحِ: اليابِسُ. يُقَالُ: حَطَبٌ يَبْس؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: كأَنه خِلْقة؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: تُخَشْخِشُ أَبْدانُ الحَديدِ عَلَيهمُ، ... كَمَا خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحَصادِ جَنُوبُ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ جَمْعُ يابِس مِثْلَ راكِب ورَكْب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واليَبْس واليَبَس اسْمَانِ لِلْجَمِيعِ. وتَيْبيسُ الشَّيْءِ: تَجْفِيفُهُ، وَقَدْ يَبَّسْتُه فاتَّبَس، وَهُوَ افْتَعَل فأُدغم، وَهُوَ مُتَّبِس؛ عَنِ ابْنِ السَّرَّاجِ. وَشَيْءٌ يَبُوسٌ: كَيابسٍ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتَها، فكأَنَّها ... ذَبُلَتْ منَ الهِنْديِّ غَيْر يَبُوسِ أَراد عَصاً ذَبُلَتْ أَو قَناة ذَبُلَتْ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ. واتَّبَس يَتَّبِس، أَبدلوا التَّاءَ مِنَ الْيَاءِ، ويَأْتَبِس كُلُّهُ كيَبِس، وأَيْبَسْتُه. وَمَكَانٌ يَبْسٌ ويَبيس: يابِسٌ كَذَلِكَ. وأَرض يَبْس ويَبَسٌ، وَقِيلَ: أَرض يَبْسٌ قَدْ يَبِس ماؤُها وَكَلَؤُهَا، ويَبَسَ: صُلبة شَدِيدَةٌ. واليَبَس، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَكَانُ يَكُونُ رَطْبًا ثُمَّ يَيْبَس؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً . وَيُقَالُ أَيضاً: امرأَة يَبَسٌ لَا تُنيلُ خَيراً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِلى عَجُوزٍ شَنَّةِ الْوَجْهِ يَبَس وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ كَانَتِ النُّدُوَّة والرُّطُوبة فِيهِ خِلْقة: فَهُوَ يَيْبَس فِيهِ يُبْساً «1»، وَمَا كَانَ فِيهِ عَرَضاً قُلْتُ: جَفّ. وَطَرِيقٌ يَبَسٌ: لَا نُدُوَّة فِيهِ وَلَا بَلَلَ. واليَبَسُ مِنَ الكَلإِ: الْكَثِيرُ اليَابِسُ، وَقَدْ أَيْبَسَت الخُضْر وأَرض مُوبِسَة. الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا يَبِسَ مِنْ أَحرار الْبُقُولُ وَذُكُورِهَا اليَبِيسُ والجَفِيفُ والقَفِيفُ، وأَما يَبِيسُ البُهْمَى، فَهُوَ الْعُرْقُوبُ «2» والصُّفارُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا يُقَالُ لِمَا يَبِس مِنَ الحَلِيِّ والصِّلِّيَان والحَلَمَة يَبيسٌ، وإِنما اليَبِيسُ مَا يَبِس مِنَ العُشْب والبُقول الَّتِي تَتَنَاثَرُ إِذا يَبِسَت، وَهُوَ اليُبْس واليَبيسُ أَيضاً «3»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ولمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ بِهِ ... مِنَ الرُّطْبِ، إِلا يُبْسُها وهَجِيرُها وَيُرْوَى يَبْسها، بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. واليَبِيس مِنَ النَّبَاتِ: مَا يَبِس مِنْهُ. يُقَالُ: يَبِس، فَهُوَ يَبِيس، مِثْلَ سَلِمَ، فَهُوَ سَلِيمٌ. وأَيْبَسَت الأَرض: يَبِس بَقْلُهَا، وأَيْبَسَ القومُ أَيضاً كَمَا يُقَالُ أَجْرَزُوا مِنَ الأَرض الجُرْزِ. وَيُقَالُ لِلْحَطَبِ: يَبْسٌ، وللأَرض إِذا يَبِسَت: يَبْسٌ. ابْنُ الأَعرابي: يَبَاسِ، هِيَ السَّوْأَة والفُندُورة. والشَّعَرُ اليابِس: أَرْدَؤُه وَلَا يَرَى فِيهِ سَحْجٌ وَلَا دُهْن وَوَجْهٌ يابِسٌ: قَلِيلُ الْخَيْرِ. وَشَاةٌ يَبَسٌ ويَبْس: انْقَطَعَ لِبَنُهَا فيَبِسَ ضَرْعها وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا لَبَنٌ. وأَتان يَبْسة ويَبَسَة، يَابِسَةٌ ضَامِرَةٌ؛ السُّكُونُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْفَتْحُ عَنْ ثَعْلَبٍ، وكلأَ يَابِسٌ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي الْحَيَوَانِ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَن نِسَاءَ العرب

_ (1). قوله [فَهُوَ يَيْبَسُ فِيهِ يُبْسًا] كذا بالأَصل مضبوطاً. (2). قوله [العرقوب] كذا بالأَصل. (3). قوله [واليبيس أَيضاً] كذا بالأَصل ولعله واليَبْس بفتح الياء وسكون الباء.

يَقُلْن فِي الأُخَذ: أَخَّذْتُه بالدَّرْدَبيس تَدِر العِرق اليَبِيس. قَالَ: تَعْنِي الذَّكر. ويَبِسَت الأَرض: ذَهَبَ ماؤُها ونَدَاها. وأَيْبَسَت: كَثُرَ يَبيسُها. والأَيْبَسانِ: عَظْمَا الوَظِيفَيْن مِنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَقِيلَ: مَا ظَهَرَ مِنْهُمَا وَذَلِكَ لِيُبْسِهما. والأَيابِسُ: مَا كَانَ مِثْلَ عُرْقوب وساقٍ. والأَيْبَسان: مَا لَا لَحْمَ عَلَيْهِ مِنَ الساقَيْن. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي سَاقِ الْفَرَسِ أَيْبَسان وَهُمَا مَا يَبِس عَلَيْهِ اللَّحْمُ مِنَ السَّاقَين؛ وَقَالَ الرَّاعِي: فَقُلْتُ لَهُ: أَلْصِقْ بأَيْبَس سَاقِها، ... فإِن تَجْبُر العُرْقُوبَ لَا تَجْبُر النَّسَا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الأَيْبَس هُوَ الْعَظَمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الظُّنْبُوب الَّذِي إِذا غَمَزْته فِي وَسَطِ سَاقِكَ آلمَك، وإِذا كُسِر فَقَدْ ذَهَبَتِ السَّاقُ، قَالَ: وَهُوَ اسْمٌ لَيْسَ بِنَعْتٍ، وَالْجَمْعُ الأَيابِس. ويَبِيسُ الْمَاءِ: العَرَق، وَقِيلَ: العَرَق إِذا جَفَّ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ يَصِفُ خَيْلًا: تَراها مِنْ يَبِيسِ الْمَاءِ شُهْباً، ... مُخالِطُ دِرَّةٍ مِنْهَا غِرارُ الغِرار: انْقِطَاعُ الدِّرَّة؛ يَقُولُ: تُعْطِي أَحياناً وَتَمْنَعُ أَحياناً، وإِنما قَالَ شَهْباً لأَن العَرَق يَجِفُّ عَلَيْهَا فتَبْيَضُّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِيبَسْ يَا رَجُلُ أَي اسكتْ. وسَكْرانُ يابِس: لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ شدَّة السُّكْرِ كأَن الْخَمْرَ أَسكتته بِحَرَارَتِهَا. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: رَجُلٌ يابِس مِنَ السُّكْر، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه سَكِر جِدًّا حَتَّى كأَنه مات فَجفّ. يُوسِ: الْيَاس: السِّل. وإِلْيَاس بْنُ مُضَر: مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ أَبي العاصِيَة السُّلَمي: فلَوْ أَنَّ داءَ اليَاسِ بِي، فأَعانَني ... طَبِيب بأَرْواح العَقِيقِ، شَفانِيَا قَالَ ثَعْلَبٌ: داءُ الْيَاس يَعْنِي إِلْيَاس بْنَ مُضَر، كَانَ أَصابه السِّل فَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي السِّل داءَ اليَاس.

ش

ش حرف الشين المعجمة ش: الشين مِنَ الْحُرُوفِ المَهْموسة، والمهْموس حَرْفٌ لانَ فِي مَخْرَجه دُونَ المَجْهور وَجَرَى مَعَ النَّفَس، فَكَانَ دُونَ الْمَجْهُورِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ، وَهُوَ مِنَ الْحُرُوفِ الشَّجْريَّة أَيضاً. فصل الألف أبش: الأَبْشُ: الجمْع. وَقَدْ أَبشه وأَبَشَ لأَهله يَأْبشُ أَبْشاً: كَسَب. وَرَجُلٌ أَبَّاش: مكتسِب. وَيُقَالُ: تَأَبَّش الْقَوْمُ وتَهَبَّشوا إِذا تجيَّشوا وتجمَّعوا. أرش: أَرَّش بَيْنَهُمْ: حَمَل بعضَهم عَلَى بَعْضٍ وحَرَّش. والتَّأْرِيش: التَّحْرِيشُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَصْبَحْت مِنْ حِرْصٍ عَلَى التَّأْرِيش وأَرَّشْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ تَأْرِيشاً: أَفسدت. وتَأْرِيش الحرْب والنار: تَأْرِيثُهما. والأَرْش مِنَ الْجِرَاحَاتِ: مَا لَيْسَ لَهُ قَدْرٌ مَعْلُومٌ، وَقِيلَ: هُوَ دِيَةُ الْجِرَاحَاتِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الأَرْشِ الْمَشْرُوعِ فِي الحُكومات، وَهُوَ الَّذِي يأْخذه الْمُشْتَرِي مِنَ الْبَائِعِ إِذا اطَّلَع عَلَى عَيْبٍ فِي المَبيع، وأُرُوش الْجِنَايَاتِ وَالْجِرَاحَاتِ جَائِزَةٌ لَهَا عَمَّا حَصَلَ فِيهَا مِنَ النَّقْص، وسُمِّي أَرْشاً لأَنه مِنْ أَسباب النِّزَاعِ. يُقَالُ: أَرَّشْت بَيْنَ الْقَوْمِ إِذا أَوقعت بَيْنَهُمْ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: أَصْبِحْ، فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ يَقُولُ: إِن عِرضي صَحِيحٌ لَا عَيْبَ فِيهِ. والمَأْرُوش: المَخْدوش؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَقُولُ انْتَظِرْ حَتَّى تَعْقِل فَلَيْسَ لَكَ عِنْدَنَا أَرْش إِلا الأَسِنَّة، يَقُولُ: لَا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً. قَالَ: والأَرْش الدِّيَةُ. شَمِرٌ عَنْ أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه: الأَرْشُ الرشْوَة، وَلَمْ يَعْرِفَاهُ فِي أَرْش الْجِرَاحَاتِ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: الأَرْش مِنَ الْجِرَاحَاتِ كالشَّجَّة ونحوِها. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: ائْتَرِشْ مِنْ فُلَانٍ خُماشَتَك يَا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها. وَقَدِ ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصل الأَرْش الخَدْش، ثُمَّ قِيلَ لِمَا يُؤْخَذُ دِيَةً لَهَا: أَرْش، وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهُ النَّذْر، وَكَذَلِكَ عُقْر المرأَة مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْوَاطِئِ ثَمَنًا لبُضْعها، وأَصله مِنَ العَقْر كأَنه عَقَرها حِينَ وَطِئَهَا وَهِيَ بكر

فصل الباء

فاقْتَضَّها، فَقِيلَ لِمَا يُؤْخَذُ بِسَبَبِ العَقْر: عُقْر. وقال القتيبي: يُقَالُ لِمَا يُدْفَعُ بَيْنَ السَّلَامَةِ وَالْعَيْبِ فِي السِّلْعة أَرْش، لأَن المُبْتاع لِلثَّوْبِ عَلَى أَنه صَحِيحٌ إِذا وَقَفَ فِيهِ عَلَى خَرْق أَو عَيْبٍ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَائِعِ أَرْش أَي خُصُومَةٌ وَاخْتِلَافٌ، مِنْ قَوْلِكَ أَرَّشْت بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ إِذا أَغْرَيت أَحدهما بِالْآخَرِ وأَوقعت بَيْنَهُمَا الشَّرَّ، فَسُمِّيَ مَا نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش. أشش: الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ: النَّشَاطُ والارْتِياح، وَقِيلَ: هُوَ الإِقبال عَلَى الشَّيْءِ بِنَشَاطٍ، أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً؛ وأَنشد: كَيْف يُؤَاتِيهِ وَلَا يَؤُشُّهُ والأَشَّاش: الهَشَّاش. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ إِذا رأَى مِنْ أَصحابه بَعْضَ الأَشاش وعَظهم ، أَي إِقْبالًا بِنَشَاطٍ. والأَشاش والهَشَاش: الطَّلاقة والبَشاشة. وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً: قام بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ وَتَحَرَّكُوا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبهم قَالُوا أَشَّ عَلَى غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مِثْلُ هَشَّ هَشّاً، قَالَ: وَلَا أَقف عَلَى حَقِيقَتِهِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَشُّ الْخُبْزُ الْيَابِسُ الهَشّ؛ وأَنشد شَمِرٌ: رُبَّ فَتَاةٍ مِنْ بَني العِنازِ، ... حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَازِ ذِي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي، ... تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَحازِ شَمِرٌ عَنْ بَعْضِ الْكِلَابِيِّينَ: أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت، قَالَ: أَشَّت إِذا أَخذَت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قَطَرت. أقش: بَنُوا أُقَيْشٍ: حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ إِليهم تُنْسَبُ الإِبل الأُقَيْشِيَّة؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: كأَنَّكَ مِنْ جِمَال بَني أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقعُ بَيْنَ رِجْلَيْه بِشَنّ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ العرب. فصل الباء برش: البَرَش والبُرْشَةُ: لَوْنٌ مُخْتَلِفٌ، نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ وأُخرى سَوْدَاءُ أَو غَبْراء أَو نَحْوُ ذَلِكَ. والبَرَش: مِنْ لُمَعِ بياضٍ فِي لَوْنِ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ أَيّ لَوْنٍ كَانَ إِلا الشُّهْبَة، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ البِرْذَوْنَ، وَقَدْ بَرِشَ وابْرَشَّ وَهُوَ أَبْرَشُ؛ الأَبْرَشُ: الَّذِي فِيهِ أَلوان وخِلْط، والبُرْشُ الْجَمْعُ. والبَرَش فِي شَعْرِ الْفَرَسِ: نُكَتٌ صِغار تَخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ، وَالْفَرَسُ أَبْرَش وَقَدِ ابْرشَّ الْفَرَسُ ابْرِشاشاً، وَشَاةٌ بَرْشاءُ: فِي لَوْنِهَا نُقَط مُخْتَلِفَةٌ. وحَيَّة بَرْشاءُ: بِمَنْزِلَةِ الرَّقْشاءِ، والبَرِيش مِثْلُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وتَرَكَتْ صاحِبَتي تَفْرِيشي، ... وأَسْقَطَتْ مِنْ مُبْرَمٍ بَرِيشِ أَي فِيهِ أَلوان. والأَبرشُ: لَقَبُ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ بِهِ بَرَص فكنَوْا بِهِ عَنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ الأَبرَش لأَنه أَصابه حَرْق فَبَقِيَ فِيهِ مِنْ أَثر الحرْق نُقَط سُود أَو حُمْر، وَقِيلَ: لأَنه أَصابه بَرَص فَهَابَتِ الْعَرَبُ أَن تَقُولَ أَبْرَص فَقَالَتْ أَبْرَش. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَكَانَ جَذِيمَةُ الملِكُ أَبْرَصَ فلقَّبته الْعَرَبُ الأَبرَش؛ الأَبرَش: الأَرْقَط والأَنْمَر الَّذِي تَكُونُ فِيهِ بُقْعَةٌ بَيْضَاءُ وأُخرى أَيّ لَوْنٍ كَانَ، والأَشْيَم: الَّذِي يَكُونُ بِهِ شَامٌ في جسده، والمُدَثَّر: الَّذِي يَكُونُ بِهِ نُكَت فَوْقَ البَرَش. وَفِي حَدِيثِ الطرماح: رأَيت جَذِيمَةَ الأَبرَشَ قَصِيرًا أُبَيْرِش ؛ هُوَ تَصْغِيرُ أَبرَش. والبُرْشة: هُوَ لَوْنٌ مُخْتَلِطٌ حُمْرَةً وَبَيَاضًا أَو غَيْرَهُمَا

مِنَ الأَلوان. وبِرْذَوْنٌ أَرْبَشُ: ذُو بَرَش. وَسَنَةٌ رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء: كَثِيرَةُ العُشْب. وَقَوْلُهُمْ: دَخَلْنَا فِي البَرْشاءِ أَي فِي جَمَاعَةِ النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَرْشاءُ الناسِ جماعتُهم الأَسود والأَحمر، وَمَا أَدري أَيُّ البَرْشاءِ هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. وأَرض بَرْشاءُ ورَبْشاءُ: كَثِيرَةُ النَّبْتِ مُخْتَلِفٌ أَلوانها، وَمَكَانٌ أَبْرَش كَذَلِكَ. وَبَنُو البَرْشاءِ: قَبِيلَةٌ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِبَرَشٍ أَصاب أُمهم؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ورَبُّ بَني البَرْشاءِ ذُهْلٍ وقَيْسِها ... وشَيْبَانَ، حَيْثُ اسْتَنْهَلتْها المَناهِلُ وبُرْشان: اسْمٌ. والأَبْرَشِيَّةُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: نَظَرْتُ بِقَصْرِ الأَبْرَشِيَّةِ نَظْرَةً، ... وطَرْفِي وَراءَ النَّاظِرِين قَصِيرُ برغش: ابْرَغَشَّ: قَامَ مِنْ مَرَضِهِ. التَّهْذِيبُ: اطْرَغَشَّ مِنْ مَرَضِهِ وابْرَغَشَّ أَي أَفاق بمعنى واحد. برقش: بَرْقَشَ الرجلُ بَرْقَشَةً: وَلَّى هَارِبًا. والبَرْقَشَة: شِبْهُ تَنْقيش بأَلوان شَتَّى وإِذا اخْتَلَفَ لَوْنُ الأَرْقَشِ سُمي بَرْقَشَةً. وبَرْقَشه: نقَشَه بأَلوان شَتى. وتَبَرْقَش الرجلُ: تَزَيَّن بأَلوان شَتَّى مُخْتَلِفَةٍ، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذا الْوَنَّ. وتَبَرْقَشت الْبِلَادُ: تَزَيَّنت وَتَلَوَّنَتْ، وأَصله مِنْ أَبي بَراقِشَ. وتركْتُ الْبِلَادَ بَراقِشَ أَي مُمْتَلِئَةً زَهْراً مُخْتَلِفَةً مِنْ كُلِّ لَوْنٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِلْخَنْسَاءِ: تَطِيرُ حَواليَّ البِلادُ بَرَاقِشاً، ... بأَرْوَعَ طَلَّابِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ وَقِيلَ: بِلَادٌ بَراقشُ مُجْدِبة خَلاءٌ كبَلاقِع سَوَاءً، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الأَضداد. والبَرْقَشَة: التَّفَرُّقُ؛ عَنْهُ أَيضاً. والمُبْرَنْقشُ: الفَرِح الْمَسْرُورُ. وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ: حَسُنَتْ. وابْرَنْقَشَت الأَرض: اخْضَرَّت. وابْرَنْقَشَ الْمَكَانُ: انْقَطَعَ مِنْ غَيْرِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِلى مِعَى الخَلْصَاء حَيْثُ ابْرَنْقَشا والبِرْقِشُ، بِالْكَسْرِ: طُوَيْئِرٌ مِنَ الحُمَّرِ مُتَلَوِّنٌ صَغِيرٌ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يُسَمِّيهِ أَهل الْحِجَازِ الشُّرْسُور؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ صِبْيَانَ الأَعراب يُسَمُّونَهُ أَبا بَراقِش، وَقِيلَ: أَبو بَراقِش طَائِرٌ يَتَلوَّن أَلواناً شَبِيهٌ بالقُنْفُذ أَعلى رِيشِهِ أَغبر وأَوسطه أَحمر وأَسفله أَسود فإِذا انْتَفَش تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَلواناً شَتَّى؛ قَالَ الأَسدي: إِنْ يَبْخَلُوا أَو يَجْبُنُوا، ... أَو يَغْدِرُوا لَا يَحْفِلُوا يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجّلينَ، ... كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا كَأَبي بَراقِشَ، كُلّ لَوْنٍ ... لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ وَصَفَ قَوْمًا مَشْهُورِينَ بِالْمَقَابِحِ لَا يَسْتَحُونَ وَلَا يحْتَفِلون بِمَنْ رَآهُمْ على ذلك، ويَغْدوا بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ لَا يَحْفِلوا لأَن غُدُوَّهم مُرَجّلين دَلِيلٌ عَلَى أَنهم لَمْ يحْفِلوا. والتَّرْجِيل: مَشْط الشَّعْرِ وإِرساله. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: أَبو بَرَاقِشَ طَائِرٌ يَكُونُ فِي العِضَاهِ وَلَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ، وَلَهُ سِتُّ قَوَائِمَ ثَلَاثٌ مِنْ جَانِبٍ وَثَلَاثٌ مِنْ جَانِبٍ، وَهُوَ ثَقِيلُ العَجْز تَسْمع لَهُ حَفِيفاً إِذا طَارَ، وَهُوَ يَتَلوَّن أَلواناً. وبَرَاقِشُ: اسْمُ كَلْبَةٍ لَهَا حَدِيثٌ؛ وَفِي الْمَثَلِ: عَلَى أَهْلها دَلَّتْ بَرَاقِشُ، قَالَ ابْنُ هَانِئٍ: زَعَمَ يُونُسُ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قَالَ هَذَا الْمَثَلَ: على أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فَصَارَتْ مَثَلًا؛ حَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ قَالَ: بَرَاقِشُ اسْمُ كَلْبَةٍ نَبَحَتْ عَلَى جَيْشٍ مَرّوا وَلَمْ

يشعُروا بِالْحَيِّ الَّذِي فِيهِ الْكَلْبَةُ، فَلَمَّا سَمِعُوا نُبَاحَهَا عَلِمُوا أَن أَهلها هُنَاكَ فَعَطَفُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَبَاحُوهُمْ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَيُرْوَى هَذَا الْمَثَلُ: على أَهلها تجني بَرَاقِشُ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ حَمْزَةَ بْنِ بِيضٍ: لمْ تَكُنْ عَنْ جِنايَة لَحِقَتْني، ... لَا يَسارِي وَلَا يَميني جنَتْني بَلْ جَناها أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ، ... وعَلى أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْني قَالَ: وبَرَاقِشُ اسْمُ كَلْبَةٍ لِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ أُغِيرَ عَلَيْهِمْ فِي بَعْضِ الأَيام فَهرَبوا وتَبِعَتْهم بَرَاقِشُ، فَرَجَعَ الَّذِينَ أَغاروا خَائِبِينَ وأَخذوا فِي طَلَبِهِمْ، فَسمِعَتْ بَرَاقِشُ وَقْعَ حوافرِ الْخَيْلِ فنَبَحَتْ فَاسْتَدَلُّوا عَلَى مَوْضِعِ نباحِها فاستَباحُوهم. وَقَالَ الشَّرْقي بْنُ القَطامي: بَرَاقِش امرأَة لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ، وَكَانَ بَنُو أَبيه لَا يأْكلون لُحُومَ الإِبل، فأَصاب مِنْ بَرَاقِشَ غُلَامًا فَنَزَلَ لقمانُ عَلَى بَنِي أَبيها فأَوْلَمُوا وَنَحَرُوا جَزُوراً إِكراماً لَهُ، فَرَاحَتْ بَرَاقِشُ بِعَرْقٍ مِنَ الْجَزُورِ فدفَعَتْه لِزَوْجِهَا لقمانَ فأَكله، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ مَا تَعَرّقْتُ مثلَه قَطُّ طَيِّبًا فَقَالَتْ بَرَاقِشُ: هَذَا مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ، قَالَ: أَوَلُحُومُ الإِبلِ كُلّها هَكَذَا فِي الطِّيب؟ قَالَتْ: نَعَم، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: جَمِّلْنا واجْتَمِل، فأَقبل لُقْمَانُ عَلَى إِبلِها وإِبلِ أَهلها فأَشرع فِيهَا وَفَعَلَ ذَلِكَ بَنُو أَبيه، فَقِيلَ: عَلَى أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فَصَارَتْ مَثَلًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ بَرَاقِشُ اسْمُ امرأَة وَهِيَ ابْنَةُ مَلِك قَدِيمٍ خَرَجَ إِلى بَعْضِ مَغازِيه واسْتَخْلَفَها عَلَى مُلْكه فأَشار عَلَيْهَا بعضُ وُزَرائها أَن تَبْنيَ بِنَاءً تُذْكَرُ بِهِ، فبَنَتْ مَوْضِعَيْنِ يُقَالُ لَهُمَا بَرَاقِشُ ومَعِينٌ، فَلَمَّا قَدِمَ أَبوها قَالَ لَهَا: أَردتِ أَن يَكُونَ الذِّكْرُ لكِ دُوني، فأَمر الصُّنَّاع الذين بَنَوْهما بأَن يهدِموها، فَقَالَتِ الْعَرَبُ: عَلَى أَهلها تَجْنِي بَرَاقِشُ وَحَكَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَن بَرَاقِشَ ومعينَ مَدِينَتَانِ بُنِيَتا فِي سَبْعِينَ أَو ثَمَانِينَ سَنَةً؛ قَالَ: وَقَدْ فَسَّرَ الأَصمعي بَرَاقِشَ وَمَعِينَ فِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ معديكرب وأَنهما مَوْضِعَانِ وَهُوَ: دَعَانَا مِنْ بَرَاقِشَ أَو مَعِينٍ، ... فأَسْرَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيع وَفَسَّرَ اتلأَبّ باسْتقَام، والمَلِيعَ بِالْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض، وبَرَاقِشُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: تَسْتَنُّ بالضِّروِ مِنْ بَرَاقِشَ أَو ... هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ مِنَ العُتُم برنش: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو زَيْدٍ وَالْكِسَائِيُّ: مَا أَدري أَيُّ البَرَنْشاء هُوَ وأَيُّ البَرَنْساء هُوَ، مَمْدُودَانِ. بشش: البَشّ: اللُّطْفُ فِي المسأَلة والإِقبالُ عَلَى الرجُل، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَضْحَكَ لَهُ وَيَلْقَاهُ لِقَاءً جَمِيلًا، وَالْمَعْنَيَانِ مُقْتَرِبان. والبَشاشة: طَلَاقَةُ الْوَجْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: إِذا اجْتَمَعَ الْمُسْلِمَانِ فتَذاكَرا غَفَرَ اللَّهُ لأَبَشِّهِما بِصاحِبه. وَفِي حَدِيثِ قَيْصَر: وَكَذَلِكَ الإِيمانُ إِذا خالطَ بشاشةَ الْقُلُوبِ ؛ بشاشةُ اللِّقَاءِ: الْفَرَحُ بِالْمَرْءِ وَالِانْبِسَاطُ إِليه والأُنس بِهِ. وَرَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ وَبَشَّاشٌ: طَلْق الْوَجْهِ طَيّب. وَقَدْ بَشِشْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ، أَبَشُّ بَشّاً وبَشاشَةً؛ قَالَ: لَا يَعْدَم السائلُ مِنْهُ وِقْرا، ... وقَبْلَهُ بَشاشَةً وبِشْرا ورُوِي بيتُ ذِي الرُّمَّةِ:

أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ ... بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول؟ بِكَسْرِ الْبَاءِ، فإِما أَن تَكُونَ بَشَشْت مَقُولَةً، وإِما أَن يَكُونَ مِمَّا جَاءَ عَلَى فَعِلَ يَفْعِل. والبَشِيشُ: الوَجْهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ مُضِيءُ البَشِيش، والبَشِيشُ كالبَشاشَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَكَرُّمًا، والهَشّ للتَّهْشِيشِ، ... وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ يَعْقُوبُ: يُقَالُ لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بِي، وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا مِنَ الشِّينِ الْوُسْطَى بَاءً كَمَا قَالُوا تَجَفَّفَ. وتَبَشّش بِهِ وتَبَشْبَشَ مَفْكُوكٌ مِنْ تَبَشَّشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ لِلصَّلَاةِ والذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ كَمَا يتَبَشْبَشُ أَهل الْبَيْتِ بِغَائِبِهِمْ إِذا قَدِم عَلَيْهِمْ ؛ وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ لتَلَقّيه جَلَّ وَعَزَّ إيَّاه بِبِرِّه وَكَرَامَاتِهِ وَتَقْرِيبِهِ إِياه. ابْنُ الأَعرابي: الْبَشُّ فرحُ الصَّدِيق بالصدِيق واللطفُ فِي المسأَلة والإِقبالُ عَلَيْهِ. والتَّبَشْبُشُ فِي الأَصل: التَّبَشُّش فَاسْتُثْقِلَ الْجَمْعُ بَيْنَ ثلاث شينات فلقلب إِحداهن بَاءً. وَبَنُو بَشَّة: بطن من بَلْعَنْبَر. بطش: البَطْش: التَّنَاوُلُ بِشِدَّةٍ عِنْدَ الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بطشٌ؛ بَطَشَ يَبْطُشُ ويَبْطِشُ بَطْشاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ أَي مُتَعَلِّقٌ بِهِ بقوَّة. والبَطْشُ: الأَخذ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ؛ قَالَ الْكَلْبِيُّ: مَعْنَاهُ تَقْتُلون عِنْدَ الْغَضَبِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تَقْتُلون بِالسَّوْطِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن بَطْشَهُم كَانَ بالسَّوط والسَّيْف، وإِنما أَنكر اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ لأَنه كَانَ ظُلماً، فأَما فِي الْحَقِّ فالبَطْش بِالسَّيْفِ وَالسَّوْطِ جَائِزٌ، والبَطْشة: السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف؛ وبَاطَشَهُ مُبَاطَشَةً وبَاطَشَ كبَطَشَ؛ قَالَ: حُوتاً إِذا مَا زادُنا جِئْنَا بِهِ، ... وقَمْلَةً إِن نحنُ بَاطَشْنَا بِهِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ليْسَتْ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ بَاطَشْنا بِهِ كَبِهِ مَنْ سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ، وإِنما هِيَ مثلُ بِه مِنْ قَوْلِكَ استَعَنَّا بِهِ وتَعاونَّا بِهِ، فَافْهَمْ. وبَطَشَ بِهِ يَبْطش بَطْشاً: سَطا عَلَيْهِ فِي سُرْعة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما . وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ بَطَشَ فلانٌ مِنَ الحُمّى إِذا أَفاق مِنْهَا وَهُوَ ضَعِيفٌ. وبِطَاشٌ ومُباطِشٌ: اسمان. بغش: البَغْشُ والبَغْشَة: المَطَرُ الضَّعِيفُ الصغِيرُ القَطْر، وَقِيلَ: هُمَا السَّحَابَةُ الَّتِي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السَّمَاءُ تَبْغَشُهم بَغْشاً، وَقِيلَ الْبَغْشَةُ المطَرَة الضَّعِيفَةُ وَهِيَ فَوْقَ الطَّشَّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ، وبُغِشَت الأَرضُ، فَهِيَ مَبْغوشة. وَيُقَالُ: أَصابتهم بَغْشَة مِنَ الْمَطَرِ أَي قَلِيلٌ مِنَ الْمَطَرِ. الأَصمعي: أَخَفُّ الْمَطَرِ وأَضعفُه الطَّلُّ ثُمَّ الرَّذاذُ ثُمَّ البَغْشُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ عَنْ أَبيه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونَحْن فِي سَفَر فأَصابنا بَغْشٌ مِنْ مَطَرٍ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وسلم: أَن مَنْ شَاءَ أَن يُصَلِّيَ فِي رَحْله فَلْيَفْعَلْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فأَصابنا بُغَيْش ، تصْغير بَغْش وَهُوَ الْمَطَرُ الْقَلِيلُ، أَوّلُه الطَّلُّ ثُمَّ الرّذَاذُ ثُمَّ البَغْش، وَقَدْ بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً. بنش: بَنِّشْ أَي اقْعُدْ؛ عَنْ كَرَاعٍ، كَذَلِكَ حَكَاهُ بالأَمْر، وَالسِّينُ لُغَةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ:

وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: إِن كُنتَ غَير صائِدي فبَنِّش قَالَ: وَيُرْوَى فبَنِّس أَي اقْعُدْ. بهش: بَهَشَ إِليه يَبْهَش بَهْشاً وبَهَشَه بِهَا: تناولَتْه، نالَتْهُ أَوْ قَصُرت عَنْهُ. وبَهَشَ القومُ بعضُهم إِلى بَعْضٍ يَبْهَشُون بَهْشاً، وَهُوَ مِنْ أَدْنى القِتال. والبَهْشُ: المسارَعةُ إِلى أَخذِ الشَّيْءِ. وَرَجُلٌ باهِشٌ وبَهُوش. وبَهْشُ الصقْرِ الصَّيدَ: تَفَلُّتُه عَلَيْهِ. وبهشَ الرجُلَ كأَنَّه يَتَناوَلُه ليَنْصُوَه. وَقَدْ تبَاهَشَا إِذا تَناصَيا بِرُؤُوسهما، وإِن تَناوَلَه وَلَمْ يأْخُذْه أَيضاً، فَقَدْ بَهَش إِليه. ونَصَوْت الرجُلَ نَصْوًا إِذا أَخذت برأَسه. وَلِفُلَانٍ رأْس طَوِيلٌ أَي شَعَر طَوِيل، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سأَل ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ حَيَّةٍ قتَلَها وَهُوَ مُحْرِم، فَقَالَ: هَلْ بَهَشَتْ إِليكَ؟ أَراد: هَلْ أَقبَلَتْ إِليك تُريدُك؟ وَمِنْهُ فِي الْحَدِيثِ: مَا بَهَشْتُ إِليهم بقَصَبة أَي مَا أَقبلت وأَسرعت إِليهم أَدفَعُهم عَنِّي بِقَصَبَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُدْلِعُ لسانَه للحسنِ بْنِ عَلِيٍّ فإِذا رأَى حُمْرة لِسَانِهِ بَهَشَ إِليه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ للإِنسان إِذا نَظَرَ إِلى شيءٍ فأَعْجَبَه وَاشْتَهَاهُ فتَناوَلَه وأَسْرَع نحوَه وَفَرِحَ بِهِ: بَهَشَ إِليه؛ وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بن جنبا التَّمِيمِيُّ: سَبَقْت الرجالَ الباهِشِينَ إِلى النَّدى، ... فِعَالًا ومَجْداً، والفِعَالُ سِبَاق ابْنُ الأَعرابي: البَهْش الإِسراع إِلى الْمَعْرُوفِ بالفَرح. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْجَنَّةِ: وإِن أَزواجَه ليَبْتَهِشْنَ عِنْدَ ذَلِكَ ابْتِهاشاً. وبَهَشْتُ إِلى الرجُل وبَهَشَ إِليَّ: تَهيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ وتهيأَ لَهُ. وبَهَشَ إِليه. فَهُوَ بَاهِشٌ وبَهِشٌ: حَنَّ. وبَهَشَ بِهِ: فرِح؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. اللَّيْثُ: رجُل بَهْش بَشّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وبَهَشْتُ إِلى فُلَانٍ بِمَعْنَى حَنَنت إِليه. وبَهَشَ إِليه يَبْهَشُ بَهْشاً إِذا ارْتَاحَ لَهُ وخَفّ إِليه. وَيُقَالُ: بَهَشُوا وبَحَشُوا أَي اجْتَمَعُوا، قَالَ: وَلَا أَعرف بَحْشٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. والبَهْش: ردِيءُ المُقْل، وَقِيلَ: مَا قَدْ أُكِلَ قِرْفه، وَقِيلَ: البَهْش الرَّطْب مِنَ المُقْل، فإِذا يَبس فَهُوَ خَشْل، وَالسِّينُ فِيهِ لُغَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمِنْ أَهلِ البَهْش أَنت؟ يَعْنِي أَمِنْ أَهل الحِجازِ أَنت لأَن البَهَش هُنَاك يكونُ، وَهُوَ رَطْب المُقْل، ويابسُه الخَشْل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَقَدْ بَلَغَهُ أَن أَبا مُوسَى يقرأُ حَرْفًا بلُغته قَالَ: إِنَّ أَبا مُوسَى لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهل البَهْش ؛ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ أَهل الْحِجَازِ لأَن الْمُقْلَ إِنما يَنْبُتُ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ الأَزهري: أَي لَمْ يَكُنْ حِجَازِيًّا، وأَراد مِنْ أَهل البَهْش أَي مِنْ أَهل الْبِلَادِ الَّتِي يَكُونُ بِهَا البَهْش. أَبو زَيْدٍ: الخَشْل الْمُقْلُ الْيَابِسُ والبَهْش رَطْبه والمُلْجُ نَوَاهُ والحَتِيُّ سَويقُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَهْش رَديءُ الْمُقْلِ، وَيُقَالُ: مَا قَدْ أَكل قِرْفُه: وأَنشد: كَمَا يَحْتَفي البَهْشَ الدقيقَ الثَّعالبُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: لَمَّا سَمِعَ بِخُرُوجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ فَتَزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِم عَلَيْهِ. وبُهَيْشة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ نَفْرٌ جَدُّ الطرمَّاح: أَلا قالَتْ بُهَيْشَةُ: مَا لِنَفْرٍ ... أَراهُ غَيَّرتْ مِنْه الدُّهور؟ وَيُرْوَى بِهَيْسَةُ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا سُودَ الوجوهِ قِباحاً: وجوهُ البَهْش. وَفِي حَدِيثِ العُرَنيِّينَ: اجْتَوَيْنا المدينةَ وانْبَهَشَتْ لحومُنا ، هو من ذلك.

فصل التاء المثناة فوقها

بوش: البَوْش: الجماعةُ الكثيرةُ. ابْنُ سِيدَهْ: البَوْش والبُوش جماعةُ القومِ لَا يَكُونُونَ إِلا مِنْ قبائِلَ شَتَّى، وَقِيلَ: هُمَا الجماعةُ والعيَال، وَقِيلَ: هُمَا الكَثْرة مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ المُختَلِطِين. يُقَالُ: بَوْش بائِشٌ، والأَوْباش جمعٌ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. والبَوْشِي: الرجُل الْفَقِيرُ الكثيرُ العيالِ. وَرَجُلٌ بَوْشِيٌّ: كَثِيرُ البَوْشِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وأَشْعَث بَوْشيّ شَفَيْنا أُحاحَهُ، ... غَداتَئِذٍ ذِي جَرْدَةٍ مُتَماحل وَجَاءَ مِنَ النَّاسِ الهَوْش والبَوْش أَي الْكَثْرَةُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وبَوَّشَ القومُ: كثرُوا واختَلطوا. وَتَرَكَهُمْ هَوْشاً بَوْشاً أَي مُخْتَلِطِينَ. الْفَرَّاءُ: شابَ خانَ، وبَاشَ خَلَط، وباشَ يَبُوش بَوْشاً إِذا صَحِب البَوْشَ، وَهُمُ الغَوْغاء. وَرَجُلٌ بَوْشِيّ وبُوشِيّ: مِنْ خُمّان النَّاسِ ودَهْمائِهم؛ وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وأَشعث بُوشِيّ، بِالضَّمِّ، وَقَدْ ذكرناه آنفاً. بيش: أَبو زَيْدٍ: بَيَّشَ اللَّه وجهَه وسرَّجَه، بِالْجِيمِ، أَي حسَّنه؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيت الأَزرقَيْنِ أَرَّشا، ... لَا حَسَنَ الوجْه وَلَا مُبَيَّشَا قَالَ: أَزْرقين، ثُمَّ قَالَ: لَا حَسَنَ. والبِيْشُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ: نَبْتٌ بِبِلَادِ الْهِنْدِ وَهُوَ سَمٌّ. وبِيْش وبِيشَة: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَقَى جَدَثاً أَعْراضُ غَمْرةَ دونَه، ... وبِيْشة وَسْمِيُّ الربِيعِ ووَابِلُه «4» فأَما قَوْلُهُ: قَالُوا: أَبانُ فبَطْنُ بِيْشَةَ غِيم، ... فَلَبِيْشُ، قَلْبُك مِنْ هَوَاهُ سَقِيم فأَراد: لَبيشَةُ فَرخَّم فِي غَيْرِ النِّدَاءِ اضْطِرَارًا. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ «5»: بِئْشَة وزِئْنَة مَهْمُوزَانِ، وَهُمَا أَرضان. فصل التاء المثناة فوقها ترش: التَّهْذِيبُ: ابْنُ دُرَيْدٍ التَّرَش خِفَّة ونَزَقٌ. تَرِشَ يَتْرَش تَرَشاً فَهُوَ تَرِش، وتارِش؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مُنْكر. تمش: التَّهْذِيبُ: تَمَشْت الشيءَ تَمْشاً إِذا جَمَعْتَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مُنْكَرٌ جدّاً. فصل الثاء المثلثة ثبش: ثُبَاش: اسْمُ رَجُلٍ وكأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ شُبَاث. فصل الجيم جأش: الجَأْش، النفْس وَقِيلَ القَلْب، وَقِيلَ رِباطُه وشدّتُه عِنْدَ الشَّيْءِ تَسْمَعُهُ لَا تَدْرِي مَا هُوَ. وَفُلَانٌ قَوِيّ الجأْشِ أَي القَلْب. والجَأْش: جأْش القلبِ وَهُوَ رُوَاعُه. اللَّيْثُ: جَأْش النَّفْسِ رُواع الْقَلْبِ إِذا اضْطَرَبَ عِنْدَ الفزَع. يُقَالُ: إِنه لَواهِي الجَأْشِ؛ فإِذا ثَبَتَ قِيلَ. إِنه لرابِطُ الجَأْشِ. وَرَجُلٌ رابِطُ الجأْشِ: يربِطُ نفسَه عَنِ الفِرار يَكُفّها لِجُرْأَتِه وشَجاعته، وَقِيلَ: يَرْبِطُ نفسَه عَنِ الفِرار لشَناعَتِه. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، هِيَ الَّتِي أَيقنت أَن اللَّه ربُّها وضَرَبَت لِذَلِكَ جَأْشاً. قَالَ الأَزهري: معناه

_ (4). قوله [سقى جدثاً إلخ] كذا في الأَصل والصحاح، وفي ياقوت: أعراف بدل أعراض، وببيشة بباءين بدل وبيشة. (5). قوله [القاسم بن عمر] الذي في الصحاح ابن معن.

قَرّتْ يَقِيناً واطمأَنَّت كَمَا يَضْرِب البَعِيرُ بصَدْره الأَرضَ إِذا بَرَكَ وسَكَنَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ربَطْت لِذَلِكَ الأَمرِ جأْشاً لَا غَيْرُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للنفْس: الجائِشَةُ والطَّموع والخَوَّانة. والجُؤْشُوش: الصدْر. ومَضَى مِنَ اللَّيْلِ جؤشوش أَي صدر، وقيل: قطعة منه. وجأْش: مَوْضِعٌ؛ قَالَ السُّلَيْك بْنُ السُّلَكَة: أَمُعْتَقِلي رَيْبُ المنُونِ، وَلَمْ أَرُعْ ... عَصافِيرَ وادٍ، بيْنَ جَأْشٍ ومأْرِب؟ جبش: الْمُفَضَّلُ: الجَبِيشُ والجَمِيشُ الرَّكَبُ المَحْلُوق. جحش: الجَحْشُ: ولدُ الْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ والأَهليّ، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ قبْل أَن يُفْطم. الأَزهري: الجَحْش مِنْ أَولاد الحِمار كالمُهْر مِنَ الْخَيْلِ. الأَصمعي: الجَحْش مِنْ أَولاد الحَمِيرِ حِينَ تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم مِنَ الرِّضَاع، فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فَهُوَ تَوْلَب، وَالْجَمْعُ جِحَاشٌ وجِحَشَةٌ وجِحْشانٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ جحْشَة. وَفِي الْمَثَلِ: الجَحْشَ لَمَّا بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بِالْجَحْشِ؛ يُضْرَب هَذَا لِمَنْ يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فَيُقَالُ لَهُ: اطلُب دُونَ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ المُهْر جَحْشاً تَشْبِيهًا بِوَلَدِ الْحِمَارِ. وَيُقَالُ في العَييِّ الرأْي المنْفَرِد بِهِ: جُحَيْشُ وحْدِه كَمَا قَالُوا: هُوَ عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه فِي ذَلِكَ بالجَحْش والعَيْرِ، وَهُوَ ذمٌّ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الرَّجُلِ يَسْتَبِدُّ برأْيه. والجَحْش: ولدُ الظبْية، هُذَليّة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها، ... فَقَدْ وَلِهَتْ يَوْمَيْنِ، فَهْيَ خَلُوج والجَحْش أَيضاً: الصَّبيُّ بِلُغَتِهِم. والجَحْوَشُ: الغُلام السَّمِينُ، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ الجَفْرِ، والجفرُ فَوْقَ الْفَطِيمِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَحْوَشُ الصَّبِيُّ قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ؛ وأَنشد: قَتَلْنا مَخْلَداً وابْنَيْ حراقٍ، ... وآخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِيم واجْحَنْشَشَ الغلامُ: عَظُم بطْنُه، وَقِيلَ: قارَبَ الاحْتِلامَ، وَقِيلَ: احْتَلَم، وَقِيلَ: إِذا شُكَّ فِيهِ. وَالْجَحْشُ: سحْجُ الجِلْدِ. يُقَالُ: أَصابه شيءٌ فجَحَشَ وجْهَه وَبِهِ جَحْشٌ، وَقَدْ قِيلَ: لَا يَكُونُ الجَحْشُ فِي الْوَجْهِ وَلَا فِي البَدَنِ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشاً خَدَشَه، وَقِيلَ: هُوَ أَن يصيبَه شَيْءٌ يَتَسَحَّجُ مِنْهُ كالخَدْش أَو أَكْبر مِنْهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ فجُحِشَ شقُّه أَي انْخَدش جلدُه؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ فِي جُحِشَ: هُوَ أَن يُصيبَه شَيْءٌ فينسَحِجَ مِنْهُ جلدُه، وَهُوَ كَالْخَدْشِ أَو أَكبر مِنْ ذَلِكَ. يُقَالُ: جُحِشَ يُجْحَش، فَهُوَ مَجْحُوشٌ. وجَحَشَ عَنِ الْقَوْمِ: تَنَحّى، وَمِنْهُ قَوْلُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير: فبَيْنا أَسِيرُ فِي بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَيْتِ حَرِيدٍ جاحِشٍ عَنِ الْحَيِّ، والجَحِيش: المُتَنَحّي عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ: كَمْ ساقَ مِنْ دَارِ امْرِئ جَحِيش وَقَالَ الأَعشى يَصِفُ رجُلًا غَيُوراً عَلَى امرأَته: إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش، ... سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيًا غَيُورا لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَاف، ... إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِيرا ابْنُ بَرِّيٍّ: مالكُها زوجُها. والقِرَافُ: أَن يُقارِف

شَرّاً، وَذَلِكَ إِذا دَنا مِنْها مَن يُفْسِدها عَلَيْهِ فَهُوَ يَبْعُد بِهَا عَنِ النَّاسِ. والحَرِيدُ فِي قَوْلِ النُّعمان بْنِ بَشِير: الَّذِي تَنَحّى عَنْ قَومِه وَانْفَرَدَ؛ مَعْنَاهُ انْفَرَدَ عَنِ النَّاسِ لِكَوْنِهِ غَوِيًّا بامرأَته غَيُوراً عَلَيْهَا، يَقُولُ: هُوَ يَغَارُ فيَتَنَحَّى بِحُرْمَتِه عَنِ الحُلَّال، وَمَنْ رَوَاهُ الجَحيشُ رفَعَه بِحَلَّ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَإٍ مُضْمر مِنْ بَابِ مَرَرْتُ بِهِ المِسْكينُ أَي هُو المسكينُ أَو المسكينُ هُو، وَمَنْ رَوَاهُ الجَحِيشَ نصبَه عَلَى الظَّرْفِ كأَنه قَالَ ناحِيَةً مُنْفَرِدة، أَو جَعَلَه حَالًا عَلَى زِيَادَةِ اللَّامِ مِنْ بَابِ جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَعَلَ اللامَ زَائِدَةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها؛ كَمَا أَنشد الأَصمعي مِنْ قَوْلِهِ: وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَناتِ الأَوبَرِ أَراد بناتِ أَوْبَر فَزَادَ اللَّامَ زِيَادَةً سَاذَجَةً؛ وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ: إِذا نَزَلَ الْحَيُّ حَلَّ الْجَحِيشَ، ... حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيّاً غَيُورَا وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْجَحِيشُ الفَرِيد الَّذِي لَا يَزْحَمُه فِي دارِه مُزاحِمٌ. يُقَالُ: نَزَلَ فُلانٌ جَحِيشاً إِذا نَزَلَ حرِيداً فَرِيدًا. والجَحِيشُ: الشِّقّ والناحِية. وَيُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ الْجَحِيشَ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: إِذا نَزَلَ الْحَيُّ حَلَّ الْجَحِيشَ، ... سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيورا قَالَ: وَيَكُونُ الرَّجُلُ مَجْحوشاً إِذا أُصِيبَ شقُّه مُشْتَقًّا مِنْ هَذَا، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الجَحْشُ فِي الوَجْه وَلَا فِي البَدَنِ؛ وأَنشد: لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ، وَلَا يُرَى ... لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَصَدِيق وَقَالَ الْآخَرُ: إِذا الضَّيفُ أَلْقَى نَعْلَه عَنْ شِمالِه ... جَحِيشاً، وصَلّى النارَ حَقًّا مُلَثَّما قَالَ: جَحِيشاً أَي جَانِبًا بَعِيدًا. والجِحاشُ والمُجاحَشَة: المزاولَة فِي الأَمْر. وجاحَشَ القومَ جِحَاشًا: زحَمَهم. وجاحَشَ عَنْ نَفْسِهِ وَغَيْرِهَا جِحاشاً: دَافَعَ. اللَّيْثُ: الجِحاش مدافعةُ الإِنسان الشيءَ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ غَيْرِهِ، وَقَالَ غيرُه: هُوَ الجِحاش والجِحاس، وَقَدْ جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَة ومُجاحَسَة: دافَعَه وقاتَلَه. وَفِي حَدِيثِ شَهَادَةِ الأَعضاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ: بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ أُجاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافعُ. والجِحاش أَيضاً: الْقِتَالُ. ابْنُ الأَعرابي: الجَحْشُ الْجِهَادُ، قَالَ: وتُحَوّلُ الشينُ سِيناً: وأَنشد: يَوْماً تَرانا فِي عِرَاكِ الجَحْشِ، ... نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ أَي الدَّواهِي العِظام. والجَحْشة: حَلقة مِنْ صُوفٍ أَو وبَر يجعلُها الرجُل فِي ذِراعه ويَغْزِلها. وَقَدْ سمَّوا جَحْشاً ومُجاحِشاً وجُحَيشاً. وَبَنُو جِحاش: بطنٌ، مِنْهُمُ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرار. الْجَوْهَرِيُّ: جِحاشٌ أَبو حَيٍّ مِنْ غَطَفان، وَهُوَ جِحَاشُ بْنُ ثَعْلَبة بْنِ ذُبْيان بْنِ بَغِيض بْنِ رَيْث بْنِ غَطَفان. قَالَ: وهُم قَوْمُ الشَّمَّاخِ بْنِ ضِرار؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَجَاءَتِ جِحاشٌ قَضُّها بقَضِيضِها، ... وجَمعُ عُوالٍ، مَا أَدَقَّ وأَلأَما جحرش: الجَحْشَر والجُحاشِر والجَحْرَش: الحادِرُ الخَلْق العَظِيمُ الجِسْم العَبِل الْمَفَاصِلِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ جحشر.

جحمش: الجَحْمَش: الصُّلب الشَّدِيدُ. وامرأَة جَحْمَش وجُحْموش: عَجُوز كبيرة. جحمرش: الجَحْمَرِش مِنَ النِّسَاءِ: الثقيلةُ السمِجَة، والجَحْمَرِش أَيضاً: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ الْغَلِيظَةُ، وَمِنَ الإِبل: الكبيرةُ السِّنِّ، وَالْجَمْعُ جَحامِرُ، وَالتَّصْغِيرُ جُحَيْمِر يُحْذَفُ مِنْهُ آخِرُ الْحَرْفِ، وَكَذَلِكَ إِذا أَردت جَمْعَ اسْمٍ عَلَى خَمْسَةِ أَحرف كلُّها مِنَ الأَصل وَلَيْسَ فِيهَا زَائِدٌ، فأَما إِذا كَانَ فِيهَا زَائِدٌ فَالزَّائِدُ أَولى بِالْحَذْفِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: إِنِّي امرأَة جُحَيمِر ؛ هُوَ تَصْغِيرُ جَحْمَرِش بإِسقاط الْحَرْفِ الْخَامِسِ وَهِيَ الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ. وأَفْعى جَحْمَرِش: خَشْناءُ غَلِيظَةٌ. والجَحْمَرِش: الأَرْنَب الضَّخْمَةُ، وَهِيَ أَيضاً الأَرنَب المُرْضِع، وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلا امرأَة صَهْصَلِقٌ، وَهِيَ الشديدة الصوت. جحنش: جَحْنَشٌ: صُلْب شَدِيدٌ. جرش: الجَرْش: حَكّ الشَّيْءِ الخَشِنِ بِمِثْلِهِ ودلْكُه كَمَا تَجْرِشُ [تَجْرُشُ] الأَفعى أَنيابها إِذا احْتَكَّت أَطْواؤها تَسْمَع لِذَلِكَ صَوتاً وجَرْشاً. وَقِيلَ: هُوَ قَشْرُه؛ جَرَشَه يَجْرُشُه ويَجْرِشُهُ جَرْشاً، فَهُوَ مَجْرُوشٌ وجَرِيشٌ. والجُرَاشَةُ: مَا سقَط مِنَ الشيءِ تَجْرُشُه [تَجْرِشُهُ]. التَّهْذِيبُ: جُرَاشَة الشَّيْءِ مَا سَقَطَ مِنْهُ جَرِيشاً إِذا أُخذ مَا دَقَّ منه. والأَفعى تَجْرِشُ وتَجْرُشُ أَنيابها: تحُكّها. وجَرْشُ الأَفعى: صوْتٌ تُخْرِجُهُ مِنْ جلْدها إِذا حَكّت بعضَها بِبَعْضٍ. والمِلْح الجَرِيشُ: المَجروش كأَنه قَدْ حَكّ بعضُه بَعْضاً فَتَفَتَّتَ. والجَرِيشُ: دَقيقٌ فِيهِ غِلَظٌ يَصْلح لِلْخَبِيص المُرَمَّل. والجُراشة مِثْل المُشاطَة والنُّحاتَة. وجَرَشَ رأْسه بالمُشْط وجَرَّشَه إِذا حَكَّه حَتَّى تَسْتَبِينَ هِبْرِيَتُه. وجُراشة الرأْس: مَا سَقَطَ مِنْهُ إِذا جُرِش بِمُشْطٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَوْ رأَيتُ الوُعُول تَجْرُش مَا بَينَ لابَتَيْها مَا هِجْتُها ، يَعْنِي الْمَدِينَةَ؛ الجَرْش: صوتٌ يَحْصِلُ مِنْ أَكل الشَّيْءِ الخَشِن، أَراد لَوْ رأَيتُها تَرْعى مَا تعرَّضْتُ لَهَا لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَرَّم صيدَها، وَقِيلَ هُوَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَاهُ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والتَّجْرِيشُ: الجُوع والهُزال؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ جَرِيش: نافِذ. والجِرِشَّى، عَلَى مِثَالِ فِعِلَّى كالزِّمِكّى: النفْس؛ قَالَ: بَكى جَزَعاً مِنْ أَن يَمُوتَ، وأَجْهَشَت ... إِليه الجِرِشَّى، وارْمَعَنَّ حَنِينُها الْحَنِينُ: الْبُكَاءُ. وَمَضَى جَرْشٌ «6» مِنَ اللَّيْلِ، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: جَرَش، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وجَوْشٌ وجُؤْشُوشٌ: وَهُوَ مَا بَيْنَ أَوله إِلى ثُلُثه، وَقِيلَ: هُوَ سَاعَةٌ مِنْهُ؛ وَالْجَمْعُ أَجْراش وجُروش، والسينُ الْمُهْمَلَةُ فِي جَرْشٍ لُغَةٌ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ. وأَتاه بِجَرْشٍ مِنَ اللَّيْلِ أَي بآخِرٍ مِنْهُ. وَمَضَى جَرْش مِنَ اللَّيْلِ أَي هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ. والجَرْش: الإِصابة، وَمَا جَرَش مِنْهُ شَيْئًا وَمَا اجْتَرَشَ أَي مَا أَصابَ. وجُرَش: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَمِنْهُ أَدِيم جُرَشِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ جُرَش، بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، مِخْلافٌ مِنْ مَخَالِيفِ الْيَمَنِ، وَهُوَ بِفَتْحِهِمَا بَلَدٌ بالشأْم، وَلَهُمَا ذِكْرٌ فِي الْحَدِيثِ. وجُرَشيَّة: بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَحَدُّرَ ماءِ البئرِ عَنْ جُرَشِيَّة، ... عَلَى جِرْبَةٍ، تَعْلو الدِّبارَ غُرُوبُها

_ (6). قوله [ومضى جرش] هو بالتثليث وبالتحريك وكصرد.

وَقِيلَ: هِيَ هُنَا دَلْوٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى جُرَش. الْجَوْهَرِيُّ: يَقُولُ دُمُوعِي تَحدّرُ كتَحَدُّرِ مَاءِ الْبِئْرِ عَنْ دَلْوٍ تَسْتَقي بِهَا نَاقَةٌ جُرَشِية لأَن أَهل جُرَش يَسْتَقُون عَلَى الإِبل. وجَرَشْت الشيءَ إِذا لَمْ تُنعِّم دَقَّهُ، فَهُوَ جَرِيشٌ. وَمِلْحٌ جَرِيش: لَمْ يَتَطَيَّب. وَنَاقَةٌ جُرَشِيَّة: حَمْرَاءُ. والجُرَشِيُّ: ضرْب مِنَ الْعِنَبِ أَبيض إِلى الْخُضْرَةِ رَقِيقٌ صَغِيرُ الْحَبَّةِ وَهُوَ أَسرعُ الْعِنَبِ إِدراكاً، وَزَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَن عَنَاقِيدَهُ طِوال وَحَبَّهُ مُتَفرق، قَالَ: وَزَعَمُوا أَن الْعُنْقُودَ مِنْهُ يَكُونُ ذِرَاعًا، وَفِي العُنُوق حمراءُ جُرَشِية، وَمِنَ الأَعناب عِنَبٌ جُرَشِيٌّ بالغٌ جَيِّدٌ يُنْسَبُ إِلى جُرَش. والجَرْش: الأَكل. قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ بِالسِّينِ. والجُرَشِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ الشَّعِيرِ أَو الْبُرِّ. ورجُل مُجْرَئِشُّ الجنبِ: مُنْتَفِخُهُ؛ قَالَ: إِنك يَا جَهْضَم مَاهِي القَلْب، ... جافٍ عَريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْب والمُجْرَئِشُّ أَيضاً: المُجْتَمِع الْجَنْبِ، وَقِيلَ: المُجْرَئِشّ الغليظُ الْجَنْبِ الْجَافِي، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الْمُنْتَفِخُ الْوَسَطِ مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَرَسٌ مُجْفَر الجَنبين ومُجْرَئِشُّ الْجَنْبَيْنِ وحَوْشَب، كُلُّ ذَلِكَ انْتِفَاخُ الْجَنْبَيْنِ. أَبو الْهُذَيْلِ: اجْرَأَشّ إِذا ثابَ جِسْمُه بَعْدَ هُزال، وَقَالَ أَبو الدُّقَيش: هُوَ الَّذِي هُزِل وَظَهَرَتْ عِظَامُهُ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّة مقْطُورة قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ حجر: أَراد بِقَوْلِهِ جُرَشِيَّة نَاقَةً مَنْسُوبَةً إِلى جُرَش. وجُرَش: إِن جَعَلْتَهُ اسْمَ بُقْعة لَمْ تَصْرِفْهُ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، وإِن جَعَلْتَهُ اسْمَ مَوْضِعٍ فَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مَعْدُولًا فَيَمْتَنِعُ أَيضاً مِنَ الصَّرْفِ لِلْعَدْلِ والتعريف، ويحتمل أَن لا يَكُونَ مَعْدُولًا فَيَنْصَرِفَ لِامْتِنَاعِ وُجُودِ الْعِلَّتَيْنِ. قَالَ: وَعَلَى كُلِّ حَالٍ تركُ الصَّرْفِ أَسلمُ مِنَ الصَّرْفِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. ومقْطُورة: مطْلِيّة بالقَطِران. وَفِي الْبَيْتِ عُلكُوم، وعُلْكُومٌ ضَخْمَةٌ، وَالْهَاءُ فِي بِهِ تَعُودُ عَلَى غَرْب تقدم ذكرها. جَرَنْفَشُ: الجَرَنْفَش: الْعَظِيمُ الجَنْبَين مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والأُنثى جَرَنْفَشة، وَالسِّينُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ. التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ عَنْ أَبي عَمْرٍو: الجَرَنْفش الْعَظِيمُ مِنَ الرِّجَالِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَرَنْفَش الْعَظِيمُ الْجَنْبَيْنِ، والجُرافِشُ، بِضَمِّ الْجِيمِ، مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَانِ الْحَرْفَانِ ذَكَرَهُمَا سِيبَوَيْهِ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ السيرافي: هما لغتان. جَشَشَ: جَشَّ الحَبَّ يَجُشُّهُ جَشّاً وأَجَشَّهُ: دَقَّهُ، وَقِيلَ: طَحَنه طَحْناً غَلِيظًا جرِيشاً، وَهُوَ جَشِيش ومَجْشوش. أَبو زَيْدٍ: أَجْشَشْتُ الحَب إِجْشَاشاً. والجَشِيش والجَشِيشة: مَا جُشَّ مِنَ الْحَبِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَا يَتَّقي بالذُّرَقِ المَجْروش، ... مِنَ الزُّوان، مَطْحَن الجَشِيش وَقِيلَ: الجَشِيشُ الْحَبُّ حِينَ يُدق قَبْلَ أَن يُطْبخ، فإِذا طُبِخ فَهُوَ جَشِيشَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا فَرْقٌ لَيْسَ بِقَويّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَولَم عَلَى بَعْضِ أَزواجه بِجَشيشة ؛ قَالَ شِمْرٌ: الجَشِيشُ أَن تُطْحَن الحِنْطةُ طَحْناً جَلِيلًا ثُمَّ تُنْصَب بِهِ القِدْر ويُلْقى عَلَيْهَا لَحْم أَو تَمْر فيُطْبخ، فَهَذَا الْجَشِيشُ، وَيُقَالُ لَهَا دَشِيشة،

بِالدَّالِ، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَعَمَدْت إِلى شَعِيرٍ فَجَشَشْتُهُ أَي طَحَنته. وَقَدْ جَشَشْت الحِنْطة، والجَرِيش مِثْلُهُ، وجَشَشْتُ الشَّيْءَ أَجُشُّهُ جَشّاً: دَقَقْته وكَسّرته، وَالسَّوِيقُ جَشِيش. اللَّيْثُ: الجَشّ طَحْن السَّوِيقِ والبُرّ إِذا لَمْ يُجْعل دَقِيقاً. قَالَ الْفَارِسِيُّ: الجَشِيشة وَاحِدَةُ الجَشِيش كَالسَّوِيقَةِ وَاحِدَةُ السَّوِيقِ، والمِجَشّة: الرَّحَى، وَقِيلَ: المِجَشَّة رَحًى صَغِيرَةٌ يُجَش بِهَا الجشيشةُ مِنَ الْبُرِّ وَغَيْرِهِ، وَلَا يُقَالُ للسَّوِيق جَشِيشَةٌ وَلَكِنْ يُقَالُ جَذيذة. الْجَوْهَرِيُّ: الْمِجَشُّ الرَّحَى الَّتِي يُطحن بِهَا الْجَشِيشُ. والجَشَشُ والجُشَّةُ: صَوْتٌ غَلِيظٌ فِيهِ بُحّة يَخْرج مِنَ الخَياشِيم، وَهُوَ أَحد الأَصوات الَّتِي تُصاغ عَلَيْهَا الأَلْحان، وكانَ الْخَلِيلُ يَقُولُ: الأَصوات الَّتِي تُصَاغ بِهَا الأَلْحانُ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا الأَجَشّ، وَهُوَ صَوْتٌ مِنَ الرأْس يَخْرج مِنَ الْخَيَاشِيمِ فِيهِ غِلَظ وبُحَّة، فَيُتْبَعُ بِخَدِرٍ مَوْضُوعٍ عَلَى ذَلِكَ الصَّوْتِ بِعَيْنِهِ ثُمَّ يُتْبِعُ بِوَشْيٍ مِثْلَ الأَوّل فَهِيَ صِيَاغَتُهُ، فَهَذَا الصَّوْتُ الأَجَشّ، وَقِيلَ: الجَشَشُ والجُشَّةُ شِدَّةُ الصَّوْتِ. ورَعْد أَجَشُّ: شديدُ الصَّوْتِ؛ قَالَ صخْر الغَيّ: أَجَشَّ رِبَحْلًا، لَهُ هَيْدَب، ... يُكَشِّف لِلْحال رَيْطاً كَثِيفا الأَصمعي: مِنَ السَّحَابِ الأَجَشّ الشديدُ الصوتِ صَوْتُ الرعْد. وفرسٌ أَجَشّ الصّوتِ: فِي صَهِيله جَشَش؛ قَالَ لَبِيدٌ: بأَجَشِّ الصوتِ يَعْبُوبٍ، إِذا ... طَرَق الحَيُّ مِنَ الغَزوِ، صَهَل والأَجَشّ: الغليظُ الصَّوْتِ. وسحابٌ أَجَشُّ الرعْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَمِعَ تَكْبيرة رجُلٍ أَجَشِّ الصوتِ أَي فِي صَوته جُشّة، وَهِيَ شِدّة وغِلَظ. وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسّ: أَشْدَق أَجَشّ الصَّوْتِ ، وقيل: فرس أَجَشُّ، هو الغليظُ الصهِيل وهو ما يُحْمد فِي الْخَيْلِ؛ قَالَ النَّجَاشِيُّ: ونجَّى ابنَ حَرْبٍ سابِحٌ ذُو عُلالة، ... أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّماحُ دَوَاني وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْجَشَّاءُ مِنَ القِسيّ الَّتِي فِي صَوْتِهَا جُشّة عِنْدَ الرمْي؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: ونَمِيمة مِنْ قائِصٍ مُتَلَبِّب، ... فِي كَفِّهِ جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَع قَالَ: أَجَشّ فذكَّر وإِن كَانَ صِفَةً لِلْجَشْءِ، وَهُوَ مُؤَنَّثٌ، لأَنه أَراد العُود. والجَشَّة والجُشَّة، لُغَتَانِ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يُقبِلون مَعًا فِي نَهْضة. وجَشَّ القومُ: نفَروا وَاجْتَمَعُوا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بِجَشّة جَشّوا بِهَا مِمَّنْ نَفَر أَبو مَالِكٍ: الجَشَّة النَّهْضة. يُقَالُ: شَهِدْت جَشَّتَهم أَي نَهْضَتَهم، ودخَلَتْ جشَّة مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَشَّهُ بالعَصا وجَثَّه جَشًّا وَجَثًّا إِذا ضَرَبه بِهَا. الأَصمعي: أَجَشَّت الأَرضُ وأَبَشَّت إِذا التفَّ نَبْتُها. وجَشَّ البئرَ يَجُشّها جَشّاً؛ وجَشْجَشَها: نَقَّاها وَقِيلَ: جَشَّها كَنَسَها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ القبْر: يَقُولُونَ لمَّا جُشَّتِ البِئرُ: أَورِدُوا، ... وَلَيْسَ بِها أَدْنى ذِفافٍ لِوارِد قَالَ: يَعْنِي بِهِ الْقَبْرَ. وَجَاءَ بَعْدَ جُشٍّ مِنَ اللَّيْلِ أَي قِطْعة. والجُشُّ أَيضاً: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وَلَمْ يَبْلُغ أَن يَكُونَ جَبَلًا. والجُشّ: النَّجَفَة فِيهِ غِلَظ وَارْتِفَاعٌ. والجَشَّاء: أَرضٌ سهْلة ذاتُ حَصًى تُسْتَصْلح لغَرْس النَّخْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مِنْ ماءِ مَحْنِيَة جاشَتْ بِجُمَّتِها ... جَشَّاء، خالَطَتِ البَطْحاءَ والجَبَلا وجُشُّ أَعْيارٍ: موضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ «1»: مَا اضْطرَّكَ الحِرْزُ مِنْ لَيْلى إِلى بَرَدٍ، ... تَخْتارُه مَعْقِلًا عَنْ جُشّ أَعيار والجُشّ: الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة. ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: كَانَ يَنْهَى عَنْ أَكْل الجِرِّيّ والجِرِّيتِ والجَشّاء؛ قِيلَ: هُو الطِّحَالُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا آكُلُ الجَشَّاءَ مِنْ شَهْوتها، وَلَكِنْ ليَعْلَم أَهلُ بيتي أَنها حَلال. جَعَشَ: الجُعْشُوش: الطَّويلُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ الدَّقِيق، وَقِيلَ: الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ مَنْسُوبٌ إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: وَالسِّينُ لُغَةٌ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الشين بدل من السين لأَنَّ السِّينَ أَعمُّ تصرُّفاً، وَذَلِكَ لِدُخُولِهَا فِي الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ جَمِيعًا، فضيقُ الشِّينِ مَعَ سَعَةِ السِّينِ يُؤْذِنُ بأَنَّ الشِّينَ بدلٌ مِنَ السِّينِ، وَقِيلَ: اللَّئِيم، وَقِيلَ: هُوَ النَّحِيف الضَّامِرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط، ... لَيس بِجُعْشُوش وَلَا بأَذْوَط وَقَالَ ابْنُ حِلِّزَةَ: بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ بِالشِّينِ وَبِالسِّينِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: ويَبِس الجِعْش ؛ قِيلَ: هُوَ أَصل النَّبَاتِ، وقيل: أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف. جَفَشَ: جَفَش الشيءَ يَجْفِشُه جَفْشاً: جَمَعَه؛ يمانية. جمش: الجَمْش: الصَّوتُ. أَبو عُبَيْدَةَ: لَا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً يَعْنِي أَدنى صوتٍ؛ يُقَالُ لِلَّذي لَا يَقْبَل نُصْحاً وَلَا رُشْداً، وَيُقَالُ للمُتَغابي المُتَصامِّ عَنْكَ وعمَّا يَلْزَمُهُ. قَالَ: وَقَالَ الْكِلَابِيُّ لَا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَي هُمْ فِي شَيْءٍ يُصِمّهم يَشتغلون عَنِ الِاسْتِمَاعِ إِليك، هَذَا مِنَ الجَمْش وَهُوَ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ. والجَمْش: ضربٌ مِنَ الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع. والجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وَقَدْ جَمَّشَه وَهُوَ يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: قِيلَ للمُغازَلة تَجْميش مِنَ الجَمْش، وَهُوَ الْكَلَامُ الخفيُّ، وَهُوَ أَن يَقُولَ لِهَواه: هَيْ هَيْ. والجَمْش: حَلْق النُّورة؛ وأَنشد: حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه: حَلَقه. وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه، وجَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه. ونُورة جَمُوش وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش: مَحْلوقٌ، وَقَدْ جَمَشه جَمْشاً؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُهْ ... أَحْمَى مِنَ التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُهْ قَالَ أَبو النَّجْمِ: إِذا مَا أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً، ... أَتَيْتُ عَلَى حِيالِك فانْثَنَيْنا أَبو عَمْرٍو: الدِّرْدَانُ المَحْلوق «2». ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش. والجَمِيش: المكانُ لَا نَبْتَ فِيهِ: وَفِيِ الْحَدِيثِ: بخَبْت الْجَمِيشِ ، والخَبْتُ المَفازَة، وإِنما قيل له

_ (1). قوله [قال النابغة] كذا بالأَصل، وفي ياقوت: قال بدر بن حزان يخاطب النابغة. (2). قوله [الدردان المحلوق] كذا بالأَصل.

جَمِيش لأَنه لَا نَبَاتَ فِيهِ كأَنه حَلِيق. وَسَنَةٌ جَمُوش: تُحْرِقُ النَّبَاتَ. غيرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النَّبْتَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ أَبو عَمْرٍو: الجِماشُ مَا يُجْعَل تَحْتَ الطَّيِّ وَالْجَالِ فِي القَلِيب إِذا طُوِيت بِالْحِجَارَةِ، وَقَدْ جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحِلُّ لأَحدكم مِنْ مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ يَثْرِبِيٍّ: يَا رَسُولَ اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي أَأَجْتَزِرُ مِنْهَا شَاةً؟ فَقَالَ: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وَزِنَادًا بِخَبْت الجَمِيش فَلَا تَهِجْها ؛ يُقَالُ: إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءُ واسعةٌ لَا نَبَاتَ لَهَا فَيَكُونُ الإِنسانُ بِهَا أَشدَّ حَاجَةً إِلى مَا يُؤكل، فَقَالَ: إِنْ لقِيتَها فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فَلَا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سَلَكَهُ طالَ عَلَيْهِ وفَني زادُه وَاحْتَاجَ إِلى مَالِ أَخيه الْمُسْلِمِ، وَمَعْنَاهُ إِن عَرَضَت لَكَ هَذِهِ الْحَالَةُ فَلَا تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه وَلَا سبَب، وإِن كَانَ ذَلِكَ سَهْلًا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَحْمِلُ شَفْرَةً وَزِنَادًا أَي مَعَهَا آلَةُ الذَّبْحِ وَآلَةُ الشيِّ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وَقِيلَ: خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش أَي حُلِق. جنش: جَنَشَتْ نَفْسي: ارتفَعَت مِنَ الْخَوْفِ؛ قَالَ: إِذا النُّفُوسُ جَنَشَت عِنْد اللِّحَا ابْنُ الأَعرابي: الجَنْش نزْحُ الْبِئْرِ. أَبو الْفَرَجِ السُّلَمي: جَنَش القومُ القومَ وجمَشُوا لَهُمْ أَي أَقبَلوا إِليهم؛ وأَنشد: أَقول لِعَبَّاسٍ، وَقَدْ جَنَشَت لَنَا ... حُيَيٌّ، وأَفْلَتْنا فُوَيتَ الأَظافر أَي فاتَ عَنْ أَظفارنا. وَفِي النَّوَادِرِ: الجَنْش الغِلظ؛ وَقَالَ: يَوْماً مُؤَامَرات يَوْمًا للجَنَش قَالَ الأَزهري: وَهُوَ عِيدٌ لَهُمْ، قَالَ: وَيُقَالُ جَنَش فلانٌ إِليّ وجأَش وتَحَوَّرَ وهاشَ وأَرَزَ بمعنى واحد. جهش: جَهِش «1» وجَهَش للبُكاء يجهَش جَهْشاً وأَجْهَش، كِلَاهُمَا، استعدَّ لَهُ واسْتَعْبَرَ، والمُجْهِش الْبَاكِي نفْسُه. وجهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً وأَجْهَشتْ، كِلَاهُمَا: نَهَضت وفاظَت. وجَهَشت نَفْسِي وأَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك وهَمَّت بالبُكاء. والجَهْش: أَن يَفْزَع الإِنسان إِلى غَيْرِهِ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كأَنه يُرِيدُ الْبُكَاءَ كَالصَّبِيِّ يَفْزَع إِلى أُمه وأَبيه وَقَدْ تهيّأَ لِلْبُكَاءِ؛ يُقَالُ: جَهَشَ إِليه يَجْهَشُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ بالحُدَيْبِية فأَصاب أَصحابَه عَطش، قَالُوا: فجَهَشنا إِلى رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَكَذَلِكَ الإِجْهَاش. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: أَجْهَشْتُ إِجْهَاشاً؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ: باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة، ... وَقَدْ حَملْتك سبْعاً بَعْدَ سَبْعِينا وَقَالَ الأُموي: أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء. وَفِي حَدِيثِ الْمَوْلِدِ قَالَ: فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء ؛ أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت لِلْبُكَاءِ. وجَهَشَ للشَّوق والحُزْن: تَهيَّأَ. وجَهَشَ إِلى الْقَوْمِ جَهْشاً: أَتاهم. والجَهْش: الصَّوْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَالَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الجَمْش. جوش: الجَوش: الصَّدْر مِثْلُ الجُؤْشوش، وَقِيلَ: الْجَوْشُ الصدرُ مِنَ الإِنسان والليلِ، وَمَضَى جَوْش مِنَ اللَّيْلِ أَي صدْر مِنْهُ مِثْلُ جَرْش؛ قال رَبيعة بن

_ (1). قوله [جهش] هو كسمع ومنع كما في القاموس.

مَقْرُوم الضَّبِّيُّ: وَفَتَيَانُ صِدْقٍ قَدْ صَبَحْتُ سُلافَةً، ... إِذا الدِّيكُ فِي جَوْشٍ مِنَ اللَّيْلِ طَرَّبا وَجَوْشُ اللَّيْلِ: جَوزُه ووَسَطُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَلَوَّم هَاهُ هَا وَقَدْ مَضَى ... مِنَ اللَّيْلِ جَوْش واسْبَطَرّتْ كواكبُه «2» التَّهْذِيبُ: جَوْشُ الليلِ مِنْ لَدُن رُبْعِه إِلى ثُلثه، وَقَالَ ابْنُ أَحمر: مَضَى جَوْش مِنَ اللَّيْلِ. ابْنُ الأَعرابي: جَاشَ يَجُوش جَوْشاً إِذا سَارَ الليلَ كلَّه؛ وَقَالَ مُرَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّه: تَرَكْنا كُلَّ جِلْفٍ جَوْشَنِيٍّ، ... عَظِيمِ الجَوْش مُنْتَفِخِ الصِّفاق قَالَ: الجَوْش الوسَط. والجوشَنِيّ: العظيمُ الْجَنْبَيْنِ والبطنِ. والصِّفاقُ: الَّذِي يَلِي الجَوْف مِنْ جِلْد البَطن. والجلْف: الْجَافِي الخَلْق الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ، شُبِّه بالدَّنِّ الْفَارِغِ، والدَّنُّ الفارغُ يُقَالُ لَهُ جلْف. وجَوْش: قَبِيلَةٌ أَو مَوْضِعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: جَوْش مَوْضِعٌ؛ وأَنشد لأَبي الطَّمَحان الْقَيْنِيِّ: تَرُضُّ حَصَى مَعْزاءِ جَوْشٍ وأُكْمَهُ ... بأَخْفافِها، رَضَّ النَّوى بالمَراضِخ جيش: جاشَت النفسُ تَجِيش جَيْشاً وجُيوشاً وجَيَشاناً: فاظَتْ. وجاشَتْ نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً: غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان، فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت مِنْ حُزن أَو فزَع قُلت: جَشَأَت. وَفِي الْحَدِيثِ: جاؤوا بِلَحْم فتَجَيَّشَتْ أَنفُسُ أَصحابِه أَي غَثَتْ، وَهُوَ مِنَ الِارْتِفَاعِ كأَنَّ مَا فِي بُطُونِهِمُ ارْتَفَعَ إِلى حُلوقهم فحَصل الغَثْيُ. وَجَاشَتِ القِدْر تجِيش جَيْشاً وجَيَشاناً: غَلَت، وَكَذَلِكَ الصدْرُ إِذا لَمْ يَقْدر صَاحِبُهُ عَلَى حَبْس مَا فِيهِ. التَّهْذِيبُ: والجَيشان جَيَشان القِدْر. وَكُلُّ شَيْءٍ يَغْلي، فَهُوَ يَجِيش، حَتَّى الهَمّ والغُصَّة فِي الصدْر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ غَيْرُ الْجَوْهَرِيِّ أَنَّ الصَّحِيحَ جَاشَتِ القِدْر إِذا بَدَأَتْ أَن تَغْلي وَلَمْ تَغْلِ بعْدُ؛ قَالَ: وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ هَذَا قَوْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: تَجيشُ عَلَيْنَا قِدْرهم فنُدِيمُها، ... ونَفْثَؤُها غَنَّا إِذا حَمْيُها غَلَى أَي نُسكِّنُ قِدْرَهم، وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الْحَرْبِ، إِذا بدأَت أَن تَغْلِي، وَتَسْكِينُهَا يَكُونُ إِما بإِخراج الْحَطَبِ مِنْ تَحْتِ القدرِ أَو بِالْمَاءِ الْبَارِدِ يُصَبُّ فِيهَا، وَمَعْنَى نُدِيمُهَا نُسَكّنها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يَبُولَنَّ أَحدكم فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ أَي السَّاكِنِ، ثُمَّ قَالَ: ونَفْثَؤُها عنَّا إِذا غَلَتْ وَفَارَتْ وَذَلِكَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسقاء: وَمَا يَنزِل حَتَّى يَجِيشَ كلُّ مِيزابٍ أَي يتدَفَّق وَيَجْرِيَ بِالْمَاءِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ستكُون فِتْنة لَا يَهْدأُ مِنْهَا جانبٌ إِلا جاشَ مِنْهَا جَانِبٌ أَي فارَ وَارْتَفَعَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ. رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ، فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دامِغ جَيْشاتِ الأَباطِيل ؛ هِيَ جَمْعُ جَيْشة وَهِيَ المرَّة مِنْ جاشَ إِذا ارْتَفَعَ. وجاشَ الْوَادِي يَجِيش جَيشاً: زَخَر وامتدَّ جِدًّا. وجاشَ الْبَحْرُ جَيشاً: هاجَ فَلَمْ يُسْتَطع رُكوبُه. وجاشَ الهمُّ فِي صدْره جيْشاً: مُثِّلَ بِذَلِكَ. وجاشَ صدْرُه يَجِيش إِذا غَلى غَيْظاً ودَرَداً. وجاشتْ نفْس الْجَبَانِ وجَأَشت إِذا همَّت بِالْفِرَارِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ: وكأَنَّ نفْسي جاشَت أَي ارْتَاعَتْ وَخَافَتْ. وجأْش النَّفْسِ: رُوَاعُ القَلب إِذا اضْطَرَبَ، مَذْكُورٌ فِي جأَش. والجَيْش: وَاحِدُ الجُيُوش. والجَيش: الجُنْد،

_ (2). قوله [تلوم هاه ها إلخ] هو كذلك في الأَصل.

فصل الحاء المهمة

وَقِيلَ: جَمَاعَةُ النَّاسِ فِي الحَرْب، وَالْجَمْعُ جُيُوش. التَّهْذِيبُ: الجَيْش جُنْد يَسِيرُونَ لِحَرْبٍ أَو غَيْرِهَا. يُقَالُ: جَيَّش فُلَانٌ أَي جَمَعَ الجُيُوش، واسْتَجاشَه أَي طَلب مِنْهُ جَيْشًا. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ فُهَيرة: فاسْتَجاشَ عَلَيْهِمْ عامرُ بْنُ الطفَيل أَي طَلب لَهُمُ الجيشَ وجمَعَه عَلَيْهِمْ. والجِيشُ: نباتٌ لَهُ قُضْبان طِوالٌ خُضْرٌ وَلَهُ سَنِفَةٌ كَثِيرَةٌ طِوال ممْلوءة حَبّاً صِغاراً، وَالْجَمْعُ جُيُوش. وجَيْشان: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قَامَتْ تَبَدَّى لَكَ فِي جَيْشانِها لَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد فِي جَيَشانها أَي قُوَّتِها وشبابِها فسكَّن لِلضَّرُورَةِ، وسيأْتي تَفْسِيرُ قَوْلِهِمْ فُلَانٌ عَيْشٌ وَجَيْشٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَذَاتُ الجَيْش: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: لِلَيْلى بِذات البَيْن دارٌ عَرفتُها، ... وأُخْرَى بِذَاتِ الجَيْش آياتُها سَفْر فصل الحاء المهمة حبش: الحَبَش: جِنْس مِنَ السُّودان، وَهُمُ الأَحْبُش والحُبْشان مِثْلُ حمَل وحُمْلان والحَبِيش، وَقَدْ قَالُوا الحَبَشة عَلَى بِنَاءِ سَفَرة، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ فِي الْقِيَاسِ لأَنه لَا واحدَ لَهُ عَلَى مِثَالِ فاعِل، فَيَكُونُ مُكَسَّرًا عَلَى فَعَلة؛ قَالَ الأَزهري: الحَبَشة خطأٌ فِي الْقِيَاسِ لأَنك لَا تَقُولُ لِلْوَاحِدِ حابِش مِثْلُ فَاسِقٍ وَفَسَقَةٍ، وَلَكِنْ لَمَّا تُكُلِّم بِهِ سَارَ فِي اللُّغَاتِ، وَهُوَ فِي اضْطِرَارِ الشِّعْرِ جَائِزٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُوصيكم بِتَقْوَى اللَّه والسمعِ والطاعةِ وإِنْ عَبْداً حَبَشِيّاً أَي أَطيعوا صاحبَ الأَمْر وإِن كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَحَذَفَ كَانَ وَهِيَ مُرَادَةٌ. والأُحبوش: جَمَاعَةُ الْحَبَشِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ صِيرانَ المَهَا الأَخْلاط ... بِالرَّمْلِ أُحْبُوشٌ مِنَ الأَنْباط وَقِيلَ: هُمُ الْجَمَاعَةُ أَيًّا كَانُوا لأَنهم إِذا تجمَّعوا اسْودُّوا. وَفِي حَدِيثِ خَاتَمِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ أَنه أَراد مِنَ الجِزْع أَو العَقِيق لأَنَّ معدِنَهما اليَمَنُ والحَبَشة أَو نَوْعًا آخَرَ يُنْسَبُ إِليها. والأَحابِيشُ: أَحْياءٌ مِنَ القارَة انضمُّوا إِلى بَنِي لَيث فِي الْحَرْبِ الَّتِي وَقَعَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ قَبْلَ الإِسلام، فَقَالَ إِبْليس لِقُرَيْشٍ: إِني جارٌ لَكُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فواقَعُوا دَماً؛ سُمُّوا بِذَلِكَ لاسْوِدادهم؛ قَالَ: لَيْث ودِيل وكَعْب وَالَّذِي ظأَرَتْ ... جَمْعُ الأَحابِيش، لَمَّا احْمَرَّت الحَدَق فَلَمَّا سُمّيت تِلْكَ الأَحياءُ بالأَحابيش مِنْ قِبَل تجمُّعِها صَارَ التَّحْبيش فِي الْكَلَامِ كَالتَّجْمِيعِ. وحُبْشِيّ: جبَل بأَسفل مَكَّةَ يُقَالُ مِنْهُ سُمِّيَ أَحابيشُ قُرَيْشٍ، وَذَلِكَ أَن بَني المُصطلق وَبَنِي الهَوْن بْنِ خُزيمة اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ فَحَالَفُوا قُرَيْشًا، وَتَحَالَفُوا باللَّه إِنَّا لَيَدٌ عَلَى غيرِنا مَا سَجا لَيْلٌ ووَضَحَ نَهَارٌ وَمَا أَرْسَى حُبْشيٌّ مَكانَه، فسُمّوا أَحابيش قُريش بَاسِمِ الْجَبَلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ: أَنه مَاتَ بالحُبْشيّ ؛ هُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَكَسْرِ الشِّينِ وَالتَّشْدِيدِ، مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ، وَقِيلَ: جَبَلٌ بأَسفل مَكَّةَ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيبية: أَن قُرَيْشًا جمَعوا ذَلِكَ جمعَ الأَحابيش ؛ قَالَ: هُمْ أَحياء مِنَ الْقَارَةِ. وأَحْبَشَت المرأَةُ بوَلدها إِذا جَاءَتْ بِهِ حَبَشِيَّ اللَّون. وَنَاقَةٌ حَبَشِيَّة: شَدِيدَةُ السَّوَادِ. والحُبْشِيَّة: ضَرْب مِنَ النَّمْلِ سُودٌ عِظامٌ لمَّا جُعِل ذَلِكَ اسْمًا لَهَا غَيَّروا اللَّفْظَ لِيَكُونَ فَرْقًا بَيْنَ النِّسْبَةِ وَالِاسْمِ، فَالِاسْمُ حُبْشِيَّة

وَالنَّسَبُ حَبَشِية. وَرَوْضَةٌ حَبَشِية: خَضْرَاءُ تَضْرِب إِلى السَّواد؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ويَاْكُلْن بُهْمَى جَعْدَةً حَبَشِيَّة، ... ويَشْرَبْن بَرْدَ الماءِ فِي السَّبَرات والحُبْشانُ: الْجَرَادُ الَّذِي صَارَ كأَنه النَّمْلُ سَواداً، الواحدةُ حَبَشِيَّة؛ هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ، وإِنما قِيَاسُهُ أَن تَكُونَ واحدتَه حُبْشانَةٌ أَو حَبْشٌ أَو غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَصْلُحُ أَن يَكُونَ فُعْلان جَمْعَه. والتحَبُّش: التجمُّع. وحَبَش الشيءَ يَحْبشُه حَبْشاً وحَبَّشَه وتحَبَّشَه واحْتَبَشه: جَمَعَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أُولاك حَبَّشْتُ لَهُمْ تَحْبِيشِي وَالِاسْمُ الحُباشة. وحَبَشْت لَهُ حُباشة إِذا جَمَعْت لَهُ شَيْئًا، والتَّحْبيش مِثْلُهُ. وحُباشات العَيْر: مَا جُمِعَ مِنْهُ، واحدتُها حُباشة. واحْتَبش لأَهلِه حُباشَةً: جَمَعها لَهُمْ. وحَبَشْت لِعِيَالِي وهَبَشْت أَي كسبْتُ وجمعْتُ، وَهِيَ الحُباشة والهُباشة؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: لَوْلَا حُباشاتٌ مِنَ التَّحْبِيش ... لِصِبْية كأَفْرُخ العُشُوش وَفِي الْمَجْلِسِ حُباشات وهُباشات مِنَ النَّاسِ أَي ناسٌ ليسُوا مِنْ قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهُمُ الحُباشة الْجَمَاعَةُ، وَكَذَلِكَ الأُحْبوش والأَحابيش، وتحبَّشوا عَلَيْهِ: اجْتَمَعُوا، وَكَذَلِكَ تَهبَّشوا. وحَبَّش قومَه تَحْبِيشًا أَي جَمَعَهُمْ. والأَحْبَش: الَّذِي يأْكل طَعَامَ الرجُل وَيَجْلِسُ عَلَى مَائِدَتِهِ ويُزَيّنه. والحَبَشِيّ: ضرْب مِنَ العِنَب. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يُنْعت لَنَا. والحَبَشِيّ: ضرْب مِنَ الشَّعِيرِ سُنْبُله حَرْفَانِ وَهُوَ حَرِش لَا يُؤْكَلُ لِخُشُونَتِهِ وَلَكِنَّهُ يَصْلُحُ لِلْعَلَفِ. وَمِنْ أَسماء العُقاب: الحُباشيَّة والنُّسارِيَّة تُشَبَّه بِالنَّسْرِ. وحَبَشِية: اسْمُ امرأَة كَانَ يزيدُ بن الطثَرِيّة يَتَحَدَّثُ إِليها. وحُبَيْش: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ جَاءَ مصغَّراً مِثْلَ الكُمَيت والكُعَيت. وَحَبِيشٌ «1»: اسم. حتش: الأَزهري خَاصَّةً: قَالَ اللَّيْثُ فِي كِتَابِهِ حَتَش يَنْظُر فِيهِ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ حَتَش إِذا أَدام النَّظَرَ، وَقِيلَ: حَتَش القومُ وتَحَتْرشوا إِذا حَشَدوا. حترش: الحِتْرِشُ والحُتْرُوش: الصَّغِيرُ الْجِسْمِ النَّزِق مَعَ صَلَابَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ الخفيفِ النشِيطِ حُتْروش. الْجَوْهَرِيُّ: الحُتْروش الْقَصِيرُ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَحسَنَ حَتَارِشَ الصَّبِيِّ أَي حركاتِه. وَسَمِعْتُ لِلْجَرَادِ حَتْرَشَة إِذا سَمِعْتَ صَوْتَ أَكْله. وتَحَتْرَشَ القومُ: حَشَدوا. يُقَالُ: حَشَد القومُ وحَشَكُوا وتَحَتْرَشُوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: سَعَى فُلَانٌ بَيْنَ الْقَوْمِ فتَحَتْرَشُوا عَلَيْهِ فَلَمْ يُدْرِكُوهُ أَي سَعَوا وعَدَوْا عَلَيْهِ. وحِتْرِش: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. وَبَنُو حِتْرِش. بطْنٌ مِنْ بَنِي مُضَرّس وَهُمْ مِنْ بَنِي عقيل. حرش: الحَرْش والتَحْرِيش: إِغراؤُك الإِنسانَ والأَسد لِيَقَعَ بقِرْنِه. وحَرَّش بَيْنَهُمْ: أَفْسد وأَغْرى بعضَهم ببَعض. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّحْرِيشُ الإِغراء بَيْنَ الْقَوْمِ وَكَذَلِكَ بَيْنَ الْكِلَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن التحْريش بَيْنَ الْبَهَائِمِ ، هُوَ الإِغراء وَتَهْيِيجُ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ كَمَا يُفْعل بَيْنَ الْجِمَالِ والكِباش والدُّيُوك وَغَيْرِهَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِس أَنْ يُعْبَد في

_ (1). قوله [وحبيش] هو كأَمير وزبير.

جَزِيرَةِ العَرَب وَلَكِنْ فِي التَّحريش بَيْنَهُمْ أَي فِي حَمْلهم عَلَى الفِتَنِ والحُروب. وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ، فِي الْحَجِّ: فذهبْتُ إِلى رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُحَرِّشاً عَلَى فاطمةَ ، فإِن التَّحْرِيشَ هَاهُنَا ذكرُ مَا يُوجِب عتابَه لَهَا. وحَرَشَ الضبَّ يَحْرِشُه حَرْشاً واحْتَرَشَه وتَحَرَّشَه وتحرَّش بِهِ: أَتى قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه عَلَيْهِ وأَتْلَج طَرَفها فِي جُحْره، فإِذا سَمِعَ الصوتَ حَسِبَه دَابَّةً تُرِيدُ أَن تَدْخُلَ عَلَيْهِ، فَجَاءَ يَزْحَل عَلَى رِجْليه وعجُزِه مُقاتلًا وَيَضْرِبُ بذنَبه، فناهَزَه الرجُلُ أَي بَادَرَهُ فأَخَذ بذنَبه فضَبَّ عَلَيْهِ أَي شَدَّ القَبْض فَلَمْ يَقْدِرْ أَن يَفِيصَهُ أَي يُفْلِتَ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: حَرْشُ الضَّبِّ صَيْدُه وَهُوَ أَن يُحَكَّ الجُحْر الَّذِي هُوَ فِيهِ يُتَحرَّشُ بِهِ، فإِذا أَحسَّه الضَّبُّ حَسِبَه ثُعْباناً، فأَخْرَج إِليه ذنبَه فيُصاد حِينَئِذٍ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لُهوَ أَخْبَثُ مِنْ ضبٍّ حَرَشْته، وَذَلِكَ أَن الضبَّ رُبَّمَا اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فَلَمْ يُقْدر عَلَيْهِ، وَهَذَا عِنْدَ الِاحْتِرَاشِ، الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَمِنْ أَمثالهم فِي مُخَاطَبَةِ الْعَالِمِ بِالشَّيْءِ مَنْ يُرِيدُ تَعْلِيمَهُ: أَتُعْلِمُني بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه؟ ونَحْوٌ مِنْهُ قَوْلُهُمْ: كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ أَمثالهم: هَذَا أَجَلُّ مِنَ الحَرْش؛ وأَصل ذَلِكَ أَنّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ: قَالَ الضَّبُّ لِابْنِهِ يَا بُنَيّ احذَر الحَرْش، فَسَمِعَ يَوْمًا وقْعَ مِحْفارٍ عَلَى فَمِ الجُحر، فَقَالَ: بابَهْ «1» أَهذا الحَرْشُ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيّ هَذَا أَجلّ مِنَ الحَرْش؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ قَوْلَ كُثَيّر: ومُحْتَرِش ضَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ، ... بِحُلْو الخَلى، حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع يُقَالُ: إِنه لَحُلْو الخَلى أَي حُلْو الْكَلَامِ؛ ووَضَع الحَرْشَ موضعَ الِاحْتِرَاشِ لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فَقَدْ حَرَشَه؛ وَقِيلَ: الحَرْش أَنْ تُهَيِّج الضبَّ فِي جُحْره، فإِذا خَرَجَ قَرِيبًا مِنْكَ هَدَمْتَ عَلَيْهِ بَقِيَّة الْجُحْرِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَحْرَشْت الضَّبَّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشه حَرْشاً صادَه، فَهُوَ حَارِشٌ للضِّباب، وَهُوَ أَن يُحَرّك يَدَهُ عَلَى جُحْرِهِ ليظُنَّه حَيَّة فيُخْرِج ذَنَبَه ليضْرِبَها فيأْخُذه. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا أَتاه بِضباب احْتَرَشها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالِاحْتِرَاشُ فِي الأَصل الجَمْع والكسْب والخِداع. وَفِي حَدِيثِ أَبي حَثْمة فِي صِفَةِ التّمْر: وتُحْتَرَشُ بِهِ الضِّبابُ أَي تُصطاد. يُقَالُ: إِن الضبَّ يُعْجَب بِالتَّمْرِ فيُحِبّه. وَفِي حَدِيثِ الْمِسْوَرِ: مَا رأَيت رجُلًا ينفِر مِنَ الحَرْش مثلَه ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ، يُرِيدُ بالحَرْش الخديعةَ. وحارَشَ الضبُّ الأَفعى إِذا أَرادت أَن تَدْخل عَلَيْهِ فَقاتَلَها. والحَرْش: الأَثَر، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الأَثَر فِي الظَّهْر، وَجَمْعُهُ حِرَاش؛ وَمِنْهُ رِبْعِيّ بنُ حِراش وَلَا تَقُلْ خِراش، وَقِيلَ: الحِرَاش أَثَر الضرْب فِي البَعِير يبْرأُ فَلَا يَنْبُت لَهُ شَعر وَلَا وَبر. وحَرَش البعِيرَ بِالْعَصَا: حَكَّ فِي غارِبِه ليَمْشِيَ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ لِلْبَعِيرِ الَّذِي أَجْلَب دبَرُه فِي ظَهره: هَذَا بَعِيرٌ أَحْرَش وَبِهِ حَرَش؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَطَار بِكَفِّي ذُو حِرَاش مُشَمِّرٌ، ... أَحَذُّ ذلاذِيل العَسِيب قصِير أَراد بِذِي حِرَاش جَمَلًا بِهِ آثَارُ الدَّبر. وَيُقَالُ: حَرَشْت جَرَبَ الْبَعِيرِ أَحْرِشُهُ حَرْشاً وخَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حَتَّى تقشَّر الْجِلْدُ الأَعلى فيَدْمى

_ (1). قوله [بابه] هكذا بالأَصل، وفي القاموس: يا أَبت إلخ.

ثُمَّ يُطْلى حِينَئِذٍ بالهِناء، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَرْشَاء مِنَ الجُرْب الَّتِي لَمْ تُطْل؛ قَالَ الأَزهري: سُمِّيَتْ حَرْشاءَ لِخُشُونَةِ جِلْدِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وحَتى كأَنِّي يَتَّقي بيْ مُعبَّد، ... بِه نُقْبة حرشاءُ لَمْ تَلْق طَالِيَا ونُقْبة حَرْشَاءُ: وَهِيَ الباثِرة الَّتِي لَمْ تُطْل. والحارِش: بُثُور تَخْرُجُ فِي أَلسِنَة النَّاسِ والإِبلِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وحَرَشَه، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ جَمِيعًا، حَرْشاً أَي خَدَشَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ، ... هاجَتْ بوَلْوَالٍ ولَجَّت فِي حَرَشْ فحرَّكه ضَرُورَةً. والحَرْشُ: ضَرْب مِنَ البَضْع وَهِيَ مُسْتَلْقِية. وحَرَشَ المرأَة حَرْشاً: جَامَعَهَا مُسْتَلْقِيَةً عَلَى قفَاها. واحْتَرَشَ القَومُ: حَشَدُوا واحْتَرَشَ الشيءَ: جَمَعه وكَسَبَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لوْ كُنْتَ ذَا لُبٍّ تَعِيشُ بِهِ، ... لَفَعَلْتَ فْعلَ المَرْء ذِي اللُّبّ لَجَعَلْتَ صالِحَ مَا احْتَرَشْتَ، وَمَا ... جَمَّعْتَ مِنْ نَهْبٍ، إِلى نَهْب والأَحْرَشُ مِنَ الدنانِير: مَا فِيهِ خُشُونة لِجدَّتِه؛ قَالَ: دَنانِيرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رجُلًا أَخَذ مِنْ رجُل آخَرَ دَنانيرَ حُرْشاً ؛ جَمْعُ أَحْرش وَهُوَ كُلُّ شيءٍ خَشِنٍ، أَراد أَنها كَانَتْ جَديدة فَعَليْها خُشونة النَّقْش. ودَراهِمُ حُرْشٌ: جِيادٌ خُشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة. والضبُّ أَحْرَشُ، وضبٌّ أَحْرش: خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز. وَقِيلَ: كلُّ شَيْءٍ خشِنٍ أَحْرشُ وحَرِشٌ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وأُراها عَلَى النَّسَبِ لأَنّي لَمْ أَسمع لَهُ فِعْلًا. وأَفْعى حَرْشاءُ: خشِنة الجِلْدة، وَهِيَ الحَريِش والحِرْبيش؛ الأَزهري أَنشد هَذَا الْبَيْتَ: تَضْحَكُ مِني أَنْ رَأَتْني أَحْتَرِشْ، ... ولَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عَنْ حِرِش قَالَ: أَراد عَنْ حِرِكْ، يَقْلبون كَافَ الْمُخَاطَبَةِ للتأْنيث شِيناً. وحيَّة حَرْشاء بَيِّنَةُ الحَرَشِ إِذا كَانَتْ خَشِنَةَ الْجِلْدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها، ... إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ أُرِيقَ عَلَى جَمْر والحَرِيشُ: نَوْعٌ مِنَ الْحَيَّاتِ أَرْقَط. والحَرْشاء: ضَرْبٌ مِنَ السُّطَّاح أَخضرُ يَنْبُتُ مُتِسَطِّحاً عَلَى وَجْهِ الأَرض وَفِيهِ خُشْنَة؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: والخَضِر السُّطّاح مِنْ حَرْشائِه وَقِيلَ: الحَرْشاء مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ وَهِيَ تَنْبُتُ فِي الدِّيَارِ لازِقة بالأَرض وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَلَوْ لَحِسَ الإِنسان مِنْهَا وَرَقَةً لزِقت بِلِسَانِهِ، وَلَيْسَ لَهَا صَيُّور؛ وَقِيلَ: الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لَا أَفنان لَهَا يَلْزَمُ ورقُها الأَرضَ وَلَا يمتدُّ حِبالًا غَيْرَ أَنه يَرْتَفِعُ لَهَا مِنْ وسَطِها قَصَبَةٌ طَوِيلَةٌ فِي رأْسها حَبَّتها. قَالَ الأَزهري: مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ الحَرْشاءُ والصَّفْراء والغَبْراء، وَهِيَ أَعشاب مَعْرُوفَةٌ تَسْتَطِيبُها الرَّاعِيَةُ. والحَرْشاء: خَرْدَل البَرِّ. والحَرْشاء: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وانْحَتَّ مِنْ حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ، ... وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراً تَنْقُلُهْ

والحَرِيش: دَابَّةٌ لَهَا مَخَالِبُ كَمَخَالِبِ الأَسد وقَرْنٌ وَاحِدٌ فِي وسَطِ هامَتِها، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: يُسَمِّيهَا النَّاسُ الكَرْكَدّن؛ وأَنشد: بِهَا الحَرِيشُ وضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ، ... يَلْوي إِلى رَشَحٍ مِنْهَا وتَقْلِيص «2» قَالَ الأَزهري: لَا أَدري مَا هَذَا الْبَيْتُ وَلَا أَعرف قَائِلَهُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَذُو قَرْنٍ يُقَالُ لَهُ حَرِيش وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَشياخه قَالَ: الهِرْميس الكَرْكَدّن شَيْءٌ أَعظمُ مِنَ الْفِيلِ لَهُ قَرْن، يَكُونُ فِي الْبَحْرِ أَو عَلَى شَاطِئِهِ، قَالَ الأَزهري: وكأَن الحَرِيش والهِرْميس شَيْءٌ وَاحِدٌ، وَقِيلَ: الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ مِنَ الدُّودة عَلَى قَدْرِ الإِصبع لَهَا قَوَائِمُ كَثِيرَةٌ وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى دَخّالَةَ الأُذُن. وحَرِيش: قَبِيلة مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَقَدْ سمَّت حَرِيشاً ومُحَرِّشاً وحِراشاً. حربش: أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ: كَثِيرَةُ السُّمِّ خَشِنة الْمَسِّ شَدِيدَةُ صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بَعْضَهَا بِبَعْضٍ مُتَحَرِّشة. والحِرْبِيش: حَيَّةٌ كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين؛ قَالَ رُؤْبَةُ: غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخَشْناء فِي صوتِ مَشْيِهَا. الأَزهري: الحِرْبِش والحِرْبِشة الأَفعى، وَرُبَّمَا شدَّدُوا فَقَالُوا: حِرِبِّش وحِرِبِّشة. أَبو خيرة: من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وَقَدْ يَقُولُ بعضُ الْعَرَبِ الحِرْبِش؛ قَالَ وَمِنْ ثم قالوا: هل بلد الحِرْبِشِ إِلَّا حِرْبِشا؟ حرفش: احْرَنْفش الدِّيكُ: تَهَيَّأَ لِلْقِتَالِ وأَقام ريشَ عُنُقِه، وَكَذَلِكَ الرجُل إِذا تهيَّأَ لِلْقِتَالِ وَالْغَضَبِ وَالشَّرِّ، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. وَقَالَ هَرَمُ بْنُ زَيْدٍ الْكَلْبِيُّ: إِذا أَحيا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قُلْنَا قَدْ أَكْلأَت الأَرضُ وأَخْصَبَ الناسُ واحْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها ولَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ، قَالَ: واحْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِيرارُها وتَنَصُّبُ شَعرِها وزيفَانُها فِي أَحد شِقَّيْها لتَنْطَحَ صاحبتَها، وإِنما ذَلِكَ مِنَ الأَشَرِ حِينَ ازْدَهَت وأَعْجَبَتْها نفسُها، وتَلَحُّسُ الْكَلْبِ الوَضَر لِمَا يُفْضِلُون مِنْهُ ويَدعُون مِنْ خِلاصِ السَّمْن فَلَا يأْكلونه مِنَ الخِصْبِ والسَّنَقِ، واحْرَنْفَشَ الكلبُ والهرُّ تهيَّأَ لِمِثْلِ ذَلِكَ، واحْرَنْفَشَتِ الرِّجَالُ إِذا صَرَعَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والمُحْرَنْفِشُ: المُتَقَبِّضُ الْغَضْبَانُ. واحْرَنْفَش لِلشَّرِّ: تهيّأَ لَهُ. أَبو خَيْرَةَ: من الأَفاعي الحِرْفش والحرافش. حشش: الحَشِيش: يابِسُ الكَلإِ، زَادَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ وَهُوَ رَطْبٌ حَشِيش، وَاحِدَتُهُ حَشِيشة، والطَّاقة مِنْهُ حَشِيشة، والفِعْل الاحْتِشاش. وأَحَشَّ الكلأُ: أَمْكَنَ أَن يُجْمع وَلَا يُقَالَ أَجَزَّ. وأَحَشَّت الأَرضُ: كَثُرَ حَشِيشُها أَو صَارَ فِيهَا حَشِيش. والعُشْبُ: جِنْس لِلْخَلى والحشِيش، فالخَلى رَطْبُه، والحشِيشُ يابِسُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ أَهل اللُّغَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه؛ قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ لأَن موضوعَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي اللُّغَةِ اليُبْس والتقَبُّض. الأَزهري: الْعَرَبُ إِذا أَطْلَقوا اسْمَ الحشِيش عَنَوْا بِهِ الخَلى خاصَّة، وَهُوَ أَجْوَدُ عَلَفٍ يَصْلُح الخَيْلُ عَلَيْهِ، وَهِيَ مِنْ خَيْر مراعِي النَّعَم، وَهُوَ عُرْوَةٌ فِي الجَدْب وعُقْدة فِي الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حَالَتْ

_ (2). قوله [يلوي إلى رشح] هكذا أَنشده هنا وأَنشده في مادة ضغز يأْوي إِلى رشف.

عَلَيْهِ السَّنَةُ تغَيَّر لونُه واسْودَّ بَعْدَ صُفرتِه، واحْتَوَتْه النَّعَم والخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ السَّنَةُ وَلَا تُنْبِتَ البقلَ، وإِذا بَدَا القومُ فِي آخِرِ الخَريف قَبْلَ وُقُوعِ رَبِيعٍ بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتجِعين لَمْ يَنْزِلُوا بَلَدًا إِلا مَا فِيهِ خَلًى، فإِذا وَقَعَ رَبِيعٌ بالأَرض وأَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عَنِ الْخَلَى والصِّلّيان. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: البقْلُ أَجْمَع رَطْباً وَيَابِسًا حشيشٌ وعلَفٌ وخَلًى. وَيُقَالُ: هَذِهِ لُمْعَة قَدْ أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُحَشَّ، وَذَلِكَ إِذا يَبِست، واللُّمْعة مِنَ الخَلى، وَهُوَ المَوْضع الَّذِي يَكْثُرُ فِيهِ الْخَلَى، وَلَا يُقَالُ لَهُ لُمْعة حَتَّى يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كَلَامٌ كُلُّهُ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. والمَحَشّ والمَحَشَّة: الأَرض الْكَثِيرَةُ الحَشِيش. وَهَذَا مَحَشُّ صِدْقٍ: لِلْبَلَد الَّذِي يَكثُر فِيهِ الْحَشِيشُ. وَفُلَانٌ بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بِمَوْضِعٍ كَثِيرِ الْحَشِيشِ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ أَصاب أَيَّ خَيرٍ كَانَ مَثَلًا بِهِ؛ يُقَالُ: إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فَلَا تبْرحْه أَي بِمَوْضِعٍ كَثِيرِ الْخَيْرِ. وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حَشًّا واحْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. وحَشَشْت الْحَشِيشَ: قطعْتُه، واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رجُلًا مِنْ أَسْلَمَ كَانَ فِي غُنَيْمة لَهُ يَحُشُّ عَلَيها ، وَقَالُوا: إِنما هُوَ يَهُشُّ، بِالْهَاءِ، أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حَتَّى يَنْتَثِرَ ورَقُها مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي، وَقِيلَ: إِنَّ يَحُشُّ ويَهُشّ بِمَعْنًى، وَهُوَ مَحْمول عَلَى ظَاهِرِهِ مِنَ الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش. يُقَالُ: حَشَّهُ واحْتَشَّه وحَشَّ عَلَى دابَتِه إِذَا قَطَع لَهَا الْحَشِيشَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه رَأَى رجُلًا يَحْتَشّ فِي الحَرَم فَزَبَرَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي يأْخُذ الْحَشِيشَ وَهُوَ الْيَابِسُ مِنَ الكَلإِ. والحُشّاش: الَّذِينَ يَحْتَشُّون. والمِحَشّ والمَحَشّ: مِنجل ساذَجٌ يُحَشُّ بِهِ الْحَشِيشُ، وَالْفَتْحُ أَجود، وهُما أَيضاً الشَّيْءُ الَّذِي يُجْعل فِيهِ الْحَشِيشُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المِحَشّ مَا حُشّ بِهِ، والمَحَشّ الَّذِي يُجْعل فِيهِ الْحَشِيشُ، وَقَدْ تُكْسر ميمُه أَيضاً. والحِشَاش خَاصَّةً: مَا يُوضَعُ فِيهِ الْحَشِيشُ، وجمْعُه أَحِشَّة. وَفِي حَدِيثِ أَبي السَّلِيل: قَالَ جَاءَتِ ابْنةُ أَبي ذَرّ عَلَيْهَا مِحَشّ صُوفٍ أَي كساءٌ خَشن خَلَقٌ ، وَهُوَ مِنَ المِحَشّ والمَحَشّ، بالفتح والكسر، والكِساء الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الحَشِيش. وحَشَشْت فَرَسي: أَلْقَيْتُ لَهُ حَشِيشاً. وحَشّ الدَّابَّةَ يحُشّها حَشًّا: علَفَها الحشيشَ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ: حُشَّ فَرَسَك. وَفِي الْمَثَلِ «1»: أَحُشُّكَ وتَرُوثُني، يَعْني فرسَه، يُضْرَبُ مثَلًا لِكُلِّ مَنِ اصطُنِع عِنْدَهُ معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه وَلَا نَفَعه. وَقَالَ الأَزهري: يُضْرب مثَلًا لِمَنْ يُسِيء إِليك وأَنت تُحْسن إِليه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ولَوْ قِيلَ بِالسِّينِ لَمْ يَبْعُدْ، وَمَعْنَى أَحُشّك أَفَأَحُشّ لَكَ، وَيَكُونُ أَحُشُّك أَعْلِفُك الْحَشِيشَ، وأَحَشَّه: أَعانَه عَلَى جَمْع الْحَشِيشِ. وحَشَّت اليَدُ وأَحَشَّت وَهِيَ مُحِشّ: يَبِسَت، وأَكثر ذَلِكَ فِي الشَّلَلِ. وحُكِي عَنْ يُونُسَ: حُشَّت، عَلَى صِيغة مَا لَمْ يُسمَّ فاعلُه، وأَحَشَّها اللَّه. الأَزهري: حَشَّت يدُه تَحِشُّ إِذا دقَّت وصغُرت، واسْتَحَشَّتْ مِثْلُهُ. وحَشَّ الولَدُ فِي بطْن أُمِّه

_ (1). قوله [وفي المثل إلخ] في شرح القاموس: ثم إِن لفظ المثل هكذا هو في الصحاح والتهذيب والأَساس والمحكم، ورأيت في هامش الصحاح ما نصه: والذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأَمثال لأَبي زيد: أَحشّك وتروثين، وقد صحح عليه.

يَحِشُّ حَشّاً وأَحَشَّ واستحَشَّ: جُووِزَ بِهِ وقْت الوِلادة فيَبِسَ فِي البَطْن، وَبَعْضُهُمْ يقول: حُشَّ، بضمِّ الْحَاءِ. وأَحَشَّت المرأَة وَالنَّاقَةُ وَهِيَ مُحِشّ: حَشَّ ولدُها فِي رحِمِها أَي يَبِسَ وأَلْقَتْه حَشًّا ومَحْشُوشاً وأُحْشُوشاً أَي يَابِسًا، زَادَ الأَزهري: وحَشِيشاً إِذا يَبِسَ فِي بَطْنِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رجُلًا أَراد الْخُرُوجَ إِلى تَبُوكَ فَقَالَتْ لَهُ أُمُّه أَو امرأَته: كَيْفَ بالوَدِيِّ؟ فَقَالَ: الغَزْوُ أَنْمى لِلْوَدِيّ، فَمَا مَاتَتْ مِنْهُ وَدِيّةٌ وَلَا حَشَّت أَي يَبِسَت. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَن امرأَة مَاتَ زوجُها فَاعْتَدَّتْ أَربعةَ أَشهر وعشْراً ثُمَّ تَزَوَّجَتْ رَجُلًا فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ أَربعة أَشهر وَنِصْفًا ثُمَّ وَلَدَتْ وَلَدًا، فَدَعَا عمرُ نِسَاءً مِنْ نِسَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فسأَلهن عَنْ ذَلِكَ، فَقُلْنَ: هَذِهِ امرأَة كَانَتْ حَامِلًا مِنْ زَوْجِهَا الأَوّل، فَلَمَّا مَاتَ حَشَّ ولدُها فِي بَطْنِهَا، فَلَمَّا مَسَّهَا الزَّوْجُ الْآخَرُ تحرَّك ولدُها، قَالَ: فَأَلْحَقَ عُمَرُ الولدَ بالأَول. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَشَّ ولدُها فِي بَطْنِهَا أَي يَبِس. والحُشّ: الْوَلَدُ الْهَالِكُ فِي بَطْنِ الْحَامِلَةِ. وإِن فِي بَطْنِهَا لَحُشَّا، وَهُوَ الْوَلَدُ الْهَالِكُ تَنْطَوِي عَلَيْهِ وتُهْراق دَماً عَلَيْهِ تَنْطَوِي عَلَيْهِ أَي يَبْقَى فَلَمْ يَخْرُجْ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَلَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى التِّجارِ بِجَسْرة ... قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل قَالَ: وإِذا أَلقت وَلَدَهَا يَابِسًا فَهُوَ الْحَشِيشُ، قَالَ: وَلَا يَخْرُجُ الْحَشِيشُ مِنْ بَطْنِهَا حَتَّى يُسْطى عَلَيْهَا، وأَما اللَّحْمُ فإِنه يَتَقَطَّعُ فيَبُول حَفْزاً فِي بَوْلِهَا، والعِظام لَا تَخْرُجُ إِلا بَعْدَ السَّطْوِ عَلَيْهَا، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَشّ ولدُ النَّاقَةِ يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه. والحُشاشَة: رُوح الْقَلْبِ ورَمَقُ حَيَاةِ النفْس؛ قَالَ: وَمَا المَرْءُ، مَا دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه، ... بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ، وَلَا آلِ وَكُلُّ بَقِيَّةٍ حُشاشة. والحُشاش والحُشَاشة: بَقِيَّةُ الرُّوحِ فِي الْمَرِيضِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ زَمْزَمَ: فانْفَلَتَت الْبَقَرَةُ مِنْ جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها أَي بِرَمَقِ بَقِيَّةِ الْحَيَاةِ وَالرُّوحِ. وحُشاشاكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كأَنه مُشْتَقٌّ مِنَ الْحُشَاشَةِ. الأَزهري: حُشاشاكَ أَن تَفْعَلَ ذَاكَ وغُناماك وحُماداك بمعنَى وَاحِدٍ. الأَزهري: الحُشاشة رَمَق بَقِيَّةٍ مِنْ حَيَاةٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ ... حُشاشَتُها، فِي غيرِ لَحْمٍ وَلَا دَم وأَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ: أَدَقّه فَاسْتَدَقَّ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها، ... لَا النِّيُّ نِيٌّ، وَلَا السَّنامُ سَنام وَقِيلَ: لَيْسَ ذَلِكَ لأَن العِظام تَدِقّ بِالشَّحْمِ وَلَكِنْ إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عِنْدَ ذَلِكَ فِيمَا يُرى. الأَزهري: والمُسْتَحِشَّة مِنَ النُّوقِ الَّتِي دقَّت أَوظِفَتُها مِنْ عِظَمِها وكثرةِ لَحْمِهَا وحَمِشَت سَفِلَتُها فِي رأْي الْعَيْنِ. يُقَالُ: استحشَّها الشَّحْمُ وأَحَشَّها الشَّحْمُ. وَقَامَ فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ مَعَهُ. وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً: جَمَعَ إِليها مَا تَفَرَّقَ مِنَ الْحَطَبِ، وَقِيلَ: أَوقدها، وَقَالَ الأَزهري: حَشَشْتُ النارَ بِالْحَطَبِ، فَزَادَ بِالْحَطَبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تاللَّه لَوْلَا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ ... بِيَ الجَحِيمَ، حِينَ لَا مُسْتَصْرَخُ يَعْنِي بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بِالْعَذَابِ. وحَشَ

الْحَرْبَ يَحُشُّها حَشّاً كَذَلِكَ عَلَى المَثَل إِذا أَسعرها وَهَيَّجَهَا تَشْبِيهًا بإِسْعار النَّارِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة والقنَا، ... وفِتْيانِ صِدْقٍ لَا ضِعافٍ وَلَا نُكْل والمِحَشُّ: مَا تُحَرّكُ بِهِ النَّارُ مِنْ حَدِيدٍ، وَكَذَلِكَ المِحَشَّة؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الشُّجَاعِ: نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. وَفِي حَدِيثِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَنِي بِمِحَشِّة أَي قَضِيبٍ، جعلَتْه كَالْعُودِ الَّذِي تُحَشُّ بِهِ النَّارُ أَي تُحَرَّكَ بِهِ كأَنه حَرَّكَهَا بِهِ لتَفْهَم مَا يَقُولُ لَهَا. وَفُلَانٌ مِحَشُّ حَرْب: مُوقِد نَارِهَا ومُؤَرّثُها طَبِنٌ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: وإِذا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّها أَي يُوقِدُها ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَصيرٍ: ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لَوْ كَانَ مَعَهُ رِجَالٌ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: وأَطْفَأَ مَا حَشَّتْ يَهُودُ أَي مَا أَوقَدَت مِنْ نِيرَانِ الْفِتْنَةِ وَالْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: كَمَا أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ أَي إِسْعاراً وَتَهْيِيجًا بالرمْي. وحَشَّ النَّابِلُ سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه، وأَلْزَقَ بِهِ القُذَذَ مِنْ نَوَاحِيهِ أَو ركَّبها عَلَيْهِ؛ قَالَ: أَو كمِرِّيخٍ عَلَى شَرْيانَةٍ، ... حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ «1» وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عَظِيمَيْنِ إِذا كَانَ مُجْفَراً. الأَزهري: الْبَعِيرُ وَالْفَرَسُ إِذا كَانَ مُجْفَرَ الْجَنْبَيْنِ يُقَالُ: حُشَّ ظَهْرُهُ بِجَنْبَيْنِ واسِعَين، فَهُوَ مَحْشُوش؛ وَقَالَ أَبو دُوَادَ الإِيادي يَصِفُ فَرَسًا: منَ الحارِكِ مَحْشُوش، ... بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ وحَشَّ الدَّابَّةَ يَحُشُّها حَشّاً: حَمَلَهَا فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: قَدْ حَشَّها اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ، ... مُهاجِرٍ، لَيْسَ بأَعْرابيِّ «2» قَالَ الأَزهري: قَدْ حَشَّهَا أَي قَدْ ضمَّها. ويَحُشُّ الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النَّارَ إِذا ضَمَّ الْحَطَبَ عَلَيْهَا وأَوقَدَها، وَكُلُّ مَا قُوِّيَ بِشَيْءٍ أَو أُعِينَ بِهِ، فَقَدْ حُشَّ بِهِ كَالْحَادِي للإِبل والسلاحِ لِلْحَرْبِ وَالْحَطَبِ لِلنَّارِ؛ قَالَ الرَّاعِي: هُوَ الطِّرْفُ لَمْ تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه، ... وَلَا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ أَي لَمْ تُرْمَ مَطِيٌّ بِمِثْلِهِ وَلَا أَعينَ بِمِثْلِهِ قَوْمٌ عِنْدَ الِاحْتِيَاجِ إِلى الْمَعُونَةِ. وَيُقَالُ: حَشَشْتُ فُلَانًا أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت مِنْ حالِه، وحَشَشْت مالَه بمالِ فُلَانٍ أَي كَثَّرْت بِهِ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: فِي المُزَنيِّ الَّذِي حَشَشْت لَهُ ... مالَ ضَرِيكٍ، تِلادُه نُكْد قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: يُقَالُ أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ، قَالَ: وَسَمِعَتْ بَعْضَ بَنِي أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ، قَالَ: كأَنه يَقُولُ أَلحق الشيءَ بِالشَّيْءِ إِذا جَاءَكَ شَيْءٌ مِنْ نَاحِيَةٍ فَافْعَلْ بِهِ؛ جَاءَ بِهِ أَبو تُرَابٍ فِي بَابِ الشِّينِ وَالسِّينِ وتعاقُبِهما. اللَّيْثُ: وَيُقَالُ حُشَّ عَلَيَّ الصيدَ؛ قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ الصحيحُ حُشْ عليَّ الصيدَ بِالتَّخْفِيفِ مَنْ حاشَ يَحُوش، وَمَنْ قَالَ حَشَشْت الصيدَ بِمَعْنَى حُشْته فإِني لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَسْتُ أُبْعِده مَعَ ذَلِكَ مِنَ الجَواز، وَمَعْنَاهُ ضُمَّ الصَّيْدَ مِنْ جَانِبَيْهِ كَمَا يُقَالُ حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين وَاسِعَيْنِ أَي ضُمّ، غَيْرَ أَن الْمَعْرُوفَ فِي الصَّيْدِ الحَوْش. وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ، وَمِثْلُهُ أَلْهَبَ كأَنه يتوقد

_ (1). قوله [حشر] كذا ضبط في الأَصل. (2). وفي رواية أخرى: لفها الليل.

فِي عَدْوِه؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِيادي يَصِفُ فَرَسًا: مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ، ... وَسْكَ غابٍ، وذاكَ مِنْه حِضَار والحَشّ والحُشّ: جَمَاعَةُ النَّخْلِ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُمَا النَّخْلُ الْمُجْتَمِعُ. والحشُّ أَيضاً: الْبُسْتَانُ «3». وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه دُفِنَ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ وَهُوَ بُسْتان بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ خَارِجَ البَقِيع. والحشُّ: المُتَوَضَّأُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنهم كَانُوا يَذْهبون عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ إِلى البَساتين، وَقِيلَ إِلى النخْل الْمُجْتَمِعِ يَتَغَوَّطُون فِيهَا عَلَى نَحْوِ تَسْمِيَتِهِمُ الْفِنَاءَ عَذِرةً، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حِشَّان وحُشَّان وحَشَاشين؛ الأَخيرة جمعُ الْجَمْعِ، كلُّه عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رسولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَخْلى فِي حُشَّان. والمِحَشّ والمَحَشّ جَمِيعًا: الحَشّ كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة. والمَحَشَّة، بِالْفَتْحِ: الدبرُ وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ حَشَن، قَالَ: فِي الْحَدِيثِ ذكرُ حُشَّان، وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ، أُطُمٌ مِنْ آطامِ الْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ قُبور الشُّهَداءِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ إِتْيان النِّسَاءِ فِي مَحاشِّهِنّ ، وَقَدْ رُوِيَ بِالسِّينِ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي حُشُوشهن أَي أَدْبارهن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَحاشُّ النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ. قَالَ الأَزهري: كَنَّى عَنِ الأَدبار بالمَحاشّ كَمَا يُكْنى بالحُشُوش عَنْ مَوَاضِعِ الغائطِ. والحَشّ والحُشّ: المَخْرَج لأَنهم كَانُوا يقضُون حوائجَهم فِي الْبَسَاتِينِ، وَالْجَمْعُ حُشُوش. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَه أَنه قَالَ: أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه عَلَى قَفَيّ فبايعْت وأَنا مُكْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ هَذِهِ الحُشُوش مُحْتَضَرة ، يَعْنِي الكُنُفَ ومواضعَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ. والحِشاشُ الجُوالِق؛ قَالَ: أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ، ... بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والحَشْحَشة: الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ الْقَوْمِ فِي بَعْضٍ. وحَشْحَشَتْه النَّارُ: أَحْرَقَتْه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ: دخَل عَلينا رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْنَا قَطِيفة فَلَمَّا رأَيْناه تَحَشْحَشْنا؛ فَقَالَ: مَكانَكُما التَحَشْحُش: التحرُّك لِلنُّهُوضِ. وَسَمِعَتْ لَهُ حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي حركَةً. حفش: حَفَشَت السماءُ تَحْفِش حَفْشاً: جَاءَتْ بمَطَرٍ شدِيدٍ سَاعَةً ثُمَّ أَقْلَعت. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ حَفَشَت السماءُ تحفِشُ حَفْشاً وحشَكَت تَحْشِكُ حَشْكاً وأَغْبت تُغْبي إِغباءً فهي مُغْبِية، وهي الغَبْية والحَفْشة والحشْكة مِنَ الْمَطَرِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وحفَشَ السَّيلُ الْوَادِيَ يَحْفِشُه حَفْشاً: مَلأَهُ. والحافِشة: المَسيل، صِفَةٌ غالِبة وأُنّثَ عَلَى إِرادة الَّتلْعة أَو الشُّعْبة. والحافِشة: أَرضٌ مُسْتَوية لَها كَهيْئَة البَطْن يُسْتَجْمَع ماؤُها فيَسِيل إِلى الْوَادِي. وحفَشَت الأَرضُ بِالْمَاءِ مِنْ كلِّ جانبٍ: أَسالَتْه قِبَلَ الْجَانِبِ. وحفَش السيلُ الأَكمةَ: أَسالَها. والحَفْش: مصدرُ قَوْلِكَ حَفَشَ السيلَ حَفْشاً إِذا جَمعَ الماءَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ إِلى مُسْتَنْقع وَاحِدٍ، فَتِلْكَ المَسايِل الَّتِي تَنْصَبُّ إِلى المَسيل الأَعْظم هِيَ الحَوَافِش، وَاحِدَتُهَا حَافِشَةٌ؛ وأَنشد: عَشِيَّة رُحْنا ورَاحوا إِلَيْنا، ... كَمَا مَلأَ الحَافِشاتُ المَسِيلا وحفَشَت الأَوْدِية: سالَتْ كلُّها. وحَفْشُ الإِداوة: سيَلانها. وحَفَشَ الشيءَ يحفِشُه: أَخْرَجَه. وحفَش

_ (3). قوله [والحشُّ البستان] هو مثلث.

الحُزْنُ العَينَ: أَخرَج كلَّ مَا فِيهَا مِنْ الدمْع؛ أَنشد ابْنُ دُريد: يَا مَنْ لِعَينٍ ثَرَّةِ المَدامِع، ... يَحْفِشُها الوَجْدُ بماءٍ هامِع ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يحفِشها يَسْتخرج كلَّ مَا فِيهَا. وحفَشَ لَكَ الوُدَّ: أَخرَجَ لَكَ كُلَّ مَا عِنْدَهُ. وحَفَشَ المطرُ الأَرْضَ: أَظْهر نَباتَها. والحَفُوش: المُتَحَفِّي، وَقِيلَ: المُبالِغ فِي التحَفِّي والوُدِّ، وخصَّ بعضُهم بِهِ النِّساءَ إِذا بالَغْنَ فِي وُدِّ البُعُولَةِ وَالتَّحَفِّي بِهِمْ؛ قَالَ: بَعْدَ احْتِضانِ الحَفْوةِ الحَفُوشِ وَيُقَالُ: حَفَشَت المرأَة لزَوْجِها الوُدَّ إِذا اجْتَهَدت فِيهِ. وتَحَفَّشَت المرأَةُ عَلَى زَوْجِها إِذا أَقامت عَلَيْهِ ولَزِمَتْه وأَكَبَّت عَلَيْهِ. والفرسُ يَحْفِشُ أَي يأْتي بِجَرْيٍ بَعْدَ جَرْيٍ. وحَفَشَ الفَرَسُ الجَرْيَ يَحْفِشُه: أَعْقَبَ جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ فَلَمْ يَزْدَدْ إِلَّا جَوْدة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ غَيْثًا: بِكُلِّ مُلِثٍّ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَدْقُه، ... كأَنَّ التِّجارَ استَبْضَعَتْه الطيالِسا ويَحفِش: يَسِيل، ويُقال: يَقْشِر؛ يَقُولُ: اخْضَرَّ ونَضَرَ فشبَّهَه بالطَّيالِسة. والحَفْش: الضُّرُّ. والحِفْش: الشَّيْءُ الْبَالِي. ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَفَشُ أَن تأْخُذَ الدَّبَرة فِي مُقَدَّم السَّنام فتأْكُلَه حَتَّى يَذْهَبَ مُقَدَّمُه مِنْ أَسْفلِه إِلى أَعلاه فيَبْقى مُؤَخَّرُه مِمَا يَلي عَجُزَه صَحيحاً قَائِمًا، وَيَذْهَبُ مُقَدَّمُه مِمَّا يَلي غارِبَه. يُقَالُ: قَدْ حَفِشَ سَنامُ الْبَعِيرِ، وبَعيرٌ حَفِشُ السَّنام وَجَمَلٌ أَحْفَش وَنَاقَةٌ حَفْشاء وحَفِشة. والحِفْشُ: الدُّرْج يَكُونُ فِيهِ البَخُور، وَهُوَ أَيضاً الصغِيرُ مِنْ بُيُوت الأَعْراب، وَقِيلَ: الحِفْش والحَفْش والحَفَش الْبَيْتُ الذَّلِيل القريبُ السَّمْكِ مِنَ الأَرْض، سُمِّيَ بِهِ لضِيقه، وَجَمْعُهُ أَحْفاش وحِفَاش. والتحَفُّشُ: الِانْضِمَامُ وَالِاجْتِمَاعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المعتدَّة: دخَلَتْ حِفْشاً ولَبِسَت شَرَّ ثِيابها. وحَفَّشَ الرجُلُ: أَقام فِي الحِفْش؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وكُنْتُ لَا أُوبَنُ بالتَّحْفِيش وتَحَفَّشت المرأَة عَلَى زَوْجها أَو ولَدِها: أَقامت، وَفِي بَيْتها إِذا لَزِمَتْه فَلَم تَبْرَحْه. والحِفْش: وِعَاءٌ المَغازِل. اللَّيْثُ: الحِفْش مَا كَانَ مِنْ أَسْقاطِ الأَواني الَّتي تكُون أَوعِيَةً فِي البَيْت للطِّيب وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعَث رجُلًا مِنْ أَصحابه سَاعِيًّا فقَدِم بِمَالٍ وَقَالَ: أَمَّا كَذَا وَكَذَا فَهُوَ من الصدَقات، وأَما كَذَا وَكَذَا فإِنه مِمَّا أُهْدِي لِي، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: هلَّا جَلَس فِي حِفْش أُمّه فيَنْظر هَلْ يُهْدَى لَهُ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: شبَّه بَيت أُمِّه فِي صِغَرِه بالدُّرْج، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير أَن الَّذِي وجّهَه سَاعِيًا عَلَى الزَّكَاةِ هُوَ ابْنُ اللُّتْبِيَّة. والحِفْش: هُوَ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ. وَيُقَالُ: مَعْنَى قَوْلِهِ هلَّا قَعد فِي حِفْش أُمه أَي عِنْدَ حِفْش أُمه. وحَفَشُوا عَلَيْكَ يَحْفِشُون حَفْشاً: اجْتَمَعُوا. وَقَالَ شُجَاعٌ الأَعرابي: حَفَزُوا عَلَيْنَا الخيلَ والركابَ وحَفَشُوها إِذا صَبُّوها عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: هُمْ يَحْفِشُون عَلَيْكَ أَي يَجْتَمِعُونَ ويتأَلفون. والحِفْش: الهَنُ. حكش: ابْنُ سِيدَهْ: الحَكْشُ الظُّلْم. وَرَجُلٌ حاكِشٌ: ظَالِمٌ، أُراه عَلَى النَّسَبِ. وحَوْكَشٌ: اسْمٌ. الأَزهري: رَجُلٌ حَكِشٌ مِثْلُ قَوْلِهِمْ حَكَر، وَهُوَ اللَّجُوج. والحَكِشُ والعَكِش: الَّذِي فِيهِ الْتِوَاءٌ عَلَى خَصْمه.

حكنش: حَكْنَش: اسم. حمش: حَمَشَ الشيءَ: جَمَعَه. والحَمْش والحُمُوشة والحَماشة: الدِّقَّة. ولِثَةٌ حَمْشَة: دَقِيقَةٌ حَسَنة. وَهُوَ حَمْشُ الساقَيْن والذّراعَيْن، بالتسكين، وحَمِيشُهما وأَحْمَشُهما: دقيقُهما؛ وَذِرَاعٌ حَمْشَة وحَمِيشة وحَمْشاء وَكَذَلِكَ السَّاقُ وَالْقَوَائِمُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جَاءَتْ بِهِ حَمْشَ السَّاقَيْنَ فَهُوَ لِشَريك ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي هَدْمِ الْكَعْبَةِ: كأَني بِرَجُلٍ أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمْش السَّاقَيْنِ قاعدٌ عَلَيْهَا وَهِيَ تُهْدم ؛ وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ: فِي ساقَيه حُمُوشة ؛ قَالَ يَصِفُ بَرَاغِيثَ: وحُمْش القَوائِم حُدْب الظُّهور، ... طَرَقْنَ بِلَيْلٍ فأَرَّقْنَني وحَمَشت قَوَائِمُهُ وحَمُشَت: دَقَّت؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ قَالَ: كأَنَّ الذُّبابَ الأَزْرَقَ الحَمْشَ وَسْطَها، ... إِذا مَا تَغَنَّى بالعَشِيَّات شَارِبُ اللَّيْثُ: ساقٌ حَمْشة، جَزْمٌ، وَالْجَمْعُ حُمْش وحِماش، وَقَدْ حَمُشَت ساقُه تَحْمُش حُمُوشة إِذا دَقَّتْ؛ وَكَانَ عَبْدُ اللَّه بْنُ مَسْعُودٍ حَمْشَ السَّاقَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ حَدِّ الزِّنَا: فإِذا رَجُلٌ حَمْش الخَلْق ، اسْتَعَارَهُ مِنَ السَّاقِ لِلْبَدَنِ كُلِّهِ أَي دَقِيقُ الخِلْقة. وَفِي حَدِيثِ هِنْدٍ قَالَتْ لأَبي سُفْيَانَ: اقْتُلوا الحَمِيت الأَحْمَش ؛ قَالَتْهُ فِي مَعْرِضِ الذَّمِّ. ووترٌ حَمْشٌ وحَمِشٌ ومُسْتَحْمِش: دَقيق، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ حِماش وحُمْش، والاستِحْماش فِي الوَتَر أَحسنُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّما ضُرِبَتْ قُدَّام أَعْيُنِها، ... قُطْنٌ بمُسْتَحْمِش الأَوْتارِ مَحْلوج قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: رَوَاهُ الْفَرَّاءُ: كأَنَّما ضَرَبَتْ قُدَّامَ أَعْيُنِها ... قُطْنًا بمُسْتَحْمِش الأَوْتار مَحْلوج وحَمِش الشرُّ: اشتدَّ، وأَحْمَشْتُه أَنا. واحْتَمَشَ القِرْنان: اقْتَتَلَا، وَالسِّينُ لُغَةٌ. وحَمَش الرجلَ حَمْشاً وأَحْمَشَه فاستَحْمَش: أَغْضَبَه فَغَضِبَ، وَالِاسْمُ الحَمْشة والحُمْشة. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اشْتَدَّ غضبُه قَدِ استَحْمَش غَضَبًا؛ وأَنشد شَمِرٌ: إِنِّي إِذا حَمَّشَني تَحْمِيشي واحْتَمَش واستَحْمَش إِذا التَهَب غَضَبًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رأَيت عَلِيًّا يَوْمَ صِفِّين وَهُوَ يُحْمِشُ أَصحابَه أَي يُحرِّضُهم عَلَى القتالِ ويُغْضِبُهم. وأَحْمَشْتُ النارَ: أَلْهَبْتُها؛ وَمِنْهُ حديثُ أَبي دُجانَة: رأَيتُ إِنساناً يُحْمِشُ الناسَ أَي يَسُوقُهم بِغَضَبٍ ، وأَحْمَشَ القِدْرَ وأَحْمَشَ بِهَا: أَشْبَعَ وَقُودَها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كساهُنّ لَوْنَ الجَوْنِ، بَعْدَ تَعَيُّسٍ ... لِوَهْبِينَ، إِحْماشُ الوَلِيدة بالقِدْرِ «1» أَبو عُبَيْدٍ: حَشَشْت النارَ وأَحْمَشْتُها؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ أَيضاً: ... إِحماش الْوَلِيدَةِ بِالْقِدْرِ. وأَحْمَشْت الرجلَ: أَغضَبْتُه، وَكَذَلِكَ التَّحْمِيشُ، والاسمُ الحِمْشَةُ مثْل الحِشْمةِ مقْلُوب مِنْهُ. واحْتَمَشَ الدِّيكانِ: اقْتَتَلا. والحَمِيشُ: الشحْمُ المُذابُ. وأَحْمَشَ الشحْمَ وحمَّشَه: أَذابَهُ بالنارِ حَتَّى كَادَ يُحْرِقُه؛ قَالَ: كأَنَّه حِينَ وهَى سِقاؤُه، ... وانْحَلَّ مِنْ كلِّ سماءٍ ماؤُه، حَمٌّ إِذا أَحْمَشَه قَلّاؤُه

_ (1). قوله [بعد تعيس] في الشارح تغبس بالمعجمة والموحدة.

كَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، ويروى حَمَّشَه. حنش: الحَنَشُ: الحيَّةُ، وَقِيلَ: الأَفْعى، وَبِهَا سُمِّي الرجلُ حنَشاً. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يُدْخِل الوليدُ يدَه فِي فَمِ الحَنَشِ أَي الأَفعى، وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنَ الحديث. في حَدِيثِ سَطيح: أَحْلِفُ مَا بَيْنَ الحَرَّتَيْنِ «1» مِنْ حَنَشٍ ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَكَمْ حَنَشٍ ذَعْفِ اللُّعاب كأَنَّه، ... عَلَى الشَّرَكِ الْعَادِيِّ، نِضْوُ عِصامِ والذَّعْفُ: القاتلُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: مَوْتٌ ذُعافٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الحَنَش: فاقْدُرْ له، في بَعْضِ أَعْراض اللِّمَمْ، ... لَمِيمةً مِنْ حَنَشٍ أَعْمى أَصَمّ فالحَنَشُ هَاهُنَا: الحيّةُ، وَقِيلَ: هُوَ حيّةٌ أَبْيضُ غَلِيظٌ مثلُ الثُّعْبانِ أَو أَعْظَمُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَسْودُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ مِنْهَا مَا أَشْبَهَتْ رؤُوسُه رؤُوسَ الحَرابِيّ وسوامِّ أَبْرَصَ ونَحْوِ ذَلِكَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَنَشُ ما أَشْبَهتْ رُؤُوسُه رؤُوسَ الحيّاتِ مِنَ الحَرابي وسَوامِّ أَبْرَصَ ونحوِها؛ وأَنشد: تَرى قِطَعاً مِنَ الأَحْناشِ فِيهِ، ... جَماجِمُهُنَّ كالخَشَلِ النَّزِيعِ قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ للضِّبابِ واليَرابِيع قَدْ أَحْنَشَتْ فِي الظَّلَمِ أَي اطَّرَدَتْ وذهَبَتْ بِهِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: فَلَا تَرْأَمُ الحِيتانُ أَحْناشَ قَفْرَةٍ، ... وَلَا تَحْسَب النِّيبُ الجِحاشَ فِصالَها فجَعَلَ الحَنَشَ دَوابَّ الأَرضِ مِنَ الحَيّاتِ وغيرِها؛ وَقَالَ كُراعٌ: هُوَ كلُّ شيءٍ مِنَ الدَّوَابِّ والطيرِ. والحَنَشُ، بِالتَّحْرِيكِ أَيضاً: كلُّ شَيْءٍ يُصادُ مِنَ الطيرِ والهوامِّ، والجمْعُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ أَحْناشٌ. وحنَشَ الشيءَ يَحْنِشُه وأَحْنَشَه: صادَه. وحَنَشْت الصَّيدَ: صِدْته. والمَحْنوشُ: الَّذِي لَسَعَتْه الحَنَشُ، وَهُوَ الحيّةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَحْنُوشِ أَي فقُلْ لِذَلِكَ الَّذِي أَقْلَقَه الحسَدُ وأَزْعَجه وَبِهِ مِثْلُ مَا باللَّسِيعِ. والمَحْنوشُ: المَسُوقُ جِئْتَ بِهِ تَحْنِشُه أَي تَسُوقُه مُكْرَهاً. يُقَالُ: حَنَشَه وعَنَشَه إِذا ساقَه وطرَدَه. ورجلٌ مَحْنوشٌ: مَغْموزُ الحَسَبِ، وَقَدْ حُنِشَ. وحنَشَه عَنِ الأَمْرِ يَحْنِشُه: عطَفَه وَهُوَ بِمَعْنَى طَرَدَه، وَقِيلَ: «2» ... عنَجَه فأُبدلت الْعَيْنُ حَاءً وَالْجِيمُ شِينًا. وحَنَشَه: نَحَّاه مِنْ مكانٍ إِلى آخَرَ. وحَنَشَه حَنْشاً: أَغضبَه كعَنَشَه، وَسَنَذْكُرُهُ. وأَبو حَنَشٍ: كُنْيَةُ رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَبو حَنَشٍ يُنَعِّمُنا وطَلْقٌ ... وعَمَّارٌ وآوِنةً أُثالا وبنو حَنَشٍ: بطن. حنبش: حَنْبَشٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ونحْنُ أَتَيْنا حَنْبَشاً بابنِ عمِّه ... أَبي الحصْن، إِذْ عافَ الشَّرابَ وأَقْسَما ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نَزا ورَقَصَ وزَفَنَ حَنْبَشَ. وَفِي النَّوَادِرِ: الحَنْبَشةُ لَعِبُ الْجَوَارِي بِالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: الحَنْبَشَةُ الْمَشْيُ والتصفيقُ والرقصُ.

_ (1). قوله [ما بين الحرتين إلخ] في النهاية بما بين إلخ. (2). هنا بياض بالأَصل.

حنفش: الحِنْفِيشُ: الحيةُ العظيمةُ، وعَمَّ كراعٌ بِهِ الحيةَ. الأَزهري: الحِنْفِشُ حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ ضخْمة الرأْس رَقْشاءُ كَدْراءُ إِذا حرَّبْتها انْتَفَخَ وريدُها؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الحُفَّاثُ نفسُه. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: الحِنْفِيشُ الأَفعى، والجماعةُ حَنافِيشُ. حوش: الحُوشُ: بلادُ الْجِنِّ مِنْ وراءِ رَمْلِ يَبْرين لَا يَمُرُّ بِهَا أَحد مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: هُمُ حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: إِليك سارَتْ مِنْ بِلادِ الحُوشِ والحُوشُ والحُوشِيّةُ: إِبلُ الْجِنِّ، وَقِيلَ: هِيَ الإِبلُ المُتَوحِّشةُ. أَبو الْهَيْثَمِ: الإِبلُ الحُوشِيّةُ هِيَ الوَحْشِيّةُ؛ وَيُقَالُ: إِن فَحْلًا مِنْ فحولِها ضَرَبَ فِي إِبل لمَهْرةَ بْنِ حَيْدانَ فنُتِجَت النجائبُ المَهْريَّةُ مِنْ تِلْكَ الْفُحُولِ الحُوشِيّةِ فَهِيَ لَا تَكَادُ يدركُها التَّعَبُ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ أَنه رأَى أَربع فِقَرٍ مِنْ مَهْرِيّةٍ عظْماً وَاحِدًا، وَقِيلَ: إِبل حُوشِيّةٌ محرَّماتٌ بِعِزَّةِ نفوسِها. وَيُقَالُ: الإِبلُ الحُوشِيّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى الحُوشِ، وَهِيَ فُحولُ جنٍّ تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنها ضَرَبَتْ فِي نَعَمِ بَعْضِهِمْ فنُسِبَتْ إِليها. وَرَجُلٌ حُوشِيٌّ: لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يأْلفهم، وَفِيهِ حُوشِيّةٌ. والحُوشِيُّ: الوَحْشِيُّ. وحُوشِيُّ الكلامِ: وَحْشِيُّه وَغَرِيبُهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَتَبّعُ حُوشِيَّ الْكَلَامِ ووحْشِيَّ الْكَلَامِ وعُقْميَّ الْكَلَامِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ عمرو: لَمْ يَتَتَبَّعْ حُوشيَّ الْكَلَامِ أَي وحْشِيَّه وعَقِدَه وَالْغَرِيبَ المُشْكِلَ مِنْهُ. وَلَيْلٌ حُوشِيٌّ: مُظْلِمٌ هائلٌ. وَرَجُلٌ حُوشُ الْفُؤَادِ: حديدُه؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤَادِ مُبَطِّناً ... سُهُداً، إِذا مَا نامَ لَيْلُ الهَوْجَل وحُشْنا الصيدَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْناه وأَحْوَشْناه: أَخذناه مِنْ حَوالَيْه لنَصْرِفَه إِلى الحِبالةِ وَضَمَمْنَاهُ. وحُشْتُ عَلَيْهِ الصيدَ والطيرَ حَوْشاً وحِياشاً وأَحَشْتُه عَلَيْهِ وأَحْوَشْتُه عَلَيْهِ وأَحْوَشْتُه إِياه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ: أَعَنْته عَلَى صَيْدِهِمَا. واحْتَوَشَ القومُ الصيدَ إِذا نَفَّرَه بَعْضُهُمْ عَلَى بعضِهم، وإِنما ظَهَرَتْ فِيهِ الْوَاوُ كَمَا ظَهَرَتْ فِي اجْتَورُوا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنّ رَجُلَيْنِ أَصابا صَيْدًا فَتَلَّهُ أَحدهما وأَحاشَهُ الآخرُ عَلَيْهِ يَعْنِي فِي الإِحرامِ. يُقَالُ: حُشْتُ عَلَيْهِ الصيدَ وأَحَشْتُهُ إِذا نَفَّرْتَه نحْوَه وسُقْته إِليه وجَمَعْته عَلَيْهِ وَفِي حَدِيثِ سَمُرة: فإِذا عِنْدَهُ وِلْدانٌ وَهُوَ يَحُوشُهم «1» أَي يَجْمَعُهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَخَلَ أَرضاً لَهُ فرأَى كَلْبًا فَقَالَ: أَحِيشُوه عَلَيَّ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَلَّ انْحِياشُه أَي حركتُه وتصَرُّفُه فِي الأُمور. وحُشْتُ الإِبلَ: جَمعْتُها وسُقْتُها. الأَزهري: حَوّشَ إِذا جَمَّع، وشَوّحَ إِذا أَنْكَرَ، وحاشَ الذئبُ الْغَنَمَ كَذَلِكَ؛ قَالَ: يَحُوشُها الأَعْرَجُ حَوْشَ الجِلَّةِ، ... مِنْ كُلِّ حَمْراءَ كلَوْنِ الكِلّةِ قَالَ: الأَعرج هَاهُنَا ذِئْبٌ معروفٌ. والتَحْوِيشُ: التَّحْوِيلُ. وتحوَّشَ القومُ عنِّي: تَنَحَّوْا. وانْحاشَ عَنْهُ أَي نَفَرَ. والحُواشةُ: مَا يُسْتَحْيا مِنْهُ. واحْتَوَشَ القومُ فُلَانًا وتَحاوَشُوه بَيْنَهُمْ: جَعَلُوهُ وسَطَهُم. واحْتَوَشَ القومُ عَلَى فلان: جعلوه

_ (1). قوله [وهو يحوشهم] في النهاية فهو.

وَسَطَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ علقمةَ: فَعَرَفْتُ فِيهِ تَحَوُّشَ القومِ وهيئَتهم أَي تأَهُّبَهُم وتَشَجُّعَهم. ابْنُ الأَعرابي: والحُواشةُ الاستحياءُ، والحُواسةُ، بِالسِّينِ، الأَكل الشَّدِيدُ. وَيُقَالُ: الحُواشةُ مِنَ الأَمر مَا فِيهِ فَظِيعةٌ؛ يُقَالُ: لَا تَغْش الحُواشةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: غَشِيتَ حُواشةً وجَهِلْتَ حَقّاً، ... وآثَرْتَ الغِوايةَ غيَرَ راضِ قَالَ أَبو عَمْرٍو فِي نَوَادِرِهِ: التَحَوّشُ الاستحياءُ. والحَوْشُ: أَن تأْكل مِنْ جَوَانِبِ الطَّعَامِ. والحائشُ: جماعةُ النخلِ والطرْفاءِ، وَهُوَ فِي النخلِ أَشهرُ، لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ؛ قَالَ الأَخطل: وكأَنّ ظُعْنَ الحَيّ حائِشُ قَرْيةٍ، ... دَانِي الجَنَاةِ، وطَيِّبُ الأَثْمارِ شَمِرٌ: الحائشُ جماعةُ كُلِّ شَجَرٍ مِنَ الطَّرْفَاءِ والنخلِ وَغَيْرِهِمَا؛ وأَنشد: فوُجِدَ الحائِشُ فِيمَا أَحْدَقا ... قَفْراً مِنَ الرامِينَ، إِذْ تَوَدّقَا قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنما جُعل حَائِشًا لأَنه لَا مَنْفَذَ لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحائشُ جَمَاعَةُ النَّخْلِ لَا وَاحِدَ لَهَا كَمَا يُقَالُ لجماعةِ البقرِ رَبْرَبٌ، وأَصل الحائشِ الْمُجْتَمِعُ مِنَ الشَّجَرِ، نَخْلًا كَانَ أَو غيرَه. يُقَالُ: حائِشٌ لِلطَّرْفَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ حائِشَ نخلٍ فَقَضَى فِيهِ حاجَتَه ؛ هُوَ النخلُ الملتفُّ المجتمِعُ كأَنه لالْتِفافِه يَحُوش بعْضَه إِلى بَعْضٍ، قَالَ: وأَصله الْوَاوُ، وَذَكَرَهُ ابنُ الأَثير فِي حَيَشَ واعْتَذَر أَنه ذَكَرَهُ هُنَاكَ لأَجل لفظِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَانَ أَحبَّ مَا استتَر بِهِ إِليه حائِشُ نخلٍ أَو حَائِطٌ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الحائشُ اسْمٌ لَا صفةٌ وَلَا هُوَ جارٍ عَلَى فِعْلٍ فأَعَلّوا عَيْنَهُ، وَهِيَ فِي الأَصل وَاوٌ مِنَ الْحَوْشِ، قَالَ: فإِن قُلْتَ فَلَعَلَّهُ جارٍ عَلَى حَاشٍ جريانَ قائمٍ عَلَى قَامَ، قِيلَ: لَمْ نَرَهم أَجْرَوْه صِفَةً وَلَا أَعْملُوه عَمَلَ الفِعْلِ، وإِنما الحائِشُ البستانُ بِمَنْزِلَةِ الصَّوْرِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ مِنَ النخلِ، وَبِمَنْزِلَةِ الْحَدِيقَةِ، فإِن قُلْتَ: فإِنّ فِيهِ مَعْنَى الفعْلِ لأَنه يَحُوشُ مَا فِيهِ مِنَ النخلِ وغيرِه وَهَذَا يُؤَكِّدُ كَوْنَهُ فِي الأَصل صِفَةً وإِن كَانَ قَدِ اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ الأَسماء كصاحبٍ ووارِدٍ، قِيلَ: مَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الفِعْلِيَّةِ لَا يُوجِبُ كونَه صِفَةً، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِمْ الْكَاهِلُ وَالْغَارِبُ وَهُمَا وإِن كَانَ فِيهِمَا مَعْنَى الاكتهالِ والغروبِ فإِنهما اسْمَانِ؟ وَكَذَلِكَ الحائِشُ لَا يُسْتَنْكَرُ أَن يَجِيءَ مَهْمُوزًا وإِن لَمْ يَكُنِ اسمَ فاعلٍ لَا لشَيْءٍ غَيْرَ مَجِيئِهِ عَلَى مَا يَلزم إِعْلالُ عينِه نَحْوَ قائِمٍ وبائعٍ وصائمٍ. والحائِشُ: شقٌّ عِنْدَ مُنْقَطَعِ صَدْرِ الْقَدَمِ مِمَّا يَلي الأَخْمَصَ. وَلِي فِي بَنِي فُلَانٍ حُواشة أَي مَنْ يَنْصُرُنِي مِنْ قَرابةٍ أَو ذِي مودَّة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَمَا يَنْحاشُ لِشَيْءٍ أَي مَا يَكْتَرِثُ لَهُ. وَفُلَانٌ مَا يَنْحاشُ مِنْ فُلَانٍ أَي مَا يَكْتَرِثُ لَهُ. وَيُقَالُ: حاشَ للَّه، تَنْزِيهًا لَهُ، وَلَا يُقَالُ حاشَ لَكَ قِيَاسًا عَلَيْهِ، وإِنما يُقَالُ حَاشَاكَ وحاشَى لَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتي فَقَتَلَ بَرّها «2» وفاجِرَها وَلَا يَنْحاشُ لِمُؤْمِنِهِمْ أَي لَا يَفْزَعُ لِذَلِكَ وَلَا يَكْتَرِثُ لَهُ وَلَا ينْفِرُ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: وإِذا ببَياض يَنْحاشُ مِنِّي وأَنْحاشُ مِنْهُ أَي يَنْفرُ مِنِّي وأَنفر مِنْهُ، وَهُوَ مُطَاوِعُ الحَوْشِ النّفارِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْيَاءِ وإِنما هُوَ مِنَ الْوَاوِ. وزَجَرَ

_ (2). قوله [فقتل برها] في النهاية: يقتل، وقوله [ولا ينحاش] فيها: ولا يتحاشى.

فصل الخاء المعجمة

الذئبَ وغيرَه فَمَا انْحاشَ لزَجْرِه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَيْضَةَ نَعَامَةٍ: وبَيْضاء لَا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، ... إِذا مَا رَأَتْنا، زِيلَ مِنْهَا زَوِيلُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحُكْمُنَا عَلَى انْحاشَ أَنَّهَا مِنَ الْوَاوِ لِمَا عُلِمَ مِنْ أَنَّ الْعَيْنَ وَاوًا أَكثرُ مِنْهَا يَاءً، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الِاسْمُ وَالْفِعْلُ. الأَزهري فِي حشَا: قَالَ اللَّيْثُ المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ مِنَ الحَوْشِ وَهُمْ قَوْمٌ لَفِيفٌ أُشَابَةٌ؛ وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ: جَمِّعْ مَحَاشَكَ يَا يزيدُ، فَإِنَّني ... أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لَكُمْ وتَمِيما قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي المَحاشِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما فتحُه الميمَ وجَعْلُه إِيّاه مَفْعَلًا مِنَ الحَوْشِ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي مَا قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ، وَالصَّوَابُ المِحَاشُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدةَ فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي: إِنما هُوَ جَمِّعْ مِحَاشَك، بِكَسْرِ الْمِيمِ، جَعَلُوهُ مِنْ مَحَشته أَي أَحْرَقته لا مِنَ الحَوْشِ، وَقَدْ فُسِّرَ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ أَنهم يَتَحَالَفُونَ عِنْدَ النَّارِ؛ وأَما المَحَاشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، فَهُوَ أَثاث الْبَيْتِ، وأَصله مِنَ الحَوْشِ وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ وَضَمُّهُ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلَفِيفِ النَّاسِ مَحَاشٌ، واللَّه أَعلم. حيش: الحَيْشُ: الفَزَعُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: ذَلِكَ بَزِّي، وسَلِيهِمْ إِذا ... مَا كفَّتِ الحَيْش عَنِ الأَرْجُلِ ابْنُ الأَعرابي: حَاشَ يَحِيشُ حَيْشاً إِذا فَزعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا أَسلموا فقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِلَحْمٍ فتَحَيَّشَتْ أَنفسُ أَصحابه مِنْهُ. تَحَيَّشَتْ: نَفَرَتْ وفَزِعَتْ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْجِيمِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ قَالَ لأَخيه زَيْدٍ حِينَ نُدب لِقِتَالِ أَهل الردَةِ فَتَثَاقَلَ: مَا هَذَا الحَيشُ والقِلُ أَي مَا هَذَا الفزَعُ والرِّعْدةُ والنفورُ. والحَيْشانُ: الْكَثِيرُ الْفَزَعِ. والحَيْشانةُ: المرأَة الذَّعُورُ من الرِّيبَةِ. فصل الخاء المعجمة خبش: خَبّش الشيءَ: جَمَعَهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. وخُباشاتُ العَيْشِ «1»: مَا يُتَناوَلُ مِنْ طَعامٍ أَو نحوِه، تُخَبَّشُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. والخَبْشُ، مِثْلُ الهَبْشِ سَوَاءٌ: وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ. وَرَجُلٌ خَبَّاشٌ: مكتَسِبٌ. اللِّحْيَانِيُّ: إِن المَجْلِسَ ليَجمعُ خُباشاتٍ مِنَ النَّاسِ وهُباشاتٍ إِذا كَانُوا مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ يَحْبِشُ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، ويَهْبِشُ، وَهِيَ الحُباشات والهُباشاتُ. وخَنْبَشٌ: اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنَ أَحد هَذِهِ الأَسماء، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت غُلَامًا أَسودَ فِي الْبَادِيَةِ كَانَ يُسَمَّى خَنْبشاً؛ وهو فَنْعَلٌ من الخبش. خدش: خَدَشَ جِلْدَهُ ووجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً: مَزَّقَهُ. والخَدْشُ: مزْقُ الْجِلْدِ، قَلَّ أَو كَثُرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ سأَلَ وَهُوَ غَنِيٌّ جَاءَتْ مسأَلته يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشاً أَو خُمُوشاً فِي وَجْهِهِ. والخُدُوش: الْآثَارُ والكُدوحُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخَدْشُ والخَمْشُ بالأَظافرِ. يُقَالُ: خدَشَت المرأَة وَجْهَهَا عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وخَمَشَتْ إِذا ظفَّرَتْ فِي أَعالي حُرِّ وَجْهِهَا، فأَدْمته أَو لَمْ تُدْمه. وخدْشُ الْجِلْدَ: قَشَرَهُ بِعُودٍ أَو نَحْوِهِ، والخُدُوشُ

_ (1). قوله [وخباشات العيش] ضبط في الأَصل بضم الخاء. وعبارة القاموس وشرحه: وخباشات العيش، بالضم كما ضبطه الصاغاني، وظاهر سياقه أَنه بالفتح.

جَمْعُهُ لأَنه سُمِّيَ بِهِ الأَثر، وإِن كَانَ مَصْدَرًا. وخَدَّشَه: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ أَو لِلْكَثْرَةِ. وخادَشْتُ الرَّجُلَ إِذا خدَشْتَ وَجْهَهُ وخدَشَ هُوَ وجهَك، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ خِداشاً، والهرُّ يُسَمَّى مُخادِشاً. والمِخْدَشُ: كاهلُ الْبَعِيرِ «1»؛ قَالَ الأَزهري: كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ كاهلَ الْبَعِيرِ مُخَدِّشاً لأَنه يَخْدِشُ الْفَمَ إِذا أُكِل بقلَّة لَحْمِهِ. وَيُقَالُ: شَدَّ فلانٌ الرَّحْلَ عَلَى مِخْدَشِ بَعِيرِهِ. وابْنا مُخَدِّشٍ: طَرَفا الْكَتِفَيْنِ كَذَلِكَ أَيضا. والمُخدِّشُ: مَقْطَعُ العُنُق مِنَ الإِنسان وَالْخُفِّ والظِّلْفِ والحافِر. والخادِشَةُ: مِنْ مَسَايِلِ الْمِيَاهِ اسْمٌ كالعافيةِ والعاقبةِ. وخَادِشَةُ السَّفا: أَطرافُه مِنْ سُنْبُلِ البُرِّ أَو الشَّعِيرِ أَو البُهْمى وَهُوَ شَوْكُهُ وَكُلُّهُ مِنَ الخَدْشِ. وخِداشٌ ومُخادشٌ: اسْمَانِ. خِداش بْنُ زُهَيْرٍ «2». ابْنُ الأَعرابي: الخَدُوشُ الذُّبَابُ، والخَدُوش البُرْغُوث، والخَمُوشُ الْبَقُّ. خرش: الخَرْشُ: الخَدْشُ فِي الْجَسَدِ كلِّه، وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَرْشُ بالأَظفار فِي الْجَسَدِ كلِّه، خَرَشَه يَخْرِشُه خَرْشاً واخْتَرَشَه وخَرَّشَه وخارَشَه مُخارَشَةً وخِراشاً. وجَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قَدْ تحرَّك وخَدَشَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ نَفْوَعِلٌ غَيْرَهُ. واخْتَرَشَ الجَرْوُ: تحرَّكَ وخَدَشَ. وتخارَشَتِ الْكِلَابُ وَالسَّنَانِيرُ: تخادَشَت وَمَزَّقَ بَعْضُهَا بَعْضًا. وكلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ. والخِراشُ: سِمةٌ مُسْتَطِيلَةٌ كَاللَّذْعَةِ الْخَفِيَّةِ تَكُونُ فِي جَوْفِ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ أَخْرِشةٌ، وَبَعِيرٌ مَخْروشٌ. والمِخْرَشُ والمِخْراشُ: خشبةٌ يَخُطُّ بِهَا الإِسكافُ. والمِخْرَشةُ والمِخْرَشُ: خَشَبَةٌ يُخُطُّ بِهَا الخَرَّازُ أَي يَنْقُشُ الْجِلْدَ وَيُسَمَّى المِخَطَّ. والمِخْرَشُ والمِخْراشُ أَيضاً: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرأْس كالصَّوْلجَانِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ضَرَبَ رأْسَه بِمِخْرَشٍ. وخَرَشَ الغصنَ وخَرَّشَه: ضَرَبَهُ بالمِحْجَن يَجْتَذِبُهُ إِليه. فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَفاض وَهُوَ يَخْرِش بعيرَهُ بمِحْجَنِه. قَالَ الأَصمعي: الخَرْشُ أَن يَضْرِبَهُ بمِحْجَنه ثُمَّ يجتذبُه إِليه يُرِيدُ بِذَلِكَ تَحْرِيكَهُ للإِسراع، وَهُوَ شَبِيهٌ بالخدْشِ والنخسِ؛ وأَنشد: إِنَّ الجِراءَ تَخْتَرِشْ ... فِي بطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ وخرَشَ البعيرَ بالمِحْجَن: ضَرَبَهُ بِطَرَفِهِ فِي عَرْض رَقَبَتِهِ أَو فِي جلدِه حَتَّى يُحتّ عَنْهُ وبَرُه. وخَرَشْت الْبَعِيرَ إِذا اجْتَذَبْتَهُ إِليك بالمخْراش، وَهُوَ المحْجَنُ، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْحَاءِ. وخَرَشَه الذُّبَابُ وحَرَشَه إِذا عضَّه. والخَرَشَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: ذُبَابَةٌ. والخَرَشَةُ: الذُّبَابُ، وَبِهَا سُمِّيَ الرجلُ. وَمَا بِهِ خَرَشَة أَي قَلَبَةٌ، وَمَا خَرَشَ شَيْئًا أَي مَا أَخذ. والخَرْشُ: الْكَسْبُ، وَجَمْعُهُ خُرُوشٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَرْضي وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ خُروشي وخرَشَ لأَهله يخْرِشُ خَرْشاً واخْتَرَش: جَمَعَ وَكَسَبَ وَاحْتَالَ. وَهُوَ يَخرِش لِعِيَالِهِ ويخْتَرِشُ أَي يَكْتَسِبُ لَهُمْ وَيَجْمَعُ، وَكَذَلِكَ يقْتَرِشُ ويقْرِشُ يَطْلُبُ الرِّزْقَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَوْ رأَيتُ

_ (1). قوله [والمخدش كاهل إلخ] هو كمنبر ومحدّث ومعظم؛ الأَخيرة للزمخشري. (2). قوله [خداش بن زهير] عبارة القاموس وككتاب ابن سلامة أَو أَبو سلامة صحابي وابن زهير وابن حميد وابن بشر شعراء.

العَيْرَ يَخْرِشُ مَا بَيْنَ لابَتَيْها يَعْنِي الْمَدِينَةَ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ مِنِ اخْتَرَشْت الشَّيْءَ إِذا أَخذته وَحَصَّلْتُهُ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالشِّينِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ مِنَ الجَرْشِ الأَكلِ. وخَرَشَ مِنَ الشَّيْءِ: أَخذ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ: كَانَ أَبو مُوسَى يَسْمعُنا وَنَحْنُ نُخارِشُهم فَلَا يَنْهَانَا ، يَعْنِي أَهل السَّوَادِ. والمُخارَشةُ: الأَخذ عَلَى كُرْهٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَصْدَرَها، عَنْ طَثْرةِ الدِّئاثِ، ... صاحِبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ الخَرِشُ: الَّذِي يُهَيِّجُهَا وَيُحَرِّكُهَا. والخَرِشُ والخَرْشُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَنَامُ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ شمرٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَظنه مَعَ الْجُوعِ. والخِرْشاءُ: قِشْرَةُ الْبَيْضَةِ الْعُلْيَا اليابِسةُ، وإِنما يُقَالُ لَهَا خِرْشاءُ بعد ما تُنْقَف فيُخْرَجُ مَا فِيهَا مِنَ الْبَلَلِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخِرْشاءُ جلدةُ الْبَيْضَةِ الدَّاخِلَةُ، وجمعه خَراشِيّ وهو الغِرْقِئُ. والخِرْشاءُ: قِشْرَةُ الْبَيْضَةِ الْعُلْيَا بَعْدَ أَن تُكْسَرَ ويخرجَ مَا فِيهَا. وخِرْشاءُ الصَّدْرِ: مَا يُرْمَى بِهِ مِنَ لزِج النُّخَامَةِ، قَالَ: وَقَدْ يُسَمَّى الْبَلْغَمُ خِرْشاءَ. وَيُقَالُ: أَلقى فُلَانٌ خَراشِيّ صَدْرِهِ، أَراد النخامةَ. وخِرْشاءُ الْحَيَّةِ: سَلخُها وَجَلْدُهَا. أَبو زَيْدٍ: الخِرْشاءُ مِثْلُ الحِرْباء جِلْدُ الحية وقشرُه، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ. وخِرْشاءُ اللَّبَنِ: رغْوتُه، وَقِيلَ: جُلَيْدةٌ تَعْلُوهُ؛ قَالَ مُزَرِّدٌ: إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه، ... ثَنى مِشْفَرَيه للصَّرِيحِ فأَقْنَعا يَعْنِي الرغوةَ فِيهَا انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ. وخِرْشاءُ الثُّمالةِ: الْجِلْدَةُ الَّتِي تَعْلُو اللَّبَنَ، فإِذا أَراد الشَّارِبُ شُرْبَهُ ثَنَى مِشفريه حَتَّى يَخْلُص لَهُ اللبنُ. وخِرْشاءُ الْعَسَلِ: شَمَعُهُ وَمَا فِيهِ مِنْ مَيِّتِ نَحْلِهِ. وكلُّ شَيْءٍ أَجوف فِيهِ انتفاخٌ وخروقُ وتفتّقٌ خِرْشاءُ. وَطَلَعَتِ الشمسُ فِي خِرْشاءَ أَي فِي غَبَرَةٍ، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الخراشِيَّ للحَشَرات كُلِّهَا. وخَرَشَةُ وخُراشةُ وخِراشٌ ومُخارِشٌ، كلُّها: أَسماء وسِماك بنُ خَرَشةَ الأَنصاري وأَبو خِراشٍ الهُذلي، بِكَسْرِ الْخَاءِ؛ وأَبو خُراشةَ، بِالضَّمِّ، فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: أَبا خُراشةَ أَمَّا كُنتَ ذَا نَفَرٍ، ... فإِنَّ قوميَ لَمْ تأْكلْهمُ الضَّبُع قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَبَّاسِ بْنِ مرْداسٍ السُّلَمي، وأَبو خُراشةَ كُنْيةُ خُفَاف بنِ نُدْبَةَ، وندبةُ أُمه، فَقَالَ يُخاطِبُه: إِن كُنْتَ ذَا نَفرٍ وعددٍ قليلٍ فإِنَّ قَوْمِي عددٌ كَثِيرٌ لَمْ تأْكلهم الضبُع، وَهِيَ السَّنةُ المُجْدِبةُ؛ ورَوَى هَذَا البيتَ سِيبَوَيْهِ: أَمَّا أَنتَ ذَا نَفَرٍ، فَجَعَل أَنت اسمَ كَانَ الْمَحْذُوفَةِ وأَمَّا عوضٌ مِنْهَا وَذَا نَفَرٍ خبرُها وأَن مَصْدَرِيَّةٌ «1»، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي قَوْلِهِمْ أَمّا أَنت مُنْطَلِقًا انطلقتُ مَعَكَ بِفَتْحِ أَن فَتَقْدِيرُهُ عِنْدَهُ لأَن كنتَ مُنْطَلِقًا انطلقتُ مَعَكَ، فأُسْقِطَت لَامُ الْجَرِّ كَمَا أُسقطت فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ، والعاملُ فِي هَذِهِ اللَّامِ مَا بعدها وهو قول فَاتَّقُونِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْكَلَامُ فِي قَوْلِكَ لأَن كُنْتَ مُنْطَلِقًا، الْعَامِلُ فِي هَذِهِ اللَّامِ مَا بَعْدَهَا وَهُوَ انطلقْتُ معَك؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ: وكلُّ قَوْمِك يُخْشى مِنْهُ بائِقَةٌ، ... فارْعُدْ قَليلًا، وأَبْصِرْها بمَنْ تَقَعُ إِن تكُ جُلْمودَ بِصْرٍ لَا أُؤَبِّسُه، ... أُوقِدْ عَلَيْهِ فأُحْمِيه فَيَنْصَدِع

_ (1). أَمّا: هي أَن وما، فأن مصدرية وما زائدة.

قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ رَافِعًا يَقُولُ لِي عِنْدَهُ خُراشةٌ وخُماشَةٌ أَي حُقٌّ صغِيرٌ. وخُرُوشُ البيتِ: سُعُوفُه مِنْ جُوالِقٍ خَلَقٍ أَو ثوبٍ خلَقٍ، الْوَاحِدُ سَعْفٌ وخَرْشٌ. خربش: وقَعَ القومُ فِي خَرْبَشٍ وخِرْباشٍ أَي اخْتِلاطٍ وصخَبٍ. والخَرْبَشةُ: إِفساد الْعَمَلِ وَالْكِتَابِ وَنَحْوِهِ. وَمِنْهُ يُقَالُ: كَتَبَ كِتَابًا مُخَرْبَشاً. وكتابٌ مُخَرْبَشُ: مُفسَدٌ؛ عَنِ اللَّيْثِ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَخْزم الطَّائِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ دُوادٍ يَقُولُ كَانَ كتابُ سُفْيانَ مُخَرْبَشاً أَي فَاسِدًا. والخَرْبَشةُ والخَرْمَشةُ: الإِفساد وَالتَّشْوِيشُ. والخُرُنْباشُ: مِنْ رَيَاحِينِ البَرِّ وَهُوَ شَبِيهُ المَرْوِ الدِّقاقِ الورَقِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، ووردُه أَبيض وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ يُوضَعُ فِي أَضعاف الثِّيَابِ لِطِيبِ رِيحِهِ. وخَرْبَشٌ: اسْمٌ. خرفش: خِرْفاشٌ: موضع. خرمش: الخَرْمَشةُ: إِفسَادُ الْكِتَابِ وَالْعَمَلِ، وَقَدْ خَرْمَشهُ. والخَرْبَشةُ والخَرْمَشة: الإِفساد والتشويش. خشش: خَشَّه يَخُشُّه خَشًّا: طَعَنَهُ. وخَشَّ فِي الشَّيْءِ يخُشُّ خَشًّا وانْخَشَّ وخَشْخَشَ: دَخَلَ. وخَشَّ الرَّجُلُ: مَضَى وَنَفَذَ. وَرَجُلٌ مِخَشٌّ: مَاضٍ جَرِيءٌ عَلَى هَوَى اللَّيْلِ، ومِخْشفٌ، وَاشْتَقَّهُ ابنُ دُرَيْدٍ مِنَ قَوْلِكَ: خَشَّ فِي الشَّيْءِ دَخَلَ فِيهِ، وخَشٌّ: اسْمُ رَجُلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ الأَصمعي: خَشَشْتُ فِي الشَّيْءِ دَخَلْتُ فِيهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فخَشَّ بِهَا خِلالَ الفَدْفَدِ أَي دَخَلَ بِهَا. وانْخَشَّ الرَّجُلُ فِي الْقَوْمِ انْخِشاشاً إِذا دَخَلَ فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بن أُنيس: فَخَرَجَ رَجُلٌ يَمْشِي حَتَّى خَشَّ فِيهِمْ أَي دَخَلَ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ لِمَا يُدخَلُ في أَنف البعير خِشَاشٌ لأَنه يُخَشُّ فِيهِ أَي يَدْخُلُ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وخَشْخَشْت بالعِيسِ فِي قَفْرةٍ، ... مَقِيلِ ظِباء الصَّرِيمِ الحُرُنْ أَي دَخَلَتْ. والخِشَاشُ، بِالْكَسْرِ «2»: الرَّجُلُ الْخَفِيفُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ ووصَفَتْ أَباها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: خَشَاشُ المَرْآة والمَخْبَر ؛ تُرِيدُ أَنه لَطِيفُ الْجِسْمِ وَالْمَعْنَى. يُقَالُ: رَجُلٌ خِشَاشٌ وخَشَاشٌ إِذا كَانَ حادَّ الرأْس لَطِيفًا مَاضِيًا لَطِيفَ الْمَدْخَلِ. وَرَجُلٌ خَشَاشٌ، بِالْفَتْحِ: وَهُوَ الْمَاضِي مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ خِشاشٌ وخَشاشٌ لَطِيفُ الرأْس ضَرْبُ الْجِسْمِ خَفِيفٌ وقَّادٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَنا الرجلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونه، ... خَشَاشٌ [خِشَاشٌ] كرأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ وَقَدْ يَضُمُّ. ابْنُ الأَعرابي: الخِشَاشُ والخَشَاشُ الْخَفِيفُ الرُّوحِ الذكيُّ. والخِشَاشُ: الثُّعْبَانُ «3» الْعَظِيمُ المنكَر، وَقِيلَ: هِيَ حَيَّةٌ مِثْلُ الأَرقم أَصْغَرُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْحَيَّاتِ الْخَفِيفَةِ الصَّغِيرَةِ الرأْس، وَقِيلَ: الْحَيَّةُ، وَلَمْ يُقَيِّدْ، وَهِيَ بِالْكَسْرِ. الفَقْعَسيّ: الخِشَاشُ حَيَّةُ الْجَبَلِ لَا تُطْني، قَالَ: والأَفعى حَيَّةُ السَّهْلِ؛ وأَنشد: قَدْ سالَمَ الأَفعى مَعَ الخِشاشِ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الخِشَاشُ حَيَّةٌ صَغِيرَةٌ سَمْرَاءُ أَصغر مِنَ الأَرقم. وَقَالَ أَبو خِيرَةَ: الخِشَاشُ حَيَّةٌ بيضاء

_ (2). قوله [والخشاش بالكسر إلخ] هو مثلث كما في القاموس. (3). قوله [والخشاش الثعبان] هو مثلث كبقية الحشرات.

قَلَّمَا تُؤْذِي، وَهِيَ بَيْنَ الحُفَّاثِ والأَرقم، وَالْجَمْعُ الخِشَّاءُ. وَيُقَالُ لِلْحَيَّةِ خَشْخاشٌ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَسْمر مِثْلُ الحيةِ الخَشْخَاشِ والخِشْاشُ: الشِّرارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شِرارَ الطَّيْرِ وَمَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الطَّيْرِ وَمِنْ جَمِيعِ دَوَابِّ الأَرض مَا لَا دِماغَ لَهُ كَالنَّعَامَةِ وَالْحُبَارَى والكَرْوانِ ومُلاعِبِ ظِلِّه. قَالَ الأَصمعي: الخَشَاشُ شِرارُ الطَّيْرِ، هَذَا وَحْدَهُ بِالْفَتْحِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي الرَّجُلُ الْخَفِيفُ خَشَاشٌ أَيضاً، رَوَاهُ شَمِرٌ عَنْهُ قَالَ: وإِنما سُمِّيَ بِهِ خَشاشُ الرأْسِ مِنَ الْعِظَامِ وَهُوَ مَا رقَّ مِنْهُ. وكلُّ شَيْءٍ رقَّ ولطُفَ، فَهُوَ خَشاشٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَشَاشُ الرأْسِ، فإِذا لَمْ تَذْكُرِ الرأْس فَقُلْ: رَجُلٌ خِشَاشٌ، بِالْكَسْرِ. والخِشَاشُ، بِالْكَسْرِ: الحشراتُ، وَقَدْ يُفْتَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة رَبَطَتْ هِرَّةً فَلَمْ تُطْعِمْها وَلَمْ تَدَعْها تأْكلُ مِنْ خَشَاش الأَرض : قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي مِنْ هوامِّ الأَرض وَحَشَرَاتِهَا ودوابِّها وَمَا أَشبهها، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ خَشِيشِها ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ يَابِسُ النَّبَاتِ وَهُوَ وهَم، وَقِيلَ: إِنما هُوَ خُشَيْشٌ، بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، تَصْغِيرُ خَشَاشٍ عَلَى الْحَذْفِ أَو خُشَيِّشٌ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ. والخِشاشُ مِنْ دَوَابِّ الأَرض وَالطَّيْرِ: مَا لَا دِمَاغَ لَهُ، قَالَ: وَالْحَيَّةُ لَا دِمَاغَ لها وَالنَّعَامَةُ لَا دِمَاغَ لَهَا والكَرْوانُ لَا دِمَاغَ لَهُ، قَالَ: كَروانٌ خِشَاشٌ وَحُبَارَى خَشاشٌ سَوَاءٌ. أَبو مُسْلِمٍ: الخَشاشُ والخِشاشُ مِنَ الدَّوَابِّ الصغيرُ الرأْس اللَّطِيفُ، قَالَ: والحِدَأُ ومُلاعِبُ ظِلِّه خِشاشٌ. وَفِي حَدِيثِ العُصفورِ: لَمْ يَنْتَفعْ بِي وَلَمْ يَدَعْني أَخْتشُّ مِنَ الأَرض أَي آكُلُ مِنْ خَشاشِها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَمُعَاوِيَةَ: هُوَ أَقلُّ فِي أَعْيُنِنا «1» مِنْ خَشاشةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي هُوَ الخِشاشُ، بِالْكَسْرِ، فَخَالَفَ جماعةَ اللُّغوِيِّين، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِهِ لانْخِشاشِه فِي الأَرض واسْتِتارِه بِهَا، قَالَ: وَلَيْسَ بقَوِيّ. والخِشاشُ والخِشاشةُ: العودُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي أَنف الْبَعِيرِ؛ قَالَ: يَتُوقُ إِلى النَّجاءِ بفضْلِ غَرْبٍ، ... وتَقْدَعُه الخِشاشةُ والفِقارُ وَجَمْعُهُ أَخِشَّةٌ. والخَشُّ: جعْلُك الخِشاشَ فِي أَنف الْبَعِيرِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِشاشُ مَا وُضِعَ فِي عظْم الأَنف، وأَما مَا وُضِعَ فِي اللَّحْمِ فَهِيَ البُرَةُ، خَشَّه يَخُشُّه خَشًّا وأَخَشَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَصمعي: الخِشاشُ مَا كَانَ فِي العَظم إِذا كَانَ عُوداً، والعِرانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْمِ فَوْقَ الأَنف. وخَشَشْت البعيرَ، فَهُوَ مَخْشوش. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَانْقَادَتْ مَعَهُ الشجرةُ كَالْبَعِيرِ المَخْشُوش ؛ هُوَ الَّذِي يُجعل فِي أَنفه الخِشاشُ. والخِشاش مُشْتَقٌّ مَنْ خَشَّ فِي الشَّيْءِ إِذا دَخل فِيهِ لأَنه يُدْخَل فِي أَنف الْبَعِيرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: خُشُّوا بَيْنَ كَلَامِكُمْ لَا إِله إِلا اللَّه أَي أَدْخِلوا. وخَشَشْتُ الْبَعِيرَ أَخُشُّه خَشّاً إِذا جَعَلْتُ فِي أَنفه الخِشاشَ. الْجَوْهَرِيُّ. الخِشاشُ، بِالْكَسْرِ، الَّذِي يُدخل فِي عَظْمِ أَنف الْبَعِيرِ وَهُوَ مِنْ خَشب، والبُرةُ مِنْ صُفْرٍ، والخِزامةُ مِنْ شَعر. وَفِي حَدِيثِ الحُديبية: أَنه أَهْدى فِي عُمرتِها جَمَلًا كَانَ لأَبي جَهْلٍ فِي أَنفه خِشاشٌ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ: الخِشاشُ عُوَيدٌ يُجْعَلُ فِي أَنف الْبَعِيرِ يُشدّ بِهِ الزِّمامُ لِيَكُونَ أَسرعَ لِانْقِيَادِهِ. والخُشّاءُ والخُشُشاءُ: العظْمُ الدَّقيق الْعَارِي مِنَ الشَّعْرِ الناتئُ خَلْفَ الأُذن؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

_ (1). قوله [في أَعيننا] في النهاية في أَنفسنا.

فِي خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التَحْريرِ وَهُمَا خُشَشاوانِ. ونظيرُها مِنَ الْكَلَامِ القُوْباءُ وأَصلُه القُوَباءُ، بِالتَّحْرِيكِ، فسكَنت اسْتِثْقَالًا لِلْحَرَكَةِ عَلَى الْوَاوِ ولأَنّ فُعْلاءَ، بِالتَّسْكِينِ، لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَتِهم، قَالَ: وَهُوَ وزنٌ قليلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَن قَبيصةَ بْنَ جَابِرٍ قَالَ لعُمر: إِني رَمَيْتُ ظَبْياً وأَنا مُحْرِمٌ فأَصَبْتُ خُشَشاءَه فأَسِن فَمَاتَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخُشَشاءُ هُوَ العظْمُ الناشِزُ خَلْفَ الأُذن وهمْزتُه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ أَلف التأَنيث. اللَّيْثُ: الخُشَشاوان عظْمان نَاتِئَانِ خَلْفَ الأُذنين، وأَصل الخُشَشاء «1» عَلَى فُعَلاءَ. والخَشَّاءُ، بِالْفَتْحِ: الأَرض الَّتِي فِيهَا رَمْلٌ، وَقِيلَ: طِينٌ. والخَشَّاءُ أَيضاً: أَرض فِيهَا طِينٌ وَحَصًى؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الأَرض الخَشِنةُ الصُّلْبَةُ، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ خَشَّاواتٌ وخَشاشِيّ. وَيُقَالُ: أَنْبَطَ فِي خَشَّاءَ. وَقِيلَ: الخَشُّ أَرض غَلِيظَةٌ فِيهَا طِينٌ وحَصْباءُ. والخَشُّ: القليلُ مِنَ الْمَطَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُسَائِلُنِي بالمُنْحَنى عَنْ بِلادِه، ... فَقُلْتُ: أَصابَ النَّاسُ خَشٌّ مِنَ القَطْرِ والخَشْخَشَةُ: صَوتُ السِّلَاحِ واليَنْبُوتِ، وَفِي لُغَةٍ ضَعِيفَةٍ شَخْشَخَةٌ. وكلُّ شَيْءٍ يابسٍ يحُكُّ بَعْضُهُ بَعْضًا: خَشْخاشٌ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِبِلَالٍ: مَا دخلتُ الْجَنَّةَ إِلا وسمِعتُ خَشْخَشَةً، فقلتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: بلالٌ ؛ الخَشْخَشَةُ: حَرَكَةٌ لَهَا صَوْتٌ كَصَوْتِ السِّلَاحِ. وَيُقَالُ للرجَّالة: الخَشُّ والحَشُّ وَالصَّفُّ وَالْبَتُّ «2»، قَالَ: وَوَاحِدُ الخَشّ خاشٌّ. ابْنُ الأَعرابي: الخِشاشُ الْغَضَبُ. يُقَالُ: قَدْ حَرَّكَ خِشاشَه إِذا أَغضبه والخُشاشُ: الشُّجَاعُ، بِضَمِّ الْخَاءِ. قَالَ: والخُشَيشُ الْغَزَالُ الصَّغِيرُ. والخُشَيشُ: تَصْغِيرُ خُشٍّ وَهُوَ التلُّ. والخِشاشُ: الجوالقُ؛ وأَنشد: بينَ خِشاشِ بازِلٍ جِوَرِّ وَرَوَاهُ أَبو مَالِكٍ: بَيْنَ خِشاشَيْ بازلٍ. قَالَ: وَخِشَاشَا كُلِّ شَيْءٍ جَنْباه؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلُ جَرِيرٍ: مِنْ كُلِّ شَوْشاءَ لمَّا خُشَّ ناظرُها، ... أَدْنَتْ مُذَمَّرَها مِنْ وَاسِطِ الكُورِ قَالَ: والخِشاشُ يَقَعُ عَلَى عِرْق النَّاظِرِ، وعِرْقا الناظرَينِ يكْتَنِفان الأَنف، فإِذا خُشَّتْ لانَ رأَسها، فإِذا جُذِبت أَلْقت مُذَمَّرُها عَلَى الرَّحْلِ مِنْ شِدَّةِ الخِشاشِ عَلَيْهَا. والمُذَمَّرُ: العِلْباوان فِي العُنق يُشْرِفان عَلَى الأَخدَعَين. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: عَلَيْهِ خُشاشانِ أَي بُرْدتان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِن كَانَتِ الروايةُ بِالتَّخْفِيفِ فَيُرِيدُ خفَّتهما ولُطْفَهُما، وإِن كَانَتْ بِالتَّشْدِيدِ فَيُرِيدُ بِهِ حركَتهما كأَنهما كَانَتَا مصقُولتين كَالثِّيَابِ الجدُد الْمَصْقُولَةِ. والخَشْخاشُ: الجماعةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ، وَفِي المحْكم: الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فِي حَوْمةِ الفَيْلَقِ الجَأْواءِ، إِذْ ركِبَتْ ... قَيْسٌ، وهَيْضَلُها الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا وَفِي الصِّحَاحِ: الخَشْخاشُ الجماعةُ عليهم سلاح ودروع،

_ (1). قوله [وأَصل الخششاء إلخ] كذا بالأَصل ولعل فيه سقطاً وحق العبارة وأصل الخشَّاء الخششاء. (2). قوله [والحش والبت] كذا بالأَصل وفي الشارح بدل الثاني بث بالمثلثة.

وَقَدْ خَشْخَشْتُه فَتَخَشْخَش؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: تَخَشْخَشَ أَبْدانُ الحَديدِ عليهمُ، ... كَمَا خَشْخَشَتْ يبسَ الحصادِ جَنُوبُ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِصَوْتِ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ إِذا حُرِّكَ الخَشْخَشَةُ والنَّشْنَشَةُ. والخَشُّ: الشَّيْءُ الأَسود. والخَشُّ: الشَّيْءُ الأَخْشن. والخَشْخاشُ: نبتٌ ثمرتُه حمراءُ، وَهُوَ ضَرْبَانِ: أَسود وأَبيض، وَاحِدَتُهُ خَشْخاشةٌ. والخَشَّاءُ: مَوْضِعُ النَّحْل والدَّبْر؛ قَالَ ذُو الأُصْبَع العَدْوانيُّ يَصِفُ نَبْلًا: قَوّمَ أَفْواقَها، وتَرَّصَها ... أَنْبَلُ عَدْوان كلِّها صَنَعا إِمَّا تَرى نَبْلَه فَخَشْرمُ خَشَّاءَ، ... إِذا مُسَّ دَبْرُه لكَعا تَرَّصَها: أَحكمها. وأَنبلُ عَدْوَانٍ: أَحذقُهم بِعَمَلِ النبلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ مَكَانٌ إِما تَرَى: فنَبْلُه صِيغَةٌ كخَشْرَمِ خَشَّاءَ، ... إِذا مُشَّ دَبْرُه لكَعا لأَن إِما لَيْسَ لَهُ جَوَابٌ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَلَا فِيمَا بَعْدَهُ؛ قَالَ: وإِنما ذَكَرَ الشَّاعِرُ إِما فِي بَيْتٍ يَلِي هَذَا وَهُوَ: إِمَّا تَرى قَوسَه فنابِيَةُ الأَرْزِ ... هَتُوفٌ، بِحالها ضَلَعا وَقَوْلُهُ فَنَابِيَةٌ، الْفَاءُ جَوَابُ إِما، وَنَابِيَةٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ أَي هِيَ مَا نَبَا مِنَ الأَرْزِ وَارْتَفَعَ. وهتوفٌ: ذَاتُ صَوْتٍ. وَقَوْلُهُ لكَعا بِمَعْنَى لَسَعَ. وخُشْ: الطيبُ، بِالْفَارِسِيَّةِ، عرَّبَتْه الْعَرَبُ. وَقَالُوا فِي المرأَة خَشَّة كأَنَّ هَذَا اسْمٌ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشدني بَعْضُ مَنْ لَقِيتُهُ لِمُطِيعِ بْنِ إِياس يَهْجُو حَمَّادًا الرَّاوِيَةَ: نَحِّ السَوْءةَ السَّوْآءَ ... يَا حَمَّادُ، عَنْ خُشّه «1» عن التُّفَّاحةِ الصَّفْراءِ، ... والأُتْرُجّةِ الهَشّة وخُشَاخِشٌ «2»: رَمْلٌ بالدَّهْناءِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَوْقَدْتَ نارَك واسْتَضَأْتَ بحزنَةٍ، ... وَمِنَ الشُّهودِ خُشَاخِشٌ والأَجْرَعُ خفش: الخفَشُ: ضَعْفٌ فِي الْبَصَرِ وَضِيقٌ فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: صغرٌ فِي الْعَيْنِ خِلْقَةً، وَقِيلَ: هُوَ فَسَادٌ فِي جَفْنِ الْعَيْنِ وَاحْمِرَارٌ تَضِيقُ لَهُ الْعُيُونُ مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ وَلَا قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فَهُوَ خَفِشٌ وأَخْفَشُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كأَنهم مِعْزَى مَطِيرة فِي خَفْشٍ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ؛ إِنما هُوَ الخَفَشُ مَصْدَرُ خَفِشَت عَيْنُهُ خَفَشاً إِذا قَلَّ بَصَرُهَا، وَهُوَ فَسَادٌ فِي الْعَيْنِ يَضْعُفُ مِنْهُ نورُها وتَغْمَصُ دَائِمًا مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ، يَعْنِي أَنهم فِي عَمًى وحَيرة أَو فِي ظُلْمَةِ ليل، فضُرِبت المِعْزى مَثَلًا لأَنها مِنْ أَضعف الْغَنَمِ فِي المطرِ وَالْبَرَدِ. وَفِي حَدِيثِ وَلَدِ المُلاعَنة: إِن جَاءَتْ بِهِ أُمه أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الَّذِي يُغَمّضُ إِذا نَظَرَ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةُ: وكنتُ لَا أُوبَنُ بالتَّخْفِيش يُرِيدُ بالضَّعْف فِي أَمري. يُقَالُ: خَفِشَ فِي أَمره إِذا ضَعُفَ؛ وَبِهِ سُمِّيَ الخُفاشُ لضعْف بَصَرِهِ بِالنَّهَارِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ خفِشٌ إِذا كَانَ فِي عَيْنَيْهِ غَمَصٌ

_ (1). قوله [عن خُشِّه] هكذا ضبط في الأَصل بضم الخاء في البيت وبالفتح فيما قبله. (2). قوله [وخُشَاخِشٌ] قال متن القاموس بالضم ونقل شارحه عن الصاغاني الفتح.

أَي قَذًى، قَالَ: وأَما الرَّمَصُ فَهُوَ مثلُ العَمَش. وَفِي كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: قَاتَلَكَ اللَّه أُخَيْفِشَ العينِ هُوَ تَصْغِيرُ الأَخْفَش. الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ يَكُونُ الخفَشُ عِلَّةً وَهُوَ الَّذِي يُبْصر الشَّيْءَ بِاللَّيْلِ وَلَا يُبْصِرُهُ بِالنَّهَارِ، وَيُبْصِرُهُ فِي يَوْمِ غَيْمٍ وَلَا يُبْصِرُهُ فِي يَوْمٍ صَاحٍ. والخُفَّاشُ: طائرٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يَشُقُّ عَلَيْهِ ضَوْءُ النَّهَارِ. والخُفَّاشُ: واحدُ الخَفافِيش الَّتِي تَطِيرُ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ النَّضِرُ: إِذا صغُرَ مُقدَّمُ سَنَامِ الْبَعِيرِ وانضمَّ فَلَمْ يَطُلْ فَذَلِكَ الخَفَش. بعيرٌ أَخْفَشُ، وَنَاقَةٌ خَفْشاءُ، وَقَدْ خَفِشَ خفَشاً. خمش: الخَمْشُ: الخدْشُ فِي الْوَجْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي سَائِرِ الْجَسَدَ، خَمَشَه يَخْمِشُه ويخمُشُه خَمْشاً وخُمُوشاً وخَمَّشه. والخُمُوشُ: الخُدُوشُ؛ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبي لَهَبٍ يُخَاطِبُ امرأَته: هاشمٌ جَدُّنا، فإِن كُنتِ غَضْبَى، ... فامْلَئِي وجْهَكِ الجَمِيلَ خُدُوشاً وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَفْعل ذَلِكَ أُمُّك خَمْشَى، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ ثَكِلَتْكَ أُمُّك فَخَمَّشَت عَلَيْكَ وجْهَها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ يُقَالُ لَا تَفْعَلُوا ذَلِكَ أُمهاتُكم خَمْشَى. والخُماشةُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ: مَا لَيْسَ لَهُ أَرْش مَعْلُومٌ كالخدْش وَنَحْوِهِ. والخُماشةُ: الجنايةُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَباعٍ لَهَا، مُذْ أَوْرَقَ العُود عِنْدَهُ، ... خُمَاشاتُ ذَحْل مَا يُرادُ امتثالُها امتثالُها: اقتصاصُها، وَالِامْتِثَالُ الِاقْتِصَاصُ، وَيُقَالُ: أَمْثِلْني مِنْهُ؛ قَالَ يَصِفُ عَيْرًا وأُتُنَه ورَمْحَهنّ إِياه إِذا أَراد سِفادَهنّ، وأَراد بِقَوْلِهِ رَباع عَيْرًا قَدْ طَلَعَت رَباعِيَتاه. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا دُونَ الدِّيَةِ فَهُوَ خُمَاشاتٌ مِثْلُ قَطْعِ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو أُذن أَو عَيْنٍ أَو ضَرْبَةٍ بِالْعَصَا أَو لَطْمَةٍ، كلُّ هَذَا خُماشةٌ. وَقَدْ أَخذت خُماشَتي مِنْ فُلَانٍ، وَقَدْ خَمَشَني فُلَانٌ أَي ضَرَبَنِي أَو لَطَمَنِي أَو قَطَعَ عُضْواً مِنِّي. وأَخذ خُمَاشَته إِذا اقْتَصَّ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: أَنه جَمَعَ بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ وَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ خُماشاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَاحِدَتُهَا خُماشة ، أَي جِرَاحَاتٌ وَجِنَايَاتٌ، وَهِيَ كُلُّ مَا كَانَ دُونَ الْقَتْلِ وَالدِّيَةِ مِنْ قَطْعٍ أَو جُرْحٍ أَو ضَرْبٍ أَو نَهْبٍ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَنواع الأَذى؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِهَا جِنَايَاتٍ وَجِرَاحَاتٍ. اللَّيْثُ: الخامِشةُ وجمعُها الخَوامِشُ وَهِيَ صِغَارِ الْمَسَايِلِ وَالدَّوَافِعِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَتْ خامِشَةً لأَنها تَخْمِشُ الأَرض أَي تَخُدّ فِيهَا بِمَا تحْمِل مِنْ مَاءِ السَّيْلِ. والخَوافِشُ: مَدَافِعُ السَّيْلِ، الْوَاحِدَةُ خافِشةٌ. والخامِشةُ: مِنْ صِغَارِ مَسايلِ الْمَاءِ مِثْلُ الدَّوَافِعِ. والخَمُوشُ: البعوضُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، فِي لُغَةِ هُذيل، قَالَ الشَّاعِرُ: كأَن وغَى الخَمُوش، بِجانِبَيه، ... وغَى رَكْبٍ، أُمَيمَ، ذَوِي زِياط وَاحِدَتُهُ خَمُوشة، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهُ؛ وَهَذَا الشِّعْرُ فِي التَّهْذِيبِ: كأَن وَغَى الْخَمُوشِ، بِجَانِبَيْهِ، ... مآتِمُ يَلْتَدِمْن عَلَى قَتيل وَاحِدَتُهَا بقَّة، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهَا خَمُوشة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الجوهري هذا الْبَيْتَ فِي فَصْلِ وَغَى أَيضاً وَذَكَرَ أَنه لِلْهُذَلِيِّ وَالَّذِي فِي شِعْرِ هُذَيْلٍ خِلَافُ هَذَا، وَهُوَ: كأَن وَغَى الْخَمُوشِ، بِجَانِبَيْهِ، ... وَغَى رَكْبٍ، أُميم، أُولي هِياط

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْبَيْتُ لِلْمُتَنَخِّلِ؛ وَقَبْلَهُ: وَمَاءٍ، قَدْ ورَدْت أُمَيمَ، طامٍ ... عَلَى أَرْجائه زَجَلُ الغَطاط قَالَ: الهِياطُ والمِياطُ الخصومةُ والصياحُ، وَالطَّامِي الْمُرْتَفِعُ، وأَرجاؤه نَوَاحِيهِ. والغَطاطُ ضربٌ مِنَ الْقَطَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ حِينَ سُئل: هَلْ يُقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ فَقَالَ: خَمْشاً ؛ دَعَا بأَن يُخْمَشَ وَجْهُهُ أَو جلدُه كَمَا يُقَالُ جدْعاً وقطْعاً، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ لَا يَظْهَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سأَل وَهُوَ غنيٌّ جَاءَتْ مسأَلتُه يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشاً أَو كُدُوحاً فِي وَجْهِهِ أَي خُدُوشاً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخُموش مِثْلُ الخُدوش. يُقَالُ: خَمَشَت المرأَةُ وجْهَها تَخْمُشه وتَخْمِشه خَمْشاً وخُمُوشاً، والخُمُوشُ مصدرٌ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَا جَمِيعًا الْمَصْدَرَ حَيْثُ سُمِّيَ بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ نِسَاءً قُمْن يَنُحْنَ عَلَى عَمِّهِ أَبي بَرَاءٍ: يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوْجُهٍ صِحاح، ... فِي السُّلُب السُّودِ، وَفِي الأَمْساح حَكَى ابْنُ قُهزاذ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: سأَلت مَطَرًا عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، فَقَالَ: سأَلت عَنْهَا الْحَسَنَ بْنَ أَبي الْحَسَنِ فَقَالَ: هَذَا مِنَ الخُماش ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد هَذَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي لَا قِصَاصَ فِيهَا. والخَمْشُ: كالخَدْش الَّذِي لَا قِصَاصَ فِيهِ. وَالْحَوَامِيمُ كُلُّهَا مَكِّيَّةٌ لَيْسَ فِيهَا حُكْمٌ لأَنها كَانَتْ دارَ حَرْبٍ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: آلُ حم مِنْ تِلَادِي الأُوَل أَي مِنْ أَول مَا تعلّمتُ بِمَكَّةَ، وَلَمْ تجْر الأَحكام بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَكَّةَ فِي الْقِصَاصِ. والخَمَشُ: ولدُ الوَبْر الذكرُ، وَالْجَمْعُ خُمْشان. وتَخَمَّشَ القومُ: كثُرت حَرَكَتُهُمْ. وأَبو الْخَامُوشِ: رجلُ مَعْرُوفٌ بَقَّال؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَقْحَمَني جارُ أَبي الْخَامُوشِ والخُماشاتُ: بَقَايَا الذَحْلِ. خنش: الخُنْشُوشُ: بقيّةٌ مِنَ الْمَالِ. وامرأَة مُخنَّشَةٌ: فِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ شَبابٍ. وَبَقِيَ لَهُمْ خُنْشُوشٌ مِنْ مَالٍ أَي قطعةٌ مِنَ الإِبِلِ، وَقِيلَ أَي بَقِيَّةٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ امرأَة مُخَنَّشة قَالَ: تَخْنُشُها بعْض رقَّة بَقِيَّةِ شبابِها، وَنِسَاءٌ مُخَنَّشَات. وَمَا لَه خُنْشُوشٌ أَي مَا لَه شيءٌ؛ وقول رُؤْبَةُ: جَاؤُوا بأُخْراهُمْ عَلَى خُنْشُوش كقولهم جاؤوا عَنْ آخِرِهِمْ. وخُنْشُوشٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وخُنْشُوشٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي دارِم يُقَالُ لَهُ خُنْشُوش مُدٍّ «3» يَقُولُ لَهُ خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الدَّارِمِيُّ: جزَى اللَّهُ خُنْشُوشَ بْنَ مُدّ مَلامَةً، ... إِذا زَيَّنَ الفَحْشاءَ لِلنَّفْسِ مُوقُها أَراد مؤُوقُها. خنبش: امرأَة خَنْبشٌ: كَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ. وخَنْبَشٌ: اسْمُ رَجُلٍ. خوش: الخَوَشُ، صفَرُ الْبَطْنِ، وَكَذَلِكَ التَّخْوِيشُ. والمُتَخَوِّشُ والمُتَخاوِشُ: الضامرُ الْبَطْنِ المُتَخَدِّد اللَّحْمِ الْمَهْزُولُ. وتَخَوَّشَ بَدَنُ الرَّجُلِ: هُزِل بَعْدَ سِمَنٍ. وخوَّشَه حَقَّه: نقَصه؛ قَالَ رُؤْبَةُ يصف أَزْمةً حَصَّاءُ تُقْنِي المالَ بالتَخْوِيش ابْنُ شُمَيْلٍ: خاشَ الرجلُ جاريتَه بأَيْرِه، قَالَ والخَوْش كَالطَّعْنِ وَكَذَلِكَ جافَها يجُوفها ونشَغَها وَرَفَغَهَا. وخاوَشَ الشيءَ: رَفَعه؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ ثَوْرًا يحْفر كِناساً ويُجافي صدْرَه عَنْ عروق الأَرطى:

_ (3). قوله [مدّ] هو في الأَصل بهذا الضبط.

فصل الدال المهملة

يُخاوِشُ البَرْكَ عَنْ عِرْق أَضَرَّ بِهِ، ... تَجافِياً كتَجافي القَرْم ذِي السَّرَرِ أَي يَرْفَعُ صدرَه عَنْ عُرُوقِ الأَرْطى. وخاوَشَ الرجلُ جنْبه عَنِ الْفِرَاشِ إِذا جَافَاهُ عَنْهُ. وخَاشَ الرَّجُلُ: دَخَلَ فِي غُمارِ النَّاسِ. وخَاشَ الشيءَ: حَشَاه فِي الْوِعَاءِ. وخَاشَ أَيضاً: رجَع؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: بَيْنَ الوخاءَيْن وخَاشَ القَهْقَرَى فَسَّرَهُ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا دَلِيلَ فِيهِ عَلَى أَن أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ أَو يَاءٍ. وخاشَ ماشَ، مَبْنِيَّانِ عَلَى الْفَتْحِ: قُماشُ النَّاسِ، وَقِيلَ: قُماش الْبَيْتِ وسقَطُ مَتَاعِهِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ: خَاشِ ماشِ، بِالْكَسْرِ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: صَبَحْن أَنْمار بَنِي منْقاشِ، ... خُوصَ العُيونِ يُبَّسَ المُشاشِ، يَحْمِلْن صبْياناً وخاشِ ماشِ قَالَ: سَمِع فَارِسِيَّتَهُ فأَعْرَبها. والخَوْشُ: الْخَاصِرَةُ. الْفَرَّاءُ: والخَوْشان الْخَاصِرَتَانِ مِنَ الإِنسان وغيرِه؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَحْسَبها الحَوْشانِ، بِالْحَاءِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ مَا رُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَعَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبيه أَنهما قَالَا: الخَوْش الْخَاصِرَةُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي مأْخوذ مِنَ التَخْوِيش وَهُوَ التَّنْقِيصُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَا عَجَباً والدهرُ ذُو تَخْوِيش والخَوْشانُ: نَبْتُ البَقْلة الَّتِي تُسَمَّى القَطَفَ إِلا أَنه أَلْطَفُ ورَقاً وَفِيهِ حُموضة وَالنَّاسُ يأْكلونه، قَالَ: وأَنشدت لِرَجُلٍ مِنَ الْفَزَارِيِّينَ: وَلَا تأْكلُ الخَوْشانَ خَوْدٌ كريمةٌ، ... وَلَا الضَّجْعَ إِلا مَنْ أَضَرَّ بِهِ الهَزْلُ خيش: الخَيْش: ثِيابٌ رِقاقُ النَّسْجِ غِلاظُ الخُيُوطِ تُتَّخَذُ مِنْ مُشَاقةِ الكَتَّان وَمِنْ أَرْدَئِه، وَرُبَّمَا اتُّخِذَتْ مِنَ العَصْبِ، وَالْجَمْعُ أَخياش؛ قَالَ: وأَبصرْتُ لَيلى بَيْنَ بُرْدَي مَراجِلٍ، ... وأَخْياشِ عَصْبٍ مِنْ مُهَلْهَلةِ اليمَن وَفِيهِ خُيُوشةٌ أَي رِقَّةٌ. وخاشَ مَا في الوِعاء: أَخْرَجَه. فصل الدال المهملة دبش: دبَشَ الجرادُ فِي الأَرض يدبِشها دَبْشاً: أَكل كلأَها. وسَيْلٌ دُبَاشٌ: عظيمٌ يَجْرُف كلَّ شَيْءٍ. اللَّيْثُ: الدبْشُ القَشْر والأَكلُ. يُقَالُ: دُبِشَت الأَرضُ دبْشاً إِذا أُكِلَ مَا عَلَيْهَا مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جَاؤُوا بأُخْراهُمْ عَلَى خُنْشُوشِ، ... مِنْ مُهْوَئِنٍّ بالدَّبى مَدْبُوشِ المَدْبوشُ: الَّذِي أَكل الجرادُ نَبْتَه. وأَرضٌ مدبوشةٌ إِذا أَكل الْجَرَادُ نَبْتَهَا. والخُنْشوشُ: البقيَّةُ مِنَ الإِبِلِ. والمُهْوَئِنُّ: مَا اتَّسع مِنَ الأَرض. دخش: دَخِشَ دخَشاً: امتلأَ لَحْمًا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسب أَن دَخْشَماً اسمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَالْمِيمُ زائدة. دخبش: رَجُلٌ دَخْبَشٌ ودُخابِشٌ: عظيم البطن. درش: الدَّارِشُ: جلدٌ أَسود. درعش: بَعِيرٌ دِرْعَوْشٌ: شَدِيدٌ. درغش: ادْرَغَشّ الرجلُ: برِئ من مرضه كاطْرَغَشَّ.

دشش: الدَّشُّ: اتخاذُ الدَّشِيشةِ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي الجَشِيشة، قَالَ الأَزهري: لَيْسَتْ بِلُغَةٍ وَلَكِنَّهَا لُكْنة، وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْوَلِيدِ بْنِ طَخْفةَ الغِفاري قَالَ: كَانَ أَبي مِنْ أَصحاب الصُّفَّة وَكَانَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يأْمرُ الرجلَ يأْخذ بِيَدِ الرجُلين حَتَّى بقِيتُ خامسَ، خمسةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْطَلِقُوا، فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلى بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ: يَا عائشةُ أَطعِمِينا، فَجَاءَتْ بِدَشِيشةٍ فأَكلْنا ثُمَّ جَاءَتْ بحَيْسةٍ مِثْلِ القَطا فأَكلنا ثُمَّ جَاءَتْ بعُسٍّ عَظِيمٍ فشرِبْنا ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلى الْمَسْجِدِ ؛ قَالَ الأَزهري: فَدَلَّ هَذَا الحديثُ أَن الدَّشِيشَةَ لغةٌ فِي الْجَشِيشَةِ. دغش: تَداغشَ القومُ: اخْتَلَطُوا فِي حرْب أَو صخَبٍ. ودَغَش عَلَيْهِمْ: هَجَم؛ يَمَانِيَةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ دَاغَشَ الرجلُ إِذا حَامَ حولَ الْمَاءِ مِنَ الْعَطَشِ؛ وأَنشد: بِأَلذّ مِنْكَ مُقَبَّلًا لِمُحَلَّإٍ ... عَطشانَ، داغَشَ ثُمَّ عادَ يَلُوب وَقَالَ غَيْرُهُ: فُلَانٌ يُداغِشُ ظُلمةَ اللَّيْلِ أَي يَخْبِطُها بِلَا فُتور؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَيْفَ تراهُنّ يُداغِشْنَ السُّرَى، ... وَقَدْ مَضَى مِنْ لَيلِهنّ مَا مَضَى؟ والدغْشُ: اسْمَ رَجُلٍ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسب أَن الْعَرَبَ سمته دَغْوَشاً. دغمش: التَّهْذِيبُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: دَغْمَشْت فِي الشَّيْءِ ودَهْمَقت ودَمْشَقْت أَي أَسرعت. دقش: الدَّقْشُ: النَّقْش. والدَّقْشَةُ: دُوَيْبَّةٌ رَقْشاءُ، وَقِيلَ رقْطاء أَصغر مِنَ العَظاءة. وأَبو الدُّقَيش: كُنْيَةٌ، قَالَ الأَزهري: أَبو الدُّقَيش كنْية وَاسْمُهُ الدقَشُ. قَالَ يُونُسُ: سأَلت أَبا الدُّقَيش: مَا الدَّقَشُ؟ فَقَالَ: لَا أَدري، قُلْتُ: مَا الدُّقَيش؟ فَقَالَ: وَلَا هَذَا، قُلْتُ: فَاكْتَنَيْتَ بِمَا لَا تَعْرِفُ مَا هُوَ؟ قَالَ: إِنما الكُنى والأَسماء عَلَامَاتٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي الدُّقَيش الأَعرابي وَهُوَ مَرِيضٌ فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تجدُك يَا أَبا الدُّقَيش؟ قَالَ: أَجدُ مَا لَا أَشتهي وأَشتهي مَا لَا أَجد، وأَنا فِي زَمَانِ سُوءٍ، زمانٌ مَنْ وَجَدَ لَمْ يَجُد، وَمَنْ جَادَ لَمْ يجِدْ. ودَنْقَشَ الرجلُ إِذا نَظَرَ وكسَر عَيْنَيْهِ. ودَنْقَشْت بَيْنَ الْقَوْمِ: أَفسدت، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ: حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ أَن ابْنَ دُرَيْدٍ سُئِلَ عَنِ الدقَش فَقَالَ: قَدْ سَمَّتِ الْعَرَبُ دقَشاً وَصَغَّرُوهُ فَقَالُوا دُقَيش وَصَيَّرَتْ مِن فَعَلَ فَنْعَل فَقَالُوا دَنْقَش، قَالَ: والدُّقَيش طَائِرٌ أَغبر أُرَيقِط مَعْرُوفٌ عِنْدَهُمْ؛ قَالَ غُلَامٌ مِنَ الْعَرَبِ أَنشده يُونُسُ: يَا أُمّتاه أَخْصِبي العَشِيَّه، ... قَدْ صِدْتُ دَقْشاً ثُمَّ سَنْدَرِيّه دمش: التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: الدَّمَشُ الهَيجانُ والثوَرانُ مِنْ حَرَارَةٍ أَو شُرْب دَواء ثارَ إِلى رأْسه، يُقَالُ: دَمِشَ دمَشاً، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي دَخِيلٌ أُعْرِب. دنفش: أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْعَيْنِ: دَنْقَش الرجلُ دَنْقَشةً وطَرْفَش طَرْفَشةً إِذا نَظَرَ فكسَر عَيْنَيْهِ، وَقَالَ شَمِرٌ: إِنما هُوَ دَنْفَشَ، بِالْفَاءِ وَالشِّينِ. أَبو عَمْرٍو: طَرْفَش الرجلُ طرْفَشةً ودَنْقَشَ دَنْقَشةً إِذا نَظَرَ فَكَسَرَ عَيْنَيْهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَانَ شَمِرٌ وأَبو الْهَيْثَمِ يَقُولَانِ فِي هَذَا دنْقَس، بالقاف والسين. دنقش: الْفَرَّاءُ: الدَّنْقَشَةُ الفسادُ، رَوَاهُ بِالشِّينِ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ بِالسِّينِ دَنْقَسَهُ؛ قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ بِالْقَافِ

فصل الراء

وَالشِّينِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الدَّنْقَشَةُ خفْضُ الْبَصَرِ مِثْلُ الطَّرْفَشَةِ؛ وأَنشد لأَبّاقٍ الدُّبَيرِيّ: يُدَنْقِشُ العينَ إِذا مَا نَظَرا، ... يَحْسَبُه، وَهُوَ صحيحٌ، أَعْوَرا يُقَالُ: دَنْقَشَ وطَرْفَشَ إِذا نَظَرَ وَكَسَرَ عَيْنَيْهِ. دهش: الدَّهَشُ: ذهابُ الْعَقْلِ مِنَ الذَّهَلِ والوَلَهِ وَقِيلَ مِنَ الْفَزَعِ وَنَحْوِهِ، دَهِشَ دَهَشاً، فَهُوَ دَهِشٌ، ودُهِشَ، فَهُوَ مَدْهوش، وكَرِهَها بَعْضُهُمْ، وأَدْهَشَه اللَّه وأَدْهَشَه الأَمرُ. ودهِشَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، دَهَشاً: تَحَيَّرَ. وَيُقَالُ: دُهِشَ وشُدِهَ، فَهُوَ دَهِشٌ ومَشْدُوه «1» شَدْهاً. قَالَ: واللغةُ الْعَالِيَةُ دَهِشَ عَلَى فَعِلَ، وَهُوَ الدَّهَش، بِفَتْحِ الْهَاءِ. والدَّهَشُ: مثلُ الخَرَقِ والبَعَل ونحوه. دهرش: دَهْرَشٌ: اسمٌ، وَقِيلَ: قبيلةٌ من الجِنّ. دهفش: الأَزهري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمَّا قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: لَمْ تَدَعْ للنِّساء عِنْدِي نَصِيباً ... غَيْرَ مَا قُلْتُ مازِحاً بلِساني قَالَ ابْنُ أَبي عَتِيقٍ: رَضِيتُ لَكَ الْمَوَدَّةَ وَلِلنِّسَاءِ الدَّهْفَشةَ وَهِيَ الخدِيعةُ. والدَّهْفَشةُ: التَجْمِيشُ. ودَهْفَشَ المرأَة إِذا جَمَّشَها. دهقش: دَهْقَشَ الرجلُ المرأَةَ: جَمَّشَها. دَوِشَ: الدَّوَشُ: ظلمةٌ فِي الْبَصَرِ، وَقِيلَ: هُوَ ضعْفٌ فِي الْبَصَرِ وضِيقٌ فِي الْعَيْنِ، دَوِشَ دوَشاً، وَهُوَ أَدْوَشُ، وَقَدْ دَوِشَت عينُه، وَهِيَ دَوْشاء. الْفَرَّاءُ: داشَ الرجلُ إِذا أَخذَتْه الشَّبْكَرةُ. دَيَشَ: الدِّيشُ: قَبِيلَةٌ مِنِ ابْنِي الهُونِ. اللَّيْثُ: دِيش قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي الْهَوْنِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَهُمْ مِنَ القارَةِ، وَهُمُ الدِّيشُ والعَضَلُ ابْنَا الْهَوْنِ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِفَتْحِ الدَّالِ، وَهُوَ أَحد الْقَارَةِ، والآخَرُ عَضَلُ بْنُ الْهَوْنِ يُقَالُ لَهُمَا جَمِيعًا القارة. فصل الراء رأش: رَجُلٌ رُؤْشُوشٌ: كَثِيرُ شعرِ الأُذن. ربش: الأَرْبَشُ: الْمُخْتَلِفُ اللَّوْنِ نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ وأُخرى سَوْدَاءُ أَو غَبْرَاءُ أَو نَحْوُ ذَلِكَ. وَفَرَسٌ أَرْبَشُ: ذُو بَرَشٍ مُخْتَلِفِ اللَّوْنِ، وخصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ البرْذَون. وأَرْبَشَ الشجرُ: أَوْرَقَ، وَقِيلَ أَرْبَشَ أَخرج ثَمَرَهُ كأَنه حِمِّص، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَكَذَلِكَ حُكِيَ حِمَّص، بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهُوَ رِوَايَةٌ. وَمَكَانٌ أَرْبَشُ وأَبْرَشُ: كَثِيرُ النَّبْتِ مختلفُه. ابْنُ الأَعرابي: أَرْمَشَ الأَرضُ وأَرْبَشَ وأَنْقَدَ إِذا أَوْرَقَ وتفطَّر. وأَرض رَبشاءُ وبَرْشَاءُ: كَثِيرَةُ العُشب مختلفٌ أَلوانها. وسنَة رَبْشاء ورَمْشاء وبَرْشاء: كثيرةُ العُشْب. رشش: الرشُّ لِلْمَاءِ وَالدَّمِ وَالدَّمْعِ، وَالرَّشُّ: رشُّك البيتَ بِالْمَاءِ، وَقَدْ رشَشْت المكانَ رَشًّا وتَرَشَّشَ عَلَيْهِ الماءُ، ورَشَّت العينُ وَالسَّمَاءُ تَرُشُّ رَشًّا ورَشاشاً وأَرَشَّت أَي جَاءَتْ بالرَّشّ. وأَرضٌ مَرْشُوشَةٌ: أَصابها رَشٌ. والرَشُّ: الْمَطَرُ الْقَلِيلُ، وَالْجَمْعُ رِشَاشٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّشُّ أَول الْمَطَرِ. وأَرَشَّتِ الطعْنةُ، ورَشاشُها دمُها. والرَّشاشُ، بِالْفَتْحِ. مَا ترشّشَ مِنَ الدَّمْعِ وَالدَّمِ، وأَرَشَّت العينُ الدمعَ، ورَشَّهُ بِالْمَاءِ يَرُشُّهُ رَشًّا: نضَحه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّون شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ

_ (1). قوله [فهو دهش ومشدوه] كذا بالأَصل والمناسب لما قبله وما بعده أَن يقول فهو مدهوش ومشدوه.

أَي يَنْضَحُونَهُ بِالْمَاءِ، ورَشَاش الدَّمْعِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ يَصِفُ طَعْنَةً تُرِشُّ الدَّمْعَ إِرشاشاً: مُسْتنّة سَنَنَ الغُلُوّ مُرِشَّة، ... تَنْفي التُّرَابَ بِقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وشِواءٌ مُرِشٌّ ورَشْرَاشٌ: خَضِلٌ نَدٍ يقطُرُ مَاؤُهُ، وَقِيلَ: يقْطرُ دَسَمُه. وتَرَشْرَشَ الماءُ: سالَ. وعظْمٌ رَشْرَاشٌ: رِخْوٌ. وخُبْزة رَشْرَاشَةٌ ورَشْرَشَةٌ: رخْوةٌ يابسةٌ. ورَشْرَشَ البعيرُ: بَرَك ثُمَّ فَحَصَ بصدْره فِي الأَرض لِيَتَمَكَّنَ؛ وَقَوْلُ أَبي دُوَادَ يَصِفُ فَرَسًا: طَوَاه القَنِيصُ وتَعْداؤه، ... وإِرْشَاشُ عِطْفَيه حَتَّى شَسَبْ أَراد تعريقَه إِياه حَتَّى ضمَر لِمَا سَالَ مِنْ عرَقه بالحِناذ وَاشْتَدَّ لَحْمُهُ بَعْدَ رهَلِه. رعش: الرَّعَشُ، بِالتَّحْرِيكِ، والرُّعَاشُ: الرِّعْدة. رَعِشَ، بِالْكَسْرِ، يَرْعَشُ رَعَشاً وارْتَعَشَ أَي ارْتَعَدَ، وأَرْعَشَه اللَّه. وارْتَعَشت يدُه إِذا ارْتَعدت. وارْتَعَش رأْسُ الشَّيْخِ إِذا رجَف مِنَ الكِبَر. والرُّعاشُ: رِعْشةٌ تَعْتري الإِنسان مِنْ دَاءٍ يُصيبه لَا يَسْكُنُ عَنْهُ. وَرَجُلٌ رَعِشٌ: مُرتَعِش؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: ثُمَّ انْصرفْتُ، وَلَا أَبُثّك حِيْبتي، ... رَعِشَ البنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ وَعِنْدِي أَن رَعِشاً عَلَى النسَب لأَنه لَمْ نَجِدْ لَهُ فِعْلًا، ورُعِشَ وأُرْعِشَ. وَرَجُلٌ رَعِيشٌ: مُرْتَعِشٌ. وَرَجُلٌ رِعْشيشٌ: يُرْعَشُ فِي الْحَرْبِ جُبْناً. وَرَجُلٌ رَعِشٌ أَي جَبَانٌ. وَيُقَالُ: أَخذتْ فُلَانًا رِعْشةٌ عِنْدَ الْحَرْبِ ضعْفاً وجُبْناً. وَيُقَالُ: إِنه لَرَعِشٌ إِلى القِتال وإِلى الْمَعْرُوفِ أَي سريعٌ إِليه. والرِّعْشَةُ: العَجَلةُ؛ وأَنشد: والمُرْعَشِينَ بالقَنا المُقَوّم كأَنما أَرْعَشُوهم أَي أَعْجَلُوهم. والرَّعْشَنُ: المُرْتَعِشُ. وَجَمَلٌ رَعْشَنٌ: سريعٌ لاهتزازِه فِي السَّيْرِ، نونُهما زائدةٌ؛ وَنَاقَةٌ رَعْشَنَةٌ ورَعْشَاء كَذَلِكَ، وَقِيلَ: الرَّعْشَاء الطَّوِيلَةُ الْعُنُقِ. والرَّعْشَاءُ مِنَ النَّعَامِ: الطويلةُ، وَقِيلَ: السَّرِيعَةُ، وظَلِيم رَعِشٌ كَذَلِكَ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فَعِل بدلٌ مِنْ أَفْعَل، خالَفوا بِصِيغَةِ الْمُذَكَّرِ عَنْ صِيغَةِ الْمُؤَنَّثِ وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ الرَّعْشَاءُ، وَالْجَمَلُ أَرْعَشُ وَهُوَ الرَّعْشَنُ والرَّعْشَنةُ «1»؛ وأَنشد: مِنْ كُلِّ رَعْشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ وَالنُّونُ زَائِدَةٌ فِي الرَّعْشَن كَمَا زَادُوهَا فِي الصَّيْدَنِ، وَهُوَ الأَصْيَدُ مِنَ الْمُلُوكِ، وَكَمَا قَالُوا للمرأَة الخلَّابة خَلْبَنٌ؛ وَيُقَالُ: الرَّعْشَنُ بناءٌ رُبَاعِيٌّ عَلَى حِدَة. وَتُسَمَّى الدَّابَّةُ رَعْشاءَ لِانْتِفَاضِهَا مِنْ شَهامتها وَنَشَاطِهَا. وَنَاقَةٌ رَعُوشٌ، مِثْلُ رَعُوس: لِلَّتِي يَرْجُف رأَسُها مِنَ الكِبَر. والرَّعْشُ: هزُّ الرأْس فِي السَّيْرِ وَالنَّوْمِ. والمَرْعَش: جِنْسٌ مِنَ الْحَمَامِ وَهِيَ الَّتِي تُحَلِّقُ، وَبَعْضُهُمْ يَضُمُّ مِيمَه. ويَرْعِش: ملِكٌ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر كَانَ بِهِ ارتعاشٌ فسُمي بِذَلِكَ. ورَعِشٌ: فَرَسٌ لِسَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الجُعْفيّ. ومَرْعَش: بلدٌ فِي الثُّغُورِ مِنْ كُوَرِ الْجَزِيرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ وَلَمْ يُعَيَّن؛ قَالَ: فَلَوْ أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَيدِ طِعانَنا، ... بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنيّ، أَرنّت

_ (1). قوله [وهو الرعشن والرعشنة] كذا بالأَصل ولعل فيه سقطاً والأَصل وهي الرعشنة.

رفش: رفَشَه رَفْشاً: أَكَله أَكلًا شَدِيدًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَقًّا كدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوشِ، ... أَو كاحْتلاق النُّورةِ الجَمُوشِ وَمِنْهُ وَقَعَ فُلَانٌ فِي الرَّفْش والقَفْش؛ الرَّفْشُ: الأَكلُ والشربُ فِي النَّعْمة والأَمْن، والقَفْش: النِّكَاحُ. وَيُقَالُ: أَرْفَشَ فُلَانٌ إِذا وَقَعَ فِي الأَهْيغَين: الأَكلِ وَالنِّكَاحِ. والرَّفْش: الدَّقّ والهَرْسُ. يُقَالُ لِلَّذِي يُجِيد أَكلَ الطَّعَامِ: إِنه ليَرْفُش الطعامَ رَفْشاً ويَهْرُشُه هَرْشاً. ورَفَّشَ فُلَانٌ لِحْيتَه تَرْفِيشاً إِذا سرّحَها فكأَنها رَفْشٌ، وَهُوَ المجْرفُ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يُهِيلُ بمِجْرَفِه الطعامَ إِلى يَدِ الْكَيَّالِ: رفّاشٌ. ورفَش البُرَّ يَرْفُشُه رَفْشاً: جَرَفه. والرَّفْشُ والرُّفْشُ والمِرْفَشةُ: مَا رُفِشَ بِهِ. وَيُقَالُ للمِجْرَف: الرَّفْش. ومِجْراف السَّفِينَةِ يُقَالُ لَهُ: الرَّفْش. اللَّيْثُ: الرَّفْش والرُّفْش لُغَتَانِ سَوَادِيَّةٌ، وَهِيَ المِجْرفة يُرْفَش بِهَا البُرُّ رَفْشاً، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُسَمّيها المِرْفَشةَ. وَرَجُلٌ أَرْفَشُ الأُذنين: عَريضُهما عَلَى التَّشْبِيهِ بالمِرْفَشة. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنه كَانَ أَرْفَشَ الأُذنين أَي عريضَهما. قَالَ شَمِرٌ: الأَرْفَش الْعَرِيضُ الأُذن مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ رَفِشَ يَرْفَشُ رفَشاً، شُبِّهَ بالرفْش وَهِيَ المِجْرفة مِنَ الْخَشَبِ الَّتِي يُجرف بِهَا الطعامُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يَشْرُف بَعْدَ خُموله أَو يَعزُّ بَعْدَ الذُّلِّ: مِنَ الرَّفْشِ إِلى العرشِ أَي قعدَ عَلَى الْعَرْشِ بَعْدَ ضرْبه بالرَّفْش كَنَّاسًا أَو ملَّاحاً. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي جَلَسَ على سرير المُلْك بعد ما كَانَ يَعْمَلُ بالرَّفْشِ، قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَمثال الْعِرَاقِ. رقش: الرَّقْش كالنقْش، والرَّقَشُ والرَّقَشةُ: لَوْنٌ فِيهِ كُدْرَةٌ وَسَوَادٌ وَنَحْوُهُمَا. جُنْدَب أَرْقَشُ وحَيَّة رَقْشَاء: فِيهَا نُقَطُ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: قَالَتْ لِعَائِشَةَ، لَوْ ذكَّرْتُكِ قَوْلًا تَعْرِفينه نَهَشَتْنِي نَهْشَ الرَّقْشَاء المُطْرِق : الرَقْشَاء الأَفعى، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَرْقِيشٍ فِي ظَهرها وَهِيَ خُطُوطٌ وَنُقَطٌ، وإِنما قَالَتِ الْمُطْرِقُ لأَن الْحَيَّةَ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى. التَّهْذِيبُ: الأَرْقَشُ لَوْنٌ فِيهِ كُدْرَةٌ وَسَوَادٌ ونحوُهما كَلَوْنِ الأَفعى الرَّقْشَاء، وَكَلَوْنِ الجُنْدَب الأَرْقَشِ الظَّهْرِ وَنَحْوُ ذَلِكَ كَذَلِكَ، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَتِ الشِّقْشِقةُ رَقْشَاءَ؛ قَالَ: رَقْشَاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا، ... دَوَّمَ فِيهَا رِزُّه وأَرْعَدا وجَدْيٌ أَرْقَشُ الأُذنين أَي أَذْرَأُ. والرَّقْشَاء مِنَ الْمَعَزِ: الَّتِي فِيهَا نُقَطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ. والرقْشاء: شِقْشِقَةُ الْبَعِيرِ. الأَصمعي: رُقَيْش تَصْغِيرُ رَقَش وَهُوَ تَنْقِيطُ الْخُطُوطِ وَالْكِتَابِ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: رُقَيْشٌ تَصْغِيرُ أَرْقَش مِثْلُ أَبْلَق وبُلَيق وَيَجُوزُ أُرَيْقِش. ابْنُ الأَعرابي: الرَّقْش الْخَطُّ الحسنُ، ورَقَاشِ اسْمُ امرأَة مِنْهُ. والرَّقْشَاءُ: دُوَيْبَّة تَكُونُ فِي العُشْب دُودةٌ مَنْقُوشَةٌ مَلِيحة شَبِيهَةٌ بالحُمْطُوطِ. والرَّقْشُ والترْقِيشُ: الكتابةُ وَالتَّنْقِيطُ؛ ومُرَقِّشٌ: اسْمُ شَاعِرٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: الدارُ قَفْرُ والرُّسُوم كَمَا ... رَقَّشَ، فِي ظَهْر الأَدِيم، قَلَمْ وَهُمَا مُرَقِّشَانِ: الأَكْبرُ والأَصْغر، فأَما الأَكبر فَهُوَ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ وَهُوَ الَّذِي ذَكَرْنَا البيتَ عَنْهُ آنِفًا؛ وَقَبْلَهُ:

هَلْ بِالدِّيَارِ أَن تُجِيبَ صَمَمْ، ... لَوْ كَانَ رَسْمٌ نَاطِقًا بِكِلَمْ؟ والمُرَقِّشُ الأَصْغر مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. والتَّرْقِيشُ: التَّسْطِيرُ فِي الصُّحُفِ. والتَّرْقِيشُ: المُعاتبةُ والنَّمّ والقَتّ وَالتَّحْرِيشُ وتَبْليغ النَّمِيمة. ورَقَّشَ كلامَه: زَوّرَه وزَخْرَفه، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عاذِلَ قَدْ أُولِعْتِ بالتَّرْقِيشِ، ... إِليَّ سِرًّا فاطْرُفي ومِيشِي وَفِي التَّهْذِيبِ: التَّرْقِيشُ التشْطِير فِي الضَّحِكِ والمُعاتبةُ، وأَنشد رَجَزَ رُؤْبَةَ، وَقِيلَ: التَّرْقِيشُ تَحْسين الْكَلَامِ وتَزْويقُه. وتَرَقَّشَتِ المرأَةُ إِذا تَزَيَّنَتْ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَلَا تحسَبي جَرْيَ الرِّهان تَرَقُّشاً ... ورَيْطاً، وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلّلا ورَقَاشِ: اسْمُ امرأَة، بِكَسْرِ الشِّينِ، فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ وَالنَّصْبِ؛ قَالَ: اسْقِ رَقَاشِ إِنّها سَقَّايَه ورَقَاشِ: حيٌّ مِنْ رَبيعةَ نُسِبوا إِلى أُمّهم يُقَالُ لَهُمْ بَنُو رَقَاشِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفِي كلبٍ رَقاشِ، قَالَ: وأَحسَب أَن فِي كِنْدة بطْناً يُقَالُ لَهُمْ بَنُو رَقَاشِ، قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يَبْنون رَقَاشِ عَلَى الْكَسْرِ فِي كُلِّ حَالٍ، وَكَذَلِكَ كَلُّ اسْمٍ عَلَى فَعالِ بِفَتْحِ الْفَاءِ مَعْدُولٌ عَنْ فَاعِلَةٍ لَا يَدْخُلُهُ الأَلف وَاللَّامُ وَلَا يُجْمع مِثْلُ حَذامِ وقَطامِ وغَلابِ، وأَهل نَجْدٍ يُجْرونه مُجْرى مَا لَا يَنْصَرِفُ نَحْوَ عُمَرَ، يَقُولُونَ هَذِهِ رَقَاشُ بِالرَّفْعِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ لأَنه اسْمُ علَم وَلَيْسَ فِيهِ إِلا الْعَدْلُ والتأْنيث غَيْرَ أَن الأَشعار جَاءَتْ عَلَى لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ؛ قَالَ لُجَيم بْنُ صَعْب وَالدُ حَنيفة وعِجْل وحذامِ زوجُه: إِذا قَالَتْ حَذامِ فصدِّقوها، ... فإِن القولَ مَا قَالَتْ حذامِ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: قَامَتْ رَقاشِ، وأَصحابي عَلَى عَجَلٍ، ... تُبْدي لَكَ النحْرَ واللّبَّاتِ والجِيدا وقال النابغة: أَتاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ، ... وضِنّاً بِالتَّحِيَّةِ والكلامِ فإِن كَانَ الدلالَ فَلَا تُلِحِّي، ... وإِن كَانَ الودَاعَ فبالسلامِ يَقُولُ: أَتَتْرُكُ هَذِهِ المرأَةُ تدلُّلَها وضِنَّها بِالْكَلَامِ؟ ثُمَّ قَالَ: فإِن كَانَ هَذَا تَدَلُّلًا مِنْكِ فَلَا تُلِحِّي، وإِن كَانَ سَبَبًا لِلْفِرَاقِ وَالتَّوْدِيعِ ودّعِينا بِسَلَامٍ نَسْتمتع بِهِ، قَالَ: وقولُه أَتَارِكَةً منصوبٌ نَصْبَ الْمَصَادِرِ كَقَوْلِكَ أَقَائِمًا وَقَدْ قَعَدَ الناسُ؟ تَقْدِيرُهُ أقِياماً وَقَدْ قَعَدَ الناسُ. وضِنّاً معطوفٌ عَلَى قَوْلِهِ تدلُّلَها، قَالَ: إِلا أَن يَكُونَ فِي آخِرِهِ رَاءٌ مِثْلُ جَعارِ اسْمٌ للضبُع، وحَضارِ اسمٌ لِكَوْكَبٍ، وسَفارِ اسْمُ بِئْرٍ، ووَبارِ اسْمُ أَرض فَيُوَافِقُونَ أَهلَ الْحِجَازِ فِي الْبِنَاءِ عَلَى الْكَسْرِ. رمش: الرَّمَشُ: تَقَتُّلٌ فِي الشُّفْر وحمرةٌ فِي الجَفْن مَعَ ماءٍ يَسيل، رَجُلٌ أَرْمَشُ وامرأَة رَمْشَاءُ وعينٌ رَمْشَاءُ، وَقَدْ أَرْمَش؛ وأَنشد ابْنُ الْفَرَجِ: لَهُمْ نَظَرٌ نَحْوي يَكادُ يُزِيلُني، ... وأَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرَامِشُ قَالَ: مَرَامِشُ غَضِيضةٌ مِنَ الْعَدَاوَةِ. ابْنُ الأَعرابي: المِرْمَاشُ الَّذِي يُحرّك عينَه عِنْدَ النَّظَرِ

تَحْرِيكًا كَثِيرًا وَهُوَ الرَّأْراءُ أَيضاً. ورَمَش الشيءَ يَرْمُشُه ويَرْمِشُه رَمْشاً: تَناوَله بأَطراف أَصابعه. ورَمَشَه بِالْحَجَرِ رَمْشاً: رَماه. وَمَكَانٌ أَرْمَشُ: لُغَةٌ فِي أَرْبَش. وبِرْذَونٌ أَرْمَشُ: كأَرْبَش. وَبِهِ رَمَشٌ أَي بَرَشٌ. وأَرْمَشَ الشجرُ: أَورقَ كأَرْبَشَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص. وأَرض رَمْشَاء: كَثِيرَةُ العُشْب كرَشْماء. والرَّمْشُ: الطاقةُ مِنَ الحَماحِم الرَّيْحانِ وَنَحْوِهِ. والرَّمْشُ: أَن تَرْعى الغنمُ شَيْئًا يَسِيرًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ رَمَشَتْ شَيْئًا يَسِيرًا فاعْجَلِ ورَمَشَت الْغَنَمُ ترْمُش وترْمِشُ رَمْشاً: رَعَتْ شَيْئًا يَسِيرًا. وسنَةٌ رَبْشاءُ ورَمشاء وبَرْشاءُ: كَثِيرَةُ العُشْب. والأَرْمَش: الحسَنُ الخلق. رهش: الرَّواهشُ: العصَّب الَّتِي فِي ظَاهِرِ الذِّرَاعِ، واحدتُها رَاهِشةٌ ورَاهِشٌ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ: وأَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ فَضْفاضَةً ... دِلاصاً، تَثَنَّى عَلَى الرَّاهِشِ وَقِيلَ: الرَّوَاهِشُ عصَبٌ وعروقٌ فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَالنَّوَاشِرُ: عروقُ ظهر الْكَفِّ، وَقِيلَ: هِيَ عروقُ ظَاهِرِ الذِّرَاعِ، والرواهِشُ: عصَبُ باطنِ يدَي الدَّابَّةِ. والارْتِهاشُ: أَن يصُكّ الدابةُ بعَرض حافرِه عَرْضَ عُجايَتِه مِنَ الْيَدِ الأُخرى فَرُبَّمَا أَدْماها وَذَلِكَ لضَعْف يدِه. والراهِشانِ: عرْقانِ فِي بَاطِنِ الذِّرَاعَيْنِ. والرَّهَشُ والارْتِهاشُ: أَن تضطَرِبَ زواهِشُ الدَّابَّةِ فيَعْقِر بعضُها بَعْضًا. اللَّيْثُ: الرَّهَشُ ارْتِهَاشٌ يَكُونُ فِي الدَّابَّةِ وَهُوَ أَن تَصْطَكّ يَدَاهُ فِي مِشْيته فيَعْقِر رَوَاهِشَه، وَهِيَ عصَبُ يَدَيْهِ، وَالْوَاحِدَةُ رَاهِشَةٌ؛ وَكَذَلِكَ فِي يَدِ الإِنسان رَوَاهِشُها: عصبُها مِنْ بَاطِنِ الذِّرَاعِ. أَبو عَمْرٍو: النواشرُ والرَّوَاهِشُ عروقُ باطنِ الذِّرَاعِ، والأَشاجِعُ: عُرُوقُ ظاهرِ الْكَفِّ. النَّضْرُ: الارْتِهاشُ وَالِارْتِعَاشُ واحدٌ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ عُبادة وجَراثيمُ الْعَرَبِ تَرْتَهِسُ أَي تضْطَرب فِي الفِتنة، قَالَ: وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، أَي تَصْطَكّ قبائلُهم فِي الفِتَن. يُقَالُ: ارْتَهَشَ الناسُ إِذا وقَعت فِيهِمُ الحربُ، قَالَ: وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي الْمَعْنَى، وَيُرْوَى تَرْتَكِس، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَحَدِيثُ العُرَنيّين: عظُمَت بُطونُنا وارْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي اضْطَرَبَتْ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالسِّينِ وَالشِّينِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: ورَهِيش الثَّرى عَرْضًا ؛ الرَّهِيشُ مِنَ التُّرَابِ: المُنْثالُ الَّذِي لَا يَتَماسَك مِنَ الارْتِهاش الِاضْطِرَابِ وَالْمَعْنَى لُزُومُ الأَرض أَي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَرجلهم لِئلَّا يُحَدّثوا أَنفسهم بِالْفِرَارِ، فِعْلَ البطَلِ الشُّجَاعِ إِذا غُشِي نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَاسْتَقْبَلَ الْعَدُوَّ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد الْقَبْرَ أَي اجْعَلُوا غَايَتَكُمُ الموتَ. وَالِارْتِهَاشُ: ضربٌ مِنَ الطعْن فِي عَرْضٍ؛ قَالَ: أَبا خالدٍ، لَوْلَا انتظارِيَ نَصْرَكم، ... أَخذْتُ سِنانِي فارْتَهَشْتُ بِهِ عَرْضا وَارْتِهَاشُهُ: تحريكُ يَدَيْهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ فَارْتَهَشْتُ بِهِ أَي قَطعت بِهِ رَوَاهِشِي حَتَّى يَسِيلَ مِنْهَا الدَّمُ وَلَا يرقأَ فأَموت؛ يَقُولُ: لَوْلَا انْتِظَارِي نَصْرَكُمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي آنِفًا. وَفِي حَدِيثِ قُزْمانَ: أَنه جُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ فاشْتَدّت بِهِ الجراحةُ فأَخَذ سَهْمًا فقَطع بِهِ رَوَاهِشَ يَدَيْهِ فقَتَل نفسَه ؛ الرَّواهِشُ: أَعصابٌ فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ. والرَّهِيشُ: الدَّقيق مِنَ الأَشياء. والرَّهِيشُ: النَّصلُ الدَّقِيقُ. ونصْلٌ رَهِيشٌ: حَدِيدٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

بِرَهِيشٍ مِنْ كِنانَتهِ، ... كتلَظِّي الجَمْرِ فِي شَرَرِهْ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا انْشَقَّ رِصافُ السَّهْمِ فإِن بَعْضَ الرُّوَاةِ زَعَمَ أَنه يُقَالُ لَهُ سَهْمٌ رَهِيشٌ؛ وَبِهِ فُسِّرَ الرَّهِيشُ مِنْ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: برَهِيش مِنْ كِنَانَتِهِ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. والرَّهِيشُ مِنَ الإِبل: المهزولةُ، وَقِيلَ: الضعيفةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: نَتْف الحُبارَى عَنْ قَرا رَهيشِ وَقِيلَ: هِيَ الْقَلِيلَةُ لَحْمِ الظَّهْرِ، كِلَاهُمَا عَلَى التَّشْبِيهِ، فالرَّهِيشُ الَّذِي هُوَ النَّصْل، والرَّهِيشُ مِنَ القِسِيّ الَّتِي يُصيب وترُها طائفَها، وَالطَّائِفُ مَا بَيْنَ الأَبْهَرِ والسِّيَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا دُونَ السِّيَةِ، فَيُؤَثّر فِيهَا، والسِّيَةُ مَا اعْوَجّ مِنْ رأْسها. والمُرْتَهِشةُ مِنَ القِسِيّ: الَّتِي إِذا رُمِيَ عَلَيْهَا اهْتَزَّتْ فَضَرَبَ وتَرُها أَبْهَرَها، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالصَّوَابُ طائفَها. وَقَدِ ارْتَهَشَت القوسُ، فَهِيَ مُرْتَهِشةٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ذَلِكَ إِذا بُريَتْ بَرْياً سخِيفاً فَجَاءَتْ ضَعِيفَةً، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. وارْتَهَشَ الجرادُ إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا حَتَّى لَا يَكَادَ يُرى الترابُ مَعَهُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلرَّائِدِ كَيْفَ البلادُ الَّتِي ارْتَدْتَ؟ قَالَ: تركتُ الجرادَ يَرْتَهِش لَيْسَ لأَحد فِيهَا نُجْعةٌ. وامرأَة رُهْشوشةٌ: ماجِدةٌ. وَرَجُلٌ رُهْشُوشٌ: كريمٌ سَخِيٌّ كثيرُ الْحَيَاءِ، وَقِيلَ: عَطوفٌ رَحيمٌ لَا يَمْنَعُ شيئاً، وقيل: حَيِيٌّ سَخِيٌّ رَقِيقُ الْوَجْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنت الكريمُ رِقَّةَ الرُّهشوشِ يُرِيدُ ترِقّ رقّةَ الرُّهشوش، وَلَقَدْ تَرَهْشَشَ، وَهُوَ بَيِّنُ الرُّهْشةِ والرُّهْشوشِيّة. وَنَاقَةٌ رُهْشُوشٌ: غَزِيرةُ اللبَنِ، وَالِاسْمُ الرُّهْشة، وَقَدْ تَرَهْشَشَت، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحُقُّها. أَبو عَمْرٍو: ناقةٌّ رَهِيشٌ أَي غَزِيرَةٌ صَفِيٌّ؛ وأَنشد: وخَوّارة مِنْهَا رَهِيش كأَنما ... بَرَى لَحْمَ مَتْنَيها، عن الصُّلْبِ، لاحِبُ روش: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الرَّوْشُ الأَكلُ الْكَثِيرُ، والوَرْشُ الأَكلُ القليل. ريش: الرِّيشُ: كِسْوةُ الطَّائِرِ، وَالْجَمْعُ أَرياش ورِياشٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: فإِذا تُسَلُّ تَخَشْخَشَتْ أَرْياشُها، ... خَشْفَ الجَنُوب بيابِسٍ مِنْ إِسْحِلِ وَقُرِئَ: ورِياشاً ولِباسُ التَّقْوى ؛ وَسَمَّى أَبو ذُؤَيْبٍ كسوةَ النَّحْلِ رِيشًا فَقَالَ: تظَلُّ عَلَى الثَّمْراء مِنْهَا جَوارِسٌ ... مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها وَاحِدَتُهُ رِيشَةٌ. وطائرٌ رَاشٌ: نَبَتَ رِيشُه. وراشَ السهمَ رَيْشاً وارْتاشَه: رَكَّبَ عَلَيْهِ الرِّيشَ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ السَّهْمَ: وَلَئِنْ كَبِرْتُ لَقَدْ عَمَرْتُ كأَنني ... غُصْنٌ، تُقَيِّئه الرِّياحُ، رَطِيبُ وَكَذَاكَ حَقًّا، مَن يُعَمَّرْ يُبْلِه ... كَرُّ الزمانِ عَلَيْهِ، والتقْلِيبُ حَتَّى يَعُودَ مِنَ الْبَلَاءِ كأَنه، ... فِي الْكَفِّ، أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ مُرُطُ القِذاذِ، فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ، ... لَا الريشُ يَنْفعه، وَلَا التعْقِيبُ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِنَافِعِ بْنِ لَقِيطٍ الأَسدي يَصِفُ الهَرَمَ والشَّيْبَ، قَالَ: وَيُقَالُ سَهم مُرُطٌ إِذا لَمْ

يَكُنْ عَلَيْهِ قُذَذٌ، والقِذاذ: ريشُ السَّهْمِ، الْوَاحِدَةُ قُذّة، والتعقيبُ: أَن يُشدَّ عَلَيْهِ العَقَبُ وَهِيَ الأَوتار، والأَفْوَقُ: السَّهْمُ الْمَكْسُورُ الفوقِ، وَالْفُوقُ: مَوْضِعُ الوَتَرِ مِنَ السَّهْمِ، والناصلُ: الَّذِي لَا نَصْل فِيهِ، وَالْمَعْصُوبُ: الَّذِي عُصِب بِعصابة بَعْدَ انْكِسَارِهِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِابْنِ ميَّادة: وارْتَشْنَ، حِينَ أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا، ... نَبْلًا بِلَا رِيشٍ وَلَا بِقِداح وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ قَالَ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه وَقَدْ جَاءَ مِنَ الْكُوفَةَ: أَخْبِرني عَنِ النَّاسِ، فَقَالَ: هُمْ كسِهامِ الجَعْبةِ مِنْهَا القائمُ الرائِشُ أَي ذُو الرِّيش إِشارة إِلى كَمَالِهِ وَاسْتِقَامَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي جُحَيفة: أَبْرِي النَّبْلَ وأَرِيشُها أَي أَعْمَلُ لَهَا رِيشاً، يُقَالُ مِنْهُ: رِشْتُ السَّهْمَ أَرِيشُه. وَفُلَانٌ لَا يَرِيشُ وَلَا يَبْرِي أَي لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لَا تَرِشْ عَلَيَّ يَا فلانُ أَي لَا تَعْترض لِي فِي كَلَامِي فتَقْطَعه عَلَيَّ. والرَّيْشُ، بِالْفَتْحِ: مصدرُ رَاشَ سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عَلَيْهِ الرِّيشَ. ورِشْتُ السهمَ: أَلْزَقْتُ عَلَيْهِ الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ؛ ومنه قَوْلِهِمْ: مَا لَه أَقذُّ وَلَا مَرِيشٌ أَي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ. والرائِشُ: الَّذِي يُسْدِي بَيْنَ الرَّاشِي والمُرْتَشي. وَالرَّاشِي: الَّذِي يَتَرَدَّدُ بَيْنَهُمَا فِي المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي مِنْ مَالِ الرَّاشِي. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللَّه الراشِيَ والمُرْتَشِيَ والرائش ؛ والرائشُ: الَّذِي يَسْعَى بَيْنَ الرَّاشِي والمُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما. وبُرْدٌ مُرَيّشٌ؛ عَنِ اللحيَاني: خطوطُ وشْيِهِ عَلَى أَشكال الرِّيش. نصيرٌ: الرَّيَشُ الزبَب، وَنَاقَةٌ رَياشٌ، والزبَب: كثرةُ الشَّعْرِ فِي الأُذنين ويَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ؛ وأَنشد: أَنْشدُ مِنْ خَوّارةٍ رَياشِ، ... أَخْطَأَها فِي الرَّعْلةِ الغَواشِ، ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ والريشُ: شعرُ الأُذن خَاصَّةً. وَرَجُلٌ أَرْيَشُ وراشٌ: كَثِيرُ شَعْرِ الأُذُن. وراشَه اللَّهُ يَرِيشُه رَيْشاً: نَعشَه. وتَرَيَّش الرجلُ وارْتاشَ: أَصابَ خَيْرًا فرُئيَ عَلَيْهِ أَثَرُ ذَلِكَ. وارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه. ورِشْتُ فُلَانًا إِذا قوَّيْته وأَعَنْته عَلَى مَعَاشِهِ وأَصْلَحْت حالَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ عُمَيْرُ «2» بْنُ حبَّاب: فرِشْني بخيرٍ، طالَما قَدْ بَرَيْتَني، ... وخَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ وَلَا يَبْري والرِّيشُ والرِّياشُ: الخِصْبُ والمعاشُ والمالُ والأَثاثُ واللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ، وَقَدْ قُرِئَ: رِياشاً ، عَلَى أَن ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: رِياشٌ قَدْ يَكُونُ جمعَ رِيشٍ كلِهْبٍ ولِهابٍ؛ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: سَمِعْتُ سَلَّامًا أَبا مُنْذِرٍ الْقَارِئَ يَقُولُ: الرِّيشُ الزِّينةُ والرِّياشُ كلُّ اللِّبَاسِ، قَالَ: فسأَلت يونسَ فَقَالَ: لَمْ يُقُلْ شَيْئًا، هُمَا سواءٌ، وسأَل جَمَاعَةً مِنَ الأَعراب فَقَالُوا كَمَا قَالَ؛ قَالَ أَبو الْفَضْلِ: أَراه يَعْنِي كَمَا قَالَ أَبو الْمُنْذِرِ قَالَ: وَقَالَ الحَرَّاني سَمِعْتُ ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ: الريشُ جمعُ رِيشَةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه اشْتَرَى قَميصاً بِثَلَاثَةِ دَراهم وَقَالَ: الحمدُ للِّه الَّذِي هَذَا مِنْ رِياشه ؛ الرِّيشُ والرِّياشُ: مَا ظهَر مِنَ اللِّبَاسِ. وَفِي حَدِيثِهِ الآخَر: أَنه كَانَ يُفْضِلُ عَلَى امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ مِنْ رِياشِه أَي مِمَّا يَسْتَفِيدُهُ، وَهَذَا مِنَ الرِّياشِ الخِصْبِ والمعاشِ وَالْمَالِ الْمُسْتَفَادِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: يَفُكّ

_ (2). قوله [قال الشاعر عمير إلخ] هكذا في الأَصل، وعبارة شارح القاموس: قال سويد الأَنصاري.

فصل الزاي

عانِيَها ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يَكْسُوه ويُعِينُه، وأَصله مِنَ الرِّيشِ كأَنّ الفقِيرَ المُمْلِقَ لَا نُهُوضَ بِهِ كالمَقْصوصِ مِنَ الجَناحِ. يُقَالُ: راشَه يَرِيشُه إِذا أَحْسَنَ إِليه. وكلُّ مَنْ أَوْلَيْتَه خَيْرًا، فَقَدْ رِشْتَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا راشَه اللَّه مَالًا أَي أَعطاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ وَالنَّسَّابَةِ: الرَّائِشُونَ، وَلَيْسَ يُعرف رائِشٌ، ... وَالْقَائِلُونَ: هلُمَّ للأَضيافِ وَرَجُلٌ أَرْيشُ وراشٌ: ذُو مَالٍ وَكِسْوَةٍ. والرِّياشُ: القِشْرُ وكلُّ ذَلِكَ مِنَ الرِّيشِ. ابْنُ الأَعرابي: راشَ صدِيقَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا أَطعَمه وَسَقَاهُ وَكَسَاهُ. وراشَ يَرِيشُ رَيشاً إِذا جَمَع الرِّيشَ وَهُوَ الْمَالُ والأَثاث. الْقُتَيْبِيُّ: الرِّيشُ والرِّياشُ واحدٌ، وَهُمَا مَا ظَهَرَ مِنْ اللِّبَاسِ. ورِيشُ الطائرِ: مَا سَتَرَه اللَّه بِهِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَتْ بَنُو كِلَابٍ الرِّياشُ هُوَ الأَثاث مِنَ الْمَتَاعِ مَا كَانَ مِنْ لِباسٍ أَو حشْوٍ من فِرَاشٍ أَو دِثارٍ، والرِّيشُ المتاعُ والأَموالُ. وَقَدْ يَكُونُ فِي النَّبَاتِ دُونَ الْمَالِ. وإِنه لحسَنُ الرِّيش أَي الثيابِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ رَيِّشٌ ورَيْشٌ وَلَهُ رِيشٌ وَذَلِكَ إِذا كَبُر ورَفَّ، وَكَذَلِكَ راشَ الطائرُ إِذا كَانَ عَلَيْهِ زَغَبة مِنْ زِفٍّ، وَتِلْكَ الزَّغَبة يُقَالُ لَهَا النُّسال. الْفَرَّاءُ: شارَ الرجلُ إِذا حسُنَ وجْهُه، وراشَ إِذا استَغْنى. ورُمْحٌ راشٌ ورائِشٌ: خَوّارٌ ضعيفٌ. شُبِّه بالرِّيشِ لِخِفَّتِهِ. وجَمَل راشُ الظَّهر ضعيفٌ. وناقةٌ رائِشةٌ: ضعيفةٌ. وَرَجُلٌ راشٌ: ضَعِيفٌ، وأَعطاه مِائَةً بِرِيشِهَا؛ وَقِيلَ: كَانَتِ الملُوكُ إِذا حَبَتْ حِباءً جَعَلُوا فِي أَسْنِمةِ الإِبِلِ رِيشاً، وَقِيلَ: رِيشَ النعامةِ لِيُعلم أَنها مِنْ حِبَاء المَلِك، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ برِحالِها وَكِسْوَتِهَا وَذَلِكَ لأَن الرِّحَالَ لَهَا كالرِّيشِ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَلا تَرى أَظْعانَ ميَّ كأَنها ... ذُرى أَثْأَبٍ، راشَ الغُصونَ شَكِيرُها؟ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهَا: راشَ كَسَا، وَقِيلَ: طالَ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عَمْرٍو، والأَوّل أَعْرَفُ. وذاتُ الرِّيش: ضرْبٌ مِنَ الحَمْضِ يُشْبِه القَيْصومَ وورقُها وورْدُها يَنْبُتان خِيطاناً مَنْ أَصلٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ كثيرةُ الماءِ جَدًّا تَسِيل مِنْ أَفواه الإِبِل سيْلًا، والناسُ يأْكلونها؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ. والرائِشُ الحِمْيَريُّ: ملِكٌ كَانَ غَزَا قَوْمًا فغنِم غَنَائِمَ كَثِيرَةً وراشَ أَهلَ بيتِه. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْحَرْثُ الرائِشُ من ملوك اليمن. فصل الزاي زوش: الْكِسَائِيُّ: الزَّوْشُ العبدُ اللَّئِيمُ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: زُوشٌ. أَبو عَمْرٍو: الأَزْوَشُ مِثْلُ الأَشْوَسِ: المُتَكَبِّرُ. فصل الشين المعجمة شغش: الشَّغُوشُ: رَديءُ الحِنْطة، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ كَانَ يُغْنِيهِم عَنِ الشَغُوش، ... والخَشْل مِنْ تَساقُطِ العُروش، شَحْمٌ ومَحْضٌ لَيْسَ بالمَغْشوش شوش: اللَّيْثُ: الوَشْواشُ الخفيفُ مِنَ النَّعام، وناقةٌ وَشْواشةٌ وَنَاقَةٌ شَوْشاءُ، مَمْدُودٌ؛ قَالَ حُمَيْدٌ: مِنَ العِيسِ شَوْشاءٌ مِزَاقٌ، تَرَى بِهَا ... نُدوباً مِنَ الأَنْساعِ فَذًّا وتَوْأَما «1»

_ (1). قوله [من العيس إلخ] نقل شارح القاموس عن الصاغاني أَن الرواية: فجاء بشوشاة إلخ.

فصل الطاء المهملة

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَعْلاء وَقِيلَ هِيَ فَعْلال، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمَاعِي مِنَ الْعَرَبِ شَوْشاة، بِالْهَاءِ وقَصْر الأَلف؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو: واعْجَلْ لها بناضحٍ لَغُوبِ، ... شَواشئ مُخْتلِف النُّيوبِ قَالَ أَبو عمرو: همز شواشئ لِلضَّرُورَةِ، وأَصله مِنَ الشَّوْشاةِ، وَهِيَ الناقةُ الخفيفةُ، والمرأَة تُعابُ بِذَلِكَ فَيُقَالُ: امرأَة شَوْشاةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: الشَّوْشاةُ الناقةُ السريعةُ، والوَشْوَشةُ الخفَّةُ، وأَما التَّشْوِيشُ فَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنه لَا أَصل لَهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وإِنه مِنْ كَلَامِ الْمُوَلِّدِينَ، وأَصله التَّهْوِيش وَهُوَ التَخْلِيطُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ شَيَشَ: التَّشْوِيش التَّخْلِيطُ، وَقَدْ تَشَوّش عليه الأَمْرُ. شيش: الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلتَّمْرِ الَّذِي لَا يشتَدُّ نَوَاهُ الشِّيشاءُ، وأَنشد: يَا لَكَ مِنْ تَمْرٍ، وَمِنْ شِيشاءِ، ... يَنْشَبُ فِي المَسْعل واللَّهاءِ الجوهري: الشِّيشُ الشِّيشاءُ لغةٌ فِي الشِّيصِ والشِّيصاءِ، ويُنْشَدُ: يَا لَكَ مِنْ تَمْرٍ، وَمِنْ شِيشَاءِ، ... يَنْشَبُ فِي الْمَسْعَلِ واللَّهاء وَيُرْوَى اللِّهاء، بِكَسْرِ اللَّامِ، جَمْعٌ لَهاً مِثْلُ أَضًى وإِضَاءٍ جمع أَضَاةٍ. فصل الطاء المهملة طبش: الطَّبْشُ: لُغَةٌ فِي الطَّمْش وَهُمُ النَّاسُ؛ يُقَالُ: مَا أَدري أَيّ الطَّبْش هو. طخش: الطَّخْشُ: إِظلامُ الْبَصَرِ، طَخِشَ طَخْشاً وطَخَشاً. طرش: الطَّرَشُ: الصَّمَمُ، وَقِيلَ: هُوَ أَهْوَنُ الصَّمَمِ، وَقِيلَ: هُوَ مُوَلّدٌ، الأُطْرُشُ والأُطْرُوشُ الأَصمُّ؛ الأُولى فِي بَعْضِ نُسَخِ يَعْقُوبَ مِنَ الإِصْلاح، وَقَدْ طَرِشَ طَرَشاً، وَرِجَالٌ طُرْشٌ. طرغش: طَرْغَشَ مِنْ مَرَضِهِ واطرَغَشَّ المريضُ اطْرِغْشَاشاً: بَرئ وانْدَمَل. واطْرَغَشَّ مِنْ مَرَضِهِ: قَامَ وَتَحَرَّكَ وَمَشَى. ومُهْرٌ مُطْرَغِشٌّ: ضعيفٌ تَضْطَرِبُ قوائمهُ والمُطْرَغِشُّ: الناقِهُ مِنَ الْمَرَضِ غَيْرَ أَن كلامَه وفؤادَه ضَعِيفٌ. واطْرَغَشَّ مِنْ مَرَضِهِ وابرَغَشَّ أَي أَفاق بِمَعْنًى وَاحِدٍ. واطرَغَشَّ القومُ إِذا غِيثُوا فأَخْصَبوا بَعْدَ الهُزال والجَهْد. طرفش: طَرْفَش الرجلُ طَرْفَشَةً: نَظَرَ وكسَر عينَه. وتَطَرْفَشَت عينُه: عَشِيَت. والطُّرَافِشُ: السيِءُ الخُلُقِ: النَّضْرُ: الظَّغْمَشَةُ والطَّرْفَشةُ ضعْفٌ البصر. طرمش: طَرْمَشَ الليلُ وطَرْشَم: أَظلم، والسِّينُ أَعْلى. طشش: الطَّشُّ مِنَ الْمَطَرِ: فَوْقَ الرِّكّ وَدُونَ القِطْقِط، وَقِيلَ: أَولُ الْمَطَرِ الرَّشّ ثُمَّ الطَّشّ. وَمَطَرٌ طَشٌّ وطَشِيشٌ: قَلِيلٌ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا جَدَا نَيْلِك بالطَّشِيش «1» أَي بالنَّيْل الْقَلِيلِ. وَقَدْ طَشَّت السماءُ طَشّاً وأَطَشَّت ورَشَّت وأَرَشّت بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والطَّشُّ والطَّشِيشُ: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ وَهُوَ فَوْقَ الرَّذاذ. قَالَ: وأَرضٌ مَطْشُوشةٌ ومَطلولة، وَمِنَ الرَّذاذِ مَرْذُوذَةٌ. الأَصمعي: لَا يُقَالُ مُرَذَّةٌ وَلَا مَرْذُوذَةٌ وَلَكِنْ

_ (1). قوله [نيلك] في الصحاح، وبلك.

يُقَالُ أَرضٌ مُرَذٌّ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَزَاةُ «1» يَشرَبها أَكايسُ النَّاسِ للطُّشّة ؛ قَالَ: هُوَ داءٌ يُصِيب النَّاسَ كالزُّكامِ، سُمِّيَتْ طُشّة لأَنه إِذا اسْتَنثر صاحبُها طَشَّ كَمَا يَطِشّ المطرُ وَهُوَ الضَّعِيفُ الْقَلِيلُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مَاءً، قَالَ: طَشَّ يومَ بَدْرٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: أَنه كَانَ يَمْشِي فِي طَشّ وَمَطَرٍ. الْمُحْكَمُ: والطُّشَّةُ داءٌ يُصِيب النَّاسَ كالزُّكام. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ بعضهم في الخَزَاة يَشْرَبُها أَكايس الصِّبْيانِ للطُّشَّةِ ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ لأَنَّ أُنوفَهم تَطِشّ مِنْ هَذَا الدَّاءِ؛ قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ. التَّهْذِيبُ: الطُّشَاشُ داءُ مِنَ الأَدْواء، يُقَالُ: طُشَّ، فَهُوَ مَطشُوشٌ، كأَنه زُكِم، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ فيه طُشِئَ. طغمش: النَّضْرُ: الطَّغْمَشةُ والطَّرْفَشةُ ضعْفُ البصر. طفش: الطَّفْش: النكاحُ؛ قَالَ أَبو زُرْعة التَّمِيمِيُّ: قَالَ لَهَا، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: ... هَلْ لَكِ يَا خَلِيلَتي فِي الطَّفْشِ؟ النَّمْشُ هُنَاكَ: الكلامُ المُزَخْرف، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى السِّينَ لُغَةً؛ عَنْ كُرَاعٍ. والطَّفَاشاءُ: الْمَهْزُولَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: والطَّفَاشاةُ الْمَهْزُولَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا. وَرَجُلٌ طَفَنْشَأٌ: ضَعِيفُ الْبَدَنِ فِيمَنْ جَعَلَ النُّونَ والهمزة زائدتين. طفنش: رَجُلٌ طَفَنَّشٌ: وَاسْعُ صدْر القدَم، وطَفَنْشَأٌ: ضَعِيفُ البدن. طمش: الطَّمْشُ: النَّاسُ؛ يُقَالُ: مَا أَدري أَيّ الطَّمْش هُوَ، مَعْنَاهُ أَيّ النَّاسِ هُوَ، وَجَمْعُهُ طُمُوشٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ اسْتُعْمِلَ غَيْرَ مَنْفِيٍّ الأَول؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَمَا نَجا مِنْ حَشْرِها المَحْشُوشِ ... وحْشٌ، وَلَا طَمْشٌ مِنَ الطُّمُوشِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَشْرِهَا يُرِيدُ بِهِ حَشْرَ هَذِهِ السَّنَة مِنْ جَدْبها المحْشُوش الَّذِي سِيقَ وضُمَّ مِنْ نَوَاحِيهِ أَي لَمْ يَسْلم فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَحْشِيٌّ وَلَا إِنسيّ. طنفش: طَنْفَش عينَه: صغَّرها. طهش: الطَّهْش: أَن يَخْتَلِطَ الرجلُ فِيمَا أَخَذ فِيهِ مِنْ عملٍ بِيدِه فيُفسِده. وطَهْوَشٌ: اسم. طوش: ابْنُ الأَعرابي: الطَّوْش خفَّة الْعَقْلِ. وطَوَّش إِذا مَطَل غريمَه. طيش: الطَّيْش: خفَّة الْعَقْلِ، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّزَقُ والخفَّة، وَقَدْ طاشَ يَطِيش طَيْشاً، وَطَاشَ الرجلُ بَعْدَ رَزانتِهِ. قَالَ شَمِرٌ: طَيْشُ الْعَقْلِ ذهابُه حَتَّى يَجْهَلَ صاحبُه مَا يُحاوِلُ، وطَيْشُ الحِلْم خفَّته، وطَيْشُ السَّهْمِ جَوْرُه عَنْ سَنَنِه؛ وقولُ أَبي كَبِيرٍ: ثُمَّ انصرفتُ، وَلَا أَبثُّك حِيبَتي، ... رَعِشَ البَنانِ، أَطِيشُ مشْيَ الأَصْوَرِ أَراد: لَا أَقْصِدُ. وَفِي حَدِيثِ السَّحَابَةِ «2»: فطاشَتِ السِّجِلّاتُ وثَقُلَت البِطاقةُ ؛ الطَّيْشُ: الخفَّة. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ أَبي سَلَمَةَ «3»: كَانَتْ يَدِي تَطِيش فِي الصَّحْفَة أَي تَخِفُّ وتتناوَلُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ شُبْرُمَةَ وسُئل عَنِ السُّكْر فَقَالَ: إِذا طَاشَتْ رِجْلاه واختلطَ كلامُه ؛ وَقَوْلُ أَبي سَهْمٍ الْهُذَلِيِّ:

_ (1). وفي النهاية: الْحَزَاةُ نَبْتٌ بِالْبَادِيَةِ يُشْبِهُ الكرفس إلا أنه أعرض ورقاً منه، ثم قال: وَفِي رِوَايَةٍ يَشْتَرِيهَا أَكايس الناس للخافية والإقلات، الخامية الْجِنُّ وَالْإِقْلَاتُ مَوْتُ الْوَلَدِ، كأَنهم كَانُوا يَرَوْنَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الْجِنِّ فَإِذَا تبخرن به نفعهن في ذلك. (2). قوله [وفي حديث السحابة] كذا في الأَصل، والذي في النهاية: في حديث الحساب. (3). قوله [عَمْرِو بْنِ أَبي سَلَمَةَ] الذي في النهاية: عُمَرَ بْنَ أَبي سَلَمَةَ.

فصل العين المهملة

أَخالِدُ، قَدْ طاشَتْ عَنِ الأُمّ رِجْلُه، ... فَكَيْفَ إِذا لَمْ يَهْدِ بالخُفّ مَنْسِمُ؟ عَدَّاهُ بِعْنَ لأَنه فِي مَعْنَى راغَتْ وعدَلَت، فَكَيْفَ إِذا لَمْ يَهْتَدِ بِالْخُفِّ منسِم، عدَّاه بالياء أَيضاً لأَنه فِي مَعْنًى لَمْ يُدَلّ بِهِ وَنَحْوِهِ، وَكَانَتْ رِجْلُه قَدْ قُطِعَتْ. وَرَجُلٌ طائشٌ مِنْ قَوْمٍ طاشةٍ، وطَيَّاشٌ مِنْ قَوْمٍ طيَّاشةٍ: خِفَافُ الْعُقُولِ. وطاشَ السهمُ عَنِ الهَدَف يَطيش طَيشاً إِذا عدَل عَنْهُ وَلَمْ يقصِد الرميَّة وأَطاشه الرَّامي. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: وَمِنْهَا العَصِلُ الطائشُ أَي الزالُّ عَنِ الهدَف. والأَطْيَشُ: طائرٌ. فصل العين المهملة عبش: العَبْشُ «1»: الْغَبَاوَةُ، وَرَجُلٌ بِهِ عُبْشةٌ. وتَعَبَّشَني بِدَعْوَى باطلٍ: ادَّعَاهَا عَلَيَّ؛ عَنِ الأَصمعي، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: العَبْش الصَّلاحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الْخِتَانُ عَبْشٌ للصَّبيّ أَي صلاحٌ، بِالْبَاءِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ العَمْش، بِالْمِيمِ، وَذَكَرَ اللَّيْثُ أَنهما لُغَتَانِ. يُقَالُ: الخِتان صلاحٌ للولدِ فاعْمُشُوه واعْبُشُوه، وَكِلْتَا اللغتين صحيحةٌ. عتش: عَتَشَهُ يَعْتِشُه عَتْشاً: عَطَفه، قال: وليس بثت. عرش: العَرْش: سَرِيرُ الملِك، يدلُّك عَلَى ذَلِكَ سَرِيرُ ملِكة سَبَإٍ، سمَّاه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَرْشاً فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ ؛ وَقَدْ يُستعار لِغَيْرِهِ، وَعَرْشُ الْبَارِّي سُبْحَانَهُ وَلَا يُحدُّ، وَالْجَمْعُ أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ. وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الوَحْيِ: فرفعتُ رأْسي فإِذا هُوَ قاعدٌ عَلَى عَرْش فِي الْهَوَاءِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض ، يَعْنِي جبريلَ عَلَى سَرِيرٍ. والعَرْش: البيتُ، وَجَمْعُهُ عُروشٌ. وعَرْش الْبَيْتِ: سقفُه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنْتُ أَسمع قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا عَلَى عَرْشِي ، وَقِيلَ: عَلَى عَرِيشٍ لِي ؛ العَرِيشُ والعَرْشُ: السقفُ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعْرش ، يَعْنِي بِالسَّقْفِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، وَفِيهِ؛ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ؛ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القدَمين والعَرْش لَا يُقدَر قدرُه ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنه قَالَ: العَرْش مجلِس الرَّحْمَنِ ، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: اهتزَّ العرشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ ، فإِن العَرْش هَاهُنَا الجِنَازة، وَهُوَ سَرِيرُ الْمَيِّتِ، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سَعْدٍ عَلَيْهِ إِلى مَدْفنِه، وَقِيلَ: هُوَ عَرْش اللَّه تَعَالَى لأَنه قَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى: اهتزَّ عرشُ الرَّحْمَنِ لموْت سَعْدٍ ، وَهُوَ كِنايةٌ عَنِ ارتياحِه بِرُوحِهِ حِينَ صُعِد بِهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ مضافٍ تَقْدِيرُهُ: اهتزَّ أَهل الْعَرْشِ لِقُدُومِهِ عَلَى اللَّه لَمَّا رأَوْا مِنْ مَنْزِلَتِهِ وَكَرَامَتِهِ عِنْدَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنها خَلَتْ وَخَرَّتْ عَلَى أَركانها، وَقِيلَ: صَارَتْ عَلَى سقُوفها، كَمَا قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حِيطَانَهَا قَائِمَةٌ وَقَدْ تهدَمت سُقوفُها فَصَارَتْ فِي قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ مِنْ قواعدِها فَتَسَاقَطَتْ عَلَى السُّقوف الْمُتَهَدِّمَةِ قَبْلها، وَمَعْنَى الخاوِية والمنقعِرة وَاحِدٌ يدلُّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي قصَّة قَوْمِ عَادٍ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ يَذْكُرُ هلاكَهم أَيضاً: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ،

_ (1). قوله [العبش] هو بفتح الباء وسكونها، وقوله [ورجل به عبشة] هو بفتح العين وضمها مع سكون الباء وبفتحتين، كما يؤخذ من القاموس وشرحه.

فَمَعْنَى الْخَاوِيَةِ وَالْمُنْقَعِرِ فِي الْآيَتَيْنِ وَاحِدٌ، وَهِيَ المُنقلِعة مِنْ أُصولها حَتَّى خَوى مَنْبتُها. وَيُقَالُ: انقَعَرَتِ الشَّجَرَةُ إِذا انقلَعتْ، وانقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ مَنْ أَصله فَانْهَدَمَ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ فِي خَرَابِ الْمَنَازِلِ مِنْ أَبلغ مَا يُوصَفُ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِهِ مَا دَلَّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ وَهُوَ قَوْلُهُ: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ؛ أَي قَلَعَ أَبنيتَهم مِنْ أَساسها وَهِيَ القواعِدُ فَتَسَاقَطَتْ سُقوفُها، وَعَلَيْهَا الْقَوَاعِدُ، وحيطانُها وَهُمْ فِيهَا، وإِنما قِيلَ للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وَقَالَ بَعْضِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها* ؛ أَي خَاوِيَةٌ عَنْ عُرُوشِهَا لتهدُّمِها، جَعَلَ عَلَى بِمَعْنَى عَنْ كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ؛ أَي اكْتَالُوا عَنْهُمْ لأَنفسهم، وعُروشُها: سُقوفها، يَعْنِي قَدْ سقَط بعضُه عَلَى بَعْضٍ، وأَصل ذَلِكَ أَن تسقُط السقوفُ ثُمَّ تسقُط الحيِطان عَلَيْهَا. خَوَتْ: صَارَتْ خاوِيةً مِنَ الأَساس. والعَرْش أَيضاً: الخشَبة، وَالْجَمْعُ أَعراشٌ وعُروشٌ. وعرَش العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشاً: عَمِلَه. وعَرْشُ الرَّجُلِ: قِوام أَمره، مِنْهُ. والعَرْش: المُلْك. وثُلَّ عَرْشُه: هُدِم مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ قِوام أَمره، وَقِيلَ: وَهَى أَمره وذهَب عِزُّه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تَداركْتُما الأَحْلافَ، قَدْ ثُلَّ عَرْشُها، ... وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ «2» والعَرْش: الْبَيْتُ وَالْمَنْزِلُ، وَالْجَمْعُ عُرُش؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَرْش كواكِبُ قُدَّام السِّماك الأَعْزَلِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صِغَارٌ أَسفل مِنَ العَوَّاء، يُقَالُ إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: بَاتَتْ عَلَيْهِ ليلةٌ عَرْشيَّةٌ ... شَرِبَتْ، وَبَاتَ عَلَى نَقاً مُتهدِّمِ وَفِي التَّهْذِيبِ: وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قَرِيبَةٌ مِنْهَا. والعَرْشُ والعَرِيش: مَا يُستَظلُّ بِهِ. وَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ بَدْرٍ: أَلا نَبْني لَكَ عَرِيشاً تتظلَّل بِهِ؟ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: كَانَ أَبو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى، ... ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ أَي كَانَ يظلُّنا، وَجَمْعُهُ عُروش وعُرُش. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن عُروشاً جَمْعُ عَرْش، وعُرُشاً جمعُ عَرِيش وَلَيْسَ جمعَ عَرْشٍ، لأَن بَابَ فَعْل وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لَا يتَّسع. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَتْ حُمَّرةٌ جَعَلَتْ تُعَرِّشُ ؛ التَّعْرِيش: أَن تَرْتَفِعَ وتظلِّل بِجَنَاحَيْهَا عَلَى مَنْ تَحْتَهَا. والعَرْش: الأَصل يَكُونُ فِيهِ أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو خمسٌ عَلَى جِذْع النَّخْلَة فَهُوَ العَرِيشُ. وعَرْشُ الْبِئْرِ: طَيُّها بِالْخَشَبِ. وعرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشاً: طَويْتُها مِنْ أَسفلها قدرَ قامةٍ بِالْحِجَارَةِ ثُمَّ طَوَيْتُ سائرَها بِالْخَشَبِ، فَهِيَ مَعْرُوشةٌ، وَذَلِكَ الْخَشَبُ هُوَ العَرْش، فأَما الطيُّ فَبِالْحِجَارَةِ خاصَّة، وإِذا كَانَتْ كُلُّهَا بِالْحِجَارَةِ، فَهِيَ مطويَّة وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوشَةٍ، والعَرْشُ: مَا عَرَشْتها بِهِ مِنَ الْخَشَبِ، وَالْجَمْعُ عُروشٌ. والعَرْشُ: الْبِنَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي وَقَالَ القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ: وَمَا لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، ... إِذا استُلَّ مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ الدَّعائمُ

_ (2). في الديوان: بأَقدامها بدلًا من بأَحلامها.

فَلَمْ أَرَ ذَا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ، ... عَلَى قومِه، إِلا انْتَهَى وَهُوَ نادمُ أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ، ... وتَبْقَى مِنَ الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟ يُرِيدُ أَبياتَ الهِجاء. والصوارِمُ: القواطِع. والمثابةُ: أَعلى الْبِئْرِ حَيْثُ يَقُومُ الْمُسْتَقِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعَرْش عَلَى مَا قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ بناءٌ يُبنى مِنْ خَشَبٍ عَلَى رأْس البئْر يَكُونُ ظِلالًا، فَإِذَا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ، ضَرَبَهُ مَثَلًا. وعَرْشُ الكَرْمِ: مَا يُدْعَمُ بِهِ مِنَ الْخَشَبِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وعَرَشَ الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشاً وعُرُوشاً وعَرَّشَه: عَمِل لَهُ عَرْشاً، وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان الَّتِي تُرْسَل عَلَيْهَا قُضْبان الكَرْم، وَالْوَاحِدُ عَرْش وَالْجَمْعُ عُروش، وَيُقَالُ: عَرِيش وَجَمْعُهُ عُرُشٌ. وَيُقَالُ: اعْتَرَشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشاً إِذا عَلاه عَلَى العِراش. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ ؛ المعروشاتُ: الكُرُوم. والعَرِيشُ مَا عَرَّشْتَه بِهِ، وَالْجَمْعُ عُرُشٌ. والعَرِيشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فِيهِ المرأَةُ عَلَى بَعِيرٍ وَلَيْسَ بِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِمَّا تَرَيْ دَهْراً حَناني خَفْضا ... أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا وبئرٌ مَعْروشةٌ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ. وعرَشَ يعْرِشُ ويعرُش عَرْشاً أَي بَنى بِناءً مِنْ خشبٍ. والعَرِيشُ: خَيْمةٌ مِنْ خَشَبٍ وثُمام. والعُروش والعُرُش: بُيُوتُ مَكَّةَ، وَاحِدُهَا عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وَهُوَ مِنْهُ لأَنها كَانَتْ تَكُونُ عِيداناً تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عَلَيْهَا؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مَكَّةَ ؛ يَعْنِي بيوتَ أَهل الْحَاجَةِ مِنْهُمْ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: بُيُوتُ مَكَّةَ لأَنها كَانَتْ عِيدَانًا تُنْصَبُ ويُظَلَّل عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ قِيلَ لَهُ: إِن مُعَاوِيَةَ يَنْهانا عَنْ مُتْعة الْحَجِّ، فَقَالَ: تَمَتَّعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعاويةُ كَافِرٌ بالعُرُشِ ؛ أَراد بُيُوتَ مَكَّةَ، يَعْنِي وَهُوَ مُقِيمٌ بعُرُش مَكَّةَ أَي بُيُوتِهَا فِي حَالِ كُفْرِه قَبْلَ إِسلامِه، وَقِيلَ أَراد بِقَوْلِهِ كَافِرٌ الاخْتِفاء وَالتَّغَطِّيَ؛ يَعْنِي أَنه كَانَ مُخْتفياً فِي بُيُوتِ مَكَّةَ، فَمَنْ قَالَ عُرُش فَوَاحِدُهَا عريشٌ مِثْلُ قَليبٍ وقُلُبٍ، وَمَنْ قَالَ عُروش فَوَاحِدُهَا عَرش مِثْلُ فَلْس وفُلوس. والعَريش والعَرْشُ: مكةُ نفسُها كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتُ العربَ تُسَمِّي المَظالَّ الَّتِي تُسَوَّى مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ ويُطْرح فَوْقَهَا الثُّمام عُرُشاً، وَالْوَاحِدُ مِنْهَا عَريش: ثُمَّ يُجْمع عُرْشاً، ثُمَّ عُروشاً جمعَ الجمعِ. وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ أَبي خَيْثَمة: إِني وَجَدْتُ سِتِّينَ عَرِيشاً فأَلقيت لَهُمْ مِنْ خَرْصِها كَذَا وَكَذَا ؛ أَراد بالعَرِيش أَهل الْبَيْتِ لأَنهم كَانُوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فِيهِ مِنْ سَعَفِه مِثْلَ الكُوخ فيُقِيمون فِيهِ يأْكلون مُدَّةَ حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ. وَيُقَالَ للحَظِيرة الَّتِي تُسَوَّى لِلْمَاشِيَةِ تكُنّها مِنَ البَرد: عَريشٌ. والإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وَقَدْ أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن تَرْتَعَ؛ وأَنشد: يُمْحى بِهِ المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم وَيُقَالُ: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته «1» وتَعَرْوَشْته إِذا رَكِبْتَهُ. وَنَاقَةٌ عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر؛ قَالَ عبدةُ بْنُ الطَّبِيبِ: عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ، ... مِنْ خَصْبة، بقِيَتْ مِنْهَا شَمالِيلُ

_ (1). قوله [واعنوشته] هو في الأَصل بهذا الضبط.

وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كَمَا تُعْرَشُ الْبِئْرُ إِذا طُوِيتْ. وعَرْشُ القَدَمِ وعُرْشُها: مَا بَيْنَ عَيرِها وأَصابعها مِنْ ظاهرٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا نَتأَ فِي ظَهْرِهَا وَفِيهِ الأَصابعُ، وَالْجَمْعُ أَعْراشٌ وعِرَشة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ظهرُ الْقَدَمِ العَرْش وباطنُه الأَخْمَص. والعُرْشانِ مِنَ الْفَرَسِ: آخرُ شَعرِ العُرْف. وعُرْشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بَيْنَهُمَا الفَقارُ، وَقِيلَ: هُمَا مَوْضِعَا المِحْجَمَتين؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ وَيُرْوَى: وامتدَّ عُرْشا. وللعنُقِ عُرْشان بَيْنَهُمَا الْقَفَا، وَفِيهِمَا الأَخْدَعانِ، وَهُمَا لَحْمَتَانِ مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وعبدُ يَغُوث يَحْجِلُ [يَحْجُلُ] الطَّيْرُ حَوْلَهُ، ... قَدِ احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ لَنَا الهامةُ الأُولى الَّتِي كلُّ هامةٍ، ... وإِن عظُمَتْ، مِنْهَا أَذَلُّ وأَصْغَرُ وَوَاحِدُهُمَا عُرْش، يَعْنِي عَبْدُ يَغُوثَ بْنُ وَقَّاصٍ المُحاربي، وَكَانَ رئيسَ مَذْحِج يومَ الكُلاب وَلَمْ يُقْتل ذَلِكَ اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بَعْدَ ذَلِكَ؛ وَرُوِيَ: قَدِ اهْتَذّ عُرْشَيه أَي قَطَع، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ شاهِدانِ: أَحدُهما تقديمُ مِنْ عَلَى أَفْعَل، وَالثَّانِي جَوَازُ قَوْلِهِمْ زِيدٌ أَذلُّ مِنْ عَمرٍو، وَلَيْسَ فِي عَمْرٍو ذُلٌّ؛ عَلَى حَدِّ قَوْلِ حَسَّانَ: فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ وَفِي حَدِيثِ مَقْتَل أَبي جَهْلٍ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ بِهِ رأْسي مِنْ عُرْشِي ؛ قَالَ: العُرْشُ عِرْقٌ فِي أَصل العُنُق. وعُرْشا الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فَوْقَ العِلْباوَيْنِ. وعَرَّشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشاً: حَمَلَ عَلَيْهَا فَاتِحًا فمَه رَافِعًا صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بَعْدَ الكَرْفِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنّ حَيْثُ عَرَّشَ القَبائلا ... مِنَ الصَّبِيّيْنِ وحِنْواً ناصِلا والأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين. أَراد فُلَانٌ أَن يُقِرّ لِي بِحَقِّي فَنَفَث فلانٌ فِي عُرْشَيهِ، وإِذا سارَّه فِي أُذُنيه فَقَدْ دَنا مِنْ عُرْشَيْهِ. وعَرَشَ بِالْمَكَانِ يَعْرِش عُرُوشاً وتَعرَّش: ثبَتَ. وعَرِشَ بغَرِيمه عرَشاً: لزِمَه. والمُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلّ بِالشَّجَرَةِ. وعَرَّشَ عَنِّي الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قَالَ الشَّمَّاخُ. وَلَمَّا رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ، ... تسَلّيْتُ حاجاتِ الْفُؤَادِ بشَمَّرا الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عَلَيْهِ أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ وصعوبتَه بِقَوْلِهِ عَرْشَ هَوِيّة. ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فَلَمْ يَدْنُ لِلصَّيْدِ: عَرِشَ وعَرِسَ. وعُرْشانٌ: اسمٌ. والعُرَيْشانُ: اسْمٌ؛ قَالَ القتَّال الكِلابي: عَفَا النَّجْبُ بَعْدِي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ عشش: عُشُّ الطائرِ: الَّذِي يَجْمع مِنْ حُطامِ الْعِيدَانَ وَغَيْرِهَا فيَبيض فِيهِ، يَكُونُ فِي الجبَلِ وغيرِه، وَقِيلَ: هُوَ فِي أَفْنان الشَّجَرِ، فإِذا كَانَ فِي جبَلٍ أَو جِدار ونحوِهما فَهُوَ وَكْر ووَكْنٌ، وإِذا كَانَ فِي الأَرض فَهُوَ أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ؛ وموضعُ كَذَا مُعَشّشُ الطيورِ، وَجَمْعُهُ أَعْشاشٌ وعِشاشٌ وعُشوشٌ وعِشَشةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ فِي العُشوش:

لَوْلَا حُباشاتُ مِنَ التَّحْبِيش ... لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش والعَشْعَش: العُشُّ إِذا تَرَاكَبَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. واعتَشَّ الطائرُ: اتَّخَذَ عُشًّا؛ قَالَ يَصِفُ نَاقَةً: يَتْبَعُهَا ذُو كِدْنةٍ جُرَائِضُ، ... لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بِحَيْثُ يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قَالَ: الْبَائِضُ وَهُوَ ذكَرٌ لأَن لَهُ شَرِكَةً فِي البَيْض، فَهُوَ فِي مَعْنَى الْوَالِدِ. وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشاً: كاعْتَشَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: العُشُّ لِلْغُرَابِ وَغَيْرِهِ عَلَى الشَّجَرِ إِذا كَثُف وضخُم. وَفِي الْمَثَلِ فِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَيْسَ هَذَا بعُشِّكِ فادْرُجِي ؛ أَراد بعُشِّ الطَّائِرِ، يُضرب مَثَلًا لِمَنْ يَرْفَعُ نفسَه فَوْقَ قدْرِه وَلِمَنْ يَتعَرَّض إِلى شَيْءٍ لَيْسَ مِنْهُ، وللمُطْمَئِنّ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فَيُؤْمَرُ بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ مِنْهُ: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجنِّي والعِلَلَ فِي ذَوِيك. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: وَلَا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشاً أَي أَنها لَا تَخُونُنا فِي طَعَامِنَا فتخبأَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الزَّاوِيَةِ وَفِي هَذِهِ الزَّاوِيَةِ كَالطُّيُورِ إِذا عَشَّشَتْ فِي مواضعَ شَتَّى، وَقِيلَ: أَرادت لَا تَمْلَأُ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُشُّ طَائِرٍ، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. والعَشّةُ مِنَ الشَّجَرِ: الدقيقةُ القُضْبان، وَقِيلَ: هِيَ المفْترِقةُ الأَغصان الَّتِي لَا تُواري مَا وَرَاءَهَا. والعَشّةُ أَيضاً مِنَ النَّخْلِ: الصغيرةُ الرأْسِ الْقَلِيلَةُ السَّعَفِ، وَالْجَمْعُ عِشاشٌ. وَقَدْ عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها وَدَقَّ أَسفلُها، وَيُقَالُ لَهَا العَشَّة، وَقِيلَ: شَجَرَةٌ عشَّةٌ دَقِيقَةُ الْقُضْبَانِ لَئِيمةُ المَنْبِت؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا شَجراتُ عِيصِك فِي قريْش ... بعَشّات الفُروعِ، وَلَا ضَواحِي وَقِيلَ لِرَجُلٍ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَنِي فُلَانٍ؟ فَقَالَ: عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ أَسفلُه، وَالِاسْمُ العَشَشُ. والعَشّةُ: الأَرض الْقَلِيلَةُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الأَرض الْغَلِيظَةُ. وأَعْشَشْنا: وقعْنا فِي أَرض عَشَّة، وَقِيلَ: أَرض عَشَّةٌ قَلِيلَةُ الشَّجَرِ فِي جَلَدٍ عَزازٍ وَلَيْسَ بجبلٍ وَلَا رملٍ وَهِيَ لَيِّنَةٌ فِي ذَلِكَ. وَرَجُلٌ عَشٌّ: دقيقُ عِظَامِ الْيَدِ والرِّجْلِ، وَقِيلَ: هُوَ دقيقُ عِظَامِ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قَالَ: لَعَمْرُكَ مَا لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ، ... وَلَا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ وَقِيلَ: العَشَّةُ الطَّوِيلَةُ الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الرجلُ. وأَطْلَق بَعْضُهُمُ العَشَّةَ مِنَ النِّسَاءِ فَقَالَ: هِيَ القليلةُ اللَّحْمِ. وامرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ الخَلْق، وَرَجُلٌ عَشٌّ: مَهْزُولٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا، ... لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا بَشَاشَتي وعَمَلًا ففَشَّا، ... وَقَدْ أَراها وشَواها الحُمْشا ومِشْفراً، إِن نطقَتْ أَرَشّا، ... كمِشْفَر النَّابِ تَلُوكُ الفَرْشا الفَرْشُ: الغَمْضُ مِنَ الأَرض فِيهِ العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وَنَاقَةٌ عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة والعُشُوشةٍ، وَفَرَسٌ عَشُّ الْقَوَائِمِ: دقيقٌ. وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر ونَحَل، وأَعَشّهُ اللَّه. والعَشُّ: الْجَمْعُ وَالْكَسْبُ. وعَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَجّاجُ مَا نَيْلُك بالمَعْشُوشِ وَسَقَى سَجْلًا عَشّاً أَي قَلِيلًا نَزِرًا؛ وأَنشد:

يسقينَ لَا عَشّاً وَلَا مُصَرّدا وعَشّشَ الخبزُ: يبِسَ وتكَرَّجَ، فَهُوَ مُعَشِّشٌ. وأَعَشَّه عَنْ حَاجَتِهِ: أَعْجَله. وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بِهِمْ: أَعْجَلَهم عَنْ أَمرهم، وَكَذَلِكَ إِذا نَزَلَ بِهِمْ عَلَى كُرْه حَتَّى يَتَحَوَّلُوا مِنْ أَجله، وَكَذَلِكَ أَعْشَشْت؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ الْقَطَاةَ: وَصَادِقَةٌ مَا خبّرَتْ قَدْ بَعَثْتُها ... طَرُوقاً، وَبَاقِي الليلِ فِي الأَرض مُسْدِف وَلَوْ تُرِكَتْ نامتْ، ولكنْ أَعَشّها ... أَذًى مَنْ قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ وَيُرْوَى: كالحِنّي، بِكَسْرِ الْحَاءِ. وَيُقَالُ: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت مَنْزِلًا قَدْ نَزَلُوهُ قَبْلَكَ فآذَيْتهم حَتَّى تَحَوَّلُوا مِنْ أَجْلِك. وجاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين. وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فَانْعَشَّ. أَبو زَيْدٍ: جَاءَ بِالْمَالِ مِنْ عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي مِنْ حَيْثُ شَاءَ. وعَشّه بِالْقَضِيبِ عَشًّا إِذا ضَرَبَهُ ضَرَبَاتٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: المَعَشّ المَطْلب، وَقَالَ غَيْرُهُ المَعَسّ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ مِيرَةً لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ. وأَعْشاش: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وَمَا كُنْتَ تَعْزِفُ، ... وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْراءَ مَا كنْتَ تَعْرِفُ وَيُرْوَى: وَمَا كِدْتَ تَعْزِفُ؛ أَراد عَزَفْتَ عَنْ أَعشاش، فأَبدل الْبَاءَ مَكَانَ عَنْ، وَيُرْوَى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ؛ يَقُولُ. عَزَفْتَ بكُرْهِك عَمَّنْ كنْت تُحِبّ أَي صَرَفْتَ نفسَك. والإِعشاشُ: الكِبَرُ «1». عطش: العطَشُ: ضدُّ الرِّيّ؛ عطِشَ يعْطشُ عَطَشاً، وَهُوَ عاطِشٌ وعطِشٌ وعطُشٌ وعَطْشان، وَالْجَمْعُ عَطِشُون وعَطُشونَ وعِطاشٌ وعَطْشَى وعَطَاشَى وعُطَاشَى، والأُنثى عَطِشةٌ وعَطُشةٌ وعَطْشى وعَطْشانةٌ وَنِسْوَةٌ عِطاشٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ عَطْشان يُرِيد الحالَ، وَهُوَ عاطِشٌ غَدًا، وَمَا هُوَ بعاطشٍ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ. وَرَجُلٌ مِعْطاشٌ: كَثِيرُ العطَشِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وامرأَة مِعْطاشٌ. وعَطّشَ الإِبلَ: زَادَ فِي ظِمْئها أَي حبَسَها عَنِ الْمَاءِ، كَانَتْ نَوْبَتُها فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَو الرَّابِعِ فَسَقَاهَا فَوْقَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ. وأَعْطَشَها: أَمْسَكها أَقلَّ من ذلك؛ قال: أَعْطَشَها لأَقْرَبِ الوَقْتين والمُعَطَّشُ: المحبوسُ عَنِ الْمَاءِ عمْداً. والمَعاطِشُ: مواقِيتُ الظِّمْءِ، واحدُها مَعْطَشٌ، وَقَدْ يَكُونُ المَعْطَش مَصْدَرًا لِعَطِشَ يَعْطَشُ. وأَعْطَشَ القومُ: عطِشَت إِبِلُهم؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: ويَحْلفُ حَلْفةً لِبَنِي بَنِيه: ... لأَنتُمْ مُعْطِشون، وهُمْ رِواء وَقَدْ أَعْطَشَ فُلَانٌ، وإِنه لمُعْطِشٌ إِذا عطِشَت إِبلُه وَهُوَ لَا يُريد ذَلِكَ. وزَرْعٌ مُعَطَّشٌ: لَمْ يُسْقَ. وَمَكَانٌ عَطِشٌ: قليلُ الْمَاءِ. والعُطاش: داءٌ يُصِيب الصَّبِيَّ فَلَا يُرْوَى، وَقِيلَ: يُصِيب الإِنْسان يَشْرَبُ الماءَ فَلَا يَروَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَخَّص لِصَاحِبِ العُطاش، بِالضَّمِّ، واللَّهَث أَن يُفطِرا ويُطعِما. العُطاشُ، بِالضَّمِّ: شِدَّةُ العَطَشِ، وَقَدْ يَكُونُ داءٌ يُشْرب مَعَهُ وَلَا يَرْوي صَاحِبُهُ. وعَطِشَ إِلى لِقَائِهِ أَي اشْتَاقَ. وإِني إِليك لعَطْشان، وإِني لأُجادُ إِليك، وإِني لَجَائِعٌ إِليك، وإِني لَمُلْتاحٌ

_ (1). قوله [الكبر] هو بهذا الضبط في الأَصل.

إِليك، مَعْنَاهُ كُلِّهِ: مُشْتَاقٌ؛ وأَنشد: وإِني لأُمْضِي الهَمَّ عَنْهَا تَجَمُّلًا، ... وإِني، إِلى أَسْماءَ، عَطْشانُ جائعُ وَكَذَلِكَ إِني لأَصْوَرُ إِليه. وعَطْشان نَطْشَان: إِتباع لَهُ لَا يُفْرد. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ: أَصلُ عَطْشان عَطْشاء مِثْلُ صَحْرَاءَ، وَالنُّونُ بَدَلٌ مِنْ أَلف التأْنيث، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنه يُجْمَعُ عَلَى عَطاشَى مِثْلِ صَحارَى. ومكانٌ عَطِشٌ وعطُشٌ: قَلِيلُ الْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ لِعَبْدِ الْمُطَلِّبِ بْنِ هَاشِمٍ سَيفٌ يُقَالُ لَهُ الْعَطْشَانُ، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ: مَنْ خانَه سَيْفُه فِي يَوْمِ مَلْحَمةٍ، ... فإِنَّ عَطْشانَ لَمْ يَنْكُلْ وَلَمْ يَخُنِ عفش: عَفَشَه يَعْفِشُه عَفْشاً: جَمَعَهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: بِهِ عُفَاشةٌ مِنَ النَّاسِ ونُخاعةٌ ولُفاظةٌ، يَعْنِي مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ الناس. عفنجش: العَفَنْجَشُ: الجافي. عقش: العَقْشُ: الجمعُ. والعَقْش «2»: نَبْتٌ ينبُت فِي الثُّمام والمَرْخ يتلَوّى كالعَصْبة عَلَى فَرْع الثُّمَامِ، وَلَهُ ثَمَرَةٌ خَمْريَّة إِلى الْحُمْرَةِ. والعَقْشُ: أَطرافُ قُضْبان الكرْم. والعَقْش: ثَمَرُ الأَراك، وَهُوَ الحَثَرُ والجَهَاضُ والجَهادُ والعلة «3» والكَبَاثُ. عكش: عكَشَ عَلَيْهِ: حَمَلَ. وعَكِش النباتُ والشعرُ وتعَكَّش: كَثُرَ والتفَّ. وكلُّ شيءٍ لَزِمَ بعضُه بَعْضًا فَقَدْ تَعَكَّشَ. وشعرٌ عَكِشٌ ومُتَعَكِّشُ إِذا تلبَّد. وَشَعْرٌ عَكِشُ الأَطراف إِذا كَانَ جَعْداً. وَيُقَالُ: شَدَّ مَا عَكِش رأَسُه أَي لَزِمَ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَشَجَرَةٌ عَكِشَةٌ: كثيرةُ الْفُرُوعِ مُتَشَجِّنةٌ. والعُكَّاش: اللِّوَاء الَّذِي يتقَشَّع الشجرَ ويَلْتوي عَلَيْهِ. والعَكِشةُ: شَجَرَةٌ تَلَوَّى بِالشَّجَرِ تُؤْكَلُ، وَهِيَ طَيِّبَةٌ تُبَاعُ بِمَكَّةَ وجُدَّةَ، دَقِيقَةٌ لَا وَرَقَ لَهَا. والعَكْش: جَمْعُك الشَّيْءَ. والعَوْكشة: مِنْ أَدوات الحَرَّاثين، مَا تُدارُ بِهِ الأَكْداس المَدُوسة، وَهِيَ الحِفْراة أَيضاً. والعُكَاشة والعُكَّاشةُ: الْعَنْكَبُوتُ: وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. وتَعَكَّشَ العنكبوتُ: قبَض قَوَائِمَهُ كأَنه يَنْسُج. والعُكَّاشُ: ذكَرُ الْعَنْكَبُوتِ. وعُكَيْشٌ وعُكَّاشةُ وعَكَّاشٌ: أَسماء. وعَكَاشُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ. وعُكَّاش، بِالتَّشْدِيدِ، اسْمُ ماءِ لَبَنِي نُمَير. وَيُقَالُ لِبَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ: عُكَّاشةٌ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وعُكَّاشة بْنُ مِحْصن الأَسدي: مِنَ الصَّحَابَةِ، وَقَدْ يخفف. عكبش: عَكْبَشَه: شَدَّه وثَاقاً. والعَكْبَشةُ والكَرْبَشَةُ: أَخذُ الشَّيْءِ ورَبْطُه، يُقَالُ: كعْبَشه وكَرْبَشَه إِذا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ. وَيُقَالُ: عَكْبَشه وعَكْشَبَه شَدَّه وَثاقاً. عكرش: العِكْرِش نَبَاتُ شِبه الثِّيل خَشِنٌ أَشد خُشُونَةً مِنَ الثِّيلِ تأْكله الأَرانب: والعِكْرِشةُ: الأَرْنب الضَّخْمَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هِيَ الأَرنب الأُنثى، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تأْكل هَذِهِ البَقْلة؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، الأَرانبُ تَسْكُنُ عَذَواتِ البِلاد النَّائِيَةِ عَنِ الرِّيفِ والماءِ وَلَا تَشْربُ الْمَاءَ، وَمَرَاعِيهَا الحَلَمة والنَّصِيُّ وقَمِيمُ الرُّطَب إِذَا هاجَ؛ والخُزَزُ الذكَر مِنَ الأَرانب، قَالَ: وسمِّيت أُنثى الأَرانب عِكْرِشةً لِكَثْرَةِ وَبرِها والْتِفافِه، شُبِّه

_ (2). قوله [والعفش إلى آخر المادة] فيه سكون العين وتحريكها. (3). قوله [والعلة] كذا بالأَصل من غير نقط، وفي شرح القاموس العثلة بالمثلثة.

بالعِكْرِش لالْتِفافِه فِي منابِتِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: عَنَّت لِي عِكْرِشةٌ فشَنَّقْتُها بِجَبُوبةٍ، فَقَالَ: فِيهَا جَفْرةٌ ؛ العِكْرِشةُ أُنثى الأَرانب، والجَفْرةُ: العَناقُ مِنَ الْمَعْزِ. الأَزهري: العِكْرِشُ مَنْبِتُه نُزُوزُ الأَرض الدَّقِيقَةِ وَفِي أَطرافِ ورقِه شوكٌ إِذا تَوَطَّأَه الإِنسانُ بِقَدَمَيْهِ أَدماهما؛ وأَنشد أَعرابي مَنْ بَنِي سَعْدٍ يُكْنى أَبا صَبْرَةَ: اعْلِف حِمارَك عِكْرِشا، ... حَتَّى يَجِدَّ ويَكْمُشا والعَكْرَشةُ: التقبُّضُ. وعِكْراشٌ رجلٌ كَانَ أَرْمَى أَهلِ زمانِه، قَالَ الأَزهري: هُوَ عِكْراشُ بْنُ ذُؤَيْب كَانَ قَدِم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ رِوَايَةٌ إِن صحَّت. الأَزهري: عَجُوزٌ عِكْرِشةٌ، وعِجْرِمةٌ وعَضْمّزَةٌ وقَلَمّزةٌ، وَهِيَ اللَّئِيمَةُ القصيرة. عكمش: العُكَمِشُ: القطيعُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل، وَالسِّينُ أَعْلَى. علش: العِلَّوْشُ: الذِّئب؛ حِمْيريَّة، وَقِيلَ ابنُ آوَى. قَالَ الْخَلِيلُ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ شِينٌ بَعْدَ لَامٍ وَلَكِنْ كُلُّهَا قَبْلَ اللَّامِ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ وُجِد فِي كَلَامِهِمُ الشِّينُ بَعْدَ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ: رَجُلٌ لَشْلاشٌ، وَسَنَذْكُرُهُ. عمش: الأَعْمَشُ: الْفَاسِدُ الْعَيْنِ الذي [تَغْسَقُ] تَغْسِقُ عَيْنَاهُ، وَمِثْلُهُ الأَرْمَصُ. والعَمَشُ: أَن لَا تزالَ الْعَيْنُ تُسِيل الدَّمْعَ وَلَا يَكادُ الأَعْمشُ يُبْصِرُ بِهَا، وَقِيلَ: العَمَش ضَعْفُ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ مَعَ سيلانِ دَمْعِهَا فِي أَكثر أَوقاتِها. رَجُلٌ أَعْمَشُ وامرأَة عَمْشاءُ بيِّنا العَمَشِ، وَقَدْ عَمِشَ يَعْمَشُ عَمَشاً؛ وَاسْتَعْمَلَهُ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ فِي الإِبل فَقَالَ: فأُقْسِم مَا عُمْشُ العُيونِ شَوارِفٌ ... رَوائِمُ بَوٍّ، حانِياتٌ عَلَى سَقْبِ، والتَّعامُشُ والتَعْمِيشُ: التغافلُ عَنِ الشَّيْءِ. والعَمْشُ: مَا يَكُونُ فِيهِ صلاحُ البدنِ وزيادةٌ. والخِتانُ لِلْغُلَامِ عَمْشٌ لأَنه يُرَى فِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ زيادةٌ. يُقَالُ: الخِتانُ صلاحُ الولدِ فاعْمُشُوه واعْبُشُوه أَي طَهِّرُوه، وَكِلْتَا اللُّغَتَيْنِ صَحِيحَةٌ. وَطَعَامٌ عَمْشٌ لَكَ أَي مُوافقٌ. وَيُقَالُ: عَمِشَ جسمُ الْمَرِيضِ إِذا ثَابَ إِليه؛ وَقَدْ عَمَّشَه اللَّه تَعْمِيشاً. وَفُلَانٌ لَا تَعْمَشُ فِيهِ الموعظةُ أَيْ لَا تَنْجَع. وَقَدْ عَمِشَ فِيهِ قولُك أَي نَجَع. والعُمْشوشُ: العُنْقود، يُؤْكَلُ مَا عَلَيْهِ ويُتْرك بعضُه، وَهُوَ العُمْشُوق أَيضاً. وتَعامَشْتُ أَمْرَ كَذَا وتَعَامَسْته، وتَغَامَصْته وتَغاطَشْته وتَغاطَسْته وتَغاشَيته كُلُّهُ بِمَعْنَى تغابَيْتُه. عنش: عَنَشَ العُودَ والقضيبَ والشيءَ يَعْنِشُه عَنْشاً: عطَفَه. وعنَشَ النَّاقَةَ إِذا جذَبَها إِليه بالزِّمام كعَنَجَها. وعَنَشَ: دخَلَ. والمُعانَشةُ: المُعانَقةُ فِي الحرْب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: عانَشْتُه وعانَقْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ صديقُ العِناشِ أَي العِناق فِي الحرْب. وعانَشَه مُعانَشَةً وعِناشاً واعْتَنَشَه: عانقَه وقاتَله؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة: عِنَاش عَدُوٍّ لَا يَزَالُ مُشَمِّراً ... برَجْل، إِذا مَا الحَرْبُ شُبَّ سَعِيرُها وأَسد عِنَاشٌ: مُعانِشٌ، وُصِف بِالْمَصْدَرِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ قَالَ يومَ القادِسِيّة: يَا مَعشرَ المسْلِمين كُونُوا أُسْداً عِنَاشاً ، وإِفرادُ الصفةِ والموصوفُ جمعٌ يُقَوِّي مَا قُلْنَا مِنْ أَنه وُصِف

بِالْمَصْدَرِ وَالْمَعْنَى: كُونُوا أُسْداً ذاتَ عِناشٍ؛ وَالْمَصْدَرُ يُوصف بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، تَقُولُ: رجلٌ ضَيْفٌ وقومٌ ضَيْفٌ. واعْتَنَشَ الناسَ: ظَلَمَهم؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد: وَمَا قولُ عَبْسٍ: وائِلٌ هُوَ ثَأْرُنا ... وقاتِلُنا، إِلَّا اعْتِناشٌ بباطِل أَي ظُلْمٌ بِبَاطِلٍ. وَعَنَشَهُ عَنْشًا: أَغْضَبَه. وعُنَيْشٌ وعُنَّيْشٌ: اسْمَانِ. وَمَا لَهُ عُنْشُوشٌ أَي شَيْءٌ. وَمَا فِي إِبِلِه عُنْشُوشٌ أَي شيءٌ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ خَنَشَ: مَا لَهُ عُنْشُوشٌ أَي شَيْءٌ. والعَنَشْنَشُ: الطويلُ، وَقِيلَ: السريعُ فِي شَبابِه. وفرسٌ عَنَشْنَشَةٌ: سَرِيعَةٌ؛ قَالَ: عَنَشْنَش تَعْدُو بِهِ عَنَشْنَشَةْ، ... للدِّرْعِ فَوْقَ ساعِدَيْه خَشْخَشَهْ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ رُؤْبَةُ: فَقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَعْنُوشِ وَفَسِّرْهُ فَقَالَ: المَعْنُوشُ المُسْتَفَزُّ المَسُوق. يُقَالُ: عَنَشَه يَعْنِشُه إِذا ساقَه. والمُعانَشةُ: المُفاخَرَةُ. عنجش: العُنْجُشُ، الشيخُ المُتَقَبِّضُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشَيْخ كَبِير يَرْقَعُ الشَّنَّ عُنْجُش الأَزهري: العُنْجُش الشيخ الفاني. عنفش: العِنْفِشُ: اللَّئِيمُ الْقَصِيرُ. الأَزهري: أَتانا فُلَانٌ مُعَنْفِشاً بلِحْيته ومُقَنْفِشاً. وَفُلَانٌ عِنْفاشُ اللحْيَة وعَنْفَشِيّ اللِّحْيَةِ وقِسْبار اللِّحْيَةِ إِذا كَانَ طويلَها. عنقش: العِنْقاش: اللَّئِيمُ الوغْدُ؛ وَقَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: لَمَّا رَماني الناسُ بابْنَيْ عَمِّي، ... بالقِرْدِ عِنْقاشٍ وبالأَصَمِّ، قلْتُ لها: يا نَفْسي لا تَهْتَمِّي عنكش: العَنْكَشةُ: التجمُّعُ. وعَنْكَشٌ: اسم. عيش: العَيْشُ: الحياةُ، عاشَ يَعِيش عَيْشاً وعِيشَةً ومَعِيشاً ومَعاشاً وعَيْشُوشةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كلُّ وَاحِدٍ مِنْ قَوْلِهِ مَعاشاً ومَعِيشاً يصْلُح أَن يَكُونَ مَصْدَرًا وأَن يَكُونَ اسْمًا مِثْلُ مَعابٍ ومَعِيبٍ ومَمالٍ ومَمِيلٍ، وأَعاشَه اللَّه عِيشةً رَاضِيَةً. قَالَ أَبو دُوَادٍ: وسأَله أَبوه مَا الَّذِي أَعاشَك بَعْدِي؟ فأَجابه: أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ، ... آكُلُ مِنْ حَوْذانِه وأَنْسِلُ وعايَشَه: عاشَ مَعه كَقَوْلِهِ عاشَره؛ قَالَ قَعْنب بْنُ أُمّ صَاحِبٍ: وَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى أَنِّي أُعايِشُهُمْ، ... لَا نَبْرَحُ الدهرَ إِلا بَيْنَنا إِحَنُ والعِيشةُ: ضربٌ مِنَ العَيْش. يُقَالُ: عاشَ عِيشةَ صِدْق وعِيشةَ سَوءٍ. والمَعاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشةُ: مَا يُعاشُ بِهِ، وَجَمْعُ المَعِيشة مَعايِشُ عَلَى الْقِيَاسِ، ومَعائِشُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ* ؛ وأَكثر الْقُرَّاءُ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ فِي مَعَايِشَ إِلا مَا رُوِيَ عَنْ نَافِعٍ فإِنه همَزها، وَجَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ الْبَصْرِيِّينَ يزْعُمون أَن همزَها خطأٌ، وَذَكَرُوا أَن الْهَمْزَةَ إِنما تَكُونُ فِي هَذِهِ الْيَاءِ إِذا كَانَتْ زَائِدَةً مِثْلَ صَحِيفة وَصَحَائِفَ، فأَما مَعايشُ فَمِنَ العَيْش الياءُ أَصْليّةُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جمعُ المَعِيشة مَعايشُ بِلَا هَمْزٍ إِذا جَمَعْتَهَا عَلَى الأَصل، وأَصلها مَعْيِشةٌ، وَتَقْدِيرُهَا مَفْعِلة، والياءُ أَصلها مُتَحَرِّكَةً فَلَا تَنْقَلِبُ فِي الْجَمْعِ هَمْزَةً، وَكَذَلِكَ مَكايِلُ ومَبايِعُ ونحوُها، وإِن جَمَعْتَهَا عَلَى الفَرْع همزتَ وشبّهتَ مَفْعِلة

فصل الغين المعجمة

بفَعِيلة كَمَا هَمَزْتَ المَصائب لأَن الْيَاءَ سَاكِنَةٌ؛ قَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مَعايش مَا يَعِيشون بِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الوُصْلةَ إِلى مَا يَعِيشون بِهِ، وأُسنِد هَذَا الْقَوْلُ إِلى أَبي إِسحق، وَقَالَ الْمُؤَرِّجُ: هِيَ المَعِيشة. قَالَ: والمَعُوشةُ لُغَةُ الأَزد؛ وأَنشد لحاجر بن الجَعْد «1»: مِنَ الخَفِرات لَا يُتْمٌ غَذاها، ... وَلَا كَدُّ المَعُوشةِ والعِلاج قَالَ أَكثر الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ، إِن المَعِيشةَ الضَّنْكَ عذابُ الْقَبْرِ، وَقِيلَ: إِن هَذِهِ المعيشةَ الضنْك فِي نَارِ جَهَنَّمَ، والضَّنْكُ فِي اللُّغَةِ الضِّيقُ وَالشِّدَّةُ. والأَرض مَعاشُ الْخَلْقِ، والمَعاشُ مَظِنَّةُ الْمَعِيشَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ؛ أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ. والتعَيُّشُ: تكلُّف أَسباب المَعِيشة. والمُتَعَيِّشُ: ذُو البُلْغة مِنَ العَيْشِ. يُقَالُ: إِنهم ليَتَعَيّشُون إِذا كَانَتْ لَهُمْ بُلْغةٌ مِنَ العَيْش. وَيُقَالُ: عَيْش بَنِي فُلَانٍ اللبَنُ إِذا كَانُوا يَعِيشون بِهِ، وعَيْشُ آلِ فُلَانٍ الخُبز والحَبّ، وعَيْشُهم التمْرُ، وَرُبَّمَا سمَّوا الْخُبْزَ عَيْشاً. والعائشُ: ذُو الْحَالَةِ الحسَنة. والعَيْش: الطَّعَامُ؛ يَمَانِيَةٌ. والعَيْش: المَطْعم والمَشْرب وَمَا تَكُونُ بِهِ الْحَيَاةُ. وَفِي مِثْلِ: أَنْتَ مرَّةً عَيْشٌ ومرَّةً جَيْشٌ أَي تَنْفع مَرَّةً وتضُرّ أُخْرى، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَنت مَرَّةً فِي عَيْشٍ رَخِيٍّ وَمَرَّةً فِي جَيشٍ غَزِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ: كَيْفَ فُلَانُ؟ قَالَ: عَيْشٌ وجَيْشٌ أَي مَرَّةً مَعِي وَمَرَّةً عليَّ. وعائشةُ: اسمُ امرأَة. وبَنُو عائشةَ: قَبِيلَةٌ مِنْ تَيْمِ اللَّاتِ، وَعَائِشَةُ مَهْمُوزَةٌ وَلَا تَقُلْ عَيْشة. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ هِيَ عَائِشَةُ وَلَا تَقُلِ العَيْشة، وَتَقُولُ هِيَ رَيْطة وَلَا تَقُلْ رَائِطَةٌ، وَتَقُولُ هُوَ مِنْ بَنِي عيِّذ اللَّه وَلَا تَقُلْ عَائِذُ اللَّه. وَقَالَ اللَّيْثُ: فُلَانٌ العائِشِيّ وَلَا تَقُلِ العَيْشي مَنْسُوبٌ إِلى بَنِي عَائِشَةَ؛ وأَنشد: عَبْدَ بَنِي عائشةَ الهُلابِعَا وعَيَّاشٌ ومُعَيَّشٌ: اسمان. عيدش: العَيْدَشُونُ: دُوَيْبّة. فصل الغين المعجمة غبش: الغَبَشُ: شدَّة الظُّلْمة، وَقِيلَ: هُوَ بَقِيَّةُ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: ظُلْمة آخِرِ اللَّيْلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَغْباشَ لَيلٍ تَمَامٍ كَانَ طارَقَه ... تَطَخْطُخُ الغَيم، حَتَّى مَا لَه جُوَبُ وَقِيلَ: هُوَ مِمَّا يَلِي الصبحَ، وَقِيلَ: هُوَ حِينَ يُصْبح؛ قَالَ: فِي غَبَشِ الصُّبْح أَو التَّجَلِّي وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ أَغْباش، وَالسِّينُ لُغَةٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَلَيْلٌ أَغْبَشُ وغَبِشٌ وَقَدْ غَبِشَ وأَغْبَشَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ رَافِعٍ مَوْلَى أُم سَلَمَةَ أَنه سَأَل أَبا هُرَيْرَةَ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: صَلّ الفَجْرَ بِغَلَسٍ ، وَقَالَ ابْنُ بُكَير فِي حَدِيثِهِ: بغَبَش، فَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ مالكٌ غَبَشٌ وغَلَسٌ وغَبَسٌ وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَعْنَاهَا بَقِيَّةُ الظُّلْمَةِ يُخالطها بَيَاضُ الفَجْر، فبَيَّنَ الخيطَ الأَبيض مِنَ الْخَيْطِ الأَسود، وَمِنْ هَذَا قِيلَ للأَدْلَم مِنَ الدَّوَابِّ: أَغْبَش. وقي الْحَدِيثِ: أَنه صلَّى الْفَجْرَ بِغَبَشٍ ؛ يُقَالُ: غَبِشَ الليلُ وأَغْبَشَ إِذا أَظلم ظُلْمَةً يُخَالِطُهَا بَيَاضٌ؛ قَالَ الأَزهري: يُرِيدُ أَنه قدَّم صَلَاةَ الْفَجْرِ عِنْدَ أَوّل طُلُوعِهِ وَذَلِكَ الْوَقْتُ هُوَ الغَبَسُ، بالسين المهملة، وبَعْدَهُ

_ (1). قوله [لحاجر بن الجعد] كذا بالأَصل، وفي شرح القاموس: لحاجز بن الجعيد.

الغَلَسُ، وَيَكُونُ الغَبَشُ بِالْمُعْجَمَةِ فِي أَوّل اللَّيْلِ أَيضاً؛ قَالَ: وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِي الموطإِ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُعْجَمَةِ أَكثر. والغُبْشةُ: مِثْلُ الدُّلْمة فِي أَلوان الدَّوَابِّ. والغَبَشُ: مِثْلُ الغَبَس، والغَبَسُ بَعْدَ الغَلَس، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَكُونُ الغَبَسُ فِي أَول اللَّيْلِ. أَبو عُبَيْدَةَ: غَبِشَ اللَّيْلُ وأَغْبَشَ إِذا أَظلم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: قَمَشَ عِلْماً غَارًّا بأَغْباش الفتْنة أَي بظُلَمِها. وغَبَشَني يَغْبِشُني غَبْشاً: خَدعني. وغَبَشَه عَنْ حاجتِه يَغْبِشُه: خَدَعَهُ عَنْهَا. والتَغَبُّشُ: الظُّلْم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَصْبَحْت ذَا بَغْيٍ، وَذَا تَغَبُّشِ، ... وَذَا أَضالِيلَ، وَذَا تَأَرُّشِ وتَغَبَّشَني بِدَعْوَى باطلٍ: ادَّعَاهَا عَلَيَّ، وَقَدْ ذُكِر فِي حَرْفِ الْعَيْنِ. وَيُقَالُ: تَغَبّشَنا فلانٌ تَغَبُّشاً أَي ركِبَنا بالظُّلْم؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا أَنا بغابِشِ النَّاسِ أَي مَا أَنا بغاشِمِهم. أَبو مَالِكٍ: غَبَشه وغشَمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وغُبْشان: اسْمُ رَجُلٍ. غرش: الغَرْشُ: حَمْل شَجَرٍ؛ يَمَانِيَّةٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحُقّه. غشش: الغِشُّ: نَقِيضُ النُّصْح وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الغَشَش المَشْرَب الكدِر؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ومَنْهَل تَرْوَى بِهِ غَيْرُ غَشَشْ أَي غَيْرُ كَدِرٍ وَلَا قَلِيلٍ، قَالَ: وَمِنْ هَذَا الغشُّ فِي الْبِيَاعَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَيْسَ منَّا مَنْ غَشّنا : قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِنا الغِش؛ وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْحَدِيثِ الْآخَرِ: المؤمِنُ يُطْبَع عَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِلا الْخِيَانَةَ. وَفِي رِوَايَةٍ: مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا أَي لَيْسَ مِنْ أَخلاقنا وَلَا عَلَى سُنَّتنا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَلَا تَمْلأُ بَيْتَنا تَغْشِيشاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهُوَ مِنَ الغِشِ ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّمِيمَةِ، وَالرِّوَايَةُ بِالْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ غَشَّه يَغُشُّه غِشّاً: لَمْ يَمْحَضْه النَّصيحة؛ وَشَيْءٌ مَغْشُوش. وَرَجُلٌ غُشٌّ: غاشٌّ، وَالْجَمْعُ غُشّونَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: مُخَلّفون، ويَقْضِي الناسُ أَمْرَهُمُ، ... غُشُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ لِصُنْبُورِ قَالَ: وَلَا أَعرف لَهُ جَمْعًا مُكَسَّرًا، وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: غُسّو الأَمانةِ. واستَغَشّه واغْتَشّه: ظَنَّ بِهِ الغِشَّ، وَهُوَ خلافُ اسْتَنْصَحَه؛ قَالَ كُثيِّر عَزَّةَ: فقُلْتُ، وأَسْرَرْتُ النَّدامَةَ: لَيْتَنِي، ... وكُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ، سَلَكْتُ سَبيلَ الرائِحات عَشِيّةً ... مَخارِمَ نِسعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبِيلي واغْتَشَشْتُ فُلَانًا أَي عَدَدْته غَاشًّا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَيا رُبَّ مَنْ تَغتَشُّه لَكَ ناصحٌ، ... ومُنْتصِحٍ بالغَيْبِ غيرُ أَمِينِ «2» وغَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً: غَلَّ. وَرَجُلٌ غَشٌّ: عظيمُي السُّرّة؛ قَالَ: لَيْسَ بغَشٍّ، هَمُّه فِيمَا أَكَلْ وَهُوَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلًا وأَن يَكُونَ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طَبٍّ وبَرٍّ مِنْ أَنهما فَعِلٌ. والغِشَاش: أَوّلُ الظُّلْمَة وآخرُها. وَلَقِيَهُ غِشَاشاً وغَشَاشاً أَي عِنْدَ الْغُرُوبِ. والغَشَاش والغِشَاش:

_ (2). قوله [ومنتصح] في الأَساس ومؤتمن.

العَجَلةُ. يُقَالُ: لقيتُهُ عَلَى غِشَاشٍ وغَشَاشٍ أَي عَلَى عَجَلة؛ حَكَاهَا قُطْرُبٌ وَهِيَ كِنانيّة؛ وأَنشدتْ محمودةُ الْكِلَابِيَّةُ: وَمَا أَنْسَى مَقالَتَها غِشَاشاً ... لَنَا، والليلُ قَدْ طرَدَ النهارَا وصَاتَكَ بالعُهود، وَقَدْ رَأَيْنا ... غُرابَ البَيْن أَوْكَبَ، ثُمَّ طارَا الأَزهري: يُقَالُ لقيتُه غَشاشاً وغِشاشاً، وَذَلِكَ عِنْدَ مُغَيْرِبان الشَّمْسِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا بَاطِلٌ وإِنما يُقَالُ لَقِيتُهُ غَشَاشاً وغِشَاشاً، وَعَلَى غَشَاشٍ وغِشَاشٍ إِذا لَقِيتَهُ عَلَى عَجَلَةٍ؛ وَقَالَ القَطامي. عَلَى مكانٍ غَشَاشٍ [غِشَاشٍ] مَا يُنيحُ بِهِ ... إِلا مُغَيِّرُنا، والمُسْتَقِي العَجِل وَقَالَ الْفَرَزْدَقِ: فمَكَّنْتُ سَيْفِي مِنْ ذَواتِ رِماحِها ... غَشَاشاً [غِشَاشاً]، وَلَمْ أَحْفَلْ بُكَاءَ رُعائِيا وَرُوِيَ: مكانَ رُعَائِيَا. وشُرْبٌ غِشاشٌ ونوْمٌ غِشَاشٌ، كِلَاهُمَا: قليلٌ. قَالَ الأَزهري: شُرْبٌ غِشَاشٌ غَيْرُ مَرِيءٍ لأَن الْمَاءَ لَيْسَ بصافٍ وَلَا عَذْب وَلَا يَسْتَمْرِئُه شاربُه. والغَشَشُ: المَشْرب الكدِرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَنباري، إِما أَن يَكُونَ مِنَ الغِشَاش الَّذِي هُوَ الْقَلِيلُ لأَن الشُّرْب يَقِلُّ مِنْهُ لكَدَرِه، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ الْغِشِّ الَّذِي هُوَ ضِدُّ النصيحة. غطش: الغَطَشُ فِي الْعَيْنِ: شِبْهُ العَمَشِ، غَطِشَ غَطَشاً واغْطَاشَّ، وَرَجُلٌ غَطِشٌ وأَغْطَشُ وَقَدْ غَطِشَ وامرأَة غَطْشَى بَيّنا الغَطَشِ. والغَطَشُ: الضَّعْفُ فِي الْبَصَرِ كَمَا يَنْظُر بِبَعْضِ بَصَرِهِ؛ وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَا يَفْتَحُ عَيْنَيه فِي الشَّمْسِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أُرِيهُمُ بالنظَرِ التغْطِيش والغُطَاشُ: ظلمةُ اللَّيْلِ واختلاطُه، لَيْلٌ أَغْطَشُ وَقَدْ أَغْطشَ الليلُ بِنَفْسِهِ. وأَغْطَشَه اللَّه أَي أَظْلَمه. وغَطَشَ الليلُ، فَهُوَ غاطِشٌ أَي مُظْلم. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَغْطَشَ لَيْلَها ، أَي أَظلم ليلَها. وَقَالَ الأَصمعي: الغَطْشُ السَّدَفُ. يُقَالُ: أَتيتُه غَطْشاً وَقَدْ أَغطَشَ اللَّيْلُ، وَجَعَلَ أَبو تُرَابٍ الغَطْشَ مُعاقِباً للغَبَش. ومفَازةٌ غَطْشى: غَمَّةُ المَسالكِ لَا يُهتدى فِيهَا؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي. وَفَلَاةٌ غَطْشَى: لَا يُهتدى لَهَا. والمُتَغاطِشُ: المُتعامي عَنِ الشَّيْءِ. وَفَلَاةٌ غَطْشاءُ وغَطِيشٌ: لَا يُهتدى فِيهَا لِطَرِيقٍ. وَفَلَاةٌ غَطْشى، مَقْصُورٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ: مُظْلمة حَكَاهَا مَعَ ظَمْأَى وغَرْثَى ونحوِهما مِمَّا قَدْ عُرِفَ أَنه مَقْصُورٌ؛ قَالَ الأَعشى: ويَهْماء بِاللَّيْلِ غَطْشى الفَلاةِ، ... يُؤْنِسُني صوْتُ فيَّادِها الأَصمعي فِي بَابِ الْفَلَوَاتِ: الأَرض اليَهْماء الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيهَا لطَريق، والغَطْشى مثلُه. وغَطِّشْ لِي شَيْئًا حَتَّى أَذْكُر أَي افْتَحْ لِي. اللِّحْيَانِيُّ: غَطِّشْ لِي شَيْئًا ووَطِّشْ لِي شَيْئًا أَي افْتَحْ لِي شَيْئًا ووجْهاً. وسَمَتَ لَهُمْ يسْمِتُ سَمْتاً إِذا هُوَ هيَّأَ لَهُمْ وجهَ الْعَمَلِ والرأْي وَالْكَلَامِ، وَقَدْ وَحَى لَهُمْ يَحي ووَطّشَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ مِنْ لُغَةِ أَبي ثَرْوَانَ. والمُتغاطِشُ: الْمُتَعَامِي عَنِ الشَّيْءِ. أَبو سَعِيدٍ: هُوَ يتَغاطَشُ عَنِ الأَمر ويَتَغاطَسُ أَي يَتَغافَلُ. ومِياهُ غُطَيْشٍ: مِنْ أَسماء السَّراب؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَهُوَ تَصْغِيرُ الأَغْطَش تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ وَذَلِكَ لأَن شِدَّةَ الْحَرِّ تَسْمَدِرُّ فِيهِ الأَبصارُ

فصل الفاء

فَيَكُونُ كَالظُّلْمَةِ وَنَظِيرُهُ صَكّةُ عُمَيٍّ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي تَقْوِيَةِ ذَلِكَ: ظَلِلْنا نخْبِطُ الظَّلْماءَ ظُهْراً ... لَدَيْه، والمَطِيُّ له أُوارُ غطرش: غَطْرَشَ الليلُ بصَرَه: أَظلم عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: غطرَش بصرُه غَطْرَشةً إِذا أَظلم. غطمش: الغَطْمَشةُ: الأَخذ قَهْرًا. وتَغَطْمَشَ فُلَانٌ عَلَيْنَا تَغَطْمُشاً: ظلَمنا، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ غَطَمِّشاً. والغَطَمّشُ: العينُ الكَلِيلةُ النَّظَرِ. وَرَجُلٌ غَطَمّشٌ: كَلِيلُ الْبَصَرِ. وغطَمّشٌ: اسْمُ شَاعِرٍ، مِنْ ذَلِكَ؛ وَهُوَ مِنْ بَنِي شَقِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ضبَّة، وَهُوَ الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ؛ والغَطَمّشُ: الظَّالِمُ الجائرُ؛ قَالَ الأَخفش: وَهُوَ مِنْ بَنَاتِ الأَربعة مِثْلَ عَدَبّسٍ، وَلَوْ كَانَ مِنْ بَنَاتِ الْخَمْسَةِ وَكَانَتِ الأُولى نُونًا لأُظْهِرَتْ لِئَلَّا يلْتَبِس بمثل عَدَبّس. غمش: الغَمَشُ: إِظلامُ الْبَصَرِ مِنْ جُوعٍ أَو عَطَشٍ، وَقَدْ غَمِشَ بصرُه غَمَشاً، فَهُوَ غَمِشٌ، وَالْعَيْنُ لُغَةٌ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنها بَدَلٌ. والغَمَشُ: سوءُ الْبَصَرِ. والغَمَشُ: عارضٌ ثُمَّ يَذْهَبُ. وتَغَمَّشني بِدَعْوَى باطلٍ: ادَّعاها عليَّ. غنبش: غَنْبَشٌ: اسم. فصل الفاء فتش: الفَتْشُ والتَّفْتيشُ: الطلبُ والبحثُ، وفتَشْت الشَّيْءَ فتْشاً وفتَّشَه تفْتيشاً مِثْلُهُ. قَالَ شَمِرٌ: فتَّشْت شِعْرَ ذِي الرُّمَّةِ أَطلُب فِيهِ بَيْتًا. فجش: الفَجْشُ: الشَّدْخُ. فَجَشَه فَجْشاً: شَدَخَهُ؛ يَمَانِيَةٌ، وفَجَشْت الشَّيْءَ بِيَدِي. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: فَنْجَشٌ وَاسِعٌ. وفَجَشْت الشَّيْءَ: وسّعْته، قَالَ: وأَحْسَبُ اشْتِقَاقَهُ منه. فحش: الفُحْش: مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الفُحْش والفَحْشاءُ والفاحِشةُ القبيحُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَجَمْعُهَا الفَواحِشُ. وأَفْحَشَ عَلَيْهِ فِي المَنْطِق أَي قَالَ الفُحْش. والفَحْشاءُ: اسْمُ الْفَاحِشَةِ، وَقَدْ فَحَشَ وفَحُشَ وأَفْحَشَ وفَحُشَ عَلَيْنَا وأَفْحَشَ إِفْحاشاً وفُحْشاً؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، وَالصَّحِيحُ أَن الإِفْحاشَ والفُحْش الِاسْمُ. وَرَجُلٌ فاحِشٌ: ذُو فُحْش، وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّه يُبْغِضُ الفاحِشَ المُتَفَحِّشَ ، فالفاحِشُ ذُو الْفُحْشِ والخَنا مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ، والمُتَفَحِّشُ الَّذِي يتكلَّفُ سَبَّ النَّاسِ ويتعمَّدُه، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الفُحْش وَالْفَاحِشَةِ وَالْفَاحِشِ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ كُلُّ مَا يَشتد قُبْحُه مِنَ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَثِيرًا مَا تَرِدُ الفاحشةُ بِمَعْنَى الزِّنَا وَيُسَمَّى الزِّنَا فَاحِشَةً، وَقَالَ اللَّه تَعَالَى: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ* ؛ قِيلَ: الْفَاحِشَةُ الْمُبَيِّنَةُ أَن تَزْنِيَ فتُخْرَج لِلْحدّ، وَقِيلَ: الفاحشةُ خروجُها مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذن زَوْجِهَا، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَن تَبْذُوَ على أَحْمائِها بِذَرابةِ لِسَانِهَا فتُؤْذِيَهُم وتَلُوكَ ذَلِكَ. فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَجْعل لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَةً وذَكر أَنه نَقَلها إِلى بَيْتِ ابْنِ أُم مَكتوم لبَذاءتِها وسَلاطةِ لِسانِها وَلَمْ يُبْطِلْ سُكْناها لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ. وكلُّ خَصْلة قبيحةٍ، فَهِيَ فاحشةٌ مِنَ الأَقوال والأَفعال؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَالَ لِعَائِشَةَ لَا تَقُولِي ذَلِكَ فإِن اللَّه لَا يُحبُّ الفُحْشَ وَلَا التفاحُشَ ؛ أَراد بالفُحْش التَّعَدِّيَ فِي الْقَوْلِ وَالْجَوَابِ لَا الفُحْشَ الَّذِي هُوَ مِنْ قَذَعِ الْكَلَامِ وَرَدِيئِهِ، والتَّفاحُشُ تَفاعُلٌ مِنْهُ؛ وَقَدْ

يَكُونُ الفُحْشُ بِمَعْنَى الزِّيَادَةِ وَالْكَثْرَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ وَقَدْ سُئِل عَنْ دَمِ الْبَرَاغِيثِ فَقَالَ: إِن لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا فَلَا بأْس. وكلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ قدرَه وحدَّه، فَهُوَ فاحِشٌ. وَقَدْ فَحُشَ الأَمر فُحْشاً وتفاحَشَ. وفَحَّشَ بِالشَّيْءِ: شَنَّعَ. وفَحُشَت المرأَةُ: قَبُحت وكبِرَت؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: وعَلِقْتَ تُجْرِيهِمْ عَجُوزَك، بعد ما ... فَحُشَتْ محاسِنُها عَلَى الخُطَّاب وأَفْحَشَ الرَّجُلُ إِذا قَالَ قَوْلًا فَاحِشًا، وَقَدْ فَحُشَ عَلَيْنَا فلانٌ وإِنه لَفَحّاشٌ، وتفَحّشَ فِي كَلَامِهِ، وَيَكُونُ المُتَفَحّشُ الَّذِي يأْتي بِالْفَاحِشَةِ المَنْهيّ عَنْهَا. وَرَجُلٌ فَحّاش: كَثِيرُ الفُحْش، وفَحُشَ قَوْلُهُ فُحْشاً. وكلُّ أَمر لَا يَكُونُ مُوَافِقًا للحقِّ والقَدْر، فَهُوَ فاحشةٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَالُوا فاحِشٌ وفُحَشاء كجاهلٍ وجُهلاء حَيْثُ كَانَ الفُحْشُ ضرْباً مِنْ ضُروب الْجَهْلِ ونَقِيضاً للحِلْم؛ وأَنشد الأَصمعي: وَهَلْ عَلِمْت فُحَشاءَ جَهَلَهْ وأَما قَوْلُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مَعْنَاهُ يأْمركم بأَن لَا تَتَصَدَّقُوا، وَقِيلَ: الْفَحْشَاءُ هَاهُنَا البُخْل، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي البَخيلَ فَاحِشًا؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: أَرى المَوْتَ يَعتامُ الكِرامَ، ويَصْطَفي ... عَقِيلةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ يَعْنِي الَّذِي جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْبُخْلِ. وَقَالَ ابن بري: الفاحِشُ السَّيِء الخلُق الْمُتَشَدِّدُ الْبَخِيلُ. يَعْتامُ: يَخْتَارُ. يَصْطفي أَي يأْخذ صَفْوته وَهِيَ خِيارُه. وعَقِيلةُ الْمَالِ: أَكرمُه وأَنفَسُه؛ وتفحَّش عليهم بلسانه. فدش: فَدَشه يَفْدِشُه فَدْشاً: دَفَعَهُ. وفَدَشَ الشيءَ فَدْشاً: شدَخَه. وامرأَة فَدْشاءُ، كمَدْشاء: لَا لَحْمَ عَلَى يَدَيْهَا. وَرَجُلٌ فَدِشٌ: أَخْرَقُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والفَدْش: أُنثى العَناكب؛ عن كراع. فرش: فَرَشَ الشَّيْءَ يفْرِشُه ويَفْرُشُه فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَش وافْتَرَشَه: بسَطَه. اللَّيْثُ: الفَرْشُ مَصْدَرُ فَرَشَ يَفْرِش ويفْرُش وَهُوَ بَسْطُ الْفِرَاشِ، وافْتَرشَ فُلَانٌ تُراباً أَو ثَوْبًا تَحْتَهُ. وأَفْرَشَت الْفَرَسُ إِذا اسْتَأْتَتْ أَي طَلَبَتْ أَن تُؤْتى. وافْتَرشَ فُلَانٌ لسانَه: تَكَلَّمَ كَيْفَ شَاءَ أَي بَسَطَهُ. وافْتَرشَ الأَسدُ وَالذِّئْبُ ذِرَاعَيْهِ: رَبَضَ عَلَيْهِمَا وَمَدَّهُمَا؛ قَالَ: تَرى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيه، ... كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه الصَّدِيعُ وافتَرَشَ ذِرَاعَيْهِ: بَسَطَهُمَا عَلَى الأَرض. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى فِي الصَّلَاةِ عَنِ افْتِرَاشِ السَّبُعِ ، وَهُوَ أَن يَبْسُط ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُودِ وَلَا يُقِلَّهما ويرْفَعَهما عَنِ الأَرض إِذا سَجَد كَمَا يَفْتَرشُ الذئبُ وَالْكَلْبُ ذِرَاعَيْهِ وَيَبْسُطُهُمَا. والافْتِراشُ، افْتِعالٌ: مِنَ الفَرْش والفِراش. وافْتَرَشَه أَي وطِئَه. والفِراشُ: مَا افْتُرِش، وَالْجَمْعُ أَفْرِشةٌ وفُرُشٌ؛ سِيبَوَيْهِ؛ وإِن شِئْتَ خفَّفْت فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ. وَقَدْ يُكَنَّى بالفَرْش عَنِ المرأَة. والمِفْرَشةُ: الوِطاءُ الَّذِي يُجْعل فَوْقَ الصُّفَّة. والفَرْشُ: المَفْروشُ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً ؛ أَي وِطاءً لَمْ يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لَا يُمْكِنُ الِاسْتِقْرَارُ عَلَيْهَا. وَيُقَالُ:

لَقِيَ فُلَانٌ فُلَانًا فافْتَرَشَه إِذا صرَعَه. والأَرض فِراشُ الأَنام، والفَرْشُ الفضاءُ الْوَاسِعُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ أَرض تَسْتوي وتَلِين وتَنْفَسِح عَنْهَا الْجِبَالُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ فَرَّش فُلَانٌ دَارَهُ إِذا بلّطَها، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ إِذا بَسَطَ فِيهَا الآجُرَّ والصَفِيحَ فَقَدْ فَرَّشَها. وتَفْرِيشُ الدَّارِ: تَبْلِيطُها. وجمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض: لَا سَنام لَهُ، وأَكمةٌ مُفْتَرِشةُ الأَرض كَذَلِكَ، وكلُّه مِنَ الفَرْشِ. والفَرِيشُ: الثَوْرُ الْعَرَبِيُّ الَّذِي لَا سَنَامَ لَهُ؛ قَالَ طُرَيْحٌ: غُبْس خَنابِس كُلُّهُنَّ مُصَدّرٌ، ... نَهْدُ الزُّبُنّة كالفَرِيشِ شَتِيمُ وفَرَشَه فِراشاً وأَفْرَشَه: فَرَشَه لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: فَرَشْتُ زَيْدًا بِساطاً وأَفْرَشْته وفَرَّشْته إِذا بَسَطت لَهُ بِساطاً فِي ضيافتِه، وأَفْرَشْته إِذا أَعْطَيته فَرْشاً مِنَ الإِبل. اللَّيْثُ: فَرَشْت فُلَانًا أَي فَرَشْت لَهُ، وَيُقَالُ: فَرَشْتُه أَمْري أَي بَسَطْتُهُ كلَّهُ، وفَرَشْت الشَّيْءَ أَفْرِشُه وأَفْرُشُه: بَسَطْتُهُ. وَيُقَالُ: فَرَشَه أَمْرَه إِذا أَوسَعه إِياه وبسَطه لَهُ. والمِفْرَشُ: شَيْءٌ كالشاذَكُونَة «1». والمِفْرَشةُ: شَيْءٌ يَكُونُ عَلَى الرحْل يَقعد عَلَيْهَا الرَّجُلُ، وَهِيَ أَصغرُ مِنَ المِفْرَش، والمِفْرَش أَكبرُ مِنْهُ. والفُرُشُ والمَفارِشُ: النِّساءُ لأَنهن يُفتَرَشْن؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: مِنْهُمْ وَلَا هُلْك المَفارِش عُزَّل أَي النِّسَاءُ، وافْتَرَشَ الرَّجُلُ المرأَة للّذَّة. والفَريشُ: الجاريةُ يَفْتَرِشُها الرجلُ. اللَّيْثُ: جَارِيَةٌ فَرِيشٌ قَدِ افْتَرَشَها الرَّجُلُ، فَعِيلٌ جَاءَ مِنِ افْتَعَل، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع جَارِيَةٌ فَرِيش لِغَيْرِهِ. أَبو عَمْرٍو: الفِراش الزَّوْجُ والفِراش المرأَة والفِراشُ مَا يَنامان عَلَيْهِ والفِراش الْبَيْتُ والفِراشُ عُشُّ الطائرِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى فِراش عَزِيزَةٍ والفَراشُ: مَوْقِع اللِّسَانِ فِي قَعْرِ الفمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ؛ قَالُوا: أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الْجَنَّةِ ذواتِ الفُرُشِ. يُقَالُ لامرأَة الرَّجُلِ: هِيَ فِراشُه وإِزارُه ولِحافُه، وَقَوْلُهُ مَرْفُوعَةٍ رُفِعْن بالجَمال عَنْ نِسَاءِ أَهلِ الدُّنْيَا، وكلُّ فاضلٍ رَفِيعٌ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الولدُ للفِراشِ ولِلْعاهِر الحجَرُ ؛ مَعْنَاهُ أَنه لِمَالِكِ الفِراشِ وَهُوَ الزَّوْجُ والمَوْلى لأَنه يَفْتَرِشُها، هذا مِنْ مُخْتَصَرِ الْكَلَامِ كَقَوْلِهِ عز وجل: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ، يُرِيدُ أَهلَ القريةِ. والمرأَة تُسَمَّى فِراشاً لأَن الرَّجُلَ يَفْتَرِشُها. وَيُقَالُ: افْتَرَشَ القومُ الطريقَ إِذا سَلَكُوهُ. وافْتَرشَ فلانٌ كريمةَ فلانٍ فَلَمْ يُحْسنْ صُحْبَتَهَا إِذا تَزَوَّجَهَا. وَيُقَالُ: فلانٌ كريمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إِذا كَانَ يَفْرُشُ نفسَه لَهُمْ. وَفُلَانٌ كريمُ المَفارِشِ إِذا تَزَوَّجَ كرائمَ النِّساء. والفَرِيشُ مِنَ الْحَافِرِ: الَّتِي أَتى عَلَيْهَا مِنْ نِتاجها سبعةُ أَيام وَاسْتَحَقَّتْ أَن تُضرَبَ، أَتاناً كَانَتْ أَو فَرَساً، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ بالفَرِيشِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْجَمْعُ فَرائشُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: راحَتْ يُقَحِّمُها ذُو ازْملٍ وسَقَتْ ... لَهُ الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَيادِيدُ الأَصمعي: فرسٌ فَرِيشٌ إِذا حُمِلَ عَلَيْهَا بَعْدَ النِّتاج بِسَبْعٍ. والفَرِيشُ مِنْ ذَوَاتِ الْحَافِرِ: بِمَنْزِلَةِ النُّفَساء

_ (1). الشاذكونة: ثياب مُضرَّبَة تعمل باليمن [القاموس].

مِنَ النِّسَاءِ إِذا طهُرت وَبِمَنْزِلَةِ العُوذِ مِنَ النُّوقِ. والفَرْشُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَكْثُرُ فِيهِ النَّبَاتُ. والفَرْشُ: الزَّرْعُ إِذا فَرَّشَ. وفَرَشَ النباتُ فَرْشاً: انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرض. والمُفَرِّشُ: الزَّرْعُ إِذا انْبَسَطَ، وَقَدْ فَرَّشَ تَفْريشاً. وفَراشُ اللِّسَانِ: اللُّحْمَةُ الَّتِي تَحْتَهُ، وَقِيلَ: هِيَ الْجِلْدَةُ الخَشْناء الَّتِي تَلِي أُصولَ الأَسْنان العُلْيا، وَقِيلَ: الفَراشُ مَوْقع اللِّسَانِ مِنْ أَسفل الحَنَك، وَقِيلَ: الفَراشَتانِ بِالْهَاءِ غُرْضُوفانِ عِنْدَ اللَّهاة. وفَراشُ الرأْس: عِظامٌ رِقاق تَلِي القِحْف. النَّضْرُ: الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تَحْتَ اللِّسَانِ؛ وأَنشد يَصِفُ فَرَسًا: خَفِيف النَّعامةٍ ذُو مَيْعةٍ، ... كَثِيف الفَراشةِ نَاتِي الصُّرَد ابْنُ شُمَيْلٍ: فَراشا اللجامِ الحَديدتانِ اللَّتَانِ يُرْبط بِهِمَا الْعِذَارَانِ، والعذَارانِ السَّيْرانِ اللَّذَانِ يُجْمعان عِنْدَ القَفا. ابْنُ الأَعرابي: الفَرْشُ الْكذِبُ، يُقَالُ: كَمْ تَفْرُش كَمْ وفَراشُ الرأْس: طرائقُ دِقاق مِنَ القِحْف، وَقِيلَ: هُوَ مَا رَقَّ مِنْ عظْم الْهَامَةِ، وَقِيلَ: كلُّ رقيقٍ مِنْ عظمٍ فَراشَةٌ، وَقِيلَ: كُلُّ عَظْمٍ ضُرب فَطَارَتْ مِنْهُ عظامٌ رِقاقٌ فَهِيَ الفَراش، وَقِيلَ: كُلُّ قُشور تَكُونُ عَلَى العظْم دُونَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هِيَ العِظامُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ رأْس الإِنسان إِذا شُجّ وكُسِر، وَقِيلَ: لَا تُسمى عِظامُ الرأْس فَراشاً حَتَّى تَتَبَيَّنَ، الْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ فَراشةٌ. والمُفَرِّشةُ والمُفْتَرِشةُ مِنَ الشِّجاجِ: الَّتِي تَبْلُغُ الفَراش. وَفِي حَدِيثِ مَالِكٍ: فِي المُنَقِّلَةِ الَّتِي يَطيرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ؛ المُنَقِّلَةُ مِنَ الشِّجاج الَّتِي تُنَقِّلُ الْعِظَامَ. الأَصمعي: المُنَقِّلة مِنَ الشِّجَاجِ هِيَ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا فَراشُ الْعِظَامِ وَهِيَ قِشْرَةٌ تَكُونُ عَلَى الْعَظْمِ دُونَ اللَّحْمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: ويَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب والفَراش: عَظْمُ الْحَاجِبِ. وَيُقَالُ: ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه، وَذَلِكَ إِذا طَارَتِ الْعِظَامُ رِقاقاً مِنْ رأْسه. وَكُلُّ رَقِيقٍ مِنْ عَظْمٍ أَو حديدٍ، فَهُوَ فَراشةٌ؛ وبه سميت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: ضَرْبٌ يَطِير مِنْهُ فَراشُ الهامِ ؛ الفَراشُ: عِظَامٌ رِقَاقٌ تَلِي قِحْف الرأْس. الْجَوْهَرِيُّ: المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ الَّتِي تَصْدَع الْعَظْمَ وَلَا تَهْشِم، والفَراشةُ: مَا شخَص مِنْ فُرُوعِ الْكَتِفَيْنِ فِيمَا بَيْنَ أَصْل الْعُنُقِ وَمُسْتَوَى الظَّهْرِ وَهُمَا فَراشا الْكَتِفَيْنِ. والفَراشَتان: طرَفا الْوَرِكَيْنِ فِي النُّقْرة. وفَراشُ الظَّهْر: مَشكّ أَعالي الضُّلُوع فِيهِ. وفَراشُ القُفْل: مَناشِبُه، واحدتُها فَراشة؛ حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسبها عَرَبِيَّةً. وكلُّ حديدةٍ رَقِيقَةٍ: فَراشةٌ. وفَراشةُ القُفْل: مَا يَنْشَبُ فِيهِ. يُقَالُ: أَقْفَلَ فأَفْرَشَ. وفَراشُ النَّبِيذ: الحَبَبُ الَّذِي عَلَيْهِ. والفَرْشُ: الزَّرْع إِذا صَارَتْ لَهُ ثلاثُ ورَقاتٍ وأَرْبعٌ. وفَرْشُ الإِبِلِ وغيرِها: صِغارُها، الواحدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سواءٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَمْ أَسمع لَهُ بِجَمْعٍ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا سُمِّيَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ فَرَشَها اللَّهُ فَرْشاً أَي بَثَّها بَثّاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً ؛ وفَرْشُها: كِبارُها؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: لَهُ إِبلٌ فَرْشٌ وذاتُ أَسِنَّة ... صُهابيّة، حانَتْ عَلَيْهِ حُقُوقُها وَقِيلَ: الفَرْشُ مِنَ النَّعَم مَا لَا يَصْلح إِلا لِلذَّبْحِ.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الحَمُولةُ مَا أَطاقَ العملَ والحَمْلَ. والفَرْشُ: الصغارُ. وقال أَبو إِسحق: أَجْمَع أهْلُ اللُّغَةِ عَلَى أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل. وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الفَرْشُ صغارُ الإِبل، وإِن الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ مِنَ الفَرْش. قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ يَدُلُّ عَلَيْهِ قولُه عَزَّ وَجَلَّ: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ، فَلَمَّا جَاءَ هَذَا بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ حَمُولة وفرْشاً جَعَلَهُ لِلْبَقَرِ وَالْغَنَمِ مَعَ الإِبل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَنشدني غيرهُ مَا يُحَقّق قَوْلَ أَهل التَّفْسِيرِ: ولنا الحامِلُ الحَمُولةُ، والفَرْشُ ... مِنَ الضَّأْن، والحُصُونُ السيُوفُ وَفِي حَدِيثِ أُذَينةَ: فِي الظُّفْرِ فَرْشٌ مِنَ الإِبل ؛ هُوَ صغارُ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ مَا لَا يَصْلُحُ إِلا لِلذَّبْحِ. وأَفْرَشْتُه: أَعْطَيته فَرْشاً مِنَ الإِبل، صِغَارًا أَو كِبَارًا. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ يَذْكُرُ السَّنَة: وتركَتِ الفَرِيش مُسْحَنْكِكاً أَي شديدَ السَّوَادِ مِنَ الِاحْتِرَاقِ. قِيلَ: الفَراش الصغارُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: هَذَا غيرُ صَحِيحٍ عِنْدِي لأَن الصِّغارَ مِنَ الإِبل لَا يُقَالُ لَهَا إِلا الفَرْش. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَكُمُ الْعَارِضُ والفَريشُ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هِيَ الَّتِي وَضَعَت حَدِيثًا كالنُّفَساء مِنَ النِّسَاءِ. والفَرْشُ: مَنَابِتُ العُرْفُط؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَشْعَث أَعْلى مَالِهِ كِففٌ لَهُ ... بفَرشِ فلاةٍ، بينَهنَّ قَصِيمُ ابْنُ الأَعرابي: فَرْشٌ مِنْ عُرْفُط وقَصِيمَةٌ مِنْ غَضاً وأَيكةٌ مِنْ أَثْلٍ وغالٌّ مِنْ سَلَم وسَليلٌ مِنْ سَمُر. وفَرْشُ الْحَطَبِ وَالشَّجَرِ: دِقُّه وصِغارُه. وَيُقَالُ: مَا بِهَا إِلا فَرْشٌ مِنَ الشَّجَرِ. وفَرْشُ العِضاهِ: جماعتُها. والفَرْشُ: الدارةُ مِنَ الطّلْح، وَقِيلَ: الفَرْشُ الغَمْضُ مِنَ الأَرض فِيهِ العُرْفُطُ والسَّلَم والعَرْفَجُ والطَّلْح والقَتاد والسَّمُر والعَوْسجُ، وَهُوَ يَنْبُتُ فِي الأَرض مُسْتَوِيَةً مِيلًا وَفَرْسَخًا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَقَدْ أَراها وشَواها الحُبْشا ... ومِشْفَراً، إِن نطَقَتْ، أَرَشَّا كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِن الإِبل إِذا أَكلت الْعُرْفُطَ وَالسَّلَمَ استَرْخت أَفواهُها. والفَرْشُ فِي رِجْل الْبَعِيرِ: اتساعٌ قَلِيلٌ وَهُوَ مَحْمُودٌ، وإِذا كثُر وأَفرط الرَّوَحُ حَتَّى اصطَكَّ العُرْقوبان فَهُوَ العَقَل، وَهُوَ مَذْمُومٌ. وَنَاقَةٌ مَفْرُوشةُ الرِّجْل إِذا كَانَ فِيهَا اسْطار «2» وَانْحِنَاءٌ؛ وأَنشد الْجَعْدِيُّ: مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البئْرِ دَوْسَرة، ... مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لَمْ يَكُنْ عَقَلا وَيُقَالُ: الفَرْشُ فِي الرِّجْل هُوَ أَن لَا يَكُونَ فِيهَا انْتِصابٌ وَلَا إِقْعاد. وافْتَرَشَ الشيءُ أَي انْبَسَطَ. وَيُقَالُ: أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إِذا كَانَتْ دكَّاءَ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: لَكُمُ العارِض والفَريشُ ؛ الفَريشُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا انْبَسط عَلَى وَجْهِ الأَرض وَلَمْ يَقُم عَلَى سَاقٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الفَرْشُ مَدْح والعَقَل ذمٌّ، والفَرْشُ اتِّسَاعٌ فِي رِجْل الْبَعِيرِ، فَإِنْ كثُر فَهُوَ عَقَل. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَرْشةُ الطريقةُ الْمُطْمَئِنَّةُ مِنَ الأَرض شَيْئًا يقودُ اليومَ وَاللَّيْلَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ، قَالَ. وَلَا يَكُونُ إِلا فِيمَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض وَاسْتَوَى وأَصْحَرَ، وَالْجَمْعُ فُرُوش. والفَراشة: حِجَارَةٌ عِظَامٌ أَمثال الأَرْحاء تُوضَعُ أَوّلًا ثُمَّ يُبْنى عَلَيْهَا الركِيبُ وَهُوَ حَائِطُ النَّخْلِ. والفَراشةُ:

_ (2). قوله: اسْطار؛ هكذا في الأَصل.

الْبَقِيَّةُ تَبْقَى فِي الْحَوْضِ مِنَ الْمَاءِ الْقَلِيلِ الَّذِي تُرَى أَرض الْحَوْضِ مِنْ وَرَائِهِ مِنْ صَفائه. والفَراشةُ: مَنْقَع الْمَاءِ فِي الصفاةِ، وجمعُها فَراشٌ. وفَراشُ القاعِ وَالطِّينِ: مَا يَبِسَ بَعْدَ نُضُوب الْمَاءِ مِنَ الطِّينِ عَلَى وَجْهِ الأَرض، والفَراشُ: أَقلُّ مِنَ الضَّحْضاح؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحُمُر: وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فَراشاً، وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويابِسُ والفَراشُ: حَبَبُ الماءِ مِنَ العَرَقِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَرَقِ: عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف هَذَا الْبَيْتَ إِنما الْمَعْرُوفُ بَيْتُ لَبِيدٍ: عَلا المسْك والدِّيباج فوقَ نُحورِهم ... فَراش المسيحِ، كالجُمَان المُثَقَّب قَالَ: وأَرى ابْنَ الأَعرابي إِنما أَراد هَذَا الْبَيْتَ فأَحالَ الروايةَ إِلا أَن يَكُونَ لَبِيدٌ قَدْ أَقْوى فَقَالَ: فَرَاشُ الْمَسِيحِ فَوْقَهُ يَتَصَبَّبُ قَالَ: وإِنما قُلْتُ إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هَذِهِ القصيدةِ مجرورٌ، وأَوّلُها: أَرى النفسَ لَجّتْ فِي رَجاءٍ مُكَذَّبِ، ... وَقَدْ جَرّبَتْ لَوْ تَقْتَدِي بالمُجَرَّبِ وَرَوَى الْبَيْتَ: كَالْجُمَانِ المُحَبّبِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ رفعَ الفَراشَ ونَصَبَ المِسْكَ فِي الْبَيْتِ رفَعَ الدِّيباجَ عَلَى أَن الْوَاوَ لِلْحَالِ، ومَنْ نَصَبَ الفَراشَ رفعَهما. والفَرَاشُ: دوابٌّ مِثْلُ الْبَعُوضِ تَطير، واحدتُها فَراشةٌ. والفرَاشةُ: الَّتِي تَطير وتَهافَتُ فِي السِّراج، وَالْجَمْعُ فَراشٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ ، قَالَ: الفَراش مَا تَراه كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ فِي النَّارِ، شَبَّهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الناسَ يومَ البَعْث بِالْجَرَادِ المُنْتَشر وبالفَراش الْمَبْثُوثِ لأَنهم إِذا بُعِثُوا يمُوج بعضُهم فِي بَعْضٍ كَالْجَرَادِ الَّذِي يَمُوج بعضُه فِي بَعْضٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ كالغَوْغاءِ مِنَ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُول يَوْمَئِذٍ بعضُهم فِي بَعْضٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَراشُ الَّذِي يَطِير؛ وأَنشد: أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ، فِحلْمُهم ... حِلْمُ الفَراشِ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي «1» : أَزرَى بحِلمِكُمُ الفِياشُ، فأنتمُ ... مثلُ الفَراش غَشِين نَارَ الْمُصْطَلِي وَفِي الْمَثَلِ: أَطْيَشُ مِنْ فَراشةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَتَقادَعُ بِهِمْ جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ ؛ هُوَ بِالْفَتْحِ الطَّيْرُ الَّذِي يُلْقي نفسَه فِي ضَوْءِ السِّراج؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: جَعَلَ الفَراشُ وَهَذِهِ الدوابُّ تَقَعُ فِيهَا. والفَراشُ: الخفيفُ الطَّيّاشَةُ مِنَ الرِّجَالِ. وتَفَرّش الطائرُ: رَفْرَفَ بِجَنَاحَيْهِ وبسَطَهما؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ رَبِيئَةً: فَأَتانا يَسْعَى تَفَرُّشَ أُمّ البَيْض ... شَدّاً، وَقَدْ تَعالى النهارُ وَيُقَالُ: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إِذا جَعَلَ يُرَفْرِف عَلَى الشَّيْءِ، وَهِيَ الشَّرْشَرةُ والرَفْرَفةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَتِ الحُمَّرةُ فَجَعَلَتْ تفَرّش ؛ هُوَ أَن تَقْرب مِنَ الأَرض وتَفْرُش جَناحيها وتُرَفْرِف. وضرَبَه فَمَا أَفْرَش عَنْهُ حَتَّى قَتَلَه أَي مَا أَقْلعَ عَنْهُ، وأَفْرَش عَنْهُمُ الموتُ أَي ارْتفع؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَفْرَشَ عَنْهُ أَي مَا أَقْلَع؛ قَالَ يزيد

_ (1). هذا البيت لجرير وهو في ديوانه على هذه الصورة

بْنُ عَمْرِو بْنِ الصَّعِق «1»: نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَهْ، ... يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَلَهْ، نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْتَخَلَهْ، ... لَمْ تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عَنْهَا الصَّقَلَهْ أَي أَنها جُدُدٌ. وَمَعْنَى مُنْتَخَلة: مُتَخَيَّرة. يُقَالُ: تَنَخَّلْت الشيءَ وانْتَخَلْته اخْتَرْته. والصَّقَلةُ: جمعُ صاقِل مِثْلُ كَاتِبٍ وكَتَبة. وَقَوْلُهُ لَمْ تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَي لَمْ تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عَنْهَا الصقلةُ أَي أَنها جُدُدٌ قَرِيبةُ العهدِ بالصَّقْلِ. وَفَرَشَ عَنْهُ: أَرادَه وتهيّأَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِلا أَن يَكُونَ مَالًا مُفْتَرَشاً أَي مَغْصُوبًا قَدِ انْبَسطت فِيهِ الأَيْدي بِغَيْرِ حَقٍّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ إِذا اسْتباحَه بالوَقِيعة فِيهِ، وحقيقتُه جَعَله لِنَفْسِهِ فِراشاً يطؤُه. وفَرْش الجَبَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثيّر عَزَّةَ: أَهاجَك بَرْقٌ آخِرَ الليلِ واصِبُ، ... تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ؟ والفَرَاشةُ: أَرض؛ قَالَ الأَخطل: وأَقْفَرت الفَراشةُ والحُبَيّا، ... وأَقْفَر، بَعْد فاطِمةَ، الشَّقِيرُ «2» وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فَرْش، بِفَتْحِ الْفَاءِ وَتَسْكِينِ الرَّاءِ، وادٍ سلَكه النبي، صلى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، حِينَ سارَ إِلى بدر، واللَّه أَعلم. فرطش: فَرْطَشَ الرجلُ: قَعَدَ ففَتح مَا بَيْنَ رِجْليه. اللَّيْثُ: فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحّجَت للحَلْب وفَرْطَشَت للبَوْل؛ قَالَ الأَزهري: كَذَا قرأْته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ فَطْرَشَت إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا. فشش: الفَشُّ: تَتَبُّع السَّرَقِ الدونِ، فَشَّه يَفُشّه فَشّاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نحْنُ ولِيناهُ فَلَا نَفُشُّه، ... وابنُ مُفاض قائمٌ يَمُشُّه يأْخذ مَا يُهْدَى لَهُ يَقُشُّه، ... كَيْفَ يُؤَاتِيه وَلَا يَؤُشّه؟ وانْفَشّت الرياحُ: خَرَجَتْ عَنِ الزِّق وَنَحْوِهِ. والفَشُّ: الحلْبُ، وَقِيلَ: الحلْبُ السريعُ. وفَشّ الناقةَ يَفُشُّها فَشًّا: أَسْرع حَلْبَها، وفَشّ الضرعَ فَشّاً: حلَب جميعَ مَا فِيهِ. وَنَاقَةٌ فَشُوشٌ: مُنْتَشِرةُ الشَّخْبِ أَي يتَشَعّبُ إِحْلِيلُها مِثْلُ شُعَاعِ قَرْن الشمسِ حِينَ يطْلع أَي يتفَرّقُ شَخْبُها فِي الإِناء فَلَا يُرَغّي بيّنةُ الفَشَاشِ، وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَشُعَيْبٍ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: لَيْسَ فِيهَا عَزُوزٌ وَلَا فَشُوشٌ ؛ الفَشُوش: الَّتِي يَنْفَشّ لبنُها مِنْ غَيْرِ حَلْب أَي يَجْري لسَعةِ الإِحْليل، وَمِثْلُهُ الفَتوح والثَّرُور. والفَشْفَشةُ: ضَعْفُ الرأْي. والفَشْفَشةُ: الخَرُّوبة. ابْنُ الأَعرابي: الفَشّ الطَّحْرَبةُ والفَشُّ النَّميمة والفَشُّ الأَحْمَق. والخَرُوبُ يُقَالُ لَهُ: الفَشّ. وفشَّ الرطْبَ فَشّاً: أَخْرَج زُبْدَة. وفَشَّ القِرْبةَ

_ (1). قوله [قال يزيد إلخ] هكذا في الأَصل، والذي في ياقوت وأَمثال الميداني: لم أَر يوماً مثل يوم جبله ... لما أَتتنا أسد وحنظله وغطفان والملوك أزفله ... نعلوهم بقضب منتخله وزاد الميداني: لَمْ تَعْدُ أَن أَفرش عنها الصقله (2). قوله [الشقير] كذا بالأَصل هنا وفي مادة شقر بالقاف، وفي ياقوت: الشفير بالفاء.

يَفُشّها فَسّاً: حلَّ وِكاءَها فخرجَ رِيحُها. والفَشُوش: السقاءُ الَّذِي يَتَحَلّب. وَفِي بَعْضِ الأَمثال: لأَفُشّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَك؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: مَعْنَاهُ لأَحلُبَنّك وَذَلِكَ أَن يُنْفَخ ثُمَّ يُحَلّ وِكاؤُه ويُتْرك مَفْتُوحًا ثُمَّ يُمْلأَ لبَناً، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لأَفُشَّنَّ وَطْبَك أَي لأَذْهَبَنّ بكِبْرِك وتِيهِك؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعْنَاهُ لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك مِنْ رأْسك، مِنْ فَشَّ السقاءَ إِذا أَخْرج مِنْهُ الرِّيحَ، وَهُوَ يُقَالُ للغَضْبان، وَرُبَّمَا قَالُوا: فَشّ الرجُلُ إِذا تَجَشّأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الشيطانَ يفُشُّ بَين أَلْيَتَي أَحدِكم حَتَّى يُخَيِّلَ إِليه أَنه قَدْ أَحْدث أَي يَنْفُخ نَفْخاً ضَعِيفًا. وَيُقَالُ: فُشّ السقاءُ إِذا خَرَجَ مِنْهُ الرِّيحُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا يَنْصَرِف حَتَّى يَسْمع فَشِيشَها أَي صوتَ رِيحِهَا، قَالَ: والفَشِيشُ الصَّوْتُ، وَمِنْهُ فَشِيشُ الأَفعى، وَهُوَ صَوْتُ جِلْدِهَا إِذَا مشَتْ فِي اليَبَسِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْمَوَالِي: فأَتت جاريةٌ فأَقبلت وأَدبرت وإنَي لأَسْمع بَيْنَ فَخْذَيْهَا مِنْ لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش ؛ قَالَ: هِيَ جِنْسٌ مِنَ الْحَيَّاتِ وَاحِدُهَا حِرْبِش. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: جَاءَهُ رجلُ فَقَالَ: أَتيْتُك مِنْ عِنْدِ رجلٍ يَكْتُب المصاحفَ مِنْ غَيْرِ مُصْحَف، فغَضِبَ حَتَّى ذَكرتُ الزِّقَّ وانتفاخَه قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: ابنُ أُمِّ عَبْدٍ، فذكرتُ الزِّقَّ وانفشاشَه ، يُرِيدُ أَنه غَضِب حى انْتَفَخَ غَيْظاً ثُمَّ لَمَّا زَالَ غضبُه انْفَشَّ انتفاخُه، والانْفِشاش: انْفِعال مِنَ الفَشّ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ مَعَ ابْنِ صَيَّادٍ: فَقُلْتُ لَهُ اخْسَ «1» فَلَنْ تَعْدُو قَدْرَك فكأَنه كَانَ سِقَاءً فُشّ أَي فُتِح فانْفَشّ مَا فِيهِ وخَرَجَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَضِب فَلَمْ يَقْدِر عَلَى التَّغْيِيرِ: فَشاشِ فُشِّيه مِنِ استِه إِلى فِيه. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ إِذا فُتح رأْسُه وأُخْرِج مِنْهُ الريحُ: فُشَّ، وَقَدْ فُشّ السِّقَاءُ يُفَشُّ. وفَشَشْت الزِّقَّ إِذا أَخْرَجْت ريحَه. والفَشُوش: النَّاقَةُ الواسعةُ الإِحْليل. والفَشُوش والمُقَصِّعةُ والمُطَحْرِبةُ: الأَمةُ الفَشّاء. وَيُقَالُ: انْفَشَّت عِلَّةُ فلانٍ إِذا أَقبل مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَعطهم صدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَلُ الشَّفَتَيْنِ مُنْفَشُّ المَنْخِرين أَي مُنْتفخهما مَعَ قُصُورِ المارِن وانْبِطاحه، وَهُوَ مِنْ صِفَاتِ الزَّنْجِ والحَبَشِ فِي أُنوفِهم وشِفاهِهم، وَهُوَ تأْويل قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطيعوا وَلَوْ أُمِّر عَلَيْكُمْ عبدٌ حبشِيٌّ مُجَدَّعٌ ، وَالضَّمِيرُ فِي أَعطهم لأُولي الأَمر. والفَشُّ: الفَسْوُ. والفَشُوشُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّرُوط، وَقِيلَ: هِيَ الرِّخْوةُ المَتاعِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَقْعُدُ عَلَى الجُرْدان؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وازْجُرْ بَني النجّاخةِ الفَشُوشِ وفَشَّ المرأَةَ يَفُشُّها فَشّاً: نَكحَها، وفَشَّ القُفْلَ فَشّاً: فتَحه بِغَيْرِ مِفْتَاحٍ. والانْفِشاش: الِانْكِسَارُ عَنِ الشَّيْءِ والفَشَلُ. وانْفَشَّ الرَّجُلُ عَنِ الأَمر أَي فَتَر وكَسِل. وانْفَشَّ الجُرْح: سكَن ورَمُه؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. والفَشُّ: الأَكْل؛ قَالَ جَرِيرٌ: فبِتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأَنَّكمْ ... مُطَلَّقةٌ يَوْمًا، وَيَوْمًا تُراجَعُ وفَشَّ القومُ يَفِشُّون فُشوشاً: أَحْيَوْا بَعْدَ هُزال. وأَفَشُّوا: انْطَلَقُوا فجَفَلوا. والفَشُّ مِنَ الأَرض: الهَجْل الَّذِي لَيْسَ بجُدٍّ عَمِيقٍ وَلَا مُتَطامِنٍ جِدّاً. والفَشّ: حَمْل اليَنْبُوت، وَاحِدَتُهُ فَشَّةٌ وجمعها

_ (1). قوله [اخس] كذا بالأَصل والنهاية، والذي في مسلم اخسأ بهمزة آخره.

فِشَاشٌ. والفَشُوشُ: الخَرُّوب. والفِشّاش والفِشْفاش: كِسَاءٌ رَقِيقٌ غَلِيظُ النَّسج، وَقِيلَ: الفِشَّاشُ الْكِسَاءُ الْغَلِيظُ، والفَشُوش: الْكِسَاءُ السَّخِيف. وَفِي حَدِيثِ شَقِيقٍ: أَنه خرَج إِلى الْمَسْجِدِ وَعَلَيْهِ فِشّاش لَهُ ؛ وَهُوَ كِسَاءٌ غَلِيظٌ. وفَشِيشةُ: بئرٌ لِحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ لَقَبٌ لِبَنِي تَمِيمٍ؛ وأَنشد: ذَهَبَتْ فَشِيشةُ بالأَباعِر حَوْلَنا ... سَرَقاً، فصَبَّ عَلَى فَشِيشةَ أَبْجَرُ وفَشْفَشَ ببَوْله: نضَحه. وفَشْفَش الرجلُ: أَفرط فِي الْكَذِبِ. وَرَجُلٌ فَشْفاش: يَتَنَفّجُ بِالْكَذِبِ ويَنْتحِل مَا لِغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: سَمَّيْتُك الفَشْفَاشَ ، يَعْنِي سَيْفَه وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُحْكَم عملُه. وفَشْفَشَ فِي الْقَوْلِ إِذا أَفرط فِي الْكَذِبِ. والفَشْفاش: عُشْبة نَحْوُ البَسْباسِ، واحدته فَشْفاشة. فطرش: الأَزهري: اللَّيْثُ فَرْشَحَت الناقةُ إِذا تَفَحَّجت للحَلْب وفَرْطَشَت لِلْبَوْلِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا قرأْته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، وَالصَّوَابُ فَطْرَشَت إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا. فنش: التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعْتُ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: نَبَّشَ الرجلُ فِي الأَمر وفَنَّشَ إِذا اسْترْخى فِيهِ. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ القَيْسيِّين يَقُولُونَ: فَنَّشَ الرَّجُلُ عَنِ الأَمر وفَيَّش إِذا خامَ عنه. فنجش: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ دُرَيْدٍ فَنْجَشٌ واسعٌ. وفَجَشْتُ الشيءَ: وسَّعته، قَالَ: وأَحسب اشْتِقَاقَهُ منه. فندش: الفَنْدَشةُ: الذَّهَابُ فِي الأَرض. وفَنْدَشٌ: اسْمٌ؛ قَالَ: أَمِنْ ضَرْبةٍ بالعُودِ، لَمْ يَدْمَ كَلْمُها، ... ضَرَبْت بِمَصقُولٍ عُلاوةَ فَنْدَشِ؟ التَّهْذِيبُ: غُلَامٌ فَنْدَش إِذا كَانَ ضَابِطًا. وَقَدْ فَنْدَشَ غيرَه إِذا غلَبَه؛ وأَنشد بَعْضُ بَنِي نُمَيْرٍ: قَدْ دَمَصَت زَهْراء بِابْنِ فَنْدَشِ، ... يُفَنْدِشُ الناسَ ولم يُفَنْدَشِ فيش: الفَيْشةُ: أَعْلى الهامةِ. والفَيْشةُ: الكَمَرة، وَقِيلَ: الفَيْشةُ الذكَرُ الْمُنْتَفِخُ، وَالْجَمْعُ فَيْشٌ؛ وَقَوْلُهُ: وفَيْشة لَيْسَتْ كهذِي الفَيْش يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد الْجَمْعَ وأَن يَكُونَ أَراد الْوَاحِدَةُ فَحَذَفَ الْهَاءَ. والفَيْشَلةُ: كالفَيْشةِ، اللَّامُ فِيهَا عِنْدَ بَعْضِهِمْ زائدةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي عَبْدَلٍ وزَيْدَلٍ وأُولالك، وَقَدْ قِيلَ إِن اللَّامَ فِيهَا أَصل كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ: الفَيْشُ الفَيْشَلةُ الضَّعِيفَةُ وَقَدْ تَفايَشا أَيهما أَعظمْ كمَرَةً. والفَيْشُوشةُ: الضَّعْفُ والرَّخاوةُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: أَوْدَى بحِلمِهِمُ الفِياشُ، فحِلْمُهم ... حِلْمُ الفَرَاشِ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي الْجَوْهَرِيُّ: الفَيْشُ والفَيْشةُ رأْسُ الذكَر. وَرَجُلٌ فَيُوشٌ: ضَعيفٌ جَبان؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَنْ مُسْمَهِرٍّ لَيْسَ بالفَيُوشِ وفاشَ الرجلُ فَيْشاً وَهُوَ فَيُوشٌ: فَخَر، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَفْخَر وَلَا شَيْءَ عِنْدَهُ. وفايَشَه مُفايَشةً وفِياشاً: فاخَرَه. وَرَجُلٌ فَيَّاشٌ: مُفايِشٌ. وجاؤوا يَتَفايَشُون أَي يتفاخَرُون ويَتكاثَرُون، وَقَدْ فايَشْتم فِيَاشاً. وَيُقَالُ: فاشَ يَفِيشُ وفَشَّ يَفِشُّ بِمَعْنًى كَمَا يُقَالُ ذَامَ يَذِيمُ وذَمَّ يَذُمُّ. والفِيَاشُ: المُفاخرَةُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

فصل القاف

أَيُفايِشُون، وَقَدْ رَأَوْا حُفّاثَهم ... قَدْ عَضَّه، فقَضَى عَلَيْهِ الأَشْجَعُ؟ والفَيْش: النَّفْجُ يُرِي الرجلُ أَن عِنْدَهُ شَيْئًا وَلَيْسَ عَلَى مَا يُرِي. وَفُلَانٌ صاحبُ فِيَاشٍ ومُفايَشةٍ، وَفُلَانٌ فَيّاشٌ إِذا كَانَ نَفَّاخًا بِالْبَاطِلِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ طائلٌ. والفِيَاشُ: الطَّرْمَذَةُ. وَذُو فائِشٍ: مَلِكٌ؛ قَالَ الأَعشى: تَؤمّ سَلامةَ ذَا فائِشٍ، ... هُوَ اليومُ جَمٌّ لِميعادِها فصل القاف قرش: القَرْشُ: الْجَمْعُ والكسبُ وَالضَّمُّ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا يُضَمُّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ. ابْنُ سِيدَهْ: قَرَشَ قَرْشاً جَمَعَ وضمَّ مِنْ هُنَا وَهُنَا، وقَرَشَ يَقْرِشُ ويَقْرُشُ قَرْشاً، وَبِهِ سُمِّيَتْ قُرَيش. وتَقَرَّش القومُ: تجمَّعوا. والمُقَرِّشةُ: السَنةُ المَحْل الشَّدِيدَةُ لأَن النَّاسَ عِنْدَ المَحْل يَجْتَمِعُونَ فتنْضمُّ حَوَاشِيهِمْ وقَواصِيهم؛ قَالَ: مُقَرّشات الزمَنِ المَحْذور وقَرَشَ يَقْرِش ويقْرُش قَرْشاً واقْتَرَشَ وتَقَرّش: جَمَعَ وَاكْتَسَبَ. والتَّقْرِيشُ: الاكتسابُ؛ قَالَ رُؤْبَةٌ: أُولاك هَبَّشْتُ لَهُمْ تَهْبِيشي ... قَرْضي، وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ قُرُوشي وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ اقْتَرَشَ وتَقَرَّشَ للأَهل. يُقَالُ: قَرَشَ لأَهله وتَقَرَّش واقْتَرَش وَهُوَ يَقْرِشُ ويقْرُشُ لِعِيَالِهِ ويَقْتَرش أَي يَكْتَسِبُ، وقَرَش فِي مَعِيشته، مُخَفَّفٌ. وتَقَرَّشَ: دَبِقَ ولَزِقَ. وقَرَشَ يَقْرِشُ ويقْرُش قَرْشاً: أَخذ شَيْئًا. وتَقَرَّشَ الشيءَ تَقَرُّشاً: أَخذه أَوّلًا فأَوّلًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. وقَرَشَ مِنَ الطَّعَامِ: أَصاب مِنْهُ قَلِيلًا. والمُقْرِشةُ مِنَ الشِّجاج: الَّتِي تَصْدَعُ العَظْم وَلَا تَهْشِمه. يُقَالُ: أَقْرَشَت الشجّةُ، فَهِيَ مُقْرِشةٌ إِذا صَدَعت الْعَظْمَ وَلَمْ تُهَشِّمْ. وأَقْرَشَ بِالرَّجُلِ: أَخبَره بعُيوبه، وأَقْرَشَ بِهِ وقَرّشَ: وَشَى وحَرَّشَ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حلِّزة: أَيها الناطقُ المُقَرِّشُ عَنَّا ... عِنْدَ عَمْرٍو، وَهَلْ لِذَاكَ بَقاءُ؟ «2» ؟ عَدَّاه بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى النَّاقِلِ عَنَّا. وَقِيلَ: أَقْرَشَ بِهِ إِقْراشاً أَي سَعَى بِهِ ووقَعَ فِيهِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وَيُقَالُ: اقْتَرَشَ فلانٌ بِفُلَانٍ إِذا سَعَى بِهِ وبغَاه سُوءاً. وَيُقَالُ: واللَّه مَا اقْتَرَشْت بِكَ أَي مَا وَشَيْتُ بِكَ. والمُقَرِّشُ: المُحَرِّشُ. والتَّقْريشُ: مِثْلُ التَحْرِيش. وتَقَرَّشَ عَنِ الشَّيْءِ: تَنَزَّهَ عَنْهُ. والقَرَشةُ «3»: صَوْتٌ نَحْوَ صَوْتِ الجَوْزِ والشَّنِّ إِذا حرّكْتَهما. واقْتَرَشَت الرماحُ وتَقَرَّشَت وتَقارشَت: تطاعَنُوا بِهَا فصَكَّ بعضُها بَعْضًا وَوَقَعَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ فسمعْتَ لَهَا صَوْتًا، وَقِيلَ: تَقَرُّشُها وتَقارُشُها تَشاجُرُها وتداخُلُها فِي الحرْب؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: إِمّا تَقَرّشْ بِكَ السلاحُ، فَلَا ... أَبْكِيكَ إِلا للدَّلْو والمَرَسِ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ: قَوارِش بالرِّماحِ، كأَنَّ فِيهَا ... شَواطِنَ يَنْتَزعْنَ بها انْتزاعا

_ (2). في معلقة الحرث بن حِلِّزة: المُرقّش بدل المُقَرّش. (3). قوله [والقرشة] كذا ضبط في الأَصل.

وتَقارشت الرماحُ: تَداخَلَتْ فِي الحرْب. والقَرْشُ: الطعنُ. وتَقارَشَ القومُ: تَطاعَنُوا. والقِرْشُ: دَابَّةٌ تَكُونُ فِي الْبَحْرِ المِلْح؛ عَنْ كُرَاعٍ. وقُرَيشٌ: دابةٌ فِي الْبَحْرِ لَا تدَع دَابَّةً إِلا أَكلتها فَجَمِيعُ الدواب تخافُها. وقُرَيش: قبيلةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبوهم النَّضِرُ بْنُ كِنَانَةَ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلياس بْنِ مُضَرَ؛ فكلُّ مَنْ كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضِرِ، فَهُوَ قُرَشِيٌّ دُونَ ولدِ كِنَانَةَ ومَنْ فوقَه، قِيلَ. سُمّوا بِقُرَيْشٍ مُشْتَقٌّ مِنَ الدَّابَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا الَّتِي تَخافُها جميعُ الدَّوَابِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذِكْرِ قُرَيْشٍ قَالَ: هِيَ دابةٌ تَسْكُنُ الْبَحْرَ تأْكل دَوَابَّهُ ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقُرَيْشٌ هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ البَحْر، ... بِهَا سُمّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشا وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتَقَرُّشِها أَي تجمُّعِها إِلى مَكَّةَ مِنْ حَوَالَيْهَا بَعْدَ تفرُّقِها فِي الْبِلَادِ حِينَ غَلَبَ عَلَيْهَا قُصَيّ بْنُ كِلاب، وَبِهِ سُمِّي قصيٌّ مُجَمِّعاً، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِقُرَيْشِ بْنِ مَخْلَد بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ كَانَ صَاحِبَ عَيْرِهِمْ فَكَانُوا يَقُولُونَ: قدِمَت عيرُ قُرَيش وَخَرَجَتْ عَيْرُ قُرَيْشٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتَجْرِها وتكسُّبها وضَرْبِها فِي الْبِلَادِ تَبْتَغي الرِّزْقَ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا أَهلَ تِجَارَةٍ وَلَمْ يَكُونُوا أَصحابَ ضَرْع وزرْع مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ يَتَقَرَّشُ المالَ أَي يَجْمَعُه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِمَّا غَلب عَلَى الْحَيِّ قُريشٌ؛ قَالَ: وإِن جَعَلْتَ قُرَيشاً اسمَ قَبِيلَةٍ فَعَرَبِيٌّ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ الرِّقَاع يَمْدَحُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: غَلَبَ المَسامِيحَ الوليدُ سَماحةً، ... وكَفى قُرَيشَ المُعْضِلاتِ وَسَادَهَا وإِذا نَشَرْت لَهُ الثناءَ، وجَدْتَه ... وَرِثَ المَكارِمَ طُرْفَها وتِلادَها المَسامِيحُ: جمعُ مِسْماحٍ، وَهُوَ الكثيرُ السَّمَاحَةِ. والمُعْضِلاتُ: الأُمورُ الشِّدادُ؛ يَقُولُ: إِذا نَزَلَ بِهِمْ مُعْضِلة وأَمْرٌ فِيهِ شدّةٌ قَامَ بِدَفْعِ مَا يَكْرَهُونَ عَنْهُمْ، وَيُرْوَى: جَمَعَ الْمَكَارِمَ. وَقَوْلُهُ: طُرْفَها أَراد طُرُفها، بِضَمِ الرَّاءِ. فأَسْكن الرَّاءَ تَخْفِيفًا وإِقامةً لِلْوَزْنِ، وَهُوَ جمعُ طَريفٍ، وَهُوَ مَا اسْتَحْدَثَه مِنَ الْمَالِ، والتلادُ مَا وَرِثَه وَهُوَ الْمَالُ الْقَدِيمُ فَاسْتَعَارَهُ للكرَمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ المُسْتَحْسَن لَهُ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ وَلَمْ يُسْبق إِليه فِي صِفَةِ وَلَدِ الظَّبْيَةِ: تُزْجي أَغَنَّ، كأَنَّ إِبرةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ أَصابَ مِنَ الدَّواةِ مِدادَها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ: وَجَاءَتْ مِنْ أَباطِحِها قُرَيشٌ، ... كَسَيل أَتِيِّ بِيشةَ حينَ سَالَا قَالَ: عِنْدِي أَنه أَراد قرَيشُ غَيْرُ مَصْرُوفٍ لأَنه عَنى الْقَبِيلَةَ، أَلا تَرَاهُ قَالَ جَاءَتْ فأَنث؟ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد: وَجَاءَتْ مِنْ أَباطحها جَمَاعَةُ قُرَيشٍ فأَسند الْفِعْلَ إِلى الْجَمَاعَةِ، فقُريشٌ عَلَى هَذَا مذكرٌ اسمٌ لِلْحَيِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِن أَردت بقُرَيش الحيَّ صرفْتَه، وإِن أَردت بِهِ القبيلةَ لَمْ تَصْرِفْهُ، وَالنَّسَبُ إِليه قُرَشِيّ نَادِرٌ، وقُرَيْشِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ؛ قَالَ: ولسْتُ بِشاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمامةٌ، ... إِذا مَا غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأَسْهُمِ ولكنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفاضةٌ، ... دِلاصٌ كأَعْيانِ الجرادِ المُنَظَّم

بِكُلِّ قُرَيْشِيٍّ، عَلَيْهِ مَهابةٌ، ... سَريعٍ إِلى دَاعِي النَّدى والتكرُّم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الثَّلَاثَةُ أَبياتُ الكتابِ، فالأَول فِيهِ شاهدٌ عَلَى قَوْلِهِمْ شَاوِيٌّ فِي النَّسَبِ إِلَى الشَّاءِ، وَالثَّانِي فِيهِ شَاهِدٌ عَلَى جَمْعِ عَيْنٍ عَلَى أَعْيانٍ، وَالثَّالِثُ فِيهِ شَاهِدٌ عَلَى قَوْلِهِمْ قُرَيْشِيّ بإِثبات الْيَاءِ فِي النَّسَبِ إِلى قُرَيش؛ مَعْنَاهُ أَني لَسْتُ بِصَاحِبِ شاءٍ يَغْدُو مَعَهَا إِلى المَرْعى مَعَهُ قوسٌ وأَسْهُمٌ يَرْمِي الذئابَ إِذا عَرَضَت لِلْغَنَمِ، وإِنما أَغْدُو في كلب الفُرْسان وعَليَّ دِرْعٌ مُفاضةٌ وَهِيَ السابِغةُ والدِّلاصُ البَرّاقةُ، وشَبَّهَ رُؤوسَ مساميرِ الدرْع بعُيون الْجَرَادِ. والمُنَظّم: الَّذِي يَتْلُو بعضُه بَعْضًا. وَفِي التَّهْذِيبُ: إِذا نسَبوا إِلى قُرَيشٍ قَالُوا: قُرَشِيّ، بِحَذْفِ الزِّيَادَةِ، قَالَ: وَلِلشَّاعِرِ إِذا اضْطَرَّ أَن يَقُولَ قُرَيْشِيّ. وَالْقُرَشِيَّةُ: حنْطةٌ صُلْبة فِي الطَّحْن خَشِنةُ الدقيقِ وسَفاها أَسْوَدُ وَسُنْبُلَتُهَا عَظِيمَةٌ. أَبو عَمْرٍو: القِرْواشُ والحَضِرُ والطُّفَيْليّ وَهُوَ الواغِلُ والشَّوْلَقِيّ. ومُقارِشٌ وقِرْواشٌ: اسْمَانِ. قرعش: القُرْعُوشُ والقِرْعَوْشُ: الجَمَلُ الذي له سنامان. قرمش: قَرْمَشَ الشيءَ: جمَعَه. والقَرْمَشُ والقَرَمّشُ الأَوْخاش مِنَ الناس. وفيها قَرْمَشٌ [قَرْمِشٌ] [قِرْمَشٌ] [قِرْمِشٌ] مِنَ النَّاسِ أَي أَخلاط. وَرَجُلٌ قَرَمّشٌ: أَكولٌ؛ وأَنشد: إِني نَذِيرٌ لَكَ مِنْ عَطِيّه، ... قَرَمّشٌ لِزادِه وعِيّه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرِ الوَعِيَّة، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه مِنَ وَعَى الجُرْحُ إِذا أَمَدَّ وأَنْتن كأَنه يُبْقي زادَه حَتَّى يُنْتِنَ، فوَعِيّة عَلَى هَذَا اسْمٌ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ فَعِيلة مِنْ وَعَيْتَ أَي حفِظْت كأَنه حَافِظٌ لِزَادِهِ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، فوَعِيّة حِينَئِذٍ صفة. قشش: قَشَّ القومُ يَقُشُّون ويَقِشُّون قُشُوشاً، وَالضَّمُّ أَعْلى: أَحْيَوْا بَعْدَ هُزال. وأَقَشُّوا إِقْشاشاً وانْقَشُّوا: انْطَلَقُوا وجَفَلوا، فَجَعَلُوا الْفَاءَ لُغَةً «1»، فَهُمْ مُقِشُّون. قَالَ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا لِلْجَمِيعِ فَقَطْ. والقَشُّ: مَا يُكْنَسُ مِنَ الْمَنَازِلِ أَوْ غَيْرِهَا. والقَشُّ والتقْشَيشُ والاقْتِشاشُ والتقَشّشُ: تطَلّبُ الأَكل مِنْ هُنَا وَهُنَا ولَفُّ مَا يُقْدر عَلَيْهِ. والقَشِيشُ والقُشَاشُ: مَا اقْتَشَشْته، وَرَجُلٌ قَشَّان وقَشَّاش وقَشُوش ومِقَشّ. وقَشَّ الشَّيْءَ يَقُشُّه قَشّاً: جَمَعَهُ. وقَشَّ الماءُ قَشِيشاً: صَوَّتَ. وقَشَّشَهم بِكَلَامِهِ: سَبَعَهم وآذاهم. والقِشَّةُ: دُوَيْبّة شِبْه الخُنْفساء أَو الجُعَل. والقِشَّةُ، بِالْكَسْرِ: الأُنثى مِنْ وَلَدِ القُرود، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ أُنثى مِنْهَا؛ يَمَانِيَةٌ، وَالذَّكَرُ رُبّاحٌ. وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: كُونُوا قِشَشاً ؛ هِيَ جَمْعُ قِشَّة وَهِيَ الْقِرْدُ، وَقِيلَ جِرْوُه، وَقِيلَ دُوَيْبّة تُشْبِه الجُعَلَ. والقِشَّةُ: الصَّبِيّةُ الصغيرةُ الجُثّةِ القصيرةُ الجُبَّةِ الَّتِي لَا تَكَادُ تَنْبُت وَلَا تَنْمي، يُقَالُ: إِنما هِيَ قِشَّةٌ. والقَشُّ: رَدِيءُ التَّمْرِ نَحْوَ الدَّقَل، عُمانِيّة؛ قَالَ: يَا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا والبَلْعَقُ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَجَمْعُهُ قُشُوشٌ. وقَشَّ الرَّجُلُ مِنْ مَرَضِه يَقشُّ قُشُوشاً وتقَشْقَشَ: بَرأَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للقَرْح والجُدَرِيّ إِذا يَبِس وتَقَرَّفَ وللجَرَب فِي الإِبل إِذا قَفَل: قَدْ تَوَسَّفَ جلدُه وتقَشَّر جلْدُه وتقَشْقَشَ جلدُه. والقَشْقَشَةُ: تَهيُّؤُ البُرْء وَقَدْ تقَشْقَشَ. وتَقَشْقَشَ

_ (1). يريد بقوله: جعلوا الفاء لغة أَي أنهم قالوا أَفشوا، بالفاء، بمعنى أَقشوا، بالقاف.

الجُرْحُ: تَقَرَّفَ قَرْحُه للبُرْء. والمُقَشْقِشَتان: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، لأَنهما كَانَا يُبْرَأُ بِهِمَا مِنَ النِّفَاقِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَمَا يُقَشْقِشُ الهِنَاءُ الجرَبَ فيُبْرِئُه، وَقِيلَ: هُمَا: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ كَانَ يُقَالُ لِسُورَتَيْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، المُقَشْقِشَتان ، سُمِّيتا مُقَشْقِشَتَين لأَنهما تُبرِئان مِنَ الشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ إِبراءَ المريضِ مِنْ علَّته. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا بَرَأَ الرَّجُلُ مِنْ عِلّته قِيلَ: قَدْ تَقَشْقَشَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّاتِعِ الَّذِي يلقُطُ الشَّيْءَ الحقيرَ مِنَ الطَّعَامِ فيأْكله: القَشّاشُ والرمّامُ، وَقَدْ قَشَّ يَقُشُّ قَشّاً. والقَشُّ: أَكْلُ كِسَرِ السُّؤَالِ. والقَشُّ: أَكلُ مَا عَلَى المزابِل مِمَّا يُلْقِيه الناسُ. وصُوفةُ الهِناءِ إِذا عَلِقَ بِهَا الهِناءُ ودُلِك بِهَا البعيرُ وأُلقِيَت، فَهِيَ قِشَّةٌ. والقَشْقَشةُ: حكايةُ الصَّوْتِ قَبْلَ الهَدير فِي مَخْض الشَقْشِقةِ قَبْلَ أَن يَزْغَدَ البَكْرُ بِالْهَدِيرِ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي القَشْقَشةِ أَنه الصَّوْتُ قَبْلَ الْهَدِيرِ فَهُوَ الكشْكَشةُ، بِالْكَافِ، وَهُوَ الكَشِيشُ، فإِذا ارْتَفَعَ قَلِيلًا فَهُوَ الكَتِيتُ. والقَشْقَشةُ: نَشِيشُ اللَّحْمِ فِي النَّارِ. والقِشْقِشةُ: ثمرةُ أُمّ غَيْلان، والجمع قِشْقِش. قطش: ابْنُ الأَعرابي: القُطاشُ غُثاءُ السَّيْلِ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف القُطاشَ لِغَيْرِهِ. قعش: قَعَشَ الشيءَ قَعْشاً: عَطَفَهُ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الغَضا مِنَ الشَّجَرِ. والقَعْشُ: مِنْ مَراكب النساءِ شِبْهُ الهَوْدَج، وَالْجَمْعُ قُعُوشٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ السنَة الجَدْبَة: حَدْباء فَكَّتْ أُسُرَ القُعوشِ والقَعْوَشةُ كالقَعْشِ. وتقَعْوَشَ الشيخُ: كَبِر. وتَقَعْوَشَ البيتُ والبناءُ: تَهَدَّمَ. وقَعْوَشَ البيتَ: هدَمَه أَو قَوّضَه. وانْقَعَشَ الحائطُ إِذا انْقَلَعَ. وانْقَعَشَ الْقَوْمُ إِذا انْقَطَعُوا فَذَهَبُوا. وبَعِير قَعْوَشٌ: غَلِيظٌ. والقَعْشُ كالقَعْض، وهو العطف. قفش: القَفْشُ: النِّكَاحُ. يُقَالُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي القَفْش والرَّفْشِ، فالقَفْشُ كَثْرَةُ النِّكَاحِ. والرَّفْشُ أَكل الطَّعَامِ. اللَّيْثُ: القَفْشُ، مَجْزُومٌ، ضرْبٌ مِنَ الأَكل فِي شدَّة، قَالَ: والقَقْش لَا يُستعمل إِلَّا فِي افْتِعَالٍ خَاصَّةً. يُقَالُ لِلْعَنْكَبُوتِ وَنَحْوِهَا مِنْ سَائِرِ الْخَلْقِ إِذا انْجَحَرَ وَضَمَّ إِليه جَرامِيزَه وقوائمَه: قَدِ اقْتَفَشَ؛ قَالَ: كَالْعَنْكَبُوتِ اقتَفَشَتْ فِي الجُحْرِ وَيُرْوَى: اقْفَنْشَشَتْ وانْقَفَشَ العنكبوتُ وَنَحْوُهُ واقْفَنْشَشَ: انْجَحَرَ وضمَّ جَرامِيزَه. وقَفَشَ الشيءَ يَقْفِشُه «2» قَفْشاً: جَمَعَهُ. والقَفْشُ: الخُفُّ. وَفِي حَدِيثِ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه لَمْ يُخَلِّفْ إِلا قَفْشَين ومِخْذَفةً ؛ قَالَ الأَزهري: القَفْشُ بِمَعْنَى الْخُفِّ دَخِيلٌ مُعرَّب وَهُوَ الْمَقْطُوعُ الَّذِي لَمْ يُحْكم عمَلُه وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ [كَفْج] فَعُرِّبَ، وَقِيلَ: القَفْش الْخُفُّ الْقَصِيرُ، والمِخْذَفةُ المِقْلاعُ. أَبو عَمْرٍو: القَفَشُ الدَّعّارون مِنَ اللُّصُوصِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: القَفْشُ فِي الحلْب سُرْعَةُ الْحَلْبِ وَسُرْعَةُ نقْض مَا فِي الضَّرْعِ، وَكَذَلِكَ الهَمْرُ. يُقَالُ: هَمَر مَا فِي ضرعها أَجمع. قلش: الأَقْلَشُ: اسْمٌ أَعجمي وَهُوَ دَخِيلٌ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ شِينٌ بَعْدَ لَامٍ فِي كَلِمَةٍ عربية محضة،

_ (2). قوله [يقفشه] كذا ضبط بكسر الفاء في الأَصل، وصنيع القاموس يقتضي أنه من باب قتل.

فصل الكاف

إِنما الشيناتُ كُلُّهَا فِي كلامهم قبل اللامات. قمش: القَمْشُ: الرّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ قُماشٌ، وَنَظِيرُهَا عَرْقٌ وعُراقٌ وأَشياء مَعْرُوفَةٌ ذَكَرَهَا يَعْقُوبُ وَغَيْرُهُ. والقُماشُ أَيضاً: كالقَمْش واحدٌ مِثْلُهُ. والقَمْش: جَمْعُ الشَّيْءِ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَكَذَلِكَ التَقْمِيش، وَذَلِكَ الشَّيْءُ قُماشٌ. وقَمَشَه يَقْمِشُه «1» قَمْشاً؛ جَمَعَهُ. اللَّيْثُ: القَمْشُ جمعُ القُماشِ وَهُوَ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْ فُتاتِ الأَشياء حَتَّى يُقَالَ لرُذالةِ الناسِ: قُماش. وقُماشُ كُلِّ شَيْءٍ وقُماشتُه: فُتاتُه. والقَمِيشةُ: طعامٌ لِلْعَرَبِ مِنَ اللبَن وَحَبِّ الحَنْظلِ وَنَحْوِهِ. وتقَمّشَ القُماشَ واقْتَمَشَه: أَكَلَه مِنْ هُنَا وَهُنَا. وقُماشُ الْبَيْتِ: متاعُه. قنفرش: القَنْفَرِشُ: العجوزُ الْكَبِيرَةُ مثل الجَحْمَرِش؛ وأَنشد: قانِية النابِ كَزُوم قَنْفَرِش وَقَالَ شَمِرٌ: القَنْفَرِش والكَنْفَرِش الضخمةُ مِنَ الكَمَرِ؛ وأَنشد قَوْلَ رُؤْبَةَ: عَنْ واسعٍ يذهبُ فيه القَنْفَرِشْ قنفش: القَنْفَشةُ: التقبُّضُ. وَعَجُوزٌ قِنْفِشَةٌ: مُتَقبّضةُ. وقَنْفَشَ الشيءَ: جَمَعَهُ سَرِيعًا. والقِنْفِشَةُ: دُوَيْبّة. الأَزهري فِي رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ: يُقَالُ أَتانا فُلَانٌ مُعَنْقِشاً لحيَته ومُقَنْفِشا، وَذُكِرَ فِي ترجمة عنقش. قوش: رَجُلٌ قُوشٌ: قَلِيلُ اللَّحْمِ ضئِيلُ الْجِسْمِ صَغِيرُ الْجُثَّةِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ [كُوجَكْ]؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي جِسْمِ شَخْتِ المَنْكِبَين قُوش والقُوشُ: الصَّغِيرُ أَصله أَعجمي أَيضاً. والقُوشُ: الدُّبُر. فصل الكاف كبش: الكَبْشُ: وَاحِدُ الكِباشِ والأَكْبُش. ابْنُ سِيدَهْ: الكَبْشُ فَحْلُ الضأْن فِي أَي سِنّ كَانَ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا أَثْنى الحَمَلُ فَقَدْ صَارَ كبْشاً، وَقِيلَ: إِذا أَرْبَع. وكَبْشُ القومِ: رئيسُهم وسيِّدُهم، وَقِيلَ: كَبْش القومِ حامِيتُهم والمنظورُ إِليه فِيهِمْ، أَدخل الْهَاءَ فِي حَامِيَةٍ لِلْمُبَالَغَةِ. وكَبْشُ الكتيبةِ: قائدُها. وكَبْشةُ: اسْمٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: كبْشةُ اسْمٌ مُرْتجَل لَيْسَ بِمُؤَنَّثِ الكبْش الدَّالِّ عَلَى الْجِنْسِ لأَن مُؤَنَّثَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ وَهُوَ نَعْجَةٌ. وكُبَيْشة: اسْمٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وكُبَيْشَةُ اسْمُ امرأَة وَكَانَ مُشْرِكُو مَكَّةَ يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: ابنُ أَبي كَبْشة، وأَبو كَبْشة: كُنْيَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ وهِرَقْل: لَقَدْ أُمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشةَ ؛ يَعْنِي رسولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَصلُه أَنَّ أَبا كَبْشَةَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ خَالَفَ قُرَيْشًا فِي عِبَادَةِ الأَوثان وعبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ، فسَمّى الْمُشْرِكُونَ سَيِّدَنَا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، ابنَ أَبي كبشةَ لِخِلَافِهِ إِياهم إِلى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى، تَشْبِيهًا بِهِ، كَمَا خَالَفَهُمْ أَبو كبْشة إِلى عِبَادَةِ الشعْرى؛ مَعْنَاهُ أَنَّهُ خالَفنا كَمَا خالَفنا ابنُ أَبي كَبْشَةَ. وَقَالَ آخَرُونَ: أَبو كبْشةً كُنْيَةُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ جَدُّ سيدِنا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَل أُمّه فَنُسِبَ إِليه لأَنه كَانَ نَزَع إِليه فِي الشبَه، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهُ ابن أَبي

_ (1). قوله [يقمشه] ضبط في الأَصل بكسر الميم وصنيع القاموس يقتضي الضم.

كَبْشة لأَنّ أَبا كبْشة كَانَ زوْجَ المرأَة الَّتِي أَرْضَعَتْه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ بلدٌ قِفارٌ كَمَا يُقَالُ بُرْمَةٌ أَعْشارٌ وثوبٌ أَكباشٌ، وَهِيَ ضُرُوبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَثَوْبٌ شَمَارِقُ وشَبَارِقُ إِذا تمزَّقَ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنيه المُنْذِريّ ثَوْبٌ أَكْباشٌ، بِالْكَافِ وَالشِّينِ، قَالَ: وَلَسْتُ أَحفظه لِغَيْرِهِ. وَقَالَ ابن بُزُرج: ثوب أَكْراشٌ وَثَوْبٌ أَكْباشٌ، وَهِيَ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، قَالَ: وَقَدْ صح الآن أَكْباس. كتش: كَتَشَ لأَهله كَتْشاً: اكْتسب لهم ككدَش. كدش: الكَدْشُ: السَّوْقُ وَالِاسْتِحْثَاثُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الكَدْشُ الشَّوْقُ، وَقَدْ كدَشْت إِليه. قَالَ الأَزهري: غَيَّرَ اللَّيْثُ تفسيرَ الكَدْش فجعَلَه الشَّوْقَ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وَالصَّوَابُ السَّوْقُ والطردُ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. يُقَالُ: كدَشْتُ الإِبلَ أَكْدِشُها كَدْشاً إِذا طردْتها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شَلًّا كشَلِّ الطَّرَدِ المَكْدُوشِ قَالَ: وأَما الكَدْس، بِالسِّينِ، فَهُوَ إِسراعُ الإِبل فِي سَيْرِهَا، يُقَالُ: كدَسَت تَكْدِس. ابْنُ سِيدَهْ: وكدَشَ القومُ الغنيمَة كدْشاً حَثَوْها. والكَدَّاشُ: المُكَدِّي بِلُغَةِ أَهل الْعِرَاقِ. وكَدَشَ لعيالِه يَكْدِشُ كَدْشاً: كَسَب وَجَمَعَ وَاحْتَالَ، وَهُوَ يَكْدِش لِعِيَالِهِ أَي يَكْدَحُ. وَرَجُلٌ كَدَّاشٌ: كَسَّابٌ،. وَالِاسْمُ الكُداشةُ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ عُقْبَةَ السُلَمي: كَدَشْت مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا واكْتَدَشْت وامْتَدَشْت إِذا أَصبت مِنْهُ شَيْئًا. وَمَا كَدَشَ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَصاب وَمَا أَخَذ. وَمَا بِهِ كَدْشَةٌ أَي شَيْءٌ مِنْ دَاءٍ. والكَدْشُ: الخَدْشُ، يُقَالُ: كدَشَه إِذا خدَشَه. وَجِلْدٌ كَدْشٌ: مُخَدَّش؛ عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ. وَرَجُلٌ مُكدَّش: مُكَدَّح؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وكَدَشَه يَكْدِشُه كَدْشاً: دفَعه دفْعاً عَنِيفاً، وَهُوَ السَّوْق الشَّدِيدُ. والكَدْشُ: الطَّرْدُ والجَرْح أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ السِّرَاطِ: وَمِنْهُمْ مكْدوسٌ فِي النَّارِ أَي مَدْفُوعٌ، وتكدَّسَ الإِنسانُ إِذا دُفِعَ مِنْ وَرَائِهِ فسَقَط، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الكَدْش؛ وكُداشٌ: اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ. كرش: الكَرِشُ لِكُلِّ مُجْتَرٍّ: بِمَنْزِلَةِ المَعِدة للإِنسان تُؤَنِّثُهَا الْعَرَبُ، وَفِيهَا لُغَتَانِ: كِرْش وكَرِش مِثْلُ كِبْد وكَبِد، وَهِيَ تُفرّغ فِي القَطِنةِ كأَنها يَدُ جِرابٍ، تَكُونُ للأَرْنب واليَرْبوع وَتُسْتَعْمَلُ فِي الإِنسان، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: طَلْق، إِذا استكْرَشَ ذُو التَّكَرُّشِ، ... أَبْلَج صَدَّافٌ عَنِ التَّحَرُّشِ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: فِي كُلِّ ذَاتِ كَرِش شاةٌ أَي كُلُّ مَا لَه مِنَ الصَّيْدِ كَرِشٌ كَالظِّبَاءِ والأَرانب إِذا أَصابه المُحرِم فَفِي فِدائه شَاةٌ. وَقَوْلُ أَبي الْمُجِيبِ وَوَصَفَ أَرضاً جَدْبَةً فَقَالَ: اغْبَرّت جَادَّتُهَا وَالْتَقَى سَرْحُها ورَقَّتْ كَرِشُها أَي أَكلت الشجرَ الْخَشِنَ فضَعُفت عَنْهُ كَرِشُها ورقَّت، فَاسْتَعَارَ الكَرِش للإِبل، وَالْجَمْعُ أَكْراش وكُرُوش. واسْتَكْرَش الصبيُّ والجَدْيُ: عظُمت كَرِشُه، وَقِيلَ: المُسْتكْرِش بَعْدَ الفَطِيم، واستِكْراشُه أَن يَشْتَدَّ حَنَكُه ويَجْفُر بطنُه، وَقِيلَ: اسْتَكْرَشَ البَهْمةُ عظُمت إِنفَحتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا عَظُمَ بَطْنُهُ وأَخذ فِي الأَكْل: قَدِ اسْتَكْرَشَ، قَالَ: وأَنكر بَعْضُهُمْ ذَلِكَ فِي الصَّبِيِّ فَقَالَ: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ قَدِ اسْتَجْفَرَ، وإِنما يُقَالُ اسْتَكْرَشَ الجَدْيُ، وكلُّ سَخْلٍ يَسْتَكْرِش

حِينَ يَعْظُمُ بَطْنُهُ وَيَشْتَدُّ أَكله. واسْتَكْرَشَت الإِنْفَحةُ لأَن الكَرِش يُسَمَّى إِنْفحَةً مَا لَمْ يأْكل الْجَدْيُ، فإِذا أَكل يُسَمَّى كَرِشاً، وَقَدِ اسْتَكْرشَت. وامرأَة كَرْشاءُ: عظيمةُ الْبَطْنِ واسعتُه. وأَتانٌ كَرْشاءُ: ضَخْمَةُ الْخَوَاصِرِ. وكَرّشَ اللحمَ: طَبخه فِي الكَرِش؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال: لَوْ فَجّعا جِيرَتَها، فشَلَّا ... وسِيقةً فكَرَّشا ومَلَّا وقَدَمٌ كَرْشاءُ: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. ودَلْوٌ كَرْشاءُ: عَظِيمَةٌ. وَيُقَالُ للدَّلْو الْمُنْتَفِخَةِ النَّوَاحِي: كَرْشاء. وَرَجُلٌ أَكْرَشُ: عَظِيمُ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: عَظِيمُ الْمَالِ. والكَرِشُ: وِعاءُ الطِّيبِ وَالثَّوْبِ، مُؤَنَّثٌ أَيضاً. والكِرْشُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَنصارُ عَيْبَتي وكَرِشِي ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنهم جَمَاعَتِي وَصَحَابَتِي الَّذِينَ أُطلعهم عَلَى سِرِّي وأَثق بِهِمْ وأَعتمد عَلَيْهِمْ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ عَلَيْهِ كَرِشٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ، وَقِيلَ: أَراد الأَنصارُ مَدَدي الَّذِينَ أَسْتَمِدّ بِهِمْ لأَن الخُفَّ والظِّلْف يَسْتَمِدُّ الجِرَّة مِنْ كَرِشه، وَقِيلَ: أَراد أَنهم بِطانتُه وَمَوْضِعُ سِرّه وأَمانته والذينَ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِمْ فِي أُموره، وَاسْتَعَارَ الكَرِشَ والعَيْبةَ لِذَلِكَ لأَن المُجْتَرَّ يَجْمَعُ علَفَه فِي كَرِشِه، وَالرَّجُلُ يَضَعُ ثِيَابَهُ فِي عيْبتِه. وَيُقَالُ: مَا وجدتُ إِلى ذَلِكَ الأَمر فَا كَرِشٍ أَي لَمْ أَجِدْ إِليه سَبِيلًا. وَعَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لَوْ وجدتُ إِليه فَا كَرِشٍ وبابَ كَرِشٍ وأَدنى فِي كَرِشٍ لأَتَيتُه يَعْنِي قَدَرَ ذَلِكَ مِنَ السُّبُل؛ وَمَثَلُهُ قَوْلُهُمْ: لَوْ وجدتُ إِليه فَا سَبِيلٍ؛ عَنْهُ أَيضاً. الصِّحَاحُ: وَقَوْلُ الرَّجُلِ إِذا كلَّفْته أَمراً: إِن وجدت إِلى ذلك فَا كَرِشٍ؛ أَصله أَن رَجُلًا فَصَّلَ شَاةً فأَدخلها فِي كَرِشِها ليَطْبخَها فَقِيلَ لَهُ: أَدْخِل الرأْسَ، فَقَالَ: إِن وجدتُ إِلى ذلك فَا كَرِشٍ، يَعْنِي إِن وَجَدْتُ إِليه سَبِيلًا. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: لَوْ وجدتُ إِلى دمِك فَا كَرِشٍ لشرِبْتُ البطْحاءَ مِنْكَ أَي لَوْ وجدتُ إِلى دمِك سَبِيلًا؛ قَالَ: وأَصله أَن قَوْمًا طبَخُوا شَاةً فِي كَرِشِها فَضَاقَ فمُ الكَرِش عَنْ بَعْضِ الطَّعَامِ، فَقَالُوا للطَّباخ: أَدخِلْه إِنْ وَجَدْتَ فَا كَرِشٍ. وكَرِشُ كُلِّ شَيْءٍ: مُجْتَمَعُه. وكَرِشُ الْقَوْمِ: مُعظمُهم، وَالْجَمْعُ أَكْراشٌ وكُرُوشٌ؛ قَالَ: وأَفَأْنا السُّبِيَّ مِنْ كلِّ حَيٍّ، ... فأَقَمْنا كَراكِراً وكُرُوشا وَقِيلَ: الكُرُوش والأَكْراشُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ. وتَكَرَّشَ القومُ: تجمَّعوا. وكَرِشُ الرجلِ: عيالُه مِنْ صِغَارِ ولدِه. يُقَالُ: عَلَيْهِ كَرِشٌ مَنْثُورَةٌ أَي صبيانٌ صغارٌ. وَبَيْنَهُمْ رَحِمٌ كَرْشاءُ أَي بعيدةٌ. وتزوّجَ المرأَةَ فنَثرت لَهُ كَرِشَها وبطْنَها أَي كَثُرَ ولدُها لَهُ. وَتَكَرَّشَ وجهُه: تَقَبَّضَ جلدُه، وَفِي نُسْخَةٍ: تكَرّشَ جلدُ وجهِه، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي كُلِّ جِلْدٍ، وكَرّشَه هُوَ. وَيُقَالُ: كَرِشَ الجلدُ يَكْرَشُ كرَشاً إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ فانْزَوى. قَالَ شِمْرٌ: اسْتَكْرَشَ تقبّضَ وقَطّبَ وَعَبَّسَ. ابْنُ بزرج. ثوبٌ أَكْراشٌ وثوبٌ أَكْباشٌ وَهُوَ مِنْ بُرُود الْيَمَنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والمُكَرّشةُ منْ طَعَامِ الْبَادِيَةِ أَن يُؤْخَذ اللحمُ فيُهَرَّم تَهْرِيماً صِغَارًا، ويُجْعَل فِيهِ شحمٌ مقطَّع، ثُمَّ تُقَوّرَ قطعةُ كَرِشٍ مِنْ كَرِشِ الْبَعِيرِ ويغْسل وينَظّف وجهُه الَّذِي لَا فَرْثَ فِيهِ، ويجعلَ فِيهِ تهريمُ اللحمُ وَالشَّحْمِ وتُجْمَع أَطرافه، ويُخَلّ عليه بِخلالٍ بعد ما يُوكَأ عَلَى أَطرافه، وتُحْفَرَ لَهُ إِرَةٌ ويطرحَ فِيهَا رِضافٌ ويوقَدَ عَلَيْهَا حَتَّى تَحْمى وتَصيرَ نَارًا، ثُمَّ يُنَحّى الجمْرُ عَنْهَا وتُدْفَنَ المُكَرَّشةُ فِيهَا، وَيُجْعَلَ فَوْقَهَا

مَلَّةٌ حَامِيَةٌ، ثُمَّ يوقَدَ فوقَها بِحَطَبٍ جَزْل، ثُمَّ تُتْرك حَتَّى تَنْضَج فتُخْرَج وقد كابَتْ وَصَارَتْ قِطْعَةً وَاحِدَةً فتُؤكل طَيّبة. يُقَالُ: كَرّشُوا لَنَا تَكْريشاً. والكَرْشاءُ: القَدَمُ الَّتِي كثُر لَحْمُهَا وَاسْتَوَى أَخْمَصُها وقصُرت أَصابعُها. والكَرِشُ: مِنْ نَبَاتِ الرِّيَاضِ والقِيعانِ مِنْ أَنْجَعِ المراتِع لِلْمَالِ تسْمَنْ عَلَيْهِ الإِبل وَالْخَيْلُ، ينبُت فِي الشِّتَاءِ وَيَهِيجُ فِي الصَّيْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: الكَرِشُ والكَرِشةُ مِنْ عُشْب الرَّبِيعِ وَهِيَ نبْتةٌ لَاصِقَةٌ بالأَرض بُطَيْحاء الورَق مُعْرَضّة غُبَيراء، وَلَا تَكَادُ تنبُت إِلا فِي السَّهْلِ وَتَنْبُتُ فِي الدِّيَارِ وَلَا تَنْفَعُ فِي شَيْءٍ وَلَا تُعَدّ إِلا أَنه يُعْرف رَسْمها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَرِشُ شَجَرَةٌ مِنَ الجَنْبَة تَنْبُتُ فِي أَرُومٍ وَتَرْتَفِعُ نَحْوَ الذِّرَاعِ وَلَهَا ورَقة مُدَوَّرة حَرْشاء شَدِيدَةُ الخُضْرة وَهِيَ مَرْعَى مِنَ الخُلَّةِ. والكُرّاشُ: ضربٌ مِنَ القِرْدان، وَقِيلَ: هُوَ كالقَمْقام يلكَعُ الناسَ وَيَكُونُ فِي مَبَارَكِ الإِبل، وَاحِدَتُهُ كُرّاشة. وكُرْشانٌ: بطنٌ مِنْ مَهْرةَ بنِ حَيْدان. والكِرْشانُ: الأَزْدُ وعبدُ الْقَيْسِ. وكِرْشِمٌ: اسْمُ رَجُلٍ، مِيمُهُ زَائِدَةٌ فِي أَحد قَوْلَيْ يَعْقُوبَ. وَكَرْشَاءُ بْنُ الْمُزْدَلِفِ: عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ. كربش: الأَزهري: العَكْبَشةُ والكَرْبَشةُ أَخْذُ الشَّيْءِ وربْطُه؛ يُقَالُ: عَكْبَشَه وكَرْبَشَه إِذا فَعَل ذَلِكَ بِهِ. كشش: كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً وكَشِيشاً: وَهُوَ صَوْتُ جِلْدِهَا إِذا حكَّت بعضَها بِبَعْضٍ، وَقِيلَ: الكَشيشُ للأُنثى مِنَ الأَساوِد، وَقِيلَ: الكَشِيشُ للأَفعى، وَقِيلَ: الكَشِيشُ صوتٌ تُخْرِجُهُ الأَفعى مِنْ فِيهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: كَشِيشُ الأَفْعى صوتُها مِنْ جِلْدِهَا لَا مِنْ فَمِها فإِن ذَلِكَ فَحِيحُها، وَقَدْ كَشَّت تَكِشّ، وكَشْكَشَت مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ حيّةٌ تَخْرج مِنَ الكَعْبة لَا يَدْنو مِنْهَا أَحدٌ إِلَّا كَشَّت وفتَحَت فَاهَا. وتَكاشَّت الأَفاعي: كَشَّ بعضُها فِي بَعْضٍ. وَالْحَيَّاتُ كُلُّهَا تكِشّ غَيْرَ الأَسود، فإِنه يَنْبَحُ ويَصْفِر ويَصيح؛ وأَنشد: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها المُرْفَضِّ ... كَشِيشُ أَفْعى أَجْمَعَتْ بِعَضِّ، فَهِيَ تَحُكُّ بعضَها بِبَعْضِ أَبو نَصْرٍ: سَمِعْتُ فَحِيحَ الأَفعى وَهُوَ صَوْتُهَا مِنْ فَمِهَا، وَسَمِعْتُ كَشِيشَها وفَشِيشَها وَهُوَ صَوْتُ جِلْدِهَا. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ فِي بَابِ الْكَافِ وَالْفَاءِ: الأَفعى تَكِشُّ وتَفِشُّ، وَهُوَ صَوْتُهَا مِنْ جِلْدِهَا، وَهُوَ الكَشِيشُ والفَشَيشُ، والفَحِيحُ صوتُها مِنْ فِيهَا، وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسّ: أَيُلْقِح الرَّبَاعْ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ برُحْب ذِراعْ، وَهُوَ أَبو الرَّبَاعْ، تكاشُّ مِنْ حِسِّه الأَفاعُ. وكَشَّ الضبُّ والوَرَلُ والضفْدعُ يَكِشُّ كَشِيشاً: صوّتَ. وكَشَّ البَكْرُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: وَهُوَ دُونَ الهَدْر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هَدَرْتُ هَدْراً لَيْسَ بالكَشِيشِ وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ بَيْنَ الكَتِيتِ والهَدِير. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا بَلَغَ الذكَرُ مِنَ الإِبل الهَدِير فَأَوَّلهُ الكَشِيشُ، وإِذا ارْتَفَعَ قَلِيلًا قِيلَ: كتَّ يكِتُّ كَتِيتاً، فإِذا أَفْصح بالهَدِير قِيلَ: هَدَرَ هَدِيراً فإِذا صَفَا صوتُه ورَجَّع قِيلَ: قَرْقَر. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: كأَني أَنْظُرُ إِليكم تكِشُّون كَشِيشَ الضِّبَاب ؛ هُوَ مِنْ هَدِيرِ الإِبل؛ وبَعِير

مِكْشاشٌ؛ قَالَ العَنْبَريّ: فِي العَنْبَرِيِّين ذَوِي الأَرْياشِ، ... يَهْدِرُ هَدْراً لَيْسَ بالمِكْشاشِ وَقَالَ بعضُ قيسٍ: البَكْرُ يَكِشُّ ويَفِشُّ وَهُوَ صَوْتُهُ قَبْلَ أَن يهْدِر،. وكَشَّت البقرةُ: صاحَتْ. وكَشِيشُ الشرابِ: صوتُ غَلَيانِه. وكَشَّ الزَّنْدُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: سَمِعْتُ لَهُ صَوْتًا خَوَّاراً عِنْدَ خُرُوجِ نارِه. وَكَشَّتِ الجَرَّةُ: غَلَتْ؛ قَالَ: يَا حَشراتِ الْقَاعِ مِنْ جُلاجِلِ، ... قَدْ نَشَّ مَا كَشَّ مِنَ المَرَاجِلِ يَقُولُ: قَدْ حانَ إِدْراكُ نَبِيذي وأَن أَتَصَيَّدَكُنَّ فآكُلَكُنَّ عَلَى مَا أَشْرب مِنْهُ. والكَشْكَشَةُ: كالكَشِيشِ. والكَشْكَشَةُ: لُغَةٌ لربِيعة، وَفِي الصِّحَاحِ: لِبَنِي أَسد، يَجْعَلُونَ الشِّينَ مَكَانَ الْكَافِ، وَذَلِكَ فِي المؤَنث خَاصَّةً، فَيَقُولُونَ عَلَيْشِ ومِنْشِ وبِشِ؛ وَيُنْشِدُونَ: فَعَيناشِ عَيْناها، وجِيدُشِ جِيدُها، ... ولكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِيقُ وأَنشد أَيضاً: تَضْحَكُ مِنِّي أَن رأَتني أَحْتَرِشْ، ... وَلَوْ حَرَشْتِ لكشَفْتُ عَنْ حِرِش وَمِنْهُمْ مَنْ يَزِيدُ الشِّينَ بَعْدَ الْكَافِ فَيَقُولُ: عَلَيكِشْ وإِليكِشْ وبِكِشْ ومِنْكِشْ، وَذَلِكَ فِي الْوَقْفِ خَاصَّةً، وإِنما هَذَا لِتَبِين كسرةُ الْكَافِ فيؤَكد التأْنيث، وَذَلِكَ لأَن الْكَسْرَةَ الدَّالَّةَ عَلَى التأْنيث فِيهَا تَخْفى فِي الْوَقْفِ فَاحْتَاطُوا لِلْبَيَانِ بأَن أَبْدلُوها شِينًا، فإِذا وصَلوا حَذَفُوا لِبَيان الْحَرَكَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُجْري الْوَصْلَ مُجْرى الْوَقْفِ فَيُبْدِلُ فِيهِ أَيضاً؛ وأَنشدوا لِلْمَجْنُونِ: فَعَيْنَاشِ عَيْنَاهَا وجِيدُشِ جِيدُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي وقرأْت عَلَى أَبي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَحمد بْنِ يَحْيَى لِبَعْضِهِمْ: عَلَيَّ فِيمَا أَبْتَغِي أَبْغِيشِ، ... بَيْضاء تُرْضِيني وَلَا تُرْضِيشِ وتَطَّبِي وُدَّ بَنِي أَبِيشِ، ... إِذا دَنَوْتِ جَعَلَت تُنْئِيشِ وإِن نَأَيْتِ جَعَلَتْ تُدْنيشِ، ... وإِن تَكَلَّمْتِ حَثَتْ فِي فِيشِ، حَتَّى تَنِقِّي كنَقِيقِ الدِّيشِ أَبْدَل مِنْ كَافِ المؤَنث شِيناً فِي كُلِّ ذَلِكَ وشبَّه كَافِ الدِّيكِ لكسرتِها بِكَافِ الْمُؤَنَّثِ، وَرُبَّمَا زَادُوا عَلَى الْكَافِ فِي الْوَقْفِ شِينًا حِرْصاً عَلَى الْبَيَانِ أَيضاً، قَالُوا: مَرَرْتُ بِكِشْ وأَعْطَيْتُكِشْ، فإِذا وَصَلُوا حَذَفُوا الْجَمِيعَ، وَرُبَّمَا أَلحَقُوا الشينَ فِيهِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: تَيَاسَرُوا عَنْ كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشِّينَ مِنْ كَافِ الْخِطَابِ مَعَ الْمُؤَنَّثِ فَيَقُولُونَ: أَبُوشِ وأُمُّشِ، وزادُوا عَلَى الْكَافِ شِينًا فِي الْوَقْفِ فَقَالُوا: مَرَرْتُ بكِشْ، كَمَا تَفْعَلُ تَمِيمٌ. والكُشَّةُ: الناصيةُ أَو الخُصْلةُ مِنَ الشَّعْرِ. وبَحْرٌ لَا يُكَشْكِشُ أَي لَا يُنْزَحُ، والأَعْرَفُ لَا يَنْكَشُّ. والكُشُّ: مَا يُلْقح بِهِ النخلُ؛ وَفِي التَّهْذِيبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الكُشُّ الحِرْقُ الَّذِي يُلْقَح بِهِ النخلُ. كشمش: الكِشْمِشُ: ضربٌ مِنَ العِنَب وَهُوَ كثيرٌ بالسَّراة.

كمش: الكَمْشُ: الرجلُ السَّرِيعُ الْمَاضِي. رَجُلٌ كَمْشٌ وكَمِيشٌ: عَزُومٌ ماضٍ سريعٌ فِي أُموره، كَمِشَ كَمَشاً وكَمُشَ، بِالضَّمِّ، يَكْمُش كَماشَةً وانْكَمَشَ فِي أَمرِه. الأَصمعي: انْكَمَشَ فِي أَمرِه وانْشَمَرَ وجَدَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: بادَرَ مِنْ وجَلٍ وأَكْمَشَ فِي مَهَلٍ. وَفِي كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: فاخْرُجْ إِليهما كَمِيشَ الإِزار أَي مشمِّراً جَادًّا. وكَمَّشْته تَكْمِيشاً: أَعْجَلْته فانْكَمَشَ وتَكَمَّش أَي أَسرع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ الكَمِيشُ الشجاعُ، كَمُشَ كَماشةً كَمَا قَالُوا شَجُع شَجاعةً. وأَكْمَشَ فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ. أَسْرَعَ. وفرسٌ كَمْشٌ وكَمِيشٌ: صغيرُ الجُرْدانِ قصيرُه. أَبو عُبَيْدَةَ: الكَمْشُ مِنَ الْخَيْلِ القصيرُ الجُرْدانِ، وَجَمْعُهُ كِمَاشٌ وأَكْماشٌ. قَالَ اللَّيْثُ: والكَمْشُ إِن وُصِفَ بِهِ ذَكَرٌ مِنَ الدَّوَابِّ فَهُوَ القصيرُ الصغيرُ الذكَرِ، وإِن وُصِفت بِهِ الأُنثى فَهِيَ الصغيرةُ الضَّرعِ، وَهِيَ كَمْشةٌ، وَرُبَّمَا كَانَ الضَّرْعُ الكَمْشُ مَعَ كُمُوشِه دَرُوراً؛ وأَنشد: يَعُسُّ جِحاشُهنَّ إِلى ضُروعٍ ... كِمَاشٍ، لَمْ يُقَبِّضْها التَّوادِي الْكِسَائِيُّ: الكَمْشة مِنَ الإِبل الصغيرةُ الضَّرْع، وَقَدْ كَمُشَت كَمَاشَةً، وخُصْيةٌ كَمْشةٌ: قصيرةٌ لاصقةٌ بالصِّفاق، وَقَدْ كَمُشت كُموشةً. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَشُعَيْبٍ، سَلَامُ اللَّه عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا: لَيْسَ فِيهَا فَشُوشٌ وَلَا كَمُوشٌ ؛ الكَمُوشُ: الصغيرةُ الضَّرْعِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْكِماشِ ضَرعها وَهُوَ تقلّصُه. والكَمْشَةُ. الناقةُ الصغيرةُ الضرعِ. وضرعٌ كَمْشٌ بَيّن الكُمُوشةِ: قصيرُ صغيرٌ. وأَكْمَش بناقتِه: صَرَّ جَمِيعَ أَخْلافِها. وامرأَةٌ كَمْشةٌ: صغيرةُ الثدْيِ، وَقَدْ كَمُشَت كَماشةً. والأَكْمَشُ: الَّذِي لَا يَكَادُ يُبْصِر، زَادَ التَّهْذِيبُ: مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ قَدْ تكَمَّشَ جلدُه أَي تَقَبَّضَ وَاجْتَمَعَ وانْكَمَشَ فِي الْحَاجَةِ، مَعْنَاهُ اجْتَمَعَ فِيهَا. وَرَجُلٌ كَمِيشُ الإِزارِ: مُشَمِّرُه. كنش: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الكَنْشُ أَن يأْخذ الرَّجُلُ المِسْواكَ فَيُلَيِّنَ رأْسَه بَعْدَ خُشونته، يُقَالُ: قَدْ كَنَشَه بَعْدَ خُشونة. والكَنْشُ: فَتْلُ الأَكْسِيَة. كنبش: تَكَنْبَشَ القومُ: اخْتَلَطُوا. كندش: الكُنْدُشُ: العَقْعَقُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَخبرني الْمُفَضَّلُ يُقَالُ هُوَ أَخبَثُ مِنْ كُنْدُشٍ، وَهُوَ العَقْعَق؛ وأَنشد لأَبي الغَطَمّش يَصِفُ امرأَة: مُنِيتُ بِزَنْمَرْدَةٍ كَالْعَصَا، ... أَلَصَّ وأَخْبَث مِنْ كُنْدُشِ تُحِبُّ النِّساء وتأْبى الرِّجَالَ، ... وَتَمْشِي مَعَ الأَخْبَثِ الأَطْيَشِ لَهَا وجْهُ قِرْدٍ إِذَا ازَّينَتْ ... ولَوْنٌ كَبَيْضِ القَطا الأَبْرَشِ وَمَعْنَى مُنِيتُ: بُلِيتُ. وزَنْمَرْدةٌ: امرأَةٌ يُشْبِهُ خَلْقُها خَلْقَ الرَّجُلِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَيُرْوَى: بِزِنْمِرْدة، بِكَسْرِ الزَّايِ مَعَ الْمِيمِ، وَيُرْوَى: بِزمَّرْدة، بِحَذْفِ النُّونِ، عَلَى مِثَالِ عِلَّكْدة. وَقَوْلُهُ: أَلصّ وأَخْبَث مِنْ كُنْدُش، قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الكُنْدُشُ لِصُّ الطَّيْرِ، وَهُوَ العَقْعَقُ، والرِّيبَالُ لِصُّ الأُسُودِ، والطِّمْلُ لِصّ الذِّئابِ، والزَّبابةُ لِصُّ الفِيرانِ، والفُوَيْسِقةُ سارقةُ الفَتِيلة مِنَ السِّرَاجِ، والكُنْدُشُ ضرْبٌ من الأَدْوِية.

فصل اللام

كنفرش: الكنفَرِشُ: الذكَرُ، وَقِيلَ حشَفةُ الذَّكَرِ. التَّهْذِيبُ الكَنْفَرِشُ والقَنْفَرِشُ الضخمُ مِنَ الكَمَرِ؛ وأَنشد: كَنْفَرِش فِي رأْسِها انْقِلابُ كنفش: الكَنْفَشةُ: أَن يُدِيرَ العِمامةَ عَلَى رأْسِه عِشْرِينَ كَوْراً. والكَنْفَشةُ: السِّلْعةُ تَكُونُ فِي لَحْيِ الْبَعِيرِ وَهِيَ النَّوْطةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الكنْفَشُ ورَمٌ فِي أَصل اللَّحْيِ وَيُسَمَّى الخازِبازِ. ابْنُ الأَعرابي: الكَنْفَشةُ الرَّوَغانُ فِي الحَرْب. كوش: الكَوْشُ: رأْسُ الفَيْشلةِ. وكاشَ جاريتَه أَو المرأَةَ يَكُوشُها كَوْشاً: نَكَحَها، وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: كاشَ جارِيتَه يَكُوشُها كَوْشاً إِذا مسَحَها، وكاشَ الفحلُ طَرُوقَتَه كَوْشاً طرَقَها. ابْنُ الأَعرابي: كاشَ يَكُوشُ كَوْشاً إِذا فَزِعَ فَزَعاً شديداً. كيش: ابْنُ بُزُرْجَ: ثوبٌ أَكْياشٌ وجُبَّة أَسنادٌ وثوبُ أَفْوافٍ، قَالَ: الأَكْياشُ مِنْ بُرودِ اليمن. فصل اللام لشش: قَالَ الْخَلِيلُ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ شِينٌ بَعْدَ لَامٍ وَلَكِنْ كُلُّهَا قَبْلَ اللَّامِ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ وُجِد فِي كَلَامِهِمُ الشِّينُ بَعْدَ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ: رَجُلٌ لَشْلاشٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا، قَالَ اللَّيْثُ: اللَّشْلشَةُ كثرةُ التردّدِ عِنْدَ الفزَع واضطرابُ الأَحْشاءِ فِي مَوْضِعٍ بَعْد مَوْضِعٍ؛ يُقَالُ: جبَانٌ لَشْلاش. ابْنُ الأَعرابي: اللَّشُّ الطَّرْدُ؛ ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ علش. لمش: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: اللَّمْشُ العبَثُ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ. مأش: اللَّيْثُ: مأَشَ المطرُ الأَرضَ إِذا سَحَاها؛ وأَنشد: وقُلْتُ يومَ الْمَطَرِ المئِيشِ: ... أَقاتِلي جَبْلةُ أَو مُعِيشِي؟ متش: ابْنُ دُرَيْدٍ: المَتْشُ تَفْريقُك الشيءَ بأَصابعك. ومتَشَ الشيءَ يَمْتِشُه مَتْشاً: جمَعَه. ومتَشَ الناقةَ: حلَبَها بأَصابعه حلْباً ضَعِيفًا. والمَتَشُ: سوءُ البصَرِ. ومَتِشَت عينُه متَشاً: كمدِشَت، وَرَجُلٌ أَمْتَشُ وامرأَة مَتْشاء. محش: مَحَشَ الرجلَ: خَدَشَه. ومَحَشَه الحَدّادُ يَمْحَشُه مَحْشاً: سَحَجَه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَرَّ بِي حِمْلٌ فمَحَشَني مَحْشاً، وَذَلِكَ إِذا سَحَجَ جِلْدَه من غير أَن يسْلُخه. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَقُولُونَ مَرَّتْ بِي غِرارةٌ فَمَحَشَتْني أَي سَحَجَتْني؛ وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: أَقول مَرَّتْ بِي غِرارةٌ فمَشَنَتْني. والمَحْشُ: تَناوُلٌ مِنْ لَهب يُحْرِق الجِلد ويُبْدي العَظْم فيُشَيّطُ أَعالِيَه وَلَا يُنْضِجه. وامْتَحَش الخُبزُ: احْترَق. ومَحَشَته النارُ وامْتَحَشَتْه: أَحْرَقَتْه، وَكَذَلِكَ الحَرّ. وأَمْحَشَه الحَرُّ: أَحْرَقه. وخُبزٌ مُحاشٌ: مُحْرَقٌ، وَكَذَلِكَ الشِّواءُ. وسَنة مُمْحِشَةٌ ومَحُوش: مُحْرِقة بِجَدبها. وَهَذِهِ سَنة أَمْحَشَت كلَّ شَيْءٍ إِذا كَانَتْ جَدْبةً. والمُحاشُ، بِالضَّمِّ: المُحْتَرِقُ. وامْتَحَش فلانٌ غَضَباً، وامْتَحَش: احْترق. وامْتَحَشَ القَمَرُ: ذهَبَ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمِحَاشُ، بِالْكَسْرِ: القومُ يَجْتَمِعُونَ مِنْ قَبَائِلَ يُحالِفُون غيرَهم مِنَ الحِلْف عِنْدَ النَّارِ؛ قَالَ النَّابِغَةِ: جَمِّعْ مِحاشَك يَا يَزِيدُ، فإِنني ... أَعْدَدْتُ يَرْبوعاً لكمْ، وتَمِيما

وَقِيلَ: يَعْنِي صِرْمةَ وَسَهْمًا ومالِكاً بَنِي مُرَّة بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيض وَضَبَّةَ بْنَ سَعْدٍ لأَنهم تَحَالَفُوا بِالنَّارِ، فسُمُّوا المِحاشَ. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ جمِّع مِحاشَك: سَبَّ قبائلَ فصَيَّرهم كَالشَّيْءِ الَّذِي أَحرقته النَّارُ. يُقَالُ: مَحَشَتْه النارُ وأَمْحَشَتْه أَي أَحْرَقته. وَقَالَ أَعرابي: مِنْ حَرٍّ كادَ أَن يَمْحَشَ عِمامِتي. قَالَ: وَكَانُوا يُوقِدُون نَارًا لَدَى الحِلْف لِيَكُونَ أَوْكَدَ. وَيُقَالُ: مَا أَعطاني إِلَّا مَحْشِيَّ خِناقٍ قَمِل وإِلا مِحْشاً خناقٌ قَمِلٌ، فأَما المَحْشِيّ فَهُوَ ثَوْبٌ يُلْبس تَحْتَ الثِّيَابِ وَيُحْتَشَى بِهِ، وأَما مِحْشاً فَهُوَ الَّذِي يَمْحَش البدنَ بِكَثْرَةِ وسَخِه وإِخْلاقِه. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا وَصَارُوا حُمَماً؛ معْناه قَدِ احْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْماً. والمَحْشُ: احتراقُ الْجِلْدِ وظهورُ الْعَظْمِ، وَيُرْوَى: امْتُحِشُوا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. والمَحْشُ: إِحْراقُ النَّارِ الجِلدَ. ومَحشْتُ جلدَه أَي أَحْرَقْته، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى أَمْحَشْتُه بِالنَّارِ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. والامْتِحاشُ: الاحتراقُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَتوَضَّأُ مِنْ طعامٍ أَجِدُه «2» حَلالًا لأَنه مَحَشَتْه النارُ ، قَالَهُ مُنْكِراً عَلَى مَنْ يُوجِب الوُضوءَ مِمَّا مَسّتْه النَّارُ. ومِحاشُ الرجلِ: الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ إِليه مَنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ. والمَحاشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: المتاعُ والأَثاث. والمِحاشُ: بَطْنَانِ مِنْ بَنِي عُذْرة مَحَشُوا بَعِيرًا عَلَى النَّارِ اشْتَوَوْه وَاجْتَمَعُوا عليه فأَكلوه. مخش: التَّمَخّشُ: كَثْرَةُ الْحَرَكَةِ، يَمَانِيَةٌ. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: كَانَ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِخَشّاً ؛ قَالَ: هُوَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ ويأْكل مَعَهُمْ وَيَتَحَدَّثُ، والميم زائدة. مدش: المَدَشُ: دِقةٌ فِي الْيَدِ واسترخاءٌ وانتشارٌ مَعَ قِلَّةِ لَحْمٍ، مَدِشَت يدُه مَدَشاً وَهُوَ أَمْدَشُ. وَفِي لحمِه مَدْشةٌ أَي قلةٌ. يُقَالُ: يدٌ مَدْشاءُ وَنَاقَةٌ مَدْشاءُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: وَإِنَّهُ لأَمْدَشُ الأَصابعِ وَهُوَ المُنْتَشرُ الأَصابِع الرِّخْوُ القَصَبةِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: نَاقَةٌ مَدْشاءُ اليدينِ سريعةُ أَوْبِهما فِي حُسْن سَيْر؛ وأَنشد: ونازِحة الجُولَيْنِ خَاشِعَةَ الصُّوَى، ... قَطَعْتُ بمَدْشاءِ الذِّراعَيْنِ سَاهِم وَقَالَ آخَرُ: يَتْبَعْنَ مَدْشاءَ اليَدَيْن قُلْقُلا الصِّحَاحُ: المَدَش رَخاوةُ عَصَبِ اليدِ وقلّةُ لحمِها. وَرَجُلٌ أَمْدَشُ اليدِ، وَقَدْ مَدِشَ، وامرأَة مَدْشاءُ اليدِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَدْشاءُ مِنَ النِّسَاءِ خَاصَّةً الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَى يَدَيْهَا؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَجَمَلٌ أَمْدَشُ مِنْهُ. والمَدَشُ: قلةُ لحمِ ثَدْيِ المرأَةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ومَدَشَ مِنَ الطَّعَامِ مَدْشاً: أَكَل مِنْهُ قَلِيلًا. ومَدَشَ لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ يَمْدُشُ: قلّلَ. التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ مَا مَدَشْت بِهِ مَدْشاً ومَدُوشاً وَمَا مَدَشَني شَيْئًا وَلَا أَمْدَشَني وَمَا مَدَشْتُه شَيْئًا وَلَا مَدَّشْتُه شَيْئًا أَي مَا أَعطاني وَلَا أَعْطَيْتُه، قَالَ: وَهَذَا مِنَ النَّوَادِرِ. ومَدِشَت عينُه مَدَشاً وَهِيَ مَدْشاءُ: أَظْلَمت مِنْ جُوع أَو حرِّ شمسٍ. والمَدَشُ: تَشقّق فِي الرِّجْل. والمَدَشُ فِي الْخَيْلِ: اصْطِكاكُ بواطنِ الرُّسْغَين مِنْ شِدَّةِ الفَدَغِ وَهُوَ مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ الَّتِي تكون خِلْقة، والفَدَعُ التواءُ الرُّسْغ مِنْ عُرْضِه الوَحْشِيِّ. وَرَجُلٌ مَدِشٌ: أَخْرَقُ كفَدِش؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. والمَدَشُ: الحُمْق. وَمَا بِهِ مَدْشةٌ أَي مرضٌ، واللَّه أَعلم بالصواب.

_ (2). قوله [أَجده] في النهاية وأَجده.

مرش: المَرْشُ: شِبْهُ القَرْص مِنَ الجِلْد بأَطراف الأَظافير. وَيُقَالُ: قدْ أَلْطَفَ مَرْشاً وخَرْشاً، والخَرْشُ أَشدُّه. الصِّحَاحُ: المَرْشُ كالخَدْش. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَصابَه مَرْشٌ، وَهِيَ المُرُوش والخُرُوشُ والخُدُوشُ. وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ: فعَدَلَت بِهِ ناقتُه إِلى شَجَرَاتٍ فَمَرَشْن ظهْرَه أَي خَدَشَتْه أَغْصانُها وأَثّرت فِي ظَهْره وأَصل المَرْشِ الحكُّ بأَطراف الأَظفار. ابْنُ سِيدَهْ: المَرْش شَقُّ الْجِلْدِ بأَطراف الأَظافير، قَالَ: وَهُوَ أَضعف مِنَ الخَدْش، مَرَشَه يَمْرُشُه مَرْشاً، والمُرُوشُ: الخُدُوشُ. ومَرَشَ وجهَه إِذا خَدَشَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: إِذا حَكَّ أَحدُكم فرْجَه وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَمْرُشْه مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ. قَالَ الْحَرَّانِيُّ: المرْش بأَطراف الأَظافير. ومَرَش الماءُ يمرُش: سَالَ. والمَرْشُ: أَرض إِذا وَقَعَ عَلَيْهَا المطرُ رأَيتَها كلَّها تَسِيل. ابْنُ سِيدَهْ: والمَرْشُ أَرضٌ يَمْرُشُ الماءُ مِنْ وَجْهِهَا فِي مَوَاضِعَ لَا يَبلغ أَن يحفِر حَفْرَ السَّيْلِ، وَالْجَمْعُ أَمْراش. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَمْراشُ مسايلُ لَا تجْرحُ الأَرضَ وَلَا تَخُدّ فِيهَا تَجِيءُ مِنْ أَرض مُسْتَوِيَةٍ تَتْبَعُ مَا تَوَطَّأَ مِنَ الأَرض فِي غَيْرِ خَدٍّ، وَقَدْ يَجِيءُ المَرْشُ مِنْ بُعد وَيَجِيءُ مِنْ قُرْب. والأَمْراشُ: مسايلُ الْمَاءِ تَسْقِي السلْقانَ. والمَرْشُ: الأَرضُ الَّتِي مَرَشَ المطرُ وجهَها. وَيُقَالُ: انْتَهَيْنَا إِلى مَرْشٍ مِنَ الأَمْراشِ اسْمٌ للأَرض مَعَ الْمَاءِ وَبَعْدَ الْمَاءِ إِذا أَثَّر فِيهِ. النَّضْرُ: المَرْسُ والمَرْشُ أَسفل الْجَبَلِ وحَضِيضُه يَسِيل مِنْهُ الْمَاءُ فيَدِبّ دَبِيباً وَلَا يحْفِر وَجَمْعُهُ أَمْراسٌ وأَمْراشٌ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا مِحْجن الضِّبابي يقول رأَيت مَرْشاً مِنَ السَّيْلِ وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَجْرَحُ وَجْهَ الأَرض جُرْحًا يَسِيرًا. وَيُقَالُ: عِنْدَ فُلَانٍ مُراشةٌ ومُراطةٌ أَي حَقّ صَغِيرٍ. ومَرَشَه يَمْرُشُه مَرْشاً: تناوَله بأَطراف أَصابعه شَبِيهًا بالقَرْص، وامْتَرَشَ الشيءَ: جمَعَه. والإِنسانُ يمْتَرِشُ الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ مِنْ هَاهُنَا أَي يَجْمَعُهُ وَيَكْسِبُهُ. وامتَرَشْتُ الشَّيْءَ إِذا اخْتَلَسْته. ابْنُ الأَعرابي: الأَمْرَشُ الرجلُ الكثيرُ الشَّرِّ؛ يُقَالُ: مَرَشه إِذا آذَاهُ. قَالَ: والأَرْمش الحسَنُ الخلُق، والأَمْشَرُ النشيطُ، والأَرْشَمُ الشَّرِهُ. والامْتِراشُ: الانتزاعُ، يُقَالُ: امتَرَشْت الشَّيْءَ مِنْ يَدِهِ انْتَزَعْتُهُ، وَيُقَالُ: هُوَ يَمْتَرِشُ لِعِيَالِهِ أَي يَكْتَسِبُ ويقْتَرِف. وَرَجُلٌ مَرَّاشٌ: كَسَّاب. مردقش: المَرْدَقُوش: المَرْزَنْجُوشُ. غَيْرُهُ: المَرْدَقُوشُ الزَّعْفَرانُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ، ضاحِيَة، ... عَلَى سَعابِيبِ مَاءِ الضَّالةِ اللجِنِ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: المَرْدَقُوشُ مُعَرّب مَعْنَاهُ اللَّيِّن الأُذُنِ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: مَاءُ الضَّالَةِ اللجزِ، بِالزَّايِ، قَالَ: وَمَنْ خَفَضَ الْوَرْدَ جَعَلَهُ مِنْ نَعْتِهِ. واللجِزُ: اللزِجُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يُنْشَدَ اللجِن، بِالنُّونِ، كَمَا ذَكَرَهُ غيره. مرزجش: المَرْزَجُوشُ: نَبْتٌ وَزْنُهُ فَعْلَلُول بِوَزْنِ عَضْرَفُوط، والمَرْزَنْجُوش لغة فيه. مشش: مشَشْت الناقةَ: حلَبْتُها. ومَشَّ الناقَةَ يَمُشّها مَشّاً: حلَبها وَتَرَكَ بعضَ اللبَن فِي الضَّرْعِ. والمَشُّ: الحلْب بِاسْتِقْصَاءٍ. وامْتَشّ مَا فِي الضَّرْعِ وامْتَشَعَ إِذا حلَب جميعَ مَا فِيهِ. وَمَشَّ يدَه يَمُشّها: مَسَحَها بِشَيْءٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بِالشَّيْءِ الْخَشِنِ ليُذْهِبَ بِهِ غَمَرَها ويُنَظّفَها؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

نَمُشّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا، ... إِذا نحنُ قُمْنا عَنْ شِوَاءِ مُضَهَّبِ المُضَهّبُ: الَّذِي لَمْ يَكْمل نُضْجُه؛ يُرِيدُ أَنهم أَكَلوا الشَّرائِحَ الَّتِي شَوَوْها عَلَى النَّارِ قبْل نُضْجِها، وَلَمْ يدَعُوها إِلى أَن تَنْشَف فأَكلوها وَفِيهَا بَقِيَّةٌ مِنْ مَاءٍ. والمَشُوشُ: المِنْديلُ الَّذِي يَمْسَحُ يَدَهُ بِهِ. وَيُقَالُ: امْشُشْ مُخاطَك أَي امْسَحْهُ. وَيَقُولُونَ: أَعْطِني مَشُوشاً أَمُشُّ بِهِ يَدِي يُرِيدُ مِنْديلًا أَو شَيْئًا يَمْسَحُ بِهِ يدَه. والمَشُّ: مسْحُ الْيَدَيْنِ بالمَشُوش، وَهُوَ المِنْديل الخشِنُ. الأَصمعي: المَشُّ مسحُ الْيَدِ بِالشَّيْءِ الْخَشِنِ ليَقْلع الدسَمَ. ومَشَّ أُذُنَه يَمُشُّها مَشّاً: مَسَحها؛ قَالَتْ أُخت عَمْرٍو: فإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تثأَروا بأَخيكُم، ... فمُشّوا بِآذَانِ النعامِ المُصَلَّمِ والمَشُّ أَن تَمْسَحَ قِدْحاً بِثَوْبِكَ لتُلَيّنه كَمَا تَمُشّ الْوَتَرَ. والمَشُّ: المسحُ. ومَشَّ القِدْحَ مَشّاً: مسَحَه ليُلَيّنه. وامْتَشّ بِيَدِهِ وَهُوَ كَالِاسْتِنْجَاءِ. والمُشاشُ: كلُّ عَظْمٍ لَا مُخّ فِيهِ يُمْكنك تتبّعُه. ومَشّه مَشّاً وامْتَشَّه وتَمَشّشَه ومَشْمَشَه: مَصَّهُ مَمْضُوغاً. اللَّيْثُ: مَشَشْت المُشاشَ أَي مصَصْتُه مَمْضوغاً. وتَمَشّشْتُ العظمَ: أَكلْتُ مُشاشَه أَو تمَكّكْته. وأَمَشّ العظْمُ نفسُه: صَارَ فِيهِ مَا يُمَشّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ أَن يُمِخَّ حَتَّى يتَمَشّش. أَبو عبيد: المُشاشُ رؤوسُ العظامِ مِثْلَ الرُّكْبَتَيْنِ وَالْمَرْفِقَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ جليلَ المُشاشِ أَي عظيمَ رؤوس الْعِظَامِ كَالْمَرْفِقَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمُشاشةُ وَاحِدَةُ المُشاشِ، وهي رؤوس الْعِظَامِ اللَّيِّنَةُ الَّتِي يُمْكِنُ مضغُها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مُلِئَ عَمّارٌ إِيماناً إِلى مُشاشِه. والمُشاشةُ: مَا أَشرفَ مِنْ عظْم المنكِب. والمَشَشُ: ورمٌ يأْخذ فِي مقدَم عَظْمِ الْوَظِيفِ أَو بَاطِنِ السَّاقِ فِي إِنْسِيّهِ، وَقَدْ مَشِشَت الدابةُ، بإِظهار التَّضْعِيفِ نَادِرٌ، قَالَ الأَحمر: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ضَبِبَ المكانُ إِذا كَثُرَ ضِبابُه، وأَلِلَ السِّقاءُ إِذا خبُثَ ريحُه. الْجَوْهَرِيُّ: ومَشِشَت الدابةُ، بِالْكَسْرِ، مشَشاً وَهُوَ شَيْءٌ يشْخَصُ فِي وَظِيفها حَتَّى يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ وَلَيْسَ لَهُ صلابةُ العظمِ الصَّحِيحِ، قَالَ: وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ عَلَى الأَصل. وامتَشّ الثوبَ: انْتَزَعَهُ. وَمَشَّ الشيءَ يَمُشّه مَشّاً ومَشْمَشَه إِذا دافَهُ وأَنْقَعه فِي مَاءٍ حَتَّى يَذُوب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ يَصِفُ عَليلًا: مَا زِلْتُ أَمُشُّ لَهُ الأَشْفِيةَ، أَلُدُّه تَارَةً وأُوجِرُه أُخرى، فأَتى قَضاءُ اللَّه. وَفِي حَدِيثِ أُمّ الْهَيْثَمِ: مَا زِلْتُ أَمُشّ الأَدْوِيةَ أَي أَخْلِطها. وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ، شرَّفها اللَّه: وأَمَشَّ سَلَمُها أَي خَرَجَ ما يخرج في أَطرافها ناعِماً رَخْصاً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالرِّوَايَةُ أَمْشَرَ بِالرَّاءِ؛ وَقَوْلُ حَسَّانَ: بضَرْبٍ كإِيزاغِ المَخاضِ مُشاشَه أَراد بالمُشاشِ هَاهُنَا بولَ النُّوق الْحَوَامِلِ. والمَشْمَشةُ: السرعة والخفة. وفلان يَمُشّ مالَ فُلَانٍ ويَمُشّ مِنْ مَالِهِ إِذا أَخذ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَمْتَشُّ مَالَ فُلَانٍ وَيَمْتَشُّ مِنْهُ. والمُشاشةُ: أَرض رِخْوة لَا تَبْلُغُ أَن تَكُونَ حَجَرًا يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ وَفَوْقَهَا رَمْلٌ يَحْجِزُ الشَّمْسَ عَنِ الْمَاءِ، وتَمْنع المُشاشةُ الْمَاءَ أَن يَتَشَرَّبَ فِي الأَرض فَكُلَّمَا استُقِيت مِنْهَا دَلْوٌ جَمّت أُخرى. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُشاشةُ جوفُ الأَرض وإِنما الأَرض مَسَكٌ،

فَمَسَكةٌ كَذّابةٌ، ومسَكَةٌ حِجارةٌ غَلِيظَةٌ، ومَسَكةٌ لَينةٌ، وإِنما الأَرض طرائقُ، فَكُلُّ طَرِيقَةٍ مَسَكةٌ، والمُشاشةُ هِيَ الطَّرِيقَةُ الَّتِي هِيَ حِجَارَةٌ خَوّارة وترابٌ، فَتِلْكَ المُشاشةُ، وأَما مُشاشةُ الرَّكِيَّةِ فجَبَلُها الَّذِي فِيهِ نَبَطُها وَهُوَ حَجَرٌ يَهْمي مِنْهُ الْمَاءُ أَي يرْشَح فَهِيَ كمُشاشةِ الْعِظَامِ تتَحَلّب أَبداً. يُقَالُ: إِنْ مُشاشَ جبَلِها ليَتحَلّب أَي يُرَشِّحُ مَاءً. وَقَالَ غَيْرُهُ: المُشاشةُ أَرض صُلْبة تتخذ فيها زكايا يَكُونُ مِنْ وَرَائِهَا حاجزٌ، فإِذا مُلِئَت الركيَّةُ شَرِبَتِ المشاشةُ الماءَ، فَكُلَّمَا استُقي مِنْهَا دَلْوٌ جَمَّ مَكَانَهَا دَلْوٌ أُخرى. الْجَوْهَرِيُّ: المُشاشُ أَرض لَيِّنَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رَاسِي العُرُوق فِي المُشاشِ البَجْباجْ وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَيّنُ المُشاش إِذا كَانَ طيّبَ النَّحِيزةِ عَفيفاً مِنَ الطمَعِ. الصِّحَاحُ: وَفُلَانٌ طيِّبُ المُشاشِ أَي كريمُ النفْس؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ فَرَسًا: يَعْدُو بِهِ نَهِش المُشاشِ كأَنه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَضْلَعُ يَعْنِي أَنه خَفِيفُ النفْس والعِظام، أَو كَنَّى بِهِ عَنِ الْقَوَائِمِ؛ وَرَجُلٍ هَشّ المُشاشِ رخْو المَغْمَزِ، وَهُوَ ذَمٌّ. ومَشْمَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ الأَعرابي: امْتَشَّ المُتَغَوّطُ وامْتَشَعَ إِذا أَزال الأَذى عَنْ مَقْعَدَتِهِ بمَدَر أَو حَجَرٍ. والمَشّ: الخصومةُ. الْفَرَّاءُ: النَّشْنَشةُ صوتُ حَرَكَةِ الدُّرُوعِ، والمَشْمَشَةُ تَفْرِيقُ القُماش. والمِشْمِشُ: ضرْبٌ مِنَ الْفَاكِهَةِ يُؤْكَلُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَعرف مَا صِحَّتَهُ، وأَهل الْكُوفَةِ يَقُولُونَ المَشْمَش، وأَهل الْبَصْرَةِ مِشْمِش يَعْنِي الزَرْدالو، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الإِجَّاصَ مِشْمِشاً. والمَشامِشُ: الصياقلةُ؛ عَنِ الهَجَري، وَلَمْ يَذْكر لَهُمْ وَاحِدًا؛ وأَنشد: نَضا عنهمُ الحَوْلُ اليَماني، كَمَا نَضا ... عَنِ الهِنْدِ أَجْفانٌ، جَلَتْها المَشامِشُ قَالَ: وَقِيلَ المَشامِشُ خِرَقٌ تُجْعَلُ فِي النُّورة ثُمَّ تُجْلى بِهَا السيوفُ. ومِشْماشٌ: اسم. معش: ابْنُ الأَعرابي: المعْشُ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، الدَّلْكُ الرَّفِيقُ، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ المَعْسُ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً. يُقَالُ: مَعَشَ إِهابَه مَعْشاً، وكأَن المَعْش أَهْونُ مِنَ المَعْس. ملش: مَلَشَ الشيءَ يملُشُه ويَمْلِشُه مَلْشاً: فَتّشَه بِيَدِهِ كأَنه يَطْلُبُ فِيهِ شَيْئًا. مهش: المُمْتَهِشةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تحْلقُ وجهَها بِالْمُوسَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَنَ مِنَ النِّسَاءِ المُمتَهِشة. الأَزهري: رَوَى بَعْضُهُمْ أَنه قَالَ مَحَشَته النارُ ومَهَشَتْه إِذا أَحْرَقته، وَقَدِ امْتَحَشَ وامْتَهَش. وَقَالَ القُتَيبي: لَا أَعرف المُمْتَهِشة إِلا أَن تَكُونَ الْهَاءُ مُبْدَلَةً مِنَ الْحَاءِ. يُقَالُ: مَرَّ بِي جملٌ عَلَيْهِ حِمْله فمَحَشَني إِذا سحَج جِلْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يسلخه. موش: ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ كَانَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دِرْعٌ تُسَمَّى ذاتَ المَواشي ؛ قَالَ: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى فِي مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الطُّوالات وَقَالَ: لَا أَعرف صِحَّةَ لَفْظِهِ، قَالَ: وإِنما يُذْكر الْمَعْنَى بَعْدَ ثبوت اللفظ. ميش: مَاشَ القُطنَ يَمِيشُه مَيْشاً. زبّدَه بَعْدَ الحَلْج. والمَيْشُ: أَن تَمِيشَ المرأَةُ الْقُطْنَ بِيَدِهَا إِذا زَبّدَته بَعْدَ الْحَلْجِ. والمَيْشُ: خلْط الصُّوفِ بِالشَّعْرِ؛

فصل النون

قَالَ الرَّاجِزُ: عاذِلَ، قَدْ أُولِعْتِ بالترْقِيشِ، ... إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَي اخْلطي مَا شئتِ مِنَ الْقَوْلِ. قَالَ: المَيْشُ خلطُ الشَّعْرِ بِالصُّوفِ؛ كَذَلِكَ فَسَّرَهُ الأَصمعي وَابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُمَا. وَيُقَالُ: ماشَ فلانٌ إِذا خَلَطَ الكذبَ بِالصِّدْقِ. الْكِسَائِيُّ: إِذا أَخبر الرَّجُلُ بِبَعْضِ الْخَبَرِ وكَتم بعضَه قِيلَ مَذَعَ وماشَ. وماشَ يَميشُ مَيْشاً إِذا خلَط اللبَن الحُلْوَ بالحامِض، وخلَط الصُّوفَ بِالْوَبَرِ، أَو خَلَطَ الجِدّ بالهزْل. وماشَ كَرْمَه يَمُوشُه مَوْشاً إِذا طَلَبَ باقيَ قُطوفِه. ومِشْتُ النَّاقَةَ أَمِيشُها، وماشَ النَّاقَةَ مَيْشاً: حلَب نصفَ مَا فِي ضَرْعِهَا، فإِذا جَاوَزَ النصف قليس بمَيْشٍ. والمَيْشُ: حلْبُ نِصْفِ مَا فِي الضَّرْعِ. والمَيْشُ: خلْطُ لَبَنِ الضأْن بِلَبَنِ الْمَاعِزِ. ومِشْت الْخَبَرَ أَي خلَطت، قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَخبرت ببعض الْخَبَرِ وَكَتَمْتَ بَعْضًا. وماشَ لِي مِنْ خَبَره مَيْشاً وَهُوَ مِثْلُ المَصْع. وماشَ الشيءَ مَيْشاً: خلَطه. والماشُ: قُمَاشُ الْبَيْتِ، وَهِيَ الأَوْقاب والأَوْغاب والثُّوَى، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَنْ هَذَا قَوْلُهُمُ المَاشُ خيرٌ مِنْ لاشَ أَي مَا كَانَ فِي الْبَيْتِ مِنْ قُماشٍ لَا قِيمَةَ لَهُ خيرٌ مِنْ بَيْتٍ فَارِغٍ لَا شَيْءَ فِيهِ، فخُفّف لَاشَ لِازْدِوَاجِ مَاشَ. الْجَوْهَرِيُّ: الماشُ حبٌّ وَهُوَ مُعَرَّبٌ أَو مولَّد وخاشَ ماشَ وخاشِ ماشِ، جَمِيعًا: قُماشُ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنا بأَنَّ أَلفَ مَاشَ ياءٌ لَا واوٌ لِوُجُودِ مَ يَ شَ وَعَدَمِ مَ وش. فصل النون نأش: التناؤُشُ، بِالْهَمْزِ: التأَخُّرُ والتباعدُ. ابْنُ سِيدَهْ: نَأَشَ الشيءَ أَخَّرَه وانْتَأَشَ هُوَ تأَخَّرَ وتَباعدَ. والنَّئِيشُ: الحركةُ فِي إِبْطاء. وَجَاءَ نَئِيشاً أَي بَطِيئاً؛. أَنشد يَعْقُوبُ لنَهْشل بْنِ حَرِّيٍّ: ومَوْلًى عَصانِي واستبَدَّ برَأْيِه، ... كَمَا لَمْ يُطَعْ فِيمَا أَشارَ قَصِيرُ فَلَمَّا رَأَى مَا غَبَّ أَمْرِي وأَمْرَه، ... وناءَتْ بأَعْجازِ الأُمورِ صُدورُ، تَمَنَّى نَئِيشاً أَن يكونَ أَطاعني، ... ويَحْدُث مِن بَعْدِ الأُمورِ أُمُورُ قَوْلُهُ تَمَنَّى نَئِيشًا أَي تَمَنَّى فِي الأَخير وَبَعْدَ الفَوْت أَن لَوْ أَطاعني، وَقَدْ حَدَثَتْ أُمورٌ لَا يُسْتَدْرك بِهَا مَا فَاتَ، أَي أَطاعني فِي وَقْتٍ لَا تَنْفَعُهُ فِيهِ الطَّاعَةُ. وَيُقَالُ: فَعَلَه نَئِيشاً أَي أَخيراً، واتَّبَعَه نَئِيشاً إِذا تأَخر عَنْهُ ثُمَّ اتَّبَعَه عَلَى عجَلةٍ شَفَقةَ أَن يَفُوتَه. والنَّئِيشُ أَيضاً: البعيدُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والتناؤُشُ: الأَخذُ مِنْ بُعْد، مَهْمُوزٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ قَالَ: فإِن كَانَ عَنْ قُرْب فَهُوَ التَّناوُشُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ؛ قُرِئَ بِالْهَمْزِ وَغَيْرِ الْهَمْزِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ هَمَز فَعَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَكُونَ مِنَ النِّئِيش الَّذِي هُوَ الْحَرَكَةُ فِي إِبطاء، والآخَر أَن يَكُونَ مِنَ النَّوْش الَّذِي هُوَ التَّناوُلُ، فأَبدل مِنَ الْوَاوِ هَمْزَةً لِمَكَانِ الضَّمَّةِ. التَّهْذِيبُ: وَيَجُوزُ همزُ التَّناوُش وَهِيَ مِنْ نَشَتَ لِانْضِمَامِ الْوَاوِ مِثْلُ قَوْلِهِ: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنهم تناوَلُوا الشَّيْءَ مِنْ بُعْد وَقَدْ كَانَ تناوُلُه مِنْهُمْ قَرِيبًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فآمَنُوا حَيْثُ لَا يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهم لأَنه لَا يَنْفع نَفْسًا إِيمانُها فِي الْآخِرَةِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ النَّأْشِ، وَهُوَ الطلبُ، أَي كَيْفَ يطلُبون مَا بَعُد وفاتَ بَعْدَ أَن كَانَ قَرِيبًا مُمْكِنًا؟ والأَول

هُوَ الْوَجْهُ. وَقَدْ نَأَشْتُ الأَمرَ أَنْأَشُه نَأْشاً: أَخَّرْته فانْتَأَشَ. ونَأَشَ الشيءَ يَنْأَشُه نَأْشاً: باعَدَه. ونَأَشَه يَنْأَشُه: أَخَذَه فِي بطْش. ونَأَشَه اللَّهُ نَأْشاً كنَعَشه أَي أَحْياه وَرَفَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسابقُ إِليّ أَنه بَدَلٌ. وانْتَأَشَه اللَّه أَي انْتَزعه. نبش: نَبَشَ الشَّيْءَ يَنْبُشُه نَبْشاً: اسْتَخْرَجَهُ بَعْدَ الدَّفْن، ونَبْشُ الْمَوْتَى: استخراجُهم، والنبَّاشُ: الفاعلُ لِذَلِكَ، وحِرْفَتُه النِّباشةُ. والنَّبْشُ: نَبْشُك عَنِ الْمَيِّتِ وَعَنْ كُلِّ دَفِين. ونَبَشْتُ البقلَ والميّتَ أَنْبُشُ، بِالضَّمِّ، نَبْشاً. والأُنْبُوشُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: مَا نُبِشَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والأُنْبُوشُ والأُنْبُوشةُ: الشجرةُ يَقْتَلِعها بِعُرُوقِهَا وأُصولها، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ النَّبَاتِ. وأَنابِيشُ العُنْصُلِ: أُصولُه تَحْتَ الأَرض، وَاحِدَتُهَا أُنْبُوشةٌ. والأُنْبُوشُ: أَصلْ الْبَقْلِ المَنْبُوش، وَالْجَمْعُ الأَنابِيشُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَن سِباعاً فِيهِ غَرْقى غُدَيّةً ... بأَرْجائِه القُصْوى، أَنابِيشُ عُنْصُلِ أَبو الْهَيْثَمِ: واحدُ الأَنابيش أُنْبُوش وأُنْبُوشةٌ وَهُوَ مَا نَبَشَه المطرُ، قَالَ: وإِنما شبَّه غَرْقى السِّبَاعِ بالأَنابِيش لأَن الشيءَ الْعَظِيمَ يُرَى صَغِيرًا مِنْ بَعِيدٍ، أَلا تَرَاهُ قَالَ بأَرْجائِه القُصْوى أَي البُعْدَى؟ شَبَّهَهَا بَعْد ذُبُولها ويُبْسها بِهَا. والأُنْبُوشُ أَيضاً: البُسْر الْمَطْعُونُ فِيهِ بالشَّوك حَتَّى يَنضَج. والنِّبْش: شَجَرٌ يُشْبِهُ ورقُه ورقَ الصنَوْبر وَهُوَ أَصغر مِنْ شَجَرِ الصَّنَوْبَرِ وأَشدّ اجْتِمَاعًا، لَهُ خَشَبٌ أَحمر تُعْمل مِنْهُ مَخاصِرُ النَّجائب «3» وعكاكيزُ يَا لَها مِنْ عكاكيزَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعْتُ السُّلَمي يَقُولُ: نَبَّشَ الرجلُ فِي الأَمر وفَنَّشَ إِذا اسْتَرْخَى فِيهِ؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: إِن كُنْتَ غيرَ صائِدي فنَبِّشِ قَالَ: وَيُرْوَى فبَنِّشِ أَي اقْعُدْ. ونُبْشة ونُبَاشة ونابِشٌ: أَسماء. ونُبَيْشة، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: أَحدُ فُرْسانِهم المذكورين. نتش: النَّتَشُ: البياضُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي أَصل الظُّفْرِ. والنَّتْشُ: النَّتْف لِلَّحْمِ وَنَحْوِهِ. والمِنْتَاش: المِنْقاش. اللَّيْثُ: النَّتْشُ: إِخراجُ الشَّوْكِ بالمِنْتاش وَهُوَ المِنْقاش الَّذِي يُنْتف بِهِ الشعرُ، قَالَ: والنَّتْش جذبُ اللَّحْمِ وَنَحْوُهُ قَرْصاً ونَهْشاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للمِنْقاش مِنْتاخٌ ومِنْتاشٌ. ونتَشْتُ الشَّيْءَ بالمِنْتاشِ أَي اسْتَخْرَجْتُهُ. وأَنْتَشَ النباتُ، وَذَلِكَ حين يخرج رؤوسه مِنَ الأَرض قَبْلَ أَن يُعْرق، ونَتَشُه: مَا يَبْدُو مِنْهُ. وأَنْتَش الحَبُّ: ابتلَّ فضَرب نَتَشَه فِي الأَرض بعد ما يَبْدُو مِنْهُ أَوّلَ مَا يَنْبُتُ مِنْ أَسفل وَفَوْقَ، وَذَلِكَ النَّبَاتُ النَّتَشُ. ونَتَشَ الجرادُ الأَرضَ يَنْتِشها نَتْشاً: أَكل نباتَها. ونَتَشَ لأَهله يَنْتِش نَتْشاً: اكْتَسَبَ لَهُمْ واحْتال؛ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يكْدِشُ لِعِيَالِهِ ويَنْتِش ويَعْصِف ويَصْرِف. الْفَرَّاءُ: النُّتَّاشُ النُّغَّاشُ والعَيَّارُون. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْبَيْتِ: لَا يُحِبُّنا حامِلُ القِيْلةِ وَلَا النُّتَّاشُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُمُ النُّغَّاشُ وَالْعَيَّارُونَ، واحدُهم ناتِشٌ، والنَّتْشُ والنَّتْف واحدٌ كأَنهم انتُتِفوا مِنْ جُمْلَةِ أَهل الْخَيْرِ. وَمَا نَتَشَ مِنْهُ شَيْئًا يَنْتِشُ نَتْشاً أَي مَا أَخذ. وَمَا

_ (3). قوله [النجائب] في شرح القاموس الجنائب.

أَخذ إِلا نَتْشاً أَي قَلِيلًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَتَشَ الرجلُ بِرِجْلِهِ الحجرَ أَو الشَّيْءَ إِذا دَفَعَهُ بِرِجْلِهِ فَنَحَّاهُ نَتْشاً. ونَتَشَه بِالْعَصَا نَتَشات: ضَرَبَهُ. ونُتَّاشُ النَّاسِ: رُذالُهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَ فُلَانٌ فأَخذ خِيارَها، وَجَاءَ آخَرُ فأَخذ نُتَّاشَها أَي شِرارَها. نجش: نَجَشَ الحديثَ يَنْجُشُه نَجْشاً: أَذاعَه. ونَجَشَ الصيدَ وكلَّ شَيْءٍ مَسْتُورٍ يَنْجُشُه نَجْشاً: اسْتَثَارَهُ وَاسْتَخْرَجَهُ. والنَّجاشِيّ: المستخرجُ لِلشَّيْءِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ الأَخفش: هُوَ النَّجاشِيُّ والناجِشُ الَّذِي يُثِير الصيدَ ليمُرّ عَلَى الصَّيَّادِ. والناجِشُ: الَّذِي يَحُوش الصَّيْدَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: لا تطلُع الشمسُ حَتَّى يَنْجُشَها ثَلَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ ملَكاً أَي يَسْتَثِيرها. التَّهْذِيبُ: النَّجاشِيُّ هُوَ الناجِشُ الَّذِي يَنْجُش نَجْشاً فَيَسْتَخْرِجُهُ. شَمِرٌ: أَصلُ النَّجْشِ البحثُ وَهُوَ اسْتِخْرَاجُ الشَّيْءِ. والنَّجْشُ: اسْتِثارةُ الشَّيْءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والخُسْرُ قولُ الكَذِب المَنْجُوشِ ابْنُ الأَعرابي: مَنْجُوشٌ مُفْتَعَلٌ مَكْذوب. ونَجشوا عَلَيْهِ الصَّيْدَ كَمَا تَقُولُ حَاشُوا. وَرَجُلٌ نَجُوش ونجَّاش ومِنْجَشٌ ومِنْجاشٌ، مُثِيرٌ لِلصَّيْدِ. والمِنْجَشُ والمِنْجاشُ: الوَقَّاعُ فِي النَّاسِ. والنَّجْشُ والتَّناجُشُ: الزيادةُ فِي السِّلْعة أَو المَهْرِ لِيُسْمَع بِذَلِكَ فيُزاد فِيهِ، وَقَدْ كُرِه، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّجْش فِي الْبَيْعِ وَقَالَ: لَا تَناجَشُوا ، هُوَ تَفاعُل مِنَ النَّجْش؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ أَن يَزيدَ الرجلُ ثمنَ السِّلعة وَهُوَ لَا يُرِيدُ شَرَاءَهَا، وَلَكِنْ لِيَسْمَعَهُ غيرُه فيَزيد بِزِيَادَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُرْوَى فِيهِ عَنْ أَبي الأَوفى: الناجِشُ آكلُ رِباً خائنٌ. أَبو سَعِيدٍ: فِي التَّناجُش شيءٌ آخرُ مُبَاحٌ وَهِيَ المرأَة الَّتِي تزوَّجت وطُلِّقت مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، أَو السِّلعةُ الَّتِي اشْتُرِيت مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ثُمَّ بِيعَتْ. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَجْشُ أَن تَمْدَحَ سِلعةَ غيرِك لِيَبِيعَهَا أَو تَذُمَّها لِئَلَّا تَنْفُق عَنْهُ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبي الْخَطَّابِ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّجْشُ أَن تُزايدَ فِي الْبَيْعِ لِيَقَعَ غيرُك وَلَيْسَ مِنْ حَاجَتِكِ، والأَصل فِيهِ تَنْفيرُ الْوَحْشِ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ. والنَّجْشُ: السَّوق الشَّدِيدُ. وَرَجُلٌ نَجَّاشٌ: سَوَّاقٌ؛ قَالَ: فَمَا لَهَا، اللَّيلةَ، مِنْ إِنْفاشِ ... غيرَ السُّرَى وسائقٍ نَّجَّاشِ وَيُرْوَى: وَالسَّائِقِ النِّجَاشِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: النجَّاشُ الَّذِي يَسُوقُ الرِّكابَ وَالدَّوَابَّ فِي السُّوق يَسْتَخْرِجُ مَا عِنْدَهَا مِنَ السَّيْرِ. والنِّجَاشةُ: سرعةُ الْمَشْيِ، نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشاً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَعرف النِّجاشةَ فِي الْمَشْيِ. ومَرَّ فُلَانٌ ينْجُش نَجْشاً أَي يُسْرع. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقِيَه فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَ فانْتَجَشْتُ مِنْهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ اختُلف فِي ضَبْطِهَا فرُوي بِالْجِيمِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ النَّجْش الإِسراعِ، ورُوِي فانْخَنَسْت واخْتَنَسْت، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ الخُنُوسِ التأَخُّرِ وَالِاخْتِفَاءُ. يُقَالُ: خَنَس وانخَنَس واخْتَنَس. ونَجَشَ الإِبلَ يَنْجُشُها نجْشاً: جَمَعها بَعْدَ تَفْرقة. والمِنْجاش: الخيطُ الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ الأَدِيمَين لَيْسَ بخَرْز جَيِّدٍ. والنَّجاشيّ والنِّجاشِيّ: كلمةٌ للحبَش تُسَمي بِهَا مُلُوكَهَا: قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هُو بالنَّبَطِيَّة أَصْحَمَة أَي

عَطِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: النَّجَاشيّ، بِالْفَتْحِ، اسْمُ مَلِكِ الْحَبَشَةِ وَوَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْيَاءُ مُشَدَّدَةٌ، قَالَ: وقيل الصواب تخفيفها. نحش: الأَزهري خَاصَّةً قَالَ: أَهمله اللَّيْثُ، قَالَ: وَقَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ الشِّظْفةُ والنَّحَاشةُ الْخُبْزُ الْمُحْتَرِقُ، وَكَذَلِكَ الجِلْفة والقِرْقةُ. نخش: نُخِشَ الرجلُ، فَهُوَ مَنْخُوشٌ إِذا هُزِل. وامرأَة مَنْخُوشةٌ: لَا لَحْمَ عَلَيْهَا. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْجَعْفَرِيَّ يَقُولُ نُخِشَ لَحْمُ الرَّجُلِ ونُخِسَ أَي قلَّ، قال: وقال غيره نخَش، بفتح النون. وفي نوادر الْعَرَبِ: نَخَشَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا حَرَّكَهُ وَآذَاهُ. وَسَمِعْتُ نَخَشةَ الذئبِ أَي حِسَّه وَحَرَكَتَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ الْكِلَابِيِّ يَذْكُرُ خَبَرَهُ مَعَ الذِّئْبِ الَّذِي رَمَاهُ فَقَتَلَهُ ثُمَّ اشْتَوَاهُ فأَكلَه: فَسَمِعْتُ نَخَشَتَه وَنَظَرْتُ إِلى سَفِيفِ أُذنيه، وَلَمْ يُفسِّر سفيفَ أُذنيه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ يَوْمَ الظَّعْن إِذا ساقُوا حَمولَتَهم: أَلا وانخُشُوها نَخْشاً؛ مَعْنَاهُ حُثُّوها وسُوقوها سَوْقًا شَدِيدًا. وَيُقَالُ: نَخَشَ البعيرَ بطرَف عَصاه إِذا خَرَشه وساقَه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهَا، أَنها قَالَتْ: كانَ لَنَا جيرانٌ مِنَ الأَنصار، ونِعْم الجيرانُ كَانُوا يَمْنَحُونَنا شَيْئًا مِنْ أَلبانهم وَشَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ نَنْخُشُه ؛ قَالَ: قولُها نَنْخُشُه أَي نَقْشُرُه ونُنَحِّي عَنْهُ قُشورَه؛ وَمِنْهُ نُخِش الرجلُ إِذا هُزِل كأَن لحمَه أُخِذ عنه. ندش: نَدَش عَنِ الشَّيْءِ يَنْدُشُ نَدْشاً: بحَثَ. والنَّدْشُ: التَّناولُ الْقَلِيلُ. رَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبي الْوَازِعِ: نَدَفَ القُطن ونَدَشَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي هَبَرات الكُرْسُفِ المَنْدُوشِ نرش: نَرَشَ الشيءَ نرْشاً: تَناوَلَه بِيَدِهِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَحُقُّه. نشش: نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشًّا ونَشِيشاً ونَشَّشَ: صَوَّتَ عِنْدَ الغلَيان أَو الصبِّ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا سُمع لَهُ كَتِيت كالنَّبِيذ وَمَا أَشبهه، وَقِيلَ: النَّشِيش أَولُ أَخْذِ الْعَصِيرِ فِي الْغَلَيَانِ، والخَمرُ تَنِشُّ إِذا أَخذَت فِي الْغَلَيَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نَشَّ فَلَا تَشرَبْ. ونَشَّ اللحمُ نَشًّا ونَشِيشاً: سُمع لَهُ صَوْتٌ عَلَى المِقْلى أَو فِي القِدْر. ونَشِيشُ اللحمِ: صوْتُه إِذا غَلَى. والقِدرُ تَنِشُّ إِذا أَخذت تَغْلي. ونَشَّ الماءُ إِذا صبَبْته مِنْ صاخِرةٍ طَالَ عهدُها بِالْمَاءِ. والنَّشِيشُ: صوْتُ الْمَاءِ وغيرِه إِذا غَلى. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيذِ: إِذا نَشَّ فَلَا تَشْرَبْ أَي إِذا غَلَى؛ يُقَالُ: نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِيشاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: أَنه كرِه لِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا زوجُها الدُّهْنَ الَّذِي يُنَشُّ بالريْحان أَي يُطيَّب بأَن يُغلى فِي الْقِدْرِ مَعَ الرَّيْحَانِ حَتَّى يَنِشَّ. وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ ونَشْناشةٌ: لَا يَجِفُّ ثَراها وَلَا يَنْبُتُ مَرْعاها، وَقَدْ نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ. وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ: تَنِشُّ مِنَ النَّزّ، وَقِيلَ: سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ وَهُوَ مَا يَظْهَرُ مِنْ مَاءِ السِّبَاخِ فيَنِشُّ فِيهَا حَتَّى يَعُودَ مِلْحاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً ، يَعْنِي البَصْرة، أَي نَزَّازةً تَنِزٌّ بِالْمَاءِ لأَن السبَخَةَ يَنِزُّ ماؤُها فيَنِشُّ وَيَعُودُ مِلْحاً، وَقِيلَ: النّشَّاشةُ الَّتِي لَا يجِفُّ تُرْبُها وَلَا ينبُت مَرْعَاهَا. بَعْضُ الكِلابيّين: أَشَّت الشَّجَّةُ ونَشَّت؛ قَالَ:

أَشَّت إِذا أَخذت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قطَرت، ونَشَّ الغَدِيرُ والحَوْضُ يَنِشُّ نَشّاً ونَشِيشاً: يَبِسَ ماؤُهما ونَضَبَ، وَقِيلَ: نَشَّ الماءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض نَشِفَ وجفَّ، ونَشَّ الرُّطَبُ وذَوِيَ ذَهَبَ ماؤُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ ... بأَجَّةٍ، نَشَّ عَنْهَا الماءُ والرُّطَبُ والنَّشُّ: وزنُ نَواة مِنْ ذَهَبٍ، وَقِيلَ: هُوَ وَزْنُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَقِيلَ: وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ، وَقِيلَ: هُوَ رُبْعُ أُوقيَّة والأُوقية أَربعون دِرْهَمًا. ونَشُّ الشَّيْءِ: نِصْفُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُصْدِق امرأَةً مِنْ نِسَائِهِ أَكْثرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشٍ ؛ الأُوقِيَّةُ أَربعون والنَّشُّ عِشْرُونَ فَيَكُونُ الجميعُ خَمْسَمائة دِرْهَمٍ؛ قَالَ الأَزهري: وتصديقُه مَا رُوي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سأَلت عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: كَمْ كَانَ صَداقُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: كَانَ صَداقُه اثنتَيْ عَشْرَةَ ونَشّاً، قَالَتْ: والنَّشُّ نصفُ أُوقية. ابْنُ الأَعرابي: النَّشُّ النِّصْفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: مِنْ نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُ الْجَوْهَرِيُّ: النَّشُّ عِشْرُونَ دِرْهَمًا وَهُوَ نِصْفُ أُوقية لأَنهم يُسَمُّون الأَربعين دِرْهَمًا أُوقيةً، وَيُسَمُّونَ الْعِشْرِينَ نَشّاً، وَيُسَمُّونَ الْخَمْسَةَ نَواةً. ونَشْنَشَ الطائرُ رِيشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوى لَهُ إِهْواءً خَفِيفًا فنَتَف مِنْهُ وطَيَّر بِهِ، وَقِيلَ: نتَفَه فأَلقاه؛ قَالَ: رأَيتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ، ... يُنَشْنِشُ أَعلى رِيشِه ويُطايِرهْ وَكَذَلِكَ وضعْتُ لَهُ لَحْماً فنَشْنَشَ مِنْهُ إِذا أَكل بعَجَلة وَسُرْعَةٍ؛ وَقَالَ أَبو الدَّرْدَاءِ لبَلْعَنْبر يَصِفُ حَيَّةً نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِير: فنَشْنَشَ إِحدى فِرْسِنَيْها بِنَشْطةٍ، ... رَغَتْ رَغْوَةً مِنْهَا، وكادَتْ تُقَرْطِبُ ونَشْنَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه كَانَ يَنُشُّ النَّاسَ بَعْدَ العِشاء بالدِّرَّة أَي يَسُوقُهم إِلى بُيُوتِهِمْ. والنَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفيق، وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَهُوَ السَّوْق الشَّدِيدُ؛ قَالَ شَمِرٌ: صَحَّ الشِّينُ عَنْ شُعْبَةَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ وَمَا أَراه إِلَّا صَحِيحًا؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدٍ يَقُولُ: إِنما هُوَ يَنُسُّ أَو يَنُوش. وَقَالَ شَمِرٌ: نَشْنَشَ الرجلُ الرجلَ إِذا دَفَعَهُ وحَرَّكه. ونَشْنَش مَا فِي الوِعاء إِذا نَتَرَه وتناوَلَه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: الأُقْحُوَانةُ إِذ يُثْنىَ بجانِبِها ... كالشَّيخ، نَشْنَشَ عَنْهُ الفارِسُ السَّلَبا وَقَالَ الْكُمَيْتُ: فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونَشْنَشُوا ... حَقِيبَتها، بَيْنَ التَّوَزُّع والنَّتْرِ والنَّشْنَشَةُ: النَّفْض والنَّتْرُ. ونَشْنَشَ الشجرَ: أَخَذَ مِنْ لِحائه. ونَشْنَشَ السَّلَب: أَخذه. ونَشَّشْت الْجِلْدَ إِذا أَسرعْت سلْخَه وقطَعْته عَنِ اللَّحْمِ؛ قَالَ مُرَّةُ بْنُ مَحْكان: أَمْطَيْتُ جازِرَها أَعْلى سَناسِنها، ... فَخِلْتُ جازِرَنا مِنْ فوقِها قَتَبا يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عَنْهَا وَهْيَ بارِكةٌ، ... كَمَا يُنَشْنِشُ كفَّا قاتِلٍ سَلَبا أَمْطَيْتُه أَي أَمْكَنْتُه مِنْ مَطاها وَهُوَ ظَهْرُها أَي عَلا عَلَيْهَا ليَنْتَزِع عَنْهَا جلْدَها لمَّا نُحِرَت. والسَّناسِنُ: رؤُوسُ الفَقارِ، الواحدُ سِنْسِنٌ.

والقتَبُ: رَحْلُ الهَوْدج، وَيُرْوَى: كفَّا فاتِلٍ سَلَبا، فالسَّلَبُ عَلَى هَذَا ضرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ يُمَدُّ فَيَلِينُ بِذَلِكَ ثُمَّ يُفْتل مِنْهُ الحُزُم. وَرَجُلٌ نَشْنَشِيُّ الذِّراعِ: خفيفُها رَحْبُها، وَقِيلَ: خَفِيفٌ فِي عَمَلِهِ ومِرَاسِه؛ قَالَ: فقامَ فَتًى نَشْنَشيُّ الذِّراع، ... فلَم يَتَلَبَّثْ وَلَمْ يَهْمُمِ وَغُلَامٌ نَشْنَشٌ: خفيفٌ فِي السَّفَرِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّشُّ السَوْق الرَّفِيقُ، والنَشُّ الخَلْط؛ وَمِنْهُ زَعْفرانٌ مَنْشُوش. ورَوَى عبدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ الفَأْرَةُ تَمُوت فِي السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن، قَالَ: أَما الدُّهن فيُنَشُّ ويُدَّهَنُ بِهِ إِن لَمْ تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ: لَيْسَ فِي نَفْسِكَ مِنْ أَن يأْثمَ إِذا نشَّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: قلتُ فالسَّمْنُ يُنَشُّ ثُمَّ يؤْكل، قَالَ: لَيْسَ مَا يؤْكل بِهِ كَهَيْئَةِ شيءٍ فِي الرأْس يُدَّهَنُ بِهِ، وَقَوْلُهُ يُنَشُّ وَيُدَّهَنُ بِهِ إَن لَمْ تَقذَره نفسُك أَي يُخلط ويُداف. وَرَجُلٌ نَشْناشٌ: وَهُوَ الكَمِيشةُ يَداه فِي عمَله. وَيُقَالُ: نَشْنَشَه إِذا عَمِلَ عَملًا فأَسرع فِيهِ. والنَّشْنَشةُ: صَوْتُ حركةِ الدُّرُوع والقرْطاسِ والثوبِ الْجَدِيدِ، والمَشْمَشةُ: تفريقُ القُمَاش. والنِّشْنِشةُ: لغةٌ فِي الشِّنْشِنَةِ مَا كَانَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ، ... نَشْنَشَها أَرْبعةً ثُمَّ جَلَسْ رأَيت فِي حَوَاشِي بَعْضِ الأُصول: البَوْكُ لِلْحِمَارِ والنَّيْك للإِنسان. ونَشْنَشَ المرأَةَ ومَشْمَشها إِذا نكحَها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي شيءٍ شاوَرَه فِيهِ فأَعْجَبه كلامُه فَقَالَ: نِشْنِشةٌ أَعرِفُها مِنْ أَخْشَن ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا حدَّثَ بِهِ سُفْيَانُ وأَما أَهل الْعَرَبِيَّةِ فَيَقُولُونَ غيرَه، قَالَ الأَصمعي إِنما هُوَ: شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَم قَالَ: والنِّشْنِشةُ قَدْ تَكُونُ كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تُقْطَعُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: شِنْشِنة ونِشْنشة، قَالَ ابْنُ الأَثير: نِشْنشةٌ مِنْ أَخْشَن أَي حجَرٌ مِنْ جَبَلٍ، وَمَعْنَاهُ أَنه شبَّهه بأَبيه الْعَبَّاسِ فِي شَهامتِه ورأْيِه وجُرْأَتِه عَلَى الْقَوْلِ، وَقِيلَ: أَراد أَن كَلِمَتَهُ مِنْهُ حجرٌ مَنْ جَبَلٍ أَي أَن مِثْلَهَا يجيءُ مِنْ مِثْلِهِ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: أَراد شِنشِنةٌ أَي غَريزة وَطَبِيعَةً. ونَشْنَشَ ونشَّ: ساقَ وطَرَدَ. والنَشْنَشةُ: كالخَشْخَشة؛ قَالَ: للدِّرْع فَوْقَ مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ وَرَوَى الأَزهري عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: الأَدْهان دُهْنانِ: دُهْنٌ طيِّب مِثْلُ الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّيب، ودُهْنٌ لَيْسَ بالطَّيِّب مِثْلُ سَلِيخة الْبان غَيْرُ مَنْشُوشٍ وَمِثْلُ الشِّبْرِق. قَالَ الأَزهري: المَنْشوشُ المُرَبَّبُ بالطيْب إِذا رُبِّب بالطِّيب فَهُوَ مَنْشُوش، والسَّلِيخةُ مَا اعْتُصر مِنْ ثمَر الْبَانِ وَلَمْ يُرَبَّبْ بالطِّيب. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّشّ الخَلْط. ونَشَّةُ ونَشْناشٌ: اسْمَانِ. وأَبو النَّشْناش: كُنْيَةٌ؛ قَالَ: ونائِية الأَرْجاءِ طامِية الصُّوى، ... خَدَتْ بأَبي النَّشْناشِ فِيهَا ركائبُهْ والنَّشْناشُ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: بِأَوْدِيَةِ النَّشْناشِ حَتَّى تتابَعَتْ ... رِهامُ الحَيا، واعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ نطش: النَطْشُ: شِدَّةُ جَبْلةِ الخَلْقِ. ورجلٌ نَطِيشُ جَبْلةِ الظَّهْرِ: شديدُها. وقولُهم مَا بِهِ

نَطِيشٌ أَي مَا بِهِ حَراكٌ وقوَّة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بَعْدَ اعتمادِ الجَرَزِ النَّطِيشِ وَفِي النَّوَادِرِ: مَا بِهِ نَطِيشٌ وَلَا حَويلٌ وَلَا حَبِيصٌ وَلَا نَبِيصٌ أَي مَا بِهِ قُوَّةٌ. وعطْشان نَطْشان: إِتباع. نعش: نَعَشَه اللَّهُ يَنْعَشُه نَعْشاً وأَنْعَشَه: رَفَعَه. وانْتَعَشَ: ارْتَفَعَ. والانْتِعاشُ: رَفْعُ الرأْس. والنَّعْشُ: سَريرُ الْمَيِّتِ مِنْهُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ فَهُوَ سَرِيرٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ مَحْمُولٌ فَهُوَ سَرِيرٌ. والنَّعْشُ: شَبِيهٌ بالمِحَفَّة كَانَ يُحْمَل عَلَيْهَا المَلِكُ إِذا مَرِض؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَلم تَرَ خَيْرَ الناسِ أَصْبَحَ نَعْشُه ... عَلَى فِتْيةٍ، قَدْ جاوَزَ الحَيَّ سَائِرَا؟ ونَحْنُ لَدَيْه نسأَل اللَّه خُلْدَه، ... يُرَدُّ لَنَا مَلْكاً، وللأَرض عامِرا وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لَيْسَ بِمَيِّتٍ، وَقِيلَ: هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ حَتَّى سُمِّي سريرُ الْمَيِّتَ نَعْشاً. وَمَيِّتٌ مَنْعُوشٌ: مَحْمُولٌ عَلَى النَعْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَمَحْمُولٌ عَلَى النَّعْشِ الهُمام؟ وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ قَوْلِ عَنْتَرَةَ: يَتْبَعْن قُلَّةَ رأْسِه، وكأَنه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لهنَّ مُخَيِّم فحَكى عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوف لَا عَقل لَهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما وَصَفَ الرِّئالَ أَنها تَتْبَعُ النعامةَ فَتَطْمَحُ بأَبصارها قُلَّة رأْسِها، وكأَن قُلَّةَ رأْسها ميتٌ عَلَى سَرِيرٍ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ مخيِّم، بِكَسْرِ الْيَاءِ؛ وَرَوَاهُ الباهِليّ: وكأَنه زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مخيَّم بِفَتْحِ الْيَاءِ؛ قَالَ: وَهَذِهِ نَعَامٌ يُتْبَعْن. والمُخَيَّمُ: الَّذِي جُعِل بِمَنْزِلَةِ الخَيْمة. والزَّوْجُ: النَّمطُ. وقُلَّةُ رأْسه: أَعْلاهُ. يَتْبَعْن: يَعْنِي الرِّئالَ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ، فالحَرَجُ المَشْبَك الَّذِي يُطْبَق عَلَى المرأَة إِذا وُضِعت عَلَى سَرِيرِ المَوْتى وَتُسَمِّيهِ النَّاسُ النَّعْش، وإِنما النَّعْش السريرُ نفسُه، سُمِّيَ حَرَجاً لأَنه مُشَبَّكٌ بعِيدان كأَنها حَرَجُ الهَوْدَج. قَالَ: وَيَقُولُونَ النَّعْش الْمَيِّتُ والنَّعْش السَّرِيرُ. وبَناتُ نَعْشٍ: سبعةُ كَواكبَ: أَربعة مِنْهَا نَعْش لأَنها مُربّعة، وثلاثةٌ بَناتُ نَعْشٍ؛ الواحدُ ابنُ نَعْشٍ لأَن الْكَوْكَبَ مُذَكَّرٌ فَيُذكِّرونه عَلَى تَذْكِيرِهِ، وإِذا قَالُوا ثَلَاثٌ أَوْ أَربع ذَهَبُوا إِلى الْبَنَاتِ، وَكَذَلِكَ بَناتُ نَعْشٍ الصُّغْرى، وَاتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ وَالْفَرَّاءُ عَلَى تَرْكِ صرْف نعْش لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث، وَقِيلَ: شُبِّهَتْ بحَمَلة النَّعْشِ فِي تَرْبيعها؛ وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ بَنُو نَعْش، أَنشد سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ الجَعْديّ: وصَهْباء لَا يَخْفى القَذى وَهِيَ دُونَه، ... تُصَفَّقُ فِي رَاوُوقِها ثُمَّ تُقْطَبُ تمَزَّزْتُها، والدِّيكُ يَدْعُو صَباحَهُ، ... إِذا مَا بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبُوا الصَّهْباءُ: الخَمْرُ. وَقَوْلُهُ لَا يَخْفى القَذى وَهِيَ دُونَهُ أَي لَا تَسْترُهُ إِذا وقَعَ فِيهَا لِكَوْنِهَا صَافِيَةً فالقَذى يُرى فِيهَا إِذا وَقَعَ. وَقَوْلُهُ: وَهِيَ دُونَهُ يُرِيدُ أَن القَذى إِذا حَصَلَ فِي أَسفل الإِناء رَآهُ الرَّائِي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فَوْقَه الخمرُ والخمرُ أَقْربُ إِلى الرَّائِي مِنَ الْقَذَى، يُرِيدُ أَنها يُرى مَا وَرَاءَهَا. وتُصَفَّق:

تُدارُ مِنْ إِناء إِلى إِناء. وَقَوْلُهُ: تمزَّزْتُها أَي شَرِبْتها قَلِيلًا قَلِيلًا. وتُقْطَب: تُمْزَج بِالْمَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَلِلشَّاعِرِ إِذا اضْطَرَّ أَن يَقُولَ بَنُو نَعْش كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ، وأَنشد الْبَيْتَ، ووجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كَمَا قَالُوا بَناتُ آوَى وبناتُ عُرْس، والواحدُ مِنْهَا ابنُ عُرْس وَابْنُ مِقْرَض «4»، يُؤَنِّثُونَ جمْعَ مَا خَلَا الْآدَمِيِّينَ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَؤُمُّ النَّواعِشَ والفَرْقَدَين، ... تَنْصِبُ للقَصْد مِنْهَا الجَبينا فإِنه يُرِيدُ بَنَاتَ نَعْش إِلا أَنه جَمَعَ الْمُضَافَ كَمَا أَنه جُمِع سامُّ أَبْرَصَ الأَبارِصَ، فإِن قُلْتَ: فَكَيْفَ كَسَّر فَعْلًا عَلَى فَواعِلَ وَلَيْسَ مِنْ بَابِهِ؟ قِيلَ: جَازَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ نَعْشٌ فِي الأَصل مَصْدَرَ نَعَشَه نَعْشاً، والمَصْدرُ إِذا كَانَ فَعْلًا فَقَدْ يُكسَّر عَلَى مَا يكسَّر عَلَيْهِ فاعِل، وَذَلِكَ لمُشابهَةِ الْمَصْدَرِ لِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْ حَيْثُ جازَ وقُوعُ كلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا موقعَ صَاحِبِهِ، كَقَوْلِهِ قُمْ قَائِمًا أَي قُمْ قِيَامًا، وَكَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً. ونَعَشَ الإِنسان يَنْعَشُه نَعْشاً: تَدارَكَه مِنْ هَلَكةٍ. ونَعَشَه اللَّهُ وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْعَشَني مِنْهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ وَيُقَالُ: أَقْعَثَني وَقَدِ انْتَعَشَ هُوَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَعَشَه اللَّهُ أَي رَفَعَه، وَلَا يُقَالُ أَنْعَشه وَهُوَ مِنْ كَلَامِ العامَّة، وَفِي الصِّحَاحِ: لَا يُقَالُ أَنْعَشَه اللَّه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا مَا تَخَوَّنَه ... داعٍ يُنادِيه، باسْمِ الماءِ، مَبْغُوم وانْتَعَشَ العاثرُ إِذا نَهَض مِنْ عَثْرَتِه. ونَعَّشْتُ لَهُ: قَلْتَ: لَهُ نَعَشَك اللَّهُ؛ قَالَ رُؤْبَةَ: وإِنْ هَوى العاثرُ قُلْنا: دَعْدَعا ... لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَعَا وَقَالَ شَمِرٌ: النَّعْشُ البقاءُ وَالِارْتِفَاعُ. يُقَالُ: نَعَشَه اللَّه أَي رَفَعَه اللَّهُ وجَبَره. قَالَ: والنَّعْشُ مِنْ هَذَا لأَنه مُرْتَفِعٌ عَلَى السَّرِيرِ. والنَّعْشُ: الرفْعُ. ونَعَشْت فُلَانًا إِذا جَبَرته بَعْدَ فَقْر أَو رَفَعْته بَعْدَ عَثْرة. قَالَ: والنَعْشُ إِذا ماتَ الرجلُ فَهُمْ يَنْعَشُونه أَي يذكُرونه ويَرْفَعون ذِكْرَه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: انْتَعِشْ نَعَشَك اللَّهُ ؛ مَعْنَاهُ ارْتَفِعْ رفَعَك اللَّه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَعِسَ فَلَا انْتَعَش، وشِيكَ فَلَا انْتَقَش؛ فَلَا انْتَعَش أَي لَا ارْتَفَع وَهُوَ دُعاء عَلَيْهِ. وَقَالَتْ عَائِشَةَ فِي صِفَة أَبيها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: فانْتاشَ الدِّينَ بنَعْشِه إِيّاه أَي تَدارَكَه بإِقامته إِياه مِنْ مَصْرَعِه، وَيُرْوَى: فانْتاشَ الدِّينَ فَنَعَشَه ، بِالْفَاءِ عَلَى أَنه فِعْل وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فانْطَلَقْنا بِهِ نَنْعَشُه أَي نُنْهِضه ونُقَوّي جأْشَه. ونَعَشْت الشجرةَ إِذا كَانَتْ مَائِلَةً فأَقَمْتها. والرَّبِيعُ يَنْعَشُ الناسَ: يُعيشُهم ويُخْصِبهم؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وأَنتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ الناسَ سَيْبُه، ... وسَيفٌ، أُعِيرَتْه المَنِيّةُ، قاطعُ نغش: النَغْشُ والانْتِغاشُ والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشَّيْءِ فِي مَكَانِهِ. تَقُولُ: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ وأَنشد اللَّيْثُ لِبَعْضِهِمْ فِي صِفَةِ القُراد: إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ ... حُشاشَتُها، فِي غَيْرِ لَحْم وَلَا دَم

_ (4). قوله [وَالْوَاحِدُ مِنْهَا ابْنُ عِرْسٍ وابن مقرض] هكذا في الأَصل بدون ذكر ابن آوى وبدون تقدم بنات مقرض.

وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: مَنْ يَاْتِيني بخبَرِ سعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟ قَالَ محمدُ بْنُ سلَمةَ: فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فَلَمْ يُجِبْ، فقُلْت: إِن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلَني إِليك، فَتَنَغَّشَ كَمَا تَتَنَغّشُ الطيرُ أَي تحرَّك حَرَكَةً ضَعِيفَةً. وانْتَغَشَت الدارُ بأَهلها والرأْسُ بالقَمْل وتَنَغَّشَ: ماجَ. والتَّنَغُّشُ: دخولُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ كتداخُلِ الدَّبَى ونحوِه. أَبو سَعِيدٍ: سُقِي فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً. ونَغَشَ إِذا تحرَّك بَعْدَ أَن كَانَ غُشِي عَلَيْهِ، وانْتَغَشَ الدُّودُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّغَاشِيّون هُمُ القِصارُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى نُغاشِيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تَعَالَى. والنُّغَاشُ: القَصِيرُ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه مرَّ بِرَجُل نُغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثُمَّ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ العافيةَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: مَرَّ بِرَجُلٍ نُغاشِيٍ ؛ النُّغَاشُ والنُّغاشِيُّ: القصيرُ أَقْصَر مَا يَكُونُ، الضَّعِيفُ الْحَرَكَةِ النَّاقِصُ الخَلْق. ونغَشَ الْمَاءُ إِذا رَكِبَه البعيرُ فِي غَدِير وَنَحْوِهِ، واللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَعلم. نفش: النَفَشُ: الصُّوفُ. والنَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حَتَّى يَنْتَفِشَ بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ مثلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلَّا مَا عَمِلَت بيدَيْها نَحْوَ الخَبْزِ والغَزْل والنَفْشِ ؛ هُوَ نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عَنْ كَسْبِ الإِماء لأَنه كَانَتْ عَلَيْهِنَّ ضَرائِبُ فَلَمْ يَأْمَن أَن يكونَ مِنْهُنَّ الفُجورُ، وَلِذَلِكَ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: حَتَّى يُعْلم مِنْ أَيْنَ هُو. ونَفَشَ الصوفَ وَغَيْرَهُ يَنْفُشه نَفْشاً إِذا مَدّه حَتَّى يتجوَّف، وَقَدِ انْتَفَش. وأَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة عَلَى الْوَجْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وإِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَين أَي وَاسِعَ مَنْخِرَي الأَنفِ وَهُوَ مِنَ التَّفْرِيقِ. وتَنَفَّشَ الضِّبْعانُ والطائرُ إِذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كَذَلِكَ. وكلُّ شَيْءٍ تَرَاهُ مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فَهُوَ مُتَنَفِّشٌ ومُنْتَفِشٌ. وانْتَفَشَت الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه أَتى عَلَى غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فَقَالَ: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لَهَا أَي فَرِّق مَا اجْتَمَعَ مِنْهَا لتَحْسُنَ فِي عَيْنِ الْمُشْتَرِي. والنَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر الإِبلُ بِاللَّيْلِ فتَرْعَى، وَقَدْ أَنْفَشْتها إِذا أَرْسَلْتها فِي اللَّيْلِ فتَرْعَى، بِلا راعٍ. وَهِيَ إِبل نُفّاشٌ. وَيُقَالُ نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إِذا تَفَرَّقَتْ فرَعَتْ بِاللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ عِلْم رَاعِيهَا، والاسمُ النفَشُ، وَلَا يَكُونُ النَّفَشُ إِلا بِاللَّيْلِ، والهَمَلُ يَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَيُقَالُ: بَاتَتْ غنمُه نَفَشاً، وَهُوَ أَن تَفَرّقَ فِي الْمَرْعَى مِنْ غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرٍو: الحَبّةُ فِي الجنّةِ مثلُ كَرِشِ الْبَعِيرِ يَبِيتُ نافِشاً أَي رَاعِيًا بِاللَّيْلِ. وَيُقَالُ: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش وتَنْفُشُ نُفُوشاً إِذا رَعَت لَيْلًا بِلَا راعٍ، وهَمَلَتْ إِذا رَعَتْ نَهَارًا. ونَفَشَت الإِبلُ وَالْغَنَمُ تَنْفُش وتَنْفِش نَفَشاً ونُفُوشاً: انْتَشَرَتْ لَيْلًا فَرَعَتْ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ بِالنَّهَارِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ دخولَ الْغَنَمِ فِي الزَّرْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ؛ وإبل نَفَشٌ ونُفَّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ. وأَنْفَشَها راعِيها: أَرْسَلَها لَيْلًا تَرْعَى ونامَ عَنْهَا، وأَنْفشْتها أَنا إِذا تَرَكْتُهَا تَرْعَى بِلَا

رَاعٍ؛ قَالَ: اجْرِشْ لَهَا يَا ابنَ أَبي كِباشِ ... «1»، فَمَا لَهَا اللَّيْلةَ مِنْ إِنْفاشِ، إِلا السُّرَى وسائقٍ نَجّاشِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِلَّا بِمَعْنَى غَيْرَ السُّرى كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا؛ أَراد لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ غَيْرُ اللَّه لَفَسَدَتَا، فَسُبْحَانَ اللَّه وَقَدْ يَكُونُ النَفْش فِي جَمِيعِ الدَّوَابِّ وأَكثرُ مَا يَكُونُ فِي الْغَنَمِ، فأَما مَا يَخُصُّ الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنه قَالَ قَوْلَهُمْ: إِن لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فنَفَشٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِن لَمْ يَكُنْ فِعْلٌ فرِياءٌ. نقش: النَّقْشُ النَّقّاشُ «2»، نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً وانْتَقَشَه: نَمْنَمَه، فَهُوَ مَنْقُوشٌ، ونَقَّشَه تَنْقِيشاً، والنَقّاشُ صانِعُه، وحِرْفتُه النِّقَاشةُ، والمِنقاشُ الآلةُ الَّتِي يُنْقَش بها؛ أَنشد ثعلب: فوا حَزَنَا إِنّ الفِراقَ يَرُوعُني ... بِمِثْلِ مَناقِيشِ الحُلِيّ قِصَارِ قَالَ: يَعْنِي الغِرْبان. والنَّقْشُ: النتْفُ بالمِنْقاشِ، وَهُوَ كالنَتْشِ سَوَاءٌ. والمَنْقُوشةُ: الشجّةُ الَّتِي تُنْقَشُ مِنْهَا العظامُ أَي تُستخرج؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الغَنوِيّ يَقُولُ: المُنَقِّشةُ المُنَقِّلةُ مِنَ الشِّجَاج الَّتِي تَنَقَّل مِنْهَا العظامُ. ونَقَشَ الشوكةَ يَنْقُشُها نَقْشاً وانْتَقَشها: أَخرجها مِنْ رِجْله. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: عَثَرَ فَلَا انْتَعَش، وشِيكَ فَلَا انْتَقَش أَي إِذا دَخَلت فِيهِ شوكةٌ لَا أَخْرَجها مِنْ مَوْضِعِهَا، وَبِهِ سُمِّي المِنْقاشُ الَّذِي يُنْقَشُ بِهِ وَقَالُوا: كأَن وجهَه نُقِشَ بقَتادةٍ أَي خُدِشَ بِهَا، وَذَلِكَ فِي الْكَرَاهَةِ والعُبُوس والغضَب. وناقَشَه الحسابَ مُناقشةً ونِقاشاً: اسْتَقْصَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ نُوقِشَ الحسابَ عُذّبَ أَي مِنَ استُقْصِي فِي مُحاسبته وحُوقِق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: مَنْ نُوقِشَ الحسابَ فَقَدْ هَلَك. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَجْمَع اللَّهُ الأَوّلين والآخرين لنِقاشِ الحساب ؛ وهو مَصْدَرٌ مِنْهُ. وأَصل المُناقَشة مِنْ نقَش الشَّوْكَةَ إِذا اسْتَخْرَجَهَا مِنْ جِسْمِهِ، وَقَدْ نَقَشَها وانْتَقَشها. أَبو عُبَيْدٍ: المُناقَشةُ الِاسْتِقْصَاءُ فِي الْحِسَابِ حَتَّى لَا يُتْرَك مِنْهُ شَيْءٌ. وانْتَقَش مِنْهُ جميعَ حقِّه وتَنَقَّشه: أَخذه فَلَمْ يدَع مِنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة اليَشْكُرِيّ: أَو نَقَشْتم، فالنَقْشُ يَجْشَمُه الناسُ، ... وَفِيهِ الصِّحاحُ والإِبْراءُ «3» يَقُولُ: لَوْ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ محاسبةٌ عَرَفْتُمُ الصِّحَّةَ والبَراءَة؛ قَالَ: وَلَا أَحسَب نَقْش الشوكةِ مِنَ الرِّجْل إِلا مِنْ هَذَا، وَهُوَ استخراجُها حَتَّى لَا يُترك مِنْهَا شَيْءٌ فِي الْجَسَدِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَا تَنْقُشَنّ برِجْل غَيْرِكَ شَوكةً، ... فتَقي بِرجْلِك رِجْلَ مَنْ قَدْ شاكَها وَالْبَاءُ أُقيمت مُقام عَنْ؛ يَقُولُ: لَا تَنْقُشَنّ عَنْ رِجْل غَيْرِكَ شَوْكًا فَتَجْعَلُهُ فِي رِجْلِكَ؛ قَالَ: وإِنما سمِّي المِنْقاشُ مِنْقاشاً لأَنه يُنْقَشُ بِهِ أَي يُسْتخرج بِهِ الشوكُ. والانْتِقاشُ: أَن تَنْتَقِشَ عَلَى فَصِّك أَي تسأَل النقّاشَ أَن يَنْقُش عَلَى فَصِّك؛ وأَنشد لِرَجُلٍ نُدِب

_ (1). قوله [اجرش] كذا في الأَصل بهمزة الوصل وبشين آخره وهي رواية ابن السكيت، قال في الصحاح: والرواة على خلافه، يعني أَجرس بهمزة القطع وسين آخره. (2). قوله [النقش النقاش] كذا ضبط في الأَصل. (3). في معلقة الحرث بن حلِّزة: الإِسقام بدل الصحاح.

لعمَلٍ وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ صِدامٌ: وَمَا اتَّخذْتُ صِداماً للمُكوثِ بِهَا، ... وَمَا انْتَقَشْتُك إِلا للوَصَرَّاتِ قَالَ: الوَصَرّةُ القَبالةُ بالدُّرْبةِ. وَقَوْلُهُ: مَا انْتَقَشْتك أَي مَا اخْتَرْتك. وانْتَقَشَ الشيءَ: اخْتَارَهُ. وَيُقَالُ للرجُل إِذا تَخَيَّرَ لِنَفْسِهِ شَيْئًا: جادَ مَا انْتَقَشَه لِنَفْسِهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ خَادِمًا أَو غَيْرَهُ: انْتَقَشَ لِنَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثُ: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خَيْرًا فإِنه مالٌ رَقِيقٌ وانْقُشُوا لَهُ عَطنَهُ ؛ وَمَعْنَى النَّقْشِ تَنْقِيةُ مَرابِضِها مِمَّا يُؤذيها مِنْ حِجَارَةٍ أَو شَوْكٍ أَو غَيْرِهِ. والنَّقْشُ: الأَثَرُ فِي الأَرض؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كَتَبْتُ عَنْ أَعرابي يَذْهبُ الرَّمادُ حَتَّى مَا نَرَى لَهُ نَقْشاً أَي أَثراً فِي الأَرض. والمَنْقُوشُ مِنَ البُسْرِ: الَّذِي يُطْعَن فِيهِ بِالشَّوْكِ ليَنْضَج ويُرْطِبَ. أَبو عَمْرٍو: إِذا ضُرِب العِذْقُ بِشَوْكَةٍ فأَرْطَبَ فَذَلِكَ المَنْقُوشُ،. والفِعْل مِنْهُ النَّقْشُ. وَيُقَالُ: نُقِشَ الْعَذْقُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، إِذا ظَهَرَ فِيهِ نُكَتٌ مِنَ الإِرْطابِ. وَمَا نَقَشَ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَصابَ، وَالْمَعْرُوفُ مَا نَتَشَ. ابْنُ الأَعرابي: أَنقش إِذا أَدام نَقْشَ جاريتِه، وأَنْقَشَ إِذا اسْتَقْصى عَلَى غَرِيمه. وانْتَقَشَ البعيرُ إِذا ضرَب بِيَدِهِ الأَرضَ لِشَيْءٍ يَدخل فِي رِجْلِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: لَطَمَه لَطْمَ المُنْتَقِش؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: نَقْشاً ورَبّ الْبَيْتِ أَيّ نَقْشِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي الجِماعَ. نكش: النَّكْشُ: شِبْهُ الأَتْيِ عَلَى الشَّيْءِ وَالْفَرَاغِ مِنْهُ. ونَكَشَ الشيءَ يَنْكِشُه ويَنْكُشُه نَكْشاً: أَتى عَلَيْهِ وَفَرَغَ مِنْهُ. يَقُولُ: انتَهَوْا إِلى عُشْبٍ فنَكَشُوه، يَقُولُ: أَتَوْا عَلَيْهِ وأَفْنَوْه. وبَحر لَا يُنْكَشُ: لَا يُنْزَف، وَكَذَلِكَ الْبِئْرُ. ونَكَشْتُ الْبِئْرَ أَنْكِشُها، بِالْكَسْرِ، أَي نَزفْتها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُنْكَشُ، وَعِنْدَهُ شَجَاعَةٌ مَا تُنْكَشُ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: عِنْدَهُ شَجَاعَةٌ مَا تُنْكَشُ، فَاسْتَعَارَهُ فِي الشَّجَاعَةِ، أَي مَا تُسْتخرج وَلَا تُنْزف لأَنها بعيدةُ الغايةِ، يُقَالُ: هَذِهِ بِئْرٌ مَا تُنْكَش أَي مَا تُنْزح. وَتَقُولُ: حَفَرُوا بِئْراً فَمَا نَكَشُوا مِنْهَا بَعِيدًا أَي مَا فرَغُوا مِنْهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يُجَوِّد الليثُ فِي تَفْسِيرِ النَّكش. والنّكْشُ: أَن تَسْتَقِيَ مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى تُنْزَحَ. وَرَجُلٌ مِنْكَشٌ: نَقّابٌ عَنِ الأُمور. نمش: النَّمَشُ: خُطوط النُّقوشِ مِنَ الوَشْي وغيرِه؛ وأَنشد: أَذاكَ أَم نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، ... مُسَفَّعُ الخَدِّ عادٍ ناشِطٌ شَبَبُ؟ والنَمَشُ، بِالتَّحْرِيكِ: نُقَطٌ بِيضٌ وسُود؛ وَمِنْهُ ثَوْرٌ نَمِشٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهُوَ الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ الَّذِي فِيهِ نُقَطٌ. والنَّمَشُ: بياضٌ فِي أُصول الأَظفار يَذْهَبُ وَيَعُودُ، والنَّمَشُ يقَعُ عَلَى الجِلْد فِي الْوَجْهِ يُخَالِفُ لونَه، وَرُبَّمَا كَانَ فِي الخَيل، وأَكثرُ مَا يَكُونُ فِي الشُّقْر، نَمِشَ نَمَشاً وَهُوَ أَنْمَشُ. ونَمَشَه يَنْمِشُه نَمْشاً: نقَشَه ودَبَّجَه. ونَمِشٌ نعتٌ للأَكْرُعِ، أَراد بالشِّعْر: أَذاك أَمْ ثَوْرٌ نَمِشٌ أَكْرُعُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فعَرَفْنا نَمَشَ أَيديهم فِي العُذوقِ. والنَّمشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِهَا: الأَثرُ، أَي أَثَرَ أَيديهم فِيهَا، وأَصلُ النَّمَشِ نُقطٌ بِيضٌ وَسُودٌ فِي اللَّون. وثَوْر نَمِشٌ، بِالْكَسْرِ. اللَّيْثُ: النَّمْشُ النميمةُ والسِّرارُ، والنَّمْشُ الالتِقاطُ لِلشَّيْءِ كَمَا يَعْبَثُ الإِنسان بِالشَّيْءِ

فِي الأَرض؛ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ أَن أَبا الْهَيْثَمِ أَنشده: يَا مَنْ لقَوْمٍ رأْيُهمْ خُلْفٌ مَدَنْ، ... إِنْ يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا فِي أَذَنْ، ونَمَشُوا بكَلِمٍ غَيْرِ حَسَنْ قَالَ: نَمَشُوا خَلَطُوا. وثورٌ نَمِشُ القوائِم: فِي قَوَائِمِهِ خطوطٌ مُخْتَلِفَةٌ؛ أَرادَ: خَلَطُوا حَدِيثًا حسَناً بِقَبِيحٍ، قَالَ: ويُرْوى نَمَّشُوا أَي أَسَرُّوا وَكَذَلِكَ هَمَشُوا. وعَنْز نَمْشاءُ أَي رَقْطاء. وَيُقَالُ فِي الْكَذِبِ: نَمَشَ ومَشَنَ وفَرَشَ ودَبَشَ. وَبَعِيرٌ نَمِشٌ ونَهِشٌ إِذا كَانَ فِي خُفِّه أَثر يَتَبَيَّنُ فِي الأَرض مِنْ غَيْرِ إِثْرة. ونَمَشَ الكلامَ: كذَب فِيهِ وزوّرَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَالَ لَهَا، وأُولِعَتْ بالنَّمْشِ: ... هَلْ لكِ يَا خَلِيلتي فِي الطَّفْشِ؟ اسْتَعْمَلَ النَّمْشَ فِي الكَذِب والتَّزْوير؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ: عاذِلَ، قَدْ أُولِعْتِ بالتَّرْقُيشِ، ... إِليّ سِرّاً فاطْرُقي ومِيشِي يَعْنِي بِالتَّرْقِيشِ التزيينَ والتزويرَ. ونَمَشَ الدَّبى الأَرضَ يَنْمُشُها نَمْشاً: أَكلَ مِنْ كَلَئِها وَتَرَكَ. والنَّمْشُ: الالتِقاطُ والنَّمِيمةُ، وَقَدْ نَمشَ بَيْنَهُمْ، بِالتَّخْفِيفِ، وأَنمَشَ. وَرَجُلٌ مُنْمِشٌ: مُفْسِد؛ قَالَ: وَمَا كُنْت ذَا نَيْرَبٍ فيهمُ، ... وَلَا مُنْمِشٍ منهمُ مُنْمِل جَرّ مُنْمِشاً عَلَى تَوَهُّمِ الْبَاءِ فِي قَوْلِهِ ذَا نَيْرَب حَتَّى كأَنه قَالَ: وَمَا كُنْتُ بِذِي نَيْرَبٍ؛ ونظيرُه مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ زُهَيْرٍ: بَدا لِيَ أَني لسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضى، ... وَلَا سابقٍ شَيْئًا إِذا كان جائيَا نهش: نَهَشَ يَنْهَش ويَنْهِشُ نَهْشاً: تناوَل الشَّيْءَ بفَمِه ليَعَضَّه فَيُؤَثِّرُ فِيهِ وَلَا يَجْرحه، وَكَذَلِكَ نَهْشُ الحيّةِ، والفِعلُ كَالْفِعْلِ. اللَّيْثُ: النَّهْشُ دُونَ النَّهْسِ، وَهُوَ تناوُلٌ بالفَمِ، إِلا أَن النَّهْشَ تناوُلٌ مِنْ بَعِيدٍ كنَهْش الْحَيَّةِ، والنَّهْسُ الْقَبْضُ عَلَى اللَّحْمِ ونَتْفُه. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النَهْشُ بإِطباق الأَسْنان، والنَّهْسُ بالأَسْنان والأَضْراس. ونَهشَتْه الحيةُ: لسَعَتْه الأَصمعي: نَهَشَتْه الحيةُ ونَهَسَتْه إِذا عضَّته؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي يَنْهَشْنَه: يَعْضَضْنَه؛ قَالَ: والنَّهْشُ قَرِيبٌ مِنَ النَّهْس؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: كَمْ مِنْ خَليلٍ وأَخٍ مَنْهوشِ، ... مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكم مَنْعُوشِ قَالَ: المَنْهُوشُ الهَزيلُ. وَيُقَالُ: إِنه لمَنْهُوشُ الْفَخِذَيْنِ، وَقَدْ نُهِشَ نَهْشاً. وسُئِل ابنُ الأَعرابي عَنْ قَوْلِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ النبيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنْهوشَ القَدَمَين فَقَالَ كَانَ مُعَرَّقَ الْقَدَمَيْنِ. وَرَجُلٌ مَنْهوشٌ أَي مَجْهودٌ مَهْزُولٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وانْتَهَشَت أَعْضادُنا أَي هُزِلَت. والنَّهْشُ: النَّهْسُ، وَهُوَ أَخْذ اللَّحْمِ بمقدَّم الأَسنان؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وغادَرْنا، عَلَى حُجْرِ بنِ عَمْرٍو، ... قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقِينا يُرْوَى بِالشِّينِ وَالسِّينِ جَمِيعًا. ونَهْشُ السبعِ: تَناوُله الطائفةَ مِنَ الدَّابَّةِ. ونهَشَه نَهْشاً: أَخَذَه بِلِسَانِهِ. والمَنْهوشُ مِنَ الرِّجَالِ: القليلُ اللَّحْمِ وإِن سَمِنَ، وَقِيلَ: هُوَ القليلُ اللَّحْمِ الخفيفُ، وَكَذَلِكَ النَّهْشُ والنَّهِشُ والنَّهِيشُ والنَّهْشُ: قلةُ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ. وَفُلَانٌ نَهْشُ اليدين أَي خفيفُ الْيَدَيْنِ فِي المَرِّ، قليلُ

اللَّحْمِ عَلَيْهِمَا. وَدَابَّةٌ نَهْشُ الْيَدَيْنِ أَي خَفِيفٌ، كأَنه أُخذ مِنْ نَهْشِ الْحَيَّةِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ ذِئْبًا: مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فِيهِ شُكْلَةٌ، ... نَهْشَ الْيَدَيْنِ، تَخالُه مَشْكولا وَقَوْلُهُ تَخاله مَشْكولا أَي لَا يَسْتَقِيمُ فِي عَدْوِه كأَنه قَدْ شُكِل بِشِكالٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاد هَذَا الْبَيْتِ: نهشَ الْيَدَيْنِ، بِنَصْبِ الشِّينِ، لأَنه في صِفَةُ ذِئْبٍ وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِمَا قَبْلَهُ: وقْع الرَّبيعِ وَقَدْ تَقارَبَ خَطْوُه، ... ورَأَى بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا وعَقْوَتُه: ساحتُه. والأَزَلُّ: الذِّئْبُ الأَرْسحُ، والأَرْسَحُ: ضدُّ الأَسْته. والنَّسُولُ: مِنَ النَّسَلانِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَعْدُو بِهِ نَهِش المُشَاشِ كأَنه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لَا يَظْلع ابْنُ الأَعرابي: قَدْ نَهَشَه الدهرُ فَاحْتَاجَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: نُهِشَت عضدُه أَي دَقَّتْ. والمَنْهُوشُ مِنَ الأَحْراح: القليلُ اللَّحْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اكتَسَبَ مَالًا مِنْ نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ مِنْ هُنَا وَهُنَا ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرِ نَهَشَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَكِنَّهُ عِنْدِي أَخَذَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كأَنه أَخَذَه مِنْ أَفواه الْحَيَّاتِ وَهُوَ أَن يكتِسِبَه مِنْ غَيْرِ حِلِّه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالنُّونِ، وَهِيَ المَظالمُ مِنْ قَوْلِهِ نهَشَه إِذا جهَدَه، فَهُوَ مَنْهوش، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الهَوْشِ الخَلْطِ، قَالَ: ويُقْضى بِزِيَادَةِ النُّونِ وَيَكُونُ نظيرَ قَوْلِهِمْ تَباذِيرَ وتخارِيبَ مِنَ التَبْذِير والخَرابِ. والمُنْتَهِشةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تخْمِشُ وجهَها عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، والنَّهْشُ: لَهُ أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعَنَ المُنْتَهِشةَ والحالِقةَ ؛ وَمِنْ هَذَا قيل: نهَشَتْه الكِلابُ. نوش: ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: فَجِئْتُ إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه، ... كوَقْعِ الصَّياصي فِي النَّسِيج المُمَدَّدِ والانْتِياشُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا وتَناوَشَه كَنَاشَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ أَي فَكَيْفَ لَهُمْ أَن يتناوَلوا مَا بعُد عَنْهُمْ مِنَ الإِيمان وَامْتَنَعَ بعْد أَن كَانَ مَبْذُولًا لَهُمْ مَقْبُولًا مِنْهُمْ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: التناوُش،. بِلَا هَمْزٍ، الأَخْذُ مِنْ قُرْب، والتناؤشُ، بِالْهَمْزِ، مِنْ بُعْد، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ أَولَ الْفَصْلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التناوُش بِالْوَاوِ مِنْ قُرْب. قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّناوُشُ بِغَيْرِ هَمْزٍ التَّناوُلُ والنَّوْشُ مِثْلُهُ، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَهل الْحِجَازِ تَرَكُوا همْزَ التَّناوُشِ وجعَلوه مِنْ نُشْتُ الشَّيْءَ إِذا تَناوَلْته. وَقَدْ تَناوشَ القومُ فِي القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بَعْضًا بِالرِّمَاحِ وَلَمْ يَتدانَوْا كلَّ التَّداني. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي أُقاتِلُهم؛ وقرأَ الأَعمش وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ التَّنَاؤُشُ بالهمز، يجعلونه مِنْ نَأَشْت وَهُوَ البُطْء؛ وأَنشد: وجِئْتَ نَئِيشاً بعْدَ ما فاتَك الخَبَرْ أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ هَمَزَ فَمَعْنَاهُ كيف لهم بالحركة فيما لَا جَدْوى لَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ نأَش. قَالَ الزَّجَّاجُ: التَّناوُشُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، التناوُلُ؛ الْمَعْنَى وَكَيْفَ لَهُمْ أَن يَتَناوَلوا مَا كَانَ مَبْذُولًا لَهُمْ وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ فَكَيْفَ يَتَناوَلونه حِينَ بَعُدَ عَنْهُمْ، يَعْنِي الإِيمان

فصل الهاء

باللَّه كانَ قَريباً فِي الْحَيَاةِ فضَيّعُوه، قَالَ: وَمَنْ هَمَز فَهُوَ الْحَرَكَةُ فِي إِبْطاء، وَالْمَعْنَى مِنْ أَين لَهُمْ أَن يَتَحَرَّكُوا فِيمَا لَا حِيلَة لَهُمْ فِيهِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: يَقُولُ أَنَّى لَهُمْ تَناولُ الإِيمانِ فِي الْآخِرَةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: وَلَكَ أَن تَهْمِزَ الْوَاوَ كَمَا يُقَالُ أُقِّتَتْ ووُقِّتَتْ، وَقُرِئَ بِهِمَا جَمِيعًا. ونُشْتُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا: أَصَبْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَقُولُ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ نَوِّش العلماءَ اليومَ فِي ضِيافَتي ؛ التَّنْوِيشُ للدَّعْوةِ: الوَعْدُ وتَقْدِمَتُه، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ أَبو مُوسَى. وناشَت الظَّبْية الأَراكَ: تناوَلَتْه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَمَا أُمُّ خَشْفٍ بالعَلايَةِ شادِنٍ ... تَنُوشُ البَرِيرَ، حَيْثُ طابَ اهتِصارُها والناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِيها كَذَلِكَ؛ قَالَ غَيْلانُ بْنُ حُرَيث: فَهِيَ تَنُوشُ الْحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلا، ... نَوْشاً بِهِ تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا الضميرُ فِي قَوْلِهِ فَهِيَ للإِبل. وتَنُوشُ الْحَوْضَ: تَتَناوَل مِلأَه. وقولُه مِنْ عَلَا أَي مِنْ فَوق، يُرِيدُ أَنها عاليةُ الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ، وَذَلِكَ النّوْشُ الَّذِي تَنالُه هُوَ الَّذِي يُعِينُها عَلَى قَطْع الفَلَوات، والأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ وَهُوَ الْوَسَطُ، أَي تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ مِنْ فَوْقٍ وَتَشْرَبُ شُرباً كَثِيرًا وَتَقْطَعُ بِذَلِكَ الشربِ فَلَواتٍ فَلَا تَحْتَاجُ إِلى مَاءٍ آخَرَ. وانْتاشَتْه فِيهِمَا: كناشَتْه، قَالَ: وَمِنْهُ المُناوَشةُ فِي الْقِتَالِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تناوَلَ رجُلًا ليأْخذ برأْسه ولِحْيَتِه: ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً. وَرَجُلٌ نَوُوشٌ أَي ذُو بَطشٍ. ونُشْتُ الرجلَ نَوْشاً: أَنَلْته خَيْرًا أَو شَرًّا. وَفِي الصِّحَاحِ: نُشْتُه خَيْرًا أَي أَنَلْته. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام، وسُئِل عَنِ الوصيَّة فَقَالَ: الوَصيَّةُ نَوْشٌ بِالْمَعْرُوفِ أَي يَتَناوَلُ المُوصي المُوصى لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ أَن يُجْحِفَ بمالِه. وَقَدْ ناشَه يَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه وأَخَذَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قُتَيلةَ أُخت النَّضْر بْنِ الْحَرْثِ: ظَلَّتْ سُيوفُ بَني أَبيه تَنُوشُه، ... لِلَّهِ أَرْحامٌ هُنَاكَ تُشَقَّقُ أَي تَتَناوَلُه وتَأْخُذُه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الملِك: لَمَّا أَراد الخروجَ إِلى مُصْعب بْنِ الزُّبير ناشَتْ بِهِ امرأَته وبَكَتْ فبَكَتْ جَوارِيها ، أَي تَعَلَّقَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: فانتاشَ الدِّينَ بِنَعْشِه أَي اسْتَدْرَكه واسْتَنْقَذَه وتنَاوَلَه وأَخذه مِنْ مَهْواتِه، وَقَدْ يُهْمز مِنَ النَّئِيش وَهُوَ حركةٌ فِي إِبْطاء. يُقَالُ نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه وانْتأَشَ، قَالَ: والأَوّل أَوْجَهُ. ونُشْتُ الشَّيْءَ نَوْشاً: طَلَبْتُه. وانْتَشْتُ الشيءَ: استخْرَجْته؛ قَالَ: وانْتاشَ عائنَه مِنْ أَهل ذِي قارِ وَيُقَالُ: انْتاشَني فلانٌ مِنَ الهَلَكةِ أَي أَنْقَذَني، بِغَيْرِ هَمْزٍ، بِمَعْنَى تَناوَلَني. وناوَشَ الشيءَ: خالَطَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَبِهِ فُسِّر قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ وذكَر غَيْثاً قال: فَمَا زِلْنا كَذَلِكَ حَتَّى ناوَشْنا الدَّوَّ أَي خالَطْناه. وَنَاقَةٌ مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقيقةَ اللحم. فصل الهاء هَبَشَ: الهَبْشُ: الجمْعُ والكسْبُ. يُقَالُ: هُوَ يَهْبِشُ لِعِياله ويُهَبِّشُ هَبْشاً ويَتَهبَّشُ ويَهْتَبِشُ ويَحْرِفُ ويَحْتَرِفُ ويَخْرِشُ ويَخْتَرِشُ وَهُوَ هَبَّاشٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَعْدُو لِهَبْشِ المَغْنَمِ المَهْبُوشِ ابْنُ سِيدَهْ: اهْتَبَشَ وتَهَبَّشَ كسَبَ وجمَعَ واحْتالَ. وَرَجُلٌ هَبَّاشٌ: مُكْتَسِب جامعٌ.

وهَبَشَ الشيءَ يَهْبِشُه هَبْشاً واهْتَبَشَه وتَهَبَّشَه: جمَعَه. قَالَ: وأَرى أَن يَعْقُوبَ حَكَى هَبِشَ، بِالْكَسْرِ، جمَع، وَالْاسْمُ الهُباشةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهُباشةُ مَثْلُ الحُباشةِ وَهُوَ مَا جُمِع مِنَ النَّاسِ وَالْمَالِ. وَيُقَالُ: تَأَبَّشَ القومُ وتَهَبّشُوا إِذا تَجَيَّشُوا وتَجَمَّعوا. والهُباشةُ: الجماعةُ. وإِن المَجْلِسَ ليَجْمعُ هُباشاتٍ وحُباشاتٍ مِنَ النَّاسِ أَي أُناساً ليسُوا مِنْ قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ. وتَهَبَّشُوا وتحَبَّشُوا إِذا اجْتَمَعُوا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْلَا هُباشاتٌ مِنَ التَّهْبِيشِ ... لِصِبْيةٍ، كأَفْرُخِ العُشوشِ أَراد بالهُباشاتِ مَا كسَبَه مِنَ الْمَالِ وجَمَعَه. والهَبْشُ: نوعٌ مِنَ الضَّرْب. ابْنُ الأَعرابي: الهَبْشُ ضَرْبُ التَّلَف. وَقَدْ هَبَشَه إِذا أَوجَعَه ضَرْباً. والهَبْشُ: الحَلْبُ بالكَفِّ كُلُّهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ الهَبْشُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِي الْمُصَنَّفِ غَيْرَ أَن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ هُوَ الحَلْبُ الرُّوَيدُ فوافَقَ ثَعْلَبًا فِي الرِّوَايَةِ وَخَالَفَهُ فِي التفْسير. وهُباشةُ وهابشٌ: اسمان. هتش: هتَشَ الكلبَ والسبُعَ يَهْتِشه هَتْشاً فاهْتَتَشَ: حَرَّشَه فاحْتَرَشَ، يَمَانِيَةٌ. قَالَ اللِّيْثُ: هُتِشَ الكلبُ فاهْتَتَشَ إِذا حُرِّشَ فاحْتَرَشَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِلا للسِّباع خَاصَّةً، قَالَ: وَفِي هَذَا الْمَعْنَى حُتِشَ الرجلُ أَي هُيِّج للنَّشاط. هرش: رَجُلٌ هَرِشٌ: مائِقٌ جافٍ. والمُهارَشةُ فِي الْكِلَابِ وَنَحْوُهَا: كالمُحارَشةِ. يُقَالُ: هارَشَ بَيْنَ الْكِلَابِ؛ وأَنشد: جِرْوَا رَبيضٍ هُورِشا فهَرَّا والهِراشُ والاهْتِراشُ: تقاتُلُ الكِلاب. الْجَوْهَرِيُّ: الهِراشُ المُهارَشةُ بِالْكِلَابِ، وَهُوَ تَحْريشُ بعضِها عَلَى بعضٍ. والتَّهْرِيشُ: التَّحْريشُ، وكلبُ هِراشٍ وخِراشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتهارَشُون تَهارُشَ الكِلابِ أَي يَتقَاتَلُون ويَتَواثَبُون. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فإِذا هُمْ يَتَهارَشُون ؛ هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَفَسَّرَهُ بالتَّقاتُلِ، وَهُوَ فِي مُسْنَدِ أَحمد بِالْوَاوِ بَدَلُ الرَّاءِ. والتهارُشُ: الاختلاطُ. أَبو عُبَيْدَةَ: فرسٌ مُهارِشُ العِنانِ؛ وأَنشد: مُهارِشة العِنانِ كأَنّ فِيهَا ... جَرادةَ هَبْوةٍ، فِيهَا اصْفِرارُ وَقَالَ مِرَّة: مُهارِشةُ العِنانِ هِيَ النَشِيطةُ. قَالَ الأَصمعي: فَرَسٌ مُهارِشةُ العنانِ خَفِيفةُ اللِّجَامِ كأَنها تُهارِشُه. وَقَدْ سَمَّتْ هَرّاشاً ومُهارِشاً. وهَرْشَى: موضعٌ؛ قَالَ: خُذا جَنْبَ هَرْشَى أَو قَفاها، فإِنه ... كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَريقُ وَفِي الصِّحَاحِ: خُذِي أَنْف هرشَى أَو قَفَاهَا الْجَوْهَرِيُّ: هَرْشَى ثَنِيَّةٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ قَرِيبَةٌ مِنَ الجُحْفة يُرَى مِنْهَا البحرُ، وَلَهَا طَرِيقَانِ فكلُّ مَنْ سَلَكهما كَانَ مُصِيباً. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ثنيَّة هَرْشَى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ ثنيَّة بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هَرْشَى جَبَلٌ قَرِيبٌ مِنَ الْجُحْفَةِ، واللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَعلم. هردش: التَّهْذِيبِ فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى هرشف: يُقَالُ للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّةٌ وهِرْدِشَةٌ وهِرْهِر. هشش: الهَشُّ والهَشِيشُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا فِيهِ رَخاوَةٌ وَلِينٌ، وشيءٌ هَشٌ وهشِيشٌ، وهَشَّ يَهِشُّ هَشاشةً، فَهُوَ هَشٌّ وهَشِيشٌ. وخُبْزة هَشَّةٌ: رِخْوة المَكْسَر، وَيُقَالُ: يَابِسَةٌ؛ وأَتْرُجَّةٌ هَشَّةٌ كَذَلِكَ.

وهَشَّ الخبْزُ يَهِشُّ، بِالْكَسْرِ: صَارَ هَشّاً. وهَشَّ هُشُوشةً: صَارَ خَوَّاراً ضَعِيفًا. وهشَّ يَهِشُّ: تَكَسَّر وكَبِر. وَرَجُلٌ هَشٌ وهَشِيشٌ: بَشٌ مُهْتَرٌ مَسْرورٌ. وهشَّشْتُه وهَشِشْتُ بِهِ، بِالْكَسْرِ، وهشَشْت؛ الأَخيرة عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيِّ، هَشاشةً: بَشِشْت، وَالِاسْمُ الهَشَاشُ. والهَشَاشةُ: الارْتِياحُ والخِفَّة لِلْمَعْرُوفِ. الْجَوْهَرِيُّ: هشِشْتُ بِفُلَانٍ، بِالْكَسْرِ، أَهَشّ هَشاشةً إِذا خَفَفْت إِليه وارْتَحْت لَهُ وفَرِحْت بِهِ؛ وَرَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَقَدْ راهَنَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ سَبْحَةُ فجاءَت سَابِقَةً فلَهَشَّ لِذَلِكَ وأَعْجَبه أَي فَلَقَدْ هشَّ، وَاللَّامُ جَوَابُ الْقَسَمِ الْمَحْذُوفِ أَو للتأْكيد. وهَشَشْت وهَشِشْت لِلْمَعْرُوفِ هَشّاً وهَشَاشةً واهْتَشَشْت: ارْتَحْتُ لَهُ واشْتَهَيْته؛ قَالَ مُلَيح الهُذَلي: مُهْتَشَّة لِدَلِيجِ الليلِ صادِقَة ... وَقْع الهجيرِ، إِذا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنه قَالَ: هشِشْت يَوْمًا فَقَبَّلْتُ وأَنا صَائِمٌ، فسأَلتُ عَنْهُ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: هشِشت أَي فَرِحْت وَاشْتَهَيْتُ؛ قَالَ الأَعشى: أَضْحَى ابنُ ذِي فائشٍ سَلامةً ذي التفضال ... هَشّاً، فُؤَادُه جَذِلا قَالَ الأَصمعي: هَشًّا فُؤَادُه أَي خَفِيفًا إِلى الخَيْر. قَالَ: ورَجل هشٌّ إِذا هشَّ إِلَى إِخوانِه. قَالَ: والهَشَاشُ والأَشَاشُ واحدٌ. واسْتَهشَّنِي أَمرُ كَذَا فَهَشِشْت لَهُ أَي اسْتَخَفَّنِي فخَفَفْت لَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَشِيشُ الرجلُ الَّذِي يَفْرح إِذا سأَلته. يُقَالُ: هُوَ هاشٌّ عِنْدَ السؤَال وهَشِيشٌ ورائحٌ ومُرْتاحٌ وأَرْيَحِيٌّ؛ وأَنشد أَبو الهَيْثَم فِي صِفَةِ قِدْر: وحاطِبانِ يهُشَّان الهَشيمَ لَهَا، ... وحاطِبُ الليلِ يلْقى دُونَها عنَنا يَهُشَّان الهَشيمَ: يُكَسِّرانِه للقدْر. وَقَالَ عمرٌو: الخيلُ تُعْلَفُ عِنْدَ عَوَز العلَف هَشِيمَ السَمَك، والهَشِيشُ لِخُيُول أَهلِ الأَسْيافِ خَاصَّةً؛ وَقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب: والخَيْلُ فِي إِطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ، ... نُطْعِمها اللحمَ، إِذا عَزَّ الشَجَرْ قَالَ ذَلِكَ فِي كَلِمته الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: اللَّهُ مِنْ آياتِه هَذَا القَمَرْ قَالَ: وتُعْلَفُ الخيلُ اللحمَ إِذا قلَّ الشجرُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مُدِحَ: هُوَ هَشُّ المَكْسِرِ أَي سَهْل الشأْن فِيمَا يُطْلَبُ عِنْدَهُ مِنَ الْحَوَائِجِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ هَشُّ المَكْسِرِ والمَكْسَرِ سَهْلُ الشأْن فِي طلَب الحاجةِ، يَكُونُ مَدْحاً وَذَمًّا، فإِذا أَرادوا أَن يَقُولُوا لَيْسَ هُوَ بصَلَّادِ القِدْح فَهُوَ مَدْحٌ، وإِذا أَرادوا أَن يَقُولُوا هُوَ خَوَّارُ العُودِ فَهُوَ ذمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَرَسُ الهَشُّ خِلاف الصَّلُود. وَفَرَسٌ هَشٌّ: كثيرُ العَرَق. وشاةٌ هَشُوشٌ إِذا ثرَّتْ باللَّبَنِ. وقِرْبةٌ هَشَّاشةٌ: يَسِيل مَاؤُهَا لرِقَّتِها، وَهِيَ ضِدُّ الوَكِيعةِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لطَلْق بْنِ عَدِيٍّ يَصِفُ فَرَسًا: كأَنَّ ماءَ عِطْفِه الجَيَّاشِ ... ضَهْلُ شِنانِ الحَوَرِ الهَشَّاشِ والحَوَرُ: الأَدِيمُ، والهَشُّ: جَذْبك الغُصْنَ مِنْ أَغصان الشجَرة إِليك، وَكَذَلِكَ إِن نَثَرْتَ ورَقَها بِعَصًا هشَّه يهُشُّه هَشّاً فِيهِمَا. وَقَدْ هشَشْتُ أَهُشُّ هَشّاً إِذا خَبَطَ الشجرَ فأَلْقاه لغَنَمِه. وهشَشْتُ

الورَقَ أَهُشُّه هَشّاً: خبَطْتُه بِعصاً ليتَحاتَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي أَضرِب بِهَا الشجرَ الْيَابِسَ ليَسْقُطَ ورَقُها فتَرْعاه غنَمُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ الفراءُ والأَصمعي فِي هَشَّ الشجرَ، لَا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ إِنه جَذْبُ الغُصْن مِنَ الشَّجَرِ إِليك. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: لَا يُخْبَطُ وَلَا يُعْضَد حِمَى رسولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ هُشُّوا هَشّاً أَي انثُرُوه نَثْراً بلِينِ ورِفْقِ. ابْنُ الأَعرابي: هَشَّ العودُ هُشُوشاً إِذا تكَسَّرَ، وهشَّ لِلشَّيْءِ يَهِشُّ إِذا سُرَّ بِهِ وفَرِحَ. وفَرَسٌ هَشُّ العِنَان: خَفِيفُ العِنَان. قَالَ شَمِرٌ: وهاشَ بِمَعْنَى هشَّ؛ قَالَ الرَّاعِي: فكَبَّر للرُّؤْيا وهاشَ فُؤَادُه، ... وبَشَّرَ نَفْساً كَانَ قَبْلُ يَلُومُها قَالَ: هَاشَ طَرِبَ. ابْنُ سِيدَهْ: والهَشِيشةُ الورَقَةُ أَظُنُّ ذَلِكَ. وهَشَاهِشُ القومِ: تحرُّكهم واضطرابُهم. هلبش: هَلْبَشٌ وهُلابِشٌ: اسْمَانِ. همش: الهَمْشةُ: الكلامُ والحركةُ، هَمَشَ وهَمِشَ القومُ فَهُمْ يَهْمَشُون ويَهْمِشُون وتَهامَشُوا. وامرأَة هَمَشى الحديثِ، بِالتَّحْرِيكِ: تُكْثِرُ الكلامَ وتُجَلِّبُ. والهَمِشُ: السريعُ العملِ بأَصابِعه. وهَمَشَ الجرادُ: تحرَّك ليَثُور. والهَمْشُ: العَضُّ، وَقِيلَ: هُوَ سُرْعَة الأَكلِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي الهَمْش أَنه العَضُّ غيرُ صَحِيحٍ، وَصَوَابُهُ الهَمْس، بِالسِّينِ، فصحَّفه، قَالَ: وأَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: إِذا مضَغَ الرجلُ الطعامَ وفُوهُ مُنْضَمٌّ قِيلَ: هَمَشَ يَهمِشُ هَمْشاً. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ لِلْجَرَادِ إِذا طُبِخَ فِي المِرْجَل الهَمِيشةُ، وإِذا سُوّيَ عَلَى النَّارِ فَهُوَ المَحْسُوسُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لامرأَة ابْنِهَا طَفَّ حَجْرُكِ وطابَ نَشْرُك وَقَالَتْ لِابْنَتِهَا: أَكَلْتِ هَمْشاً، وحَطَبْتِ قَمْشاً دعَتْ عَلَى امرأَة ابْنِهَا أَن لَا يَكُونَ لَهَا ولَد ودَعَت لابْنَتِها أَن تَلِدَ حَتَّى تُهامِشَ أَولادَها فِي الأَكْل أَي تُعاجِلَهم، وقولُها حَطَبْتِ قَمْشاً أَي حطَبَ لَكِ ولدُكِ مِنْ دِقِّ الحَطَبِ وجلِّه. وَيُقَالُ لِلنَّاسِ إِذا كَثُرُوا بِمَكَانٍ فأَقبلوا وأَدْبَرُوا وَاخْتَلَطُوا: رأَيتهم يَهْتَمِشُون وَلَهُمْ هَمْشةٌ، وَكَذَلِكَ الْجَرَادُ إِذا كَانَ فِي وِعاء فغَلى بعضُهُ فِي بَعْضٍ وسمعتَ لَهُ حَرَكَةً تَقُولُ: لَهُ هَمْشةٌ فِي الْوِعَاءِ. وَيُقَالُ: إِن الْبَرَاغِيثَ لتَهْتَمِشُ تحْت جَنْبي فتُؤْذيني باهْتِماشها. ابْنُ الأَعرابي: الهَمْشُ والهَمَشُ كثرةُ الْكَلَامِ والخَطَل فِي غَيْرِ صَوَابٍ؛ وأَنشد: وهَمِشُوا بكَلِمٍ غَيْرِ حَسَنْ قَالَ الأَزهري: وأَنشدَنِيه المنذريُّ وهَمَشُوا، بِفَتْحِ الْمِيمِ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ. واهْتَمَشَت الدابةُ إِذا دبَّت دَبِيباً. همرش: الهَمَّرِشُ: العجوزُ المُضْطرِبةُ الخَلْق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَعَلَهَا سِيبَوَيْهِ مَرَّةً فَنْعَلِلًا وَمَرَّةً فَعْلَلِلًا، وردَّ أَبو عَلِيٍّ أَن يَكُونَ فَنْعَلِلًا وَقَالَ: لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَظَهَرَتِ النُّونُ لأَن إِدغام النُّونِ فِي الْمِيمِ مِنْ كَلِمَةٍ لَا يَجُوزُ، أَلا تَرَى أَنهم لَمْ يُدْغموا فِي شَاةٍ زَنْماء وامرأَة قَنْواء كَرَاهِيَةَ أَن يَلْتبس بالمُضاعَف؟ وَهِيَ عِنْدَ كُرَاعٍ فَعَّلِل، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا أَلْبَتَّةَ. اللَّيْثُ: عَجُوزٌ هَمَّرِش فِي اضْطِرَابِ خَلْقها وتشَنُّجِ جِلدِها. الْجَوْهَرِيُّ: الهَمَّرِشُ العجوزُ الْكَبِيرَةُ والناقةُ الْغَزِيرَةُ وَاسْمُ كلْبةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِن الجِراءَ تَخْترش،

فِي بطْنِ أُمّ الهَمَّرِشْ، ... فِيهِنَّ جِرْوٌ نَخْوَرِشْ قَالَ الأَخفش: هُوَ مِنْ بَنَاتِ الْخَمْسَةِ، والميمُ الأُولى نونٌ، مِثَالُ جَحْمَرِش لأَنه لَمْ يَجِئْ شَيْءٌ مِنْ بَنَاتِ الأَربعة عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ، وإِنما لَمْ تُبَيَّن النونُ لأَنه لَيْسَ لَهُ مِثَالٌ يَلْتَبِسُ بِهِ فيُفْصل بَيْنَهُمَا. والهَمْرَشةُ: الحركةُ. والهَمْرَشُ: الحركةُ، وَقَدْ تَهَمْرَشَ القومُ إِذا تحرّكوا. هوش: هاشَت الإِبلُ هَوْشاً: نفَرَت فِي الْغَارَةِ فتبدَّدَتْ وتفرَّقت. وإِبل هَوّاشةٌ: أَخَذَت مِنْ هُنَا وَهُنَا. والهَوْشَةُ: الفِتْنةُ والهَيْجُ والاضطرابُ والهَرْجُ والاختلاطُ. يُقَالُ: قَدْ هَوَّشَ الْقَوْمَ إِذا اخْتَلَطُوا؛ وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ خَلَطْتَه فَقَدَ هَوَّشْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ الْمَنَازِلَ وأَن الرِّيَاحَ قَدْ خلَطت بعضَ آثَارِهَا بِبَعْضِ: تَعَفَّتْ لِتَهْتانِ الشِّتاءِ، وهَوَّشَتْ ... بِهَا نائِجاتُ الصَّيْفِ شَرْقِيَّةً كُدْرا وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: فإِذا بَشَرٌ كثيرٌ يَتَهاوَشُون ؛ التَّهاوُشُ: الاختلاطُ، أَي يَدْخُل بعضُهم فِي بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: كُنْتُ أُهاوِشُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي أُخالِطُهم عَلَى وَجْهِ الإِفْساد. والهَوْشةُ: الفسادُ. وهاشَ القومُ وهَوِشُوا هَوَشاً وتَهَوّشوا: وقعُوا فِي فَسَادٍ. وتهَوَّشوا عَلَيْهِ: اجْتَمَعُوا. وهَوَّشَ بَيْنَهُمْ: أَفسَد؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: قَدْ هَوَّشَتْ بُطونُها واحْقَوْقَفَتْ أَي اضْطَرَبَتْ مِنَ الهُزال، وَكَذَلِكَ هاشَ القومُ يَهُوشون هَوْشاً. وَيُقَالُ لِلْعَدَدِ الْكَثِيرِ: هَوْشٌ. والهُواشاتُ، بِالضَّمِّ: الجماعاتُ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الإِبل إِذا جَمَعُوهَا فَاخْتَلَطَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. قَالَ عِرَامٌ: يُقَالُ رأَيت هُوَاشةً مِنَ النَّاسِ وهَوِيشةً أَي جَمَاعَةً مُخْتَلِطَةً. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْتُ التَّمِيمِيَّاتِ يقلْن الهَوْشُ والبَوْشُ كثرةُ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ؛ وَدَخَلْنَا السُّوقَ فَمَا كِدْنا نَخْرُج مِنْ هَوْشِها وبَوْشِها. وَقَالَ: اتَّقُوا هَوَشاتِ السُّوق أَي اتَّقَوُا الضَّلَالَ فِيهَا وأَن يُحْتالَ عَلَيْكُمْ فتُسْرَقُوا. وهَوَشاتُ اللَّيْلِ: حوادثُه ومكروهُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وهَوَشاتُ السُّوقِ قَالَ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وأَراه اخْتِلاطَها وَمَا يُوكَسُ فِيهِ الإِنسانُ عِنْدَهَا ويُغْبَن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِيَّاكُمْ وهَوَشاتِ الليلِ وهَوَشاتِ الأَسواق ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وهَيَشاتِ ، بِالْيَاءِ، أَي فِتَنها وهَيْجَها. والهُوَاشُ، بِالضَّمِّ: مَا جُمِع مِنْ مالٍ حَرَامٍ وحلالٍ كأَنه جمعُ مَهْوَشٍ مِنَ الهَوْش الْجَمْعُ والخلْط. والمَهاوِشُ: مكاسبُ السُّوء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَن اكتسبَ مَالًا مِنْ مَهاوِشَ أَذْهَبَهُ اللَّه فِي نَهابِرَ ؛ المَهاوِشُ: كلُّ مالٍ يُصاب مِنْ غَيْرِ حِلِّه وَلَا يُدْرَى مَا وجهُه كالغَصْب والسَّرِقة وَنَحْوِ ذَلِكَ وَهُوَ شَبِيهٌ بِمَا ذُكِرَ مِنَ الهَوَشاتِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُرْوَى: مِنْ نَهاوِشَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ، وَهُوَ أَن يَنْهشَ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ تَهاوِشَ. ابْنُ الأَنباري؛ وَقَوْلُ الْعَامَّةِ شَوَّشَ الناسُ إِنما صَوَابُهُ هَوَّشَ وشَوَّشَ خطأٌ. اللَّيْثُ: إِذا أُغِيرَ عَلَى مالِ الحيِّ فنَفَرت الإِبلُ واخْتَلَط بعضُها بِبَعْضٍ قِيلَ: هاشَت تَهُوش، فَهِيَ هَوائِشُ. وَجَاءَ بالهَوْشِ والبَوْشِ أَي بالجَمْع الْكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ. والهَوْشُ: الْمُجْتَمِعُونَ فِي الحرْب، والهَوْش: خلاءُ الْبَطْنِ. وأَبو المهْوَشِ: من كُناهم. وَذُو هاشٍ: موضعٌ ذَكَرَهُ زهير في شعره.

فصل الواو

هيش: الهَيْشةُ: الجماعةُ؛ قَالَ الطرِمّاح: كأَن الخِيمَ هاشَ إِليه مِنْهُ ... نِعاجُ صَرائمٍ جُمّ القُرُونِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِياكم وهَيْشاتِ الليلِ وهَيْشاتِ الأَسواقِ ؛ والهَيْشاتُ: نحوٌ مَنِ الهَوْشات، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: رَجُلٌ ذُو دَغَواتٍ ودَغَياتٍ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَيْسَ فِي الهَيْشاتِ قَوَدٌ ؛ عَنى بِهِ القَتِيلَ يُقْتَل فِي الفِتْنة لَا يُدْرى مَنْ قتَله، وَيُقَالُ بِالْوَاوِ أَيضاً. وهاشَ القومُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ وتَهَيَّشُوا: وَهُوَ مِنْ أَدْنى القِتالِ؛ وتَهَيَّشَ القومُ بعضُهم إِلى بَعْضٍ تَهَيُّشاً. أَبو زَيْدٍ: هَذَا قتِيلُ هَيْشٍ إِذا قُتِل، وَقَدْ هاشَ بعضُهم إِلى بَعْضٍ، والهَيْشُ: الاختلاطُ. وهاشَ فِي الْقَوْمِ هَيْشاً: عاثَ وأَفْسَدَ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَيْشةُ مِثْلُ الهَوْشةِ. وهاشَ القومُ يَهِيشُون هَيْشاً إِذا تَحَرَّكُوا وهاجُوا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هِشْتُم عَلَيْنَا، وَكُنْتُمْ تَكْتَفُون بِمَا ... نُعْطِيكمُ الحَقَّ مِنَّا غيرَ مَنْقُوصِ وهاشَ القومُ بعضُهم إِلى بَعْضٍ لِلْقِتَالِ، والمَصْدَرُ الهَيْشُ؛ أَبو زَيْدٍ: هاشَ القومُ بعضُهم إِلى بَعْضٍ هَيْشاً إِذا وَثَبَ بعضُهم إِلى بَعْضٍ لِلْقِتَالِ. والهَيْشُ: الحَلْبُ الرُّوَيْدُ، جَاءَ بِهِ فِي بَابِ حَلْب الغَنَم، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ بِالْكَفِّ كُلِّهَا. والهَيْشَةُ: أُمُّ حُبَيْنٍ؛ قَالَ بِشْر بْنُ الْمُعْتَمِرِ: وهَيْشَة تأْكلها سُرْفةٌ، ... وسِمْعُ ذِئبٍ هَمُّه الحُضْرُ وَقَالَ: أَشْكُو إِليك زَماناً قَدْ تَعَرّقَنا، ... كَمَا تَعرَّقَ رأْسَ الهَيْشةِ الذِّيبُ يَعْنِي أُمَّ حُبَين، واللَّه أَعلم. فصل الواو وَبَشَ: الوَبْشُ والوَبَشُ: البياضُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى الأَظفار، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَلَى أَظفار الأَحْداثِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النِّمْنِمُ الأَبيض يَكُونُ عَلَى الظُّفُرِ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الوَبْشُ والكَدِبُ والكَدَبُ والنِّمْنِمُ، يُقَالُ: بظُفْرِه وَبْشٌ وَهُوَ مَا نُقِّط مِنَ الْبَيَاضِ فِي الأَظفار؛ ووَبِشَت أَظفارُه ووَبَّشَت: صَارَ فِيهَا ذَلِكَ الوَبْش. والأَوْباشُ مِنَ النَّاسِ: الأَخْلاطُ مِثْلُ الأَوْشابِ، وَيُقَالُ: هُوَ جَمْعٌ مَقْلُوبٌ مِنَ البَوْش. ابْنُ سِيدَهْ: أَوْباشُ الناسِ الضُّروبُ المُتفرِّقون، واحدُهم وَبْشٌ ووَبَشٌ. وَبِهَا أَوْباشٌ مِنَ الشَّجَرِ وَالنَّبَاتِ، وَهِيَ الضُّروب الْمُتَفَرِّقَةُ. وَيُقَالُ: مَا بِهَذِهِ الأَرض إِلَّا أَوْباشٌ مِنْ شَجَرٍ أَو نَبَاتٍ إِذا كَانَ قَلِيلًا مُتَفَرِّقًا. الأَصمعي: يُقَالُ بِهَا أَوْباشٌ مِنَ النَّاسِ وأَوْشابٌ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ الضُّروب الْمُتَفَرِّقُونَ. وَفِي الحَديث: إِن قُريْشاً وَبَّشَت لِحَرْب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْباشاً لَهَا ؛ أَي جَمَعَتْ لَهُ جُمُوعًا مِنْ قبائلَ شَتَّى. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَبَش الرَّقَطُ مِنَ الجَرب يَتَفَشَّى فِي جِلْد البَعير؛ يُقَالُ: جمَلٌ وَبِشٌ وَبِهِ وَبَشٌ وَقَدْ وَبِشَ جلْدُه وبَشاً. ووَبْشُ الكلامِ: رَديئُه. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ أَنه قَالَ: أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَن رجُلًا مِنْ قُرَيشٍ أَوْبَشَ الثَّنايا يَحْجِلُ فِي الْفِتْنَةِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَوْبَشَ الثَّنَايَا يَعْنِي ظاهرَ الثَّنَايَا، قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الْحَرِيشِ يَحْكِي عَنِ ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: الواوُ عِنْدَهُمْ أَثْقلُ مِنَ الْيَاءِ والأَلف إِذ قَالَ أَوْبَش. وبَنُو وابِشٍ وَبَنُو وابِشِيّ: بَطْنانِ؛ قَالَ الرَّاعِي: بَني وابِشِيٍّ قَدْ هَوِينا جِمَاعَكم، ... وَمَا جَمَعَتْنا نِيّةٌ قَبْلَهَا مَعَا

وتش: وَتْشُ الكلامِ: رَديئُه، قَالَ: كَذَلِكَ وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ ابْنِ الأَعرابي بِخَطِّ أَبي مُوسَى الْحَامِضِ، والمعروفُ وَبْشُ. الأَزهري: قرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ للحارِضِ مِنَ الْقَوْمِ الضعيفِ وتَشَةٌ وأُتَيْشةٌ وهِنَّمَةٌ صوْكة وصوّكة «4». والوَتْشُ: القليلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُ الوَتْحِ. وإِنه لَمِنْ وَتْشِهم أَي مِنْ رُذالهم. وحش: الوَحْش: كلُّ شَيْءٌ مِنْ دَوَابِّ البَرّ مِمَّا لَا يَسْتأْنس مُؤنث، وَهُوَ وَحْشِيّ، وَالْجَمْعُ وُحُوشٌ لَا يُكسّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ حمارٌ وحْشِيٌّ وثورٌ وَحْشِيٌّ كِلَاهُمَا مَنْسُوبٌ إِلى الوَحْشِ. وَيُقَالُ: حمارُ وَحْشٍ بالإِضافة وحمارٌ وحْشِيٌّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْوَاحِدِ مِنَ الوحْشِ هَذَا وحْشٌ ضَخْم وَهَذِهِ شاةٌ وَحْش، وَالْجَمَاعَةُ هِيَ الوَحْشُ والوُحُوش والوَحِيش؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَمْسى يَبَاباً، والنَّعامُ نَعَمُهْ، ... قَفْراً، وآجَالُ الوَحِيشِ غَنَمُهْ وَهَذَا مِثْلُ ضائِنِ وضَئينٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ يسْتَوْحِشُ عَنِ النَّاسِ، فَهُوَ وَحْشِيّ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ لَا يَسْتَأْنس بِالنَّاسِ وَحْشِيٌّ. قَالَ بَعْضُهُمْ: إِذا أَقبل الليلُ استأْنس كلُّ وَحْشِيٍّ واسْتَوْحَش كُلُّ إِنْسِيّ. والوَحْشةُ: الفَرَقُ مِنَ الخَلْوة. يُقَالُ: أَخذَتْه وَحْشةٌ. وأَرض مَوْحُوشةٌ: كَثِيرَةُ الوَحْشِ. واسْتَوْحَشَ مِنْهُ: لَمْ يَأْنَسْ بِهِ فَكَانَ كالوَحْشيّ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: وَلَقَدْ عَدَوْتُ وصاحِبي وَحْشِيّةٌ، ... تحتَ الرِّداء، بَصِيرةٌ بالمُشْرِف «5» قِيلَ: عَنى بوَحْشِيّة رِيحاً تَدَخُلُ تَحْتَ ثِيَابِهِ، وَقَوْلُهُ بَصِيرة بالمُشْرف يَعْنِي الرِّيحَ أَي مَنْ أَشْرَفَ لَهَا أَصابته، والرِّداءُ السَّيفُ. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: فنَفَخَ فِي إِحْلِيل عُمارَةَ فاسْتَوْحَشَ أَي سُحِرَ حَتَّى جُنَّ فَصَارَ يَعْدُو مَع الوَحْشِ فِي البَرِّية حَتَّى مَاتَ، وَفِي رِوَايَةٍ: فطارَ مَعَ الوَحْشِ. ومكانٌ وَحْشٌ: خالٍ، وأَرض وَحْشةٌ، بِالتَّسْكِينِ، أَي قَفْرٌ. وأَوْحَشَ المكانُ مِنْ أَهله وتوَحّشَ: خَلا وذهبَ عَنْهُ الناسُ. وَيُقَالُ لِلْمَكَانِ الَّذِي ذَهَبَ عَنْهُ الناسُ: قَدْ أَوْحَشَ، وطَلَلٌ مُوحِشٌ؛ وأَنشد: لِسَلْمى مُوحِشاً طَلَلُ، ... يَلُوح كأَنه خِلَلُ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: لِمَيّةَ مُوحِشًا؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لكُثَيّر، قَالَ وَصَوَابُ إِنشاده: لِعَزَّةَ مُوحِشًا، وأَوْحَشَ المكانَ: وجَدَه وحْشاً خَالِيًا. وتوَحَّشَت الأَرضُ: صَارَتْ وحْشةً؛ وأَنشد الأَصمعي لِعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس: لأَسْماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دارِسا، ... وأَوْحَشَ مِنْهَا رَحْرَحانَ فراكِسا وَيُرْوَى: وأَقْفَر إِلَّا رَحْرَحانَ فراكِسا ورَحْرَحانُ وراكِس: مَوْضِعَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ وَلَوْ أَن تُؤْنِسَ الوَحْشانَ ؛ الوَحْشانُ: المُغْتَمُّ. وقومٌ وَحاشَى: وَهُوَ فَعْلانُ مِنَ الوَحْشة ضِدِّ الأُنْس. والوَحْشةُ: الخَلْوة والهَمُّ. وأَوْحَشَ المكانُ إِذا صارَ وَحْشاً، وَكَذَلِكَ توحّشَ، وَقَدْ أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه: أَنه كَانَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الأَرضِ

_ (4). قوله [وصوكة] هكذا في الأَصل بدون نقط. (5). قوله [ولقد عدوت] في شرح القاموس: ولقد غدوت بالغين المعجمة.

وَحْشاً أَي وحْدَه لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: أَنها كَانَتْ فِي مكانٍ وحْشٍ فخِيفَ عَلَى ناحِيتها أَي خَلاءٍ لَا ساكنَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ: فيَجدانه وَحْشاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَسُئِلَ عَنِ المرأَة: هِيَ فِي وَحْشٍ مِنَ الأَرض. ولَقِيَه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتَةَ، وَمَعْنَاهُ كَمَعْنَى الأَول، أَي بِبَلَدٍ قَفْر. وَتَرَكْتُهُ بوَحْشِ المَتْنِ أَي بِحَيْثُ لَا يُقْدر عَلَيْهِ، ثُمَّ فَسَّرَ المَتْنَ فَقَالَ: وَهُوَ المتنُ مِنَ الأَرض وكلُّه مِنَ الخَلاء. وبلادٌ حِشُون: قَفْرةٌ خَالِيَةٌ؛ وأَنشد: منازلُها حِشُونا عَلَى قِيَاسِ سِنُونَ وَفِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ حِشِينَ مِثْلُ سِنِينَ؛ وأَنشد: فأَمْسَتْ بَعْدَ ساكِنها حِشِينَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: حِشُون جمعُ حِشَةٍ وَهُوَ مِنَ الأَسماء النَّاقِصَةِ، وأَصلُها وِحْشةٌ فنُقِصَ مِنْهَا الواوُ كَمَا نَقَصُوها مِنْ زِنَةٍ وصِلَةٍ وعِدَة، ثُمَّ جَمَعُوها عَلَى حِشِينَ كَمَا قَالُوا عِزِينَ وعِضِينَ مِنَ الأَسماء النَّاقِصَةِ. وباتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جَائِعًا لَمْ يأْكل شَيْئًا فَخَلَا جَوفُه، وَالْجَمْعُ أَوْحاشٌ. والوَحْشُ والمُوحِشُ: الجائعُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ لخُلُوِّهِ مِنَ الطَّعَامِ. وتوَحَّشَ جوفُه: خَلا مِنَ الطَّعَامِ. وَيُقَالُ: تَوَحَّشْ للدَّواء أَي أَخْل جوفَك لَهُ مِنَ الطَّعَامِ. وتوَحَّشَ فُلَانٌ للدَّواء إِذا أَخلى مَعِدَتَه لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِخُرُوجِ الفُضول مِنْ عُروقه. والتوَحُّشُ لِلدَّوَاءِ. الخُلُوُّ لَهُ. وَيُقَالُ لِلْجَائِعِ الْخَالِي الْبَطْنِ: قَدْ توَحَّشَ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ مُوحِشٌ ووحْشٌ ووحِشٌ وَهُوَ الْجَائِعُ مِنْ قَوْمٍ أَوْحاشٍ. وَيُقَالُ: بَاتَ وَحْشاً ووَحِشاً أَي جَائِعًا. وأَوْحَشَ الرجلُ: جاعَ. وبِتْنا أَوْحاشاً أَي جِياعاً. وَقَدْ أَوْحَشْنا مُذْ لَيْلَتانِ أَي نِفِدَ زادُنا؛ قَالَ حُمَيد يَصِفُ ذِئْبًا: وإِن بَاتَ وحْشاً لَيْلةً لَمْ يَضِقْ بِهَا ... ذِراعاً، وَلَمْ يُصْبِحْ بِهَا وَهُوَ خاشِعُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ بِتْنا وَحْشِينَ مَا لَنَا طَعَامٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ وَحْشٌ، بِالسُّكُونِ، مِنْ قَوْمٍ أَوْحاشٍ إِذا كَانَ جَائِعًا لَا طَعَامَ لَهُ؛ وَقَدْ أَوْحَشَ إِذا جَاعَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَاءَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ: لَقَدْ بِتْنا لَيْلتَنا هَذِهِ وَحْشى ، كأَنه أَراد جماعةَ وَحْشِيٍّ؛ والوَحْشِيُّ والإِنْسِيُّ: شِقَّا كلِّ شَيْءٍ. ووَحْشِيُّ كلِّ شَيْءٍ: شِقُّه الأَيْسَرُ، وإِنْسِيُّه شِقُّه الأَيْمنُ، وَقَدْ قِيلَ بِخِلَافِ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: والوَحْشِيُّ الجانبُ الأَيْمن مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ وأَبي عَمْرٍو؛ قَالَ عَنْتَرَةَ: وكأَنما تَنْأَى بِجَانِبِ دَفّها الوَحْشِيّ ... مِنْ هَزَجِ العَشِيّ مُؤوَّم وإِنما تَنْأَى بِالْجَانِبِ الوَحْشِيّ لأَنَّ سوطَ الرَّاكِبِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى؛ وَقَالَ الرَّاعِي: فمالَتْ عَلَى شِقِّ وَحْشِيِّها، ... وقدْ رِيعَ جانِبُها الأَيْسَرُ وَيُقَالُ: لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يَفْزَع إِلا مَالَ عَلَى جَانِبِهِ الأَيمن لأَن الدَّابَّةَ لَا تؤْتى مِنْ جَانِبِهَا الأَيْمَن وإِنما تُؤْتى فِي الاحْتِلاب والركُوبِ مِنْ جَانِبِهَا الأَيْسر، فإِنما خَوْفُه مِنْهُ، وَالْخَائِفُ إِنما يَفِرّ مِنْ مَوْضِعِ الْمَخَافَةِ إِلى مَوْضِعِ الأَمْن. والأَصمعي يَقُولُ: الوحْشِيُّ الجانبُ الأَيْسرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْسِيُّ القَدَمِ مَا أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى الْقَدَمِ الأُخرى، ووَحْشِيُّها مَا خالفَ إِنْسِيَّها. ووَحْشِيُّ القَوْسِ الأَعْجمِيّةِ: ظَهرُها، وإِنْسِيُّها: بَطنُها المُقْدِمُ

عَلَيْكَ، وَفِي الصِّحَاحِ: وإِنْسِيُّها مَا أَقْبَل عَلَيْكَ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ وَحْشِيُّ اليدِ والرجْل وإِنْسِيُّهما، وَقِيلَ: وحْشِيُّها الجانبُ الَّذِي لَا يَقَعُ عَلَيْهِ السَّهمُ، لَمْ يَخُصَّ بِذَلِكَ أَعْجميّةٌ مِنْ غَيْرِهَا. ووَحْشِيُّ كلِّ دَابَّةٍ: شِقَّه الأَيمن، وإِنْسِيُّه: شقُّه الأَيسر. قَالَ الأَزهري: جوّدَ الليثُ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ فِي الوَحْشِيّ والإِنْسِيّ ووافَقَ قولُه قَوْلَ الأَئمة المُتْقِنِينَ. ورُوي عَنِ الْمُفَضَّلِ وَعَنِ الأَصمعي وَعَنْ أَبي عُبَيْدَةَ قَالُوا كلُّهم: الوَحْشِيُّ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ لَيْسَ الإِنسان، هُوَ الجانبُ الَّذِي لَا يُحْلَب مِنْهُ وَلَا يُرْكَبُ، والإِنسيُّ الجانبُ الَّذِي يَرْكَب مِنْهُ الرَّاكِبُ ويَحْلُب مِنْهُ الْحَالِبُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِمَا مِنَ الإِنسان، فَبَعْضُهُمْ يُلْحِقه فِي الْخَيْلِ وَالدَّوَابِّ والإِبل، وَبَعْضُهُمْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: الوَحْشِيّ مَا وَليَ الكتِفَ، والإِنْسِيُّ مَا وَليَ الإِبْطَ، قَالَ: هَذَا هُوَ الِاخْتِيَارُ لِيَكُونَ فَرْقًا بَيْنَ بَنِي آدَمَ وسائرِ الْحَيَوَانِ؛ وَقِيلَ: الوَحْشِيُّ مِنَ الدَّابَّةِ مَا يَرْكب مِنْهُ الراكبُ ويَحْتَلِبُ مِنْهُ الحالبُ، وإِنما قَالُوا: فَجالَ عَلَى وَحْشِيّه وانْصاعَ جانبُه الوَحْشِيُّ لأَنه لَا يؤْتى فِي الرُّكُوبِ وَالْحَلْبِ والمُعالجة وكلِّ شَيْءٍ إِلا مِنْهُ فإِنما خوْفُه مِنْهُ، والإِنْسِيُّ الجانبُ الْآخَرُ؛ وَقِيلَ: الْوَحْشِيُّ الَّذِي لَا يُقدَر عَلَى أَخذ الدَّابَّةِ إِذا أَفْلَتت مِنْهُ وإِنما يُؤْخَذُ مِنَ الإِنْسِيّ، وَهُوَ الْجَانِبُ الَّذِي تُرْكب مِنْهُ الدَّابَّةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْجَانِبُ الوَحِيشُ كالوَحْشِيّ؛ وأَنشد: بأَقدامِنا عَنْ جارِنا أَجنَبِيّة ... حَياء، وللمُهْدى إِليه طَريقُ لِجارتِنا الشِّقُّ الوَحِيشُ، وَلَا يُرى ... لِجارتِنا مِنَّا أَخٌ وصديقُ وتَوَحَّشَ الرجلُ: رَمى بِثَوْبِهِ أَو بِمَا كَانَ. ووَحَشَ بِثَوْبه وَبِسَيْفِهِ وبرُمْحه، خَفِيف: رَمى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: والناسُ يَقُولُونَ وَحَّشَ، مُشَدَّداً، وَقَالَ مَرَّةً: وحَشَ بِثَوْبِهِ وبدِرْعه ووَحَّش، مُخَفَّفٌ ومثقَّل، خافَ أَن يُدْرَك فرَمى بِهِ ليُخَفِّفَ عَنْ دَابَّتِهِ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي كتابٍ أَن أَبا النَّجْمِ وَحَّشَ بِثِيَابِهِ وارْتَدَّ يُنْشِد أَي رَمى بِثِيَابِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كانَ بَيْنَ الأَوْس والخَزْرج قِتال فَجَاءَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُمْ نَادَى: أَيُّها الناسُ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ [الْآيَاتِ] فوَحَّشُوا بأَسْلحتهم واعْتَنَق بعضُهم بَعْضًا أَي رَمَوْها؛ قَالَتْ أُم عَمْرِو بِنْتُ وَقْدانَ: إِن أَنتُمُ لَمْ تَطْلُبوا بأَخِيكُم، ... فذَرُوا السِّلاحَ وَوَحِّشُوا بالأَبْرَقِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه لَقي الخوارجَ فوَحَّشُوا برِماحِهم واستَلّوا السُّيُوفَ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ «6» فَوَحَّشَ بِهِ بَيْنَ ظَهْرانَيْ أَصحابهِ فَوحّشَ الناسُ بخواتيمهم ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاه سائلٌ فأَعطاه تَمْرَةً فَوَحَّشَ بِهَا. وَالْوَحْشِيُّ مِنَ التِّين: مَا نَبَت فِي الْجِبَالِ وشَواحِط الأَوْدية، وَيَكُونُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ: أَسود وأَحمر وأَبيض، وَهُوَ أَصغر التِّينِ، وإِذا أُكل جَنِيّاً أَحْرق الْفَمَ، ويُزَبَّبُ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ووَحْشِيٌّ: اسْمُ رَجُلٍ، ووَحْشِيَّةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الوَقَّافُ أَو الْمَرَّارُ الْفَقْعَسِيُّ: إِذا تَرَكَتْ وَحْشِيَةُ النَّجْدَ لَمْ يَكُنْ ... لِعَيْنَيك، مِمَّا تَشْكُوانِ، طَبِيبُ

_ (6). قوله [من حديد] الذي في النهاية من ذهب.

والوَحْشةُ: الخَلْوةُ والهَمُّ، وَقَدْ أَوْحَشْت الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وخش: الوَخْشُ: رذالةُ النَّاسِ وَصِغَارُهُمْ وَغَيْرُهُمْ، يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: ذَلِكَ مِنْ وَخْشِ النَّاسِ أَي مِنْ رُذالِهم. وَجَاءَنِي أَوْخاشٌ مِنَ النَّاسِ أَيْ سُقاطُهم؛ وَرَجُلٌ وَخْشٌ وامرأَة وَخْش وقَوم وَخْش، وَرُبَّمَا جُمِع أَوْخاشاً، وَرُبَّمَا أُدخِل فِيهِ النُّونُ؛ وأَنشد لدَهْلَبِ بْنُ قُرَيْعٍ: جَارِيَةٌ ليسَتْ مِنَ الوَخْشَنِّ، ... كأَن مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِ قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطُنِ أَراد الوَخْشَ فَزَادَ فِيهِ نُونًا ثَقِيلَةً. وَفِي التَّهْذِيبِ: النُّونُ صِلَةُ الرَّوِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا جَاءَ مُؤَنَّثُهُ بِالْهَاءِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَقَدْ لَفَّفَا خَشْناءَ، لَيستْ بِوَخْشةٍ، ... تُوارِي سَماءَ البيتِ مُشرفة القُتْر يَعْنِي بالخَشْناء جُلَّة التَّمْرِ، وجمعُ الوَخْشةِ وِخاشٌ. ووخُشَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، وَخاشَةً ووُخُوشةً ووُخوشاً: رَذُلَ وَصَارَ رَدِيئاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَلْقَى الندَى ومَخْلَداً حَلِيفين، ... لَيْسَا مِنَ الوَكْسِ وَلَا بوخْشَين وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وإِنّ قَرْنَ الكَبْشِ مُعَلَّقٌ فِي الكَعْبة قَدْ وَخُشَ وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّ رَأْسَه مُعلَّق بقَرْنيه فِي الْكَعْبَةِ ، وَخُشَ أَي يَبِس وتَضاءَل. وأَوْخَشَ القومُ أَي رَدُّوا السِّهام فِي الرِّبابةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى كأَنهم صَارُوا إِلى الوَخاشةِ والرَّذالةِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي الإِيخاشِ ليزيدَ بْنَ الطَثَرِيّة وَهِيَ أُمه وَاسْمُ أَبيه سَلَمَةُ: أَرَى سَبْعَةً يَسْعَوْنَ للوَصْل، كُلُّهُمْ ... لَهُ عِنْدَ رَيّا دِينةٌ يَسْتَدِينُها وأَلقَيتُ سَهمي وَسْطهم حِينَ أَوخَشوا، ... فَمَا صارَ لِي فِي القَسْمِ إِلا ثَمِينُها قَالَ: أَوْخَشُوا خَلطُوا. وَقَوْلُهُ فَمَا صارَ لِي فِي القَسْم إِلا ثمِينُها أَي كنتُ ثامنَ ثَمَانِيَةٍ مِمَّنْ يَسْتَدِينها؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: أَبَوْا أَن يُقِيمُوا لِلرِّمَاحِ، ووَخَّشَتْ ... شَغارِ، وأَعْطَوْا مُنيةً كلَّ ذِي ذَحْل قَالَ شَمِرٌ: وخَّشَتْ أَلقَتْ بأَيديها وأَطاعت. ودش: ابْنُ الأَعرابي: الوَدْشُ الفساد. ورش: الوارِشُ: الدافِعُ. والوارِشُ: الطُّفَيْلِيُّ، المُتَشَهّي لِلطَّعَامِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَدْخُل عَلَى قَوْمٍ يَطْعَمُون وَلَمْ يُدْع ليُصِيبَ مِنْ طعامِهم: وارِشٌ، وَلِلَّذِي يَدْخُل عَلَيْهِمْ وَهُمْ شَرْبٌ: واغِلٌ: وَقِيلَ: الوارِشُ الداخلُ عَلَى الشَّرْب كالواغِلِ، وَقِيلَ: الوارِشُ فِي الطَّعَامِ خَاصَّةً، والواغِلُ فِي الشَّراب، والدافعُ فِي أَيّ شَيْءٍ وَقَعَ فِي شَراب أَو طَعَامٍ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: الوارِشُ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَيضاً. وورَشَ وَرْشاً ووُرُوشاً، وَهُوَ مِنَ الشَّهْوَةِ إِلى الطَّعَامِ لَا يُكْرِمُ نَفْسَهُ. أَبو عَمْرٍو: الوارِشُ النشيطُ، وَقَدْ وَرِشَ وَرْشاً؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ زَيّافاً إِذا زِفْنَ نَجَا، ... باتَ يُبارِي وَرِشاتٍ كالقَطا إِذا اشتَكَينَ بُعْدَ مَمْشاهُ اجْتَزَى ... مِنْهُنّ، فاسْتَوْفى برَحْبٍ أَو عَدَا أَي زَادَ. اجْتزى مِنْهُنَّ: مِنَ الْجَزَاءِ. قَالَ: وَرَجُلٌ وارِشٌ نشِيط. والتَّوْرِيشُ: التَّحْريشُ، يُقَالُ: ورَّشْت بَيْنَ الْقَوْمِ

وأَرَّشْت. والوَرِشَةُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّتِي تَفَلَّتُ إِلى الجَرْي وصاحبُها يكُفُّها. أَبو عَمْرٍو: الوَرِشات الخِفافُ مِنَ النُّوقِ. والوَرْشُ: تناوُلُ شَيْءٍ مِنَ الطَّعَامِ، تَقُولُ: ورَشْتُ أَرِشُ ورْشاً إِذا تَنَاوَلْتَ مِنْهُ شَيْئًا. ووَرَشَ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا: تناوَلَ، وَقِيلَ: تناوَلَ قَلِيلًا مِنَ الطَّعَامِ. ابْنِ الأَعرابي: الرَّوْشُ الأَكلُ الْكَثِيرُ، والوَرْشُ الأَكلُ الْقَلِيلِ. والوَرَشانُ: طائرٌ شِبْهُ الحمامةِ، وجمْعُه وِرْشانٌ، بِكَسْرِ الْوَاوِ وَتَسْكِينِ الرَّاءِ، مِثْلُ كِرْوان جَمْعِ كَرَوان عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، والأُنثى وَرَشانةٌ وَهُوَ ساقُ حُرٍّ. وَفِي الْمَثَلِ: بعِلّة الوَرَشان يأْكلُ رُطَبَ المُشانِ، والجمعُ الوَراشينُ. والوَرَشانُ أَيضاً: حُمْلاقُ [حِمْلاقُ] العَينِ الأَعْلى. والوَرَشانُ: الْكَبِيرُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَدْنَاهُ فِي شَرْحِ شِعْرِ الأَعشى بِخَطٍّ يُنْسَبُ إِلى ثعلب. وشوش: الوَشْوَشُ والوَشْواشُ مِنَ الرِّجَالِ والإِبل: الخفيفُ السَّرِيعُ. وَرَجُلٌ وَشْواشٌ أَي خَفِيفٌ؛ عَنِ الأَصمعي؛ وأَنشد: فِي الرَّكْبِ وَشْواشٌ وَفِي الحَيِّ رَفِلْ وَفِي التَّهْذِيبِ: الوَشْواشُ الخفيفُ مِنَ النَّعَامِ، وَنَاقَةٌ وَشْواشةٌ كَذَلِكَ. والوَشْوَشةُ: كلامٌ فِي اخْتِلَاطٍ؛ وَفِي حَدِيثِ سُجود السَّهْوِ: فَلَمَّا انْفَتَل تَوَشْوَشَ القومُ ؛ الوَشْوَشةُ: كلامٌ مُخْتَلِطٌ حَتَّى لَا يَكَادَ يُفْهم، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَيُرِيدُ بِهِ الكلامَ الخفيَّ. والوَشْوَشةُ: الْكَلِمَةُ الخفيّةُ وكلامٌ في اختلاط. الليث: الوَشْوَشةُ الخِفّةُ. أَبو عَمْرٍو: فِي فُلَانٍ منْ أَبيه وَشْواشةٌ أَي شبَهٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: رَجُلٌ وَشْوَشِيُّ الذِّراع ونَشْنَشِيُّ الذِّرَاعِ، وَهُوَ الرقيقُ الْيَدِ الخفيفُ فِي العمَل؛ وأَنشد: فقامَ فَتًى وَشْوَشِيُّ الذِّرَاعِ، ... لَمْ يَتَلَبَّثْ وَلَمْ يَهْمُمِ وطش: وطَشَ القومَ عَنِّي وَطْشاً ووَطَّشَهم: دفَعَهم. وضَربوه فَمَا وَطَّشَ إِليهم أَي لَمْ يُعطهم، وَفِي الصِّحَاحِ: فَمَا وَطَّشَ إِليهم تَوْطِيشاً أَي لَمْ يمْدُدْ بيدِه وَلَمْ يدْفع عَنْ نَفْسِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَي لَمْ يَدْفَعْ عَنْ نَفْسِهِ. وَيُقَالُ: سأَلته عَنْ شَيْءٍ فَمَا وَطَشَ وَمَا وَطَّشَ وَمَا دَرَّعَ أَي مَا بيَّنَ لِي شَيْئًا. وسأَلوه فَمَا وَطَّشَ إِليهم بِشَيْءٍ أَي لَمْ يُعْطهم شَيْئًا. ووطَّشَ عَنْهُ: ذَبَّ. ووَطَّشَ: أَعْطى قَلِيلًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: هَبطْنا بِلاداً ذاتَ حُمَّى وحَصْبةٍ ... ومُومٍ، وإِخوانٍ مُبِينٍ عُقُوقُها سِوَى أَنّ أَقواماً مِنَ النَّاسِ وَطَّشُوا ... بأَشياءَ، لَمْ يَذْهَبْ ضَلالًا طَرِيقُها أَي لَمْ يَضِعْ فعالُهم عِنْدَنَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ من يَخْفَ عَلَيْنَا أَنهم قَدْ أَحسنوا إِلينا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ وَطِّشْ لِي شَيْئًا وغَطِّشْ لِي شَيْئًا مَعْنَاهُ افْتَحْ لِي شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: وَطِّشْ لِي شَيْئًا حَتَّى أَذكُرَه أَي افْتَحْ. والوَطْشُ: بَيانُ طرفٍ مِنَ الْحَدِيثِ. الْفَرَّاءُ: وطَّشَ لَهُ إِذا هيَّأَ لَهُ وجهَ الْكَلَامِ والعملِ وَالرَّأْيِ. وطَوَّشَ إِذا مَطَل غريمَه. ابْنُ الأَعرابي: التَوْطِيشُ الإِعطاءُ القليل. وفش: بِهَا أَوْفاشٌ مِنَ الناسِ: وَهُمُ السُّقَاطُ، واحدُهم وَفْشٌ، وَقَدْ يُقَالُ أَوْقاسٌ، بِالْقَافِ وَالسِّينِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. وَقَشَ: الوَقْشُ والوَقَشُ والوَقْشَةُ والوَقَشَةُ: الصوتُ والحركةُ.

وأُقَيْشٌ: جدُّ النَّمِر، سُمِّي بِذَلِكَ لأَنَّ أَباه نَظَرَ إِلى أُمه وَقَدْ حَبِلت بِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي يتَوَقَّش فِي بَطْنِك؟ أَي يَتَحَرَّكُ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ وَقْشَه أَي حِسَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دخلتُ الجنَّةَ فسَمِعْتُ وَقْشاً خَلْفِي فإِذا بِلالٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ سَمِعْتُ وَقْش فُلَانٍ أَي حَرَكَتَهُ؛ وأَنشد: لأَخْفافِها بِاللَّيْلِ وَقْشٌ كأَنه، ... عَلَى الأَرض، تَرْشافُ الظِّباء السَّوانِح وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي حَرْفِ الشِّينِ وَالسِّينِ فَيَكُونَانِ لُغَتَيْنِ. وتوَقَّشَ أَي تحرَّك؛ قَالَ ذُو الرُّمة: فدَعْ عَنْكَ الصِّبَا، ولَدَيْكَ هَمّاً ... توَقَّشَ فِي فُؤَادِك واحْتِيالا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ولَدَيْك همٌّ، قَالَ وصوابُ إنشادِه: ولَدَيْك هَمّاً، عَلَى الإِغْراء؛ قَالَ: وَكَذَا أَنشده بِالنَّصْبِ فِي فَصْلِ الرَّاءِ، وَالْمَعْنَى عَلَيْهِ والإِعرابُ، أَلا تَرَاهُ عطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ وَاحْتِيَالًا؟ وَالْمَعْنَى دَعْ عَنْكَ الصِّبا واصْرفْ هِمَّتك واحتيالَك إِلى الْمَمْدُوحِ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ بَعْدَهُ: إِلى ابْنِ العامِريِّ إِلى بلالٍ، ... قطَعْتُ بأَرْضِ مَعْقُلةَ العدَالا معْقُلة: اسْمُ أَرض. والعِدَالُ: أَن يُعادِلَ بَيْنَ أَمرين وَمَا يَعْدِل بِهِ عَنْ هَوَاهُ. ووَقَشَ مِنْهُ وَقْشاً: أَصاب مِنْهُ عَطَاءَ. والوَقْشُ: العيبُ. ووَقْشٌ: اسمُ رَجُلٍ مِنَ الأَوْس. وَبَنُو وَقْشٍ: حيٌّ مِنَ الأَنصار. ووُقَيْشٌ: حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وأُقَيْشُ بْنُ ذُهْل: مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: إِنما أَصله وُقَيْشٌ فأَبْدلوا مِنَ الْوَاوِ هَمْزَةً؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ الأَصل عِنْدِي فِيمَا أَنشدَه سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ: كأَنَّك مِنْ جِمال بَنِي أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقَعُ خَلف رِجْليه بشَنّ إِنما أَصله الْوَاوُ فأُبدل إِذ لَا يُعْرف فِي الْكَلَامِ أَقش. الْجَوْهَرِيُّ: بَنُو أُقَيش قومٌ مِنَ الْعَرَبِ، وأَصل الأَلف فِيهِ وَاوٌ مِثْلَ أُقِّتَتْ ووقِّتَت، وأَنشَدَ الْبَيْتَ بَيْتَ النَّابِغَةِ، وَقَالَ كأَنك جَمَلٌ مِنْ جِمَالِهِمْ فَحَذَفَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ؛ أَي وَمَا مِنْ أَهل الْكِتَابِ أَحدٌ إِلَّا ليُؤْمِنَنَّ بِهِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكِرًا يَقُولُ الوَقَشُ والوَقَصُ صِغارُ الحطب الذي تُشَيَّع به النارُ. وَمِش: ابْنُ الأَعرابي: الوَمْشةُ الخالُ الأَبيض. وَنَشَ: الوَنْش: الرديءُ مِنَ الكلام. وَهَشَ: الوَهْش: الكَسْر وَالدَّقُّ، واللَّه أَعلم.

ص

الجزء السابع ص حرف الصاد المهملة ص: الصاد المهملة حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْعَشَرَةِ الْمَهْمُوسَةِ، والزايُ والسينُ والصادُ فِي حَيّز وَاحِدٍ، وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ أَحْرُف هِيَ الأَسَلِيَّة لأَن مَبْنَاهَا مِنْ أَسَلَة اللِّسَانِ، وَهِيَ مُسْتدَقّ طرف اللِّسَانِ، وَلَا تَأْتَلِف الصَّادُ مَعَ السِّينِ وَلَا مَعَ الزَّايِ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. فصل الألف أبص: رَجُلٌ أَبِصٌ وأَبُوصٌ: نَشِيطٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ؛ قَالَ أَبو دُواد: وَلَقَدْ شَهِدْتُ تَغاؤراً، ... يومَ اللِّقاءِ، عَلَى أَبُوص وَقَدْ أَبَصَ يَأْبِصُ أَبْصاً، فَهُوَ آبِصٌ وأَبُوصٌ. الْفَرَّاءُ: أَبِصٌ يأْبَصُ وهَبِصَ يَهْبَص إِذا أَرِنَ ونَشِطَ. أجص: الإِجّاصُ والإِنْجاصُ: مِنَ الْفَاكِهَةِ مَعْرُوفٌ، قَالَ أُميّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ بَقَرَةً: يَتَرَقّبُ الخَطْبُ السَّواهِمَ كلَّها، ... بِلَواقِحٍ كَحوالِك الإِجّاص وَيُرْوَى: الإِنْجاص. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الإِجّاصُ دَخيل لأَن الْجِيمَ وَالصَّادَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَالْوَاحِدَةُ إِجّاصة. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ إِنْجاص؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ حَكَى مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَزَّازُ إِجّاصة وإِنْجاصة وقال: هما لغتان. أصص: الأَصُّ والإِصُّ والأُصُّ: الأَصلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للقُلاخ: ومِثْلُ سَوَّارٍ رَدَدْناه إِلى ... إِدْرَوْنِه ولُؤْمِ أَصِّه عَلَى الرَّغْمِ مَوْطُوءَ الحَصَى مُذَلَّلا وَقِيلَ: الأَصّ الأَصلُ الْكَرِيمُ، قَالَ: وَالْجَمْعُ آصاصٌ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصَاصَا، ... وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُنَاصا وَكَذَلِكَ العَصُّ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وبِناءٌ أَصِيصٌ:

فصل الباء الموحدة

مُحْكَم كرَصِيص. وَنَاقَةٌ أَصُوصٌ: شديدةٌ مُوَثَّقةٌ، وَقِيلَ كَرِيمَةٌ. تَقُولُ الْعَرَبُ فِي المَثَل: نَاقَةٌ أَصُوصٌ عَلَيْهَا صُوص أَي كَرِيمَةٌ عَلَيْهَا بَخِيل، وَقِيلَ: هِيَ الحائلُ الَّتِي قَدْ حُمِل عَلَيْهَا فَلَمْ تَلْقَحْ، وجمعُها أُصُصٌ، وَقَدْ أَصَّتْ تَئِصّ؛ وَقِيلَ: الأَصُوصُ الناقةُ الحائلُ السَّمِينةُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَهَلْ تُسْلِيَنَّ الهَمَّ عَنْكَ شِمِلَّةٌ، ... مُداخَلَةٌ صَمُّ العِظامِ أَصُوصُ؟ أَرادَ صَمٌّ عِظامُها. وَقَدْ أَصّتْ تَؤُصُّ أَصَيصاً إِذا اشْتَدّ لَحْمُهَا وتَلاحَكَتْ أَلْواحُها. وَيُقَالُ: جِئْ بِهِ مِنْ إِصِّكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ. وإِنه لأَصيصٌ كَصيصٌ أَي مُنْقبض. وَلَهُ أَصيصٌ أَي تحرُّكٌ وَالْتِوَاءٌ مِنَ الجَهد. والأَصيصُ: الرِّعْدةُ. وأَفْلَت وَلَهُ أَصيصٌ أَي رِعْدة، يُقَالُ: ذُعْرٌ وانْقِباضٌ. والأَصِيصُ: الدَّنُّ الْمَقْطُوعُ الرأْس؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيب: لَنَا أَصِيصٌ كجِزمِ الحَوْضِ، هَدَّمَه ... وطْءُ الغَزال، لَدَيْه الزِّقُّ مَغْسُول وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: الأَصِيصُ أَسْفلُ الدَّنِّ كانَ يُوضَعُ لِيُبالَ فِيهِ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: يَا ليتَ شِعْري، وأَنا ذُو غِنىً، ... مَتَى أَرَى شَرْباً حَوَالَيْ أَصِيص؟ يَعْنِي بِهِ أَصْل الدَّنّ، وَقِيلَ: أَراد بالأَصِيصِ الباطِيةَ تَشْبِيهًا بأَصْل الدَّنِّ، وَيُقَالُ: هُوَ كَهَيْئَةِ الجَرِّ لَهُ عُرْوتانِ يُحْمل فِيهِ الطينُ. وَفِي الصِّحَاحِ: الأَصِيصُ مَا تكَسّر مِنَ الْآنِيَةِ وَهُوَ نِصْفُ الجَرِّ أَو الْخَابِيَةُ تُزْرَعُ فِيهِ الرياحينُ. أمص: الآمِصُ: الخامِيزُ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ، وَهُوَ العامِصُ أَيضاً؛ فَارِسِيٌّ حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ. التَّهْذِيبُ: الآمِصُ إِعرابُ الخامِيز، والخامِيزُ: اللحمُ يُشَرَّح رَقِيقًا وَيُؤْكَلُ نِيئاً، وَرُبَّمَا يُلْفح لَفحة النَّارِ. أيص: جئ بِهِ مِنْ أَيصِك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ. فصل الباء الموحدة بخص: البَخْصُ: مَصْدَرُ بَخَصَ عينَه يَبْخَصُها بَخْصاً أَغارها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ، وَالسِّينُ لُغَةٌ. والبَخَصُ: سُقوطُ باطنِ الحجَاجِ عَلَى الْعَيْنِ. والبَخَصة: شَحْمةُ العَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل. التَّهْذِيبُ: والبَخَصُ فِي العَيْن لحمٌ عِنْدَ الْجَفْنِ الأَسفل كاللَّخَصِ عِنْدَ الجَفْن الأَعْلى. وَفِي حَدِيثِ القُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ، لَوْ سُكِتَ عَنْهَا لتَبَخَّص لَهَا رجالٌ فَقَالُوا: مَا صَمَدٌ ؟ البَخَصُ، بِتَحْرِيكِ الْخَاءِ: لحمٌ تَحْتَ الْجَفْنِ الأَسفل يَظْهَرُ عِنْدَ تَحْدِيق النَّاظِرِ إِذا أَنكر شَيْئًا وتعجَّب مِنْهُ، يَعْنِي لَوْلَا أَن الْبَيَانَ اقْتَرَنَ فِي السُّورة بِهَذَا الِاسْمِ لتَحَيَّروا فِيهِ حَتَّى تَنْقَلِب أَبصارُهم. غَيْرُهُ: البَخَصُ لحمٌ ناتئٌ فَوْقَ الْعَيْنَيْنِ أَو تَحْتَهُمَا كَهَيْئَةِ النَّفْخة، تَقُولُ مِنْهُ: بَخِص الرجلُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَبْخَصُ إِذا نَتَأَ ذَلِكَ مِنْهُ. وبَخَصْتُ عَيْنَه أَبْخَصُها بَخْصاً إِذا قَلَعتها مَعَ شَحْمَتِها. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ بَخَسْتُ. وَرَوَى الأَصمعي: بَخَصَ عَيْنَه وبَخَزَها وبَخَسَها، كُلُّهُ بِمَعْنَى فَقَأَها. والبَخَصُ، بِالتَّحْرِيكِ: لحمُ القَدَمِ ولحمُ فِرْسِن الْبَعِيرِ ولحمُ أُصولِ الأَصابعِ مِمَّا يَلي الراحةَ، الواحدةُ بَخَصةٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الوَجَى فِي عظْم السَّاقَيْنِ وبَخَصِ الفَراسِنِ؛ والوَجى قِيل الحَفا. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ مَبْخُوصَ العَقِبَيْن أَي قليلَ لحمِهِما. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وإِن رُوِيَ بِالنُّونِ وَالْحَاءِ وَالضَّادِ، فَهُوَ مِنَ النَّحْضِ

اللَّحْمِ. يُقَالُ: نَحَضْتُ العظْمَ إِذا أَخذتَ عَنْهُ لحمَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والبَخَصةُ لحمُ الكفِّ والقدمِ، وَقِيلَ: هِيَ لحمُ باطنِ الْقَدَمِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا وَليَ الأَرضَ مِنْ تحتِ أَصابعِ الرِّجْلَيْنِ وَتَحْتِ مناسمِ الْبَعِيرِ والنَّعام، وَالْجَمْعُ بَخَصات وبَخَصٌ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا أَصابَ الناقةَ داءٌ فِي بَخَصِها، فَهِيَ مَبْخوصة تَظْلَعُ مِنْ ذَلِكَ. والبَخَصُ: لحمُ الذِّرَاعَيْنِ. وَنَاقَةٌ مبْخُوصَة: تَشْتكِي بَخَصَتَها. وبَخَصُ اليدِ: لحمُ أُصول الأَصابع مِمَّا يَلِي الرَّاحَةَ. والبَخَصةُ: لحمُ أَسفلِ خُفِّ الْبَعِيرِ، والأَظَلُّ: مَا تحتَ الْمَنَاسِمِ. الْمُبَرِّدُ: البَخَصُ اللَّحْمُ الَّذِي يَرْكبُ الْقَدَمَ، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الأَصمعي، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ لحمٌ يُخالطُه بياضٌ مِنْ فسادٍ يَحُلّ فيه؛ قَالَ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنه اللَّحْمُ خالَطَهُ الفسادُ قولُ أَبي شُراعةَ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ: يَا قَدَمَيّ، مَا أَرى لِي مَخْلَصا ... مِمَّا أَرَاه، أَو تَعُودا بَخَصَا بخلص: بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ: غليظٌ كثيرُ اللحمِ، وَقَدْ تَبَخْلصَ وتَبَلْخَصَ. برص: البَرَصُ: داءٌ مَعْرُوفٌ، نسأَل اللَّهَ العافيةَ مِنْهُ وَمِنْ كُلِّ داءِ، وَهُوَ بَيَاضٌ يَقَعُ فِي الْجَسَدِ، برِصَ بَرَصاً، والأُنثى بَرْصاءُ؛ قَالَ: مَنْ مُبْلغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أَنه ... هَجانا ابنُ بَرْصاءِ العِجانِ شَبِيبُ وَرَجُلٌ أَبْرَصُ، وَحَيَّةٌ بَرْصاءُ: فِي جِلْدِهَا لُمَعُ بياضٍ، وَجَمْعُ الأَبْرصِ بُرْصٌ. وأَبْرَصَ الرجلُ إِذا جاءَ بوَلَدٍ أَبْرَصَ، ويُصَغَّرُ أَبْرَصُ فَيُقَالُ: بُرَيْصٌ، وَيُجْمَعُ بُرْصاناً، وأَبْرَصَه اللهُ. وسامُّ أَبْرَصَ، مُضَافٌ غَيْرُ مُرَكَّبٍ وَلَا مَصْرُوفٍ: الوَزَغةُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ كِبارِ الوزَغ، وَهُوَ مَعْرِفة إِلا أَنه تعريفُ جِنْس، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا، إِن شِئْتَ أَعْرَبْتَ الأَول وأَضَفْتَه إِلى الثَّانِي، وإِن شِئْتَ بَنَيْت الأَولَ عَلَى الْفَتْحِ وأَعْرَبت الثَّانِي بإِعراب مَا لَا يَنْصَرِفُ، وَأَعْلَمْ أَن كلَّ اسْمَيْنِ جُعِلا وَاحِدًا فَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما أَن يُبْنَيا جَمِيعًا عَلَى الْفَتْحِ نَحْوَ خمسةَ عَشَرَ، ولقيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ، وَهُوَ جارِي بَيْت بَيْت، وَهَذَا الشيءُ بينَ بينَ أَي بَيْنَ الجيِّد والرديءِ، وهمزةٌ بينَ بينَ أَي بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَحَرْفِ اللِّينِ، وتَفَرّق القومُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ وشغَرَ بَغَرَ وشَذَرَ مَذَرَ، والضربُ الثَّانِي أَن يُبْنى آخرُ الِاسْمِ الأَول عَلَى الْفَتْحِ وَيُعْرَبُ الثَّانِي بإِعراب مَا لَا يَنْصَرِفُ ويجعلَ الِاسْمَانِ اسْمًا وَاحِدًا لِشَيءٍ بعَيْنِه نَحْوَ حَضْرَمَوْت وبَعْلَبَكّ ورامَهُرْمُز ومارَ سَرْجِسَ وسامَّ أَبْرَصَ، وإِن شِئْتَ أَضفت الأَول إِلى الثَّانِي فَقُلْتَ: هَذَا حَضْرَمَوْتٍ، أَعْرَبْتَ حَضْراً وخفضْتَ مَوْتاً، وَفِي مَعْدِي كَرِب ثلاثُ لُغَاتٍ ذُكِرَتْ فِي حَرْفِ الْبَاءِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْجَمْعُ سَوامُّ أَبْرَصَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هَؤُلَاءِ السوامُّ وَلَا تَذْكر أَبْرَصَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هؤُلاءِ البِرَصةُ والأَبارِصةُ والأَبارِصُ وَلَا تَذْكر سامَّ، وسَوامُّ أَبْرَصَ لَا يُثَنى أَبْرَص وَلَا يُجْمَع لأَنه مُضَافٌ إِلى اسْمٍ مَعْرُوفٍ، وَكَذَلِكَ بناتُ آوَى وأُمَّهات جُبَين وأَشْباهها، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَجْمَعُ سامَّ أَبْرَص البِرَصةَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ قَالُوا الأَبارِص عَلَى إِرادة النَّسَبِ وإِن لَمْ تَثْبُتِ الْهَاءُ كَمَا قَالُوا المَهالِب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: واللهِ لَوْ كُنْتُ لِهذا خالِصَا، ... لَكُنْتُ عَبْداً آكُلُ الأَبارِصَا وأَنشده ابْنُ جِنِّي: آكِلَ الأَبارِصا أَراد آكِلًا الأَبارصَ،

فَحَذَفَ التَّنْوِينَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَقَدْ كَانَ الوَجْهُ تحريكَه لأَنه ضارَعَ حُروفَ اللِّينِ بِمَا فِيهِ مِنَ القُوّة والغُنّةِ، فَكَمَا تُحْذَف حروفُ اللِّينِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ نَحْوَ رَمى القومُ وَقَاضِي البلدِ كَذَلِكَ حُذِفَ التنوينُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ هُنَا، وَهُوَ مُرَادٌ يدُلّك عَلَى إِرادته أَنهم لَمْ يَجُرُّوا مَا بَعْده بالإِضافة إِليه. الأَصمعي: سامُّ أَبْرَصَ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، قَالَ: وَلَا أَدري لِمَ سُمِّيَ بِهَذَا، قَالَ: وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ هَذَانِ سَوامّا أَبْرَصَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وأَبو بُرَيْصٍ كنْيةُ الوزغةِ. والبُريْصةُ: دابةٌ صغيرةٌ دُونَ الوزَغةِ، إِذا عَضَّت شَيْئًا لَمْ يَبْرأْ، والبُرْصةُ. فَتْقٌ فِي الغَيم يُرى مِنْهُ أَدِيمُ السَّمَاءِ. وبَرِيصٌ: نَهْرٌ فِي دِمَشق، وَفِي الْمُحْكَمِ: والبَرِيصُ نهرٌ بِدِمَشْقَ «7»، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِالْعَرَبِيِّ الصَّحِيحِ وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريصَ عليهمُ ... بَرَدى يُصَفَّقُ بالرحِيقِ السَّلْسَل وَقَالَ وَعْلةُ الجَرْمِيُّ أَيضاً: فَمَا لحمُ الغُرابِ لَنَا بِزادٍ، ... وَلَا سَرَطان أَنْهارِ البَرِيصِ ابْنُ شُمَيْلٍ: البُرْصةُ البُلُّوقةُ، وَجَمْعُهَا بِراصٌ، وَهِيَ أَمكنةٌ مِنَ الرَّمْل بيضٌ وَلَا تُنْبِت شَيْئًا، وَيُقَالُ: هِيَ مَنازِلُ الجِنّ. وبَنُو الأَبْرَصِ: بَنُو يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظلة. بصص: بَصّ القومُ بَصِيصاً: صَوَّتَ. والبَصِيصُ: البَريقُ. وبَصّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصيصاً: بَرَقَ وتلأْلأَ ولَمَع؛ قَالَ: يَبِصُّ مِنْهَا لِيطُها الدُّلامِصُ، ... كدُرّةِ البَحْرِ زَهاها الغائِصُ وفي حديث كعب: تُمْسَكُ النارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَبِصّ كأَنها مَتْنُ إِهالةٍ أَي تَبْرق ويَتَلأْلأُ ضَوْءُها. والبَصّاصةُ: العَينُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وبَصَّص الشجرُ: تَفَتَّحَ للإِيراقِ، يُقَالُ: أَبَصَّت الأَرضُ إِبْصاصاً وأَوْبَصَت إِيباصاً أَوّل مَا يَظْهَرُ نبتُها. وَيُقَالُ: بَصَّصَت البَراعِيمُ إَذا تفَتَّحت أَكِمّةُ الرياضِ. وبَصْبَصَ بسَيفِه: لَوَّحَ. وبَصَّ الشيءُ يَبِصّ بَصّاً وبَصِيصاً: أَضاءَ. وبَصَّصَ الجِرْوُ تَبْصِيصاً: فتَحَ عَيْنَيه، وبَصْبَصَ لغةٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَليٍّ الْقَالِيِّ قَالَ: الَّذِي يَرْوِيه الْبَصْرِيُّونَ يَصَّصَ، بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ، لأَن الْيَاءَ قَدْ تُبْدَلُ مِنْهَا الْجِيمُ لِقُرْبِهَا فِي الْمَخْرَجِ وَلَا يَمْتَنِعُ أَن يَكُونَ بَصَّصَ مِنَ البَصِيصِ وَهُوَ البَريق لأَنه إِذا فَتَح عَيْنَيْهِ فَعَل ذَلِكَ. والبَصِيصُ: لَمَعانُ حَبِّ الرُّمّانة. وأَفْلَتَ وَلَهُ بَصِيصٌ: وَهِيَ الرِّعْدةُ والالتواءُ مِنَ الجَهْد. وبَصْبَصَ الكلبُ وتَبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه. والبَصْبَصةُ: تحريكُ الْكَلْبِ ذنَبه طَمَعًا أَو خوْفاً، والإِبِل تَفْعَلُ ذَلِكَ إِذا حُدي بِهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْوَحْشَ: بَصْبَصْن بالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَقْ والتَّبَصْبُصُ: التَّمَلُّقُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي داودٍ: وَلَقَدْ ذَعَرْتُ بَناتِ عَمِّ ... المُرْشِفاتِ لها بَصابِصْ

_ (7). قوله [وَالْبَرِيصُ نَهْرٌ بِدِمَشْقَ] قَالَ في ياقوت بعد ذكر ذلك والبيتين المذكورين ما نصه: وهذان الشعران يدلان على أن البريص اسم الغوطة بأجمعها، ألا تراه نسب الأَنهار إلى البريص؟ وكذلك حسان فإنه يقول: يسقون ماء بردى، وهو نهر دمشق من ورد البريص.

وَفِي حَدِيثِ دانِيال، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ أُلْقِيَ فِي الجُبّ: وأُلْقِي عَلَيْهِ السباعُ فجَعَلْنَ يَلْحَسْنَه ويُبَصْبِصْنَ إِليه ؛ يُقَالُ: بَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا حرَّكه وإِنما يَفْعل ذَلِكَ مِنْ طَمَعٍ أَو خَوْفٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَصْبَصَ الكلبُ بذَنَبِه ضرَبَ بِهِ، وَقِيلَ: حَرَّكَهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: ويَدُلّ ضَيْفي، فِي الظَّلامِ، عَلَى القِرى، ... إِشْراقُ نَارِي، وارْتِياحُ كِلابي حَتَّى إِذا أَبْصَرْنه وعَلِمْنَه، ... حَيّيْنَه بِبَصابِصِ الأَذْنابِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ بَصْبَصةٍ كأَن كلَّ كلبٍ مِنْهَا لَهُ بَصْبَصَةٌ وَهُوَ كَذَلِكَ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ مُبَصْبِص، وَكَذَلِكَ الإِبلُ إِذا حُدِي بِهَا. والبَصْبَصةُ: تحريكُ الظِّباء أَذْنابها. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي فِرارِ الجَبانِ وخُضوعِه: بَصْبَصْنَ إِذ حُدِينَ بالأَذْنابِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: دَرْدَبَ لمَّا عَضّه الثِّقافُ أَي ذَلّ وخَضَع. وقَرَبٌ بَصْباصٌ: شديدٌ لَا اضطرابَ فِيهِ وَلَا فُتُورَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا كَانَ السيرُ مُتْعِباً. وَقَدْ بَصْبَصَت الإِبلُ: قَرَبَها إِذا سَارَتْ فأَسْرَعَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وبَصْبَصْنَ بينَ أَداني الغَضا، ... وبَيْنَ غُدانةَ شَأْواً بَطِينا أَي سِرْنَ سَيْرًا سَرِيعًا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَرى كُلَّ ريحٍ سَوْفَ تَسْكُنُ مَرّةً، ... وكلَّ سماءٍ ذاتَ دَرٍّ ستُقْلِعُ فإِنَّكَ، والأَضيافَ فِي بُرْدةٍ مَعًا، ... إِذا مَا تَبِصُّ الشمسُ ساعةَ تَنْزِعُ لِحافي لحافُ الضَّيْفِ، والبَيتُ بيتُه، ... وَلَمْ يُلْهِني عَنْهُ غَزالٌ مُقَنَّعُ «1» أُحَدِّثهُ أَن الحديثَ مِنَ القِرى، ... وتَعْلَمُ نفْسي أَنَّه سَوْفَ يَهْجَع أَي يَشْبَع فيَنامُ. وَتَنْزِعُ أَي تَجْرِي إِلى المغرِب. وسيرٌ بَصْباصٌ كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ: إِدْلاج ليلٍ قامِسٍ بوَطيسةٍ، ... ووِصال يَوْمٍ واصِبٍ بَصْباصِ أَراد: شديدٍ بِحرِّه ودَوَمانه. وخِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيدٌ جادٌّ مُتْعِب لَا فُتورَ فِي سَيْرِهِ. والبَصْباصُ مِنَ الطَّريفة: الَّذِي يَبْقَى عَلَى عُودٍ كأَنه أَذْنابُ اليَرابيع. وماءٌ بَصْباصٌ أَي قليلٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: لَيْسَ يَسِيل الجَدْوَلُ البَصْباصُ بعص: البَعْصُ والتَّبَعُّصُ: الاضطرابُ. وتَبَعْصَصَت الحيةُ: ضُرِبَتْ فَلَوَتْ ذَنَبها. والبُعْصُوصُ والبَعَصُوصُ: الضَّئِيلُ الجسمِ. والبَعْصُ: نَحافةُ البدَن ودِقّتُه، وأَصله دُودةٌ يُقَالُ لَهَا البُعْصُوصةُ: دُوَيْبّة صَغِيرَةٌ كالوزَغةِ لَهَا بَريقٌ مِنْ بَيَاضِهَا. قَالَ: وسَبُّ الْجَوَارِي: يَا بُعْصوصةُ كُفِّي وَيَا وجهَ الكُتَع. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ الصَّغِيرِ والصبيَّة الصَّغِيرَةِ: بُعْصُوصةٌ لصِغَر خَلْقِه وضَعْفِه. والبُعْصُوص مِنَ الإِنسان: العظْمُ الصغيرُ الَّذِي بَيْنَ أَلْيتيه. قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ لِلْحَيَّةِ إِذا قُتِلَتْ فَتَلوّتْ: قَدْ تَبَعْصَصَت وَهِيَ تَبَعْصَصُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ نَاقَتَهُ: كأَنّ تَحْتي حَيَّةً تَبَعْصَصُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للجُوَيْرية الضاوِيةِ البُعْصُوصة والعِنْفِصُ والبَطِيطة والحَطِيطةُ.

_ (1). هذا البيت والذي بعده رُويا لعروة بن الورد.

بلص: البِلِّصُ والبَلَصُوصُ: طَائِرٌ، وَقِيلَ: طَائِرٌ صَغِيرٌ، وَجَمْعُهُ البَلَنْصى، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَالصَّحِيحُ أَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ وَرُبَّمَا سُمِّي بِهِ النحيفُ الْجِسْمِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنك تَقُولُ الْوَاحِدُ البَلَصُوصُ. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: قُلْتُ لأَعرابي: مَا اسمُ هَذَا الطَّائِرِ؟ قَالَ: البَلَصُوصُ، قَالَ: قُلْتُ: مَا جمعُه؟ قَالَ: البَلَنْصى، قَالَ: فَقَالَ الْخَلِيلُ أَو قَالَ قَائِلٌ: كالبَلَصُوصِ يَتْبَعُ البَلَنْصَى التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: البِلَنْصاةُ بقْلةٌ وَيُقَالُ طائر، والجمع البَلَنْصَى. بلأص: بَلأَصَ الرجلُ وغيرُه مِنِّي بَلأَصَةً، بِالْهَمْزِ: فَرَّ. بلخص: بَخْلَصٌ وبَلْخَصٌ: غليظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ، وَقَدْ تَبَخْلَصَ وتَبَلْخَصَ. بلهص: بَلْهَصَ كبَلأَصَ أَي فَرَّ وعَدَا مِنْ فزَعٍ وأَسرع؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَوْ رَأَى فاكَرِشٍ لَبَلْهَصا وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاؤُهُ بَدَلًا مِنْ هَمْزَةِ بَلأَصَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَقَدْ رأَيت هَذَا الشِّعْرَ فِي نُسْخَةٍ مِنْ نُسَخِ التَّهْذِيبِ: وَلَوْ رأَى فَاكَرِشٍ لبَهْلَصا وفاكَرِشٍ أَي مَكَانًا ضَيِّقاً يَسْتَخْفي فِيهِ. وتَبَلْهَصَ مِنْ ثيابه: خرج عنها. بنقص: بَنْقَصٌ: اسم. بهلص: أَبو عَمْرٍو: التَّبَهْلُصُ خروجُ الرَّجُلِ مِنْ ثِيَابِهِ. تَقُولُ: تَبَهْلَصَ وتَبَلْهَصَ مِنْ ثِيَابِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الأَسود الْعِجْلِيِّ: لَقِيتُ أَبا لَيْلى، فَلَمَّا أَخَذْتُه، ... تَبَهْلَصَ مِنْ أَثوابِه ثُمَّ جَبَّبا يُقال: جَبَّبَ إِذا هَرَب. بوص: البَوْصُ: الفَوْتُ والسَّبْق والتقدُّم. باصَه يَبُوصُه بَوْصاً فاسْتَباصَ: سَبَقَه وفاتَه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، وَلَا تَبُصْنِي، ... فإِنَّك إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيص هَكَذَا أَنشده: فإِنك، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: فإِني إِن تَبُصْنِي، وَهُوَ أَبْيَنُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمّة: عَلَى رَعْلَةٍ صُهْب الذَّفارَى، كأَنها ... قَطاً باصَ أَسْرابَ القَطا المُتَواتِرِ والبَوْصُ أَيضاً: الاستعجالُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: فَلَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، وَلَا تَبُصْنِي، ... وَلَا تَرْمي بيَ الغَرَضَ البَعِيدا ابْنُ الأَعرابي: بَوَّصَ إِذا سبَق فِي الحَلْبةِ، وَبَوَّصَ إِذا صفَا لَوْنُهُ، وبَوَّصَ إِذا عَظُم بَوْصُه. وبُصْتُه: اسْتَعْجَلْتُهُ. قَالَ اللَّيْثُ: البَوْصُ أَن تَسْتَعْجِلَ إِنساناً فِي تَحْميلِكَه أَمراً لَا تدَعُه يتَمَهَّلُ فِيهِ؛ وأَنشد: فَلَا تَعْجَلْ عليَّ، وَلَا تَبُصْنِي، ... ودالِكْنِي، فإِني ذُو دَلالِ وبُصْتُه: اسْتَعْجَلْتُهُ. وسارُوا خِمْساً بائِصاً أَي مُعَجَّلًا سَرِيعًا مُلِحّاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائِصا وباصَه بَوْصاً: فاتَه. التَّهْذِيبُ: النَّوْصُ التأَخرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، والبَوْصُ التَّقَدُّمُ، والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ، وَقِيلَ: لِينُ شَحْمتِه. وامرأَة بَوْصاءُ:

عَظِيمَةُ العَجُزِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. الصِّحَاحُ: البُوصُ والبَوْصُ العَجِيزةُ؛ قَالَ الأَعشى: عَرِيضة بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْ، ... هَضِيم الحَشَا شَخْتة المُحْتَضَنْ والبَوْصُ والبُوصُ: اللّونُ، وَقِيلَ: حُسْنُهُ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً بِالْوَجْهَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بِفَتْحِ الْبَاءِ لَا غَيْرَ. وأَبْواصُ الغنمِ وَغَيْرُهَا مِنَ الدَّوَابِّ: أَلوانُها، الواحدُ بُوصٌ. أَبو عُبَيْدٍ: البَوْصُ اللَّوْنُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ. يُقَالُ: حالَ بَوْصُه أَي تغيَّر لونُه. وَقَالَ يَعْقُوبُ: مَا أَحسن بُوصَه أَي سَحْنَتَه ولونَه. والبُوصِيُّ: ضرْبٌ مِنَ السُّفُن، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وَقَالَ: كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلةَ مُصْعِد «2» وَعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُ بالزَّوْرَقِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خَطَأٌ. والبُوصِيُّ: المَلَّاحُ؛ وَهُوَ أَحد الْقَوْلَيْنِ فِي قَوْلِ الأَعشى: مثلَ الفُراتِيّ، إِذا مَا طَمَا، ... يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: البُوصِيُّ زَوْرَقٌ وَلَيْسَ بالملَّاح، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بُوزِيْ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى، إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ، ... فتَقْصُر عَنْهَا خَطْوةً وتَبُوصُ؟ أَي تَحْمِل عَلَى نفْسِك المشقَّةَ فتَمْضِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ الَّذِي فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ فتَقْصُر، بِفَتْحِ التَّاءِ. يُقَالُ: قَصَر خَطْوه إِذا قصَّر فِي مَشْيِهِ، وأَقْصَرَ كَفَّ؛ يَقُولُ: تَقْصُر عَنْهَا خَطْوةً فَلَا تُدْرِكُها وتَبُوص أَي تَسْبِقُك وتتقدَّمُك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ جَالِسًا فِي حُجْرة قَدْ كَادَ يَنْباصُ عَنْهُ الظِّلُ أَي يَنْتَقِصُ عَنْهُ ويسبِقُه ويفُوته. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَراد أَن يَسْتعْمِلَ سعيدَ بنَ العاصِ فَبَاصَ مِنْهُ أَي هَرَبَ وَاسْتَتَرَ وفاتَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه ضرَبَ أَزَبّ حَتَّى باصَ. وسَفَرٌ بائِصٌ: شديدٌ. والبَوْصُ: البُعْد. والبائِصُ: البَعِيد. يُقَالُ: طَرِيقٌ بائِصٌ بِمَعْنَى بَعِيد وشاقٍّ لأَن الَّذِي يَسْبِقك ويفُوتُك شاقٌّ وُصولُك إِليه؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى وَرَدْنَ، لِتِمِّ خِمْس بائصٍ، ... جُدًّا تَعاوَرَه الرِّياحُ وَبِيلا وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: مَلا بائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْه حَمِيّة ... عَلَى نَشْجِه مِنْ ذائدٍ غَيْرِ واهِنِ وانْباصَ الشيءُ: انْقَبَض. وَفِي الْحَدِيثِ: كادَ يَنْباصُ عَنْهُ الظِّلُّ. والبَوْصاءُ: لُعْبةٌ يَلْعَبُ بِهَا الصبيانُ يأْخذون عُوداً فِي رأْسه نارٌ فيُدِيرُونه على رؤوسِهم. وبُوصان: بطنٌ مِنْ بَنِي أَسد. بيص: يُقَالُ: وقَعُوا فِي حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بِيصٍ وحَيْص بَيْص مَبْنِيٌّ «3» عَلَى الْكَسْرِ، أَي شِدَّةٍ، وَقِيلَ: أَي فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ أَمر وَلَا مَخْرَجَ لَهُمْ وَلَا مَحِيص مِنْهُ. وإِنك لتَحْسَب عَليَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً أَي ضَيِّقةً. ابْنُ الأَعرابي: البَيْصُ الضِّيقُ والشدّةُ. وجعلْتُمْ عَلَيْهِ الأَرضَ حَيْصَ بَيْصَ أَي ضيَّقْتم عَلَيْهِ. والبَيْصةُ: قُفٌّ «4» غليظٌ أَبْيَضُ بإِقبال العارِضِ فِي دَارِ قُشَيْرٍ لِبَني لُبَيْنى وَبَنِي قُرة مِنْ قُشَيرٍ وتلْقاءَها دارُ نُمير.

_ (2). هذا البيت من معلقة طرفة وصدره: وأَتلعَ نهّاضٌ، إِذا صَعِدت به؛ يصف فيه عنق ناقته. (3). قوله [وحيص بيص مبني] أي بكسر الأَول منوناً والثاني بغير تنوين والعكس كما في القاموس. (4). قوله [والبيصة قف إلخ] في شرح القاموس بعد نقله ما هنا ما نصه: قلت والصواب أنه بالضاد المعجمة.

فصل التاء المثناة فوقها

فصل التاء المثناة فوقها تخرص: التِّخْرِيص: لُغَةٌ فِي الدِّخرِيص. ترص: التَّرِيصُ: المحكمُ، تَرُصَ الشيءُ تَراصةً، فَهُوَ مُتْرَصٌ وتَرِيص مِثْلَ مَاءٌ مُسْخَن وسَخِين وحبْل مُبْرم وبَرِيم أَي مُحْكم شَدِيدٍ؛ قَالَ: وشُدَّ يدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ وأَتْرَصَه هُوَ وتَرَصه وتَرَّصَه: أَحْكَمه وقَوَّمَه؛ قَالَ ذُو الإِصْبع العَدْوانيّ يَصِفُ نَبْلًا: تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها ... أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعا أَنْبَلُها: أَعْمَلُها بالنَّبْل، وَقِيلَ: أَحْذَقُها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهدُ أَتْرَصَه قَوْلُ الأَعشى: وَهَلْ تُنْكَرُ الشمسُ فِي ضَوْئِها، ... أَو القَمَرُ الباهِرُ المُتْرَصُ؟ ومِيزانٌ تَرِيصٌ أَي مُقَوَّم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ وُزِنَ رَجاءُ الْمُؤْمِنِ وخَوْفُه بميزانٍ تَرِيصٍ مَا زادَ أَحدُهما عَلَى الْآخَرِ أَي بِمِيزَانٍ مُسْتوٍ، والتَّرِيصُ، بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ: المُحْكَم المُقَوَّمُ. وَيُقَالُ: أَتْرِصْ ميزانَك فإِنه شائلٌ أَي سَوِّه وأَحْكِمْه. وفرسٌ تارِصٌ: شَدِيدٌ وَثِيقٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ أَغْتَدي بالأَعْوَجِيِّ التارِصِ تعص: تَعِصَ تَعَصاً: اشْتَكَى عصَبَه مِنْ شِدَّةِ المَشْي. والتَّعَصُ: شَبِيهٌ بالمَعَصِ، قَالَ: وليس بثَبَت. تلص: تَلَّصَ الشَّيْءَ: أَحْكَمه مِثْلُ تَرَّصَه. وَيُقَالُ: تَلَّصَه ودَلَّصَه إِذا ملَّسَه ولَيَّنَه. فصل الجيم جبلص: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: جَابَلَق وجابَلَص مَدينتان إِحداهما بِالْمَشْرِقِ والأُخرى بِالْمَغْرِبِ لَيْسَ وَرَاءَهُمَا شَيْءٌ، رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَدِيثٌ ذَكرَ فيه هاتين المَدِينَتَيْن. جرص: الجُرَاصِيةُ: العظيمُ مِنَ الرِّجال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِثْل الهَجِين الأَحمر الجُرَاصِيَهْ جَصَصَ: الجِصُّ والجَصُّ: مَعْرُوفٌ، الَّذِي يُطْلى بِهِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الجِصُّ وَلَمْ يُقَل الجَصّ، وَلَيْسَ الْجِصُّ بِعَرَبِيٍّ وَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ، ولغةُ أَهل الْحِجَازِ فِي الجَصّ: القَصّ. وَرَجُلٌ جَصَّاصٌ: صَانِعٌ للجِصّ. والجَصَّاصةُ: الموضعُ الَّذِي يُعمل بِهِ الجِصُّ. وجَصَّصَ الحائطَ وغَيره: طَلَاهُ بالجِصّ. وَمَكَانٌ جُصاجِصٌ: أَبيضُ مستوٍ. وجصّصَ الجِرْوُ وفَقَح إِذا فتحَ عَيْنَيْهِ. وجَصّصَ العُنْقودُ: هَمَّ بِالْخُرُوجِ. وجَصّصَ عَلَى الْقَوْمِ: حَمَلَ. وجَصّصَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ: حَمَلَ أَيضاً، وَقَدْ قِيلَ بِالضَّادِ، وَسَنَذْكُرُهُ لأَن الصَّادَ وَالضَّادَ فِي هَذَا لُغَتَانِ. الْفَرَّاءُ: جَصّصَ فلانٌ إِناءَه إِذا مَلأَه. جَلْبَصَ: أَبو عَمْرٍو: الجَلْبَصةُ الفِرارُ، وَصَوَابُهُ خَلْبَصة، بِالْخَاءِ. جمص: الجَمْصُ: ضربٌ مِنَ النَّبْتِ، وَلَيْسَ بثَبَت. جنص: جَنَّصَ، رُعِبَ رُعْباً شَدِيدًا. وجَنَّصَ إِذا هرَبَ مِنَ الفزَع. وجَنَّصَ بِسَلْحهِ: خَرَجَ بعضُه مِنَ الفَرَق وَلَمْ يَخْرج بعضُه. أَبو مَالِكٍ: ضرَبه حَتَّى

فصل الحاء المهملة

جَنَّصَ بِسَلْحِه إِذا رَمَى بِهِ. وجَنَّصَ بَصرَه: حدّدَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَنَّصَ: فتَحَ عَيْنيه فزَعاً. وَرَجُلٌ إِجْنِيصٌ: فَدْمٌ عَييٌّ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ؛ قَالَ مُهاصر النَّهْشَلَيُّ: باتَ عَلَى مُرْتَبإٍ شَخِيصِ، ... لَيْسَ بنَوّام الضُّحى إِجْنِيصِ وَقِيلَ: رَجُلٌ إِجْنِيصٌ شَبْعان؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو مالك واللحياني وَابْنُ الأَعرابي: جَنّصَ الرجلُ إِذا ماتَ. أَبو عَمْرٍو: الجَنِيصُ الميّتُ. جيص: جاصَ: لُغَةٌ فِي جاضَ؛ عَنْ يَعْقُوبَ وسيأْتي ذكره. فصل الحاء المهملة حبص: حَبَص حَبْصاً: عَدَا عَدْواً شديداً. حبرقص: الحَبَرْقَصةُ: المرأَةُ الصغيرةُ الخَلْقِ. والحَبَرْقَصُ: الجملُ الصَّغِيرُ وَهُوَ الحَبرْبَر أَيضاً. وجَملٌ حَبرْقَصٌ: قمِيءٌ زَرِيٌّ. والحَبَرْقَصُ: صِغارُ الإِبل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَنَاقَةٌ حَبَرْقَصةٌ: كريمةٌ عَلَى أَهلها. والحَبَرْقِيصُ: الْقَصِيرُ الرَّدِيءُ، وَالسِّينُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. حرص: الحِرْصُ: شدّةُ الإِرادة والشَّرَه إِلى الْمَطْلُوبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِرْصُ الجَشَعُ، وَقَدْ حَرَصَ عَلَيْهِ يَحْرِصُ ويَحْرُصُ حِرْصاً وحَرْصاً وحَرِصَ حَرَصاً؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَلَقَدْ حَرِصْت [حَرَصْت] بأَن أُدافعَ عنهمُ، ... فإِذا المَنيّةُ أَقْبَلَتْ لَا تُدْفَعُ عدَّاه بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى هَمَمْتُ، وَالْمَعْرُوفُ حَرَصْتُ عَلَيْهِ. الأَزهري: قَوْلُ الْعَرَبِ حَرِيصٌ عَلَيْكَ مَعْنَاهُ حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِك، قَالَ: وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ حَرَصَ يَحْرِصُ وأَما حَرِصَ يَحْرَصُ فَلُغَةٌ رَدِيئَةٌ، قَالَ: والقُراء مُجْمِعون عَلَى: وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ؛ وَرَجُلٌ حَرِيصٌ مِنْ قَوْمٍ حُرَصاءَ وحِرَاصٍ وامرأَة حَريصةٌ مِنْ نِسْوَةٍ حِرَاصٍ وحَرائِصَ. والحَرْصُ: الشَّقُّ. وحَرَصَ الثوبَ يَحْرُصُه [يَحْرِصُه] حَرْصاً: خَرَقَه، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَدُقَّه حَتَّى يَجْعَلَ فِيهِ ثُقَباً وشُقوقاً. والحَرْصةُ مِنَ الشِّجاج: الَّتِي حَرَصَت مِنْ وَرَاءِ الجِلْد وَلَمْ تُخَرِّقه، وَقَدْ ذُكرت فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وحَرْصة يُغْفِلُها المأْمُومُ والحارِصةُ والحَرِيصةُ: أَولُ الشِّجَاجِ، وَهِيَ التي تَحْرِصُ تَحْرُصُ الْجِلْدَ أَي تشقُه قَلِيلًا؛ وَمِنْهُ قِيلَ: حَرَصَ القَصّارُ الثوبَ يَحْرُصُه [يَحْرِصُه] شقَّه وَخَرَقَهُ بالدَّقّ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَرْصةُ والشَّقْفة والرَّعْلة والسَّلْعَة الشّجَّة، والحَريصةُ والحارِصةُ السحابةُ التي تَحْرِصُ [تَحْرُصُ] وَجْهَ الأَرض بقَشْرِه وتُؤَثِّرُ فِيهِ بِمَطَرِهَا مِنْ شِدَّةِ وَقعها؛ قَالَ الحُوَيْدرة: ظَلَمَ البِطاحَ، لَهُ انْهِلالُ حَرِيصة، ... فصَفا النِّطافُ لَهُ بَعِيدَ المُقْلَعِ يَعْنِي مَطَرتْ فِي غَيْرِ وَقْتِ مَطَرِها فَلِذَلِكَ ظَلَم. قَالَ الأَزهري: أَصلُ الحَرْصِ القَشْرُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الشَّجّة حارِصةً، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ كَمَا فَسَّرْنَاهُ، وَقِيلَ للشَّرِه حَرِيصٌ لأَنه يَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه النَّاسِ. والحِرْصِيَان: فِعْلِيانٌ مِنَ الحَرْصِ وَهُوَ القَشْر، وَعَلَى مِثَالِهِ حِذْرِيان وصِلِّيان. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِباطنِ جِلْد الفِيل حِرْصِيان، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ؛ هِيَ الحِرْصِيانُ والغِرْسُ

والبَطْن، قَالَ: والحِرصِيان باطنُ جلْد البطْن، والغِرْسُ مَا يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاح: وَقَدْ ضُمِّرتْ حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها، ... إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن قَالَ: ذُو ثَلَاثِهَا أَراد الحِرْصِيانَ والغِرْس والبطْن. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الحِرْصِيانُ جلدةٌ حمراءُ بَيْنَ الْجِلْدِ الأَعْلى واللحمِ تُقْشَر بَعْدَ السَّلْخ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحِرْصِيانُ قشْرة رَقِيقَةٌ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ يَقْشِرها القَصّاب بَعْدَ السَّلْخ، وجمعُها حِرْصِياناتٌ وَلَا يُكَسَّر، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ ذُو ثَلَاثِهَا فِي بَيْتِ الطِّرِمَّاحِ عَنى بِهِ بطْنَها، والثلاثُ: الحِرْصِيانُ والرَّحِم والسابِياءُ. وأَرض مَحْروصةٌ: مَرْعِيّة مُدَعْثرة. ابْنُ سِيدَهْ. والحَرْصَةُ كالعَرْصة، زَادَ الأَزهري: إِلا أَن الحَرْصةَ مُسْتَقِرّ وسطِ كُلِّ شَيْءٍ والعَرْصةُ الدارُ؛ وَقَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع حَرْصة بِمَعْنَى العَرْصة لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وأَما الصَّرْحةُ فمعروفة. حربص: حَرْبَصَ الأَرضَ: أَرْسلَ فِيهَا الماءَ. وَيُقَالُ: مَا عَلَيْهِ حَرْبَصِيصةٌ وَلَا خَرْبَصِيصةٌ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، أَي شَيْءٌ مِنَ الْحُلِيِّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي سَمِعْنَاهُ خَرْبَصِيصة، بِالْخَاءِ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ والأَصمعي، وَلَمْ يَعْرِفْ أَبو الْهَيْثَمِ بالحاء. حرقص: الحُرْقُوصُ: هُنَيٌّ مِثْلُ الْحَصَاةِ صَغِيرُ أُسَيّد «1» أُرَيْقِط بِحُمْرَةٍ وَصُفْرَةٍ ولونُه الْغَالِبُ عَلَيْهِ السَّوَادُ، يَجْتَمِعُ ويَتّلج تَحْتَ الأَناسي وَفِي أَرْفاغِهم ويعَضُّهم ويُشَقِّقُ الأَسْقية. التَّهْذِيبُ: الحَراقِيصُ دُوَيْبّات صِغَارٌ تَنْقُب الأَساقيَ وتَقْرضُها وتَدْخل فِي فُروج النِّسَاءِ وَهِيَ مِنْ جِنْسِ الجُعْلان إِلا أَنها أَصْغر مِنْهَا وَهِيَ سُودٌ مُنَقّطة بِبَياض؛ قَالَتْ أَعرابيّة: مَا لَقِيَ البيضُ مِنَ الحُرْقُوصِ، ... مِنْ مارِدٍ لِصٍّ مِنَ اللُّصوصِ، يَدْخُل تَحْتَ الغَلَقِ المَرْصُوصِ، ... بِمَهْرِ لَا غالٍ وَلَا رَخِيصِ أَرادت بِلَا مَهْرٍ، قَالَ الأَزهري: وَلَا حُمَةَ لَهَا إِذا عَضّت وَلَكِنَّ عَضّتها تُؤْلم أَلماً لَا سُمَّ فِيهِ كَسُمِّ الزَّنابير. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى الرَّجَزِ أَن الحُرْقُوصَ يَدْخُلُ فِي فَرْجِ الْجَارِيَةِ البِكْر، قَالَ: وَلِهَذَا يُسَمَّى عَاشِقَ الأَبكار، فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهَا: يَدْخُلُ تَحْتَ الْغَلَقِ الْمَرْصُوصِ، ... بِمَهْرٍ لَا غَالٍ وَلَا رَخِيصِ وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّة صَغِيرَةٌ مِثْلُ القُراد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: زكْمةُ عَمّارٍ بَنُو عَمّارِ، ... مِثْل الحَراقِيص عَلَى الحِمارِ وَقِيلَ: هُوَ النِّبْرُ، وَمِنَ الأَول قَوْلُ الشَّاعِرِ: ويْحَكَ يَا حُرْقُوصُ مَهْلًا مَهْلا، ... أَإِبِلًا أَعْطيْتَني أَم نَخْلا؟ أَمْ أَنت شيءٌ لَا تُبالي جَهْلا؟ الصِّحَاحُ: الحُرْقُوصُ دُوَيْبّة كالبُرْغوثِ، وَرُبَّمَا نبَت لَهُ جناحانِ فطارَ. غيرُه: الحُرْقوصُ دُوَيْبَّةٌ مُجَزَّعة لَهَا حُمَةٌ كحُمَةِ الزُّنْبور تَلْدَغ تشْبِهُ أَطْراف السِّياطِ. وَيُقَالُ لِمَنْ ضُرِبَ بالسِّياط: أَخَذَتْه الحَراقِيصُ لِذَلِكَ، وَقِيلَ: الحُرْقوصُ دُوَيْبَّةٌ سَوْدَاءُ مِثْلُ الْبُرْغُوثِ أَو فَوْقَهُ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ أَصغر مِنَ الجُعَل. وحَرَقْصى: دُوَيْبَّةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الحُرْقُصاءُ دويبة

_ (1). قوله أسيّد: هكذا في الأَصل وربما كانت تصغيراً لأسود كأسَيْودِ.

لَمْ تُحَلَّ «1». قَالَ: والحَرْقَصةُ الناقةُ الكريمة. حصص: الحَصُّ والحُصاصُ: شِدّةُ العَدْوِ فِي سُرْعَةٍ، وَقَدْ حَصَّ يَحُصُّ حَصّاً. والحُصاصُ أَيضاً: الضُّراطُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِن الشَّيْطَانَ إِذا سَمِعَ الأَذانَ وَلَّى وَلَهُ حُصاصٌ ؛ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ عَاصِمِ بْنِ أَبي النَّجُود، قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لِعَاصِمٍ: مَا الحُصاصُ؟ قَالَ: أَما رأَيتَ الحِمارَ إِذا صَرَّ بأُذُنيه ومَصَعَ بذَنبِه وعَدا؟ فَذَلِكَ الحُصاصُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. وحَصَّ الجَلِيدُ النَّبْتَ يَحُصُّه: أَحْرَقَه، لُغَةٌ فِي حَسّه. والحَصُّ: حَلْقُ الشَّعْرِ، حَصَّه يَحُصُّه حَصّاً فَحَصَّ حصَصاً وانْحَصَّ والحَصُّ أَيضاً: ذهابُ الشَّعْرِ سَحْجاً كَمَا تَحُصُّ البَيْضةُ رأْسَ صَاحِبِهَا، والفِعل كَالْفِعْلِ. والحاصّةُ: الداءُ الَّذِي يَتَناثَرُ مِنْهُ الشَّعْرُ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن امرأَة أَتته فَقَالَتْ إِن ابْنتي عُريّسٌ وَقَدْ تمعّطَ شعرُها وأَمَرُوني أَن أُرَجِّلَها بالخَمْر، فَقَالَ: إِنْ فعلتِ ذَاكَ أَلْقَى اللهُ فِي رأْسها الحاصّةَ ؛ الحاصّةُ: هِيَ العِلّة الَّتِي تَحُصُّ الشَّعْرَ وتُذْهِبه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحاصّةُ مَا تَحُصّ شَعْرَهَا تَحْلِقه كُلَّهُ فَتَذْهَبُ بِهِ، وَقَدْ حَصّت البَيْضةُ رأْسَه؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسْلت: قَدْ حَصَّت البيضةُ رأْسي، فَمَا ... أَذُوقُ نَوْمًا غيرَ تَهْجاع وحصَّ شعَرُهُ وانْحَصَّ: انْجَرَدَ وتناثَرَ. وانْحَصَّ ورَقُ الشَّجَرِ وانْحَتّ إِذا تَنَاثَرَ. وَرَجُلٌ أَحَصُّ: مُنْحَصُّ الشعرِ. وذنَبٌ أَحَصُّ: لَا شَعَر عَلَيْهِ؛ أَنشد: وذنَب أَحَصّ كالمِسْواطِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ أَمثالهم فِي إِفْلات الْجَبَانِ مِنَ الْهَلَاكِ بَعْدَ الإِشْفاء عَلَيْهِ: أُفْلِت وانْحَصَّ الذنَب، قَالَ: ويُرْوى الْمَثَلُ عَنْ مُعَاوِيَةَ أَنه كَانَ أَرسل رَسُولًا مِنْ غَسّان إِلى مَلكِ الرُّومِ وَجَعَلَ لَهُ ثَلَاثَ دِيات عَلَى أَن يُبادِرَ بالأَذانِ إِذا دَخَلَ مَجْلِسَهُ، فَفَعَلَ الغسّانِيّ ذَلِكَ وَعِنْدَ الملِك بَطارِقتُه، فوَثَبُوا لِيَقْتلوه فَنَهَاهُمُ الْمَلِكُ وَقَالَ: إِنَّما أَراد مُعَاوِيَةُ أَن أَقْتُلَ هَذَا غَدْراً، وَهُوَ رَسُولٌ، فَيَفْعَل مِثْلَ ذَلِكَ مَعَ كُلِّ مُسْتأْمَنٍ مِنّا؛ فَلَمْ يَقْتله وجَهّزه وَرَدَّهُ، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ قَالَ: أُفْلِتَ وَانْحَصَّ الذَّنَبُ أَي انْقَطَعَ، فَقَالَ: كَلَّا إِنه لَبِهُلْبه أَي بشَعَره، ثُمَّ حدَّثه الْحَدِيثَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَقَدْ أَصابَ مَا أَردْتُ؛ يُضْرب مَثَلًا لِمَنْ أَشْفى عَلَى الْهَلَاكِ ثُمَّ نَجا؛ وأَنشد الكسائي: جاؤوا مِنَ المِصْرَينِ باللُّصوصِ، ... كُلُّ يَتِيمٍ ذِي قَفاً مَحْصوصِ وَيُقَالُ: طَائِرٌ أَحَصُّ الجناحِ؛ قَالَ تأَبّط شَرًّا: كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه، ... أَو بِذي مِّ خَشْفٍ أُشَثٍّ وطُبّاقِ «2» الْيَزِيدِيُّ: إِذا ذَهَبَ الشَّعْرُ كُلُّهُ قِيلَ: رَجُلٌ أَحَصُّ وامرأَةَ حصّاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَتْ سنَةٌ حَصَّتْ كلَّ شَيْءٍ أَي أَذْهَبَتْه. والحَصُّ: إِذهابُ الشَّعْرِ عَنِ الرأْس بحَلْقٍ أَو مَرَضٍ. وسنَة حَصَّاء إِذا كَانَتْ جَدْبة قليلةَ النَّبَاتَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا نَبَاتَ فِيهَا؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: جاءَتْ بِهِ مِنْ بِلادِ الطُّورِ تَحْدُره ... حَصّاء، لَمْ تَتَّرِكْ دُونَ العَصا شَذَبا وَهُوَ شَبِيهٌ بِذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: سَنَةٌ حَصّاء أَي جَرْداءُ لَا خيرَ فِيهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ:

_ (1). قوله [لم تحل] أي لم يحل معناها ابن سيدة. (2). قوله: أو بذي إلخ: هكذا في الأَصل وهو مختل الوزن، وفيه تحريف.

يَأْوِي إِليكمْ بِلَا مَنٍّ وَلَا جَحَدٍ ... مَنْ ساقَه السنةُ الحَصّاءُ والذِّيبُ كأَنه أَراد أَن يَقُولَ: والضَّبُعُ وَهِيَ السَّنَةُ المُجْدِبة فَوَضَعَ الذِّئْبَ موضعَه لأَجل الْقَافِيَةِ. وتَحَصّصَ الحِمارُ والبعيرُ سَقَط شعرهُ، والحَصِيصُ اسْمُ ذَلِكَ الشَّعْرِ، والحَصِيصةُ مَا جُمِع مِمَّا حُلق أَو نُتِف وَهِيَ أَيضاً شعَرُ الأُذُن ووَبَرُها، كَانَ مَحْلوقاً أَو غيرَ مَحْلوق، وَقِيلَ: هُوَ الشعرُ والوبَرُ عَامَّةً، والأَوّلُ أَعْرَفُ؛ وقولُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فصَبَّحه عِنْد الشُّروقِ، غُدَيَّة، ... كلابُ ابنِ مُرٍّ أَو كلابُ ابنِ سِنْبِسِ مغرَّثةً حُصّاً كأَنَّ عُيونَها، ... مِنَ الزجْرِ والإِيحَاء، نُوَّارُ عِضْرِسِ حُصّاً أَي قَدِ انْحَصَّ شعرُها. وابنُ مُرٍّ وابنُ سِنْبِس: صائدانِ مَعْروفانِ. وناقةٌ حَصّاء إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وبَرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عُلُّوا عَلَى سائفٍ صَعْبٍ مراكِبُها ... حَصَّاءَ، لَيْسَ لَهَا هُلْبٌ وَلَا وبَرُ عُلُّوا وعُولوا: وَاحِدٌ مِنْ عَلّاه وَعَالَاهُ. وتَحَصْحَصَ الوَبَرُ والزِّئْبِرُ: انْجَرَدَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: لَمَّا رأَى العبدُ مُمَرّاً مُتْرَصا؛ ... ومَسَداً أُجْرِدَ قَدْ تَحَصْحَصا، يَكادُ لَوْلَا سَيْرُه أَن يُملَصا، ... جَدَّ بِهِ الكَصِيصُ ثُمَّ كَصْكَصا، وَلَوْ رَأَى فاكَرِشٍ لبَهلَصا والحَصِيصةُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا فَوْقَ الأَشْعَرِ مِمَّا أَطاف بالحافِرِ لِقلّة ذَاكَ الشَّعْرِ. وفرسٌ أَحَصُّ وحَصِيصٌ: قَلِيلُ شَعْرِ الثُّنَّةِ والذنَبِ، وَهُوَ عَيْبٌ، وَالِاسْمُ الحَصَصُ. والأَحَصُّ: الزمِنُ الَّذِي لَا يَطول شَعْرُهُ، وَالِاسْمُ الحَصَصُ أَيضاً. والحَصَصُ فِي اللِّحْيَةِ: أَن يَتَكَسَّرَ شعرُها ويَقْصُر، وَقَدِ انْحَصّت. وَرَجُلٌ أَحَصُّ اللِّحْية، ولِحْيةٌ حَصّاءُ: مُنْحَصّة. وَرَجُلٌ أَحَصّ بَيّنُ الحَصَصِ أَي قليلُ شعرِ الرأْس. والأَحص مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا شَعْرَ فِي صَدره. وَرَجُلٌ أَحَصُّ: قاطعٌ للرَّحم؛ وَقَدْ حَصَّ رَحِمَه يَحُصّها حَصّاً. ورحِمٌ حَصّاءُ: مَقْطُوعَةٌ؛ قَالَ: وَمِنْهُ يُقَالُ بَيْنَ بَني فُلَانٍ رَحِمٌ حَاصَّةٌ أَي قَدْ قَطَعُوهَا وحَصوها لَا يَتواصَلُون عَلَيْهَا. والأَحَصّ أَيضاً: النَّكِدُ المَشْؤُوم. وَيَوْمٌ أَحَصُّ: شَدِيدُ الْبَرْدِ لَا سَحَابَ فِيهِ؛ وَقِيلَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ: أَيُّ الأَيّام أَبْرَدُ؟ فَقَالَ: الأَحَصُّ الأَزَبّ، يَعْنِي بالأَحَصِّ الَّذِي تَصْفُو شَمالُه ويَحْمَرُّ فِيهِ الأُفُق وتَطْلُع شَمسُه وَلَا يُوجِدُ لَهَا مَسٌّ مِنَ البَرْدِ، وَهُوَ الَّذِي لَا سَحَابَ فِيهِ وَلَا يَنْكسِر خَصَرُه، والأَزَبُّ يومٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ وتَسُوق الجَهَامَ والصُّرّاد وَلَا تَطْلُعُ لَهُ شَمْسٌ وَلَا يَكُونُ فِيهِ مَطَرٌ؛ قَوْلُهُ تَهُبُّه أَي تَهُبّ فِيهِ. وَرِيحٌ حَصّاءُ: صافيةٌ لَا غُبار فِيهَا؛ قَالَ أَبو الدُّقَيش: كأَن أَطْرافَ ولِيّاتِها ... فِي شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزاعِ والأَحَصّانِ: العَبْدُ والعَيْرُ لأَنهما يُماشِيانِ أَثْمانَهما حَتَّى يَهْرَما فتَنْقُص أَثْمانُهما ويَمُوتا. والحِصّةُ: النَّصِيبُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ والأَرضِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ الحِصَصُ. وتَحاصّ القومُ تَحاصّاً: اقتسَموا حِصَصَهم. وَحَاصَّهُ مُحاصّةً وحِصاصاً: قاسَمَه فأَخَذ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا حِصّتَه. وَيُقَالُ: حاصَصْتُه

الشيءَ أَي قاسَمْته فحَصّني مِنْهُ كَذَا وَكَذَا يَحُصُّني إِذا صَارَ ذَلِكَ حِصّتي. وأَحَصّ القومَ: أَعطاهم حِصَصَهم. وأَحَصّه المَكانَ: أَنْزلَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْخُطَبَاءِ: وتُحِصُّ مِنْ نَظَرِه بَسْطة حَالِ الكَفالة والكفايةِ أَي تُنْزِل؛ وَفِي شِعْرِ أَبي طَالِبٍ: بِميزانِ قِسْط لَا يَحُصُّ شَعِيرةً أَي لَا يَنْقُص شَعِيرَةً. والحُصُّ: الوَرْسُ؛ وَجَمْعُهُ أَحْصاصٌ وحُصوصٌ، وَهُوَ يُصْبَغ بِهِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فِيهَا، ... إِذا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا قَالَ الأَزهري: الحُصُّ بِمَعْنَى الوَرْسِ مَعْرُوفٌ صَحِيحٌ، وَيُقَالُ هُوَ الزَّعْفران، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ الحُصُّ اللُّؤْلُؤ، قَالَ: وَلَسْتُ أَحُقُّه وَلَا أَعْرِفه؛ وَقَالَ الأَعشى: ووَلَّى عُمَيْر وَهُوَ كأْبٌ كأَنه ... يُطَلَّى بحُصٍّ، أَو يُغَشّى بِعظْلِمِ وَلَمْ يَذْكُرْ سِيبَوَيْهِ تَكْسِيرَ فُعْلٍ مِنَ المُضاعَف عَلَى فُعُولٍ، إِنما كَسّره عَلَى فِعالٍ كخِفافٍ وعِشَاشٍ. وَرَجُلٌ حُصْحُصٌ وحُصْحوصٌ: يَتَتَبّع دَقائِقَ الأُمور فيَعْلمها ويُحْصِيها. وَكَانَ حَصِيصُ القومِ وبَصِيصُهم كَذَا أَي عَدَدُهم. والأَحَصُّ: ماءٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: نَزَلُوا شُبَيْثاً والأَحَصَّ وأَصْبَحُوا، ... نَزَلَتْ مَنازِلَهم بَنُو ذُبْيانِ قَالَ الأَزهري: والأَحَصُّ مَاءٌ كَانَ نَزَلَ بِهِ كُلَيب بْنُ وَائِلٍ فاسْتَأْثَر بِهِ دُونَ بَكْر بْنِ وَائِلٍ، فَقِيل لَهُ: اسقِنا؛ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ فَضْلٍ عَنْهُ، فَلَمَّا طَعَنه جَسّاس اسْتَسْقاهم الْمَاءَ، فَقَالَ لَهُ جَسّاس: تَجاوَزْت الأَحَصَّ أَي ذهَبَ سُلْطانُك عَلَى الأَحَصِّ؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْجَعْدِيُّ: وَقَالَ لِجَسّاس: أَغِثْني بِشَرْبةٍ ... تَدارَكْ بِهَا طَوْلًا عَليَّ وأَنْعِمِ فَقَالَ: تَجاوَزْتَ الأَحصَّ وماءَه، ... وبَطْنَ شُبَيثٍ، وَهُوَ ذُو مُتَرَسَّمِ الأَصمعي: هَزِئ بِهِ فِي هَذَا. وبَنُو حَصِيصٍ: بطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. والحَصّاءُ: فرسُ حَزْنِ بْنِ مِرْداسٍ. والحَصْحَصةُ: الذهابُ فِي الأَرض، وَقَدْ حَصْحَصَ؛ قَالَ: لَمَّا رَآنِي بالبِرَاز حَصْحَصا والحَصْحَصةُ: الحركةُ فِي شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَقِرّ فِيهِ ويَسْتَمْكن مِنْهُ وَيَثْبُتُ، وَقِيلَ، تَحْرِيك الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ حَتَّى يَسْتَمْكِنَ وَيَسْتَقِرَّ فِيهِ، وَكَذَلِكَ البعيرُ إِذا أَثْبَتَ رُكْبتيه للنُّهوض بالثِّقْل؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وحَصْحَصَ فِي صُمِّ الحَصى ثَفِنَاتِه، ... ورامَ القيامَ سَاعَةً ثُمَّ صَمَّما «1» وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لأَنْ أُحَصْحِصَ فِي يَدَيّ جَمْرتَيْنِ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن أُحَصْحِصَ كَعْبَيْنِ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الحَصْحَصَةُ التَّحْرِيكُ والتقليبُ لِلشَّيْءِ والترديدُ. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: أَنه أُتي

_ (1). قوله [وحصحص إلخ] هكذا في الأصل؛ وأنشده الصحاح هكذا: وحصحص في صم الصفا ثفناته وناء بسلمى نوأة ثم صمما.

برجلِ عِنِّينٍ فَكَتَبَ فِيهِ إليه مُعَاوِيَةَ، فَكَتَبَ إِليه أَن اشْتَرِ لَهُ جَارِيَةً مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وأَدْخِلْها عَلَيْهِ لَيْلَةً ثُمَّ سَلْها عَنْهُ، ففَعَل سمرةُ فَلَمَّا أَصبح قَالَ لَهُ: مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: فعلتُ حَتَّى حَصْحَصَ فِيهَا، قَالَ: فسأَل الْجَارِيَةَ فَقَالَتْ: لَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: خَلِّ سبِيلَها يَا مُحَصْحِصُ ؛ قَوْلُهُ: حَصْحَصَ فِيهَا أَي حَرّكتُه حَتَّى تَمَكَّنَ وَاسْتَقَرَّ، قَالَ الأَزهري: أَراد الرَّجُلُ أَنّ ذَكَرَه انْشَامَ فِيهَا وبالَغَ حَتَّى قَرَّ فِي مَهْبِلِها. وَيُقَالُ: حَصْحَصْتُ الترابَ وَغَيْرَهُ إِذا حَرَّكْته وفحَصْتَه يَمِينًا وَشَمَالًا. وَيُقَالُ: تَحَصْحَصَ وَتَحَزْحَزَ أَي لَزِقَ بالأَرض واسْتَوى. وحَصْحَصَ فُلَانٌ ودَهْمَجَ إِذا مَشَى مَشْيَ المُقَيَّدِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا تَحَصْحَصَ فلانٌ إِلَّا حَوْلَ هَذَا الدرهمِ لِيأْخُذَهُ. قَالَ: والحَصْحَصَةُ لُزوقُه بكَ وإِتْيانُه وإِلْحاحُه عَلَيْكَ. والحَصْحَصَةُ: بَيانُ الحَقِّ بَعْدَ كِتْمانِهِ، وَقَدْ حَصْحَصَ. وَلَا يُقَالُ: حُصْحِصَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ ؛ لَمَّا دَعَا النِّسْوةَ فَبَرَّأْنَ يوسُفَ، قَالَتْ: لَمْ يَبْقَ إِلا أَن يُقْبِلْنَ عَلَيَّ بِالتَّقْرِيرِ فأَقَرّت وَذَلِكَ قولُها: الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ . تَقُولُ: صافَ الكذبُ وتبيَّن الحقُّ، وَهَذَا مِنْ قَوْلِ امرأَة الْعَزِيزِ؛ وَقِيلَ: حَصْحَصَ الحقُّ أَي ظَهَرَ وبرَزَ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الحَصْحَصَةُ المبالغةُ. يُقَالُ: حَصْحصَ الرجلُ إِذا بالَغ فِي أَمره، وَقِيلَ: اشتقاقُه مِنَ اللُّغَةِ مِنَ الحِصَّة أَي بَانَتْ حِصّة الحقِّ مِنْ حِصَّةِ الْبَاطِلِ. والحِصْحِصُ، بِالْكَسْرِ: الحجارةُ، وَقِيلَ: الترابُ وَهُوَ أَيضاً الحَجر. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: الحِصْحِصَ لِفُلانٍ أَي الترابَ لَهُ؛ قَالَ: نُصبَ كأَنه دُعاءٌ، يَذْهَبُ إِلى أَنهم شبَّهوه بِالْمَصْدَرِ وإِن كَانَ اسْمًا كَمَا قَالُوا الترابَ لَكَ فنصَبُوا. والحِصْحِصُ والكِثْكِثُ، كِلَاهُمَا: الْحِجَارَةُ. بِفِيهِ الحِصْحِصُ أَي الترابُ. والحَصْحَصةُ: الإِسراعُ فِي السَّيْرِ. وقَرَبٌ حَصْحاصٌ: بَعِيدٌ. وقَرَبٌ حَصْحاصٌ مِثْلُ حَثْحاث: وَهُوَ الَّذِي لَا وتِيرةَ فِيهِ، وَقِيلَ: سيرٌ حَصْحاص أَي سَرِيعٌ لَيْسَ فِيهِ فُتور. والحَصْحَاصُ: موضعٌ. وَذُو الحَصْحاص: موضعٌ؛ وأَنشد أَبو الغَمْر الْكِلَابِيُّ لِرَجُلٍ مِنْ أَهل الْحِجَازِ يَعْنِي نِسَاءً: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَغَيّر بَعْدَنا ... ظِباءٌ بِذي الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُيونُها؟ حفص: حَفَصَ الشيءَ يَحْفِصُه حَفْصاً: جَمَعَه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وحَفَضْتُ الشَّيْءَ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا أَلْقَيْتَه مِنْ يَدِك. والحُفَاصةُ: اسمُ مَا حُفِصَ. وحَفَص الشيءَ: أَلْقاه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالضَّادُ أَعْلى، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والحَفْصُ: زَبيلٌ مِنْ جُلودٍ، وَقِيلَ: هُوَ زَبِيلٌ صغيرٌ مِنْ أَدَمٍ، وجمعُه أَحْفاصٌ وحُفوصٌ، وَهِيَ المِحْفَصةُ أَيضاً. والحَفْصُ: البيتُ الصغيرُ. والحَفْصُ: الشِّبْلُ. قَالَ الأَزهري: ولَدُ الأَسد يُسمَّى حَفْصاً، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ السبعُ أَيضاً، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ الأَسدُ يُكَنَّى أَبا حَفْصٍ ويُسمَّى شِبْلُه حَفْصاً، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَسد سَيّدُ السِّبَاعِ وَلَمْ تُعرف لَهُ كنْيةٌ غَيْرُ أَبي الحرث، واللَّبْوةُ أُم الحرث. وحَفْصةُ وأُم حَفْصةَ، جَمِيعًا: الرَّخَمةُ. والحَفْصةُ: مِنْ أَسماء الضبُعِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا. وأُمُّ حَفْصةَ: الدَّجاجةُ. وحَفْصةُ: اسْمُ امرأَة. وحَفْصٌ: اسم رجل. حقص: الأَزهري خَاصَّةً: قَالَ أَبو الْعَمَيْثَلِ: يُقَالُ حَقَص ومَحَصَ إِذا مرَّ مَرّاً سَرِيعًا، وأَقْحَصْته وقَحّصْته

إِذا أَبْعَدْته عَنِ الشَّيْءِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ فَحَصَ برِجْلهِ وقَحَصَ إِذا رَكَضَ بِرِجْلِهِ. قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ مُدْرِكاً الجعفريَّ يَقُولُ: سبَقَني فلانٌ قَبْصاً وحَقْصاً وشَدّاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. حكص: الأَزهري خَاصَّةً: الحَكِيصُ المَرْمِيُّ بالرِّيبة؛ وأَنشد: فَلَنْ تَراني أَبداً حَكيصا، ... مَعَ المُرِيبِين، وَلَنْ أَلُوصا قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفُ الحَكِيصَ وَلَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ. حمص: حَمَصَ القَذاةَ: رَفَقَ بإِخراجها مسْحاً مَسْحاً. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا وقَعَت قذاةٌ فِي الْعَيْنِ فرَفَقْتَ بإِخراجها مَسْحاً رُوَيْداً قُلْتَ: حَمَصْتُها بِيَدِي. وحَمَصَ الغُلامُ حَمْصاً: تَرَجَّح مِنْ غَيْرِ أَن يُرَجَّحَ. والحَمْصُ: أَنْ يُضَمَّ الفرسُ فيُجْعَلَ إِلى الْمَكَانِ الكَنِين وتُلْقَى عَلَيْهِ الأَجِلّةُ حَتَّى يَعْرَقَ لِيَجْرِيَ. وحَمَصَ الجُرْحُ: سكَنَ وَرَمُه. وحَمَصَ الجُرْحُ يَحْمُصُ حُموصاً، وَهُوَ حَمِيصٌ، وانْحَمَصَ انْحِماصاً، كِلَاهُمَا: سَكَنَ وَرَمُهُ. وحَمَّصَه الدواءُ، وَقِيلَ: حَمَزه الدَّوَاءُ وحَمَصَه. وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّديّةِ الْمَقْتُولِ بالنَّهْرَوان: أَنه كَانَتْ لَهُ ثُدَيّةٌ مِثْلَ ثَدْي المرأَة إِذا مُدَّت امْتَدَّت وإِذا تُرِكَت تحَمّصَت ؛ قَالَ الأَزهري: تحَمّصَت أَي تقَبّضَتْ واجْتَمعت؛ وَمِنْهُ قِيلَ للورَمِ إِذا انْفَشّ: قَدْ حَمَصَ، وَقَدْ حَمّصَه الدواءُ. والحِمَّصُ والحِمِّصُ: حَبُّ الْقِدْرِ «1»، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهُوَ مِنَ القَطَانِيّ، واحدتُه حِمَّصةٌ وحِمِّصة، وَلَمْ يَعْرِفِ ابنُ الأَعرابي كَسْرَ الْمِيمِ فِي الحِمِّص وَلَا حَكَى سِيبَوَيْهِ فِيهِ إِلا الْكَسْرَ فَهُمَا مُخْتَلِفَانِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِمَّصُ عَرَبِيٌّ وَمَا أَقلَّ مَا فِي الْكَلَامِ عَلَى بِنَائِهِ مِنَ الأَسماء. الْفَرَّاءُ: لَمْ يأْت عَلَى فِعَّل، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، إِلا قِنَّفٌ وقِلَّفٌ، وَهُوَ الطِّينُ الْمُتَشَقِّقُ إِذا نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ، وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ، ورجلٌ خِنّبٌ وخِنّاب: طويلٌ؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: جَاءَ عَلَى فِعِّل جِلِّقٌ وحِمِّصٌ وحِلِّز، وَهُوَ الْقَصِيرُ، قَالَ: وأَهل الْبَصْرَةِ اخْتَارُوا حِمِّصاً، وأَهل الْكُوفَةِ اخْتَارُوا حِمَّصاً، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الِاخْتِيَارُ فَتْحُ الْمِيمِ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ بِكَسْرِهَا. والحَمَصِيصُ: بَقْلةٌ دُونَ الحُمَّاضِ فِي الحُموضة طيّبةُ الطَّعْمِ تنبُت فِي رَمْل عَالِجٍ وَهِيَ مِنْ أَحْرار البُقول، وَاحِدَتُهُ حَمَصيصةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: بقْلةُ الحَمَصِيص حامضةٌ تُجْعَلُ فِي الأَقِطِ تأْكلُه الناسُ والإِبل وَالْغَنَمُ؛ وأَنشد: فِي رَبْرَبٍ خِماصِ، ... يأْكُلْنَ مِنْ قُرَّاصِ، وحَمَصِيصٍ واصِ قَالَ الأَزهري: رأَيت الحَمَصِيصَ فِي جِبَالِ الدَّهْناء وَمَا يَلِيها وَهِيَ بَقْلة جَعْدة الورَق حامضةٌ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ كَثَمَرَةِ الحُمَّاضِ وطعمُها كطعْمِه وَسَمِعْتُهُمْ يُشَدِّدون الْمِيمَ مِنَ الحَمصِيص، وكنَّا نأْكله إِذا أَجَمْنا التَّمْرَ وحلاوتَه نَتَحَمّضُ بِهِ ونَسْتَطيبُه. قَالَ الأَزهري: وقرأْت فِي كُتُبِ الأَطِبّاءِ حبٌّ مُحَمَّصٌ يُرِيدُ بِهِ المَقْلُوَّ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه مأْخوذ مِنَ الحَمْصِ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الترجُّح. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَمْصُ أَن يترجَّحَ الغلامُ عَلَى الأُرْجُوحةِ مِنْ غَيْرِ أَن يُرَجِّحَه أَحدٌ. يُقَالُ: حَمَصَ حَمْصاً، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ.

_ (1). قوله: حب القدر؛ هكذا في الأَصل.

والأَحْمَصُ: اللِّصُّ الَّذِي يَسْرِقُ الحَمائِصَ، واحِدَتُها حَمِيصةٌ، وَهِيَ الشَّاةُ المسروقةُ وَهِيَ المَحْمُوصةُ والحَريسةُ. الْفَرَّاءُ: حَمَّص الرجلُ إِذا اصطادَ الظباءَ نِصْفَ النَّهَارِ. والمِحْماصُ مِنَ النِّسَاءِ: اللِّصَّةُ الْحَاذِقَةُ. وحَمَصَت الأُرْجُوحةُ: سكنَتْ فَوْرَتُها. وحِمْصُ: كُورةٌ مِنْ كُوَرِ الشَّامِ أَهلُها يمانُون، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هِيَ أَعجمية، وَلِذَلِكَ لَمْ تَنْصَرِف، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حِمْص يُذَكَّرُ ويؤَنث. حنص: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ انْفَرَدَ بِهَا الأَزهري وَقَالَ: قَالَ اللَّيْثُ الحِنْصَأْوةُ مِنَ الرِّجَالِ الضعيفُ. يُقَالُ: رأَيت رجُلًا حِنْصَأْوةً أَي ضَعِيفًا، وَقَالَ شَمِرٌ نَحْوَهُ وأَنشد: حَتَّى تَرَى الحِنْصَأْوةَ الفَرُوقَا ... مُتَّكِئاً يَقْتَمِحُ السَّوِيقا حنبص: الْفَرَّاءُ: الحَنْبَصةُ الرَّوَغانُ فِي الحَرْبِ. ابْنُ الأَعرابي: أَبو الحِنْبِص كُنْيَةُ الثَّعْلَبِ وَاسْمُهُ السَّمْسَمُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِلثَّعْلَبِ أَبو الحِنْبِص وأَبو الهِجْرس وأَبو الحُصَين. حنفص: الحِنْفِصُ: الصغيرُ الْجِسْمِ. حوص: حاصَ الثوبَ يَحُوصُه حَوْصاً وحِياصةً: خاطَه. وَفِي حَدِيثِ عَليّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: أَنه اشْتَرَى قَمِيصاً فقَطع مَا فَضَل مِنَ الكُمَّينِ عَنْ يَدِه ثُمَّ قَالَ للخيَّاط: حُصْه أَي خِطْ كِفافه، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعَيْنِ الضَّيِّقة: حَوْصاء، كأَنما خِيطَ بِجَانِبٍ مِنْهَا؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: كُلَّمَا حِيصَتْ مِنْ جَانِبٍ تهتَّكَتْ مِنْ آخَر. وَحَاصَ عينَ صَقْره يَحُوصُها حَوْصاً وحِياصةً: خاطَها، وحاصَ شُقُوقاً فِي رِجْله كَذَلِكَ، وَقِيلَ: الحَوْصُ الخياطةُ بِغَيْرِ رُقْعة، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا فِي جِلْدٍ أَو خُفِّ بَعِيرٍ. والحَوَصُ: ضِيقٌ فِي مُؤْخر الْعَيْنِ حَتَّى كأَنها خِيطَتْ، وَقِيلَ: هُوَ ضِيق مَشَقِّها، وَقِيلَ: هُوَ ضِيقٌ فِي إِحدى الْعَيْنَيْنِ دُونَ الأُخرى. وَقَدْ حَوِصَ يَحْوَص حَوَصاً وَهُوَ أَحْوَصُ وَهِيَ حَوْصاءُ، وَقِيلَ: الحَوْصاءُ مِنَ الأَعْيُنِ الَّتِي ضاقَ مَشَقُّها، غَائِرَةً كَانَتْ أَو جاحِظةً، قَالَ الأَزهري: الحَوَصُ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ ضِيقٌ فِي الْعَيْنَيْنِ مَعًا. رَجُلٌ أَحْوَصُ إِذا كَانَ فِي عَيْنَيْهِ ضِيقٌ. ابْنُ الأَعرابي: الحَوَصُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، الصغارُ العُيون وَهُمُ الحُوصُ. قَالَ الأَزهري: مَنْ قَالَ حَوَصاً أَراد أَنهم ذَوُو حَوَصٍ، والخَوَصُ، بِالْخَاءِ: ضِيقٌ فِي مُقَدَّمِها. وَقَالَ الْوَزِيرُ: الأَحْيَصُ الَّذِي إِحْدى عَيْنَيْهِ أَصغرُ مِنَ الأُخْرى. الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْصُ الخِياطةُ والتضييقُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الحَوْصُ الخِياطةُ الْمُتَبَاعِدَةُ. وَقَوْلُهُمْ: لأَطْعَنَنَّ فِي حَوْصِهِم أَي لأَخْرِقَنَّ مَا خاطُوا وأُفسِدَنَّ مَا أَصْلَحوا؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: لأَطْعَنَنَّ فِي حَوْصِك أَي لأَكِيدَنَّكَ ولأَجْهَدَنَّ فِي هَلاكِك. وَقَالَ النَّضْرُ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ: طَعَنَ فلانٌ فِي حَوْصٍ لَيْسَ مِنْهُ فِي شيءٍ إِذا مارَسَ مَا لَا يُحْسِنُه وتَكلّف مَا لَا يَعْنِيه. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا طَعَنْتَ فِي حَوْصِهِ أَي مَا أَصَبْتَ فِي قَصْدك. وحاصَ فلانٌ سِقاءَه إِذا وَهَى وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِرَاد يَخْرِزُه بِهِ فأَدخل فِيهِ عُودين وشَدَّ الوَهْي بِهِمَا. والحائِصُ: الناقةُ الَّتِي لَا يَجوزُ فِيهَا قضيبُ الفَحْل كأَن بِهَا رَتَقاً؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الحائِصُ مثلُ الرَّتْقاءِ فِي النِّسَاءِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ مُحْتاصةٌ وَهِيَ الَّتِي احْتاصَتْ رحمِهَا دُونَ الْفَحْلِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا الفحلُ،

وَهُوَ أَن تَعْقِدَ حِلَقاً عَلَى رَحمِها فَلَا يَقْدِر الفحلُ أَن يُجِيز عَلَيْهَا. يُقَالُ: قَدِ احْتاصَت الناقةُ واحْتاصَتْ رحمَها سَوَاءٌ، وناقةٌ حائِصٌ ومُحْتاصةٌ، وَلَا يُقَالُ حاصَت الناقةُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَوْصاءُ الضَيِّقةُ الحَيَاءِ، قَالَ. والمِحْياصُ الضَّيِّقةُ المَلاقي. وبئرٌ حَوْصاءُ: ضَيِّقةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ يُحاوِصُ فُلَانًا أَي يَنْظُرُ إِليه بمُؤْخرِ عَيْنِهِ ويُخْفِي ذَلِكَ. والأَحْوَصان: مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَيُقَالُ لِآلِهِمُ الحُوصُ والأَحاوِصةُ والأَحاوِص. الْجَوْهَرِيُّ: الأَحْوصانِ الأَحْوصُ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ وَكَانَ صغيرَ العَيْنَيْن، وعمرُو بنُ الأَحْوَصِ وَقَدْ رَأَسَ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: أَتاني، وَعِيدُ الحُوصِ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ، ... فَيَا عَبْدَ عَمْروٍ، لَوْ نَهَيْتَ الأَحاوِصا يَعْنِي عبدَ بن عمرو بن شُرَيحِ بْنِ الأَحْوص، وعَنَى بالأَحاوِصِ مَن وَلَدَه الأَحْوصُ، مِنْهُمْ عوفُ بْنُ الأَحْوَصِ وعَمرو بْنُ الأَحْوَصِ وشُرَيحُ بْنُ الأَحْوَصِ وَرَبِيعَةُ بْنُ الأَحْوَصِ، وَكَانَ علقمةُ بْنُ عُلاثةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الأَحْوَصِ نافَرَ عامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَهَجَا الأَعشى عَلْقَمَةَ وَمَدَحَ عَامِرًا فأَوعَدُوه بالقَتْل؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَعْنَى بَيْتِ الأَعشى: إِنه جَمَعَ عَلَى فُعْل ثُمَّ جَمَعَ عَلَى أَفاعِلَ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: الْقَوْلُ فِيهِ عِنْدِي أَنه جَعَل الأَولَ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ العباس والحرث؛ وَعَلَى هَذَا مَا أَنشده الأَصمعي: أَحْوَى مِنَ العُوجِ وقَاح الحافِرِ قَالَ: وَهَذَا مِمَّا يَدُلّك مِنْ مَذَاهِبِهِمْ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ الْخَلِيلِ في العباس والحرث إِنهم قَالُوهُ بِحَرْفِ التَّعْرِيفِ لأَنهم جَعَلُوهُ لِلشَّيْءِ بِعَيْنِه، أَلا تَرَى أَنه لَوْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لَمْ يُكَسِّرُوه تَكْسِيرَه؟ قَالَ: فأَما الآخِرُ فإِنه يَحْتَمِلُ عِنْدِي ضَرْبين، يَكُونُ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ عَبَّاسٌ وَحَرْثٌ، وَيَكُونُ عَلَى النَّسَبِ مِثْلَ الأَحامِرة والمهَالِبة، كأَنه جَعَل كلَّ واحدٍ حُوصيّاً. والأَحْوَصُ: اسمُ شَاعِرٍ. والحَوْصاءُ: فرسُ تَوْبةَ ابن الحُمَيّر. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ حَوْصاءَ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْمَدِّ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ وادِي القُرى وتَبُوك نَزَلَه سيّدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ سارَ إِلى تَبُوك، وَقَالَ ابْنُ إِسحق: هو بالضاد المعجمة. حيص: الحَيْصُ: الحَيْدُ عَنِ الشيء. حاصَ عَنْهُ يَحِيصُ حَيْصاً: رَجَعَ. وَيُقَالُ: مَا عَنْهُ مَحيصٌ أَي مَحيدٌ ومَهْرَبٌ، وَكَذَلِكَ المَحاصُ، والانحياصُ مثلُه. يُقَالُ لِلأَوْلِياء: حاصُوا عَنِ العَدُوِّ، وللأَعْداء: انْهَزَمُوا. وحاصَ الفرسُ يَحِيصُ حَيْصاً وحُيُوصاً وحَيَصاناً وحَيْصُوصةً ومَحاصاً ومَحِيصاً وحايَصه وتَحايَصَ عَنْهُ، كلُّه: عدَلَ وحادَ. وحاصَ عَنِ الشرِّ: حادَ عَنْهُ فسَلِمَ مِنْهُ، وَهُوَ يُحايصُني. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّف: أَنه خرجَ مِنَ الطاعُون فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: هُوَ المَوْتُ نُحايِصُه وَلَا بدَّ مِنْهُ ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعناه نَرُوغ عَنْهُ؛ وَمِنْهُ المُحايَصةُ، مُفاعلةٌ، مِنَ الحَيْصِ العُدُولِ والهرَبِ مِنَ الشَّيْءِ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْمَوْتِ مُفاعلةٌ، وإِنما الْمَعْنَى أَن الرَّجُلَ فِي فَرْطِ حِرْصِه عَلَى الفِرارِ مِنَ الْمَوْتِ كأَنه يبارِيه ويُغالِبُه فأَخْرَجَه عَلَى المُفاعلة لِكَوْنِهَا مَوْضُوعَةً لإِفادة المُبَاراةِ والمُغالَبةِ بالفِعْل، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ ، فيؤول مَعْنَى نُحايصُه إِلى قَوْلِكَ نَحْرِص عَلَى الفِرارِ مِنْهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ* . وَفِي حديثٍ يَرْوِيهِ ابنُ عُمَرَ

فصل الخاء المعجمة

أَنه ذَكَرَ قِتالًا وأَمْراً: فَحاصَ المُسْلِمونَ حَيْصةً ، وَيُرْوَى: فجاضَ جَيْضةً ، مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، أَي جَالُوا جولَة يَطْلبون الفِرارَ والمَحِيصَ والمَهْرَبَ والمَحِيدَ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: لَمَّا كَانَ يومُ أُحُدٍ حاصَ المُسْلِمون حَيْصةً، قَالُوا: قُتِلَ مُحَمَّدٌ. والحِياصةُ: سَيْرٌ فِي الحِزام. التَّهْذِيبِ: والحِياصةُ سَيْرٌ طويلٌ يُشَدُّ بِهِ حِزام الدابةِ. وَفِي كِتَابِ ابْنِ السِّكِّيتِ فِي الْقَلْبِ والإِبدال فِي بَابِ الصَّادِ وَالضَّادِ: حاصَ وحاضَ وجاضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ ناصَ وناضَ. ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ حَوَصَ قَالَ الْوَزِيرُ: الأَحْيَصُ الَّذِي إِحْدى عَيْنَيْهِ أَصْغَرُ مِنَ الأُخرى. وَوَقَعَ الْقَوْمُ فِي حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحَيْصِ بَيْصِ وحاصِ باصِ أَي فِي ضِيق وَشِدَّةٍ، والأَصل فِيهِ بطنُ الضَّبِّ يُبْعَج فيُخْرج مَكْنُه وَمَا كانَ فِيهِ ثُمَّ يُحاصُ، وَقِيلَ: أَي فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ أَمر لَا مَخْرَجَ لَهُمْ مِنْهُ؛ وأَنشد الأَصمعي لأُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: قَدْ كنتُ خَرَّاجاً ولُوجاً صَيْرَفاً، ... لَمْ تَلْتَحصْني حَيْصَ بَيْصَ لحَاصِ وَنُصِبَ حَيْصَ بَيْصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وإِذا أَفْرَدُوه أَجْرَوْه وَرُبَّمَا تَرَكُوا إِجْراءَه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وحَيْصَ بَيْصَ اسْمَانِ جُعِلا وَاحِدًا وبُنِيا عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ جَارِي بَيْتَ بَيْتَ، وَقِيلَ: إِنهما اسْمَانِ مِنْ حَيَصَ وَبَوَصَ جُعِلا وَاحِدًا وأَخرج البَوْصَ عَلَى لفظِ الحَيْصِ ليَزْدَوِجا. والحَيْصُ: الرَّواغُ وَالتَّخَلُّفُ والبَوْصُ السَّبْق والفِرار، وَمَعْنَاهُ كُلُّ أَمر يَتَخَلَّفُ عَنْهُ وَيَفِرُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: إِن هَذِهِ الفِتْنة حَيْصةٌ مِنْ حَيَصات الفِتَن أَي رَوْغة مِنْهَا عدَلت إِلينا. وحَيْصَ بَيْصَ: جُحْرُ الفَأْر. وإِنك لَتَحْسَبُ عليَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً أَي ضَيِّقَةً. والحائصُ مِنَ النِّسَاءِ: الضيّقةُ، وَمِنَ الإِبل: الَّتِي لَا يجوزُ فِيهَا قضيبُ الْفَحْلِ كأَن بِهَا رَتَقاً. وَحَكَى أَبو عمروٍ: إِنك لَتَحْسَبُ عَلَيَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً، وَيُقَالُ: حِيْصٍ بِيْصٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَارَتْ عَلَيْهِ الأَرضُ حِيْصٍ بِيْصِ، ... حَتَّى يَلُفَّ عِيصَه بعِيصِي وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وسُئِل عَنِ الْمُكَاتَبِ يَشْتَرِطُ عَلَيْهِ أَهلُه أَن لَا يَخْرُجَ مِنْ بَلَدِهِ فَقَالَ: أَثْقَلْتم ظهرَه وجعَلْتم الأَرضَ عَلَيْهِ حَيْصَ بَيْصَ أَي ضيَّقْتم الأَرضَ عَلَيْهِ حَتَّى لَا مَضْرَب لَهُ فِيهَا وَلَا مُنْصَرَف للكَسْب، قَالَ: وَفِيهَا لُغات عِدَّة لَا تَنْفَرِدُ إِحدى اللَّفْظتين عَنِ الأُخرى، وحَيْصَ مِنْ حاصَ إِذا حَادَ، وبَيْصَ مِنْ باصَ إِذا تَقَدَّمَ، وأَصلها الْوَاوُ وإِنما قُلِبَتْ يَاءً للمُزاوجة بِحَيص، وَهُمَا مَبْنِيَّتَانِ بِنَاءَ خَمْسَةَ عَشَرَ؛ وَرَوَى اللَّيْثُ بَيْتَ الأَصمعي: لَقَدْ نَالَ حَيْصاً مِنْ عُفَيْرةَ حائِصا قَالَ: يُرْوَى بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالرُّوَاةُ رَوَوْه بِالْخَاءِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وسيأْتي ذِكْرُهُ إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فصل الخاء المعجمة خبص: الخَبْصُ فِعْلُك الخَبيصَ فِي الطِّنْجِير، وَقَدْ خَبَصَ خَبْصاً وخَبَّصَ تَخْبِيصاً، فَهُوَ خَبِيصٌ مُخَبَّصٌ مَخْبُوص. وَيُقَالُ: اخْتَبَصَ فُلَانٌ إِذا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ خَبِيصاً. والخَبِيصُ: الحَلْواءُ المَخْبُوصةُ مَعْرُوفٌ، والخَبيصةُ

أَخصُّ مِنْهُ. وخَبَصَ الْحَلْوَاءَ يَخْبِصُها خَبْصاً وخَبَّصها: خلَطها وعمِلَها. والمِخْبَصةُ: الَّتِي يُقَلَّب فِيهَا الخبيصُ، وَقِيلَ: المِخْبَصةُ كالمِلْعَقة يُعْمل بِهَا الخَبِيصُ. وخبَصَ خَبْصاً: مَاتَ. وخَبَصَ الشيءَ بالشيء: خَلَطَه. خرص: خرَصَ يَخْرُصُ، بِالضَّمِّ، خَرْصاً وتخَرّصَ أَي كَذَب. وَرَجُلٌ خَرّاصٌ: كذّابٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْكَذَّابُونَ. وتَخَرَّصَ فلانٌ عَلَى الْبَاطِلِ واخْتَرَصَه أَي افْتَعَله، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الخَرّاصُون الَّذِينَ إِنما يَظُنّون الشيءَ وَلَا يَحُقُّونَه فَيَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لُعِنَ الْكَذَّابُونَ الَّذِينَ قَالُوا مُحَمَّدٌ شَاعِرٌ، وأَشباه ذَلِكَ خَرَصُوا بِمَا لَا عِلْم لَهُمْ بِهِ. وأَصل الخَرْصِ التَّظَني فِيمَا لَا تَسْتَيْقِنُه، وَمِنْهُ خَرْصُ النخلِ والكَرْم إِذا حَزَرْت التَّمْرَ لأَن الحَزْرَ إِنما هو تقديرٌ بِظَنٍّ لَا إِحاطة، وَالِاسْمُ الخِرْص، بِالْكَسْرِ، ثُمَّ قِيلَ للكَذِب خَرْصٌ لِمَا يَدْخُلُهُ مِنَ الظُّنون الْكَاذِبَةِ. غَيْرُهُ: الخَرْصُ حَزْرُ مَا عَلَى النَّخْلِ مِنَ الرُّطَبِ تَمْرًا. وَقَدْ خَرَصْت النخلَ والكرْمَ أَخْرُصُه خَرْصاً إِذا حَزَرَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطب تَمْرًا، وَمِنَ العنَب زبِيباً، وَهُوَ مِنَ الظَّنِّ لأَن الحَزْرَ إِنما هو تقديرٌ بِظَنٍّ. وخَرَصَ العدَدَ يَخْرُصُه ويَخْرِصُه خَرْصاً وخِرْصاً: حزَرَه، وَقِيلَ: الخَرْصُ المصدرُ والخِرْصُ، بِالْكَسْرِ، الاسمُ. يُقَالُ: كَمْ خِرْصُ أَرْضِك وَكَمْ خِرْصُ نَخْلِك؟ بِكَسْرِ الْخَاءِ، وفاعلُ ذَلِكَ الخارِصُ. وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يبعَث الخُرّاصَ عَلَى نخِيل خَيْبَر عِنْدَ إِدراك ثمَرِها فيَحزِرُونه رُطَباً كَذَا وتمْراً كَذَا، ثُمَّ يأْخذهم بمَكِيلة ذَلِكَ مِنَ التَّمْرِ الَّذِي يجِب لَهُ وَلِلْمَسَاكِينِ، وإِنما فَعَلَ ذَلِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَا فِيهِ مِنَ الرِّفْق لأَصحاب الثِّمَارِ فِيمَا يأْكلونه مِنْهُ مَعَ الِاحْتِيَاطِ لِلْفُقَرَاءِ فِي العُشْر ونِصْف العُشْر ولأَهلِ الفَيْءِ فِي نَصِيبِهِمْ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أَمر بالخَرْص فِي النَّخْلِ والكرْم خَاصَّةً دُون الزَّرْع الْقَائِمِ ، وَذَلِكَ أَن ثِمَارَها ظاهرةٌ، والخَرْصُ يُطِيفُ بِهَا فيُرَى مَا ظَهَر مِنَ الثِّمَارِ وَذَلِكَ لَيْسَ كالحَبّ فِي أَكْمامِه. ابْنُ شُمَيْلٍ: الخِرْص، بِكَسْرِ الْخَاءِ، الحَزْر مِثْلَ عَلِمت عِلْماً؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا جَائِزٌ لأَن الِاسْمَ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنه كَانَ يأْكل العِنَبَ خَرْصاً فَهُوَ أَن يضَعَه فِي فيهِ ويُخْرِجَ عُرْجونَه عارِياً منه؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَرْوِيُّ خَرْطًا ، بِالطَّاءِ. والخِراصُ والخَرْصُ والخِرْصُ والخُرْصُ: سِنانُ الرُّمْح، وَقِيلَ: هُوَ مَا عَلَى الجُبَّة مِنَ السِّنان، وَقِيلَ: هُوَ الرُّمْح نَفْسُهُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: يَعَضُّ مِنْهَا الظَّلِفُ الدَّئِيّا ... عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّيّا وَهُوَ مِثْلُ عُسْر وعُسُر، وَجَمْعُهُ خِرْصان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ حُمَيْدٌ الأَرْقط، قَالَ: وَالَّذِي فِي رَجزه الدِّئِيّا وَهِيَ جَمْعُ دَأْيَةٍ؛ وشاهدُ الخِرْص بِكَسْرِ الْخَاءِ قولُ بِشْر: وأَوْجَرْنا عُتَيْبة ذاتَ خِرْصٍ، ... كأَنَّ بِنَحْرِه مِنْهَا عَبِيرا وَقَالَ آخَرُ: أَوْجَرْتُ جُفْرَتَه خِرْصاً فمالَ بِهِ، ... كَمَا انْثنى خضدٌ مِنْ ناعمِ الضالِ

وَقِيلَ: هُوَ رُمْح قَصِيرٌ يُتَّخذ مِنْ خَشَبٍ مَنْحُوتٍ وَهُوَ الخَرِيصُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ، وأَنشد لأَبي دُواد: وتشاجَرَتْ أَبطالُه، ... بالمَشْرَفيّ وبالخَريص قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيتُ يُرْوى أَبطالنا وأَبطالُه وأَبطالُها، فَمَنْ رَوَى أَبْطالُها فَالْهَاءُ عَائِدَةٌ عَلَى الحَرْب وإِن لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهَا ذِكْرٌ لِدِلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهَا، وَمَنْ رَوَى أَبطالُه فَالْهَاءُ عَائِدَةٌ عَلَى المَشْهد فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ: هلَّا سَأَلْت بِمَشْهَدي ... يَوْمًا يَتِعُّ بِذِي الفَريصِ وَمَنْ رَوَى أَبْطالُنا فَمَعْنَاهُ مَفْهُومٌ. وَقِيلَ: الخَرِيصُ السِّنانُ والخِرْصانُ أَصلُها القُضْبانُ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: تَرى قِصَدَ [قُصَدَ] المُرّانِ تُلْقى، كأَنَّه ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ جَعَلَ الخِرْصَ رُمْحاً وإِنما هُوَ نِصْفُ السِّنَان الأَعْلى إِلى مَوْضِعِ الجُبّة، وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ الخُرْص. والخِرْص: الجريدُ مِنَ النَّخْلِ. الْبَاهِلِيُّ: الخُرْصُ الغُصْنُ والخُرْصُ القناةُ والخُرْصُ السِّنانُ، ضَمَّ الخاءَ فِي جَمِيعِهَا. والمَخارِصُ: الأَسِنّةُ؛ قَالَ بِشْرٌ: يَنْوي مُحاوَلةَ القِيام، وَقَدْ مَضَتْ ... فِيهِ مَخارِصُ كلِّ لَدْنٍ لَهْذَم ابْنُ سِيدَهْ: الخُرْصُ كلُّ قضيبٍ مِنْ شَجَرَةٍ. والخَرْصُ والخُرْصُ والخِرْصُ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: كلُّ قَضِيبٍ رَطْب أَو يَابِسٍ كالخُوطِ. والخُرْصُ أَيضاً: الجَرِيدةُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَخْراصٌ وخِرْصانٌ. والخُرْصُ والخِرْصُ: العُودُ يُشارُ بِهِ العسلُ، وَالْجَمْعُ أَخْراصٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ مُشْتار الْعَسَلِ: مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَه ... صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْن ومِسْأَب والمَخارِصُ: مَشاوِرُ الْعَسَلِ. والمَخارِصُ أَيضاً: الخَناجر؛ قَالَتْ خُوَيلةُ الرِّيَاضِيَّةُ تَرْثي أَقاربَها: طَرَقَتْهمُ أُمُّ الدُّهَيم فأَصْبَحوا ... أُكُلًا لَهَا بمَخارِصٍ وقَواضِبِ والخُرْص والخِرْص: القُرْط بحَبّة واحدةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الحلْقة مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، والجمعُ خِرَصةٌ، والخُرْصة لُغَةٌ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَظَ النِّساءَ وحثَّهُنَّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَجَعَلَتِ المرأَة تُلْقي الخُرْصَ والخاتمَ. قَالَ شَمِرٌ: الخُرْص الحلْقة الصَّغِيرَةُ مِنَ الحَلْي كَهَيْئَةِ القُرْط وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ الخُرْصان؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَيْهِنَّ لعسٌ مِنْ ظِباء تَبالةٍ، ... مُذَبْذَبة الخُرْصانِ بادٍ نُحُورُها وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما امرأَةٍ جَعَلَتْ فِي أُذُنِها خُرْصاً مِنْ ذَهَبٍ جُعِل فِي أُذُنِها مِثلُه خِرْصاً [خُرْصاً] مِنَ النَّارِ ؛ الخُرص والخِرص، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: حلْقة صَغِيرَةٌ مِنَ الحَلْي وَهِيَ مِنْ حَلْي الأُذُن، قِيلَ: كَانَ هَذَا قَبْلَ النَّسْخِ فإِنه قَدْ ثَبَتَ إِباحةُ الذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ، وَقِيلَ هُوَ خاصٌّ بِمَنْ لَمْ تُؤَدِّ زكاةَ حَلْيِها. والخُرْص: الدِّرْع لأَنها حِلَق مِثْلُ الخُرْص الَّذِي فِي الأُذُن. الأَزهري: وَيُقَالُ لِلدُّرُوعِ خُرْصان وخِرْصان؛

وأَنشد: سَمُّ الصباحِ بِخُرْصانٍ مُسَوَّمةٍ، ... والمَشْرَفِيّة نُهْدِيها بأَيْدِينا قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد بالخُرْصان الدُّروعَ، وتَسْوِيمُها جَعْلُ حِلَق صُفرٍ فِيهَا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: بِخُرْصان مُقَوَّمة جَعَلَهَا رِماحاً. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعاذ: أَن جُرْحه قَدْ بَرأَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلا كالخُرْص أَي فِي قِلّة أَثَرِ مَا بَقِي مِنَ الجُرْح. والخَرِيصُ: شِبْهُ حَوْضٍ وَاسِعٍ يَنْبَثِق فِيهِ الماءُ مِنَ النَّهْرِ ثُمَّ يَعُودُ إِليه والخَرِيصُ مُمْتَلِئ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: والمُشْرِفُ المَصْقُولُ يُسْقَى بِهِ ... أَخْضَرَ مَطْموثاً بِمَاءِ الخَرِيصْ أَي مَلْمُوسًا أَو مَمْزُوجًا؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ عَدِيّ: وَالْمُشْرِفُ المَشْمُول يُسْقَى بِهِ قَالَ: والمُشْرِفُ إِناء كَانُوا يَشْرَبُونَ بِهِ وَكَانَ فِيهِ كَمَاءِ الخَرِيص وَهِيَ السَّحَابُ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: كَمَاءِ الخَرِيص، قَالَ: وَهُوَ الْبَارِدُ فِي رِوَايَتِهِ، وَيُرْوَى المَشْمُول، قَالَ: والمَشْمُول الطَّيّب. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ كَرِيمًا: إِنه لمَشْمُولٌ. والمَطْموثُ: المَمْسوس. وماءٌ خَرِيصٌ مِثْلُ خَصِرٍ أَي باردٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُدامةٌ صِرْفٌ بماءٍ خَرِيص قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: مُدَامَةً صِرْفاً، بِالنَّصْبِ، لأَن صَدْرَهُ: وَالْمُشْرِفُ الْمَشْمُولُ يُسْقَى بِهِ ... مُدامةً صِرْفاً بماءٍ خَرِيص والمُشْرِف: الْمَكَانُ الْعَالِي. والمَشْمولُ: الَّذِي أَصابَتْه الشَّمال، وَهِيَ الرِّيحُ الْبَارِدَةُ، وَقِيلَ: الخَرِيصُ هُوَ الْمَاءُ المُسْتَنْقَعُ فِي أُصول النَّخْلِ أَو الشَّجَرِ، وخَرِيصُ البَحْر: خلِيجٌ مِنْهُ، وَقِيلَ: خَرِيصُ الْبَحْرِ وَالنَّهْرِ ناحيتُهما أَو جانبُهما. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ افْتَرَق النهرُ عَلَى أَربعة وَعِشْرِينَ خَرِيصاً، يَعْنِي نَاحِيَةً مِنْهُ. والخَرِيصُ: جزيرةُ الْبَحْرِ. وَيُقَالُ: خَرِصةٌ وخَرِصاتٌ إِذا أَصابها بردٌ وَجُوعٌ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: إِذا مَا غَدَتْ مَقْرُورةً خَرِصاتِ والخَرَصُ: جُوعٌ مَعَ بَرْد. وَرَجُلٌ خَرِصٌ: جَائِعٌ مَقْرورٌ، وَلَا يُقَالُ لِلْجُوعِ بِلَا بَرْدٍ خَرَصٌ. وَيُقَالُ لِلْبَرْدِ بِلَا جُوعٍ: خَصَرٌ. وخَرِصَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، خَرَصاً فَهُوَ خَرِصٌ وخارِصٌ أَي جَائِعٌ مَقْرُورٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلَبِيدٍ: فأَصْبَحَ طاوِياً خَرِصاً خَميصاً، ... كنَصْلِ السَّيْف حُودِثَ بالصِّقال وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: كنْتُ خَرِصاً أَي فِي جُوعٍ وَبَرْدٍ. والخِرْصُ: الدَّنُّ لُغَةٌ فِي الخِرْسِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. والخَرّاصُ: صاحبُ الدِّنان، وَالسِّينُ لُغَةٌ. والأَخْراص: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ الهذلي: لِمَنِ الدِّيارُ بِعَلْيَ فالأَخْراصِ، ... فالسُّودَتَين فمجْمَعِ الأَبواصِ وَيُرْوَى الأَحراص، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.

والخُرْصُ والخِرْصُ: عوَيْدٌ مُحَدَّدُ الرأْس يُغْرَزُ فِي عَقْد السِّقاء؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا يَمْلِكُ فُلَانٌ خُرْصاً وَلَا خِرْصاً أَي شَيْئًا. التَّهْذِيبُ: الخُرص الْعُودُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومِزَاجُها صَهْباء، فتَّ خِتامها ... فَرْدٌ مِنَ الخُرْصِ القِطَاطِ المُثْقب وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: يَمْشِي بَيْنَنا حانوتُ خَمْرٍ ... مِنَ الخُرْصِ الصَّراصِرةِ القِطَاطِ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ الخُرص أَسقِية مُبرِّدة تُبرِّد الشَّرَابَ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رأَيت مَا كَتَبْتُه فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، فأَما قَوْلُهُ الخُرْص عُود فَلَا مَعْنَى لَهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ الخُرْص أَسْقية مُبَرِّدَةٌ، قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي فِي الْبَيْتِ الخُرْس القِطَاط، وَمِنَ الْخُرْسِ الصَّراصِرة، بِالسِّينِ، وَهُمْ خَدَمٌ عُجْم لَا يُفْصِحون فَلِذَلِكَ جَعَلَهُمْ خُرْساً، وَقَوْلُهُ يَمْشِي بَيْنَنَا حانوتُ خَمْرٍ، يُرِيدُ صاحبَ حَانُوتِ خَمْرٍ فَاخْتَصَرَ الْكَلَامَ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ يَخْتَرِصُ أَي يَجْعل فِي الخِرْصِ مَا يُريد وَهُوَ الجِرَابُ ويَكْتَرِصُ أَي يَجْمع ويَقْلِدُ. خربص: الخَرْبَصِيصُ: القُرْط. وَمَا عَلَيْهَا خَرْبَصِيصةٌ أَي شَيْءٌ مِنَ الحَلْي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَحَلَّى ذَهَبًا أَو حَلَّى ولَدَه مِثْلَ خَرْبَصِيصةٍ ، قَالَ: هِيَ الهَنَة الَّتِي تُتَراءى فِي الرَّمْل لَهَا بَصيصٌ كأَنها عينُ جَرَادَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن نَعِيم الدُّنيا أَقلُّ وأَصْغرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَرْبَصِيصةٍ ، وَقِيلَ: حَرْبَصِيصة ، بِالْحَاءِ. وَمَا فِي السَّمَاءِ خَرْبَصِيصة أَي شَيْءٌ مِنَ السَّحَابِ، وَكَذَلِكَ مَا فِي الْوِعَاءِ وَالسِّقَاءِ والبئرِ خَرْبَصِيصة أَي شَيْءٌ، وَمَا أَعطاه خَرْبَصِيصة، كُلُّ ذَلِكَ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ. والخَرْبَصِيصة: هَنَةٌ تَبِصُّ فِي الرَّمْل كأَنها عينُ الْجَرَادَةِ، وَقِيلَ: هِيَ نَبْتٌ لَهُ حبٌّ يُتَّخذُ مِنْهُ طعامٌ فَيُؤْكَلُ، وَجَمْعُهُ خَرْبَصِيص. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ امرأَة خَرْبَصةٌ شَابَّةٌ ذاتُ تَرَارةٍ، وَالْجَمْعُ خَرابِصُ. والخَرْبَصِيصُ: الجملُ الصَّغِيرُ الْجِسْمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ أَقْطَعُ الخَرْقَ البَعِيد بَينُه ... بِخَرْبَصِيصٍ مَا تَنامُ عَيْنُه وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الخَرْبَصِيصة، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، الأُنثى مِنْ بَنَاتِ وَرْدانَ. والخَرْبَصِيصةُ: خَرزة. خرمص: المُخْرَنْمِصُ: الساكتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَثَعْلَبٍ، كالمُخْرَنْمِس، وَالسِّينُ أَعلى. الْفَرَّاءُ: اخْرَمَّس واخْرَمَّص سكتَ. خصص: خَصَّهُ بِالشَّيْءِ يخُصّه خَصّاً وخُصوصاً وخَصُوصِيّةً وخُصُوصِيّةً، وَالْفَتْحُ أَفصح، وخِصِّيصَى وخصّصَه واخْتصّه: أَفْرَدَه بِهِ دُونَ غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: اخْتصّ فلانٌ بالأَمر وتخصّصَ لَهُ إِذا انْفَرَدَ، وخَصّ غيرَه واخْتصّه بِبِرِّهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُخِصٌّ بِفُلَانٍ أَي خَاصٌّ بِهِ وَلَهُ بِهِ خِصِّيّة؛ فأَما قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: إِنّ امْرَأً خَصّني عَمْداً مَوَدَّتَه، ... عَلَى التَّنائي، لَعِنْدِي غيرُ مَكْفُور فإِنه أَراد خَصَّني بِمَوَدَّتِهِ فَحَذَفَ الْحَرْفَ وأَوصَل الفعلَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ خَصَّني لِمَودّته إِيّايَ فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ: وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريمِ ادّخارَه

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما وجّهْناه عَلَى هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ لأَنا لَمْ نَسْمَعْ فِي الْكَلَامِ خَصَصْته مُتَعَدِّيَةٌ إِلى مَفْعُولَيْنِ، وَالِاسْمُ الخَصُوصِيّة والخُصُوصِيّة والخِصِّيّة وَالْخَاصَّةُ والخِصِّيصَى، وَهِيَ تُمَدُّ وتُقْصر؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلا المِكِّيثَى. وَيُقَالُ: خاصٌّ بَيَّنُ الخُصُوصِيّة، وَفَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ خِصِّيّةً وَخَاصَّةً وخَصُوصيّة وخُصُوصيّة. والخاصّةُ: خلافُ الْعَامَّةِ. وَالْخَاصَّةُ: مَنْ تخُصّه لِنَفْسِكَ. التَّهْذِيبُ: وَالْخَاصَّةُ الَّذِي اخْتَصَصْته لِنَفْسِكَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: خُوَيْصّة. وَفِي الْحَدِيثِ: بادِروا بالأَعمال سِتّاً الدَّجَّالَ وَكَذَا وَكَذَا وخُوَيصّةَ أَحدِكم، يَعْنِي حادثةَ الموتِ الَّتِي تَخُصُّ كلَّ إِنسان، وَهِيَ تَصْغِيرُ خَاصَّةٍ وصُغِّرَت لِاحْتِقَارِهَا فِي جَنْب مَا بَعْدَهَا مِنَ البَعْث والعَرْض والحِساب، أَي بادِرُوا المَوت واجتهدُوا فِي الْعَمَلِ، وَمَعْنَى المُبادرة بالأَعمال الانْكِماشُ فِي الأَعمال الصَّالِحَةِ والاهتمامُ بِهَا قَبْلَ وُقُوعِهَا، وَفِي تأْنيث السِّتِّ إِشارةٌ إِلى أَنها مَصَائِبُ. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ: وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الَّذِي يُخْتَصُّ بخِدْمتِك وَصَغَّرَتْهُ لصِغَره يَوْمَئِذٍ. وَسُمِعَ ثَعْلَبٌ يَقُولُ: إِذا ذُكر الصَّالِحُونَ فبِخاصّةٍ أَبو بَكْرٍ، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرافُ فبِخاصّةٍ عليٌّ. والخُصَّانُ والخِصَّانُ: كالخاصَّةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنما يَفْعَلُ هَذَا خُصّان النَّاسِ أَي خواصُّ مِنْهُمْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي قِلابة الْهُذَلِيِّ: وَالْقَوْمُ أَعْلَمُ هَلْ أَرْمِي وراءَهُم، ... إِذ لَا يُقاتِل مِنْهُمْ غيرُ خُصّانِ والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ. وخَصَّه بِكَذَا: أَعْطاه شَيْئًا كَثِيرًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والخَصَاصُ: شِبْهُ كَوّةٍ فِي قُبَّةٍ أَو نَحْوِهَا إِذا كَانَ وَاسِعًا قدرَ الوَجْه: وإِنْ خَصَاصُ لَيْلِهِنّ اسْتَدّا، ... رَكِبْنَ مِنْ ظَلْمائِه مَا اشْتَدّا شَبَّهَ القمرَ بالخَصاص الضيّقِ، أَي اسْتَتَر بِالْغَمَامِ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الخَصَاصَ لِلْوَاسِعِ وَالضَّيِّقِ حَتَّى قَالُوا لِخُروق المِصْفاة والمُنْخُلِ خَصَاصٌ. وخَصَاصُ المُنْخُل وَالْبَابِ والبُرْقُع وغيرِه: خَلَلُه، وَاحِدَتُهُ خَصَاصة؛ وَكَذَلِكَ كلُّ خَلَلٍ وخَرْق يَكُونُ فِي السَّحَابِ، ويُجْمع خَصاصَاتٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُل وَرُبَّمَا سُمِّيَ الغيمُ نفسُه خَصاصةً. وَيُقَالُ لِلْقَمَرِ: بَدَا مِنْ خَصاصَةِ الْغَيْمِ. والخَصَاصُ: الفُرَجُ بَيْنَ الأَثافِيّ والأَصابع؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَشعري الجُعْفِيِّ: إِلَّا رَواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصَاصَةٌ، ... سُفْع المَناكِب، كُلُّهُنَّ قَدِ اصْطَلى والخَصَاصُ أَيضاً: الفُرَج الَّتِي بَيْنَ قُذَذِ السَّهْمِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والخَصَاصةُ والخَصَاصاءُ والخَصَاصُ: الفقرُ وسوءُ الْحَالِ والخَلّة وَالْحَاجَةُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ: إِليه مَوارِدُ أَهل الخَصَاص، ... ومنْ عِنْده الصَّدَرُ المُبْجِل وَفِي حَدِيثِ فَضَالَةَ: كَانَ يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم فِي الصَّلَاةِ مِنَ الخَصَاصة أَي الْجُوعِ، وأَصلُها الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ إِلى الشَّيْءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ؛ وأَصل ذَلِكَ فِي الفُرْجة أَو الخَلّة لأَن الشَّيْءَ إِذا انْفرج وَهَى

واخْتَلّ. وذَوُو الخَصَاصة: ذَوُو الخَلّة وَالْفَقْرِ. والخَصَاصةُ: الخَلَل والثَّقْبُ الصَّغِيرُ. وصدَرَت الإِبل وَبِهَا خَصاصةٌ إِذا لَمْ تَرْوَ، وصدَرت بِعَطَشِهَا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَشْبَع مِنَ الطَّعَامِ، وكلُّ ذَلِكَ مِنْ مَعْنَى الخَصَاصة الَّتِي هِيَ الفُرْجة والخَلَّة. والخُصَاصةُ مِنَ الكَرْم: الغُصْن إِذا لَمْ يَرْوَ وَخَرَجَ مِنْهُ الْحَبُّ مُتَفَرِّقًا ضَعِيفًا. والخُصَاصةُ: مَا يَبْقَى فِي الْكَرْمِ بَعْدَ قِطافه العُنَيْقِيدُ الصغيرُ هاهنا وآخر هاهنا، وَالْجَمْعُ الخُصَاصُ، وَهُوَ النَّبْذ الْقَلِيلُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ لَهُ مِنْ عُذوق النَّخْلِ الشِّمِلُّ والشَّمالِيلُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الخَصَاصة، وَالْجَمْعُ خَصَاصٌ، كِلَاهُمَا بِالْفَتْحِ. وشهرٌ خِصٌّ أَي نَاقِصٌ. والخُصُّ: بَيْتٌ مِنْ شَجَرٍ أَو قَصَبٍ، وَقِيلَ: الخُصّ الْبَيْتُ الَّذِي يُسَقَّفُ عَلَيْهِ بِخَشَبَةٍ عَلَى هَيْئَةِ الأَزَجِ، وَالْجَمْعُ أَخْصَاصٌ وخِصَاص، وَقِيلَ فِي جَمْعِهِ خُصُوص، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُرَى مَا فِيهِ مِنْ خَصاصةٍ أَي فُرْجةٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: سُمِّيَ خُصّاً لِمَا فِيهِ مِنَ الخَصَاصِ، وَهِيَ التَّفارِيجُ الضَّيِّقَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً أَتى بَابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَلْقَمَ عَينَه خَصَاصةَ الْبَابَ أَي فُرجَتَه. وحانوتُ الخَمّارِ يُسمى خُصّاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بِسَبِيئةٍ ... مِنَ الخُصِّ، حَتَّى أَنزَلوها عَلَى يُسْرِ الْجَوْهَرِيُّ: والخُصُّ الْبَيْتُ مِنَ الْقَصَبِ؛ قَالَ الْفَزَارِيُّ: الخُصُّ فِيهِ تَقَرُّ أَعْيُنُنا ... خَيرٌ مِنَ الآجُرِّ والكَمَدِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ يُصْلِح خُصّاً لَهُ. خلص: خَلَص الشَّيْءُ، بِالْفَتْحِ، يَخْلُص خُلُوصاً وخَلاصاً إِذا كَانَ قَدْ نَشِبَ ثُمَّ نَجا وسَلِم. وأَخْلَصه وخَلَّصه وأَخْلَص لِلَّهِ دِينَه: أَمْحَضَه. وأَخْلَصَ الشيءَ: اخْتَارَهُ، وَقُرِئَ: إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ* المُخْلِصين، والْمُخْلَصِينَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي بالمُخْلِصين الَّذِينَ أَخْلَصوا الْعِبَادَةَ لِلَّهِ تَعَالَى، وبالمُخْلَصِين الَّذِينَ أَخْلَصهم اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. الزَّجَّاجُ: وَقَوْلُهُ: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً ، وَقُرِئَ مُخْلِصاً ، والمُخْلَص: الَّذِي أَخْلَصه اللهُ جَعَلَهُ مُختاراً خَالِصًا مِنَ الدَّنَسِ، والمُخْلِص: الَّذِي وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى خَالِصًا وَلِذَلِكَ قِيلَ لِسُورَةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، سُورَةُ الإِخلاص؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها خَالِصَةٌ فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، أَو لأَن اللَّافِظَ بِهَا قَدْ أَخْلَصَ التوحيدَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَلِمَةُ الإِخلاص كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ ، وَقُرِئَ المُخْلِصين ، فالمُخْلَصُون المُخْتارون، والمُخْلِصون المُوَحِّدُون. وَالتَّخْلِيصُ: التَّنْجِيَة مِنْ كُلِّ مَنْشَبٍ، تَقُولُ: خَلَّصْته مِنْ كَذَا تَخْلِيصاً أَي نَجَّيْته تَنْجِيَة فَتَخَلَّصَ، وتَخلّصَه تخَلُّصاً كَمَا يُتخلّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَس. والإِخْلاصُ فِي الطَّاعَةِ: تَرْكُ الرِّياءِ، وَقَدْ أَخْلَصْت لِلَّهِ الدِّينَ. واسْتَخْلَصَ الشَّيْءَ: كأَخْلَصَه. والخالِصةُ: الإِخْلاصُ. وخَلَص إِليه الشيءُ: وَصَلَ. وخَلَصَ الشيءُ، بِالْفَتْحِ، يَخْلُصُ خُلوصاً أَي صَارَ خالِصاً. وخَلَصَ الشَّيْءُ خَلاصاً، والخَلاصُ يَكُونُ مَصْدَرًا لِلشَّيْءِ الخالِص. وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: فَلَمَّا خَلَصْت بمُسْتَوىً مِنَ الأَرض أَي وَصَلْتُ وبلَغْت. يُقَالُ: خَلَصَ فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ

أَي وَصَلَ إِليه، وخَلَصَ إِذا سَلِم ونَجا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ هِرَقْلَ: إِني أَخْلُص إِليه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَضَى فِي حُكُومَةٍ بالخَلاصِ أَي الرجوعِ بالثَّمن عَلَى الْبَائِعِ إِذا كَانَتِ العينُ مُسْتَحِقَّةً وَقَدْ قَبَضَ ثمَنَها أَي قَضَى بِمَا يُتَخَلّص بِهِ مِنَ الْخُصُومَةِ. وخلَص فلانٌ إِلى فُلَانٍ أَي وَصَل إِليه. وَيُقَالُ: هَذَا الشَّيْءُ خالِصةٌ لَكَ أَي خالِصٌ لَكَ خَاصَّةً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقالُوا مَا فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ؛ أَنَّثَ الخالصةَ لأَنه جَعَلَ مَعْنَى مَا التأْنيثَ لأَنها فِي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ كأَنهم قَالُوا: جماعةُ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنعامِ خالصةٌ لِذُكُورِنَا. وَقَوْلُهُ: وَمُحَرَّمٌ، مَرْدُودٌ عَلَى لَفْظِ مَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَنَّثَه لتأْنيث الأَنْعامِ، وَالَّذِي فِي بُطُونِ الأَنعام لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ بَعْضِ الشَّيْءِ لأَن قَوْلَكَ سقَطَتْ بعضُ أَصابِعه، بَعْضُ الأَصابِع أُصبعٌ، وَهِيَ وَاحِدَةٌ مِنْهَا، وَمَا فِي بَطْنِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الأَنعام هُوَ غَيْرُهَا، وَمَنْ قَالَ يَجُوزُ عَلَى أَن الْجُمْلَةَ أَنعام فكأَنه قَالَ وَقَالُوا: الأَنعامُ الَّتِي فِي بُطُونِ الأَنعام خالصةٌ لِذُكُورِنَا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقولُ الأَول أَبْيَنُ لِقَوْلِهِ وَمُحَرَّمٌ، لأَنه دَلِيلٌ عَلَى الحَمْلِ عَلَى الْمَعْنَى فِي مَا، وقرأَ بَعْضُهُمْ خَالِصَةً لِذُكُورِنَا يَعْنِي مَا خلَص حَيّاً، وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ ، قُرئَ خالصةٌ وخالِصَةٌ، الْمَعْنَى أَنها حَلال لِلْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ يَشْرَكُهم فِيهَا الْكَافِرُونَ، فإِذا كَانَ يومُ الْقِيَامَةِ خَلَصت لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَشْرَكُهم فِيهَا كَافِرٌ، وأَما إِعْراب خالصةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهُوَ عَلَى أَنه خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ كَمَا تَقُولُ زيدٌ عاقلٌ لبيبٌ، الْمَعْنَى قُلْ هِيَ ثابتةٌ لِلَّذِينِ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي تأْويل الْحَالِ، كأَنك قُلْتَ قُلْ هِيَ ثَابِتَةٌ مُسْتَقِرَّةٌ فِي الحياة الدنيا خالصةٌ يوم الْقِيَامَةِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ؛ يُقْرَأُ بخالصةِ ذِكْرى الدَّارِ عَلَى إِضافة خَالِصَةٍ إِلى ذِكْرى، فَمَنْ قرأَ بِالتَّنْوِينِ جَعَلَ ذِكْرى الدَّارِ بَدَلًا مِنْ خَالِصَةٍ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى إِنا أَخْلَصْناهم بِذِكْرَى الدار، ومعنى الدار هاهنا دارُ الْآخِرَةِ، وَمَعْنَى أَخلصناهم جَعَلْنَاهُمْ لَهَا خَالِصِينَ بأَن جَعَلْنَاهُمْ يُذَكِّرون بِدَارِ الْآخِرَةِ ويُزَهِّدون فِيهَا الدُّنْيا، وَذَلِكَ شأْن الأَنبياء، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يُكْثِرُون ذِكْرَ الْآخِرَةِ والرُّجوعِ إِلى اللَّهِ، وأَما قَوْلُهُ خَلَصُوا نَجِيًّا فَمَعْنَاهُ تَميّزوا عَنِ النَّاسِ يَتَناجَوْن فِيمَا أَهَمَّهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَر يومَ الخلاصِ فَقَالُوا: وَمَا يومُ الخَلاصِ؟ قَالَ: يَوْمَ يَخْرج إِلى الدَّجَّالِ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ كلُّ مُنافِقٍ ومُنافقة فيتميَّز الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ ويَخْلُص بعضُهم مِنْ بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَلْيَخْلُصْ هُوَ وولدُه أَي ليتميّزْ مِنَ النَّاسِ. وخالَصَهُ فِي العِشْرة أَي صَافَاهُ. وأَخْلَصَه النَّصِيحةَ والحُبَّ وأَخْلَصه لَهُ وَهُمْ يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بعضُهم بَعضاً. والخالصُ مِنَ الأَلوان: مَا صَفا ونَصَعَ أَيَّ لَوْنٍ كَانَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخِلاصُ والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخُلُوصُ: رُبٌّ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ. والخِلاصةُ والخُلاصةُ والخِلاصُ: التمرُ والسويقُ يُلْقى فِي السَّمْن، وأَخْلَصَه: فَعَل بِهِ ذَلِكَ. والخِلاصُ: مَا خَلَصَ مِنَ السَّمْن إِذا طُبِخَ. والخِلاصُ والإِخْلاصُ والإِخْلاصةُ: الزُّبْدُ إِذا خَلَصَ مِنَ الثُّفْل. والخُلوصُ: الثُّفْلُ الَّذِي يَكُونُ أَسفل اللبَنِ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لصاحبةِ السَّمْنِ: أَخْلِصي لَنَا، لَمْ يُفَسِّرْهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ الخِلاصة والخُلاصة أَو الخِلاصُ. غَيْرُهُ: وخِلاصةُ وخُلاصةُ السَّمْنِ مَا خَلَصَ مِنْهُ لأَنهم إِذا طَبَخُوا الزُّبدَ ليتَّخذوه سَمْناً طرَحُوا فِيهِ شَيْئًا

مِنْ سويقٍ وتمرٍ أَو أَبْعارِ غِزْلانٍ، فإِذا جادَ وخلَصَ مِنَ الثُّفْل فَذَلِكَ السمنُ هُوَ الخِلاصة والخُلاصة والخِلاص أَيضاً، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَهُوَ الإِثْر، والثُّفْلُ الَّذِي يَبْقى أَسفلَ هُوَ الخُلوصُ والقِلْدَةُ والقِشْدَةُ والكُدادةُ، وَالْمَصْدَرُ مِنْهُ الإِخْلاصُ، وَقَدْ أَخْلَصْت السَّمْنَ. أَبو زَيْدٍ: الزُّبْدُ حِينَ يُجْعَلُ فِي البُرْمةِ لِيُطبخ سَمْنًا فَهُوَ الإِذْوابُ والإِذْوابةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللبنُ مِنَ الثُّفْل فَذَلِكَ اللَّبَنُ الإِثْرُ والإِخْلاصُ، والثُّفْلُ الَّذِي يَكُونُ أَسفلَ هُوَ الخُلوصُ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِمَا يُخْلَصُ بِهِ السمنُ فِي البُرْمة مِنَ اللَّبَنِ وَالْمَاءِ والثُّفْل: الخِلاصُ، وَذَلِكَ إِذا ارْتَجَنَ واخْتَلَط اللبَنُ بالزُّبْدِ فيُؤْخذُ تمرٌ أَو دقيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَح فِيهِ ليَخْلُصَ السمنُ مِنْ بَقيّة اللَّبَنِ الْمُخْتَلِطِ بِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي يَخْلُص هُوَ الخِلاص، بِكَسْرِ الْخَاءِ، وأَما الخِلاصة والخُلاصة فَهُوَ مَا بَقِيَ فِي أَسفل البُرْمة مِنَ الخِلاص وغيرِه مِنْ ثُفْلٍ أَو لبَنٍ وغيرِه. أَبو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ خِلاصُ اللَّبنِ أَي مِنْهُ يُسْتَخْلَصُ أَي يُسْتَخْرَج؛ حَدّث الأَصمعي قَالَ: مَرَّ الْفَرَزْدَقُ بِرَجُلٍ مِنْ بَاهِلَةَ يُقَالُ لَهُ حُمامٌ وَمَعَهُ نِحْيٌ مِنْ سَمْنٍ، فَقَالَ له الفرزدق: أَتَشْتري أَغْراضَ الناسِ قَيْسٍ مِنِّي بِهَذَا النِّحْي؟ فَقَالَ: أَللهِ عَلَيْكَ لتَفْعَلَنّ إِن فَعَلْتُ، فَقَالَ: أَللهِ لأَفْعَلَنَّ، فأَلْقى النِّحْيَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَخَرَجَ يَعْدُو فأَخذه الْفَرَزْدَقُ وَقَالَ: لَعَمْرِي لَنِعْمَ النِّحْيُ كانَ لِقَوْمِه، ... عَشِيّةَ غِبّ البَيْعِ، نِحْيُ حُمامِ مِنَ السَّمْنِ رِبْعيٌّ يَكُونُ خِلاصُه، ... بأبْعارِ آرامٍ وعُودِ بَشَامِ فأَصْبَحْتُ عَنْ أَعْراض قَيْس كمُحرِمٍ، ... أَهَلَّ بِحَجٍّ فِي أَصَمَّ حَرامِ الْفَرَّاءُ: أَخْلَصَ الرجلُ إِذا أَخذ الخِلاصةَ والخُلاصة، وخَلَّصَ إِذا أَعطى الخَلاص، وَهُوَ مِثْل الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ: أَنه قَضَى فِي قَوْس كسَرَها رَجُلٌ بالخَلاصِ أَي بِمِثْلِهَا. والخِلاص، بِالْكَسْرِ: مَا أَخْلَصَته النارُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ الخِلاصة والخُلاصة؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ: أَنه كاتَبَ أَهلَه عَلَى كَذَا وَكَذَا وَعَلَى أَربعين أُوقِيَّةَ خِلاص. والخِلاصة والخُلاصة: كالخِلاص، قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. واسْتَخْلَصَ الرجلَ إِذا اخْتَصّه بدُخْلُلِه، وَهُوَ خالِصَتي وخُلْصاني. وَفُلَانٌ خِلْصي كَمَا تَقُولُ خِدْني وخُلْصاني أَي خالِصَتي إِذا خَلَصَت مَوَدّتُهما، وَهُمْ خُلْصاني، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمَاعَةُ. وَتَقُولُ: هَؤُلَاءِ خُلْصاني وخُلَصائي، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخْلَصَ العظمُ كثُرَ مُخُّه، وأَخْلَصَ البعيرُ سَمِن، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ قَالَ: وأَرْهَقَت عِظامُه وأَخْلَصا والخَلَصُ: شجرٌ طيّبُ الرِّيحِ لَهُ وَرْدٌ كوَرد المَرْوِ طيّبٌ زكيٌّ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابي أَن الخَلَص شَجَرٌ يُنْبِتُ نَبَاتَ الكَرْم يَتَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ فيعْلق، وَلَهُ وَرَقٌ أَغبر رِقاقٌ مُدَوَّرةٌ واسعةٌ، وَلَهُ وَرْدةٌ كوَرْدة المَرْوِ، وأُصولهُ مُشْرَبةٌ، وَهُوَ طيّبُ الرِّيحِ، وَلَهُ حَبٌّ كَحَبِّ عِنَبِ الثَّعْلبِ يَجْتَمِعُ الثلاثُ والأَربعُ مَعًا، وَهُوَ أَحمر كغَرز الْعَقِيقِ لَا يُؤْكَلُ وَلَكِنَّهُ يُرْعَى؛ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: بِخالِصةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

الأَصمعي: هُوَ لِباس يلبَسُه أَهل الشَّامِ وَهُوَ ثَوْبٌ مُجَمَّل أَخْضرُ المَنْكِبين وسائرُه أَبْيَضُ والأَردانُ أَكمامُه. وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ أَبيضَ: خالِصٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ خالِص الْمَاءِ وَمَا قَدْ طَحْلَبا يُرِيدُ خَلَص مِنَ الطُّحْلُب فابْيَضَّ. اللَّيْثُ: بَعِيرٌ مُخْلِصٌ إِذا كَانَ قَصِيداً سَميناً؛ وأَنشد: مُخْلِصة الأَنْقاءِ أَو رَعُوما والخالصُ: الأَبْيَضُ مِنَ الأَلوان. ثَوْبٌ خالصٌ: أَبْيَضُ. وماءٌ خَالِصٌ: أَبيض. وإِذا تَشَظَّى العظامُ فِي اللَّحْمِ، فَذَلِكَ الخَلَصُ. قَالَ: وَذَلِكَ فِي قَصَب الْعِظَامِ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ. يُقَالُ: خَلِصَ العظمُ يَخْلَصُ خَلَصاً إِذا بَرَأَ وَفِي خَلَلِه شيءٌ مِنَ اللَّحْمِ. والخَلْصاءُ: ماءٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ مَوْضِعٌ، وَقِيلَ مَوْضِعٌ فِيهِ عَيْنُ مَاءٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَر الخَلْصاءِ أَعْيُنَها، ... وهُنَّ أَحْسَنُ مِنْ صِيرانِها صِوَرَا وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالدَّهْنَاءِ مَعْرُوفٌ. وَذُو الخَلَصة: مَوْضِعٌ يُقَالُ إِنه بَيْتٌ لِخَثْعَم كَانَ يُدْعَى كَعْبةَ اليَمامةِ وَكَانَ فِيهِ صنمٌ يُدْعى الخَلَصةَ فَهُدِم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصة ؛ هُوَ بيتٌ كَانَ فِيهِ صَنَمٌ لدَوْسٍ وخَثْعَم وبَجِيلةَ وغيرِهم، وَقِيلَ: ذُو الخَلَصة الكعبةُ اليمانيَّةُ الَّتِي كَانَتْ بِالْيَمَنِ فأَنْفَذَ إِليها رَسُولُ اللَّهِ، صلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ يُخَرِّبُها، وَقِيلَ: ذُو الخَلَصة الصَّنَمُ نَفْسِهِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ نَظَرٌ «2» لأَن ذُو لَا تُضاف إِلَّا إِلى أَسماء الأَجناس، وَالْمَعْنَى أَنهم يَرْتَدُّون ويعُودون إِلى جَاهِلِيَّتِهِمْ فِي عِبَادَةِ الأَوثان فَتَسْعَى نساءُ بَنِي دَوْسٍ طائفاتٍ حَوْلَ ذِي الخَلَصة فتَرْتَجُّ أَعجازُهن. وخالصةُ: اسْمُ امرأَة، والله أَعلم. خلبص: الخَلْبصَةُ: الفِرارُ، وَقَدْ خَلْبَصَ الرجلُ؛ قَالَ عُبَيْدٌ المُرّي: لَمَّا رَآنِي بالبِرازِ حَصْحَصا ... فِي الأَرض مِنِّي هرَباً، وخَلْبَصا وكادَ يَقْضي فَرَقاً وخَبَّصا، ... وغادَرَ العَرْماءَ فِي بَيْتٍ وَصَى «3» وَالتَّخْبِيصُ: الرُّعْب. والعَرْماءُ: الغُمَّة. رأَيت فِي نُسْخَةٍ مِنْ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ مَا صورتُه كَذَا فِي أَصل ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: وخَبّصا، بِالتَّشْدِيدِ، والتَّخْبِيصُ عَلَى تَفْعِيلٍ، قَالَ: ورأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ زَيْدانَ: وخَبَصا، بِتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَبَعْدَهُ والخَبَص الرُّعْب عَلَى وَزْنِ فَعَل، قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ لَمْ يَذْكُرْهُ الجوهري. خمص: الخَمْصانُ والخُمْصانُ: الجائعُ الضامرُ البطنِ، والأُنثى خَمْصانةٌ وخُمْصانةٌ، وجَمْعُها خِمَاصٌ، وَلَمْ يَجْمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وإِن دخلَت الهاءُ فِي مُؤَنَّثِهِ، حَمْلًا لَهُ عَلَى فَعْلان الَّذِي أُنثاه فَعْلى لأَنه مِثْلُهُ فِي العِدّة وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ؛ وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: امرأَة خَمْصى وأَنشد للأَصم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِبْعِيٍّ الدُّبَيْري:

_ (2). قوله [وفيه نظر] أَي في قول من زعم أنه بَيْتٌ كَانَ فِيهِ صَنَمٌ يسمى الخلصة لأَن ذُو لَا تُضَافُ إلا إلخ، كذا بهامش النهاية. (3). قوله [العرماء في بيت إلخ] كذا بالأَصل. وقوله وصى يقال وصى النَّبْتُ اتَّصَلَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فلعل قوله بيت محرف عن نبت بالنون. وقوله والعرماء الغمة، في القاموس: العرماء الحية الرقشاء.

مَا لِلّذي تُصْبي عجوزٌ لَا صَبا، ... سَريعةُ السُّخْطِ بَطِيئةُ الرِّضا مُبِينةُ الخُسْرانِ حينَ تُجْتَلى، ... كأَن فَاهَا مِيلغٌ فِيهِ خُصى، لكنْ فَتاةٌ طفْلة خَمْصى الحَشا، ... عَزِيزةٌ تَنام نَوْماتِ الضُّحى مثلُ المَهاةِ خَذَلَت عَنِ المَها والخَمَصُ: خَماصةُ الْبَطْنِ، وَهُوَ دِقّةُ خِلْقتِه. وَرَجُلٌ خُمْصان وخَمِيصُ الحَشا أَي ضَامِرُ الْبَطْنِ. وَقَدْ خَمِصَ بطنُه يَخْمَصُ وخَمُصَ وخَمِصَ خَمْصاً وخَمَصاً وخَماصة. والخَميص: كالخُمْصانِ، والأُنثى خَميصة. وامرأَة خَمِيصةُ الْبَطْنِ: خُمْصانةٌ، وهُنّ خُمْصاناتٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: رأَيت بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ خَمْصاً شَدِيدًا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَالطَّيْرِ تَغْدُو خِمَاصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي تَغْدو بُكْرةً وَهِيَ جِيَاعٌ وَتَرُوحُ عِشاءً وَهِيَ مُمْتَلِئةُ الأَجوافِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: خِمَاصُ البُطونِ خِفاف الظُّهُورِ أَي أَنهم أَعِفَّةٌ عَنْ أَموال النَّاسِ، فَهُمْ ضَامِرُو الْبُطُونِ مِنْ أَكلها خِفافُ الظهورِ مِنْ ثِقلِ وِزْرِها. والمِخْماصُ: كالخَمِيص؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ، ... تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ والخَمْصُ والخَمَصُ والمَخْمَصَة: الْجُوعُ، وَهُوَ خَلاء الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ جُوْعًا. والمَخْمَصة: المَجاعةُ، وهي مصدرٌ مثل المَغْضَبَةِ والمَعْتَبةِ، وَقَدْ خَمَصه الجوعُ خَمْصاً ومَخْمَصةً. والخَمْصةُ: الجَوْعة. يُقال: لَيْسَ البِطْنةُ خَيْرًا مِنْ خَمْصةٍ تَتْبَعُهَا. وَفُلَانٌ خَمِيصُ البطنِ عَنْ أَموال النَّاسِ أَي عَفِيفٌ عَنْهَا. ابْنُ بَرِّيٍّ: والمَخامِيصُ خُمُصُ البطونِ لأَن كثرةَ الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ. والأَخْمَصُ: باطنُ القَدَم وَمَا رَقَّ مِنْ أَسْفلها وَتَجَافَى عَنِ الأَرض، وَقِيلَ: الأَخْمَصُ خَصْرُ الْقَدَمِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فِي الْحَدِيثِ كَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خُمْصانَ الأَخْمَصَين ، فَقَالَ: إِذا كَانَ خَمَصُ الأَخْمَصِ بِقَدْرٍ لَمْ يرتفِع جِدًّا وَلَمْ يستوِ أَسْفلُ القدمِ جِدّاً فَهُوَ أَحسنُ مَا يَكُونُ، فإِذا اسْتَوَى أَو ارْتَفَعَ جِدًّا فَهُوَ ذَمٌّ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَن أَخْمَصَه مُعْتدل الخَمَصِ. الأَزهري: الأَخْمَصُ مِنَ الْقَدَمِ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا يَلْصَقُ بالأَرض مِنْهَا عِنْدَ الوطءِ. والخُمْصانُ: المبالِغُ مِنْهُ، أَي أَن ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مِنْ أَسْفلِ قدَمِه شديدُ التَّجَافِي عَنِ الأَرض. الصِّحَاحُ: الأَخْمَصُ مَا دَخَلَ مِنْ بَاطِنِ الْقَدَمِ فَلَمْ يُصِب الأَرض. والتَّخامُصُ: التَّجَافِي عَنِ الشَّيْءِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَخامَصُ عَنْ بَرْدِ الوِشاحِ، إِذا مَشَتْ، ... تَخامُصَ جَافِي الخيلِ فِي الأَمْعَزِ الوَجِي وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: تَخامَصْ للرجُلِ عَنْ حَقِّه وتَجافَ لَهُ عَنْ حَقِّه أَي أَعْطِه. وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه عِنْدَ وَقْتِ السحَر؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَمَا زِلْتُ حَتَّى صعَّدَتْني حِبالُها ... إِليها، ولَيْلي قَدْ تَخامَصَ آخرُهْ والخَمْصةُ: بَطْنٌ مِنَ الأَرض صغيرٌ لَيّنُ المَوْطِئِ. أَبو زَيْدٍ: والخَمَصُ الجُرْحُ. وخَمَصَ الجُرْحُ

يَخْمُصُ خُموصاً وانْخَمَصَ، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ: ذَهَبَ ورَمُه كحَمَصَ وانْحَمَصَ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَعَدَّهُ فِي الْبَدَلِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا تَكُونُ الْخَاءُ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْحَاءِ وَلَا الْحَاءُ بَدَلًا مِنَ الْخَاءِ، أَلا تَرَى أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمِثَالَيْنِ يَتَصَرَّفُ فِي الْكَلَامِ تصرُّفَ صاحبِه فَلَيْسَتْ لأَحدهما مَزِيَّةٌ مِنَ التصرُّف؟ وَالْعُمُومُ فِي الِاسْتِعْمَالِ يَكُونُ بِهَا أَصلًا لَيْسَتْ لِصَاحِبِهِ. والخَمِيصةُ: بَرْنَكانٌ أَسْوَدُ مُعْلَم مِنَ المِرْعِزَّى والصُّوفِ وَنَحْوِهِ. والخَمِيصةُ: كِسَاءٌ أَسْودُ مُرَبَّع لَهُ عَلَمانِ فإِن لَمْ يَكُنْ مُعْلماً فَلَيْسَ بِخَمِيصَةٍ؛ قَالَ الأَعشى: إِذا جُرِّدَتْ يَوْمًا حَسِبْتَ خَمِيصةً ... عَلَيْهَا، وجِرْيالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصَا أَراد شَعْرَهَا الأَسود، شَبَّهه بالخَمِيصة والخَمِيصةُ سَوْداء، وَشَبَّهَ لونَ بَشَرَتِها بِالذَّهَبِ. والنَّضِيرُ: الذَّهَبُ. والدُّلامِصُ: البَرّاق. وَفِي الْحَدِيثِ: جئتُ إِليه وَعَلَيْهِ خَمِيصة ، تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ ثوبُ خَزٍّ أَو صُوفٍ مُعلَم، وَقِيلَ: لَا تُسَمَّى خَمِيصة إِلا أَن تَكُونَ سَوْداءَ مُعْلَمة، وَكَانَتْ مِنْ لِبَاسِ النَّاسِ قَدِيمًا، وَجَمْعُهَا الخَمائِصُ، وَقِيلَ: الْخَمَائِصُ ثيابٌ مِنْ خَزٍّ ثخانٌ سُودٌ وحُمْر وَلَهَا أَعْلامٌ ثِخانٌ أَيضاً. وخُماصة: اسم موضع «1». خنص: الخِنَّوْصُ: ولَدُ الخِنْزير، وَالْجَمْعُ الخَنانِيصُ؛ قَالَ الأَخطل يُخَاطِبُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ: أَكَلْتَ الدَّجاجَ فأَفْنَيْتَها، ... فَهَلْ فِي الخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ؟ وَيُرْوَى: أَكلت الغَطاطَ، وَهِيَ القطا. خنبص: الخَنْبَصَةُ: اخْتِلَاطُ الأَمْر، وقد تَخَنْبَصَ أَمرُهم. خنتص: الخُنْتُوصُ: مَا سَقَطَ بَيْنَ القَرّاعة والمَرْوَة مِنْ سَقْطِ النَّارِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الخُنْتوصُ الشَّرَرة تَخْرُجُ مِنَ القَدّاحة. خوص: الخَوَصُ: ضِيقُ العينِ وصِغَرُها وغُؤُورُها، رَجُلٌ أَخْوَصُ بَيِّنُ الخَوَص أَي غائرُ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: الخَوَصُ أَن تَكُونَ إِحْدى الْعَيْنَيْنِ أَصغَرَ مِنَ الأُخْرى، وَقِيلَ: هُوَ ضيقُ مَشَقّها خِلْقَةً أَو دَاءً، وَقِيلَ: هو غُؤُورُ العينِ فِي الرأْس، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ خَوِصَ يَخْوَصُ خَوَصاً، وَهُوَ أَخْوَصُ وَهِيَ خَوْصاءُ. ورَكِيّة خَوْصاءُ: غائرةٌ. وبِئْرٌ خَوْصاءُ: بَعِيدةُ القَعْرِ لَا يُرْوِي ماؤُها المالَ؛ وأَنشد: ومَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ خالِ والإِنسان يُخاوِصُ ويَتخاوَصُ فِي نَظَرِهِ. وخاوَصَ الرجلُ وتَخاوَصَ: غَضَّ مِنْ بَصَرِه شَيْئًا، وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِكَ يُحَدِّقُ النَّظَرَ كأَنه يُقَوِّمُ سَهْماً. والتَّخاوُصُ: أَن يُغَمِّضَ بَصَرَهُ عِنْدَ نَظَرِه إِلى عَيْنِ الشَّمْسِ مُتَخاوِصاً؛ وأَنشد: يَوْمًا تَرى حِرْباءَه مُخاوِصا والظَّهِيرةُ الخَوْصاءُ: أَشَدُّ الظهائرِ حَرّاً لَا تَسْتَطِيع أَن تُحِدَّ طَرْفَك إِلا مُتخاوِصاً؛ وأَنشد: حينَ لاحَ الظهيرةُ الخَوْصاءُ

_ (1). بهامش الأصل هنا ما نصه: حاشية لي من غير الأصول، وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العصر بالمخمص ، هو بميم مضمومة وخاء معجمة ثم ميم مفتوحتين، وهو موضع مَعْرُوفٌ.

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كُلُّ مَا حُكِيَ فِي الخَوَصِ صحيحٌ غيرَ ضِيقِ الْعَيْنِ فإِن الْعَرَبَ إِذا أَرادت ضِيقَها جَعَلُوهُ الحَوَص، بِالْحَاءِ. وَرَجُلٌ أَحْوَصُ وامرأَة حَوْصاءُ إِذا كَانَا ضيِّقَي العَينِ، وإِذا أَرادوا غُؤُورَ العينِ فَهُوَ الخَوَص، بِالْخَاءُ مُعْجَمَةً مِنْ فَوْقُ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: خَوِصَت عينُه ودنَّقَت وقَدّحَت إِذا غَارَتْ. النَّضْرُ: الخَوْصاءُ مِنَ الرِّياح الحارّةُ يَكسِرُ الإِنسانُ عينَه مِنْ حَرِّها ويَتَخاوَصُ لَهَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: طَلَعت الجَوْزاءُ وهَبَّت الخَوْصاءُ. وتخاوَصَت النجومُ: صَغُرَت للغُؤُور. والخَوْصاءُ مِنَ الضأْن: السوداءُ إِحدى الْعَيْنَيْنِ البيضاءُ الأُخْرى مَعَ سَائِرِ الْجَسَدِ، وَقَدْ خَوِصَت خَوَصاً واخْواصَّت اخْوِيصاصاً. وَخَوَّصَ رأْسه: وَقَعَ فِيهِ الشَّيْبُ. وخَوّصَه القَتِيرُ: وَقَعَ فِيهِ مِنْهُ شيءٌ بَعْدَ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا اسْتَوَى سوادُ الشَّعْرِ وبياضُه. والخُوصُ: ورَقُ المُقْلِ والنَّخْلِ والنَّارَجيلِ وَمَا شَاكَلَهَا، واحدتُه خُوصة. وَقَدْ أَخْوَصَتِ النخلةُ وأَخْوَصَتِ الخُوصَةُ: بَدَتْ. وأَخْوَصَت الشجرةُ وأَخوص الرِّمْثُ والعَرْفَجُ أَي تَقَطَّر بورَقٍ، وعمَّ بعضُهم بِهِ الشَّجَرَ؛ قَالَتْ غَادِيَةُ الدُّبَيْرِيّة: وَلِيتُه فِي الشَّوْكِ قَدْ تَقَرمَصا، ... عَلَى نواحِي شَجرٍ قَدْ أَخْوَصا وخَوّصَتِ الْفَسِيلَةُ: انْفَتَحَتْ سَعفاتُها. والخَوّاصُ: مُعالجُ الخُوص وبَيّاعُه، والخِياصةُ: عَمَلُهُ. وإِناءٌ مُخَوَّصٌ: فِيهِ عَلَى أَشْكالِ الخُوصِ. والخُوصةُ: مِنَ الجَنْبةِ وَهِيَ مِنْ نَبَاتِ الصَّيْفِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا نَبَتَ عَلَى أَرُومةٍ، وَقِيلَ: إِذا ظهرَ أَخْضَرُ العَرْفجِ عَلَى أَبيَضه فَتِلْكَ الخُوصةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخُوصَةُ مَا نَبَتَ فِي أَصل «1» ... حينَ يُصِيبُه المطرُ، قَالَ: وَلَمْ تُسمَّ خُوصةً للشَّبَه بالخُوصِ كَمَا قَدْ ظَنَّ بعضُ الرُّوَاةِ، لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا قِيلَ ذَلِكَ فِي العَرْفَج؛ وَقَدْ أَخْوَصَ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخاصَ الشجرُ إِخْواصاً كَذَلِكَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا طَريفٌ أَعني أَن يَجِيءَ الفِعْلُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ مُعْتلًّا والمصدرُ صَحِيحًا. وَكُلُّ الشَّجَرِ يُخِيصُ إِلا أَن يَكُونَ شجرَ الشَّوْكِ أَو البَقْل. أَبو عَمْرٍو: أَمْتصَخَ الثُّمامُ، خَرَجَتْ أَماصِيخُهُ، وأَحْجَنَ خَرَجَتْ حُجْنَتُهُ، وكِلاهما خُوص الثُّمامِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ ولانَ عودُه قِيلَ: نُقِبَ عُودُهُ، فإِذا اسودَّ شَيْئًا قِيلَ: قَدْ قَمِلَ، وإِذا ازْدادَ قَلِيلًا قِيلَ: قَدْ ارْقاطَّ، فإِذا زَادَ قَلِيلًا آخَرَ قِيلَ: قَدْ أَدْبى فَهُوَ حينئذٍ يَصْلُحُ أَن يُؤْكَلَ، فإِذا تَمَّتْ خُوصتُه قِيلَ: قَدْ أَخْوصَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَن أَبا عَمْرٍو قَدْ شاهَد العَرْفَجَ والثُّمامَ حِينَ تَحَوّلا مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ وَمَا يَعْرِف العربُ مِنْهُمَا إِلا مَا وصَفَه. ابْنُ عَيَّاشٍ الضَّبِّيُّ: الأَرض المُخَوِّصةُ الَّتِي بِهَا خُوصُ الأَرْطى والأَلاءِ والعَرْفجِ والسَّنْطِ؛ قَالَ: وخُوصةُ الأَلاءِ عَلَى خِلقَةِ آذَانِ الغَنَم، وخُوصةُ العرفجِ كأَنّها وَرَقُ الحِنّاءِ، وخُوصةُ السَّنْط عَلَى خِلْقة الحَلْفاءِ، وخُوصة الأَرْطى مِثْلُ هَدَبِ الأَثْل. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ والمُقْلِ والعَرْفَجِ، وللثُّمام خُوصةٌ أَيضاً، وأَما البقولُ الَّتِي يتناثرُ ورقُها وَقْت الهَيْج فَلَا خُوصَةَ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبان بْنِ سَعِيدٍ: تَرَكْتُ الثُّمام قَدْ خاصَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جاءَ فِي الْحَدِيثِ وإِنما هُوَ أَخْوَصَ أَي تمّتْ خُوصتُه طَالِعَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ المرأَةِ الصَّالِحَةِ مَثَلُ التاجِ

_ (1). كذا بياض بالأصل.

المُخَوَّصِ بِالذَّهَبِ، ومَثَلُ المرأَةِ السُّوءِ كالحِمْل الثَّقِيل عَلَى الشَّيْخِ الكَبير. وتَخْويصُ التاجِ: مأْخوذٌ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ يُجْعَلُ لَهُ صفائحُ مِنَ الذَّهَبِ عَلَى قَدْرِ عَرْضِ الخُوصِ. وَفِي حَدِيثِ تَمِيم الدَّارِيِّ: فَفَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصاً بِذَهَبٍ أَي عَلَيْهِ صَفَائِحُ الذَّهَبِ مِثْلُ خُوص النَّخْلِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: وَعَلَيْهِ دِيباج مُخَوَّص بِالذَّهَبِ أَي مَنْسُوجٌ بِهِ كخُوصِ النَّخْلِ وَهُوَ وَرَقُهُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِن الرَّجْمَ أُنْزل فِي الأَحْزاب وَكَانَ مَكْتُوبًا فِي خُوصَةٍ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فأَكَلَتْها شاتُها. أَبو زَيْدٍ: خَاوَصْته مُخاوَصةً وغَايَرْتُهُ مُغايَرَةً وقايَضْتُه مُقايَضةً كُلُّ هَذَا إِذا عارَضتْه بِالْبَيْعِ. وخاوَصَه البيعَ مُخاوَصةً: عارَضَه بِهِ. وخَوّصَ العطاءَ وخاصَه: قلّلَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَوْلُهُمْ: تَخَوَّصْ مِنْهُ أَي خُذْ مِنْهُ الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. والخَوْصُ والخَيْصُ: الشيءُ الْقَلِيلُ. وخَوِّصْ مَا أَعطاك أَي خُذْه وإِن قَلَّ. وَيُقَالُ: إِنه ليُخوِّصُ مِنْ مَالِهِ إِذا كَانَ يُعْطِي الشيءَ المُقارَبَ، وَكُلُّ هَذَا مِنْ تَخْويصِ الشَّجَرِ إِذا أَوْرَقَ قَلِيلًا قَلِيلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي كِتَابِ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ: والتَّخْويسُ، بِالسِّينِ، النَّقْصُ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ وعطائِه: أَنه كَانَ يَزْعَبُ لِقَوْمٍ ويُخَوِّصُ لِقَوْمٍ أَي يُكَثِّر ويُقَلّل، وَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ: يَا ذائِدَيْها خَوِّصا بأَرْسالْ، ... وَلَا تَذُودَاها ذِيادَ الضُّلّالْ أَي قَرِّبا إِبلَكما شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ وَلَا تَدعاها تَزْدَحِم عَلَى الحَوْض. والأَرْسالُ: جَمْعُ رَسَلٍ، وَهُوَ القَطيع مِنَ الإِبل، أَي رَسَلٍ بَعْدَ رَسَلٍ. والضُّلّال: الَّتِي تُذاد عَنِ الْمَاءِ؛ وَقَالَ زِيَادٌ الْعَنْبَرِيُّ: أَقولُ للذائدِ: خَوِّصْ بِرَسَلْ، ... إِني أَخافُ النائباتِ بالأُوَلْ ابْنُ الأَعرابي قَالَ: وَسَمِعْتُ أَرباب النَّعم يَقُولُونَ للرُّكْبان إِذا أَوْرَدُوا الإِبل والساقِيانِ يُجِيلانِ الدِّلاءَ فِي الْحَوْضِ: أَلا وخَوِّصُوها أَرسالًا وَلَا تُورِدوها دُفْعةً وَاحِدَةً فتَباكَّ عَلَى الْحَوْضِ وتَهْدِم أَعْضادَه، فيُرْسِلون مِنْهَا ذَوْداً بَعْدَ ذَوْدٍ، وَيَكُونُ ذَلِكَ أَرْوَى للنَّعَم وأَهْوَنَ عَلَى السُّقَاة. وخَيْصٌ خائِصٌ: عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: لَقَدْ نالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيرةَ خَائِصَا . قَالَ: خَيْصاً عَلَى المعاقبةِ وأَصله الْوَاوُ، وَلَهُ نَظَائِرُ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْحَاءِ. وَقَدْ نِلْتُ مِنْ فُلَانٍ خَوْصاً خائِصاً وخَيْصاً خَائِصًا أَي مَنالةً يَسِيرة. وخَوَّصَ الرجلُ: انْتَقَى خِيارَ الْمَالِ فأَرسَلَه إِلى الْمَاءِ وحَبَسَ شِرارَه وجِلادَه، وَهِيَ الَّتِي مَاتَ عَنْهَا أَولادُها ساعةَ وَلَدَتْ. ابْنُ الأَعرابي: خَوَّصَ الرجلُ إِذا ابتدأَ بإِكْرام الكِرام ثُمَّ اللِّئَامِ؛ وأَنشد: يَا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بِسَلِّ، ... مِنْ كلِّ ذَاتِ ذَنبٍ رِفَلِّ، حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فَلِ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: خَوِّصا أَي ابْدَآ بخِيارها وكِرَامِها. وَقَوْلُهُ مِنْ كُلِّ ذَاتِ ذنَب رِفَلِّ، قَالَ: لَا يَكُونُ طولُ شَعْرِ الذَّنَبِ وضَفْوُه إِلا فِي خِيارها. يَقُولُ: قَدِّمْ خِيارها وجِلَّتها وكِرامها تَشْرَبُ، فإِن كَانَ هُنَالِكَ قِلَّةُ مَاءٍ كَانَ لشرَارِها، وَقَدْ شَرِبت الخيارُ عَفْوتَه

فصل الدال المهملة

وصَفْوتَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي وَقَدْ لَطَّفت أَنا تَفْسِيرَهُ. وَمَعْنَى بِسَلّ أَن النَّاقَةَ الْكَرِيمَةَ تَنْسَلّ إِذا شَرِبَت فَتَدْخُلُ بَيْنَ نَاقَتَيْنِ. النَّضْرُ: يُقَالُ أَرض مَا تُمْسِك خُوصتُها الطائرَ أَي رَطْبُ الشَّجَرِ إِذا وَقَعَ عَلَيْهِ الطائرُ مالَ بِهِ العودُ مِنْ رُطوبتِه ونَعْمتِه. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ خَصَّفه الشيبُ وخَوَّصَه وأَوشَم فِيهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ: خَوّصَه الشيبُ وخَوّصَ فِيهِ إِذا بَدَا فِيهِ؛ وَقَالَ الأَخطل: زَوْجة أَشْمَطَ مَرْهوبٍ بَوادِرُه، ... قَدْ كَانَ فِي رأْسه التَّخْويصُ والنَّزَعُ والخَوْصاءُ: مَوْضِعٌ. وقارةٌ خَوْصاءُ: مُرْتَفِعَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رُبىً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ ورَتائجٍ ... بِخَوْصاءَ مِنْ زَلّاءَ ذَاتِ لُصُوبِ خيص: الأَخْيَصُ: الَّذِي إِحْدى عَيْنَيْهِ صغيرةٌ والأُخْرى كَبيرةٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِحدى أُذنيه نَصْباءُ والأُخرى خَذواءُ، والأُنثى خَيصاءُ، وَقَدْ خَيِصَ خَيَصاً. ابْنُ الأَعرابي: الخَيْصاءُ مِنَ المِعْزى الَّتِي أَحد قَرْنَيها مُنْتَصِبٌ والآخرُ مُلْتَصِقٌ برأْسها. والخَيْصاءُ أَيضاً: العطِيَّةُ التافِهةُ. والخَيْصُ: القليلُ مِنَ النَّيْلِ، وَكَذَلِكَ الخائِصُ وَهُوَ اسْمٌ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ كمَوْتٍ مائِت، وَذَلِكَ لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ فَلِذَلِكَ وجَّهْناه عَلَى ذَلِكَ. وخاصَ الشيءُ يَخِيصُ أَي قَلّ؛ قَالَ الأَصمعي: سأَلت الْمُفَضَّلَ عَنْ قَوْلِ الأَعشى: لَعَمْري لَمَنْ أَمْسى مِنَ الْقَوْمِ شاخِصا، ... لَقَدْ نالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيْرَةَ خائِصا مَا مَعْنَى خَيْصاً؟ فَقَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ فلانٌ يَخُوصُ العطيّةَ فِي بَنِي فُلَانٍ أَي يُقَلِّلُها، قَالَ: فَقُلْتُ فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ خَوْصاً، فَقَالَ: هِيَ مُعاقَبةٌ يَسْتَعْمِلُهَا أَهلُ الْحِجَازِ يُسَمُّون الصُّوَّاغَ الصُّيَّاغَ، وَيَقُولُونَ الصُّيَّامَ للصُّوَّامِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. ونِلْتُ مِنْهُ خَيْصاً خائِصاً أَي شَيئاً يسيراً. فصل الدال المهملة دحص: دَحَصَ يَدْحَصُ: أَسرع. الأَزهري: ودَحَصَت الذبيحةُ بِرِجْلَيْها عِنْدَ الذَّبْحِ إِذا فَحَصَتْ وارْتَكَضَتْ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ: رَغا فَوقَهمْ سَقْبُ السماءِ فداحِصٌ ... بِشكّتِه، لَمْ يُسْتَلَبْ، وسَلِيبُ يُقَالُ: أَصابَهم مَا أَصابَ قومَ ثَمُودَ حِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ فرَغَا سَقْبُها وجعَلَه سَقْبَ السَّمَاءِ لأَنه رُفِع إِلى السماءِ لَمَّا عُقِرَت أُمُّه؛ والداحِصُ: الَّذِي يَبْحَثُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَهُوَ يَجُود بِنَفْسِهِ كَالْمَذْبُوحِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: دحَصَت الشاةُ تَدْحَصُ برِجْلِها عِنْدَ الذَّبْحِ، وَكَذَلِكَ الوَعِل وَنَحْوُهُ، وَكَذَلِكَ إِن مَاتَ مِنْ غَرَقٍ وَلَمْ يُذْبَحْ فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي فِي صِفَة الْمَطَرِ وَالسَّيْلِ: وَلَمْ يَبْقَ فِي القِنَان إِلا فاحِصٌ مُجْرَنْثِمٌ أَو داحِصٌ مُتَجَرْجِمٌ. والدَّحْصُ: إِثارةُ الأَرض. وفي حديث إِسمعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَجَعل يَدْحَصُ الأَرضَ بِعَقِبَيْه أَي يَفْحَص ويَبْحَث ويُحَرِّك التراب. دخص: اللَّيْثُ: الدَّخُوصُ الْجَارِيَةُ التَّارَّةُ، قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: دخَصَت الجاريةُ دُخُوصاً امْتلأَتْ لَحْماً.

دخرص: الدِّخْرِصةُ: الجماعةُ. والدِّخْرِصةُ والدِّخْرِيصُ: عُنَيِّقٌ يَخْرُجُ مِنَ الأَرض أَو الْبَحْرِ. اللَّيْثُ: الدِّخْرِيصُ مِنَ الثَّوْبِ والأَرض وَالدِّرْعِ التِّيرِيزُ، والتِّخْرِيصُ لغةٌ فِيهِ. أَبو عَمْرٍو: وَاحِدُ الدَّخاريصِ دِخرِصٌ ودِخْرِصةٌ. والدِّخْرِصةُ والدِّخْرِيصُ مِنَ الْقَمِيصِ والدِّرْع: واحدُ الدَّخارِيصِ، وَهُوَ مَا يُوصَل بِهِ البدَنُ ليُوَسِّعَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: كَمَا زِدْت فِي عَرْض القَمِيص الدَّخارِصَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ يَقُولُ الدِّخْرِيص مُعَرَّبٌ، أَصله فَارِسِيٌّ، وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ البَنِيقةُ واللِّبْنةُ والسُّبْجَةُ والسُّعَيْدَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وأَبي عبيد. درص: الدَّرْصُ والدِّرْصُ: ولَدُ الفأْر واليَرْبُوع والقُنْفُذ والأَرنب والهِرّة وَالْكَلْبَةُ وَالذِّئْبَةُ وَنَحْوُهَا، والجمعِ دِرَصةٌ وأَدْراصٌ ودِرْصانٌ ودُرُوصٌ؛ وأَنشد: لَعَمْرُك، لَوْ تَغْدُو عليَّ بِدِرْصِها، ... عَشَرْتُ لَهَا مَالِي، إِذا مَا تأَلَّتِ أَي حَلَفَتْ. الأَحمر: مِنْ أَمثالهم فِي الحُجَّة إِذا أَضَلّها العالمُ: ضَلَّ الدُّرَيْصُ نَفَقَه أَي جُحْرَه، وَهُوَ تَصْغِيرُ الدِّرْصِ وَهُوَ وَلَدُ الْيَرْبُوعِ، يُضْرَب مَثَلًا لِمَنْ يَعْيا بأَمْرِه. وأُمُّ أَدْراصٍ: اليربوعُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: فَمَا أُمُّ أَدْراصٍ، بأَرْضٍ مَضَلّة، ... بِأَغْدَرَ مِنْ قَيْسٍ، إِذا الليلُ أَظْلَما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيتِ أَن هَذَا الْبَيْتَ لقيس ابن زُهَيْرٍ، وَرَوَاهُ: بأَغْدَرَ مِنْ عَوْفٍ، وَذَكَرَ أَبو سَهْلٍ الْهَرَوِيُّ عَنِ الأَخفش أَنه لِشُرَيْحِ بْنِ الأَحْوص، والجَنِينُ فِي بَطْنِ الأَتان دَرْصٌ ودِرْصٌ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَذلك أَم جَأْبٌ يُطارِدُ آتُناً، ... حَمَلْنَ فأَرْبى حَمْلِهِنَّ دُروصُ يَعْنِي أَن أَجِنَّتَها عَلَى قَدْرِ الدُّرُوص، وعَنَى بالحَمْلِ هَاهُنَا المحمولَ بِهِ. وَوَقَعَ فِي أُمّ أَدْراصٍ مُضَلِّلة؛ يُضْرَب ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ الشِّدَّةِ وَالْبَلَاءِ، وَذَلِكَ لأَن أُم أَدْراصٍ جِحَرَةٌ مَحْثِيّة أَي مَلأَى تُراباً فَهِيَ مُلْتَبِسة. ابْنُ الأَعرابي: الدِّرْصُ الناقةُ السَّرِيعَةُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المَرُوص والدَّروصُ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. وَقَالَ الأَحول: يُقَالُ للأَحْمَقِ أَبو أَدْراصٍ. درمص: الدَّرْمَصةُ: التذلُّلُ. دصص: اللَّيْثُ: الدَّصْدَصةُ ضَرْبُك المُنْخُلَ بكفيك. دعص: الدِّعصُ: قُورٌ مِنَ الرَّمْلِ مُجْتَمِعٌ. وَالْجَمْعُ أَدْعاصٌ ودِعَصةٌ، وَهُوَ أَقلّ مِنَ الحِقْف، وَالطَّائِفَةُ مِنْهُ دِعْصةٌ؛ قَالَ: خُلِقْتِ غيرَ خِلْقةِ النِّسْوانِ، ... إِن قُمْتِ فالأَعْلى قَضِيبُ بانِ وإِن تَوَلَّيْتِ فدِعْصَتانِ، ... وكُلّ إِدٍّ تَفْعل العَيْنانِ والدِّعْصاءُ: أَرض سَهْلَةٌ فِيهَا رَمَلَةٌ تَحْمَى عَلَيْهَا الشمسُ فَتَكُونُ رَمْضاؤُها أَشدَّ مِنْ غَيْرِهَا؛ قَالَ:

والمُسْتجِيرُ بِعَمْرو عِنْدَ كُرْبَتِه، ... كالمُسْتَجِير مِنَ الدَّعْصاءِ بِالنَّارِ «2» وتَدَعَّصَ اللحمُ: تَهَرَّأَ مِنْ فَسَادِهِ. والمُنْدَعِصُ: الميّتُ إِذا تفَسّخَ، شُبِّه بالدِّعْصِ لِوَرَمِه وضَعْفِه؛ قَالَ الأَعشى: فإِنْ يَلْقَ قوْمي قَوْمَهُ، تَرَ بَيْنَهُمْ ... قتَالًا وأَقصادَ القَنَا ومَداعِصا وأَدْعَصه الحَرُّ إِدْعاصاً: قتَلَه. وأَهرأَه البَرْدُ إِذا قَتَله. ورَماه فأَدْعَصَه كأَقْعَصَه؛ قَالَ جُؤَيَّةُ بْنُ عَائِذٍ النَّصْرِيُّ: وفِلْقٌ هَتُوفٌ، كُلَّمَا شاءَ راعَها ... بزُرْقِ المَنايا المُدْعِصات زَجُوم ودَعَصَه بالرُّمْح: طَعَنه بِهِ. والمَداعِصُ: الرِّماحُ. وَرَجُلٌ مِدْعَصٌ بِالرُّمْحِ: طَعَّان؛ قَالَ: لتَجِدَنّي بالأَمِير بَرّا، ... وبالقَناةِ مِدْعَصاً مِكَرّا المُنْدَعِصُ: الشَّيْءُ الميّتُ إِذا تَفَسَّخ، شُبِّه بالدِّعْصِ لوَرَمِه. ودَعَصَ بِرِجْلِه ودَحَص ومَحَص وقَعَصَ إِذا ارْتَكَضَ. وَيُقَالُ: أَخَذْتُه مُداعَصةً ومُداغَصةً ومُقاعَصةً ومُرافَصةً ومُحايَصةً ومُتَايَسةً أَي أَخذْتُه مُعازَّةً. دعفص: الدِّعْفِصةُ: الضَّئِيلةُ الْقَلِيلَةُ الجسم. دعمص: الدُّعْموصُ: دُوَيْبَّة صَغِيرَةٌ تَكُونُ فِي مُسْتَنْقَع الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّة تغُوص فِي الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ الدَّعامِيصُ والدَّعامِصُ أَيضاً؛ قَالَ الأَعشى: فَمَا ذَنْبُنا إِن جاشَ بحرُ ابْنُ عمِّكم، ... وبَحْرُك ساجٍ لَا يُوارِي الدَّعامِصَا؟ والدُّعْمُوصُ: أَول خَلْقِ الْفَرَسِ وَهُوَ عَلَقَةٌ فِي بَطْنِ أُمه إِلى أَربعين يَوْمًا، ثُمَّ يَسْتَبِين خَلْقُه فَيَكُونُ دُودةً إِلى أَن يُتِمَّ ثَلَاثَةَ أَشهر، ثُمَّ يَكُونُ سَليلًا؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ. والدُّعْمُوصُ: الدَّخَّالُ فِي الأُمور الزوّارُ للمُلوك. ودُعَيْمِيصُ الرَّمْلِ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ دَاهِيًا يُضْرَب بِهِ المثلُ؛ يُقَالُ: هُوَ دُعَيْمِيصُ هَذَا الأَمرِ أَي عَالِمٌ بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّعْموصُ دودةٌ لَهَا رأْسان تَرَاهَا فِي الْمَاءِ إِذا قَلَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَشْرَبْنَ مَاءً طَيِّبًا قَلِيصُه، ... يَزِلُّ عَنْ مِشْفرِها دُعْموصُه وَفِي حَدِيثِ الأَطفال: هُمْ دَعامِيصُ الجنّةِ ؛ فُسِّرَ بالدُّوَيْبّة الَّتِي تَكُونُ فِي مُسْتَنْقَعِ الْمَاءِ؛ قَالَ: والدُّعْموصُ الدَّخَّالُ فِي الأُمور أَي أَنهم سَيّاحون فِي الجَنّة دَخَّالُونَ فِي منازِلها لَا يُمنَعون مِنْ مَوْضِعٍ كَمَا أَن الصِّبيان فِي الدُّنْيَا لَا يُمْنَعون مِنَ الدُّخول عَلَى الحُرَم وَلَا يَحْتَجِب مِنْهُمْ أَحدٌ. دغص: دَغِصَ الرجلُ دَغَصاً: امتلأَ مِنَ الطَّعَامِ، وَكَذَلِكَ دَغِصَت الإِبلُ بالصِّلِّيانِ حَتَّى مَنَعَها ذَلِكَ أَن تَجْتَرَّ، وإِبِلٌ دَغَاصَى إِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ. والداغِصةُ: النُّكْفةُ. والداغِصةُ: عَظْمٌ مُدَوَّرٌ يَدِيصُ ويَمُوج فَوْقَ رَضْفِ الرُّكبة، وَقِيلَ: يَتَحَرَّكُ عَلَى رأْس الرُّكْبَةِ. والداغِصةُ: الشَّحْمةُ الَّتِي تَحْتَ الْجِلْدَةِ الْكَائِنَةِ فَوْقَ الرُّكْبَةِ.

_ (2). وروي من الرمضاءِ بدل الدعصاء.

ودغِصَت الإِبلُ، بِالْكَسْرِ، تَدْغَص دَغَصاً إِذا امتلأَت مِنَ الكلإِ حَتَّى مَنَعَهَا ذَلِكَ أَن تَجْتَرّ وَهِيَ تَدْغَصُ بالصِّلِّيان مِنْ بَيْنِ الكلإِ. وَقَدْ دَغِصَت الإِبل أَيضاً إِذا اسْتَكْثَرَتْ مِنَ الصِّلِّيان وَالنَّوَى فِي حَيازِيمها وغَلاصِمها وغَصَّت فَلَا تَمْضِي. والداغِصةُ: العَصَبةُ، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمٌ فِي طرَفِه عصَبتان عَلَى رأْس الوابِلَةِ. والداغِصةُ: اللحمُ المكتنِز؛ قَالَ: عُجَيّز تَزْدَرِدُ الدَّواغِصا كُلُّ ذَلِكَ اسْمٌ كَالْكَاهِلِ والغارِب. ودَغِصَت الدَّابَّةُ وبَدِعَت إِذا سَمِنَت غايةَ السِّمَنِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سَمِنَ واكتنَزَ لَحْمُهُ: سَمِن كأَنه داغصةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَدْغَصَه الموتُ وأَدْعَصه إِذا ناجَزَه. دغمص: الدَّغْمَصةُ: السِّمَنُ وكثرةُ اللحم. دفص: الدَّوْفَصُ: البَصَلُ، وَقِيلَ: الْبَصَلُ الأَملس الأَبيض؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِطبّاخِه أَكْثر دَوْفَصَها. دلص: الدَّلِيصُ: البَرِيقُ. والدَّلِيصُ والدَّلِصُ والدِّلاصُ والدَّلاصُ: اللَّيِّنُ البَرّاقُ الأَملس؛ وأَنشد: مَتْن الصَّفا المُتَزَحْلِف الدَّلّاص والدُّلامِصُ: الْبَرَّاقُ. والدُّلَمِصُ، مَقْصُورٌ: مِنْهُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَكَذَلِكَ الدُّمالِصُ والدُّمارِصُ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: أَنشدني أَعرابي بِفَيْد: كأَن مَجْرى النِّسْع، مِنْ غِضَابِهِ، ... صَلْدُ صَفاً دُلِّصَ مِنْ هِضابِهِ غِضَابُ الْبَعِيرِ: مَوَاضِعُ الْحِزَامِ مِمَّا يَلِي الظَّهْرَ، وَاحِدَتُهَا غَضْبة. وأَرضٌ دَلّاصٌ ودِلاصٌ: مَلْساءِ؛ قَالَ الأَغلب: فَهِيَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ نَشاصِ، ... بِظَرِب الأَرضِ وبالدِّلاصِ والدَّلِيصُ: البَرِيقُ. والدَّلِيصُ أَيضاً: ذهَبٌ لَهُ بَرِيقٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنّ سَراتَه وجُدّةَ ظَهْرِه ... كَنائِنُ، يَجْري بَيْنَهُنَّ دَلِيصُ والدِّلَّوْصُ، مِثَالُ الخِنَّوْصِ: الَّذِي يَدِيصُ؛ وأَنشد أَبو تُرَابٍ: باتَ يَضُوزُ الصِّلِّيانَ ضَوْزاً، ... ضَوْزَ العَجُوزِ العَصَبَ الدِّلَّوْصا فَجَاءَ بِالصَّادِ مَعَ الزَّايِ. والدِّلاصُ مِنَ الدُّروع: اللَّيِّنَةُ. ودِرعٌ دِلاصٌ: بَرَّاقَةٌ مَلْسَاءُ لَيِّنَةٌ بَيّنةُ الدَّلَصِ، وَالْجَمْعُ دُلُصٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: عَلَيْنَا كلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ ... تَرَى، فَوْقَ النِّطاق، لَهَا غُضونا وَقَدْ يَكُونُ الدِّلاصُ جَمْعًا مكسَّراً، وَلَيْسَ مِنْ بَابِ جُنُب لِقَوْلِهِمْ دِلاصان؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي هِجَان. وحَجر دِلاصٌ: شَدِيدُ المُلُوسة. وَيُقَالُ: دِرْعٌ دِلاصٌ وأَدْرُعٌ دِلاصٌ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ دَلَصَت الدِّرْعُ، بِالْفَتْحِ، تَدْلُصُ دَلاصةً ودَلَّصْتُها أَنا تَدْلِيصاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى صَهْوةٍ تَتْلُو مَحالًا كأَنّه ... صَفاً دَلّصَتْه طَحْمةُ السيلِ أَخْلَقُ

وطَحْمةُ السيلِ: شِدَّةُ دَفْعتِه. ودَلَّص الشيءَ: مَلّسَه. ودَلّص الشيءَ: فَرّقَه. والدُّلامِصُ: الْبَرَّاقُ، فُعامِلٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وفُعَالِلٌ عِنْدَ غَيْرِهِ، فإِذا كَانَ هَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، والدُّلَمِصُ مَحْذُوفٌ مِنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: دَلْمَصَ مَتاعَه ودَمْلَصه إِذا زيّنَه وبَرّقَه. ودَلّصَ السيلُ الحجَر: مَلّسَه. ودَلّصَت المرأَةُ جَبِينَها: نَتَفَتْ مَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّعَرِ. وانْدَلَصَ الشيءُ عَنِ الشيءِ: خَرَجَ وَسَقَطَ. اللَّيْثُ: الانْدِلاصُ الانْمِلاصُ وَهُوَ سُرْعةُ خُرُوجِ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ، وانْدَلَصَ الشَّيْءُ مِنْ يَدي أَي سَقَطَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّدْلِيصُ النِّكاحُ خارجَ الفَرْج؛ يُقَالُ: دَلَّصَ وَلَمْ يُوعِبْ؛ وأَنشد: واكتَشَفَتْ لناشِئٍ دَمَكْمَكِ، ... تَقُولُ: دَلِّصْ سَاعةً لَا بَلْ نِكِ ونابٌ دَلْصاءُ ودَرْصاءُ ودَلْقَاء، وَقَدْ دَلِصَتْ ودَرِصَت ودَلِقَت. دلفص: الدِّلَفْصُ: الدابّةُ؛ عَنْ أَبي عمرو. دلمص: الدُّلَمِصُ والدُّلامِصُ: البَرّاقُ الَّذِي يَبْرقُ لونُه. وامرأَة دُلَمِصةٌ: بَرّاقةٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ أَغْتَدي بالأَعْوَجِيِّ التَّارِصِ، ... مِثْلَ مُدُقّ البَصَلِ الدُّلامِصِ يُرِيدُ أَنه أَشْهَبُ نَهْدٌ. ودَلْمَصَ الشيءَ: بَرّقَه. والدُّلامِصُ: البرّاقُ. والدُّلَمِصُ، مَقْصُورٌ: مِنْهُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الدُّمالِصُ والدُّمارِصُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي دُوَادَ: ككِنانَةِ العُذْرِيّ زَيّنَها، ... من الذَّهَبِ، الدُّمالِصْ دمص: الدَّمْصُ: الإِسْراعُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وأَصله فِي الدَّجَاجَةِ، يُقَالُ: دَمَصَت بالكَيْكةِ. وَيُقَالُ للمرأَة إِذا رَمَت وَلَدَهَا بِزَحْرة وَاحِدَةٍ: قَدْ دَمَصَت بِهِ وزَكَبَت بِهِ. ودَمَصَت الناقةُ بِوَلَدِهَا تَدْمص دَمْصاً: أَزْلَقَتْه. ودَمَصَت الْكَلْبَةُ بِجرْوِها: أَلْقَتْه لِغَيْرِ تَمَامٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ دَمَصَت الكلْبةُ وَلَدَهَا إِذا أَسْقَطته، وَلَا يُقَالُ فِي الْكِلَابِ أَسْقَطَت. ودَمَصَت السِّبَاعُ إِذا وَلَدَتْ ووَضَعَتْ مَا فِي بُطُونِهَا. والدَّمَصُ: رِقَّةُ الحاجِبِ مِنْ أُخُرٍ وكَثافَتُه مِنْ قُدُمٍ، رَجُلٌ أَدْمَصُ؛ ودَمِصَ رأْسُه: رَقّ شعرُه. والدَّمَصُ: مَصْدَرُ الأَدْمَصِ، وَهُوَ الَّذِي رَقّ حاجبُه مِنْ أُخُرٍ وكَثُفَ مِنْ قُدُمٍ، أَو رَقّ مِنْ رأْسِه موضعٌ وقلَّ شعرُه، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَدْمَصَ الرأْسُ إِذا رَقَّ مِنْهُ مَوْضِعٌ وَقَلَّ شعرُه. والدِّمْص، بِكَسْرِ الدَّالِ: كلُّ عِرْق مِنْ أَعراق الْحَائِطِ مَا عَدَا العِرْق الأَسفل فإِنه رِهْصٌ. والدُّمَيْصُ: شَجَرٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والدَّوْمَصُ: البَيْضُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد لِغَادِيَةَ الدُّبَيْريّة فِي ابْنِهَا مُرْهِب: يَا لَيْتَهُ قَدْ كَانَ شيْخاً أَدْمَصا، ... تُشَبَّه الهامةُ مِنْهُ الدَّوْمَصا وَيُرْوَى: الدَّوْفَصا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الدَّوْفَص. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للبَيْضةِ الدَّوْمصةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والدَّوْمَصُ بَيْضةُ الْحَدِيدِ.

فصل الراء

دمقص: الدِّمَقْصَى: ضَرْبٌ مِنَ السُّيُوفِ. أَبو عَمْرٍو: الدِّمَقْصُ القَزُّ، بالصاد. دملص: الدُّمَلِصُ والدُّمالِصُ كالدُّلَمِصِ والدُّلامِص: الَّذِي يَبْرقُ لونُه، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الدُّلَمِصِ والدُّلامِصِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الثُّلَاثِيِّ فِي دَلَص لأَن الدُّلامِصَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فُعَامِل، فَكُلُّ مَا اشتقَّ مِنْ ذَلِكَ وقُلِبَ عنه ثلاثي. دنقص: الدِّنْقِصةُ: دُوَيْبّة، وتُسمّى المرأَةُ الضَّئيلةُ الْجِسْمَ دِنْقِصةً. دهمص: صَنْعةٌ دِهْماصٌ: مُحْكَمةٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: أَرْتاحُ فِي الصُّعَداءِ صَوْتَ المِطْحَرِ المَحْشُورِ، ... شِيفَ بِصَنْعةٍ دِهْماص دَيَصَ: داصَتِ الغُدّةُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ تَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصاناً: تزلَّقَتْ، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْءٍ تَحَرَّكَ تَحْتَ يَدِكَ. الصِّحَاحُ: داصَتِ السِّلْعَةُ وَهِيَ الغُدّةُ إِذا حَرَّكْتَهَا بِيَدِكَ فَجَاءَتْ وَذَهَبَتْ. وانْداصَ عَلَيْنَا فلانٌ بالشَّرِّ: انْهَجَمَ. وإِنه لَمُنْداصٌ بالشرِّ أَي مُفاجِئٌ بِهِ وَقَّاعٌ فِيهِ. وانْداصَ الشيءُ مِنْ يَدِي: انْسَلَّ. والانْدياص: الشيءُ يَنْسَلّ مِنْ يَدِك، وَفِي الصِّحَاحِ: انسلالُ الشَّيْءِ مِنَ الْيَدِ. وداصَ يَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصاناً: زاغَ وحادَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ الجَوادَ قَدْ رَأَى وَبِيصَها، ... فأَيْنما داصَتْ يَدِصْ مَدِيصَها وداصَ عَنِ الطَّرِيقِ يَدِيصُ: عدَلَ. وداصَ الرجلُ يَدِيصُ دَيْصاً: فرَّ. والدَّاصَةُ: حَرَكَةُ الفِرارِ، والداصةُ مِنْهُ: الَّذِينَ يَفِرّون عَنِ الْحَرْبِ وَغَيْرِهِ. والدَّيْصُ: نَشاطُ السائِس. وداصَ الرجلُ إِذا خَسَّ بَعْدَ رِفْعة. والدّاصةُ: السَّفِلةُ لِكَثْرَةِ حَرَكَتِهِمْ، واحدُهم دائصٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَتَّبِع الوُلاةَ: دائِصٌ، مَعْنَاهُ الَّذِي يَدُورُ حَوْلَ الشَّيْءِ ويَتَّبِعُه؛ وأَنشد لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَرَى الدُّنْيا مَعِيشَتَها عَناءً ... فتُخْطِئُنا، وإِيّاها نَلِيصُ فإِن بَعُدَت بَعُدْنا فِي بُغَاها، ... وإِن قَرُبَتْ فَنَحْنُ لَهَا نَدِيصُ والدائِصُ: اللِّصُّ، وَالْجَمْعُ الداصَةُ مِثْلُ قائدٍ وقادَةٍ وذائدٍ وذادةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والداصَةُ أَيضاً جَمْعُ دائصٍ لِلَّذِي يَجِيءُ وَيَذْهَبُ. والدَّيّاص: الشديدُ العَضَلِ. الأَصمعي: رَجُلٌ دَيّاصٌ إِذا كُنْتَ لَا تَقْدِرُ أَن تقبِضَ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ عَضَلَهِ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ دَيّاصٌ إِذا كَانَ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ: وَلَا بِذاك العَضِلِ الدَّيّاصِ فصل الراء ربص: التَّرَبُّصُ: الانْتِظارُ. رَبَصَ بِالشَّيْءِ رَبْصاً وتَرَبَّصَ بِهِ: انْتَظَرَ بِهِ خَيْرًا أَو شَرًّا، وتَربّصَ بِهِ الشَّيْءُ: كَذَلِكَ. اللَّيْثُ: التَّرَبُّصُ بِالشَّيْءِ أَن تَنْتَظِرَ بِهِ يَوْمًا مَا، وَالْفِعْلُ تَرَبَّصْت بِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ؛ أَي إِلا الظَّفَرَ وإِلّا الشَّهادةَ، وَنَحْنُ نتَربّصُ بِكُمْ أَحَدَ الشَّرَّيْنِ: عَذَابًا مِنَ اللَّهِ أَو قَتْلًا بأَيْدِينا، فَبَيْنَ مَا نَنْتَظِرُه وتَنْتَظِرونه فَرْقٌ كَبِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنما يُريدُ أَن يَتَرَبّص بِكُمُ الدَّوائِرَ ؛ التربُّصُ: المُكْثُ والانتظارُ.

وَلِي عَلَى هَذَا الأَمر رُبْصةٌ أَي تلبّثٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَقامت المرأَة رُبْصَتَها فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي جُعِل لِزَوْجِهَا إِذا عُنِّنَ عَنْهَا، قَالَ: فإِن أَتاها وإِلَّا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا. والمُتَرَبِّصُ: المُحْتَكِرُ. وَلِي فِي مَتَاعِي رُبْصةٌ أَي لِي فِيهِ تَرَبّصٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرَبَّصَ فِعْلٌ يَتَعَدَّى بإِسقاط حَرْفِ الْجَرِّ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: تَرَبَّصْ بِهَا رَيْبَ المَنُونِ لَعَلَّهَا ... تُطَلَّقُ يَوْمًا، أَو يَمُوتُ حَلِيلُها رخص: الرَّخْصُ: الشَّيْءُ النَّاعِمُ اللَّيِّنُ، إِن وَصَفْت بِهِ المرأَة فرُخْصانُها نَعْمَةُ بَشَرتها ورِقّتُها وَكَذَلِكَ رَخاصةُ أَنامِلها لِينُها، وإِن وَصَفْت بِهِ النَّبَات فرَخاصَتُه هَشاشَتُه. وَيُقَالُ: هُوَ رَخْصُ الْجَسَدِ بَيِّن الرُّخُوصةِ والرَّخاصةِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: رَخُصَ رَخاصةً ورُخوصةً فَهُوَ رَخْصٌ ورَخِيصٌ تنَعّم، والأُنثى رَخْصةٌ ورَخِيصةٌ، وَثَوْبٌ رَخْصٌ ورَخِيص: نَاعِمٌ كَذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الرَّخِيصُ الثَّوْبُ النَّاعِمُ. والرُّخْصُ: ضِدُّ الغلاءِ، رَخُصَ السِّعْر يَرْخُص رُخْصاً، فَهُوَ رَخِيصٌ. وأَرْخَصَه: جَعَلَهُ رَخِيصاً. وارْتَخَصْت الشَّيْءَ: اشْتَرَيْتُهُ رَخِيصاً، وارْتَخَصَه أَي عَدَّه رَخِيصاً، واسْتَرْخَصَه رَآهُ رَخِيصاً، وَيَكُونُ أَرْخَصَه وجَدَه رَخِيصاً؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي أَرْخَصْته أَي جَعَلْتُهُ رَخِيصاً: نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً، ... ونُرْخِصُه إِذا نَضِجَ القُدورُ يَقُولُ: نُغْلِيه نِيّاً إِذا اشْتَرَيْناه ونُبِيحُه إِذا طَبَخْناه لأَكله، ونُغالي ونُغْلي واحدٌ. التَّهْذِيبُ: هِيَ الخُرْصة والرُّخْصة وَهِيَ الفُرْصة والرُّفْصة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ورَخَّصَ لَهُ فِي الأَمر: أَذِنَ لَهُ فِيهِ بَعْدَ النَّهْيِ عَنْهُ، وَالِاسْمُ الرُّخْصةُ. والرُّخُصةُ والرُّخْصةُ: تَرْخِيصُ اللَّهِ لِلْعَبْدِ فِي أَشياءَ خَفَّفَها عَنْهُ. والرُّخْصةُ فِي الأَمر: وَهُوَ خِلَافُ التَّشْدِيدِ، وَقَدْ رُخِّصَ لَهُ فِي كَذَا ترْخِيصاً فترَخَّصَ هُوَ فِيهِ أَي لَمْ يَسْتَقْصِ. وَتَقُولُ: رَخَّصْت فُلَانًا فِي كَذَا وَكَذَا أَي أَذِنْت لَهُ بَعْدَ نَهْيِي إِيّاه عَنْهُ. ومَوْت رَخِيصٌ: ذَرِيع. ورُخاصُ: اسْمُ امرأَة. رصص: رَصَّ البُنْيانَ يَرُصّه رَصّاً، فَهُوَ مَرْصُوصٌ ورَصِيصٌ، ورَصّصَه ورَصْرَصَه: أَحْكَمَه وجَمَعه وضم بعضَه إِلى بَعْضٍ. وكلُّ مَا أُحْكِمَ وضُمَّ، فَقَدْ رُصَّ. ورَصَصْتُ الشَّيْءَ أَرُصّهُ رَصّاً أَي أَلْصَقْتُ بعضَه بِبَعْضٍ، وَمِنْهُ: بُنْيان مَرْصوصٌ، وَكَذَلِكَ التَّرْصِيصُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ . وتَراصَّ القومُ: تضامُّوا وتلاصَقُوا، وتَراصُّوا: تصافُّوا فِي الْقِتَالِ وَالصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَراصُّوا فِي الصُّفوف لَا تَتَخَلّلُكم الشياطِينُ كأَنها بَنَاتُ حَذَفٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: تَراصُّوا فِي الصَّلَاةِ أَي تلاصَقُوا. قَالَ الْكِسَائِيُّ: التَّراصُّ أَن يَلْصَقَ بعضُهم ببعضٍ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ خَلَلٌ وَلَا فُرَجٌ، وأَصله تراصَصُوا مِنْ رَصّ البِناء يَرُصُّه رَصّاً إِذا أَلْصَقَ بعضَه بِبَعْضٍ فأُدْغِم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبّاً ثم لَرُصَّ عَلَيْكُمْ رَصّاً. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ صَيّاد: فرَصَّه رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَي ضَمَّ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ؛ أَي أُلْصِقَ البعضُ بِالْبَعْضِ.

وبَيْضٌ رَصِيصٌ: بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَلَى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ ولِعرْسِه، ... بِمُنْخَدَعِ الوَعْساءِ، بَيْضُ رَصِيص ورَصْرَصَ إِذا ثَبَتَ بِالْمَكَانِ. والرَّصَصُ والرِّصاص والرَّصاصُ: مَعْرُوفٌ مِنَ المَعْدِنِيّات مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِتَداخُلِ أَجزائِه، والرَّصاصُ أَكثر مِنَ الرِّصاصِ، والعامةُ تَقُولُهُ بِكَسْرِ الرَّاءِ؛ وَشَاهِدُ الرَّصاص بِالْفَتْحِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَنا ابنُ عَمْروٍ ذِي السَّنا الوَبّاصِ ... وابنُ أَبيه مُسْعطُ الرَّصاصِ وأَول مَنْ أَسْعطَ بالرَّصاصِ مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ ثعلبةُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الأَزد. وَشَيْءٌ مُرَصَّصٌ: مَطْليٌّ بِهِ. والتَّرْصِيصُ: تَرْصِيصُك الكُوزَ وغيرَه بالرَّصاصِ. والرَّصَّاصةُ والرَّصْراصَةُ: حجارةٌ لَازِمَةٌ لِمَا حَوَالَيِ الْعَيْنِ الْجَارِيَةِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: حِجارة قَلْتٍ بِرَصْراصَةٍ، ... كُسِينَ غِشاءً مِنَ الطُّحْلُبِ وَيُرْوَى: بِرَضْراضَةٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والرَّصَصُ فِي الأَسنان: كاللَّصَصِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ؛ رَجُلٌ أَرَصُّ وامرأَة رَصّاءُ. والرَّصّاءُ والرَّصُوصُ مِنَ النِّسَاءِ: الرَّتْقاءُ. ورَصَّصَت المرأَةُ إِذا أَدْنَت نِقابَها حَتَّى لَا يُرَى إِلا عَيْناها، أَبو زَيْدٍ: النِّقابُ عَلَى مارِنِ الأَنف. والتَّرْصِيصُ: هُوَ أَن تَنْتَقِبَ المرأَة فَلَا يُرَى إِلا عَيْنَاهَا، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: هُوَ التَّوْصِيصُ، بِالْوَاوِ، وَقَدْ رصَّصَتْ ووَصَّصَتْ. الْفَرَّاءُ: رَصَّصَ إِذا أَلَحَّ فِي السُّؤَالِ، ورَصّصَ النِّقاب أَيضاً. أَبو عَمْرٍو: الرَّصِيصُ نِقَابُ المرأَة إِذا أَدْنَته مِنْ عَيْنَيْها، وَاللَّهُ أَعلم. رعص: الارْتِعاصُ: الاضطرابُ؛ رعَصَه يَرْعَصُه رَعْصاً: هَزّه وَحَرَّكَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الرَّعْصُ بِمَنْزِلَةِ النَّفْض. وارْتَعَصَت الشجرةُ: اهْتَزَّت. ورَعَصَتْها الرِّيحُ وأَرْعَصَتْها: حَرّكتها. ورَعَصَ الثَّوْرُ الكلبَ رَعْصاً: طعنَه فاحْتَمَلَه عَلَى قَرنِه وهزَّه ونفَضه. وضرَبه حَتَّى ارْتَعَص أَي الْتَوى مِنْ شِدَّةِ الضَّرْب. وارْتَعَصَت الْحَيَّةُ: الْتَوت؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: إِنيَ لَا أَسْعَى إِلى داعِيّهْ، ... إِلا ارْتِعاصاً كارْتِعاصِ الحَيّهْ وارْتَعَصَتِ الحيّةُ إِذا ضُرِبَت فلَوَتْ ذَنَبَها مِثْلُ تَبَعْصَصَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فضربَتْها بيدِها عَلَى عَجُزِها فارْتَعَصَت أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدتْ. وارْتَعَصَ الجَدْيُ: طفَرَ مِنَ النَّشاطِ، وارْتَعَص الفرسُ كَذَلِكَ. وارْتَعَصَ البَرْق: اضْطَرَبَ، وارْتَعَصَ السُّوق إِذا غَلا؛ هَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ لأَبي زَيْدٍ، وَالَّذِي رَوَاهُ شَمِرٌ ارْتَفَصَ، بِالْفَاءِ. قَالَ: وَقَالَ شَمِرٌ لَا أَدْري مَا ارْتَفَصَ؛ قَالَ الأَزهري: وارْتَفَصَ السُّوقُ، بِالْفَاءِ، إِذا غَلَا صَحِيحٌ. وَيُقَالُ: رَعَصَ عَلَيْهِ جلدُه يَرْعَصُ وارتَعَصَ واعْتَرَصَ إِذا اخْتَلَجَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: خَرَجَ بِفَرَسٍ لَهُ فَتَمَعَّكَ ثُمَّ نَهَضَ ثُمَّ رَعَصَ فَسَكّنَه، وَقَالَ: اسْكُنْ فَقَدْ أُجِيبَتْ دَعْوتُك ، يُرِيدُ أَنه لَمَّا قَامَ مِنْ مَراغِه انتفض وارتعد. رفص: الرُّفْصةُ: مَقْلُوبٌ عَنِ الفُرْصة الَّتِي هِيَ النَّوْبة. وترافَصُوا عَلَى الْمَاءِ مِثْلُ تَفَارَصوا. الأُموي: هِيَ

الفُرْصةُ والرُّفْصةُ النَّوْبةُ تَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَتَناوَبُونها عَلَى الْمَاءِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كأَوْبِ يدَيْ ذِي الرُّفْصةِ المُتَمَتِّحِ الصِّحَاحُ: الرُّفْصةُ الْمَاءُ يَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَهُوَ قَلْبُ الفُرْصةِ.، هم يَترافَصُون الماءَ أَي يَتَناوَبُونه. وارْتَفَصَ السعْرُ ارتِفاصاً، فَهُوَ مُرْتَفِصٌ إِذا غَلَا وَارْتَفَعَ، وَلَا تَقُلِ ارْتَقَص. قَالَ الأَزهري: كأَنه مأْخوذ مِنَ الرُّفْصةِ وَهِيَ النَّوْبة. وَقَدِ ارْتَفَصَ السُّوقُ بِالْغَلَاءِ، وَقَدْ رُوِي ارْتَعَص، بِالْعَيْنِ، وَقَدْ تقدم. رقص: الرَّقْصُ والرَّقَصانُ: الخَبَبُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرْبٌ مِنَ الخَبَب، وَهُوَ مَصْدَرُ رَقَصَ يَرْقُص رَقْصاً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وأَرْقَصَه. وَرَجُلٌ مِرْقَصٌ: كَثِيرُ الْخَبَبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِغَادِيَةَ الدُّبَيْرِيَّةِ: وَزَاغَ بالسَّوْطِ عَلَنْدىً مِرْقَصا ورَقَصَ اللَّعَّابُ يَرْقُص رَقْصاً، فَهُوَ رقَّاصٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ يُقَالُ رَقَصَ يَرْقُص رَقَصاً، وَهُوَ أَحد الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى فَعَلَ فَعَلًا نَحْوَ طَرَدَ طَرَداً وحَلَبَ حَلَباً؛ قَالَ حَسَّانُ: بِزُجاجةٍ رَقَصَت بِمَا فِي قَعْرِها، ... رَقَصَ القَلُوصِ بِراكبٍ مُسْتَعْجِلِ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَمَّارٍ الفُرَيْعِيّ: وأَدْبَرُوا، ولَهُمْ مِنْ فَوْقِها رَقَصٌ، ... والموتُ يَخْطُرُ، والأَرْواحُ تَبْتَدِرُ وَقَالَ أَوس: نَفْسي الفِداءُ لِمَنْ أَدّاكُمُ رَقَصاً، ... تَدْمَى حَراقِفُكم فِي مَشْيِكم صَكَكُ وَقَالَ الْمُسَاوِرُ: وإِذا دَعا الداعِي عَلَيّ رَقَصتُمُ ... رَقَصَ الخَنافِس مِنْ شِعابِ الأَخْرَم وَقَالَ الأَخطل: وقَيْس عَيْلانَ حَتَّى أَقْبَلُوا رَقَصاً، ... فبايَعُوك جِهاراً بَعدما كَفَرُوا ورَقَصَ السَّرابُ والحَبابُ: اضْطَرَبَ. وَالرَّاكِبُ يُرقِصُ بَعِيرَهُ: يُنَزِّيه ويَحْمِلُه عَلَى الخَبَبِ، وَقَدْ أَرْقَصَ بَعِيرَه. وَلَا يُقَالُ يَرْقُص إِلا لِلّاعِب والإِبلِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فإِنه يُقَالُ: يَقْفِزُ ويَنْقُزُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَقَصَ البعيرُ يَرْقُصُ رَقَصاً، مُحرك الْقَافِ، إِذا أَسرع فِي سَيْرِهِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: فَمَا أَرَدْنا بِهَا مِنْ خَلَّةٍ بدَلًا، ... وَلَا بِهَا رَقَصَ الواشِين نَسْتَمِعُ أَراد: إِسراعهم فِي هَتِّ النَّمائم. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا رَقَصَ فِي عَدْوِه: قَدِ الْتَبَطَ وَمَا أَشدَّ لَبْطَتَه. وأَرْقَصَت المرأَة صبِيَّها ورَقَّصَته: نَزَّتْه. وارْتَقَصَ السِّعْرُ: غَلَا؛ حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ. ورَقَصَ الشرابُ: أَخَذَ فِي الغَلَيَانِ. التَّهْذِيبُ: والشرابُ يَرْقُصُ، والنبِيذُ إِذا جاشَ رَقَصَ؛ قَالَ حَسَّانُ: بِزُجاجةٍ رقَصَتْ بِمَا فِي قَعْرِها، ... رَقَصَ القَلُوصِ براكبٍ مُسْتَعْجِل وَقَالَ لَبِيد فِي السَّرَابِ: فبِتِلْكَ إِذ رَقَصَ اللوامِعُ بالضُّحَى

قَالَ أَبو بَكْرٍ: والرَّقَصُ فِي اللُّغَةِ الِارْتِفَاعُ وَالِانْخِفَاضُ. وَقَدْ أَرْقَصَ القومُ فِي سَيْرِهم إِذا كَانُوا يَرْتَفِعُون ويَنْخَفِضُون؛ قَالَ الرَّاعِي: وإِذا ترَقَّصَت المَفازةُ غادَرَتْ ... رَبِذاً يُبَغِّلُ خَلْفَها تَبْغِيلا مَعْنَى تَرَقَّصَت ارْتَفَعَتْ وَانْخَفَضَتْ وإِنما يَرْفَعُهَا وَيَخْفِضُهَا السرابُ: والرَّبِذُ: السريعُ الْخَفِيفُ، وَاللَّهُ أَعلم. رمص: الرَّمَصُ فِي الْعَيْنِ: كالغَمَصِ وَهُوَ قَذًى تَلْفِظ بِهِ، وَقِيلَ: الرَّمَصُ مَا سالَ، والغَمَص مَا جَمَد، وَقِيلَ: الرَّمَصُ صِغَرُها ولزُوقُها، رَمِصَ رَمَصاً وَهُوَ أَرْمَصُ، وقد أَرْمَصَه الداء، أَنشد ثَعْلَبٌ لأَبي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمي: مُرْمَصة مِنْ كِبَرٍ مآقِيه الصِّحَاحُ: الرَّمَصُ، بِالتَّحْرِيكِ، وسخٌ يَجْتَمِعُ فِي المُوق، فإِن سَالَ فَهُوَ غَمَصٌ، وإِن جَمد فَهُوَ رَمَصٌ، وَقَدْ رَمِصَت عَيْنُهُ، بِالْكَسْرِ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كانَ الصبيانُ يُصْبِحون غُمْصاً رُمْصاً ويُصْبِحُ رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَقِيلًا دَهِيناً أَي فِي صِغَره. يُقَالُ: غَمِصَت العينُ ورَمِصَت مِنَ الغَمَص والرَّمَص، وَهُوَ الْبَيَاضُ الَّذِي تَقْطَعُه الْعَيْنُ وَيَجْتَمِعُ فِي زَوَايَا الأَجْفانِ، والرَّمَصُ: الرَّطْب مِنْهُ، والغَمَص: اليابِسُ، والغُمْصُ والرُّمْصُ: جمعُ أَغْمَصَ وأَرْمَصَ، وَانْتَصَبَا عَلَى الْحَالِ لَا عَلَى الْخَبَرِ لأَن أَصبح تَامَّةٌ، وَهِيَ بِمَعْنَى الدُّخُولِ فِي الصَّبَاحِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَلَمْ تَكْتَحِلْ حَتَّى كَادَتْ عَيْناها تَرْمَصانِ ، وَيُرْوَى بِالضَّادِ، مِنَ الرَّمْضاء وشدَّة الْحَرِّ. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّة: اشْتَكَتْ عينَها حَتَّى كَادَتْ تَرْمَصُ ، فَإِنْ رُوِيَ بِالضَّادِ أَراد حَتَّى كَادَتْ تَحْمَى. والشِّعْرَى الرُّمَيْصاءُ: أَحدُ كَوكَبي الذِّرَاعِ، مُشْتَقٌّ مِنْ رَمَصِ الْعَيْنِ وغَمَصِها، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِصِغَرِهَا وَقِلَّةِ ضَوْئِهَا. ورَمَص اللَّهُ مُصِيبَتَه يَرْمُصُها رَمْصاً: جَبَرَها. ورَمَصَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَرْمُص رَمْصاً: أَصلَحَ. ورَمَصَ الشيءَ: طلَبَه ولَمَسه. ورَمَصَ الرجلُ لأَهله رَمْصاً: اكْتَسَبَ. ورَمَصَت الدجاجةُ: ذَرَقَتْ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَبَّح اللَّه أُمّاً رَمَصَت بِهِ أَي وَلَدَتْه. والرَّمَصُ والرَّمِيصُ: مَوْضِعَانِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ مِنْ هَذَا الْفَصْلِ الرَّمِيصَ، وَهُوَ بَقْلٌ أَحمر، قَالَ عَدِيٌّ: أَحْمَرَ مَطْموثاً كماءِ الرَّمِيص رهص: الرَّهْصُ: أَن يُصِيبَ الحجرُ حَافِرًا أَو مَنْسِماً فيَذْوَى باطنُه، تَقُولُ: رَهَصه الحجرُ وَقَدْ رُهِصَت الدَّابة رَهْصاً ورَهِصَت وأَرْهَصَه اللَّهُ، وَالِاسْمُ الرَّهْصةُ. الصِّحَاحُ: والرَّهْصةُ أَن يَذْوَى باطِنُ حافِر الدَّابة مِنْ حَجَرٍ تَطؤُه مِثْلُ الوَقْرة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: يُساقطُها تَتْرَى بِكُلِ خَمِيلة، ... كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقفِ رَهْص الكَوادِنِ والثَّقْفُ: الحاذِقُ. والكَوادِنُ: البَراذِين. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ رَهْصةٍ أَصابَتْه. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصلُ الرَّهْصِ أَن يُصِيبَ باطنَ حَافِرِ الدَّابَّةِ شيءٌ يُوهِنُه أَو يُنْزِلُ فِيهِ الماءَ مِنَ الإِعْياء، وأَصل الرَّهْصِ

فصل الشين المعجمة

شدَّةُ العَصْر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فرَمَيْنا الصيدَ حَتَّى رَهَصْناه أَي أَوْهَنَّاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَكْحُولٍ: أَنه كَانَ يَرْقِي مِنَ الرَّهْصةِ: اللَّهُمَّ أَنت الْوَاقِي وأَنت الْبَاقِي وأَنت الشَّافِي. والرَّواهِصُ: الصخورُ المُتراصِفةُ الثَّابِتَةُ. ورَهِصَت الدابةُ، بِالْكَسْرِ، رَهْصاً وأَرْهَصَها اللهُ: مِثْلُ وَقِرَت وأَوْقَرَها اللَّهُ، وَلَمْ يَقُلْ «3» رُهِصَت، فَهِيَ مَرْهوصة ورَهِيصٌ، وَدَابَّةٌ رَهِيصٌ ورَهِيصةٌ: مَرْهوصة، وَالْجَمْعُ رَهْصَى. والرَّواهِصُ مِنَ الْحِجَارَةِ: الَّتِي تَرْهُصُ الدَّابَّةَ إِذا وطِئَتْها، وَقِيلَ: هِيَ الثَّابِتَةُ المُلْتزِقةُ المُتراصِفةُ، واحدتُها راهِصةٌ. والرَّهْصُ: شِدَّةُ الْعَصْرِ. أَبو زَيْدٍ: رَهِصَت الدابةُ ووَقِرَت مِنَ الرَّهْصة والوَقْرةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: رَهِصَت الدَّابَّةُ أَفصح مِنْ رُهِصَت؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ فِي صِفَةِ جَمَلٍ: شَدِيد وَهْصٍ قَليل الرَّهْصِ مُعْتَدل، ... بصَفْحَتَيه مِنَ الأَنْساع أَنْدابُ قَالَ: الوَهْصُ الوطءُ والرَّهْصُ الغَمزُ والعِثَار. ورَهَصَه فِي الأَمر رَهْصاً: لامَه: وَقِيلَ: اسْتَعْجَلَه. ورَهَصَنِي فُلَانٌ فِي أَمر فُلَانٍ أَي لامَنِي، ورَهَصَني فِي الأَمر أَي اسْتَعْجَلَنِي فِيهِ، وَقَدْ أَرْهَصَ اللَّهُ فُلَانًا للخَير أَي جَعَلَهُ مَعْدِناً لِلْخَيْرِ ومَأْتىً. وَيُقَالُ: رَهَصَنِي فلانٌ بِحَقِّه أَي أَخَذني أَخْذاً شَدِيدًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ رَهَصَه بِدَينِه رَهْصاً وَلَمْ يُعَتِّمْه أَي أَخذه بِهِ أَخذاً شَدِيدًا عَلَى عُسرة ويُسْرة فَذَلِكَ الرَّهْص. وَقَالَ آخَرُ: مَا زِلْتُ أُراهصُ غَريمي مذُ الْيَوْمِ أَي أَرْصدُهُ. ورَهَصْت الحائطَ بِمَا يُقيمه إِذا مالَ. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: لِلْفَرَسِ عرْقان فِي خَيْشومِه وَهُمَا النَّاهِقَانِ، وإِذا رَهَصَهُما مَرِضَ لَهُمَا. ورُهِصَ الحائطُ: دُعِمَ. والرِّهْص، بِالْكَسْرِ: أَسْفلُ عِرْقٍ فِي الْحَائِطِ. والرِّهْصُ: الطِّين الَّذِي يُجْعل بعضُه عَلَى بَعْضٍ فيُبْنى بِهِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صِحَّتُه غَيْرَ أَنهم قَدْ تَكَلَّمُوا بِهِ. والرِّهَّاص: الَّذِي يَعْمَلُ الرِّهْصَ. والمَرْهَصةُ، بِالْفَتْحِ: الدرجةُ وَالْمَرْتَبَةُ. والمَراهِصُ: الدَّرَجُ؛ قَالَ الأَعشى: رَمَى بِكَ فِي أُخراهمُ تَرْكُكَ العُلى، ... وفُضِّل أَقوامٌ عَلَيْكَ مراهِصَا وَقَالَ الأَعشى أَيضاً فِي الرَّوَاهِصِ: فعَضَّ حَديدَ الأَرضِ، إِن كُنْتَ ساخِطاً، ... بِفِيكَ وأَحْجارَ الكُلابِ الرَّواهِصا والإِرْهاصُ: الإِثْبات، وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي الْمَطَرِ فَقَالَ: وأَما الفَرْغُ المُقدّم فإِنّ نَوْءَه مِنَ الأَنواءِ الْمَشْهُورَةِ المذكورةِ الْمَحْمُودَةِ النَّافِعَةِ لأَنه إِرْهاصٌ للْوَسْمِيّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه يُرِيد أَنه مُقدِّمة لَهُ وإِيذانٌ بِهِ. والإِرْهاصُ عَلَى الذَّنب: الإِصْرارُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِنّ ذنْبَه لَمْ يَكُنْ عَنْ إِرْهاصٍ أَي عَنْ إِصْرارٍ وإِرْصادٍ، وأَصله مِنَ الرَّهْصِ، وَهُوَ تأْسِيسُ البُنْيانِ. والأَسَدُ الرَّهِيصُ: مِنْ فُرْسان العرب معروف. روص: التَّهْذِيبُ: راصَ الرجلُ إِذا عَقَلَ بَعْدَ رُعُونةٍ. فصل الشين المعجمة شبص: الشَّبَصُ: الخُشونةُ ودخولُ شوكِ الشجرِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وَقَدْ تَشَبَّص الشجرُ؛ يمانية.

_ (3). قوله [ولم يقل] أي الكسائي فإن العبارة منقولة عنه كما في الصحاح.

شبرص: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: الشَّبَرْبَصُ والقِرْمِلِيُّ والحَبَرْبَرُ: الْجَمَلُ الصغير. شحص: الشَّحْصاءُ: الشاةُ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا. والشَّحاصةُ والشَّحَصُ: الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا، وَالْوَاحِدَةُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ، وَقَالَ شَمِرٌ: جَمْعُ شَحَصٍ أَشْحُصٌ؛ وأَنشد: بَأَشْحُصٍ مُسْتَأْخِرٍ مسافِدُهْ ابْنُ سِيدَهْ: والشَّحْصاءُ مِنَ الغَنَم السمينةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا حَمْلَ لَهَا وَلَا لَبَنَ. الْكِسَائِيُّ: إِذا ذَهَبَ لبَنُ الشَّاةِ كلُّه فَهِيَ شَحْصٌ، بِالتَّسْكِينِ، الْوَاحِدَةُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ حَكَاهُ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الشَّحَصُ، بِالتَّحْرِيكِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أَرى أَنهما لُغَتانِ مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ لأَجل حَرْفِ الْحَلْقِ. والشَّحْصُ: الَّتِي لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الفحلُ قَطُّ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ، والعائطُ: الَّتِي قَدْ أُنْزِيَ عَلَيْهَا فَلَمْ تَحْمِلْ. والشَّحَصُ: رَدِيءُ المالِ وخُشارتُه. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ أَشْحَصْته عَنْ كَذَا وشَحَّصْته وأَقْحَصْتُه وقَحّصْتُه وأَمْحَصْته ومَحَّصْته إِذا أَبْعَدْته؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: ظَعائِن مِنْ قيسِ بنِ عَيْلانَ أَشْحَصَتْ ... بهِنَّ النَّوى، إِن النَّوى ذاتُ مِغْوَلِ أَشْحَصَتْ بِهِنَّ أَي باعَدَتْهنّ. ابْنُ سِيدَهْ: شَحِصَ الرجلُ شَحْصاً لَحِجَ. وظَبْيَةٌ شَحَصٌ: مَهْزُولَةٌ؛ عن ثعلب. شخص: الشَّخْصُ: جماعةُ شَخْصِ الإِنسان وَغَيْرِهِ، مُذَكَّرٌ، وَالْجَمْعُ أَشْخاصٌ وشُخُوصٌ وشِخاص؛ وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: فكانَ مِجَنِّي، دُونَ مَنْ كنتُ أَتّقي، ... ثَلاثَ شُخُوصٍ: كاعِبانِ ومُعْصِرُ فإِنه أَثبت الشَّخْصَ أَراد بِهِ المرأَة. والشَّخْصُ: سوادُ الإِنسان وَغَيْرُهُ تَرَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، تَقُولُ ثَلَاثَةُ أَشْخُصٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ رأَيت جُسْمانَه، فَقَدْ رأَيتَ شَخْصَه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ؛ الشَّخْص: كلُّ جِسْمٍ لَهُ ارْتِفَاعٌ وَظُهُورٌ، والمرادُ بِهِ إِثباتُ الذَّاتِ فاسْتُعير لَهَا لفظُ الشَّخْصِ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى: لَا شيءَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَنْبَغِي لشَخْصٍ أَن يَكُونَ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ. والشَّخِيصُ: العظِيم الشَّخْصِ، والأُنْثى شَخِيصةٌ، والاسمُ الشَّخاصةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع لَهُ بفِعْل فأَقول إِن الشَّخاصة مَصْدَرٌ، وَقَدْ شَخُصْت شَخاصةً. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ شَخِيصٌ إِذا كَانَ سَيِّداً، وَقِيلَ: شَخِيصٌ إِذا كَانَ ذَا شَخْصٍ وخَلْقٍ عَظِيمٍ بَيّن الشَّخاصةِ. وشَخُصَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ شَخِيصٌ أَي جَسيِم. وشَخَصَ، بِالْفَتْحِ، شُخُوصاً: ارْتَفَعَ. ابْنُ سيدة: وشَخَصَ الشيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً انْتَبَرَ، وشخَصَ الجُرْحُ وَرِمَ. والشُّخُوصُ: ضِدُّ الهُبوطِ. وشَخَصَ السهمُ يَشْخَصُ شُخُوصاً، فَهُوَ شاخِصٌ: عَلَا الهدفَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَهَا أَسْهُمٌ لَا قاصِراتٌ عَنِ الحَشَا، ... وَلَا شاخِصاتٌ عَنْ فُؤادي طَوالِعُ وأَشْخَصَه صاحِبُه: عَلاه الهَدَفَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: لَشَدّ مَا شَخَصَ سَهْمُك وقَحَزَ سَهْمُك إِذا طمَحَ

فِي السَّمَاءِ، وَقَدْ أَشْخَصَه الرَّامِي إِشْخاصاً؛ وأَنشد: وَلَا قاصِراتٌ عَنْ فُؤادِي شواخِصُ وأَشْخَصَ الرَّامِي إِذا جازَ سَهْمُه الغَرَضَ مِنْ أَعْلاه، وَهُوَ سَهْم شاخصٌ. والشُّخُوصُ: السَّيْرُ مِنْ بَلَدٍ إِلى بلدٍ. وَقَدْ شَخَصَ يَشْخَصُ شُخُوصاً وأَشْخَصْتُه أَنا وشَخَصَ مِنْ بلدٍ إِلى بلدٍ شُخُوصاً أَي ذَهَبَ. وَقَوْلُهُمْ: نَحْنُ عَلَى سَفَرٍ قَدْ أَشْخَصْنا أَي حَانَ شُخُوصُنا. وأَشْخَصَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ وأَشْخَسَ بِهِ إِذا اغْتابَه. وشَخَصَ الرَّجُلُ بِبَصَرِه عِنْدَ الْمَوْتِ يَشْخَصُ شُخُوصاً: رَفَعَه فَلَمْ يَطْرِفْ، مُشْتَقٌّ مِنَ ذَلِكَ. شَمِرٌ: يُقَالُ شَخَصَ الرَّجُلُ بَصَرَه فَشَخَصَ البَصَرُ نَفْسُه إِذا سَما وطَمَحَ وشَصا كلُّ ذَلِكَ مثلُ الشُخُوص. وشَخَصَ بَصَرُ فلانٍ، فَهُوَ شاخصٌ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْه وجَعَلَ لَا يَطْرِف. وَفِي حَدِيثِ ذِكْرِ المَيّت: إِذا شَخَصَ بَصَرُه ؛ شُخُوصُ البَصَرِ ارتفاعُ الأَجفانِ إِلى فَوْقُ وتَحْديدُ النظَر وانْزِعاجُه. وفرسٌ شاخِص الطَّرْفِ: طامِحُه، وشاخِصُ العظامِ: مُشْرِفُها. وشُخِصَ بِهِ: أَتى إِليه أَمْرٌ يُقْلِقُه. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: إِن صاحِبَها اسْتَقْطَعَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الدَّهْناءَ فأَقْطعَه إِيّاها، قَالَتْ: فشُخِصَ بِي. يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَتاه مَا يُقْلِقُه: قَدْ شُخِصَ بِهِ كأَنه رُفِعَ مِنَ الأَرض لقَلَقِه وانْزِعاجِه، وَمِنْهُ شُخُوصُ المسافِرِ خُروجُه عَنْ مَنْزلهِ. وشَخَصَت الْكَلِمَةُ فِي الفَمِ تَشْخَصُ إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى خَفْضِ صَوْتِهِ بِهَا. التَّهْذِيبُ: وشَخَصَت الكلِمةُ فِي الفَمِ نَحْوَ الحنَكِ الأَعْلى، وَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي الرِّجْلِ خِلْقَةً أَي يَشْخَصُ صَوْتُه لَا يَقْدِر عَلَى خَفْضه. وشَخَصَ عَنْ أَهلِه يَشْخَصُ شُخُوصاً: ذهَبَ. وشَخَصَ إِليهم: رجَعَ، وأَشْخَصَه هُوَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: إِنما يَقْصُر الصلاةَ مَنْ كَانَ شاخِصاً أَو بِحَضْرة عَدُوٍّ أَي مُسافِراً. والشاخِصُ: الَّذِي لَا يُغِبُّ الغَزْوَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَما تَرَيْني اليَوْم ثِلْباً شاخِصا الثِّلْبُ: المُسِنّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: فَلَمْ يَزَلْ شاخِصاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَبَنُو شَخِيصٍ: بُطَيْنٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَحْسَبُهم انْقَرَضُوا. وشَخْصانِ: موضعٌ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: أَوْقَدَتْها بَيْنَ العَقِيقِ فشَخْصَيْنِ ... بِعُودٍ، كَمَا يَلُوحُ الضِّياءُ وكلامٌ مُتَشاخِصٌ ومُتَشاخِسٌ أَي مُتَفاوِت. شرص: الشِّرْصَتانِ: ناحِيتا الناصِية، وَهُمَا أَرَقُّها شَعَراً، وَمِنْهُمَا تَبْدُو النَّزَعةُ عِنْدَ الصُّدْغِ، وَالْجَمْعُ شِرَصةٌ وشِراصٌ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: صَلْت الجَبِينِ ظَاهِرُ الشِّراصِ وَقِيلَ: الشِّرْصَتانِ النَّزَعَتانِ اللَّتَانِ فِي جانبِيَ الرأْس عِنْدَ الصُّدْغ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمَا الشِّرْصان. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا رأَيت أَحْسَنَ مِنْ شِرَصةِ عَليٍ ؛ هِيَ بِفَتْحِ الرَّاءِ الجَلَحةُ، وَهِيَ انْحِسارُ الشعَرِ عَنْ جَانِبَيِ مُقَدَّم الرأْس؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ الْهَرَوِيُّ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ بِكَسْرِ الشِّينِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُمَا شِرْصتانِ وَالْجَمْعُ شِراصٌ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الشِّرْصةُ النزَعةُ، والشَّرَصُ شَرَصُ الزِّمامِ، وَهُوَ فَقْرٌ يُفْقَرُ عَلَى أَنف النَّاقَةِ، وَهُوَ حَزٌّ، فيُعْطَفُ عَلَيْهِ

ثِنْيُ الزِّمام لِيَكُونَ أَسْرَعَ وأَطْوَعَ وأَدْوَمَ لِسَيْرِها؛ وأَنشد: لَوْلَا أَبو عُمَرٍ حَفْصٌ، لَمَا انْتَجَعَتْ ... مَرْواً قُلُوصِي، وَلَا أَزْرى بِهَا الشَّرَصُ الشَّرَصُ والشَّرَزُ عِنْدَ الصَّرْع وَاحِدٌ، وَهُمَا الغِلْظةُ مِنَ الأَرض. شرنص: اللَّيْثُ: جَمَلٌ شِرْناصٌ ضَخْم طَوِيلُ الْعُنُقِ، وَجَمْعُهُ شَرانِيصُ. شصص: الشَّصَصُ والشِّصاصُ والشَّصاصاءُ: اليُبْس والجُفُوف والغِلَظُ، شَصَّتْ مَعِيشتُهم تَشِصّ شَصّاً وشِصاصاً وشُصُوصاً، وَفِيهَا شَصَصٌ وشِصاصٌ وشَصاصاءُ أَي نَكَدٌ ويُبْسٌ وجُفوفٌ وَشِدَّةٌ. الأَصمعي: إِنهم أَصابَتْهم لأْواءُ ولَوْلاءُ وشَصاصاءُ أَي سَنَة وشِدّة. وَيُقَالُ: انْكَشَفَ عَنِ النَّاسِ شَصاصاءُ مُنْكرة. والشَّصاصاءُ: الغِلَظُ مِنَ الأَرض، وَهُوَ عَلَى شَصاصاء أَمر أَي عَلَى حَدِّ أَمْرٍ وعَجَلةٍ. وَلَقِيتُهُ عَلَى شَصاصاءَ، غَيْرَ مُضَافٍ، أَي عَلَى عَجَلَةٍ كأَنهم جَعَلُوهُ اسْمًا لَهَا، وَلَقِيتُهُ عَلَى شَصاصاءَ وَعَلَى أَوْفازٍ وأَوْفاضٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: نَحْنُ نتَجْنا ناقةَ الحَجّاج ... عَلَى شَصاصاءَ مِنَ النِّتَاجِ ابْنُ بُزُرج: لَقِيتُهُ عَلَى شَصاصاءَ، وَهِيَ الْحَاجَةُ الَّتِي لَا تَسْتَطِيع تَرْكَها؛ وأَنشد: عَلَى شَصَاصَاءَ وأَمْرٍ أَزْوَرِ الْمُفَضَّلُ: الشَّصاصاءُ مَرْكَبُ السَّوْءِ. والشَّصُوصُ: الناقةُ الَّتِي لَا لبَنَ لَهَا، وَقِيلَ: القليلةُ اللَّبَنِ، وَقَدْ أَشَصَّتْ. ابْنُ سِيدَهْ: شَصَّت الناقةُ وَالشَّاةُ تَشِصُّ وتَشَصُّ شِصاصاً وشُصُوصاً وأَشَصَّتْ، وَهِيَ شَصُوصٌ، وَلَمْ يَقُولوا مُشصّ: قَلَّ لَبَنُها جَدًّا، وَقِيلَ: انْقَطَعَ البتَّة، وَالْجَمْعُ شَصائِصُ وشِصاصٌ وشُصُصٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن فُلَانًا اعْتَذَرَ إِليه مِنْ قِلّة اللَّبَنِ وَقَالَ: إِنّ ماشِيَتَنا شُصُصٌ ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِحَضْرَمِيِّ بْنِ عَامِرٍ وَكَانَ لَهُ تِسْعَةُ إِخوة فَمَاتُوا ووَرِثهم: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلا وَقَدْ شَرَحْنَا هَذَا فِي فَصْلِ جزأَ. وأَشَصَّت الناقةُ إِذا ذَهَبَ لبنُها مِنَ الكِبَر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَى أَسْلَم يَحْمِل مَتاعَه عَلَى بعيرٍ مِنْ إِبِل الصَّدَقةِ قَالَ: فَهَلَّا نَاقَةً شَصُوصاً ؛ والشَّصُوصُ: الَّتِي قَلَّ لبنُها وذهَبَ. وَيُقَالُ شَاةٌ شَصُوصٌ لِلَّتِي ذَهَبَ لبنُها، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الصِّحَاحِ يُقَالُ شاةٌ شُصُصٌ لِلَّتِي ذَهَبَ لَبَنُهَا يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ شَاةٌ شَصُوصٌ وشِياهٌ شُصُصٌ، فإِذا قِيلَ شَاةٌ شُصُصٌ فهو وصف بالجمع كحَبْل أَرْمامٌ وثوبٌ أَخْلاقٌ وَمَا أَشبهه. وشَصَّ الإِنسانُ يَشِصُّ شَصّاً: عَضَّ عَلَى نواجِذِه صَبْراً، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا عَضَّ نوَاجِذَه عَلَى الشَّيْءِ صَبْراً. وَيُقَالُ: نَفى اللَّهُ عَنْكَ الشَّصائِصَ أَي الشدائدَ. وشَصَّت معيشتُهم شُصُوصاً، وإِنهم لَفي شَصاصاءَ أَي فِي شِدَّةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فحَبِّس الرَّكْبَ عَلَى شَصاص وشَصّه عَنِ الشَّيْءِ وأَشَصّه: منَعَه. والشِّصُّ:

اللِّصُّ الَّذِي لَا يَدَعُ شَيْئًا إِلا أَتى عَلَيْهِ، وجمعُه شُصُوصٌ. يُقَالُ: إِنه شِصٌ مِنَ الشُّصُوصِ. والشَّصُّ والشِّصُّ: شَيْءٌ يُصادُ بِهِ السَّمَكُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسَبُه عَرَبِيًّا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي رَجُلٍ أَلْقى شِصَّهُ وأَخذ سَمَكةً : الشِّصُّ الشَّصُّ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، حَدِيدَةٌ عَقْفاءُ يُصادُ بها السمك. شقص: الشِّقْصُ والشَّقيصُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ والقطْعةُ مِنَ الأَرض، تَقُولُ: أَعطاه شِقْصاً مِنْ مَالِهِ، وَقِيلَ: هُوَ قليلٌ مِنْ كَثِيرٍ، وَقِيلَ: هُوَ الحَظُّ. وَلَكَ شِقْصُ هَذَا وشَقِيصُه كَمَا تَقُولُ نِصْفُه ونَصِيفُه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَشْقاصٌ وشِقاصٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي بَابِ الشُّفْعةِ: فإِن اشْتَرَى شِقْصاً مِنْ ذَلِكَ؛ أَراد بالشِّقْصِ نَصِيباً مَعْلُومًا غَيْرَ مَفْروز، قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَعرابي اجْعل مِنْ هَذَا الجَرّ شَقِيصاً أَي بِمَا اشْتَرَيتها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا من هُذيل أَعْتَقَ شِقْصاً مِنْ مَمْلُوكٍ فأَجازَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: ليس لله شَرِيكٌ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ خَالِدٌ النَّصِيبُ والشِّرك والشِّقْصُ واحدٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: والشَّقِيصُ مِثْلُهُ وَهُوَ فِي الْعَيْنِ الْمُشْتَرَكَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ الأَزهري: وإِذا فُرِزَ جازَ أَن يُسَمَّى شِقْصاً، وَمِنْهُ تَشْقِيصُ الجَزَرةِ وَهُوَ تَعْضِيَتُها وتفصيلُ أَعضائِها وتَعْدِيلُ سِهامِها بَيْنَ الشُّرَكاءِ. والشاةُ الَّتِي تَكُونُ لِلذَّبْحِ تُسَمَّى جَزَرةً، وأَما الإِبل فالجَزور. وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنه قَالَ: مَنْ بَاعَ الخَمْرَ فلْيُشَقِّص الخنازِيرَ أَي فلْيستَحِلَّ بيعَ الْخَنَازِيرِ أَيضاً كَمَا يَسْتَحِلّ بيعَ الخمرِ؛ يَقُولُ: كَمَا أَن تَشْقِيصَ الخنازيرِ حرامٌ كَذَلِكَ لَا يَحِلُّ بيعُ الْخَمْرِ، مَعْنَاهُ فلْيُقَطِّع الخَنازِيرَ قِطَعاً ويُعَضِّيها أَعْضاءً كَمَا يُفْعل بِالشَّاةِ إِذا بِيعَ لحمُها. يقال: شَقَّصَه يُشَقِّصُه، وَبِهِ سُمِّي القَصّابُ مُشَقِّصاً؛ الْمَعْنَى مَنِ اسْتَحَلّ بيعَ الخمرِ فلْيَسْتَحِلَّ بَيْعَ الخِنْزِيرِ فإِنهما فِي التَّحْرِيمِ سَوَاءٌ، وَهَذَا لفظٌ مَعْنَاهُ النَّهي، تقديرُه مَنْ باعَ الخمرَ فليكنْ لِلْخَنازيرِ قَصّاباً وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ كَلَامِ الشَّعْبِيِّ وَهُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ رَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَهُوَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للقَصّاب مُشَقِّصٌ. والمِشْقَصُ مِنَ النِّصَال: مَا طالَ وعَرُضَ؛ قَالَ: سِهَامٌ مَشاقِصُها كالحِراب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهَدُهُ أَيضاً قَوْلُ الأَعشى: فَلَوْ كُنْتُمُ نَخْلًا لكُنْتُمْ جُرَامةً، ... وَلَوْ كنتمُ نَبْلًا لكُنْتُمْ مشاقِصَا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى سعدَ بْنَ مُعاذٍ فِي أَكْحلِه بمِشْقَصٍ ثم حَسَمَه ؛ المِشْقَصُ: نصلُ السهمِ إِذا كَانَ طَوِيلًا غيرَ عريضٍ، فإِذا كَانَ عَريضاً فَهُوَ المِعْبَلةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَخَذَ مَشَاقِصَ فقَطَعَ بَراجِمَه ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا؛ المِشْقَصُ مِنَ النِّصَالِ: الطويلُ وَلَيْسَ بِالْعَرِيضِ، فأَما العَرِيضُ الطَّوِيلُ يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ فِتْر فَهُوَ المِعْبَلة، والمِشْقَصُ عَلَى النِّصْفِ مِنَ النَّصْل وَلَا خَيْرَ فِيهِ يَلْعَب بِهِ الصبيانُ وَهُوَ شَرُّ النَّبْلِ وأَحْرَضُه، يُرْمى بِهِ الصَّيْدُ وَكُلُّ شَيْءٍ وَلَا يُبالى انْفِلالُه؛ قَالَ الأَزهري: والدليلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قولُ الأَعشى: وَلَوْ كنتمُ نَبْلًا لَكُنْتُمْ مَشَاقِصًا يَهْجُوهم ويُرَذِّلُهم. والمِشْقَصُ: سهمٌ فِيهِ نَصْل عَرِيضٌ يُرْمى بِهِ الوحشُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا

التَّفْسِيرُ للمِشْقَص خطأٌ، وَرَوَى أَبو عُبَيْدَةَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: المِشْقَصُ مِنَ النِّصَالِ الطويلُ، وَفِي تَرْجَمَةِ حَشَا: المِشْقَصُ السهمُ العريضُ النَّصْلِ. اللَّيْثُ: الشَّقِيص فِي نَعْتِ الْخَيْلِ فَراهةٌ وجَوْدةٌ، قَالَ: وَلَا أَعرفه. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّقِيصُ الفرسُ الجَوَادُ. وأَشاقِيصُ: اسْمُ مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ لِبَنِي سَعْدٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: يُطِعْن بِجوْنٍ ذِي عَثانِينَ لَمْ تَدَعْ ... أَشاقِيصُ فِيهِ والبَديَّان مَصْنَعا أَراد بِهِ الْبُقْعَةَ فأَنّثه. والشَّقِيصُ: الشريكُ؛ يُقَالُ: هُوَ شَقِيصِي أَي شَرِيكي فِي شِقْصٍ مِنَ الأَرض، والشَّقِيصُ: الشيءُ الْيَسِيرُ؛ قَالَ الأَعشى: فتِلْكَ الَّتِي حَرَمَتْكَ المتَاع، ... وأَوْدَتْ بِقَلبِكَ إِلّا شَقِيصا شكص: رجلٌ شَكِصٌ: بِمَعْنَى شَكِسٍ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ. شمص: شَمَصَه ذَلِكَ يَشْمُصُه شُمُوصاً: أَقْلَقَه. وَقَدْ شَمَصَتْني حاجَتُكَ أَي أَعْجَلَتْنِي، وَقَدْ أَخذَه مِنَ الأَمر شُمَاصٌ أَي عَجَلةٌ. وشمَّصَ الإِبلَ: ساقَها وطرَدَها طرْداً عَنِيفاً، وشَمَّصَ الفرسَ: نَخَسَه أَو نَزَّقَه لِيَتَحَرَّكَ؛ قَالَ: وإِنّ الخَيْلَ شَمَّصَها الوَلِيدُ اللَّيْثُ: شَمَصَ فلانٌ الدوابَّ إِذا طَرَدَهَا طَرْدًا عَنِيفًا. فأَما التَّشْمِيصُ: فأَنْ تَنْخُسَه حَتَّى يَفْعل فِعْلَ الشَّمُوصِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ كُرَاعٌ فِي كِتَابِ الْمُنَضَّدِ شَمَصَت الفَرَسُ وشَمَسَتْ وَاحِدٌ. والشِّمَاصُ والشِّمَاسُ، بِالسِّينِ وَالصَّادِ، سواءٌ. ودابَّةٌ شَمُوصٌ: نَفُور كشَمُوسٍ. وحادٍ شَموصٌ: هَذَّاف؛ قَالَ: وساقَ بَعِيرَهم حَادٍ شَمُوصُ والمَشْمُوصُ: الَّذِي قَدْ نُخِسَ وحُرِّك، فَهُوَ شاخصُ الْبَصَرِ؛ وأَنشد: جاؤوا مِنَ المِصْرَينِ باللُّصُوصِ، ... كُلُّ يتيمٍ ذِي قَفاً مَحْصُوصِ لَيْسَ بِذِي بَكْرٍ وَلَا قَلوصِ، ... بِنَظَرٍ كنَظَرِ المَشْمُوصِ والإِشْمَاصُ: الذُّعْرُ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عِجْل: أَشْمَصَتْ لَمّا أَتانا مُقْبلا التَّهْذِيبُ: الانْشِمَاصُ الذُّعْرُ؛ وأَنشد: فانْشَمَصَتْ لَمَّا أَتاها مُقْبِلا، ... فهابَها فانْصاعَ ثُمَّ وَلْوَلا وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ للأَسود العِجْلي؛ وأَنشد لِآخَرَ: وأَنْتُمْ أُناسٌ تُشْمِصُونَ مِنَ القَنَا، ... إِذا مارَ فِي أَعْطافِكمْ وتأَطَّرَا وَجَارِيَةٌ ذاتُ شِمَاصٍ وملاصٍ: ذَكَرَهَا فِي تَرْجَمَةِ مَلَصَ. ابْنُ الأَعرابي: شَمَصَ إِذا آذَى إِنْساناً حَتَّى يَغْضَب. والشَّمَاصَاء: الغِلَظ واليُبْس مِنَ الأَرض كالشَّصَاصاءِ. شنص: شَنَصَ يَشْنُصُ شُنُوصاً: تَعَلَّقَ بِالشَّيْءِ. والشانِصُ: الْمُتَعَلِّقُ بِالشَّيْءِ. وَفَرَسٌ شَنَاصٌ وشَناصِيٌّ: طويلٌ نَشِيطٌ مِثْلُ دَوٍّ ودَوِّيّ

وقَعْسَرٍ وقَعْسَرِيٍّ ودَهْر دَوَّار وَدَوَّارِيٌّ، وَقِيلَ: فَرَسٌ شَنَاصِيّ نَشِيطٌ طَوِيلُ الرأْس. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ شَنَاصِيّ، والأُنثى شَنَاصِيّة، وَهُوَ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد لِمَرَّارِ بْنِ مُنْقِذ: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتُه، ... وشَنَاصِيٌّ إِذا هِيجَ طَمَرْ وشُناص، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَفَعْناهُنّ بالحَكَمَاتِ، حَتَّى ... دُفِعْن إِلى عُلًا وإِلى شُنَاص وعُلًا: موضع أَيضاً. شنبص: شَنْبَص: اسم. شوص: الشَّوْصُ: الغَسْلُ والتَّنْظِيفُ. شاصَ الشيءَ شَوْصاً: غَسَلَه. وشاصَ فَاهُ بالسِّواكِ يَشُوصُه شَوْصاً: غَسَلَه؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: أَمَرَّه عَلَى أَسْنانهِ عَرْضاً، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَفْتَح فَاهُ ويُمِرَّه عَلَى أَسْنانِه مِنْ سُفْلٍ إِلى عُلْوٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَطْعَن بِهِ فِيهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: وهو يَشُوصُ أَي يَسْتاكُ. أَبو عُبَيْدَةَ: شُصْتُ الشيءَ نقَّيْتُه، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: شَوْصُه دلْكهُ أَسْنانَه وشِدْقَه وإِنْقاؤه. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بَشَوْصِ السِّواكِ أَي بغُسَالَته، وَقِيلَ: بِمَا يَتَفَتَّتُ مِنْهُ عِنْدَ التَّسَوُّكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَشُوصُ فَاهُ بالسِّواك. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشَّوْصُ الغَسْل. وكلُّ شَيْءٍ غَسَلْته، فَقَدَ شُصْتَه تَشُوصُه شَوْصاً، وَهُوَ المَوْصُ. يُقَالُ: ماصَه وشاصَه إِذا غسَله. الْفَرَّاءُ: شاسَ فَمَه بالسِّواك وشاصَه، وَقَالَتِ امرأَة: الشَّوْصُ بِوَجَعٍ والشَّوْسُ أَلْيَنُ مِنْهُ. وشاصَ الشيءَ شَوْصاً: دَلَكه. أَبو زَيْدٍ: شاصَ الرجلُ سواكَه يَشُوصُه إِذا مَضَغَه واسْتَنَّ بِهِ فَهُوَ شائصٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّوْص الدَّلْك، والمَوْصُ الغَسْل. والشَّوْصةُ والشُّوصَةُ، والأَول أَعلى: ريحٌ تَنْعَقِدُ فِي الضُّلُوعِ يَجِدُ صاحبُها كالوَخْزِ فِيهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ شاصَتْه الرِّيحُ بَيْنَ أَضْلاعه شَوْصاً وشَوَصَاناً وشُؤوصة. والشَّوْصةُ: رِيحٌ تأْخذ الإِنسان فِي لَحْمِه تَجُول مرَّة هَاهُنَا وَمَرَّةً هَاهُنَا وَمَرَّةً فِي الْجَنْبِ وَمَرَّةً فِي الظَّهْرِ وَمَرَّةً فِي الحَوَاقِن. تَقُولُ: شاصَتْنِي شَوْصَةٌ، والشَّوائِص أَسْماؤها؛ وَقَالَ جَالِينُوسُ: هُوَ وَرَمٌ فِي حِجاب الأَضلاع مِنْ دَاخِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَبَقَ العاطِسَ بالحمْدِ أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ والعِلَّوْصَ ؛ الشَّوْص: وجعُ الْبَطْنِ مِنْ رِيحٍ تَنْعَقِدُ تَحْتَ الأَضلاع. وَرَجُلٌ بِهِ شَوْصةٌ؛ والشَّوْصةُ: الرَّكْزَةُ؛ بِهِ رَكْزَةٌ أَي شَوْصةٌ. وَرَجُلٌ أَشْوَصُ إِذا كَانَ يَضْرِبُ جَفْنُ عينِه إِلى السَّوَادِ. وشَوِصَت العَيْنُ شَوْصاً، وَهِيَ شَوْصاءُ: عَظُمَت فَلَمْ يَلْتَقِ عَلَيْهَا الجَفْنانِ، والشَّوَصُ فِي العَين، وَقَدْ شَوِصَ شَوْصاً وشاصَ يَشَاصُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الشَّوَسُ، بِالسِّينِ فِي الْعَيْنِ، أَكْثرُ مِنَ الشَّوَصِ. وشاصَ بِهِ المرضُ شَوْصاً وشَوَصاً: هاجَ. وشاصَ بِهِ العِرْق شَوْصاً وشَوَصاً: اضْطَرَبَ. وَشَاصَ الشيءَ شَوْصاً: زَعْزَعَه. وَقَالَ الهَوازني: شاصَ الولَدُ فِي بَطْنِ أُمِّه إِذا ارْتَكَضَ، يَشُوصُ شَوْصةً. شيص: الشِّيصُ والشِّيصَاءُ: رَدِيء التَّمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ واحدتُه شِيصةٌ وشِيصَاءَة مَمْدُودٌ، وَقَدْ أشاصَ النخلُ وأَشاصَت وشَيَّصَ النخلُ؛

فصل الصاد المهملة

الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلتَّمْرِ الَّذِي لَا يشتدُّ نَوَاهُ ويَقْوَى وَقَدْ لَا يَكُونُ لَهُ نَوًى أَصلًا، والشِّيشاءُ هُوَ الشِّيصُ، وإِنما يُشَيِّصُ إِذا لَمْ يُلْقَحْ؛ قَالَ الأُموي: هِيَ فِي لُغَةُ بَلْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ الصِّيصُ. الأَصمعي: صَأْصأَت النَّخْلَةُ إِذا صَارَتْ شِيصاً، وأَهلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ الشِّيصَ السَّخْلَ، وأَشاصَ النخلُ إِشاصةً إِذا فسَدَ وَصَارَ حملُه الشِّيصَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ تَأْبِير نَخْلهم فَصَارَتْ شِيصًا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: شَيَّصَ فلانٌ الناسَ إِذا عذَّبَهم بالأَذَى، قَالَ: وَبَيْنَهُمْ مُشايَصةٌ أَي مُنافرةٌ. وَيُقَالُ: أَشاصَ بِهِ إِذا رفَعَ أَمرَه إِلى السُّلْطَانِ؛ قَالَ مَقّاس الْعَائِذِيُّ: أَشاصَتْ بِنَا كَلْب شُصُوصاً، وواجَهَت ... عَلَى رافِدينا بِالْجَزِيرَةِ تَغْلب فصل الصاد المهملة صعفص: الأَزهري: الصَّعْفَصةُ السِّكْباجُ. وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: أَهل اليَمامة يُسَمُّونَ السِّكْباجةَ صَعْفَصةً، قَالَ: وتَصْرف رَجُلًا تُسَمِّيهِ بِصَعْفَص إِذا جَعَلْتَهُ عَرَبِيًّا. صوص: رَجُلٌ صُوصٌ: بَخِيل. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ناقةٌ أَصُوصٌ عَلَيْهَا صُوصٌ أَي كَرِيمَةٌ عَلَيْهَا بَخِيلٌ. والصُّوصُ: المنفردُ بِطَعَامِهِ لَا يُؤاكلُ أَحداً. ابْنُ الأَعرابي: الصُّوص هُوَ الرَّجُلُ اللَّئِيمُ الَّذِي يَنْزِل وَحْدَهُ ويأْكل وَحْدَهُ، فإِذا كَانَ بِاللَّيْلِ أَكَلَ فِي ظلِّ الْقَمَرِ لِئَلَّا يَرَاهُ الضيفُ؛ وأَنشد: صُوص الغِنَى سَدَّ غِناه فَقْرَه يَقُولُ: يُعَفِّي عَلَى لُؤْمِه ثَرْوتُه وَغِنَاهُ، قَالَ: وَيَكُونُ الصُوصُ جمعاً؛ وأَنشد: وأَلْفَيْتُكم صُوصاً لُصُوصاً، إِذا دجَا الظلامُ، ... وهَيَّابِينَ عِنْدَ البَوارِق وَقِيلَ: الصُّوصُ اللئيمُ القليلُ الندَى والخير. صيص: ابْنُ الأَعرابي: أَصَاصَت النَّخْلة إِصَاصةً وصَيَّصَت تَصْيِيصاً إِذا صَارَتْ شِيصاً، قَالَ: وَهَذَا مِنَ الصِّيصِ لَا مِنَ الصِّيصَاء، يُقَالُ: مِنَ الصِّيصَاء صَأْصَت صِيصَاءً. والصِّيصُ فِي لُغَةُ بَلْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ: الحَشَف مِنَ التَّمْرِ. والصِّيصُ والصِّيصَاءُ: لُغةٌ فِي الشِّيصِ والشِّيصَاء. والصِّيصَاءُ: حبُّ الْحَنْظَلِ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ لُبٌّ؛ وأَنشد أَبو نَصْرٍ لِذِي الرُّمَّةِ: وكائنْ تَخَطّتْ ناقَتِي مِنْ مَفازةٍ ... إِليك، وَمِنْ أَحْواض ماءٍ مُسَدَّمِ بأَرْجائه القِرْدان هَزْلى، كأَنها ... نوادِرُ صِيصَاء الهَبِيدِ المحَطَّمِ وصفَ مَاءً بعِيد العهدِ بورُود الإِبل عَلَيْهِ فقِرْدانُه هَزْلى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى بأَعْقارِه الْقِرْدَانُ، وَهُوَ جَمْعُ عُقْرٍ، وَهُوَ مَقَامُ الشَّارِبَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ الأَعرابي وَكَانَ ثِقَةً صدُوقاً إِنه رُبَّمَا رَحَلَ النَّاسُ عَنْ دَارِهِمْ بِالْبَادِيَةِ وَتَرَكُوهَا قِفَاراً، والقِرْدانُ مُنْتَشِرَةٌ فِي أَعطان الإِبل وأَعْقارِ الْحِيَاضِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِليها عَشْرَ سِنِينَ وَعِشْرِينَ سَنَةً ولا يَخْلُفهم فِيهَا أَحدٌ سِوَاهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِليها فَيَجِدُونَ القِرْدانَ فِي تِلْكَ الْمَوَاضِعِ أَحياء وَقَدْ أَحَسّت بِرَوَائِحِ الإِبل قَبْلَ أَن تُوافي فَتَحَرَّكَتْ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ الْمَذْكُورَ، وصِيصاءُ الهَبيدِ مهزولُ حَبِّ الحَنْظَلِ لَيْسَ إِلا الْقِشْرُ وَهَذَا للقُرادِ أَشبهُ

فصل العين المهملة

شَيْءٍ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُ قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: قِرْدانُه، فِي العَطَنِ الحَوْليّ، ... سُودٌ كَحَبِّ الحَنْظلِ المَقْلِيّ والصِّيصيةُ: شَوْكةُ الْحَائِكِ الَّتِي يُسَوِّي بِهَا السَّدَاةَ واللُحْمة؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمة: فجئتُ إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه، ... كوَقْعِ الصَّياصِي فِي النَّسِيج المُمَدَّدِ وَمِنْهُ صِيصِيةُ الدِّيكِ الَّتِي فِي رِجْله. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَقُّ صِيصِية شَوْكَةِ الْحَائِكِ أَن تُذْكر فِي الْمُعْتَلِّ لأَن لَامَهَا ياءٌ وَلَيْسَ لامُها صَادًا. وصَياصِي البقرِ: قُرونها وَرُبَّمَا كَانَتْ تُرَكّبُ فِي الرِّماح مكانَ الأَسِنّة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ: فأَصْبَحَت الثِّيرانُ غَرْقَى، وأَصْبَحَتْ ... نِساءُ تَميم يَلْتَقِطْن الصَّياصَيا أَي يَلْتَقِطْنَ القرونَ لينْسِجْن بِهَا؛ يُرِيدُ لِكَثْرَةِ الْمَطَرِ غَرِقَ الوَحْشُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ فِي أَقطار الأَرض كأَنها صَياصِي بقرٍ أَي قُرونُها، واحدتُها صِيصة، بِالتَّخْفِيفِ، شبَّه الْفِتْنَةَ بِهَا لِشِدَّتِهَا وَصُعُوبَةِ الأَمر فِيهَا. والصَّياصي: الحُصونُ. وكلُّ شَيْءٍ امْتُنِع بِهِ وتُحُصِّنَ بِهِ، فَهُوَ صِيصةٌ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحُصُونِ: الصَّياصِي؛ قِيلَ: شبَّه الرماحَ الَّتِي تُشْرَع فِي الْفِتْنَةِ وَمَا يُشَبِّهُهَا مِنْ سَائِرِ السِّلَاحِ بِقُرُونِ بَقَرٍ مُجْتَمِعَةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: أَصحابُ الدَّجَّالِ شَوارِبُهم كالصَّياصي ، يَعْنِي أَنهم أَطالُوها وفَتَلُوها حَتَّى صَارَتْ كأَنها قرونُ بَقَرٍ. والصِّيصَة أَيضاً: الوَتِدُ الَّذِي يقْلَع بِهِ التَّمْر، والصِّنّارةُ الَّتِي يُغْزَل بها ويُنْسَج. فصل العين المهملة عبقص: العَبْقَصُ والعُبْقُوصُ: دُوَيْبّة. عرص: العَرْصُ: خشبةٌ تُوضَعُ عَلَى الْبَيْتِ عَرْضاً إِذا أَرادُوا تَسْقِيفَه وتُلْقى عليه أَطرافُ الْخَشَبِ الصِّغَارِ، وَقِيلَ: هُوَ الحائطُ يُجْعَل بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ لَا يُبْلَغ بِهِ أَقصاه، ثُمَّ يُوضع الجائزُ مِنْ طَرَفِ الْحَائِطِ الدَّاخِلِ إِلى أَقصى الْبَيْتِ ويسقّفُ البيتُ كُلُّهُ، فَمَا كَانَ بَيْنَ الْحَائِطَيْنِ فَهُوَ سَهْوةٌ، وَمَا كَانَ تَحْتَ الْجَائِزِ فَهُوَ مُخْدَع، وَالسِّينُ لُغَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ اللَّيْثُ بِالصَّادِ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِالسِّينِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: نَصَبت عَلَى بَابِ حُجْرَتي عَباءَةً مقْدَمَه مِنْ غَزاة خَيْبَر أَو تَبُوك فهَتَكَ العَرْصَ حَتَّى وقَعَ بالأَرض ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: الْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ بِالصَّادِ وَالسِّينِ، وَهُوَ خَشَبَةٌ تُوضَعُ عَلَى الْبَيْتِ عَرْضاً كَمَا تَقَدَّمَ؛ يُقَالُ: عَرّصْتُ البيتَ تَعْرِيصاً، وَالْحَدِيثُ جَاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وشرحَه الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِمِ، وفي غريب الحديث بالصاد الْمُهْمَلَةِ، وَقَالَ: قَالَ الرَّاوِي العَرْضَ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَالَ الأَصمعي: كُلُّ جَوْبةٍ مُنْفَتِقة لَيْسَ فِيهَا بِنَاءٌ فَهِيَ عَرْصةٌ. قَالَ الأَزهري: وَتُجْمَعُ عِراصاً وعَرَصاتٍ. وعَرْصةُ الدارِ: وسَطُها، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَا بِنَاءَ فِيهِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لاعْتِراصِ الصِّبْيَانِ فِيهَا. والعَرْصةُ: كُلُّ بُقْعةٍ بَيْنَ الدُّورِ واسعةٍ لَيْسَ فِيهَا بِنَاءٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْب: تَحمَّلَ أَصحابي عِشَاءً، وغادَرُوا ... أَخا ثِقَة، فِي عَرْصةِ الدارِ، ثاوِيا

وَفِي حَدِيثِ قُسّ: فِي عَرَصات جَثْجاث ؛ العَرَصاتُ: جَمْعُ عَرْصة، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ مَوْضِعٍ وَاسِعٍ لَا بِنَاءَ فِيهِ. والعَرّاصُ مِنَ السَّحَابِ: مَا اضْطرب فِيهِ البرقُ وأَظَلَّ مِنْ فوقُ فقَرُب حَتَّى صَارَ كالسَّقْف وَلَا يَكُونُ إِلا ذَا رعدٍ وبَرْقٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْكُنُ برقُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَليماً: يَرْقَدُّ فِي ظِلّ عَرّاصٍ، ويَطْرُدُه ... حَفِيفُ نافجةٍ، عُثْنونُها حَصِبُ يرقَدّ: يُسْرِع فِي عَدْوِه. وعُثْنونُها: أَوَّلُها. وحَصِبٌ: يأْتي بالحَصْباء. وعَرِصَ البَرْقُ عَرَصاً واعْتَرَصَ: اضْطَرَبَ. وَبَرْقٌ عَرِصٌ وعرّاصٌ: شَدِيدُ الِاضْطِرَابِ والرعدِ والبرقِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ عَرَصَت السماءُ تَعْرِصُ عَرْصاً أَي دامَ برْقُها. ورُمْحٌ عَرّاصٌ: لَدْن المَهَزّة إِذا هُزّ اضْطَرَبَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ كُلِّ أَسْمَرَ عَرّاصٍ مَهَزّته، ... كأَنه بِرَجا عادِيّةٍ شَطَنُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ كُلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ عَسَلْ وَكَذَلِكَ السَّيْفُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: مِنْ كُلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ، ... مِثْلِ قُدَامى النَّسْرِ مَا مَسَّ بَضَعْ يُقَالُ: سَيْفٌ عَرّاصٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي العَرَصِ والعَرِصِ: يُسِيلُ الرُّبى، وَاهِي الكُلى، عَرِصُ الذُّرى، ... أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابِغُ القَطْرِ والعَرَصُ والأَرَنُ: النَّشاطُ، والتَّرَصُّع مِثْلُهُ. وعَرِصَ الرجلُ يَعْرَص عَرَصاً واعْتَرَصَ: نَشِطَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ إِذا قَفَزَ ونَزا، والمَعْنيانِ مُتَقاربانِ. وعَرِصَت الهِرَّةُ واعْتَرَصَت: نَشِطَت واسْتَنَّتْ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: إِذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِراصِ الهِرّهْ، ... يُوشِك أَن تَسْقُط فِي أُفُرّهْ الأُفُرّةُ: البَلِيّةُ والشدّةُ. وبَعِيرٌ مُعَرَّصٌ: لِلَّذِي ذَلَّ ظهرُه وَلَمْ يَذِلَّ رأْسُه. وَيُقَالُ: تركتُ الصِّبْيانَ يَلْعبُون ويَمْرَحُونَ ويَعْتَرِصُونَ. وعَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا وأَقبلوا وأَدبروا يُحْضِرُونَ. ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً فِي العَرْصة للجُفوفِ؛ قَالَ المخبَّل: سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ ... وماءُ قُدورٍ، فِي القِصاع، مَشِيبُ وَيُرْوَى مُعَرَّضٌ، بِالضَّادِ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري فِي التَّهْذِيبِ للمخبَّل فَقَالَ: وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ بَيْتَ المُخَبَّل، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ السُّليك بْنُ السُّلَكة السَّعْدِيُّ. وَقِيلَ: لَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُقَطَّع، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُلْقى عَلَى الجمرِ فَيَخْتَلِطُ بِالرَّمَادِ وَلَا يَجُودُ نُضْجُه، قَالَ: فإِن غَيَّبْتَه فِي الْجَمْرِ فَهُوَ مَمْلولٌ، فإِن شَوَيْتَه فَوْقَ الْجَمْرِ فَهُوَ مُفْأَدٌ وفَئِيد، فإِن شُوي عَلَى الْحِجَارَةِ المُحْماة فَهُوَ مُحْنَذٌ وحَنِيذ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يُنْعَمْ طَبْخُه وَلَا إِنْضاجُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ عَرَّصْت اللَّحْمَ إِذا لَمْ تُنْضِجْه، مَطْبُوخًا كَانَ أَو مَشْويّاً، فَهُوَ مُعَرَّصٌ. والمُضَهَّبُ: مَا شُوِي عَلَى النارِ وَلَمْ يَنْضَجْ.

والعَرُوصُ: الناقةُ الطيّبةُ الرَّائِحَةِ إِذا عَرِقت. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَعَرَّصْ وتَهَجَّسْ وتَعَرَّجْ أَي أَقِمْ. وعَرِصَ البيتَ عَرَصاً: خَبُثَت رِيحُه وأَنْتَنَ، وَمِنْهُمْ مَنْ خصَّ فَقَالَ: خبُثَت ريحُه مِنَ النَّدَى. ورَعَصَ جِلْدُهُ وارْتَعَصَ واعْتَرَصَ إِذا اخْتَلَج. عرفص: العَرافِيصُ: لُغَةٌ فِي العَراصِيف، وَهُوَ مَا عَلَى السَّناسِن مِنَ العصَب كالعَصافير. والعِرْفاصُ: العَقَب الْمُسْتَطِيلُ كالعِرْصاف. والعِرْفاص: الخُصْلةُ مِنَ العَقَبِ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا عَلَى قُبَّة الهَوْدَج، لُغَةٌ فِي العِرْصاف. والعِرْفاص: السَّوْطُ مِنَ العَقَبِ كالعِرْصاف أَيضاً؛ أَنشد أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: حَتَّى تَرَدَّى عَقَبَ العِرْفاصِ والعِرْفاصُ: السوطُ الَّذِي يُعاقِب بِهِ السلطانُ. وعَرْفَصْت الشَّيْءَ إِذا جَذَبْته مِنْ شَيْءٍ فشَقَقْته مُسْتَطِيلًا. والعَراصِيفُ: مَا عَلَى السَّناسِن كالعَصافِير؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى العَرافِيصَ فِيهِ لغة. عرقص: العُرْقُصُ والعُرَقِصُ والعُرْقُصاءُ والعُرَيْقِصاءُ والعُرَيْقصانُ والعَرَنْقُصانُ والعَرَقْصانُ والعَرَنْقَصُ، كُلُّهُ: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ الحَنْدَقُوق، الْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ. وَقَالَ الأَزهري: العُرْقُصاءُ والعُرَيْقِصاءُ نَبَاتٌ يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ، وَبَعْضٌ يَقُولُ عُرَيْقِصانة؛ قَالَ: وَالْجَمْعُ عُرَيْقِصان، قَالَ: وَمَنْ قَالَ عُرَيْقِصاء وعُرْقُصاء فَهُوَ فِي الْوَاحِدَةِ، وَالْجَمْعُ ممدودٌ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: العَرَقُصان والعَرَتُن مَحْذُوفَانِ، الأَصلُ عَرَنْتُن وعَرَنْقُصان فَحَذَفُوا النُّونَ وأَبْقَوْا سَائِرَ الْحَرَكَاتِ عَلَى حَالِهَا، وَهُمَا نَبْتان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عُرَيقِصانٌ نبْتٌ، واحدتُه عُرَيْقِصانة. وَيُقَالُ: عَرَقُصان بِغَيْرِ يَاءٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَرَقُصانُ والعَرَنْقُصانُ دَابَّةٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: دَابَّةٌ مِنَ الحَشَرات، وَقَالَ عَنِ الْفَرَّاءِ: العَرْقَصةُ مَشْيُ الحيّة. عصص: العَصُّ: هُوَ الأَصلُ الْكَرِيمُ وَكَذَلِكَ الأَصُّ. وعَصَّ يَعَصُّ عَصّاً وعَصَصاً: صَلُبَ واشْتَدّ. والعُصْعُصُ والعَصْعَصُ والعُصَصُ والعُصُصُ والعُصْعُوصُ: أَصل الذَّنَبِ، لُغَاتٌ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ، وَهُوَ العُصُوص أَيضاً، وجمعُه عَصاعِصُ. وَفِي حَدِيثِ جَبَلةَ بْنِ سُحَيم: مَا أَكلت أَطْيَبَ مِنْ قَلِيّة العَصاعص ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ العُصعُص وَهُوَ لَحْمٌ فِي بَاطِنِ أَلْيةِ الشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ عظمُ عَجْبِ الذنَب. وَيُقَالُ: إِنه أَول مَا يُخْلَق وآخرُ مَا يَبْلى؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ بقرٍ أَو أُتُنٍ: يَلْمَعْن إِذ وَلَّيْنَ بالعَصاعِص، ... لَمْعَ البُرُوقِ فِي ذُرى النَّشائص وَجَعَلَ أَبو حَنِيفَةَ العَصاعِصَ للدِّنانِ فَقَالَ: والدِّنانُ لَهَا عَصاعِصُ فَلَا تقعُد إِلا أَن يُحْفَر لَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمَعْصُوصُ الذاهبُ اللَّحْمِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ضيّقُ العُصْعُصِ أَي نَكِدٌ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَهُوَ مِنْ إِضافة الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ إِلى فَاعِلِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وذكَرَ ابنَ الزُّبَير: لَيْسَ مثلَ الحَصِر العُصْعُصِ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ: لَيْسَ مِثْلَ الْحَصِرِ العَقِص ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي موضعه. عفص: العَفْصُ: مَعْرُوفٌ يَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ وَعَلَى الثَّمَرِ. وأَعْفَصَ الحِبْرَ: جَعَلَ فِيهِ العَفْصَ. والعَفْصُ:

الَّذِي يُتَّخذُ مِنْهُ الحِبْرُ، مولَّد وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَفْصُ لَيْسَ مِنْ نَبَاتِ أَرض الْعَرَبِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ طَعَامٌ عَفِصٌ، وَطَعَامٌ عَفِصٌ: بَشِعٌ وَفِيهِ عُفُوصةٌ ومَرارَةٌ وتقبُّضٌ يعْسُر ابتلاعُه. والعَفْصُ: حَمْلُ شَجَرَةِ البَلُّوط تَحْمِل سنَةً بَلُّوطاً وَسَنَةً عَفْصاً. والعِفاصُ: صِمامُ الْقَارُورَةِ، وعَفَصَها عَفْصاً: جَعَلَ فِي رأْسها العِفاصَ، فإِن أَردت أَنك جعلتَ لَهَا عِفاصاً قُلْتَ: أَعْفَصْتُها. وَجَاءَ فِي حديث اللقطة: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، قال: احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءَها. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: العِفاصُ هُوَ الوِعاءُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ النَّفقة، إِنْ كَانَ مِنْ جِلْدٍ أَو مِنْ خِرْقة أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ نفقةَ الرَّاعِي وَهُوَ مِنَ العَفْص مِنَ الثَّنْي والعَطْف، وَلِهَذَا سُمِّي الْجِلْدُ الَّذِي تُلْبَسُه رأْسُ القارُورة العِفاصَ، لأَنه كَالْوِعَاءِ لَهَا، وَكَذَلِكَ غِلافُها، وَلَيْسَ هَذَا بالصِّمام الَّذِي يَدْخُلُ فِي فمِ الْقَارُورَةِ لِيَكُونَ سِداداً لَهَا، قَالَ: وإِنما أَمَرَه بحِفْظِها لِيَكُونَ عَلَامَةً لِصِدْق مَنْ يَعْتَرِفها. وعِفاصُ الرَّاعِي: وعاؤُه الَّذِي تَكُونُ فِيهِ النَّفَقَةُ. وَثَوْبٌ مُعَفَّصٌ: مَصْبُوغٌ بالعَفْص كَمَا قَالُوا ثَوْبٌ مُمَسَّكٌ بالمِسْك. والمِعْفاصُ مِنَ الجَواري: الزَّبَعْبَقُ النهايةُ فِي سُوء الخُلُق. والمِعْقاصُ، بِالْقَافِ: شرٌّ مِنْهَا. وَقِيلَ لأَعرابي: إِنَّكَ لَا تُحْسِن أَكلَ الرأْس، فَقَالَ: أَما واللَّه إِني لأَعْفِصُ أُذُنَيْه وأَفُكُّ لَحْيَيْه وأَسْحى خَدّيه وأَرمي بِالْمُخِّ إِلى مَنْ هُوَ أَحوجُ مِنِّي إِليه. قَالَ الأَزهري: أَجاز ابْنُ الأَعرابي الصَّادَ وَالسِّينَ فِي هَذَا الْحَرْفِ. الْجَوْهَرِيُّ: العِنْفِصُ، بِالْكَسْرِ، المرأَةُ الْبَذِيَّةُ القليلةُ الْحَيَاءِ، قَالَ الأَعشى: ليستْ بِسوْداءَ وَلَا عِنْفِصِ، ... تُسارِقُ الطَّرْفَ إِلى داعِرِ عفنقص: ابْنُ دُرَيْدٍ: عَفَنْقَصة دُوَيْبَّة. عقص: العَقَص: التواءُ القَرْن عَلَى الأُذُنين إِلى الْمُؤَخَّرِ وانعطافُه، عَقِصَ عَقَصاً. وتَيْسٌ أَعْقَص، والأُنثى عَقصاء، والعَقْصاءُ مِنَ المِعْزى: الَّتِي التَوى قَرْناها عَلَى أُذُنيها مِنْ خَلْفها، والنَّصْباء: المنتصبةُ القَرْنين، والدَّفْواءُ: الَّتِي انْتَصَبَ قَرْناها إِلى طرَفَيْ عِلْباوَيْها، والقَبْلاءُ: الَّتِي أَقبَلَ قَرْنَاهَا عَلَى وَجْهِهَا، والقَصْماءُ: المكسورةُ القَرْن الْخَارِجِ، والعَضْباءُ: الْمَكْسُورَةُ القَرْن الداخلِ، وَهُوَ المُشاشُ، وَكُلٌّ مِنْهَا مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. والمِعْقاصُ: الشاةُ المُعْوَجَّةُ الْقَرْنِ. وَفِي حَدِيثِ مَانِعِ الزَّكَاةِ: فتَطَؤه بأَظلافها لَيْسَ فِيهَا عَقْصاءُ وَلَا جَلْحاءُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَقْصاءُ المُلْتَوِيَةُ القَرْنَيْن. والعَقَصُ فِي زِحاف الْوَافِرِ: إِسكان الْخَامِسِ مِنْ [مفاعلتن] فيصير [مفاعلين] بِنَقْلِهِ ثُمَّ تُحْذَفُ النُّونُ مِنْهُ مَعَ الْخَرْمِ فَيَصِيرُ الْجَزْءُ مَفْعُولٌ كَقَوْلِهِ: لَوْلا مَلِكٌ رؤوفٌ رَحِيمٌ ... تَدارَكَني برَحْمتِه، هَلَكْتُ سُمِّي أَعْقَصَ لأَنه بِمَنْزِلَةِ التَّيْسِ الَّذِي ذهبَ أَحدُ قَرْنَيْه مَائِلًا كأَنه عُقِصَ أَي عُطِفَ عَلَى التَّشْبِيهِ بالأَوَّل. والعَقَصُ: دخولُ الثَّنَايَا فِي الْفَمِ والتِواؤُها، والفِعْل كَالْفِعْلِ. والعَقِصُ مِنَ الرَّمْلِ: كالعَقِد. والعَقَصَةُ مِنَ الرَّمْلِ: مِثْلُ السِّلْسِلة، وَعَبَّرَ عَنْهَا أَبو عَلِيٍّ فَقَالَ: العَقِصَة والعَقَصة رملٌ يَلْتَوي بَعضُه عَلَى بَعْضٍ ويَنقادُ كالعَقِدة والعَقَدة، والعَقِصُ: رمْلٌ مُتَعَقِّد لَا طَرِيقَ فِيهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

كَيْفَ اهْتَدَتْ، ودُونها الجَزائِرُ، ... وعَقِصٌ مِنْ عَالِجٍ تَياهِرُ والعَقْصُ: أَن تَلْوِيَ الخُصْلة مِنَ الشِّعْرِ ثُمَّ تَعْقِدها ثُمَّ تُرْسِلَها. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن انْفَرَقَتْ عَقِيصتُه فَرَقَ وإِلا تَرَكها. قَالَ ابْنُ الأَثير: العَقِيصةُ الشعرُ المَعْقوص وَهُوَ نحوٌ مَنِ المَضْفور، وأَصل العَقْص اللّيُّ وإِدخالُ أَطراف الشَّعْرِ فِي أُصوله، قَالَ: وَهَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ عَقيقَته لأَنه لَمْ يَكُنْ يَعْقِصُ شعرَه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَعْنَى إِن انْفَرَقَت مِنْ ذَاتِ نَفْسِهَا وإِلا تَرَكَها عَلَى حَالِهَا وَلَمْ يفْرُقْها. قَالَ اللَّيْثُ: العَقْصُ أَن تأْخذ المرأَةُ كلَّ خُصْلة مِنْ شَعْرِهَا فتَلْويها ثُمَّ تَعْقِدَهَا حَتَّى يَبْقَى فِيهَا الْتِوَاءٌ ثُمَّ تُرْسلَها، فكلُّ خُصْلة عَقِيصة؛ قَالَ: والمرأَة رُبَّمَا اتَّخَذَتْ عَقِيصةً مِنْ شَعْرِ غَيْرِهَا. والعَقِيصةُ: الخُصْلةُ، وَالْجَمْعُ عَقائِصُ وعِقاصٌ، وَهِيَ العِقْصةُ، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِقْصةٌ. والعَقِيصةُ: الضفيرةُ. يُقَالُ: لِفُلَانٍ عَقِيصَتان. وعَقْصُ الشَّعْرِ: ضَفْرُه ولَيُّه عَلَى الرأْس. وذُو العَقِيصَتين: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ خَصَّلَ شعرَه عَقِيصَتين وأَرْخاهما مِنْ جَانِبَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ضِمام: إِنْ صَدَقَ ذُو العَقِيصَتين لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ؛ العَقِيصَتانِ: تَثْنِيَةُ العَقِيصة؛ والعِقاصُ المَدارَى فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: غَدائرُه مُسْتَشْزِراتٌ إِلى العُلى، ... تَضِلّ العِقاصُ فِي مُثَنَّىً ومُرْسَلِ وصَفَها بِكَثْرَةِ الشَّعْرِ والْتِفافِه. والعَقْصُ والضَّفْر: ثَلاثُ قُوىً وقُوَّتانِ، وَالرَّجُلُ يَجْعَلُ شعرَه عَقِيصَتَين وضَفيرتين فيرْخِيهما مِنْ جَانِبَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ لَبَّدَ أَو عَقَصَ فَعَلَيْهِ الحَلْقُ ، يَعْنِي الْمُحْرِمِينَ بِالْحَجِّ أَو الْعُمْرَةُ، وإِنما جَعَلَ عَلَيْهِ الْحَلْقَ لأَن هَذِهِ الأَشياء تَقي الشَّعْرَ مِنَ الشَّعْث، فَلَمَّا أَرادَ حفظَ شَعْرِهِ وصونَه أَلزمه حَلْقَه بِالْكُلِّيَّةِ، مُبَالَغَةً فِي عُقُوبَتِهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَقْصُ ضَرْبٌ مِنَ الضَّفْر وَهُوَ أَن يُلْوَى الشَّعْرُ عَلَى الرأْس، وَلِهَذَا تَقُولُ النِّسَاءُ: لَهَا عِقْصةٌ، وَجَمْعُهَا عِقَصٌ وعِقاصٌ وعَقائِصُ، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَتَّخِذ مِنْ شَعْرِهَا مثلَ الرُّمَّانةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الَّذِي يُصَلِّي ورأْسُه مَعْقُوصٌ كَالَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مكْتُوفٌ ؛ أَراد أَنه إِذا كَانَ شعرُه مَنْشُورًا سَقَطَ عَلَى الأَرض عِنْدَ السُّجُودِ فيُعْطَى صاحبُه ثوابَ السجودِ بِهِ، وإِذا كَانَ مَعْقُوصًا صارَ فِي مَعْنَى مَا لَمْ يَسْجد، وشبَّهه بِالْمَكْتُوفِ وَهُوَ المَشْدُودُ الْيَدَيْنِ لأَنهما لَا تَقَعانِ عَلَى الأَرض فِي السُّجُودِ. وَفِي حَدِيثِ حَاطِبٍ: فأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ مِنْ عِقاصِها أَي ضَفائرِها. جَمْعُ عَقِيصة أَو عِقْصة، وَقِيلَ: هُوَ الْخَيْطُ الَّذِي تُعْقَصُ بِهِ أَطرافُ الذَّوَائِبِ، والأَول الْوَجْهُ. والعُقُوصُ: خُيوطٌ تُفْتَل مِنْ صُوفٍ وتُصْبَغ بِالسَّوَادِ وتَصِلُ بِهِ المرأَةُ شعرَها؛ يَمَانِيَّةٌ. وعقَصَت شعرَها تَعْقِصُه عَقْصاً: شدَّتْه فِي قَفاها. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: الخُلْعُ تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَهُوَ مَا دُون عِقاص الرأْس ؛ يُرِيد أَن المُخْتلعة إِذا افْتَدَت نفسَها مِنْ زَوْجِهَا بِجَمِيعِ مَا تَمْلِكُ كَانَ لَهُ أَن يأْخذ مَا دُونَ شَعْرِهَا مِنْ جَمِيعِ مِلْكِها. الأَصمعي: المِعْقَصُ السهمُ يَنْكَسِرُ نَصْلُه فَيَبْقَى سِنْخُه فِي السَّهْمِ، فيُخْرَج ويُضْرَب حَتَّى يَطُولَ ويُرَدَّ إِلى مَوْضِعِهِ فَلَا يَسُدَّ مَسَدَّه لأَنه دُقِّقَ وطُوِّلَ، قَالَ: وَلَمْ يَدْرِ الناسُ مَا مَعاقِصُ فَقَالُوا مَشاقِصُ لِلنِّصَالِ الَّتِي لَيْسَتْ بِعَرِيضَةٍ؛ وأَنشد للأَعشى:

وَلَوْ كُنْتُمُ نَخْلًا لكنتمْ جُرامةً، ... وَلَوْ كنتمُ نَبْلًا لكنتمْ مَعاقِصَا وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: مَشاقِصا. وَفِي الصِّحَاحِ: المِعْقَصُ السهمُ المُعْوَجّ؛ قَالَ الأَعشى: وَهُوَ مِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: لَوْ كنتمُ تَمْرًا لكنتمْ حُسَافةً، ... وَلَوْ كنتمُ سَهماً لكنتمْ مَعَاقِصَا وَهَذَانِ بَيْتَانِ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ فِي شِعْرِ الأَعشى. وعَقَصَ أَمرَه إِذا لَوَاهُ فلَبَّسه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَيْسَ مثلَ الحَصِر العقِصِ يَعْنِي ابنَ الزُّبَيْرِ؛ العَقِصُ: الأَلْوَى الصعبُ الأَخْلاقِ تَشْبِيهًا بالقَرْن المُلْتَوِي. والعَقصُ والعِقِّيصُ والأَعْقَصُ والعَيْقَصُ، كُلُّهُ: الْبَخِيلُ الْكَزُّ الضَّيِّقُ، وَقَدْ عَقِصَ، بِالْكَسْرِ، عَقَصاً. والعِقاصُ: الدُّوّارةُ الَّتِي فِي بَطْنِ الشَّاةِ، قَالَ: وَهِيَ العِقاصُ والمَرْبِض والمَرْبَضُ والحَوِيّةُ والحاوِيةُ للدُّوَّارة الَّتِي فِي بَطْنِ الشَّاةِ. ابْنُ الأَعرابي: المِعقاصُ مِنَ الجَوارِي السَّيِّئةُ الخُلُقِ، قَالَ: والمِعْفاصُ، بِالْفَاءِ، هِيَ النهايةُ فِي سُوءِ الخلُق. والعَقِصُ: السيءُ الخُلُق. وَفِي النَّوَادِرِ: أَخذتُهُ معاقَصةً ومُقاعَصةً أَي مُعازّةً. عكص: عَكَصَ الشيءَ يَعْكِصُه عَكْصاً: رَدَّه. وعَكَصَه عَنْ حاجتِه: صرَفَه. وَرَجُلٌ عَكِصٌ عَقِصٌ: شَكِصُ الْخُلُقِ سَيِّئُه. ورأَيت مِنْهُ عَكَصاً أَي عُسْراً وسُوءَ خلُقٍ. ورمْلةٌ عَكِصةٌ: شاقّةُ المَسلَك. عكمص: العُكَمِصُ: الحادرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هو الشَّدِيدُ الغليظُ، والأُنثى بِالْهَاءِ. ومالٌ عُكَمِصٌ: كَثِيرٌ. وأَبو العُكَمِصِ: كُنْيَةُ رَجُلٍ. وَقَالَ فِي علمص: جَاءَ بالعُلَمِص أَي الشيءِ يُعْجَبُ به أَو يُعْجَبُ مِنْهُ كالعُكَمِص. علص: العِلَّوْصُ: التُّخَمةُ والبَشَمُ، وَقِيلَ: هُوَ الوجعُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ اللَّوَى الَّذِي يَبِسَ «4» فِي الْمَعِدَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ الْعِلْصُ. قَالَ: والعِلَّوْصُ وجعُ الْبَطْنِ. مِثْلُ العِلَّوْزِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العِلَّوْصُ الوجعُ، والعِلَّوْزُ الموتُ الوَحِيُّ، وَيَكُونُ العِلَّوْزُ اللَّوَى. وَيُقَالُ: رَجُلٌ عِلَّوْصٌ بِهِ اللَّوَى، وإِنه لَعِلَّوْصٌ مُتَّخِمٌ، وإِن بِهِ لَعِلَّوْصاً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَبَقَ العاطِسَ إِلى الْحَمْدِ أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ والعِلَّوْصَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ وجعُ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: التُّخَمةُ، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: رَجُلٌ عِلَّوْصٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمٌ وَصِفَةٌ، وعَلَّصَت التُّخَمةُ فِي مَعِدَتِهِ تَعْلِيصاً. وَيُقَالُ: إِنه لمَعْلُوصٌ يَعْنِي بالتُّخَمة، وَقِيلَ: بَلْ يُرادُ بِهِ اللَّوَى الَّذِي هُوَ العِلَّوص. والعِلَّوْصُ: الذئب. علفص: الأَزهري: قَالَ شُجاع الْكِلَابِيُّ فِيمَا رَوى عَنْهُ عَرّام وَغَيْرُهُ: العَلْهَصةُ والعَلْفَصةُ والعَرْعَرةُ فِي الرأْي والأَمرِ، وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم. علمص: جاء بالعُلَمِص أَي الشيءِ يُعْجَبُ به أَو يُعْجَبُ مِنْهُ كالعُكَمِص. وقَرَبٌ عِلْمِيصٌ: شَدِيدٌ مُتْعِبٌ؛ وأَنشد: مَا إِنْ لهمْ بالدَّوِّ مِنْ مَحِيصِ، ... سِوَى نَجاءِ القَرَبِ العِلْمِيصِ علهص: ذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَلْهَصَ بَعْدَ شَرْحِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ قَالَ: العِلْهاصُ صِمامُ القارُورة. وَفِي نَوَادِرِ

_ (4). قوله [يبس] كذا بالأصل بدون نقاط.

اللِّحْيَانِيِّ: عَلْهَصَ القارورةَ، بِالصَّادِ أَيضاً، إِذا استخرجَ صِمامَها. وَقَالَ شُجَاعٌ الْكِلَابِيُّ فِيمَا رَوى عَنْهُ عَرّام وَغَيْرُهُ: العَلْهَصةُ والعَلْفَصةُ والعَرْعَرةُ فِي الرأْي والأَمر وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم. عمص: العَمْصُ: ضرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ. وعَمَصَه: صنَعَه، وَهِيَ كَلِمَةٌ عَلَى أَفواه الْعَامَّةِ وَلَيْسَتْ بَدَوِيّةً يُرِيدُون بِهَا الخامِيزَ، وَبَعْضٌ يَقُولُ عامِيص. قَالَ الأَزهري: عَمَصْت العامِصَ والآمِصَ، وَهُوَ الْخَامِيزُ، وَالْخَامِيزُ: أَن يُشَرَّح اللحمُ رَقِيقًا ويؤكلَ غَيْرَ مَطْبُوخٍ وَلَا مَشْويّ؛ يَفْعَلُه السُّكَارَى. قَالَ الأَزهري: العامِصُ مُعرّب، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: العَمِصُ المُولَعُ بأَكل العامِصِ، وهو الهُلامُ. عنص: العُنْصُوَة والعِنْصُوَة والعَنْصُوَة والعِنْصِيةُ والعَناصِي: الخُصْلةُ مِنَ الشَّعَرِ قَدْرُ القُنْزُعةِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: إِن يُمْسِ رَأْسي أَشْمَطَ العَناصِي، ... كأَنما فَرّقَه مُناصِ، عَنْ هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ والعُنْصُوة والعِنْصُوة والعَنْصُوة: الْقِطْعَةُ مِنَ الكَلإِ والبقيةُ مِنَ الْمَالِ مِنَ النِّصْفِ إِلى الثُّلُثِ أَقلّ ذَلِكَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العَناصِي بقيّةُ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: مَا بَقِيَ مِنَ مَالِهِ إِلا عَنَاصٍ، وَذَلِكَ إِذا ذَهَبَ مُعْظَمُه وَبَقِيَ نَبْذٌ مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا تَرَك المَهْرِيُّ مِنْ جُلِّ مالِنا، ... وَلَا ابْناهُ فِي الشَّهْرَيْنِ، إِلا العَناصِيَا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَنْصُوةُ كلِّ شَيْءٍ بقيّتُه، وَقِيلَ: العَنْصُوة والعِنْصُوة والعُنْصُوة والعِنْصِيةُ قطعةٌ مِنْ إِبلٍ أَو غنمٍ. وَيُقَالُ: فِي أَرض بَنِي فُلَانٍ عَناصٍ مِنَ النَّبْتِ، وَهُوَ الْقَلِيلُ الْمُتَفَرِّقُ. والعَناصِي: الشعرُ الْمُنْتَصِبُ قَائِمًا فِي تفَرُّقٍ. وأَعْنَصَ الرَّجُلُ إِذا بقِيَت فِي رأْسه عَناصٍ مِنْ ضَفائِره، وبَقِيَ فِي رأْسه شعرٌ متفرِّق فِي نَوَاحِيهِ، الواحدةُ عُنْصُوَةٌ، وَهِيَ فُعْلُوَة، بِالضَّمِّ، وَمَا لَمْ يَكُنْ ثَانِيهِ نُونًا فإِن الْعَرَبَ لَا تَضُمُّ صَدْرَه مِثْلُ ثُنْدُوَة، فأَما عَرْقُوَةٌ وتَرْقوَةٌ وقَرنوة فَمَفْتُوحَاتٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَنْصُوَة وثَنْدُوَة وإِن كَانَ الْحَرْفُ الثَّانِي مِنْهُمَا نُونًا ويُلْحِقُهما بعَرْقُوةٍ وتَرْقُوةٍ وقَرْنُوة. عنفص: العِنْفِصُ: المرأَةُ القليلةُ الْجِسْمِ، وَيُقَالُ أَيضاً: هِيَ الداعِرةُ الْخَبِيثَةُ. أَبو عَمْرٍو: العِنْفِصُ، بِالْكَسْرِ، البَذِيّةُ الْقَلِيلَةُ الْحَيَاءِ مِنَ النِّسَاءِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: لَعَمْرُك مَا لَيْلى بِوَرْهاءَ عِنْفِصٍ، ... ولا عَشّةٍ خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ وخَصّ بَعْضَهُمْ به الفَتاةَ. عنقص: الأَزهري: العَنْقَصُ والعُنْقوص دُوَيْبّة. عوص: العَوَصُ: ضِدُّ الإِمكان واليُسْرِ؛ شيءٌ أَعْوَصُ وعَوِيصٌ وكلامٌ عَوِيصٌ؛ قَالَ: وأَبْني مِنَ الشِّعْرِ شِعْراً عَوِيصا، ... يُنَسِّي الرُّواةَ الَّذِي قَدْ رَوَوْا ابْنُ الأَعرابي: عَوَّصَ فلانٌ إِذا أَلقَى بيتَ شِعْر صَعْبَ الِاسْتِخْرَاجِ. والعَوِيصُ مِنَ الشِّعْر: مَا يَصْعُبُ استخراجُ مَعْنَاهُ. والكِلمةُ العَوصاءُ: الْغَرِيبَةُ. يُقَالُ: قَدْ أَعْوَصْت يَا هَذَا. وَقَدْ عَوِصَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، وَكَلَامٌ عَويصٌ وَكَلِمَةٌ عَويصةٌ وَعَوْصَاءُ. وَقَدِ اعْتاصَ وأَعْوَصَ فِي المَنْطِق: غَمَّضَه. وَقَدْ عاصَ يَعاصُ وعَوِصَ يَعْوَصُ واعْتاصَ عليَّ هَذَا

الأَمرُ يَعْتاصُ، فَهُوَ مُعْتاصٌ إِذا الْتاثَ عَلَيْهِ أَمرهُ فَلَمْ يَهْتَدِ لِجِهَةِ الصَّوَابِ فِيهِ. وأَعْوَصَ فُلَانٌ بخَصمِه إِذا أَدخل عَلَيْهِ مِنَ الحُجَج مَا عَسُرَ عَلَيْهِ المَخْرجُ مِنْهُ. وأَعْوَصَ بِالْخَصْمِ: أَدْخَله فِيمَا لَا يَفْهَم؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَلَقَدْ أُعْوِصُ بالخَصْم، وَقَدْ ... أَمْلأُ الجَفْنةَ مِنْ شَحْمِ القُلَلْ وَقِيلَ: أَعْوصَ بالخَصْم لَوى عَلَيْهِ أَمرَه. والمُعْتاصُ: كُلُّ مُتَشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِيمَا تُرِيدُهُ مِنْهُ. واعْتاصَ عَلَيْهِ الأَمرُ: الْتَوَى. وعَوَّصَ الرجلُ إِذا لَمْ يَسْتَقِمْ فِي قَوْلٍ وَلَا فِعْلَ. ونهْرٌ فِيهِ عَوَصٌ: يَجْرِي مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا. والعَوْصاءُ: الجَدْبُ. والعَوْصاءُ والعَيْصاءُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ جَمِيعًا: الشدّةُ والحاجةُ، وَكَذَلِكَ العَوْصُ والعَوِيصُ والعائصُ، الأَخيرة مَصْدَرٌ كالفالِجِ وَنَحْوِهِ. وَيُقَالُ: أَصابَتْهم عَوصاءُ أَي شدّةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: غَيْرَ أَن الأَيامَ يَفْجَعْنَ بالْمَرْءِ، ... وَفِيهَا العَوْصاءُ والمَيْسورُ وَدَاهِيَةٌ عَوصاءُ: شَدِيدَةٌ. والأَعْوَص: الغامضُ الَّذِي لَا يُوقَفُ عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ يَرْكَبُ العَوْصاء أَي يَرْكَبُ أَصْعبَ الأُمور؛ وَقَوْلُ ابْنُ أَحمر: لَمْ تَدْرِ مَا نَسْجُ الأَرَنْدَج قَبْلَهُ، ... ودرَاسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَدِّد أَراد دِرَاس كتابٍ أَعْوَصَ عَلَيْهَا مُتَخَدِّدٍ بِغَيْرِهَا. واعْتاصَت الناقةُ: ضرَبها الفحلُ فَلَمْ تَحْمِل مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، واعْتاصَت رَحِمها كَذَلِكَ؛ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن صادَ اعْتاصَت بدلٌ مِنْ طَاءِ اعْتاطَت، قَالَ الأَزهري: وأَكثر الْكَلَامِ اعْتَاطَتْ، بِالطَّاءِ، وَقِيلَ: اعْتاصَت لِلْفَرَسِ خَاصَّةً، واعْتاطَت لِلنَّاقَةِ. وشاةٌ عائصٌ إِذا لَمْ تَحْمِلْ أَعواماً. ابْنُ شُمَيْلٍ: العَوْصاء المَيْثاء الْمُخَالِفَةُ، وَهَذِهِ مَيْثاءُ عَوْصاءُ بَيِّنة العَوَصِ. والعَوْصاءُ: مَوْضِعٌ؛ وأَنشد ابْنُ بري للحرث: أَدْنى دِيارِها العَوْصاءُ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: عَوْصٌ اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ كَلْبٍ؛ وأَنشد: مَتَى يَفْتَرِشْ يَوْمًا غُلَيْمٌ بِغارةٍ، ... تَكُونُوا كعَوْصٍ أَو أَذَلَّ وأَضْرَعا والأَعْوصُ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وعَوِيصُ الأَنفِ مَا حَوْلَهُ؛ قَالَتِ الخِرْنِق: همُ جَدَعُوا الأَنْفَ الأَشَمَّ عَوِيصُه، ... وجَبُّوا السِّنامَ فالْتَحَوْه وغارِبَه عيص: العِيصُ: مَنْبِتُ خِيَارِ الشَّجَرِ، والعِيصُ: الأَصلُ، وَفِي الْمَثَلِ: عِيصُكَ مِنْكَ وإِن كَانَ أَشِباً؛ مَعْنَاهُ أَصْلُك مِنْكَ وإِن كَانَ غَيْرَ صَحِيحٍ. وَمَا أَكْرَمَ عِيصَه، وَهُمْ آبَاؤُهُ وأَعمامه وأَخواله وأَهلُ بَيْتِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا شَجَراتُ عِيصكَ، فِي قُرَيْشٍ، ... بِعَشّات الفُروعِ، وَلَا ضَواحِي وعِيصُ الرَّجُلِ: مَنبِتُ أَصله. وأَعْياصُ قُريش: كرامُهم يَنْتَمُون إِلى عِيصٍ، وعِيصٌ فِي آبَائِهِمْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ عِيصِ مَرْوانَ إِلى عِيصِ غِطَمْ قَالَ: والمَعِيصُ كَمَا تَقُولُ المَنْبِت وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ؛

فصل الغين المعجمة

وأَنشد: ولأَثأَرَنّ رَبِيعةَ بْنَ مُكَدَّمٍ، ... حَتَّى أَنالَ عُصَيّة بنَ مَعِيص قَالَ شِمْرٌ: عِيصُ الرَّجُلِ أَصله؛ وأَنشد: ولِعَبْدِ القَيْسِ عِيصٌ أَشِبٌ، ... وقَنِيبٌ وهِجاناتٌ ذُكُرْ والعِيصَانُ: مِنْ مَعادِن بِلاد الْعَرَبِ. والمَنْبِتُ مَعِيصٌ. والأَعياصُ مِنْ قُرَيْشٍ: أَولاد أُمَيّة بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكبر، وَهُمْ أَربعة: العاصُ وأَبو الْعَاصِ والعِيصُ وأَبو العِيص. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم فِي اسْتِعْطَافِ الرَّجُلِ صاحبَه عَلَى قَرِيبِهِ وإِن كَانُوا لَهُ غَيْرَ مُسْتأْهِلين قَوْلُهُمْ: منكَ عِيصُك وإِن كَانَ أَشِباً؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وإِن كَانَ أَشِباً أَي وإِن كَانَ ذَا شَوْكٍ دَاخِلًا بعضُه فِي بَعْضٍ، وَهَذَا ذمٌّ. قَالَ وأَما قَوْلُهُ: وَلِعَبْدِ الْقَيْسِ عِيصٌ أَشب فَهُوَ مَدْحٌ لأَنه أَراد بِهِ الْمَنْفَعَةَ وَالْكَثْرَةَ؛ وَفِي كَلَامِ الأَعشى. وقَذَفَتْنِي بينَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ العِيصُ: أُصولُ الشَّجَرِ. والعِيصُ أَيضاً: اسمُ مَوْضِعٍ قُرْب الْمَدِينَةِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ أَبي بَصِير. وَيُقَالُ: هُوَ فِي عِيصِ صِدْقٍ أَي فِي أَصلِ صِدْق. والعِيصُ: السِّدْرُ الْمُلْتَفُّ الأُصولِ، وَقِيلَ: الشجرُ الْمُلْتَفُّ النَّابِتُ بَعْضُهُ فِي أُصول بَعْضٍ يَكُونُ مِنَ الأَراكِ وَمِنَ السِّدْر والسَّلَم والعَوْسَج والنَّبْع، وَقِيلَ: هُوَ جَمَاعَةُ الشَّجَرِ ذِي الشَّوْكِ، وَجَمْعُ كُلِّ ذَلِكَ أَعياصٌ. قَالَ عِمَارَةُ: هُوَ مِنْ هَذِهِ الأَصناف وَمِنَ الْعِضَاهْ كُلُّهَا إِذا اجْتَمَعَ وَتَدَانَى والْتَفّ، وَالْجَمْعُ العِيصان. قَالَ: وَهُوَ مِنَ الطَّرْفاء الغَيْطلةُ وَمِنَ القَصَب الأَجَمةُ، وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: العِيصُ مَا الْتَفّ مِنْ عاسِي الشَّجَرِ وكَثُرَ مِثْلُ السَّلَمِ والطَّلْح والسَّيَال وَالسِّدْرِ والسمُر والعُرْفُط وَالْعِضَاهِ. وعِيصٌ أَشِبٌ: مُلْتَفٌّ. وَيُقَالُ: جِئْ بِهِ مِنْ عِيصِك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ. وعِيصٌ ومَعِيصٌ: رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ. وعِيصُو بنُ إِسحاق، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَبو الرُّومِ. وأَبو الْعِيصِ: كُنْيَةٌ. والعَيْصاء: الشدّةُ كالعَوْصاء، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وأَرى الياء مُعاقبةً. فصل الغين المعجمة غبص: غَبِصَت عينُه غَبَصاً: كَثُرَ الرَّمَصُ فِيهَا مِنْ إِدامَةِ الْبُكَاءِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً ومُرافصةً أَي أَخذته مُعازّةً؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَجد فِي غَبص غيرَ قَوْلِهِمْ أَخذته مُغَابَصَةً أَي مُعَازَّةً. غصص: الْغُصَّةُ: الشَّجَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغُصّةُ شَجاً يُغَصُّ بِهِ فِي الحَرْقَدة، وغَصصْت بِاللُّقْمَةِ وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ الغُصَصُ. والغَصَصُ، بِالْفَتْحِ: مصدرُ قَوْلِكَ غَصِصْت يَا رَجُلُ تَغَصُّ، فأَنت غاصٌّ بِالطَّعَامِ وغصّانُ. وغَصَصْت وغَصِصْت أَغَصُّ وأَغُصُّ بِهَا غَصّاً وغَصَصاً: شَجِيت، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْمَاءَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ، قِيلَ: إِنه مِنْ بَينِ الْمَشْرُوبَاتِ لَا يَغَصُّ بِهِ شارِبُه. يُقَالُ: غَصِصْت بِالْمَاءِ أَغَصُّ غَصَصاً إِذا شَرِقْت بِهِ أَو وَقفَ فِي حَلْقِكَ فَلَمْ تكدْ تُسِيغُه. وَرَجُلٌ غَصّانُ: غاصٌّ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ... كنْتُ كالغَصّانِ بِالْمَاءِ اعْتِصارِي وأَغْصَصْته أَنا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: غَصَصْت لُغَةُ الرِّباب. والغُصّةُ: مَا غَصِصْت بِهِ، وغُصَصُ الموتِ مِنْهُ. وغَصَّ المكانُ بأَهْله: ضاقَ. والمنزلُ غاصٌّ بِالْقَوْمِ أَي مُمْتَلِئٌ بِهِمْ. وأَغَصَّ فلانٌ الأَرضَ عَلَيْنَا أَي ضَيّقها فغَصَّت بِنَا أَي ضَاقَتْ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَغَصَّتْ عَلَيْكَ الأَرضَ قَحْطانُ بالقَنا، ... وبالهُنْدُوانِيّات والقُرَّحِ الجُرْدِ وَذُو الغُصّة: لقبُ رَجُلٌ مِنْ فُرْسان الْعَرَبِ. والغَصْغَصُ: ضرْبٌ مِنَ النبات. غفص: غافَصَ الرجلَ مُغافَصةً وغِفاصاً: أَخذه عَلَى غرّةٍ فَركِبَه بمَساءة. والغافِصةُ: مِنْ أَوازِم الدَّهْرِ؛ وأَنشد: إِذا نَزَلَت إِحْدَى الأُمورِ الغَوافِص وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً ومُرافَصةً أَي أَخذْتُه مُعازّة. غلص: الغَلْصُ: قَطْعُ الغَلْصَمةِ. غمص: غَمَصَه وغَمِصَه يَغْمِصُه ويَغْمَصُه غَمْصاً واغْتَمَصَه: حَقَّرَه واسْتَصْغَره وَلَمْ يَرَهُ شَيْئًا، وَقَدْ غَمِصَ فلانٌ يَغْمَصُ غَمَصاً، فَهُوَ أَغْمَصُ. وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ مُرَارة الرَّهَاوِيّ: أَنه أَتى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِني أُوتِيتُ مِنَ الجَمالِ مَا تَرى فَمَا يسُرُّني أَن أَحداً يَفْضُلني بشِرَاكي فَمَا فَوْقَهَا فَهَلْ ذَلِكَ مِنَ البَغْي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنما ذَلِكَ مَنْ سَفِهَ الحقَّ وغَمَطَ الناس ، وفي بعض الرواية: وغَمَصَ الناسَ أَي احْتَقَرهم وَلَمْ يَرَهم شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ لقَبِيصة بْنِ جَابِرٍ حِينَ اسْتَفْتاه فِي قَتْلِه الصيدَ وَهُوَ مُحْرِم قَالَ: أَتَغْمِصُ الفُتْيا وتقْتُل الصيدَ وأَنتَ مُحْرم؟ أَي تَحْتَقِرُ الْفُتْيَا وتَسْتَهِينُ بِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: غَمَصَ فُلَانٌ النَّاسَ وغَمَطهم وَهُوَ الِاحْتِقَارُ لَهُمْ والازْدِراءُ بِهِمْ، وَمِنْهُ غَمْصُ النِّعْمَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَمَّا قَتَلَ ابنُ آدمَ أَخاه غَمَصَ اللهُ الخلقَ، أَراد نَقَصَهم مِنَ الطُّولِ وَالْعَرْضِ وَالْقُوَّةِ والبَطْش فَصَغَّرَهُمْ وحقَّرهم. وغَمَصَ النِّعْمَةَ غَمْصاً: تهاوَنَ بِهَا وكفَرَها وازْدَرَى بِهَا. واغْتَمَصْت فُلَانًا اغْتِماصاً: احْتَقَرْتَهُ. وغَمَصَ عَلَيْهِ قَوْلًا قَالَهُ: عابَه عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: إِن رأَيتُ مِنْهَا أَمْراً أَغْمِصُه عَلَيْهَا أَي أَعِيبُها بِهِ وأَطْعَنُ بِهِ عَلَيْهَا. ورجلٌ غَمِصٌ عَلَى النَّسَبِ: عَيّاب. وَرَجُلٌ مَغْموص عَلَيْهِ فِي حَسبَه أَو فِي دِينِه ومَغْموزٌ أَي مَطْعُونٌ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبٍ: إِلَّا مَغْموصاً عَلَيْهِ بالنِّفَاق أَي مَطْعُونًا فِي دِينه متَّهماً بِالنِّفَاقِ. والغَمَصُ فِي الْعَيْنِ: كالرَّمَص. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُون غُمْصاً رُمْصاً ويُصْبِح رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَقِيلًا دَهِيناً يَعْنِي فِي صِغَره؛ وَقِيلَ: الغَمَصُ مَا سالَ والرَّمَصُ مَا جَمَدَ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ تَرْمِي بِهِ العينُ مِثْلُ الزَّبَدِ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ غَمَصة، وَقَدْ غَمِصَت عينُه، بِالْكَسْرِ، غَمَصاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَمَصُ الَّذِي يَكُونُ مِثْلَ الزَّبَدِ أَبيض يَكُونُ فِي نَاحِيَةِ الْعَيْنِ، والرَّمَصُ الَّذِي يَكُونُ فِي أُصول الهُدْب. وَقَالَ: أَنا مُتَغَمِّصٌ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ ومتوصِّمٌ ومُمْدَئِلٌّ ومرنّحٌ ومُغَوثٌ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ خَبَرًا يسُرّه وَيَخَافُ أَن لَا يَكُونَ حَقًّا أَو يَخَافُهُ وَيَسُرُّهُ.

والشِّعْرَى الغَمُوص والغُمَيْصاء وَيُقَالُ الرُّمَيْصَاءُ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَهِيَ فِي الذِّرَاعِ أَحد الْكَوْكَبَيْنِ، وأُخْتُها الشِّعْرَى العَبُور، وَهِيَ الَّتِي خَلْف الجوزاءِ، وإِنما سُمِّيَتِ الغُمَيْصاء بِهَذَا الِاسْمِ لصِغرَها وَقِلَّةِ ضَوْئِهَا مِنْ غَمَصِ الْعَيْنِ، لأَن الْعَيْنَ إِذا رَمِصَت صَغُرت. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: تَزْعُمُ الْعَرَبُ فِي أَخبارها أَن الشِّعْرَيَين أُخْتا سُهَيْلٍ وأَنها كَانَتْ مُجْتَمِعَةً، فانحدَرَ سُهَيْلٌ فَصَارَ يَمَانِيًّا، وتَبِعَتْه الشِّعْرَى الْيَمَانِيَةُ فعَبَرت البحرَ فسُمِّيت عبُوراً، وأَقامت الغُمَيصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حَتَّى غَمِصت عينُها، وَهِيَ تَصْغِيرُ الغَمْصاء، وَبِهِ سُمِّيَتْ أُم سَلِيمٍ الغَمْصاء، وَقِيلَ: إِن العَبُور تَرَى سُهَيلًا إِذا طلَع فكأَنّها تَسْتَعْبر، والغُمَيصاء لَا تَرَاهُ فَقَدْ بَكتْ حَتَّى غَمِصت، وَتَقُولُ الْعَرَبُ أَيضاً فِي أَحاديثها: إِن الشِّعْرَى العَبور قَطَعَتِ المَجَرَّةَ فَسُمِّيَتْ عَبُوراً، وَبَكَتِ الأُخرى عَلَى إِثْرها حَتَّى غَمِصَت فَسُمِّيَتِ الغُمَيصاء. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الغُمَيصاء: هِيَ الشِّعْرَى الشاميّةُ وأَكبرُ كَوْكَبَيِ الذِّرَاعِ الْمَقْبُوضَةِ. والغُمَيْصاءُ: مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الْبَحْرِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الغُمَيْصاء اسْمُ مَوْضِعٍ، وَلَمْ يُعَيّنْه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ وَلَّادٍ فِي الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ فِي حَرْفِ الْغَيْنِ: والغُمَيْصاء مَوْضِعٌ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي أَوْقَعَ فِيهِ خالدُ بنُ الْوَلِيدِ ببَني جَذِيمةَ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ؛ قَالَتِ امرأَة مِنْهُمْ: وكائِنْ تَرى يَوْمَ الغُمَيْصاء مِنْ فَتىً ... أُصِيبَ، وَلَمْ يَجْرَحْ، وَقَدْ كَانَ جَارِحَا وأَنشد غَيْرُهُ فِي الغُمَيْصاء أَيضاً: وأَصبحَ عَنِّي بالغُمَيْصاء جَالِسًا ... فَرِيقانِ: مسؤولٌ، وآخَرُ يَسْأَلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي إِعرابه إِشكال وَهُوَ أَن قَوْلَهُ فَرِيقَانِ مرفوع بالابتداء ومسؤول وَمَا بَعْدَهُ بَدَلٌ مِنْهُ وخبرُ الْمُبْتَدَأِ قولهُ بالغُمَيْصاء وَعَنِّي مُتَعَلِّقٌ بيسأَل وَجَالِسًا حَالٌ وَالْعَامِلُ فِيهِ يسأَل أَيضاً، وَفِي أَصبح ضَمِيرُ الشأْن وَالْقِصَّةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَرِيقَانِ اسمَ أَصبح وَبِالْغُمَيْصَاءِ الْخَبَرَ، والأَول أَظهر. والغُمَيْصاءُ: اسم امرأَة. غنص: أَبو مَالِكٍ عَمْرُو بْنُ كِرْكِرَة: الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدْرِ. يُقَالُ: غَنَصَ صَدْرُه غُنوصاً. غوص: الغَوْصُ: النُّزولُ تَحْتَ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الغَوْصُ الدخولُ فِي الْمَاءِ، غاصَ فِي الْمَاءِ غَوْصاً، فَهُوَ غائصٌ وغَوّاصٌ، وَالْجَمْعُ غاصَة وغَوّاصُون. اللَّيْثُ: والغَوْصُ مَوْضِعٌ يُخْرَج مِنْهُ اللُّؤْلُؤُ. والغَوّاصُ: الَّذِي يَغُوصُ فِي الْبَحْرِ عَلَى اللُّؤْلُؤِ، والغاصةُ مُسْتخرجُوه، وَفِعْلُهُ الغِياصة. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلَّذِي يَغُوصُ عَلَى الأَصداف فِي الْبَحْرِ فَيَسْتَخْرِجُهَا غائصٌ وغَوّاصٌ، وَقَدْ غاصَ يغُوصُ غَوْصاً، وَذَلِكَ الْمَكَانُ يُقَالُ لَهُ المَغاصُ، والغَوْصُ فِعْلُ الْغَائِصِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الغَوْصَ بِمَعْنَى المَغاصِ إِلا لِلَّيْثِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنه نَهَى عَنْ ضَرْبةِ الْغَائِصِ ، هُوَ أَن يَقُولَ لَهُ أَغُوصُ فِي الْبَحْرِ غَوْصةً بِكَذَا، فَمَا أَخْرَجْتُه فَهُوَ لَكَ، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَنه غَرَرٌ. والغَوْصُ: الْهُجُومُ عَلَى الشَّيْءِ، والهاجِمُ عَلَيْهِ غائصٌ. وَالْغَائِصَةُ: الحائضُ الَّتِي لَا تُعْلِم أَنها حَائِضٌ. والمُتَغَوِّصةُ: الَّتِي لَا تَكُونُ حَائِضًا فَتُخْبِرُ زَوْجَهَا أَنها حَائِضٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لُعِنَت الغائصةُ والمُتَغَوِّصة ، وَفِي رِوَايَةٍ: والمُغَوِّصة ، فَالْغَائِصَةُ الْحَائِضُ الَّتِي لَا تُعْلِم زَوْجَها أَنها حَائِضٌ ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وَهِيَ حَائِضٌ، والمُغَوِّصة الَّتِي لَا تَكُونُ حَائِضًا فتكذِبُ فَتَقُولُ لزوجها إِني حائض.

فصل الفاء

فصل الفاء فترص: فَتْرَصَ الشيءَ: قَطَعه. فحص: الفَحْصُ: شدةُ الطَّلَبِ خِلالَ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَحَص عَنْهُ فَحْصاً: بَحَثَ، وَكَذَلِكَ تفَحّصَ وافْتَحَصَ. وَتَقُولُ: فَحَصْت عَنْ فُلَانٍ وفَحَصْت عَنْ أَمرِهِ لأَعْلَمَ كُنْهَ حالهِ، وَالدُّجَاجَةُ تَفْحَصُ برجْلَيها وَجَنَاحَيْهَا فِي التُّرَابِ تَتَّخِذُ لِنَفْسِهَا أُفْحُوصةً تَبِيضُ أَو تَجْثِمُ فِيهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: إِنّ الدُّجاجة لتَفْحَصُ فِي الرمادِ أَي تَبْحَثُه وتتمرّغُ فِيهِ. والأُفْحُوص: مَجْثَمُ القَطاة لأَنها تَفْحَصُه، وَكَذَلِكَ المفْحَصُ؛ يُقَالُ: لَيْسَ لَهُ مَفْحَصُ قَطَاةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأُفْحوصُ مَبِيضُ الْقَطَا لأَنّها تَفْحَص الْمَوْضِعَ ثُمَّ تَبِيضُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ لِلدُّجَاجَةِ؛ قَالَ الممزَّق الْعَبْدِيُّ: وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ قَالَ الأَزهري: أَفاحيصُ الْقَطَا الَّتِي تُفَرِّخ فِيهَا، وَمِنْهُ اشتقَّ قَوْلُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فحَصُوا عن أَوْساطِ الرُّؤوس أَي عَمِلُوها مثلَ أَفاحيص القَطا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ: مَنْ بَنَى لله مَسْجِدًا وَلَوْ كمَفْحَص قَطاة بَنى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ، ومَفْحَصُ الْقَطَاةِ: حَيْثُ تُفَرِّخ فِيهِ مِنَ الأَرض. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَفْعَل مِنَ الفَحْص كالأُفْحُوصِ وَجَمْعُهُ مَفاحِصُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَوْصَى أُمَراءَ جيش مُوتةَ: وستَجِدونَ آخَرِينَ لِلشَّيْطَانِ فِي رؤوسهم مَفاحِصُ فافْلِقُوها بِالسُّيُوفِ أَي أَن الشَّيْطَانَ قَدِ اسْتَوْطَنَ رؤوسَهم فَجَعَلَهَا لَهُ مفَاحِصَ كَمَا تَسْتَوْطِن الْقَطَا مفَاحِصَها، وَهُوَ مِنَ الِاسْتِعَارَاتِ اللَّطِيفَةِ لأَن مِنْ كَلَامِهِمْ إِذا وَصَفُوا إِنساناً بِشِدَّةِ الغَيّ وَالِانْهِمَاكِ فِي الشَّرِّ قَالُوا: قَدْ فَرَّخ الشَّيْطَانُ فِي رأْسه وعشَّشَ فِي قَلْبِهِ، فَذَهَبَ بِهَذَا الْقَوْلِ ذَلِكَ الْمَذْهَبَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وسَتَجِدُ قَوْمًا فَحصوا عَنْ أَوساط رؤُوسهم الشعَرَ فاضْرِبْ مَا فَحصوا عَنْهُ بِالسَّيْفِ ، وَفِي الصِّحَاحِ: كأَنهم حلَقُوا وَسَطَهَا وَتَرَكُوهَا مثلَ أَفاحِيص الْقَطَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الأُفْحوص لِلنَّعَامِ. وفَحص للخُبْزَةِ يَفْحَصُ فَحْصاً: عَمِلَ لَهَا مَوْضِعًا فِي النَّارِ، وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الأُفْحوص. وَفِي حَدِيثِ زواجِه بِزَيْنَبَ ووليمتِه: فُحِصَتِ الأَرضُ أَفاحِيصَ أَي حُفِرَت. وكلُّ موضعٍ فُحِصَ أُفْحُوصٌ ومَفْحَصٌ؛ فأَما قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: ومَفْحَصُها عَنْهَا الحَصَى بِجِرانِها، ... ومَثْنَى نواجٍ، لَمْ يَخُنْهُنَّ مَفْصِل فإِنما عَنَى بالمَفْحَص هَاهُنَا الفحْصَ لَا اسْمَ الْمَوْضِعِ لأَنه قَدْ عَدَّاهُ إِلى الْحَصَى، واسمُ الْمَوْضِعِ لَا يَتَعَدَّى. وفَحَص المطرُ الترابَ يَفْحَصُه: قَلَبه ونَحَّى بعضَه عَنْ بَعْضٍ فَجَعَلَهُ كالأُفْحُوصِ. والمطرُ يَفْحَصُ الْحَصَى إِذا اشتدَّ وقْعُ غَيْثِه فقَلَبَ الحَصَى ونحَّى بعضَه عَنْ بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: وَلَا سمِعْتُ لَهُ فَحْصاً أَي وَقْعَ قدَمٍ وصوتَ مَشْيٍ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: إِن اللَّهَ بارَكَ فِي الشأْم وخَصَّ بالتقْديس مِنْ فَحْصِ الأُرْدُنِّ إِلى رَفَحَ ؛ الأُرْدُنُّ: النَّهْرُ الْمَعْرُوفُ تَحْتَ طَبَرِيَّةَ، وفَحْصُه مَا بُسِطَ مِنْهُ وكُشِفَ مِنْ نَوَاحِيهِ، ورَفَحُ قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ هُنَاكَ. وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ: فانطَلَقَ حَتَّى أَتى الفَحْصَ أَي قُدَّامَ الْعَرْشِ؛ هَكَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ وَلَعَلَّهُ مِنَ الفَحْص البَسْط والكَشْف. وفَحص الظَّبْيُ: عدَا عدْواً شَدِيدًا، والأَعْرَفُ مَحَصَ. والفَحْصُ: مَا اسْتَوَى مِنَ

الأَرض، وَالْجَمْعُ فُحُوص. والفَحْصَةُ: النُّقْرَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الذَّقَنِ والخدَّينِ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا فِحاصٌ أَي عَداوةٌ. وَقَدْ فاحَصَني فُلَانٌ فِحَاصاً: كأَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَفْحَصُ عَنْ عَيْبِ صَاحِبِهِ وَعَنْ سِرِّه. وَفُلَانٌ فَحِيصِي ومُفاحِصِي بِمَعْنًى واحد. فرص: الفُرْصةُ: النُّهْزَةُ والنَّوْبةُ، وَالسِّينُ لُغَةٌ، وَقَدْ فَرَصَها فَرْصاً وافْتَرَصَها وتَفَرَّصها: أَصابَها، وَقَدِ افْتَرَصْتُ وانتَهَزْتُ. وأَفْرَصَتْكَ الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْكَ. وأَفْرَصَتْني الفُرْصةُ أَي أَمكَنَتْني، وافْتَرَصْتُها: اغتَنَمْتُها. ابْنُ الأَعرابي: الفَرْصاءُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَقُومُ نَاحِيَةً فإِذا خَلَا الحوضُ جاءَت فَشَرِبَتْ؛ قَالَ الأَزهري: أُخِذَت مِنَ الفُرْصة وَهِيَ النُّهْزَة. يُقَالُ: وَجَدَ فُلَانٌ فُرْصةً أَي نُهْزَةً. وَجَاءَتْ فُرْصَتُكَ مِنَ الْبِئْرِ أَي نَوْبَتُك. وانتَهَزَ فلانٌ الفُرْصةَ أَي اغتَنَمَها وفازَ بِهَا. والفُرْصةُ والفِرْصةُ والفَرِيصة؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ: النَّوْبَةُ تَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ يتناوَبُونها عَلَى الْمَاءِ. قَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ النَّوْبَةُ تَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَتَناوبونها عَلَى الْمَاءِ فِي أَظمائهم مِثْلَ الخِمْس والرِّبْع والسِّدْس وَمَا زَادَ مِنْ ذَلِكَ، وَالسِّينُ لُغَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَصمعي: يُقَالُ: إِذا جَاءَتْ فُرْصَتُكَ مِنَ الْبِئْرِ فأَدْل، وفُرْصَتُه: ساعتُه الَّتِي يُسْتَقَى فِيهَا. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ يَتَفَارَصُون بِئْرَهُمْ أَي يَتناوَبُونها. الأُموي: هِيَ الفُرْصة والرُّفْصة لِلنَّوْبَةِ تَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَتناوَبونها عَلَى الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُرْصة الشِّرْبُ وَالنَّوْبَةُ. والفَرِيصُ: الَّذِي يُفارِصُك فِي الشِّرْب وَالنَّوْبَةِ. وفُرْصةُ الْفَرَسِ: سَجِيَّتُهُ وسَبْقُه وَقُوَّتُهُ؛ قَالَ: يَكسُو الضّوَى كُلَّ وَقَاحٍ منْكبِ، ... أَسْمَرَ فِي صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ، باقٍ عَلَى فُرْصَتِه مُدَرَّبِ وافْتُرِصَتِ الوَرَقةُ: أُرْعِدَت. والفَرِيصةُ: لَحْمَةٌ عِنْدَ نُغْضِ الْكَتِفِ فِي وَسَطِ الْجَنْبِ عِنْدَ مَنْبِض القَلْب، وَهُمَا فَرِيصَتان تَرْتَعِدان عِنْدَ الْفَزَعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِني لأَكْرَه أَن أَرَى الرجلَ ثَائِرًا فَرِيصُ رَقَبَتِه قَائِمًا على مُرَيَّتِه «5» يَضْرِبُها ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرِيصةُ المُضْغةُ الْقَلِيلَةُ تَكُونُ فِي الْجَنْبِ تُرْعَد مِنَ الدَّابَّةِ إِذا فَزِعَت، وَجَمْعُهَا فَرِيصٌ بِغَيْرِ أَلف، وَقَالَ أَيضاً: هِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الجَنْب وَالْكَتِفِ الَّتِي لَا تَزَالُ تُرْعَد مِنَ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: جَمْعُهَا فَرِيصٌ وفَرائِصُ، قَالَ الأَزهري: وأَحْسَبُ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ غيرَ هَذَا وإِنما أَراد عَصَبَ الرَّقَبَةِ وعُروقَها لأَنها هِيَ الَّتِي تَثُور عِنْدَ الْغَضَبِ، وَقِيلَ: أَراد شعَرَ الفَرِيصة، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ ثائرُ الرأْس أَي ثائرُ شَعْرِ الرأْس، فاستعارَها لِلرَّقَبَةِ وإِن لَمْ يَكُنْ لَهَا فَرائصُ لأَن الغَضب يُثِيرُ عُروقَها. والفَرِيصةُ: اللحمُ الَّذِي بَيْنَ الْكَتِفِ وَالصَّدْرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فجيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فرائِصُهما أَيْ تَرْجُفُ. والفَرِيصةُ: المُضْغَةُ الَّتِي بَيْنَ الثَّدْيِ ومَرْجِع الْكَتِفِ مِنَ الرَّجُلِ وَالدَّابَّةِ، وَقِيلَ: الفَرِيصة أَصلُ مَرْجِعِ الْمِرْفَقَيْنِ. وفَرَصَه يَفْرِصُه فَرْصاً: أَصابَ فَرِيصَته، وفُرِصَ فَرَصاً وفُرِصَ فَرْصاً: شَكَا فَرِيصَتَه. التَّهْذِيبُ: وفُرُوصُ الرَّقَبَةِ وفَرِيسُها عُرُوقُهَا.

_ (5). قوله [مريته] تصغير المرأة استضعاف لها واستصغار ليري أن الباطش بها في ضعفها مذموم لئيم. أ. هـ. من هامش النهاية.

الْجَوْهَرِيُّ: وفَرِيصُ العنُقِ أَوداجُها، الْوَاحِدَةُ فَرِيصة؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ تَقُولُ مِنْهُ: فَرَصْته أَي أَصبت فَرِيصَته، قَالَ: وَهُوَ مقتلٌ. غَيْرُهُ: وفَرِيصُ الرَّقَبَةِ فِي الحدَبِ عروقُها. والفَرْصةُ: الرِّيحُ الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا الحدَبُ، وَالسِّينُ فِيهِ لُغَةٌ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: أَن جُوَيرِية لَهَا كَانَتْ قَدْ أَخَذَتْها الفَرْصةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْعَامَّةُ تَقُولُ لَهَا الفَرْسةُ، بِالسِّينِ، وَالْمَسْمُوعُ مِنَ الْعَرَبِ بِالصَّادِ، وَهِيَ ريحُ الحدَبة. والفَرْسُ، بِالسِّينِ: الكسرُ. والفَرْصُ: الشّقُّ. والفَرْصُ: القطعُ. وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً: قطَعَه. والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الحديدةُ العريضةُ الَّتِي يُقْطَعُ بِهَا، وقيل: التي يُقعطَع بِهَا الفضةُ؛ قَالَ الأَعشى: وأَدْفَعُ عَنْ أَعراضِكم، وأُعِيرُكمْ ... لِساناً، كمِفْراصِ الخَفاجيِّ، مِلْحَبا وَفِي الْحَدِيثِ: رفَعَ اللهُ الحَرَجَ إِلا مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِماً ظُلْماً. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ بِالْفَاءِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الفَرْصِ القَطْع أَو مِنَ الفُرْصَةِ النُّهْزَة، يُقَالُ: افْتَرَصَها انتَهَزَها؛ أَراد إِلا مَنْ تمكَّنَ مِنْ عِرْضِ مسْلمٍ ظُلْماً بالغِيبَة والوَقِيعة. وَيُقَالُ: افْرِصْ نَعْلَكَ أَي اخْرِقْ فِي أُذُنِها للشِّرَاك. اللَّيْثُ: الفَرْصُ شَقُّ الْجِلْدِ بِحَدِيدَةٍ عَرِيضَةِ الطَّرَف تَفْرِصُه بِهَا فَرْصاً كَمَا يَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَي النَّعْلِ عِنْدَ عَقِبِهِمَا بالمِفْرَص لِيَجْعَلَ فِيهِمَا الشِّراك؛ وأَنشد: جَوادٌ حِينَ يَفْرِصُه الفَرِيصُ يَعْنِي حِينَ يشُقُّ جِلْدَهُ العرَقُ. وتَفْرِيصُ أَسْفل نَعْلِ القِرابِ: تَنْقِيشُه بِطَرَفِ الْحَدِيدِ. يُقَالُ: فَرَّصْت النعلَ أَي خرَقْت أُذنيها لِلشِّرَاكِ. والفِرْصةُ والفَرْصة والفُرْصَة؛ الأَخيرتان عَنْ كُرَاعٍ: القطعةُ مِنَ الصُّوفِ أَو الْقُطْنِ، وَقِيلَ: هِيَ قِطْعَةُ قُطْنٍ أَو خِرْقَةٌ تَتَمسَّح بِهَا المرأَة مِنَ الْحَيْضِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ للأَنصارية يَصِفُ لَهَا الِاغْتِسَالَ مِنَ الْمَحِيضِ: خُذِي فِرْصةً مُمَسَّكةً فتطهَّري بِهَا أَي تتبَّعي بِهَا أَثر الدَّمِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ الفَرْصة، بِالْفَتْحِ، الأَصمعي: الفِرْصةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الصُّوفِ أَو الْقُطْنِ أَو غَيْرِهِ أُخِذَ مِنْ فَرَصْت الشيءَ أَي قَطَعْتُهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: خُذِي فِرْصةً مِنْ مِسْك ، والفِرْصة الْقِطْعَةُ مِنَ الْمِسْكِ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ حَكَاهُ فِي البَصْرِيّات لَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفِرْصة، بِكَسْرِ الْفَاءِ، قِطْعَةٌ مِنْ صُوفٍ أَو قُطْنٍ أَو خِرْقَةٌ. يُقَالُ: فَرَصت الشَّيْءَ إِذا قَطَعْتَهُ، والمُمَسّكَة: المُطَيّبَة بِالْمِسْكِ يُتْبَعُ بِهَا أَثر الدَّمِ فَيَحْصُلُ مِنْهُ الطِّيبُ وَالتَّنْشِيفُ. قَالَ: وَقَوْلُهُ مِنْ مِسْك، ظَاهِرُهُ أَن الفِرْصة مِنْهُ، وَعَلَيْهِ الْمَذْهَبُ وقولُ الْفُقَهَاءِ. وَحَكَى أَبو دَاوُدَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ بَعْضِهِمْ: قَرْصةً، بِالْقَافِ، أَي شَيْئًا يَسِيرًا مِثْلَ القَرْصة بِطَرَفِ الأُصبعين. وَحَكَى بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ قَرْضةً، بِالْقَافِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، أَي قِطْعَةً مِنَ القَرْض الْقَطْعُ. والفَرِيصةُ: أُمّ سُوَيد. وفِرَاصٌ: أَبو قَبِيلَةٍ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الفِراصُ هُوَ الأَحمر؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ. وَلَا بِذَاكَ الأَحْمرِ الفِرَاصِ فرفص: الفِرْفاصُ: الفحلُ الشديدُ الأَخذِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الخُسُّ لِبِنتِه: إِني أُريد أَن لَا أُرسِلَ فِي إِبلي إِلا فَحْلًا وَاحِدًا، قَالَتْ: لَا يُجْزِئُها إِلا رَباعٌ فِرْفاصٌ أَو بازِلٌ خُجَأَةٌ؛ الفِرْفاصُ: الَّذِي لَا يَزَالُ قَاعِيًا

عَلَى كُلِّ نَاقَةٍ. وفُرافِصٌ وفُرَافِصة: مِنْ أَسماء الأَسد. وفُرافِصة: الأَسد، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ فُرافِصة. ابْنُ شُمَيْلٍ: الفُرَافِصةُ: الصغيرُ مِنَ الرِّجَالِ. وَرَجُلٌ فُرافِصٌ وفُرافِصةٌ: شَدِيدٌ ضَخْمٌ شُجَاعٌ. وفَرافِصةُ: اسْمُ رَجُلٍ. والفَرافِصةُ: أَبو نائلةَ امرأَةِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَيْسَ فِي الْعَرَبِ مَنْ تَسَمَّى بالفَرافِصة بالأَلف وَاللَّامِ غَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْقَالِي عَنِ ابْنِ الأَنباري عَنْ أَبيه عَنْ شيوخِه قَالَ: كُلُّ مَا فِي الْعَرَبِ فُرافِصةُ، بِضَمِّ الْفَاءِ، إِلا فَرَافِصةَ أَبا نَائِلَةَ امرأَة عُثْمَانَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ لا غير. فصص: فَصُّ الأَمرِ: أَصلُه وحقيقتُه. وفَصُّ الشيءِ: حقيقتُه وكُنْهُه، والكُنْهُ: جوهرُ الشَّيْءِ، والكُنْهُ: نِهَايَةُ الشَّيْءِ وحقيقتُه. يُقَالُ: أَنا آتيكَ بالأَمر مِنْ فَصِّه يَعْنِي مِنْ مَخْرَجِهِ الَّذِي قَدْ خَرَجَ مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَكَمْ مِنْ فَتًى شاخِص عَقْلُه، ... وَقَدْ تَعْجَبُ العينُ مِنْ شَخْصِه ورُبّ امْرِئٍ تَزْدَرِيه العُيون، ... ويَأْتِيكَ بالأَمر مِنْ فَصِّه وَيُرْوَى: ورُبّ امرئٍ خِلْتَهُ مائِقاً وَيُرْوَى: وآخَرَ تحسَبه جَاهِلًا وفصُّ الأَمرِ: مَفْصِلُه. وفَصُّ العينِ: حَدَقَتُها. وفصُّ الْمَاءِ: حَبَبُه. وفَصُّ الخمرِ: مَا يُرى مِنْهَا. والفَصُّ: المَفْصِل، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَفُصٌّ وفُصوص، وَقِيلَ: المَفاصِلُ كُلُّهَا فُصوص، وَاحِدُهَا فَصّ إِلا الأَصابع فإِن ذَلِكَ لَا يُقَالُ لِمَفَاصِلِهَا. أَبو زَيْدٍ: الفُصوصُ الْمَفَاصِلُ فِي الْعِظَامِ كُلِّهَا إِلا الأَصابع. قَالَ شَمِرٌ: خُولِفَ أَبو زَيْدٍ فِي الْفُصُوصِ فَقِيلَ إِنها البَراجِم والسُّلامَيات. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: الْفُصُوصُ مِنَ الفَرس مفاصلُ رُكْبَتَيْهِ وأَرساغه وَفِيهَا السلامَيات وَهِيَ عظامُ الرُّسْغَيْن؛ وأَنشد غَيْرُهُ فِي صِفَةِ الْفَحْلِ مِنَ الإِبل: قَرِيعُ هِجَانٍ لَمْ تُعَذَّبْ فُصوصُه ... بقيدٍ، وَلَمْ يُرْكَبْ صَغِيرًا فيُجْدَعا ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا جَاءَ بِالْفَتْحِ: يُقَالُ فَصُّ الخاتَم، وَهُوَ يأْتيك بالأَمر مِنْ فَصِّه يُفَصِّلُه لَكَ. وَكُلُّ مُلْتَقَى عَظْمَيْنِ، فَهُوَ فَصٌّ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِن فُصُوصَه لَظِماء أَي لَيْسَتْ برَهِلة كَثِيرَةِ اللَّحْمِ، وَالْكَلَامُ فِي هَذِهِ الأَحرف الْفَتْحُ. اللَّيْثُ: الفَصُّ السِّنُّ مِنْ أَسْنان الثُّوم، والفَصافِصُ واحدتُها فِصْفِصَةٌ. وفَصُّ الْخَاتَمِ وفِصُّه، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: المُرَكَّبُ فِيهِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ فِصّ، بِالْكَسْرِ، وَجَمْعُهُ أَفُصٌّ وفُصوصٌ وفِصاصٌ والفَصُّ الْمَصْدَرُ، والفِصُّ الِاسْمُ. وفَصَّ الجُرْحُ يَفِصُّ فَصيصاً، لُغَةٌ فِي فَزَّ: سَالَ، وَقِيلَ: سالَ مِنْهُ شيءٌ وَلَيْسَ بِكَثِيرٍ. قَالَ الأَصمعي: إِذا أَصابَ الإِنسانَ جرحٌ فَجَعَلَ يَسِيل ويَنْدَى قِيلَ: فَصَّ يَفِصُّ فَصِيصاً، وفَزَّ يَفِزُّ فَزِيزاً. وفَصَّ العَرَقُ: رشَح. وفَصُّ الجندبِ وفَصِيصُه: صوتُه. والفَصِيص: الصَّوْتُ؛ وأَنشد شَمِرٌ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: يُغالِينَ فِيهِ الجَزْءَ، لَوْلَا هَواجِرٌ ... جَنادِبُها صَرعَى، لهنَّ فَصِيصُ يُغالِين: يُطاوِلْنَ، يُقَالُ: غَالَيْتُ فُلَانًا أَي طاوَلْته.

وَقَوْلُهُ لَهُنَّ فَصِيص أَي صَوْتٌ ضَعِيفٌ مِثْلُ الصَّفِيرِ؛ يَقُولُ: يُطاوِلْنَ الْجَزْءَ لَوْ قَدَرْنَ عَلَيْهِ وَلَكِنَّ الحَرّ يُعْجِلُهن. اللَّيْثُ: فصُّ الْعَيْنِ حدقتُها؛ وأَنشد: بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاً أَزْرقا ابْنُ الأَعرابي: فَصْفَصَ إِذا أَتَى بالخَبرِ حَقّاً. وانفَصَّ الشيءُ مِنَ الشيءِ وانْفَصَى: انْفَصَلَ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: قَالَ حِتْرِشٌ فَصَصْت كَذَا مِنْ كَذَا وافْتَصَصْته أَي فَصَلْتُهُ وَانْتَزَعْتُهُ، وانْفَصَّ مِنْهُ أَي انْفَصَلَ مِنْهُ، وافْتَصَصْتُه افْتَرَزْته. الْفَرَّاءُ: أَفْصَصْت إِليه مِنْ حَقِّه شَيْئًا أَي أَخْرَجْت، وَمَا اسْتَفَصَّ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا اسْتَخْرَجَ، وأَفصَّ إِليه مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا أَعطاه، وَمَا فَصَّ فِي يَدَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ يَفِصُّ فَصّاً أَي مَا حَصَلَ. وَيُقَالُ: مَا فَصَّ فِي يَدِي شَيْءٌ أَي مَا بَرَدَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لأُمِّكَ وَيْلةٌ، وعليكَ أُخرى، ... فَلَا شاةٌ تَفِصُّ وَلَا بَعِيرُ والفَصِيصُ: التحرُّكُ وَالِالْتِوَاءُ. والفِصْفِصُ والفِصْفِصةُ، بِالْكَسْرِ: الرَّطْبة، وَقِيلَ: هِيَ القَتُّ، وَقِيلَ: هِيَ رَطْبُ القَتِّ؛ قَالَ الأَعشى: أَلم ترَ أَنَّ الأَرض أَصْبحَ بَطْنُها ... نَخِيلًا وزَرْعاً نَابِتًا وفَصافِصَا؟ وَقَالَ أَوس: وقارَفَتْ، وَهِيَ لَمْ تَجْرَبْ، وباعَ لَهَا ... مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ إِسْفَسْت. والنُّمِّيّ: الفُلوس، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلنَّابِغَةِ، وَقَالَ يَصِفُ فَرَسًا. وفَصْفَصَ دابتَه: أَطْعَمَها إِيّاها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ فِي الفَصافِص صدَقةٌ ، جَمْعُ فِصْفِصة، وَهِيَ الرَّطْبة مِنْ علَفِ الدَّوَابِّ، ويُسمى القَتّ، فَإِذَا جفَّ فَهُوَ قَضْبٌ، وَيُقَالُ فِسْفِسة، بِالسِّينِ. فعص: الفَعْصُ: الانفراجُ. وانْفَعَص الشَّيْءُ: انْفَتَق. وانفَعَصْت عَنِ الْكَلَامِ: انْفَرَجْتُ، وَاللَّهُ أَعلم. فقص: فَقَصَ البيضةَ وكلَّ شيءٍ أَجوفَ يَفْقِصُها فَقْصاً وفَقَّصَها: كَسَرَهَا، وفَقَسَها يَفْقِسُها: مَعْنَاهُ فضَخَها، وتَفَقَّصَت عَنِ الفَرْخ. والفقُّوصةُ: البِطِّيخةُ قَبْلَ أَن تَنْضَج، وانْفَقَصَت البيضةُ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيبية: وفَقَصَ البيضةَ أَي كَسَرَهَا، وَبِالسِّينِ أَيضاً. فلص: الانْفِلاصُ: التفلُّتُ مِنَ الكَفِّ وَنَحْوِهِ. وانْفَلَصَ مِنِّي الأَمرُ وانْمَلَصَ إِذا أَفْلَت، وَقَدْ فَلَّصْته وملَّصْته، وَقَدْ تَفَلَّص الرِّشاءُ مِنْ يَدِي وتَملَّصَ بمعنى واحد. فوص: التَّفاوُصُ: الكلامُ، وَقِيلَ: إِنما أَصله التَّفايُصُ فقَلَبَتْها الضمةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي فَيَصَ أَيضاً. وَفِي الصِّحَاحِ: المُفاوَصةُ فِي الْحَدِيثِ الْبَيَانُ. يُقَالُ: مَا أَفاصَ بِكَلِمَةٍ، قَالَ يَعْقُوبُ: أَي مَا تخَلَّصَها ولا أَبانَها. فيص: ابْنُ الأَعرابي: الفَيْصُ بيانُ الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يقولُ فِي مرضِه: الصلاةَ وَمَا ملكتْ أَيمانُكم ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ وَمَا يُفِيصُ بِهَا لِسانُه أَي مَا يُبِينُ. وفلانٌ ذُو إِفاصة إِذا تكلَّم أَي ذُو بَيَانٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَيْصُ مِنَ المُفاوَصة وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مُفَايصة. وفاصَ لِسانُه بِالْكَلَامِ يَفِيص وأَفاصَه أَبانَه. والتفاوُصُ: التكالمُ مِنْهُ انْقَلَبَتْ وَاوًا لِلضَّمَّةِ، وَهُوَ نَادِرٌ، وَقِيَاسُهُ الصِّحَّةُ.

فصل القاف

وأَفاصَ الضَّبُّ عَنْ يَدِهِ: انْفَرَجَتْ أَصابعُه عَنْهُ فخَلَص. اللَّيْثُ: يُقَالُ قَبَضْت عَلَى ذَنْبِ الضَّبِّ فأَفاصَ مِنْ يَدِي حَتَّى خلَص ذَنبه وَهُوَ حِينُ تَنْفَرِجُ أَصابعُك عَنْ مقْبِض ذَنْبِهِ، وَهُوَ التفاوُص. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ قَبَضْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَفِصْ وَلَمْ يَنْزُ وَلَمْ يَنُصْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: وَيُقَالُ وَاللَّهِ مَا فِصْت كَمَا يُقَالُ: وَاللَّهِ مَا بَرِحْت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي مَعْنَاهُ اسْتفاصَ؛ قَالَ الأَعشى: وَقَدْ أَعْلَقَتْ حَلَقات الشَّباب، ... فأَنَّى لِيَ اليومَ أَن أَسْتَفِيصا؟ قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُمْ مَا عَنْهُ مَحِيصٌ وَلَا مَفِيصٌ أَي مَا عَنْهُ مَحِيدٌ. وَمَا اسْتَطَعْتُ أَن أَفِيصَ مِنْهُ أَي أَحِيدَ؛ وَقَوْلُ إمرئِ الْقَيْسِ: مَنابِتُه مِثْل السَّدوسِ، ولَوْنُه ... كشَوْكِ السَّيال، فَهُوَ عَذْبٌ يَفِيص قَالَ الأَصمعي: مَا أَدْرِي مَا يَفِيص، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ فاصَ فِي الأَرض أَي قَطَر وذَهَب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ يَفِيصُ يَبْرُق، وَقِيلَ يَتَكَلَّمُ، يُقَالُ: فاصَ لِسانُه بِالْكَلَامِ وأَفاصَ الكلامَ أَبانَه، فَيَكُونُ يَفِيصُ عَلَى هَذَا حَالًا أَي هُوَ عَذْبٌ فِي حَالِ كَلَامِهِ. وَيُقَالُ: مَا فِصْتُ أَي مَا بَرِحْت، وَمَا فِصْتُ أَفعل أَي مَا بَرِحْت، وَمَا لكَ عَنْ ذَلِكَ مَفِيصٌ أَي مَعْدِلٌ؛ عن ابن الأَعرابي. فصل القاف قبص: القَبْصُ: التناوُلُ بالأَصابع بأَطْرافِها. قَبَصَ يَقْبِصُ قَبْصاً: تناوَلَ بأَطراف الأَصابع، وَهُوَ دُونَ القَبْضِ. وقرأَ الْحَسَنُ: فقَبَصْت قُبْصةً مِنْ أَثَر الرَّسُولِ ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ الْفِعْلِ، وقراءَة الْعَامَّةِ: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً. الْفَرَّاءُ: القَبْضةُ بالكفِّ كُلِّهَا، والقَبْصة بأَطراف الأَصابع، والقُبْصَة والقَبْصةُ: اسْمُ مَا تَناوَلْتَه بِعَيْنِهِ، والقَبِيصةُ: مَا تناوَلْته بأَطراف أَصابعك، والقَبْصةُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا حَمَلَتْ كَفَّاك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَعَا بتَمْرٍ فَجَعَلَ بِلالٌ يجيءُ بِهِ قُبَصاً قُبَصاً ؛ هِيَ جَمْعُ قُبْصةٍ، وَهِيَ مَا قُبِصَ كالغُرْفةِ لِمَا غُرِفَ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ، يَعْنِي القُبَصَ الَّتِي تُعْطَى الفُقراءَ عِنْدَ الْحَصَادِ. ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ حديثَ بِلَالٍ وَمُجَاهِدٍ فِي الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَذَكَرَهُمَا غَيْرُهُ فِي الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَكِلَاهُمَا جَائِزَانِ وإِن اخْتَلَفَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بُرْدَةَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبي بَكْرٍ ففَتَح بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِصُ لِي مِنْ زَبِيب الطَّائِفِ. والقَبِيصُ والقَبِيصةُ: الترابُ الْمَجْمُوعُ. وقِبْصُ النملِ وقَبْصُه: مُجْتَمعُه. اللَّيْثُ: القِبْصُ مُجْتَمَعُ النَّمْلِ الْكَبِيرُ الْكَثِيرُ. يُقَالُ: إِنهم لَفِي قِبْصِ الْحَصَى أَي فِي كَثْرَتِهَا لَا يُسْتطاع عَدُّه مِنْ كَثْرَتِهِ. والقِبْصُ والقَبْصُ: العدَد الْكَثِيرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: العددُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَخْرُجُ عَلَيْهِمْ قَوَابِص أَي طَوَائِفُ وَجَمَاعَاتٌ، واحدَتُها قابِصةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَكُمْ مَسْجِدا اللَّهِ المزُوران، وَالْحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُه مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرا أَي مِنْ بَيْنِ مُثْر ومُقِلٍّ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ قِبْصٌ مِنَ النَّاسِ ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ، وَهُوَ فِعْلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنْ القَبْص. يُقَالُ: إِنهم

لَفِي قِبص الْحَصَى. والقَبَصُ: الخِفَّةُ وَالنَّشَاطُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وَقَدْ قَبِصَ الرجلُ، فَهُوَ قَبِصٌ. والقَبْصُ والقِبِصَّى: عَدْوٌ شديدٌ، وَقِيلَ: عَدْوٌ كأَنه يَنْزُو فِيهِ، وَقَدْ قَبَصَ يَقْبِصُ؛ قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ قَبَضَ: وتَعْدُو القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى، ... وَلَمْ تَدْرِ مَا بالِي، وَلَمْ أَدْرِ مَا لَهَا قَالَ: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَبَصَ، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، يَقْبِصُ إِذا نزَا، فَهُمَا لُغَتَانِ، قَالَ: وأَحسب بَيْتَ الشَّمَّاخِ يُرْوَى: وتَعْدُو القِبِصَّى، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو عَمْرٍو يَرْوِيه القِبِضَّى، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، مأْخوذ مِنَ القَباضة وَهِيَ السُّرعة، وَوَجْهُ الأَول أَنه مأْخوذ مِنَ القَبَص وَهُوَ النَّشَاطُ، وَرَوَاهُ المُهَلَّبيُّ القِمِصَّى وَجَعَلَهُ مِنَ القِماصِ. وَفِي حَدِيثُ الإِسراء والبُراقِ: فعَمِلَت بأُذُنَيها وقَبَصَت أَي أَسرعت. وَفِي حَدِيثِ الْمُعْتَدَّةِ لِلْوَفَاةِ: ثُمَّ تُؤْتى بدابةٍ شاةٍ أَو طيرٍ فتَقْبِصُ بِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الأَزهري رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ بِالْقَافِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، أَي تعدُو مُسْرِعَةً نحوَ مَنْزِل أَبَوَيْها لأَنها كالمُسْتَحْيِيَةِ مِنْ قُبْحِ مَنْظَرِها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ بِالْفَاءِ وَالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ قَبَصَ الفرسُ يَقْبِصُ إِذا نَزَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رِكَابًا: فيَقْبِصْنَ مِنْ سادٍ وعادٍ وواخدٍ، ... كَمَا انْصاعَ بالسِّيِّ النعامُ النوافرُ والقَبُوصُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي إِذا رَكَض لَمْ يَمَسَّ الأَرض إِلا أَطرافُ سَنابِكه مِنْ قُدُم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَلِيم الرَّجْع طَهْطاه قَبُوص وَقِيلَ: هُوَ الوَثِيقُ الخَلْق. والقَبْصُ والقَبَصُ: وجَعٌ يُصِيبُ الْكَبِدَ عَنْ أَكل التَّمْرِ عَلَى الرِّيقِ وشُرْب الْمَاءِ عَلَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرُفْقَةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ، ... جلودُهم أَلْيَنُ مِنْ مَسِّ القُمُصْ ويروى الحُجاف، تَقُولُ مِنْهُ: قَبِصَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَسماء قَالَتْ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْمَنَامِ فسأَلني: كَيْفَ بَنُوكِ؟ قلتُ: يُقْبَصُون قَبْصاً شديداً، فأَعطاني حَبّة سَوْدَاءَ كالشُّونِيز شِفاء لَهُمْ، وَقَالَ: أَما السامُ فَلَا أَشْفي مِنْهُ ، يُقْبَصُون أَي يُجْمع بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ مِنْ شِدَّةِ الحُمّى. والأَقْبَصُ مِنَ الرِّجَالِ: العظيمُ الرأْس، قَبِصَ قَبَصاً. والقَبَصُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ هامةٌ قَبْصاءُ عظيمةٌ ضَخْمَةٌ مُرْتُفِعَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بهامةٍ قَبْصاءَ كالمِهْراسِ والقَبَصُ فِي الرأْس: ارتفاعٌ فِيهِ وعِظَم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَبْصاء لَمْ تُفْطَحْ وَلَمْ تُكَتّل يَعْنِي الْهَامَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ حينَ قَبِصَ أَي شَبَّ وَارْتَفَعَ. والقَبَصُ: ارتفاعٌ فِي الرأْس وعِظَمٌ. والقَبْصةُ: الجرادةُ الْكَبِيرَةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِقْبَصُ: المِقْوَسُ وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُمدّ بَيْنَ أَيدي الْخَيْلِ فِي الحَلْبة إِذا سُوبِقَ بَيْنَهَا؛ وَمِنْهُ

قَوْلُهُمْ: أَخَذْتُ فُلَانًا عَلَى المقْبَص وقَبِيصةُ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ إِياس بْنُ قَبِيصة الطائي. قرص: القَرْص بالأُصبعين، وَقِيلَ: القَرْص التَّجْمِيشُ والغَمْز بالأُصبع حَتَّى تُؤْلمه، قرَصَه يَقْرُصه، بِالضَّمِّ، قَرْصاً. وقَرْصُ البراغيثِ: لَسْعُها. وَيُقَالُ مَثَلًا: قَرَصَه بِلِسَانِهِ. والقارِصةُ: الكلمةُ المؤْذية؛ قال الفرزدق: قوارِصُ تَأْتِيني وتَحْتَقِرونَها، ... وَقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإِناءَ فَيُفْعَم وَقَالَ اللَّيْثُ: القَرْصُ بِاللِّسَانِ والأُصبع. يُقَالُ: لَا يَزَالُ تَقْرُصُني مِنْهُ قارِصةٌ أَي كَلِمَةٌ مُؤْذِيَةٌ. قَالَ: والقَرْص بالأَصابع قَبْضٌ عَلَى الْجِلْدِ بأُصبعين حَتَّى يُؤلَم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه قَضى فِي القارِصة والقامِصَة والواقِصَة بالدِّيَة أَثلاثاً ؛ هُنَّ ثلاثُ جوارٍ كُنّ يلْعَبْن فتراكَبْنَ، فقَرَصَت السُّفْلى الوُسْطى فقَمَصَت، فسَقَطت العُلْيا فوَقَصَت عُنُقَها، فجعلَ ثُلْثَيِ الدِّيَةِ عَلَى الثِّنْثَيْن وأَسْقَطَ ثُلُثَ العُلْيا لأَنها أَعانَت عَلَى نفسِها؛ جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا وَهُوَ مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ. القارِصةُ: اسمُ فَاعِلَةٍ مِنَ القَرْص بالأَصابع. وَشَرَابٌ قارِصٌ: يَحْذي اللسانَ، قَرَصَ يَقْرُص قَرْصاً. والقارِصُ: الحامِض مِنْ أَلْبان الإِبل خَاصَّةً. والقُمارِصُ: كالقارِص مِثَالُهُ فُماعِلٌ، هَذَا فِيمَنْ جَعَلَ الْمِيمَ زَائِدَةً وَقَدْ جَعَلَهَا بَعْضُهُمْ أَصلًا وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَقِيلَ: القارصُ اللَّبَنُ الَّذِي يَحْذي اللِّسَانَ فأَطلق وَلَمْ يُخَصَّصِ الإِبل. وَفِي الْمَثَلِ: عَدا القارصُ فحَزَر أَي جاوَزَ الحدَّ إِلى أَن حَمِضَ يَعْنِي تفاقَم الأَمْرُ واشتدَّ. وَقَالَ الأَصمعي وَحْدَهُ: إِذا حَذَى اللبنُ اللسانَ فَهُوَ قارِصٌ؛ وأَنشد الأَزهري لِبَعْضِ الْعَرَبِ: يَا رُبّ شاةٍ شاصِ ... فِي رَبْرَبٍ خِماصِ، يأْكلْن مِنْ قُرَّاصِ ... وحَمَصِيصٍ آصِ، كفِلَق الرَّصاصِ، ... يَنْظُرن مِنْ خَصاصِ بأَعْيُنٍ شَواصِ، ... يَنْطَحْنَ بالصَّياصي، عارَضَها قَنَّاصُ ... «6» بأَكْلُبٍ مِلاصِ آصِ: مُتَّصِلٌ مِثْلُ وَاصٍ. شَاصِ: مُنْتصبٍ. والمَقارِصُ: الأَوْعية الَّتِي يُقَرَّصُ فِيهَا اللَّبَنُ، الْوَاحِدَةُ مِقْرَصة؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ: وأَنتم أُناسٌ تُعْجِبُونَ بِرأْيكمْ، ... إِذا جَعَلَتْ مَا فِي المَقارِص تَهْدِرُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَيْرٍ: لَقارِصٌ قُمارِصٌ يقطرُ مِنْهُ الْبَوْلُ ؛ القُمارص: الشَّدِيدُ القَرْص، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ؛ أَراد اللبنَ الَّذِي يَقْرُص اللِّسَانَ مِنْ حُموضتِه، والقُمارِص تأْكيدٌ لَهُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ وَمِنْهُ رِجْزُ ابْنِ الأَكوع: لَكِنْ غَذاها اللبنُ الخَرِيفُ ... المَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: القُمارِصُ إِتباع وإِشباع؛ أَراد لَبَنًا شديدَ الْحُمُوضَةِ يُقْطِر بَوْلَ شارِبِه لِشِدَّةِ حموضته.

_ (6). في هذا الشطر إقواء.

والمُقَرَّصُ: المُقَطَّع المأْخوذ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، وَقَدْ قَرَصَه وقَرّصَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة سأَلَته عَنْ دَمِ الحيضُ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: قَرِّصِيه بِالْمَاءِ أَي قَطِّعِيه بِهِ، وَيُرْوَى: اقْرُصِيه بِمَاءٍ أَي اغْسِلِيهِ بأَطراف أَصابعك، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيه بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ؛ القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطراف الأَصابع والأَظفارِ مَعَ صَبِّ الْمَاءِ عَلَيْهِ حَتَّى يَذْهَبَ أَثره، والتقْرِيصُ مِثْلُهُ. قَالَ: قَرَصْتُه وقَرّصْتُه وَهُوَ أَبلغ فِي غَسْل الدَّمِ مِنْ غَسْلِهِ بِجَمِيعِ الْيَدِ. والقُرْص: مِنَ الْخُبْزِ وَمَا أَشبهه. وَيُقَالُ للمرأَة: قَرِّصي الْعَجِينَ أَي سَوِّيهِ قِرَصة. وقَرَّصَ الْعَجِينَ: قَطَّعَهُ لِيَبْسُطَهُ قُرْصَةً قُرْصَة، وَالتَّشْدِيدُ لِلتَّكْثِيرِ. وَقَدْ يَقُولُونَ لِلصَّغِيرَةِ جِدًّا: قُرْصة وَاحِدَةٌ، قَالَ: وَالتَّذْكِيرُ أَكثر، قَالَ: وَكُلَّمَا أَخذت شَيْئًا بَيْنَ شَيْئَيْنِ أَو قَطَّعْتَهُ، فَقَدْ قَرَّصْته، والقُرْصةُ والقُرْصُ: الْقِطْعَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَقْراصٌ وقِرَصةٌ وقِراصٌ. وقَرَصَت المرأَة العَجينَ تَقْرصُهُ قَرْصاً وقَرّصَته تَقْريصاً أَي قَطّعَتْه قُرْصَة قُرْصة. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُتِيَ بثلاثَة قِرَصَة مِنْ شَعِير ؛ القِرصَةُ، بِوَزْنِ العِنَبة: جَمْعُ قُرْصٍ وَهُوَ الرَّغِيفُ كجُحْر وجِحَرة. وقُرْصُ الشَّمْسِ: عَيْنُها وَتُسَمَّى عينُ الشَّمْسِ قُرْصةً عِنْدَ غَيْبُوبَتِهَا. والقُرص: عَيْنُ الشَّمْسِ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَقَدْ تُسَمَّى بِهِ عامةُ الشَّمْسِ. وأَحمرُ قُرّاصٌ أَي أَحمر غَلِيظٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقُرّاصُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي السُّهولة والقِيعان والأَوْدية والجَدَدِ وزهرهُ أَصفرُ وَهُوَ حارٌّ حَامِضٌ، يَقْرُص إِذا أُكِل مِنْهُ شَيْءٌ، واحدتُه قُرّاصةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُرّاص يُنْبِتُ نباتَ الجِرْجِير يطُول ويَسْمُو، وَلَهُ زَهْرٌ أَصفر تَجْرُسُه النَّخْلُ، وَلَهُ حَرَارَةٌ كَحَرَارَةِ الجِرْجِير وحبٌّ صِغَارٌ أَحمر والسوامُّ تحبُّه، وَقَدْ قِيلَ: إِن القُرّاصَ البابونَج وَهُوَ نَور الأُقْحُوان إِذا يَبِس، واحدتُها قُرّاصة. والمَقارِصُ: أَرضون تُنْبِتُ القُرّاصَ. وحَلْيٌ مُقَرَّصٌ: مُرَصّعٌ بِالْجَوْهَرِ. والقَرِيصٌ: ضَرْبٌ مِنَ الأُدْم. وقُرْصٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: ثُمَّ عُجْناهُنّ خُوصاً كالقطا القارِبات ... الْمَاءَ مِنْ أَيْنِ الكَلال نحوَ قُرْصٍ، ثُمَّ جَالَتْ جَوْلَة الخيلِ ... قُبّاً، عَنْ يَمينٍ وشِمَال أَضاف الأَيْنَ إِلى الكَلال وإِن تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا، لأَنه أَراد بالأَيْنِ الفُتور وبالكَلال الإِعْياءَ. قرفص: القَرْفَصةُ: شَدُّ الْيَدَيْنِ تَحْتَ الرِّجْلَيْنِ، وَقَدْ قَرْفَص قَرْفَصةً وقِرْفاصاً. وقَرْفَصْتَ الرَّجُلَ إِذا شَدَدْته؛ القَرْفَصةُ: أَن تَجْمَع الإِنسان وتشُدَّ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ظَلَّتْ عَلَيْهِ عُقابُ الموتِ ساقِطةً، ... قَدْ قَرْفَصَتْ رُوحَه تِلْكَ المَخالِيبُ والقَرافِصةُ: اللُّصوصُ المتجاهِرُون يُقَرْفِصُون النَّاسَ، سُمُّوا قَرافِصةً لِشَدِّهِمْ يدَ الأَسِير تَحْتَ رِجْلَيْهِ. وقَرْفَصَ الشيءَ: جَمَعَهُ. وَجَلَسَ القِرْفِصا والقَرْفَصَا والقُرْفُصَا: وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيْه ويُلزِقَ فَخِذَيْهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ، وَزَادَ ابْنُ جِنِّي: القُرْفُصاء وَقَالَ هُوَ عَلَى الإِتباع. والقُرْفُصاءُ: ضرْبٌ مِنَ القعودِ يُمَدّ

ويُقْصَر، فإِذا قُلْتَ قَعَدَ فُلَانٌ القُرْفُصاء فكأَنك قُلْتَ قَعَد قُعوداً مَخْصُوصًا، وَهُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى أَلْيَتَيه ويُلْصِقَ فَخِذِيهِ بِبَطْنِهِ ويَحْتَبي بِيَدَيْهِ يضعهُما عَلَى ساقَيه كَمَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ، تَكُونُ يَدَاهُ مَكَانَ الثَّوْبِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو الْمَهْدِيِّ: هُوَ أَن يَجْلِسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْكبّاً ويُلْصِقَ بطنَه بِفَخِذَيْهِ ويتأَبط كَفّيه، وَهِيَ جلْسة الأَعراب؛ وأَنشد: لَوِ امْتَخَطْتَ وَبَراً وضَبّا، ... وَلَمْ تَنَلْ غيرَ الجمالِ كَسْبا، وَلَوْ نَكَحْتَ جُرْهُماً وكَلْبا، ... وقَيسَ عَيْلانَ الكِرامَ الغُلْبا، ثُمَّ جلَسْتَ القُرفُصا مُنْكبّا، ... تَحْكي أَعارِيبَ فلاةٍ هُلْبا، ثُمَّ اتخَذْتَ اللاتَ فِينَا رَبّا، ... مَا كنتَ إِلا نَبَطِيّاً قَلْبا وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: أَنها وَفَدَتْ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فرأَته وَهُوَ جالسٌ القُرْفُصاءَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القُرْفُصاءُ جِلْسةُ الْمُحْتَبِي إِلا أَنه لَا يَحْتبي بِثَوْبٍ وَلَكِنَّهُ يَجْعَلُ يَدَيْهِ مَكَانَ الثَّوْبِ عَلَى سَاقَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَلَسَ فُلَانٌ القُرْفُصاء، مَمْدُودٌ مَضْمُومٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: القِرْفِصَا، مَكْسُورُ الأَول مَقْصُورٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَعَدَ القُرْفُصا، وَهُوَ أَن يَقْعُدَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَيَجْمَعَ رُكْبَتَيْهِ وَيَقْبِضَ يَدَيْهِ إِلى صَدْرِهِ. قرمص: القُرْمُوص والقِرْماصُ: حُفْرَةٌ يَسْتَدْفِئُ فِيهَا الإِنسان الصَّردُ مِنَ البَرْدِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: أَلِفَ الحَمامةُ مَدْخَلَ القِرْماصِ وَالْجَمْعُ القرامِيص؛ قَالَ: جاءَ الشِّتاء وَلَمَّا أَتخِذْ رَبَضاً، ... يَا ويْحَ كَفَّيّ مِنْ حَفْرِ القَرامِيص وقَرْمَصَ وتَقَرْمَصَ: دَخَلَ فِيهَا وتَقَبَّض، وقَرْمَصَها وتقَرْمَصَها: عمِلَها؛ قَالَ: فاعمِدْ إِلى أَهل الوَقِير، فإِنما ... يَخْشَى أَذاك مُقَرْمِصُ الزَّرْبِ «1» والقُرْمُوص: حفرةُ الصَّائِدِ. قَالَ الأَزهري: كُنْتُ بِالْبَادِيَةِ فَهَبَّتْ رِيحٌ غَرْبِيَّةٌ فرأَيت مَنْ لَا كِنَّ لَهُمْ مِنْ خَدَمِهم يَحْتَفِرُونَ حُفَراً ويتقَبّضون فِيهَا ويُلْقُون أَهْدامَهم فَوْقَهُمْ يَرُدُّون بِذَلِكَ بَرْدَ الشَّمال عَنْهُمْ، وَيُسَمُّونَ تِلْكَ الحُفَرَ القرامِيصَ، وَقَدْ تَقَرْمَصَ الرَّجُلُ فِي قُرْموصه. والقُرْموصُ: وكْرُ الطَّائِرِ حَيْثُ يَفْحَصُ فِي الأَرض؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: عَنْ ذِي قرامِيصَ لَهَا مُحَجّل قَالَ: قَرامِيصُ ضَرْعُهَا بواطنُ أَفخاذِها فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ؛ قَالَ: وإِنما أَراد أَنها تُؤَثِّرُ لِعَظْمِ ضَرْعِهَا إِذا بَرَكَتْ مِثْلَ قُرْموصِ القطاة إِذا جَثَتْ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي وَجْهِهِ قِرْماصٌ إِذا كَانَ قَصِيرَ الْخَدَّيْنِ. والقُرْموصُ: عُشُّ الطَّائِرِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ عُشَّ الْحَمَامِ؛ قَالَ الأَعشى: وَذَا شُرُفاتٍ يقصرُ الطَّرْفُ دُونَهُ، ... تَرَى للحَمامِ الوُرْقِ فِيهَا قَرامِصا حَذَفَ يَاءَ قَرَامِيصَ لِلضَّرُورَةِ وَلَمْ يَقُلْ قَرَامِيصَ، وإِن احْتَمَلَهُ الْوَزْنُ لأَن الْقِطْعَةَ مِنَ الضَّرْبِ الثَّانِي مِنَ الطَّوِيلِ، وَلَوْ أَتم لَكَانَ مِنَ الضَّرْبِ الأَول منه، قال

_ (1). قوله [الزرب] هكذا ضبط في الأصل.

ابْنُ بَرِّيٍّ: والقُرْموصُ وَكْرُ الطَّيْرِ، يُقَالُ مِنْهُ: قَرْمَصَ الرجلُ وَالطَّائِرُ إِذا دَخَلَا القُرْموصَ، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى أَيضاً. وَفِي مُنَاظَرَةِ ذِي الرمة ورؤبة: مَا تقَرْمَص سبُعٌ قُرْموصاً إِلا بِقَضَاءٍ؛ القُرْموصُ: حُفْرَةٌ يَحْتَفِرُهَا الرَّجُلُ يَكْتَنّ فِيهَا مِنَ البَرْد ويأْوي إِليها الصَّيْدُ، وَهِيَ وَاسِعَةُ الْجَوْفِ ضَيِّقَةُ الرأْس، وتَقَرْمَص السَّبُعُ إِذا دخلَها لِلِاصْطِيَادِ. وقَرامِيصُ الأَمر: سعَتُه مِنْ جَوَانِبُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَاحِدُهَا قُرْموص؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا فَتَفَهَّمَ وَجْهَ التَّخْلِيطِ فِيهِ. ولَبَنٌ قُرامِصٌ: قارِصٌ. قرنص: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: القَرانِيصُ خَرَزٌ فِي أَعلى الْخُفِّ، واحدُها قُرْنوصٌ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلْبَازِي إِذا كَرَّزَ: قَدْ قُرْنِصَ قَرْنَصةً وقُرْنِسَ. وبازٍ مُقَرْنَصٌ أَي مُقْتَنًى لِلِاصْطِيَادِ، وَقَدْ قَرْنَصْته أَي اقْتنيته. وَيُقَالُ: قَرْنَصْت الْبَازِي إِذا رَبَطْتَهُ لِيَسْقُطَ ريشُه، فَهُوَ مُقَرْنَص. وَحَكَى اللَّيْثُ: قَرْنَسَ الْبَازِي، بِالسِّينِ، مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ. وقَرْنَصَ الديكُ وقَرْنَسَ إِذا فَرّ مِنْ ديك آخر. قصص: قَصَّ الشَّعْرَ وَالصُّوفَ وَالظُّفْرَ يقُصُّه قَصّاً وقَصّصَه وقَصّاه عَلَى التَّحْوِيلِ: قَطعَه. وقُصاصةُ الشَّعْرِ: مَا قُصّ مِنْهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ، وَطَائِرٌ مَقْصُوص الْجَنَاحِ. وقُصَاصُ الشَّعْرِ، بِالضَّمِّ، وقَصَاصُه وقِصاصُه، وَالضَّمُّ أَعلى: نهايةُ مَنْبَتِهِ ومُنْقَطعه عَلَى الرأْس فِي وَسَطِهِ، وَقِيلَ: قُصاصُ الشَّعْرِ حدُّ الْقَفَا، وَقِيلَ: هُوَ حَيْثُ تَنْتَهِي نبْتتُه مِنْ مُقدَّمه ومؤخَّره، وَقِيلَ: قُصاص الشَّعْرِ نهايةُ مَنْبَتِهِ مِنْ مُقدَّم الرأْس. وَيُقَالُ: هُوَ مَا اسْتَدَارَ بِهِ كُلِّهُ مِنْ خَلْفٍ وأَمام وَمَا حَوَالَيْهِ، وَيُقَالُ: قُصاصَة الشَّعْرِ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ ضربَه عَلَى قُصاصِ شَعْرِهِ ومقَصّ وَمَقَاصِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَسْجُدُ عَلَى قِصاص الشَّعْرِ وَهُوَ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، مُنْتَهَى شَعْرِ الرأْس حَيْثُ يُؤْخَذُ بالمِقَصّ، وَقَدِ اقْتَصَّ وتَقَصّصَ وتقَصّى، وَالِاسْمُ القُصّةُ. والقُصّة مِنَ الْفَرَسِ: شَعْرُ النَّاصِيَةِ، وَقِيلَ: مَا أَقْبَلَ مِنَ النَّاصِيَةِ عَلَى الْوَجْهِ. والقُصّةُ، بِالضَّمِّ: شعرُ النَّاصِيَةِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: لَهُ قصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيه، ... والعيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ وَفِي حَدِيثِ سَلْمان: ورأَيته مُقَصَّصاً ؛ هُوَ الَّذِي لَهُ جُمّة. وَكُلُّ خُصْلة مِنَ الشَّعْرِ قُصّة. وَفِي حَدِيثِ أَنس: وأَنتَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ وَلَكَ قَرْنانِ أَو قُصّتانِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: تنَاوَلَ قُصّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيّ. والقُصّة: تَتَّخِذُهَا المرأَة فِي مقدمِ رأْسها تقصُّ ناحيتَيْها عدا جَبِينها. والقَصُّ: أَخذ الشَّعْرِ بالمِقَصّ، وأَصل القَصِّ القَطْعُ. يُقَالُ: قصَصْت مَا بَيْنَهُمَا أَي قَطَعْتُ. والمِقَصُّ: مَا قصَصْت بِهِ أَي قَطَعْتُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القِصاص فِي الجِراح مأْخوذ مِنْ هَذَا إِذا اقْتُصَّ لَهُ مِنْهُ بِجرحِه مثلَ جَرْحِه إِيّاه أَو قتْله بِهِ. اللَّيْثُ: القَصُّ فِعْلُ الْقَاصِّ إِذا قَصَّ القِصَصَ، وَالْقِصَّةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَيُقَالُ: فِي رأْسه قِصّةٌ يَعْنِي الْجُمْلَةَ مِنَ الْكَلَامِ، ونحوُه قَوْلُهُ تَعَالَى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ؛ أَي نُبَيّن لَكَ أَحسن الْبَيَانِ.

وَالْقَاصُّ: الَّذِي يأْتي بالقِصّة مِنْ فَصِّها. وَيُقَالُ: قَصَصْت الشَّيْءَ إِذا تتبّعْت أَثره شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ؛ أَي اتّبِعي أَثَرَه، وَيَجُوزُ بِالسِّينِ: قسَسْت قَسّاً. والقُصّةُ: الخُصْلة مِنَ الشَّعْرِ. وقُصَّة المرأَة: نَاصِيَتُهَا، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قُصَصٌ وقِصاصٌ. وقَصُّ الشَّاةِ وقَصَصُها: مَا قُصَّ مِنْ صُوفِهَا. وشعرٌ قَصِيصٌ: مقصوصٌ. وقَصَّ النسّاجُ الثوبَ: قطَع هُدْبَه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والقُصاصَة: مَا قُصَّ مِنَ الهُدْب وَالشَّعْرِ. والمِقَصُّ: المِقْراض، وَهُمَا مِقَصَّانِ. والمِقَصَّان: مَا يَقُصّ بِهِ الشَّعْرُ وَلَا يُفْرَدُ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مُفْرَدًا فِي بَابِ مَا يُعْتَمل بِهِ. وقصَّه يقُصُّه: قطَعَ أَطراف أُذُنيه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ: وُلدَ لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فَقِيلَ لَهَا: قُصِّيه فَهُوَ أَحْرى أَن يَعِيشَ لكِ أَي خُذي مِنْ أَطراف أُذنيه، ففعلَتْ فَعَاشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَصَّ اللهُ بِهَا خَطَايَاهُ أَي نقَصَ وأَخَذ. والقَصُّ والقَصَصُ والقَصْقَصُ: الصَّدْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ وَسَطُهُ، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمُه. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَلْزَقُ بِكَ مِنْ شَعَرَاتِ قَصِّك وقَصَصِك. والقَصُّ: رأْسُ الصَّدْرِ، يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ سَرِ سينه، يُقَالُ لِلشَّاةِ وَغَيْرِهَا. اللَّيْثُ: الْقَصُّ هُوَ المُشاشُ المغروزُ فِيهِ أَطرافُ شراسِيف الأَضلاع فِي وَسَطِ الصَّدْرِ؛ قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ شُعَيْراتِ قَصِّك، وَذَلِكَ أَنها كُلَّمَا جُزَّتْ نَبَتَتْ؛ وأَنشد هُوَ وَغَيْرُهُ: كَمْ تمَشَّشْتَ مِنْ قَصٍّ وانْفَحَةٍ، ... جَاءَتْ إِليك بِذَاكَ الأَضْؤُنُ السُّودُ وَفِي حَدِيثِ صَفْوانَ بْنِ مُحْرز: أَنه كَانَ إِذا قرأَ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، بَكى حَتَّى نَقُولَ: قَدِ انْدَقَّ قَصَصُ زَوْرِه ، وَهُوَ مَنْبَتُ شَعْرِهِ عَلَى صَدْرِهِ، وَيُقَالُ لَهُ القصَصُ والقَصُّ. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: أَتاني آتٍ فقدَّ مِنْ قَصِّي إِلى شِعْرتي ؛ القصُّ والقَصَصُ: عظْمُ الصَّدْرِ المغروزُ فِيهِ شَراسِيفُ الأَضلاع فِي وَسَطِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: كَرِه أَن تُذْبَحَ الشاةُ مِنْ قَصِّها ، وَاللَّهُ أَعلم. والقِصّة: الْخَبَرُ وَهُوَ القَصَصُ. وَقَصَّ عَلَيَّ خبَره يقُصُّه قَصّاً وقَصَصاً: أَوْرَدَه. والقَصَصُ: الخبرُ المَقْصوص، بِالْفَتْحِ، وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ حَتَّى صَارَ أَغْلَبَ عَلَيْهِ. والقِصَص، بِكَسْرِ الْقَافِ: جَمْعُ القِصّة الَّتِي تُكْتَبُ. وَفِي حَدِيثِ غَسْل دَمِ الْحَيْضِ: فتقُصُّه بَرِيقِهَا أَي تعَضُّ مَوْضِعَهُ مِنَ الثَّوْبِ بأَسْنانها وَرِيقِهَا لِيَذْهَبَ أَثره كأَنه مِنَ القَصّ الْقَطْعُ أَو تتبُّع الأَثر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَجَاءَ واقْتصّ أَثَرَ الدَّمِ. وتقَصّصَ كلامَه: حَفِظَه. وتقَصّصَ الْخَبَرَ: تَتَبَّعَهُ. والقِصّة: الأَمرُ والحديثُ. واقْتَصَصْت الْحَدِيثَ: رَوَيْته عَلَى وَجْهِهِ، وقَصَّ عَلَيْهِ الخبَرَ قَصَصًا. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: لَا تقُصَّها إِلا عَلَى وادٍّ. يُقَالُ: قَصَصْت الرُّؤْيَا عَلَى فُلَانٍ إِذا أَخبرته بِهَا، أَقُصُّها قَصّاً. والقَصُّ: الْبَيَانُ، والقَصَصُ، بِالْفَتْحِ: الِاسْمُ. والقاصُّ: الَّذِي يأْتي بالقِصّة عَلَى وَجْهِهَا كأَنه يَتَتَبّع معانيَها وأَلفاظَها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يقصُّ إِلا أَميرٌ أَو مأْمورٌ أَو مُخْتال أَي لَا يَنْبَغِي ذَلِكَ إِلا لأَمير يَعظُ النَّاسَ وَيُخْبِرُهُمْ بِمَا مَضَى لِيَعْتَبِرُوا، وأَما مأْمورٌ بِذَلِكَ فَيَكُونُ حكمُه حكمَ الأَمير وَلَا يَقُصّ مُكْتَسِبًا، أَو يَكُونُ الْقَاصُّ مُخْتَالًا يَفْعَلُ ذَلِكَ تَكَبُّرًا عَلَى النَّاسِ أَو مُرائياً يُرائي النَّاسَ بِقَوْلِهِ وعملِه لَا

يَكُونُ وعظُه وَكَلَامُهُ حَقِيقَةً، وَقِيلَ: أَراد الْخُطْبَةَ لأَن الأُمَراء كَانُوا يَلونها فِي الأَول ويَعظون النَّاسَ فِيهَا ويَقُصّون عَلَيْهِمْ أَخبار الأُمم السَّالِفَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: القاصُّ يَنْتظر المَقْتَ لِمَا يَعْرِضُ فِي قِصَصِه مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنّ بَني إِسرائيل لَمَّا قَصُّوا هَلَكوا ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا أَي اتكَلوا عَلَى الْقَوْلِ وَتَرَكُوا الْعَمَلَ فَكَانَ ذَلِكَ سببَ هَلَاكِهِمْ، أَو الْعَكْسُ لَمَّا هَلَكُوا بِتَرْكِ الْعَمَلِ أَخْلَدُوا إِلى القَصَص. وقَصَّ آثارَهم يَقُصُّها قَصّاً وقَصَصاً وتَقَصّصَها: تَتَبَّعَهَا بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ تَتَبُّعُ الأَثر أَيَّ وَقْتَ كَانَ. قَالَ تَعَالَى: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً . وَكَذَلِكَ اقْتَصَّ أَثره وتَقَصّصَ، وَمَعْنَى فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً أَي رَجَعا مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي سَلَكَاهُ يَقُصّان الأَثر أَي يَتَّبِعَانِهِ؛ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: قَالَتْ لأُخْتٍ لَهُ: قُصِّيهِ عَنْ جُنُبٍ، ... وَكَيْفَ يَقْفُو بِلَا سَهْلٍ وَلَا جَدَدِ؟ قَالَ الأَزهري: القصُّ اتِّباع الأَثر. وَيُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ قَصَصاً فِي أَثر فُلَانٍ وقَصّاً، وَذَلِكَ إِذا اقْتَصَّ أَثره. وَقِيلَ: القاصُّ يَقُصُّ القَصَصَ لإِتْباعه خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ وسَوْقِه الكلامَ سَوْقًا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تقَصّصْت الكلامَ حَفِظته. والقَصِيصَةُ: البعيرُ أَو الدابةُ يُتَّبع بِهَا الأَثرُ. والقَصيصة: الزامِلةُ الضَّعِيفَةُ يُحْمَلُ عَلَيْهَا الْمَتَاعُ وَالطَّعَامُ لِضَعْفِهَا. والقَصيصةُ: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي أَصلها الكَمأَةُ وَيُتَّخَذُ مِنْهَا الغِسْل، وَالْجَمْعُ قَصائِصُ وقَصِيصٌ؛ قَالَ الأَعشى: فَقُلْتُ، وَلَمْ أَمْلِكْ: أَبَكْرُ بْنُ وائلٍ ... مَتَى كُنْتَ فَقْعاً نَابِتًا بقَصائِصا؟ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: تَصَيَّفَها، حَتَّى إِذا لَمْ يَسُغ لَهَا ... حَلِيّ بأَعْلى حائلٍ وقَصِيص وأَنشد لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: يَجْنِي لَهُ الكَمْأَةَ رِبْعِيّة، ... بالخَبْءِ، تَنْدَى فِي أُصُولِ القَصِيص وَقَالَ مُهاصِر النَّهْشَلِيُّ: جَنَيْتُها مِنْ مُجْتَنًى عَوِيصِ، ... مِنْ مُجْتَنى الإِجْرِدِ والقَصِيصِ وَيُرْوَى: جَنَيْتُهَا مِنْ منبِتٍ عَوِيصِ، ... مِنْ مَنبت الإِجرد وَالْقَصِيصِ وَقَدْ أَقَصَّت الأَرضُ أَي أَنْبَتَتْه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَنه إِنما سُمِّيَ قَصيصاً لِدَلَالَتِهِ عَلَى الكمأَة كَمَا يُقْتَصّ الأَثر، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه، يُرِيدُ أَنه لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ ثِقَةٍ. اللَّيْثُ: القَصِيص نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أُصول الكمأَة وَقَدْ يُجْعَلُ غِسْلًا للرأْس كالخِطْمِيّ، وَقَالَ: القَصِيصة نَبْتٌ يَخْرُجُ إِلى جَانِبِ الكمأَة. وأَقَصّت الفرسُ، وَهِيَ مُقِصّ مِنْ خَيْلٍ مَقاصَّ: عظُم وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، وَقِيلَ: هِيَ مُقِصّ حَتَّى تَلْقَح، ثُمَّ مُعِقٌّ حَتَّى يَبْدو حَمْلُهَا، ثُمَّ نَتُوج، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي امْتَنَعَتْ ثُمَّ لَقِحت، وَقِيلَ: أَقَصّت الْفَرَسُ، فَهِيَ مُقِصٌّ إِذا حَمَلَتْ. والإِقْصاصُ مِنَ الحُمُر: فِي أَول حَمْلِهَا، والإِعْقاق آخِرُهُ. وأَقَصّت الْفَرَسُ وَالشَّاةُ، وَهِيَ مُقِصٌّ: اسْتَبَانَ ولدُها أَو حملُها، قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه فِي الشَّاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: لَقِحت النَّاقَةُ وَحَمَلَتِ الشَّاةُ وأَقَصّت

الْفَرَسُ والأَتان فِي أَول حَمْلِهَا، وأَعَقَّت فِي آخِرِهِ إِذا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا. وضرَبه حَتَّى أَقَصَّ عَلَى الْمَوْتِ أَي أَشْرف. وأَقْصَصْته عَلَى الْمَوْتِ أَي أَدْنَيْته. قَالَ الْفَرَّاءُ: قَصَّه مِنَ الْمَوْتِ وأَقَصَّه بِمَعْنًى أَي دَنَا مِنْهُ، وَكَانَ يَقُولُ: ضَرَبَهُ حَتَّى أَقَصَّه الْمَوْتَ. الأَصمعي: ضَرَبَهُ ضَرْبًا أَقصَّه مِنَ الْمَوْتِ أَي أَدناه مِنَ الْمَوْتِ حَتَّى أَشرف عَلَيْهِ؛ وَقَالَ: فإِن يَفْخَرْ عَلَيْكَ بِهَا أَميرٌ، ... فَقَدَ أَقْصَصْت أُمَّك بالهُزال أَي أَدنيتها مِنَ الْمَوْتِ. وأَقَصَّته شَعُوبٌ إِقْصاصاً: أَشرف عَلَيْهَا ثُمَّ نَجَا. والقِصاصُ والقِصاصاءُ والقُصاصاءُ: القَوَدُ وَهُوَ الْقَتْلُ بِالْقَتْلِ أَو الْجَرْحِ بِالْجُرْحِ. والتَّقاصُّ: التناصفُ فِي القِصَاص؛ قَالَ: فَرُمْنا القِصَاصَ، وكان التقاصُّ ... حُكماً وعَدْلًا عَلَى المُسْلِمينا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَوْلُهُ التَّقَاصُّ شَاذٌّ لأَنه جَمَعَ بَيْنَ السَّاكِنِينَ فِي الشِّعْرِ وَلِذَلِكَ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وَكَانَ القِصاصُ؛ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا بَيْتٌ وَاحِدٌ أَنشده الأَخفش: وَلَوْلَا خِداشٌ أَخَذْتُ دوابَّ ... سَعْدٍ، وَلَمْ أُعْطِه مَا عليها قال أَبو إِسحاق: أَحسَب هَذَا الْبَيْتَ إِن كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ: وَلَوْلَا خِدَاشٌ أَخذت دوابِب ... سعدٍ، وَلَمْ أُعْطِه مَا عَلَيْهَا لأَن إِظهار التَّضْعِيفِ جَائِزٌ فِي الشِّعْرِ، أَو: أَخذت رَوَاحِلَ سَعْدٍ. وتقاصَّ القومُ إِذا قاصَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صاحبَه فِي حِسَابٍ أَو غَيْرِهِ. والاقْتِصاصُ: أَخْذُ القِصاصِ. والإِقْصاصُ: أَن يُؤْخَذ لَكَ القِصاصُ، وَقَدْ أَقَصَّه. وأَقَصَّ الأَمير فُلاناً مِنْ فُلَانٍ إِذا اقْتَصَّ لَهُ مِنْهُ فَجَرَحَهُ مِثْلَ جُرْحِهِ أَو قتَلَه قوَداً. واسْتَقَصَّه: سأَله أَن يُقِصَّه مِنْهُ. اللَّيْثُ: القِصاصُ والتَّقاصُّ فِي الْجِرَاحَاتِ شيءٌ بِشَيْءٍ، وَقَدِ اقْتَصَّ مِنْ فُلَانٍ، وَقَدْ أَقْصَصْت فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ أَقِصّه إِقْصاصاً، وأَمْثَلْت مِنْهُ إِمْثالًا فاقتَصَّ مِنْهُ وامْتَثَل. والاسْتِقْصاص: أَن يَطْلُب أَن يُقَصَّ مِمَّنْ جَرَحَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقِصّ مِنْ نَفْسِهِ. يُقَالُ: أَقَصَّه الْحَاكِمُ يُقِصّه إِذا مكَّنَه مِنْ أَخذ القِصاص، وَهُوَ أَن يَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ فِعْلِهِ مِنْ قَتْلٍ أَو قَطْعٍ أَو ضَرْبٍ أَو جَرْحٍ، والقِصَاصُ الِاسْمُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بشَارِبٍ فَقَالَ لمُطيع بْنِ الأَسود: اضرِبْه الحَدَّ، فَرَآهُ عمرُ وَهُوَ يَضْرِبُه ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَ: قَتَلْتَ الرَّجُلَ، كَمْ ضَرَبْتَه؟ قَالَ سِتِّينَ فَقَالَ عُمر: أَقِصّ مِنْهُ بِعِشْرِين أَي اجْعَلْ شِدَّةَ الضَّرْبِ الَّذِي ضرَبْتَه قِصاصاً بِالْعِشْرِينَ الْبَاقِيَةِ وَعِوَضًا عَنْهَا. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: قُوصَّ زَيْدٌ مَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه فِي مَعْنَى حوسِبَ بِمَا عَلَيْهِ إِلا أَنه عُدِّيَ بِغَيْرِ حَرْفٍ لأَن فِيهِ مَعْنَى أُغْرِمَ وَنَحْوَهُ. والقَصّةُ والقِصّة والقَصُّ: الجَصُّ، لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ، وَقِيلَ: الْحِجَارَةُ مِنَ الجَصِّ، وَقَدْ قَصّصَ دارَه أَي جَصّصَها. وَمَدِينَةٌ مُقَصَّصة: مَطْليّة بالقَصّ، وَكَذَلِكَ قَبْرٌ مُقَصَّصٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ تَقْصِيص القُبور ، وَهُوَ بِنَاؤُهَا بالقَصّة. والتَّقْصِيصُ: هُوَ التجْصِيص، وَذَلِكَ

أَن الجَصّ يُقَالُ لَهُ القَصّة. يُقَالُ: قصّصْت البيتَ وَغَيْرَهُ أَي جَصّصْته. وَفِي حَدِيثِ زَيْنَبَ: يَا قَصّةً عَلَى مَلْحودَةٍ ؛ شَبَّهت أَجسامَهم بِالْقُبُورِ الْمُتَّخَذَةِ مِنَ الجَصّ، وأَنفُسَهم بجِيَف الْمَوْتَى الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا القبورُ. والقَصّة: الْقُطْنَةُ أَو الخرقةُ الْبَيْضَاءُ الَّتِي تحْتَشي بِهَا المرأَة عِنْدَ الْحَيْضِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَائِضِ: لَا تَغْتَسِلِنَّ حَتَّى تَرَيْنَ القَصّة البَيْضاءَ ، يَعْنِي بِهَا مَا تَقَدَّمَ أَو حَتَّى تَخْرُجَ الْقُطْنَةُ أَو الْخِرْقَةُ الَّتِي تَحْتَشِي بِهَا المرأَة الْحَائِضُ، كأَنها قَصّة بَيْضَاءُ لَا يُخالِطُها صُفْرة وَلَا تَرِيّةٌ، وَقِيلَ: إِن القَصّة كَالْخَيْطِ الأَبيض تَخْرُجُ بَعْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِ كُلِّهِ، وأَما التَّريّة فَهُوَ الخَفِيّ، وَهُوَ أَقل مِنَ الصُّفْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ الْخَفِيُّ الْيَسِيرُ مِنَ الصُّفْرَةِ والكُدْرة تَرَاهَا المرأَة بَعْدَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ، فأَما مَا كَانَ مِنْ أَيام الْحَيْضِ فَهُوَ حَيض وَلَيْسَ بِتَرِيّة، وَوَزْنِهَا تَفْعِلة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه إِنما أَراد مَاءً أَبيض مِنْ مَصَالة الْحَيْضِ فِي آخِرِهِ، شبّهَه بالجَصّ وأَنّثَ لأَنه ذَهَبَ إِلى الطَّائِفَةِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ لبَنة وعَسَلة. والقَصّاص: لُغَةٌ فِي القَصّ اسْمٌ كالجيَّار. وَمَا يَقِصُّ فِي يَدِهِ شَيْءٌ أَي مَا يَبْرُدُ وَلَا يَثْبُتُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لأُمِّكَ وَيْلةٌ وَعَلَيْكَ أُخْرى، ... فَلَا شاةٌ تَقِصّ وَلَا بَعِيرُ والقَصَاصُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَمْضِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَصاصُ شَجَرٌ بِالْيَمَنِ تَجْرُسُه النَّحْلُ فَيُقَالُ لِعَسَلِهَا عَسَلُ قَصَاصٍ، وَاحِدَتُهُ قَصَاصةٌ. وقَصْقَصَ الشَّيْءَ: كَسَره. والقُصْقُصُ والقُصْقُصة، بِالضَّمِّ، والقُصَاقِصُ مِنَ الرِّجَالِ: الغليظُ الشَّدِيدُ مَعَ قِصَر. وأَسد قُصْقُصٌ وقُصْقُصةٌ وقُصاقِصٌ: عَظِيمُ الْخَلْقِ شَدِيدٌ؛ قَالَ: قُصْقُصة قُصاقِص مُصَدَّرُ، ... لَهُ صَلًا وعَضَلٌ مُنَقَّرُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِنْ أَسمائه. الْجَوْهَرِيُّ: وأَسد قَصْقاصٌ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ نَعْتٌ لَهُ فِي صَوْتِهِ. والقَصْقاصُ: مِنْ أَسْمَاءِ الأَسد، وَقِيلَ: هُوَ نَعْتٌ لَهُ فِي صَوْتِهِ. اللَّيْثُ: القَصْقاصُ نَعْتٌ مِنْ صَوْتِ الأَسد فِي لُغَةٍ، والقَصْقاصُ أَيضاً: نَعْتُ الْحَيَّةِ الْخَبِيثَةِ؛ قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ بِنَاءٌ عَلَى وَزْنِ فَعْلال غَيْرُهُ إِنما حَدُّ أَبْنِيةِ المُضاعَفِ عَلَى وَزْنِ فُعْلُل أَو فُعْلول أَو فِعْلِل أَو فِعْلِيل مَعَ كُلِّ مَقْصُورٍ مَمْدُودٍ مِنْهُ، قَالَ: وَجَاءَتْ خَمْسُ كَلِمَاتٍ شَوَاذٍّ وَهِيَ: ضُلَضِلة وزُلزِل وقَصْقاص وَالْقَلَنْقَلُ والزِّلزال، وَهُوَ أَعمّها لأَن مَصْدَرَ الرُّبَاعِيِّ يَحْتَمِلُ أَن يُبْنَى كُلُّهُ عَلَى فِعْلال، وَلَيْسَ بِمُطَّرِدٍ؛ وَكُلُّ نَعْتٍ رُباعِيٍّ فإِن الشُّعَراء يَبْنُونه عَلَى فُعالِل مِثْلَ قُصَاقِص كَقَوْلِ الْقَائِلِ فِي وَصْفِ بَيْتٍ مُصَوَّرٍ بأَنواع التَّصاوير: فيه الغُواةُ مُصَوَّرون، ... فحاجِلٌ مِنْهُمْ وراقِصْ والفِيلُ يرْتكبُ الرِّدَاف ... عَلَيْهِ، والأَسد القُصاقِصْ التَّهْذِيبُ: أَما مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي القُصَاقِص بِمَعْنَى صَوْتِ الأَسد وَنَعْتِ الْحَيَّةِ الْخَبِيثَةِ فإِني لَمْ أَجِدْه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَهُوَ شاذٌ إِن صَحَّ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي مَالِكٍ: أَسد قُصاقِصٌ ومُصَامِصٌ وفُرافِصٌ شديد. ورجل قُصَاقِصٌ فُرافِصٌ: يُشَبَّه بالأَسد. وَجَمَلٌ قُصاقِصٌ أَي عظيمٌ. وحيَّة قَصْقاصٌ: خَبِيثٌ. والقَصْقاصُ: ضرْبٌ مِنَ الْحَمْضِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ ضَعِيفٌ دَقِيق

أَصفر اللَّوْنِ. وقُصاقِصا الوَرِكَين: أَعلاهما. وقُصاقِصَةُ: مَوْضِعٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو القَصقاص أُشْنان الشَّأْم. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: خَرَجَ زمَنَ الرِّدّة إِلى ذِي القَصّةِ ؛ هِيَ، بِالْفَتْحِ، مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ بِهِ حَصًى بَعَثَ إِليه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، محمدَ بْنَ مَسْلمة وَلَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الردة. قعص: القَعْصُ والقَعَصُ: القَتْل المُعَجَّل، والقَعْصُ: المَوْت الوَحِيّ. يُقَالُ: مَاتَ فُلَانٌ قَعْصاً إِذا أَصابته ضَرْبَةٌ أَو رَمْيَةٌ فَمَاتَ مكانَه. والإِقْعاصُ: أَن تضربَ الشَّيْءَ أَو ترْميَه فَيَمُوتَ مكانَه. وضرَبَه فأَقْعَصَه أَي قتَله مَكَانَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ خَرَجَ مجاهِداً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فقُتل قَعْصاً فَقَدِ اسْتَوْجَبَ المَآبَ ؛ قَالَ الأَزهري: عَنى بِذَلِكَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ*، فَاخْتَصَرَ الْكَلَامَ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَرادَ بوُجُوب الْمَآبِ حُسْنَ المَرْجع بَعْدَ الْمَوْتِ. يُقَالُ: قَعَصْته وأَقْعَصْته إِذا قَتَلْتَه قَتْلًا سَرِيعًا. أَبو عُبَيْدٍ: القَعْصُ أَن يُضْرَب الرجلُ بِالسِّلَاحِ أَو بِغَيْرِهِ فيموتَ مكانَه قَبْلَ أَن يَرِيمَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَيْرِ: كَانَ يَقعَصُ الْخَيْلَ بالرُّمْح قَعْصاً يَوْمَ الجمَل ؛ قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرِينَ: أَقْعَصَ ابْنا عَفْراءَ أَبا جَهْلٍ. وَقَدْ أَقْعَصَه الضاربُ إِقْعاصاً، وَكَذَلِكَ الصَّيْدُ، وأَقْعَصَ الرجلَ: أَجْهَزَ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ مِنْهَا القِعْصة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِابْنِ زُنَيم: هَذَا ابنُ فاطِمةَ الَّذِي أَفْناكُمُ ... ذَبْحاً، ومِيتَةَ قِعْصَةٍ لَمْ تُذْبَح وأَقْعَصَه بالرُّمْح وقَعَصَه: طعَنَه طَعْناً وَحِيّاً، وَقِيلَ: حَفَزَه. وَشَاةٌ قَعُوصٌ: تضرِب حالِبَها وَتَمْنَعُ الدِّرّةَ؛ قَالَ: قَعُوصُ شَوِيٍّ دَرُّها غيرُ مُنْزَلِ وَمَا كَانَتْ قَعُوصاً، وَلَقَدْ قَعِصَتْ وقُعِصَتْ قَعْصاً. والقُعَاصُ: داءٌ يأْخذ فِي الصَّدْر كأَنه يَكْسِر العُنُق. والقُعَاصُ: داءٌ يأْخذ الدَّوَابَّ فيَسِيل مِنْ أُنوفِها شيءٌ، وَقَدْ قُعِصَت. والقُعَاصُ: دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ لَا يُلْبِثُها أَن تموتَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَشراط السَّاعَةِ: ومُوتانٌ يَكُونُ فِي النَّاسِ كقُعَاصِ الغَنَمِ ، وَقَدْ قُعِصَت، فَهِيَ مَقْعُوصَةٌ. قَالَ: وَمِنْهُ أُخِذَ الإِقعاصُ فِي الصَّيْدِ فَيُرْمَى فِيهِ فَيَمُوتُ مَكَانَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المِقْعاصُ الشَّاةُ الَّتِي بِهَا القُعَاصُ، وَهُوَ دَاءٌ قاتلٌ. وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إِذا ماتَ. وأَخَذْتُ مِنْهُ المالَ قَعْصاً وقَعَصْته إِياه إِذا اغْتَرَرْتَه. وَفِي النَّوَادِرِ: أَخذته مُعاقَصةً ومُقاعَصةً أَي مُعازّةً. والقَعْصُ: المُفَكّكُ مِنَ الْبُيُوتِ؛ عن كراع. قعمص: القُعْموصُ: ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَة، والقُعْموصُ والجُعْموصُ وَاحِدٌ. يُقَالُ: تَحَرَّكَ قُعْموصُه فِي بَطْنِهِ، وَهُوَ بِلُغَةِ الْيَمَنِ. يُقَالُ: قَعْمَص إِذا أَبْدَى بمرّة ووضع بمرّة. قفص: القَفْصُ: الْخِفَّةُ والنشاطُ والوَثْبُ، قَفَصَ يَقْفِصُ قَفْصاً وقَفِصَ قَفَصاً، فَهُوَ قَفِصٌ، والقَبْصُ نَحْوُهُ. والقَفِصُ: النَّشِيطُ. والقُفَاصُ: الوَعِلُ لوثَبانِه. وقَفِصَ الفرسُ قَفَصاً: لَمْ يُخْرِجْ كلَّ مَا عِنْدَهُ مِنَ العَدْوِ. والقَفِصُ: المُتَقبِّض. وفرسٌ قَفِصٌ، وَهُوَ الْمُتَقَبِّضُ الَّذِي لَا يُخْرِج كلَّ مَا عِنْدَهُ، يُقَالُ: جَرَى قَفِصاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: جَرَى قَفِصاً، وارْتَدّ مِنْ أَسْرِ صُلْبِه ... إِلى مَوْضعٍ مِنْ سَرْجِه، غيرَ أَحْدَبِ

أَي يَرْجِعُ بعضُه إِلى بَعْضٍ لقَفَصِه وَلَيْسَ مِنَ الحدَب. وقَفِصَ قَفَصاً، فَهُوَ قَفِصٌ: تقَبَّض وتَشَنَّجَ مِنَ الْبَرْدِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا شَنِجَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: كأَنّ الرِّجالَ التَّغْلَبيّين، خَلْفَها، ... قَنافذُ قَفْصَى عُلِّقَتْ بالجَنائِب قَفْصَى جَمْعُ قَفِصٍ مِثْلُ جَرِب وجَرْبى وحَمِقٍ وحَمْقَى. والقَفَص: مَصْدَرُ قَفِصَت أَصابِعُه مِنَ الْبَرْدِ يَبِسَت. وقَفَصَ الشيءَ قَفْصاً: جمَعَه. وقَفَّصَ الظَبْيَ: شدَّ قَوَائِمَهُ وجمَعَها. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَرِيرٍ: حَجَجْت فلَقِيَني رَجُلٌ مُقَفِّصٌ ظَبْياً فاتَّبَعْتُه فذَبَحْتُه وأَنا ناسٍ لإِحْرامي ؛ المقَفَّصُ: الَّذِي شُدَّت يَدَاهُ ورِجْلاه، مأْخوذ مِنَ القَفَصِ الَّذِي يُحْبَسُ فِيهِ الطيرُ. والقَفِصُ: المُتَقَبض بعضُه إِلى بَعْضٍ. الأَصمعي: أَصْبَحَ الجرادُ قَفِصاً إِذا أَصابَه البرْدُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَن يَطِيرَ. والقُفَاصُ: دَاءٌ يُصِيبُ الدَّوَابَّ فَتَيْبَسُ قَوَائِمُهَا. وتقافَصَ الشَّيْءُ: اشْتَبَك. والقَفَصُ: واحدُ الأَقْفاصِ الَّتِي لِلطَّيْرِ. والقَفَصُ: شَيْءٌ يُتَّخذُ مِنْ قَصَبٍ أَو خشَبٍ لِلطَّيْرِ. والقَفَصُ: خَشَبَتَانِ مَحْنُوّتان بَيْنَ أَحْنائِهما شبَكةٌ يُنْقَل بِهَا البُرُّ إِلى الكُدْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي قُفْصٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَو قَفْصٍ مِنَ النُّورِ ، وَهُوَ المُشْتَبِك المتَداخِل. والقَفِيصة: حَدِيدة مِنْ أَداة الحَرّاث. وبَعيرٌ قَفِصٌ: مَاتَ مِنْ حَرٍّ. وقَفِصَ الرَّجُلُ قَفَصاً: أَكل التَّمْرَ وشرِبَ عَلَيْهِ النَّبيذ فوَجَد لِذَلِكَ حَرَارَةً فِي حَلْقِه وحُموضةً في معدته. قَالَ أَبو عوْن الحِرْمازِيّ: إِن الرَّجُلَ إِذا أَكل التَّمْرَ وشرِبَ عَلَيْهِ الْمَاءَ قَفِصَ، وَهُوَ أَن يُصِيبَه القَفَصُ، وَهُوَ حرارةٌ فِي حَلْقِه وحُموضةٌ في معدته. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَتِ الدُّبَيرِيّة قَفِصَ وقَبِصَ، بِالْفَاءِ وَالْبَاءِ، إِذا عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ. والقُفْصُ: قَوْمٌ فِي جَبَل مِنْ جِبَالِ كِرْمان، وَفِي التَّهْذِيبِ: القُفْصُ جيلٌ مِنَ النَّاسِ مُتَلَصِّصُون فِي نَوَاحِي كِرْمان أَصحاب مِراسٍ فِي الحرْب. وقَفُوصٌ: بَلدٌ يُجْلَب مِنْهُ العُود؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: يَنْفَحُ مِنْ أَرْدانِها المِسْكُ والهِنْدِيُّ ... والغَلْوَى، ولُبْنى قَفُوصْ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وأَن تَعْلوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ، قِيلَ: وَمَا التحُوتُ؟ قَالَ: بيوتُ القافِصَةِ يُرْفَعُون فَوْقَ صَالِحِيهِمْ ؛ القافصةُ اللِّئَامُ، وَالسِّينُ فِيهِ أَكثر، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد بِالْقَافِصَةِ ذَوِي الْعُيُوبِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَصبح فُلَانٌ قَفِصاً إِذا فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ وَطَبِيعَتُهُ. والقَفْصُ: القُلَة التي يُلْعَبُ بها، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. قلص: قَلَصَ الشيءُ يَقْلِص قُلوصاً: تَدانى وَانْضَمَّ، وَفِي الصِّحَاحِ: ارْتَفَعَ. وقَلَصَ الظلُّ يَقْلِصُ عَنِّي قُلوصاً: انْقَبَضَ وَانْضَمَّ وانْزَوَى. وقَلَص وقلَّصَ وتقلَّص كُلُّهُ بِمَعْنَى انْضَمَّ وانزَوَى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وقلَص قُلُوصًا ذَهَبَ؛ قَالَ الأَعشى: وأَجْمَعْتُ مِنْهَا لِحَجّ قَلُوصًا وَقَالَ رُؤْبَةُ: قَلَّصْنَ تَقْليص النَّعَامِ الوَخَّادْ وَيُقَالُ: قَلَصَتْ شَفَتُهُ أَي انْزَوَتْ. وقَلَص ثوبُهُ يَقْلِص، وقَلَص ثوبُهُ بَعْدَ الغَسْل، وَشَفَةٌ

قالِصَة وظلٌّ قَالِصٌ إِذا نَقَص؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وعَصَب عَنْ نَسَويْه قالِص قَالَ: يُرِيدُ أَنه سَمِينٌ فَقَدْ بَانَ موضعُ النَّسَا وَهُوَ عِرْقٌ يَكُونُ فِي الْفَخِذِ. وقَلَصَ الماءُ يقلِصُ قُلوصاً، فَهُوَ قالِص وقَلِيص وقَلَّاص: ارْتَفَعَ فِي الْبِئْرِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَوْرَدَها مِنْ آخرِ اللَّيْلِ مَشْرَباً، ... بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤُهن قَلِيص وقال الرَّاجِزُ: يَا رِيَّهَا مِنْ بارِدٍ قَلَّاصِ، ... قَدْ جَمَّ حَتَّى هَمَّ بانْقِياصِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: يَشْربْن مَاءً طَيّباً قَلِيصُهُ، ... كالحبَشِيِّ فوقَه قَمِيصُه وقَلَصَةُ الْمَاءِ وقَلْصَتُه: جَمّته. وَبِئْرٌ قَلوصٌ: لَهَا قَلَصَة، وَالْجَمْعُ قَلائص، وَهُوَ قَلَصَة الْبِئْرِ، وَجَمْعُهَا قَلَصَات، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَجِمُّ فِيهَا ويرْتَفع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ابْنُ الأَجدابي عَنْ أَهل اللُّغَةِ قَلْصَة، بالإِسكان، وَجَمْعُهَا قَلَص مِثْلُ حَلْقة وحَلَق وفَلْكَة وفَلَك. والقَلْص: كَثْرَةُ الْمَاءِ وَقِلَّتُهُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَقَالَ أَعرابي: أَبَنْت بَيْنُونة فَمَا وَجَدْتُ فِيهَا إِلَّا قَلْصَةً مِنَ الْمَاءِ أَي قَلِيلًا. وقَلَصَت البئرُ إِذا ارْتَفَعَتْ إِلى أَعلاها، وقَلَصَتْ إِذا نَزَحَتْ. شَمِرٌ: القالِص من الثياب المُشَمَّرُ الْقَصِيرُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فقَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً أَي ارْتَفَعَ وَذَهَبَ. يُقَالُ: قَلَصَ الدمعُ مُخَفَّفًا، وإِذا شُدِّدَ فَلِلْمُبَالَغَةِ. وَكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَعَ فَذَهَبَ، فَقَدْ قَلَّص تَقْلِيصًا؛ وَقَالَ: يَوْمًا تَرَى حِرْباءَه مُخَاوِصَا، ... يَطْلُبُ فِي الجَنْدَل ظِلًّا قالِصا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه قَالَ للضَّرع اقْلِصْ فقَلَص أَي اجْتَمَعَ؛ وَقَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْعٍ: فقَلْصِي ونَزْلِي قَدْ وجَدْتُمْ حَفِيلَهُ، ... وشَرّي لَكُمْ، مَا عشتمُ، ذَوْدُ غاوِلِ قَلْصي: انْقِبَاضِي. ونَزْلي: اسْتِرْسَالِي. يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا غَارَتْ وَارْتَفَعَ لَبَنُهَا: قَدْ أَقْلَصَت، وإِذا نَزَلَ لبنُها: قَدْ أَنْزَلَتْ. وحَفِيلُه: كَثْرَةُ لَبَنِهِ. وقَلَص القومُ قُلُوصاً إِذا اجْتَمَعُوا فَسَارُوا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ حَانَ مِنَّا رِحْلَةٌ فَقُلُوص وقَلَصَت الشَّفَةُ تَقْلِص: شَمَّرَتْ ونَقَصَت. وَشَفَةٌ قالِصة وَقَمِيصٌ مُقَلَّص، وقَلَّصْتُ قَمِيصِي: شَمَّرتُه ورفَعْتُه؛ قَالَ: سِرَاجُ الدُّجى حَلّتْ بسَهْلٍ، وأُعْطِيَتْ ... نَعِيماً وتَقْليصاً بدِرْعِ المَناطِقِ وتَقَلَّص هُوَ: تَشَمَّر. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها رأَت عَلَى سَعْدٍ دِرْعًا مُقَلِّصة أَي مُجْتَمِعَةً مُنْضَمَّةً. يُقَالُ: قَلَّصَت الدرعُ وتَقَلَّصَت، وأَكثر مَا يُقَالُ فِيمَا يَكُونُ إِلى فَوْقُ. وَفَرَسٌ مُقَلِّص، بكسْر اللَّامِ: طَوِيلُ الْقَوَائِمِ مُنْضَمُّ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: مُشْرِف مُشَمِّر؛ قَالَ بِشْرٌ: يُضَمَّر بالأَصَائل، فهْوَ نَهْد ... أَقَبُّ مُقَلِّصٌ، فِيهِ اقْوِرارُ

وقَلَّصَت الإِبلُ فِي سَيْرِهَا: شَمَّرَتْ. وقلَّصَت الإِبلُ تَقْليصاً إِذا اسْتَمَرَّتْ فِي مُضِيِّهَا؛ وَقَالَ أَعرابي: قَلِّصْنَ والْحَقْنَ بدِبْثا والأَشَلْ يُخَاطِبُ إِبلًا يَحدُوها. وقَلَّصَت الناقةُ وأَقْلَصَت وَهِيَ مِقْلاص: سَمِنت فِي سَنَامها، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ؛ قَالَ: إِذا رَآهُ فِي السَّنام أَقْلَصا وَقِيلَ: هُوَ إِذا سَمِنَتْ فِي الصَّيْفِ. وَنَاقَةٌ مِقْلاص إِذا كَانَ ذَلِكَ السِّمَن إِنما يَكُونُ مِنْهَا فِي الصَّيْفِ، وَقِيلَ: أَقْلَص البعيرُ إِذا ظَهَرَ سَنامُه شَيْئًا وَارْتَفَعَ؛ والقَلْص والقُلُوص: أَولُ سِمَنها. الْكِسَائِيُّ: إِذا كَانَتِ النَّاقَةُ تسمَن وتُهْزَلُ فِي الشِّتَاءِ فَهِيَ مِقْلاص أَيضاً. والقَلُوص: الفَتِيَّة مِنَ الإِبل بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ الفَتَاة مِنَ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الثَّنِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ ابْنَةُ الْمَخَاضِ، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ أُنثى مِنَ الإِبل حِينَ تُرْكَبُ وإِن كَانَتْ بِنْتَ لَبُونٍ أَو حِقَّةً إِلى أَن تَصِيرَ بَكْرة أَو تَبْزُل، زَادَ التَّهْذِيبُ: سُمِّيَتْ قَلُوصاً لِطُولِ قَوَائِمِهَا وَلَمْ تَجْسُم بَعْدُ، وَقَالَ الْعَدَوِيُّ: القَلُوص أَول مَا يُرْكَب مِنْ إِناث الإِبل إِلى أَن تُثْني، فإِذا أَثنت فَهِيَ نَاقَةٌ، والقَعُود أَول مَا يُرْكَبُ مِنْ ذُكُورِ الإِبل إِلى أَن يُثْني، فإِذا أَثْنى فَهُوَ جَمَلٌ، وَرُبَّمَا سَمَّوُا النَّاقَةَ الطَّوِيلَةَ الْقَوَائِمِ قَلُوصاً، قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى قَلُوصاً ساعَةَ توضَع، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ قَلائِص وقِلاص وقُلُص، وقُلْصانٌ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَحَالِبُهَا القَلَّاص؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَى قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائِطا، ... يَشْدَخْنَ بِاللَّيْلِ الشجاعَ الخابِطا وَفِي الْحَدِيثِ: لتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فَلَا يُسْعى عَلَيْهَا أَي لَا يَخْرُج سَاعٍ إِلى زَكَاةٍ لِقِلَّةِ حَاجَّةِ النَّاسِ إِلى الْمَالِ وَاسْتِغْنَائِهِمْ عَنْهُ، وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعار: أَتَوْكَ عَلَى قُلُصٍ نَواجٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلَى قُلُص نَوَاجٍ ؛ وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: أَنه سُئِلَ عَنِ القَلُوص أَيُتوضأُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: لَمْ يتَغَير القَلوص نَهْرٌ، قَذِرٌ إِلا أَنه جَارٍ. وأَهل دِمَشْقَ يُسَمُّونَ النَّهْرَ الَّذِي تَنْصَبُّ إِليه الأَقذار والأَوساخ: نهرَ قَلُوط، بِالطَّاءِ. والقَلُوص مِنَ النَّعَامِ: الأُنثى الشَّابَّةُ مِنَ الرِّئَال مِثْلُ قَلُوص الإِبل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ خَالَوِيهْ عَنِ الأَزدي أَن القَلُوص وَلَدُ النَّعَامِ حَفَّانُها ورِئَالُها؛ وأَنشد «2»: تَأْوي لَهُ قُلُصُ النَّعام، كَمَا أَوَت ... حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ والقَلُوص: أُنثى الحُبارى، وَقِيلَ: هِيَ الحُبارى الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: القَلُوص أَيضاً فَرْخُ الحُبارى؛ وأَنشد لِلشَّمَّاخِ: وَقَدْ أَنْعَلَتْها الشمسُ نَعْلًا كَأنَّها ... قَلُوص حُبارَى، رِيشُها قَدْ تَمَوَّرا وَالْعَرَبُ تَكْني عَنِ الفَتَيات بالقُلُص؛ وَكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْ مَغْزًى لَهُ فِي شأْن رَجُلٍ كَانَ يُخَالِفُ الْغُزَاةَ إِلى المُغِيبَات بِهَذِهِ الأَبيات: أَلا أَبْلِغْ، أَبا حفصٍ رَسُولًا ... فِدًى لَكَ، مِنْ أَخي ثقةٍ، إِزارِي قَلائِصَنَا، هَدَاكَ اللَّهُ، إِنا ... شُغِلْنا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَار فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، ... قَفَا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجَارِ

_ (2). البيت لعنترة من معلقته.

يُعَقِّلُهن جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ، ... وبئسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَار «1» أَرَادَ بِالْقَلَائِصِ هَاهُنَا النِّسَاءَ وَنَصَبَهَا عَلَى الْمَفْعُولِ بإِضمار فِعْلٍ أَي تدارَكْ قَلَائِصَنَا، وَهِيَ فِي الأَصل جَمْعُ قَلُوص، وَهِيَ النَّاقَةُ الشَّابَّةُ، وَقِيلَ: لَا تَزَالُ قَلُوصًا حَتَّى تَصِيرَ بَازِلًا؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وَلَقَدْ شَبَّت الحروبُ فَمَا عَمَّرْتَ ... فِيهَا، إِذ قَلَّصَتْ عَنْ حيالِ أَي لَمْ تَدْعُ فِي الْحُرُوبِ عَمْرًا إِذ قَلَّصَتْ أَي لَقِحَت بَعْدَ أَن كَانَتْ حَائِلًا تَحْمِلُ وَقَدْ حَالَتْ؛ قال الحرث بْنُ عُبَادٍ: قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي، ... لَقِحَت حَرْبُ وائلٍ عَنْ حِيَالِ وقَلَّصَتْ وشَالَت وَاحِدٌ أَي لَقِحَتْ. وقِلاص النَّجْمِ: هِيَ الْعِشْرُونَ نَجْمًا الَّتِي سَاقَهَا الدَبَران فِي خِطبة الثُّرَيَّا كَمَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فَقَدْ أَوفى بذمَّتِهِ، ... كَمَا وَفى بقِلاصِ النَّجْمِ حَادِيهَا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قِلاصٌ حَدَاها راكبٌ مُتَعَمِّمٌ، ... هَجَائِنُ قَدْ كادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ وقَلَّص بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ: خلَّص بَيْنَهُمَا فِي سِباب أَو قِتَالٍ. وقلَصَتْ نفسُه تقْلِص قَلْصاً وقَلِصَت: غَثَتْ. وقَلَص الغديرُ: ذَهَبَ مَاؤُهُ؛ وَقَوْلُ لَبِيَدٍ: لوِرْد تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ، ... يَبُذُّ مَفَازَة الخِمْسِ الكلالِ يَعْنِي تَخلَّف عَنْهُ؛ بِذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي. قمص: الْقَمِيصُ الَّذِي يُلْبَسُ مَعْرُوفٌ مُذَكَّرٌ، وَقَدْ يُعْنى بِهِ الدِّرْعُ فَيُؤَنَّثُ؛ وأَنثه جَرِيرٌ حِينَ أَراد بِهِ الدِّرْعَ فَقَالَ: تَدْعُو هوازنَ والقميصُ مُفاضةٌ، ... تَحْتَ النّطاقِ، تُشَدُّ بالأَزرار وَالْجَمْعُ أَقْمِصةَ وقُمُصٌ وقُمْصانٌ. وقَمَّص الثوبَ: قَطَعَ مِنْهُ قَمِيصًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَقَمَّصَ قميصَه: لَبسه، وإِنه لَحَسن الْقِمْصة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: قَمَّصْتُهُ تَقْمِيصًا أَي أَلبستُه فتَقَمَّص أَي لَبِس. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي عَنِ عُثْمَانَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: إِن اللَّهَ سَيُقَمِّصُك قَمِيصًا وإِنك سَتُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ فإِياك وخَلْعَه ، قَالَ: أَراد بِالْقَمِيصِ الْخِلَافَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ مِنْ أَحسن الِاسْتِعَارَاتِ. وَفِي حَدِيثِ المَرْجُوم: إِنه يَتَقَمَّص فِي أَنهار الْجَنَّةِ أَي يَتَقَلَّب ويَنْغَمِس، وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَالْقَمِيصُ: غِلاف الْقَلْبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَمِيصُ الْقَلْبِ شَحْمُهُ أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ. والقِماص: أَن لَا يَسْتَقر فِي مَوْضِعٍ تَرَاهُ يَقْمِصُ فيَثِب مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْرِ صَبْرٍ. وَيُقَالُ للقَلِقِ: قَدْ أَخذه القِماص. والقَماص والقُماص: الْوَثْبُ، قمَصَ يَقْمُص ويَقْمِص قُماصاً وقِماصاً. وَفِي الْمَثَلِ: أَفلا قِماص بِالْبَعِيرِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ القِمِصَّى أَيضاً؛ عَنْ كُرَاعٍ. وقَمَص الفرسُ وغيرُه يقمُص ويقمِص قَمْصاً وقِماصاً أَي اسْتَنَّ وَهُوَ أَن يَرْفَعَ يَدَيْهِ وَيَطْرَحَهُمَا مَعًا ويَعْجِنَ بِرِجْلَيْهِ. يُقَالُ: هَذِهِ دَابَّةٌ فِيهَا قِماص، وَلَا تَقُلْ قُماص، وَقَدْ وَرَدَ الْمَثَلُ الْمُتَقَدِّمُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقِيلَ: مَا بالعَيْر مِنْ قِماص، وَهُوَ الحِمار؛ يُضْرَب لمن

_ (1). ورد في رواية اللسان في مادة أزر: الخيار بدلًا من الظؤار.

ذَلّ بَعْدَ عِزٍّ. والقَمِيص: البِرْذَوْن الْكَثِيرُ القِماصِ والقُماص، وَالضَّمُّ أَفصح. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فَقَمَص مِنْهَا قَمْصاً أَي نَفَر وأَعرض. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه قَضَى فِي القارِصَة والقامِصَة والواقِصَة بِالدِّيَةِ أَثلاثاً ؛ القامِصَة النافِرَة الضَّارِبَةُ بِرِجْلِهَا، وَقَدْ ذُكِرَ فِي قَرَصَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْآخَرِ: قَمَصَت بأَرْجُلِها وَقَنَصَتْ بأَحْبُلها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لتَقْمِصَنَّ بِكُمُ الأَرضَ قُماص البَقَر ، يَعْنِي الزَّلْزَلَةَ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ: فقَمَصَت بِهِ فصرَعَتْه أَي وثَبَت ونَفَرَت فأَلْقَتْه. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنه لقامِص العُرْقُوب، وَذَلِكَ إِذا شَنِج نَساهُ فَقَمَصَتْ رِجْلُه. وقَمَصَ البَحْرُ بِالسَّفِينَةِ إِذا حرَّكها بِالْمَوْجِ. وَيُقَالُ لِلْكَذَّابِ: إِنه لَقَموص الحَنْجَرَة؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَنْ كُرَاعٍ. والقَمَص: ذُبابٌ صِغار يَطير فَوْقَ الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ قمَصَة. والقَمَصُ: الجَراد أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ مِنَ بيضه، واحدته قمَصَة. قنص: قَنَص الصيْدَ يَقْنِصُه قَنْصاً وقَنَصاً واقْتَنَصَه وتَقَنَّصَه. صَادَهُ كَقَوْلِكَ صِدْت واصْطَدت. وتَقَنَّصَه: تَصَيَّده. والقَنَص والقَنِيص: مَا اقْتُنِص. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَنِيص الصَّائِدُ والمَصِيد أَيضاً. والقَنِيص والقانِص والقَنَّاص: الصَّائِدُ، والقُنَّاص جَمْعُ القانِص. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي: القَنِيص جَمَاعَةُ القانِص، وَمِثْلُ فَعِيل جَمْعًا الكَلِيبُ والمَعِيزُ والحَمِيرُ. والقَنْص، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَنَصَه أَي صَادَهُ. وَالْقَانِصَةُ لِلطَّائِرِ: كالْحَوْصَلة للإِنسان. التَّهْذِيبُ: والقانِصَة هَنَة كأَنها حُجَيْر فِي بَطْنِ الطَّائِرِ، وَيُقَالُ بِالسِّينِ، والصادُ أَحسنُ. والقانِصَة: وَاحِدَةُ القَوانِص وَهِيَ مِنَ الطَّيْرِ تُدْعَى الجِرِّيئَة، مَهْمُوزٌ عَلَى فِعِّيلَة، وَقِيلَ: هِيَ لِلطَّيْرِ بِمَنْزِلَةِ المَصَارين لِغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: تُخْرِجُ النارُ عَلَيْهِمْ قَوَانِصَ أَي قِطَعاً قانِصَة تَقْنِصُهُم وتأْخُذُهم كَمَا تَخْتَطف الجارحةُ الصَّيْدَ. والقَوانِص: جَمْعُ قانِصَة مِنَ القَنْصِ الصَّيْد، وَقِيلَ: أَراد شَرَراً كَقَوانِصِ الطَّيْر أَي حَواصِلِها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَمَصَتْ بأَرْجُلِها وقَنَصَتْ بأَحْبُلها أَي اصطادَتْ بحَبائلها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وأَنْ تَعْلُوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ، فَقِيلَ: مَا التُّحُوت؟ فَقَالَ: بُيُوتُ القانِصة ، كأَنه ضَرَبَ بُيُوتَ الصَّيَّادِينَ مَثَلًا للأَراذل والأَدْنِياء لأَنها أَرذل الْبُيُوتِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي قفص. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْر بْنِ مُطْعِم: قَالَ لَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ أَنسبَ الْعَرَبِ مِمَّنْ كَانَ النُّعْمانُ بنُ المُنذر، فَقَالَ: مِنْ أَشْلاءِ قَنَصِ بْنِ مَعَدٍّ أَي مِنْ بَقِيَّةِ أَولاده، وَقِيلَ: بَنُو قَنَصِ بنِ مَعَدّ ناسٌ دَرَجُوا فِي الدَّهْرِ الأَوَّل. قنبص: القُنْبُص: الْقَصِيرُ، والأُنثى قُنْبُصَةٌ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ الْفَرَزْدَقِ: إِذا القُنْبُصاتُ السُّود طَوّفْنَ بالضُّحى، ... رَقَدْنَ عليهنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ والضاد أَعرف. قيص: قاصَ الضرسُ قَيْصاً وتَقَيَّص وانْقاصَ: انْشَقَّ طُولًا فَسَقَطَ، وَقِيلَ: هُوَ انْشِقَاقُهُ، كَانَ طُولًا أَو عَرْضًا. وقاصَت السِّنُّ تَقِيصُ إِذا تَحَرَّكَتْ. وَيُقَالُ: انْقاصَت إِذا انشقَّت طُولًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فِراقٌ كقَيصِ السِّنِّ، فالصَّبْرَ إِنَّه، ... لِكُلِّ أُناسٍ، عَثْرَةٌ وجُبورُ

فصل الكاف

وَقِيلَ: قَاصَ تحرَّك، وانْقاص انْشَقَّ. وقَيْصُ السنِّ: سُقوطُها مَنْ أَصلها، وأَورد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ أَيضاً قَالَ: وَيُرْوَى بِالضَّادِ. وانْقاصَت الرَّكِيَّةُ وغيرُها: انْهارَت، وَسَيُذْكَرُ أَيضاً بِالضَّادِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: يَا رِيَّها مِنْ بارِدٍ قَلَّاصِ، ... قَدْ جَمَّ حَتَّى هَمَّ بانْقِياصِ والمُنْقاصُ: المُنْقَعِرُ مِنْ أَصله. والمُنْقاضُ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ: المُنْشقّ طُولًا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَقَيَّصَت الحِيطان إِذا مالَت وتهدَّمت. ومِقْيَص «2» بْنُ صُبابة، بِكَسْرِ الْمِيمِ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ قَتَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في الفتح. فصل الكاف كأص: رجل كُؤْصَة وكُؤُوصَة وكُؤَصَة: صَبُورٌ عَلَى الشَّرَابِ وَغَيْرِهِ. وَفُلَانٌ كَأْصٌ أَي صَبورٌ باقٍ عَلَى الأَكل وَالشُّرْبِ. وكَأَصَه يَكْأَصُه كَأْصاً: غَلَبَهُ وَقَهَرَهُ. وكَأَصْنا عِنْدَهُ مِنَ الطَّعَامِ مَا شِئْنا: أَصَبْنا. وكأَصَ فُلَانٌ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِذا أَكثر مِنْهُ. وَتَقُولُ: وَجَدْتُ فُلَانًا كَأْصاً بِوَزْنِ كَعْصٍ أَي صَبُوراً بَاقِيًا عَلَى شُرْبِهِ وأَكله. قَالَ الأَزهري: وأَحسب الكَأْسَ مأْخوذاً مِنْهُ لأَن الصَّادَ وَالسِّينَ يَتَعَاقَبَانِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا. كبص: الأَزهري: اللَّيْثُ الكُباصُ والكُباصةُ مِنَ الإِبل والحُمُرِ وَنَحْوِهَا القَوِيُّ الشَّدِيدُ عَلَى العمل، والله أَعلم. كحص: ابْنُ سِيدَهْ: كَحَصَ الأَرضَ كَحْصاً أَثارَها. وكحَصَ الرجلُ يَكْحَصُ كَحْصاً: وَلَّى مُدبراً؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والكَحْصُ: ضَرْبٌ مِنْ حَبّة النَّبَاتِ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ لَهُ حَبٌّ أَسود يشبَّه بِعُيُونِ الْجَرَادِ؛ قَالَ يَصِفُ دِرْعاً: كأَنَّ جَنى الكَحْصِ اليَبِيس قَتِيرُها، ... إِذا نُثِلَت، سَالَتْ وَلَمْ تَتَجَمّع الأَزهري: الكاحِصُ الضَّارِبُ برجْلِهِ، فَحَصَ بِرِجْلِهِ وكَحَصَ بِرِجْلِهِ. وكَحَصَ الأَثر كُحُوصاً إِذا دَثَرَ، وَقَدْ كَحَصَه البِلى؛ وأَنشد: وَالدِّيَارُ الكواحِص وكَحَصَ الظَّلِيمُ إِذا فَرَّ فِي الأَرض لَا يُرى، فَهُوَ كاحِصٌ. كرص: كَرَص الشيءَ: دقَّه. والكَرِيصُ: الجَوْزُ بالسَّمْن يُكْرَص أَي يُدَقُّ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ وَعِلًا: وشاخَسَ فَاهَ الدَّهْرُ، حَتَّى كأَنه ... مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيص الضَّوائنِ شاخَسَ: خالَف بَيْنَ نِبْتَة أَسنانه. والثِّيرانُ: جَمْعُ ثَوْر، وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الأَقِط. والمُنَمِّسُ: الْقَدِيمُ. والضَّوائنُ: البِيضُ. والكَرِيصُ: الأَقِطُ الْمَجْمُوعُ الْمَدْقُوقُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَقط قَبْلَ أَن يَسْتَحْكِمَ يُبْسُه، وَقِيلَ: هُوَ الأَقط الَّذِي يُرْفع فَيُجْعَلُ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ بَقْل لِئَلَّا يفسُد: وَقِيلَ: الكَرِيصُ الأَقِط والبَقْلُ يُطْبَخان، وَقِيلَ: الْكَرِيصُ الأَقِط عَامَّةً. الْفَرَّاءُ:

_ (2). قوله [ومقيص] في القاموس ما نصه: ومقيص بن صبابة صوابه بالسين ووهم الجوهري أ. هـ.

الكَرِيصُ والكَرِيز الأَقطُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الكَرِيصُ الَّذِي كُرِص أَي دُقَّ. والكرِيصُ أَيضاً: بَقْلَةٌ يُحَمَّض بِهَا الأَقِط؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَنَيْتُها مِنْ مُجْتَنى عَوِيصِ، ... مِنْ مُجْتَنى الأَجزر والكَرِيصِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الِاكْتِرَاصُ الجمْع، يُقَالُ: هُوَ يَكْتَرِصُ ويَقْلِدُ أَي يَجْمَعُ، وَهُوَ المِكْرَصُ والمِصْربُ. واكْتَرَصَ الشيءَ: جمَعه؛ قَالَ: لَا تَنْكِحَنّ أَبداً هَنَّانَهْ، ... تَكْتَرِصُ الزادَ بِلَا أَمانَهْ كصص: الكَصِيصُ: الصوتُ عَامَّةً. قَالَ أَبو نَصْرٍ: سَمِعْتُ كَصِيصَ الحَرْب أَي صَوْتَها، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ الرَّقِيقُ الضَّعِيفُ عِنْدَ الْفَزَعِ وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الهَرب، وَقِيلَ: الرِّعْدة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَفْلَتَ وَلَهُ كَصِيصٌ وأَصِيصٌ وبَصِيصٌ وَهُوَ الرِّعْدَةُ وَنَحْوُهَا، وَقِيلَ: هُوَ التَّحَرُّكُ وَالِالْتِوَاءُ مِنَ الْجَهْدِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: جَنادِبُها صَرْعَى لهنَّ كَصِيصُ أَي تحرُّك. قَالَ: والكَصِيصُ أَيضاً شِدَّةُ الْجَهْدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُسائل، يَا سُعَيدةُ: مَنْ أَبوها؟ ... وَمَا يُغْني، وَقَدْ بَلَغَ الكَصِيصُ؟ وَقِيلَ: الكَصِيصُ الِانْقِبَاضُ مِنَ الفَرَق، كَصَّ يَكِصُّ كَصّاً وكَصِيصاً وكَصْكَصَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: جَدَّ بِه الكَصِيصُ ثُمَّ كَصْكَصا وَيُقَالُ: لَهُ مِنْ فَرَقِه أَصِيصٌ وكَصِيصٌ أَي انْقِبَاضٌ. والكَصِيصُ مِنَ الرِّجَالِ: القصيرُ التَّارُّ. والكَصِيصةُ: حِبالةُ الظَّبْيِ الَّتِي يُصادُ بِهَا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ تَرَكْتُهُمْ فِي حَيْصَ بَيْصَ ككَصِيصة الظبْيِ، وكَصِيصتُه: موضِعُه الَّذِي يَكُونُ فيه وحِبالتُه. كعص: الكَعِيصُ: صَوْتُ الفَأْرة والفَرْخِ. وكَعَصَ الطعامَ: أَكلَه؛ وَقِيلَ: عيْنه بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ كأَصَه وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. قَالَ الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ الكَعْصُ اللَّئِيمُ: قَالَ: وَلَا أَعرفه. كنص: التَّهْذِيبُ: فِي حَدِيثٍ رُوِيَ عَنْ كَعْبٍ أَنه قَالَ: كَنَّصَت الشياطينُ لسُلَيْمانَ ؛ قَالَ كَعْبٌ: أَولُ مَنْ لَبِسَ القَباء سُليمانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ إِذا أَدخَل رأْسَه لِلُبْسِ الثِّيَابِ كَنَّصَت الشياطينُ اسْتِهْزَاءً فأُخبِر بِذَلِكَ فلبِس الْقَبَاءَ. ابْنُ الأَعرابي: كَنَّصَ إِذا حرَّك أَنفه اسْتِهْزَاءً. يُقَالُ: كَنَّص فِي وَجْهِ فُلَانٍ إِذا استهزأَ بِهِ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. كيص: كاصَ عَنِ الأَمر يَكِيصُ كَيْصاً وكَيَصاناً وكُيوصاً: كَعَّ. وكاصَ عِنْدَهُ مِنَ الطَّعَامِ مَا شاءَ: أَكلَ. وكاصَ طعامَه كَيْصاً: أَكلَه وَحْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَيْصُ البُخْلُ التَّامُّ. وَرَجُلٌ كِيصَى وكِيصٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: متفردٌ بِطَعَامِهِ لَا يُؤَاكِلُ أَحداً. والكِيصُ: اللئيمُ الشَّحِيحُ، وَالْقَوْلَانِ مُتَقَارِبَانِ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: والكِيصُ الأَشِرُ؛ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: رأَتْ رجُلًا كِيصاً يُلَفِّفُ وَطْبَه، ... فيأْتي بِهِ البادِينَ، وَهُوَ مُزَمَّل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ أَلف كِيصا فِيهِ

فصل اللام

للإِلحاق، وَيَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ الَّتِي هِيَ عِوَضٌ مِنَ التَّنْوِينِ فِي النَّصْبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ رأَت رَجُلًا كَيْصًا الأَلف فِيهِ أَلف النَّصْبِ لَا أَلف الإِلحاق، وَالَّذِي ذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ فِي أَماليه الكِيصُ اللَّئِيمُ، وأَنشد بَيْتَ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ أَيضاً، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الأَلف فِي كَيْصًا بدَلٌ مِنَ التَّنْوِينِ إِذا وقَفْتَ كَمَا ذَكَرَ أَبو عَلِيٍّ. وَرَجُلٌ كَيْصٌ، بِفَتْحِ الْكَافِ: يَنْزِلُ وَحْدَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. اللَّيْثُ: الكِيصُ مِنَ الرِّجَالِ القصيرُ التَّارِّ. التَّهْذِيبُ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: رَجُلٌ كِيصًى يَا هَذَا، بِالتَّنْوِينِ، يَنْزِلُ وَحْدَهُ ويأْكل وَحْدَهُ. فصل اللام لبص: أُلْبِصَ الرجلُ: أُرْعِدَ عند الفزع. لحص: اللَّحْصُ واللَّحَصُ واللَّحِيصُ: الضَّيّقُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدِ اشْتَرَوْا لِي كَفَناً رَخِيصَا، ... وبَوَّأُوني لَحَداً لَحِيصَا ولَحَصَ لَحْصاً: نَشِبَ. والْتَحَصَه الشيءُ: نَشِبَ فِيهِ، ولَحَاصِ فَعَالِ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ أُمية ابن أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ: قَدْ كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَيْرفاً، ... لَمْ تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ أَخرج لَحَاصِ مُخْرَج قَطامِ وحَذامِ، وَقَوْلُهُ لَمْ تَلْتَحِصْني أَي لَمْ تُثبّطْني؛ يُقَالُ: لَحَصْت فُلَانًا عَنْ كَذَا والْتَحَصْته إِذا حَبَسْته وثَبَّطْته. وَرُوِيَ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ لَمْ تَلْتَحِصْنِي أَي لَمْ أَنْشَب فِيهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ولَحاصِ فَعَالِ مِنَ الْتَحَصَ، مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ، وَهُوَ اسمُ الشدةِ والداهيةِ لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ كحَلاق اسْمٌ لِلْمَنِيَّةِ، وَهِيَ فَاعِلَةُ تَلْتَحصني. وموضعُ حَيْصَ بَيْصَ: نصبٌ عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ؛ يَقُولُ: لَمْ تَلْتَحِصْنِي أَي تُلْجِئْني الدَّاهِيَةُ إِلى مَا لَا مُخْرَجَ لِي مِنْهُ؛ وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: يُقَالُ الْتَحَصَه الشيءُ أَي نَشِبَ فِيهِ فَيَكُونُ حَيْصَ بَيْصَ نَصْبًا عَلَى الْحَالِ مِنْ لَحَاص. ولَحَاص أَيضاً: السَّنةُ الشَّدِيدَةُ. والْتَحَصَتْ عينُه ولَحِصَت: الْتَصَقَتْ، وَقِيلَ: الْتَصَقَتْ مِنَ الرَّمَصِ. والالْتِحَاصُ: الِاشْتِدَادُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءَ: وسُئِل عَنْ نَضْح الوَضُوء فَقَالَ: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ، كَانَ مَنْ مَضَى لَا يُفَتِّشُون عَنْ هَذَا وَلَا يُلَحِّصُون ؛ التَّلْحِيصُ: التَّشْدِيدُ وَالتَّضْيِيقُ، أَي كَانُوا لَا يُشدِّدون وَلَا يَسْتَقْصُون فِي هَذَا وأَمثاله. الأَصمعي: الالْتِحَاصُ مِثْلُ الالْتِحاج يُقَالُ الْتحَصَه إِلى ذَلِكَ الأَمر والْتَحَجَه أَي أَلْجَأَه إِليه واضطرَّه، وأَنشد بَيْتَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيَّ. والالْتِحَاصُ: الِانْسِدَادُ. والْتَحَصَت الإِبرةُ: الْتَصَقَت واسْتَدَّ سَمُّها. ولَحَّصَ لِي فلانٌ خَبَرَك وأَمْرَك: بَيَّنَه شَيْئًا شَيْئًا. ولَحّص الكتابَ: أَحْكَمه. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّحْصُ والتَّلْحِيصُ اسْتِقْصَاءُ خَبَرِ الشَّيْءِ وَبَيَانُهُ. وَكَتَبَ بَعْضُ الْفُصَحَاءِ إِلى بَعْضِ إِخوانه كِتَابًا فِي بَعْضِ الْوَصْفِ فَقَالَ: وَقَدْ كَتَبْتُ كِتَابِي هَذَا إِليك وَقَدْ حصَّلْته ولَحَّصته وفَصّلْته ووصَّلْته، وبعضٌ يَقُولُ: لَخّصْته، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. والتَحَصَ فُلَانٌ الْبَيْضَةَ الْتِحاصاً إِذا تحسَّاها. والْتَحَصَ الذِّئْبُ عَيْنَ الشَّاةِ إِذا شَرِبَ مَا فِيهَا من المُخّ والبياضِ. لخص: التَّلْخِيصُ: التَّبْيِينُ وَالشَّرْحُ، يُقَالُ: لَخّصْت الشَّيْءَ ولَحّصْته، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ، إِذا اسْتَقْصَيْتَ فِي بَيَانِهِ

وَشَرْحِهِ وتَحْبِيره، يُقَالُ: لَخِّصْ لِي خَبَرَكَ أَي بيِّنْه لِي شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنه قَعَدَ لِتَلْخِيص مَا الْتَبَس عَلَى غَيْرِهِ ؛ والتَّلْخِيصُ: التَّقْرِيبُ وَالِاخْتِصَارُ، يُقَالُ: لَخّصْت الْقَوْلَ أَي اقْتَصَرْتُ فِيهِ وَاخْتَصَرْتُ مِنْهُ مَا يُحْتَاج إِليه. واللَّخَصةُ: شَحْمة الْعَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل. وَعَيْنٌ لَخْصاءُ إِذا كَثُرَ شَحْمُهَا. واللَّخَصُ: غِلَظُ الأَجفان وكثرةُ لَحْمِهَا خِلْقَةً، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ سُقوطُ بَاطِنِ الحِجاج عَلَى جَفْنِ الْعَيْنِ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ لَخِصَ لَخَصاً فَهُوَ أَلْخَصُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّخَصُ أَن يَكُونَ الجفنُ الأَعْلى لَحِيماً، وَالنَّعْتُ اللَّخِصُ. وضرْعٌ لَخِصٌ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، بَيِّنُ اللَّخَصِ أَي كثيرُ اللَّحْمِ لَا يَكَادُ اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلا بِشِدَّةٍ. واللَّخصتانِ مِنَ الْفَرَسِ: الشحْمتان اللَّتَانِ فِي جَوْفِ وَقْبَي عَيْنَيْهِ، وَقِيلَ: الشَّحْمَةُ الَّتِي فِي جَوْفِ الهَزْمةِ الَّتِي فَوْقَ عَيْنِهِ، وَالْجَمْعُ لِخَاصٌ. ولَخَصَ البعيرَ يَلْخَصُه لَخْصاً: شقَّ جفْنَه لِيَنْظُرَ هَلْ بِهِ شَحْمٌ أَم لَا، وَلَا يَكُونُ إِلا مَنْحُورًا، وَلَا يُقَالُ اللَّخْصُ إِلا فِي الْمَنْحُورِ، وَذَلِكَ الْمَكَانُ لَخَصةُ العينِ مِثْلُ قَصَبةٍ، وَقَدْ أُلْخِصَ البعيرُ إِذا فُعِل بِهِ هَذَا فَظَهَرَ نِقْيُه. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِقَوْمِهِ فِي سَنَةٍ أَصابتهم: انْظُرُوا مَا لَخِصَ مِنْ إِبلي فانحَرُوه وَمَا لَمْ يَلْخَصْ فارْكَبُوه أَي مَا كَانَ لَهُ شَحْمٌ فِي عَيْنَيْهِ. وَيُقَالُ: آخرُ مَا يَبْقَى مِنَ النِّقْي فِي السُّلامَى والعينِ، وأَوّل مَا يَبْدو فِي اللسان والكرش. لصص: اللِّصُّ: السارقُ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: إِن يأْتِني لِصٌّ، فإِنِّي لِصُّ، ... أَطْلَسُ مثلُ الذِّئْبِ، إِذ يَعُسُ جَمَعَ بَيْنَ الصَّادِ وَالسِّينِ وَهَذَا هُوَ الإِكْفاء، وَمَصْدَرُهُ اللُّصُوصِيَّة والتَّلَصُّصُ، ولِصٌّ بَيِّنُ اللَّصُوصِيّة واللُّصُوصِيّة، وَهُوَ يَتلَصّصُ. واللُّصّ: كاللِّصّ، بِالضَّمِّ لُغَةٌ فِيهِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَلَا يَعْرِفُ إِلا لِصّاً، بِالْكَسْرِ، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا لِصَاصٌ ولُصُوصٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَلْصَاصٌ، وَلَيْسَ لَهُ بِنَاءٍ مِنْ أَبنية أَدنى الْعَدَدِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لِصٌّ ولَصٌّ ولُصٌّ ولِصْتٌ ولَصْتٌ، وَجَمْعُ لَصٍّ لُصُوصٌ، وجمعُ لِصّ لُصُوصٌ ولِصَصةٌ مِثْلُ قُرُودٍ وقِرَدةٍ، وَجَمْعُ اللُّصّ لُصُوصٌ، مِثْلُ خُصٍّ وخُصوص. والمَلَصّة: اسمٌ لِلْجَمْعِ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، والأُنثى لَصَّةٌ، وَالْجَمْعُ لَصّاتٌ ولَصائِصُ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. واللَّصْتُ: لُغَةٌ فِي اللِّصِّ، أَبدلوا مِنْ صادِه تَاءً وغَيّروا بِنَاءَ الْكَلِمَةِ لِمَا حَدَثَ فِيهَا مِنَ الْبَدَلِ، وَقِيلَ: هِيَ لُغَةٌ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهِيَ لُغَةُ طيِّئ وَبَعْضِ الأَنصار، وَجَمْعُهُ لُصوتٌ، وَقَدْ قِيلَ فِيهِ: لِصْتٌ، فَكَسَرُوا اللَّامَ فِيهِ مَعَ الْبَدَلِ، وَالِاسْمُ اللُّصوصِيّة واللَّصُوصِيّة. الْكِسَائِيُّ: هُوَ لَصٌّ بيَّن اللَّصوصِيّة، وَفَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِ خَصُوصِيّة، وحَرُورِيّ بيِّن الحَرُورِيّة. وأَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ. واللصَصُ: تقارُب مَا بَيْنَ الأَضراس حَتَّى لَا تَرَى بَيْنَهَا خَلَلًا، وَرَجُلٌ أَلَصُّ وامرأَة لَصّاء، وَقَدْ لَصَّ وَفِيهِ لَصَصٌ. واللَّصَصُ: تقارُب الْقَائِمَتَيْنِ وَالْفَخْذَيْنِ. الأَصمعي: رَجُلٌ أَلَصُّ وامرأَة لصّاءُ إِذا كَانَا مُلْتَزِقَيِ الْفَخْذَيْنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا فُرْجة. واللَّصَصُ: تَداني أَعلى الرُّكْبَتَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ اجْتِمَاعُ أَعلى الْمَنْكِبَيْنِ يَكَادَانِ يمسانِ أُذُنيه، وَهُوَ أَلَصّ، وَقِيلَ: هُوَ تُقَارُبُ الْكَتِفَيْنِ، وَيُقَالُ لِلزِّنْجِيِّ أَلَصُّ الأَلْيَتين. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: اللَّصَصُ فِي مَرْفِقَي الْفَرَسِ أَن تنْضَمّا إِلى زَوْره وتَلْصَقا بِهِ، قَالَ: وَيُسْتَحَبُّ

اللَّصَصُ فِي مَرْفِقَيِ الْفَرَسِ. ولَصّصَ بُنيانَه: كَرَصَّصَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَصّصَ مِن بُنْيانِه المُلَصِّصُ والتَّلْصيص فِي الْبُنْيَانِ: لُغَةٌ فِي التَّرْصِيصِ. وامرأَة لَصّاء: رَتْقاء. ولَصْلَصَ الوتِدَ وغيرَه: حَرَّكَهُ لِيَنْزِعَه، وَكَذَلِكَ السِّنَّانُ مِنَ الرُّمْحِ وَالضِّرْسِ. لعص: اللَّعَصُ: العُسْرُ، لَعِصَ عَلَيْنَا لَعَصاً وتَلعّص: تَعَسَّرَ. واللَّعِصُ: النَّهِمُ فِي الأَكل وَالشُّرْبِ. ولَعِصَ لَعَصاً وتلَعَّصَ: نَهِمَ فِي أَكل وَشُرْبٍ. لقص: لَقِصَ لَقَصاً، فَهُوَ لَقِصٌ: ضاقَ. واللَّقِصُ: الكثيرُ الْكَلَامِ السريعُ إِلى الشَّرِّ. ولَقَصَ الشيءُ جِلْدَه يَلْقِصُه ويَلْقَصُه لَقْصاً: أَحْرَقَه بِحرِّه. لمص: لَمَصَ الشيءَ يَلْمِصُه لَمْصاً: لَطَعَه بإِصبعه كالعَسَلِ. واللَّمَصُ: الفالوذُ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ يُبَاعُ كَالْفَالُوذِ وَلَا حَلَاوَةَ لَهُ يأْكله الصِّبْيَانُ بالبَصْرة بالدِّبْس، وَيُقَالُ لِلْفَالُوذِ: المُلَوّصُ والمُزَعْزَعُ والمُزَعْفَرُ واللَّمَصُ واللَّوَاصُ. واللَّمْصُ: اللَّمْزُ. واللَّمْصُ: اغْتيابُ النَّاسِ. وَرَجُلٌ لَمُوصٌ: مغتابٌ، وَقِيلَ خَدُوعٌ، وَقِيلَ مُلْتَوٍ مِنَ الْكَذِبِ وَالنَّمِيمَةِ، وَقِيلَ كَذَّابٌ خَدّاع؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: إِنك ذُو عَهْدٍ وَذُو مَصْدَقٍ، ... مُخالِفٌ عَهْدَ الكَذُوبِ اللَّمُوص وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الحكَم بنَ أَبي الْعَاصِ كَانَ خَلْف النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَلْمِصُه فالْتَفَتَ إِليه فَقَالَ: كُنْ كَذَلِكَ ؛ يَلْمِصُه أَي يَحْكِيهِ وَيُرِيدُ عَيْبَه بِذَلِكَ. وأَلْمَص الكَرْمُ: لانَ عِنَبُه. واللامِصُ: حافظُ الكَرْمِ. وتَلَمُّص: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَعشى: هَلْ تَذْكُرُ العهدَ فِي تَلَمُّصَ، إِذْ ... تَضْرِبُ لِي قَاعِدًا بِهَا مَثلا؟ لوص: لاصَه بِعَيْنِهِ لَوْصاً ولاوَصَه: طالَعَه مِنْ خَلَلٍ أَو سِتْرٍ، وَقِيلَ: المُلاوَصةُ النَّظَرُ يَمْنةً ويَسْرةً كأَنه يَرُومُ أَمراً. والإِلاصَةُ، مِثْلُ العِلاصة: إِدارَتُك الإِنسانَ عَلَى الشَّيْءِ تَطلبُه مِنْهُ، وَمَا زِلْتُ أُلِيصُه وأُلاوِصُه عَلَى كَذَا وَكَذَا أَي أُدِيرُه عَلَيْهِ. وَقَالَ عُمَرُ لِعُثْمَانَ فِي مَعْنَى كَلِمَةِ الإِخلاص: هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلاصَ عَلَيْهَا النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّه يَعْنِي أَبا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَه إِلا اللَّهُ أَي أَدارَه عَلَيْهَا وراوَده فِيهَا. اللَّيْثُ: اللَّوْصُ مِنَ المُلاوَصةِ وَهُوَ النَّظَرُ كأَنه يَخْتِلُ ليَرُوم أَمراً. والإِنسان يُلاوِصُ الشَّجَرَةَ إِذا أَرادَ قَلْعَها بالفأْسِ، فَتَرَاهُ يُلاوِصُ فِي نَظَرِهِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً كَيْفَ يضرِبُها وَكَيْفَ يأْتيها ليقلَعها. وَيُقَالُ: أَلاصَه عَلَى كَذَا أَي أَدارَه على الشيء الَّذِي يُرِيده. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِعُثْمَانَ: إِن اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، سَيُقَمِّصُك قَمِيصاً وإِنك سَتُلاصُ عَلَى خَلْعِه أَي تُراوَد عَلَيْهِ ويُطْلَبُ مِنْكَ أَن تخْلَعه، يَعْنِي الْخِلَافَةَ. يُقَالُ: أَلَصْته عَلَى الشَّيْءِ أُلِيصُه مِثْلَ رَاودْته عَلَيْهِ وَدَاوَرْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: فأَدارُوه وأَلاصُوه فأَبى وَحَلَفَ أَن لَا يَلْحَقَهُم. وَمَا أَلَصْت أَن آخُذَ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَرَدْت. وَيُقَالُ للفالُوذ: المُلَوَّصُ والمُزَعْزَع والمُزَعْفَر

فصل الميم

واللَّمْصُ واللَّواصُ. أَبو تُرَابٍ: يُقَالُ لاصَ عَنِ الأَمر وناصَ بِمَعْنَى حادَ. وأَلَصْت أَنْ آخُذَ مِنْهُ شَيْئًا أُلِيصُ إِلاصَةً وأَنَصْت أُنِيصُ إِناصةً أَي أَرَدت. ولَوَّصَ الرجلُ إِذا أَكلَ اللَّواصَ، واللَّواصُ هُوَ العسَلُ، وَقِيلَ: العسلُ الصَّافِي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَبَقَ العاطسَ بِالْحَمْدِ أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ ؛ هُوَ وَجَعُ الأُذنِ، وَقِيلَ: وجَعُ النحر. ليص: لاصَ الشيءَ لَيْصاً وأَلاصَه وأَناصَه عَلَى الْبَدَلِ إِذا حَرَّكه عَنْ مَوْضِعِهِ وأَدارَه لينتزِعَه. وأَلاصَ الإِنسانَ: أَدارَه عَنِ الشَّيْءِ يُرِيده منه. فصل الميم مأص: المَأَصُ: الإِبل البِيضُ، وَاحِدَتُهَا مَأَصةٌ، والإِسكان فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَنه المحفوظ عن يعقوب. محص: مَحَصَ الظبيُ فِي عَدْوِه يَمْحَصُ مَحْصاً: أَسْرَعَ وعَدا عَدْواً شَدِيدًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَعَادِيَةٍ تُلْقي الثِّيابَ كَأَنَّها ... تُيوسُ ظِباءٍ، مَحْصُها وانتِبارُها وَكَذَلِكَ امْتَحَصَ؛ قَالَ: وهُنَّ يَمْحَصْن امْتِحاصَ الأَظْبِ جَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ لأَن مَحَصَ وامْتَحَصَ وَاحِدٌ. ومَحَصَ فِي الأَرض مَحْصاً: ذَهَبَ. ومحَصَ بِهَا مَحْصاً: ضَرطَ. والمَحْصُ: شِدَّةُ الْخَلْقِ. والمَمْحُوصُ والمَحْص والمَحِيصُ والمُمَحَّصُ: الشديدُ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنَ الإِبل. وَفَرَسٌ مَحْصٌ بيِّن المَحْصِ: قليلُ لحمِ الْقَوَائِمِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ حمارَ وَحْشٍ: مَحْصُ الشَّوى، شَنِجُ النَّسا، خاظِي المَطا، ... سَحْلٌ يُرَجِّع خَلفَها التَّنْهاقا وَيُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَن تُمْحَصَ قوائمُه أَي تخلُصَ مِنَ الرَّهَل، يُقَالُ مِنْهُ: فَرَسٌ مَمْحُوصُ القوائمِ إِذا خَلَصَ مِنَ الرَّهَل. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي صِفَاتِ الْخَيْلِ المُمَحَّصُ والمَحْصُ، فأَما المُمَحَّصُ فَالشَّدِيدُ الْخَلْقِ، والأُنثى مُمَحَّصةٌ؛ وأَنشد: ممَحَّصُ الخَلْق وَأًى فُرافِصَهْ ... كلٌّ شَدِيدٌ أَسْرهُ مُصامِصَهْ قَالَ: والمُمَحَّصُ والفُرافِصةُ سواءٌ. قَالَ: والمَحْصُ بِمَنْزِلَةِ المُمَحَّصِ، وَالْجَمْعُ مِحاصٌ ومِحاصاتٌ؛ وأَنشد: مَحْص الشَّوى مَعْصوبة قَوائِمُه قَالَ: وَمَعْنَى مَحْص الشَّوى قَلِيلُ اللَّحْمِ إِذا قُلْتَ مَحَص كَذَا «3»؛ وأَنشد: مَحْصُ المُعَذَّرِ أَسْرَفت حَجَباتُه، ... يَنْضُو السوابِقَ زاهِقٌ قَرِدُ وَقَالَ غَيْرُهُ: المَمْحُوص السنانِ المجْلوُّ؛ وَقَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: أَشْفَوْا بمَمْحوصِ القِطاعِ فُؤادَه والقِطاعُ: النِّصالُ، يَصِفُ عَيْراً رُمِي بالنِّصال حَتَّى رَقَّ فؤادُه مِنَ الْفَزَعِ. وَحَبْلٌ مَحِصٌ ومَحِيصٌ: أَمْلَس أَجْرَدُ لَيْسَ لَهُ زِئْبِرٌ. ومَحِصَ الحبلُ يَمْحَصُ مَحَصاً إِذا ذهب

_ (3). قوله [إِذا قُلْتَ مَحَصَ كَذَا] هو كذلك في الأَصل.

وبرُه حَتَّى يَمّلِص. وَحَبْلٌ مَحِصٌ ومَلِصٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلزِّمَامِ الجيِّد الفَتْل: مَحِصٌ ومَحْصٌ فِي الشِّعْر؛ وأَنشد: ومَحْص كَسَاقِ السَّوْذَقانِيّ نازَعَتْ ... بِكَفِّيَ جَشَّاء البُغامِ خَفُوق «1» أَراد مَحِص فَخَفَّفَهُ وَهُوَ الزِّمَامُ الشَّدِيدُ الْفَتْلِ. قَالَ: وَالْخُفُوقُ الَّتِي يَخْفِق مِشْفراها إِذا عَدَت. والمَحِيصُ: الشَّدِيدُ الفَتْل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ حِمَارًا: وأَصْدَرَها بادِي النَّواجِذ قارِحٌ، ... أَقَبُّ ككَرِّ الأَنْدَرِيِّ مَحِيصُ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى المَحِيص الْمَفْتُولِ الْجِسْمِ. أَبو مَنْصُورٍ: مَحّصْت العَقَبَ مِنَ الشَّحْمِ إِذا نَقَّيْتَه مِنْهُ لتَفْتلَه وَتَراً. ومَحَصَ بِهِ الأَرضَ مَحْصاً: ضَرَبَ. والمَحْصُ: خُلُوصُ الشَّيْءِ. ومَحَصَ الشيءَ يَمْحَصُه مَحْصاً ومَحَّصَه: خَلَّصَه، زَادَ الأَزهري: مِنْ كُلِّ عَيْبٍ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَرَسًا: شدِيدُ جَلْزِ الصُّلْبِ مَمْحوصُ الشَّوى ... كالكَرِّ، لَا شَخْتٌ وَلَا فِيهِ لَوى أَراد باللَّوى العِوَجَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ، وَفِيهِ: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ؛ أَي يُخَلِّصهم، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي يُمحِّص الذنوبَ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا، قَالَ الأَزهري: لَمْ يَزِدِ الْفَرَّاءُ عَلَى هَذَا، وَقَالَ أَبو إِسحق: جَعَلَ اللَّهُ الأَيامَ دُوَلًا بَيْنَ النَّاسِ لِيُمَحِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا يَقَعُ عَلَيْهِمْ مِنْ قَتْلٍ أَو أَلَمٍ أَو ذَهَابِ مَالٍ، قَالَ: وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ؛ أَي يَسْتأْصِلُهم. والمَحْصُ فِي اللُّغَةِ: التَّخْليصُ وَالتَّنْقِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَقَدْ أَمْحَصَت الشمسُ أَي ظَهَرَتْ مِنَ الْكُسُوفِ وانجلَت، وَيُرْوَى: امّحصَت ، عَلَى الْمُطَاوَعَةِ وَهُوَ قَلِيلٌ فِي الرُّبَاعِيِّ، وأَصل المَحْص التخليصُ. ومَحَصْت الذهَبَ بِالنَّارِ إِذا خَلَّصْته مِمَّا يَشُوبه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وذَكَرَ فتْنةً فَقَالَ: يُمْحَصُ الناسُ فِيهَا كَمَا يُمْحَصُ ذهبُ الْمَعْدِنِ أَي يُخَلَّصون بعضُهم مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُخَلَّص ذهبُ الْمَعْدِنِ مِنَ التُّرَابِ، وَقِيلَ: يُخْتَبرُون كَمَا يُخْتَبر الذَّهَبُ لتُعْرَفَ جَوْدته مِنْ رَداءتِه. والمُمَحَّصُ: الَّذِي مُحِّصَت عَنْهُ ذنوبُه؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ إِنما المَمَحَّصُ الذَّنْبُ. وتمحِيصُ الذُّنُوبِ: تطهيرُها أَيضاً. وتأْويل قَوْلِ النَّاسِ مَحِّصْ عَنَّا ذنوبَنا أَي أَذْهِب مَا تَعَلَّقَ بِنَا مِنَ الذُّنُوبِ. قَالَ فَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ، أَي يخَلِّصهم مِنَ الذُّنُوبِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ، أَي يَبْتَليهم، قَالَ: وَمَعْنَى التَّمْحِيص النَّقْص. يُقَالُ: مَحَّصَ اللَّهُ عَنْكَ ذنوبَك أَي نَقَصَهَا فَسَمَّى اللَّهُ مَا أَصابَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَلاءٍ تَمْحِيصاً لأَنه يَنْقُص بِهِ ذنوبَهم، وسَمّاه اللَّهُ مِنَ الْكَافِرِينَ محْقاً. والأَمْحَصُ: الَّذِي يقْبَل اعتذارَ الصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ. ومُحِصَت عَنِ الرَّجُلِ يدُه أَو غيرُها إِذا كَانَ بِهَا ورَمٌ فأَخَذ فِي النُّقْصَانِ وَالذَّهَابِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عَنْ أَبي زَيْدٍ وإِنما الْمَعْرُوفُ مِنْ هَذَا حَمَصَ الجرْحُ. والتَّمْحِيص: الِاخْتِبَارُ وَالِابْتِلَاءُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيت فُضَيْلًا كان شيئاً مُلَفَّقاً، ... فكشَّفَه التَّمْحِيصُ حَتَّى بَدا لِيَا ومَحَص اللهُ مَا بِك ومَحَّصَه: أَذْهَبَه. الْجَوْهَرِيُّ: مَحَصَ المذبوحُ برِجْلِه مِثْلُ دَحَص.

_ (1). قوله [ ومحص كساق السوذقاني البيت] هو هكذا في الأَصل.

مرص: المَرْصُ لِلثَّدْي وَنَحْوِهِ: كالغَمْزِ للأَصابع. مَرَصَ الثدْيَ مَرْصاً: غَمَزَه بأَصابعه. والمَرْسُ: الشيءُ يُمْرَسُ فِي الْمَاءِ حَتَّى يتَمَيّثَ فِيهِ. والمَرُوصُ والدَّرُوصُ: الناقة السريعة. مصص: مَصِصْتُ الشَّيْءَ، بِالْكَسْرِ، أَمَصُّه مَصّاً وامْتَصَصْته. والتَّمَصُّصُ: المَصُّ فِي مُهْلةٍ، وتَمَصَصْته: ترَشَّفْتُه مِنْهُ. والمُصاصُ والمُصاصَةُ: مَا تَمَصَّصْت مِنْهُ. ومَصِصْت الرُّمَّانَ أَمَصُّه ومَصِصْت مِنْ ذَلِكَ الأَمر: مِثْلُهُ، قَالَ الأَزهري: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ مَصَصْتُ الرّمانَ أَمُصُّ، والفصيح الجيدَ نَصِصْت، بِالْكَسْرِ، أَمَصُّ؛ وأَمصَصْتُه الشَّيْءَ فمَصَّه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَصَّ مِنْهَا أَي نالَ الْقَلِيلَ مِنَ الدُّنْيَا. يُقَالُ: مَصِصْت، بِالْكَسْرِ، أَمَصُّ مَصّاً. والمَصُوصُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَمْتَصُّ رحِمُها الماءَ. والمَمْصُوصة: الْمَهْزُولَةُ مِنْ داءٍ يُخامِرُها كأَنها مُصَّت. والمَصّانُ: الحجّامُ لأَنه يَمَصُّ؛ قَالَ زِيَادٌ الأَعجم يَهْجُو خَالِدَ بْنَ عتاب بن وَرْقَاءَ: فإِن تَكُنِ الموسَى جَرَتْ فَوْقَ بَظْرها، ... فَمَا خُتِنَتْ إِلا ومَصّانُ قاعِدُ والأُنثى مَصّانةٌ. ومَصّان ومَصّانة: شتمٌ لِلرَّجُلِ يُعَيَّر برَضْعِ الْغَنَمِ مِنْ أَخْلافِها بفِيه؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ رَجُلٌ مَصّانٌ وملْجانٌ ومَكّانٌ، كُلُّ هَذَا مِنَ الْمَصِّ، يَعْنُون أَنه يَرْضَع الْغَنَمَ مِنَ اللؤْم لَا يحْتلِبُها فيُسْمع صوت الحلْب، ولهذا قِيلَ: لَئِيمٌ راضِع. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قُلِ يَا مَصّانُ وللأُنثى يَا مَصّانةُ وَلَا تَقُلْ يَا مَاصَّانِ. وَيُقَالُ: أَمَصَّ فلانٌ فُلَانًا إِذا شتَمه بالمَصّان. وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ: لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا المَصّتانِ وَلَا الرَّضْعةُ وَلَا الرَّضْعتانِ وَلَا الإِمْلاجةُ وَلَا الإِمْلاجَتانِ. والمُصَاصُ: خالِصُ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: شَهَادَةً ممْتَحَناً إِخلاصُها مُعْتَقَداً مُصاصُها ؛ المُصَاصُ: خالِصُ كُلِّ شَيْءٍ. ومُصَاصُ الشَّيْءِ ومُصَاصَتُه ومُصَامِصُه: أَخْلَصُه؛ قال أَبو دواد: بمُجَوَّفٍ بَلَقاً وأَعْلى ... لَوْنِه وَرْدٌ مُصامِصْ وَفُلَانٌ مُصَاصُ قوْمِه ومُصاصتُهم أَي أَخْلَصُهم نسَباً، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُولاك يَحْمُون المُصاصَ المَحْضا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحَسَّانَ: طَويلُ النِّجادِ، رَفِيعُ العِماد، ... مُصاص النِّجَارِ مِنَ الخَزْرَجِ ومُصَاصُ الشيءِ: سِرُّه ومَنْبِته. اللَّيْثُ: مُصَاصُ القومِ أَصل مَنْبِتِهِمْ وأَفضل سِطَتِهم. ومَصْمَصَ الإِناءَ والثوبَ: غَسَلَهما، ومَصْمَصَ فَاهُ ومضْمَضَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ: الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَن المَصْمَصَة بطرَفِ اللِّسَانِ وَهُوَ دُونَ المَضْمَضَة، والمَضْمَضَةُ بالفمِ كُلِّهِ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْفَرْقِ بَيْنَ القَبْصة والقَبْضة. وَفِي حَدِيثِ أَبي قِلَابَةَ: أُمِرْنا أَن نُمَصْمِصَ مِنَ اللَّبَنِ وَلَا نُمَضْمِضَ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَصْمَصَ إِناءه: غسَله كمَضْمَضَه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. الأَصمعي: يُقَالُ مَصْمَص إِناءه ومَضْمَضَه إِذا جَعَلَ فِيهِ الماءَ وحرّكَهُ لِيَغْسِلَهُ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ

قَالَ: كُنَّا نتَوَضَّأُ مِمَّا غَيَّرت النارُ ونُمَصْمِصُ مِنَ اللَّبَنِ وَلَا نُمَصْمِصُ مِنَ التَّمْرِ. وَفِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ: القتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُمَصْمِصةٌ ؛ الْمَعْنَى أَن الشَّهَادَةَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُطهِّرة الشَّهِيدِ مِنْ ذُنُوبِهِ ماحِيةٌ خَطَايَاهُ كَمَا يُمَصْمِصُ الإِناءَ الماءُ إِذا رُقْرِقَ الماءُ فِيهِ وحُرِّك حَتَّى يُطَهَّرَ، وأَصله مِنَ المَوْص، وَهُوَ الغَسْلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي ذِكْرِ الشَّهِيدِ فَتِلْكَ مُمَصْمِصةٌ أَي مُطهِّرةٌ غاسِلةٌ، وَقَدْ تُكَرِّرُ العربُ الحرفَ وأَصله مُعْتَلٌّ، وَمِنْهُ نَخْنَخَ بَعيرَه وأَصلُه مِنَ الإِناخةِ، وتَعَظْعَظَ أَصله مِنَ الوَعْظ، وخَضْخَضْت الإِناءَ وأَصله مِنَ الخَوْض، وإِنما أَنثها والقتلُ مُذَكَّرٌ لأَنه أَراد مَعْنَى الشَّهَادَةِ أَو أَراد خَصْلَةً مُمَصْمِصة، فأَقام الصِّفَةَ مَقَامَ الْمَوْصُوفِ. أَبو سَعِيدٍ: المَصْمصةُ أَن تصُبَّ الْمَاءَ فِي الإِناء ثُمَّ تُحَرِّكَه مِنْ غَيْرِ أَن تَغْسِلَهُ بِيَدِكَ خَضْخَضةً ثُمَّ تُهَرِيقَه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا أَخرج لسانَه وَحَرَّكَهُ بِيَدِهِ فَقَدْ نَصْنَصَه ومَصْمَصه. وَالْمَاصَّةُ: داءٌ يأْخذ الصبيَّ وَهِيَ شَعَرَاتٌ تَنْبُت مُنْثَنِيَة عَلَى سَناسِن الْقَفَا فَلَا يَنْجَعُ فِيهِ طعامٌ وَلَا شَرَابٌ حَتَّى تُنْتَفَ مِنْ أُصولها. وَرَجُلٌ مُصَاصٌ: شَدِيدٌ، وَقِيلَ: هُوَ المُمْتَلئ الخَلْق الأَمْلَس وَلَيْسَ بِالشُّجَاعِ. والمُصَاصُ: شَجَرٌ عَلَى نبْتة الكَوْلانِ يَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ، وَاحِدَتُهُ مُصَاصة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُصَاص نَبَاتٌ يَنْبُتُ خِيطاناً دِقاقاً غَيْرَ أَنّ لَهَا لِيناً ومَتانةً رُبَّمَا خُرِز بِهَا فتؤْخذ فَتُدَقُّ عَلَى الفَرازِيم حَتَّى تَلينَ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ يَبِيس الثُّدّاء. الأَزهريّ: المُصَاصُ نَبْتٌ لَهُ قُشُورٌ كَثِيرَةٌ يَابِسَةٌ وَيُقَالُ لَهُ المُصَّاخ وَهُوَ الثُّدَّاء، وَهُوَ ثَقُوب جَيِّدٌ، وأَهل هَراةَ يُسَمُّونَهُ دِلِيزَادْ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: المُصَاص نَبَاتٌ، وَلَمْ يُحَلِّه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُصَاصُ نَبْتٌ يَعْظُمُ حَتَّى تُفْتَل مِنْ لِحائِه الأَرْشِيَة، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الثُّدّاء؛ قَالَ الرَّاجِزِ: أَوْدَى بلَيْلى كلُّ تَيَّازٍ شَوِلْ، ... صاحبِ عَلْقَى ومُصَاصٍ وعَبَلْ والتَّيَّاز: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ المُلَزَّز الْخَلْقِ. والشَّوِلُ: الْخَفِيفُ فِي الْعَمَلِ وَالْخِدْمَةِ مِثْلُ الشُّلْشُلِ. والنَّشُوص: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ السَّنَامِ، والمَصُوص: القَمِئة. ابْنُ الأَعرابي: المَصُوص النَّاقَةُ القَمِئة. أَبو زَيْدٍ: المَصُوصة مِنَ النِّسَاءِ الْمَهْزُولَةُ مِنْ داءٍ قَدْ خامَرَها؛ رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْهُ. أَبو عُبَيْدٍ: مِنَ الخَيل الوَرْدُ المُصَامِصُ وَهُوَ الَّذِي يَسْتَقْرِيِ سَرَاتَهُ جُدَّةٌ سَوْدَاءُ لَيْسَتْ بحالِكة، وَلَوْنُهَا لَوْنُ السَّوَادِ، وَهُوَ وَرْد الجَنْبَين وصَفْقَتَي الْعُنُقِ والجِرَانِ والمَراقِّ، وَيَعْلُو أَوْظِفَته سوادٌ لَيْسَ بِحَالِكٍ، والأُنثى مُصَامِصةٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: كُمَيْتٌ مُصَامِص أَي خالصُ الكُمْتة. قَالَ: والمُصامِصُ الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وإِنه لمُصامِصٌ فِي قَوْمِهِ إِذا كَانَ زاكِيَ الْحَسَبِ خَالِصًا فِيهِمْ. وَفَرَسٌ وَرْدٌ مُصامِصٌ إِذا كَانَ خَالِصًا فِي ذَلِكَ. اللَّيْثُ: فَرَسٌ مُصَامِصٌ شَدِيدُ تَرْكِيبِ الْعِظَامِ وَالْمَفَاصِلِ، وَكَذَلِكَ المُصَمِص؛ وَقَوْلُ أَبي دُوَادَ: وَلَقَدْ ذَعَرْتُ بَنَاتِ عَمِّ ... المُرْشِفَاتِ لَهَا بَصابِصْ يَمْشي، كَمَشْي نَعَامَتين ... تَتابَعانِ أَشَقَّ شاخِصْ بمُجَوَّفٍ بَلَقاً، وأَعْلى ... لَونِه وَرْدٌ مُصامِصْ أَراد: ذُعِرَتِ الْبَقَرُ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ فجعلَهَا بناتِ عَمِّ

الظِّبَاءِ، وَهِيَ المُرْشِفات مِنَ الظِّبَاءِ الَّتِي تَمدُّ أَعناقها وَتَنْظُرُ، وَالْبَقَرُ قِصارُ الأَعناق لَا تَكُونُ مُرْشِفَاتٍ، وَالظِّبَاءُ بَنَاتُ عمِّ الْبَقْرِ غَيْرَ أَنَّ الْبَقَرَ لَا تَكُونُ مُرْشِفَاتٍ لَهَا بَصابِص أَي تُحَرِّكُ أَذنابها؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: بَصْبَصْنَ، إِذ حُدِينَ، بالأَذْناب وَقَوْلُهُ يَمْشِي كمَشْيِ نَعَامَتَيْنِ، أَراد أَنه إِذا مَشَى اضْطَرَبَ فَارْتَفَعَتْ عجزُه مَرَّةً وعنقُه مَرَّةً، وَكَذَلِكَ النَّعَامَتَانِ إِذا تَتَابَعَتَا. والمجَوَّفُ: الَّذِي بلَغ البلَقُ بطنَه؛ وأَنشد شَمِرٌ لِابْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ فَرَسًا: مُصامِص مَا ذَاقَ يَوْمًا قَتّا، ... وَلَا شَعِيراً نخِراً مُرْفَتّا، ضَمْر الصِّفَاقَيْنِ مُمَرّاً كَفْتا قَالَ: الكَّفْت لَيْسَ بمُثَجَّلٍ وَلَا ذِي خَواصر. والمَصُوص، بِفَتْحِ الْمِيمِ: طَعَامٌ، وَالْعَامَّةُ تَضُمُّهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: أَنه كَانَ يأْكلُ مُصُوصاً بِخَلِّ خَمْرٍ ؛ هُوَ لَحْمٌ يُنْقَعُ فِي الْخَلِّ ويطبَخُ، قَالَ: وَيُحْتَمَلُ فَتْحُ الْمِيمِ وَيَكُونُ فَعُولًا مِنَ المَصّ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُصَّان، بِضَمِّ الْمِيمِ، قَصَبُ السُّكَّر؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: المُصَابُ والمَصُوب. والمَصِّيصَة: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ الرُّومِ مَعْرُوفَةٌ، بِتَشْدِيدِ الصَّادِ الأُولى. الْجَوْهَرِيُّ: ومَصِيصَة بَلَدٌ بِالشَّامِ وَلَا تَقُلْ مَصِّيصة، بِالتَّشْدِيدِ. معص: مَعِصَ مَعَصاً، فَهُوَ مَعِصٌ، وتمَعَّصَ: وَهُوَ شِبْه الْخَجَلِ. ومَعِصَت قدمُه مَعَصاً: الْتَوَت مِنْ كَثْرَةِ الْمَشْيِ، وَقِيلَ: المَعَصُ وَجَعٌ يُصِيبُهَا كالحَفا. قَالَ أَبو عَمْرٍو: المَعَصُ، بِالتَّحْرِيكِ، التواءٌ فِي عَصَبِ الرِّجْلِ كأَنه يقصُرُ عصبُه فتتعوَّج قدمُه ثُمَّ يُسَوِّيه بِيَدِهِ، وَقَدْ مَعِصَ فُلَانٌ، بِالْكَسْرِ، يَمْعَصُ مَعَصاً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: شَكَا عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يَكْرِبَ إِلى عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، المَعَصَ فَقَالَ: كذَبَ عَلَيْكَ العسَل أَي عَلَيْكَ بِسُرْعَةِ الْمَشْيِ، وَهُوَ مِنْ عَسَلان الذِّئْبِ. ومَعِصَ الرَّجُلُ معَصاً: شَكَا رِجْلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ الْمَشْيِ، وَبِهِ مَعَص. والمَعَصُ: أَن يمتلِئَ الْعَصَبُ مِنْ بَاطِنٍ فَيَنْتَفِخُ مَعَ وَجَعٍ شَدِيدٍ. والمَعَصُ فِي الإِبل: خَدَرٌ فِي أَرْساغِ يَدَيْهَا وأَرجلها؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: غَمَلَّس غائر العَيْنَيْنِ، عادية ... مِنْهُ الظَّنابيبُ لَمْ يَغْمِزْ بِهَا مَعَصَا والمَعَصُ أَيضاً: نُقْصَانٌ فِي الرُّسْغِ، والمَعَصُ والعَضَدُ والبَدَلُ وَاحِدٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعَصُ شِبْهُ الْخَلْجِ وَهُوَ داءٌ فِي الرِّجْل. والمَعَصُ والمأَصُ: بِيض الإِبل وكرامُها. والمَعِصُ: الَّذِي يَقْتَنِي المَعَصَ مِنَ الإِبل وَهِيَ الْبَيْضُ؛ وأَنشد: أَنت وَهَبْتَ هَجْمةً جُرْجُورا، ... سُوداً وَبِيضًا، معَصاً خُبورا قَالَ الأَزهري: وغيرُ ابْنِ الأَعرابي يَقُولُ هِيَ المغَصُ، بِالْغَيْنِ، لِلْبِيضِ مِنَ الإِبل. قَالَ: وَهُمَا لُغَتَانِ. وَفِي بَطْنِ الرَّجُلِ مَعَصٌ ومَغَصٌ، وَقَدْ مَعِصَ ومَغِصَ وتمَعّص بَطْنِي وتمغَّص أَي أَوجعني. وَبَنُو مَعيص: بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ. وَبَنُو ماعِصٍ: بُطَينٌ مِنَ الْعَرَبِ، وليس بثبت. مغص: المَغْصُ: الطَّعْنُ. والمَغْصُ والمَغَصُ: تَقْطِيعٌ فِي أَسفل الْبَطْنِ والمِعَى وَوَجَعٌ فِيهِ، وَالْعَامَّةِ تَقَوَّلَهُ بِالتَّحْرِيكِ، وَقَدْ مُغِصَ فَهُوَ مَمْغُوصٌ، وَقِيلَ: المَغصُ غِلَظٌ فِي الْمِعَى. وَفِي النَّوَادِرِ: تمغَّص بَطْنِي

وتمعَّصَ أَي أَوجعني. ابْنُ السِّكِّيتِ: فِي بَطْنِهِ مَغْسٌ ومَغْصٌ، وَلَا يُقَالُ مغَس وَلَا مغَص، وإِني لأَجِدُ فِي بَطْنِي مَغْساً ومَغْصاً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ فُلَانًا وَجَدَ مغْصاً ، بِالتَّسْكِينِ. وَفِي بَطْنِ الرَّجُلِ مغَصٌ ومَعَصٌ وَقَدْ مَغِصَ ومعِص وتمعَّص بَطْنِي وتمَغَّسَ أَي أَوجعني. وَفُلَانٌ مَغِصٌ مِنَ المَغَصِ يُوصَفُ بالأَذَى. والمَغَص مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ: الْخَالِصَةُ الْبَيَاضِ، وَقِيلَ: الْبِيضُ فَقَطْ، وَهِيَ خِيَارُ الإِبل، وَاحِدَتُهُ مَغَصَة، والإِسكان لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَنه مَحْفُوظٌ عَنْ يَعْقُوبَ، وَالْجَمْعُ أَمْغاص؛ وَقِيلَ: المَغَصُ والمَغْص خيارُ الإِبل، وَاحِدٌ لَا جَمْعَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: إِبل أَمْغاصٌ إِذا كَانَتْ خِيَارًا لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَنتم وَهَبْتُمْ مِائَةً جُرْجورا، ... أُدْماً وحُمْراً، مَغَصاً خُبُورا «2» التَّهْذِيبُ: وأَما المغَصُ مثقل العين فَهِيَ الْبَيْضُ مِنَ الإِبل الَّتِي قارَفَت الكَرْم، الْوَاحِدَةُ مَغَصة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَهِيَ المَعص أَيضاً، بِالْعَيْنِ وَالْمَأَصُ وَكُلٌّ مِنْهُمَا مَذْكُورٌ فِي موضعه. ملص: أَمْلَصَت المرأَةُ والناقةُ، وَهِيَ مُمِلصٌ: رمَتْ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ، وَالْجَمْعُ مَمالِيصُ، بِالْيَاءِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ عَادَةً لَهَا فَهِيَ مِمْلاصٌ، وَالْوَلَدُ مُمْلَص ومَلِيص. والمَلَصُ، بِالتَّحْرِيكِ: الزَّلَقُ. وأَمْلَصت المرأَة بِوَلَدِهَا أَي أَسقطت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سأَل عَنْ إِمْلاص المرأَة الجَنِينَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: قَضى فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بغُرّةٍ ؛ أَراد بالمرأَة الحاملَ تُضْرَب فتُملِصُ جَنِينَها أَي تُزْلِقه قَبْلَ وَقْتِ الْوِلَادَةِ. وَكُلُّ مَا زَلِقَ مِنَ الْيَدِ أَو غَيْرِهَا، فَقَدْ مَلِصَ مَلَصاً؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ حَبْلَ الدَّلْوِ: فَرَّ وأَعْطاني رِشاءً مَلِصا، ... كذَنَبِ الذِّئْب يُعَدّى هَبَصا وَيُرْوَى: يُعَدّى القَبَصا، يَعْنِي رَطْباً يَزْلَقُ مِنَ الْيَدِ، فإِذا فعلتَ أَنت ذَلِكَ قُلْتَ: أَمْلَصْته إِمْلاصاً وأَمْلَصْته أَنا. ورشاءٌ مَلِصٌ إِذا كَانَتِ الْكَفُّ تَزْلَقُ عَنْهُ وَلَا تَسْتَمْكِنُ مِنَ الْقَبْضِ عَلَيْهِ. ومَلِصَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، مِنْ يَدِي مَلَصاً، فَهُوَ أَمْلَصُ ومَلِصٌ ومَليص، وامَّلَصَ وتملَّص: زَلّ انْسِلَالًا لمَلاستِه، وَخَصَّ اللِّحْيَانِي بِهِ الرِّشاءَ والعِنانَ وَالْحَبْلَ، قَالَ: وانْمَلَصَ الشَّيْءُ أَفْلَت، وَتُدْغَمُ النُّونُ فِي الْمِيمِ. وَسَمَكَةٌ مَلِصة: تَزِلُّ عَنِ الْيَدِ لِمَلَاسَتِهَا. وانْفَلَص مِنِّي الأَمر وامّلَصَ إِذا أَفْلت، وَقَدْ فَلَّصْته ومَلَّصْته. وتَفَلَّصَ الرِّشاءُ مِنْ يَدِي وتمَلَّصَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا قبضْتَ عَلَى شَيْءٍ فانفَلَتَ مِنْ يَدِك قُلْتَ انْملَصَ مِنْ يَدِي انمِلاصاً وانْمَلَخ، بِالْخَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَن، تحتَ خُفِّها الوَهَّاصِ، ... مِيظَبَ أُكْمٍ نِيطَ بالمِلاصِ قَالَ: الوَهّاصُ، بِالْوَاوِ، الشَّدِيدُ. والمِلاصُ: الصَّفا الأَبيض. والمِيظَبُ: الظُّرَر. أَبو عَمْرٍو: المَلِصةُ وَالزَّالِخَةُ الأَطُوم مِنَ السَّمَكِ. والتملُّصُ: التخلّصُ. يُقَالُ: مَا كِدْتُ أَتَمَلَّصُ مِنْ فُلَانٍ. وسيرٌ إِمْلِيصٌ أَي سَرِيعٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَمَا لَهُمْ بالدَّوِّ مِنْ مَحِيصِ، ... غَيْرَ نَجاءِ القَربِ الإِمْليصِ

_ (2). روي هذا البيت في الصفحة السابقة: هجمة بدل مائة، وسوداً بدل أدما.

فصل النون

وَجَارِيَةٌ ذَاتُ شِماصٍ ومِلاصٍ. ومَلْص: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: فَمَا زَالَ يَسْقي بَطْنَ مَلْصٍ وعَرْعَرا ... وأَرضَهُما، حَتَّى اطْمَأَنّ جَسِيمُها أَي حَتَّى انْخَفَضَ مَا كَانَ مِنْهُمَا مُرْتَفِعًا. وَبَنُو مُلَيص: بطن. موص: المَوْصُ: الغَسلُ. ماصَه يمُوصُه مَوْصاً: غسَلَه. ومُصْتُ الشَّيْءَ: غَسَلْته؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مُصْتُموه كَمَا يُماصُ الثَّوْبُ ثُمَّ عَدَوْتم عَلَيْهِ فَقَتَلْتُمُوهُ ؛ تَقُولُ: خَرَجَ نَقِيًّا مِمَّا كَانَ فِيهِ يَعْنِي استِعْتابَهم إِيّاه وإِعْتابَه إِياهم فِيمَا عَتَبُوا عَلَيْهِ، والمَوْصُ: الغَسْلُ بالأَصابع؛ أَرادت أَنهم اسْتَتابُوه عَمَّا نَقِمُوا مِنْهُ فَلَمَّا أَعطاهم مَا طَلَبُوا قَتَلُوهُ. اللَّيْثُ: المَوْصُ غَسْلُ الثَّوْبِ غَسْلًا لَيِّنًا يَجْعَلُ فِي فِيهِ مَاءً ثُمَّ يصبُّه عَلَى الثَّوْبِ وَهُوَ آخِذُه بَيْنَ إِبهاميه يَغْسِله ويَمُوصُه. وَقَالَ غَيْرُهُ: هاصَه وماصَه بِمَعْنَى وَاحِدٍ. ومَوَّصَ ثوبَه إِذا غَسَلَهُ فأَنقاه. والمُواصةُ: الغُسالة، وَقِيلَ: المُواصَة غُسالة الثِّيَابِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مُواصَة الإِناء وَهُوَ مَا غُسِل بِهِ أَو منه. يقال: ما يسقيه إِلا مُواصةَ الإِناء. وماصَ فَاهُ بِالسِّوَاكِ يمُوصُه مَوْصاً: سَنَّهُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: المَوْصُ التِّبْنُ. ومَوّصَ التبنَ إِذا جَعَلَ تجارتَه فِي المَوْصِ وَالتِّبْنَ. فصل النون نبص: نَبَصَ الغُلامُ بِالْكَلْبِ وَالطَّائِرِ يَنْبِصُ نَبِيصاً ونَبَّصَ: ضمَّ شَفَتَيْهِ ثُمَّ دَعَاهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نَبَصَ بِالطَّائِرِ وَالصَّيْدِ والعصفورِ يَنْبصُ بِهِ نَبِيصاً صَوّتَ بِهِ، وَكَذَلِكَ نَبَصَ الطائرُ وَالصَّيْدُ والعصفورُ يَنْبِصُ نَبِيصاً إِذا صَوَّتَ صَوْتًا ضَعِيفًا. وَمَا سَمِعْتُ لَهُ نَبْصةً أَي كَلِمَةً. وَمَا يَنْبِصُ بِحَرْفٍ أَي مَا يَتَكَلَّمُ، وَالسِّينُ أَعلى. ابْنُ الأَعرابي: النَّبْصاءُ مِنَ القِياس المُصَوِّتةُ مِنَ النَّبِيصِ، وَهُوَ صَوْتُ شَفَتَي الْغُلَامِ إِذا أَراد تَزْوِيجَ طَائِرٍ بأُنثاه. نحص: النَّحُوص: الأَتان الوحشيةُ الْحَائِلُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: نَحُوص قَدْ تفَلّقَ فائِلاها، ... كأَنّ سراتَها سَبَدٌ دَهِينُ وَقِيلَ: النَّحُوص الَّتِي فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ، وَالْجَمْعُ نحُصٌ ونحائِصُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَقْرُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَة ... قُوْداً سَماحيجَ، فِي أَلوانها خَطَبُ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ: وُرْقَ السَّرابيلِ، فِي أَلوانها خَطَب وَحَكَى أَبو زَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: النَّحُوص مِنَ الأُتُنِ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا، وَقَالَ شَمِرٌ: النَّحُوص الَّتِي مَنَعَهَا السِّمَنُ مِنَ الحَمْل، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي لَا لَبَنَ بِهَا وَلَا وَلَدَ لَهَا؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ثَعْلَبٌ: حَتَّى دفعْنا بشَبُوبٍ وابِصِ، ... مُرْتَبِعٍ فِي أَرْبعٍ نَحائِصِ يجوز أَن يعني بالشَّبُوب الثورَ، وبالنَّحائِصِ البقرَ اسْتِعَارَةً لَهَا، وإِنما أَصله فِي الأُتُن؛ ويدلُّك عَلَى أَنها بقرٌ قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا: يَلْمَعْن إِذْ وَلَّينَ بالعَصاعِصِ فاللُّمُوع إِنما هُوَ مِنْ شِدَّةِ الْبَيَاضِ، وشدّةُ الْبَيَاضِ

إِنما تَكُونُ فِي الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ، وَلِذَلِكَ سُمِّيت البقرةُ مَهاةً، شُبِّهت بالمَهاة الَّتِي هِيَ البِلَّوْرة لِبَيَاضِهَا، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بالشبوب الحمارَ اسْتِعَارَةً لَهُ، وإِنما أَصله لِلثَّوْرِ، فَيَكُونُ النَّحَائِصُ حينئذٍ هِيَ الأُتُن، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ الثورَ، وَهُوَ يَعْنِي بِالنَّحَائِصِ الأُتُنَ لأَن الثَّوْرَ لَا يُراعي الأُتُنَ وَلَا يُجاوِرُها، فإِن كَانَ فِي الإِمكان أَن يُراعِيَ الثورُ الحُمُرَ ويُجاوِرَهُنّ فالشَّبُوب هُنَا الثَّوْرُ، والنحائصُ الأُتُنُ، وَسَقَطَتِ الِاسْتِعَارَةُ عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ؛ وَرُبَّمَا كَانَ فِي الأُتُن بَيَاضٌ فَلِذَلِكَ قَالَ: يَلْمَعْنَ إِذ وَلَّيْنَ بِالْعَصَاعِصِ والنُّحْصُ: أَصل الْجَبَلِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ قَتْلى أُحُد فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي غودِرْت مَعَ أَصحاب نُحْصِ الْجَبَلِ ؛ النُّحْص، بِالضَّمِّ: أَصل الْجَبَلِ وَسَفْحُهُ، تَمَنَّى أَن يَكُونَ اسْتُشْهِد مَعَهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ، أَراد: يَا لَيْتَنِي غُودِرْت شَهِيدًا مَعَ شُهَدَاءِ أُحد. وأَصحابُ النُّحْص: هُمْ قَتْلَى أُحد، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَو غَيْرُهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: المِنْحاصُ المرأَة الدقيقة الطويلة. نخص: أَبو زَيْدٍ: نَخَص لحمُ الرَّجُلِ يَنْخُص وتخدَّد كِلَاهُمَا إِذا هُزِل. ابْنُ الأَعرابي: الناخِصُ: الَّذِي قَدْ ذهب لحمُه من الكِبَر وَغَيْرُهُ، وَقَدْ أَنْخَصَه الكبرُ والمرضُ. الْجَوْهَرِيُّ: نَخَصَ الرجلُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، يَنْخَصُ، بِالضَّمِّ، أَي خَدَّدَ وهُزِل كِبَرًا، وانْتَخَصَ لحمُه أَي ذَهَبَ. وَعَجُوزٌ ناخِصٌ: نخَصَها الكبرُ وخدَّدها. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ مَنْخوصَ الْكَعْبَيْنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الرِّوَايَةُ مَنْهوس، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَرُوِيَ مَنْهُوشٌ وَمَنْخُوصٌ، وَالثَّلَاثَةُ فِي مَعْنَى المَعْروق. ندص: نَدَصَت النَّواةُ مِنَ التَّمْرَةِ نَدْصاً: خَرَجَتْ. ونَدَصَت البَثرةُ تَنْدُصُ نَدْصاً إِذا غَمَزْتَها فنزَتْ، ونَدَصْتها أَيضاً إِذا غَمَزْتها فَخَرَجَ مَا فِيهَا. وندَصَت عينُه تَنْدُصُ نَدْصاً ونُدُوصاً: جَحَظَتْ، وَقِيلَ: ندَرَتْ وَكَادَتْ تَخْرُجُ مِنْ قَلْتِها كَمَا تَنْدُصُ عينُ الخَنِيقِ. ونَدَصَ الرجلُ القومَ: نَالَهُمْ بشرِّه؛ ونَدَصَ عَلَيْهِمْ يَنْدُص: طَلَعَ عَلَيْهِمْ بِمَا يَكْرَهُ. والمِنْداصُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يَزَالُ يَنْدُص عَلَى الْقَوْمِ أَي يَطْرَأُ عَلَيْهِمْ بِمَا يَكْرَهُونَ ويُظْهِرُ شَرًّا. والمِنْداصُ مِنَ النِّسَاءِ: الْخَفِيفَةُ الطيّاشةُ؛ قَالَ مَنْظُورٌ: وَلَا تَجِدُ المِنْداصَ إِلا سَفِيهةً، ... وَلَا تَجِدُ المِنْداصَ نائِرةَ الشِّيَمْ أَي مِنْ عَجَلَتِهَا لَا يبينُ كَلَامُهَا. ابْنُ الأَعرابي: المِنْداصُ مِنَ النِّسَاءِ الرَّسْحاء، والمِنْداصُ الحَمْقاء، والمِنْداصُ البذيّةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. نشص: النَّشَاصُ، بِالْفَتْحِ: السحابُ الْمُرْتَفِعُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَرْتَفِعُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ وَلَيْسَ بِمُنْبَسِطٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ينشأُ مِنْ قِبَل الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ نُشُصٌ؛ قَالَ بِشْرٌ: فَلَمَّا رَأُوْنا بالنِّسَارِ كأَننا ... نَشاصُ الثُّرَيّا، هَيَّجَتْه جَنوبُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَرِقْتُ لِضَوْءِ بَرْقٍ فِي نَشاصِ، ... تَلأْلأَ فِي مُمَلَّأَة غصاصِ

لَواقِحَ دُلّحٍ بِالْمَاءِ سُحْم، ... تَمُجُّ الغَيْثَ مِنْ خَلَلِ الخَصَاصِ سَلِ الخُطَباءَ: هَلْ سَبَحُوا كَسَبْحِي ... بُحورَ القولِ، أَو غاصُوا مَغاصِي؟ فأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَلْمَعْن إِذ ولَّيْنَ بالعَصاعِصِ، ... لَمْعَ البُروق قي ذُرَى النَّشائِصِ فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ كَسَّرَ نَشاصاً عَلَى نَشائِصَ كَمَا كَسَّرُوا شَمَالًا عَلَى شَمائل، وإِن اخْتَلَفَتِ الْحَرَكَتَانِ فإِن ذَلِكَ غَيْرُ مُبَالًى بِهِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَوَهَّمَ وَاحِدُهَا نَشاصةً ثُمَّ كَسّره عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ الْقِيَاسُ وإِن كُنَّا لَمْ نَسْمَعْهُ. وَقَدْ نَشَصَ يَنْشُص ويَنْشِص نُشوصاً: ارْتَفَعَ. واسْتَنْشَصَتِ الريحُ السحابَ: أَطْلَعَتْه وأَنهَضَتْه ورَفَعَتْه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَكُلُّ مَا ارْتَفَعَ، فَقَدْ نَشَصَ. ونَشَصَت المرأَةُ عَنْ زَوْجِهَا تَنْشصُ نُشوصاً ونَشَزَت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهِيَ ناشِصٌ وناشِزٌ: نَشَزَت عَلَيْهِ وفَرَكَتْه؛ قَالَ الأَعشى: تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً، فأَصْبَحَتْ ... قُضاعِيّةً تأْتي الكَواهِنَ ناشِصا وفرسٌ نَشاصيٌّ: أَبِيٌّ ذُو عُرَامٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ونَشاصِيّ إِذا تفْرغُه، ... لَمْ يَكَدْ يُلْجَمُ إِلا مَا قُصِرْ ابْنُ الأَعرابي: المِنْشاصُ المرأَة الَّتِي تَمْنَعُ فِراشَها فِي فِراشِها، فالفِراشُ الأَول الزَّوْجُ، وَالثَّانِي المِضْربة. وَفِي النَّوَادِرِ: فلانٌ يَتَنَشَّصُ لِكَذَا وَكَذَا ويَتَنَشَّزُ ويتَشَوَّر ويَترَمَّزُ ويتَفَوَّزُ ويتزَمَّعُ كُلُّ هَذَا النهوضُ وَالتَّهَيُّؤُ، قَرِيبٌ أَو بَعِيدٌ. ونشَصَت ثِنيّتُه: تحرَّكت فَارْتَفَعَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا، وَقِيلَ: خَرَجَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا نُشوصاً. ونَشَصْت عَنْ بَلَدِي أَي انْزَعَجْتُ، وأَنْشَصْت غَيْرِي. أَبو عَمْرٍو: نَشَصْناهم عَنْ مَنْزِلِهِمْ أَزْعَجْناهم. وَيُقَالُ: جَاشَتْ إِليّ النفسُ ونَشَصَتْ ونَشَزَت. ونَشَصَ الوبَرُ: ارْتَفَعَ. ونَشَصَ الْوَبَرُ وَالشَّعْرُ وَالصُّوفُ يَنْشصُ: نصَلَ وَبَقِيَ مُعَلَّقاً لازِقاً بِالْجِلْدِ لَمْ يَطِرْ بَعْدُ. وأَنْشَصَه: أَخرجه مِنْ بَيْتِهِ أَو جُحْرِهِ. وَيُقَالُ: أَخْفِ شَخْصَك وأَنْشِصْ بشَظْف ضَبّك، وَهَذَا مَثَلٌ. والنَّشُوصُ: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ السَّنَامِ. نصص: النَّصُّ: رفْعُك الشَّيْءَ. نَصَّ الْحَدِيثَ يَنُصُّه نَصًّا: رفَعَه. وَكُلُّ مَا أُظْهِرَ، فَقَدْ نُصَّ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رأَيت رَجُلًا أَنَصَّ لِلْحَدِيثِ مِنَ الزُّهْري أَي أَرْفَعَ لَهُ وأَسْنَدَ. يُقَالُ: نَصَّ الْحَدِيثَ إِلى فُلَانٍ أَي رفَعَه، وَكَذَلِكَ نصَصْتُه إِليه. ونَصَّت الظبيةُ جِيدَها: رفَعَتْه. ووُضِعَ عَلَى المِنَصَّةِ أَي عَلَى غَايَةِ الفَضِيحة وَالشُّهْرَةِ وَالظُّهُورِ. والمَنَصَّةُ: مَا تُظْهَرُ عَلَيْهِ العروسُ لتُرَى، وَقَدْ نَصَّها وانتَصَّت هِيَ، والماشِطةُ تَنُصُّ العروسَ فتُقْعِدُها عَلَى المِنَصَّة، وَهِيَ تَنْتَصُّ عَلَيْهَا لتُرَى مِنْ بَيْنِ النِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ: أَنه تَزَوَّج بنتَ السَّائِبِ فَلَمَّا نُصَّت لتُهْدَى إِليه طلَّقها ، أَي أُقعِدَت عَلَى المِنَصَّة، وَهِيَ بِالْكَسْرِ، سريرُ العروسِ، وَقِيلَ: هِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ الحجَلةُ عَلَيْهَا «3» مِنْ قَوْلِهِمْ نَصَّصْت المتاعَ إِذا جَعَلْتُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَظْهرْته، فَقَدْ نَصَّصْته. والمِنَصّة: الثِّيَابُ المُرَفّعة والفرُشُ الموَطَّأَة. ونصَّ المتاعَ نَصًّا: جعلَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. ونَصَ

_ (3). قوله: عليها؛ هكذا في الأَصل، ولعله: الحَجلةُ عليها العروس.

الدابةَ يَنُصُّها نَصًّا: رَفَعَها فِي السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ دَفَع مِنْ عَرَفَاتٍ سَارَ العَنَقَ فإِذا وَجَدَ فَجْوةً نَصَ أَي رفَع ناقتَه فِي السَّيْرِ، وَقَدْ نصَّصْت نَاقَتِي: رفَعْتها فِي السَّيْرِ، وَسَيْرٌ نصٌّ ونَصِيصٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أُم سَلَمَةَ قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا كنتِ قَائِلَةً لَوْ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عارَضَكِ بِبَعْضِ الْفَلَوَاتِ ناصَّةً قَلُوصَك مِنْ منهلٍ إِلى آخَرَ؟ أَي رَافِعَةً لَهَا فِي السَّيْرِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّصُّ التَّحْرِيكُ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ مِنَ النَّاقَةِ أَقصَى سَيْرِهَا؛ وأَنشد: وتَقْطَعُ الخَرْقَ بسَيْرٍ نَصِ والنَّصُّ والنَّصِيصُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ والحثُّ، وَلِهَذَا قِيلَ: نَصَصْت الشَّيْءَ رَفَعْتُهُ، وَمِنْهُ مِنَصَّة الْعَرُوسِ. وأَصل النَّصّ أَقصى الشَّيْءِ وغايتُه، ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ ضربٌ مِنَ السَّيْرِ سَرِيعٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّصُّ الإِسْنادُ إِلى الرَّئِيسِ الأَكبر، والنَّصُّ التوْقِيفُ، والنصُّ التَّعْيِينُ عَلَى شيءٍ مَا، ونصُّ الأَمرِ شدتُه؛ قَالَ أَيوب بْنُ عُبَاثَةَ: وَلَا يَسْتَوي، عِنْدَ نَصِّ الأُمورِ، ... باذِلُ معروفِه والبَخِيل ونَصَّ الرجلَ نَصًّا إِذا سأَله عَنْ شيءٍ حَتَّى يَسْتَقْصِيَ مَا عِنْدَهُ. ونصُّ كلِّ شيءٍ: مُنْتَهَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِذا بلَغَ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبَةُ أَوْلى ، يَعْنِي إِذا بَلَغَتْ غَايَةَ الصِّغَرِ إِلى أَن تَدْخُلَ فِي الْكِبَرِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلى بِهَا مِنَ الأُمِّ، يُرِيدُ بِذَلِكَ الإِدراكَ وَالْغَايَةَ. قَالَ الأَزهري: النصُّ أَصلُه مُنْتَهَى الأَشياء ومَبْلغُ أَقْصاها، وَمِنْهُ قِيلَ: نصَصْتُ الرجلَ إِذا اسْتَقْصَيْتُ مسأَلته عَنِ الشَّيْءِ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ كُلَّ مَا عِنْدَهُ، وَكَذَلِكَ النَّصُّ فِي السَّيْرِ إِنما هُوَ أَقصى مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ الدَّابَّةُ، قَالَ: فنصُّ الحِقاقِ إِنما هُوَ الإِدراكُ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: نصُّ الْحِقَاقِ مُنْتَهَى بُلُوغِ الْعَقْلِ، أَي إِذا بَلَغَتْ مِنْ سِنِّها المبلغَ الَّذِي يَصْلُحُ أَن تُحاقِقَ وتُخاصم عَنْ نَفْسِهَا، وَهُوَ الحِقاقُ، فعصبتُها أَولى بِهَا مِنْ أُمِّها. وَيُقَالُ: نَصْنَصْت الشيءَ حَرَّكْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ يُنَصْنِصُ لِسانَه وَيَقُولُ: هَذَا أَوْرَدَني المواردَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ بِالصَّادِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى لَيْسَتْ فِي الْحَدِيثِ نَضْنَضْت، بِالضَّادِ. وَرُوِيَ عَنْ كَعْبٍ أَنه قَالَ: يَقُولُ الْجَبَّارُ احْذَرُوني فإِني لَا أُناصُّ عَبْدًا إِلا عذَّبْتُه أَي لَا أَستقصي عَلَيْهِ فِي السُّؤَالِ وَالْحِسَابِ، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنْهُ، إِلا عذَّبته. ونَصَّصَ الرجلُ غريمَه إِذا اسْتَقْصَى عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: يَنُصُّهم أَي يستخرجُ رأْيهم ويُظْهِرُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ: نَصُّ القرآنِ ونَصُّ السنَّة أَي مَا دَلَّ ظاهرُ لَفْظِهِمَا عَلَيْهِ مِنَ الأَحكام. شَمِرٌ: النَّصْنَصَة والنَّضْنَضَةُ الْحَرَكَةُ. وَكُلُّ شيءٍ قَلْقَلْتَه، فَقَدْ نَصْنَصْته. والنُّصَّة: مَا أَقبل عَلَى الْجَبْهَةِ مِنَ الشَّعَرِ، وَالْجَمْعُ نُصَصٌ ونِصاصٌ. ونَصَّ الشيءَ: حَرَّكَهُ. ونَصْنَصَ لِسَانَهُ: حَرَّكَهُ كنَضْنَضَه، غَيْرَ أَن الصَّادَ فِيهِ أَصل وَلَيْسَتْ بَدَلًا مِنْ ضَادِ نَضْنَضَه كَمَا زَعَمَ قَوْمٌ، لأَنهما ليستا أُخْتَين فتبدل إِحداهما مِنْ صَاحِبَتِهَا. والنَّصْنَصَةُ: تحرُّك الْبَعِيرِ إِذا نَهَضَ مِنَ الأَرض. ونَصْنَص البعيرُ: فَحَص بِصَدْرِهِ فِي الأَرض ليبرُك. اللَّيْثُ: النَّصْنَصَة إِثبات الْبَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرْض وتحرُّكه إِذا همَّ بِالنُّهُوضِ. ونَصْنَص البعيرُ: مِثْلُ حَصْحَصَ. ونَصْنَص الرَّجُلُ فِي مَشْيِهِ: اهْتَزَّ مُنْتَصِبًا. وانْتَصَّ الشيءُ وَانْتَصَبَ إِذا اسْتَوَى وَاسْتَقَامَ؛

قَالَ الرَّاجِزُ: فَبَاتَ مُنْتَصّاً وَمَا تَكَرْدَسَا وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: كَانَ حَصِيصُ القومِ ونَصِيصُهم وبَصِيصُهم كَذَا وَكَذَا أَي عَدَدُهم، بِالْحَاءِ وَالنُّونِ وَالْبَاءِ. نعص: نَعَصَ الشيءَ فانْتَعَصَ: حرَّكَه فتحرَّك. والنَّعَصُ: التمايُلُ، وَبِهِ سُمِّيَ ناعِصَةُ. قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: نَعَصَ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ إِلا مَا جاءَ أَسد بْنُ ناعِصَة المُشَبّبُ فِي شِعْرِهِ بِخَنْسَاءَ، وَكَانَ صَعْبَ الشِّعْرِ جِدّاً، وَقَلَّمَا يُرْوَى شِعْرُهُ لِصُعُوبَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عَبِيداً بأَمر النُّعْمَانِ. قَالَ الأَزهري: قرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ مِنْ نُصْرَتي وناصِرَتي ونائِصَتي وناعِصَتي وَهِيَ ناصِرَتُه. وناعِصٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَالْعَيْنُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ. والنواعِصُ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّواعِصُ مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ؛ وأَنشد للأَعشى: فأَحواض الرَّجَا فالنَّواعِصا قَالَ الأَزهري: وَلَمْ يَصِحَّ لِي مِنْ بَابِ نَعَصَ شَيْءٌ أَعتمده مِنْ جِهَةِ مَنْ يُرْجع إِلى عِلْمِهِ وَرِوَايَتِهِ عن العرب. نغص: نغِصَ نَغَصاً: لَمْ تَتِمَّ لَهُ هَناءَتُه، قَالَ اللَّيْثُ: وأَكثرُه بِالتَّشْدِيدِ نُغِّصَ تَنْغِيصاً، وَقِيلَ: النَّغَصُ كَدَرُ الْعَيْشِ، وَقَدْ نَغَّصَ عَلَيْهِ عَيْشَه تَنْغِيصاً أَي كَدَّرَه، وَقَدْ جاءَ فِي الشِّعْرِ نَغَّصَه، وأَنشد الأَخفش لِعُدَيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَقِيلَ هُوَ لسوادة بن زيد ابن عُدَيٍّ: لَا أَرَى الموتَ يَسْبِقُ الموتُ شَيْئًا، ... نَغَّصَ الموتُ ذَا الغِنَى والفَقِيرا قَالَ فأَظهر الْمَوْتَ فِي مَوْضِعِ الإِضمار، وَهَذَا كَقَوْلِكِ أَمّا زيدٌ فَقَدْ ذَهَبَ زَيْدٌ، وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، فَثَنَّى الِاسْمَ وأَظهره. وتنَغَّصَتْ عيشَتُه أَي تَكدَّرت. ابْنُ الأَعرابي: نَغَّصَ عَلَيْنَا أَي قَطَعَ علينا ما كنا نُحِبُّ الِاسْتِكْثَارَ مِنْهُ. وَكُلُّ مَنْ قَطَعَ شَيْئًا مِمَّا يُحَبُّ الازديادُ مِنْهُ، فَهُوَ مُنَغِّصٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: غَدَاة امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ، ونَغَّصَتْ ... لُبَاناً مِنَ الحاجِ الخدورُ الرَّوَافِعُ وأَنشد غَيْرُهُ: وطالَما نُغِّصُوا بالفَجْعِ ضاحِيةً، ... وطالَ بالفَجْعِ والتَّنْغِيصِ مَا طُرِقُوا والنَّغْصُ والنَّغَصُ: أَن يُورِدَ الرجلُ إِبلَه الْحَوْضَ فإِذا شَرِبَتْ أُخْرِجَ مِنْ كُلِّ بَعِيرَيْنِ بعيرٌ قويٌّ وأُدخل مَكَانَهُ بَعِيرٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فأَرْسَلَها العِرَاكَ وَلَمْ يَذُدْها ... وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدِّخالِ ونَغِصَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَنْغَصُ نَغَصاً إِذا لَمْ يَتِمَّ مُرَادُهُ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذا لَمْ يَتِمَّ شُرْبُه. ونَغَصَ الرجلَ نَغْصاً: منعَه نصيبَه مِنَ الْمَاءِ فَحَالَ بَيْنَ إِبله وَبَيْنَ أَن تَشْرَبَ؛ قَالَتْ غَادِيَةُ الدُّبَيْرِيَّةُ: قَدْ كَرِهَ القِيامَ إِلا بالعَصا، ... والسَّقْيَ إِلا أَن يُعدَّ الفُرَصا، أَوْ عَنْ يَذُودَ مالَه عَنْ يُنْغَصا وأَنْغَصَه رَعْيَه كذلك، هذه بالأَلف.

نفص: أَنْفَصَ الرجلُ بِبَوْلِهِ إِذا رَمَى بِهِ. وأَنْفَصَت النَّاقَةُ والشاةُ بِبَوْلِهَا، فَهِيَ مُنْفِصة، دَفَعَت بِهِ دُفَعاً دُفَعاً، وَفِي الصِّحَاحِ: أَخرجته دُفْعةً دُفْعةً مِثْلُ أَوزعت. أَبو عَمْرٍو: نافَصْت الرَّجُلَ مُنافَصةً وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهُ: تَبُول أَنت وأَبول أَنا فَنَنْظُرُ أَيّنا أَبْعَدُ بَوْلًا، وَقَدْ نافَصَه فنَفَصَه؛ وأَنشد: لعَمْري، لَقَدْ نافَصْتَني فنَفَصْتَني ... بِذِي مُشْفَتَرٍّ، بَوْلُه مُتَفاوِتُ وأَخذ الغنمَ النُّفَاصُ. والنُّفَاصُ: داءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فتَنْفِصُ بأَبْوالِها أَي تَدْفَعُها دَفْعًا حَتَّى تَمُوتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَوْت كنُفَاصِ الْغَنَمِ ، هَكَذَا وَرَدَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ: كقُعَاصِ الْغَنَمِ. وَفِي حَدِيثِ السُّنَنِ العَشْر: وانْتِفَاصُ الْمَاءِ ، قَالَ: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ بِالْقَافِ وَسَيَجِيءُ، وَقِيلَ: الصَّوَابُ بِالْفَاءِ وَالْمُرَادُ نَضْحُه عَلَى الذَّكَر مِنْ قَوْلِهِمْ لِنَضْحِ الدَّمِ الْقَلِيلِ نُفْصَة، وَجَمْعُهَا نُفَصٌ. وأَنفَصَ فِي الضَّحِك وأَنْزَق وزَهْزَقَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: أَكْثَرَ مِنْهُ. والمنْفاصُ: الكثيرُ الضَّحِك. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنْفَصَ بالضَّحِك إِنْفاصاً وأَنْفَصَ بشَفَتَيْه كالمُتَرَمِّزِ، وَهُوَ الَّذِي يُشِيرُ بشَفَتَيْه وَعَيْنَيْهِ. وأَنْفَصَ بِنُطْفَتِهِ: خَذَفَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنُّفْصَةُ: دُفْعة مِنَ الدَّمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَرْمي الدِّماءَ عَلَى أَكتافِها نُفَصا ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّفِيصُ الماءُ الْعَذْبُ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: كشَوْكِ السَّيالِ فَهُوَ عَذْبٌ نَفِيصُ نقص: النَّقْصُ: الخُسْران فِي الحظِّ، والنقصانُ يَكُونُ مَصْدَرًا وَيَكُونُ قَدْرَ الشَّيْءِ الذَّاهِبِ مِنَ الْمَنْقُوصِ. نَقَصَ الشيءُ يَنْقُصُ نَقْصاً ونُقْصاناً ونَقِيصةً ونَقَصَه هُوَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وأَنْقَصَه لُغَةٌ؛ وانْتَقَصَه وتَنَقَّصَه: أَخذ مِنْهُ قَلِيلًا قَلِيلًا عَلَى حَدِّ مَا يجيءُ عَلَيْهِ هَذَا الضَّرْبُ مِنَ الأَبنية بالأَغلب. وانْتَقَصَ الشيءُ: نَقَصَ، وانْتَقَصْتُه أَنا، لازمٌ وواقعٌ، وَقَدِ انْتَقَصَه حقَّه. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فَعَلَ الشيءُ وفَعَلْتُ أَنا: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه أَنا، قَالَ: وَهَكَذَا قَالَ اللَّيْثُ، وَقَالَ: اسْتَوَى فِيهِ فَعَلَ اللازمُ والمُجاوز. واسْتَنْقَصَ المُشتري الثمنَ أَي اسْتَحَطَّ، وَتَقُولُ: نُقْصانُه كَذَا وَكَذَا هَذَا قدْرُ الذَّاهِبِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: سَمِعْتُ خُزَاعِيًّا يَقُولُ للطيِّب إِذا كَانَتْ لَهُ رَائِحَةٌ طيِّبة: إِنه لَنَقِيصٌ؛ وَرُوِيَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كلَوْن السَّيالِ وَهْوَ عَذْبٌ نَقِيص أَي طيِّب الرِّيحِ. اللِّحْيَانِيُّ فِي بَابِ الإِتباع: طَيِّبٌ نَقِيص. وَفِي الْحَدِيثِ: شَهْرا عِيدٍ لَا يَنْقُصان ، يَعْنِي فِي الْحُكْمِ، وإِن نَقَصا فِي الْعَدَدِ أَي أَنه لَا يَعْرِضُ فِي قُلُوبِكُمْ شكٌّ إِذا صُمتم تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، أَو إِن وقَعَ فِي يَوْمِ الْحَجِّ خطأٌ لَمْ يَكُنْ فِي نُسُكِكم نَقْصٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَشْرٌ مِنَ الفِطْرة وانْتقاص الْمَاءَ ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ انْتِقاصُ الْبَوْلِ بِالْمَاءِ إِذا غُسِل بِهِ يَعْنِي الْمَذَاكِيرَ، وَقِيلَ: هُوَ الِانْتِضَاحُ بِالْمَاءِ، وَيُرْوَى انْتِفاص، بِالْفَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: انْتِقاص الْمَاءِ الِاسْتِنْجَاءُ ، قِيلَ: هُوَ الِانْتِضَاحُ بِالْمَاءِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: انْتقاصُ الْمَاءِ غَسْلُ الذكَر بِالْمَاءِ، وَذَلِكَ أَنه إِذا غَسَلَ الذَّكَرَ ارْتَدَّ الْبَوْلُ وَلَمْ يَنْزِلْ، وإِن لَمْ يَغْسِلْ نَزَلَ مِنْهُ الشَّيْءُ حَتَّى يُسْتَبْرأَ. والنَّقْصُ فِي الْوَافِرِ مِنَ العَروض: حذْفُ سابعِه بَعْدَ إِسكان خَامِسِهِ، نَقَصَه يَنْقُصُه نَقْصاً وانْتَقَصَه.

وتَنَقَّصَ الرجلَ وانْتَقَصَه واسْتَنْقَصَه: نَسَبَ إِليه النُّقْصَانَ، وَالِاسْمُ النَّقِيصةُ؛ قَالَ: فَلَوْ غَيرُ أَخوالي أَرادوا نَقِيصَتي، ... جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرانِينِ مِيسَما وَفُلَانٌ يَنْتَقِصُ فُلَانًا أَي يَقَعُ فِيهِ ويَثْلِبُه. والنَّقْصُ: ضعْفُ الْعَقْلِ. ونَقُصَ الشيءُ نَقاصَةً، فَهُوَ نَقِيصٌ: عَذُبَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: حَصَانٌ رِيقُها عَذْبٌ نَقِيص والمَنْقَصَةُ: النَّقْصُ. والنَّقِيصةُ: الْعَيْبُ. والنقيصةُ: الوَقِيعةُ فِي النَّاسِ، والفِعْل الانْتِقاصُ، وَكَذَلِكَ انْتِقاصُ الْحَقِّ؛ وأَنشد: وَذَا الرِّحْمِ لَا تَنْتَقِصْ حقَّه، ... فإِنَّ القَطِيعَة فِي نَقْصه وَفِي حَدِيثِ بَيْعِ الرُّطَب بِالتَّمْرِ قَالَ: أَيَنْقُص الرُّطَب إِذا يَبِس؟ قَالُوا: نَعَمْ ، لفظُه اسْتِفْهَامٌ وَمَعْنَاهُ تنبيهٌ وَتَقْرِيرٌ لِكُنْهِ الحُكْم وعلَّته لِيَكُونَ مُعْتَبَرًا فِي نَظَائِرِهِ، وإِلا فَلَا يَجُوزُ أَن يَخْفَى مِثْلُ هَذَا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: أَلَسْتُم خيرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا نكص: النُّكُوصُ: الإِحْجامُ والانْقِداعُ عَنِ الشَّيْءِ. تَقُولُ: أَرادَ فلانٌ أَمراً ثُمَّ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْه. ونَكَصَ عَنِ الأَمر يَنْكِصُ ويَنْكُصُ نَكْصاً ونُكوصاً: أَحْجَم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: نَكَصَ يَنْكُصُ ويَنْكِصُ ونَكَصَ فلانٌ عَنِ الأَمر ونَكَفَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي أَحْجَم. ونَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ: رَجَعَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الرُّجُوعِ عَنِ الْخَيْرِ خَاصَّةً. ونَكَصَ الرجلُ يَنْكِصُ: رجعَ إِلى خَلْفِه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ ؛ فُسِّرَ بِذَلِكَ كُلِّهِ. وقرأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ: تنكُصون، بِضَمِّ الْكَافِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وصِفِّين: قَدَّمَ للوَثْبة يَداً وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلًا ؛ النُّكُوص: الرجوعُ إِلى وَرَاءٍ وَهُوَ القَهْقَرَى. نمص: النَّمَصُ: قِصَرُ الرِّيشِ. والنَّمَص: رقَّة الشَّعَرِ ودِقَّتُه حَتَّى تَرَاهُ كالزَّغَبِ، رَجُلٌ أَنْمَصُ وَرَجُلٌ أَنْمَصُ الْحَاجِبِ وَرُبَّمَا كَانَ أَنْمَصَ الجَبِين. والنَّمْصُ: نَتْفُ الشَّعَرِ. ونَمَصَ شعرَه يَنْمِصُه نَمْصاً: نَتَفَه، والمُشْطُ يَنْمِصُ الشعرَ وَكَذَلِكَ المِحَسَّة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: كانَ رُيَيْبٌ حَلَبٌ وقارِصُ ... والقَتُّ والشعيرُ والفَصافِصُ، ومُشُطٌ مِنَ الْحَدِيدِ نامِصُ يَعْنِي المِحَسَّة سَمَّاهَا مُشُطًا لأَن لَهَا أَسناناً كأَسنان الْمُشْطِ. وتَنَمَّصت المرأَة: أَخذت شَعْرَ جَبِينِها بِخَيْطٍ لِتَنْتِفَهُ. ونَمَّصَت أَيضاً: شَدَّدَ لِلتَّكْثِيرِ؛ قَالَ الرَّاجِزِ: يَا لَيْتَها قَدْ لَبِسَتْ وَصْواصا، ... ونمَّصَتْ حاجِبَها تَنماصا، حَتَّى يَجِيئوا عُصَباً حِراصا والنامِصةُ: المرأَة الَّتِي تُزَيِّنُ النِّسَاءَ بالنَّمْص. وَفِي الْحَدِيثِ: لُعِنَت النامصةُ والمُتَنَمّصة ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: النامِصةُ الَّتِي تَنْتِفُ الشَّعَرَ مِنَ الْوَجْهِ، وَمِنْهُ قِيلَ للمِنْقاشِ مِنْماص لأَنه يَنْتِفُهُ بِهِ، والمُتَنَمِّصةُ: هِيَ الَّتِي تَفْعَلُ ذَلِكَ بِنَفْسِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ المُنْتَمِصة، بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى التَّاءِ. وامرأَة

نَمْصاء تَنْتَمِصُ أَي تأْمرُ نامِصةً فتَنْمِص شعرَ وَجْهِهَا نَمْصاً أَي تأْخذه عَنْهُ بِخَيْطٍ. والمِنْمَص والمِنْماصُ: المِنْقاشُ. ابْنُ الأَعرابي: المِنْماص المِظْفار والمِنْتاش والمِنْقاش والمِنْتاخ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنَّمَص الْمِنْقَاشُ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَمْ يُعَجِّلْ بقولٍ لَا كِفاءَ لَهُ، ... كَمَا يُعَجِّلُ نبتُ الخُضْرةِ النَّمَصُ والنَّمَصُ والنَّمِيصُ: أَول مَا يَبْدُو مِنَ النَّبَاتِ فَيَنْتِفُهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَمْكَنك جَزُّه، وَقِيلَ: هُوَ نَمَصٌ أَول مَا يَنْبُتُ فيملأَ فَمَ الْآكِلِ. وتنَمَّصَت البُهْمُ: رَعَتْه؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ويأْكلن مِنْ قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً ... تَجَبَّرَ بَعْدَ الأَكْلِ، فَهُوَ نَمِيصُ يَصِفُ نَبَاتًا قَدْ رَعَتْهُ الْمَاشِيَةُ فَجَرَّدَتْهُ ثُمَّ نَبَتَ بِقَدْرِ مَا يُمْكِنُ أَخْذُه أَي بِقَدْرِ مَا يُنْتَفُ ويُجَز. والنَّمِيصُ: النَّبْتُ الَّذِي قَدْ أُكل ثُمَّ نَبَتَ. والنِّمْصُ، بِالْكَسْرِ: نَبْتٌ. والنَّمَصُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَسَل لَيّنٌ تُعْمَلُ مِنْهُ الأَطْباق والغُلُف تَسْلَح عَنْهُ الإِبل؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ الأَزهري: أَقرأَني الإِيادي لِامْرِئِ الْقَيْسِ: تَرَعَّتْ بِحَبْل ابنَيْ زُهَير كِلَيْهِمَا ... نُماصَيْنِ، حتَّى ضاقَ عَنْهَا جُلُودُها قَالَ: نُماصَينِ شَهْرَيْنِ: ونُماصٌ: شَهْرٌ. تَقُولُ: لَمْ يأْتني نُماصاً أَي شَهْرًا، وَجَمْعُهُ نُمُصٌ وأَنْمِصَة. نهص: النَّهْصُ: الضيْمُ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الضَّادِ وَهُوَ الصحيح. نوص: ناصَ لِلْحَرَكَةِ نَوْصاً ومَناصاً: تهَيّأَ. وناصَ ينُوصُ نَوْصاً ومَناصاً ومَنِيصاً: تَحَرَّكَ وَذَهَبَ. وَمَا يَنُوصُ فُلَانٌ لِحَاجَتِي وَمَا يَقْدِرُ عَلَى أَن يَنُوص أَي يَتَحَرَّكُ لِشَيْءٍ. وناصَ يَنُوصُ نَوْصاً: عَدَلَ. وَمَا بِهِ نَوِيصٌ أَي قُوَّةٌ وحَراكٌ. وناوَصَ الجَرّة ثُمَّ سَالَمَهَا أَي جابَذَها ومارَسَها، وَهُوَ مَثَلٌ قَدْ ذُكِرَ عِنْدَ ذِكْرِ الجَرّة. وَيُقَالُ: نُصْت الشَّيْءَ جَذَبْتُه؛ قَالَ الْمَرَّارُ: وإِذا يُناصُ رأَيْته كالأَشْوَس وناصَ يَنُوصُ مَنِيصاً ومَناصاً: نَجا. أَبو سَعِيدٍ: انْتاصَت الشمسُ انْتياصاً إِذا غَابَتْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ؛ أَي وَقْتَ مَطْلَبٍ ومَغاثٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي اسْتَغاثوا وَلَيْسَ ساعةَ ملْجإٍ وَلَا مَهْرب. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حيص: ناصَ وناضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ؛ أَي لاتَ حينَ مَهْربٍ أَي لَيْسَ وَقْتَ تأَخّرٍ وفِرارٍ. والنَّوْصُ: الفِرارُ. والمَناصُ: المَهْربُ. والمَناصُ: الملْجأُ والمَفَرُّ. وناصَ عَنْ قِرنه يَنُوص نَوْصاً ومَناصاً أَي فرَّ وراغَ. ابْنُ بَرِّيٍّ: النُّوص، بِضَمِّ النُّونِ، الْهَرَبُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: يَا نَفْسُ أَبْقي وَاتَّقِي شَتْمَ ذَوي الأَعْراضِ ... فِي غَيْرِ نُوص والنَّوْصُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: التأَخر، والبَوْصُ: التَّقَدُّمُ، يُقَالُ: نُصْته؛ وأَنشد قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَمِن ذِكْرِ سَلْمى إِذْ نَأَتْكَ، تَنُوصُ ... فَتَقْصُر عَنْهَا خَطْوةً وتَبُوصُ؟

فصل الهاء

فمَناص مَفْعل: مِثْلُ مَقام. وَقَالَ الأَزهري: قَوْلِهِ وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ، لَاتَ فِي الأَصل لَاهَ، وَهَاؤُهَا هَاءُ التأْنيث، تَصير تَاءً عِنْدَ المُرورِ عَلَيْهَا مِثْلُ ثُمَّ وثُمَّت، تَقُولُ: عَمْرًا ثُمَّتَ خَالِدًا. أَبو تُرَابٍ: يُقَالُ لاصَ عَنِ الأَمر وناصَ بِمَعْنَى حادَ. وأَنَصْت أَن آخُذَ مِنْهُ شَيْئًا أُنِيصُ إِناصةً أَي أَردت. وناصَه ليُدْرِكه: حَرَّكَهُ. والنَّوْص والمَناصُ: السَّخَاءُ؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ. والنائِصُ: الرافعُ رأْسه نَافِرًا، وناصَ الفرسُ عِنْدَ الكَبْحِ وَالتَّحْرِيكِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا بِهِ نَويصٌ أَي قُوّةٌ وحَراكٌ. واسْتناصَ: شَمَخَ برأْسه، وَالْفَرَسُ يَنِيصُ ويَسْتَنِيصُ؛ وَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ: غَمْرُ الجِراء إِذا قَصَرْتُ عِنانَه ... بِيَدي، اسْتناص ورامَ جَرْيَ المِسْحَل واسْتناصَ أَي تأَخّر. والنَّوْصُ: الحمارُ الْوَحْشِيُّ لَا يَزَالُ نَائِصًا رَافِعًا رأْسه يَتَرَدَّدُ كأَنه نَافِذٌ جَامِحٌ. والمُنَوَّصُ: المُلَطَّخُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَنَصْت الشَّيْءَ: أَدَرْته، وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن نُونُهُ بَدَلٌ مِنْ لَامِ أَلَصْته. ابن لأَعرابي: الصَّاني اللازِمُ للخِدْمة وَالنَّاصِي المُعَرْبِد. ابْنُ الأَعرابي: النَّوْصة الغَسْلة بِالْمَاءِ أَو غَيْرِهِ، قَالَ الأَزهري: الأَصل مَوْصة، فقلبت الميم نوناً. نيص: النَّيْصُ: القُنْفذُ الضَّخْمُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّيْصُ الْحَرَكَةُ الضَّعِيفَةُ. وأَناصَ الشيءَ عَنْ مَوْضِعِهِ: حَرَّكَهُ وأَداره عَنْهُ لِيَنْتَزِعَهُ، نونُه بَدَلٌ مِنْ لَامِ أَلاصَه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَفْعَلَه مِنْ قَوْلِكَ ناصَ يَنُوص إِذا تَحَرَّكَ، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَبَابُهُ الْوَاوُ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الهاء هبص: الهَبَصُ: مِنَ النَّشَاطِ وَالْعَجَلَةِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا زالَ شَيْبانُ شَدِيداً هَبَصُهْ، ... حَتَّى أَتاه قِرْنُه فوقَصُهْ وهَبِصَ وهَبَصَ هَبَصاً وهَبْصاً فَهُوَ هَبِصٌ وهابصٌ: نَشِطَ ونَزِقَ. وهَبِصَ الكلبُ يَهْبَصُ: حَرَصَ عَلَى الصَّيْدِ، وقَلق نَحْوُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَفَز ونَزا، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، وَالْاسْمُ الهَبَصى، يُقَالُ: هُوَ يَعْدُو الهَبَصى؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَرَّ وأَعْطاني رِشاءً مَلِصا، ... كذَنبِ الذِّئْبِ يُعدِّي الهَبَصى وهَبِصَ يَهْبَصُ هَبَصاً: مَشَى عَجِلًا. هرص: الْفَرَّاءُ: هَرَّصَ الرجلُ إِذا اشْتعَل بَدَنُه حَصَفاً، قَالَ: وَهُوَ الحَصَف والهَرَصُ والدُّودُ والدُّوادُ، وَبِهِ كُنِّيَ الرَّجُلُ أَبا دُواد. ابْنُ الأَعرابي: الهِرْنِصاصةُ دُودةٌ وَهِيَ السُّرْفةُ. هرنص: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: الهَرْنَصةُ مَشْيُ الدُّودَةِ، وَالدُّودَةُ يقال لها الهِرْنِصاصةُ. هرنقص: الهَرَنْقَصُ: القصير. هصص: الهَصُّ: الصُّلْب مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والهَصّ شِدَّةُ القَبْضِ والغَمْزِ، وَقِيلَ: شِدَّةُ الْوَطْءِ لِلشَّيْءِ حَتَّى تَشْدخه، وَقِيلَ: هُوَ الكَسْر، هَصَّه يَهُصُّه هَصّاً، فَهُوَ مَهْصُوص وهَصِيصٌ. وهَصَصْت الشيءَ: غَمَزْته. ابْنُ الأَعرابي: زَخِيخُ النَّارِ بَرِيقُها، وهَصِيصُها تَلأْلُؤُها. وَحُكِيَ عَنْ أَبي ثَرْوان أَنه قَالَ: ضِفْنا فُلَانًا فَلَمَّا طَعِمْنا أَتَوْنا بالمَقاطِر فِيهَا الْجَحِيمُ يَهِصّ

فصل الواو

زَخيخُها فأُلْقيَ عَلَيْهَا المَنْدَليُّ؛ قَالَ: الْمَقَاطِرُ الْمَجَامِرُ، والجَحيم الجَمر، وزَخِيخُه بَريقُه، وهَصِيصُه تَلأْلُؤُه. وهصَّصَ الرجلُ إِذا بَرَّقَ عَيْنَيْهِ. وهُصَيْصٌ، مُصَغّر: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ: أَبو بَطْنٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ هُصَيصُ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ. وهَصَّان: اسْمٌ. وَبَنُو الهِصَّان، بِكَسْرِ الْهَاءِ: حَيٌّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَكُونُ مِنْ [هـ ص ن] لأَن ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَنُو هِصّان قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَبي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ. والهُصاهِصُ والقُصاقِصُ: الشَّدِيدُ مِنَ الأُسْد. هقص: الهَقْصُ: ثَمَرُ نَبَاتٍ يؤكل. همص: الهَمَصةُ: هَنَةٌ تَبْقَى مِنَ الدَّبَرَة فِي غَابِرِ البعير. هنبص: هنبص: اسْمٌ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الهَنْبصةُ الضَّحِك الْعَالِي؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو. هندلص: الهَنْدَلِيصُ: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ، وليس بثبت. هيص: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو هَيْصُ الطَّيْرِ سَلْحُه، وَقَدْ هاصَ يَهيصُ هَيْصاً إِذا رَمَى؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: مَهايِصُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِ أَي مَوَاقِعُ الطَّيْرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو للأَخْيل الطَّائِيِّ: كأَنَّ متْنَيه مِنَ النَّفِيِّ ... مَهايِصُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِ قَالَ: ومَهايِصُ جَمْعُ مَهْيَص. ابْنُ الأَعرابي: الهَيْصُ العُنْفُ بِالشَّيْءِ، والهَيْصُ: دَقُّ العنق. فصل الواو وَأَصَ: وأَصْتُ بِهِ الأَرضَ ووَأَصَ بِهِ الأَرضَ وأْصاً: ضربَهَا، ومَحَصَ بِهِ الأَرضَ مثله. وَبَصَ: الوبِيصُ: البَرِيقُ؛ وبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبْصاً ووَبِيصاً وبِصَةً: بَرَقَ ولمَع، ووبَصَ البرقُ وَغَيْرِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: إِذا شَبّ للْمَرْوِ الصِّغارِ وَبِيصُ وَفِي حَدِيثِ أَخْذِ الْعَهْدِ عَلَى الذُّريّة: وأَعْجَبَ آدمَ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ؛ الوبِيصُ: البَريقُ، وَرَجُلٌ وَبّاصٌ: بَرَّاقُ اللَّوْنِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: رأَيت وَبِيصَ الطيِّبِ فِي مَفارِقِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو مُحْرِمٌ أَي بَرِيقَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَا تَلْقَى الْمُؤْمِنَ إِلا شاحِباً وَلَا تَلْقَى المُنافِقَ إِلا وَبّاصاً أَي بَرَّاقًا. وَيُقَالُ: أَبْيَضُ وابِصٌ ووَبّاصٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: عَنْ هامةٍ كالحَجَرِ الوَبّاصِ وَقَالَ أَبو الْعَزِيبِ النَّصْرِيُّ: أَما تَرَيْنِي اليومَ نِضْواً خَالِصًا، ... أَسْوَدَ حُلْبوباً، وكنتُ وَابِصَا؟ أَبو حَنِيفَةَ: وبَصَتِ النارُ وَبِيصاً أَضاءتْ. والوابِصةُ: البَرْقةُ. وَعَارِضٌ وَبّاصٌ: شديدُ وَبِيصِ البَرْق. وَكُلُّ بَرّاقٍ وَبَّاصٌ ووابصٌ. وَمَا فِي النَّارِ وَبْصةٌ ووابِصةٌ أَي جَمْرَةٌ. وأَوْبَصَت نارِي: أَضاءت، زَادَ غَيْرُهُ: وَذَلِكَ أَول مَا يَظْهَرُ لَهَبُها. وأَوْبَصَت النارُ عِنْدَ القَدْح إِذا ظَهَرَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الوَبِيصةُ والوابِصةُ النَّارُ. وأَوْبَصت الأَرضُ: أَول مَا يَظْهَرُ

مِنْ نَبَاتِهَا. ووَبَّصَ الجِرْوُ تَوْبِيصاً إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ. وَرَجُلٌ وابِصةُ السَّمْع: يَعْتَمِدُ عَلَى مَا يُقَالُ لَهُ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الأُذُنَ، وأَنَّث عَلَى مَعْنَى الأُذُن، وَقَدْ تَكُونُ الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لوَابِصةُ سَمْعٍ إِذا كَانَ يَثِق بِكُلِّ مَا يَسْمَعُهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا كَانَ يَسْمَعُ كَلَامًا فَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ويظنُّه ولمَّا يَكُنْ عَلَى ثِقَة، يُقَالُ: وابِصةُ سَمع بِفُلَانٍ ووابِصةُ سَمع بِهَذَا الأَمر؛ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ القَمَرُ «4». والوَبَّاصُ ووَبْصانُ: شَهْرُ رَبِيعٍ الْآخَرِ «5»؛ قَالَ: وسِيّانِ وَبْصانٌ، إِذا مَا عَدَدْته، ... وبُرْكٌ لَعَمْري فِي الحِسَاب سَواءُ وَجَمْعُهُ وَبْصاناتٌ. ووابِصٌ ووابِصةُ: اسمان. والوَابِصةُ: موضع. وحص: ابْنُ الأَعرابي: الوَحْصُ البَثْرةُ تَخْرُجُ فِي وَجْهِ الْجَارِيَةِ المَلِيحة. ووَحَصَه وَحْصاً: سَحَبَه؛ يَمَانِيَةٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْكِلَابِيِّينَ يَقُولُ: أَصْبَحَت وَلَيْسَ بِهَا وَحْصَة أَي بَرْدٌ يَعْنِي الْبِلَادَ والأَيامَ، وَالْحَاءُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ. الأَزهري: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ أَصْبَحَتْ وَلَيْسَ بِهَا وَحْصَة وَلَا وَذْية، قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ ليس بها عِلَّة. وخص: أَصْبَحَتْ وَلَيْسَ بِهَا وَخْصَةٌ أَي شَيْءٌ مِنْ بَرْدٍ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا جَحْدًا؛ كُلُّهُ عَنْ يَعْقُوبَ. ودص: وَدَصَ إِليه بِكَلَامٍ وَدْصاً: كلَّمه بِكَلَامٍ لَمْ يَسْتَتِمّه. ورص: التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ وَرَضَ: ورَّضَت الدَّجاجةُ إِذا كَانَتْ مُرْخِمَةً عَلَى البَيْضِ ثُمَّ قَامَتْ فَوَضَعَتْ بِمَرَّةٍ، وَكَذَلِكَ التَّوْرِيضُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ ورَّصَت، بِالصَّادِّ. الْفَرَّاءُ: ورَّصَ الشَّيْخُ وأَوْرَصَ إِذا اسْتَرْخَى حِتارُ خَوْرانِه فأَبْدَى. وامرأَة مِيراصٌ: تُحْدِثُ إِذا أُتِيَت. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الوَرْصُ الدَّبُوقاءُ، وَجَمْعُهُ أَوْراصٌ. ووَرَّصَ إِذا رمَى بالعَرَبُون، وَهُوَ العَذِرة، وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى حَبْسِهِ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَرْبَنَ العَرَبُون، بِفَتْحِ العين والراء. وصص: وَصْوَصَت الْجَارِيَةُ إِذا لَمْ يُرَ مِنْ قِناعها إِلا عَيْنَاهَا. أَبو زَيْدٍ: النِّقاب عَلَى مارِنِ الأَنف والتَّرْصِيصُ لَا يُرَى إِلا عَيْنَاهَا، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: هُوَ التَّوْصِيصُ، بِالْوَاوِ، وَقَدْ رَصَّصت ووَصَّصت تَوْصِيصاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا أَدنت المرأَةُ نقابَها إِلى عَيْنَيْهَا فَتِلْكَ الوَصْوَصة، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّوْصِيصُ فِي الانْتِقاب مِثْلُ التَّرْصِيص. ابْنُ الأَعرابي: الوَصُّ إِحْكام الْعَمَلِ مِنْ بِنَاءٍ وَغَيْرِهِ. والوَصْواصُ: البُرْقُعُ الصَّغِيرُ؛ قَالَ المُثَقِّب العَبْدِي: ظَهَرْنَ بكِلَّة وسَدَلْنَ رَقْماً، ... وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ لِلْعُيونِ وَرُوِيَ: أَرَيْنَ محاسِناً وكَنَنَّ أُخْرَى وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: يَا لَيْتَهَا قَدْ لَبِسَت وَصْواصا وبُرْقُعٌ وَصْواصٌ: ضَيّقٌ. والوَصائصُ: مضايقُ

_ (4). قوله: هو القمر؛ هكذا في الأَصل، ولعله أراد: الوبّاص هو القمر: هكذا في سائر المعاجم. (5). قوله [وبصان شهر ربيع الآخر] هو بفتح الواو وضمها مع سكون الباء فيهما.

مَخَارِجِ عَيْنَيِ الْبُرْقُعِ. والوَصْواصُ: خَرْقٌ فِي السِّتْر وَنَحْوِهِ عَلَى قَدْرِ الْعَيْنِ يُنْظَرُ مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي وَهَجَانٍ يَلِجُ الوَصْواصا الْجَوْهَرِيُّ: الوَصْوَصُ ثُقْبٌ فِي السِّتْر، وَالْجَمْعُ الوَصاوصُ. ووَصْوَصَ الرجُل عينَه: صغَّرَها ليسْتَثبت النَّظَرَ. والوَصاوِصُ: خروقُ الْبَرَاقِعِ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَصاوِصُ حِجَارَةُ الأَياديم وَهِيَ مُتون الأَرض؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَلَى جِمالٍ تَهِصُ المَواهِصَا، ... بِصُلَّباتٍ تَقِصُ الوَصاوِصَا وفص: الوَفاصُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُمْسِكُ الماءَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الوِفاصُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَقَصَ: الوَقَصُ، بِالتَّحْرِيكِ: قِصَرُ الْعُنُقِ كأَنما رُدَّ فِي جَوْفِ الصَّدْرِ، وَقِصَ يَوْقَصُ وَقَصاً، وَهُوَ أَوْقَصُ، وامرأَة وَقْصاء، وأَوْقَصه اللَّهُ؛ وَقَدْ يُوصَفُ بِذَلِكَ الْعُنُقُ فَيُقَالُ: عُنُق أَوْقَصُ وعُنُق وَقْصاء، حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ. ووَقَصَ عُنُقَه يَقِصُها وَقْصاً: كسَرَها ودَقَّها، قَالَ: وَلَا يَكُونُ وقَصَت العنقُ نَفْسُهَا إِنما هُوَ وُقِصَت. خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: وُقِصَ الْبَعِيرُ، فَهُوَ مَوْقوصٌ إِذا أَصبح دَاؤُهُ فِي ظَهْرِهِ لَا حَراك بِهِ، وَكَذَلِكَ الْعُنُقُ وَالظَّهْرُ فِي الوَقْص، وَيُقَالُ: وُقِصَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مَوْقُوصٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزُ: مَا زَالَ شَيْبانُ شَدِيداً هَبَصُه، ... حَتَّى أَتاه قِرْنُه فوَقَصُهْ قَالَ: أَراد فوَقَصَه، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْهَاءِ نَقَلَ حَرَكَتَهَا وَهِيَ الضَّمَّةُ إِلى الصَّادِ قَبْلَهَا فَحَرَّكَهَا بِحَرَكَتِهَا. ووَقَصَ الدَّيْنُ عُنُقَه: كَذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. وَكُلُّ مَا كُسِرَ، فَقَدْ وُقِصَ. وَيُقَالُ: وَقَصْت رأْسَه إِذا غَمَزْتُهُ غَمْزًا شَدِيدًا، وَرُبَّمَا انْدَقَّتْ مِنْهُ الْعُنُقُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه قَضى فِي الوَاقِصة والقامِصَة والقَارِصة بِالدِّيَةِ أَثلاثاً ، وَهُنَّ ثلاثُ جَوارٍ رَكِبَتْ إِحداهن الأُخرى، فقَرَصت الثالثةُ المركوبَةَ فقَمَصت، فَسَقَطَتِ الراكبةُ، فَقَضَى لِلَّتِي وُقِصَت أَي انْدَقَّ عنُقها بِثُلْثَيِ الدِّيَةِ عَلَى صَاحِبَتَيْهَا. والواقصةُ بِمَعْنَى المَوْقُوصة كَمَا قَالُوا آشِرة بِمَعْنَى مَأْشورة؛ كَمَا قال: أَناشِر لَا زَالَتْ يمينُك آشِرَه أَي مأْشورة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ وَاقِفًا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَوَقَصَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فِي أَخاقِيقِ جِرْدْانٍ فَمَاتَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَقْصُ كَسْرُ الْعُنُقِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ أَوْقَصُ إِذا كَانَ مائلَ الْعُنُقِ قصيرَها، وَمِنْهُ يُقَالُ: وَقَصْت الشَّيْءَ إِذا كَسَرْته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ النَّاقَةَ: فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بَعْدَمَا ... كَرَبت حياةُ النَّارِ للمُتَنَوِّرِ أَي تَدُقُّ وَتَكْسِرُ. والمَقاصِرُ: أُصول الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ مَقْصُورٌ. ووَقصَت الدابةُ الأَكَمةَ: كَسَرَتْها؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: خَطّارة غِبَّ السُّرى مَوّارةٌ، ... تَقِصُ الإِكامَ بِذَاتِ خُفٍّ مِيثَم وَيُرْوَى: تَطِس. والوَقَصُ: دِقاقُ العِيدانِ تُلْقَى على النار. يقال: وَقِّصْ عَلَى نَارِكَ؛ قَالَ حميد ابن ثَوْرٍ يَصِفُ امرأَة:

لَا تَصْطَلي النارَ إِلا مُجْمَراً أَرِجاً، ... قَدْ كَسَّرَتْ مِن يَلَنْجُوجٍ لَهُ وَقَصَا ووقَّص عَلَى نَارِهِ: كسَّرَ عَلَيْهَا العِيدَانَ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكِرًا يَقُولُ: الوَقَش والوَقَص صِغَارُ الْحَطَبِ الذي تُشَيَّع به النارُ. ووَقَصَت بِهِ راحِلتُه وَهُوَ كَقَوْلِكَ: خُذِ الخِطامَ وخذْ بِالْخِطَامِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بِفَرَسٍ فرَكِبَه فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بِهِ. الأَصمعي: إِذا نَزَّا الفرسُ فِي عَدْوِه نَزْواً ووَثَبَ وَهُوَ يُقارب الخَطْوَ فَذَلِكَ التَّوقُّصُ، وَقَدْ توَقّص. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التوَقُّصُ أَن يُقْصِرَ عَنِ الخَبَب ويزيدَ عَلَى العَنَق وَيَنْقُلَ قَوَائِمَهُ نَقْلَ الخَبَب غَيْرَ أَنها أَقرب قَدْراً إِلى الأَرض وَهُوَ يَرْمِي نَفْسَهُ ويَخُبّ. وَفِي حَدِيثِ أُم حَرام: رَكِبَتْ دَابَّةً فوَقَصَتْ بِهَا فسَقَطَتْ عَنْهَا فَمَاتَتْ. وَيُقَالُ: مَرَّ فلانٌ تتوَقَّصُ بِهِ فرسُه. وَالدَّابَّةُ تذُبّ بذَنَبِها فتَقِصُ عَنْهَا الذبابَ وَقْصاً إِذا ضَرَبَتْهُ بِهِ فَقَتَلَتْهُ. وَالدَّوَابُّ إِذا سارت في رؤوس الإِكام وقَصَتْها أَي كَسَرَتْ رؤُوسَها بِقَوَائِمِهَا، والفرَسُ تَقِصُ الإِكامَ أَي تدُقّها. والوَقْصُ: إِسكان الثَّانِي مِنْ مُتَفَاعِلُنْ فَيَبْقَى متْفاعلن، وَهَذَا بِنَاءٌ غَيْرُ مَنْقُولٍ فَيُصْرَفُ عَنْهُ إِلى بِنَاءٍ مُسْتَعْمَلٍ مَقُولٍ مَنْقُولٍ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ مُسْتَفْعِلُنْ، ثُمَّ تُحْذَفُ السِّينُ فَيَبْقَى مُتَفْعِلن فَيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيعِ إِلى مَفَاعِلُنْ؛ وَبَيْتُهُ أَنشده الْخَلِيلُ: يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِه بِسَيْفِه، ... ورُمْحِهِ ونَبْلِه ويَحْتَمِي سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه بِمَنْزِلَةِ الَّذِي انْدَقّتْ عنُقه. ووَقَصَ رأْسه: غَمْزُهُ مِنْ سُفْل. وتَوَقَّصَ الفرسُ: عَدَا عَدْواً كأَنه ينزُو فِيهِ. والوَقَصُ: مَا بَيْنَ الفَرِيضتين مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ، واحدُ الأَوْقاصِ فِي الصَّدَقَةِ، وَالْجَمْعُ أَوْقاص، وَبَعْضُهُمْ يَجْعلُ الأَوْقاصَ فِي الْبَقَرِ خَاصَّةً، والأَشْناقَ فِي الإِبل خَاصَّةً، وَهُمَا جَمِيعًا مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنه أُتِي بوَقَصٍ فِي الصَّدَقَةِ وَهُوَ بِالْيَمَنِ فَقَالَ: لَمْ يأْمُرْني رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِ بِشَيْءٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ الوَقَصُ، بِالتَّحْرِيكِ، هُوَ مَا وَجَبَتْ فِيهِ الْغَنَمُ مِنْ فَرَائِضِ الصَّدَقَةِ فِي الإِبل مَا بَيْنَ الخَمْسِ إِلى الْعِشْرِينَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَرى أَبا عَمْرٍو حَفِظَ هَذَا لأَن سُنّةَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَن فِي خَمْس مِنَ الإِبل شَاةً وَفِي عَشْرٍ شَاتَيْنِ إِلى أَربع وَعِشْرِينَ فِي كُلِّ خمسٍ شَاةٌ، قَالَ: وَلَكِنِ الوَقَصُ عِنْدَنَا مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ وَهُوَ مَا زَادَ عَلَى خَمْسٍ مِنَ الإِبل إِلى تِسْعٍ، وَمَا زَادَ عَلَى عَشْرٍ إِلى أَربعَ عَشْرَةَ، وَكَذَلِكَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَوِّي قولَ أَبي عَمْرٍو وَيَشْهَدُ بِصِحَّتِهِ قولُ مُعَاذٍ فِي الْحَدِيثِ إِنه أُتِي بوقَصٍ فِي الصَّدَقَةِ يَعْنِي بِغَنَمٍ أُخِذَت فِي صَدَقَةِ الإِبل، فَهَذَا الْخَبَرُ يَشْهَدُ بأَنه لَيْسَ الوَقَصُ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ لأَن مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ لَا شَيْءَ فِيهِ، وإِذا كَانَ لَا زَكَاةَ فِيهِ فَكَيْفَ يُسَمَّى غَنَمًا؟ الْجَوْهَرِيُّ: الوَقَص نَحْوَ أَن تَبْلُغَ الإِبلُ خَمْساً فَفِيهَا شَاةٌ، وَلَا شَيْءَ فِي الزِّيَادَةِ حَتَّى تَبْلُغَ عَشْرًا، فَمَا بَيْنَ الخَمْسِ إِلى الْعَشْرِ وَقَصٌ، وَكَذَلِكَ الشَّنَقُ، وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَجْعَلُ الوَقَصَ فِي الْبَقَرِ خَاصَّةً والشَّنَقَ فِي الإِبل خَاصَّةً، قَالَ: وَهُمَا جَمِيعًا مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: وَكَانَتْ عليَّ بُرْدَةٌ فخالفتُ بَيْنَ طَرَفيها ثُمَّ تَواقَصْت عَلَيْهَا كَيْ لَا تَسْقُطَ أَي انْحنَيْت وتَقاصَرْت لأَمْسكها بعُنُقِي.

والأَوْقَصُ: الَّذِي قَصُرَت عنقُه خِلْقَةً. وواقِصةُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: ماءٌ، وَقِيلَ: مَنْزِلٌ بِطَرِيقِ مكة. ووُقَيْصٌ: اسم. وَهَصَ: الوَهْصُ: كسْرُ الشَّيْءِ الرِّخْوِ؛ وَقَدْ وَهَصَه وَهْصاً فَهُوَ مَوْهوصٌ ووَهِيص: دقَّه وكَسره، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: فدَغَه، وَهُوَ كسْرُ الرُّطَبِ، وَقَدِ اتَّهَصَ هُوَ؛ عَنْهُ أَيضاً. ووَهَصَه الدَّيْنُ: دَقَّ عُنُقَهُ. ووَهَصَه: ضَرَبَ بِهِ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ آدَمَ، صلواتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، حَيْثُ أُهْبِط مِنَ الْجَنَّةِ وَهَصَه اللَّهُ إِلى الأَرض ، مَعْنَاهُ كأَنما رَمى بِهِ رَمْيًا عَنِيفًا شَدِيدًا وَغَمَزَهُ إِلى الأَرض. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: أَنَّ الْعَبْدَ إِذا تكبَّر وعَدَا طَوْرَه وَهَصَه اللَّهُ إِلى الأَرض ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَهَصَه جَذبَه إِلى الأَرض. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: مَنْ تواضَعَ رَفَع اللهُ حَكَمَتَه ومَنْ تَكَبَّرَ وعَدَا طَوْرَه وهَصَه اللهُ إِلى الأَرض ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وهَصَه يَعْنِي كسَرَه ودَقّه. يُقَالُ: وهَصْت الشيءَ وَهْصاً ووَقَصْته وَقْصاً بِمَعْنَى وَاحِدٍ. والوَهْصُ: شدَّة غمزِ وَطْءِ الْقَدَمِ عَلَى الأَرض؛ وأَنشد لأَبي الْعَزِيبِ النَّصْرِيِّ: لَقَدْ رأَيت الظُّعُنَ الشَّواخِصَا، ... عَلَى جِمَالٍ تَهِصُ المَواهِصا، فِي وَهَجانٍ يَلِجُ الوَصاوِصَا المَواهِصُ: مَوَاضِعُ الوَهْصة. وَكَذَلِكَ إِذا وَضَعَ قَدَمَهُ عَلَى شَيْءٍ فشَدخه تَقُولُ وَهَصَه. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَهْصُ والوَهْسُ والوهْزُ واحدٌ، وَهُوَ شِدَّةُ الغَمْز، وَقِيلَ: الوَهْصُ الغَمْزُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ: فَحيْنُكَ دلَّاك، ابنَ واهِصَةِ الخُصَى، ... لِشَتْمِيَ، لَوْلَا أَنَّ عِرْضَك حائِنُ وَرَجُلٌ مَوْهوصُ الخَلْق: كأَنه تَدَاخَلَتْ عظامُه، ومُوَهَّصُ الْخُلُقِ، وَقِيلَ: لازَمَ عِظَامُهُ بَعْضَهُ بَعْضًا؛ وأَنشد: مُوَهَّصٌ مَا يتَشَكَّى الْفَائِقَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده مُوَهَّصاً لأَن قَبْلَهُ: تَعَلَّمِي أَنَّ عَلَيكِ سَائقا، ... لَا مُبْطِئاً، وَلَا عَنِيفاً زاعِقَا ووَهَصَ الرجلُ الكَبْشَ، فَهُوَ مَوْهُوص ووَهِيص: شَدَّ خُصْيَيْه ثُمَّ شدَخَهما بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ويُعَيَّر الرجلُ فَيُقَالُ: يَا ابنَ واهِصة الخُصَى إِذا كَانَتْ أُمه رَاعِيَةً؛ وَبِذَلِكَ هَجَا جريرٌ غسانَ: ونُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصة الخُصَى، ... يُلَجْلج مِنِّي مُضْغةً لَا يُحِيرُها وَرَجُلٌ مَوْهُوص ومُوَهَّصٌ: شَدِيدُ الْعِظَامِ؛ قَالَ شَمِرٌ سأَلت الكلابيِّين عَنْ قَوْلِهِ: كأَن تَحْتَ خُفِّها الوَهَّاصِ ... مِيظَبَ أُكْمٍ نِيطَ بالمِلاصِ فَقَالُوا: الوَهَّاصُ الشَّدِيدُ. والمِيظَبُ: الظُّرر. والمِلاصُ: الصَّفا. ابْنُ بُزُرج: بَنُو مَوْهَصَى هُمُ العَبِيد؛ وأَنشد: لَحَا اللهُ قَوْمًا يُنْكِحُونَ بناتِهم ... بَني مَوْهَصَى حُمْر الخُصَى والحَناجِر

فصل الياء

فصل الياء يَصَصَ: فِي تَرْجَمَةٍ بَصَّصَ أَبو زَيْدٍ: يصَّصَ الجِرْوُ تَيْصِيصاً إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ، لُغَةٌ فِي جَصَّصَ وبَصَّصَ أَي فقَحَ، لأَن الْعَرَبَ تَجْعَلُ الْجِيمَ يَاءً فَتَقُولُ للشجرة شيَرة وللجَثْجَاث جَثْياث، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَصَّصَ الجِرْوُ تَيْصِيصاً، بِالْيَاءِ وَالصَّادِ. قَالَ الأَزهري: وَهُمَا لُغَتَانِ وَفِيهِ لُغَاتٌ مَذْكُورَةٌ فِي مَوَاضِعِهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَصَّصَ ويصَّصَ، بالياء، بمعناه.

ض

ض فرف الضاد المعجمة ض: الضَّادُ حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَهِيَ تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفًا، وَالْجِيمُ وَالشِّينُ وَالضَّادُ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَهَذِهِ الْحُرُوفُ الثَّلَاثَةُ هِيَ الْحُرُوفُ الشَّجْريّة. فصل الألف أبض: ابْنُ الأَعرابي: الأَبْضُ الشَّدُّ، والأَبْضُ التَّخْلِيةُ، والأَبْضُ السُّكُونُ، والأَبْضُ الْحَرَكَةُ؛ وأَنشد: تَشْكُو العُرُوق الآبِضات أَبْضا ابْنُ سِيدَهْ: والأُبْضُ، بِالضَّمِّ، الدَّهْرُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي حِقْبةٍ عِشْنا بِذَاكَ أُبْضا، ... خِدْن اللَّواتِي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا وَجَمْعُهُ آباضٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَبْضُ الشدُّ بالإِبَاضِ، وَهُوَ عِقَال يُنْشَب فِي رُسْغِ الْبَعِيرِ وَهُوَ قَائِمٌ فَيَرْفَعُ يَدَهُ فتُثْنَى بالعِقال إِلى عَضُدِهِ وتُشَدّ. وأَبَضْت البَعِيرَ آبُضُهُ وآبِضُهُ أَبْضاً: وَهُوَ أَن تُشَدَّ رُسْغُ يَدِهِ إِلى عَضُدِهِ حَتَّى تَرْتَفِعَ يَدُهُ عَنِ الأَرض، وَذَلِكَ الْحَبْلُ هُوَ الإِبَاضُ، بِالْكَسْرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَقْعَسِيِّ: أَكْلَفُ لَمْ يَثْنِ يَدَيهِ آبِضُ وأَبَضَ البعيرَ يأْبِضُه ويأْبُضُه: شَدَّ رُسْغَ يَدَيْهِ إِلى ذِرَاعَيْهِ لِئَلَّا يَحْرَدَ. وأَخذ يأْبِضُه: جَعَلَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ رُكْبَتَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ احْتَمَلَهُ. والمَأْبِضُ: كُلُّ مَا يَثْبُت عَلَيْهِ فخذُك، وَقِيلَ: المأْبِضانِ مَا تَحْتَ الْفَخِذَيْنِ فِي مَثَانِي أَسافلهما، وَقِيلَ: المأْبِضان بَاطِنَا الرُّكْبَتَيْنِ وَالْمِرْفَقَيْنِ. التَّهْذِيبُ: ومأْبِضا السَّاقَيْنِ مَا بطَنَ مِنَ الرُّكْبَتَيْنِ وَهُمَا فِي يَدِيِ الْبَعِيرِ بَاطِنَا الْمِرْفَقَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: المأْبِضُ باطِنُ الرُّكْبَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ مآبِضُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ: أَو مُلْتَقَى فائِله ومأْبِضِهْ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: الْفَائِلَانِ عِرْقَانِ فِي الْفَخِذَيْنِ، والمَأْبِضُ باطنُ الْفَخِذَيْنِ إِلَى الْبَطْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالَ قَائِمًا لِعِلّةٍ بمَأْبِضَيه ؛ المَأْبِضُ: بَاطِنُ الرُّكْبَةِ هَاهُنَا، وأَصله مِنَ الإِباض، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ رُسْغُ الْبَعِيرِ إِلى عَضُدِهِ. والمَأْبِض، مَفْعِل مِنْهُ، أَي مَوْضِعُ الإِباضِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِن الْبَوْلَ قَائِمًا يَشفي مِنْ تِلْكَ الْعِلَّةِ. والتَّأَبُّضُ: انْقِبَاضُ النَّسَا وَهُوَ عِرْقٌ؛ يُقَالُ: أَبِضَ نَساه وأَبَضَ وتأَبَّضَ تقبّضَ وَشَدَّ رِجْلَيْهِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امرأَة: إِذا جَلَسَتْ فِي الدَّارِ يَوْمًا، تأَبَّضَتْ ... تَأَبُّضَ ذِيب التَّلْعَةِ المُتَصَوِّبِ أَراد أَنها تجلِس جِلْسةَ الذِّئْبِ إِذا أَقْعى، وإِذا تأَبَّضَ عَلَى التَّلْعة رأَيته مُنْكبّاً. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ تأَبُّضُ رِجْلَيْهِ وشَنَجُ نَساه. قَالَ: وَيُعْرَفُ شَنْجُ نَساه بِتَأَبُّضِ رِجْلَيْهِ وتَوْتِيرهما إِذا مَشَى. والإِباضُ: عِرْقٌ فِي الرِّجْل. يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا توتَّرَ ذَلِكَ العرقُ مِنْهُ: مُتَأَبِّضٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فَرَسٌ أَبُوضُ النَّسا كأَنما يَأْبِضُ رِجْلَيْهِ مِنْ سُرْعَةِ رَفْعِهِمَا عِنْدَ وَضْعِهِمَا؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، ... وَفِي الأَقْرانِ أَصْوِرةُ الرَّغامِ مُتَأَبِّضات: مَعْقُولَاتٌ بالأُبُضِ، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْحَالِ. والمَأْبِضُ: الرُّسْغ وَهُوَ مَوْصِل الْكَفِّ فِي الذِّرَاعِ، وَتَصْغِيرُ الإِباضِ أُبَيِّضٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَقولُ لِصاحِبي، والليلُ داجٍ: ... أُبَيِّضَك الأُسَيِّدَ لَا يَضِيعُ يَقُولُ: احْفَظْ إِباضَك الأَسودَ لَا يَضِيعُ فَصَغَّرَهُ. وَيُقَالُ: تَأَبَّضَ البعيرُ فَهُوَ مُتَأَبِّضٌ، وتَأَبَّضَه غيرُه كَمَا يُقَالُ زَادَ الشيءُ وزِدْتُه. وَيُقَالُ لِلْغُرَابِ مُؤْتَبِض النَّسا لأَنه يَحْجِل كأَنّه مأْبُوضٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وظَلَّ غُرابُ البَيْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسا، ... لَهُ فِي دِيارِ الجارتَين نَعِيقُ وإِباضٌ: اسْمُ رَجُلٍ. والإِباضِيّة: قَوْمٌ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ لَهُمْ هَوًى يُنْسَبون إِليه، وَقِيلَ: الإِباضِيّة فِرْقة مِنَ الْخَوَارِجِ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ بنِ إِباضٍ التَّمِيمِيِّ. وأُبْضَة: ماءٌ لِطَيِءٍ وَبَنِي مِلْقَط كَثِيرُ النَّخْلِ؛ قَالَ مُسَاوِرُ بْنُ هِنْدٍ: وجَلَبْتُه مِنْ أَهل أُبْضةَ طائِعاً، ... حَتَّى تَحَكَّم فِيهِ أَهلُ أُرابِ وأُباضُ: عِرْضٌ بِالْيَمَامَةِ كَثِيرُ النَّخْلِ وَالزَّرْعِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: أَلا يَا جارَتا بِأُباضَ، إِنِّي ... رَأَيْتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جَارَا تُعَرِّينا إِذا هَبَّتْ عَلَيْنَا، ... وتَمْلأُ عَيْنَ ناظِركم غُبارا وَقَدْ قِيلَ: بِهِ قُتِلَ زيد بن الخطاب. أرض: الأَرْض: الَّتِي عَلَيْهَا النَّاسُ، أُنثى وَهِيَ اسْمُ جِنْسٍ، وَكَانَ حَقُّ الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَن يُقَالَ أَرْضة وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ عَمْرِو بْنِ جُوَين الطَّائِيِّ أَنشده ابْنُ سِيبَوَيْهِ: فَلَا مُزْنةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها، ... وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها

فإِنه ذَهَبَ بالأَرض إِلى الْمَوْضِعِ وَالْمَكَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هَذَا رَبِّي؛ أَي هَذَا الشَّخْصُ وَهَذَا المَرْئِيُّ وَنَحْوُهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ؛ أَي وعْظ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كأَنه اكْتَفَى بِذِكْرِ الْمَوْعِظَةِ عَنِ التَّاءِ، وَالْجَمْعُ آراضٌ وأُرُوض وأَرَضُون، الْوَاوُ عِوَضٌ مِنَ الْهَاءِ الْمَحْذُوفَةِ الْمُقَدَّرَةِ وَفَتَحُوا الرَّاءَ فِي الْجَمْعِ لِيَدْخُلَ الكلمةَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكْسِيرِ، استِيحاشاً مِنْ أَن يُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِيحِ لِيُعْلِمُوا أَن أَرضاً مِمَّا كَانَ سَبِيلُهُ لَوْ جُمِعَ بِالتَّاءِ أَن تُفتح راؤُه فَيُقَالُ أَرَضات، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَزَعَمَ أَبو الْخَطَّابِ أَنهم يَقُولُونَ أَرْض وآراضٌ كَمَا قَالُوا أَهل وَآهَالٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ فِيمَا حُكِيَ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَرْض وأَراضٍ وأَهل وأَهالٍ، كأَنه جَمْعُ أَرْضاة وأَهلاة كَمَا قَالُوا لَيْلَةٌ وليالٍ كأَنه جَمْعُ لَيْلاة، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ أَرَضات لأَنهم قَدْ يَجْمَعُونَ المُؤنث الَّذِي لَيْسَتْ فِيهِ هَاءُ التأْنيث بالأَلف وَالتَّاءِ كَقَوْلِهِمْ عُرُسات، ثُمَّ قَالُوا أَرَضُون فَجَمَعُوا بِالْوَاوِ وَالنُّونِ والمؤَنث لَا يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ إِلا أَن يَكُونَ مَنْقُوصًا كثُبة وظُبَة، وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوا الْوَاوَ وَالنُّونَ عِوَضًا مِنْ حَذْفهم الأَلف وَالتَّاءَ وَتَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ عَلَى حَالِهَا، وَرُبَّمَا سُكِّنَت، قَالَ: والأَراضي أَيضاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كأَنهم جَمَعُوا آرُضاً، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ جَمَعُوا أَرْضى مِثْلَ أَرْطى، وأَما آرُض فقياسُه جمعُ أَوارِض. وَكُلُّ مَا سفَل، فَهُوَ أَرْض؛ وَقَوْلُ خِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ: كذَبْتُ عَلَيْكُمْ، أَوْعِدُوني وعلِّلُوا ... بِيَ الأَرْضَ والأَقوامَ، قِرْدانَ مَوْظَبا قال ابن سيبويه: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ أَهل الأَرض وَيَجُوزَ أَن يُرِيدَ علِّلُوا جَمِيعَ النَّوْعِ الَّذِي يَقْبَلُ التَّعْلِيلَ؛ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِي وَبِهِجَائِي إِذا كُنْتُمْ فِي سَفَرٍ فَاقْطَعُوا الأَرض بِذِكْرِي وأَنْشِدوا الْقَوْمَ هِجائي يَا قِرْدان مَوْظَب، يَعْنِي قَوْمًا هُمْ فِي القِلّةِ والحَقارة كقِرْدان مَوْظَب، لَا يَكُونُ إِلا عَلَى ذَلِكَ لأَنه إِنما يَهْجُو الْقَوْمَ لَا القِرْدان. والأَرْضُ: سَفِلة الْبَعِيرِ وَالدَّابَّةِ وَمَا وَلِيَ الأَرض مِنْهُ، يُقَالُ: بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ إِذا كَانَ شَدِيدَ الْقَوَائِمِ. والأَرْضُ: أَسفلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ؛ وأَنشد لِحُمَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ، ... وَلَا لِحَبْلَيْهِ بِهَا حَبارُ يَعْنِي لَمْ يُقَلِّبْ قَوَائِمَهَا لِعِلْمِهِ بِهَا؛ وَقَالَ سُوِيدُ بْنُ كُرَاعٍ: فرَكِبْناها عَلَى مَجْهولِها ... بصِلاب الأَرْض، فِيهنّ شَجَعْ وَقَالَ خُفَافٌ: إِذا مَا اسْتَحَمَّت أَرْضُه مِنْ سَمائِه ... جَرى، وَهُوَ مَوْدوعٌ وواعدُ مَصْدَقِ وأَرْضُ الإِنسان: رُكْبتاه فَمَا بَعْدَهُمَا. وأَرْضُ النَّعْل: مَا أَصاب الأَرض مِنْهَا. وتأَرَّضَ فُلَانٌ بِالْمَكَانِ إِذا ثَبَتَ فَلَمْ يَبْرَحْ، وَقِيلَ: التَّأَرُّضُ التَّأَنِّي وَالِانْتِظَارُ؛ وأَنشد: وصاحِبٍ نَبّهْتُه لِيَنْهَضا، ... إِذا الكَرى فِي عَيْنِهِ تَمَضْمَضا يَمْسَحُ بِالْكَفَّيْنِ وَجْهاً أَبْيَضا، ... فَقَامَ عَجْلانَ، وَمَا تَأَرَّضَا أَي مَا تَلَبَّثَ. والتَّأَرُّضُ: التَّثاقُلُ إِلى الأَرض؛

وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: مُقِيم مَعَ الحيِّ المُقِيمِ، وقَلبْهُ ... مَعَ الراحِلِ الغَادي الَّذِي مَا تَأَرَّضا وتَأَرَّضَ الرجلُ: قَامَ عَلَى الأَرض؛ وتَأَرَّضَ واسْتَأْرَضَ بِالْمَكَانِ: أَقامَ بِهِ ولَبِثَ، وَقِيلَ: تَمَكَّنَ. وتَأَرَّضَ لِي: تضَرَّعَ وتعرَّضَ. وَجَاءَ فُلَانٌ يَتَأَرَّضُ لِي أَي يتصَدَّى ويتعرَّض؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: قُبْحُ الحُطَيْئة مِنْ مُناخِ مَطِيَّةٍ ... عَوْجاءَ سائمةٍ تأَرَّضُ للقِرَى وَيُقَالُ: أَرَّضْت الكلامَ إِذا هَيَّأْتَه وسَوَّيْتَه. وتأَرَّضَ النَّبْتُ إِذا أَمكن أَن يُجَزَّ. والأَرْضُ: الزُّكامُ، مُذَكَّرٌ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مُؤَنَّثٌ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: وَقَالُوا: أَنَتْ أَرْضٌ بِهِ وتَحَيَّلَتْ، ... فَأَمْسَى لِمَا فِي الصَّدْرِ والرأْسِ شَاكِيا أَنَتْ أَدْرَكَتْ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: أَتَتْ. وَقَدْ أُرِضَ أَرْضاً وآرَضَه اللَّهُ أَي أَزْكَمَه، فَهُوَ مَأْرُوضٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ مَأْروضٌ وَقَدْ أُرِضَ فُلَانٌ وآرَضَه إِيراضاً. والأَرْضُ: دُوارٌ يأْخذ فِي الرأْس عَنِ اللبنِ فيُهَراقُ لَهُ الأَنف وَالْعَيْنَانِ، والأَرْضُ، بِسُكُونِ الرَّاءِ: الرِّعْدةُ والنَّفْضةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ: أَزُلْزِلَت الأَرض أَمْ بِي أَرْضٌ؟ يَعْنِي الرِّعْدَةَ، وَقِيلَ: يَعْنِي الدُّوَارَ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ صَائِدًا: إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِن سنَابِكها، ... أَو كَانَ صاحِبَ أَرضٍ، أَو بِهِ المُومُ وَيُقَالُ: بِي أَرْضٌ فآرِضُوني أَي دَاوُونِي. والمَأْرُوضُ: الَّذِي بِهِ خَبَلٌ مِنَ الْجِنِّ وأَهلِ الأَرْض وَهُوَ الَّذِي يُحَرِّكُ رأْسه وَجَسَدَهُ عَلَى غَيْرِ عَمْدٍ. والأَرْضُ: الَّتِي تأْكل الْخَشَبَ. وشَحْمَةُ الأَرْضِ: معروفةٌ، وشحمةُ الأَرْضِ تُسَمَّى الحُلْكة، وَهِيَ بَنات النَّقَا تَغُوصُ فِي الرَّمْلِ كَمَا يَغُوصُ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ، ويُشَبَّه بِهَا بَنان العذارَى. والأَرَضَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: دُودَةٌ بَيْضَاءُ شِبْهُ النَّمْلَةِ تَظْهَرُ فِي أَيام الرَّبِيعِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَرَضَةُ ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ صِغَارٌ مِثْلُ كبَار الذَّرِّ وَهِيَ آفَةُ الْخَشَبِ خَاصَّةً، وضربٌ مِثْلُ كِبَارِ النَّمْلِ ذَوَاتِ أَجنحة وَهِيَ آفَةُ كُلِّ شيءٍ مِنْ خَشَبٍ وَنَبَاتٍ، غَيْرَ أَنها لَا تَعْرِض لِلرُّطَبِ، وَهِيَ ذَاتُ قَوَائِمَ، وَالْجَمْعُ أَرَضٌ، والأَرَض اسْمٌ لِلْجَمْعِ. والأَرْضُ: مَصْدَرُ أُرِضَت الخشبةُ تُؤْرَضُ أَرْضاً فَهِيَ مَأْرُوضة إِذا وَقَعَتْ فِيهَا الأَرَضةُ وأَكلتها. وأُرِضَت الْخَشَبَةُ أَرْضاً وأَرِضَت أَرْضاً، كِلَاهُمَا: أَكلَتْها الأَرَضةُ. وأَرْضٌ أَرِضةٌ وأَرِيضةٌ بَيِّنة الأَراضة: زكيَّةٌ كَرِيمَةٌ مُخَيِّلةٌ لِلنَّبْتِ وَالْخَيْرِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بِالنَّبَاتِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِلادٌ عَرِيضة، وأَرْضٌ أَرِيضة، ... مَدافِع ماءٍ فِي فَضاءٍ عَريض وَكَذَلِكَ مَكَانٌ أَريضٌ. وَيُقَالُ: أَرْضٌ أَرِيضةٌ بَيِّنةُ الأَراضَةِ إِذا كَانَتْ لَيِّنةً طَيِّبَةَ المَقْعَد كَرِيمَةً جيِّدة النَّبَاتِ. وَقَدْ أُرِضَت، بِالضَّمِّ، أَي زَكَتْ. وَمَكَانٌ أَرِيضٌ: خَلِيقٌ لِلْخَيْرِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: بَحْرٌ هِشَامُ وَهُوَ ذُو فِرَاضِ، ... بينَ فُروعِ النَّبْعةِ الغِضاضِ

وَسْط بِطاحِ مَكَّةَ الإِرَاضِ، ... فِي كلِّ وادٍ واسعِ المُفاضِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِرَاضُ العِرَاضُ، يُقَالُ: أَرْضٌ أَريضةٌ أَي عَريضة. وَقَالَ أَبو الْبَيْدَاءِ: أَرْض وأُرْض وإِرض وَمَا أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِي فُلَانٍ، وَيُقَالُ: أَرْضٌ وأَرَضُون وأَرَضات وأَرْضُون. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ لِلنَّبَاتِ: خَلِيقة، وإِنها لَذَاتُ إِراضٍ. وَيُقَالُ: مَا آرَضَ هَذَا المكانَ أَي مَا أَكْثَرَ عُشْبَه. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَا آرَضَ هَذِهِ الأَرضَ أَي مَا أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وإِنها لأَرِيضةٌ لِلنَّبْتِ وإِنها لَذَاتُ أَرَاضةٍ أَي خَلِيقَةٍ لِلنَّبْتِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَرِضَتِ الأَرْضُ تأْرَضُ أَرَضاً إِذا خَصِبَت وزَكا نباتُها. وأَرْضٌ أَرِيضةٌ أَي مُعْجِبة. وَيُقَالُ: نَزَلْنَا أَرْضاً أَرِيضةً أَي مُعْجِبةً للعَينِ، وشيءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ: إِتباع لَهُ وَبَعْضُهُمْ يُفْرِدُهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: عَريض أَرِيض باتَ يَيْعِرُ حَوْلَه، ... وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَّعالِبِ وَتَقُولُ: جَدْيٌ أَرِيضٌ أَي سَمِينٌ. وَرَجُلٌ أَريضٌ بَيِّنُ الأَرَاضةِ: خَلِيقٌ لِلْخَيْرِ مُتَوَاضِعٌ، وَقَدْ أَرُضَ. الأَصمعي: يُقَالُ هُوَ آرَضُهم أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ أَي أَخْلَقُهم. وَيُقَالُ: فلانٌ أَرِيضٌ بِكَذَا أَي خَلِيق بِهِ. ورَوْضةٌ أَرِيضةٌ: لَيِّنةُ المَوْطِئِ؛ قَالَ الأَخطل: وَلَقَدْ شَرِبْتُ الخمرَ فِي حانوتِها، ... وشَرِبْتُها بأَرِيضةٍ مِحْلالِ وَقَدْ أَرُضَتْ أَراضةً واسْتَأْرَضَت. وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ بالأَرْض. وأَرْضٌ مأْرُوضَةٌ «6»: أَرِيضةٌ؛ قَالَ: أَما تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ ... كلَّ رَداحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ، مُؤْرَضة قَدْ ذَهَبَتْ فِي مُؤْرَضِ التَّهْذِيبُ: المُؤَرِّضُ الَّذِي يَرْعَى كَلأَ الأَرْض؛ وَقَالَ ابْنُ دَالان الطَّائِيُّ: وهمُ الحُلومُ، إِذا الرَّبيعُ تجَنَّبَتْ، ... وهمُ الرَّبيعُ، إِذا المُؤَرِّضُ أَجْدَبا والإِرَاضُ: البِسَاط لأَنه يَلي الأَرْضَ. الأَصمعي: الإِرَاضُ، بِالْكَسْرِ، بِسَاطٌ ضخْم مِنْ وَبَرٍ أَو صُوفٍ. وأَرَضَ الرجلُ: أَقام عَلَى الإِرَاضِ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: فَشَرِبُوا حَتَّى آرَضُوا ؛ التَّفْسِيرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَي شَرِبُوا عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ حَتَّى رَوُوا، مِنْ أَرَاضَ الْوَادِي إِذا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَتَّى أَراضُوا أَي نامُوا عَلَى الإِرَاضِ، وَهُوَ الْبِسَاطُ، وَقِيلَ: حَتَّى صَبُّوا اللَّبَنَ عَلَى الأَرْض. وفَسِيلٌ مُسْتَأْرِضٌ وَوَديَّةٌ مُسْتَأْرِضة، بِكَسْرِ الرَّاءِ: وَهُوَ أَن يَكُونَ لَهُ عِرْقٌ فِي الأَرْضِ فأَما إِذا نَبَتَ عَلَى جِذْعِ النَّخْلِ فَهُوَ: الراكِبُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يجيءُ المُسْتَأْرِضُ بِمَعْنَى المُتَأَرِّض وَهُوَ المُتَثاقل إِلى الأَرض؛ قَالَ سَاعِدَةُ يَصِفُ سَحَابًا: مُسْتَأْرِضاً بينَ بَطْنِ اللَّيْثِ أَيْمنُه ... إِلى شَمَنْصِيرَ، غَيْثاً مُرْسلًا مَعَجَا وتأَرَّضَ المنزلَ: ارْتادَه وتخيَّره لِلنُّزُولِ؛ قَالَ كثير:

_ (6). قوله [وأرض مأروضة] زاد شارح القاموس: وكذلك مؤرضة وعليه يظهر الاستشهاد بالبيت.

تأَرَّضَ أَخفاف المُناخةِ منهمُ، ... مكانَ الَّتِي قَدْ بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ ازْلأَمَّت: ذَهَبَتْ فَمَضَت. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ الْحَيَّ يَتَأَرَّضون المنزِلَ أَي يَرْتادُون بَلَدًا يَنْزِلُونَهُ. واسْتَأْرَض السحابُ: انْبَسَطَ، وَقِيلَ: ثَبَتَ وَتَمَكَّنَ وأَرْسَى؛ وأَنشد بَيْتَ سَاعِدَةَ يَصِفُ سَحَابًا: مستاْرضاً بَيْنَ بَطْنِ اللَّيْثِ أَيمنه وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي الْجِنَازَةِ: مِنْ أَهل الأَرض أَم مِنْ أَهل الذِّمة فإِنه أَي الَّذِينَ أُقِرُّوا بأَرضهم. والأَرَاضةُ: الخِصْبُ وحسنُ الْحَالِ. والأُرْضةُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا يَكْفِي الْمَالُ سنَةً؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والأَرَضُ: مَصْدَرُ أَرِضَت القُرْحةُ تأْرَضُ أَرَضاً مِثَالُ تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً إِذا تفَشَّتْ ومَجِلت فَفَسَدَتْ بالمِدَّة وتقطَّعت. الأَصمعي: إِذا فَسَدَتِ القُرْحة وتقطَّعت قِيلَ أَرِضَت تأْرَضُ أَرَضاً. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا صيامَ إِلّا لِمَنْ أَرَّضَ الصِّيامَ أَي تقدَّم فِيهِ؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا صيامَ لِمَنْ لَمْ يُؤَرِّضْه مِنَ اللَّيْلِ أَي لَمْ يُهَيِّئْه وَلَمْ يَنْوِه. وَيُقَالُ: لَا أَرْضَ لَكَ كَمَا يُقَالُ لَا أُمَّ لك. أضض: الأَضُّ: المشقَّة؛ أَضَّه الأَمرُ يَؤُضُّه أَضّاً: أَحزنه وجَهَدَه. وأَضَّتْنى إِليك الحاجةُ تَؤُضُّني أَضّاً: أَجْهَدَتْني، وتَئِضُّني أَضّاً وإِضَاضاً: أَلْجَأَتْني واضطرتْني. والإِضَاضُ، بِالْكَسْرِ: المَلجأ؛ قَالَ: لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا ... خَرْجاءَ، تَغْدُو تطلُبُ الإِضَاضا أَي تَطْلُبَ مَلْجَأً تلجأُ إِليه. وَقَدِ ائْتَضَّ فلانٌ إِذا بَلَغَ مِنْهُ الْمَشَقَّةُ، وائْتَضَّ إِليه ائْتِضاضاً أَي اضْطُرَّ إِليه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دايَنْتُ أَرْوَى، والدُّيون تُقْضَى، ... فَمَطَلَتْ بَعْضاً، وأَدَّتْ بَعْضا، وَهِيَ تَرى ذَا حاجةٍ مُؤْتَضَّا أَي مُضْطَرًّا مُلْجأً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرُ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وأَحسن مِنْ ذَلِكَ أَن تَقُولَ أَي لَاجِئًا مُحتاجاً، فَافْهَمْ. وناقةٌ مُؤْتَضَّةٌ إِذا أَخذها كالحُرقة عِنْدَ نِتَاجِهَا فَتَصَلَّقت ظَهْراً لبطنٍ وَوَجَدَتْ إِضاضاً أَي حُرْقةً. والأَضُّ: الْكَسْرُ كالعَضِّ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الجمهرة كالهَضّ. أمض: أَمِضَ الرجلُ يأْمَض، فَهُوَ أَمِضٌ: عَزَم وَلَمْ يُبالِ المُعاتبةَ بَلْ عَزِيمتُه مَاضِيَةٌ فِي قَلْبِهِ. وأَمِضَ: أَدّى لِسانُه غيرَ مَا يُرِيد. والأَمْضُ: الباطلُ، وَقِيلَ: الشَّكّ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وَمِنْ كَلَامِ شِقٍّ: أَي ورَبِّ السماءِ والأَرض، وَمَا بَيْنَهُمَا مِن رَفْعٍ وخَفْض، إِنما أَنبأْتك بِهِ لِحَقٍّ ما فيه أَمْضٌ أنض: الأَنِيضُ مِنَ اللَّحْمِ: الَّذِي لَمْ يَنْضَج، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّوَاءِ والقَدِيد، وَقَدْ أَنُضَ أَناضةً وآنَضَه هُوَ. أَبو زَيْدٍ: آنَضْتُ اللحمَ إِيناضاً إِذا شَوَيْتَهُ فَلَمْ تُنْضِجْه، والأَنِيضُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَنَضَ اللحمُ يأْنِضُ، يالكسر، أَنِيضاً إِذا تَغَيَّرَ. واللحمُ لحمٌ أَنيضٌ: فِيهِ نُهُوءَةٌ؛ وأَنشد لِزُهَيْرٍ فِي لِسَانِ مُتَكَلِّمٍ عَابَهُ وَهَجَاهُ: يُلَجْلِجُ مُضْغةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ، فَهْيَ تَحْتَ الكَشْح داءُ

فصل الباء الموحدة

أَي فِيهَا تَغَيُّرٌ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ فِيهِ: ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه، ... بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها والإِناضُ، بِالْكَسْرِ: حَمْلُ النَّخْلِ المُدْرِك. وأَناضَ النَّخْلَ «1» يُنِيضُ إِناضةً أَي أَيْنَع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: يَوْمَ أَرزاق مَنْ تُفَضَّلُ عُمٌّ، ... مُوسِقات وحُفَّلٌ أَبْكارُ فاخِراتٌ ضُرُوعُها فِي ذُراها، ... وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ العُمُّ: الطِّوالُ مِنَ النَّخْلِ، الْوَاحِدَةُ عَمِيمَةٌ. والمُوسِقاتُ: الَّتِي أَوْسَقَت أَي حَمَلَتْ أَوْسُقاً. والحُفَّل: جَمْعُ حافِلٍ، وَهِيَ الْكَثِيرَةُ الْحَمْلِ مُشَبَّهَةٌ بِالنَّاقَةِ الْحَافِلِ وَهِيَ الَّتِي امتلأَ ضَرْعُهَا لَبَناً. والأَبْكارُ: الَّتِي يتعجَّل إِدراك ثَمَرِهَا فِي أَول النَّخْلِ، مأْخوذ مِنَ الباكُورة مِنَ الْفَاكِهَةِ، وَهِيَ الَّتِي تتقدَّم كُلَّ شَيْءٍ. والفاخراتُ: اللَّاتِي يَعْظُم حَملُها. وَالشَّاةُ الْفَخُورُ: الَّتِي عَظُمَ ضَرْعُهَا. والجَبّار مِنَ النَّخْلِ: الَّذِي فاتَ اليَدَ. والعَيْدانُ فَاعِلٌ بأَناضَ، وَالْجَبَّارُ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ، وَمَعْنَى أَناضَ بلغَ إِناه وَمُنْتَهَاهُ؛ وَيُرْوَى: وإِناضُ العَيْدان، وَمَعْنَاهُ وبالِغُ العَيْدانِ، وَالْجَبَّارُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ وإِناضَ. أيض: آضَ يَئِيضُ أَيضاً: سارَ وعادَ. وآضَ إِلى أَهله: رَجَعَ إِليهم. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا أَيْضاً مِنْ هَذَا، أَي رَجَعْتُ إِليه وعُدْتُ. وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ أَيضاً، وَهُوَ مَصْدر آضَ يَئِيضُ أَيضاً أَي رَجَعَ، فإِذا قِيلَ لَكَ: فَعَلْتَ ذَلِكَ أَيضاً، قُلْتَ: أَكثرتَ مِنْ أَيْضٍ ودَعْني مِنْ أَيْضٍ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الأَيْضُ صَيْرورةُ الشَّيْءِ شَيْئًا غَيْرَهُ. وآضَ كَذَا أَي صَارَ. يُقَالُ: آضَ سوادُ شَعْرِهِ بَيَاضًا، قَالَ: وَقَوْلُهُمْ أَيْضاً كأَنه مأْخوذ مِنْ آضَ يَئِيضُ أَي عادَ يَعُود، فإِذا قُلْتَ أَيضاً تَقُولُ أَعِد لِي مَا مَضَى؛ قَالَ: وتفسيرُ أَيْضاً زِيادةٌ. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ فِي الْكُسُوفِ: إِن الشَّمْسَ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كأَنها تَنُّومة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: آضَتْ أَي صَارَتْ ورَجَعَتْ؛ وأَنشد قَوْلَ كَعْبٍ يَذْكُرُ أَرضاً قَطَعَهَا: قَطَعت إِذا مَا الآلُ آضَ، كأَنه ... سُيوفٌ تَنَحَّى تَارَةً ثُمَّ تَلْتَقي وَتَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا أَيضاً. فصل الباء الموحدة برض: البارِض: أَول مَا يَظْهَرُ مِنْ نَبْتِ الأَرض وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الجَعْدة والنَّزَعةَ والبُهْمَى والهَلْتَى والقَبْأَةَ وبَنات الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ أَول مَا يُعْرف مِنَ النَّبَاتِ وتَتناوَلُه النَّعَمُ. الأَصمعي: البُهْمَى أَول مَا يَبْدُو مِنْهَا البارِضُ فإِذا تَحَرَّكَ قَلِيلًا فَهُوَ جَمِيم؛ قَالَ لَبِيدٌ: يَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً فِي النَّدى، ... مِن مَرابِيعِ رِياض ورِجَلْ الْجَوْهَرِيُّ: البارِضُ أَولُ مَا تُخْرِجُ الأَرضُ مِنَ البُهْمَى والهَلْتَى وبِنتِ الأَرض لأَن نِبْتة هَذِهِ الأَشياء واحدةٌ ومَنْبِتها وَاحِدٌ، فَهِيَ مَا دَامَتْ صَغَارًا بارِضٌ، فإِذا طَالَتْ تَبَيَّنَتْ أَجْناسُها. وَيُقَالُ: أَبْرَضَت الأَرضُ إِذا تعاونَ بارِضُها فَكَثُرَ. وفي

_ (1). قوله [وأناض النخل إلخ] في شرح القاموس ما نصه: وذكر الجوهري هنا وأَناض النَّخْلَ يُنِيضُ إِنَاضَةً أي أينع، وتبعه صاحب اللسان، وهو غريب فإن أَناض مادته نوض.

حَدِيثِ خُزَيْمَةَ وَذَكَرَ السَّنةَ المُجدبة: أَيْبَسَت بارِضَ الوَدِيس ؛ البارِضُ: أَول مَا يَبْدُو مِنَ النَّبَاتِ قَبْلَ أَن تُعرف أَنواعُه، والوَدِيسُ مَا: غَطَّى وجهَ الأَرض مِنَ النَّبَاتِ. ابْنُ سِيدَهْ: والبارِضُ مِنَ النَّبَاتِ بَعْدَ البَذْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَدْ بَرَضَ النباتُ يَبْرُضُ بُروضاً. وتَبرَّضَتِ الأَرضُ: تبيَّن نَبْتُهَا. وَمَكَانٌ مُبْرِضٌ إِذا تعاوَنَ بارِضُه وكَثُرَ. الْجَوْهَرِيُّ: البَرْضُ الْقَلِيلُ وَكَذَلِكَ البُراضُ، بِالضَّمِّ. وماءٌ بَرْضٌ: قليلٌ وَهُوَ خلاف الغَمْر، وَالْجَمْعُ بُرُوضٌ وبِرَاضٌ وأَبْراضٌ. وبَرَضَ يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً وبُرُوضاً: قلَّ، وَقِيلَ: خَرَجَ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَبِئْرٌ بَرُوضٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ. وَهُوَ يَتَبَرَّضُ الماءَ: كُلَّمَا اجْتَمَعَ مِنْهُ شَيْءٌ غَرَفَه. وتَبَرَّضْتُ ماءَ الحِسْي إِذا أَخذته قَلِيلًا قَلِيلًا. وثَمْد بَرْضٌ: مَاؤُهُ قَلِيلٌ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: فِي العِدِّ لَمْ يَقْدَحْ ثِماداً بَرْضَا وبَرَضَ الماءُ مِنَ الْعَيْنِ يَبْرُضُ أَي خَرَجَ وَهُوَ قَلِيلٌ. وبَرَضَ لِي مِنْ مَالِهِ يَبْرُضُ ويَبْرِضُ بَرْضاً أَي أَعطاني مِنْهُ شَيْئًا قَلِيلًا. وتَبَرَّضَ مَا عِنْدَهُ: أَخذ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ شيءٍ. وتبرَّضْت فُلَانًا إِذا أَخذت مِنْهُ الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ وتبلَّغْت بِهِ. والتَّبَرُّضُ والابْتِراضُ: التبلُّغ فِي الْعَيْشِ بالبُلْغة وتطلُّبه مِنْ هُنَا وَهُنَا قَلِيلًا قَلِيلًا. وتَبَرَّضَ سَمَلَ الحوضِ إِذا كَانَ ماؤُه قَلِيلًا فأَخذته قَلِيلًا قَلِيلًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَفِي حِياضِ المَجْدِ فامْتَلأَتْ بِهِ ... بالرِّيِّ، بَعْدَ تَبَرُّضِ الأَسْمال والتَّبرُّضُ: التبلُّغُ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَيْشِ. وتَبرَّضَ حَاجَتَهُ: أَخذها قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: ماءٌ قَلِيلٌ يتَبرَّضُه الناسُ تَبَرُّضاً أَي يأْخذونه قَلِيلًا قَلِيلًا. والبَرْضُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَقَدْ كنتُ برَّاضاً لَهَا قَبْلَ وَصْلِها، ... فكيفَ وَلَدَّت حَبْلَها بِحِبالِيا؟ «1» مَعْنَاهُ قَدْ كنت أُنِيلُها الشيءَ بعد الشيءِ قَبْلَ أَن واصلَتْني فَكَيْفَ وَقَدْ عَلِقْتها الْيَوْمَ وعَلِقَتْني؟ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ مَبْروض ومَضْفُوهٌ ومَطفوهٌ ومَضْفوفٌ ومَحْدود إِذا نَفِد مَا عِنْدَهُ مِنْ كَثْرَةِ عَطَائِهِ. والبُرْضة: مَا تَبرَّضْت مِنَ الْمَاءِ. وبَرَضَ لَهُ يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً: قلَّلَ عطاءَه. أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَتِ العطيةُ يَسيرة قُلْتَ بَرَضْت لَهُ أَبْرُضُ وأَبرِضُ بَرْضاً. وَيُقَالُ: إِن الْمَالَ لَيَتَبَرَّضُ النَّبَاتَ تَبرُّضاً، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يطُول وَيَكُونَ فِيهِ شِبَعُ الْمَالِ، فإِذا غَطَّى الأَرض ورَقاً فَهُوَ جَمِيمٌ. والبُرْضةُ: أَرض لَا تُنْبِتُ شَيْئًا، وَهِيَ أَصغر مِنَ البَلُّوقة. والمُبْرِضُ والبَرّاضُ: الَّذِي يأْكل كُلَّ شيءٍ مِنْ مَالِهِ ويُفْسِده. والبَرّاضُ بْنُ قَيْسٍ: الَّذِي هَاجَتْ بِهِ حربُ عُكاظ، وَقِيلَ: هُوَ أَحد فُتّاك الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ مِنْ بُنِيَ كِنَانَةَ، وبِفَتْكِه قَامَ حربُ الفِجَار بَيْنَ بَنِي كِنَانَةَ وَقَيْسِ عَيْلَانَ لأَنه قَتَلَ عُرْوة الرَّحَّالَ الْقَيْسِيَّ؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَوادِي البَدِيِّ فانْتَحَى لليَرِيض فإِن اليَرِيضَ، بِالْيَاءِ قَبْلَ الرَّاءِ، وَهُوَ وَادٍ بِعَيْنِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ الْبَرِيضِ، بِالْبَاءِ، فَقَدْ صحَّف، وَاللَّهُ أَعلم. بضض: بَضَّ الشيءُ: سَالَ. وبَضَّ الحَسْيُ وَهُوَ يَبِضُّ بَضِيضاً إِذا جَعَلَ ماؤُه يَخْرُجُ قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ تَبُوكَ: وَالْعَيْنُ تَبِضُّ بِشَيْءٍ من ماء. وبَضَّت

_ (1). قوله: ولدّت حبلها، هكذا في الأَصل.

العينُ تَبِضُّ بَضّاً وبَضِيضاً: دَمَعت. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نُعِتَ بِالصَّبْرِ عَلَى المُصيبة: مَا تَبِضُّ عينُه. وبَضَّ الماءُ يَبِضُّ بَضّاً وبُضُوضاً: سالَ قَلِيلًا قِلِيلًا، وَقِيلَ: رَشَح مِنْ صَخْرٍ أَو أَرْضٍ. وبَضَّ الحجرُ وَنَحْوُهُ يَبِضُّ: نَشَغَ مِنْهُ الْمَاءُ شِبْهَ العَرَق. ومَثَلٌ مِنَ الأَمثال: فلانٌ لَا يَبِضُّ حَجَرُه أَي لَا يُنالُ مِنْهُ خيرٌ، يُضْرَبُ لِلْبَخِيلِ، أَي مَا تَنْدَى صَفاته وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: مَا تَبِضُّ بِبِلالٍ أَي مَا يَقْطُرُ مِنْهَا لَبَنٌ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وبَضَّت الحَلَمةُ أَي دَرَّت حلمةُ الضَّرْعِ بِاللَّبَنِ، وَلَا يُقَالُ بَضَّ السقاءُ وَلَا القِرْبةُ إِنما ذَلِكَ الرَّشْحُ أَو النَّتح، فإِن كَانَ دُهْناً أَو سَمْناً فَهُوَ النَّثّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: يَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُقَالُ بَضَّ السقاءُ وَلَا القِربةُ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ وَيُنْشِدُ لِرُؤْبَةَ: فقلتُ قَوْلًا عَرَبِيّاً غَضَّا: ... لَوْ كانَ خَرْزاً فِي الكُلَى مَا بَضّا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَقَطَ مِنَ الفَرَس فإِذا هُوَ جالسٌ وعُرْضُ وَجْهِه يَبِضُّ مَاءً أَصْفَرَ. وَبِئْرٌ بَضُوضٌ: يَخْرُجُ مَاؤُهَا قَلِيلًا قَلِيلًا. والبَضَضُ: الماءُ الْقَلِيلُ. ورَكِيٌّ بَضُوضٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ، وَقَدْ بَضَّتْ تَبِضُّ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: يَا عُثْمَ أَدْرِكْني، فإِنَّ رَكِيَّتي ... صَلَدَتْ، فأَعْيَتْ أَن تَبِضَّ بِمَائِهَا قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي السِّقَاءِ: بُضاضةٌ مِنْ ماءٍ أَي شيءٌ يَسِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: الشَّيْطانُ يَجْري فِي الإِحْليل ويَبِضُّ فِي الدُّبُر أَي يَدبّ فِيهِ فيُخيّل أَنه بَلَلٌ أَو ريحٌ. وتَبَضَّضْت حَقِّي مِنْهُ أَي اسْتَنْظَفْتُهُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وبَضَضْت لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ أَبُضُّ بَضًّا: قلَّلْت. وبَضَضْت لَهُ أَبُضُّ بَضًّا إِذا أَعطاه شَيْئًا يَسِيرًا؛ وأَنشد شَمِرٌ: وَلَمْ تُبْضِض النُّكْدَ للجاشِرِين، ... وأَنْفَدت النملُ مَا تَنْقُل وَقَالَ رَاوِيهِ: كَذَا أَنشَدَنِيه ابْنُ أَنس، بِضَمِّ التَّاءِ، وَهُمَا لُغَتَانِ، بَضَّ يَبُضُّ وأَبَضَّ يُبِضُّ: قلَّلَ، وَرَوَاهُ الْقَاسِمُ: وَلَمْ تَبْضُض. الأَصمعي: نَضَّ لَهُ بِشَيْءٍ وبَضَّ لَهُ بِشَيْءٍ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الْقَلِيلُ. وامرأَة بَاضَّةٌ وبَضّة وبَضِيضةٌ وبَضاضٌ: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ تارَّة فِي نَصاعةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الرَّقِيقَةُ الْجِلْدِ النَّاعِمَةُ إِن كَانَتْ بَيْضَاءَ أَو أَدْماءَ؛ قَالَ: كُلُّ رَداحٍ بَضّةٍ بَضاضِ غَيْرُهُ: الْبَضَّةُ المرأَة النَّاعِمَةُ، سَمْرَاءَ كَانَتْ أَوْ بَيْضَاءَ؛ أَبو عَمْرٍو: هي اللَّحِيمة الْبَيْضَاءُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البَضَّة الرَّقِيقَةُ الْجِلْدِ الظَّاهِرَةُ الدَّمِ، وَقَدْ بَضَّت تَبُضُّ وتَبَضُّ بَضَاضةً وبُضوضةً. اللَّيْثُ: امرأَة بَضَّةٌ تَارَّةٌ نَاعِمَةٌ مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ فِي نَصاعةِ لَوْنٍ. وبَشَرةٌ بَضَّةٌ: بَضِيضة، وامرأَة بَضَّة بَضَاض. ابْنُ الأَعرابي: بَضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعّم، وغَضَّضَ: صَارَ غَضّاً مُتَنَعِّمًا، وَهِيَ الغُضُوضة. وغَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ. الأَصمعي: والبَضُّ مِنَ الرِّجَالِ الرَّخْصُ الجسدِ وَلَيْسَ مِنَ الْبَيَاضِ خَاصَّةً وَلَكِنَّهُ مِنَ الرُّخوصة والرَّخاصة، وَكَذَلِكَ المرأَة بَضّة. وَرَجُلٌ بَضٌّ بَيّن البَضاضَةِ والبُضُوضة: ناصعُ الْبَيَاضِ فِي سِمَنٍ؛ قَالَ: وأَبْيَض بَضّ عَلَيْهِ النُّسورُ، ... وَفِي ضِبْنِه ثَعْلبٌ مُنْكَسِرْ

وَرَجُلٌ بَضٌّ أَي رَقِيقُ الْجِلْدِ مُمْتَلِئٌ، وَقَدْ بَضَضْت يَا رَجُلُ وبَضِضْت، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، تَبَضُّ بَضاضةً وبُضوضةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَلْ يَنْتظرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّبابِ إِلَّا كَذا؟ البَضاضةُ: رِقّة اللَّوْنِ وَصَفَاؤُهُ الَّذِي يُؤَثّر فِيهِ أَدنى شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ: قَدِمَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى مُعاوية وَهُوَ أَبضُّ النَّاسِ أَي أَرَقُّهم لَوْنًا وأَحسنُهم بَشرة. وَفِي حَدِيثِ رُقَيقة: أَلا فانْظُروا فِيكُمْ رَجُلًا أَبْيَضَ بَضّاً. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: تَلْقى أَحدَهم أَبْيَضَ بَضّاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: البَضَّة اللَّبَنةُ الْحَارَّةُ الْحَامِضَةُ، وَهِيَ الصَّقْرة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَقَانِي بَضَّةً وبَضّاً أَي لَبَنًا حَامِضًا. وبَضَّضَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ: حَمَلَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والبَضْباضُ قَالُوا: الكمأَةُ وَلَيْسَتْ بمَحْضة. وبَضَّضَ الجِرْوُ مِثْلُ جَصّص ويضَّضَ وبصّصَ كُلُّهَا لُغَاتٌ. وبَضَّ أَوتارَه إِذا حَرَّكَهَا ليُهَيِّئَها لِلضَّرْبِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ يُقَالُ بَظَّ بَظّاً، بِالظَّاءِ، وَهُوَ تَحْرِيكُ الضَّارِبِ الأَوتارَ ليُهَيِّئها لِلضَّرْبِ، وَقَدْ يُقَالُ بِالضَّادِ، قَالَ: وَالظَّاءُ أَكثر وأَحسن. بعض: بَعْضُ الشَّيْءِ: طَائِفَةٌ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَبعاض؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي فَلَا أَدري أَهو تسمُّح أَم هُوَ شَيْءٌ رَوَاهُ، وَاسْتَعْمَلَ الزَّجَّاجِيُّ بَعْضًا بالأَلف وَاللَّامِ فَقَالَ: وإِنما قُلْنَا البَعْض وَالْكُلَّ مَجَازًا، وَعَلَى اسْتِعْمَالِ الْجَمَاعَةِ لهُ مُسامحة، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ غير جائر يَعْنِي أَن هَذَا الِاسْمَ لَا يَنْفَصِلُ مِنَ الإِضافة. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قُلْتُ للأَصمعي رأَيت فِي كِتَابِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ: العِلْمُ كثيرٌ وَلَكِنْ أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الْكُلِّ، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار وَقَالَ: الأَلف وَاللَّامُ لَا يَدْخُلَانِ فِي بَعْضٍ وَكُلٍّ لأَنهما مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِ أَلف ولامٍ. وَفِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَلَا تَقُولُ الْعَرَبُ الْكُلَّ وَلَا الْبَعْضَ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ النَّاسُ حَتَّى سِيبَوَيْهِ والأَخفش فِي كُتُبهما لِقِلَّةِ عِلْمِهِمَا بِهَذَا النَّحْوِ فاجْتَنِبْ ذَلِكَ فإِنه لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ الأَزهري: النَّحْوِيُّونَ أَجازوا الأَلف وَاللَّامَ فِي بَعْضٍ وَكُلٍّ، وإِنْ أَباهُ الأَصمعيُّ. وَيُقَالُ: جَارِيَةٌ حُسّانةٌ يُشْبِه بعضُها بَعْضاً، وبَعْضٌ مُذَكَّرٌ فِي الْوُجُوهِ كُلِّهَا. وبَعّضَ الشَّيْءَ تَبْعِيضاً فتبَعَّضَ: فَرَّقَهُ أَجزاء فَتَفَرَّقَ. وَقِيلَ: بَعْضُ الشَّيْءِ كلُّه؛ قَالَ لبيد: أَو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمامُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا عِنْدِي عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه أَهل اللُّغَةِ مِنْ أَن البَعْضَ فِي مَعْنَى الْكُلِّ، هَذَا نَقْضٌ وَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا الْبَيْتِ لأَنه إِنما عَنَى بِبَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَه. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: أَجمع أَهل النَّحْوِ عَلَى أَن الْبَعْضَ شَيْءٌ مِنْ أَشياء أَو شَيْءٌ مِنْ شَيْءٍ إِلّا هِشَامًا فإِنه زَعَمَ أَن قَوْلَ لَبِيدٍ: أَو يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا فَادَّعَى وأَخطأَ أَن البَعْضَ هَاهُنَا جَمْعُ وَلَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عَمَلِهِ وإِنما أَرادَ لَبِيدٌ بِبَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَه. وقوله تعالى: تلْتَقِطه بَعْضُ السَّيَّارَةِ، بالتأْنيث فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِ فإِنه أَنث لأَنّ بَعْضَ السَّيَّارَةِ سَيّارةٌ كَقَوْلِهِمْ ذهَبتْ بَعْضُ أَصابعه لأَن بَعْض الأَصابع يَكُونُ أُصبعاً وأُصبعين وأَصابع. قَالَ: وأَما جَزْمُ أَو يَعْتَلِقْ فإِنه رَدَّهُ عَلَى مَعْنَى الْكَلَامِ الأَول، وَمَعْنَاهُ جَزَاءٌ كأَنه قَالَ: وإِن أَخرجْ فِي طَلَبِ الْمَالِ أُصِبْ مَا أَمَّلْت أَو يَعْلَق الموتُ نَفْسِي.

وَقَالَ: قَوْلُهُ فِي قِصَّةِ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ وَمَا أَجراه عَلَى لِسَانِهِ فِيمَا وَعَظَ بِهِ آلَ فِرْعَوْنَ: إِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ، إِنه كَانَ وَعَدَهم بِشَيْئَيْنِ: عَذَابُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الْآخِرَةِ فَقَالَ: يُصِبْكم هَذَا الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ بَعْضُ الوَعْدَينِ مِنْ غَيْرِ أَن نَفى عَذَابَ الْآخِرَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَعْضُ الْعَرَبِ يَصِلُ بِبَعْضٍ كَمَا تَصِلُ بِمَا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ؛ يُرِيدُ يُصِبْكُمُ الَّذِي يَعِدُكُمْ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ أَي كلُّ الَّذِي يَعِدُكُمْ أَي إِن يَكُنْ مُوسَى صَادِقًا يُصِبْكُمْ كُلُّ الَّذِي يُنْذِرُكم به ويتوَعّدكم، لَا بَعْضٌ دونَ بَعضٍ لأَن ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الكُهَّان، وأَما الرُّسُلُ فَلَا يُوجد عَلَيْهِمْ وَعْدٌ مَكْذُوبٌ؛ وأَنشد: فَيَا لَيْتَهُ يُعْفى ويُقرِعُ بَيْنَنَا ... عنِ المَوتِ، أَو عَنْ بَعْض شَكواه مقْرعُ لَيْسَ يُرِيدُ عَنْ بَعْضِ شَكْوَاهُ دُونَ بَعْضٍ بَلْ يُرِيدُ الْكُلَّ، وبَعْضٌ ضدُّ كلٍّ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يُخَاطِبُ ابْنَتَيْ عَصَر: لَوْلا الحَياءُ وَلَوْلَا الدِّينُ، عِبْتُكما ... بِبَعْضِ مَا فِيكُما إِذْ عِبْتُما عَوَري أَراد بِكُلِّ مَا فِيكُمَا فِيمَا يُقَالُ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ : مِنْ لَطِيفِ الْمَسَائِلِ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا وَعَدَ وعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه وَلَمْ يَقَعْ بَعْضُه، فَمِنْ أَين جَازَ أَن يَقُولَ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ وحَقُّ اللَّفْظِ كلُّ الَّذِي يَعِدُكُمْ؟ وَهَذَا بابٌ مِنَ النَّظَرِ يَذْهَبُ فِيهِ الْمُنَاظِرُ إِلى إِلزام حُجَّتِهِ بأَيسر مَا فِي الأَمر. وَلَيْسَ فِي هَذَا مَعْنَى الْكُلِّ وإِنما ذَكَرَ الْبَعْضَ لِيُوجِبَ لَهُ الْكُلَّ لأَن البَعْضَ هُوَ الْكُلُّ؛ وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ يُدْرِكُ المُتَأَنّي بَعْضَ حاجتِه، ... وَقَدْ يكونُ مَعَ المسْتَعْجِل الزَّلَلُ لأَن الْقَائِلَ إِذا قَالَ أَقلُّ مَا يَكُونُ للمتأَني إِدراكُ بَعْضِ الْحَاجَةِ، وأَقلُّ مَا يَكُونُ لِلْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ، فَقَدْ أَبانَ فضلَ المتأَني عَلَى الْمُسْتَعْجِلِ بِمَا لَا يَقْدِرُ الخصمُ أَن يَدْفَعَه، وكأَنّ مؤمنَ آلِ فِرْعَوْنَ قَالَ لَهُمْ: أَقلُّ مَا يَكُونُ فِي صِدْقه أَن يُصِيبَكم بعضُ الَّذِي يَعِدكم، وَفِي بَعْضِ ذَلِكَ هلاكُكم، فَهَذَا تأْويل قَوْلِهِ يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ . والبَعُوض: ضَرْبٌ مِنَ الذُّبَابِ مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ بَعُوضة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ البَقّ، وَقَوْمٌ مَبْعُوضُونَ. والبَعْضُ: مَصْدر بَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّه وَآذَاهُ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ البَعُوض؛ قَالَ يَمْدَحُ رَجُلًا بَاتَ فِي كِلّة: لَنِعْم البَيْتُ بَيْتُ أَبي دِثارٍ، ... إِذا مَا خافَ بَعْضُ القومَ بَعْضا قَوْلُهُ بَعْضا: أَي عَضًّا. وأَبو دِثَار: الكِّلة. وبُعِضَ القومُ: آذَاهُمُ البَعُوضُ. وأَبْعَضُوا إِذا كَانَ فِي أَرضهم بَعُوضٌ. وأَرض مَبْعَضة ومَبَقّة أَي كَثِيرَةُ البَعُوضِ والبَقّ، وَهُوَ البَعُوضُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَطِنُّ بَعُوضُ الْمَاءِ فَوْقَ قَذالها، ... كَمَا اصطَخَبَتْ بعدَ النَجِيِّ خُصومُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كَمَا ذبّبَتْ عَذْراء، وَهِيَ مُشِيحةٌ، ... بَعُوض القُرى عَنْ فارِسيٍّ مُرَفّل

مُشيحة: حَذِرة. والمُشِيحُ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: المُجدُّ؛ وإِذا أَنشد الْهُذَلِيُّ هَذَا الْبَيْتَ أَنشده: كَمَا ذَبَّبَتْ عَذْرَاءُ غَيْرُ مُشِيحَةٍ وأَنشد أَبو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَعرابي: ولَيْلة لَمْ أَدْرِ مَا كَرَاهَا، ... أُسامِرُ البَعُوضَ فِي دُجَاهَا كُلُّ زجُولٍ يُتَّقَى شَذاها، ... لَا يَطْرَبُ السامعُ مِنْ غِناها وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ البَعُوض وَهُوَ الْبَقُّ. والبَعُوضة: مَوْضِعٌ كَانَ لِلْعَرَبِ فِيهِ يَوْمٌ مَذْكُورٌ؛ قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ يَذْكُرُ قَتْلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ: عَلَى مِثْلِ أَصحابِ الْبَعُوضَةِ فاخْمُشِي، ... لَكِ الويلُ حُرَّ الْوَجْهِ أَو يَبْكِ مَن بَكَى ورَمْل البَعُوضة: مَعْرُوفَةٌ بِالْبَادِيَةِ. بغض: البُغْض والبِغْضةُ: نَقِيضُ الْحُبِّ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: وَمِنَ العَوادِي أَنْ تَفُتْك بِبِغْضةٍ، ... وتَقاذُفٍ مِنْهَا، وأَنّكَ ترْقُب قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَسَّرَهُ السُّكَّري فَقَالَ: بِبِغضةٍ بِقَوْمٍ يَبْغَضُونَكَ، فَهُوَ عَلَى هَذَا جَمْعُ كغِلْمة وصِبْية، وَلَوْلَا أَن، الْمَعْهُودَ مِنَ الْعَرَبِ أَن لَا تَتَشَكَّى مِنْ مَحْبُوبٍ بِغْضةً فِي أَشعارها لَقُلْنَا: إِن البِغْضة هُنَا الإِبْغاض، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنه قَدْ عَطَفَ عَلَيْهَا المصدرَ وَهُوَ قَوْلُهُ: وتَقاذُفٍ مِنْهَا، وَمَا هُوَ فِي نِيَّةِ الْمَصْدَرِ وَهُوَ قَوْلُهُ: وأَنك تَرْقُب. وبَغُضَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، بَغاضةً أَي صارَ بَغِيضاً. وبَغَّضَه اللهُ إِلى النَّاسِ تَبْغِيضاً فأَبْغَضُوه أَي مَقَتُوه. والبَغْضاءُ والبَغاضةُ، جَمِيعًا: شِدَّةُ البغْضِ، وَكَذَلِكَ البِغْضة، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيِّ: أَبا مَعْقلٍ، لَا تُوطِئَنْك بَغاضَتي ... رؤوسَ الأَفاعي مِنْ مَراصِدِها العُرْم وَقَدْ أَبْغَضه وبَغَضَه؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ وَحْدَهُ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ، أَي الباغِضِين، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَن بَغَضَ عِنْدَهُ لُغَةٌ. قَالَ: وَلَوْلَا أَنها لُغَةٌ عِنْدَهُ لَقَالَ مِنَ المُبْغِضِين. والبَغُوضُ: المُبغِض؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَلَكِنْ بَغُوضٌ أَن يقالَ عَدِيمُ وَهَذَا أَيضاً مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَن بَغَضْته لُغَةٌ لأَن فَعُولًا إِنما هِيَ فِي الأَكثر عَنْ فاعِلٍ لَا مُفْعِل، وَقِيلَ: البَغيض المُبْغِض والمُبْغَض جَمِيعًا ضدٌّ. والمُباغَضةُ: تَعاطِي البَغْضاء؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَا رُبَّ مَولًى ساءَني مُباغِضِ، ... عليَّ ذِي ضِغْنٍ وضَبٍّ فارضِ، لَهُ قروءٌ كقُروء الحائِضِ «2» والتَّباغُضُ: ضِدُّ التَّحابّ. وَرَجُلٌ بَغِيض وَقَدْ بَغُضَ بَغاضةً وبَغِضَ، فَهُوَ بَغِيضٌ. وَرَجُلٌ مُبَغَّضٌ: يُبْغَضُ كَثِيرًا. وَيُقَالُ: هُوَ مَحْبُوبٌ غَيْرُ مُبَغَّضِ، وَقَدْ بُغِّض إِليه الأَمرُ وَمَا أَبْغَضَه إِليّ، وَلَا يُقَالُ مَا أَبْغَضَني لَهُ وَلَا مَا أَبْغَضَه لِي؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَبْغَضَني لَهُ وَمَا أَبْغَضَه إِلي، وَقَالَ: إِذا قُلْتَ مَا أَبْغَضَني لَهُ فإِنما تُخْبِرُ

_ (2). قوله [وضب فارض] الضب الحقد، والفارض القديم وقيل العظيم. وقوله له قروء إلخ يَقُولُ: لِعَدَاوَتِهِ أَوْقَاتٌ تَهِيجُ فِيهَا مِثْلَ وَقْتِ الْحَائِضِ.

أَنك مُبْغَضٌ لَهُ، وإِذا قُلْتَ مَا أَبْغَضَه إِليّ فإِنما تُخْبِرُ أَنه مُبْغَضٌ عِنْدَكَ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: مِنْ كَلَامِ الْحَشْوِ أَنا أُبْغِض فُلَانًا وَهُوَ يُبْغِضني. وَقَدْ بَغُضَ إِلي أَي صَارَ بَغِيضاً. وأَبْغِضْ بِهِ إِليَّ أَي مَا أَبْغَضَه. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ مَا أَبْغَضَه لِي شَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما جَعَلَهُ شَاذًّا لأَنه جَعَلَهُ مِنْ أَبْغَضَ، وَالتَّعَجُّبُ لَا يَكُونُ مِنْ أَفْعَل إِلا بأَشَدّ وَنَحْوَهُ، قَالَ: وَلَيْسَ كَمَا ظَنَّ بَلْ هُوَ مِنْ بَغُضَ فُلَانٌ إِليَّ، قَالَ: وَقَدْ حَكَى أَهل اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ: مَا أَبْغَضَني لَهُ إِذا كنتَ أَنت المُبغِضَ لَهُ، وَمَا أَبْغَضَني إِليه إِذا كَانَ هُوَ المُبْغِضَ لَكَ. وَفِي الدُّعَاءِ: نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْناً وأَبْغَضَ بِعَدوِّك عَيْناً وأَهل الْيَمَنِ يَقُولُونَ: بَغُضَ جَدُّك كَمَا يَقُولُونَ عَثَرَ جَدُّك. وبَغِيض: أَبو قَبِيلَةٍ، وَقِيلَ: حَيٌّ مِنْ قَيْسٍ، وَهُوَ بَغِيض بْنُ رَيْث بْنِ غَطفان بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلان. بهض: البَهْضُ: مَا شَقَّ عَلَيْكَ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَهِيَ عَرَبِيَّةٌ الْبَتَّةَ. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ أَشْجع يَقُولُ: بَهَضَني هَذَا الأَمر وبَهَظَني، قَالَ: وَلَمْ يُتابِعْه عَلَى ذَلِكَ أَحد. بوض: ابْنُ الأَعرابي: باضَ يَبُوضُ بَوْضاً إِذا أَقام بِالْمَكَانِ. وباضَ يَبوض بَوْضاً إِذا حَسُنَ وجههُ بَعْدَ كَلَفٍ، وَمِثْلُهْ بَضَّ يَبِضّ، والله أَعلم. بيض: الْبَيَاضُ: ضِدُّ السَّوَادِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَقْبَلُهُ غَيْرُهُ. البَيَاضُ: لَوْنُ الأَبْيَض، وَقَدْ قَالُوا بَيَاضٌ وبَياضة كَمَا قَالُوا مَنْزِل ومَنْزِلة، وَحَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي فِي الْمَاءِ أَيضاً، وَجَمْعُ الأَبْيَضِ بِيضٌ، وأَصله بُيْضٌ، بِضَمِّ الْبَاءِ، وإِنما أَبدلوا مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً لتصحَّ الْيَاءُ، وَقَدْ أَباضَ وابْيَضَّ؛ فأَما قَوْلُهُ: إِن شَكْلي وإِن شكْلَكِ شَتَّى، ... فالْزمي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي فإِنه أَرادَ تَبْيَضِّي فَزَادَ ضَادًا أُخرى ضَرُورَةً لإِقامة الْوَزْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قِيلَ إِنما يَجِيءُ هَذَا فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِ الْآخَرِ: لَقَدْ خَشِيتُ أَن أَرَى جَدْبَبَّا أَراد جَدْباً فَضَاعَفَ الْبَاءَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا حَكَى سِيبَوَيْهِ مِنْ أَن بَعْضَهُمْ قَالَ: أَعْطِني أَبْيَضّه يُرِيدُ أَبْيَضَ وأَلحق الْهَاءَ كَمَا أَلحقها فِي هُنّه وَهُوَ يُرِيدُ هُنَّ فإِنه ثَقَّلَ الضَّادَ فَلَوْلَا أَنه زَادَ ضَادًا «1» عَلَى الضَّادِ الَّتِي هِيَ حَرْفُ الإِعراب، فحرفُ الإِعراب إِذاً الضادُ الأُولى وَالثَّانِيَةُ هِيَ الزَّائِدَةُ، وَلَيْسَتْ بِحَرْفِ الإِعراب الْمَوْجُودِ فِي أَبْيَضَ، فَلِذَلِكَ لَحِقَتْهُ بَيانَ الْحَرَكَةِ «2». قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا تُحَرّك فَحَرَكَتُهَا لِذَلِكَ ضَعِيفَةٌ فِي الْقِيَاسِ. وأَباضَ الكَلأُ: ابْيَضَّ ويَبِسَ. وبايَضَني فلانٌ فبِضْته، مِنَ البَياض: كُنْتُ أَشدَّ مِنْهُ بَيَاضًا. الْجَوْهَرِيُّ: وبايَضَه فباضَه يَبِيضُه أَي فاقَه فِي الْبَيَاضِ، وَلَا تَقُلْ يَبُوضه؛ وَهَذَا أَشدُّ بَياضاً مِنْ كَذَا، وَلَا تَقُلْ أَبْيَضُ مِنْهُ، وأَهل الْكُوفَةِ يَقُولُونَهُ وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ: جارِية فِي دِرْعِها الفَضْفاضِ، ... أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِباضِ قَالَ الْمُبَرِّدُ: لَيْسَ الْبَيْتُ الشَّاذُّ بِحُجَّةٍ عَلَى الأَصل الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ؛ وأَما قول الآخر:

_ (1). قوله [فَلَوْلَا أَنَّهُ زَادَ ضَادًا إلخ] هكذا في الأَصل بدون ذكر جواب لولا. (2). قوله: بيان الحركة؛ هكذا في الأَصل.

إِذا الرجالُ شَتَوْا، واشتدَّ أَكْلُهمُ، ... فأَنْتَ أَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ فَيَحْتَمِلُ أَن لَا يَكُونَ بِمَعْنَى أَفْعَل الَّذِي تَصْحَبُهُ مِنْ لِلْمُفَاضَلَةِ، وإِنما هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ هُوَ أَحْسَنُهم وَجْهًا وأَكرمُهم أَباً، تُرِيدُ حسَنهم وَجْهًا وَكَرِيمُهُمْ أَباً، فكأَنه قَالَ: فأَنت مُبْيَضُّهم سِرْبالًا، فَلَمَّا أَضافه انْتَصَبَ مَا بَعْدَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ. والبِيضَانُ مِنَ النَّاسِ: خلافُ السُّودانِ. وأَبْيَضَت المرأَةُ وأَباضَتْ: وَلَدَتِ البِيضَ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وَفِي عينِه بَياضةٌ أَي بَياضٌ. وبَيّضَ الشيءَ جَعَلَهُ أَبْيَضَ. وَقَدْ بَيَّضْت الشَّيْءَ فابْيَضَّ ابْيِضاضاً وابْياضّ ابْيِيضاضاً. والبَيّاضُ: الَّذِي يُبَيِّضُ الثيابَ، عَلَى النَّسَبِ لَا عَلَى الْفِعْلِ، لأَن حُكْمَ ذَلِكَ إِنما هُوَ مُبَيِّضٌ. والأَبْيَضُ: عِرْق السُّرَّةِ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الصُّلْبِ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الْحَالِبِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ لِمَكَانِ البَياضِ. والأَبْيضانِ: الماءُ والحنطةُ. والأَبْيضانِ: عِرْقا الوَرِيد. والأَبْيَضانِ: عِرْقَانِ فِي الْبَطْنِ لِبَيَاضِهِمَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَبْيَض قَدْ كلَّفْته بُعد شُقّة، ... تَعَقّدَ مِنْهَا أَبْيَضاه وحالِبُهْ والأَبْيَضان: عِرْقان فِي حَالِبِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ: قَرِيبة نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهْ، ... كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ، ومُلْتَقَى فائلِه وأُبُضِهْ «3» والأَبيضان: الشحمُ والشَّباب، وَقِيلَ: الخُبْز وَالْمَاءُ، وَقِيلَ: الْمَاءُ واللبنُ؛ قَالَ هُذَيْلُ الأَشجعي مِنْ شُعَرَاءِ الْحِجَازِيِّينَ: وَلَكِنَّمَا يَمْضِي ليَ الحَوْلُ كَامِلًا، ... وَمَا ليَ إِلَّا الأَبْيَضَيْنِ شَرابُ مِنَ الماءِ أَوْ مِنْ دَرِّ وَجْناءَ ثَرّةٍ، ... لَهَا حالبٌ لَا يَشْتَكي وحِلابُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: بَيَّضْت السِّقاءَ والإِناء أَي ملأْته مِنَ الْمَاءِ أَو اللَّبَنِ. ابْنُ الأَعرابي: ذهَبَ أَبْيَضاه شحْمُه وشبابُه، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَبْيَضانِ الشحمُ وَاللَّبَنُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَنه سُئِل عَنِ السُّلْت بالبَيْضاءِ فكَرِهَه ؛ البَيْضاء الحِنْطة وَهِيَ السَّمْراء أَيضاً، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْبَيْعِ وَالزَّكَاةِ وَغَيْرِهِمَا، وإِنما كَرِه ذَلِكَ لأَنهما عِنْدَهُ جنسٌ وَاحِدٌ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ. وَمَا رأَيته مُذْ أَبْيضانِ، يَعْنِي يَوْمَيْنِ أَو شَهْرَيْنِ، وَذَلِكَ لِبَيَاضِ الأَيام. وبَياضُ الكبدِ والقلبِ والظفرِ: مَا أَحاط بِهِ، وَقِيلَ: بَياضُ الْقَلْبِ مِنَ الْفَرَسِ مَا أَطافَ بالعِرْق مِنْ أَعلى الْقَلْبِ، وَبَيَاضُ الْبَطْنِ بَنات اللبنِ وشحْم الكُلى وَنَحْوُ ذَلِكَ، سمَّوْها بالعَرَض؛ كأَنهم أَرادوا ذَاتَ الْبَيَاضِ. والمُبَيِّضةُ، أَصحابُ الْبَيَاضِ كَقَوْلِكَ المُسَوِّدةُ والمُحَمِّرةُ لأَصحاب السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ. وكَتِيبةٌ بَيْضاء: عَلَيْهَا بَياضُ الْحَدِيدِ. والبَيْضاء: الشمسُ لِبَيَاضِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وبَيْضاء لَمْ تَطْبَعْ، وَلَمْ تَدْرِ مَا الخَنا، ... تَرَى أَعيُنَ الفِتْيانِ مِنْ دُونِهَا خُزْرا والبَيْضاء: القِدْرُ؛ قَالَ ذَلِكَ أَبو عَمْرٍو. قَالَ: وَيُقَالُ للقِدْر أَيضاً أُمُّ بَيْضاء؛ وأَنشد:

_ (3). قوله [عرقا أبيضه] قال الصاغاني: هكذا وقع في الصحاح بالألف والصواب عرقي بالنصب، وقوله وأبضه هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بضمتين وضبطه بعضهم بكسرتين، أفاده شارح القاموس.

وإِذْ مَا يُرِيحُ الناسَ صَرْماءُ جَوْنةٌ، ... يَنُوسُ عَلَيْهَا رَحْلُها مَا يُحَوَّلُ فقلتُ لَهَا: يَا أُمَّ بَيْضاءَ، فِتْيةٌ ... يَعُودُك مِنْهُمْ مُرْمِلون وعُيَّلُ قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا فِي مَعْنَى الَّذِي فِي إِذ مَا يُرِيح، قَالَ: وصرماءُ خَبَرُ الَّذِي. والبِيضُ: ليلةُ ثلاثَ عَشْرةَ وأَرْبَعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يأْمُرُنا أَن نصُومَ الأَيامَ البِيضَ ، وَهِيَ الثالثَ عشَرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، سُمِّيَتْ ليالِيها بِيضاً لأَن الْقَمَرَ يطلُع فِيهَا مِنْ أَولها إِلى آخِرِهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَكثر مَا تَجِيءُ الرِّوَايَةُ الأَيام البِيض، وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ أَيامَ البِيضِ بالإِضافة لأَن البِيضَ مِنْ صِفَةِ اللَّيَالِي. وكلَّمتُه فَمَا ردَّ عليَّ سَوْداءَ وَلَا بَيْضاءَ أَي كِلمةً قَبِيحَةً وَلَا حَسَنَةً، عَلَى الْمَثَلِ. وَكَلَامٌ أَبْيَضُ: مَشْرُوحٌ، عَلَى الْمَثَلِ أَيضاً. وَيُقَالُ: أَتاني كلُّ أَسْودَ مِنْهُمْ وأَحمر، وَلَا يُقَالُ أَبْيَض. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ لَا تَقُولُ حَمِر وَلَا بَيِض وَلَا صَفِر، قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ إِنما يُنْظَر فِي هَذَا إِلى مَا سُمِعَ عَنِ الْعَرَبِ. يُقَالُ: ابْيَضّ وابْياضَّ واحْمَرَّ واحْمارَّ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ فُلَانَةٌ مُسْوِدة ومُبيِضةٌ إِذا وَلَدَتِ البِيضانَ والسُّودانَ، قَالَ: وأَكثر مَا يَقُولُونَ مُوضِحة إِذا وَلَدَت البِيضانَ، قَالَ: ولُعْبة لَهُمْ يَقُولُونَ أَبِيضي حَبالًا وأَسيدي حَبالًا، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مَا أَبْيَضَ فُلَانًا وَمَا أَحْمَر فُلَانًا مِنَ الْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ؛ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ نَادِرًا فِي شِعْرِهِمْ كَقَوْلِ طَرَفَةَ: أَمّا الملوكُ فأَنْتَ اليومَ ألأَمُهم ... لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للأَسْوَد أَبو البَيْضاء، وللأَبْيَض أَبو الجَوْن، وَالْيَدُ البَيْضاء: الحُجّة المُبَرْهنة، وَهِيَ أَيضاً الْيَدُ الَّتِي لَا تُمَنُّ وَالَّتِي عَنْ غَيْرِ سُؤَالٍ وَذَلِكَ لِشَرَفِهَا فِي أَنواع الحِجاج وَالْعَطَاءِ. وأَرض بَيْضاءُ: مَلْساء لَا نَبَاتَ فِيهَا كأَن النَّبَاتَ كَانَ يُسَوِّدُها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ تُوطَأْ، وَكَذَلِكَ البِيضَةُ. وبَيَاضُ الأَرض: مَا لَا عِمَارَةَ فِيهِ. وبَياضُ الْجِلْدِ: مَا لَا شَعْرَ عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: إِذا قَالَتِ الْعَرَبُ فُلَانٌ أَبْيَضُ وَفُلَانَةٌ بَيْضاء فَالْمَعْنَى نَقاء العِرْض مِنَ الدنَس وَالْعُيُوبِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ يُمْدَحُ رَجُلًا. أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض يُفَكِّك عَنْ ... أَيدي العُناةِ وَعَنْ أَعْناقِها الرِّبَقا وَقَالَ: أُمُّك بَيْضاءُ مِنْ قُضاعةَ في البيت ... الذي تَسْتَظلُّ في ظُنُبِهْ قَالَ: وَهَذَا كَثِيرٌ فِي شِعْرِهِمْ لَا يُرِيدُونَ بِهِ بَياضَ اللَّوْنِ وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْمَدْحَ بِالْكَرَمِ ونَقاءِ العرْض مِنَ الْعُيُوبِ، وإِذا قَالُوا: فُلَانٌ أَبْيَض الْوَجْهِ وَفُلَانَةٌ بَيْضاءُ الْوَجْهِ أَرادوا نقاءَ اللَّوْنِ مِنَ الكَلَفِ والسوادِ الشَّائِنِ. ابْنُ الأَعرابي: والبيضاءُ حِبَالَةُ الصَّائِدِ؛ وأَنشد: وَبَيْضَاءُ مِنْ مالِ الْفَتَى إِن أَراحَها ... أَفادَ، وإِلا مَالَهُ مَالُ مُقْتِر يَقُولُ: إِن نَشِب فِيهَا عَيرٌ فَجَرَّهَا بَقِيَ صاحبُها مُقْتِراً. والبَيْضة: وَاحِدَةُ البَيْض مِنَ الْحَدِيدِ وبَيْضِ الطَّائِرِ جَمِيعًا، وبَيْضةُ الْحَدِيدِ مَعْرُوفَةٌ والبَيْضة مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ بَيْض. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ، وَيُجْمَعُ البَيْض عَلَى بُيوضٍ؛ قَالَ:

عَلَى قَفْرةٍ طارَت فِراخاً بُيوضُها أَي صَارَتْ أَو كَانَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ «1»: أَبو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتأَوِّب، ... رَفيق بمَسْحِ المَنْكِبَينِ سَبُوحُ فَشَاذٌّ لَا يُعْقَدُ عَلَيْهِ بَابٌ لأَن مِثْلَ هَذَا لَا يُحَرَّكُ ثَانِيهِ. وباضَ الطائرُ وَالنَّعَامَةُ بَيْضاً: أَلْقَتْ بَيْضَها. وَدَجَاجَةٌ بَيّاضةٌ وبَيُوضٌ: كَثِيرَةُ البَيْضِ، وَالْجَمْعُ بُيُضٌ فِيمَنْ قَالَ رُسُل مِثْلَ حُيُد جَمْعُ حَيُود، وَهِيَ الَّتِي تَحِيد عَنْكَ، وبِيضٌ فِيمَنْ قَالَ رُسْل، كسَرُوا الْبَاءَ لِتَسْلم الْيَاءُ وَلَا تَنْقَلِبَ، وَقَدْ قَالَ بُوضٌ أَبو مَنْصُورٍ. يُقَالُ: دَجَاجَةٌ بَائِضٌ بِغَيْرِ هَاءٍ لأَن الدِّيكَ لَا يَبِيض، وباضَت الطائرةُ، فَهِيَ بائضٌ. وَرَجُلٌ بَيّاضٌ: يَبِيع البَيْضَ، وَدِيكٌ بائِضٌ كَمَا يُقَالُ والدٌ، وَكَذَلِكَ الغُراب؛ قَالَ: بِحَيْثُ يَعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى النَّسَبِ. والبَيْضة: مِنَ السِّلَاحِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها عَلَى شَكْلِ بَيْضة النَّعَامِ. وابْتاضَ الرَّجُلُ: لَبِسَ البَيْضةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللَّهُ السارقَ يَسْرِقُ البَيْضةَ فتُقْطَعُ يدُه ، يَعْنِي الخُوذةَ؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْوَجْهُ فِي الْحَدِيثِ أَن اللَّهَ لَمَّا أَنزل: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما، قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَنَ اللَّهُ السارقَ يَسْرِق البَيْضة فتُقْطَع يدُه عَلَى ظَاهِرِ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ، يَعْنِي بَيْضةَ الدَّجَاجَةِ وَنَحْوَهَا، ثُمَّ أَعلمه اللَّهُ بَعْدُ أَن الْقَطْعَ لَا يَكُونُ إِلا فِي رُبْع دِينار فَمَا فَوْقَهُ، وأَنكر تأْويلها بالخُوذةِ لأَن هَذَا لَيْسَ مَوْضِعَ تَكثيرٍ لِمَا يأْخذه السَّارِقُ، إِنما هُوَ مَوْضِعُ تَقْلِيلٍ فإِنه لَا يُقَالُ: قبَّح اللَّهُ فُلَانًا عرَّض نَفْسَهُ لِلضَّرْبِ فِي عِقْد جَوْهر، إِنما يُقَالُ: لَعَنه اللَّهُ تعرَّض لِقَطْعِ يَدِهِ فِي خَلَقٍ رَثٍّ أَو فِي كُبّةِ شعَرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُعْطِيتُ الكَنْزَينِ الأَحمرَ والأَبيضَ ، فالأَحمرُ مُلْكُ الشَّامِ، والأَبْيَضُ مُلْكُ فَارِسَ، وإِنما يُقَالُ لِفَارِسَ الأَبْيَض لِبَيَاضِ أَلوانهم ولأَن الْغَالِبَ عَلَى أَموالهم الْفِضَّةُ، كَمَا أَن الْغَالِبَ عَلَى أَلوان أَهل الشَّامِ الْحُمْرَةُ وَعَلَى أَموالهم الذَّهَبُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيَانَ وَذِكْرُ حِمْير قَالَ: وَكَانَتْ لَهُمُ البَيْضاءُ والسَّوْداءُ وفارِسُ الحَمْراءُ والجِزْيةُ الصَّفْرَاءُ ، أَراد بِالْبَيْضَاءِ الخرابَ مِنَ الأَرض لأَنه يَكُونُ أَبْيَضَ لَا غَرْسَ فِيهِ وَلَا زَرْعَ، وأَراد بالسَّوْداء العامِرَ مِنْهَا لاخْضِرارِها بِالشَّجَرِ وَالزَّرْعِ، وأَرادَ بفارِسَ الحَمْراء تَحَكُّمَهم عَلَيْهِ، وَبِالْجِزْيَةِ الصَّفْرَاءِ الذهبَ كَانُوا يَجْبُون الخَراجَ ذَهَباً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تقومُ الساعةُ حَتَّى يَظْهَرَ الموتُ الأَبْيَضُ والأَحْمَرُ ؛ الأَبْيَضُ مَا يأْتي فَجْأَةً وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَرَضٌ يُغيِّر لَوْنَهُ، والأَحْمرُ الموتُ بالقَتْل لأَجل الدَّمِ. والبَيْضةُ: عِنَبٌ بِالطَّائِفِ أَبيض عَظِيمُ الْحَبِّ. وبَيْضةُ الخِدْر: الجاريةُ لأَنها فِي خِدْرها مَكْنُونَةٌ. والبَيْضةُ: بَيْضةُ الخُصْية. وبَيْضةُ العُقْر مَثَلٌ يُضْرَبُ وَذَلِكَ أَن تُغْصَبَ الجارية نَفْسها فتُقْتَضّ فتُجَرَّب ببَيْضةٍ، وَتُسَمَّى تِلْكَ البَيْضةُ بَيْضةَ العُقْرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقِيلَ بَيْضةُ العُقْرِ بَيْضَة يَبِيضُها الدِّيكُ مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ لَا يَعُودُ، يضْرب مَثَلًا لِمَنْ يَصْنَعُ الصَّنِيعة ثُمَّ لَا يعود لها. وبَيْضة

_ (1). قوله [فأما قول الشاعر] عبارة القاموس وشرحه: والبيضة واحدة بيض الطير الجمع بيوض وبيضات، قال الصاغاني: ولا تحرك الياء من بيضات إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ قَالَ: أخو بيضات إلخ.

البلَدِ: تَرِيكة النَّعَامَةِ. وبَيْضةُ الْبَلَدِ: السَّيِّدُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ يُذَمُّ ببَيْضة الْبَلَدِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي الذَّمِّ لِلرَّاعِي يَهْجُو ابْنَ الرِّقاعِ الْعَامِلِيَّ: لَوْ كُنتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجى هَجَوْتُكمُ، ... يَا ابْنَ الرِّقاعِ، وَلَكِنْ لستَ مِنْ أَحَدِ تَأْبى قُضاعةُ لَمْ تَعْرِفْ لَكُمْ نَسَباً ... وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضةُ البَلَدِ أَرادَ أَنه لَا نَسَبَ لَهُ وَلَا عَشِيرَةَ تَحْمِيه؛ قَالَ: وَسُئِلَ ابْنُ الأَعرابي عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِذا مُدِحَ بِهَا فَهِيَ الَّتِي فِيهَا الفَرْخ لأَن الظَّلِيم حِينَئِذٍ يَصُونُها، وإِذا ذُمَّ بِهَا فَهِيَ الَّتِي قَدْ خَرَجَ الفَرْخُ مِنْهَا ورَمى بِهَا الظليمُ فداسَها الناسُ والإِبلُ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ أَذَلُّ مِنْ بَيْضةِ البَلَدِ أَي مِنْ بَيْضَةِ النَّعَامِ الَّتِي يَتْرُكُهَا؛ وأَنشد كُرَاعٌ لِلْمُتَلَمِّسِ فِي مَوْضِعِ الذَّمِّ وَذَكَرَهُ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الأَضداد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الشِّعْرُ لِصِنَّان بْنِ عبَّاد الْيَشْكُرِيِّ وَهُوَ: لَمَّا رأَى شمطٌ حَوْضِي لَهُ تَرَعٌ ... عَلَى الحِياضِ، أَتاني غيرَ ذِي لَدَدِ لَوْ كَانَ حَوْضَ حِمَارٍ مَا شَرِبْت بِهِ، ... إِلّا بإِذْنِ حِمارٍ آخرَ الأَبَدِ لكنَّه حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه ... رَيْبُ المَنُونِ، فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ أَي أَمسى ذَلِيلًا كَهَذِهِ البَيْضة الَّتِي فارَقَها الفرخُ فرَمَى بِهَا الظَّلِيمُ فدِيسَت فَلَا أَذَل مِنْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حِمَار فِي الْبَيْتِ اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ، وشمطٌ هُوَ شَمْطُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْيَشْكُرِيُّ، وَكَانَ أَوْرَدَ إِبِلَه حَوْضَ صِنَّان بْنِ عبَّاد قَائِلِ هَذَا الشِّعْرِ فَغَضِبَ لِذَلِكَ، وَقَالَ الْمَرْزُوقِيُّ: حِمَارٌ أَخوه وَكَانَ فِي حَيَاتِهِ يتعزَّزُ به؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ يَهْجُو حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ وَفِي التَّهْذِيبِ أَنَّهُ لِحَسَّانَ: أَرى الجَلابِيبَ قَدْ عَزُّوا، وَقَدْ كَثُروا، ... وابنُ الفُرَيْعةِ أَمْسَى بَيْضةَ البَلَدِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مَدْحٌ. وَابْنُ فُرَيْعة: أَبوه «1». وأَراد بِالْجَلَابِيبِ سَفِلة النَّاسِ وغَثْراءَهم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَ مَا قَالَهُ أَبو حَاتِمٍ بِجَيِّدٍ، وَمَعْنَى قَوْلُ حَسَّانَ أَن سَفِلة النَّاسِ عزُّوا وَكَثُرُوا بَعْدَ ذِلَّتِهِم وَقِلَّتِهِمْ، وَابْنُ فُرَيعة الَّذِي كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وثَراءٍ قَدْ أُخِّرَ عَنْ قديمِ شَرَفِه وسُودَدِه، واسْتُبِدَّ بالأَمر دُونَهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ بَيْضة الْبَلَدِ الَّتِي تَبِيضُها النَّعَامَةُ ثُمَّ تَتْرُكُهَا بِالْفَلَاةِ فَلَا تَحْضُنها، فَتَبْقَى تَرِيكةً بِالْفَلَاةِ. وَرَوَى أَبو عَمْرٍو عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الْكَرِيمِ: هُوَ بَيْضة الْبَلَدِ يَمْدَحُونَهُ، وَيَقُولُونَ لِلْآخَرِ: هُوَ بَيْضة الْبَلَدِ يذُمُّونه، قَالَ: فالممدوحُ يُرَادُ بِهِ البَيْضة الَّتِي تَصُونها النَّعَامَةُ وتُوَقِّيها الأَذَى لأَن فِيهَا فَرْخَها فَالْمَمْدُوحُ من هاهنا، فإِذا انْفَلَقت عَنْ فَرْخِها رَمَى بِهَا الظليمُ فَتَقَعُ فِي الْبَلَدِ القَفْر فَمِنْ هاهنا ذُمَّ الْآخَرُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ بَيْضةُ الْبَلَدِ: هُوَ مِنَ الأَضداد يَكُونُ مَدْحًا وَيَكُونُ ذَمًّا، فإِذا مُدِح الرَّجُلُ فَقِيلَ هُوَ بَيْضةُ الْبَلَدِ أُرِيدَ بِهِ واحدُ الْبَلَدِ الَّذِي يُجْتَمع إِليه ويُقْبَل قولُه، وَقِيلَ فَرْدٌ لَيْسَ أَحد مِثْلَهُ فِي شَرَفِهِ؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ لامرأَة مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ تَرْثِي عَمْرَو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ وَتَذْكُرُ قَتْلَ عليّ إِيَّاه:

_ (1). قوله [وابن فريعة أبوه] كذا بالأَصل وفي القاموس في مادة فرع ما نصه: وحسان بن ثابت يعرف بابن الفريعة كجهينة وهي أُمه.

لَوْ كَانَ قاتِلُ عَمرو غيرَ قَاتِلِهِ، ... بَكَيْتُه، مَا أَقام الرُّوحُ فِي جَسَدي لكنَّ قاتلَه مَنْ لَا يُعابُ بِهِ، ... وَكَانَ يُدعَى قَدِيمًا بَيْضَةَ البَلَدِ يَا أُمَّ كُلْثُومَ، شُقِّي الجَيْبَ مُعْوِلَةً ... عَلَى أَبيكِ، فَقَدْ أَوْدَى إِلى الأَبَدِ يَا أُمَّ كُلْثُومَ، بَكِّيهِ وَلَا تَسِمِي ... بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ حَرَّى عَلَى وَلَدِ بَيْضةُ الْبَلَدِ: عليُّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَي أَنه فَرْدٌ لَيْسَ مِثْلَهُ فِي الشَّرَفِ كالبَيْضةِ الَّتِي هِيَ تَرِيكةٌ وَحْدَهَا لَيْسَ مَعَهَا غيرُها؛ وإِذا ذُمَّ الرجلُ فَقِيلَ هُوَ بَيْضةُ البلدِ أَرادوا هُوَ مُنْفَرِدٌ لَا نَاصِرَ لَهُ بِمَنْزِلَةِ بَيْضَةٍ قَامَ عَنْهَا الظَّليمُ وَتَرْكَهَا لَا خَيْرَ فِيهَا وَلَا مَنْفَعَةً؛ قَالَتِ امرأَة تَرْثي بَنِينَ لَهَا: لَهْفِي عَلَيْهِمْ لَقَدْ أَصْبَحْتُ بَعْدَهُمُ ... كثيرَة الهَمِّ والأَحزان والكَمَدِ قَدْ كُنْتُ قَبْلَ مَناياهُمْ بمَغبَطَةٍ، ... فصِرْتُ مُفْرَدَةً كبَيْضَةِ البلدِ وبَيْضَةُ السَّنام: شَحْمَته. وبَيْضَةُ الجَنِين: أَصله، وَكِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. وبَيْضَة الْقَوْمِ: وسَطُهم. وبَيْضة الْقَوْمِ: سَاحَتُهُمْ؛ وَقَالَ لَقِيطٌ الإِيادِي: يَا قَوْمِ، بَيْضتَكُمْ لَا تُفْضَحُنَّ بِهَا، ... إِنِّي أَخاف عَلَيْهَا الأَزْلَم الجَذَعا يَقُولُ: احْفَظُوا عُقْر دَارِكُمْ. والأَزْلَم الجَذَع: الدَّهْرُ لأَنه لَا يَهْرَمُ أَبداً. وَيُقَالُ مِنْهُ: بِيضَ الحيُّ أُصِيبَت بَيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لَهُمْ، وبِضْناهم وابْتَضْناهم: فَعَلْنَا بِهِمْ ذَلِكَ. وبَيْضَةُ الدَّارِ: وَسَطُهَا وَمُعْظَمُهَا. وبَيْضَةُ الإِسلام: جَمَاعَتُهُمْ. وبَيْضَةُ الْقَوْمِ: أَصلهم. والبَيْضَةُ: أَصل الْقَوْمِ ومُجْتَمعُهم. يُقَالُ: أَتاهم الْعَدُوُّ فِي بَيْضَتِهِمْ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهم ؛ يُرِيدُ جَمَاعَتَهُمْ وأَصلهم أَي مُجْتمعهم وَمَوْضِعَ سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دَعْوَتِهِمْ، أَراد عَدُوًّا يستأْصلهم ويُهْلِكهم جَمِيعَهُمْ، قِيلَ: أَراد إِذا أُهْلِكَ أَصلُ البَيْضة كَانَ هَلَاكُ كُلِّ مَا فِيهَا مِنْ طُعْمٍ أَو فَرْخ، وإِذا لَمْ يُهْلَكْ أَصلُ البَيْضة رُبَّمَا سَلِمَ بعضُ فِراخها، وَقِيلَ: أَراد بالبَيْضَة الخُوذَةَ فكأَنه شَبَّه مَكَانَ اجْتِمَاعِهِمْ والتِئامهم ببَيْضَة الحَدِيدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحُدَيْبِيَةِ: ثُمَّ جئتَ بِهِمْ لبَيْضَتِك تَفُضُّها أَي أَصْلك وَعَشِيرَتِكَ. وبَيْضَةُ كُلِّ شَيْءٍ حَوْزَتُه. وباضُوهُمْ وابْتاضُوهُمْ: استأْصلوهم. وَيُقَالُ: ابْتِيضَ القومُ إِذا أُبِيحَتْ بَيْضَتُهم، وابْتاضُوهم أَي استأْصلوهم. وَقَدِ ابْتِيضَ الْقَوْمُ إِذا اخِذَتْ بَيْضَتُهم عَنْوَةً. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِوَسَطِ الدَّارِ بَيْضةٌ وَلِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ بَيْضَةٌ ولوَرَمٍ فِي رُكْبَةِ الدَّابَّةِ بَيْضَة. والبَيْضُ: وَرَمٌ يَكُونُ فِي يَدِ الْفَرَسِ مِثْلَ النُّفَخ والغُدَد؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ الْعُيُوبِ الهَيِّنة. يُقَالُ: قَدْ باضَتْ يدُ الْفَرَسِ تَبِيضُ بَيْضاً. وبَيْضَةُ الصَّيْف: مُعْظَمُهُ. وبَيْضَة الْحَرِّ: شِدَّتُهُ. وبَيْضَة القَيْظ: شِدَّةُ حَرِّه؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: طَوَى ظِمْأَهَا فِي بَيْضَة القَيْظِ، بعد ما ... جَرَى فِي عَنَانِ الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ وباضَ الحَرُّ إِذا اشْتَدَّ. ابْنُ بَزْرَجَ: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ يَكُونُ عَلَى الْمَاءِ بَيْضَاءُ القَيْظِ، وَذَلِكَ مِنْ طُلُوعِ

الدَّبَران إِلى طُلُوعِ سُهَيْل. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ يَكُونُ عَلَى الْمَاءِ حَمْراءُ القَيْظِ وحِمِرُّ الْقَيْظِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَفْرَخَ بَيْضَةُ الْقَوْمِ إِذا ظَهَرَ مَكْتُومُ أَمْرِهم، وأَفرخت البَيْضَةُ إِذا صَارَ فِيهَا فَرْخٌ. وباضَ السحابُ إِذا أَمْطَر؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: باضَ النَّعَامُ بِهِ فنَفَّرَ أَهلَهُ، ... إِلا المُقِيمَ عَلَى الدَّوا المُتأَفِّنِ قَالَ: أَراد مَطَرًا وَقَعَ بِنَوْءِ النَّعَائم، يَقُولُ: إِذا وَقَعَ هَذَا الْمَطَرُ هَرَبَ العُقلاء وأَقام الأَحمق. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الشَّاعِرُ وَصَفَ وَادِياً أَصابه الْمَطَرُ فأَعْشَب، والنَّعَامُ هَاهُنَا: النعائمُ مِنَ النُّجُومِ، وإِنما تُمْطِرُ النَّعَائمُ فِي الْقَيْظِ فَيَنْبُتُ فِي أُصول الحَلِيِّ نبْتٌ يُقَالُ لَهُ النَّشْر، وَهُوَ سُمٌّ إِذا أَكله الْمَالُ مَوَّت، وَمَعْنَى باضَ أَمْطَرَ، والدَّوا بِمَعْنَى الدَّاءِ، وأَراد بالمُقِيم المقيمَ بِهِ عَلَى خَطر أَن يَمُوتَ، والمُتَأَفِّنُ: المُتَنَقِّص. والأَفَن: النَّقْصُ؛ قَالَ: هَكَذَا فَسَّرَهُ المُهَلَّبِيّ فِي بَابِ الْمَقْصُورِ لِابْنِ ولَّاد فِي بَابِ الدَّالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَن يَكُونَ الدَّوا مَقْصُورًا مِنَ الدَّوَاءِ، يَقُولُ: يَفِرُّ أَهلُ هَذَا الْوَادِي إِلا المقيمَ عَلَى المُداواة المُنَقِّصة لِهَذَا الْمَرَضِ الَّذِي أَصابَ الإِبلَ مِنْ رَعْيِ النَّشْرِ. وباضَت البُهْمَى إِذا سَقَطَ نِصالُها. وباضَت الأَرض: اصْفَرَّتْ خُضرتُها ونَفَضتِ الثَّمَرَةُ وأَيبست، وَقِيلَ: باضَت أَخْرجَتْ مَا فِيهَا مِنَ النَّبَاتِ، وَقَدْ باضَ: اشتدَّ. وبَيَّضَ الإِناءَ والسِّقاء: مَلأَه. وَيُقَالُ: بَيَّضْت الإِناءَ إِذا فرَّغْتَه، وبَيَّضْته إِذا مَلأْته، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والبَيْضاء: اسْمُ جَبَلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ أَهل النَّارِ: فَخِذُ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مثْل البَيْضاء ؛ قِيلَ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ. والأَبْيَضُ: السَّيْفُ، وَالْجَمْعُ البِيضُ. والمُبَيِّضةُ، بِكَسْرِ الْيَاءِ: فِرْقَةٌ مِنَ الثَّنَوِيَّة وَهُمْ أَصحاب المُقَنَّع، سُمُّوا بِذَلِكَ لتَبْيِيضهم ثِيَابَهُمْ خِلَافًا للمُسَوِّدَة مِنْ أَصحاب الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَظَرْنَا فإِذا بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، وأَصحابه مُبَيِّضين ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَكَسْرِهَا، أَي لَابِسِينَ ثِيَابًا بِيضًا. يُقَالُ: هُمُ المُبَيِّضةُ والمُسَوِّدَة، بِالْكَسْرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فرأَى رَجُلًا مُبَيِّضاً يَزُولُ بِهِ السرابُ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مُبْيَضًّا، بِسُكُونِ الْبَاءِ وَتَشْدِيدِ الضَّادِ، مِنَ الْبَيَاضِ أَيضاً. وبِيضَة، بِكَسْرِ الْبَاءِ: اسْمُ بَلْدَةٍ. وَابْنُ بَيْض: رَجُلٌ، وَقِيلَ: ابْنُ بِيضٍ، وَقَوْلُهُمْ: سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ، قَالَ الأَصمعي: هُوَ رَجُلٌ كَانَ فِي الزَّمَنِ الأَول يُقَالُ لَهُ ابْنُ بَيْضٍ عقرَ ناقَتَه عَلَى ثَنِيَّةٍ فَسَدَّ بِهَا الطَّرِيقَ وَمَنَعَ الناسَ مِن سلوكِها؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الأَسود الطَّهْوِيُّ: سَدَدْنا كَمَا سَدَّ ابنُ بَيْضٍ طَرِيقَه، ... فَلَمْ يَجِدوا عِنْدَ الثَّنِيَّةِ مَطْلَعا قَالَ: ومثله قول بَسّامة بْنِ حَزْن: كثوبِ ابْنِ بيضٍ وقاهُمْ بِهِ، ... فسَدَّ عَلَى السّالِكينَ السَّبِيلا وَحَمْزَةُ بْنُ بِيضٍ: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ، وَذَكَرَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَنه دَخَلَ عَلَى المأْمون وَذَكَرَ أَنه جَرى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ كَلَامٌ فِي حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحَدِيثِ قَالَ: يَا نَضْرُ، أَنْشِدْني أَخْلَبَ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ، فأَنشدته أَبيات حَمْزَةَ بْنِ بِيضٍ فِي الحكَم بْنِ أَبي الْعَاصِ:

فصل التاء المثناة فوقها

تقولُ لِي، والعُيونُ هاجِعةٌ: ... أَقِمْ عَلَيْنا يَوْماً، فَلَمْ أُقِم أَيَّ الوُجوهِ انْتَجَعْتَ؟ قلتُ لَهَا: ... وأَيُّ وَجْهٍ إِلا إِلى الحَكَم مَتَى يَقُلْ صاحِبا سُرادِقِه: ... هَذَا ابنُ بِيضٍ بِالْبَابِ، يَبْتَسِمِ رأَيت فِي حَاشِيَةٍ عَلَى كِتَابِ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ الْفَاضِلِ رَضِيُّ الدِّينِ الشَّاطِبِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: حَمْزَةُ بْنُ بِيضٍ، بِكَسْرِ الْبَاءِ لَا غَيْرَ. قَالَ: وأَما قَوْلُهُمْ سدَّ ابنُ بَيْضٍ الطريقَ فَقَالَ الْمَيْدَانِيُّ فِي أَمثاله: وَيُرْوَى ابْنُ بِيضٍ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، قَالَ: وأَبو مُحَمَّدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، حَمَلَ الْفَتْحَ فِي بَائِهِ عَلَى فَتْحِ الْبَاءِ فِي صَاحِبِ المثَل فعطَفَه عَلَيْهِ. قَالَ: وَفِي شَرْحِ أَسماء الشُّعَرَاءِ لأَبي عُمَرَ الْمُطَرِّزِ حَمْزَةُ بْنُ بِيض قَالَ الْفَرَّاءُ: البِيضُ جَمْعُ أَبْيَض وبَيْضاء. والبُيَيْضَة: اسْمُ مَاءٍ. والبِيضَتانِ والبَيْضَتان، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ عَلَى طَرِيقِ الشَّامِ مِنَ الْكُوفَةِ؛ قَالَ الأَخطل: فهْوَ بها سَيِّئٌ ظَنًّا، وَلَيْسَ لَهُ، ... بالبَيْضَتَينِ وَلَا بالغَيْضِ، مُدَّخَرُ وَيُرْوَى بالبِيضَتين. وذُو بِيضانَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ: كَمَا صاحَ، فِي أَفْنانِ ضالٍ عَشِيَّةً ... بأَسفلِ ذِي بِيضانَ، جُونُ الأَخاطِبِ وأَما بَيْتُ جَرِيرٍ: قَعِيدَكما اللهَ الَّذِي أَنْتُما لَهُ، ... أَلم تَسْمَعا بالبَيْضَتَينِ المُنادِيا؟ فَقَالَ ابْنُ حَبِيبِ: البِيضَة، بِالْكَسْرِ، بالحَزْن لِبَنِي يَرْبُوعَ، والبَيْضَة، بِالْفَتْحِ، بالصَّمّان لِبَنِي دَارِمٍ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِمَا بَيْنَ العُذَيْب والعقَبة بَيْضة، قَالَ: وَبَعْدَ البَيْضة البَسِيطةُ. وبَيْضاء بَنِي جَذِيمة: فِي حُدُودِ الْخَطِّ بِالْبَحْرَيْنِ كَانَتْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ وَفِيهَا نَخِيلٌ كَثِيرَةٌ وأَحْساءٌ عَذْبة وقصورٌ جَمَّة، قَالَ: وَقَدْ أَقَمْتُ بِهَا مَعَ القَرامِطة قَيْظة. ابْنُ الأَعرابي: البَيْضة أَرض بالدَّوّ حفَروا بِهَا حَتَّى أَتتهم الرِّيحُ مِنْ تَحْتِهِمْ فَرَفَعَتْهُمْ وَلَمْ يصِلُوا إِلى الْمَاءِ. قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ البَيْضة أَرض بَيْضاء لَا نَبَاتَ فِيهَا، والسَّوْدة: أَرض بِهَا نَخِيلٌ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَنْشَقُّ عَنِّي الحَزْنُ والبَرِّيتُ، ... والبِيضةُ البَيْضاء والخُبُوتُ كَتَبَهُ شَمِرٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ ثُمَّ حَكَى مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. فصل التاء المثناة فوقها ترض: تِرْياضٌ: مِنْ أَسماء النساءِ. تعض: امرأَةٌ تَعْضُوضةٌ، قَالَ الأَزهري: أَراها الضَّيِّقة. والتَّعْضُوضُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمر. قَالَ الأَزهري: وَالتَّاءُ فِيهِمَا لَيْسَتْ بأَصلية هِيَ مِثْلُ تَاءِ تَرْنُوقِ المَسِيل، وَهِيَ مَا يَجْتَمِعُ مِنَ الطِّينِ فِي النَّهْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَهْدَتْ لَنَا نَوْطاً مِنَ التَّعْضوض ، بِفَتْحِ التَّاءِ، وَهُوَ تَمْرٌ أَسود شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ، ومَعْدِنُه هَجَرُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ هَذَا بَابُهُ وَلَكِنَّهُ تَرْجَمَ عَلَيْهِ فِي التَّاءِ مَعَ الْعَيْنِ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَاللَّهِ لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخْفافُ الرِّبَاعِ أَطْيَبُ مِنْ هَذَا. فصل الجيم جحض: جِحِضْ: زَجْرٌ للكَبْش. جرض: الجَرَضُ: الجَهْدُ؛ جَرِضَ جَرَضاً: غَصَّ. والجَرَضُ والجَرِيضُ: غَصَصُ الْمَوْتِ. والجَرَضُ،

بِالتَّحْرِيكِ: الرِّيقُ يَغَصُّ بِهِ. وجَرِضَ بِرِيقِه: غَصَّ كأَنه يَبْتَلِعُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّهمْ مِنْ هالكٍ مُطَاحِ، ... ورامِقٍ يَجْرَضُ بالضَّيَاحِ قَالَ: يَجْرَضُ يَغَصُّ. والضَّيَاحُ: اللبَنُ المَذِيق الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ جَرَضَ بِريقِه يَجْرِضُ مِثَالُ كَسَرَ يَكْسِرُ، وَهُوَ أَن يَبْتَلِعَ رِيقَه عَلَى همٍّ وحُزْنٍ بالجَهْد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ صَوَابُهُ جَرِضَ يَجْرَضُ مِثَالُ كَبِرَ يَكْبَرُ، وأَجْرَضَه بِريقِه أَي أَغَصّه. وأَفْلَتَني جَرِيضاً أَي مَجْهُودًا يَكَادُ يَقْضِي، وَقِيلَ: بَعْدَ أَن لَمْ يَكَدْ، وَهُوَ يَجْرَضُ بنفسِه أَي يَكَادُ يَقْضِي. والجَرِيضُ: اخْتِلَافُ الفَكَّينِ عِنْدَ الْمَوْتِ. وَقَوْلُهُمْ حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ، قِيلَ: الجَرِيضُ الغُصّة والقَرِيضُ الجِرَّةُ، وضَرِجَت النَّاقَةُ بجِرَّتها وجَرِضَتْ، وَقِيلَ: الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْر؛ وَقَالَ الرِّيَاشِيُّ: القَرِيضُ والجَرِيضُ يَحْدُثانِ بالإِنسان عِنْدَ الْمَوْتِ، فالجَرِيضُ تبلُّعُ الرِّيق، والقَرِيضُ صَوْتُ الإِنسان؛ وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوَة: إِنه يُقَالُ عِنْدَ كُلِّ أَمر كَانَ مَقْدُورًا عَلَيْهِ فحِيلَ دونَه، أَولُ مَنْ قَالَهُ عَبيد بْنُ الأَبرص. والجَريضُ والجِرْياضُ: الشَّدِيدُ الْهَمِّ؛ وأَنشد: وخانِقٍ ذِي غُصّةٍ جِرْياضِ قَالَ: خانقٍ مَخْنُوق ذِي خَنْقٍ، وَالْجَمْعُ جَرْضَى. وإِنه ليَجْرَضُ الرِّيقَ عَلَى هَمٍّ وَحُزْنٍ، ويَجْرَضُ عَلَى الرِّيق غَيْظاً أَي يَبْتَلِعه، وَيُقَالُ: مَاتَ فلانٌ جَريضاً أَي مَرِيضًا مَغْمُومًا، وَقَدْ جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضاً شَدِيدًا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: ماتُوا جَوًى والمُفْلِتُونَ جَرْضَى أَي حَزِنِينَ. وَيُقَالُ: أَفْلَتَ فلانٌ جَريضاً أَي يَكَادُ يَقْضي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضا، ... وَلَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ والجَرِيضُ: أَن يَجْرَضَ عَلَى نَفْسِهِ إِذا قَضَى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: هَلْ يَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلا عَلَزَ القَلَقِ وغَصَصَ الجَرَض؟ الجَرَض، بِالتَّحْرِيكِ، هُوَ أَن تَبْلُغَ الروحُ الحَلْقَ، والإِنسان جَرِيضٌ. اللَّيْثُ: الجَرِيضُ المُفْلِت بَعْدَ شَرٍّ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ الفَتَى لَمْ يَغْنَ فِي الناسِ لَيْلةً، ... إِذا اخْتَلَفَ اللَّحْيانِ عِنْدَ الجَرِيض وبَعِيرٌ جِرْواضٌ: ذُو عُنُقٍ جِرْواضٍ. وجُراضٌ: عَظِيمَةٌ؛ وأَنشد: إِن لَهَا سانِيةً نَهّاضا، ... ومَسكَ ثَوْرٍ سَحْبَلًا جُراضا ابْنُ بَرِّيٍّ: الجُراضُ الْعَظِيمُ. وَجَمَلٌ جِرْواضٌ: عَظِيمٌ. الأَزهري فِي حَرْفِ الشِّينِ: أُهملت الشِّينُ مَعَ الضَّادِ إِلا حَرْفَيْنِ: جَمَلٌ شِرْواضٌ رِخْوٌ ضَخْم، فإِن كَانَ ضَخْمًا ذَا قَصَرةٍ غَلِيظَةٍ وَهُوَ صُلْبٌ فَهُوَ جِرْواضٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِهِ نَدُقُّ القَصَرَ الجِرْواضا الْجَوْهَرِيُّ: الجِرْياضُ والجِرْواضُ الضخْم الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَعرابي: مَا الجِرْياض؟ قَالَ: الَّذِي بطنُه كالحِياض.

وَجَمَلٌ جُرائِضٌ: أَكُولٌ، وَقِيلَ: عَظِيمٌ، هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهُ جِرْواضٌ. التَّهْذِيبُ: جَمَلٌ جُرائِضٌ وَهُوَ الأَكول الشَّدِيدُ القَصْل بأَنيابه الشجرَ. أَبو عَمْرٍو: الذِّفِرُّ الْعَظِيمُ مِنَ الإِبل، والجُرائِضُ مِثْلُهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ أَن الجُرائِضَ الجَمَلُ الَّذِي يَحْطِم كُلَّ شيءٍ بأَنيابه؛ وأَنشد لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ: يَتْبَعُها ذُو كِدْنةٍ جُرائِضُ، ... لخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ، بحَيْثُ يَعْتَشُّ الغرابُ البائِضُ وَرَجُلٌ جِرْياض: عَظِيمُ الْبَطْنِ. ابْنُ الأَنباري: الجُراضِيةُ الرَّجُلُ الْعَظِيمُ؛ وأَنشد: يَا رَبَّنا لَا تُبْقِ فِيهِمْ عاصِيَهْ، ... فِي كلِّ يومٍ هِيَ لِي مُناصِيَهْ تُسامِرُ الحَيَّ وتُضْحي شاصِيَهْ، ... مِثْل الهَجِين الأَحْمَرِ الجُراضِيَهْ وَيُقَالُ: رَجُلٌ جُرائِضٌ وجُرَئِضٌ مِثْلُ عُلابِطٍ وعُلَبِطٍ؛ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ السَّرَّاجِ. وَنَعْجَةٌ جُرائِضةٌ وجُرَئِضَة مِثَالُ عُلَبِطَة: عَرِيضَةٌ ضَخْمَةٌ. وَنَاقَةُ جُراضٌ: لَطِيفة بِوَلَدِهَا، نَعْتٌ للأُنثى خَاصَّةً دُونَ الذَّكَرِ؛ وأَنشد: والمَراضِيعُ دائِباتٌ تُرَبِّي ... لِلْمَنايا سَلِيلَ كلِّ جُراضِ والجُرَئِضُ: الْعَظِيمُ الخَلْق. جربض: الجُرَبِضُ والجُرَئِضُ: الْعَظِيمُ الخلق. جرفض: قَالَ الأَزهري: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ رَجُلٌ عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ، وَهُوَ الثَّقِيلُ الوَخِم؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ رَجُلٌ عُلاهِضٌ مُنْكَرٌ وَمَا أُراه مَحْفُوظًا، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً. جَرْمَضَ: قَالَ الأَزهري: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ رَجُلٌ عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ وَهُوَ الثَّقِيلُ الوَخِم، قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ رَجُلٌ عُلاهِضٌ مُنْكَرٌ وَمَا أُراه مَحْفُوظًا، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً وَقَالَ: الجُرامِضُ والجُرَمِضُ الأَكولُ الْوَاسِعُ الْبَطْنِ، والجِرْمِضُ: الصُّلْبُ الشديد. جَضَضَ: جَضَّضَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ: حَمَلَ. وجَضَّضْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ: حَمَلْت عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: جَضَّضَ عَلَيْهِ حَمَلَ، وَلَمْ يَخُصَّ سَيْفًا وَلَا غَيْرَهُ. ابْنُ الأَعرابي: جَضَّ إِذا مَشَى الجِيَضَّى، وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُرٌ. جَلْهَضَ: رَجُلٌ جُلاهِضٌ: ثَقِيلٌ وَخِمٌ. جهض: أَجْهَضَت الناقةُ إِجْهاضاً، وَهِيَ مُجْهِضٌ: أَلقت وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ، وَالْجَمْعُ مَجاهِيضُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي حَراجِيجَ كالحَنِيِّ مَجاهِيضَ، ... يَخِدْنَ الوجيفَ وَخْدَ النَّعامِ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ ذَلِكَ لِلنَّاقَةِ خَاصَّةً، وَالِاسْمُ الجِهَاض، وَالْوَلَدُ جَهِيض، قَالَ الشَّاعِرُ: يَطْرَحْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ ... كلَّ جَهِيضٍ لَثِقِ السِّرْبالِ أَبو زَيْدٍ: إِذا أَلقت النَّاقَةُ وَلَدَهَا قَبْلَ أَن يَسْتَبِينَ خَلقُه قِيلَ أَجْهَضَت، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: خِدْجٌ وخَدِيج وجِهْض وجَهِيض للمُجْهَض. وَقَالَ الأَصمعي فِي المُجْهَض: إِنه يُسَمَّى مُجْهَضاً إِذا لَمْ يَسْتَبِنْ خَلقُه،

فصل الحاء المهملة

قَالَ: وَهَذَا أَصح مِنْ قَوْلِ اللَّيْثِ إِنه الَّذِي تمَّ خلقُه وَنُفِخَ فِيهِ رُوحُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَجْهَضَت جَنِناً أَي أَسقطت حَمْلَهَا، والسَّقْط جَهِيض، وَقِيلَ: الجَهِيض السِّقْط الَّذِي قَدْ تمَّ خَلْقُهُ وَنُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ مِنْ غَيْرِ أَن يَعِيشَ. والإِجْهاضُ: الإِزْلاق. والجَهِيض: السَّقِيط. الْجَوْهَرِيُّ: أَجْهَضَت النَّاقَةُ أَي أَسقَطتْ، فَهِيَ مُجْهِض، فإِن كَانَ ذَلِكَ مِنْ عَادَتِهَا فَهِيَ مِجْهاضٌ، وَالْوَلَدُ مُجْهَضٌ وجَهِيضٌ. وصادَ الجارحُ الصَّيْدَ فأَجْهَضْناه عَنْهُ أَي نَحَّيْنَاهُ وغَلَبْناه عَلَى مَا صادَه، وَقَدْ يَكُونُ أَجْهَضْته عَنْ كَذَا بِمَعْنَى أَعْجَلْته. وأَجْهَضَه عَنِ الأَمر وأَجْهَشَه أَي أَعْجَلَه. وأَجْهَضْته عَنْ أَمره وأَنْكَصْته إِذا أَعْجَلْته عَنْهُ، وأَجْهَضْته عَنْ مَكَانِهِ: أَزَلْته عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَجْهَضُوهم عَنْ أَثقالِهم يَوْمَ أُحُدٍ أَي نَحَّوهم وأَعجلوهم وأَزالوهم. وجَهَضَني فلانٌ وأَجْهَضَني إِذا غَلَبَك عَلَى الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عَنْهُ الْقَوْمُ أَي غُلِبوا حَتَّى أُخذ مِنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَنه قَصَدَ يَوْمَ أُحُدٍ رَجُلًا قَالَ: فجاهَضَني عَنْهُ أَبو سُفْيان أَي مانَعَني عَنْهُ وأَزالني. وجَهَضَه جَهْضاً وأَجْهَضَه: غَلَبَه. وقُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عَنْهُ الْقَوْمُ أَي غُلبوا حَتَّى أُخِذَ مِنْهُمْ. والجاهِضُ مِنَ الرِّجَالِ: الحديدُ النَّفْس، وَفِيهِ جُهُوضةٌ وجَهاضةٌ. ابْنُ الأْعرابي: الجَهاضُ ثمرُ الأَراك، والجِهاضُ الممانعة. جوض: رَجُلٌ جَوَّاضٌ: كَجَيَّاضٍ. وجَوْض: مِنْ مَسَاجِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَتَبُوكَ. جيض: جاضَ عَنِ الشَّيْءِ يَجِيضُ جَيْضاً أَي مالَ وحادَ عَنْهُ؛ وَالصَّادُّ لُغَةٌ عَنْ يَعْقُوبَ؛ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عُلْبة الْحَارِثِيُّ: وَلَمْ نَدْرِ إِنْ جِضْنا عَنِ الْمَوْتِ جَيْضةً، ... كَمِ العمْرُ باقٍ، والمَدَى مُتَطاوِلُ الأَصمعي: جاضَ يَجِيضُ جَيْضَةً وَهُوَ الرَّوَغانُ والعُدولُ عَنِ الْقَصْدِ؛ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ إِبلًا: وتَرَى لجَيْضَتِهنَّ عِنْدَ رَحِيلِنا ... وَهَلًا، كأَنَّ بهنَّ جُنَّةَ أَوْلَقِ وَفِي الْحَدِيثِ: فجاضَ الناسُ جَيْضةً. يُقَالُ: جاضَ فِي الْقِتَالِ إِذا فرَّ، وجاضَ عَنِ الْحَقِّ عَدَلَ، وأَصل الجَيْضِ الْمَيْلُ عَنِ الشَّيْءِ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. أَبو عَمْرٍو: المِشْية الجِيَضَّ فِيهَا اخْتِيَالٌ، والجِيَضّ مِثَالُ الهِجَفّ مِشْيَةٌ فِيهَا اخْتِيَالٌ. وجاضَ فِي مِشْيتِه: تبَخْتر، وَهِيَ الجِيَضَّى، وإِنه لجِيَضُّ المِشية، وَرَجُلٌ جَيَّاضٌ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ يَمْشِي الجِيَضَّى، بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَهِيَ مِشْية يَخْتَالُ فِيهَا صَاحِبُهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِن بعدِ جَذْبي المِشْيةَ الجِيَضَّى، ... فَقَدْ أُفَدِّي مِشْيةً مُنْقَضّا فصل الحاء المهملة حبض: حَبَضَ القلبُ يَحْبِضُ حَبْضاً: ضَرَبَ ضربَاناً شَدِيدًا، وَكَذَلِكَ العِرْقُ يَحْبِضُ ثُمَّ يَسْكُن، حَبَضَ العِرْقُ يَحْبِض، وَهُوَ أَشدُّ مِنَ النَّبْض. وأَصابت القومَ داهيةٌ مِنْ حَبَضِ الدَّهْرِ أَي مِنْ ضرَبانه. والحَبَضُ: التحرُّك. وَمَا لَهُ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ،

محرَّك الْبَاءِ، أَي حَرَكَةٌ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الْجَحْدِ؛ الحَبَضُ: الصَّوْتُ، والنَّبَضُ: اضطرابُ العِرْق. وَيُقَالُ: الحَبَضُ حَبَضُ الحياةِ، والنَّبَضُ نَبَضُ العُرُوقِ. وَقَالَ الأَصمعي: لَا أَدري مَا الحَبَض. وحَبِضَ وحَبَضَ بالوتَرِ أَي أَنْبَضَ، وتَمُدّ الْوَتَرَ ثُمَّ تُرْسِله فتَحْبَضُ [فتَحْبِضُ]. وحَبَضَ السهمُ يَحْبِضُ حَبْضاً وحُبُوضاً وحَبِضَ حَبْضاً وحَبَضاً: وَهُوَ أَن تَنزِع فِي الْقَوْسِ ثُمَّ تُرْسِلَهُ فَيَسْقُطَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَا يَصُوبُ، وصَوْبُه استقامتُه، وَقِيلَ: الحَبْضُ أَن يَقَعَ السَّهْمُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّامِي إِذا رَمَى، وَهُوَ خِلَافُ الصارِد؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا الجَدَى مِنْ مُتْعَبٍ حَبَّاضِ وإِحْباضُ السَّهْمِ: خِلَافُ إِصْرادِه. وَيُقَالُ: حَبِضَ السهمُ إِذا مَا وَقَعَ بالرَّمِيَّة وَقْعًا غَيْرَ شَدِيدٍ؛ وأَنشد: والنبلُ يَهْوِي خَطأً وحَبَضا قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ اللَّيْثِ إِن الحابِضَ الَّذِي يَقَعُ بِالرَّمِيَّةِ وَقْعًا غَيْرَ شَدِيدٍ فَلَيْسَ بِصَوَابٍ؛ وَجَعَلَ ابْنُ مُقْبِلٍ المَحابِضَ أَوتارَ الْعُودِ فِي قَوْلِهِ يَذْكُرُ مُغَنِّية تُحَرِّك أَوتارَ الْعُودِ مَعَ غِنائِها: فُضْلى تُنازِعُها المَحابِضُ رَجْعَها، ... حَذّاءَ لَا قَطِعٌ وَلَا مِصْحالُ قَالَ أَبو عَمْرٍو: المَحابِضُ الأَوْتارُ فِي هَذَا الْبَيْتِ. وحَبَضَ حقُّ الرَّجُلِ يَحْبِضُ حُبوضاً: بَطَلَ وَذَهَبَ، وأَحْبَضَه هُوَ إِحْباضاً: أَبْطَلَه. وحَبَضَ ماءُ الركيَّة يَحْبِضُ حُبوضاً: نفَصَ وَانْحَدَرَ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: حَبَضَ حقُّ الرَّجُلِ إِذا بَطَلَ. وحَبَضَ القومُ يَحْبِضُونَ حُبوضاً: نَقَصُوا. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِحْباضُ أَن يَكُدّ الرَّجُلُ رَكِيَّتَه فَلَا يَدَعَ فِيهَا مَاءً، والإِحْباط أَن يَذْهَبَ ماؤُها فَلَا يَعُودُ كَمَا كَانَ، قَالَ: وسأَلت الْحُصَيْبِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والحُبَاضُ: الضَّعْف. وَرَجُلٌ حابِضٌ وحَبّاضٌ: مُمْسِكٌ لِمَا فِي يَدَيْهِ بَخِيل. وحَبَضَ الرجلُ: ماتَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمِحْبَضُ: مِشْوَرُ الْعَسَلِ ومِنْدَفُ القُطْن. والمَحابِضُ: مَنادِفُ الْقُطْنِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي مَحابِض الْعَسَلِ يَصِفُ نَحْلًا: كأَنَّ أَصْواتَها مِنْ حيثُ تسْمَعُها ... صَوْتُ المَحابِضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا قَالَ الأَصمعي: المَحابِضُ المَشاورُ وَهِيَ عيدانٌ يُشارُ بِهَا الْعَسَلُ؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى: أَو الخَشْرَم الْمَبْثُوثُ حَثْحَثَ دَبْرَه ... مَحابِيضُ، أَرْساهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ أَراد بِالشَّارِي الشائرَ فقَلَبه. والمَحارِينُ: مَا تَساقط مِنَ الدَّبْرِ فِي الْعَسَلِ فمات فيه. حرض: التَّحْرِيض: التَّحْضِيض. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّحْرِيضُ عَلَى الْقِتَالِ الحَثُّ والإِحْماءُ عَلَيْهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: تأْويله حُثَّهم عَلَى الْقِتَالِ، قَالَ: وتأْويل التَّحْرِيض فِي اللُّغَةِ أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يَعْلَمُ مَعَهُ أَنه حارِضٌ إِنْ تَخَلَّف عَنْهُ، قَالَ: والحارِضُ الَّذِي قَدْ قَارَبَ الْهَلَاكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَرَّضَه حَضَّه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ حارَضَ فُلَانٌ عَلَى الْعَمَلِ وواكَبَ عَلَيْهِ وواظَبَ وواصَبَ عَلَيْهِ إِذا داوَمَ الْقِتَالَ، فَمَعْنَى حَرِّض الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ حُثَّهم عَلَى أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا عَلَى الْقِتَالِ حَتَّى

يُثْخِنُوهم. وَرَجُلٌ حَرِضٌ وحَرَضٌ: لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُخَافُ شرُّه، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي حَرَض سَوَاءٌ، وَقَدْ جُمِعَ عَلَى أَحْراض وحُرْضان، وَهُوَ أَعْلى، فأَما حَرِضٌ، بِالْكَسْرِ، فَجَمْعُهُ حَرضُون لأَن جَمْعَ السَّلَامَةِ فِي فَعِل صِفَةً أَكثرُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يكسَّر عَلَى أَفعال لأَن هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الصِّفَةِ رُبَّمَا كُسِّر عَلَيْهِ نَحْوُ نَكِدٍ وأَنْكاد. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: وَرَجُلٌ حارِضة لِلَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. والحُرْضان: كالحَرِضِ والحَرَض، والحَرِضُ والحَرَضُ الْفَاسِدُ. حَرَضَ الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً: أَفسدها. وَرَجُلٌ حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فَاسِدٌ مَرِيضٌ فِي بِنَائِهِ، واحدُه وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ. وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى مِنْهُ عَلَى شَرَفِ الْمَوْتِ، وأَحْرَضَ هُوَ نفسَه كَذَلِكَ. الأَزهري: المُحْرَضُ الْهَالِكُ مَرَضاً الَّذِي لَا حيٌّ فيُرْجَى وَلَا مَيِّتٌ فيُوأَس مِنْهُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَرى المرءَ ذَا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً ... كإِحْراضِ بكْرٍ فِي الديارِ مَرِيض وَيُرْوَى: مُحْرِضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حَتَّى يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه؛ أَحْرَضَه الْمَرَضُ، فَهُوَ حَرِضٌ وحارِضٌ إِذا أَفسد بَدَنَهُ وأَشْفى عَلَى الْهَلَاكِ. وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً وحُرُوضاً: هَلَكَ. وَيُقَالُ: كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها. وجاءَ بِقَوْلٍ حَرَضٍ أَي هَالِكٍ. وَنَاقَةٌ حُرْضان: سَاقِطَةٌ. وَجَمَلٌ حُرْضان: هَالِكٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ ، يُقَالُ: رَجُلٌ حَرَضٌ وَقَوْمٌ حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ، يَكُونُ مُوَحّداً عَلَى كُلِّ حَالٍ، الذَّكَرُ والأُنثى وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لِلذَّكَرِ حارِضٌ وللأُنثى حارِضة، ويثنَّى هَاهُنَا وَيُجْمَعُ لأَنه خَرَجَ عَلَى صُورَةِ فَاعِلٍ، وفاعلٌ يُجْمَعُ. قَالَ: والحارِضُ الْفَاسِدُ فِي جِسْمِهِ وَعَقْلِهِ، قَالَ: وأَما الحَرَضُ فَتُرِكَ جَمْعُهُ لأَنه مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ دَنَفٍ وضَنًى، قَوْمٌ دَنَفٌ وضَنًى وَرَجُلٌ دَنَفٌ وضَنًى. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَالَ رَجُلٌ حَرَضٌ فَمَعْنَاهُ ذُو حَرَضٍ وَلِذَلِكَ لَا يثنَّى وَلَا يُجْمَعُ، وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا نُعِتَ بِالْمَصْدَرِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً ، أَي مُدْنَفاً، وَهُوَ مُحْرَض؛ وأَنشد: أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بِهَا، ... كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ؟ والحَرَضُ: الَّذِي أَذابه الْحُزْنُ أَو الْعِشْقُ وَهُوَ فِي مَعْنَى مُحْرَض، وَقَدْ حَرِضَ، بِالْكَسْرِ، وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده؛ وأَنشد للعَرْجِيّ: إِني امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ، فأَحْرَضَني ... حَتَّى بَلِيتُ، وَحَتَّى شَفَّني السَّقَم أَي أَذابَني. والحَرَضُ والمُحْرَضُ والإِحْرِيضُ: السَّاقِطُ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهُوضِ، وَقِيلَ: هُوَ السَّاقِطُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. وَقَالَ أَكْثَم بْنُ صَيْفي: سُوءُ حَمْلِ النَّاقَةِ يُحْرِضُ الحسَبَ ويُدِيرُ العَدُوَّ ويُقَوِّي الضَّرُورَةَ؛ قَالَ: يُحْرِضُه أَي يُسْقِطه. وَرَجُلٌ حَرَضٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ، وَجَمْعُهُ أَحْرَاضٌ، وَالْفِعْلُ حَرُضَ يَحْرُضُ حُروضاً. وكلُّ شيءٍ ذاوٍ حَرَضٌ. والحَرَضُ: الرَّدِيء مِنَ النَّاسِ وَالْكَلَامِ، وَالْجَمْعُ أَحْراضٌ؛ فأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: يَا أَيُّها القائِلُ قوْلًا حَرْضا

فإِنه احْتَاجَ فَسَكَّنَهُ. والحَرَضُ والأَحْراضُ: السَّفِلة مِنَ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: رأَيت مُحَلِّم بْنَ حَثَّامةَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنتم؟ فَقَالَ: بِخَير وجَدْنا رَبَّنا رَحِيمًا غَفَرَ لَنَا، فَقُلْتُ: لكلِّكم؟ قَالَ: لكلِّنا غَيْرِ الأَحْراضِ، قُلْتُ: ومَن الأَحْراضُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُشارُ إِليهم بالأَصابع أَي اشْتُهِرُوا بالشَّرّ، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ أَسرفوا فِي الذُّنُوبِ فأَهلكوا أَنفسهم، وَقِيلَ: أَراد الَّذِينَ فسُدَت مَذَاهِبُهُمْ. والحُرْضة: الَّذِي يَضْرِبُ للأَيْسارِ بالقِداح لَا يَكُونُ إِلا سَاقِطًا، يَدْعُونَهُ بِذَلِكَ لِرَذَالَتِهِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ حِمَارًا: ويَظَلُّ المَلِيءُ يُوفِي على القرْنِ ... عَذُوباً، كالحُرْضة المُسْتَفاضِ المُسْتَفاضُ: الَّذِي أُمِرَ أَن يُفِيضَ الْقِدَاحَ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري عُقَيْبَ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ. الحُرْضةُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَشْتَرِي اللَّحْمَ وَلَا يأْكله بِثَمَنٍ إِلا أَن يَجِدَهُ عِنْدَ غَيْرِهِ، وأَنشد الْبَيْتَ الْمَذْكُورَ وَقَالَ: أَي الوَقْب الطَّوِيلُ لَا يأْكل شَيْئًا. وَرَجُلٌ مَحُروضٌ: مَرْذولٌ، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الحَرَاضة والحُروضة والحُروض. وَقَدْ حَرُضَ وحَرِضَ حَرَضاً، فَهُوَ حَرِضٌ، وَرَجُلٌ حارِضٌ: أَحمق، والأُنثى بِالْهَاءِ. وَقَوْمٌ حُرْضان: لَا يَعْرِفُونَ مَكَانَ سَيِّدِهِمْ. والحَرَضُ: الَّذِي لَا يَتَّخِذُ سِلَاحًا وَلَا يُقاتِل. والإِحْرِيضُ: العُصْفُرُ عَامَّةً، وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي ذِكْرِ الصَّدَقَةِ: كَذَا وَكَذَا والإِحْرِيض ، قِيلَ: هُوَ العُصْفُر؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرَّقَ عَيْنَيْك، عَنِ الغُمُوضِ، ... بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ نَهُوضِ مُلْتَهِبٌ كَلَهَبِ الإِحْرِيضِ، ... يُزْجِي خَراطِيمَ عَمامٍ بِيضِ وَقِيلَ: هُوَ العُصْفر الَّذِي يُجْعَلُ فِي الطَّبْخِ، وَقِيلَ: حَبُّ الْعُصْفُرِ. وَثَوْبٌ مُحَرَّضٌ: مَصْبُوغٌ بالعُصْفُر. والحُرُضُ: من نَجِيل السباخ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْحَمْضِ، وَقِيلَ: هُوَ الأُشْنان تُغْسَل بِهِ الأَيدي عَلَى أَثر الطَّعَامِ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ الحَرْض، بالإِسكان، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ الحُرْض، وَهُوَ حَلقة القُرْط. والمِحْرَضةُ: وِعاء الحُرُض وَهُوَ النَّوْفَلة. والحُرْضُ: الجِصُّ. والحَرَّاضُ: الَّذِي يُحْرِق الجِصَّ ويُوقِد عَلَيْهِ النَّارَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: مِثْل نارِ الحَرَّاضِ يَجْلو ذُرَى المُزْنِ ... لِمَنْ شامَهُ، إِذا يَسْتَطِيرُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: شبَّه البَرْقَ فِي سُرْعَةِ ومِيضه بِالنَّارِ فِي الأُشْنان لِسُرْعَتِهَا فِيهِ، وَقِيلَ: الحَرَّاضُ الَّذِي يُعالج القِلْيَ. قَالَ أَبو نَصْرٍ: هُوَ الَّذِي يُحْرِقُ الأُشْنان. قَالَ الأَزهري: شَجَرُ الأُشْنان يُقَالُ لَهُ الحَرْض وَهُوَ مِنَ الْحَمْضِ وَمِنْهُ يُسَوَّى القِلْيُ الَّذِي تُغْسَلُ بِهِ الثِّيَابُ، وَيُحْرَقُ الْحَمْضُ رَطْبًا ثُمَّ يرَشُّ الماءُ عَلَى رَمَادِهِ فَيَنْعَقِدُ وَيَصِيرُ قِلْياً. والحَرَّاضُ أَيضاً: الَّذِي يُوقِد عَلَى الصَّخْر لِيُتَّخَذَ مِنْهُ نُورة أَو جِصّاً، والحَرَّاضةُ: الموضعُ الَّذِي يُحْرَقُ فِيهِ، وَقِيلَ: الحَرَّاضةُ مَطْبَخُ الجِصِّ، وَقِيلَ: الحَرَّاضةُ موضعُ إِحْراقِ الأُشْنان يُتَّخَذُ مِنْهُ القِلْيُ للصبّاغِين، كُلُّ ذَلِكَ اسْمٌ كالبَقّالة والزَّرّاعة، ومُحْرِقُه الحَرّاضُ، والحَرّاضُ والإِحرِيضُ: الَّذِي يُوقِد عَلَى الأُشْنان والجِصِّ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَرَّاضةُ سُوقُ الأُشْنان.

وأَحْرَضَ الرجلُ أَي وَلَدَ ولدَ سَوءٍ. والأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِّعافُ الَّذِينَ لَا يُقاتِلون؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مَنْ يَرُمْ جَمْعَهم يَجِدْهم مراجِيحَ ... حُماةً للعُزَّلِ الأَحْراضِ وحَرْضٌ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ فِي الْبَادِيَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ الحُرُض، بِضَمَّتَيْنِ، هُوَ وادٍ عِنْدَ أُحُد. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ حُرَاض، بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ: مَوْضِعٌ قُرْبَ مَكَّةَ، قِيلَ: كَانَتْ بِهِ العُزَّى. حرفض: الحِرْفِضةُ: النَّاقَةُ الْكَرِيمَةُ، عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقُلُص مَهْرِيَّة حَرافِض شَمِرٌ: إِبل حَرافِضُ مهازِيلُ ضوامر. حضض: الحَضُّ: ضرْبٌ مِنَ الْحَثِّ فِي السَّيْرِ وَالسَّوْقِ وَكُلِّ شَيْءٍ. والحَضُّ أَيضاً: أَن تَحُثَّه عَلَى شيءٍ لَا سَيْرَ فِيهِ وَلَا سَوْقَ، حَضَّه يَحُضُّه حَضّاً وحَضَّضَه وَهُمْ يَتَحاضّون، وَالِاسْمُ الحُضّ والحِضِّيضَى كالحِثِّيثَى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَين الحِضِّيضَى؟ والحُضِّيضَى أَيضاً، وَالْكَسْرُ أَعلى، وَلَمْ يأْت عَلَى فُعِّيلَى، بِالضَّمِّ، غَيْرُهَا. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَضُّ والحُضُّ لُغَتَانِ كالضَّعْف والضعْف، قَالَ: وَالصَّحِيحُ مَا بدأْنا بِهِ أَن الحَضّ الْمَصْدَرُ والحُضّ الِاسْمُ. الأَزهري: الحَضُّ الحَثُّ عَلَى الْخَيْرِ. وَيُقَالُ: حَضَّضْت الْقَوْمَ عَلَى الْقِتَالِ تَحْضِيضاً إِذا حَرَّضْتهم. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الحَضّ عَلَى الشَّيْءِ جَاءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وحَضَّضَه أَي حَرَّضه. والمُحاضَّة: أَن يَحُثَّ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه. والتحاضُّ: التحاثٌ، وقرئَ: وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ؛ قرأَها عاصم والأَعمش بالأَلف وَفَتْحِ التَّاءِ، وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ: وَلَا يَحُضُّون ، وقرأَ الْحَسَنُ: وَلَا تَحُضُّون ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: وَلَا تُحاضُّون ، بِرَفْعِ التَّاءِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وكلٌّ صوابٌ، فَمَنْ قرأَ تُحاضُّون فَمَعْنَاهُ تُحافِظون، وَمَنْ قرأَ تَحاضُّون فَمَعْنَاهُ يَحُضُّ بعضُكم بَعْضًا، وَمَنْ قرأَ تَحُضُّون فَمَعْنَاهُ تأْمرون بإِطعامه، وَكَذَلِكَ يحُضُّون. ابْنُ الْفَرَجِ: يُقَالُ احْتَضَضْتُ نَفْسِي لِفُلَانٍ وابْتَضَضْتُها إِذا اسْتَزَدْتها. والحُضُضُ والحُضَضُ: دواءٌ يُتَّخَذُ مِنْ أَبوال الإِبل، وَفِيهِ لُغَاتٌ أُخَر، رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ الْيَزِيدِيِّ: الحُضَضُ والحُضَظُ والحُظُظُ والحُظَظُ، قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع الضَّادَ مَعَ الظَّاءِ إِلا فِي هَذَا، قَالَ: وَهُوَ الحُدُلُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الحُظُظُ والحُظَظُ بِالظَّاءِ، وَزَادَ الْخَلِيلُ: الحُضَظُ بِضَادٍ بَعْدَهَا ظَاءٌ، وَقَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: الحُضُذُ بِالضَّادِ والذال، وفي حديث طاووس: لَا بَأْسَ بالحُضَضِ ، رَوَى ابْنُ الأَثير فِيهِ هَذِهِ الوجوهَ كلَّها مَا خَلَا الضادَ والذالَ، وَقَالَ: هُوَ دَوَاءٌ يُعْقَدُ مِنْ أَبوال الإِبل: وَقِيلَ: هُوَ عَقّارٌ مِنْهُ مَكِّيٌّ وَمِنْهُ هِنْدِيٌّ، قَالَ: وَهُوَ عُصارة شَجَرٍ مَعْرُوفٍ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحُضُض والحُضَض صَمْغٌ مِنْ نَحْوِ الصَّنَوْبَرِ والمُرِّ وَمَا أَشبههما لَهُ ثَمَرَةٌ كالفُلْفل وَتُسَمَّى شَجَرَتُهُ الحُضَض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سُلَيم بْنِ مُطَيْرٍ: إِذا أَنا برجلٍ قَدْ جَاءَ كأَنه يَطْلُبُ دَوَاءً أَو حُضَضاً. والحُضُض: كُحْلُ الخُولانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحُضَضُ والحُضُضُ، بِفَتْحِ الضَّادِ الأُولى وضمِّها، داءٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ دواءٌ، وَقِيلَ: هُوَ عُصارة الصَّبِرِ. والحَضِيضُ: قَرارُ الأَرض عِنْدَ سَفْح الجَبَل، وَقِيلَ: هُوَ فِي أَسفله، والسَّفْحُ مِنْ وراءِ الحَضِيض، فالحَضِيض مِمَّا يَلِي السَّفْحَ وَالسَّفْحُ دُونَ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ

أَحِضَّة وحُضُضٌ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: فَتَحَرَّكَ الجبَلُ حَتَّى تَساقَطت حِجارتُه بالحَضِيض. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَضيضُ الْقَرَارُ مِنَ الأَرض عِنْدَ مُنْقَطَع الْجَبَلِ؛ وأَنشد الأَزهري لِبَعْضِهِمْ: الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ، ... إِذا ارْتَقى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ، زلَّتْ بِهِ إِلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ، ... يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فيُعْجِمُهْ، والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ: كَتَبَ عَنْ يزيدَ بْنِ المُهَلَّب إِلى الْحَجَّاجِ: إِنا لَقِينا العَدُوَّ ففَعَلْنا واضْطَرَرْناهم إِلى عُرْعُرَةِ الجَبَل ونحنُ بِحَضِيضه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَهدى إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَدِيَّة فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يضَعها عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: ضَعْه بالحَضِيض فإِنما أَنا عبدٌ آكِلٌ كَمَا يأْكل الْعَبْدُ ، يَعْنِي بالأَرض. قَالَ الأَصمعي: الحُضِّيُّ، بِضَمِّ الْحَاءِ، الحجرُ الَّذِي تَجِدُهُ بحَضِيض الجَبَل وَهُوَ مَنْسُوبٌ كالسُّهْلِيّ والدُّهْرِيّ؛ وأَنشد لِحُمَيْدٍ الأَرقط يَصِفُ فَرَسًا: وَأْباً يَدُقُّ الحَجَرَ الحُضِّيَّا وأَحمر حُضِّيٌّ: شَدِيدُ الحمرة. والحُضْحُضُ: نبْتٌ. حفض: الحَفْضُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَفَضَ العُودَ يَحْفضُه حَفْضاً حَناه وعَطَفه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِمّا تَرَيْ دَهْراً حَناني حَفْضا، ... أَطْرَ الصَّناعَينِ العَريشَ القَعْضا فَجَعَلَهُ مَصْدَرًا لِحَنَانِي لأَن حَناني وحَفَضَني وَاحِدٌ. وحَفَّضْت الشيءَ وحَفَضْته إِذا أَلْقَيْته. وَقَالَ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ حَناني حَفْضاً أَي أَلقاني؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُمية: وحُفِّضَت النُّذورُ وأَرْدَفَتْهُمْ ... فُضُولُ اللَّهِ، وانْتَهَتِ القُسومُ قَالَ: القُسومُ الأَيمان، وَالْبَيْتُ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ. قَالَ: وحُفِّضَت طُومِنَت وطُرحَت، قَالَ: وَكَذَلِكَ قول رؤبة حَناني حَفْضاً أَي طامَنَ مِني، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ حُفِّضَت البُدور، قَالَ شَمِرٌ: وَالصَّوَابُ النُّذُورُ. وحَفَضَ الشيءَ وحَفَّضَه، كِلَاهُمَا: قَشَرَه وأَلْقاه. وحَفَّضْت الشيءَ: أَلْقَيْتُه مِنْ يَدِي وَطَرَحْتُهُ. والحَفَضُ: الْبَيْتُ، والحَفَضَ متاعُ الْبَيْتِ، وَقِيلَ: متاعُ الْبَيْتِ إِذا هيئَ لِلْحَمْلِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَفَضُ قُماشُ الْبَيْتِ ورديءُ الْمَتَاعِ ورُذالُه وَالَّذِي يُحْمَل ذَلِكَ عَلَيْهِ مِنَ الإِبل حَفَضٌ، وَلَا يَكَادُ يَكُونُ ذَلِكَ إِلا رُذالُ الإِبل، وَمِنْهُ سُمِّيَ الْبَعِيرُ الَّذِي يَحَمِلُهُ حَفَضاً بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: ونَحْنُ إِذا عِمادُ الحيِّ خَرَّتْ ... عَلَى الأَحْفاضِ، نَمْنَعُ مَا يَلِينا قَالَ الأَزهري: وَهِيَ هَاهُنَا الإِبل وإِنما هِيَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الأَحْمال، وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَيْتِ: عَلَى الأَحْفاضِ وَعَنِ الأَحْفاضِ، فَمَنْ قَالَ عنِ الأَحْفاض عَنى الإِبلَ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَتَاعَ أَي خرَّت عَنِ الإِبل الَّتِي تَحْمِلُ خُرْثيَّ الْبَيْتِ، وَمَنْ قَالَ عَلَى الأَحْفاض عَنى الأَمْتِعَةَ أَو أَوْعِيَتَها كالجُوالِق وَنَحْوِهَا؛ وَقِيلَ: الأَحْفاضُ هَاهُنَا صغارُ الإِبل أَول مَا تُرْكَب وَكَانُوا يُكِنُّونها فِي الْبُيُوتِ مِنَ البَرْد، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّر؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للمُجازاة بالسُّوء؛ والمُجَوَّرُ:

المُطَوَّحُ، والأَصل فِي هَذَا الْمَثَلِ زَعَمُوا أَن رَجُلًا كَانَ بَنُو أَخيه يُؤْذُونه فَدَخَلُوا بَيْتَهُ فَقَلَبُوا متاعَه، فَلَمَّا أَدْرَكَ ولدُه صَنَعُوا مِثْلَ ذَلِكَ بأَخيه فَشَكَاهُمْ فَقَالَ: يَوْمٌ بيومِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ يُضْرَبُ هَذَا لِلرَّجُلِ صَنَع بِهِ رجلٌ شَيْئًا وصَنَعَ بِهِ الآخرُ مثلَه، وَقِيلَ: الحَفَضُ وِعَاءُ الْمَتَاعِ كالجُوالِق وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: بَلِ الحَفَضُ كلُّ جُوالق فِيهِ مَتَاعُ الْقَوْمِ. قَالَ يُونُسُ: ربيعةُ كلُّها تَجْعَلُ الحَفَضَ البعيرَ وقيسٌ تَجْعَلُ الحَفَضَ الْمَتَاعَ. والحَفَضُ أَيضاً: عَمُودُ الْخِبَاءِ. والحَفَضُ: الْبَعِيرُ الَّذِي يَحْمِلُ الْمَتَاعَ. الأَزهري: قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ الحَفَضُ قَالُوا هُوَ القَعُود بِمَا عَلَيْهِ، وَقَالَ: الحَفَضُ الْبَعِيرُ الَّذِي يَحْمِلُ خُرْثِيَّ الْمَتَاعِ، وَالْجَمْعُ أَحْفاضٌ؛ وأَنشد لرؤبة: يَا ابْنَ قُرومٍ لَسْنَ بالأَحْفاضِ، ... مِنْ كلِّ أَجْأَى مِعْذَم عَضّاضِ المِعْذَمُ: الَّذِي يَكْدِمُ بأَسْنانه. والحَفَضُ أَيضاً: الصغيرُ مِنَ الإِبل أَول مَا يُرْكَبُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَحْفاضٌ وحِفَاضٌ. وإِنه لَحَفَضُ عِلْمٍ أَي قَلِيله رَثه، شبَّه عِلْمَه فِي قِلَّتِه بالحَفَضِ الَّذِي هُوَ صَغِيرُ الإِبل، وَقِيلَ: بِالشَّيْءِ المُلْقَى. وَيُقَالُ: نِعْمَ حَفَضُ العِلْمِ هَذَا أَي حاملُه. قَالَ شَمِرٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ يَوْمًا وَقَدِ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ: هؤلاءِ أَحْفاضُ عِلْمٍ وإِنما أُخِذ مِنَ الإِبل الصِّغَارِ. وَيُقَالُ: إِبل أَحْفاضٌ أَي ضَعِيفَةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: حَفَّضَ اللَّهُ عَنْهُ وحَبَّضَ عَنْهُ أَي سَنَحَ عَنْهُ وخَفَّفَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والحَفِيضةُ الخَلِيَّة الَّتِي يُعَسّل فِيهَا النَّحْلُ، وَقَالَ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وليست فِي كَلَامِهِمْ إِلا فِي بَيْتِ الأَعشى وَهُوَ: نَحْلًا كَدَرْداقِ الحَفِيضة مَرْهوباً، ... لَهُ حولَ الوَقُودِ زَجَلْ والحَفَضُ: حجَرٌ يُبْنَى بِهِ. والحَفَضُ: عَجَمَةُ شَجَرَةٍ تسمَّى الحِفْوَلَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَكُلُّ عَجَمةٍ مِنْ نَحْوِهَا حَفَضٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ: وَقَدْ سَمَّت العرب مُحَفِّضاً. حفرضض: رأَيته فِي الْمُحْكَمِ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: جَبَلٌ مِنَ السَّراة فِي شِقِّ تِهَامَةَ؛ عن أَبي حنيفة. حمض: الحَمْضُ مِنَ النَّبَاتِ: كُلُّ نَبْتٍ مالحٍ أَو حامضٍ يَقُومُ عَلَى سُوق وَلَا أَصل لَهُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ ملْحٍ أَو حَامِضٍ مِنَ الشَّجَرِ كَانَتْ ورقتُه حيَّةً إِذا غَمَزْتها انْفَقَأَتْ بماءٍ وَكَانَ ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثَّوْبَ إِذا غُسِلَ بِهِ أَو الْيَدَ فَهُوَ حَمْض، نَحْوَ النَّجِيل والخِذْراف والإِخْرِيط والرِّمْث والقِضَة والقُلَّام والهَرْم والحُرُض والدَّغَل والطَّرْفاء وَمَا أَشبهها. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: مِنْ سَلَمٍ وأَراكٍ وحُمُوضٍ ؛ هي جَمْعُ الحَمْض وَهُوَ كُلُّ نَبْتٍ فِي طَعْمِهِ حُمُوضَة. قَالَ الأَزهري: والمُلُوحة تسمَّى الحُمُوضَة. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الحَمْضُ كُلُّ نَبَاتٍ لَا يَهيجُ فِي الرَّبِيعِ وَيَبْقَى عَلَى الْقَيْظِ وَفِيهِ مُلُوحَةٌ، إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت عَلَيْهِ، وإِذا لَمْ تَجِدْهُ رَقَّت وضَعُفَت. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وأَبْقَلَ حَمْضُها أَي نَبَتَ وظهَرَ مِنَ الأَرض. وَمِنَ الأَعراب مَنْ يسمِّي كُلَّ نَبْتٍ فِيهِ مُلوحة حَمْضاً. واللَّحْم حَمْضُ الرِّجَالِ. والخُلَّةُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا كَانَ حُلْواً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل والحَمْضُ

فاكهتُها وَيُقَالُ لَحْمُها، وَالْجَمْعُ الحُمُوض؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَرْعَى الغَضَا مِنْ جانِبَيْ مُشَفِّقِ ... غِبّاً، ومَن يَرعَ الحُمُوضَ يَغْفِقِ أَي يَرِدُ الماءَ كلَّ سَاعَةٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ إِذا جاءَ مُتَهَدِّدًا: أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ الْمَعَانِي: حَمَّضْتها يَعْنِي الإِبل أَي رَعَّيْتها الحَمْضَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وكَلْباً ولَخْماً لَمْ نزَلْ مُنْذُ أَحْمَضَت، ... يُحَمِّضُنا أَهْلُ الجَنابِ وخَيْبَرا أَي طَرَدْناهم ونفَيْناهم عَنْ مَنَازِلِهِمْ إِلى الجَنابِ وخَيْبر؛ قَالَ ومثله قولهم: جاؤوا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَمْضا أَي جاؤوا يَشْتَهُونَ الشَّرَّ فَوَجَدُوا مَنْ شَفاهم مِمَّا بِهِمْ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: ونُورِدُ المُسْتَوْرِدِينَ الحَمْضا أَي مَنْ أَتانا يَطلب شَرًّا شَفَيْنَاهُ مِنْ دَائِهِ، وَذَلِكَ أَن الإِبل إِذا شَبِعْت مِنَ الخُلَّة اشْتَهَتِ الحَمْض. وحمَضَتِ الإِبلُ تَحْمُضُ حَمْضاً وحُموضاً: أَكلت الحَمْضَ، فَهِيَ حَامِضةٌ، وإِبل حَوَامِضُ، وأَحْمَضَها هُوَ. والمَحْمَضُ، بِالْفَتْحِ: الموضعُ الَّذِي تَرْعَى فِيهِ الإِبل الحَمْض؛ قَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ: وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، ... قَريبة نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِه، بَعِيدة سُرَّته مِنْ مَغْرِضِهْ مِنْ مَحْمَضه أَي مِنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي يَحْمُض فِيهِ، وَيُرْوَى: مُحْمَضه بِضَمِّ الْمِيمِ. وإِبل حَمْضيّة وحَمَضيّة: مُقِيمَةٌ فِي الحَمْض؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَبَعِيرٌ حَمْضِيٌّ: يأْكُلُ الحَمْض. وأَحْمَضَت الأَرض وأَرض مُحْمِضَة: كَثِيرَةُ الحَمْض، وَكَذَلِكَ حَمْضِيّة وحَمِيضةٌ مِنْ أَرَضِين حِمْضٍ، وَقَدْ أَحْمَضَ القومُ أَي أَصابوا حَمْضاً. ووَطِئْنا حُموضاً مِنَ الأَرض أَي ذواتِ حَمْضٍ. والحُمُوضة: طَعْمُ الحامِض. والحُمُوضةُ: مَا حذَا اللسانَ كَطَعْمِ الْخَلِّ وَاللَّبَنِ الحازِر، نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تَكُونُ للمَصادرِ، حَمَضَ يَحْمُضُ «2» حَمْضاً وحُمُوضةً وحَمُضَ، فَهُوَ حَامِضٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَبَنٌ حَامِضٌ وإِنه لَشَدِيدٌ الحَمْضِ والحُمُوضةِ. والمُحَمِّضُ مِنَ العِنَب: الحامِضُ. وحَمَّضَ: صَارَ حَامِضًا. وَيُقَالُ: جاءَنا بأَدِلَّةٍ مَا تُطاق حَمْضاً، وَهُوَ اللَّبَنُ الْخَاثِرُ الشَّدِيدُ الْحُمُوضَةِ. وَقَوْلُهُمْ: فلانٌ حَامِضُ الرِّئَتينِ أَي مُرُّ النَّفْسِ. والحمَّاضةُ: مَا فِي جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ، وَالْجَمْعُ حُمَّاضٌ. والحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وَهُوَ مِنْ عُشْب الرَّبِيعِ وورَقُه عِظامٌ ضُخْم فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَمْضِ يأْكله النَّاسُ وَزَهْرُهُ أَحمر وَوَرَقُهُ أَخضر ويَتناوَسُ فِي ثَمَرِهِ مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله النَّاسُ شَيْئًا قَلِيلًا: وَاحِدَتُهُ حُمّاضة؛ قَالَ الرَّاجِزُ رُؤْبَةُ: تَرَى بِهَا مِنْ كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ ... كثامِرِ الحُمَّاضِ مِنْ هَفْتِ العَلَقْ

_ (2). قوله [حَمَضَ يَحْمَضُ إلخ] كذا ضبط في الأَصل. وفي القاموس وشرحه ما نصه: وقد حَمضَ ككرم وجعل وفرح، الأولى عن اللحياني. ونقل الجوهري هذه: وحَمَضَ من حد نصر، وحَمِضَ كفرح في اللبن خاصة حَمَضاً، محركة، وهو في الصحاح بالفتح وحُمُوضة بالضم.

فشبَّه الدَّمَ بنَوْرِ الحُمّاض. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُمَّاض مِنَ العُشْب وَهُوَ يَطُولُ طُولًا شَدِيدًا وَلَهُ وَرَقَةٌ عَظِيمَةٌ وَزَهْرَةٌ حَمْرَاءُ، وإِذا دَنَا يُبْسُه ابيضَّت زَهْرَتُهُ، وَالنَّاسُ يأْكلونه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَاذَا يُؤَرِّقُني، والنومُ يُعْجِبُني، ... مِنْ صَوْتِ ذِي رَعَثاتٍ سَاكِنِ الدَّارِ؟ كأَن حُمَّاضةً فِي رأْسِه نَبَتَتْ، ... مِنْ آخِرِ الصَّيف، قَدْ همَّت بإِثْمارِ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ وَبْرةَ وَهُوَ لِصٌّ مَعْرُوفٌ يصف قوماً: على رؤُوسِهمُ حُمَّاضُ مَحْنِية، ... وَفِي صُدورِهمُ جَمْرُ الغَضَا يَقِدُ فَمَعْنَى ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض فِي حُمْرة شُعُورِهِمْ وأَن لِحاهم مَخْضوبة كجَمر الْغَضَا، وجعلَهَا فِي صُدُورِهِمْ لِعِظَمِهَا حَتَّى كأَنها تَضْرِبُ إِلى صُدُورِهِمِ، وَعِنْدِي أَنه إِنما عَنَى قولَ الْعَرَبِ فِي الأَعداء صُهْب السِّبال، وإِنما كُنِيَ عَنِ الأَعداء بِذَلِكَ لأَن الرُّومَ أَعداءُ الْعَرَبِ وَهُمْ كَذَلِكَ، فوُصِف بِهِ الأَعداءُ وإِن لَمْ يَكُونُوا رُوماً. الأَزهري: الحُمَّاض بَقْلَةٌ بَرِّيَّة تَنْبُتُ أَيام الرَّبِيعِ فِي مَسَايِلِ الْمَاءِ وَلَهَا ثَمَرَةٌ حَمْرَاءُ وَهِيَ مِنْ ذُكُورِ الْبُقُولِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فتداعَى مَنْخَراهُ بِدَم، ... مِثلَ مَا أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ ومَنابتُ الحُمّاضِ: الشُّعَيْبات ومَلاجئ الأَودية وَفِيهَا حُموضةٌ، وَرُبَّمَا نبَّتها الحاضرةُ فِي بَساتِينهم وسَقَوْها ورَبَّوْها فَلَا تَهِيجُ وَقْتَ هَيْجِ البُقولِ البَرِّيَّةِ. وَفُلَانٌ حَامِضُ الفُؤاد فِي الْغَضَبِ إِذا فَسَدَ وَتَغَيَّرَ عَداوةً. وفُؤادٌ حَمْضٌ، ونَفْسٌ حَمْضة: تَنْفِر مِنَ الشَّيْءِ أَولَ مَا تَسْمَعُهُ. وتَحَمَّض الرجلُ: تحوَّل مِنْ شيءٍ إِلى شيءٍ. وحَمَّضه عَنْهُ وأَحْمَضَه: حَوَّله؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: لَا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلمَّة ... يُشْفَى صَداهُ بالإِحْمَاض قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ حَمَضَتِ الإِبلُ، فَهِيَ حامِضَة إِذا كَانَتْ تَرْعَى الخُلَّة، وَهُوَ مِنَ النَّبْتِ مَا كَانَ حُلْواً، ثُمَّ صَارَتْ إِلى الحَمْض تَرْعَاهِ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنَ النَّبْتِ مَالِحًا أَو حَامِضًا. وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِذا أَتى الرجلُ المرأَة فِي غَيْرِ مأْتاها الَّذِي يَكُونُ مَوْضِعَ الْوَلَدِ فَقَدْ حَمَّضَ تَحْمِيضاً كأَنه تَحَوَّلَ مِنْ خَيْرِ الْمَكَانَيْنِ إِلى شرِّهما شَهْوَةً مَعْكوسة كَفِعْلِ قَوْمِ لوطٍ الَّذِينَ أَهلكهم اللَّهُ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيل. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَسُئِلَ عَنِ التَّحَمُّض قَالَ: وَمَا التَّحَمُّض؟ قَالَ: يأْتي الرَّجُلُ المرأَة فِي دُبُرِها، قَالَ: ويَفْعَلُ هَذَا أَحدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَيُقَالُ للتَّفْخيذ فِي الْجِمَاعِ: تَحْمِيض. وَيُقَالُ: أَحْمَضْتُ الرجلَ عَنِ الأَمر حَوَّلْته عَنْهُ وَهُوَ مِنْ أَحْمَضَتِ الإِبلُ إِذا مَلَّتْ مِنْ رَعْي الخُلَّة، وَهُوَ الحُلْوُ مِنَ النَّبَاتِ، اشْتَهَت الحَمْضَ فتحوَّلَت إِليه؛ وأَما قَوْلُ الأَغلب الْعَجْلِيِّ: لَا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلا سَرْدا فإِنه يُرِيدُ التَّفْخِيذ. والتَّحْمِيضُ: الإِقلال مِنَ الشَّيْءِ. يُقَالُ: حَمَّضَ لَنَا فلانٌ فِي القِرَى أَي قلَّل. وَيُقَالُ: قَدْ أَحْمَضَ القومُ إِحْمَاضاً إِذا أَفاضوا فِيمَا يُؤْنِسُهم مِنَ الْحَدِيثِ والكلامِ كَمَا يُقَالُ فَكِهٌ ومُتَفَكِّهٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ يَقُولُ إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْده

فِي الْحَدِيثِ بَعْدَ الْقُرْآنِ وَالتَّفْسِيرِ: أَحْمِضُوا ، وَذَلِكَ لَمّا خافَ عَلَيْهِمُ المَلالَ أَحَبَّ أَن يُرِيحَهم فأَمَرَهم بالإِحْمَاض بالأَخْذِ فِي مُلَح الْكَلَامِ وَالْحِكَايَاتِ. والحَمْضَة: الشَّهْوة إِلى الشَّيْءِ، وَرَوَى أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِهِ حَدِيثًا لِبَعْضِ التَّابِعِينَ وَخَرَّجَهُ ابْنُ الأَثير مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: الأُذُنُ مَجّاجَةٌ وَلِلنَّفْسِ حَمْضةٌ أَي شَهْوة كَمَا تَشْتَهِي الإِبلُ الحَمْضَ إِذا مَلَّت الخُلَّة، والمَجَّاجَةُ: الَّتِي تمُجُّ مَا تَسْمعه فَلَا تَعِيه إِذا وُعِظت بشيءٍ أَو نُهيَت عَنْهُ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَهَا شَهْوة فِي السَّمَاعِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْنَى أَن الْآذَانَ لَا تَعِي كلَّ مَا تَسْمَعُه وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ ذَاتُ شَهْوَةٍ لِمَا تَسْتَظْرِفُه مِنْ غرائبِ الْحَدِيثِ وَنَوَادِرِ الْكَلَامِ. والحُمَّيْضى: نَبْتٌ وليس من الحُموضة. وحَمْضَة: اسْمُ حَيِّ بَلْعاءَ بْنِ قَيْسٍ اللَّيْثِيِّ؛ قَالَ: ضَمِنْتُ لِحَمْضَةَ جِيرانَه، ... وذِمَّةَ بَلْعاءَ أَن تُؤْكَلا مَعْنَاهُ أَن لَا تؤْكل. وَبَنُو حُمَيْضَة: بَطْنٌ. وَبَنُو حَمْضة: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ. وحُمَيْضَة: اسْمُ رَجُلٍ مَشْهُورٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وحَمْضٌ: ماءٌ معروف لبني تميم. حوض: حاضَ الماءَ وغيرَه حَوْضاً وحَوَّضَه: حاطَه وجَمَعَه. وحُضْتُ أَحُوضُ: اتخذْتُ حَوْضاً. واسْتَحْوَضَ الماءُ: اجْتَمَعَ. والحَوْضُ: مُجْتَمَعُ الْمَاءِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَحْواض وحِيَاض. وحَوْضُ الرَّسُولِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَّذِي يَسْقِي مِنْهُ أُمَّته يَوْمَ الْقِيَامَةِ. حَكَى أَبو زَيْدٍ: سَقاك اللَّهُ بِحَوْض الرَّسُولِ وَمِنْ حَوْضِه. والتَّحْوِيضُ: عَمَلُ الحَوْض. والاحْتِياضُ: اتخاذُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: طَمِعْنا فِي الثَّوابِ فَكَانَ جَوْراً، ... كمُحْتَاضٍ عَلَى ظَهْرِ السَّرابِ واسْتَحْوَضَ الماءَ: اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ حَوْضاً. وحَوْضُ المَوْتِ: مُجْتَمَعُه، عَلَى الْمَثَلِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والمُحَوَّضُ، بِالتَّشْدِيدِ: شيءٌ يُجْعَلُ لِلنَّخْلَةِ كالحوْض يُشْرَبُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ إِسمعيل: لَمَّا ظَهر لَهَا ماءُ زَمْزَمَ جَعَلَتْ تُحَوِّضُه أَي تَجْعَلُهُ حَوْضاً يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُحَوَّضُ مَا يصْنَع حَوالَيِ الشَّجَرَةِ عَلَى شَكْلِ الشَّرَبَةِ؛ قَالَ: أَما تَرى، بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ، ... كلَّ رَداحٍ دَوْحةِ المُحَوَّضِ؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنا أُحَوِّضُ حَوْلَ ذَلِكَ الأَمر أَي أَدُور حَوْلَهُ مِثْلَ أُحَوِّطُ. والمُحَوَّض: الْمَوْضِعُ الَّذِي يسمَّى حَوْضاً. وحَوْضَى: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مِنْ وَحْشِ حَوْضَى يُراعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً، ... كأَنه كَوْكَبٌ، فِي الجَوِّ، مُنْحَرِدُ يَعْنِي بالصيد الوحش. ومُنْحَرِدٌ: منفردٌ عَنِ الْكَوَاكِبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِذِي الرُّمَّةِ: كأَنَّا رَمَتْنا بالعُيونِ، الَّتِي نَرَى، ... جآذِرُ حَوْضَى مِنْ عُيونِ البَراقِع وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ: أَوْ ذِي وُشومٍ بحَوْضَى باتَ مُنْكَرِساً، ... فِي لَيْلةٍ مِنْ جُمادَى، أَخْضَلَتْ زِيمَا وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ حَوْضاء ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْمَدِّ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ وَادِي القُرَى وَتَبُوكَ نَزَلَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ،

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ سَارَ إِلى تَبُوكَ؛ قَالَهُ ابْنُ إِسحاق بِالضَّادِ. الأَصمعي: إِني لأَدُورُ حولَ ذَلِكَ الأَمر وأُحَوِّضُ وأُحَوِّطُ حوله بمعنى واحد. حيض: الحَيْضُ: مَعْرُوفٌ. حَاضَت المرأَة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً، والمَحِيض يَكُونُ اسْمًا وَيَكُونُ مَصْدَرًا. قَالَ أَبو إِسحاق: يُقَالُ حاضَت المرأَة تحِيضُ حَيْضاً ومَحَاضاً ومَحِيضاً، قَالَ: وَعِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَن الْمَصْدَرَ فِي هَذَا الْبَابِ بَابُهُ المَفْعَل والمَفْعِل جَيِّدٌ بالغٌ، وَهِيَ حَائِض، هُمِزت وإِن لَمْ تَجْر عَلَى الْفِعْلِ لأَنه أَشبه فِي اللَّفْظِ مَا اطَّرَدَ هَمْزُهُ مِنَ الْجَارِي عَلَى الْفِعْلِ نَحْوُ قَائِمٍ وَصَائِمٍ وأَشباه ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ويدلُّك عَلَى أَن عَيْنَ حائِضٍ هَمْزَةٌ، وَلَيْسَتْ يَاءً خَالِصَةً كَمَا لعَلَّه يَظُنُّهُ كَذَلِكَ ظانٌّ، قولُهم امرأَة زائِرٌ مِنْ زِيَارَةِ النِّسَاءِ، أَلا تَرَى أَنه لَوْ كَانَتِ الْعَيْنُ صَحِيحَةً لَوَجَبَ ظُهُورُهَا وَاوًا وأَن يُقَالَ زاوِر؟ وَعَلَيْهِ قَالُوا: العائرُ للرَّمِد، وإِن لَمْ يَجْرِ عَلَى الْفِعْلِ لَمَا جاءَ مَجِيءَ مَا يَجِبُ هَمْزُهُ وإِعلالُه فِي غَالِبِ الأَمر، وَمِثْلُهُ الحائشُ. الْجَوْهَرِيُّ: حَاضَتْ، فَهِيَ حَائِضَة؛ وأَنشد: رأَيتُ حُيونَ العامِ والعامِ قبْلَه ... كحائِضةٍ يُزْنَى بِهَا غيرَ طاهِر وجمعُ الحَائِض حَوائِضُ وحُيَّضٌ عَلَى فُعَّل. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: يُقَالُ حَاضَتْ ونَفِست ونفُست ودَرَسَتْ وطَمِثَتْ وضَحِكَتْ وكادَتْ وأَكْبَرَتْ وصامَتْ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: سُمِّيَ الحَيْضُ حَيْضاً مِنْ قَوْلِهِمْ حَاضَ السيلُ إِذا فاضَ؛ وأَنشد لِعُمَارَةَ بْنِ عُقَيْلٍ: أَجالَتْ حَصاهُنَّ الذَّوارِي، وحَيَّضَت ... عليْهنَّ حَيْضاتُ السُّيولِ الطَّواحِم والذَّوارِي وَالذَّارِيَاتُ: الرِّيَاحُ. والحَيْضَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ دُفَع الحَيْض ونُوَبِه، والحَيْضَات جَمَاعَةٌ، والحِيضَة الِاسْمُ، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ الحِيَضُ، وَقِيلَ: الحِيضَةُ الدَّمُ نَفْسُهُ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: لَيْسَتْ حِيضتُك فِي يَدِك ؛ الحِيضَةُ، بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ مِنَ الحَيْض وَالْحَالُ الَّتِي تَلْزَمُهَا الحائِض مِنَ التَّجَنُّبِ والتحيُّض كالجِلْسة والقِعْدة مِنَ الْجُلُوسِ وَالْقُعُودِ. والحِيَاضُ: دمُ الحَيْضَة؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: خَواقُ حِياضهن تَسِيلُ سَيْلًا، ... عَلَى الأَعْقابِ، تَحْسِبُه خِضابا أَراد خَواقّ فَخَفَّفَ. وتَحَيَّضتِ المرأَةُ: تَرَكَتِ الصلاةَ أَيام حَيْضِهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ للمرأَة: تَحَيَّضي فِي عِلْمِ اللَّهِ سِتّاً أَو سَبْعاً ؛ تَحَيَّضَتِ المرأَةُ إِذا قَعَدَتْ أَيام حَيْضتِها تَنْتَظِرُ انْقِطَاعَهُ، يَقُولُ: عُدِّي نَفْسَك حَائِضاً وَافْعَلِي مَا تَفْعَلُ الحائِضُ، وإِنما خصَّ السِّتّ وَالسَّبْعَ لأَنهما الْغَالِبُ عَلَى أَيام الحَيْض. واسْتُحِيضَت المرأَةُ أَي استمرَّ بِهَا الدمُ بَعْدَ أَيامها، فَهِيَ مُسْتَحاضة، والمُسْتَحَاضَة: الَّتِي لَا يَرْقَأُ دمُ حَيْضِها وَلَا يَسِيلُ مِنَ المَحِيض وَلَكِنَّهُ يسيلُ مِنْ عِرْقٍ يُقَالُ لَهُ العاذِل، وإِذا اسْتُحِيضَت المرأَةُ فِي غَيْرِ أَيام حَيْضِها صَلَّتْ وصامَتْ وَلَمْ تَقْعُدْ كَمَا تَقْعُد الْحَائِضُ عَنِ الصَّلَاةِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ ؛ قِيلَ: إِن المَحِيضَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ المَأْتَى مِنَ المرأَة لأَنه مَوْضِعُ الحَيْضِ فكأَنه قَالَ: اعْتَزِلُوا النساءَ فِي مَوْضِعِ الحَيْضِ وَلَا تُجامِعوهن فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فُلانةَ اسْتُحِيضَت ؛ الاسْتِحَاضَةُ: أَن يستمرَّ بالمرأَة خروجُ الدَّمِ بَعْدَ أَيام

فصل الخاء المعجمة

حَيْضِها المُعْتاد. يُقَالُ: اسْتُحِيضَتْ، فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ، وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الحَيْض. وحَاضَتِ السَّمُرة: خَرَجَ مِنْهَا الدُّوَدِمُ، وَهُوَ شيءٌ شِبْهُ الدَّمِ، وإِنما ذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: حَاضَتِ السَّمُرةُ تَحِيضُ حَيْضاً، وَهِيَ شَجَرَةٌ يَسِيلُ مِنْهَا شيءٌ كَالدَّمِ. الأَزهري: يُقَالُ حَاضَ السيلُ وفاضَ إِذا سَالَ يَحِيضُ ويَفيض؛ وَقَالَ عُمَارَةُ: أَجالَت حَصاهُنَّ الذَّوارِي، وحَيَّضَت ... عليهنَّ حَيْضات السُّيولِ الطَّواحِم مَعْنَى حَيَّضَت: سيَّلت. والمَحِيض والحَيْض: اجْتِمَاعُ الدَّمِ إِلى ذَلِكَ الْمَكَانِ، قَالَ: وَمِنْ هَذَا قِيلَ للحَوْض حَوْضٌ لأَن الْمَاءَ يَحِيضُ إِليه أَي يَسِيل، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ الواوَ عَلَى الْيَاءِ والياءَ عَلَى الْوَاوِ لأَنهما مِنْ حيِّز وَاحِدٍ، وَهُوَ الْهَوَاءُ، وَهُمَا حَرْفَا لِينٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ فِي بَابِ الصَّادِ وَالضَّادِ: حاصَ وحاضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الصَّادِ وَالضَّادِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: إِنما هُوَ حاضَ وجاضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: حَاضَت المرأَة وتحَيَّضَت ودَرَسَتْ وعَرَكَتْ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحَاضاً ومَحِيضاً إِذا سَالَ الدَّمُ مِنْهَا فِي أَوقات مَعْلُومَةٍ، فإِذا سَالَ فِي غَيْرِ أَيام مَعْلُومَةٍ وَمِنْ غَيْرِ عِرْقِ المَحيض قُلْتَ: اسْتُحِيضَت، فَهِيَ مُسْتَحَاضَة، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الحَيْضِ وَمَا تصرَّف مِنْهُ مِنِ اسْمٍ وَفِعْلٍ وَمَصْدَرٍ وَمَوْضِعٍ وَزَمَانٍ وَهَيْئَةٍ فِي الْحَدِيثِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُقْبَل صَلَاةُ حَائِض إِلَّا بِخِمارٍ أَي بَلَغَت سنَّ المَحِيض وَجَرَى عَلَيْهَا الْقَلَمُ. وَلَمْ يُرِدْ فِي أَيام حَيْضِها لأَن الحائِضَ لَا صَلَاةَ عَلَيْهَا. والحِيضَة: الخِرْقة الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا المرأَة؛ قَالَتْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَيْتَنِي كنتُ حِيضَةً مُلْقاةً ؛ وَكَذَلِكَ المَحِيضة، وَالْجَمْعُ المَحَايِضُ. وَفِي حَدِيثِ بِئْرِ بُضاعة: تُلْقَى فِيهَا المَحَايِض ؛ وَقِيلَ: المَحايِضُ جَمْعُ المَحِيض، وَهُوَ مَصْدَرُ حَاضَ، فَلَمَّا سمِّي بِهِ جَمعه، وَيَقَعُ المَحِيضُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ والدم. فصل الخاء المعجمة خرض: اللَّيْثُ: الخَرِيضةُ الجارِيةُ الحَدِيثةُ السنِّ الحَسَنةُ البيضاءُ التارَّةُ، وَجَمْعُهَا خَرَائِضُ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. خضض: الخَضَضُ: السَّقَطُ فِي المَنْطِق، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: مَنْطِقٌ خَضَضٌ. والخَضَضُ: الخَرَز الأَبيض الصِّغارُ الَّذِي تَلْبَسُه الإِماءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِنَّ قُرُومَ خَطْمَة أَنْزَلَتْنِي ... بِحَيْثُ يُرَى، مِن الخَضَضِ، الخُرُوتُ وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِ أَبي الطَّمَحانِ القَيْني: أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ وَوُجُوهُهُمْ ... دُجَى اللَّيلِ، حَتَّى نَظَّمَ الجَزْعَ [الجِزْعَ] ثاقِبُهْ والخَضاضُ: الشيءُ اليَسيرُ مِنَ الحُلِيّ؛ وأَنشد الْقَنَانِيُّ: وَلَوْ أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّترِ عاطِلًا، ... لَقُلْتَ: غَزالٌ مَا عَلَيْه خَضَاضُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: جاريةٌ، فِي رَمضانَ المَاضِي، ... تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بِالإِيماضِ مِثْلُ الغَزالِ زِينَ بِالخَضَاضِ، ... قَبَّاءٌ ذاتُ كَفَلٍ رَضْراضِ

والخَضَاضُ: الأَحْمَقُ. وَرَجُلٌ خَضَاضٌ وخَضَاضَةٌ أَي أَحْمَقُ. ومكانٌ خَضِيضٌ وخُضَاخِضٌ: مَبْلولٌ بِالْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ؛ قَالَ ابْنُ وَدَاعَةَ الهُذَليّ: خُضَاخِضَةٌ بخَضِيعِ السُّيُولِ ... قَدْ بَلَغَ الماءُ جَرْجارَها وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجزه: قَدْ بلغَ السيلُ حِذْفارَها وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِن الْبَيْتَ لِحَاجِزِ بْنِ عَوْفٍ، وحِذْفارها: أَعْلاها. اللَّيْثُ: خَضْخَضْتُ الأَرضَ إِذا قَلَبْتَها حَتَّى يَصِيرَ مَوْضِعُهَا مُثاراً رخْواً إِذا وَصَلَ الماءُ إِليها أَنْبَتَتْ. والخَضِيضُ: المكانُ المُتَتَرِّبُ تَبُلُّه الأَمطارُ. والخَضْخَضَةُ: أَصلُها مِن خَاضَ يَخُوضُ لَا مِنْ خَضَّ يَخُضُّ. يُقَالُ: خَضْخَضْتُ دَلْوي فِي الْمَاءِ خَضْخَضَةً. وخَضْخَضَ الحمارُ الأَتانَ إِذا خَالَطَهَا، وأَصله مِنْ خَاضَ يَخُوضُ إِذا دَخَلَ الجوفَ مِنْ سِلَاحٍ وَغَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيُّ: فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ فِي جَمِّه ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا أَلا تَرَاهُ جَعَلَ مَصْدَرَهُ الخِياضَ وَهُوَ فِعالٌ مِنْ خاضَ؟ والخَضْخَضَةُ: تَحْرِيكُ الْمَاءِ وَنَحْوِهِ. وخَضْخَضَ الماءَ وَنَحْوَهُ: حرَّكه، خَضْخَضْتُه فَتَخَضْخَضَ. والخَضْخَاضُ: ضَرْبٌ مِنَ القَطِران تُهْنَأُ بِهِ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ ثُفْل النِّفْط، وَهُوَ ضرْب مِنَ الْهَنَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخَاضِ وكلُّ شيءٍ يتحرَّك وَلَا يُصوِّتُ خُثُورةً يُقَالُ: إِنه يَتَخَضْخَضُ حَتَّى يُقَالَ وجَأَه بالخَنْجَر فَخَضْخَضَ بِهِ بَطْنَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخَضْخَاضُ الَّذِي تُهْنَأُ بِهِ الجَرْبَى ضَرْبٌ مِنَ النِّفْط أَسود رَقِيقٌ لَا خُثُورةَ فِيهِ وَلَيْسَ بالقَطِران لأَن القَطِران عُصارةُ شَجَرٍ مَعْرُوفٍ، وَفِيهِ خُثورة يُداوَى بِهِ دَبَر الْبَعِيرِ وَلَا يُطْلَى بِهِ الجَرَبُ، وشجرُه يَنْبُتُ فِي جِبَالِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ العَرْعَرُ، وأَمّا الخَضْخَاضُ فإِنه دَسِمٌ رَقِيقٌ يَنْبُع مِنْ عَيْنٍ تَحْتَ الأَرض. وَبَعِيرٌ خُضَاخِضٌ وخُضَخِضٌ وخُضْخُضٌ: يَتَمَخَّضُ مِنْ لِينِ البَدن والسِّمَن، وَكَذَلِكَ النَّبْتُ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَاءِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: نَبْتٌ خُضَخِضٌ وخُضَاخِضٌ كَثِيرُ الْمَاءِ ناعِمٌ رَيّانُ. وَرَجُلٌ خُضْخُضٌ: يَتَخَضْخَضُ مِنَ السِّمَن، وَقِيلَ: هُوَ العَظِيمُ الجَنْبَين. الأَزهري: الخُضاخِضُ مِنَ الرِّجَالِ الضَّخْمُ الحَسَنُ مِثْلَ قُناقِنٍ وقَناقِنَ. والخَضَاضُ: المِدادُ ونِقْسُ الدَّواةِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَرُبَّمَا جاءَ بِكَسْرِ الْخَاءِ. والخَضاضُ: مَخْنَقَةُ السِّنَّوْرِ. والخَضَضُ: أَلوانُ الطعامِ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ فِي الرِّيَاحِ: الخُضَاخِضُ زَعَمَ أَبو خَيْرَةَ أَنها شَرْقِيَّةٌ تَهُبُّ مِنَ المَشرِق وَلَمْ يَعْرِفْهَا أَبو الدُّقَيْش، وَزَعَمَ الْمُنْتَجِعُ أَنها تَهُبُّ بَيْنَ الصَّبا والدَّبُور وَهِيَ الشَّرْقِيَّةُ أَيضاً والأَيْرُ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ يَصِفُ مَلِكًا: وكانتْ لَهُ رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونها، ... إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّماء القَنابِلُ قَالَ الأَصمعي: رِبْعِيَّةٌ غَزْوَةٌ فِي أَول أَوقات الغَزو وَذَلِكَ فِي بَقِيَّةٍ مِنَ الشِّتَاءِ، إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السماءِ القنابِلُ، يَقُولُ: إِذا وَجَدَتِ الخيلُ مَاءً فِي الأَرض نَاقِعًا تَشَرَبُهُ فَتَقْطَعُ بِهِ الأَرض وَكَانَ لَهَا صِلة فِي

الْغَزْوِ؛ قَالَ: لوْ وصَلَ الغَيْثُ لأَنْدَى امرئٍ، ... كانَتْ لَهُ قُبَّةُ سَحْقٍ بِجادْ يَقُولُ: يُفَرَّقُ عَلَيْهِ فيَخِرُّ بيتُه، قُبَّتُه، فيَتَّخِذ بَيْتًا مِنْ سَحْقِ بِجاد به أَن كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ. وَقَالَ فِي الْمُضَاعَفِ: الخَضْخَضَةُ صُورَتُهُ صُورَةُ المُضاعَف، وأَصلها مُعْتَلٌّ. والخَضْخَضَةُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا فِي الْحَدِيثِ: هُوَ أَن يُوشِيَ الرَّجُلُ ذَكره حَتَّى يُمْذِيَ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الخَضْخَضَة فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنَ الزِّنَا وَنِكَاحُ الأَمة خَيْرٌ مِنْهُ ، وَفَسَّرَ الخَضْخَضَة بالاسْتِنْماءِ، وَهُوَ اسْتِنْزَالُ الْمَنِيِّ فِي غَيْرِ الْفَرَجِ، وأَصل الخَضْخَضَة التحريك، والله أَعلم. خفض: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الخَافِضُ: هُوَ الَّذِي يَخْفِضُ الجبّارِينَ وَالْفَرَاعِنَةَ أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويَخْفِضُ كُلَّ شيءٍ يُرِيدُ خَفْضَه. والخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع. خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ واخْتَفَضَ. والتَّخْفِيضُ: مَدَكُّ رأْس الْبَعِيرِ إِلى الأَرض؛ قَالَ: يَكادُ يَسْتَعْصي عَلَى مُخَفِّضِهْ وامرأَة خَافِضَةُ الصَّوْتِ وخَفِيضَةُ الصَّوْتِ: خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَيْسَتْ بسَلِيطةٍ، وَقَدْ خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها: لانَ وسَهُلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: خافِضَةٌ رافِعَةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنها تَخْفِضُ أَهل الْمَعَاصِي وَتَرْفَعُ أَهل الطَّاعَةِ، وَقِيلَ: تَخْفِضُ قَوْمًا فتَحُطُّهم عَنْ مَراتِب آخَرِينَ تَرْفَعُهُمْ إِليها، وَالَّذِينَ خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ، وَالْمَرْفُوعُونَ يُرْفَعُون إِلى غُرَفِ الْجِنَانِ. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِن اللَّهَ يَخْفِضُ القِسْط ويَرْفَعُه ، قَالَ: القسطُ العَدْل يُنْزِلُهُ مَرَّةً إِلى الأَرض وَيَرْفَعُهُ أُخرى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ* خُفِضَت وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ* شَالَتْ. غَيْرُهُ: خَفْضُ العَدْل ظُهُورُ الجَور عَلَيْهِ إِذا فَسَدَ النَّاسُ، ورفعُه ظُهُورُهُ عَلَى الْجَوْرِ إِذا تَابُوا وأَصلحوا، فَخَفْضُه مِنَ اللَّهِ تَعَالَى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فَرَفَّع فِيهِ وخَفَّضَ أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قَدْرَهَا ثُمَّ وهَّنَ أَمره وَقَدَّرَهُ وهوَّنه، وَقِيلَ: أَراد أَنه رفَع صَوْتَهُ وخفَضَه فِي اقتِصاصِ أَمره، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَرض خَافِضَةُ السُّقْيا إِذا كَانَتْ سَهْلَة السُّقْيا، ورافعةُ السُّقْيَا إِذا كَانَتْ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ. والخَفْضُ: الدَّعةُ، يُقَالُ: عَيْشٌ خَافِضٌ. والخَفْضُ والخَفِيضَةُ جَمِيعًا: لِينُ الْعَيْشِ وَسَعَتِهِ. وَعَيْشٌ خَفْضٌ وخافِضٌ ومَخْفُوض وخَفِيض: خَصِيبٌ فِي دَعةٍ وخصْبٍ ولِين، وَقَدْ خَفُضَ عَيشُه؛ وَقَوْلُ هِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ: بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما حُكْمُهُ بَعْدَ طُولِ مَخْفَضِه كَقَوْلِكَ بَعْدَ طُولِ خَفْضِه لَكِنْ هَكَذَا رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَلَيْسَ بشيءٍ. ومَخْفِضُ الْقَوْمِ: الْمَوْضِعُ الَّذِي هُمْ فِيهِ فِي خَفْض ودَعةٍ، وَهُمْ فِي خَفْضٍ مِنَ العَيْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شكْلَكِ شَتَّى، ... فالزَمي الخُصَّ واخفِضِي تَبْيَضِضِّي أَراد تَبْيَضِّي فَزَادَ ضَادًا إِلى الضَّادَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَوْمِ هُمْ خَافِضُون إِذا كَانُوا وادِعينَ عَلَى الْمَاءِ مُقِيمِينَ، وإِذا انْتَجعوا لَمْ يَكُونُوا فِي النُّجْعةِ خَافِضِينَ لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. والخَفْضُ: الْعَيْشُ الطَّيِّبُ. وخَفِّضْ عَلَيْكَ أَي سَهِّلْ.

وخَفِّضْ عَلَيْكَ جأْشك أَي سكِّن قَلْبَكَ. وخَفَضَ الطائرُ جَنَاحَهُ: أَلانَهُ وضمَّه إِلى جَنْبِهِ لِيَسْكُنَ مِنْ طَيَرَانِهِ، وخَفَضَ جناحَه يَخْفِضُه خَفْضاً: أَلان جَانِبَهُ، عَلَى الْمَثَلِ بِخَفْض الطَّائِرِ لِجَنَاحِهِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ تَمِيمٍ: فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَدِينَةَ بَهَشَ إِليهم النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يَبْكُونَ فِي وُجُوهِهِمْ فأَخْفَضَهم ذَلِكَ أَي وضعَ مِنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى أَظن الصَّوَابَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَي أَغْضَبَهم. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: وَرَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُخَفِّضُهم أَي يُسَكِّنُهم ويُهَوِّن عَلَيْهِمُ الأَمر، مِنَ الخَفْضِ الدَّعةِ وَالسُّكُونِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي شأْن الإِفك: خَفِّضِي عَلَيْكِ أَي هَوِّني الأَمر عليكِ وَلَا تَحْزَني لَهُ. وَفُلَانٌ خَافِضُ الجَناحِ وخَافِضُ الطَّيْرِ إِذا كانَ وَقُورًا سَاكِنًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ؛ أَي تواضَعْ لَهُمَا وَلَا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهِمَا. والخَافِضَةُ: الخاتِنةُ. وخَفَضَ الْجَارِيَةَ يَخْفِضُها خَفْضاً: وَهُوَ كالخِتان لِلْغُلَامِ، وأَخْفَضَتْ هِيَ، وَقِيلَ: خَفَضَ الصبيِّ خَفْضاً خَتَنه فَاسْتُعْمِلَ فِي الرَّجُلِ، والأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة والخِتانَ لِلصَّبِيِّ، فَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ خُفِضَتْ، وللغلامِ خُتِنَ، وَقَدْ يُقَالُ لِلْخَاتِنِ خَافِض، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لأُم عَطِيَّةَ: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي أَي إِذا خَتَنْتِ الجاريةَ فَلَا تَسْحَتي الجاريةَ. والخَفْضُ: خِتانُ الْجَارِيَةِ. والخَفْضُ: المُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ خُفُوضٌ. والخَافِضَة: التَّلْعةُ الْمُطَمْئِنَةٌ مِنَ الأَرض والرافِعةُ المتْنِ مِنَ الأَرض. والخَفْضُ: السَّير الليِّنُ وَهُوَ ضِدُّ الرَّفْعِ. يُقَالُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَيْلَةٌ خَافِضَةٌ أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَخْفُوضُها زَوْلٌ، ومَرْفُوعُها ... كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحٍ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ: مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَخْفُوضُها والزَّوْلُ: العَجَب أَي سَيْرُهَا الليِّن كَمَرِّ الرِّيحِ، وأَما سَيْرُهَا الأَعلى وَهُوَ الْمَرْفُوعُ فَعَجَبٌ لَا يُدْركُ وصْفُه. وخَفْضُ الصَّوْتِ: غضُّه. يُقَالُ: خَفِّضْ عَلَيْكَ الْقَوْلَ. والخَفْضُ والجرُّ وَاحِدٌ، وَهُمَا فِي الإِعراب بِمَنْزِلَةِ الْكَسْرِ فِي الْبِنَاءِ فِي مُوَاصَفَاتِ النَّحْوِيِّينَ. والانخِفاضُ: الانحِطاطُ بَعْدَ العُلُوِّ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ ويَرْفَعُ مَنْ يَشَاءُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَهْجُو مُصَدّقاً، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَذَا رَجُلٌ يُخَاطِبُ امرأَته وَيَهْجُو أَباها لأَنه كَانَ أَمهرها عِشْرِينَ بَعِيرًا كُلَّهَا بَنَاتِ لَبُونٍ، فَطَالَبَهُ بِذَلِكَ فَكَانَ إِذا رأَى فِي إِبله حِقَّة سَمِينَةً يَقُولُ هَذِهِ بِنْتُ لَبون ليأْخذها، وإِذا رأَى بِنْتَ لَبون مَهْزُولَةً يَقُولُ هَذِهِ بِنْتُ مَخَاضٍ لِيَتْرُكَهَا؛ فَقَالَ: لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَثْم فَنّا، ... مِنْ أَينَ عِشْرُونَ لَهَا مِنْ أَنَّى؟ حَتَّى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنّا، ... يَا كَرَواناً صُكَّ فَاكْبَأَنّا فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمّا شَنّا، ... بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّا أَإِبِلي تَأْكُلُها مُصِنّا، ... خَافِضَ سِنِّ ومُشِيلًا سِنّا؟ وخَفَضَ الرجلُ: مَاتَ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أُصِيبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ المَوْتَ أَي بِمَصَائِبَ تُقَرِّبُ إِليه

المَوْتَ لَا يُفْلِتُ مِنْها. خفرضض: ابْنُ بَرِّيٍّ خَاصَّةً: خَفَرْضَضٌ اسْمُ جَبَلٍ بالسّراةِ فِي شِقِّ تِهَامَةَ يُقَالُ إِلْبُ خَفَرْضَضٍ، وَهُوَ شَجَرٌ تُسَمُّ بِهِ السِّبَاعُ. رأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ فِي حَاشِيَةِ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ قَالَ: الإِلْبُ شَجَرَةٌ شَاكَةٌ كأَنها شَجَرَةُ الأُتْرُجّ ومَنابِتُها ذُرى الْجِبَالِ، وَهِيَ خَشِنة يُؤْخَذُ خُضُمَّتُهَا وأَطراف أَفنانها فَتَدُقُّ رَطْباً ويُقْشَبُ بِهِ اللَّحْمُ وَيُطْرَحُ لِلسِّبَاعِ كُلِّهَا فَلَا يُلْبِثُها إِذا أَكلته، فإِن هِيَ شَمَّتْهُ وَلَمْ تأْكله عَمِيَتْ عَنْهُ وصُمَّت مِنْهُ اه. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْمُحَكِّمِ فِي حَرْفِ الْحَاءِ الْمُهْمِلَةِ، وقد تقدم. خوض: خَاضَ الماءَ يَخُوضه خَوْضاً وخِياضاً واخْتاضَ اخْتِياضاً واخْتاضَه وتَخَوَّضَه: مَشَى فِيهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنه فِي الغَرْضِ، إِذْ تَرَكَّضَا، ... دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ مَا تَخَوَّضَا أَي هُوَ مَاءٌ صافٍ، وأَخاضَ فِيهِ غَيْرَهُ وخَوَّضَ تَخْويضاً. والخَوْضُ: المَشْيُ فِي الْمَاءِ، وَالْمَوْضِعُ مَخاضةٌ وَهِيَ مَا جازَ الناسُ فِيهَا مُشاةً ورُكْباناً، وَجَمْعُهَا المَخاضُ والمَخاوِضُ أَيضاً؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَخَضْتُ فِي الْمَاءِ دابَّتي وأَخاضَ القومُ أَي خاضَتْ خيلُهم فِي الْمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: رُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى ؛ أَصْل الخَوْض المشيُ فِي الْمَاءِ وتحريكُه ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي التَّلَبُّسِ بالأَمر وَالتَّصَرُّفِ فِيهِ، أَي رُبَّ مُتَصَرِّفٍ فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ، والتَّخَوُّضُ تفعُّل مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ التَّخْلِيطُ فِي تَحْصِيلِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ كَيْفَ أَمكن. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: يَتَخَوَّضُون فِي مَالِ اللَّهِ تَعَالَى. والخَوْضُ: اللَّبْسُ فِي الأَمر. والخَوْضُ مِنَ الْكَلَامِ: مَا فِيهِ الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ، وَقَدْ خاضَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا . وخاضَ القومُ فِي الْحَدِيثِ وتَخاوَضُوا أَي تَفَاوَضُوا فِيهِ. وأَخاضَ القومُ خيلَهم الماءَ إِخاضةً إِذا خَاضُوا بِهَا الْمَاءَ. والمَخاضُ مِنَ النَّهْرِ الْكَبِيرِ: الموضعُ الَّذِي يَتخَضْخَضُ ماؤُه فَيُخاضُ عِنْدَ العُبور عَلَيْهِ، وَيُقَالُ المَخاضَةُ، بِالْهَاءِ أَيضاً. والمِخْوَضُ لِلشَّرَابِ: كالمِجْدَحِ للسَّويق، تَقُولُ مِنْهُ: خُضْتُ الشرابَ. والمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخاضُ بِهِ السَّوِيقُ. وخاضَ الشرابَ فِي المِجْدَحِ وخَوَّضَه. خلَطه وحَرَّكَهُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَصِفُ امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها: وقالتْ: شَرابٌ بارِدٌ فاشْرَبَنّه، ... وَلَمْ يَدْرِ مَا خاضَتْ لَهُ فِي المَجادِح والمِخْوَضُ: مَا خُوِّضَ فِيهِ. وخُضْتُ الغَمراتِ: اقْتَحَمْتُها: وَيُقَالُ: خاضَه بِالسَّيْفِ أَي حَرَّكَ سيْفه فِي المَضْرُوبِ. وخَوَّضَ فِي نَجِيعِه: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَيُقَالُ: خُضْتُه بِالسَّيْفِ أَخُوضُه خَوْضاً وَذَلِكَ إِذا وَضَعْتَ السَّيْفَ فِي أَسفل بَطْنِهِ ثُمَّ رَفَعْتَهُ إِلى فَوْقُ. وخاوَضَه البيعَ: عَارَضَهُ؛ هَذِهِ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَرِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو بِالصَّادِ. والخِياضُ: أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بَيْنَ قِداح المَيْسِرِ يُتَيَمَّنُ بِهِ، يُقَالُ: خُضْتُ فِي القِداحِ خِياضاً، وخاوَضْتُ القِداحَ خِواضاً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ فِي جَمِّه، ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا خَضْخَضْتُ تَكْرِيرٌ مِنْ خاضَ يَخوضُ لَمَّا كَرَّرَهُ

فصل الدال المهملة

جَعَلَهُ مُتَعَدِّيًا. والمُدابِرُ: المَقْمور يُقْمَرُ فَيَسْتَعِيرُ قِدْحاً يَثِقُ بِفَوْزِهِ ليعاوِدَ مَنْ قَمَره القِمارَ. وَيُقَالُ للمَرْعَى إِذا كثُر عُشْبُه والتَفّ: اخْتاضَ اخْتِياضاً؛ وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ: ومُخْتاض تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيه، ... تُحُوميَ نَبْتُه فَهْوَ العَمِيمُ أَبو عَمْرٍو: الخَوْضةُ اللُّؤْلُؤَةُ. وخَوْضُ الثَّعْلَب: مَوْضِعٌ باليمامة، حكاه ثعلب. خيض: النَّوَادِرُ: سَيْفٌ خَيِّضٌ إِذا كَانَ مَخْلُوطًا مِنْ حَدِيدٍ أَنِيثٍ وَحَدِيدٍ ذَكِير. فصل الدال المهملة دأض: أَهمله اللَّيْثُ؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ فِي الْمَعَانِي: وقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ ... والدَّأْضُ، حَتَّى لَا يكونَ غَرْضُ قَالَ: يَقُولُ فَداهُنَّ أَلبانُهنَّ مِنْ أَن يُنْحرن، قَالَ: والغَرْضُ أَن يَكُونَ فِي جُلُودِهَا نُقْصَانٌ. قَالَ: والدَّأَضُ والدَّأَصُ، بِالضَّادِ وَالصَّادِ، أَن لَا يَكُونَ فِي جُلُودِهَا نُقْصَانٌ، وَقَدْ دَئِضَ يَدْأَضُ دَأْضاً ودَئِصَ يَدْأَصُ دَأَصاً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَرَوَاهُ أَبو زَيْدٍ: والدَّأْظُ حَتَّى لَا يَكُونَ غَرْض قَالَ: وَكَذَلِكَ أَقرأَنيه الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي موضعه. دحض: الدَّحْضُ: الزَّلَقُ، والإِدْحاضُ: الإِزْلاقُ، دَحَضَتْ رِجْل الْبَعِيرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: دَحَضَتْ رِجله، فَلَمْ يُخَصِّص، تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً زَلِقَتْ، ودَحَضَها وأَدْحَضَها أَزْلَقَها. وَفِي حَدِيثِ وَفْد مَذْحِجٍ: نُجَباء غيرُ دُحَّضِ الأَقْدامِ ؛ الدُّحَّضُ: جَمْعُ داحِضٍ وَهُمُ الَّذِينَ لَا ثَبَاتَ لَهُمْ وَلَا عَزِيمَةَ فِي الأُمور. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: كَرِهْتُ أَن أُخْرِجَكم فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ والدَّحْض أَي الزلَق. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَن خَلِيلِيَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِن دُونَ جِسْرِ جَهَنَّم طَرِيقًا ذَا دَحْضٍ. وَفِي حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْمَطَرِ: فَدَحَضَتِ التِّلاع أَي صيَرَّتَها مَزْلَقةً، ودَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً: كَذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ إِذا بَطَلَتْ، وأَدْحَضَها اللَّهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ . وأَدْحَضَ حُجَّته إِذا أَبطلها. والدَّحْضُ: الْمَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَنْهُ الزلَق. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: لَا تَزَالُ تَأْتِينا بِهَنةٍ تَدْحَضُ بِهَا فِي بَوْلِكَ أَي تَزْلَقُ، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ، أَي تَبْحَثُ فِيهَا بِرِجْلِكَ. ودَحَضَ بِرِجْلِهِ ودَحَصَ إِذا فَحَصَ بِرِجْلِهِ. وَمَكَانٌ دَحْضٌ إِذا كَانَ مَزَلَّة لَا تَثْبُتُ عَلَيْهَا الأَقدامُ. ومَزلَّة مِدْحاضٌ: يُدْحَضُ فِيهَا كَثِيرًا. ومكانٌ دَحْضٌ ودَحَضٌ، بِالتَّحْرِيكِ أَيضاً: زَلِقٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَاقَتَهُ: قَدْ تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه، ... فَتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فَتَلْهَمُه، حَتَّى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُهْ عُوَمُه: جَمْعُ عُومة لدوَيْبَّة تَغُوصُ فِي الْمَاءِ كأَنها فَصٌّ أَسود، وَشَاهِدُ الدَّحْض بِالتَّسْكِينِ قَوْلُ طَرَفَةَ: رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيَّ حذارُه، ... وحادَ كَمَا حادَ البَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ والدَّحْضُ: الدفْع. والدَّحِيضُ: اللَّحْمُ. ودَحَضَتِ الشَّمْسُ عَنْ بَطْنِ السَّمَاءِ إِذا زَالَتْ عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ تَدْحَضُ دَحْضاً ودُحُوضاً. وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ

فصل الراء

الصَّلَاةِ: حَتَّى تَدْحَضَ الشمسُ أَي تَزُولَ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ إِلى جِهَةِ الْغَرْبِ كأَنها دَحَضَتْ أَي زَلِقَتْ. ودَحِيضَةُ: ماءٌ لَبَنِيِّ تَمِيمٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ودُحَيْضَةُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى: أَتَنْسَيْنَ أَيّاماً لَنَا بِدُحَيْضةٍ، ... وأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهْمَدِ؟ دحرض: الدُّحْرُضان: مَوْضِعَانِ أَحدهما دُحْرُضٌ وَالْآخِرُ وسِيعٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةَ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَينِ، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ تَنْفِرُ عنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الدُّحْرُضان اسْمُ مَوْضِعٍ، وأَنشد بَيْتَ عَنْتَرَةَ وَقَالَ بَعْدَ الْبَيْتِ: وَيُقَالُ وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَان ثَنَّاهُمَا بِلَفْظِ الْوَاحِدِ كَمَا يُقَالُ القَمران؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ مَا قَالَهُ أَخيراً. وَحُكِيَ عَنْ أَبي مُحَمَّدٍ الأَعرابي الْمَعْرُوفِ بالأَسود قَالَ: الدُّحْرُضان هُمَا دُحْرُضٌ ووَسِيعٌ وَهُمَا ماءَان، فدُحْرُضٌ لِآلِ الزِّبْرقانِ بْنِ بَدْر، وَوَسِيعٌ لِبَنِي أَنْفِ النَّاقَةِ؛ وأَما قَوْلُهُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلم فَهِيَ حِيَاضُ الدَّيْلَمِ بْنِ باسِلِ بْنِ ضَبَّةَ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا سَارَ باسِلٌ إِلى الْعِرَاقِ وأَرض فَارِسَ اسْتَخْلَفَ ابْنَهُ عَلَى أَرض الْحِجَازِ فَقَامَ بأَمر أَبيه وحَمَى الأَحْماء وحَوَّضَ الحِياضَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ أَن أَباه قَدْ أَوغل فِي أَرض فَارِسَ أَقبل بِمَنْ أَطاعه إِلى أَبيه حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ بأَدْنَى جِبَالِ جَيْلانَ، وَلَمَّا سَارَ الدَّيْلَمَ إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دِيارُه وتَعَفَّتْ آثَارُهُ فَقَالَ عَنْتَرَةُ الْبَيْتَ يَذْكُرُ ذَلِكَ. دخض: الدَّخْضُ: سِلاحُ السِّباعِ وَقَدْ يغلَّب عَلَى سِلَاحِ الأَسَد، وَقَدْ دَخَضَ دَخْضاً. دفض: دَفَضَه دَفْضاً: كسَره وشدَخَه؛ يَمَانِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبهم يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي لِحَاءِ الشَّجَرِ إِذا دُقَّ بين حجرين. دكض: الدَّكِيضَضُ: نَهْرٌ، بِلُغَةِ الهند. فصل الراء ربض: رَبَضَتِ الدابَّةُ وَالشَّاةُ والخَرُوفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً وربْضةً حَسَنَة، وَهُوَ كالبُروك للإِبل، وأَرْبَضَها هُوَ وربَّضَها. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ: هِيَ ضَخْمَةُ الرِّبْضةِ أَي ضَخْمَةُ آثارِ المرْبض؛ ورَبَضَ الأَسَد عَلَى فَرِيسته والقِرْنُ عَلَى قِرْنِه، وأَسَدٌ رابِضٌ ورَبّاضٌ؛ قَالَ: لَيْثٍ عَلَى أَقْرانِه رَبّاضِ ورجلٌ رابِضٌ: مَرِيضٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والرَّبِيضُ: الْغَنَمُ فِي مرابِضِها كأَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ذَعَرْتُ بِهِ سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه، ... كَمَا ذَعَرَ السِّرْحانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ والرَّبِيضُ: الْغَنَمُ برُعاتها الْمُجْتَمِعَةِ فِي مَرْبِضها. يُقَالُ: هَذَا رَبِيضُ بَنِي فُلَانٍ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: لَا تَبْعَثُوا الرابِضَينِ التُّركَ والحبَشةَ أَي المقِيمَيْن الساكِنَينِ، يُرِيدُ لَا تُهَيِّجوهم عَلَيْكُمْ مَا دَامُوا لَا يَقْصِدُونكم. والرَّبِيضُ والرِّبْضةُ: شَاءٌ بِرُعاتِها اجْتَمَعَتْ فِي مَرْبِضٍ وَاحِدٍ. والرِّبْضةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَالنَّاسِ وَفِيهَا رِبْضَةٌ مِنَ النَّاسِ، والأَصل لِلْغَنَمِ. والرَّبَضُ: مَرابِض الْبَقَرِ. ورَبَضُ الْغَنَمِ: مأْواها؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ:

واعْتادَ أَرْباضاً لَهَا آرِيُّ، ... مِنْ مَعْدِنِ الصِّيرانِ، عُدْمُلِيُ العُدْمُلِيُّ: الْقَدِيمُ. وأَراد بالأَرْباض جَمْعَ رَبَض، شبَّه كِناسَ الثَّوْرِ بمأْوَى الْغَنَمِ. والرُّبوضُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الرابِضِ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِلضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ حِينَ بَعَثَهُ إِلى قَوْمِهِ: إِذا أَتيتَهُم فارْبِضْ فِي دارِهم ظَبْياً ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ قُتَيْبَةَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَنه أَراد أَقِمْ فِي دَارِهِمْ آمِناً لَا تَبْرَحْ كَمَا يُقِيم الظَّبْي الآمِنُ فِي كِناسِه قَدْ أَمِنَ حَيْثُ لَا يَرَى أَنيساً، وَالْآخَرُ، وَهُوَ قَوْلُ الأَزهري: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمره أَن يأْتيهم مُسْتَوْفِزاً مُسْتَوْحِشاً لأَنهم كفَرةٌ لَا يَأْمَنُهم، فإِذا رابَه مِنْهُمْ رَيْبٌ نَفَرَ عَنْهُمْ شارِداً كَمَا يَنْفِرُ الظَّبْيُ، وظَبْياً فِي الْقَوْلَيْنِ مُنْتَصِبٌ عَلَى الْحَالِ، وأَوقع الِاسْمَ مَوْقِعَ اسْمِ الْفَاعِلِ كأَنه قَدَّرَهُ مُتَظَبِّيًا؛ قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشَّاةِ بَيْنَ الرَّبَضَينِ إِذا أَتتْ هَذِهِ نَطَحَتْها ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: بَيْنَ الرَّبِيضَينِ ، فَمَنْ قَالَ بَيْنَ الرَّبَضَينِ أَراد مَرْبِضَيْ غَنَمَين، إِذا أَتتْ مَرْبِضَ هَذِهِ الْغَنَمِ نَطَحَهَا غَنَمُهُ، وَمَنْ رَوَاهُ بَيْنَ الرَّبِيضَينِ فالربِيضُ الْغَنَمُ نَفْسُهَا، والرَّبَضُ موضِعها الَّذِي تَرْبِضُ فِيهِ، أَراد أَنه مُذَبْذَبٌ كَالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ بَيْنَ قَطِيعَيْنِ مِنَ الْغَنَمِ أَو بَيْنَ مَرْبِضَيْهِما؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَنَتاً باطِلًا وظُلْماً، كما يُعْتَرُ ... عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ وأَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَذَا الْمَثَلِ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لَا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ. قَالُوا: رَبَضُ الْغَنَمُ مأْواها، سُمِّيَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ رَبَضُ الوَحْش مأْواهُ وكِناسُه. وَرَجُلٌ رُبْضَة ومُتَرَبِّضٌ: مُقِيمٌ عَاجِزٌ. ورَبَضَ الكبشُ: عَجز عَنِ الضِّرابِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ غَيْرُهُ: رَبَضَ الكبشُ رُبُوضاً أَي حَسَرَ وتَرَكَ الضِّرابَ وعَدَلَ عَنْهُ وَلَا يُقَالُ فِيهِ جَفَرَ. وأَرْنَبةٌ رابِضةٌ: مُلْتَزِقَةٌ بِالْوَجْهِ. وَرَبَضَ اللَّيْلُ: أَلقى بِنَفْسِهِ، وَهَذَا عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ: كأَنَّها، وَقَدْ بَدَا عُوارِضُ، ... والليلُ بَينَ قَنَوَيْنِ رابِضُ، بِجَلْهَةِ الوادِي، قَطاً رَوابِضُ وَقِيلَ: هُوَ الدُّوّارةُ مِنْ بَطْنِ الشَّاءِ. ورَبَضُ النَّاقَةِ: بَطْنُهَا، أُراه إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن حِشْوَتَها فِي بَطْنِهَا، وَالْجَمْعُ أَرْباض. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: الَّذِي يَكُونُ فِي بُطُونِ الْبَهَائِمِ مُتَثَنِّياً المَرْبِضُ، وَالَّذِي أَكبر مِنْهَا الأَمْغالُ، وَاحِدُهَا مُغْل» ، وَالَّذِي مِثْلُ الأَثْناء حَفِثٌ وفَحِثٌ، وَالْجَمْعُ أَحفاثٌ وأَفحاثٌ. وربَّضْتُه بِالْمَكَانِ: ثَبَّتُّه. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنه لرُبُضٌ عَنِ الْحَاجَاتِ وَعَنِ الأَسفار عَلَى فُعُل أَي لَا يَخْرُجُ فِيهَا. والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ: امرأَة الرَّجُلِ لأَنها تُرَبِّضُه أَي تُثَبِّتُه فَلَا يَبْرَحُ. ورَبَضُ الرَّجُلِ ورُبْضُه: امرأَته. وَفِي حَدِيثِ نَجَبةَ: زوَّج ابنتَه مِنْ رَجُلٍ وجَهَّزَها وَقَالَ لَا يَبِيتُ عَزَباً وَلَهُ عِنْدَنَا رَبَضٌ ؛ رَبَضُ الرَّجُلِ: امرأَتُه الَّتِي تَقُومُ بشأْنه، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَنِ اسْتَرَحْتَ إِليه كالأُمّ والبنت

_ (3). قوله [الأمغال واحدها مغل] كذا بالأَصل مضبوطاً.

والأُخت وَكَالْغَنَمِ والمَعيشةِ والقُوت. ابْنُ الأَعرابي: الرَّبْضُ والرُّبْضُ والرَّبَضُ الزَّوْجَةُ أَو الأُم أَو الأُخت تُعَزّبُ ذَا قَرابَتِها. وَيُقَالُ: مَا رَبَضَ امْرأً مِثْلُ أُخْت. والرُّبُضُ: جَمَاعَةُ الشَّجَرِ المُلْتَفّ. ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ: عَظِيمَةٌ وَاحِدَةٌ. والرَّبُوضُ: الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: شَجَرَةٌ رَبُوضٌ أَي عَظِيمَةٌ غَلِيظَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ، ... مِنَ الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا رَبُوضٌ: ضَخْمة، والحِبالُ: جَمْعُ حَبْلٍ وَهُوَ رَمْلٌ مُسْتَطِيلٌ، وَفِي تَفَرَّعت ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الأَرْطاة، وتَجَوَّفَ: دَخَلَ جَوْفها، وَالْجَمْعُ مِنْ رَبُوض رُبُضٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَقَالُوا: رَبُوضٌ ضَخْمةٌ فِي جِرانِه، ... وأَسْمَرُ مِنْ جِلْدِ الذِّراعَينِ مُقْفَلُ أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسلةً رَبُوضاً أُوثِقَ بِهَا، جَعَلَهَا ضَخْمَةً ثَقِيلَةً، وأَراد بالأَسْمَرِ قِدّاً غُلَّ بِهِ فَيَبِسَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي لُبابة: أَنه ارْتَبَط بِسِلْسِلَةٍ رَبُوض إِلى أَن تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَهِيَ الضَّخْمَةُ الثَّقِيلَةُ اللَّازِقة بِصَاحِبِهَا. وفَعُولٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ. وقَرْيَةٌ رَبُوضٌ: عَظِيمَةٌ مُجْتَمِعَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا مِنْ بَنِي إِسرائيل بَاتُوا بقَرْيةٍ رَبوضٍ. ودِرْعٌ رَبُوضٌ: واسِعَة. وقِرْبةٌ رَبُوضٌ: وَاسِعَةٌ. وحَلَبَ مِنَ اللبنِ مَا يُرْبِضُ الْقَوْمَ أَي يسَعُهم. وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبد: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لَمَّا قَالَ عِنْدَهَا دَعَا بإِناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَنه يُرْوِيهم حَتَّى يُثْقِلَهم فَيَرْبِضُوا فينامُوا لِكَثْرَةِ اللَّبَنِ الَّذِي شَرِبُوهُ ويمتدُّوا عَلَى الأَرض، مِنْ رَبَضَ بِالْمَكَانِ يَرْبِضُ إِذا لَصِقَ بِهِ وأَقامَ مُلازماً لَهُ، وَمَنْ قَالَ يُريضُ الرَّهْطَ فَهُوَ مِنْ أَراض الْوَادِي. والرَّبَضُ: مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ بَطْنِ الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ. والرَّبَضُ: مَا تحَوَّى مِنْ مَصارِين الْبَطْنِ. اللَّيْثُ: الرَّبَضُ مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ الْبَعِيرِ إِذا بَرَك، وَالْجَمْعُ الأَرْباضُ؛ وأَنشد: أَسْلَمَتْها مَعاقِدُ الأَرْباضِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي الرَّبَضِ وَفِيمَا احْتَجَّ بِهِ لَهُ، فأَما الرَّبَضُ فَهُوَ مَا تحَوَّى مِنْ مَصارِين الْبَطْنِ، كَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ: وأَما مَعاقِدُ الأَرْباض فالأَرْباضُ الْحِبَالُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا مَطَوْنا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصْعِدةً، ... يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج فالأَخْراتُ: حَلَقُ الحِبال، وَقَدْ فَسَّرَ أَبو عُبَيْدَةَ الأَرْباضَ بأَنها حِبال الرحْل. ابْنُ الأَعرابي: الرَّبَضُ والمَرْبَضُ والمَرْبِضُ والرَّبِيضُ مجتَمَعُ الحَوايا. والرَّبَضُ: أَسفلُ مِنَ السُّرَّةِ. والمَرْبض: تَحْتَ السُّرَّةِ وَفَوْقَ الْعَانَةِ. والرَّبَضُ: كُلُّ امرأَة قيِّمةِ بَيْتٍ. ورَبَضُ الرَّجُلِ: كُلُّ شيءٍ أَوَى إِليه مِنَ امرأَة أَو غَيْرِهَا؛ قَالَ: جاءَ الشِّتاءُ، ولَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً، ... يَا وَيْحَ كَفِّي مِنْ حَفْرِ القَرامِيصِ ورُبْضُه كَرَبَضِه. ورَبَضَتْه تَرْبِضُه: قَامَتْ بأُموره وآوَتْه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تُرْبِضُه، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لقُوت الإِنسان الَّذِي

يُقِيمُه ويَكْفِيه مِنَ اللَّبَنِ: رَبَضٌ. والرَّبَضُ: قَيِّمُ الْبَيْتِ. الرِّياشي: أَرْبَضَتِ الشَّمْسُ إِذا اشتدَّ حَرُّها حَتَّى تَرْبِضَ الشاةُ والظبْيُ مِنْ شدَّة الرَّمْضَاءِ. وَفِي الْمَثَلِ: رَبَضُك مِنْكَ وإِن كَانَ سَماراً؛ السَّمار: الْكَثِيرُ الْمَاءِ، يَقُولُ: قيِّمُكَ مِنْكَ لأَنه مُهْتَمٌّ بِكَ وإِن لَمْ يَكُنْ حسَنَ القِيام عَلَيْكَ، وَذَلِكَ أَن السَّمارَ هُوَ اللَّبَنُ الْمَخْلُوطُ بِالْمَاءِ، والصَّرِيحُ لَا مَحالة أَفضلُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَرباضٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: مَعْنَى الْمَثَلِ أَي مِنْكَ أَهلك وخَدَمُك وَمَنْ تأْوِي إِليه وإِن كَانُوا مُقَصِّرِين؛ قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ أَنْفُك مِنْكَ وإِن كَانَ أَجْدَعَ. والرَّبَضُ: مَا حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الفَضاءُ حَوْلَ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ بَعْضُهُمُ: الرّبضُ والرُّبْضُ، بِالضَّمِّ «4»، وسَط الشَّيْءِ، والرَّبَضُ، بِالتَّحْرِيكِ، نَوَاحِيهِ، وَجَمْعُهَا أَرْباضٌ، والرَّبَضُ حَرِيم الْمَسْجِدِ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: رُبُض الْمَدِينَةِ، بِضَمِّ الرَّاءِ وَالْبَاءِ، أَساسها، وَبِفَتْحِهِمَا: مَا حَوْلَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا زَعِيمٌ يَبِيتُ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ ؛ هُوَ بِفَتْحِ الْبَاءِ، مَا حَوْلَهَا خَارِجًا عَنْهَا تَشْبِيهًا بالأَبنية الَّتِي تَكُونُ حَوْلَ الْمُدُنِ وَتَحْتَ القِلاع؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: فأَخذ ابْنُ مُطِيعٍ العَتَلةَ مِنْ شقِّ الرُّبْضِ الَّذِي يَلِي دارَ بَنِي حُمَيد ؛ الرُّبْض، بِضَمِّ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ: أَساسُ الْبِنَاءِ، وَقِيلَ وَسَطُهُ، وَقِيلَ هُوَ والرَّبَضُ سواءٌ كسُقْم وسَقَم. والأَرْباضُ: أَمعاء الْبَطْنِ وحِبال الرَّحْل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا غَرَّقَتْ أَرباضُها ثِنْيَ بَكْرةٍ ... بِتَيْماءَ، لَمْ تُصْبحْ رَؤُوماً سَلُوبُها وَعَمَّ أَبُو حَنِيفَةَ بالأَرْباض الحِبال، وَفَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَداريجِ بأَنها بُطُونُ الإِبل، وَالْوَاحِدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ رَبَضٌ. أَبو زَيْدٍ: الرَّبَضُ سَفِيفٌ يُجْعَلُ مِثْلَ النِّطاقِ فَيُجْعَلُ فِي حَقْوَي الناقةِ حَتَّى يُجاوِزَ الوَرِكَينِ مِنَ النَّاحِيَتَيْنِ جَمِيعًا، وَفِي طَرَفَيْهِ حَلْقَتَانِ يُعْقَدُ فِيهِمَا الأَنْساع ثُمَّ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ، وَجَمْعُهُ أَرْباض. التَّهْذِيبُ: أَنكر شَمِرٌ أَن يَكُونَ الرُّبْضُ وسَط الشَّيْءِ، قَالَ: والرُّبْضُ مَا مَسَّ الأَرض، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رُبْض الأَرض، بِتَسْكِينِ الْبَاءِ، مَا مَسَّ الأَرض مِنْهُ. والرُّبْضُ، فِيمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: أَساسُ الْمَدِينَةِ وَالْبِنَاءِ، والرَّبَضُ: مَا حَوْله مِنْ خَارِجٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُمَا لُغَتَانِ. وَفُلَانٌ مَا تَقُومُ رابِضَتُه وَمَا تَقُومُ لَهُ رَابِضَةٌ أَي أَنه إِذا رَمَى فأَصابَ أَو نَظَرَ فعانَ قَتَلَ مكانَه «5». وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ الَّذِي يَتَعَيَّنُ الأَشياء فَيُصِيبُهَا بِعَيْنِهِ قَوْلُهُمْ: لَا تقومُ لِفُلَانٍ رابضةٌ، وَذَلِكَ إِذا قَتَلَ كُلَّ شيءٍ يُصِيبُهُ بِعَيْنِهِ، قَالَ: وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الْعَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى قُبَّةً حَوْلَهَا غَنَمٌ رُبُوضٌ ، جَمْعُ رَابِضٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: رأَيت كأَني على ضَرْبٍ وحَوْلي بَقَرٌ رُبُوضٌ. وَكُلُّ شيءٍ يَبْرُكُ عَلَى أَربعة، فَقَدْ رَبَضَ رُبُوضاً. وَيُقَالُ: رَبَضَتِ الْغَنَمُ، وَبَرَكَتِ الإِبل، وجَثَمَتِ الطَّيْرُ، وَالثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ يَرْبِضُ فِي كِناسِه. الْجَوْهَرِيُّ: ورُبُوضُ البَقَرِ والغَنمِ والفَرسِ وَالْكَلْبِ مثلُ بُروكِ الإِبل وجُثُومِ الطَّيْرِ، تَقُولُ مِنْهُ: رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ، بِالْكَسْرِ، رُبُوضاً. والمَرابِضُ لِلْغَنَمِ: كالمَعاطِنِ للإِبل، وَاحِدُهَا مَرْبِض مثال مَجْلِس.

_ (4). قوله [والربض بالضم إلخ] لم يعلم ضبط ما قبله فيحتمل أَن يكون بضمتين أو بضم ففتح أو بغير ذلك. (5). قتل مكانه: هكذا في الأَصل، ولعله أراد أنه قتل المصاب أو المعين في مكانه.

والرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قَوْمٍ قُتِلُوا فِي بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ. والرُّبْضُ: جَمَاعَةُ الطَّلْحِ والسَّمُرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّابِضةُ مَلَائِكَةٌ أُهْبِطُوا مَعَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَهْدُونَ الضُّلَّالَ ؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُ مِنَ الإِقامة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرابِضةُ بَقِيَّةُ حَمَلَةِ الْحُجَّةِ لَا تَخْلُو مِنْهُمُ الأَرضُ، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ فِي الْفِتَنِ: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه ذكرَ مِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَنْ تَنْطقَ الرُّوَيْبِضَةُ فِي أَمْرِ العامّةِ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الرجل التَّافِهُ الْحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ العامّةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِمَّا يُثْبِتُ حَدِيثَ الرُّوَيْبِضَة الحديثُ الآخرُ: مِنْ أَشراطِ السَّاعَةِ أَن تُرَى رعاءُ الشاءِ رُؤوسَ الناسِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرُّبَيْضةُ تَصْغِيرُ رابضةٍ وَهُوَ الَّذِي يَرْعَى الْغَنَمَ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَاجِزُ الَّذِي رَبَضَ عَنْ معَالي الأُمور وقَعَد عَنْ طَلبها، وَزِيَادَةُ الْهَاءِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي وَصْفِهِ، جَعَلَ الرابِضَة راعِيَ الرَّبِيض كَمَا يُقَالُ دَاهِيَةٌ، قَالَ: وَالْغَالِبُ أَنه قِيلَ لِلتَّافِهِ مِنَ النَّاسِ رَابِضَةٌ وَرُوَيْبِضَةٌ لِرُبُوضِهِ فِي بَيْتِهِ وَقِلَّةِ انْبِعَاثِهِ فِي الأُمور الْجَسِيمَةِ، قَالَ: وَمِنْهُ يُقَالُ رَجُلٌ رُبُضٌ عَنِ الْحَاجَاتِ والأَسْفار إِذا كَانَ لَا يَنْهَضُ فِيهَا. والرُّبْضةُ: القِطْعةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الثَّريدِ. وَجَاءَ بِثَرِيدٍ كأَنه رُبْضةُ أَرْنب أَي جُثَّتُها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع بِهِ إِلا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَيُقَالُ: أَتانا بِتَمْرٍ مِثْلِ رُبْضةِ الخَرُوفِ أَي قَدْرِ الْخَرُوفِ الرَّابِضِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فَفَتَحَ الْبَابَ فإِذا شِبْهُ الفَصِيل الرَّابِضِ أَي الْجَالِسِ الْمُقِيمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَرُبْضةِ العَنْزِ ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الرَّاءِ، أَي جُثَّتِهَا إِذا بَرَكَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: والناسُ حَوْلي كَرَبِيضةِ الْغَنَمِ أَي كَالْغَنَمِ الرُّبَّضِ. وَفِي حَدِيثِ القُرّاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يومَ الجماجِم: كَانُوا رِبْضة ؛ الرِّبْضةُ: مَقْتَلُ قَوْمٍ قُتِلُوا فِي بُقْعَةٍ وَاحِدَةٍ. وَصَبَّ اللَّهُ عَلَيْهِ حُمَّى رَبِيضاً أَي مَنْ يَهْزَأُ بِهِ. ورِباضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاضٌ: أَسماءٌ. رحض: الرَّحْضُ: الغَسْلُ. رَحَضَ يَدَه والإِناء وَالثَّوْبَ وَغَيْرَهَا يَرْحَضُها ويَرْحُضُها رَحْضاً: غَسَلَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي ثَعْلَبَةَ: سأَله عَنْ أَواني الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: إِن لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا فارْحَضُوها بِالْمَاءِ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ، أَي اغْسِلُوهَا. والرُّحاضةُ: الغُسالةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَثَوْبٌ رَحِيضٌ مَرْحُوضٌ: مغسولٌ. وَفِي حديث عائشة، رضس اللَّهُ عَنْهَا: أَنها قَالَتْ فِي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اسْتَتَابُوهُ حَتَّى إِذا مَا تَرَكُوهُ كَالثَّوْبِ الرَّحِيض أَحالُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ؛ الرَّحِيضُ: المغسولُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، تُرِيدُ أَنه لَمَّا تَابَ وَتَطَهَّرَ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي نُسِبَ إِليه قَتَلُوهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ: وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مُرَحَّضةٌ أَي مَغْسُولَةٌ. وَثَوْبٌ رَحْضٌ، لَا غَيْرُ: غُسِلَ حَتَّى خَلَق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا مَا رأَيتَ الشيخَ عِلْباء جِلْدِه ... كَرَحْضٍ قَدِيمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ والمِرْحَضةُ: الإِجّانةُ لأِنه يُغْسَلُ فِيهَا الثِّيَابُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمِرْحَضةُ: شيءٌ يُتَوَضَّأُ فِيهِ مِثْلُ كَنِيفٍ. وَقَالَ الأَزهري: المِرْحاضةُ شَيْءٌ يُتَوَضَّأُ بِهِ كالتَّور، والمِرْحَضةُ والمِرْحاضُ المُغْتَسَلُ، والمِرْحاضُ مَوْضِعُ الخَلاءِ والمُتَوَضَّأُ وَهُوَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب الأَنصاري: فَوَجَدْنا مَراحِيضَهم استُقْبِلَ «1» بِهَا الْقِبْلَةُ فَكُّنَا نَتَحَرَّفُ ونستَغْفِرُ اللَّهَ ، يَعْنِي بالشام،

_ (1). قوله [مراحيضهم استقبل] لفظ النهاية: مراحيض قد استقبل.

أَراد بالمَراحِيضِ المَواضعَ الَّتِي بُنِيَتْ لِلْغَائِطِ أَي مَوَاضِعَ الِاغْتِسَالِ أُخِذ مِنَ الرحْض وَهُوَ الغَسْل. والمِرحاضُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الثَّوْبُ إِذا غُسِلَ. ورُحِضَ الرجلُ رَحْضاً: عَرِقَ حَتَّى كأَنه غُسِلَ جسدُه، والرُّحَضاءُ: العَرَقُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الوَحْي: فمسَحَ عَنْهُ الرُّحَضاءَ ؛ هُوَ عرَق يَغْسِلُ الْجِلْدَ لِكَثْرَتِهِ، وَكَثِيرًا مَا يُسْتَعْمَلُ فِي عرَق الحُمّى وَالْمَرَضِ. والرُّحَضاءُ: العرَقُ فِي أَثَر الحُمّى. وَالرُّحَضَاءُ: الحُمّى بِعَرَقٍ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: رُحِضَ رَحْضاً، فَهُوَ مَرْحُوضٌ إِذا عَرِقَ فَكَثُرَ عرقَهُ عَلَى جَبِينِهِ فِي رُقادِه أَو يقَظَته، وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ شكْوى؛ قَالَ الأَزهري: إِذا عَرِقَ المَحْمُوم مِنَ الْحُمَّى فَهِيَ الرُّحَضَاءُ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي الرُّحَضَاءِ: عَرَق الْحُمَّى. وَقَدْ رُحِضَ إِذا أَخذته الرُّحَضاء. وَفِي الْحَدِيثِ: جَعَلَ يَمْسَحُ الرُّحَضَاءَ عَنْ وَجْهِهِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. ورَحْضةُ ورَحّاضٌ: اسمانِ. رضض: الرَّضُّ: الدَّقُّ الجَرِيشُ. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ الجاريةِ الْمَقْتُولَةِ عَلَى أَوْضاحٍ: أَنَّ يَهُودِيّاً رَضَّ رأْس جاريةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ؛ هُوَ مِنَ الدَّقِّ الجَرِيشِ. رَضَّ الشيءَ يَرُضُّه رَضّاً، فَهُوَ مَرْضُوضٌ ورَضِيضٌ ورَضْرَضَه: لَمْ يُنْعِمْ دَقَّه، وَقِيلَ: رَضَّه رَضّاً كسَره، ورُضاضُه كُسارُه. وارتَضَّ الشيءُ: تَكَسَّرَ. اللَّيْثُ: الرّضُّ دقُّك الشيءَ، ورُضاضُه قِطَعه. والرَّضْراضةُ: حِجارة تَرَضْرَضُ عَلَى وَجْهِ الأَرض أَي تَتَحَرَّكُ وَلَا تَلْبَثُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقِيلَ أَي تَتَكَسَّرُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الرَّضْراضُ مَا دَقَّ مِنَ الحَصى؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصَى رَضْراضا وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفةِ الكَوْثرِ: طِينُه المِسْكُ ورَضْراضُه التُّومُ ؛ الرَّضْراضُ: الحَصَى الصِّغارُ، والتُّوم: الدُّرُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: نَهر ذُو سِهْلةٍ وَذُو رَضْراضٍ، فالسِّهْلةُ رَمْلُ القَناة الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَالرَّضْرَاضُ أَيضاً الأَرض الْمَرْضُوضَةُ بِالْحِجَارَةِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بِسُمْرٍ، كأَنَّها ... حِجارةُ رَضْراضٍ بِغَيْلٍ مُطَحْلِب ورُضاضُ الشَّيْءِ: فُتاتُه. وكلُّ شيءٍ كسَّرته، فَقَدْ رَضْرَضْتَه. والمِرَضَّةُ: الَّتِي يُرَضُّ بِهَا. والرَّضُّ: التَّمْرُ الَّذِي يُدَقُّ فَيُنَقَّى عَجَمُه ويُلْقَى فِي المَخْضِ أَي فِي اللَّبَنِ. والرَّضُّ: التمرُ والزُّبْدُ يُخْلَطَانِ؛ قَالَ: جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّا، ... تَشْرَبُ مَحْضاً، وتَغَذَّى رَضّا «1» مَا بَيْنَ ورْكَيْها ذِراعاً عَرْضا، ... لَا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضّا وأَرَضَّ التعَبُ العرَقَ: أَساله. ابْنُ السِّكِّيتِ: المُرِضّةُ تَمْرٌ يُنْقَعُ فِي اللَّبَنِ فتُصبح الْجَارِيَةُ فَتَشْرَبُهُ وَهُوَ الكُدَيْراءُ. والمُرِضّةُ: الأُكْلةُ أَو الشُّرْبةُ الَّتِي تُرِضُّ الْعَرَقَ أَي تُسِيلُهُ إِذا أَكلتها أَو شَرِبْتَهَا. وَيُقَالُ لِلرَّاعِيَةِ إِذا رَضَّتِ العُشْب أَكلًا وهرْساً: رَضارِضُ؛ وأَنشد: يَسْبُتُ راعِيها، وَهِيَ رَضارِضُ، ... سَبْتَ الوَقِيذِ، والوَرِيدُ نابِضُ

_ (1). قوله [تَشْرَبُ مَحْضًا وَتَغَذَّى رَضًّا] في الصحاح: تُصْبَحُ مَحْضًا وَتُعَشَّى رَضَّا.

والمُرِضّة: اللَّبَنُ: الْحَلِيبُ الَّذِي يُحْلَبُ عَلَى الْحَامِضِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ قَبْلَ أَن يُدْرِكَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَذُمّ رَجُلًا ويَصِفُه بِالْبُخْلِ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ يُخَاطِبُ امرأَته: وَلَا تَصِلي بمَطْروقٍ، إِذا مَا ... سَرَى فِي القَوْمِ، أَصبحَ مُسْتَكِينا يَلُومُ وَلَا يُلامُ وَلَا يُبالي، ... أَغَثّاً كَانَ لَحْمُكِ أَو سَمِينا؟ إِذا شَرِبَ المُرِضّةَ قَالَ: أَوْكي ... عَلَى مَا فِي سِقائِك، قَدْ رَوِينا قَالَ: كَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ لِابْنِ أَحْمَرَ رَوِينا عَلَى أَنه مِنَ الْقَصِيدَةِ النُّونِيَّةِ لَهُ؛ وَفِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ هُمَيْلٍ اللِّحْيَانِيِّ قَدْ رَوِيتُ فِي قَصِيدَةٍ أَولها: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الكَعْبيِّ عَنِّي ... رَسُولًا، أَصلُها عِنْدِي ثَبِيتُ والمِرَضَّةُ كالمُرِضّةِ، والرَّضْرَضةُ كالرَّضِّ. والمُرِضّةُ، بِضَمِّ الْمِيمِ: الرَّثِيئةُ الخاثِرةُ وَهِيَ لَبَنٌ حَلِيبٌ يُصَبُّ عَلَيْهِ لَبَنٌ حَامِضٌ ثُمَّ يُتْرَكُ سَاعَةً فَيَخْرُجُ مَاءٌ أَصفر رَقِيقٌ فَيُصَبُّ مِنْهُ وَيُشْرَبُ الْخَاثِرُ. وَقَدْ أَرَضَّت الرَّثِيئةُ تُرِضُّ إِرْضاضاً أَي خَثُرَتْ. أَبو عُبَيْدٍ: إِذا صُبّ لَبَنٌ حَلِيبٌ عَلَى لَبَنٍ حَقِين فَهُوَ المُرِضّةُ والمُرْتَثِئةُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سأَلت بَعْضَ بَنِي عَامِرٍ عَنِ المُرِضّةِ فَقَالَ: هُوَ اللَّبَنُ الْحَامِضُ الشَّدِيدُ الحُموضة إِذا شَرِبَهُ الرَّجُلُ أَصبح قَدْ تَكَسَّرَ، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر. الأَصمعي: أَرَضَّ الرجلُ إِرْضاضاً إِذا شَرِبَ المُرِضّةَ فَثَقُلَ عَنْهَا؛ وأَنشد: ثُمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا أَبو عُبَيْدَةَ: المُرِضّةُ مِنَ الْخَيْلِ الشَّدِيدَةُ العَدْوِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الإِرْضاضُ شِدَّةُ العَدْو. وأَرَضَّ فِي الأَرض أَي ذَهَب. والرَّضراضُ: الحصَى الَّذِي يَجْرِي عَلَيْهِ الماءُ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَصَى الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى الأَرض وَقَدْ يُعَمّ بِهِ. والرَّضْراضُ: الصَّفا؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ رَضْراضٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ، والأُنثى رَضْراضةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَزْمان ذَاتُ الكَفَلِ الرَّضْراضِ ... رَقْراقةٌ فِي بُدْنِها الفَضْفاضِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ مَرَرْتُ بجُبُوبِ بَدْر فإِذا بِرَجُلٍ أَبيض رَضْراضٍ وإِذا رَجُلٌ أَسودُ بِيَدِهِ مِرْزَبةٌ يَضْرِبُهُ، فَقَالَ: ذَاكَ أَبو جَهْلٍ ؛ الرّضْراضُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. وَبَعِيرٌ رَضْراضٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ؛ وَقَوْلُ الْجَعْدِيِّ: فَعَرَفْنا هِزّةً تأْخُذُه، ... فَقَرَنّاه بِرَضْراضِ رِفَلْ أَراد فَقَرَنَّاهُ وأَوثقناه بِبَعِيرٍ ضَخْمٍ، وإِبل رَضارِضَ: رَاتِعَةٌ كأَنها تَرُضّ العُشب. وأَرَضَّ الرجلُ أَي ثَقُلَ وأَبطأَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فَجمَّعوا مِنْهُمْ قَضِيضاً قَضّا، ... ثُمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضّا وَفِي الْحَدِيثِ: لَصُبَّ عَلَيْكُمُ العذابُ صَبّاً ثُمَّ لَرُضّ رَضّاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالصَّحِيحُ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. رعض: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ خَرَجَ بِفَرَسٍ لَهُ فَتَمعَّكَ ثُمَّ نَهَضَ ثُمَّ رَعَضَ أَي لَمَّا قَامَ مِنْ مُتَمَعَّكِه انتَفَضَ وارْتَعَدَ.

وارْتَعَضَتِ الشَّجَرَةُ إِذا تَحَرَّكَتْ، ورَعَضَتْها الريحُ وأَرْعَضَتْها. وارْتَعَضَت الْحَيَّةُ إِذا تَلَوَّت؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فضَربت بِيَدِهَا عَلَى عجُزها فارْتَعَضَتْ أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدَت. رفض: الرَّفْضُ: تركُكَ الشيءَ. تَقُولُ: رَفَضَني فَرَفَضْتُه، رَفَضْتُ الشيءَ أَرْفُضُه وأَرفِضُه رَفْضاً ورَفَضاً: تركتُه وفَرَّقْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّفْضُ التَّرْكُ، وَقَدْ رَفَضَه يَرْفُضُه ويَرْفِضُه. والرَّفَضُ: الشَّيْءُ المُتَفَرِّقُ، وَالْجَمْعُ أَرفاضٌ. وارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضاضاً وتَرَفَّض: سالَ وتفَرَّق وتتابَعَ سَيَلانُه وقَطَرانُه. وارْفَضَّ دَمْعُه ارْفِضاضاً إِذا انهلَّ متفرِّقاً. وارْفِضاضُ الدمْع ترشُّشُه، وَكُلُّ متفرِّق ذَهَبَ مُرْفَضٌّ؛ قَالَ: الْقُطَامِيُّ: أَخُوكَ الَّذِي لَا تَمْلِكُ الحِسَّ [الحَسَ] نفسُه، ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ يَقُولُ: هُوَ الَّذِي إِذا رآكَ مَظْلُومًا رَقّ لَكَ وَذَهَبَ حِقْده. وَفِي حَدِيثِ البُراق: أَنه اسْتَصْعَبَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ارْفَضَّ عرَقاً وأَقَرَّ أَي جرَى عرَقُه وسالَ ثُمَّ سكَنَ وانْقاد وَتَرَكَ الاسْتِصعاب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الحْوض: حَتَّى يَرْفَضّ عَلَيْهِمْ أَي يَسِيل. وَفِي حَدِيثِ مُرَّةَ بْنِ شراحِيلَ: عُوتِبَ فِي تَرْكِ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ أَنَّ بِهِ جُرْحًا رُبَّمَا ارْفَضّ فِي إِزاره أَي سَالَ فِيهِ قَيْحُه وتفَرَّق. وارْفَضَّ الوَجَعُ: زالَ. والرِّفاضُ: الطُّرُق المتفرِّقةُ أَخادِيدُها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بالعِيسِ فوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاض هِيَ أَخاديدُ الجادَّةِ المتفرِّقةُ. وَيُقَالُ لشَرَكِ الطريقِ إِذا تَفَرَّقَتْ: رِفاضٌ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: كالعِيسِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بِالْعِيسِ لأَن قَبْلَهُ: يَقْطَعُ أَجْوازَ الْفَلَا انْقِضاضِي والشَّرَكُ: جَمْعُ شَرَكةٍ وَهِيَ الطرائقُ الَّتِي فِي الطَّرِيقِ. والرِّفاضُ: المُرْفَضّةُ الْمُتَفَرِّقَةُ يَمِينًا وَشِمَالًا. قَالَ: والرِّفاضُ أَيضاً جَمْعُ رَفْضٍ القَطِيعُ مِنَ الظِّباء المتفرِّق. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن امرأَة كَانَتْ تَزْفِنُ والصِّبْيانُ حولَها إِذ طَلَعَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فارْفَضَّ الناسُ عَنْهَا أَي تفَرّقُوا. وتَرَفَّضَ الشيءُ إِذا تَكَسَّرَ. ورَفَضْت الشَّيْءَ أَرْفُضُه وأَرْفِضُه رَفْضاً، فَهُوَ مرفوضٌ ورَفِيضٌ: كَسَرْتُهُ. ورَفَضُ الشَّيْءِ: مَا تَحَطَّمَ مِنْهُ وَتَفَرَّقَ، وَجَمْعُ الرَّفَض أَرْفاض؛ قَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ سَحاباً: لَهُ هَيْدَبٌ دانٍ كأَنَّ فُرُوجَه، ... فُوَيْقَ الحَصى والأَرضِ، أَرْفاضُ حَنْتَمِ ورُفاضُه: كرَفَضِه، شَبَّهَ قِطع السَّحَابِ السُّود الدَّانِيَةِ مِنَ الأَرض لِامْتِلَائِهَا بِكِسَر الْحَنْتَمِ المُسْوَدّ والمُخْضَرّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: يُسْقى السَّعِيطَ فِي رُفاضِ الصَّنْدَلِ والسَّعِيطُ: دُهْن البانِ، وَيُقَالُ: دُهْنُ الزَّنْبَقِ. ورُمْحٌ رَفِيضٌ إِذا تَقَصَّد وتكسَّر؛ وأَنشد: وَوَالَى ثَلَاثًا واثْنَتَيْنِ وأَرْبَعاً، ... وَغادَرَ أُخْرى فِي قَناةِ رَفِيضِ ورُفُوضُ الناسِ: فِرَقُهم؛ قَالَ: مِنْ أَسَدٍ أَوْ مِنْ رُفُوضِ النَّاسِ

ورُفُوضُ الأَرضِ: المَواضِع الَّتِي لَا تُمْلَك، وَقِيلَ: هِيَ أَرض بَيْنَ أَرْضَيْنِ حَيَّتَيْنِ فَهِيَ مَتْرُوكَةٌ يتَحامَوْنَها. ورُفُوضُ الأَرض: مَا تُرِكَ بَعْدَ أَن كَانَ حِمىً. وَفِي أَرض كَذَا رُفُوضٌ مِنْ كلإٍ أَي مُتَفَرِّقٌ بَعيدٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. والرَّفّاضةُ: الَّذِينَ يَرْعَوْنَ رُفُوضَ الأَرض. ومَرافِضُ الأَرضِ: مساقِطُها مِنْ نَوَاحِي الْجِبَالِ وَنَحْوِهَا، وَاحِدُهَا مَرْفَضٌ، والمَرْفَضُ مِنْ مَجاري الْمِيَاهِ وقَرارَتِها؛ قَالَ: ساقَ إِليْها ماءَ كلِّ مَرْفَضِ ... مُنْتِجُ أَبْكارِ الغَمامِ المُخَّضِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَرافِضُ الْوَادِي مَفاجِرُه حيثُ يَرْفَضُّ إِليه السَّيْلُ؛ وأَنشد لِابْنِ الرِّقَاعِ: ظَلَّتْ بِحَزْمِ سُبَيْعٍ أَو بِمَرْفَضِه ... ذِي الشِّيحِ، حيثُ تَلاقى التَّلْعُ فانسَحَلا «2» ورَفَضُ الشَّيْءِ: جانبُه، وَيُجْمَعُ أَرْفاضاً؛ قَالَ بَشَّارٌ: وكأَنَّ رَفْضَ حَدِيثِها ... قِطَعُ الرّياضِ، كُسينَ زَهْرا والرّوافِضُ: جُنُودٌ تَرَكُوا قَائِدَهُمْ وَانْصَرَفُوا فَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ رافِضةٌ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم رافِضِيٌّ. والرَّوافِضُ: قَوْمٌ مِنَ الشِّيعة، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم تَرَكُوا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ؛ قَالَ الأَصمعي: كَانُوا بَايَعُوهُ ثُمَّ قَالُوا لَهُ: ابْرأْ مِنَ الشَّيْخَيْنِ نُقَاتِلْ مَعَكَ، فأَبى وَقَالَ: كَانَا وَزِيرَيْ جَدِّي فَلَا أَبْرأُ مِنْهُمَا، فرَفَضُوه وارْفَضُّوا عَنْهُ فسُمُّوا رافِضَةً، وَقَالُوا الرَّوافِضَ وَلَمْ يَقُولُوا الرُّفَّاضَ لأَنهم عَنُوا الْجَمَاعَاتِ. والرَّفْضُ: أَن يَطْرُدَ الرَّجُلُ غَنَمَهُ وإِبله إِلى حَيْثُ يَهْوى، فإِذا بَلَغَتْ لَها عَنَّها وَتَرَكَهَا. ورَفَضْتُها أَرْفِضُها وأَرْفُضُها رَفْضاً: تركْتُها تَبَدَّدُ فِي مَراعِيها تَرْعى حَيْثُ شاءَتْ وَلَا يَثْنيها عَنْ وَجْهٍ تُرِيدُهُ، وَهِيَ إِبل رافِضةٌ وإِبل رَفَضٌ وأَرْفاضٌ. الْفَرَّاءُ: أَرْفَضَ الْقَوْمُ إِبلهم إِذا أَرسلوها بِلَا رِعاء. وَقَدْ رَفَضَتِ الإِبل إِذا تَفَرَّقَتْ، ورَفَضَت هِيَ تَرْفِضُ رَفْضاً أَي تَرْعى وَحْدَهَا وَالرَّاعِي يُبْصِرُهَا قَرِيبًا مِنْهَا أَو بَعِيدًا لَا تُتْعِبُهُ وَلَا يَجْمَعُهَا؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ، ... وحَيْثُ يَرْعى ورَعِي ويَرْفِضُ وَيُرْوَى: وأَرْفِضُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُعَرَّضُ نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ وَهُوَ خَطٌّ فِي الْفَخِذَيْنِ عَرْضاً. والوَرَعُ: الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَهِ. يُقَالُ: إِنما مَالُ فُلَانٍ أَوْراعٌ أَي صِغارٌ. والرَّفَضُ: النَّعَمُ المُتَبَدِّدُ، وَالْجَمْعُ أَرْفاضٌ. وَرَجُلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ: يَتَمَسَّكُ بِالشَّيْءِ ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه. وَيُقَالُ: رَاعٍ قُبَضةٌ رُفَضَةٌ لِلَّذِي يَقْبِضُها وَيَسُوقُهَا وَيَجْمَعُهَا، فإِذا صَارَتْ إِلى الْمَوْضِعِ الَّذِي تُحِبُّهُ وَتَهْوَاهُ رَفَضَهَا وَتَرَكَهَا تَرْعَى كَيْفَ شاءَتْ، فَهِيَ إِبل رَفَضٌ. قَالَ: الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: الْقَوْمُ رَفَضٌ فِي بُيُوتِهِمْ أَي تَفَرَّقُوا فِي بُيُوتِهِمْ، وَالنَّاسُ أَرْفاضٌ فِي السفَر أَي مُتَفَرِّقُونَ، وَهِيَ إِبلٌ رافِضةٌ ورَفْضٌ أَيضاً؛ وَقَالَ مِلْحةُ بْنُ وَاصِلٍ، وَقِيلَ: هُوَ لِمِلْحةَ الجَرْمي، يصف

_ (2). قوله [ظلت إلخ] في معجم ياقوت: باضت بدل ظلت، وقبله كما فيه: كأنها وهي تحت الرحل لاهية ... إذا المطي على أنقابه زملا جونية من قطا الصوان مسكنها ... جفاجف تنبت القفعاء والنفلا.

سَحَابًا. يُباري الرِّياحَ الحَضْرَمِيّاتِ مُزْنُه ... بِمُنْهَمِر الأَرْواقِ ذِي قَزَعٍ رَفْضِ قَالَ: ورفَضٌ أَيضاً بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ أَرْفاض. ونَعام رَفَضٌ أَي فِرَقٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِهَا رَفَضٌ مِنْ كلِّ خَرْجاءَ صَعْلةٍ، ... وأَخْرَجَ يَمْشِي مِثْلَ مَشْي المُخَبَّلِ وَقَوْلُهُ أَنشده الْبَاهِلِيُّ: إِذا مَا الحِجازِيّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ ... بِمَيْثاء، لَا يأْلُوكَ رافِضُها صخْرا أَعْلَقْنَ أَي عَلَّقْن أَمْتعَتَهُنَّ عَلَى الشَّجَرِ لأَنهن فِي بِلَادِ شَجَرٍ. طَنَّبَتْ هَذِهِ المرأَة أَي مَدَّتْ أَطنابها وضرَبَتْ خَيْمَتَهَا. بِمَيْثاءَ: بِمَسِيلٍ سَهْل لَيِّنٍ. لَا يأْلوك: لَا يَسْتَطِيعُكَ. والرافضُ: الرَّامِي؛ يَقُولُ: مَنْ أَراد أَن يَرْمِيَ بِهَا لَمْ يَجِدْ حَجَرًا يَرْمي بِهِ، يُرِيدُ أَنها فِي أَرض دَمِثةٍ لَيّنة. والرَّفْضُ والرَّفَضُ مِنَ الْمَاءِ واللَبن: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي القِرْبة أَو المَزادةِ وَهُوَ مِثْلُ الجُرْعةِ، وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ رَفْضٌ، بِسُكُونِ الْفَاءِ، وَيُقَالُ: فِي القِرْبة رَفَض مِنْ مَاءٍ أَي قَلِيلٌ، وَالْجَمْعُ أَرْفاضٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ رَفَّضْتُ فِي القِرْبة تَرْفيضاً أَي أَبْقَيْتُ فِيهَا رَفْضاً مِنْ مَاءٍ. والرَّفْضُ: دُونَ المَلْءِ بِقَلِيل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ اليَدَيْنِ، وحَنَّفَتْ ... إِلى المَلْءِ، وامْتَدَّتْ بِرَفْضٍ غُضُونُها والرَّفْضُ: القُوت، مأْخوذ مِنَ الرَّفْضِ الَّذِي هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ. وَيُقَالُ: رَفَضَ النخلُ وَذَلِكَ إِذا انتَشَرَ عِذْقُه وسقَطَ قِيقاؤُه. ركض: رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: ضرَب جَنْبَيْها بِرِجْلِهِ. ومِرْكَضةُ القَوْس: مَعْرُوفَةٌ وَهُمَا مِرْكَضَتانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ومِرْكَضا القَوْس جَانِبَاهَا؛ وأَنشد لأَبي الْهَيْثَمِ التَّغْلَبِيّ: لَنَا مَسائِحُ زُورٌ، فِي مَراكِضِها ... لِينٌ، وَلَيْسَ بِهَا وهْيٌ وَلَا رَقَقُ ورَكَضَتِ الدابةُ نفسُها، وأَباها بعضُهم. وَفُلَانٌ يَرْكُضُ دابّتَه: وَهُوَ ضَرْبُه مَرْكَلَيْها برِجْليْه، فَلَمَّا كَثُرَ هَذَا عَلَى أَلسنتِهِم اسْتَعْمَلُوهُ فِي الدوابِّ فَقَالُوا: هِيَ تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ مِنْهَا. والمَرْكَضانِ: هُمَا مَوْضِعُ عَقِبَي الْفَارِسِ مِنْ مَعَدَّي الدَّابَّةِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَرْكَضَتِ الفَرسُ، فَهِيَ مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضطَرَبَ جَنِينُها فِي بَطْنِهَا؛ وأَنشد: ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها، ... يُهانُ لَهُ الغُلامةُ والغُلامُ «1» وَيُرْوَى ومِرْكَضةٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، نَعَت الْفَرَسَ أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض بِقَوَائِمِهَا إِذا عَدَت وأَحضَرَت. الأَصمعي: رُكِضَتِ الدابةُ، بِغَيْرِ أَلف، وَلَا يُقَالُ رَكَضَ هُوَ، إِنما هُوَ تَحْرِيكُكَ إِياه، سَارَ أَو لَمْ يَسِرْ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: قَدْ وَجَدْنَا فِي كَلَامِهِمْ رَكَضتِ الدابةُ فِي سَيْرِهَا ورَكَضَ الطائرُ فِي طَيَرانه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

_ (1). قوله [ومركضة إلخ] هو كمحسنة، كما ضبطه الصاغاني. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ انشاده الرفع لِأَنَّ قَبْلَهُ: أَعان عَلَى مِرَاسِ الْحَرْبِ زَغْفٌ ... مُضَاعَفَةٌ لَهَا حَلَقٌ تُؤَامُ.

جَوانِح يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظّباءِ، ... يَرْكُضْنَ مِيلًا ويَنْزِعْنَ مِيلا وَقَالَ رُؤْبَةُ: والنَّسْرُ قَدْ يَرْكُضُ وهْو هَافِي أَي يَضْرِبُ بِجَنَاحَيْهِ. وَالْهَافِي: الَّذِي يَهْفُو بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا رَكِبَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَضَرَبَ بِعَقِبَيْهِ مَرْكَلَيْه فَهُوَ الرَّكْضُ والرَّكْلُ. وَقَدْ رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ وعَدا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا ؛ قَالَ: يَرْكُضون يَهْرُبون ويَنْهَزِمُون ويَفِرُّون، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَهْرُبون مِنَ الْعَذَابِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ رَكَضَ البعيرُ بِرِجْلِهِ كَمَا يُقَالُ رَمَحَ ذُو الحافِرِ بِرِجْلِهِ، وأَصل الرَّكْضِ الضرْبُ. ابْنُ سِيدَهْ: رَكَضَ الْبَعِيرُ بِرِجْلِهِ وَلَا يُقَالُ رَمَح. الْجَوْهَرِيُّ: ركضَه الْبَعِيرُ إِذا ضربَه بِرِجْلِهِ وَلَا يُقَالُ رَمَحه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ: لَنَفْسُ المؤْمِن أَشدُّ ارْتِكاضاً عَلَى الذَّنْبِ مِنَ العُصْفور حين يُغْدَفُ به أَي أَشدُّ اضطِراباً وَحَرَكَةً عَلَى الْخَطِيئَةِ حِذارَ الْعَذَابِ مِنَ الْعُصْفُورِ إِذا أُغْدِف عَلَيْهِ الشّبَكةُ فاضطَرَب تَحْتَهَا. ورَكَضَ الطائرُ يَرْكُضُ رَكْضاً: أَسرَعَ فِي طَيَرانِه؛ قَالَ: كأَنّ تَحْتِي بازِياً رَكّاضا فأَما قَوْلُ سَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ: وَلَّى حَثِيثاً، وَهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، ... لَوْ كانَ يُدرِكُه رَكْض اليعاقِيبِ فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَعْني باليَعاقِيبِ ذُكُورَ القَبَج فَيَكُونُ الرَّكْضُ مِنَ الطَّيران، وَيَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهَا جِيادَ الْخَيْلِ فَيَكُونُ مِنَ الْمَشْيِ؛ قَالَ الأَصمعي: لَمْ يَقُلْ أَحد فِي هَذَا الْمَعْنَى مِثْلَ هَذَا الْبَيْتِ. ورَكَضَ الأَرضَ والثوبَ: ضرَبَهما بِرِجْلِهِ. والرَّكْضُ: مَشْيُ الإِنسان بِرِجْلَيْهِ مَعًا. والمرأَة تَرْكُضُ ذُيُولَها بِرِجْلَيْهَا إِذا مَشَتْ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: والرَّاكِضاتِ ذُيُولَ الرَّيط، فَنَّقَها ... بَرْدُ الهَواجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرِدِ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّكْضُ تَحْرِيكُ الرِّجْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ . ورَكَضْتُ الفَرَس بِرِجْلِي إِذا اسْتَحْثَثْتَهُ لِيَعْدُوَ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ رَكَضَ الفَرَسُ إِذا عَدا وَلَيْسَ بالأَصل، وَالصَّوَابُ رُكِضَ الفرَسُ، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مركوضٌ. وراكَضْتَ فُلَانًا إِذا أَعْدَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا فَرَسَه. وتَراكَضُوا إِليه خَيْلَهم. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَتَيْتُه رَكْضاً، جاؤوا بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ فِعْلٍ وَلَيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، قِيلَ: مِثْلُ هَذَا إِنما يُحْكَى مِنْهُ مَا سُمِعَ. وقَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضةٌ أَي سريعةُ السهْم، وَقِيلَ: شَدِيدَةُ الدَّفْع والحَفْزِ لِلسَّهْمِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ تَحْفِزُه حَفْزاً؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: شَرِقاتٍ بالسمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ، ... ورَكُوضاً مِنَ السِّراءِ طَحُورا ومُرْتَكضُ الْمَاءِ: مَوْضِعُ مَجَمِّه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي دَمِ الْمُسْتَحَاضَةِ: إِنما هُوَ عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ؛ قَالَ: الرَّكْضةُ الدَّفْعةُ وَالْحَرَكَةُ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ صَقْرًا انْقَضَّ عَلَى قَطَاةٍ:

يَرْكُضْنَ عِنْدَ الزُّنابى، وهْيَ جاهِدةٌ، ... يَكَادُ يَخْطَفُها طَوْراً وتَهْتَلِكُ «1» قَالَ: رَكْضُها طَيَرانُها؛ وَقَالَ آخَرُ: ولَّى حَثِيثاً، وَهَذَا الشَّيْبُ يَطْلُبُه، ... لَوْ كانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعاقِيبِ جَعَلَ تَصْفِيقَهَا بجناحَيْها فِي طَيَرانها رَكْضاً لِاضْطِرَابِهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير «2»: أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ بِالرِّجْلِ والإِصابة بِهَا كَمَا تُرْكَضُ الدابةُ وتُصاب بِالرِّجْلِ، أَراد الإِضْرار بِهَا والأَذى، الْمَعْنَى أَن الشَّيْطَانَ قَدْ وَجَدَ بِذَلِكَ طَرِيقًا إِلى التَّلْبِيسِ عَلَيْهَا فِي أَمر دِينِهَا وطُهْرها وَصَلَاتِهَا حَتَّى أَنساها ذَلِكَ عَادَتَهَا، وَصَارَ فِي التَّقْدِيرِ كأَنه يَرْكُض بِآلَةٍ مِنْ رَكَضاته. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنا لَمَّا دَفَنّا الْوَلِيدَ رَكَضَ فِي لَحْدِهِ أَي ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الأَرض. والتَّرْكَضَى والتِّرْكِضاءُ: ضَرْبٌ مِنَ المَشْي عَلَى شَكْلِ تِلْكَ المِشْيةِ، وَقِيلَ: مِشْية التَّرْكَضَى مِشْية فِيهَا تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُر، إِذا فَتَحْتَ التَّاءَ وَالْكَافَ قَصَرْتَ، وإِذا كَسَرْتَهُمَا مَدَدْتَ. وارتَكَضَ الشَّيْءُ: اضطَرَب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْخُطَبَاءِ: انتقضت مِرَّتُه وارتَكَضَتْ جِرَّتُه. وارتكَضَ فُلَانٌ فِي أَمره: اضطَرَب، وَرُبَّمَا قَالُوا رَكَضَ الطائِرُ إِذا حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ فِي الطَّيَران؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَرَّقَنِي طارقُ هَمٍّ أَرَّقَا، ... ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا وأَركَضَتِ الْفَرَسُ: تَحَرَّكَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا وعَظُم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوس بْنِ غَلْفاءَ الهُجَيْمِي: ومُرْكِضةٌ صرِيحيٌّ أَبُوها، ... تُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ وَفُلَانٌ لَا يَرْكُضُ المِحْجَنَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي لَا يَمْتَعِضُ مِنْ شَيْءٍ وَلَا يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ. والمِرْكَضُ: مِحْراثُ النَّارِ ومِسْعَرُها؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ العَجْلانِ الْهُذَلِيُّ: تَرَمَّضَ مِنْ حَرّ نَفّاحةٍ، ... كَمَا سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ ورَكّاضٌ: اسْمٌ، وَاللَّهُ أَعلم. رمض: الرَّمَضُ والرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ. والرَّمَضُ: حَرُّ الْحِجَارَةِ مِنْ شِدَّةِ حَرّ الشَّمْسِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَرُّ والرُّجوعُ عَنِ المَبادِي إِلى المَحاضِر، وأَرضٌ رَمِضَةُ الْحِجَارَةِ. والرَّمَضُ: شِدَّةُ وَقْع الشَّمْسِ عَلَى الرَّمْلِ وَغَيْرِهِ: والأَرضُ رَمْضاءُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَقِيلٍ: فَجَعَلَ يَتَتَبَّعُ الفَيْءَ مِنْ شدّةِ الرَّمَضِ ، وَهُوَ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، الْمَصْدَرُ، يُقَالُ: رَمِضَ يَرْمَضُ رَمَضاً. ورَمِضَ الإِنسانُ رَمَضاً: مَضى عَلَى الرَّمْضاءِ، والأَرضُ رَمِضةٌ. ورَمِضَ يَومُنا، بِالْكَسْرِ، يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّه. وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ: اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ. والرَّمَضُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَمِضَ الرجلُ يَرْمَضُ رَمَضاً إِذا احْتَرَقَتْ قَدَمَاهُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ وأَنشد: فَهُنّ مُعْتَرِضاتٌ، والحَصى رَمِضٌ، ... والرِّيحُ ساكنةٌ، والظِّلُّ مُعْتَدِلُ ورَمِضَتْ قَدَمُه مِنَ الرمْضاءِ أَي احترَقَتْ. ورَمِضَتِ الْغَنَمُ تَرْمَضُ رَمَضاً إِذا رَعَتْ فِي شدّة

_ (1). وروي هذا البيت في ديوان زهير على هذه الصورة: عندَ الذُّنابى، لها صوتٌ وأزمَلةٌ، ... يكادُ يَخْطَفُهَا طَوْرًا وتهتلِكُ. (2). قوله [قال ابن إلخ] هو تفسير لحديث ابن عباس المتقدم فلعل بمسودة المؤلف تخريجاً اشتبه على الناقل منه فقدّم وأخر.

الْحَرِّ فحَبِنَتْ رِئاتُها وأَكْبادُها وأَصابها فِيهَا قَرَحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: صلاةُ الأَوّابين إِذا رَمِضَتِ الفِصالُ ؛ وَهِيَ الصلاةُ الَّتِي سنَّها سَيِّدُنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وقتِ الضُّحَى عِنْدَ ارتفاعِ النَّهَارِ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَي إِذا وجَدَ الفَصيلُ حرَّ الشَّمْسِ مِنَ الرَّمْضاءِ، يَقُولُ: فَصَلَاةُ الضُّحَى تِلْكَ الساعةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن تَحْمى الرَّمْضاءُ، وَهِيَ الرَّمْلُ، فتَبْرُكَ الفِصالُ مِنْ شِدَّةِ حرِّها وإِحراقِها أَخْفافَها. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ تَكْتَحِلْ حَتَّى كادَتْ عَيْنَاهَا تَرْمَضانِ ، يُرْوَى بِالضَّادِ، مِنَ الرَّمْضاء وَشِدَّةِ الْحَرِّ. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ: تَشَكَّتْ عَيْنَيْها حَتَّى كادتْ تَرْمَضُ ، فإِن رُوِيَ بِالضَّادِ أَراد حَتَّى تَحْمى. ورَمَضُ الفِصالِ: أَن تَحْتَرِقَ الرَّمْضاءُ وَهُوَ الرَّمْلُ فَتَبْرُكَ الْفِصَالُ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا وإِحراقها أَخفافَها وفَراسِنَها. وَيُقَالُ: رَمَضَ الرَّاعِي مواشِيَه وأَرمَضَها إِذا رَعاها فِي الرَّمْضاءِ وأَرْبَضَها عَلَيْهَا. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِرَاعِي الشاءِ: عليكَ الظَّلَفَ مِنَ الأَرضِ لَا تُرَمِّضْها ؛ والظَّلَفُ مِنَ الأَرض: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الَّذِي لَا رَمْضاءَ فِيهِ. وأَرْمَضَتْني الرَّمْضاءُ أَي أَحرقتني. يُقَالُ: رَمَّضَ الرَّاعِي مَاشِيَتَهُ وأَرمَضَها إِذا رَعَاهَا فِي الرَّمْضاء. والتَّرَمُّضُ: صَيْدُ الظَّبْيِ فِي وَقْتِ الْهَاجِرَةِ تَتْبَعُهُ حَتَّى إِذا تَفَسَّخَت قوائمُه مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ أَخذته. وترَمَّضْنا الصيْدَ: رَمَيْناه فِي الرَّمْضَاءِ حَتَّى احْتَرَقَتْ قوائمُه فأَخذناه. ووجَدْتُ فِي جسَدِي رَمَضةً أَي كالمَلِيلةِ. والرَّمَضُ: حُرْقةُ الغَيْظِ. وَقَدْ أَرْمَضَه الأَمرُ ورَمِضَ لَهُ، وَقَدْ أَرْمَضَني هَذَا الأَمرُ فَرَمِضْتُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَنْ تَشَكَّى مُغْلةَ الإِرْماضِ ... أَو خُلَّةً، أَعْرَكْتُ بالإِحْماضِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِرْماضُ كلُّ مَا أَوْجَع. يُقَالُ: أَرْمَضَني أَي أَوْجَعَني. وارْتَمَضَ الرَّجُلُ مِنْ كَذَا أَي اشْتَدَّ عَلَيْهِ وأَقْلَقَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَّ أُحيحاً ماتَ مِنْ غيرِ مَرَضْ، ... ووُجْدَ فِي مَرْمَضِه، حَيْثُ ارْتمض عساقِلٌ وجِبَأٌ فِيهَا قَضَضْ وارْتَمَضَتْ كَبِدُه: فسَدَتْ. وارْتَمضْتُ لفلانٍ: حَزِنْتُ لَهُ. والرَّمَضِيُّ مِنَ السَّحَابِ وَالْمَطَرِ: مَا كَانَ فِي آخِرِ القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف، فالسحابُ رَمَضِيٌّ وَالْمَطَرُ رَمَضِيٌّ، وإِنما سُمِّيَ رَمَضِيّاً لأِنه يُدْرِكُ سُخونة الشَّمْسِ وَحَرَّهَا. والرَّمَضُ: الْمَطَرُ يأْتي قُبُلَ الْخَرِيفِ فَيَجِدُ الأَرض حَارَّةً مُحْتَرِقَةً. والرَّمَضِيَّةُ: آخَرُ المِيَرِّ، وَذَلِكَ حِينَ تحترِقُ الأَرض لأَنَّ أَوّلَ المِيَرّ الرَّبَعِيَّةُ ثُمَّ الصَّيْفِيّةُ ثُمَّ الدَّفَئِيّةُ، وَيُقَالُ: الدَّثَئِيّةُ ثُمَّ الرَّمَضِيّةُ. ورمضانُ: مِنْ أَسماء الشُّهُورِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: جاريةٌ فِي رمضانَ الْمَاضِي، ... تُقَطِّعُ الحديثَ بالإِيماضِ أَي إِذا تبَسَّمَتْ قطَّعَ الناسُ حَدِيثَهُمْ وَنَظَرُوا إِلى ثَغْرِها. قَالَ أَبو عُمَرَ مُطَرِّزٌ: هَذَا خطأٌ، الإِيماضُ لَا يَكُونُ فِي الْفَمِ إِنما يَكُونُ فِي الْعَيْنَيْنِ، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَنَظَرَتْ إِليهم فَاشْتَغَلُوا بِحُسْنِ نَظَرِهَا عَنِ الْحَدِيثِ وَمَضَتْ، وَالْجَمْعُ رَمَضاناتٌ ورَماضِينُ وأَرْمِضاءُ وأَرْمِضةٌ وأَرْمُضٌ؛ عَنْ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ، وَلَيْسَ بثبَت. قَالَ مُطَرِّزٌ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَكْرَهُ أَن يُجْمَعَ رمضانُ وَيَقُولَ: بَلَغَنِي أَنه اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَمَّا نَقَلُوا أَسماء الشُّهُورِ عَنِ

اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ سَمَّوْهَا بالأَزمنة الَّتِي هِيَ فِيهَا فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الْحَرِّ وَشِدَّتِهِ فَسُمِّيَ بِهِ. الفَرّاء: يُقَالُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، وَهُمَا شَهْرَا رَبِيعٍ، وَلَا يَذْكُرُ الشَّهْرَ مَعَ سَائِرِ أَسماء الشُّهُورِ الْعَرَبِيَّةِ. يُقَالُ: هَذَا شعبانُ قَدْ أَقبل. وَشَهْرُ رمضانَ مأْخوذ مِنْ رَمِضَ الصَّائِمُ يَرْمَضُ إِذا حَرّ جوْفُه مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ؛ وشاهدُ شهْرَيْ رَبِيعٍ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما، ... فَقَد مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقْتِرارُها نَسْؤُها: سِمَنُها. واقْتِرارُها: شِبَعُها. وأَتاه فَلَمْ يُصِبْه فَرَمَّضَ: وَهُوَ أَن ينتظِره شَيْئًا. الْكِسَائِيُّ: أَتيته فَلَمْ أَجِدْه فرَمَّضْتُه تَرْمِيضاً؛ قَالَ شَمِرٌ: تَرْمِيضُه أَن تَنْتَظِرَهُ شَيْئًا ثُمَّ تَمْضي. ورَمَضَ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضُه رَمْضاً: حَدَّدَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّمْضُ مَصْدَرُ رَمَضْتُ النصْلَ رَمْضاً إِذا جَعَلْتَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ثُمَّ دقَقْتَه ليَرِقَّ. وسِكِّينٌ رَمِيضٌ بيّنُ الرَّماضةِ أَي حديدٌ. وشفْرةٌ رَمِيضٌ ونَصْلٌ رَمِيضٌ أَي وَقِيعٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْوَضَّاحِ بْنِ إِسماعيل: وإِنْ شِئْتَ، فاقْتُلْنا بِمُوسَى رَمِيضةٍ ... جَمِيعاً، فَقَطِّعْنا بِها عُقَدَ العُرا وَكُلُّ حادٍّ رَمِيضٌ. ورَمَضْتُه أَنا أَرْمُضُه وأَرْمِضُه إِذا جَعَلْتَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ أَمْلَسَيْنِ ثُمَّ دقَقْته ليَرِقّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا مَدَحْتَ الرَّجُلَ فِي وَجْهِهِ فكأَنما أَمْرَرْتَ عَلَى حَلْقَهِ مُوسَى رَمِيضاً ؛ قَالَ شَمِرٌ: الرَّمِيضُ الْحَدِيدُ الْمَاضِي، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَقَالَ: وَمَا رُمِضَتْ عِنْدَ القُيونِ شِفارُ أَي أُحِدّتْ. وَقَالَ مُدْرِكٌ الْكِلَابِيُّ فِيمَا رَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْهُ: ارْتَمَزَتِ الفرَسُ بِالرَّجُلِ وارْتَمَضَتْ بِهِ أَي وثَبَتْ بِهِ. والمَرْمُوضُ: الشِّواءُ الكَبِيسُ. ومَرَرْنا عَلَى مَرْمِضِ شاةٍ ومَنْدَه شاةٍ، وَقَدْ أَرْمَضْتُ الشاةَ فأَنا أُرْمِضُها رَمْضاً، وَهُوَ أَن تَسْلُخَها إِذا ذَبَحْتَهَا وتَبْقُرَ بَطْنَهَا وَتُخْرِجَ حُشْوَتها، ثُمَّ تُوقِدَ عَلَى الرِّضافِ حَتَّى تَحْمَرَّ فَتَصِيرَ نَارًا تتّقِدُ، ثُمَّ تَطْرَحَهَا فِي جَوْفِ الشَّاةِ وَتَكْسِرَ ضُلُوعَهَا لِتَنْطَبِقَ عَلَى الرِّضَافِ، فَلَا يَزَالُ يتابِعُ عَلَيْهَا الرِّضافَ المُحْرقَةَ حَتَّى يُعْلَمَ أَنها قَدْ أَنْضَجَتْ لحمَها، ثُمَّ يُقْشر عَنْهَا جلدُها الَّذِي يسلَخُ عَنْهَا وَقَدِ اسْتَوَى لَحْمُهَا؛ وَيُقَالُ: لَحْمٌ مَرْمُوض، وَقَدْ رُمِضَ رَمْضاً. ابْنُ سِيدَهْ: رَمَضَ الشَّاةَ يَرْمِضُها رَمْضاً أَوقد عَلَى الرضْفِ ثُمَّ شقَّ الشَّاةَ شَقًّا وَعَلَيْهَا جِلْدُهَا، ثُمَّ كَسَّرَ ضُلوعَها مِنْ بَاطِنٍ لِتَطْمَئِنَّ عَلَى الأَرض، وَتَحْتِهَا الرّضْفُ وَفَوْقَهَا المَلَّةُ، وَقَدْ أَوْقَدُوا عَلَيْهَا فإِذا نَضِجَتْ قَشَرُوا جلدَها وأَكلوها، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مَرْمِضٌ، واللحمُ مَرْمُوض. والرَّمِيضُ: قَرِيبٌ مِنَ الحَنِيذِ غَيْرَ أَن الحَنِيذ يكسَّر ثُمَّ يُوقَدُ فَوْقَهُ. وارْتَمَضَ الرَّجُلُ: فسَدَ بَطْنُهُ ومَعِدَتُه؛ عن ابن الأَعرابي. روض: الرَّوْضةُ: الأَرض ذَاتُ الخُضْرةِ. والرَّوْضةُ: البُسْتانُ الحَسَنُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والرَّوْضةُ: الموضِع يَجْتَمِعُ إِليه الْمَاءُ يَكْثُر نَبْتُه، وَلَا يُقَالُ فِي مَوْضِعِ الشَّجَرِ رَوْضَةٌ، وَقِيلَ: الرَّوْضَةُ عُشْب وَمَاءٌ وَلَا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بِمَاءٍ مَعَهَا أَو إِلى جَنْبِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ الكِلابيّ: الرَّوْضَةُ القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر وَهِيَ تَكُونُ كَسَعةِ بَغْدادَ. والرَّوْضةُ أَيضاً: مِنَ البَقْل

والعُشْب، وَقِيلَ: الروضةُ قاعٌ فِيهِ جَراثِيمُ ورَوابٍ، سَهْلةٌ صِغار فِي سَرارِ الأَرض يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْن قَبْرِي أَو بَيْتي ومِنْبرِي رَوْضةٌ مِنْ رياضِ الْجَنَّةِ ؛ الشَّكُّ مِنْ ثَعْلَبٍ فَسَّرَهُ هُوَ وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَنه مَنْ أَقام بِهَذَا الْمَوْضِعِ فكأَنه أَقام فِي رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة، يُرَغِّب فِي ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رَوْضاتٌ ورِياضٌ ورَوْضٌ ورِيضانٌ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً فِي رياضٍ لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَعِنْدِي أَن رِيضَانًا لَيْسَ بِجَمْعِ رَوْضَة إِنما هُوَ رَوْض الَّذِي هُوَ جَمْعُ رَوْضة، لأَن لَفْظَ رَوْضٍ، وإِن كَانَ جَمْعًا، قَدْ طَابَقَ وزنَ ثَوْر، وَهُمْ مِمَّا قَدْ يَجْمَعُونَ الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الْوَاحِدِ، وَقَدْ يَكُونُ جمعَ رَوْضةٍ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ الَّذِي هُوَ الْهَاءُ. وأَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ: أُلبِسَها النباتُ. وأَراضَها اللَّهُ: جَعَلَها رِياضاً. وروَّضها السيْلُ: جَعَلَهَا رَوضة. وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ: تُنْبِتُ نَبَاتًا جَيِّدًا أَو اسْتَوَى بَقْلُها. والمُسْتَرْوِضُ مِنَ النَّبَاتِ: الَّذِي قَدْ تَناهَى فِي عِظَمِه وطُوله. ورَوَّضْتُ القَراحَ: جَعَلْتُها رَوْضةً. قَالَ يَعْقُوبُ: قَدْ أَراضَ هَذَا المكانُ وأَرْوَضَ إِذا كَثُرَتْ رِياضُه. وأَراضَ الْوَادِي واسْتراضَ أَي استْتَنْقَعَ فِيهِ الْمَاءُ، وَكَذَلِكَ أَراضَ الحوْضُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: شَرِبُوا حَتَّى أَراضُوا أَي رَووا فنَقَعُوا بِالرَّيِّ. وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كَذَا وَكَذَا نفْساً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَراض اللَّهُ الْبِلَادَ جَعَلَهَا رِيَاضًا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَياليَ بعضُهم جِيرانُ بَعْضٍ ... بِغَوْلٍ، فَهْوَ مَوْليٌّ مُرِيضُ قَالَ يَعْقُوبُ: الحَوْضُ المُسْتَرِيضُ الَّذِي قَدْ تَبَطَّحَ الماءُ عَلَى وَجْهِهِ؛ وأَنشد: خَضْراء فِيهَا وَذَماتٌ بِيضٌ، ... إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ يَسْتَرِيضُ يَعْنِي بِالْخَضْرَاءَ دلْواً. والوَذَماتُ: السُّيُور. وَرَوْضَةُ الحَوْض: قَدْرُ مَا يَغَطِّي أَرْضَه مِنَ الْمَاءِ؛ قَالَ: ورَوْضةٍ سَقَيْتُ مِنْهَا نضْوَتي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو فِي نَوَادِرِهِ وَذَكَرَ أَنه لِهِمْيانَ السَّعْدِيِّ: ورَوْضةٍ فِي الحَوْضِ قَدْ سَقَيْتُها ... نِضْوِي، وأَرْضٍ قَدْ أَبَتْ طَوَيْتُها وأَراضَ الحَوْضُ: غَطَّى أَسْفَلَه الماءُ، واسْتَراضَ: تَبَطَّحَ فِيهِ الماءُ عَلَى وجْهه، واستراضَ الوادِي: اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ. قَالَ: وكأَنّ الرَّوْضَةَ سُمِّيَتْ رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الْمَاءِ فِيهَا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ أَراضَ المكانُ إِراضةً إِذا اسْتَراضَ الماءُ فِيهِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وصاحِبَيْهِ لمَّا نزلُوا عَلَيْهَا وحَلَبُوا شاتَها الحائِلَ شَرِبُوا مِنْ لَبَنِهَا وسَقَوْها، ثُمَّ حَلَبُوا فِي الإِناء حَتَّى امْتَلأَ، ثُمَّ شَرِبُوا حَتَّى أَراضوا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى أَراضُوا أَي صَبُّوا اللَّبَنَ عَلَى اللَّبَنِ، قَالَ: ثُمَّ أَراضوا وأَرَضُّوا مِنَ المُرِضَّةِ وَهِيَ الرَّثِيئةُ، قَالَ: وَلَا أَعلم فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَرْفًا أَغرب مِنْهُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراضُوا شَرِبُوا عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ مأْخوذ مِنَ الرَّوْضةِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ، أَرادت أَنهم شَرِبُوا حَتَّى رَوُوا فَنَقَعُوا بالرِّيّ، مِنْ أَراضَ الْوَادِي واسْتَراضَ إِذا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ،

وأَراضَ الحوْضُ كَذَلِكَ، وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْمَاءِ: رَوْضةٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ أَيضاً: فَدَعا بإِناء يُرِيضُ الرَّهْطَ أَي يُرْوِيهم بعضَ الرِّيّ، مِنْ أَراضَ الحوضُ إِذا صُبَّ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ مَا يوارِي أَرضه، وَجَاءَنَا بِإِناءٍ يُريضُ كَذَا وَكَذَا رَجُلًا، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ بِالْبَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والرَّوْضُ: نَحْوٌ مِنْ نَصِفِ القِرْبة مَاءٌ. وأَراضَهم: أَرْواهُم بعضَ الرِّيِّ. وَيُقَالُ: فِي المَزادةِ روضةٌ مِنَ الْمَاءِ كَقَوْلِكَ فِيهَا شَوْلٌ مِنَ الْمَاءِ. أَبو عَمْرٍو: أَراضَ الحوضُ، فَهُوَ مُرِيضٌ. وَفِي الْحَوْضِ رَوْضةٌ مِنَ الْمَاءِ إِذا غَطَّى الْمَاءُ أَسفَلَه وأَرْضَه، وَقَالَ: هِيَ الرَّوْضةُ والرِّيضةُ والأَرِيضةُ والإِراضةُ والمُسْتَرِيضةُ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فإِذا كَانَ البلَد سَهْلًا لَا يُمْسِكُ الْمَاءَ وأَسفَلَ السُّهولةِ صَلابةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ فَهُوَ مَراضٌ، وَجَمْعُهَا مَرائِضُ ومَراضاتٌ، فإِذا احْتَاجُوا إِلى مِياهِ المَرائِض حفَروا فِيهَا جِفاراً فشَرِبوا واستَقَوْا مِنْ أَحسائِها إِذا وَجَدُوا مَاءَهَا عَذْباً. وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ الْقَوَافِي إِذا كَانَتْ صَعْبة لَمْ تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ. وأَمرٌ رَيِّضٌ إِذا لَمْ يُحْكَمْ تدبيرُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ فِي الْبَادِيَةِ أَماكن مُطْمَئِنَّةٌ مُسْتَوِيَةٌ يَسْتَرِيضُ فِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ، فتُنْبِتُ ضُروباً مِنَ العُشْب وَلَا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول، فإِذا كَانَتِ الرِّياضُ فِي أَعالي البِراقِ والقِفافِ فَهِيَ السُّلْقانُ، وَاحِدُهَا سَلَقٌ، وإِذا كَانَتْ فِي الوَطاءاتِ فَهِيَ رياضٌ، ورُبَّ رَوْضةٍ فِيهَا حَرَجاتٌ مِنَ السِّدْر البَرِّيّ، وَرُبَّمَا كَانَتِ الروْضةُ مِيلًا فِي مِيلٍ، فإِذا عَرُضَتْ جِدًّا فَهِيَ قِيعانٌ، وَاحِدُهَا قاعٌ. وَكُلُّ مَا يَجْتَمِعُ فِي الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي، فَهُوَ رَوْضةٌ. وَفُلَانٌ يُراوِضُ فُلَانًا عَلَى أَمر كَذَا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: فَتَراوضْنا حَتَّى اصطَرَفَ مِنِّي وأَخَذ الذهَب أَي تَجاذَبْنا فِي الْبَيْعِ والشِّراءِ وَهُوَ مَا يَجْرِي بَيْنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ كأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرُوضُ صاحِبَه مِنْ رِياضةِ الدّابَّة، وَقِيلَ: هُوَ المُواصَفةُ بِالسِّلْعَةِ لَيْسَتْ عِنْدَكَ، وَيُسَمَّى بَيْعُ المُواصفة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَصِفَها ويَمْدَحَها عِنْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنه كَرِهَ المُراوَضةَ ، وبعضُ الْفُقَهَاءِ يُجِيزُهُ إِذا وافَقَتِ السِّلْعَةُ الصِّفةَ. وَقَالَ شَمِرٌ: المُراوَضةُ أَن تُواصِفَ الرجلَ بالسِّلْعةِ لَيْسَتْ عِنْدَكَ. والرَّيِّضُ مِنَ الدوابِّ: الَّذِي لَمْ يَقْبلِ الرِّياضةَ وَلَمْ يَمْهَر المِشْيةَ وَلَمْ يَذِلَّ لراكِبه. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّيِّضُ مِنَ الدوابِّ والإِبل ضدُّ الذَّلُولِ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: فكأَنَّ رَيِّضَها إِذا اسْتَقْبَلْتَها، ... كانتْ مُعاوَدةً الرِّكابِ ذَلُولا قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى وَجْهِ التَّفاؤُل لأَنها إِنما تُسَمَّى بِذَلِكَ قَبْلَ أَن تَمْهَرَ الرِّياضةَ. وراضَ الدابَّة يَرُوضُها رَوْضاً ورِياضةً: وطَّأَها وذلَّلَها أَو عَلَّمها السيْر؛ قَالَ إمْرؤ الْقَيْسِ: ورُضْتُ فَذَلَّتْ صَعْبةً أَيَّ إِذلالِ دَلَّ بِقَوْلِهِ أَيَّ إِذْلالِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ رُضْتُ ذَلَّلْتُ لأَنه أَقام الإِذْلالُ مُقامَ الرِّياضة. ورُضْتُ المُهْرَ أَرُوضُه رِيَاضًا وَرِيَاضَةً، فَهُوَ مَرُوضٌ، وناقةٌ مَرُوضةٌ، وَقَدِ ارْتاضَتْ، وَكَذَلِكَ روَّضْتُه شُدّدَ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وناقةٌ رَيِّضٌ: أَوّل مَا رِيضَتْ وَهِيَ

فصل الشين المعجمة

صَعْبةٌ بَعْدُ، وَكَذَلِكَ العَرُوضُ والعَسِيرُ والقَضِيبُ مِنَ الإِبل كلِّه، والأُنثى والذكرُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَكَذَلِكَ غُلَامٌ رَيِّضٌ، وأَصله رَيْوِضٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وأُدغمت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ: عَلَى حِين ما بي من رِياضٍ لصَعْبةٍ، ... وبَرَّحَ بِي أَنقاضُهُنَّ الرَّجائِعُ فَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرَ رُضْتُ كَقُمْتَ قِياماً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد رِيَاضَةً فَحَذَفَ الْهَاءَ كَقَوْلِ أَبي ذؤَيب: أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِيادي عَلَى الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ؟ أَراد عِيادَتي فَحَذَفَ الْهَاءَ، وَقَدْ يَكُونُ عِيادي هُنَا مَصْدَرُ عُدْتُ كَقَوْلِكَ قُمْتُ قِيَامًا إِلا أَنَّ الأَعْرَفَ رِياضةٌ وعِيادةٌ؛ وَرَجُلٌ رائِضٌ مِنْ قَوْمٍ راضةٍ ورُوّضٍ ورُوّاضٍ. واسْتَراضَ المكانُ: فَسُحَ واتَّسَعَ. وافْعَلْه مَا دَامَ النفَسُ مُسْتَرِيضاً أَي مُتَّسِعاً طَيِّبًا؛ وَاسْتَعْمَلْهُ حُمَيْدٌ الأَرقط فِي الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ فَقَالَ: أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا؟ ... كِلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا أَي وَاسِعًا مُمْكِنًا، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الرَّجَزَ للأَغْلب العِجْلِيّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَسَبَهُ أَبو حَنِيفَةَ للأَرقط وَزَعَمَ أَن بَعْضَ الْمُلُوكِ أَمره أَن يَقُولَ فَقَالَ هَذَا الرَّجَزَ. فصل الشين المعجمة شرض: قَالَ الأَزهري: أُهملت الشِّينُ مَعَ الضَّادِ إِلا قَوْلَهُمْ جَمَلٌ شِرْواضٌ: رِخْوٌ ضَخْم، فإِن كَانَ ضَخْماً ذَا قَصَرةٍ غليظةٍ وَهُوَ صُلْبٌ، فَهُوَ جِرْواضٌ، وَالْجَمْعُ شَراوِيضُ، والله أَعلم. شرنض: اللَّيْثُ: جَمَلٌ شِرْناضٌ ضَخْم طَوِيلُ العُنُقِ، وَجَمْعُهُ شَرانِيضُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرفه لغيره. شمرض: قَالَ فِي الْخُمَاسِيِّ: والشَّمِرْضاضُ شَجَرَةٌ بِالْجَزِيرَةِ فِيمَا قِيلَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مُنْكَرٌ، وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ كلمةُ مُعَايَاةٍ كَمَا قَالُوا عُهْعُخ، قَالَ: فإِذا بدأْت بِالضَّادِ هُدِرَ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الصاد المهملة التهذيب: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الصاد مع الضاد مَعْقُوم لم يدخلا معاً فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَلَا فِي كلمة وضعت مثالًا لبعض حُسّاب الجُمّل وهي صعفض، هكذا تأسيسها، قال: وبيان ذلك أنها تفسر في الحساب على أن الصاد ستّون والعين سبعون والفاء ثمانون والضاد تسعون، فلما قبحت في اللفظ حولت الضاد إلى الصاد فقيل سعفص. فصل العين المهملة عجمض: ابْنُ دُرَيْدٍ: العجَمْضَى ضرب من التمر. عرض: العَرْضُ: خلافُ الطُّول، وَالْجَمْعُ أَعراضٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاجِ الغُبْرِ، ... طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ وَفِي الْكَثِيرِ عُرُوضٌ وعِراضٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ برذوناً: أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه، ... كأَنَّه فِي عِراضِ الشامِ مِصباحُ؟

وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي فِي شِقِّه وناحِيتِه. وَقَدْ عَرُضَ يَعْرُضُ عِرَضاً مِثْلُ صَغُرَ صِغَراً، وعَراضةً، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا ابْتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ، بَذَّهُم ... عَراضةُ أَخْلاقِ ابْنِ لَيْلَى وطُولُها فَهُوَ عَرِيضٌ وعُراضٌ، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ عِرْضانٌ، والأُنثى عَرِيضةٌ وعُراضةٌ. وعَرَّضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتَهُ عَرِيضاً، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَعْرَضْتُه جَعَلْتَهُ عَرِيضاً. وتَعْرِيضُ الشَّيْءِ: جَعْلُه عَرِيضاً. والعُراضُ أَيضاً: العَرِيضُ كالكُبارِ والكَبِيرِ. وَفِي حَدِيثِ أُحُد: قَالَ لِلْمُنْهَزِمِينَ لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضةً أَي وَاسِعَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَئِنْ أَقْصَرْتَ الخُطْبةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ المسأَلة أَي جِئْتَ بالخطْبةِ قَصِيرَةً وبالمسأَلة وَاسِعَةً كَبِيرَةً. والعُراضاتُ: الإِبل العَرِيضاتُ الْآثَارِ. وَيُقَالُ للإِبل: إِنها العُراضاتُ أَثَراً؛ قَالَ السَّاجِعُ: إِذا طَلَعت الشِّعْرى سَفَرا، وَلَمْ تَرَ مَطَرا، فَلَا تَغْذُوَنَّ إِمَّرةً وَلَا إِمَّرا، وأَرْسِلِ العُراضاتِ أَثَرَا، يَبْغِيْنَكَ في الأَرضِ مَعْمَرا؛ السفَر: بياضُ النَّهَارِ، والإِمَّرُ الذَّكَرُ مِنْ وَلَدِ الضأْن، والإِمَّرةُ الأُنثى، وإِنما خَصَّ الْمَذْكُورَ مِنَ الضأْن وإِنما أَراد جَمِيعَ الْغَنَمِ لأَنها أَعْجَزُ عَنِ الطَّلَب مِنَ المَعَزِ، والمَعَزُ تُدْرِكُ مَا لَا تُدْرِكُ الضأْنُ. والعُراضاتُ: الإِبل. والمَعْمَرُ: الْمَنْزِلُ بدارِ مَعاشٍ؛ أَي أَرسِلِ الإِبل العَرِيضةَ الْآثَارِ عَلَيْهَا رُكْبانُها لِيَرْتادُوا لَكَ مَنْزِلًا تَنْتَجِعُه، ونَصَبَ أَثراً عَلَى التَّمْيِيزِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ ؛ أَي وَاسِعٍ وإِن كَانَ العَرْضُ إِنما يَقَعُ فِي الأَجسام والدعاءُ لَيْسَ بِجِسْمٍ. وأَعْرَضَتْ بأَولادها: وَلَدَتْهُمْ عِراضاً. وأَعْرَضَ: صَارَ ذَا عَرْض. وأَعْرَض فِي الشَّيْءِ: تَمَكَّن مِنْ عَرْضِه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَعال فَتًى بَنَى وبَنَى أَبُوه، ... فأَعْرَضَ فِي المكارِمِ واسْتَطالا جاءَ بِهِ عَلَى المثَل لأَن المَكارمَ لَيْسَ لَهَا طُولٌ وَلَا عَرْضٌ فِي الْحَقِيقَةِ. وقَوْسٌ عُراضةٌ: عَرِيضةٌ؛ وَقَوْلُ أَسماء بْنِ خَارِجَةَ أَنشده ثَعْلَبٌ: فَعَرَضْتُهُ فِي ساقِ أَسْمَنِها، ... فاجْتازَ بَيْنَ الحاذِ والكَعْبِ لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ وأُراه أَراد: غَيَّبْتُ فِيهَا عَرْضَ السيف. وَرَجُلٌ عَرِيضُ البِطانِ: مُثْرٍ كَثِيرِ الْمَالِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ ، أَراد كَثِيرٍ فَوَضَعَ الْعَرِيضَ مَوْضِعَ الْكَثِيرِ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْدَارٌ، وَكَذَلِكَ لَوْ قَالَ طَوِيل لَوُجِّهَ عَلَى هَذَا، فَافْهَمْ، وَالَّذِي تقدَّم أَعْرفُ. وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ: وَلُود كَامِلَةٌ. وَهُوَ يَمْشِي بالعَرْضِيَّةِ والعُرْضِيَّةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي بالعَرْض. والعِراضُ: مِنْ سِماتِ الإِبل وَسْمٌ، قِيلَ: هُوَ خطٌّ فِي الفَخِذِ عَرْضاً؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ، تَقُولُ مِنْهُ: عَرَضَ بَعِيرَهُ عَرْضاً. والمُعَرَّضُ: نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: سَقْياً بحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ تَقُولُ مِنْهُ: عَرَّضْتُ الإِبل. وإِبل مُعَرَّضةٌ: سِمَتُها العِراضُ فِي عَرْضِ الْفَخِذِ لَا فِي طُولِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: عَرَضْتُ الْبَعِيرَ وعَرَّضْتُه تَعْرِيضاً. وعَرَضَ الشيءَ عَلَيْهِ يَعْرِضُه عَرْضاً: أَراهُ إِيّاه؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:

وقدْ كانَ يَوْمُ اللِّيثِ لَوْ قُلْتَ أُسْوةٌ ... ومَعْرَضَةٌ، لَوْ كنْتَ قُلْتَ لَقابِلُ، عَلَيَّ، وَكَانُوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ... ومَجْدٍ، إِذا مَا حوَّضَ المَجْد نائِلُ أَراد: لَقَدْ كَانَ لِي فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ هَلَكُوا مَا آتَسِي بِهِ، وَلَوْ عَرَضْتَهُم عليَّ مَكَانَ مُصِيبتي بِابْنِي لقبِلْتُ، وأَراد: وَمَعْرضةٌ عليَّ فَفَصَلَ. وعَرَضْتُ البعيرَ عَلَى الحَوْضِ، وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَمَعْنَاهُ عَرَضْتُ الحَوْضَ عَلَى الْبَعِيرِ. وعَرَضْتُ الجاريةَ والمتاعَ عَلَى البَيْعِ عَرْضاً، وعَرَضْتُ الكِتاب، وعَرَضْتُ الجُنْدَ عرْضَ العَيْنِ إِذا أَمْرَرْتَهم عَلَيْكَ ونَظَرْتَ مَا حالُهم، وَقَدْ عَرَضَ العارِضُ الجُنْدَ واعْتَرَضُوا هُمْ. وَيُقَالُ: اعْتَرَضْتُ عَلَى الدابةِ إِذا كنتَ وقْتَ العَرْض رَاكِبًا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وعَرَضْتُ بِالْبَعِيرِ عَلَى الْحَوْضِ، وَصَوَابُهُ عَرَضْتُ الْبَعِيرَ، ورأَيت عِدّة نُسَخٍ مِنَ الصِّحَاحِ فَلَمْ أَجد فِيهَا إِلا وعَرَضْتُ الْبَعِيرَ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ ذَلِكَ وأَصلح لَفْظَهُ فِيمَا بَعْدُ. وَقَدْ فَاتَهُ العَرْضُ والعَرَضُ، الأَخيرة أَعلى، قَالَ يُونُسُ: فَاتَهُ العَرَضُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، كَمَا تَقُولُ قَبَضَ الشيءَ قَبْضاً، وَقَدْ أَلقاه فِي القَبَض أَي فِيمَا قَبَضه، وَقَدْ فَاتَهُ العَرَضُ وَهُوَ العَطاءُ والطَّمَعُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَمَا هَذَا بأَوَّلِ مَا أُلاقِي ... مِنَ الحِدْثانِ والعَرَضِ القَرِيبِ أَي الطَّمَع الْقَرِيبِ. واعْتَرَضَ الجُنْدَ عَلَى قائِدِهم، واعْتَرَضَ الناسَ: عَرَضَهم وَاحِدًا وَاحِدًا. واعْتَرَضَ المتاعَ وَنَحْوَهُ واعْتَرَضَه عَلَى عَيْنِهِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَنَظَرَ إِليه عُرْضَ عيْنٍ؛ عَنْهُ أَيضاً، أَي اعْتَرَضَه عَلَى عَيْنِهِ. ورأَيته عُرْضَ عَيْنٍ أَي ظَاهِرًا عَنْ قَرِيبٍ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الحَصِير ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي توضَع عَلَيْهَا وتُبْسَطُ كَمَا تُبْسَطُ الحَصِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ عَرْض الجُنْدِ بَيْنَ يَدَيِ السُّلْطَانِ لإِظهارهم وَاخْتِبَارِ أَحوالهم. وَيُقَالُ: انْطَلَقَ فُلَانٌ يَتَعَرَّضُ بجَمله السُّوق إِذا عَرَضَه عَلَى الْبَيْعِ. وَيُقَالُ: تَعَرَّضْ أَي أَقِمْهُ فِي السُّوقِ. وعارَضَ الشيءَ بالشيءَ مُعارضةً: قابَلَه، وعارَضْتُ كِتَابِي بِكِتَابِهِ أَي قَابَلْتَهُ. وَفُلَانٌ يُعارِضُني أَي يُبارِيني. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يُعارِضُه القُرآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وإِنه عارضَه العامَ مَرَّتَيْنِ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي كَانَ يُدارِسُه جمِيعَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ مِنَ المُعارَضةِ المُقابلةِ. وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا اعتراضَ فَهُوَ أَن يَعْتَرِضَ رَجُلٌ بفَرسِه فِي السِّباق فَيَدْخُلَ مَعَ الْخَيْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سُراقة: أَنه عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبي بَكْرٍ الفَرسَ أَي اعْتَرَضَ بِهِ الطريقَ يَمْنَعُهما مِنَ المَسِير. وأَما حَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ: كُنْتُ مَعَ خَلِيلِيَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزْوَةٍ إِذا رَجُلٌ يُقَرِّبُ فَرَسًا فِي عِراضِ الْقَوْمِ ، فمعناه أَي يَسِيرُ حِذاءَهم مُعارِضاً لَهُمْ. وأَما حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنه ذَكَرَ عُمر فأَخذ الحسينُ فِي عِراضِ كَلَامِهِ أَي فِي مِثْلِ قَوْلِهِ ومُقابِله. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عارَضَ جَنازَة أَبي طَالِبٍ أَي أَتاها مُعْتَرِضاً مِنْ بَعْضِ الطَّرِيقِ وَلَمْ يتبعْها مِنْ مَنْزِلِهِ. وعَرَضَ مِنْ سِلْعَتِهِ: عارَضَ بِهَا فأَعْطَى سِلْعةً وأَخذ أُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: ثلاثٌ

فِيهِنَّ الْبَرَكَةُ مِنْهُنَّ البَيْعُ إِلى أَجل والمُعارَضةُ أَي بَيْعُ العَرْض بالعَرْض، وَهُوَ بِالسُّكُونِ المَتاعُ بِالْمَتَاعِ لَا نَقْدَ فِيهِ. يُقَالُ: أَخذت هَذِهِ السِّلْعَةَ عرْضاً إِذا أَعْطَيْتَ فِي مُقَابَلَتِهَا سِلْعَةً أُخرى. وعارضَه فِي الْبَيْعِ فَعَرَضَه يَعْرُضُه عَرْضاً: غَبَنَه. وعَرَضَ لَهُ مِن حقِّه ثَوْبًا أَو مَتاعاً يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَضَ بِهِ: أَعْطاهُ إِيّاهُ مكانَ حقِّه، ومن فِي قَوْلِكِ عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّه بِمَعْنَى الْبَدَلِ كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ؛ يَقُولُ: لَوْ نشاءُ لَجَعَلْنَا بَدَلَكُمْ فِي الأَرض مَلَائِكَةً. وَيُقَالُ: عَرَّضْتُك أَي عَوَّضْتُك. والعارِضُ: مَا عَرَضَ مِنَ الأَعْطِيَة؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسيّ: يَا لَيْلُ، أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ ... هلْ لكِ، والعارِضُ منكِ عائِضُ، فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القابِضُ؟ قَالَهُ يُخَاطِبُ امرأَة خَطَبَهَا إِلى نَفْسِهَا ورَغَّبها فِي أَنْ تَنْكِحه فَقَالَ: هَلْ لَكِ رَغْبةٌ فِي مِائَةٍ مِنَ الإِبل أَو أَكثر مِنْ ذَلِكَ؟ لأَن الْهَجْمَةُ أَوَّلُها الأَربعون إِلى مَا زَادَتْ يَجْعَلُهَا لَهَا مَهْراً، وَفِيهِ تَقْدِيمٌ وتأْخير، وَالْمَعْنَى هَلْ لَكِ فِي مِائَةٍ مِنَ الإِبل أَو أَكثر يُسْئِرُ مِنْهَا قابِضُها الَّذِي يَسُوقُهَا أَي يُبْقِي لأَنه لَا يَقْدِر عَلَى سَوْقِها لِكَثْرَتِهَا وَقُوَّتِهَا لأَنها تَفَرَّقُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: والعارِضُ منكِ عائِضٌ أَي المُعْطِي بدلَ بُضْعِكِ عَرْضاً عائِضٌ أَي آخِذٌ عِوَضاً مِنْكِ بِالتَّزْوِيجِ يَكُونُ كِفاءً لِمَا عَرَضَ مِنْكِ. وَيُقَالُ: عِضْتُ أَعاضُ إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً، وعُضْتُ أَعُوضُ إِذا عَوَّضْتَ عِوَضاً أَي دَفَعْتَ، فَقَوْلُهُ عائِضٌ مِنْ عِضْتُ لَا مِنْ عُضْتُ، وَمَنْ رَوَى يَغْدِرُ، أَراد يَتْرُكُ مِنْ قَوْلِهِمْ غادَرْتُ الشَّيْءَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ والعائِضُ منكِ عائِضُ أَي والعِوَضُ مِنْكِ عِوَضٌ كَمَا تَقُولُ الهِبَةُ مِنكَ هِبَةٌ أَي لَهَا مَوْقِعٌ. وَيُقَالُ: كَانَ لِي عَلَى فُلَانٍ نَقْدٌ فأَعْسَرْتُه فاعْتَرَضْتُ مِنْهُ. وإِذا طَلَبَ قَوْمٌ عِنْدَ قَوْمٍ دَماً فَلَمْ يُقِيدُوهم قَالُوا: نَحْنُ نَعْرِضُ مِنْهُ فاعْتَرِضُوا مِنْهُ أَي اقْبَلُوا الدِّيَةَ. وعَرَضَ الفَرَسُ فِي عَدْوِه: مَرَّ مُعْتَرِضاً. وعَرَضَ العُودَ عَلَى الإِناءِ والسَّيْفَ عَلَى فَخِذِه يَعْرِضُه عَرْضاً ويَعْرُضُه، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذِهِ وَحْدَهَا بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَمِّرُوا آنِيَتَكم وَلَوْ بِعُود تَعْرُضُونَه عَلَيْهِ أَي تَضَعُونَه مَعْرُوضاً عَلَيْهِ أَي بالعَرْض؛ وعَرَضَ الرُّمْحَ يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَّضَه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: لَهُنَّ عَلَيْهم عادَةٌ قدْ عَرَفْنَها، ... إِذا عَرَّضُوا الخَطِّيَّ فوقَ الكَواثِبِ وعَرَضَ الرَّامِي القَوْسَ عَرْضاً إِذا أَضجَعها ثُمَّ رَمى عَنْهَا. وعَرَضَ لَهُ عارِضٌ مِنَ الحُمَّى وغَيرها. وعَرَضْتُهم عَلَى السَّيْفِ قَتْلًا. وعَرَضَ الشيءُ يَعْرِضُ واعترَضَ: انتَصَبَ ومَنَعَ وَصَارَ عارِضاً كالخشَبةِ المنتصبةِ فِي النَّهْرِ وَالطَّرِيقِ وَنَحْوِهَا تَمْنَعُ السَّالِكِينَ سُلوكَها. وَيُقَالُ: اعتَرَضَ الشيءُ دُونَ الشيءِ أَي حَالَ دُونَهُ. واعتَرَضَ الشيءَ: تَكَلَّفَه. وأَعرَضَ لَكَ الشيءُ مِنْ بَعِيدٍ: بدَا وظَهَر؛ وأَنشد: إِذا أَعْرَضَتْ داويَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، ... وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بِهَا فِلْقا «3» أَي بَدَتْ. وعَرَضَ لَهُ أَمْرُ كَذَا أَي ظَهَرَ. وعَرَضْتُ عَلَيْهِ أَمر كَذَا وعَرَضْتُ لَهُ الشَّيْءَ أَي أَظهرته لَهُ وأَبْرَزْتُه إِليه. وعَرَضْتُ الشيءَ فأَعْرَضَ أَي

_ (3). قوله [فلقا] بالكسر هو الأمر العجب، وأَنشد الصحاح: إِذا أعرضت البيت شاهداً عليه وتقدم في غرد ضبطه بفتح الفاء.

أَظْهَرْتُه فَظَهَرَ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: تَدَعُون أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُعْرَضٌ لَكُمْ ؛ هَكَذَا رُوِيَ بِالْفَتْحِ، قَالَ الحَرْبيّ: وَالصَّوَابُ بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: أَعْرَضَ الشيءُ يُعْرِضُ مِنْ بَعِيدٍ إِذا ظهَر، أَي تَدَعُونه وَهُوَ ظَاهِرٌ لَكُمْ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْعَاصِ: أَنه رأَى رَجُلًا فِيهِ اعتِراضٌ ، هُوَ الظُّهُورُ وَالدُّخُولُ فِي الْبَاطِلِ وَالِامْتِنَاعُ مِنَ الْحَقِّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: واعتَرَضَ فُلَانٌ الشيءَ تَكَلَّفَه. والشيءُ مُعْرِضٌ لَكَ: مَوْجُودٌ ظَاهِرٌ لَا يَمْتَنِعُ. وكلُّ مُبْدٍ عُرْضَه مُعْرِضٌ؛ قَالَ عَمْرُو ابن كُلْثُومٍ: وأَعْرَضَتِ اليَمامةُ، واشمَخَرَّتْ ... كأَسْيافٍ بأَيْدي مُصْلِتِينا وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بأَحْسَن مِنْهَا حِينَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ ... تُوارِي الدُّمُوعَ، حِينَ جَدَّ انحِدارُها واعتَرَضَ لَهُ بِسَهْمٍ: أَقْبَلَ قِبَلَه فَرَمَاهُ فقتلَه. واعتَرَضَ عَرْضه: نَحا نَحْوَه. واعتَرَضَ الفرَسُ فِي رَسَنِه وتَعَرَّضَ: لَمْ يَسْتَقِمْ لقائدِه؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وأَراني المَلِيكُ رُشْدي، وقد كنْتُ ... أَخا عُنجُهِيَّةٍ واعتِراضِ وَقَالَ: تَعَرَّضَتْ، لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلٍ لِي، ... تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فِي الطِّوَلِ والعَرَضُ: مِنْ أَحْداثِ الدَّهْرِ مِنَ الْمَوْتِ وَالْمَرَضِ وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَصمعي: العَرَضُ الأَمر يَعْرِضُ لِلرَّجُلِ يُبْتَلَى بِهِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والعَرَضُ مَا عَرَضَ للإِنسان مِنْ أَمر يَحْبِسهُ مِنْ مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ. والعَرَضُ: مَا يَعْرِضُ للإِنسان مِنْ الْهُمُومِ والأَشغال. يُقَالُ: عَرَضَ لِي يَعْرِضُ وعَرِضَ يَعْرَضُ لُغَتَانِ. والعارِضةُ: وَاحِدَةُ العَوارِضِ، وَهِيَ الحاجاتُ. والعَرَضُ والعارِضُ: الآفةُ تَعْرِضُ فِي الشَّيْءِ، وجَمْعُ العَرَضِ أَعْراضٌ، وعَرَضَ لَهُ الشكُّ ونحوُه مِنْ ذَلِكَ. وشُبْهةٌ عارِضةٌ: معترضةٌ فِي الْفُؤَادِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: يَقْدَحُ الشكُّ فِي قَلْبِهِ بأَوَّلِ عارِضَةٍ مِنْ شُبْهَةٍ ؛ وَقَدْ تكونُ العارِضَةُ هُنَا مَصْدَرًا كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ. وأَصَابَه سَهْمُ عَرَضٍ وحَجَرُ عَرَضٍ مُضاف، وَذَلِكَ أَن يُرْمى بِهِ غيْرُه عَمْدًا فَيُصَابُ هُوَ بِتِلْكَ الرَّمْيةِ وَلَمْ يُرَدْ بِهَا، وإِن سقَط عَلَيْهِ حَجَرٌ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْمِيَ بِهِ أَحد فَلَيْسَ بعرَض. والعَرَضُ فِي الْفَلْسَفَةِ: مَا يُوجَدُ فِي حَامِلِهِ وَيَزُولُ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ فَسَادِ حَامِلِهِ، وَمِنْهُ مَا لَا يَزُولُ عَنْهُ، فالزّائِل مِنْهُ كأُدْمةِ الشُّحُوبِ وَصُفْرَةِ اللَّوْنِ وَحَرَكَةِ الْمُتَحَرِّكِ، وغيرُ الزَّائِلِ كسَواد القارِ والسَّبَجِ والغُرابِ. وتَعَرَّضَ الشيءُ: دخَلَه فَسادٌ، وتَعَرَّضَ الحُبّ كَذَلِكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فاقْطَعْ لُبانةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه، ... ولَشَرُّ واصِلِ خُلّةٍ صَرّامُها وَقِيلَ: مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ أَي تَعَوَّجَ وزاغَ وَلَمْ يَسْتَقِم كَمَا يَتَعَرَّضُ الرَّجُلُ فِي عُرُوض الجَبل يَمِينًا وَشِمَالًا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَذْكُرُ الثريَّا: إِذا مَا الثُّرَيّا فِي السماءِ تَعَرَّضَتْ، ... تَعَرُّضَ أَثْناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ أَي لَمْ تَسْتَقِمْ فِي سَيْرِهَا ومالتْ كالوِشاح المُعَوَّجِ

أَثناؤه عَلَى جَارِيَةٍ تَوَشَّحَتْ بِهِ. وعَرَضُ الدُّنْيَا: مَا كَانَ مِنْ مَالٍ، قَلَّ أَو كَثُر. والعَرَضُ: مَا نِيلَ مِنَ الدُّنْيَا. يُقَالُ: الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يأْكل مِنْهَا البَرّ وَالْفَاجِرُ ، وَهُوَ حَدِيثٌ مَرْوِيّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: جَمِيعُ مَتاعِ الدُّنْيَا عرَض، بِفَتْحِ الرَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ليْسَ الغِنى عَنْ كَثْرة العَرَضِ إِنما الغِنى غِنى النَّفْسِ ؛ العَرَضُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَتَاعُ الدُّنْيَا وحُطامُها، وأَما العَرْض بِسُكُونِ الرَّاءِ فَمَا خَالَفَ الثَّمَنَينِ الدّراهِمَ والدّنانيرَ مِنْ مَتاعِ الدُّنْيَا وأَثاثِها، وَجَمْعُهُ عُروضٌ، فَكُلُّ عَرْضٍ داخلٌ فِي العَرَض وَلَيْسَ كُلُّ عَرَضٍ عَرْضاً. والعَرْضُ: خِلافُ النقْد مِنَ الْمَالِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَرْضُ المتاعُ، وكلُّ شَيْءٍ فَهُوَ عَرْضٌ سِوَى الدّراهِمِ وَالدَّنَانِيرِ فإِنهما عَيْنٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العُرُوضُ الأَمْتِعةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ وَلَا يَكُونُ حَيواناً وَلَا عَقاراً، تَقُولُ: اشْتَرَيْتُ المَتاعَ بِعَرْضٍ أَي بِمَتَاعٍ مِثْلِه، وعارَضْتُه بِمَتَاعٍ أَو دَابَّةٍ أَو شَيْءٍ مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه بِهِ. ورجلٌ عِرِّيضٌ مِثْلُ فِسِّيقٍ: يَتَعَرَّضُ الناسَ بالشّرِّ؛ قَالَ: وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ، ... تَمَرَّسَ بِي مِن حَيْنِه، وأَنا الرَّقِمْ واسْتَعْرَضَه: سأَله أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ مَا عِنْدَهُ. واسْتَعْرَض: يُعْطِي «1» مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبَرَ. يُقَالُ: اسْتَعْرِضِ العَرَبَ أَي سَلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ عَنْ كَذَا وَكَذَا. واسْتَعْرَضْتُه أَي قُلْتَ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا عِنْدَكَ. وعِرْضُ الرجلِ حَسَبُه، وَقِيلَ نفْسه، وَقِيلَ خَلِيقَته الْمَحْمُودَةُ، وَقِيلَ مَا يُمْدح بِهِ ويُذَمُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَعْراضَكم عَلَيْكُمْ حَرامٌ كحُرْمةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ العِرْض الْمَذْكُورِ عَلَى اخْتِلَافِ الْقَوْلِ فِيهِ؛ قَالَ حَسَّانٌ: فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي ... لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا خَاصٌّ لِلنَّفْسِ. يُقَالُ: أَكْرَمْت عَنْهُ عِرْضِي أَي صُنْتُ عَنْهُ نَفْسي، وَفُلَانٌ نَقِيُّ العِرْض أَي بَرِيءٌ مِنْ أَن يُشْتَم أَو يُعابَ، وَالْجَمْعُ أَعْراضٌ. وعَرَضَ عِرْضَه يَعْرِضُه واعتَرَضَه إِذا وَقَعَ فِيهِ وانتَقَصَه وشَتَمه أَو قاتَله أَو سَاوَاهُ فِي الحسَب؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وقَوْماً آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لِي، ... وَلَا أَجْني مِنَ الناسِ اعتِراضا أَي لَا أَجْتَني شَتْماً مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: لَا تُعْرِضْ عِرْضَ فُلَانٍ أَي لَا تَذْكُرْه بِسُوءٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ شَتَمَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ: مَعْنَاهُ ذَكَرَ أَسلافَه وآباءَه بِالْقَبِيحِ؛ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ فأَنكر ابْنُ قُتَيْبَةَ أَن يَكُونَ العِرْضُ الأَسْلافَ وَالْآبَاءَ، وَقَالَ: العِرْض نَفْسُ الرَّجُلِ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ يَجْرِي «2» مِنْ أَعْراضِهم مِثلُ ريحِ المسكِ أَي مِنْ أَنفسهم وأَبدانِهم؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ حُجَّةً لأَن الأَعراضَ عِنْدَ الْعَرَبِ المَواضِعُ الَّتِي تَعْرَقُ مِنَ الْجَسَدِ؛ وَدَلَّ عَلَى غَلَطِه قَوْلُ مِسْكِين الدارِميّ: رُبَّ مَهْزولٍ سَمِينٌ عِرْضُه، ... وسمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

_ (1). قوله [واستعرض يعطي] كذا بالأَصل. (2). قوله [يجري] نص النهاية: ومنه حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنما هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي ، وساق ما هنا.

مَعْنَاهُ: رُبَّ مَهْزُولِ البدَن وَالْجِسْمِ كريمُ الآباءِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العِرْضُ عِرْضُ الإِنسان، ذُمَّ أَو مُدِحَ، وَهُوَ الجسَد. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِلْحُطَيْئَةِ: كأَنِّي بِكَ عِنْدَ بَعْضِ الْمُلُوكِ تُغَنِّيه بأَعراضِ النَّاسِ أَي تُغَني بذَمِّهم وذَمِّ أَسلافِهم فِي شِعْرِكَ وثَلْبِهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولكنَّ أَعْراضَ الكِرام مَصُونةٌ، ... إِذا كَانَ أَعْراضُ اللِّئامِ تُفَرْفَرُ وَقَالَ آخَرُ: قاتَلَكَ اللهُ مَا أَشَدَّ عَلَيْك ... البَدْلَ فِي صَوْنِ عِرْضِكَ الجَرِب يُرِيدُ فِي صَوْنِ أَسلافِك اللِّئامِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ حَسَّانَ: فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي أَراد فإِنّ أَبي وَوَالِدَهُ وَآبَائِي وأَسلافي فأَتى بالعُموم بَعْدَ الخُصوص كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، أَتى بِالْعُمُومِ بَعْدَ الْخُصُوصِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ضَمْضَم: اللَّهُمَّ إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى عِبَادِكَ أَي تَصَدَّقْتُ عَلَى مَنْ ذَكَرَنِي بِمَا يَرْجِعُ إِليَّ عَيْبُه، وَقِيلَ: أَي بِمَا يُلْحِقُنِي مِنَ الأَذى فِي أَسلافي، وَلَمْ يُرِدْ إِذاً أَنه تصدَّق بأَسلافه وأَحلّهم لَهُ، لَكِنَّهُ إِذا ذكَرَ آبَاءَهُ لَحِقَتْهُ النَّقِيصَةُ فأَحلّه مِمَّا أَوصله إِليه مِنَ الأَذى. وعِرْضُ الرَّجُلِ: حَسَبُه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ العِرْضِ أِي كَرِيمُ الحسَب. وأَعْراضُ النَّاسِ: أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم. وَفُلَانٌ ذُو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَه وعِرْضَهُ أَي لِصَاحِبِ الدَّيْنِ أَن يَذُمَّ عِرْضَه ويَصِفَه بِسُوءِ الْقَضَاءِ، لأَنه ظَالِمٌ له بعد ما كَانَ مُحْرَمًا مِنْهُ لَا يَحِلُّ لَهُ اقْتِراضُه والطَّعْنُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: عِرْضَه أَن يُغْلِظَ لَهُ وعُقُوبته الحَبْس، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه يُحِلّ لَهُ شِكايَتَه مِنْهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَقُولَ يَا ظَالِمُ أَنْصِفْني، لأَنه إِذا مَطَلَه وَهُوَ غَنِيٌّ فَقَدْ ظَلَمه. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: عِرْضُ الرَّجُلِ نَفْسُه وبَدَنُه لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهات اسْتَبْرَأَ لِدِينِه وعِرْضِه أَي احْتاطَ لِنَفْسِهِ، لَا يَجُوزُ فِيهِ مَعْنَى الآباءِ والأَسْلافِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ المُسْلِم عَلَى المسلِم حَرام دَمُه ومالُه وعِرْضُه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العِرْضُ مَوْضِعُ المَدْحِ والذَّمِّ مِنَ الإِنسان سَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو مَنْ يَلْزَمُهُ أَمره، وَقِيلَ: هُوَ جَانِبُهُ الَّذِي يَصُونُه مِنْ نفْسه وحَسَبِه ويُحامي عَنْهُ أَن يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِذا ذُكِرَ عِرْضُ فُلَانٍ فَمَعْنَاهُ أُمُورُه الَّتِي يَرْتَفِعُ أَو يَسْقُطُ بِذِكْرِهَا مِنْ جِهَتِهَا بِحَمْدٍ أَو بِذَمّ، فَيَجُوزُ أَن تَكُونَ أُموراً يُوصَفُ هُوَ بِهَا دُونَ أَسْلافه، وَيَجُوزُ أَن تُذْكَرَ أَسلافُه لِتَلحَقه النّقِيصة بِعَيْبِهِمْ، لَا خِلَافَ بَيْنَ أَهل اللُّغَةِ فِيهِ إِلا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنْ إِنكاره أَن يَكُونَ العِرْضُ الأَسْلافَ والآباءَ؛ وَاحْتَجَّ أَيضاً بِقَوْلِ أَبي الدَّرْدَاءِ: أَقْرِضْ مِنْ عِرْضِك لِيَوْمِ فَقْرِك، قَالَ: مَعْنَاهُ أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِك أَي مَنْ عَابَكَ وَذَمَّكَ فَلَا تُجازه وَاجْعَلْهُ قَرْضاً فِي ذِمَّتِهِ لِتَسْتَوفِيَه مِنْهُ يومَ حاجتِكَ فِي القِيامةِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وأُدْرِكُ مَيْسُورَ الغِنى ومَعِي عِرْضِي أَي أَفعالي الْجَمِيلَةُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: يُنْبِئْكِ ذُو عِرْضهِمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ، ... ولَيْسَ جاهِلُ أَمْرٍ مثْلَ مَنْ عَلِما

ذُو عِرْضِهم: أَشْرافُهُم، وَقِيلَ: ذُو عِرْضِهم حَسَبهم، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الْعِرْضَ لَيْسَ بالنفْسِ وَلَا الْبَدَنِ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دمُه وعِرْضُه ، فَلَوْ كَانَ الْعِرْضُ هُوَ النَّفْسَ لَكَانَ دَمُهُ كَافِيًا عَنْ قَوْلِهِ عِرْضُه لأَن الدَّمَ يُرَادُ بِهِ ذَهابُ النَّفْسِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ عُمَرَ لِلْحُطَيْئَةِ: فانْدَفَعْتَ تُغَنِّي بأَعْراضِ الْمُسْلِمِينَ ، مَعْنَاهُ بأَفعالهم وأَفعال أَسلافهم. والعِرْضُ: بَدَنُ كُلِّ الْحَيَوَانِ. والعِرْضُ: مَا عَرِقَ مِنَ الْجَسَدِ. والعِرْضُ: الرائِحة مَا كَانَتْ، وَجَمْعُهَا أَعْراضٌ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ أَهل الْجَنَّةِ فَقَالَ: لَا يَتَغَوّطُون وَلَا يَبُولونَ إِنما هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي من أَعْراضِهم مثل ريح المِسْك أَي مِنْ مَعاطفِ أَبْدانهم، وَهِيَ المَواضِعُ الَّتِي تَعْرَقُ مِنَ الْجَسَدِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِنْهُ حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الأَعْراضِ أَي إِنهن للخَفَر والصّوْن يَتَسَتَّرْن؛ قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، أَي يُعْرِضْنَ كَمَا كُرِهَ لَهُنَّ أَن يَنْظُرْنَ إِليه وَلَا يَلْتَفِتْنَ نَحْوَهُ. والعِرْضُ، بِالْكَسْرِ: رَائِحَةُ الْجَسَدِ وَغَيْرِهِ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةً. والعِرْضُ والأَعْراضُ: كُلُّ مَوْضِع يَعْرَقُ مِنَ الْجَسَدِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: فُلَانٌ طَيِّبُ العِرْضِ أَي طَيِّبُ الرِّيحِ، ومُنْتنُ العِرْضِ، وسِقاءٌ خبيثُ العِرْضِ إِذا كَانَ مُنْتناً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْمَعْنَى فِي العِرْضِ فِي الْحَدِيثِ أَنه كلُّ شَيْءٍ مِنَ الْجَسَدِ مِنَ المغابِنِ وَهِيَ الأَعْراضُ، قَالَ: وَلَيْسَ العِرْضُ فِي النَّسَبِ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ. ابْنُ الأَعرابي: العِرْضُ الْجَسَدُ والأَعْراضُ الأَجْسادُ، قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعراضهم مَعْنَاهُ مِنْ أَبْدانِهم عَلَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ أَحسن مِنْ أَن يُذْهَبَ بِهِ إِلى أَعراضِ المَغابِنِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لبَن طَيِّبُ العِرْضِ وامرأَة طَيِّبَةُ العِرْضِ أَي الرِّيحُ. وعَرَّضْتُ فُلَانًا لِكَذَا فَتَعَرَّضَ هُوَ لَهُ، والعِرْضُ: الجماعةُ مِنَ الطَّرْفاءِ والأَثْلِ والنَّخْلِ وَلَا يَكُونُ فِي غَيْرِهِنَّ، وَقِيلَ: الأَعْراضُ الأَثْلُ والأَراكُ والحَمْضُ، وَاحِدُهَا عَرْضٌ؛ وقال: والمانِع الأَرْضَ [الأَرْضِ] ذاتَ [ذاتِ] العَرْضِ خَشْيَتُه، ... حَتَّى تَمنَّعَ مِنْ مَرْعًى مَجانِيها والعَرُوضاواتُ «3»: أَماكِنُ تُنْبِتُ الأَعْراضَ هَذِهِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وعارَضْتُ أَي أَخَذْتُ فِي عَروضٍ وناحيةٍ. والعِرْضُ: جَوُّ البَلَد وناحِيتُه مِنَ الأَرض. والعِرْضُ: الوادِي، وَقِيلَ جانِبُه، وَقِيلَ عِرْضُ كُلِّ شَيْءٍ نَاحِيَتُهُ. والعِرْضُ: وادٍ باليَمامةِ؛ قَالَ الأَعشى: أَلم تَرَ أَنَّ العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه ... نَخِيلًا، وزَرْعاً نابِتاً وفَصافِصا؟ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ: فَهَذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه: ... زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ الأَزْرَقُ: الذُّبابُ. وَقِيلَ: كلُّ وادٍ عِرضٌ، وجَمْعُ كلِّ ذَلِكَ أَعراضٌ لَا يُجاوَزُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رُفِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، عارِضُ اليمامةِ ؛ قَالَ: هُوَ موضعٌ مَعْرُوفٌ. وَيُقَالُ لِلْجَبَلِ: عارِضٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَبِهِ سُمِّيَ عارِضُ اليمامةِ، قَالَ: وكلُّ وادٍ فِيهِ شَجَرٌ فَهُوَ عِرْضٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ شاهداً على النكرة:

_ (3). قوله [العروضاوات؛ هكذا بالأَصل، ولم نجدها فيما عندنا من المعاجم.

لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمسِي حَمامُه، ... ويُضْحِي عَلَى أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ، «1» أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رَنّةً ... وبابٍ، إِذا مَا مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ وَيُقَالُ: أَخصَبَ ذَلِكَ العِرْضُ، وأَخصَبَتْ أَعراضُ الْمَدِينَةِ وَهِيَ قُراها الَّتِي فِي أَوْدِيتها، وَقِيلَ: هِيَ بُطونُ سَوادِها حَيْثُ الزرعُ وَالنَّخِيلُ. والأَعْراضُ: قُرًى بَيْنَ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ. وَقَوْلُهُمُ: استُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى العَرُوض، وَهِيَ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَنُ وَمَا حَوْلَهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: نُقاتِلُ مَا بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَما أَي مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ. والعَرُوضُ: الناحيةُ. يُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ فِي عَروضٍ مَا تُعْجِبُني أَي فِي طَرِيقٍ وَنَاحِيَةٍ؛ قَالَ التَّغْلَبيّ: لكلِّ أُناسٍ، مِنْ مَعَدٍّ، عَمارةٍ، ... عَرُوضٌ، إِليها يَلْجَؤُونَ، وجانِبُ يَقُولُ: لِكُلٍّ حَيّ حِرْز إِلا بَنِي تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ، وعَمارةٍ خُفِضَ لأَنه بَدَلٌ مِنْ أُناس، وَمَنْ رَوَاهُ عُروضٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، جَعَلَهُ جَمْعَ عَرْض وَهُوَ الْجَبَلُ، وَهَذَا الْبَيْتُ للأَخنس بْنِ شِهَابٍ. والعَرُوضُ: المكانُ الَّذِي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ رَكُوضٌ بِلَا عَرُوضٍ أَي بِلَا حَاجَةٍ عَرَضت لَهُ. وعُرْضُ الشَّيْءِ، بِالضَّمِّ: ناحِيتُه مِنْ أَي وَجْهٍ جِئْتَه. يُقَالُ: نَظَرَ إِليه بعُرْضِ وَجْهِهِ. وَقَوْلُهُمْ: رأَيتُه فِي عِرْضِ النَّاسِ أَي هُوَ مِنَ الْعَامَّةِ «2». قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَرُوضُ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، مُؤَنَّثٌ. وَفِي حَدِيثِ عَاشُورَاءَ: فأَمَرَ أَن يُؤْذِنُوا أَهلَ العَرُوضِ ؛ قِيلَ: أَراد مَنْ بأَكنافِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. وَيُقَالُ للرَّساتِيقِ بأَرض الْحِجَازِ الأَعْراضُ، وَاحِدُهَا عِرْضٌ؛ بِالْكَسْرِ، وعَرَضَ الرجلُ إِذا أَتَى العَرُوضَ وَهِيَ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَمَا حَوْلَهُمَا؛ قَالَ عَبْدُ يَغُوثَ بْنُ وَقَّاصٍ الْحَارِثِيُّ: فَيا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ، فَبَلِّغا ... نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَنْ لَا تَلاقِيا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد فَيَا رَاكِبَاهُ للنُّدْبة فَحَذَفَ الْهَاءَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَسَفى عَلى يُوسُفَ، وَلَا يَجُوزُ يَا رَاكِبًا بِالتَّنْوِينِ لأَنه قَصَدَ بِالنِّدَاءِ رَاكِبًا بِعَيْنِهِ، وإِنما جَازَ أَن تَقُولَ يَا رَجُلًا إِذا لَمْ تَقْصِدْ رَجُلًا بِعَيْنِهِ وأَردت يَا وَاحِدًا مِمَّنْ لَهُ هَذَا الِاسْمُ، فإِن نَادَيْتَ رَجُلًا بِعَيْنِهِ قُلْتَ يَا رَجُلُ كَمَا تَقُولُ يَا زَيْدُ لأَنه يَتَعَرَّفُ بِحَرْفِ النِّدَاءِ وَالْقَصْدِ؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: فأَبْلِغْ يزيدَ، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذِراً ... وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا يَعْنِي إِن مَرَرْتَ بِهِ. وَيُقَالُ: أَخَذْنا فِي عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ يَعْنِي طَرِيقًا فِي هُبُوطٍ. وَيُقَالُ: سِرْنا فِي عِراضِ الْقَوْمِ إِذا لَمْ تَسْتَقْبِلْهُمْ وَلَكِنْ جِئْتَهُمْ مِنْ عُرْضِهم؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ البَعِيثِ: مَدَحْنا لَهَا رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ ... جَنابَ الصِّبا فِي كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قَالَ: عارَضَتْ أَخَذَتْ فِي عُرْضٍ أَي ناحيةٍ منه.

_ (1). قوله [الغين] جمع الغيناء، وهي الشجرة الخضراء كما في الصحاح. (2). قوله [فِي عِرْضِ النَّاسِ أَي هو من العامة] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح: فِي عِرْضِ النَّاسِ أَي فيما بينهم، وفلان من عُرْضِ النَّاسِ أَي هُوَ من العامة.

جَنابُ الصِّبا أَي جَنْبُهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَارَضَتْ جَنَابَ الصِّبا أَي دَخَلَتْ مَعَنَا فِيهِ دُخُولًا لَيْسَتْ بمُباحِتةٍ، وَلَكِنَّهَا تُرينا أَنها دَاخِلَةٌ مَعَنَا وَلَيْسَتْ بِدَاخِلَةٍ. فِي كَاتِمِ السِّرِّ أَعْجما أَي فِي فِعْلٍ لَا يَتَبَيَّنُه مَن يَراه، فَهُوَ مُسْتَعْجِمٌ عَلَيْهِ وَهُوَ وَاضِحٌ عِنْدَنَا. وبَلَدٌ ذُو مَعْرَضٍ أَي مَرْعًى يُغْني الْمَاشِيَةَ عَنْ أَن تُعْلَف. وعَرَّضَ الماشيةَ: أَغناها بِهِ عَنِ العَلَف. والعَرْضُ والعارِضُ: السَّحابُ الَّذِي يَعْتَرِضُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: العَرْضُ مَا سدَّ الأُفُق، وَالْجَمْعُ عُروضٌ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيّةَ: أَرِقْتُ لَهُ حَتَّى إِذا مَا عُروضُه ... تَحادَتْ، وهاجَتْها بُروقٌ تُطِيرُها والعارِضُ: السَّحابُ المُطِلُّ يَعْتَرِض فِي الأُفُقِ. وَفِي التَّنْزِيلِ فِي قَضِيَّةِ قَوْمِ عادٍ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُنا ؛ أَي قَالُوا هَذَا الَّذِي وُعِدْنا بِهِ سَحَابٌ فِيهِ الْغَيْثُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ، وَقِيلَ: أَي مُمْطِرٌ لَنَا لأَنه مَعْرِفَةٌ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِفَةً لِعَارِضٍ وَهُوَ نَكِرَةٌ، وَالْعَرَبُ إِنما تَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا فِي الأَسماء الْمُشْتَقَّةِ مِنَ الأَفعال دُونَ غَيْرِهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا رُبَّ غابِطِنا لَوْ كَانَ يَعْرِفُكم، ... لاقَى مُباعَدَةً مِنْكم وحِرْمانَا وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ هَذَا رَجُلٌ غُلَامُنَا. وَقَالَ أَعرابي بَعْدَ عِيدِ الْفِطْرِ: رُبَّ صائِمِه لَنْ يَصُومَهُ وَقَائِمِهِ لَنْ يَقُومَهُ فَجَعَلَهُ نَعْتًا لِلنَّكِرَةِ وأَضافه إِلى الْمَعْرِفَةِ. وَيُقَالُ للرِّجْلِ الْعَظِيمِ مِنَ الْجَرَادِ: عارِضٌ. والعارِضُ: مَا سَدَّ الأُفُق مِنَ الْجَرَادِ وَالنَّحْلِ؛ قَالَ ساعدة: رأَى عارِضاً يَعْوي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ، ... قَدَ احْجَمَ عَنْها كلُّ شيءٍ يَرُومُها وَيُقَالُ: مَرَّ بِنَا عارِضٌ قَدْ مَلأَ الأُفق. وأَتانا جَرادٌ عَرْضٌ أَي كَثِيرٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: العارِضُ السَّحابةُ تَرَاهَا فِي نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَهُوَ مِثْلُ الجُلْبِ إِلا أَن العارِضَ يَكُونُ أَبيض والجُلْب إِلى السَّوَادِ. والجُلْبُ يَكُونُ أَضْيَقَ مِنَ العارِضِ وأَبعد. وَيُقَالُ: عَرُوضٌ عَتُودٌ وهو الَّذِي يأْكل الشَّجَرَ بِعُرْضِ شِدْقِه. والعَرِيضُ مِنَ المِعْزَى: مَا فَوْقَ الفَطِيمِ وَدُونَ الجَذَع. والعَرِيضُ: الجَدْي إِذا نَزَا، وَقِيلَ: هُوَ إِذا أَتَى عَلَيْهِ نَحْوُ سَنَةٍ وَتَنَاوُلَ الشَّجَرَ وَالنَّبْتَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي رَعَى وقَوِيَ، وَقِيلَ: الَّذِي أَجْذَعَ. وَفِي كِتَابِهِ لأَقْوالِ شَبْوَةَ: مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ مِلْكٍ وعُرْمانٍ ومَزاهِرَ وعِرْضانٍ؛ العِرْضانُ: جَمْعُ العَرِيضِ وَهُوَ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ مِنَ المعَز سنة وتناولَ الشجر والنبت بِعُرْضِ شِدْقِه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جمعَ العِرْضِ وَهُوَ الْوَادِي الْكَثِيرِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه حَكَمَ فِي صَاحِبِ الْغَنَمِ أَن يأْكل مِنْ رِسْلِها وعِرْضانِها. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَلَقَّتْه امرأَة مَعَهَا عَرِيضانِ أَهْدَتهما لَهُ ، وَيُقَالُ لِوَاحِدِهَا عَروضٌ أَيضاً، وَيُقَالُ للعَتُودِ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ: عَرِيضٌ، وَالْجَمْعُ عِرْضانٌ وعُرْضانٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ ييْعَرُ حَوْلَه، ... وباتَ يُسَقِّينا بُطُونَ الثَّعالِبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي يَسْقِينا لَبَنًا مَذِيقاً كأَنه بُطُونُ

الثَّعَالِبِ. وَعِنْدَهُ عَرِيضٌ أَي جَدْي؛ وَمَثَلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: مَا بالُ زَيْدٍ لِحْية العَرِيضِ ابْنُ الأَعرابي: إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سُمِّيَ عَرِيضاً وعَتُوداً، وعَرِيضٌ عَرُوضٌ إِذا فَاتَهُ النبتُ اعْتَرَضَ الشوْكَ بِعُرْضِ فِيهِ. والغَنَمُ تَعْرُضُ الشَّوْكَ: تَناوَلُ مِنْهُ وتأْكُلُه، تَقُولُ مِنْهُ: عَرَضَتِ الشاةُ الشوكَ تَعْرُضُه والإِبلُ تَعْرُضُ عَرْضاً. وتَعْتَرِضُ: تَعَلَّقُ مِنَ الشَّجَرِ لتأْكله. واعْتَرَضَ البعيرُ الشَّوْكَ: أَكله، وبَعِيرٌ عَرُوضٌ: يأْخذه كَذَلِكَ، وَقِيلَ: العَرُوضُ الَّذِي إِن فاتَه الكَلأُ أَكل الشَّوْكَ. وعَرَضَ البعِيرُ يَعْرُضُ عَرْضاً: أَكلَ الشَّجَرَ مِنْ أَعراضِه. قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً حِجَازِيًّا وَبَاعَ بَعِيرًا لَهُ فَقَالَ: يأْكل عَرْضاً وشَعْباً؛ الشعْبُ: أَن يَهْتَضِمَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْلاه، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والعريضُ مِنَ الظِّباء: الَّذِي قَدْ قارَبَ الإِثْناءَ. والعرِيضُ، عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ خَاصَّةً: الخَصِيُّ، وَجَمْعُهُ عِرْضانٌ وعُرْضانٌ. وَيُقَالُ: أَعْرَضْتُ الْعِرْضَانِ إِذا خَصَيْتَهَا، وأَعرضتُ الْعُرْضَانِ إِذا جَعَلْتَهَا لِلْبَيْعِ، وَلَا يَكُونُ العرِيضُ إِلا ذَكَرًا. ولَقِحَتِ الإِبلُ عِراضاً إِذا عارَضَها فَحْلٌ مِنْ إِبل أُخرى. وَجَاءَتِ المرأَة بِابْنٍ عَنْ مُعارَضةٍ وعِراضٍ إِذا لَمْ يُعْرَفْ أَبوه. وَيُقَالُ للسَّفِيحِ: هُوَ ابْنُ المُعارَضةِ. والمُعارَضةُ: أَن يُعارِضَ الرجلُ المرأَةَ فيأْتِيَها بِلَا نِكاح وَلَا مِلْك. والعَوارِضُ مِنَ الإِبل: اللَّواتي يأْكلن العِضاه عُرْضاً أَي تأْكله حَيْثُ وَجَدَتْهُ؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: مَهارِيقُ فَلُّوجٍ تَعَرَّضْنَ تالِيا مَعْنَاهُ يُعَرِّضُهُنَّ تالٍ يَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا يَعْرُضُكَ لِفُلَانٍ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ، وَلَا تَقُلْ مَا يُعَرِّضك، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَرَّ بِي فُلَانٌ فَمَا عَرَضْنا لَهُ، وَلَا تَعْرِضُ لَهُ وَلَا تَعْرَضُ لَهُ لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ، وَيُقَالُ: هَذِهِ أَرضٌ مُعْرَضةٌ يَسْتَعْرِضُها المالُ ويَعْتَرِضُها أَي هِيَ أَرض فِيهَا نَبْتٌ يَرْعَاهُ الْمَالُ إِذا مرَّ فِيهَا. والعَرْضُ: الجبَل، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَقِيلَ: العَرْضُ سَفْحُ الْجَبَلِ وَنَاحِيَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُعْلى مِنْهُ الْجَبَلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمَا تَدَهْدَى مِن العَرْضِ الجَلامِيدُ ويُشَبَّه الْجَيْشُ الْكَثِيفُ بِهِ فَيُقَالُ: مَا هُوَ إِلَّا عَرْضٌ أَي جَبَلٌ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: إِنَّا، إِذا قُدْنا لِقَوْمٍ عَرْضا، ... لَمْ نُبْقِ مِن بَغْي الأَعادي عِضّا والعَرْضُ: الجيْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بِنَاحِيَةِ الْجَبَلِ، وَجَمْعُهُ أَعراضٌ. يُقَالُ: مَا هُوَ إِلا عَرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ، وَيُقَالُ: شُبِّه بالعَرْضِ مِنَ السَّحاب وَهُوَ مَا سَدَّ الأُفُق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الْحَجَّاجَ كَانَ عَلَى العُرْضِ وَعِنْدَهُ ابْنُ عُمَرَ ؛ كَذَا رُوِيَ بِالضَّمِّ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: أَظنه أَراد العُروضَ جَمْعَ العَرْضِ وَهُوَ الجَيْش. والعَرُوضُ: الطريقُ فِي عُرْض الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اعتَرَضَ فِي مَضِيقٍ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ عُرُضٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فأَخذ فِي عَرُوضٍ آخَرَ أَي فِي طَرِيقٍ آخَرَ مِنَ الْكَلَامِ. والعَرُوضُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَمْ تُرَضْ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِحُمَيْدٍ: فَمَا زالَ سَوْطِي فِي قِرابي ومِحْجَني، ... وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ أَذُودُها

وَقَالَ شَمِرٌ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَي فِي نَاحِيَةٍ أُدارِيه وَفِي اعْتِراضٍ. واعْتَرَضَها: رَكِبَها أَو أَخَذَها رَيِّضاً. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اعتَرَضْتُ الْبَعِيرَ رَكِبْتُه وَهُوَ صَعْبٌ. وعَرُوضُ الْكَلَامِ: فَحْواهُ وَمَعْنَاهُ. وَهَذِهِ المسأَلة عَرُوضُ هَذِهِ أَي نظيرُها. وَيُقَالُ: عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي عَرُوضِ كلامِه ومَعارِضِ كلامِه أَي فِي فَحْوَى كَلَامِهِ وَمَعْنَى كَلَامِهِ. والمُعْرِضُ: الَّذِي يَسْتَدِينُ ممَّن أَمْكَنَه مِنَ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه خَطَبَ فَقَالَ: إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ مِنْ دِينِه وأَمانَتِه بأَن يُقَالَ سابِقُ الحاجِّ فَادَّانَ مُعْرِضاً فأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: فادّانَ مُعْرِضاً يَعْنِي اسْتَدانَ مُعْرِضًا وَهُوَ الَّذِي يَعْرِضُ للناسِ فَيَسْتَدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ فادّانَ مُعْرِضاً أَي أَخذَ الدَّيْنَ وَلَمْ يُبالِ أَن لَا يُؤَدِّيه وَلَا مَا يَكُونُ مِنَ التَّبِعة. وَقَالَ شَمِرٌ: المُعْرِضُ هَاهُنَا بِمَعْنَى المُعْتَرِض الَّذِي يَعْتَرِضُ لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضُه، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَرَضَ لِيَ الشَّيْءُ وأَعْرَضَ وتَعَرَّضَ واعْتَرَضَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ إِنه أَراد يُعْرِضُ إِذا قِيلَ لَهُ لَا تسْتَدِنْ فَلَا يَقْبَلُ، مِن أَعْرَضَ عَنِ الشَّيْءِ إِذا ولَّاه ظَهْرَهُ، وَقِيلَ: أَراد مُعْرِضاً عَنِ الأَداءِ مُوَليِّاً عَنْهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَلَمْ نَجِدْ أَعْرَضَ بِمَعْنَى اعتَرَضَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، قَالَ شَمِرٌ: وَمَنْ جَعَلَ مُعْرِضاً هَاهُنَا بِمَعْنَى الْمُمْكِنِ فَهُوَ وَجْهٌ بَعِيدٌ لأَن مُعْرِضاً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ مِنْ قَوْلِكَ فَادَّانَ، فإِذا فَسَّرْتَهُ أَنه يأْخذه مِمَّنْ يُمْكِنُهُ فالمُعْرِضُ هُوَ الَّذِي يُقْرِضُه لأَنه هُوَ المُمْكِنُ، قَالَ: وَيَكُونُ مُعْرِضاً مِنْ قَوْلِكَ أَعْرَضَ ثوبُ المَلْبَس أَي اتَّسَعَ وعَرُضَ؛ وأَنشد لطائِيٍّ فِي أَعْرَضَ بِمَعْنَى اعْتَرَضَ: إِذا أَعْرَضَتْ للناظِرينَ، بَدا لهمْ ... غِفارٌ بأَعْلى خَدِّها وغُفارُ قَالَ: وغِفارٌ مِيسَمٌ يَكُونُ عَلَى الْخَدِّ. وعُرْضُ الشَّيْءِ: وسَطُه وناحِيتُه. وَقِيلَ: نفْسه. وعُرْضُ النَّهْرِ وَالْبَحْرِ وعُرْضُ الْحَدِيثِ وعُراضُه: مُعْظَمُه، وعُرْضُ الناسِ وعَرْضُهم كَذَلِكَ، قَالَ يُونُسُ: وَيَقُولُ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ: رأَيته فِي عَرْضِ النَّاسِ يَعْنُونَ فِي عُرْضٍ. وَيُقَالُ: جَرَى فِي عُرْض الْحَدِيثِ، وَيُقَالُ: فِي عُرْضِ النَّاسِ، كُلُّ ذَلِكَ يُوصَفُ بِهِ الْوَسَطُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ، وصَدَّعا ... مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلَّامُها وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: تَرَى الرِّيشَ عَنْ عُرْضِه طامِياً، ... كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصالٍ نِصالا يصِفُ مَاءً صَارَ رِيشُ الطيرِ فَوْقَهُ بعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ كما تَعْرِضُ [تَعْرُضُ] نصْلًا فَوْقَ نَصْلٍ. وَيُقَالُ: اضْرِبْ بِهَذَا عُرْضَ الحائِط أَي نَاحِيَتَهُ. وَيُقَالُ: أَلْقِه فِي أَيِّ أَعْراضِ الدَّارِ شِئْتَ، وَيُقَالُ: خُذْهُ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ وعَرْضِهم أَي مِنْ أَي شِقٍّ شِئتَ. وعُرْضُ السَّيْفِ: صَفْحُه، وَالْجَمْعُ أَعْراضٌ. وعُرْضا العُنُق: جَانِبَاهُ، وَقِيلَ: كلُّ جانبٍ عُرْضٌ. والعُرْضُ: الْجَانِبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وأَعْرَضَ لَكَ الظَّبْي وَغَيْرُهُ: أَمْكَنَكَ مِن عُرْضِه، وَنَظَرَ إِليه مُعارَضةً وَعَنْ عُرْضٍ وَعَنْ عُرُضٍ أَي جَانِبٍ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ. وَكُلُّ شيءٍ أَمكنك مِنْ عُرْضه، فَهُوَ مُعْرِضٌ لَكَ. يُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ فارْمِه أَي

وَلَّاك عُرْضه أَي نَاحِيَتَهُ. وَخَرَجُوا يَضْرِبُونَ النَّاسَ عَنْ عُرْضٍ أَي عَنْ شِقٍّ وَنَاحِيَةٍ لَا يُبَالُونَ مَن ضرَبوا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: اضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ أَي اعتَرِضْه حَيْثُ وَجَدْتَ مِنْهُ أَيَّ نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِيهِ. وَفِي الْحَدِيثُ: فإِذا عُرْضُ وجهِه مُنْسَحٍ أَي جَانِبُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَدَّمْتُ إِليه الشَّرابَ فإِذا هُوَ يَنِشُّ، فَقَالَ: اضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الجنةُ وَالنَّارُ آنِفاً فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ ؛ العُرض، بِالضَّمِّ: الْجَانِبُ وَالنَّاحِيَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ الحَجّ: فأَتَى جَمْرةَ الْوَادِي فاستَعْرَضَها أَي أَتاها مِنْ جَانِبِهَا عَرْضاً «3». وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سأَل عَمْرَو بْنَ مَعْدِيكَرِبَ عَنْ علة بن حالد «4» فَقَالَ: أُولئِكَ فَوارِسُ أَعراضِنا وشِفاءُ أَمراضِنا ؛ الأَعْراضُ جَمْعُ عُرْضٍ وَهُوَ النَّاحِيَةُ أَي يَحْمونَ نَواحِينَا وجِهاتِنا عَنْ تَخَطُّفِ الْعَدُوِّ، أَو جَمْعُ عَرْضٍ وَهُوَ الْجَيْشُ، أَو جَمْعُ عِرْضٍ أَي يَصونون ببلائِهم أَعراضَنا أَن تُذَمّ وتُعابَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنه كَانَ لَا يَتَأَثَّم مِنْ قَتْلِ الحَرُورِيِّ المُسْتَعْرِضِ ؛ هُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ يَقْتُلُهُم. واسْتَعْرَضَ الخَوارِجُ الناسَ: لَمْ يُبالوا مَن قَتَلُوه، مُسْلِماً أَو كافِراً، مِنْ أَيّ وجهٍ أَمكَنَهم، وَقِيلَ: استَعْرَضوهم أَي قَتَلوا مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ وظَفِرُوا بِهِ. وأَكَلَ الشيءَ عُرْضاً أَي مُعْتَرِضاً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ، حَدِيثُ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً أَي اعتَرِضْه يَعْنِي كُلَّهُ وَاشْتَرِهِ مِمَّنْ وجَدْتَه كَيْفَمَا اتَّفق وَلَا تسأَل عَنْهُ أَمِنْ عَمَلِ أَهلِ الكتابِ هُوَ أَمْ مِنْ عَمَلِ المَجُوس أَمْ مَنْ عَمَلِ غَيْرِهِمْ؛ مأْخوذ مِنْ عُرْضِ الشَّيْءِ وَهُوَ نَاحِيَتُهُ. والعَرَضُ: كَثْرَةُ الْمَالِ. والعُراضةُ: الهَدِيّةُ يُهْدِيها الرَّجُلُ إِذا قَدِمَ مِنْ سفَر. وعَرَّضَهم عُراضةً وعَرَّضَها لَهُمْ: أَهْداها أَو أَطعَمَهم إِيّاها. والعُراضةُ، بِالضَّمِّ: مَا يعَرِّضُه المائرُ أَي يُطْعِمُه مِنَ الْمِيرَةِ. يُقَالُ: عَرِّضونا أَي أَطعِمونا مِنْ عُراضَتِكم؛ قَالَ الأَجلح بْنُ قَاسِطٍ: يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ ... حَمْراءَ مِنْ مُعَرِّضاتِ الغِرْبانْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَانَ الْبَيْتَانِ فِي آخِرِ دِيوَانِ الشَّمَّاخِ، يَقُولُ: إِن هَذِهِ النَّاقَةَ تَتَقَدَّمُ الْحَادِيَ والإِبل فَلَا يَلْحَقُهَا الْحَادِي فَتَسِيرُ وَحْدَهَا، فيسقُط الْغُرَابُ عَلَى حِمْلِهَا إِن كَانَ تَمْرًا أَو غَيْرَهُ فيأْكله، فكأَنها أَهدته لَهُ وعَرَّضَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَكْبًا مِنْ تُجَّارِ الْمُسْلِمِينَ عَرَّضوا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثَيِابًا بِيضًا أَي أَهْدَوْا لَهُمَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: وَقَالَتْ لَهُ امرأَته وَقَدْ رَجَعَ مِنْ عَمَلِهِ أَين مَا جِئْتَ بِهِ مِمَّا يأْتي بِهِ العُمّال مِنْ عُراضةِ أَهْلِهم؟ تُرِيدُ الهَدِيّة. يُقَالُ: عَرَّضْتُ الرَّجُلَ إِذا أَهديت لَهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عُراضةُ الْقَافِلِ مِنْ سَفَرِهِ هَدِيَّتُه الَّتِي يُهْدِيها لِصِبْيَانِهِ إِذا قَفَلَ مِنْ سَفَرِهِ. وَيُقَالُ: اشْتَرِ عُراضة لأَهلك أَي هَدِيَّةً وشَيْئًا تَحْمِلُهُ إِليهم، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ راهْ آورَدْ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي العُراضةِ الهَدِيّةِ: التعرِيضُ مَا كَانَ مِنْ مِيرةٍ أَو زادٍ بَعْدَ أَن يَكُونَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرٍ. يُقَالُ: عَرِّضونا أَي أَطْعِمونا مِنْ مِيرَتِكُمْ. وَقَالَ الأَصمعي: العُراضة مَا أَطْعَمَه الرّاكِبُ مَنِ اسْتَطْعَمَهُ مِنْ أَهل الْمِيَاهِ؛ وَقَالَ هِمْيانُ: وعَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً ماهِجَا

_ (3). قوله: عَرضاً بفتح العين؛ هكذا في الأَصل وفي النهاية، والكلام هنا عن عُرض بضم العين. (4). قوله [علة بن حالد] كذا بالأَصل، والذي في النهاية: علة بن جلد.

أَي سَقَوْهُم لَبَنًا رَقِيقاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ وأَضْيافِه: وَقَدْ عُرِضُوا فأَبَوْا ؛ هُوَ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَمَعْنَاهُ أُطْعِمُوا وقُدِّمَ لَهم الطّعامُ، وعَرَّضَ فُلَانٌ إِذا دَامَ عَلَى أَكل العَرِيضِ، وَهُوَ الإِمَّرُ. وتَعَرَّضَ الرّفاقَ: سأَلَهم العُراضاتِ. وتَعَرَّضْتُ الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَي تَصَدَّيْتُ لَهُمْ أَسأَلهم. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَعَرَّضْتُ مَعْروفَهم ولِمَعْرُوفِهم أَي تَصَدَّيْتُ. وَجَعَلْتُ فُلَانًا عُرْضةً لِكَذَا أَي نَصَبْتُه لَهُ. والعارِضةُ: الشاةُ أَو الْبَعِيرُ يُصِيبه الدَّاءُ أَو السَّبُعُ أَو الْكَسْرُ فَيُنْحَرُ. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ لَا يأْكلون إِلا العَوارِض أَي لَا يَنْحَرُونَ الإِبل إِلا مِنْ دَاءٍ يُصِيبها، يَعِيبُهم بِذَلِكَ، وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ أَكَّالُونَ لِلْعَوارِضِ إِذا لَمْ يَنْحَرُوا إِلا مَا عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ أَو كسْرٌ خَوْفًا أَن يَمُوتَ فَلَا يَنْتَفِعُوا بِهِ، وَالْعَرَبُ تُعَيِّرُ بأَكله. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه بَعَثَ بُدْنَه مَعَ رَجُلٍ فَقَالَ: إِنْ عُرِضَ لَهَا فانْحَرْها أَي إِن أَصابَها مَرَضٌ أَو كَسْرٌ. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ عَرَضَتْ مِنْ إِبل فُلَانٍ عارِضةٌ أَي مَرِضَتْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَرِضَتْ، قَالَ: وأَجوده عَرَضَتْ؛ وأَنشد: إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ، ... فَلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وعَرَضَتِ الناقةُ أَي أَصابها كَسْرٌ أَو آفَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَكُمْ فِي الْوَظِيفَةِ الفَرِيضةُ وَلَكُمُ العارِضُ ؛ الْعَارِضُ الْمَرِيضَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَصابها كَسْرٌ. يُقَالُ: عَرَضَتِ النَّاقَةُ إِذا أَصابها آفةٌ أَو كَسْرٌ؛ أَي إِنا لَا نأْخُذُ ذاتَ العَيْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ. وعَرَضَت العارِضةُ تَعْرُضُ عَرْضاً: ماتتْ مِنْ مَرَض. وَتَقُولُ الْعَرَبُ إِذا قُرِّبَ إِليهم لَحْمٌ: أَعَبيطٌ أَم عَارِضَةٌ؟ فالعَبيط الَّذِي يُنحر مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، وَالْعَارِضَةُ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَفُلَانَةٌ عُرْضةٌ للأَزواج أَي قَوِيَّةٌ عَلَى الزَّوْجِ. وَفُلَانٌ عُرْضةٌ لِلشَّرِّ أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَى، إِذا عَرِقَتْ، ... عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ والجَمع؛ قَالَ جَرِيرٌ: وتلْقَى حُبَالَى عُرْضةً لِلْمراجِمِ «1» وَيُرْوَى: جُبَالَى. وفُلانٌ عُرْضةٌ لِكَذَا أَي مَعْرُوضٌ لَهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: طَلَّقْتهنّ، وَمَا الطَّلَاقُ بِسُنّة، ... إِنّ النِّساءَ لَعُرْضةُ التَّطْلِيقِ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا ؛ أَي نَصْباً لأَيْمانِكُم. الْفَرَّاءُ: لَا تَجْعَلُوا الْحَلِفَ بِاللَّهِ مُعْتَرِضاً مانِعاً لَكُمْ أَن تَبَرُّوا فَجَعَلَ العُرْضةَ بِمَعْنَى المُعْتَرِض وَنَحْوَ ذَلِكَ، قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى لَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنّ مَوْضِعَ أَن نَصْبٌ بِمَعْنَى عُرْضةً، الْمَعْنَى لَا تَعْتَرِضُوا بِالْيَمِينِ بِاللَّهِ فِي أَن تَبَرُّوا، فَلَمَّا سَقَطَتْ فِي أَفْضَى مَعْنَى الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ هُمْ ضُعَفاءُ عُرْضةٌ لِكُلِّ مَتَناوِلٍ إِذا كَانُوا نُهْزةً لِكُلِّ مَنْ أَرادهم. وَيُقَالُ: جَعَلْتُ فُلَانًا عُرْضةً لِكَذَا وَكَذَا أَي نَصَبْته لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَرِيبٌ مِمَّا قَالَهُ النَّحْوِيُّونَ لأَنه إِذا نُصِبَ فَقَدْ صَارَ مُعْتَرِضًا مَانِعًا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي نَصْباً مُعْتَرِضًا لأَيمانكم كالغَرَض الَّذِي هُوَ عُرضةٌ للرُّماة، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُوَّةً لأَيمانكم

_ (1). قوله [وتلقى إلخ] كذا بالأَصل.

أَي تُشَدِّدُونها بِذِكْرِ اللَّهِ. قَالَ: وَقَوْلُهُ عُرْضةً فُعْلة مَنْ عَرَضَ يَعْرِضُ. وَكُلُّ مانِعٍ مَنَعَك مِنْ شُغُلٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الأَمراضِ، فَهُوَ عارِضٌ. وَقَدْ عَرَضَ عارِضٌ أَي حَالَ حائلٌ ومَنَعَ مانِعٌ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: لَا تَعْرِضْ وَلَا تَعْرَض لِفُلَانٍ أَي لَا تَعْرِض لَهُ بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ يَقْصِدَ مُرادَه وَيَذْهَبَ مَذْهَبَهُ. وَيُقَالُ: سَلَكْتُ طَريق كَذَا فَعَرَضَ لِي فِي الطَّرِيقِ عَارِضٌ أَي جَبَلٌ شَامِخٌ قَطَعَ عَليَّ مَذْهَبي عَلَى صَوْبي. قَالَ الأَزهري: وللعُرْضةِ مَعْنًى آخَرُ وَهُوَ الَّذِي يَعْرِضُ لَهُ النَّاسُ بِالْمَكْرُوهِ ويَقَعُونَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وإِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً ... يَتَامى أَيَامى عُرْضةً للْقَبائِلِ أَي نَصْباً لِلْقَبَائِلِ يَعْتَرِضُهم بالمكْرُوهِ مَنْ شاءَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: فُلَانٌ عُرْضةٌ لِلنَّاسِ لَا يَزالون يَقَعُونَ فِيهِ. وعَرَضَ لَهُ أَشَدَّ العَرْضِ واعْتَرَضَ: قابَلَه بِنَفْسِهِ. وعَرِضَتْ لَهُ الغولُ وعَرَضَت، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، عَرَضاً وعَرْضاً: بَدَتْ. والعُرْضِيَّةُ: الصُّعُوبَةُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَرْكَبَ رأْسه مِنَ النَّخْوة. وَرَجُلٌ عُرْضِيٌّ: فِيهِ عُرْضِيَّةٌ أَي عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوَةٌ وصُعُوبةٌ. والعُرْضِيَّةُ فِي الْفَرَسِ: أَن يَمْشِيَ عَرْضاً. وَيُقَالُ: عَرَضَ الفرسُ يَعْرِضُ عَرْضاً إِذا مَرَّ عارِضاً فِي عَدْوِه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الخَيْشُوما وَذَلِكَ إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه ورأْسَه مَائِلًا. والعُرُضُ، مُثَقَّل: السيرُ فِي جَانِبٍ، وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الْخَيْلِ مَذْمُومٌ فِي الإِبل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ حُمَيْدٍ: مُعْتَرِضاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتِ، ... يُصْبِحْنَ فِي القَفْرِ أتاوِيّاتِ «1» أَي يَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ فِي هَذَا الرَّجَزِ: إِن اعْتِرَاضَهُنَّ لَيْسَ خِلْقَةً وإِنما هُوَ لِلنَّشَاطِ وَالْبَغْيِ. وعُرْضِيٌّ: يَعْرِضُ فِي سَيْرِهِ لأَنه لَمْ تَتِمَّ رِيَاضَتُهُ بَعْدُ. وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ: فِيهَا صُعُوبةٌ. والعُرْضِيَّةُ: الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ. وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّة: لَمْ تَذِلّ كُلَّ الذُّلِّ، وَجَمَلٌ عُرْضِيٌّ: كَذَلِكَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُهُ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَصَفَ فِيهِ نَفْسَهُ وسِياسَته وحُسْنَ النَّظَرِ لِرَعِيَّتِهِ فَقَالَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِني أَضُمُّ العَتُودَ وأُلْحِقُ القَطُوفَ وأَزجرُ العَرُوضَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: العَرُوضُ العُرْضِيَّةُ مِنَ الإِبل الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ وسَطُها الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا ثُمَّ تُساقُ وَسَطَ الإِبل المحمَّلة، وإِن رَكِبَهَا رَجُلٌ مَضَتْ بِهِ قُدُماً وَلَا تَصَرُّفَ لِرَاكِبِهَا، قَالَ: إِنما أَزجر العَرُوضَ لأَنها تَكُونُ آخِرَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَرُوض، بِالْفَتْحِ، الَّتِي تأْخذ يَمِينًا وَشِمَالًا وَلَا تَلْزَمُ الْمَحَجَّةَ، يَقُولُ: أَضربه حَتَّى يَعُودَ إِلى الطَّرِيقِ، جَعَلَهُ مَثَلًا لِحُسْنِ سِيَاسَتِهِ للأُمة. وَتَقُولُ: نَاقَةٌ عَرَوضٌ وَفِيهَا عَرُوضٌ وَنَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ وَفِيهَا عُرْضِيَّةٌ إِذا كَانَتْ رَيِّضاً لَمْ تُذَلَّلْ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَاقَةٌ عَرُوضٌ إِذا قَبِلَتْ بَعْضَ الرِّيَاضَةِ وَلَمْ تَسْتَحْكِم؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ ابْنِ أَحمر يَصِفُ جَارِيَةً: ومَنَحْتُها قَوْلي عَلَى عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ، أُداري ضِغْنَها بِتَوَدُّدِ

_ (1). قوله [معترضات إلخ] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح تقديم العجز عكس ما هنا.

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: شَبَّهَهَا بِنَاقَةٍ صَعْبَةٍ فِي كَلَامِهِ إِياها وَرِفْقِهِ بِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنَحْتُها أَعَرْتُها وأَعطيتها. وعُرْضِيَّةٍ: صُعوبة فكأَن كَلَامَهُ نَاقَةٌ صَعْبَةٌ. وَيُقَالُ: كَلَّمْتُهَا وأَنا عَلَى نَاقَةٍ صَعْبَةٍ فِيهَا اعْتِرَاضٌ. والعُرْضِيُّ: الَّذِي فِيهِ جَفاءٌ واعْتِراضٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُ والمِعْراضُ، بِالْكَسْرِ: سَهْمٌ يُرْمَى بِهِ بِلَا رِيشٍ وَلَا نَصْل يَمْضِي عَرْضاً فَيُصِيبُ بعَرْضِ الْعُودِ لَا بِحَدِّهِ. وَفِي حَدِيثِ عَدِيّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْمي بالمِعْراضِ فَيَخْزِقُ، قَالَ: إِنْ خَزَقَ فَكُلْ وإِن أَصابَ بعَرضِه فَلَا تَأْكُلْ ، أَراد بالمِعْراضِ سَهْمًا يُرْمَى بِهِ بِلَا رِيش، وأَكثر مَا يُصِيبُ بعَرْض عُوده دُونَ حَدِّه. والمَعْرِضُ: المَكانُ الَّذِي يُعْرَضُ فِيهِ الشيءُ. والمِعْرَضُ: الثَّوْبُ تُعْرَضُ فِيهِ الْجَارِيَةُ وتُجَلَّى فِيهِ، والأَلفاظ مَعارِيضُ المَعاني، مِنْ ذَلِكَ، لأَنها تُجَمِّلُها. والعارِضُ: الخَدُّ، يُقَالُ: أَخذ الشَّعْرَ مِنْ عارِضَيْهِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عارِضا الْوَجْهِ وعَرُوضَاه جَانِبَاهُ. والعارِضانِ: شِقَّا الفَم، وَقِيلَ: جَانِبَا اللِّحية؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: لَا تُؤاتِيكَ، إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجْهَدَ ... فِي العارِضَيْنِ مِنْك القَتِير والعَوارِضُ: الثَّنايا سُميت عَوارِضَ لأَنها فِي عُرْضِ الفَم. والعَوارِضُ: مَا وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ مِنَ الأَسنان، وَقِيلَ: هِيَ أَرْبع أَسْنان تَلي الأَنيابَ ثُمَّ الأَضْراسُ تَلي العَوارِضَ؛ قَالَ الأَعشى: غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُول عَوارِضُها، ... تَمْشِي الهُوَيْنا كَمَا يَمْشي الوجِي الوَحِلُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَوارِضُ مِنَ الأَضْراسِ، وَقِيلَ: عارِضُ الفَمِ مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ؛ قَالَ كَعْبٌ: تَجْلُو عوارِضَ ذِي ظَلْمٍ، إِذا ابْتَسَمَتْ، ... كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ يَصِفُ الثَّنايا وَمَا بَعْدَهَا أَي تَكْشِفُ عَنْ أَسْنانها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لِتَنْظُرَ إِلى امرأَة فَقَالَ: شَمِّي عَوارِضَها ، قَالَ شَمِرٌ: هِيَ الأَسنان الَّتِي فِي عُرْضِ الْفَمِ وَهِيَ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضراس، وَاحِدُهَا عارضٌ، أَمَرَها بِذَلِكَ لتَبُورَ بِهِ نَكْهَتَها وَرِيحَ فَمِها أَطَيِّبٌ أَم خَبِيثٌ. وامرأَة نقِيَّةُ العَوارِض أَي نقِيَّةُ عُرْضِ الْفَمِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَتَذْكرُ يَومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها، ... بِفَرْعِ بَشامةٍ، سُقيَ البَشامُ قَالَ أَبو نَصْرٍ: يَعْنِي بِهِ الأَسنان مَا بَعْدَ الثَّنَايَا، وَالثَّنَايَا لَيْسَتْ مِنَ العَوارِضِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العارِضُ النابُ والضِّرْسُ الَّذِي يَلِيهِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ إِلى الضِّرْس وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ: هَزِئَتْ مَيّةُ أَنْ ضاحَكْتُها، ... فَرَأَتْ عارِضَ عَوْدٍ قَدْ ثَرِمْ قَالَ: والثَّرَمُ لَا يَكُونُ فِي الثَّنَايَا «2»، وَقِيلَ: العَوارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضراس، وَقِيلَ: الْعَوَارِضُ

_ (2). قوله [لَا يَكُونُ فِي الثَّنَايَا] كذا بالأَصل، وبهامشه صوابه: لَا يَكُونُ إِلا فِي الثنايا انتهى. وهو كذلك في الصحاح وشرح ابن هشام لقصيد كعب بن زهير، رضي الله عنه.

ثَمَانِيَةٌ، فِي كُلِّ شِقٍّ أَربعةٌ فَوْقُ وأَربعة أَسفل، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي العارضِ بِمَعْنَى الأَسنان: وعارِضٍ كجانبِ العِراقِ، ... أَبَنْت بَرّاقاً مِنَ البَرّاقِ العارِضُ: الأَسنان، شَبَّهَ استِواءَها بِاسْتِوَاءِ أَسْفَلِ القرْبة، وَهُوَ العِراقُ للسيْرِ الَّذِي فِي أَسفل القِرْبة؛ وأَنشد أَيضاً: لَمَّا رأَيْنَ دَرَدِي وسِنِّي، ... وجَبْهةً مِثْلَ عِراقِ الشَّنِّ، مِتُّ عَلَيْهِنَّ، ومِتْنَ مِنِّي قَوْلُهُ: مُتّ عَلَيْهِنَّ أَسِفَ عَلَى شَبَابِهِ، وَمُتْنَ هُنّ مِنْ بُغْضِي؛ وَقَالَ يَصِفُ عَجُوزًا: تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ عِراقِ الشَّنِ أَراد بِعِراقِ الشَّنِّ أَنه أَجْلَحُ أَي عَنْ دَرادِرَ اسْتَوَتْ كأَنها عِراقُ الشَّنِّ، وَهِيَ القِرْبةُ. وعارِضةُ الإِنسان: صَفْحتا خَدَّيْهِ؛ وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ خَفِيفُ العارِضَيْنِ يُرَادُ بِهِ خِفَّةَ شَعْرِ عَارِضِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ سَعادةِ المرءِ خِفّة عارِضَيْه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العارِضُ مِنَ اللِّحْيَةِ مَا يَنْبُتُ عَلَى عُرْضِ اللَّحْيِ فَوْقَ الذقَن. وعارِضا الإِنسان: صَفْحَتَا خَدَّيْهِ، وخِفَّتُهما كِنَايَةٌ عَنْ كَثْرَةِ الذكرِ لِلَّهِ تَعَالَى وحركتِهما بِهِ؛ كَذَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ. وَقَالَ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فُلَانٌ خَفِيفٌ الشفَةِ إِذا كَانَ قَلِيلَ السُّؤَالِ لِلنَّاسِ، وَقِيلَ: أَراد بِخِفَّةِ الْعَارِضَيْنِ خِفَّةَ اللِّحْيَةِ، قَالَ: وَمَا أَراه مُنَاسِبًا. وعارضةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ. وعُرْضا الأَنف، وَفِي التَّهْذِيبِ: وعُرْضا أَنْفِ الْفَرَسِ مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قصَبته فِي حَافَّتَيْهِ جَمِيعًا. وعارِضةُ الْبَابِ: مِساكُ العِضادَتَيْنِ مِنْ فوقُ محاذِيةً للأُسْكُفّةِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الأَهتم قَالَ للزبْرِقانِ: إِنه لَشَدِيدُ العارضةِ أَي شدِيد الناحيةِ ذُو جَلَدٍ وصَرامةٍ، وَرَجُلٌ شديدُ العارضةِ مِنْهُ عَلَى الْمَثَلِ. وإِنه لذُو عارضةٍ وعارضٍ أَي ذُو جلَدٍ وصَرامةٍ وقُدْرةٍ عَلَى الْكَلَامِ مُفَوّهٌ، عَلَى الْمِثْلِ أَيضاً. وعَرَضَ الرجلُ: صَارَ ذَا عَارِضَةٍ. والعارضةُ: قوّةُ الكلامِ وَتَنْقِيحُهُ والرأْيُ الجَيِّدُ. والعارِضُ: سَقائِفُ المَحْمِل. وعوارِضُ البيتِ: خشَبُ سَقْفِه المُعَرَّضةُ، الْوَاحِدَةُ عارِضةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَصَبْتُ عَلَى بَابِ حُجْرتي عَباءةً مَقْدَمَه مِنْ غَزاة خَيْبَرَ أَو تَبُوكَ فهَتَكَ العَرْضَ حَتَّى وقَع بالأَرض ؛ حَكَى ابْنُ الأَثير عَنِ الْهَرَوِيِّ قَالَ: الْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بِالضَّادِ، وهو بالصاد والسين، وهو خَشَبَةٌ تُوضَعُ عَلَى الْبَيْتِ عَرْضاً إِذا أَرادوا تَسْقِيفَهُ ثُمَّ تُلْقى عَلَيْهِ أَطرافُ الخشَب القِصار، وَالْحَدِيثُ جَاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَشَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي المَعالِم، وَفِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَالَ الرَّاوِي العَرْص وَهُوَ غَلَطٌ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ العَرْصُ، بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ لأَنه يُوضَعُ عَلَى الْبَيْتِ عَرْضاً. والعِرَضُّ: النَّشاطُ أَو النَّشِيطُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ: إِنّ لَها لَسانِياً مِهَضّا، ... عَلَى ثَنايا القَصْدِ، أَوْ عِرَضّا السَّانِي: الَّذِي يَسْنُو عَلَى الْبَعِيرِ بِالدَّلْوِ؛ يَقُولُ: يَمُرُّ عَلَى مَنْحاتِه بالغَرْبِ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمَةٍ وعِرِضَّى مِنَ النَّشاطِ، قَالَ: أَو يَمُرُّ عَلَى اعْتراضٍ مِنْ نَشاطِه. وعِرِضّى، فِعِلَّى، مِنَ الاعْتراضِ مِثْلُ الجِيَضِّ والجِيِضَّى: مَشْيٌ فِي مَيَلٍ. والعِرَضَّةُ

والعِرَضْنةُ: الاعْتِراضُ فِي السَّيْرِ مِنَ النَّشاطِ. وَالْفَرَسُ تَعْدُو العِرَضْنى والعِرَضْنةَ والعِرَضْناةَ أَي مُعْتَرِضةً مَرَّةً مِنْ وَجْهٍ وَمَرَّةً مِنْ آخَرَ. وَنَاقَةٌ عِرَضْنةٌ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الرَّاءِ: مُعْتَرِضةٌ فِي السَّيْرِ لِلنَّشَاطِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرِدْ بِنا، فِي سَمَلٍ لَمْ يَنْضُبِ، ... مِنْها عِرَضْناتٌ عِراضُ الأَرْنُبِ العِرْضْناتُ هَاهُنَا: جَمْعُ عِرَضْنةٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُقَالُ عِرَضْنةٌ إِنما العِرَضْنةُ الاعْتراضُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَعْدو العِرَضْنةَ، وَهُوَ الَّذِي يَسْبِقُ فِي عَدْوه، وَهُوَ يَمْشِي العِرَضْنى إِذا مَشَى مِشْيةً فِي شَقٍّ فِيهَا بَغْيٌ مِنْ نَشاطه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: عِرَضْنةُ لَيْلٍ ففي العِرَضْناتِ جُنَّحا أَي مِنَ العِرَضْناتِ كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ مِنَ الرِّجَالِ. وامرأَة عِرَضْنةٌ: ذَهَبَتْ عَرْضاً مِنْ سِمَنِها. وَرَجُلٌ عِرْضٌ وامرأَة عِرْضةٌ وعِرْضَنٌ وعِرْضَنةٌ إِذا كَانَ يَعْتَرِضُ النَّاسَ بِالْبَاطِلِ. وَنَظَرْتُ إِلى فُلَانٍ عِرَضْنةً أَي بِمُؤَخَّر عَيْني. وَيُقَالُ فِي تَصْغِيرِ العِرَضْنى عُرَيْضِنٌ تَثْبُتُ النونُ لأَنها مُلْحَقَةٌ وَتُحْذَفُ الْيَاءُ لأَنها غَيْرُ مُلْحَقَةٍ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُعارِضُ مِنَ الإِبلِ العَلُوقُ وَهِيَ الَّتِي ترأَم بأَنْفِها وتَمْنَعُ دَرَّها. وَبَعِيرٌ مُعارِضٌ إِذا لَمْ يَسْتَقم فِي القِطار. والإِعْراضُ عَنِ الشَّيْءِ: الصدُّ عَنْهُ. وأَعْرَضَ عَنْهُ: صَدّ. وعَرَضَ لَكَ الخيرُ يَعْرِضُ عُروضاً وأَعْرَضَ: أَشْرَفَ. وتَعَرَّضَ مَعْرُوفَه وَلَهُ: طَلَبَه؛ وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ جِنِّي التَّعْرِيضَ فِي قَوْلِهِ: كَانَ حَذْفُه أَو التَّعْرِيضُ لحَذْفِه فَسَادًا فِي الصنْعة. وعارَضَه فِي السَّيْرِ: سَارَ حِياله وَحَاذَاهُ. وعارَضَه بِمَا صَنَعَه: كافأَه. وَعَارَضَ البعيرُ الريحَ إِذا لَمْ يَسْتَقْبِلْهَا وَلَمْ يَسْتَدْبِرْهَا. وأَعْرَض الناقةَ عَلَى الْحَوْضِ وعَرَضَها عَرْضاً: سامَها أَن تَشْرَبَ، وعَرَضَ عَلَيّ سَوْمَ عالّةٍ: بِمَعْنَى قَوْلِ الْعَامَّةِ عَرْضَ سابِرِيّ. وَفِي الْمَثَلِ: عَرْضَ سابِرِيّ، لأَنه يُشترى بأَوّل عَرْض وَلَا يُبالَغُ فِيهِ. وعَرَضَ الشيءُ يَعْرِضُ: بَدَا. وعُرَضَّى: فُعَلَّى مِنَ الإِعْراضِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. ولقِيه عارِضاً أَي باكِراً، وَقِيلَ: هُوَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً. وعارضاتُ الوِرْد أَوّله؛ قَالَ: كِرامٌ يَنالُ الماءَ قَبْلَ شفاهِهِمْ، ... لَهُمْ عارِضات الوِرْدِ شُمُّ المَناخِرِ لَهُمْ مِنْهُمْ؛ يَقُولُ: تقَع أُنوفُهم فِي الْمَاءِ قَبْلَ شِفاههم فِي أَوّل وُرُودِ الوِرْدِ لأَن أَوّله لَهُمْ دُونَ النَّاسِ. وعَرَّضَ لِي بِالشَّيْءِ: لَمْ يُبَيِّنْه. وتَعَرَّضَ: تعَوَّجَ. يُقَالُ: تعرَّض الجملُ فِي الجبَل أَخَذ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ فَاحْتَاجَ أَن يأْخذ يَمِينًا وَشِمَالًا لِصُعُوبَةِ الطَّرِيقِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ذُو البِجادين المزنيُّ وَكَانَ دليلَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ وَهُوَ يقودُها بِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى ثَنِيّةِ رَكوبةَ، وَسُمِّيَ ذَا البِجادَيْنِ لأَنه حِينَ أَراد الْمَسِيرَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَطَعَتْ لَهُ أُمّه بِجاداً بِاثْنَيْنِ فَأْتَزَرَ بِوَاحِدٍ وارْتَدى بآخَر: تَعَرَّضِي مَدارِجاً وسُومي، ... تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ، هُوَ أَبُو القاسِمِ فاسْتَقِيمي

وَيُرْوَى: هَذَا أَبو الْقَاسِمِ. تَعَرَّضِي: خُذِي يَمْنةً ويَسْرةً وتَنَكَّبي الثَّنَايَا الغِلاظ تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ لأَن الْجَوْزَاءَ تَمُرُّ عَلَى جَنْبٍ مُعارضةً لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ فِي السَّمَاءِ؛ قَالَ لَبِيدٍ: أَو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنّ وِشامُها قَالَ ابْنُ الأَثير: شَبَّهَهَا بِالْجَوْزَاءِ لأَنها تَمُرُّ مُعْتَرِضَةً فِي السَّمَاءِ لأَنها غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الْكَوَاكِبِ فِي الصُّورَةِ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: مَدْخُوسةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ أَي أَنها تَعْتَرِضُ فِي مَرْتَعِها. والمَدارِجُ: الثَّنَايَا الغِلاظُ. وعَرَّضَ لِفُلَانٍ وَبِهِ إِذا قَالَ فِيهِ قَوْلًا وَهُوَ يَعِيبُه. الأَصمعي: يُقَالُ عَرَّضَ لِي فُلَانٌ تَعْرِيضاً إِذا رَحْرَحَ بِالشَّيْءِ وَلَمْ يبيِّن. والمَعارِيضُ مِنَ الْكَلَامِ: مَا عُرِّضَ بِهِ وَلَمْ يُصَرَّحْ. وأَعْراضُ الكلامِ ومَعارِضُه ومَعارِيضُه: كَلَامٌ يُشْبِهُ بعضهُ بَعْضًا فِي الْمَعَانِي كَالرَّجُلِ تَسْأَله: هَلْ رأَيت فُلَانًا؟ فَيَكْرَهُ أَن يَكْذِبَ وَقَدْ رَآهُ فَيَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لَيُرَى؛ وَلِهَذَا الْمَعْنَى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ: مَا أُحِبُّ بمَعارِيضِ الكلامِ حُمْرَ النَّعَم؛ وَلِهَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ حِينَ اتَّهَمَتْهُ امرأَته فِي جَارِيَةٍ لَهُ، وَقَدْ كَانَ حَلِفَ أَن لَا يقرأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنب، فأَلَحَّتْ عَلَيْهِ بأَن يقرأَ سُورَةً فأَنشأَ يَقُولُ: شَهِدْتُ بأَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ، ... وأَنَّ النارَ مَثْوَى الكافِرِينا وأَنَّ العَرْشَ فوْقَ الماءِ طافٍ، ... وفوقَ العَرْشِ رَبُّ العالَمِينا وتَحْمِلُه ملائكةٌ شِدادٌ، ... ملائكةُ الإِلهِ مُسَوَّمِينا قَالَ: فَرَضِيَتِ امرأَته لأَنها حَسِبَتْ هَذَا قُرْآنًا فَجَعَلَ ابْنُ رَوَاحَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَذَا عَرَضاً ومِعْرَضاً فِرَارًا مِنَ الْقِرَاءَةِ. والتعْرِيضُ: خِلَافُ التَّصْرِيحِ. والمَعارِيضُ: التَّوْرِيةُ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ. وَفِي الْمَثَلِ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، مَرْفُوعٌ: إِنَّ فِي المَعاريضِ لَمَنْدُوحةً عَنِ الْكَذِبِ أَي سَعةً؛ المَعارِيضُ جَمْعُ مِعْراضٍ مِنَ التعريضِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَا فِي المَعارِيض مَا يُغْني الْمُسْلِمَ عَنِ الْكَذِبِ ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أُحب بمَعارِيضِ الْكَلَامِ حُمْر النعَم. وَيُقَالُ: عَرّض الكاتبُ إِذا كَتَبَ مُثَبِّجاً وَلَمْ يُبَيِّنِ الْحُرُوفَ وَلَمْ يُقَوِّمِ الخَطّ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلشَّمَّاخِ: كَمَا خَطَّ عِبْرانِيّةً بيَمينه، ... بتَيماءَ، حَبْرٌ ثُمَّ عَرَّضَ أَسْطُرا والتَّعْرِيضُ فِي خِطْبةِ المرأَة فِي عِدَّتِهَا: أَن يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ يُشْبِهُ خِطْبتها وَلَا يُصَرِّحَ بِهِ، وَهُوَ أَن يَقُولَ لَهَا: إِنك لَجَمِيلَةٌ أَو إِن فِيكِ لبقِيّة أَو إِن النِّسَاءَ لَمِنْ حَاجَتِي. وَالتَّعْرِيضُ قَدْ يَكُونُ بِضَرْبِ الأَمثال وَذِكْرِ الأَلغاز فِي جُمْلَةِ الْمَقَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لعَديّ بْنِ حَاتِمٍ إِن وِسادَكَ لعَرِيضٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنك لعَريضُ القَفا ، كَنى بالوِساد عَنِ النَّوْمِ لأَن النَّائِمَ يتَوَسَّدُ أَي إِن نَوْمَكَ لَطَوِيلٌ كَثِيرٌ، وَقِيلَ: كَنَى بِالْوِسَادِ عَنْ مَوْضِعِ الْوِسَادِ مِنْ رأْسه وَعُنُقِهِ، وَتَشْهَدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ فإِنّ عِرَضَ الْقَفَا كِنَايَةٌ عَنِ السِّمَن، وَقِيلَ: أَراد مَنْ أَكل مَعَ الصُّبْحِ فِي صَوْمِهِ أَصبح عَريضَ الْقَفَا لأَن الصَّوْمَ لَا يؤثِّر فِيهِ.

والمُعَرَّضةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْبِكْرُ قَبْلَ أَن تُحْجَبَ وَذَلِكَ أَنها تُعْرَضُ عَلَى أَهل الْحَيِّ عَرْضةً لِيُرَغِّبُوا فِيهَا مَنْ رَغِبَ ثُمَّ يَحْجبونها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَيالِيَنا إِذْ لَا تزالُ تَرُوعُنا، ... مُعَرَّضةٌ مِنْهُنَّ بِكْرٌ وثَيِّبُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنا لَهُ، وَمَنْ مَشى عَلَى الكَلّاءِ أَلْقَيْناه فِي النَّهَرِ ؛ تفسيرُه: مَنْ عَرَّضَ بالقَذْف عَرَّضْنا لَهُ بتأْديب لَا يَبْلُغُ الحَدّ، وَمَنْ صَرَّحَ بِالْقَذْفِ برُكُوبه نَهَرَ الحَدّ أَلقيناه فِي نَهَرِ الْحَدِّ فحَدَدْناه؛ والكلَّاء مَرْفأُ السفُن فِي الْمَاءِ، وَضَرَبَ الْمَشْيَ عَلَى الكلَّاء مَثَلًا لِلتَّعْرِيضِ لِلْحَدِّ بِصَرِيحِ الْقَذْفِ. والعَرُوضُ: عَرُوضُ الشِّعْرِ وَهِيَ فَواصِلُ أَنصاف الشعْر وَهُوَ آخِرُ النِّصْفِ الأَول مِنَ الْبَيْتِ، أُنْثَى، وَكَذَلِكَ عَرُوض الْجَبَلِ، وَرُبَّمَا ذُكِّرتْ، وَالْجَمْعُ أَعارِيضُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَسُمِّيَ عَرُوضاً لأَن الشِّعْرَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ، فَالنِّصْفُ الأَول عَروضٌ لأَن الثَّانِيَ يُبْنى عَلَى الأَول وَالنِّصْفُ الأَخير الشَّطْرُ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ العَروضَ طَرائق الشعْر وعَمُودَه مِثْلَ الطَّوِيلِ يَقُولُ هُوَ عَرُوضٌ وَاحِدٌ، واخْتِلافُ قَوافِيه يُسَمَّى ضُرُوباً، قَالَ: ولكُلٍّ مقَالٌ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وإِنما سُمِّيَ وَسَطُ الْبَيْتِ عَرُوضاً لأَن الْعَرُوضَ وَسَطُ الْبَيْتِ مِنَ البِناء، والبيتُ مِنَ الشعْر مَبنيّ فِي اللَّفْظِ عَلَى بِنَاءِ الْبَيْتِ الْمَسْكُونِ لِلْعَرَبِ، فَقِوامُ الْبَيْتِ مِنَ الْكَلَامِ عَرُوضُه كَمَا أَنّ قِوامَ الْبَيْتِ مِنَ الخِرَقِ العارضةُ الَّتِي فِي وَسَطِهِ، فَهِيَ أَقْوَى مَا فِي بَيْتِ الْخَرْقِ، فَلِذَلِكَ يَجِبُ أَن تَكُونَ الْعُرُوضُ أَقوى مِنَ الضرْب، أَلا تَرَى أَن الضُّروبَ النقصُ فِيهَا أَكثر مِنْهُ فِي الأَعارِيض؟ والعَرُوضُ: مِيزانُ الشعْر لأَنه يُعارَضُ بِهَا، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَلَا تُجْمَعُ لأَنها اسْمُ جِنْسٍ. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَخاف أَن يَكُونَ عُرِضَ لَهُ أَي عَرَضَ لَهُ الْجِنُّ وأَصابَه مِنْهُمْ مَسٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزَّبِيرِ وزَوجتِه: فاعتُرِضَ عَنْهَا أَي أَصابَه عَارِضٌ مِنْ مرَضٍ أَو غَيْرِهِ منَعَه عَنْ إِتيانها. وَمَضَى عَرْضٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي ساعةٌ. وعارِضٌ وعرِيضٌ ومُعْتَرِضٌ ومُعَرِّضٌ ومُعْرِضٌ: أَسماء؛ قَالَ: لَوْلا ابْن حارِثةَ الأَميرُ لَقَدْ ... أَغْضَيْتُ مِنْ شَتْمي عَلَى رَغْمي «1» إِلَّا كَمُعْرِضٍ المُحَسِّر بَكْرَه ... عَمْداً يُسَبِّبُني عَلَى الظُّلْمِ الْكَافُ فِيهِ زَائِدَةٌ وَتَقْدِيرُهُ إِلا مُعْرِضاً. وعُوارضٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ: جبَل أَو مَوْضِعٌ؛ قَالَ عامرُ بْنُ الطُّفَيْل: فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارضاً، ... ولأُقْبِلَنَّ الخيْلَ لابةَ ضَرْغَدِ أَي بِقَناً وبعُوارِضٍ، وَهُمَا جَبَلَانِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ بِبِلَادٍ طَيِّءٍ وَعَلَيْهِ قَبْرُ حَاتِمٍ؛ وَقَالَ فِيهِ الشَّمَّاخُ: كأَنَّها، وَقَدْ بَدا عُوارِضُ، ... وفاضَ مِنْ أَيْدِيهِنّ فائضُ وأَدَبِيٌّ فِي القَتامِ غامِضُ، ... وقِطْقِطٌ حيثُ يَحُوضُ الحائضُ والليلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رابِضُ، ... بجَلْهةِ الوادِي، قَطاً نَواهِضُ

_ (1). قوله [لَوْلَا ابْنُ حَارِثَةَ الأَمير لقد] كذا بالأَصل.

والعَرُوضُ: جَبَلٌ؛ قَالَ ساعِدةُ بْنُ جُؤَيّة: أَلمْ نَشْرِهمْ شَفْعاً، وتُتْرَكَ منْهُمُ ... بجَنْبِ العَرُوضِ رِمّةٌ ومَزاحِفُ؟ والعُرَيْضُ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، مُصَغَّرٌ: وادٍ بِالْمَدِينَةِ بِهِ أَموالٌ لأَهلها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سُفْيَانَ: أَنه خرَج مِنْ مَكَّةَ حَتَّى بَلَغَ العُرَيْضَ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: ساقَ خَلِيجاً مِنَ العُرَيْضِ. والعَرْضِيُّ: جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ النَّضْرُ: وَيُقَالُ مَا جاءكَ مِنَ الرأْي عَرَضاً خَيْرٌ مِمَّا جَاءَكَ مُسْتَكْرَهاً أَي مَا جَاءَكَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فِكْر. وَقَوْلُهُمْ: عُلِّقْتُها عَرَضاً إِذا هَوِيَ امرأَةً أَي اعْتَرَضَتْ فَرَآهَا بَغْتة مِنْ غَيْرِ أَن قَصَد لِرُؤْيَتِهَا فَعَلِقَها مِنْ غَيْرِ قصدٍ؛ قَالَ الأَعشى: عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّقَتْ رَجُلًا ... غَيْري، وعُلِّقَ أُخْرى غيْرَها الرجُلُ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ عُلِّقْتُها عرَضاً أَي كَانَتْ عرَضاً مِنَ الأَعْراضِ اعْتَرَضَني مِنْ غَيْرِ أَن أَطْلُبَه؛ وأَنشد: وإِمّا حُبُّها عَرَضٌ، وإِمّا ... بشاشةُ كلِّ عِلْقٍ مُسْتَفاد يَقُولُ: إِما أَن يَكُونَ الَّذِي مِنْ حُبِّهَا عرَضاً لَمْ أَطلبه أَو يَكُونَ عِلْقاً. وَيُقَالُ: أَعرَض فُلَانٌ أَي ذهَب عرْضاً وَطُولًا. وَفِي المثلِ: أَعْرَضْتَ القِرْفةَ، وَذَلِكَ إِذا قِيلَ لِلرَّجُلِ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: بَنِي فُلَانٍ لِلْقَبِيلَةِ بأَسْرِها. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَبرزناها حَتَّى نَظَرَ إِليها الْكُفَّارُ، وَلَوْ جَعَلْتَ الفِعْلَ لَهَا زدْتَ أَلفاً فَقُلْتَ: أَعْرَضَتْ هِيَ أَي ظَهَرَتْ وَاسْتَبَانَتْ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: فأَعْرَضَتِ اليمامةُ، واشْمَخَرَّتْ ... كأَسيافٍ بأَيدي مُصْلِتينا أَي أَبْدَتْ عُرْضَها ولاحَتْ جِبالُها لِلنَّاظِرِ إِليها عارِضةً. وأَعْرَضَ لَكَ الْخَيْرُ إِذا أَمْكَنكَ. يُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظبْيُ أَي أَمْكَنكَ مِنْ عُرْضِه إِذا وَلَّاك عُرْضَه أَي فارْمه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَفاطِمَ، أَعْرِضِي قَبْلَ الْمَنَايَا، ... كَفى بالموْتِ هَجْراً واجْتِنابا أَي أَمكِني. وَيُقَالُ: طَأْ مُعْرِضاً حَيْثُ شِئْتَ أَي ضَعْ رِجْلَيْكَ حَيْثُ شِئْتَ أَي وَلَا تَتَّق شَيْئًا قَدْ أَمكن ذَلِكَ. واعْتَرَضْتُ الْبَعِيرَ: رَكِبْتُه وَهُوَ صَعْبٌ. واعْتَرضْتُ الشَّهْرَ إِذا ابتدأْته مِنْ غَيْرِ أَوله. وَيُقَالُ: تَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ وعرَض لِي يَعْرِضُ يَشْتِمُني ويُؤْذِيني. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ تعرَّض لِي فُلَانٌ بِمَا أَكره واعتَرَضَ فُلَانٌ فُلَانًا أَي وَقَعَ فِيهِ. وعارَضَه أَي جانَبَه وعَدَلَ عَنْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ عارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ، كأَنَّه ... قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافِرُ وَيُقَالُ: ضرَب الفحلُ الناقةَ عِراضاً، وَهُوَ أَن يُقَادَ إِليها ويُعْرَضَ عَلَيْهَا إِن اشْتَهَتْ ضرَبَها وإِلا فَلَا وَذَلِكَ لكَرَمها؛ قَالَ الرَّاعِي: قلائِصُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعارةً ... عِراضاً، وَلَا يُشْرَيْنَ إِلَّا غَوالِيا وَمِثْلُهُ لِلطِّرِمَّاحِ: ....... ونِيلَتْ ... حِينَ نِيلتْ يَعارةً فِي عِراضِ

أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لَقِحَتْ ناقةُ فُلَانٍ عِراضاً، وَذَلِكَ أَن يُعارِضَها الفحلُ مُعَارَضَةً فيَضْرِبَها مِنْ غَيْرِ أَن تَكُونَ فِي الإِبل الَّتِي كَانَ الفحلُ رَسِيلًا فِيهَا. وَبَعِيرٌ ذُو عِراضٍ: يُعارِضُ الشَّجَرَ ذَا الشوْكِ بفِيه. والعارِضُ: جانِبُ العِراق؛ والعريضُ الَّذِي فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ اسْمُ جَبَلٍ وَيُقَالُ اسْمُ وَادٍ: قَعَدْتُ لَهُ، وصُحْبتي بَيْنَ ضارِجٍ ... وبَيْنَ تِلاعِ يَثْلَثٍ، فالعَرِيضِ أَصابَ قُطَيَّاتٍ فَسالَ اللِّوى لَهُ، ... فَوادي البَدِيّ فانْتَحى لليَرِيضِ «2» وعارَضْتُه فِي المَسِير أَي سِرْتُ حِيَالَهُ وحاذَيْتُه. وَيُقَالُ: عَارَضَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَخذ فِي طَرِيقٍ وَأَخَذَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ فَالْتَقَيَا. وعارَضْتُه بِمِثْلِ مَا صَنَعَ أَي أَتيت إِليه بِمِثْلِ مَا أَتى وَفَعَلْتُ مِثْلَ مَا فَعَلَ. وَيُقَالُ: لَحْمٌ مُعَرَّضٌ لِلَّذِي لَمْ يُبالَغْ فِي إِنْضاجِه؛ قَالَ السُّلَيْك بْنُ السُّلَكةِ السَّعْدِيُّ: سَيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ، ... وماءُ قُدُورٍ فِي الجِفانِ مَشِيبُ وَيُرْوَى بِالضَّادِ وَالصَّادِ. وسأَلته عُراضةَ مالٍ وعَرْضَ مَالٍ وعَرَضَ مالٍ فَلَمْ يُعْطِنِيهِ. وقَوْسٌ عُراضةٌ أَي عَرِيضةٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: لَمّا رَأَى أَنْ لَيْسَ عنهمْ مَقْصَرٌ، ... قَصَرَ اليَمِينَ بكلِّ أَبْيَضَ مِطْحَرِ وعُراضةِ السِّيَتَينِ تُوبِعَ بَرْيُها، ... تأْوي طَوائِفُها بعَجْسٍ عَبْهَرِ تُوبِعَ بَرْيُها: جُعِلَ بَعْضُهُ يُشْبِهُ بَعْضًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورده الْجَوْهَرِيُّ مُفْرَدًا. وعُراضةُ وَصَوَابُهُ وعُراضةِ، بِالْخَفْضِ وَعَلَّلَهُ بِالْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ؛ وأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر: أَلا لَيْتَ شِعْري، هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... صَحيحَ السُّرى، والعِيسُ تَجْري عَرُوضُها بِتَيْهاءَ قَفْرٍ، والمَطِيُّ كأَنَّها ... قَطا الحَزْنِ، قَدْ كانَتْ فِراخاً بُيُوضُها ورَوْحةُ دُنْيا بَينَ حَيَّينِ رُحْتُها، ... أُسِيرُ عَسِيراً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها أُسِيرُ أَي أُسَيِّرُ. ويقال: مَعْنَاهُ أَنه يُنْشِدُ قَصِيدَتَيْنِ: إِحداهما قَدْ ذَلَّلها، والأُخرى فِيهَا اعتراضٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فَسَّرَهُ هَذَا التَّفْسِيرَ رَوَى الشِّعْرَ: أُخِبُّ ذَلُولًا أَو عَرُوضاً أَرُوضُها قَالَ: وَهَكَذَا رِوَايَتُهُ فِي شِعْرِهِ. وَيُقَالُ: اسْتُعْرِضَتِ الناقةُ باللحمِ فَهِيَ مُسْتَعْرَضَةٌ. وَيُقَالُ: قُذِفَتْ بِاللَّحْمِ ولُدِسَت إِذا سَمِنَتْ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: قَبّاء قَدْ لَحِقَتْ خَسِيسةُ سِنِّها، ... واسْتُعْرِضَتْ ببَضِيعِها المُتَبَتِّرِ قَالَ: خسيسةُ سِنِّها حِينَ بَزَلَتْ وَهِيَ أَقْصَى أَسنانها. وَفُلَانٌ مُعْتَرِضٌ فِي خُلُقِه إِذا ساءَكَ كلُّ شيءٍ مِنْ أَمره. وَنَاقَةٌ عُرْضةٌ للحِجارةِ أَي قويّةٌ عَلَيْهَا. وَنَاقَةٌ عُرْضُ أَسفارٍ أَي قَوِيَّةٌ عَلَى السفَر، وعُرْضُ هَذَا البعيرِ السفَرُ والحجارةُ؛ وَقَالَ المُثَقِّبُ العَبْديُّ: أَو مائَةٌ تُجْعَلُ أَوْلادُها ... لَغْواً، وعُرْضُ المائةِ الجَلْمَدُ «3»

_ (2). قوله [أصاب إلخ] كذا بالأَصل، والذي في معجم ياقوت في عدة مواضع: أصاب قطاتين فسال لواهما (3). قوله [أو مائة إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة جلمد بغير هذا الضبط والصواب ما هُنَا.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده أَو مائةٍ، بِالْكَسْرِ، لأَن قَبْلَهُ: إِلا بِبَدْرَى ذَهَبٍ خالِصٍ، ... كلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ قَالَ: وعُرْضُ مُبْتَدَأٍ وَالْجِلْمِدُ خَبَرُهُ أَي هِيَ قَوِيَّةٌ عَلَى قَطْعِهِ، وَفِي الْبَيْتِ إِقْواء. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عُرْضةُ ذَاكَ أَو عُرْضةٌ لِذَلِكَ أَي مُقْرِنٌ لَهُ قَوِيٌّ عَلَيْهِ. والعُرْضةُ: الهِمَّةُ؛ قَالَ حَسَّانُ: وَقَالَ اللهُ: قَدْ أَعْدَدْتُ جُنْداً، ... هُمُ الأَنْصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ وَقَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ بَعِيرٌ عُرْضةٌ لِلسَّفَرِ أَي قويٌّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الأَصل فِي العُرْضةِ أَنه اسْمٌ لِلْمَفْعُولِ المُعْتَرَضِ مِثْلُ الضُّحْكة والهُزْأَةِ الَّذِي يُضْحَكُ مِنْهُ كَثِيرًا ويُهْزَأُ بِهِ، فَتَقُولُ: هَذَا الغَرضُ عُرْضَةٌ للسِّهام أَي كَثِيرًا مَا تَعْتَرِضُه، وفلانٌ عُرْضةٌ لِلْكَلَامِ أَي كَثِيرًا مَا يَعْتَرِضُه كلامُ النَّاسِ، فَتَصِيرُ العُرْضةُ بِمَعْنَى النَّصْب كَقَوْلِكَ هَذَا الرَّجُلُ نَصْبٌ لِكَلَامِ النَّاسِ، وَهَذَا الغَرضُ نَصْبٌ للرُّماة كَثِيرًا مَا تَعْتَرِضُه، وَكَذَلِكَ فُلَانٌ عُرْضةٌ للشرِّ أَي نَصْبٌ لِلشَّرِّ قويٌّ عَلَيْهِ يَعْتَرِضُهُ كَثِيرًا. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ لَهُ دُونَهُ عُرْضةٌ إِذا كَانَ يَتَعَرَّضُ لَهُ، وَلِفُلَانٍ عُرْضَةٌ يَصْرَعُ بِهَا النَّاسَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الحِيلةِ فِي المُصارَعَة. عربض: العِرَبْضُ كالهِزَبْر: الضخْمُ، فأَما أَبو عُبَيْدَةَ فَقَالَ: العَريضُ كأَنه مِنَ الضِّخَمِ. والعِرَبْضُ والعِرْباضُ: البعيرُ القَوِيُّ العَرِيضُ الكَلْكَلِ الغليظُ الشديدُ الضخْمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلْقَى عَلَيْهَا كَلْكَلًا عِرَبْضا وَقَالَ: إِنَّ لَنا هَوَّاسَةً عِرَبْضا وأَسَدٌ عِرْباضٌ: رَحْبُ الكَلْكَلِ. عرمض: العَرْمَضُ والعِرْماضُ: الطُّحْلُبُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ الأَخضر مِثْلُ الخِطْمِيّ يَكُونُ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: وَقِيلَ العَرْمَضُ الخُضْرَةُ عَلَى الْمَاءِ، والطُّحْلُبُ الَّذِي يَكُونُ كأَنه نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ. الأَزهري: الْعَرْمَضُ رَخْوٌ أَخضر كَالصُّوفِ فِي الْمَاءِ الْمُزْمِنِ وأَظنه نَبَاتًا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الْمَاءُ المُعَرْمِضُ والمُطَحْلِبُ وَاحِدٌ، وَيُقَالُ لَهُمَا: ثَوْرُ الْمَاءِ، وَهُوَ الأَخضر الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَسفل الْمَاءِ حَتَّى يَكُونَ فَوْقَ الْمَاءِ. قَالَ الأَزهري: العَرْمَضُ الغَلْفَقُ الأَخضرُ الَّذِي يَتَغَشَّى الْمَاءَ، فإِذا كَانَ فِي جَوَانِبِهِ فَهُوَ الطُّحْلُب. يُقَالُ: ماءٌ مُعَرْمِضٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تَيَمَّمَتِ العَينَ الَّتِي عندَ ضارِجٍ، ... يَفيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُها طَامِي وعَرْمَضَ الماءُ عَرْمَضَةً وعِرْماضاً: عَلَاهُ الْعَرْمَضُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَرْمَضُ والعِرْمِض؛ الأَخيرة عَنِ الْهَجَرِيِّ: مِنْ شَجَرِ العِضاهِ لَهَا شَوْكٌ أَمثال مَناقِير الطَّيْرِ وَهُوَ أَصلبها عِيداناً، والعَرْمَضُ أَيضاً: صِغَارُ السِّدْرِ والأَراك؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: بالرّاقِصاتِ عَلَى الكَلالِ عَشِيَّةً، ... تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ الأَزهري: يُقَالُ لِصِغَارِ الأَراك عَرْمَضٌ. والعَرْمَضُ: السِّدْر صِغاره، وصغار العِضاه عَرمض.

عضض: العَضُّ: الشدُّ بالأَسنان عَلَى الشَّيْءِ، وَكَذَلِكَ عَضّ الحيَّة، وَلَا يُقَالُ للعَقْرَب لأَن لَدْغَها إِنما هُوَ بِزُباناها وشَوْلَتِها، وَقَدْ عَضِضْتُه أَعَضُّه وعَضِضْتُ عَلَيْهِ عَضّاً وعِضاضاً وعَضِيضاً وعَضَّضْتُه، تَمِيمِيَّةٌ وَلَمْ يُسْمَعْ لَهَا بآتٍ عَلَى لُغَتِهِمْ، والأَمر مِنْهُ عَضَّ واعْضَضْ. وَفِي حَدِيثِ العِرْباض: وعَضُّوا عَلَيْهَا بالنواجِذِ ؛ هَذَا مَثَلٌ فِي شِدَّةِ الِاسْتِمْسَاكِ بأَمر الدِّينِ لأَن العَضَّ بِالنَّوَاجِذِ عَضٌّ بِجَمِيعِ الْفَمِ والأَسنان، وَهِيَ أَواخِرُ الأَسنان، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بَعْدَ الأَنياب. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: عَضِضْتُ بِاللُّقْمَةِ فأَنا أَعَضُّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَضَضْتُ، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الرِّبابِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا تَصْحِيفٌ عَلَى ابْنِ السِّكِّيتِ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ الإِصلاح: غَصِصْتُ بِاللُّقْمَةِ فأَنا أَغَصُّ بِهَا غَصَصاً. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وغَصَصْتُ لُغَةٌ فِي الرِّبابِ، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ لَا بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. وَيُقَالُ: عَضَّه وعَضَّ بِهِ وعَضَّ عَلَيْهِ وَهُمَا يَتعاضّانِ إِذا عَضَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَكَذَلِكَ المُعاضَّةُ والعِضاضُ. وأَعْضَضْتُه سَيْفِي: ضَرَبْتُهُ بِهِ. وَمَا لَنَا فِي هَذَا الأَمر مَعَضٌّ أَي مُسْتَمْسَكٌ. والعَضُّ بِاللِّسَانِ: أَنْ يَتَناوَلَه بِمَا لَا يَنْبَغِي، والفعلُ كالفعلِ، وَكَذَلِكَ الْمَصْدَرٌ. ودابةٌ ذاتُ عَضِيضٍ وعِضاضٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: العِضاضُ اسْمٌ كالسِّبابِ لَيْسَ عَلَى فَعَلَه فَعْلًا. وفرَسٌ عَضُوضٌ أَي يَعَضُّ، وَكَلْبٌ عَضوض وَنَاقَةٌ عَضوض، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَيُقَالُ: بَرِئْتُ إِليك مِنِ العِضاضِ والعَضِيضِ إِذا بَاعَ دابَّة وبَرِئَ إِلى مُشْتَرِيهَا مِنْ عَضِّها الناسَ، والعُيُوبُ تجيءُ عَلَى فِعال، بِكَسْرِ الْفَاءِ. وأَعْضَضْتُه الشيءَ فَعَضَّه، وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَعَزَّى بِعَزاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه وَلَا تَكْنُوا أَي قُولوا لَهُ: اعْضَضْ بأَيْرِ أَبيك ولا تكنوا عن الأَير بَالْهَنِ تَنْكِيلًا وتأْديباً لِمَنْ دعَا دَعْوى الْجَاهِلِيَّةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً: مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ انتسَب نِسْبَةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَقَالَ يَا لَفُلَانٍ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتّصَل. وَقَالَ أَبو جَهْلٍ لِعُتْبَةَ يَوْمَ بَدْرٍ: وَاللَّهِ لَوْ غَيْرُك يَقُولُ هَذَا لأَعْضَضْتُه؛ وَقَالَ الأَعْشى: عَضَّ بِمَا أَبْقَى المَواسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّه، فِي الزَّمَنِ الغابِرِ وَمَا ذاقَ عَضاضاً أَي مَا يُعَضُّ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: مَا عِنْدَنَا أَكالٌ وَلَا عَضاضٌ؛ وَقَالَ: كأَنَّ تَحْتي بازِياً رَكَّاضا ... أَخْدَرَ خَمْساً، لَمْ يَذُقْ عَضاضا أَخْدَرَ: أَقامَ خَمْساً فِي خِدْره، يُرِيدُ أَن هَذَا الْبَازِيَ أَقام فِي وَكْره خَمْسَ لَيَالٍ مَعَ أَيامهن لَمْ يَذُقْ طَعَامًا ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ يَطْلُبُ الصَّيْدَ وَهُوَ قَرِمٌ إِلى اللَّحْمِ شَدِيدُ الطَّيَرَانِ، فَشَبَّهَ نَاقَتَهُ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: مَا أَتانا مِنْ عَضاضٍ وعَضُوضٍ ومَعْضُوضٍ أَي مَا أَتانا شيءٌ نَعَضُّه. قَالَ: وإِذا كَانَ الْقَوْمُ لَا بَنِينَ لَهُمْ فَلَا عَلَيْهِمْ أَن يَرَوْا عَضاضاً. وعَضَّ الرجلُ بصاحِبه يَعَضُّه عَضّاً: لَزِمَه ولَزِقَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى: يَنْطَلِقُ أَحدكم إِلى أَخيه فَيَعَضُّه كَعَضِيضِ الفَحْلِ ؛ أَصل العَضِيضِ اللُّزُومُ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ: الْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا العَضُّ نَفْسُهُ لأَنه بَعْضُهُ لَهُ يَلْزَمُهُ. وعَضَّ الثِّقافُ بأَنابِيبِ الرُّمْحِ عَضّاً وعَضَّ عَلَيْهَا: لَزِمَها، وَهُوَ مَثَلٌ بِمَا تقدَّمَ لأَن حَقِيقَةَ هَذَا الْبَابِ اللُّزُومُ وَاللُّزُوقُ. وأَعَضَّ الرُّمْحَ الثِّقافَ: أَلزمه إِيّاه. وأَعَضَّ الحَجَّامُ المِحْجَمةَ قَفَاهُ: أَلزمها إِيّاه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفُلَانٌ

عِضُّ فُلَانٍ وعَضِيضُه أَي قِرْنُه. وَرَجُلٌ عِضٌّ: مُصْلِحٌ لِمَعِيشته وَمَالِهِ وَلَازِمٌ لَهُ حَسَنُ القِيامِ عَلَيْهِ. وعَضِضْتُ بِمَالِي عُضُوضاً وعَضاضةً: لَزِمْتُه. وَيُقَالُ: إِنه لَعِضُّ مَالٍ، وَفُلَانٌ عِضُّ سفَر قويٌّ عَلَيْهِ وعِضُّ قِتَالٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: لَمْ نُبْقِ مِنْ بَغْيِ الأَعادي عِضّا والعَضُوضُ: مِنْ أَسماء الدَّواهي. وَفِي التَّهْذِيبِ: العَضْعَضُ العِضُّ الشَّدِيدُ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَيَّدَهُ مِنَ الرِّجَالِ. والضَّعْضَعُ: الضعيفُ. والعِضُّ: الداهِيةُ. وَقَدْ عَضِضْتَ يَا رَجُلُ أَي صِرْتَ عِضّاً؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: أَحادِيثُ مِن أَنباءِ عادٍ وجُرْهُمٍ ... يُثَوِّرُها العِضّانِ: زَيْدٌ ودَغْفَلُ يُرِيدُ بالعِضَّينِ زَيْدَ بْنَ الكَيِّسِ النُّمَيْري، ودَغْفَلًا النسَّابةَ، وَكَانَا عَالِمَيِ الْعَرَبِ بأَنسابها وأَيامها وحِكَمِها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ العِضِّ أَيضاً قَوْلُ نِجَادٍ الْخَيْبَرِيِّ: فَجَّعَهُمْ، باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ، ... عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ والعِضُّ أَيضاً: السَّيئُ الخُلُق؛ قَالَ: وَلِمَ أَكُ عِضّاً فِي النَّدامى مُلَوَّما وَالْجَمْعُ أَعضاضٌ. والعِضُّ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ: العِضاهُ. وأَعَضَّتِ الأَرضُ، وأَرضٌ مُعِضَّة: كَثِيرَةُ العِضاهِ. وقومٌ مُعِضُّونَ: تَرْعَى إِبلهم العِضَّ. والعُضُّ، بِضَمِّ الْعَيْنِ: النَّوَى المَرْضُوخُ والكُسْبُ تُعْلَفُه الإِبل وَهُوَ عَلَف أَهل الأَمصار؛ قَالَ الأَعشى: مِنْ سَراة الهِجانِ صَلَّبَها العُض، ... ورَعْيُ الحِمَى، وطولُ الحِيالِ العُضُّ: عَلَفُ أَهل الأَمصار مِثْلُ القَتِّ وَالنَّوَى. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُضُّ العجينُ الَّذِي تُعْلَفُهُ الإِبل، وَهُوَ أَيضاً الشَّجَرُ الْغَلِيظُ الَّذِي يَبْقَى فِي الأَرض. قَالَ: والعَضاضُ كالعُضِّ، والعَضاضُ أَيضاً مَا غَلُظَ مِنَ النَّبْتِ وعَسا. وأَغَضَّ القومُ: أَكَلَتْ إِبلهم العُضَّ أَو العَضاضَ؛ وأَنشد: أَقولُ، وأَهْلي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها ... مُعِضُّونَ: إِن سارَتْ فكيفَ أَسيرُ؟ وَقَالَ مَرَّةً فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ عِنْدَ ذِكْرِ بَعْضِ أَوصاف العِضاه: إِبل مُعِضَّةٌ تَرْعَى العِضاهَ، فَجَعَلَهَا إِذ كَانَ مِنَ الشَّجَرِ لَا مِنَ العُشْبِ بِمَنْزِلَةِ الْمَعْلُوفَةِ فِي أَهلها النَّوَى وَشَبَهَهُ، وَذَلِكَ أَن العُضَّ هُوَ علَف الرِّيفِ مِنَ النَّوَى والقَتِّ وَمَا أَشبه ذَلِكَ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ مِنَ العِضاه مُعِضٌّ إِلا عَلَى هَذَا التأْويل. والمُعِضُّ: الَّذِي تأْكل إِبله العُضَّ. والمُؤْرِكُ: الَّذِي تأْكل إِبله الأَراكَ والحَمْضَ، والأَراكُ مِنَ الحَمْضِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ الْمُتَعَقِّبُ غَلِطَ أَبو حَنِيفَةَ فِي الَّذِي قَالَهُ وأَساءَ تَخْرِيجَ وَجْهِ كَلَامِ الشَّاعِرِ لأَنه قَالَ: إِذا رَعَى الْقَوْمُ العِضاه قِيلَ الْقَوْمُ مُعِضُّونَ، فَمَا لِذِكْرِهِ العُضّ، وَهُوَ عَلَفُ الأَمصار، مَعَ قَوْلِ الرَّجُلِ العِضاه: وأَين سُهَيْلٌ مِنَ الفَرْقَدِ وَقَوْلُهُ: لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ مِنَ العِضاه مُعِضٌّ إِلا عَلَى هَذَا التأْويل، شَرْطٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْهُ لأَنَّ ثَمَّ شَيْئًا غَيَّره عَلَيْهِ قَبْلُ، وَنَحْنُ نَذْكُرُهُ إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي الصِّحَاحِ: بَعِيرٌ عُضاضِيٌّ أَي سَمِينٌ مَنْسُوبٌ إِلى أَكل العُضِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ أَنكر عليُّ بنُ حَمْزَةَ أَن يَكُونَ العُضُّ النَّوَى لِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: تَقْدُمُه نَهْدَةٌ سَبُوحٌ، ... صَلَّبَها العُضُّ والحِيالُ

قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي أَول كِتَابِ الكلإِ وَالشَّجَرِ: الْعِضَاهُ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى شجر من شجر الشوك لَهُ أَسماء مُخْتَلِفَةٌ يَجْمَعُهَا الْعِضَاهُ، وَاحِدَتُهَا عِضاهةٌ، وإِنما العِضاه الْخَالِصُ مِنْهُ مَا عَظُمَ وَاشْتَدَّ شَوْكُهُ، وَمَا صَغُرَ مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ فإِنه يُقَالُ لَهُ العِضُّ والشِّرْسُ، وإِذا اجتمَعَت جُمُوعُ ذَلِكَ فَمَا لَهُ شَوْكٌ مِنْ صِغَارِهِ عِضٌّ وشِرْسٌ، وَلَا يُدْعَيانِ عِضاهاً، فَمِنَ العِضاه السَّمُرُ والعُرْفُطُ والسَّيالُ والقَرَظُ والقَتادُ الأَعظم والكَنَهْبَلُ والعَوْسَجُ والسِّدْرُ والغافُ والغَرَبُ، فَهَذِهِ عِضاهٌ أَجمع وَمِنْ عِضاهِ القِياسِ، وَلَيْسَ بِالْعِضَاهِ الْخَالِصِ الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّراءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والتَّأْلَبُ والغَرَفُ فَهَذِهِ تُدْعَى كلُّها عِضاهَ القِياسِ، يَعْنِي القِسيَّ، وَلَيْسَتْ بِالْعِضَاهِ الْخَالِصِ وَلَا بالعِضِّ؛ وَمِنَ العِضِّ والشَّرْسِ القَتادُ الأَصغر، وَهِيَ الَّتِي ثَمَرَتُهَا نُفّاخةٌ كَنُفّاخةِ العُشَرِ إِذا حُرِّكَتِ انفقأَت، وَمِنْهَا الشُّبْرُمُ والشِّبْرِقُ والحاجُ واللَّصَفُ والكَلْبةُ والعِتْرُ والتُّغْرُ فَهَذِهِ عِضٌّ وَلَيْسَتْ بَعْضَاهٍ، وَمِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ الَّذِي ليس بِعضٍّ ولا عضاه الشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّحُ. وَفِي النَّوَادِرِ: هَذَا بلدُ عِضٍّ وأَعضاضٍ وعَضاضٍ أَي شَجَرٍ ذِي شَوْكٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الْمَنْطِقِ: بَعِيرٌ عاضٌّ إِذا كَانَ يأْكل العِضَّ وَهُوَ فِي مَعْنَى عَضِهٍ، وَعَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ قَوْلُ مَنْ قَالَ مُعِضُّونَ يَكُونُ مِنَ العِضِّ الَّذِي هُوَ نَفْسُ العِضاه وَتَصِحُّ رِوَايَتُهُ. والعَضُوضُ مِنَ الآبارِ: الشاقَّةُ عَلَى السَّاقِي فِي الْعَمَلِ، وَقِيلَ: هِيَ البعِيدةُ القعرِ الضَّيِّقةُ؛ أَنشد: أَوْرَدَها سَعْدٌ عليَّ مُخْمِسا، ... بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بِئْرٌ عَضُوضٌ وماءٌ عَضُوضٌ إِذا كَانَ بعيدَ الْقَعْرِ يُسْتَقَى مِنْهُ بالسانِيةِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: البئرُ العَضُوضُ هِيَ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: وَهِيَ العَضِيضُ. فِي نَوَادِرِهِ: ومِياهُ بَنِي تَمِيمٍ عُضُضٌ، وَمَا كَانَتِ الْبِئْرُ عَضُوضاً وَلَقَدْ أَعَضَّتْ، وَمَا كَانَتْ جُدّاً وَلَقَدْ أَجَدَّتْ، وَمَا كَانَتْ جَرُوراً وَلَقَدْ أَجَرَّتْ. والعُضَّاضُ: مَا بَيْنَ رَوْثةِ الأَنف إِلى أَصله، وَفِي التَّهْذِيبِ: عِرْنِينُ الأَنف؛ قَالَ: لمَّا رأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا، ... أَعْدَمْتُه عُضَّاضَه والكَفَّا وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُمَر الزَّاهِدُ العُضاضُ، بِالضَّمِّ، الأَنف؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الغُضاضُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العُضَّاضُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، الأَنف؛ وأَنشد لِعِيَاضِ بْنِ دُرَّةَ: وأَلْجَمَه فأْسَ الهَوانِ فلاكَه، ... فأَغْضَى عَلَى عُضّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ قَالَ الْفَرَّاءُ: العُضاضِيُّ الرَّجُلُ النَّاعِمُ اللَّيِّنُ مأْخوذ مِنَ العُضاضِ وَهُوَ مَا لانَ مِنْ الأَنف. وزَمَنٌ عَضُوضٌ أَي كَلِبٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَضَّه القَتَبُ وعَضَّه الدهْرُ والحرْبُ، وَهِيَ عَضوض، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عَضِّ النَّابِ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: لَعَمْرُ أَبيكَ، لَا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ، ... عَلَى الحِدْثانِ، خَيْراً مِنْ بَغِيضِ غَداةَ جَنَى عَلَيَّ بَنيَّ حَرْباً، ... وكيفَ يَدايَ بالحرْبِ العَضُوضِ؟ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحجاج:

وإِنِّي ذُو غِنًى وكَرِيمُ قَوْمٍ، ... وَفِي الأَكْفاءِ ذُو وَجْهٍ عَرِيضِ غَلَبْتُ بَنِي أَبي العاصِي سَماحاً، ... وَفِي الحرْبِ المُنَكَّرَةِ العَضُوضِ ومُلْكٌ عَضُوضٌ: شديدٌ فِيهِ عَسْفٌ وعَنْفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ يَكُونُ مُلْكٌ عَضُوضٌ أَي يُصيبُ الرَّعِيَّةَ، فِيهِ عَسْفٌ وَظُلْمٌ، كأَنهم «4» يُعَضُّونَ فِيهِ عَضّاً. والعَضُوضُ مِنْ أَبْنِيةِ المُبالغَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ يَكُونُ مُلوك عُضُوضٌ ، وَهُوَ جَمْعُ عِضٍّ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الخَبِيثُ الشَّرِسُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وسَتَرَوْنَ بَعْدِي مُلْكاً عَضُوضاً. وقوْسٌ عَضُوضٌ إِذا لَزِقَ وترُها بِكَبدِها. وامرأَة عَضوض: لَا يَنْفُذ فِيهَا الذكَر مِنْ ضِيقها. وَفُلَانٌ يُعَضِّضُ شَفَتَيْهِ أَي يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذَلِكَ مِنَ الغضَب. وَفُلَانٌ عِضاضُ عَيْشٍ أَي صَبُورٌ عَلَى الشِّدَّةِ. وعاضَّ القومُ العَيْشَ منذُ العامِ فَاشْتَدَّ عِضاضُهم أَي اشتدَّ عَيْشُهم. وغَلَقٌ عِضٌّ: لَا يكادُ يَنْفَتِحُ. والتَّعْضُوضُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ، تاؤُه زَائِدَةٌ مَفْتُوحَةٌ، وَاحِدَتُهُ تَعْضُوضةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَمْرٌ أَسود، التَّاءُ فِيهِ لَيْسَتْ بأَصلية. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ قَدِموا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ فِيمَا أَهْدَوْا لَهُ قُرُبٌ مِنْ تَعْضُوض ؛ وأَنشد الرِّيَاشِيُّ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: أَسْوَد كاللَّيْلِ تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، ... مُخالِط تَعْضُوضه وعُمُرُهْ، بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَلِيلٍ قِشَرُهْ العُمُر: نَخْلُ السُّكَّر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَا أَكلت تَمْرًا أَحْمَتَ حَلاوةً مِنَ التَّعْضُوضِ، وَمَعْدِنِهِ بِهَجَرَ وقُراها. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: أَهْدَتْ لَنَا نَوْطاً مِنَ التَّعْضُوضِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّعْضُوضةُ تَمْرَةٌ طَحْلاءُ كَبِيرَةٌ رطْبة صَقِرةٌ لَذِيذَةٌ مِنْ جَيِّد التَّمْرِ وشَهِيِّه. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَاللَّهِ لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخفاف الرِّباع أَطيب مِنْ هذا. علض: عَلَضَ الشيءَ يَعْلِضُه عَلْضاً: حرَّكه ليَنْزِعَه نَحْوَ الْوَتِدِ وَمَا أَشْبهه. والعِلَّوْضُ: ابنُ آوَى، بِلُغَةِ حِمْيَرَ. علهض: الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ عَلْهَضْتُ رأْس القارورةِ إِذا عالَجْتَ صِمامَها لِتَسْتَخْرِجَه، قَالَ: وعَلْهَضْتُ الْعَيْنَ عَلْهَضَةً إِذا اسْتَخْرَجْتَهَا مِنَ الرأْس، وعلهضتُ الرَّجُلَ إِذا عالَجْتَه عِلاجاً شَدِيدًا. قَالَ: وعلهضتُ مِنْهُ شَيْئًا إِذا نِلْتَ مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ الأَزهري: عَلْهَضْتُ رأَيته فِي نُسَخٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِ الْعَيْنِ مُقَيَّدًا بِالضَّادِ، وَالصَّوَابُ عِنْدِي الصَّادُ، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: العِلْهاصُ صِمامُ القارورةِ؛ قَالَ: وَفِي نَوَادِرِ اللِّحْيَانِيِّ عَلْهَصَ القارورةَ، بِالصَّادِ أَيضاً، إِذا اسْتَخْرَجَ صِمَامَهَا. وَقَالَ شُجَاعٌ الْكِلَابِيُّ فِيمَا رَوَى عَنْهُ عَرَّامٌ وَغَيْرُهُ: العَلْهَصَة والعَلْفَصَة والعَرْعَرَةُ فِي الرأْي والأَمر، وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بِهِمْ ويَقْسِرُهم. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ: رَجُلٌ عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ، وَهُوَ الثَّقِيلُ الوَخِمُ؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ رَجُلٌ عُلَاهِضٌ مُنْكَرٌ وَمَا أَراه مَحْفُوظًا. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَضْهَلَ الْقَارُورَةَ وعَلْهضَها صَمَّ رأْسَها، قَالَ: وعَلْهَضَ الرجلَ عالَجه عِلاجاً شَدِيدًا وأَدارَه. وعَلْهَضْتُ الشيءَ إِذا عَالَجْتَهُ لتَنزِعَه نَحْوَ الوَتِدِ وما أَشبهه.

_ (4). قوله [كأَنهم إلخ] كذا بالأَصل. وأصل النسخة التي بأيدينا من النهاية ثم أصلحت كأنه يعضهم عضاً.

عوض: العِوَضُ: البَدَلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ لَا يَلِيقُ ذِكْرُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ، وَالْجَمْعُ أَعْواضٌ، عاضَه مِنْهُ وَبِهِ. والعَوْضُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ عاضَه عَوْضاً وعِياضاً ومَعُوضةً وعَوَّضَه وأَعاضَه؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وعاوَضَه، وَالِاسْمُ المَعُوضةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فَلَمَّا أَحل اللَّهُ ذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ، يَعْنِي الْجِزْيَةَ، عَرَفُوا أَنه قَدْ عاضَهم أَفضل مِمَّا خافُوا. تَقُولُ: عُضْتُ فُلَانًا وأَعَضْتُه وعَوَّضْتُه إِذا أَعطيته بَدَلَ مَا ذَهَبَ مِنْهُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَالْمُسْتَقْبَلُ التَّعْوِيضُ «1». وتَعَوَّضَ مِنْهُ، واعْتاضَ: أَخذ العِوَضَ، واعْتاضَه مِنْهُ واسْتَعاضَه وتَعَوَّضَه، كلُّه: سأَلَه العِوَضَ. وَتَقُولُ: اعْتاضَني فُلَانٌ إِذا جَاءَ طَالِبًا لِلْعِوَضِ والصِّلة، وَاسْتَعَاضَنِي كَذَلِكَ؛ وأَنشد: نِعْمَ الفَتى ومَرْغَبُ المُعْتاضِ، ... واللهُ يَجْزِي القِرْضَ [القَرْضَ] بالأقْراضِ وعاضَه: أَصاب مِنْهُ العِوَضَ. وعُضْتُ: أَصَبْتُ عِوَضاً؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: هَلْ لكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائِضُ، ... فِي هَجْمةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القابِضُ؟ وَيُرْوَى: فِي مِائَةٍ، وَيُرْوَى: يُغْدِرُ أَي يُخَلِّفُ. يُقَالُ: غَدَرَتِ الناقةُ إِذا تَخَلَّفَتْ عَنِ الإِبل، وأَغْدَرَها الرَّاعِي. وَالْقَابِضُ: السَّائِقُ الشَّدِيدُ السَّوْقِ. قَالَ الأَزهري: أَي هَلْ لَكَ فِي العارِضِ مِنْكَ عَلَى الْفَضْلِ فِي مِائَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا الْقَابِضُ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ خَطَبَ امرأَة فَقَالَ أُعطيك مِائَةً مِنَ الإِبل يَدَعُ مِنْهَا الَّذِي يَقْبِضُهَا مِنْ كَثْرَتِهَا، يَدَعُ بَعْضَهَا فَلَا يُطِيقُ شَلَّها، وأَنا مُعارِضُك أُعطي الإِبل وآخُذُ نفسَكِ فأَنا عَائِضٌ أَي قَدْ صَارَ الْعِوَضُ مِنْكِ كُلُّهُ لِي؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ عَائِضٌ مِنْ عِضْتُ أَي أَخذت عِوَضًا، قَالَ: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وعائضٌ مِنْ عاضَ يَعوض إِذا أَعطى، وَالْمَعْنَى هَلْ لَكِ فِي هَجْمَةٍ أَتزوّجك عَلَيْهَا. والعارضُ منكِ: المُعْطي عِوَضاً، عائِضٌ أَي مُعَوِّضٌ عِوَضاً تَرْضَيْنَه وَهُوَ الْهَجْمَةُ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: عَائِضٌ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ عِيشَةٍ راضِية بِمَعْنَى مَرْضِيَّة. وَتَقُولُ: عَوَّضْتُه مِنْ هِبَتِه خَيْرًا. وعاوَضْتُ فُلَانًا بَعِوَضٍ فِي الْمَبِيعِ والأَخذ والإِعطاء، تَقُولُ: اعْتَضْتُه كَمَا تَقُولُ أَعطيته، وَتَقُولُ: تعاوَضَ القومُ تعاوُضاً أَي ثابَ مالُهم وحالُهم بَعْدَ قِلَّةٍ. وعَوْض يُبْنَى عَلَى الْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ: الدَّهْر، مَعْرِفَةً، عَلَمٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَالنَّصْبُ أَكثر وأَفشَى؛ وَقَالَ الأَزهري: تُفْتَحُ وَتُضَمُّ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَرَكَةَ الثَّالِثَةَ. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ عوضُ، بِضَمِّ الضَّادِ غَيْرُ مُنَوَّنٍ، دَهْرٌ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَوْضُ مَعْنَاهُ الأَبد وَهُوَ لِلْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الزَّمَانِ كَمَا أَنَّ قَطّ لِلْمَاضِي مِنَ الزَّمَانِ لأَنك تَقُولُ عَوْضُ لَا أُفارقك، تُرِيدُ لَا أُفارقك أَبداً، كَمَا تَقُولُ قَطُّ مَا فَارَقْتُكَ، وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ عَوْضُ مَا فَارَقْتُكَ كَمَا لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ قَطُّ مَا أُفارقك. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: قَطُّ وَعَوْضُ حَرْفَانِ مَبْنِيَّانِ عَلَى الضَّمِّ، قَطُّ لِمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ وَعَوْضُ لِمَا يُسْتَقْبَلُ، تَقُولُ: مَا رأَيته قَطُّ يَا فَتَى، وَلَا أُكلمك عَوْضُ يَا فَتَى؛ وأَنشد الأَعشى، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: رضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَحالَفا ... بأَسْحَمَ داجٍ، عَوْضَ لَا نَتَفرَّقُ أَي لَا نَتَفَرَّقُ أَبدأً، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى قَسَم. يُقَالُ: عَوْض لَا أَفْعَله، يَحْلِفُ بِالدَّهْرِ وَالزَّمَانِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: عَوْضَ فِي بَيْتِ الأَعشى أَي أَبداً، قَالَ: وأَراد

_ (1). قوله [والمستقبل التعويض] كذا بالأَصل.

فصل الغين المعجمة

بأَسْحَمَ داجٍ اللَّيْلَ، وَقِيلَ: أَراد بأَسْحم دَاجٍ سَوَادَ حَلَمَةِ ثَدْيِ أُمه، وَقِيلَ: أَراد بالأَسحم هُنَا الرَّحِمَ، وَقِيلَ: سَوَادُ الْحَلَمَةِ؛ يَقُولُ: هُوَ والنَّدَى رضَعا مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: عَوْض فِي بَيْتِ الأَعشى اسْمُ صَنَمٍ كَانَ لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ؛ وأَنشد لرُشَيْدِ بْنِ رُمَيْضٍ الْعَنَزِيِّ: حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لدَى السَّعِيرِ قَالَ: والسعِيرُ اسْمُ صَنَمٍ لعنزةَ خاصَّة، وَقِيلَ: عَوِضٌ كَلِمَةٌ تَجْرِي مَجْرَى الْيَمِينِ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: لَا أَفْعَلُهُ عَوْضَ العائضينَ وَلَا دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي لَا أَفعله أَبداً. قَالَ: وَيُقَالُ مَا رأَيت مِثْلَهُ عَوْض أَي لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَط؛ وأَنشد: فَلَمْ أَرَ عَامًا عَوْضُ أَكْثَرَ هالِكاً، ... ووَجْهَ غُلامٍ يُشْتَرَى وغُلامَهْ وَيُقَالُ: عاهَدَه أَن لَا يُفارِقَه عَوْضُ أَي أَبداً. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: عِوَضُ لَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبداً، فَلَوْ كَانَ عِوَضُ اسْمًا لِلزَّمَانِ إِذاً لَجَرَى بِالتَّنْوِينِ، وَلَكِنَّهُ حَرْفٌ يُرَادُ بِهِ الْقَسَمُ كَمَا أَن أَجَلْ وَنَحْوَهَا مِمَّا لَمْ يَتَمَكَّنْ فِي التَّصْرِيفِ حُمِلَ عَلَى غَيْرِ الإِعراب. وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفعلُه مِنْ ذِي عوضِ أَي أَبداً كَمَا تَقُولُ مِنْ ذِي قبْلُ وَمِنْ ذِي أُنُفٍ أَي فِيمَا يُسْتَقْبَلُ، أَضاف الدَّهْرَ إِلى نَفْسِهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَعْلَمَ أَنَّ العِوَضَ مِنْ لَفْظِ عَوْضُ الَّذِي هُوَ الدَّهْرُ، وَمَعْنَاهُ أَن الدَّهْرَ إِنما هُوَ مُرُورُ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ والتقاؤُهما وتَصَرُّمُ أَجزائهما، وكلَّما مضَى جُزْءٌ مِنْهُ خَلَفَهُ جُزْءٌ آخَرُ يَكُونُ عوَضاً مِنْهُ، فَالْوَقْتُ الْكَائِنُ الثَّانِي غَيْرُ الْوَقْتِ الْمَاضِي الأَوّل، قَالَ: فَلِهَذَا كَانَ العِوَضُ أَشدّ مُخَالَفَةً للمُعَوَّضِ مِنْهُ مِنَ الْبَدَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ عوضُ، بِالضَّمِّ، قَوْلُ جَابِرِ بْنِ رَأْلانَ السِّنْبسِيّ: يَرْضَى الخَلِيطُ ويَرْضَى الجارُ مَنْزِلَه، ... وَلَا يُرَى عَوْضُ صَلْدا يَرْصُدُ العَلَلا قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ مَعَ غَيْرِهِ فِي الْحَمَاسَةِ. وعَوْضُ: صَنَمٌ. وَبَنُو عَوْضٍ: قَبِيلَةٌ. وعياضٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى العِوَضِ الَّذِي هُوَ الخلَفُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي فِي عِيَاضٍ اسْمِ رَجُلٍ: إِنما أَصله مَصْدَرُ عُضْتُه أَي أَعطيته. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَوَصَ: عَوْصٌ: قَبِيلَةٌ، وعَوْضٌ، بِالضَّادِ، قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: ولَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو، تَنَفَّرَتْ ... عَصافِيرُ رأْسي مِنْ نَوًى وتَوانِيا فصل الغين المعجمة غبض: اللَّيْثُ: التَّغْبِيضُ أَن يُرِيدَ الإِنسان الْبُكَاءَ فَلَا تُجِيبُه الْعَيْنِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَرْفٌ لَمْ أَجده لِغَيْرِهِ، قَالَ: وأَرجو أَن يَكُونَ صَحِيحًا. غرض: الغَرْضُ: حِزامُ الرَّحْلِ، والغُرْضةُ كالغَرْضِ، وَالْجُمَعِ غُرْضٌ مِثْلِ بُسْرةٍ وبُسْرٍ وغُرُضٌ مِثْلَ كُتُبٍ. والغُرْضةُ، بِالضَّمِّ: التَّصْدِيرُ، وَهُوَ للرحْل بِمَنْزِلَةِ الحِزامِ للسَّرْج والبِطانِ، وَقِيلَ: الغَرْضُ البِطانُ للقَتَبِ، وَالْجَمْعِ غُرُوضٌ مِثْلَ فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَغْراضٌ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُجْمَعُ أَيضاً على أَغْرُضٍ مِثْلَ فَلْس وأَفْلُسٍ؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحافة السَّعْدِيُّ: يَغْتالُ طُولَ نِسْعِه وأَغْرُضِهْ ... بِنَفْخِ جَنْبَيْه، وعَرْضِ رَبَضِهْ

وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: المُغَرَّضُ موضعُ الغُرْضة، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْبَطْنِ المُغَرَّضُ. وغَرَضَ البعيرَ بالغَرْض والغُرْضةِ يَغْرِضُه غَرْضاً. شدَّه. وأَغْرَضْتُ الْبَعِيرَ: شَدَدْت عَلَيْهِ الغَرْضَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُشَدُّ الرِّحالُ الغُرْضُ إِلا إِلى ثلاثةِ مَساجِدَ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمُغَرَّضُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الغَرْضُ أَو الغُرْضةُ؛ قَالَ: إِلى أَمُونٍ تَشْتَكي المُغَرَّضا والمَغْرِضُ: المَحْزِمُ، وَهُوَ مِنَ الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ الْمُحَزَّمِ مِنَ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: المَغْرِضُ جَانِبُ الْبَطْنِ أسفَلَ الأَضْلاعِ الَّتِي هِيَ مَواضِع الغَرْضِ مِنْ بُطُونِهَا؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: يَشْرَبْنَ حَتَّى يُنْقِضَ المَغارِضُ، ... لَا عائِفٌ مِنْهَا وَلَا مُعارِضُ وأَنشد آخَرُ لِشَاعِرٍ: عَشَّيْت جابانَ حَتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، ... وكادَ يَهْلِكُ، لَوْلَا أَنَّه اطَّافا «1» أَي انسَدَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنْ شِدَّةِ الِامْتِلَاءِ، وَالْجَمْعُ المَغارِضُ. والمَغْرِضُ: رأْس الْكَتِفِ الَّذِي فِيهِ المُشاشُ تحتَ الغُرْضُوفِ، وَقِيلَ: هُوَ بَاطِنٌ مَا بَيْنَ العَضُدِ مُنْقَطَعِ «2» الشَّراسِيفِ. والغَرْضُ: المَلْءُ. والغَرْضُ: النقصانُ عَنِ المِلْءِ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وغَرَضَ الحوْضَ والسِّقاءَ يَغْرِضُهما غَرْضاً: مَلأَهُما؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللحياني حَكَى أَغْرَضَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تأْوِيا للحوْضِ أَن يَغِيضا، ... أَن تُغْرضا خَيْرٌ مِنْ أَن تَغِيضا والغَرْضُ: النقصانُ؛ قَالَ: لَقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ ... والدَّأْظُ، حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ أَي كَانَتْ لَهُنَّ أَلبان يُقْرَى مِنْهَا فَفَدَتْ أَعناقَها مِنْ أَن تَنْحَرَ. وَيُقَالُ: الغَرْضُ مَوْضِعُ مَاءٍ تَرَكْتَه فَلَمْ تَجْعَلْ فِيهِ شَيْئًا؛ يُقَالُ: غَرِّضْ فِي سِقَائِكَ أَي لَا تملأْه. وَفُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُغَرَّضُ أَي لَا يُنْزَحُ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: والدَّأْظُ حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ إِن الغَرْضَ مَا أَخْلَيْتَه مِنَ الْمَاءِ كالأَمْتِ فِي السِّقَاءِ. والغَرْضُ أَيضاً: أَن يَكُونَ الرَّجُلُ سَمِينًا فيُهْزَلَ فَيَبْقَى فِي جَسَدِهِ غُرُوضٌ. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: الغَرْضُ أَن يَكُونَ فِي جُلودها نُقْصانٌ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الغَرْضُ التَّثَنِّي. والغَرَضُ: الضَّجَر والملالُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للحُمامِ بْنِ الدُّهَيْقِين: لَمَّا رأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضا، ... قامَتْ قِياماً رَيِّثاً لِتَنْهَضا قَوْلُهُ: غَرَضا أَي ضجَراً. وغَرِضَ مِنْهُ غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ: ضَجِرَ وقَلِقَ، وَقَدْ غَرِضَ بالمُقامِ يَغْرَضُ غَرَضاً وأَغْرَضَه غَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا مَشَى عُرِفَ فِي مَشْيِه أَنه غَيْرُ غَرِضٍ ؛ الغَرِضُ: القَلِقُ الضَّجِرُ. وَفِي حَدِيثِ عَديّ: فسِرْتُ حَتَّى نزلْت جَزِيرةَ الْعَرَبِ فأَقمت بِهَا حَتَّى اشْتَدَّ غَرَضِي أَي ضجَرِي ومَلالي. والغَرَضُ أَيضاً:

_ (1). استدَّ أَي انسدَّ. (2). قوله [بين العضد منقطع] كذا بالأَصل.

شِدَّةُ النِّزاعِ نَحْوَ الشَّيْءِ والشوْقِ إِليه. وغَرِض إِلى لِقائِه يَغْرَضُ غَرَضاً، فَهُوَ غَرِضٌ: اشتاقَ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: إِنِّي غَرِضْتُ إِلى تَناصُفِ وجْهِها، ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلى الحَبِيبِ الغائِبِ أَي مَحاسِنِ وجْهِها الَّتِي يُنْصِفُ بعضُها بَعْضًا فِي الْحُسْنِ؛ قَالَ الأَخفش: تَفْسِيرُهُ «1» غَرِضْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ إِليه لأَن الْعَرَبَ تُوصِلُ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ كُلِّهَا الْفِعْلَ، قَالَ الْكِلَابِيُّ: فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنَّي وناقَتِي، ... بِحَجْرٍ، إِلى أَهلِ الحِمَى غَرِضانِ تَحِنُّ فَتُبْدي مَا بِها مِنْ صَبابةٍ، ... وأُخْفِي الَّذِي لوْلا الأَسَى لَقَضاني وَقَالَ آخَرُ: يَا رُبَّ بَيْضاءَ، لَهَا زَوْجٌ حَرِضْ، ... تَرْمِيكَ بالطَّرْفِ كَمَا يَرْمِي الغَرِضْ أَي المُشْتاقُ. وغَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً: فَصَلْناه عَنْ أُمَّهاتِه. وغَرَضَ الشيءَ يَغْرِضُه غَرْضاً: كسَره كسْراً لَمْ يَبِنْ. وانْغَرَضَ الغُصْن: تَثَنَّى وانكَسر انْكِساراً غَيْرَ بَائِنٍ. والغَرِيضُ: الطَّرِيُّ مِنَ اللَّحْمِ وَالْمَاءِ وَاللَّبَنِ وَالتَّمْرِ. يُقَالُ: أَطْعِمْنا لَحْمًا غَرِيضاً أَي طَرِيًّا. وغَرِيضُ اللَّبَنِ وَاللَّحْمِ: طريُّه. وَفِي حَدِيثِ الغِيبة: فَقاءَتْ لَحْمًا غَرِيضاً أَيْ طَريّاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: فيُؤْتى بالخبزِ لَيِّنًا وَبِاللَّحْمِ غَريضاً. وغَرُضَ غِرَضاً، فَهُوَ غَريضٌ أَي طَرِيّ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ أَسداً: يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ ... رُفاتُ عِظامٍ، أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ مُغِبّاً أَي غَابًّا. مُشَرْشَرٌ: مُقَطَّعٌ، وَمِنْهُ قِيلَ لِمَاءِ الْمَطَرِ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ؛ قَالَ الحادرةُ: بَغَرِيضِ سارِيةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا، ... مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ والمَغْرُوضُ: ماءُ الْمَطَرِ الطَّرِيّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَذَكَّرَ شَجْوه، وتَقاذَفَتْه ... مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ وَقَوْلُهُمْ: وَرَدْتُ الْمَاءَ غارِضاً أَي مُبْكِراً. وغَرَضْناه نَغْرِضُه غَرْضاً وغَرَّضْناه: جَنَيْناه طَريّاً أَو أَخذْناه كَذَلِكَ. وغَرَضْتُ لَهُ غَريضاً: سَقَيْتُهُ لَبَنًا حَلِيبًا. وأَغْرَضْتُ لِلْقَوْمِ غَريضاً: عَجَنْتُ لَهُمْ عَجِينًا ابْتَكَرْتُه وَلَمْ أُطْعِمهم بائِتاً. ووِرْدٌ غارِضٌ: باكِرٌ. وأَتَيْتُه غارِضاً: أَولَ النَّهَارِ. وغَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها تَغْرِضُه غَرْضاً، وَهُوَ أَن تَمْخَضَه، فإِذا ثَمَّرَ وَصَارَ ثَميرة قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ زُبْدُهُ صبَّتْه فَسَقَتْهُ لِلْقَوْمِ، فَهُوَ سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ. وَيُقَالُ أَيضاً: غَرَضْنا السخْلَ نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قَبْلَ إِناه. وغَرَّضَ إِذا تفَكَّه مِنَ الفُكاهةِ وَهُوَ المِزاحُ. والغَرِيضةُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّوِيقِ، يُصْرَمُ مِنَ الزَّرْعِ مَا يُرَادُ حَتَّى يَسْتَفْرِكَ ثُمَّ يُشَهَّى، وتَشْهِيَتُه أَن يُسَخَّن عَلَى المِقْلى حَتَّى يَيْبَسَ، وإِن شَاءَ جَعَلَ مَعَهُ عَلَى الْمِقْلَى حَبَقاً فَهُوَ أَطيب لِطَعْمِهِ وَهُوَ أَطيب سَوِيقٍ. والغَرْض: شُعبة فِي الْوَادِي أَكبر مِنَ الهَجيجِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا تَكُونُ شُعْبَةً كَامِلَةً، والجمع

_ (1). قوله [تفسيره] ليس الغرض تفسير البيت، ففي الصحاح: وَقَدْ غَرِضَ بِالْمُقَامِ يَغْرَضُ غرضاً، ويقال أَيضاً: غرضت إِليه بمعنى اشتقت إِليه، قال الأَخفش تفسيره إلخ.

غِرْضانٌ وغُرْضانٌ. يُقَالُ: أَصابَنا مَطَرٌ أَسالَ زَهادَ الغِرْضانِ [الغُرْضانِ]، وزَهادُها صِغارُها. والغُرْضانُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا انْحَدَرَ مِنْ قَصَبَةِ الأَنف مِنْ جَانِبَيْهَا وَفِيهَا عِرْق البُهْرِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي الأَنف غُرْضانِ وَهُمَا مَا انْحَدَرَ مِنْ قَصَبَةِ الأَنف مِنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا؛ وأَما قَوْلُهُ: كِرامٌ يَنالُ الماءَ، قَبْلَ شِفاهِهِمْ، ... لَهُمْ وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرانِبِ فَقَدْ قِيلَ: إِنه أَراد الغُرْضُوفَ الَّذِي فِي قَصَبَةِ الأَنف، فَحَذَفَ الْوَاوَ وَالْفَاءَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: لَهُمْ عارِضات الوِرْد. وَكُلُّ مَنْ وَرَدَ الْمَاءَ باكِراً، فَهُوَ غارِضٌ، وَالْمَاءُ غَرِيضٌ، وَقِيلَ: الْغَارِضُ مِنَ الأُنوف الطَّوِيلُ. والغَرَضُ: هُوَ الهدَفُ الَّذِي يُنْصَبُ فَيُرْمَى فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَغْراضٌ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَنه يدعُو شَابًّا مُمْتَلِئاً شَباباً فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيةَ الغَرَضِ ؛ الغَرَضُ هَاهُنَا: الهدَف، أَراد أَنه يَكُونُ بُعْدُ مَا بَيْنَ القِطعتين بِقَدْرِ رَمْيةِ السَّهْمِ إِلى الْهَدَفِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَصْفُ الضَّرْبَةِ أَي تُصِيبُهُ إِصابةَ رميةِ الغرَض. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: تَخْتَلِفُ بَيْنَ هَذَيْنِ الغَرَضَيْنِ وأَنت شَيْخٌ كَبِيرٌ. وغَرَضُه كَذَا أَي حاجَتُه وبُغْيَتُه. وفَهمت غَرَضَكَ أَي قَصْدَك. واغْتَرَضَ الشيءَ: جَعَلَهُ غَرَضَه. وغَرضَ أَنفُ الرَّجُلِ: شَرِبَ فَنَالَ أَنفه الْمَاءَ مِنْ قِبَلِ شَفَتِهِ. والغَرِيضُ: الطَّلْع، والإِغْريضُ: الطلْعُ والبرَدُ، وَيُقَالُ: كُلُّ أَبيض طَرِيٍّ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الإِغْريضُ مَا فِي جَوْفِ الطلْعة ثُمَّ شُبِّه بِهِ البَرَدُ لَا أَنّ الإِغْريضَ أَصل فِي البَرَد. ابْنُ الأَعرابي: الإِغْريضُ الطلْعُ حِينَ ينشقُّ عَنْهُ كافورُه؛ وأَنشد: وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ والإِغْريضُ أَيضاً: قَطْر جَلِيلٌ تَرَاهُ إِذا وَقَعَ كأَنه أُصول نَبْل وَهُوَ مِنْ سَحَابَةٍ مُتَقَطِّعَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ مَا يَسْقُطُ مِنْهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: يَمِيحُ بِعُودِ الضِّرْوِ إِغْريضَ بَغْشةٍ، ... جَلا ظَلْمَه مَا دُونُ أَن يَتَهَمَّما وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ الإِغْريضُ كُلُّ أَبيضَ مثلِ اللَّبَنِ وَمَا يَنْشَقُّ عَنْهُ الطلْعُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والغَرِيضُ أَيضاً كُلُّ غِناءٍ مُحْدَثٍ طريٍّ، وَمِنْهُ سُمِّيَ المُغَني الْغَرِيضَ لأَنه أَتى بغِناءٍ مُحْدَث. غضض: الغَضُّ والغَضِيضُ: الطَّرِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ الْقُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه مِنِ ابنِ أُمّ عَبْدٍ ؛ الغَضُّ الطَّرِيُّ الَّذِي لَمْ يَتَغَيَّرْ، أَراد طَرِيقَهُ فِي القِراءة وهيأَته فِيهَا، وَقِيلَ: أَراد الْآيَاتِ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْهُ مِنْ أَول سُورَةِ النِّسَاءِ إِلى قَوْلِهِ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ: هَلْ يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشَّبَابِ أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَن رَجُلًا قَالَ: إِن تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ حَتَّى أَكل الغَضِيض فَهِيَ طَالِقٌ ؛ الغَضِيضُ: الطَّرِيُّ، وَالْمُرَادُ بِهِ الطَّلْعُ، وَقِيلَ: الثَّمَرُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ. وَيُقَالُ: شَيْءٌ غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ باضٌّ، والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغضّةُ مِنَ النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ، وَقَدْ غَضَّتْ تَغِضُّ «2» وتَغَضُّ غَضاضةً وغُضُوضةً. وَنَبْتٌ غَضٌّ: ناعِمٌ؛ وَقَوْلُهُ: فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ مَا زَحَلْ أَي أَنه لَمْ تُدْرِكه الشمسُ فَهُوَ غَضٌّ كَمَا أَن النبت إِذا

_ (2). قوله [تغض] بكسر الغين على أنه من باب ضرب كما في المصباح وبفتحها على أَنه من باب سمع كما في القاموس.

لَمْ تُدْرِكْهُ الشَّمْسُ كَانَ كَذَلِكَ. وَتَقُولُ مِنْهُ: غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً وغُضوضةً. وَكُلُّ ناضِر غَضٌّ نَحْوَ الشَّابِّ وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ غَضاضةً وَقَالَ: غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لَا غَيْرُ، قَالَ: وإِنما يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَا يُغْتَضُّ مِنْهُ ويُؤْنَفُ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَصَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قَالُوا بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ والبُضُوضةِ، قَالَ: وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ فِي الغَضاضة. التَّهْذِيبُ: وَاخْتُلِفَ فِي فَعَلْتَ مِنْ غَضّ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: غَضِضْتَ تَغَضُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غَضَضْتَ تَغَضُّ. والغضُّ: الحِبْنُ مِنْ حِينِ يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ أَن يَحْدِرَ إِلى أَن يَنْضَج. والغَضِيضُ الطلْعُ حِينَ يَبْدُو. والغَضُّ مِنْ أَولاد الْبَقَرِ: الْحَدِيثُ النِّتَاجِ، وَالْجَمْعُ الغِضاضُ؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: خَبَأْنَ بِهَا الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ ... لَهُنَّ مَراداً، والسِّخالُ مَخابِئا الأَصمعي: إِذا بَدَا الطَّلعُ فَهُوَ الغَضِيضُ، فإِذا اخْضَرَّ قِيلَ: خَضَبَ النخلُ، ثُمَّ هُوَ الْبَلَحُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ، وَيُقَالُ غَضَّضَ إِذا أَكل الغَضَّ. والغَضاضةُ: الفُتُورُ فِي الطَّرَفِ؛ يُقَالُ: غَضَّ وأَغْضى إِذا دَانَى بَيْنَ جَفْنَيْهِ وَلَمْ يُلاقِ؛ وأَنشد: وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ، ... تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنِه، وأَنا الرَّقِمْ قَالَ الأَزهري: عَلَيْهِ غَضاضةٌ أَي ذُلّ. وَرَجُلٌ غَضِيضٌ: ذَلِيلٌ بَيِّنُ الغَضاضةِ مِنْ قَوْمٍ أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ، وَهُمُ الأَذِلّاءُ. وغَضَّ طَرْفَه وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً وغَضاضةً، فَهُوَ مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ: كفَّه وخَفَضَه وَكَسَرَهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا دَانَى بَيْنَ جُفُونِهِ وَنَظَرَ، وَقِيلَ: الغَضِيضُ الطرْفِ المُسْتَرْخي الأَجفانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه أَي كسَره وأَطرَق وَلَمْ يَفْتَحْ عَيْنَهُ، وإِنما كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَكُونَ أَبعد مِنَ الأَشَرِ والمَرَحِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ ، فِي قَوْلِ الْقُتَيْبِيِّ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: وَمَا سُعادُ، غَداةَ الْبَيْنِ إِذ رَحَلُوا، ... إِلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ، مَكْحُولُ هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعول، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ مِنَ الحَياءِ والخَفَرِ، وغَضَّ مِنْ صَوْتِهِ، وكلُّ شَيْءٍ كَفَفْته، فَقَدْ غَضَضْتَه، والأَمر مِنْهُ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ: اغْضُضْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ، أَي اخْفِضِ الصَّوْتَ. وَفِي حَدِيثِ العُطاسِ: إِذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه أَي خَفَضَه وَلَمْ يَرْفَعْهُ؛ وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ: غُضَّ طرْفَك، بالإِدْغامِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَغُضَّ الطرْف، إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ، ... فَلَا كَعْباً بَلَغْتَ، وَلَا كِلابا مَعْنَاهُ: غُضَّ طَرْفَكَ ذُلًّا ومَهانَة. وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ البَصَرَ. ابْنُ الأَعرابي: بضَّضَ الرجلُ إِذا تَنَعَّمَ، وغَضَّضَ صَارَ غَضّاً مُتَنَعِّماً، وَهِيَ الغَضُوضةُ. وغَضَّضَ إِذا أَصابته غَضاضةٌ. وانْغِضاضُ الطرْفِ. انْغِماضُه. وَظَبْيٌ غَضِيضُ الطرْفِ أَي فاتِرُه. وغَضُّ الطرْفِ: احتمالُ الْمَكْرُوهِ؛ وأَنشد أَبو الْغَوْثِ:

وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً، ... ولَكِنَّنا فِي مَذْحِجٍ غُرُبان وَيُقَالُ: غُضَّ مِنْ بَصَرِكَ وغُضَّ مِنْ صَوْتِكَ. وَيُقَالُ: إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ؛ قَالَ: والظَّرْفُ وِعاؤه، يَقُولُ: لسْتَ بِخَائِنٍ. وَيُقَالُ: غُضَّ مِنْ لِجَامِ فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص مِنْ غَرْبِه وحِدّتِه. وغَضَّ مِنْهُ يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ مِنْ قَدْرِهِ. وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً: نَقَصَه. وَلَا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لَا أَنْقُصُكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَوْ غَضَّ الناسُ فِي الوصِيَّة مِنَ الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا؛ وَقَوْلُهُ: أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا، ... وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّلٍ رَيّان قِيلَ: يَعْنِي بِهِ الشَّعَر، فالمُرَجَّلُ عَلَى هَذَا المَمْشُوطُ، والرّيانُ المُرْتَوِي بِالدُّهْنِ، وأَغُضُّ: أَكُفُّ مِنْهُ، وَقِيلَ: إِنما يَعْنِي بِهِ الزِّقّ، فالمُرَجَّلُ عَلَى هَذَا الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، والرّيّانُ المَلآنُ. وَمَا عَلَيْكَ بِهَذَا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ وَلَا انْكسارٌ وَلَا ذُلٌّ. وَيُقَالُ: مَا أَرَدْت بِذَا غَضيضةَ فُلَانٍ وَلَا مَغَضَّتَه كَقَوْلِكَ: مَا أَردت نَقِيصَتَهُ ومَنْقَصَته. وَيُقَالُ: مَا غَضَضْتك شَيْئًا أَي مَا نَقَصْتُك شَيْئًا. والغَضْغَضةُ: النَّقْصُ. وتَغَضْغَضَ الماءُ: نقَص. اللَّيْثُ: الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ؛ وأَنشد: غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُولُ «1» وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ: نقَصه فنَقَصَ. وَبَحْرٌ لَا يُغَضْغَضُ وَلَا يُغَضْغِضُ أَي لَا يُنْزَحُ. يُقَالُ: فُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُغَضْغَضُ؛ وَفِي الْخَبَرِ: إِن أَحد الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ اسْتَعانَتْ بِهِمْ سَلِيطٌ عَلَى جَرِيرٍ لَمَّا سَمِعَ جَرِيرًا يُنْشِدُ: يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا قَالَ: عَلِمْتُ أَنه بَحْرٌ لَا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ؛ قَالَ الأَحوص: سَأَطْلُبُ بالشامِ الوَلِيدَ، فإِنَّه ... هوَ البَحْرُ ذُو التَّيّارِ، لَا يَتَغَضْغَضُ وَمَطَرٌ لَا يُغَضْغِضُ أَي لَا يَنْقَطِعُ. والغَضْغَضَةُ: أَن يَتَكَلَّمَ الرجلُ فَلَا يُبِين. والغَضاضُ والغُضاضُ: مَا بَيْنَ العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر، وَقِيلَ مَا بَيْنَ أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه، وَقِيلَ هِيَ الرَّوْثةُ نَفْسُهَا؛ قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا ... لِلشَّرِّ لَا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفا، أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ عُضاضَه، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: هُوَ مُقَدَّمُ الرأْس وَمَا يَلِيهِ مِنَ الْوَجْهِ، وَيُقَالُ لِلرَّاكِبِ إِذا سأَلته أَن يُعَرّج عَلَيْكَ قَلِيلًا: غُضّ سَاعَةً؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: خَلِيلَيَّ غُضَّا سَاعَةً وتَهَجَّرا أَي غُضّا مِنْ سَيرِكما وعَرّجا قَلِيلًا ثُمَّ رَوِّحَا مُتَهَجِّرَيْنِ. وَلَمَّا مَاتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: هَنِيئاً لَكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ خَرَجْتَ مِنَ الدُّنْيَا بِبِطْنَتِكَ وَلَمْ يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ؛ قَالَ الأَزهري: ضَرَبَ البِطْنةَ مَثَلًا لِوُفُورِ أَجره الَّذِي اسْتَوْجَبَهُ

_ (1). قوله [غض الملامة] كذا هو في الأَصل بضاد بدون ياء وفي شرح القاموس بالياء خطاباً لمؤنث.

بِهِجْرَته وجِهادِه مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنه لَمْ يَتَلَبَّسْ بِشَيْءٍ مِنْ وِلايةٍ وَلَا عَمَل يَنْقُصُ أُجُورَه الَّتِي وجَبَت لَهُ. وَرَوَى ابْنُ الْفَرَجِ عَنْ بَعْضِهِمْ: غَضَضْتُ الغُصْنَ وغَضَفْتُه إِذا كسرْته فَلَمْ تُنْعِم كَسْرَه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ مَوْتِ البَخِيلِ: ومالُه وافرٌ لَمْ يُعْطِ مِنْهُ شَيْئًا؛ مِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: مَاتَ فُلَانٌ بِبِطْنَتِهِ لَمْ يَتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ، زَادَ غَيْرُهُ: كَمَا يُقَالُ مَاتَ وَهُوَ عَرِيضُ الْبِطَانِ أَي سَمِينٌ من كثرة المال. غمض: الغُمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ والإِغْماضُ: النَّوْمُ. يُقَالُ: مَا اكتَحَلْتُ غَماضاً وَلَا غِماضاً وَلَا غُمْضاً، بِالضَّمِّ، وَلَا تَغْمِيضاً وَلَا تَغْماضاً أَي مَا نِمْتُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الغُمْضُ والغُمُوضُ والغِماضُ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ مِثْلُ القَفْر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَرَّقَ عَيْنَيْكَ، عَنِ الغِماضِ، ... بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ نَهَّاضِ وَمَا اغْتَمَضَتْ عَيْنايَ وَمَا ذُقْتُ غُمْضا وَلَا غِماضاً أَي مَا ذُقْتُ نَوْمًا، وَمَا غَمَضْتُ وَلَا أَغْمَضْتُ وَلَا اغْتَمَضْتُ لُغَاتٌ كُلُّهَا؛ وَقَوْلُهُ: أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ، ... يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقا إِنما أَراد لَمْ يَسْكُن لَمَعانُه فَعَبَّرَ عَنْهُ بيغتمِض لأَن النَّائِمَ تسكُن حَرَكَاتُهُ. وأَغْمَضَ طرْفَه عنِّي وغَمَّضه: أَغْلَقَه، وأَغْمَضَ الميِّتَ وغَمَّضَه إِغْماضاً وتَغْمِيضاً. وتغميضُ الْعَيْنِ: إِغْماضُها. وغَمَّضَ عَلَيْهِ وأَغْمَضَ: أَغْلَقَ عَيْنَيْهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِحُسَيْنِ بْنِ مَطِيرٍ الأَسدي: قَضَى اللهُ، يَا أَسماءُ، أَن لَسْتُ زائِلًا، ... أُحِبُّكِ حَتَّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ وغَمَّضَ عَنْهُ: تجاوَزَ. وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْمَضَ عَنْهُ وَعَلَيْهِ، يُكَنَّى بِهِ عَنِ الصَّبْرِ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْهُ وأَغْضَيْتُ إِذا تَغافَلْتَ عَنْهُ. وأَغْمَضَ فِي السِّلْعة: اسْتَحَطَّ مِنْ ثَمَنِهَا لرداءتِها، وَقَدْ يَكُونُ التَّغْمِيض مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لبيِّعه: أَغْمِضْ لِي فِي البِياعةِ أَي زِدْني لِمَكَانِ رَدَاءَتِهِ أَو حُطَّ لِي مِنْ ثَمَنِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ أَغْمَضَ فِي الْبَيْعِ يُغْمِضُ إِذا اسْتَزَادَهُ مِنَ المَبيعِ واستحطَّه مِنَ الثَّمَنِ فَوَافَقَهُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي طَالِبٍ: هُما أَغْمَضا للقوْمِ فِي أَخَوَيْهِما، ... وأَيْدِيهِما مِنْ حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ قَالَ: وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: يَسُومُونَه أَن يُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها، ... وَقَدْ حاوَلُوا شِكْساً عَلَيْهَا يُمارِسُ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ؛ يَقُولُ: أَنتم لَا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فَكَيْفَ تُعْطُونَهُ فِي الصَّدَقةِ؟ قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا عَلَى إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ، ويدُلّك عَلَى أَنه جَزَاءٌ أَنك تَجِدُ الْمَعْنَى إِن أَغْمَضْتم بَعْدَ الإِغماض أَخذتموه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يأْخذه إِلا عَلَى إِغْماضٍ ؛ الإِغْماضُ: المُسامَحةُ والمُساهَلةُ. وغَمَضْتَ عَنْ فُلَانٍ إِذا تَساهَلْتَ عَلَيْهِ فِي بَيْعٍ أَو شِرَاءٍ، وأَغْمَضْت. الأَصمعي: أَتاني ذَاكَ عَلَى اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بِلَا تَكَلُّفٍ وَلَا مَشَقَّةٍ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:

والشِّعْرُ يأْتِيني عَلَى اغْتِماضِ، ... كَرْهاً وطَوْعاً وَعَلَى اعْتِراضِ أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فَآخُذُ مِنْهُ حَاجَتِي مِنْ غَيْرِ أَن أَكون قَدَّمْتُ الروِيّة فِيهِ. والغَوامِض: صِغَارُ الإِبل، وَاحِدُهَا غامِضٌ. والغَمْضُ والغامِضُ: الْمُطْمَئِنُّ الْمُنْخَفِضُ مِنَ الأَرض. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغَمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً يَطمئِنُّ حَتَّى لَا يُرَى مَا فِيهِ، وَمَكَانٌ غَمْض، قَالَ: وَجَمْعُهُ غُمُوضٌ وأَغماضٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَمْضا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: بلالِ، يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ، ... لَيْسَ بأَدْناسٍ وَلَا أَغْماضِ جَمْعُ غَمْض وَهُوَ خِلَافُ الْوَاضِحِ، وَهِيَ المَغامِضُ، وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ وَهُوَ أَشدُّ غُؤُوراً. وَقَدْ غَمَضَ المكانُ وغَمُضَ وغَمَضَ الشيءُ وغَمُضَ يَغْمُضُ غُموضاً فِيهِمَا: خَفِيَ. اللِّحْيَانِيُّ: غَمَض فُلَانٌ فِي الأَرض يَغْمُضُ ويَغْمِضُ غُموضاً إِذا ذَهَبَ فِيهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَغْمَضَتِ الفَلاةُ عَلَى الشخُوص إِذا لَمْ تَظْهَرْ فِيهَا لتغْييبِ الآلِ إِيّاها وتَغَيُّبِها فِي غُيوبِها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا الشخْصُ فِيهَا هَزَّه الآلُ، أَغْمَضَتْ ... عَلَيْهِ كإِغْماضِ المُغَضِّي هُجُولُها أَي أَغْمَضَت هُجُولُها عَلَيْهِ. والهُجُولُ: جَمْعُ الهَجْل مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ غامِضاً فِي النَّاسِ أَي مَغْموراً غَيْرَ مَشْهُورٍ. وَفِي حَدِيثُ مُعَاذٍ: إِيّاكم ومُغَمِّضاتِ الأُمور «2»، وَفِي رِوَايَةٍ: المُغَمِّضاتِ مِن الذُّنُوبِ ، قَالَ: هِيَ الأُمور الْعَظِيمَةُ الَّتِي يَرْكَبُها الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْرِفُهَا فكأَنه يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنْهَا تَعامِياً وَهُوَ يُبْصِرُها، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرُبَّمَا رُوِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَهِيَ الذُّنُوبُ الصِّغَارُ، سُمِّيَتْ مُغَمِّضاتٍ لأَنها تَدِقُّ وَتَخْفَى فَيَرْكَبُهَا الإِنسان بِضَرْب مِنَ الشُّبْهة وَلَا يَعْلَمُ أَنه مُؤاخذ بِارْتِكَابِهَا. وكلُّ مَا لَمْ يَتَّجِهْ لَكَ مِنَ الأُمور، فَقَدْ غَمَضَ عَلَيْكَ. ومُغْمِضاتُ الليلِ: دَياجِير ظُلَمِه، وغَمُضَ يَغْمُضُ غُمُوضاً وَفِيهِ غُمُوضٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ فِيهِ غُموضةٌ. والغامِضُ مِنَ الْكَلَامِ: خلافُ الواضحِ، وَقَدْ غَمُضَ غُموضةً وغَمَّضْتُه أَنا تَغْمِيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِيهِ أَيضاً غَمَضَ، بِالْفَتْحِ، غُمُوضاً، قَالَ: وَفِي كَلَامِ ابْنِ السَّرَّاجِ قَالَ: فتأَمله فإِنّ فِيهِ غُمُوضاً يَسِيراً. والغامِضُ مِنَ الرِّجَالِ: الفاتِرُ عَنِ الحَمْلةِ؛ وأَنشد: والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ، ... لَا يَسْتَطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الجيِّدِ الرأْي: قَدْ أَغْمَضَ النَّظَرَ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَغْمَضَ النَّظَرَ إِذا أَحْسَنَ النَّظَرَ أَو جَاءَ برأْي جيِّد. وأَغْمَضَ فِي الرأْي: أَصابَ. ومسأَلة غامِضةٌ: فِيهَا نَظر ودِقّةٌ. ودارٌ غامِضةٌ إِذا لَمْ تَكُنْ عَلَى شَارِعٍ، وَقَدْ غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً. وحَسَبٌ غامِض: غَيْرُ مَشْهُورٍ. وَمَعْنًى غامِضٌ: لطِيف. وَرَجُلٌ ذُو غَمْضٍ أَي خَامِلٌ ذلِيل؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ لُؤَيٍّ لأَخيه عَامِرِ بْنِ لؤيّ:

_ (2). قوله [ومغمضات الأَمور إلخ] هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه فمغمضات من غَمَّض بشد الميم، وفي القاموس مُغْمِضَات كمؤمنات من أَغْمَضَ، واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء بالوجهين.

لَئِنْ كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ بَدَا ... لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذِي غَمْضِ وأَمرٌ غامِض وَقَدْ غَمَضَ، وخَلْخالٌ غامِض: قَدْ غاصَ فِي السَّاق، وَقَدْ غَمَضَ فِي السَّاق غُموضاً. وكعْبٌ غامِض: وَارَاهُ اللَّحْمُ. وغَمَضَ في الأَرض يَغْمِضُ ويَغْمُضُ غُموضاً: ذهَب وَغَابَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَمَا فِي هَذَا الأَمر غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي عَيْب. وغَمَّضَتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عَنِ الحَوْض فحمَلَت عَلَى الذَّائِدِ مُغمِّضة عَيْنَيْها فَوَرَدَت؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يُرْسِلُها التغْمِيضُ، إِنْ لَمْ تُرْسَلِ، ... خَوْصاء، تَرْمِي باليَتِيمِ المُحْثَلِ غنض: غَنَضَه يَغْنِضُه غَنْضاً: جهَده وشَقَّ عليه. غيض: غاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغِيضاً ومَغاضاً وانْغاضَ: نقَص أَو غارَ فذهبَ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَلَّ فنضَب. وَفِي حَدِيثِ سَطيح: وغاضَت بُحَيْرةُ ساوَةَ أَي غارَ مَاؤُهَا وذهَب. وَفِي حَدِيثِ خُزيمة فِي ذِكْرِ السَّنة: وغاضَت لَهَا الدِّرّة أَي نقصَ اللَّبنُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِف أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وغاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ أَي أَذْهَب مَا نَبَع مِنْهَا وظَهر. وغاضَه هُوَ وغَيَّضَه وأَغاضَه، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غاضَه نقَصه وفَجَّرَه إِلى مَغيض. والمَغِيضُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَغِيضُ فِيهِ الْمَاءُ. وأَغاضَه وغَيَّضَه وغِيضَ ماءُ الْبَحْرِ، فَهُوَ مَغِيضٌ، مَفْعُولٌ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وغِيضَ الماءُ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ. وغاضَه اللَّهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وأَغاضَه اللَّهُ أَيضاً؛ فأَما قَوْلُهُ: إِلى اللَّهِ أَشْكُو مِنْ خَلِيلٍ أَوَدُّه ... ثلاثَ خِلال، كلُّها ليَ غائِضُ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد غَائِظُ، بِالظَّاءِ، فأَبدل الظَّاءَ ضَادًا؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَجُوزُ عِنْدِي أَن يَكُونَ غائِض غَيْرَ بَدَل وَلَكِنَّهُ مِنْ غاضَه أَي نَقصه، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ أَنه يَنْقُصُني ويَتَهَضَّمُني. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَا نقَص الحَمْل عَنْ تِسْعَةِ أَشهر وَمَا زَادَ عَلَى التِّسْعَةِ، وَقِيلَ: مَا نقَص عَنْ أَن يَتِمَّ حَتَّى يَموت وَمَا زَادَ حَتَّى يتمَّ الحمْل. وغَيَّضْت الدَّمع: نَقَصْته وحَبَسْته. والتغْيِيضُ: أَن يأْخذ العَبْرة مِنْ عَيْنه ويَقْذِف بِهَا؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: غَيَّضْنَ مِنْ عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لِي: ... مَاذَا لَقِيتَ مِنَ الهَوَى ولَقِينا؟ مَعْنَاهُ أَنهنّ سَيَّلْنَ دُمُوعَهُنَّ حَتَّى نَزَفْنَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَنْ هَاهُنَا لِلتَّبْعِيضِ، وَتَكُونُ زَائِدَةً عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَنه يَرَى زِيَادَةَ مِنْ فِي الواجِبِ. وَحُكِيَ قَدْ كَانَ مِنْ مَطَرٍ أَي قَدْ كَانَ مطَر. وأَعطاه غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ أَي قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ يُعْطِي غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ فَاضَ مَالُهُ ومَيْسَرَتُه فَهُوَ إِنّما يُعْطِي مِنْ قُلّه أَعظم أَجراً» . وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ أَبي العاصي: لَدِرْهمٌ يُنْفِقُه أَحدكم مِنْ جَهْدِه خيرٌ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ ينفقُها أَحَدُنا غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ أَي قليلُ أَحدكم مَعَ فَقْرِه خَيْرٌ مِنْ كثيرِنا مَعَ غِنَانَا. وغاضَ ثَمنُ السِّلْعة يَغِيضُ: نقَص، وغاضَه وغَيَّضَه. الْكِسَائِيُّ: غاضَ ثمنُ السِّلْعة وغِضْتُه أَنا فِي بَابِ فعَلَ الشيءُ وفعَلْته؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تأْويَا للحَوْضِ أَن يَفِيضَا، ... أَن تَغْرِضا خيرٌ من أَن تَغِيضا

_ (1). كذا بالأَصل.

فصل الفاء

يَقُولُ أَنَ تَمْلآه خَيْرٌ مِنْ أَن تَنْقُصاه؛ وَقَوْلُ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: أَما تَرَيْني قَدْ فَنِيتُ، وغاضَني ... مَا نِيل مِنْ بَصَرِي، وَمِنْ أَجْلادِي؟ مَعْنَاهُ نَقَصَني بَعْدَ تَمَامِي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَوْ قَدْ عَضَّ مَعْطِسَه جَرِيرِي، ... لقدْ لانَتْ عَرِيكَتُه وَغَاضَا فسَّره فَقَالَ: غاضَ أَثَّرَ فِي أَنفه حَتَّى يَذِلَّ. وَيُقَالُ: غاضَ الكِرامُ أَي قَلُّوا، وفاضَ اللِّئام أَي كَثُرُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ الشِّتاء قَيْظاً وغاضَت الكِرام غَيْضاً أَي فَنُوا وبادُوا. والغَيْضَةُ: الأَجَمةُ. وغَيَّضَ الأَسَدُ: أَلِفَ الغَيْضَة. والغَيْضَة: مَغِيضُ ماءٍ يَجْتَمِعُ فيَنْبت فِيهِ الشَّجَرُ، وَجَمْعُهَا غِياضٌ وأَغْياضٌ، الأَخيرة عَلَى طرْح الزَّائِدِ، وَلَا يَكُونُ جَمْعَ جمعٍ لأَن جَمْعَ الْجَمْعِ مُطَّرح مَا وُجِدَت عَنْهُ مَنْدوحة، وَلِذَلِكَ أَقَرَّ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَهُ فَرُهُنٌ مقبُوضة عَلَى أَنه جَمْعُ رَهْن كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ، لَا عَلَى أَنه جَمْعُ رِهان الَّذِي هُوَ جَمْعُ رَهْن، فَافْهَمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَا تُنْزِلُوا الْمُسْلِمِينَ الغِياض ؛ الغِياضُ جَمْعُ غَيْضة وَهِيَ الشَّجَرُ المُلْتَفّ لأَنهم إِذا نزَلُوها تَفَرَّقُوا فِيهَا فتمكَّن مِنْهُمُ الْعَدُوُّ. والغَيْضُ: مَا كثُرَ مِنَ الأَغْلاثِ أَي الطَّرْفاء والأَثْل والحاجِ والعِكْرِش واليَنْبُوت. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ مِنْبَر رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْغَابَةُ غَيْضة ذَاتُ شَجَرٍ كَثِيرٍ وَهِيَ عَلَى تِسْعَةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ. والغِيضُ: الطَّلْع، وَكَذَلِكَ الغَضِيضُ والإِغْرِيض، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الفاء فحض: فَحَضَ الشيءَ يَفْحَضُه فَحْضاً: شدَخه؛ يَمَانِيَةٌ، وأَكثر مَا يُستعمل فِي الرطْب كالبِطِّيخ وشِبْهِه. فرض: فرَضْت الشَّيْءَ أَفْرِضه فَرْضاً وفَرَّضْتُه لِلتَّكْثِيرِ: أَوْجَبْتُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها ، وَيُقْرَأُ: وفرَّضْناها ، فَمَنْ قرأَ بِالتَّخْفِيفِ فَمَعْنَاهُ أَلزَمْناكم العَمل بِمَا فُرِضَ فِيهَا، وَمَنْ قرأَ بِالتَّشْدِيدِ فَعَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما عَلَى مَعْنَى التَّكْثِيرِ عَلَى مَعْنَى إِنا فَرَضْنَا فِيهَا فُرُوضاً، وَعَلَى مَعْنَى بَيَّنَّا وفَصَّلْنا مَا فِيهَا مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ والحدُود. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ؛ أَي بيَّنها. وافْتَرَضَه: كفَرَضَه، وَالِاسْمُ الفَرِيضةُ. وفَرائضُ اللهِ: حُدودُه الَّتِي أَمرَ بِهَا ونهَى عَنْهَا، وَكَذَلِكَ الفَرائضُ بالمِيراثِ. والفارِضُ والفَرَضِيُّ: الَّذِي يَعْرِف الفرائضَ وَيُسَمَّى العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِيث فَرائضَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفْرَضُكم زَيْدٌ. والفَرْضُ: السُّنةُ، فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي سَنَّ، وَقِيلَ: فَرَضَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي أَوْجَبَ وُجُوباً لَازِمًا، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ. والفَرْضُ: مَا أَوْجَبه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّ لَهُ مَعالِمَ وَحُدُوداً. وفرَض اللَّهُ عَلَيْنَا كَذَا وَكَذَا وافْتَرَضَ أَي أَوْجَب. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَ ؛ أَي أَوْجَبه عَلَى نَفْسِهِ بإِحرامه. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الفَرْضُ التوْقِيتُ. وكلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ، فَهُوَ مَفْرُوضٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: العِلْمُ ثلاثةٌ مِنْهَا فرِيضةٌ عادلةٌ ؛ يُرِيدُ العَدْل فِي القِسْمة بِحَيْثُ تَكُونُ عَلَى السِّهام والأَنْصِباء الْمَذْكُورَةِ فِي الْكِتَابِ والسنَّة، وَقِيلَ: أَراد أَنها تَكُونُ

مُسْتَنْبَطَةً مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وإِن لَمْ يَرِد بِهَا نَصٌّ فِيهِمَا فَتَكُونُ مُعادِلةً لِلنَّصِّ، وَقِيلَ: الفَرِيضةُ العادِلةُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مُؤَقَّتًا. والفَرْضُ: القِراءة. يُقَالُ: فَرَضْتُ جُزْئي أَي قرأْته، والفَرِيضةُ مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ: مَا بَلَغَ عَدَدُه الزكاةَ. وأَفْرَضَتِ الماشِيةُ: وَجَبَتْ فِيهَا الفَرِيضة، وَذَلِكَ إِذا بَلَغَتْ نِصاباً. والفَرِيضةُ: مَا فُرِضَ فِي السائمةِ مِنَ الصَّدَقَةِ. أَبو الْهَيْثَمِ: فَرائضُ الإِبل الَّتِي تحتَ الثَّنيّ والرُّبُعِ. يُقَالُ للقَلُوصِ الَّتِي تَكُونُ بِنْتَ سَنَةٍ وَهِيَ تُؤْخَذُ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ: فَرِيضةٌ، وَالَّتِي تُؤْخَذُ فِي سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَهِيَ بِنْتُ لَبُونٍ وَهِيَ بِنْتُ سَنَتَيْنِ: فريضةٌ، وَالَّتِي تُؤْخَذُ فِي سِتٍّ وأَربعين وَهِيَ حِقّة وَهِيَ ابْنَةُ ثلاثِ سِنِينَ: فَرِيضَةٌ، وَالَّتِي تُؤْخَذُ فِي إِحدى وَسِتِّينَ جَذَعةٌ وَهِيَ فَرِيضَتُهَا وَهِيَ ابْنَةُ أَربع سِنِينَ فَهَذِهِ فرائضُ الإِبلِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَتْ فَرِيضَةً لأَنها فُرِضَتْ أَي أُوجِبَتْ فِي عَدَدٍ مَعْلُومٍ مِنَ الإِبل، فَهِيَ مَفْروضةٌ وفَريضة، فأُدخلت فِيهَا الْهَاءُ لأَنها جُعِلَتِ اسْمًا لَا نَعْتًا. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الْفَرِيضَةِ تجبُ عَلَيْهِ وَلَا توجَدُ عِنْدَهُ ، يَعْنِي السِّنَّ الْمُعَيَّنِ للإِخراج فِي الزَّكَاةِ، وَقِيلَ: هُوَ عَامٌّ فِي كُلِّ فرْضٍ مَشْروعٍ مِنْ فرائضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا لَهُمْ إِلا الفَرِيضتانِ، وَهُمَا الجَذَعةُ مِنَ الْغَنَمِ والحِقّةُ مِنَ الإِبل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لَهُمَا الفرْضتانِ أَيضاً؛ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: هَذِهِ فَرِيضةُ الصدقةِ الَّتِي فَرَضَها رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَي أَوجَبها عَلَيْهِمْ بأَمر اللَّهِ. وأَصلُ الْفَرْضِ القطْعُ. والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، والفَرْضُ آكَدُ مِنَ الْوَاجِبِ عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: الفرْضُ هَاهُنَا بِمَعْنَى التَّقْدِيرِ أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ شَيْءٍ وبَيَّنَها عَنْ أَمر اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: فإِن لَهُ عَلَيْنَا سِتَّ فَرائضَ ؛ الفرائضُ: جَمْعُ فَرِيضةٍ، وَهُوَ الْبَعِيرُ المأْخوذ فِي الزَّكَاةِ، سُمِّيَ فَرِيضَةً لأَنه فَرْضٌ وَاجِبٌ عَلَى رَبِّ الْمَالِ، ثُمَّ اتُّسِع فِيهِ حَتَّى سُمِّيَ البعيرُ فَرِيضَةً فِي غَيْرِ الزَّكَاةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَن مَنَعَ فَرِيضةً مِنْ فَرائضِ اللَّهِ. وَرَجُلٌ فارِضٌ وفَرِيضٌ: عالِمٌ بالفَرائضِ كَقَوْلِكَ عالِمٌ وعَلِيمٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعْرابي. والفَرْضُ: الهِبةُ. يُقَالُ: مَا أَعطاني فَرْضاً وَلَا قَرْضاً. والفرْضُ: العَطيّةُ المَرْسُومةُ، وَقِيلَ: مَا أَعْطَيْتَه بِغَيْرِ قَرْضٍ. وأَفْرَضْتُ الرَّجل وفَرَضْتُ الرَّجل وافْتَرَضْتُه إِذا أَعطيته. وَقَدْ أَفْرَضْتُه إِفْراضاً. والفرْضُ: جُنْدٌ يَفْتَرِضُون، وَالْجَمْعُ الفُروضُ. الأَصمعي: يُقَالُ فَرَضَ لَهُ فِي العَطاء وفرَض لَهُ فِي الدِّيوانِ يَفْرِضُ فَرْضاً، قَالَ: وأَفْرَضَ لَهُ إِذا جَعَلَ لَهُ فَرِيضَةً. وَفِي حَدِيثِ عَدِيّ: أَتيت عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فِي أُناسٍ مِنْ قَوْمِي فَجَعَلَ يَفْرِضُ لِلرَّجُلِ من طَيِء فِي أَلفين أَلفين ويُعْرِضُ عَنِّي أَي يَقْطَعُ ويُوجِبُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي العَطاء أَلفين مِنَ الْمَالِ. والفرْضُ: مَصْدَرُ كُلِّ شَيْءٍ تَفْرِضُه فتُوجِبه عَلَى إِنسان بقَدْر مَعْلُومٍ، وَالِاسْمُ الفَرِيضةُ. والفارِضُ: الضخْمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، وَلَا يُقَالُ فارِضةٌ. ولِحْيةٌ فارضٌ وفارِضةٌ: ضَخْمةٌ عظيمة، وشِقْشِقةٌ فارِضٌ وسِقاء فارضٌ كَذَلِكَ، وبَقَرة فارضٌ: مُسِنّة. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّها بَقَرَةٌ لَا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الفارِض الهَرِمةُ والبِكْرُ الشَّابَّةُ. وَقَدْ فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَي كَبِرَتْ وطَعَنَت فِي السِّنّ، وَكَذَلِكَ فَرُضَتِ الْبَقَرَةُ، بِالضَّمِّ، فَراضةً؛

قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ عَنى بَقَرَةً هَرِمَةً: لَعَمْرِي، لَقَدْ أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إِليه، مَا تَقُوم عَلَى رِجْلِ وَلَمْ تُعْطِه بِكْراً، فَيَرْضَى، سَمِينةً، ... فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِعْلِ؟ وَقَالَ أُمية فِي الْفَارِضِ أَيضاً: كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ لَيْسَ بِفارِضٍ، ... وَلَا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الفارِضُ فِي المُسِنّ مِنْ غَيْرِ الْبَقَرِ فَيَكُونُ لِلْمُذَكَّرِ وَلِلْمُؤَنَّثِ؛ قَالَ: شَوْلاء مِسْكٌ فَارِضٌ نَهِيٌّ، ... مِنَ الكِباشِ، زامِر خَصيّ وقومٌ فُرَّضٌ: ضِخامٌ، وَقِيلَ مَسانُّ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ فُقَيْم: شَيَّبَ أَصْداغِي، فرَأْسِي أَبْيَضُ، ... مَحامِلٌ فِيهَا رجالٌ فُرَّضُ مِثْلُ البَراذِينِ، إِذا تأَرَّضُوا، ... أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لَمْ يَمْرَضُوا لَوْ يَهْجَعُونَ سَنةً لَمْ يَعْرِضُوا، ... إِنْ قلْتَ يَوْماً: للغَداء، أَعْرَضُوا نَوْماً، وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ، ... وخُبِئَ المَلْتُوتُ والمُحَمَّضُ وَاحِدُهُمْ فارِضٌ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ قَالَ: يُرِيدُ أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: فِي شَعْشعانٍ عُنُق يَمْخُور، ... حَابِي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور قَالَ: وَقَالَ الْفَقْعَسِيُّ يَذْكُرُ غَرْباً واسِعاً: والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ مِنَ الْفَارِضِ فَرَضَتْ وفرُضَت، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ بِفَرِضَ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الفارِضُ الْكَبِيرَةُ الْعَظِيمَةُ، وَقَدْ فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً. ابْنُ الأَعرابي: الْفَارِضُ الْكَبِيرَةُ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الفارِضُ المُسِنّةُ. أَبو زَيْدٍ: بَقَرَةٌ فارِضٌ وَهِيَ العظيمةُ السَّمِينَةُ، وَالْجَمْعُ فَوارِضُ. وبقرةٌ عَوانٌ: مِنْ بَقَرٍ عُونٍ، وَهِيَ الَّتِي نُتجَت بَعْدَ بَطْنها البِكْر، قَالَ قَتَادَةُ: لَا، فارِضٌ هِيَ الهَرِمةُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: لَكُمْ فِي الوَظِيفةِ الفَريضةُ ؛ الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ، وَهِيَ الفارِضُ أَيضاً، يَعْنِي هِيَ لَكُمْ لَا تُؤْخذُ مِنْكُمْ فِي الزَّكَاةِ، وَيُرْوَى: عَلَيْكُمْ فِي الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي فِي كُلِّ نِصابٍ مَا فُرِضَ فِيهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَكُمُ الفارِضُ والفرِيضُ ؛ الفَرِيضُ والفارِضُ: المُسِنّةُ مِنَ الإِبل، وَقَدْ فَرَضَت، فَهِيَ فارِضٌ وفارِضةٌ وفَرِيضةٌ، وَمِثْلُهُ فِي التَّقْدِيرِ طَلَقَتْ فَهِيَ طَالِقٌ وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البياضِ، ... مُنْحَدِرُ الجِرْية فِي اعْتِراضِ هَوْلٌ يَدُقُّ بِكُمُ العِراضِ، ... يَجْرِي عَلَى ذِي ثَبَجٍ فِرْياضِ «1» كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ ... أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْياضِ

_ (1). قوله: العراض بالكسر؛ هكذا في الأَصل ولعلها العراضي بالياء المشدّدة.

قَالَ: ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يُقَالُ لَهَا فِرْياضٌ تَسْقي نَخْلًا كَثِيرَةً وَكَانَ مَاؤُهَا عَذْبًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يا رُبَّ مَوْلًى حاسِدٍ مُباغِضِ، ... عليَّ ذِي ضِغْنٍ وضَبٍّ فارِضِ، لَهُ قُروء كقُروء الحائِضِ عَنَى بِضَبٍّ فارضٍ عَداوةً عَظِيمَةً كَبِيرَةً مِنَ الْفَارِضِ الَّتِي هِيَ الْمُسِنَّةُ؛ وَقَوْلُهُ: لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الْحَائِضِ يَقُولُ: لِعَدَاوَتِهِ أَوقات تَهِيجُ فِيهَا مِثْلَ وَقْتِ الْحَائِضِ. وَيُقَالُ: أَضمر عَلَيَّ ضِغْناً فَارِضًا وضِغْنةً فَارِضًا، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَي عَظِيمًا، كأَنه ذُو فَرْض أَي ذُو حَزٍّ؛ وَقَالَ: يَا رُبّ ذِي ضِغن عَلَيَّ فارِض والفَرِيضُ: جِرّةُ الْبَعِيرِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَهِيَ عِنْدَ غَيْرِهِ القَريضُ بِالْقَافِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الفَرْضُ الحَزُّ فِي القِدْحِ والزَّنْدِ وَفِي السَّير وَغَيْرِهِ، وفُرْضةُ الزَّنْدِ الْحَزُّ الَّذِي فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اتَّخَذَ عَامَ الْجَدْبِ قِدْحاً فِيهِ فَرْض ؛ الْفَرْضُ: الحَزُّ فِي الشَّيْءِ والقطعُ، والقِدْحُ: السهْمُ قَبْلَ أَن يُعْمل فِيهِ الرِّيشُ والنَّصْلُ. وَفِي صِفَةِ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: لَمْ يَفْتَرِضْها ولَد أَي لَمْ يؤثِّر فِيهَا وَلَمْ يَحُزّها يَعْنِي قَبْلَ الْمَسِيحِ. قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ؛ أَي مُؤَقَّتًا، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً. وفَرْضُ الزَّنْد: حَيْثُ يُقْدَحُ مِنْهُ. وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ وفرَضْتُ فِيهِمَا أَفْرِضُ فَرْضاً: حَزَزْتُ فِيهِمَا حَزّاً. وَقَالَ الأَصمعي: فرَض مِسْواكَه فَهُوَ يَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه. والفَرْضُ: اسْمُ الْحَزِّ، وَالْجَمْعُ فُروضٌ وفِراضٌ؛ قَالَ: منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ، غيَّرَ لَوْنَها ... بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، واليابسِ الجَزْلِ التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةٍ فَرَضَ: اللَّيْثُ التقْرِيضُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كتقْريضِ يَدَيِ الجُعَلِ؛ وأَنشد: إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى لَهُ ... مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ التَّفْرِيضُ، بِالْفَاءِ، مِنَ الفرْض وَهُوَ الْحَزُّ. وَقَوْلُهُمُ الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فِيهَا حُزوزاً، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ رَوَاهُ الثِّقاتُ أَيضاً بِالْفَاءِ: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّرَاعَيْنِ، وَهُوَ فِي شِعْرِ الشَّمَّاخِ، وأَراد بالشأْو مَا يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ مِنْ أَرْواثها، وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: أَراد الشَّمَّاخُ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يَعْنِي الجُعَل. والمِفْرَضُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُحَزّ بِهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فَرَاضُ النَّحْلِ «2» مَا تُظْهِرُهُ الزَّنْدةُ مِنَ النَّارِ إِذا اقْتُدِحَت. قَالَ: وَالْفِرَاضُ إِنما يَكُونُ فِي الأُنثى مِنَ الزَّنْدَتَيْنِ خَاصَّةً. وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ، فَهُوَ مَفْروضٌ وفَريضٌ: حَزَّه. والفَريضُ: السَّهْمُ المَفْروض فُوقُه. والتفْريضُ: التَّحْزِيزُ. والفَرْضُ: العَلامةُ؛ وَمِنْهُ فرْضُ الصلاةِ وَغَيْرِهَا إِنما هُوَ لَازِمٌ لِلْعَبْدِ كلُزومِ الحَزِّ للقِدْح. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ خَرَجَتْ ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً، قَالَ: والغُروبُ مَاءُ الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يَعْلُوهُ سَواد، وَقِيلَ: الأَشْرُ تَحْزِيزٌ فِي أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها،

_ (2). قوله [فراض النحل] كذا بالنسخة التي بأَيدينا، والذي في شرح القاموس: [الفراض ما تظهره إلخ.]

وَاحِدُهَا غَرْبٌ. والفَرْضُ: الشّقُّ فِي وسَط الْقَبْرِ. وفَرَضْت لِلْمَيِّتِ: ضَرَحْت. والفُرْضةُ: كالفَرْضِ. والفَرْضُ والفُرْضةُ: الحَزّ الَّذِي فِي القوْس. وفُرْضة الْقَوْسِ: الْحَزُّ يَقَعُ عَلَيْهِ الوتَر، وفَرْضُ القوسِ كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ فِراضٌ. وفُرْضةُ النَّهْرِ: مَشْرَبُ الْمَاءِ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ فُرَضٌ وفِراضٌ. الأَصمعي: الفُرْضةُ المَشْرَعةُ، يُقَالُ: سَقَاهَا بالفِراضِ أَي مِنْ فُرْضةِ النَّهْرِ. والفُرْضة: الثُّلْمة الَّتِي تَكُونُ فِي النَّهْرِ. والفِراضُ: فُوَّهةُ النَّهْرِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَجْرِي خَزَائِنُهُ عَلَى مَن نابَه، ... جَرْيَ الفُراتِ عَلَى فِراضِ الجَدْوَلِ وفُرْضةُ النَّهْرِ: ثُلْمَتُه الَّتِي مِنْهَا يُسْتقى. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَتَّى أَرْفَأ بِهِ عِنْدَ فُرْضَةِ النَّهْرِ أَي مَشْرَعَتِه، وَجَمْعُ الْفُرْضَةِ فُرَضٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: وَاجْعَلُوا السُّيُوفَ لِلْمَنَايَا فُرَضاً أَي اجْعَلُوهَا مَشارِعَ لِلْمَنَايَا وتَعَرَّضُوا لِلشَّهَادَةِ. وفُرْضَةُ الْبَحْرِ: مَحَطُّ السفُن. وفُرْضةُ الدواةِ: مَوْضِعُ النِّقْس مِنْهَا. وفُرْضة الْبَابِ: نَجْرانُه. والفَرْضُ: القِدْحُ؛ قَالَ عبيدُ بْنُ الأَبرص يَصِفُ بَرْقاً: فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِيطِ، أَو الفَرْضِ ... بكَفِّ اللَّاعِبِ المُسْمِرِ والمُسْمِرُ: الَّذِي دَخَلَ فِي السَّمَرِ. والفَرْضُ: التُّرْسُ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ الْهُذَلِيُّ: أَرِقْتُ لَهُ مِثْلَ لَمْعِ البَشِيرِ، ... قَلَّبَ بالكفِّ فَرْضاً خَفِيفَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا تَقُلْ قُرْصاً خَفِيفًا. والفَرْضُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ صِغَارٌ لأَهل عُمان؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: إِذا أَكلتُ سمَكاً وفَرْضا، ... ذهَبْتُ طُولًا وذهَبْتُ عَرْضا قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهُوَ مِنْ أَجود تَمْرِ عُمانَ هُوَ والبَلْعَقُ، قَالَ: وأَخبرني بَعْضُ أَعرابها قَالَ: إِذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عَنِ اخْتِرافِها تَساقَطَ عَنْ نَوَاهُ فَبَقِيَتِ الكِباسةُ لَيْسَ فِيهَا إِلا نَوًى معلَّق بالتَّفارِيق. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِذَكَرِ الْخَنَافِسِ المُفَرَّضُ وأَبو سَلْمانَ والحَوَّاز والكَبَرْتَلُ. والفِراضُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: جزَى اللَّهُ قَوْمي بالأُبُلَّةِ نُصْرةً ... ومَبْدًى لَهُمْ، حَولَ الفِراضِ، ومَحضَرا وأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كأَنْ لَمْ يكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً، ... وَلَمْ يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بيَمِيني فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ الْمَوْضِعَ نفْسَه، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي الثُّغُورَ يُشَبِّهُهَا بمشارِعِ المياهِ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ الجبلِ ؛ فُرْضةُ الْجَبَلِ مَا انْحَدَرَ مِنْ وَسَطِهِ وَجَانِبِهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ: مَا عَلَيْهِ فِراضٌ أَي ثَوْبٌ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: مَا عَلَيْهِ سِتْرٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: يُقَالُ مَا عَلَيْهِ فِراضٌ أَي شيءٌ مِنْ لِباسٍ. وفِرْياضٌ: موضع. فضض: فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضّاً، فَهُوَ مَفْضُوضٌ وفَضِيضٌ: كسرتُه وفَرَّقْتُه، وفُضاضُه وفِضاضُه وفُضاضَتُه: مَا تكسَّر مِنْهُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

تَطيِرُ فِضاضاً [فُضاضاً] بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ، ... ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ وفَضَضْت الْخَاتَمَ عَنِ الْكِتَابِ أَي كسرْتُه، وَكُلُّ شَيْءٍ كسرْتَه، فَقَدْ فضَضْتَه. وَفِي حَدِيثِ ذِي الكِفْلِ: إِنه لَا يَحِلُّ لَكَ أَن تَفُضَّ الخاتَم ؛ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الوطْءِ. وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه. وفُضاضُ وفِضاضُ الشَّيْءِ: مَا تَفَرَّقَ مِنْهُ عِنْدَ كَسْرِكَ إِياه. وانْفَضَّ الشيءُ: انْكَسَرَ. وَفِي حَدِيثُ الْحُدَيْبِيَةِ: ثُمَّ جِئْتَ بِهِمْ لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: حَتَّى يَفُضَّ كُلَّ شيءٍ. وَفِي الدُّعَاءِ: لَا يَفْضُضِ اللهُ فاكَ أَي لَا يَكْسِرْ أَسنانك، والفمُ هَاهُنَا الأَسنان كَمَا يُقَالُ: سقَط فُوهُ، يَعْنُونَ الأَسنان، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَا يُفْضِ اللهُ فَاكَ أَي لَا يَجْعَلُهُ فَضاء لَا أَسنان فِيهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ لَا يُفْضِضِ اللَّهُ فاكَ، أَو تَقْدِيرُهُ لَا يَكْسِرُ اللَّهُ أَسنانَ فِيكَ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. يُقَالُ: فَضَّه إِذا كَسَرَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ لَمَّا أَنشده الْقَصِيدَةَ الرَّائِيَّةَ قَالَ: لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ ، قَالَ: فَعَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً لَمْ تسقُط لَهُ سِنّ. والإِفْضاءُ: سُقوطُ الأَسنانِ مِنْ أَعْلى وأَسفَل، والقولُ الأَول أَكثر. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك، فَقَالَ: قُلْ لَا يَفْضُضِ اللهُ فاكَ، ثُمَّ أَنشده الأَبيات القافيَّة ، وَمَعْنَاهُ لَا يُسْقِطِ اللهُ أَسنانَكَ، وَالْفَمُ يَقُومُ مَقَامَ الأَسنان. وَهَذَا مِنْ فَضِّ الخاتَمِ والجمُوع وَهُوَ تَفْريقُها. والمِفَضُّ «1» والمِفْضاضُ: مَا يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ. والمِفَضَّةُ: مَا يُفَضُّ بِهِ المَدَرُ. وَيُقَالُ: افْتَضَّ فُلَانٌ جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها. والفَضَّةُ: الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ، وَجَمْعُهُ فِضاضٌ. وتَفَضَّضَ الْقَوْمُ وانْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ، أَي تفرَّقوا، وَالِاسْمُ الفَضَضُ. وتَفَضَّضَ الشَّيْءُ: تفرَّقَ. والفَضُّ: تفريقُكَ حَلْقةً مِنَ النَّاسِ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمْ، يُقَالُ: فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي فرَّقْتهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ، ... ونَجْمَعُهم إِذا كَانُوا بَدادِ وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ، فَهُوَ فَضَضٌ. وَيُقَالُ: بِهَا فَضٌّ مِنَ النَّاسِ أَي نفَر متفرِّقُون. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنه كَتَبَ إِلى مروانَ بن فَارِسَ: أَما بَعْدُ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكُم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ كسَر وفرَّق جَمْعَكُمْ. وَكُلُّ مُنكسر متفرِّق، فَهُوَ مُنْفَضٌّ. وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ وَجَمْعُهَا خدامٌ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ: أَنا أَولُ مَنْ فَضَّ خَدَمةَ العَجَم، يُرِيدُ كَسَرَهُمْ وفَرَّق جَمْعَهم. وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته، فَقَدْ فضَضْتَه. وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عِنْدَ الضَّرْبِ، وَقَالَ المؤرِّجُ: الفَضُّ الكسْرُ؛ وَرَوَى لخِداشِ بْنِ زُهَيْر: فَلَا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً، ... وَلَا فَضَّني فِي الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ يَقُولُ: يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ. وتَمْر فَضٌّ: متفرِّق لَا يَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وفَضَضْتُ مَا بَيْنَهُمَا: قَطَعْتُ. وَقَالَ تعالى: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً ؛ يسأَل السائلُ فَيَقُولُ: كَيْفَ تَكُونُ القَوارِيرُ مِنْ فِضَّةٍ وجَوْهرُها غَيْرُ جَوْهَرِهَا؟ قَالَ الزجاج: معنى

_ (1). قوله [والمفض إلخ] كذا هو بالنسخ التي بأيدينا.

قَوْلِهِ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ أَصلُ القَوارِيرِ الَّتِي فِي الدُّنْيَا مِنَ الرَّمْلِ، فأَعلم اللَّهُ فَضْلَ تِلْكَ القوارِيرِ أَن أَصلها مِنْ فِضَّة يُرى مِنْ خَارِجِهَا مَا فِي دَاخِلِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَي تَكُونُ مَعَ صَفاء قَوَارِيرِهَا آمِنة مِنَ الْكَسْرِ قَابِلَةً لِلْجَبْرِ مِثْلَ الْفِضَّةِ، قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَحسن مَا قِيلَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُسَيَّبِ: فَقَبَضَ ثَلَاثَةَ أَصابع مِنْ فِضَّةٍ فِيهَا مِنْ شَعَرٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ فِضَّةٍ أَو قُصَّة ، وَالْمُرَادُ بِالْفِضَّةِ شَيْءٌ مَصُوغٌ مِنْهَا قَدْ تُرِكَ فِيهِ الشَّعَرُ، فأَمّا بِالْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَهِيَ الخُصْلةُ مِنَ الشَّعَرِ. وكلُّ مَا انْقَطع مِنْ شيءٍ أَو تفرَّق: فَضَضٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ لِمَرْوَانَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَنَ أَباكَ وأَنتَ فِي صُلْبه فأَنت فَضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَي خَرَجَتْ مِنْ صُلْبه مُتَفَرِّقاً، يَعْنِي مَا انْفَضَّ مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ وتَرَدَّدَ فِي صُلْبه، وَقِيلَ فِي قَوْلِهَا فأَنت فَضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ : أَرادت إِنكَ قِطْعة مِنْهَا وَطَائِفَةٌ مِنْهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: الفُضُضُ اسْمُ مَا انْفَضَّ أَي تفرَّق، والفُضاضُ نَحْوُهُ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ فُظاظةٌ ، بِظَاءَيْنِ، مِنَ الفَظِيظِ وَهُوَ ماءُ الكَرِشِ، وأَنكره الْخَطَّابِيُّ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: افْتَظَظْتُ الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها، كأَنه عُصارةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ مِنَ الفَظِيظِ ماء الفحل أَي نُطْفَةٌ مِنَ اللَّعنةِ. والفَضِيضُ مِنَ النَّوَى: الَّذِي يُقْذَفُ مِنَ الْفَمِ. والفَضِيضُ: الماءُ العَذْبُ، وَقِيلَ: الماءُ السَّائِلُ، وَقَدِ افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ يَخْرُجُ. وَمَكَانٌ فَضِيض: كَثِيرُ الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ عَنِ امرأَة خَطَبَهَا: هِيَ طَالِقٌ إِن نكَحْتُها حَتَّى آكلَ الفَضِيضَ ؛ هُوَ الطَّلْع أَولَ مَا يَظْهَرُ. والفَضِيضُ أَيضاً فِي غَيْرِ هَذَا: الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنَ الْعَيْنِ أَو يَنْزِلُ مِنَ السَّحَابِ، وفَضَضُ الْمَاءِ: مَا انْتَشَرَ مِنْهُ إِذا تُطُهِّرَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ غَزاةِ هَوازِنَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بنُطْفةٍ فِي إِداوَةٍ فافْتَضَّها أَي صَبَّها، وَهُوَ افْتِعالٌ مِنَ الفَضِّ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ، أَي فَتَحَ رأْسها. وَيُقَالُ: فَضَّ الماءَ وافْتَضَّه أَي صَبَّه، وفَضَّ الماءُ إِذا سالَ. وَرَجُلٌ فَضْفاضٌ: كَثِيرُ الْعَطَاءِ، شُبِّه بِالْمَاءِ الفَضْفاض. وتَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انْتَشَرَ عَلَى فَخِذَيْهَا. والفَضَضُ: المتفرِّق مِنَ الْمَاءِ والعَرَق؛ وَقَوْلُ ابْنِ مَيّادةَ: تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ فُروعِ أَراكةٍ، ... حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِيضِ البارِدِ قَالَ: الفَضِيضُ المتفرِّقُ مِنْ ماءِ المطرِ والبَرَدِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه رَمى الجَمْرَةَ بِسَبْعِ حَصَياتٍ ثُمَّ مضَى فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ فَضَضِ الحَصى أَقبل على سُلَيْم ابن رَبيعةَ فكلَّمه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي مَا تفرَّق مِنْهُ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول، وَكَذَلِكَ الفَضِيضُ. وَنَاقَةٌ كثيرةُ فَضِيضِ اللَّبَنِ: يَصِفُونها بالغَزارةِ، وَرَجُلٌ كَثِيرٌ فَضِيض الْكَلَامِ: يَصِفُونَهُ بالكَثارة. وأَفَضَّ العَطاءَ: أَجْزَلَه. والفِضَّةُ مِنَ الْجَوَاهِرِ: مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ فِضَضٌ. وشيءٌ مُفَضَّضٌ: مُمَوَّه بِالْفِضَّةِ أَو مُرَصَّعٌ بِالْفِضَّةِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: تَفَضَّيْتُ مِنَ الْفِضَّةِ، أَراد تَفَضَّضْت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا عنَى بِهِ أَتخذْتُها أَم استعملتُها، وَهُوَ مِنْ تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: لَوْ أَنَّ أَحدَكم انْفَضَّ مِمَّا صُنِعَ بِابْنِ عَفَّان لَحَقَّ لَهُ أَن يَنْفَضّ ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَي يَنْقَطِعَ وَيَتَفَرَّقَ، وَيُرْوَى يَنْقَضّ، بِالْقَافِ، وَقَدِ انْفَضَّتْ

أَوصالُه إِذا تفرَّقت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَيازِيمُ وفَضّاضٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَرَبِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: جَاءَتِ امرأَة إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِن ابْنتي توُفِّيَ عَنْهَا زوجُها وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَها، أَفَتَكْحُلُها؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا مَرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا إِنما هِيَ أَربعةَ أَشهر وعَشْراً وَقَدْ كَانَتْ إِحْداكنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمي بالبَعَرة عَلَى رأْس الْحَوْلِ ؛ قَالَتْ زينبُ بنتُ أُم سلَمَة: وَمَعْنَى الرَّمْيِ بِالْبَعَرَةِ أَنَّ المرأَة كَانَتْ إِذا توُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها وَلَمْ تَمَسَّ طِيباً حَتَّى تَمُرَّ بِهَا سنةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طَائِرٍ فَتَفْتَضُّ بِهَا فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إِلا ماتَ ثُمَّ تَخْرُجُ فتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرْمي بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ مُسْلِمٍ: سأَلت الْحِجَازِيِّينَ عَنِ الافْتِضاضِ فَذَكَرُوا أَن المعتدَّة كَانَتْ لَا تَغْتَسِل وَلَا تَمَسُّ مَاءً وَلَا تَقْلِمُ ظُفُراً وَلَا تَنْتِفُ مِنْ وَجْهِهَا شَعَرًا، ثُمَّ تَخْرُجُ بَعْدَ الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ، ثُمَّ تَفْتَضُّ بِطَائِرٍ وتَمْسَحُ بِهِ قُبُلَها وتَنْبِذُه فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ أَي تكسِرُ مَا هِيَ فِيهِ مِنَ العِدَّة بِذَلِكَ؛ قَالَ: وَهُوَ مِنْ فَضَضْتُ الشيءَ إِذا كسَرْتَه كأَنها تَكُونُ فِي عِدَّةٍ مِنْ زَوْجِهَا فَتَكْسِرُ مَا كَانَتْ فِيهِ وَتَخْرُجُ مِنْهُ بِالدَّابَّةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالْقَافِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رَوَى الشَّافِعِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ أَنه رَوَى هَذَا الْحَرْفَ فَتَقْبِصُ، بِالْقَافِ وَالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَمرهم فَيْضُوضَى بَيْنَهُمْ وفَيْضُوضاء بَيْنَهُمْ وفَيْضِيضَى وفَيْضيضاء وفَوْضُوضَى وفَوْضُوضاء بَيْنَهُمْ؛ كُلُّهَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والفَضْفَضَةُ: سَعةُ الثوبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ. ودِرْعٌ فَضْفاضٌ وفَضْفاضةٌ وفُضافِضَةٌ: واسِعةٌ، وَكَذَلِكَ الثوبُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِب: وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً، ... كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ وقَمِيصٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ أَراد وَاسِعَ الصَّدْرِ وَالذِّرَاعِ فَكَنَّى عَنْهُ بِالرِّدَاءِ وَالْبَدَنِ، وَقِيلَ: أَراد كَثْرَةَ الْعَطَاءِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَنَس فِي يَوْمِ مَطَرٍ والأَرض فَضْفاضٌ أَي قَدْ عَلاها الْمَاءُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ. وَقَدْ فَضْفَضَ الثوبَ والدِّرْعَ: وَسَّعَهما؛ قَالَ كثيِّر: فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً، فأَعادَها ... غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ والفَضْفاضُ: الكثيرُ الواسعُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وعَيْشٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ. وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ. وجارِيةٌ فَضْفاضة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ مَعَ الطُّولِ وَالْجِسْمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: رَقْراقةٌ فِي بُدْنِها الفَضْفاضِ اللَّيْثُ: فُلَانٌ فُضاضةُ وَلَدِ أَبيه أَي آخِرُهُمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْمَعْرُوفُ فُلَانٌ نُضاضةُ ولدِ أَبيه، بِالنُّونِ، بِهَذَا الْمَعْنَى. الْفَرَّاءُ: الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ. فهض: فَهَضَ الشيءَ يَفْهَضُه: كسَرَه وشَدَخَه.

فوض: فَوَّضَ إِليه الأَمرَ: صَيَّرَه إِليه وجعَلَه الْحَاكِمُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: فَوَّضْتُ أَمْري إِليك أَي رَدَدْتُه إِليك. يُقَالُ: فَوَّضَ أَمرَه إِليه إِذا رَدَّهُ إِليه وجعله الحاكم فيه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْفَاتِحَةِ: فَوَّضَ إِليَّ عَبْدي. والتَّفْوِيضُ فِي النِّكَاحِ التزويجُ بِلَا مَهْر. وقَوْمٌ فَوْضَى: مُخْتَلِطُون، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ لَا أَمير لَهُمْ وَلَا مَنْ يَجْمَعُهُمْ؛ قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِي: لَا يَصْلُحُ القَوْمُ فَوْضَى لَا سَراةَ لَهم، ... وَلَا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادُوا وَصَارَ الناسُ فَوْضَى أَي متفرِّقين، وَهُوَ جماعةُ الفائضِ، وَلَا يُفْرَدُ كَمَا يُفْرد الْوَاحِدُ مِنَ الْمُتَفَرِّقِينَ. وَالْوَحْشُ فَوْضَى: مُتَفَرِّقَةٌ تَتَرَدَّدُ. وَقَوْمٌ فَوْضَى أَي مُتَساوُونَ لَا رَئيسَ لَهُمْ. ونَعامٌ فَوْضَى أَي مُخْتَلِطٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَكَذَلِكَ جَاءَ الْقَوْمُ فَوْضى، وأَمْرُهم فَيْضَى وفَوْضَى: مُخْتَلِطٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ سَوَاءٌ بَيْنَهُمْ كَمَا قَالَ ذَلِكَ فِي فَضًا. ومتاعُهم فَوْضَى بَيْنَهُمْ إِذا كَانُوا فِيهِ شُرَكَاءَ، وَيُقَالُ أَيضاً فَضاً؛ قَالَ: طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً فِي رِحالِهِمْ، ... وَلَا يَحْسَبُونَ السُّوءَ إِلَّا تَنادِيا وَيُقَالُ: أَمرهم فَيْضُوضا وفَيْضيضَا وفَوْضُوضا بَيْنَهُمْ. وَهَذِهِ الأَحرف الثَّلَاثَةُ يَجُوزُ فِيهَا المدُّ وَالْقَصْرُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْقَوْمُ فَيْضُوضا أَمرُهم وفَيْضُوضا فِيمَا بَيْنَهُمْ إِذا كَانُوا مُخْتَلِطِينَ، فيَلْبَسُ هَذَا ثوبَ هَذَا، ويأْكل هَذَا طعامَ هَذَا، لَا يُؤَامِرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ صاحِبَه فِيمَا يَفْعَلُ فِي أَمره. وَيُقَالُ: أَموالُهم فَوْضَى بَيْنَهُمْ أَي هُمْ شرَكاء فِيهَا، وفَيْضُوضا مِثْلُهُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. وشَرِكةُ «2» المُفاوضَةِ: الشَّرِكةُ العامّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وتَفاوَضَ الشَّرِيكانِ فِي الْمَالِ إِذا اشْتَرَكَا فِيهِ أَجمع، وَهِيَ شَرِكَةُ الْمُفَاوَضَةِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عنن: وشارَكه شَرِكَةَ مُفَاوِضَةٍ، وَذَلِكَ أَن يَكُونَ مَالُهُمَا جَمِيعًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَمْلِكانه بَيْنَهُمَا، وَقِيلَ: شَرِكةُ الْمُفَاوَضَةَ أَن يَشْتَرِكَا فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي أَيديهما أَو يَسْتَفِيئانِه مِنْ بَعْدُ، وَهَذِهِ الشِّرْكَةُ بَاطِلَةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَعِنْدَ النُّعْمَانِ وَصَاحِبَيْهِ جَائِزَةٌ. وفاوَضَه فِي أَمْره أَي جارَاه. وتَفاوَضوا الْحَدِيثَ: أَخذوا فِيهِ. وتَفَاوَضَ الْقَوْمُ فِي الأَمر أَي فاوَضَ فِيهِ بعضُهم بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ لدَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ: بِمَ ضَبَطْتَ مَا أَرَى؟ قَالَ: بمُفاوَضةِ العُلماء، قَالَ: وَمَا مُفاوَضةُ الْعُلَمَاءِ؛ قَالَ: كُنْتُ إِذا لقِيتُ عَالِمًا أَخذت مَا عِنْدَهُ وأَعطيته مَا عِنْدِي ؛ المُفاوَضةُ: المُساواةُ والمُشارَكةُ، وَهِيَ مُفاعلة مِنَ التفْويض، كأَن كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا رَدّ مَا عِنْدَهُ إِلى صَاحِبِهِ، أَراد مُحادَثة الْعُلَمَاءِ ومُذاكرتهم فِي العلم، والله أَعلم. فيض: فَاضَ الْمَاءُ والدَّمعُ وَنَحْوُهُمَا يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كَثُرَ حَتَّى سالَ عَلَى ضَفّةِ الْوَادِي. وفاضَتْ عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سَالَتْ. وَيُقَالُ: أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه إِفاضة، وأَفاضَ فُلَانٌ دَمْعَه، وفاضَ الْمَاءُ والمطرُ والخيرُ إِذا كَثُرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر مِنْ فاضَ الْمَاءُ والدمعُ وغيرُهما يَفيض فَيْضاً إِذا كَثُرَ، قِيلَ: فاضَ تدَفَّقَ، وأَفاضَه هُوَ وأَفاضَ إِناءه أَي مَلأَه حَتَّى فاضَ، وأَفاضَ دُموعَه. وأَفاضَ الماءَ عَلَى نَفْسِهِ أَي أَفْرَغَه. وَفَاضَ صَدْرُه بسِرِّه إِذا

_ (2). قوله [وشركة] ككلمة ويخفف وهو الأَغلب بكسر أَوّله وتسكين ثانيه؛ أفاده المصباح.

امْتَلأَ وَبَاحَ بِهِ وَلَمْ يُطِقْ كَتْمَه، وَكَذَلِكَ النهرُ بِمَائِهِ والإِناء بِمَا فِيهِ. وماءٌ فَيْضٌ: كَثِيرٌ. والحَوْضُ فَائِضٌ أَي مُمْتَلِئٌ. والفَيْضُ: النَّهْرُ، وَالْجَمْعُ أَفْياضٌ وفُيوضٌ، وجَمْعُهم لَهُ يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يُسَمَّ بِالْمَصْدَرِ. وفَيْضُ البصرةِ: نَهرها، غَلب ذَلِكَ عَلَيْهِ لِعظَمِه. التَّهْذِيبُ: ونهرُ البصرةِ يُسَمَّى الفَيْضَ، والفَيْضُ نَهْرُ مِصْرَ. ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كَثِيرُ الْمَاءِ. ورَجل فَيّاضٌ أَي وَهَّابٌ جَوادٌ. وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كَانَ فِيهَا مَاءٌ يَفِيضُ حَتَّى يَعْلُوَ. وفاضَ اللّئامُ: كَثُروا. وفرَس فَيْضٌ: جَوادٌ كَثِيرُ العَدْو. وَرَجُلٌ فَيْضٌ وفَيّاضٌ: كَثِيرُ الْمَعْرُوفِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لطَلحةَ: أَنت الفَيّاضُ ؛ سُمِّيَ بِهِ لسَعةِ عَطائه وَكَثْرَتِهِ وَكَانَ قسَمَ فِي قَوْمِهِ أَربعمائة أَلف، وَكَانَ جَواداً. وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً: أَتْأَقَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِذا ملأَه حَتَّى فَاضَ. وأَعطاه غَيْضاً مِنْ فَيْضٍ أَي قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ، وأَفاضَ بِالشَّيْءِ: دَفَع بِهِ ورَمَى؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ كَتِيبَةً: تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ، ... تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مَاتَ. وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً: خَرَجَتْ، لُغَةُ تَمِيمٍ؛ وأَنشد: تَجَمَّع الناسُ وقالوا: عِرْسُ، ... فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي وَقَالَ إِنما هُوَ: وطَنَّ الضِّرْس. وَذَهَبْنَا فِي فَيْض فُلَانٍ أَي فِي جَنازَتِه. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: ثُمَّ يكونُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الفَيْضُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: سأَلت البَكْراوِيّ عَنْهُ فَقَالَ: الفَيْضُ الموتُ هَاهُنَا، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ إِلا أَنه قَالَ: فَاضَتْ نفسُه أَي لُعابُه الَّذِي يَجْتَمِعُ عَلَى شَفَتَيْهِ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مَاتَ، وَكَذَلِكَ فَاظَتْ نفسُه. وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ: فاضَت نَفْسُهُ الْفِعْلُ لِلنَّفْسِ، وفاضَ الرجلُ يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً. وَقَالَ الأَصمعي: لَا يُقَالُ فَاظَتْ نَفْسُهُ وَلَا فَاضَتْ، وإِنما هُوَ فَاضَ الرَّجُلُ وَفَاظَ إِذا مَاتَ. قَالَ الأَصمعي: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ: لَا يُقَالُ فَاظَتْ نَفْسُهُ وَلَكِنْ يُقَالُ فَاظَ إِذا مَاتَ، بِالظَّاءِ، وَلَا يُقَالُ فَاضَ، بِالضَّادِ. وَقَالَ شَمِرٌ: إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا. الْكِسَائِيُّ: هُوَ يَفِيظُ نَفْسَهُ «1». وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي: لَا يُقَالُ فَاضَ الرَّجُلُ وَلَا فَاضَتْ نَفْسُهُ وإِنما يَفِيضُ الدمعُ وَالْمَاءُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ الأَصمعي خِلَافُ هَذَا، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي تَقُولُ الْعَرَبُ فَاظَ الرَّجُلُ إِذا مَاتَ، فإِذا قَالُوا فَاضَتْ نفسُه قَالُوهَا بِالضَّادِ؛ وأَنشد: فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وَفَاضَتْ نَفْسُ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ الأَصمعي، وإِنما غَلِطَ الْجَوْهَرِيُّ لأَن الأَصمعي حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه لَا يُقَالُ فَاضَتْ نَفْسُهُ، وَلَكِنْ يُقَالُ فَاظَ إِذا مَاتَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فاضَ، بِالضَّادِ، بَتَّةً، قَالَ: وَلَا يَلْزَمُ مِمَّا حَكَاهُ مِنْ كَلَامِهِ أَن يَكُونَ مُعْتَقِداً لَهُ، قَالَ: وأَما أَبو عُبَيْدَةَ فَقَالَ فَاظَتْ نَفْسُهُ، بِالظَّاءِ، لُغَةُ قَيْسٍ، وَفَاضَتْ، بِالضَّادِ، لُغَةُ تَمِيمٍ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٌ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُولُ: بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُمْ يَقُولُونَ فَاضَتْ نَفْسُهُ، وَكَذَلِكَ حَكَى الْمَازِنِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: كل العرب

_ (1). قوله [يفيظ نفسه] أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ.

تَقُولُ فَاظَتْ نفسُه إِلا بَنِي ضَبَّةَ فإِنهم يَقُولُونَ فَاضَتْ نَفْسُهُ، بِالضَّادِ، وأَهل الحجاز وطيِءٍ يقولون فاظت نَفْسُهُ، وَقُضَاعَةُ وَتَمِيمٌ وَقَيْسٌ يقولون فاضت نفسُه مثل فَاضَتْ دَمْعَتُه، وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَنها لُغَةٌ لِبَعْضِ بَنِي تَمِيمٍ يَعْنِي فَاظَتْ نَفْسُهُ وَفَاضَتْ؛ وأَنشد: فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وَفَاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي، وَقَالَ إِنما هُوَ: وطَنّ الضِّرْسُ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: ثُمَّ يَكُونُ عَلَى أَثر ذَلِكَ الفَيْضُ ؛ قِيلَ: الفَيْضُ هَاهُنَا الْمَوْتُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ فَاضَتْ نفسُه أَي لُعابه الَّذِي يَجْتَمِعُ عَلَى شَفَتَيْهِ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحه. وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ: ذاعَ وَانْتَشَرَ. وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ: ذائعٌ، ومُسْتَفاض قَدِ اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فِيهِ، وأَباها أَكثرهم حَتَّى يُقَالَ: مُسْتَفاضٌ فِيهِ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: اسْتَفاضُوه، فَهُوَ مُسْتَفاضٌ. التَّهْذِيبُ: وَحَدِيثٌ مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فِيهِ قَدِ استفاضُوه أَي أَخذوا فِيهِ، وَمَنْ قَالَ مُسْتَفِيضٌ فإِنه يَقُولُ ذَائِعٌ فِي النَّاسِ مِثْلُ الْمَاءِ المُسْتَفِيض. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَالَ الْفَرَّاءُ والأَصمعي وَابْنُ السِّكِّيتِ وَعَامَّةُ أَهل اللُّغَةِ لَا يُقَالُ حَدِيثٌ مُسْتَفَاضٌ، وَهُوَ لَحْنٌ عِنْدَهُمْ، وكلامُ الْخَاصِّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ مُنْتَشِرٌ شَائِعٌ فِي النَّاسِ. ودِرْعٌ فَيُوضٌ ومُفاضةٌ وفاضةٌ: واسعةٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَرَجُلٌ مُفاضٌ: واسِعُ البَطْنِ، والأُنثى مُفاضةٌ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُفاض البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مَعَ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: المُفاضُ أَن يَكُونَ فِيهِ امْتِلاءٌ مِنْ فَيْضِ الإِناء ويُريد بِهِ أَسفلَ بطنِه، وَقِيلَ: المُفاضةُ مِنَ النِّسَاءِ الْعَظِيمَةِ الْبَطْنِ المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ، وَقَدْ أُفِيضَت، وَقِيلَ: هِيَ المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عَنْهُ. وأَفاضَ المرأَةَ عِنْدَ الافْتِضاضِ: جَعَلَ مَسْلَكَيْها وَاحِدًا. وامرأَة مُفاضةٌ إِذا كَانَتْ ضَخْمَةَ الْبَطْنِ. واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع، فَهُوَ مُسْتَفِيضٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط وَيُقَالُ: اسْتَفاضَ الْوَادِي شَجَرًا أَي اتَّسع وكثُرَ شَجَرُهُ. والمُسْتَفِيضُ: الَّذِي يَسأَل إِفاضةَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه: رَماها مُتَفَرِّقةً كَثِيرَةً، وَقِيلَ: هُوَ صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ إِذا دَفَعَها مِنْ جَوْفِه؛ قَالَ الرَّاعِي: وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ ... مِنْ ذِي الأَبارِقِ، إِذْ رَعين حَقِيلا وَيُقَالُ: كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عَنِ الجِرَّة. وأَفاضَ القومُ فِي الْحَدِيثِ: انْتَشَرُوا، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ إِذا انْدَفَعُوا وخاضُوا وأَكْثَروا. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ؛ أَي تَنْدَفِعُونَ فِيهِ وتَنْبَسِطُون فِي ذِكْرِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ أَيضاً: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ . وأَفاضَ الناسُ مِنْ عَرَفاتٍ إِلى مِنى: انْدَفَعُوا بِكَثْرَةٍ إِلى مِنى بالتَّلْبية، وَكُلُّ دَفْعةٍ إِفاضةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: دلَّ بِهَذَا اللَّفْظِ أَن الْوُقُوفَ بِهَا واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لَا تَكُونُ إِلا بَعْدَ وُقُوف، وَمَعْنَى أَفَضْتُم دَفَعْتم بِكَثْرَةٍ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ. وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دَفَعَ بَعِيرَهُ سَيْراً بَيْنَ الجَهْدِ وَدُونَ ذَلِكَ، قَالَ: وَذَلِكَ نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عَلَيْهَا

فصل القاف

الرُّكْبان، وَلَا تَكُونُ الإِفاضة إِلا وَعَلَيْهَا الرُّكْبانُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: فأَفاضَ مِنْ عَرفةَ ؛ الإِفاضةُ: الزَّحْفُ والدَّفْعُ فِي السَّيْرِ بِكَثْرَةٍ، وَلَا يَكُونُ إِلا عَنْ تفرقٍ وجَمْعٍ. وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فَاسْتُعِيرَتْ لِلدَّفْعِ فِي السَّيْرِ، وأَصله أَفاضَ نفْسَه أَو رَاحِلَتَهُ فرَفَضُوا ذِكْرَ الْمَفْعُولِ حَتَّى أَشْبه غَيْرَ المتعدِّي؛ وَمِنْهُ طَوافُ الإِفاضةِ يَوْمَ النَّحْرِ يُفِيضُ مِنْ مِنى إِلى مَكَّةَ فَيَطُوفُ ثُمَّ يَرْجِعُ. وأَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً: ضرَب بِهَا لأَنها تَقَعُ مُنْبَثَّةً مُتَفَرِّقَةً، وَيَجُوزُ أَفاضَ عَلَى الْقِدَاحِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذلي يَصِفُ حِمَارًا وأُتُنه: وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ، وكَأَنَّه ... يَسَرٌ، يُفِيضُ عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ يَعْنِي بالقِداحِ، وحروفُ الْجَرِّ يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بَعْضٍ. التَّهْذِيبُ: كُلُّ مَا كَانَ فِي اللُّغَةِ مِنْ بَابِ الإِفاضةِ فَلَيْسَ يَكُونُ إِلا عَنْ تفرُّق أَو كَثْرَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عَنْهُمَا: أَخرج اللهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ مِنْ ظَهْرِهِ فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ ؛ هِيَ الضرْبُ بِهِ وإِجالَتُه عِنْدَ القِمار، والقِدْحُ السهمُ، واحدُ القِداح الَّتِي كَانُوا يُقامِرُونَ بِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ اللُّقَطَةِ: ثُمَّ أَفِضْها فِي مالِكَ أَي أَلْقِها فِيهِ واخْلِطْها بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فِيهِ. وفَيّاضٌ: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. وفَيّاضٌ: اسْمُ فُرْسٍ مِنْ سَوابق خَيْلِ الْعَرَبِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ ... نَجْلَ فَيّاضٍ وَمِنْ آلِ سَبَلْ وَفَرَسٌ فَيْضٌ وسَكْبٌ: كَثِيرُ الجَرْي. فصل القاف قبض: القَبْضُ: خِلافُ البَسْط، قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَكْتُ ابنَ ذِي الجَدَّينِ فِيهِ مُرِشَّةٌ، ... يُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبانِ شَهِيقُها والانْقِباضُ: خِلافُ الانْبِساط، وَقَدِ انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ. وانْقَبَضَ الشيءُ: صارَ مَقْبُوضاً. وتَقَبَّضَتِ الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ أَي انْزَوَتْ. وَفِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: القابِضُ، هُوَ الَّذِي يُمْسِكُ الرِّزْقَ وَغَيْرَهُ مِنَ الأَشياء عَنِ العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عِنْدَ المَمات. وَفِي الْحَدِيثِ: يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرضَ وَيَقْبِضُ السَّمَاءَ أَي يَجْمَعُهُمَا. وقُبِضَ المريضُ إِذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف عَلَى الْمَوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَرْسَلَتْ إِليه أَن ابْنًا لِي قُبِضَ ؛ أَرادت أَنه فِي حَالِ القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع. اللَّيْثُ: إِنه ليَقْبِضُني مَا قَبَضَك؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنه يُحْشِمُني مَا أَحْشَمَكَ، ونَقِيضُه مِنَ الْكَلَامِ: إِنه لَيَبْسُطُني مَا بَسَطَك. وَيُقَالُ: الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فاطِمةُ بَضْعةٌ مِنِي يَقْبِضُني مَا قبَضها أَي أَكره مَا تَكَرَهُهُ وأَنْجَمِعُ مِمَّا تَنْجَمِعُ مِنْهُ. والتَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ. والملَكُ قابِضُ الأَرْواح. وَالْقَبْضُ: مَصْدَرُ قَبَضْت قَبْضاً، يُقَالُ: قبضتُ مَالِي قَبْضًا. والقَبْضُ: الِانْقِبَاضُ، وأَصله فِي جَنَاحِ الطَّائِرِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ . وقبَضَ الطائرُ جناحَه: جَمَعَه. وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ فِي النَّارِ أَي انْزَوَتْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ؛ أَي عَنِ النَّفَقَةِ، وَقِيلَ: لَا يُؤْتون الزَّكَاةَ. وَاللَّهُ يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ عَلَى قَوْمٍ ويُوَسِّع

عَلَى قَوْمٍ. وقَبَّضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَتَقَبَّضَ: زَواه. وقَبَّضْتُ الشيءَ تَقْبِيضاً: جَمَعْتُه وزَوَيْتُه. ويومٌ يُقَبِّضُ مَا بَيْنَ العَيْنَيْنِ: يُكَنَّى بِذَلِكَ عَنْ شِدَّةِ خَوْفٍ أَو حَرْب، وَكَذَلِكَ يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى. والقُبْضةُ، بِالضَّمِّ: مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ، يُقَالُ: أَعْطاه قُبضة مِنْ سَوِيق أَو تَمْرٍ أَو كَفّاً «1» مِنْهُ، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْفَتْحِ. اللَّيْثُ: القَبْضُ جَمْعُ الْكَفِّ عَلَى الشَّيْءِ. وقَبَضْتُ الشيءَ قبْضاً: أَخذته. والقَبْضة: مَا أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كُلِّهِ، فإِذا كَانَ بأَصابعك فَهِيَ القَبْصةُ، بِالصَّادِ. ابْنُ الأَعرابي: القَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ وإِن لَمْ تُحَوِّلْه. والقَبْضُ: تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ. والقَبْضُ: التناوُلُ للشيءِ بِيَدِكَ مُلامَسةً. وقبَضَ عَلَى الشَّيْءِ وَبِهِ يَقْبِضُ قَبْضاً: انْحَنَى عَلَيْهِ بِجَمِيعِ كَفِّهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَراد مِنْ تُرَابِ أَثَر حافِر فرَس الرَّسُولِ، وَمِثْلُهُ مسأَلة لِكِتَابٍ: أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مِنِّي ذُو مَسافةِ فَرْسَخَيْنِ. وَصَارَ الشيءُ فِي قَبْضِي وقَبْضَتي أَي فِي مِلْكِي. وَهَذَا قُبْضةُ كفِّي أَي قَدْرُ مَا تَقْبِضُ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا كَمَا تَقُولُ هَذِهِ الدارُ فِي قَبْضَتي ويدِي أَيْ فِي مِلْكِي، قَالَ: وَلَيْسَ بقَوِيّ، قَالَ: وأَجازَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ قَبْضَتَه يومَ الْقِيَامَةِ بِنَصْبِ قبضَتَه، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِجَائِزٍ عِنْدَ أَحد مِنَ النَّحْوِيِّينَ الْبَصْرِيِّينَ لأَنه مُخْتُصٌّ، لَا يَقُولُونَ زِيدٌ قبضتَك وَلَا زَيْدٌ دارَك؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الْمَعْنَى والأَرضُ فِي حَالِ اجْتِمَاعِهَا قَبْضَتُه يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَفِي حَدِيثٍ حُنَيْنٍ: فأَخذ قُبْضةً مِنَ التُّرَابِ ؛ هُوَ بِمَعْنَى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بِمَعْنَى المَغْرُوف، وَهِيَ بِالضَّمِّ الِاسْمُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ. ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ وَالسَّيْفِ ومَقْبِضَتُها: مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ مِنْهَا بجُمْع الْكَفَّ، وَكَذَلِكَ مَقْبِضُ كُلِّ شيءٍ. التَّهْذِيبِ: وَيَقُولُونَ مَقْبِضَةُ السِّكِّينِ ومَقْبِض السَّيْفِ، كُلُّ ذَلِكَ حَيْثُ يُقْبَضُ عَلَيْهِ بجُمع الْكَفِّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المَقْبِضَةُ مَوْضِعُ الْيَدِ مِنَ القَناة. وأَقْبَضَ السيفَ وَالسِّكِّينَ: جَعَلَ لَهُمَا مَقْبِضاً. وَرَجُلٌ قُبَضَةٌ رُفَضةٌ: لِلَّذِي يَتمَسَّكُ بِالشَّيْءِ ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه ويَرْفِضَه، وَهُوَ مِنَ الرِّعاء الَّذِي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها ويَطْرُدها حَتَّى يُنْهِيها حَيْثُ شَاءَ، وراعٍ قُبَضةٌ إِذا كَانَ مُنْقَبِضاً لَا يتفسَّح فِي رَعْي غَنَمِهِ. وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً: أَخذه. وقَبَّضَه المالَ: أَعْطاهُ إِيّاه. والقَبَضُ: مَا قُبِضَ مِنَ الأَمْوال. وتَقْبِيضُ المالِ: إِعطاؤه لِمَنْ يأْخذه. والقَبْضُ: الأَخذ بِجَمِيعِ الْكَفِّ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالتَّمْرُ: فَجَعل يجيءُ بِهِ قُبَضاً قُبَضاً. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: هِيَ القُبَضُ الَّتِي تُعْطى عِنْدَ الحَصاد ، وَقَدْ رُوِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. ودخلَ مالُ فُلَانٍ فِي القَبَض، بِالتَّحْرِيكَ، يَعْنِي مَا قُبِضَ مِنْ أَموال النَّاسِ. اللَّيْثُ: القَبَضُ مَا جُمع مِنَ الْغَنَائِمِ فأُلقي فِي قَبَضِه أَي فِي مُجْتَمَعِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سَعْدًا قَتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ قَتِيلًا وأَخذ سَيْفَهُ فَقَالَ لَهُ: أَلْقِه فِي القَبَضِ ؛ والقَبَضُ، بِالتَّحْرِيكَ، بِمَعْنَى الْمَقْبُوضِ وَهُوَ مَا جُمِع مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَن تُقْسَم. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ سَلْمَانُ عَلَى قَبَضٍ مِنْ قَبَضِ الْمُهَاجِرِينَ. وَيُقَالُ: صَارَ الشيءُ فِي قَبْضِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ أَي فِي مِلْكِكَ. والمَقْبَضُ: المكانُ الَّذِي يُقْبَضُ فِيهِ، نادِرٌ.

_ (1). قوله [أو كفاً] في شرح القاموس: أَي كفاً.

والقَبْضُ فِي زِحافِ الشِّعْرِ: حَذْفُ الْحَرْفِ الْخَامِسِ السَّاكِنِ مِنَ الْجُزْءِ نَحْوَ النُّونِ مِنْ فَعُولُنْ أَينما تَصَرَّفَتْ، وَنَحْوَ الْيَاءِ مِنْ مَفَاعِيلُنْ؛ وكلُّ مَا حُذف خَامِسُهُ، فَهُوَ مَقْبُوض، وإِنما سُمِّيَ مَقْبوضاً لِيُفْصَل بَيْنَ مَا حُذِفَ أَوله وَآخِرُهُ ووسطُه. وقُبِضَ الرَّجل: مَاتَ، فَهُوَ مَقْبُوضٌ. وتَقَبَّضَ عَلَى الأَمر: توَقَّفَ عَلَيْهِ. وتَقَبَّضَ عَنْهُ: اشْمَأَزَّ. والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ إِذا كَانَ مُنْكَمِشاً سَرِيعًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَتَتْكَ عِيسٌ تَحْمِلُ المَشِيّا ... مَاءً، مِنَ الطَّثْرَةِ، أَحْوَذِيّا يُعْجِلُ ذَا القَباضةِ الوَحِيّا، ... أَن يَرْفَعَ المئْزَرَ عَنْهُ شَيّا والقَبِيضُ مِنَ الدَّوَابِّ: السرِيعُ نقلِ القوائِم؛ قَالَ الطِّرمّاح: سَدَتْ بِقَباضةٍ وثَنَتْ بِلِين والقابِضُ: السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ؛ قَالَ الأَزهري: وإِنما سُمِّيَ السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السَّائِقَ للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إِذا أَراد سوْقَها، فإِذا انْتَشَرَتْ عَلَيْهِ تَعَذَّرَ سوْقُها، قَالَ: وقَبَضَ الإِبلَ يَقْبِضُها قَبْضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً. وَفَرَسٌ قَبِيضُ الشدِّ أَي سَرِيعُ نقلِ الْقَوَائِمِ. والقَبْضُ: السوْق السَّرِيعُ؛ يُقَالُ: هَذَا حادٍ قابِضٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كيْفَ تَراها، والحُداةُ تَقْبِضُ ... بالغَمْلِ لَيْلًا، والرِّحالُ تَنْغِضُ «2» تَقْبِضُ أَي تَسُوقُ سَوْقاً سَرِيعًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: هَلْ لَكِ، والعارِضُ مِنْكِ عائضُ، ... فِي هَجْمةٍ يَغْدِرُ مِنْهَا القابِضُ؟ وَيُقَالُ: انْقَبَضَ أَي أَسْرَع فِي السوْق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَلَوْ رَأَت بِنْت أَبي الفَضّاضِ، ... وسُرْعتي بالقَوْمِ وانْقِباضِي والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته: يَشُلُّها. وعَير قَبّاضة: شَلَّال، وَكَذَلِكَ حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: دَخَلَتِ الْهَاءُ فِي قَبّاضة لِلْمُبَالَغَةِ، وَقَدِ انْقَبَضَ بِهَا. والقَبْضُ: الإِسْراعُ. وانْقَبَضَ القومُ: سارُوا وأَسْرَعُوا؛ قَالَ: آذَنَ جِيرانك بانْقِباضِ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ . والقُنْبُضةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْقَصِيرَةُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى، ... رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ وَالرَّجُلُ قُنْبُضٌ، وَالضَّمِيرُ فِي رَقدن يَعُودُ إِلى نِسْوَةٍ وَصَفَهُنَّ بالنَّعْمةِ والتَّرَفِ إِذا كَانَتِ القُنْبُضات السُّودُ فِي خِدْمة وتَعَبٍ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُ اللَّيْثِ القَبِيضةُ مِنَ النِّسَاءِ الْقَصِيرَةُ تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ القُنْبُضة، بِضَمِّ الْقَافِ وَالْبَاءِ، وَجَمْعُهَا قُنْبُضات، وأَورد ببيت الفرزدق.

_ (2). قوله [بالغمل] هو اسم موضع كما في الصحاح والمعجم لياقوت.

والقَبّاضةُ: الْحِمَارُ السريعُ الَّذِي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بالرّاعِي الحَمِقْ، ... قَبّاضةٌ بَيْنَ العَنِيفِ واللَّبِقْ الأَصمعي: مَا أَدري أَيُّ القَبِيضِ هُوَ كَقَوْلِكَ مَا أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هُوَ، وَرُبَّمَا تَكَلَّمُوا بِهِ بِغَيْرِ حَرْفِ النَّفْيِ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَمْسَتْ أُمَيّةُ للإسْلامِ حًائِطَةً، ... ولِلْقَبِيضِ رُعاةً أَمْرُها الرّشدُ وَيُقَالُ للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه: إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، وَمَعْنَاهُ أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إِذا أَجْدَب لَهَا المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت فِي لُمْعةٍ مِنَ الكلإِ رفَضَها حَتَّى تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ. والقَبْضُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّير. والقِبِضَّى: العَدْو الشديدُ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنه أَنشده قولَ الشَّمَّاخِ: وتَعْدُو القِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وَمَا جَرَى، ... وَلَمْ تَدْرِ مَا بَالِي وَلَمْ أَدْر مَا لَها قَالَ: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب مِنَ العَدْو فِيهِ نَزْوٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ قَبَص، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، يَقْبِص إِذا نَزَا، فَهُمَا لُغَتَانِ؛ قَالَ: وأَحسَب بيتَ الشَّمَّاخِ يُروى: وَتَعْدُو القِبِصّى، بالصاد المهملة. قرض: القَرْضُ: القَطْعُ. قَرَضه يَقْرِضُه، بِالْكَسْرِ، قَرْضاً وقرَّضَه: قطَعه. والمِقْراضانِ: الجَلَمانِ لَا يُفْرَدُ لَهُمَا وَاحِدٌ، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مِقْراضٌ فأَفْرد. والقُراضةُ: ما سقَط بالقَرْضِ، وَمِنْهُ قُراضةُ الذَّهب. والمِقْراضُ: وَاحِدُ المَقارِيض؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: كُلُّ صَعْلٍ، كأَنَّما شَقَّ فِيه ... سَعَفَ الشَّرْيِ شَفْرتا مِقْراضِ وَقَالَ ابْنُ مَيّادةَ: قَدْ جُبْتُها جَوْبَ ذِي المِقْراضِ مِمْطَرةً، ... إِذا اسْتَوى مُغْفلاتُ البِيدِ والحدَب «1» وَقَالَ أَبو الشِّيصِ: وجَناحِ مَقْصُوصٍ، تَحَيَّفَ رِيشَه ... رَيْبُ الزَّمان تَحَيُّفَ المِقْراضِ فَقَالُوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ المِفْراصُ، بِالْفَاءِ وَالصَّادِ، للحاذِي؛ قَالَ الأَعشى: لِساناً كَمِفْراصِ الخَفاجِيِّ ملْحبا وابنُ مِقْرَضٍ: دُوَيْبّة تَقْتُلُ الْحَمَامَ يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ دَلَّهْ؛ التهذيب: وابنُ مِقْرَض ذُو الْقَوَائِمِ الأَربع الطويلُ الظهرِ القَتالُ للحَمام. ابْنُ سِيدَهْ: ومُقَرِّضاتُ الأَساقي دُويبة تَخْرِقُها وتَقْطَعُها. والقُراضةُ: فُضالةُ مَا يَقْرِضُ الفأْرُ مِنْ خُبْزٍ أَو ثَوْبٍ أَو غَيْرِهِمَا، وَكَذَلِكَ قُراضاتُ الثَّوْبِ الَّتِي يَقْطَعُها الخَيّاطُ ويَنْفِيها الجَلَمُ. والقَرْضُ والقِرْضُ: مَا يَتَجازَى بِهِ الناسُ بَيْنَهُمْ ويَتَقاضَوْنَه، وَجَمْعُهُ قرُوضٌ، وَهُوَ مَا أَسْلَفَه مِنْ إِحسانٍ وَمِنْ إِساءة، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ أُمية ابن أَبي الصَّلْتِ: كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، ... أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا

_ (1). قوله [مغفلات] كذا فيما بأَيدينا من النسخ ولعله معقلات جمع معقلة بفتح فسكون فضم وهي التي تمسك الماء.

وَقَالَ تَعَالَى: وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً* . وَيُقَالُ: أَقْرَضْتُ فُلَانًا وَهُوَ مَا تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه. وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى بِهِ الناسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَهُوَ مِنَ القُروضِ. الْجَوْهَرِيُّ: والقَرْضُ مَا يُعْطِيه مِنَ المالِ لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهَا الْكِسَائِيُّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: القَرْضُ الْمَصْدَرُ، والقِرْضُ الِاسْمُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي، وَقَدْ أَقْرَضَه وقارَضَه مُقارَضةً وقِراضاً. واسْتَقْرَضْتُ مِنْ فُلَانٍ أَي طَلَبْتُ مِنْهُ القَرْضَ فأَقْرَضَني. وأَقْرَضْتُ مِنْهُ أَي أَخذت مِنْهُ القَرْض. وقَرَضْته قَرْضاً وقارَضْتُه أَي جازَيتُه. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً* ، قَالَ: مَعْنَى القَرْضِ البَلاء الحسَنُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: لَكَ عِنْدِي قَرْضٌ حَسَنٌ وقَرْضٌ سَيِء، وأَصل القَرْضِ مَا يُعطيه الرَّجُلُ أَو يَفْعَلُهُ ليُجازَى عَلَيْهِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَسْتَقْرِضُ مِنْ عَوَزٍ وَلَكِنَّهُ يَبْلُو عِبَادَهُ، فالقَرْضُ كَمَا وَصَفْنَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: وإِذا جُوزِيتَ قَرْضاً فاجْزِه، ... إِنما يَجْزِي الفَتَى ليْسَ الجَمَلْ مَعْنَاهُ إِذا أُسْدِيَ إِليكَ مَعْروفٌ فكافِئْ عَلَيْهِ. قَالَ: وَالْقَرْضُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً* ، اسْمٌ وَلَوْ كَانَ مَصْدَرًا لَكَانَ إِقْراضاً، وَلَكِنَّ قَرْضاً هَاهُنَا اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُلْتَمَسُ عَلَيْهِ الْجَزَاءُ. فأَما قَرَضْتُه أَقْرِضُه قَرْضاً فَجَازَيْتُهُ، وأَصل القَرْضِ فِي اللُّغَةِ القَطْعُ، والمِقْراضُ مِنْ هَذَا أُخِذ. وأَما أَقْرَضْتُه فَقَطَعْتُ لَهُ قِطْعَةً يُجازِي عَلَيْهَا. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يُقْرِضُ* ، أَي يَفْعَلُ فِعْلًا حَسَنًا فِي اتِّبَاعِ أَمر اللَّهِ وَطَاعَتِهِ. والعَربُ تَقُولُ لِكُلِّ مَن فعلَ إِلَيه خَيْراً: قَدْ أَحْسَنْتَ قَرْضِي، وَقَدْ أَقْرَضْتَني قَرْضاً حَسَنًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْرِضْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ ؛ يَقُولُ: إِذا نالَ عِرْضَكَ رَجُلٌ فَلَا تُجازِه وَلَكِنِ اسْتَبْقِ أَجْرَهُ مُوَفَّراً لَكَ قَرْضاً فِي ذِمَّتِهِ لتأْخذه مِنْهُ يَوْمَ حَاجَتِكَ إِليْهِ. والمُقارَضةُ: تَكُونُ فِي العَمَلِ السَّيِء والقَوْلِ السَّيِء يَقْصِدُ الإِنسان بِهِ صاحِبَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: وإِن قارَضْتَ الناسَ قارَضُوك، وإِن تركْتَهم لَمْ يَتْرُكوك ؛ ذهَب بِهِ إِلى الْقَوْلِ فِيهِمْ والطَّعْنِ عَلَيْهِمْ وَهَذَا مِنَ القَطْعِ، يَقُولُ: إِن فَعَلْتَ بِهِمْ سُوءاً فَعَلُوا بِكَ مِثْلَهُ، وإِن تَرَكْتَهُمْ لَمْ تَسْلَمْ مِنْهُمْ وَلَمْ يَدَعُوك، وإِن سَبَبْتَهم سَبُّوكَ ونِلْتَ مِنْهُمْ ونالُوا مِنْكَ، وَهُوَ فاعَلْت مِنَ القَرْضِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه حضَرَه الأَعْرابُ وَهُمْ يَسْأَلونه عَنْ أَشياء: أَعَلَيْنا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ: عبادَ اللهِ رَفَع اللهُ عَنّا الحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَنِ اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ ؛ أَراد بِقَوْلِهِ اقْتَرَضَ امْرَأً مُسْلِماً أَي قطَعَه بالغِيبة والطّعْنِ عليه ونالَ مِنْهُ، وأَصله مِنَ القَرْض الْقَطْعُ، وَهُوَ افْتِعالٌ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: القِراضُ فِي كَلَامِ أَهل الْحِجَازِ المُضارَبةُ، وَمِنْهُ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: لَا تَصْلُحُ مُقارَضةُ مَنْ طُعْمَتُه الحَرامُ ، يَعْنِي القِراضَ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَصلها مِنَ القَرْضِ فِي الأَرض وَهُوَ قَطْعُها بالسيرِ فِيهَا، وَكَذَلِكَ هِيَ المُضارَبةُ أَيضاً مِنَ الضَّرْب فِي الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى وابني عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: اجْعَلْهُ قِراضاً ؛ القِراضُ: الْمُضَارَبَةُ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ. وأَقْرَضَه المالَ وَغَيْرَهُ: أَعْطاه إِيّاهُ قَرْضاً؛ قَالَ:

فَيا لَيْتَني أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبابَتي، ... وأَقْرَضَني صَبْراً عَنِ الشَّوْقِ مُقْرِضُ وَهُمْ يَتقارضُون الثَّنَاءَ بَيْنَهُمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلَيْنِ: هُمَا يَتقارَضانِ الثناءَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَي يَتَجازَيانِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يتَقارَضُون، إِذا التَقَوْا فِي مَوْطِنٍ، ... نَظَراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ أَراد نَظَر بعضِهم إِلى بَعْضٍ بالبَغْضاء والعَداوَةِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يُتَقَارَضُ الحَسَنُ الجَمِيلُ ... مِنَ التَّآلُفِ والتَّزاوُرْ أَبو زَيْدٍ: قَرَّظَ فلانٌ فُلَانًا، وَهُمَا يَتقارَظانِ المَدْحَ إِذا مَدَحَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحَبه، وَمِثْلُهُ يتَقارَضان، بِالضَّادِ، وَقَدْ قرَّضَه إِذا مَدَحَه أَو ذَمَّه، فالتَّقارُظُ فِي المَدْحِ وَالْخَيْرِ خَاصَّةً، والتَّقارُضُ إِذا مدَحَه أَو ذَمَّه، وَهُمَا يَتَقَارَضَانِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الغَنِيَّ أَخُو الغَنِيِّ، وإِنما ... يَتقارَضانِ، وَلَا أَخاً للمُقْتِرِ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: يُقَالُ يتَقارَظانِ الْخَيْرَ والشرَّ، بِالظَّاءِ أَيضاً. والقِرْنانِ يَتَقَارَضَانِ النَّظَرَ إِذا نَظَرَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ شَزْراً. والمُقارَضةُ: المُضاربةُ. وَقَدْ قارَضْتُ فُلَانًا قِراضاً أَي دَفَعْتَ إِليه مَالًا لِيَتَّجِرَ فِيهِ، وَيَكُونُ الرِّبْحُ بَيْنَكُمَا عَلَى مَا تَشْتَرِطانِ والوَضِيعةُ عَلَى الْمَالِ. واسْتَقْرَضْتُه الشيءَ فأَقْرَضَنِيه: قَضانِيه. وَجَاءَ: وَقَدْ قرَضَ رِباطَه وَذَلِكَ فِي شِدَّةِ العَطَشِ والجُوعِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَبو زَيْدٍ جَاءَ فُلَانٌ وَقَدْ قَرَض رِباطَه إِذا جَاءَ مجْهُوداً قَدْ أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ. وقرَض رِباطه: مَاتَ. وقرَض فُلَانٌ أَي مَاتَ. وقرَضَ فُلَانٌ الرِّباطَ إِذا مَاتَ. وقَرِضَ الرجلُ إِذا زالَ مِنْ شيءٍ إِلى شَيْءٍ. وانْقَرَضَ القومُ: دَرَجُوا وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحد. والقَرِيضُ: مَا يَرُدُّه الْبَعِيرُ مِنْ جِرَّتِه، وَكَذَلِكَ المَقْرُوضُ، وَبَعْضُهُمْ يَحْمِلُ قولَ عَبيدٍ: حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ عَلَى هَذَا. ابْنُ سِيدَهْ: قرَض البعيرُ جِرَّتَه يَقْرِضُها وَهِيَ قَرِيضٌ: مَضَغَها أَو ردَّها. وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنما هِيَ الفَرِيضُ، بِالْفَاءِ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيض؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: الْجَرِيضُ الغُصّةُ والقَرِيضُ الجِرَّة لأَنه إِذا غُصَّ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى قَرْضِ جِرَّتِه. والقَرِيضُ: الشِّعْر وَهُوَ الِاسْمُ كالقَصِيدِ، والتقْرِيضُ صِناعتُه، وَقِيلَ فِي قَوْلِ عَبِيدِ بْنِ الأَبرص حالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيض: الجَرِيضُ الغَصَصُ والقَرِيضُ الشِّعْرُ، وَهَذَا الْمَثَلُ لعَبيد بْنِ الأَبرص قَالَهُ للمُنْذِر حِينَ أَراد قَتْلَهُ فَقَالَ لَهُ: أَنشدني مِنْ قَوْلِكَ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: حَالَ الْجَرِيضُ دُونَ الْقَرِيضِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَرْضُ فِي أَشياء: فَمِنْهَا القَطْعُ، وَمِنْهَا قَرْضُ الفأْر لأَنه قَطْعٌ، وَكَذَلِكَ السيْرُ فِي البِلادِ إِذا قَطَعْتَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِف وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ . والقَرْضُ: قَرْضُ الشعْر، وَمِنْهُ سُمِّيَ القَرِيضُ. والقَرْضُ: أَن يَقْرِضَ الرجُلُ المالَ. الْجَوْهَرِيُّ: القَرْضُ قولُ الشعْر خَاصَّةً. يُقَالُ: قَرَضْتُ الشعْرَ أَقْرِضُه إِذا قُلْتُهُ، وَالشِّعْرُ قرِيضٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ فَرَّقَ الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ بَيْنَ الرَّجز والقَرِيضِ بِقَوْلِهِ:

أَرَجَزاً تُرِيدُ أَمْ قَرِيضا؟ ... كِلَيْهِما أَجِدُ مُسْتَرِيضا وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: قِيلَ لَهُ: أَكان أَصْحابُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَمْزَحُون؟ قَالَ: نَعَمْ ويَتقارَضُون أَي يَقُولُونَ القَرِيضَ ويُنشِدُونَه. والقَرِيضُ: الشِّعْرُ. وقَرَضَ فِي سَيرِه يَقْرِضُ قَرْضاً: عدَل يَمْنةً ويَسْرَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي تُخَلِّفُهم شِمالًا وتُجاوِزُهم وتَقْطَعُهم وتَتْرُكُهم عَنْ شِمالها. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: هَلْ مَرَرْتَ بِمَكَانِ كذا وكذا؟ فيقول المسؤول: قرَضْتُه ذاتَ اليَمينِ لَيْلًا. وقرَضَ المكانَ يَقْرِضُه قرْضاً: عدَل عَنْهُ وتَنَكَّبَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى ظُعُنٍ يَقْرِضْن أَجْوازَ مُشْرِفٍ ... شِمالًا، وعنْ أَيْمانِهِنَّ الفَوارِسُ ومُشْرِفٌ والفَوارِسُ: مَوْضِعَانِ؛ يَقُولُ: نَظَرَتُ إِلى ظُعُن يَجُزْنَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ قرضْتُه ذاتَ اليمينِ وقرَضْتُه ذاتَ الشِّمالِ وقُبُلًا ودُبُراً أَي كُنْتُ بحِذائِه مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ، وقرَضْت مِثْلُ حَذَوْت سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: أَخذَ الأَمرَ بِقُراضَتِه أَي بطَراءَتِه وأَوَّله. التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثُ: التَّقْرِيضُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كتَقْرِيض يَدَي الجُعَل؛ وأَنشد: إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى لَهُ ... مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ أَفْلَحُ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ التَّفْرِيضُ، بِالْفَاءِ، مِنَ الفَرْض وَهُوَ الحَزُّ، وقوائِمُ الجِعْلانِ مُفَرَّضةٌ كأَنَّ فِيهَا حُزوزاً، وَهَذَا البيتُ رَوَاهُ الثِّقاتُ أَيضاً بالفاه: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَينِ، وَهُوَ فِي شِعْر الشمَّاخِ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: مِنْ أَسماء الخُنْفُساء المَنْدُوسةُ والفاسِياء، وَيُقَالُ لِذِكْرِهَا المُقَرَّضُ والحُوَّازُ والمُدَحْرِجُ والجُعَلُ. قربض: القُرُنْبُضةُ: القصيرةُ. قضض: قَضَّ عَلَيْهِمُ الخيلَ يَقُضُّها قَضّاً: أَرْسَلها. وانْقَضَّتْ عَلَيْهِمُ الخيلُ: انْتَشَرَتْ، وقَضَضْناها عَلَيْهِمْ فانْقَضَّتْ عَلَيْهِمْ؛ وأَنشد: قَضُّوا غِضاباً عليكَ الخيلَ مِنْ كَثَب وانْقَضَّ الطائرُ وتَقَضَّضَ وتَقَضَّى عَلَى التَّحْوِيلِ: اخْتاتَ وهَوَى فِي طَيَرانه يُرِيدُ الْوُقُوعَ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا هوَى مِنْ طَيَرَانِهِ ليَسْقُط عَلَى شَيْءٍ. وَيُقَالُ: انْقَضَّ الْبَازِي عَلَى الصيْدِ وتَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ فِي طَيَرَانِهِ مُنْكَدِراً عَلَى الصيْدِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا تَقَضَّى يَتَقَضَّى، وَكَانَ فِي الأَصل تَقَضَّضَ، وَلَمَّا اجْتَمَعَتْ ثلاثُ ضَادَاتٍ قُلِبَتْ إِحداهن يَاءً كَمَا قَالُوا تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى؛ وَفِيهِ: وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها؛ وقال الْعَجَّاجُ: إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، ... تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه. وانْقَضَّ الجِدار: تَصَدَّعَ مِنْ غَيْرِ أَن يَسْقُطَ، وَقِيلَ: انْقَضَّ سقَط. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ ؛ هَكَذَا عدَّه أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ ثُنَائِيًّا وَجَعَلَهُ أَبو عَلِيٍّ ثُلَاثِيًّا مِنْ نَقَضَ فَهُوَ عِنْدَهُ افْعَلَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يُرِيدُ أَنْ

يَنْقَضَّ؛ أَي يَنْكَسِرَ. يُقَالُ: قَضَضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتَه، وَمِنْهُ قِيلَ للحَصى الصِّغار قَضَضٌ. وانْقَضَّ الجدارُ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً إِذا تَصَدَّعَ مِنْ غَيْرِ أَن يَسْقُط، فإِذا سقَط قِيلَ: تَقَيَّض تَقَيُّضاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وهَدْم الكَعْبةِ: فأَخذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَةَ فَعَتَلَ ناحِيةً مِنَ الرُّبْضِ فأَقَضَّه أَي جَعَلَهُ قَضَضاً. والقَضَضُ: الحصَى الصِّغار جَمْعُ قَضَّةٍ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ. وقَضَّ الشيءَ يَقُضُّه قَضّاً: كَسَرَهُ. وقَضَّ اللُّؤْلؤة يَقُضُّها، بِالضَّمِّ، قَضّاً: ثقَبها؛ وَمِنْهُ قِضّةُ العَذْراء إِذا فُرِغَ مِنْهَا. واقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ القِضَّةُ، بِالْكَسْرِ. وأَخذ قِضَّتَها أَي عُذْرَتها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقِضّةُ، بِالْكَسْرِ: عُذْرة الْجَارِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ هَوَازِنَ: فاقْتَضَّ الإِداوةَ أَي فتَح رأْسَها، مِنِ اقْتِضاضِ البِكْر، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: انْقَضَّ الطَّائِرُ أَي هَوَى انْقِضاضَ الكَواكِب، قَالَ: وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْهُ تَفَعَّلَ إِلا مُبْدَلًا، قَالُوا تَقَضَّى. وانْقَضَّ الحائِطُ: وقَع؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جَدَا قِضَّةَ الْآسَادِ وارْتَجَزَتْ لَهُ، ... بِنَوْءِ السّماكَينِ، الغُيُوثُ الرَّوائحُ «2» وَيُرْوَى حَدَا قِضَّةَ الْآسَادِ أَي تَبِعَ هَذَا الْجَدَايِرَ الأَسد. وَيُقَالُ: جِئْتُهُ عِنْدَ قَضَّةِ النَّجْمِ أَي عِنْدَ نَوْئِه، ومُطِرْنا بِقَضَّةِ الأَسَد. والقَضَضُ: الترابُ يَعْلُو الفِراشَ، قَضَّ يَقَضُّ قَضَضاً، فَهُوَ قَضٌّ وقَضِضٌ، وأَقَضَّ: صَارَ فِيهِ القَضَضُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قِيلَ لأَعرابي: كَيْفَ رأَيت الْمَطَرَ؟ قَالَ: لَوْ أَلْقَيْتَ بَضْعةً مَا قَضَّتْ أَي لَمْ تَتْرَبْ، يَعْنِي مِنْ كَثْرَةِ العُشْبِ. واسْتَقَضَّ المكانُ: أَقَضَّ عَلَيْهِ، ومكانٌ قَضٌّ وأَرض قَضَّةٌ: ذاتُ حَصىً؛ وأَنشد: تُثِيرُ الدَّواجِنَ فِي قَضَّة ... عِراقِيّة وَسَطُهَا للفَدُورْ وقضَّ الطعامُ يَقَضُّ قَضَضاً، فَهُوَ قَضِضٌ، وأَقَضَّ إِذا كَانَ فِيهِ حَصىً أَو تُرَابٌ فوَقع بَيْنَ أَضراسِ الآكِل. ابْنُ الأَعرابي: قَضَّ اللحمُ إِذا كَانَ فِيهِ قَضَضٌ يَقَعُ فِي أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَى الصِّغار. وَيُقَالُ: اتَّقِ القِضَّةَ والقَضَّةَ والقَضَضَ فِي طَعامِك؛ يُرِيدُ الْحَصَى وَالتُّرَابَ. وَقَدْ قَضِضْت الطَّعَامَ قَضَضاً إِذا أَكلْتَ مِنْهُ فَوَقَعَ بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. وأَرض قِضّةٌ وقَضَّة: كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ وَالتُّرَابِ. وطعامٌ قَضٌّ وَلَحْمٌ قَضٌّ إِذا وَقَعَ فِي حَصًى أَو تُرَابٍ فوُجِد ذَلِكَ فِي طَعْمِه؛ قَالَ: وأَنتم أَكلتم لَحْمَهُ تُرَابًا قَضّا والفعلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. والقِضّة والقَضّةُ: الْحَصَى الصِّغَارُ: والقِضّة والقَضّة أَيضاً: أَرض ذاتُ حَصى؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ دَلْوًا: قَدْ وَقَعَتْ في قِضّةٍ [قَضّةٍ] مِن شَرْجِ، ... ثُمَّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ وأَقَضَّتِ البَضْعةُ بالتُّراب وقَضَّتْ: أَصابَها مِنْهُ شَيْءٌ. وَقَالَ أَعرابي يَصِفُ خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً: فالأَرضُ اليومَ لَوْ تُقْذَفُ بِهَا بَضْعةٌ لَمْ تَقَضَّ بتُرْب أَي لَمْ تَقَع إِلا عَلَى عُشْبٍ. وكلُّ مَا نالَه ترابٌ مِنْ طَعَامٍ أَو ثَوْبٍ أَو غَيْرِهِمَا قَضٌّ.

_ (2). قوله [جدا قضة إلخ] وقوله [ويروى حدا قضة إلى قوله الأسد] هكذا فيما بيدنا من النسخ.

ودِرْعٌ قَضَّاء: خَشِنةُ المَسّ مِنْ جِدَّتِها لَمْ تَنْسَحِقْ بَعْدُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الَّتِي فُرِغَ مِنْ عَمَلِها وأُحْكِمَ وَقَدْ قَضَيْتُها؛ قَالَ النَّابِغَةِ: ونَسْجُ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاء ذَائِلِ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مُشْتَقٌّ مَنْ قَضَيْتُها أَي أَحكمتُها، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ فِي التَّصْرِيفِ لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَالَ قَضْياء؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو بَيْتَ الْهُذَلِيِّ: وتَعاوَرا مَسْرُودَتَيْن قَضاهُما ... داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ أَبو عَمْرٍو القَضَّاء فَعّالًا مِنْ قَضى أَي حكَم وفَرغَ، قَالَ: والقَضَّاء فَعْلاء غَيْرُ مُنْصَرِفٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: القَضَّاء مِنَ الدُّرُوع الحَدِيثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ مِنْ قَوْلِكَ أَقَضَّ عَلَيْهِ الفِراشُ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: كُلَّ قَضَّاء ذَائِلِ كلُّ دِرْع حَدِيثَةِ الْعَمَلِ. قَالَ: وَيُقَالُ القضَّاء الصُّلْبةُ الَّتِي امْلاس فِي مَجَسَّتها قَضَّةٌ «1». وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: القَضَّاء المَسْمُورةُ مِنْ قَوْلِهِمْ قَضَّ الجَوْهرة إِذا ثَقَبَها؛ وأَنشد: كأَنَّ حَصَانًا، قَضَّها القَيْنُ، حُرَّةٌ، ... لَدَيَّ حيْثُ يُلْقى بالفِناء حَصِيرُها شَبَّهها عَلَى حَصِيرها، وَهُوَ بِساطُها، بدُرّة فِي صَدَفٍ قَضَّها أَي قَضَّ القينُ عَنْهَا صدَفها فَاسْتَخْرَجَهَا، وَمِنْهُ قِضَّةُ العَذْراء. وقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ وأَقَضَّ: نَبا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: أَمْ مَا لِجَنْبِكَ لَا يُلائِمُ مَضْجَعاً، ... إِلا أَقَضَّ عليكَ ذَاكَ المَضْجَعُ وأَقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ أَي تَتَرَّبَ وخَشُنَ. وأَقضَّ اللهُ عَلَيْهِ المضجعَ، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى. واستَقَضَّ مضجَعُه أَي وجدَه خَشِناً. وَيُقَالُ: قَضَّ وأَقَضَّ إِذا لَمْ ينَمْ نَوْمةً وَكَانَ فِي مضجَعِه خُشْنةٌ. وأَقَضَّ عَلَى فُلَانٍ مضجَعُه إِذا لَمْ يَطْمَئِنَّ بِهِ النومُ. وأَقَضَّ الرجلُ: تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ عَلَى خِساسِها؛ قَالَ: مَا كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ ... والخُلُقِ العَفّ عَنِ الإِقْضاضِ وجاؤوا قَضَّهم بقَضِيضِهم أَي بأَجْمَعهم؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِلشَّمَّاخِ: أَتَتْني سُلَيْمٌ قَضَّها بِقَضِيضِها، ... تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيعِ سِبالَها وَكَذَلِكَ: جاؤوا قَضَّهم وقَضِيضَهم أَي بجمْعهم، لَمْ يدَعُوا وَرَاءَهُمْ شَيْئًا وَلَا أَحَداً، وَهُوَ اسْمٌ مَنْصُوبٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ كأَنه قال جاؤوا انْقِضاضاً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كأَنه يَقُولُ انْقَضَّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم وَهُوَ مِنَ المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُعْرِبه ويُجريه عَلَى مَا قَبْلَهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: ويُجْرِيه مُجْرى كلِّهم. وَجَاءَ القومُ بقَضِّهم وقَضِيضِهم؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وأَبي عُبَيْدٍ. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ فِي الْحَدِيثِ: يؤْتى بقَضِّها وقِضِّها وقَضِيضِها ، وَحَكَى كُرَاعٌ: أَتَوْني قَضُّهم بقَضِيضِهم ورأَيتهم قَضَّهم بقَضِيضِهم وَمَرَرْتُ بِهِمْ قَضِّهم وقَضِيضِهم. أَبو طَالِبٍ: قَوْلُهُمْ جَاءَ بالقَضِّ والقَضِيض، فالقَضُّ الحَصى، والقَضِيضُ مَا تكسَّر مِنْهُ ودَقَّ. وَقَالَ

_ (1). قوله [ويقال القضاء إلخ] كذا بالأَصل وشرح القاموس.

أَبو الْهَيْثَمِ: القَضُّ الْحَصَى والقَضِيضُ جَمْعٌ مثلُ كَلْب وكَليب؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: جاءتْ فَزارةُ قَضُّها بقَضِيضِها لَمْ أَسمعهم يُنْشدون قَضُّها إِلا بِالرَّفْعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَوْلِهِ جاؤوا قضَّهم بِقَضِيضِهِمْ أَي بأَجمعهم قولُ أَوْس بْنِ حَجَر: وجاءتْ جِحاشٌ قَضَّها بقَضِيضِها، ... بأَكثَر مَا كَانُوا عَدِيداً وأَوْكَعُوا «1» وَفِي الْحَدِيثِ: يُؤْتى بِالدُّنْيَا بقَضِّها وقَضِيضِها أَي بِكُلِّ مَا فِيهَا، من قولهم جاؤوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم إِذا جاؤوا مُجْتَمِعِينَ يَنْقَضُّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم مِنْ قَوْلِهِمْ قَضَضْنا عَلَيْهِمُ الخيلَ وَنَحْنُ نقُضُّها قَضّاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَتَلْخِيصُهُ أَن القَضَّ وُضِع مَوْضِعَ القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ بِمَعْنَى زَائِرٍ وَصَائِمٍ، والقَضِيض موضعَ المَقْضُوضِ لأَن الأَوّل لِتَقَدُّمِهِ وَحَمْلِهِ الآخِر عَلَى اللِّحاق بِهِ كأَنه يقُضُّه على نفسه، فحقيقتُه جاؤوا بمُسْتَلْحَقِهم ولاحقِهِم أَي بأَوّلِهم وآخِرهم. قَالَ: وأَلْخَصُ مِنْ هَذَا كُلُّهُ قولُ ابْنِ الأَعرابي إِنَّ القَضَّ الْحَصَى الكِبارُ، والقَضِيض الحصى الصِّغارُ، أَي جاؤوا بِالْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: دَخَلَتِ الجنةَ أُمّةٌ بقَضِّها وقَضِيضِها. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّحْدَاحِ: وارْتَحِلي بالقَضِّ والأَوْلادِ أَي بالأَتْباع ومَن يَتَّصِلُ بكِ. وَفِي حَدِيثِ صَفْوانَ بْنِ مُحْرِز: كَانَ إِذا قرأَ هَذِهِ الْآيَةَ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، بَكَى حَتَّى يُرى لقدِ انْقدّ «2» قَضِيضُ زَوْرِه ؛ هَكَذَا رُوي، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ عِنْدِي خَطَأٌ مِنْ بَعْضِ النقَلةِ وأَراه قَصَص زَوْرِه، وَهُوَ وسَطُ صَدْرِه، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ إنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ أَن يُراد بالقَضِيضِ صِغارُ العِظام تَشْبِيهًا بصِغارِ الحَصى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَنَّ أَحدَكم انْقَضَّ مِمَّا صُنِعَ بِابْنِ عَفَّانَ لَحَقَّ لَهُ أَن يَنْفَضَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَي يتقطَّع، وَقَدْ رُوِيَ بِالْقَافِ يَكَادُ يَنْقَضُّ. اللَّيْثُ: القضَّةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ تُرَابُهَا رَمْل وإِلى جانِبِها مَتْنٌ مُرْتَفِعٌ، وَجَمْعُهَا القِضُونَ «3»؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: بلْ مَنْهل ناءٍ عَنِ الغياضِ، ... هَامِّي العَشِيّ، مُشْرِف القَضْقاضِ «4» قِيلَ: القِضْقاضُ والقَضْقاضُ مَا اسْتَوى مِنَ الأَرض؛ يَقُولُ: يسْتَبينُ القِضْقاضُ فِي رأْي الْعَيْنِ مُشْرِفاً لِبُعْدِهِ. والقَضِيضُ: صَوْتٌ تَسْمَعُهُ مِنَ النِّسْعِ والوتَر عِنْدَ الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ، وَقَدْ قَضَّ يَقِضُّ قَضِيضاً. والقِضاضُ: صَخْر يركَب بعضُه بَعْضًا كالرِّضام؛ وَقَالَ شَمِرٌ: القضّانةُ الْجَبَلُ يَكُونُ أَطباقاً؛ وأَنشد: كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيها، إِذا وَجَفَتْ، ... قَرْعُ المَعاوِلِ فِي قضَّانة قلَع قَالَ: القَلَعُ المُشْرِفُ مِنْهُ كالقَلَعة، قَالَ الأَزهري: كأَنه مَنْ قَضَضْتُ الشيءَ أَي دَقَقْتُه، وَهُوَ فُعْلانة «5»

_ (1). قوله [وأَوكعوا] في شرح القاموس: أي سمنوا إبلهم وقووها ليغيروا علينا. (2). قوله [انقد] كذا بالنهاية أَيضاً، وبهامش نسخة منها: اندق أي بدل انقد وهو الموجود في مادة قصص منها. (3). قوله [القضون] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس عن الليث: وجمعها القضض انتهى. يعني بكسر ففتح كما هو مشهور في فعل جمع فعلة. (4). قوله [هامي] بالميم وفي شرح القاموس بالباء. (5). قوله [فعلانة] ضبط في الأَصل بضم الفاء، ومنه يعلم ضم قاف قضانة، واستدركه شارح القاموس عليه ولم يتعرض لضبطه.

مِنْهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: القِضّةُ الوَسْمُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَعْروفة قِضَّتها رُعْن الهامْ والقَضّةُ، بِفَتْحِ الْقَافِ: الفَضَّةُ وَهِيَ الْحِجَارَةُ المُجْتَمِعةُ المُتَشَقِّقةُ. والقَضْقَضَة: كسْرُ العِظام والأَعْضاء. وقَضْقَضَ الشيءَ فَتَقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّر ودقَّه. والقَضْقَضَةُ: صوتُ كسْرِ الْعِظَامِ. وقَضَضْتُ السويقَ وأَقْضَضْتُه إِذا أَلقيتَ فِيهِ سكَّراً يًابِسًا. وأَسد قَضْقاضٌ وقُضاقِضٌ: يحْطِم كُلَّ شيءٍ ويُقَضْقِضُ فَرِيسَتَه؛ قَالَ رؤْبة بْنُ الْعَجَّاجِ: كمْ جاوَزَتْ مِنْ حَيَّةٍ نَضْناضِ، ... وأَسَدٍ فِي غِيلِه قَضْقاضِ وَفِي حَدِيثِ مانِع الزَّكَاةِ: يُمَثَّلُ لَهُ كَنْزُه شُجاعاً فيُلْقِمُه يدَه فيُقَضْقِضُها أَي يُكَسِّرُها. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب: فأَطَلَّ عَلَيْنَا يَهُودِيٌّ فَقُمْتُ إِليه فضرَبْتُ رأْسَه بِالسَّيْفِ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ فتَقَضْقَضُوا أَي انْكَسَرُوا وتفرَّقُوا. شَمِرٌ: يُقَالُ قَضْقَضْتُ جَنْبَهُ مِنْ صُلْبِه أَي قَطَعْتُه، والذئبُ يُقَضْقِضُ العِظام؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَضْقَضَ بالتَّأْبِينِ قُلَّةَ رأْسِه، ... ودَقَّ صَلِيفَ العُنْقِ، والعُنْقُ أَصْعَرُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: لَوْ أَن رجلًا انْفَضَّ انْفِضاضاً مِمَّا صُنِعَ بِابْنِ عَفَّان لَحَقَّ لَهُ أَن يَنْفَضَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: يَنْفَضُّ، بِالْفَاءِ، يُرِيدُ يَتَقَطَّع. وَقَدِ انْقَضَّتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت وتقطَّعَت. قَالَ: وَيُقَالُ قَضَّ فَا الأَبْعَدِ وفَضَّه؛ والفَضُّ: أَن يَكْسِر أَسنانَه؛ قَالَ: ويُرْوى بيتُ الكُمَيْت: يَقُضُّ أُصولَ النخلِ مِنْ نَخَواتِه بِالْفَاءِ وَالْقَافِ أَي يقْطَعُ ويرْمي بِهِ. والقَضَّاء مِنَ الإِبل: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلى الأَربعين. والقَضَّاء مِنَ النَّاسِ: الجِلَّةُ وإِن كَانَ لَا حسَب لَهُمْ بَعْدَ أَن يَكُونُوا جِلَّةً فِي أَبْدانٍ وأَسنان. ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَضَّاء مِنَ الإِبل لَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ لأَنها مِنْ قَضَى يَقْضي أَي يُقْضى بِهَا الحُقوقُ. والقَضَّاء مِنَ النَّاسِ: الجِلَّةُ فِي أَسنانهم. الأَزهري: القِضَةُ، بِتَخْفِيفِ الضَّادِ، لَيْسَتْ مِنْ حَدِّ المُضاعَف وَهِيَ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الحَمْضُ مَعْرُوفَةٌ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: الْقِضَّةُ نَبْتٌ يُجْمع القِضِينَ والقِضُونَ، قَالَ: وإِذا جَمَعْتَهُ عَلَى مِثْلِ البُرى قُلْتَ القِضى؛ وأَنشد: بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِينَ تَحُشُّه ... بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِيةً شُقْرا قَالَ: وأَما الأَرضُ الَّتِي ترابُها رَمْلٌ فَهِيَ قِضَّةٌ، بِتَشْدِيدِ الضَّادِ، وَجَمْعِهَا قِضَّاتٌ. قَالَ: وأَما القَضْقاضُ فَهُوَ مِنْ شَجَرِ الحَمْضِ أَيضاً، وَيُقَالُ: إِنه أُشْنانُ أَهل الشَّامِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: قِضَّةُ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ كَانَتْ فِيهِ وَقْعة بَيْنَ بَكْر وتَغْلِب سُمِّيَ يَوْمَ قِضَّة، شَدَّد الضادَ فِيهِ. أَبو زَيْدٍ: قِضْ، خَفِيفَةً، حكايةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ، يُقَالُ: قَالَتْ رُكْبَته قِضْ؛ وأَنشد: وقَوْل رُكْبَتِها قِضْ حِينَ تَثْنِيها قعض: القَعْضُ: عَطْفُك الخشبةَ كَمَا تُعْطَفُ عُروشُ الكَرْم والهَوْدَج. قَعَضَ رأْسَ الْخَشَبَةِ قَعْضاً

فانْقَعَضَت: عَطَفَها. وَخَشَبَةٌ قَعْضٌ: مَقْعوضةٌ. وقَعَضَه فانْقَعَضَ أَي انْحَنى؛ قَالَ رُؤْبَةُ يُخَاطِبُ امرأَته: إِمّا تَرَيْ دَهْراً حَنَانِي حَفْضا، ... أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَريشَ القَعْضا، فَقَدَ أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا القَعْضُ: المَقْعُوضُ، وُصف بِالْمَصْدَرِ كَقَوْلِكَ مَاءٌ غَوْرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن القَعْضَ فِي تأْويل مَفْعُولٍ كَقَوْلِكَ دِرْهم ضرْبٌ أَي مَضْروبٌ، وَمَعْنَاهُ إِن تَرَيْني أَيَّتُها المرأَة أَن الهَرَم حَناني فَقَدْ كُنْتُ أُفَدَّى فِي حالِ شَبَابِي بِهِدايتي فِي المَفاوِز وقُوَّتي عَلَى السفَر، وَسَقَطَتِ النُّونُ مِنْ تَرَيْن لِلْجَزْمِ بالمُجازاة، وَمَا زَائِدَةٌ. والصَّناعَيْن: تثنيةُ امرأَةٍ صَناعٍ. والعَرِيشُ هُنَا: الهَوْدَجُ، وَقَالَ الأَصمعي: العريشُ القَعْضُ الضيِّقُ، وَقِيلَ: هو المُنْفَك. قنبض: القُنْبُضُ: الْقَصِيرُ، والأُنثى قُنْبُضةٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى، ... رَقَدْنَ، عليهِنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ قوض: قَوَّضَ الْبِنَاءَ: نقَضَه مِنْ غَيْرِ هَدْم، وتَقَوَّض هُوَ: انْهَدَمَ مَكَانُهُ، وتقَوَّضَ البيتُ تقَوُّضاً وقوَّضْتُه أَنا. وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: فأَمرَ بِبِنَائِهِ فقُوِّضَ أَي قُلِع وأُزِيلَ، وأَراد بِالْبِنَاءِ الخِباءَ، وَمِنْهُ تقْويضُ الخِيام، وتقَوَّضَ القومُ وتقَوّضَتِ الحَلَقُ والصُّفوفُ مِنْهُ. وقَوَّضَ القومُ صُفوفَهم وتقَوَّضَ البيتُ وتقَوَّزَ إِذا انْهَدَمَ، سَوَاءٌ أَكان بيتَ مدَر أَو شعَر. وَتَقَوَّضَتِ الحَلَقُ: انتقضتْ وتفرَّقتْ، وَهِيَ جَمْعُ حَلْقةٍ مِنَ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سفَر فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فِيهِ قرْيةُ نَمل فأَحْرقناها، فَقَالَ لنا: لا تُعَذِّبوا بِالنَّارِ فإِنه لَا يُعذب بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّها. قَالَ: وَمَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخا حُمّرةٍ فأَخذناهما فَجَاءَتِ الحُمّرةُ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ تَقَوَّضُ فَقَالَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بفَرْخَيْها؟ قال: فقلنا نَحْنُ، قَالَ: رُدُّوهما، فَرَدَدْنَاهُمَا إِلى مَوْضِعِهِمَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تقَوَّضُ أَي تَجيء وتذْهَبُ ولا تَقَرُّ. قيض: القَيْضُ: قِشرةُ البَيْضة العُلْيا اليابسةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي خَرَجَ فرْخُها أَو مَاؤُهَا كلُّه، والمَقِيضُ موضِعُها. وتَقَيَّضَتِ البيضةُ تَقَيُّضاً إِذا تَكَسَّرَتْ فَصَارَتْ فِلَقاً، وانْقاضَت فَهِيَ مُنْقاضةٌ: تَصدَّعَت وتشقَّقت وَلَمْ تَفَلَّقْ، وقاضَها الفرْخُ قَيضاً: شَقَّهَا، وقاضَها الطائرُ أَي شَقَّهَا عَنِ الْفَرْخِ فَانْقَاضَتْ أَي انْشَقَّتْ؛ وأَنشد: إِذا شِئت أَن تَلْقَى مَقِيضاً بقَفْرةٍ، ... مُفَلَّقةٍ خِرْشاؤها عَنْ جَنِينِها والقَيْضُ: مَا تَفَلَّقَ مِنْ قُشور الْبَيْضِ. والقَيْضُ: الْبَيْضُ الَّذِي قَدْ خَرج فرْخُه أَو ماؤُه كُلِّهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ والقَيْضُ مَا تفلَّق مِنْ قُشور الْبَيْضِ الأَعلى، صَوَابُهُ مِنْ قِشْر الْبَيْضِ الأَعلى بِإِفْرَادِ الْقِشْرِ لأَنه قَدْ وَصَفَهُ بالأَعلى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا تَكُونُوا كقَيْض بَيْضٍ فِي أَداحٍ يَكُونُ كسْرُها وِزْراً، وَيَخْرُجُ ضِغَانُهَا «6» شَرًّا ؛ القَيْضُ: قِشْر الْبَيْضِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدّتِ الأَرضُ مَدّ الأَديم وزِيدَ فِي سَعَتها وجُمع الخلقُ جِنُّهم وإِنْسُهم فِي صَعيدٍ وَاحِدٍ، فإِذا كان كذلك

_ (6). قوله [ضغانها] كذا بالأَصل، وفي النهاية هنا حضانها.

قِيضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهلها فنُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأَرض، ثُمَّ تُقاضُ السماواتُ سَمَاءً فَسَمَاءً، كُلَّمَا قِيضَت سَمَاءٌ كَانَ أَهلُها عَلَى ضِعْفِ مَن تحتَها حَتَّى تُقاضَ السابعةُ ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: قِيضَت أَي نُقِضَتْ، يُقَالُ: قُضْتُ البِناء فانْقاضَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَفْرخ قَيْض بَيْضِها المُنْقاضِ وَقِيلَ: قِيضت هَذِهِ السَّمَاءُ عَنْ أَهلها أَي شُقَّتْ مِنْ قاضَ الفرْخُ البيضةَ فانْقاضَتْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قُضْتُ القارُورةَ فانْقاضَت أَي انْصَدَعَت وَلَمْ تَتَفَلَّقْ، قَالَ: ذَكَرَهَا الْهَرَوِيُّ فِي قَوَضَ مِنْ تَقْوِيضِ الخِيام، وأَعاد ذِكْرَهَا فِي قَيَضَ. وقاضَ البئرَ فِي الصخْرةِ قَيْضاً: جابَها. وَبِئْرٌ مَقِيضةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَقَدْ قِيضَتْ عَنِ الْجِبِلَّةِ. وتَقَيَّضَ الجِدارُ والكَثِيبُ وانْقاضَ: تهدَّم وانْهالَ. وانْقاضَت الرَّكِيَّةُ: تكسَّرت. أَبو زَيْدٍ: انْقاضَ الجِدارُ انْقِياضاً أَي تَصَدَّعَ مِنْ غَيْرِ أَن يَسْقُطَ، فإِن سَقَطَ قِيلَ: تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً، وَقِيلَ: انْقاضَت البئرُ انْهارَت. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، وَقُرِئَ: يَنْقاضَ ويَنْقاصَ ، بِالضَّادِ وَالصَّادِ، فأَمّا يَنْقَضَّ فَيَسْقُطُ بسرْعة مِنِ انْقِضَاضِ الطَّيْرِ وَهَذَا مِنَ الْمُضَاعَفِ، وأَما يَنْقاضَ فإِنَّ الْمُنْذِرِيَّ رَوَى عَنِ أَبي عَمْرٍو انْقاضَ وانْقاصَ وَاحِدٌ أَي انْشَقَّ طُولًا، قَالَ وَقَالَ الأَصمعي: المُنْقاصُ المُنْقَعِرُ مِنْ أَصله، والمُنْقاضُ الْمُنْشَقُّ طُولًا؛ يُقَالُ: انْقاضَتِ الرَّكِيّةُ وانقاضَت السِّنّ أَي تَشَقَّقَتْ طُولًا؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: فِراقٌ كَقَيْضِ السَّنِّ، فالصَّبْرَ إِنّه ... لكلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبورُ وَيُرْوَى بِالصَّادِ. أَبو زَيْدٍ: انْقَضَّ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً كِلَاهُمَا إِذا تَصَدَّعَ مِنْ غَيْرِ أَن يسقُط، فإِن سَقَطَ قِيلَ تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً، وتقَوَّضَ تقَوُّضاً وأَنا قوّضْتُه. وانْقاضَ الحائطُ إِذا انهدمَ مَكَانَهُ مِنْ غَيْرِ هَدْمٍ، فأَمّا إِذا دُهْوِرَ فَسَقَطَ فَلَا يُقَالُ إِلا انْقَضَّ انْقِضاضاً. وقُيِّضَ: حُفِرَ وشُقَّ. وقايَضَ الرجلَ مُقايضةً: عَارَضَهُ بِمَتَاعٍ؛ وَهُمَا قَيِّضانِ كَمَا يُقَالُ بَيِّعانِ. وقايَضَهُ مُقايضةً إِذا أَعطاه سِلْعةً وأَخذ عِوَضَها سِلْعةً، وباعَه فرَساً بفرسَيْن قَيْضَيْن. والقَيْضُ: العِوَضُ. والقَيْضُ: التمثيلُ. وَيُقَالُ: قاضَه يَقِيضُه إِذا عاضَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن شئتَ أَقِيضُكَ بِهِ المُخْتارةَ مِنْ دُروعِ بدْر أَي أُبْدِلُكَ بِهِ وأُعَوِّضُكَ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ عُثمان بْنِ عَفَّانَ: لَوْ مُلِئَتْ لِي غُوطةُ دِمَشْقَ رِجالًا مِثْلَكَ قِياضاً بيَزِيدَ مَا قَبِلْتُهم أَي مُقايَضةً بِهِ. الأَزهريُّ: وَمِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ. أَبو عُبَيْدٍ: هُمَا قَيْضانِ أَي مِثْلان. وقَيَّضَ اللَّهُ فُلَانًا لِفُلَانٍ: جَاءَهُ به وأَتاحَه لَهُ. وقَيَّضَ اللَّهُ لَهُ قَرِيناً: هَيَّأَه وسَبَّبَه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ ؛ وَفِيهِ: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي نُسَبِّبْ لَهُ شَيْطَانًا يَجْعَلُ اللَّهُ ذَلِكَ جَزاءه. وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ أَي سبَّبْنا لَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبوه، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَكُونُ قَيَّضَ إِلا فِي الشَّرِّ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً ، وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ ذَلِكَ بِصَحِيحٍ بِدَلِيلِ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَكْرَم شابٌّ شَيْخاً لسِنِّه إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَن يُكْرِمُه عِنْدَ سِنِّه. أَبو زَيْدٍ: تَقَيَّضَ فُلَانٌ أَباه وتَقَيَّلَه تقَيُّضاً وتقَيُّلًا إِذا نزَع إِليه فِي الشَّبَه. وَيُقَالُ: هَذَا قَيْضٌ لِهَذَا

فصل الكاف

وقِياضٌ لَهُ أَي مساوٍ لَهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِسَانُهُ قَيِّضةٌ، الْيَاءُ شَدِيدَةٌ. واقْتاضَ الشيءَ: استأْصَلَه؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وجَنَبْنا إِليهِم الخيلَ فاقْتِيضَ ... حِماهم، والحَرْبُ ذاتُ اقْتِياضِ والقَيِّضُ: حَجَرٌ تُكْوى بِهِ الإِبل مِنَ النُّحاز، يُؤْخَذُ حَجَرٌ صَغِيرٌ مُدَوَّر فيُسَخَّنُ، ثُمَّ يُصْرَعُ البعيرُ النَّحِزُ فَيُوضَعُ الْحَجَرُ عَلَى رُحْبَيَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَحَوْت عَمْراً مِثْلَ مَا تُلْحَى العَصا ... لَحْواً، لَوَ انَّ الشَّيبَ يَدْمَى لَدَما كَيَّكَ بالقَيْضِ قدْ كَانَ حَمَى ... مواضِعَ النّاحِزِ قَدْ كَانَ طنَى وقَيَّضَ إِبله إِذا وسَمَها بالقَيِّضِ، وَهُوَ هَذَا الْحَجَرُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. أَبو الخطّابِ: القَيِّضةُ حجَر تُكْوى بِهِ نُقَرةُ الغنم. فصل الكاف كرض: الكَرِيضُ: ضرْب مِنَ الأَقِط وَصَنْعَتُهُ الكِراضُ، وَهُوَ جُبْن يَتحَلَّبُ عَنْهُ مَاؤُهُ فَيَمْصُلُ كَقَوْلِهِ: مِنْ كَرِيضٍ مُنَمِّس وَقَدْ كَرَضُوا كِراضاً؛ حَكَاهُ الْعَيْنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي الكَرِيضِ وصحَّفه وَالصَّوَابُ الكَرِيصُ، بالصاد غير المعجمة، مسموعٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الكَرِيصُ والكَرِيزُ، بِالزَّايِ، الأَقط؛ وَهَكَذَا أَنشده: وشاخَسَ فَاهَ الدَّهْر حَتَّى كأَنه ... مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائن وثِيرانُ الكَرِيصِ؛ جَمْعُ ثَوْر: الأَقِط. وَالضَّوَائِنُ: البِيضُ مِنْ قِطَعِ الأَقِط، قَالَ: وَالضَّادُ فِيهِ تَصْحِيفٌ مُنْكَر لَا شَكَّ فِيهِ. والكِراضُ: مَاءُ الْفَحْلِ. وكَرَضَت الناقةُ تَكْرِضُ كَرْضاً وكُرُوضاً: قَبِلَت ماء الفحل بعد ما ضرَبَها ثُمَّ أَلْقَتْه، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ الكِراضُ. والكِراضُ فِي لُغَةِ طيِء: الخِداجُ. والكِراضُ: حَلَقُ الرَّحِم، وَاحِدُهَا كِرْضٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدَتُهَا كُرْضةٌ، بِالضَّمِّ، وَقِيلَ: الكِراضُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ؛ وقولُ الطِّرمَّاحِ: سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْتاةٌ ... أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ أَضْمَرَتْه عشرينَ يَوْماً، ونِيلَتْ، ... حِينَ نِيلَتْ، يَعارَةً فِي عِراضِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالكِراضِ حَلَقَ الرَّحِم، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ الْمَاءَ فيكونَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَمْ أَسمع ذَلِكَ إِلا فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكِراضُ فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ ماءُ الْفَحْلِ، قَالَ: فَيَكُونُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مِنْ بَابِ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ مِثْلَ عِرْقِ النَّسا وَحَبِّ الحَصِيدِ، قَالَ: والأَجودُ مَا قَالَهُ الأَصمعي مِنْ أَنه حلَق الرَّحِمِ ليَسْلَمَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ، وصَفَ هَذِهِ الناقةَ بِالْقُوَّةِ لأَنها إِذا لَمْ تَحْمِل كَانَ أَقوى لَهَا، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ أَمارت بِالْبَوْلِ مَاءَ الْكِرَاضِ بَعْدَ أَن أَضمرته عِشْرِينَ يَوْمًا؟ واليَعارةُ: أَن يُقادَ الفحلُ إِلى الناقةِ عِنْدَ الضِّرابِ مُعارَضةً إِن اشْتَهَت ضرَبَها وإِلا فَلَا؛ وَذَلِكَ لكَرَمِها؛ قَالَ الرَّاعِي: قلائصَ لَا يُلقَحْنَ إِلا يَعارةً ... عِراضاً، وَلَا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا

فصل اللام

الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ خالَفَ الطرماحُ الأُمَويَّ فِي الكِراضِ فَجَعَلَ الطرماحُ الكِراضَ الفحلَ وَجَعَلَهُ الأُمَويُّ مَاءَ الفَحْل، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكِراضُ ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الكِراضُ ماءُ الْفَحْلِ تَلْفِظُه الناقةُ من رَحِمِها بعد ما قَبِلَتْه، وَقَدْ كَرَضَتِ الناقةُ إِذا لَفَظَتْه. وَقَالَ الأَصمعي: الكِراضُ حلَقُ الرَّحِمِ؛ وأَنشد: حيثُ تُجِنُّ الحَلَقَ الكِراضا قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ فِي الكِراضِ مَا قَالَهُ الأُموي وَابْنُ الأَعْرابي، وَهُوَ مَاءُ الفَحْل إِذا أَرْتَجَتْ عَلَيْهِ رَحِمُ الطَّروقةِ. أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَرَبُ تدْعُو الفُرْضةَ الَّتِي فِي أَعْلى القَوْسِ كرُضةً، وَجَمْعُهَا كِراضٌ، وَهِيَ الفُرْضة الَّتِي تَكُونُ فِي طَرفِ أَعلى القَوْسِ يُلْقَى فِيهَا عَقْدُ الوَتَرِ. فصل اللام لضض: رَجُلٌ لَضٌّ: مُطَّردٌ. واللَّضْلاضُ: الدَّلِيلُ. يُقَالُ: دلِيلٌ لَضْلاضٌ أَي حاذِقٌ، ولَضْلَضَتُه: التِفاتُه يَمِينًا وَشِمَالًا وتحَفُّظُه؛ وأَنشد: وبَلَدٍ يَعْيا عَلَى اللَّضْلاضِ، ... أَيْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فَاضِي «1» أَي واسِعٍ مِنَ الفَضاء. لعض: لعَضَه بِلِسَانِهِ إِذا تَنَاوَلَهُ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ. واللَّعْوَضُ: ابن آوَى، يمانية. فصل الميم محض: المَحْضُ: اللبنُ الخالِصُ بِلَا رَغْوة. ولَبنٌ محْضٌ: خالِصٌ لَمْ يُخالِطْه مَاءٌ، حُلْواً كَانَ أَو حَامِضًا، وَلَا يُسَمَّى اللبنُ مَحْضاً إِلا إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ ماحِضٌ أَي ذُو مَحْضٍ كَقَوْلِكَ تامِرٌ ولابِنٌ. ومَحَضَ الرجلَ وأَمْحَضَه. سَقاه لَبَنًا مَحْضاً لَا مَاءَ فِيهِ. وامْتَحَضَ هُوَ: شَرِبَ المَحْضَ، وَقَدِ امْتَحَضَه شارِبُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: امْتَحِضا وسَقِّياني ضَيْحَا، ... فَقَدْ كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا وَرَجُلٌ مَحِضٌ وماحِضٌ: يَشْتَهِي المحْضَ، كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَمَّا طُعِنَ شَرِبَ لَبَنًا فَخَرَجَ مَحْضاً أَي خالِصاً عَلَى جِهته لَمْ يَخْتَلِطْ بِشَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: بارِكْ لَهُمْ فِي مَحْضِها ومَخْضِها أَي الخالِص والمَمْخُوض. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمْتلِئةٍ شحْماً ومَحْضاً أَي سَمِينةٍ كَثِيرَةِ اللَّبَنِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى اللَّبَنِ مُطْلَقًا. والمَحْضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الخالِصُ. الأَزهري: كلُّ شَيْءٍ خَلَصَ حَتَّى لَا يشُوبه شَيْءٌ يُخالِطُه، فَهُوَ مَحضٌ. وَفِي حَدِيثِ الوَسْوَسَةِ: ذَلِكَ مَحْضُ الإِيمانِ أَي خالِصُه وصَرِيحُه، وَقَدْ قَدَّمْنَا شَرْحَ هَذَا الْحَدِيثِ وأَتينا بِمَعْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ صرح. وَرَجُلٌ مَمْحُوضُ الضَّرِيبةِ أَي مُخَلَّصٌ. قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ رَجُلٌ ممْحُوصُ الضَّرِيبة، بِالصَّادِّ، إِذا كَانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً. وَعَرَبِيٌّ مَحْضٌ: خالِصُ النَّسَبِ. وَرَجُلٌ مَمْحوضُ الحسَب: مَحْضٌ خالِصٌ. وَرَجُلٌ محضُ الْحَسَبِ: خالِصُه، وَالْجَمْعُ مِحاضٌ؛ قَالَ: تَجِدْ قوْماً ذَوِي حسَبٍ وحالٍ ... كِراماً، حيْثُما حُسِبُوا، مِحاضا والأُنثى بِالْهَاءِ؛ وَفِضَّةٌ مَحْضةٌ ومَحْضٌ وممحوضةٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فإِذا قُلْتَ هذه الفضةُ مَحْضاً

_ (1). قوله [وبلد يعيا] في الصحاح: وبلدة تغبى.

قُلْتَهُ بِالنَّصْبِ اعْتِمَادًا عَلَى الْمَصْدَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا هَذَا عَرَبِيٌّ مَحْضٌ ومَحْضاً، الرَّفْعُ عَلَى الصِّفَةِ، وَالنَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ، والصِّفة أَكثر لأَنه مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَهُ. الأَزهري: وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ هُوَ عَرَبِيٌّ مَحْض وامرأَة عَرَبِيَّةٌ مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتٌ وبَحْتَةٌ وقَلْبٌ وقَلْبةٌ، الذَّكَرُ والأُنثى وَالْجَمْعُ سَوَاءٌ، وإِن شِئْتَ ثَنَّيْتَ وجمَعْتَ. وَقَدْ مَحُضَ، بِالضَّمِّ، مُحُوضةً أَي صَارَ مَحْضاً فِي حسَبه. وأَمْحَضَه الودَّ وأَمْحَضَه لَهُ: أَخْلَصَه. وأَمْحَضَه الْحَدِيثَ والنصِيحةَ إِمْحاضاً: صدَقَه، وَهُوَ مِنَ الإِخْلاص؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قُلْ للغَواني: أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ، ... تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فِيهِ إِمْحاضُ؟ وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْحَضْتَه «1»، فَقَدْ أَخْلَصْتَه. وأَمْحَضْتُ لَهُ النُّصْحَ إِذا أَخلصتَه. وَقِيلَ: مَحَضْتُك نُصْحِي، بِغَيْرِ أَلف، ومَحَضْتُكَ مودَّتي. الْجَوْهَرِيُّ: ومَحضْتُه الودَّ وأَمْحَضْتُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ مَحَضْتُهُ الْوُدَّ وأَمحضته: لَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي أَمْحَضْتُه الْوُدَّ، قَالَ: وعَرفه أَبو زَيْدٍ. والأُمْحُوضةُ: النَّصيحة الخالصة. مخض: مَخِضَتِ المرأَةُ مَخاضاً ومِخاضاً، وَهِيَ ماخِضٌ، ومُخِضَت، وأَنكرها ابْنَ الأَعرابي فإِنه قَالَ: يُقَالُ مَخِضَتِ المرأَةُ وَلَا يُقَالُ مُخِضَتْ، وَيُقَالُ: مَخَضْتُ لَبَنَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: مَخِضَت النَّاقَةُ، بِالْكَسْرِ، تَمْخَضُ مَخاضاً مِثْلَ سَمِعَ يَسْمَعُ سَمَاعًا، ومَخَّضَت: أَخذها الطَّلْقُ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الْبَهَائِمِ. والمَخاضُ: وَجعُ الوِلادةِ. وكلُّ حَامِلٍ ضرَبها الطلْقُ، فَهِيَ ماخِضٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ ، المَخاضُ وجَعُ الوِلادةِ وَهُوَ الطلْق. ابْنُ الأَعرابي وَابْنُ شُمَيْلٍ: ناقةٌ ماخِضٌ ومَخُوضٌ وَهِيَ الَّتِي ضَرَبَهَا المَخاضُ، وَقَدْ مَخِضَت تَمْخَضُ مَخاضاً، وإِنها لتَمَخَّضُ بِوَلَدِهَا، وَهُوَ أَن يَضْرِبَ الولدُ فِي بَطْنِهَا حَتَّى تُنْتَجَ فتَمْتَخِضَ. يُقَالُ: مَخِضَتْ ومُخِضَت وتَمَخَّضَتْ وامْتَخَضَت. وَقِيلَ: الماخِضُ مِنَ النِّسَاءِ والإِبل وَالشَّاءِ المُقْرِبُ، وَالْجَمْعُ مَواخِضُ ومُخَّضٌ؛ وأَنشد: ومَسَدٍ فَوْقَ مَحالٍ نُغَّضِ، ... تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ وأَنشد: مَخَضْتِ بِهَا لَيْلَةً كلَّها، ... فجئْتِ بِهَا مُؤْيِداً خَنْفَقِيقا ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ ماخِضٌ وشاةٌ ماخِضٌ وامرأَةٌ ماخِضٌ إِذا دَنا وِلادُها وَقَدْ أَخذها الطلْقُ والمَخاضُ والمِخاضُ. نُصَيْرٌ: إِذا أَرادت النَّاقَةُ أَن تَضَعَ قِيلَ مَخِضَت، وعامَّةُ قَيْسٍ وَتَمِيمٍ وأَسد يَقُولُونَ مِخِضَتْ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي كُلِّ حَرْفٍ كَانَ قَبْلَ أَحد حُرُوفِ الْحَلْقِ فِي فِعِلْت وفِعِيل، يَقُولُونَ بِعيرٌ وزِئيرٌ وشِهِيقٌ، ونِهِلَتِ الإِبِلُ وسِخِرْت مِنْهُ. وأَمْخَضَ الرجلُ: مَخِضَت إِبلُه. قَالَتِ ابْنَةُ الخُسِّ الإِيادِيّ لأَبيها: مَخِضَت الفُلانِيّةُ لناقةِ أَبيها، قَالَ: وَمَا عِلْمُكِ؟ قَالَتْ: الصَّلا رَاجٌّ، والطَّرْفُ لَاجٌّ، وتَمْشِي وتَفاجّ، قَالَ: أَمْخَضَتْ يَا بِنْتِي فاعْقِلي؛ راجٌّ: يَرْتَجُّ. ولاجٌّ: يَلَجُّ فِي سُرعةِ الطرْف. وتفاجُّ: تُباعِدُ مَا بَيْنَ رِجْلَيْها. والمَخاضُ: الحَوامِلُ مِنَ النُّوقِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّتِي أَولادُها فِي بُطونها، وَاحِدَتُهَا خَلِفةٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَلَا وَاحِدَ لَهَا

_ (1). قوله [وكل شيء أمحضته إلخ] عبارة الجوهري: وكل شيء أخلصته فقد أمحضته.

مِنْ لَفْظِهَا، وَمِنْهُ قِيلَ للفَصِيل إِذا استكْمَل السَّنَةَ وَدَخَلَ فِي الثَّانِيَةِ: ابْنُ مَخاض، والأُنثى ابْنَةُ مَخَاضٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما سُمِّيَتِ الحَواملُ مَخاضاً تفاؤُلًا بأَنها تَصِيرُ إِلى ذَلِكَ وتسْتَمْخِضُ بِوَلَدِهَا إِذا نُتِجَت. أَبو زَيْدٍ: إِذا أَردت الحَوامِلَ مِنَ الإِبل قُلْتَ نُوق مَخَاضٌ، وَاحِدَتُهَا خَلِفة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا قَالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ امرأَة، وَلِوَاحِدَةِ الإِبل ناقةٌ أَو بَعِيرٌ. الأَصمعي: إِذا حَمَلْت الفحلَ عَلَى النَّاقَةِ فلَقِحَت، فَهِيَ خَلِفة، وَجَمْعُهَا مَخاض، وولدُها إِذا اسْتَكْمَلَ سَنَةً مِنْ يومَ وُلِدَ وَدُخُولِ السنةِ الأُخْرى ابْنُ مَخَاضٍ، لأَنَّ أُمه لَحِقَت بالمَخاض مِنَ الإِبل وَهِيَ الحَوامِلُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَخاضُ العِشار يَعْنِي الَّتِي أَتى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشهر؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ أَجد ذَلِكَ إِلا لَهُ أَعني أَن يُعَبَّرَ عَنِ الْمَخَاضِ بِالْعِشَارِ. وَيُقَالُ لِلْفَصِيلِ إِذا لَقِحَتْ أُمه: ابنُ مَخاض، والأُنثى بِنْتُ مَخَاضٍ، وَجَمْعُهَا بَنَاتُ مَخَاضٍ، لَا تُثَنَّى مَخاضٌ وَلَا تُجْمَعُ لأَنهم إِنما يُرِيدُونَ أَنها مُضَافَةٌ إِلى هَذِهِ السِّن الْوَاحِدَةِ، وَتَدْخُلُهُ الأَلف والأَلف لِلتَّعْرِيفِ، فَيُقَالُ ابْنُ الْمَخَاضِ وَبِنْتُ الْمَخَاضِ؛ قَالَ جَرِيرٌ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَرَزْدَقِ فِي أَماليه: وجَدْنا نَهْشَلًا فَضَلَتْ فُقَيْماً، ... كفَضْلِ ابْنِ المَخاضِ عَلَى الفَصِيلِ وإِنما سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم فضَلُوا عَنْ أُمهم وأُلحقت بِالْمَخَاضِ، سَوَاءٌ لَقِحَت أَو لَمْ تَلْقَح. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإِبل بنتُ مَخاض ؛ ابْنُ الأَثير: الْمَخَاضُ اسْمٌ للنُّوق الْحَوَامِلِ، وبنتُ الْمَخَاضِ وَابْنُ الْمَخَاضِ: مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لأَن أُمه لَحِقت بِالْمَخَاضِ أَي الحواملَ، وإِن لَمْ تَكُنْ حَامِلًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي حَمَلَت أُمه أَو حَمَلَتِ الإِبل الَّتِي فِيهَا أُمُّه وإِن لَمْ تَحْمِلْ هِيَ، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى ابْنِ مَخَاضٍ وَبِنْتِ مَخَاضٍ، لأَنَّ الْوَاحِدَ لَا يَكُونُ ابْنَ نُوقٍ وإِنما يَكُونُ ابْنَ نَاقَةٍ وَاحِدَةٍ، وَالْمُرَادُ أَن تَكُونَ وَضَعَتْهَا أُمها فِي وقتٍ مَا، وَقَدْ حَمَلَتِ النُّوقُ الَّتِي وَضَعْنَ مَعَ أُمها وإِن لَمْ تَكُنْ أُمها حَامِلًا، فنسَبَها إِلى الْجَمَاعَةِ بحُكم مُجاوَرَتِها أُمها، وإِنما سُمِّيَ ابْنَ مَخَاضٍ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لأَنّ الْعَرَبَ إِنما كَانَتْ تحملُ الفُحول عَلَى الإِناث بَعْدَ وَضْعِهَا بِسَنَةٍ ليشتدَّ ولدُها، فَهِيَ تَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وتَمْخَضُ فَيَكُونُ ولدُها ابنَ مَخَاضٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيضاً: فاعْمِدْ إِلى شاةٍ مُمتلئةٍ مَخاضاً وشحْماً أَي نِتاجاً، وَقِيلَ: أَراد بِهِ المَخاضَ الَّذِي هُوَ دُنُوُّ الْوِلَادَةِ أَي أَنها امتلأَت حَمْلًا وَسِمَنًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى ؛ هِيَ الَّتِي أَخذها الْمَخَاضُ لتضَعَ. والمَخاضُ: الطلْقُ عِنْدَ الْوِلَادَةِ. يُقَالُ: مَخِضَتِ الشاةُ مَخْضاً ومِخاضاً ومَخاضاً إِذا دَنَا نتاجها. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ امرأَة زارَتْ أَهْلَها فمخِضت عِنْدَهُمْ أَي تحرَّك الولدُ عِنْدَهُمْ فِي بَطْنِهَا للوِلادةِ فضرَبَها المَخاضُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ابْنُ مَخاضٍ نَكِرَةٌ فإِذا أَرْدتَ تعْريفه أَدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ إِلا أَنه تَعْرِيفُ جِنْسٍ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي الْجَمْعِ إِلا بناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبُون وبناتُ آوَى. ابْنُ سِيدَهْ: والمَخاضُ الإِبلُ حِينَ يُرْسَلُ فِيهَا الفحلُ فِي أَوّل الزَّمَانِ حَتَّى يَهْدِرَ، لَا وَاحِدَ لَهَا، قَالَ: هَكَذَا وُجِدَ حَتَّى يَهْدِرَ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: حَتَّى يَفْدِرَ أَي يَنْقَطِعَ عَنِ الضِّراب، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ. ومَخَضَ اللبنَ يَمْخَضُه ويَمْخِضُه ويَمْخُضُه مَخْضاً ثَلَاثُ لُغَاتٍ، فَهُوَ مَمْخُوضٌ ومَخِيضٌ: أَخذ زُبْده، وَقَدْ تَمَخَّضَ. والمَخِيضُ والمَمْخُوض: الَّذِي قَدْ مُخِضَ وأُخذ زُبده. وأَمْخَضَ اللبنُ أَي حانَ لَهُ أَن يُمْخَضَ. والمِمْخَضةُ: الإِبْرِيجُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

لَقَدْ تَمَخَّضَ فِي قَلْبي مَوَدَّتُها، ... كَمَا تَمَخَّضَ فِي إِبْرِيجه اللَّبَنُ والمِمْخَضُ: السِّقاءُ وَهُوَ الإِمْخاضُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ، وَقَدْ يَكُونُ المَخْضُ فِي أَشياءَ كَثِيرَةٍ فَالْبَعِيرُ يَمْخُضُ بشِقْشِقَتِه؛ وأَنشد: يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَخْضَا «2» والسَّحابُ يَمْخُضُ بِمَائِهِ ويَتَمَخَّضُ، وَالدَّهْرُ يَتَمَخَّضُ بالفِتْنةِ؛ قَالَ: وَمَا زالتِ الدُّنْيا تخُونُ نَعِيمَها، ... وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمخَّضُ وَيُقَالُ لِلدُّنْيَا: إِنها تَتَمَخَّضُ بِفِتْنةٍ مُنكرة. وتَمَخَّضَتِ الليلةُ عَنْ يَوْمِ سَوءٍ إِذا كَانَ صَباحُها صَباحَ سُوءٍ، وَهُوَ مثَل بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ تمخَّضتِ المَنُونُ وَغَيْرُهَا؛ قَالَ: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ ... أَنَى، ولكلِّ حاملةٍ تَمامُ عَلَى أَنَّ هَذَا قَدْ يَكُونُ مِنَ المَخاض؛ قَالَ: وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَنَّ المَنِيَّةَ تَهَيَّأَتْ لأَن تَلِدَ لَهُ الموتَ يَعْنِي النعمانَ بْنَ الْمُنْذِرِ أَو كِسْرَى. والإِمْخاضُ: مَا اجْتَمَعَ مِنَ اللَّبَنِ فِي المَرْعَى حَتَّى صَارَ وِقْرَ بَعِيرٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى الأَماخِيضِ. يُقَالُ: هَذَا إِحْلابٌ مِنْ لَبَنٍ وإِمْخاضٌ مِنْ لَبَنٍ، وَهِيَ الأَحالِيبُ والأَماخِيضُ، وَقِيلَ: الإِمخاض اللبنُ ما دام فِي المِمْخَضِ. والمُسْتَمْخِضُ: البَطِيءُ الرَّوبِ مِنَ اللَّبَنِ، فإِذا اسْتَمْخَضَ لَمْ يَكَدْ يَرُوب، وإِذا رابَ ثمَ مَخَضَه فَعَادَ مَخْضاً فَهُوَ المُسْتَمْخِضُ، وَذَلِكَ أَطيبُ أَلبانِ الْغَنَمِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَقَدِ اسْتَمْخَضَ لبنُك أَي لَا يكادُ يَرُوبُ، وإِذا استمخَضَ اللبنُ لَمْ يَكَدْ يَخْرُجُ زُبده، وَهُوَ مِنْ أَطيب اللَّبَنِ لأَن زُبده اسْتُهْلِكَ فِيهِ. واستمخضَ اللبنُ أَيضاً إِذا أَبْطأَ أَخَذَهُ الطَّعْم بَعْدَ حَقْنِه فِي السِّقاء. اللَّيْثُ: المَخْضُ تحريكُك المِمْخَض الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ المَخِيض الَّذِي قَدْ أُخِذَتْ زُبدته. وتَمَخَّضَ اللبنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّك فِي المِمْخضة، وَكَذَلِكَ الْوَلَدُ إِذا تحرَّك فِي بَطْنِ الْحَامِلِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ حسَّان أَحد بني الحَرِث بْنِ هَمَّام بْنِ مُرَّة يُخَاطِبُ امرأَته: أَلا يَا أُمَّ عَمْروٍ، لَا تَلُومِي ... وأَبْقِي، إِنَّما ذَا الناسُ هامُ أَجِدَّكِ هَلْ رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ، ... أطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ وكِسْرَى، إِذْ تَقَسَّمَه بَنُوه ... بأَسْيافٍ، كَمَا اقْتُسِمَ اللِّحامُ تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ ... أَنَى، ولكلِّ حَامِلَةٍ تَمامُ فَجُعِلَ قَوْلُهُ تَمَخَّضَت يَنُوبُ مَنابَ قَوْلِهِ لَقِحَتْ بِوَلَدٍ لأَنها مَا تَمَخَّضَتْ بِالْوَلَدِ إِلَّا وَقَدْ لَقِحت. وَقَوْلُهُ أَنَى أَي حانَ وِلادته لِتَمَامِ أَيام الْحَمْلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: أَلا يَا أُمَّ قَيْسٍ، وَهِيَ زَوْجَتُهُ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ بِهِ ضَيْف يُقَالُ لَهُ إِسافٌ فعقَر لَهُ نَاقَةً فلامَتْه، فَقَالَ هَذَا الشِّعْرَ، وَقَدْ رأَيت أَنا فِي حَاشِيَةٍ مِنْ نُسَخِ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ أَنه عَقَرَ لَهُ نَاقَتَيْنِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ

_ (2). قوله [يجمعن] كذا في الأَصل، والذي في شرح القاموس: يتبعن، قاله يصف القروم.

فِي الْقَصِيدَةِ: أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تأَوَّهُ طَلَّتي مَا إِنْ تَنامُ؟ ومَخَضْتُ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزْتَ بِهَا فِي الْبِئْرِ؛ وأَنشد: إِنَّ لَنا قَلِيذَماً هَمُوما، ... يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلا جُمُوما وَيُرْوَى: مَخْجُ الدِّلا. وَيُقَالُ: مَخَضْتُ البئرَ بِالدَّلْوِ إِذا أَكثرتَ النزْعَ مِنْهَا بدِلائكَ وحرَّكتها؛ وأَنشد الأَصمعي: لتَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّليِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مُرَّ عَلَيْهِ بجنازةٍ تُمْخَض مَخْضاً أَي تُحَرَّكُ تَحْرِيكًا سَرِيعًا. والمَخِيضُ: مَوْضِعٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ. ابْنُ بُزُرْجَ: تَقُولُ الْعَرَبُ فِي أَدْعِيَة يَتداعَوْن بِهَا: صَبَّ اللَّهُ عَلَيْكَ أُمّ حُبَيْنٍ ماخِضاً، تَعْنِي الليل. مرض: الْمَرِيضُ: مَعْرُوفٌ. والمَرَضُ: السُّقْمُ نَقِيضُ الصِّحَّةِ، يَكُونُ للإِنسان وَالْبَعِيرِ، وَهُوَ اسْمٌ لِلْجِنْسِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المرَضُ مِنَ المَصادِرِ الْمَجْمُوعَةِ كالشَّغْل والعَقْل، قَالُوا أَمْراضٌ وأَشْغال وعُقول. ومَرِضَ فُلَانٌ مَرَضاً ومَرْضاً، فَهُوَ مارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٌ، والأُنثى مَرِيضةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَلَامَةَ بْنِ عُبَادَةَ الجَعْدي شَاهِدًا عَلَى مارِضٍ: يُرِينَنَا ذَا اليَسَر القَوارِضِ، ... لَيْسَ بمَهْزُولٍ، وَلَا بِمارِضِ وَقَدْ أَمْرَضَه اللَّهُ. وَيُقَالُ: أَتيت فُلَانًا فأَمْرَضْته أَي وَجَدْتُهُ مَرِيضًا. والمِمْراضُ: الرَّجل المِسْقامُ، والتَّمارُض: أَن يُرِيَ مِنْ نفْسه المرضَ وَلَيْسَ بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عُدْ فُلَانًا فإِنه مَريضٌ، وَلَا تأْكل هَذَا الطَّعَامَ فإِنك مارِضٌ إِن أَكلْتَه أَي تَمْرَضُ، وَالْجَمْعُ مَرْضَى ومَراضَى ومِراضٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَفِي المِراضِ لَنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمْرَضَ الرجلَ جَعَلَهُ مَرِيضاً، ومرَّضه تمْرِيضاً قَامَ عَلَيْهِ وَولِيَه فِي مرَضه وَدَاوَاهُ لِيَزُولَ مرَضُه، جاءَت فَعَّلْت هُنَا لِلسَّلْبِ وإِن كَانَتْ فِي أَكثر الأَمر إِنما تَكُونُ للإِثبات. وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّمْرِيضُ حُسْنُ القِيامِ عَلَى الْمَرِيضِ. وأَمْرَضَ القومُ إِذا مَرِضَت إِبلُهم، فَهُمْ مُمْرِضُون. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُورِد مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍ ؛ المُمْرِضُ الَّذِي لَهُ إِبل مَرْضَى فنَهَى أَن يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَه مَعَ إِبل المُصِحّ، لَا لأَجل العَدْوى، وَلَكِنْ لأَن الصِّحاحَ رُبَّمَا عرَض لَهَا مرَضٌ فَوَقَعَ فِي نَفْسِ صَاحِبِهَا أَن ذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ الْعَدْوَى فيَفْتِنُه ويُشَكِّكُه، فأَمَرَ باجْتِنابِه والبُعْد عَنْهُ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ قِبَل الْمَاءِ والمَرْعى تَسْتَوْبِلُه الماشيةُ فَتَمْرَضُ، فإِذا شَارَكَهَا فِي ذَلِكَ غَيْرُهَا أَصابه مثلُ ذَلِكَ الدَّاءِ، فَكَانُوا بِجَهْلِهِمْ يُسَمُّونَهُ عَدْوَى، وإِنما هُوَ فِعْلُ اللَّهِ تَعَالَى. وأَمْرَضَ الرجلُ إِذا وقَع فِي مَالِهِ العاهةُ. وَفِي حَدِيثِ تَقاضِي الثِّمار يَقُولُ: أَصابها مُراضٌ ؛ هُوَ، بِالضَّمِّ، دَاءٌ يَقَعُ فِي الثَّمَرة فتَهْلِكُ. والتَّمْرِيضُ فِي الأَمر: التضْجيعُ فِيهِ. وتَمْرِيضُ الأُمور: تَوْهِينُها وأَن لَا تُحْكِمَها. وَرِيحٌ مَريضةٌ: ضعيفةُ الهُبُوب. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذا لَمْ تَكُنْ مُنْجَلِيةً صَافِيَةً حسنَةً: مريضةٌ. وكلُّ مَا ضَعُفَ، فَقَدْ مَرِضَ. وَلَيْلَةٌ مريضةٌ إِذا تَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ فَلَا يَكُونُ فِيهَا ضَوء؛ قَالَ أَبو حَبَّة:

ولَيْلة مَرِضَتْ مِنْ كلِّ ناحِيةٍ، ... فَلَا يُضِيءُ لهَا نَجْمٌ وَلَا قَمَرُ ورَأْيٌ مَرِيضٌ: فِيهِ انحِراف عَنِ الصَّوَابِ، وَفَسَّرَ ثَعْلَبٌ بَيْتَ أَبي حَبَّةَ فَقَالَ: وَلَيْلَةٍ مَرِضَتْ أَظلَمت ونقصَ نُورُهَا. وليلةٌ مريضةٌ: مُظْلِمة لَا تُرَى فِيهَا كواكِبُها؛ قَالَ الرَّاعِي: وطَخْياء مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَرِيضة، ... أَجَنَّ العَماءُ نَجْمَها، فَهُوَ ماصِحُ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: رأَيتُ أَبا الوَلِيدِ غَداةَ جَمْعِ ... بِهِ شَيْبٌ، وَمَا فَقَدَ الشَّبابا ولكِن تحْت ذاكَ الشيْبِ حَزْمٌ، ... إِذا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَو أَصابا أَمْرَضَ أَي قارَبَ الصَّواب فِي الرأْي وإِن يُصِبْ كلَّ الصَّوَابِ. والمَرْضُ والمرَضُ: الشَّكُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَي شَكٌّ ونِفاقٌ وضَعْفُ يَقِين؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ شَكٌّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ، قَالَ أَبو إِسحاق: فِيهِ جَوَابَانِ أَي بكُفْرهم كَمَا قَالَ تَعَالَى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً بِمَا أَنزل عَلَيْهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ فشكُّوا فِيهِ كَمَا شَكُّوا فِي الَّذِي قَبْلَهُ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا؛ قَالَ الأَصمعي: قرأْت عَلَى أَبي عَمْرٍو فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَقَالَ: مَرْضٌ يَا غُلام؛ قَالَ أَبو إِسحاق: يُقَالُ المرَضُ والسُّقْم فِي البدَن والدِّينِ جَمِيعًا كَمَا يُقَالُ الصِّحةُ فِي البدَن وَالدِّينِ جَمِيعًا، والمرَضُ فِي الْقَلْبِ يَصْلُح لِكُلِّ مَا خَرَجَ بِهِ الإِنسان عَنِ الصِّحَّةِ فِي الدِّينِ. وَيُقَالُ: قَلْبٌ مَرِيضٌ مِنَ العَداوةِ، وَهُوَ النِّفاقُ. ابْنُ الأَعرابي: أَصل المرَضِ النُّقْصانُ، وَهُوَ بدَنٌ مَرِيضٌ ناقِصُ الْقُوَّةِ، وَقَلْبٌ مَريضٌ ناقِصُ الدِّينِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ معْدِيكرِبَ: هُمْ شِفاء أَمْراضِنا أَي يأْخُذون بثَأْرِنا كأَنهم يَشْفُون مرَضَ القلوبِ لَا مرَض الأَجسام. ومَرَّضَ فُلَانٌ فِي حَاجَتِي إِذا نقَصَت حَرَكَتُه فِيهَا. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَيضاً قَالَ: المرَضُ إِظْلامُ الطبيعةِ واضْطِرابُها بَعْدَ صَفائها واعْتدالها، قَالَ: والمرَضُ الظُّلْمةُ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: المرَضُ فِي الْقَلْبِ فُتُورٌ عَنِ الْحَقِّ، وَفِي الأَبدان فُتورُ الأَعضاء، وَفِي الْعَيْنِ فُتورُ النظرِ. وَعَيْنٌ مَريضةٌ: فِيهَا فُتور؛ وَمِنْهُ: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ أَي فُتور عَمَّا أُمِرَ بِهِ ونُهِيَ عَنْهُ، وَيُقَالُ ظُلْمة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ، ... يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى مُمْرِضة، عَنَى بِذَلِكَ فَسادَ هَوائها، وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةٌ هُنَا بِمَعْنَى قَفْرة، وَقِيلَ: مَرِيضَةٌ سَاكِنَةُ الرِّيحِ شَدِيدَةُ الْحَرِّ. والمَراضانِ: وادِيانِ مُلْتَقاهما وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المَراضان والمَرايِضُ مواضعُ فِي دِيَارِ تَمِيمٍ بَيْنَ كاظِمةَ والنَّقِيرةِ فِيهَا أَحْساء، وَلَيْسَتْ مِنَ المرَضِ وبابِه فِي شَيْءٍ وَلَكِنَّهَا مأْخوذة مِنِ اسْتِراضةِ الْمَاءِ، وَهُوَ اسْتِنْقاعُه فِيهَا، والرَّوْضةُ مأْخوذة مِنْهَا. قَالَ: وَيُقَالُ أَرْض مَرِيضةٌ إِذا ضَاقَتْ بأَهلها، وأَرض مَريضةٌ إِذا كثُر بِهَا الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

تَرَى الأَرضَ مِنّا بالفَضاءِ مَرِيضةً، ... مُعَضِّلةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ مضض: المَضُّ: الحُرْقةُ. مَضَّني الهَمُّ والحُزْنُ وَالْقَوْلُ يَمُضُّني مَضّاً ومَضِيضاً وأَمَضَّني: أَحْرَقَني وَشَقَّ عَلَيَّ. والهمُّ يَمُضُّ القلبَ أَي يُحْرِقُه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ «1»: مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي ... عَنْكَ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ فِي مِضْماضِ أَي فِي حُرْقةٍ. ومَضِضْتُ مِنْهُ: أَلِمْتُ. ومَضَّني الجُرح وأَمَضَّني إِمْضاضاً: آلمَني وأَوْجَعَني، وَلَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي مَضَّني، وَقَدَّمَ ثَعْلَبٌ أَمَضَّني؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَانَ مَنْ مضَى يَقُولُ مَضَّني، بِغَيْرِ أَلف، وأَمَضَّني جِلْدِي فدَلَكْتُه: أَحَكَّني؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ مَضَّني قَوْلُ حَرِّيّ بْنِ ضَمْرةَ: يَا نَفْسُ، صَبْراً عَلَى مَا كَانَ مِنْ مَضَضٍ، ... إِذْ لَمْ أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا قَالَ: وَشَاهِدُ أَمَضَّني قَوْلُ سِنان بْنِ مُحَرِّشٍ السَّعْدي: وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي، ... يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي مِنَ الحَلُوء صادِقِ الإِمْضاضِ، ... فِي العينِ لَا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ والتَّرْحاض: الغَسل. والمَضَضُ: وَجَعُ الْمُصِيبَةِ، وَقَدْ مَضِضْتَ يَا رَجُلُ مِنْهُ، بِالْكَسْرِ، تَمَضُّ مَضَضاً ومَضِيضاً ومَضاضة. ومَضَّ الكحلُ العينَ يَمُضُّها ويَمَضُّها وأَمَضَّها. آلَمَها وأَحْرَقَها. وكُحل مَضٌّ: يُمِضُّ الْعَيْنَ، ومَضِيضُه حُرْقَتُه؛ وأَنشد: قَدْ ذاقَ أَكْحالًا مِنَ المَضاضِ «2» وكَحَله كُحْلًا مَضّاً إِذا كَانَ يُحْرِق، وَكَحَلَهُ بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي حارٍّ. ومرأَةٌ مَضّةٌ: لَا تَحْتَمِلُ شَيْئًا يَسُوءُها كأَنَّ ذَلِكَ يَمُضُّها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعْرابية حِينَ سُئلَتْ: أَيّ النَّاسِ أَكرم؟ قَالَتْ: الْبَيْضَاءُ البَضَّة الخَفِرةُ المَضّة. التَّهْذِيبُ: الْمَضَّةُ الَّتِي تؤلِمُها الْكَلِمَةُ أَو الشَّيْءُ الْيَسِيرُ وتؤْذيها. أَبُو عُبَيْدَةَ: مَضَّني الأَمر وأَمَضَّني، وَقَالَ: أَمَضَّني كَلَامُ تَمِيمٍ. وَيُقَالُ: أَمَضَّني هَذَا الأَمرُ ومَضِضْت لَهُ أَي بَلَغْتُ مِنْهُ المشَقّةَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فاقْني وشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضّا ومُضاضٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وإِذا أَقر الرَّجُلُ بِحَقٍّ قِيلَ: مِضِّ يَا هَذَا أَي قَدْ أَقررْت، وإِن فِي مِضّ وبِضّ لَمَطْمَعاً، وأَصل ذَلِكَ أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فِيهَا. اللَّيْثُ: المِضُّ أَن يَقُولَ الإِنسان بِطَرَفِ لِسَانِهِ شِبْهَ لَا، وَهُوَ هِيجْ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ وأَنشد: سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ: مِضِّ، ... وحرَّكَتْ لِي رأْسَها بالنَّغْضِ «3» النَّغْضُ: التحريكُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مِضِّ كَقَوْلِ الْقَائِلِ يَقُولُهَا بأَضراسه فَيُقَالُ: مَا علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ إِلَّا مِضّاً بوُقُوعِ الفعل

_ (1). قوله [وقال رؤبة من إلخ] كذا بالأَصل، وعبارة القاموس مع شرحه: والمضماض، بالكسر، الحرقة؛ قال رؤبة: من يتسخط ... (2). قوله [قد ذاق إلخ] في شرح القاموس: والمضاض كسحاب الاحتراق، قال رؤبة: قد ذاق إلخ. (3). قوله [سألتها الوصل] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: سألت هل وصل؟

عَلَيْهَا. الْفَرَّاءُ: مَا عَلَّمَكَ أَهلك مِنَ الْكَلَامِ إِلا مِضّاً ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: مِضِّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ والضادِ، كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى لَا وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ كَلِمَةٌ مُطْمِعةٌ فِي الإِجابة. أَبو زَيْدٍ: كَثُرَتِ المَضائضُ بَيْنَ الناسِ أَي الشرُّ؛ وأَنشد: وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ المَضائضُ ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حَرَّكَهُ؛ وَقِيلَ: إِذا غَسلَه، وتَمَضْمضَ فِي وضُوئه. والمضمضةُ: تَحْرِيكُ الْمَاءِ فِي الْفَمِ. ومضمضَ الماءَ فِي فِيهِ: حرَّكه، وتَمَضْمَضَ بِهِ. اللَّيْثُ: المَضُّ مَضِيضُ الْمَاءِ كَمَا تَمْتَصُّه. وَيُقَالُ: لَا تَمُضَّ مَضِضَ العنْزِ، وَيُقَالُ: ارْشُفْ وَلَا تَمُضَّ إِذا شرِبْتَ. ومَضَّت العنزُ تَمُضّ فِي شُربها مَضِيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ شَفَتَيْها. وَفِي الْحَدِيثِ: ولَهم كلْب يَتَمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ أَيْ يَمَضُّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ مَضِضْتُ أَمَضُّ مِثْلُ مَصِصْتُ أَمَصُّ. ومَضْمَضَ النعاسُ فِي عَيْنِهِ: دَبَّ، وَتَمَضْمَضَتْ بِهِ العينُ وتَمضْمَضَ النعاسُ فِي عَيْنِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا، ... إِذا الكَرى فِي عَيْنِه تَمَضْمَضا ومَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طَوِيلًا. والمِضْماضُ: النومُ. وَمَا مَضْمَضَتْ عَيْنِي بِنوْم أَي مَا نامَتْ. وَمَا مَضْمَضْت عَيْنِي بِنَوْمٍ أَي مَا نِمْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضةً ، لَمَّا جُعِلَ لِلنَّوْمِ ذَوْقاً أَمرهم أَن لَا يَنَالُوا مِنْهُ إِلا بأَلْسِنَتِهم وَلَا يُسِيغُوه، فَشَبَّهَهُ بالمَضْمَضةِ بِالْمَاءِ وإِلقائِه مِنَ الْفَمِ مِنْ غَيْرِ ابْتلاعٍ. وتَمَضْمَضَ الكلبُ فِي أَثَره. هَرَّ. وَفِي حَدِيثِ الحسَن: خَباثِ كلَّ عِيدانِك قَدْ مَضِضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً ؛ خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ أَي يَا خَبِيثةُ يُرِيدُ الدُّنيا، يَعْنِي جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك مُرّة الْعَاقِبَةِ. والمِضْماضُ: الرَّجُلُ الخَفيفُ السَّرِيعُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ ... فَرْداً، وكُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ ابْنُ الأَعرابي: مَضَّضَ إِذا شَرِبَ المُضاض، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي لَا يُطاقُ مُلوحةً، وَبِهِ سُمِّيَ الرجلُ مُضاضاً، وَضِدُّهُ مِنَ الْمِيَاهِ القَطِيعُ، وَهُوَ الصَّافِي الزُّلالُ. وَقَالَ بَعْضُ بَنِي كِلَابٍ فِيمَا رَوَى أَبو تُرَابٍ: تَماضَّ الْقَوْمُ وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بَعْضُهُمْ بعضاً بأَلسِنَتِهم. معض: مَعِضَ مِنْ ذَلِكَ الأَمرِ، يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً وامْتَعَضَ مِنْهُ: غَضِبَ وشَقَّ عَلَيْهِ وأَوْجَعَه؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعِضَ مِنْ شَيْءٍ سَمِعَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ذَا مَعَضٍ لوْلا تَرُدُّ المَعْضا وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: لَمَّا قُتل رُسْتم بِالْقَادِسِيَّةِ بعَث إِلى النَّاسِ خالدَ بْنَ عُرْفُطةَ، وَهُوَ ابنُ أُخته، فامْتَعَضَ الناسُ امْتِعاضاً شَدِيدًا أَي شَقَّ عَلَيْهِمْ وعَظُمَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: تُسْتأْمَرُ اليتيمةُ فإِن مَعِضَت لَمْ تُنْكَحْ أَي شَقَّ عَلَيْهَا، وَفِي حَدِيثِ سُراقةَ: تَمَعَّضَتِ الفرَسُ ، قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا رُوِيَ فِي الْمُعْجَمِ وَلَعَلَّهُ مِنْ هَذَا، وَفِي نُسْخَةٍ : فنَهَضَتْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ كَانَ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ مِنَ المَعَصِ، وَهُوَ الْتِواء الرِّجْل، لَكَانَ وجْهاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعِضَ مَعَضاً غَضِبَ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ امْتَعَضَ،

فصل النون

أَراد كَلَامَ الْعَرَبِ المشهورَ؛ وأَمْعَضه إِمْعاضاً ومَعَّضه تَمْعِيضاً: أَنزل بِهِ ذَلِكَ. وأَمْعَضَني الأَمرُ: أَوجَعني. وَبَنُو ماعِضٍ: قَوْمٌ دَرَجُوا فِي الدهْر الأَول. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَعّاضةُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَرْفَعُ ذنَبها عِنْدَ نِتاجِها. فصل النون نبض: نَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَضاناً: تَحَرَّكَ وضرَب. والنّابِضُ: العَصَبُ، صِفةٌ غالبةٌ. والمَنابِضُ: مَضارِبُ الْقَلْبِ. ونَبَضَتِ الأَمْعاء تَنْبِضُ: اضْطَرَبَت؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ثُمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها، ... إِنْ مُتَغَنّاةً وإِنْ حادِيَهْ «1» أَراد إِنْ مُتَغَنِّيةً فاضْطُرَّ فحوّلَه إِلى لَفْظِ الْمَفْعُولِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا كَقَوْلِهِمُ الناصاةَ فِي النّاصِية والقاراةَ فِي القارِيةِ، يقْلِبون الْيَاءَ أَلفاً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ. وَقَوْلُهُ: وإِن حَادِيَةً، إِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ أَي ذاتُ حُداء، وإِما أَن يَكُونَ فَاعِلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَحْدُوّاً بِهَا أَو مَحْدُوّةً. والنَّبْضُ: الحركةُ. وَمَا بِهِ نَبَضٌ أَي حرَكةٌ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مُتَحَرِّكَ الثَّانِي إِلا فِي الجَحْد. وَقَوْلُهُمْ: مَا بِهِ حَبَضٌ وَلَا نَبَضٌ أَي حَراكٌ، وَوَجَعٌ مُنْبِضٌ. والنَّبْضُ: نَتْفُ الشعَر؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِنْبَضُ: المِنْدَفةُ. الْجَوْهَرِيُّ: المِنْبَضُ المِنْدَفُ مِثْلُ المِحْبَض، قَالَ الْخَلِيلُ: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الشعْر المَنابِضُ المَنادِفُ. وأَنْبَضَ القوْسَ مِثْلُ أَنْضَبَها: جذَبَ وتَرَها لتُصَوِّتَ. وأَنْبَضَ بالوتَر إِذا جذَبَه ثُمَّ أَرسله ليَرِنّ. وأَنْبَضَ الوترَ أَيضاً: جذبَه بِغَيْرِ سَهْمٍ ثُمَّ أَرسله؛ عَنْ يَعْقُوبَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِنْباضُ أَن تَمُدّ الْوَتَرَ ثُمَّ تُرْسله فتسمعَ لَهُ صَوْتًا. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يُعْجِبُك الإِنْباضُ قَبْلَ التَّوتِيرِ، وَهَذَا مَثَلٌ فِي اسْتِعْجَالِ الأَمر قَبْلَ بُلُوغِهِ إِناه. وَفِي المثلِ: إِنْباضٌ بِغَيْرِ تَوْتِيرٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَنبض فِي قَوْسِهِ ونَبَّضَ أَصاتها؛ وأَنشد: لئنْ نَصَبْتَ ليَ الرَّوْقَيْنِ مُعْتَرِضاً، ... لأَرْمِيَنَّك رَمْياً غَيْرَ تَنْبِيضِ أَي لَا يَكُونُ نَزْعي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً، يَعْنِي لَا يَكُونُ توَعُّداً بَلْ إِيقاعاً. ونَبَضَ الماءُ مِثْلُ نَضَبَ: سالَ. وَمَا يُعْرَفُ لَهُ مَنْبِضُ عَسَلةٍ كمَضْرِبِ عسَلةٍ. نتض: نَتَضَ الجلدُ نُتُوضاً. خَرَجَ عَلَيْهِ دَاءٌ كَآثَارِ القُوباء ثم تَقَشَّرَ طَرائقَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: نَتَضَ الحِمارُ نُتُوضاً إِذا خَرَجَ بِهِ دَاءٌ فأَثارَ الْقُوَبَاءَ ثُمَّ تَقَشَّر طَرائقَ بعضُها مِنْ بَعْضٍ. وأَنْتَضَ العُرْجُونُ مِنَ الكَمْأَةِ: وَهُوَ شَيْءٌ طَوِيلٌ مِنَ الكمأَة يَنْقَشِرُ أَعالِيهِ مِنْ جِنْسِ الكمأَة؛ وَهُوَ يَنْتِضُ عَنْ نَفْسِهِ كَمَا تَنْتِضُ الكمأَةُ الكمأَةَ والسِّنُّ السّنَّ إِذا خَرَجَتْ فرفعَتْه عَنْ نفْسِها، لَمْ يَجئ إِلا هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا صَحِيحٌ وَمِنَ الْعَرَبِ مَسْمُوعٌ، قَالَ: وَلَمْ أَجده لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي مُعَايَاةِ الْعَرَبِ قَوْلُهُمْ ضأْنٌ بِذي تُناتِضةَ تَقْطَعُ رَدْغةَ الْمَاءِ بعَنَقٍ وإِرْخاء، قَالَ: يُسَكِّنون الردْغةَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَحْدَهَا. نحض: النَّحْضُ: اللحمُ نفْسُه، والقِطْعةُ الضخْمةُ مِنْهُ تُسَمَّى نَحْضةً. والمَنْحُوضُ والنَّحِيضُ: الَّذِي

_ (1). قوله [ثم بدت] تقدم في مادة حرد ثم غدت.

ذهَب لحمُه. وَقِيلَ: هُمَا الكَثِيرا اللحْم، والأُنثى بِالْهَاءِ، وكلُّ بَضْعة لَحْمٌ لَا عَظْمَ فِيهَا لِفِئَةٍ نَحْوُ النَّحْضةِ والهَبْرَةِ والوَذْرةِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّحِيضُ مِنَ الأَضْدادِ يَكُونُ الكثيرَ اللحْمِ وَيَكُونُ القَليلَ اللحمِ كأَنَّه نُحِضَ نَحْضاً. وَقَدْ نَحُضا نَحاضةً: كَثُرَ لحمُهما. ونَحَضَ لحمُه يَنْحَضُ نُحوضاً: نقَص. قَالَ الأَزهري: ونَحاضَتُهما كثرةُ لحمِهما، وَهِيَ مَنْحُوضةٌ ونَحِيضٌ. ونَحَضَ اللحمَ يَنْحَضُه ويَنْحِضُه نَحْضاً: قشَره. ونَحضَ العظمَ يَنْحَضُه نَحْضاً وانْتَحَضَه: أَخَذ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ واعْتَرَقه. والنَّحْضُ والنحْضةُ: اللحمُ المُكْتَنِزُ كَلَحْمِ الْفَخْذِ؛ قَالَ عُبَيْدٌ: ثُمَّ أَبري نِحاضَها فَتَرَاهَا ... ضامِراً، بَعْدَ بُدْنِها، كالهِلالِ وَقَدْ نَحُض، بِالضَّمِّ، فَهُوَ نَحِيضٌ أَي اكْتَنَزَ لَحْمُهُ. وامرأَة نَحِيضةٌ وَرَجُلٌ نَحِيضٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. ونُحِضَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَنْحُوضٌ أَي ذهَب لحمُه، وانْتُحِضَ مثلُه. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فاعْمِد إِلى شاةٍ ممْتلئةٍ شحْماً ونَحْضاً ؛ النَّحْضُ: اللَّحْمُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: عَيْرانةٍ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ أَي رُمِيت بِاللَّحْمِ. ونَحَضْتُ السِّنانَ والنَّصْلَ، فَهُوَ مَنْحُوضٌ ونَحِيضٌ إِذا رَقَّقْتَه وأَحْدَدْته؛ وأَنشد: كمَوْقِف الأَشْقَرِ إِن تَقَدَّما، ... باشَرَ مَنْحُوضَ السِّنانِ لَهْذَما وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يصِفُ الخَدَّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِن الْجَوْهَرِيَّ قَالَ يَصِفُ الجَنْبَ، والصوابُ يصِفُ الْخَدَّ: يُبارِي شَباة الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ، ... كحَدِّ السِّنانِ الصُّلَّبيّ النَّحِيضِ ونَحَضْتُ فُلَانًا إِذا تَلَحَّحْتَ عَلَيْهِ فِي السؤَال حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ السؤالُ كنَحْضِ اللَّحْمِ عَنِ الْعَظْمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ نَحَضَ الرجلَ سأَلَه ولامَه؛ وأَنشد لِسَلَامَةَ بْنِ عُبَادَةَ الجَعْديّ: أَعْطى بِلا مَنٍّ وَلَا تَقارُضِ، ... وَلَا سُؤالٍ مَعَ نَحْضِ النَّاحِضِ نضض: النَّضُّ: نَضِيضُ الْمَاءِ كَمَا يَخرج مِنْ حَجَرٍ. نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً: سالَ، وَقِيلَ: سالَ قَلِيلًا قِلِيلًا، وَقِيلَ: خَرَجَ رَشْحاً؛ وَبِئْرٌ نَضُوضٌ إِذا كَانَ مَاؤُهَا يَخْرُجُ كَذَلِكَ. والنَّضَضُ: الحِسى وَهُوَ مَاءٌ عَلَى رَمْل دونَه إِلى أَسفل أَرض صُلْبة فكُلَّما نَضَّ مِنْهُ شَيْءٌ أَي رَشَحَ وَاجْتَمَعَ أُخِذ. واسْتَنَضَّ الثِّمادَ مِنَ الْمَاءِ: تَتَبَّعها وتَبَرَّضَها؛ وَاسْتَعَارَهُ بعضُ الفُصَحاء فِي العَرَضِ فَقَالَ يَصِفُ حالَه: وتَسْتَنِضُّ الثِّماد مِنْ مَهَلي والنَّضِيضُ: الْمَاءُ القَلِيلُ، وَالْجَمْعُ نِضاضٌ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرانَ والمرأَة صاحِبةِ المَزادةِ قَالَ: والمَزادةُ تَكَادُ تَنِضُّ مِنَ الْمَاءِ أَي تَنْشَقُّ وَيَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ. يُقَالُ: نَضَّ الماءُ مِنَ الْعَيْنِ إِذا نَبَعَ، ويُجْمَعُ عَلَى أَنِضَّةٍ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: وأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضّةً، ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ، لَيْسَ قاطِرُها يُثْرِي أَي لَيْسَ يَبُلُّ الثَّرى. والنَّضِيضةُ: الْمَطَرُ الضعيفُ

الْقَلِيلُ، وَالْجَمْعُ نَضائضُ؛ قَالَ الأَسدي، وقيل لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ: يَا جُمْل أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ، ... والدِّيَمُ الغادِيةُ النَّضانِضُ، فِي كلِّ عامٍ قَطْرُه نَضائضُ والنَّضِيضةُ: السحابةُ الضعيفةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَنِضُّ بِالْمَاءِ تَسِيلُ. والنَّضِيضةُ مِنَ الرِّياح: الَّتِي تَنِضّ بِالْمَاءِ فتَسِيل، وَقِيلَ هِيَ الضَّعِيفَةُ. ونضَّ إِليه مِنْ مَعْروفِه شَيْءٌ يَنِضُّ نَضّاً ونَضِيضاً: سالَ، وأَكثرُ مَا يُستعمل فِي الجَحْد، وَهِيَ النُّضاضةُ. وَيُقَالُ: نَضَّ مِنْ مَعْرُوفِكَ نُضاضةٌ، وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: عَلَيْهِمْ نَضائضُ مِنْ أَموالهم وبَضائضُ، وَاحِدَتُهَا نَضِيضةٌ وبَضِيضةٌ. الأَصمعي: نَضَّ لَهُ بِشَيْءٍ وبَضَّ لَهُ بِشَيْءٍ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ الْقَلِيلُ. والنَّضِيضةُ: صوتُ نَشِيشِ اللَّحْمِ يُشْوى عَلَى الرَّضْفِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَسْمَعُ للرَّضْفِ بِهَا نَضائضا والنَّضائضُ: صَوْتُ الشِّواء عَلَى الرَّضْف؛ قَالَ ابْنُ سيدة: وأَراد لِلْوَاحِدِ كالخَشارِم، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بصوتِ الشِّواء أَصواتُ الشِّوَاءِ. وتركتِ الإِبلُ الماءَ وَهِيَ ذاتُ نَضِيضةٍ وذاتُ نَضائضَ أَي ذاتُ عطَش لَمْ ترْوَ. وَيُقَالُ: أَنضَّ الرَّاعِي سِخالَه أَي سَقاها نَضيضاً مِنَ اللَبن. وأَمْرٌ ناضٌّ: مُمْكِنٌ، وَقَدْ نَضَّ يَنِضُّ. ونُضاضةُ الشَّيْءِ: مَا نَضَّ مِنْهُ فِي يدِك. ونُضاضةُ الرَّجُلِ: آخِرُ وَلَدِهِ؛ أَبو زَيْدٍ: هُوَ نُضاضةُ ولدِ أَبويه، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ مِثْلَ العِجْزةِ والكِبْرةِ. وَقِيلَ: نُضاضةُ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ وكلِّ شَيْءٍ آخِرُه وبَقِيَّتُه، وَالْجَمْعُ نَضائضُ ونُضاضٌ. وَفُلَانٌ يَسْتَنِضُّ معروفَ فُلَانٍ: يَسْتَقْطِرُه، وَقِيلَ: يستخرِجُه، وَالِاسْمُ النِّضاضُ؛ قَالَ: يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ، ... وَلَا الجَدَى مِنْ مُتْعَب حَبّاضِ «1» وَقَالَ: إِن كَانَ خَيْرٌ منكِ مُسْتَنَضّا ... فاقْني، فَشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضّا ابْنُ الأَعرابي: استَنْضَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا ونَضْنَضْتُه إِذا حرَّكْته وأَقْلَقْتَه؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَّةِ نَضْناضٌ، وَهُوَ القَلِقُ الَّذِي لَا يَثْبت فِي مَكَانِهِ لشِرَّتِه ونَشاطِه. والنَّضُّ: الدِّرهم الصامِتُ. والناضُّ مِنَ المَتاعِ: مَا تحوَّل ورِقاً أَو عَيْنًا. الأَصمعي: اسْمُ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ الناضُّ والنضُّ، وإِنما يُسَمُّونَهُ نَاضًّا إِذا تحوّلَ عيناً بعد ما كَانَ مَتاعاً لأَنه يُقَالُ: مَا نضَّ بِيَدِي مِنْهُ شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّضُّ الإِظهار، والنضُّ الْحَاصِلُ. يُقَالُ: خُذْ مَا نَضَّ لَكَ مِنْ غَرِيمِك، وَخُذْ مَا نَضَّ لَكَ مِنْ دَيْنٍ أَي تيَسَّر. وَهُوَ يَسْتَنِضُّ حَقَّهُ مِنْ فُلَانٍ أَي يَسْتَنْجِزُهُ. ويأْخذ مِنْهُ الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. ونَضْنَضَ الرَّجُلُ إِذا كَثُرَ ناضُّه، وَهُوَ مَا ظَهَرَ وَحَصَلَ مِنْ مَالِهِ، قَالَ: وَمِنْهُ الْخَبَرُ: خُذْ صدقةَ مَا نَضَّ مِنْ أَمْوالهم أَي مَا ظَهَرَ وَحَصَلَ مِنْ أَثمان أَمْتِعَتهم وَغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: كَانَ يأْخذ الزَّكاةَ مِنْ ناضِّ المالِ ؛ هُوَ مَا كَانَ ذَهَبًا أَو فِضَّةً عيناً أَو وَرِقاً.

_ (1). قوله [يمتاح دلوي] كذا ضبط في الأَصل، والشطر الثاني ضبط في مادة حبض من الصحاح مثل ضبط الأَصل.

ووُصف رَجُلٌ بِكَثْرَةِ الْمَالِ فَقِيلَ: أَكثر النَّاسِ نَاضًّا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عِكْرِمةَ: إِنَّ الشريكين إِذا أَرادا أَن يَتَفَرَّقا يقْتَسِمانِ مَا نَضَّ مِنْ أَمْوالهما وَلَا يقتَسِمانِ الدَّيْنَ. قَالَ شَمِرٌ: مَا نضَّ أَي مَا صَارَ فِي أَيديهما وَبَيْنَهُمَا مِنَ الْعَيْنِ، وَكَرِهَ أَن يُقْتَسَمَ الدَّينُ لأَنه رُبَّمَا اسْتَوفاه أَحدُهما وَلَمْ يَسْتَوْفِه الْآخَرُ فَيَكُونُ رِباً، وَلَكِنْ يَقْتَسِمَانِهِ بَعْدَ الْقَبْضِ. والنَّضُّ: الأَمْرُ الْمَكْرُوهُ. تَقُولُ: أَصابني نَضٌّ مِنْ أَمرِ فُلَانٍ. ونَضَّ الطائرُ: حرَّك جناحَيْه ليَطير. ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِناته: حَرَّكَهَا وباشَر بِهَا الأَرضَ؛ قَالَ حُمَيْدٌ: ونَضْنَضَ فِي صُمِّ الحَصَى ثَفِناتِه، ... ورامَ بسَلْمَى أَمره، ثُمَّ صَمَّما ونَضْنَضَ لسانَه: حرَّكه، الضَّادُ فِيهِ أَصل وَلَيْسَتْ بَدَلًا مِنْ صَادِ نَصْنَصَه، كَمَا زَعَمَ قَوْمٌ، لأَنهما لَيْسَتَا أُختين فتُبدلَ إِحداهما من صَاحِبَتِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي بَكْرٍ: أَنه دُخل عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَضْنِضُ لسانَه أَي يحرِّكُه، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ، وَقَدْ تقدَّم. والنَّضْنَضةُ: صوتُ الحيَّةِ. والنَضْنَضةُ: تَحْرِيكُ الْحَيَّةِ لسانَها. وَيُقَالُ لِلْحَيَّةِ: نَضْناضٌ ونَضْناضةٌ. وحيَّةٌ نَضْناضٌ: تُحَرِّكُ لسانَها. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَخبرني أَبو عَلِيٍّ يَرْفَعُهُ إِلى الأَصمعيّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: سأَلتُ ذَا الرمَّةِ عَنِ النَّضْناضِ فأَخرج لِسَانَهُ فَحَرَّكَهُ ، وَقِيلَ: هِيَ المُصَوِّتةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تقتلُ إِذا نَهشَتْ مِنْ سَاعَتِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ؛ قَالَ الرَّاعي: يَبِيتُ الحَيَّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ، ... مكَانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا الحِبُّ: القُرْطُ، وَقِيلَ: الحَبيبُ، وَقِيلَ: النَّضْناض الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، وَهُوَ كُلُّهُ يَرْجِعُ إِلى الحركة. نعض: النُّعْضُ، بِالضَّمِّ: شَجَرٌ مِنَ العِضاه سُهْلِيٌّ وَقِيلَ: هُوَ بِالْحِجَازِ، وَقِيلَ: لَهُ شَوْكٌ يُسْتاك بِهِ؛ قَالَ رؤْبة: فِي سَلْوةٍ عِشْنا بِذَاكَ أُبْضا، ... خِدْنَ اللَّواتي يَقْتَضِبْنَ النُّعْضا، فَقَدَ أُفَدَّى مِرْجَماً مُنْقَضَّا إِما أَن يُرِيدَ بِقَوْلِهِ عِشْنَا الْجَمْعَ فَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى اللَّفْظِ، وَيَكُونُ خِدْنَ اللَّوَاتِي مَوْضُوعًا مَوْضِعَ أَخْدانِ اللَّوَاتِي، وإِما أَن يَقُولَ عِشْنَا كَقَوْلِكَ عِشْتُ إِلَّا أَنه اخْتَارَ عِشْنَا لأَنه أَكمل فِي الْوَزْنِ، وَيُرْوَى: جَذْب اللَّوَاتِي، وَرَوَى الأَزهري: وَيُقَالُ مَا نَعَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَصَبْتُ، قَالَ: وَلَا أَحُقُّه وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. نغض: نَغَضَ الشيءُ يَنْغُضُ نَغْضاً ونُغُوضا ونَغضَاناً وتَنَغَّض وأَنْغَض: تحرَّك واضْطَرَبَ، وأَنْغَضه هُوَ أَي حرَّكه كالمتعَجِّب مِنَ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: نَغَضَ فُلَانٌ أَيضاً رأْسَه، يَتَعدَّى وَلَا يتعدَّى. والنَّغَضانُ: تَنَغُّضُ الرأْسِ والأَسنانِ فِي ارْتِجافٍ إِذا رَجَفَتْ تَقُولُ نَغَضَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ: سَلِسَ بَوْلي ونَغَضَتْ أَسْناني أَي قَلِقَتْ وتحرَّكَت. وَيُقَالُ: نَغَضَ رأْسَه إِذا تحرَّك، وأَنْغَضَه إِذا حرَّكَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وأَخذ يُنْغِضُ رأْسه كأَنه يَسْتَفْهِمُ مَا يُقَالُ لَهُ أَي يُحَرِّكه ويَمِيلُ إِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ . قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنْغَضَ رأْسَه إِذا حرَّكَه إِلى فَوقُ وإِلى أَسفلُ، والرأْس يَنْغُضُ ويَنْغِضُ لُغتان. وَالثَّنْيَةُ إِذا تحرَّكت قِيلَ: نَغَضَت سِنُّه، وإِنما سُمِّي

الظَّلِيمُ نَغْضاً ونَغِضاً لأَنه إِذا عَجِل فِي مِشْيَتِهِ ارْتَفَعَ وَانْخَفَضَ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حُدِّثَ بِشَيْءٍ فحرَّك رأْسه إِنكاراً لَهُ: قَدْ أَنْغَضَ رأْسه. ونَغَضَ رأْسُه يَنغُضُ ويَنْغِضُ نَغْضاً ونُغُوضاً أَي تحرَّك. ونَغَضَ برأْسِه يَنْغُضُ نَغْضاً: حرَّكه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الظَّلِيمَ: واسْتَبْدَلَتْ رُسُومُه سَفَنَّجا ... أَصَكَّ نَغْضاً، لَا يَني مُسْتَهْدَجا وَفِي الْمُحْكَمِ: أَسَكَّ، بِالسِّينِ. والنَّغْضُ: الَّذِي يُحَرِّك رأْسَه ويَرْجُف فِي مِشْيَتِه، وَصَفَ بِالْمَصْدَرِ. وكلُّ حَرَكَةٍ فِي ارْتِجافٍ نَغضٌ. يُقَالُ: نَغَضَ رَحْلُ الْبَعِيرِ وثَنِيَّةُ الْغُلَامِ نَغْضاً ونَغَضاناً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَمْ يَنْغُض بهنَّ القَناطِر ونَغْضٌ ونِغْضٌ: الظَّلِيمُ كَذَلِكَ مُعَرَّفَةٌ لأَنه اسْمٌ للنوْع كأُسامة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّغْضُ الظَّلِيمُ الجَوَّالُ، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الَّذِي يُنغِضُ رأْسَه كَثِيرًا. والنَّاغِضُ: الغُضْرُوفُ. ابْنُ سِيدَهْ: ونُغْضُ الكَتِف حَيْثُ تذهَب وَتَجِيءُ، وَقِيلَ: هُوَ أَعلى مُنْقَطَع غُضْرُوفِ الكَتِف، وَقِيلَ: النُّغْضانِ اللَّذَانِ يَنْغُضان مِنْ أَصل الْكَتِفِ فيتحَرَّكانِ إِذا مشَى. وَرَوَى شُعبةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَظَرْتُ إِلى ناغِضِ كَتِفِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الأَيْمن والأَيسر فإِذا كهيْئةِ الجُمْعِ عَلَيْهِ الثآليلُ ؛ قَالَ شِمْرٌ: الناغِضُ مِنَ الإِنسانِ أَصل العُنُق حَيْثُ يَنْغُضُ رَأْسُه، ونُغْضُ الكتِف هُوَ الْعَظْمُ الرَّقِيقُ عَلَى طَرَفها. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بشِّر الكَنَّازِينَ برَضْفةٍ «2» فِي النّاغِضِ أَي بِحَجَرٍ مُحْمًى فَيُوضَعُ عَلَى ناغِضِه وَهُوَ فَرْعُ الْكَتِفِ، قِيلَ لَهُ نَاغِضٌ لتحرُّكه، وأَصل النَّغْضِ الحركةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنَّ الكَعْبةَ لَمَّا احْتَرَقَتْ نَغَضَتْ أَي تحرَّكت ووَهَتْ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمانَ فِي خاتَمِ النُّبُوَّةِ: وإِذا الخاتَمُ فِي ناغِضِ كَتِفه الأَيسر ، وَرُوِيَ فِي نَغْضِ كتِفه ؛ النُّغْضُ والنَّغْضُ والنّاغِضُ: أَعلى الكتِف، وَقِيلَ: هُوَ العَظْمُ الرَّقِيقُ الَّذِي عَلَى طرَفِه. وَغَيْمٌ نَغّاضٌ، ونَغَضَ السَّحابُ إِذا كثُفَ ثُمَّ مَخَض تَرَاهُ يَتَحَرَّكُ بعضُه فِي بَعْضٍ وَلَا يَسِيرُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَرَّقَ عَيْنيكَ عَنِ الغِمَاضِ [الغَمَاضِ] ... بَرْقٌ تَرَى فِي عارِضٍ نَغّاضِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِهِ: بَرْقٌ سرَى فِي عارِضِ نَهّاضِ اللَّيْثُ: يُقَالُ للغَيْم إِذا كَثُفَ ثُمَّ تَمَخَّض: قَدْ نَغَضَ حَيْثُ تَرَاهُ يَتَحَرَّكُ بعضُه فِي بَعْضٍ مُتَحَيِّراً وَلَا يَسير. ومَحالٌ نُغَّضٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا ماءَ فِي المَقْراةِ إِن لَمْ تَنْهَضِ ... بمَسَدٍ فوقَ المَحالِ النُّغَّضِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنَّغْضةُ فِي شِعْر الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ ثَوْرًا: باتَ إِلى نَغْضةٍ يَطُوفُ بِهَا، ... فِي رأْسِ مَتْنٍ أَبْزَى بِهِ جَرَدُهْ هُوَ الشَّجَرَةُ فِيمَا فَسَّرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَفَسَّرَ غَيْرُهُ النَّغْضةَ في البيت بالنّعامةِ.

_ (2). قوله [برضفة] كذا بالأَصل، والذي في النهاية في غير موضع: برضف.

وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: كَانَ نَغّاضَ البطْنِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا نَغّاضُ البطنِ؟ فَقَالَ: مُعَكَّنُ الْبَطْنِ، وَكَانَ عُكَنُه أَحْسَنَ مِنْ سَبائكِ الذهبِ والفِضّةِ ؛ قَالَ: النَّغْضُ والنَّهْضُ أَخَوانِ وَلَمَّا كَانَ فِي العُكَنِ نُهُوضٌ ونُتوء عَنْ مُسْتَوَى البطنِ قِيلَ للمُعَكَّنِ نَغَّاضُ البطن. نفض: النَّفْضُ: مَصْدَرُ نفَضْتُ الثوبَ والشجَرَ وَغَيْرَهُ أَنْفُضُه نَفْضاً إِذا حرَّكْتَه ليَنْتَفِضَ، ونَفَّضْتُه شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ. والنَّفَضُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا تَساقَط مِنَ الْوَرَقِ والثَّمَر وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مفْعُول كالقَبَضِ بِمَعْنَى المَقْبُوضِ. والنَّفَضُ: مَا وقَع مِنَ الشَّيْءِ إِذا نَفَضْتَه. والنَّفْضُ: أَن تأْخذ بِيَدِكَ شَيْئًا فتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه وتُتَرْتِرُه وتَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: نَفَضَه يَنْفُضُه نَفضاً فانْتَفَضَ. والنُّفاضةُ والنُّفاضُ، بِالضَّمِّ: مَا سَقَطَ مِنَ الشَّيْءِ إِذا نُفِضَ وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْوَرَقِ، وَقَالُوا نُفاضٌ مِنْ وَرَقٍ كَمَا قَالُوا حالٌ مِنْ ورَق، وأَكثر ذَلِكَ فِي وَرَقِ السَّمُرِ خَاصَّةً يُجْمَعُ ويُخْبَط فِي ثَوْبٍ. والنَّفَضُ: مَا انْتَفَضَ مِنَ الشَّيْءِ. ونَفَضُ العِضاهِ: خَبَطُها. وَمَا طاحَ مِنْ حَمْلِ الشجرةِ، فَهُوَ نَفَضٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والنَفَضُ مَا طاحَ مِنْ حَمْلِ النَّخْلِ وتساقَط فِي أُصُولِه مِنَ الثمَر. والمِنْفَضُ: وِعَاءٌ يُنْفَضُ فِيهِ التمْر. والمِنْفَضُ: المِنْسَفُ. ونَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها، فَهِيَ نَفُوضٌ: كَثِيرَةُ الولدِ. والنَّفْضُ: مِنْ قُضْبانِ الكَرْمِ بعد ما يَنْضُرُ الورَق وَقَبْلَ أَن تَتَعَلَّقَ حَوالِقُه، وَهُوَ أَغَضُّ مَا يَكُونُ وأَرْخَصُه، وَقَدْ انْتَفَضَ الكَرْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَالْوَاحِدَةُ نَفْضةٌ، جَزْمٌ. وَتَقُولُ: انْتَفَضَتْ جُلَّةُ التَّمْرِ إِذا نفضْتَ مَا فِيهَا مِنَ التَّمر. ونفَضُ الشجرةِ: حِينَ تَنْتَفِضُ ثمرَتُها. والنَّفَضُ: مَا تساقَط مِنْ غَيْرِ نَفْضٍ في أُصُول الشجر من أَنْواع الثمَر. وأَنْفَضَتْ جلةُ التَّمْرِ: نُفِضَ جميعُ مَا فِيهَا. والنَّفَضَى: الحركةُ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ: مُلاءَتانِ كَانَتَا مَصْبُوغَتَينِ وَقَدْ نفَضَتا أَي نصَلَ لونُ صِبْغِهما وَلَمْ يَبْقَ إِلا الأَثَرُ. والنّافِضُ: حُمَّى الرِّعْدَةِ، مُذَكَّرٌ، وَقَدْ نَفَضَتْه وأَخذته حُمَّى نافِضٍ وحُمَّى نافِضٌ وحُمَّى بنافِضٍ، هَذَا الأَعْلى، وَقَدْ يُقَالُ حُمَّى نافِضٌ فَيُوصَفُ بِهِ. الأَصمعي: إِذا كَانَتِ الحُمّى نافِضاً قِيلَ نفَضَتْهُ فَهُوَ مَنْفُوضٌ. والنُّفْضةُ، بِالضَّمِّ: النُّفَضاء وَهِيَ رِعْدةُ النّافِضِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: فأَخذتها حُمَّى بِنافِضٍ أَي برِعْدةٍ شديدةٍ كأَنها نفَضَتْها أَي حرَّكَتْها. والنُّفَضةُ: الرِّعدةُ. وأَنْفَضَ القومُ: نَفِدَ طعامُهم وزادُهم مِثْلُ أَرْمَلوا؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم: لَهُ ظَبْيَةٌ وَلَهُ عُكَّةٌ، ... إِذا أَنْفَضَ القومُ لَمْ يُنْفِضِ وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّا فِي سَفَرٍ فأَنْفَضْنا أَي فَنِيَ زادُنا كأَنهم نفَضُوا مَزاوِدَهم لِخُلُوِّها، وَهُوَ مثْلُ أَرملَ وأَقْفَرَ. وأَنْفَضُوا زادَهم: أَنْفَدُوه، وَالِاسْمُ النُّفاضُ، بِالضَّمِّ. وَفِي الْمَثَلِ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ يَقُولُ: إِذا ذَهَبَ طعامُ القومِ أَو مِيرتُهم قَطَّرُوا إِبلَهم الَّتِي كَانُوا يَضِنُّون بِهَا فَجَلَبُوها لِلْبَيْعِ فباعُوها واشْتَرَوا بِثَمَنِهَا مِيرةً. والنُّفاضُ: الجَدْبُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ، وَكَانَ ثَعْلَبٌ يَفْتَحُهُ وَيَقُولُ: هُوَ الجَدْبُ، يَقُولُ: إِذا أَجْدَبُوا جَلَبُوا الإِبل قِطاراً قِطاراً لِلْبَيْعِ.

والإِنْفاضُ: المَجاعةُ وَالْحَاجَةُ. وَيُقَالُ: نَفَضْنا حَلائبَنا نَفْضاً واسْتَنْفَضْناها استِنْفاضاً، وَذَلِكَ إِذا اسْتَقْصَوْا عَلَيْهَا فِي حَلبها فَلَمْ يَدَعُوا فِي ضُروعها شَيْئًا مِنَ اللَّبَنِ. ونفَضَ القومُ نَفْضاً: ذَهَبَ زادُهم. ابْنُ شُمَيْلٍ: وَقَوْمٌ نَفَضٌ أَي نفَضُوا زادَهم. وأَنْفَضَ القومُ أَي هَلَكَتْ أَموالُهم. ونفَضَ الزّرْعُ سبَلًا: خَرَجَ آخِر سُنْبُله. ونفَض الكَرْمُ: تَفَتَّحتْ عَناقِيدُه. والنَّفَضُ: حَبُّ العِنب حِينَ يأْخذ بعضُه بِبَعْضٍ. والنَّفَضُ: أَغَضُّ مَا يَكُونُ مِنْ قُضْبَانِ الْكَرَمِ. ونُفُوضُ الأَرض: نَبائِثُها. ونفَض المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً واسْتَنْفَضَه إِذا نَظَرَ جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى يَعْرِفَهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً فَقَدَتْ وَلَدَهَا: وتَنْفُضُ عَنْهَا غَيْبَ كلِّ خَمِيلةٍ، ... وتخشَى رُماةَ الغَوْث مِنْ كلِّ مَرْصَدِ وتنفُض أَي تَنْظُرُ هَلْ تَرَى فِيهِ مَا تَكْرَهُ أَم لَا. والغَوْث: قَبِيلَةٌ مِنْ طيِءٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالْغَارِ: أَنا أَنْفُضُ لَكَ مَا حوْلَك أَي أَحْرُسُكَ وأَطُوفُ هَلْ أَرى طَلباً. وَرَجُلٌ نَفُوضٌ لِلْمَكَانِ: مُتَأَمِّلٌ لَهُ. واسْتَنْفَضَ القومَ: تأَمّلهم؛ وَقَوْلُ العُجَيْر السَّلُولي: إِلى مَلِك يَسْتَنْفِضُ القومَ طَرْفُه، ... لَهُ فَوْقَ أَعْوادِ السَّرِيرِ زَئيرُ يَقُولُ: يَنْظُرُ إِليهم فَيَعْرِفُ مَنْ بِيَدِهِ الْحَقُّ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه يُبْصِرُ فِي أَيّهم الرأْيُ وأَيّهم بِخِلَافِ ذَلِكَ. واسْتَنْفَضَ الطريقَ: كَذَلِكَ. واسْتِنْفاضُ الذكَر وإِنْفاضُه: اسْتِبْراؤه مِمَّا فِيهِ مِنْ بَقِيَّةِ الْبَوْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ابْغنِي أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بِهَا أَي أَسْتَنْجي بِهَا، وَهُوَ مِنْ نَفْضِ الثوبِ لأَن المُسْتَنْجي يَنْفُضُ عَنْ نفْسِه الأَذى بِالْحَجَرِ أَي يُزِيلُه ويَدْفَعُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه كَانَ يَمُرُّ بالشِّعْبِ مِنْ مُزْدَلِفةَ فيَنْتَفِضُ ويَتوضأ. اللَّيْثُ: يُقَالُ اسْتَنْفَضَ مَا عِنْدَهُ أَي اسْتخرجه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: صَرَّحَ مَدْحي لكَ واسْتِنْفاضِي والنَّفِيضةُ: الَّذِي يَنْفُضُ الطريقَ. والنَّفَضةُ: الَّذِينَ يَنْفُضون الطريقَ. اللَّيْثُ: النفَضة، بِالتَّحْرِيكِ، الْجَمَاعَةُ يُبْعثون فِي الأَرض مُتَجَسِّسين لِيَنْظُرُوا هَلْ فِيهَا عَدُوٌّ أَو خَوْفٌ، وَكَذَلِكَ النفيضةُ نَحْوَ الطَّلِيعة؛ وَقَالَتْ سَلْمى الجُهَنِيّةُ تَرْثِي أَخاها أَسْعد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُهُ سُعْدى الْجُهَنِيَّةُ: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً، ... وِرْدَ القَطاةِ، إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ يَعْنِي إِذا قصُر الظِّلُّ نِصْفَ النَّهَارِ، وحَضِيرةً ونَفِيضةً مَنْصُوبَانِ عَلَى الْحَالِ، وَالْمَعْنَى أَنه يَغْزُو وَحْدَهُ فِي مَوْضِعِ الحضِيرةِ والنفِيضةِ؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: يَا خَالِدًا أَلْفاً ويُدْعى وَاحِدًا وَكَقَوْلِ أَبي نُخَيْلةَ: أَمُسْلِمُ إِنِّي يَا ابْنَ كلِّ خَلِيفةٍ، ... وَيَا واحِدَ الدُّنيا، وَيَا جَبَلَ الأَرْضِ أَي أَبوك وَحْدَهُ يَقُومُ مَقام كُلِّ خَلِيفَةٍ، وَالْجَمْعُ النَّفائضُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ المَفاوِزَ: بِهنَّ نَعامٌ بَناه الرِّجالُ، ... تُلْقي النَّفائضُ فِيهِ السَّرِيحا

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو بِالْفَاءِ إِلا أَنه قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: إِنها الهَزْلى مِنَ الإِبل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النعامُ خَشَبَاتٌ يُسْتَظَلّ تَحْتَهَا، والرِّجالُ الرَّجّالة، والسَّرِيحُ سُيورٌ تُشدّ بِهَا النِّعال، يُرِيدُ أَنّ نِعالَ النَّفائضِ تقطَّعت. الْفَرَّاءُ: حَضيِرةُ الناسِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، ونفِيضَتُهم وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. ابْنُ الأَعرابي: حَضِيرةٌ يحضُرها الناسُ، ونفِيضةٌ ليس عليه أَحَد. وَيُقَالُ: إِذا تكلَّمت لَيْلًا فاخْفِضْ، وإِذا تَكَلَّمْتَ نَهَارًا فانْفُضْ أَي التَفِت هَلْ تَرَى مَنْ تَكْرَهُ. واسْتَنْفَض القومُ: أَرْسلوا النِّفَضةَ، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّفِيضةَ. ونفَضَتِ الإِبلُ وأَنْفَضَتْ: نُتِجَتْ كلُّها؛ قَالَ ذُو الرُّمّة: تَرَى كَفْأَتَيْها تَنْفُضانِ وَلَمْ يَجِد، ... لَهَا ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتاجَيْنِ، لامِسُ رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ: تَنْفُضانِ وتُنْفِضانِ، وَرُوِيَ كِلا كَفْأَتَيْها تُنْفَضانِ، وَمَنْ رَوَى تُنْفَضانِ فَمَعْنَاهُ تُسْتَبْرآن مِنْ قَوْلِكَ نفَضْتُ المكانَ إِذا نَظَرْتَ إِلى جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَه، وَمَنْ رَوَى تَنْفُضانِ أَو تُنْفِضانِ فَمَعْنَاهُ أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الكَفْأَتين تُلقي مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ أَجنَّتها فَتُوجِدُ إِناثاً لَيْسَ فِيهَا ذَكَرٌ، أَراد أَنها كلَّها مآنيثُ تُنْتَجُ الإِناثَ وَلَيْسَتْ بِمَذَاكِيرَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا لُبس الثوبُ الأَحمر أَو الأَصفر فَذَهَبَ بَعْضُ لَوْنِهِ قِيلَ: قَدْ نفَضَ صِبْغُه نَفْضاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كَساكَ الَّذِي يَكْسُو المَكارِم حُلَّةً ... مِنَ المَجْد لَا تَبْلى، بَطِيئاً نُفوضُها ابْنُ الأَعرابي: النُّفاضةُ ضُوازةُ السِّواك ونُفاثَتُه. والنُّفْضةُ: المَطْرةُ تُصِيبُ القِطْعةَ مِنَ الأَرض وتُخْطِئُ القِطعة. التَّهْذِيبُ: ونُفوضُ الأَمْرِ رَاشَانُهَا، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ، إِنما هِيَ أَشْرافُها. والنِّفاضُ، بِالْكَسْرِ: إِزارٌ مِنْ أُزُر الصِّبيان؛ قَالَ: جارِية بَيْضاء فِي نِفاضِ، ... تَنْهَضُ فِيهِ أَيَّما انْتِهاضِ وَمَا عَلَيْهِ نِفاضٌ أَي ثَوْبٌ. والنِّفْضُ: خُرْء النَّحْل؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: النَّفْضُ التحْريكُ، والنَّفْضُ تَبَصُّرُ الطَّرِيقِ، والنَّفْضُ القراءةُ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْفُضُ القرآنَ كلَّه ظَاهِرًا أَي يقرؤه. نقض: النَّقْضُ: إِفْسادُ مَا أَبْرَمْتَ مِنْ عَقْدٍ أَو بِناء، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ. غَيْرُهُ: النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام، نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ. والنِّقْضُ: اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم. وَفِي حَدِيثِ صَوْمِ التَّطَوُّع: فناقَضَني وناقَضْتُه ، هِيَ مُفاعَلةٌ مِنْ نَقْض الْبِنَاءِ وَهُوَ هَدْمُه، أَي يَنْقُضُ قَوْلِي وأَنْقُضُ قَوْلَهُ، وأَراد بِهِ المُراجَعةَ والمُرادَّةَ. وناقضَه فِي الشَّيْءِ مُناقَضةً ونِقاضاً: خالَفَه؛ قَالَ: وَكَانَ أَبُو العَيُوفِ أَخاً وَجَارًا ... وَذَا رَحِمٍ، فقُلْتُ لَهُ نِقاضا أَي ناقَضْتُه فِي قَوْلِهِ وهَجْوِه إِيّاي. والمُناقَضةُ فِي الْقَوْلِ: أَن يُتَكَلَّم بِمَا يتناقَضُ مَعْنَاهُ. والنَّقِيضةُ فِي الشِّعْرِ: مَا يُنْقَضُ بِهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذَا نَقْضٍ وإِمرارِ أَي مَا أَمَرَّ عادَ عَلَيْهِ فنقَضَه، وَكَذَلِكَ المُناقَضةُ فِي الشِّعْر يَنْقُضُ الشاعرُ الآخرُ مَا قَالَهُ الأَوّل، والنَّقِيضةُ الِاسْمُ يُجْمَعُ عَلَى النَّقائض، وَلِذَلِكَ قَالُوا:

نَقائضُ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ. ونَقِيضُك: الَّذِي يُخالِفُك، والأُنثى بِالْهَاءِ. والنِّقْضُ: مَا نَقَضْتَ، وَالْجَمْعُ أَنْقاض. وَيُقَالُ: انْتَقَضَ الجُرْحُ بَعْدَ البُرْء، وانتَقض الأَمْرُ بَعْدَ التِئامه، وانتقَض أَمرُ الثغْرِ بَعْدَ سَدِّه. والنِّقْضُ والنِّقْضةُ: هَمَّا الجملُ والناقةُ اللَّذَانِ قَدْ هَزَلْتَهما وأَدْبَرْتَهما، وَالْجَمْعُ الأَنْقاضُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو، نِقْضا والنِّقْضُ، بِالْكَسْرِ: الْبَعِيرُ الَّذِي أَنْضاه السَّفَرُ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. والنِّقْضُ: المَهْزُول مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ، قَالَ السِّيرَافِيُّ: كأَنَّ السفَرَ نقَض بِنْيتَه، وَالْجَمْعُ أَنْقاضٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، والأُنثى نِقْضةٌ وَالْجَمْعُ أَنْقاضٌ كَالْمُذَكَّرِ عَلَى توَهُّمِ حذْفِ الزَّائِدِ. والانْتِقاضُ: الانْتِكاثُ. والنِّقْضُ: مَا نُكث مِنَ الأَخبية والأَكْسِيةِ فغُزل ثَانِيَةً، والنُّقاضةُ: مَا نُقض مِنْ ذَلِكَ. والنِّقْضُ: المَنْقُوضُ مِثْلُ النِّكْث. والنِّقْضُ: مُنْتَقِضُ الأَرض مِنَ الكَمْأَةِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنتَقِضُ عَنِ الكمأَة إِذَا أَرادت أَن تَخْرُجَ نقَضت وَجْهَ الأَرض نَقْضاً فانْتَقَضت الأَرض؛ وأَنشد: كأَنَّ الفُلانِيَّاتِ أَنْقاضُ كَمْأَةٍ ... لأَوَّلِ جانٍ، بالعَصا يَسْتَثِيرُها والنَّقّاضُ: الَّذِي يَنْقُضُ الدِّمَقْسَ، وحِرْفَتُه النِّقاضةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ النَّكّاثُ، وَجَمْعُهُ أَنْقاض وأَنْكاث. ابْنُ سِيدَهْ: والنِّقْضُ قِشْرُ الأَرض المُنْتَقِضُ عَنِ الكَمْأَة، وَالْجَمْعُ أَنْقاض ونُقوضٌ، وَقَدْ أَنْقَضْتُها وأَنقَضْت عَنْهَا، وتَنقَّضَت الأَرض عَنِ الكمأَة أَي تقطَّرَت. وأَنْقَضَ الكَمْءُ ونقَّض: تَقَلْفَعَتْ عَنْهُ أَنقاضه؛ قَالَ: ونَقَّضَ الكَمْءُ فأَبْدَى بَصَرَهْ «3» والنِّقْضُ: العسَلُ يُسَوِّسُ فَيُؤْخَذُ فيُدَقّ فيُلْطَخ بِهِ مَوْضِعُ النَّحْلِ مَعَ الْآسِ فتأْتيه النَّحْلُ فتُعَسِّلُ فِيهِ؛ عَنِ الهَجَرِيّ. والنَّقِيضُ مِنَ الأَصْواتِ: يَكُونُ لِمفاصل الإِنسانِ والفَرارِيجِ والعَقْرَبِ والضِّفْدَعِ والعُقابِ والنَّعامِ والسُّمانى والبازِي والوبْرِ والوزَغ، وَقَدْ أَنْقَض؛ قَالَ: فلمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُه، ... كَمَا يُنْقِضُ الوُزْغانُ، زُرْقاً عُيونُها وأَنْقَضت العُقابُ أَي صوَّتَت؛ وأَنشد الأَصمعي: تُنْقِضُ أَيْدِيها نَقِيضَ العِقْبانْ وَكَذَلِكَ الدجاجةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ والإِنْقاضُ والكَتِيتُ: أَصوات صِغَارِ الإِبل، والقَرْقَرةُ والهَديرُ: أَصوات مَسانِّ الإِبل؛ قَالَ شِظاظٌ وَهُوَ لِصٌّ مِنْ بَنِي ضَبّة: رُبَّ عَجُوزٍ مِنْ نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ، ... عَلَّمْتُها الإِنْقاضَ بَعْدَ القَرْقَرهْ أَي أَسْمَعْتُها، وَذَلِكَ أَنه اجْتازَ عَلَى امرأَة مِنْ بَنِي نُمير تَعْقِلُ بَعِيرًا لَهَا وتَتَعَوَّذُ مِنْ شِظاظٍ، وَكَانَ شِظاظ عَلَى بَكْرٍ، فَنَزَلَ وسرَق بِعِيرَهَا وَتَرَكَ هُنَاكَ بَكْرَه. وتنَقَّضت عِظامُه إِذا صوَّتت. أَبو زَيْدٍ: أَنْقَضْتُ بِالْعَنْزِ إِنْقاضاً دَعَوْتُ بِهَا. وأَنْقَضَ الحِمْلُ ظهرَه: أَثقله وَجَعَلَهُ يُنْقِضُ مِنْ ثِقَله أَي

_ (3). قوله [ونقض الكمء] تقدم إنشاده في مادة بصر: ونفض الكمء بالفاء ونصب الكمء تبعاً للأَصل والصواب ما هنا.

يُصَوِّتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ؛ أَي جعلَه يُسْمَعُ لَهُ نَقِيضٌ مِنْ ثِقَلِه. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَثْقل ظَهْرَكَ، قَالَ ذَلِكَ مُجَاهِدٌ وقتادةُ، والأَصل فِيهِ أَن الظَّهْرَ إِذا أَثقله الحِمل سُمع لَهُ نَقِيض أَي صَوْتٌ خَفِيٌّ كَمَا يُنْقِض الرَّجل لِحِمَارِهِ إِذا ساقَه، قَالَ: فأَخبر اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنه غَفَرَ لِنَبِيِّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوزارَه الَّتِي كَانَتْ تَرَاكَمَتْ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى أَثقلته، وأَنها لَوْ كَانَتْ أَثقالًا حُمِلَتْ عَلَى ظَهْرِهِ لَسُمِعَ لَهَا نَقِيضٌ أَي صَوْتٌ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا الْقَوْلُ فِيهِ تسَمُّح فِي اللَّفْظِ وَإِغْلَاظٌ فِي النُّطْقِ، وَمِنْ أَين لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوزار تَتَرَاكَمُ عَلَى ظَهْرِهِ الشَّرِيفِ حَتَّى تُثْقِلَهُ أَو يُسْمَعَ لَهَا نَقِيضٌ وَهُوَ السَّيِّدُ الْمَعْصُومُ الْمُنَزَّهُ عَنْ ذَلِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَلَوْ كَانَ، وَحَاشَ لِلَّهِ، يأْتي بِذُنُوبٍ لَمْ يَكُنْ يَجِدُ لَهَا ثِقَلًا فإِن اللَّهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخر، وإِذا كَانَ غَفَرَ لَهُ مَا تأَخر قَبْلَ وُقُوعِهِ فأَين ثِقَلُهُ كالشرِّ إِذا كَفَاهُ اللَّهُ قَبْلَ وُقوعه فَلَا صُورة لَهُ وَلَا إِحْساسَ بِهِ، وَمِنْ أَين للمفسِّر لَفْظُ الْمَغْفِرَةِ هُنَا؟ وإِنما نَصُّ التِّلَاوَةِ ووَضَعْنا، وَتَفْسِيرُ الوِزْر هُنَا بالحِمل الثَّقِيلِ، وَهُوَ الأَصل فِي اللُّغَةِ، أَولى مِنْ تَفْسِيرِهِ بِمَا يُخْبَر عَنْهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَلَا ذِكْرَ لَهَا فِي السُّورَةِ، وَيُحْمَلُ هَذَا عَلَى أَنه عَزَّ وَجَلَّ وَضْعَ عَنْهُ وِزْرَهُ الَّذِي أَنقض ظَهْرَهُ مِنْ حَمْلِه هَمَّ قُرَيْشٍ إِذ لَمْ يُسْلِمُوا، أَو هَمَّ الْمُنَافِقِينَ إِذ لَمْ يُخْلِصوا، أَو هَمَّ الإِيمانِ إِذ لَمْ يُعمّ عَشِيرَتَهُ الأَقربين، أَو هَمَّ العالَمِ إِذْ لَمْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مُؤْمِنِينَ، أَو هَمَّ الْفَتْحِ إِذ لَمْ يعجَّل لِلْمُسْلِمِينَ، أَو هُمُومَ أُمته الْمُذْنِبِينَ، فَهَذِهِ أَوزاره الَّتِي أَثقلت ظَهْرَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَغْبَةً فِي انْتِشَارِ دَعْوَتِهِ وخَشْيةً عَلَى أُمته وَمُحَافَظَةً عَلَى ظُهُورِ مِلَّتِهِ وحِرْصاً عَلَى صَفَاءِ شِرْعته، وَلَعَلَّ بَيْنَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً، مُنَاسَبَةً مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، وإِلا فَمِنْ أَين لِمَنْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخَّر ذُنُوبٌ؟ وَهَلْ مَا تقدَّم وَمَا تأَخَّر مِنْ ذَنْبِهِ الْمَغْفُورِ إِلا حَسَنَاتُ سِوَاهُ مِنَ الأَبْرار يَرَاهَا حَسَنَةً وَهُوَ سَيِّدُ الْمُقَرَّبِينَ يَرَاهَا سَيِّئَةً، فالبَرُّ بِهَا يتقرَّب والمُقَرَّبُ مِنْهَا يَتُوبُ؛ وَمَا أَوْلى هَذَا الْمَكَانَ أَن يُنْشَد فِيهِ: ومِنْ أَيْنَ للوجْهِ الجَمِيل ذُنوب وَكُلُّ صَوْتٍ لمَفْصِل وإِصْبَع، فَهُوَ نَقِيضٌ. وَقَدْ أَنْقَضَ ظهرُ فُلَانٍ إِذا سُمع لَهُ نَقِيض؛ قَالَ: وحُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ، ... مُقِيم فِي الجَوانِحِ لنْ يَزُولا ونَقِيضُ المِحْجَمةِ: صَوْتُهَا إِذا شدَّها الحَجّامُ بمَصِّه، يُقَالُ: أَنْقَضَتِ المِحْجَمةُ؛ قَالَ الأَعشى: زَوَى بينَ عَيْنَيْه نَقِيضُ المَحاجِم وأَنْقَضَ الرَّحْلُ إِذا أَطَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وشبَّه أَطِيطَ الرِّحالِ بأَصوات الْفَرَارِيجِ: كأَنَّ أَصْواتَ، مِنْ إِيغالِهِنَّ بِنا، ... أَواخِرِ المَيْسِ، إِنْقاضُ الفَرارِيجِ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنِيه المُنْذِري رِوَايَةً عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ، وَفِيهِ تَقْدِيمٌ أُريد التأْخير، أَراد كأَنَّ أَصواتَ أَواخِرِ المَيْسِ إِنْقاضُ الْفَرَارِيجِ إِذا أَوْغَلَت الرِّكابُ بِنَا أَي أَسْرَعَت، ونَقِيضُ الرِّحَالِ والمَحامِل والأَدِيمِ والوَتَرِ: صوتُها مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

شَيَّبَ أَصْداغي، فَهُنَّ بِيضُ، ... مَحامِلٌ لقِدِّها نَقِيضُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَمِعَ نَقيضاً مِنْ فَوْقِهِ ؛ النَّقِيضُ الصَّوْتُ. ونَقِيضُ السقْفِ: تَحْرِيكُ خَشَبِهِ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: وَلَقَدْ تنقَّضَتِ الغُرفةُ أَي تشقَّقت وَجَاءَ صَوْتُهَا. وَفِي حَدِيثِ هوازِنَ: فأَنْقَضَ بِهِ دُرَيْد أَي نَقَرَ بِلِسَانِهِ فِي فِيهِ كَمَا يُزْجَرُ الحِمار، فَعَله اسْتجهالًا؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَنْقَضَ بِهِ أَي صَفَّق بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخرى حَتَّى سُمع لَهَا نَقِيضٌ أَي صوتٌ، وَقِيلَ: الإِنْقاضُ فِي الحَيوان والنَّقْضُ فِي المَوَتان، وَقَدْ نقَض يَنْقُضُ ويَنْقِضُ نَقْضاً. والإِنْقاضُ: صُوَيْت مِثْلُ النَّقْرِ. وإِنْقاضُ العِلْك: تَصويته، وَهُوَ مَكْرُوهٌ. وأَنْقَضَ أَصابعه: صوَّت بِهَا. وأَنْقض بِالدَّابَّةِ: أَلصقَ لِسَانَهُ بِالْغَارِ الأَعلى ثُمَّ صوَّت فِي حَافَّتَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْفَعَ طَرفه عَنْ مَوْضِعِهِ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه مِنْ أَصوات الْفَرَارِيجِ والرِّحال. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَنْقَضْتُ بالعنزِ إِنْقاضاً إِذا دَعَوْتَهَا. أَبو عُبَيْدٍ: أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقاضاً إِذا صأَى صَئِيّاً. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ أَنْقَضْتُ بالعَيْر وَالْفَرَسِ، قال: وكلُّ ما نفَرْت بِهِ، فَقَدْ أَنْقَضْتَ بِهِ. وأَنْقَضَت الأَرضُ: بدَا نباتُها. ونَقْضا الأُذنين «1»: مُسْتدارُهما. والنُّقَّاضُ: نَبات. والإِنْقِيضُ: رَائِحَةُ الطِّيب، خُزاعية. وَفِي النَّوَادِرِ: نقَّضَ الفرسُ ورَفَّضَ إِذا أَدْلَى وَلَمْ يَسْتَحْكِم إِنْعاظُه، وَمِثْلُهُ سيَا وأَسابَ وشَوَّلَ وسبَّح وسمَّل وانْساحَ وماسَ. نهض: النُّهوضُ: البَراحُ مِنَ الْمَوْضِعِ والقيامُ عَنْهُ، نهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهوضاً وانْتَهَضَ أَي قامَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لرُوَيْشد: وَدُونَ حَدْرٍ وانْتِهاضٍ وَرَبْوَةٍ، ... كأَنَّكما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ وأَنشد الأَصمعي لبَعْضِ الأَغْفال: تَنْتَهِضُ الرِّعْدةُ فِي ظُهَيْري، ... مِنْ لَدُنِ الظُّهْر إِلى العُصَيْرِ وأَنْهَضْتُه أَنا فانْتَهَضَ، وَانْتَهَضَ القومُ وتناهَضوا: نهَضُوا لِلْقِتَالِ. وأَنْهَضَه: حَرَّكه للنُّهوض. واسْتَنْهَضْته لأَمر كَذَا إِذا أَمرته بالنُّهوض لَهُ. وناهَضْتُه أَي قاوَمْتُه. وَقَالَ أَبو الجَهْم الْجَعْفَرِيُّ: نَهَضْنا إِلى الْقَوْمِ ونَغَضْنا إِليهم بِمَعْنًى. وتناهَضَ القومُ فِي الْحَرْبِ إِذا نَهض كلُّ فَرِيقٍ إِلى صَاحِبِهِ. ونَهض النَّبْتُ إِذا اسْتَوَى؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: وَقَدْ عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي، ... ورَثْيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ: تنهَض فِي تشدُّد. وأَنْهَضَت الرِّيحُ السَّحابَ: ساقَتْه وحملَتْه؛ قَالَ: باتَتْ تُنادِيهِ الصَّبا فأَقْبَلا، ... تُنْهِضُه صُعْداً ويأْبَى ثِقَلا والنَّهْضةُ: الطَّاقةُ والقوَّةُ. وأَنهضه بِالشَّيْءِ: قوَّاه عَلَى النُّهوضِ بِهِ. والناهِضُ: الفرْخُ الَّذِي استَقَلَّ للنُّهوضِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي وفُرَ جَناحاه ونَهضَ للطَّيَران، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي نَشر جناحَيْه ليَطِيرَ، وَالْجَمْعُ نَواهِضُ. ونهَض الطائرُ: بسَط جَنَاحَيْهِ لِيَطِيرَ. والناهِضُ: فرْخُ العُقاب الَّذِي وفُرَ جَنَاحَاهُ ونَهضَ لِلطَّيَرَانِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:

_ (1). قوله [ونقضا الأُذنين] كذا ضبط في الأَصل.

راشَه مِنْ رِيشِ ناهِضةٍ، ... ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَرِهْ وَقَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ النَّبْل: رقَمِيَّاتٌ عَلَيْهَا ناهِضٌ، ... تُكْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهُمْ والأَيَلْ إِنما أَراد رِيشَ مِنْ فرْخٍ مِنْ فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ لأَن السِّهامَ لَا تُراشُ بالناهِضِ كُلِّهِ هَذَا مَا لَا يَجُوزُ إِنما تُراش برِيشِ النَّاهِضِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. والنَّواهِضُ: عِظامُ الإِبل وشِدادُها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارضُ، ... لَا يَسْتَطِيعُ جَرَّه الغَوامِضُ، إِلَّا المُعيداتُ بِهِ النَّواهِضُ والغامِضُ: الْعَاجِزُ الضَّعيف. وناهِضةُ الرَّجُلِ: قَوْمُهُ الَّذِينَ ينهَضُ بِهِمْ فِيمَا يُحْزِنُه مِنَ الأُمور، وَقِيلَ: ناهِضةُ الرَّجُلِ بَنُو أَبيه الَّذِينَ يَغْضَبُون بغَضَبه فيَنْهَضُون لنَصْره. وَمَا لِفُلَانٍ ناهِضةٌ، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُومون بأَمرِه. وتَناهَضَ القومُ فِي الْحَرْبِ: نهَضُوا. والناهِضُ: رأْس الْمَنْكِبِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الْمُجْتَمِعُ فِي ظَاهِرِ الْعَضُدِ مِنْ أَعْلاها إِلى أَسفلها، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْفَرَسِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الْبَعِيرِ، وَهُمَا ناهِضانِ، وَالْجَمْعُ نَواهِضُ. أَبو عُبَيْدَةَ: ناهِضُ الْفَرَسِ خُصَيْلةُ عضُدِه المُنْتَبِرَةُ، ويُستحب عِظَمُ ناهِضِ الفَرس؛ وَقَالَ أَبو دواد: نَبِيل النَّواهِضِ والمَنْكِبَيْن، ... حَدِيد المَحازِم ناتِي المَعَدْ الْجَوْهَرِيُّ: والناهِضُ اللَّحْمُ الَّذِي يَلِي عضُد الْفَرَسِ مِنْ أَعلاها. ونَهْضُ البعيرِ: مَا بَيْنَ الْكَتِفِ والمَنْكِبِ، وَجَمْعُهُ أَنْهُضٌ مِثْلَ فَلْسِ وأَفْلُس؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ: وقَرَّبُوا كُلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، ... أَبْقَى السِّنافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ وَقَالَ النَّضْرُ: نَواهِضُ الْبَعِيرِ صَدْرُهُ وَمَا أَقَلَّتْ يَدُهُ إِلى كاهِلِه وَهُوَ مَا بَيْنَ كِرْكِرته إِلى ثُغْرةِ نَحْرِه إِلى كاهِلِه، الْوَاحِدُ ناهِضٌ. وَطَرِيقٌ ناهِضٌ أَي صاعِدٌ فِي جَبَلٍ، وَهُوَ النَّهْضُ وَجَمْعُهُ نِهاضٌ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: يُتَابِعُ نَقْباً ذَا نِهاضٍ، فوَقْعُه ... بِهِ صُعُدٌ، لَوْلَا المَخافةُ قاصِد «1» ومكانٌ ناهِضٌ: مرتفِعٌ. والنَّهْضةُ، بِسُكُونِ الْهَاءِ: العَتَبةُ مِنَ الأَرض تُبْهَرُ فِيهَا الدابةُ أَو الإِنسان يَصْعَدُ فِيهَا مِنْ غَمْضٍ، وَالْجَمْعُ نِهاضٌ؛ قَالَ حَاتِمُ بْنُ مُدْرِك يَهْجُو أَبا العَيُوفِ: أَقولُ لصاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنا، ... وخَلَّفْنا المَعارِضَ والنِّهاضا يُقَالُ: طَرِيقٌ ذُو مَعارِضَ أَي مَراعٍ تُغْنِيهم أَن يَتَكَلَّفُوا العَلَف لِمَوَاشِيهِمْ. الأَزهريُّ: النَّهْضُ العَتَبُ. ابْنُ الأَعرابي: النِّهاضُ العَتَبُ، وَالنِّهَاضُ السرْعةُ، والنَّهْضُ الضَّيْمُ والقَسْرُ، وَقِيلَ هُوَ الظُّلْم؛ قَالَ: أَما تَرى الحَجّاجَ يأْبى النَّهْضا وإِناء نَهْضان: وَهُوَ دُونَ الشَّلْثَانِ «2»؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.

_ (1). قوله [يتابع نقباً إلخ] كذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: يتائم. (2). قوله [الشلثان] كذا بالأَصل بمثلثة بعد اللام، وفي شرح القاموس بتاء مثناة بعدها.

فصل الهاء

وناهِضٌ ومُناهِضٌ ونَهّاضٌ: أَسماء. نوض: النَّوضُ: وُصْلةُ مَا بَيْنَ العَجُز وَالْمَتْنِ، وخَصَّصَه الْجَوْهَرِيُّ بِالْبَعِيرِ. وَلِكُلِّ امرأَة نَوْضانِ: وَهُمَا لَحمتان مُنْتَبِرتانِ مُكْتَنِفتانِ قَطَنَها يَعْنِي وسَط الوَرِك؛ قَالَ: إِذا اعْتَزَمْنَ الدَّهْرَ فِي انْتِهاضِ، ... جاذَبْنَ بالأَصْلابِ والأَنْواضِ «1» والنَّوْضُ: شِبْهُ التَّذَبْذُبِ والتَّعَثْكُلِ. وناضَ الشيءُ يَنُوضُ نَوْضاً: تَذَبْذَبَ. وناضَ فُلَانٌ يَنُوض نَوْضاً: ذَهَبَ فِي الْبِلَادِ. ونُضْتُ الشَّيءَ وناضَ الشيءَ يَنُوضُه نَوْضاً: أَراغَه لِيَنْتَزِعَهُ كالغُصْن والوَتدِ وَنَحْوِهِمَا. وناضَ نَوْضاً كناصَ أَي عدَل؛ عَنْ كُرَاعٍ. وناضَ البرْقُ يَنُوضُ نَوْضاً إِذا تلأَلأَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَا يَنُوضُ بِحَاجَةٍ وَمَا يَقْدِر أَن يَنُوضَ أَي يَتَحَرَّكُ بِشَيْءٍ، وَالصَّادُ لُغَةً. والمَناضُ: المَلْجأُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالصَّادُ أَعلى. وأَناضَ حَمْلُ النَّخْلَةِ إِناضةً وإِناضاً كأَقامَ إِقامةً وإِقاماً: أَدرَك؛ قَالَ لَبِيدٌ: فاخِراتٌ ضُروعُها فِي ذُراها، ... وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما كَانَتِ الْوَاوُ أَولى بِهِ مِنَ الْيَاءِ لأَنَّ ض ن وأَشدّ انْقِلَابًا مِنْ ض ن ي. والإِناضُ: إِدْراكُ النَّخْلِ. وإِذا أَدْرَكَ حَمْلُ النخلةِ، فَهُوَ الإِناضُ. أَبو عَمْرٍو: الأَنْواضُ مَدافِعُ الْمَاءِ. والأَنْواضُ والأَناوِيضُ: مَوَاضِعُ مُتَفَرِّقَةٌ «2»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: أَرْوَى الأَناوِيضَ وأَرْوَى مِذْنَبَهْ والأَنْواضُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: غُرّ الذُّرى ضَواحِك الإِيماضِ، ... تُسْقَى بِهِ مَدافِعُ الأَنْواضِ وَقِيلَ: الأَنْواضُ هُنَا مَنافِقُ الْمَاءِ، وَبِهِ فُسِّرَ الشِّعْرُ وَلَمْ يُذْكَرْ للأَنْواضِ وَلَا للمَنافِق وَاحِدٌ. والأَنْواضُ: الأَوْدِية، وَاحِدُهَا نَوْض، وَالْجَمْعُ الأَناوِيضُ. والنَّوْضُ: الحرَكة. والنَّوْضُ: العُصْعُصُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تُبَدِّلُ مِنَ الصَّادِ ضَادًا فَتَقُولُ: مَا لكَ مِنْ هَذَا الأَمر مَناضٌ أَي مَناصٌ، وَقَدْ ناضَ وناصَ مَناضاً ومَناصاً إِذا ذَهَبَ فِي الأَرض. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَوَّضْتُ الثوبَ بالصِّبْغ تَنْوِيضاً؛ وأَنشد فِي صِفَةِ الأَسد: فِي غِيلِه جِيَفُ الرِّجالِ كأَنَّه، ... بالزَّعْفرانِ مِنَ الدِّماء، مُنَوَّضُ أَي مُضَرَّج. أَبو سَعِيدٍ: الأَنْواضُ والأَنْواطُ وَاحِدٌ، وَهِيَ مَا نُوِّطَ عَلَى الإِبل إِذا أُوقِرَتْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جاذَبْنَ بالأَصْلابِ والأَنْواضِ نيض: ابْنُ الأَعرابي: النَّيْضُ، بِالْيَاءِ، ضَرَبان العِرْقِ مِثْلُ النَّبْضِ سواء. فصل الهاء هرض: الهَرَضُ: الحَصَفُ الَّذِي يَظْهَرُ عَلَى الْجِلْدِ. وهَرَضَ الثوبَ يَهْرضُهُ هَرْضاً: مَزَّقَه. هضض: الهَضُّ والهَضَضُ: كسْر دُونَ الهَدِّ وَفَوْقَ الرَّضِّ، وَقِيلَ: هُوَ الكَسْرُ عَامَّةً، هَضَّه يَهُضُّه

_ (1). قوله [الدهر] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس: الزهو. (2). قوله [متفرقة] في الصحاح مرتفعة.

هَضّاً أَي كسَره ودقَّه فانْهَضَّ، وَهُوَ مَهْضُوض وهَضِيضٌ ومُنْهَضٌّ. والهَضْهَضةُ كَذَلِكَ إِلا أَنه فِي عَجَلةٍ والهَضّ فِي مُهْلةٍ، جَعَلُوا ذَلِكَ كالمَدّ والترْجِيع فِي الأَصْوات. واهْتَضَّه: كسَره؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَكَانَ مَا اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجا، ... تَرُدُّ عَنْهَا رأْسَها مُشَجَّجا واهْتَضَضْتُ نَفْسِي لِفُلَانٍ إِذا اسْتَزَدْتَها لَهُ. والهَضْهَضَةُ: الفَحْل الَّذِي يَهُضُّ أَعْناقَ الفُحول. تَقُولُ: هُوَ يُهَضْهِضُ الأَعْناقَ. وفَحْل هَضّاضٌ: يَهُضُّ أَعناقَ الفُحول، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَصْرَع الرَّجُلَ وَالْبَعِيرَ ثم يُنْحِي عَلَيْهِ بكَلْكَلِه، وَقِيلَ: هَضْهَضَها. والهَضَضُ: التَّكَسُّرُ. أَبو زَيْدٍ: هَضَضْتُ الحجرَ وَغَيْرَهُ هَضّاً إِذا كسرْته ودقَقْتَه. وَجَاءَتِ الإِبل تَهُضُّ السيْرَ هَضّاً إِذا أسرَعت، يُقَالُ: لشَدَّ مَا هَضَّتْ؛ وَقَالَ رَكّاضٌ الدُّبَيْري: جَاءَتْ تَهُضُّ المَشْيَ أَيَّ هَضِّ، ... يَدْفَعُ عَنْهَا بعضُها عَنْ بَعْضِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَقُولُ هِيَ إِبل غَزِيراتٌ فتدْفع أَلبانُها عنها قطعَ رُؤوسِها كَقَوْلِهِ: حَتَّى فَدَى أَعْناقَهُنّ المَخْضُ وهَضَّضَ إِذا دَقّ الأَرض بِرِجْلَيْهِ دَقًّا شَدِيدًا. والهَضَّاء: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ وَالْخَيْلِ، وَهِيَ أَيضاً الكَتِيبةُ لأَنها تهُضُّ الأَشياء أَي تَكْسِرُهَا. الأَصمعي: الهَضَّاء، بِتَشْدِيدِ الضَّادِ، الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ الطرمّاحُ: قَدْ تجَاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّة، ... يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ وَهُوَ فَعْلاء مِثْلُ الصحْراء؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: إِليه تَلْجَأُ الهَضّاءُ طُرّاً، ... فليسَ بقائِلٍ هُجْراً لجارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لأَبي دُواد يَرْثي أَبا بِجاد وَصَوَابُهُ: هُجْراً لجادِي، بِالدَّالِ؛ وأَول الْقَصِيدِ: مصِيفُ الهَمِّ يَمْنَعُني رُقادي، ... إِليَّ فَقَدْ تَجافى بِي وِسادِي لفَقْدِ الأَرْيَحِيِّ أَبي بِجادِ، ... أَبي الأَضْيافِ فِي السَّنة الجَمادِ ابْنُ الفَرج: جَاءَ يَهُزُّ المَشْيَ ويَهُضُّه إِذا مَشَى مَشْياً حَسَنًا فِي تَدافُعٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْهُ: تَرَوَّحَتْ عَنْ حُرُضٍ وحَمْضِ، ... جاءتْ تَهُضُّ الأَرضَ أَيَّ هَضِ يَدْفَعُ عَنْهَا بعضُها عَنْ بَعْضِ، ... مَشْيَ العَذارى شِمْنَ عَيْنَ المُغْضي قَالَ: تهُضُّ تدُقّ؛ يَقُولُ: راحَتْ عَنْ حُرُض فَجَاءَتْ تهُضُّ المشْيَ مَشْيَ العَذارى، يَقُولُ: العَذارى يَنْظُرْن إِلى المُغْضِي الَّذِي لَيْسَ بِصَاحِبِ رِيبة ويَتَوَقَّيْنَ صاحبَ الرِّيبة، فشبَّه نَظَرَ الإِبل بأَعين الْعَذَارَى تَغُضُّ عَمَّنْ لَا خيرَ عِنْدَهُ، وشِمْنَ: نظَرْن. وهَضْهاضٌ وهُضاضٌ وهِضاضٌ، جَمِيعًا: وادٍ؛ قَالَ مَالِكِ بْنِ الْحَرْثِ الْهُذَلِيِّ: إِذا خَلَّفْتُ باطِنَتَيْ سَرارٍ، ... وبَطْنَ هِضاضَ [هُضاضَ]، حيثُ غَدا صُباحُ أَنث عَلَى إِرادة البُقْعة. وهَضّاضٌ ومِهَضٌّ: اسْمانِ.

فصل الواو

هلض: هلَضَ الشيءَ يَهْلِضُه هَلْضاً: انْتَزَعه كَالنَّبْتِ تَنْتَزِعُه مِنَ الأَرض، ذَكَرَ أَبو مَالِكٍ أَنه سَمِعَهُ مِنْ أَعراب طيّء، وليس بثَبَت. هنبض: الهُنْبُضُ: العظيمُ البطْن. وهَنْبَضَ الضَّحِكَ: أَخْفاه. هيض: هاضَ الشيءَ هَيْضاً: كسَره. وهاضَ العظمَ يَهِيضُه هَيْضاً فانْهاضَ: كسَره بَعْدَ الجُبور أَو بعد ما كَادَ يَنْجَبِرُ، فَهُوَ مَهِيضٌ. واهْتاضَه أَيضاً، فَهُوَ مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ؛ قَالَ رؤْبة: هاجَك مِن أَرْوى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ لأَنه أَشد لِوَجَعِهِ. وكلُّ وجَع عَلَى وَجَعٍ، فَهُوَ هَيْضٌ. يُقَالُ: هاضَني الشيءُ إِذا رَدَّك فِي مرَضِك. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنها قَالَتْ فِي أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لَمَّا توُفِّيَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهُ لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نزلَ بأَبي لهاضَها أَي كسَرها؛ الهَيْضُ: الكَسْرُ بَعْدَ جُبورِ العظْمِ وَهُوَ أَشدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْكَسْرِ، وَكَذَلِكَ النُّكْسُ فِي المَرض بَعْدَ الانْدِمال؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ووَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ، كأَنَّما ... تَهِيضُ بِهَذَا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا وَقَالَ الْقَطَامِيُّ: إِذا مَا قُلْتُ قَدْ جُبِرَتْ صُدوعٌ، ... تُهاضُ، وَمَا لِما هِيضَ اجْتِبارُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ عَائِشَةَ لَهاضَها أَي لأَلانَها. والهَيْضُ: اللِّينُ، وَقَدْ هاضَه الأَمرُ يَهِيضُه؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ والنّسّابةِ: يَهِيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ أَي يكسِرُه مَرَّةً ويشُقُّه أُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: قِيلَ لَهُ خَفِّضْ عَلَيْكَ فإِنَّ هَذَا يَهِيضُك. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اللَّهُمَّ قَدْ هاضَني فَهِضْه. والمُسْتَهاضُ: الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عَلَيْهِ والسَّوْق لَهُ فَيَنْكَسِرُ عَظْمُهُ ثَانِيَةً بَعْدَ جَبْر وتَماثُل. والهَيْضةُ: مُعاودةُ الهَمّ والحُزْنِ والمَرضِ بَعْدَ المَرض، وَقَدْ تَهَيَّضَ؛ قَالَ: وَمَا عادَ قَلْبي الهمُّ إِلَّا تَهَيَّضا والمُسْتَهاضُ: الْمَرِيضُ يبرأُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا فَيَشُقُّ عَلَيْهِ أَو يأْكل طَعَامًا أَو يَشْرَبُ شَرَابًا فيُنْكَسُ. وَكُلُّ وَجَعٍ هَيْضٌ. وهاضَ الحُزْنُ قلبَه: أَصابه مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. والهَيْضةُ: انْطِلاقُ الْبَطْنِ، يُقَالُ: بِالرَّجُلِ هَيْضة أَي بِهِ قُياء وقِيامٌ جَمِيعًا. وأَصابت فُلَانًا هَيْضةٌ إِذا لَمْ يُوافِقْه شَيْءٌ يأْكله وتغيَّرَ طَبْعُه عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا لانَ مِنْ ذَلِكَ بطنُه فَكَثُرَ اخْتِلَافُهُ. والهَيْضُ: سَلْحُ الطائرِ، وَقَدْ هاضَ هَيْضاً؛ قَالَ: كأَنَّ مَتْنَيْه مِنَ النَّفِيِّ ... مَهايِضُ الطيرِ عَلَى الصفِيِ وَالْمَعْرُوفُ مَواقِعُ الطَّيْرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هيَّضه بِمَعْنَى هَيَّجه؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحافةَ: فهَيَّضُوا القلبَ إِلى تَهَيُّضِه فصل الواو وخض: الوَخْضُ: الطَّعْنُ غَيْرُ الجائِف، وَقِيلَ: هُوَ الجائفُ، وَقَدْ وخَضَه بالرُّمْح وخْضاً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا التَّفْسِيرُ للوَخْضِ خطأٌ. الأَصمعي:

إَذا خَالَطَتِ الطعنةُ الجَوْفَ وَلَمْ تنفُذ فَذَلِكَ الوَخْضُ والوَخْطُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: البَجُّ مِثْلُ الوخْضِ؛ وأَنشد: قَفْخاً عَلَى الْهَامِ وبَجّاً وخْضا أَبو عَمْرٍو: وخَطَه بِالرُّمْحِ ووخَضَه، والوَخِيضُ المَطْعون؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً فِي جَواشنِها، ... كأَنَّه الأَجْرُ فِي الإِقدامِ يُحْتَسَبُ وَتَارَةً يَخِضُ الأَسْحارَ عَنْ عُرُضٍ ... وخْضاً، وتُنْتَظَمُ الأَسْحارُ والحُجُبُ ورض: ورَّضَتِ الدَّجاجةُ: رَخَّمَت عَلَى الْبَيْضِ ثُمَّ قَامَتْ فباضَتْ بِمَرَّةٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَامَتْ فذَرَقَتْ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ ذَرْقاً كَثِيرًا، وَكَذَلِكَ التَّوْرِيضُ في كل شتيء؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ ورَّصَتْ، بِالصَّادِّ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ الْفَرَّاءِ قَالَ: ورَّضَ الشيخُ، بِالضَّادِ، إِذا اسْتَرْخى حِتارُ خَوْرانِه فأَبْدى. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي أَورَضَ ووَرَّضَ إِذا رَمى بغائطِه وأَخرجه بِمَرَّةٍ، وأَما التوْرِيص، بِالصَّادِّ، فَلَهُ مَعْنًى غَيْرَ مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: المُوَرِّضُ الَّذِي يرْتادُ الأَرض وَيَطْلُبُ الكلأَ؛ وأَنشد لِابْنِ الرِّقاعِ: حَسِبَ الرَّائدُ المُوَرِّضُ أَنْ قَدْ ... دَرَّ مِنْهَا بكلِّ نَبْءٍ صِوارُ دَرَّ أَي تَفَرَّقَ. والنَّبء: مَا نَبا مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: نَوَيْتُ الصومَ وأَرَّضْتُه وورَّضْتُه ورَمَّضْتُه وبَيَّتُّه وخَمَّرْتُه ورَسَّسْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا صِيامَ لِمَنْ لَمْ يُوَرِّضْ مِنَ اللَّيْلِ أَي لَمْ يَنْوِ. يُقَالُ: ورَّضْتُ الصومَ إِذا عَزَمْتَ عَلَيْهِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَحسب الأَصل فِيهِ مَهْمُوزًا ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ واواً. وفض: الوِفاضُ: وِقاية ثِفالِ الرَّحى، وَالْجَمْعُ وُفُضٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: قَدْ تجاوَزْتُها بهَضّاء كالجِنّةِ، ... يُخْفُون بعضَ قَرْعِ الوِفاضِ أَبو زَيْدٍ: الوِفاضُ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُوضَعُ تَحْتَ الرَّحى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَوْفاضُ والأَوْضامُ وَاحِدُهَا وفَضٌ ووَضَمٌ، وَهُوَ الَّذِي يُقطع عَلَيْهِ اللَّحْمُ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: كَمْ عَدُوٍّ لَنَا قُراسِيةِ العِزِّ ... تَرَكْنا لَحْماً عَلَى أَوْفاضِ وأَوْفَضْتُ لِفُلَانٍ وأَوْضَمْت إِذا بسَطْتَ لَهُ بِساطاً يَتَّقي بِهِ الأَرضَ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْمَكَانِ الَّذِي يُمْسِك الْمَاءَ الوِفاضُ والمَسَكُ والمَساكُ، فإِذا لَمْ يُمْسِكْ فَهُوَ مَسْهَبٌ. والوَفْضةُ: خَرِيطةٌ يَحْمِلُ فِيهَا الرَّاعي أَداتَه وَزَادَهُ. والوَفْضةُ: جَعْبةُ السِّهامِ إِذا كَانَتْ مِنْ أَدَمٍ لَا خشبَ فِيهَا تَشْبِيهًا بِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ وِفاضٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: والوَفْضةُ شَيْءٌ كالجَعْبةِ مِنْ أَدَمٍ لَيْسَ فِيهَا خَشَبٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للشَّنْفَرَى: لَهَا وَفْضةٌ فِيهَا ثَلَاثُونَ سَيْحَفاً، ... إِذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرّتِ الوَفضةُ هُنَا: الجَعبة، والسَّيْحَفُ: النَّصْلُ المُذَلَّقُ. وفَضَتِ الإِبلُ: أَسرَعَت. وَنَاقَةٌ مِيفاضٌ: مُسْرِعةٌ، وَكَذَلِكَ النعامةُ؛ قَالَ:

لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا ... خَرْجاءَ تَغْدُو تَطْلُب الإِضاضا» وأَوْفَضَها واسْتَوْفَضَها: طَرَدَها. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: مَنْ زَنى مِنْ بِكْرٍ فأَصْقِعُوه كَذَا واسْتَوْفِضُوه عَامًا أَي اضْرِبُوه واطْرُدُوه عَنْ أَرضه وغَرِّبوه وانْفُوه، وأَصله مِنْ قَوْلِكَ اسْتَوْفَضَتِ الإِبلُ إِذا تفرَّقت فِي رَعْيِها. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ، الإِيفاضُ الإِسْراعُ، أَي يُسْرِعُون. وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِبل تَفِضُ وَفْضاً وتَسْتَوْفِضُ وأَوْفَضَها صاحبُها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: طَاوِي الحَشا قَصَّرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجةٌ، ... مُسْتَوْفَضٌ مِنْ بَناتِ القَفْرِ مَشْهُومُ قَالَ الأَصمعي: مُسْتَوْفَضٌ أَي أُفْزِعَ فاسْتَوْفَضَ، وأَوْفَضَ إِذا أَسْرَع. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا لِي أَراكَ مُسْتَوْفَضاً أَي مَذْعُوراً، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: اسْتَوْفَضَ اسْتَعْجَلَ؛ وأَنشد لرؤبةَ: إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو نِقْضا، ... تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا تَعْوِي أَي تَلْوِي. يُقَالُ: عَوَتِ الناقةُ بُرَتها فِي سيْرها أَي لَوَتْهَا بخِطامِها؛ وَمِثْلُ شَعْرِ رُؤْبَةَ قولُ جَرِيرٍ: يَسْتَوفِضُ الشيخُ لَا يَثْنِي عمامَته، ... والثلْجُ فوق رُؤوس الأُكْمِ مَرْكُومُ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: وقدْرٍ إِذا مَا أَنْفَضَ الناسُ، أَوْفَضَتْ ... إِليها بأَيْتامِ الشِّتاءِ الأَرامِلُ وأَوْفَضَ واسْتَوْفَضَ: أَسرَع. واسْتَوْفَضَه إِذا طَرَده وَاسْتَعْجَلَهُ. والوَفْضُ: العجَلة. واسْتَوْفَضَها: استعجَلها. وجاءَ عَلَى وفْض ووفَضٍ أَي عَلَى عجَل. والمُسْتَوْفِضُ: النافِرُ مِنَ الذُّعْرِ كأَنه طلَب وفْضَه أَي عدْوَه. يُقَالُ: وفَضَ وأَوْفَضَ إِذا عَدا. وَيُقَالُ: لِقيتُه عَلَى أَوْفاضٍ أَي عَلَى عجَلةٍ مِثْلُ أَوْفازٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَمْشِي بِنَا الجِدُّ عَلَى أَوْفاضِ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ خَلِيفَةَ الحُصَيْنِي يَقُولُ: أَوْضَعتِ الناقةُ وأَوْضَفَت إِذا خَبَّتْ، وأَوْضَفْتُها فوضَفت وأَوْفَضْتها فوفَضَت. وَيُقَالُ للأَخلاط: أَوْفاضٌ، والأَوْفاضُ: الفِرَقُ مِنَ النَّاسِ والأَخْلاطُ مِنْ قَبائلَ شَتَّى كأَصْحاب الصُّفّةِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أَمَر بصدَقةٍ أَن توضَع فِي الأَوْفاضِ ؛ فُسِّرُوا أَنهم أَهلُ الصُّفّةِ وَكَانُوا أَخْلاطاً، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَفْضةٌ، وَهِيَ مِثْلُ الكِنانةِ الصَّغِيرَةِ يُلْقي فِيهَا طعامَه، والأَوّل أَجْودُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَوْفاضُ هُمُ الفِرَقُ مِنَ النَّاسِ والأَخْلاط، مِنْ وفضَتِ الإِبلُ إِذا تَفَرَّقَتْ، وَقِيلَ: هُمُ الْفُقَرَاءُ الضّعافُ الَّذِينَ لَا دِفاعَ بِهِمْ، وَاحِدُهُمْ وَفَضٌ «4». وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار جاءَ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَالِي كلُّه صدَقةٌ، فأَقْتر أَبواه حَتَّى جلَسا مَعَ الأَوْفاضِ أَي افتقَرا حَتَّى جَلَسَا مَعَ الْفُقَرَاءِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا كُلُّهُ عِنْدَنَا وَاحِدٌ لأَن أَهلَ الصُّفّة إِنما كَانُوا أَخلاطاً مِنْ قَبائل شتَّى، وأَنكر أَن يَكُونَ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وفْضةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَعْبةُ المُسْتديرةُ الواسعةُ

_ (3). قوله [الإِضاض] هو الملجأ كما تقدم ووضعت في الأَصل الذي بأيدينا لفظة الملجأ هنا بإزاء البيت. (4). قوله [واحدهم وفض] كذا في الأَصل والنهاية بلا ضبط.

فصل الياء

الَّتِي عَلَى فَمِهَا طبَقٌ مِنْ فَوْقِهَا والوَفْضةُ أَصغرُ مِنْهَا، وأَعْلاها وأَسفلُها مُسْتَوٍ. والوَفَضُ: وضَمُ اللَّحْمِ؛ طائيّةٌ؛ عن كراع. وَمَضَ: ومَضَ البرْقُ وَغَيْرُهُ يَمِضُ ومْضاً ووَمِيضاً ووَمَضاناً وتوْماضاً أَي لَمَعَ لمْعاً خَفِيّاً وَلَمْ يَعْتَرِضْ فِي نَواحي الغَيم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه، ... كلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهذلي وَوَصَفَ سَحَابًا: أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ لَهُ زَجَلٌ، ... إِذا يُفَتِّرُ مِنْ تَوْماضِه خَلَجا وأَنشد فِي وَمَضَ: تَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ، ... مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ يُرِيدُ لِمَا أَنَّ ومَضَ. اللَّيْثُ: الوَمْضُ والوَمِيضُ مِنْ لَمَعانِ البرْقِ وكلِّ شَيْءٍ صَافِي اللوْنِ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الوَمِيضُ لِلنَّارِ. وأَوْمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَمَضَ، فأَما إِذا لَمع واعْتَرَضَ فِي نواحِي الْغَيْمِ فَهُوَ الخَفْوُ، فإِن اسْتَطارَ فِي وسَط السَّمَاءِ وَشَقَّ الْغَيْمَ مِنْ غَيْرِ أَن يَعْتَرِضَ يَمِينًا وَشِمَالًا فَهُوَ العَقِيقةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سأَل عَنِ البرْقِ فَقَالَ: أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً ؟ وأَوْمَضَ: رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نَارٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوائِه، ... رأَى ضَوْءَ نَارِي فاسْتَناها وأَوْمَضا اسْتَناها: نظَر إِلى سَناها. ابْنُ الأَعرابي: الوَمِيضُ أَن يُومِضَ البرقُ إِيماضةً ضَعِيفَةً ثُمَّ يَخفى ثُمَّ يُومِض، وَلَيْسَ فِي هَذَا يأْسٌ مِنْ مَطَرٍ قَدْ يَكُونُ وَقَدْ لَا يَكُونُ. وأَوْمَضَ: لَمَعَ. وأَوْمَضَ لَهُ بِعَيْنِهِ: أَوْمأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلَّا أَومَضْتَ إِليَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَي هلَّا أَشَرْتَ إِليَّ إِشارة خفيَّة مِنْ أَوْمَض البرقُ ووَمَض. وأَوْمَضَت المرأَةُ: سارقَتِ النظَر. وَيُقَالُ: أَوْمَضَتْه فُلَانَةٌ بِعَيْنِهَا إِذا برَقت. وَهَضَ: التَّهْذِيبُ: الأَصمعي يُقَالُ لِمَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وَهْضةٌ. أَبو السَّمَيْدَع: الوَهْضةُ والوَهْطةُ وَذَلِكَ إِذا كَانَتْ مُدَوَّرة. فصل الياء يضض: أَبو زَيْدٍ يَضَّضَ الجَرْو [الجِرْو] مِثْلَ جَصَّصَ وفقَّح، وَذَلِكَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ يَصَّصَ، بِالصَّادِ، مِثْلُهُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَضَّضَ ويَصَّصَ وبَضَّضَ، بِالْبَاءِ، وجَصَّصَ بمعنَى وَاحِدٍ لُغَاتٌ كلها.

ط

ط حرف الطاء المهملة ط: الطَّاءُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْعَرَبِيَّةِ، وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وأَلفها تَرْجِعُ إِلى الْيَاءِ، إِذا هَجَّيْتَه جَزمْته وَلَمْ تُعْرِبْهُ كَمَا تَقُولُ ط د مُرْسلةَ اللَّفْظِ بِلَا إِعراب، فإِذا وَصَفْتَهُ وَصَيَّرْتَهُ اسْمًا أَعربته كَمَا تُعْرِبُ الِاسْمَ، فَتَقُولُ هَذِهِ طَاءٌ طَوِيلَةٌ لمَّا وَصَفْتَهُ أَعْرَبْتَه، وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالتَّاءُ ثَلَاثَةٌ فِي حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ الْحُرُوفُ النِّطَعِيَّةُ لأَنَّ مَبْدأَها مَنْ نِطْعِ الغارِ الأَعْلى. فصل الألف أبط: الإِبْطُ: إِبْطُ الرَّجُلِ وَالدَّوَابِّ. ابْنُ سِيدَهْ: الإِبْطُ باطِنُ المَنْكِب. غَيْرُهُ: والإِبط بَاطِنُ الجَناحِ، يُذَكَّرُ ويؤَنث وَالتَّذْكِيرُ أعْلى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ وَقَدْ أَنثه بَعْضُ الْعَرَبِ، وَالْجَمْعُ آبَاطٌ. وَحَكَى الفراءُ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: فرَفَع السوْطَ حَتَّى بَرَقَتْ إِبْطُه؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عَنْهُ، ... وأَبْيَضُ صارِمٌ ذَكَرٌ إِباطِي أَي تَحْتَ إِبْطِي، قَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ: أَصله إِباطِيّ فَخَفَّفَ يَاءَ النَّسَبِ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ صِفَةً لِصَارِمٍ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى الإِبط. وتأَبَّطَ الشيءَ: وضعَه تَحْتَ إِبطه. وتأَبَّط سَيْفاً أَو شَيْئًا: أَخذه تَحْتَ إِبطه، وَبِهِ سُمِّي ثَابِتُ بْنُ جَابِرٍ الفَهْمِيّ تأَبَّط شَرًّا لأَنه، زَعَمُوا، كَانَ لَا يُفَارِقُهُ السَّيْفُ، وَقِيلَ: لأَنَّ أُمه بَصُرَتْ بِهِ وَقَدْ تأَبَّط جَفِيرَ سِهام وأَخذ قَوْماً فَقَالَتْ: هَذَا تأَبَّط شَرًّا، وَقِيلَ: بَلْ تأَبط سِكِّيناً وأَتى نادِيَ قومِه فوَجَأَ أَحدَهم فَسُمِّيَ بِهِ لِذَلِكَ. وَتَقُولُ: جاءَني تأَبط شَرًّا ومررْتُ بتأَبّط شَرًّا تدَعُه عَلَى لَفْظِهِ لأَنك لَمْ تَنْقُلْهُ مِنْ فِعْلٍ إِلى اسْمٍ، وإِنما سَمَّيْتَ بِالْفِعْلِ مَعَ الْفَاعِلِ رَجُلًا فَوَجَبَ أَن تَحْكِيَهُ وَلَا تُغَيِّرَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ جُمْلَةٍ تُسَمِّي بِهَا مِثْلَ برَق نَحْرُه وذَرَّى حَبّاً، وإِن أَردت أَن تُثَنِّيَ أَو تَجْمَعَ قُلْتَ: جاءَني ذَوا تأَبّط شَرًّا وذَوو تأَبّط شَرًّا، أَو تَقُولُ: كِلَاهُمَا تأَبَّط شَرًّا وكلُّهم وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَالنِّسْبَةُ إِليه تأَبَّطِيٌّ يُنْسب إِلى الصَّدْرِ، وَلَا يَجُوزُ تَصْغِيرُهُ وَلَا تَرْخِيمُهُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُفْرِدُ فَيَقُولُ تأَبَّطَ أَقْبَل، قَالَ ابْنُ

سِيدَهْ: وَلِهَذَا أَلْزَمَنا سِيبَوَيْهِ فِي الْحِكَايَةِ الإِضافةَ إِلى الصَّدْر؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ: ونَحْنُ قَتَلْنا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ ... تأَبَّطَ، مَا تَرْهَقْ بِنَا الحَرْبُ تَرْهَقِ أَراد تأَبَّط شَرًّا فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ لِلْعِلْمِ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَما وَاللَّهِ إِنَّ أَحدَكم ليُخْرِجُ بمسْأَلَتِه مَنْ يتأَبَّطُها أَي يَجْعَلُهَا تَحْتَ إِبْطِه. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: لَعَمْرُ اللَّهِ إِني مَا تأَبَّطَني الإِماء أَي لَمْ يحْضُنَّني ويَتَوَلَّيْنَ تَرْبِيتي. والتأَبُّطُ: الاضْطِباع، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ اللِّبْسة، وَهُوَ أَن يُدْخِلَ الثَّوْبَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى فيُلقِيَه عَلَى مَنْكِبِه الأَيسر، وَرُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنه كَانَتْ رِدْيَتُه التأَبُّطَ ، وَيُقَالُ: جَعَلْتُ السَّيْفَ إِباطي أَي يَلي إِبطي؛ قَالَ: وعَضْبٌ صارِمٌ ذكَرٌ إِباطي وإِبْطُ الرَّمْل: لُعْطُه وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْهُ. والإِبْطُ: اسفلُ حَبْلِ الرَّمْلِ ومَسْقَطُه. والإِبْطُ مِنَ الرَّمْلِ: مُنْقَطَعُ مُعْظَمِهِ. واستأْبَطَ فُلَانٌ إِذا حَفَر حُفْرة ضَيَّقَ رأْسَها ووسَّعَ أَسفلَها، قَالَ الرَّاجِزُ: يَحْفِرُ نامُوساً لَهُ مُسْتأْبِطا ابْنُ الأَعرابي: أَبَطه اللَّهُ وهَبَطَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وبَط رأْيُه إِذا ضَعَف، والوابِطُ الضعيفُ. أدط: الأَدَطُ «5»: المُعْوَجُّ الفكِّ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ فِيهِ الأَدْوَطُ فَجَعَلَهُ الأَدَط، قال: وهما لغتان. أرط: الأَرْطَى: شَجَرٌ ينبُت بالرَّمْل، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ شَبِيهٌ بالغَضَا ينبُت عِصِيّاً مِنْ أَصل وَاحِدٍ يَطولُ قَدْرَ قَامَةٍ وَلَهُ نَوْر مِثْلُ نُورِ الخِلافِ وَرَائِحَتُهُ طَيِّبَةٌ، وَاحِدَتُهُ أَرْطاةٌ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ وكُنِّي، وَالتَّثْنِيَةُ أَرْطَيانِ وَالْجَمْعُ أَرْطَياتٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَرْطاةٌ وأَرْطَى، قَالَ: وَجَمْعُ الأَرْطَى أَراطَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَمِثْلُ الحَمامِ الوُرْقِ مِمَّا تَوقَّدَتْ ... بِهِ مِنْ أَراطَى حَبْلِ حُزْوَى أَرِينِها قَالَ: وَيُجْمَعُ أَيضاً أَراطٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ثَوْرَ وحشٍ: فَضافَ أَراطِيَ فاجْتالَها، ... لَهُ مِنْ ذَوائبِها كالحَطَرْ «6» وَقَالَ الْعَجَّاجُ: أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبا وأَدْمَسا، ... والطَّلُّ فِي خِيسِ أَراطٍ أَخْيَسا فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: الجَوْفُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ لُغاطِ، ... وَمِنْ أَلاءَاتٍ إِلى أَراطِ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَرْطاة وَهُوَ الْوَجْهُ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَرْطَى كَمَا قَالَ التُّمْرَانِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَرْطاة ورَقٌ شَجَرِهَا عَبْلٌ مَفْتول مَنْبِتُها الرمالُ، لَهَا عُروق حُمْر يُدْبَغُ بِوَرَقِهَا أَساقي اللَّبَنِ فيَطِيب طَعْم اللَّبَنِ فِيهَا. قَالَ الْمُبَرِّدُ: أَرْطَى عَلَى بِنَاءِ فَعْلى مِثْلُ

_ (5). قوله [الأَدط إلخ] هو هكذا في الأَصل بالدال المهملة مضبوطاً وكذا نقله شارح القاموس، قال والصواب بالذال المعجمة. (6). قوله [كالحطر] كذا في الأَصل بالطاء وفي شرح القاموس بالضاد.

عَلْقَى إِلا أَن الأَلف الَّتِي فِي آخِرِهِمَا لَيْسَتْ للتأْنيث لأَن الْوَاحِدَةَ أَرْطاةٌ وعَلْقاةٌ، قَالَ: والأَلف الأُولى أَصلية وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهَا، فَقِيلَ هِيَ أَصلية لِقَوْلِهِمْ أَدِيمٌ مأْرُوطٌ، وَقِيلَ هِيَ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِمْ أَدِيمٌ مَرْطِيٌّ. وأَرْطَتِ الأَرْضُ: إِذا أَخرجت الأَرْطَى؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَرْطَتْ لَحْنٌ وإِنما هُوَ آرَطَتْ بأَلفين لأَن أَلف أَرْطَى أَصلية. الْجَوْهَرِيُّ: الأَرْطَى شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرمْل وَهُوَ فَعْلَى لأَنك تَقُولُ أَديم مأْرُوطٌ إِذا دُبِغَ بِذَلِكَ، وأَلفه للإِلحاق أَو بُنِيَ الِاسْمُ عَلَيْهَا وَلَيْسَتْ للتأْنيث لأَن الْوَاحِدَةَ أَرطاةٌ؛ قَالَ: يَا رُبَّ أَبّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ، ... تَقَبَّضَ الذِّئبُ إِليه واجْتَمَعْ لَمّا رأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ، ... مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْف فاضْطَجَعْ وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: إِنه أَفْعل لأَنه يُقَالُ أَديم مَرْطِيّ، وَهَذَا يُذْكَرُ فِي الْمُعْتَلِّ، فإِن جَعَلْتَ أَلِفه أَصلية نوَّنته فِي الْمَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ جَمِيعًا، وإِن جَعَلْتَهَا للإِلحاق نَوَّنَتْهُ فِي النَّكِرَةِ دُونَ الْمَعْرِفَةِ؛ قَالَ أَعرابي وَقَدْ مَرِضَ بِالشَّامِ: أَلا أَيُّها المُكَّاء ما لَكَ هاهُنا ... أَلاءٌ، وَلَا أَرْطَى، فأَيْنَ تَبِيضُ؟ فأَصْعِدْ إِلى أَرضِ المَكاكيّ، واجْتَنِبْ ... قُرى الشامِ، لَا تُصْبِحْ وأَنتَ مَرِيضُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ إِن جَعَلْتَ أَلف أَرْطَى أَصليّاً نوَّنته فِي الْمَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ جَمِيعًا قَالَ: إِذا جَعَلْتَ أَلف أَرْطى أَصْليّاً أَعني لَامَ الْكَلِمَةِ كَانَ وزْنُها أَفْعَل، وأَفعلُ إِذا كَانَ اسْمًا لَمْ يَنْصَرِفْ فِي الْمَعْرِفَةِ وَانْصَرَفَ فِي النَّكِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: جِيءَ بإِبل كأَنها عُرُوقُ الأَرْطَى. وَبَعِيرٌ أَرْطَوِيٌّ وأَرْطاوِيّ ومأْرُوطٌ: يأْكلُ الأَرْطَى وَيُلَازِمُهُ، ومأْرُوطٌ أَيضاً: يَشْتَكِي مِنْهُ. وأَديم مأْرُوط ومُؤَرْطَى: مَدْبُوغٌ بالأَرْطَى، والأَريطُ: العاقِرُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: مَاذَا تُرَجِّينَ مِنَ الأَرِيطِ، ... حَزَنْبَلٍ يأْتِيكِ بالبَطِيطِ، لَيْسَ بِذِي حَزْمٍ وَلَا سَفِيطِ؟ والسَّفِيطُ: السَّخِيُّ الطَّيِّبُ النَّفْسِ. وأُراطَى وَذُو أُراطَى وَذُو أُراطٍ وَذُو الأَرْطَى: أَسماء مَوَاضِعَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَلَوْ تراهُنَّ بِذِي أُراط وَقَالَ طرَفةُ: ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطى فُوَيْقَ مُثَقِّبٍ، ... بِبِيئَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ أسفط: الإِسْفِنْطُ والإِسْفَنْطُ: المُطَيَّبُ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسماء الْخَمْرِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الإِسْفنْط أَعلى الْخَمْرِ، قَالَ الأَصمعي: هُوَ اسْمٌ رُومِيٌّ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسْفِنْطِ ... ، مَمْزُوجَةً بماءٍ زُلالِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو حِزَامٍ العُكْلي فَهُوَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ وَيُعَابُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الإِسْفِنْطُ والإِسْطَبْلُ خُمَاسِيَانِ، جَعَلَ الأَلف فِيهِمَا أَصلية كَمَا يَسْتَعُور خُمَاسِيًّا جُعِلَتِ الياء أَصلية.

أصفط: الأَصمعي: الإِصْفِنْط الْخَمْرُ بِالرُّومِيَّةِ، وَهِيَ الإِسْفِنْطُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ خَمْرٌ فِيهَا أَفاوِيهُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ أَعلى الْخَمْرِ وصَفْوَتُها، وَقِيلَ: هِيَ خُمور مَخْلُوطَةٌ، قَالَ شَمِرٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْهَا فَقَالَ: الإِسفنط اسْمٌ مِنْ أَسمائها لَا أَدري مَا هُوَ؛ وَقَدْ ذَكَرَهَا الأَعشى فَقَالَ: أَو اسْفِنْطَ عانةَ بَعْدَ الرُّقادِ ... ، شَكَّ الرّصافُ إِليها غَدِيرا أطط: ابْنُ الأَعرابي: الأَطَطُ الطَّويل والأُنثى طَطاء. والأُطُّ والأَطِيطُ: نَقِيضُ صَوْتِ المَحامِل والرِّحال. إِذا ثَقُلَ عَلَيْهَا الرُّكبان، وأَطَّ الرَّحْلُ والنِّسْعُ يَئِطُّ أَطّاً وأَطِيطاً: صَوَّتَ، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْءٍ أَشبه صَوْتَ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ. وأَطِيطُ الإِبلِ: صوتُها. وأَطَّت الإِبلُ تَئِطُّ أَطِيطاً: أَنَّتْ تَعَباً أَو حَنيناً أَو رَزَمةً، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الحَقْلِ وَمِنَ الأَبديات. الْجَوْهَرِيُّ: الأَطِيطُ صَوْتُ الرَّحْلِ والإِبل مِنْ ثِقَل أَحْمالِها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ صَوْتُ الإِبل هُوَ الرُّغاء، وإِنما الأَطِيطُ صوتُ أَجْوافِها مِنَ الكِظَّةِ إِذا شَرِبَتْ. والأَطيط أَيضاً: صَوْتُ النِّسْعِ الْجَدِيدِ وَصَوْتُ الرَّحْل وَصَوْتُ الْبَابِ، وَلَا أَفعل ذَلِكَ مَا أَطَّتِ الإِبلُ؛ قَالَ الأَعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أَثْلَتِنا؟ ... ولَسْتَ ضائرَها، مَا أَطَّتِ الإِبلُ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ زَرْع: فجعَلَني فِي أَهلِ صَهِيل وأَطِيطٍ أَي فِي أَهل خَيْل وإِبل. قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الأَطِيطُ فِي غَيْرِ الإِبل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُتبة بْنِ غَزْوان، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ ذكَر بابَ الْجَنَّةِ قَالَ: ليَأْتِينَّ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ زَمانٌ يَكُونُ لَهُ فِيهِ أَطِيطٌ أَي صوتٌ بالزِّحامِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: حَتَّى يُسْمَعَ لَهُ أَطِيطٌ يَعْنِي بابَ الْجَنَّةِ، قَالَ الزَّجَّاجِيُّ: الأَطِيطُ صوتُ تَمَدُّد النِّسْع وأَشْباهِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَطَّتِ السَّمَاءُ ؛ الأَطِيطُ: صوتُ الأَقْتاب. وأَطِيطُ الإِبل: أَصواتها وحَنِينُها، أَي أَن كثرةَ مَا فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَدْ أَثْقَلها حَتَّى أَطَّت، وَهَذَا مثلٌ وإِيذان بِكَثْرَةِ الْمَلَائِكَةِ، وإِن لَمْ يَكُنْ ثَمَّ أَطِيط وإِنما هُوَ كَلَامُ تَقْرِيبٍ أُريد بِهِ تقريرُ عظمةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: العرشُ عَلَى مَنكِب إِسرافيل وإِنه لَيَئِطُّ أَطِيطَ الرَّحْل الْجَدِيدِ ، يَعْنِي كُورَ النَّاقَةِ أَي أَنه لَيَعْجَزُ عَنْ حَمْله وعَظَمته، إِذ كَانَ مَعْلُومًا أَنَّ أَطِيطَ الرَّحْل بِالرَّاكِبِ إِنما يَكُونُ لِقُوَّةِ مَا فَوْقَه وعجزِه عَنِ احْتِمَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: لَقَدْ أَتيناك وَمَا لَنَا بِعِيرٌ يَئِطُّ أَي يحِنّ ويَصِيح؛ يُرِيدُ مَا لَنَا بِعِيرٌ أَصلًا لأَن الْبَعِيرَ لَا بدَّ أَن يَئِطَّ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا آتِيكَ مَا أَطَّت الإِبلُ. والأَطَّاطُ: الصيَّاحُ؛ قَالَ: يَطْحِرْن ساعاتِ إِنا الغُبوقِ ... مِنْ كِظَّةِ الأَطّاطةِ السَّبُوقِ «1» وأَنشد ثَعْلَبٌ: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ ... باتَتْ عَلَى مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ يَعْنِي الطريقَ. والأَطيطُ: صَوْتُ الظَّهْر مِنْ شدّةِ الْجُوعِ. وأَطيط البَطْن: صَوْتٌ يُسْمَعُ عِنْدَ الْجُوعِ؛ قَالَ: هَلْ فِي دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ ... وَذِيلةٌ تَشْفِي من الأَطِيطِ؟

_ (1). قوله [السبوق] كذا في الأَصل بالموحدة بعد المهملة وفي هامشه صوابه السنوق، وكذا هو في شرح القاموس بالنون.

الدَّجُوبُ: الغِرارةُ، والوَذِيلةُ: قِطْعة مِنَ السَّنام، والأَطِيطُ: صوتُ الأَمْعاء مِنَ الجُوع. وأَطَّتِ الإِبلُ: مَدَّتْ أَصواتَها، وَيُقَالُ: أَطِيطُها حَنِينُها، وَقِيلَ: الأَطِيطُ الجوعُ نفسُه؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. وأَطَّتِ القَناةُ أَطيطاً: صوَّتت عِنْدَ التقْويم؛ قَالَ: أَزُوم يَئِطُّ الأَيْرُ فِيهِ، إِذا انْتَحَى، ... أَطِيطَ قُنيِّ الهِنْدِ، حِينَ تُقَوَّمُ فَاسْتَعَارَهُ. وأَطَّت القَوْسُ تَئِطُّ أَطيطاً: صَوَّتَتْ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ الْهُذَلِيُّ: شُدَّتْ بكلِّ صُهابيّ تَئِطُّ بِهِ، ... كَمَا تَئِطُّ إِذا مَا رُدَّت الفِيَقُ والأَطِيطُ: صَوْتُ الجوفِ مِنَ الخَوا وحَنِينُ الجِذْع؛ قَالَ الأَغلب: قَدْ عَرَفَتْني سِدْرَتي وأَطَّتِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلرَّاهِبِ وَاسْمُهُ زَهْرَةُ بْنُ سِرْحانَ، وَسُمِّي الراهبَ لأَنه كَانَ يأْتي عُكاظَ فَيَقُومُ إِلى سَرْحةٍ فَيَرْجُزُ عِنْدَهَا بِبَنِي سُلَيْم قَائِمًا، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ دأْبَه حَتَّى يَصْدُر الناسُ عَنْ عُكَاظَ؛ وَكَانَ يَقُولُ: قَدْ عَرَفَتْني سَرْحَتي فأَطَّتِ، ... وَقَدْ ونَيْتُ بَعْدَها فاشْمَطَّتِ وأُطَيْطٌ: اسْمُ شَاعِرٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ أُطيط بْنُ المُغَلِّس؛ وقال مُرَّة: هو أُطَيْطُ بْنُ لَقِيطِ بْنِ نَوْفَل بْنِ نَضْلةَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسَب اشْتِقَاقَهُ مِنَ الأَطِيطِ الَّذِي هُوَ الصَّرِيرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: كُنْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَتَّى إِذا كُنَّا بأَطِيطٍ «1» والأَرضَ فَضْفاضٌ ؛ أَطِيطٌ: هُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. أقط: الأَقِطُ والإِقْطُ والأَقْطُ والأُقْطُ: شَيْءٌ يُتَّخَذُ مِنَ اللَّبَنِ المَخِيض يُطْبَخُ ثُمَّ يُتْرَكُ حَتَّى يَمْصُل، والقِطعةُ مِنْهُ أَقِطةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِنْ أَلبان الإِبل خَاصَّةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الأَقِطُ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا سَكَنَ فِي الشِّعْرِ وَتُنْقَلُ حَرَكَةُ الْقَافِ إِلى مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رُوَيْدَكَ حَتَّى يَنْبُتَ البقْلُ والغَضَا، ... فيَكْثُر إِقْطٌ عِنْدَهُمْ وحَلِيبُ قَالَ: وأْتَقَطْتُ اتخذْتُ الأَقِطَ، وَهُوَ افْتَعَلْتُ. وأَقَطَ الطعامَ يأْقِطُه أَقْطاً: عَمِلَه بالأَقط، فَهُوَ مأْقُوطٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: ويأْكلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتا، ... ويَدْمُقُ الأَقْفالَ والتّابُوتا ويَخْنُقُ العَجوزَ أَو تَمُوتا، ... أَو تُخْرِجَ المأْقُوطَ والمَلْتوتا أَبو عُبَيْدٍ: لَبَنْتُهم مِنَ اللَّبَنِ، ولَبأْتُهم أَلْبَؤُهُمْ مِنَ اللِّبَإِ، وأَقَطْتُهم مِنَ الأَقِط. يُقَالُ: أَقَطَ الرجلَ يأْقِطُه أَقْطاً أَطْعَمه الأَقِط. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَتيت بَنِي فُلَانٍ فَخَبَزُوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطْعَموني ذَلِكَ؛ هَكَذَا حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ غَيْرَ مُعَدّياتٍ أَي لَمْ يَقُولُوا خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني. وآقَطَ القومُ: كَثُرَ أَقطهم؛ عَنْهُ أَيضاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ شيءٍ مِنْ هَذَا، إِذا أَردت أَطْعمْتَهم أَو وهبْتَ لَهُمْ قلتَه فَعَلْتُهُمْ بِغير أَلف، وإِذا أَردت أَنَّ ذَلِكَ قَدْ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفْعَلُوا. والأَقِطةُ: هَنَةٌ دُونَ القِبَةِ مِمَّا يَلِي الكَرِشَ،

_ (1). قوله [كنا بأطيط] كذا بالأَصل، وبهامشه صوابه بأطط محركة، وهو كذلك في القاموس وشرحه ومعجم ياقوت.

فصل الباء الموحدة

وَالْمَعْرُوفُ اللَّاقِطةُ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ يُسَمُّونَهَا اللَّاقِطةَ وَلَعَلَّ الأَقِطةَ لُغَةٌ فِيهَا. والمَأْقِطُ المَضِيقُ فِي الْحَرْبِ، وَجَمْعُهُ المَآقِطُ. والمَأْقِطُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَقْتَتِلُونَ فِيهِ، بِكَسْرِ الْقَافِ؛ قَالَ أَوس: جَوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مأْقِطٍ، ... نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ والأَقِطُ والمَأْقِطُ: الثَّقِيلُ الوَخِمُ مِنَ الرِّجَالِ. والمَأْقُوطُ: الأَحمق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ، ... لَا وَرِعٌ جِبْسٌ، وَلَا مأْقُوطُ وَضَرَبَهُ فأَقَطَه أَي صرَعه كوَقَطهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى الْهَمْزَةَ بَدَلًا، وإِن قَلَّ ذَلِكَ فِي الْمَفْتُوحِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الأَقط فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ لَبَنٌ مُجَفَّف يَابِسٌ مُسْتَحْجِر يُطْبَخُ بِهِ. أمط: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأُمْطِيُّ شَجَرٌ طَوِيلٌ يَحْمِلُ العِلْكَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ «1»: وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيّ فصل الباء الموحدة بأط: التَّهْذِيبُ: أَبو زَيْدٍ تَبَأَّطَ الرجلُ تَبَؤُّطاً إِذا أَمْسى رَخِيَّ الْبَالِ غَيْرَ مهموم صالحاً. بثط: بَثِطَت شَفتُه بَثَطاً: وَرِمَتْ، قَالَ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. برط: ابْنُ الأَعرابي: بَرِطَ الرَّجُلُ إِذا اشْتَغَلَ عَنِ الْحَقِّ بِاللَّهْوِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ وأُراه مَقْلُوبًا عن بَطِرَ. بربط: البَرْبَطُ: الْعُودُ، أَعجمي لَيْسَ مِنْ مَلاهي الْعَرَبِ فأَعربته حِينَ سَمِعَتْ بِهِ. التَّهْذِيبُ: الْبَرْبَطُ مِنْ مَلَاهِي الْعَجَمِ شُبِّهَ بِصَدْرِ البَطّ، والصدْرُ بِالْفَارِسِيَّةِ بَرْ فَقِيلَ بَرْبَطٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: لَا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ فِيهَا البَرْبَطُ ؛ قَالَ: البَرْبَطُ مَلْهاة تُشْبِهُ الْعُودَ، فَارِسِيٌّ معرَّب؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصله بَرْبَتْ فإِن الضَّارِبَ بِهِ يَضَعُهُ عَلَى صَدْرِهِ، وَاسْمُ الصَّدْرِ بَرْ. والبِرْبِيطياءُ: ثِيَابٌ. والبِرْبِيطياء: مَوْضِعٌ يَنْسُبُ إِليه الوَشْي؛ ذَكَرَهُ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي شِعْرِهِ: خُزامى وسَعْدانٌ، كأَنَّ رِياضَها ... مُهِدْنَ بِذِي البِرْبِيطياء المُهَذَّبِ برقط: تَبَرْقَطَت الإِبل: اخْتَلَفَتْ وُجُوهُهَا فِي الرَّعْي؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. وتَبَرْقطَ عَلَى قَفَاهُ: كَتَقَرْطَبَ. والبَرْقَطةُ: خَطْوٌ مُتَقَارِبٌ. وبَرْقَطَ الرجلُ بَرْقَطةً: فَرَّ هَارِبًا وولَّى مُتَلَفِّتاً. وبَرْقَطَ الشيءَ: فرَّقَه. والمُبَرْقَطُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الزَّيْتَ يُفَرَّق فِيهِ كَثِيرًا. ابْنُ بُزُرْجَ: الفَرْشَطةُ بَسْطُ الرِّجْلَيْنِ فِي الرُّكُوبِ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ، والبَرْقطة الْقُعُودُ عَلَى السَّاقَيْنِ بِتَفْرِيجِ الرُّكْبَتَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: بَرْقَطَ فِي الْجَبَلِ وبَقَّطَ إِذا صعَّد. بسط: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: الباسطُ، هُوَ الَّذِي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ وَيُوَسِّعُهُ عَلَيْهِمْ بجُوده وَرَحْمَتِهِ ويبسُط الأَرواح فِي الأَجساد عِنْدَ الْحَيَاةِ. والبَسْطُ: نَقِيضُ القَبْضِ، بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه فتبَسَّط؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال:

_ (1). قوله [قال العجاج] في معجم ياقوت: قال رؤبة. وجعل بدل الدال المهملة الأَخيرة من فرنداد ذالًا معجمة.

إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلّا، ... بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلّا وبسَط الشيءَ: نَشَرَهُ، وَبِالصَّادِّ أَيضاً. وبَسْطُ العُذْرِ: قَبوله. وانبسَط الشيءُ عَلَى الأَرض، والبَسِيطُ مِنَ الأَرض: كالبِساطِ مِنَ الثِّيَابِ، وَالْجَمْعُ البُسُطُ. والبِساطُ: مَا بُسِط. وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ: مُنْبَسطة مستويَة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي، غيرَ أَنه ... بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ وَقَالَ آخَرُ: وَلَوْ كَانَ فِي الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ ... لِمُخْتَبِطٍ عافٍ، لَما عُرِفَ الفَقْرُ وَقِيلَ: البَسِيطةُ الأَرض اسْمٌ لَهَا. أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: البَساطُ والبَسيطة الأَرض العَريضة الْوَاسِعَةُ. وتبَسَّط فِي الْبِلَادِ أَي سَارَ فِيهَا طُولًا وعَرْضاً. وَيُقَالُ: مَكَانٌ بَساط وبسِيط؛ قَالَ العُدَيْلُ بْنُ الفَرْخِ: ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ مِنْ أَنْ تَنالَني ... بَساطٌ لأَيْدِي النَّاعِجَاتِ عَرِيضُ قَالَ وَقَالَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ مَتَّاحٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَرض بَساطٌ وبِساط مُسْتَوِيَةٌ لَا نَبَل فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: التبسُّطُ التنزُّه. يُقَالُ: خَرَجَ يتبسَّطُ مأْخوذ مِنَ البَساط، وَهِيَ الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين. ابْنُ السِّكِّيتِ: فرَشَ لِي فُلَانٌ فِراشاً لَا يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عَنْكَ، وَهَذَا فِراشٌ يبسُطني إِذا كَانَ سابِغاً، وَهَذَا فِرَاشٌ يبسُطك إِذا كَانَ وَاسِعًا، وَهَذَا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك. والبِساطُ: ورقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ لَهُ ثَوْبٌ ثُمَّ يُضْرَبُ فيَنْحَتُّ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ بَسِيطٌ: مُنْبَسِطٌ بِلِسَانِهِ، وَقَدْ بسُط بِسَاطَةً. اللَّيْثُ: البَسِيطُ الرَّجُلُ المُنْبَسِط اللِّسَانِ، والمرأَة بَسِيطٌ. وَرَجُلٌ بَسِيطُ الْيَدَيْنِ: مُنْبَسِطٌ بِالْمَعْرُوفِ، وبَسِيطُ الوجهِ: مُتَهَلِّلٌ، وَجَمْعُهَا بُسُطٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، ... عِنْدَ الفِصالِ، قدِيمُهم لَمْ يَدْثُرِ وَيَدٌ بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ. وَرُوِيَ عَنِ الْحُكْمِ قَالَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: بَلْ يَدَاهُ بِسْطانِ ، قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ. وَرُوِيَ عَنْ عُرْوَةَ أَنه قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي الحِكمة: لِيَكُنْ وجْهُك بِسْطاً تَكُنْ أَحَبّ إِلى الناسِ مِمَّنْ يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً مُنْطَلِقًا. قَالَ: وبِسْطٌ وبُسْطٌ بِمَعْنَى مبسوطَتَين. والانْبِساطُ: تَرْكُ الاحْتِشام. وَيُقَالُ: بسَطْتُ مِنْ فُلَانٍ فانبسَط، قَالَ: والأَشبه فِي قَوْلِهِ بَلْ يَدَاهُ بُسْطان «2»، أَن تَكُونَ الْبَاءُ مَفْتُوحَةً حَمْلًا عَلَى باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان، فأَما بِالضَّمِّ فَفِي الْمَصَادِرِ كالغُفْرانِ والرُّضْوان، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَدَا اللَّهِ بُسْطانِ ، تثنيةُ بُسُطٍ مِثْلَ رَوْضة أُنُفٍ ثُمَّ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ بُسْطٌ كأُذُنٍ وأُذْنٍ. وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: بَلْ يَدَاهُ بُسْطانِ ، جُعل بَسْطُ اليدِ كِنَايَةً عَنِ الجُود وَتَمْثِيلًا، وَلَا يَدَ ثَمَّ وَلَا بَسْطَ تَعَالَى اللَّهُ وَتَقَدَّسَ عَنْ ذَلِكَ. وإِنه ليَبْسُطُني مَا بسَطَك ويَقْبِضُني مَا قبَضَك أَي يَسُرُّني مَا سَرَّك ويسُوءُني مَا سَاءَكَ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: يبسُطُني مَا يبسُطُها أَي يسُرُّني مَا يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انْبَسَطَ وجهُه واستَبْشر. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبْسُطْ

_ (2). قَوْلِهِ [بَلْ يَدَاهُ بُسْطَانِ] سبق أنها بالكسر، وفي القاموس: وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم.

ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الْكَلْبِ أَي لَا تَفْرُشْهما عَلَى الأَرض فِي الصَّلَاةِ. والانْبِساطُ: مَصْدَرُ انْبَسَطَ لَا بَسَطَ فحمَله عَلَيْهِ. والبَسِيط: جِنْس مِنَ العَرُوضِ سُمِّيَ بِهِ لانْبِساط أَسبابه؛ قال أَبو إِسحق: انْبَسَطَتْ فِيهِ الأَسباب فَصَارَ أَوّله مُسْتَفْعِلُنْ فِيهِ سَبَبَانِ مُتَّصِلَانِ فِي أَوّله. وَبَسَطَ فُلَانٌ يَدَهُ بِمَا يُحِبُّ وَيَكْرَهُ، وبسَط إِليَّ يَدَهُ بِمَا أُحِبّ وأَكره، وبسطُها مَدُّها، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي . وأُذن بَسْطاء: عَرِيضَةٌ عَظيمة. وَانْبَسَطَ النَّهَارُ وَغَيْرُهُ: امْتَدَّ وَطَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي وَصْفِ الغَيْثِ: فَوَقَعَ بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انْبَسَطَ فِي الأَرض وَاتَّسَعَ، والمُتدارِك الْمُتَتَابِعُ. والبَسْطةُ: الْفَضِيلَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ، وَقُرِئَ: بَصْطةً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَعلمهم أَن اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْهِمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ فأَعْلَمَ أَن الْعِلْمَ الَّذِي بِهِ يَجِبُ أَن يقَع الاخْتيارُ لَا المالَ، وأَعلم أَن الزِّيَادَةَ فِي الْجِسْمِ مِمَّا يَهيبُ «1» العَدُوُّ. والبَسْطةُ: الزِّيَادَةُ. والبَصْطةُ، بِالصَّادِ: لُغَةٌ فِي البَسْطة. والبَسْطةُ: السَّعةُ، وَفُلَانٌ بَسِيطُ الجِسْمِ وَالْبَاعِ. وامرأَة بَسْطةٌ: حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه، وظَبْية بَسْطةٌ كَذَلِكَ. والبِسْطُ والبُسْطُ: الناقةُ المُخَلَّاةُ عَلَى أَولادِها المتروكةُ مَعَهَا لَا تُمْنَعُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ أَبْساط وبُساطٌ؛ الأَخيرة مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي جَمْعِهَا بُسْطٌ؛ وأَنشد للمَرّار: مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ، ... كَمَا رَجَعَت فِي لَيْلِها أُمُّ حائلِ وَقِيلَ: البُسْطُ هُنَا المُنْبَسطةُ عَلَى أَولادها لَا تنقبضُ عَنْهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ؛ ورواجعُ: مُرْجِعةٌ عَلَى أَولادها وتَرْبَع عَلَيْهَا وَتَنْزِعُ إِليها كأَنه تَوَهَّمَ طَرْحَ الزَّائِدِ وَلَوْ أَتم لَقَالَ مَراجِعُ. وَمُتْئِمَاتٌ: مَعَهَا حُوارٌ وَابْنُ مَخاض كأَنها وَلَدَتِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ نَسْلها. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَتَبَ لوفْد كَلْب، وَقِيلَ لِوَفْدِ بَنِي عُلَيْمٍ، كِتَابًا فِيهِ: عَلَيْهِمْ فِي الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ فِي كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ ؛ الْبِسَاطُ، يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، والهَمُولةُ: الإِبل الراعِيةُ، والحَمُولةُ: الَّتِي يُحْمل عَلَيْهَا. والبِساطُ: جَمْعُ بِسْط، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي تَرَكَتْ وولدَها لَا يُمْنَعُ مِنْهَا وَلَا تَعْطِفُ عَلَى غَيْرِهِ، وَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ بِسْط وبَسُوطٌ، وَجَمْعُ بِسْط بِساطٌ، وَجَمْعُ بَسُوط بُسُطٌ، هَكَذَا سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: يَدْفَعُ عَنْهَا الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ ... خَمسون بُسْطاً فِي خَلايا أَرْبَعِ الْبِسَاطُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ بِالْكَسْرِ جَمْعُ بِسْطٍ، وبِسْطٌ بِمَعْنَى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ عَلَى أَولادها، وَبِالضَّمِّ جَمْعُ بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار، وَكَذَلِكَ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ؛ فأَما بِالْفَتْحِ فَهُوَ الأَرض الْوَاسِعَةُ، فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَيَكُونُ الْمَعْنَى فِي الْهَمُولَةِ الَّتِي تَرْعَى الأَرض الْوَاسِعَةَ، وَحِينَئِذٍ تَكُونُ الطَّاءُ مَنْصُوبَةً عَلَى الْمَفْعُولِ، والظُّؤار: جَمْعُ ظِئْرٍ وَهِيَ الَّتِي تُرْضِع. وَقَدْ أُبْسِطَت أَي تُركت مَعَ وَلَدِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: بَسُوطٌ فَعُول بِمَعْنَى مَفْعولٍ كَمَا يُقَالُ حَلُوبٌ ورَكُوبٌ لِلَّتِي تُحْلَبُ وتُرْكَب، وبِسْطٌ بِمَعْنَى مَبْسوطة كالطِّحْن بِمَعْنَى المَطْحون،

_ (1). قوله [يهيب] من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح.

والقِطْفِ بِمَعْنَى المَقْطُوفِ. وعَقَبة باسِطةٌ: بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَاءِ لَيْلَتَانِ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سِرْنا عَقبةً جَوَادًا وَعَقَبَةً باسِطةً وَعَقَبَةً حَجُوناً أَي بَعِيدَةً طَوِيلَةً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: حَفَرَ الرَّجُلُ قَامَةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه. وَقَالَ غَيْرُهُ: الباسُوطُ مِنَ الأَقْتابِ ضِدَّ المَفْروق. وَيُقَالُ أَيضاً: قَتَبٌ مَبسوطٌ، وَالْجَمْعُ مَباسِيطُ كَمَا يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ. وَمَاءٌ باسِطٌ: بَعِيدٌ مِنَ الكلإِ، وَهُوَ دُونَ المُطْلِب. وبُسَيْطةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَكَذَلِكَ بُسَيِّطةُ؛ قَالَ: مَا أَنْتِ يَا بُسَيِّطَ الَّتِي الَّتِي ... أَنْذَرَنِيكِ فِي المَقِيلِ صُحْبَتي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد يَا بُسَيِّطةُ فرخَّم عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ يَا حارِ، وَلَوْ أَراد لُغَةَ مَنْ قَالَ يَا حارُ لَقَالَ يَا بُسَيِّطُ، لَكِنَّ الشَّاعِرَ اخْتَارَ التَّرْخِيمَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ يَا حارِ، لِيُعْلِمَ أَنه أَراد يَا بسيطةُ، وَلَوْ قَالَ يَا بُسَيِّطُ لَجَازَ أَن يُظن أَنه بَلَدٌ يُسَمَّى بَسيطاً غَيْرَ مُصَغَّرٍ، فَاحْتَاجَ إِليه فَحَقَّرَهُ وأَن يُظَنَّ أَن اسْمَ هَذَا الْمَكَانِ بُسَيّط، فأَزال اللَّبْسَ بِالتَّرْخِيمِ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ يَا حارِ، فَالْكَسْرُ أَشْيَعُ وأَذْيَع. ابْنُ بَرِّيٍّ: بُسَيْطةُ اسْمُ مَوْضِعٍ رُبَّمَا سَلَكَهُ الحُجّاج إِلى بَيْتِ اللَّهِ وَلَا تَدْخُلُهُ الأَلف وَاللَّامُ. والبَسِيطةُ «1»، وَهُوَ غَيْرُ هَذَا الْمَوْضِعِ: بَيْنَ الْكُوفَةِ وَمَكَّةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: إِنَّكِ يَا بسيطةُ الَّتِي الَّتِي ... أَنْذَرَنِيكِ فِي الطَّريقِ إِخْوتي قَالَ: يَحْتَمِلُ الموضعين. بصط: البَصْطةُ، بِالصَّادِ: لُغَةٌ فِي البَسْطة. وَقُرِئَ: وَزَادَهُ بَصْطةً ، ومُصَيْطِرٌ ، بِالصَّادِ وَالسِّينِ، وأَصل صَادِهِ سِينٌ قُلِبَتْ مَعَ الطَّاءِ صَادًا لِقُرْبِ مخرجهما. بطط: بَطّ الجُرْحَ وَغَيْرَهُ يَبُطُّه بَطّاً وبَجَّه بَجّاً إِذا شقَّه. والمِبَطّةُ: المِبْضَعُ. وبَطَطْتُ القرْحةَ: شَقَقْتها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى رجلٍ بِهِ وَرَمٌ فَمَا بَرِحَ حَتَّى بُطَّ ؛ البَطُّ: شَقُّ الدُّمّل والخُراجِ وَنَحْوَهُمَا. والبَطّةُ الدَّبّةُ، مَكِّيَّةٌ، وَقِيلَ: هِيَ إِناء كالقارُورةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه أَتى بَطّةً فِيهَا زَيْتٌ فَصَبَّهُ فِي السِّرَاجِ ؛ الْبَطَّةُ: الدَّبّةُ بِلُغَةِ أَهل مَكَّةَ لأَنها تُعمل عَلَى شَكْلِ الْبَطَّةِ مِنَ الْحَيَوَانِ. والبَطُّ: الإِوَزُّ، وَاحِدَتُهُ بَطَّةٌ. يُقَالُ: بطّةٌ أُنثى وبَطّةٌ ذَكَرٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، أَعجمي مُعَرِّبٌ، وَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ الإِوَزُّ صِغارُه وَكِبَارُهُ جِمِيعًا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ حِكَايَةً لأَصواتها. وزيدُ بَطّة: لَقَبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا لقّبْت مُفْرَدًا بِمُفْرَدٍ أَضفته إِلى اللقَب، وَذَلِكَ قَوْلُكَ هَذَا قَيْسُ بطّةَ، جَعَلْتَ بَطَّةَ مُعَرَّفَةً لأَنك أَردت الْمَعْرِفَةَ الَّتِي أَردتها إِذا قُلْتَ هَذَا سَعِيدٌ، فَلَوْ نَوَّنْتَ بطةَ صَارَ سَعِيدٌ نَكِرَةً وَمَعْرِفَةً بِالْمُضَافِ إِليه، فَيَصِيرُ بَطَّةُ هَاهُنَا كأَنه كَانَ مَعْرِفَةً قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ أُضيف إِليه. وَقَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بطةُ يَا فَتَى، فَجَعَلُوا بَطَّةَ تَابِعًا لِلْمُضَافِ الأَوّل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فإِذا لَقَّبْتَ مُضَافًا بِمُفْرَدٍ جَرَى أَحدهما عَلَى الْآخَرِ كَالْوَصْفِ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بَطَّةُ يَا فَتَى. والبَطُّ: مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، الْوَاحِدَةُ بَطَّةٌ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ للتأْنيث وإِنما هِيَ لِوَاحِدِ الْجِنْسِ، تَقُولُ: هَذِهِ بَطَّةٌ لِلذِّكْرِ والأُنثى جِمِيعًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَدَجَاجَةٍ. والبَطْبَطةُ: صَوْتُ الْبَطِّ.

_ (1). قوله [والبسيطة إلخ] ضبطه ياقوت بفتح الباء وكسر السين.

والبَطِيطُ: العَجب والكَذِبُ؛ يُقَالُ: جَاءَ بأَمْر بَطِيطٍ أَي عَجِيبٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلَمّا تَعْجَبي وتَرَيْ بَطِيطاً، ... مَنِ اللَّائينَ فِي الحِقَبِ الخَوالي وَلَا يُقَالُ مِنْهُ فعَل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: سَمَتْ للعِراقَيْنِ فِي سَوْمِها، ... فَلاقَى العِراقانِ مِنْهَا البَطِيطا وَقَالَ آخَرُ: أَلم تَتَعَجَّبي وتَرَيْ بَطِيطاً، ... مِنَ الحِقَبِ المُلَوِّنةِ العنُونا «1» ابْنُ الأَعرابي: البُطُطُ الأَعاجيبُ، والبُطُطُ الأَجْواعُ، والبُطُطُ الكَذِبُ، والبُطُطُ الحَمْقَى. والبَطِيط: رأْس الخُفّ، عِراقِيّة، وَقَالَ كُرَاعٌ: البَطِيطُ عِنْدَ الْعَامَّةِ خُفٌّ مَقْطُوعٌ، قدَمٌ بِغَيْرِ ساقٍ؛ وَقَوْلُ الأَعرابية: إِنَّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط، ... كأَثَرِ الظَّبْيِ بجَنْبِ الغائِط «2» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى بُطائطاً إِتباعاً لحُطائط، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده ابْنُ جِنِّي فِي الإِقْواء، وَلَوْ سَكَّنَ فَقَالَ بُطَائِطْ وتَنكَّب الإِقواء لَكَانَ أَحسن. وَنَهْرٌ بَطّ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: لَمْ أَرَ كاليَوْمِ، وَلَا مُذْ قَطِّ، ... أَطْوَلَ مِنْ ليْلٍ بنَهْر بَطِّ أَبيت بَيْنَ خلَّتي مُشْتطِّ، ... مِنَ البَعُوضِ وَمِنَ التَّغَطِّي بعط: البَعْطُ والإِبْعاطُ: الغُلُوّ فِي الجَهْلِ والأَمْر القَبِيح. وأَبْعَطَ الرجلُ فِي كَلَامِهِ إِذا لَمْ يُرْسِلْه عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وقُلْت أَقْوالَ امرِئٍ لَمْ يُبْعِطِ: ... أَعْرِضْ عَنِ الناسِ وَلَا تَسَخَّطِ وأَبْعَطَ فِي السَّوْمِ: تَباعَدَ وتَجاوَزَ القَدْرَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شاهِدُه قولُ حَسَّانَ: ونَجا أَراهِطُ أَبْعَطُوا، ولَوَ انَّهم ... ثَبَتُوا، لمَا رَجَعُوا إِذاً بِسَلَامِ وَكَذَلِكَ طمَح فِي السَّوْمِ وأَشَطَّ فِيهِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَكَذَلِكَ المُعْتَنِزُ والمُبْعِطُ والصُّنْتُوتُ. والفَرْدُ والفَرِدُ والفَرُودُ: الَّذِي يَكُونُ وَحْدَهُ. والإِبْعاطُ: أَن تُكَلِّفَ الإِنسانَ مَا لَيْسَ فِي قُوَّتِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ناجٍ يُعَنِّيهِنَّ بالإِبْعاطِ، ... إِذا اسْتدى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ ورواه ثعلب يُغَنِّيهِنّ بالإِبْعاطِ. اسْتدى: افْتَعَل مِنَ السَّدْو. والإِبْعاطُ: الإِبْعادُ، قَالَ: وَمَشَى أَعرابي فِي صُلْحٍ بَيْنَ قَوْمٍ فَقَالَ: لَقَدْ أَبْعَطُوا إِبْعاطاً شَدِيدًا أَي أَبْعَدُوا وَلَمْ يَقْرُبوا مِنَ الصُّلْحِ؛ وَقَالَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: لَا يُبْعِطُ النَّقْدَ مِنْ دَيْني فيَجْحَدَني، ... وَلَا يُحَدّثُني أَنْ سَوْفَ يَقْضِيني وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: يُبْدلون الدَّالَّ طَاءً فَيَقُولُونَ: مَا أَبْعَطَ طارَك، يُرِيدُونَ: مَا أَبعد دَارَكَ، وَيَقُولُونَ: بَعَطَ الشاةَ وشَحَطَها وذَمَطَها

_ (1). قوله [الملونة العنونا] هكذا هو في الأَصل. (2). قوله [الغائط] هو بالأَصل هنا، وفيما سيأْتي في مادة حطط بالغين المعجمة، والذي في شرح القاموس هنا بالحاء المهملة.

وبَذَحَها وذَعَطَها إِذا ذَبَحَهَا. والبَعْطُ والمِبْعَطةُ: الاسْتُ. بعثط: البُعْثُطُ والبُعْثُوطُ: سُرّةُ الْوَادِي وَخَيْرُ مَوْضِعٍ فِيهِ. والبُعْثُطُ: الاسْتُ، وَقَدْ تُثْقَلُ الطَّاءُ فِي هَذِهِ الأَخيرة. يُقَالُ: أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعُضْرُطَه بالصَّلَّةِ الأَرضِ يَعْنِي اسْتَه، قَالَ: وَهِيَ اسْتُه وجِلْدة خُصْيَيْه ومَذاكِيرُه. وَيُقَالُ: غَطِّ بُعْثُطَك، هُوَ اسْتُه ومَذاكِيرُه. وَيُقَالُ لِلْعَالَمِ بِالشَّيْءِ: هُوَ ابْنُ بُعْثُطِها كَمَا يُقَالُ: هُوَ ابْنُ بَجْدَتِها. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قِيلَ لَهُ أَخبرنا عَنْ نَسبِك فِي قُريش فَقَالَ: أَنا ابْنُ بُعْثُطِها ؛ البُعْثُطُ: سُرَّةُ الْوَادِي، يُرِيدُ أَنه واسِطةُ قُريشٍ ومن سُرَّةِ بِطاحِها. بعقط: البُعْقُوط: الْقَصِيرُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والبُعْقُوطةُ: دُحْرُوجةُ الجُعَل. ابْنُ بَرِّيٍّ: البُعْقُوطةُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. وَرَجُلٌ بُعْقُوطٌ وبُلْقُوطٌ: قَصِيرٌ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ الْبُلْقُوطُ بثبت. بقط: فِي الأَرض بَقْطٌ مِنْ بَقْل وعُشْبٍ أَي نَبْذُ مَرْعًى. يُقَالُ: أَمْسَيْنا فِي بُقْطةٍ مُعْشِبةٍ أَي فِي رُقْعةٍ مِنْ كلإٍ، وَقِيلَ: البَقْطُ جَمْعُهُ بُقوطٌ، وَهُوَ مَا لَيْسَ بِمُجْتَمِعٍ فِي مَوْضِعٍ وَلَا مِنْهُ ضَيْعةٌ كَامِلَةٌ، وإِنما هُوَ شَيْءٌ مُتَفَرِّقٌ فِي النَّاحِيَةِ بَعْدَ النَّاحِيَةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِمْ بَقْطاً بَقْطاً، بإِسكان الْقَافِ، وبَقَطاً بَقَطاً، بِفَتْحِهَا، أَي مُتَفَرِّقِينَ؛ وَذَهَبُوا فِي الأَرض بَقْطاً بَقْطاً أَي مُتَفَرِّقِينَ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَن فِي بَنِي تَمِيمٍ بَقْطاً مِنْ رَبِيعَةَ أَي فِرْقةً أَو قِطْعةً. وَهُمْ بَقَطٌ فِي الأَرض أَي مُتَفَرِّقُونَ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ: رأَيتُ تَمِيماً قَدْ أَضاعَتْ أُمورَها، ... فهُم بَقَطٌ فِي الأَرض، فَرْثٌ طَوائفُ فأَمّا بَنُو سَعْدٍ فبالخَطِّ دارُها، ... فَبابانُ مِنْهُمْ مأْلَفٌ فالمَزالِفُ أَي مُنْتَشِرُونَ مُتَفَرِّقُونَ. أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُلَيْمٍ: تَذَقَّطْتُه تَذَقُّطاً وتَبَقَّطْتُه تَبَقُّطاً إِذا أَخذته قَلِيلًا قَلِيلًا. أَبو سَعِيدٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُلَيْمٍ: تَبَقَّطْتُ الخبَر وتسَقَّطْتُه وتَذَقَّطْتُه إِذا أَخذته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وبَقَطُ الأَرض: فِرْقةٌ مِنْهَا. قَالَ شَمِرٌ: رَوَى بَعْضُ الرُّوَاةِ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عنها: فو اللهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي بُقْطةٍ إِلا طارَ أَبي بحَظِّها ؛ قَالَ: والبُقْطةُ البُقْعةُ مِنْ بِقاعِ الأَرض، تَقُولُ: مَا اخْتَلَفُوا فِي بُقْعةٍ مِنَ البِقاع، وَيَقَعُ قَوْلُ عَائِشَةَ عَلَى البُقْطةِ مِنَ النَّاسِ وَعَلَى الْبَقْطَةِ مِنَ الأَرض، والبُقْطةُ مِنَ النَّاسِ: الفِرْقةُ، قَالَ: وَيُمْكِنُ أَن تَكُونَ البُقطة فِي الْحَدِيثِ الْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، وَيُقَالُ إِنها النُّقْطَةُ، بِالنُّونِ، وسيأْتي ذِكْرُهَا. وبَقَطَ الشيءَ: فَرَّقَهُ. ابْنُ الأَعرابي: القَبْطُ الْجَمْعُ، والبَقْطُ التفْرِقةُ. وَفِي الْمَثَلِ: بَقِّطِيه بِطِبِّكِ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُؤْمَرُ بِإِحْكَامِ العَمَلِ بِعِلْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، وأَصله أَن رَجُلًا أَتى هَوًى لَهُ فِي بَيْتِهَا فأَخذه بطنُه فقَضى حاجتَه فَقَالَتْ لَهُ: ويْلَك مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: بَقِّطِيه بِطِبِّك أَي فِرِّقيه برِفْقِكِ لَا يُفْطَنُ لَهُ، وَكَانَ الرَّجُلُ أَحْمَقَ، والطِّبُّ الرِّفْق. اللِّحْيَانِيُّ: بَقَّطَ مَتاعَه إِذا فرَّقه. التَّهْذِيبُ: البُقَّاطُ ثُفْلُ الهَبِيدِ وقِشْرُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ القانِصَ وكِلابَه ومَطْعَمَه مِنَ الْهَبِيدِ إِذا لَمْ يَنَلْ صَيْدًا: إِذا لَمْ يَنَلْ منْهُنّ شيْئاً فقَصْرُه، ... لَدى حِفْشِه مِنَ الهَبِيدِ، جَرِيم

تَرى حَوْلَه البُقَّاطَ مُلْقًى كأَنَّه ... غَرانِيقُ نخلٍ، يَعْتَلِين، جُثوم والبَقْطُ: أَن تُعطي الجنَّة عَلَى الثلُثِ أَو الرُّبع. والبَقْطُ: مَا سقَط مِنَ التَّمْرِ إِذا قُطع يُخْطِئُه المِخْلَبُ، والمِخْلَبُ المِنْجَلُ بِلَا أَسنان. وَرَوَى شَمِرٌ بإِسناده عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنه قَالَ: لَا يَصْلُحُ بَقْطُ الجِنانِ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبا مُحَمَّدٍ يَرْوِي عَنِ ابْنِ المظَفَّر أَنه قَالَ: البَقْطُ أَن تُعطي الجِنانَ عَلَى الثُّلُثِ أَو الرُّبُعِ. وبَقَطُ البيتِ: قُماشُه. أَبو عَمْرٍو: بَقَّطَ فِي الْجَبَلِ وبَرْقَطَ وتَقَدْقَدَ فِي الْجَبَلِ إِذا صَعَّدَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنه حَمَلَ عَلَى عَسْكَرِ الْمُشْرِكِينَ فَمَا زَالُوا يُبَقِّطُون أَي يتعادَوْن إِلى الْجِبَالِ مُتَفَرِّقِينَ. والبَقْطُ: التفْرِقةُ. بلط: البَلاطُ: الأَرضُ، وَقِيلَ: الأَرض المُسْتَوِيةُ المَلْساء، وَمِنْهُ يُقَالُ بالَطْناهم أَي نازَلْناهم بالأَرض؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ أَحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطاطِ ... عَلَيْهِ، أَلْقاهُنّ بالبَلاطِ والبَلاطُ، بِالْفَتْحِ: الْحِجَارَةُ المَفْرُوشةُ فِي الدَّارِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هَذَا مَقامِي لَكِ حَتَّى تَنْضَحي ... رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي دُوَادَ الإِيادِيّ: ولقدْ كَانَ ذَا كَتائبَ خُضْرٍ، ... وبَلاطٍ يُشادُ بالآجُرُونِ [بالآجِرُونِ] وَيُقَالُ: دَارٌ مُبَلَّطةٌ بآجُرٍّ أَو حِجَارَةٍ. وَيُقَالُ: بَلَطْتُ الدارَ، فَهِيَ مَبْلُوطةٌ إِذا فرَشْتَها بآجُرٍّ أَو حِجَارَةٍ. وكلُّ أَرض فُرِشَتْ بِالْحِجَارَةِ والآجُرِّ بَلاطٌ. وبَلَطَها يَبلُطُها بَلْطاً وبَلَّطَها: سَوَّاها، وبَلَط الحائطَ وبَلَّطه كَذَلِكَ. وبَلاطُ الأَرضِ: وجْهُها، وَقِيلَ: مُنْتَهى الصُّلْبِ مِنْ غَيْرِ جَمْعٍ. يُقَالُ: لَزِمَ فُلَانٌ بَلاطَ الأَرض؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: فَبَاتَ، وَهُوَ ثابتُ الرِّباطِ، ... بمُنْحَنى الهائلِ والبَلاطِ يَعْنِي المُسْتَوِيَ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: فَبَاتَ يَعْنِي الثوْرَ وَهُوَ ثَابِتُ الرِّباط أَي ثَابِتُ النفْس، بمنحَنى الْهَائِلِ يَعْنِي مَا انْحَنَى مِنَ الرَّمل الْهَائِلِ، وَهُوَ مَا تَنَاثَرَ مِنْهُ. والبَلاطُ: المسْتَوِي. والبَلْطُ: تَطْيِينُ الطّانةِ، وَهِيَ السطْح إِذا كَانَ لَهَا سُمَيْطٌ، وَهُوَ الْحَائِطُ الصَّغِيرُ. أَبو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيّ: البَلاطُ وَجْهُ الأَرض؛ وَمِنْهُ قِيلَ: بالَطَنِي فُلَانٌ إِذا تَرَكَكَ أَو فَرَّ مِنْكَ فَذَهَبَ فِي الأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جالِدوا وبالِطُوا أَي إِذا لَقِيتُمْ عدُوَّكم فالزَمُوا الأَرض، قَالَ: وَهَذَا خلافُ الأَوَّل لأَن الأَول ذَهَبَ فِي الأَرض وَهَذَا لَزِمَ الأَرض؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ رَفِيقَهُ فِي سَفَرٍ: يَئِنُّ إِلى مَسِّ البَلاطِ، كأَنَّما ... بَرَاهُ الحَشايا فِي ذواتِ الزَّخارِفِ وأَبْلَطَ المطرُ الأَرضَ: أَصاب بَلاطَها، وَهُوَ أَن لَا تَرَى عَلَى مَتْنِهَا تُرَابًا وَلَا غُبَارًا؛ قَالَ رؤْبة: يأْوِي إِلى بَلاط جَوْفٍ مُبْلَطِ والبلالِيطُ: الأَرَضُون الْمُسْتَوِيَةُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ السِّيرَافِيُّ: وَلَا يُعرف لَهَا وَاحِدٌ. وأُبْلِطَ الرَّجُلُ وأَبْلَطَ: لَزِقَ بالأَرض. وأُبْلِطَ،

فَهُوَ مُبْلَطٌ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمّ فَاعِلُهُ: افْتَقَرَ وَذَهَبَ مالُه. وأَبْلَطَ، فَهُوَ مُبْلِطٌ إِذا قَلَّ مَالُهُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَبْلَطَ إِذا أَفْلَس فلزِق بالبَلاط؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: نَزَلْتُ عَلَى عَمْرو بْنِ دَرْماءَ بُلْطةً، ... فَيَا كُرْمَ مَا جارٍ وَيَا كُرْم مَا مَحَلّ أَراد فَيَا كَرَمَ جَارٍ عَلَى التَّعَجُّبِ. قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي بُلْطة، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُرِيدُ بِهِ حَلَلْتُ عَلَى عَمْرِو بْنِ دَرْماءَ بُلطة أَي بُرْهة ودَهراً، وَقَالَ آخَرُونَ: بُلْطَةً أَراد دَارَهُ أَنها مُبَلَّطةٌ مَفْرُوشَةٌ بِالْحِجَارَةِ وَيُقَالُ لَهَا الْبَلَاطُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بُلطة أَي مُفْلِساً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بُلْطَةً قَرية مِنْ جَبَلَيْ طيءٍ كَثِيرَةُ التِّينِ وَالْعِنَبِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ هَضْبَةٌ بِعَيْنِهَا، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بُلطة فَجْأَة. التَّهْذِيبُ: وبُلطةُ اسْمُ دَارٍ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وكنتُ إِذا مَا خِفْتُ يَوْماً ظُلامةً، ... فإِنَّ لَهَا شِعْباً ببُلطةِ زَيْمَرَا وزَيْمَرُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَفِي حَدِيثِ جابرٍ: عَقَلْتُ الجملَ فِي ناحيةِ البَلاطِ ؛ قَالَ: البلاطُ ضَرْبٌ مِنَ الْحِجَارَةِ تُفْرَشُ بِهِ الأَرض ثُمَّ سُمِّيَ الْمَكَانُ بَلاطاً اتِّساعاً، وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. وأَبْلَطهم اللِّصُّ إِبْلاطاً: لَمْ يدَعْ لَهُمْ شَيْئًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وبالَطَ فِي أُموره: بَالَغَ. وبالَط السَّابِحُ: اجْتهد. والبُلُط: المُجّانُ والمُتَحَزِّمُون مِنَ الصُّوفيَّة. الْفَرَّاءُ: أَبْلَطَنِي فُلَانٌ إِبْلاطاً وأَخْجاني «3» إِخجاء إِذا أَلَحّ عَلَيْكَ فِي السُّؤال حَتَّى يُبْرِمَك ويُملَّك. والمُبالَطةُ: المُجاهَدةُ، يُقَالُ: نزلَ فبالِطْه أَي جاهِدْه. وَفُلَانٌ مُبالِطٌ لَكَ أَي مُجتهِدٌ فِي صَلاحِ شأْنك؛ وأَنشد: فهْو لَهُنّ حابِلٌ وفارِطُ، ... إِنْ وَرَدَتْ، ومادِرٌ ولائِطُ لحوْضِها، وماتِحٌ مُبالِطُ وَيُقَالُ: تبالَطُوا بِالسُّيُوفِ إِذا تجالَدُوا بِهَا عَلَى أَرجلهم، وَلَا يُقَالُ تبالَطُوا إِذا كَانُوا رُكباناً. والتَّبالُطُ والمُبالَطةُ: المُجالدَةُ بِالسُّيُوفِ. وبالَطَنِي فُلَانٌ: فرَّ مِنِّي. والبُلُطُ: الفارُّون مِنَ الْعَسْكَرِ. وبَلَّطَ الرجلُ تَبْلِيطاً إِذا أَعْيا فِي المَشْي مِثْلَ بَلَّحَ. والتَّبْلِيطُ عِراقِيَّةٌ، وَهُوَ أَن يَضرب فَرْعَ أُذن الإِنسان بطرَفِ سَبَّابته. وبَلَّطَ أُذنه تَبْلِيطاً: ضَرَبَهَا بِطَرَفٍ سَبَّابَتِهِ ضَرْبًا يُوجِعُهُ. والبَلْطُ والبُلْطُ: المِخْراطُ، وَهُوَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يَخْرُطُ بِهَا الخَرَّاطُ، عَرَبية؛ قَالَ: والبلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ والبَلُّوطُ: ثَمَرُ شَجر يؤْكل ويدبَغُ بقِشْره. والبَلاطُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ: لَوْلَا رَجاؤُكَ مَا زُرْنا البَلاطَ، وَلَا ... كَانَ البَلاطُ لَنا أَهلًا، وَلَا وَطَنا بلقط: البُلْقُوطُ: الْقَصِيرُ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بثبَت. بلنط: اللَّيْثُ: البَلَنْطُ شيءٌ يُشْبِهُ الرُّخامَ إِلا أَنَّ الرُّخَامَ أَهش مِنْهُ وأَرْخى؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: وسارِيَتَيْ بَلَنْطٍ أَو رُخامٍ، ... يَرِنُّ خَشاشُ حَلْيِهِما رَنِينا

_ (3). قوله [وأخجاني] في شرح القاموس بفاء بدل الخاء المعجمة.

فصل التاء المثناة

بنط: الأَزهري: أَما بَنَطَ فَهُوَ مُهْمَلٌ فإِذا فُصِلَ بَيْنَ الْبَاءِ وَالنُّونِ بِيَاءٍ كَانَ مُسْتَعْمَلًا، يَقُولُ أَهل الْيَمَنِ للنّسَّاج البِيَنْطُ، وَعَلَى وَزْنِهِ البِيَطْرُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. بهط: البَهَطُّ: كَلِمَةٌ سِنْدية وَهِيَ الأَرُزُّ يُطْبَخُ بِاللَّبَنِ وَالسَّمْنِ خَاصَّةً بِلَا مَاءٍ، وَاسْتَعْمَلَتْهُ الْعَرَبُ بِالْهَاءِ فَقَالَتْ بَهَطَّةٌ طَيِّبَةٌ كأَنها ذَهَبَتْ بِذَلِكَ إِلى الطَّائِفَةِ مِنْهُ، كَمَا قَالُوا لَبَنَةٌ وعسَلَةٌ، وَقِيلَ: البَهَطَّة ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ أَرُزٌّ وماءٌ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَبِالْفَارِسِيَّةِ بَتا؛ وَيُنْشَدُ: تَفَقَّأَتْ شَحْماً كَمَا الإِوَزِّ، ... مِنْ أَكلها البَهطَّ بالأَرُزِّ وأَنشده الأَزهري: مِنْ أَكلِها الأَرُزَّ بِالبَهَطِّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي الْهِنْدِيِّ: فأَما البَهَطُّ وحِيتانُكم، ... فَمَا زِلْتُ مِنْهَا كثيرَ السَّقَمْ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الأَشجعي يَقُولُ بَهَطَنِي هَذَا الأَمر وبَهَظَني بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعها بِالطَّاءِ لِغَيْرِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. بوط: البُوطةُ: الَّتِي يُذيب فِيهَا الصائغُ وَنَحْوُهُ مِنَ الصُّنَّاع. ابْنُ الأَعرابي: باطَ الرجلُ يَبُوطُ إِذا ذَلَّ بَعْدَ عِزٍّ أَو إِذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى. فصل التاء المثناة تحط: الأَزهري قَالَ: تَحُوطُ اسْمُ القَحْطِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْس بْنِ حُجْرٍ: الحافِظُ الناسِ [الناسَ] فِي تَحُوطَ، إِذا ... لَمْ يُرْسِلُوا تحتَ عائذٍ رُبَعا قَالَ: كأَنَّ التَّاءَ فِي تَحُوطَ تَاءُ فِعْلٍ مُضَارِعٍ ثُمَّ جُعِلَ اسْمًا مَعْرِفَةً لِلسَّنَةِ، وَلَا يُجْرَى، ذكَرها فِي بَابِ الْحَاءِ والطاء والتاء. فصل الثاء المثلثة ثأط: الثَّأْطةُ: دُوَيْبّة، لَمْ يَحْكِهَا غَيْرُ صَاحِبِ العين. والثَّأْطةُ: الحَمْأَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: ثَأْطَةٌ مُدَّتْ بِمَاءٍ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يشْتَدُّ مُوقُه وحُمْقُه لأَن الثأْطة إِذا أَصابها الْمَاءُ ازْدَادَتْ فَساداً ورُطوبة، وَقِيلَ لِلَّذِي يُفْرِطُ فِي الحُمْق ثأْطة مُدَّتْ بِمَاءٍ، وَجَمْعُهَا ثَأْطٌ؛ قَالَ أُمية يَذْكُرُ حَمَامَةَ نُوحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فجاءَتْ، بَعْدَ ما رَكَضَتْ، بقِطْفٍ، ... عَلَيْهِ الثَّأْط والطِّينُ الكُبارُ وَقِيلَ: الثأْطُ والثَّأْطةُ الطِّينُ، حمأَةً كَانَ أَو غَيْرَ ذَلِكَ؛ وَقَالَ أُمية أَيضاً: بلَغَ المَشارِقَ والمَغارِبَ، يَبْتَغِي ... أَسْبابَ أَمْرٍ مِنْ حَكِيمٍ مُرْشِدِ فأَتَى مَغِيبَ الشمْسِ عِنْدَ مآبِها، ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمِدِ «1» وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الثأْطة الحمأَة فَقَالَ: وأَنشد شِمْرٌ لتُبَّع، وَكَذَلِكَ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَالَ: إِنه لتُبَّع يَصِفُ ذَا القَرْنَيْن، قَالَ: والخُلُب الطِّينُ بِكَلَامِهِمْ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا فِي شِعْرِ تُبَّع الْمَرْوِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. والثأْطة: دُوَيْبَّة لَسَّاعةٌ.

_ (1). قوله [فأتى إلخ] تقدم للمؤلف في مادة حرمد: فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ مسائها

والثأْطاء: الْحَمْقَاءُ، مُشْتَقٌّ مِنَ الثأْطة. وَمَا هُوَ بِابْنِ ثأْطاء وثأَطاء وثأْطانَ وثأَطانَ أَي بِابْنِ أَمة، وَيُكَنَّى به عن الحُمْق. ثبط: اللَّيْثُ: ثَبَّطَه عَنِ الشَّيْءِ تَثْبِيطاً إِذا شغَلَه عَنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ ؛ قال أَبو إِسحق: التَّثْبِيطُ رَدُّكَ الإِنسانَ عَنِ الشَّيْءِ يَفْعَلُهُ، أَي كَرِهَ اللَّهُ أَن يَخْرجوا مَعَكُمْ فردَّهم عَنِ الْخُرُوجِ. وثَبَطَه عَنِ الشَّيْءِ ثَبْطاً وثَبَّطَه: رَيَّثه وثَبَّته. وثَبَّطه عَلَى الأَمر فتَثَبَّط: وقَّفَه عَلَيْهِ فتوَقَّف. وأَثْبَطه المرَضُ إِذا لَمْ يَكَدْ يُفارِقُه. وثَبَطْتُ الرجلَ ثَبْطاً: حبَسْتُه، بِالتَّخْفِيفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ سَوْدةُ امرأَةً ثَبِطةً أَي ثقِيلة بَطِيئةً مِنَ التَّثْبِيطِ وَهُوَ التعْوِيقُ والشَّغْلُ عَنِ المُراد؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ يُثَبِّطْ حاسِد مَعْنَاهُ إِنْ بَحَثَ عَنْ مَعايِبِها؛ بِذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي. وَفِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: ثَبَطَتْ شَفةُ الإِنسانِ وَرِمَتْ، وَلَيْسَ بثَبَت. ثرط: الثَّرْطُ مِثْلَ الثَّلْطِ: لُغَةٌ أَو لُثْغةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والثَّرْطُ أَيضاً شَيْءٌ تَسْتَعْمِلُهُ الأَساكِفةُ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ شَرِيسْ؛ ذَكَرَهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ. والثَّرْطِئةُ، بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الأَحْمَقُ الضعيفُ. قَالَ: وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ. وثَرَطَه يَثْرُطُه ثَرْطاً: زرَى عَلَيْهِ وعابَه، قَالَ: وَلَيْسَ بثبَت. قَالَ الأَزهري: الثِّرْطِئةُ، بِالْهَمْزِ بَعْدَ الطَّاءِ، الرَّجُلُ الثَّقِيلُ، قَالَ: وإِن كَانَتِ الْهَمْزَةُ أَصلية فَالْكَلِمَةُ رُبَاعِيَّةٌ، وإِن لَمْ تَكُنْ أَصلية فَهِيَ ثُلَاثِيَّةٌ، قَالَ: والغِرْقِئُ مثله. ثرعط: الثُّرْعُطةُ: الحَسا الرَّقِيقُ. الأَزهري: الثُّرُعْطُطُ حَساً رَقِيقٌ طبخ باللبن. ثرمط: الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ عَلَى مِثَالِ عُلَبِطةٍ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: الطِّينُ الرَّطْبُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَعَلَّ الْمِيمَ زَائِدَةٌ. الْفَرَّاءُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي ثُرْمُطةٍ أَي فِي طِينٍ رطْب. قَالَ شِمْرٌ: واثْرَنْمَط السِّقاء إِذا انْتَفَخ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حَتَّى تَحْبَطا، ... فبَطْنُها كالوَطْبِ حِينَ اثْرَنْمَطا والاثْرِنْماطُ: اطْمِحْرارُ السِّقاء إِذا رَابَ ورَغا، وكَرْثأَ إِذا ثَخُنَ اللَّبَنُ عَلَيْهِ كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ. أَبو عَمْرٍو: الثُّرْمُوطُ الرَّجُلُ العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل. ثرنط: قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ لِابْنِ بُزْرَجٍ: اثْرَنْطَأَ أَي حَمُقَ. ثطط: رَجُلٌ ثَطٌّ: ثَقِيلُ الْبَطْنِ بَطِيء. والثَّطُّ والأَثَطُّ: الكَوْسَجُ، رَجُلٌ أَثَطُّ بيِّن الثَّطَطِ مِنْ قَوْمٍ ثُطٍّ، وَقِيلَ: هُوَ القليلُ شَعْرِ اللِّحْية، وَقِيلَ: هُوَ الْخَفِيفُ اللِّحْيَةِ مِنَ العارِضَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ أَيضاً الْقَلِيلُ شَعْرِ الحاجِبَيْنِ، وَرَجُلٌ ثَطُّ الْحَاجِبَيْنِ وامرأَة ثَطَّاء الْحَاجِبَيْنِ، وَلَا يُسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَثَطّ الرَّقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ، قَالَ: والثُّطُطُ والزُّطُطُ الكَواسِجُ. التَّهْذِيبِ: وامرأَة ثَطَّةُ الْحَاجِبَيْنِ لَا يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا مِنْ هوايَ وَلَا شِيمَتي، ... عَرَكرَكةٌ ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ

ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْنِ، ... مُحْرَفةُ السَّاقِ، ظَمْأَى القَدَمْ قَوْلُهُ مُحْرفة أَي مَهْزُولة. وَرَجُلٌ ثَطٌّ، بِالْفَتْحِ، مِنْ قَوْمٍ ثُطَّانٍ وثِطَطةٍ وثِطاطٍ بيِّن الثُّطُوطةِ والثَّطاطةِ، وَهُوَ الْكَوْسَجُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا يُقَالُ فِي الْخَفِيفِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ أَثَطُّ، وإِن كَانَتِ الْعَامَّةُ قَدْ أُولِعَتْ بِهِ، إِنما يُقَالُ ثَطٌّ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: كلِحْيةِ الشيْخِ اليَماني الثَّطِّ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْجَوَالِيقِيِّ قَالَ: رَجُلٌ ثَطٌّ لَا غَيْرُ، وأَنكر أَثَطّ، وأَورد بَيْتَ أَبي النَّجْمِ أَيضاً، قَالَ: وَصَوَابُ إِنشاده كَهامةِ الشَّيْخِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: وجيءَ بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْس فَرَآهُ أَشْغَى ثَطّاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي رُهْمٍ: سأَله النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّنْ تخلَّف مِنْ غِفار فَقَالَ: مَا فَعَلَ النفَرُ الحُمْرُ الثَّطاطُ ؟ هُوَ جَمْعُ ثَطٍّ، وَهُوَ الكوْسَجُ الَّذِي عَرِيَ وجهُه مِنَ الشَّعْرِ إِلَّا طاقاتٍ فِي أَسفل حَنَكِه. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ: مَا فَعَلَ الحمْر النَّطانِطُ ؟ جَمْعُ نَطْناطٍ وَهُوَ الطَّوِيلُ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَ أَبو زَيْدٍ مَرَّةً رَجُلٌ أَثَطُّ، فَقُلْتُ لَهُ: تَقُولُ أَثطّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهَا، وَجَمْعُ الثَّطِّ أَثْطاطٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْكَثِيرُ ثُطٌّ وثُطّانٌ وثِطاطٌ وثِطَطةٌ؛ وَقَدْ ثَطَّ يَثِطُّ ويَثُطُّ ثَطَطاً وثَطاطةً وثُطُوطةً فَهُوَ أَثَطُّ وثَطٌّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْمَصْدَرُ الثَّطَطُ وَالِاسْمُ الثَّطاطةُ والثُّطوطةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَعَمْرِي إِنه فَرْقٌ حَسَنٌ. وامرأَة ثَطّاء لَا إِسْبَ لَهَا يَعْنِي شِعْرةَ رَكَبِها. وَالثَّطَّاءُ: دُوَيْبَّة تَلْسَعُ النَّاسَ، قيل هي العنكبوت. ثعط: الثَّعيطُ: دُقاقُ رَمْل سَيّالٍ تَنْقُلُهُ الرِّيحُ. والثَّعِطُ: اللَّحْمُ المتغيِّرُ، وَقَدْ ثَعِطَ ثَعَطاً، وَكَذَلِكَ الْجِلْدُ إِذا أَنْتَنَ وتقطَّع؛ قَالَ الأَزهري: أَنشدني أَبو بَكْرٍ: يأْكُل لَحْماً بَائِتًا قَدْ ثَعِطا، ... أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكْلَ حَتَّى خَرِطا قَالَ: وخَرِطَ بِهِ إِذا غُصَّ بِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والثَّعَطُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ ثَعِطَ اللحمُ أَي أَنتن، وَكَذَلِكَ الْمَاءُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ومَنْهَلٍ عَلَى غَشَاشٍ [غِشَاشٍ] وفَلَطْ، ... شَرِبْتُ مِنْهُ بَيْنَ كُرْهٍ وثَعَطْ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذا مَذِرَت الْبَيْضَةُ فَهِيَ الثَّعِطةُ. وثَعِطَتْ شفَتُه: وَرِمَتْ وتشَقَّقت؛ وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ هُذَيْلٍ: يُثَعِّطْنَ العَرابَ، وهُنّ سُودٌ، ... إِذا خالَسْنَه فُلُحٌ فِدامُ العَرابُ: ثمَرُ الخَزَم، وَاحِدَتُهُ عَرابةٌ. يُثَعِّطْنَه: يَرْضَخْنَه ويَدْقُقْنَه. فُلُح: جَمْعُ الفَلْحاء الشَّفَةُ. فِدامٌ: هَرِماتٌ. ثلط: الثَّلْطُ: هُوَ سلْح الفِيلِ وَنَحْوُهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذا كَانَ رَقِيقًا. وثلَط الثَّوْرُ والبعيرُ والصبيُّ يَثْلِطُ ثَلْطاً: سَلَح سَلْحاً رَقِيقًا، وَقِيلَ إِذا أَلقاه سهْلًا رَقِيقًا، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا أَلقى بَعره رَقِيقًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ للإِنسان إِذا رقَّ نَجْوُه هُوَ يَثْلِطُ ثَلْطاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فبالَتْ وثَلَطَتْ ؛ الثَّلْطُ: الرَّقِيقُ مِنَ الرَّجِيعِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر مَا يُقَالُ للإِبل وَالْبَقَرِ والفِيَلةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كَانُوا يَبْعَرُون بَعَراً وأَنتم تَثْلِطُون ثَلْطاً أَي كَانُوا يتغوَّطون يَابِسًا كَالْبَعْرِ لأَنهم كَانُوا

فصل الجيم

قَلِيلِي الأَكل وَالْمَآكِلِ وأَنتم تثلِطون رَقِيقًا وَهُوَ إِشارة إِلى كَثْرَةِ الْمَآكِلِ وتَنَوُّعِها. وَيُقَالُ: ثَلَطْتُه ثَلْطاً إِذا رميتَه بالثَّلْطِ ولطَخْتَه بِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا ثَلْطَ حامِضةٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً، ... مِنْ واسِطٍ، وتَرَبَّعَ القُلَّاما ثلمط: الثَّلْمَطةُ: الاسْتِرْخاء، وَطِينٌ ثَلْمَطٌ. ثمط: الثَّمْطُ: الطِّينُ الرَّقِيقُ أَو الْعَجِينُ إِذا أَفْرَط في الرِّقةِ. ثنط: اللَّيْثُ: الثَّنْطُ خُروج الكمأَةِ مِنَ الأَرض والنباتُ إِذا صدَع الأَرضَ وَظَهَرَ، قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ كَانَتِ الأَرض تَمِيدُ فوقَ الْمَاءِ فَثَنطها اللهُ بِالْجِبَالِ فَصَارَتْ لَهَا أَوْتاداً ؛ ابْنُ الأَعرابي: الثنْطُ الشَّقُّ والنَّثْطُ التَّثْقِيلُ؛ وَمِنْهُ خَبَرُ كَعْبٍ: إِن اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا مَدَّ الأَرضَ مادَتْ فثَنَطَها بِالْجِبَالِ أَي شقَّها فَصَارَتْ كالأَوْتادِ لَهَا، ونَثَطها بالآكامِ فَصَارَتْ كالمُثْقِلاتِ لَهَا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَرَّقَ ابْنُ الأَعرابي بَيْنَ الثَّنْط والنَّثْط، فَجَعَلَ الثَّنْطَ شَقّاً، وَجَعَلَ النَّثْطَ إِثْقالًا، قَالَ: وَهُمَا حَرفان غَريبان، قَالَ: وَلَا أَدري أَعربيان أَم دَخِيلَانِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمَا جَاءَ إِلا فِي حَدِيثِ كَعْبٍ، قَالَ: وَيُرْوَى بِالْبَاءِ بَدَلَ النُّونِ مِنَ التَّثْبِيطِ، وَهُوَ التعويق. فصل الجيم جحط: جِحِطْ: زَجْرٌ للغنمِ كجِحِضْ. جحرط: عَجُوزٌ جِحْرِطٌ: هَرِمة. جخرط: عَجُوزٌ جِخْرِطٌ: هَرِمةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والدَّرْدَبِيسُ الجِخْرِطُ الجَلَنْفَعَة وَيُقَالُ: جِحْرِطٌ، بِالْحَاءِ المهملة. جرط: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَرَطُ الغَصَصُ؛ قَالَ نِجَادٌ الخيْبري: لَمّا رأَيتُ الرَّجُلَ العَمَلَّطا، ... يأْكل لَحْمًا بَائِتًا قَدْ ثَعِطا، أَكثرَ مِنْهُ الأَكل حَتَّى جَرِطا جَلَطَ: جَلَطَ رأْسَه يَجْلِطُه إِذا حلَقه. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الصَّحِيحِ: جَلَط الرجلُ يَجْلِطُ إِذا كذَب. والجِلاطُ: المُكاذَبةُ. الْفَرَّاءُ: جلَط سيفَه أَي اسْتَلَّه. جَلْحَطَ: الجِلْحِطاء: الأَرض الَّتِي لَا شَجَرَ فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ الجِلْحِظاء، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الجِلْخِطاء، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالطَّاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الحَزْنُ؛ عَنِ السيرافي. جَلْخَطَ: الجِلْخِطاء: الأَرض الَّتِي لَا شَجَرَ فِيهَا أَو الحَزْن، لُغَةٌ فِي جَلْحَطَ. جَلْفَطَ: التَّهْذِيبُ: الجِلْفاطُ الَّذِي يَسُدُّ دُروزَ السَّفِينَةِ الْجَدِيدَةِ بالخُيوط والخِرَقِ. يُقَالُ: جَلْفَطَه الجِلْفاطُ إِذا سَوّاه وقَيَّرَه. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الَّذِي يُجَلْفِطُ السُّفُنَ فيُدخل بَيْنَ مَسامِير الأَلواح وخُروزها مُشاقةَ الكَتّانِ ويمسَحُه بالزِّفْت والقارِ، وفعله الجَلْفَطةُ. جَلْمَطَ: جَلْمطَ رأْسَه. حلَق شَعْرَهُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، والله أَعلم. فصل الحاء المهملة حبط: الحَبَط مِثْلُ العَرَبِ: مِنْ آثارِ الجُرْحِ. وَقَدْ حَبِطَ حَبَطاً وأَحْبَطَه الضرْبُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ حَبِط الجرحُ حَبَطاً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي عَرِب ونُكس.

ابْنُ سِيدَهْ: والحَبَطُ وَجَعٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فِي بطْنه مِنْ كَلإٍ يَسْتَوْبِلُه، وَقَدْ حَبِطَ حَبَطاً، فَهُوَ حَبِطٌ، وإِبِل حَباطَى وحَبَطةٌ، وحَبِطَت الإِبلُ تَحْبَطُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَبَطُ أَن تأْكل الْمَاشِيَةُ فتُكْثِرَ حتى تَنْتَفِخَ لذلك بطونُها ولا يخرج عنها مَا فِيهَا. وحَبِطتِ الشَّاةُ، بِالْكَسْرِ، حَبَطاً: انْتَفَخَ بَطْنُهَا عَنْ أَكل الذُّرَقِ، وَهُوَ الحَنْدَقُوقُ. الأَزهري: حَبِطَ بطنُه إِذا انْتَفَخَ يحبَطُ حَبَطاً، فَهُوَ حَبِطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُ ، وَذَلِكَ الدَّاء الحُباطُ، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ التَّخَبُّطِ، وَهُوَ الاضْطِرابُ. قَالَ الأَزهريّ: وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِنَّ مِمَّا يُنبِت الربيعُ مَا يقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلمّ ، فإِن أَبا عُبَيْدٍ فَسَّرَ الحَبَطَ وَتَرَكَ مِنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ أَشياء لَا يَستغْني أَهلُ العلمِ عَنْ مَعْرِفتها، فَذَكَرْتُ الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ لأُفَسِّر مِنْهُ كلَّ مَا يحتاجُ مِنْ تَفْسِيرِهِ، فَقَالَ وذَكر سَنَدَهُ إِلى أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: جَلَسَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى المِنْبر وجَلسنا حولَه فَقَالَ: إِني أَخاف عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهرةِ الدُّنْيَا وزِينتِها، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ أَوَيَأْتي الخيرُ بالشرّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأَيْنا أَنه يُنْزَلُ عَلَيْهِ فأَفاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحضاء وَقَالَ: أَين هَذَا السائلُ؟ وكأَنه حَمِدَه؛ فَقَالَ: إِنه لَا يأْتي الخيرُ بِالشَّرِّ، وإِنَّ مِمَّا يُنبِت الربيعُ مَا يَقتل حبَطاً أَو يُلمّ إِلّا آكِلةَ الخَضِر، فإِنها أَكلت حَتَّى إِذا امتلأَت خَاصِرَتَاهَا استَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثُمَّ رتَعَتْ، وإِن هَذَا الْمَالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ، ونِعْم صاحبُ المُسْلمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطى المِسْكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ ؛ أَو كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِنه مَن يأْخذه بِغَيْرِ حَقِّهِ فَهُوَ كَالْآكِلِ الَّذِي لَا يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ الأَزهري: وإِنما تَقَصَّيْتُ رِوَايَةَ هَذَا الْخَبَرِ لأَنه إِذا بُتِرَ اسْتَغْلَقَ مَعْنَاهُ، وَفِيهِ مَثَلَانِ: ضرَب أَحدَهما للمُفْرِط فِي جَمْعِ الدُّنْيَا مَعَ مَنْعِ مَا جمَع مِنْ حَقِّهِ، وَالْمَثَلُ الْآخَرُ ضَرَبَهُ للمُقْتَصِد فِي جمْعِ الْمَالِ وبذْلِه فِي حقِّه، فأَما قَوْلُهُ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِنَّ مِمَّا يُنبت الربيعُ مَا يَقْتُلُ حبَطاً ، فَهُوَ مِثْلُ الحَرِيصِ والمُفْرِط فِي الجمْع والمنْع، وَذَلِكَ أَن الرَّبِيعَ يُنبت أَحْرار الْعُشْبِ الَّتِي تَحْلَوْلِيها الماشيةُ فَتَسْتَكْثِرُ مِنْهَا حَتَّى تَنْتَفِخَ بُطُونُهَا وتَهْلِكَ، كَذَلِكَ الَّذِي يَجْمَعُ الدُّنْيَا ويَحْرِصُ عَلَيْهَا ويَشِحُّ عَلَى مَا جمَع حَتَّى يمنَعَ ذَا الحقِّ حقَّه مِنْهَا يَهْلِكُ فِي الْآخِرَةِ بِدُخُولِ النَّارِ واسْتِيجابِ العذابِ، وأَما مَثَلُ المُقْتَصِد الْمَحْمُودِ فَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا آكِلةَ الخَضِر فإِنها أَكلت حَتَّى إِذا امتلأَتْ خَواصِرُها اسْتَقْبَلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ، وَذَلِكَ أَن الخَضِرَ لَيْسَ مِنْ أَحْرارِ الْبُقُولِ الَّتِي تَسْتَكْثِرُ مِنْهَا الْمَاشِيَةُ فتُهْلِكه أَكلًا، وَلَكِنَّهُ مِنَ الجَنْبةِ الَّتِي تَرْعاها بَعْدَ هَيْجِ العُشْبِ ويُبْسِه، قَالَ: وأَكثر مَا رأَيت الْعَرَبَ يَجْعَلُونَ الخَضِرَ مَا كَانَ أَخْضَرَ مِنَ الحَلِيِّ الَّذِي لَمْ يصفَرّ والماشيةُ تَرْتَعُ مِنْهُ شَيْئًا شَيْئًا وَلَا تَسْتَكْثِرُ مِنْهُ فَلَا تحبَطُ بطونُها عَنْهُ؛ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهُ طرَفةُ فَبَيَّنَ أَنه مِنْ نَبَاتِ الصَّيْفِ فِي قَوْلِهِ: كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا ... أَنْبَتَ الصيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ فالخَضِرُ مِنْ كَلإِ الصيفِ فِي القَيْظِ وَلَيْسَ مِنْ أَحرارِ بُقولِ الرَّبيع، والنَّعَمُ لَا تَسْتَوْبِلُه وَلَا تَحْبَطُ بطونُها عَنْهُ، قَالَ: وبناتُ مَخْرٍ أَيضاً وَهِيَ سحائبُ

يأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ، قَالَ: وأَما الخُضارةُ فَهِيَ مِنَ البُقول الشَّتْوِيّة وَلَيْسَتْ مِنَ الجَنْبة، فَضَرَبَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آكِلةَ الخَضِرِ مَثَلًا لِمَنْ يَقْتَصِد فِي أَخذ الدُّنْيَا وجمْعِها وَلَا يُسْرِفُ فِي قَمِّها «2» والحِرص عَلَيْهَا، وأَنه يَنْجُو مِنْ وَبالِها كَمَا نَجَتْ آكلةُ الخَضِر، أَلا تَرَاهُ قَالَ: فإِنها إِذا أَصابت مِنَ الخَضِر اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فثَلطت وَبَالَتْ؟ وإِذا ثَلَطَتْ فَقَدْ ذَهَبَ حبَطُها، وإِنما تَحْبَطُ الماشيةُ إِذا لَمْ تَثْلِطْ وَلَمْ تَبُلْ وأْتُطِمَت عَلَيْهَا بُطُونُهَا، وَقَوْلُهُ إِلا آكِلَةَ الْخَضِرِ مَعْنَاهُ لكنَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ. وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن هَذَا الْمَالَ خَضِرةٌ حُلْوة، هَاهُنَا النَّاعِمَةُ الغَضّةُ، وحَثَّ عَلَى إِعطاء المِسكين وَالْيَتِيمِ مِنْهُ مَعَ حَلاوتِه ورَغْبةِ النَّاسِ فِيهِ، ليَقِيَه اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وبالَ نَعْمَتِها فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ. والحبَطُ: أَن تأْكل الماشية فتكثر حتى تَنْتَفِخَ لِذَلِكَ بُطُونُهَا وَلَا يخرج عنها ما فيها. ابْنُ سِيدَهْ: والحبَطُ فِي الضَّرْعِ أَهْونُ الورَمِ، وَقِيلَ: الحبَطُ الانْتِفاخُ أَين كَانَ مِنْ دَاءٍ أَو غَيْرِهِ. وحَبِطَ جِلدُه: وَرِمَ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ حَبِطُ القُصَيْرَى إِذا كَانَ مُنْتَفِخَ الْخَاصِرَتَيْنِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: فَلِيق النَّسا حَبِيط المَوْقِفَيْنِ، ... يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعَبِ قَالَ: وَلَا يَقُولُونَ حَبِط الفرسُ حَتَّى يُضِيفُوه إِلى القُصَيْرَى أَو إِلى الخاصِرةِ أَو إِلى المَوْقِفِ لأَن حبَطَه انتفاخُ بطنِه. واحْبَنْطَأَ الرجلُ: انْتَفَخَ بَطْنُهُ. والحَبَنْطَأُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ: الغَلِيظ القَصِير البطِينُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: المُحْبَنْطِئ، مَهْمُوزٌ وَغَيْرُ مَهْمُوزٍ، الممْتَلئ غضَباً، وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ والأَلف وَالْبَاءُ زَوائدُ للإِلحاق، وَقِيلَ: الأَلف للإِلحاق بِسَفَرْجَلٍ. وَرَجُلٌ حَبَنْطًى، بِالتَّنْوِينِ، وحَبَنْطاةٌ ومُحْبَنْطٍ، وَقَدِ احْبَنْطَيْتَ، فإِن حَقَّرْتَ فأَنت بِالْخِيَارِ إِن شِئْتَ حَذَفْتَ النُّونَ وأَبدلت مِنَ الأَلف يَاءً وَقُلْتَ حُبَيْطٍ، بِكَسْرِ الطَّاءِ مُنَوَّنًا لأَن الأَلف لَيْسَتْ للتأْنيث فَيُفْتَحُ مَا قَبْلَهَا كَمَا نَفْتَحُ فِي تَصْغِيرِ حُبْلى وبُشْرى، وإِن بقَّيت النُّونَ وَحَذَفْتَ الأَلف قُلْتَ حُبَيْنِطٌ، وَكَذَلِكَ كُلُّ اسْمٍ فِيهِ زِيَادَتَانِ للإِلحاق فَاحْذِفْ أَيَّتَهما شِئْتَ، وإِن شئتَ أَيضاً عوَّضْتَ مِنَ الْمَحْذُوفِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وإِن شئتَ لَمْ تُعَوِّضْ، فإِن عوَّضت فِي الأَوّل قُلْتَ حُبَيِّطٍ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَالطَّاءِ مَكْسُورَةً، وَقُلْتَ فِي الثَّانِي حُبَيْنِيطٌ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي عَفَرْنى. وامرأَة حَبَنْطاةٌ: قَصِيرَةٌ دَمِيمةٌ عَظيمةُ البطْنِ. والحَبَنْطى: المُمْتلئ غضَباً أَو بِطْنَةً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: رَجُلٌ حَبَنْطًى، مَقْصُورٌ، وحِبَنْطًى، مَكْسُورٌ مَقْصُورٌ، وحَبَنْطأٌ وحَبَنْطَأَةٌ أَي مُمْتلئ غَيْظًا أَو بِطنة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: إِني إِذا أَنْشَدْتُ لَا أَحْبَنْطِي، ... وَلَا أُحِبُّ كَثْرةَ التَّمَطِّي قَالَ وَقَالَ فِي الْمَهْمُوزِ: مَا لَكَ تَرْمِي بالخَنى إِلينا، ... مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً عَلَيْنَا؟ وَقَدْ تَرْجَمَ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى حَبْطَأَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ حبط لأَن الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ لَيْسَتْ بأَصلية، وَقَدِ احْبَنْطَأْت واحْبَنْطَيْت، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الحبَطِ الَّذِي هُوَ الورَمُ، وَلِذَلِكَ حَكَمَ عَلَى نُونِهِ وَهَمْزَتِهِ أَو يَائِهِ أَنهما مُلْحِقتان لَهُ بِبِنَاءِ سَفَرْجل. والمُحْبَنْطِئُ: اللَّازِقُ بالأَرض. وفي الحديث:

_ (2). قوله [قمها] أي جمعها كما بهامش الأصل.

إِن السِّقط ليَظَلُّ مُحْبَنْطِياً عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَسَّرُوهُ مُتَغَضِّباً، وَقِيلَ: المُحْبَنْطِي المُتغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ لِلشَّيْءِ، وَبِالْهَمْزِ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: المُحْبَنْطِئُ، بِالْهَمْزِ وَتَرْكِهِ، المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِئُ لِلشَّيْءِ، وَقِيلَ: هُوَ الممتنِعُ امتِناعَ طلَبٍ لَا امْتِنَاعَ إِباء. يُقَالُ: احبنطأْت واحْبَنْطَيْت، وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ زَوَائِدُ للإِلحاق. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ المُحْبَنطِي، بِغَيْرِ هَمْزٍ، المتغضِّبُ، وَبِالْهَمْزِ الْمُنْتَفِخُ. وحَبِطَ حبْطاً وحُبوطاً: عَمِلَ عَملًا ثُمَّ أَفْسَدَه، وَاللَّهُ أَحْبَطه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ* . الأَزهري: إِذا عَمِلَ الرَّجُلُ عَمَلًا ثُمَّ أَفْسَدَه قِيلَ حَبِطَ عَمَلُه، وأَحْبَطَه صاحبُه، وأَحْبَطَ اللَّهُ أَعمالَ مَنْ يُشْرِكُ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ حَبِطَ عملُه يَحْبَطُ حبْطاً وحُبُوطاً، فَهُوَ حَبْطٌ، بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَطَلَ ثَوَابُهُ وأَحبطه اللَّهُ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه حَكَى عَنْ أَعرابي قرأَ: فَقَدْ حبَط عملُه، بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَقَالَ: يَحْبِطُ حُبوطاً، قَالَ الأَزهري، وَلَمْ أَسمع هَذَا لِغَيْرِهِ، وَالْقِرَاءَةُ: فَقَدْ حَبِط عملُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحْبَط اللَّهُ عَمَلَهُ أَي أَبْطَلَه، قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَحْبَطه غيرُه، قَالَ: وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ حَبِطَت الدابةُ حبَطاً، بِالتَّحْرِيكِ، إِذا أَصابت مَرْعًى طيِّباً فأَفرطت فِي الأَكل حَتَّى تَنْتَفِخَ فَتَمُوتَ. والحَبَطُ والحَبِطُ: الحرث بْنُ مازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَميم، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ فِي سَفَرٍ فأَصابه مِثْلُ الحَبَط الَّذِي يصيبُ الْمَاشِيَةَ فنَسَبُوا إِلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن بَطْنَهُ وَرِمَ مِنْ شَيْءٍ أَكله، والحَبِطاتُ والحَبَطاتُ: أَبناؤه عَلَى جِهَةِ النسَب، والنِّسْبة إِليهم حَبَطِيٌّ، وَهُمْ مِنْ تَمِيمٍ، وَالْقِيَاسُ الْكَسْرُ؛ وَقِيلَ: الحَبِطاتُ الحرثُ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَميم والعَنْبَرُ بْنُ عَمْرٍو والقُلَيْبُ بْنُ عَمْرٍو ومازِنُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَقِيَ دَغْفَلٌ رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنت؟ قَالَ: مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: إِنما عَمْرٌو عُقابٌ جاثِمةٌ، فَالْحَبِطَاتُ عُنُقُها، والقُلَيْبُ رأْسها، وأُسَيِّدٌ والهُجَيْمُ جَناحاها، والعَنْبَرُ جِثْوتُها وجَثوتُها، ومازنٌ مِخْلَبُها، وكَعْب ذَنَبُهَا، يَعْنِي بِالْجَثْوَةِ بَدَنَهَا ورأْسها. الأَزهري: اللَّيْثُ الحَبِطاتُ حَيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْهُمُ المِسْوَرُ بْنُ عِبَادٍ الحَبَطِيُّ، يُقَالُ: فُلَانٌ الْحَبَطِيُّ، قَالَ: وإِذا نَسَبُوا إِلى الحَبِطِ قَالُوا حَبَطِيٌّ، وإِلى سَلِمةَ سَلَمِيّ، وإِلى شَقِرةَ شَقَرِيٌّ، وَذَلِكَ أَنهم كَرِهُوا كَثْرَةَ الْكَسْرَاتِ فَفَتَحُوا؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَرى حَبْط العَمل وبُطْلانه مأْخوذاً إِلا مِنْ حبَط الْبَطْنِ لأَن صَاحِبَ الْبَطْنِ يَهْلِكُ، وَكَذَلِكَ عملُ الْمُنَافِقِ يَحْبَطُ، غَيْرَ أَنهم سَكَّنُوا الْبَاءَ مِنْ قَوْلِهِمْ حَبِطَ عَمَلُهُ يَحْبَطُ حبْطاً، وَحَرَّكُوهَا مِنْ حَبِطَ بَطْنُهُ يَحْبَطُ حَبَطاً، كَذَلِكَ أُثبت لَنَا؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: حَبِطَ دَمُ الْقَتِيلِ يَحْبَطُ حَبْطاً إِذا هُدِرَ. وحَبِطَتِ الْبِئْرُ حبْطاً إِذا ذَهَبَ ماؤُها. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِحْباطُ أَن تُذْهِب مَاءَ الرَّكِيَّةِ فَلَا يَعُودُ كَمَا كان. حثط: الأَزهري: قَالَ أَبو يُوسُفَ السِّجْزِيُّ: الحَثَطُ كالغُدّةِ أَتى بِهِ فِي وَصْفِ مَا فِي بُطونِ الشَّاءِ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. حشط: الأَزهري خَاصَّةً عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَشْطُ الكَشْطُ. حطط: الحَطُّ: الوَضْعُ، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ. والحَطُّ: وضْع الأَحْمالِ عَنِ الدَّوابِّ،

تَقُولُ: حَطَطْتُ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِذا حَطَطْتُمُ الرِّحالَ فشُدُّوا السُّروجَ أَي إِذا قَضَيْتُمُ الحَجَّ وحَطَطْتُم رِحالَكم عَنِ الإِبل، وَهِيَ الأَكْوارُ والمَتاع، فشُدُّوا السُّروج عَلَى الْخَيْلِ للغَزْو. وحَطّ الحِمْلَ عَنِ الْبَعِيرِ يحُطُّه حَطّاً: أَنزله. وكلُّ مَا أَنزله عَنْ ظَهْرٍ، فَقَدْ حَطَّهُ. الْجَوْهَرِيُّ: حَطَّ الرحلَ والسرْجَ والقوْسَ وحَطَّ أَي نزَل. والمَحَطُّ: المَنْزِلُ. والمِحَطُّ: مِنَ الأَدواتِ، وَقَالَ فِي مَكَانٍ آخَر: مِنْ أَدوات النَّطَّاعِينَ الَّذِينَ يُجَلِّدون الدَّفاتر حَدِيدَةٌ مَعْطُوفَةُ الطرَف، وأَدِيم مَحْطُوطٌ؛ وأَنشد: تُبِينُ وتُبْدي عَنْ عُروقٍ، كأَنَّها ... أَعِنّةُ خَرَّازٍ تُحَطُّ وتُبْشَرُ وحطَّ اللهُ عَنْهُ وِزْرَه، فِي الدُّعَاءِ: وضَعَه، مَثَلٌ بِذَلِكَ، أَي خفَّفَ اللَّهُ عَنْ ظَهْرِكَ مَا أَثْقَلَه مِنَ الوِزْر. يُقَالُ: حَطَّ اللَّهُ عَنْكَ وِزْرَكَ وَلَا أَنْقَضَ ظهرَك. واستحَطَّه وِزْرَه: سأَله أَن يَحُطَّه عَنْهُ، وَالِاسْمُ الحِطَّةُ. وَحُكِيَ أَنَّ بَنِي إِسرائيل إِنما قِيلَ لَهُمْ: وَقُولُوا حِطَّة، ليَسْتَحِطُّوا بِذَلِكَ أَوْزارَهم فتُحَطَّ عَنْهُمْ. وسأَله الحِطِّيطى أَي الحِطَّة. قَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُولُوا حِطَّةٌ* ، قَالَ: مَعْنَاهُ قُولُوا مسأَلتُنا حِطَّة أَي حطُّ ذُنُوبَنَا عَنَّا، وَكَذَلِكَ الْقِرَاءَةُ، وَارْتَفَعَتْ عَلَى مَعْنَى مَسْأَلتُنا حِطَّة أَو أَمْرُنا حِطَّةٌ، قَالَ: وَلَوْ قُرِئَتْ حِطَّةً كَانَ وَجْهًا فِي الْعَرَبِيَّةِ كأَنه قِيلَ لَهُمْ: قُولُوا احْطُطْ عَنَّا ذنوبَنا حِطّةً، فحرَّفوا هَذَا الْقَوْلَ وَقَالُوا لَفْظَةً غَيْرَ هَذِهِ اللَّفْظَةِ الَّتِي أُمِروا بِهَا، وَجُمْلَةُ مَا قَالُوا أَنه أَمر عَظِيمٌ سَمَّاهُمُ اللَّهُ بِهِ فاسقِينَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُولُوا حِطَّةٌ* ، يُقَالُ، وَاللَّهُ أَعلم: قُولُوا مَا أُمرتم بِهِ حطةٌ أَي هِيَ حِطَّةٌ، فخالَفُوا إِلى كَلَامٍ بالنَّبَطِيَّةِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ. وَرَوَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً*، قَالَ: رُكَّعاً، وَقُولُوا حِطَّةٌ* مَغْفِرَةٌ، قَالُوا: حِنْطةٌ وَدَخَلُوا عَلَى أَسْتاهِهم، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَن بَنِي إِسرائيل حِينَ قِيلَ لَهُمْ قُولُوا حِطَّةٌ إِنما قِيلَ لَهُمْ كَيْ يسْتَحِطُّوا بِهَا أَوزارهم فتُحَطّ عَنْهُمْ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ لَهُمْ قُولُوا حِطَّةٌ فَقَالُوا حِنْطَةٌ شَمَقَايَا أَي حِنْطَةٌ جَيِّدَةٌ، قَالَ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ حِطَّةٌ* أَي كَلِمَةٌ تَحُطُّ عَنْكُمْ خَطَايَاكُمْ وَهِيَ: لَا إِله إِلَّا اللَّهُ. وَيُقَالُ: هِيَ كَلِمَةٌ أُمر بِهَا بَنُو إِسرائيل لَوْ قَالُوهَا لحُطَّت أَوزارهم. وحَطَّه أَي حَدَرَه. وفي الْحَدِيثِ: مَنِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ ببَلاء فِي جَسَده فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ أَي تُحَطُّ عَنْهُ خَطَايَاهُ وذنوبُه، وَهِيَ فِعْلةٌ مِنْ حَطَّ الشيءَ يَحُطُّه إِذا أَنزله وأَلقاه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الصَّلَاةَ تُسَمَّى فِي التَّوْرَاةِ حَطُوطاً. وحَطّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطّاً وحُطوطاً: رَخُصَ، وَكَذَلِكَ انْحَطَّ حُطوطاً وَكَسَرَ وَانْكَسَرَ، يُرِيدُ فَتَر. وَقَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَيُقَالُ سِعْر مَقْطُوط وَقَدْ قَطّ السِّعْرُ وقُطّ السِّعْرُ وقَطّ اللهُ السِّعْر، وَلَمْ يَزِدْ هَاهُنَا على هذا اللفظ. والحَطاطةُ والحُطائطُ والحَطِيطُ: الصَّغِيرُ وَهُوَ مِنْ هَذَا لأَن الصَّغِيرَ مَحْطُوط؛ أَنشد قُطْرُبٌ: إِنّ حِرِي حُطائطٌ بُطائط، ... كأَثَر الظَّبْيِ بجَنْبِ الْغَائِطِ بُطائطٌ إِتباع؛ وَقَالَ مَلِيحٌ: بكلِّ حَطِيطِ الكَعْبِ، دُرْمٌ حُجولُه، ... تَرَى الحَجْلَ مِنْهُ غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ

وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ. أَبو عَمْرٍو: الحُطائطُ الصَّغِيرُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ وأَنشد: والشَّيْخُ مِثْل النَّسْر والحُطائطِ، ... والنِّسْوةِ الأَرامِل المَثالِطِ قَالَ الأَزهري: وَتَقُولُ صِبْيان الأَعراب فِي أَحاجِيهم: مَا حُطائطٌ بُطائط تَمِيسُ تَحْتَ الْحَائِطِ؟ يَعْنُونَ الذّرةَ. والحَطاطُ: شِدّةُ العَدْوِ. والكَعْبُ الحَطِيطُ: الأَدْرَمُ. والحِطَّانُ: التَّيْسُ. وحطّانُ: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. والحُطائطة: بَثْرةٌ صَغِيرَةٌ حَمْرَاءُ. وَجَارِيَةٌ مَحْطُوطةُ المَتْنَيْن: ممدودَتُهما، وَقَالَ الأَزهري: مَمْدُودَةٌ حسنَة مُسْتَوِيَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غيرُ مُفاضةٍ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْقُطَامِيِّ: بيْضاء مَحْطوطةُ المَتْنَيْنِ بَهْكَنةٌ، ... رَيّا الرّوادِفِ، لَمْ تُمْغِلْ بأَوْلادِ وأَلْيةٌ مَحْطوطةٌ: لَا مَأْكَمةَ لَهَا. والحَطُوطُ: الأَكَمةُ الصَّعْبةُ الانْحِدار. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْحَطُوطُ الأَكَمةُ الصَّعْبَةُ، فَلَمْ يَذْكُرِ ارْتِفَاعًا وَلَا انْحِدَارًا. والحَطُّ: الحَدْرُ مِنْ عُلْو، حطَّه يَحُطُّه حَطّاً فانْحَطَّ؛ وأَنشد: كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ قَالَ الأَزهري: والفِعْل اللَّازِمُ الِانْحِطَاطُ. وَيُقَالُ للهَبُوط: حَطُوطٌ. والمُنْحَطُّ مِنَ المَناكِب: المُسْتَفِلُ الَّذِي لَيْسَ بمُرْتَفِعٍ وَلَا مُسْتَقِلٍّ وَهُوَ أَحسنها. والحَطاطةُ: بَثْرة تَخْرُجُ بِالْوَجْهِ صَغِيرَةٌ تُقَيِّحُ وَلَا تُقَرِّحُ، وَالْجَمْعُ حَطاطٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: ووجْهٍ قَدْ رأَيْت، أُمَيْمَ، صافٍ، ... أَسِيلٍ غيرِ جَهْمٍ ذِي حَطاطِ وَقَدْ حَطَّ وجهُه وأَحَطَّ، وَرُبَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِمَنْ سَمِنَ وجهُه وتَهَيَّجَ. والحَطاطةُ: الجاريةُ الصَّغِيرَةُ، تشبَّه بِذَلِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: الحَطاطُ البَثْر، الْوَاحِدَةُ حَطاطةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لِزِيَادٍ الطَّمّاحِيِّ: قامَ إِلى عَذْراء فِي الغُطاطِ، ... يَمْشِي بِمِثْلِ قَائِمِ الفُسْطاطِ، بمُكْفَهِرِّ اللونِ ذِي حَطاطِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو بمُكْرَهِفِّ الحُوقِ أَي بمُشْرفه؛ وَبَعْدَهُ: هامَتُه مِثْلُ الفَنِيقِ السّاطِي، ... نِيطَ بحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ فَبَكَّها مُوَثَّقُ النِّياطِ، ... ذُو قوّةٍ، لَيْسَ بِذِي وباطِ فداكَها دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ، ... لَيْسَ كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وَقَامَ عَنْهَا، وَهُوَ ذُو نَشاطِ، ... ولُيّنَتْ مِنْ شِدّةِ الخِلاطِ قَدْ أَسْبَطَتْ وأَيّما إِسْباطِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: ثُمَّ طَعَنْت فِي الجَمِيش الأَصْفَرِ ... بِذِي حَطاطٍ، مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ وَالْوَاحِدَةُ حَطاطةٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَتْ فِي الْوَجْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ:

ووجْهٍ قَدْ جَلَوْت، أُمَيْمَ، صافٍ، ... كَقَرْنِ الشمسِ لَيْسَ بِذِي حَطاطِ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَجرب الْعَيْنِ الَّذِي تَبْثُر عينُه وَيَلْزَمُهَا الحَطاطُ، وهو الظَّبْظابُ والحُدْحُدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَطاط، بِالْفَتْحِ، مِثْلُ البَثْر فِي بَاطِنِ الحُوق، وَقِيلَ: حَطاطُ الكَمَرة حُروفُها. وحَطّ البعيرُ حِطاطاً وانْحَطَّ: اعْتَمَدَ فِي الزِّمامِ عَلَى أَحد شِقّيْه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: برَأْسٍ إِذا اشتدَّتْ شَكِيمةُ وجْهِه، ... أَسَرَّ حِطاطاً، ثُمَّ لانَ فبَغّلا وَقَالَ الشَّمَّاخُ: وإِن ضُرِبَتْ عَلَى العِلَّات، حَطّتْ ... إِليكَ حِطاطَ هادِيةٍ شَنُونِ العِلَّاتُ: الأَعْداء، والهادِيةُ: الأَتانُ الوَحْشِيّةُ الْمُتَقَدِّمَةُ فِي سَيْرِهَا، والشَّنُونُ: الَّتِي بَيْنَ السمينةِ والمَهْزُولة. ونَجِيبةٌ مُنْحَطّةٌ فِي سَيْرِهَا وحَطُوطٌ. الأَصمعي: الحَطُّ الِاعْتِمَادُ عَلَى السِّيَرِ، والحَطُوطُ النَّجِيبةُ السَّرِيعَةُ، وَنَاقَةٌ حَطُوطٌ، وَقَدْ حَطَّتْ فِي سَيْرِهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فَمَا وخَدَتْ بمِثْلِكَ ذاتُ غَرْبٍ، ... حَطُوطٌ فِي الزِّمامِ، وَلَا لَجُونُ وَيُرْوَى: فِي الزِّماعِ، وَقَالَ الأَعشى: فَلَا لَعَمْرُ الَّذِي حَطَّتْ مَناسِمُها ... تَخْدِي، وسِيقَ إِليها الباقِرُ العَتِلُ «3» حَطَّتْ فِي سيْرِها وانْحَطَّتْ أَي اعْتمدتْ، يُقَالُ ذَلِكَ للنَّجِيبةِ السَّريعةِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: انْحَطَّتِ الناقةُ فِي سَيْرِهَا أَي أَسرَعتْ. وَتَقُولُ: اسْتَحَطَّني فُلَانٌ مِنَ الثَّمَنِ شَيْئًا، والحَطِيطةُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الثَّمَنِ. والحَطاطُ: زُبْدُ اللَّبَن. وحُطَّ البعيرُ وحُطّ عَنْهُ إِذا طَنِيَ فالتَزَقَتْ رئتُه بجَنْبِه فحطَّ الرَّحْلَ عَنْ جَنْبِه بساعِدِه دَلْكاً حِيالَ الطَّنَى حَتَّى يَنْفَصِلَ عَنِ الجَنْبِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حُطَّ البعيرُ الطَّنِيُّ وَهُوَ الَّذِي لَزِقَتْ رِئَتُهُ بِجَنْبِهِ، وَذَلِكَ أَن يُضْجَعَ عَلَى جَنْبِهِ ثُمَّ يُؤْخَذُ وَتِد فيُمَرَّ عَلَى أَضْلاعِه إِمْراراً لَا يُحْرِقُ. الأَزهري: أَبو عَمْرٍو حَطَّ وحَتَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: جَلَسَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى غُصْن شَجَرَةٍ يابسةٍ فَقَالَ بِيَدِهِ فحَطَّ ورَقها ؛ مَعْنَاهُ فحَتَّ ورَقها أَي نَثَره. والحَطِيطةُ: مَا يُحَطُّ مِنْ جُمْلَةِ الْحِسَابِ فيَنْقُصُ مِنْهُ، اسمٌ من الحَطِّ، تجمع حَطائطَ. يُقَالُ: حَطَّ عَنْهُ حَطِيطةً وَافِيَةٌ. والحُطُطُ: الأَبدان النَّاعِمَةُ. والحُطُطُ أَيضاً: مَراتِبُ السِّفَلِ، واحِدَتُها حِطَّةٌ، والحِطَّةُ: نُقْصانُ المَرْتَبة. وحَطّ الجِلدَ بالمِحَطِّ يَحُطُّه حَطّاً: سَطَرَه وصقَله ونقَشَه. والمِحَطُّ والمِحَطَّةُ: حَدِيدَةٌ أَو خَشَبَةٌ يُصْقَلُ بِهَا الْجِلْدُ حَتَّى يَلِينَ ويَبْرُقَ. والمِحَطُّ، بِالْكَسْرِ: الَّذِي يُوشَمُ بِهِ، وَيُقَالُ: هُوَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الخَرّازِين يَنْقُشون بِهَا الأَدِيمَ؛ قَالَ النَّمر بْنُ تَوْلب: كأَنَّ مِحَطّاً فِي يَدَيْ حارِثِيّةٍ ... صَناعٍ، عَلَتْ مِني بِهِ الجِلْدَ مِن عَل وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ سُبَيْعةَ الأَسلمية: فحَطَّت إِلى الشَّابِّ أَي مالَتْ إِليه وَنَزَلَتْ بِقَلْبِهَا نَحْوَهُ.

_ (3). هكذا ورد هذا البيت في رواية أَبي عبيدة، وهو في قصيدة الأَعشى مَرويّ على هذه الصورة: إِنِّي لَعمر الَّذِي خَطَتْ مناسمُها ... له، وسِيقَ إِليهِ الباقِرُ الغُيُلُ

والحُطاطُ: الرَّائِحَةُ الخَبيثةُ، وحَطْحَطَ فِي مَشْيِهِ وَعَمَلِهِ: أَسرع. ويَحْطُوط: وادٍ مَعْروف. وعِمْرانُ بْنُ حِطّانَ، بِكَسْرِ الْحَاءِ، وهو فِعْلانُ. وحُطائِطُ بْنُ يَعْفُرَ أَخو الأَسْودِ بن يعفُرَ. حطمط: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو الحِطْمِطُ الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، صبيٌّ حِطْمِطٌ؛ وأَنشد لرِبْعِيٍّ الزُّبَيْرِيِّ: إِذا هَنِيَّ حِطْمِطٌ مِثلُ الوَزَغْ، ... يضْرِبُ مِنْهُ رأْسه حتى انْثَلَغْ حطنط: الأَزهري: حَطَنْطَى يُعَيَّرُ بِهَا الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الحُمْقِ. حقط: الحَيْقَطُ والحَيْقُطانُ: ذَكَرُ الدُّرَّاج؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مِنَ الهُوذِ كَدْراء السَّراةِ، وبَطْنُها ... خَصِيفٌ كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ المُسَيَّحُ: المُخَطَّطُ، والخَصِيفُ: لَوْنٌ أَبيض وأَسود كَلَوْنِ الرَّماد، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَمْ يَفْتَحْ أَحد قَافَ الحَيْقطان إِلا ابْنُ دُرَيْدٍ، وَسَائِرُ النَّاسِ الحَيْقُطانُ، والأُنثى حَيْقُطانةٌ. والحَقَطُ: خِفَّةُ الْجِسْمِ وَكَثْرَةُ الْحَرَكَةِ، والحَقْطةُ: المرأَة الخَفيفة الجسم النَّزِقةُ. حلط: حَلَطَ حَلْطاً وأَحْلَطَ واحْتَلَطَ: حَلَفَ ولَجَّ وغَضِبَ وَاجْتَهَدَ. الْجَوْهَرِيُّ: أَحْلَطَ الرجلُ فِي الْيَمِينِ إِذا اجْتَهَدَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وكُنّا وهُمْ كابْنيْ سُباتٍ تَفَرَّقا ... سِوًى، ثُمَّ كَانَا مُنْجِداً وتِهامِيا فأَلقَى التِّهامي مِنْهُمَا بلَطاتِه، ... وأَحْلطَ هَذَا: لَا أَعُودُ ورائِيا «1» لَطاتُه: ثِقَلُه؛ يَقُولُ: إِذا كَانَتْ هَذِهِ حالَهما فَلَا يَجْتَمِعَانِ أَبداً. والسباتُ: الدَّهْرُ. الأَزهري: قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ ابْنِ أَحمر وأَحْلَط هَذَا أَي أَقام، قَالَ: وَيَجُوزُ حَلَفَ. قَالَ الأَزهري: والاحْتِلاطُ الاجتهادُ فِي مَحْلٍ ولَجاجةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الاحْتِلاطُ الغضَب والضجَر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: إِنما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كشاتَيْنِ بَيْنَ غَنَمَينِ فاحْتلَط عُبَيْدٌ وغَضِب. وَفِي كَلَامِ عَلْقَمةَ بْنِ عُلاثة: إِن أَوَّل العِيِّ الاحْتِلاطُ وأَسْوَأ القوْلِ الإِفْراطُ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ حَلَطَ فِي الْخَيْرِ وخَلَطَ فِي الشَّرِّ. ابْنُ سِيدَهْ: وحَلِطَ عليَّ حَلَطاً واحْتَلَطَ غَضِب، وأَحْلَطَه هُوَ أَغضَبه. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَلْطُ الغَضَبُ مِنَ الحَلْطِ القسَمِ. والحَلْطُ: الإِقامة بِالْمَكَانِ، قَالَ: والحِلاطُ الغَضَب الشَّدِيدُ، قَالَ: وَقَالَ فِي موضعٍ الحُلُطُ المُقْسِمون عَلَى الشَّيْءِ، والحُلُط المُقِيمون فِي الْمَكَانِ، والحُلُطُ الغَضابَى مِنَ النَّاسِ، والحُلُط الْهَائِمُونَ فِي الصَّحارِي عِشقاً. ابْنُ سِيدَهْ: وأَحْلَطَ الرَّجُلُ نَزَلَ بِدَارِ مَهْلكةٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: حَلَط فُلَانٌ، بِغَيْرِ أَلف، وأَحْلَط بِالْمَكَانِ أَقام. وأَحْلَط الرجلُ البعيرَ: أَدخل قَضِيبَهُ فِي حَياءِ النَّاقَةِ، وَالْمَعْرُوفُ بالخاء معجمة. حلبط: شَمِرٌ: يُقَالُ هَذِهِ الحُلَبِطةُ وَهِيَ الْمِائَةُ مِنَ الإِبل إِلى مَا بَلَغَتْ. حمط: حَمَطَ الشيءَ يَحْمِطُه حَمْطاً: قشَره، وَهَذَا فِعْلٌ مماتٌ. والحَماطةُ: حُرْقةٌ وخُشونةٌ يجدُها

_ (1). قوله [لا أَعود ورائيا] في الأَصل بإزاء البيت: لا أريم مكانيا انتهى. وهي رواية الجوهري.

الرَّجُلُ فِي حَلْقِه. وحَماطةُ الْقَلْبِ: سَوادُه؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ليتَ الغُرابَ، رَمى حَماطَةَ قَلْبِه ... عَمْرٌو بأسْهُمِه، الَّتِي لَمْ تُلْغَبِ وَقَوْلُهُمْ أَصَبْتُ حَماطةَ قلبِه أَي حَبَّةَ قَلبِه. الأَزهري: يُقَالُ إِذا ضَرَبْتَ فأَوْجِع وَلَا تُحَمِّطْ فإِن التَّحْميطَ لَيْسَ بِشَيْءٍ؛ يَقُولُ: بالِغْ. والتحْمِيطُ: أَن يُضْرَبَ الرجلُ فيقولَ مَا أَوْجَعني ضرْبُه أَي لَمْ يُبالِغْ. الأَزهري: الحَماطُ مِنْ ثَمَر الْيَمَنِ مَعْرُوفٌ عِنْدَهُمْ يُؤكل، قَالَ: وَهُوَ يُشْبِهُ التِّين، قَالَ: وَقِيلَ إِنه مِثْلُ فِرْسِكِ الخَوْخِ. ابْنُ سِيدَهْ: الحَماطُ شَجَرُ التِّينِ الجبليِّ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني بَعْضُ الأَعراب أَنه فِي مِثْلِ نَبَاتِ التِّينِ غَيْرَ أَنه أَصغر وَرَقًا وَلَهُ تِينٌ كَثِيرٌ صِغَارٌ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ: أَسود وأَملح وأَصفر، وَهُوَ شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ يُحْرِقُ الْفَمَ إِذا كَانَ رَطْبًا ويَعْقِرُه، فإِذا جَفَّ ذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ، وَهُوَ يُدَّخَر، وَلَهُ إِذا جَفَّ مَتانةٌ وعُلوكة، والإِبل وَالْغَنَمُ تَرْعَاهُ وتأْكل نَبْتَه؛ وَقَالَ مُرَّةُ: الحَماط التِّينُ الْجَبَلِيُّ. والحَماطُ: شَجَرٌ مِنْ نَبَاتِ جِبَالِ السَّراةِ، وَقِيلَ: هُوَ الأَفانَى إِذا يَبِسَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِثْلُ الصِّلِّيانِ إِلا أَنه خَشِنُ المَسِّ، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا حَماطةٌ. أَبو عَمْرٍو: إِذا يَبِسَ الأَفانَى فَهُوَ الْحَمَاطُ. قَالَ الأَزهري: الحَماطةُ عِنْدَ الْعَرَبِ هِيَ الحَلَمةُ وَهِيَ مِنَ الجَنْبةِ، وأَما الأَفانَى فَهُوَ مِنَ العُشْب الَّذِي يَتناثَر. الْجَوْهَرِيُّ: الحَماطُ يَبِيسُ الأَفانَى تأْلفه الْحَيَّاتُ. يُقَالُ: شيطانُ حَماط كَمَا يُقَالُ ذئبُ غَضاً وتَيْسُ حُلَّبٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ وَقَدْ شَبَّهَ المرأَة بحَيَّةٍ لَهُ عُرْف: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، ... كمِثْل شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ الْوَاحِدَةُ حَماطة. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ لجِنْسٍ مِنَ الحيّاتِ شيطانُ الحَماط، وَقِيلَ: الْحَمَاطَةُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ شَجَرٌ عِظامٌ تَنْبُتُ فِي بِلَادِهِمْ تأْلفها الْحَيَّاتُ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: كأَمْثالِ العِصِيِّ مِنَ الحَماطِ والحَماطُ: تِبْنُ الذُّرة خَاصَّةً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والحَمَطِيطُ: نَبْتٌ كالحَماطِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ، وَجَمْعُهُ الحَماطِيطُ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الحَمْطَ بِمَعْنَى القَشْر لِغَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَلَا الحَمَطيِطَ فِي بَابِ النَّبَاتِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وحَماطانُ: شَجَرٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: يَا دارَ سَلْمَى بحَماطانَ اسْلَمِي والحِمْطاطُ والحُمْطُوطُ: دُوَيْبَّة فِي الْعُشْبِ مَنْقُوشَةٌ بأَلوان شَتَّى، وَقِيلَ: الحَماطِيطُ الْحَيَّاتُ؛ الأَزهري: وأَما قَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ فِي تَشْبِيهِهِ وَشْيَ الحُلَل بِالْحَمَاطِيطِ: كأَنما لونُها، والصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ ... قَبْلَ الغَزالةِ، أَلْوانُ الحماطِيطِ فإِنَّ أَبا سَعِيدٍ قَالَ: الحَماطِيطُ جَمْعُ حَمَطيطٍ وَهِيَ دُودَةٌ تَكُونُ فِي الْبَقْلِ أَيام الرَّبِيعِ مُفَصَّلَةٌ بِحُمْرَةٍ يُشَبَّهُ بِهَا تَفْصِيلُ البَنانِ بالحِنّاء، شبَّه المُتَلَمِّسُ وَشْيَ الْحُلَلِ بأَلوان الحَماطِيط. وحَماط: مَوْضِعٌ ذَكَرَهُ ذُو الرُّمَّةِ فِي شِعْرِهِ: فَلَمَّا لَحِقْنا بالحُمولِ، وَقَدْ عَلَتْ ... حَماطَ وحرْباء الضُّحَى مُتَشاوِسُ «1»

_ (1). قوله [بالحمول] في شرح القاموس بالحدوج، وقوله [وحرباء] كذا هو في الأَصل وشرح القاموس بالحاء، والذي في معجم ياقوت: وجرباء بالجيم.

الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه ذَكَرَ عَنْ كَعْبٍ أَنه قَالَ: أَسماء النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْكُتُبِ السَّالِفةِ مُحَمَّدٌ وأَحمد والمتوَكِّلُ والمُختارُ وحِمْياطا، وَمَعْنَاهُ حَامِي الحُرَم، وفارِقْلِيطا أَي يَفْرُقُ بَيْنَ الحقِّ وَالْبَاطِلِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو عَمْرٍو سأَلت بَعْضَ مَنْ أَسلم مِنَ الْيَهُودِ عَنْ حِمْياطا، فَقَالَ: مَعْنَاهُ يحْمي الحُرَمَ وَيَمْنَعُ مِنَ الْحَرَامِ ويُوطِئ الحَلال. حمطط: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: الحَمَطِيطُ دُوَيْبَّةٌ، وَجَمْعُهَا الحَماطِيطُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الحُمْطُوطُ. حنط: الحِنْطةُ: البُرُّ، وَجَمْعُهَا حِنَطٌ. والحَنّاطُ: بائعُ الحِنْطةِ، والحِناطةُ حِرْفَته. الأَزهري: رَجُلٌ حانِطٌ كَثِيرُ الحِنْطةِ، وإِنه لَحانِطُ الصُّرَّةِ أَي عَظِيمُهَا، يَعْنُونَ صُرَّةَ الدَّرَاهِمِ. الأَزهري: وَيُقَالُ حَنَطَ ونَحَطَ إِذا زَفَرَ؛ وَقَالَ الزَّفَيانُ: وانْجَدَلَ المِسْحَلُ يَكْبُو حانِطا كَبا إِذا رَبا حانِطاً، أَراد ناحِطاً يَزْفِرُ فقَلَبَه. وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ النَّبْل الَّذِي يُرْمى بِهِ: حَنْطاً. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ حانِطٌ إِليّ ومُسْتَحْنِطٌ إِليّ ومُسْتَقْدِمٌ إِليّ ونابِلٌ إِليّ ومُسْتَنْبِلٌ إِليّ إِذا كَانَ مَائِلًا عَلَيْهِ مَيْلَ عَداوةٍ. وَيُقَالُ للبَقْل الَّذِي بَلَغَ أَن يُحْصَد: حانِطٌ. وحَنَطَ الزَّرْعُ والنبْتُ وأَحْنَطَ وأَجَزَّ وأَشْرَى: حانَ أَن يُحْصَد. وَقَوْمٌ حانِطون عَلَى النسَب. والحِنْطِيُّ: الَّذِي يأْكل الحِنْطةَ؛ قَالَ: والحِنطِئُ الحِنْطِيُّ يُمْنَحُ ... بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ الحِنْطِئُ: القصيرُ. وحَنِطَ الرِّمْثُ وحَنَطَ وأَحْنَطَ: ابْيَضَّ وأَدْرَك وَخَرَجَتْ فِيهِ ثَمَرة غَبْرَاءُ فَبَدَا عَلَى قُلَلِهِ أَمثالُ قِطَعِ الغِراء. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَحْنَطَ الشجرُ والعُشب وحَنَطَ يَحْنُطُ حُنوطاً أَدرك ثَمَره. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَوْرَسَ الرِّمْثُ وأَحْنَطَ، قَالَ: وَمِثْلُهُ خَضَبَ العَرْفَجُ. وَيُقَالُ لِلرَّمْثِ أَوَّل مَا يَتَفطَّر لِيَخْرُجَ وَرَقُهُ: قَدْ أَقْمَل، فإِذا ازْدَادَ قَلِيلًا قِيلَ: قَدْ أَدْبَى، فإِذا ظَهَرَتْ خُضرته قِيلَ: بَقَلَ، فإِذا ابيضَّ وأَدرك قِيلَ: حَنِطَ وحَنَطَ. قَالَ: وَقَالَ شَمِرٌ يُقَالُ أَحْنَطَ فَهُوَ حانِطٌ ومُحْنِطٌ وإِنه لَحَسَنُ الحانِطِ، قَالَ: والحانِطُ والوارِسُ وَاحِدٌ؛ وأَنشد: تَبَدَّلْنَ بَعدَ الرَّقْصِ فِي حانِطِ الغَضا ... أَباناً وغُلَّاناً، بِهِ يَنْبُتُ السِّدْرُ يَعْنِي الإِبل. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَحْنَطَ الرِّمْثُ، فَهُوَ حانِطٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والحَنُوط: طِيب يُخلط لِلْمَيِّتِ خَاصَّةً مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَن الرِّمْثَ إِذا أَحنط كَانَ لَوْنُهُ أَبيض يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَةِ وَلَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، وَقَدْ حَنَّطَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ثَمُودَ لَمَّا اسْتَيْقَنُوا بِالْعَذَابِ تكَفَّنُوا بالأَنْطاع وتحَنَّطُوا بالصَّبِرِ لِئَلَّا يَجِيفُوا ويُنْتِنُوا. الْجَوْهَرِيُّ: الحَنُوطُ ذَرِيرة، وَقَدْ تَحَنَّطَ بِهِ الرَّجُلُ وحَنَّطَ الْمَيِّتَ تَحْنِيطاً، الأَزهري: هُوَ الحَنُوطُ والحِناطُ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لعَطاء أَيُّ الحِناطِ أَحَبُّ إِليكَ؟ قَالَ: الْكَافُورُ، قُلْتُ فأَين يُجْعَلُ مِنْهُ؟ قَالَ: فِي مَرافِقِه، قُلْتُ: وَفِي بَطْنِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَفِي مَرْجِعِ رِجْلَيْهِ ومَآبِضه؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَفِي رُفْغَيْه؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَفِي عَيْنَيْهِ وأَنْفِه وأُذُنيه؟ قَالَ: نَعَمْ، قَلْتُ: أَيابساً يُجْعَلُ الْكَافُورُ أَم يُبَلُّ؟ قَالَ: لَا بَلْ يَابِسًا

، قُلْتُ: أَتكره المِسْك حِناطاً؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا يُطَيِّبُ بِهِ الْمَيِّتُ مِنْ ذَرِيرة أَو مِسْك أَو عَنْبَرٍ أَو كافُور مِنْ قصَبٍ هِنْدِيٍّ أَو صَنْدَلٍ مَدْقُوقٍ، فَهُوَ كُلُّهُ حَنوط. ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْتَحْنَطَ فُلَانٌ: اجترأَ عَلَى الْمَوْتِ وهانَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا. وَفِي حَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ: وَقَدْ حسَرَ عَنْ فَخْذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ أَي يَسْتَعْمِلُ الحَنُوطَ فِي ثِيَابِهِ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلى الْقِتَالِ، كأَنه أَراد بِهِ الِاسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ وتَوْطِينَ النَّفْسِ بالصبْر عَلَى الْقِتَالِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الحَنُوطُ والحِناطُ هُوَ مَا يُخلط مِنَ الطِّيب لأَكفان الْمَوْتَى وأَجْسامهم خَاصَّةً. وعَنْزُ حُنَطِئةٌ: عَرِيضَةٌ ضَخْمَةٌ. وحَنَطَ الأَدِيمُ: احْمَرَّ، فَهُوَ حانِطٌ. حنقط: الحِنْقِطُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ يُقَالُ مِثْلَ الحَيْقُطانِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صِحَّتُه، وَقِيلَ: هُوَ الدرّاجُ، وَجَمْعُهُ حَناقِطُ، وَقَالُوا: حَنْقُطانٌ وحَيْقُطان. وحِنْقِطُ: اسم. حوط: حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً وحِيطةً وحِياطةً: حَفِظَه وتعَهَّده؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأَحُوطُ عِرْضِي، ... وبعضُ القومِ ليسَ بذِي حِياطِ أَراد حِياطة، وَحَذَفَ الْهَاءَ كَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَأَقامَ الصَّلاةَ*، يُرِيدُ الإِقامة، وَكَذَلِكَ حَوَّطه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّةَ: عليَّ وكانُوا أَهلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ ... ومَجْدٍ، إِذا مَا حُوِّطَ المَجْدُ نَائِلُ «2» وَيُرْوَى: حُوِّصَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وتَحَوَّطَه: كَحَوَّطَه. واحْتاطَ الرجلُ: أَخذ فِي أُموره بالأَحْزَم. واحْتاط الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ أَي أَخذ بالثِّقة. والحَوْطةُ والحَيْطةُ: الاحْتِياطُ. وحاطَه اللَّهُ حَوْطاً وحِياطةً، وَالِاسْمُ الحَيْطةُ والحِيطة: صَانَهُ وكَلأَه ورَعاه. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، يَعْنِي أَبا طَالِبٍ، فإِنه كَانَ يَحُوطُك؟ حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً إِذا حَفِظَهُ وَصَانَهُ وذبَّ عَنْهُ وتَوفَّرَ عَلَى مصالحِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتُحِيطُ دَعْوَتُه مِنْ وَرائهم أَي تُحْدِقُ بِهِمْ مِنْ جَمِيعِ نَواحِيهم. وحاطَه وأَحاط بِهِ، والعَيْرُ يَحُوطُ عانَتَه: يَجْمَعُهَا. والحائطُ: الجِدار لأَنه يَحُوطُ مَا فِيهِ، وَالْجَمْعُ حِيطانٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَانَ قِياسُه حُوطاناً، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي جَمْعِهِ حِياطٌ كقائمٍ وقِيامٍ، إِلا أَن حَائِطًا قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْمُ فَحُكْمُهُ أَن يُكَسَّرَ عَلَى مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ فَاعِلٌ إِذا كَانَ اسْمًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْحَائِطُ اسْمٌ بِمَنْزِلَةِ السَّقْف والرُّكْن وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَعْنَى الحَوْط. وحَوَّطَ حَائِطًا: عَمِلَهُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: حُطْتُ قَوْمِي وأَحَطْتُ الحائطَ؛ وحَوَّطَ حَائِطًا: عَمِلَهُ. وحَوَّطَ كَرْمَه تحْويطاً أَي بنَى حوْلَه حَائِطًا، فَهُوَ كَرْمٌ مُحَوَّط، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنا أُحَوِّطُ حَوْلَ ذَلِكَ الأَمر أَي أدُورُ. والحُوَّاطُ: حَظِيرة تُتَّخَذُ لِلطَّعَامِ لأَنها تَحُوطُه. والحُوَّاطُ: حَظِيرَةٌ تُتَّخَذُ لِلطَّعَامِ أَو الشَّيْءِ يُقْلَعُ عَنْهُ سَرِيعًا؛ وأَنشد: إِنّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ ... مَذْمُومةً لَئِيمةَ الحُوّاطِ

_ (2). قوله [حوط المجد] وقوله [ويروى حوص] كذا في الأَصل مضبوطاً.

فصل الخاء المعجمة

والحُواطةُ: حَظِيرَةٌ تتخَذ لِلطَّعَامِ، والحِيطةُ، بِالْكَسْرِ: الحِياطةُ، وَهُمَا مِنَ الْوَاوِ. وَمَعَ فُلَانٍ حِيطةٌ لَكَ وَلَا تَقُلْ عَلَيْكَ أَي تَحَنُّنٌ وتعَطُّفٌ. والمَحاطُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَكُونُ خَلْفَ المالِ والقومِ يَسْتَدِير بِهِمْ ويَحُوطُهم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى رأَى مِنْ خَمَرِ المَحاطِ وَقِيلَ: الأَرض المَحاط الَّتِي علَيها حائطٌ وحَديقةٌ، فإِذا لَمْ يُحَيَّطْ عَلَيْهَا فَهِيَ ضاحيةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ: فإِذا هُوَ فِي الْحَائِطِ وَعَلَيْهِ خَميصةٌ ؛ الحائطُ هَاهُنَا البُسْتانُ مِنَ النَّخِيلِ إِذا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ، وَهُوَ الجِدارُ، وتكرَّر فِي الْحَدِيثِ، وَجَمْعُهُ الحوائطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى أَهلِ الحَوائطِ حِفْظُها بِالنَّهَارِ ، يَعْنِي البَساتِينَ، وَهُوَ عامٌّ فِيهَا. وحُوَّاطُ الأَمرِ: قِوامُه. وكلُّ مَنْ بَلَغَ أَقْصَى شَيْءٍ وأَحْصَى عِلْمَه، فَقَدْ أَحاطَ بِهِ. وأَحاطَتْ بِهِ الخيلُ وحاطَتْ واحْتاطَتْ: أَحْدَقَتْ، وَاحْتَاطَتْ بِفُلَانٍ وأَحاطت إِذا أَحدقت بِهِ. وكلُّ مَنْ أَحْرَز شَيْئًا كلَّه وبلَغ عِلْمُه أَقْصاه، فَقَدْ أَحاطَ بِهِ. يُقَالُ: هَذَا الأَمْر مَا أَحَطْتُ بِهِ عِلماً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ؛ أَي جَامِعُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وأَحاطَ بالأَمر إِذا أَحْدَقَ بِهِ مِنْ جَوانِبِه كلِّه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ ؛ أَي لَا يُعْجِزُه أَحَدٌ قُدْرَتُهُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَيْهِمْ. وحاطَهم قَصاهُم وبِقَصاهُم: قاتَلَ عَنْهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ ؛ أَي عَلِمْتُهُ مِنْ جَمِيعِ جهاتِه. وأَحاطَ بِهِ: عَلِمَه وأَحاطَ بِهِ عِلْماً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحَطْت بِهِ عِلماً أَي أَحْدَقَ عِلْمِي بِهِ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِ وعَرفَه. ابْنُ بُزُرْجَ: يَقُولُونَ للدَّراهم إِذا نقَصت فِي الْفَرَائِضِ أَو غَيْرِهَا هَلُمَّ حِوَطَها، قَالَ: والحِوَطُ مَا تُتَمَّمُ بِهِ الدَّراهم. وحاوَطْتُ فُلَانًا مُحاوَطةً إِذا داورْتَه فِي أَمر تُريدُه مِنْهُ وَهُوَ يأْباه كأَنك تَحُوطُه ويَحُوطُك؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وحاوَطْتُه حَتَّى ثَنَيْتُ عِنانَه، ... عَلَى مُدْبِرِ العِلْباء رَيَّانَ كاهِلُهْ وأُحِيطَ بِفُلَانٍ إِذا دَنا هلاكُه، فَهُوَ مُحاطٌ بِهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى مَا أَنْفَقَ فِيها ؛ أَي أَصابَه مَا أَهْلَكَه وأَفْسده. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ ؛ أَي تؤْخَذُوا مِنْ جَوانِبِكم، وَالْحَائِطُ مِنْ هَذَا. وأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئته أَي مَاتَ عَلَى شِرْكِه، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ خاتمةِ السُّوء. ابْنُ الأَعرابي: الحَوْطُ خَيْطٌ مفْتول مِنْ لَوْنين: أَحمر وأَسود، يُقَالُ لَهُ البَرِيمُ، تشدُّه المرأَة عَلَى وسَطها لِئَلَّا تُصيبها الْعَيْنُ، فِيهِ خَرَزات وهِلالٌ مِنْ فضَّة، يُسَمَّى ذَلِكَ الهِلالُ الحَوْطَ ويسمَّى الخَيْطُ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: حُطْ حُطْ إِذا أَمرته أَن يُحَلِّيَ صِبْيةً بالحَوْط، وَهُوَ هِلالٌ مِنْ فضَّة، وحُطْ حُطْ إِذا أَمرته بِصِلَةِ الرَّحِمِ. وحَوْطُ الحَظائر: رَجُلٌ مِنَ النَّمِر بْنِ قَاسِطٍ وَهُوَ أَخو المُنْذِر بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ لأُمه جَدُّ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ. وتَحُوطُ وتَحِيطُ وتُحِيطُ والتَّحُوطُ والتَّحِيطُ، كُلُّهُ: اسْمٌ للسنة الشديدة. فصل الخاء المعجمة خبط: خَبَطَه يَخْبِطُه خَبْطاً: ضَرَبَهُ ضرْباً شَدِيدًا. وخبَط البعيرُ بِيَدِهِ يَخْبِطُ خبْطاً: ضَرَبَ الأَرض بِهَا؛ التَّهْذِيبُ: الخَبْطُ ضرب البعير الشيءَ بخُفِّ يدِه

كَمَا قَالَ طَرَفَةُ: تَخْبِطُ الأَرضَ بِصُمٍّ وُقُحٍ، ... وصِلابٍ كالملاطِيسِ سُمُرْ «1» أَراد أَنها تَضْرِبُها بأَخْفافِها إِذا سارَتْ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ أَنه قَالَ: لَا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجمَل وَلَا تَمُطُّوا بآمِينَ ، يَقُولُ: إِذا قَامَ قدَّم رِجْلَه يَعْنِي مِنَ السُّجودِ، نَهَاهُ أَن يُقَدِّمَ رِجْلَه عِنْدَ القيامِ مِنَ السُّجُودِ. والخَبْطُ فِي الدَّوابِّ: الضرْبُ بالأَيْدِي دُونَ الأَرْجُلِ، وَقِيلَ: يَكُونُ لِلْبَعِيرِ بِالْيَدِ وَالرِّجْلِ. وكلُّ مَا ضرَبه بِيَدِهِ، فَقَدْ خبَطه؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: فَطِرْتُ بمُنْصُلي فِي يَعْمَلاتٍ، ... دَوامِي الأَيْدِ، يَخْبِطْنَ السَّرِيحا أَراد الأَيْدي فاضْطُرَّ فَحَذَفَ. وتَخَبَّطَه: كَخَبَطَه؛ وَمِنْهُ قِيلَ خَبْطَ عَشْواء، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي فِي بَصرها ضَعْفٌ تَخْبِط إِذا مَشَتْ لَا تتوَقَّى شَيْئًا؛ قَالَ زُهَيْرٌ: رأَيتُ المَنايا خَبْطَ عَشْواء مَنْ تُصِبْ ... تُمِتْه، ومَنْ تُخْطِئُ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ يَقُولُ: رأَيتها تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْواء مِنَ الإِبل، وَهِيَ الَّتِي لَا تُبْصِرُ، فَهِيَ تَخْبِطُ الْكُلَّ لَا تُبْقِي عَلَى أَحد، فَمِمَّنْ خَبَطَتْه المَنايا مَنْ تُمِيتُه، وَمِنْهُمْ مَنْ تُعِلُّه فيبرأُ والهَرَمُ غايتُه ثُمَّ الْمَوْتُ. وَفُلَانٌ يَخْبِط فِي عَمْياء إِذا رَكِبَ مَا رَكِبَ بجَهالةٍ. وَرَجُلٌ أَخْبَطُ يَخْبِطُ بِرِجْلَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ: عَنّا ومَدَّ غايَةَ المُنْحَطِّ، ... قَصَّرَ ذُو الخَوالِع الأَخْبَطِّ إِنما أَراد الأَخْبَطَ فَاضْطُّرَ فَشَدَّدَ الطَّاءَ وأَجْراها فِي الْوَصْلِ مُجْراها فِي الْوَقْفِ. وَفَرَسٌ خَبِيطٌ وخَبُوطٌ: يخبِطُ الأَرض بِرِجْلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: والخَبُوطُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَخْبِط بِيَدَيْهِ. قَالَ شُجَاعٌ: يُقَالُ تَخَبَّطَني بِرِجْلِهِ وتخبَّزَني وخبَطَني وخبَزَني. والخَبْطُ: الوَطْء الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَيدي الدَّوابّ. والخَبَطُ: مَا خَبَطَتْهُ الدوابُّ. والخَبيطُ: الحَوْضُ الَّذِي خَبَطَتْه الإِبل فهدَمَتْه، وَالْجَمْعُ خُبُطٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن طِينَهُ يُخبَطُ بالأَرجل عِنْدَ بِنَائِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ونُؤْي كَأَعضاد الخَبِيطِ المُهَدَّمِ وخبَطَ القومَ بِسَيْفِهِ يَخْبِطُهُم خَبْطاً: جلدَهم. وخبَطَ الشَّجَرَةَ بالعَصا يَخْبِطُها خَبْطاً: شَدَّهَا ثُمَّ ضرَبها بِالْعَصَا ونفَض ورَقها مِنْهَا ليَعْلِفَها الإِبلَ والدوابَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والصَّقْع مِنْ خابِطةٍ وجُرْزِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده والصقعِ، بِالْخَفْضِ، لأَن قَبْلَهُ: بالمَشْرَفيَّات وطَعْنٍ وخْزِ الوخْزُ: الطعْنُ غَيْرُ النَّافِذِ. والجُرْزُ: عَمودٌ مِنْ أَعْمِدةِ الخِباء. وَفِي التَّهْذِيبِ أَيضاً: الخَبْطُ ضرْبُ وَرَقِ الشَّجَرِ حَتَّى يَنْحاتَّ عَنْهُ ثُمَّ يَسْتَخْلِف مِنْ غَيْرِ أَن يَضُرّ ذَلِكَ بأَصل الشَّجَرَةِ وأَغْصانِها. قَالَ اللَّيْثُ: الخَبَطُ خَبَطُ وَرَقِ العِضاهِ مِنَ الطَّلْحِ وَنَحْوِهِ يُخْبَطُ يُضْرَبُ بِالْعَصَا فَيَتَنَاثَرُ ثُمَّ يُعْلف الإِبل، وَهُوَ مَا خَبَطَتْه الدوابُّ أَي كسرَتْه. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ: نَهَى أَن تُخْبَطَ شجرُها ؛ هُوَ ضَرْبُ الشَّجَرِ بِالْعَصَا ليتناثر ورقها، واسم

_ (1). روي هذا البيت في قصيدة طرفة على هذه الصورة: جافلاتٍ، فوقَ عُوج عجُل، ... رُكِّبَتْ فيها مَلاطِيسُ سُمُرْ

الْوَرَقِ الساقطِ الخَبَطُ، بِالتَّحْرِيكِ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعول، وَهُوَ مِنْ عَلَفِ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: خَرَجَ فِي سَرِيَّةٍ إِلى أَرض جُهَينةَ فأَصابهم جُوعٌ فأَكلوا الخَبَطَ فسُمُّوا جيشَ الخَبَطِ. والمِخْبَطةُ: القَضِيبُ والعَصا؛ قَالَ كثيِّر: إِذا خَرَجَتْ مِنْ بيتِها حالَ دُونَها ... بِمِخْبطةٍ، يَا حُسْنَ مَنْ أَنت ضارِبُ يَعْنِي زَوْجُهَا أَنه يخْبِطُها. وَفِي الْحَدِيثِ: فضَرَبَتْها ضَرَّتُها بمِخْبَط فأَسْقَطَتْ جَنِيناً ؛ المِخْبَطُ، بِالْكَسْرِ: الْعَصَا الَّتِي يُخبط بِهَا الشَّجَرُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَقَدْ رأَيْتُني بِهَذَا الْجَبَلِ أَحْتَطِبُ مَرَّةً وأَخْتَبِطُ أُخْرى أَي أَضرب الشَّجَرَ لينتَثِرَ الورقُ مِنْهُ، وَهُوَ الخَبَطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُئل هَلْ يَضُرُّ الغَبْطُ؟ قَالَ: لَا إِلَّا كَمَا يَضُرُّ العِضاهَ الخَبْطُ ؛ الغبْطُ: حسَدٌ خاصٌّ فأَراد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن الغَبْطَ لَا يَضُرُّ ضَررَ الحَسَدِ، وأَنّ مَا يَلْحَقُ الغابِطَ مِنَ الضَّررِ الرَّاجِعِ إِلى نُقصان الثَّوَابِ دونَ الإِحْباط بِقَدْرِ مَا يَلْحَقُ العِضاهَ مِنْ خَبْط ورَقِها الَّذِي هُوَ دُونَ قَطْعِها واسْتئصالها، ولأَنه يَعُودُ بَعْدَ الخبْط ورقُها، فَهُوَ وإِن كَانَ فِيهِ طرَفٌ مِنَ الحسَدِ فَهُوَ دُونَهُ فِي الإِثم. والخَبَطُ: مَا انْتَفَضَ مِنْ وَرَقِهَا إِذا خُبِطتْ، وَقَدِ اخْتَبَطَ لَهُ خبَطاً. والناقةُ تَخْتَبِطُ الشوكَ: تأْكله؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: حُوكَتْ عَلَى نِيْرَيْن، إِذ تُحاكُ، ... تَخْتَبِطُ الشَّوْكَ، وَلَا تُشاكُ «1» أَي لَا يُؤذِيها الشوكُ. وحُوكَتْ عَلَى نِيْرَيْنِ أَي أَنها شَحِيمةٌ قويّةٌ مُكْتَنِزة، وخبَط الليلَ يَخْبِطُه خَبْطاً: سَارَ فِيهِ عَلَى غَيْرِ هُدًى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَرَتْ تخْبِطُ الظَّلْماء مِنْ جانِبيْ قَسَا، ... وحُبَّ بِهَا مِنْ خابِطِ الليلِ زَائِرِ وَقَوْلُهُمْ مَا أَدري أَي خابِطِ الليلِ هُوَ أَو أَيُّ خابِطِ ليلٍ هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. وَقِيلَ: الْخَبْطُ كلُّ سْيرٍ عَلَى غَيْرِ هُدًى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: خَبّاطُ عَشواتٍ أَي يَخْبِطُ فِي الظَّلَامِ، وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي فِي اللَّيْلِ بِلَا مِصْباح فَيَتَحَيَّرُ ويَضلّ، فَرُبَّمَا تَردّى فِي بِئْرٍ، فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ يَخْبِط فِي عَمْياء إِذا رَكِبَ أَمراً بجَهالة. والخُباطُ، بِالضَّمِّ: دَاءٌ كالجُنون وَلَيْسَ بِهِ. وخبَطَه الشيطانُ وتَخَبَّطَه: مسَّه بأَذًى وأَفسَدَه. وَيُقَالُ: بِفُلَانٍ خَبْطةٌ مِنْ مَسٍّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ ؛ أَي يتوَطَّؤُه فيصْرَعُه، والمَسُّ الجُنون. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وأَعوذ بِكَ أَن يَتَخبَّطَني الشيطانُ أَي يَصْرَعَني ويَلْعَبَ بِي. والخَبْطُ بِالْيَدَيْنِ: كالرَّمْح بالرّجْلَيْنِ. وخُباطةُ مُعَرَّفَةً: الأَحْمَقُ كَمَا قَالُوا لِلْبَحْرِ خُضارةَ. وَرُوِيَ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ نَائِمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فدفَعَه بِرِجْلِهِ فَقَالَ: لَقَدْ عُوفِيتَ، لَقَدْ دُفع عَنْكَ، إِنها ساعةُ مَخْرَجِهم وَفِيهَا يَنْتَشِرُون، فَفِيهَا تَكُونُ الخَبْتةُ؛ قَالَ شَمِرٌ: كَانَ مَكْحُولٌ فِي لِسَانِهِ لُكْنةٌ وإِنما أَراد الخَبْطةَ مِنْ تَخَبَّطَه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبْلٍ أَو جنُونٍ، وأَصل الخَبْطِ ضرْبُ البعير الشيءَ بخُفِّ يَدِهِ. أَبو زَيْدٍ: خَبَطْتُ الرجلَ أَخْبِطُه خَبْطاً إِذا وصلْته. ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا عَلَيْهِ خَبْطةٌ جَمِيلةٌ أَي مَسْحةٌ جميلةٌ فِي هَيْئَتِهِ وسَحْنَتِه. والخَبْطُ: طَلَبُ الْمَعْرُوفِ، خَبَطَه يَخْبِطُه خبْطاً واخْتَبَطَه. والمُخْتَبِطُ: الَّذِي يَسْأَلُك بِلَا وسِيلة وَلَا قَرابةٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ. وخَبَطَه بِخَيْرٍ: أَعطاه من

_ (1). قوله: حوكت؛ هكذا ورد على قلب الياء واواً، والقياس حيكت.

غَيْرِ مَعْرِفَةٍ بَيْنَهُمَا؛ قَالَ عَلْقَمةُ بْنُ عَبْدةَ: وَفِي كلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، ... فَحُقَّ لشَأْسٍ مِنْ نَداكَ ذَنُوبُ وشَأْسٌ: اسْمُ أَخي عَلْقَمةَ، وَيُرْوَى: قَدْ خَبَطَّ أَراد خَبَطْتَ فَقَلَبَ التَّاءَ طَاءً وأَدغم الطَّاءَ الأُولى فِيهَا، وَلَوْ قَالَ خَبَتَّ يُرِيدُ خَبَطْتَ لَكَانَ أَقْيَسَ اللُّغَتَيْنِ، لأَن هَذِهِ التَّاءَ لَيْسَتْ مُتَّصِلَةً بِمَا قَبْلَهَا اتِّصَالَ تَاءِ افْتَعَلْتَ بمثالِها الَّذِي هِيَ فِيهِ، وَلَكِنَّهُ شَبَّهَ تَاءَ خبطْتَ بِتَاءِ افْتَعَلَ فقَلَبها طَاءً لِوُقُوعِ الطَّاءِ قَبْلَهَا كَقَوْلِهِ اطَّلَعَ واطَّرَدَ، وَعَلَى هَذَا قَالُوا فحَصْطُ بِرِجْلِي كَمَا قَالُوا اصْطَبَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُخْتَبِطٍ لَمْ يَلْقَ مِنْ دُونِنا كُفًى، ... وذاتِ رَضِيعٍ لَمْ يُنِمْها رَضِيعُها وَقَالَ لَبِيدٌ: لِيَبْكِ عَلَى النعْمانِ شَرْبٌ وقَيْنةٌ، ... ومُحْتَبِطاتٌ كالسَّعالي أَرامِلُ وَيُقَالُ: خبَطَه إِذا سأَلَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: يَوْماً وَلَا خابِطاً مِنْ مالِه وَرِقا وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَبَطْتُ فُلَانًا أَخْبِطُه إِذا وصلْتَه؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ جَزَحَ: وإِنِّي، إِذا ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِه، ... لمُخْتَبِطٌ مِنْ تالِدِ المالِ جازِحُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ اخْتَبَطَني فُلَانٌ إِذا جاءَ يَطْلُبُ المَعْروفَ مِنْ غَيْرِ آصِرةٍ؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ إِنّي إِذا بَخِل الرَّفُود برفْده فإِني لَا أَبْخَلُ بَلْ أَكون مخْتَبِطاً لِمَنْ سأَلني وأُعْطِيه مِنْ تالِدِ مَالِي أَي الْقَدِيمِ. أَبو مَالِكٍ: الاخْتِباطُ طلَبُ المعْروفِ وَالْكَسْبِ. تَقُولُ: اخْتَبَطْت فُلَانًا واخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فَاخْتَبَطَنِي بِخَيْرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَامِرٍ: قِيلَ لَهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَدْ كُنْتَ تَقْري الضيفَ وتُعْطِي المُخْتَبِطَ ؛ هُوَ طالِبُ الرِّفْدِ مِنْ غَيْرِ سَابِقِ مَعْرِفَةٍ وَلَا وَسِيلةٍ، شُبّه بِخابطِ الورَقِ أَو خابِطِ اللَّيْلِ. والخِباطُ، بالكسرِ: سمةٌ تَكُونُ فِي الْفَخِذِ طويلةٌ عَرْضاً وَهِيَ لِبَنِي سَعْدٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَكُونُ عَلَى الْوَجْهِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ فَوْقَ الخَدّ، والجمعُ خُبُطٌ؛ قَالَ وَعْلةُ الجَرْمِيُّ: أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الديّانِ مُوضِحةً، ... شَنْعاء باقِيةَ التَّلْحِيمِ والخُبُطِ؟ وخَبَطَه خَبْطاً: وسَمه بالخِباطِ؛ قَالَ ابْنُ الرُّمَّانِيِّ فِي تَفْسِيرِ الخِباط فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ: إِنه الوَسْمُ فِي الْوَجْهِ، والعِلاطُ والعِراضُ فِي العُنُق، قَالَ: والعِراضُ يَكُونُ عَرْضاً والعِلاطُ يَكُونُ طُولًا. وخبَطَ الرجلُ خبْطاً: طَرَحَ نفسَه حَيْثُ كَانَ وَنَامَ؛ قَالَ دبّاق الدُّبَيْرِيُّ: قَوْداء تَهْدي قُلُصاً مَمارِطَا، ... يَشْدَخْن باللّيلِ الشُّجاعَ الخابِطا المَمارِطُ: السِّراعُ، وَاحِدَتُهَا مِمْرَطةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: خبَطَ مِثْلَ هَبَغَ إِذا نامَ. والخَبْطةُ: كالزَّكْمةِ تأْخذ قَبْلَ الشِّتَاءِ، وَقَدْ خُبط، فَهُوَ مَخْبُوطٌ. والخِبْطةُ: القِطْعةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والخِبْطُ والخِبْطةُ والخِبِيطُ: الْمَاءُ القليلُ يَبْقَى فِي الحوْضِ؛ قَالَ: إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ والضَّروطُ، ... يُصْبِحْ لَهَا فِي حَوْضِها خَبِيطُ

والدَّفْواءُ والضَّرُوطُ: ناقَتانِ. والخِبْطة، بِالْكَسْرِ: اللبَنُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي السِّقَاءِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِبْطةُ الجَرْعةُ مِنَ الْمَاءِ تَبْقَى فِي قِرْبةٍ أَو مَزادة أَو حَوْضٍ، وَلَا فِعْلَ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخِبْطةُ والخَبْطةُ والحِقْلةُ والحَقْلَةُ والفَرْسَة والفَراسة والسُّحْبةُ والسُّحابةُ، كُلُّهُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْغَدِيرِ. والحَوْضُ الصَّغِيرُ يُقَالُ لَهُ: الخَبِيطُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الخِبْطُ والرَّفَضُ نَحْوٌ مَنِ النِّصْفِ وَيُقَالُ لَهُ الخَبِيطُ، وَكَذَلِكَ الصَّلْصلةُ. وَفِي الإِناء خِبْطٌ: وَهُوَ نَحْوُ النِّصْفِ، وَيُقَالُ خَبِيطٌ؛ وأَنشد: يُصْبِحْ لَهَا فِي حَوْضِها خَبِيطُ وَيُقَالُ خَبِيطةٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: هَلْ رامَني أَحَدٌ يُرِيدُ خَبِيطتي، ... أَمْ هَلْ تَعَذَّر ساحَتي ومَكاني؟ والخِبْطةُ: مَا بَقِيَ فِي الوِعاء مِنْ طَعَامٍ أَو غَيْرُهُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الخِبْطُ مِنَ الْمَاءِ الرَّفْضُ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الثُّلُثِ إِلى النِّصْفِ مِنَ السِّقَاءِ وَالْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ والإِناء. قَالَ: وَفِي القِربة خِبْطةٌ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ مِثْلُ الجرْعة وَنَحْوِهَا. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ خِبْطةٍ مِنَ اللَّيْلِ أَي بَعْدَ صدْرٍ مِنْهُ. والخِبْطةُ: القِطْعة مِنَ الْبُيُوتِ وَالنَّاسِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَتَوْنا خِبْطة خِبْطة أَي قِطْعة قِطْعَةً، وَالْجَمْعُ خِبَطٌ؛ قَالَ: افْزَعْ لِجُوفٍ قَدْ أَتتك خِبَطا، ... مِثل الظَّلام وَالنَّهَارِ اخْتَلَطا قَالَ أَبو الرَّبِيعِ الْكِلَابِيُّ: كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ خِبْطةٍ مِنَ اللَّيْلِ وحِذْفةٍ وَخِدْمَةٍ «2» أَي قِطْعة. والخَبِيطُ: لَبَنٌ رَائِبٌ أَو مَخِيضٌ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْحَلِيبُ مِنَ اللَّبَنِ ثُمَّ يُضْرَبُ حَتَّى يَخْتَلِطَ؛ وأَنشد: أَو قُبْضة مِنْ حازِرٍ خَبِيط والخِباطُ: الضِّرابُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والخَبْطةُ: ضَرْبَةُ الفحلِ الناقةَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جَمَلًا: خَرُوجٌ مِنَ الخَرْقِ البعيدِ نِياطُه، ... وَفِي الشَّوْلِ يُرْضَى خَبْطةَ الطَّرْقِ ناجِلُهْ. خرط: الخَرْطُ: قَشْرُك الورقَ عَنِ الشَّجَرِ اجْتِذاباً بِكَفِّكَ، وأَنشد: إِنَّ، دُون الَّذِي هَمَمْتَ بِهِ، ... مِثْلَ خَرْطِ القَتادِ فِي الظُّلُمَهْ أَراد فِي الظُّلْمةِ. وخَرَطْتُ العودَ أَخْرُطُه وأَخرِطُه خَرْطاً: قَشَرْتُهُ. وخرَط الشَّجَرَةَ يَخْرطها خَرْطاً: انْتَزَعَ الورقَ واللِّحاء عَنْهَا اجْتِذاباً. وخَرَطْتُ الورقَ: حَتَتُّه، وَهُوَ أَنْ تَقْبِضَ عَلَى أَعلاه ثُمَّ تُمِرَّ يَدَكَ عَلَيْهِ إِلى أَسفله. وَفِي الْمَثَلِ: دُونه خَرْطُ القَتادِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجْتَذَبْتَ حَبَّهُ بِجَمِيعِ أَصابعك، وَمَا سَقَطَ مِنْهُ فَهُوَ الخُراطةُ. وَيُقَالُ: خرَط الرجلُ العُنْقُودَ واخْتَرَطَه إِذا وَضَعَهُ فِي فِيهِ وأَخرج عُمْشُوشَه عارِياً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يأْكل الْعِنَبَ خَرْطاً ، يُقَالُ: خَرط العُنقود وَاخْتَرَطَهُ إِذا وَضَعَهُ فِي فِيه ثُمَّ يأْخذ حَبَّهُ ويُخرج عُرْجُونه عَارِيًا مِنْهُ. والخَرُوط: الدابةُ الجَمُوحُ الَّذِي يَجْتَذِبُ رَسَنَه مِنْ يَدِ مُمْسِكه ثُمَّ يَمْضي عَائِرًا خارِطاً، وَقَدْ خرَطه فانْخَرَط، وَالِاسْمُ الخِراطُ. يَقُولُ بَائِعُ الدَّابَّةِ: بَرِئْت إِليك مِنَ الخِراط أَي الجِماحِ. وفرس خَرُوطٌ

_ (2). قوله [خدمة] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس: خذمة.

أَي جَمُوحٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَذن لِعَبْدِهِ فِي إِيذاء قَوْمٍ: قَدْ خَرَطَ عَلَيْهِمْ عبدَه، شُبِّهَ بِالدَّابَّةِ يُفْسَخُ رَسَنُه ويُرْسَلُ مُهْمَلًا. وناقة خَرَّاطةٌ وخَرَّاتةٌ: تَخْتَرِطُ فَتَذْهَبُ عَلَى وَجْهِهَا. وخَرَطَ جارِيَتَه خَرْطاً إِذا نكَحها. وخَرَطَ البازِي إِذا أَرْسَلَه مِنْ سَيْرِه، قَالَ جَوّاسُ بْنُ قَعْطَلٍ: يَزَعُ الجِيادَ بِقَوْنَسٍ، وكأَنّه ... بازٍ تَقَطَّعَ قَيْدُه مَخْرُوطُ وانْخِراطُ الصقْرِ: انْقِضاضُه. وخَرِطَ الرجلُ خَرَطاً إِذا غَصَّ بالطَّعامِ، قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع خَرِطَ إِلا هَاهُنَا، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ حَرْفٌ صَحِيحٌ، وأَنشد الأُموِيّ: يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قَدْ ثَعِطَا، ... أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكْل حَتَّى خَرِطَا وانْخَرَطَ الرَّجلُ فِي الأَمْر وتَخَرَّطَ: ركِب فِيهِ رأسَه مِنْ غَيْرِ عِلم وَلَا مَعْرِفَةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: أَنه أَتاه قَوْمٌ بِرَجُلٍ فَقَالُوا: إِن هَذَا يَؤُمُّنا وَنَحْنُ لَهُ كَارِهُونَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: إِنَّكَ لَخَرُوطٌ، أَتَؤُمُّ قَوْمًا وَهُمْ لَكَ كَارِهُونَ ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخَرُوط الَّذِي يَتَهَوّرُ فِي الأُمور وَيَرْكَبُ رَأْسَه فِي كُلِّ مَا يُرِيدُ بِالْجَهْلِ وَقِلَّةِ الْمَعْرِفَةِ بالأُمور، كَالْفَرَسِ الخَرُوط الَّذِي يَجْتَذِبُ رَسَنَه مِنْ يَدِ مُمْسِكه ويَمْضِي لوَجْهه، وَمِنْهُ قِيلَ: انْخَرط عَلَيْنَا فلانٌ إِذا انْدَرأَ عَلَيْهِمْ بِالْقَوْلِ السَّيِء وَالْفِعْلِ. وانْخَرَط الفَرسُ فِي سَيْرِهِ أَي لَجَّ، قَالَ الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: فَظَلَّ يَرْقَدُّ مِن النَّشَاطِ، ... كالبَرْبَرِيِّ لَجَّ فِي انْخِراطِ قَالَ: شبَّهه بِالْفَرَسِ البَرْبَرِيِّ إِذا لَجَّ فِي سيرِه. ورَجل خَرُوط: يَنْخَرِطُ فِي الأُمور بالجَهْل. وَانْخَرَطَ عَلَيْنَا بالقَبيح والقَوْل السيِءِ إِذا اندرأَ وأَقبل واسْتَخْرطَ الرَّجلُ فِي البُكاء: لَجَّ فِيهِ واشْتَدَّ، وَالِاسْمُ الخُرَّيْطَى. والخارِطُ والمُنْخَرِطُ فِي العَدْوِ: السَّريع، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: نِعْمَ الأَلُوكُ أَلُوكُ اللحمِ تُرْسِلُه ... عَلَى خَوارِطَ، فِيهَا الليلَ تَطْرِيبُ يَعْنِي بالخوارِط الحُمُرَ السَّريعةَ. واخْتَرَطَ السيفَ: سَلَّه مِنْ غِمْدِه. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الخَوْفِ: فاخْتَرَطَ سيفَه أَي سَلَّه مِنْ غِمْدِه، وَهُوَ افْتَعل مِنَ الخَرْطِ، وخَرَطَ الفَحْلَ فِي الشَّوْل خَرْطاً: أَرْسَلَه، وخَرَطَ الإِبلَ فِي الرِّعْي خَرْطاً: أَرْسَلَها، وخَرَطَ الدَّلْوَ فِي الْبِئْرِ كَذَلِكَ أَي أَلقاها وحَدَرها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه رأَى فِي ثَوْبِهِ جَنابةً فَقَالَ: خُرِطَ عَلَيْنَا الاحْتِلامُ أَي أُرْسِل علينا، من قَوْلِهِمْ خَرَطَ دَلوَه فِي الْبِئْرِ أَي أَرْسَلَها. والخَرَطُ، بِالتَّحْرِيكِ، فِي اللَّبَنِ: أَن تُصِيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أَوْ دَاءٌ أَو تَرْبُضَ الشاةُ أَوْ تَبْرُك الناقةُ عَلَى نَدًى فَيَخْرُجَ اللبَنُ مُتَعَقّداً كقِطَعِ الأَوْتارِ وَيَخْرُجُ مَعَهُ مَاءٌ أَصفر، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يَخْرُجَ مَعَ اللَّبَنِ شعْلةُ قَيْح، وَقَدْ أَخْرَطت الشاةُ والناقةُ، وَهِيَ مُخْرِطٌ، وَالْجَمْعُ مَخارِيطُ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِخْراطٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا نَصُّ قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن مَخارِيطَ جَمْعُ مِخْراط لَا جَمْعُ مُخْرِط، والخِرْطُ: اللبَنُ الَّذِي يُصِيبه ذَلِكَ، قَالَ الأَزهريّ: فإِذا احْمَرَّ لَبَنُهَا وَلَمْ تُخْرِطْ فَهِيَ مُمْغِرٌ، وأَنشد ابْنُ برِّي شَاهِدًا

عَلَى المِخْراط: وسَقَوهُم، فِي إِناء مُقْرِفٍ، ... لَبَناً مِنْ درِّ مِخْراطٍ فَئرْ قَالَ: فَئِرٌ سَقَطَ فِيهِ فأْرة. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الخِرْطُ لَبَنٌ مُنْعقد يَعْلُوهُ مَاءٌ أَصفر. والخَرِيطةُ: هَنة مِثْلُ الكِيسِ تَكُونُ مِنَ الخِرَقِ والأَدَمِ تُشْرَجُ عَلَى مَا فِيهَا، وَمِنْهُ خَرائِط كُتب السلْطانِ وعُمَّاله. وأَخْرطَها: أَشْرجَ فَاهَا. وَرَجُلٌ مَخْروطٌ: قَلِيلُ اللِّحْيةِ. والمَخْروطةُ مِنَ اللِّحَاءِ: الَّتِي خفَّ عارِضاها وسَبَطَ عُثْنُونُها وطالَ. وَرَجُلٌ مَخْرُوطُ الْوَجْهِ: فِي وَجْهِهِ طُولٌ مِنْ غيرِ عِرَضٍ، وَكَذَلِكَ مَخْرُوطُ اللِّحْيَةِ إِذا كَانَ فِيهَا طُولٌ مِنْ غيرِ عِرَض، وَقَدِ اخْرَوَّطَتْ لِحيتُه. واخْرَوَّطَ بِهِمُ الطريقُ والسفَرُ: امتدَّ، قَالَ الْعَجَّاجُ: مُخْرَوِّطاً جَاءَ مِنَ الأَقْطارِ، ... فَوْتَ الغِرافِ ضامِنَ السِّفارِ وَقَالَ أَعشى بَاهِلَةَ: لَا تَأْمَنُ البازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه ... بالمَشْرَفِيِّ، إِذا مَا اخْروَّطَ السَّفَرُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: واخْرَوَّطَ السفَر. وَيُقَالُ للشَّرَكِ إِذا انْقَلَبَ عَلَى الصَّيْدِ فَعَلِقَ برِجْلِه: قَدِ اخْرَوَّطَ فِي رِجْلِهِ. واخْرَوَّطَتِ الشَّركةُ فِي رِجْلِ الصَّيْدِ: عَلِقَتْها فاعْتَقَلَتْها، واخْرِوَّاطُها امْتِدادُ أُنْشُوطَتِها. والاخْرِوَّاطُ فِي السَّيْر: المضاءُ والسُّرْعةُ. واخْرَوَّط البعيرُ فِي سَيْرِهِ إِذا أَسْرَعَ. والمُخْرَوِّطةُ مِنَ النُّوقِ: السَّرِيعَةُ. وتَخَرَّطَ الطائرُ تَخَرُّطاً: أَخذ الدُّهْنَ مِنْ زِمِكَّاه. والمِخْراطُ: الحيَّةُ الَّتِي مِنْ عَادَتِهَا أَن تَسْلُخَ جِلْدَهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ، قَالَ الشَّاعِرُ: إِنّي كَسانِي أَبُو قابُوسَ مُرْفلةً، ... كأَنَّها سَلْخُ أَبْكارِ المَخارِيط والمَخاريطُ: الحيّاتُ المُنْسَلِخةُ. والإِخْرِيطُ: نَباتٌ ينبُتُ فِي الجَدَدِ، لَهُ قُرُون كقُرون اللُّوبياء، وَوَرَقُهُ أَصغر مِنْ وَرَقِ الرَّيْحان، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْب مِنَ الحَمْضِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَصفَر اللَّوْنِ دقِيقُ الْعِيدَانِ ضَخْمٌ لَهُ أُصول وَخَشَبٌ، قَالَ الرَّمّاحُ: بِحَيْثُ يَكُنَّ إِخْرِيطاً وسِدْراً، ... وحَيْثُ عنِ التَّفَرُّقِ يَلْتَقِينا التَّهْذِيبُ: والإِخْرِيطُ مِنْ أَطْيَب الحَمْضِ، وَهُوَ مِثْلُ الرُّغْل، سُمِّيَ إِخْريطاً لأَنه يُخَرِّطُ الإِبلَ أَي يرقِّقُ سَلْحَها، كَمَا قَالُوا لبقْلة أُخرى تُسْلحُ المَواشِيَ إِذا رَعَتْها: إِسْلِيحٌ. والخُراطُ والخُرَّاطُ والخُرَّيْطَى والخُراطَى: شَحْمَةٌ تَتَمصَّخُ عَنْ أَصْلِ البَرْديِّ، وَاحِدَتُهُ خُراطةٌ. وخَرَطَ «1» الرُّطْبُ البعيرَ وَغَيْرَهُ: سَلَّحَه. وَبَعِيرٌ خارِطٌ: أَكل الرُّطُبَ فخَرَّطَه، قَالَ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ إِلا أَن يَكُونَ بَعِيرٌ خارطٌ بِمَعْنَى مَخْرُوط. واخْتَرَطَ الفَصِيلُ الدَّابَّةَ وخَرَطَه، واخْتَرَطَ الإِنسانَ المَشِيُّ فانْخَرَطَ بطنُه، وخَرَطَه الدَّواءُ أَي مَشَّاهُ،

_ (1). 1 قوله" وخرط إلخ" هو من الخرط والتخريط، والرطب، بضم وبضمتين: الرعي الأخضر، أفاده المجد.

وَكَذَلِكَ خرَّطَه تَخْريطاً. وحِمار خارِطٌ: وَهُوَ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ العلفُ فِي بَطْنِهِ، وَقَدْ خَرَطَه البقْلُ فخَرَطَ، قَالَ الجعدِيّ: خارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضامِرٌ، ... أَبْلَقُ الحَقْوَيْن مَشْطُوبُ الكَفَلْ مَشْطوب: قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَيُقَالُ: فِي عَجُزه طَرائقُ أَي خُطوطٌ، وَيُقَالُ: طَوِيلٌ غَيْرُ مُدَوَّر. وانخرَطَ جِسْمُه أَي دَقَّ. وخَرَطْتُ الحديدَ خَرْطاً أَي طَوَّلْتُه كَالْعَمُودِ، قَالَ الأَزهري: قرأْت فِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ: عَجِبْتُ لخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَناحِه، ... وَذَمَّةِ طِخْمِيلٍ ورعْثِ الضَّغادِرِ «1» قَالَ: الخِرْطِيطُ فَراشةٌ مَنْقُوشَةُ الجناحَينِ، وَالطِّخْمِيلُ الدِّيكُ، والضَّغادِرُ الدَّجاجُ، الْوَاحِدَةُ ضُغْدُورةٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعرف شَيْئًا مِمَّا فِي هذا البيت. خطط: الخَطُّ: الطريقةُ المُسْتَطِيلةُ فِي الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ خُطُوطٌ؛ وَقَدْ جَمَعَهُ الْعَجَّاجُ عَلَى أَخْطاطٍ فَقَالَ: وشِمْنَ فِي الغُبارِ كالأَخْطاطِ وَيُقَالُ: الكَلأُ خُطوطٌ فِي الأَرض أَي طَرائقُ لَمْ يَعُمَّ الغَيْثُ البلادَ كُلَّها. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو فِي صِفَةِ الأَرض الخامسةِ: فِيهَا حيّاتٌ كسلاسِلِ الرَّمْلِ وَكَالْخَطَائِطِ بَيْنَ الشَّقائِق ؛ وَاحِدَتُهَا خَطِيطةٌ، وَهِيَ طرائقُ تُفارِقُ الشَّقائق فِي غِلَظِها ولِينِها. والخَطُّ: الطريق، يقال: الزَمْ ذَلِكَ الخَطَّ وَلَا تَظْلِمْ عَنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: صُدُود القِلاصِ الأُدْمِ فِي ليلةِ الدُّجَى، ... عَنِ الخَطِّ لَمْ يَسْرُبْ لَهَا الخَطَّ سارِبُ وخَطَّ القلَمُ أَي كَتَبَ. وخَطَّ الشيءَ يَخُطُّه خَطّاً: كَتَبَهُ بِقَلَمٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ: فأَصْبَحَتْ بَعْدَ، خَطَّ، بَهْجَتِها ... كأَنَّ، قَفْراً، رُسُومَها، قَلَما أَراد فأَصبحت بَعْدَ بَهْجَتِهَا قَفْرًا كأَنَّ قَلَمًا خَطَّ رُسومَها. والتَّخْطِيطُ: التَّسْطِيرُ، التَّهْذِيبُ: التخْطيطُ كالتَّسْطِير، تَقُولُ: خُطِّطَت عَلَيْهِ ذنوبُه أَي سُطِّرت. وَفِي حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ: أَنه سأَل النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الخَطِّ فَقَالَ: كَانَ نبيٌّ مِنَ الأَنبياء يَخُطُّ فَمَنْ وافَقَ خَطَّه عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِه ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَمَنْ وافَق خطَّه فذاكَ. والخَطُّ: الْكِتَابَةُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يُخَطُّ. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ فِي الطَّرْقِ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ الخَطُّ الَّذِي يَخُطُّه الحازِي، وَهُوَ عِلْم قَدِيمٌ تَرَكَهُ النَّاسُ، قَالَ: يأْتي صاحِبُ الحاجةِ إِلى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً فَيَقُولُ لَهُ: اقْعُدْ حَتَّى أَخُطَّ لَكَ، وَبَيْنَ يَدَيِ الْحَازِي غُلام لَهُ معَه مِيلٌ لَهُ، ثُمَّ يأْتي إِلى أَرْضٍ رخْوَةٍ فيَخُطُّ الأُسْتاذ خُطوطاً كَثِيرَةً بِالْعَجَلَةِ لِئَلَّا يَلْحَقها العدَدُ، ثُمَّ يرجِعُ فَيَمْحُو مِنْهَا عَلَى مَهَلٍ خَطَّيْنِ خَطَّيْنِ، فإِن بَقِيَ مِنَ الخُطوط خَطَّانِ فُهِمَا عَلَّامَةُ قَضَاءِ الْحَاجَةِ والنُّجْح، قَالَ: والحازِي يَمْحُو وَغُلَامُهُ يَقُولُ لِلتَّفَاؤُلِ: ابْنَيْ عِيان، أَسْرِعا البَيان؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فإِذا مَحا الحازِي الخُطوطَ فَبَقِيَ مِنْهَا خَطٌّ

_ (1). 1 قوله" ذمة" كذا بالأصل، وفي شرح القاموس بالراء، ورعث هو بالثاء المثلثة في معظم المواضع وفي شرح القاموس زعب، بالزاي والعين.

وَاحِدٌ فَهِيَ عَلَامَةُ الخَيْبةِ فِي قَضَاءِ الْحَاجَةِ؛ قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي ذَلِكَ الْخَطَّ الَّذِي يَبْقَى مِنْ خُطُوطِ الْحَازِيِّ الأَسْحَم، وَكَانَ هذا الخط عندهم مشْؤُوماً. وَقَالَ الحَرْبيُّ: الخطُّ هُوَ أَن يخُطّ ثَلَاثَةَ خُطوط ثُمَّ يَضْرِب عَلَيْهِنَّ بشعِير أَو نَوًى وَيَقُولُ: يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الكَهانة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَطُّ الْمُشَارُ إِليه عِلْمٌ مَعْرُوفٌ وَلِلنَّاسِ فِيهِ تَصانِيفُ كَثِيرَةٌ وَهُوَ مَعْمُولٌ بِهِ إِلى الْآنِ، وَلَهُمْ فِيهِ أَوْضاعٌ واصْطلاحٌ وأَسامٍ، وَيَسْتَخْرِجُونَ بِهِ الضَّمِيرَ وَغَيْرَهُ، وَكَثِيرًا مَا يُصِيبُون فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْسٍ: ذهَب بِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى مَنْزِلِهِ فدَعا بِطَعَامٍ قَلِيلٍ فَجَعَلْتُ أُخَطِّطُ حَتَّى يَشْبَعَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم ، أَي أَخُطُّ فِي الطَّعَامِ أُرِيهِ أَني آكُل وَلَسْتُ بآكِلٍ. وأَتانا بِطَعَامٍ فخَطَطْنا فِيهِ أَي أَكَلْناه، وَقِيلَ: فحطَطْنا، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، عَذَّرْنا. وَوَصَفَ أَبو المَكارم مَدْعاةً دُعِيَ إِليها قَالَ: فحَطَطْنا ثُمَّ خَطَطْنا أَي اعْتَمَدْنَا عَلَى الأَكل فأَخذنا، قَالَ: وأَما حَطَطْنا فَمَعْنَاهُ التَّعْذِيرُ فِي الأَكل. والحَطُّ: ضِدُّ الخَطِّ، وَالْمَاشِي يَخُطُّ بِرِجْلِهِ الأَرضَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ، ... تَخطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ، تُكَتِّبانِ فِي الطَّرِيقِ لامَ أَلِفْ والخَطُوط، بِفَتْحِ الْخَاءِ، مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ: الَّتِي تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها، وَكَذَلِكَ كَلُّ دَابَّةٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يخُطّ فِي الأَرض إِذا كَانَ يفكِّر فِي أَمره وَيُدَبِّرُهُ. والخَطُّ: خَطُّ الزَّاجِرِ، وَهُوَ أَن يخُطّ بإِصْبَعِه فِي الرَّمْلِ ويَزْجُر. وخَطَّ الزاجِرُ فِي الأَرض يخُطُّ خَطًّا: عَمِلَ فِيهَا خَطّاً بإِصْبَعِه ثُمَّ زَجَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَشِيّةَ مَا لِي حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِي، ... بِلَقْطِ الْحَصَى والخَطِّ فِي التُّرْبِ، مولَعُ وَثَوْبٌ مُخَطَّطٌ وكِساء مُخَطَّط: فِيهِ خُطوط، وَكَذَلِكَ تَمْرٌ مُخَطَّط ووَحْشٌ مُخَطَّطٌ. وخَطَّ وجْهُه واخْتَطَّ: صارَتْ فِيهِ خُطوط. واخْتَطَّ الغلامُ أَي نبتَ عِذارُه. والخُطَّةُ: كالخَطِّ كأَنها اسْمٌ لِلطَّرِيقَةِ. والمِخَطُّ، بِالْكَسْرِ: الْعُودُ الَّذِي يَخُطّ بِهِ الحائكُ الثوبَ. والمِخْطاطُ: عُود تُسَوَّى عَلَيْهِ الخُطوطُ. والخَطُّ: الطَّرِيقُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ سلامةُ بْنُ جَنْدل: حَتَّى تركْنا وَمَا تُثْنَى ظَعائننا، ... يأْخُذْنَ بينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ والخَطُّ: ضَربٌ مِنَ البَضْعِ «2»، خَطَّها يَخُطُّها خَطّاً. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ خَطَّ بِهَا قُساحاً. والخِطُّ والخِطَّةُ: الأَرض تُنْزَلُ مِنْ غَيْرِ أَن ينزِلها نازِلٌ قَبْلَ ذَلِكَ. وَقَدْ خَطَّها لنَفْسِه خَطّاً واخْتَطَّها: وَهُوَ أَن يُعَلِّم عَلَيْهَا عَلامةً بالخَطِّ ليُعلم أَنه قَدِ احْتازَها «3» ليَبْنِيَها دَارًا، وَمِنْهُ خِطَطُ الكوفةِ والبصرةِ. واخْتَطَّ فُلَانٌ خِطَّةً إِذا تحَجَّر مَوْضِعًا وخَطَّ عَلَيْهِ بِجِدار، وَجَمْعُهَا الخِطَطُ. وكلُّ مَا حَظَرْتَه، فَقَدْ خطَطْتَ عَلَيْهِ. والخِطّةُ، بِالْكَسْرِ: الأَرضُ. وَالدَّارُ يَخْتَطُّها الرَّجل فِي أَرض غَيْرِ مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فِيهَا،

_ (2). قوله [البضع] بالفتح والضم بمعنى الجماع. (3). قوله [احتازها] في النهاية: اختارها.

وَذَلِكَ إِذا أَذِن السُّلْطَانُ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ فِي مَوْضِعٍ بِعَيْنِهِ وَيَتَّخِذُوا فِيهِ مَساكِنَ لَهُمْ كَمَا فَعَلُوا بِالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ، وإِنما كُسِرَتِ الْخَاءُ مِنَ الخِطَّة لأَنها أُخرجت عَلَى مَصْدَرٍ بُني عَلَى فِعْلِهِ «1»، وَجَمْعُ الخِطَّةِ خِطَطٌ. وَسُئِلَ إِبراهيمُ الحَربيّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه وَرَّث النِّسَاءَ خِطَطَهُنَّ دُونَ الرِّجال، فَقَالَ: نَعَم كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَعْطَى نِساء خِطَطاً يَسْكُنَّها فِي الْمَدِينَةِ شبْه القَطائِع، منهنَّ أُمُّ عَبْدٍ، فَجَعَلَهَا لهنَّ دُونَ الرِّجال لَا حَظَّ فِيهَا لِلرِّجَالِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنه يُقَالُ خِطٌّ للمكَان الَّذِي يَخْتَطُّه لِنَفْسِهِ، مِنْ غَيْرِ هَاءٍ، يُقَالُ: هَذَا خِطُّ بَنِي فُلَانٍ. قَالَ: والخُطُّ الطَّرِيقُ، يُقَالُ: الزَمْ هَذَا الخُطَّ، قَالَ: ورأَيته فِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَرضُ الخَطيطةُ الَّتِي يُمْطَرُ مَا حَوْلَها وَلَا تُمْطَر هِيَ، وَقِيلَ: الخَطِيطةُ الأَرض الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَين مَمْطورَتَين، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي مُطِر بعضُها. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ أَمْرَ امْرأَتِه بيدِها فَقَالَتْ لَهُ: أَنتَ طَالِقٌ ثَلَاثًا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خطَّ اللَّهُ نَوْءَها أَلَّا طَلَّقَتْ نفسَها ثَلَاثًا وَرُوِيَ: خَطَّأَ اللهُ نَوْءَها ، بِالْهَمْزِ، أَي أَخْطأَها الْمَطَرُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ رَوَاهُ خَطَّ اللَّهُ نوْءَها جَعَلَهُ مِنَ الخَطِيطةِ، وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرضين مَمْطُورَتَيْنِ، وَجَمْعُهَا خَطائطُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ فِي الخَطائطِ: تَرْعَى الخَطائطَ ونَرِدُ المَطائطَ ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِهَمْيَانَ بْنِ قُحافةَ: عَلَى قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائطَا، ... يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاطِ مَائِطَا وَقَالَ البَعِيثُ: أَلا إِنَّما أَزْرَى بحَارَك عامِداً ... سُوَيْعٌ، كخطَّافِ الخَطِيطةِ، أَسْحَمُ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: قِلاتٌ بالخَطِيطةِ جاوَرَتْها، ... فَنَضَّ سِمالُها، العَيْنُ الذَّرُورُ القِلاتُ: جَمْعُ قَلْتٍ للنُّقْرة فِي الْجَبَلِ، والسِّمالُ: جَمْعُ سَمَلةٍ وَهِيَ البقِيَّةُ مِنَ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ النَّضِيضةُ البقيةُ مِنَ الْمَاءِ، وسمالُها مُرْتَفِعٌ بنَضَّ، والعينُ مُرْتَفِعٌ بجاورَتْها، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ الْزَمْ خَطِيطةَ الذُّلِّ مَخافةَ مَا هُوَ أَشدُّ مِنْهُ، فإِنَّ أَصل الخَطِيطةِ الأَرضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ، فَاسْتَعَارَهَا للذلِّ لأَن الْخَطِيطَةَ مِنَ الأَرضين ذَلِيلَةٌ بِمَا بُخِسَتْه مِنْ حَقِّهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض خِطٌّ لَمْ تُمْطَر وَقَدْ مُطر مَا حولَها. والخُطَّةُ، بِالضَّمِّ: شِبْه القِصَّة والأَمْرُ. يُقَالُ: سُمْتُه خُطَّةَ خَسْفٍ وخُطَّة سَوْء؛ قَالَ تأَبَّط شَرّاً: هُما خُطَّتا: إِمَّا إِسارٌ ومِنَّةٌ، ... وإِمَّا دَمٌ، والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ أَراد خُطَّتانِ فَحَذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: لَا يَسْأَلوني خُطَّةً يُعَظّمون فِيهَا حُرُماتِ اللَّهِ إِلَّا أَعطَيتهم إِيَّاها ، وَفِي حَدِيثِهَا أَيضاً: إِنه قَدْ عرَض عَلَيْكُمْ خُطَّة رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا أَي أَمراً وَاضِحًا فِي الهُدَى والاسْتِقامةِ. وَفِي رأْسِه خُطَّةٌ أَي أَمْرٌ

_ (1). قوله [على فعله] كذا في الأَصل وشرح القاموس بدون نقط لما بعد اللام، وعبارة المصباح: وإنما كسرت الخاء لأَنها أُخرجت عَلَى مَصْدَرٍ افتعل مثل اختطب خطبة وارتد ردّة وافترى فرية.

مَا، وَقِيلَ: فِي رأْسه خُطَّةٌ أَي جَهْلٌ وإِقدامٌ عَلَى الأُمور. وَفِي حَدِيثِ قيْلةَ: أَيُلامُ ابْنُ هَذِهِ أَن يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ مِنْ وَرَاءِ الحَجَزة ؟ أَي أَنَّهُ إِذا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِلٌ لَا يُهْتَدى لَهُ إِنه لَا يَعْيا بِهِ وَلَكِنَّهُ يَفْصِلُه حَتَّى يُبْرِمَه ويخرُجَ مِنْهُ برأْيِه. والخُطَّةُ: الحالُ والأَمْرُ والخَطْبُ. الأَصمعي: مِنْ أَمْثالهم فِي الاعْتزام عَلَى الْحَاجَةِ: جاءَ فُلَانٌ وَفِي رأْسه خُطَّةٌ إِذا جاءَ وَفِي نَفْسِهِ حاجةٌ وَقَدْ عزَم عَلَيْهَا، والعامَّةُ تَقُولُ: فِي رأْسه خُطْيَةٌ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ هُوَ الأَول. وخَطَّ وجهُ فُلَانٍ واخْتَطَّ. ابْنُ الأَعرابي: الأَخَطُّ الدَّقِيقُ المَحاسِنِ. واخْتَطَّ الغُلامُ أَي نبتَ عِذارُه. وَرَجُلٌ مُخطَّطٌ: جَمِيلٌ. وخَطَطْتُ بالسيفِ وسطَه، وَيُقَالُ: خَطَّه بِالسَّيْفِ نِصفين. وخُطَّةُ: اسْمُ عَنْز، وَفِي الْمَثَلِ: قَبَّحَ اللَّهُ عَنْزاً خَيْرُها خُطَّةُ. قَالَ الأَصمعي: إِذا كَانَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ عَلَى بَعْضٍ فَضِيلةٌ إِلَّا أَنها خَسيسةٌ قِيلَ: قَبَّحَ اللهُ مِعْزَى خيْرُها خُطَّةُ، وخُطةُ اسْمُ عَنْزٍ كَانَتْ عَنز سَوْء؛ وأَنشد: يَا قَومِ، مَنْ يَحْلُبُ شَاةً مَيِّتهْ؟ ... قَدْ حُلِبَت خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتهْ مَيِّتَةٌ ساكنةٌ عِنْدَ الحَلب، وجَنْباً عُلْبةٌ، ومُسْفَتةٌ مَدْبوغة. يُقَالُ: أَسْفَت الزِّقَّ دَبَغَه. اللَّيْثُ: الخَطُّ أَرض يُنْسَبُ إِليها الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ، فإِذا جَعَلْتَ النسبةَ اسْمًا لَازِمًا قُلْتَ خَطِّيَّة، وَلَمْ تُذْكَرِ الرماحَ، وَهُوَ خَطُّ عُمانَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَذَلِكَ السِّيفُ كلُّه يُسَمَّى الخَطَّ، وَمِنْ قُرى الخَطِّ القَطِيفُ والعُقَيْرُ وقَطَرُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخَطُّ سِيفُ البَحْرَينِ وعُمانَ، وَقِيلَ: بَلْ كلُّ سِيفٍ خَطٌّ، وَقِيلَ: الخَطُّ مَرْفَأُ السفُن بِالْبَحْرَيْنِ تُنْسب إِليه الرِّمَاحُ. يُقَالُ: رُمْح خَطِّيٌّ، ورِماح خَطِّيَّة وخِطِّيَّةٌ، عَلَى الْقِيَاسِ وَعَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ، وَلَيْسَتِ الْخَطَّ بمنْبِتٍ للرِّماح، وَلَكِنَّهَا مَرْفَأُ السفُن الَّتِي تحْمِلُ القَنا مِنَ الهِنْدِ كَمَا قَالُوا مِسْكُ دارِينَ وَلَيْسَ هُنَالِكَ مِسْكٌ وَلَكِنَّهَا مرفأُ السُّفُنِ الَّتِي تَحْمِلُ المِسك مِنَ الهِند. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَطِّيُّ الرِّماح، وَهُوَ نِسْبةٌ قَدْ جرَى مَجْرى الِاسْمِ الْعَلَمِ، ونِسْبته إِلى الخَطّ خَطِّ الْبَحْرِينِ وإِليه ترفأُ السُّفُنُ إِذا جاءَت مِنْ أَرض الْهِنْدِ، وَلَيْسَ الخَطِّيّ الَّذِي هُوَ الرِّمَاحُ مِنْ نَبَاتِ أَرض الْعَرَبِ، وَقَدْ كَثُرَ مَجِيئُهُ فِي أَشْعارها؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي نَبَاتِهِ: وهَل يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلّا وشِيجهُ، ... وتُغْرَسُ، إلَّا فِي مَنابِتِها، النَّخْلُ؟ وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: فأَخذ خَطِّيّاً؛ الخَطِّيّ، بِالْفَتْحِ: الرُّمْحُ الْمَنْسُوبُ إِلى الخَطّ. الْجَوْهَرِيُّ: الخَط مَوْضِعٌ بِالْيَمَامَةِ، وَهُوَ خَطُّ هَجَرَ تُنْسب إِليه الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ لأَنها تُحْمَلُ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ فتُقوّم بِهِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنه نَامَ حَتَّى سُمع غَطِيطُه أَو خَطِيطُه ؛ الخَطِيطُ: قَرِيبٌ مِنَ الغَطِيطِ وَهُوَ صَوْتُ النَّائِمِ، وَالْغَيْنُ وَالْخَاءُ مُتَقَارِبَتَانِ. وحِلْسُ الخِطاط: اسْمُ رَجُلٍ زَاجِرٍ. ومُخَطِّطٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِلَّا أَكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ، ... فَقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبانُ مَا أَتَوَدَّدُ وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ أَقم عَلَى هَذَا الأَمْرِ بخُطَّةٍ وبحُجَّةٍ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَقَوْلُهُمْ: خُطَّةٌ نائيةٌ أَي مَقْصِدٌ بَعِيدٌ. وَقَوْلُهُمْ: خُذْ خُطّةً أَي خُذْ خُطة الانْتِصاف،

وَمَعْنَاهُ انْتَصِفْ. والخُطَّةُ أَيضاً مِنَ الخَطِّ: كالنُّقْطة مِنَ النَّقْطِ اسْمُ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: مَا خَطَّ غُبارَه أَي ما شَقَّه. خلط: خَلَطَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ يَخْلِطُه خَلْطاً وخَلَّطَه فاخْتَلَطَ: مَزَجَه واخْتَلَطا. وخالطَ الشيءَ مُخالَطة وخِلاطاً: مازَجَه. والخِلْطُ: مَا خالَطَ الشيءَ، وَجَمْعُهُ أَخْلاطٌ. والخِلْطُ: وَاحِدُ أَخْلاطِ الطِّيب. والخِلْطُ: اسْمُ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدَّوَاءِ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: وإِن كَانَ أَحدُنا ليَضَعُ كَمَا تضعُ الشاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ أَي لَا يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه بِبَعْضٍ لجَفافِه ويُبْسِه، فإِنهم كَانُوا يأْكلون خُبْزَ الشَّعِيرِ وورقَ الشَّجَرِ لِفَقْرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ. وأَخْلاطُ الإِنسان: أَمْزِجَتُه الأَربعة. وسَمْنٌ خَلِيطٌ: فِيهِ شَحْم ولَحْم. والخَلِيطُ مِنَ العَلَفِ: تِبن وقَتٌّ، وَهُوَ أَيضاً طِينٌ وتِبن يُخْلَطانِ. ولبَن خَلِيطٌ: مُخْتَلِطٌ مِنْ حُلو وحازِر. والخَلِيطُ: أَن تُحْلَب الضأْنُ عَلَى لَبَنِ المِعْزى والمِعزى عَلَى لبَن الضأْنِ، أَو تُحْلَبَ الناقةُ عَلَى لَبَنِ الْغَنَمِ. وَفِي حَدِيثِ النبيذِ: نَهَى عَنِ الخَلِيطَيْنِ فِي الأَنْبِذة ، وَهُوَ أَن يَجْمَعَ بَيْنَ صِنْفين تَمْرٍ وَزَبِيبٍ، أَو عِنَبٍ ورُطَب. الأَزهري: وأَما تَفْسِيرُ الْخَلِيطَيْنِ الَّذِي جَاءَ فِي الأَشربة وَمَا جَاءَ مِنَ النَّهْيِ عَنْ شُرْبه فَهُوَ شَراب يُتَّخَذُ مِنَ التَّمْرِ والبُسْر أَو مِنَ الْعِنَبِ وَالزَّبِيبِ، يُرِيدُ مَا يُنْبَذُ مِنَ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ مَعًا أَو مِنَ الزَّبِيبِ وَالْعِنَبِ مَعًا، وإِنما نَهَى عَنْ ذَلِكَ لأَن الأَنواع إِذا اخْتَلَفَتْ فِي الِانْتِبَاذِ كَانَتْ أَسرَعَ للشدَّة وَالتَّخْمِيرِ، والنبيذُ الْمَعْمُولُ مِنْ خَلِيطَيْن ذَهَبَ قَوْمٌ إِلى تَحْرِيمِهِ وإِن لَمْ يُسكر، أَخذاً بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وأَحمد وَعَامَّةُ الْمُحَدِّثِينَ، قَالُوا: مَنْ شَرِبَهُ قَبْلَ حُدُوثِ الشِّدَّةِ فِيهِ فَهُوَ آثمٌ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، وَمَنْ شَرِبَهُ بَعْدَ حُدُوثِهَا فِيهِ فَهُوَ آثمٌ مِنْ جِهَتَيْنِ: شربِ الخَلِيطيْن وشُربِ المُسْكِر؛ وغيرُهم رَخَّص فِيهِ وَعَلَّلُوا التَّحْرِيمَ بالإِسْكار. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا خالَطَتِ الصدَقةُ مَالًا إِلا أَهْلَكَتْه ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: يَعْنِي أَنّ خِيانةَ الصدَقةِ تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بِهَا، وَقِيلَ: هُوَ تَحْذِير للعمَّال عَنِ الْخِيَانَةِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ حَثٌّ عَلَى تَعْجِيلِ أَداء الزَّكَاةِ قَبْلَ أَن تُخْلَطَ بِمَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّفْعَةِ: الشَّرِيكُ أَوْلى مِنَ الخَلِيطِ، والخَلِيطُ أَولى مِنَ الجارِ ؛ الشرِيكُ: المُشارِكُ فِي الشُّيوعِ، والخَلِيطُ: المُشاركُ فِي حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ وَالطَّرِيقِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلَيْنِ تَقَدَّمَا إِلى مُعاوِيةَ فادَّعَى أَحدهما عَلَى صَاحِبِهِ مَالًا وَكَانَ المُدَّعي حُوَّلًا قُلَّباً مِخْلَطاً ؛ المِخْلَطُ، بِالْكَسْرِ: الَّذِي يَخْلِطُ الأَشْياء فيُلَبِّسُها عَلَى السَّامِعِينَ وَالنَّاظِرِينَ. والخِلاط: اخْتِلاطُ الإِبِل والناسِ والمَواشي؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَخْرُجْنَ مِنْ بُعْكُوكةِ الخِلاطِ وَبِهَا أَخْلاطٌ مِنَ النَّاسِ وخَلِيطٌ وخُلَيْطى وخُلَّيْطى أَي أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون، وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الخِلْطُ مِنَ التَّمْرِ أَي المُخْتَلِطُ مِنْ أَنْواعٍ شَتَّى. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي طَلَّقْتُ امرأَتي ثَلَاثًا وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: أَما أَنا فَلَا أَخْلِطُ حَلالًا بحَرامٍ أَي لَا أَحْتَسِبُ بالحَيْضةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الطلاقُ مِنَ العِدّةِ، لأَنها كَانَتْ لَهُ حَلَالًا فِي بَعْضِ أَيام الْحَيْضَةِ وَحَرَامًا فِي بَعْضِهَا.

وَوَقَعَ القومُ فِي خُلَيْطى وخُلَّيْطى مِثَالُ السُّمَّيْهى أَي اخْتِلاطٍ فَاخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ أَمرُهم. والتخْلِيطُ فِي الأَمْرِ: الإِفْسادُ فِيهِ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه بِبَعْضٍ: خُلَّيْطى؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: وكُنَّا خُلَيطى فِي الجِمالِ، فَرَاعَنِي ... جِمالي تُوالى وُلَّهاً مِنْ جِمالِك ومالُهم بَيْنَهُمْ خِلِّيطى أَي مُخْتَلِط. أَبو زَيْدٍ: اخْتَلَطَ الليلُ بالتُّرابِ إِذا اختلطَ عَلَى الْقَوْمِ أَمرهم وَاخْتَلَطَ المَرْعِيُّ بالهَمَلِ. والخِلِّيطى: تَخْلِيطُ الأَمْرِ، وإِنه لَفي خُلَّيْطى مِنْ أَمرِه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَتُخَفَّفُ اللَّامُ فَيُقَالُ خُلَيْطى. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا خِلاطَ وَلَا شِناقَ فِي الصَّدَقَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فإِنهما يتراجَعانِ بَيْنَهُمَا بالسَّوِيّةِ ؛ قَالَ الأَزهري: كَانَ أَبو عُبَيْدٍ فَسَّرَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ غَرِيبِ الْحَدِيثِ فَثَبَّجَه وَلَمْ يُفَسِّرُه عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ جَوَّدَ تَفْسِيرَهُ فِي كِتَابِ الأَمْوالِ، قَالَ: وَفَسَّرَهُ عَلَى نَحْوِ مَا فَسَّرَهُ الشَّافِعِيُّ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: الَّذِي لَا أَشُكّ فِيهِ أَن الخَلِيطَيْنِ الشَّرِيكَانِ لَنْ يَقْتَسِمَا الْمَاشِيَةَ، وتراجُعُهما بِالسَّوِيَّةِ أَن يَكُونَا خَلِيطَيْنِ فِي الإِبل تَجِبُ فِيهَا الْغَنَمُ فَتُوجَدُ الإِبل فِي يَدِ أَحدهما، فَتُؤْخَذُ مِنْهُ صدقتُها فَيَرْجِعُ عَلَى شَرِيكِهِ بِالسَّوِيَّةِ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ يَكُونُ الْخَلِيطَانِ الرَّجُلَيْنِ يَتَخَالَطَانِ بِمَاشِيَتِهِمَا، وإِن عَرَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَاشِيَتَهُ، قَالَ: وَلَا يَكُونَانِ خَلِيطَيْنِ حَتَّى يُرِيحا ويُسَرِّحا ويَسْقِيا مَعًا وتكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً، فإِذا كَانَا هَكَذَا صَدّقا صدقةَ الْوَاحِدِ بِكُلِّ حَالٍ، قَالَ: وإِن تفرَّقا فِي مُراحٍ أَو سَقْيٍ أَو فُحولٍ فَلَيْسَا خَليطين ويُصَدِّقانِ صدقةَ الِاثْنَيْنِ، قَالَ: وَلَا يَكُونَانِ خَلِيطَيْنِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِمَا حَوْلٌ مِنْ يومَ اخْتَلطا، فإِذا حَالَ عَلَيْهِمَا حَوْلٌ مِنْ يومَ اخْتَلَطَا زَكَّيا زكاةَ الْوَاحِدِ؛ قَالَ الأَزهري: وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوجب عَلَى مَن مَلك أَربعين شَاةً فَحَالَ عَلَيْهَا الحولُ، شَاةً، وَكَذَلِكَ إِذا مَلَكَ أَكثر مِنْهَا إِلى تَمَامِ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهَا شَاةٌ وَاحِدَةٌ، فإِذا زَادَتْ شاةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى مِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهَا شَاتَانِ، وَلَوْ أَن ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مَلَكُوا مِائَةً وَعِشْرِينَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَربعون شَاةً، وَلَمْ يَكُونُوا خُلَطاء سَنَةً كَامِلَةً، فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَاةٌ، فإِذا صَارُوا خُلَطَاءَ وَجَمَعُوهَا عَلَى رَاعٍ وَاحِدٍ سَنَةً فَعَلَيْهِمْ شَاةٌ وَاحِدَةٌ لأَنهم يُصَدِّقُونَ إِذا اخْتَلَطُوا، وَكَذَلِكَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ بَيْنَهُمْ أَربعون شَاةً وَهُمْ خُلَطَاءُ، فَإِنَّ عَلَيْهِمْ شَاةً كأَنّه مَلَكَهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَهَذَا تَفْسِيرُ الْخُلَطَاءِ فِي الْمَوَاشِي مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ؛ فالخُلَطاء هاهنا الشُّرَكاء الَّذِينَ لَا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ مِلْكِ صَاحِبِهِ إِلا بالقِسْمة، قَالَ: وَيَكُونُ الْخُلَطَاءُ أَيضاً أَن يَخْلِطُوا الْعَيْنَ الْمُتَمَيِّزَ بِالْعَيْنِ الْمُتَمَيَّزِ كَمَا فَسَّرَ الشَّافِعِيُّ، وَيَكُونُونَ مُجْتَمِعِينَ كالحِلَّةِ يَكُونُ فِيهَا عَشَرَةَ أَبيات، لِصَاحِبِ كُلِّ بَيْتِ ماشيةٌ عَلَى حِدَةٍ، فَيَجْمَعُونَ مواشِيَهم عَلَى راعٍ وَاحِدٍ يَرْعَاهَا مَعًا ويَسْقِيها مَعًا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَعْرِفُ مَالَهُ بسِمَته ونِجارِه. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيضاً: لَا خِلاطَ وَلَا وِراطَ ؛ الخِلاطُ: مَصْدَرُ خالَطه يُخالِطُه مُخالَطةً وخِلاطاً، وَالْمُرَادُ أَن يَخْلِطَ رَجُلٌ إِبله بإِبل غَيْرِهِ أَو بَقْرَهُ أَو غَنَمَهُ لِيَمْنَعَ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى مِنْهَا ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فِيمَا يَجِبُ لَهُ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَا يُجْمَعُ بَيْنَ متفرِّقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجتمع خشيةَ الصَّدَقَةِ ، أَما

الْجَمْعُ بَيْنَ المتفرِّق فَهُوَ الخِلاط، وذلك أَن يَكُونَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مَثَلًا لِكُلٍّ وَاحِدٍ أَربعون شَاةً، فَقَدْ وَجَبَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شاةٌ، فإِذا أَظَلَّهم المُصَدِّقُ جَمَعُوهَا لِئَلَّا يَكُونَ عَلَيْهِمْ فِيهَا إِلا شاةٌ وَاحِدَةٌ، وأَما تفريقُ الْمُجْتَمَعِ فأَن يَكُونَ اثْنَانِ شَرِيكَانِ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةُ شاةٍ وشاةٌ فَيَكُونُ عَلَيْهِمَا فِي مَالِهِمَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ، فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غَنَمَهُمَا فَلَمْ يَكُنْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ إِلا شَاةً وَاحِدَةً، قَالَ الشَّافِعِيُّ: الخطابُ فِي هَذَا للمُصدّقِ ولربِّ الْمَالِ، قَالَ: فالخَشْيَةُ خَشْيَتانِ: خَشْيةُ السَّاعِي أَن تَقِلَّ الصدقةُ، وخشْيةُ ربِّ الْمَالِ أَن يقلَّ مالُه، فأُمر كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَن لَا يُحْدِثَ فِي الْمَالِ شَيْئًا مِنَ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ؛ قَالَ: هَذَا عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عِنْدَهُ، وأَما أَبو حَنِيفَةَ فَلَا أَثر لَهَا عِنْدَهُ، وَيَكُونُ مَعْنَى الْحَدِيثِ نَفْيُ الخِلاطِ لِنَفْيِ الأَثر كأَنه يَقُولُ لَا أَثر للخُلْطةِ فِي تَقْلِيلِ الزَّكَاةِ وَتَكْثِيرِهَا. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ أَيضاً: وَمَا كَانَ مِنْ خَليطَيْنِ فإِنهما يَتراجَعانِ بَيْنَهُمَا. بالسويَّةِ ؛ الخَلِيطُ: المُخالِط وَيُرِيدُ بِهِ الشَّرِيكَ الَّذِي يَخْلِط مَالَهُ بِمَالِ شَرِيكِهِ، وَالتَّرَاجُعُ بَيْنَهُمَا هُوَ أَن يَكُونَ لأَحدهما مَثَلًا أَربعون بَقَرَةً وَلِلْآخَرِ ثَلَاثُونَ بَقَرَةً وَمَالُهُمَا مُخْتَلِطٌ، فيأْخذ السَّاعِي عَنِ الأَربعين مُسِنّةً وَعَنِ الثَّلَاثِينَ تَبِيعاً، فَيَرْجِعُ باذِلُ المسنَّةِ بِثَلَاثَةِ أَسْباعها عَلَى شَرِيكِهِ، وَبَاذِلِ التَّبيعِ بأَربعة أَسْباعه عَلَى شَرِيكِهِ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ السنَّين وَاجِبٌ عَلَى الشُّيُوعِ، كأَنَّ الْمَالَ مِلْكُ وَاحِدٍ، وَفِي قَوْلِهِ بِالسَّوِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَن الساعيَ إِذا ظَلَمَ أَحدهما فأَخذ مِنْهُ زِيَادَةً عَلَى فَرْضِهِ فإِنه لَا يَرْجِعُ بِهَا عَلَى شَرِيكِهِ، وإِنما يَضْمَنُ لَهُ قِيمةَ مَا يَخُصُّه مِنَ الْوَاجِبِ دُونَ الزِّيَادَةِ، وَفِي التَّرَاجُعِ دَلِيلٌ عَلَى أَن الخُلطة تَصِحُّ مَعَ تَمْيِيزِ أَعْيان الأَموال عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِهِ، وَالَّذِي فَسَّرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْخِلَاطِ أَن يَكُونَ بَيْنَ الْخَلِيطَيْنِ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ شَاةً، لأَحدهما ثَمَانُونَ وَلِلْآخَرِ أَربعون، فإِذا أَخذ المُصَدِّقُ مِنْهَا شَاتَيْنِ رَدَّ صاحبُ الثَّمَانِينَ عَلَى رَبِّ الأَربعين ثلثَ شَاةٍ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ شاةٌ وَثُلْثٌ، وَعَلَى الْآخَرِ ثُلْثَا شَاةٍ، وإِن أَخذ المُصَدّق مَنَ الْعِشْرِينَ وَالْمِائَةِ شَاةً، وَاحِدَةً رَدَّ صاحبُ الثَّمَانِينَ عَلَى رَبِّ الأَربعين ثُلْثَ شَاةٍ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ ثُلْثَا شَاةٍ وَعَلَى الْآخَرِ ثلثُ شَاةٍ، قَالَ: والوِراطُ الخديعةُ والغِشُّ. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ فِيهِمَا، يُخالِطُ الأُمور ويُزايِلُها كَمَا يُقَالُ فاتِقٌ راتِقٌ، ومِخْلاطٌ كمِخْلطٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرواطِ، ... صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ وخلَط القومَ خَلْطاً وخالَطَهم: داخَلهم. وخَليطُ الرَّجُلِ: مُخالطُه. وخَلِيطُ الْقَوْمِ: مُخالطهم كالنَّديم المنادِمِ، والجَلِيسِ المُجالِسِ؛ وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلا فِي الشِّرْكَةِ. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ ؛ هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الخَليطُ جَمْعًا. والخُلْطةُ، بِالضَّمِّ: الشِّرْكة. والخِلْطةُ، بِالْكَسْرِ: العِشْرةُ. والخَلِيطُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ أَمْرُهم وَاحِدٌ، والجمعُ خُلَطاء وخُلُطٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بانَ الخَلِيطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُهُ: إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا، ... وأَخْلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا

وَيُرْوَى: فانْفَرَدُوا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْمَعْنَى لِجَمَاعَةٍ مِنْ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ؛ قَالَ بسَّامَةُ بْنُ الغَدِير: إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا الْبَيْنَ فابْتَكَرُوا ... لِنِيَّة، ثُمَّ مَا عادُوا وَلَا انْتَظَرُوا وَقَالَ ابْنُ مَيّادةَ: إِن الْخَلِيطَ أَجدُّوا الْبَيْنَ فانْدَفَعُوا، ... وَمَا رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الَّذِي صَنَعُوا وَقَالَ نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيّ: إِن الْخَلِيطَ أَجدوا الْبَيْنَ فَابْتَكَرُوا، ... واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لَهَا زُمَر وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ: إِن الْخَلِيطَ أَجدوا الْبَيْنَ فادّلَجُوا، ... بانُوا وَلَمْ ينْظرُوني، إِنهم لَحِجُوا وَقَالَ ابْنُ الرِّقاعِ: إِن الْخَلِيطَ أَجدوا الْبَيْنَ فانْقَذَفُوا، ... وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: إِنَّ الْخَلِيطَ أَجدّ الْبَيْنَ فاحْتَمَلا وَقَالَ جَرِيرٌ: إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا الْبَيْنَ يومَ غَدَوْا ... مِنْ دارةِ الجأْبِ، إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ وَقَالَ نُصَيْبُ: إِن الْخَلِيطَ أَجدّوا الْبَيْنَ فاحْتَمَلُوا وَقَالَ وَعْلةُ الجَرْمِيُّ فِي جَمْعِهِ عَلَى خُلُطٍ: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ ... حَرْباً، تُفَرِّقُ بَيْنَ الجِيرةِ الخُلُطِ؟ وإِنما كَثُرَ ذَلِكَ فِي أَشعارهم لأَنهم كَانُوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ فَتَجْتَمِعُ مِنْهُمْ قَبَائِلُ شَتَّى فِي مَكَانٍ واجد، فَتَقَعُ بَيْنَهُمْ أُلْفَةٌ، فإِذا افْتَرَقوا وَرَجَعُوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذَلِكَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَلْقَى الرجلُ الرجلَ الَّذِي قَدْ أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ وَلَوْ شاءَ لأَخَّرَه، فَيَقُولُ: لَقَدْ فارَقْتَ خَليطاً لَا تَلْقى مثلَه أَبداً يَعْنِي الجَزَّ. والخَلِيطُ: الزوجُ وَابْنُ الْعَمِّ. والخَلِطُ: المُخْتَلِطُ «2» بِالنَّاسِ المُتَحَبِّبُ، يَكُونُ لِلَّذِي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم، وَيَكُونُ لِلَّذِي يُلْقي نساءَه ومتاعَه بَيْنَ النَّاسِ، والأُنثى خَلِطةٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ خُلُط، بِضَمِّ اللَّامِ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ مِثْلَ ذَلِكَ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ خِلْطٌ فِي مَعْنَى خَلِطٍ؛ وأَنشد: وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هِيَ أَرْسَلتْ ... يَمينُكَ شَيْئًا، أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا يَقُولُ: أَنت امْرُؤٌ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال، ويمينُك بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ هِيَ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَ هِيَ كِنَايَةً عَنِ القِصّة ورفَعْت يَمِينَكَ بأَرسلت، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَخْلَطُ مِنَ الحمَّى؛ يُرِيدُونَ أَنها مُتَحَبِّبَةٌ إِليه مُتَمَلِّقة بورُودها إِياه واعْتيادِها لَهُ كَمَا يَفْعَلُ المُحِبُّ المَلِقُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين عَلَى الطَّاءِ، فَقَالَ حُمَيْدٌ: الخِلاطَ يَا أَبا الشعْثاء، فَقَالَ الْعَجَّاجُ: الفجاجُ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ يَا ابْنَ أَخي أَي لَا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ. واخْتَلَطَ فُلَانٌ أَي فَسَدَ عَقْلُهُ. وَرَجُلٌ خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ: أَحْمَقُ مُخالَطُ العقْل، عَنْ أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. وَقَدْ خُولِطَ فِي عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ،

_ (2). قوله [والخلط المختلط] في القاموس: والخلط بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق إليهم.

وَيُقَالُ: خُولِط الرجلُ فَهُوَ مُخالَطٌ، واخْتَلَطَ عقلُه فَهُوَ مُخْتَلِط إِذا تَغَيَّرَ عقلُه. والخِلاطُ: مخالطةُ الداءِ الجوفَ. وَفِي حَدِيثِ الوَسْوَسةِ: ورجَعَ الشيطانُ يَلْتمس الخِلاطَ أَي يخالِط قَلْبَ الْمُصَلِّي بالوَسْوَسةِ، وَفِي الْحَدِيثِ يَصِف الأَبرار: فظنَّ النَّاسُ أَن قَدْ خُولِطُوا وَمَا خُولِطُوا وَلَكِنْ خَالَطَ قلْبَهم هَمٌّ عَظيمٌ ، مِنْ قَوْلِهِمْ خُولط فُلَانٌ فِي عَقْلِهِ مُخالَطة إِذا اختلَّ عَقْلُهُ. وخالَطه الداءُ خِلاطاً: خَامَرَهُ. وَخَالَطَ الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً: وقَع فِيهَا. اللَّيْثُ: الخِلاطُ مخالطةُ الذئبِ الغَنَم؛ وأَنشد: يَضْمَنُ أَهل الشاءِ فِي الخِلاطِ والخِلاط: مخالَطة الرجلُ أَهلَه. وَفِي حَدِيثِ عَبِيدةَ: وسُئل مَا يُوجِبُ الغُسْلَ؟ قَالَ: الخَفْقُ والخِلاطُ أَي الجِماعُ مِنَ الْمُخَالَطَةِ. وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَيْسَ أَوانَ يَكْثُر الخِلاط، يَعْنِي السِّفادَ، وخالَط الرجلُ امرأَتَه خِلاطاً: جامَعها، وَكَذَلِكَ مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِيلُه حَياءَها. واسْتخلط الْبَعِيرُ أَي قَعا. وأَخلط الفحْلُ: خَالَطَ الأُنثى. وأَخلطه صَاحِبُهُ وأَخلط لَهُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، إِذا أَخطأَ فسدَّده وَجَعَلَ قَضِيبَهُ فِي الحَياء. واسْتَخْلَطَ هُوَ: فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ. ابْنُ الأَعرابي: الخِلاطُ أَن يأْتي الرجلُ إِلى مُراحِ آخَرَ فيأْخذَ مِنْهُ جمَلًا فيُنزِيَه عَلَى نَاقَتِهِ سِرّاً مِنْ صاحِبه، قَالَ: والخِلاط أَيضاً أَن لَا يُحْسن الجملُ القَعْو عَلَى طَرُوقَتِه فيأْخذَ الرجلُ قَضِيبَه فيُولجه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا قَعا الفحلُ عَلَى الناقةِ فَلَمْ يَسْتَرْشِدْ لحَيائها حَتَّى يُدخله الرَّاعِي أَو غيرُه قِيلَ: قَدْ أَخْلطه إِخْلاطاً وأَلْطَفَه إِلْطافاً، فَهُوَ يُخْلِطُه ويُلْطِفُه، فإِن فَعَلَ الْجَمَلُ ذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ قِيلَ: قَدِ اسْتَخْلَطَ هُوَ واسْتَلْطَفَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَلٌ مُختلِط وَنَاقَةٌ مُخْتَلِطَةٌ إِذا سَمِنا حَتَّى اختلَط الشَّحْمُ بِاللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُلُط المَوالي، والخُلَطاء الشُّرَكَاءُ، والخُلُطُ جِيران الصَّفا، والخَلِيط الصاحِبُ، والخَلِيطُ الْجَارُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: بانَ الخَلِيطُ وَلَوْ طُووِعتُ مَا بَانَا فَهَذَا وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ قَدْ تَقَدَّمَ الِاسْتِشْهَادُ عَلَيْهِ. والأَخْلاطُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. والخِلْطُ والخِلِطُ مِنَ السِّهام: السَّهْمُ الَّذِي ينبُت عُودُه عَلَى عَوَج فَلَا يَزَالُ يتعوَّج وإِن قُوِّم، وَكَذَلِكَ القوسُ، قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: وصفراءُ البُرايةِ غَيْر خِلْطٍ، ... كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللياطِ وَقَدْ فُسِّر بِهِ البيتُ الَّذِي أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وأَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هِيَ أَرسلت قَالَ: وأَنت امْرُؤٌ خِلْط أَي أَنك لَا تَسْتَقِيمُ أَبداً وإِنما أَنت كالقِدْح الَّذِي لَا يَزَالُ يَتعوَّج وإِن قُوِّم، والأَوّل أَجود. والخِلْط: الأَحمق، وَالْجَمْعُ أَخْلاط؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فَلَمَّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ مِنْ عِنانِها، ... وأَمْسَكْتُ مِنْ بَعْضِ الخِلاطِ عِناني فَسَّرَهُ فَقَالَ: تكلمَت بالرفَثِ وأَمسكْتُ نَفْسِي عَنْهَا فكأَنه ذَهَبَ بِالْخِلَاطِ إِلى الرفَثِ. الأَصمعي: المِلْطُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ لَهُ نَسَبٌ وَلَا أَب، والخِلْطُ يُقَالُ فُلَانٌ خِلْطٌ فِيهِ قَوْلَانِ، أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ؛ وَيُقَالُ هُوَ وَلَدُ الزِّنا فِي قَوْلِ الأَعْشَى:

أَتاني مَا يقولُ ليَ ابنُ بَظْرا، ... أَقَيْسٌ، يَا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ، لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، وخِلْطٌ ... رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحي؟ أَراد أَقَيْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، هَجا بهذا جِهنّاماً [جُهنّاماً] أَحد بَنِي عَبْدانَ. واهْتَلَبَ السيفَ مِنْ غِمْده وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛ قَالَ الْجُرْجَانِيُّ: الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنَّ اللامَ مُبْدَلَةٌ مِنْهُ، قَالَ: وَفِيهِ نَظَرٌ. خمط: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ أَهل سبإٍ: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الخَمْطُ ضَرْبٌ مِنَ الأَراكِ لَهُ حَمْل يؤْكل، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ لِكُلِّ نَبْتٍ قَدْ أَخَذَ طَعْماً مِنْ مَرارة حَتَّى لَا يُمْكِنَ أَكلُه خَمْطٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْخَمْطُ فِي التَّفْسِيرِ ثَمَرُ الأَراكِ وَهُوَ البَرِيرُ، وَقِيلَ: شَجَرٌ لَهُ شوْكٌ، وَقِيلَ: الخَمْطُ فِي الْآيَةِ شَجَرٌ قَاتِلٌ أَو سَمٌّ قاتِل، وَقِيلَ: الخَمْط الحَمْل الْقَلِيلُ مِنْ كُلِّ شَجَرَةٍ، وَالْخَمْطُ شَجَرٌ مِثْلُ السِّدْرِ وَحَمْلُهُ كالتُّوت، وَقُرِئَ: ذَوَاتَيْ أُكُلِ خَمْطٍ ، بالإِضافة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ جَعَلَ الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإِضافة لأَن الأَكل لِلْجَنِيِّ فأَضافه إِلى الخمْط، وَمَنْ جَعَلَ الْخَمْطَ ثَمَرَ الأَراك فَحَقُّ القراءَة أَن تَكُونَ بِالتَّنْوِينِ، وَيَكُونُ الْخَمْطُ بَدَلًا مِنَ الأُكُل، وبكلٍّ قرأَتْه القرَّاءُ. ابْنُ الأَعرابيّ: الخَمْطُ ثَمَرٌ يُقَالُ لَهُ فَسْوةُ الضَّبُع عَلَى صُورَةِ الخَشْخاش، يَتَفَرَّكُ وَلَا يُنْتفَعُ بِهِ. وَقَدْ خَمَط اللحمَ يَخْمِطُه خَمْطاً، فَهُوَ خَمِيطٌ: شَوَاهُ، وَقِيلَ: شَوَاهُ فَلَمْ يُنْضِجْه. وخَمط الحَمَلَ والشاةَ والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً، وَهُوَ خَمِيطٌ: سلَخَه وَنَزَعَ جِلْده وشَواه، فإِذا نزَع عَنْهُ شَعَره وَشَوَاهُ فَهُوَ السَّمِيطُ، وَقِيلَ: الخَمْطُ بِالنَّارِ، والسَّمْطُ بِالْمَاءِ. والخَمِيطُ: المَشْوِيُّ، والسَّمِيط: الَّذِي نُزع عَنْهُ شعرُه. والخَمّاطُ: الشَّوَّاء؛ قَالَ رؤْبة: شاكٍ يَشُكُّ خَلَلَ الآباطِ، ... شَكَّ المَشاوِي نَقَدَ الخَمَّاطِ أَراد بالمَشاوي: السفافِيدَ تَدْخُلُ فِي خَلَل الآباطِ، قَالَ: والخُمَّاطُ السُّمَّاطُ، الْوَاحِدُ خامِطٌ وسامِط. والخَمْطةُ: رِيحُ نَوْرِ الكَرم وَمَا أَشْبَهه مِمَّا لَهُ رِيحٌ طَيِّبَةٌ وَلَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الذّكاءِ طِيباً. والخَمْطة: الْخَمْرُ الَّتِي أَخَذَت ريِحاً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخمْطة الَّتِي قد أَخذت شيئا من الرِّيح كَرِيحِ النَّبِق والتفَّاح. يُقَالُ: خَمِطَتِ الخَمْرُ، وَقِيلَ: الخمْطةُ الحامضةُ مَعَ رِيحٍ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: عُقارٌ كماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ، ... وَلَا خَلّةٍ، يَكْوِي الوُجوهَ شِهابُها وَيُرْوَى: يَكْوِي الشُّروبَ شِهابُها. وَقِيلَ: إِذا أُعْجِلَت عَنِ الاسْتِحكام فِي دَنِّها فَهِيَ خَمْطةٌ. وكلُّ طَرِيّ أَخَذ طعْماً وَلَمْ يَسْتَحْكِم، فَهُوَ خَمْطٌ؛ وَقَالَ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيِّ: وَلَا تَسْبِقَنْ للناسِ مِنِّي بخَمْطةٍ، ... من السُّمِّ، مَذْرورٍ [مَذْرورٌ] عَلَيْهَا ذُرُورُها يَعْنِي طَرِيَّةً حَدِيثَةً كأَنها عِنْدَهُ أَحَدُّ؛ وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ: مُشَعْشَعَةٌ كعَيْنِ الدِّيك، فِيهَا ... حُمَيّاها مِنَ الصُّهْبِ الخِماطِ

اخْتَارَهَا حَدِيثةً، وَاخْتَارَهَا أَبو ذُؤَيب عَتِيقةً، وَلِذَلِكَ قَالَ: لَيْسَتْ بخَمْطَةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَمْطَةُ الْخَمْرَةُ الَّتِي أُعجلت عَنِ اسْتِحْكَامِ رِيحِهَا فأَخذت رِيحَ الإِدْراكِ كَرِيحِ التُّفَّاح وَلَمْ تُدْرِكْ بَعْدُ، وَيُقَالُ: هِيَ الحامضةُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الخَمْطةُ أَوّلُ مَا تَبْتَدئُ فِي الحُموضة قَبْلَ أَن تشتدَّ، وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي بَيْتِ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْهُذَلِيِّ: عَنى بالخمْطةِ اللَّوْمَ والكلامَ القَبيحَ. وَلَبَنٌ خَمْطٌ وخامِطٌ: طَيِّبُ الرِّيح، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ أَخذ شَيْئًا مِنَ الرِّيح كَرِيحِ النَّبْقِ أَو التُّفَّاح، وَكَذَلِكَ سِقاء خامِطٌ، خَمَطَ يَخْمُطُ خَمْطاً وخُموطاً وخَمِطَ خَمَطاً، وخَمْطَتُه وخَمَطَتُه رائحتُه، وَقِيلَ: خَمَطُه أَن يَصِير كالخِطْمِيِّ إِذا لَجَّنَه وأَوْخَفَه، وَقِيلَ: الخَمْطُ الحامضُ، وَقِيلَ: هُوَ المُرّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ أَن اللَّبَنَ إِذا ذَهَبَ عَنْهُ حَلاوة الحَلب وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ فَهُوَ سامِطٌ، فإِن أَخذ شَيْئًا مِنَ الرِّيح فَهُوَ خامِطٌ، فإِن أَخذ شَيْئًا مِنَ طعْم فَهُوَ مُمَحَّلٌ، فإِذا كَانَ فِيهِ طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ. الْيَزِيدِيُّ: الخامِطُ الَّذِي يُشبه ريحُه ريحَ التُّفّاحِ، وَكَذَلِكَ الخَمْطُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَمَا كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ... ضَرِيبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطاً وصافِيا التَّهْذِيبُ: لَبَنٌ خَمْطٌ وَهُوَ الَّذِي يُحْقَنُ فِي سِقاء ثُمَّ يوضَع عَلَى حَشِيشٍ حَتَّى يأْخُذَ مِنْ رِيحِهِ فَيكون خَمْطاً طَيِّبَ الرِّيحِ طيبَ الطَّعْمِ. والخَمْطُ مِنَ اللَّبَنِ: الحامِضُ. وأَرض خَمْطةٌ وخَمِطةٌ: طيبةُ الرَّائِحَةِ، وَقَدْ خَمِطَتْ وخَمَطَتْ. وخَمَط السِّقاءُ وخَمِطَ خَمْطاً وخَمَطاً، فَهُوَ خَمِطٌ: تَغَيَّرَتْ رائحتُه، ضِدٌّ. سِيبَوَيْهِ: وَهِيَ الخَمْطةُ. وتَخَمَّطَ الفحلُ: هَدَرَ. وخَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ: غَضِبَ وتَكبَّرَ وثارَ؛ قَالَ: إِذا تَخَمَّطَ جَبّارٌ ثَنَوْه إِلى ... مَا يَشْتَهُونَ، وَلَا يُثْنَوْن إِنْ خَمِطُوا والتَّخَمُّطُ: التَّكَبُّرُ، قَالَ: إِذا رأَوْا مِنْ مَلِكٍ تَخَمُّطا ... أَو خُنْزُواناً، ضَرَبُوهُ مَا خَطا وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: إِذا مَا تَسامَتْ للتخمطِ صِيدُها الأَصمعي: التخمُّط الأَخذُ والقهْرُ بغَلبةٍ؛ وأَنشد: إِذا مُقْرَمٌ مِنّا ذَرَا حَدُّ نابِه، ... تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ وَرَجُلٌ مُتَخَمِّطٌ: شديدُ الغَضَبِ لَهُ ثَوْرةٌ وجَلَبة. وَفِي حَدِيثِ رِفاعةَ قَالَ: الماءُ مِنَ الْمَاءِ، فتخمَّطَ عُمَرُ أَي غَضِبَ. وَيُقَالُ لِلْبَحْرِ إِذا التَطَمَتْ أَمواجُه: إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ. وَبَحْرٌ خَمِطُ الأَمواج: مُضْطَرِبُها؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: ذُو عُبابٍ زَبَدٍ آذِيُّه، ... خَمِطُ التَّيّارِ يَرْمي بالقَلَعْ [بالقِلَعْ] يعني بالقَلَعِ [بالقِلَعِ] الصخْرَ أَي يَرْمِي بالصخْرة العظيمةِ. وتَخَمَّطَ البحرُ: التطَم أَيضاً. خنط: خَنَطَه يَخْنِطُه خَنْطاً: كَرَبَه. الأَزهري: الخَناطِيطُ والخَناطِيلُ مِثْلُ العَبادِيدِ جَماعاتٌ فِي تَفْرِقةٍ، وَلَا وَاحِدَ لَهَا. خوط: الخُوطُ: الغُصْنُ الناعِمُ، وَقِيلَ: الغُصن لِسَنةٍ، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ قَضِيبٍ مَا كَانَ؛ عَنْ أَبي

حَنِيفَةَ، وَالْجَمْعُ خِيطانٌ؛ قَالَ: لَعَمْرُكَ إِنّي فِي دِمَشْقَ وأَهْلِها، ... وإِن كنتُ فِيهَا ثاوِياً، لغَرِيبُ أَلا حَبَّذا صَوْتُ الغَضَا حِينَ أَجْرَسَتْ، ... بِخِيطانِه بَعْدَ المَنامِ، جَنُوبُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: سَرَعْرَعاً خُوطاً كغُصْنٍ نابِت يُقَالُ: خُوطُ بانٍ، الْوَاحِدَةُ خُوطةٌ. والخُوطُ مِنَ الرِّجَالِ: الجسيمُ الخَفِيفُ كالخَوْطِ. وَجَارِيَةٌ خُوطانِيَّةٌ: مُشَبَّهة بالخُوط. ابْنُ الأَعرابي: خُطْ خُطْ إِذا أَمرته أَن يَخْتِلَ إِنساناً برُمْحِه. وَفِي النَّوَادِرِ: تَخَوّطْتُ فُلَانًا وتَخَوَّتُّه تَخَوُّطاً وتَخَوُّتاً إِذا أَتيتَه الفَيْنةَ بَعْدَ الفينةِ أَي الحِينَ بَعْدَ الحِين. خيط: الخَيْطُ: السِّلْك، وَالْجَمْعُ أَخْياطٌ وخُيوطٌ وخُيوطةٌ مِثْلُ فَحْلٍ وفُحولٍ وفُحولةٍ، زَادُوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ مُقْبِلٍ: قَرِيساً ومَغْشِيّاً عَلَيْهِ، كأَنَّه ... خُيوطةُ مارِيٍّ لَواهُنَّ فاتِلُهْ وخاطَ الثوبَ يَخِيطُه خَيْطاً وخِياطةً، وَهُوَ مَخْيوطٌ ومَخِيطٌ، وَكَانَ حَدُّهُ مَخْيوطاً فلَيَّنُوا الْيَاءَ كَمَا لَيَّنُوها فِي خاطٍ، وَالْتَقَى سَاكِنَانِ: سُكُونُ الْيَاءِ وَسُكُونُ الْوَاوِ، فَقَالُوا مَخِيط لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، أَلقوا أَحدهما، وَكَذَلِكَ بُرٌّ مَكِيل، والأَصل مَكْيُولٌ، قَالَ: فَمَنْ قَالَ مَخْيوط أَخرجه عَلَى التَّمَامِ، وَمَنْ قَالَ مَخِيطٌ بَنَاهُ عَلَى النَّقْصِ لِنُقْصَانِ الْيَاءِ فِي خِطْتُ، وَالْيَاءُ فِي مَخِيط هِيَ وَاوَ مَفْعُولٍ، انْقَلَبَتْ يَاءً لِسُكُونِهَا وَانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وإِنما حُرِّكَ مَا قَبْلَهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَ سُقُوطِ الْيَاءِ، وإِنما كُسِرَ لِيُعْلَمَ أَنّ السَّاقِطَ يَاءٌ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ إِنّ الْيَاءَ فِي مَخِيطٍ هِيَ الأَصلية وَالَّذِي حُذِفَ وَاوُ مَفْعُولٍ ليُعرف الْوَاوِيُّ مِنَ الْيَائِيِّ، والقولُ هُوَ الأَوّل لأَنّ الْوَاوَ مَزِيدَةٌ لِلْبِنَاءِ فَلَا يَنْبَغِي لَهَا أَن تُحْذَفَ، والأَصليّ أَحقُّ بِالْحَذْفِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ أَو علَّةٍ تُوجِبُ أَن يُحْذَفَ حَرْفٌ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي كُلِّ مَفْعُولٍ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ إِذا كَانَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ، فإِنه يَجِيءُ بِالنُّقْصَانِ وَالتَّمَامِ، فأَما مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ فَلَمْ يَجِئْ عَلَى التَّمَامِ إِلا حَرْفان: مِسْك مَدْوُوفٌ، وَثَوْبٌ مَصْوُون، فإِنَّ هَذَيْنِ جَاءَا نَادِرَيْنِ، وَفِي النَّحْوِيِّينَ مَنْ يَقِيسُ عَلَى ذَلِكَ فَيَقُولُ قَوْلٌ مَقْوُول، وَفَرَسٌ مَقْوُودٌ، قِيَاسًا مُطَّرِدًا؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: كأَنَّ عَلَى صَحاصِحِه رِياطاً ... مُنَشَّرةً، نُزِعْنَ مِنَ الخِياطِ إِما أَن يَكُونَ أَراد الخِياطةَ فَحَذَفَ الْهَاءَ، وإِما أَن يَكُونَ لُغَةً. وخَيَّطَه: كخاطَه؛ قَالَ: فهُنَّ بالأَيْدِي مُقَيِّساتُه، ... مُقَدِّراتٌ ومُخَيِّطاتُه والخِياطُ والمِخْيَطُ: مَا خِيطَ بِهِ، وَهُمَا أَيضاً الإِبرَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ؛ أَي فِي ثَقْبِ الإِبرة والمِخْيَطِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المِخْيَطُ وَنَظِيرُهُ مِمَّا يُعْتَمل بِهِ مكسورُ الأَول، كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ أَو لَمْ تَكُنْ، قَالَ: وَمِثْلُ خِياطٍ ومِخْيَطٍ سِرادٌ ومِسْرَدٌ وإِزارٌ ومِئْزَرٌ وقِرامٌ ومِقْرَمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَدُّوا الخِياطَ

والمِخْيَطَ ؛ أَراد بالخِياط هَاهُنَا الخَيْطَ، وبالمِخْيَطِ مَا يُخاطُ بِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ الإِبرة. أَبو زَيْدٍ: هَبْ لِي خِياطاً ونِصاحاً أَي خَيْطاً وَاحِدًا. وَرَجُلٌ خائطٌ وخَيَّاطٌ وخاطٌ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. والخِياطةُ: صِناعةُ الخائِط. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ؛ يَعْنِي بياضَ الصبحِ وسوادَ اللَّيْلِ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ بالخَيْطِ لدِقَّته، وَقِيلَ: الخيطُ الأَسود الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ، وَالْخَيْطُ الأَبيض الْفَجْرُ المُعْتَرِضُ؛ قَالَ أَبو دُواد الإِيادي: فلمَّا أَضاءتْ لَنا سُدْفةٌ، ... ولاحَ مِنَ الصُّبْحِ خَيْطٌ أَنارا قَالَ أَبو إِسحاق: هُمَا فَجْرانِ، أَحدهما يَبْدُو أَسود مُعْترضاً وَهُوَ الْخَيْطُ الأَسود، وَالْآخَرُ يَبْدُو طَالِعًا مُسْتَطِيلًا يَمْلأُ الأُفق فَهُوَ الْخَيْطُ الأَبيض، وَحَقِيقَتُهُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الليلُ مِنَ النَّهَارِ، وَقَوْلُ أَبي دُوَادٍ: أَضاءت لَنَا سُدْفَةً، هِيَ هَاهُنَا الظُّلمة؛ ولاحَ مِنَ الصُّبْحِ أَي بَدا وَظَهَرَ، وَقِيلَ: الخيْطُ اللَّوْنُ، وَاحْتَجَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ مَا قَالَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي تَفْسِيرِ الخَيْطَيْنِ: إِنما ذَلِكَ سوادُ الليلِ وبياضُ النَّهَارِ ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي الصَّلْتِ: الخَيْطُ الأَبْيَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ، ... والخَيْطُ الأَسْودُ لوْنُ الليلِ مَرْكُومُ وَيُرْوَى: مَكْتُومُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَدِيّ بْنَ حَاتِمٍ أَخذَ حَبْلًا أَسودَ وَحَبْلًا أَبيضَ وَجَعَلَهُمَا تَحْتَ وِسادِه لِيَنْظُرَ إِليهما عِنْدَ الْفَجْرِ، وَجَاءَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَعلمه بِذَلِكَ فَقَالَ: إِنك لعَريضُ القَفا، لَيْسَ الْمَعْنَى ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ بياضُ الفجرِ مِنْ سوادِ الليلِ ، وَفِي النِّهَايَةِ: وَلَكِنَّهُ يُرِيدُ بياضَ النَّهَارِ وَظُلْمَةَ اللَّيْلِ. وخَيَّطَ الشيبُ رأْسَه وَفِي رأْسِه ولِحْيَتِه: صَارَ كالخُيوطِ أَو ظَهَرَ كالخُيوطِ مِثْلُ وخَطَ، وتَخَيَّطَ رأْسُه كَذَلِكَ؛ قَالَ بَدْرُ بْنُ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ: تاللهِ لَا أَنْسَى مَنِيحةَ واحدٍ، ... حَتَّى تَخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ إِذا اتَّصَلَ الشيبُ فِي الرأْس فَقَدْ خَيَّطَ الرأْسَ الشيبُ، فَجَعَلَ خَيَّطَ مُتعدِّياً، قَالَ: فَتَكُونُ الرِّوَايَةُ عَلَى هَذَا حَتَّى تُخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني، وجُعِل البياضُ فِيهَا كأَنه شَيْءٌ خِيطَ بعضُه إِلى بَعْضٍ، قَالَ: وأَمّا مَنْ قَالَ خَيَّطَ فِي رأْسِه الشيبُ بِمَعْنَى بَدا فإِنه يُرِيدُ تُخَيَّطُ، بِكَسْرِ الْيَاءِ، أَي خَيَّطَتْ قُروني، وَهِيَ تُخَيَّطُ، وَالْمَعْنَى أَن الشَّيْبَ صَارَ فِي السَّوَادِ كالخُيوطِ وَلَمْ يَتَّصِلْ، لأَنه لَوِ اتَّصَلَ لَكَانَ نَسْجاً، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ الْبَيْتُ بِالْوَجْهَيْنِ: أَعني تُخَيَّطُ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، وتُخَيِّطُ، بِكَسْرِهَا، وَالْخَاءُ مَفْتُوحَةٌ فِي الْوَجْهَيْنِ. وخَيْطُ باطِلٍ: الضَّوْء الَّذِي يدخُل مِنَ الكُوَّةِ، يُقَالُ: هُوَ أَدَقُّ مِنْ خَيْطِ باطِلٍ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَقِيلَ: خَيْطُ باطِلٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ لُعابُ الشَّمْسِ ومُخاطُ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ مَرْوانُ بْنُ الحَكَمِ يُلَقَّب بِذَلِكَ لأَنه كَانَ طَوِيلًا مُضْطَرِباً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَحى اللهُ قَوْماً مَلَّكُوا خَيْطَ باطِلٍ ... عَلَى النَّاسِ، يُعْطِي مَن يَشاءُ ويَمْنَعُ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خَيْطُ باطِل هُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ فَمِ العَنْكَبوتِ. أَحمد بْنُ يَحْيَى: يُقَالُ فُلَانٌ

أَدَقُّ مِنْ خَيْطِ الْبَاطِلِ، قَالَ: وخَيْطُ الْبَاطِلِ هُوَ الهَباء المَنْثور الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْكُوَّةِ عِنْدَ حَمْي الشَّمْسِ، يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَهُون أَمرُه. والخَيْطةُ: خَيْطٌ يَكُونُ مَعَ حَبْل مُشْتارِ الْعَسَلِ، فإِذا أَراد الخَلِيَّةَ ثُمَّ أَراد الْحَبْلَ جَذَبه بِذَلِكَ الْخَيْطِ وَهُوَ مَرْبُوط إِليه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجَرداء، مثلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابُها وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا البيتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الوَتدِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخَيْطةُ حَبْلٌ لَطِيفٌ يُتَّخَذُ مِنَ السَّلَبِ؛ وأَنشد فِي التَّهْذِيبِ: تدلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطةٍ ... شَديدُ الوَصاةِ، نابِلٌ وابنُ نابِلِ وَقَالَ: قَالَ الأَصمعي السِّبُّ الْحَبْلُ والخَيْطةُ الوَتِدُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخيْطة الوتِد فِي كَلَامِ هُذيل، وَقِيلَ الْحَبْلُ. والخَيْطُ والخِيطُ: جَمَاعَةُ النَّعامِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الْبَقَرِ، وَالْجَمْعُ خِيطانٌ. والخَيْطى: كالخِيطِ مِثْلُ سَكْرى؛ قَالَ لَبِيدٌ: وخَيْطاً مِنْ خَواضِبَ مُؤْلَفاتٍ، ... كأَنَّ رِئالَها ورَقُ الإِفالِ وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشُبَيْلٍ، قَالَ: وَيُجْمَعُ عَلَى خِيطانٍ وأَخْياطٍ. اللَّيْثُ: نَعامة خَيْطاء بَيِّنَةُ الخَيَطِ، وخَيَطُها: طُولُ قَصَبِها وعُنُقِها، وَيُقَالُ: هُوَ مَا فِيهَا مِنِ اخْتِلاطِ سوادٍ فِي بَيَاضٍ لازِمٍ لَهَا كالعَيَسِ فِي الإِبل العِراب، وَقِيلَ: خَيَطُها أَنها تَتقاطَرُ وتَتَّابعُ كالخَيْطِ الْمَمْدُودِ. وَيُقَالُ: خاطَ فُلَانٌ بَعِيرًا بِبَعِيرٍ إِذا قَرَن بينهما؛ قال رَكّاضٌ الدُّبَيْرِي: بَلِيدٌ لَمْ يخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ، ... ولكنْ كَانَ يَخْتاطُ الخِفاء أَي لَمْ يقْرُن بَعِيرًا بِبَعِيرٍ، أَراد أَنه لَيْسَ مِنْ أَرْباب النَّعَم. والخِفاء: الثوبُ الَّذِي يُتَغَطَّى بِهِ. والخَيْطُ والخِيطُ: القِطْعةُ مِنَ الْجَرَادِ، وَالْجَمْعُ خِيطانٌ أَيضاً. ونَعامةٌ خَيْطاء بَيّنةُ الخَيطِ: طَوِيلَةُ العُنق. وخَيْطُ الرَّقَبة: نُخاعُها. يُقَالُ: جاحَش فُلَانٌ عَنْ خَيْطِ رقَبته أَي دافَع عَنْ دَمِه. وَمَا آتِيك إِلا الخَيْطةَ أَي الفَيْنةَ. وخاطَ إِليهم خَيْطةً: مَرَّ عَلَيْهِمْ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقِيلَ: خَاطَ إِليهم خَيْطةً واخْتاطَ واخْتَطى، مَقْلُوبٌ: مَرَّ مَرّاً لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ؛ قَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الخَطْوِ، مَقْلُوبٌ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطَأٌ إِذ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَالُوا خاطَه خَوْطةً وَلَمْ يَقُولُوا خَيْطةً، قَالَ: وَلَيْسَ مِثْلُ كُرَاعٍ يُؤمَن عَلَى هَذَا. اللَّيْثُ: يُقَالُ خَاطَ فُلَانٌ خَيْطةً وَاحِدَةً إِذا سَارَ سَيْرة وَلَمْ يَقطع السَّيْرَ، وخاطَ الحَيّةُ إِذا انْسَابَ عَلَى الأَرض، ومَخِيطُ الحَيّةِ: مَزْحَفُها، والمَخيطُ: المَمَرُّ والمَسْلَكُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وبينَهما مَلْقى زِمامٍ كأَنّه ... مَخِيطُ شُجاعٍ، آخِرَ الليلِ، ثَائِرِ وَيُقَالُ: خاطَ فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ أَي مَرَّ إِليه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: خَاطَ فُلَانٌ خَيْطاً إِذا مَضى سَرِيعًا، وتَخَوَّطَ تَخَوُّطاً مِثْلُهُ، وَكَذَلِكَ مَخَطَ فِي الأَرض مَخْطاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: فِي الْبَطْنِ مَقاطُّه ومَخِيطُه، قَالَ: وَمِخْيَطُهُ مُجْتَمَعُ الصِّفاقِ وَهُوَ ظاهر البطن.

فصل الدال المهملة

فصل الدال المهملة دثط: دَثَطَت القَرْحةُ: انْفَجَرَ مَا فِيهَا، وَلَيْسَ بثبَت. دحلط: دَحْلَطَ الرجلُ دَحْلَطةً: خلَطَ فِي كَلَامِهِ. قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ غَيْرِهِ، قَالَ: وَمَا وَجَدْتُ أَكثرها لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي لِلنَّاظِرِ أَن يَفْحَصَ عَنْهَا، فَمَا وجد منها لإِمام موثوق بِهِ فَهُوَ رُبَاعِيٌّ، وَمَا لَمْ يَجِدْ مِنْهَا لِثِقَةٍ كَانَ مِنْهَا عَلَى رِيبَةٍ وحَذَر. دقط: الدَّقِطُ والدَّقْطانُ: الغَضْبانُ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصلْت: مَنْ كَانَ مُكْتَئِباً من سَيّءٍ دَقِطاً، ... فَزَادَ فِي صَدْرِه، ما عاشَ، دَقْطانا دَوَطَ: الْفَرَّاءُ: طادَ إِذا ثَبَتَ، وداطَ إِذا حَمُقَ فصل الذال المعجمة ذأط: ذأَط الإِناءَ يَذْأَطُه ذَأْطاً: مَلأَه. والذَّأْطُ: الامْتِلاء. وذأَطَه يَذْأَطُه ذَأْطاً مِثْلَ ذأَتَه أَي خنَقَه أَشدَّ الخنْقِ حَتَّى دلَعَ لِسانُه؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ كُرَاعٍ. ذعط: الذَّاعِطُ: الذَّابح. والذَّعْطُ: الذبْحُ الوَحِيُّ، وَالْعَيْنُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ، ذَعَطَه يَذْعَطُه ذَعْطاً: ذَبَحَهُ ذبْحاً وحِيّاً، وَقِيلَ: ذَبَحَهُ أَيَّ ذبْحٍ كَانَ، وَقَدْ ذَعَطْته بِالسِّكِّينِ وذعَطَتْه المَنِيّةُ عَلَى المثَل وسحَطَتْه؛ قَالَ أُسامةُ بْنُ حَبيب الْهُذَلِيُّ: إِذا بلَغُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا، ... مِنَ المَوْتِ، بالهِمْيعِ الذَّاعِطِ وَكَذَلِكَ الذَّعْمَطةُ، بِزِيَادَةِ الْمِيمِ. ومَوْت ذَعْوَطٌ: ذاعِطٌ. ذعمط: الذَّعْمَطةُ: الذبْحُ الوَحِيُّ. ذَعْمَطَ الشاةَ: ذَبَحها ذَبْحاً وحِيّاً. ذفط: ذَفَط الطائرُ ذَفْطاً: سفَد، وَكَذَلِكَ التيْسُ. وذفَطَ الذُّبابُ إِذا أَلْقى مَا فِي بَطْنِهِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ كُرَاعٍ. ذقط: ذَقَط الطائرُ أُنثاه يَذْقِطُها ذَقْطاً: سفَدَها، وَخَصَّ ثَعْلَبٌ بِهِ الذُّبابَ وَقَالَ: هُوَ إِذا نَكَحَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَر أَحداً استعملَ النكاحَ فِي غَيْرِ نوْع الإِنسان إِلا ثَعْلَبًا هَاهُنَا، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: ذقَطَها ذَقْطاً وَهُوَ النِّكَاحُ فَلَا أَدري مَا عَنى مِنَ الأَنواع لأَنه لَمْ يخُصّ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ونَمَ الذبابُ وذقَط بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: الذَّاقِطُ الذُّبَابُ الْكَثِيرُ السّفادِ. غَيْرُهُ: الذُّقَط ذُبَابٌ صَغِيرٌ يَدْخُلُ فِي عُيُونِ النَّاسِ، وَجَمْعُهُ ذِقْطانٌ. أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُلَيْم: يُقَالُ تذَقَّطْتُه تذَقُّطاً وتبَقَّطْتُه تبَقُّطاً إِذا أَخذته قَلِيلًا قَلِيلًا. الطَّائفيُّ: الذُّقَطُ وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْبُيُوتِ. ذمط: فِي نَوَادِرِ الأَعراب: طَعام ذَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لَيِّن سَريعُ الانْحِدارِ. ذهط: ذَهْوَطٌ: مَوْضِعٌ. والذِّهْيَوْطُ عَلَى مِثَالِ عِذْيَوْط: مَوْضِعٌ، وَحَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ الذُّهْيُوط، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ ما تقدم. ذوط: ذاطَه يذوطُه ذَوْطاً إِذا خَنَقه حَتَّى يَدْلَعَ لِسانُه؛ عَنْ كُرَاعٍ. والذَّوَطُ: أَن يطولَ الحَنكُ الأَعْلى ويقْصُرَ الأَسْفلُ. والذَّوَطُ: صِغر الذَّقَنِ، وَقِيلَ قِصَرُها. والذَّوَطُ: سُقاطُ الناسِ. والذَّوْطةُ،

فصل الراء

وَجَمْعُهَا أَذْواطٌ. عَنْكَبُوتٌ تَكُونُ بِتِهَامَةَ لَهَا قَوَائِمُ، وَذَنَبُهَا مِثْلُ الْحَبَّةِ مِنَ الْعِنَبِ الأَسود، صَفْرَاءُ الظَّهْرِ صَغِيرَةُ الرأْس تَكَعُ بذَنَبِها فتُجْهِدُ مَنْ تَكَعُه حَتَّى يَذُوطَ، وذَوْطُه أَن يَخْدَرَ مَرَّاتٍ، وَمِنْ كَلَامِهِمْ: يَا ذَوْطةُ ذُوطِيه. والأَذْوَطُ: الناقِصُ الذَّقَنِ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، وامرأَة ذَوْطاء، وَقَدْ ذوِطَ ذَوَطاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ مَنَعُونِي جَدْياً أَذْوَطَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. ذيط: أَبو زَيْدٍ: ذَاطَ فِي مَشْيِهِ يَذِيطُ ذيَطاناً إِذا حرَّك مَنْكِبَيْه فِي مَشْيِهِ مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ. فصل الراء ربط: رَبَطَ الشيءَ يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً، فَهُوَ مَرْبُوطٌ ورَبِيطٌ: شدَّه. والرِّباطُ: مَا رُبِطَ بِهِ، وَالْجَمْعُ رُبُطٌ، وربَط الدابةَ يربِطُها ويربُطُها رَبْطاً وارْتَبَطَها. وَفُلَانٌ يرتَبِطُ كَذَا رأْساً مِنَ الدَّوَابِّ، ودابَّةٌ رَبِيطٌ: مَربوطة. والمِرْبَطُ والمِرْبَطةُ: مَا ربَطها بِهِ. والمَرْبِطُ والمَرْبَطُ: مَوْضِعُ رَبْطها، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الْمَخْصُوصَةِ، وَلَا يَجْرِي مَجْرى مَنْزِلةَ الْوَلَدِ ومَناطَ الثُّرَيّا، لَا تَقُولُ هُوَ مِنِّي مَرْبَطَ الْفَرَسُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَمَنْ قَالَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَرْبِطُ، بِالْكَسْرِ، قَالَ فِي اسْمِ الْمَكَانِ المَرْبِطُ، بِالْكَسْرِ، وَمَنْ قَالَ أَربُط، بِالضَّمِّ، قَالَ فِي اسْمِ الْمَكَانِ مَرْبَطاً، بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: لَيْسَ لَهُ مَرْبِطُ عَنْزٍ. والمِرْبَطةُ مِنَ الرَّحْل: نِسْعةٌ لَطِيفَةٌ تُشَدُّ فَوْقَ الحَشِيَّةِ. والرَّبِيطُ: مَا ارْتُبِط مِنَ الدَّوَابِّ. وَيُقَالُ: نِعم الرَّبِيطُ هَذَا لِمَا يُرْتَبَطُ مِنَ الْخَيْلِ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ رِباطٌ مِنَ الْخَيْلِ كَمَا تَقُولُ تِلادٌ، وَهُوَ أَصلُ خيلِه. وَقَدْ خَلَّف فُلَانٌ بالثَّغْر خَيْلًا رابِطةً، وَبِبَلَدِ كَذَا رابِطةٌ مِنَ الْخَيْلِ. ورِباطُ الخيلِ: مُرابَطَتُها. والرِّباطُ مِنَ الْخَيْلِ: الخمسةُ فَمَا فَوْقَهَا؛ قَالَ بُشَير بْنُ أَبي حَمَامٍ العَبْسِيّ: وإِنَّ الرِّباطَ النُّكْدَ مِنْ آلِ داحِسٍ ... أَبَيْنَ، فَمَا يُفْلِحْن دُونَ رِهانِ «3» والرِّباطُ والمُرابَطةُ: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصله أَن يَرْبِطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خيلَه، ثُمَّ صَارَ لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الخيلُ أَنفُسها رِباطاً. والرِّباطُ: المُواظَبةُ عَلَى الأَمر. قَالَ الْفَارِسِيُّ: هُوَ ثانٍ مِنْ لزومِ الثَّغْرِ، ولزومُ الثغْر ثانٍ مِنْ رِباط الْخَيْلِ. وَقَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: وَصابِرُوا وَرابِطُوا ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ حافِظُوا، وَقِيلَ: واظِبُوا عَلَى مَواقِيت الصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلا أَدُلُّكم عَلَى مَا يَمْحو اللهُ بِهِ الخَطايا ويَرْفَعُ بِهِ الدرجاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْباغُ الوُضوءِ عَلَى المَكارِه، وكثرةُ الخُطى إِلى المساجِد، وانْتِظارُ الصلاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فذلِكم الرِّباطُ ؛ الرِّباطُ فِي الأَصل: الإِقامةُ عَلَى جِهادِ العدوِّ بِالْحَرْبِ، وارتِباطُ الْخَيْلِ وإِعْدادُها، فشبَّه مَا ذَكَرَ مِنَ الأَفعال الصَّالِحَةِ بِهِ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَصل المُرابَطةِ أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ خُيُولَهُمَا فِي ثَغْرٍ كلٌّ مِنْهُمَا مُعِدّ لِصَاحِبِهِ، فَسُمِّيَ المُقامُ فِي الثُّغور رِباطاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَذَلِكُمُ الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ عَلَى الطَّهَارَةِ وَالصَّلَاةِ كَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَكُونُ الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لَازَمْتُ، وَقِيلَ: هُوَ هَاهُنَا اسْمٌ لِمَا يُرْبَطُ بِهِ الشَّيْءُ أَي يُشَدُّ، يَعْنِي أَنَ

_ (3). قوله [دون رهان] في الصحاح: يوم رهان.

هَذِهِ الخِلال تَرْبِطُ صَاحِبَهَا عَنِ الْمَعَاصِي وتكفُّه عَنِ الْمَحَارِمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَبِيطَ بَنِي إِسرائيل قَالَ: زَيْنُ الحَكيِم الصمْتُ أَي زاهِدهم وحكِيمهم الَّذِي يَرْبُطُ نَفْسَهُ عَنِ الدُّنْيَا أَي يَشُدُّها ويمنَعُها. وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ: قَالَ الشَّعْبِيُّ وَكَانَ لَنَا جَارًا ورَبيطاً بالنهْرَيْنِ ؛ ومنه حديث ابن الأَكواع: فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ أَسْتَبْقِي نفْسِي أَي تأَخرت عَنْهُ كأَنه حبَس نفْسَه وَشَدَّهَا. قَالَ الأَزهري: أَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْلِهِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ؛ وجاءَ فِي تَفْسِيرِهِ: اصْبِرُوا عَلَى دِينكم وَصَابِرُوا عدوَّكم ورَابِطُوا أَي أَقيموا عَلَى جِهَادِهِ بِالْحَرْبِ. قَالَ الأَزهري: وأَصل الرِّبَاط مِنْ مَرَابِطِ الْخَيْلِ وَهُوَ ارْتِباطُها بِإِزاء الْعَدُوِّ فِي بَعْضِ الثغورِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَيْلَ إِذا رُبِطَتْ بالأَفنية وعُلِفَتْ: رُبُطاً، وَاحِدُهَا رَبِيطٌ، وَيُجْمَعُ الرُّبُطُ رِباطاً، وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ وَمِنْ رِبَاط الْخَيْلِ، قَالَ: يُرِيدُ الإِناث مِنَ الْخَيْلِ، وَقَالَ: الرِّباطُ مُرابَطةُ العدوِّ وملازَمةُ الثَّغْرِ، والرجلُ مُرابِطٌ. والمُرابِطاتُ: جَمَاعَاتُ الْخُيُولِ الَّتِي رابَطَت. وَيُقَالُ: ترَابَط الماءُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا إِذا لَمْ يبرحْه وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ فَهُوَ ماءٌ مُترابِطٌ أَي دائمٌ لَا يَنْزَحُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَحَابًا: تَرَى الْمَاءَ مِنْهُ مُلْتقٍ مُتَرَابِطٌ ... ومُنْحَدِرٌ، ضاقَتْ بِهِ الأَرضُ، سائحُ والرِّباطُ: الفُؤَاد كأَنَّ الْجِسْمَ رُبِطَ بِهِ. وَرَجُلٌ رَابِطُ الجَأْشِ ورَبِيطُ الجأْشِ أَي شَدِيدُ الْقَلْبِ كأَنه يرْبُط نفْسَه عَنِ الفِرار يكُفُّها بجُرْأَته وشَجاعته. ورَبَطَ جأْشُه رِباطةً: اشتدَّ قلبُه ووَثُقَ وحَزُمَ فَلَمْ يَفِرّ عِنْدَ الرَّوْعِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وحْشيّاً: فباتَ وَهُوَ ثابتُ الرِّباطِ أَي ثابِتُ النفْسِ. وربَطَ اللهُ عَلَى قلبِه بالصبرِ أَي أَلهَمه الصبْرَ وشدَّه وقَوّاه. ونَفَسٌ رابِطٌ: واسِعٌ أَريضٌ، وَحَكَى ابْنُ الأَعْرابي عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لِي والجِلْدُ بارِدٌ والنفْسُ رَابِطٌ والصُّحُفُ منتَشِرة والتوْبةُ مقبولةٌ، يَعْنِي فِي صحَّته قَبْلَ الحِمام، وذكَّر النفْسَ حَملًا عَلَى الرُّوحِ، وإِن شِئْتَ عَلَى النَّسَبِ. والرَّبِيطُ: التَّمْرُ اليابسُ يُوضَعُ فِي الجِرابِ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ. والرَّبيطُ: البُسْرُ المَوْدونُ. وارتَبَطَ فِي الحَبْل: نَشِبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والرَّبِيطُ: الذَّاهِبُ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، فكأَنه ضِدٌّ، وَقِيلَ: الرَّبِيطُ الرّاهِبُ. والرِّباطُ: مَا تُشَدُّ بِهِ القِرْبةُ والدابةُ وَغَيْرُهُمَا، وَالْجَمْعُ رُبُطٌ؛ قَالَ الأَخطل: مِثل الدَّعامِيصِ فِي الأَرْحامِ عَائِرَةٌ، ... سُدَّ الخَصاصُ عَلَيْهَا، فهْو مَسْدُودُ تموتُ طَوْراً، وتَحْيا فِي أَسِرَّتِها، ... كَمَا تُقَلَّبُ فِي الرُّبْطِ المَراوِيدُ والأَصل فِي رُبْطٍ: رُبُطٌ كَكِتَابٍ وكُتب، والإِسكان جَائِزٌ عَلَى جِهَةِ التَّخْفِيفِ. وقطَع الظبْيُ رِباطَه أَي حِبالَتَه إِذا انْصَرف مَجْهوداً. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ وَقَدْ قرَض رِباطَه. والرِّباطُ: وَاحِدُ الرِّباطاتِ المبْنِيّةِ. والرَّبِيطُ: لقَبُ الغَوْثِ بْنِ مُرَّة «4».

_ (4). قوله [ابن مرة] في القاموس: ابن مر، بدون هاء تأْنيث، قال شارحه: ووقع في الصحاح مرة، وهو وهم.

رثط: أَهمله اللَّيْثُ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَرْثَطَ الرجلُ فِي قُعودِه ورَثَطَ وتَرَثَّطَ ورَطَمَ ورَضَمَ وأَرْطَم كُلُّهُ بِمَعْنًى واحد. رسط: الأَزهري: أَهملها ابْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الخَمْرَ الرَّساطُونَ، وسائرُ الْعَرَبِ لَا يَعْرِفُونَهُ، قَالَ: وأُراها رُومِيَّةً دَخَلَتْ فِي كَلَامِ مَنْ جاوَرَهم مِنْ أَهل الشَّامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ السِّينَ شِينًا فَيَقُولُ رَشاطون. رطط: الرَّطِيطُ: الحُمْقُ. والرَّطِيطُ أَيضاً: الأَحْمَقُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمٌ وَصِفَةٌ. وَرَجُلٌ رَطِيطٌ ورَطِيءٌ أَي أَحمقُ. وأَرَطَّ القومُ: حَمُقُوا. وَقَالُوا: أَرِطِّي فإِنَّ خَيْرَكِ بالرَّطِيطِ؛ يُضْرب للأَحمق الَّذِي لَا يُرْزَقُ إِلا بالحُمْقِ، فإِن ذهَبَ يَتعاقَلُ حُرِمَ. وقومٌ رَطائطُ: حَمْقَى؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: مَهْلًا، بَني رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ، ... وإِيّاكُمْ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا أَرِطُّوا، فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ، ... عسَى أَن تَفُوزُوا أَن تكُونوا رَطائطا وَلَمْ يُذْكر لِلرَّطَائِطِ واحد؛ يقول: اضْطَرَبَ أَمرُكم مِنْ جِهَةِ الجِدِّ وَالْعَقْلِ فاحْمُقوا لَعَلَّكُمْ تَفُوزون بِجَهْلِكُمْ وحُمْقِكم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَقْلَقْتُم حَلَقاتِكم يَقُولُ أَفْسَدْتم عَلَيْكُمْ أَمرَكم مِنْ قَوْلِ الأَعشى: لَقَدْ قَلَّقَ الحَلْقَ إِلا انْتِظارا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ لِلرَّجُلِ رُطْ رُطْ إِذا أَمرته أَن يتَحامَقَ مَعَ الحَمْقَى لِيَكُونَ لَهُ فِيهِمْ جَدٌّ. وَيُقَالُ: اسْتَرْطَطْتُ الرجلَ واسْتَرْطَأْتُهُ إِذا اسْتَحْمَقْتَه. والرَّطْراطُ: الْمَاءُ الَّذِي أَسْأَرَتْه الإِبلُ فِي الحِياضِ نَحْوَ الرِّجْرِجِ. والرَّطِيطُ: الجَلَبةُ والصِّياحُ، وَقَدْ أَرَطُّوا أَي جَلَّبُوا. رغط: رُغاطٌ: موضع. رقط: الرُّقْطةُ: سَوَادٌ يشوبُه نُقَطُ بَياضٍ أَو بياضٌ يشوبُه نُقَطُ سوادٍ، وَقَدِ ارْقَطَّ ارْقِطاطاً وارْقاطَّ ارْقِيطاطاً، وَهُوَ أَرْقَطُ، والأُنثى رَقْطاء. والأَرْقَطُ مِنَ الْغَنَمِ: مِثْلُ الأَبْغَثِ. وَيُقَالُ: تَرَقَّطَ ثَوْبُهُ تَرَقُّطاً إِذا تَرَشَّشَ عَلَيْهِ مِداد أَو غَيْرُهُ فَصَارَ فِيهِ نُقط. وَدَجَاجَةٌ رَقْطاء إِذا كَانَ فِيهَا لُمَعٌ بِيضٌ وسُود. والسُّلَيْسِلَة «1» الرَّقْطاء: دُوَيْبَّة تَكُونُ فِي الجَبابِينِ وَهِيَ أَخْبَثُ العِظاء، إِذا دَبَّتْ عَلَى طَعَامٍ سَمَّتْهُ. وارْقاطَّ عُود العَرْفَجِ ارْقِيطاطاً إِذا خَرَجَ وَرَقُهُ ورأَيتَ فِي مُتَفَرِّقِ عِيدَانِهِ وكُعُوبِه مِثْلَ الأَظافير، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ التَّثْقِيبِ والقَمَلِ وقَبْلَ الإِدْباء والإِخْواصِ. والأَرْقَطُ: النَّمِرُ لِلَوْنِهِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ غلَبةَ الِاسْمِ. والرّقْطاء: مِنْ أَسماء الْفِتْنَةِ لتلوُّنها. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: ليَكُونَنّ فِيكُمْ أَيّتُها الأُمّةُ أَربع فِتَنٍ: الرّقْطاء والمُظْلِمةُ وَفُلَانَةُ وَفُلَانَةُ ، يَعْنِي فِتْنَةً شَبَّهها بِالْحَيَّةِ الرقْطاء، وَهُوَ لَوْنٌ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَالْمُظْلِمَةُ الَّتِي تعمُّ والرقْطاء الَّتِي لَا تَعُمُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بكْرة وشهادَتِه عَلَى الْمُغِيرَةِ: لَوْ شئتُ أَن أَعُدَّ رقَطاً كَانَ عَلَى فَخِذَيْها أَي فَخِذَيِ المرأَةِ الَّتِي رُمِيَ بِهَا. وفي

_ (1). قوله [والسليسلة] كذا بالأصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: السليلة بسين واحدة.

حَدِيثِ صِفَةِ الحَزْوَرَةِ: أَغْفَرَ بَطْحاؤُها وارْقاطَّ عَوْسَجُها ؛ ارْقاطّ مِنَ الرُّقطة الْبَيَاضُ وَالسَّوَادُ. يُقَالُ: ارْقَطَّ وارْقاطَّ مِثْلُ احْمَرَّ واحْمارّ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحسبه ارْقاطَّ عَرْفَجُها. يُقَالُ إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ عُوده: قَدْ ثقَّبَ عودُه، فإِذا اسْوَدَّ شَيْئًا قِيلَ: قَدْ قَمِلَ، فإِذا زَادَ قِيلَ: قَدِ ارْقاطَّ، فإِذا زَادَ قِيلَ: قَدْ أَدْبَى. والرَّقْطاءُ الهِلالِيّةُ: الَّتِي كَانَتْ فِيهَا قِصّة الْمُغِيرَةِ لتلوُّن كَانَ فِي جِلْدِهَا. وحُمَيْد بْنُ ثَوْرٍ الأَرْقَط: أَحد رُجّازِهم وشُعرائهم، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِآثَارٍ كَانَتْ فِي وَجْهِهِ. والأُرَيْقِطُ: دليلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ أَعلم. رمط: رَمَطَ الرجلَ يَرْمِطُه رَمْطاً: عابَه وطَعن عَلَيْهِ. والرَّمْطُ: مَجْمَعُ العُرْفُطِ وَنَحْوِهِ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ العِضاه كالغيْضةِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ، سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للحَرْجةِ الملْتفَّة مِنَ السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سِدْرٍ ورَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ بِالْهَاءِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ بالميم فقد صحّف. رهط: رَهْطُ الرجلِ: قومُه وَقَبِيلَتُهُ. يُقَالُ: هُمْ رَهْطه دِنْية. والرَّهْطُ: عَدَدٌ يَجْمَعُ مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلى عَشَرَةٍ، وَبَعْضٌ يَقُولُ مِنْ سَبْعَةٍ إِلى عَشَرَةٍ، وَمَا دُونَ السَّبْعَةِ إِلى الثَّلَاثَةِ نَفَرٌ، وَقِيلَ: الرَّهْطُ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ مِنَ الرِّجَالِ لَا يَكُونُ فِيهِمُ امرأَة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ ، فَجَمْعٌ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ مِثْلُ ذَوْدٍ، وَلِذَلِكَ إِذَا نُسِبَ إِليه نُسِبَ عَلَى لَفْظِهِ فَقِيلَ: رَهْطِيّ، وَجَمْعُ الرَّهْط أَرْهُطٌ وأَرْهاطٌ وأَراهِطُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسابقُ إِليَّ مِنْ أَوّل وَهْلَةٍ أَن أَراهِطَ جَمْعُ أُرْهُطٍ لضِيقه عَنْ أَن يَكُونَ جَمْعَ رَهْطٍ، وَلَكِنَّ سِيبَوَيْهِ جَعَلَهُ جَمْعَ رَهْطٍ، قَالَ: وَهِيَ أَحد الْحُرُوفِ الَّتِي جَاءَ بِناء جَمْعِهَا عَلَى غَيْرِ مَا يَكُونُ فِي مِثْلِهِ، وَلَمْ تُكَسَّرْ هِيَ عَلَى بِنَائِهَا فِي الْوَاحِدِ، قَالَ: وإِنما حَمَل سِيبَوَيْهِ عَلَى ذَلِكَ عِلْمَهُ بِعِزَّةِ جَمْعِ الْجَمْعِ لأَن الْجُمُوعَ إِنما هِيَ لِلْآحَادِ، وأَما جمْعُ الْجَمْعِ ففَرْعٌ داخِل عَلَى فَرْعٍ، وَلِذَلِكَ حَمَلَ الْفَارِسِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى: فرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ ، فِيمَنْ قرأَ بِهِ، عَلَى بَابِ سَحْلٍ وسُحُلٍ وإِن قَلَّ، وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى أَنه جَمْعُ رِهَانٍ الَّذِي هُوَ تَكْسِيرُ رَهْنٍ لِعِزَّةِ هَذَا فِي كَلَامِهِمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُجْمَعُ الرَّهْطُ مِنَ الرِّجالِ أَرْهُطاً، والعددُ أَرْهِطةٌ ثُمَّ أَراهِط؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا بُؤْس لِلْحَرْبِ الَّتِي ... وَضَعَت أَراهِطَ، فاسْترَاحوا وَشَاهِدُ الأَرْهُطِ قَوْلُ رؤبة: هُوَ الدَّلِيلُ نَفَراً فِي أَرْهُطه وَقَالَ آخَرُ: وفاضِحٍ مُفْتَضِحٍ فِي أَرْهُطِهْ وَقَدْ يَكُونُ الرَّهْطُ مِنَ الْعَشَرَةِ، اللَّيْثُ: تَخْفِيفُ الرَّهْطِ أَحسن مِنْ تَثْقِيلِهِ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: المَعْشَرُ وَالرَّهْطُ والنَّفَرُ وَالْقَوْمُ، هؤُلاء مَعْنَاهُمُ الجَمع وَلَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ، وَهُوَ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ؛ قَالَ: والعَشيرةُ أَيضاً الرِّجالُ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العِتْرةُ هُوَ الرَّهْطُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِذا قِيلَ بَنُو فُلَانٍ رَهْط فُلَانٍ فَهُوَ ذُو قَرابَتِه الأَدْنَوْنَ، والفَصِيلةُ أَقرب مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: نَحْنُ ذَوُو ارْتِهاطٍ أَي ذَوُو رَهْطٍ مِنْ أَصحابنا؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فأَيْقَظَنا ونحنُ ارْتِهاطٌ أَي فِرَقٌ مُرْتَهِطُون، وَهُوَ مَصْدَرٌ أَقامَه مُقامَ الفِعل كَقَوْلِ الْخَنْسَاءِ: فإِنما هِيَ إِقْبالٌ وإِدْبار

أَي مُقْبِلةٌ ومُدْبِرةٌ أَو عَلَى مَعْنَى ذَوِي ارْتِهاطٍ، وأَصل الْكَلِمَةِ مِنَ الرَّهْطِ، وَهُمْ عَشِيرة الرَّجُلِ وأَهلُه، وَقِيلَ: الرهطُ مِنَ الرِّجَالِ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ، وَقِيلَ: إِلى الأَربعين وَلَا يَكُونُ فِيهِمُ امرأَة. والرَّهْطُ: جلْد، قَدْرُ مَا بَيْنَ الرُّكبة والسُّرّة، تَلْبَسه الحائضُ، وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَطُوفُونَ عُراة وَالنِّسَاءُ فِي أَرْهاط. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرَّهْطُ جِلْدٌ طَائِفِيٌّ يُشَقَّقُ تَلْبَسهُ الصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ الحُيَّضُ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم الهُذَلي: مَتى مَا أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُوكِ، ... أَجعَلْكَ رَهْطاً عَلَى حُيَّضِ ابْنُ الأَعرابي: الرَّهْطُ جِلد يُقَدُّ سُيوراً عِرَضُ السَّيْرِ أَربع أَصابِعَ أَو شِبْرٌ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ قَبْلَ أَن تُدرك، وتلبَسه أَيضاً وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: وَهِيَ نَجْدِية، وَالْجَمْعُ رِهاطٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: بِضَرْبٍ فِي الجَماجِمِ ذِي فُرُوغ، ... وطَعْنٍ مِثْلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ وَقِيلَ: الرِّهاطُ وَاحِدٌ وَهُوَ أَدِيم يُقْطع كقَدْرِ مَا بَيْنَ الحُجْزةِ إِلى الرُّكْبةِ ثُمَّ يُشَقَّقُ كأَمْثالِ الشُّرُكِ تلبَسُه الْجَارِيَةُ بنتُ السبْعة، وَالْجَمْعُ أَرْهِطةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ ثَوْبٌ تَلْبَسُهُ غِلْمان الأَعْراب أَطْباقٌ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ أَمْثالُ المَراوِيحِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ: مثلِ تَعْطِيطِ الرِّهاطِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّهْط مِئْزَرُ الْحَائِضِ يجعلُ جُلوداً مشقَّقة إِلا مَوْضِعَ الفَلْهَم. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ: الرَّهْطُ يَكُونُ مِنْ جُلود وَمِنْ صُوفٍ، والحَوْفُ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ جُلود. والتَّرْهيطُ: عِظَمُ اللَّقْم وشِدَّةُ الأَكل والدَّهْورةِ؛ وأَنشد: يَا أَيُّها الآكِلُ ذُو التَّرْهِيطِ والرُّهَطةُ والرُّهَطاء والرّاهِطاء، كلُّه: مِنْ جِحَرَةِ اليَرْبُوعِ وَهِيَ أَول حَفِيرة يَحْتَفِرُها، زَادَ الأَزهريُّ: بَيْنَ القاصِعاء والنّافِقاء يَخْبأُ فِيهِ أَولاده. أَبو الْهَيْثَمِ: الرّاهِطاء التُّرَابُ الَّذِي يَجْعَلُهُ الْيَرْبُوعُ عَلَى فَمِ الْقَاصِعَاءِ وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ، وإِنما يُغَطِّي جُحْرَه حَتَّى لَا يَبْقَى إِلا عَلَى قَدْرِ مَا يَدْخُلُ الضَّوْء مِنْهُ، قَالَ: وأَصله مِنَ الرَّهْط وَهُوَ جِلْدٌ يُقطع سُيوراً يَصِيرُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ثُمَّ يُلْبَسُ لِلْحَائِضِ تَتَوَقَّى وتَأْتَزِرُ بِهِ. قَالَ: وَفِي الرَّهْط فُرَجٌ، كَذَلِكَ فِي الْقَاصِعَاءِ مَعَ الرَّاهِطَاءِ فُرجة يَصِلُ بِهَا إِليه الضَّوْءُ. قَالَ: والرَّهْطُ أَيضاً عِظَمُ اللَّقْمِ، سُمِّيَتْ راهِطاء لأَنها فِي دَاخِلِ فَمِ الجُحْر كَمَا أَن اللُّقْمةَ فِي دَاخِلِ الْفَمِ. الْجَوْهَرِيُّ: والراهِطاء مِثْلُ الدّامَّاء، وَهِيَ أَحد جِحَرةِ اليَربوع الَّتِي يُخرج مِنْهَا الترابَ وَيَجْمَعُهُ، وَكَذَلِكَ الرُّهَطةُ مِثَالُ الهُمَزةِ. والرَّهْطَى: طَائِرٌ يأْكل التِّينَ عِنْدَ خُروجه مِنْ وَرَقِهِ صَغِيرًا ويأْكل زَمَعَ عَناقِيدِ الْعِنَبِ وَيَكُونُ بِبَعْضِ سَرواتِ الطائِف، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى عَيْرَ السَّراةِ، وَالْجَمْعُ رَهاطَى. ورَهْطٌ: موضعٌ؛ قَالَ أَبو قِلابةَ الْهُذَلِيُّ: يَا دارُ أَعْرِفُها وحْشاً مَنازِلُها، ... بَيْنَ القَوائمِ مِنْ رَهْطٍ فأَلْبانِ ورُهاطٌ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ وَهُوَ عَلَى ثَلَاثِ لَيالٍ مِنْ مَكَّةَ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاطَ، واعْتَصَبْنَ كَمَا ... يَسْقي الجُذُوعَ، خِلالَ الدارِ، نَضّاحُ

فصل الزاي

ومَرْجُ راهِطٍ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَانَتْ بِهِ وَقْعةٌ. التَّهْذِيبُ: ورُهاط مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ هُذَيْلٍ. وذُو مَراهِطَ: اسْمُ مَوْضِعٍ آخَرَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا: كَمْ خَلَّفَتْ بلَيْلِها مِنْ حائِطِ، ... ودَغْدَغَتْ أَخْفافُها مِنْ غائطِ، مُنْذُ قَطَعْنا بَطْنَ ذِي مَراهطِ، ... يَقُودُها كلُّ سَنامٍ عائطِ، لَمْ يَدْمَ دَفّاها مِنَ الضَّواغِطِ قَالَ: وَوَادِي رُهاطٍ فِي بِلَادِ هُذَيْلٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ رَمَطَ قَالَ: الرَّمْطُ مُجْتَمَعُ العُرْفُطِ وَنَحْوِهِ مِنَ الشَّجَرِ كالغَيْضةِ، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ، سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للحَرْجةِ المُلْتَفَّةِ مِنَ السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سِدْر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فَرْشٌ مِنْ عُرْفُطٍ، وأَيْكَةٌ مِنْ أَثْلٍ، ورَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ، وجَفْجَفٌ مِنْ رِمْثٍ، قَالَ: وَهُوَ بِالْهَاءِ لَا غَيْرَ، وَمَنْ رَوَاهُ بالميم فقد صحّف. روط: راطَ الوحْشيُّ بالأَكَمةِ أَو الشَّجَرَةِ رَوْطاً: كأَنه يَلُوذُ بها. ريط: الرَّيْطةُ: المُلاءَةُ إِذا كَانَتْ قِطْعةً وَاحِدَةً وَلَمْ تَكُنْ لِفْقَيْنِ، وَقِيلَ: الرَّيْطةُ كُلُّ مُلاءَة غَيْرُ ذَاتِ لِفْقَينِ كلُّها نَسْجٌ وَاحِدٌ، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ ثوبٍ لَيِّنٍ دقيقٍ، وَالْجَمْعُ رَيْطٌ ورِياطٌ؛ قَالَ: لَا مَهْلَ حَتَّى تَلْحَقِي بعَنْسِ، ... أَهْلِ الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي عَنْسُ: قَبيلة. قَالَ الأَزهري: لَا تَكُونُ الرَّيْطةُ إِلا بَيْضاء. والرّائطةُ: كالرَّيْطةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أُتِيَ برائطةٍ يتَمَنْدَلُ بِهَا بَعْدَ الطَّعامِ فطَرَحَها ؛ قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي بِمِنْدِيلٍ، قَالَ: وأَصحاب الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ رَيْطة. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: ابْتاعُوا لِي رَيْطَتَيْنِ نَقِيَّتَيْنِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه أُتِيَ بكَفَنِه رَيْطَتَيْنِ، فَقَالَ: الحَيُّ أَحْوجُ إِلى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ فِي ذِكْرِ الْمَوْتِ: وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رَيْطةٌ مِن رِياطِ الجنةِ. ورائطةُ: اسْمُ امرأَة. وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: ورَيْطةُ اسْمٌ للمرأَة، قَالَ: وَلَا يُقَالُ رائطةُ. ورَيْطات: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: تَحُلُّ بأَطْرافِ الوجافِ، ودارُها ... حَويلٌ فَرَيْطاتٌ فَزَعْمٌ فأَخْرَبُ «1» وراطَ الوحْشِيُّ بالأَكمةِ يَرِيطُ: لَاذَ، ويَرُوطُ أَعْلى، وَهِيَ حِكَايَةُ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ، والأَوُلى حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ. فصل الزاي زبط: حَكَى ابْنُ برِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الزَّباطةُ البَطّةُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الزَّبِيطُ صِياحُ البطّةِ. غَيْرُهُ: الزَّبْطُ صِيَاحُ الْبَطَّةِ. وزَبَطَتِ البَطَّةُ زَبْطاً: صوَّتَتْ. زحلط: الزُّحْلوطُ: الخَسِيسُ. زخرط: الزِّخْرِطُ، بِالْكَسْرِ: مُخاطُ الإِبل وَالشَّاءِ وَالنَّعْجَةِ ولُعابُها، وجمَل زُخْروطٌ: مُسِنٌّ هَرِمٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الزُّخْرُوطُ الجمَلُ الهَرِمُ. زرط: التَّهْذِيبِ: يُقَالُ سَرَطَ اللُّقْمةَ وزَرَطَها وزَرَدَها، وَهُوَ الزَّرّاطُ والسرّاطُ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي

_ (1). قوله [تحل إلخ] كذا بالأصل ومثله شرح القاموس، وفي معجم ياقوت: وحاف بالكسر وحاء مهملة وزعم براء مفتوحة فمهملة ساكنة موضعان.

فصل السين المهملة

عَمْرٍو أَنه قرأَ الزِّراطَ، بِالزَّايِ، خَالِصَةً. وَرَوَى الْكِسَائِيُّ عَنْ حَمْزَةَ: الزِّراط، بِالزَّايِ، وسائرُ الرُّواة روَوْا عَنْ أَبي عَمْرٍو الصِّراطَ. وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِالصَّادِ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، وقرأَ بالصاد نافع وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ، وَقِيلَ: قرأَ يَعْقُوبُ الحَضْرمي السِّرَاطَ بِالسِّينِ. زطط: الزُّطُّ: جِيلٌ أَسْوَدُ مِنَ السِّنْدِ إِليهم تُنسب الثِّيَابُ الزُّطِّيَّةُ، وَقِيلَ: الزُّطُّ إِعْرابُ جَت بِالْهِنْدِيَّةِ، وَهُمْ جِيل مِنْ أَهل الْهِنْدِ. ابْنُ الأَعرابي: الزُّطُطُ والثُّطُطُ الكَواسِجُ، وَقِيلَ: الأَزَطُّ المُسْتَوِي الوجهِ، والأَذَطُّ المُعْوَجُّ الفَكِّ. وَفِي بَعْضِ الأَخبار: فَحَلَق رأْسَه زُطِّيّة، قِيلَ: هُوَ مِثْلُ الصَّلِيب كأَنه فِعْل الزُّطّ، وَهُمْ جِنْسٌ مِنَ السُّودان والهُنود، وَالْوَاحِدُ زُطِّيّ مِثْلُ الزِّنْجِ والزِّنْجِيّ والرومِ والرُّومِيّ؛ شَاهِدُهُ: فَجئْنا بِحَيَّيْ وائلٍ وبِلَفِّها، ... وجاءتْ تَمِيمٌ: زُطُّها والأَساوِرُ وَقَالَ عَوْهَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَيُغْنِي الزُّطّ عَبْد القَيْسِ عَنّا، ... وتَكْفِينا الأَساوِرةُ المُزُونا وَقَالَ أَبو النَّجْمِ، وَكَانَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَعطاه جارِيةً مِنْ سَبْي الهِنْد فَقَالَ فِيهَا أُرْجوزةً أَوّلُها: عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ بَناتِ الزُّطِّ وَقِيلَ الزُّطُّ السَّبابِجةُ قَوْمٌ مِنَ السِّنْدِ بِالْبَصْرَةِ. زعط: زَعَطَه زَعْطاً: خَنَقَه. وموتٌ زاعِطٌ: ذابِحٌ كذاعِطٍ. وزَعَطَ الحِمارُ: ضَرطَ، قَالَ: وليس بثبت. زلط: الزَّلْطُ: المَشيُ السَّرِيعُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. زلقط: الزُّلُنْقُطةُ: القصيرة. زنط: الزِّناطُ: الزِّحامُ. وَقَدْ تَزانَطُوا إِذا تَزاحَمُوا. زهط: الزَّهْوَطةُ: عِظَمُ اللَّقْمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ [ز هـ ط] مُهْمَلَةً إِلا الزِّهْيَوْطَ، وَهُوَ مَوْضِعٌ. زوط: زاوُطُ: مَوْضِعٌ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ أَزْوَطُوا وغَوَّطُوا ودَبَّلُوا إِذا عَظَّمُوا اللُّقَمَ وازْدَرَدُوا، وقيل: زَوَّطُوا. زيط: زاطَ يَزِيطُ زَيْطاً وزِياطاً: نازَعَ، وَهِيَ المُنَازَعةُ واخْتِلافُ الأَصوات؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: كأَنَّ وَغَى الخَمُوشِ بِجانِبَيْها ... وَغَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوي زِياطِ» هَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ وَقَالَ: الزِّياطُ الصِّياحُ. وَرَجُلٌ زَيّاطٌ: صَيّاحٌ، وَرُوِيَ: ذَوِي هِياطِ. والزِّياطُ: الجُلْجُلُ، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ أَيضاً. فصل السين المهملة سبط: السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ: نَقِيضُ الجَعْد، وَالْجَمْعُ سِباطٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ الأَكثر فِيمَا كَانَ عَلَى فَعْلٍ صِفةً، وَقَدْ سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. والسَّبْطُ: الشَّعَرُ الَّذِي لَا جُعُودة فِيهِ. وَشَعَرٌ سَبْطٌ وسَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غَيْرُ جَعْدٍ. وَرَجُلٌ سبْطُ الشعر وسَبِطُه

_ (2). قوله [بجانبيها إلخ] في شرح القاموس: بجانبيه أَي الماء، وأُولي زياط بدل ذوي زياط.

وَقَدْ سَبِطَ شعرُه، بِالْكَسْرِ، يَسْبَطُ سَبَطاً. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ شَعَرِهِ: لَيْسَ بالسَّبْطِ وَلَا بالجَعْدِ القَطِطِ ؛ السَّبْطُ مِنَ الشَّعَرِ: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي كَانَ شَعَرُهُ وسَطاً بَيْنَهُمَا. وَرَجُلٌ سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مِثْلُ فَخِذٍ وفَخْذ، مِنْ قَوْمٍ سِباطٍ إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ وَالِاسْتِوَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَجاءت بِهِ سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما ... عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء وَرَجُلٌ سَبْطٌ بالمَعْروف: سَهْلٌ، وَقَدْ سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً، وَلُغَةُ أَهل الْحِجَازِ: رَجُلٌ سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ. وَرَجُلٌ سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الْكَفَّيْنِ؛ قَالَ حَسَّانُ: رُبَّ خالٍ لِي، لَوْ أَبْصَرْتَهُ، ... سَبِطِ الكَفَّيْنِ فِي اليَوْم الخَصِرْ شَمِرٌ: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه وَكَثْرَتُهُ؛ قَالَ القطامِيُّ: صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ بِهِ ... مِنْ باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ «1» أَراد بِالسَّبِطِ المطَر الواسِع الْكَثِيرَ. وَرَجُلٌ سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ: طَوِيلٌ؛ قَالَ: أَرْسَلَ فِيهَا سَبِطاً لَمْ يَخْطَلِ أَي هُوَ فِي خِلْقته الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا لَمْ يَزِدْ طُولًا. وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطويلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبْط القَصَبِ ؛ السبْطُ والسِبطُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا: الممتدُّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَعَقُّدٌ وَلَا نُتوء، والقَصَبُ يُرِيدُ بِهَا ساعِدَيه وساقَيْه. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ: إِن جَاءَتْ بِهِ سَبطاً فَهُوَ لِزَوْجِهَا أَي مُمْتَدَّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ. والسُّباطةُ: مَا سقَط مِنَ الشَّعْرِ إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فِيهَا قَائِمًا ثُمَّ توضأَ ومسَح عَلَى خُفَّيْه ؛ السُّباطةُ والكُناسةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُرْمى فِيهِ الترابُ والأَوْساخُ وَمَا يُكْنَسُ مِنَ الْمَنَازِلِ، وَقِيلَ: هِيَ الكُناسةُ نَفْسُهَا وإِضافَتُها إِلى الْقَوْمِ إِضافةُ تَخْصِيصٍ لَا مِلْكٍ لأَنها كَانَتْ مَواتاً مُباحة، وأَما قَوْلُهُ قَائِمًا فَقِيلَ: لأَنه لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا لِلْقُعُودِ لأَنَّ الظَّاهِرَ مِنَ السُّباطة أَن لَا يَكُونَ موضعُها مُسْتوياً، وَقِيلَ: لِمَرَضٍ مَنَعَهُ عَنِ الْقُعُودِ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: لِعِلَّةٍ بمَأْبِضَيْهِ ، وَقِيلَ: فعَله للتَّداوِي مِنْ وَجَعِ الصُّلْبِ لأَنهم كَانُوا يتَداوَوْنَ بِذَلِكَ، وَفِيهِ أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مَكْرُوهَةٌ لأَنه بالَ قَائِمًا فِي السُّباطة وَلَمْ يؤخِّرْه. والسَّبَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: نَبْتٌ، الْوَاحِدَةُ سَبَطةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السبَطُ النَّصِيُّ مَا دَامَ رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الحَلِيُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ رَمْلًا: بَيْنَ النهارِ وَبَيْنَ الليْلِ مِن عَقِدٍ [عَقَدٍ]، ... عَلَى جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ وَقَالَ فِيهِ الْعَجَّاجُ: أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ

_ (1). قوله [أعراف] كذا بالأصل، والذي في الأساس وشرح القاموس: أعناق.

ابْنُ سِيدَهْ: السبَطُ الرَّطْبُ مِنَ الحَلِيِّ وَهُوَ مِنْ نباتِ الرَّمْلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ السبَطُ مِنَ الشَّجَرِ وَهُوَ سَلِبٌ طُوالٌ فِي السَّمَاءِ دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل وَالْغَنَمُ، وَلَيْسَ لَهُ زَهْرَةٌ وَلَا شَوك، وَلَهُ وَرَقٌ دِقاق عَلَى قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قَالَ: وأَخبرني أَعرابي مِنْ عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دُونَ الذُّرةِ، وَلَهُ حَبٌّ كَحَبِّ البِزْرِ لَا يَخْرُجُ مِنْ أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، وَالنَّاسُ يَسْتَخْرِجُونَهُ ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً. وَاحِدَتُهُ سبَطةٌ، وَجَمْعُ السبَطِ أَسْباطٌ. وأَرض مَسْبَطةٌ مِنَ السَّبَطِ: كَثِيرَةُ السبَطِ. اللَّيْثُ: السبَطُ نَبَاتٌ كالثِّيل إِلا أَنه يَطُولُ وَيَنْبُتُ فِي الرِّمال، الْوَاحِدَةُ سبَطةٌ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي مَا مَعْنَى السِّبْط فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؟ قَالَ: السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خَاصَّةُ الأَولاد والمُصاصُ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: السِّبْطُ وَاحِدُ الأَسْباط وَهُوَ وَلد الوَلدِ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّبْطُ وَلَدُ الِابْنِ وَالِابْنَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمَا ، وَمَعْنَاهُ أَي طائفتانِ وقِطْعتان مِنْهُ، وَقِيلَ: الأَسباط خَاصَّةُ الأَولاد، وَقِيلَ: أَولاد الأَولاد، وَقِيلَ: أَولاد الْبَنَاتِ، وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ مِنَ الأَسْباط أَي أُمَّةٌ مِنَ الأُمم فِي الْخَيْرِ، فَهُوَ وَاقِعٌ عَلَى الأُمَّة والأُمَّةُ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الضِّبابِ: إِنَّ اللَّهَ غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسرائيل فَمَسَخَهُمْ دَوابَّ. والسِّبْطُ مِنَ الْيَهُودِ: كَالْقَبِيلَةِ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلى أَب وَاحِدٍ، سُمِّيَ سِبْطاً ليُفْرَق بَيْنَ وَلَدِ إِسماعيل وَوَلَدِ إِسحاق، وَجَمْعُهُ أَسْباط. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً ؛ أُمماً لَيْسَ أَسباطاً بِتَمْيِيزٍ لأَن الْمُمَيِّزَ إِنما يَكُونُ وَاحِدًا لَكِنَّهُ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ كأَنه قَالَ: جَعَلْنَاهُمْ أَسْباطاً. والأَسْباطُ مِنْ بَنِي إِسرائيل: كَالْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً ، قَالَ: أَنَّث لأَنه أَراد اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقةً ثُمَّ أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ وَلَمْ يَجْعَلِ الْعَدَدَ وَاقِعًا عَلَى الأَسباط؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هَذَا غَلَطٌ لَا يَخْرُجُ الْعَدَدُ عَلَى غَيْرِ الثَّانِي وَلَكِنِ الفِرَقُ قَبْلَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَتَّى تَكُونَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مُؤَنَّثَةً عَلَى مَا فِيهَا كأَنه قَالَ: وقطَّعناهم فِرَقاً اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فَيَصِحُّ التأْنيث لِمَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ قُطْرُبٌ: وَاحِدُ الأَسباط سِبْطٌ. يُقَالُ: هَذَا سِبْط، وَهَذِهِ سِبْطٌ، وَهَؤُلَاءِ سِبْط جَمْعٌ، وَهِيَ الفِرْقة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْ قَالَ اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لِتَذْكِيرِ السِّبْطِ كَانَ جَائِزًا، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السِّبْطُ ذَكَرٌ وَلَكِنَّ النِّيَّةَ، وَاللَّهُ أَعلم، ذَهَبَتْ إِلى الأُمم. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عشْرةَ فِرْقة أَسباطاً، فأَسباطاً مِنْ نَعْتِ فِرْقَةٍ كأَنه قَالَ: وَجَعَلْنَاهُمْ أَسباطاً، فَيَكُونُ أَسباطاً بَدَلًا مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، قَالَ: وَهُوَ الْوَجْهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَيْسَ أَسباطاً بِتَفْسِيرٍ وَلَكِنَّهُ بَدَلٌ مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لأَن التَّفْسِيرَ لَا يَكُونُ إِلا وَاحِدًا مَنْكُورًا كَقَوْلِكَ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَلَا يَجُوزُ دَرَاهِمُ، وَقَوْلُهُ أُمماً مِنْ نَعْتٍ أَسْباطٍ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ بَعْضُهُمْ السِّبْطُ القَرْنُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ قَرْنٍ، قَالُوا: وَالصَّحِيحُ أَن الأَسْباط في ولد إِسحاق بْنِ إِبراهيم بِمَنْزِلَةِ الْقَبَائِلِ فِي وَلَدِ إِسماعيل، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فولَد كلِّ ولدٍ مِنْ ولدِ إِسماعيل قبيلةٌ، وَوَلَدُ كلِّ وَلَدٍ مِنْ ولَدِ إِسحاق سِبْطٌ، وإِنما سُمِّيَ هَؤُلَاءِ بالأَسباط وَهَؤُلَاءِ بِالْقَبَائِلِ ليُفْصَلَ بَيْنَ وَلَدِ إِسماعيل وَوَلَدِ إِسحاق، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. قَالَ: وَمَعْنَى إِسماعيل فِي الْقَبِيلَةِ «1» مَعْنَى الْجَمَاعَةِ، يُقَالُ لِكُلِّ جَمَاعَةٍ مِنْ أَب وَاحِدٍ قَبِيلَةٌ، وأَما الأَسباط فَمُشْتَقٌّ مِنَ السبَطِ، والسبَطُ ضرْب مِنَ الشَّجَرِ تَرْعَاهُ الإِبل، وَيُقَالُ:

_ (1). قوله [قَالَ وَمَعْنَى إِسْمَاعِيلَ فِي القبيلة إلخ] كذا في الأَصل.

الشجرةُ لَهَا قَبَائِلُ، فَكَذَلِكَ الأَسْباطُ مِنَ السبَط، كأَنه جُعل إِسحاقُ بمنزلة شجرة، وجعل إِسماعيل بِمَنْزِلَةِ شَجَرَةٍ أُخرى، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ النَّسَّابُونَ فِي النَّسَبِ يَجْعَلُونَ الْوَالِدَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَرَةِ، والأَولادَ بِمَنْزِلَةِ أَغْصانها، فَتَقُولُ: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ. فَهَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، مَعْنَى الأَسْباط والسِّبْطِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ: كأَنه سِبْطٌ مِنَ الأَسْباطِ فإِنه ظَنَّ السبْطَ الرَّجُلَ فغَلِط. وسَبَّطَتِ الناقةُ وَهِيَ مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لِغَيْرِ تَمَامِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَتْ تَضْرِب اليَتيم يَكُونُ فِي حَجْرِها حَتَّى يُسْبِطَ أَي يَمتدّ عَلَى وَجْهِ الأَرض سَاقِطًا. يُقَالُ: أَسْبَطَ عَلَى الأَرض إِذا وَقَعَ عَلَيْهَا مُمْتَدًّا مِنْ ضَرْبٍ أَو مرَض. وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَامْتَدَّ مِنَ الضَّرْبِ. واسْبَطَرَّ أَي امْتَدَّ، مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ: فإِن هِيَ دَرَّتْ واسْبَطَرَّت ؛ يُرِيدُ امتدَّتْ للإِرْضاع؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ولُيِّنَتْ مِنْ لَذّةِ الخِلاطِ، ... قَدْ أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ يَعْنِي امرأَة أُتِيَتْ، فَلَمَّا ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها عَلَى الأَرض، وَقَوْلُهُمْ: مَا لِي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قَدْ سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً. وَقَالَ الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بِوَلَدِهَا وسبَّغَت، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا أَلقته وَقَدْ نبَت وبَرُه قَبْلَ التَّمام. والتَّسْبِيطُ فِي النَّاقَةِ: كالرِّجاعِ. وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت. وأَسْبَط الرجلُ: وَقَعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى التحرُّك مِنَ الضعْف، وَكَذَلِكَ مِنْ شُرب الدَّواء أَو غَيْرُهُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بِهَا؛ عَنِ ابْنِ جَبلة. وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت مِن فَرَقٍ. والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بِهَا الطيرُ، وَقِيلَ: يُرْمَى فِيهَا بِسهام صِغار يُنْفَخُ فِيهَا نَفْخاً فَلَا تَكَادُ تُخْطِئ. والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بَيْنَ حَائِطَيْنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بَيْنَ دَارَيْنِ، وَزَادَ غَيْرُهُ: مِنْ تَحْتِهَا طَرِيقٌ نَافِذٌ، وَالْجَمْعُ سَوابِيطُ وساباطاتٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَفْرَغُ مِنْ حَجَّامِ ساباطٍ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ ساباطُ كِسْرى بالمدائنِ وَبِالْعَجَمِيَّةِ بَلاس آبادْ، وبَلاس اسْمُ رَجُلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: فأَصْبَحَ لَمْ يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ ... بِساباطَ حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَق «1» يَذْكُرُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ وَكَانَ أَبْرَويز حبَسه بِسَابَاطٍ ثُمَّ أَلقاه تَحْتَ أَرْجُل الفِيَلةِ. وساباطُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى: هُنالِكَ مَا أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه ... بِساباطَ، حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَرْزَقُ «2» وسَباطِ: مِنْ أَسماء الحمَّى، مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ، ... كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ وسُباط: اسْمُ شَهْرٍ بِالرُّومِيَّةِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي بَيْنَ

_ (1). هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فَذَاكَ، وَمَا أَنْجَى مِنَ الموت ربّه (2). هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فَذَاكَ، وَمَا أَنْجَى مِنَ الموت ربّه

الشِّتَاءِ وَالرَّبِيعِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ، وَفِيهِ يَكُونُ تَمَامُ الْيَوْمِ الَّذِي تَدُور كسُوره فِي السِّنِينَ، فإِذا تَمَّ ذَلِكَ اليومُ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ سَمَّى أَهلُ الشَّامِ تِلْكَ السنةَ عامَ الكَبِيسِ، وَهُمْ يَتَيَمَّنُونَ بِهِ إِذا وُلد فِيهِ مَوْلُودٌ أَوْ قَدِم قادِمٌ مِنْ سَفَرٍ. والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نَخْلَةٌ تُدرك آخِرَ القَيْظِ. وسابِطٌ وسُبَيْطٌ: اسْمانِ. وسابُوطٌ: دابّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ. وَيُقَالُ: سبَط فُلَانٌ عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ يَمِينًا وسَمَط عَلَيْهِ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ، أَي حلَف عَلَيْهِ. ونعْجة مَسْبُوطةٌ إِذا كَانَتْ مَسْمُوطةً مَحْلوقة. سجلط: السِّجِلّاطُ، عَلَى فِعِلَّالٍ: الياسَمِينُ، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: هِيَ ثِيَابُ صُوف، وَقِيلَ: هُوَ النَّمَطُ يُغَطَّى بِهِ الهَوْدَجُ، وَقِيلَ: هُوَ بِالرُّومِيَّةِ سِجِلَّاطُس. الْفَرَّاءُ: السِّجِلّاطُ شَيْءٌ مِنْ صُوفٍ تُلْقِيه المرأَةُ عَلَى هَوْدَجِها، وَقِيلَ: هِيَ ثِيَابٌ مَوْشيّة كأَنَّ وشْيَها خاتَم، وَهِيَ زَعَمُوا رُومِيّة؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: تخَيَّرْنَ إِمّا أُرْجُواناً مُهَذَّباً، ... وإِمّا سِجِلَّاطَ العِراقِ المُخَتَّما أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْكِسَاءِ الكُحْليّ سِجلّاطِيّ. ابْنُ الأَعرابي: خَزٌّ سِجِلَّاطِيٌّ إِذا كَانَ كُحْلِيّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أُهْدِيَ لَهُ طَيْلَسانٌ مِنْ خَزٍّ سِجِلَّاطيٍ ، قِيلَ: هُوَ الكُحْليُّ، وَقِيلَ: عَلَى لَوْنِ السِّجلّاطِ، وَهُوَ الياسَمِينُ، وَهُوَ أَيضاً ضَرْبٌ مِنَ ثِيَابِ الكَتَّان وَنَمَطٌ مِنَ الصُّوفِ تُلْقِيهِ المرأَة عَلَى هَوْدَجِها. يُقَالُ: سِجِلَّاطِيٌّ وسِجلَّاطٌ كرُومِيٍّ ورُومٍ. والسِّنْجِلاطُ: مَوْضِعٌ، وَيُقَالُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّياحِين؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ، ... وشُرْبَ العَتِيقةِ بالسِّنْجِلاط سحط: السَّحْطُ مِثْلَ الذَّعْطِ: وَهُوَ الذبْحُ. سَحَطَ الرجلَ يَسْحَطُه سَحْطاً وشَحَطَه إِذا ذَبَحَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ سَحَطَه ذبَحه ذَبْحاً وحِيّاً، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِمَّا يُذْبَحُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: سحطَ الشاةَ وَهُوَ ذَبْحٌ وَحِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ وحْشِيٍّ: فبَرَكَ عَلَيْهِ فسَحَطَه سَحْطَ الشَّاةِ أَي ذبَحه ذبْحاً سَرِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخرج لَهُمُ الأَعرابيُّ شَاةً فسحَطُوها. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: المَسْحُوطُ مِنَ الشَّراب كلِّه الْمَمْزُوجِ. وسحَطَه الطعامُ يَسْحَطُه: أَغَصَّه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَكل طَعَامًا فسحَطَه أَي أَشْرَقَه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقَرَةً: كَادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها، ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيلُ وَقَالَ يَعْقُوبُ: يَسْحَطُها هُنَا يذْبَحُها، والرِّجْرِجُ: اللُّعابُ يتَرَجْرَجُ. وسحَط شرابَه سَحْطاً: قَتَلَهُ بِالْمَاءِ أَي أَكثر عَلَيْهِ. وانْسَحَط الشَّيْءُ مِنْ يَدِي: امَّلَسَ فَسَقَطَ، يَمَانِيَةٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو: المَسْحُوطُ اللَّبَنِ يُصبّ «1»؛ وأَنشد لِابْنِ حَبِيبٍ الشَّيْبَانِيِّ: مَتَى يأْتِه ضَيْفٌ فَلَيْسَ بذائقٍ ... لَماجاً، سِوى المَسْحُوطِ واللَّبنِ الإِدْلِ سخط: السُّخْطُ والسَّخَطُ: ضِدَّ الرِّضا مِثْلَ العُدْمِ والعَدَمِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ سَخِطَ يَسْخَطُ سَخَطاً.

_ (1). قوله [اللبن يصب] كذا بالأصل وشرح القاموس ولم يزيدا على ذلك شيئاً.

وتَسَخَّطَ وسَخِط الشيءَ سَخَطاً: كَرِهَهُ. وسَخِطَ أَي غَضِبَ، فَهُوَ ساخِط. وأَسْخَطَه: أَغْضَبَه. تَقُولُ: أَسْخَطَني فُلَانٌ فسَخِطْتُ سَخَطاً. وتسَخَّطَ عَطاءه أَي اسْتَقلَّه وَلَمْ يَقَعْ مَوْقِعاً. يَقُولُ: كلَّما عَمِلْت لَهُ عَمَلًا تَسَخَّطه أَي لَمْ يَرْضَهُ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: فَهَلْ يَرْجِعُ أَحد مِنْهُمْ سَخْطةً لدِينهِ؟ السَّخَطُ والسُّخْطُ: الْكَرَاهِيَةُ لِلشَّيْءِ وَعَدَمُ الرِّضَا بِهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن اللَّهَ يَسْخَطُ لَكُمْ كَذَا أَي يَكْرَهُهُ لَكُمْ ويمنعُكم مِنْهُ ويُعاقِبُكم عَلَيْهِ أَو يَرْجِعُ إِلى إِرادة الْعُقُوبَةِ عليه. سرط: سَرِطَ الطعامَ والشيءَ، بِالْكَسْرِ، سَرَطاً وسَرَطاناً: بَلِعَه، واسْتَرَطَه وازْدَرَدَه: ابْتَلَعَه، وَلَا يَجُوزُ سرَط؛ وانْسَرَطَ الشَّيْءُ فِي حَلْقِه: سارَ فِيهِ سيْراً سهْلًا. والمِسْرَطُ والمَسْرَطُ: البُلْعُوم، وَالصَّادُ لُغَةٌ. والسِّرْواطُ: الأَكُول؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والسُّراطِيُّ والسِّرْوَطُ: الَّذِي يَسْتَرِطُ كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلِعُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ يَبْتَلِعُ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ مِنَ الاسْتراط. وَجَعَلَ ابْنُ جِنِّي سَرطَماً ثُلَاثِيًّا، والسِّرْطِمُ أَيضاً: الْبَلِيغُ الْمُتَكَلِّمُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالُوا: الأَخذ سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطَى، وَالْقَضَاءُ ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَى أَي يأْخذ الدَّين فيَسْتَرِطُه، فإِذا اسْتَقْضاه غريمُه أَضْرَطَ بِهِ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: الأَخذ سَرَطانٌ، والقَضاء لَيَّانٌ؛ وَبَعْضٌ يَقُولُ: الأَخذ سُرَيْطاء، والقَضاء ضُرَيْطاء. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: الأَخذ سِرِّيطَى، وَالْقَضَاءُ ضِرِّيطَى، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا لُغَاتٌ صَحِيحَةٌ قَدْ تَكَلَّمَتِ الْعَرَبُ بِهَا، وَالْمَعْنَى فِيهَا كُلُّهَا أَنت تُحبُّ الأَخذ وَتَكْرَهُ الإِعْطاء. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ، وَلَا مُرّاً فتُعْقى، مِنْ قَوْلِهِمْ: أَعْقَيْتُ الشَّيْءَ إِذا أَزَلْتَه مِنْ فِيك لمَرارتِه كَمَا يُقَالُ أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ إِذا أَزلته عَمَّا يَشْكُوهُ. وَرَجُلٌ سِرْطِيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطانٌ: جَيِّدُ اللَّقْمِ. وَفَرَسٌ سُرَطٌ وسَرَطانٌ: كأَنه يَسْتَرِطُ الجرْي. وَسَيْفٌ سُراطٌ وسُراطِيٌّ: قَاطِعٌ يَمُرّ فِي الضَّريبةِ كأَنه يَسْتَرِطُ كُلَّ شَيْءٍ يَلْتَهِمُه، جَاءَ عَلَى لَفْظِ النَّسَبِ وَلَيْسَ بنَسَب كأَحْمر وأَحْمريّ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيِّ: كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ، ... يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي بِهِ أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعاني، ... ونَفْسِي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ وَخَفَّفَ يَاءَ النِّسْبَةِ مِنْ سُراطي لِمَكَانِ الْقَافِيَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده يُتِرُّ، بِضَمِّ الْيَاءِ. والفِلاطُ: الفُجاءةُ. والسِّراطُ: السَّبِيلُ الْوَاضِحُ، والصِّراط لُغَةٌ فِي السِّرَاطِ، وَالصَّادِ أَعلى لِمَكَانِ المُضارَعة، وإِن كَانَتِ السِّينُ هِيَ الأَصل، وقرأَها يَعْقُوبُ بِالسِّينِ، وَمَعْنَى الْآيَةِ ثَبِّتْنا عَلَى المِنْهاج الْوَاضِحِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: أَميرُ المؤمنينَ عَلَى صِراطٍ، ... إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم والمَوارِدُ: الطُّرُقُ إِلى الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا مَوْرِدةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَنَفَرٌ مِنْ بَلْعَنْبر يصيِّرون السِّينَ، إِذا كَانَتْ مُقَدِّمَةً ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَهَا طَاءٌ أَو قَافٌ أَو غَيْنٌ أَو خَاءٌ، صَادًا وَذَلِكَ أَن الطَّاءَ حَرْفٌ تَضَعُ فِيهِ لِسَانَكَ فِي حَنَكِكَ فَيَنْطَبِقُ بِهِ الصَّوْتُ، فَقَلَبَتِ السِّينُ صَادًا صُورَتَهَا صُورَةَ الطَّاءِ، وَاسْتَخَفُّوهَا لِيَكُونَ الْمَخْرِجُ وَاحِدًا كَمَا اسْتَخَفُّوا الإِدْغام، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمُ الصِّرَاطَ وَالسِّرَاطَ،

قَالَ: وَهِيَ بِالصَّادِّ لُغَةُ قُرَيْشٍ الأَوّلين الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ، قَالَ: وَعَامَّةُ الْعَرَبِ تَجْعَلُهَا سِينًا، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لِلطَّرِيقِ الْوَاضِحِ سِرَاطٌ لأَنه كأَنه يَسْتَرِطُ المارّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه، فأَما مَا حَكَاهُ الأَصمعي مِنْ قِرَاءَةِ بَعْضِهِمُ الزِّراط، بِالزَّايِ الْمُخْلَصَةِ، فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها زَايًا وَلَمْ يَكُنِ الأَصمعي نَحْوِيًّا فيُؤْمَنَ عَلَى هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَذَا سِراطٌ عليَّ مُسْتَقِيمٌ ، فسَّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي الموتَ أَي عليَّ طريقُهم. والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراط والسَّرَطْراطُ، بِفَتْحِ السِّينِ وَالرَّاءِ: الفالُوذَجُ، وَقِيلَ: الخَبِيصُ، وَقِيلَ: السَّرَطْراطُ الْفَالُوذَجُ، شَامِيَّةٌ. قَالَ الأَزهري: أَما بِالْكَسْرِ فَهِيَ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ لَهَا نَظَائِرُ مِثْلَ جِلِبْلابٍ وسِجِلَّاط، قَالَ: وأَما سَرَطْراطٌ فَلَا أَعرف لَهُ نَظِيرًا فَقِيلَ لِلْفَالُوذَجِ سِرِطْراطٌ، فَكَرَّرْتُ فِيهِ الرَّاءَ وَالطَّاءَ تَبْلِيغًا فِي وَصْفِهِ واستِلْذاذِ آكِلِهِ إِياه إِذا سَرَطَه وأَساغَه فِي حَلْقِه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ سريعَ الأَكل: مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ وسُرَطةٌ. والسِّرِطْراطُ: فِعِلْعالٌ مِنَ السَّرْطِ الَّذِي هُوَ البَلْع. والسُّرَّيْطَى: حَساً كالخَزِيرةِ. والسَّرَطانُ: دَابَّةٌ مِنْ خَلق الْمَاءِ تَسْمِيَةُ الفُرْس مُخ. والسرَطانُ: دَاءٌ يأْخذ النَّاسَ والدوابَّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ دَاءٌ يَظْهَرُ بِقَوَائِمِ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يُعَرِّضُ للإِنسان فِي حَلْقِهِ دَمَوِيٌّ يُشْبِهُ الدُّبَيْلةَ، وَقِيلَ: السرَطانُ دَاءٌ يأْخذ فِي رُسْغ الدَّابَّةِ فيُيَبِّسه حَتَّى يَقْلِب حَافِرَهَا. والسرَطانُ: من بروج الفَلَكِ. سرمط: السَّرْمَطُ والسَّرَوْمَطُ: الْجَمَلُ الطَّوِيلُ؛ وأَنشد: بكلِّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَط وَقِيلَ: السَّرَوْمَطُ الطَّوِيلُ مِنَ الإِبل وَغَيْرُهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: السرَوْمَطُ وِعَاءٌ يَكُونُ فِيهِ زِق الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ. وَرَجُلٌ سَرَوْمَطٌ: يَسْتَرِط كُلَّ شَيْءٍ يَبْتَلِعُه. وَقَدْ تَقَدَّمَ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ إِن الْمِيمَ زَائِدَةٌ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ زِقَّ خَمْرٍ اشْتُرِي جِزافاً: ومُجْتَزَفٍ جَوْنٍ، كأَنَّ خِفاءه ... قَرى حَبَشِيٍّ، بالسَّرَوْمَطِ، مُحْقَب «2» قال: السَّرَوْمَطُ هاهنا جَمَلٌ، وَقِيلَ: هُوَ جِلْدُ ظَبية لُفّ فِيهِ زِقُّ خَمْرٍ. وَكُلُّ خِفاء لُفّ فِيهِ شَيْءٌ، فَهُوَ سَرَوْمَطٌ لَهُ. وتَسَرْمَطَ الشعَرُ: قَلّ وخَفّ. وَرَجُلٌ سُرامِطٌ وسَرْمَطِيطٌ: طَوِيلٌ. والسُّرامِطُ: الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. سطط: التَّهْذِيبِ: ابْنُ الأَعرابي السُّطُطُ الظَّلَمةُ، والسُّطُطُ الْجَائِرُونَ. والأَسَطُّ مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْن. سعط: السُّعُوطُ والنُّشُوقُ والنُّشُوغُ فِي الأَنف، سعَطَه الدّواءَ يَسْعَطُه ويَسْعُطُه سَعْطاً، والضم أَعلى، وَالصَّادُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى هَذَا إِنما هُوَ عَلَى المُضارَعة الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا وأَشباهه. وَفِي الْحَدِيثِ: شَرِبَ الدَّوَاءَ واسْتَعَطَ ، وأَسْعَطَه الدّواءَ أَيضاً، كِلَاهُمَا: أَدخله أَنفه، وَقَدِ اسْتَعَطَ. أَسْعَطْتُ الرجُلَ فاسْتَعَطَ هُوَ بِنَفْسِهِ. والسَّعُوطُ، بِالْفَتْحِ، والصَّعوطُ: اسْمُ الدَّوَاءِ يُصبُّ فِي الأَنف. والسَّعِيطُ والمِسْعَطُ والمُسْعُطُ: الإِناء يجعل فيه

_ (2). قوله [ومجتزف] في الصحاح بمجتزف.

السَّعُوط وَيُصَبُّ مِنْهُ فِي الأَنف، الأَخير نَادِرٌ إِنما كَانَ حُكْمُهُ المِسْعَطَ، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ بِالضَّمِّ مِمَّا يُعْتَملُ بِهِ. وأَسْعَطْتُه الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَه فِي أَنفه، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي صَدْرِهِ. وَيُقَالُ: أَسْعَطْتُه عِلْمًا إِذا بَالَغْتُ فِي إِفْهامه وَتَكْرِيرِ مَا تُعلِّمه عَلَيْهِ. واسْتَعَطَ البعيرُ: شَمَّ شَيْئًا مِنْ بَوْلِ النَّاقَةِ ثُمَّ ضَرَبَهَا فَلَمْ يُخْطِئ اللَّقْحَ، فَهَذَا قَدْ يَكُونُ أَن يَشَمَّ شَيْئًا مِنْ بَوْلِهَا أَو يَدْخُلَ فِي أَنفه مِنْهُ شَيْءٌ. والسَّعِيطُ والسُّعاطُ: ذَكاء الرِّيح وحِدَّتُها ومُبالَغَتُها فِي الأَنف. والسُّعاط والسَّعِيطُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ مِنَ الْخَمْرِ وَغَيْرُهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَكُونُ مِنَ الخَرْدَل. والسَّعِيطُ: دُهْنُ الْبَانِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ شَعَرَ امرأَة: يُسْقَى السَّعِيطَ مِنْ رُفاضِ الصَّنْدَلِ «1» والسَّعِيطُ: دُرْدِيُّ الْخَمْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وطِوالِ القُرُونِ فِي مُسْبَكِرٍّ، ... أُشْرِبَتْ بالسَّعِيطِ والسَّبَّابِ «2» والسَّعِيطُ: دُهْنُ الخَرْدل وَدُهْنُ الزنبقِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّعِيطُ البانُ. وَقَالَ مُرَّةُ: السُّعوط مِنَ السَّعْطِ كالنُّشوق مِنَ النَّشْقِ. وَيُقَالُ: هُوَ طَيِّبُ السُّعوطِ والسُّعاطِ والإِسْعاطِ؛ وأَنشد يَصِفُ إِبلًا وأَلبانها: حَمْضِيَّة طَيِّبة السُّعاطِ وَفِي حَدِيثِ أُمّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بابنٍ لِي عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَعْلَقْتُ مِنَ العُذْرةِ، فَقَالَ: عَلامَ تَدْغَرْن أَوْلادَكُنَّ؟ عليكنَّ بِهَذَا العُود الهِنديّ فإِنَّ فِيهِ سبعةَ أَشْفِيةٍ: يُسْعَطُ مِنَ العُذْرة، ويُلَدُّ مِنْ ذاتِ الجَنْبِ ... سَفَطَ: السَّفَطُ: الَّذِي يُعَبَّى فِيهِ الطِّيبُ وَمَا أَشبهه مِنْ أَدَواتِ النِّسَاءِ، والسَّفَطُ مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: السَّفَطُ كالجوُالِق، وَالْجَمْعُ أَسفاطٌ. أَبو عَمْرٍو: سَفَّطَ فُلَانٌ حَوْضه تَسْفيطاً إِذا شَرَّفَه ولاطَه؛ وأَنشد: حَتَّى رأَيْت الحَوْضَ، ذُو قَدْ سُفِّطا، ... قَفْراً مِنَ الْمَاءِ هَوَاءً أَمْرَطا أَراد بالهَواءِ الفارِغَ مِنَ الْمَاءِ. والسَّفِيطُ: الطَّيِّبُ النفْسِ، وَقِيلَ: السَّخِيُّ، وَقَدْ سَفُطَ سَفاطةً؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: مَاذَا تُرَجِّينَ مَنِ الأَرِيطِ؟ ... لَيْسَ بذِي حَزْمٍ، وَلَا سَفِيطِ وَيُقَالُ: هُوَ سَفِيطُ النفْس أَي سَخِيُّها طيِّبها، لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ. وَيُقَالُ: مَا أَسْفَطَ نفسَه أَي مَا أَطْيَبَها. الأَصمعي: إِنه لسَفِيطُ النفْسِ وسَخِيُّ النفْسِ ومَذْلُ النفْسِ إِذا كَانَ هَشّاً إِلى المَعْروفِ جَواداً. وكلُّ رَجُلٍ أَو شَيْءٍ لَا قَدْر لَهُ، فَهُوَ سَفِيطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والسفِيطُ أَيضاً: النذْلُ. والسفيطُ: المُتَساقِطُ مِنَ البُسْر الأَخضر. والسُّفاطةُ: مَتَاعُ الْبَيْتِ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِسْفَنْطُ ضرْبٌ مِنَ الأَشربة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ بِالرُّومِيَّةِ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيق مِنَ الإِسْفَنْطِ، ... مَمْزُوجةً بماءٍ زُلالِ

_ (1). قوله [من رفاض] تقدّم للمؤلف في مادة رفض: في رفاض. (2). قوله [والسباب] كذا في الأَصل بموحدتين مضبوطاً، وفي شرح القاموس بياء تحتية ثم موحدة، والسياب البلح أَو البسر.

سقط: السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فَهُوَ ساقِطٌ وسَقُوطٌ: وَقَعَ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ: مِنْ كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ ... بيْضاءَ، لَمْ تُحْفَظْ وَلَمْ تُضَيَّعِ يَعْنِي أَنها لَمْ تُحْفَظْ مِنَ الرِّيبةِ وَلَمْ يُضَيِّعْها وَالِدَاهَا. والمَسْقَطُ، بِالْفَتْحِ: السُّقوط. وسَقط الشيءُ مِنْ يَدِي سُقوطاً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَلّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه مِنْ أَحدكم يَسْقُط عَلَى بَعِيره وَقَدْ أَضلَّه ؛ مَعْنَاهُ يَعثُر عَلَى مَوْضِعِهِ ويقعُ عَلَيْهِ كَمَا يقعُ الطائرُ عَلَى وَكْرِهِ. وَفِي حديث الحرث بْنِ حَسَّانَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسأَله عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: عَلَى الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي عَلَى العارِفِ بِهِ وَقَعْتَ، وَهُوَ مَثَلٌ سائرٌ لِلْعَرَبِ. ومَسْقِطُ الشَّيْءِ ومَسْقَطُه: مَوْضِعُ سقُوطه، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَقَالُوا: الْبَصْرَةُ مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه. وتساقَط عَلَى الشَّيْءِ أَي أَلقى نفسَه عَلَيْهِ، وأَسقَطَه هُوَ. وتساقَط الشيءُ: تتابع سُقوطه. وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً: أَسْقَطَه وَتَابَعَ إِسْقاطَه؛ قَالَ ضابئُ بْنُ الحَرثِ البُرْجُمِيّ يَصِفُ ثَوْرًا وَالْكِلَابَ: يُساقِطُ عَنْهُ رَوْقُه ضارِياتِها، ... سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا قَوْلُهُ: أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يَعْنِي شرَرَ النَّارِ. والمَسْقِطُ مِثال المَجْلِس: الْمَوْضِعُ؛ يُقَالُ: هَذَا مَسْقِط رأْسي، حَيْثُ وُلِدَ، وَهَذَا مسقِطُ السوْطِ، حَيْثُ وَقَعَ، وأَنا فِي مَسْقِط النَّجْمِ، حَيْثُ سَقَطَ، وأَتانا فِي مَسْقِط النَّجْمِ أَي حِينَ سقَط، وَفُلَانٌ يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حَيْثُ وُلِدَ. وكلُّ مَن وَقَعَ فِي مَهْواة يُقَالُ: وَقَعَ وَسَقَطَ، وَكَذَلِكَ إِذا وَقَعَ اسْمُهُ مِنَ الدِّيوان، يُقَالُ: وَقَعَ وَسَقَطَ، وَيُقَالُ: سقَط الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمّه، وَلَا يُقَالُ وَقَعَ حِينَ تَلِدُه. وأَسْقَطتِ المرأَةُ وَلَدَهَا إِسْقاطاً، وَهِيَ مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لِغَيْرٍ تَمام مِنَ السُّقوطِ، وَهُوَ السِّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ مِنْ مِائَةِ مُسْتَلئِمْ ؛ السَّقْطُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الْوَلَدُ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمه قَبْلَ تَمامِه، والمستلْئِمُ: لَابِسُ عُدَّةِ الْحَرْبِ، يَعْنِي أَن ثَوَابَ السِّقْطِ أَكثر مِنْ ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فِعْلَ الْكَبِيرِ يخصُّه أَجره وثوابُه وإِن شَارَكَهُ الأَب فِي بَعْضِهِ، وَثَوَابُ السِّقْطِ مُوَفَّر عَلَى الأَب. وَفِي الْحَدِيثِ: يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلى الشَّيْخِ الْفَانِي جُرْداً مُرْداً. وسَقْطُ الزَّند: مَا وَقَعَ مِنَ النَّارِ حِينَ يُقْدَحُ، بِاللُّغَاتِ الثَّلَاثِ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سَقْطُ النَّارِ وسِقْطُها وسُقْطُها مَا سقَط بَيْنَ الزنْدين قَبْلَ اسْتحكامِ الوَرْي، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ، يُذَكَّرُ ويؤَنث. وأَسقَطَتِ الناقةُ وَغَيْرَهَا إِذا أَلقت وَلَدَهَا. وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه بِمَعْنَى مُنقَطَعِه حَيْثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كُلُّهُ مِنَ السُّقوط، الأَخيرة إِحدى تِلْكَ الشَّوَاذِّ، وَالْفَتْحُ فِيهَا عَلَى الْقِيَاسِ لُغَةٌ. ومَسْقِطُ الرَّمْلِ: حَيْثُ يَنْتَهِي إِليه طرَفُه. وسِقاطُ النَّخْلِ: مَا سقَط مِنْ بُسْرِه. وسَقِيطُ السَّحابِ: البَرَدُ. والسَّقِيطُ: الثلْجُ. يُقَالُ: أَصبَحتِ الأَرض مُبْيَضَّة مِنَ السَّقِيطِ. والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائيةٌ، وَكِلَاهُمَا مِنَ السُّقوط. وسَقِيطُ النَّدَى: مَا سقَط مِنْهُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وليْلةٍ، يَا مَيَّ، ذاتِ طَلِّ،

ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ، ... طَعْمُ السُّرَى فِيهَا كطَعْمِ الخَلِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ هُدْبة بْنِ خَشْرَمٍ: وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه، ... تَرى السَّقْطَ فِي أَعْلامِه كالكَراسِفِ والسَّقَطُ مِنَ الأَشياء: مَا تُسْقِطهُ فَلَا تَعْتَدُّ بِهِ مِنَ الجُنْد وَالْقَوْمِ وَنَحْوِهِ. والسُّقاطاتُ مِنَ الأَشياء: مَا يُتَهاون بِهِ مِنْ رُذالةِ الطَّعَامِ وَالثِّيَابِ وَنَحْوِهَا. والسَّقَطُ: رَدِيءُ المَتاعِ. والسَّقَطُ: مَا أُسْقِط مِنَ الشَّيْءِ. وَمِنْ أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء بِهِ عَلَى سِرْحانٍ، يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ فِي أَمر يُهْلِكُه. وَيُقَالُ لخُرْثِيِّ المَتاعِ: سَقَطٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وسقَطُ الْبَيْتِ خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عَنْ رَفِيعِ الْمَتَاعِ، وَالْجَمْعُ أَسْقاط. قَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نَحْوَ الإِبرة والفأْس والقِدْر وَنَحْوِهَا. وأَسْقاطُ النَّاسِ: أَوْباشُهم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، على المثل بذلك. وسَقَطُ الطَّعامِ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَسْقُط مِنْهُ. والسَّقَطُ: مَا تُنُوول بَيْعُهُ مِنْ تابِلٍ وَنَحْوِهِ لأَن ذَلِكَ ساقِطُ القِيمة، وَبَائِعُهُ سَقَّاط. والسَّقَّاطُ: الَّذِي يَبِيعُ السَّقَطَ مِنَ المَتاعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ لَا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ وَلَا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم عَلَيْهِ ؛ هُوَ الَّذِي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وَهُوَ رَدِيئُه وحَقِيره. والبِيعةُ مِنَ البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ مِنَ الرُّكُوبِ والجُلوس، والسَّقَطُ مِنَ الْبَيْعِ نَحْوَ السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها، وأَنكر بَعْضُهُمْ تَسْمِيَتَهُ سَقَّاطاً، وَقَالَ: لَا يُقَالُ سَقَّاط، وَلَكِنْ يُقَالُ صَاحِبُ سَقَطٍ. والسُّقاطةُ: مَا سَقَط مِنَ الشَّيْءِ. وساقَطه الحديثَ سِقاطاً: سَقَط مِنْكَ إِليه وَمِنْهُ إِليك. وسِقاطُ الحديثِ: أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ لَهُ الآخَرُ، فإِذا سَكَتَ تحدَّثَ الساكِتُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ، كأَنَّه ... جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف وسَقَطَ إِليَّ قَوْمٌ: نَزَلُوا عليَّ. وَفِي حَدِيثِ النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ: فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ لَهُ أَي أَتاهم فأَعاذُوه وسَترُوه. وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً: يُكَنَّى بِهِ عَنِ النُّزُولِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش فِي ظُلُلاتِها ... سَواقِطُ مِنْ حَرٍّ، وَقَدْ كَانَ أَظْهَرا وسَقَطَ عَنْكَ الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كأَنه ضِدُّ. والسَّقَطُ والسِّقاطُ: الخَطَأُ فِي الْقَوْلِ والحِساب والكِتاب. وأَسْقَطَ وسَقَطَ فِي كَلَامِهِ وَبِكَلَامِهِ سُقوطاً: أَخْطأَ. وتكلَّم فَمَا أَسْقَطَ كَلِمَةً، وَمَا أَسْقَط حَرْفًا وَمَا أَسْقَط فِي كَلِمَةٍ وَمَا سَقَط بِهَا أَي مَا أَخْطأَ فِيهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ تَكلَّم بِكَلَامٍ فَمَا سَقَطَ بِحَرْفٍ وَمَا أَسْقَطَ حَرْفاً، قَالَ: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ دَخَلْتُ بِهِ وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ بِهِ وأَخْرَجْتُه وعَلوْت بِهِ وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ بِهِ ظَنّاً وأَسأْتُ بِهِ الظنَّ، يُثْبتون الأَلف إِذا جَاءَ بالأَلف وَاللَّامِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: فأَسْقَطُوا لَهَا بِهِ يَعْنِي الجارِيةَ أَي سَبُّوها وَقَالُوا لَهَا مِنْ سَقَط الكلامِ، وَهُوَ رَدِيئُهُ، بِسَبَبِ حَدِيثِ الإِفْك. وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه وعالَجه عَلَى أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يَكْذِبَ أَو يَبُوحَ بِمَا عِنْدَهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

وَلَقَدْ تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا ... حَجِئاً بِسِرِّكِ، يَا أُمَيْمَ، ضَنِينا «3» والسَّقْطةُ: العَثْرةُ والزَّلَّةُ، وَكَذَلِكَ السِّقاطُ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: كيفَ يَرْجُون سِقاطِي، بَعْدَ ما ... جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِيَزِيدَ بْنِ الجَهْم الهِلالي: رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي، ... وراءَكِ عَنِّي طالِقاً، وارْحَلي غَدا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُتب إِليه أَبيات فِي صَحِيفَةٍ مِنْهَا: يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ مِنْ سُلَيْمٍ ... مُعِيداً، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى أَي عثَراتِها وزَلَّاتِها. والعَذارى: جُمْعُ عَذْراء. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَلِيلُ العِثار، وَمِثْلُهُ قَلِيلُ السِّقاطِ، وإِذا لَمْ يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام يُقَالُ: ساقِطٌ، وأَنشد بَيْتَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ. وأَسقط فُلَانٌ مِنَ الْحِسَابِ إِذا أَلقى. وَقَدْ سقَط مِنْ يَدِي وسُقِطَ فِي يَدِ الرَّجُلِ: زَلَّ وأَخْطأَ، وَقِيلَ: نَدِمَ. قَالَ الزجّاجُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ النَّادِمِ عَلَى مَا فَعَلَ الحَسِر عَلَى مَا فرَطَ مِنْهُ: قَدْ سُقِط في يده وأُسْقِط. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَا يُقَالُ أُسقط، بالأَلف، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: ضرَبوا بأَكُفِّهم عَلَى أَكفهم مِنَ النَّدَم، فإِن صَحَّ ذَلِكَ فَهُوَ إِذاً مِنَ السُّقُوطِ، وَقَدْ قُرِئَ: سقَط فِي أَيديهم ، كأَنه أَضمر النَّدَمَ أَي سقَط الندمُ فِي أَيديهم كَمَا تَقُولُ لِمَنْ يَحْصُلُ عَلَى شَيْءٍ وإِن كَانَ مِمَّا لَا يَكُونُ فِي الْيَدِ: قَدْ حَصل فِي يَدِهِ مِنْ هَذَا مكروهٌ، فَشَبَّهَ مَا يحصُل فِي الْقَلْبِ وَفِي النفْس بِمَا يَحْصُلُ فِي الْيَدِ ويُرى بِالْعَيْنِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ : يُقَالُ سُقط فِي يَدِهِ وأُسقط مِنَ النَّدَامَةِ، وسُقط أَكثر وأَجود. وخُبِّر فُلَانٌ خَبراً فسُقط فِي يَدِهِ وأُسقط. قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ النَّادِمِ عَلَى مَا فَعَلَ الحسِرِ عَلَى مَا فرَط مِنْهُ: قَدْ سُقط فِي يَدِهِ وأُسقط. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِنما حَسَّنَ قَوْلَهُمْ سُقط فِي يَدِهِ، بِضَمِّ السِّينِ، غَيْرُ مُسَمًّى فَاعِلُهُ الصفةُ الَّتِي هِيَ فِي يَدِهِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ فِي حَجَراتِه، ... ولكنْ حَدِيثاً، مَا حَدِيثُ الرَّواحِلِ؟ أَي صَاحَ المُنْتَهِبُ فِي حَجَراتِه، وَكَذَلِكَ الْمُرَادُ سقَط الندمُ فِي يَدِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه، ... كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها أَي تأْتي لَذَّاتُهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، أَراد أَنه كَثِيرُ اللَّذَّاتِ: وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه، ... حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها أَرادَ أَن بِهَا أَصوات الْجِنِّ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ النخلةِ يَسّاقَطْ ، وَقُرِئَ: تُساقِطْ وتَسّاقَطْ ، فَمَنْ قرأَه بِالْيَاءِ فَهُوَ الجِذْعُ، وَمَنْ قرأَه بِالتَّاءِ فهي النخلةُ، وانتصابُ قَوْلِهِ رُطَباً جَنِيًّا عَلَى التَّمْيِيزِ المحوَّل، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فَلَمَّا حُوِّلَ الْفِعْلُ إِلى الْجِذْعِ خَرَجَ الرطبُ مفسِّراً؛

_ (3). قوله [حجئاً] أَي خليقاً، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير: حصراً، وهو الكتوم للسر.

قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَلَوْ قرأَ قَارِئٌ تُسْقِطْ عَلَيْكِ رُطباً يَذْهَبُ إِلى النَّخْلَةِ، أَو قرأَ يُسْقِطْ عَلَيْكِ يَذْهَبُ إِلى الْجِذْعِ، كَانَ صَوَابًا. والسَّقَطُ: الفَضيحةُ. والساقِطةُ والسَّقِيطُ: الناقِصُ العقلِ؛ الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، والأُنثى سَقِيطةٌ. والسَّاقِطُ والساقِطةُ: اللَّئيمُ فِي حسَبِه ونفْسِه، وَقَوْمٌ سَقْطَى وسُقّاطٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَجَمْعُهُ السَّواقِطُ؛ وأَنشد: نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ وَيُقَالُ للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى: سَقِيطةٌ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الدَّنِيء: ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ. والسَّقِيطُ: الرَّجُلُ الأَحمق. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم وأَدْوانُهُم. والساقِط: المتأَخِّرُ عَنِ الرِّجَالِ. وَهَذَا الْفِعْلُ مَسْقَطةٌ للإِنسان مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ: وَهُوَ أَن يأْتي بِمَا لَا يَنْبَغِي. والسِّقاطُ فِي الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ. والسِّقاطُ فِي الْفَرَسِ: أَن لَا يَزالَ مَنْكُوباً، وَكَذَلِكَ إِذا جَاءَ مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنه ليساقِط الشَّيْءَ «1» أَي يَجِيءُ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ؛ وأَنشد قَوْلَهُ: بِذي مَيْعة، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه ... وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جَاءَ مُسْتَرْخِيًا. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا سَبَقَ الْخَيْلَ: قَدْ ساقَطَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ، ... عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ، وهَذَّ تَقْرِيباً مَعَ التَّجْلِيحِ المَنِيحُ: الَّذِي لَا نَصِيبَ لَهُ. وَيُقَالُ: جَلَّحَ إِذا انكشَف لَهُ الشأْنُ وغَلب؛ وَقَالَ يَصِفُ الثَّوْرَ: كأَنَّه سِبْطٌ مِنَ الأَسْباطِ، ... بَيْنَ حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ السِّبْطُ: الفِرْقةُ مِنَ الأَسْباط. بَيْنَ حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً أَي نَواحِي شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَب. وسُقّاطٌ: جَمْعُ الساقِط، وَهُوَ المُتَدَلِّي. والسَّواقِطُ: الَّذِينَ يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ، والسِّقاطُ: مَا يَحْمِلُونَهُ مِنَ التَّمْرِ. وَسَيْفٌ سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ، وَذَلِكَ إِذا قَطَعَها ثُمَّ وصَل إِلى مَا بَعْدَهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الَّذِي يَقُدُّ حَتَّى يَصِل إِلى الأَرض بَعْدَ أَن يَقْطَعَ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهذلي: كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ، ... يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي وَقَدْ تقدَّم فِي سَرَطَ، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ. والسُّراطِيُّ: القاطعُ. والسَّقّاطُ: السيفُ يسقُط مَنْ وَرَاءَ الضَّرِيبة يَقْطَعُهَا حَتَّى يَجُوزَ إِلى الأَرض. وسِقْطُ السَّحابِ: حَيْثُ يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ عَلَى الأَرض فِي نَاحِيَةِ الأُفُق. وسِقْطا الخِباء: ناحِيَتاه. وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه ومَسْقَطاه: جَناحاه، وَقِيلَ: سِقْطا جَناحَيْه مَا يَجُرُّ مِنْهُمَا عَلَى الأَرض. يُقَالُ: رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه.

_ (1). قوله [ليساقط الشيء] كذا بالأصل، والذي في الأساس: وإنه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ.

والسِّقْطانِ مِنَ الظَّلِيمِ: جَناحاه؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعي: حَتَّى إِذا مَا أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ ... عَنْهُ نَعامةُ ذِي سِقْطَيْن مُعْتَكِر فإِنه عَنَى بِالنَّعَامَةِ سَواد اللَّيْلِ، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وَهُوَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ؛ يَقُولُ: إِنَّ الليلَ ذَا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وَقَالَ الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذِي سِقطين، وسِقاطا اللَّيْلِ: ناحِيتا ظَلامِه؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ فَرَسًا: جافِي الأَيادِيمِ بِلَا اخْتِلاطِ، ... وبالدِّهاسِ رَيِّث السِّقاطِ قَوْلُهُ: رَيِّثُ السِّقَاطِ أَي بَطِيءٌ أَي يَعْدو «1» فِي الدِّهاسِ عَدْواً شَدِيدًا لَا فُتورَ فِيهِ. وَيُقَالُ: الرَّجُلُ فِيهِ سِقاطٌ إِذا فَتَر فِي أَمره ووَنَى. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يَقُولُ: تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قَلِيلًا قَلِيلًا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِهَذِهِ الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللَّاطئةِ بالأَرض. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يُساقِطُ فِي ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي يَرْوِيهِ عَنْهُ فِي خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بِالْحَدِيثِ عَنْ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مِنْ أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه شَرِبَ مِنَ السَّقِيطِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ المتأَخرين فِي حَرْفِ السِّينِ، وَفَسَّرَهُ بالفَخّارِ، وَالْمَشْهُورُ فِيهِ لُغةً وَرِوَايَةً الشينُ الْمُعْجَمَةُ، وَسَيَجِيءُ، فأَمّا السَّقِيطُ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ الثَّلْجُ والجَلِيدُ. سقلط: السَّقْلاطُون: نوعٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَيضاً فِي النُّونِ فِي تَرْجَمَةِ سقلطن كما وجدناه. سلط: السَّلاطةُ: القَهْرُ، وَقَدْ سَلَّطَه اللهُ فتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ، وَالِاسْمُ سُلْطة، بِالضَّمِّ. والسَّلْطُ والسَّلِيطُ: الطويلُ اللسانِ، والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وِ سِلِطانةٌ، وَقَدْ سَلُطَ سَلاطةً وسُلوطةً، وَلِسَانٌ سَلْطٌ وسَلِيطٌ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ سَلِيطٌ أَي فَصِيحٌ حَدِيدُ اللِّسَانِ بَيّنُ السَّلاطةِ والسُّلوطةِ. يُقَالُ: هُوَ أَسْلَطُهم لِساناً، وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة. التَّهْذِيبِ: وإِذا قَالُوا امرأَة سَلِيطةُ اللسانِ فَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنها حَدِيدَةُ اللِّسَانِ، وَالثَّانِي أَنها طَوِيلَةُ اللِّسَانِ. اللَّيْثُ: السَّلاطةُ مَصْدَرُ السَّلِيط مِنَ الرِّجَالِ والسلِيطةِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْفِعْلُ سَلُطَتْ، وَذَلِكَ إِذا طَالَ لسانُها واشتدَّ صَخَبُها. ابْنُ الأَعرابي: السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ، والسَّلِيطُ عِنْدَ عَامَّةِ الْعَرَبِ الزيْتُ، وَعِنْدَ أَهل الْيَمَنِ دُهْنُ السِّمْسِم؛ قَالَ امْرُؤٌ الْقَيْسَ: أَمالَ السَّلِيطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ وَقِيلَ: هُوَ كلُّ دُهْنٍ عُصِر مِنْ حَبٍّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: دُهن السِّمْسِمِ هُوَ الشَّيْرَجُ والحَلُّ؛ ويُقَوّي أَنَّ السَّلِيط الزيتُ قولُ الجعدِيّ: يُضِيءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِيطِ، ... لَمْ يَجْعَلِ اللهُ فِيهِ نُحاسا قَوْلُهُ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحاساً أَي دُخاناً دَلِيلٌ عَلَى أَنه

_ (1). قوله [أي يعدو إلخ] كذا بالأصل.

الزَّيْتُ لأَن السَّلِيطَ لَهُ دُخان صالِحٌ، وَلِهَذَا لَا يُوقد فِي الْمَسَاجِدِ والكنائِس إِلا الزيتُ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ولكِنْ دِيافِيُّ أَبُوه وأُمُّه، ... بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ وحَوْرانُ: مِنَ الشَّامِ والشأْم لَا يُعْصَرُ فِيهَا إِلا الزيتُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رأَيت عَلِيًّا وكأَنَّ عَيَنَيْه سِراجا سَلِيطٍ ؛ هُوَ دُهْن الزيتِ. والسُّلْطانُ: الحُجَّةُ والبُرْهان، وَلَا يُجْمَعُ لأَن مَجْرَاهُ مَجْرى المصدرِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: هُوَ مِنَ السلِيط. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ* ، أَي وحُجَّةٍ بَيِّنةٍ. والسُّلطان إِنما سُمِّيَ سُلْطاناً لأَنه حجةُ اللهِ فِي أَرضه، قال: واشتاق السُّلْطَانِ مِنَ السَّليط، قَالَ: والسليطُ مَا يُضاء بِهِ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلزَّيْتِ: سَلِيطٌ، قَالَ: وَقَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ: فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ ، أَي حَيْثُمَا كُنْتُمْ شاهَدْتم حُجَّةً لِلَّهِ تعالى وسُلطاناً يَدُلُّ عَلَى أَنه وَاحِدٌ. وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ، قَالَ: فِي بَيَاضِ الْفِضَّةِ وصَفاء الْقَوَارِيرِ، قَالَ: وَكُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ ، مَعْنَاهُ ذَهَبَ عَنِّي حجتُه. والسلطانُ: الْحُجَّةُ وَلِذَلِكَ قِيلَ للأُمراء سَلاطين لأَنهم الَّذِينَ تُقَامُ بِهِمُ الْحُجَّةُ والحُقوق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ ، أَي مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حُجَّةٍ كَمَا قَالَ: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ* ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ أَي مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حُجَّةٍ يُضِلُّهم بِهَا إِلَّا أَنَّا سَلَّطْناه عَلَيْهِمْ لِنَعْلَمَ مَن يُؤمن بِالْآخِرَةِ. والسُّلْطانُ: الْوَالِي، وَهُوَ فُعْلان، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ السَّلاطِينُ. والسُّلْطان والسُّلُطانُ: قُدْرةُ الملِك، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السُّلْطَانُ مُؤَنَّثَةٌ، يُقَالُ: قَضَتْ بِهِ عَلَيْهِ السُّلْطانُ، وَقَدْ آمَنَتْه السُّلْطان. قَالَ الأَزهري: وَرُبَّمَا ذُكِّر السُّلْطَانُ لأَن لَفْظَهُ مُذَكَّرٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بِسُلْطانٍ مُبِينٍ* . وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك وقُدرةُ مَن جُعل ذَلِكَ لَهُ وإِن لَمْ يَكُنْ مَلِكاً، كَقَوْلِكَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ سُلطاناً عَلَى أَخذ حقِّي مِنْ فُلَانٍ، وَالنُّونُ فِي السُّلْطَانِ زَائِدَةٌ لأَن أَصل بِنَائِهِ السلِيطُ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي السُّلْطَانُ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ سُمِّيَ سُلْطَانًا لتَسْلِيطِه، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ سُمِّيَ سُلْطَانًا لأَنه حُجَّةٌ مِنْ حُجَج اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: السُّلْطَانُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْحُجَّةُ، وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فَمَنْ ذَكَّرَ السُّلْطَانَ ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الرَّجُلِ، وَمَنْ أَنثه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الْحُجَّةَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: مَنْ ذَكَّرَ السُّلْطَانَ ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الْوَاحِدِ، وَمَنْ أَنثه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى الْجَمْعِ، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ وَاحِدِهُ سَلِيطٌ، فسَلِيطٌ وسُلْطان مِثْلُ قَفِيزٍ وقُفْزانٍ وبَعير وبُعران، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ هَذَا غَيْرُهُ. والتسْلِيطُ: إِطلاق السُّلْطانِ وَقَدْ سلَّطه اللَّهُ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ . وسُلْطانُ الدَّم: تبيُّغُه. وسُلْطانُ كُلِّ شَيْءٍ: شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه، قِيلَ مِنَ اللسانِ السَّليطِ الحدِيدِ. قَالَ الأَزهري: السَّلاطة بِمَعْنَى الحِدَّةِ، قَدْ جَاءَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نُصُلًا محدَّدة: سِلاطٌ حِدادٌ أَرْهَفَتْها المَواقِعُ وَحَافِرٌ سَلْطٌ وسَلِيطٌ: شَدِيدٌ. وإِذا كَانَ الدابةُ وَقاحَ الْحَافِرِ، والبعيرُ وَقاحَ الخُفِّ، قِيلَ: إِنَّهُ لَسلْط الْحَافِرِ، وَقَدْ سَلِطَ يَسْلَطُ سَلاطةً كَمَا يُقَالُ لِسَانٌ سَلِيطٌ وسَلْطٌ، وَبَعِيرٌ سَلْطُ الْخُفِّ كَمَا يُقَالُ دَابَّةٌ

سَلْطةُ الْحَافِرِ، والفعلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سَلُطَ سَلاطةً؛ قَالَ أُميَّة بْنُ أَبي الصلْت: إِنَّ الأَنامَ رَعايا اللهِ كلُّهُمُ، ... هُوَ السَّلِيطَطُ فوقَ الأَرضِ مُسْتَطِرُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ الْقَاهِرُ مِنَ السَّلاطة، قَالَ: وَيُرْوَى السِّلِيطَطُ وَكِلَاهُمَا شاذٌّ. التَّهْذِيبِ: سَلِيطَطٌ جَاءَ فِي شِعْرِ أُمية بِمَعْنَى المُسَلَّطِ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا حَقِيقَتُهُ. والسِّلْطةُ: السهْمُ الطويلُ، وَالْجَمْعُ سِلاطٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً، وليْسَتْ ... بمُرْهَفةِ النِّصالِ، وَلَا سِلاطِ قَوْلُهُ كأَوْب الدَّبْرِ يَعْنِي النصالَ، وَمَعْنَى غَامِضَةً أَي أُلْطِفَ حَدُّها حَتَّى غمَضَ أَي لَيْسَتْ بمرْهَفات الخِلقة بَلْ هِيَ مُرهفات الحدِّ. والمَسالِيطُ: أَسنان الْمَفَاتِيحِ، الْوَاحِدَةُ مِسْلاطٌ. وسَنابِكُ سَلِطاتٌ أَي حِدادٌ؛ قَالَ الأَعشى: هُوَ الواهِبُ المائةِ المُصْطَفاةِ، ... كالنَّخل طافَ بِهَا المُجْتَزِمْ وكلِّ كُمَيْتٍ، كجِذْعِ الطَّرِيقِ، ... يَجْرِي عَلَى سَلِطاتٍ لُثُمْ المُجْتَزِمُ: الخارِصُ، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو المُجْترِم، بِالرَّاءِ، أَي الصارِمُ. سلنط: ابْنُ بُزُرْجَ: اسْلَنْطَأْتُ أَي ارْتَفعت إِلى الشَّيْءِ أَنظر إِليه. سمط: سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَلَ يَسْمِطُه ويَسْمُطُه سَمْطاً، فَهُوَ مَسْموط وسَمِيطٌ: نتَفَ عَنْهُ الصوفَ ونظَّفه مِنَ الشَّعْرِ بِالْمَاءِ الْحَارِّ ليَشْوِيَه، وَقِيلَ: نتَف عَنْهُ الصوفَ بَعْدَ إِدْخاله فِي الْمَاءِ الْحَارِّ؛ الليْثُ: إِذا مُرِط عَنْهُ صُوفُه ثُمَّ شُوِي بإِهابه فَهُوَ سَمِيطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَكَل شَاةً سَمِيطًا أَي مَشْوِيَّة، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول، وأَصل السَّمْطِ أَن يُنْزَعَ صُوفُ الشاةِ الْمَذْبُوحَةِ بِالْمَاءِ الحارِّ، وإِنما يَفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ فِي الْغَالِبِ لتُشْوى. وسَمَطَ الشيءَ سَمْطاً: عَلَّقَه. والسِّمْطُ: الخَيْطُ مَا دَامَ فِيهِ الخَرَزُ، وإِلا فَهُوَ سِلْكٌ. والسِّمْطُ: خَيْطُ النظْمِ لأَنه يُعَلَّقُ، وَقِيلَ: هِيَ قِلادةٌ أَطولُ مِنَ المِخْنقةِ، وَجَمْعُهُ سُموطٌ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السِّمْطُ الْخَيْطُ الْوَاحِدُ المنْظومُ، والسِّمْطانِ اثْنَانِ، يُقَالُ: رأَيت فِي يَدِ فُلَانَةَ سِمْطاً أَي نَظْماً وَاحِدًا يُقَالُ لَهُ: يَكْ رَسَنْ، وإِذا كَانَتِ الْقِلَادَةُ ذَاتَ نَظْمَيْنِ فَهِيَ ذاتُ سِمْطَينِ؛ وأَنشد لِطَرَفةَ: وَفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ، ... مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ والسِّمْطُ: الدِّرْعُ يُعَلِّقُها الفارِسُ عَلَى عَجُزِ فَرَسِهِ، وَقِيلَ: سَمَّطَها. والسِّمْطُ: وَاحِدُ السُّمُوطِ، وَهِيَ سُيور تُعَلَّقُ مِنَ السرْجِ. وسَمَّطْتُ الشيءَ: عَلَّقْتُه عَلَى السُّموطِ تَسْمِيطاً. وسَمَّطْتُ الشَّيْءَ: لَزِمْتُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ، ونَغْتَدي ... سَواءَيْنِ والمَرْعَى بأُمِّ دَرِينِ أَي تَعاليْ نَلْزَمْ حُبّنا وإِن كَانَ عَلَيْنَا فِيهِ ضِيقة. والمُسَمَّطُ مِنَ الشِّعر: أَبيات مَشْطورة يَجْمَعُهَا قَافِيَةٌ

وَاحِدَةٌ، وَقِيلَ: المُسَمَّطُ مِنَ الشِّعْرِ مَا قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ فِي قَافِيَةٍ مُخَالِفَةٍ؛ يُقَالُ: قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لِبَعْضِ المحدَثين: وشَيْبَةٍ كالقَسِمِ غَيَّر سُودَ اللِّمَمِ ... داوَيْتُها بالكَتَمِ زُوراً وبُهْتانا وَقَالَ الليْثُ: الشِّعْرُ المُسَمَّط الَّذِي يَكُونُ فِي صَدْرِ الْبَيْتِ أَبيات مَشْطورة أَو مَنْهوكة مُقَفّاة، وَيَجْمَعُهَا قَافِيَةٌ مُخالِفةٌ لَازِمَةٌ للقَصِيدَةِ حَتَّى تنقَضي؛ قَالَ: وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ فِي قَصِيدَتَيْنِ سِمْطِيَّتَينِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ تُسَمَّيَانِ السِّمْطَيْنِ، وَصَدْرُ كُلِّ قَصِيدَةٍ مِصْراعانِ فِي بَيْتٍ ثُمَّ سَائِرُهُ ذُو سُموط، فَقَالَ فِي إِحداهما: ومُسْتَلْئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه، ... أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه، فجَعْتُ بِهِ فِي مُلْتَقَى الخيْلِ خيْلَه، ... «2» تركتُ عِتاقَ الطير تحْجُلُ حَوْلَه كأَنَّ، عَلَى سِرْبالِه، نَضْحَ جِرْيالِ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ مُسَمَّطَ امْرِئِ الْقَيْسِ: توَهَّمْتُ مِنْ هِنْدٍ معالِمَ أَطْلالِ، ... عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْر فِي الزَّمن الْخَالِي مَرابعُ مِنْ هِنْدٍ خَلَتْ ومَصايِفُ، ... يَصِيحُ بمَغْناها صَدًى وعَوازِفُ وغَيَّرَها هُوجُ الرِّياحِ العَواصِفُ، ... وكلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ بأَسْحَمَ مِنْ نَوْءِ السِّماكَينِ هَطَّالِ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: خَيالٌ هاجَ لِي شَجَنا، ... فَبِتُّ مُكابِداً حَزَنا، عَمِيدَ القلْبِ مُرْتَهَنا، ... بذِكْرِ اللهْوِ والطَّرَبِ سَبَتْني ظَبْيَةٌ عَطِلُ، ... كأَنَّ رُضابَها عَسَلُ، يَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ، ... بنَيْلِ رَوادِفِ الحَقَبِ يَجُولُ وِشاحُها قَلَقا، ... إِذا مَا أُلْبِسَتْ، شَفَقا، رقاقَ العَصْبِ، أَو سَرَقا ... مِن المَوْشِيَّةِ القُشُبِ يَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها، ... ويُصْبي العَقْلَ مَنْطِقُها، وتُمْسِي مَا يُؤَرِّقُها ... سَقامُ العاشِقِ الوَصِبِ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ قَوْلُهُمْ لِمَنْ يَجُوزُ حكمُه: حكمُكَ مُسَمَّطاً، قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَهُوَ على مَذهب لك حكمُك مُسَمَّطًا أَي مُتَمَّماً إِلا أَنهم يَحْذِفُونَ مِنْهُ لَكَ، يُقَالُ: حُكْمُكَ مُسَمَّطًا أَي متمَّماً، مَعْنَاهُ لَكَ حكمُك وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مَحْذُوفًا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ حُكْمُكَ مُسَمَّطًا، قَالَ: مَعْنَاهُ مُرْسَلًا يَعْنِي به جائزاً. والمُسَمَّطُ: المُرْسَل الَّذِي لَا يُرَدُّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَخُذْ حقَّك مُسَمَّطًا أَي سَهْلًا مُجوّزاً نَافِذًا. وَهُوَ لَكَ مُسَمَّطًا أَي هَنِيئًا. وَيُقَالُ: سَمَّطَ لِغَرِيمه إِذا أَرسله. وَيُقَالُ: سَمَطْتُ الرجلَ يَمِينًا عَلَى حَقِّي أَي اسْتَحلفته وَقَدْ سمَط هُوَ عَلَى الْيَمِينِ يَسْمطُ أَي حَلَفَ. وَيُقَالُ:

_ (2). قوله [ملتقى الخيل] في القاموس: ملتقى الحي.

سَبَطَ فُلَانٌ عَلَى ذَلِكَ الأَمر يَمِينًا، وسمَط عَلَيْهِ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ، أَي حَلَفَ عَلَيْهِ. وَقَدْ سَمَطْتَ يَا رجلُ عَلَى أَمْرٍ أَنْت فِيهِ فاجِر، وَذَلِكَ إِذا وكَّدَ الْيَمِينَ وأَحْلَطَها. ابْنُ الأَعرابي: السّامِطُ الساكِتُ، والسَّمْط السُّكُوتُ عَنِ الفُضولِ. يُقَالُ: سَمَطَ وسمَّطَ وأَسْمَطَ إِذا سَكَتَ. والسِّمْطُ: الدَّاهِي فِي أَمره الخَفِيفُ فِي جِسْمِه مِنَ الرِّجَالِ وأَكثر مَا يُوصَف بِهِ الصَّيّادُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَنَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للعَجَّاجِ: جاءتْ فلاقَتْ عِندَه الضَّآبِلا، ... سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لرؤبة وصواب إِنشاده سِمْطاً، بِالْكَسْرِ «1»، لأَنه هُنَا الصَّائِدُ؛ شُبِّهَ بالسّمْطِ مِنَ النِّظامِ فِي صِغَر جِسمه، وسِمْطاً بَدَلٌ مِنَ الضَّآبِلِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي الصَّيَّادَ كأَنه نِظام فِي خِفَّتِهِ وهُزالِه. والزّعابِلُ: الصِّغَارُ. وأَورد هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ زَعْبَلَ، وَقَالَ: السَّمْطُ الْفَقِيرُ؛ وَمِمَّا قَالَهُ رُؤْبَةُ فِي السِّمْطِ الصَّائِدِ: حَتَّى إِذا عايَنَ رَوْعاً رَائِعَا ... كِلابَ كَلَّابٍ وسِمْطاً قابِعا وَنَاقَةٌ سُمُطٌ وأَسْماطٌ: لَا وَسْم عَلَيْهَا كَمَا يُقَالُ نَاقَةٌ غُفْلٌ. وَنَعْلٌ سُمُطٌ وَسَمَطٌ «2» وسَمِيطٌ وأَسْماطٌ: لَا رُقْعةَ فِيهَا، وَقِيلَ: لَيْسَتْ بمَخْصُوفةٍ. والسَّمِيطُ مِنَ النَّعْلِ: الطّاقُ الْوَاحِدُ وَلَا رُقْعةَ فِيهَا؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: فأَبْلِعْ بَني سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَننا ... حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِيطا وَشَاهِدُ الأَسْماط قولُ لَيْلَى الأَخْيلية: شُمُّ العَرانِينِ أَسْماطٌ نِعالُهُمُ، ... بِيضُ السَّرابيلِ لَمْ يَعْلَقْ بِهَا الغَمَرُ وَفِي حَدِيثِ أَبي سَلِيطٍ: رأَيت لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، نَعْل أَسْماطٍ ، هُوَ جَمْعُ سَميطٍ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وسَراويل أَسماطٌ: غَيْرُ مَحْشُوّةٍ. وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ طَاقًا وَاحِدًا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد بَيْتَ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السِّمْطُ الثَّوْبُ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ بطانةُ طَيْلَسانٍ أَو مَا كَانَ مِنْ قُطن، وَلَا يُقَالُ كِساء سِمْطٌ وَلَا مِلْحَفَةُ سِمْط لأَنها لَا تُبَطَّن؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِالْمِلْحَفَةِ إِزارَ الليلِ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ اللِّحافَ والمِلْحفة إِذا كَانَ طَاقًا وَاحِدًا. والسَّمِيطُ والسُّمَيْطُ: الآجُرُّ القائمُ بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ بَرَاسْتَقْ. وسَمَطَ اللبنُ يَسْمُطُ سَمْطاً وسُمُوطاً: ذَهَبَتْ عَنْهُ حَلاوةُ الحلَب وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ تَغَيُّرِه، وَقِيلَ: السامِطُ مِنَ اللبَنِ الَّذِي لَا يُصَوِّتُ فِي السِّقاء لطَراءتِه وخُثُورَتِه؛ قَالَ الأَصمعي: المَحْضُ مِنَ اللَّبَنِ مَا لَمْ يُخالِطه ماءٌ حُلواً كَانَ أَو حامِضاً، فإِذا ذَهَبَتْ عَنْهُ حَلاوَةُ الحلَب وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طعمُه فَهُوَ سامِطٌ، فَإِنْ أَخذ شَيْئًا مِنَ الرِّيح فَهُوَ خامِطٌ، قَالَ: والسامِطُ أَيضاً الماءُ المُغْلَى الَّذِي يَسْمُطُ الشَّيْءَ. والسامِطُ: المُعَلِّقُ الشَّيْءَ بحَبْل خلْفَه مِنَ السُّمُوطِ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: كأَن أَقْتادِيَ والأَسامِطا

_ (1). قوله [سمطاً بالكسر] تقدم ضبطه في مادة ولد بالفتح تبعاً للجوهري. (2). قوله [سمط وسمط] الأولى بضمتين كما صرح به القاموس وضبط في الأصل أَيضاً، والثانية لم يتعرض لها في القاموس وشرحه ولعلها كقفل.

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ سُمُطٌ لَا سِمَةَ عَلَيْهَا، وَنَاقَةٌ عُلُطٌ مَوْسُومة. وسَمَطَ السكّينَ سَمْطاً: أَحَدَّها؛ عَنْ كُرَاعٍ. وسِماطُ القومِ: صَفُّهُم. وَيُقَالُ: قامَ القومُ حولَه سِماطَيْنِ أَي صفَّين، وكلُّ صفٍّ مِنَ الرِّجَالِ سِماطٌ. وسُموطُ العِمامةِ: مَا أُفْضِلَ مِنْهَا عَلَى الصَّدْرِ والأَكتاف. والسِّماطانِ مِنَ النحْلِ «1» والناسِ: الجانِبانِ، يُقَالُ: مشَى بَيْنَ السِّماطينِ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: حَتَّى سَلِمَ مِنْ طَرفِ السِّماطِ ؛ السِّماطُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ والنحْل، وَالْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ الْجَمَاعَةُ الَّذِينَ كَانُوا جُلُوسًا عَنْ جَانِبَيْهِ. وسِماطُ الْوَادِي: مَا بَيْنَ صَدْرِه ومُنْتهاه. وسِمْط الرَّمْلِ: حَبْلُه؛ قَالَ: فَلَمَّا غَدا اسْتَذْرَى لَهُ سِمْط رَمْلةٍ ... لِحَوْلَيْنِ أَدْنَى عَهْدِه بالدَّواهِنِ «2» وسِمْطٌ وسُمَيطٌ: اسْمَانِ. وأَبو السِّمْطِ: مِنْ كُنَاهُمْ؛ عن اللحياني. سَمْعَطَ: اسْمَعَطَّ العَجاجُ اسْمِعْطاطاً إِذا سَطَعَ. الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امْتَلأَ غَضَبًا، وَكَذَلِكَ اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي ذكَر الرَّجُلِ إِذا اتْمَهلَّ. سنط: السِّنْطُ: المَفْصِلُ بَيْنَ الكَفِّ والساعِدِ. وأَسْنَعَ الرجلُ إِذا اشْتَكَى سِنْعَه أَي سِنْطَه، وَهُوَ الرُّسْغ. والسَّنْطُ: قَرْظٌ يَنْبُت فِي الصَّعِيدِ وَهُوَ حطَبُهم، وَهُوَ أَجْوَدُ حطَبٍ اسْتَوْقَد بِهِ الناسُ، يَزْعُمُونَ أَنه أَكْثره نَارًا وأَقلُّه رَماداً؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: أَخبرني بِذَلِكَ الْخَبِيرُ، قَالَ: ويَدْبُغون بِهِ، وَهُوَ اسْمٌ أَعجمي. والسِّناطُ والسُّناطُ والسَّنُوطُ، كُلُّهُ: الَّذِي لَا لِحْيَة لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا شَعرَ فِي وَجْهِهِ البَتَّةَ، وَقَدْ سَنُطَ فِيهِنَّ. التَّهْذِيبُ: السّناطُ الكَوْسَج، وَكَذَلِكَ السَّنُوطُ والسَّنُوطِيُّ، وَفِعْلُهُ سَنُطَ وَكَذَلِكَ عَامَّةُ مَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ فِعالٍ، وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ الْمَجْهُولِ ثُلَاثِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: السُّنُطُ الخَفِيفو العَوارِض وَلَمْ يَبْلُغُوا حَالَ الكَواسِج؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الواحدُ سَنُوط، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ الَّذِي لَا لِحْيَةَ لَهُ أَصلًا. ابْنُ بَرِّيٍّ: السِّناطُ يُوصفُ بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: زُرْقٌ، إِذا لاقَيْتَهُمْ، سِناطُ ... لَيْس لَهُمْ فِي نَسَبٍ رِباطُ، وَلَا إِلى حَبْلِ الهُدَى صِراطُ، ... فالسَّبُّ والعارُ بِهِمْ مُلْتاطُ وَيُقَالُ مِنْهُ: سَنُطَ الرجلُ وسَنِطَ سَنَطاً، فَهُوَ سِناط. وسَنُوطٌ: اسْمُ رَجُلٍ مَعْرُوفٍ. سوط: السَّوْطُ: خَلْطُ الشَّيْءِ بَعْضِه بِبَعْضٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَ المِسْواطُ. وساطَ الشيءَ سَوْطاً وسَوَّطَه: خاضَه وخَلَطَه وأَكثَرَ ذَلِكَ. وخصَّ بعضُهم بِهِ القِدْرَ إِذا خُلِطَ مَا فِيهَا. والمِسْوَطُ والمِسْواطُ: مَا سِيطَ بِهِ. واسْتَوَطَ هُوَ: اخْتَلَطَ، نَادِرٌ. وَفِي حَدِيثِ سَوْدة: أَنه نظَرَ إِليها وَهِيَ تَنْظُرُ فِي رَكْوةٍ فِيهَا مَاءٌ فنَهاها وَقَالَ: إِني أَخافُ عَلَيْكُمْ مِنْهُ المِسْوطَ ، يَعْنِي الشيْطانَ، سُمِّيَ به من ساطَ

_ (1). قوله [من النحل] هو بالحاء المهملة بالأصل وشرح القاموس والنهاية. (2). قوله [فلما غدا إلخ] قال في الأساس بعد أَن نسبه للطرماح: أَراد به الصائد، جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.

القِدْرَ بالمِسْوطِ والمِسْواطِ، وَهُوَ خَشَبَةٌ يُحَرّكُ بِهَا مَا فِيهَا ليخْتَلِطَ، كأَنه يُحَرِّك النَّاسَ للمعصيةِ وَيَجْمَعُهُمْ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْر ، وَحَدِيثُهُ مَعَ فاطمةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمي ولَحْمي أَي مَمْزوجٌ ومَخْلُوط؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: لكِنَّها خُلَّةٌ، قدْ سِيطَ مِنْ دَمِها ... فَجْعٌ وَوَلْعٌ، وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ أَي كأَنَّ هَذِهِ الأَخْلاقَ قَدْ خُلِطَتْ بِدَمِهَا. وَفِي حَدِيثِ حَلِيمةَ: فشَقّا بَطْنَه فَهُمَا يَسُوطانِه. وسَوَّطَ رَأْيَه: خَلَّطَه. واسْتَوَطَ عَلَيْهِ أَمرُه: اضْطَرَبَ. وأَمْوالُهم بَيْنَهُمْ سَوِيطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَي مُخْتلِطةٌ. وإِذا خَلَّط الإِنسانُ فِي أَمره قِيلَ: سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِيطاً؛ وأَنشد: فَسُطْها ذَميمَ الرَّأْي، غَيرَ مُوَفَّقٍ، ... فَلَسْتَ عَلَى تَسْوِيطِها بِمُعانِ وَسُمِّيَ السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِيطَ بِهِ إِنسان أَو دَابَّةٌ خُلِطَ الدمُ باللحمِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يَخْلِطُ الدَّمَ بِاللَّحْمِ ويَسُوطُه. وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبْتُ زَيْدًا سَوْطاً إِنما مَعْنَاهُ ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً بِسَوْطٍ، وَلَكِنْ طَرِيقُ إِعرابه أَنه عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ضَرَبْتُهُ ضَرْبَةَ سَوْطٍ، ثُمَّ حُذِفَتِ الضَّرْبَةُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، وَلَوْ ذَهَبْتَ تتأَوّل ضَرَبْتُهُ سَوْطًا عَلَى أَن تقدَّر إِعرابه ضَرْبَةً بِسَوْطٍ كَمَا أَن مَعْنَاهُ كَذَلِكَ أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كَمَا يُحْذَفُ حَرْفُ الجرِّ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ وأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذَنْبًا، فَتَحْتَاجُ إِلى اعْتذارٍ مِنْ حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ، وَقَدْ غَنِيتَ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بقوله إِنه عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ فِي ضَرْبَةِ سوطٍ، وَمَعْنَاهُ ضَرْبَةً بِسَوْطٍ، وَجَمْعُهُ أَسْواطٌ وسِياطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: معَهم سِياطٌ كأَذْنابِ الْبَقَرِ ؛ هُوَ جَمْعُ سَوْطٍ الَّذِي يُجْلَد بِهِ، والأَصل سِواطٌ، بِالْوَاوِ، فَقُلِبَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا، وَيُجْمَعُ عَلَى الأَصل أَسْواطاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَجَعَلْنَا نضْرِبه بأَسْياطِنا وقِسيِّنا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِالْيَاءِ وَهُوَ شَاذٌّ والقياسُ أَسْواطِنا، كَمَا يُقَالُ فِي جَمْعِ رِيحٍ أَرياح شَاذًّا وَالْقِيَاسُ أَرواحٌ، وَهُوَ المُطَّرِدُ الْمُسْتَعْمَلُ، وإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ فِي سِياط لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا، وَلَا كَسرةَ فِي أَسواط. وَقَدْ ساطَه سَوْطاً وسُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضَرَبْتَهُ بالسَّوْط؛ قَالَ الشَّماخ يَصِفُ فرسَه: فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ ... عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحِي، إِذا سِيطَ أَحْضَرا صَوَّبْتُه: حَمَلْتُهُ عَلَى الحُضرِ فِي صَبَبٍ مِنَ الأَرض. والصَّوْبُ: الْمَطَرُ، والغَبْيَةُ: الدُّفْعةُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النارَ السَّوَّاطونَ ؛ قِيلَ هُمُ الشُّرَطُ الَّذِينَ مَعَهُمُ الأَسْواط يَضْربون بِهَا النَّاسَ. وساطَ دابَّته يَسُوطُه إِذا ضَرَبَهُ بالسوْطِ. وساوَطَني فسُطْتُه أَسُوطه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه إِنما أَراد خاشَنَني بسَوْطِه أَو عارَضَنِي بِهِ فَغَلَبْتُهُ، وَهَذَا فِي الجَواهِر قَلِيلٌ إِنما هُوَ فِي الأَعْراضِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ ؛ أَي نَصِيبَ عَذابٍ، وَيُقَالُ: شدَّته لأَن الْعَذَابَ قَدْ يَكُونُ بِالسَّوْطِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ يُدْخَلُ فِيهِ السوْطُ جَرَى بِهِ الْكَلَامُ والمثَل، وَيُرْوَى أَن السوطَ مِنْ عَذَابِهِمُ الَّذِي يُعذّبون بِهِ فَجَرَى لِكُلِّ

فصل الشين المعجمة

عَذَابٍ إِذ كَانَ فِيهِ عِنْدَهُمْ غايةُ العذابِ. والمِسْياطُ: الْمَاءُ يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: حَتَّى انْتَهَتْ رَجارِجُ المِسْياطِ والسِّياطُ: قُضْبانُ الكُرّاثِ الذي عليه ماليقه «1» تَشْبِيهًا بِالسِّيَاطِ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا؛ وسَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذَلِكَ. وسَوْطُ باطلٍ: الضَّوْءُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الكُوَّة، وَقَدْ حُكِيَتْ فِيهِ الشِّينُ. والسُّوَيْطاء: مَرَقَةٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ تُسَاطُ أَي تُخْلَطُ وتضرب. فصل الشين المعجمة شبط: الشَّبُّوطُ والشُّبُّوط؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَهِيَ رَدِيئَةٌ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ دَقِيقُ الذَّنَبِ عَرِيضُ الْوَسَطِ صَغِيرُ الرأْس لَيّنُ المَمَسّ كأَنه البَرْبَطُ، وإِنما يُشْبِهُ البربطُ إِذا كَانَ ذَا طُولٍ لَيْسَ بِعَرِيضٍ بِالشَّبُّوطِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ خَفِيفٌ ذَفِيفٌ، ... دَسِمُ الثوْبِ قَدْ شَوَى سَمَكاتِ مِنْ شَبابِيطِ لُجّةٍ وسْطَ بَحْرٍ، ... حَدَثَتْ مِنْ شُحُومِها، عَجِراتِ وَهُوَ أَعجمي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى بَعْضُهُمُ الشَّبُوطةَ، بِفَتْحِ الشِّينِ وَالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، وَاللَّهُ أَعلم. شحط: الشَّحْطُ والشَّحَطُ: البُعْدُ، وَقِيلَ: البُعْدُ فِي كُلِّ الْحَالَاتِ، يُثَقَّلُ وَيُخَفَّفُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وكلُّ قَرِينةٍ ومَقَرِّ إِلْفٍ ... مُفارِقُه، إِلى الشَّحَطِ، القَرِينُ وأَنشد الأَزهري: والشَّحْطُ قَطّاعٌ رَجاءَ مَن رَجا وشَحَطَتِ الدَّارُ تَشْحَطُ شَحْطاً وشَحَطاً وشُحُوطاً: بَعُدَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: شَحَطَ المَزَارُ وأَشْحَطْتُه أَبْعَدْتُه. وشَواحِطُ الأَوْدية: مَا تَباعَدَ مِنْهَا. وشحَطَ فُلَانٌ فِي السَّوْمِ وأَبْعَطَ إِذا اسْتَامَ بسِلْعَتِه وتَباعَد عَنِ الْحَقِّ وجاوَز القَدْر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى شَحِطَ لُغَةً عَنْهُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ ربيعةَ فِي الرَّجُلِ يُعْتِقُ الشِّقْصَ مِنَ الْعَبْدِ، قَالَ: يُشْحَطُ الثمنُ ثُمَّ يُعْتَقُ كلُّه أَي يُبْلَغُ بِهِ أَقْصَى القِيمةِ، هُوَ مَنْ شَحَط فِي السَّوْمِ إِذا أَبْعَدَ فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يُجْمع ثمَنُه مِنْ شَحطْتُ الإِناء إِذا مَلأْتَه. وشحَطَ شَرابَه يَشْحَطُه: أَرَقَّ مِزاجَه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والشَّحْطةُ: دَاءً يأْخُذ الإِبل فِي صُدُورها فَلَا تَكَادُ تَنْجُو مِنْهُ. والشَّحْطةُ: أَثر سَحْجٍ يُصيب جَنْباً أَو فَخِذًا وَنَحْوَهُمَا؛ يُقَالُ: أَصابته شحْطة. والتشحُّطُ: الاضْطرابُ فِي الدَّم. ابْنُ سِيدَهْ: الشحْطُ الاضْطراب فِي الدَّمِ. وتشَحَّطَ الْوَلَدُ فِي السَّلَى: اضْطَرب فِيهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ويَقْذِفْنَ بالأَوْلادِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ، ... تَشَحَّطُ، فِي أَسْلائِها، كالوَصائلِ الوصائلُ: البُرُودُ الحُمْر. وشَحَطَه يَشْحطُه شَحْطاً وسَحَطَه: ذبَحه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالسِّينُ أَعْلى. وتَشَحَّطَ المقْتُولُ بدَمِه أَي اضْطَرَب فِيهِ، وشحَّطَه غيرُه بِهِ تَشْحِيطاً. وَفِي حَدِيثِ مُحَيِّصةَ:

_ (1). قوله [ماليقه] كذا بالأصل، والذي في القاموس: زماليقه.

وَهُوَ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ أَي يَتَخَبَّطُ فِيهِ ويَضْطَرِبُ ويتمرّغُ. وشحَطَتْه العقربُ ووَكَعَتْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ الأَزهري: يُقَالُ شحَطَ الطائرُ وصامَ ومَزَقَ ومَرَقَ وسَقْسقَ، وَهُوَ الشحْطُ والصوْمُ. الأَزهري: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ سَابِقًا قَدْ شحَطَ الخيلَ شحْطاً أَي فاتَها. وَيُقَالُ: شحَطَتْ بنُو هَاشِمٍ العربَ أَي فاتُوهم فَضْلًا وسبَقُوهم. والشحْطةُ: العُودُ مِنَ الرُّمّان وَغَيْرِهِ تَغْرِسُه إِلى جَنْبِ قَضِيب الحَبَلةِ حَتَّى يَعْلُوَ فوقَه، وَقِيلَ: الشحْطُ خَشَبَةٌ تُوضَعُ إِلى جَنْبِ الأَغصان الرِّطابِ الْمُتَفَرِّقَةِ القِصار الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الشُّكُر حَتَّى تَرْتَفِعَ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: هُوَ عُودٌ تُرْفَعُ عَلَيْهِ الحَبَلة حَتَّى تَسْتقِلّ إِلى العَرِيش. قَالَ أَبو الْخَطَّابِ: شحَطْتها أَي وَضَعْتُ إِلى جَنْبِهَا خَشَبَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ إِليها. والمِشْحَطُ: عُوَيْد يُوضع عِنْدَ القَضِيب مِنْ قُضْبانِ الكرْم يَقِيه مِنَ الأَرض. والشَّوْحَطُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْع تُتَّخَذُ مِنْهُ القِياسُ وَهِيَ مِنْ شَجَرِ الجبالِ جبالِ السَّراةِ؛ قَالَ الأَعشى: وجِياداً، كأَنها قُضُبُ الشَّوْحَطِ، ... يَحْمِلْنَ شِكّةَ الأَبطالِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني الْعَالِمُ بِالشَّوْحَطِ أَنَّ نباتَه نباتُ الأَرْزِ قُضبان تَسْمُو كَثِيرَةٌ مِنْ أَصل وَاحِدٍ، قَالَ: وَوَرَقُهُ فِيمَا ذَكَرَ رِقاقٌ طِوالٌ وَلَهُ ثَمَرَةٌ مِثْلُ الْعِنَبَةِ الطَّوِيلَةِ إِلا أَنَّ طَرَفَهَا أَدَقُّ وَهِيَ لَيِّنَةٌ تؤْكل. وَقَالَ مُرَّةُ: الشوْحَطُ والنَّبْعُ أَصفرا الْعُودِ رَزِيناه ثَقِيلانِ فِي الْيَدِ إِذا تقادَما احْمَرَّا، وَاحِدَتُهُ شَوْحَطة. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُبَرِّدِ أَنه قَالَ: النبْعُ والشوحطُ والشَّرْيان شَجَرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكِنَّهَا تَخْتَلِفُ أَسماؤها بكَرَمِ مَنابِتها، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلّة الْجَبَلِ فَهُوَ النبْعُ، وَمَا كَانَ فِي سَفْحِه فَهُوَ الشَّرْيان، وَمَا كَانَ فِي الحَضِيضِ فَهُوَ الشَّوْحَطُ. الأَصمعي: مِنْ أَشجار الْجِبَالِ النَّبْعُ وَالشَّوْحَطُ والتَّأْلَبُ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَمياله أَن النَّبْعَ والشوْحَطَ وَاحِدٌ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ أَوْس يَصِفُ قَوْسًا: تَعَلَّمَها فِي غِيلِها، وَهِيَ حَظْوةٌ، ... بوادٍ بِهِ نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَلُ وَبانٌ وظَيَّانٌ ورَنْفٌ وشَوْحَطٌ، ... أَلَفُّ أَثِيثٌ ناعِمٌ مُتَعَبِّلُ فَجَعَلَ مَنْبِتَ النبْعِ والشوْحطِ وَاحِدًا؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ قَوْسًا: مِن فَرْعِ شَوْحَطةٍ، بِضاحي هَضْبةٍ، ... لَقِحَتْ بِهِ لَقحاً خِلافَ حِيالِ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَقَدْ جَعل الوَسْمِيُّ يُنْبِتُ، بَيْنَنَا ... وبينَ بَنِي دُودانَ، نَبْعاً وشَوْحَطا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى هَذَا أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ لَا تطْلُب ثأْرَها إِلا إِذا أَخْصَبَتْ بلادُها، أَي صَارَ هَذَا الْمَطَرُ يُنبِت لَنَا القِسِيّ الَّتِي تَكُونُ مِنَ النَّبْعِ وَالشَّوْحَطِ. قَالَ أَبو زِيَادٍ: وتُصنع الْقِيَاسُ مِنَ الشَّرْيان وَهِيَ جَيِّدَةٌ إِلا أَنها سَوْدَاءُ مُشْرَبةٌ حُمْرَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَفِي الشِّمالِ مِنَ الشَّرْيانِ مُطْعِمةٌ ... كَبْداء، فِي عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْوِيمُ وَذَكَرَ الْغَنَوِيُّ الأَعرابي أَن السَّراء مِنَ النَّبْعِ؛ وَيُقَوِّي قولَه قولُ أَوْس فِي صِفَةِ قَوْس نَبْعٍ أَطنب فِي

وَصْفِهَا ثُمَّ جَعَلَهَا سَراء فَهُمَا إِذاً وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُهُ: وصَفْراء مِنْ نَبْعٍ كأَنَّ نَذِيرَها، ... إِذا لَمْ يُخَفِّضْه عَنِ الْوَحْشِ، أَفْكَلُ وَيُرْوَى: أَزْمَلُ فَبَالَغَ فِي وَصْفِهَا؛ ثُمَّ ذَكَرَ عَرْضَها لِلْبَيْعِ «2» وامْتِناعَه فَقَالَ: فأَزْعَجَه أَن قِيلَ: شَتَّان مَا تَرَى ... إِليكَ، وعُودٌ مِنْ سَراء مُعَطَّلُ فَثَبَتَ بِهَذَا أَن النَّبْعَ وَالشَّوْحَطَ والسَّراء فِي قَوْلِ الْغَنَوِيِّ وَاحِدٌ، وأَما الشَّرْيان فَلَمْ يَذْهَبْ أَحد إِلى أَنه مِنَ النَّبْعِ إِلَّا الْمُبَرِّدُ وَقَدْ رُدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّوْحَطُ وَالنَّبْعُ شَجَرٌ وَاحِدٌ، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلّةِ الْجَبَلِ فَهُوَ نَبع، وَمَا كَانَ منها في سَفْحه فهو شَوْحَطٌ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الحَضيض فَهُوَ شَرْيان وَقَدْ ردَّ عَلَيْهِ هَذَا الْقَوْلُ. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: النَّبْعُ وَالشَّوْحَطُ شَجَرٌ وَاحِدٌ إِلا أَن النَّبْعَ مَا يَنْبُتُ مِنْهُ فِي الْجَبَلِ، وَالشَّوْحَطُ مَا يَنْبُتُ مِنْهُ فِي السَّهْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ضربَه بمِخْرَش مِنْ شَوْحَطٍ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. وشِيحاط: مَوْضِعٌ بِالطَّائِفِ. وشُواحِطٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ الْعَجْلَانِ الْهُذَلِيُّ: غَداةَ شُواحِطٍ فنَجَوْتَ شَدّاً، ... وثَوْبُكَ فِي عَباقِيةٍ هَرِيدُ والشُّمْحُوطُ: الطَّوِيلُ، وَالْمِيمُ زائدة. شرط: الشَّرْطُ: مَعْرُوفٌ، وَكَذَلِكَ الشَّريطةُ، وَالْجَمْعُ شُروط وشَرائطُ. والشَّرْطُ: إِلزامُ الشَّيْءِ والتِزامُه فِي البيعِ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ شُروط. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجُوزُ شَرْطانِ فِي بَيْعٍ ، هُوَ كَقَوْلِكَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْبَ نَقْداً بدِينار، ونَسِيئةً بدِينارَيْنِ، وهو كالبَيْعَتين فِي بَيْعةٍ، وَلَا فَرْقَ عِنْدَ أَكثر الْفُقَهَاءِ فِي عَقْدِ الْبَيْعِ بَيْنَ شَرْط وَاحِدٍ أَو شَرْطَيْنِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَحمد عَمَلًا بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: نُهِيَ عَنْ بَيْع وشَرْطٍ ، وَهُوَ أَن يَكُونَ الشرطُ مُلَازِمًا فِي الْعَقْدِ لَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ بَرِيرةَ: شَرْطُ اللهِ أَحَقُ ؛ يُرِيدُ مَا أَظهره وبيَّنه مِنْ حُكم اللَّهِ بِقَوْلِهِ الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتق ، وَقِيلَ: هُوَ إِشارة إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ؛ وَقَدْ شرَط لَهُ وَعَلَيْهِ كَذَا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ شَرْطاً واشْتَرَط عَلَيْهِ. والشَّرِيطةُ: كالشَّرْطِ، وَقَدْ شارَطَه وشرَط لَهُ فِي ضَيْعَتِه يَشْرِط ويَشْرُط، وشرَط للأَجِير يَشْرُطُ شَرْطاً. والشَّرَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَلَامَةُ، وَالْجَمْعُ أَشْراطٌ. وأَشْراطُ الساعةِ: أَعْلامُها، وَهُوَ مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها . والاشْتِراطُ: الْعَلَامَةُ الَّتِي يَجْعَلُهَا النَّاسُ بَيْنَهُمْ. وأَشْرَطَ طَائِفَةً مِنْ إِبله وَغَنَمِهِ: عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنها لِلْبَيْعِ. والشَّرَطُ مِنَ الإِبل: مَا يُجْلَبُ لِلْبَيْعِ نَحْوَ النَّاب والدَّبِرِ. يُقَالُ: إِن فِي إِبلك شَرَطاً، فَيَقُولُ: لَا وَلَكِنَّهَا لُبابٌ كُلُّهَا. وأَشْرَط فُلَانٌ نفسَه لِكَذَا وَكَذَا: أَعْلَمها لَهُ وأَعَدَّها؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ الشُّرَطُ لأَنهم جَعَلُوا لأَنفسهم عَلَامَةً يُعْرَفُون بِهَا، الْوَاحِدُ شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عَلَيْهَا، ... وَكَانَ بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا

_ (2). قوله [ذكر عرضها للبيع إلخ] كذا بالأصل.

والشُّرْطةُ فِي السُّلْطان: مِنَ الْعَلَامَةِ والإِعْدادِ. وَرَجُلٌ شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى الشُّرطةِ، وَالْجَمْعُ شُرَطٌ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم أَعَدُّوا لِذَلِكَ وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بِعَلَامَاتٍ، وَقِيلَ: هُمْ أَول كَتِيبَةٍ تَشْهَدُ الْحَرْبَ وتتهيأُ لِلْمَوْتِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وتُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا يرجِعُون إِلا غالِبين ؛ هُمْ أَوّل طَائِفَةٍ مِنَ الْجَيْشِ تَشْهَدُ الوَقْعة، وَقِيلَ: بَلْ صَاحِبُ الشُّرْطةِ فِي حَرْبٍ بِعَيْنِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ الأَول؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الشُّرْطِيِّ لِوَاحِدِ الشُّرَطِ قَوْلُ الدَّهناء: واللهِ لوْلا خَشْيةُ الأَمِيرِ، ... وخَشْيَةُ الشرْطِيّ والثُّؤْثُورِ الثُّؤْثورُ: الجلْوازُ؛ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: أَعُوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ ... مِنْ عامِل الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وأَشْراطُ الشَّيْءِ: أَوائلُه؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْهُ أَشراطُ الساعةِ وَذَكَرَهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالِاشْتِقَاقَانِ مُتقارِبان لأَن عَلَامَةَ الشَّيْءِ أَوَّله. ومَشارِيطُ الأَشياء: أَوائلها كأَشْراطِها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ، وتَلْتَوِي ... مَشارِيطُ مَا الأَوْرادُ عَنْهُ صَوادِرُ قَالَ: وَلَا وَاحِدَ لَهَا. وأَشْراطُ كلِّ شَيْءٍ: ابْتِدَاءُ أَوَّله. الأَصمعي: أَشْراطُ الساعةِ عَلَامَاتُهَا، قَالَ: وَمِنْهُ الاشْتِراط الَّذِي يَشْتَرِطُ الناسُ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ أَي هِيَ عَلامات يَجْعَلُونَهَا بَيْنَهُمْ، وَلِهَذَا سُمِّيَتِ الشُّرَط لأَنهم جَعَلُوا لأَنفسهم عَلَامَةً يُعْرَفون بها. وحكى الحطابي عَنْ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ أَنه أَنكر هَذَا التَّفْسِيرَ وَقَالَ: أَشراطُ الساعةِ مَا تُنكِره الناسُ مِنْ صِغَارِ أُمورها قَبْلَ أَن تَقُومَ السَّاعَةُ. وشُرَطُ السلطانِ: نُخْبةُ أَصحابه الَّذِينَ يقدِّمهم عَلَى غَيْرِهِمْ مَنْ جُنْدِهِ؛ وَقَوْلُ أَوس بْنِ حَجَرٍ: فأَشْرَط فِيهَا نفْسَه، وَهُوَ مُعْصِمٌ، ... وأَلْقَى بأَسْبابٍ لَهُ وتَوَكَّلا أَي جَعَلَ نفْسَه علَماً لِهَذَا الأَمر؛ وَقَوْلُهُ: أَشْرَط فِيهَا نَفْسَهُ أَي هَيَّأَ لِهَذِهِ النَّبْعةِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُمِّيَ الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم أَعِدّاء. وأَشراطُ الساعةِ: أَسبابُها الَّتِي هِيَ دُونَ مُعْظَمِها وقِيامِها. والشَّرَطانِ: نَجْمانِ مِنَ الحَمَلِ يُقَالُ لَهُمَا قَرْنا الحملِ، وَهُمَا أَوَّل نَجْمٍ مِنَ الرَّبيع، وَمِنْ ذَلِكَ صَارَ أَوائلُ كُلِّ أَمْر يَقَعُ أَشْراطَه وَيُقَالُ لَهُمَا الأَشْراط؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَلْجَأَهُ رَعْدٌ مِنَ الأَشْراطِ، ... ورَيِّقُ الليلِ إِلى أَراطِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الشرطانِ نجمانِ مِنَ الحَمَل وَهُمَا قَرْناه، وإِلى جانِب الشَّمالِيِّ مِنْهُمَا كَوْكَبٌ صَغِيرٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَعُدُّه مَعَهُمَا فَيَقُولُ هُوَ ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ وَيُسَمِّيهَا الأَشراط؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: هاجَتْ عَلَيْهِ مِنَ الأَشْراطِ نافِجةٌ، ... فِي فَلْتةٍ، بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ والنَّسَبُ إِليه أَشْراطِيٌّ لأَنه قَدْ غَلب عَلَيْهَا فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِيُ أَرادَ الشَّرَطَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّرَطانِ تَثْنِيَةُ شَرَطٍ وَكَذَلِكَ الأَشْراطُ جَمْعُ شَرَطٍ؛ قَالَ: والنسبُ

إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ كَقَوْلِهِ: وَمِنْ شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر قَالَ: وَكَذَلِكَ النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ، قَالَ: وَرُبَّمَا نسَبُوا إِليه عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ أَشْراطِيٌّ، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ. ورَوْضةٌ أَشْراطِيّة: مُطِرَتْ بالشَّرَطَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ رَوْضَةً: قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِيّة وكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهابُ، وحَفَّتْها البَراعِيمُ يَعْنِي رَوْضة مُطرت بنَوء الشرَطينِ، وإِنما قَالَ قَرْحَاءُ لأَنَّ فِي وسَطِها نُوَّارةً بَيْضاء، وَقَالَ حوَّاء لخُضْرةِ نَبَاتِهَا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: طلَع الشَّرَطُ، فَجَاءَ للشَّرَطَيْنِ بِوَاحِدٍ، والتثنيةُ فِي ذَلِكَ أَعْلى وأَشْهر لأَن أَحدهما لَا يَنْفَصِلُ عن الآخر فصارا كأَبانَيْنِ فِي أَنهما يُثْبَتانِ مَعًا، وَتَكُونُ حالَتُهما وَاحِدَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ. وأَشْرَطَ الرسولَ: أَعْجَله، وإِذا أَعْجَل الإِنسانُ رَسُولًا إِلى أَمر قِيلَ أَشْرَطَه وأَفْرَطَه مِنَ الأَشْراط الَّتِي هِيَ أَوائل الأَشياء كأَنه «1» مِنْ قَوْلِكَ فارِطٌ وَهُوَ السَّابِقُ. والشَّرَطُ: رُذالُ المالِ وشِرارُه، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُساقُ مِن المِعْزَى مُهورُ نِسائهمْ، ... ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهورُ وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: وَلَا الشَّرَطَ اللَّئيمة أَي رُذالَ المالِ، وَقِيلَ: صِغارُه وشِراره. وشَرَطُ النَّاسِ: خُشارَتُهم وخَمّانُهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وجَدْتُ الناسَ، غَيْرَ ابْنَيْ نِزارٍ، ... ولَمْ أَذْمُمْهُمُ، شَرَطاً ودُونا فالشَّرَطُ: الدُّونُ مِنَ الناسِ، وَالَّذِينَ هُمْ أَعظم مِنْهُمْ لَيْسُوا بشرَطٍ. والأَشْراطُ: الأَرْذالُ. والأَشْراطُ أَيضاً: الأَشْرافُ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَهَذَا الْحَرْفُ مِنَ الأَضداد؛ وأَما قولُ حَسّانَ بْنِ ثَابِتٍ: فِي نَدامى بِيضِ الوُجوهِ كِرامٍ، ... نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ فَيُقَالُ: إِنه أَراد بِهِ الحرَسَ وسَفِلةَ النَّاسِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَشارِيطُ مِنْ أَشْراطِ أَشْراطِ طَيِءٍ، ... وَكَانَ أَبوهمْ أَشْرَطاً وابْن أَشْرَطا وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تقومُ الساعةُ حَتَّى يأْخُذَ اللهُ شريطتَه مِنْ أَهلِ الأَرض فيَبْقَى عَجاجٌ لَا يَعْرِفون مَعْروفاً وَلَا يُنْكِرُون مُنْكَراً ، يَعْنِي أَهلَ الخيرِ والدِّينِ. والأَشْراطُ مِنَ الأَضْداد: يَقَعُ عَلَى الأَشراف والأَرذال؛ قَالَ الأَزهري: أَظُنُّه شَرَطَتَه أَي الخِيارَ إِلا أَنَّ شَمِرًا كَذَا رَوَاهُ. وشرَطٌ: لقَب مالِكِ بْنِ بُجْرَة، ذهَبوا فِي ذَلِكَ إِلى اسْتِرْذالِه لأَنه كَانَ يُحَمَّقُ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ التيْمي يهجُو مَالِكًا هَذَا: لَيْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ، ... حَزُّوا بنَصْلِ السيْفِ عِنْدَ السَّبَلهْ وحَلَّقَتْ بِكَ العُقابُ القَيْعَلَهْ، ... مُدْبِرةً بشَرَطٍ لَا مُقْبِلَهْ والغنمُ: أَشْرطُ المالِ أَي أَرْذَلُه، مُفاضَلةٌ، وَلَيْسَ هُنَاكَ فِعْل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تَكُونُ مِنَ الْفِعْلِ دُونَ الِاسْمِ، وَهُوَ نَحْوَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ لأَن ذَلِكَ لَا فِعْلَ لَهُ أَيضاً عِنْدَهُ، وَكَذَلِكَ آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ

_ (1). قوله [كأَنه إلخ] كذا بالأصل ويظهر أن قبله سقطاً.

لَهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وشَرَطُ الإِبلِ: حَواشِيها وصِغارُها، وَاحِدُهَا شَرَطٌ أَيضاً، وَنَاقَةٌ شَرَطٌ وإِبل شَرَطٌ. قَالَ: وَفِي بَعْضِ نَسْخِ الإِصلاح: الغنمُ أَشْراطُ الْمَالِ، قَالَ: فإِن صَحَّ هَذَا فَهُوَ جَمْعُ شَرَط. التَّهْذِيبُ: وشَرَطُ المالِ صِغَارُهَا، وَقَالَ: والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كُلِّ شَيْءٍ خِيارُه وَهُمْ نُخْبةُ السلطانِ مِنْ جُنده؛ وَقَالَ الأَخطل: ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ، إِذْ مُنِيت بِهِمْ، ... حَنَّتْ مَثاكِيلُ مِنْ أَيْفاعِهمْ نُكُدُ وَقَالَ آخَرُ: حَتَّى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ وَقَالَ أَوْسٌ: فأَشْرَط فِيهَا أَي استخَفَّ بِهَا وَجَعَلَهَا شَرَطاً أَي شَيْئًا دُوناً خاطَرَ بِهَا. أَبو عَمْرٍو: أَشْرَطْتُ فُلَانًا لِعَمَلِ كَذَا أَي يَسَّرْتُه وَجَعَلْتُهُ يَلِيهِ؛ وأَنشد: قَرَّبَ مِنْهُمْ كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ، ... ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ لِلْعَمَلِ. والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ، والمِشْراطُ مِثْلُهُ. والشَّرْطُ: بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ، شَرَطَ يَشْرُطُ ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ الَّتِي يَشْرُط بِهَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصحابي عَنِ ابْنِ الكَلْبي عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُجالِد قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ بِالْكُوفَةِ فأُتِيَ بِرَجُلٍ فأَمَر بضَرْبِ عُنقه، فَقُلْتُ: هَذَا واللهِ جَهْدُ البَلاء، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هَذَا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه وَلَكِنَّ جُهْدَ الْبَلَاءِ فَقْر مُدْقِعٌ بَعْدَ غِنًى مُوسع. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ شَرِيطةِ الشيطانِ ، وَهِيَ ذَبِيحَةٌ لَا تُفْرَى فِيهَا الأَوْداجُ وَلَا تُقْطَعُ وَلَا يُسْتَقْصَى ذبحُها؛ أُخذ مِنْ شَرْط الْحَجَّامِ، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَقْطَعُونَ بعضَ حَلْقِها وَيَتْرُكُونَهَا حَتَّى تموتَ، وإِنما أَضافها إِلى الشَّيْطَانِ لأَنه هُوَ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَحَسَّنَ هَذَا الفعلَ لدَيْهِم وسوّلَه لَهُمْ. والشَّرِيطةُ مِنَ الإِبل: المشقُوقةُ الأُذن. والشَّرِيطةُ: شِبْه خُيوطٍ تُفْتل مِنَ الخُوص واللِّيفِ، وَقِيلَ: هُوَ الحبلُ مَا كَانَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثُمَّ يُفْتَلُ، وَالْجَمْعُ شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كشَعيرة وشَعير. والشَّرِيطُ: العَتِيدةُ لِلنِّسَاءِ تَضَعُ فِيهَا طِيبَها، وَقِيلَ: هِيَ عَتيدةُ الطِّيبِ، وَقِيلَ: العَيْبةُ؛ حَكَاهُ ابْنِ الأَعرابي وَبِهِ فُسِّر قولُ عَمْرو بْنِ مَعْدِيكَرِب: فَزَيْنُكَ فِي الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا، ... وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني يَقُولُ: زَيْنُكَ الطِّيبُ الَّذِي فِي العَتِيدةِ أَو الثيابُ الَّتِي فِي العَيْبة، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بِذِي النُّونين السيفَ كَمَا سَمَّاهُ بَعْضُهُمْ ذَا الحَيّاتِ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه، ... فَخَرَّ، كَمَا خَرَّ النِّساءُ، عَبِيطَا وَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِد الهُذليّ: وَمَا جَرَّدْتُ ذَا الحَيّاتِ، إِلّا ... لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ، الحُبابِ «1» كَانَتِ امرأَته نَظَرَتْ إِلى رَجُلٍ فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف

_ (1). قوله [الحباب] ضبط في الأَصل هنا وفي مادة دبر بالضم، وقال هناك: الحباب اسم سيفه.

فأَتَرَّ يَدَها فَقَالَ فِيهَا هَذَا، يَقُولُ: إِنما كُنْتُ ضربْتُكِ بالسيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ لجَدِّكِ: فَعادَ عليكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً، ... وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرَطُ المَسِيلُ الصَّغِيرُ يَجِيءُ مِنْ قَدر عَشَرَةِ أَذرُع مِثل شَرَطِ الْمَالِ رُذالِها، وَقِيلَ الأَشْراطُ مَا سَالَ مِنَ الأَسْلاقِ فِي الشِّعابِ. والشِّرْواطُ: الطويلُ المُتَشَذِّبُ الْقَلِيلُ اللحْم الدقيقُ، يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ: يُلِحْنَ مِنْ ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ، ... مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرجَز لجسَّاسِ بْنِ قُطَيْبٍ وَالرَّجَزُ مُغَيَّرٌ؛ وَصَوَابُهُ بِكَمَالِهِ عَلَى مَا أَنشده ثَعْلَبٌ فِي أَمالِيه: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ، ... باتَتْ عَلَى مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهَا يَعاطِ، ... فَلَوْ تَراهُنَّ بِذِي أُراطِ، وهنَّ أَمثالُ السُّرَى الأَمْراطِ، ... يُلِحْنَ مِنْ ذِي دَأَبٍ شِرْواطِ، صاتِ الجُداءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ، ... مُعْتَجِرٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ عَلَى سَراوِيلَ لَهُ أَسْماطِ، ... لَيْسَتْ لَهُ شَمائلُ الضَّفَّاطِ يتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاطِ، ... ومُسْرَبٍ آدَمَ كالفُسْطاطِ «2» خَوَّى قَلِيلًا، غيرَ مَا اغْتِباطِ، ... عَلَى مَباني عُسُبٍ سِباطِ يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَج القَطْقاطِ، ... وهْو مُدِلٌّ حسَنُ الأَلْياطِ الأَلْياطُ: الجُلود. ومُلَحَّب: طَرِيقٌ. وأَطّاطٌ: مُصوِّتٌ. ويَعاطِ: زَجْر. وأُراطٌ: مَوْضِعٌ. والسُّرَى، جَمْعُ سُرْوةٍ: السَّهْم. والأَمْراطُ: المُتمرِّطةُ الرِّيشِ. ويُلِحْنَ: يَفْرَقْنَ. والدّأَبُ: شدَّة السَّيْر والسَّوْقِ. والشَّظَفُ: خُشونة العيْشِ. والضَّفّاطُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يُكْرَى مِنْ مَنْزِل إِلى مَنْزِلٍ. والمِلاطُ: المِرْفَقُ، وعُسُبٌ قَوائمه. وسِباطٌ: جَمْعُ سَبْطٍ. والقَطْقاطُ: السريعُ. اللَّيْثُ: نَاقَةٌ شِرْواطٌ وَجَمَلٌ شِرْواط طَوِيلٌ وَفِيهِ دِقّة، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. وَرَجُلٌ شِرْوَطٌ: طَوِيلٌ. وَبَنُو شَرِيطٍ: بطن. شطط: الشَّطاطُ: الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ، وَقِيلَ: حُسن القَوام. جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ، بِالْكَسْرِ: وَهُمَا الِاعْتِدَالُ فِي الْقَامَةِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وإِذْ أَنا فِي المَخيلةِ والشَّطاطِ والشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً: بَعُدت. وَكُلُّ بَعِيدٍ شاطٌّ؛ وَمِنْهُ: أَعوذ بِكَ مِنَ الضِّبْنةِ فِي السفَر وكآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بِالْكَسْرِ: بُعْد المسافةِ مِنْ شَطَّتِ الدارُ

_ (2). قوله [ومسرب] كذا في الأَصل بالسين المهملة ولعله بالشين المعجمة.

إِذا بَعُدت. والشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ فِي بَيْعٍ أَو طلَب أَو احْتِكَامٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ كُلِّ شيءٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ، ... فأَصْبَحَت عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ «1» أَي جاوَزَتْ مَزارَ الْعَاشِقِينَ، فعدَّاه حَمْلًا عَلَى مَعْنَى جَاوَزَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَنْصُوبًا بإِسقاط الْبَاءِ تَقْدِيرُهُ بَعُدت بِمَوْضِعِ مَزارِهم، وَهُوَ قَوْلُ عُثْمَانَ بْنِ جِنِّي إِلَّا أَنه جَعَلَ الْخَافِضَ السَّاقِطَ عَنْ، أَي شَطَّت عَنْ مزارِ الْعَاشِقِينَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَهَا مَهْرُ مِثلها لَا وكْسَ وَلَا شَطَطَ أَي لَا نُقْصان وَلَا زِيادةَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا وشَطّ فِي سِلْعَتِه وأَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عَنِ الْحَقِّ. وشَطَّ عَلَيْهِ فِي حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ: جارَ فِي قضيَّتِه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تُشْطِطْ، وقرئَ: وَلَا تَشْطُطْ وَلَا تُشَطِّطْ ، وَيَجُوزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَلَا تَشْطِطْ، وَمَعْنَاهَا كُلُّهَا لَا تَبْعُدْ عَنِ الْحَقِّ؛ وأَنشد: تَشُطُّ تَشِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا، ... ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ أَبو عُبَيْدٍ: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بِضَمِّ الشِّينِ، وأَشْطَطْتُ: جُرْت: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَشَطَّ بِمَعْنَى أَبْعَدَ، وشَطَّ بِمَعْنَى بعُدَ؛ وَشَاهِدٌ أَشَطَّ بِمَعْنَى أَبعدَ قَوْلُ الأَحوص: أَلا يَا لَقَوْمِي، قَدْ أَشَطَّتْ عَواذِلي، ... ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي وَفِي حَدِيثِ تَميم الدَّارِيّ: أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَهُ فِي كَثْرَةِ الْعِبَادَةِ فَقَالَ: أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قَوِيٌّ؟ إِنك لشاطِّي حَتَّى أَحْمِلَ قوَّتَك عَلَى ضَعْفِي فَلَا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ مِنَ الشَّطَطِ وَهُوَ الجَوْرُ فِي الحُكْم، يَقُولُ: إِذا كَلَّفْتَني مِثْلَ عَمَلِكَ وأَنتَ قَوِيٌّ وأَنا ضعِيفٌ فَهُوَ جَوْرٌ مِنْكَ عليَّ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ قَوْلَهُ شاطِّي بِمَعْنَى ظالِمِي وَهُوَ متعدٍّ؛ قَالَ أَبو زيد وأَبو مَالِكٍ: شَطَّني فُلَانٌ فَهُوَ يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عَلَيْكَ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد تميم بِقَوْلِهِ شاطِّي هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي قَالَهُ أَبو زَيْدٍ أَي جَائِرٌ عليَّ فِي الْحُكْمِ، وَقِيلَ: قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لِي مِنَ الشَّطَط وَهُوَ الجورُ وَالظُّلْمُ والبُعْدُ عَنِ الْحَقِّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ شَطَّني فُلَانٌ يَشِطُّني شَطّاً إِذا شَقَّ عَلَيْكَ وَظَلَمَكَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً ؛ قَالَ أَبو إِسحق: يَقُولُ لَقَدْ قُلْنَا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، الْمَعْنَى لَقَدْ قُلْنَا إِذاً قَولًا شطَطاً. والشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: أَعطيته ثَمَنًا لَا شَطَطاً وَلَا وَكْساً. واشتطَّ الرَّجُلُ فِيمَا يَطْلُبُ أَو فِيمَا يَحْكُمُ إِذا لَمْ يَقْتَصِد. وأَشَطَّ فِي طَلَبِهِ: أَمْعَنَ. وَيُقَالُ: أَشَطَّ القومُ فِي طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً. وأَشَطَّ فِي المَفازةِ: ذَهَبَ. والشَّطُّ: شاطِئُ النَّهْرِ وَجَانِبُهُ، وَالْجَمْعُ شُطوطٌ وشُطَّانٌ؛ قَالَ: وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه، ... بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه وَيُرْوَى: مِنْ شُطْآنِه جَمْعُ شاطِئٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَطُّ الوادِي سَنَدُه الَّذِي يَلي بطنَه. والشَّطُّ:

_ (1). هكذا رُوي هنا، وهو في معلقة عَنْتَرَةُ: حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين، فأَصبحت ... عَسِراً عليَّ طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ

جانبُ السَّنامِ، وَقِيلَ شِقُّه، وَقِيلَ نِصْفُه، وَلِكُلِّ سَنام شَطَّانِ، وَالْجَمْعُ شُطوط. وَنَاقَةٌ شَطُوطٌ وشَطَوْطَى: عَظِيمَةُ جَنْبَيِّ السَّنامِ، قَالَ الأَصمعي: هِيَ الضخْمةُ السنامِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا وراعِيَها: قَدْ طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ، ... فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ والشَّطُّ: جانبُ النهرِ وَالْوَادِي والسَّنامِ، وكلُّ جانبٍ مِنَ السَّنَامِ شَطٌّ، قَالَ أَبو النَّجْمِ: عُلِّقْتُ خَوْداً مِنْ بَناتِ الزُّطِّ، ... ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ، كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ ... شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ، لَمْ يَنْزُ فِي الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ والشُّطَّانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كثيِّر عزَّة: وَبَاقِي رُسُومٍ مَا تزالُ كأَنَّها، ... بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَيْطٌ مُضَلَّعُ وغَدِيرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَى الطَّرِيقَيْنِ مِنْ عُسْفانَ لِلْحَاجِّ إِلى مَكَّةَ، صَانَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لبُرَيْدةَ الأَسلمي: أَين تَرَكْتَ أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ ؟ والشَّطْشاطُ: طَائِرٌ. شقط: الشَّقِيطُ: الجرارُ مِنَ الخَزَفِ يُجعل فِيهَا الْمَاءُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّقِيطُ الفَخَّار عامَّةً. وَفِي حَدِيثِ ضَمْضَمٍ: رأَيت أَبا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الشَّقِيطِ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم. شلط: الشَّلْطُ: السِّكِّينُ بِلُغَةِ أَهل الحَوْفِ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفه وَمَا أَراه عربيّاً، والله أَعلم. شمط: شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه شَمْطاً وأَشْمَطَه: خلَطه؛ الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ أَشْمِط عَمَلَكَ بصدَقةٍ أَي اخْلِطْه. وشيءٌ شَمِيطٌ: مَشْمُوطٌ. وَكُلُّ لَوْنَيْنِ اخْتَلَطَا، فَهُمَا شَمِيطٌ. وشمَط بَيْنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ: خلَط. وإِذا كَانَ نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذُكُورًا وَنِصْفُهُمْ إِناثاً، فَهُمْ شَمِيطٌ. وَيُقَالُ: اشْمِطْ كَذَا لعَدُوٍّ أَي اخْلِطْ. وكلُّ خَلِيطَيْن خَلَطْتَهما، فَقَدْ شَمَطْتَها، وَهُمَا شَمِيطٌ. والشَّمِيطُ: الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه مِنَ الظُّلْمةِ والبياضِ، وَيُقَالُ للصُّبْحِ: شَمِيطٌ مُوَلَّعٌ. وَقِيلَ للصبْح شَمِيطٌ لاختِلاطِ بياضِ النَّهَارِ بِسَوَادِ اللَّيْلِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَطْلَعَ مِنْهُ اللِّياحَ الشَّمِيطَ ... خُدودٌ، كَمَا سُلَّتِ الأَنْصُلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الشَّمِيطِ الصبحِ قولُ البَعِيثِ: وأَعْجَلَها عَنْ حَاجَةٍ، لَمْ تَفُهْ بِهَا، ... شَمِيطٌ، تبكَّى آخِرَ الليلِ، ساطِعُ «1» وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء يقول لأَصحابه: اشْمِطُوا أَي خُذُوا مَرَّةً فِي قُرْآنٍ، وَمَرَّةً فِي حَدِيثٍ، وَمَرَّةً فِي غَرِيبٍ، وَمَرَّةً فِي شِعر، وَمَرَّةً فِي لُغَةٍ أَي خُوضُوا. والشَّمَطُ فِي الشعَر: اختلافُه بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ، شَمِطَ شَمَطاً واشْمَطَّ واشْماطَّ، وَهُوَ أَشْمَطُ، وَالْجَمْعُ شُمْطٌ وشُمْطانٌ. والشمَطُ فِي

_ (1). قوله [تبكى] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في الأساس يتلى أَي بالتضعيف كما يفيده الوزن.

الرَّجُلِ: شيْبُ اللِّحية، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَشْيَبُ. والشَمَطُ: بَيَاضُ شَعْرِ الرأْسِ يُخالِطُ سَواده، وَقَدْ شَمِطَ، بِالْكَسْرِ، يَشْمَطُ شَمَطاً، وَفِي حَدِيثِ أَنس: لَوْ شئتُ أَن أَعُدّ شَمَطاتٍ كُنَّ فِي رأْسِ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعَلْتُ ؛ الشمَطُ: الشيْبُ، والشَّمَطاتُ: الشَّعراتُ الْبِيضُ الَّتِي كَانَتْ فِي شَعْرِ رأْسه يُرِيدُ قِلَّتها. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وامرأَة شَمْطاء وَلَا يُقَالُ شَيْباء؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ، ... قَدْ طَال مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ شَمْطاء أَي بيْضاء المِشْفَرَيْن، وَذَلِكَ عِنْدَ البُزولِ؛ وَقَوْلُهُ: أَعْلى بَزِّها مُطَرَّح أَي قَدْ سَمِنت فسَقط وبَرُها، وَقَوْلُهُ قَدْ طَالَ مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى. وَفَرَسٌ شَمِيطُ الذَّنَبِ: فِيهِ لوْنانِ. وَذِئْبٌ شَميطٌ: فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. والشَّمِيطُ مِنَ النَّبات: مَا رأَيتَ بعضَه هَائِجًا وَبَعْضَهُ أَخْضر؛ وَقَدْ يُقَالُ لِبَعْضِ الطَّيْرِ إِذا كَانَ فِي ذَنَبه سَوَادٌ وَبَيَاضٌ: إِنه لشميطُ الذُّنابَى؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ فَرَسًا: شَمِيطُ الذُّنابَى جُوِّفَتْ، وَهْيَ جَوْنة، ... بنُقْبةِ دِيباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ الشَّمْطُ: الخَلْطُ، يَقُولُ: اخْتَلَطَ فِي ذَنبِها بَيَاضٌ وَغَيْرُهُ. أَبو عَمْرٍو: الشُّمطان الرُّطَب المُنَصَّفُ، والشُّمْطانةُ: البُسْرة الَّتِي يُرْطِبُ جَانِبٌ مِنْهَا ويَبقى سائرُها يَابِسًا. وقِدْرٌ تسَعُ شَاةً بشَمْطِها وأَشماطِها أَي بتابَلِها. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى فَتْحِ الشِّينِ مِنْ شَمْطِها إِلا العُكْلِيَّ فإِنه يَكْسِرُ الشِّينَ. والشِّمْطاطُ والشُّمْطوطُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. والشَّماطِيطُ: القِطَعُ الْمُتَفَرِّقَةُ. يُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ شَماطِيطَ أَي مُتَفَرِّقَةً أَرْسالًا، وذهَب القومُ شَماطِيطَ وشَمالِيلَ إِذا تَفَرَّقُوا، والشَّمالِيلُ: مَا تَفَرَّقَ مِنْ شُعَبِ الأَغْصانِ في رؤوسها مِثْلَ شَماريخِ العِذْق، الْوَاحِدِ شِمْطيطٌ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: صَرِيحُ لُؤيٍّ لَا شَماطِيط جُرْهُم الشَّماطِيطُ: القِطَعُ المتفرّقةُ. وشَماطِيطُ الْخَيْلِ: جَمَاعَةٌ فِي تَفْرِقةٍ، وَاحِدُهَا شُمْطُوطٌ. وَتَفَرَّقَ القومُ شَماطِيطَ أَي فِرَقاً وقِطَعاً، وَاحِدُهَا شِمْطاطٌ وشُمْطُوطٌ، وَثَوْبٌ شِمْطاطٌ؛ قَالَ جَسّاسُ بْنُ قُطَيْبٍ: مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطاطِ، ... عَلَى سَراوِيلَ لَهُ أَسْماطِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أُرْجُوزته بِكَمَالِهَا فِي تَرْجَمَةِ شرط، أَي بخَلَقٍ قد تَشَقَّقَ وتقطَّع. وَصَارَ الثوبُ شَماطِيطَ إِذا تَشَقَّقَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا وَاحِدَ للشَّماطِيطِ وَلِذَلِكَ إِذا نسَب إِليه قَالَ شَماطيطِيٌّ فأَبْقَى عَلَيْهِ لَفْظَ الْجَمْعِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ جَمْعًا لرَدَّ النسَبَ إِلى الْوَاحِدِ فَقَالَ شِمْطاطِيٌّ أَو شُمْطُوطِيٌّ أَو شِمْطِيطِيٌّ. الْفَرَّاءُ: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ كلُّ هَذَا لَا يُفْرد لَهُ وَاحِدٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثَوْبٌ شَماطِيطُ خَلَقٌ. والشُّمْطُوطُ: الأَحْمق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ، ... لَا ورَعٌ جِبْسٌ وَلَا مأْقُوطُ وشَماطِيطُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي: أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْ، ... متَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ

ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ، ... حَتَّى يقالُ سَيِّدٌ، ولسْتُ بهْ وَالْهَاءُ فِي أَحْتَبِه زَائِدَةٌ لِلْوَقْفِ، وإِنما زَادَهَا لِلْوَصْلِ لَا فَائِدَةَ لَهَا أَكثر مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ حَتَّى يُقَالَ رُوِيَ مَرْفُوعًا لأَنه إِنما أَراد فِعَل الْحَالِ، وفِعلُ الْحَالِ مَرْفُوعٌ فِي بَابِ حَتَّى، أَلا تَرَى أَن قَوْلَهُمْ سرْتُ حَتَّى أَدخلُها إِنما هُوَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ حَتَّى أَنا فِي حَالِ دُخُولِي، وَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ حَتَّى يُقَالَ سَيِّدٌ عَلَى تَقْدِيرِ الْفِعْلِ الْمَاضِي لأَن هَذَا الشَّاعِرَ إِنما أَراد أَن يَحْكِي حَالَهُ الَّتِي هُوَ فِيهَا وَلَمْ يُرِدْ أَن يُخبر أَنَّ ذَلِكَ قَدْ مضى. شمحط: الشَّمْحَطُ والشِّمْحاطُ والشُّمْحُوطُ: المُفْرِطُ طُولًا، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي شَحَطَ وَقَالَ: إِن ميمه زائدة. شمعط: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْسٍ يَقُولُ اشْمَعَطَّ القومُ فِي الطَّلَب واشْمَعَلُّوا إِذا بادَرُوا فِيهِ وَتَفَرَّقُوا. واشْمَعَلَّتِ الإِبلُ واشْمَعَطَّت إِذا انْتَشَرَتْ. الأَزهري: قَالَ مُدْرِكٌ الجَعْفَرِيّ يُقَالُ فَرِّقُوا لضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِبُّون لَهَا أَي يَشْمَعِطُّون، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: أَضِبُّوا لِفُلَانٍ أَي تفرَّقُوا فِي طَلبه. وأَضَبَّ القومُ فِي بُغْيَتهم أَي فِي ضالَّتِهم أَي تفرّقُوا فِي طلَبها. الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدّ إِذا امتلأَ غَضَباً، وَكَذَلِكَ اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي ذكَر الرَّجُلِ إِذا اتْمَهَلَّ. شنط: المُشَنَّطُ: الشِّواء، وَقِيلَ: شِواء مُشَنَّطٌ لَمْ يُبالَغْ فِي شَيِّه. والشُّنُطُ: اللُّحْمانُ المُنْضَجةُ. شنحط: الشُّنْحُوطُ: الطَّوِيلُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. شوط: شَوَّطَ الشيءَ: لُغَةٌ فِي شَيَّطه. والشَّوْطُ: الجَرْيُ مَرَّةً إِلى غَايَةٍ، وَالْجَمْعُ أَشْواطٌ؛ قَالَ: وبارحٍ مُعْتَكِرِ الأَشْواطِ يَعْنِي الرِّيحَ. الأَصمعي: شاطَ يَشُوطُ شَوْطاً إِذا عَدا شَوْطاً إِلى غَايَةٍ، وَقَدْ عَدا شَوْطاً أَي طَلَقاً. ابْنُ الأَعرابي: شَوَّطَ الرجلُ إِذا طَالَ سَفَرُهُ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَان بْنَ صُرَدٍ قَالَ لِعِلِيٍّ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، إِن الشَّوْطَ بَطِينٌ وَقَدْ بَقِيَ مِنَ الأُمورِ مَا تَعْرِفُ بِهِ صَدِيقَك مِنْ عدُوِّكَ ؛ البَطِينُ البَعِيدُ، أَي إِن الزَّمَانَ طَوِيلٌ يُمكِنُ أَن أَسْتَدْرِكَ فِيهِ مَا فرَّطْتُ. وطافَ بالبيتِ سبعةَ أَشْواط مِنَ الحجَر إِلى الحجَر شَوْطٌ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الطوافِ: رملَ ثلاثةَ أَشْواطٍ ؛ هِيَ جَمْعُ شَوْطٍ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْمَرَّةُ الواحدةُ مِنَ الطَّوافِ حوْلَ البيتِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَسافة مِنَ الأَرض يَعْدُوها الفَرس كالمَيْدان وَنَحْوِهِ. وشَوْطُ باطِلٍ: الضَّوْء الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الكُوَّة. وشَوْطُ بَراحٍ: ابْنُ آوَى أَو دابَّةٌ غَيْرِهِ. والشَّوْطُ: مَكَانٌ بَيْنَ شَرَفَيْنِ مِنَ الأَرض يأْخذ فِيهِ الْمَاءُ والناسُ كأَنه طَرِيقٌ طولُه مِقْدارُ الدَّعْوةِ ثُمَّ يَنْقطِعُ، وَجَمْعُهُ الشِّياطُ، ودخولُه فِي الأَرض أَنه يُوَارِي الْبَعِيرَ وَرَاكِبَهُ وَلَا يَكُونُ إِلا فِي سُهولِ الأَرض يُنْبِتُ نَبْتاً حسَناً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: أَخَذْت عَلَيْهِ شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ المرأَة الجَوْنِيَّةِ ذِكْرُ الشوْطِ، هُوَ اسمُ حائطٍ مِنْ بساتِينِ المدينةِ. شيط: شاطَ الشيءُ شَيْطاً وشِياطةً وشَيْطُوطةً: احْتَرَقَ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الزيتَ والرُّبَّ؛ قَالَ: كَشائطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وأَشاطَه وشَيَّطَه، وشاطَتِ القِدْر شَيْطاً:

احتَرقَتْ، وَقِيلَ: احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بِهَا الشَّيْءُ، وأَشاطَها هُوَ وأَشَطْتُها إِشاطة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: شاطَ دمُ فُلَانٍ أَي ذَهَبَ، وأَشَطْتُ بدَمِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: القسامةُ تُوجِبُ العَقْلَ وَلَا تُشِيطُ الدَّمَ أَي تُؤْخَذُ بِهَا الدِّيَةُ وَلَا يُؤْخَذُ بِهَا القِصاصُ، يَعْنِي لَا تُهْلِكُ الدَّمَ رأْساً بِحَيْثُ تُهْدِرُه حَتَّى لَا يَجِبَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الدِّيَةِ. الْكِلَابِيُّ: شَوَّط القِدْرَ وشَيَّطَها إِذا أَغْلاها. وأَشاطَ اللَّحْمَ: فَرَّقه. وشاطَ السمْنُ والزَّيْتُ: خَثُرَ. وشاطَ السمنُ إِذا نَضِجَ حَتَّى يَحْتَرِقَ وَكَذَلِكَ الزَّيْتُ؛ قَالَ نِقادةُ الأَسدي يَصِفُ مَاءً آجِناً: أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا، ... أَصْفَرَ مِثْل الزَّيْتِ، لَمّا شَاطَا والتَشْيِيطُ: لَحْمٌ يُصْلَح لِلْقَوْمِ ويُشْوى لَهُمْ، اسْمٌ كالتَّمْتِين، والمُشَيَّطُ مِثْلُه، وَقَالَ اللَّيْثُ: التشَيُّطُ شَيْطُوطةُ اللَّحْمِ إِذا مسَّته النَّارُ يَتَشَيَّطُ فيَحْتَرِقُ أَعْلاه، وتَشَيَّطَ الصوفُ. والشِّياطُ: رِيح قُطنة مُحْتَرِقةٍ. وَيُقَالُ: شَيَّطْتُ رأْس الْغَنَمِ وشوَّطْتُه إِذا أَحْرَقْت صُوفه لتُنظِّفه. يُقَالُ: شَيَّطَ فُلَانٌ اللَّحْمَ إِذا دَخَّنه وَلَمْ يُنْضِجُه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَمّا أَجابَتْ صَفِيراً كَانَ آيَتَها ... مِنْ قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاء بالنارِ وشَيَّطَ الطَّاهي الرأْس والكُراعَ إِذا أَشْعَل فِيهِمَا النَّارَ حَتَّى يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِمَا مِنَ الشعرَ والصُّوفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ شَوّطَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صفةِ أَهل النَّارِ: أَلم يَرَوْا إِلى الرأْسِ إِذا شُيِّطَ ؛ مِنْ قَوْلِهِمْ شَيَّطَ اللحمَ أَو الشعَرَ أَو الصُّوفَ إِذا أَحرقَ بعضَه. وشاطَ الرجلُ يَشيطُ: هلَك؛ قَالَ الأَعشى: قَدْ نَخْضِبُ العَيْرَ فِي مَكْنُون فائِله، ... وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ «2» والإِشاطةُ: الإِهْلاكُ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: أَنه قاتلَ بِرايةِ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى شاطَ فِي رِماحِ الْقَوْمِ أَي هلَك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا شَهِدَ عَلَى المُغيرة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا قَالَ: شاطَ ثلاثةُ أَرباع المُغيرة. وكلُّ مَا ذهَب، فَقَدْ شاطَ. وشاطَ دَمُه وأَشاطَ دمَه وبدَمِه: أَذْهَبَه، وَقِيلَ: أَشاطَ بدَمِه عَمِل فِي هَلاكِه، وتَشَيَّطَ بِهِ دمُه. وأَشاطَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَهْلَكه، وأَصلُ الإِشاطةِ الإِحْراقُ؛ يُقَالُ: أَشاط فُلَانٌ دمَ فلانٍ إِذا عَرَّضه لِلْقَتْلِ. ابْنُ الأَنباري: شاطَ فلانٌ بِدَمِ فلانٍ مَعْنَاهُ عَرَّضه للهَلاك. وَيُقَالُ: شَاطَ دمُ فُلَانٍ إِذا جُعل الْفِعْلُ للدّمِ، فإِذا كَانَ للرجلِ قِيلَ: شَاطَ بدمِه وأَشاط دمَه. وتشيَّطَ الدمُ إِذا عَلا بِصَاحِبِهِ، وَشَاطَ دمُه. وَشَاطَ فلانٌ الدِّماء أَي خلَطَها كأَنه سَفَكَ دمَ الْقَاتِلِ عَلَى دَمِ الْمَقْتُولِ؛ قَالَ المتلَمِّسُ: أَحارِثُ إِنَّا لَوْ تُشاطُ دِماؤنا، ... تَزَيَّلْن حَتَّى مَا يَمَسّ دَمٌ دَما وَيُرْوَى: تُساطُ، بِالسِّينِ، والسَّوْطُ: الخَلْط. وشاطَ فُلَانٌ أَي ذَهَبَ دمُه هَدَراً. وَيُقَالُ: أَشاطَه وأَشاطَ بدمِه. وشاطَ بِمَعْنَى عَجِلَ. وَيُقَالُ للغُبار السَّاطِعِ فِي السَّمَاءِ: شَيْطِيٌّ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: تَعادِي المَراخِي ضُمَّراً فِي جُنوحِها، ... وهُنَّ مِنَ الشَّيطِيّ عارٍ ولابِسُ يَصِفُ الْخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبارَ بسنابِكها. وفي

_ (2). في قصيدة الأَعشى: قد نطعنُ العيرَ بدلَ قد نخضِب العير.

الْحَدِيثِ: أَنَّ سَفِينةَ أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله ؛ قَالَ الأَصمعي: أَشاطَ دمَ جَزُورٍ أَي سَفَكَه وأَراقه فشاطَ يَشِيطُ يَعْنِي أَنه ذَبَحَهُ بعُود، وَالْجِذْلُ الْعُودُ. واشْتاطَ عَلَيْهِ: الْتَهَب. والمُسْتَشِيطُ: السَّمين مِنَ الإِبل. والمِشْياطُ مِنَ الإِبل: السريعةُ السِّمَنِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. الأَصمعي: المَشايِيطُ مِنَ الإِبل اللَّواتي يُسْرِعن السِّمَن، يُقَالُ: نَاقَةٌ مِشْياطٌ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الإِبل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْر مِنْ قَوْلِهِمْ شاطَ دمُه. غَيْرُهُ: وَنَاقَةٌ مِشْياطٌ إِذا طارَ فِيهَا السِّمنُ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشَّاطِي قَالَ: الشَّاطِي المُحْتَرِق، أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النَّارِ مِنْ شدَّته؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِالشَّاطِي الشائطَ كَمَا يُقَالُ لِلْهَائِرِ هارِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هارٍ فَانْهارَ بِهِ. وَيُقَالُ: شاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ إِذا نَضِجَ حَتَّى يَحْتَرِقَ. الأَصمعي: شاطَتِ الجَزُور إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهَا نَصِيبٌ إِلا قُسم. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَشاطَ فُلَانٌ الْجَزُورَ إِذا قسَمها بَعْدَ التَّقْطِيعِ. قَالَ: والتقطيعُ نفْسه إِشاطةٌ أَيضاً. وَيُقَالُ: تَشَيَّطَ فُلَانٌ مِنَ الهِبّةِ أَي نَحِلَ مِنْ كَثْرَةِ الْجِمَاعِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: إِنَّ أَخْوفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمْ أَن يُؤْخَذَ الرجلُ المسلمُ الْبَرِيءُ فيقالَ عاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ فيُشاطَ لحمُه كَمَا تُشاطُ الجَزُور ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكوُمِ، ... وَلَمْ نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الجَزُورا قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَشَطْتُ الْجَزُورَ إِذا قطَّعْتها وقسَّمت لَحْمَهَا، وأَشاطَها فُلَانٌ، وَذَلِكَ أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها وَبَقِيَ بَيْنَهُمْ سَهْمٌ فَيُقَالُ: مَنْ يُشِيطُ الجَزُور أَي مِنْ يُنَفِّقُ هَذَا السهمَ، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ، فإِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهَا نَصِيبٌ قَالُوا: شَاطَتِ الْجَزُورُ أَي تنَفَّقَتْ. واسْتَشاطَ الرجلُ مِنَ الأَمر إِذا خَفّ لَهُ. وغَضِبَ فُلَانٌ واسْتشاطَ أَي احْتَدَم كأَنه الْتَهَبَ فِي غضَبِه؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ قَوْلِهِمْ نَاقَةٌ مِشْياط وَهِيَ الَّتِي يُسْرِع فِيهَا السِّمَن. واسْتَشاطَ الْبَعِيرُ أَي سَمِن. وَاسْتَشَاطَ فُلَانٌ أَي احْتَدَّ وخَفّ وتحرّقَ. وَيُقَالُ: اسْتَشَاطَ أَي احتدَّ وأَشرف عَلَى الهَلاكِ مِنْ قَوْلِكَ شاطَ فُلَانٌ أَي هلَك. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا اسْتَشاطَ السُّلْطان تَسَلَّطَ الشَّيْطَانُ ، يَعْنِي إِذا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ أَي تحرَّقَ مِنْ شدَّة الغضَب وتلهَّب وَصَارَ كأَنه نَارٌ تسلَّط عَلَيْهِ الشيطانُ فأَغْراه بالإِيقاع بِمَنْ غَضب عَلَيْهِ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مَنْ شاطَ يَشِيط إِذا كَادَ يَحْتَرِقُ. وَاسْتَشَاطَ فُلَانٌ إِذا اسْتَقْتَل؛ قَالَ: أَشاطَ دِماء المُسْتَشِيطِين كلِّهم، ... وغُلَّ رُؤوسُ القومِ فِيهِمْ وسُلْسِلُوا وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ بإِسناده إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَا رُؤي ضاحِكاً مُسْتَشِيطاً ، قَالَ: مَعْنَاهُ ضَاحِكًا ضَحِكاً شَدِيدًا كالمُتَهالِكِ فِي ضَحِكه. واسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ وَهُوَ نشِيطٌ. والشيْطان، فَعْلان: من شاطَ يَشِيط. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعُوذ بِكَ مِنْ شرِّ الشَّيْطَانِ وفُتونه وشِيطاه وَشُجُونِهِ ، قِيلَ: الصَّوَابُ وأَشْطانِه أَي حِبالِه الَّتِي يَصِيد بِهَا. والشيطانُ إِذا سُمِّيَ بِهِ لَمْ يَنْصَرِفْ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ طُفيل الغَنَوي:

فصل الصاد المهملة

وقد مَتَّتِ الخَدْواءُ مَتّاً عليهِمُ، ... وشَيْطانُ إِذ يَدْعوهُمُ ويُثَوِّبُ فَلَمْ يَصْرِفْ شيطانَ وَهُوَ شَيْطانُ بْنِ الحكَمِ بْنِ جَلْهَمَةَ، والخَذْواء فَرَسُهُ. والشَّيِّطُ: فَرَسُ أُنَيْفِ بْنِ جبَلةَ الضَّبَّيِّ. والشَّيِّطانِ: قاعانِ بالصَّمّانِ فِيهِمَا مساكاتٌ لماء السماء. فصل الصاد المهملة صرط: الأَزهري: قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، بِالصَّادِ، وقرأَ يَعْقُوبُ بِالسِّينِ، قَالَ: وأَصل صَادِهِ سِينٌ قُلِبَتْ مَعَ الطَّاءِ صَادًا لقُرب مَخَارِجِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الصراطُ والسراطُ والزّراطُ الطَّرِيقُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَكُرُّ عَلَى الحَرُورِيِّينَ مُهْرِي، ... وأَحْمِلُهم عَلَى وضَحِ الصِّراطِ صعط: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الصَّعُوط والسَّعُوطُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى هَذَا إِنما هُوَ عَلَى المُضارَعة الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ فِي هذا وأَشباهه. فصل الضاد المعجمة ضأط: ضَئِطَ ضَأَطاً: حرَّك مَنْكِبَيْه وجسَدَه فِي مَشْيِه؛ عن أَبي زيد. ضبط: الضَّبْطُ: لُزُومُ الشَّيْءِ وحَبْسُه، ضَبَطَ عَلَيْهِ وضَبَطَه يَضْبُط «1» ضَبْطاً وضَباطةً، وَقَالَ اللَّيْثُ: الضّبْطُ لزومُ شَيْءٍ لَا يُفَارِقُهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وضَبْطُ الشَّيْءِ حِفْظُه بِالْحَزْمِ، وَالرَّجُلُ ضابِطٌ أَي حازِمٌ. وَرَجُلٌ ضابِطٌ وضَبَنْطى: قويٌّ شديدٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: شَدِيدُ الْبَطْشِ والقُوَّةِ وَالْجِسْمِ. وَرَجُلٌ أَضْبَطُ: يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا. وأَسَدٌ أَضْبَطُ: يَعْمَلُ بيَساره كَعَمَلِهِ بِيَمِينِهِ؛ قَالَتْ مُؤَبِّنةُ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ فِي نَوْحِها: أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي ... بَيْنَ قَصْباءٍ وغِيلِ والأُنثى ضَبْطاء، يَكُونُ صِفة للمرأَة واللَّبُؤة؛ قَالَ الجُمَيْحُ الأَسَدِي: أَمّا إِذا أَحْرَدَتْ حَرْدَى فمُجْرِيةٌ ... ضَبْطاء، تَسْكُنُ غِيلًا غيرَ مَقروبِ وَشَبَّهَ المرأَة بِاللَّبُؤَةِ الضبْطاء نَزَقاً وخِفّة وَلَيْسَ لَهُ فِعل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَنِ الأَضْبطِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الَّذِي يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، يَعْمَلُ بِيَسَارِهِ كَمَا يَعْمَلُ بِيَمِينِهِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا؛ وَقَالَ مَعْن بْنُ أَوْس يَصِفُ نَاقَةً: عُذافِرة ضَبْطاء تَخْدِي، كأَنها ... فَنِيقٌ، غَدا يَحْمي السَّوامَ السَّوارِحا وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَعْسَرُ يَسَرٌ. وَيُقَالُ مِنْهُ: ضَبِطَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يَضْبَطُ، وضَبَطَه وجَع: أَخَذه. وتَضَبَّطَ الرجلَ: أَخذه عَلَى حَبْسٍ وقَهْر. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سافَر ناسٌ مِنَ الأَنصار فأَرْمَلوا فمَرُّوا بحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فسأَلوهم القِرى فَلَمْ يَقْرُوهم، وسأَلوهم الشِّراء فَلَمْ يَبيعُوهم، فتَضَبَّطوهم فأَصابوا مِنْهُمْ. وتضَبَّطَ الضأْنُ أَي أَسرَع فِي المرْعى وقَوِيَ. وتضَبَّطَتِ الضأْنُ: نَالَتْ شَيْئًا مِنَ الكَلإِ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا تضَبَّطَتِ الضأْنُ شَبعت الإِبلُ، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الضأْن يُقَالُ لها الإِبل الصغرى

_ (1). قوله [يضبط] شكل في الأصل في غير موضع بضم الباء، وهو مقتضى إطلاق المجد وضبط هامش نسخة من النهاية يوثق بها، لكن الذي في المصباح والمختار أَنه من باب ضرب.

لأَنها أَكثر أَكلًا مِنَ المِعْزى، والمِعْزى أَلْطَفُ أَحْناكاً وأَحسن إِراغة وأَزْهَدُ زُهْداً مِنْهَا، فإِذا شَبِعَتِ الضأْنُ فَقَدْ أَحْيا الناسُ لِكثرة العُشب، وَمَعْنَى قَوْلِهِ تضَبَّطَتْ قَوِيَت وسَمِنت. وضُبِطَتِ الأَرضُ: مُطرت؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والضَّبَنْطَى: القَوي، وَالنُّونُ وَالْيَاءُ زَائِدَتَانِ للإِلحاق بسَفَرْجَل. وَفِي الْحَدِيثِ: يأْتي عَلَى النَّاسِ زمانٌ وإِنَّ البعِيرَ الضابِطَ والمَزادَتَيْنِ أَحبُّ إِلى الرَّجُلِ مِمَّا يَمْلِكُ ؛ الضابِطُ: الْقَوِيُّ عَلَى عمَلِه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَضْبُطُ عمَله إِذا عجَز عَنْ وِلايةِ مَا وَلِيَه. وَرَجُلٌ ضابِطٌ: قَوِيٌّ عَلَى عمَلِه. ولعبةٌ للأَعراب تُسَمَّى الضَّبْطةَ والمَسَّةَ، وَهِيَ الطَّرِيدةُ. والأَضْبطُ: اسم رجل. ضبعط: الضَّبَغْطى والضَّبَعْطى، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ: شَيْءٌ يُفَزَّعُ بِهِ الصبيّ. ضبغط: الضَّبَغْطى: الأَحمق، وَهِيَ كَلِمَةٌ أَو شَيْءٌ يُفَزَّع بِهَا الصِّبيان؛ وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى، ... يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى أَشْبَهُ شيءٍ هُو بالحَبَرْكَى، ... إِذا حَطَأْتَ رأْسَهُ تَشَكَّى وإِن قَرَعْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّى، ... شَرُّ كَمِيعٍ ولَدَتْهُ أُنْثَى والأَلف فِي ضَبَغْطَى للإِلحاق، وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الأَزهري وَنَسَبَهُ لِمَنْظُورٍ الأَسدي: وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى، ... يُحْصِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطى وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: مَا أَعطيتني إِلا الضبغْطى مُرْسَلة أَي الباطلَ. وَيُقَالُ: اسكُت لَا يأْكُلكَ الضَّبَغْطَى؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الضَّبَغْطى والضَّبَعطى، بِالْغَيْنِ وَالْعَيْنِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّبَغْطَى لَيْسَ شَيْءٌ يُعرف وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ فِي التَّخْوِيفِ. وَيُقَالُ: الضبغْطى فَزَّاعةُ الزَّرْعِ. ضرط: الضُّراطُ: صَوْتُ الفَيْخِ مَعْرُوفٌ، ضَرَطَ يَضْرِطُ ضرْطاً وضِرطاً، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وضَرِيطاً وضُراطاً. وَفِي المَثَل: أَوْدَى العَيْرُ إِلا ضَرِطاً أَي لَمْ يَبْقَ مِنْ جَلَدِه وقُوّته إِلا هَذَا. وأَضرَطَه غيرُه وضَرَّطَه بِمَعْنًى. وَكَانَ يُقَالُ لِعَمْرِو بْنُ هِنْدٍ: مُضَرِّطُ الحِجارة لشِدّتِه وصَرامَتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نادَى المُنادي بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشيطانُ وَلَهُ ضُراطٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَهُ ضَرِيطٌ. يُقَالُ: ضُراطٌ وضَرِيطٌ كنُهاقٍ ونَهِيقٍ. وَرَجُلٌ ضَرّاطٌ وضَرُوطٌ وضِرَّوْطٌ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وأَضْرَطَ بِهِ: عَمِلَ لَهُ بفِيه شِبْهَ الضُّراط. وَفِي الْمَثَلِ: الأَخْذُ سُرَّيْطَى، والقضاءُ ضُرَّيْطَى، وَبَعْضٌ يَقُولُونَ: الأَخذ سُرَّيْطٌ، والقضاءُ ضُرَّيْطٌ؛ مَعْنَاهُ أَن الإِنسان يأْخذ الدَّيْنَ فيَسْتَرِطُه فإِذا طالَبه غَرِيمُه وتَقاضاه بِدَيْنِهِ أَضرطَ بِهِ، وَقَدْ قَالُوا: الأَكلُ سَرَطانٌ، والقَضاءُ ضَرَطان؛ وتأْويل ذَلِكَ تُحِبُّ أَن تأْخذ وَتَكْرَهُ أَن تَرُدَّ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: كَانَتْ مِنْهُ كضَرْطةِ الأَصَمِّ؛ إِذا فَعَلَ فَعْلةً لَمْ يَكُنْ فَعَل قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا مثلَها، يُضْربُ لَهُ «1». قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ بَيْتَ الْمَالِ فأَضْرَط بِهِ أَي استَخَفَّ بِهِ وسَخِرَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِهِ أَيضاً، كرَّم الله وجهه:

_ (1). قوله [يضرب له] عبارة شرح القاموس عن الصاغاني: وهو مثل في الندرة.

أَنه سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فأَضْرَطَ بِالسَّائِلِ أَي استخفَّ بِهِ وأَنْكر قَوْلَهُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَكَلَّمَ فُلَانٌ فأَضْرط بِهِ فُلَانٌ، وَهُوَ أَن يَجْمَعَ شَفَتيه وَيُخْرِجَ مِنْ بَيْنِهِمَا صَوتاً يُشْبِهُ الضَّرْطة عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِخْفَافِ وَالِاسْتِهْزَاءِ. وضَمارِيطُ الاسْتِ: مَا حَوالَيْها كأَنّ الْوَاحِدَ ضِمْراطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْريط مشتقٌّ مِنَ الضَّرْطِ؛ قَالَ الفَضِمُ بْنُ مُسْلم الْبَكَّائِيُّ: وبَيَّتَ أُمَّه، فأَساغَ نَهْساً ... ضَمارِيطَ اسْتِها فِي غَيْر نارِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ رُبَاعِيًّا، وَسَنَذْكُرُهُ. وَتَكَلَّمَ فُلَانٌ فأَضرط بِهِ فُلَانٌ أَي أَنكر قَوْلَهُ. يُقَالُ: أَضرط فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا اسْتَخَفَّ بِهِ وسخِر مِنْهُ، وَكَذَلِكَ ضَرَّطَ بِهِ أَي هَزِئَ بِهِ وَحَكَى لَهُ بفِيهِ فِعْلَ الضارِطِ. والضَّرَطُ: خِفَّة الشعَر. وَرَجُلٌ أَضْرَطُ: خَفِيفُ شعرِ اللحيةِ، وَقِيلَ: الضرَطُ رِقَّة الحاجِبِ. وامرأَة ضَرْطاء: خَفِيفَةُ شَعْرِ الْحَاجِبِ رَقِيقَتُه. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ طَرَطَ: رَجُلٌ أَطْرَطُ الْحَاجِبَيْنِ لَيْسَ لَهُ حَاجِبَانِ، قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الأَضْرَطُ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الغَوْث. ونعجة ضُرَّيْطةٌ: ضخْمة. ضرغط: المُضْرَغِطُّ: العظيمُ الْجِسْمِ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الَّذِي لَا غَناء عِنْدَهِ. واضْرَغَطَّ الشيءُ: عظُم؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: بُطونُهم كأَنَّها الحِبابُ، ... إِذا اضْرَغَطَّتْ فوقَها الرِّقابُ واضْرَغَطَّ واسْمَادّ اضْرِغْطاطاً إِذا انْتَفَخَ مِنَ الْغَضَبِ، وَالْغَيْنُ مُعْجَمَةٌ. وضَرْغَطٌ: اسْمُ جَبَلٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ مَاءٍ ونخلٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً ذُو ضَرْغَدٍ؛ قَالَ: إِذا نَزَلُوا ضَرْغَدٍ فَقُتائداً، ... يُغَنِّيهِمُ فِيهَا نَقِيقُ الضَّفادِعِ ضرفط: ضَرْفَطَه فِي الحَبْل: شَدّه. وَقَالَ يُونُسُ: جَاءَ فُلَانٌ مُضَرْفَطاً بِالْحِبَالِ أَي مُوثَقاً. ضطط: ابْنُ الأَعرابي: الضُّطُطُ الدّواهي، وقال غَيْرُهُ: الضَّطِيطُ الوَحَلُ الشديدُ مِنَ الطِّينِ. يُقَالُ: وَقَعْنَا فِي ضَطِيطةٍ مُنْكَرةٍ أَي في وحَل ورَدْغةٍ. ضغط: الضَّغْطُ والضَّغْطةُ: عَصْرُ شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ. ضَغَطَه يَضْغَطُه ضَغْطاً: زَحَمه إِلى حائطٍ وَنَحْوِهِ، وَمِنْهُ ضَغْطةُ الْقَبْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لتُضْغَطُنّ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَي تُزْحَمُون. يُقَالُ: ضَغَطَه إِذا عصَره وضيَّق عَلَيْهِ وقَهَره. وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبِيةِ: لَا يَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنا ضُغْطةً أَي عَصْراً وقَهراً. وأَخذت فُلَانًا ضُغْطة، بِالضَّمِّ، إِذا ضيَّقت عَلَيْهِ لتُكْرِهَهُ عَلَى الشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَشْتَرِيَنَّ أَحدُكم مالَ امرِئٍ فِي ضُغْطةٍ مِنْ سُلطان أَي قَهْرٍ. والضُّغْطةُ: الضِّيق. والضُّغطة: الإِكْراه. والضِّغاطُ: المُزاحَمةُ. والتَّضاغُطُ: التَّزاحُم. وَفِي التَّهْذِيبِ: تَضاغَطَ الناسُ فِي الزِّحامِ. والضُّغطة، بِالضَّمِّ: الشِّدَّةُ والمَشقة. يُقَالُ: ارْفَعْ عَنَّا هَذِهِ الضُّغطة. والضاغِطُ: كالرَّقِيبِ والأَمِين يُلْزَمُ بِهِ الْعَامِلُ لِئَلَّا يَخُونَ فِيمَا يَجْبي. يُقَالُ: أَرسَلَه ضاغِطاً عَلَى فُلَانٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَضْيِيقِهِ عَلَى الْعَامِلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

قَالَتِ امرأَةُ مُعاذٍ لَهُ وَقَدْ قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ لَمَّا رَجَعَ عَنِ الْعَمَلِ: أَين مَا يَحْمِلُه العامِلُ مِنْ عُراضة أَهله؟ فَقَالَ: كَانَ مَعِي ضاغِطٌ أَي أَمِينٌ حافِظٌ، يَعْنِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ المُطَّلِعَ عَلَى سَرائرِ العِباد، وَقِيلَ: أَراد بالضَّاغِط أَمانةَ اللَّهِ الَّتِي تَقَلَّدَها فأَوْهَمَ امرأَته أَنه كَانَ مَعَهُ حَافِظٌ يُضيِّق عليه ويمنعه على الأَخذ ليُرْضِيَها. وَيُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ ضُغطة أَي قَهْراً واضْطِراراً. وضَغط عَلَيْهِ واضْتَغَطَ: تَشدّد عَلَيْهِ فِي غُرْمٍ أَو نَحْوِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كَذَا حَكَاهُ اضْتَغَطَ بالإِظهار، والقِياسُ اضْطَغَطَ. والضاغِطُ: أَن يتحرّكَ مِرْفَقُ الْبَعِيرِ حَتَّى يقعَ فِي جَنْبِهِ فيَخْرِقَه. والضاغِطُ فِي الْبَعِيرِ: انْفِتاقٌ مِنَ الإِبْطِ وكثرةٌ مِنَ اللَّحْمِ، وَهُوَ الضَّبُّ أَيضاً. والضاغطُ فِي الإِبل: أَن يَكُونَ فِي الْبَعِيرِ تَحْتَ إِبطه شِبه جِرابٍ أَو جِلْد مُجْتَمِعٌ؛ وَقَالَ حَلْحلةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أَشْيَمَ وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ أَقْعده ليُقادَ مِنْهُ وَقَالَ لَهُ: صَبْراً حَلْحَل، فأَجابه: أَصْبَرُ مِنْ ذِي ضاغِطٍ عَرَكْرَك قَالَ: الضَّاغِطُ الَّذِي أَصل كِرْكِرَتِه يَضْغَط مَوْضِعَ إِبطه ويؤثِّر فِيهِ ويَسْحَجُه. والمَضاغِطُ: مَوَاضِعُ ذاتُ أَمْسِلةٍ مُنخفضة، وَاحِدُهَا مَضْغَطٌ. وَالضَّغِيطُ: رَكِيّةٌ يَكُونُ إِلى جَنْبِهَا رَكِيّةٌ أُخرى فتَنْدَفِنُ إِحداهما فتَحْمَأُ فيُنْتِنُ ماؤُها فيَسِيلُ فِي مَاءِ العذْبة فيُفْسِدُها فَلَا يُشْرَبُ، قَالَ: فَتِلْكَ الضَّغِيطُ والمَسِيطُ؛ وأَنشد: يَشْرَبْنَ مَاءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ، ... وَلَا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ أَراد مَاءَ المَنْهلِ الآجِن أَو إِضافةَ الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ. وَرَجُلٌ ضَغِيطٌ: ضعيفُ الرأْي لَا يَنْبَعِثُ مَعَ الْقَوْمِ، وجمعه ضَعْطى لأَنه كأَنه دَاءٌ. وضُغاطٌ: مَوْضِعٌ. وَرُوِيَ عَنْ شُرَيْحٍ أَنه كَانَ لَا يُجِيزُ الضُّغْطةَ، يُفَسَّر تَفْسِيرَيْنِ: أَحدهما الإِكْراهُ، والآَخَر أَن يُماطِل بَائِعَهُ بأَداء الثَّمن ليَحُطّ عَنْهُ بعضَه؛ قَالَ النَّضْرُ: الضُّغْطةُ المُجاحَدةُ، يَقُولُ: لَا أُعْطِيك أَو تَدَعَ مِمَّا لَكَ عليَّ شَيْئًا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: هُوَ أَن يَمْطُلَ الغريمُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ حَتَّى يَضْجَرَ صَاحِبُ الْحَقِّ ثُمَّ يَقُولَ لَهُ: أَتَدَعُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وتأْخذ الباقيَ مُعَجَّلًا؟ فيَرْضى بِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُعتق الرَّجُلُ مِنْ عَبْدِهِ مَا شَاءَ إِن شَاءَ ثُلُثًا أَو رُبُعًا أَو خُمُسًا لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ ضُغْطة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجُوزُ الضُّغْطة ؛ قِيلَ: هِيَ أَن تُصالِحَ مَنْ لَكَ عَلَيْهِ مالٌ عَلَى بَعْضِهِ ثُمَّ تَجِد الْبَيِّنَةَ فتأْخذه بجميع المال. ضفط: الضَّفاطةُ: الجَهْلُ والضَّعْفُ فِي الرأْي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سَمِعَ رَجُلًا يتَعوَّذُ مِنَ الفِتَنِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهلًا وَمَالًا؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تأَوَّل قَوْل اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ* ، وَلَمْ يُرِدْ فِتنةَ القتالِ وَالِاخْتِلَافِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ. قَالَ: وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: عَنى بِهِ ضَعْفَ الرأْي وَالْجَهْلَ. وَرَجُلٌ ضَفِيطٌ: جَاهِلٌ ضَعِيفٌ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، أَنه سُئِلَ عَنِ الوتْر فَقَالَ: أَنا أُوتِرُ حِينَ يَنَامُ الضَّفْطَى ؛ أَراد بالضَّفْطَى جَمْعَ ضَفِيط، وَهُوَ الضعيفُ الْعَقْلِ والرأْي. وعُوتِب ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي شَيْءٍ فَقَالَ: إِني فِي ضَفْطَةٍ وَهِيَ إِحدى ضَفَطاتي أَي غَفَلاتي؛ وَقَدْ

ضَفُطَ، بَالضَّمِّ، يَضْفُطُ ضَفاطةً. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الضَّفاطةِ ؛ هِيَ ضعْفُ الرأْي وَالْجَهْلُ، وَهُوَ ضَفِيطٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذا سَرَّكم أَن تنظُروا إِلى الرَّجُلِ الضَّفِيطِ المُطاعِ فِي قَوْمِهِ فَانْظُرُوا إِلى هَذَا ، يَعْنِي عُيَيْنةَ بْنَ حِصْنٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: بلغَه عَنْ رَجُلٍ شَيْءٌ فَقَالَ: إِني لأُراهُ ضَفِيطاً. وَرَجُلٌ ضِفِطٌّ وضَفّاطٌ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: ثَقِيلٌ لَا يَنْبَعِثُ مَعَ الْقَوْمِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والضَّفاطةُ: الدُّفُّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه شَهِدَ نِكاحاً فَقَالَ: أَين ضَفاطَتُكم؟ فسَّروا أَنه أَراد الدُّفّ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَين ضَفاطَتُكُنَ يَعْنِي الدُّفَّ، وَقِيلَ: أَين ضَفاطَتُكم، قِيلَ: لِعابُ الدُّفِّ، سُمِّيَ ضَفاطَةً لأَنه لَهْوٌ ولَعِبٌ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى ضَعْفِ الرأْي وَالْجَهْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّفّاط الأَحْمَقُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الضَّفّاطُ الَّذِي قَدْ ضَفَطَ بسَلْحِه وَرَمَى بِهِ. وَرَجُلٌ ضَفّاطٌ وضَفِيطٌ وضَفَنَّطٌ: سَمِين رخْو ضَخْمُ البَطْنِ، وَقَدْ ضَفُطَ ضَفَاطةً. شِمْرٌ: رَجُلٌ ضَفِيطٌ أَي أَحمق كَثِيرُ الأَكل، وَقَالَ: الضِّفِطُّ التارُّ مِنَ الرِّجَالِ، والضَّفّاطُ الجالِبُ مِنَ الأَصْل، والضفَّاطُ الَّذِي يُكْرِي الإِبل مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ. والضافِطةُ والضَّفّاطةُ: العِير تحملُ المَتاع، وَقِيلَ: الضَّفَّاطُونَ التُّجَّار يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ وَغَيْرَهُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ للأَخضر بْنِ هُبَيْرَةَ: فَمَا كُنْتَ ضَفّاطاً، ولكِنَّ راكِباً ... أَناخَ قلِيلًا فَوْقَ ظَهْر سَبِيلِ والضَّفَّاطُ: الَّذِي يُكْرِي مِنْ قَرْيَةٍ إِلى قَرْيَةٍ أُخرى، وَقِيلَ: الَّذِي يُكْري مِنْ مَنْزِلٍ إِلى مَنْزِلٍ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وأَنشد: لَيْسَتْ لَهُ شَمائلُ الضَّفّاطِ والضّافِطةُ مِنَ النَّاسِ: الجَمّالُون والمُكارُون، وَقِيلَ: الضَّفّاطُ الْجَمَّالُ، والضفّاطةُ، بِالتَّشْدِيدِ، شَبِيهَةٌ بالدَّجّالةِ وَهِيَ الرُّفْقةُ الْعَظِيمَةُ. والضَّفَّاطُ: المخْتلفُ عَلَى الحُمُر مِنْ قَرية إِلى قَرْيَةٍ، وَيُقَالُ لِلْحُمُرِ الضفّاطةُ. وَفِي حَدِيثِ قَتادةَ بْنِ النُّعمان: فقَدِمَ ضافِطةٌ «2» مِنَ الدَّرْمَكِ ؛ الضافِطةُ والضفّاطُ الَّذِي يجْلِبُ المِيرةَ والمَتاعَ إِلى المُدُن، والمُكارِي الَّذِي يُكْرِي الأَحْمالَ، وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ قَوْمًا مِنَ الأَنْباط يَحْمِلُونَ إِلى الْمَدِينَةِ الدَّقيق وَالزَّيْتَ وَغَيْرَهُمَا؛ وَمِنْهُ أَنَّ ضَفّاطِينَ قَدِمُوا إِلى الْمَدِينَةِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رحلَ فُلَانٌ عَلَى ضَفّاطةٍ، وَهِيَ الرَّوْحاء المائِلةُ. وضَفَطَ الرجلُ: أَسْوَى. وَمَا أَعظَمَ ضُفوطَهم أَي خُرْأَهم. والضَّفّاطُ: المُحْدِثُ. يُقَالُ: ضفَطَ إِذا قضَى حاجتَه كأَنَّه نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وظُنَّ به ذلك. ضفرط: الضِّفْرِطُ: الرخْوُ البطنِ الضخْمُ، وَهِيَ الضِّفْرِطةُ. وضَفارِطُ الوجهِ: كُسور بَيْنَ الخَدِّ والأَنفِ وَعِنْدَ اللِّحاظين، وَاحِدُهَا ضُفْرُوطٌ. ضمرط: الضُّمْرُوطُ: الضُّمْرُ وضِيقُ العيشِ. والضُّمْرُوط أَيضاً: مَسِيل ضيِّق فِي وَهْدةٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لخُطوط الجَبِين الأَسارِيرُ والضَّمارِيطُ، وَاحِدُهَا ضُمْرُوطٌ، قَالَ: والضُّمْروط فِي غَيْرِ هَذَا مَوْضِعٌ يُخْتَبَأُ فيه. ضنط: الضَّنْطُ: الضِّيقُ. والضِّناطُ: الزِّحامُ عَلَى الشَّيْءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِنِّي لوَرّادٌ عَلَى الضِّناطِ

_ (2). قوله [فقدم ضافطة] كذا ضبط في النهاية في مادة درمك غير أَنه أَنث الفعل وشدد في أَصلنا دال قدم ونصب ضافطة.

فصل الطاء المهملة

وَفِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ: ضَنِطَ فُلَانٌ مِنَ الشحْمِ ضَنَطاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبو بَناتٍ قَدْ ضَنِطْنَ ضَنَطا ضنفط: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: رَجُلٌ ضَنْفَطٌ سَمِين رخْو ضَخْم الْبَطْنِ بَيِّنُ الضَّفاطةِ. ضوط: الضَّوِيطةُ: السمْنُ يُذاب بالإِهالةِ ويجعلُ فِي نِحْيٍ صَغِير. والضَّوِيطةُ: العَجِين، وَقِيلَ: الضَّوِيطةُ مَا اسْتَرْخَى مِنَ الْعَجِينِ مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ. والضَّوِيطةُ: الحَمْأَةُ والطِّينُ، وَقِيلَ: الحمأَة وَالطِّينُ يَكُونُ فِي أَصل الحوْض. والضَّوِيطةُ: الأَحمقُ؛ قَالَ: أَيَرُدُّني ذاكَ الضَّوِيطةُ عَنْ هَوَى ... نَفْسِي، ويَفْعَلُ مَا يُرِيدُ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا الْبَيْتُ مِنْ نَادِرِ الْكَامِلِ لأَنه جَاءَ مُخَمَّسًا. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي كِتَابِهِ: الضَّوِيطةُ الأَحمقُ؛ قَالَ رِيَاحٌ الدُّبَيْريّ: أَيردني ذَاكَ الضَّوِيطَةُ عَنْ هَوَى ... نفْسِي، وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ شَبِبُ؟ وَاسْتَشْهَدَ الأَزهري عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: أَيردني ذَاكَ الضَّوِيطَةُ عَنْ هَوَى ... نَفْسِي، ويفعلُ غَيْرَ فِعْلِ العاقِلِ؟ وَقَالَ أَبو حَمْزة: يُقَالُ أَضْوَطَ الزِّيارَ عَلَى الفرَس أَي زَيَّرَه بِهِ. وَفِي فَمِه ضَوَطٌ أَي عَوَجٌ. ضيط: ضاطَ الرجلُ فِي مَشْيِه فَهُوَ يَضِيطُ ضَيْطاً وضَيَطاناً وحاكَ يَحِيكُ حَيَكاناً: مشَى فَحَرَّكَ مَنْكِبَيْه وجسَده حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ ورَخاوة. قَالَ الأَزهري: وَرَوَى الإِيادِي عَنْ أَبي زَيْدٍ: الضَّيَطانُ أَن يُحرّك مَنْكِبَيْهِ وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ، ثُمَّ قَالَ: رَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: الضَّيَكانُ، قَالَ: وَهُمَا لُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ ضَيْطانٌ كَثِيرُ اللحمِ رَخْوُه. والضَّيّاطُ: المُتَمايِلُ فِي مِشْيَتِه، وَقِيلَ: الضخْمُ الجَنْبَيْنِ العظيمُ الاسْتِ كالضيْطانِ؛ قَالَ نِقادةُ الأَسَدي: حَتَّى تَرَى البَجْباجَةَ الضَّيَّاطا ... يَمْسَحُ لَمَّا حالَف الإِغباطا بالحَرْف مِنْ ساعِدِه المُخاطا والضَّيّاطُ: المتبَخْتِرُ. والضيّاطُ: التاجِرُ، وَالْمَعْرُوفُ الضفّاطُ. والضَّيْطاء مِنَ الإِبل مِثْلُ الفَتْلاء: وَهِيَ الثَّقِيلَةُ. فصل الطاء المهملة طرط: الطَّرَطُ: خِفَّة شَعْرِ الْعَيْنَيْنِ وَالْحَاجِبَيْنِ، طَرِطَ طَرَطاً فَهُوَ طَرِطٌ وأَطْرَطُ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ أَطْرَطُ الْحَاجِبَيْنِ وأَمْرَطُ الجاجبين لَيْسَ لَهُ حَاجِبَانِ وَلَا يُسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الأَضْرَطُ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ. ابْنُ الأَعرابي: فِي حَاجِبَيْهِ طَرَطٌ أَي رِقّةُ شَعْرٍ، قَالَ: والطارِطُ الحاجِبُ الخفيفُ الشَّعْرِ. والطَّرَطُ: الحُمْقُ. وَرَجُلٌ طَرِطٌ: أَحمق. طوط: الطّاطُ والطُّوطُ والطّائطُ: الفَحل المُغْتَلِمُ الهائجُ، يوصَف بِهِ الرَّجُلُ الشُّجَاعُ، وَالْجَمْعُ طاطةٌ وأَطْواطٌ. وَحَكَى الأَزهريّ عَنِ اللَّيْثِ فِي جَمْعِهِ طاطُون. وفُحولٌ طاطةٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ فِي الشِّعر فُحول طاطاتٌ وأَطْواطٌ وَفَحْلٌ طاطٌ، وَقَدْ طاطَ

يَطُوطُ طُوُوطاً، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ ويائيّةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَرُبَّ امْرِئٍ طاطٍ عَنِ الحَقِّ، طامِحٍ ... بِعَيْنَيْهِ عَمَّا عَوَّدَتْه أَقارِبُهْ قَالَ: طاطٍ يَرْفَعُ عَيْنَيْهِ عَنِ الْحَقِّ لا يكاد يُبْصِره، كذلك الْبَعِيرُ الْهَائِجُ الَّذِي يَرْفَعُ أَنْفَه مِمَّا بِهِ، وَيُقَالُ: طائطٌ؛ وَقِيلَ: الطاطُ الَّذِي تسْمُو عَيْنَاهُ إِلى هَذِهِ وَهَذِهِ مِنْ شِدَّةِ الهَيْج، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَهْدِرُ فِي الإِبل، فإِذا سَمِعَتِ الناقةُ صَوْتَهُ ضَبَعَتْ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَهُمْ بِمَحْمُودٍ، وَقَدْ يُقَالُ: غُلَامٌ طَائِطٌ؛ قَالَ: لَوْ أَنَّها لاقَتْ غُلاماً طَائِطًا، ... أَلْقَى عَلَيْهَا كَلْكَلًا عُلابِطا قَالَ: هُوَ الَّذِي يَطِيطُ أَي يَهْدِر فِي الإِبل. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: يُقَالُ طَاطَ الفحلُ الناقةَ يَطاطُها طَاطًا إِذا ضَرَبَهَا. وَيُقَالُ: أَعجبني طاطُ هَذَا الْفَحْلِ أَي ضِرابُه. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الطاطُ والطائطُ مِنَ الإِبل الشديدُ الغُلْمةِ؛ وأَنشد: طَاطَ مِنَ الغُلْمةِ فِي الْتِجاجِ، ... مُلْتَهِب مِنْ شِدَّةِ الهِياجِ وَقَالَ آخَرُ: كَطائطٍ يَطيطُ منْ طَرُوقَهْ ... يَهْدِرُ لَا يَضْرِبُ فِيهَا روقَهْ والطَّاطُ: الظَّالِمُ. والطُّوط والطَّاط: الرَّجل الشديدُ الخصُومة، وَرُبَّمَا وُصِفَ بِهِ الشُّجاعُ. وَرَجُلٌ طاطٌ وطُوطٌ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: مُفْرِطُ الطُّولِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ فَقَطْ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيّد بإِفْراط. وطَوَّطَ الرَّجلُ إِذا أَتى بالطَّاطة مِنَ الغِلمان، وَهُمُ الطِّوالُ. والطُّوطُ: الباشِقُ، وَقِيلَ: الخُفّاشُ. والطُّوطُ: الحَيّة؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مَا إِنْ يَزالُ لَها شَأْوٌ يُقَوِّمُها ... مُقَوِّمٌ، مِثْلُ طُوط الْمَاءِ مَجْدُولُ يَعْنِي الزِّمَامَ، شَبَّهه بالحيّةِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَطَطُ «1» الطَّويلُ، والأُنثى طَطّاء. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مأْخوذ مِنَ الطَّاط والطُّوط وَهُوَ الطَّوِيلُ. وَرَجُلٌ طاطٌ أَي مُتَكَبِّر؛ قَالَ ربيعةُ بْنُ مَقْرومٍ: وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاء طاطٍ، ... عَنِ المُثْلَى غُنَاماه القِذاعُ أَي مُتَكَبِّر عَنِ المُثلى، والمُثْلَى خَير الأُمور؛ وَعَلَيْهِ بَيْتُ ذِي الرُّمَّةِ: فَرُبَّ امْرئٍ طاطٍ عَنِ الحَقِّ طَامِحٍ وجبَل طُوطٌ: صَغِيرٌ. والطُّوطُ: القُطْن؛ قَالَ: مِنَ المُدَمْقَسِ أَو مِن فاخِر الطُّوطِ وَقِيلَ: الطُّوط قُطن البَرْدِيّ خَاصَّةً؛ وأَنشد ابْنُ خَالَوَيْهِ لأُمية: والطُّوطُ نَزْرَعُه أَغَنّ جِراؤه، ... فِيهِ اللِّباسُ لِكُلِّ حَوْلٍ يُعْضَدُ أَغَنُّ: ناعِمٌ مُلْتَفّ، وجِراؤه: جَوْزُه، الواحد جَرْو [جِرْو]. ويُعْضَدُ: يُوَشَّى. وَرَوَى هشام عن أَنس

_ (1). قوله [الأطط] قال في شرح القاموس هو بالتحريك ويوافقه ضبط الأصل هنا وفيما تقدم. وقوله [والأنثى ططاء] هو في الأصل هنا بشد الطاء وضبط فيه في مادة أطط بتخفيفها.

فصل العين المهملة

بْنِ سِيرينَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَنس بْنِ مَالِكٍ بِمَكان بَيْنَ البَصرة والكُوفة يُقَالُ لَهُ أَطَطٌ، فصَلّى عَلَى حِمار المَكْتوبة مُسْتَقْبِل القِبلةِ يُومِئُ إِيماءً العصرَ وَالْفَجْرَ فِي رَدْغةٍ فِي يومٍ مَطير. طيط: طاطَ الفحْلُ فِي الإِبل يَطيطُ ويَطاطُ طُيُوطاً: هَدَر وهاجَ. والطُّيُوطُ: الشِّدَّةُ. وَرَجُلٌ طِيطٌ: طَويل كطُوطٍ. والطِّيطُ أَيضاً: الأَحْمقُ، والأُنثى طِيطةٌ. والطِّيطانُ: الكُرّاث، وَقِيلَ: الكُرَّاث الْبَرِّيُّ يَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ؛ قَالَ بَعْضُ بَنِي فَقْعَسٍ: إِنَّ بَني مَعْنٍ صُباةٌ، إِذا صبَوْا، ... فُساةٌ، إِذا الطِّيطانُ فِي الرَّمْلِ نَوَّرا حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَظَاهِرُ الطِّيطانِ أَنه جَمْعُ طُوط. التَّهْذِيبَ: والطِّيطَوى ضَرب مِنَ الطَّيْرِ مَعْرُوفٌ، وَعَلَى وَزْنِهِ نِينَوى، قَالَ: وَكِلَاهُمَا دَخِيلان. وَذُكِرَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: الطِّيطوى ضَرْبٌ مِنَ القَطا طِوالُ الأَرجل، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَصل لِهَذَا الْقَوْلِ وَلَا نَظِيرَ لِهَذَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ الأَزهري: وَفِي الْمَوْضِعِ «1» الَّذِي فِيهِ الْحُسَيْنُ، سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ، مَوْضِعٌ يقال له نِنوى، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ وَرَدْتُهُ. فصل العين المهملة عبط: عَبَطَ الذَّبِيحةَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها اعْتِباطاً: نَحَرَها مِنْ غَيْرِ دَاءٍ وَلَا كَسْرٍ وَهِيَ سَمينة فَتِيَّةٌ، وَهُوَ العَبْطُ، وَنَاقَةٌ عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ وَلَحْمُهَا عَبِيط، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ وَالْبَقَرَةُ، وَعَمَّ الأَزهريّ فَقَالَ: يُقَالُ لِلدَّابَّةِ عَبِيطةٌ ومُعْتَبَطةٌ، وَالْجَمْعُ عُبُطٌ وعِباطٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَبِيتُ عَلَى مَعاريَ واضِحاتٍ، ... بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: العَبِيطُ مِنْ كُلِّ اللَّحْمِ وَذَلِكَ مَا كَانَ سَلِيماً مِنَ الْآفَاتِ إِلا الْكَسْرَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلَحْمِ الدَّوِي المدخُولِ مِنْ آفةٍ عَبِيطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقاءتْ لَحماً عَبِيطاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَبِيطُ الطَّرِيُّ غَيْرُ النَّضِيج. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: فَدَعا بِلحْم عَبيط أَي طَرِيٍّ غَيْرِ نَضيج؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي جاءَ فِي غَرِيبِ الخطَّابي عَلَى اخْتِلَافِ نُسَخِهِ: فَدَعَا بِلَحْمٍ غَلِيظ ، بِالْغَيْنِ وَالظَّاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ، يُرِيدُ لَحْمًا خَشِناً عاسِياً لَا يَنْقادُ فِي المَضْغِ، قَالَ: وكأَنه أَشْبه. وَفِي الْحَدِيثِ: مُرِي بَنِيكَ لَا يَعْبِطُوا ضُروعَ الْغَنَمِ أَي لَا يُشَدِّدوا الحلَب فيَعْقرُوها ويُدْمُوها بِالْعَصْرِ، مِنَ العَبِيط وَهُوَ الدَّمُ الطَّرِيُّ، أَو لَا يَسْتَقْصُوا حَلْبَهَا حَتَّى يخرُج الدمُ بَعْدَ اللَّبَنِ، وَالْمُرَادُ أَن لَا يَعْبِطوها فحَذف أَن وأَعملها مُضمرة، وَهُوَ قَلِيلٌ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ لَا نَاهِيَةً بَعْدَ أَمر فَحَذَفَ النُّونَ لِلنَّهْيِ. وَمَاتَ عَبْطةً أَي شَابًّا، وَقِيلَ: شَابًّا صَحِيحًا؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصلْت: مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً؛ ... لِلْمَوت كأْسٌ، وَالْمَرْءُ ذائقُها وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: مَعْبُوطة نفْسُها أَي مَذْبُوحَةٌ وَهِيَ شابّةٌ صَحِيحَةٌ. وأَعْبَطَه الموتُ

_ (1). قوله [وفي الموضع إلخ] عبارة ياقوت: وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها الْحُسَيْنُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

واعْتَبَطَه عَلَى المثَل. وَلَحْمٌ عَبِيطٌ بيِّن العُبْطةِ: طَرِيٌّ، وَكَذَلِكَ الدمُ وَالزَّعْفَرَانُ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لَحْمٌ عَبِيطٌ ومَعْبُوطٌ إِذا كَانَ طَرِيًّا لَمْ يُنَيِّبْ فِيهِ سَبْعٌ وَلَمْ تُصِبه عِلة؛ قَالَ لَبِيَدٌ: وَلَا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ، إِذا ... كَانَ القُتارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُر قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ زَعْفران عَبِيط يُشبَّه بِالدَّمِ العَبِيط. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلًا فإِنه قَوَدٌ ، أَي قَتَله بِلَا جِناية كَانَتْ مِنْهُ وَلَا جَرِيرَةٍ تُوجِب قَتْلَهُ، فإِنَّ الْقَاتِلَ يُقاد بِهِ وَيُقْتَلُ. وكلُّ مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ عِلَّةٍ، فَقَدِ اعْتُبِطَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن قَتَلَ مُؤْمِنًا فاعتبَط بقتْلِه لَمْ يَقبل اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عدْلًا ؛ هَكَذَا جَاءَ الحديثُ فِي سُنَن أَبي دَاوُدَ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: قَالَ خَالِدُ بْنُ دهْقان، وَهُوَ رَاوِي الْحَدِيثِ: سأَلت يَحْيَى بْنَ يَحْيَى الغَسّاني عَنْ قَوْلِهِ اعتبَط بِقَتْلِهِ، قَالَ: الَّذِينَ يُقاتَلون فِي الفِتْنة فَيَرَى أَنه عَلَى هُدى لَا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا التَّفْسِيرُ يَدُلُّ عَلَى أَنه مِنَ الغِبْطةِ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ الفرَح والسُّرُور وحُسْن الْحَالِ لأَن القاتِل يَفْرَح بِقَتْل خَصْمِهِ، فإِذا كَانَ الْمَقْتُولُ مُؤْمِنًا وَفَرِحَ بِقَتْلِهِ دَخَلَ فِي هَذَا الْوَعِيدِ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي مَعَالِمِ السنَن وشَرَح هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: اعْتَبَطَ قَتْلَه أَي قَتَله ظُلْماً لَا عَنْ قَصَاصٍ. وعَبَطَ فُلَانٌ بنَفْسِه فِي الْحَرْبِ وعَبَطَها عَبْطاً: أَلقاها فِيهَا غَيْرَ مُكْرهٍ. وعَبَطَ الأَرضَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها: حَفَر مِنْهَا مَوْضِعاً لَمْ يُحْفَر قبلَ ذَلِكَ؛ قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذ الْعَدَوِيُّ: ظَلَّ فِي أَعْلى يَفاعٍ جاذِلًا، ... يَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ وأَمّا بيتُ حُميدِ بْنُ ثَوْر: إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً ... مِنَ التُّرابِ، كَبَتْ فِيهَا الأَعاصِيرُ فإِنه يُرِيدُ التُّرَابَ الَّذِي أَثارتْهُ، كَانَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ قَبْلُ. والعَبْطُ: الرّيبةُ. والعَبْطُ: الشَّقُّ. وعبَط الشيءَ والثوبَ يعبِطُه عبْطاً: شَقَّه صَحِيحاً، فَهُوَ مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، وَالْجَمْعُ عُبُطٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فتَخالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ، ... كنوافِذِ العُبُط الَّتِي لَا تُرْقَعُ يَعْنِي كَشَقِّ الجُيوب وأَطراف الأَكْمام والذُّيول لأَنها لَا تُرْقَع بَعْدَ العَبْطِ. وَثَوْبٌ عَبِيطٌ أَي مَشْقوقٌ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: أَنشدني أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ فِي كِتَابِ الْمَعَانِي لِلْفِرَّاءِ: كَنَوَافِذِ العُطُبِ، ثُمَّ قَالَ: وَيُرْوَى كنوافذِ العُبُطِ، قَالَ: والعُطُبُ القُطْن والنوافِذُ الجُيوب، يعني جُيوبَ الأَقْمِصَة وأَخْراتَها لَا تُرْقَعُ، شبَّهَ سَعةَ الجِراحاتِ بِهَا، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهَا العُبُط أَراد بِهَا جمعَ عَبيطٍ، وَهُوَ الَّذِي يُنْحَرُ لِغَيْرِ عِلَّةٍ، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ خُروجُ الدَّمِ أَشَدَّ. وعَبَطَ الشيءُ نَفْسُه يَعْبِطُ: انشقَّ؛ قَالَ الْقَطَّامِيُّ: وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيدي كُلُوماً، ... تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا وعَبَطَ النباتُ الأَرضَ: شَقَّها. والعابِطُ: الكذّابُ. والعَبْطُ: الكَذبُ الصُّراح مِنْ غَيْرِ عُذر. وعَبَطَ عليَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطاً

واعْتَبَطَه: افْتَعلَه، واعْتَبَطَ عِرْضَه: شتَمَه وتَنَقَّصَه. وعَبَطَتْه الدَّواهي: نالَتْه مِنْ غَيْرِ اسْتِحقاق؛ قَالَ حُمَيْدٌ وَسَمَّاهُ الأَزهري الأُرَيْقِطَ: بِمَنْزلٍ عَفٍّ، وَلَمْ يُخالِطِ ... مُدَنّساتِ الرِّيَبِ العَوابِطِ والعَوْبَطُ: الدّاهِيةُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها، قَالَتْ: فَقَدَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلًا كَانَ يُجالِسُه فَقَالُوا: اعْتُبِطَ، فَقَالَ: قُوموا بِنَا نَعُوده ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَانُوا يُسمون الوَعْكَ اعْتِباطاً. يُقَالُ: عَبَطَتْه الدَّوَاهِي إِذا نالَتْه. والعَوْبَطُ: لُجَّةُ الْبَحْرِ، مَقْلُوبٌ عَنِ العَوْطَبِ. وَيُقَالُ عَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوافِره إِذا أَثارَه، والترابُ عَبيطٌ. وعَبَطَتِ الرِّيحُ وجهَ الأَرضِ إِذا قَشَرَتْه. وعَبَطْنا عَرَقَ الفرَسِ أَي أَجْرَيْناه حَتَّى عَرِقَ؛ قَالَ الجَعدِيّ: وَقَدْ عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلا عثلط: العُثَلِطُ: اللبنُ الْخَاثِرُ. الأَصمعي: لَبَنٌ عُثَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُكَلِطٌ أَي ثَخِينٌ خاثِر، وأَبو عَمْرٍو مِثْلُهُ، وَهُوَ قَصْرُ عُثالِطٍ وعُجالِطٍ وعُكالِطٍ، وَقِيلَ: هُوَ المُتَكَبِّد الغَليظُ؛ وأَنشد: أَخْرَس فِي مَخْرمه عُثالِط «2» عجلط: العُجَلِطُ: اللَّبَنُ الخاثِر الطَّيِّبُ، وَهُوَ مَحْذُوف مِنْ فُعالِل وَلَيْسَ فُعَلِلٌ فِيهِ وَلَا فِي غَيْرِهِ بأَصل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَيْفَ رأَيْتَ كُثْأَتَيْ عُجَلِطِهْ، ... وكُثْأَةَ الخامِطِ مِنْ عُكَلِطِهْ؟ كُثْأَةُ اللَّبَنِ: مَا عَلا الْمَاءَ مِنَ اللَّبَنِ الغَليظ وَبَقِيَ الْمَاءُ تَحْتَهُ صافِياً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: وَلَوْ بَغى أَعْطاهُ تَيْساً قافِطا، ... وَلَسَقاهُ لَبَناً عُجالِطا وَيُقَالُ لِلَّبَنِ إِذا خَثُر جَدًّا وتَكَبَّد: عُجَلِطٌ وعُجالِطٌ وعُجالِدٌ؛ وأَنشد: إِذا اصْطَحَبْتَ رائِباً عُجالِطا ... مِن لَبَنِ الضَأْنِ، فَلَسْتَ ساخِطا وَقَالَ الزَّفَيان: وَلَمْ يدَعْ مَذْقاً وَلَا عُجالِطا، ... لِشاربٍ حَزْراً، وَلَا عُكالِطا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِمَّا جَاءَ عَلَى فُعَلِلٍ عُثَلِطٌ وعُكَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُمَهِجٌ: اللَّبَنُ الخاثِرُ، والهُدَبِدُ: الشَّبْكرةُ فِي الْعَيْنِ، وَلَيْلٌ عُكمِسٌ: شَدِيدُ الظُّلمةِ، وإِبل عُكَمِسٌ أَي كَثِيرَةٌ، ودِرْع دُلَمِصٌ أَي بَرّاقةٌ، وقِدْرٌ خُزَخِزٌ أَي كَبِيرَةٌ، وأَكل الذئبُ مِنَ الشَّاةِ الحُدَلِقَ، وماءٌ زُوَزِمٌ: بَيْنَ الْمِلْحِ وَالْعَذْبِ، ودُوَدِمٌ: شَيْءٌ يُشْبِهُ الدَّمَ يخرُجُ مِنَ السَّمُرة يَجْعَلُهُ النساء في الطِّرارِ، قَالَ: وَجَاءَ فَعَلُلٌ مِثَالٌ وَاحِدٌ عَرَتُنٌ مَحْذُوفٌ مِنْ عَرَنْتُنٍ. عذط: العُذْيُوطُ والعِذْيَوْطُ: الَّذِي إِذا أَتى أَهلَه أَبْدَى أَي سَلَحَ أَو أَكْسَلَ، وَجَمْعُهُ عِذْيَوْطُونَ وعَذايِيطُ وعَذاوِيطُ؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ عَذْيَطَ يُعَذْيِطُ عَذْيَطَةً، وَالِاسْمُ العَذْطُ؛ قَالَتِ امرأَة: إِنِّي بُلِيتُ بِعِذْيَوْطٍ بِهِ بَخَرٌ، ... يَكادُ يَقْتُلُ مَنْ ناجاه إِنْ كَشَرا

_ (2). قوله [في مخرمه] كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: مجزمه.

والمرأَةُ عِذْيَوْطةٌ، وَهِيَ التَّيْتاءةُ، وَالرَّجُلُ تَيْتاء؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الزُّمَلِّقُ والزَّلِقُ، وَهُوَ الثَّمُوتُ والثَّتُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يقول عِظْيَوْطٌ، بالظاء. عرط: اعْتَرَطَ الرجلُ: أَبْعَدَ فِي الأَرض. وعِرْيَطٌ وأُمّ عِرْيَطٍ وأُمّ العِرْيط، كُلُّهُ: الْعَقْرَبُ. وَيُقَالُ: عَرَطَ فُلَانٌ عِرضَ فُلَانٍ واعْتَرَطَهُ إِذا اقْتَرَضَه بالغِيبة، وأَصل العَرْطِ الشق حتى يدْمَى. عرفط: العُرْفُطُ: شَجَرُ العِضاه، وَقِيلَ: ضَرْب مِنْهُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنْ الْعِضَاهِ العُرْفُط وَهُوَ مُفْتَرِشٌ عَلَى الأَرض لَا يَذْهَبُ فِي السَّمَاءِ، وَلَهُ وَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ وَشَوْكَةٌ حَديدة حَجْناء، وَهُوَ مِمَّا يُلْتَحَى لِحاؤُه وتُصْنعُ مِنْهُ الأَرْشِيَةُ وَتَخْرُجُ فِي بَرَمِه عُلَّفة كأَنه الباقِلَّى تأْكله الإِبل وَالْغَنَمُ، وَقِيلَ: هُوَ خَبيث الرِّيحِ وَبِذَلِكَ تَخْبُتْ رِيحُ راعِيته وأَنْفاسُها حَتَّى يُتَنَحَّى عَنْهَا، وَهُوَ مِنْ أَخبث الْمَرَاعِي، وَاحِدَتُهُ عُرْفُطةٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. الأَزهري: العُرْفُطةُ شَجَرَةٌ قَصِيرَةٌ مُتدانية الأَغصان ذاتُ شَوْكٍ كَثِيرٍ طُولُها فِي السَّمَاءِ كَطُولِ الْبَعِيرِ بارِكاً، لَهَا وُرَيْقة صَغِيرَةٌ تَنْبُتُ بالجِبال تَعْلُقُها الإِبلُ أَي تأْكل بفِيها أَعْراض غِصَنَتِها؛ قَالَ مُسَافِرٌ العَبْسيّ يَصِفُ إِبلًا: عَبْسِيّة لَمْ تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَما، ... وَلَمْ تُواضِعْ عُرْفُطاً وسَلَما لكنْ رَعَين الحَزْن، حيثُ ادْلهْمَما، ... بَقْلًا تَعاشِيبَ ونَوْراً تَوْأَما الْجَوْهَرِيُّ: العُرْفُط، بِالضَّمِّ، شَجَرٌ مِنَ العِضاه يَنْضَحُ المُغْفُورَ وبَرَمَتُه بَيْضَاءُ مُدَحْرَجة، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرُ الطَّلْحِ وَلَهُ صَمْغٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ فإِذا أَكلته النَّحْلُ حَصَلَ فِي عَسَلِهَا مِنْ رِيحُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَرِبَ عَسَلًا فِي بَيْتِ امرأَة مِنْ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ لَهُ إِحدى نِسَائِهِ: أَكلتَ مَغافِيرَ، قال: لَا وَلَكِنِّي شَرِبت عَسَلًا، فَقَالَتْ: جَرَسَتْ إِذاً نحْلُه العُرْفُطَ ؛ المَغافِيرُ: صَمْغٌ يسِيل مِنْ شَجَرِ الْعُرْفُطِ حُلو غَيْرَ أَن رَائِحَتَهُ لَيْسَتْ بِطَيِّبَةٍ، والجَرْسُ: الأَكل. وإِبلٌ عُرْفُطِيّةٌ: تأْكل الْعُرْفُطَ. واعْرَنْفَطَ الرجلُ: تَقَبَّضَ. والمُعْرَنْفِطُ: الهَنُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ قَالَتْ لَهُ امرأَته وَقَدْ كَبِرَ: يَا حَبَّذا ذَباذِبُكْ، ... إِذ الشَّبابُ غالِبُكْ فأَجابها: يَا حَبَّذا مُعْرَنْفِطُكْ، ... إِذْ أَنا لَا أُفَرِّطُكْ عرقط: العُرَيْقِطة: دُوَيْبَّةٌ عَرِيضَةٌ كالجُعَلِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ العُرَيْقِطانُ. عزط: العَزْطُ: كأَنه مَقْلُوبٌ عَنِ الطَّعْزِ، وَهُوَ النِّكاحُ. عسط: قَالَ الأَزهري: لَمْ أَجد فِي عَسَطَ شَيْئًا غَيْرَ عَسَطُوسٍ، وَهِيَ شَجَرَةٌ لَيِّنَةُ الأَغصان لَا أُبَنَ لَهَا وَلَا شَوْك، يُقَالُ إِنه الخَيْزُرانُ، وَهُوَ عَلَى بِنَاءِ قَرَبُوسٍ وقَرَقُوسٍ وحَلَكُوكٍ للشَّديد السَّوَادِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: عَصا عَسَطُوسٍ لِينها واعْتِدالها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَيْسَطانُ موضع. عسمط: عَسْمَطْتُ الشيءَ عَسْمَطةً إِذا خَلَطْتَه، عشط: عَشَطه يَعْشِطُه عَشْطاً: جَذَبه، وَقَالَ الأَزهري: لَمْ أَجد فِي ثُلَاثِيٍّ عَشَطَ شيئاً صحيحاً.

عشنط: العشَنَّطُ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ كالعَنْشَطِ، وَجَمْعُهُ عَشَنَّطُونَ وعَشانِطُ، وَقِيلَ فِي جَمْعِهِ: عَشانِطةٌ مِثْلُ عَشانِقةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بُوَيْزِلًا ذَا كِدْنةٍ مُعَلَّطا، ... مِنَ الجِمالِ، بازِلًا عَشَنَّطا قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ الشابُّ الظَّريفُ. الأَصمعي: العَشَنَّطُ والعَنْشَطُ مَعًا الطَّوِيلُ، الأَول بِتَشْدِيدِ النُّونِ، وَالثَّانِي بِتَسْكِينِ النون قبل الشين. عضط: العِضْيَوطُ والعُضْيُوطُ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: الَّذِي يُحْدِثُ إِذا جَامَعَ، وَقَدْ عَضْيَطَ، وَكَذَلِكَ العِذْيَوْطُ. وَيُقَالُ للأَحمق: أَذْوَطُ وأَضْوَطُ. عضرط: العِضْرِطُ والعَضْرَطُ: العِجانُ، وَقِيلَ: هُوَ الخَطّ الَّذِي مِنَ الذَّكَرِ إِلى الدُّبر. والعُضارِطِيُّ: الفرْج الرّخْو؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُواجِهُ بَعْلَها بِعُضارِطِيٍّ، ... كأَنَّ عَلَى مَشافِرِه حَبابا والعِضْرِطُ: اللَّئيمُ. والعُضْرُطُ والعُضْرُوطُ: الخادمُ عَلَى طَعامِ بطْنه، وَهُمُ العَضارِيطُ والعَضارِطةُ. والعَضارِيطُ: التُّبّاعُ وَنَحْوُهُمْ، الْوَاحِدُ عُضْرُطٌ وعُضْرُوطٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِطُفَيْلٍ: وراحِلةٍ أَوْصَيْتُ عُضْرُوطَ رَبِّها ... بِهَا، وَالَّذِي يحْني ليَدْفَعَ أَنْكَبُ يَعْنِي بِرَبِّهَا نَفْسَهُ أَي نزلتُ عَنْ رَاحِلَتِي وركبتُ فَرَسِي لِلْقِتَالِ وأَوصيت الخادِمَ بالراحلةِ. وَقَوْمٌ عَضارِيطُ: صَعالِيكُ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ أَهْلَبُ العِضْرِطِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ العِجانُ مَا بَيْنَ السُّبَّةِ والمَذاكِير؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَتانٌ سافَ عِضْرِطَها حِمار وَهِيَ العِضْرِطُ والبُعْثُط لِلِاسْتِ. يُقَالُ: أَلْزَقَ بُعْثُطَه وعِضْرِطه بالصَّلَّةِ يَعْنِي اسْتَه. وَقَالَ شَمِرٌ: مثَل الْعَرَبِ: إِياك وكُلَّ قِرْنٍ أَهْلَبِ العِضْرِطِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: العِضْرط العِجانُ والخُصْية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقُولُ فِي الْمَثَلِ: إِياك والأَهلبَ العضرِط فإِنك لَا طاقةَ لَكَ بِهِ، قَالَ الشَّاعِرُ: مَهْلًا، بَني رُومانَ بَعْضَ عِتابِكُمْ، ... وإِيّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي عَضارِطا أَرِطُّوا، فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ، ... عَسَى أَنْ تَفُوزوا أَنْ تَكُونوا رَطائطا أَرِطَّ: احْمُقْ. والأَهْلَبُ: هُوَ الْكَثِيرُ شَعْرِ الأُنثَيين. وَيُقَالُ: العِضرط عَجْبُ الذَّنَبِ. الأَصْمعي: العَضارِطُ الأُجراء؛ وأَنشد: أَذاكَ خَيْرٌ، أَيُّها العَضارِطُ، ... وأَيُّها اللَّعْمَظةُ العَمارِطُ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: العُضْروطُ الَّذِي يَخْدُمُ بِطَعَامِ بطنِه، وَمِثْلُهُ اللَّعْمَظُ واللُّعْمُوظُ، والأُنثى لُعْمُوظةٌ. عضرفط: العَضْرَفُوطُ: دُوَيْبَّةٌ بَيْضَاءُ نَاعِمَةٌ. وَيُقَالُ: العَضْرفوط ذَكَرُ العِظاء، وَتَصْغِيرُهُ عُضَيرِفٌ وعُضَيْرِيف، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ العِظاء، وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ تُسَمَّى العِسْوَدَّة بَيْضَاءُ نَاعِمَةٌ، وَجَمْعُهَا عَضافِيطُ وعَضْرفُوطاتٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عُضْفُوط؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

فأَجْحَرَها كرُّها فِيهِمُ، ... كَمَا يُجْحِرُ الحَيّةُ العَضْرَفُوطا عطط: العَطُّ: شقُّ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ عَرضاً أَو طُولًا مِنْ غَيْرِ بَيْنُونة، وَرُبَّمَا لم يقيد ببينُونة. عَطَّ ثوبَه يَعُطُّه عَطّاً، فَهُوَ مَعْطُوطٌ وعَطِيطٌ، واعْتَطَّه وعَطَّطه إِذا شقَّه، شدِّد لِلْكَثْرَةِ. والانْعِطاطُ: الانْشِقاق، وانْعَطَّ هُوَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كأَنَّ، تَحْتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ، ... شَطّاً رَمَيْتَ فَوْقَه بشَطِّ وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ: بضَرْبٍ فِي القَوانِسِ ذِي فُرُوغٍ، ... وطَعْنٍ مِثْلِ تعْطِيطِ الرِّهاطِ وَيُرْوَى: فِي الجماجِمِ ذِي فُضُولٍ، وَيُرْوَى: تَعْطاط. والرَّهْطُ: جِلْدٌ يشقَّق تَلْبَسه الصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرِّهاط جُلود تشقَّق سُيُورًا. والعَطَوَّطُ: الطَّوِيلُ. والأَعطّ: الطَّوِيلُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العُطُطُ المَلاحِفُ المُقَطَّعةُ؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: وَذَلِكَ يَقْتُلُ الفِتْيانَ شَفْعاً، ... ويَسْلُبُ حُلَّةَ الليْثِ العَطاطِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لعمرو بن معديكرب، قِيلَ: هُوَ الجَسِيم الطَّوِيلُ الشُّجاع. والعَطاط: الأَسد وَالشُّجَاعُ. وَيُقَالُ: لَيْثٌ عَطاطٌ، وَشُجَاعٌ عَطاط: جَسِيمٌ شَدِيدٌ، وعَطَّه يَعُطُّه عَطّاً إِذا صَرَعَهُ. وَرَجُلٌ مَعْطُوطٌ مَعْتُوتٌ إِذا غُلِبَ قَوْلًا وَفِعْلًا. وانْعَطَّ العُودُ انْعِطاطاً إِذا تَثَنَّى مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ. والعَطَوَّطُ: الانْطلاقُ السَّرِيعُ كالعَطَوَّدِ. والعَطَوَّدُ: الشديدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعُطْعُط: الجَدْي، وَيُقَالُ لَهُ العُتْعُتُ أَيضاً. والعَطْعَطَةُ: حِكَايَةُ صَوْتٍ. والعَطْعَطَةُ: تَتابُعُ الأَصوات واختلافُها فِي الْحَرْبِ، وَهِيَ أَيضاً حِكَايَةُ أَصوات المُجّانِ إِذا قَالُوا: عِيطِ عِيطِ، وَذَلِكَ إِذا غَلب قَوْمٌ قَوْمًا. يُقَالُ: هُمْ يُعَطْعِطُون وَقَدْ عَطْعَطُوا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْسٍ: إِنه ليُعَطْعِطُ الكلامَ. وعَطْعَطَ بِالذِّئْبِ: قَالَ له عاطِ عاطِ. عظط: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَذَطَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عِظْيَوْطٌ، بِالظَّاءِ، وَهُوَ الَّذِي إِذا أَتَى أَهلَه أَبْدَى. عفط: عَفَطَ يَعْفِطُ عَفْطاً وعَفَطاناً، فَهُوَ عافِطٌ وعَفِطٌ: ضَرطَ؛ قَالَ: يَا رُبَّ خالٍ لكَ قَعْقاعٍ عَفِطْ وَيُقَالُ: عَفَقَ بِهَا وعَفَطَ بِهَا إِذا ضَرطَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَفْطُ الحُصاصُ لِلشَّاةِ والنَّفْطُ عُطاسُها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَلَكَانَتْ دُنياكم هَذِهِ أَهوَنَ عليَّ مِنْ عَفْطةِ عَنْزٍ أَي ضَرْطة عَنْزٍ. والمِعْفَطةُ: الاسْت، وعفَطَتِ النعجةُ والماعِزةُ تَعْفِطُ عَفِيطاً كَذَلِكَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لِفُلَانٍ عافِطةٌ وَلَا نافِطةٌ؛ الْعَافِطَةُ: النَّعْجَةُ وَعَلَّلَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ لأَنها تَعْفِطُ أَي تَضْرطُ، والنافِطةُ إِتباع. قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ مَا لَهُ ثاغِيةٌ وَلَا راغِيةٌ أَي لَا شاةٌ تَثْغُو وَلَا ناقةٌ تَرْغُو. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ مَا لَهُ سارحةٌ وَلَا رائحةٌ، وَمَا لَهُ دَقِيقَةٌ وَلَا جَلِيلة، فالدقيقةُ الشَّاةُ، وَالْجَلِيلَةُ النَّاقَةُ؛ وَمَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ، فالحانَّة النَّاقَةُ تَحِنُّ لِوَلَدِهَا، والآنَّة الأَمةُ تَئِنُّ مِنَ التَّعب؛ وَمَا لَهُ هارِبٌ وَلَا قارِب، فالهارِبُ الصادِرُ عَنِ الْمَاءِ، والقاربُ الطَّالِبُ

لِلْمَاءِ، وَمَا لَهُ عاوٍ وَلَا نابِحٌ أَي مَا لَهُ غَنَمٌ يَعْوِي بِهَا الذِّئْبُ وينْبَح بِهَا الْكَلْبُ؛ وَمَا لَهُ هِلَّعٌ وَلَا هِلَّعةٌ أَي جَدْي وَلَا عَناق. وَقِيلَ: النَّافِطَةُ العَنز أَوِ النَّاقَةُ؛ قَالَ الأَصمعي: العافطةُ الضَّائِنَةُ، وَالنَّافِطَةُ الماعِزة، وَقَالَ غَيْرُ الأَصمعي مِنَ الأَعراب: الْعَافِطَةُ الماعِزة إِذا عطَست، وَقِيلَ: الْعَافِطَةُ الأَمة وَالنَّافِطَةُ الشَّاةُ لأَن الأَمة تعفِط فِي كَلَامِهَا كَمَا يعفِط الرَّجُلُ العِفْطِيُّ، وَهُوَ الأَلْكَن الَّذِي لَا يُفْصِح، وَهُوَ العَفّاطُ، وَلَا يُقَالُ عَلَى جِهَةِ النِّسْبَةِ إِلا عِفْطِيٌّ. والعَفْطُ والعَفِيطُ: نَثِيرُ الشَّاءِ بأُنوفِها كَمَا يَنْثِرُ الحِمار، وَفِي الصِّحَاحِ: نُثِيرُ الضأْن، وَهِيَ العَفْطةُ. وعَفَطتِ الضأْنُ بأُنوفها تَعْفِط عَفْطاً وعَفِيطاً، وَهُوَ صَوْتٌ لَيْسَ بعُطاس، وَقِيلَ: العَفْط والعَفِيط عُطاس المَعز، والعافطةُ الْمَاعِزَةُ إِذا عَطَسَتْ. وعفَط فِي كَلَامِهِ يَعْفِط عَفْطاً: تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ فَلَمْ يُفْصِح، وَقِيلَ: تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَا يُفْهم. وَرَجُلٌ عَفَّاط وعِفْطِيّ: أَلكن، وَقَدْ عَفَت عَفْتاً، وَهُوَ عَفّات. قَالَ الأَزهري: الأَعْفَتُ والأَلفت الأَعْسَرُ الأَخْرَقُ. وعَفَتَ الكلامَ إِذا لَواه عَنْ وَجْهِهِ، وَكَذَلِكَ لَفَتَه، وَالتَّاءُ تُبْدَلُ طَاءً لِقُرْبِ مُخْرَجِهَا. وَالْعَافِطُ: الَّذِي يَصِيحُ بالضأْن لتأْتيه؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّجَّازِ يَصِف غَنَمًا: يَحارُ فِيهَا سالِئٌ وآقِطُ، ... وحالِبانِ ومَحاحٌ عافِطٌ وعفَط الرَّاعِي بِغَنَمِهِ إِذا زجرَها بِصَوْتٍ يُشبه عَفْطَها. والعافِطةُ والعَفّاطةُ: الأَمة الراعِيةُ. والعافِطُ: الرَّاعي؛ وَمِنْ سَبِّهم: يَا ابْنَ الْعَافِطَةِ أَي الراعِية. عفلط: العَفْلَطةُ: خلْطُك الشيءَ، عَفْلَطْتُه بِالتُّرَابِ. ابْنُ سِيدَهْ: عَفْطَل الشيءَ وعَفْلَطَه خَلَطَهُ بِغَيْرِهِ. والعَفَلَّطُ والعِفْلِيطُ: الأَحمق. عفنط: العَفَنَّطُ: اللَّئِيمُ السَّيِّءُ الخُلُقِ. والعَفَنَّطُ أَيضاً: الَّذِي يُسَمَّى عَناقَ الأَرض. عقط: اليَعْقُوطةُ: دُحْروجةُ الجُعَل يعني البعرة. عكلط: لَبَنٌ عُكَلِطٌ وعُكَلِدٌ: خَاثِرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَيْفَ رأَيتَ كُثأَتَيْ عُجَلِطِهْ، ... وكُثْأَةَ الخامِطِ مِنْ عُكَلِطِهْ الأَصمعي: إِذا خَثُر اللَّبَنُ جِدًّا فهو عُكَلِطٌ وعُجَلِط وغُثَلِطٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَثْلَطَ للزَّفَيان: وَلَمْ يَدَعْ مَذْقاً وَلَا عُجالِطا، ... لشارِبٍ حَزْراً، وَلَا عُكالِطا قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ عَلَى فُعَلِلٍ عُكَلِطٌ وعُثَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُمَهِجٌ لِلَّبَنِ الْخَاثِرِ، والهُدَبِدُ للشَّبْكرةِ فِي الْعَيْنِ، وليلٌ عُكَمِسٌ شديدُ الظُّلْمةِ، وإِبل عُكَمِسٌ أَي كَثِيرَةٌ، ودِرْعٌ دُلَمِصٌ أَي برَّاقةٌ، وقِدر خُزَخِزٌ أَي كَبِيرَةٌ، وأَكل الذِّئْبُ مِنَ الشَّاةِ الحُدَلِق، وَمَاءٌ زُوَزِمٌ بَيْنَ المِلح والعَذب، ودُوَدِمٌ شَيْءٌ يُشبه الدَّمِ يَخْرُجُ مِنَ السَّمُرة يَجْعَلُهُ النِّسَاءُ فِي الطرارِ، وَجَاءَ فَعَلُلٌ مِثَالٌ وَاحِدٌ عَرَتُنٌ مَحْذُوفٌ مِنْ عَرَنْتُنٍ. علط: العِلاطُ: صفْحة العُنق مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعِلاطانِ: صَفْحَتَا الْعُنُقِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ. والعِلاطُ: سِمة فِي عُرْض عُنُقِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةُ، والسِّطاعُ بالطُّولِ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ مِنْ كِتَابِ ابْنِ حَبِيبٍ: العِلاط يَكُونُ فِي الْعُنُقِ عَرْضاً، وَرُبَّمَا كَانَ خَطًّا وَاحِدًا، وَرُبَّمَا كَانَ خطَّين، وَرُبَّمَا كَانَ خُطوطاً فِي كُلِّ جَانِبٍ، وَالْجَمْعُ أَعْلِطةٌ وعُلُطٌ. والإِعْلِيطُ: الوَسْمُ بالعِلاطِ. وعَلَطَ البعيرَ والناقةَ يَعْلِطُهما ويَعْلُطُهما عَلْطاً

وعَلَّطَهما: وسَمهما بالعِلاطِ، شُدّد لِلْكَثْرَةِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الأَثر فِي سالِفتِه عَلْطاً كأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ، ... بِلِيتِه عِنْدَ بُذُوحِ الشَّرْطِ البُذُوحُ: الشُّقوقُ. وحَرْزَمٌ: اسْمُ بَعِيرٍ. وعَلَطه بِالْقَوْلِ أَو بالشرِّ يَعْلُطُه عَلْطاً: وسمَه عَلَى الْمِثْلِ، وَهُوَ أَن يَرْمِيَهُ بِعَلَامَةٍ يُعْرَفُ بِهَا، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. والعِلاطُ: الذِّكْرُ بالسُّوء، وَقِيلَ: عَلَطه بِشَرٍّ ذَكَرَهُ بِسُوءٍ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُتَنَخِّلِ: فَلا واللهِ نادَى الحَيُّ ضَيْفِي، ... هُدُوءاً، بالمَساءةِ والعِلاطِ والمَساءةُ: مَصْدَرُ سُؤْتُه مَساءة. وعَلَطه بسَهْم عَلْطاً: أَصابه بِهِ. وَنَاقَةٌ عُلُطٌ: بِلَا سِمَةٍ كعُطُلٍ، وَقِيلَ: بِلَا خِطام؛ قَالَ أَبو دُوَادَ الرُّؤاسي: هلَّا سأَلتِ، جَزاك اللَّهُ سَيِّئةً، ... إِذ أَصْبحَت لَيْسَ فِي حافاتِها قَزَعَهْ وَرَاحَتِ الشَّول كالشَّنّات شاسِفةً، ... لَا يَرْتجي رِسْلَها راعٍ وَلَا رُبَعَهْ واعرَورتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَركُضُه ... أُمُّ الفَوارِسِ بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ وَجَمْعُهَا أَعْلاطٌ؛ قَالَ نِقادةُ الأَسدي: أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا، ... أَصفرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا شَاطَا والعِلاط: الْحَبْلُ الَّذِي فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ. وعَلَّطَ الْبَعِيرَ تَعْليطاً: نَزَعَ عِلاطَه مِنْ عُنقه؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ. والعُلُطُ: الطِّوال مِنَ النُّوقِ. والعُلُط أَيضاً: القِصار مِنَ الحَمير. وَقَالَ كُرَاعٌ: عَلَّط الْبَعِيرَ إِذا نزَع عِلاطَه مِنْ عُنقه، وَهِيَ سِمةٌ بالعَرْض. قَالَ: وَقَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ أَصح؛ وَبَعِيرٌ عَلْطٌ مِنْ «3» خِطامه. وعِلاط الإِبرة: خَيْطُها. وعِلاطُ الشمسِ: الَّذِي تَرَاهُ كَالْخَيْطِ إِذا نَظَرْتَ إِليها. وعِلاطُ النُّجُومِ: المُعَلَّقُ بِهَا، وَالْجَمْعُ أَعْلاط؛ قَالَ: وأَعْلاطُ النُّجومِ مُعَلَّقاتٌ، ... كحَبْلِ الفَرْقِ لَيْسَ لَهُ انْتِصابُ الفَرْقُ: الكَتّان. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي نُسْخَةٍ: كَحَبْلِ القَرْق، قَالَ: الْكَتَّانُ. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرف القَرْق بِمَعْنَى الْكَتَّانِ. وَقِيلَ: أَعْلاطُ الْكَوَاكِبِ هِيَ النُّجومُ المُسَمّاة الْمَعْرُوفَةُ كأَنها مَعْلوطة بالسِّماتِ، وَقِيلَ: أَعلاطُ الكواكبِ هِيَ الدَّرارِي الَّتِي لَا أَسماء لَهَا مِنْ قَوْلِهِمْ نَاقَةٌ عُلُطٌ لَا سِمةَ عَلَيْهَا وَلَا خِطام. ونُوق أَعْلاط، والعِلاطانِ والعُلْطتانِ: الرَّقْمتانِ اللَّتَانِ فِي أَعْناقِ القَمارِي؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: مِنَ الوُرْقِ حَمَّاء العِلاطَيْنِ، باكَرَتْ ... قَضِيبَ أَشاء، مَطْلَع الشمْسِ، أَسْحَما وَقِيلَ: العُلْطتان الرَّقْمَتان اللَّتَانِ فِي أَعناق الطَّيْرِ مِنَ الْقَمَارِيِّ وَنَحْوِهَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُلْطتان طَوْقٌ، وَقِيلَ سِمة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. وَقَالَ الأَزهري: عِلاطا الحَمامةِ طَوْقُها فِي صَفْحَتَيْ عُنقها، وأَنشد بَيْتُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ. والعُلْطة: القِلادة. والعُلْطتان: ودَعتان تَكُونَانِ فِي أَعْناق الصِّبْيَانِ؛ قَالَ حُبَيْنةُ بْنُ طَرِيف العُكْلِيّ يَنْسُبُ بليلى

_ (3). قوله [وبعير علط من إلخ] كذا بالأصل.

الأَخْيَلِيَّة: جَارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ، ... حَيَّاكة تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ، قَدْ خَلَجَت بحاجِبٍ وعَيْنِ، ... يَا قَوْمِ، خَلُّوا بَيْنَهَا وبَيْني، أَشَدَّ مَا خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَقِيلَ: عُلْطتاها قُبلها ودُبرها، وَجَعَلَهُمَا كالسِّمَتين. والعُلْطة والعَلْطُ: سَوَادٌ تخُطُّه المرأَة فِي وَجْهِهَا تَتزيّن بِهِ، وَكَذَلِكَ اللُّعْطةُ. ولُعْطةُ الصَّقْر: صُفْعةٌ فِي وَجْهِهِ. ونعجةٌ عَلْطاء: بِعُرض عُنُقِهَا عُلْطةُ سوادٍ وَسَائِرُهَا أَبيض. والعِلاطُ: الخُصومة وَالشَّرُّ والمُشاغَبةُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: فَلَا واللهِ نادَى الحَيُّ ضَيْفي وأَورد الْبَيْتَ الْمُقَدَّمَ، وَقَالَ: أَي لَا نادَى. والإِعْلِيطُ: مَا سَقَطَ وَرَقُهُ مِنَ الأَغْصان والقُضْبانِ، وَقِيلَ: هُوَ وَرَقُ المَرْخِ، وَقِيلَ: هُوَ وِعَاءُ ثَمَر الْمَرْخِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَها أُذُنٌ حَشْرةٌ مَشْرةٌ، ... كإِعْلِيطِ مَرْخ، إِذا مَا صَفِرْ وَاحِدَتُهُ إِعْلِيطةٌ، شَبَّهَ بِهِ أُذن الْفَرَسُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَب. والعِلْيَطُ: شَجَرٌ بالسَّراةِ تُعمل مِنْهُ القِسِيُّ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: تكادُ فُروعُ العِلْيَط الصُّهْبُ، فَوْقَنا، ... بِهِ وذُرَى الشَّرْيانِ والنِّيمِ تَلْتَقِي واعْلوَّطَنِي الرجلُ: لَزِمني، وَاشْتَقَّهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: كَمَا يَلْزَمُ العِلاطُ عُنُقَ الْبَعِيرِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ. والاعْلِوَّاطُ: ركوبُ الرأْس والتَّقَحُّمُ عَلَى الأُمور بِغَيْرِ رَوِيّةٍ. يُقَالُ: اعْلوَّط فُلَانٌ رأْسه: وَقِيلَ: الاعْلوّاط ركوبُ الْعُنُقِ والتقحُّمُ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ فَوْقُ. واعْلَوّط الجملُ النَّاقَةَ: رَكِبَ عُنقها وتقَحَّمَ مِنْ فَوْقِهَا. واعْلَوّط الجملُ النَّاقَةَ يَعْلَوِّطُها إِذا تَسُدَّاهَا ليَضْرِبَها، وَهُوَ مِنْ بَابِ الافْعِوّال مِثْلِ الاخْرِوّاطِ والاجْلوّاذِ. واعْلَوَّطَ بعيرَه اعْلِوّاطاً إِذا تَعَلَّقَ بعُنقه وعَلاه، وَإِنَّمَا لَمْ تَنْقَلِبِ الْوَاوُ يَاءً فِي الْمَصْدَرِ كَمَا انْقَلَبَتْ فِي اعْشَوْشَبَ اعْشِيشاباً لأَنها مُشَدَّدَةً. والاعْلِوَّاطُ: الأَخذ والحَبْس. والاعلوّاطُ: رُكوب الْمَرْكُوبِ عُرْياً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا مَزِيدًا. والمَعْلُوط: اسْمُ شَاعِرٍ. وعِلْيَطٌ: اسم. علبط: غَنمٌ عُلَبِطةٌ: أَوّلها الخَمسون وَالْمِائَةُ إِلى مَا بَلَغَتْ مِنَ العِدّةِ، وَقِيلَ: هِيَ الْكَثِيرَةُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَلَيْهِ عُلَبِطةٌ مِنَ الضأْنِ أَي قِطْعة فخَصّ بِهِ الضأْنَ. وَرَجُلٌ عُلَبِطٌ وعُلابِطٌ: ضَخْم عَظِيمٌ. وَنَاقَةٌ عُلَبِطة: عَظِيمَةٌ. وصدْر عُلَبِطٌ: عَرِيضٌ. وَلَبَنٌ عُلَبِطٌ: رَائِبٌ مُتَكَبِّدٌ خاثِرٌ جِدًّا، وَقِيلَ كُلُّ غليظٍ عُلَبِطٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَحْذُوفٌ مِنْ فُعالِلٍ، وَلَيْسَ بأَصل لأَنه لَا تَتَوَالَى أَربع حَرَكَاتٍ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ. والعُلَبِطُ والعُلابِطُ: القَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ؛ وَقَالَ: مَا راعَنِي إِلا خَيالٌ، هابِطا ... عَلَى البُيوت قَوْطَه العُلابِطا خيال: اسم راعٍ.

علسط: العَسْلَطةُ والعَلْسَطة: كَلَامٌ غيرُ ذِي نِظام. وَكَلَامٌ مُعَلْسطٌ: لَا نِظَامَ لَهُ. علقط: العِلْقِطُ: الإِتْبُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبه العِلْقةَ. عمط: عَمَطَ عِرْضَه عَمْطاً واعْتَمَطه: عَابَهُ وَوَقَعَ فِيهِ وثَلَبَه بِمَا لَيْسَ فِيهِ. وعَمَطَ نِعْمةَ اللَّهِ عَمْطاً وعَمِطَها عَمْطاً كغَمِطَها؛ لَمْ يَشْكُرْها وكَفَرها. عمرط: العَمَرَّطُ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: الشَّدِيدُ الجَسُور. وَقِيلَ: الخفيفُ مِنَ الفِتْيانِ، وَالْجَمْعُ العَمارِطُ. والعُمْرُوطُ: المارِدُ الصُّعْلُوكُ الَّذِي لَا يَدَعُ شَيْئًا إِلا أَخذه، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اللُّصُوصَ. والعُمْرُوطُ: اللِّصُّ، وَالْجَمْعُ العَمارِيطُ والعَمارِطةُ. وَقَوْمٌ عَمارِطُ: لَا شَيْءَ لَهُمْ، وَاحِدُهُمْ عُمْرُوطٌ. وعَمْرَطَ الشيءَ: أَخذه. عملط: العُمَّلِطُ والعَمَلَّطُ، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ والإِبل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِنِجاد الخَيْبَري: أَما رأَيتَ الرجلَ العَمَلَّطا، ... يأْكلُ لَحْماً بَائِتًا قَدْ ثَعِطا؟ أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكل حَتَّى خَرِطا، ... فأَكثَرَ المَذْبُوبُ مِنْهُ الضَّرِطا، فظَلَّ يَبْكي جَزَعاً وفَطْفَطَا الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو: العَمَلَّسُ القويُّ عَلَى السَّفَرِ والعَمَلَّطُ مِثْلُهُ؛ وأَنشد: قَرَّبَ مِنْهَا كلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ، ... عَجَمْجَمٍ ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ للعمَلِ. وَبَعِيرٌ عَمَلَّطٌ: قويٌّ شديدٌ. عنط: العَنَطُ: طولُ العُنُق وحُسْنُه، وَقِيلَ: هُوَ الطُّول عامَّة. ورجُل عَنَطْنَطٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ: طَوِيلٌ، وأَصل الْكَلِمَةِ عَنَطَ فَكُرِّرَتْ، قَالَ اللَّيْثُ: اشْتِقَاقُهُ مِنْ عَنَطَ وَلَكِنَّهُ أُرْدِفَ بِحَرْفَيْنِ فِي عَجُزه؛ وأَنشد: تَمْطُو السُّرى بِعُنقٍ عَنَطْنَطِ وَمِنَ النَّاسِ مَن خَصّ فَقَالَ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ. وَفِي حَدِيثِ المُتْعةِ: فَتَاةٌ مِثْل البَكْرةِ العَنَطْنَطة أَي الطَّوِيلَةِ العُنُق مَعَ حُسْن قوَام، وعَنَطُها طُولُ عُنقِها وقَوامها، لَا يُجعل مَصْدَرُ ذَلِكَ إِلا العَنَط، قَالَ الأَزهري: وَلَوْ جاءَ فِي الشِّعْرِ عَنَطْنَطَتُها فِي طُولِ عُنُقِها جَازَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ أَسد غَشَمْشَمٌ بَيِّنُ الغَشَم، وَيَوْمٌ عَصَبْصَبٌ بَيِّنُ العَصابةِ. وأَعْنَطَ: جَاءَ بِوَلَدٍ عَنَطْنَط. وَفَرَسٌ عَنَطْنَطةٌ: طَوِيلَةٌ؛ قَالَ: عَنَطْنَط تَعْدُو بِهِ عَنَطْنَطَهْ والعَنَطْنَطُ: الإِبْرِيقُ لطُول عُنُقِه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشدني بعضُ مَنْ لَقِيتُ: فَقَرَّبَ أَكْواساً لَهُ وعَنَطْنَطاً، ... وجاءَ بتُفَّاحٍ كَثيرٍ دَوارِكِ والعِنْطِيانُ: أَوَّلُ الشَّبابِ، وَهُوَ فِعْلِيانٌ، بِكَسْرِ الْفَاءِ؛ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ السَّرَّاج. عنبط: رجُل عُنْبُطٌ وعُنْبُطةٌ: قصير كثير اللحم. عنشط: العَنْشَطُ: الطَّوِيل مِنَ الرِّجالِ كالعَشَنَّطِ. والعَنْشَطُ أَيضاً: السَّيِءُ الخُلُقِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَتاكَ مِنَ الفِتْيانِ أَرْوَعُ ماجِدٌ، ... صَبُورٌ عَلَى مَا نابَه غيرُ عَنْشَطِ

وعَنْشَطَ: غَضِبَ. العَنْشَطُ: الطويلُ، وكذلك العَشَنَّطُ كالعَشَنَّقِ. عنفط: العُنْفُطُ: اللَّئِيمُ مِنَ الرِّجال السَّيِءُ الخُلُقِ. والعُنْفُطُ أَيضاً: عَناقُ الأَرضِ. عوط: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عاطَتِ الناقةُ تَعُوطُ عَوْطاً وتَعوَّطَتْ كتَعَيَّطَتْ، وأَحال عَلَى تَرْجَمَةِ عَيَطَ، وَقَالَ الأَزهري: قَالَ الْكِسَائِيُّ إِذا لَمْ تَحْمِلِ النَّاقَةُ أَول سَنَةٍ يَطْرُقُها الْفَحْلُ فَهِيَ عَائِطٌ وحائلٌ، فإِذا لَمْ تَحْمِلِ السنةَ المُقبلة أَيضاً فَهِيَ عائطُ عُوطٍ وعُوطَطٍ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وعائطُ عِيطٍ، قَالَ: وَجَمْعُهَا عُوطٌ وعِيطٌ وعِيطَطٌ وعُوطَطٌ وحُولٌ وحُولَلٌ، قَالَ: وَيُقَالُ عاطَتِ النَّاقَةُ تَعُوطُ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عُوطَطٌ مَصْدَرٌ وَلَا يَجْعَلُهُ جَمْعًا، وَكَذَلِكَ حُولَلٌ. وَقَالَ العَدَبَّسُ الكِناني: يُقَالُ تَعَوَّطَت إِذا حُمِل عَلَيْهَا الْفَحْلُ فَلَمْ تَحْمِل، وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: بَكْرة عائطٌ، وَجَمَعَهَا عِيطٌ وَهِيَ تَعِيطُ، قَالَ: فأَما الَّتِي تَعْتاطُ أَرحامُها فعائطُ عُوطٍ، وَهِيَ مِنْ تَعُوط؛ وأَنشد: يَرُعْنَ إِلى صَوْتي إِذا مَا سَمِعْنَه، ... كَمَا تَرْعَوِي عِيطٌ إِلى صَوْتِ أَعْيَسا وَقَالَ آخَرُ: نَجائب أَبْكارٍ لَقِحْنَ لِعِيطَطٍ، ... ونِعْمَ، فَهُنَّ المُهْجِراتُ الحَيائرُ وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي لَمْ تحمل سنوات من غير عقْر: قَدِ اعْتاطتِ اعْتِيَاطًا، فَهِيَ معْتاطٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ اعْتِياطُها مِنْ كَثْرَةِ شَحْمِها أَي اعتاصَتْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ اعتاطَتْ وتَعَوَّطَت وتَعَيَّطَت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ مُصَدِّقاً فأُتيَ بشاةٍ شافِعٍ فَلَمْ يأْخُذْها، فَقَالَ: ائتِني بمُعْتاطٍ ، والشافعُ الَّتِي معَها ولدُها، وَرُبَّمَا قَالُوا: اعْتاطَ الأَمرُ إِذا اعْتاصَ، قَالَ: وَقَدْ تَعْتاطُ المرأَةُ. وَنَاقَةٌ عائطٌ، وَقَدْ عاطَتْ تَعِيطُ عِياطاً، ونُوق عِيطٌ وعُوطٌ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَالَ عاطَتْ تَعُوطُ، وَجَمْعُ الْعَائِطِ عَوائطُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: العِيط خِيارُ الإِبل وأَفْتاؤُها مَا بَيْنَ الحِقَّةِ إِلى الرَّباعِيةِ. عيط: العَيَطُ: طُول العُنق. رَجُلٌ أَعْيَطُ وامرأَة عَيْطاء: طَوِيلَةُ العُنق. وَفِي حَدِيثِ المُتْعةِ: فانطلقتُ إِلى امرأَةٍ كأَنها بَكَرَةٌ عَيْطاء ، العَيْطاء: الطَّوِيلَةُ الْعُنُقِ فِي اعْتدال، وَنَاقَةٌ عَيْطاء كَذَلِكَ، وَالذَّكَرُ أَعْيَطُ، وَالْجَمْعُ عِيطٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ جَمَلٌ أَعيَطُ وَنَاقَةٌ عَيْطاء قَالَ: وَيُقَالُ عَيَّاطٌ أَيضا، قَالَ الأَعشى: صَمَحْمَح مُجَرَّب عَيَّاط وهَضْبةٌ عَيْطاء: مرتفِعةٌ. وقارةٌ عَيْطاء: مُشْرِفةٌ اسْتطالتْ فِي السَّمَاءِ. وفَرس عَيْطاء وخَيْل عِيطٌ: طِوالٌ. وقَصْر أَعْيَطُ: مُنِيفٌ، وعِزّ أَعيطُ كَذَلِكَ عَلَى المثَل، قَالَ أُمَيَّةُ: نَحْنُ ثَقِيفٌ، عِزُّنا مَنِيعُ ... أَعْيَطُ، صَعْبُ المُرْتَقَى رَفِيعُ وَرَجُلٌ أَعْيَطُ: أَبيٌّ مُتَمَنِّعٌ، قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وَلَا يَشْعُرُ الرُّمْحُ، الأَصَمُّ كُعوبُه، ... بثَرْوةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ المتظلمُ: هُنَا الظالمُ، وَيُوصَفُ بِذَلِكَ حُمُرُ الوحْشِ، وَقِيلَ: الأَعيطُ الطويلُ الرأْسِ وَالْعُنُقِ وَهُوَ سَمْح. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعاطتِ الناقةُ تَعِيطُ عِياطاً وتعَيَّطَتْ وَاعْتَاطَتْ لَمْ تَحْمِلْ سِنِين مِنْ غَيْرِ عُقْرٍ،

فصل الغين المعجمة

وَهِيَ عائطٌ مِنْ إِبل عُيَّطٍ وعِيط وعِيطاتٍ وعُوطٍ، الأَخيرة عَلَى مَنْ قَالَ رُسْل، وَكَذَلِكَ المرأَةُ وَالْعَنْزُ، وَرُبَّمَا كَانَ اعْتِياطُ الناقةِ مِنْ كَثْرَةِ شحْمِها، وَقَالُوا عائطُ عِيطٍ وعُوطٍ وعُوطَطٍ فبالَغوا بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فاعْمِد إِلى عَناق مُعْتاطٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْتاطُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي امتنَعت مِنَ الحَبَل لسِمَنِها وَكَثْرَةِ شَحْمِهَا وَهِيَ فِي الإِبل الَّتِي لَا تَحْمِل سَنَوَاتٍ مِنْ غَيْرِ عُقْر، وَالَّذِي جاءَ فِي الْحَدِيثِ أَن الْمُعْتَاطَ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَقَدْ حانَ وِلادُها، وَهَذَا بِخِلَافِ مَا تقدَّم فِي عَوَطَ وَعَيَطَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: إِلا أَن يُرِيدَ بِالْوِلَادِ الْحَمْلَ أَي أَنها لَمْ تَحْمِلْ وَقَدْ حَانَ أَن تَحْمِلَ، وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ مَعْرِفَةِ سنِّها وأَنها قَدْ قَارَبَتِ السِّنَّ الَّتِي يَحْمِلُ مِثْلُهَا فِيهَا، فَسُمِّيَ الْحَمْلُ بالولادةِ، وَالْمِيمُ وَالتَّاءُ زَائِدَتَانِ. والعُوطَطُ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: اسْمٌ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ قُلِبَتْ فِيهِ الْيَاءُ وَاوًا وَلَمْ يُجْعَلْ بِمَنْزِلَةِ بِيض حَيْثُ خَرَجَتْ إِلى مِثالِها هَذَا وَصَارَتْ إِلى أَربعة أَحرف وكأَن الِاسْمَ هُنَا لَا تُحَرَّكُ ياؤُه مَا دَامَ عَلَى هَذِهِ الْعُدَّةِ، وأَنشد: مُظاهِرة نَيّاً عتِيقاً وعُوطَطاً، ... فَقَدْ أَحْكَما خَلْقاً لَهَا مُتبايِنا والعائطُ مِنَ الإِبل: الْبَكْرَةُ الَّتِي أَدْرَك إِنا رَحِمِها فَلَمْ تَلْقَحْ، وَقَدِ اعْتاطَتْ، وَهِيَ مُعْتاطٌ، وَالِاسْمُ العُوطةُ والعُوطَطُ. والتَّعَيُّط: أَن يَنْبُعَ حَجَرٌ أَو شَجَرٌ أَو عُودٌ فَيَخْرُجَ مِنْهُ شِبْه مَاءٍ فيُصَمِّغَ أَو يَسِيل. وتَعَيَّطَتِ الذِّفْرى بالعرَقِ: سَالَتْ، قَالَ الأَزهري: وَذِفْرَى الْجَمَلِ تَتَعَيَّطُ بالعرَق الأَسود، وأَنشد: تَعَيَّطُ ذِفْراها بجَوْنٍ كأَنَّه ... كُحَيْلٌ، جرَى مِنْ قُنْفُذِ اللِّيتِ نابِعُ وعِيطِ عِيطِ: كَلِمَةٌ يُنادى بِهَا عِنْدَ السُّكْر أَو الغَلبةِ، وَقَدْ عَيَّطَ. قَالَ الأَزهري: عيطِ كَلِمَةٌ يُنادي بِهَا الأَشِرُ عِنْدَ السُّكْرِ يَلْهَجُ بِهِ عِنْدَ الْغَلَبَةِ، فإِن لَمْ يَزِدْ عَلَى وَاحِدَةٍ قَالُوا: عيَّطَ، وإِن رجَّع قَالُوا: عَطْعَطَ. وَيُقَالُ: عَيَّطَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا قَالَ لَهُ عِيطِ عِيطِ. والتعَيُّطُ: غضَبُ الرَّجُلِ واخْتَلاطُه وتكَبُّرُه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:» والبَغْيَ مِنْ تَعَيُّطِ العَيّاطِ وَقَالَ: التَّعَيُّطُ هَاهُنَا الجَلَبةُ وصِياحُ الأَشر بِقَوْلِهِ عِيطِ. ومَعْيَط: مَوْضِعٌ، قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّةَ: هلِ اقْتَنى حَدَثانُ الدَّهْرِ مِنْ أَحَدٍ ... كانُوا بمَعْيَطَ، لَا وَخْشٍ وَلَا قَزَمِ؟ كَانُوا فِي مَوْضِعِ نَعْتٍ لأَحد أَي هَلْ أَبْقى حدثانُ الدهرِ وَاحِدًا مِنْ أُناس كَانُوا هُنَاكَ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَعْيَطٌ مَفْعَلٌ مِنْ لَفْظِ عَيْطاء واعْتاطَتْ إِلا أَنه شَذَّ، وَكَانَ قياسُه الإِعلال مَعاطٌ كَمقامٍ ومَباعٍ غَيْرَ أَن هَذَا الشُّذُوذَ فِي العَلم أَسهل مِنْهُ فِي الْجِنْسِ، وَنَظِيرُهُ مَرْيَم ومَكْوَزة. فصل الغين المعجمة غبط: الغِبْطةُ: حُسْنُ الحالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ غَبْطاً لَا هَبْطاً ، يَعْنِي نسأَلُك الغِبْطةَ ونَعوذُ بِكَ أَن نَهْبِطَ عَنْ حالِنا. التَّهْذِيبُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ غَبْطاً لَا هَبْطاً أَنَّا نسأَلُك نِعْمة نُغْبَطُ بها، وأَن لا تُهْبِطَنا مِنَ الحالةِ الحسنَةِ إِلى السيئةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ ارْتِفاعاً لَا اتِّضاعاً، وَزِيَادَةً مِنْ فَضْلِكَ لَا حَوْراً ونقْصاً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنزلنا مَنْزِلة نُغْبَطُ

_ (1). قوله [ذو الرمة] غلط والصواب رؤبة كما قال شارح القاموس

عَلَيْهَا وجَنِّبْنا مَنازِلَ الهُبوطِ والضَّعةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نسأَلك الغِبْطةَ، وَهِيَ النِّعْمةُ والسُّرُورُ، ونعوذُ بِكَ مِنَ الذُّلِّ والخُضوعِ. وَفُلَانٌ مُغْتَبِطٌ أَي فِي غِبْطةٍ، وَجَائِزٌ أَن تَقُولَ مُغْتَبَطٌ، بِفَتْحِ الْبَاءِ. وَقَدِ اغْتَبَطَ، فَهُوَ مُغْتَبِطٌ، واغْتُبِطَ فَهُوَ مُغْتَبَطٌ، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. والاغْتِباطُ: شُكرُ اللهِ عَلَى مَا أَنعم وأَفضل وأَعْطى، وَرَجُلٌ مَغْبوطٌ. والغِبْطةُ: المَسَرَّةُ، وَقَدْ أَغْبَطَ. وغَبَطَ الرجلَ يَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً: حسَدَه، وَقِيلَ: الحسَدُ أَن تَتَمنَّى نِعْمته عَلَى أَن تَتَحَوَّلَ عَنْهُ، والغِبْطةُ أَن تَتَمنَّى مِثْلَ حَالِ المَغْبوطِ مِنْ غَيْرِ أَن تُريد زَوَالَهَا وَلَا أَن تَتَحَوَّلَ عَنْهُ وَلَيْسَ بِحَسَدٍ، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَسَدَ قَالَ: الغَبْطُ ضرْب مِنَ الحسَد وَهُوَ أَخفّ مِنْهُ، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا سُئِلَ: هَلْ يَضُرُّ الغَبْطُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا يضرُّ الخَبْطُ ، فأَخبر أَنه ضارٌّ وَلَيْسَ كضَرَرِ الحسَدِ الَّذِي يَتَمَنَّى صاحبُه زَيَّ النعمةِ عَنْ أَخيه؛ والخَبْطُ: ضرْبُ وَرَقِ الشَّجَرِ حَتَّى يَتَحاتَّ عَنْهُ ثُمَّ يَسْتَخْلِفَ مِنْ غَيْرِ أَن يَضُرَّ ذَلِكَ بأَصل الشَّجَرَةِ وأَغْصانها، وَهَذَا ذَكَرَهُ الأَزهري عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ فِي تَرْجَمَةِ غَبَطَ، فَقَالَ: سُئل النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: هَلْ يضرُّ الغَبْطُ؟ فَقَالَ: لَا إِلَّا كَمَا يَضُرُّ العِضاهَ الخَبْطُ ، وَفَسَّرَ الغبطَ الحسَدَ الْخَاصَّ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: غَبَطْتُ الرَّجُلَ أَغْبِطُه غَبْطاً إِذا اشتهيْتَ أَن يَكُونَ لَكَ مثلُ مَا لَه وأَن لَا يَزول عَنْهُ مَا هُوَ فِيهِ، وَالَّذِي أَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن الغَبْط لَا يضرُّ ضرَر الحسَدِ وأَنَّ مَا يَلْحَقُ الغابِطَ مِنَ الضَّررِ الراجعِ إِلى نُقصان الثَّوَابِ دُونَ الإِحْباط، بِقَدْرِ مَا يَلْحَقُ العِضاه مِنْ خَبْطِ وَرَقِهَا الَّذِي هُوَ دُونَ قَطْعِهَا وَاسْتِئْصَالِهَا، ولأَنه يَعُودُ بَعْدَ الْخَبْطِ ورقُها، فَهُوَ وإِن كَانَ فِيهِ طرَف مِنَ الْحَسَدِ فَهُوَ دُونَهُ فِي الإِثْم، وأَصلُ الحسدِ القَشْر، وأَصل الغَبْطِ الجَسُّ، وَالشَّجَرُ إِذا قُشِر عَنْهَا لِحاؤها يَبِسَت وإِذا خُبِط ورقُها استخلَف دُونَ يُبْس الأَصل. وَقَالَ أَبو عَدْنان: سأَلت أَبا زَيْدٍ الْحَنْظَلِيَّ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيضر الغبطُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا يَضُرُّ العِضاهَ الخبطُ ، فَقَالَ: الغبْط أَن يُغْبَطَ الإِنسانُ وضَرَرُه إِيّاه أَن تُصِيبَه نَفْسٌ، فَقَالَ الأَبانيُّ: مَا أَحسنَ مَا استَخْرجها تُصِيبه العينُ فتُغيَّر حالُه كَمَا تُغَيَّرُ العِضاهُ إِذا تَحَاتَّ ورقُها. قَالَ: والاغْتِباطُ الفَرَحُ بالنِّعمة. قَالَ الأَزهري: الغَبْطُ رُبَّمَا جلَبَ إِصابةَ عَيْنٍ بالمَغْبُوطِ فَقَامَ مَقام النَّجْأَةِ المَحْذُورةِ، وَهِيَ الإِصابةُ بِالْعَيْنِ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُكنّي عَنِ الْحَسَدِ بالغَبْط. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: أَيضر الْغَبْطُ؟ قَالَ: نَعَمْ كَمَا يَضُرُّ الْخَبْطُ ، قَالَ: الغبْط الحسَدُ. قَالَ الأَزهري: وفرَق اللهُ بَيْنَ الغَبط والحَسد بِمَا أَنزله فِي كِتَابِهِ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ واعْتَبره، فَقَالَ عزَّ مِنْ قَائِلٍ: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ، لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ، وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ بَيَانُ أَنه لَا يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَن يَتَمَنَّى إِذا رأَى عَلَى أَخيه الْمُسْلِمِ نِعمة أَنعم اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ أَن تُزْوَى عَنْهُ ويُؤْتاها، وَجَائِزٌ لَهُ أَن يَتَمَنَّى مِثْلَهَا بِلَا تَمَنّ لزَيِّها عَنْهُ، فالغَبْط أَن يَرى المَغْبُوطَ فِي حَالٍ حسَنة فَيَتَمَنَّى لِنَفْسِهِ مثلَ تِلْكَ الحالِ الْحَسَنَةِ مِنْ غَيْرِ أَن يَتَمَنَّى زَوَالَهَا عَنْهُ، وإِذا سأَل اللهَ مِثْلَهَا فَقَدِ انْتَهَى إِلى مَا أَمَرَه بِهِ ورَضِيَه لَهُ، وأَما الحسَدُ فَهُوَ أَن يشتهِيَ أَن يَكُونَ لَهُ مالُ الْمَحْسُودِ وأَن يَزُولَ عَنْهُ مَا هُوَ فِيهِ، فَهُوَ يَبْغِيه الغَوائلَ عَلَى مَا أُوتِيَ مِنْ حُسْنِ الْحَالِ وَيَجْتَهِدُ فِي إِزَالَتِهَا عَنْهُ بَغْياً وظُلماً،

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ؛ وَقَدْ قَدَّمْنَا تَفْسِيرَ الْحَسَدِ مُشْبَعاً. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهم أَهلُ الجمْع ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً: يأْتي عَلَى الناسِ زَمَانٌ يُغْبَطُ الرجلُ بالوَحْدةِ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ أَبو العَشرة ، يَعْنِي كَانَ الأَئمة فِي صدْر الإِسلام يَرْزُقون عِيال الْمُسْلِمِينَ وذَرارِيَّهم مِنْ بيتِ الْمَالِ، فَكَانَ أَبو العَشرة مَغْبُوطاً بِكَثْرَةِ مَا يصل إِليهم مِنْ أَرزاقهم، ثُمَّ يَجيء بعدَهم أَئمة يَقْطَعون ذَلِكَ عَنْهُمْ فَيُغْبَطُ الرجلُ بالوحْدةِ لِخِفّة المَؤُونةِ، ويُرْثَى لصاحبِ العِيال. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: أَنه جَاءَ وَهُمْ يُصلُّون فِي جَمَاعَةٍ فَجَعَلَ يُغَبِّطُهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِالتَّشْدِيدِ، أَي يَحْمِلُهم عَلَى الغَبْطِ وَيَجْعَلُ هَذَا الْفِعْلَ عِنْدَهُمْ مِمَّا يُغْبَطُ عَلَيْهِ، وإِن رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ فَيَكُونُ قَدْ غَبَطَهم لتقدُّمِهم وسَبْقِهم إِلى الصَّلَاةِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: تَقُولُ مِنْهُ غَبَطْتُه بِمَا نالَ أَغْبِطُه غَبْطاً وغِبْطةً فاغْتَبَطَ، هُوَ كَقَوْلِكَ مَنَعْتُه فامْتنَع وحبستُه فَاحْتَبَسَ؛ قَالَ حُرَيْثُ بْنُ جَبلةَ العُذْريّ، وَقِيلَ هُوَ لعُشِّ بْنِ لَبِيدٍ الْعُذْرِيِّ: وبَيْنَما المَرءُ فِي الأَحْياءِ مُغْتَبِطٌ، ... إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَي هُوَ مُغْتَبِطٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيه أَبو سعِيد، بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَي مَغْبُوطٌ. وَرَجُلٌ غَابطٌ مِنْ قومٍ غُبَّطٍ؛ قَالَ: والنَّاس بَيْنَ شامِتٍ وغُبَّطِ وغَبَطَ الشاةَ والناقةَ يَغْبِطُهما غَبْطاً: جَسَّهُما لِيَنْظُرَ سِمَنَهما مِنْ هُزالِهِما؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ يهْجُو قَوْمًا مِنْ سُلَيْم: إِذا تَحَلَّيْتَ غَلَّاقاً لِتَعْرِفَها، ... لاحَتْ مِنَ اللُّؤْمِ فِي أَعْناقِه الكُتب «2» إِني وأَتْيِي ابنَ غَلَّاقٍ ليَقْرِيَني ... كغابطِ الكَلْبِ يَبْغِي الطِّرْقَ فِي الذَّنَبِ وَنَاقَةٌ غَبُوطٌ: لَا يُعْرَف طِرْقُها حَتَّى تُغْبطَ أَي تُجَسّ بِالْيَدِ. وغَبَطْتُ الكَبْش أَغْبطُه غَبْطاً إِذا جَسَسْتَ أَليته لتَنْظرَ أَبه طِرْقٌ أَم لَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي وائلٍ: فغَبَطَ مِنْهَا شَاةً فإِذا هِيَ لَا تُنْقِي أَي جَسّها بِيَدِهِ. يُقَالُ: غَبَطَ الشاةَ إِذا لَمَسَ مِنْهَا المَوضع الَّذِي يُعْرَف بِهِ سِمَنُها مِنْ هُزالها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فإِنه أَراد بِهِ الذَّبْحَ، يُقَالُ: اعْتَبَطَ الإِبلَ وَالْغَنَمَ إِذا ذَبَحَهَا لِغَيْرِ دَاءٍ. وأَغْبَطَ النباتُ: غَطّى الأَرض وكثفَ وتَدانَى حَتَّى كأَنه مِنْ حَبَّة وَاحِدَةٍ؛ وأَرض مُغْبَطةٌ إِذا كَانَتْ كَذَلِكَ. رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: والغَبْطُ والغِبْطُ القَبضاتُ المَصْرُومةُ مِنَ الزَّرْع، وَالْجَمْعُ غُبُطٌ. الطائِفيّ: الغُبُوطُ القَبضاتُ الَّتِي إِذا حُصِدُ البُرّ وُضِعَ قَبْضَة قَبْضة، الْوَاحِدُ غَبْط وغِبْط. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغُبوطُ القَبَضاتُ المَحْصودةُ المتَفرّقةُ مِنَ الزَّرْع، وَاحِدُهَا غَبْطٌ عَلَى الْغَالِبِ. والغَبِيطُ: الرَّحْلُ، وَهُوَ لِلنِّسَاءِ يُشَدُّ عَلَيْهِ الهوْدَج؛ وَالْجَمْعُ غُبُطٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لوَعْلةَ الجَرْمِيّ: وهَلْ تَرَكْت نِساء الحَيّ ضاحِيةً، ... فِي ساحةِ الدَّارِ يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟ وأَغْبَطَ الرَّحْلَ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ إِغْباطاً، وَفِي التَّهْذِيبِ: عَلَى ظَهْرِ الدابةِ: أَدامه وَلَمْ يحُطَّه عنه؛ قال حميد

_ (2). قوله [في أعناقه] أَنشده شارح القاموس في مادة غلق أَعناقها.

الأَرقط وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النجمِ: وانْتَسَفَ الجالِبَ منْ أَنْدابهِ ... إِغْباطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلابِه جَعَل كُلَّ جُزْء مِنْهُ صُلْباً. وأَغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمّى. دامتْ. وَفِي حَدِيثِ مرضِه الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أَغْبَطَتْ عَلَيْهِ الحُمّى أَي لَزِمَتْه، وَهُوَ مِنْ وضْع الغَبِيط عَلَى الْجَمَلِ. قَالَ الأَصْمعيّ: إِذا لَمْ تُفَارِقِ الحُمّى المَحْمومَ أَياماً قِيلَ: أَغْبَطَتْ عَلَيْهِ وأَرْدَمَتْ وأَغْمَطَتْ، بِالْمِيمِ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: والإِغْباطُ يَكُونُ لَازِمًا وَوَاقِعًا كَمَا تَرَى. وَيُقَالُ: أَغْبَطَ فلانٌ الرُّكوب إِذا لَزِمه؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: حَتَّى تَرَى البَجْباجةَ الضَّيّاطا ... يَمْسَحُ، لَمَّا حالَفَ الإِغْباطَا، بالحَرْفِ مِنْ ساعِدِه المُخاطا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سَيْرٌ مُغْبِطٌ ومُغْمِطٌ أَي دَائِمٌ لَا يَسْتَريحُ، وَقَدْ أَغْبَطُوا عَلَى رُكْبانِهم فِي السيْرِ، وَهُوَ أَن لَا يَضَعُوا الرّحالَ عَنْهَا لَيْلًا وَلَا نَهَارًا. أَبو خَيْرةَ: أَغْبَطَ عَلَيْنَا المطَرُ وَهُوَ ثُبُوتُهُ لَا يُقْلعُ بعضُه عَلَى أَثر بَعْضٍ. وأَغْبَطَتْ عَلَيْنَا السَّمَاءُ: دَامَ مَطَرُها واتَّصَلَ. وسَماء غَبَطَى: دائمةُ الْمَطَرِ. والغَبيطُ: المَرْكَبُ الَّذِي هُوَ مِثْلُ أُكُفِ البَخاتِيّ، قَالَ الأَزهري: ويُقَبَّبُ بِشِجارٍ وَيَكُونُ للحَرائِر، وَقِيلَ: هُوَ قَتَبةٌ تُصْنَعُ عَلَى غَيْرِ صَنْعةِ هَذِهِ الأَقْتاب، وَقِيلَ: هُوَ رَحْل قَتَبُه وأَحْناؤه وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ غُبُطٌ؛ وقولُ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيّ: يَرْمُونَ عَنْ عَتَلٍ كَأَنَّها غُبُطٌ ... بِزَمْخَرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا يَعْنِي بِهِ خشَب الرِّحالِ، وَشَبَّهَ القِسِيّ الفارِسيّةَ بِهَا. اللَّيْثُ: فَرَسٌ مُغْبَطُ الكاثِبة إِذا كَانَ مُرْتَفِعَ المِنْسَجِ، شُبِّهَ بِصَنْعَةِ الْغَبِيطِ وَهُوَ رحْل قَتَبُه وأَحْناؤه وَاحِدَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُغْبَط الحارِكِ مَحْبُوك الكَفَلْ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: كأَنّها غُبُطٌ فِي زَمْخَرٍ ؛ الغُبُطُ: جَمْعُ غَبيطٍ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُوَطَّأُ للمرأَة عَلَى الْبَعِيرِ كالهَوْدَج يُعْمَلُ مِنْ خَشَبٍ وَغَيْرِهِ، وأَراد بِهِ هَاهُنَا أَحَدَ أَخشابه «1»، شُبِّهَ بِهِ الْقَوْسُ فِي انْحِنائها. والغَبِيطُ: أَرْض مُطْمَئنة، وَقِيلَ: الغَبِيطُ أَرض واسعةٌ مُسْتَوِيَةٌ يَرْتَفِعُ طَرفاها. والغَبِيطُ: مَسِيلٌ مِنَ الْمَاءِ يَشُقُّ فِي القُفّ كَالْوَادِي فِي السَّعةِ، وَمَا بَيْنَ الغَبيطَيْنِ يَكُونُ الرَّوْضُ والعُشْبُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَوْلُهُ: خَوَّى قَليلًا غَير مَا اغْتِباطِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنَّ مَعْنَاهُ لَمْ يَرْكَن إِلى غَبيطٍ مِنَ الأَرض واسعٍ إِنما خوَّى عَلَى مكانٍ ذِي عُدَواء غيرِ مُطَمْئِنٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ وَلَا غَيْرُهُ. والمُغْبَطة: الأَرض الَّتِي خَرَجَتْ أُصولُ بقْلِها مُتدانِيةً. والغَبِيطُ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: فمالَ بِنا الغَبِيطُ بِجانِبَيْه ... علَى أَرَكٍ، ومالَ بِنا أُفاقُ والغَبِيطُ: اسْمُ وادٍ، وَمِنْهُ صَحْرَاءُ الغَبِيطِ. وغَبِيطُ المَدَرةِ: مَوْضِعٌ. ويَوْمُ غَبِيطِ الْمَدَرَةِ: يومٌ كَانَتْ فِيهِ وقْعة لشَيْبانَ وتَميمٍ غُلِبَتْ فيه

_ (1). قوله [أحد أَخشابه] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في النهاية: آخر أخشابه.

شَيْبانُ؛ قَالَ: فإِنْ تَكُ فِي يَوْمِ العُظالَى مَلامةٌ، ... فَيَوْمُ الغَبِيطِ كَانَ أَخْزَى وأَلْوَما غطط: غَطّه فِي الْمَاءِ يَغُطُّه ويَغِطُّه غَطّاً: غَطَّسَه وغَمَسَه ومَقَلَه وغَوَّصَه فِيهِ. وانْغَطَّ هُوَ فِي الْمَاءِ انْغِطاطاً إِذ انْقَمَس فِيهِ، بِالْقَافِ. وتَغاطَّ القومُ يَتَغاطُّونَ أَي يَتَماقَلُون فِي الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْتِدَاءِ الوَحْي: فأَخَذني جِبريلُ فَغَطَّنِي ؛ الغَطُّ: العَصْرُ الشَّدِيدُ والكَبْسُ، وَمِنْهُ الغَطُّ فِي الْمَاءِ الغَوْصُ، قِيلَ: إِنما غَطَّه لِيَخْتَبِره هَلْ يَقُولُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ: أَنهما كَانَا يَتغاطّانِ فِي الْمَاءِ وَعُمَرُ يَنْظُرُ أَي يَتَغامَسانِ فِيهِ يَغُطُّ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه. وغَطَّ فِي نَوْمِهِ يَغِطُّ غَطِيطاً: نَخَرَ. وغطَّ البعيرُ يغِطُّ غَطِيطاً أَي هَدَرَ فِي الشِّقْشقةِ، وَقِيلَ: هَدَرَ فِي غَيْرِ الشِّقْشِقَةِ، قَالَ: وإِذا لَمْ يَكُنْ فِي الشِّقْشِقَةِ فَهُوَ هَدِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: واللهِ مَا يَغِطُّ لَنَا بَعِيرٌ ؛ غطَّ البعيرُ: هدَر فِي الشِّقْشقةِ، والناقةُ تَهْدِرُ وَلَا تَغِطُّ لأَنه لَا شِقْشِقةَ لَها. وغَطِيطُ النائمِ والمَخْنوقِ: نَخِيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نامَ حَتَّى سُمِعَ غَطِيطُه ؛ هُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يَخْرُجُ مَعَ نَفَسِ النَّائِمِ، وَهُوَ تَرْدِيدُهُ حَيْثُ لَا يَجِدُ مَساغاً، وغَطَّ يَغِطُّ غَطّاً وغَطِيطاً، فهو غائطٌ. وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْوَحْيِ: فإِذا هُوَ مُحْمَرُّ الوجهِ يَغِطُّ. وغطَّ الفَهْد والنِّمرُ والحُبارى: صوَّتَ. والغَطاط: القَطا، بِفَتْحِ الْغَيْنِ، وَقِيلَ: ضَرْب مِنَ الْقَطَا، وَاحِدَتُهُ غَطاطةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَثارَ فارِطُهُمْ غَطاطاً جُثَّماً، ... أَصْواتُها كتَراطُنِ الفُرْسِ وَقِيلَ: القَطا ضرْبانِ: فالقِصارُ الأَرجلِ الصفْرُ الأَعناقِ السودُ القوادِم الصُّهْبُ الخَوافِي هِيَ الكُدْرِيَّةُ والجُونِيَّةُ، والطِّوالُ الأَرجلِ البيضُ البطونِ الغُبْرُ الظهورِ الواسعةُ العُيونِ هِيَ الغَطاطُ؛ وَقِيلَ: الْغَطَاطُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ لَيْسَ مِنَ الْقَطَا هنَّ غُبْر البطونِ والظهورِ والأَبدان سودُ الأَجنحة، وَقِيلَ: سودُ بطونِ الأَجنحةِ طِوالُ الأَرجل والأَعْناقِ لِطافٌ، وبأَخْدَعَيِ الغَطاطةِ مثلُ الرَّقْمَتَيْنِ خَطَّانِ أَسود وأَبيض، وَهِيَ لَطِيفَةٌ فَوْقَ المُكَّاء، وإِنما تُصادُ بِالْفَخِّ لَيْسَ تَكُونُ أَسْراباً أَكثر مَا تَكُونُ ثَلَاثًا أَو اثْنَتَيْنِ، وَلَهُنَّ أَصوات وهنَّ غُثْم، وَوَصَفَهَا الْجَوْهَرِيُّ بِهَذِهِ الصِّفَةِ عَلَى أَنها ضَرْبٌ مِنَ الْقَطَا، وَقِيلَ: الغَطاطُ طَائِرٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْقَطَا ضربانِ: جُونِيٌّ وغَطاطٌ، فالغَطاطُ مِنْهَا مَا كَانَ أَسودَ باطِن الْجَنَاحِ، مُصْفَرَّةَ الحُلوق قَصيرَة الأَرجل فِي ذَنَبِها «1» رِيشتانِ أَطولُ مِنْ سَائِرِ الذَّنَبِ. التَّهْذِيبُ: الغَطاغِطُ إِناثُ السَّخْلِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَصَوَابُهُ العَطاعِطُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، الْوَاحِدُ عُطْعُطٌ وعُتْعُتٌ، قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ. والغُطاطُ، بِضَمِّ الْغَيْنِ: الصُّبْحُ، وَقِيلَ: اخْتِلاطُ ظَلام آخِرِ اللَّيْلِ بِضياء أَوّل النَّهَارِ، وَقِيلَ: بَقِيَّةٌ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول الصُّبْحِ؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ فِي الغُطاطِ: قامَ إِلى أَدْماءَ فِي الغُطاطِ، ... يَمْشِي بِمِثْلِ قائمِ الفُسْطاطِ وَقَالَ رؤْبة: يَا أَيُّها الشَّاحِجُ بالغُطاطِ، ... إِنّي لوَرّادٌ عَلَى الضِّناطِ

_ (1). هكذا في الأَصل: ذكَّرَ أَوّلًا في قوله: مَا كَانَ أَسْوَدَ بَاطِنِ الجناح ثم أنَّث.

والضِّناطُ: الْكَثْرَةُ والزِّحامُ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: يَتَعَطَّفون عَلَى المُضافِ، وَلَوْ رَأَوْا ... أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاطِ المُقْبِلِ روي بالفتح والضم، فمن رَوى بالفتح أَراد أَنَّ عَدِيَّ القومِ يَهْوَوْنَ إِلى الحَرْب هوِيّ الغَطاطِ يشبههم بالقَطا، ومن رواه بالضم أَراد أَنهم كَسوادِ السَّدَفِ، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لابن أَحْمر وخَطَّأَه ابْنُ بَرّي وَقَالَ هُوَ لأَبي كبير الهُذَليّ؛ وأَنشده: لَا يُجْفِلُون عَنِ المُضافِ، إِذا رأَوا ... أُولى الوَعاوِعِ كالغُطاط الْمُقْبِلِ فإِما أَن يَكُونَ الْبَيْتَ بِعَيْنِهِ أَو هُوَ لِشَاعِرٍ آخَرَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الغُطاط والغَطاطُ السَّحَرُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَغَطُّ الغَنِيُّ. قَالَ الأَزهري: شكَّ الشَّيْخُ فِي الأَغَطّ الْغَنِيِّ. والغَطْغَطةُ: حِكاية صوتِ القِدْر فِي الغلَيَانِ وَمَا أَشبهها، وَقِيلَ: هُوَ اشْتِدَادُ غَلَيانِها، وَقَدْ غَطْغَطَت فَهِيَ مُغَطْغِطة، والغَطغطة يُحْكَى بِهَا ضَرْبٌ مِنَ الصَّوْتِ. والمُغَطْغِطَةُ: القِدْر الشديدةُ الْغَلَيَانِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: وإِنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ أَي تَغْلِي ويُسمع غَطِيطُها. وغَطْغَطَ البحرُ: غَلَتْ أَمواجُه. وغَطْغَطَ عليه النومُ: غلَب. غطمط: الغَطْمَطَةُ: اضْطِرابُ الأَمْواج. وَبَحْرٌ غُطامِطٌ وغَطَوْمَطٌ وغَطْمَطِيطٌ: عظيمٌ كَثِيرُ الأَمواجِ، مِنْهُ. والغُطامِطُ، بِالضَّمِّ: صَوْتُ غَلَيانِ مَوْجِ الْبَحْرِ، وَقَدْ قِيلَ: إِن الْمِيمَ زَائِدَةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنَّ الغُطامِطَ مِنْ غَلْيها ... أَراجِيزُ أَسْلَم تَهْجُو غِفارا وَهُمَا قَبِيلَتَانِ كَانَتْ بَيْنَهُمَا مُهاجاة. والغَطْمَطَةُ: صَوْتُ السَّيْلِ فِي الوادِي. والتَّغَطْمُطُ والغَطْمَطِيطُ: الصوتُ، وَسَمِعْتُ لِلْمَاءِ غُطامِطاً وغَطْمَطِيطاً، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الغَلَيانِ. وغَطْمَطَتِ القِدْر وتغَطْمَطَت: اشْتَدَّ غَلَيانُها. والمُغطْمِطةُ: القِدْر الشديدةُ الغَلَيانِ. والتغَطْمُطُ: صَوْتٌ مَعَهُ بحَح. غلط: الغَلَطُ: أَن تَعْيا بِالشَّيْءِ فَلَا تَعْرِفَ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهِ، وَقَدْ غَلِطَ فِي الأَمر يَغْلَطُ غَلَطاً وأَغْلَطَه غَيْرُهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: غَلِطَ فِي مَنْطِقِه، وغَلِتَ فِي الحِساب غَلَطاً وغَلَتاً، وَبَعْضُهُمْ يجعلُهما لُغَتَيْنِ بِمَعْنًى. قَالَ: والغَلَطُ فِي الحِساب وكلِّ شيءٍ، والغَلَتُ لَا يَكُونُ إِلا فِي الْحِسَابِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورأَيت ابْنَ جِنِّي قَدْ جمعَه عَلَى غِلاطٍ، قَالَ: وَلَا أَدْري وجْهَ ذَلِكَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَلَطُ كُلُّ شيءٍ يَعْيا الإِنسان عَنْ جِهَةِ صَوَابِهِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدٍ. وَقَدْ غالَطَه مُغالَطةً. والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ: الْكَلَامُ الَّذِي يُغْلَطُ فِيهِ ويُغالَطُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَدَّثْتُه حَدِيثًا لَيْسَ بالأَغالِيطِ. والتغْلِيطُ: أَن تَقُولَ لِلرَّجُلِ غَلِطْتَ. والمَغْلَطةُ والأُغْلُوطةُ: مَا يُغالَطُ بِهِ مِنَ الْمَسَائِلِ، وَالْجَمْعُ الأَغالِيطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهى عن الغَلُوطاتِ ، وَفِي رِوَايَةٍ الأُغْلُوطاتِ ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: الغَلُوطاتُ تُركت مِنْهَا الْهَمْزَةُ كَمَا تَقُولُ جَاءَ لَحْمَرُ بِتَرْكِ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَقَدْ غَلِطَ مَن قَالَ إِنها جَمْعُ غَلُوطةٍ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُقَالُ مسأَلة غَلُوطٌ إِذا كَانَ يُغْلَطُ فِيهَا كَمَا يُقَالُ شَاةٌ حَلُوبٌ وفرَس رَكُوب، فإِذا جَعَلْتَهَا اسْمًا زِدْتَ فِيهَا الْهَاءَ فَقُلْتَ غَلُوطة كَمَا يُقَالُ حَلوبة ورَكوبة، وأَراد

الْمَسَائِلَ الَّتِي يُغالَطُ بِهَا الْعُلَمَاءُ ليَزِلُّوا فيَهِيجَ بِذَلِكَ شَرٌّ وفِتنة، وإِنما نهَى عَنْهَا لأَنها غَيْرُ نَافِعَةٍ فِي الدِّين وَلَا تَكَادُ تَكُونُ إِلا فِيمَا لَا يَقَعُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنْذَرْتُكم صِعابَ المَنْطِق؛ يُرِيدُ المسائلَ الدَّقيقةَ الغامِضةَ. فأَما الأُغْلُوطاتُ فَهِيَ جَمْعُ أُغْلوطة أُفْعولة مِنَ الغَلَط كالأُحْدُوثةِ والأُعْجُوبةِ. غمط: غَمْطُ الناسِ: احْتِقارُهم والإِزْراءُ بِهِمْ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. وغَمَطَ الناسَ غَمْطاً: احْتَقَرَهم واسْتَصْغَرهم، وكذلك غَمَضَهم، وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّما ذَلِكَ مَن سَفِهَ الحقَّ وغمَط الناسَ ، يَعْنِي أَن يَرَى الحقَّ سَفَهاً وجَهْلًا ويَحْتَقِرَ الناسَ أَي إِنما البغْيُ فِعْلُ مَن سَفِهَ وَغَمَطَ، وَرَوَاهُ الأَزهري: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمَطَ الناسَ؛ الغَمْطُ: الاسْتِهانة والاسْتِحقارُ، وَهُوَ مِثْلُ الغَمْصِ. وغَمِطَ النِّعْمةَ والعافيةَ، بِالْكَسْرِ، يَغْمَطُها غَمْطاً: لَمْ يَشْكُرها. وغَمِطَ عَيْشَه وغَمَطَه، بِالْفَتْحِ أَيضاً، يَغْمِطُه غَمْطاً، بِالتَّسْكِينِ فِيهِمَا: بَطِرَه وحَقَرَه. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: اغْتَمَطْتُه بِالْكَلَامِ واغْتَطَطْتُه إِذا عَلَوْتَه وقَهَرْتَه. وغَمِطَ الحقَّ: جَحده. وغَمِطَه غَمْطاً: ذَبحه. والغَمْطُ: المطمئنُّ مِنَ الأَرض كالغَمْضِ. وتَغَمَّطَ عَلَيْهِ ترابُ البيتِ أَي غَطَّاه حَتَّى قتلَه. والغَمْطُ والمُغامَطةُ فِي الشُّرْب: كالغَمْجِ، وَالْفِعْلُ يُغامِطُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: غَمْط غَمالِيطَ غَمَلَّطات وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: غَمْج غَمالِيجَ غَمَلَّجات وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. والإِغْماطُ: الدَّوامُ واللُّزومُ. وأَغْمَطَت عَلَيْهِ الحُمَّى: كأَغْبَطَت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَصابَتْه حُمَّى مُغْمِطةٌ أَي لازِمةٌ دَائِمَةٌ، وَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. يُقَالُ: أَغْبَطَت عَلَيْهِ الحمَّى إِذا دَامَتْ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الغَمْطِ كُفْرانِ النِّعْمةِ وسَتْرِها لأَنها إِذا غَشِيَتْه فكأَنما سَتَرت عَلَيْهِ. وأَغْمَطَتِ السَّمَاءُ وأَغْبَطَت: دَامَ مطرُها. وسَماء غَمَطى: دَائِمَةُ الْمَطَرِ كغَبَطى. غمرط: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو سَعِيدٍ: الضُّراطِمِيُّ مِنَ الأَركابِ الضخْمُ الْجَافِي؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيٍّ، ... كأَنَّ عَلَى مَشافِرِه ضَبابا وَرَوَاهُ ابْنُ شُمَيْلٍ: تُنازِعُ زَوْجَها بغُمارِطِيٍّ، ... كأَنَّ عَلَى مَشافِره حَبابا «2» وَقَالَ: غُمارِطِيُّها فَرْجها. غملط: الغَمَلَّطُ: الطويلُ العُنق. غوط: الغَوْطُ: الثَّريدةُ. والتَّغْوِيطُ: اللَّقْمُ مِنْهَا، وَقِيلَ: التَّغْوِيطُ عِظَمُ اللَّقْمِ. وغاطَ يَغُوط غَوْطاً: حَفَر، وغاطَ الرجلُ فِي الطِّين. وَيُقَالُ: اغْوِطْ بِئْرَكَ أَي أَبْعِدْ قَعْرَها، وَهِيَ بِئْرٌ غَوِيطة: بَعِيدَةُ الْقَعْرِ. والغَوْطُ والغائطُ: المُتَّسِعُ مِنَ الأَرض مَعَ طُمَأْنينةٍ، وَجَمْعُهُ أَغْواطٌ وغُوطٌ وغِياطٌ وغِيطاتٌ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: وخَرْقٍ تُحْشَرُ الرُّكْبانُ فِيهِ، ... بَعِيدِ الجَوْفِ، أَغْبَرَ ذِي غِياطِ

_ (2). وهو في ديوان جرير: تواجه بعلها بعضارتيِّ ... كأَنَّ عَلَى مشافرِه جُبابا

وَقَالَ: وخَرْقٍ تَحَدَّثُ غِيطانُه، ... حَدِيثَ العَذارى بأَسْرارِها إِنما أَرادَ تَحَدَّثُ الجِنُّ فِيهَا أَي تَحَدَّثُ جِنُّ غِيطانِه كَقَوْلِ الْآخَرِ: تَسْمَعُ للجنِّ بهِ زيزِيزَما ... هَتامِلًا مِن رِزِّها وهَيْنَما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَغْواطٌ جَمْعُ غَوْطٍ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِي الْغَائِطِ، وغِيطانٌ جَمْعٌ لَهُ أَيضاً مِثْلُ ثَوْرٍ وثِيرانٍ، وَجَمْعُ غائطٍ أَيضاً مِثْلُ جانٍّ وجِنَّانٍ، وأَما غائطٌ وغوطٌ فَهُوَ مِثْلُ شارِفٍ وشُرْفٍ؛ وَشَاهِدُ الغَوط، بِفَتْحِ الْغَيْنِ، قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَمَا بينَها والأَرضِ غَوْطٌ نَفانِف وَيُرْوَى: غَوْلٌ، وَهُوَ بِمَعْنَى البُعْد. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للأَرضِ الواسعةِ الدَّعْوةِ: غائطٌ لأَنه غاطَ فِي الأَرض أَي دخَل فِيهَا، وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ التصَوُّبِ ولبَعْضِها أَسنادٌ، وَفِي قِصَّةِ نُوحٍ، عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وانْسَدَّتْ يَنابِيعُ الغَوْطِ الأَكبرِ وأَبوابُ السَّمَاءِ ؛ الغَوْطُ: عُمْقُ الأَرضِ الأَبْعدُ، وَمِنْهُ قِيلَ للمطْمَئِنِّ مِنَ الْأَرض غائطٌ، وَلِمَوْضِعِ قَضاء الْحَاجَةِ غَائِطٌ، لأَنَّ الْعَادَةَ أَن يَقْضِيَ فِي المُنْخَفِض مِنَ الأَرض حَيْثُ هُوَ أَستر لَهُ ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى صَارَ يُطْلَقُ عَلَى النجْوِ نفْسِه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ بَوَاطِنِ الأَرض المُنْبِتةِ الغِيطانُ، الْوَاحِدُ مِنْهَا غائطٌ، وكلُّ مَا انْحَدَرَ فِي الأَرض فَقَدْ غاطَ، قَالَ: وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْغَائِطَ رُبَّمَا كَانَ فَرْسخاً وَكَانَتْ بِهِ الرِّياضُ. وَيُقَالُ: أَتى فُلَانٌ الغائطَ، والغائطُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض الواسعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تنزِل أُمّتي بغائطٍ يُسَمُّونَهُ البَصْرةَ أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ مِنَ الأَرض. والتغْوِيطُ: كِنَايَةٌ عَنِ الحدَثِ. والغائطُ: اسْمُ العَذِرة نفْسها لأَنهم كَانُوا يُلْقُونها بالغِيطان، وَقِيلَ: لأَنهم كَانُوا إِذا أَرادوا ذَلِكَ أَتوا الْغَائِطَ وَقَضَوُا الْحَاجَةَ، فَقِيلَ لِكُلِّ مَن قَضَى حاجتَه: قَدْ أَتى الْغَائِطَ، يُكنَّى بِهِ عَنِ الْعَذِرَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ* ؛ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذا أَراد التَّبَرُّزَ ارْتادَ غَائِطًا مِنَ الأَرض يَغِيبُ فِيهِ عَنْ أَعين النَّاسِ، ثُمَّ قِيلَ للبِرازِ نَفْسِه، وَهُوَ الحدَثُ: غَائِطٌ كِنَايَةً عَنْهُ، إِذ كَانَ سَبَبًا لَهُ. وتَغَوَّط الرَّجُلُ: كِنَايَةٌ عَنِ الخِراءة إِذا أَحدث، فَهُوَ مُتَغَوِّط. ابْنُ جِنِّي: وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: أَو جَاءَ أَحد مِنْكُمْ مِنَ الغَيْطِ ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصله غَيِّطاً وأَصله غَيْوِطٌ فَخُفِّفَ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْيَاءُ وَاوًا للمُعاقبةِ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ فُلَانٌ الغائطَ إِذا تبَرَّزَ. وَفِي الْحَدِيثُ: لَا يذهَب الرَّجلانِ يَضْرِبان الغائطَ يتحدَّثانِ أَي يَقْضِيانِ الحاجةَ وَهُمَا يتحدَّثان؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْغَائِطِ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى الحدَث وَالْمَكَانِ. والغَوْطُ أَغْمَضُ مِنَ الغائطِ وأَبعَدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَهُ فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، قُلْ لأَهْلِ الْغَائِطِ يُحْسِنوا مُخالَطتي ؛ أَراد أَهل الْوَادِي الَّذِي يَنْزِلُه. وغاطَت أَنْساعُ الناقةِ تَغُوطُ غَوْطاً: لَزِقَتْ بِبَطْنِهَا فَدَخَلَتْ فِيهِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ: سَتَخْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكم، ... كَمَا غاطَ فِي أَنْفِ القَضِيبِ جَرِيرُها وَيُقَالُ: غاطَتِ الأَنْساعُ فِي دَفِّ الناقةِ إِذا تَبَيَّنَتْ آثارُها فِيهِ. وغاطَ فِي الشَّيْءِ يَغُوطُ ويَغِيطُ: دَخَلَ فِيهِ. يُقَالُ: هَذَا رَمْلٌ تَغُوطُ فِيهِ الأَقْدامُ.

فصل الفاء

وغاطَ الرجلُ فِي الْوَادِي يَغُوطُ إِذا غَابَ فِيهِ؛ وَقَالَ الطِّرِمّاحُ يَذْكُرُ ثَوْراً: غاطَ حَتَّى اسْتَثارَ مِن شِيَمِ الأَرضِ ... سَفاه مِنْ دُونِها باده «1» وغاطَ فلانٌ فِي الْمَاءِ يَغُوطُ إِذا انغمَسَ فِيهِ. وَهُمَا يتَغاوَطان فِي الْمَاءِ أَي يتَغامَسانِ ويتَغاطَّانِ. الأَصمعي: غاطَ فِي الأَرض يَغُوطُ ويَغِيطُ بِمَعْنَى غابَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ غُطْ غُطْ إِذا أَمرته أَن يَكُونَ مَعَ الْجَمَاعَةِ. يُقَالُ: مَا فِي الغاطِ مِثْلُهُ أَي فِي الْجَمَاعَةِ. والغَوْطةُ: الوَهْدةُ فِي الأَرض المُطْمَئنَّةُ، وَذَهَبَ فُلَانٌ يَضْرِب الخَلاء. وغُوطةُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَثِيرُ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ وَهُوَ غُوطةُ دِمَشْق، وَذَكَرَهَا اللَّيْثُ مُعَرَّفَةً بالأَلف وَاللَّامِ. والغُوطةُ: مجتمَعُ النباتِ وَالْمَاءِ، وَمَدِينَةُ دِمَشْقَ تُسَمَّى غُوطةَ، قَالَ: أُراه لِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ فُسطاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحمةِ بالغُوطةِ إِلى جَانِبِ مدينةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ ؛ الغُوطة: اسْمُ الْبَسَاتِينِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي حولَ دمشقَ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وهي غُوطَتُها. فصل الفاء فرط: الفارِطُ: الْمُتَقَدِّمُ السابقُ، فرَطَ يَفْرُط فُروطاً. قَالَ أَعرابي للحسَن: يَا أَبا سَعِيدٍ، عَلِّمْني دِينًا وَسُوطاً، لَا ذَاهِبًا فُروطاً، وَلَا ساقِطاً سُقوطاً أَي دِيناً مُتوسِّطاً لَا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ وَلَا متأَخِّراً بالتُّلُوِّ، قَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَحسنت يَا أَعرابي خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وفرَّطَ غيرَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُفَرِّطُها عَنْ كُبّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ ... كَرِيمٌ، وشَدٌّ لَيْسَ فِيهِ تَخاذُلُ أَي يُقَدِّمُها. وفرَّطَ إِليه رسولَه: قدَّمه وأَرسله. وفرَّطَه فِي الخُصومةِ: جَرَّأَه. وفرَط القومَ يَفْرِطُهُمْ فَرْطاً وفَراطةً: تقدَّمهم إِلى الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِيةِ والدِّلاء ومَدْرِ الحِياض والسَّقْيِ فِيهَا. وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَي سبقْتُهم إِلى الْمَاءِ، فأَنا فارِطٌ وَهُمُ الفرَّاطُ؛ قَالَ القُطامي: فاسْتَعْجَلُونا وَكَانُوا مِنْ صَحابَتِنا، ... كَمَا تَقَدَّمَ فُرّاطٌ لِوُرَّادِ وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ: مَن يَسْبِقُنا إِلى الأَثايةِ فَيَمْدُر حوْضَها ويُفْرِطُ فِيهِ فيَمْلَؤُه حَتَّى نأْتِيَه ، أَي يُكْثر مِنْ صَبِّ الْمَاءِ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ سُرَاقَةَ: الَّذِي يُفْرِطُ فِي حوْضِه أَي يَمْلَؤُه؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: تَنْفي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأَفْرَطَه أَي ملأَه، وَقِيلَ: أَفْرَطَه هَاهُنَا بِمَعْنَى تركَه. والفارِطُ والفَرَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: المتقدِّم إِلى الْمَاءِ يتقدَّمُ الوارِدةَ فُيهَيِء لَهُمُ الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويملأُ الحِياضَ وَيَسْتَقِي لَهُمْ، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى فاعِلٍ مِثْلُ تَبَعٍ بِمَعْنَى تابِعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنا فرَطُكم عَلَى الحوْضِ أَي أَنا متقدِّمُكم إِليه؛ رَجُلٌ فرَطٌ وَقَوْمٌ فرَطٌ وَرَجُلٌ فارِطٌ وَقَوْمٌ فُرَّاطٌ؛ قَالَ: فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً جُثَّماً، ... أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُرْسِ وَيُقَالُ: فرَطْتُ القومَ وأَنا أَفرُطُهم فُروطاً إِذا تقدَّمْتَهم، وفرَّطْت غَيْرِي: قدَّمْتُه، والفَرَطُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا وَالنَّبِيُّونَ فُرَّاطٌ لقاصِفينَ ، جَمْعُ فارِطٍ، أَي مُتَقَدِّمُونَ إِلى الشَّفاعةِ، وقيل: إِلى

_ (1). قوله [باده] هو هكذا فِي الْأَصْلِ عَلَى هَذِهِ الصورة.

الحوْضِ، والقاصِفونَ: المُزْدَحِمون. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: تَقْدَمِينَ عَلَى فَرَطِ صِدْقٍ ، يَعْنِي رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأَضافهما إِلى صِدْقٍ وَصْفًا لَهُمَا ومَدْحاً؛ وَقَوْلُهُ: إِنَّ لَهَا فَوارِساً وفَرَطا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الفَرَط الَّذِي يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، وأَن يَكُونَ مِنَ الفَرط الَّذِي هُوَ اسْمٌ لِجَمْعِ فارِطٍ، وَهَذَا أَحسن لأَن قَبْلَهُ فَوَارِسًا فَمُقابلة الْجَمْعِ بِاسْمِ الْجَمْعِ أَوْلى لأَنه فِي قُوَّةِ الْجَمْعِ. والفَرَطُ: الْمَاءُ المتقدّمُ لِغَيْرِهِ مِنَ الأَمْواه. والفُراطةُ: الْمَاءُ يَكُونُ شَرَعاً بَيْنَ عدَّةِ أَحْياء مَن سبَق إِليه فَهُوَ لَهُ، وَبِئْرٌ فُراطةٌ كَذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: الْمَاءُ بَيْنَهُمْ فُراطةٌ أَي مُسابَقة. وَهَذَا مَاءٌ فُراطة بَيْنَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ، وَمَعْنَاهُ أَيُّهم سبَق إِليه سَقى وَلَمْ يُزاحِمْه الآخَرُون. الصِّحَاحُ: الْمَاءُ الفِراطُ الَّذِي يَكُونُ لِمَنْ سَبَقَ إِليه مِنَ الأَحْياء. وفُرَّاطُ القَطا: متقدِّماتُها إِلى الْوَادِي وَالْمَاءِ؛ قَالَ نِقادَةُ الأَسدي: ومَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا، ... لَمْ أَرَ، غِذْ ورَدْتُه، فُرّاطا إِلَّا الحَمام الوُرْقَ والغَطاطا وفرَطْت البئرَ إِذا تركتَها حَتَّى يَثوب مَاؤُهَا؛ قَالَ ذَلِكَ شَمِرٌ وأَنشد فِي صِفَةِ بِئْرٍ: وَهْيَ، إِذا مَا فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ، ... ذاتُ عِقابٍ همشٍ، وذاتُ طَمْ، يَقُولُ: إِذا أُجِمَّتْ هَذِهِ البئرُ قَدْرَ مَا يُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثَابِتٌ بِمَاءٍ كَثِيرٍ. والعِقابُ: مَا يَثوب لَهَا مِنَ الْمَاءِ، جَمْعُ عَقبٍ؛ وأَما قَوْلُ عمْرو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: أَطَلْتُ فِراطَهم، حَتَّى إِذا مَا ... قَتَلْتُ سَراتَهم، كَانَتْ قَطاطِ أَي أَطَلْت إِمْهالَهم والتَّأَني بِهِمْ إِلى أَن قتلتُهم. والفرَطُ: مَا تقدَّمك مِنْ أَجْرٍ وعَمَل. وفرَطُ الْوَلَدِ: صِغاره مَا لَمْ يُدْرِكوا، وجمعُه أَفراط، وَقِيلَ: الفرَطُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا. وَفِي الدُّعَاءِ للطِّفل الْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً أَي أَجراً يتقدَّمُنا حَتَّى نَرِدَ عَلَيْهِ. وفرَطَ فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم: مَاتُوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ موتُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً: قدَّمتهم. قَالَ شَمِرٌ: سمعتُ أَعرابية فَصِيحَةً تَقُولُ: افْتَرَطْتُ ابنينِ. وافترَط فُلَانٌ فرَطاً لَهُ أَي أَولاداً لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُم. وأَفْرَطَ فُلَانٌ وَلَدًا إِذا مَاتَ لَهُ وَلَدٌ صَغِيرٌ قَبْلَ أَن يبلغُ الحُلُم. وَافْتَرَطَ فُلَانٌ أَولاداً أَي قدَّمهم. والإِفْراط: أَن تَبعث رَسُولًا مجرَّداً خَاصًّا فِي حَوَائِجِكَ. وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِراطاً أَي سابقتُهم وَهُمْ يتَفارَطون؛ قَالَ بِشْرٌ: إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً ... مُجَلِّحةً، نَواصيها قتامُ يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِياتٍ، ... كَمَا يتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ ويُروى: الحِيامُ. وفلانٌ لَا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لَا يُفْتَرص وَلَا يُخاف فَوْتُه؛ وَقَوْلُ

أَبي ذُؤَيْبٍ: وَقَدْ أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفاهاً، كالإِماءِ القَواعِدِ يَعْنِي بالفُرَّاط المتقدِّمين لِحَفْرِ القَبْرِ، وَكُلُّهُ مِنَ التقدُّم والسبقِ. وفرَط إِليه مِنِّي كلامٌ وقولٌ: سبَق؛ وَفِي الدُّعَاءِ: عَلَى مَا فرَط مِنِّي أَي سَبَقَ وتقدَّم. وَتَكَلَّمَ فلانٌ فِراطاً أَي سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ. وفَرَّطْته: تركتُه وَتَقَدَّمْتُهُ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّط حَمْلَه ... صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ أَي لَا يَتْرُكُ حملَه وَلَا يُفارقه. وفرَط عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ يَفْرُط: أَسرف وتقدَّم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى ؛ والفُرُطُ: الظُّلْم وَالِاعْتِدَاءُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً . وأَمره فُرُطٌ أَي مَتْروك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ، أَي مَتْرُوكًا تَرَك فِيهِ الطَّاعَةَ وغَفَل عَنْهَا، وَيُقَالُ: إِيّاك والفُرُطَ فِي الْأَمْرِ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطيح: إِنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهم أَي تَرَكهم وَزَالَ عَنْهُمْ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَمرٌ فُرُطٌ أَي متهاوَنٌ بِهِ مضيَّع؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ، أَي كَانَ أَمرُه التفريطَ وَهُوَ تَقْدِيمُ العَجْز، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً أَي نَدَماً وَيُقَالُ سَرَفاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا يُرى الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً ؛ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ المُسرف فِي الْعَمَلِ، وَبِالتَّشْدِيدِ المقصِّر فِيهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه نَامَ عَنِ الْعِشَاءِ حَتَّى تَفَرَّطَتْ أَي فَاتَ وقتُها قَبْلَ أَدائها. وَفِي حَدِيثِ توبةِ كعبٍ: حَتَّى أَسرعوا وتَفارَطَ الغَزْوُ أَي فَاتَ وقتُه. وأَمر فُرُط أَي مجاوَزٌ فِيهِ الْحَدُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً . وفَرَط فِي الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فِيهِ وضيَّعه حَتَّى فَاتَ، وَكَذَلِكَ التفريطُ. والفُرُط: الفرَس السَّرِيعَةُ الَّتِي تَتَفَرَّط الخيلَ أَيْ تتقدَّمُها. وَفَرَسٌ فُرُط: سَرِيعَةٌ سَابِقَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحي، إِذ غدوتُ، لجامُها وافترَط إِليه فِي هَذَا الأَمر: تَقَدَّمَ وسبَق. والفُرْطة، بِالضَّمِّ: اسمٌ لِلْخُرُوجِ وَالتَّقَدُّمِ، والفَرْطة، بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ مِثْلُ غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة؛ وَمِنْهُ قولُ أُمّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: إِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نهاكِ عَنِ الفُرْطة فِي البِلاد. غَيْرُهُ: وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نهاكِ عَنِ الفُرْطة فِي الدِّين يَعْنِي السبْق وَالتَّقَدُّمَ وَمُجَاوَزَةَ الْحَدِّ. وَفُلَانٌ مُفْتَرِط السِّجال إِلى العُلى أَي لَهُ فِيهِ قُدْمة؛ وأَنشد: مَا زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلى العُلى، ... فِي حَوْضِ أَبْلَجَ، تَمْدُرُ التُّرْنُوقا ومَفارِطُ الْبَلَدِ: أَطرافه؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّمِّ ... لعَمْياءَ فِي مَفارِط بيدِ وَفُلَانٌ ذُو فُرْطة فِي الْبِلَادِ إِذا كَانَ صاحبَ أَسفار كَثِيرَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَلْفاه وصادَفه وفارَطَه وفالَطَه ولاقَطَه كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ بَعْضُ

الأَعراب: فُلَانٌ لَا يُفْتَرَط إِحسانه وبرُّهُ أَي لَا يُفْتَرص وَلَا يُخاف فَوْتُه. والفارِطان: كَوْكَبان مُتباينان أَمام سَرِير بَنات نَعْشٍ يتقدَّمانها. وأَفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشيره لِتَقَدُّمِهَا وإِنذارها بِالصُّبْحِ، وَاحِدُهَا فُرْطٌ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاط اللُّغَّطِ، ... وَقَبْلَ أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ والإِفراطُ: الإِعجال والتقدُّم. وأَفْرَطَ فِي الأَمر: أَسرف وتقدَّم. والفُرُط: الأَمر يُفْرَط فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ الإِعجال، وَقِيلَ: النَّدَم. وفرَط عَلَيْهِ يَفْرُط: عَجِل عَلَيْهِ وعَدا وَآذَاهُ. وَفَرَّطَ: تَوانَى ونَسِيَ. والفَرَطُ: العَجلة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا ، قَالَ: يَعْجَل إِلى عُقوبتنا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فَرَط مِنْهُ أَي بَدَر وسبَق. والإِفْراط: إِعجالُ الشَّيْءِ فِي الأَمر قَبْلَ التثبُّت. يُقَالُ: أَفْرَط فُلَانٌ فِي أَمره أَي عَجِل فِيهِ، وأَفْرَطه أَي أَعجله، وأَفرطت السِّقاءَ ملأْته، والسحابةُ تُفْرط الْمَاءَ فِي أَول الوَسْمِيّ أَي تُعجله وتُقدِّمه. وأَفْرَطت السَّحَابَةُ بِالْوَسْمِيِّ: عَجَّلت بِهِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا فَرّطْت إِذا كُنْتَ تُحذّره مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ شَيْئًا أَو تأْمره أَن يتقدَّم، وَهِيَ مِنْ أَسماء الْفِعْلِ الَّذِي لَا يَتَعَدَّى. وفَرْطُ الشَّهْوَةِ وَالْحُزْنِ: غَلَبَتُهُمَا. وأَفْرط عَلَيْهِ: حَمَّله فَوْقَ مَا يُطيق. وكلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ قَدْرَه، فَهُوَ مُفْرِط. يُقَالُ: طُولٌ مُفْرِط وقِصَر مُفْرِط. والإِفراط: الزِّيَادَةُ عَلَى مَا أُمرت. وأَفرطْت المَزادةَ: ملأْتها. وَيُقَالُ: غَدِير مُفْرَط أَي مَلْآنٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرَجِّعُ بَيْنَ خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ ... صَوافٍ، لَمْ يُكدِّرْها الدِّلاء وأَفرط الحوضَ والإِناءَ: ملأَه حَتَّى فَاضَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فأَزال ناصِحَها بأَبْيَض مُفْرطٍ، ... مِنْ مَاءِ أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ أَي مزَجها بِمَاءِ غَدِير مملوءٍ؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه، ... مُسْتَرْفِع لِسُرَى المَوْماة هَيَّاج «2» يُفْرِطُه: يَمْلَؤُهُ رَوْعاً حَتَّى يذهَب بِهِ. والفَرْطُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ: الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهُ فُرُط؛ عَنْ كُرَاعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والفُرُط وَاحِدُ الأَفْراط وَهِيَ آكَامٌ شَبِيهَاتٌ بِالْجِبَالِ. يُقَالُ: البُوم تَنوح عَلَى الأَفْراط؛ عَنْ أَبي نَصْرٍ؛ وَقَالَ وعْلَة الجَرْمي: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هَلْ جَنَيْتُ لَهُمْ؟ ... حَرْباً تُفَرِّقُ بَيْنَ الجِيرةِ الخُلُطِ؟ وَهَلْ سَمَوْتُ بجرّارٍ لَهُ لَجَبٌ، ... جَمِّ الصَّواهِلِ، بَيْنَ السَّهْلِ والفُرُطِ؟ والفُرْط: سَفْحُ الْجِبَالِ وَهُوَ الجَرُّ؛ عَنِ الْيَزِيدِيِّ؛ قَالَ حَسَّانُ: ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه، ... ومَلأْنا الفُرْطَ مِنْكُمْ والرِّجَلْ وَجَمْعُهُ أَفراط؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْيَ غَيْهَب

_ (2). قوله [مسترفع لسرى] أورده في مادة ربع مستربع بسرى وفسره هناك.

والفَرْط: العَلَم الْمُسْتَقِيمُ يُهتدى بِهِ. والفَرْط: رأْس الأَكَمَة وَشَخْصُهَا، وَجَمْعُهُ أَفْراط وأَفْرُط؛ قَالَ ابْنُ بَرّاقة: إِذا الليلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّت نُجومُه، ... وَصَاحَ مِنَ الأَفْراط بُومٌ جواثِمُ وَقِيلَ: الأَفْراط هَاهُنَا تَباشير الصُّبْحِ لأَن الهامَ تَزْقو عِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ: والأَول أَولى، ونسَب ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ للأَجدع الْهَمْدَانِيِّ وَقَالَ: أَراد كأَن الهامَ لَمَّا أَحسَّت بِالصَّبَاحِ صَرَخت. وأَفرطْتُ فِي الْقَوْلِ أَي أَكثرت. وفرَّط فِي الشَّيْءِ وفرَّطه: ضَيَّعَهُ وقدَّم الْعَجْزَ فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ؛ أَي مَخافة أَن تَصِيرُوا إِلى حَالِ النَّدَامَةِ لِلتَّفْرِيطِ فِي أَمر اللَّهِ، وَالطَّرِيقُ الَّذِي هُوَ طَرِيقُ اللَّهِ الَّذِي دَعَا إِليه، وَهُوَ تَوْحِيدُ اللَّهِ والإِقرار بِنُبُوَّةِ رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ صخر البغيّ: ذَلِكَ بَزِّي، فَلَن أُفَرِّطَه، ... أَخافُ أَن يُنْجِزوا الَّذِي وعَدُوا يَقُولُ: لَا أُخلّفه فأَتقدّم عَنْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَقُولُ لَا أُضيّعه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا أُقدّمه وأَتخلّف عَنْهُ. والفَرَطُ: الأَمر الَّذِي يفرِّط فِيهِ صَاحِبُهُ أَي يُضَيِّعُ. وفرَّطَ فِي جَنْب اللَّهِ: ضيَّع مَا عِنْدَهُ فَلَمْ يَعْمَلْ لَهُ. وتفارطَت الصَّلَاةُ عَنْ وَقْتِهَا: تأَخرت. وفرَّط اللَّهُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ أَي نَحّاه، وقَلّما يُسْتَعْمَلْ إِلا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ مُرَقِّش: يَا صاحبَيَّ، تَلَبَّثا لَا تُعْجَلا [تَعْجَلا]، ... وَقِفا برَبْعِ الدَّارِ كَيْما تَسْأَلا فلَعَلَّ بُطْأَكما يُفَرِّط سَيِّئاً، ... أَو يَسْبِق الإِسراعُ خَيْراً مُقْبِلا والفَرْط: الحِين: يُقَالُ: إِنما آتِيهِ الفَرْطَ وَفِي الفَرْط، وأَتيته فَرْط أَشهر أَي بَعْدَهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: هلِ النفْسُ إِلَّا مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ، ... تُعارُ، فَتَأْتي رَبَّها فَرْطَ أَشهُر؟ وَقِيلَ: الفَرْط أَن تأْتيه فِي الأَيام وَلَا تَكُونُ أَقلّ مِنْ ثَلَاثَةٍ وَلَا أَكثر مِنْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. ابْنُ السِّكِّيتِ: الفَرْط أَن يُقَالَ آتِيكَ فَرْط يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. والفَرْط: الْيَوْمُ بَيْنَ الْيَوْمَيْنِ. أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْط أَن تلقَى الرَّجُلَ بَعْدَ أَيام. يُقَالُ: إِنما تَلْقَاهُ فِي الفَرْط، وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ فِي الفَرْط بَعْدَ الفَرْطِ أَي الحِين بَعْدَ الحِين. وَفِي حَدِيثِ ضُباعة: كَانَ النَّاسُ إِنما يَذْهَبُونَ فَرْطَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ فيَبْعَرُون كَمَا تَبْعَرُ الإِبل أَي بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: مَضَيْتُ فَرْط سَاعَةٍ وَلَمْ أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت، فَقِيلَ لَهُ: مَا فرْط سَاعَةٍ؟ فَقَالَ: كمُذ أَخذت فِي الْحَدِيثِ، فأَدخل الْكَافَ عَلَى مُذْ، وَقَوْلُهُ وَلَمْ أومِن أَي لَمْ أَثِقْ وَلَمْ أُصدِّق أَني أَنفلِت. وتفارطَتْه الْهُمُومُ: أَتته فِي الفَرْط: وَقِيلَ: تَسَابَقَتْ إِليه. وفَرَّط: كَفَّ عَنْهُ وأَمهلَه. وفرَّطْت الرَّجُلَ إِذا أَمهلتَه. والفِراط: التَّرْك. وَمَا أَفرط مِنْهُمْ أَحداً أَي مَا تَرَكَ. وَمَا أَفْرَطْت مِنَ الْقَوْمِ أَحداً أَي مَا تَرَكْتُ. وأَفْرَط الشيءَ: نَسِيه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ منسيُّون فِي النَّارِ، وَقِيلَ: منسيُّون مضيَّعون مَتْرُوكُونَ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ أَفْرَطْت مِنْهُمْ نَاسًا أَي خَلَّفتهم ونَسِيتهم، قَالَ: ويُقرأُ مُفْرِطون ، يُقَالُ: كَانُوا مُفْرِطِين عَلَى أَنفسهم فِي

الذُّنُوبِ، وَيُرْوَى مُفَرِّطون كَقَوْلِهِ تعالى: يا حَسْرَتى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ، يَقُولُ: فِيمَا ترَكْتُ وضيَّعت. فرشط: فَرْشَط الرجلُ فَرْشَطة: أَلصق أَليتيه بالأَرض وتوسَّد سَاقَيْهِ. وفَرْشَط البعيرُ فَرْشَطة وفِرْشاطاً: برَك بُروكاً مُسْتَرْخِيًا فأَلصق أَعضاده بالأَرض، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْتَشِرَ، بِرْكةَ الْبَعِيرِ عِنْدَ البُروك. وفَرْشَطَت الناقة إِذا تفَحَّجَت للحلَب. وفَرْشَط الجملُ إِذا تفَحَّجَ لِلْبَوْلِ، والفَرْشَطةُ: أَن تُفَرِّجَ رِجْلَيْكَ قَائِمًا أَو قَاعِدًا. والفَرْشَطةُ: بِمَعْنَى الفَرْحَجة. وفَرْشَطَ الشيءَ وفَرْشَط بِهِ: مدَّه؛ قَالَ: فَرْشَط لَمَّا كُرِه الفِرْشاطُ ... بفَيْشةٍ، كأَنَّها مِلْطاطُ وَفَرْشَطَ اللحمَ: شرْشَره. ابْنُ بُزُرْجَ: الفَرْشَطة بَسْطُ الرِّجْلَيْنِ فِي الرُّكُوبِ مِنْ جَانِبٍ واحد. فسط: الفَسِيط: قُلامة الظُّفُر، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا يُقلم مِنَ الظُّفُر إِذا طَالَ، وَاحِدَتُهُ فَسيطة، وَقِيلَ: الْفَسِيطُ وَاحِدٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئة يَصِفُ الْهِلَالَ: كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً ... فَسِيطٌ، لَدَى الأُفْقِ، مِنْ خِنْصِرِ يَعْنِي هِلَالًا شبَّهه بقُلامة الظُّفُر وَفَسَّرَهُ فِي التَّهْذِيبِ فَقَالَ: أَراد بِابْنِ مُزْنَتها هِلَالًا أَهلَّ بَيْنَ السَّحَابِ فِي الأُفُق الْغَرْبِيِّ؛ وَيُرْوَى: كأَنَّ ابْنَ لَيْلَتِهَا، يصِف هِلَالًا طلَع فِي سَنَةِ جدْب وَالسَّمَاءُ مغبَرَّة فكأَنه مِنْ وَرَاءِ الغُبار قُلامة ظُفُرٍ، وَيُرْوَى: قَصيص مَوْضِعٌ فَسيط، وَهُوَ مَا قُصَّ مِنَ الظفُر. وَيُقَالُ لقُلامة الظُّفر أَيضاً: الزِّنْقير والحَذْرَفوت. والفَسيطُ عِلاقُ مَا بَيْنَ القِمَع وَالنَّوَاةِ، وَهُوَ ثُفْرُوق التَّمْرَةِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْوَاحِدَةُ فَسِيطة، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْفَسِيطَ جَمْعٌ. وَرَجُلٌ فَسِيط النفْس بيِّن الفَساطة: طيِّبها كَسَفِيطِهَا. والفُسطاط: بَيْتٌ مِنْ شعَر، وَفِيهِ لُغَاتٌ: فُسْطاط وفُسْتاط وفُسّاط، وَكَسْرُ الْفَاءِ لُغَةٌ فيهنَّ. وفُسطاط: مَدِينَةُ مِصر، حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى. والفُسّاط والفِسّاط والفُسْطاط والفِسْطاط: ضرْب مِنَ الأَبنية. والفُسْتاط والفِسْتاط: لُغَةٌ فِيهِ التَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الطَّاءِ لِقَوْلِهِمْ فِي الْجَمْعِ فَساطيط، وَلَمْ يَقُولُوا فِي الْجَمْعِ فَساتيط، فَالطَّاءُ إِذاً أَعمّ تصرُّفاً، وَهَذَا يُؤَيِّدُ أَن التَّاءَ فِي فُسْتاط إِنما هِيَ بَدَلٌ مِنَ طَاءِ فُسْطاط أَو مِنْ سِينِ فُسّاط، هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ، قَالَ: فإِن قُلْتَ فهلَّا اعْتَزَمْت أَن تَكُونَ التَّاءُ فِي فُسْتاط بَدَلًا مِنْ طَاءِ فُسْطاط لأَن التَّاءَ أَشْبه بِالطَّاءِ مِنْهَا بِالسِّينِ؟ قِيلَ: بإِزاء ذَلِكَ أَيضاً أَنك إِذا حَكَمْتَ بأَنها بَدَلٌ مِنْ سِينِ فُسّاط فَفِيهِ شَيْئَانِ جَيِّدَانِ: أَحدهما تَغْيِيرُ الثَّانِي مِنَ الْمِثْلَيْنِ وَهُوَ أَقيس مِنْ تَغْيِيرِ الأَول مِنَ الْمِثْلَيْنِ لأَن الِاسْتِكْرَاهَ فِي الثَّانِي يَكُونُ لَا فِي الأَول، وَالْآخَرُ أَن السِّينَيْنِ فِي فُسّاط مُلْتَقِيَتَانِ وَالطَّاءَانِ فِي فُسْطاط مُفْترقتان مُنْفَصِلَتَانِ بالأَلف بَيْنَهُمَا، وَاسْتِثْقَالُ الْمِثْلَيْنِ مُلْتَقَيَيْنِ أَحْرَى مِنِ اسْتِثْقَالِهِمَا مُنْفَصِلَيْنِ، وفُسْطاط المِصر: مجتَمَع أَهله حوْل جامِعه. التَّهْذِيبُ: والفُسْطاط مجتَمع أَهل الكُورة حَوالَيْ مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِمْ. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ أَهل الفُسْطاط. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فإِنّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الفُسْطاطِ ، هُوَ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، يُرِيدُ الْمَدِينَةَ الَّتِي فِيهَا مجتمَع النَّاسِ، وكلُّ مَدِينَةٍ فُسْطاط؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَدِينَةِ مِصر الَّتِي بَنَاهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: الفُسْطاط. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ فِي الْعَبْدِ الْآبِقِ: إِذا أُخِذ فِي الفُسْطاط

فَفِيهِ عَشَرَةُ دراهِم، وإِذا أُخذ خَارِجَ الفُسْطاط فَفِيهِ أَربعون. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الفُسْطاط ضرْب مِنَ الأَبنية فِي السفَر دُونَ السُّرادق وَبِهِ سُميت الْمَدِينَةُ. وَيُقَالُ لمِصر وَالْبَصْرَةِ: الفُسْطاط. وَمَعْنَى قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى الفُسْطاط ، أَن جَمَاعَةَ الإِسلام فِي كَنَف اللَّهِ ووِقايته فأَقيموا بَيْنَهُمْ وَلَا تُفَارِقُوهُمْ. قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ أَنه أَتى عَلَى رَجُلٍ قُطعت يَدُهُ فِي سرِقة وَهُوَ فِي فُسْطاطٍ، فَقَالَ: مَنْ آوَى هَذَا المُصاب؟ فَقَالُوا: خُرَيْمُ بْنُ فاتِك، فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى آلِ فاتِك كَمَا آوَى هَذَا المُصاب. فشط: انْفَشَطَ العُود: انفَضَخَ، وَلَا يَكُونُ إِلا فِي الرطْب. فطط: أَهمله اللَّيْثُ. والأَفطُّ: الأَفْطَس. فطفط: فَطْفَط الرَّجُلُ إِذا لَمْ يُفهم كَلَامُهُ. والفَطْفَطة: السَّلْح؛ قَالَ نِجاد الْخَيْبَرَيُّ: فأَكثرَ المَذْبوب مِنْهُ الضَّرِطا، ... فظَلَّ يَبْكِي جَزَعاً وفَطْفَطا والمَذْبوب: الأَحمق. فلط: الفِلاطُ: الفَجْأَة لُغَةُ هُذَيْلٍ. لَقِيته فَلَطاً وفِلاطاً أَي فجأَة، هُذَلِيَّةٌ؛ وَقَالَ المتنخِّل الْهُذَلِيُّ: بِهِ أَحْمي المُضافَ، إِذا دَعَانِي، ... ونَفسي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ صادَفه وفارَطه وفالَطه ولاقَطه كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ورُفع إِلى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلٌ قَالَ لِآخَرَ فِي يَتِيمَةٍ كَفَلها: إِنك تَبُوكها، فأَمر بِحَدِّهِ، فَقَالَ: أَأُضرَب فِلاطاً؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفِلاط الفَجْأَة، مَعْنَاهُ أَأُضرَب فجأَة. وَيُقَالُ: تَكَلَّمَ فُلَانٌ فِلاطاً فأَحسن إِذا فاجأَ بِالْكَلَامِ الْحَسَنِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ومَنْهَلٍ عَلَى غِشاش [غَشاش] وفَلَطْ ... شربتُ مِنْهُ، بين كُرْهٍ ونَعَطْ وَيُقَالُ: فَلَط الرَّجُلُ عَنْ سَيْفِهِ دُهش عَنْهُ، وأَفْلَطه أَمرٌ: فاجَأَه؛ قَالَ المتنخِّل: أَفْلَطَها الليلُ بِعِيرٍ فَتَسْعى، ... ثوبُها مُجتنِبُ المعْدِلِ أَي فاجَأَها اللَّيْلَ بِعِير فِيهَا زَوْجُهَا، فأَسرعت مِنَ السُّرُورِ وَثَوْبُهَا مَائِلٌ عَنْ مَنْكِبها عَلَى غَيْرِ الْقَصْدِ، يصِفها بالحُمْق. وأَفْلَطني الرَّجُلُ إِفْلاطاً: مِثْلُ أَفْلَتني، وَقِيلَ لُغَةٌ فِي أَفلتني، تَمِيمِيَّةٌ قَبِيحَةٌ؛ وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ فَقَالَ: بأَصْدَقِ بأْسٍ مِنْ خليلِ ثَمينةٍ ... وأَمضى، إِذا مَا أَفْلَطَ القائمَ اليَدُ أَراد أَفْلَت القائمُ اليدَ فَقَلب. والفِلاط: الترْك كالفِراط؛ عن كراع. فلسط: فِلَسْطِين: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: فِلَسْطُون، وَقِيلَ: فِلَسْطِين اسْمُ كُورة بِالشَّامِ. ابْنُ الأَثير: فِلَسْطين، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ، الكُورة الْمَعْرُوفَةُ فيما بين الأُرْدُنّ وديار مِصْرَ وأُمّ بِلَادِهَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى، التَّهْذِيبُ: نُونُهَا زَائِدَةٌ وَتَقُولُ: مَرَرْنَا بفِلَسْطين وَهَذِهِ فِلَسْطون. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِذا نَسَبُوا إِلى فِلَسْطين قَالُوا فِلَسْطِيّ؛ قَالَ: تَقُلْه فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ

فصل القاف

وَقَالَ ابْنُ هَرْمة: كَأْسٌ فِلَسْطِيَّةٌ مُعَتَّقةٌ، ... شُجَّتْ بماءٍ مِنْ مُزْنة السَّبَل وفِلَسْطين: بَلَدٌ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ طين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَقُّهَا أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ الْفَاءِ مِنْ بَابِ الطَّاءِ لِقَوْلِهِمْ فِلَسْطون. فوط: الفُوطة: ثَوْبٌ قَصِيرٌ غَلِيظٌ يَكُونُ مِئْزَرًا يجلَب مِنَ السِّند، وَقِيلَ: الفُوطة ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يُحَلَّ بأَكثر، وَجَمْعُهَا الفُوَط. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي الفُوَط، قَالَ: ورأَيت بِالْكُوفَةِ أُزُراً مخطَّطة يَشْتَرِيهَا الجمَّالون والخدَم فيتَّزرون بِهَا، الْوَاحِدَةُ فُوطة، قَالَ: فَلَا أَدري أَعربيّ أَم لا. فصل القاف قبط: ابْنُ الأَعرابي: القَبْط الْجَمْعُ، والبَقْط التَّفْرقة. وَقَدْ قَبَط الشيءَ يَقْبِطه قَبْطاً: جَمَعَهُ بِيَدِهِ. والقُبّاط والقُبَّيْط والقُبَّيْطى والقُبَيْطاء: الناطِف، مُشْتُقٌّ مِنْهُ، إِذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ وإِذا شَدَّدْتَ الْبَاءَ قَصَرْتَ. وقَبَّط مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ كقَطَّب مَقْلُوبٌ مِنْهُ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. والقِبْط: جِيل بِمِصْرَ، وَقِيلَ: هُمْ أَهل مِصْرَ وبُنْكُها. وَرَجُلٌ قِبْطِيّ. والقُبْطِيَّة: ثِيَابُ كَتَّانٍ بِيضٌ رِقاق تُعْمَلُ بِمِصْرَ وَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى القِبْط عَلَى غَيْرِ قياس، والجمع قُباطِيٌّ قَباطِيّ، والقِبْطِيَّة قَدْ تُضَمُّ لأَنهم يُغَيِّرُونَ فِي النِّسْبَةِ كَمَا قَالُوا سُهِليّ ودُهْريّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ليَأْتِيَنَّك منِّي منطِقٌ قَذَعٌ ... باقٍ، كَمَا دنَّس القُبْطِيَّة الوَدَكُ قَالَ اللَّيْثُ: لَمَّا أُلزِمت الثيابُ هَذَا الِاسْمَ غَيَّرُوا اللَّفْظَ فالإِنسان قِبْطيّ، بِالْكَسْرِ، وَالثَّوْبِ قُبْطيّ، بِالضَّمِّ. شَمِرٌ: القُباطِيّ ثِيَابٌ إِلى الدقَّة والرقَّة وَالْبَيَاضِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ ثَوْرًا: لِياح كأَنْ بالأَتْحَمِيَّةِ مُسْبَعٌ ... إِزاراً، وَفِي قُبْطِيِّه مُتَجَلْبِبُ وَقِيلَ: القُبْطُرِيّ ثِيَابٌ بِيضٌ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن هَذَا غَلَطٌ، وَقَدْ قِيلَ فِيهِ: إِن الرَّاءَ زَائِدَةٌ مِثْلَ دَمِثٍ ودِمَثْر؛ وَشَاهِدُهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: قومٌ تَرَى صَدَأَ الْحَدِيدِ عليهمُ، ... والقُبْطُرِيّ مِنَ اليَلامِقِ سُودا وَفِي حَدِيثِ أُسامة: كَسَانِي رَسُولُ اللَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُبْطِيّةً ؛ القُبْطِيَّةُ: الثَّوْبُ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ رَقِيقَةٌ بَيْضَاءُ وكأَنه مَنْسُوبٌ إِلى القِبْط وَهُمْ أَهل مِصْرَ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ ابْنِ أَبي الحُقَيْقِ: مَا دَلَّنَا عَلَيْهِ إِلا بَيَاضُهُ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ كأَنه قُبْطِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَسا امرأَةً قُبْطِيَّة فَقَالَ: مُرْها فَلْتَتَّخِذْ تَحْتَهَا غُلَالَةً لَا تصِف حَجْم عِظَامِهَا ، وَجَمْعُهَا القُباطِيّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُلْبسوا نِساءكم القَباطِيَّ فإِنه إِن لَا يَشِفَّ فإِنه يَصِفُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِيَّ والأَنْماطَ. والقُنَّبِيطُ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: لَكَنْ يَرَوْنَ البَصَل الحِرِّيفا، ... والقُنَّبِيطَ مُعْجِباً طَرِيفا ورأَيت حَاشِيَةٍ عَلَى كِتَابِ أَمالي ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، صُورَتُهَا: قَالَ أَبو بَكْرٍ الزُّبَيْدِيُّ فِي كِتَابِهِ لَحْنِ

الْعَامَّةِ: وَيَقُولُونَ لِبَعْضِ الْبُقُولِ قَنَّبيط، قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَالصَّوَابُ قُنَّبيط، بِالضَّمِّ، وَاحِدَتُهُ قُنَّبيطة؛ قال: وهذا البناء لَيْسَ مِنْ أَمثلة الْعَرَبِ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فُعَّليل. قحط: القَحْط: احتِباس الْمَطَرِ. وَقَدْ قَحَط وقَحِطَ، وَالْفَتْحُ أَعلى، قَحْطاً وقَحَطاً وقُحوطاً. وقُحِطَ النَّاسُ، بِالْكَسْرِ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ لَا غَيْرَ قَحْطاً وأُقْحِطوا، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يُقَالُ قُحِطوا وَلَا أُقْحِطوا. والقَحْطُ: الْجَدْبُ لأَنه مِنْ أَثره. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: قُحِطَ الْمَطَرُ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وأَقْحَطَ، عَلَى فِعْلِ الْفَاعِلِ، وقُحِطت الأَرض، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهِيَ مَقْحوطة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ بَعْضُهُمْ قَحَط الْمَطَرُ، بِالْفَتْحِ، وقَحِط الْمَكَانُ، بِالْكَسْرِ، هُوَ الصَّوَابُ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً قُحِط القَطر؛ قَالَ الأَعشى: وهُمُ يُطْعِمون، إِنْ قُحِط القَطْرُ، ... وهَبَّتْ بشَمْأَلٍ وضَرِيبِ وَقَالَ شَمِرٌ: قُحوط الْمَطَرِ أَن يَحْتَبس وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِليه. وَيُقَالُ: زَمَانٌ قاحِط وَعَامٌ قاحِط وَسَنَةٌ قَحِيط وأَزمُن قَواحِطُ. وَعَامٌ قَحِط وقَحِيط: ذُو قَحْط. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَحَط الْمَطَرُ واحمرَّ الشَّجَرُ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَقْحَط النَّاسُ إِذا لَمْ يُمْطَروا. وَقَالَ ابْنُ الفرَج: كَانَ ذَلِكَ فِي إِقْحاط الزَّمَانِ وإِكْحاط الزَّمَانِ أَي فِي شدَّته. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُشتقُّ القَحْط لِكَلِّ مَا قلَّ خَيْرُهُ والأَصل لِلْمَطَرِ، وَقِيلَ: القَحْط فِي كُلِّ شيءٍ قِلَّةُ خَيْرِهِ، أَصل غَيْرُ مُشْتُقٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَتى الرجلُ الْقَوْمَ فَقَالُوا قَحْطاً فَقَحْطاً لَهُ يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ أَي أَنه إِذا كَانَ مِمَّنْ يُقَالُ لَهُ عِنْدَ قُدُومِهِ عَلَى النَّاسِ هَذَا الْقَوْلُ فإِنه يُقَالُ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وقَحْطاً مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي قُحِطت قَحْطاً وَهُوَ دعاءٌ بالجدْب، فَاسْتَعَارَهُ لِانْقِطَاعِ الْخَيْرِ عَنْهُ وجدْبه مِنَ الأَعمال الصَّالْحَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن جَامَعَ فأَقْحَط فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ ، وَمَعْنَاهُ أَن يَنتَشِر فيُولج ثُمَّ يَفْتُر ذكَرُه قَبْلَ أَن يُنزِل، وَهُوَ مِنْ أَقْحَط النَّاسُ إِذا لَمْ يُمْطَرُوا، والإِقْحاط مِثْلُ الإِكْسال، وَهَذَا مِثْلُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: الماءُ مِنَ الْمَاءِ ، وَكَانَ هَذَا فِي أَوَّل الإِسلام ثُمَّ نُسِخَ وأُمِرَ بِالِاغْتِسَالِ بَعْدَ الإِيلاج. والقَحْطِيّ مِنَ الرِّجَالِ: الأَكُول الَّذِي لَا يُبقي مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا، وَهَذَا مِنْ كَلَامِ أَهل العِراق؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ كَلَامِ الْحَاضِرَةِ دُونَ أَهل الْبَادِيَةِ، وأَظنه نُسِب إِلى القَحْط لِكَثْرَةِ الأَكل كأَنه نَجَا مِنَ القَحْط فَلِذَلِكَ كثُر أَكله. وضرْب قَحيط: شَدِيدٌ. والتَّقْحيط: فِي لُغَةِ بَنِي عَامِرٍ: التَّلْقيح؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والقَحْط: ضرْب مِنَ النبْت، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وقَحْطانُ: أَبو الْيَمَنِ، وَهُوَ فِي قَوْلِ نَسَّابَتِهِمْ قَحْطان بْنُ هُود، وَبَعْضٌ يَقُولُ قَحْطان بْنِ ارْفَخْشذ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ، وَالنَّسَبُ إِليه عَلَى الْقِيَاسِ قَحْطانيّ، وَعَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ أَقْحاطِيّ، وَكِلَاهُمَا عَرَبِيٌّ فصيح. قرط: القُرْطُ: الشَّنْف، وَقِيلَ: الشَّنْفُ فِي أَعْلى الأُذن والقُرْط فِي أَسفلها، وَقِيلَ: القُرْط الَّذِي يعلَّق فِي شَحْمَةِ الأُذن، وَالْجَمْعُ أَقْراط وقِراط وقُروط وقِرَطة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا يَمْنَعُ إِحْداكنَّ أَن تصنَع قُرْطين مِنْ فِضَّةٍ ؛ القُرْطُ: نَوْعٌ مِنْ حُلِيِّ الأُذُن مَعْرُوفٌ؛ وقَرَّطْت الْجَارِيَةَ فتقَرَّطتْ هِيَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يُخَاطِبُ امرأَته:

قَرَّطكِ اللَّهُ، عَلَى العَيْنَينِ، ... عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ وَجَارِيَةٌ مُقَرَّطة: ذَاتُ قُرْط. وَيُقَالُ للدُّرّة تعلَّق فِي الأُذُن قُرْطٌ، وللتُّومة مِنَ الْفِضَّةِ قُرْط، وللمَعاليق مِنَ الذَّهَبِ قُرْط، وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ القِرَطة. والقُرْط: الثُّرَيّا. وقُرْطا النَّصْل: أُذُناه. والقَرَط: شِية «3» حسَنة فِي الْمَعْزَى، وَهُوَ أَن يَكُونَ لَهَا زَنَمَتان معلَّقتان مِنْ أُذنيها، فَهِيَ قَرْطاء، وَالذَّكَرُ أَقْرَط مُقَرَّط، وَيُسْتَحَبُّ فِي التَّيْسِ لأَنه يَكُونُ مِئناثاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقُرَطة والقِرَطة أَن يَكُونَ لِلْمَعْزَى أَو التَّيْس زَنَمَتان معلَّقتان مِنْ أُذنيه، وَقَدْ قَرِطَ قَرَطاً، وَهُوَ أَقْرَط. وقَرَّط فَرَسه اللِّجام: مَدَّ يدَه بعِنانه فَجَعَلَهُ عَلَى قَذاله، وَقِيلَ: إِذا وَضَعَ اللِّجام وَرَاءَ أُذنيه. وَيُقَالُ: قَرَّط فَرَسه إِذا طَرَحَ اللِّجام فِي رأْسه. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرَّنٍ: أَنه أَوصى أَصحابه يومَ نِهاوَنْد فَقَالَ: إِذا هزَزْت اللواءَ فَلْتَثِب الرِّجَالُ إِلى خُيُولِهَا فيُقَرِّطوها أَعِنّتها ، كأَنه أَمرَهم بإِلجامها. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: تَقْرِيط الْفَرَسِ لَهُ مَوْضِعَانِ: أَحدهما طَرْحُ اللِّجَامِ فِي رأْس الْفَرَسِ، وَالثَّانِي إِذا مدَّ الْفَارِسُ يَدَهُ حَتَّى جَعَلَهَا عَلَى قَذال فرسِه وَهِيَ تُحْضِر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْمُتَنَبِّي: فقَرِّطْها الأَعِنَّةَ راجعاتٍ وَقِيلَ: تَقْرِيطُها حَمْلُها على أَشدّ الخُضْر، وَذَلِكَ أَنه إِذا اشتدَّ حُضْرها امتدَّ العِنان عَلَى أُذُنها فَصَارَ كالقُرْط. وقَرَط الكُرّاثَ وقَرَّطه: قطَّعه فِي القِدْرِ، وَجَعَلَ ابْنُ جِني القُرْطُم ثُلَاثِيًّا، وَقَالَ: سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه يُقَرَّط. وقَرَّطَ عَلَيْهِ: أَعطاه قَلِيلًا. والقُرْط: الصَّرْع؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القِرْطي الصَّرْع عَلَى القَفا، والقُرْط شُعْلة النار، والقِرط شُعْلة السِّراج. وقَرَّط السراجَ إِذا نَزَعَ مِنْهُ مَا احْتَرَقَ ليُضيء. والقُراطة: مَا يُقطع مِنْ أَنف السِّرَاجِ إِذا عَشَّى، والقُراطة مَا احْتَرَقَ مِنْ طَرف الفَتيلة، وَقِيلَ: بَلِ القُراطة الْمِصْبَاحُ نَفْسُهُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ: سَبَقْتُ بِهَا مَعابِلَ مُرْهَفات ... مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراطِ «4» مُسالات: جَمْعُ مُسالة، والأَغِرَّة: جَمْعُ الغِرار، وَهُوَ الْحَدُّ، وَالْجَمْعُ أَقْرِطة. ابْنُ الأَعرابي: القِراط السِّرَاجُ وَهُوَ الهِزْلقِ. والقِرَّاط والقِيراط مِنَ الْوَزْنِ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ نِصْفُ دانِق، وأَصله قِرّاط بِالتَّشْدِيدِ لأَن جَمْعَهُ قَراريط فأُبدل من إِحدى حَرْفَيْ تَضْعِيفِهِ يَاءً عَلَى مَا ذُكِرَ فِي دِينَارٍ كَمَا قَالُوا دِيبَاجٌ وَجَمَعُوهُ دَبابيج، وأَما الْقِيرَاطُ الَّذِي فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وأَبي هُرَيْرَةَ فِي تَشْييع الْجِنَازَةِ فَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِيهِ أَنه مِثْلَ جَبَلِ أُحُد، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَصل الْقِيرَاطِ مِنْ قَوْلِهِمْ قَرَّط عَلَيْهِ إِذا أَعطاه قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرّ: سَتَفْتَحُونَ أَرضاً يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ فَاسْتَوْصُوا بأَهلها خَيْرًا فإِن لَهُمْ ذِمّة ورَحِماً ؛ الْقِيرَاطُ جُزء مِنْ أَجزاء الدِّينَارِ وَهُوَ نِصْفُ عُشره فِي أَكثر الْبِلَادِ، وأَهل الشَّامِ يَجْعَلُونَهُ جُزْءًا مِنْ أَربعة وَعِشْرِينَ، وَالْيَاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الرَّاءِ وأَصله قِرّاط، وأَراد بالأَرض المُستفتحة مِصر، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَخَصَّهَا بِالذِّكْرِ وإِن كَانَ الْقِيرَاطُ مَذْكُورًا فِي غَيْرِهَا لأَنه كَانَ يغلِب عَلَى أَهلها أَن يَقُولُوا:

_ (3). قوله [والقرط شية] كذا بالأصل. (4). قوله [سبقت] كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: شنفت. قال ويروى قرنت، ونسبه عن الصاغاني للمتنخل الهذلي يصف قوساً.

أَعطيت فُلَانًا قَراريط إِذا أَسمعه مَا يَكْرهه، واذهَبْ لَا أُعطيك قَراريطك أَي أَسُبُّك وأُسْمِعك الْمَكْرُوهَ، قَالَ: وَلَا يُوجَدُ ذَلِكَ فِي كَلَامِ غَيْرِهِمْ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ فإِن لَهُمْ ذِمَّةً ورَحِماً أَنَّ هاجَرَ أُم إسمعيل، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، كَانَتْ قِبْطِيّة مِنْ أَهْل مِصْرَ. والقُرْط: الَّذِي تُعْلَفه الدَّوَابُّ وَهُوَ شَبِيهٌ بالرُّطْبة وَهُوَ أَجلُّ مِنْهَا وأَعظم ورَقاً. وقُرْط وقُرَيْط وقَرِيط: بُطُونٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ يُقَالُ لَهُمُ القُروط. وقُرط: اسْمُ رَجُلٍ من سِنْبِس. وقُرْط: قبيلة مِنْ مَهْرة بْنِ حَيْدان. والقَرطِيّة والقُرْطِيّة: ضرْب مِنَ الإِبل يُنْسَبُ إِليها؛ قَالَ: قَالَ ليَ القُرْطِيُّ قَوْلًا أَفهَمُهْ، ... إِذ عَضَّه مَضْروسُ قِدٍّ يأْلَمُهْ قرطط: القُرْطاطُ والقِرطاط والقُرْطان والقِرْطان كُلُّهُ لِذِي الْحَافِرِ كالحِلْس الَّذِي يُلقى تَحْتَ الرَّحْلِ لِلْبَعِيرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنَّما رَحْلِيَ والقَراطِطا وَهَذَا الرَّجَزُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للزَّفَيان لَا لِلْعَجَّاجِ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي إِنشاده: كأَنَّ أَقْتادِيَ والأَسامِطا، ... والرَّحْلَ والأَنساعَ والقراطِطا، ضَمَّنْتُهُنَّ أَخْدَرِيّاً ناشِطا وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: بأَرْحَبِيٍّ مائِرِ المِلاطِ ... ذِي زفْرَةٍ ينْشر بالقِرطاطِ [بالقُرطاطِ] وَقِيلَ: هُوَ كالبَرْذعة يُطرح تَحْتَ السَّرْجِ. الأَصمعي: مِنْ مَتَاعِ الرَّحْلِ الْبَرْذَعَةُ، وَهُوَ الحِلْس لِلْبَعِيرِ، وَهُوَ لِذَوَاتِ الْحَافِرِ قرْطاط وقِرطان وقُرطان، والطِّنْفِسة الَّتِي تُلْقَى فَوْقَ الرَّحْلِ تُسَمَّى النُّمْرُقة. وَقَالَ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: القِرْطالة البرذعة، وكذلك القُرْطاط والقِرْطِيط؛ والقِرْطيطُ: العَجَب. ابْنُ سِيدَهْ: والقُرطان والقُرْطاط والقِرْطاطُ والقِرْطِيط: الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ أَبو غَالِبٍ الْمَعْنِيُّ: سأَلناهُمُ أَن يُرْفِدُونا فأَحْبَلوا، ... وجاءَتْ بِقِرْطِيطٍ مِنَ الأَمر زينبُ والقِرْطِيط: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ؛ قَالَ: فَمَا جادَتْ لَنَا سَلمى ... بِقِرْطِيطٍ وَلَا فُوفَهْ وَيُقَالُ: مَا جَادَ فُلَانٌ بِقِرْطيطة أَيضاً أَي بشيء يسير. قرفط: اقرَنْفَط. تقبَّض. تَقُولُ الْعَرَبُ: أُرَيْنِبٌ مُقْرَنْفِطهْ عَلَى سَواء عُرْفُطَهْ، تَقُولُ: هرَبتْ مِنْ كَلْبٍ أَو صَائِدٍ فَعَلَتْ شَجَرَةً. والمُقْرَنْفِطُ: هَنُ المرأَة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ يُخَاطِبُ امرأَته: يَا حَبَّذا مُقْرَنْفِطُك، ... إِذْ أَنا لَا أُفَرَّطُكْ «1» فأَجابته: يَا حبَّذا ذَباذِبُك، ... إِذا الشَّبابُ غالِبُك قَالَ الأَزهري: وَمِنَ الْخُمَاسِيِّ المُلحق مَا رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: اقْرَنْفَط إِذا تَقَبَّض وَاجْتَمَعَ. واقْرَنْفَطَت الْعَنْزُ إِذا جَمَعَتْ بَيْنَ قُطْرَيْها عِنْدَ السِّفاد لأَن ذَلِكَ الْمَوْضِعَ يَوْجَعُها.

_ (1). قوله [يا حبذا إلخ] في مادة عرفط عكس ما هنا.

قرمط: القَرْمَطِيطُ: المُتقارِبُ الخَطْوِ. وقَرْمَطَ فِي خَطْوِه إِذا قارَب مَا بَيْنَ قَدَمَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لِعَمْرٍو قَرْمَطْتَ، قَالَ: لَا؛ يُرِيدُ أَكَبِرْت لأَن القَرْمَطة فِي الْخَطْوِ مِنْ آثَارِ الكِبَر. واقْرَمَّط الرجلُ اقْرِمّاطاً إِذا غَضِبَ وتقبَّض. والقَرْمَطة: المُقارَبةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والقُرْموطُ: زَهْر الغَضَا وَهُوَ أَحمر، وَقِيلَ: هُوَ ضرْب مِنَ ثَمَرِ العِضاه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القُرْمُوط مِنْ ثَمَرِ الغَضَا كالرُّمان يشبَّه بِهِ الثَّدْي؛ وأَنشد فِي صِفَةِ جَارِيَةٍ نَهَدَ ثَدْياها: ويُنْشِزُ جَيْبَ الدِّرْع عَنْهَا، إِذا مَشَتْ، ... حَمِيلٌ كقُرْمُوطِ الغَضَا الخَضِلِ النَّدِي قَالَ: يَعْنِي ثديَها. واقْرَمَّط الجلدُ إِذا تقارَب فَانْضَمَّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: تَكَسَّبْتُها فِي كلِّ أَطْرافِ شِدَّةٍ، ... إِذا اقْرَمَّطَتْ يَوْمًا مِنَ الفَزَعِ الخُصَى والقَرْمَطةُ فِي الخَطِّ: دِقَّةُ الْكِتَابَةِ وتَداني الْحُرُوفِ، وَكَذَلِكَ القَرْمَطةُ فِي مَشْي القَطُوفِ. والقَرْمَطةُ فِي الْمَشْيِ: مُقارَبةُ الْخَطْوِ وَتَدَانِي الْمَشْيِ. وقَرْمَطَ الكاتِبُ إِذا قارَب بَيْنَ كِتَابَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَرِّج مَا بَيْنَ السُّطورِ وقَرْمِطْ مَا بَيْنَ الْحُرُوفِ. وقَرْمَط البعيرُ إِذا قارَبَ خُطاه. والقَرامِطةُ: جِيلٌ، وَاحِدُهُمْ قَرْمَطِيّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِدُحْرُوجةِ الجُعَل القُرْمُوطةُ. وَقَالَ أَعرابي: جَاءَنَا فُلَانٌ «1» فِي نِخافَيْن مُلَكَّمَينِ فقاعِيَّين مُقَرْطَمَيْنِ؛ قَالَ أَبو العباس: مُلَكَّمَيْنِ جَوانِبهما رِقاعٌ فكأَنَّه يَلْكُم بِهِمَا الأَرض، وَقَوْلُهُ فقاعِيَّين يَصِرّان، وَقَوْلُهُ مُقَرْطَمَينِ لَهُمَا مِنْقاران. قسط: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الْحُسْنَى المُقْسِطُ: هُوَ العادِلُ. يُقَالُ: أَقْسَطَ يُقْسِطُ، فَهُوَ مُقْسِطٌ إِذا عدَل، وقَسَطَ يَقْسِطُ، فَهُوَ قاسِطٌ إِذا جارَ، فكأَن الْهَمْزَةَ فِي أَقْسَطَ للسَّلْب كَمَا يُقَالُ شَكا إِليه فأَشْكاه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ اللهَ لَا يَنامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويرفَعُه ؛ القِسْطُ: المِيزانُ، سُمِّيَ بِهِ مِنَ القِسْطِ العَدْلِ، أَراد أَن اللَّهَ يَخفِضُ ويَرْفَعُ مِيزانَ أَعمالِ العِبادِ المرتفعةِ إِليه وأَرزاقَهم النازلةَ مِنْ عِنْدِهِ كَمَا يَرْفَعُ الوزَّانُ يَدَهُ ويَخْفِضُها عِنْدَ الوَزْن، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِمَا يُقَدِّرُه اللَّهُ ويُنْزِلُه، وَقِيلَ: أَراد بالقِسْط القِسْمَ مِنَ الرِّزقِ الَّذِي هُوَ نَصِيبُ كُلِّ مَخْلُوقٍ، وخَفْضُه تقليلُه، ورفْعُه تَكْثِيرُهُ. والقِسْطُ: الحِصَّةُ والنَّصِيبُ. يُقَالُ: أَخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الشُّرَكَاءِ قِسْطَه أَي حِصَّتَه. وكلُّ مِقدار فَهُوَ قِسْطٌ فِي الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. وتقَسَّطُوا الشيءَ بَيْنَهُمْ: تقسَّمُوه عَلَى العَدْل والسَّواء. والقِسْط، بِالْكَسْرِ: العَدْلُ، وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمَوْصُوفِ بِهَا كعَدْل، يُقَالُ: مِيزانٌ قِسْط، ومِيزانانِ قِسْطٌ، ومَوازِينُ قِسْطٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ ؛ أَي ذواتِ القِسْط. وَقَالَ تَعَالَى: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ* ؛ يُقَالُ: هُوَ أَقْوَمُ المَوازِين، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الشَّاهِينُ، وَيُقَالُ: قُسْطاسٌ وقِسْطاسٌ. والإِقساطُ والقِسْطُ: العَدْلُ. وَيُقَالُ: أَقْسَطَ وقَسَطَ إِذا عدَلَ. وجاءَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: إِذا حكَمُوا عدَلوا وإِذا قسَموا أَقْسَطُوا أَي عَدَلُوا «2»

_ (1). قوله [وَقَالَ أَعرابي جَاءَنَا فُلَانٌ إِلى آخر المادة] حَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي مادة: ق ر ط م. (2). قوله [وإِذا قَسَمُوا أَقْسَطُوا أَي عَدَلُوا هَاهُنَا فَقَدْ جَاءَ إلخ] هكذا في الأَصل.

هَاهُنَا، فَقَدْ جاءَ قَسَطَ فِي مَعْنَى عَدَلَ، فَفِي الْعَدْلِ لُغَتَانِ: قَسَطَ وأَقْسَطَ، وَفِي الجَوْر لُغَةٌ وَاحِدَةٌ قسَطَ، بغيرِ الأَلف، وَمَصْدَرُهُ القُسُوطُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أُمِرْتُ بِقتالِ الناكثِينَ والقاسِطِينَ والمارِقِينَ ؛ الناكِثُون: أَهلُ الجمَل لأَنهم نَكَثُوا بَيْعَتهم، والقاسِطُونَ: أَهلُ صِفِّينَ لأَنهم جارُوا فِي الحُكم وبَغَوْا عَلَيْهِ، والمارِقُون: الخوارِجُ لأَنهم مَرَقُوا مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُق السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. وأَقْسطَ فِي حُكْمِهِ: عدَلَ، فَهُوَ مُقْسِطٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . والقِسْط: الجَوْر. والقُسُوط: الجَوْرُ والعُدُول عَنِ الْحَقِّ؛ وأَنشد: يَشْفِي مِنَ الضِّغْنِ قُسُوطُ القاسِطِ قَالَ: هُوَ مَنْ قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً وقسَطَ قُسوطاً: جارَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُمُ الْجَائِرُونَ الكفَّار، قَالَ: والمُقْسِطون العادلُون الْمُسْلِمُونَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* . والإِقْساطُ: العَدل فِي القسْمة والحُكم؛ يُقَالُ: أَقْسَطْتُ بَيْنَهُمْ وأَقسطت إِليهم. وقَسَّطَ الشيءَ: فرَّقَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَوْ كَانَ خَزُّ واسِطٍ وسَقَطُهْ، ... وعالِجٌ نَصِيُّه وسَبَطهْ، والشَّامُ طُرّاً زَيْتُه وحِنَطُهْ ... يأْوِي إِليها، أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ وَيُقَالُ: قَسَّطَ عَلَى عِيالِه النفَقةَ تَقْسِيطاً إِذا قَتَّرَها؛ وَقَالَ الطرمَّاح: كَفَّاه كَفٌّ لَا يُرَى سَيْبُها ... مُقَسَّطاً رَهْبةَ إِعْدامِها والقِسْطُ: الكُوزُ عِنْدَ أَهل الأَمصار. والقِسْطُ: مِكْيالٌ، وَهُوَ نِصْف صاعٍ، والفَرَقُ ستةُ أَقْساطٍ. الْمُبَرِّدُ: القِسْطُ أَربعمائة وأَحد وَثَمَانُونَ دِرهماً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ النِّساءَ مِنْ أَسْفَهِ السُّفَهاء إِلّا صاحِبةَ القِسْطِ والسِّراج ؛ القِسْطُ: نِصْفُ الصَّاعِ وأَصله مِنَ القِسْطِ النَّصِيبِ، وأَراد بِهِ هَاهُنَا الإِناء الَّذِي تُوَضِّئُه فِيهِ كأَنه أَراد إِلَّا الَّتِي تَخْدُم بعْلها وتَقُوم بأُمُورِه فِي وُضُوئه وسِراجه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنه أَجْرى للناسِ المُدْيَيْن والقِسْطَيْن ؛ القِسْطانِ: نَصِيبانِ مِنْ زَيْتٍ كَانَ يرزُقُهما الناسَ. أَبو عَمْرٍو: القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبارُ. والقَسَطُ: طُول الرِّجل وسَعَتُها. والقَسَطُ: يُبْسٌ يَكُونُ فِي الرِّجل والرأْس والرُّكْبةِ، وَقِيلَ: هُوَ فِي الإِبل أَن يَكُونَ الْبَعِيرُ يَابِسَ الرِّجلين خِلْقة، وَقِيلَ: هُوَ الأَقْسَطُ والناقةُ قَسْطاء، وَقِيلَ: الأَقْسَطُ مِنَ الإِبل الَّذِي فِي عَصَب قَوائمه يُبْسٌ خِلقَةً، قَالَ: وَهُوَ فِي الْخَيْلِ قِصَرُ الْفَخِذِ والوَظِيفِ وانْتِصابُ السَّاقين، وَفِي الصِّحَاحِ: وانْتصابٌ فِي رِجلي الدَّابَّةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَلِكَ ضَعْف وَهُوَ مِنَ العُيوب الَّتِي تَكُونُ خِلْقَةً لأَنه يُسْتَحَبُّ فِيهِمَا الانْحناءُ والتوْتِيرُ، قَسِطَ قَسَطاً وَهُوَ أَقْسَطُ بَيِّنُ القَسَطِ. التَّهْذِيبُ: والرِّجل القَسْطاءُ فِي سَاقِهَا اعْوِجاجٌ حَتَّى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السَّاقانِ، قَالَ: والقَسَطُ خِلافُ الحَنَفِ؛ قَالَ إمرؤُ القَيْس يَصفُ الْخَيْلَ:

إِذْ هُنَّ أَقْساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى، ... أَوْ كَقَطا كاظِمةَ النَّاهِلِ «3» أَبو عُبَيْدٍ عَنِ العَدَبَّس: إِذا كَانَ الْبَعِيرُ يابسَ الرِّجْلَيْنِ فَهُوَ أَقْسَطُ، وَيَكُونُ القَسَطُ يُبْساً فِي العنُق؛ قَالَ رؤْبة: وضَرْبِ أَعْناقِهِم القِساطِ يُقَالُ: عُنُقٌ قَسْطاء وأَعْناقٌ قِساطٌ. أَبو عَمْرٍو: قَسِطَتْ عِظامُه قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ مِنَ الهُزال؛ وأَنشد: أَعطاه عَوْداً قاسِطاً عِظامُه، ... وهُوَ يَبْكي أَسَفاً ويَنْتَحبْ ابن الأَعرابي والأَصمعي: فِي رِجله قَسَطٌ، وَهُوَ أَن تَكُونَ الرِّجل مَلْساء الأَسْفل كأَنَّها مالَجٌ. والقُسْطانِيَّةُ والقُسْطانيُّ: خُيوطٌ كخُيوطِ قَوْسِ المُزْنِ تَخِيطُ بِالْقَمَرِ «4» وَهِيَ مِنْ عَلَامَةِ الْمَطَرِ. والقُسْطانةُ: قَوْسُ قُزحَ «5»؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِقَوْسِ اللَّهِ القُسْطانيُّ؛ وأَنشد: وأُديرَتْ حفَفٌ تَحْتَها، ... مِثْلُ قُسْطانيِّ دَجْن الغَمام قَالَ أَبو عَمْرٍو: القُسْطانيُّ قَوْسُ قُزَحَ ونُهِي عَنْ تَسْمِيَةِ قَوْسِ قزحَ. والقُسْطَناس: الصَّلاءَةُ. والقُسْطُ، بِالضَّمِّ: عُودٌ يُتَبخَّر بِهِ لُغَةٌ فِي الكُسْطِ عُقَّارٌ مِنْ عَقاقِير الْبَحْرِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: الْقَافُ بَدَلٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: القُسط عُود يُجاءُ بِهِ مِنَ الهِند يُجْعَلُ فِي البَخُور والدَّواء، قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِهَذَا البَخُور قُسْطٌ وكُسْطٌ وكُشْط؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبِشْرِ بْنِ أَبي خازِم: وقَدْ أُوقِرْنَ مِنْ زَبَدٍ وقُسْطٍ، ... وَمِنْ مِسْكٍ أَحَمَّ وَمِنْ سَلام وَفِي حَدِيثِ أُمّ عطِيَّة: لَا تَمَسُّ طِيباً إِلَّا نُبْذةً مِنْ قُسْطٍ وأَظْفارٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: قُسْط أَظْفار؛ القُسْطُ: هُوَ ضَرْب مِنَ الطِّيب، وَقِيلَ: هُوَ العُودُ؛ غَيْرُهُ: والقُسْطُ عُقَّار مَعْرُوفٌ طيِّب الرِّيح تَتَبخَّر بِهِ النُّفَسَاءُ والأَطْفالُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ أَشبه بِالْحَدِيثِ لأَنه أَضافه إِلى الأَظفار؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزُ: تُبْدِي نَقِيّاً زانَها خِمارُها، ... وقُسْطةً مَا شانَها غُفارُها يُقَالُ: هِيَ السَّاقُ نُقِلت مِنْ كِتَابٍ «6». وقُسَيْطٌ: اسْمٌ. وقَاسِطٌ: أَبو حَيّ، وَهُوَ قَاسِطُ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيّ بْنِ جَدِيلةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبيعةَ. قشط: قَشَطَ الجُلَّ عَنِ الفَرس قَشْطاً: نَزَعَه وكَشَفَه، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الأَشياء، قَالَ يَعْقُوبُ: تَمِيمٌ وأَسَد يَقُولُونَ قَشَطْتُ، بِالْقَافِ، وَقَيْسٌ تَقُولُ كَشَطْتُ، وَلَيْسَتِ الْقَافُ فِي هَذَا بَدَلًا مِنَ الْكَافِ لأَنهما لُغَتَانِ لأَقوام مُخْتَلِفِينَ. وَقَالَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: وإِذا السَّمَاءُ قُشِطَتْ، بِالْقَافِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ مِثْلَ القُسْطِ والكُسْطِ والقافُور والكافُور. قَالَ الزَّجَّاجُ: قُشِطَتْ وكُشِطَتْ وَاحِدٌ مَعْنَاهُمَا قُلِعَتْ كَمَا يُقْلع السَّقْف. يقال:

_ (3). قوله [إذ هن أقساط إلخ] أورده شارح القاموس في المستدركات وفسره بقوله أي قطع. (4). قوله [تخيط بالقمر] كذا بالأَصل وشرح القاموس. (5). قوله [والقسطانة قوس إلخ] كذا في الأَصل بهاء التأنيث. (6). قوله: [نقلت من كتاب]، هكذا في الأَصل.

كشَطْتُ السقْفَ وقَشَطْتُه. والقِشاط: لُغَةٌ فِي الْكِشَاطِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَشط لُغَةٌ فِي الكشط. قطط: القَطُّ: القطْعُ عامَّة، وَقِيلَ: هُوَ قَطعُ الشَّيْءِ الصُّلب كالحُقَّة وَنَحْوِهَا تَقُطُّها عَلَى حَذْو مَسْبُورٍ كَمَا يَقُطُّ الإِنسان قَصَبة عَلَى عَظْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ القطْعُ عَرْضاً، قَطَّه يقُطُّه قَطّاً: قَطَعه عَرْضاً، واقْتَطَّه فانْقَطَّ واقْتَطَّ وَمِنْهُ قَطُّ الْقَلَمِ. والمِقَطَّةُ والمِقَطُّ: مَا يُقَطُّ عَلَيْهِ الْقَلَمُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: المِقَطَّةُ عُظَيم يَكُونُ مَعَ الورّاقِين يَقِطُّونَ عَلَيْهِ أَطراف الأَقلام. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنه كَانَ إِذا عَلا قَدَّ وإِذا تَوَسَّطَ قَطَّ؛ يَقُولُ إِذا عَلَا قِرْنَه بِالسَّيْفِ قَدَّه بنِصْفَين طُولًا كَمَا يُقَدّ السَّيْرُ، وإِذا أَصاب وسَطه قَطعَه عَرْضًا نِصْفَيْنِ وأَبانه. ومَقَطُّ الْفَرَسِ: مُنْقَطَعُ أَضْلاعه. ابْنُ سِيدَهْ: والمَقط مِنَ الْفَرَسِ مُنْقَطَعُ الشَّراسِيفِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْديّ: كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفهِ، ... إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ، لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفاقِ، ... مِن خَشَبِ الجَوْزِ، لَمْ يُثْقَبِ والقِطاطُ: حرْف الْجَبَلِ وَالصَّخْرَةِ كأَنما قُطَّ قَطَّاً، وَالْجَمْعُ أَقِطَّةٌ؛ وَقَالَ أبُو زَيْدٍ: هُوَ أَعلى حَافَّةِ الْكَهْفِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَقطَّة. أَبو زَيْدٍ: القَطِيطةُ حافةُ أَعلى الكهفِ، والقِطاطُ: المِثالُ الَّذِي يَحْذُو عَلَيْهِ الحاذِي ويَقْطعُ النَّعْلَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَا أَيُّها الحاذِي عَلَى القِطاطِ والقِطاطُ: مَدار حَافِرِ الدابَّةِ لأَنه كأَنه قُطَّ أَي قُطِعَ وسُوِّيَ؛ قَالَ: يَرْدي بِسُمْرٍ صُلْبةِ القِطاطِ والقَطَطُ: شَعْرُ الزّنْجِيّ. يُقَالُ: رَجل قَطَطٌ وَشَعْرٌ قَطَطٌ وامرأَة قَطَطٌ، وَالْجَمْعُ قَطَطُونَ وقَطَطاتٌ، وَشَعْرٌ قَطٌّ وقطَطٌ: جَعْد قَصِيرٌ، قَطَّ يَقَطُّ قَطَطاً وقَطاطةً وقَطِطَ، بإِظهار التَّضْعِيفِ، قَطّاً، وَهُوَ طَرِيفٌ. وجَعْدٌ قَطَطٌ أَي شدِيدُ الجُعودةِ. وَقَدْ قَطِطَ شَعْرُهُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ عَلَى الأَصل بإِظهار التَّضْعِيفِ، ورَجل قَطُّ الشَّعْرِ وقَطَطُه بِمَعْنًى، وَالْجَمْعُ قَطُّون وقَطَطُون وأَقْطاطٌ وقِطاطٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يُمشَّى بَيْننا حانوتُ خَمْرٍ، ... مِنَ الخُرْس الصَّراصِرةِ القِطاطِ «1» والأُنثى قطّةٌ وقَطَطٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنة: إِن جاءتْ بِهِ جَعْداً قَطَطاً فَهُوَ لِفُلَانٍ ؛ والقَطَطُ: الشديدُ الجعُودةِ، وَقِيلَ: الحسَنُ الجعُودةِ. الْفَرَّاءُ: الأَقَطُّ الَّذِي انْسَحَقت أَسنانه حَتَّى ظَهَرَتْ دَرادِرُها، وَقِيلَ: الأَقطُّ الَّذِي سَقَطَتْ أَسنانه. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ أَقَطُّ وامرأَة قَطَّاء إِذا أَكلا عَلَى أَسْنانِهما حَتَّى تَنْسحِقَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. والقَطَّاطُ: الخَرَّاطُ الَّذِي يَعْمَلُ الحُقَق؛ وأَنشد ابْنُ بَري لِرُؤْبَةَ يَصِفُ أُتُناً وَحِمَارًا: سَوَّى، مَساحِيهنَّ، تَقطِيطَ الحُقَقْ، ... تَقْلِيلُ مَا قارَعْنَ مِن سُمِّ الطُّرَق «2» أَراد بالمساحِي حَوافرَهن لأَنها تَسْحِي الأَرض أَي تَقْشُرها، ونصَب تقطيطَ الْحُقَقِ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمُشَبَّهِ بِهِ لأَن مَعْنَى سَوّى وقطَّط واحد، والتقْطِيطُ:

_ (1). قوله [يمشى] كذا هو بالياء هنا وفي مادة خرص، وبالتاء الفوقية في مادة حنت. (2). قوله [سم الطرق] كذا هو بالسين المهملة في الموضعين ولعله شم أَو صم.

قَطْعُ الشَّيْءِ، وأَراد تَقْطِيعَ حُقَق الطِّيب وتَسْويتَها، وتقْليلُ فَاعِلُ سَوّى أَي سَوّى مَساحِيَهنَّ تكسيرُ مَا قارَعَتْ مِنْ سُمّ الطُّرَق، والطُّرَقُ جَمْعُ طُرْقَة وَهِيَ حِجَارَةٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. وَحَدِيثُ قَتْلِ ابْنِ أَبي الحُقَيْق: فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ بِسَيْفِهِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَنْفَذَه فَجَعَلَ يَقُولُ: قَطْني قَطْني «1». وقَطَّ السِّعْرُ يَقِطُّ، بِالْكَسْرِ، قَطّاً وقُطُوطاً، فَهُوَ قاطٌّ ومَقْطُوطٌ بِمَعْنَى فاعِل: غَلا. وَيُقَالُ: وردْنا أَرضاً قَطّاً سِعْرُها؛ قَالَ أَبو وجْزَة السَّعْدِيّ: أَشْكُو إِلى اللهِ العَزِيز الجَبّارْ، ... ثُمَّ إِلَيْكَ اليَوْمَ بُعْدَ المُسْتارْ، وحاجةَ الحَيِّ وقَطَّ الأَسْعارْ وَقَالَ شَمِرٌ: قَطَّ السِّعْرُ، إِذا غَلا، خَطأ عِنْدِي إِنما هُوَ بِمَعْنَى فَتَر، وَقَالَ الأَزهري: وَهِمَ شَمِرٌ فِيمَا قَالَ. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: حَطَّ السِّعْرُ حُطُوطاً وانْحَطَّ انْحِطاطاً وكسَر وَانْكَسَرَ إِذا فَتَر، وَقَالَ: سِعْرٌ مَقْطُوطٌ وَقَدْ قَطَّ إِذا غَلا، وَقَدْ قَطَّه اللَّهُ. ابْنُ الأَعرابي: القاطِطُ السِّعْر الْغَالِي. اللَّيْثُ: قَطْ خفِيفة بِمَعْنَى حَسْب، تَقُولُ: قَطْكَ الشَّيْءُ أَي حَسْبُك، قَالَ: وَمِثْلُهُ قَدْ، قَالَ وَهُمَا لَمْ يَتَمَكَّنَا فِي التَّصْرِيفِ، فإِذا أَضفتهما إِلى نَفْسِكَ قُوّيَتا بِالنُّونِ قُلْتَ: قَطْني وقَدْني كَمَا قَوَّوا عنِّي وَمِنِّي ولَدُنِّي بِنُونٍ أُخرى، قَالَ: وَقَالَ أَهل الْكُوفَةِ مَعْنَى قَطْنِي كَفَانِي فَالنُّونُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ مِثْلَ نُونِ كَفَانِي، لأَنك تَقُولُ قَطْ عبدَ اللهِ دِرهمٌ، وَقَالَ أَهل الْبَصْرَةِ: الصَّوَابُ فِيهِ الْخَفْضُ عَلَى مَعْنَى حَسْبُ زيدٍ وكَفْيُ زيدٍ درهمٌ، وَهَذِهِ النُّونُ عِمَادٌ، ومَنَعَهم أَن يَقُولُوا حَسْبُني أَن الْبَاءَ مُتَحَرِّكَةٌ وَالطَّاءَ مِنْ قَطْ سَاكِنَةٌ فَكَرِهُوا تَغْيِيرَهَا عَنِ الإِسكان، وَجَعَلُوا النُّونَ الثَّانِيَةَ مِنْ لَدُنِّي عِمَادًا لِلْيَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ النَّارِ: إِنَّ النارَ تَقُولُ لِرَبِّهَا إِنك وعَدْتَنِي مِلْئي، فيَضَع فِيهَا قدَمَه ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَتَّى يَضَعَ الجبَّارُ فِيهَا قَدَمه فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ بِمَعْنَى حَسْب، وَتَكْرَارُهَا للتأْكيد، وَهِيَ سَاكِنَةُ الطَّاءِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ قَطْني أَي حَسْبِي. قَالَ اللَّيْثُ: وأَما قَطُّ فإِنه هُوَ الأَبَدُ الْمَاضِي، تَقُولُ: مَا رأَيت مِثْلَهُ قَطُّ، وَهُوَ رَفْعٌ لأَنه مِثْلُ قبلُ وبعدُ، قَالَ: وأَما القَطُّ الَّذِي فِي مَوْضِعِ مَا أَعطيته إِلا عِشْرِينَ قَطِّ فإِنه مَجْرُورٌ فَرْقًا بَيْنَ الزَّمَانِ والعَددِ، وقَطُّ مَعْنَاهَا الزَّمَانُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا رأَيته قَطُّ وقُطُّ وقُطُ، مَرْفُوعَةٌ خَفِيفَةٌ مَحْذُوفَةٌ مِنْهَا، إِذا كَانَتْ بِمَعْنَى الدَّهْرِ فَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ وإِذا كَانَتْ فِي مَعْنَى حَسْب فَهِيَ مَفْتُوحَةُ الْقَافِ سَاكِنَةُ الطَّاءِ، قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَمّا قَوْلُهُمْ قَطُّ، بِالتَّشْدِيدِ، فإِنما كَانَتْ قَطُطُ وَكَانَ يَنْبَغِي لَهَا أَن تُسَكَّنَ، فَلَمَّا سَكَنَ الْحَرْفُ الثَّانِي جُعِلَ الآخِر مُتَحَرِّكًا إِلى إِعرابه، وَلَوْ قِيلَ فِيهِ بِالْخَفْضِ وَالنَّصْبِ لَكَانَ وَجْهًا فِي الْعَرَبِيَّةِ، وأَما الَّذِينَ رَفَعُوا أَوَّله وَآخِرَهُ فَهُوَ كَقَوْلِكَ مُدُّ يَا هَذَا، وأَما الَّذِينَ خَفَّفُوهُ فإِنهم جَعَلُوهُ أَداة ثُمَّ بَنَوْه عَلَى أَصله فأَثبتوا الرَّفْعة الَّتِي كَانَتْ تَكُونُ فِي قَطُّ وَهِيَ مُشَدَّدَةٌ، وَكَانَ أَجود مِنْ ذَلِكَ أَن يَجْزِمُوا فَيَقُولُوا مَا رأَيته قُطْ، مَجْزُومَةٌ سَاكِنَةُ الطَّاءِ، وَجِهَةُ رَفْعِهِ كَقَوْلِهِمْ لَمْ أَره مُذُ يَوْمَانِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، كُلُّهُ تَعْلِيلٌ كُوفِيٌّ وَلِذَلِكَ لَفْظُ الإِعراب مَوْضِعُ لَفْظِ الْبِنَاءِ هَذَا إِذا كَانَتْ بِمَعْنَى الدهْر، وأَما إِذا كَانَتْ بِمَعْنَى حَسْبُ، وَهُوَ الِاكْتِفَاءُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَطْ سَاكِنَةُ الطَّاءِ مَعْنَاهَا الِاكْتِفَاءُ، وَقَدْ يُقَالُ قَطٍ وقَطِي، وَقَالَ: قَطُ مَعْنَاهَا الِانْتِهَاءُ وَبُنِيَتْ عَلَى الضَّمِّ كحَسْبُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا رأَيته قَطِّ، مَكْسُورَةً مُشَدَّدَةً، وَقَالَ بعضهم: قَطْ زيداً

_ (1). قوله: [وَحَدِيثُ قَتْلِ ابْنِ أَبي الحقيق، إِلى قوله قطني]، هكذا في الأَصل. ولعلّ موضع هذه الجملة هو مع الكلام على قطني.

دِرْهَمٌ أَي كَفَاهُ، وَزَادُوا النُّونَ فِي قَطْ فَقَالُوا قَطْني، لَمْ يُرِيدُوا أَن يَكْسِرُوا الطَّاءَ لِئَلَّا يَجْعَلُوهَا بِمَنْزِلَةِ الأَسماء الْمُتَمَكِّنَةِ نَحْوَ يَدِي وهَنِي. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَطْنِي كَلِمَةٌ مَوْضُوعَةٌ لَا زِيَادَةَ فِيهَا كَحَسْبِي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: امتَلأَ الحوْضُ وَقَالَ: قَطْنِي، ... سَلا رُوَيْداً، قد ملأْتَ بَطْنِي «1» وإِنما دَخَلَتِ النُّونُ لِيَسْلَمَ السُّكُونُ الَّذِي يُبْنَى الِاسْمُ عَلَيْهِ، وَهَذِهِ النُّونُ لَا تَدْخُلُ الأَسماء، وإِنما تَدَخُلُ الْفِعْلَ الْمَاضِي إِذا دَخَلَتْهُ يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ كَقَوْلِكَ ضَرَبَنِي وَكَلَّمَنِي لِتَسْلَمَ الْفَتْحَةُ الَّتِي بُنِيَ الْفِعْلُ عَلَيْهَا وَلِتَكُونَ وِقَايَةً لِلْفِعْلِ مِنَ الْجَرِّ، وإِنما أَدخلوها فِي أَسماء مَخْصُوصَةٍ قَلِيلَةٍ نَحْوَ قَطْنِي وقَدْني وعَنِّي ومنِّي ولَدُنِّي لَا يُقَاسُ عَلَيْهَا، فَلَوْ كَانَتِ النُّونُ مِنْ أَصل الْكَلِمَةِ لَقَالُوا قَطْنُكَ وَهَذَا غَيْرُ مَعْلُومٍ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَنِّي وَمِنِّي وَقَطْنِي وَلَدُنِّي عَلَى الْقِيَاسِ لأَن نُونَ الْوِقَايَةِ تَدْخُلُ الأَفعال لِتقيَها الْجَرَّ وَتُبْقِيَ عَلَى فَتْحِهَا، وَكَذَلِكَ هَذِهِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ دَخَلَتِ النُّونُ عَلَيْهَا لِتَقِيَهَا الْجَرَّ فَتُبْقِيَ عَلَى سُكُونِهَا، وَقَدْ يُنصب بقَطْ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْفِضُ بِقَطْ مَجْزُومَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْنِيهَا عَلَى الضَّمِّ وَيَخْفِضُ بِهَا مَا بَعْدَهَا، وكلُّ هَذَا إِذا سُمِّيَ بِهِ ثُمَّ حُقِّرَ قِيلَ قُطَيْط لأَنه إِذا ثُقِّل فَقَدْ كُفِيت، وإِذا خُفِّفَ فأَصله التَّثْقِيلُ لأَنه مِنَ القَطّ الَّذِي هُوَ القَطْعُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا زَالَ هَذَا مُذْ قُطُّ يَا فَتَى، بِضَمِّ الْقَافِ وَالتَّثْقِيلِ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ مَا لَه إِلا عَشَرَةٌ قَطْ يَا فَتَى، بِالتَّخْفِيفِ وَالْجَزْمِ، وقَطِّ يَا فَتَى، بِالتَّثْقِيلِ وَالْخَفْضِ. وقَطاطِ: مَبْنِيَّةٌ مِثْلُ قَطام أَي حَسْبِي؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِب: أَطَلْتُ فِراطَهم، حَتَّى إِذا مَا ... قَتلْتُ سَراتَهمْ قالتْ: قَطاطِ أَي قطْني وحسْبي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده أَطلت فِراطَكم وَقَتَلْتُ سَراتَكم بِكَافِ الْخِطَابِ، والفِراطُ: التقَدُّم؛ يَقُولُ: أَطلت التقدُّم بوَعِيدي لَكُمْ لِتَخْرُجُوا مِنْ حقِّي فَلَمْ تَفْعَلُوا. والقِطُّ: النَّصِيبُ. والقِطُّ: الصَّكُّ بالجائزةِ. والقِطُّ: الْكِتَابُ، وَقِيلَ: هُوَ كِتَابُ المُحاسَبةِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ: قَوْم لهم ساحةُ العِراقِ ... جَميعاً، والقِطُّ والقَلَمُ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ ، وَالْجَمْعُ قُطوطٌ؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا المَلِكُ النُّعْمانُ، يَوْمَ لَقِيتُه ... بغِبْطَته، يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ قَوْلُهُ: يأْفِقُ يُفَضِّلُ، قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالْحَسَنُ قَالُوا: عَجِّلْ لَنا قِطَّنا ، أَي نَصِيبنا مِنَ الْعَذَابِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: ذُكرت الْجَنَّةُ فاشْتَهوْا مَا فِيهَا فَقَالُوا: رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا ، أَي نَصِيبَنَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: القِطّ الصَّحِيفَةُ الْمَكْتُوبَةُ، وإِنما قَالُوا ذَلِكَ حِينَ نَزَلَ: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ*، فاستهزؤُوا بِذَلِكَ وَقَالُوا: عَجِّلْ لَنَا هَذَا الْكِتَابَ قَبْلَ يَوْمِ الحِساب. والقِطُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الصَّكُّ وَهُوَ الْحَظُّ. والقِطُّ: النَّصِيبُ، وأَصله الصَّحِيفَةُ للإِنسان بِصِلَةٍ يُوصَلُ بِهَا، قَالَ: وأَصل القِطّ مِنْ قطَطْتُ. وَرُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عُمَرَ أَنَّهما كَانَا لَا يَريانِ ببيع القُطوطِ

_ (1). قوله [سلا] كذا هو بالأَصل وشرح القاموس، قال: ورواية الجوهري مهلًا انتهى. ولعل الأولى ملأ.

إِذا خَرَجَتْ بأْساً، وَلَكِنْ لَا يَحِلُّ لِمَنِ ابتاعَها أَن يَبِيعَهَا حَتَّى يَقْبِضَها. قَالَ الأَزهري: القُطوطُ هَاهُنَا جَمْعُ قِطّ وَهُوَ الْكِتَابُ. والقِطُّ: النَّصِيبُ، وأَراد بِهَا الْجَوَائِزَ والأَرْزاقَ، سُمِّيَتْ قُطوطاً لأَنها كَانَتْ تُخْرَجُ مَكْتُوبَةً فِي رِقاع وصِكاكٍ مَقْطُوعَةٍ، وبيعُها عِنْدَ الْفُقَهَاءِ غَيْرُ جَائِزٍ مَا لَمْ يَتحصَّل مَا فِيهَا فِي مِلْك مَنْ كُتِبت لَهُ مَعْلُومَةً مَقْبُوضَةً. اللَّيْثُ: القِطَّةُ السِّنَّوْرُ، نَعْتٌ لَهَا دُونَ الذَّكَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: القِطُّ السِّنَّوْرُ، وَالْجَمْعُ قِطاطٌ وقِطَطة، والأُنثى قِطَّة، وَقَالَ كُرَاعٌ: لَا يُقَالُ قِطَّة؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً؛ قَالَ الأَخطل: أَكَلْتَ القِطاطَ فأَفْنَيْتَها، ... فَهَلْ فِي الخَنانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ؟ ومضَى قِطٌّ مِنَ اللَّيْلِ أَي سَاعَةٌ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. والقِطْقِطُ، بِالْكَسْرِ: المطَر الصِّغار الَّذِي كأَنه شَذْر، وَقِيلَ: هُوَ صِغَارُ البَرَدِ، وَقَدْ قَطْقَطت السَّمَاءُ فَهِيَ مُقَطْقِطةٌ، ثُمَّ الرَّذاذُ وَهُوَ فَوْقَ القِطْقِط، ثُمَّ الطَّشُّ وَهُوَ فَوْقَ الرّذاذِ، ثُمَّ البَغْشُ وَهُوَ فَوْقَ الطَّشِّ، ثُمَّ الغَبْيةُ وَهُوَ فَوْقَ البَغْشةِ، وَكَذَلِكَ الحَلْبةُ والشَّجْذةُ والحَفْشةُ والحَشْكةُ مِثْلُ الغَبْيةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القِطْقِطُ الْمَطَرُ الْمُتَفَرِّقُ المُتتابِعُ المُتحاتِنُ. أَبو زَيْدٍ: أَصغر الْمَطَرِ القِطْقِطُ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الخيلُ قَطائطَ، قَطيعاً قَطِيعاً؛ قَالَ هِمْيانُ: بالخيْلِ تَتْرَى زِيَماً قَطائطا وَقَالَ عَلْقَمةُ بْنُ عَبْدة: ونحنُ جَلَبْنا مِن ضَرِيّةَ خَيْلِنا، ... نُكَلِّفُها حَدَّ الإِكامِ قَطائطا قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَي نُكَلِّفُها أَن تقْطَع حَدَّ الإِكامِ فتقْطَعَها بِحَوَافِرِهَا؛ قَالَ: وَوَاحِدُ القَطائطِ قَطُوطٌ مِثْلَ جَدُودٍ وجَدائدَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: قَطائطاً رِعالًا وجَماعاتٍ فِي تَفْرِقة. وَيُقَالُ: تَقَطْقَطَت الدَّلْو إِلى الْبِئْرِ أَي انْحَدَرَت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ سُفْرةً دَلَّاها فِي الْبِئْرِ: بمَعْقُودة فِي نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ ... إِلى الْمَاءِ، حَتَّى انْقَدَّ عَنْهَا طَحالِبُهْ ابْنُ شُمَيْلٍ: فِي بَطْنِ الْفَرَسِ مَقاطُّه ومَخِيطُه، فأَما مِقَطُّه فَطَرَفُهُ فِي القَصِّ وَطَرَفُهُ فِي الْعَانَةِ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ وسأَل زِرَّ بْنَ حُبَيْش عَنْ عَدَدِ سُورَةِ الأَحزاب فَقَالَ: إِمّا ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ أَو أَربعاً وَسَبْعِينَ، فَقَالَ: أَقَطْ؟ بأَلف الِاسْتِفْهَامِ أَي أَحَسْبُ؟ وَفِي حَدِيثِ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ: لقِيتُ عُقْبةَ بْنَ مُسْلِم فَقُلْتُ لَهُ: بلَغني أَنك حدَّثْتَ عَنْ عبدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ إِذا دَخَلَ الْمَسْجِدَ: أَعوذ بِاللَّهِ العظيم وبوجهه الكريم وسُلْطانه الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، قَالَ: أَقَطْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وقَطْقَطَتِ القَطاةُ والحَجلة: صَوَّتت وَحْدَهَا. وتَقَطْقَطَ الرجلُ: رَكِبَ رأْسَه. ودَلَجٌ قَطْقاطٌ: سَريع؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: يَسِيحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ، ... وَهُوَ مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ «2» وقُطَيْطِ: اسْمُ أَرض، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ القُطامِي: أَبَتِ الخُرُوجَ مِنَ العِراقِ، ولَيْتَها ... رَفَعَت لنا بقُطَيْقِط أَظْعانا

_ (2). قوله [يسيح] كذا بالأصل هنا، وتقدم في مادة شرط: يصبح.

ودارةُ قُطْقُطٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقُطْقُطانةُ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بقُرب الْكُوفَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَن كَانَ يَسأَلُ عَنّا أَيْنَ مَنْزِلُنا؟ ... فالقُطْقُطانةُ مِنّا مَنْزِلٌ قَمِنُ «1» قعط: قعَطَ الشيءَ قَعْطاً: ضَبَطَهُ. والقَعْطُ: الشدَّةُ والتضْيِيقُ. يُقَالُ: قعَط فُلَانٌ عَلَى غَرِيمه إِذا شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي التَّقَاضِي. وقعَط وثاقَه أَي شدَّه. والقَعْطةُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: كَمْ بعدَها مِنْ وَرْطةٍ ووَرْطةِ، ... دافَعها ذُو العَرْشِ بعدَ وَبْطَتِي، ودافَع المَكْروهَ بعدَ قَعْطَتِي ابْنُ الأَعرابي: المِعْسَرُ الَّذِي يُقَعِّطُ عَلَى غَرِيمه فِي وَقْتِ عُسْرته؛ يُقَالُ: قعَّط عَلَى غَرِيمِهِ إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ. والقاعِطُ: المُضَيِّقُ عَلَى غَرِيمِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: قَعَّطَ فُلَانٌ عَلَى غَرِيمِهِ إِذا صَاحَ أَعْلَى صياحِه، وَكَذَلِكَ جَوَّق وثَهِتَ وجَوَّرَ. وقعَط عِمامتَه يَقْعَطُها قَعْطاً واقْتَعَطَها: أَدارها عَلَى رأْسه وَلَمْ يَتَلحَّ بِهَا، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمَر المُتَعَمِّمَ بالتلَحِّي ونهَى عَنْ الاقْتِعاطِ ؛ هُوَ شدُّ العِمامة مِنْ غَيْرِ إِدارة تَحْتَ الْحَنَكِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الاقْتِعاطُ هُوَ أَن يَعْتَمّ بالعِمامة وَلَا يَجْعَلَ مِنْهَا شَيْئًا تَحْتَ ذَقَنه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ المِقْعَطةُ والمِقْعَطُ مَا تُعَصِّب بِهِ رأْسَك، والمِقْعَطةُ العِمامة مِنْهُ، وَجَاءَ فُلَانٌ مُقْتَعِطاً إِذا جَاءَ مُتَعَمِّمًا طابِقيّاً، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ، وَيُقَالُ: قَعَطْتُه قَعْطاً؛ وأَنشد: طُهَيّةُ مَقْعُوطٌ عَلَيْهَا العَمائمُ أَبو عَمْرٍو: القاعِطُ اليابِسُ. وقعَط شعرُه مِنَ الحُفوفِ إِذا يَبِسَ. والقَعْوَطةُ: تَقْويض البِناء مِثْلَ القَعْوَشةِ. الأَزهري: قَعْوَطُوا بُيوتهم إِذا قَوَّضُوها وجَوَّرُوها. وأَقْعَطْت الرجلَ إِقْعاطاً إِذا ذَلَّلْتَه وأَهَنْتَه. وقَعِطَ هُوَ إِذا هانَ وذَلَّ. والقَعْطُ: الكشْفُ. وَقَدْ أَقْعَطَ القومُ عَنْهُ أَي انكشَفُوا. وقَعط الدوابَّ يَقْعَطُها قَعْطاً وقَعَّطَها: ساقَها سَوْقاً شَدِيدًا. وَرَجُلٌ قَعّاطٌ وقِعاطٌ: سَوَّاقٌ عَنِيف شَدِيدُ السَّوق. وأَقْعَط فِي أَثره: اشتدَّ. والقَعْطُ: الطرْدُ. وَهُوَ يُقَعِّط الدَّوَابَّ إِذا كَانَ عَجُولًا يسوقُها شَدِيدًا. والقَعَّاط والمُقَعِّطُ: المُتكبّر الكَزُّ. والقُعَيْطةُ: أُنثى الحَجل. الأَزهري: قَرَبٌ قَعْطَبِيٌّ وقَعضبِيّ شَدِيدٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَرَب مُقَعَّطٌ. قعمط: الأَزهري: القُعْموطةُ والبُعْقُوطةُ، كله: دُحْرُوجةُ الجُعلِ. قفط: قَفَط الطائرُ الأُنثى وقَمَطها يَقْفُطُها ويَقْفِطُها قَفْطاً وقَفِطَها: سَفَدها، وَقِيلَ: القَفْطُ إِنما يَكُونُ لذواتِ الظِّلف، وذَقط الطائرُ يَذْقِطُ ذَقْطاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَفْطُ شدَّة لَحاقِ الرَّجل المرأَةَ أَي شِدَّةُ احْتِفازه، والذَّقْطُ غَمْسُه فِيهَا، والقَفْطُ نَحْوُهُ. يُقَالُ: مَقَطها ونَخَسها وَدَاسَهَا يَدُوسها، والدَوْسُ النَّيْكُ. وقَفَطَ الماعِزُ: نَزا. واقْفاطَّتِ المِعزى اقْفيطاطاً: حَرَصَت عَلَى الْفَحْلِ فمدَّت مُؤخّرها إِليه. واقْتَفَط التيْس إِليها واقْتَفَطها وتَقافَطا تَعاوَنا عَلَى ذَلِكَ. والقَفَطى والقَيْفطُ، كِلَاهُمَا: الْكَثِيرُ الْجِمَاعِ؛ القَيْفَطُ عَلَى فَيْعل مِنَ القَفْط مِثْلَ خَيْطف مِنَ الخَطْف،

_ (1). هذا البيت لِعُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وفي ديوانه: الأقحوانة بدل القطقطانة.

والتيْسُ يَقْتَفِطُ إِليها ويَقْتَفِطها إِذا ضَمَّ مُؤخّره إِليها. وقَفَطنا بِخَيْرٍ: كافأَنا. وَقَالَ الليثُ: رُقْيةُ الْعَقْرَبِ [شَجّة قَرنِيّة مِلْحة بَحْري قَفَطي] يقرؤها سبع مرات، وقل هُوَ اللَّهُ أَحد، سَبْعَ مرات. قلط: القَلَطِيُّ: الْقَصِيرُ جِدّاً. ابْنُ سِيدَهْ: القَلَطِيُّ والقُلاطُ والقِيلِيطُ، وأَرى الأَخيرة سَوَادِيَّةً، كُلُّهُ: الْقَصِيرُ الْمُجْتَمِعُ مِنَ الناس والسَّنانير والكلاب. والقَيْلِطُ، وَقِيلَ القَيْلَطُ: المُنْتفِخ الخُصْية، وَيُقَالُ لَهُ ذُو القَيْلطِ. والقِيلِيطُ: الآدَرُ وَهُوَ القَيْلةُ. ابْنُ الأَعرابي: القَلْطُ الدَّمامةُ. والقلَّوْط، يُقَالُ، وَاللَّهُ أَعلم: إِنه مِنْ أَولاد الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ. والقِليطُ: الْعَظِيمُ الْبَيْضَتَيْنِ. قلعط: اقْلَعَطّ الشعرُ: جَعُد كَشَعْرِ الزّنْج، وَقِيلَ: اقْلَعَطّ واقْلَعَدّ، وَهُوَ الشَّعْرُ الَّذِي لَا يَطُولُ وَلَا يَكُونُ إِلا مَعَ صَلَابَةِ الرأْس؛ وَقَالَ: فَمَا نُهْنِهْتُ عَنْ سَبْطٍ كَمِيٍّ، ... وَلَا عَنْ مُقْلَعِطِّ الرأْسِ جَعْدِ وَهِيَ القَلْعَطةُ؛ وأَنشد الأَزهري: بأَتْلع مُقْلَعِطِّ الرأْسِ طاط قمط: القَمْطُ: شَدٌّ كَشَدِّ الصَّبِيِّ فِي المَهْدِ وَفِي غَيْرِ الْمَهْدِ إِذا ضُمَّ أَعضاؤه إِلى جَسَدِهِ ثُمَّ لُفَّ عَلَيْهِ القِماطُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَمَطه يَقْمُطه ويَقْمِطُه قَمْطاً وقَمَّطه شدَّ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْحَبْلِ القِماطُ. والقِماط: حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ قَوَائِمُ الشَّاةِ عِنْدَ الذَّبْحِ، وَكَذَلِكَ مَا يُشد بِهِ الصبيُّ فِي الْمَهْدِ، وَقَدْ قَمَطْت الصبيَّ والشاةَ بالقِماط أَقْمُطُ قَمْطاً. وقُمِطَ الأَسِير إِذا جُمع بَيْنَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بحبْل. والقِماط: الخِرقة الْعَرِيضَةُ الَّتِي تَلُفّها عَلَى الصَّبِيِّ إِذا قُمِط، وَقَدْ قَمَطَه بِهَا. قَالَ: وَلَا يَكُونُ القَمْطُ إِلّا شدَّ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ مَعًا. والقُمّاطُ: اللُّصوص، والقَمّاطُ: اللِّصّ، والقَمْطُ: الأَخذ. ووقَع عَلَى قِماطِ فُلَانٍ: فَطِنَ لَهُ فِي تُؤدةٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ وقَعْتُ عَلَى قِماطِ فُلَانٍ أَي عَلَى بُنودِه، وَجَمْعُهُ القُمُط. وَيُقَالُ: مَرَّ بِنَا حولٌ قَمِيطٌ أَي تَامٌّ؛ وأَنشد صَاعِدٌ فِي الفُصُوص لأَيمن بْنِ خُرَيم يَذْكُرُ غَزالةَ الحَرُورِيّةَ: أَقامَتْ غَزالةُ سُوقَ الضِّرابِ، ... لأَهْلِ العِراقَيْنِ، حَوْلًا قَمِيطا وَيُرْوَى: شَهْرًا قَمِيطًا. وَغَزَالَةُ اسْمُ امرأَة شَبِيب الخارِجيّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَمَا زَالَ يسأَله شَهْرًا قَمِيطًا أَي تَامًّا كَامِلًا. وأَقمت عِنْدَهُ شَهْرًا قَمِيطًا وَحَوْلًا قَمِيطًا أَي تَامًّا. وسِفادُ الطيرِ كلِّه: قِماطٌ. وقَمَطَ الطائرُ الأُنثى يَقْمُطُها ويَقْمِطُها قَمْطاً: سَفَدَها، وَكَذَلِكَ التيسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ مُرَّةُ: تقامَطَت الْغَنَمُ، فعمَّ بِهِ ذَلِكَ الجِنس. وتراصَعَتِ الغنمُ وتقامَطَتْ وإِنه لقَمَطي أَي شَدِيدُ السِّفاد. الحَرَّانيُّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبي ثَابِتٍ قَالَ: قَفَطَ التيسُ يَقْفُطُ ويَقْفِطُ إِذا نَزَا، وقمَطَ الطائرُ يَقْمُط ويَقْمِط. الأَصمعي: يُقَالُ لِلطَّائِرِ قمَطها وقفَطها. والقِمْطُ: مَا تشدُّ بِهِ الأَخْصاص، وَمِنْهُ مَعاقِدُ القِمْطِ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيح: أَنه اختَصَم إِليه رَجُلَانِ فِي خُصٍّ فقَضى بالخُص لِلَّذِي تَلِيه القُمُطُ ، وَذَلِكَ أَنه احْتَكَمَ إِليه رَجُلَانِ فِي خُصّ ادَّعياه مَعًا، وقُمُطه شُرُطُه الَّتِي يُوثَّق بِهَا ويشدُّ بِهَا، مِنْ لِيفٍ كَانَتْ أَو مِنْ خُوص، فَقَضَى بِهِ لِلَّذِي تَليه المَعاقِدُ دُونَ مَنْ لَا تَلِيه مَعَاقِدُ القمُط، ومعاقدُ القمُط تَلي صاحبَ

فصل الكاف

الْخُصِّ؛ الخُصُّ: الْبَيْتُ الَّذِي يُعْمَلُ مِنَ القَصب؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ الْهَرَوِيُّ بِالضَّمِّ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القِمْطُ، بِالْكَسْرِ، كأَنه عِنْدَهُ واحد. قمعط: اقْمَعَطَّ الرَّجل إِذا عظُم أَعلى بَطْنِهِ وخَمُصَ أَسْفَلُه. واقْمَعَطَّ: تَدَاخَلَ بعضُه فِي بَعْضٍ، وَهِيَ القَمْعَطةُ. والقُمْعُوطةُ والمُقْعُوطةُ، كِلْتَاهُمَا: دُوَيْبَّة مَاءٍ. قنط: القُنُوط: اليأْس، وَفِي التَّهْذِيبِ: اليأْس مِنَ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: أَشدّ اليأْس مِنَ الشَّيْءِ. والقُنُوط، بِالضَّمِّ، الْمَصْدَرُ. وقَنَط يَقْنِطُ ويَقْنُطُ قُنُوطاً مِثْلَ جلَس يجلِس جُلوساً، وقَنِطَ قَنَطاً وَهُوَ قانِطٌ: يَئِسَ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَنَطَ يَقْنَطُ كأَبى يَأْبَى، وَالصَّحِيحُ مَا بدأْنا بِهِ، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطاً، مِثْلَ تعِب يَتْعَب تَعَبًا، وقَناطة، فَهُوَ قَنِطٌ؛ وَقُرِئَ: وَلَا تَكُنْ مِنَ القَنِطِين. وأَما قَنَط يَقْنَطُ، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا، وقَنِطَ يَقْنِط، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، فإِنما هُوَ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ؛ قَالَهُ الأَخفش. وَفِي التَّنْزِيلِ: قَالَ وَمَنْ يَقْنُطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ ، وَقُرِئَ: وَمَنْ يَقْنِطُ ، قَالَ الأَزهري: وَهُمَا لُغَتَانِ: قَنَطَ يَقْنُطُ، وقَنَطَ يَقْنِطُ قُنُوطاً فِي اللُّغَتَيْنِ، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ. وَيُقَالُ: شَرُّ النَّاسِ الَّذِينَ يُقَنِّطُون النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أَي يُؤْيِسُونهم. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ فِي روايةٍ: وقُطَّتِ القَنِطةُ ، قُطَّتْ أَي قُطِعَتْ، وأَما القَنِطةُ فَقَالَ أَبو مُوسَى: لَا نَعْرِفْهَا، قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَظنه تَصْحِيفًا إِلا أَن يَكُونَ أَراد القَطِنةَ بِتَقْدِيمِ الطَّاءِ، وَهِيَ هَنة دُونَ القِبةِ. وَيُقَالُ لِلْجُمَّةِ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ أَيضاً: قَطِنَةٌ. قنسط: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: القُنْسَطِيطُ شجرة معروفة. قوط: القَوْطُ: الْمِائَةُ مِنَ الْغَنَمِ إِلى مَا زَادَتْ وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الضأْن، وَقِيلَ: القَوْطُ هُوَ القَطِيع الْيَسِيرُ مِنْهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا رَاعَنِي إِلا خَيالٌ هابِطا، ... عَلَى البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا ذاتَ فُضول تَلْعَطُ المَلاعِطا، ... فِيهَا ترَى العُقَّر والعَوائطا تَخالُ سِرْحانَ الفلاةِ النَّاشِطا، ... إِذا اسْتَمى، أدبيَّها الغَطامِطا «1»، يَظَلُّ بَيْنَ فِئَتَيْها وابِطا وَيُرْوَى: مَا رَاعَنِي إِلا جَنَاحٌ هَابِطَا العُلابِطُ: هِيَ الْخَمْسُونَ وَالْمِائَةُ إِلى مَا بَلَغَتْ مِنَ الْعَدَدِ، وَهُوَ اسْمٌ لِلنَّوْعِ لَا وَاحِدَ لَهُ مِثْلَ النفَر وَالرَّهْطِ. وأَدبيها: وَسَطُهَا. والوابِطُ: الَّذِي تَكْثُر عَلَيْهِ فَلَا يَدْري أَيَّتها يأْخذ وَهُوَ المُعْيي. والمَلاعِطُ: مَا حَوْلَ الْبُيُوتِ: واسْتَمَيْت: اخْتَرْت خِيارها، وقَوطَه فِي الْبَيْتِ مَنْصُوبٌ بهابِطا فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ، وَهُوَ الشَّاهِدُ عَلَى هَبَطْته بِمَعْنَى أَهْبَطْتُه. وجَناحٌ: اسْمُ رَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَقْواطٌ. وقُوطةُ: موضع. فصل الكاف كحط: كحَطَ المطرُ: لُغَةٌ فِي قَحَطَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الْكَافَ بَدَلٌ مِنَ القاف.

_ (1). قوله [أدبيها] كذا بالأصل.

فصل اللام

كسط: الكُسْطُ: الَّذِي يُتبخر بِهِ، لُغَةٌ فِي القُسْطِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ كُسْطٌ لِهَذَا العُود البحريّ. كشط: كشَطَ الغِطاءَ عَنِ الشَّيْءِ والجِلدَ عَنِ الجَزُور والجُلَّ عَنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ يَكْشِطُه كَشْطاً: قَلَعه ونَزَعه وكشَفه عَنْهُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الكِشاطُ، والقَشْطُ لُغَةٌ فِيهِ. قيسٌ تَقُولُ: كشَطْتُ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: قَشَطْتُ، بِالْقَافِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ الْكَافُ فِي هَذَا بَدَلًا مِنَ الْقَافِ لأَنهما لُغَتَانِ لأَقوام مُخْتَلِفِينَ. وكشَطْتُ الْبَعِيرَ كَشْطاً: نَزَعْت جِلده، وَلَا يُقَالُ سَلَخت لأَن الْعَرَبَ لَا تَقُولُ فِي الْبَعِيرِ إِلا كشطْتُه أَو جَلَّدْتُه. وكَشَط فُلَانٌ عَنْ فَرَسِهِ الجُلَّ وقَشَطَه ونَضاه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: قُرَيْشٌ تَقُولُ كَشَطَ، وَتَمِيمٌ وأَسد يَقُولُونَ قَشَطَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي نُزِعت فَطُوِيَتْ، وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ قُشِطَتْ، بِالْقَافِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الكافُور والقافُور والكُسْط والقُسْط، وإِذا تقارَب الْحَرْفَانِ فِي المَخْرج تَعَاقَبَا فِي اللُّغَاتِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى كُشِطت وقُشِطت قُلِعَتْ كَمَا يُقْلَعُ السَّقْفُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الكَشْطُ رفعُك شَيْئًا عَنْ شَيْءٍ قَدْ غَطَّاهُ وغَشِيَه مِنْ فَوْقِهِ كَمَا يُكْشَط الْجِلْدُ عَنِ السَّنَامِ وَعَنِ الْمَسْلُوخَةِ، وإِذا كُشط الجِلد عَنِ الجَزُور سمي الجلد كِشاطاً بعد ما يُكْشط، ثُمَّ رُبَّمَا غُطِّيَ عَلَيْهَا بِهِ فَيَقُولُ الْقَائِلُ ارْفَعْ عَنْهَا كِشاطَها لأَنظر إِلى لَحْمِهَا، يُقَالُ هَذَا فِي الجَزُور خَاصَّةً. قَالَ: والكَشَطةُ أَرْبابُ الجُزور المَكْشُوطةِ؛ وانْتَهى أَعرابيّ إِلى قَوْمٍ قَدْ سَلَخُوا جَزُورًا وَقَدْ غَطَّوْها بِكِشاطِها فَقَالَ: مَن الكَشَطةُ؟ وَهُوَ يُرِيدُ أَن يَسْتَوْهِبَهم، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: وِعاء المَرامي ومُثابِت الأَقْران وأَدْنى الجَزاء مِنَ الصَّدَقةِ، يَعْنِي فِيمَا يُجْزي مِنَ الصدقةِ، فَقَالَ الأَعرابي: يَا كِنانةُ وَيَا أَسدُ وَيَا بَكْر، أَطعِمُونا مِنْ لَحْمِ الجَزور؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: وَقَفَ رَجُلٌ عَلَى كنانةَ وأَسَد ابْنَيْ خُزَيْمة وَهُمَا يَكْشِطان عَنْ بَعِيرٍ لَهُمَا فَقَالَ لِرَجُلٍ قائمٍ: مَا جِلاء الكاشِطَيْنِ؟ فَقَالَ: خابئةُ المَصادِعِ وهَصَّارُ الأَقْران، يعني بخائبة الْمَصَادِعِ الكِنانة وبهَصَّار الأَقران الأَسد، فَقَالَ: يَا أَسد وَيَا كِنانةُ أَطْعِماني مِنْ هَذَا اللَّحْمِ، أَراد بِقَوْلِهِ مَا جِلاؤهما مَا اسْماهما، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: خَابِئَةُ مَصادِعَ ورأْسٌ بِلَا شَعْرٍ، وَكَذَا رُوِيَ يَا صُلَيع مَكَانَ يَا أَسد، وصُلَيْعٌ تَصْغِيرُ أَصْلَعَ مُرخّماً. وانكَشَط رَوْعُه أَي ذَهَبَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَتَكَشَّطَ السَّحَابُ أَي تقطَّع وتَفَرَّق. والكَشْطُ والقَشْطُ سَوَاءٌ فِي الرَّفْعِ والإِزالة والقَلْع والكشف. كلط: الكَلَطةُ: مِشْيةُ الأَعرج الشَّدِيدِ الْعَرَجِ، وَقِيلَ: هِيَ عَدْوُ الْمَقْطُوعِ الرِّجل، وَقِيلَ: مِشية المُقْعَدِ. أَبو عَمْرٍو: الكَلَطةُ واللَّبَطةُ عَدْو الأَقْزل. ابْنُ الأَعرابي: الكُلُطُ الرِّجال المُتَقَلِّبون فرَحاً ومرَحاً. وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَن الْفَرَزْدَقَ كَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ كَلَطةُ، وَآخَرُ يُقَالُ لَهُ لَبَطةُ، وَثَالِثٌ اسْمُهُ خَبَطةُ. فصل اللام لأط: لأَطَه لأْطاً: أَمَره بِشَيْءٍ فأَلحَّ عَلَيْهِ أَو اقْتضاه فأَلحَّ عَلَيْهِ أَيضاً. ولأَطه لأْطاً: أَتْبَعه بَصَرَهُ فَلَمْ يَصْرِفْه عَنْهُ حَتَّى يَتوارى. ولأَطه بِسَهْمٍ: أَصابَه. لبط: لبَطَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ الأَرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً مِثْلَ لبَجَ بِهِ: ضرَبها بِهِ، وَقِيلَ: صرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً.

ولُبِطَ بِفُلَانٍ إِذا صُرِع مِنْ عَيْنٍ أَو حُمّى. وَلُبِطَ بِهِ لَبْطاً: ضرَب بِنَفْسِهِ الأَرض مِنْ دَاءٍ أَو أَمر يَغْشاه مفاجأَةً. ولُبِطَ بِهِ يُلْبَط لَبْطاً إِذا سقَط مِنْ قِيام، وَكَذَلِكَ إِذا صُرعَ. وتَلَبَّط أَي اضْطَجَع وتَمَرَّغَ. والتَّلَبُّط: التَّمرُّغُ. وَسُئِلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عن الشُّهَدَاءِ فَقَالَ: أُولئك يَتَلَبَّطُون فِي الغُرَفِ العُلا مِنَ الجنَّةِ أَي يَتَمَرَّغُون ويَضْطَجِعُون، وَيُقَالُ: يَتَصَرَّعُون، وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَلَبَّطُ فِي النَّعِيم أَي يتمرَّغُ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: اللَّبْطُ التَّقَلّبُ فِي الرِّياضِ. وَفِي حَدِيثِ ماعِز: لَا تَسُبُّوه إِنه ليَتَلَبَّطُ فِي رِياضِ الجنة بعد ما رُجِمَ أَي يتمرَّغُ فِيهَا؛ ومنه حديث أُم إِسمعيل: جَعَلَتْ تنظُر إِليه يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَانَتْ تَضْرِب اليتيمَ حَتَّى يَتَلَبَّطَ أَي يَنْصَرِعَ مُسْبِطاً عَلَى الأَرض أَي مُمْتَدّاً، وَفِي رِوَايَةٍ: تَضْرِبُ الْيَتِيمَ وتَلْبِطُه أَي تصْرَعُه إِلى الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَامِرَ بْنَ أَبي ربيعةَ رأَى سَهْلَ بْنَ حُنَيْف يغْتسل فعانَه فلُبِطَ بِهِ حَتَّى مَا يَعْقِل أَي صُرِعَ وسقَطَ إِلى الأَرض، وَكَانَ قَالَ: مَا رأَيتُ كاليومِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فأَمَر، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، عامِر بْنَ أَبي رَبيعةَ العائنَ حَتَّى غَسَلَ لَهُ أَعْضاءه وَجَمَعَ الْمَاءَ ثُمَّ صبَّ عَلَى رأْس سَهْلٍ فَرَاحَ مَعَ الرَّكْبِ. وَيُقَالُ: لُبِطَ بِالرَّجُلِ فَهُوَ مَلْبوطٌ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ وقريشٌ ملْبُوطٌ بِهِمْ ، يَعْنِي أَنهم سُقُوطٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَذَلِكَ لُبِجَ بِهِ، بِالْجِيمِ، مِثْلَ لُبط بِهِ سَوَاءً. ابْنُ الأَعرابي: جَاءَ فُلَانٌ سَكْرانَ مُلْتَبِطاً كَقَوْلِكَ مُلْتَبِجاً، ومُتَلَبِّطاً أَجْود مِنْ مُلْتَبِط لأَن الالْتِباطَ مِنَ العَدْوِ. وَفِي حَدِيثِ الحَجَّاج السُّلَميّ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ لِلْمُشْرِكِينَ: لَيْسَ عِنْدِي «2» مِنَ الخبَر مَا يسُرّكم، فالتَبَطُوا بَجَنْبَيْ نَاقَتِهِ يَقُولُونَ: إِيه يَا حَجَّاجُ الْفَرَّاءُ: اللَّبَطةُ أَن يَضْرِبَ الْبَعِيرَ بِيَدَيْهِ. ولَبطه البعيرُ يَلْبِطُه لَبْطاً: خَبَطَه. واللَّبْط بِالْيَدِ: كالخَبْطِ بِالرِّجْلِ، وَقِيلَ: إِذا ضَرَبَ الْبَعِيرَ بِقَوَائِمِهِ كُلِّهَا فَتِلْكَ اللَّبَطَةُ، وَقَدْ لَبَطَ يَلْبِطُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: يَلْبِطُ فِيهَا كُلُّ حَيْزَبُون الْحَيْزَبُونُ: الشَّهْمةُ الذَّكِيَّةُ. والتَبَطَ: كَلَبَطَ. وتَلَبَّطَ الرجلُ: اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ أُمُوره. ولُبِطَ الرجلُ لَبْطاً: أَصابَه سُعَالٌ وزُكام، وَالِاسْمُ اللَّبَطَةُ، واللبَطة: عَدْوُ الشدِيد العَرج، وَقِيلَ: عَدْوُ الأَقْزَل. أَبو عَمْرٍو: اللَّبَطة والكَلَطةُ عدْو الأَقزل، والالْتباطُ عَدْوٌ مَعَ وَثْب. والتَبَطَ البعيرُ يَلْتَبِطُ التِباطاً إِذا عَدا فِي وَثْب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا زِلْتُ أَسْعى مَعَهم وأَلْتَبطْ وإِذا عَدَا الْبَعِيرُ وَضَرَبَ بِقَوَائِمِهِ كُلِّهَا قِيلَ: مَرَّ يَلْتَبطُ، وَالِاسْمُ اللبَطةُ، بِالتَّحْرِيكِ. والأَلباطُ: الجُلودُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلباطِ وَرِوَايَةُ أَبي العَلاء: مقوَّرة الأَلْياط، كأَنه جَمْعُ لِيطٍ. ولَبَطةُ: اسْمٌ، وَكَانَ لِلْفَرَزْدَقِ مِنَ الأَولاد لَبَطةُ وكَلَطةُ وجَلَطة «3».

_ (2). قوله [ليس عندي إلخ] كذا بالأَصل، وهو في النهاية بدون ليس. (3). قوله [وجلطة] هو بالجيم، وقد مر في كلط خبطة بالخاء المعجمة ووقع في القاموس حلطة بالحاء المهملة.

لثط: ابْنُ الأَعرابي: اللَّثْطُ ضرْبُ الكفِّ الظهْرَ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَقَالَ غَيْرُهُ: اللَّطْث واللَّثْطُ كِلَاهُمَا الضرْب الْخَفِيفُ. لحط: ابْنُ الأَعرابي: اللَّحْطُ الرَّشُّ. يُقَالُ: لَحَطَ بابَ دارِه إِذا رَشَّه بِالْمَاءِ. قَالَ: واللَّحْطُ الرشُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: أَنه مَرَّ بِقَوْمٍ لَحَطُوا بابَ دارِهم أَي رَشُّوه. لخط: قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ فِي نَوَادِرِهِ: قَالَ خَيْشَنةُ: قَدِ التَخَط الرَّجلُ مِنْ ذَلِكَ الأَمر، يُريد اخْتَلَط، قَالَ: وَمَا اخْتَلَط إِنما التَخَط. لطط: لَطَّ الشيءَ يَلُطُّه لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ بِهِ يَلُطُّ لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ الغَريمُ بِالْحَقِّ دُون الباطِل وأَلَطَّ، والأُولى أَجْود: دافَعَ ومَنَعَ الْحَقَّ. ولَطَّ حقَّه وَلَطَّ عَلَيْهِ: جَحَده، وَفُلَانٌ مُلِطٌّ وَلَا يُقَالُ لاطٌّ، وَقَوْلُهُمْ لاطٌّ مُلِطٌّ كَمَا يُقَالُ خَبِيث مُخْبِث أَي أَصحابه خُبَثاء. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: لَا تُلْطِطْ فِي الزّكاةِ أَي لَا تَمْنَعْها؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا رَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ لَا تُلْطِطْ عَلَى النَّهْيِ لِلْوَاحِدِ، وَالَّذِي رَوَاهُ غَيْرُهُ: مَا لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ وَلَا تَثاقُل عَنِ الصَّلَاةِ وَلَا يُلْطَطُ فِي الزَّكَاةِ وَلَا يُلْحَدُ فِي الحياةِ ، قَالَ: وَهُوَ الْوَجْهُ لأَنه خِطَابٌ لِلْجَمَاعَةِ وَاقِعٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ، وَرَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَا نُلْطِط وَلَا نُلْحِد ، بِالنُّونِ. وأَلَطَّه أَي أَعانَه أَو حَمَلَهُ عَلَى أَن يُلِطّ حَقِّي. يُقَالُ: مَا لكَ تُعِينُه عَلَى لَطَطِه؟ وأَلَطَّ الرجلُ أَي اشْتَدَّ فِي الأَمر والخُصومة. قَالَ أَبو سعيد: إِذا اخْتَصَمَ رَجُلَانِ فَكَانَ لأَحدهما رَفِيدٌ يَرْفِدُه ويشُدُّ عَلَى يَدِهِ فَذَلِكَ الْمُعَيَّنُ هُوَ المُلِطُّ، والخَصم هُوَ اللَّاطُ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ قولَ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ: أَنْشأْتَ تَلُطُّها أَي تَمْنَعُها حَقَّها مِنَ المَهر، وَيُرْوَى تطُلُّها، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَرُبَّمَا قَالُوا تَلَطَّيْتُ حَقَّهُ، لأَنهم كَرِهُوا اجْتِمَاعَ ثَلَاثَ طَاءَاتٍ فأَبدلوا مِنَ الأَخيرة يَاءً كَمَا قَالُوا مِنَ اللَّعاع تَلَعَّيْت. وأَلَطَّه أَي أَعانه. ولَطَّ عَلَى الشَّيْءِ وأَلَطَّ: ستَر، وَالِاسْمُ اللَّطَطُ، ولَطَطْتُ الشيءَ أَلُطّه: سترتُه وأَخْفيته. واللّطُّ: الستْر. ولطَّ الشيءَ: ستَره؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ للأَعشى: ولَقَدْ سَاءَهَا البَياضُ فَلَطَّتْ ... بِحِجابٍ، مِنْ بَيْنِنا، مَصْدُوفِ وَيُرْوَى: مَصْرُوفِ، وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ لَطَطْتَه. وَلَطَّ السِّتر: أَرْخاه. وَلَطَّ الحِجاب: أَرْخاه وسدَلَه؛ قَالَ: لَجَجْنا ولَجَّتْ هَذِهِ فِي التَّغَضُّبِ، ... وَلَطِّ الْحِجَابِ دُوننا والتَّنَقُّبِ واللّطُّ فِي الخبَر: أَن تَكْتُمه وتُظْهر غَيْرَهُ، وَهُوَ مِنَ السَّتْرِ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وإِذا أَتاني سائلٌ، لَمْ أَعْتَلِلْ، ... لَا لُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابي ولَطَّ عَلَيْهِ الخَبرَ لَطّاً: لَواه وكتَمه. اللَّيْثُ: لَطَّ فُلَانٌ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ أَي ستَره. والناقةُ تَلِطُّ بذنبها إِذا أَلزَقَتْ بِفَرْجِهَا وأَدخلته بَيْنَ فَخْذَيْهَا؛ وقَدِم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْشَى بَنِي مازِن فَشَكَا إِليه حَلِيلَته وأَنشد: إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً مِنَ الذِّرَبْ، ... أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ أَراد أَنها مَنَعَتْه بُضْعَها وموضِعَ حاجتِه مِنْهَا، كَمَا

تَلِطُّ الناقةُ بِذَنَبِهَا إِذا امْتَنَعَتْ عَلَى الْفَحْلِ أَن يضْربها وَسَدَّتْ فَرْجَهَا بِهِ، وَقِيلَ: أَراد تَوارَتْ وأَخْفت شَخْصَهَا عَنْهُ كَمَا تُخْفِي الناقةُ فرجَها بِذَنَبِهَا. ولطَّتْ الناقةُ بِذَنَبِهَا تَلِطُّ لَطّاً: أَدخلته بَيْنَ فَخْذَيْهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لقَيْسِ بْنِ الخَطِيم: لَيالٍ لَنا، وُدُّها مُنْصِبٌ، ... إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِها ولَطَّ البابَ لَطّاً: أَغْلَقه. ولَطَطْتُ بِفُلَانٍ أَلُطُّه لَطّاً إِذا لَزِمْته، وَكَذَلِكَ أَلْظَظْتُ بِهِ إِلْظاظاً، والأَول بِالطَّاءِ، رَوَاهُ أَبو عُبيد عَنْ أَبي عُبيدةَ فِي بَابِ لُزومِ الرَّجلِ صَاحِبَهُ. ولَطَّ بالأَمر يَلِطُّ لَطًّا: لَزِمَه. وَلَطَطْتُ الشيءَ: أَلصَقْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: تَلُطُّ حوْضها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي الموطّإِ، واللَّطُّ الإِلصاق، يُرِيدُ تُلْصِقُه بِالطِّينِ حَتَّى تسُدّ خَلَلَه. واللَّطُّ: العِقْدُ، وَقِيلَ: هُوَ القِلادةُ مِنْ حَبِّ الحنْظَلِ المُصَبَّغ، وَالْجَمْعُ لِطاطٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِلى أَميرٍ بالعِراق ثَطِّ، ... وجْهِ عَجُوزٍ حُلِّيَتْ فِي لَطِّ، تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ الَّذِي تُغَطِّي أَراد أَنها بَخْراء الفَمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ، يَزِينُها ... شَرائحُ أَحوافٍ مِنَ الأَدَمِ الصِّرفِ واللَّط: قِلادة. يُقَالُ: رأَيت فِي عُنقها لَطّاً حسَناً وكَرْماً حسَناً وعِقْداً حسَناً كُلُّهُ بِمَعْنًى؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَتُرْسٌ مَلْطُوطٌ أَي مَكْبُوب عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّةَ: صَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بطَغْيةٍ، ... تُنْبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ تُنْبي العُقاب: تَدْفعُها مِنْ مَلاستها. والمِجْنب: التُّرْس؛ أَراد أَن هَذِهِ الطَّغْية مِثْلُ ظَهْرِ التُّرْسِ إِذا كبَبْتَه. والطَّغْيةُ: الناحيةُ مِنَ الجبَل. واللِّطاطُ والمِلْطاطُ: حَرْفٌ مِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ وَجَانِبِهِ. ومِلطاطُ الْبَعِيرِ: حَرْف فِي وَسَطِ رأْسه. والمِلْطاطانِ: ناحِيتا الرأْس، وَقِيلَ: مِلْطاطُ الرأْس جُمْلته، وَقِيلَ جِلْدته، وَكُلُّ شِقّ مِنَ الرأْس مِلْطاط؛ قَالَ: والأَصل فِيهَا مِنْ مِلْطاط الْبَعِيرِ وَهُوَ حَرْفٌ فِي وَسَطِ رأْسه. والمِلْطاطُ: أَعلى حَرْفِ الْجَبَلِ وصَحْنُ الدَّارِ، وَالْمِيمُ فِي كُلِّهَا زَائِدَةٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: يَمْتَلِخُ العَيْنينِ بانْتِشاطِ، ... وفَرْوةَ الرّأْسِ عَنِ المِلْطاطِ وَفِي ذِكْرِ الشِّجاج: المِلْطاط وَهِيَ المِلْطاء والمِلْطاط طَرِيقٌ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: نحنُ جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ، ... فِي وَرْطةٍ، وأَيُّما إِيراطِ وَيُرْوَى: فأَصْبَحُوا فِي ورْطةِ الأَوْراطِ وَقَالَ الأَصمعي: يَعْنِي سَاحِلَ الْبَحْرِ. والمِلْطاطُ: حافةُ الوادِي وشَفِيرُه وساحِلُ الْبَحْرِ. وَقَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ: هَذَا المِلْطاطُ طَريقُ بَقِيّةِ الْمُؤْمِنِينَ هُرّاباً مِنَ الدَّجّالِ، يَعْنِي بِهِ شَاطِئَ الفُراتِ، قَالَ: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ.

أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هَذَا لِطَاطُ الْجَبَلِ «1» وَثَلَاثَةُ أَلِطّة، وَهُوَ طَرِيقٌ فِي عُرض الْجَبَلِ، والقِطاطُ حافةُ أَعْلى الكَهْف وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَقِطَّة. وَيُقَالُ لصَوْبَجِ الخَبَّازِ: المِلْطاط والمِرْقاق. واللِّطْلِطُ: الغَلِيظُ الأَسنان؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَفْتَرُّ عَنْ قَرِدِ المنابِتِ لِطْلِطٍ، ... مِثْلِ العِجان، وضِرْسُها كالحافِر واللِّطْلِطُ: الناقةُ الهَرِمةُ. واللِّطلِطُ: العَجوز. وَقَالَ الأَصمعي: اللَّطْلِطُ الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ مِنَ النُّوقِ المسِنة الَّتِي قَدْ أُكل أَسنانُها. والأَلَطُّ: الَّذِي سَقطت أَسنانه أَو تأَكَّلت وبَقِيَتْ أُصُولُها، يُقَالُ: رَجُلٌ أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعَجُوزِ لِطْلِط، وَلِلنَّاقَةِ الْمُسِنَّةِ لِطْلط إِذا سَقَطَتْ أَسنانها. والمِلْطاطُ رَحَى البَزِر. وَالْمِلَاطُ: خَشَبَةُ الْبَزِرِ «2»؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: فَرْشَطَ لَمَّا كُرِه الفِرْشاطُ، ... بِفَيْشةٍ كأَنها مِلْطاطُ لعط: لَعَطَه بِسَهْمٍ لَعْطاً: رَمَاهُ فأَصابه بِهِ. ولَعَطه بِعَيْنٍ لَعْطاً: أَصابه. واللُّعْطةُ: خطٌّ بِسَوَادٍ أَو صُفْرَةٍ تَخُطُّه المرأَة فِي خَدِّهَا كالعُلْطة، ولُعْطةُ الصَّقْر: سُفْعةٌ فِي وَجْهِهِ. وَشَاةٌ لَعْطاء: بَيْضَاءُ عُرْضِ الْعُنُقِ. وَنَعْجَةٌ لَعْطاء: وَهِيَ الَّتِي بعُرْضِ عُنقها لُعْطةٌ سَوْداء وَسَائِرُهَا أَبيض. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِن كَانَ بِعُرْضِ عُنُقِ الشَّاةِ سَوَادٌ فَهِيَ لَعْطاء، وَالِاسْمُ اللُّعْطة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَادَ البَراءَ بْنَ مَعْرُور وأَخذَتْه الذُّبْحةُ فأَمَرَ مَن لَعَطَه بِالنَّارِ أَي كَواه فِي عُنُقه. ولُعْط الرّمْلِ: إِبْطُه، وَالْجَمْعُ أَلعاط. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَعَطَتِ الإِبِلُ لَعْطاً والتَعَطَتْ لَمْ تُبْعِدْ فِي مَرْعاها ورَعَتْ حَولَ الْبُيُوتِ، والمَلْعَطُ ذَلِكَ المَرْعَى، والمَلاعِطُ المَراعِي حَوْلَ الْبُيُوتِ. يُقَالُ: إِبلُ فلانٍ تَلْعَطُ المَلاعِطَ أَي ترعَى قَرِيبًا مِنَ الْبُيُوتِ، وأَنشد شَمِرٌ: مَا راعَنِي إِلا جَناحٌ هابِطاً، ... «3» عَلَى البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا ذاتَ فُضُولٍ تَلْعَطُ المَلاعِطا وجَناحٌ: اسْمُ رَاعِي غَنَمٍ، وجَعَل هَابِطًا هَاهُنَا واقِعاً. ولَعَطَنِي فُلَانٌ بحقِّي لَعْطاً أَي لَوانِي بِهِ ومَطَلَنِي. واللُّعْطُ: مَا لَزِقَ بنَجَفةِ الْجَبَلِ. يُقَالُ: خُذِ اللُّعْطَ يَا فُلَانَ. ومَرّ فُلَانٌ لاعِطاً أَي مَرَّ مُعارِضاً إِلى جَنْبِ حَائِطٍ أَو جَبَلٍ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنَ الْحَائِطِ والجبَل يُقَالُ لَهُ اللُّعْطُ. وأَلْعَطَ الرّجلُ إِذا مَشَى فِي لُعْطِ الْجَبَلِ، وَهُوَ أَصله. لغط: اللَّغْطُ واللَّغَطُ: الأَصْواتُ المُبْهَمة المُخْتَلطة والجَلَبةُ لَا تُفهم. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَهُمْ لَغَط فِي أَسْواقهم ؛ اللغطُ صَوْتٌ وضَجَّة لَا يُفهم مَعناه، وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا يَبِين، يُقَالُ: سَمِعْتُ لَغَطَ الْقَوْمِ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ لَغْطاً ولَغَطاً، وَقَدْ لَغَطُوا يَلْغَطُون لَغْطاً ولَغَطاً ولِغَاطاً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: كَأَنَّ لَغا الخَمُوشِ بِجانِبَيْهِ ... لَغا رَكْبٍ، أُمَيمَ، ذَوِي لِغاطِ

_ (1). قوله [لطاط الجبل] قال في شرح القاموس: إطلاقه يوهم الفتح، وقد ضبطه الصاغاني بالكسر كزمام. (2). قوله [والملاط خشبة البزر] كذا بالأصل، ولعلها الملطاط. (3). 1 ورد في صفحة 386 خيال بدل جناح ولعل الصواب ما هو هنا.

وَيُرْوَى: وَغَى الخَمُوشِ. ولَغَطُوا وأَلْغَطُوا إِلْغاطاً ولَغَط القَطا والحَمامُ بِصَوْتِهِ يلغَط لَغْطاً ولَغِيطاً وأَلْغَط، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا لِلْوَاحِدَةِ مِنْهُنَّ، وَكَذَلِكَ الإِلْغاط؛ قَالَ يَصِفُ القَطا وَالْحَمَامَ: ومَنْهَلٍ ورَدْتُه الْتِقاطا، ... لَمْ أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا، ... فهُنّ يُلْغِطْن بِهِ إِلْغاطا وَقَالَ رُؤْبَةُ: باكَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ، ... وقبْلَ جُونِيِّ القَطا المُخَطَّطِ وأَلْغَطَ لبنَه: أَلقى فِيهِ الرَّضْفَ فَارْتَفَعَ لَهُ نَشِيشٌ. واللَّغْطُ: فِناء الْبَابِ. ولُغاطٌ: اسْمُ مَاءٍ، قَالَ: لَمّا رَأْتْ مَاءَ لُغاطٍ قَدْ سَجِسْ ولُغاطٌ: جبَل؛ قَالَ: كأَنَّ، تَحتَ الرَّحْلِ والقُرْطاطِ، ... خِنْذِيذةً مِنْ كَتِفَيْ لُغاطِ ولُغاطٌ، بالضم: اسم رجل. لقط: اللَّقْطُ: أَخْذُ الشَّيْءِ مِنَ الأَرض، لَقَطَه يَلْقُطه لَقْطاً والْتَقَطَه: أَخذه مِنَ الأَرض. يُقَالُ: لِكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ أَي لِكُلِّ مَا نَدَر مِنَ الْكَلَامِ مَن يَسْمَعُها ويُذِيعُها. ولاقِطةُ الحَصى: قانِصةُ الطَّيْرِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْحَصَى. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ عِنْدَكَ دِيكًا يَلْتَقِط الْحَصَى، يُقَالُ ذَلِكَ لِلنَّمَّامِ. اللَّيْثُ: إِذا التقَط الكلامَ لنميمةٍ قُلْتَ لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى، حِكَايَةً لِفِعْلِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: واللُّقْطةُ، بِتَسْكِينِ الْقَافِ، اسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي تجِدُه مُلْقًى فتأْخذه، وَكَذَلِكَ المَنبوذ مِنَ الصِّبْيَانِ لُقْطةٌ، وأَمّا اللُّقَطةُ، بِفَتْحِ الْقَافِ، فَهُوَ الرَّجُلُ اللّقّاطُ يَتْبَعُ اللُّقْطات يَلْتَقِطُها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ لأَنّ الفُعْلة لِلْمَفْعُولِ كالضُّحْكةِ، والفُعَلةُ لِلْفَاعِلِ كالضُّحَكةِ؛ قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: أَلُقْطَةَ هُدهدٍ وجُنُودَ أُنْثَى ... مُبَرْشِمةً، أَلَحْمِي تأْكُلُونا؟ لُقْطة: مُنَادَى مُضَافٌ، وَكَذَلِكَ جُنُودَ أُنثى، وَجَعَلَهُمْ بِذَلِكَ النهايةَ فِي الدَّناءة لأَنّ الهُدْهد يأْكل العَذِرةَ، وَجَعَلَهُمْ يَدِينون لامرأَة. ومُبَرْشِمة: حَالٌ مِنَ الْمُنَادَى. والبَرْشَمةُ: إِدامة النَّظَرِ، وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْغَيْظِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ التُّخْمةُ، بِالسُّكُونِ، هُوَ الصَّحِيحُ، والنُّخَبةُ، بِالتَّحْرِيكِ، نَادِرٌ كَمَا أَن اللُّقَطة، بِالتَّحْرِيكِ، نَادِرٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ غَيْرِ مَا قَالَ اللَّيْثُ فِي اللقْطة واللقَطة، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي والأَحمر قَالَا: هِيَ اللُّقَطةُ والقُصَعةُ والنُّفَقةُ مُثَقَّلَاتٍ كُلُّهَا، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ حُذّاق النَّحْوِيِّينَ لَمْ أَسمع لُقْطة لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ الْمُحَدِّثُونَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ أَنه قَالَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنه سُئِلَ عَنِ اللقَطة فَقَالَ: احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها. وأَما الصَّبِيُّ الْمَنْبُوذُ يَجِده إِنسان فَهُوَ اللقِيطُ عِنْدَ الْعَرَبِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَالَّذِي يأْخذ الصَّبِيَّ أَو الشَّيْءَ الساقِط يُقَالُ لَهُ: المُلْتَقِطُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المرأَةُ تَحُوز ثلاثةَ مَوارِيثَ: عَتِيقَها ولَقِيطَها وولدَها الَّذِي لاعَنَت عَنْهُ ؛ اللَّقِيطُ الطِّفل الَّذِي يوجَد مرْميّاً عَلَى الطُّرق لَا يُعرف أَبوه

وَلَا أُمّه، وَهُوَ فِي قَوْلِ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ حُرّ لَا وَلاء عَلَيْهِ لأَحد وَلَا يَرِثُه مُلْتَقِطه، وَذَهَبَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ إِلى الْعَمَلِ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ضَعفه عِنْدَ أَكثر أَهل النَّقْلِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَلْقُط السَّنابِلَ إِذا حُصِدَ الزرعُ ووُخِزَ الرُّطَب مِنَ العِذْق: لاقِطٌ ولَقّاطٌ ولَقَّاطةٌ. وأَمَّا اللُّقاطةُ فَهُوَ مَا كَانَ سَاقِطًا مِنَ الشَّيْءِ التَّافِه الَّذِي لَا قِيمَةَ لَهُ ومَن شاءَ أَخذه. وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ: وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لِمُنْشِد ، وَقَدْ تكرر ذكرها من الْحَدِيثِ، وَهِيَ بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْقَافِ، اسْمُ المالِ المَلْقُوط أَي الْمَوْجُودِ. والالتقاطُ: أَن تَعْثُر عَلَى الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ قَصْد وطلَب؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ اسْمُ المُلْتَقِط كالضُّحَكةِ والهُمَزَةِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ، فأَما المالُ المَلْقُوط فَهُوَ بِسُكُونِ الْقَافِ، قَالَ: والأَول أَكثر وأَصح. ابْنُ الأَثير: واللقَطة فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ لَا تحِل إِلا لِمَنْ يُعرِّفها سَنَةً ثُمَّ يتملَّكها بَعْدَ السَّنَةِ بِشَرْطِ الضَّمَانِ لِصَاحِبِهَا إِذا وَجَدَهُ، فأَمّا مكةُ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى، فَفِي لُقَطتِها خِلاف، فَقِيلَ: إِنها كَسَائِرِ الْبِلَادِ، وَقِيلَ: لَا، لِهَذَا الْحَدِيثِ، وَالْمُرَادُ بالإِنشاد الدَّوام عَلَيْهِ، وإِلا فَلَا فَائِدَةَ لِتَخْصِيصِهَا بالإِنشاد، وَاخْتَارَ أَبو عُبَيْدٍ أَنه لَيْسَ يحلُّ للملتقِط الِانْتِفَاعُ بِهَا وَلَيْسَ لَهُ إِلا الإِنشاد، وَقَالَ الأَزهري: فَرق بِقُولِهِ هَذَا بَيْنَ لُقَطة الْحَرَمِ وَلُقَطَةِ سَائِرِ الْبِلَادِ، فإِن لُقَطة غَيْرِهَا إِذا عُرِّفت سَنَةً حَلَّ الِانْتِفَاعُ بِهَا، وجَعل لُقطةَ الْحَرَمِ حَرَامًا عَلَى مُلْتَقِطها والانتفاعَ بِهَا وإِن طَالَ تَعْرِيفُهُ لَهَا، وَحَكَمَ أَنها لَا تحلُّ لأَحد إِلا بِنِيَّةِ تَعْرِيفِهَا مَا عَاشَ، فأَمَّا أَن يأْخذها وَهُوَ يَنْوِي تَعْرِيفَهَا سَنَةً ثُمَّ يَنْتَفِعُ بِهَا كَلُقَطَةِ غَيْرِهَا فَلَا؛ وَشَيْءٌ لَقِيطٌ ومَلْقُوطٌ. واللَّقِيطُ: الْمَنْبُوذُ يُلْتَقَطُ لأَنه يُلْقَط، والأُنثى لَقِيطَةٌ؛ قَالَ الْعَنْبَرِيُّ: لوْ كُنْتُ مِن مازِنٍ، لَمْ تَسْتَبِحْ إِبِلي ... بَنُو اللَّقِيطةِ مِنْ ذُهْلِ بنِ شَيْبانا وَالِاسْمُ: اللِّقاطُ. وَبَنُو اللَّقِيطةِ: سُموا بِذَلِكَ لأَن أُمهم، زَعَمُوا، التَقَطها حُذَيْفةُ بْنُ بَدْرٍ فِي جَوارٍ قَدْ أَضَرّتْ بِهِنَّ السَّنَةُ فَضَمَّهَا إِليه، ثُمَّ أَعجبته فَخَطَبَهَا إِلى أَبيها فتزوَّجها. واللُّقْطةُ واللُّقَطةُ واللُّقاطةُ: مَا التُقِط. واللَّقَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا التُقِط مِنَ الشَّيْءِ. وَكُلُّ نُثارة مِنْ سُنْبل أَو ثمَر لَقَطٌ، وَالْوَاحِدَةُ لَقَطة. يُقَالُ: لقَطْنا الْيَوْمَ لقَطاً كَثِيرًا، وَفِي هَذَا الْمَكَانِ لَقَطٌ مِنَ الْمَرْتَعِ أَي شَيْءٌ مِنْهُ قَلِيلٌ. واللُّقاطةُ: مَا التُقِط مِنْ كَربِ النَّخْلِ بَعْدَ الصِّرامِ. ولَقَطُ السُّنْبُل: الَّذِي يَلْتَقِطُه النَّاسُ، وَكَذَلِكَ لُقاطُ السُّنْبُلِ، بِالضَّمِّ. واللَّقاطُ: السُّنْبُلُ الَّذِي تُخْطِئه المَناجِلُ تَلْتَقِطُهُ النَّاسُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، واللِّقاطُ: اسْمٌ لِذَلِكَ الْفِعْلِ كالحَصاد والحِصاد. وَفِي الأَرض لَقَطٌ لِلْمَالِ أَي مَرْعى لَيْسَ بِكَثِيرٍ، وَالْجَمْعُ أَلقاط. والأَلقاطُ: الفِرْقُ مِنَ النَّاسِ القَلِيلُ، وَقِيلَ: هُمُ الأَوْباشُ. واللَّقَطُ: نَبَاتٌ سُهْلِيّ يَنْبُتُ فِي الصَّيْفِ والقَيظ فِي دِيَارِ عُقَيْل يُشْبِهُ الخِطْرَ والمَكْرَةَ إِلا أَن اللقَط تشتدُّ خُضرته وَارْتِفَاعُهُ، وَاحِدَتُهُ لَقَطة. أَبو مَالِكٍ: اللقَطةُ واللقَطُ الْجَمْعُ، وَهِيَ بَقْلَةٌ تَتْبَعُهَا الدوابُّ فتأْكلها لِطِيبِهَا، وَرُبَّمَا انْتَتَفَهَا الرَّجُلُ فَنَاوَلَهَا بعيرَه، وَهِيَ بُقول كَثِيرَةٌ يَجْمَعُهَا اللَّقَطُ. واللَّقَطُ: قِطَع الذَّهب المُلْتَقَط يُوجَدُ فِي الْمَعْدِنِ. اللَّيْثُ: اللقَطُ قِطَعُ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَمثال الشَّذْرِ وأَعظم فِي الْمَعَادِنِ، وَهُوَ أَجْوَدُه. وَيُقَالُ ذهبٌ لَقَطٌ. وتَلقَّط فُلَانٌ التَّمْرَ أَي الْتَقَطَهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. واللُّقَّيْطَى: المُلْتقِط للأَخْبار. واللُّقَّيْطى شِبْهُ

حِكَايَةٍ إِذا رأَيته كَثِيرَ الالتِقاطِ للُّقاطاتِ تَعِيبه بِذَلِكَ. اللِّحْيَانِيُّ: دَارِي بلِقاطِ دَارِ فُلَانٍ وطَوارِه أَي بحِذائها: أَبو عُبَيْدٍ: المُلاقَطةُ فِي سَير الْفَرَسِ أَن يأْخذ التقْرِيبَ بِقَوَائِمِهِ جَمِيعًا. الأَصمعي: أَصْبحت مَراعِينا مَلاقِطَ مِنَ الجَدْبِ إِذا كَانَتْ يَابِسَةً لَا كَلأَ فِيهَا؛ وأَنشد: تَمْشي، وجُلُّ المُرْتَعَى مَلاقِطُ، ... والدِّنْدِنُ الْبَالِي وحَمْضٌ حانِطُ واللَّقِيطةُ واللَّاقِطةُ: الرجلُ الساقِطُ الرَّذْل المَهِينُ، والمرأَة كَذَلِكَ. تَقُولُ: إِنه لَسقِيطٌ لقِيطٌ وإِنه لساقِط لاقِط وإِنه لسَقِيطة لقِيطة، وإِذا أَفردوا لِلرَّجُلِ قَالُوا: إِنه لَسَقِيطٌ. واللَّاقِطُ الرَّفّاء، واللاقِطُ العَبد المُعْتَقُ، والماقِط عَبْدُ اللاقِطِ، والساقِطُ عَبَدُ الماقِطِ. الْفَرَّاءُ: اللَّقْطُ الرَّفْو المُقارَبُ، يُقَالُ: ثوبٌ لقِيطٌ، وَيُقَالُ: القُط ثوبَك أَي ارْفَأْه، وَكَذَلِكَ نَمِّل ثَوْبَكَ. وَمِنْ أَمثالهم: أَصِيدَ القُنْفذُ أَم لُقَطةٌ؛ يُضرب «4» مَثُلًا لِلرَّجُلِ الْفَقِيرِ يَستغني فِي سَاعَةٍ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ حِمْيرِيّةً تَقُولُ لِكَلِمَةٍ أَعَدْتُها عَلَيْهَا: قَدْ لقَطْتها بالمِلْقاطِ أَي كَتَبْتُهَا بِالْقَلَمِ. ولَقِيتُه التِقاطاً إِذا لَقِيتَهُ مِنْ غَيْرِ أَن ترجُوَه أَو تَحْتَسِبه؛ قَالَ نِقادة الأَسدي: ومنهلٍ وَرَدْتُهُ التِقاطا، ... لَمْ أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرَّاطا إِلا الحَمامَ الوُرْقَ والغَطاطا وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: التِقاطاً أَي فَجأَةً وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي وَقَعَتْ أَحوالًا نَحْوَ جَاءَ رَكضاً. وَوَرَدْتُ الْمَاءَ وَالشَّيْءَ التِقاطاً إِذا هَجَمْتَ عَلَيْهِ بَغْتَةً وَلَمْ تَحْتَسِبْهُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَقِيتُهُ لِقاطاً مُواجَهة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا مِنْ تَمِيمٍ الْتَقَطَ شَبكة فَطَلَبَ أَن يَجْعَلَهَا لَهُ ؛ الشَّبَكةُ الآبارُ القَريبةُ الْمَاءِ، والتِقاطها عُثُورُه عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ. وَيُقَالُ فِي النِّداء خَاصَّةً: يَا مَلْقَطانُ، والأُنثى يَا مَلْقطانة، كأَنهم أَرادوا يَا لاقِط. وَفِي التَّهْذِيبِ: تَقُولُ يَا مَلْقَطَانُ تَعْنِي بِهِ الفِسْلَ الأَحمق. واللاقِطُ: المَولى. وَلَقَطَ الثوبَ لَقْطاً: رقَعَه. ولقِيط: اسْمُ رَجُلٍ. وَبَنُو مِلْقَطٍ: حَيّانِ. لمط: ابْنُ الأَعرابي: اللَّمْط الاضْطِرابُ. أَبو زَيْدٍ: التَمَطَ فُلَانٌ بِحَقِّي الْتِماطاً إِذا ذهب به. لهط: لَهَطَ يَلْهَطُ لَهْطاً: ضُرِبَ بِالْيَدِ والسَّوطِ، وَقِيلَ: اللَّهْطُ الضَّرْبُ بِالْكَفِّ مَنْشُورة أَيَّ الجسدِ أَصابت، لَهَطَه لَهْطاً؛ ولَهَطَتِ المرأَة فَرجَها بِالْمَاءِ لَهْطاً: ضَرَبَتْهُ بِهِ. ولَهَطَ بِهِ الأَرض: ضَرَبَهَا بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: اللَّاهِطُ الَّذِي يَرُشُّ بابَ دارِه ويُنَظِّفُه. لوط: لَاطَ الحوْضَ بِالطِّينِ لَوْطاً: طَيَّنه، والتاطَه: لاطَه لِنَفْسِهِ خَاصَّةً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَاطَ فُلَانٌ بالحوْض أَي طَلاه بالطِّين وملَّسه بِهِ، فَعَدَّى لَاطَ بِالْبَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نادِر لَا أَعرفه لِغَيْرِهِ إِلا أَن يَكُونَ مِنَ بَابِ مَدَّه ومَدَّ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الَّذِي سأَله عَنْ مَالِ يَتِيم وَهُوَ والِيه أَيُصِيب مِنْ لَبَنِ إِبله؟ فَقَالَ: إِن كُنْتَ تَلُوط حَوْضَها وتَهْنَأُ جَرْباها فأَصِبْ مِنْ رِسْلها ؛ قَوْلُهُ تلُوط حوضَها أَراد باللَّوْطِ تَطْيِينَ الْحَوْضِ وإِصْلاحَه وهو

_ (4). قوله [يضرب إلخ] في مجمع الأمثال للميداني: يضرب لمن وجد شيئاً لم يطلبه.

مِنَ اللُّصُوق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَشْراطِ الساعةِ: ولتَقُومَن وَهُوَ يَلُوط حوضَه ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَلِيطُ حوضَه. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: كَانَتْ بَنُو إِسرائيل يَشْرَبُونَ فِي التِّيه مَا لاطُوا أَي لَمْ يُصِيبُوا مَاءً سَيْحاً إِنما كَانُوا يَشْرَبُونَ مِمَّا يَجْمَعُونَهُ فِي الحِياض مِنَ الْآبَارِ. وَفِي خُطبة عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ولاطَها بالبِلَّةِ حَتَّى لزَبَتْ. واسْتَلاطُوه أَي أَلزَقُوه بأَنفسهم. وَفِي حَدِيثِ عائشةَ فِي نِكَاحِ الجاهِليةِ: فالتاطَ بِهِ ودُعِيَ ابنَه أَي التَصَق بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَحَبّ الدُّنْيَا التاطَ مِنْهَا بثلاثٍ: شُغُلٍ لَا يَنْقَضي، وأَملٍ لَا يُدْرَك، وحِرصٍ لَا ينْقَطِع. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: أَنه لاطَ لِفُلَانٍ بأَربعةِ آلافٍ فَبَعَثَهُ إِلى بَدْرٍ مَكَانَ نَفْسِهِ أَي أَلصَق بِهِ أَربعة آلَافٍ. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي المُسْتَلاط: أَنه لَا يَرِثُ ، يَعْنِي المُلْصَقَ بِالرَّجُلِ فِي النَّسب الَّذِي وُلد لِغَيْرِ رِشْدةٍ. وَيُقَالُ: اسْتَلاطَ القومُ وَالْطَوْهُ «1» إِذا أَذنبوا ذُنُوبًا تَكُونُ لِمَنْ عَاقَبَهُمْ عُذْرًا، وَكَذَلِكَ أَعْذَروا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الأَقْرعَ بْنَ حابِسٍ قَالَ لعُيَيْنةَ بْنِ حِصْنٍ: بِمَ اسْتَلَطْتُم دَمَ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: أَقْسَمَ مِنَّا خَمْسُونَ أَنَّ صَاحِبَنَا قُتِلَ وَهُوَ مُؤمن، فَقَالَ الأَقرع: فسأَلكم رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن تَقْبَلُوا الدِّيةَ وتَعْفُوا فَلَمْ تَقْبلوا وليُقْسِمنَّ مائةٌ مِنْ تَمِيمٍ أَنه قُتِلَ وَهُوَ كَافِرٌ ؛ قَوْلُهُ بِمَ اسْتَلَطْتُم أَي اسْتَوْجَبْتُمْ واسْتَحْققتم، وَذَلِكَ أَنهم لَمَّا اسْتَحَقُّوا الدَّمَ وَصَارَ لَهُمْ كأَنهم أَلصقوه بأَنفسهم. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اسْتَلاطَ القوْمُ واستحَقُّوا وأَوْجَبُوا وأَعذَروا ودنوا «2» إِذا أَذْنَبُوا ذُنُوبًا يَكُونُ لِمَنْ يُعَاقِبُهُمْ عُذر فِي ذَلِكَ لِاسْتِحْقَاقِهِمْ. ولَوَّطَه بالطِّيب: لطَّخه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مُفَرَّكة أَزْرَى بِهَا عندَ زوجِها، ... ولوْ لَوَّطَتْه، هَيِّبانٌ مُخالِفُ يَعْنِي بالهَيِّبانِ المُخالِف ولَده مِنْهَا، وَيُرْوَى عِنْدَ أَهلها، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ صِفَةِ الزَّوْجِ كأَنه يَقُولُ أَزْرَى بِهَا عِنْدَ أَهلها مِنْهَا هَيِّبانٌ. وَلَاطَ الشيءَ لَوْطًا: أَخفاه وأَلصَقه. وَشَيْءٌ لَوْط: لَازِقٌ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: رَمَتْنِيَ مَيٌّ بالهَوَى رَمْيَ مُمْضَع ... مِنَ الوَحْشِ لَوْطٍ، لَمْ تَعُقْه الأَوالِس «3» الْكِسَائِيُّ: لاطَ الشيءُ بِقَلْبِي يَلوطُ ويَلِيطُ. وَيُقَالُ: هُوَ أَلوطُ بِقَلْبِي وأَليَطُ، وإِني لأَجد لَهُ فِي قَلْبِي لَوْطاً ولَيْطاً، يَعْنِي الحُبَّ اللازِقَ بِالْقَلْبِ. وَلَاطَ حُبُّه بِقَلْبِي يَلوط لَوْطاً: لَزِقَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: إِنَّ عُمَرَ لأَحَبُّ النَّاسِ إِليَّ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَعَزُّ والولَدُ أَلْوَطُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ وَالْوَلَدُ أَلوطُ أَي أَلصَقُ بِالْقَلْبِ، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ لَصِق بِشَيْءٍ، فَقَدْ لاطَ بِهِ يَلوط لَوْطاً، ويَليطُ لَيْطاً ولِياطاً إِذا لَصِق بِهِ أَي الْوَلَدُ أَلصق بِالْقَلْبِ، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. وإِني لأَجِدُ لَهُ لَوْطاً ولَوْطةً ولُوطةً؛ الضَّمُّ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، ولِيطاً، بِالْكَسْرِ، وَقَدْ لاطَ حُبُّه بِقَلْبِي يَلوطُ ويَلِيطُ أَي لصِق. وَفِي حَدِيثِ أَبي البَخْتَريّ: مَا أَزْعُمُ أَنَّ عَلِيًّا أَفضلُ مِنْ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَكِنْ أَجد لَهُ مِنَ اللَّوْطِ مَا لَا أَجد لأَحد بَعْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه

_ (1). قوله [والطوه] كذا بالأصل ولعله محرف عن والتاطوا أَي التصق بهم الذنب. (2). قوله [ودنوا] كذا بالأصل على هذه الصورة ولعله ذبوا أي دفعوا عمن يعاقبهم اللوم. (3). قوله [الأوالس] سيأتي في مضع الأوانس بالنون، وهي التي في شرح القاموس.

وَسَلَّمَ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا لَمْ يُوافِق صاحبَه: مَا يَلْتاطُ؛ وَلَا يَلْتاطُ هَذَا الأَمرُ بصَفَري أَي لَا يَلْزَقُ بِقَلْبِي، وَهُوَ يَفْتَعِلُ مِنَ اللَّوْطِ. ولاطَه بِسَهْمٍ وَعَيْنٍ: أَصابه بِهِمَا، وَالْهَمْزُ لُغَةٌ. والْتاطَ وَلَدًا واسْتَلاطَه: اسْتَلْحَقَه؛ قَالَ: فَهَلْ كُنْتَ إِلَّا بُهْثَةً إِسْتَلاطَها ... شَقِيٌّ، مِنَ الأَقوامِ، وَغْدٌ مُلَحَّقُ؟ قَطَعَ أَلف الْوَصْلِ لِلضَّرُورَةِ، وَرِوِيَ فاسْتَلاطَها. وَلَاطَ بِحَقِّهِ: ذَهَبَ بِهِ. واللَّوْطُ: الرِّداء. يُقَالُ: انْتُقْ لَوْطَك فِي الغَزالةِ حَتَّى يَجِفّ. ولَوْطُه رِداؤه، ونَتْقُه بَسْطُه. وَيُقَالُ: لَبِسَ لَوْطَيْه. واللَّوِيطةُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا اخْتَلَطَ بَعْضُهُ ببعض. ولُوط: اسْمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ. قَالَ اللَّيْثُ: لُوط كَانَ نَبِيًّا بَعَثَهُ اللَّهُ إِلى قَوْمِهِ فَكَذَّبُوهُ وأَحدثوا مَا أَحدثوا فَاشْتَقَّ النَّاسُ مِنِ اسْمِهِ فِعْلًا لِمَنْ فَعَل فِعْلَ قومِه، وَلُوطٌ اسْمٌ يَنْصَرِفُ مَعَ العُجْمة وَالتَّعْرِيفِ، وَكَذَلِكَ نُوح: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَلزموهما الصَّرْفَ لأَن الِاسْمَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف أَوسطه سَاكِنٌ وَهُوَ عَلَى غَايَةِ الخِفة فَقَاوَمَتْ خِفَّتُه أَحد السَّبَبَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْقِيَاسُ فِي هِنْد ودَعْد إِلَّا أَنهم لَمْ يَلْزَمُوا الصَّرْفَ فِي الْمُؤَنَّثِ وخيَّروك فِيهِ بَيْنَ الصَّرْفِ وَتَرْكِهِ. واللِّياطُ: الرِّبا، وَجَمْعُهُ لِيطٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي لَيَطَ، وَذَكَرْنَاهُ هَاهُنَا لأَنهم قَالُوا إِنَّ أَصله لوط. ليط: لاطَ حُبُّه بِقَلْبِي يَلوط ويَلِيط لَيْطاً ولِيطاً: لزِق. وإِني لأَجد لَهُ فِي قَلْبِي لَوْطاً ولِيطاً، بِالْكَسْرِ، يَعْنِي الحُبَّ اللازِقَ بِالْقَلْبِ، وَهُوَ أَلْوَطُ بِقَلْبِي وأَلْيَطُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حُبّ الْوَلَدِ. وَهَذَا الأَمر لَا يَلِيطُ بصَفَري وَلَا يَلْتاطُ أَي لَا يَعْلَقُ وَلَا يَلْزَقُ. والتاطَ فُلَانٌ وَلَدًا: ادَّعاه وَاسْتَلْحَقَهُ. ولاطَ الْقَاضِي فُلَانًا بِفُلَانٍ: أَلحقه بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَلِيطُ أَولاد الجاهِلية بِآبَائِهِمْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: بِمَنِ ادَّعاهم فِي الإِسلام ، أَي يُلْحِقهم بِهِمْ. واللِّيطُ: قِشر الْقَصَبِ اللَّازِقُ بِهِ، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَناةِ، وكلُّ قِطْعة مِنْهُ لِيطة. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لِيطُ الْعُودِ الْقِشْرُ الَّذِي تَحْتَ الْقِشْرِ الأَعلى. وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر: فِي التِّيعةِ شَاةٌ لَا مُقْوَرّةُ الأَلْياطِ؛ هِيَ جَمْعُ لِيطٍ وَهِيَ فِي الأَصل الْقِشْرُ اللَّازِقُ بِالشَّجَرِ، أَراد غَيْرَ مُسْترخِيةِ الْجُلُودِ لهُزالها، فَاسْتَعَارَ اللِّيط لِلْجَلْدِ لأَنه لِلَّحْمِ بِمُنْزِلَتِهِ لِلشَّجَرِ وَالْقَصَبِ. وإِنما جَاءَ بِهِ مَجْمُوعًا لأَنه أَراد لِيط كُلِّ عُضو. واللِّيطةُ: قشْرة القَصبة والقوسِ وَالْقَنَاةِ وكلِّ شَيْءٍ لَهُ مَتانة، وَالْجَمْعُ لِيطٌ كريشةٍ وَرِيشٍ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ قَوْلُ أَوس بْنِ حَجر يَصِفُ قَوْساً وقَوّاساً: فَمَلَّك باللِّيطِ الَّذِي تحتَ قِشْرِها ... كغِرْقِئِ بَيْضٍ كَنَّه القيْضُ مِنْ عَل قَالَ: ملَّك، شدَّد، أَي تَرَكَ شَيْئًا مِنَ القِشر عَلَى قَلْبِ الْقَوْسِ لِيَتَمَالَكَ بِهِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ مَوْضِعَ الَّذِي نَصْبًا بمَلَّك وَلَا يَكُونَ جَرّاً لأَنّ القِشْر الَّذِي تَحْتَ الْقَوْسِ لَيْسَ تَحْتَهَا، وَيَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ تَمْثِيلُهُ إِياه بالقَيْضِ والغِرْقِئِ؛ وَجَمْعُ اللِّيط لِياط؛ قَالَ جَسَّاسُ بْنُ قُطيْبٍ: وقُلُصٍ مُقْوَرّةِ الأَلْياطِ قَالَ: وَهِيَ الجُلُودُ هَاهُنَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قال لابن عَبَّاسٍ: بأَي شَيْءٍ أُذَكِّي إِذا لَمْ أَجد

فصل الميم

حَدِيدةً؟ قَالَ: بِلِيطةٍ فاليةٍ أَي قشرةٍ قاطعةٍ. واللِّيطُ: قِشْرُ القصَب والقَناة وكلِّ شَيْءٍ كَانَتْ لَهُ صَلابةٌ ومَتانة، والقِطْعةُ مِنْهُ لِيطةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي إِدْرِيسَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ»، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأُتِيَ بعَصافِيرَ فذُبحَتْ بِلِيطةٍ ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ القِطْعةَ المُحَدَّدةَ مِنَ الْقَصَبِ. وقوْسٌ عاتِكَةُ اللِّيطِ واللِّياطِ أَي لازِقَتُها. وتَلَيَّط لِيطةً: تَشظّاها. واللِّيطُ: قِشر الجُعَلِ، واللَّيْطُ: اللَّوْنُ «2» وَهُوَ اللِّياطُ أَيضاً؛ قَالَ: فصَبَّحَتْ جابِيةً صُهارِجا، ... تَحْسَبُها لَيْطَ السَّمَاءِ خارِجا شَبَّهَ خُضرة الْمَاءِ فِي الصِّهْريج بجِلد السَّمَاءِ، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ تَمَسَّحُ وَتُمَرَّنُ حَتَّى تصفرَّ وَيَصِيرَ لَهَا لِيط؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ قَوْسًا: عَاتِكَةُ اللِّياط. ولِيطُ الشَّمْسِ ولَيْطُها: لَوْنها إِذ لَيْسَ لَهَا قِشْر؛ قَالَ أَبو ذُؤيْب: بِأَرْيِ الَّتِي تَأْرِي إِلى كُلِّ مَغْرِبٍ، ... إِذا اصْفَرَّ لِيطُ الشمْسِ حانَ انْقِلابُها «3» وَالْجَمْعُ أَلْياط؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يُصْبِحُ بَعْدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ، ... وَهُوَ مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْياطِ وَيُقَالُ للإِنسان اللّيِّن المَجَسّةِ: إِنه للَيِّنُ اللِّيط. وَرَجُلٌ لَيِّن اللّيطِ أَيِ السجِيّةِ. واللِّياطُ: الرِّبَا، سُمِّيَ لِياطاً لأَنه شَيْءٌ لَا يحِلّ أُلصِق بِشَيْءٍ؛ وكلُّ شَيْءٍ أُلصق بِشَيْءٍ وأُضِيفَ إِليه، فَقَدْ أُلِيطَ بِهِ، والرِّبا مُلْصَق برأْس الْمَالِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كتَب لثَقِيفَ حينَ أَسْلَموا كِتاباً فِيهِ: وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْنٍ إِلى أَجَلِه فَبَلَغَ أَجَلَه فإِنّه لِياطٌ مُبرّأٌ مِنَ اللَّهِ، وإِنّ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دَيْن فِي رَهْنٍ ورَاء عُكاظَ فإِنه يُقْضى إِلى رأْسِه ويُلاطُ بِعُكاظ وَلَا يُؤخّر ؛ واللِّياطُ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الرِّبَا الَّذِي كَانُوا يُرْبُونَه فِي الْجَاهِلِيَّةِ رَدَّهُمُ اللَّهُ إِلى أَن يأْخذوا رُؤوسَ أَموالهم ويدَعُوا الفَضْل عَلَيْهَا. ابْنُ الأَعرابي: جَمْعُ اللِّياطِ اللَّيالِيطُ، وأَصله لُوطٌ. وَفِي حَدِيثِ معاويةَ بْنِ قُرَّةَ: مَا يَسُرّني أَني طلَبْتُ المالَ خَلْفَ هَذِهِ اللَّائطةِ وإِنّ لِي الدُّنْيَا ؛ اللائطةُ: الأُسْطوانةُ، سُمِّيَتْ بِهِ لِلُزوقِها بالأَرض. ولاطَه اللهُ لَيْطاً: لَعَنَهُ اللَّهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُمَيّةَ يَصِفُ الْحَيَّةَ ودخُول إِبليس جَوْفَها: فَلاطَها اللهُ إِذ أَغْوَتْ خَلِيفَتَه، ... طُولَ اللَّيالي، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا أَجَلا أَراد أَن الْحَيَّةَ لَا تَمُوتُ بأَجَلها حَتَّى تُقْتَلَ. وشَيْطانٌ لَيْطانٌ: مِنْهُ، سُرْيانِيّة، وَقِيلَ: شَيْطانٌ لَيْطانٌ إِتباع. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْقَالِي لَيطان مِنْ لاطَ بقَلْبِه أَي لَصِقَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا يَلِيطُ بِهِ النَّعِيمُ وَلَا يَلِيقُ بِهِ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ أَشْراطِ الساعةِ: ولتَقُومَنَّ وَهُوَ يَلُوطُ حوْضَه ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَلِيطُ حوضَه أَي يُطَيّنُه. فصل الميم مثط: المَثْط: غَمْزُك الشيءَ بِيَدِكَ عَلَى الأَرض، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَت.

_ (1). قوله [على النبي إلخ] في النهاية عَلَى أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى آخر ما هنا. (2). قوله [والليط لون] هو بالفتح ويكسر كما في القاموس. (3). قوله [تأري] في شرح القاموس تهوي.

محط: المَحْطُ: شَبِيهٌ بالمَخْطِ، مَحَطَ الوَتَرَ والعَقَب يَمْحَطُه مَحْطاً: أَمَرَّ عَلَيْهِ الأَصابع ليُصْلِحه. وامْتَحَطَ سيفَه: سَلَّه. وامْتَحَطَ الرُّمح: انتزَعَه. الأَزهري: المَحْطُ كَمَا يَمْحَطُ البازِي ريشَه أَي يُذهبه. يُقَالُ: امْتَحَطَ البازِي. وَيُقَالُ: مَحَّطْتُ الوتَر، وَهُوَ أَن تُمِرّ عَلَيْهِ الأَصابع لتُصْلِحه، وَكَذَلِكَ تَمْحِيطُ العَقَب تَخْلِيصُهُ. وَقَالَ النَّضْرُ: المُماحَطةُ شِدَّةُ سِنانِ الجملِ الناقةَ إِذا اسْتَنَاخَهَا ليَضْربها، يُقَالُ: سانَّها وماحَطَها مِحاطاً شَدِيدًا حَتَّى ضَرَبَ بها الأَرض. مخط: مَخَطه يَمْخَطُه مَخْطاً أَي نَزَعَه ومَدَّه. ويقال: مَخَطَ فِي الْقَوْسِ. ومَخَط السهْمُ يَمْخَطُ ويَمْخُطُ مُخُوطاً. نَفَذ وأَمْخَطَه هُوَ. وَيُقَالُ: رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَه مِنَ الرَّمِيّة إِذا أَنْفَذَه. ومَخَطَ السهمُ أَي مَرَق. وأَمْخَطْتُ السهمَ: أَنفذْته، وَرُبَّمَا قَالُوا: امْتَخَط مَا فِي يَدِهِ نزعَه واخْتَلَسه. والمَخْطُ: السَّيَلانُ والخُروجُ. وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرابٍ: يأْخذ رِجل النَّاقَةِ وَيَضْرِبُ بِهَا الأَرض فيَغْسِلُها ضِراباً، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه بِكَثْرَةِ ضِرابه يَسْتَخْرِجُ مَا فِي رَحِم النَّاقَةِ مِنْ مَاءٍ وَغَيْرِهِ. والمُخاط: مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنف. والمُخاطُ مِنَ الأَنف كاللُّعابِ مِنَ الْفَمِ، وَالْجَمْعُ أُمْخِطةٌ لَا غَيْرُ. ومَخَطْتُ الصبيَّ مَخْطاً ومخطَه يَمْخُطُه مَخْطاً وَقَدْ مَخَطَه مِنْ أَنفه أَي رَمَى بِهِ. وامْتَخَطَ هُوَ وتَمَخَّطَ امْتِخاطاً أَي اسْتَنْثر. ومَخَطه بِيَدِهِ: ضَربه. والماخِط: الَّذِي ينْزِعُ الجِلْدةَ الرَّقيقة عَنْ وَجْهِ الحُوار. وَيُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ إِنما مَخَطها بَنُو فُلَانٍ أَي نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ، وأَصل ذَلِكَ أَن الحُوار إِذا فَارَقَ النَّاقَةَ مَسَح النّاتجُ عنه غِرْسَه وَمَا عَلَى أَنفه مِنَ السّابِياء، فَذَلِكَ المَخْط، ثُمَّ قِيلَ لِلنَّاتِجِ ماخِطٌ؛ وَقَالَ ذُو الرِمّةِ: وانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانةٍ حَرَجٍ ... مَهْريّةٍ، مَخَطَتْها غِرْسَها العِيدُ «4» العِيدُ: قَوْمٌ مِنْ بَنِي عُقَيْل يُنسَب إِليهم النَّجائبُ. ابْنُ الأَعرابي: المَخْطُ شَبَهُ الْوَلَدِ بأَبيه، تَقُولُ الْعَرَبُ: كأَنما مَخَطه مَخْطاً. وَيُقَالُ لِلسِّهَامِ الَّتِي تتَراءَى فِي عَيْنِ الشَّمْسِ لِلنَّاظِرِ فِي الْهَوَاءِ عِنْدَ الهاجِرة: مُخاطُ الشيطانِ، وَيُقَالُ لَهُ لُعابُ الشَّمْسِ ورِيقُ الشَّمْسِ، كُلُّ ذَلِكَ سُمِعَ عَنِ الْعَرَبِ. ومَخَط فِي الأَرض مَخْطاً إِذا مضى فيها سَرِيعًا. وَيُقَالُ: بُرْد مَخْطٌ ووَخْطٌ قصِير، وسَيْر مَخْط وَوَخْطٌ: سَرِيعٌ شَديد؛ وَقَالَ: قَدْ رابَنا مِنْ سَيْرنا تَمَخُّطه، ... أَصْبَحَ قَدْ زايَلَه تَخَمُّطه «5» قِيلَ: تَمَخُّطه اضْطِرابُه فِي مِشْيته يَسْقُطُ مَرة وَيَتَحَامَلُ أُخرى. والمَخْطُ: اسْتِلالُ السَّيفِ. وامْتَخَطَ سيفَه: سَلَّه مِنْ غِمْده. وامْتَخَط رُمْحَه مِنْ مَرْكزه: انْتَزَعَهُ. وامْتَخَطَ الشيءَ: اخْتَطَفَه. والمَخِطُ: السيِّد الْكَرِيمُ، وَالْجَمْعُ مَخِطون؛ وَقَوْلُ رؤْبة: وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ المُخَّطِ ... مَكانُها مِنْ شُمَّتٍ وغُبَّطِ كسَّره عَلَى تَوَهُّمِ فَاعِلٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ ورأَيت في

_ (4). قوله [وانم] هو بالواو في الأَصل والأَساس، وأَنشده شارح القاموس بالفاء جواب إِذا في البيت قبله. (5). قوله [من سيرنا] وقوله [تخمطه] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس عن الصاغاني من شيخنا: وتخبطه بالباء.

شِعْرِ رؤْبة: وإِنَّ أَدْواءَ الرِّجَالِ النُّخَّطِ بِالنُّونِ. قَالَ: وَلَا أَعرف المخَّط فِي تَفْسِيرِهِ. والمُخاطةُ: شَجَرَةٌ تُثْمر ثَمراً حُلْواً لَزِجاً يؤْكل. مرط: المَرْطُ: نَتْفُ الشَّعْرِ والرِّيش والصُّوف عَنِ الْجَسَدِ. مرَطَ شعرَه يَمرُطُه مَرْطاً فانْمَرط: نَتَفَهُ، ومرَّطه فتَمرَّط؛ والمُراطةُ: مَا سَقَطَ مِنْهُ إِذا نُتِف، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالمُراطةِ مَا مُرِطَ مِنَ الإِبْط أَي نُتِف. والأَمْرَطُ: الخفِيفُ شَعْرِ الْجَسَدِ وَالْحَاجِبَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ مِنَ العمَش، وَالْجَمْعُ مُرْطٌ عَلَى الْقِيَاسِ، ومِرَطةٌ نَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه اسْمًا لِلْجَمْعِ، وَقَدْ مَرِطَ مَرَطاً. وَرَجُلٌ أَمْرَطُ وامرأَة مَرْطاء الحاجِبَيْنِ، لَا يُستغنى عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ، وَرَجُلٌ نَمِصٌ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ حَاجِبَانِ، وامرأَة نَمْصاء؛ يُسْتَغْنَى فِي الأَنْمَص والنمْصاء عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ. وَرَجُلٌ أَمرط: لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ وَصَدْرِهِ إِلَّا قَلِيلٌ، فإِذا ذَهَبَ كُلُّهُ فَهُوَ أَمْلَطُ؛ وَرَجُلٌ أَمْرَطُ بيِّن المَرطِ: وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَفَّ عارِضاه مِنَ الشَّعْرِ، وتمَرَّط شعرُه أَي تحاتَّ. وذِئب أَمْرَطُ: مُنْتَتِفُ الشَّعْرِ. والأَمْرَطُ: اللِّصُّ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالذِّئْبِ. وتمرَّط الذِّئْبُ إِذا سَقَطَ شَعْرُهُ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَعْرٌ قَلِيلٌ، فَهُوَ أَمرط. وَسَهْمٌ أَمرطُ وأَمْلَطُ: قَدْ سَقَطَ عَنْهُ قُذَذُه. وسَهْم مُرُطٌ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ قُذَذ. الأَصمعي: العُمْرُوطُ اللِّص وَمِثْلُهُ الأَمْرطُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله الذِّئْبُ يتمرَّط مِنْ شَعْرِهِ وَهُوَ حِينَئِذٍ أَخبث مَا يَكُونُ. وَسَهْمٌ أَمْرَط ومَرِيطٌ ومِراطٌ ومُرُطٌ: لَا رِيشَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَسديّ يَصِفُ السَّهم، وَنُسِبَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ لِلَبِيدٍ: مُرُطُ القِذاذِ فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ، ... لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه، وَلَا التَّعْقِيبُ وَيَجُوزُ فِيهِ تَسْكِينُ الرَّاءِ فيكون جميع أَمْرَط، وإِنما صحَّ أَن يُوصَفَ بِهِ الْوَاحِدُ لِمَا بَعْدَهُ مِنَ الْجَمْعِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: وإِنَّ الَّتِي هامَ الفُؤَادُ بذِكْرها ... رَقُودٌ عَنِ الفَحْشاءِ، خُرْسُ الجَبائر وَاحِدَةُ الجَبائر: جِبارة وجَبيرة، وَهِيَ السوارُ هَاهُنَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ الْمَنْسُوبُ للأَسدي مُرُط القِذاذ هُوَ لنافِع بْنِ نُفَيْعٍ الفَقْعَسِيّ، وَيُقَالُ لِنَافِعِ بْنِ لَقِيط الأَسدي، وأَنشده أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجي عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش عَنْ ثَعْلَبٍ لنُويْفِع بْنِ نُفيع الْفَقْعَسِيِّ يَصِفُ الشَّيْبَ وكِبَره فِي قَصِيدَةٍ لَهُ وَهِيَ: بانَتْ لِطِيَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ، ... وطَرِبْتَ، إِنَّك مَا عَلِمْتُ طَرُوبُ ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنا، ... حتَّى تُفارِقَ، أَو يُقالَ مُرِيبُ وزِيارةُ البيْتِ، الَّذِي لَا تَبْتَغِي ... فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِنَّ، مَعِيبُ وَلَقَدْ يَمِيلُ بيَ الشَّبابُ إِلى الصِّبا، ... حِيناً، فأَحْكَمَ رأْييَ التَّجْرِيبُ وَلَقَدْ تُوَسِّدُني الفتاةُ يَمِينَها ... وشِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ نُفُجُ الحَقِيبةِ لَا تَرَى لكعُوبها ... حَدًّا، وليسَ لساقِها ظُنْبوبُ عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُها، ... والوَالدانِ نَجِيبةٌ ونَجِيبُ

لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بِي أَثْقالَه، ... وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْلُوبُ قالَتْ: كَبِرْتَ وكلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ ... لِبِلًى يَعُودُ، وَذَلِكَ التَّتْبيبُ هَلْ لِي مِنَ الكِبَر المُبينِ طَبيبُ ... فأَعُودَ غِرّاً؟ والشَّبابُ عَجِيبُ ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ، فليْسَ لِي، ... فِيمن تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ، ضَرِيبُ وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ فِي طَلَب الفَتَى، ... لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُوبُ فاذْهَبْ إِلَيْكَ، فليْسَ يَعْلَمُ عالمٌ، ... مِنْ أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْيهِ، ... هيهاتَ ذاكَ ودُون ذَاكَ خُطوبُ يَسْعَى ويَأْمُلُ، والمَنِيَّةُ خَلْفَه، ... تُوفي الإِكامَ لَهُ، عَلَيْهِ رَقِيبُ لَا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ ... عنْه، وَلَا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ ولَئِنْ كَبِرْتُ، لَقَدْ عَمِرْتُ كأَنَّني ... غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ وكذاكَ حَقًّا مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه ... كَرُّ الزَّمانِ، عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ حَتَّى يَعُودَ مِنَ البِلى، وكأَنَّه ... فِي الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ مُرُطُ القِذاذِ، فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ، ... لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه، وَلَا التَّعْقِيبُ ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالهِ، ... إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَعُوبُ والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه ... عَوْدٌ، تَداوَلَه الرِّعاء، رَكُوبُ غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بِهَا، ... حَتَّى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ وَجَمْعُ المُرُطِ السَّهْمِ أَمراطٌ ومِراطٌ؛ قَالَ الرَّاجز: صُبَّ، عَلَى شَاءِ أَبي رِياطِ، ... ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ المِراطِ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وهُنَّ أَمْثالُ السُّرَى الأَمْراطِ والسُّرَى هَاهُنَا: جَمْعُ سُرْوةٍ مِنَ السّهَام؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: إِلَّا عَوابِسُ، كالمِراطِ، مُعِيدةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «1» وَشَرْحُ هَذَا الْبَيْتِ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وتمَرَّط السَّهْمُ: خَلَا مِنَ الرِّيش. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفيان: فامَّرَطَ قُذَذُ السهْمِ أَي سقَطَ رِيشُه. وتمرَّطتْ أَوْبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ. وأَمْرَطَ الشعرُ: حَانَ لَهُ أَن يُمْرَطَ. وأَمْرطَتِ الناقةُ ولدَها، وَهِيَ مُمْرِطٌ: أَلقته لِغَيْرِ تَمَامٍ وَلَا شَعْرَ عَلَيْهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِمْراطٌ. وأَمْرطت النخلةُ وَهِيَ مُمْرِطٌ: سَقَطَ بُسْرُها غَضّاً

_ (1). قوله [عوابس] هو بالرفع فَاعِلُ يَشْرَبُ فِي الْبَيْتِ قبله كما نبه عليه المؤلف عن ابن بري في مادة صيف، فما تقدم لنا من ضبطه في مادة عود خطأ.

تَشْبِيهًا بالشعرِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ عادَتَها فَهِيَ مِمْراط أَيضاً. والمِرْطاوانِ والمُرَيْطاوان: مَا عَرِيَ مِنَ الشفةِ السُّفلى والسَّبَلةِ فَوْقَ ذَلِكَ مِمَّا يَلِي الأَنفَ. والمُرَيْطاوان فِي بَعْضِ اللُّغات: مَا اكْتَنَفَ العَنْفَقةَ مِنْ جَانِبَيْهَا، والمُريطاوان: مَا بَيْنَ السُّرّة والعانةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا خَفَّ شَعْرُهُ مِمَّا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ، وَقِيلَ: هُمَا جَانِبَا عانةِ الرَّجُلِ اللَّذَانِ لَا شَعْرَ عَلَيْهِمَا؛ وَمِنْهُ قِيلَ: شَجَرَةٌ مَرْطاء إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَقِيلَ: هِيَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا حَيْثُ تَمَرَّطَ الشعرُ إِلى الرُّفْغَين، وَهِيَ تُمَدُّ وَتُقْصَرُ، وَقِيلَ: الْمُرَيْطَاوَانِ عِرْقان فِي مَراقِّ الْبَطْنِ عَلَيْهِمَا يَعْتَمِدُ الصَّائحُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِلْمُؤَذِّنِ أَبي مَحْذُورةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ سَمِعَ أَذانه وَرَفَعَ صَوْتَهُ: لَقَدْ خشيتُ «1» أَن تَنْشَقَّ مُرَيْطاؤكَ ، وَلَا يُتَكَلم بِهَا إِلَّا مُصَغَّرَةً تَصْغِيرَ مَرْطاء، وَهِيَ المَلْساء الَّتِي لَا شَعْرَ عَلَيْهَا، وَقَدْ تُقْصَرُ. وَقَالَ الأَصمعي: المُرَيْطاء، مَمْدُودَةٌ، هِيَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلى الْعَانَةِ، وَكَانَ الأَحمر يَقُولُ هِيَ مَقْصُورَةٌ. والمُرَيْطاء: الإِبْط؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ عُرُوقَ مُرَيْطائها، ... إِذا لَضَتِ الدِّرْعَ عَنْهَا، الحِبال «2» وَالْمُرَيْطَاءُ: الرِّباط. قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَيَّاش: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يُسَبِّحُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ إِنَّ مُرَيْطاي ليرسى «3»؛ حَكَى هَاتَيْنِ الأَخيرتين الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والمَرِيطُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ الثُّنّةِ وأُمّ القِرْدانِ مِنْ بَاطِنِ الرُّسْغِ، مُكَبَّرٌ لَمْ يُصَغَّرْ. ومَرَطَتْ بِهِ أُمّه تَمْرُط مَرْطاً: ولَدتْه. ومَرَطَ يَمْرُطُ مَرْطاً ومُرُوطاً: أَسْرَع، وَالِاسْمُ المَرَطَى. وفَرس مَرَطَى: سَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ الناقةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المُرُوطُ سُرْعة المَشْي والعدْو. وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ: هنَّ يمرُطْنَ مُرُوطاً. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ مُدْرِك الجعْفريّ: مَرَط فُلَانٌ فُلَانًا وهَرَدَه إِذا آذَاهُ. والمَرَطَى: ضَرْب مِنَ العَدْو؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ فَوْقَ التقْرِيب وَدُونَ الإِهْذابِ؛ وَقَالَ يَصِفُ فَرَسًا: تَقْرِيبُها المَرَطَى والشَّدُّ إِبْراقُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لطُفيل الغَنويّ: تَقْرِيبُها المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتَدِلٌ، ... كأَنها سُبَدٌ بِالْمَاءِ مَغْسُولُ «4» والمِمْرَطةُ: السَّرِيعَةُ مِنَ النُّوقِ، وَالْجَمْعُ مَمارِطُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو للدُّبَيْري: قَوْداء تَهْدِي قُلُصاً مَمارِطا، ... يَشْدَخْن بالليلِ الشُّجاعَ الخابِطا الشجاعُ الحيةُ الذكَر، وَالْخَابِطُ النَّائِمُ، والمرْطُ كِساء مِنْ خَزّ أَو صُوف أَو كَتَّانٍ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّوْبُ الأَخضر، وَجَمْعُهُ مُرُوطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي فِي مرُوط نِسَائِهِ أَي أَكْسِيَتِهنّ؛ الْوَاحِدُ مِرْط يَكُونُ مِنْ صُوفٍ، وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ خَزٍّ أَو غَيْرِهِ يؤتَزر بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُغَلِّس بِالْفَجْرِ فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعات بمرُوطهنّ مَا يُعرفْن من

_ (1). قوله [لقد خشيت] كذا بالأصل، والذي في النهاية: أما خشيت. (2). قوله [لضت] كذا هو في الأَصل، وشرح القاموس باللام ولعله بالنون كأَنه يشبه عروق إِبط امرأَة بالحبال إِذا نزعت قميصها. (3). قوله [ليرسى] كذا بالأصل على هذه الصورة. (4). قوله [تقريبها إلخ] أَورده في مادة سبد بتذكير الضميرين وهو كذلك في الصحاح.

الغَلَس ؛ وَقَالَ الْحَكَمُ الخُضْري: تَساهَمَ ثَوْباها فَفِي الدِّرْعِ رَأْدةٌ، ... وَفِي المِرْطِ لَفّاوانِ، رِدْفُهما عَبْلُ قَوْلُهُ تَسَاهَمَ أَي تَقارَعَ. والمِرْط: كُلُّ ثَوْبٍ غَيْرِ مَخِيط. وَيُقَالُ للفالُوذ المِرِطْراطُ والسِّرِطْراط، وَاللَّهُ أَعلم. مسط: أَبو زَيْدٍ: المَسْطُ أَن يُدخِل الرجُل يدَه فِي حَياء النَّاقَةِ فيسْتَخْرج وَثْرها، وَهُوَ مَاءُ الْفَحْلِ يَجْتَمِعُ فِي رَحِمِهَا، وَذَلِكَ إِذا كَثُرَ ضِرابُها وَلَمْ تَلْقَح. ومَسَطَ الناقَةَ والفَرَسَ يَمْسُطُها مَسْطاً: أَدخل يدَه فِي رَحِمِهَا وَاسْتَخْرَجَ مَاءَهَا، وَقِيلَ: اسْتَخْرَجَ وَثْرَها وَهُوَ مَاءُ الْفَحْلِ الَّذِي تَلْقَح مِنْهُ، والمَسِيطةُ: مَا يُخْرج مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا نَزَا عَلَى الْفَرَسِ الْكَرِيمَةِ حِصانٌ لَئِيمٌ أَدخل صاحبُها يدَه فَخَرَط مَاءَهُ مِنْ رَحمِها. يُقَالُ: مَسَطَها ومَصَتَها ومَساها، قَالَ: وكأَنهم عَاقَبُوا بَيْنَ الطَّاءِ وَالتَّاءِ فِي المَسْط والمَصْت. ابْنُ الأَعرابي: فَحْلٌ مَسِيط ومَلِيخٌ ودَهِينٌ إِذا لَمْ يُلْقِح. والمَسِيطةُ والمَسِيطُ: الْمَاءُ الكَدِرُ الَّذِي يَبْقَى فِي الْحَوْضِ، والمَطِيطةُ نَحْوٌ مِنْهَا. والمَسِيطُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: الطِّينُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ شُميل: كُنْتُ أَمشي مَعَ أَعرابي فِي الطِّينِ فَقَالَ: هَذَا المَسِيط، يَعْنِي الطِّينَ. والمَسِيطة: البِئر العَذْبةُ يَسِيلُ إِليها مَاءُ الْبِئْرِ الآجِنةِ فيُفْسِدها. وماسِطٌ: اسْمُ مُوَيْهٍ مِلْحٍ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَاءٍ مِلْحٍ يَمْسُطُ الْبُطُونَ، فَهُوَ مَاسِطٌ. أَبو زَيْدٍ: الضَّغِيطُ الرَّكِيَّةُ تَكُونُ إِلى جَنْبِهَا رَكِيَّةٌ أُخرى فتحمأُ وَتَنْدَفِنُ فيُنْتِن مَاؤُهَا وَيَسِيلُ مَاؤُهَا إِلى مَاءِ الْعَذْبَةِ فيُفْسِده، فَتِلْكَ الضغِيطُ وَالْمَسِيطُ؛ وأَنشد: يَشْرَبْنَ مَاءَ الآجِنِ الضَّغِيطِ، ... وَلَا يَعَفْنَ كدَرَ المَسِيطِ والمَسِيطةُ والمَسِيط: الْمَاءِ الكَدِرُ يَبْقَى فِي الْحَوْضِ؛ وأَنْشد الرَّاجِزُ: يَشْرَبْنَ مَاءَ الأَجْنِ والضَّغِيطِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الْمَسِيطَةُ الْمَاءُ يَجْرِي بَيْنَ الْحَوْضِ وَالْبِئْرِ فيُنْتِنُ؛ وأَنشد: ولاطَحَتْه حَمْأَةٌ مَطائطُ، ... يَمُدُّها مِنْ رِجْرِجٍ مَسائطُ قَالَ أَبو الغَمْر: إِذا سَالَ الْوَادِي بِسَيْل صَغِيرٍ فَهِيَ مَسِيطة، وأَصغر مِنْ ذَلِكَ مُسيِّطةٌ. وَيُقَالُ: مَسَطْتُ المِعى إِذا خَرَطْتَ مَا فِيهَا بإِصبعك لِيَخْرُجَ مَا فِيهَا. وماسِطٌ: مَاءٌ مِلْحٌ إِذا شَرِبَتْهُ الإِبل مَسَطَ بطُونها. ومَسَطَ الثوبَ يَمْسُطُه مَسْطاً: بَلّه ثُمَّ حَرَّكَهُ لِيَسْتَخْرِجَ مَاءَهُ. وَفَحْلٌ مَسيط: لَا يُلْقِح؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والماسِط: شَجَرٌ صَيْفِيٌّ تَرْعَاهُ الإِبل فيمسُط مَا فِي بُطُونِهَا فيَخرُطها أَي يُخرجه؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا ثلْطَ حامِضةٍ تَرَوَّحَ أَهْلُها، ... مِنْ واسِطٍ، وتَنَدّتِ القُلَّاما وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: يَا ثَلْطَ حامِضة تَرَبَّع ماسِطاً، ... مِنْ ماسِطٍ، وتَرَبَّع القُلَّاما مشط: مَشَطَ شَعرَه يَمْشُطُه ويَمْشِطه مَشْطاً: رَجَّله، والمُشاطةُ: مَا سَقَطَ مِنْهُ عِنْدَ المَشْط، وَقَدِ امْتَشَط، وامْتَشَطتِ المرأَة ومشَطتها الماشِطةُ مَشْطاً. ولِمَّةٌ مَشِيطٌ أَي مَمْشوطةٌ. والماشِطةُ:

الَّتِي تُحْسِن المَشْطَ، وَحِرْفَتُهَا المِشاطة. والمَشّاطة: الْجَارِيَةُ الَّتِي تُحْسِن المِشاطَة. وَيُقَالُ للمُتَمَلِّقِ: هُوَ دَائِمُ المَشْطِ، عَلَى المَثَل. والمُشْطُ والمِشْطُ والمَشْطُ: مَا مُشِطَ بِهِ، وَهُوَ وَاحِدُ الأَمْشاطِ، وَالْجَمْعُ أَمْشاطٌ ومِشاطٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: قَدْ كنتُ أَغْنى ذِي غِنًى عَنْكُمْ كَمَا ... أَغْنَى الرّجالِ، عَنِ المِشاطِ، الأَقْرَعُ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَفِي المِشْطِ لُغَةٌ رَابِعَةٌ المُشُطُّ، بِتَشْدِيدِ الطَّاءِ؛ وأَنشد: قَدْ كنتُ أَحْسَبُني غَنِيّاً عَنْكُمُ، ... إِنّ الغَنِيّ عَنِ المُشُطِّ الأَقْرَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي أَسمائه المَشِطُ والمُشُطُ والمِمْشَطُ والمِكَدُّ والمِرْجَلُ والمِسْرَحُ والمِشْقا، بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ، والنَّحيتُ والمُفَرَّجُ. وَفِي حَدِيثِ سِحْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه طُبَّ وَجُعِلَ فِي مُشْط ومُشاطةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الشَّعر الَّذِي يَسْقُط مِنَ الرأْسِ واللحيةِ عِنْدَ التَّسْريح بِالْمُشْطِ. والمِشْطَةُ: ضَرب مِنَ المَشْط كالرِّكْبةِ والجِلْسة، والمَشْطةُ وَاحِدَةٌ. وَمِنْ سِمات الإِبل ضَرْبٌ يُسمّى المُشْط. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُشْطُ سِمة مِنْ سِماتِ الْبَعِيرِ عَلَى صُورَةِ المُشطِ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: تَكُونُ فِي الْخَدِّ وَالْعُنُقِ وَالْفَخْذِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمّا المُشْطُ والدّلْو والخُطَّاف فإِنما يُرِيدُ أَن عَلَيْهِ صُورَةَ هَذِهِ الأَشياء. وَبَعِيرٌ مَمْشُوطٌ: سِمَتُه المُشْطُ. ومَشِطَتِ الناقةُ مَشَطاً ومَشَّطَت: صَارَ عَلَى جَانِبَيْهَا مِثْلُ الأَمْشاط مِنَ الشحْمِ. ومُشْطُ القَدَمِ: سُلامَياتُ ظَهْرِهَا، وَهِيَ العِظامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشةُ فَوْقَ الْقَدَمِ دُونَ الأَصابع. التَّهْذِيبُ: المُشْط سُلامَياتُ ظَهْرِ الْقَدَمِ؛ يُقَالُ: انْكَسَرَ مُشط ظَهْرِ قَدَمِهِ. ومُشط الكَتِفِ: اللحمُ الْعَرِيضُ. والمُشْط: سبَجَةٌ فِيهَا أَفنان، وَفِي وسَطها هِراوةٌ يُقبض عَلَيْهَا وتُسوّى بِهَا القِصابُ، ويُغَطَّى بِهَا الحُبُّ، وَقَدْ مَشَط الأَرضَ «5» وَرَجُلٌ مَمْشُوط: فِيهِ طُولٌ ودِقَّةٌ. الْخَلِيلُ: المَمْشُوط الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ. وَغَيْرُهُ يَقُولُ: هُوَ المَمْشُوقُ. ومَشِطَتْ يَدُهُ تَمْشَط مَشَطاً: خَشُنت مَنْ عَمَلٍ، وَقِيلَ: المَشَطُ أَن يَمَسَّ الرجلُ الشَّوْكَ أَو الجِذْع فَيَدْخُلُ مِنْهُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ: مَشِظَت يَدُهُ، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، لُغَةٌ أَيضاً، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والمُشْط: نَبْتٌ صَغِيرٌ يُقَالُ لَهُ مُشْط الذِّئْبِ لَهُ جِراء مِثْلُ جِرَاءِ القِثَّاء. مطط: مَطَّ بِالدَّلْوِ مَطّاً: جَذَبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. ومَطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطّاً: مَدَّهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وذِكْر الطَّلاء: فأَدخل فِيهِ إِصبعه ثُمَّ رَفَعَهَا فتَبِعَها يَتَمَطَّطُ أَي يَتَمَدَّدُ، أَراد أَنه كَانَ ثَخِينًا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: وَلَا تَمُطُّوا بِآمِينَ أَي لَا تَمُدُّوا. ومَطَّ أَنامله: مَدَّهَا كأَنه يُخَاطِبُ بِهَا. ومَطَّ حَاجِبَهُ مَطًّا: مَدَّهُ فِي تَكَلُّمِهِ. ومطَّ حَاجِبَيْهِ أَي مَدَّهُمَا وتكبَّر. والمَطُّ: سِعَةُ الخَطْوِ، وَقَدْ مَطَّ يَمُطُّ ومَطَّ خَطَّه وخَطْوه: مَدَّهُ وَوَسَّعَهُ. ومَطَّ الطائرُ جَنَاحَيْهِ: مَدّهما. وَتَكَلَّمَ فَمَطَّ حَاجِبَيْهِ أَي مَدَّهُمَا. والمَطْمَطةُ: مَدُّ الْكَلَامِ وَتَطْوِيلُهُ. ومَطَّ شِدقَه: مَدَّ فِي كَلَامِهِ، وَهُوَ المطَطُ. التَّهْذِيبُ: ومَطْمَطَ

_ (5). قوله [مشط الأَرض] كذا في الأَصل بدون تفسير.

إِذا تَوانَى فِي خَطِّه وَكَلَامِهِ. والمَطِيطةُ: الْمَاءُ الكَدِرُ الْخَاثِرُ يَبقى فِي الحَوْضِ، فَهُوَ يَتَمَطَّطُ أَي يتَلزَّج ويمْتَدُّ، وَقِيلَ: هِيَ الرَّدْغةُ، وَجَمْعُهُ مَطَائِطُ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: خبْطَ النِّهالِ سَمَلَ المَطائطِ وَقَالَ الأَصمعي: المَطِيطة الْمَاءُ فِيهِ الطِّينُ يتمطَّطُ أَي يتلَزّج وَيَمْتَدُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: إِنا نأْكل الخَطائط ونَرِد المَطائط ؛ هِيَ الْمَاءُ الْمُخْتَلِطُ بِالطِّينِ، وَاحِدَتُهُ مَطيطة، وَقِيلَ: هِيَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الْمَاءِ الكَدِر يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ. وصَلًا مُطاطٌ ومِطاطٌ ومُطائطٌ: مُمتدّ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: أَعْدَدْتُ لِلحَوْضِ، إِذا مَا نَضَبا،، ... بَكْرَةَ شِيزَى ومُطاطاً سَلْهَبا يَجُوزُ أَن يُعنى بِهَا صَلا الْبَعِيرِ وأَن يُعْنَى بِهَا الْبَعِيرُ. والمَطائطُ: مواضعُ حَفْرِ قَوائمِ الدّوابِّ فِي الأَرض تَجْتَمِعُ فِيهَا الرِّداغُ؛ وأَنشد: فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا نُطفةٌ مِنْ مَطِيطةٍ، ... مِن الأَرض، فاسْتَصْفَيْنَها بالجَحافِل ابْنُ الأَعرابي: المُططُ الطّوالُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. وتَمطَّطَ أَي تمدَّد. والتمطِّي: التَّمدُّد وَهُوَ مِنْ مُحَوَّلِ التَّضْعِيفِ، وأَصله التَّمَطُّطُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ المُطَواء، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ هَذَا بابَه. والمُطَيطى، مَقْصُورٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والمُطَيْطاء، كُلُّ ذَلِكَ: مِشْيةُ التَّبَخْتُرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ؛ هُوَ التَّبَخْتُرُ، قَالَ الفرَّاء: أَي يَتَبَخْتَرُ لأَن الظَّهْرَ هُوَ المَطا فيلْوي ظَهْرَهُ تبَخْتُراً، قَالَ: وَنَزَلَتْ فِي أَبي جَهْلٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذا مَشَتْ أُمتي المُطَيْطاء وخدمَتْهم فارِسُ والرُّومُ كَانَ بأْسُهم بَيْنَهُمْ. قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: المُطيطى، بالمَدِّ وَالْقَصْرِ، التَّبَخْتُرُ ومدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ ذَهَبَ بالتمطِّي إِلى المَطِيطِ فإِنه يَذْهَبُ بِهِ مَذْهَبَ تَظَنَّيْت مِنَ الظَّنِّ وتَقَضَّيْت مِنَ التقَضُّض، وَكَذَلِكَ التَّمَطِّي يُرِيدُ التَّمَطُّطَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والمَطُّ والمطْوُ والمدُّ وَاحِدٌ. الصِّحَاحُ: المُطَيْطاء، بِضَمِّ الْمِيمِ مَمْدُودٌ، التَّبَخْتُرُ وَمَدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ. وَيُقَالُ: مَطَوْت ومَطَطْت بِمَعْنَى مدَدْت وَهِيَ مِنَ المُصَغّرات الَّتِي لَمْ يُسْتَعْمَلْ لَهَا مُكَبّر. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مرَّ عَلَى بِلَالٍ وَقَدْ مُطِي بِهِ فِي الشَّمْسِ يُعذَّب أَي مُدَّ وبُطِح فِي الشَّمْسِ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيمةَ: وتَرَكَتِ المَطِيّ هَارًا ؛ المَطِيُّ جَمْعُ مَطِيّة وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي يُركب مَطاها أَي ظهرها، وَيُقَالُ يُمطى بِهَا فِي السَّيْرِ أَي يُمدُّ، وَاللَّهُ أَعلم. معط: مَعَطَ الشيءَ يَمْعَطُه مَعْطًا. مَدَّهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي إِسحاق: إِن فُلاناً وتَّر قوسَه ثُمَّ معَطَ فِيهَا أَي مدَّ يَدَيْهِ بِهَا، والمَغْطُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ: الْمَدُّ، وَطَوِيلٌ مُمَّعِطٌ مِنْهُ كأَنه مُدّ. قَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِي الطويل المُمَّغِطُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدِ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: وَلَمْ أَسمع ممَّعطاً بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ إِلا بإِقرائه فِي كِتَابِ الِاعْتِقَابِ لأَبي تُرَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ وفلانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيَّ يَقُولَانِ: رَجُلٌ مُمَّعِطٌ وممَّغط أَي طَوِيلٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أُبْعِدُ أَن يَكُونَا لُغَتَيْنِ كَمَا قَالُوا لَعَنَّك ولَغَنَّك بِمَعْنَى لعَلَّك، والمَغَصُ والمَعَصُ مِنَ الإِبل البِيضُ، وسُرُوعٌ وسُرُوغٌ للقُضْبان الرَّخْصة. والمَعْطُ: الجَذْبُ. ومعَطَ السيفَ وامْتَعَطه: سلَّه. وَامْتَعَطَ رُمْحَهُ: انْتَزَعَهُ، ومَعِط

شعرُه وَجِلْدُهُ معَطاً، فَهُوَ أَمْعَطُ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَمْعَطُ أَمْرَطُ لَا شَعْرَ لَهُ عَلَى جَسَدِهِ بيِّن المَعَط ومَعِطٌ. وتَمَعَّطَ وامَّعَط، وَهُوَ افْتَعل «1»: تمرَّط وَسَقَطَ مِنْ دَاءٍ يَعْرِضُ لَهُ. وَيُقَالُ: امَّعَط الحبلُ وَغَيْرُهُ أَي انْجَرَدَ. ومَعَطَه يَمْعَطُه مَعْطاً: نتَفَه. وتمعَّطت أَوْبار الإِبل: تَطَايَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ، وَمِنْ أَسماء السَّوءَةِ المَعْطاء والشَّعْراء والدَّفْراء. وذِئب أَمْعَطُ: قَلِيلُ الشَّعْرِ وَهُوَ الَّذِي تَسَاقَطَ عَنْهُ شِعْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ: مَعِط الذِّئْبُ وَلَا يُقَالُ مَعِطَ شِعْرُهُ، والأُنثى مَعْطاء. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ لَوْ آخذْتَ ذاتَ الذنْب منَّا بِذَنْبِهَا، قَالَ: إِذاً أَدَعها كأَنها شَاةٌ مَعْطاء ؛ هِيَ الَّتِي سَقَطَ صُوفُها. ولِصٌّ أَمعط عَلَى التَّمْثِيلِ بِذَلِكَ: يُشَبَّهُ بالذِّئب الأَمعط لخُبْثه. وَلُصُوصٌ مُعْط، وَرَجُلٌ أَمْعَط: سَنُوط. وأَرض مَعْطاء: لَا نَبْتَ بِهَا. وأَبو مُعْطةَ: الذِّئب لتمَعُّط شَعْرُهُ، عَلَمٌ مَعْرِفَةٌ، وإِن لَمْ يَخُصَّ الْوَاحِدَ مِنْ جِنْسِهِ، وَكَذَلِكَ أُسامةُ وذُؤالةُ وثُعالةُ وأَبو جَعْدة. والمَعْطُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ. ومَعَطَها مَعْطاً: نَكَحَهَا. ومَعَطَني بِحَقِّي: مطَلَني. والتَّمعُّط فِي حُضْر الْفَرَسِ: أَن يمُدَّ ضَبْعَيْه حَتَّى لَا يَجِدَ مَزِيدًا، ويَحْبِس رِجْلَيْهِ حَتَّى لَا يَجِدَ مَزِيدًا لِلَّحَاقِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي غَيْرِ الاحْتِلاط يَمْلَخُ بِيَدَيْهِ ويَضْرَحُ بِرِجْلَيْهِ فِي اجْتِمَاعِهِمَا كَالسَّابِحِ. وَفِي حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: فأَعرض عَنْهُ فَقَامَ مُتمَعِّطاً أَي متسخِّطاً متغضِّباً. قَالَ ابْنُ الأَثير: يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. وماعِط ومُعَيْطٌ: اسْمَانِ. وَبَنُو مُعَيْط: حَيٌّ مِنْ قُرَيْشٍ مَعْرُوفُونَ. ومُعَيْطٌ: مَوْضِعٌ. وأَمْعَطُ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: يَخْرُجْن بالليلِ مِنْ نَقْعٍ لَهُ عُرَفٌ، ... بقاعٍ أَمْعَطَ، بَيْنَ السَّهل والصِّيَرِ مغط: المَغْط: مَدُّ الشَّيْءِ يَسْتَطِيلُهُ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَدَّ الشَّيْءِ الليِّن كالمُصْرانِ وَنَحْوِهِ، مغَطَه يَمْغُطه مَغْطاً فامَّغَط وامْتَغَط. والمُمَّغِطُ: الطَّوِيلُ لَيْسَ بِالْبَائِنِ الطُّولِ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ مُطْلَقًا كأَنه مدَّ مَدًّا مِنْ طُولِهِ. وَوَصَفَ عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الممَّغِط وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ ؛ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَكِنَّهُ كَانَ رَبْعة. الأَصمعي: المُمَّغِط، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ، الْمُتَنَاهِي الطُّولِ. وامَّغط النَّهَارُ امِّغاطاً: طَالَ وامتدَّ. ومغَط فِي الْقَوْسِ يَمْغَطُ «2» مغْطاً مِثْلَ مَخَطَ: نَزَعَ فِيهَا بِسَهْمٍ أَو بِغَيْرِهِ. ومغَط الرجلُ الْقَوْسَ مَغْطًا إِذا مدَّها بِالْوَتَرِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: شدَّ مَا مغَطَ فِي قَوْسِهِ إِذا أَغرق فِي نزْع الْوَتَرِ وَمَدِّهِ ليُبْعِد السَّهْمَ. ومَغَطْت الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ إِذا مَدَدْتَهُ، وأَصله مُنْمغِط وَالنُّونُ لِلْمُطَاوَعَةِ فَقُلِبَتْ مِيمًا وأُدغمت فِي الْمِيمِ، وَيُقَالُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَاهُ. وَالْمَغْطُ: مَدُّ الْبَعِيرِ يَدَيْهِ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: مَغْطاً يَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ وَقَدْ تمغَّط، وَكَذَلِكَ فِي عدْو الْفَرَسِ أَن يمُدَّ ضبْعيه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مُتَمَغِّطٌ والأُنثى مُتَمغِّطةٌ. والتمغُّطُ: أَن يمُدّ ضَبْعَيْه حتى لا يجد مَزيداً فِي جَرْيِه ويَحْتَشِيَ رِجْلَيْهِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى لَا يَجِدَ مَزيداً للإِلحاق ثُمَّ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُ في غير احْتلاط، يسْبَح

_ (1). قوله [افتعل] كذا في الأَصل والقاموس بالتاء، وفي الصحاح انفعل بالنون. (2). قوله [يمغط] كذا ضبط في الأصل، ومقتضى إطلاق المجد أنه من باب كتب.

بِيَدَيْهِ ويَضْرَحُ بِرِجْلَيْهِ فِي اجْتِمَاعٍ. وَقَالَ مَرَّةً: التمغُّطُ أَن يَمُدَّ قَوائمه ويتمَطَّى فِي جَرْيِه. وامْتَغَطَ النهارُ أَي ارْتَفَعَ. وَسَقَطَ الْبَيْتُ عَلَيْهِ فتمَغَّط فَمَاتَ أَي قَتَلَهُ الغُبار، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِمُسْتَعْمَل. مقط: مَقَطَ عُنقَه يَمْقُطها ويَمْقِطها مَقْطاً: كَسَرَهَا. ومَقَطْتُ عُنُقه بالعَصا ومَقَرْتُه إِذا ضربتَه بِهَا حَتَّى يَنْكَسِرَ عَظْمُ الْعُنُقِ وَالْجِلْدِ صَحِيحٌ. ومقَط الرجلَ يَمْقطه مَقْطاً: غاظَه، وَقِيلَ: ملأَه غَيْظاً. وَفِي حَدِيثِ حَكيم بْنِ حِزام «1»: فأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَامَ مُتمَقِّطاً أَي متَغَيِّظاً، يُقَالُ: مَقَطْت صَاحِبِي مَقْطاً وَهُوَ أَن تَبْلغ إِليه فِي الغَيْظِ، وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ، وَقَدْ تقدَّم. وامْتَقَط فُلَانٌ عَيْنَيْنِ مِثْلَ جَمْرتين أَي اسْتَخْرَجَهُمَا؛ قَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ: أَيْنَ الفَتى أُسامةُ بْنُ لُعْطِ؟ ... هلَّا تَقُومُ أَنتَ أَو ذُو الإِبْطِ؟ لَوْ أَنَّه ذُو عِزّةٍ ومَقْطِ، ... لمنَعَ الجِيرانَ بعْضَ الهَمْطِ قِيلَ: المَقْطُ الضرْب، يُقَالُ: مقَطه بالسَّوطِ. قِيلَ: وَالْمَقْطُ الشِّدّة، وَهُوَ ماقِطٌ شَدِيدٌ، والهَمْطُ: الظُّلْم. ومقَطَ الرجلَ مَقْطاً ومقَط بِهِ: صَرَعه؛ الأَخيرة عَنْ كَرَاعٍ. ومقَطَ الْكُرَةَ يَمْقُطها مَقْطاً: ضَرَبَ بِهَا الأَرض ثُمَّ أَخذها. والمَقْطُ: الضرْب بالحُبَيْل الصَّغِيرِ المُغارِ. والمِقاطُ: حَبْلٌ صَغِيرٌ يَكَادُ يَقُومُ مِنْ شِدَّةِ فَتْلِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الصُّبْحَ: مِنَ الْبَيَاضِ مُدَّ بالمِقاطِ وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ أَيّاً كَانَ، وَالْجَمْعُ مُقُطٌ مِثْلَ كِتَابٍ وكُتُب. ومقَطَه يَمْقُطه مَقْطاً: شدَّه بالمِقاط، والمِقاطُ حَبْلٌ مِثْلَ القِماط مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه، قَدِم مكةَ فَقَالَ: مَن يَعْلَمُ مَوْضِعَ المَقام؟ وَكَانَ السيلُ احْتَمَلَهُ مِنْ مَكَانِهِ، فَقَالَ المُطَّلِبُ بْنُ أَبي وَداعةَ: قَدْ كُنْتُ قدَّرْتُه وَذَرَعَتْهُ بمِقاطٍ عِنْدِي ؛ المِقاط، بِالْكَسْرِ: الْحَبْلُ الصَّغِيرُ الشَّدِيدُ الْفَتْلِ. والمَقّاطُ: الْحَامِلُ مِنْ قَرْية إِلى قَرْيَةٍ أُخرى. ومقَط الطائرُ الأُنثى يَمقُطها مَقْطاً: كَقَمَطها. والماقِطُ والمَقَّاط: أَجيرُ الكَرِيّ، وَقِيلَ: هُوَ المُكْتَرَى مِنْ مَنْزِلٍ إِلى آخَرَ. والماقِطُ: مَوْلَى الْمَوْلَى، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: فُلَانٌ ساقِطُ بْنُ ماقِطِ بْنِ لاقِطٍ تَتسابُّ بِذَلِكَ، فالساقِطُ عبدُ الماقِط، والماقِط عَبَدَ اللَّاقِط، واللاقطُ عَبْدٌ مُعْتَقٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. والماقِطُ: الضَّارب بالحَصى المُتكَهِّن الحازِي. والماقِطُ مِنَ الإِبل: مَثَّلَ الرّازِم، وَقَدْ مَقَطَ يَمْقُطُ مُقُوطاً أَي هُزِلَ هُزالًا شَدِيدًا. الْفَرَّاءُ: المَاقِطُ الْبَعِيرُ الَّذِي لَا يتحرّكُ هُزالًا. مقعط: القُمْعُوطةُ والمُقْعُوطَةُ، كِلْتَاهُمَا: دويبَّة مَاءٍ. ملط: المِلْطُ: الخَبِيثُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يُدْفَع إِليه شَيْءٌ إِلا أَلْمَأَ عَلَيْهِ وذهَب بِهِ سَرَقاً واسْتِحلالًا، وَجَمْعُهُ أَمْلاطٌ ومُلُوط، وَقَدْ مَلَطَ مُلوطاً؛ يُقَالُ: هَذَا مِلْطٌ مِنَ المُلوط. والمَلَّاطُ: الَّذِي يملُط بِالطِّينِ، يُقَالُ: ملَطْت مَلْطاً. وملَط الحائطَ مَلْطاً ومَلَّطَه: طَلاه. والمِلاط: الطِّينُ الَّذِي يُجعل بَيْنَ سافَيِ البِناء ويُمْلَطُ بِهِ الْحَائِطُ، وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: ومِلاطُها مِسْك أَذْفَرُ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، ويُمْلَطُ بِهِ الْحَائِطُ أَي يُخْلط. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّ الإِبل يُمالِطُها الأَجْربُ أَي يُخالِطُها.

_ (1). قوله [حكيم بن حزام] الذي تقدم حكيم بن معاوية، والمصنف تابع للنهاية في المحلين.

والمِلاطانِ: جانِبا السَّنام ممَّا يَلِي مُقدَّمَه. والمِلاطانِ: الجَنْبانِ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لأَنهما قَدْ مُلِطَ اللحمُ عَنْهُمَا مَلْطاً أَي نُزِع، وَيُجْمَعُ مُلُطاً. والمِلاطانِ: الكَتِفان، وَقِيلَ: المِلاطُ وَابْنُ المِلاط الْكَتِفُ بالمَنكِب والعَضُدِ والمِرفقِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المِلاطُ المِرْفق فَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاط وَالْجَمْعُ مُلُط؛ الأَزهري فِي قَوْلِ قَطِرانَ السَّعدي: وجَوْن أَعانَتْه الضُّلُوعُ بِزَفْرةٍ ... إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها قَالَ: إِلى مُلُط أَي مَعَ مُلط؛ يَقُولُ: بَانَ مِرْفقاها مِنْ جَنْبِها فَلَيْسَ بِهَا حازٌّ وَلَا ناكِتٌ، وَقِيلَ للعَضُد مِلاط لأَنه سُمِّيَ بِاسْمِ الْجَنْبِ، والمُلُط: جَمْعُ مِلاط للعَضُدِ والكتفِ. التَّهْذِيبُ: وَابْنَا مِلاط العضُدانِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ابْنَا مُلَاطٍ عَضُدَا الْبَعِيرِ لأَنهما يَليانِ الْجَنْبَيْنِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ بَعِيرًا: كِلا مِلاطَيْهِ إِذا تَعَطَّفا ... بانَا، فَمَا رَاعى بِرَاعٍ أَجْوَفا قَالَ: والمِلاطانِ هَاهُنَا العَضُدانِ لأَنهما الْمَائِرَانِ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: عَوْجاء فِيهَا مَيَلٌ غَيْرُ حَرَدْ ... تُقَطِّع العِيسَ، إِذا طَالَ النّجُدْ، كِلا مِلاطَيْها عَنِ الزَّوْرِ أَبَدْ قَالَ النَّضِرُ: الْمِلَاطَانِ مَا عَنْ يَمِينِ الكِركرة وَشَمَالِهَا. وَابْنَا مِلاطَي الْبَعِيرِ: هُمَا العَضُدانِ، وَقِيلَ ابْنَا مِلَاطَيِ الْبَعِيرِ كَتِفَاهُ، وَابْنَا مِلاطٍ: العضُدانِ وَالْكَتِفَانِ، الْوَاحِدُ ابْنُ مِلاط؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعُيينة بْنِ مِرْداس: تَرَى ابْنَيْ مِلاطَيْها، إِذا هِيَ أَرْقَلَتْ، ... أُمِرّا فَبَانَا عَنْ مُشاشِ المُزَوَّر المُزَوَّرُ: مَوْضِعُ الزَّور. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ابْنَا مِلاط الْعَضُدَانِ، والملاطانِ الإِبْطانِ؛ وَقَالَ أَنشدني الْكِلَابِيُّ: لَقَدْ أُيِّمَتْ، مَا أُيِّمتْ، ثُمَّ إِنه ... أُتِيحَ لَهَا رِخْوُ المِلاطَيْن قارِسُ القارِسُ: البارِد، يَعْنِي شَيْخًا وَزَوْجَتَهُ؛ وأَنشد لجُحَيْشِ بْنِ سَالِمٍ: أَظُنُّ السِّرْبَ سِرْبَ بَنِي رُمَيْحٍ، ... سَتُذْعِرُه شَعاشِعةٌ سِباطُ ويُصْبِحُ صاحِبُ الضّرّاتِ مُوسى ... جَنِيباً، حَذْو مائرةِ المِلاطِ «2» وَابْنُ المِلاطِ: الهِلال؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للهلال ابن مِلاط. وَفُلَانٌ مِلْطٌ، قَالَ الأَصمعي: المِلْط الَّذِي لَا يُعرف لَهُ نَسب وَلَا أَب مِنْ قَوْلِكَ أَمْلَطَ رِيش الطَّائِرِ إِذا سَقَطَ عَنْهُ. وَيُقَالُ غُلَامٌ مِلْطٌ خِلْطٌ، وَهُوَ الْمُخْتَلِطُ النَّسَبِ. والمِلاطُ: الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي: مِلَاطٌ تَرى الذِّئْبانَ فِيهِ كأَنَّه ... مَطينٌ بثَأْطٍ، قَدْ أُمِيرَ بِشَيَّانِ الثأْطُ: الحَمأَة الرَّقيقةُ. والذِّئبانُ: الوبَرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى المَنْكِبين. وأُمِيرَ: خُلِطَ. والشَّيّانُ: دَمُ الأَخَوَيْن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا البيت دَلِيلَ

_ (2). فِي هَذَا الْبَيْتِ إِقواء.

عَلَى أَنه يُقَالُ لِلْمَنْكِبِ وَالْكَتِفِ أَيضاً مِلاطٌ وَلِلْعَضُدَيْنِ ابْنَا مِلاطٍ؛ قَالَ وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: ساقٍ سَقاها لَيْسَ كابْنِ دَقْلِ، ... يُقَحِّمُ القامةَ بَعْدَ المَطْلِ، بِمنْكِبٍ وابْنِ مِلاطٍ جَدْلِ والمِلْطَى مِنَ الشِّجاجِ: السِّمْحاقُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقِيلَ المِلطاةُ، بِالْهَاءِ، قَالَ: فإِذا كَانَتْ عَلَى هَذَا فَهِيَ فِي التَّقْدِيرِ مَقْصورة، وتفسيرُ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ: يُقْضَى فِي المِلْطَى بِدَمِهَا ، مَعْنَاهُ أَنه حِينَ يُشَجُّ صَاحِبُهَا يؤْخذ مِقدارُها تِلْكَ الساعةَ ثُمَّ يُقْضَى فِيهَا بالقِصاص أَو الأَرْشِ، وَلَا يُنظر إِلى مَا يَحْدُثُ فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ زِيَادَةٍ أَو نُقْصَانٍ، وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ وَلَيْسَ هُوَ قَوْلَ أَهلِ الْعِرَاقِ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: المِلْطى مَقْصُورٌ، وَيُقَالُ المِلْطاةُ، بِالْهَاءِ، هِيَ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي بَيْنَ عَظْمِ الرأْس وَلَحْمِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ شَجَّه حَتَّى رأَيت المِلْطَى، وشجَّةٌ مِلطى مَقْصُورٌ. اللَّيْثُ: تَقْدِيرُ الْمَلْطَاءِ أَنه مَمْدُودٌ مُذَكَّرٌ وَهُوَ بِوَزْنِ الْحِرْبَاءِ. شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنه ذَكَرَ الشِّجَاجَ فَلَمَّا ذَكَرَ الباضِعةَ قَالَ: ثُمَّ المُلْطِئةُ؛ وَهِيَ الَّتِي تَخْرُقُ اللَّحْمَ حَتَّى تَدْنُو مِنَ الْعَظْمِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يَقُولُ الْمِلَطَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي يَدُلُّ عَلَى أَن الْمِيمَ مِنَ المِلْطى مِيمُ مِفْعل وأَنها لَيْسَتْ بأَصلية كأَنها مَنْ لَطَيْت بِالشَّيْءِ إِذا لَصِقْت بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ مِنْ هَذَا الْفَصْلِ المِلْطَى، وَهِيَ المِلْطاةُ أَيضاً، وَهِيَ شَجَّة بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَظْمِ قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ، قَالَ: وَذَكَرَهَا فِي فَصْلٍ لِطَيٍّ. وَفِي حَدِيثِ الشَّجاج: فِي المِلْطى نِصْفُ دِيةِ المُوضِحة ، قَالَ ابْنُ الأَثير: المِلْطى، بِالْقَصْرِ، والمِلْطاةُ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ بَيْنَ عَظْمِ الرأْس وَلَحْمِهِ، تَمْنَعُ الشجةَ أَن تُوضِحَ، وَقِيلَ الْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ أَصلية والأَلف للإِلحاق كَالَّذِي فِي مِعْزى، والمِلْطاةُ كالعِزْهاةِ، وَهُوَ أَشبه. قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهَا السِّمْحاقَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: يُقْضى فِي المِلْطَى بِدَمِهَا ، قَوْلُهُ بِدَمِهَا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ وَلَا يَتَعَلَّقُ بِيُقْضَى، وَلَكِنْ بِعَامِلٍ مُضْمَرٍ كأَنه قِيلَ: يُقْضَى فِيهَا مُلْتَبِسة بِدَمِهَا حَالَ شَجِّهَا وَسَيَلَانُهُ. وَفِي كِتَابِ أَبي مُوسَى فِي ذِكْرِ الشِّجَاجِ: المِلطاط وَهِيَ السِّمْحَاقُ، قَالَ: والأَصل فِيهِ مِنْ مِلْطاط الْبَعِيرِ وَهُوَ حَرْفٌ فِي وَسَطِ رأْسه. والمِلْطاطُ: أَعلى حَرْفِ الْجَبَلِ وصحنُ الدَّارِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: هَذَا المِلْطاطُ طَرِيقُ بِقِيَّةِ المؤْمنين ؛ هُوَ سَاحِلُ الْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي اللَّامِ وَجَعَلَ مِيمَهُ زَائِدَةً، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الْمِيمِ وَجَعَلَ مِيمَهُ أَصلية. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: فأَمرتهم بِلُزُومٍ هَذَا الْمِلْطَاطِ حَتَّى يأْتيهم أَمري ، يُرِيدُ بِهِ شاطِئَ الفُراتِ. والأَمْلَطُ: الَّذِي لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ وَلَا رأْسه وَلَا لِحْيَتِهِ، وَقَدْ مَلِطَ مَلَطاً ومُلْطةً. ومَلَطَ شعرَه مَلْطاً: حَلَقه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. اللَّيْثُ: الأَمْلَطُ الرَّجُلُ الَّذِي لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ كُلِّهِ إِلا الرأْس واللِّحيةَ، وَكَانَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ أَمْلَطَ أَي لَا شَعْرَ عَلَى بَدَنِهِ إِلا فِي رأْسه، وَرَجُلٌ أَمْلَطُ بَيِّنُ الملَطِ وَهُوَ مِثْلُ الأَمْرَطِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهةٍ، ... دقيقُ العِظامِ، سَيِءُ القِشْمِ، أَمْلط يَقُولُ: كَانَتْ أُمه بِهِ حَامِلَةً وَبِهَا نُحاز أَي سُعال أَو جُدَرِيّ فَجَاءَتْ بِهِ ضاوِياً. والقِشْمُ: اللحْمُ. وأَملطت الناقةُ جَنِينها وَهِيَ مُمْلِطةٌ: أَلْقَتْه وَلَا شَعْرَ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ مَمالِيطُ، بِالْيَاءِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا

عَادَةً فَهِيَ مِمْلاطٌ، وَالْجَنِينُ مَلِيطٌ. والمَلِيطُ: السَّخْلةُ. والمَلِيطُ: الجَدْي أَوَّل مَا تَضَعُهُ الْعَنْزُ، وَكَذَلِكَ مِنَ الضأْن. ومَلَطَتْه أُمُّه تَمْلُطه: وَلَدَتْهُ لِغَيْرِ تَمَامٍ. وَسَهْمٌ أَمْلَطُ ومَلِيطٌ: لَا رِيشَ عَلَيْهِ مِثْلَ أَمْرَط؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: وَلَوْ دَعا ناصِرَه لَقِيطا، ... لذاقَ جَشْأً لَمْ يَكُنْ مَلِيطا لَقِيطٌ: بَدَلٌ مِنْ ناصِر. وتَمَلَّطَ السهمُ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ رِيشٌ. ومَلَطْيَةُ: بَلَدٌ. وَيُقَالُ: مالَط فُلَانٌ فُلَانًا إِذا قَالَ هَذَا نِصْفُ بَيْتٍ وأَتَمَّه الْآخَرُ بَيْتًا. يُقَالُ: مَلَّطَ لَهُ تَمْلِيطاً. والمِلْطَى: الأَرض «1» السَّهْلَةُ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يَحْتَمِلُ وزْنُها أَن يَكُونَ مِفْعالًا وأَن يَكُونَ فِعْلاء، وَيُقَالُ: بعتُه المَلَسَى والمَلَطَى وَهُوَ الْبَيْعُ بِلَا عُهْدَةٍ. وَيُقَالُ: مَضَى فُلَانٌ إِلى مَوْضِعِ كَذَا فَيُقَالُ جَعَلَهُ اللَّهُ مَلَطَى لَا عُهْدَة أَي لَا رَجْعَةَ. والمَلَطَى مِثْلُ المَرَطَى: مِنَ العَدْوِ. والمُتَمَلِّطَةُ: مَقْعَد الاشْتِيامِ، والاشْتِيامُ: رَئيسُ الرُّكّابِ. ميط: ماطَ عَنِّي مَيْطاً ومَيَطاناً وأَماطَ: تَنَحَّى وبعُد وَذَهَبَ. وَفِي حَدِيثِ الْعَقَبَةِ: مِطْ عَنَّا يَا سعْدُ أَي ابْعُد. ومِطْتُ عَنْهُ وأَمَطْتُ إِذا تنحَّيْت عَنْهُ، وَكَذَلِكَ مِطْتُ غَيْرِي وأَمَطْتُه أَي نَحَّيْته. وَقَالَ الأَصمعي: مِطْتُ أَنا وأَمَطْتُ غَيْرِي، وَمِنْهُ إِماطةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمانِ: أَدْناها إِماطةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ أَي تَنْحِيته؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَكل: فليُمِط مَا بِهَا مِنْ أَذًى. وَفِي حَدِيثِ العَقِيقةِ: أَمِيطُوا عَنْهُ الأَذى. والمَيْطُ والمِياطُ: الدَّفْعُ والزَّجْرُ، وَيُقَالُ: الْقَوْمُ فِي هِياطٍ ومِياطٍ. وماطَه عَنِّي وأَماطَه: نَحَّاهُ ودفَعه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مِطْتُ بِهِ وأَمَطْتُه عَلَى حُكْمِ مَا تتعَدَّى إِليه الأَفعال غَيْرُ الْمُتَعَدِّيَةِ بِوَسِيطِ النَّقْلِ فِي الْغَالِبِ. وأَماطَ اللهُ عَنْكَ الأَذى أَي نَحَّاهُ. ومِطْ وأَمِطْ عَنِّي الأَذى إِماطةً لَا يَكُونُ غَيْرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمِطْ عَنَّا يدَكَ أَي نحِّها. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فَمَا ماطَ أَحدُهم عَنْ مَوْضِعَ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: أَنه أَخذ الرايةَ فهزَّها ثُمَّ قَالَ: مَن يأْخُذها بحقِّها؟ فَجَاءَ فُلَانٌ فَقَالَ: أَنا، فَقَالَ: أَمِطْ، ثمَّ جاءَ آخر فقال: أَمِطْ أَي تنَحَّ واذْهَب. وماطَ الأَذى مَيْطاً وأَماطَه: نَحّاه وَدَفَعَهُ؛ قَالَ الأَعشى: فَمِيطي، تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤَاد، ... ووَصّالِ حَبْلٍ وكنَّادِها أَنَّث لأَنه حَمَلَ الْحَبْلَ عَلَى الوُصْلة؛ وَيُرْوَى: وَصُولِ حِبالٍ وكنّادِها وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: ووصْل حِبال وكنَّادها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ إِلا أَن يضَع وصْل مَوْضِعَ واصِل؛ وَيُرْوَى: ووصْل كَرِيم وكنَّادها الأَصمعي: مِطْتُ أَنا وأَمَطْت غَيْرِي، قَالَ: وَمَنْ قَالَ بِخِلَافِهِ فَهُوَ بَاطِلٌ. ابْنُ الأَعرابي: مِطْ عَنِّي وأَمِط عَنِّي بِمَعْنَى؛ قَالَ: وَرَوَى بَيْتَ الأَعشى: أَمِيطي تَمِيطي، بِجَعْلِ أَماط وماط بمعنى، والباء

_ (1). قوله [والملطى الأَرض] الملطى مرسوم في الأَصل بالياء، وعلى صحته يكون مقصوراً ويوافقه قول شارح القاموس: هي بالكسر مقصورة.

فصل النون

زَائِدَةٌ وَلَيْسَتْ لِلتَّعْدِيَةِ. وَيُقَالُ: أَمِطْ عَنِّي أَي اذهَبْ عَنِّي واعْدِل، وَقَدْ أَماطَ الرجلُ إِماطة. وماطَ الشيءُ: ذَهَبَ. وماطَ بِهِ: ذَهَبَ به. وأَماطَه: أَذْهَبه؛ وقال أَوس: فَمِيطِي بِمَيّاطٍ، وإِنْ شِئْتِ فانْعِمِي ... صَباحاً، ورُدِّي بَيْنَنا الوَصْلَ، واسْلَمي وتَمايَطَ القومُ: تَباعَدُوا وَفَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ. الْفَرَّاءُ: تَهايَطَ الْقَوْمُ تَهايُطاً إِذا اجْتَمَعُوا وأَصلحوا أَمرهم، وتَمايَطُوا تَمايُطاً إِذا تباعدُوا. وَقَالَ أَبو طَالِبِ بْنُ سَلمَة: قَوْلُهُمْ مَا زِلْنا بالهِياطِ والمِياطِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الهِياط أَشدّ السوْق فِي الوِرْد، والمِياطُ أَشد السَّوْقِ فِي الصدَرِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ بالمَجيء والذِّهاب. اللِّحْيَانِيُّ: الهِياطُ الإِقْبالُ، والمِياطُ الإِدْبار؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الهِياطُ اجْتِمَاعُ النَّاسِ لِلصُّلْحِ، وَالْمِيَاطُ التَّفَرُّقُ عَنْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الهِياط المُزاولةُ، والمِياط المَيْل. وَيُقَالُ: أَرادوا بالهِياط الجَلبةِ والصخَب، وَبِالْمِيَاطِ التباعُد والتنَحّي وَالْمَيْلَ. وَمَاطَ عليَّ فِي حُكْمِهِ يَمِيط مَيْطاً: جَارَ. وَمَا عِنْدَهُ مَيْطٌ أَي شَيْءٌ، وَمَا رَجَعَ مِنْ مَتاعِه بمَيْطٍ. وأَمْرٌ ذُو مَيْط: شَدِيدٌ. وامتلأَ حَتَّى مَا يَجِدُ مَيْطاً أَي مَزيداً؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمَيَّاط: اللّعّابُ الْبَطَّالُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُثْمَانَ النَّهْدِيّ: لَوْ كَانَ عُمر مِيزاناً مَا كَانَ فِيهِ مَيْطُ شَعْرَةٍ أَي مَيْلُ شَعْرَةٍ؛ وَفِي حَدِيثِ بَنِي قُريظة والنَّضِير: وَقَدْ كَانُوا بِبَلْدتِهم ثِقالًا، ... كَمَا ثَقُلَتْ بمِيطانَ الصُّخور فَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ «1» مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ بَنِي مُزَيْنة بالحجاز. فصل النون نأط: ابْنُ بُزُرج: نأَط بالحِمْل نأْطاً ونَئِيطاً إِذا زَفَر به. نبط: النَّبَط: الْمَاءُ الَّذِي يَنْبُطُ [يَنْبِطُ] من قعر البئر إِذا حُفرت، وَقَدْ نبَطَ مَاؤُهَا ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً. وأَنبطنا الماءَ أَي اسْتَنْبَطْنَاهُ وَانْتَهَيْنَا إِليه. ابْنُ سِيدَهْ: نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها واسْتَنْبَطها وَنَبَّطَهَا؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَماهَها. وَاسْمُ الْمَاءِ النُّبْطةُ والنَّبَطُ، وَالْجَمْعُ أَنْباط ونُبوط. ونبطَ الماءُ ينْبُطُ وينْبِط نُبوطاً: نَبَعَ؛ وَكُلُّ مَا أُظهر، فَقَدْ أُنْبِط. واسْتَنْبَطه وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْمًا وَخَبَرًا وَمَالًا: اسْتَخْرَجَهُ. والاسْتنْباطُ: الِاسْتِخْرَاجُ. واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا اسْتَخْرَجَ الْفِقْهَ الْبَاطِنَ بِاجْتِهَادِهِ وفهمِه. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى يَسْتَنْبِطُونَهُ فِي اللُّغَةِ يَسْتَخْرِجُونَهُ، وأَصله مِنَ النبَط، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْبِئْرِ أَوّل مَا تُحْفَرُ؛ وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: أَنْبَطَ فِي غَضْراء أَي استنبطَ الْمَاءَ مِنْ طِينٍ حُرّ. والنَّبَطُ والنَّبِيطُ: الماء الذي يَنْبُطُ [يَنْبِطُ] من قعر الْبِئْرِ إِذا حُفرت؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَوِيُّ: قَريبٌ ثَراه مَا يَنالُ عَدُوُّه ... لَهُ نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ «2» وَيُرْوَى: قَرِيبٌ نَداه. وَيُقَالُ للرِكيّة: هِيَ نَبَطٌ إِذا أُميهتْ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُدْرَكُ لَهُ نَبَطٌ أَي لَا يُعْلَمُ قَدْرُ عِلْمِهِ وغايَتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن

_ (1). قوله [بكسر الميم] هو في القاموس والنهاية أَيضاً وضبطه ياقوت بفتحها. (2). قوله [عند الهوان] هو هكذا في الصحاح، والذي في الأساس: آبي الهوان.

غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ لَهُ الملائكةُ أَجْنِحَتَها ، أَي يُظهره ويُفْشِيه فِي النَّاسِ، وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ يَنْبُطُ إِذا نَبعَ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ورجلٌ ارْتَبط فَرَسًا ليَسْتَنْبِطَها أَي يَطلُب نَسْلها ونِتاجَها، وَفِي رِوَايَةٍ: يَسْتَبْطِنها أَي يَطْلُبَ مَا فِي بَطْنِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: فُلَانٌ لَا يُنالُ لَهُ نَبَطٌ إِذا كَانَ دَاهِيًا لَا يُدْرَك لَهُ غَوْر. والنبَط: مَا يتَحَلَّبُ مِنَ الجَبل كأَنه عَرَق يَخْرُجُ مِنْ أَعْراض الصَّخْرِ. أَبو عَمْرٍو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطِّينَ، فإِذا بَلَغَ الْمَاءَ قِيلَ أَنْبَطَ، فإِذا كثُر الْمَاءُ قِيلَ أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بَلَغَ الرّملَ قِيلَ أَسْهَبَ. وأَنبَط الحَفّارُ: بَلَغَ الْمَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: فُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ. وَفِي حَدِيثُ بَعْضِهِمْ وَقَدْ سُئل عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ: ذَاكَ قَرِيبُ الثَّرَى بعيدُ النَبط، يُرِيدُ أَنه دَانِي المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز. وَفُلَانٌ لَا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بِالْعِزِّ والمَنَعةِ حَتَّى لَا يَجِدَ عدوُّه سَبِيلًا لأَن يتَهَضَّمَه. ونَبْطٌ: وَادٍ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ، ... فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بِالضَّمِّ: بَياض تَحْتَ إِبْط الفَرس وبطنِه وَكُلِّ دَابَّةٍ وَرُبَّمَا عَرُضَ حَتَّى يَغْشَى الْبَطْنَ والصدْر. يُقَالُ: فَرَسٌ أَنْبَطُ بيِّن النَّبَط، وَقِيلَ الأَنْبطُ الَّذِي يَكُونُ الْبَيَاضُ فِي أَعلى شِقّي بَطْنِهِ مِمَّا يَلِيهِ فِي مَجْرى الحِزام وَلَا يَصعَد إِلى الْجَنْبِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِبَطْنِهِ بياضٌ، مَا كَانَ وأَين كَانَ مِنْهُ، وَقِيلَ هُوَ الأَبيض الْبَطْنِ والرُّفْغ مَا لَمْ يصعَد إِلى الْجَنْبَيْنِ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا كَانَ الفرسُ أَبيضَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ فَهُوَ أَنبط؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الصُّبْحَ: وَقَدْ لاحَ للسّارِي الَّذِي كَمَّل السُّرَى، ... عَلَى أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قَائِمًا، ... تَمايَل عَنْهُ الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ شَبَّهَ بياضَ الصُّبْحِ طَالِعًا فِي احْمِرار الأُفُق بِفَرَسٍ أَشْقَر قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّه فَبَانَ بياضُ إِبْطه. وَشَاةٌ نَبْطاء: بَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: شاةٌ نَبطاء بَيْضَاءُ الْجَنْبَيْنِ أَو الْجَنْبِ، وَشَاةٌ نَبْطَاءُ مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ مُحْوَرَّةٌ، فإِن كَانَتْ بَيْضَاءَ فَهِيَ نَبْطَاءُ بِسَوَادٍ، وإِن كَانَتْ سَوْدَاءَ فَهِيَ نَبْطَاءُ بِبَيَاضٍ. والنَّبِيطُ والنبَطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ فِي التَّقْدِيرِ: جِيلٌ يَنْزِلُون السَّوَادَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: يَنْزِلُونَ سَوَادَ الْعِرَاقِ، وَهُمُ الأَنْباطُ، والنَّسَبُ إِليهم نَبَطِيٌّ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَنْزِلُونَ بالبَطائِح بَيْنَ العِراقين. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَجُلٌ نُباطيّ، بِضَمِّ النُّونِ «1»، ونَباطِيٌّ وَلَا تَقُلْ نَبَطِيٌّ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مِثْلُ يَمنيّ ويمَانيّ وَيَمَانٍ، وَقَدِ استنبطَ الرجلُ. وَفِي كَلَامِ أَيُّوبَ بْنِ القِرِّيّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهل البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا. وَيُقَالُ: تَنَبَّطَ فُلَانٌ إِذا انْتَمى إِلى النَّبَط، والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرضين. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: تَمَعْدَدُوا وَلَا تَسْتَنْبِطُوا أَي تَشبَّهوا بمَعَدٍّ وَلَا تشبَّهوا بالنَّبط. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَا تَنَبَّطُوا فِي الْمَدَائِنِ أَي لَا تَشَبَّهوا بالنَّبط فِي سُكْنَاهَا وَاتِّخَاذِ العَقارِ والمِلْك. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَحْنُ مَعاشِر قُريْش مِنَ النَّبط مِنْ أَهل كُوثَى رَبَّا ، قِيلَ: إِن إِبراهيم الْخَلِيلَ وُلِدَ بِهَا وَكَانَ النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه حديث

_ (1). قوله [بضم النون] حكى المجد تثليثها.

عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عَنْ سَعْد بْنَ أَبي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ: أَعرابيٌّ فِي حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ فِي جِبْوتِه ؛ أَراد أَنه فِي جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بِهَا ومَهارة فِيهَا لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي أَوْفى: كُنَّا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشَّامِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنْباطاً مِنْ أَنْباط الشَّامِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَن رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ: يَا نَبَطيّ فَقَالَ: لَا حَدّ عَلَيْهِ كُلُّنَا نَبطٌ يُرِيدُ الجِوارَ وَالدَّارَ دُون الوِلادة. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: أَن النَّبط وَاحِدٌ بِدَلَالَةِ جَمْعِهِمْ إِيَّاه فِي قَوْلِهِمْ أَنباط، فأَنباط فِي نَبَط كأَجْبال فِي جبَل. والنبِيطُ كَالْكَلِيبِ. وعِلْكُ الأَنْباطِ: هُوَ الْكَامَّانُ الْمُذَابُ يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ. والنَّبْطُ: الموْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَدَّ السُّراةُ المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قَدْ أَتى عَلَيْنَا كلِّنا ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: النَّبْطُ الْمَوْتُ. وَوَعْساء النُّبَيْطِ: رَمَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ بالدّهْناء، وَيُقَالُ وَعْسَاءُ النُّمَيْطِ. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمَاعِيٌّ مِنْهُمْ. وإِنْبِط: اسْمُ مَوْضِعٍ بِوَزْنِ إِثْمِد؛ وَقَالَ ابْنُ فَسْوةَ: فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه ... مُباحٌ لَهَا، مَا بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ نثط: النَّثْطُ: خُروج النباتِ والكمأَةِ مِنَ الأَرض. والنَّثْطُ: النباتُ نفسُه حِينَ يَصْدَعُ الأَرض وَيَظْهَرُ. والنثْطُ: غَمْزُك الشَّيْءَ بِيَدِكَ، وَقَدْ نَثَطَه بِيَدِهِ: غَمزَه، وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَتِ الأَرض تَمُوجُ تَمِيدُ «2» فَوْقَ الْمَاءِ فنَثَطها اللهُ بالجِبالِ فَصَارَتْ لَهَا أَوتاداً. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: كَانَتِ الأَرض هِفّاً عَلَى الْمَاءِ فنَثَطَها اللَّهُ بالجِبال أَي أَثْبَتَها وثَقَّلَها. والنثطُ: غمزُك الشَّيْءَ حَتَّى يثبُت. ونثَط الشيءُ نُثُوطاً: سَكَنَ، ونَثَطْته: سكَّنته. ابْنُ الأَعرابي: النثْطُ التَّثقِيلُ؛ وَمِنْهُ خَبَرُ كَعْبٍ: أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا مَدَّ الأَرض مَادَتْ فثَنَطها بِالْجِبَالِ أَي شَقّها فَصَارَتْ كالأَوتاد لَهَا، وَنَثَطَهَا بِالْآكَامِ فَصَارَتْ كالمُثْقِلات لَهَا. قَالَ الأَزهري: فَرَّقَ ابْنُ الأَعرابي بَيْنَ الثَّنْط والنثْطِ، فَجَعَلَ الثَّنْط شَقّاً، وَجَعَلَ النَّثْط إِثقالًا، قَالَ: وَهُمَا حَرْفَانِ غَرِيبَانِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَعَرَبِيَّانِ أَم دَخِيلَانِ. نحط: الأَزهري: النَّحْطةُ دَاءٌ يُصِيبُ الْخَيْلَ والإِبل فِي صُدُورِهَا لَا تَكَادُ تَسْلَمُ مِنْهُ. والنَّحْطُ: شِبْه الزَّفِير. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النحطُ الزَّفِيرُ، وَقَدْ نَحَطَ يَنْحِط، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ أُسامة الهُذلِيُّ: مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ، ... إِذا جَنَّه الليلُ كالنّاحِطِ ابْنُ سِيدَهْ: ونحَطَ القَصّارُ يَنْحِطُ إِذا ضَرَبَ بِثَوْبِهِ عَلَى الْحَجَرِ وتنفَّسَ لِيَكُونَ أَرْوَحَ لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشد الْفَرَّاءُ: وتَنْحِطْ حَصانٌ آخِرَ اللَّيْلِ، نَحْطةً ... تَقضَّبُ مِنْهَا، أَو تَكادُ، ضُلُوعُها «3» ابْنُ سِيدَهْ: النَّحْطُ والنَّحِيطُ والنُّحاطُ أَشدّ الْبُكَاءِ، نحَط يَنْحِطُ نَحْطاً ونَحِيطاً. والنَّحِيطُ أَيضاً: صَوْتٌ مَعَهُ توجُّع، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ شَبِيهٌ بالسُّعال. وشاةٌ ناحِط: سَعِلة وَبِهَا نَحْطةٌ. والنَّحِيطُ: الزَّجْرُ عِنْدَ المَسْأَلة. والنَّحِيط والنَّحْطُ: صوتُ الخيلِ مِنَ الثِّقَل والإِعْياء يَكُونُ بَيْنَ الصدْرِ إِلى الحَلْق، والفِعلُ كالفِعْل. ونحَط الرجلُ يَنْحِط إِذا وَقَعَتْ فِيهِ القَناةُ فصوَّت مِنْ صَدْره.

_ (2). قوله [تموج تميد] كذا في الأَصل، وهو في النهاية بدون تموج. (3). هذا البيت للنابغة، وفي ديوانه: تقضقضُ بدل تقضب.

والنَّحّاطُ: المُتَكَبّر الَّذِي يَنْحِط مِنَ الغَيْظِ؛ قَالَ: وزادَ بَغْي الأَنِفِ النحّاطِ نخط: نَخَطَ إِليهم: طَرَأَ عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: نَعَر إِلينا ونَخَطَ عَلَيْنَا. وَمِنْ أَين نَعَرْتَ ونَخَطْتَ أَي مِنْ أَيْنَ طَرَأْت عَلَيْنَا؟ وَمَا أَدْرِي أَيُّ النُّخْطِ هُوَ أَي مَا أَدرِي أَيُّ النّاسِ هُوَ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي أَيُّ النَّخْط، بِالْفَتْحِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَرَدَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما هُوَ بِالضَّمِّ. وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ: النَّخَطُ الناسُ. ونَخَطَه مِنْ أَنفه وانْتَخَطه أَي رمَى بِهِ مِثْلَ مَخَطَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وأَجْمالِ مَيٍّ، إِذْ يُقَرِّبْن بَعْدَ مَا ... نَخَطْنَ بِذِبّانِ المَصِيفِ الأَزارِقِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَرْجَمَةٍ مُخَّطٍ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: وإِن أَدْواء الرِّجالِ المُخَّطِ قَالَ: الَّذِي رأَيته فِي شِعْرِ رُؤْبَةَ: وإِن أَدواء الرِّجَالِ النُّخَّطِ بِالنُّونِ: وَقَالَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النُّخَّطُ اللَّاعِبُونَ بالرِّماحِ شَجاعة كأَنه أَراد الطعّانِين فِي الرِّجَالِ. وَيُقَالُ للسُّخْدِ وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي فِي المَشِيمةِ: النُّخْطُ، فإِذا اصْفَرَّ فَهُوَ الصَّفَقُ والصَّفَرُ والصُّفَار. والنُّخْط أَيضاً: النُّخاعُ وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي فِي الْقَفَا. نخرط: النِّخْرطُ: نَبْتٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَت. نسط: النَّسْط: لُغَةٌ فِي المَسْط وَهُوَ إِدخال الْيَدِ فِي الرَّحِم لِاسْتِخْرَاجِ الْوَلَدِ. التَّهْذِيبُ: النُّسُطُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ أَولاد النُّوقِ إِذا تَعسّر وِلادها، وَالنُّونُ فِيهِ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْمِيمِ، وَهُوَ مِثْلُ المُسُطِ. نشط: النَّشاطُ: ضِدُّ الكَسَلِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِنسان وَالدَّابَّةِ، نَشِطَ نَشاطاً ونَشِطَ إِليه، فَهُوَ نَشِيط ونَشَّطَه هُوَ وأَنْشطه؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ. اللَّيْثُ: نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً، فَهُوَ نَشِيط طَيِّبُ النفْس لِلْعَمَلِ، وَالنَّعْتُ ناشِطٌ، وتَنَشَّط لأَمر كَذَا. وَفِي حَدِيثِ عُبادَة: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى المَنْشَطِ والمَكْره ؛ المَنْشَطُ مَفْعَل مِنَ النَّشاط وَهُوَ الأَمر الَّذِي تنْشَط لَهُ وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فِعْلَهُ وَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى النَّشَاطِ. وَرَجُلٌ نَشِيط ومُنْشِطٌ: نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه. ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كَانَتْ لَهُ دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا، فإِذا سَئِم الرُّكُوبَ نَزَلَ عَنْهَا. وَرَجُلٌ مُنْتَشِطٌ مِنَ الانْتِشاطِ إِذا نَزَلَ عَنْ دابَّته مِنْ طُولِ الرُّكوب، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّاجِلِ. وأَنْشَطَ القومُ إِذا كَانَتْ دوابُّهم نَشِيطةً. ونَشِطَ الدَّابةُ: سَمِنَ. وأَنْشَطه الكَلأُ: أَسْمَنه. وَيُقَالُ: سَمِنَ بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه، وَكِلَاهُمَا مِنْ أُنْشُوطةِ العُقْدةِ. ونشَط مِنَ الْمَكَانِ يَنْشِطُ: خَرَجَ، وَكَذَلِكَ إِذا قَطَعَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. والناشِطُ: الثَّوْر الوحْشِيّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ أَو مِنْ أَرض إِلى أَرض؛ قَالَ أُسامة الهُذلي: وإِلَّا النَّعامَ وحَفَّانَه، ... وطَغْياً معَ اللَّهِقِ [اللَّهَقِ] الناشِطِ وَكَذَلِكَ الحِمارُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه، ... مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِطٌ شَبَبُ «1»

_ (1). قوله [هاد] كذا بالأصل والصحاح، وتقدم في نمش عاد بالعين المهملة.

ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً: مَضَتْ عَلَى هُدًى أَو غَيْرِ هُدًى. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: حَسُنَ مَا نَشَطَتِ السيرَ يَعْنِي سَدْوَ يَدَيْهَا فِي سَيْرِهَا. اللَّيْثُ: طَرِيقٌ ناشِطٌ يَنْشِط مِنَ الطَّرِيقِ الأَعظم يَمنة ويَسْرة. وَيُقَالُ: نَشَط بِهِمُ الطريقُ. والناشِطُ فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ: الطَّرِيقُ. ونشَط الطريقُ ينشِط: خَرَجَ مِنَ الطَّرِيقِ الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة؛ قَالَ حُمَيْدٌ: مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ «1» وَكَذَلِكَ النواشِطُ مِنَ المَسايل. والأُنْشُوطةُ: عُقْدة يَسْهُل انْحِلَالُهَا مِثْلُ عُقْدَةِ التِّكة. يُقَالُ: مَا عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي مَا مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ، وَقِيلَ: الأُنْشوطةُ عقدةٌ تَمدُّ بأَحدِ طَرَفَيْهَا فتَنحل، والمُؤَرَّبُ الَّذِي لَا يَنْحَلُّ إِذا مُدَّ حَتَّى يُحَلّ حَلًّا. وَقَدْ نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها: عقَدها وشدَّها، وأَنْشَطها حلَّها. ونشَطْت العَقْد إِذا عَقَدْتُهُ بأُنشوطة. وأَنشطَ الْبَعِيرَ: حَلَّ أُنشوطته. وأَنشطَ العِقال: مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ. وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حَتَّى ينحَل. ونشَطت الْحَبْلَ أَنْشُطه نشْطاً: ربطْتُه، وإِذا حللْتَه فَقَدْ أَنشَطْتَه، ونشَطه بالنِّشاط أَي عَقَدَهُ. وَيُقَالُ للآخِذ بسُرعة فِي أَيّ عَمَلٍ كَانَ، وَلِلْمَرِيضِ إِذا بَرأَ، وللمَغْشِيّ عَلَيْهِ إِذا أَفاق، وللمُرْسَل فِي أَمر يُسرع فِيهِ عزِيمتَه: كأَنما أُنْشِط مِنْ عِقال، ونَشِط أَي حُلَّ. وَفِي حَدِيثِ السِّحر: فكأَنما أُنْشِط مِنْ عِقال أَي حُلّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَثِيرًا مَا يَجِيءُ فِي الرِّوَايَةِ كأَنما نَشِط مِنْ عِقَالٍ ، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. ونَشَطَ الدَّلْوَ مِنَ الْبِئْرِ يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً: نَزَعها وجذَبَها مِنَ الْبِئْرِ صُعُداً بِغَيْرِ قَامَةٍ، وَهِيَ البَكْرة، فإِذا كَانَ بِقَامَةٍ فَهُوَ المَتْح. وَبِئْرُ أَنْشاط وإِنشاط: لَا تخرجُ مِنْهَا الدَّلْوُ حَتَّى تُنْشَطَ كَثِيرًا. وَقَالَ الأَصمعي: بِئْرٌ أَنشاط قَرِيبَةُ الْقَعْرِ، وَهِيَ الَّتِي تَخرج الدلوُ مِنْهَا بجَذْبة وَاحِدَةٍ. وَبِئْرٌ نَشُوط: وَهِيَ الَّتِي لَا تَخرج الدَّلْوُ مِنْهَا حَتَّى تُنْشَط كَثِيرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي الْغَرِيبِ لأَبي عُبَيْدٍ بِئْرٌ إِنشاط، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْجَمْهَرَةِ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: رأَيت كأَنَّ سبَباً مِنَ السَّمَاءِ دُلِّي فانْتُشِطَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أُعِيد فانتُشِط أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَي جُذِب إِلى السَّمَاءِ وَرُفِعَ إِليها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمّ سَلمة: دَخَلَ عَلَيْنَا عَمَّار، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَكَانَ أَخاها مِنَ الرَّضَاعَةِ فنَشَط زينبَ مِنْ حَجْرها ، وَيُرْوَى: فَانْتَشَطَ. ونَشَطَه فِي جَنْبِهِ ينْشُطه نشْطاً: طعَنَه، وَقِيلَ: النشْطُ الطعْنُ، أَيّاً كَانَ مِنَ الْجَسَدِ ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه وتنْشُطُه نَشْطًا وأَنْشَطتْه: لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها. وَفِي حَدِيثِ أَبي المِنهال وذكرَ حَيَّات النَّارِ وعَقارِبَها فَقَالَ: وإِنَّ لَهَا نَشْطاً ولَسْباً ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنْشأْنَ بِهِ نَشطاً أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس، وأَنْشأْن بِمَعْنَى طَفِقْن وأَخذْن. ونَشَطَتْه شَعُوبُ نَشْطًا، مثَلٌ بِذَلِكَ. وانتشطَ الشيءَ: اختَلَسه. قَالَ شَمِرٌ: انْتَشَطَ المالُ المَرْعَى والكلأَ انْتَزَعَهُ بالأَسنان كَالِاخْتِلَاسِ. وَيُقَالُ: نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انْتَزَعْتُ. والنَّشيطةُ: مَا يغنَمُه الغُزاة فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ الْبُلُوغِ إِلى موضع الَّذِي قَصَدُوهُ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّشِيطة مِنَ الْغَنِيمَةِ مَا أَصاب الرئيسُ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَن يَصِيرَ إِلى بَيْضةِ الْقَوْمِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمة الضَّبِّي:

_ (1). قوله [معتزماً إلخ] كذا في الأصل والأَساس أَيضاً إِلا أَنه معدى باللام.

لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصّفايَا، ... وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ يُخَاطِبُ بِسْطامَ بْنَ قَيْس. والمِرْباعُ: رُبُعُ الْغَنِيمَةِ يَكُونُ لِرَئِيسِ الْقَوْمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ دُونَ أَصحابه، وَلَهُ أَيضاً الصَّفَايَا جَمْعُ صَفِيّ، وَهُوَ مَا يَطْطَفِيه لِنَفْسِهِ مِثْلَ السَّيْفِ وَالْفَرَسِ وَالْجَارِيَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ مَعَ الرُّبُعِ الَّذِي لَهُ. واصْطَفَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلّم، سيفَ مُنَبِّه بْنِ الحجَّاج مِنْ بَنِي سَهْم بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعب بْنِ لُؤَي ذَا الفَقارِ يَوْمَ بَدْر، وَاصْطَفَى جُوَيْرية بنت الحرث مِنْ بَنِي المُصْطَلِق مِنْ خُزاعةَ يَوْمَ المُرَيْسِيع، جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها، واصْطَفَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيّ فَفَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ ، وَلِلرَّئِيسِ أَيضاً النَّشِيطةُ مَعَ الرُّبُعِ والصَّفيِّ، وَهُوَ مَا انْتُشِط مِنَ الْغَنَائِمِ وَلَمْ يُوجِفوا عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكاب. وكانت لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، خاصَّة وَكَانَ لِلرَّئِيسِ أَيضاً الفُضُولُ مَعَ الربعِ والصفيِّ والنشِيطة، وَهُوَ مَا فَضَل مِنَ القِسْمةِ مِمَّا لَا تَصِحُّ قِسمتُه عَلَى عدَد الغُزاةِ كَالْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ وَنَحْوِهِمَا، وَذَهَبَتِ الفُضول فِي الإِسلام. والنشِيطةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تُؤْخَذ فتُستاق مِنْ غَيْرِ أَن يُعْمَد لَهَا؛ وَقَدِ انْتَشطوه. والنَّشُوط: كَلَامٌ عِرَاقِيٌّ وَهُوَ سَمك يُمْقَر فِي مَاءٍ ومِلح. وانْتَشَطْتُ السمكةَ: قَشَرْتُها. والنَّشُوطُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ وَلَيْسَ بالشَّبُّوطِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ، قَالَ: هِيَ النُّجُومُ تَطْلُع ثُمَّ تَغِيب، وَقِيلَ: يَعْنِي النُّجُومَ تَنْشِط مِنْ بُرْج إِلى بُرْجٍ كَالثَّوْرِ النَّاشِطِ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ، وَقَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ: إِنها الْمَلَائِكَةُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ تنشِط الأَرْواحَ نَشْطًا أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كَمَا تنزِع الدَّلْوَ مِنَ الْبِئْرِ. ونَشَّطْتُ الإِبل تَنْشِيطًا إِذا كَانَتْ مَمْنُوعَةً مِنَ المَرْعى فأَرسلْتها تَرْعى، وَقَالُوا: أَصلها مِنَ الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: نَشَّطَها ذُو لِمّة لَمْ تَقْمَلِ، ... صُلْبُ العَصا جافٍ عَنِ التَّعَزُّلِ أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعد ما شَرِبَتْ. ابْنُ الأَعرابي: النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال فِي وَقْتِ نَكْثها لتُضْفَر ثَانِيَةً. وتَنَشَّطت الناقةُ فِي سَيْرِهَا: وَذَلِكَ إِذا شَدَّتْ. وتنشَّطت الناقةُ الأَرضَ: قطعَتْها؛ قَالَ: تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ يَقُولُ: تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يَدَيْهَا فِي سَيْرِهَا. والمِغْلاةُ: البعيدةُ الخَطْو. والوهَقُ: المُباراةُ فِي السَّيْرِ. قَالَ الأَخفش: الحِمارُ يَنْشِطُ مِنْ بَلد إِلى بَلَدٍ، والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ وَقَالَ هِمْيانُ: أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطا: ... الشامَ بِي طَوْراً، وطَوْراً واسِطا ونَشِيطٌ: اسْمٌ. وَقَوْلُهُمْ: لَا حَتَّى يرجِعَ نَشِيطٌ مِنْ مَرْو، هُوَ اسْمُ رَجُلٍ بَنى لزِياد دَارًا بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قَبْلَ إِتمامها، فَكَانَ زِيَادٌ كُلَّمَا قِيلَ لَهُ: تَمِّم دَارَكَ، يَقُولُ: لَا حَتَّى يَرْجِعَ نَشِيطٌ مِنْ مَرْوَ، فَلَمْ يَرجع فَصَارَ مَثَلًا. نطط: النطُّ: الشدُّ. يُقَالُ نَطَّه وناطَه ونطَّ الشيءَ يَنُطُّه نَطّاً مدَّه. والأَنَطُّ: السفَر الْبَعِيدُ، وعقَبةٌ نَطَّاء. وأَرض

نَطِيطةٌ: بعِيدة. وتَنَطْنَطَ الشيءُ: تباعَد. ونَطْنَطَ إِذا باعَد سَفَرَهُ. والنُّطُطُ: الأَسْفارُ الْبَعِيدَةُ. ونطَّ فِي الأَرض يَنِطُّ نَطّاً: ذَهَبَ، وإِنه لنَطَّاط. وَرَجُلٌ نَطَّاطٌ مِهْذار: كَثِيرُ الْكَلَامِ والهَذْر؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فَلَا تَحْسَبَنِّي مُسْتَعِدّاً لنَفْرةٍ، ... وإِنْ كنْت نَطّاطاً كَثِيرَ المَجاهلِ وَقَدْ نَطَّ يَنِطُّ نَطِيطاً. وَرَجُلٌ نَطْناطٌ: طَوِيلٌ، وَالْجَمْعُ النَّطانِطُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رُهْمٍ: سأَله النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّنْ تَخَلَّف مِنْ غِفار فَقَالَ: مَا فَعَلَ النفَرُ الحُمْرُ النَّطانِطُ؟ جَمْعُ نَطْناطٍ وَهُوَ الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ المَدِيد الْقَامَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا فَعَلَ الْحُمْرُ الطوالُ النّطانِطُ؟ وَيُرْوَى الثِّطاط، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ونَطْنَطْتُ الشَّيْءَ: مَدَدْته. نعط: ناعِطٌ: حِصْن فِي رأْس جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ قَدِيمٌ مَعْرُوفٌ، كَانَ لِبَعْضِ الأَذْواء. وناعِطٌ: جبَل، وَقِيلَ: نَاعِطٌ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ. وناعِطٌ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، وَقِيلَ: هُوَ حِصْنٌ فِي أَرضهم؛ قَالَ لَبِيدٌ: وأَفْنى بناتُ الدَّهْرِ أَرْبابَ ناعِطٍ، ... بمُسْتَمَعٍ دُون السَّمَاءِ ومَنْظَرِ وأَعْوَصْنَ بالدُّوميِّ مِنْ رأْسِ حِصْنِه، ... وأَنْزَلْنَ بالأَسْبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ أَعْوَصْنَ بِهِ أَي لَوَيْنَ عَلَيْهِ أَمره. والدُّومِي: هُوَ أُكَيْدِرُ صاحبُ دُومَةِ الجَنْدلِ. والمشقَّر: حِصْنٌ، ورَبّه: أَبو امْرِئِ الْقَيْسِ. والنُّعُطُ: الْمُسَافِرُونَ سَفَرًا بَعِيدًا، بِالْعَيْنِ. والنُّعُط: القاطِعو اللُّقَم بِنِصْفَيْنِ فيأْكلون نِصْفًا وَيُلْقُونَ النِّصْفَ الْآخَرَ فِي الغَضارة، وَهُمُ النُّعُط والنُّطُع، وَاحِدُهُمْ ناعِطٌ وناطِعٌ، وَهُوَ السيِء الأَدَبِ فِي أَكله ومُروءته وعَطائه. وَيُقَالُ: أَنْطَعَ وأَنْعَطَ إِذا قطَع لُقَمه. والنُّغُط، بَالْغَيْنِ: الطِّوال من الرّجال. نغط: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نعط: والنُّغُط، بِالْغَيْنِ، الطوال من الرجال. نفط: النِّفْطُ والنَّفْطُ: دُهْن، وَالْكَسْرُ أَفصح. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النِّفْط والنَّفْط الَّذِي تُطْلى بِهِ الإِبل للجَرب والدَّبَر والقِرْدانِ وَهُوَ دُونُ الكُحَيْلِ. وَرَوَى أَبو حَنِيفَةَ أَن النَّفْطَ والنِّفْطَ هُوَ الْكَحِيلُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّفْطُ عامَّةُ القَطِرانِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَقَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ فَاسِدٌ، قَالَ والنِّفْطُ والنَّفْطُ حِلَابَةُ جَبَلٍ فِي قَعْرِ بِئْرٍ تُوقَدُ بِهِ النَّارُ، وَالْكَسْرُ أَفصح. والنَّفَّاطةُ والنَّفَاطة: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ النِّفْطُ. والنَّفَاطاتُ والنَّفَّاطاتُ: ضَرْب مِنَ السُّرُج يُرْمى بِهَا بِالنِّفْطِ، والتشديدُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَعرفُ. التَّهْذِيبُ: والنَّفَّاطات ضَرْبٌ مِنَ السُّرُج يُسْتَصْبح بِهَا، والنفَّاطاتُ أَدواتٌ تُعمل مِنَ النُّحاس يُرْمَى فِيهَا بالنفْط وَالنَّارِ. ونَفَط الرجلُ يَنْفِطُ نَفْطاً: غَضِبَ، وإِنه ليَنْفِطُ غَضباً أَي يَتَحَرَّكُ مِثْلُ يَنْفِتُ. والقِدر تنْفِطُ نَفِيطاً: لُغَةٌ فِي تَنْفِت إِذا غَلَتْ وتبَجَّسَتْ. والنفَطانُ: شبيه بالسُّعال، والنفْخُ عند الْغَضَبِ. والنفَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَجْلُ. وَقَدْ نَفِطَتْ يدُه، بِالْكَسْرِ، نَفْطاً ونَفَطاً ونَفِيطاً وتنفَّطَتْ: قَرِحَتْ مِنَ الْعَمَلِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُصِيبُهَا بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، وَقَدْ أَنْفَطها الْعَمَلُ، ويدٌ نافِطةٌ ونَفِيطةٌ ومَنْفُوطة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ

مَنفوطة، قَالَ: وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدِي لأَنه مِنْ أَنْفَطَهَا الْعَمَلُ، والنَّفَطُ مَا يُصيبها مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: والنَّفْطةُ بَثْرةٌ تخرج في الْيَدِ مِنَ الْعَمَلِ ملأَى مَاءً. أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ مَاءٌ قِيلَ: نَفِطَت تَنْفَط نَفَطاً ونَفِيطاً. ورَغْوة نافِطةٌ: ذاتُ نَفّاطاتٍ؛ وأَنشد: وحَلَب فِيهِ رُغاً نَوافِطُ ونَفَطَ الظبْيُ يَنْفِطُ نَفِيطاً: صَوَّتَ، وَكَذَلِكَ نَزَبَ نَزِيباً. ونَفَطَتِ الماعِزةُ، بِالْفَتْحِ، تَنْفِطُ نَفْطاً ونَفِيطاً: عَطَسَتْ، وَقِيلَ: نَفَطت العنزُ إِذا نَثَرَتْ بأَنْفِها؛ عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: مَا لَهُ عافِطةٌ وَلَا نافِطةٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ؛ وَقِيلَ: العَفْطُ الضَّرِطُ، والنفْطُ العُطاسُ، فالعافِطةُ مِنْ دُبُرها، والنافِطةُ مِنْ أَنفها، وَقِيلَ: العافِطةُ الضّائنةُ، والنَّافطةُ الماعِزةُ، وَقِيلَ: الْعَافِطَةُ الْمَاعِزَةُ إِذا عطَسَت، وَالنَّافِطَةُ إِتباع. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: العافِطةُ النعْجة، وَالنَّافِطَةُ الْعَنْزُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَافِطَةُ الأَمة، وَالنَّافِطَةُ الشاةُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العفْط الحُصاص لِلشَّاةِ، والنفْط عُطاسها، والعَفِيط نَثِير الضأْن، والنَّفِيطُ نَثِيرُ الْمَعَزِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا يَنْفِطُ فِيهِ عَناق أَي لَا يُؤْخَذُ لِهَذَا القَتِيل بثأْر. نقط: النُّقْطة: وَاحِدَةُ النُّقَط؛ والنِّقاطُ: جَمْعُ نُقْطةٍ مِثْلُ بُرْمةٍ وبِرام؛ عَنِ أَبي زَيْدٍ. ونقَط الحرفَ يَنْقُطه نَقْطاً: أَعْجَمه، وَالِاسْمُ النُّقْطة؛ ونقَّط الْمَصَاحِفَ تنْقِيطاً، فَهُوَ نَقَّاط. والنَّقْطة: فَعْلة وَاحِدَةٌ. وَيُقَالُ: نقَّط ثَوْبَهُ بالمِداد وَالزَّعْفَرَانِ تَنْقِيطاً، ونقَّطَت المرأَة خدَّها بِالسَّوَادِ: تحَسَّنُ بِذَلِكَ. والناقِطُ والنَّقِيطُ: مَوْلَى الْمَوْلَى، وَفِي الأَرض نُقَطٌ مِنْ كلإٍ ونِقاطٌ أَي قِطَعٌ متفرِّقة، وَاحِدَتُهَا نُقْطة، وَقَدْ تنقَّطت الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوالهِم إِلا النُّقْطة، وَهِيَ قِطْعة مِنْ نَخْلٍ هَاهُنَا، وَقِطْعَةٌ مِنْ زَرْعٍ هَاهُنَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فَمَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطةٍ أَي فِي أَمر وقَضِيَّةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَثبته بَعْضُهُمْ بِالنُّونِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْبَاءِ، وَقَالَ بَعْضُ المتأَخرين: الْمَضْبُوطُ الْمَرْوِيُّ عِنْدَ عُلَمَاءِ النَّقْلِ أَنه بِالنُّونِ، وَهُوَ كَلَامٌ مَشْهُورٌ، يُقَالُ عِنْدَ المُبالغة فِي المُوافَقةِ، وأَصله فِي الْكِتَابَيْنِ يُقابل أَحدهما بِالْآخَرِ وَيُعَارَضُ، فَيُقَالُ: مَا اخْتَلَفَا فِي نُقْطة يَعْنِي مِنْ نُقط الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ أَي أَن بَيْنَهُمَا مِنَ الِاتِّفَاقِ مَا لَمْ يَخْتَلِفَا مَعَهُ فِي هَذَا الشَّيْءِ اليسير. نمط: النمَطُ: ظِهارةُ فِرَاشٍ مَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ظِهارة الْفِرَاشِ. والنمَطُ: جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ أَمرُهم وَاحِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ النَّاسِ هَذَا النمَطُ الأَوسط. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمة النَّمَطُ الأَوسطُ يَلْحَقُ بِهِمُ التَّالِي وَيَرْجِعُ إِليهم الْغَالِي ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: النمطُ هُوَ الطَّرِيقَةُ. يُقَالُ: الزَم هذا النَّمَط أَي هذا الطريق. والنمَطُ أَيضاً: الضربُ مِنَ الضُّروب والنوعُ مِنَ الأَنواع. يُقَالُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ النمَط أَي مِنْ ذَلِكَ النَّوْعِ وَالضَّرْبِ، يُقَالُ هَذَا فِي الْمَتَاعِ وَالْعِلْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى الَّذِي أَراد عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه كَرِهَ الغُلُوّ وَالتَّقْصِيرَ فِي الدِّينِ كَمَا جَاءَ فِي الأَحاديث الأُخَر. أَبو بَكْرٍ: الزَمْ هذا النمَطَ أَي الْزَمْ هَذَا المذْهبَ والفَنَّ وَالطَّرِيقَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والنمَطُ عِنْدَ الْعَرَبِ والزَّوْجُ ضُروبُ الثِّيابِ المُصَبَّغَةِ. وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ نمَطٌ وَلَا زَوْجٌ إِلا لِمَا كَانَ ذَا لَوْن مِنْ حُمرة أَو خُضْرَةٍ أَو صُفْرَةٍ، فأَما الْبَيَاضُ فَلَا يُقَالُ نَمَطٌ، وَيُجْمَعُ أَنْماطاً.

وَالنَّمَطُ: ضَرْبٌ مِنَ البُسُط، وَالْجَمْعُ أَنماط مِثْلُ سبَب وأَسْباب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لَهُ نَمَطٌ وأَنماط ونِماط؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ: عَلامات كتَحْبِير النِّماطِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَه الأَنماط ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ ضَرْبٌ مِنَ البُسُط لَهُ خَمْل رَقِيقٌ، وَاحِدُهَا نمَط. والأَنْمَطُ: الطريقةُ. والنمَطُ مِنَ الْعِلْمِ والمتاعِ وكلِّ شَيْءٍ: نوعٌ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنماط ونِماط، والنسَبُ إِليه أَنماطِيّ ونمَطِيٌّ. ووَعْساء النُّمَيْط والنُّبَيْطِ: مَعْرُوفَةٌ تُنْبِتُ ضُرُوبًا مِنَ النَّبَاتِ، ذَكَرَهَا ذُو الرُّمة فَقَالَ: فأَضْحَتْ بوَعْساء النُّمَيْطِ كأَنَّها ... ذُرى الأَثْلِ، مِنْ وَادِي القُرى، وَنَخِيلُهَا والنُّمَيْط: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَقَالَ: أَراها بالنُّمَيْطِ كأَنَّها ... نَخِيلُ القُرى، جَبَّارُه وأَطاوِلُه نهط: نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً: طعنَه به. نوط: ناطَ الشيءَ يَنُوطُه نَوْطاً: عَلَّقه. والنَّوْطُ: مَا عُلِّق، سَمِّي بِالْمَصْدَرِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: هُوَ منِّي مَناط الثُّرَيَّا أَي فِي البُعْد، وَقِيلَ: أَي بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَحَذَفَ الْجَارَّ وأَوْصل كَذَهَبْتُ الشَّامَ وَدَخَلْتُ البيتَ. وَانْتَاطَ بِهِ تعَلَّق. والنَّوْطُ: مَا بَيْنَ العَجُز والمَتْن. وكلُّ مَا عُلِّقَ مِنْ شَيْءٍ، فَهُوَ نَوْط. والأَنواطُ: المَعالِيقُ. وَفِي الْمَثَلِ «2»: عاطٍ بِغَيْرِ أَنْواطٍ أَي يتَناوَلُ وَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ مُعَلَّق، وَهَذَا نَحْوُ قَوْلِهِمْ: كالحادِي وَلَيْسَ لَهُ بَعِيرٌ، وتجَشَّأَ لُقْمانُ مِنْ غَيْرِ شبَعٍ. والأَنْواطُ: مَا نُوِّطَ عَلَى الْبَعِيرِ إِذا أُوقِرَ. والتَّنْواطُ: مَا يُعَلَّق مِنَ الهَوْدَج يُزَيَّنُ بِهِ. وَيُقَالُ: نِيطَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ عُلِّقَ عَلَيْهِ؛ قَالَ رِقَاعُ بْنُ قَيْس الأَسدي: بِلاد بِها نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي، ... وأَوَّلُ أَرضٍ مسَّ جِلْدِي تُرابُها وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أُتِيَ بِمَالٍ كَثِيرٍ فَقَالَ: إِني لأَحْسَبكم قَدْ أَهْلَكْتُم الناسَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخَذْناه إِلَّا عَفْواً بِلَا سَوْطٍ وَلَا نَوْطٍ أَي بِلَا ضَرْب وَلَا تَعْلِيقٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وجهه: المُتَعَلِّقُ بِهَا كالنَّوْط المُذَبْذَبِ ؛ أَراد مَا يُناطُ بِرَحْل الرَّاكب مِنْ قَعْب أَو غَيْرِهِ فَهُوَ أَبداً يتحرَّك. وَنِيطَ بِهِ الشَّيْءُ أَيضاً: وُصِلَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُرِيَ الليلةَ رجُل صالحٌ أَنَّ أَبا بَكْرٍ نِيطَ برسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي عُلِّقَ. يُقَالُ: نُطْتُ هَذَا الأَمرَ بِهِ أَنُوطُه، وَقَدْ نِيطَ بِهِ، فَهُوَ مَنُوط. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِحَفَّار الْبِئْرِ: أَخَسَفْتَ أَم أَوْشَلْتَ؟ فَقَالَ: لَا واحدَ مِنْهُمَا وَلَكِنْ نَيِّطاً بَيْنَ الأَمرين أَي وسَطاً بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، كأَنه مُعَلَّق بَيْنَهُمَا؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ بِالْيَاءِ مشدَّدة، وَهِيَ مِنْ ناطَه يَنُوطُه نَوْطاً، فإِن كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ فَيُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ إِذا استُخْرج ماؤُها واسْتُنْبِط هِيَ نَبَطٌ، بِالتَّحْرِيكِ. ونِياطُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعَلَّقُه كنِياطِ القوْسِ والقِرْبة. تَقُولُ: نُطْتُ القربةَ بنِياطِها نَوْطاً. ونِياطُ الْقَوْسِ: مُعَلَّقُها. والنِّياط: الفُؤَاد. والنِّياطُ: عِرْق عُلِّقَ بِهِ الْقَلْبُ مِنَ الْوَتِينِ، فإِذا قُطع مَاتَ صاحبُه، وَهُوَ النَّيْطُ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَمَاهُ اللَّهُ

_ (2). قوله [وفي المثل إلخ] هو عبارة الصحاح، وفي مجمع الامثال للميداني: يضرب لمن يدعي ما ليس يملكه.

بالنيْطِ أَي بِالْمَوْتِ. وَيُقَالُ للأَرنب: مُقَطَّعَةُ النِّياطِ كَمَا قَالُوا مُقَطَّعة الأَسْحار. ونِياطُ الْقَلْبِ: عِرْق غَلِيظٌ نِيط بِهِ القلبُ إِلى الْوَتِينِ، وَالْجَمْعُ أَنوِطةٌ ونُوط، وَقِيلَ: هُمَا نِياطانِ: فالأَعلى نِياطُ الْفُؤَادِ، والأَسفل الفرجُ، وَقَالَ الأَزهري فِي جَمْعِهِ: أَنوِطةٌ، قَالَ: فإِذا لَمْ تُرِدِ الْعَدَدَ جَازَ أَن يُقَالَ لِلْجَمْعِ نُوط لأَن الْيَاءَ الَّتِي فِي النِّياطِ وَاوٌ فِي الأَصل. والنِّياط وَالنَّائِطُ: عِرْقٌ مستبْطِن الصُّلْب تَحْتَ الْمَتْنِ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الصُّلْبِ مُمْتَدٌّ يُعالَج المَصْفور بقَطْعه، قَالَ الْعَجَّاجُ: فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، ... قَضْبَ الطَّبِيبِ، نائطَ المَصْفُورِ «1» القَضْبُ: القَطْع. والمَصْفُور: الَّذِي فِي بَطْنِهِ الْمَاءُ الأَصفر. ونِياطُ المَفازةِ: بُعد طَرِيقِهَا كأَنها نِيطت بِمَفَازَةٍ أُخرى لَا تَكَادُ تَنْقَطِعُ، وإِنما قِيلَ لبُعد الْفَلَاةِ نِيَاطٌ لأَنها مَنُوطَةٌ بِفَلَاةٍ أُخرى تَتَّصِلُ بِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ، ... مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِي وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِذا انْتاطتِ المَغازِي أَي إِذا بَعُدت وَهُوَ مِنْ نِياطِ المَفازة وَهُوَ بُعْدُهَا، وَيُقَالُ: انْتاطَت الْمَغَازِي أَي بَعُدت مِنَ النَّوط، وانْتَطَتْ جَائِزٌ عَلَى الْقَلْبِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وبَلْدةٍ نِياطُها نَطِيّ أَراد نَيِّطٌ فَقَلَبَ كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ قَوْس قِسِيّ وانْتاطَ أَي بعُد، فَهُوَ نَيِّطٌ. ابْنُ الأَعرابي: وانْتاطَتِ الدارُ بعُدَت، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ مُعاوية فِي حَدِيثِهِ لِبَعْضِ خُدّامه: عَلَيْكَ بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه عَلَى مَوَدَّةٍ وَاحِدَةٍ وإِن قَدُمَ العهدُ وانْتاطَتِ الدَّارُ، وإِياك وَكُلَّ مُسْتَحْدَثٍ فإِنه يأْكل مَعَ كُلِّ قَوْمٍ وَيَجْرِي مَعَ كُلِّ رِيحٍ ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ولكنَّ أَلفاً قَدْ تجَهَّز غادِياً، ... بحَوْرانَ، مُنْتاط المَحَلِّ غَرِيبُ والنَّيِّطُ مِنَ الْآبَارِ: الَّتِي يَجْرِي ماؤُها معلَّقاً يَنْحَدِرُ مِنْ أَجْوالِها إِلى مَجَمِّها. ابْنُ الأَعرابي: بِئْرٌ نَيِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَى الْمَاءُ مِنْ جَانِبٍ مِنْهَا فَسَالَ إِلى قَعْرِهَا وَلَمْ تَعِنْ مِنْ قَعْرِهَا بِشَيْءٍ؛ وأَنشد: لَا تَسْتَقِي دِلاؤها مِنْ نَيِّطِ، ... وَلَا بَعِيدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَا تَتَّقِي دِلاؤها بالنَّيِّط «2» وانْتاطَ الشيءَ: اقْتَضَبَه برأْيه مِنْ غَيْرِ مُشاوَرة. والنَّوْطُ: الجُلّةُ الصَّغِيرَةُ فِيهَا التَّمْرُ وَنَحْوُهُ، وَالْجَمْعُ أَنْواطٌ ونِياطٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ البَحْرانِيين يُسَمُّونَ الجِلالَ الصِّغَارَ الَّتِي تعلَّق بعُراها مِنْ أَقتاب الحَمُولةِ نِياطاً، وَاحِدُهَا نَوْط. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْس قَدِمُوا عَلَيَّ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَهْدَوْا لَهُ نَوْطاً مِنْ تَعْضُوضِ هَجَر أَي أَهدوا لَهُ جُلّة صَغِيرَةً من تمر التَّعْضُوض، وَهُوَ مِنْ أَسْرَى تُمْرانِ هَجر، أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِيم عَذْب الطَّعْمِ حُلو. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَطْعِمْنا مِنْ بقيَّةِ القَوْس الذي في

_ (1). قوله [فبج إلخ] أَورده المؤلف في مادة نعر وقال: بج شق أَي طعن الثور الكلب فشق جلده، وتقدم في مادة ع ن د فبخ كل بالخاء المعجمة ورفع كل والصواب ما هنا. (2). قوله [تتقي] كذا بالأصل ولعله تستقي.

نَوْطِك. الأَصمعي: وَمِنْ أَمثالهم فِي الشِّدَّةِ عَلَى الْبَخِيلِ: إِن ضَجَّ فزِدْه وِقْراً، وإِن أَعْيا فزِدْه نَوطاً، وإِن جَرْجَرَ فزِدْه ثِقْلًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: النَّوْطُ العِلاوة بَيْنَ الفَوْدَيْنِ. وَيُقَالُ للدَّعِيِّ يَنْتَمِي إِلى قَوْمٍ: مَنُوطٌ مُذَبْذَب؛ سُمِّيَ مُذَبْذَبًا لأَنه لَا يَدْرِي إِلى مَنْ يَنتَمِي فَالرِّيحُ تُذَبْذِبُه يَمِينًا وَشِمَالًا. وَرَجُلٌ مَنُوطٌ بِالْقَوْمِ: لَيْسَ مِنْ مُصاصِهم؛ قَالَ حَسَّانُ: وأَنْتَ دَعِيٌّ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ، ... كَمَا نِيطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرد وَنِيطَ بِهِ الشَّيْءُ: وُصل بِهِ. والنَّوْطةُ: الحوْصَلةُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ فِي وَصْفِ قَطَاةٍ: حَذَّاء مُدبِرةً، سَكّاء مُقْبِلةً، ... لِلْمَاءِ فِي النَّحْر مِنْهَا نَوْطةٌ عَجَبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَرى هَذَا إِلا عَلَى التَّشْبِيهِ. حَذَّاءُ: خَفِيفَةُ الذَّنَبِ. سَكّاء: لَا أُذن لَهَا، شَبَّهَ حوصلةَ القطاةِ بِنَوْطَةِ الْبَعِيرِ وَهِيَ سِلْعة تَكُونُ فِي نَحْرِه. والنوْطةُ: وَرَمٌ فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: ورَم فِي نَحر الْبَعِيرِ وأَرْفاغه وَقَدْ نِيط لَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَلَا عِلْمَ لِي مَا نَوْطةٌ مُسْتكِنَّةٌ، ... وَلَا أَيُّ مَن فَارَقْتُ أَسْقي سِقائيا والنوْطةُ: الحِقْدُ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا وَرِمَ نحرُه وأَرفاغُه: نِيطت لَهُ نَوْطة، وَبَعِيرٌ مَنُوط وَقَدْ نِيطَ لَهُ وَبِهِ نَوْطة إِذا كَانَ فِي حَلقه ورَم. وَيُقَالُ: نِيطَ الْبَعِيرُ إِذا أَصابه ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ : بَعِيرٌ لَهُ قَدْ نِيطَ. يُقَالُ: نِيط الْجَمَلُ، فَهُوَ مَنُوطٌ إِذا أَصابه النوْطُ، وَهِيَ غُدَّة تُصيبه فِي بَطْنِهِ فَتَقْتُلُهُ. والنوْطة: مَا يَنْصَبُّ مِنَ الرِّحاب مِنَ الْبَلَدِ الظَّاهِرِ الَّذِي بِهِ الغَضَا. والنوْطةُ: الأَرض يَكْثُرُ بِهَا الطَّلْح، وَلَيْسَتْ بِوَاحِدَةٍ، وَرُبَّمَا كَانَتْ فِيهِ نِياطٌ تَجْتَمِعُ جَمَاعَاتٌ مِنْهُ يَنْقَطِعُ أَعلاها وأَسفلها. ابْنُ شُمَيْلٍ: والنوْطةُ لَيْسَتْ بوادٍ ضخْمٍ وَلَا بتَلْعةٍ هِيَ بَيْنَهُمَا. والنوْطةُ: المَكان فِي وَسَطِهِ شَجَرٌ، وَقِيلَ: مَكَانٌ فِيهِ طَرْفاء خَاصَّةً. ابْنُ الأَعرابي: النوْطةُ الْمَكَانُ فِيهِ شَجَرٌ فِي وَسَطِهِ، وطرَفاه لَا شَجَرَ فِيهِمَا، وَهُوَ مُرْتَفِعٌ عَنِ السَّيْلِ. والنوْطة: الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ عَنِ الْمَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَعرابي: أَصابنا مطَر جَوْدٌ وإِنَّا لَبِنَوْطةٍ فَجَاءَ بِجَارِّ الضبُع أَي بسَيْل يجُرّ الضبُع مِنْ كَثْرَتِهِ. والتَّنَوُّطُ والتُّنَوِّطُ: طَائِرٌ نَحْوُ القارِية سَوَادًا تركَّب عُشها بَيْنَ عُودين أَو على عُودٍ وَاحِدٍ فتُطيل عُشَّهَا فَلَا يَصِلُ الرَّجُلُ إِلى بَيْضِهَا حَتَّى يُدخل يَدَهُ إِلى الْمَنْكِبِ، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي الْبَصَرِيَّاتِ: هُوَ طَائِرٌ يُعلِّق قُشُورًا مِنْ قُشُورِ الشَّجَرِ ويُعشِّش فِي أَطرافها ليحفظَه مِنَ الْحَيَّاتِ وَالنَّاسِ وَالذَّرِّ؛ قَالَ: تُقَطِّعُ أَعناقَ التَنَوُّطِ بالضُّحَى، ... وتَفْرِسُ فِي الظَّلْماء أَفْعَى الأَجارِعِ وَصَفَ هَذِهِ الإِبل بِطُولِ الأَعناق وأَنها تَصِلُ إِلى ذَلِكَ، وَاحِدُهَا تَنَوُّطةٌ وتُنَوِّطة. قَالَ الأَصمعي: إِنما سُمِّيَ تَنَوُّطًا لأَنه يُدلِّي خُيوطاً مِنْ شَجَرَةٍ ثُمَّ يُفرخ فِيهَا. وذاتُ أَنواطٍ: شَجَرَةٌ كَانَتْ تُعبد فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي الْحَدِيثِ : اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْواطٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ اسْمُ سَمُرةٍ بِعَيْنِهَا كَانَتْ لِلْمُشْرِكِينَ يَنُوطون بِهَا سِلاحَهم أَي يعلِّقونه بِهَا ويَعْكُفون حولَها، فسأَلوه أَن يَجْعَلَ لَهُمْ مِثْلَهَا فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ. وأَنواط جَمْعُ نَوْط، وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ المَنُوط. الْجَوْهَرِيُّ: وَذَاتُ أَنواط اسْمُ شَجَرَةٍ بِعَيْنِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه

فصل الهاء

أَبصر فِي بَعْضِ أَسفاره شَجَرَةً دَفْواء تُسَمَّى ذاتَ أَنواط. وَيُقَالُ: نوْطةٌ مِنْ طَلْح كَمَا يُقَالُ عِيصٌ مِنْ سِدْر وأَيكةٌ مِنْ أَثل وفَرْش مِنْ عُرْفُط ووَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ وغالٌّ مِنْ سَلَم وسَلِيلٌ مِنْ سَمُر وقَصِيمةٌ مِنْ غَضًا وَمِنْ رِمْث وصَرِيمةٌ مِنْ غَضاً وَمِنْ سَلَم وحَرَجةٌ مِنْ شَجَرٍ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْمَدَّاتُ الثَّلَاثُ مَنُوطات بِالْهَمْزِ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ فِي الْوُقُوفِ: افْعَلِئ افْعَلأ افْعَلُؤ، فَهَمَزُوا الأَلف وَالْيَاءَ والواو حين وقفوا. نيط: النَّيْطُ: الموتُ. وطَعَنَ فِي نيْطِه أَي فِي جَنازته إِذا مَاتَ. ورُميَ فلان في طَنْيِه وَفِي نَيْطِه: وَذَلِكَ إِذا رُميَ فِي جَنَازَتِهِ، وَمَعْنَاهُ إِذا مَاتَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَمَاهُ اللَّهُ بالنَّيْط وَرَمَاهُ اللَّهُ بنَيْطه أَي بِالْمَوْتِ الَّذِي يَنُوطه، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَالنَّيْطُ الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ إِنما أَصله الْوَاوُ، وَالْيَاءُ دَاخِلَةٌ عَلَيْهَا دُخُولَ مُعَاقَبَةٍ، أَو يَكُونُ أَصله نَيّطاً أَي نَيْوِطاً ثُمَّ خُفِّفَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذا خُفِّفَ فَهُوَ مِثْلُ الهَيْنِ والهَيِّن والليْنِ والليِّن. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه قَالَ: لوَدَّ مُعَاوِيَةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نافِخُ ضَرْمَةٍ إِلا طُعِنَ «3» فِي نَيْطِه ؛ مَعْنَاهُ إِلا مَاتَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْقِيَاسُ النَّوْطُ لأَنه مِنْ نَاطَ يَنُوطُ إِذا عُلِّق، غَيْرَ أَن الْوَاوَ تُعَاقِبُ الْيَاءَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ. وَقِيلَ: النَّيْطُ نِيَاطُ الْقَلْبِ وَهُوَ العِرْق الَّذِي الْقَلْبُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي اليَسَر: وأَشار إِلى نِياط قَلْبِهِ. وأَتاه نَيْطُه أَي أَجله. وناطَ نَيْطاً وَانْتَاطَ: بَعُدَ. والنَّيِّطُ: الْعَيْنُ فِي الْبِئْرِ قَبْلَ أَن تَصِلَ إِلى الْقَعْرِ. فصل الهاء هبط: الهُبُوطُ: نقِيضُ الصُّعُود، هبطَ يهْبِط ويهبُطُ هُبُوطاً إِذا انْهَبط فِي هَبُوط مِنْ صَعُود. وهَبَطَ هُبوطاً: نَزَلَ، وهَبَطْته وأَهْبَطْتُه فانْهَبطَ؛ قَالَ: مَا راعَني إِلا جَناحٌ هابِطا، ... عَلَى البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا أَي مُهْبِطاً قوطَه. قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد هَابِطًا عَلَى قَوْطه فَحَذَفَ وَعَدَّى. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: وأَنا أَتَهَبَّطُ إِليهم مِنَ الثنيّةِ أَي أَنْحَدِرُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ وَهُوَ بِمَعْنَى أَنْهَبِطُ وأَهْبِطُ. وهَبَطه أَي أَنزله، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، فأَجودُ الْقَوْلَيْنِ فِيهِ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ: وإِن مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مَن نَظَر إِليه مِن خَشْيَةِ اللَّهِ، وَذَلِكَ أَن الإِنسان إِذا فكَّر فِي عِظَم هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ تَضاءَل وخَشَعَ، وهَبطَت نفسُه لِعَظَمِ مَا شاهَد، فنُسِب الْفِعْلُ إِلى تِلْكَ الحِجارة لَمَّا كَانَ الْخُشُوعُ والسُّقوط مسبَّباً عَنْهَا وَحَادِثًا لأَجل النَّظَرِ إِليها، كَقَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، وَكَذَلِكَ أَهْبَطْتُه الركْبَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ «4»: أَهْبَطْته الرَّكْبَ يُعْدِيني، وأُلْجِمُه، ... للنّائباتِ، بِسَيْرٍ مِخْذَم الأَكَمِ والهَبُوطُ مِنَ الأَرض: الحَدُورُ. قَالَ الأَزهري:

_ (3). قَوْلُهُ [إِلَّا طعن] كذا ضبط في النهاية، وبهامشها ما نصه: يُقَالُ طَعَنَ فِي نَيْطِهِ أَي فِي جَنَازَتِهِ، وَمَنِ ابتدأ بشيء أَو دخل فيه فقد طعن فيه، وقال غيره: طُعِنَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَالنَّيْطُ نِيَاطُ القلب وهي علاقته فإذا طعن مات صاحبه. (4). قوله [ابن زيد] في شرح القاموس: الرقاع، وفيه أَيضاً يغذيني بمعجمتين بدل يعديني.

وفَرْقُ مَا بَيْنَ الهَبُوط والهُبوط أَنَّ الهَبُوطَ اسْمٌ للحَدُور، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُهْبِطُكَ مِنْ أَعلى إِلى أَسفل، والهُبُوط الْمَصْدَرُ. والهَبْطةُ: مَا تَطامَن مِنَ الأَرض. وهَبَطْنا أَرضَ كَذَا أَي نَزَلْنَاهَا. والهَبْطُ: أَن يَقَعَ الرَّجُلُ فِي شَرّ. والهبْط أَيضاً: النُّقْصَانُ. وَرَجُلٌ مَهْبُوطٌ: نقَصت حالُه. وهَبَطَ القوْمُ يَهْبِطُون إِذا كَانُوا فِي سَفال وَنَقَصُوا؛ قَالَ لَبِيدٍ: كلُّ بَنِي حُرَّةٍ مَصِيرُهُمُ ... قُلٌّ، وإِنْ أَكثَرُوا مِنَ العَدَدِ إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أُمِروا ... يَوْماً، فَهُمْ للفَناء والنَّفَدِ وَهُوَ نقِيضُ ارْتَفَعُوا. والهَبْطُ: الذُّلُّ، وأَنشد الأَزهري بَيْتَ لَبِيدٍ هَذَا: إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطوا. وَيُقَالُ: هَبطَه فهبطَ، لَفْظُ اللَّازِمِ وَالْمُتَعَدِّي وَاحِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ غَبْطاً لَا هَبْطاً أَي نسأَلك الغِبْطةَ وَنَعُوذُ بِكَ أَن نَهْبِطَ عَنْ حَالِنَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي نسأَلك الْغِبْطَةَ وَنَعُوذُ بِكَ أَن تُهْبِطنا إِلى حَالٍ سَفال، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نسأَلك الْغِبْطَةَ وَنُعُوذُ بِكَ مِنَ الذلِّ والانحِطاط وَالنُّزُولِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ: إِن يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا؛ وَقَوْلُ الْعَبَّاسِ: ثُمَّ هَبَطْتَ البِلاد لَا بَشَرٌ ... أَنْتَ، وَلَا مُضْغَةٌ، وَلَا علَقُ أَراد لما أَهبط آدَمَ إِلى الدُّنْيَا كُنْتَ فِي صُلْبه غَيْرَ بَالِغٍ هَذِهِ الأَشياء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ اللَّهُمَّ غَبْطًا لَا هَبْطًا؛ قَالَ: الْهَبْطُ مَا تقدَّم مِنَ النَّقْصِ والتسفُّلِ، والغَبْطُ أَن تُغْبَط بِخَيْرٍ تَقَعَ فِيهِ. وهبَطَتْ إِبلي وَغَنَمِي تَهْبِطُ هُبوطاً: نَقَصَتْ. وهَبطْتُها هَبْطاً وأَهْبَطْتُها، وهَبطَ ثمنُ السِّلْعَةِ يَهْبِطُ هُبوطاً: نَقَصَ، وهبَطْته أَهْبِطُه هَبْطاً وأَهْبطته. الأَزهري: هَبطَ ثمنُ السِّلْعة وهبَطْته أَنا أَيضاً، بِغَيْرِ أَلف. والمَهْبوط: الَّذِي مَرِضَ فهبَطَه المرضُ إِلى أَن اضْطرب لَحْمُهُ. وَهَبَطَ فُلَانٌ إِذا اتَّضع. وهَبطَ القومُ: صَارُوا فِي هُبوط. وَرَجُلٌ مَهْبوط وهَبِيطٌ: هبطَ المرضُ لحمَه نقصَه وأَحْدَره وهزَلَه. وهبطَ اللحمُ نفسُه: نَقَصَ وَكَذَلِكَ الشحمُ. وهبَط شحمُ النَّاقَةِ إِذا اتَّضع وقلَّ؛ قَالَ أُسامةُ الْهُذَلِيُّ: ومِنْ أَيْنها بَعْدَ إِبدانِها، ... وَمِنْ شَحْمِ أَثْباجِها الهابِط وَيُقَالُ: هبَطْتُه فَهَبَطَ لَازِمٌ وَوَاقِعٌ أَي انْهَبَطَتْ أَسْنِمَتُها وتواضَعتْ. والهَبيطُ مِنَ النُّوقِ: الضَّامر. وَالْهَبِيطُ مِنَ الأَرض: الضامرُ، وَكُلُّهُ مِنَ النُّقصان. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الهبيطُ الضَّامِرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبْرَصِ: وكأَنَّ أَقْتادي تَضَمَّنَ نِسْعَها، ... مِنْ وَحْشِ أَوْرالٍ، هَبيطٌ مُفْرَدُ أَراد بالهَبِيط ثَوْرًا ضَامِرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَنَى بِالْهَبِيطِ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ شَبَّهَ بِهِ نَاقَتَهُ فِي سُرعتها وَنَشَاطِهَا وَجَعَلَهُ مُنفرداً لأَنه إِذا انْفَرَدَ عَنِ القَطِيع كَانَ أَسْرع لِعَدْوِه. وهَبَطَ الرَّجُلُ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ وهبَطْتُه أَنا وأَهْبَطْته؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: يُقَالُ: هبَط فُلَانٌ أَرضَ كَذَا وهبَط السُّوقَ إِذا أَتاها؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ إِبلًا: يَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كذاوِي القَرْمَلِ ... فَهَبَطَتْ، والشمسُ لَمْ تَرَجَّلِ أَي أَتَتْه بالغَداةِ قَبْلَ ارْتِفَاعِ الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: هَبَطَهُ

الزَّمَانُ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ وَالْمَعْرُوفَ فَذَهَبَ مَالُهُ وَمَعْرُوفُهُ. الفرَّاء: يُقَالُ هَبَطَهُ اللَّهُ وأَهْبَطَه. والتِّهِبِّطُ: بَلَدٌ، وَقَالَ كُرَاعٌ: التِّهِبِّطُ طَائِرٌ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِ تِفِعِّل غَيْرُهُ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبيدة: التَّهَبُّط عَلَى لَفْظِ الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي العَصْف المأْكول قَالَ: هُوَ الهَبُوط ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالطَّاءِ، قَالَ سُفيان: هُوَ الذَّرُّ الصَّغِيرُ، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ أَراه وهَماً وإِنما هو بالراء. هرط: هرَطَ الرجلُ فِي عرْض أَخِيه وهَرَط عِرْضَ أَخِيه يَهْرِطُه هَرْطاً: طَعَنَ فِيهِ ومَزَّقه وتنَقَّصه، وَمِثْلُهُ هَرَتَه وهرَدَه ومزَقَه وهَرْطَمَه. وتهارَطَ الرَّجُلَانِ: تَشاتَما. وَقِيلَ: الهَرْط فِي جَمِيعِ الأَشياء المَزْقُ العَنِيف، والهَرْطُ لُغَةٌ فِي الهَرْتِ وَهُوَ الْمَزْقُ الْعَنِيفُ. وَنَاقَةٌ هِرْطٌ: مُسِنَّةٌ، وَالْجَمْعُ أَهْراط وهُروط. والهِرْط: لَحْمٌ مَهْزول كأَنه مُخاط لَا يُنْتفع بِهِ لغَثاثتِه. والهِرْط والهِرْطةُ: النَّعْجَةُ الْكَبِيرَةُ الْمَهْزُولَةُ، وَالْجَمْعُ هِرَطٌ مِثْلُ قِرْبة وقِرَبٍ. اللِّيْثُ: نَعْجَةٌ هِرْطة وَهِيَ الْمَهْزُولَةُ لَا يُنْتَفَعُ بِلَحْمِهَا غُثوثةً، الْفَرَّاءُ: وَلَحْمُهَا الهِرط، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَرط، بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يتَفَتَّت إِذا طُبِخ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهِرْطةُ مِنَ الرِّجَالِ الأَحمق الْجَبَانُ الضَّعِيفُ. ابْنُ الأَعرابي: هَرِطَ الرجلُ إِذا اسْترْخى لحمُه بَعْدَ صَلابة مِنْ عِلَّة أَو فَزَع، والإِنسان يَهْرِطُ فِي كَلَامِهِ: يُسَفْسِفُ ويَخْلِطُ. والهَيْرَطُ: الرِّخْو. هرمط: هَرْمَطَ عِرْضه: وَقَعَ فِيهِ وَهُوَ مِثْلُ هرَطه. هطط: الأَزهري: الهُطُطُ الهَلْكى مِنَ النَّاسِ، والأَهَطُّ الْجَمَلُ الْكَثِيرُ المَشْي الصَّبُور عَلَيْهِ، وَالنَّاقَةُ هَطَّاء. والهَطْهَطةُ: السُّرعة فِيمَا أُخذ فِيهِ مِنَ عَمَلِ مَشْيٍ أَو غَيْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: هُطْهُطْ إِذا أَمرته بالذَّهاب والمجيء. هقط: هِقِطْ: مِنْ زَجْرِ الْخَيْلِ؛ عَنِ الْمُبَرِّدِ وَحْدَهُ؛ قَالَ: لَمَّا سَمِعْتُ خَيْلهم هِقِطِّ، ... علِمت أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّي هلط: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهالِطُ المُسْترْخي البطنِ، والهاطِلُ الزرعِ المُلْتَفُّ. همط: الهَمْطُ: الظُّلْمُ. هَمَطَ يَهْمِطُ هَمْطاً: خلَط بالأَباطِيلِ. وهَمَطَ الرجلَ واهْتَمَطَه: ظلمَه وأَخَذ مِنْهُ مَالَهُ عَلَى سَبِيلِ الغَلَبة والجَوْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومِنْ شدِيدِ الجَوْرِ ذِي اهْتِماطِ والهَمَّاطُ: الظَّالِمُ. وهَمَطَ فُلَانٌ الناسَ يَهْمِطُهم إِذا ظَلَمَهُمْ حَقَّهم. وَسُئِلَ إِبراهيم النَّخَعِيُّ عَنْ عُمَّال يَنْهَضُون إِلى القُرى فيَهْمِطون أَهلَها، فإِذا رَجَعُوا إِلى أَهالِيهم أَهْدَوْا لجِيرانهم ودعَوْهم إِلى طَعامِهم، فَقَالَ: لَهُمُ المَهْنَأُ وَعَلَيْهِمِ الوزْر؛ مَعْنَاهُ أَنهم يأْخذون مِنْهُمْ عَلَى سَبِيلِ القَهْر والغلَبة. يُقَالُ: همَطَ مالَه وطعامَه وعِرْضه وَاهْتَمَطَهُ إِذا أَخذه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ العُمّال يَهْمِطُون ثُمَّ يَدْعُون فيُجابُون ، يَعْنِي يدْعون إِلى طَعَامِهِمْ، يُرِيدُ أَنه يَجُوزُ أَكل طَعَامِهِمْ وإِن كَانُوا ظلَمَة إِذا لَمْ يتعيَّن الْحَرَامُ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: لَا غَرْوَ إِلا أَكْلةٌ بِهَمْطةٍ ؛ اسْتَعْمَلَ الهَمْطَ فِي الأَخذ بِخُرْقٍ وعَجَلةٍ ونَهْب. أَبو عَدْنان: سأَلت الأَصمعي عَنِ الْهَمْطِ فَقَالَ: هُوَ الأَخذ بِخَرْقٍ وظُلم؛ وَقِيلَ: الهمْط الأَخذ بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ، والهمْطُ الخَلْط مِنَ الأَباطِيل

فصل الواو

والظلمُ. تَقُولُ: هُوَ يَهْمِط ويَخْلِطَ هَمْطاً وخَلْطاً. وَيُقَالُ: همَط يَهْمِطُ إِذا لَمْ يُبال مَا قَالَ وَمَا أَكل. ابْنُ الأَعرابي: امْتَرَزَ مِنْ عِرْضه واهْتَمَطَ إِذا شتمَه وعابَه. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَاهْتَمَطَ عَرْضَهُ شَتَمَهُ وتنقَّصه، وَقَالَ: واهتَمَط الذئبُ السخْلة أَو الشاةَ أَخَذها؛ عن ابن الأَعرابي. هملط: هَمْلَطَ الشيءَ: أَخَذه أَو جمعه. هنبط: التَّهْذِيبُ لِابْنِ الأَثير فِي حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ مَسْلمة: إِذْ نَزَلَ الهَنْباط ؛ قِيلَ: هُوَ صَاحِبُ الجَيْش بالرُّوميَّة. هيط: مَا زالَ مُنذ الْيَوْمِ يَهِيطُ هَيْطاً وَمَا زَالَ فِي هَيْطٍ ومَيْطٍ وهِياط ومِياطٍ أَي فِي ضِجاجٍ وشَرّ وجَلَبة، وَقِيلَ: فِي هياطٍ ومياطٍ فِي دُنُوّ وتَباعُد. والهِياطُ والمُهايطةُ: الصِّياح والجَلَبة. قَالَ أَبو طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ مَا زِلنا بِالْهِيَاطِ وَالْمِيَاطِ: قَالَ الْفَرَّاءُ الْهِيَاطُ أَشدُّ السَّوْقِ فِي الوِرْد، والمِياطُ أَشدُّ السَّوْقِ فِي الصَّدَر، وَمَعْنَى ذَلِكَ بِالْمَجِيءِ وَالذَّهَابِ. اللِّحْيَانِيُّ: الْهِيَاطُ الإِقبال، وَالْمِيَاطُ الإِدْبار. غَيْرُهُ: الهِياطُ اجْتِمَاعُ النَّاسِ لِلصُّلْحِ، والمياطُ التفَرُّق عَنْ ذَلِكَ، وَقَدْ أُميت فِعْلُ الْهِيَاطِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا مُهايَطة ومُمايطة ومُعايَطةٌ ومُسايَطة، كَلَامٌ مُخْتلف. وَالْهَائِطُ: الذَّاهب، وَالْمَائِطُ: الْجَائِي. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ هايَطَه إِذا اسْتَضْعَفَهُ. وَيُقَالُ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي هِياط وَمِيَاطٍ. وتَهايَط القومُ تَهايُطاً إِذا اجْتَمَعُوا وأَصْلحوا أَمرهم، خِلاف التمايُط، وتمايَطوا تمايُطاً: تباعَدُوا وَفَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ، والله أَعلم. فصل الواو وَبَطَ: الوابِطُ: الضَّعِيفُ. وبَطَ فِي جِسمه ورَأْيِه يَبِط وَبْطاً ووبُوطاً ووَباطةً ووَبِطَ وبَطاً ووَبْطاً ووَبُطَ: ضَعُف وثَقُل. ووَبَط رأْيُه فِي هَذَا الأَمر وُبوطاً إِذا ضعُف وَلَمْ يَسْتَحْكِم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُمَيْدٍ الأَرقط: إِذْ باشَرَ النَّكْثَ بِرَأْيٍ وابِطِ وَكَذَلِكَ وَبِط، بِالْكَسْرِ، يَوْبَط وَبْطاً. والوابِطُ: الخَسِيس وَالضَّعِيفُ الجَبان. وَيُقَالُ: أَردت حَاجَةً فوَبَطَني عَنْهَا فُلَانٌ أَي حبَسني. والوَباطُ: الضَّعْف؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ذُو قُوَّة ليسَ بذِي وَباطِ والوابِطُ: الخَسِيس. ووبَطَ حَظَّه وَبْطاً: أَخَسَّه ووضَع مِنْ قَدْرِهِ. ووَبَطْت الرجلَ: وَضَعْتُ مِنْ قَدْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ لَا تَبِطْني بَعْدَ إِذ رَفَعْتني أَي لَا تُهِنِّي وتَضَعْني. أَبو عَمْرٍو: وَبَطه اللَّهُ وأَبَطَه وهَبَطَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ، ... أَم مُسْبَلاتٌ شَيْبُهنَّ وابِطُ؟ أَي واضِع الشَّرَفِ. ووَبَط الجرْحَ وَبْطاً: فتحه كبَطَّه بَطًّا. وخط: الوَخْط مِنَ القَتِير: النَّبْذُ، وَقِيلَ: هُوَ اسْتِواء الْبَيَاضِ والسوادِ، وَقِيلَ: هُوَ فُشُوُّ الشَّيْب فِي الرأْس. وَقَدْ وخَطَه الشيبُ وخْطاً ووخَضَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي خالَطَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَتَيْتُ الَّذِي يأْتي السَّفِيهُ لِغِرَّتي، ... إِلى أَن عَلا وخْطٌ مِن الشيْب مَفْرَقي ووُخِطَ فُلَانٍ إِذا شابَ رأْسُه، فَهُوَ مَوْخُوط.

وَيُقَالُ فِي السيْر: وخَطَ يَخِطُ إِذا أَسْرعَ، وَكَذَلِكَ وخَطَ الظَّلِيمُ وَنَحْوُهُ. والوَخْطُ: لُغَةٌ فِي الوَخْدِ، وَهُوَ سُرْعَةُ السَّيْرِ. وَظَلِيمٌ وخَّاطٌ: سَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عنِّي وَعَنْ شَمَرْدَلٍ مِجْفال، ... أَعْيَطَ وخَّاطِ الخُطَى طُوال والمِيخَطُ: الدَّاخِل. ووَخَط أَي دَخَلَ. وفَرُّوجٌ واخِطٌ: جاوَزَ حَدَّ الفَراريج وَصَارَ فِي حدِّ الدُّيوك. والوَخْطُ: الطَّعْنُ الخَفِيفُ لَيْسَ بالنافِذ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُخالِطَ الجَوْفَ. قَالَ الأَصمعي: إِذا خالطَت الطعْنةُ الجوْفَ وَلَمْ تَنْفُذْ فَذَلِكَ الوَخْضُ والوَخْطُ، ووَخَطه بِالرُّمْحِ ووَخَضَه، وَفِي الصِّحَاحِ: الوخْطُ الطعنُ النَّافِذُ، وَقَدْ وخَطَه وخْطاً؛ وطعنٌ وخَّاطٌ، وَكَذَلِكَ رُمْحٌ وخَّاط؛ قَالَ: وَخْطاً بماضٍ فِي الكُلى وخَّاطِ وَفِي التَّهْذِيبِ: وخْضاً بِمَاضٍ. ووخطَه بِالسَّيْفِ: تَناوَله مِنْ بَعِيدٍ، تَقُولُ: وُخِطَ فُلَانٌ يُوخَطُ وخْطاً، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع لِغَيْرِ اللَّيْثِ فِي تَفْسِيرِ الوَخْط أَنه الضَّرْبُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: وأَراه أَراد أَنه يَتَنَاوَلُهُ بذُبابِ السيفِ طَعْناً لَا ضَرْباً. والوَخْطُ فِي البيْع: أَنْ تَرْبَح مَرَّةً وَتَخْسَرَ أُخرى. ووخْطُ النِّعال: خَفْقُها. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي أُمامَة قَالَ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَخذ نَاحِيَةَ الْبَقِيعِ فاتَّبَعناه، فَلَمَّا سَمِعَ وَخْطَ نِعالِنا خلفَه وَقَفَ ثُمَّ قَالَ: امْضوا، وَهُوَ يُشير بِيَدِهِ، حَتَّى مَضَيْنَا كلُّنا، ثُمَّ أَقبل يَمْشِي خَلْفَنَا فَالْتَفَتْنَا فَقُلْنَا: بِمَ «1» يَا رَسُولَ اللَّهِ صنعْتَ مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: إِني سَمِعْتُ وخْطَ نِعالكم خَلْفِي فتَخَوَّفْت أَن يَتَداخَلني شَيْءٌ فقَدَّمْتكم بَيْنَ يدَيَّ ومشيْتُ خَلْفَكُمْ، فَلَمَّا بَلَغَ البقيعَ وَقَفَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: هَذَا قَبْرُ فُلَانٍ، لَقَدْ ضُرِبَ ضَربة تقطَّعت مِنْهَا أَوْصالُه، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى الْآخَرِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وأَما هَذَا فَكَانَ لَا يتَنزَّه عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْبَوْلِ يُصيبه. وَفِي حَدِيثِ مُعاذ: كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا دُفِنَ الْمَيِّتُ قَالَ: مَا أَنتم ببارِحِين حَتَّى يَسمع وخْطَ نِعالكم أَي خَفْقَها وَصَوْتَهَا عَلَى الأَرض. ورط: الوَرْطةُ: الاسْتُ، وَكُلُّ غامِضٍ ورْطةٌ. وَالْوَرْطَةُ: الهَلَكةُ، وَقِيلَ: الأَمر تَقَعُ فِيهِ مِنْ هَلَكةٍ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ طُعْمة الخَطْمِيّ: قَذَفُوا سَيِّدَهم فِي وَرْطَةٍ، ... قَذْفَكَ المُقْلَةَ وَسْطَ المُعْتَرَك قَالَ المُفضل بْنُ سَلَمةَ فِي قَوْلِ الْعَرَبِ وَقَعَ فُلَانٌ فِي وَرْطةٍ: قَالَ أَبو عَمْرٍو هِيَ الْهَلَكَةُ؛ وأَنشد: إِنْ تَأْتِ يَوْماً مثلَ هذِي الخُطَّهْ، ... تُلاقِ مِنْ ضَرْب نُمَيْرٍ وَرْطَهْ وَجَمْعُهُ وِراطٌ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةُ: نَحْنُ جمَعنا الناسَ بالمِلْطاطِ، ... فأَصْبحوا فِي وَرْطةِ الأَوْراطِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه عَلَى حَذْفِ التَّاءِ فَيَكُونُ مِنْ بَابِ زَنْد وأَزْناد وفَرْخ وأَفْراخ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصل الوَرْطة أَرض مُطمئنة لَا طَرِيقَ فِيهَا. وأَوْرَطَه ووَرَّطه تَوْرِيطًا أَي أَوقعه فِي الْوَرْطَةِ فتَورَّط هُوَ فِيهَا، وأَوْرَطه: أَوقعه فِيمَا لَا خَلاص لَهُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ مِنْ ورَطاتِ الأُمور الَّتِي لَا مَخْرَجَ مِنْهَا سَفْكَ الدمِ الحَرام بغير حِلٍّ.

_ (1). قوله [بم] هو في الأصل بالباء الموحدة لا باللام

وتورَّطَ الرجلُ واسْتَوْرَطَ: هلَك أَو نَشِبَ. وتورَّط فُلَانٌ فِي الأَمر واسْتَوْرَطَ فِيهِ إِذا ارْتَبَك فِيهِ فَلَمْ يسْهُل لَهُ الْمَخْرَجُ مِنْهُ. والوَرْطةُ: الوحَل والردَغةُ تقَع فِيهَا الْغَنَمُ فَلَا تَقْدِرُ عَلَى التخلُّص مِنْهَا. يُقَالُ: توَرَّطَتِ الْغَنَمُ إِذا وَقَعَتْ فِي ورْطة ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ شدَّة وَقَعَ فِيهَا الإِنسان. وَقَالَ الأَصمعي: الوَرْطةُ أَهْوية مُتَصَوِّبة تَكُونُ فِي الْجَبَلِ تَشُقُّ عَلَى مَنْ وَقَعَ فِيهَا؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ الإِبل: تَهاب طَرِيقَ السَّهْلِ تَحْسَبُ أَنه ... وُعُورُ وِراطٍ، وَهْوَ بَيْداء بَلْقَعُ والوِراطُ: الخَدِيعةُ فِي الْغَنَمِ وَهُوَ أَن يُجْمَعَ بَيْنَ مُتَفَرِّقِينَ أَو يفرَّق بَيْنَ مُجْتَمِعِينَ. والوَرْطُ: أَن يُورِطَ إِبله فِي إِبل أُخرى أَو فِي مَكَانٍ لَا تُرى فِيهِ فيُغَيِّبها فِيهِ. وَقَوْلُهُ: لَا وَرْطَ فِي الإِسلام ، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَا تُغَيِّبْ غَنَمَكَ فِي غَنَمِ غَيْرِكَ. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر وَكِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ: لَا خِلاطَ وَلَا وِراطَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوِراطُ الخَدِيعةُ والغِشُّ، وَقِيلَ: إِن مَعْنَاهُ كَقَوْلِهِ لَا يُجمع بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلَا يُفرّق بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْية الصَّدَقَةِ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: الوِراطُ مأْخوذ مِنْ إِيراط الجَرِير فِي عُنُق الْبَعِيرِ إِذا جَعَلْتَ طرَفه فِي حَلْقته ثُمَّ جَذَبْتَه حَتَّى تَخْنُق الْبَعِيرَ؛ وأَنشد لِبَعْضِ الْعَرَبِ: حَتَّى تَراها فِي الجَريرِ المُورَطِ، ... سَرْحَ القِياد، سَمْحةَ التَّهَبُّطِ ابْنُ الأَعرابي: الوِراطُ أَن تَخْبأَها وتفرِّقها. يُقَالُ: قَدْ ورَطَها وأَوْرَطها أَي ستَرها، وَقِيلَ: الْوِرَاطُ أَن يُغَيّب مالَه ويَجْحَد مَكَانَهَا، وَقِيلَ: الْوِرَاطُ أَن يجْعل الْغَنَمَ فِي وَهْدة مِنَ الأَرض لتَخْفى عَلَى المُصَدِّق، مأْخوذ مِنَ الوَرْطةِ، وَهِيَ الهُوّةُ العَمِيقة فِي الأَرض ثُمَّ اسْتُعِير لِلنَّاسِ إِذا وقَعوا فِي بَلِيَّة يَعْسُر المَخْرجُ مِنْهَا، وَقِيلَ: الوِراط أَن يُغيِّب إِبله فِي إِبل غَيْرِهِ وغنَمه. ابْنُ الأَعرابي: الوراطُ أَن يُورط الناسُ بعضُهم بَعْضًا فَيَقُولُ أَحدهم: عِنْدَ فُلَانٍ صَدَقَةٌ وَلَيْسَ عِنْدَهُ، فَهُوَ الوِراط والإِيراط، قَالَ: والشِّناقُ أَن يَكُونَ عَلَى الرَّجُلِ وَالرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ إِذا تَفَرَّقَتْ أَموالهم أَشناق، فَيَقُولُ أَحدهم لِلْآخَرِ: شانِقْني فِي شَنَق واخْلِطْ مَالِي ومالَك، فإِنه إِن تَفَرَّقَ وَجَبَ عَلَيْنَا شَنَقان، وإِن اجْتَمَعَ مَالُنَا خَفَّ عَلَيْنَا، فالشِّناقُ المشارَكة فِي الشَّنَق والشنَقَين. وسط: وسَطُ الشَّيْءِ: مَا بَيْنَ طرَفَيْه؛ قَالَ: إِذا رَحَلْتُ فاجْعلُوني وَسَطا، ... إِنِّي كَبِير، لَا أُطِيق العُنّدا أَي اجْعَلُونِي وَسَطًا لَكُمْ تَرفُقُون بِي وَتَحْفَظُونَنِي، فإِني أَخاف إِذا كُنْتُ وَحْدِي مُتقدِّماً لَكُمْ أَو متأَخّراً عَنْكُمْ أَن تَفْرُط دَابَّتِي أَو نَاقَتِي فتصْرَعَني، فإِذا سكَّنت السِّينَ مِنْ وسْط صَارَ ظَرْفًا؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقُ: أَتَتْه بِمَجْلُومٍ كأَنَّ جَبِينَه ... صَلاءةُ وَرْسٍ، وَسْطُها قَدْ تَفَلَّقا فإِنه احْتَاجَ إِليه فَجَعَلَهُ اسْمًا؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: ضَرُوب لهاماتِ الرِّجال بسَيْفِه، ... إِذا عَجَمَتْ، وسْطَ الشُّؤُونِ، شِفارُها يَكُونُ عَلَى هَذَا أَيضاً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد إِذا عجمَتْ وسْطَ الشُّؤونِ شفارُها الشؤُونَ أَو مُجْتَمَعَ الشؤُونِ، فَاسْتَعْمَلَهُ ظَرْفًا عَلَى وَجْهِهِ وَحَذَفَ الْمَفْعُولَ لأَن حَذْفَ الْمَفْعُولِ كَثِيرٌ؛ قَالَ

الْفَارِسِيُّ: ويُقوّي ذَلِكَ قَوْلُ المَرّار الأَسدي: فَلَا يَسْتَحْمدُون الناسَ أَمْراً، ... ولكِنْ ضَرْبَ مُجْتَمَعِ الشُّؤُونِ وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: وَسَط الشَّيْءِ، بِالْفَتْحِ، إِذا كَانَ مُصْمَتاً، فإِذا كَانَ أَجزاء مُخَلْخَلة فَهُوَ وسْط، بالإِسكان، لَا غَيْرَ. وأَوْسَطُه: كوَسَطِه، وَهُوَ اسْمٌ كأَفْكَلٍ وأَزْمَلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُهُ: شَهْم إِذا اجْتَمَعَ الكُماةُ، وأُلْهِمَتْ ... أَفْواهُها بأَواسِطِ الأَوْتار فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَوْسَطٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمَعَ واسِطاً عَلَى وواسِطَ، فَاجْتَمَعَتْ وَاوَانِ فهمَز الأُولى. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ جَلَسْتُ وسْط الْقَوْمِ، بِالتَّسْكِينِ، لأَنه ظَرْفٌ، وَجَلَسْتُ وسَط الدَّارِ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه اسْمٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ العَشِيَّ والسفَرْ، ... ووَسَطَ الليلِ وساعاتٍ أُخَرْ قَالَ: وكلُّ مَوْضِعٍ صلَح فِيهِ بَيْن فَهُوَ وسْط، وإِن لَمْ يصلح فيه بين فهو وسَط، بِالتَّحْرِيكِ، وَقَالَ: وَرُبَّمَا سَكَنَ وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ كَقَوْلِ أَعْصُرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ: وقالوا يا لَ أَشْجَعَ يَوْمَ هَيْجٍ، ... ووَسْطَ الدّارِ ضَرْباً واحْتِمايا قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، هُنَا شَرْحٌ مُفِيدٌ قَالَ: اعْلَمْ أَنّ الوسَط، بِالتَّحْرِيكِ، اسْمٌ لِمَا بَيْنَ طَرَفَيِ الشَّيْءِ وَهُوَ مِنْهُ كَقَوْلِكَ قَبَضْت وسَط الحبْل وَكَسَرْتُ وسَط الرُّمْحِ وَجَلَسْتُ وسَط الدَّارِ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: يَرْتَعِي وسَطاً ويَرْبِضُ حَجْرةً أَي يرْتَعِي أَوْسَطَ المَرْعَى وخِيارَه مَا دَامَ القومُ فِي خَيْرٍ، فإِذا أَصابهم شَرٌّ اعتَزلهم ورَبَضَ حَجرة أَي نَاحِيَةً مُنْعَزِلًا عَنْهُمْ، وَجَاءَ الْوَسَطُ مُحَرَّكًا أَوسَطُه عَلَى وَزَانٍ يقْتَضِيه فِي الْمَعْنَى وَهُوَ الطرَفُ لأَنَّ نَقِيض الشَّيْءِ يَتَنَزَّلُ مَنْزِلة نظِيره فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَوزان نَحْوُ جَوْعانَ وشَبْعان وَطَوِيلٍ وَقَصِيرٍ، قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ عَلَى وَزَانٍ نَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ الحَرْدُ لأَنه عَلَى وِزَانِ القَصْد، والحَرَدُ لأَنه عَلَى وَزَانٍ نَظِيرِهِ وَهُوَ الغضَب. يُقَالُ: حَرَد يَحْرِد حَرْداً كما يُقَالُ قصَد يقْصِد قَصْدًا، وَيُقَالُ: حَرِدَ يَحْرَدُ حرَداً كَمَا قَالُوا غَضِبَ يَغْضَبُ غضَباً؛ وَقَالُوا: العَجْم لأَنه عَلَى وَزَانِ العَضّ، وَقَالُوا: العَجَم لِحَبِّ الزَّبِيبِ وَغَيْرِهِ لأَنه وَزَانِ النَّوَى، وَقَالُوا: الخِصْب والجَدْب لأَن وِزَانَهُمَا العِلْم والجَهل لأَن الْعِلْمَ يُحيي النَّاسُ كَمَا يُحييهم الخِصْب والجَهل يُهلكهم كَمَا يُهْلِكُهُمُ الجَدب، وَقَالُوا: المَنْسِر لأَنه عَلَى وِزَانِ المَنْكِب، وقالوا: المِنْسَر لأَنه على وَزَانِ المِخْلَب، وَقَالُوا: أَدْلَيْت الدَّلْو إِذا أَرسلتها فِي الْبِئْرِ، وَدَلَوْتُها إِذا جَذَبْتها، فَجَاءَ أَدْلى عَلَى مِثَالٍ أَرسل ودَلا عَلَى مِثَالِ جَذَب، قَالَ: فَبِهَذَا تَعْلَمُ صِحَّةَ قَوْلِ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الضَّرّ والضُّر وَلَمْ يَجْعَلْهُمَا بِمَعْنًى فَقَالَ: الضَّر بإِزاء النَّفْعِ الَّذِي هُوَ نَقِيضُهُ، والضُّر بإِزاء السُّقْم الَّذِي هُوَ نَظِيرُهُ فِي الْمَعْنَى، وَقَالُوا: فَادٍ يَفِيد جَاءَ عَلَى وِزَانِ ماسَ يَمِيس إِذا تَبَخْتَرَ، وَقَالُوا: فادَ يَفُود عَلَى وِزَانِ نَظِيرِهِ وَهُوَ مَاتَ يَمُوتُ، والنَّفاقُ فِي السُّوق جَاءَ عَلَى وَزَانِ الكَساد، والنِّفاق فِي الرَّجُلِ جَاءَ عَلَى وِزَانِ الخِداع، قَالَ: وَهَذَا النحوُ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرٌ جِدًّا؛ قَالَ: وَاعْلَمْ أَنّ الوسَط قَدْ يأْتي صِفَةً، وإِن كَانَ أَصله أَن يَكُونَ اسْمًا مِنْ جِهَةِ أَن أَوسط الشَّيْءَ أَفضله وَخِيَارُهُ كوسَط الْمَرْعَى خيرٌ

مِنْ طَرَفَيْهِ، وكوسَط الدَّابَّةِ لِلرُّكُوبِ خَيْرٌ مِنْ طَرَفَيْهَا لِتَمَكُّنِ الرَّاكِبِ؛ وَلِهَذَا قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا ركِبْتُ فاجْعلاني وسَطا وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: خِيارُ الأُمور أَوْساطُها ؛ وَمِنْهُ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ؛ أَي عَلَى شَكّ فَهُوَ عَلَى طرَف مِنْ دِينه غيرُ مُتوسّط فِيهِ وَلَا مُتمكِّن، فَلَمَّا كَانَ وسَطُ الشَّيْءِ أَفضلَه وأَعْدَلَه جَازَ أَن يَقَعَ صِفَةً، وَذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ؛ أَي عَدْلًا، فَهَذَا تَفْسِيرُ الوسَط وَحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ وأَنه اسْمٌ لِمَا بينَ طَرَفَي الشَّيْءِ وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ: وأَما الوسْط، بِسُكُونِ السِّينِ، فَهُوَ ظَرْف لَا اسْمٌ جَاءَ عَلَى وِزَانِ نَظِيرِهِ فِي الْمَعْنَى وَهُوَ بَيْن، تَقُولُ: جَلَسْتُ وسْطَ الْقَوْمِ أَي بيْنَهم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الأَخْزَر الحِمَّانيّ: سَلُّومَ لوْ أَصْبَحْتِ وَسْط الأَعْجَمِ أَي بَيْنَ الأَعْجم؛ وَقَالَ آخَرُ: أَكْذَبُ مِن فاخِتةٍ ... تقولُ وسْطَ الكَرَبِ، والطَّلْعُ لَمْ يَبْدُ لَهَا: ... هَذَا أَوانُ الرُّطَبِ وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ المُضَرَّب: إِنِّي كأَنِّي أَرَى مَنْ لَا حَياء لَهُ ... وَلَا أَمانةَ، وسْطَ الناسِ، عُرْيانا وَفِي الْحَدِيثِ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسْط الْقَوْمِ أَي بَيْنَهُمْ، وَلَمَّا كَانَتْ بَيْنَ ظَرْفًا كَانَتْ وسْط ظَرْفًا، وَلِهَذَا جَاءَتْ سَاكِنَةَ الأَوسط لِتَكُونَ عَلَى وِزَانَهَا، وَلَمَّا كَانَتْ بَيْنَ لَا تَكُونُ بَعْضًا لِمَا يُضَافُ إِليها بِخِلَافِ الوسَط الَّذِي هُوَ بَعْضُ مَا يُضَافُ إِليه كَذَلِكَ وسْط لَا تَكُونُ بعضَ مَا تُضَافُ إِليه، أَلا تَرَى أَن وَسَطَ الدَّارِ مِنْهَا ووسْط الْقَوْمِ غَيْرُهُمْ؟ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: وسَطُ رأْسِه صُلْبٌ لأَن وَسَطَ الرأْس بَعْضُهَا، وَتَقُولُ: وَسْطَ رأْسِه دُهن فَتَنْصِبَ وسْطَ عَلَى الظَّرْفِ وَلَيْسَ هُوَ بَعْضُ الرأْس، فَقَدْ حَصَلَ لَكَ الفَرْق بَيْنَهُمَا مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى وَمِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ؛ أَما مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى فإِنها تَلْزَمُ الظَّرْفِيَّةَ وَلَيْسَتْ بَاسِمٍ مُتَمَكِّنٍ يَصِحُّ رَفْعُهُ وَنَصْبُهُ عَلَى أَن يَكُونَ فَاعِلًا وَمَفْعُولًا وَغَيْرَ ذَلِكَ بِخِلَافِ الوَسَطِ، وأَما مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ فإِنه لَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي يُضَافُ إِليه بِخِلَافِ الوَسَط أَيضاً؛ فإِن قُلْتَ: قَدْ يَنْتَصِبُ الوَسَطُ عَلَى الظَّرْفِ كَمَا يَنْتَصِبُ الوَسْطُ كَقَوْلِهِمْ: جَلَسْتُ وسَطَ الدَّارِ، وَهُوَ يَرْتَعِي وسَطاً، وَمِنْهُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَقِفُ فِي صَلَاةِ الجَنازة عَلَى المرأَة وَسَطَها ، فَالْجَوَابُ: أَن نَصْب الوَسَطِ عَلَى الظَّرْفِ إِنما جَاءَ عَلَى جِهَةِ الِاتِّسَاعِ وَالْخُرُوجِ عَنِ الأَصل عَلَى حَدِّ مَا جَاءَ الطَّرِيقُ وَنَحْوُهُ، وَذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: كَمَا عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ وَلَيْسَ نَصْبُهُ عَلَى الظَّرْفِ عَلَى مَعْنَى بَيْن كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي وسْط، أَلا تَرَى أَن وسْطاً لَازِمٌ لِلظَّرْفِيَّةِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ وسَط؟ بَلِ اللَّازِمُ لَهُ الِاسْمِيَّةُ فِي الأَكثر والأَعم، وَلَيْسَ انْتِصَابُهُ عَلَى الظَّرْفِ، وإِن كَانَ قَلِيلًا فِي الْكَلَامِ، عَلَى حدِّ انْتِصَابِ الوسْط فِي كَوْنِهِ بِمَعْنَى بَيْنَ، فَافْهَمْ ذَلِكَ. قَالَ: وَاعْلَمْ أَنه مَتَى دَخَلَ عَلَى وسْط حرفُ الوِعاء خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِيَّةِ وَرَجَعُوا فِيهِ إِلى وسَط وَيَكُونُ بِمَعْنَى وسْط كَقَوْلِكَ: جلسْتُ فِي وسَط الْقَوْمِ وفي وسَطِ رأْسِه دُهن، وَالْمَعْنَى فِيهِ مَعَ تحرُّكه كَمَعْنَاهُ

مَعَ سُكُونِهِ إِذا قُلْتَ: جلسْتُ وسْطَ الْقَوْمِ، ووسْطَ رأْسِه دُهن، أَلا تَرَى أَن وسَط الْقَوْمِ بِمَعْنَى وسْط الْقَوْمِ؟ إِلَّا أَن وَسْطاً يَلْزَمُ الظَّرْفِيَّةَ وَلَا يَكُونُ إِلَّا اسْمًا، فَاسْتُعِيرَ لَهُ إِذا خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِيَّةِ الوسَطُ عَلَى جِهَةِ النِّيَابَةِ عَنْهُ، وَهُوَ فِي غَيْرِ هَذَا مُخَالِفٌ لِمَعْنَاهُ، وَقَدْ يُستعمل الوسْطُ الَّذِي هُوَ ظَرْفٌ اسْمًا ويُبَقَّى عَلَى سُكُونِهِ كَمَا اسْتَعْمَلُوا بَيْنَ اسْمًا عَلَى حُكْمِهَا ظَرْفًا فِي نَحْوِ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُم ؛ قَالَ القَتَّالُ الْكِلَابِيُّ: مِن وَسْطِ جَمْعِ بَني قُرَيْظٍ، بعد ما ... هَتَفَتْ رَبِيعَةُ: يَا بَني خَوّارِ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَسْطُه كاليَراعِ أَو سُرُجِ المَجْدلِ، ... حِيناً يَخْبُو، وحِيناً يُنِيرُ وَفِي الْحَدِيثِ: الجالِسُ وسْطَ الحَلْقةِ مَلْعُون ، قَالَ: الوسْط، بِالتَّسْكِينِ، يُقَالُ فِيمَا كَانَ مُتَفَرِّقَ الأَجزاء غيرَ مُتصل كَالنَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فإِذا كَانَ مُتصلَ الأَجزاء كالدَّار والرأْس فَهُوَ بِالْفَتْحِ. وَكُلُّ مَا يَصْلُح فِيهِ بَيْنَ، فَهُوَ بِالسُّكُونِ، وَمَا لَا يصلح فيه بين، فهو بِالْفَتْحِ؛ وَقِيلَ: كُلٌّ مِنْهُمَا يَقَع مَوْقِعَ الْآخَرِ، قَالَ: وكأَنه الأَشبه، قَالَ: وإِنما لُعِنَ الجالِسُ وسْط الْحَلْقَةِ لأَنه لَا بدَّ وأَن يَسْتَدبِر بعضَ المُحيطين بِهِ فيُؤْذِيَهم فَيَلْعَنُونَهُ ويذُمونه. ووسَطَ الشيءَ: صَارَ بأَوْسَطِه؛ قَالَ غَيْلان بْنُ حُرَيْثٍ: وَقَدْ وَسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلا ... صُيَّابَها، والعَدَدَ المُجَلْجِلا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَراد وَحَنْظَلَةَ، فَلَمَّا وَقَفَ جَعَلَ الْهَاءَ أَلِفاً لأَنه لَيْسَ بَيْنَهُمَا إِلا الهَهَّةُ وَقَدْ ذَهَبَتْ عِنْدَ الْوَقْفِ فأَشبهت الأَلف كَمَا قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وعَمْرُو بنُ دَرْماء الهُمامُ إِذا غَدا ... بِذي شُطَبٍ عَضْبٍ، كمِشْيَةِ قَسْوَرا أَراد قَسْوَرَة. قَالَ: وَلَوْ جَعَلَهُ اسْمًا مَحْذُوفًا مِنْهُ الْهَاءُ لأَجراه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَراد حريثُ بْنُ غَيلان «2» وَحَنْظَلٌ لأَنه رَخَّمه فِي غَيْرِ النِّدَاءِ ثُمَّ أَطلق الْقَافِيَةَ، قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ جَعْلِ الْهَاءِ أَلِفاً وهمٌ مِنْهُ. وَيُقَالُ: وسَطْتُ القومَ أَسِطُهم وَسْطاً وسِطةً أَي تَوَسَّطْتُهم. ووَسَطَ الشيءَ وتَوَسَّطَه: صَارَ فِي وسَطِه. ووُسُوطُ الشَّمْسِ: توَسُّطُها السَّمَاءَ. وواسِطُ الرَّحْل وواسِطَتُه؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا بَيْنَ القادِمةِ والآخِرة. وواسِطُ الكُورِ: مُقَدَّمُه؛ قَالَ طُرْفَةُ: وإِنْ شِئت سَامَى واسِطَ الكُورِ رأْسُها، ... وعامَتْ بِضَبْعَيْها نَجاء الخَفَيْدَدِ وواسِطةُ القِلادة: الدُّرَّة التي وسَطها وَهِيَ أَنْفَس خَرَزِهَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: واسِطةُ الْقِلَادَةِ الجَوْهَرُ الَّذِي هُوَ فِي وَسطِها وَهُوَ أَجودها، فأَما قَوْلُ الأَعرابي لِلْحَسَنِ: عَلِّمني دِيناً وَسُوطاً لَا ذاهِباً فُرُوطاً وَلَا ساقِطاً سُقُوطاً، فإِن الوَسُوط هاهنا المُتَوَسِّطُ بَيْنَ الْغَالِي والتَّالي، أَلا تَرَاهُ قَالَ لَا ذَاهِبًا فُرُوطاً؟ أَي لَيْسَ يُنال وَهُوَ أَحسن الأَديان؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: خَيْرُ النَّاسِ هَذَا النمَطُ الأَوْسَط

_ (2). قوله [حريث بن غيلان] كذا بالأصل هنا وتقدم قريباً غيلان بن حريث.

يَلْحق بِهِمُ التَّالي وَيَرْجِعُ إِليهم الْغَالِي؟ قَالَ الْحَسَنُ للأَعرابي: خيرُ الأُمور أَوْساطُها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي هَذَا الْحَدِيثِ: كلُّ خَصْلة مَحْمُودَةٍ فَلَهَا طَرَفانِ مَذْمُومان، فإِن السَّخاء وسَطٌ بَيْنِ البُخل وَالتَّبْذِيرِ، والشجاعةَ وسَط بَيْنِ الجُبن والتهوُّر، والإِنسانُ مأْمور أَن يَتَجَنَّبَ كُلَّ وصْف مَذْمُوم، وتجنُّبُه بالتعَرِّي مِنْهُ والبُعد مِنْهُ، فكلَّما ازْدَادَ مِنْهُ بُعْداً ازْدَادَ مِنْهُ تقرُّباً، وأَبعدُ الْجِهَاتِ وَالْمَقَادِيرِ وَالْمَعَانِي مِنْ كُلِّ طَرَفَيْنِ وسَطُهما، وَهُوَ غَايَةُ الْبُعْدِ مِنْهُمَا، فإِذا كَانَ فِي الوسَط فَقَدْ بَعُد عَنِ الأَطراف الْمَذْمُومَةِ بِقَدْرِ الإِمكان. وَفِي الْحَدِيثِ: الوالِد أَوْسَطُ أَبواب الْجَنَّةِ أَي خيرُها. يُقَالُ: هُوَ مِنْ أَوسَطِ قومِه أَي خيارِهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ من أَوْسَطِ قومه أَي مِنْ أَشْرَفِهم وأَحْسَبِهم. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقةَ: انظُروا رَجُلًا وسِيطاً أَي حَسِيباً فِي قَوْمِهِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الصَّلَاةُ الوُسْطَى لأَنها أَفضلُ الصَّلَوَاتِ وأَعظمها أَجْراً، وَلِذَلِكَ خُصت بالمُحافَظةِ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: لأَنها وسَط بَيْنِ صلاتَيِ اللَّيْلِ وصلاتَيِ النَّهَارِ، وَلِذَلِكَ وَقَعَ الْخِلَافُ فِيهَا فَقِيلَ الْعَصْرُ، وَقِيلَ الصُّبْحُ، وَقِيلَ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَالصَّلَاةُ الْوُسْطَى يَعْنِي صَلَاةَ الْجُمْعَةِ لأَنها أَفضلُ الصلواتِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ خلافَ هَذَا فَقَدَ أَخْطأَ إِلا أَن يَقُولَهُ بِرِوَايَةٍ مُسنَدة إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ووَسَطَ فِي حَسَبِه وَساطة وسِطةً ووَسُطَ ووسَّط؛ ووَسَطَه: حَلَّ وَسَطَه أَي أَكْرَمَه؛ قَالَ: يَسِطُ البُيوتَ لِكي تَكُونَ رَدِيّةً، ... مِنْ حيثُ تُوضَعُ جَفْنةُ المُسْتَرْفِدِ ووَسَطَ قومَه فِي الحسَبِ يَسِطُهم سِطةً حسنَة. اللَّيْثُ: فُلَانٌ وَسِيطُ الدارِ والحسَبِ فِي قَوْمِهِ، وَقَدْ وسُطَ وَساطةً وسِطةً ووَسَّطَ توْسِيطاً؛ وأَنشد: وسَّطْت مِنْ حَنْظَلةَ الأُصْطُمّا وَفُلَانٌ وسِيطٌ فِي قَوْمِهِ إِذا كَانَ أَوسطَهم نسَباً وأَرْفعَهم مَجْداً؛ قَالَ العَرْجِيُّ: كأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيهِمْ وسِيطاً، ... وَلِمَ تَكُ نِسْبَتي فِي آلِ عَمْرِ والتوْسِيطُ: أَن تَجْعَلَ الشَّيْءَ فِي الوَسَط. وقرأَ بَعْضُهُمْ: فوَسَّطْنَ بِهِ جَمْعًا ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الْقِرَاءَةُ تُنسب إِلى عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، وإِلى ابْنِ أَبي لَيْلَى وإِبراهيم بْنُ أَبي عَبْلَةَ. والتوْسِيطُ: قَطْعُ الشَّيْءِ نِصْفَيْنِ. والتَّوَسُّطُ مِنَ النَّاسِ: مِنَ الوَساطةِ، ومَرْعًى وسَطٌ أَي خِيار؛ قَالَ: إِنَّ لَهَا فَوارِساً وفَرَطا، ... ونَفْرَةَ الحَيِّ ومَرْعًى وَسَطا ووَسَطُ الشيءِ وأَوْسَطُه: أَعْدَلُه، وَرَجُلٌ وَسَطٌ ووَسِيطٌ: حسَنٌ مِنْ ذَلِكَ. وَصَارَ الماءُ وَسِيطةً إِذا غلَب الطينُ عَلَى الْمَاءِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي طَيْبة. وَيُقَالُ أَيضاً: شيءٌ وَسَطٌ أَي بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّدِيء. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فِيهِ قَوْلَانِ: قَالَ بَعْضُهُمْ وسَطاً عَدْلًا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ خِياراً، وَاللَّفْظَانِ مُخْتَلِفَانِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ لأَن العَدْل خَيْر وَالْخَيْرُ عَدْلٌ، وَقِيلَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنه كَانَ مِنْ أَوْسَطِ قومِه أَي خِيارِهم، تَصِف الفاضِلَ النسَب بأَنه مِنْ أَوْسَطِ قَوْمِهِ، وَهَذَا يَعرِف حقيقَته أَهلُ اللُّغَةِ لأَن الْعَرَبَ تَسْتَعْمِلُ التَّمْثِيلَ كَثِيرًا، فَتُمَثِّل القَبِيلةَ بِالْوَادِي والقاعِ وَمَا أَشبهه، فخيرُ الْوَادِي وسَطُه، فَيُقَالُ: هَذَا

مِنْ وَسَط قومِه وَمِنْ وَسَطِ الْوَادِي وسَرَرِ الْوَادِي وسَرارَته وسِرِّه، وَمَعْنَاهُ كُلُّهُ مِنْ خَيْر مَكَانٍ فِيهِ، وَكَذَلِكَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ خَيْرِ مَكَانٍ فِي نسَب الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ جُعِلتْ أُمّته أُمة وسَطاً أَي خِياراً. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: الْفَرْقُ بَيْنَ الوسْط والوَسَط أَنه مَا كانَ يَبِينُ جُزْء من جُزْء فهو وسْط مِثْلُ الحَلْقة مِنَ النَّاسِ والسُّبْحةِ والعِقْد، قَالَ: وَمَا كَانَ مُصْمَتاً لَا يَبِينُ جُزْءٌ مِنْ جُزْءٍ فَهُوَ وسَط مِثْلُ وسَطِ الدارِ وَالرَّاحَةِ والبُقْعة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الوسْط مُخَفَّفَةً يَكُونُ مَوْضِعًا لِلشَّيْءِ كَقَوْلِكَ زَيْدٌ وَسْطَ الدارِ، وإِذا نَصَبْتَ السِّينَ صَارَ اسْمًا لِمَا بَيْنَ طَرَفَيْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: تَقُولُ وَسْطَ رأْسِك دُهْنٌ يَا فَتى لأَنك أَخبرت أَنه اسْتَقَرَّ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فأَسكنت السِّينَ وَنَصَبْتَ لأَنه ظَرْفٌ، وَتَقُولُ وسَطُ رأْسِك صُلْب لأَنه اسْمٌ غَيْرُ ظَرْفٍ، وَتَقُولُ ضربْت وَسَطَه لأَنه الْمَفْعُولُ بِهِ بِعَيْنِهِ، وَتَقُولُ حَفَرْتُ وَسَطَ الدارِ بِئْرًا إِذا جَعَلْتَ الوَسَط كُلَّهُ بِئراً، كَقَوْلِكَ حَرَثْت وسَطَ الدَّارِ؛ وَكُلُّ مَا كَانَ مَعَهُ حَرْفُ خَفْضٍ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ مَعْنَى الظَّرْفِ وَصَارَ اسْمًا كَقَوْلِكَ سِرْت مِنْ وَسَطِ الدَّارِ لأَنَّ الضَّمِيرَ لِمنْ، وَتَقُولُ قُمْتُ فِي وسَط الدَّارِ كَمَا تَقُولُ فِي حَاجَةِ زَيْدٍ فَتُحَرَّكُ السِّينُ مِنْ وسَط لأَنه هاهنا لَيْسَ بِظَرْفٍ. الْفَرَّاءُ: أَوْسَطْت القومَ ووَسَطْتُهم وتوَسَّطْتُهم بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا دَخَلْتَ وَسْطَهم. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً . وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ وَسَطَ فلانٌ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ وَهُوَ يَسِطُهم إِذا صَارَ وَسْطَهم؛ قَالَ: وإِنما سُمِّيَ واسِطُ الرحْل واسِطاً لأَنه وسَطٌ بَيْنَ القادِمة والآخرةِ، وَكَذَلِكَ واسِطةُ القِلادةِ، وَهِيَ الجَوْهرة الَّتِي تَكُونُ فِي وسَطِ الكِرْسِ المَنْظُوم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَفْسِيرِ واسِطِ الرَّحْل وَلَمْ يَتَثَبَّتْه: وإِنما يَعْرِفُ هَذَا مِنْ شاهَدَ العَربَ ومارَسَ شَدَّ الرِّحال عَلَى الإِبل، فأَما مَنْ يفسِّر كَلَامَ الْعَرَبِ عَلَى قِياساتِ الأَوْهام فإِنَّ خَطأَه يَكْثُرُ، وللرحْلِ شَرْخانِ وَهُمَا طَرَفاه مِثْلُ قرَبُوسَيِ السَّرْج، فالطرَفُ الَّذِي يَلِي ذَنَبَ الْبَعِيرِ آخِرةُ الرَّحْلِ ومُؤْخِرَتُه، وَالطَّرَفُ الَّذِي يَلِي رأْس الْبَعِيرِ واسِطُ الرَّحْلِ، بِلَا هَاءٍ، وَلَمْ يسمَّ وَاسِطًا لأَنه وَسَطٌ بَيْنَ الْآخِرَةِ والقادِمة كَمَا قَالَ اللَّيْثُ: وَلَا قَادِمَةَ لِلرَّحْلِ بَتَّةً إِنما القادمةُ الواحدةُ مِنْ قَوادِم الرِّيش، ولضَرْع النَّاقَةِ قادِمان وآخِران، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَكَلَامِ الْعَرَبِ يُدَوَّن فِي الصُّحُفِ مِنْ حَيْثُ يَصِحُّ، إِمّا أَن يُؤْخَذَ عَنْ إِمام ثِقَة عَرَفَ كَلَامَ الْعَرَبِ وشاهَدَهم، أَو يَقْبَلُ مِنْ مُؤَدٍّ ثِقَةٍ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَقْبُولِينَ، فأَما عباراتُ مَن لَا مَعْرِفَةَ لَهُ وَلَا أَمانة فإِنه يُفسد الْكَلَامَ ويُزيله عَنْ صِيغته؛ قَالَ: وقرأْت فِي كِتَابِ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي بَابِ الرحال قَالَ: وَفِي الرَّحْلِ واسِطُه وآخِرَتُه ومَوْرِكُه، فَوَاسِطُهُ مُقَدَّمه الطَّوِيلُ الَّذِي يَلِي صَدْرَ الرَّاكِبِ، وأَما آخِرته فمُؤخرَته وَهِيَ خَشَبَتُهُ الطَّوِيلَةُ الْعَرِيضَةُ الَّتِي تُحَاذِي رأْس الرَّاكِبِ، قَالَ: والآخرةُ وَالْوَاسِطُ الشرْخان. وَيُقَالُ: رَكِبَ بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْلِهِ، وَهَذَا الَّذِي وَصَفَهُ النضْر كُلُّهُ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما واسِطةُ القِلادة فَهِيَ الْجَوْهَرَةُ الْفَاخِرَةُ الَّتِي تُجْعَلُ وسْطها. والإِصْبع الوُسطى. وواسِطُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ الجَزيرة ونَجْد، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ. وواسِط: مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ وُصف بِهِ لتوسُّطِه مَا بَيْنَهُمَا وَغَلَبَتِ الصِّفَةُ وَصَارَ اسْمًا كَمَا قَالَ: ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه، ... عَلَيْهِ تُرابٌ مِنْ صَفِيحٍ مُوَضَّع

قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَمَّوْهُ وَاسِطًا لأَنه مَكَانٌ وسَطٌ بَيْنِ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ: فَلَوْ أَرادوا التأْنيث قَالُوا وَاسِطَةً، وَمَعْنَى الصِّفَةِ فِيهِ وإِن لَمْ يَكُنْ فِي لَفْظَهِ لَامٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وواسِط بَلَدٌ سُمِّيَ بِالْقَصْرِ الَّذِي بَنَاهُ الْحَجَّاجُ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ لأَن أَسماء البُلدان الغالب عليه التأْنيث وتركُ الصَّرْفِ، إِلَّا مِنًى وَالشَّامَ وَالْعِرَاقَ وَوَاسِطًا ودابِقاً وفَلْجاً وهَجَراً فإِنها تُذَكَّرُ وَتُصْرَفُ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تُرِيدَ بِهَا الْبُقْعَةَ أَو البلْدة فَلَا تَصْرِفُهُ كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَرْثِي بِهِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمر: أَمّا قُرَيْشٌ، أَبا حَفْصٍ، فَقَدْ رُزِئتْ ... بالشامِ، إِذ فارَقَتْك، السمْعَ والبَصَرا كَمْ مِنْ جَبانٍ إِلى الهَيْجا دَلَفْتَ بِهِ، ... يومَ اللِّقاء، وَلَوْلَا أَنتَ مَا صَبرا مِنهنَّ أَيامُ صِدْقٍ، قَدْ عُرِفْتَ بِهَا، ... أَيامُ واسِطَ والأَيامُ مِن هَجَرا وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: تَغافَلْ كأَنَّك واسِطِيٌّ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: أَصله أَن الْحَجَّاجَ كَانَ يتسخَّرُهم فِي البِناء فيَهْرُبون ويَنامون وسْط الغُرباء فِي الْمَسْجِدِ، فَيَجِيءُ الشُّرَطِيُّ فَيَقُولُ: يَا واسِطيّ، فَمَنْ رَفَعَ رأْسه أَخذه وَحَمَلَهُ فَلِذَلِكَ كَانُوا يتَغافلون. والوَسُوط مِنْ بُيُوتِ الشعَر: أَصغرها. والوَسُوط مِنَ الإِبل: الَّتِي تَجُرُّ أَربعين يَوْمًا بَعْدَ السَّنَةِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: فأَما الجَرُور فَهِيَ الَّتِي تَجُرُّ بَعْدَ السَّنَةِ ثَلَاثَةَ أَشهر، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي بَابِهِ. والواسطُ: الْبَابُ، هُذَليّة. وطط: الوَطْواطُ: الضَّعِيفُ الجَبان مِنَ الرِّجَالِ. والوَطْواطُ: الخُفّاش؛ قَالَ: كأَنَّ برُفْغَيْها سُلُوخَ الوَطاوِط أَراد سُلُوخَ الوَطاوِيط فحذفُ الْيَاءِ لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ: وتَجَمَّعَ المتفرِّقُون ... مِنَ الفَراعِلِ والعَسابِرْ أَراد العسابِير، وَهُوَ وَلَدُ الضبُع مِنَ الذِّئْبِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: جمعُ الوَطْواطِ وطاوِيطُ ووطاوِطُ، فأَما وطاوِيطُ فَهُوَ الْقِيَاسُ، وأَما الوَطاوِط فَهُوَ جَمْعُ مُوَطْوِط، وَلَا يَكُونُ جَمْعُ وَطْواط لأَن الأَلف إِذا كَانَتْ رَابِعَةً فِي الْوَاحِدِ ثَبَتَتِ الْيَاءُ فِي الْجَمْعِ إِلا أَن يُضْطَرَّ شَاعِرٌ كَمَا بيَّنَّا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَمْعُ الْوَطْوَاطِ الوُطُطُ. والوُطُطُ: الضَّعْفَى العُقولِ والأَبدانِ مِنَ الرِّجَالِ، الْوَاحِدُ وَطْواط؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ يَهْجُو إمرأَ الْقَيْسِ: إِنّي إِذا ما عَجَرَ الوَطْواطُ، ... وكثُر الهِياطُ والمِياطُ، والتَفَّ عِنْدَ العَرَكِ الخِلاطُ، ... لَا يُتَشَكَّى مِنِّيَ السِّقاطُ، إِن إمْرَأَ القَيْسِ هُم الأَنْباطُ ... زُرْقٌ، إِذا لاقَيْتَهم، سِناطُ لَيْسَ لَهم فِي نَسَبٍ رِباطُ، ... وَلَا إِلى حَبْلِ الهُدى صِراطُ، فالسَّبُّ والعارُ بِهِمْ مُلْتاطُ وأَنشد لِآخَرَ: فَداكَها دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ، ... لَيْسَ كَدوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ وَقَالَ النَّضْرُ: الوَطواط الرَّجُلُ الضعيفُ العقلِ والرأْي. والوَطْواط: الخُفّاش، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَهُ السّرْوَعَ

وَهِيَ الْبَحْرِيَّةُ، وَيُقَالُ لَهَا الخُشّافُ، والوَطْواطُ: الخُطّافُ. وَقِيلَ: الْوَطْوَاطُ ضَرْبٌ مِنْ خَطاطِيفِ الْجِبَالِ أَسود، شُبِّهَ بِضَرْبٍ مِنَ الخَشاشِيف لنُكوصِه وحَيْدِه، وكلُّ ضَعِيفٍ وَطْواط، وَالِاسْمُ الوَطْوَطةُ. وَرُوِيَ عَنْ عَطاء بْنِ أَبي رَبَاحٍ أَنه قَالَ فِي الوَطْواط يُصيبه المُحْرِم: قَالَ: دِرهم ، وَفِي رِوَايَةٍ: ثُلْثَا دِرْهَمٍ. قَالَ الأَصمعي: الوَطواط الخُفاش. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ إِنه الخُطّاف، قَالَ: وَهُوَ أَشبه الْقَوْلَيْنِ عِنْدِي بِالصَّوَابِ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ لَمَّا أُحْرِقَ بيتُ المَقدِس: كَانَتِ الأَوْزاغُ تَنْفُخُه بأَفْواهِها وَكَانَتِ الوَطاوِطُ تُطْفِئه بأَجْنحتها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الخُطاف العُصفور الَّذِي يُسَمَّى عُصْفُورَ الْجَنَّةِ، وَالْخُفَّاشُ هُوَ الَّذِي يَطِيرُ بِاللَّيْلِ، والوطواطُ الْمَشْهُورُ فِيهِ أَنه الْخُفَّاشُ، وَقَدْ أَجازوا أَن يَكُونَ هُوَ الْخُطَّافُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنّ الْوَطْوَاطَ الْخُفَّاشُ قَوْلُهُمْ: هُوَ أَبْصَرُ لَيْلًا مِنَ الوَطْواط. والوَطْوَطَةُ: مُقَارَبَةُ الْكَلَامِ، وَرِجْلٌ وَطْواط إِذا كَانَ كَلَامُهُ كَذَلِكَ؛ وَقِيلَ: الوَطواط الصَّيَّاحُ، والأُنثى بِالْهَاءِ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الصَّيَّاحِ وَطْواط، وَزَعَمُوا أَنه الَّذِي يُقارب كَلَامَهُ كأَنَّ صَوْتَهُ صوتُ الخَطاطِيف، وَيُقَالُ للمرأَة وَطْواطةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الضعيفِ الجَبانِ الوَطْواط، قَالَ: وَسُمِّيَ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِالطَّائِرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ، ... برَمْلِها مِنْ خاطِفٍ وعاطِ، قَطَعْتُ حِينَ هَيْبةِ الوَطْواطِ والوطْواطِيُّ: الضَّعِيفُ، وَيُقَالُ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ. وَقَدْ وَطْوَطُوا أَي ضَعُفوا. وأَما قَوْلُهُمْ: أَبْصَرُ فِي اللَّيْلِ مِنَ الوَطْواط فَهُوَ الخُفّاش. وفط: لَقِيته عَلَى أَوْفاطٍ أَي عَلَى عَجَلةٍ، وَالظَّاءُ المعجمة أَعرف. وَقَطَ: الوَقْطُ والوَقِيطةُ: حُفرة فِي غِلَظ أَو جَبَلٍ يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءُ السَّمَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَقْطُ والوَقِيطُ كالرَّدْهةِ فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ تُتَّخذ فِيهَا حِيَاضٌ تَحْبِسُ الْمَاءَ لِلْمَارَّةِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَجْمَعَ وَقْط، وَهُوَ مِثْلُ الوَجْذ إِلا أَنَّ الوَقْط أَوسع، وَالْجَمْعُ وِقْطانٌ ووِقاطٌ وإِقاطٌ، الْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ؛ وأَنشد: وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجلا وَلُغَةُ تَمِيمٍ فِي جَمْعِهِ الإِقاطُ مِثْلَ إِشاح، يُصَيِّرُونَ كُلَّ وَاوٍ تَجِيءُ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ أَلفاً. وَيُقَالُ: أَصابتنا السَّمَاءُ فوَقَّطَ الصخْرُ أَي صَارَ فِيهِ وَقْطٌ. والوَقْطُ: مَا يَكُونُ فِي حَجَرٍ فِي رَمْل «3»، وَجَمْعُهُ وِقاط. ووقَطَه وَقْطاً: صَرَعَه. وَرَجُلٌ وَقيطٌ: مَوْقُوط؛ أَنشد يَعْقُوبُ: أَوْجَرْتَ حارِ لَهْذَماً سَلِيطا، ... تَرَكْتَهُ مُنْعَقِراً وَقِيطا وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ وَقْطَى ووَقاطَى. ووقَطَه: قَلَبَه عَلَى رأْسه ورفَع رِجْلَيْهِ فَضَرَبَهُمَا، مَجموعتين، بفِهْر سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَذَلِكَ مِمَّا يُداوَى بِهِ. ووَقَطَه بعيرُه: صَرَعَه فغُشِي عَلَيْهِ. وأَكلت طَعَامًا وقَطَني أَي أَنامني. وكلُّ مُثْخَنٍ ضَرْباً أَو مَرضاً أَو حُزناً أَو شِبَعاً وقِيطٌ. الأَحمر: ضرَبه فوقَطه إِذا صرَعه صرْعة لَا يَقُومُ مِنْهَا. والمَوْقُوط: الصَّرِيع. ووَقَط بِهِ الأَرض إِذا صرَعه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا

_ (3). قوله [فِي حَجَرٍ فِي رَمْلٍ] كذا بالأصل.

فصل الياء

نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ وُقِطَ فِي رأْسه أَي أَنه أَدْركه الثِّقَل فوضَع رأْسه. يُقَالُ: ضَرَبَهُ فوقَطَه أَي أَثْقلَه، وَيُرْوَى بِالظَّاءِ بِمَعْنَاهُ كأَنَّ الظَّاءَ عَاقَبَتِ الذَّالَ من وقَذْت الرجل أَقِدُه إِذا أَثْخَنته بالضرْب. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَقِيطُ والوَقِيعُ المَكان الصُّلْب الَّذِي يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ فَلَا يَرْزأُ الْمَاءُ شَيْئًا. ويومُ الوَقِيطِ: يومٌ كَانَ فِي الإِسلام بَيْنَ بَنِي تَمِيم وبَكر بنِ وَائِلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والوَقْطُ اسْمُ موْضع؛ قَالَ طُفَيْلٌ: عَرَفْت لسَلْمَى، بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ، ... مَنازِلَ أَقْوَتْ مِنْ مَصِيفٍ ومَرْبَعِ وَمَطَ: ابْنُ الأَعرابي: الوَمْطةُ الصَّرْعةُ من التعَب. وَهَطَ: وهَطَه وَهْطاً، فَهُوَ مَوْهُوط ووَهِيطٌ: ضرَبه، وَقِيلَ: طعنَه. ووَهَطه يَهِطُه وَهْطاً: كسَره وَكَذَلِكَ وَقَصَه؛ وأَنشد: يمرُّ أَحْلافاً يَهِطْنَ الجَنْدَلا والوَهْطُ: شِبْهُ الوَهْنِ والضَّعْف. ووهَط يَهِطُ وَهْطاً أَي ضَعُف. ورَمَى طَائِرًا فأَوْهَطَه أَي أَضْعَفَه. وأَوْهَط جَنَاحَهُ وأَوْهَطه: صرَعه صَرْعةً لَا يَقُوم مِنْهَا، وَهُوَ الإِيهاطُ، وَقِيلَ: الإِيهاطُ القَتل والإِثْخانُ ضَرْباً أَو الرَّمْي المُهْلك؛ قَالَ: بأَسْهُمٍ سَرِيعة الإِيهاط قَالَ عَرّام السُّلَمِي: أَوْهَطْت الرَّجل وأَوْرَطْته إِذا أَوْقَعْتَه فِيمَا يَكْرَهُ. والأَوْهاطُ: الخُصومة والصِّياح. والوَهْطُ: الْجَمَاعَةُ. والوَهْطُ: الْمَكَانُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض المُستوي ينبُت فِيهِ العِضاهُ والسَّمُر والطَّلْح والعُرْفُطُ، وخَصّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَنْبِت الْعُرْفُطِ، وَالْجَمْعُ أَوْهاط ووِهاطٌ. وَيُقَالُ لِمَا اطمأَنَّ مِنَ الأَرض وَهْطة، وَهِيَ لُغَةٌ فِي وَهْدةٍ، وَالْجَمْعُ وَهْطٌ ووِهاطٌ، وَبِهِ سُمِّي الوَهْط. وَيُقَالُ: وَهْط مِنْ عُشَر، كَمَا يُقَالُ: عِيصٌ مِنْ سِدْر. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعارِ الهَمْدانيّ: عَلَى أَن لَهُمْ وِهاطَها وعَزازَها ؛ الوِهاطُ: الْمَوَاضِعُ المطمئنَّة، وَاحِدَتُهَا وَهْط، وَبِهِ سُمِّي الوَهْطُ مالٌ كَانَ لعَمرو بْنِ الْعَاصِ، وَقِيلَ: كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِالطَّائِفِ، وَقِيلَ: الوَهْط مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: قَرية بِالطَّائِفِ. والوهْطُ: مَا كَثُرَ مِنَ العُرفط. وَيَطَ: الواطةُ: مِنْ لُجَج الماء. فصل الياء يُعْطِ: يَعاطِ مِثْلُ قَطامِ: زَجْرٌ لِلذِّئْبِ أَو غَيْرِهِ إِذا رأَيته قُلْتَ: يَعاطِ يَعاطِ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِبل: وقُلُصٍ مُقْوَرَّة الأَلْياطِ، ... باتَتْ عَلَى مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ، تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهَا: يَعاطِ وَيُرْوَى يِعاطِ، بِكَسْرِ الْيَاءَ، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ قَبِيحٌ لأَن كَسْرَ الْيَاءِ زَادَهَا قُبْحاً لأَن الْيَاءَ خُلِقَتْ مِنَ الْكَسْرَةِ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَلِمَةٌ عَلَى فِعال فِي صَدْرِهَا يَاءٌ مَكْسُورَةٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يِسارٌ لُغَةٌ فِي اليَسار، وَبَعْضٌ يَقُولُ إِسار، تُقلب هَمْزة إِذا كُسِرت، قَالَ: وَهُوَ بَشِع قَبِيحٌ أَعني يِسار وإِسار، وَقَدْ أَيْعَطَ بِهِ ويَعَّطَ وياعَطَه وياعَطَ بِهِ. ويَعاطِ وياعاطِ، كِلَاهُمَا: زَجْرٌ للإِبل. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ ياعاطِ ويَعاطِ، وبالأَلف أَكثر؛ قَالَ: صُبَّ عَلَى شَاءِ أَبي رِياطِ

ذُؤالةٌ كالأَقْدُحِ الأَمْراطِ، ... تَنْجُو إِذا قِيلَ لَهَا: ياعاطِ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ: عاطِ عاطِ، قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الأَصل عاطِ مِثْلَ غاقِ ثُمَّ أُدخل عَلَيْهِ يَا فَقِيلِ يَاعَاطِ، ثُمَّ حَذَفَ مِنْهُ الأَلف تَخْفِيفًا فَقِيلَ يَعاطٍ، وَقِيلَ: يَعَاطِ كَلمة يُنذِر بِهَا الرَّقيبُ أَهله إِذا رأَى جَيْشًا؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: وَهَذَا ثَمَّ قَدْ علِموا مَكاني، ... إِذا قَالَ الرَّقِيبُ: أَلا يَعاطِ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ يُعَاطِ زَجْرٌ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ الأَعشى: لَقَدْ مُنُوا بِتَيِّحانٍ ساطِ ... ثَبْتٍ، إِذا قِيلَ لَهُ: يَعاطِ

ظ

ظ حرف الظاء المعجمة ظ: رَوَى اللَّيْثُ أَن الْخَلِيلَ قَالَ: الظَّاءُ حَرْفٌ عَرَبِيٌّ خُصَّ بِهِ لِسَانُ الْعَرَبِ لَا يَشْرَكُهُمْ فِيهِ أَحد مِنْ سَائِرِ الأُمم، وَالظَّاءُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَالثَّاءُ فِي حيِّز وَاحِدٍ، وَهِيَ الْحُرُوفُ اللِّثَويَّة، لأَن مبدأَها مِنَ اللِّثة، وَالظَّاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ النبَط، فإِذا وَقَعَتْ فِيهِ قَلَبُوهَا طَاءً، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ ظوي. فصل الهمزة أحظ: أُحاظةُ: اسْمُ رَجُلٍ. أظظ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ امتلأَ الإِناء حَتَّى مَا يَجِدُ مِئظّاً أَي ما يجد مَزِيداً. فصل الباء الموحدة بظظ: بَظَّ الضارِبُ أَوْتارَه يَبُظُّها بَظّاً: حرَّكها وهَيَّأَها لِلضَّرْبِ، وَالضَّادُ لُغَةٌ فِيهِ. وبَظَّ عَلَى كَذَا: أَلَحَّ عَلَيْهِ، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ أَلَظَّ عَلَيْهِ إِذا أَلحَّ عَلَيْهِ. وَهُوَ كَظٌّ بَظٌّ أَي مُلحٌّ وفَظٌّ بَظٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، فَفَظٌّ مَعْلُومٌ وَبَظٌّ إِتباع، وَقِيلَ: فَظِيظ بَظِيظ، وَقِيلَ: فَظِيظٌ أَي جافٍ غَلِيظٌ. وأَبظَّ الرجلُ إِذا سَمِنَ، والبَظِيظُ: السَّمِين الناعم. بهظ: بَهَظَنِي الأَمْرُ والحِمْل يَبْهَظُني بَهْظاً: أَثقلني وَعَجَزْتُ عَنْهُ وَبَلَغَ مِنِّي مَشَقّة، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثقُل عَلَيَّ وبلَغ منِّي مشقَّتَه. وكلُّ شَيْءٍ أَثقلك، فَقَدَ بَهَظك، وَهُوَ مَبْهُوظ. وأَمر باهِظ أَي شاقٌّ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً من أَشجع يَقُولُ: بَهَضني الأَمر وَبَهَظَنِي، قَالَ: وَلَمْ يُتَابِعْهُ أَحد عَلَى ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَبْهَظَ حوْضَه ملأَه. والقِرْنُ المَبْهوظ: الْمَغْلُوبُ. وبهَظ راحلَته يَبْهَظُها بَهْظاً: أَوْقَرها وَحَمَلَ عَلَيْهَا فأَتعبها. وَكُلُّ مَنْ كُلّف مَا لَا يُطيقه أَو لَا يَجِدُهُ، فَهُوَ مَبْهُوظٌ. وبَهَظَ الرجلَ: أَخذ بفُقْمه أَي بذَقَنه ولِحْيته. وَفِي التَّهْذِيبِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: بَهَظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه. قَالَ شَمِرٌ: أَراد بفُقْمه فَمَهُ، وبفُغْمه أَنفه، والفُقْمانِ هُمَا

فصل الجيم

اللَّحْيانِ. وأَخذ بفغْوه أَي بِفَمِهِ. وَرَجُلٌ أَفْغَى وامرأَة فَغْواء إِذا كَانَ فِي فَمِهِ مَيَلٌ. بيظ: البَيْظةُ: الرَّحِمُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ بَيْظٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الْقَطَا وأَنَّهنّ يَحملن الْمَاءَ لِفراخِهنّ فِي حَواصِلهنّ: حَمَلْن لَها مِياهاً فِي الأَداوَى، ... كَمَا يَحْمِلْن فِي البَيْظِ الفَظِيظا الفَظِيظُ مَاءُ الْفَحْلِ. ابْنُ الأَعرابي: بَاظَ الرَّجُلُ يَبِيظُ بَيْظاً وباظَ يَبُوظُ بَوْظاً إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبي عُمَيْرٍ فِي المَهْبِلِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد ابْنُ الأَعْرابي بالأَرُونِ المَنِيّ، وبأَبي عُمير الذَّكر، وبالمَهْبِلِ قَرار الرَّحم. وَقَالَ اللَّيْثُ: البيْظ مَاءُ الرَّجُلِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: باظَ الرجلُ إِذا سَمِن جِسمه بعد هُزال. فصل الجيم جحظ: الجِحاظُ: خُروج مُقْلة الْعَيْنِ وَظُهُورُهَا. الأَزهري: الجحُوظ خروج المقلة ونُتوؤها مِنَ الحِجَاج. وَيُقَالُ: رَجُلٌ جاحِظُ العَيْنين إِذا كَانَتْ حدَقتاه خَارِجَتَيْنِ، جَحَظَتْ تَجْحَظُ جُحوظاً. الْجَوْهَرِيُّ: جَحَظَت عَيْنُهُ عَظُمت مُقلتها ونَتأَت، وَالرَّجُلُ جاحِظٌ وجَحْظَمٌ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والجِحاظانِ: حَدَقَتَا الْعَيْنِ إِذا كَانَتَا خَارِجَتَيْنِ. وجِحاظُ الْعَيْنِ: مَحْجِرها فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَعَيْنٌ جاحِظة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وأَنتم يَوْمَئِذٍ جُحَّظٌ تَنْتَظرون الْغَدْوَةَ «4»؛ جُحوظُ الْعَيْنِ: نُتوؤُها وانْزِعاجُها، تُرِيدُ: وأَنتم شاخِصُو الأَبصار تَترقَّبون أَن يَنْعِقَ ناعِقٌ أَو يَدْعُوَ إِلى وَهَن الإِيمان داعٍ. والجاحِظُ: لَقَبُ عَمرو بْنِ بَحْر، قَالَ الأَزهري: أَخبرني الْمُنْذِرِيُّ قَالَ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ كَانَ الجاحِظُ كذَّاباً عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَعَلَى النَّاسِ؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه جَرَى ذِكْرُ الْجَاحِظِ فِي مجلِس أَبي الْعَبَّاسِ أَحمد بْنَ يَحْيَى فَقَالَ: أَمسكوا عَنْ ذِكْرِ الْجَاحِظِ فإِنه غَيْرُ ثِقَةٍ وَلَا مأْمون؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَعَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الْجَاحِظُ رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ وَكَانَ أُوتيَ بَسْطة فِي لِسَانِهِ وبَياناً عذْباً فِي خِطابه ومَجالًا وَاسِعًا فِي فُنونه، غَيْرَ أَن أَهل الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ ذَمُّوهُ، وَعَنِ الصِّدْق دَفَعُوه. والجاحِظَتانِ: حدَقتا الْعَيْنِ. وجَحَظَ إِليه عَمَله: نظَر فِي عَمَلِهِ فرأَى سُوء مَا صَنَعَ؛ قَالَ الأَزهري: يُرَادُ نَظَرَ فِي وَجْهِهِ فذكَّره سُوءَ صنيعِه. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لأَجْحَظَنّ إِليك أَثَرَ يدِك، يَعْنُون بِهِ لأُرِيَنَّك سُوء أَثر يَدِكَ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الدِّعْظايةُ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الدِّعْكاية، وَهُمَا الْكَثِيرَا اللحْم، طَالَا أَو قصُرا، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ الجِعْظايةُ بِهَذَا الْمَعْنَى، قَالَ الأَزهري: وَفِي نُسْخَةٍ الجِحاظُ حرْفُ الكَمَرةِ. جحمظ: جَحْمَظْت الرجلَ إِذا صفَّدْتَه وأَوْثَقْته. وجَحْمَظَ الغلامَ شدَّ يديْه عَلَى رُكْبَتَيْهِ. وَفِي بَعْضِ الْحِكَايَاتِ: هُوَ بعضُ مَن جَحْمَظُوه. والجَحْمَظةُ: الإِسْراعُ فِي العدْو، وَقَدْ جَحْمَظ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الجَحْمظة القِماطُ؛ وأَنشد: لَزَّ إِليه جَحْظَواناً مِدْلَظا، ... فظَلَّ فِي نِسْعَتِه مُجَحْمَظا

_ (4). قوله [الغدوة] كذا في الأصل بغين معجمة وفي النهاية بمهملة.

جَظَظَ: رَجُلٌ جَظٌّ: ضخْم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبْغَضُكم إِليَّ الجَظُّ الجَعْظُ ؛ الْفَرَّاءُ: الجَظُّ والجَوّاظُ الطَّوِيلُ الجَسِيم الأَكول الشَّرُوب البَطِرُ الكَفُور، قَالَ: وَهُوَ الجِعْظارُ أَيضاً. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَلا أُنبئكم بأَهل النَّارِ؟ كلُّ جَعْظٍ جَظٍّ مُسْتكبر مَنّاع قُلْتُ: مَا الجَظُّ؟ قَالَ الضخْمُ، قُلْتُ: مَا الجَعْظ؟ قال: العظيم فِي نَفْسِهِ. ابْنُ الأَعرابي: جَظَّ الرجلُ إِذا سَمِنَ مَعَ قِصَره، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الضَّخْمُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: جَظَّه وشَظَّه وأَرَّه إِذا طَرَده. وَفُلَانٌ يَجُظُّ ويَعُظُّ ويَلْعَظُ: كلُّه في العَدْو. جعظ: الجَعْظُ والجَعِظُ: السيّء الخُلُق المُتَسَخِّطُ عِنْدَ الطَّعَامِ، وَقَدْ جَعِظَ جَعَظاً. والجَعْظُ: الضَّخْمُ. والجَعْظُ: الْعَظِيمُ المُسْتكبر فِي نَفْسِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن، النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلا أُنبئكم بأَهل النَّارِ؟ كلُّ جَظّ جَعْظٍ مستكبرٍ قُلْتُ: مَا الجَظُّ؟ قَالَ: الضَّخْمُ، قُلْتُ: مَا الْجَعْظُ؟ قَالَ الْعَظِيمُ المُسْتكبر فِي نَفْسِهِ ؛ وأَنشد أَبو سَعِيدٍ بَيْتَ الْعَجَّاجِ: تَواكَلُوا بالمِرْبَدِ العَناظَا، ... والجُفْرَتَيْن أَجْعَظُو إِجْعاظا قَالَ الأَزهريّ: مَعْنَاهُ أَنهم تَعَظَّموا فِي أَنفسهم وزَمُّوا بأَنفهم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَجْعَظَ الرجلُ فَرَّ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: والجُفْرتانِ تركُوا إِجْعاظا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْمٌ أَجعاظ فُرَّار. وجعَظَه عَنِ الشَّيْءِ جَعْظاً وأَجْعَظَه إِذا دَفَعَهُ وَمَنَعَهُ، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ أَيضاً هُنَا. والجَعْظُ: الدَّفْع. وجعَظَ عَلَيْنَا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جعَّظ عَلَيْنَا، فيُثَقِّل، أَي خالَف عَلَيْنَا وغيَّر أُمورنا. وَرَجُلٌ جِعْظايةٌ: قَصِيرٌ لَحِيم، وجِعِظَّانٌ وجِعِظَّانةٌ: قصير. جَعْمَظَ: الجُعْمُظُ: الشَّحِيحُ الشَّرِه النَّهِم. جَفَظَ: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ حَفِظَ: احْفَأَظَّتِ الجِيفة إِذا انْتَفَخَتْ، وَرَوَاهُ الأَزهري أَيضاً عَنِ اللَّيْثِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ وَالصَّوَابُ اجْفَأَظَّت، بِالْجِيمِ، اجْفِئْظاظاً. وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: الجَفِيظُ الْمَقْتُولُ الْمُنْتَفِخُ، بِالْجِيمِ، قَالَ: وَكَذَا قرأْت فِي نَوَادِرِ ابْنِ بُزُرْجٍ لَهُ بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ الَّذِي عَرَفْتُهُ لَهُ: اجْفَأَظَّت، بِالْجِيمِ، وَالْحَاءُ تَصْحِيفٌ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هَذَا الْحَرْفَ فِي كِتَابِ الْجِيمِ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنه كَانَ متحيِّراً فِيهِ فَذَكَرَهُ فِي مَوْضِعَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: اجْفَاظَّتِ الجِيفة انْتَفَخَتْ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا اجْفَأَظَّت فَيُحَرِّكُونَ الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ: ابْنُ بُزُرْجٍ: المُجْفَئِظُّ الْمَيِّتُ الْمُنْتَفِخُ. التَّهْذِيبُ: والمُجْفَئظُّ الَّذِي أَصبح عَلَى شَفا الْمَوْتِ مِنْ مَرَضٍ أَو شَرٍّ أَصابه. جَلَظَ: اجْلَنْظى: استَلْقى عَلَى الأَرض وَرَفَعَ رِجْلَيْهِ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: اجْلَنْظى الرَّجُلُ عَلَى جَنْبِهِ، واسْلَنْقى عَلَى قَفَاهُ. أَبو عُبَيْدٍ: المُجْلَنْظِي الَّذِي يَسْتَلْقِي عَلَى ظَهْرِهِ وَيَرْفَعُ رِجْلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: إِذا اضطجَعْتُ لَا أَجْلَنْظِي ؛ أَبو عُبَيْدٍ: المُجْلَنْظِي المُسْبَطِرّ فِي اضْطِجاعه، بقول فَلَسْتُ كَذَلِكَ، والأَلف للإِلحاق وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، أَي لَا أَنام نوْمةَ الكَسْلان وَلَكِنْ أَنام مُسْتَوْفِزاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ اجْلَنْظَأْت واجْلَنْظَيْت.

فصل الحاء المهملة

جَلْحَظَ: رَجُلٌ جِلْحِظٌ وجِلْحاظٌ وجِلْحِظاء: كَثِيرُ الشَّعْرِ عَلَى جَسَدِهِ وَلَا يَكُونُ إِلا ضَخْمًا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: جِلْظاءٌ مِنَ الأَرض وجِلْحاظٌ» وجِلْذاءٌ وجِلْذانٌ. ابْنُ دُرَيْدٍ: سمعت عبد الرحيم ابن أَخي الأَصمعي يَقُولُ: أَرض جِلْحِظاءٌ، بِالظَّاءِ وَالْحَاءِ غَيْرِ معجمة، وهي الصُّلْبة، قال: وَخَالَفَهُ أَصحابنا فَقَالُوا: جِلْخِظاء، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، فسأَلته فَقَالَ: هَكَذَا رأَيته، قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ جلْحظاء، كَمَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ لَا شَكَّ فِيهِ بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. جَلْخَظَ: أَرض جِلْخِظاء، بِالْخَاءِ معجمة: وهي الصلبة؛ قال الأَزهري: وَالصَّوَابُ جِلْحِظَاءُ، بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. جَلْفَظَ: جَلْفَظَ السفينةَ: قَيَّرها. والجِلْفاظُ: الَّذِي يُشدّد السُّفُنَ الجُدُد بالخُيوط والخِرَق ثُمَّ يُقَيِّرها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أَحْمِل الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَعْواد نَجَرها النجَّارُ وجَلْفَظَها الجِلفاظ ؛ هُوَ الَّذِي يُسوِّي السفُن ويُصْلِحُها، وَهُوَ مَرْوِيٌّ بِالطَّاءِ المهملة والظاء المعجمة. جَلْمَظَ: الجِلْماظُ: الرَّجُلُ الشهْوانُ. جنعظ: الجِنْعِيظ: الأَكُول، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ الغَلِيظ الأَشَمُّ. والجِنْعاظةُ: الَّذِي يتَسخَّطُ عِنْدَ الطَّعَامِ مِنْ سُوء خُلقه. والجِنْعِظ والجِنْعاظ: الأَحمق، وَقِيلَ: الْجَافِي الْغَلِيظُ، وَقِيلَ: الجِنعاظ والجِنْعاظة العَسِرُ الأَخْلاق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جِنْعاظةٌ بأَهْلِه قَدْ بَرَّحا، ... إِن لَمْ يَجِدْ يَوماً طَعاماً مُصْلَحا، قَبَّحَ وجْهاً لَمْ يَزَلْ مُقَبَّحا قَالَ: وَهُوَ الجِنْعِيظ إِذا كان أَكولًا. جوظ: الجَوَّاظُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الْجَافِي الْغَلِيظُ الضَّخْمُ المُخْتالُ فِي مِشْيَتِه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وسَيْفُ غَيّاظٍ لَهُمْ غَيَّاظا، ... يَعْلُو بِهِ ذَا العَضَلِ الجَوَّاظا وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجَوَّاظُ المتكبِّر الْجَافِي، وَقَدْ جاظَ يَجُوظ جَوْظاً وجَوَظاناً. وَرَجُلٌ جَوَّاظةٌ: أَكول، وَقِيلَ: هُوَ الْفَاجِرُ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّيَّاح الشِّرِّير. الفرَّاء: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الطويل الجسيم الأَكُولِ الشَّرُوب البَطِر الْكَافِرِ: جَوَّاظٌ جَعْظٌ جِعْظار. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهلُ النَّارِ كلُّ جَعْظَرِيّ جَوَّاظ. أَبو زَيْدٍ: الجعظريُّ الَّذِي يَنْتَفِخُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَهُوَ إِلى القِصَر مَا هُوَ. والجَوَّاظُ: الجَمُوع المَنُوع الَّذِي جمَع ومنَع، وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ البَطِينُ. والجَوَّاظ: الأَكول. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ جَيّاظٌ سَمِينٌ سَمِج المِشْية. أَبو سَعِيدٍ: الجُواظُ الضجَرُ وقِلّة الصبْر عَلَى الأُمور. يُقَالُ: ارْفُقْ بجُواظِك، وَلَا يُغْني جُواظُك عَنْكَ شَيْئًا. وجَوِظَ الرجلُ وجَوَّظَ وتَجَوَّظَ: سَعى. فصل الحاء المهملة حبظ: المُحْبَنْظِئُ: المُمْتَلِئ غضَباً كالمُحْظَنْبِئ. حضظ: الحُضَظُ: لُغَةٌ فِي الحُضَض، وَهُوَ دَواء يُتَّخذ مِنْ أَبوال الإِبل؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَذَكَرُوا أَن الْخَلِيلَ كَانَ يَقُولُهُ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَصحابنا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ الْيَزِيدِيِّ الحُضَظ فَجَمَعَ بَيْنَ الضَّادِ وَالظَّاءِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذا عُصْرَ لَفَظْ، ... أَمَرَّ مِن صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَظْ

_ (1). قوله [وجلحاظ إلخ] تقدم في مادة جلذ جِلْظَاءٌ مِنَ الأَرض وَجِلْمَاظٌ والصواب ما هنا.

الأَزهري: قَالَ شِمْرٌ وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ضَادٌ مَعَ ظَاءٍ غَيْرَ الْحُضَظِ. حظظ: الحَظُّ: النَّصِيبُ، زَادَ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: مِنَ الفَضْل والخيْر. وَفُلَانٌ ذُو حَظّ وقِسْم مِنَ الْفَضْلِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع مِنَ الحظِّ فِعْلًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ هُوَ ذُو حَظٍّ فِي كَذَا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: الحَظّ النَّصِيبُ والجَدّ، وَالْجَمْعُ أَحُظٌّ فِي القِلَّة، وحُظوظ وحِظاظٌ فِي الْكَثْرَةِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي: وحُسَّدٍ أَوْشَلْتِ مِنْ حِظاظِها، ... عَلَى أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها وأَحاظٍ وحِظاء، مَمْدُودٌ، الأَخيرتان مِنْ مُحوّل التَّضْعِيفِ وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنه جَمْعُ أَحْظٍ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ لسُوَيْدِ بْنِ حذاقٍ العَبْدِيّ، وَيُرْوَى للمَعْلُوط بْنِ بَدَل القُرَيْعي: مَتَّى مَا يَرَ الناسُ الغَنِيَّ، وجارُه ... فَقِيرٌ، يَقُولوا: عاجِزٌ وجَلِيدُ وَلَيْسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ حِيلةِ الفَتى، ... ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ، وجُدُودُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَتاه الغِنى لجَلادته وحُرِمَ الْفَقِيرُ لعَجْزِه وقِلَّة مَعْرِفَتِهِ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنُّوا بَلْ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ القَسّام، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِقَوْلِهِ: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ. قَالَ: وَقَوْلُهُ أَحاظٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وهَمٌ مِنْهُ بَلْ أَحاظٍ جَمْعُ أَحْظٍ، وأَصله أَحْظُظٌ، فَقُلِبَتِ الظَّاءُ الثَّانِيَةُ يَاءً فَصَارَتْ أَحْظٍ، ثُمَّ جُمِعَتْ عَلَى أَحاظٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: مِنْ حَظِّ الرَّجُلِ نَفَاقُ أَيِّمِه وَمَوْضِعُ حَقِّه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَظُّ الجَدُّ والبَخْتُ، أَي مِنْ حَظِّه أَنْ يُرْغَب فِي أَيِّمه، وَهِيَ الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا مِنْ بَنَاتِهِ وأَخواته وَلَا يُرْغَب عَنْهُنَّ، وأَن يَكُونَ حَقُّهُ فِي ذِمّةِ مأْمُونٍ جُحودُه وتهَضُّمُه ثِقةٍ وفِيٍّ بِهِ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: حَنْظٌ وَلَيْسَ ذلك بمقصود إِنما هُوَ غُنَّة تَلْحَقُهُمْ فِي المشدَّد بِدَلِيلِ أَن هَؤُلَاءِ إِذا جَمَعُوا قَالُوا حُظُوظٌ. قَالَ الأَزهري: وَنَاسٌ مِنْ أَهل حِمْص يَقُولُونَ حَنظ، فإِذا جَمَعُوا رَجَعُوا إِلى الحُظوظ، وَتِلْكَ النُّونُ عِنْدَهُمْ غُنَّة وَلَكِنَّهُمْ يَجْعَلُونَهَا أَصلية، وإِنما يَجْرِي هَذَا اللَّفْظُ عَلَى أَلسنتهم فِي المشدَّد نَحْوَ الرُّزّ يَقُولُونَ رُنز، وَنَحْوَ أُتْرُجَّة يَقُولُونَ أُتْرُنجة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ مَا كنتَ ذَا حَظٍّ وَلَقَدْ حَظِظْتَ تَحَظُّ، وَقَدْ حَظِظْتُ فِي الأَمر فأَنا أَحَظُّ حَظّاً، وَرَجُلٌ حَظِيظٌ وحَظِّيٌّ، عَلَى النَّسَبِ، ومَحْظوظ، كُلُّهُ: ذُو حَظٍّ مِنَ الرِّزق، وَلَمْ أَسمع لِمَحْظُوظٍ بِفِعْلٍ يَعْنِي أَنهم لَمْ يَقُولُوا حُظّ؛ وَفُلَانٌ أَحَظُّ مِنْ فُلَانٍ: أَجَدُّ مِنْهُ، فأَما قَوْلُهُمْ: أَحْظَيْته عَلَيْهِ فَقَدْ يَكُونُ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَى أَنه مِنَ المُحَوَّل، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الحُظْوةِ. قَالَ الأَزهري: للحَظِّ فَعْلٌ عَنِ الْعَرَبِ وإِن لَمْ يَعْرِفْهُ اللَّيْثُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ محظُوظ وَمَجْدُودٌ، قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ أَحَظُّ مِنْ فُلَانٍ وأَجَدُّ مِنْهُ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا كَتَبَهُ لِابْنِ بُزُرْج: يُقَالُ هُمْ يَحَظُّون بِهِمْ ويَجَدُّون بِهِمْ. قَالَ: وواحد الأَحِظَّاء حَظِّيٌّ منقوص، قَالَ: وأَصله حَظٌّ. وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الحَظِيظُ الغَنِيُّ المُوسِرُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنت حَظٌّ وحَظِيظٌ ومَحْظوظ أَي جَدِيد ذُو حَظّ مِنَ الرِّزْق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ؛ الحَظُّ هَاهُنَا الْجَنَّةُ، أَي مَا يُلَقّاها إِلا مَن وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَهُوَ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ مِنَ الْخَيْرِ.

والحُظُظُ والحُظَظُ عَلَى مِثَالِ فُعَل: صَمْغ كالصَّبِرِ، وَقِيلَ: هُوَ عُصارة الشَّجَرِ الْمُرِّ، وَقِيلَ: هُوَ كُحْل الخَوْلان، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الحُدُلُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ لُغَةٌ فِي الحُضُض والحُضَض، وَهُوَ دَوَاءٌ، وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ الحُضَظ فجمع بين الضاد والظاء، وقد تقدَّم. حفظ: الْحَفِيظُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَا يَعْزُب عَنْ حِفْظِهِ الأَشياءَ كلَّها مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ والأَرض، وَقَدْ حفِظ عَلَى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ مَا يَعْمَلُونَ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَقَدْ حفِظ السماواتِ والأَرضَ بقدرته ولا يؤُوده حَفِظُهُمَا وَهُوَ العليُّ الْعَظِيمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ . قَالَ أَبو إِسحاق: أَي القرآنُ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، وَهُوَ أُمُّ الْكِتَابِ عِنْدَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ: وقرئتْ محفوظٌ ، وَهُوَ مِنْ نَعْتِ قَوْلِهِ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ مَحْفُوظٌ فِي لَوْحٍ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: فاللَّه خَيْرٌ حِفْظاً وهو أَرحم الراحمين ، وقرىء: خَيْرٌ حِفْظاً نُصِبَ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَمَنْ قرأَ حافِظاً جَازَ أَن يَكُونَ حَالًا وَجَازَ أَن يَكُونَ تَمْيِيزًا. ابْنُ سِيدَهْ: الحِفْظ نَقِيضُ النِّسْيان وَهُوَ التعاهُد وقلَّة الْغَفْلَةِ. حَفِظَ الشيءَ حِفْظاً، وَرَجُلٌ حَافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفّاظ وحَفِيظٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ عَدَّوْه فَقَالُوا: هُوَ حَفِيظٌ عِلمَك وعِلْمَ غَيْرِكَ. وإِنه لحافِظُ الْعَيْنِ أَي لَا يغلِبه النَّوْمُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الْعَيْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ يغلِبها النَّوْمُ. الأَزهري: رَجُلٌ حافِظ وَقَوْمٌ حُفّاظٌ وَهُمُ الَّذِينَ رُزِقوا حِفْظَ مَا سَمِعوا وَقَلَّمَا يَنْسَوْنَ شَيْئًا يَعُونَه. غَيْرُهُ: والحافِظُ والحَفِيظُ الموكَّل بِالشَّيْءِ يَحْفَظه. يقال: فلان يَحفظُنا عَلَيْكُمْ وحافِظُنا. والحَفَظة: الَّذِينَ يُحْصُونَ الأَعمال وَيَكْتُبُونَهَا عَلَى بَنِي آدَمَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَهُمُ الْحَافِظُونَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ، وَلَمْ يأْت فِي الْقُرْآنِ مكسَّراً. وحَفِظَ المالَ والسِّرَّ حِفْظاً: رَعاه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ، قَالَ الزَّجَّاجُ: حفِظه اللَّه مِنَ الوُقوع عَلَى الأَرض إِلا بإِذْنه، وَقِيلَ: مَحْفوظاً بِالْكَوَاكِبِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ . والاحْتِفاظُ: خُصُوصُ الحِفْظ، يُقَالُ: احْتَفَظْتُ بِالشَّيْءِ لِنَفْسِي، وَيُقَالُ: استحفظْت فُلَانًا مَالًا إِذا سأَلتَه أَن يَحْفَظه لَكَ، وَاسْتَحْفَظْتُهُ سِرًّا وَاسْتَحْفَظَهُ إِياه: اسْترعاه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فِي أَهل الْكِتَابِ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ ، أَي استُودِعوه وأْتُمِنُوا عَلَيْهِ. وَاحْتَفَظَ الشيءَ لِنَفْسِهِ: خَصَّها بِهِ. والتحفُّظ: قلَّة الغَفْلة فِي الأُمور وَالْكَلَامِ والتيقُّظ مِنَ السَّقْطة كأَنه عَلَى حَذر مِنَ السُّقوط، وأَنشد ثَعْلَبٌ: إِني لأُبْغِضُ عاشِقاً مُتَحَفِّظاً، ... لَمْ تَتَّهِمْه أَعْيُنٌ وقُلوبُ والمُحافَظة: المُواظَبة عَلَى الأَمر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ ، أَي صلُّوها فِي أَوقاتها، الأَزهري: أَي واظِبوا عَلَى إِقامتها فِي مَواقِيتها. وَيُقَالُ: حافَظ عَلَى الأَمر والعَمَل وثابَرَ عَلَيْهِ وحارَصَ وبارَك إِذا داوَم عَلَيْهِ. وحفِظْت الشيءَ حِفْظاً أَي حَرَسْته، وحفِظتُه أَيضاً بِمَعْنَى اسْتَظْهَرْتُهُ. وَالْمُحَافَظَةُ: المُراقبة. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو حِفاظٍ وَذُو مُحافظة إِذا كَانَتْ لَهُ أَنفةٌ. والحَفِيظ: المُحافِظ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ* . وَيُقَالُ: احْتفِظْ بِهَذَا الشَّيْءِ أَي احْفظْه. والتحفُّظ: التيقُّظ. وتحفَّظْت الْكِتَابَ أَي استظهرْته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وحفَّظْته الكتابَ أَي حملْته عَلَى حِفْظه. وَاسْتَحْفَظْتُهُ: سأَلته أَن يَحْفَظَه،

وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ القَزَّازِ قَالَ: اسْتَحْفَظْتُهُ الشيءَ جَعَلْتُهُ عِنْدَهُ يحفَظُه، يتعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، وَمِثْلُهُ كَتَبْتُ الْكِتَابَ وَاسْتَكْتَبْتُهُ الْكِتَابَ. والمُحافظة والحِفاظ: الذَّبُّ عَنِ المَحارِم والمَنْعُ لَهَا عِنْدَ الحُروب، وَالِاسْمُ الحَفِيظة. والحِفاظ: المُحافظة عَلَى العَهْد والمُحاماةُ عَلَى الحُرَم ومنعُها مِنَ الْعَدُوِّ. يُقَالُ: ذُو حَفِيظة. وأَهلُ الحَفائظ: أَهل الحِفاظ وَهُمُ المُحامون عَلَى عَوْراتهم الذَّابُّون عَنْهَا، قَالَ: إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا وَقِيلَ: المُحافظة الوَفاء بالعَقْد والتمسُّكُ بِالْوُدِّ. والحَفِيظةُ: الغضَبُ لحُرمة تُنْتَهكُ مِنْ حُرُماتك أَو جارٍ ذِي قَرابةٍ يُظلَم مِنْ ذَوِيك أَو عَهْد يُنْكَث. والحِفْظة والحَفِيظة: الغضَب، والحِفاظ كالحِفْظة، وأَنشد: إِنّا أُناسٌ نمنَع الحِفاظا وَقَالَ زُهَيْرٌ «2» فِي الحَفِيظة: يَسُوسون أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُها، ... وإِن غَضِبوا، جَاءَ الحَفِيظةُ والجِدُّ والمُحْفِظات: الأُمور الَّتِي تُحْفِظ الرَّجُلَ أَي تُغْضِبه إِذا وُتِرَ فِي حَمِيمِه أَو فِي جِيرَانِهِ، قَالَ الْقُطَامِيُّ: أَخُوك الَّذِي لَا تَمْلِك الحِسَّ نفسُه، ... وتَرْفَضُّ، عِنْدَ المُحْفِظات، الكَتائفُ يَقُولُ: إِذا استوْحَشَ الرجلُ مِنْ ذِي قَرابَتِه فاضْطَغَن عَلَيْهِ سَخِيمةً لإِساءةٍ كَانَتْ مِنْهُ إِليه فأَوْحَشَتْه، ثُمَّ رَآهُ يُضام زَالَ عَنْ قَلْبِهِ مَا احتقَده عَلَيْهِ وغَضِب لَهُ فنَصَره وانتصَر لَهُ مِنْ ظُلْمِه. وحُرَمُ الرجلِ: مُحْفِظاته أَيضاً، وَقَدْ أَحْفَظَه فاحتفَظ أَي أَغضَبه فغَضِب، قَالَ العُجَيْرُ السَّلُولي: بعيدٌ مِنَ الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفاظُه ... عَلَيْكَ، ومَنْزُورُ الرِّضا حِينَ يَغْضَبُ وَلَا يَكُونُ الإِحْفاظُ إِلا بِكَلَامٍ قَبِيحٍ مِنَ الَّذِي تَعرَّض لَهُ وإِسماعِه إِيّاه مَا يَكره. الأَزهري: والحِفْظَةُ اسْمٌ من الاحْتِفاظ عند ما يُرى مِنْ حَفِيظة الرَّجُلِ يَقُولُونَ أَحْفَظْته حِفْظة، وَقَالَ الْعَجَّاجُ: مَعَ الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ، ... وحِفْظةٍ أَكَنَّها ضَمِيرِي فُسّر: عَلَى غَضْبة أَجنَّها قَلْبِي، وَقَالَ الْآخَرُ: وَمَا العَفْوُ إِلَّا لامْرِئٍ ذِي حَفِيظةٍ، ... مَتى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امرِئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ وَفِي حَدِيثِ حُنَيْن: أَردتُ أَن أُحْفِظَ الناسَ وأَن يُقاتلوا عَنْ أَهليهم وأَموالهم أَي أُغْضِبَهم مِنَ الحَفِيظة الغضَب. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: فبَدَرتْ مِنِّي كَلِمَةٌ أَحفَظَتْه أَي أَغضَبَتْه. وَقَوْلُهُمْ: إِنَّ الحَفائظَ تُذْهِبُ الأَحْقاد أَي إِذا رأَيت حَمِيمَك يُظْلَم حَمِيتَ لَهُ وإِن كَانَ عَلَيْهِ فِي قَلْبِكَ حِقْد. النَّضْر: الْحَافِظُ هُوَ الطَّرِيقُ البَيِّنُ المُستقيم الذي لا يَنْقَطِع، فأَما الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِين مَرَّةً ثُمَّ يَنْقطِع أَثرُه ويَمَّحِي فَلَيْسَ بحافِظ. واحْفاظَّتِ الجِيفةُ: انتَفخت، قَالَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَرَوَاهُ الأَزهري أَيضاً عَنِ اللَّيْثِ ثُمَّ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، وَالصَّوَابُ اجْفأَظَّت، بِالْجِيمِ، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: الجَفِيظ المقتول

_ (2). قوله [زهير] في الأساس الحطيئة، وهذا الصواب، لأنه من أبيات للحطيئة مرويَّة في ديوانه.

فصل الخاء المعجمة

الْمُنْتَفِخُ، بِالْجِيمِ، قَالَ: وَهَكَذَا قرأْت فِي نَوَادِرِ ابْنِ بُزُرْجٍ لَهُ بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ الَّذِي عَرَفْتُهُ لَهُ: اجفأَظَّت، بِالْجِيمِ، وَالْحَاءُ تَصْحِيفٌ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هَذَا الْحَرْفَ فِي كِتَابِ الْجِيمِ أَيضاً، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنه كَانَ مُتَحَيِّرًا فِيهِ فَذَكَرَهُ فِي مَوْضِعَيْنِ. حنظ: حَنْظى بِهِ أَي نَدَّدَ بِهِ وأَسمعه الْمَكْرُوهَ، والأَلف للإِلحاق بدَحْرج. وَهُوَ رَجُلٌ حِنْظِيانٌ إِذا كَانَ فَحّاشاً، وَقَدْ حُكِيَ ذَلِكَ بِالْخَاءِ أَيضاً، وَسَنَذْكُرُهُ. الأَزهري: رَجُلٌ حِنْظِيانٌ وحِنْذِيانٌ وخِنْذيانٌ وعِنْظِيانٌ إِذا كَانَ فحَّاشاً. قَالَ: وَيُقَالُ للمرأَة هِيَ تُحَنْظِي وتُحَنْذي وتُعَنْظِي إِذا كَانَتْ بَذِيّةً فَحَّاشَةً. قَالَ الأَزهري: وحَنْظى وحَنْذى وعَنْظى مُلْحَقَاتٌ بِالرُّبَاعِيِّ وأَصلها ثَلَاثِيٌّ وَالنُّونُ فِيهَا زَائِدَةٌ كأَنَّ الأَصل فِيهَا مُعْتَلٌّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَحْنَظْت الرَّجُلَ أَعطيته صِلَةً أَو أُجرة، والله أَعلم. فصل الخاء المعجمة خظظ: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ عَمْرٍو عَنْ أَبيه أَنه قَالَ: أَخَظَّ الرجلُ إِذا استَرْخى بطنُه وانْدال. خنظ: رَجُلٌ خِنْظِيانٌ وخِنْذِيان، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً: فاحشٌ. وخَنْظى بِهِ وغَنْظى بِهِ: نَدَّدَ، وَقِيلَ: سَخِر، وَقِيلَ: أَغْرى وأَفْسد؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى الْحَارِثِيُّ: حَتَّى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائِرِ، ... قامَتْ تُخَنْظِي بِكِ سَمْعَ الحاضِرِ فصل الدال المهملة دأظ: أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ: دأَظْتُ الوِعاء وكلَّ مَا ملأْته أَدْأَظُه دَأْظاً، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ دَأَظْت الرَّجُلَ أَكرهته أَن يأْكل عَلَى الشِّبَعِ. ودأَظَ المَتاعَ فِي الوِعاء دأْظاً إِذا كَنَزَهُ فِيهِ حَتَّى يملأَه، قَالَ: ودأَظْت السِّقَاءَ ملأَته؛ أَنشد يَعْقُوبُ: لَقَدْ فَدى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ ... والدَّأْظُ، حَتَّى مَا لَهُنَّ غَرْضُ يَقُولُ: كثرةُ أَلبانهنَّ أَغْنت عَنْ لُحُومِهِنَّ. وأَورد الأَزهري هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِي أَثناء تَرْجَمَةِ دأَضَ وَقَالَ: رَوَاهُ أَبو زَيْدٍ الدأْظ، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَقرأَنيه الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: الدأْظ السِّمَن والامْتِلاء؛ يَقُولُ: لَا يُنْحَرْن نَفاسة بهنَّ لسِمَنهنّ وحُسْنهن. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه رَوَاهُ الدَّأْضُ، بِالضَّادِ، قَالَ: وَهُوَ أَن لَا يَكُونَ فِي جُلُودِهِنَّ نُقْصَانٌ، وَقَالَ أَيضاً: يَجُوزُ فِيهَا الضَّادُ وَالظَّاءُ مَعًا؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الغَرْضُ هُوَ موضعُ مَاءٍ تركْتَه فَلَمْ تَجْعَلْ فِيهِ شَيْئًا. ودأَظَ القُرْحةَ: غمَزَها فانفضَخَت. ودأَظَه يَدْأَظُه دأْظاً: خنَقَه. دظظ: الدَّظُّ: هُوَ الشَّلُّ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. دَظَّهم فِي الْحَرْبِ يَدُظُّهم دَظّاً: طرَدَهم، يَمَانِيَةٌ، ودَظَظناهم فِي الْحَرْبِ وَنَحْنُ نَدُظُّهم دَظّاً؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَحفظ الدظَّ لغير الليث. دعظ: الدَّعْظُ: إِيعابُ الذكَر كلِّه فِي فَرج المرأَة. يُقَالُ: دَعَظَها بِهِ ودعَظه فِيهَا ودعْمَظه فِيهَا إِذا أَدخله كلَّه فِيهَا. ودعَظها يَدْعَظُها دَعْظاً: نَكَحَهَا. والدِّعْظايةُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ كالدِّعْكايةِ. وَقَالَ ابْنُ

فصل الراء

السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ إِن صَحَّ لَهُ: الدِّعظاية الْقَصِيرُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ: وَمِنَ الرِّجَالِ الدِّعظاية، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الدِّعْكايةُ وَهُمَا الْكَثِيرَا اللَّحْمِ، طَالَا أَو قصُرا، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ: الجِعْظايةُ بِهَذَا المعنى. دعمظ: الدُّعْموظُ: السيِءُ الخُلُق. ودَعْمَظ ذَكره فِي المرأَة: أَوْعبَه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ودَعْمَظْته أَوقعته فِي شر. دقظ: ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّقِظُ الغَضْبان، وَكَذَلِكَ الدَّقْظان؛ قَالَ أُمية: مَن كَانَ مُكْتَئباً مِنْ سُنَّتي دَقِظاً ... فَرابَ فِي صَدْرِه، مَا عاشَ، دَقْظانا قَالَ: قَوْلُهُ فَرَابَ أَي لَا زالَ فِي ريْب وشكّ. دلظ: دَلَظَه يَدْلِظُه دَلْظاً: ضرَبه، وَفِي التَّهْذِيبِ: وكَزَه ولَهَزه. ودَلَظه يَدْلِظُه: دفَع فِي صَدْرِهِ. والمِدْلَظُ: الشديدُ الدَّفْع، والدِّلَظُّ عَلَى مِثَالِ خِدَبٍّ. واندَلَظَ الماءُ: اندَفع. ودلَظتِ التَّلْعةُ بِالْمَاءِ: سَالَ مِنْهَا نَهراً. ودلَظ: مَرَّ فأَسْرع؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَكَذَلِكَ ادْلَنْظى الْجَمَلُ السَّريع مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ السَّمِينُ وَهُوَ أَعرف، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ. ابْنُ الأَنباري: رَجُلٌ دَلَظى، غَيْرُ مُعرب، تَحِيد عنه. دلعمظ: الأَزهري فِي آخِرِ حَرْفِ الْعَيْنِ: الدِّلِعْماظُ الوَقَّاع في الناس. دلنظ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الأَصمعي الدَّلَنْظى السَّمِينُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ شِمْرٌ: رَجُلٌ دَلَنْظى وبَلَنْزى إِذا كَانَ ضَخْماً غَلِيظَ المَنْكِبَين، وأَصله مِنَ الدَّلْظ، وَهُوَ الدفْع. وادْلَنْظى إِذا سَمِن وغلُظ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّلنظى الصلْب الشَّدِيدُ، والأَلف للإِلحاق بِسَفَرْجَلٍ، وناقةَ دَلَنْظاة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ دَلَظَ فِي الثُّلَاثِيِّ: وَيُقَالُ دَلَظى مِثْلَ جَمَزَى وحَيَدَى، قَالَ: وَهَذِهِ الأَحرف الثَّلَاثَةُ يُوصَفُ بِهَا الْمُؤَنَّثُ وَالْمُذَكَّرُ؛ قَالَ: وَقَالَ الطَّمَّاحِيُّ: كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَلَنْظى، ... يُعْطى الَّذِي يَنْقُصُه فيَقْنَى؟ أَي فيَرْضَى. فصل الراء رعظ: رُعْظُ السهْم: مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ وفَوْقه لَفائفُ العَقَب، وَالْجَمْعُ أَرْعاظٌ؛ وأَنشد: يَرْمِي إِذا مَا شَدَّدَ الأَرْعاظا، ... عَلَى قِسِيٍّ حُرْبِظَت حِرْباظا وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْدَى لَهُ يَكْسُوم سِلاحاً فِيهِ سَهم قَدْ رُكِّب مِعْبَلُه فِي رُعْظِه ؛ الرُّعْظُ: مَدْخَلُ النَّصْلِ فِي السَّهْمِ. والمِعْبَلُ والمِعْبلة: النَّصْل. وَفِي الْمَثَلِ: إِنه ليَكْسِرُ عَلَيْكَ أَرْعاظ النبْل غضَباً؛ يُضْرب لِلرَّجُلِ الَّذِي يَشْتَدُّ غضَبُه، وَقَدْ فُسِّر عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنه أَخذ سَهْمًا وَهُوَ غَضْبانُ شَدِيدُ الْغَضَبِ فَكَانَ ينْكُت بِنَصْلِهِ الأَرض وَهُوَ واجِمٌ نكْتاً شَدِيدًا حَتَّى انْكَسَرَ رُعْظُ السَّهْمِ، وَالثَّانِي أَنه مِثْلُ قَوْلِهِمْ إِنه ليَحْرِقُ عليكَ الأُرَّم أَي الأَسنان، أَرادوا أَنه كَانَ يُصَرِّف بأَنيابِه مِنْ شدَّة غضَبه حَتَّى عَنِتَت أَسناخُها مِنْ شِدَّةِ الصَّرِيفِ، فشبَّه مَداخِل الأَنياب ومَنابِتها بمَداخِل النِّصال مِنَ النِّبال. ورَعَظَه بالعَقَب رَعْظاً، فَهُوَ مَرْعُوظ ورَعِيظ: لفَّه عَلَيْهِ وشدَّه بِهِ. وَفَوْقَ الرُّعْظ الرِّصافُ: وَهِيَ لَفائفُ العقَب. وَقَدْ رَعِظ السهمُ، بِالْكَسْرِ،

فصل الشين المعجمة

يَرْعَظُ رَعَظاً: انْكَسَرَ رُعْظُه، فَهُوَ سَهْمٌ رَعِظٌ. وَسَهْمٌ مَرْعُوظ: وصفَه بالضعْف، وَقِيلَ: انْكَسَرَ رُعظه فشُدَّ بالعقَب فَوْقَه، وَذَلِكَ العقَبُ يسمَّى الرِّصاف، وَهُوَ عَيْبٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: ناضَلَني وسهْمُه مَرْعُوظ فصل الشين المعجمة شظظ: شظَّني الأَمر شَظّاً وشُظوظاً: شقَّ عليَّ. والشِّظاظُ: العُود الَّذِي يُدخل فِي عُرْوة الجُوالِق، وَقِيلَ: الشِّظاظُ خُشَيْبة عَقْفاء محدَّدةُ الطرَفِ تُوضَعُ فِي الْجُوَالِقِ أَو بَيْنَ الأَوْنَينِ يُشَدّ بِهَا الوِعاء؛ قَالَ: وحَوْقَلٍ قَرَّبه مِن عِرْسِه ... سَوْقِي، وَقَدْ غابَ الشِّظاظُ فِي اسْتِه اكْفأَ بِالسِّينِ وَالتَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْ قَالَ فِي اسِّه لَنَجَا مِنَ الإِكْفاء لَكِنْ أَرى أَن الْإِسَّ الَّتِي هِيَ لُغَةٌ فِي الاسْتِ لَمْ تَكُ مِنْ لُغَةِ هَذَا الرَّاجِزِ، أَراد سَوقي الدّابةَ الَّتِي رَكِبَهَا أَو النَّاقَةَ قرَّبه مِنْ عِرْسِهِ، وَذَلِكَ أَنه رَآهَا فِي النَّوْمِ فَذَلِكَ قُرْبُه مِنْهَا؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّاعِي: فباتَ يُرِيه أَهلَه وبَناتِه، ... وبِتُّ أُرِيهِ النَّجْمَ أَيْنَ مَخافِقُهْ أَي بَاتَ النَّوْمُ وَهُوَ مُسَافِرٌ مَعِي يُرِيه أَهلَه وبناتِه، وَذَلِكَ أَن الْمُسَافِرَ يَتَذَكَّرُ أَهله فيُخَيِّلُهم النَّوْمُ لَهُ؛ وَقَالَ: أَيْنَ الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعَهْ؟ ... وأَينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ وشَظَّ الوِعاءَ يَشُظُّه شَظّاً وأَشَظَّه. جعَل فِيهِ الشِّظاظَ؛ قَالَ: بعدَ احْتِكاء أُرْبَتَيْ إِشْظاظِها وشَظَظْت الغِرارَتَين بشِظاظٍ، وَهُوَ عُودٌ يُجْعَلُ فِي عُرْوتي الْجُوَالِقَيْنِ إِذا عُكِما عَلَى الْبَعِيرِ، وَهُمَا شِظاظانِ. الْفَرَّاءُ: الشَّظِيظُ الْعُودُ المُشَقَّق، والشَّظِيظُ الجُوالق المَشْدود. وشَظَظْت الْجُوَالِقَ أَي شدَدْت عَلَيْهِ شَظَاظَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ رَجُلًا كَانَ يَرْعى لِقْحة فَفجِئَها الموتُ فنحرَها بِشِظاظٍ ؛ هُوَ خُشيْبة مُحدّدة الطرَف تُدخل فِي عُرْوَتَيِ الجُوالقين لِتَجْمَعَ بَيْنَهُمَا عِنْدَ حَمْلِهِمَا عَلَى الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ أَشِظَّة. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: مِرْفقُه كالشِّظاظ. وشَظَّ الرجلُ وأَشظَّ إِذا أَنْعَظ حَتَّى يَصِيرَ مَتاعه كالشِّظاظ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: إِذا جَنَحَتْ نِساؤكُمُ إِليه، ... أَشَظَّ كأَنَّه مَسَدٌ مُغارُ والشِّظاظُ: اسْمُ لِصٍّ مِنْ بَنِي ضَبّةَ أَخذوه فِي الإِسلام فصَلَبُوه؛ قَالَ: اللهُ نَجّاكَ مِنَ القَضِيمِ، ... ومِن شِظاظٍ فاتِح العُكومِ، ومالِكٍ وسَيْفِه المَسْمُومِ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنه لأَلَصُّ مِنْ شِظاظٍ، وَكَانَ لِصّاً مُغِيراً فَصَارَ مَثَلًا. وأَشْظَظْت الْقَوْمَ إِشْظاظاً وشَظَظْتهم شَظّاً إِذا فرَّقْتَهم؛ وَقَالَ البَعِيثُ: إِذا مَا زَعانِيفُ الرِّجال أَشَظَّها ... ثِقالُ المرادِي والذُّرى والجماجِم الأَصمعي: طارَ القومُ شَظاظاً وشَعاعاً أَي تفرَّقُوا؛

وأَنشد لرُوَيْشِدٍ الطَّائِيِّ يَصِفُ الضأْن: طِرْنَ شَظاظاً بَيْنَ أَطْرافِ السَّنَدْ، ... لَا تَرْعَوِي أُمٌّ بِهَا عَلَى وَلَدْ، كأَنَّما هايَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ والشَّظْشَظةُ: فِعْلُ زبِّ الغُلامِ عِنْدَ البوْل. يُقَالُ: شَظْشَظَ زب الغلام عند البول. شقظ: الْفَرَّاءُ: الشَّقِيظُ الفَخّار، وَقَالَ الأَزهري: جِرارٌ مِنْ خَزَفٍ. شمظ: ابْنُ دُرَيْدٍ: الشَّمْظُ المَنْعُ. ابْنُ سِيدَهْ: شَمَظَه «1» عَنِ الأَمر يَشمِظُه شَمْظاً مَنَعَهُ؛ قَالَ: سَتَشْمِظُكم عَنْ بَطْنِ وَجٍّ سُيوفُنا، ... ويُصبِح مِنْكُمْ بَطْنُ جِلْذانَ مُقْفِرا جِلْذان: ثنِيّة بِالطَّائِفِ؛ التَّهْذِيبُ: وشَمْظةُ اسْمُ مَوْضِعٍ فِي شِعْرُ حُميد بْنِ ثَوْرٍ: كَمَا انْقَضَبَت كدْراء تَسْقِي فِراخَها ... بشَمْظةَ رَفْهاً، والمِياهُ شُعوبُ «2» شنظ: شَناظِي الجبالِ: أَعالِيها وأَطرافُها وَنَوَاحِيهَا، وَاحِدَتُهَا شُنْظُوَةٌ عَلَى فُعْلُوَةٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: فِي شَناظِي أُقَنٍ دُونَها ... عُرَّةُ الطيْرِ كصوْمِ النِّعامْ الأُقَنُ: حُفَرٌ تَكُونُ بَيْنَ الْجِبَالِ يَنْبُتُ فِيهَا الشَّجَرُ، وَاحِدَتُهَا أُقْنة، وَقِيلَ: الأُقنة بَيْتٌ يُبنى مِنْ حَجَرٍ. وعُرَّةُ الطَّيْرِ: ذَرْقُها، وَالَّذِي فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ: بَيْنَهَا عُرَّةُ الطَّيْرِ. وامرأَة شِناظٌ: مُكْتَنِزةُ اللَّحْمِ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ مُصْعَبٍ. امرأَة شِنْظِيانٌ بِنْظِيان إِذا كَانَتْ سيئةَ الخُلق صَخّابةً. وَيُقَالُ: شَنْظَى بِهِ إِذا أَسمعه الْمَكْرُوهَ. والشِّناظ: مِنْ نَعْتِ المرأَة وهو اكْتِنازُ لحمها. شوظ: الشِّواظُ والشُّواظُ: اللَّهَب الَّذِي لَا دُخانَ فِيهِ؛ قَالَ أُمية بْنُ خَلَفٍ يَهْجُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَيْسَ أَبوك فِينَا كَانَ قَيْناً، ... لَدَى القَيْناتِ، فَسْلًا [فِسْلًا] فِي الحِفاظِ؟ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً، ... ويَنْفُخُ دَائِبًا لَهَبَ الشُّواظِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِنّ لَهم مِنْ وَقْعِنا أَقْياظَا، ... ونارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشِّواظا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ ؛ وَقِيلَ: الشُّواظ قِطْعة مِنْ نَارٍ لَيْسَ فِيهَا نُحاس، وَقِيلَ: الشُّوَاظُ لَهَبُ النَّارِ وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ نَارٍ وشيءٍ آخَرَ يَخْلِطُه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَكثر الْقُرَّاءِ قرؤوا شُواظ، وَكَسَرَ الْحَسَنُ الشِّينَ، كَمَا قَالُوا لِجَمَاعَةِ البقرِ صُوارٌ وصِوار. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لدُخان النَّارِ شُواظ وشِواظ وَلِحَرِّهَا شُواظ وشِواظ، وحرّ الشمس شُواظ [شِواظ]، وأَصابني شُوَاظٌ مِنَ الشمس، والله أَعلم. شيظ: يُقَالُ: شاظَتْ «3» يَدِي شَظِيّةٌ مِنَ القَناة تَشِيظُها شَيْظاً: دخلت فيها.

_ (1). قوله [شمظه إلخ] كذا ضبط في الأصل فهو عليه من حد ضرب ومقتضى إطلاق المجد أَنه من حد كتب. (2). قوله [انقضبت] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في معجم ياقوت: انقبضت، بتقديم الباء على الضاد. (3). قوله [شاظت إلخ] في القاموس: وشاظت في يدي إلخ فعدّاه بفي.

فصل العين المهملة

فصل العين المهملة عظظ: العَظُّ: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ، وَقَدْ عَظَّتْه الحَرب بِمَعْنَى عَضَّته، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العَظُّ مِنَ الشِّدَّةِ فِي الْحَرْبِ كأَنه مِنْ عَضّ الْحَرْبِ إِيّاه، وَلَكِنْ يُفْرق بَيْنَهُمَا كَمَا يُفَرَّقُ بَيْنَ الدَّعْثِ والدَّعْظِ لِاخْتِلَافِ الوَضْعَيْن. وعظَّه الزمانُ: لُغَةٌ فِي عضَّه. وَيُقَالُ: عَظَّ فُلَانٌ فُلَانًا بالأَرض إِذا أَلزَقَه بِهَا، فَهُوَ مَعظُوظ بالأَرض. قَالَ: والعِظاظُ شِبْه المِظاظ، يُقَالُ: عاظَّه وماظَّه عِظاظاً ومِظاظاً إِذا لاحاهُ ولاجَّه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: العِظاظُ والعِضاضُ وَاحِدٌ، وَلَكِنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ لَمّا فَرَقُوا بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ. والمُعاظَّة والعِظاظُ جَمِيعًا: العَضُّ؛ قَالَ: بَصِير فِي الكَرِيهةِ والعِظاظ أَي شِدَّةِ المُكاوَحةِ. والعِظاظُ: الْمَشَقَّةُ. وعَظْعَظَ فِي الْجَبَلِ وعَضْعَضَ وبَرْقَطَ وبَقَّطَ وعَنَّتَ إِذا صَعَّد فِيهِ. والمُعَظْعِظُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي يَضْطَرِبُ ويَلْتَوِي إِذا رُمِيَ بِهِ، وَقَدْ عَظْعَظَ السهمُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: لَمَّا رأَوْنا عَظْعَظَت عِظْعاظا ... نَبْلُهمُ، وصَدَّقُوا الوُعّاظا وعَظْعَظَ السهمُ عَظْعَظةً وعِظْعاظاً وعَظْعاظاً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ وَهِيَ نَادِرَةٌ: التَوى وارتعَش، وَقِيلَ: مَرَّ مُضْطَرِباً وَلَمْ يُقْصَدْ. وعَظْعَظ الرجلُ عَظْعَظَةً: نكَص عَنِ الصيْد وَحَادَ عَنْ مُقاتله؛ وَمِنْهُ قِيلَ: الْجَبَانُ يُعَظْعِظُ إِذا نكَص؛ قَالَ العجاج: وعَظْعَظَ الجَبانُ والزِّئتِيّ أَراد الْكَلْبَ الصِّينيّ. وَمَا يُعَظْعِظُه شَيْءٌ أَي مَا يَسْتفِزُّه وَلَا يُزيله. والعَظايةُ يُعَظْعِظُ مِنَ الْحَرِّ: يلْوِي عُنقه. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: لَا تَعِظِيني وتَعَظْعَظِي، مَعْنَى تَعْظَعْظِي كُفِّي وارْتَدِعِي عَنْ وعْظِك إِيَّاي، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ تعَظعظي بِمَعْنَى اتَّعِظي؛ رَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْمَثَلَ عَنِ الأَصمعي فِي ادِّعَاءِ الرَّجُلِ عِلْمًا لَا يُحسنه، وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا تُوصِيني وأَوْصِي نَفْسَكِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا الْحَرْفُ جَاءَ عَنْهُمْ هَكَذَا فِيمَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وأَنا أَظنه وتُعَظْعِظي، بِضَمِّ التَّاءِ، أَي لَا يَكُنْ مِنْكِ أَمر بِالصَّلَاحِ وأَن تَفْسُدي أَنت فِي نَفْسِكِ؛ كَمَا قَالَ الْمُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيُّ وَيُرْوَى لأَبي الأَسود الدُّؤلي: لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأْتِيَ مِثْلَه، ... عارٌ عليكَ، إِذا فعَلْتَ، عَظِيمُ فَيَكُونُ مِنْ عَظْعَظَ السهمُ إِذا الْتَوَى واعْوجَّ، يَقُولُ: كَيْفَ تأْمُرِينَني بِالِاسْتِقَامَةِ وأَنْتِ تتعَوَّجين؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ هُوَ الصَّحِيحُ لأَنه قَدْ رَوَى الْمَثَلَ تَعَظْعَظِي ثُمَّ عِظي، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ. عكظ: عَكَظ دابَّتَه يَعْكِظُها عَكْظاً: حبَسها. وتعَكَّظ القومُ تَعَكُّظاً إِذا تَحَبَّسُوا لِيَنْظُرُوا فِي أُمورهم، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ عُكاظ. وعكظَ الشيءَ يَعْكِظُه: عَرَكَه. وعَكَظ خَصْمَه باللَّدَد والحُجَج يَعْكِظه عَكْظاً: عَرَكه وقَهَره. وعَكَّظَه عَنْ حَاجَتِهِ ونَكَّظه إِذا صرَفَه عَنْهَا. وتَعاكَظَ القومُ: تَعارَكُوا وتَفاخَرُوا. وعُكاظ: سُوق لِلْعَرَبِ كَانُوا يتَعاكَظُون فِيهَا؛ قَالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتْ عُكَاظًا لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَجْتَمِعُ فِيهَا

فيَعْكِظ بعضُهم بَعْضًا بالمُفاخَرة أَي يَدْعَكُ، وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ اسْمُ سُوق مِنْ أَسْواق الْعَرَبِ ومَوْسمٌ مِنْ مَواسِم الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتْ قَبَائِلُ الْعَرَبِ تَجْتَمِعُ بِهَا كُلَّ سَنَةٍ وَيَتَفَاخَرُونَ بِهَا ويَحْضُرها الشُّعَرَاءُ فَيَتَنَاشَدُونَ مَا أَحدثوا مِنَ الشِّعْرِ، ثُمَّ يَتفرّقون، قَالَ: وَهِيَ بِقُرْبِ مَكَّةَ كَانَ الْعَرَبُ يَجْتَمِعُونَ بِهَا كُلَّ سَنَةٍ فيُقيمون شَهْرًا يَتبايَعُون وَيَتَفَاخَرُونَ وَيَتَنَاشَدُونَ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام هدَمَ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ يَوْما عُكاظ لأَنه كَانَتْ بِهَا وَقْعَةٌ بَعْدَ وَقْعَةٍ؛ قَالَ دُرَيْد بْنُ الصِّمّة: تَغَيَّبْتُ عَنْ يَوْمَيْ عُكاظ كِلَيْهِما، ... وإِن يَكُ يومٌ ثالِثٌ أَتَغَيَّبُ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يُجرونها وتَمِيم لَا تُجْرِيهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذا بُنيَ القِبابُ عَلَى عُكاظٍ، ... وقامَ البيْعُ واجْتَمعَ الأُلوفُ أَراد بِعُكَاظٍ فوضَع عَلَى مَوْضِعَ الْبَاءِ. وأَدِيمٌ عُكاظِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِليها وَهُوَ مِمَّا حُمل إِلى عُكَاظٍ فبيعَ بِهَا. وتَعَكَّظ أَمرُه: التَوَى. ابْنُ الأَعرابي: إِذا اشْتَدَّ عَلَى الرَّجُلِ السفَر وبعُد قِيلَ تَنَكَّظ، فإِذا الْتَوَى عَلَيْهِ أَمرُه فَقَدْ تعكَّظ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنت مَرَّةً تَعَكَّظُ وَمَرَّةً تَنَكَّظُ؛ تَعَكَّظُ: تمنَّع، وتنكَّظُ: تعجَّل. وتعكَّظ عَلَيْهِ أَمرُه: تمنَّع وتحبَّس. ورجل عَكِظٌ: قصير. عنظ: العُنْظُوان والعِنْظِيانُ: الشِّرِّير المُتَسمِّع البَذِيُّ الْفَحَّاشُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ فُعْلوان، وَقِيلَ: هُوَ الساخِر المُغْرِي، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ. الْفَرَّاءُ: العُنْظُوان الْفَاحِشُ مِنَ الرِّجَالِ والمرأَة عُنْظُوانة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ عِنْظِيانٌ. وَيُقَالُ لِلْفَحَّاشِ: حِنْظِيانٌ وخِنْظِيانٌ وحِنْذيانٌ وخِنْذِيانٌ وعِنْظِيان. يُقَالُ: هُوَ يُعَنْظِي ويُحنْذِي ويُخَنْذِي ويُحَنْظِي ويُخَنْظِي، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ مَعًا، وَيُقَالُ للمرأَة البَذِيّة: هِيَ تُعَنْظي وتُحنظي إِذا تسَلَّطت بِلِسَانِهَا فأَفْحشت. وعَنْظَى بِهِ: سَخِر مِنْهُ وأَسمعه الْقَبِيحَ وَشَتَمَهُ؛ قَالَ جَنْدَل بْنُ المُثَنَّى الطُّهَوِي يُخاطب امرأَته: لَقَدْ خَشِيتُ أَن يَقُومَ قابِري، ... وَلَمْ تُمارِسْكِ، مِنَ الضَّرائرِ كلُّ شَذاةٍ جَمّةِ الصَّرائرِ، ... شِنْظِيرةٍ سائلةِ الجَمائرِ حَتَّى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائرِ، ... قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سَمْع [سِمْع] الحاضِرِ، تُوفِي لَكِ الغَيْظَ بمُدٍّ وافِرِ، ... ثُمَّ تُغادِيكِ بصُغْرٍ صاغِرِ، حَتَّى تَعُودِي أَخْسَرَ الخَواسِرِ تُعَنْظِي بِكِ أَي تُغْرِي وتُفْسِد وتُسَمِّع بِكِ وتَفْضَحُك بشَنِيع الْكَلَامِ، بِمَسْمَع مِنَ الْحَاضِرِ وتذْكُركِ بسُوء عِنْدَ الْحَاضِرِينَ وتُنَدِّدُ بِكِ وتُسمعكِ كَلَامًا قَبِيحًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُنْظوانة الْجَرَادَةُ الأُنثى، والعُنْظَبُ الذَّكَرُ. قَالَ: والعُنْظُوان شَجَرٌ، وَقِيلَ: نَبْتٌ أَغبرُ ضخْم، وَرُبَّمَا استظَلَّ الإِنسان فِي ظلِّه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: كأَنه الحُرْضُ والأَرانِبُ تأْكله، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ إِذا أَكثر مِنْهُ الْبَعِيرُ وَجِعَ بطنُه، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الرِّمْثَ غَيْرَ أَنّ الرّمْث أَبْسَطُ مِنْهُ ورَقاً وأَنْجَعُ فِي النَّعَم، قَالَ الأَزهري: وَنُونُهُ زَائِدَةٌ وأَصل الْكَلِمَةِ عَيْنٌ وَظَاءٌ وَوَاوٌ؛

فصل الغين المعجمة

قَالَ الرَّاجِزُ: حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ، ... فاليومُ مِنْهَا يوْمُ أَرْوَنانِ وَاحِدَتُهُ عُنْظُوانة. وعُنْظوان: مَاءٌ لِبَنِي تَميم مَعْرُوفٌ. فصل الغين المعجمة غلظ: الغِلَظُ: ضِدُّ الرّقّةِ فِي الخَلْق والطبْعِ والفِعْل والمَنْطِق والعيْش وَنَحْوِ ذَلِكَ. غَلُظَ يَغْلُظ غِلَظاً: صَارَ غلِيظاً، وَاسْتَغْلَظَ مِثْلُهُ وَهُوَ غَلِيظ وغُلاظ، والأُنثى غَلِيظة، وَجَمْعُهَا غِلاظٌ، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ الغِلَظَ للخمْر، وَاسْتَعَارَهُ يَعْقُوبُ للأَمر فَقَالَ فِي الْمَاءِ: أَمّا مَا كَانَ آجِناً وأَمّا مَا كَانَ بَعِيدَ الْقَعْرِ شَدِيدًا سقيُه، غَليظاً أَمرُه. وغلَّظ الشيءَ: جَعَلَهُ غَليظاً. وأَغْلَظَ الثوبَ: وَجَدَهُ غَليظاً، وَقِيلَ: اشْتَرَاهُ غَلِيظًا. واسْتَغلظَه: تَرَكَ شِرَاءَهُ لغِلَظه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ؛ أَي مُؤَكَّدًا مشدَّداً، قِيلَ: هُوَ عَقْد المَهر. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ، فاستُعمل الغِلَظُ فِي غَيْرِ الجَواهِر، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ ابْنُ جِنِّي الغِلظ فِي غَيْرِ الْجَوَاهِرِ أَيضاً فَقَالَ: إِذا كَانَ حَرْفُ الرَّوِيِّ أَغْلَظ حُكْمًا عِنْدَهُمْ مِنَ الرِّدف مَعَ قُوَّتِهِ فَهُوَ أَغْلظ حُكْمًا وأَعلى خطَراً مِنَ التأْسيس لبُعده. وغَلُظَت السُّنبلة واسْتَغْلظت: خَرَجَ فِيهَا الْقَمْحُ. وَاسْتَغْلَظَ النباتُ وَالشَّجَرُ: صَارَ غَلِيظاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ إِذا اسْتَحْكَمَتْ نِبْتَتُه. وأَرض غلِيظة: غَيْرُ سَهلة، وَقَدْ غَلُظت غِلَظاً، وَرُبَّمَا كُنِّيَ عَنِ الغَلِيظ مِنَ الأَرض بالغِلَظ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهو بِمَعْنَى الغَلِيظ أَم هُوَ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ. والغَلْظُ: الغَلِيظُ مِنَ الأَرض، رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنِ النَّضْرِ ورُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ إِنما هُوَ الغِلَظُ، قَالُوا: وَلَمْ يَكُنِ النَّضْرُ بِثِقَةٍ. والغَلْظُ مِنَ الأَرض: الصُّلْب مِنْ غَيْرِ حِجَارَةٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، فَهُوَ تأْكيد لِقَوْلِ أَبي حَنِيفَةَ. والتغْلِيظ: الشِّدَّةُ فِي الْيَمِينِ. وتَغْلِيظُ الْيَمِينِ: تشدِيدُها وتَوكِيدها، وغَلَّظ عَلَيْهِ الشيءَ تَغْلِيظًا، وَمِنْهُ الدِّيَةُ المُغَلّظة الَّتِي تَجِبُ فِي شِبْهِ الْعَمْدِ واليمينُ المُغلَّظة. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الخَطإِ: فَفِيهَا الدِّية مُغَلَّظَةً ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: تَغْلِيظُ الدِّيَةِ فِي العَمْد المَحْض وَالْعَمْدِ الخطإِ والشهرِ الحرامِ والبَلدِ الْحَرَامِ وَقَتْلِ ذِي الرَّحِمِ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقّة مِنَ الإِبل وَثَلَاثُونَ جَذَعة وأَربعون مَا بَيْنَ ثنِيّة إِلى بازِل عامِها كلُّها خَلِفة أَي حَامِلٌ. وغَلَّظْتُ عَلَيْهِ وأَغْلَظْتُ لَهُ وَفِيهِ غِلْظة وغُلْظة وغَلْظة وغِلاظةٌ أَي شِدَّة واسْتطالة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ غِلظة وغُلظة وغَلظة؛ وَقَدْ غلَّظَ عَلَيْهِ وأَغْلَظ وأَغْلَظ لَهُ فِي الْقَوْلِ لَا غَيْرُ. وَرَجُلٌ غَلِيظ: فَظٌّ فِيهِ غِلْظة، ذُو غِلْظة وفَظاظةٍ وقَساوة وَشِدَّةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ . وأَمر غَلِيظٌ: شَدِيد صَعْب، وعَهْد غَلِيظٌ كَذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً . وَبَيْنَهُمَا غِلْظةٌ ومغالظةٌ أَي عَداوة. وَمَاءٌ غَلِيظ: مُرٌّ. غنظ: الغَنْظُ والغِناظُ: الجَهْد والكَرْب الشَّديد والمَشَقَّة. غَنَظَه الأَمر يَغْنِظُه غَنْظاً، فَهُوَ مَغْنُوظ. وفعَل ذَلِكَ غَناظَيْك وغِناطَيْك أَي ليَشُقَّ عَلَيْكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والغَنْظُ والغَنَظُ: الهَمُ

اللازِم، تَقُولُ: إِنه لمَغْنُوظٌ مَهْموم، وغنَظَه الهمُّ وأَغْنَظه: لَزِمَه. وغنَظَه يَغْنِظُه ويغْنُظُه، لُغَتَانِ، غَنْظاً وأَغْنَظْته وغَنَّظْته، لُغَتَانِ، إِذا بَلَغْتَ مِنْهُ الْغَمَّ؛ والغَنْظُ: أَن يُشرِف عَلَى الهَلَكة ثُمَّ يُفْلَت، والفِعل كَالْفِعْلِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَقَدْ لقِيتَ فَوارِساً مِنْ رَهْطِنا، ... غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ وَلَقَدْ رأَيتَ مكانَهم فَكَرِهْتَهم، ... كَكراهَةِ الخِنْزِير للإِيغارِ العَيّارُ: رَجل، وجرادةُ: فَرسُه، وَقِيلَ: الْعَيَّارُ أَعرابي صَادَ جَراداً وَكَانَ جَائِعًا فأَتى بِهِنَّ إِلى رَماد فدَسَّهُنّ فِيهِ، وأَقبل يُخْرِجُهُنَّ مِنْهُ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فيأْكلهن أَحياء وَلَا يشعُر بِذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ، فآخِر جَرادة مِنْهُنَّ طَارَتْ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِن كُنْتُ لأُنْضِجُهنَّ فضُرب ذَلِكَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ أُفلت مِنْ كَرْب. وَقَالَ غَيْرُهُ: جَرَادَةُ العيَّار جَرَادَةٌ وُضِعت بين ضِرْسَيْه فأُفْلِتت، أَراد أَنهم لازَمُوك وَغَمُّوكَ بِشِدَّةِ الخُصومة يَعْنِي قَوْلَهُ غَنَظوك، وَقِيلَ العيَّار كَانَ رَجُلًا أَعْلَم أَخذ جَرَادَةً ليأْكلها فأُفلتت مِنْ عَلَمِ شَفَته، أَي كُنْتَ تُفْلَتُ كَمَا أُفلتت هَذِهِ الْجَرَادَةُ. وَذَكَرَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَوْتَ فَقَالَ: غَنْظٌ لَيْسَ كالغَنْظ، وكَظٌّ لَيْسَ كالكَظِّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغَنْظُ أَشدُّ الْكَرْبِ والجَهْد، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: هُوَ أَن يُشْرِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْمَوْتِ مِنَ الْكَرْبِ وَالشِّدَّةِ ثُمَّ يُفْلَت. وغنَظَه يَغْنِظُه غَنْظاً إِذا بَلَغَ بِهِ ذَلِكَ وملأَه غَيْظاً، وَيُقَالُ أَيضاً: غانَظَه غِنَاظًا؛ قَالَ الْفَقْعَسِيُّ: تَنْتِحُ ذِفْراه مِنَ الغِناظ وغَنَظه، فَهُوَ مَغْنُوظٌ أَي جَهَده وشَقَّ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا غَنَظُونا ظَالِمِينَ أَعاننا، ... عَلَى غَنْظِهم، مَنٌّ مِنَ اللَّهِ واسعُ ورجلٌ مُغانِظٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ، ... أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ وغَنْظَى بِهِ أَي نَدّدَ بِهِ وأَسمعه الْمَكْرُوهَ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَغْيَظُ رجلٍ عَلَى اللَّهِ يومَ الْقِيَامَةِ وأَخْبَثُه وأَغيظه عَلَيْهِ رَجُلٌ تَسمَّى بملِك الأَملاك ، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ بَعْضُهُمْ لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث، ولعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظ وَهُوَ شِدَّةُ الْكَرْبِ، وَاللَّهُ أَعلم. غيظ: الغيْظُ: الغَضب، وَقِيلَ: الْغَيْظُ غَضَبٌ كَامِنٌ لِلْعَاجِزِ، وَقِيلَ: هُوَ أَشدُّ مِنَ الغضَب، وَقِيلَ: هُوَ سَوْرَتُه وأَوّله. وغِظتُ فُلَانًا أَغِيظه غَيْظاً وَقَدْ غَاظَهُ فَاغْتَاظَ وغَيَّظَه فتَغَيَّظ وَهُوَ مَغِيظ؛ قَالَتْ قُتَيْلةُ بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ الحرث وَقَتَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَباها صَبْرًا: مَا كَانَ ضَرَّكَ، لَوْ مَنَنْتَ، ورُبما ... مَنَّ الْفَتَى، وَهُوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ والتغَيُّظُ: الاغتِياظ، وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وغيْظُ جارَتها، لأَنها تَرَى مِنْ حُسْنِهَا مَا يَغيظُها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَغْيَظُ الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَملاك ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مِنْ مَجَازِ الْكَلَامِ مَعْدُولٌ عَنْ ظَاهِرِهِ، فإِن الْغَيْظَ صفةٌ تغيِّرُ الْمَخْلُوقَ عِنْدَ احْتِدَادِهِ يَتَحَرَّكُ لَهَا، وَاللَّهُ يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ، وإِنما هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ عُقُوبَتِهِ لِلْمُتَسَمِّي بِهَذَا الِاسْمِ أَي أَنه أَشد أَصحاب هَذِهِ

فصل الفاء

الأَسماء عُقُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ. وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ مُسْلِمٍ: أَغيظ رَجُلٍ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وأَخبثه وأَغيظه عَلَيْهِ رَجُلٌ تَسَمَّى بِمَلِكِ الأَملاك ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ بَعْضُهُمْ لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث ولعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظِ، وَهُوَ شِدَّةُ الْكَرْبِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد غَلَيان تَغَيُّظٍ أَي صَوْتَ غَلَيَانٍ. وَحَكَى الزَّجَّاجُ: أَغاظه، وَلَيْسَتْ بِالْفَاشِيَةِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا يُقَالُ أَغاظه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: غَاظَهُ وأَغاظه وغَيَّظه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وغايَظَه: كغَيَّظه فَاغْتَاظَ وتَغيَّظ. وفعَل ذَلِكَ غِياظَكَ وغِياظَيْك. وغايَظَه: بَارَاهُ فَصَنَعَ مَا يَصْنَعُ. والمُغايظة: فِعْلٌ فِي مُهلة أَو مِنْهُمَا جَمِيعًا. وتغَيَّظَتِ الْهَاجِرَةُ إِذا اشْتَدَّ حَمْيُها؛ قَالَ الأَخطل: لَدُنْ غُدْوةٍ، حَتَّى إِذا مَا تَغَيَّظَت ... هواجرُ مِنْ شعبانَ، حامٍ أَصيلُها وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ؛ أَي مِنْ شدَّة الحرِّ. وغَيَّاظٌ: اسْمٌ. وَبَنُو غَيْظٍ: حيٌّ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وَهُوَ غَيْظُ بنُ مُرَّةَ بنِ عوفِ بنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيانَ بْنِ بَغِيض بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفانَ. وغَيَّاظُ بنُ الحُضَينِ بْنُ الْمُنْذِرِ: أَحد بَنِي عَمْرِو بْنِ شَيْبان الذُّهلي السدُوسي؛ وَقَالَ فِيهِ أَبوه الْحُضَيْنُ يَهْجُوهُ: نَسِيٌّ لِمَا أُولِيتَ مِنْ صَالِحٍ مَضى، ... وأَنت لتأْديبٍ عليَّ حَفِيظُ تَلِينُ لأَهْل الغِلِّ والغَمز منهمُ، ... وأَنت عَلَى أَهلِ الصَّفاء غَلِيظُ وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ ... عَدُوًّا، وَلَكِنْ للصَّدِيقِ تَغِيظ فَلَا حَفِظَ الرحمنُ رُوحَك حَيَّةً، ... وَلَا وهْيَ فِي الأَرواحِ حِينَ تَفِيظ عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وَذُو الوُدِّ، بِالَّذِي ... يَرى مِنْكَ مِنْ غيْظ، عَلَيْكَ كَظيظ وَكَانَ الحُضَيْنُ هَذَا فَارِسًا وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، يومَ صِفِّينَ وَفِيهِ يَقُولُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِمَنْ رايةٌ سوداءٌ يَخْفُقُ ظِلُّها، ... إِذا قِيلَ: قَدِّمْها حُضَيْنُ، تَقَدَّما ويُورِدُها للطَّعْنِ حَتَّى يُزِيرَها ... حِياضَ المَنايا، تَقْطُر الموتَ والدّما فصل الفاء فظظ: الفظُّ: الخَشِنُ الْكَلَامِ، وَقِيلَ: الْفَظُّ الْغَلِيظُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ رُؤْبَةُ: لِمَا رأَينا منهمُ مُغتاظا، ... تَعْرِف مِنْهُ اللُّؤْمَ والفِظاظا والفَظَظُ: خُشُونَةٌ فِي الْكَلَامِ. وَرَجُلٌ فَظٌّ: ذو فَظاظةٍ جافٍ غليظٌ، فِي مَنطقِه غِلَظٌ وخشونةٌ. وإِنه لَفَظٌّ بَظٌّ: إِتباع؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وَلَمْ يَشْرَحْ بَظّاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَوَجَّهْنَاهُ عَلَى الإِتباع، وَالْجَمْعُ أَفظاظ؛ قَالَ الرَّاجِزُ أَنشده ابْنُ جِنِّي: حَتَّى تَرى الجَوَّاظَ مِنْ فِظاظِها ... مُذْلَوْلِياً، بَعْدَ شَذا أَفظاظِها وَقَدْ فَظِظْتَ، بِالْكَسْرِ، تَفَظُّ فَظاظةً وفَظَظاً، والأَول أَكثر لِثِقْلِ التَّضْعِيفِ، وَالِاسْمُ الفَظاظةُ والفِظاظ؛ قَالَ:

حَتَّى تَرَى الجَوّاظ مِنْ فِظاظِها وَيُقَالُ: رَجُلٌ فَظٌّ بَيِّنُ الفَظاظةِ والفِظاظِ والفَظَظِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَعْرِفُ مِنْهُ اللُّؤْمَ والفِظاظا وأَفْظَظْت الرجلَ وغيرَه: ردَدته عَمَّا يُرِيدُ. وإِذا أَدْخَلْتَ الخيطَ فِي الخَرْتِ، فَقَدَ أَفْظَظْتَه؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. والفَظُّ: مَاءُ الْكَرِشِ يُعتصر فيُشرب مِنْهُ عِنْدَ عَوَزِ الْمَاءِ فِي الْفَلَوَاتِ، وَبِهِ شُبَّهَ الرَّجُلُ الْفَظُّ الْغَلِيظُ لغِلَظِه. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِن افتظَّ رَجُلٌ كَرِشِ بِعِيرٍ نَحْرَهُ فَاعْتَصَرَ مَاءَهُ وصَفَّاه لَمْ يَجُزْ أَن يَتَطَهَّرَ بِهِ، وَقِيلَ: الفَظُّ الماءُ يَخْرُجُ مِنَ الْكَرِشِ لِغِلَظِ مَشْرَبِه، وَالْجَمْعُ فُظوظ؛ قَالَ: كأَنَّهُمُ، إِذْ يَعْصِرون فُظوظَها، ... بدَجْلةَ، أَو ماءُ الخُرَيبةِ مَوْرِدُ أَراد أَو ماء الخُرَيْبةِ مَوْرِدٌ لَهُمْ؛ يَقُولُ: يَسْتَبْيِلُونَ خيلَهم لِيَشْرَبُوا أَبوالها مِنَ الْعَطَشِ، فإِذاً الفُظوظُ هِيَ تِلْكَ الأَبوال بِعَيْنِهَا. وفظَّه وافْتَظَّه: شقَّ عَنْهُ الْكَرِشُ أَو عَصْرَهُ مِنْهَا، وَذَلِكَ فِي الْمَفَاوِزِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلى الْمَاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بَجَّك كِرْشَ النابِ لِافْتِظَاظِهَا الصِّحَاحُ: الفَظُّ مَاءُ الْكَرِشِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ نُشْبة: فَكُونُوا كأَنْفِ اللَّيثِ، لَا شَمَّ مَرْغَماً، ... وَلَا نَالَ فَظَّ الصيدِ حَتَّى يُعَفِّرا يَقُولُ: لَا يَشُمُّ ذِلَّةً فتُرْغِمَه وَلَا يَنال مِنْ صَيْدِهِ لَحْمًا حَتَّى يَصْرَعَهُ ويُعَفِّره لأَنه لَيْسَ بِذِي اخْتِلَاسٍ كَغَيْرِهِ مِنَ السِّبَاعِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: افتظَّ الرجلُ، وَهُوَ أَن يَسْقِيَ بَعيرَه ثُمَّ يَشُدَّ فَمَهُ لِئَلَّا يجتَرَّ، فإِذا أَصابه عَطَشٌ شَقَّ بَطْنَهُ فَقَطَرَ فَرْثَه فَشَرِبَهُ. والفَظِيظُ: مَاءُ المرأَة أَو الْفَحْلِ زَعَمُوا، وَلَيْسَ بثَبَتٍ؛ وأَما كُرَاعٌ فَقَالَ: الْفَظِيظُ مَاءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَاءُ الْفَحْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الْقَطَا وأَنهن يَحْمِلْنَ الْمَاءَ لِفِرَاخِهِنَّ فِي حَوَاصِلِهِنَّ: حَمَلْنَ لَهَا مِياهاً فِي الأَداوَى، ... كَمَا يَحْمِلْنَ فِي البَيْظ الفَظِيظا والبَيْظُ: الرَّحِمُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنتَ أَفَظُّ وأَغلظ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ رَجُلٌ فظٌّ أَي سيِء الخُلق. وَفُلَانٌ أَفظٌّ مِنْ فُلَانٍ أَي أَصعب خلُقاً وأَشرس. وَالْمُرَادُ هَاهُنَا شِدَّةُ الخُلُقِ وخشونةُ الْجَانِبِ، وَلَمْ يُرَدْ بِهِمَا المفاضلةُ فِي الفَظاظةِ والغِلْظةِ بَيْنَهُمَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لِلْمُفَاضَلَةِ وَلَكِنْ فِيمَا يَجِبُ مِنَ الإِنكار وَالْغِلْظَةِ عَلَى أَهل الْبَاطِلِ، فإِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، كان رؤوفاً رَحِيمًا، كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى، رَفيقاً بأُمته فِي التَّبْلِيغِ غيرَ فَظٍّ وَلَا غليظٍ؛ وَمِنْهُ أَن صِفَتَهُ فِي التَّوْرَاةِ: لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ لِمَرْوَانَ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَنَ أَباك وأَنت فُظاظةٌ مِنْ لعنةِ اللَّهِ ، بِظَاءَيْنِ، مِنَ الفَظِيظ وَهُوَ مَاءُ الْكَرِشِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَنكره الْخَطَّابِيُّ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَفْظَظْتُ الكرشَ اعتصرتُ مَاءَهَا، كأَنه عُصارةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ أَو فُعالة مِنَ الفَظيظِ ماء الفحل أَي نُطفةٌ مِنَ اللَّعْنَةِ، وَقَدْ رُوِيَ فَضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، بالضاد، وقد تقدم. فوظ: فَاظَتْ نفسُهُ فَوْظاً: كَفَاظَتْ فَيْظاً. وَفَاظَ الرجلُ يَفوظُ فَوْظاً وفَواظاً، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَيَظَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِمَّا يَجُوزُ فِي الْقِيَاسِ، وإِنْ لَمْ يُرَدْ بِهِ

استعمالٌ، الأَفعالُ الَّتِي وَرَدَتْ مَصَادِرُهَا وَرُفِضَتْ هِيَ نَحْوُ فَاظَ الْمَيِّتُ فَيْظاً وفَوْظاً، وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْ فَوْظٍ فِعْلًا، قَالَ: ونظيرُه الأَيْنُ الَّذِي هُوَ الإِعياءُ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْهُ فِعْلًا، قَالَ الأَصمعي: حَانَ فوْظُه أَي مَوْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: أَرأَيتَ المريضَ إِذا حَانَ فَوْظُه أَي مَوْتُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ بِالْوَاوِ وَالْمَعْرُوفُ بِالْيَاءِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ فَاضَتْ نَفْسُهُ تَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً، وَهِيَ فِي تَمِيمٍ وَكَلْبٍ، وأَفصحُ مِنْهَا وآثَرُ: فَاظَتْ نفسُه فُيوظاً، والله أَعلم. فيظ: فَاظَ الرجلُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً وفَيَظاناً وفَيْظاناً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَاتَ؛ قَالَ رؤْبة: والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا، ... لَا يَدْفِنُون منهمُ مَن فَاظَا، إِن مَاتَ فِي مَصيفِه أَو قَاظَا أَي مِنْ كثرةِ القَتْلى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حَتَّى فَاظَ، ثُمَّ رَمَى بسوطِه فَقَالَ: أَعْطُوه حَيْثُ بلَغ السوْطُ ؛ فَاظَ بِمَعْنَى مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ قَتْل ابْنِ أَبي الحُقَيْقِ: فاظَ والِهُ بَني إِسرائيل. وَفَاظَتْ نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه، وكَرِهَها بعضُهم؛ وَقَالَ دُكَيْنٌ الرَّاجِزُ: اجتَمَعَ الناسُ وقالوا: عُرْسُ، ... فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاظَتْ نَفْسُ وأَفاظه اللهُ إِياها وأَفاظه اللَّهُ «4» نفسَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها، ... وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم «5» اللَّيْثُ: فَاظَتْ نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت، وَالْفَاعِلُ فائظٌ، وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدَةَ أَنها لغةٌ لِبَعْضِ تَمِيمٍ، يَعْنِي فَاظَتْ نفسُه وَفَاضَتْ. الْكِسَائِيُّ: تَفَيَّظُوا أَنفسَهم، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ لأُفِيظَنَّ نفسَك، وَحُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه لَا يُقَالُ فَاظَتْ نَفْسُهُ وَلَا فَاضَتْ، إِنما يُقَالُ فَاظَ فُلَانٌ، قَالَ: وَيُقَالُ فَاظَ المَيِّتُ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فَاضَ، بِالضَّادِ، بَتَّةً. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فَاظَ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً، كَذَا رَوَاهَا الأَصمعي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُ فَاظَ الميتُ قولُ قَطَرِيّ: فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَكثَرَ مَقْعَصاً، ... يُبِيحُ دَماً، مِنْ فائظٍ وكَلِيم وَقَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّهم، مِنْ فائظٍ مُجَرْجَمِ، ... خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ وَقَالَ سُراقةُ بْنُ مِرْداس بنِ أَبي عَامِرٍ أَخو الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس فِي يَوْمِ أَوْطاسٍ وَقَدِ اطَّرَدَتْه بَنُو نَصْرٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ الحَقْباء: وَلَوْلَا اللهُ والحَقْباءُ فَاظَتْ ... عِيالي، وَهِيَ بادِيةُ العُروقِ إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لَهَا تَدَلَّتْ، ... تَدَلِّيَ لَقْوةٍ مِنْ رأْسِ نِيقِ وَحَانَ فوْظُه أَي فَيْظُه عَلَى المعاقَبة؛ حكاه اللحياني.

_ (4). قوله [وأَفاظه الله إلخ] كذا في الأصل. (5). قوله في البيت [بمعمم الحلم] كذا بأَصله، ولعله بمعمم الحكم أَي بمقلد الحكم، ففي الأساس: وعمموني أَمرهم قلدوني.

فصل القاف

وَفَاظَ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَضَرَبَتْهُ حَتَّى أَفَظْتُ نفسَه. الْكِسَائِيُّ: فاظَت نفسُه وَفَاظَ هُوَ نفسَه أَي قاءَها، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى، وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم: تَقَيَّؤُوها. الْكِسَائِيُّ هُوَ تَفِيظُ نفسُه. الْفَرَّاءُ: أَهلُ الْحِجَازِ وطَيِءٌ يَقُولُونَ فَاظَتْ نفسُه، وقُضاعة وَتَمِيمٌ وَقَيْسٌ يَقُولُونَ فَاضَتْ نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. وقال أَبو زَيْدٍ وأَبو عُبَيْدَةَ: فَاظَتْ نفسُه، بِالظَّاءِ، لُغَةُ قَيْسٍ، وَبِالضَّادِ لُغَةُ تَمِيمٍ. وَرَوَى الْمَازِنِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ فَاظَتْ نفسُه، بِالظَّاءِ، إِلَّا بَنِي ضَبَّةَ فإِنهم يَقُولُونَهُ بِالضَّادِ؛ وَمِمَّا يُقوِّي فَاظَتْ، بِالظَّاءِ، قولُ الشَّاعِرِ: يَداكَ: يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى، ... وأُخْرَى لأَعْدائها غَائِظَهْ فأَما الَّتِي خيرُها يُرْتَجَى، ... فأَجْوَدُ جُوداً مِنَ اللافِظه وأَما الَّتِي شَرُّها يُتَّقَى، ... فنَفْسُ العَدُوِّ لَهَا فَائِظَهْ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ ... عَدُوّاً، وَلَكِنْ للصَّدِيقِ تَغِيظ فَلَا حَفِظ الرحمنُ رُوحَك حَيَّةً، ... وَلَا وهْيَ فِي الأَرْواحِ حِينَ تفِيظ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: يُقَالُ فاظَ الميتُ، بِالظَّاءِ، وَفَاضَتْ نفسُه، بِالضَّادِ، وَفَاظَتْ نفسُه، بِالظَّاءِ، جَائِزٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ إِلَّا الأَصمعي فإِنه لَا يَجْمَعُ بَيْنَ الظَّاءِ وَالنَّفْسِ؛ وَالَّذِي أَجاز فَاظَتْ نَفْسُهُ، بِالظَّاءِ، يَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: كَادَتِ النفسُ أَن تَفِيظَ عَلَيْهِ، ... إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ وَقَوْلِ الْآخَرِ: هَجَرْتُك، لَا قِلًى مِنِّي، ولكنْ ... رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك فِي الصُّدُودِ كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا ... رأَتْ أَنَّ المَنِيَّةَ فِي الوُرودِ تَفِيظُ نفوسُها ظَمَأً، وتَخْشَى ... حِماماً، فَهِيَ تَنْظُرُ مِنْ بَعِيدِ فصل القاف قرظ: القَرَظُ: شَجَرٌ يُدْبَغُ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ ورَقُ السِّلَم يُدْبَغُ بِهِ الأَدَمُ، وَمِنْهُ أَدِيمٌ مَقْروظ، وَقَدْ قَرَظْتُه أَقْرِظُه قَرْظاً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَرَظُ أَجودُ مَا تُدبَغُ بِهِ الأُهُبُ فِي أَرض الْعَرَبِ وَهِيَ تُدْبَغُ بِوَرَقِهِ وَثَمَرِهِ. وَقَالَ مَرَّةً: القَرَظُ شجرٌ عِظام [عُظام] لَهَا سُوق غِلاظ أَمثال شَجَرِ الجَوْز وَوَرَقُهُ أَصغر مِنْ وَرَقِ التُّفَّاحِ، وَلَهُ حَبٌّ يُوضَعُ فِي المَوازين، وَهُوَ يَنْبُتُ فِي القِيعانِ، واحدَتُه قَرَظةٌ، وَبِهَا سُمّي الرَّجُلُ قَرَظةَ وقُرَيْظةَ. وإِبل قَرَظِيّةٌ: تأْكل القَرَظَ. وأَدِيمٌ قَرَظِيٌّ: مَدْبُوغٌ بالقرَظ. وَكَبْشٌ قَرَظِيٌّ وقُرَظِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى بِلَادِ القَرَظِ، وَهِيَ الْيَمَنُ، لأَنها مَنابِت الْقَرْظِ. وقَرَظَ السِّقاءَ يَقْرِظُه قَرْظاً: دَبَغه بالقَرَظِ أَو صبَغه بِهِ. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عَنِ ابْنِ مِسْحَلٍ: أَدِيم مُقْرَظٌ كأَنه عَلَى أَقْرَظْته، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ، وَاسْمُ الصِّبْغ القَرَظِيُّ عَلَى إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ دَخَلَ عَلَيْهِ وإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوراً. وَفِي

الْحَدِيثِ أُتِيَ بهَدِيَّة فِي أَديم مَقْرُوظٍ أَي مَدْبُوغٍ بِالْقَرَظِ. والقارظُ: الَّذِي يَجْمَعُ القَرَظَ ويجتَنيه. وَمِنْ أَمثالهم: لَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى يَؤوبَ القارِظان، وَهُمَا رَجُلَانِ: أَحدُهما مِنْ عَنَزَة، وَالْآخِرُ عَامِرُ بْنُ تَمِيم بْنِ يَقْدُم بْنِ عَنَزَة، خَرَجَا يَنْتَحِيانِ القَرَظَ ويَجْتَنِيانه فَلَمْ يَرْجِعَا فضُرب بِهِمَا الْمَثَلُ؛ قَالَ أَبو ذؤيب: وحتى يَؤوبَ القارِظانِ كِلاهما، ... ويُنْشَرَ فِي القَتْلَى كُلَيْبٌ لوائلِ «1» وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُمَا قَارِظَانِ وَكِلَاهُمَا مِنْ عَنَزةَ، فالأَكبر مِنْهُمَا يَذْكُرُ بْنُ عَنَزةَ كَانَ لِصُلْبِهِ، والأَصغر هُوَ رُهْمُ بنُ عَامِرٍ مِنْ عَنَزةَ؛ وَكَانَ مِنْ حديثِ الأَوّل أَن خُزيمةَ بْنَ نَهْدٍ كَانَ عَشِقَ ابنَته فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهَا: إِذا الجَوْزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَيَّا، ... ظنَنْتُ بِآلِ فاطمةَ الظُّنُونا وأَمَّا الأَصغر مِنْهُمَا فإِنه خَرَجَ يَطْلُبُ القَرَظَ أَيضاً فَلَمْ يَرْجِعْ، فَصَارَ مَثَلًا فِي انْقِطَاعِ الغيْبة، وإِياهما أَراد أَبو ذُؤَيْبٍ فِي الْبَيْتِ بقوله: وحتى يؤوب الْقَارِظَانِ كِلَاهُمَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْقَزَّازُ فِي كِتَابِ الظَّاءِ أَن أَحد القارِظَين يَقْدُمُ بْنُ عَنَزةَ وَالْآخَرَ عامرُ بْنُ هَيْصَمِ بْنِ يَقْدُمَ بْنِ عَنَزَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا آتِيك القارِظَ العَنَزِيّ أَي لَا آتِيكَ مَا غابَ القارِظُ العَنَزِيُّ، فأَقام القارِظَ الْعَنْزَيَّ مَقَامَ الدَّهْرِ وَنَصَبَهُ عَلَى الظَّرْفِ، وَهَذَا اتِّسَاعٌ وَلَهُ نَظَائِرُ؛ قَالَ بِشْرٌ لِابْنَتِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: فَرَجِّي الخَيْرَ، وَانْتَظِرِي إِيابي، ... إِذا مَا القارِظُ العَنَزِيُّ آبَا التَّهْذِيبِ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الْغَائِبِ: لَا يُرْجَى إِيابُه حَتَّى يَؤوبَ العَنَزِيُّ الْقَارِظُ، وَذَلِكَ أَنه خَرَجَ يَجْني القَرَظَ ففُقِد، فَصَارَ مَثَلًا لِلْمَفْقُودِ الَّذِي يُؤْيَسُ مِنْهُ. والقَرَّاظُ: بَائِعُ القَرَظِ. والتقْرِيظُ: مَدْحُ الإِنسان وَهُوَ حَيٌّ، والتَّأْبِين مدْحُه مَيْتًا. وقَرَّظَ الرجلَ تَقْرِيظًا: مدحَه وأَثنى عَلَيْهِ، مأْخوذ مِنْ تَقْرِيظِ الأَديم يُبالَغُ فِي دِباغِه بالقَرَظِ، وَهُمَا يَتقارظَانِ الثناءَ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يُقَرِّظُ صَاحِبَهُ تَقْرِيظًا، بِالظَّاءِ وَالضَّادِ جَمِيعًا؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، إِذا مَدَحَهُ بِبَاطِلٍ أَو حَقٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُقَرِّظُوني كَمَا قَرَّظَتِ النَّصَارَى عِيسَى ؛ التَّقْرِيظُ: مدحُ الْحَيِّ ووصفُه، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا هُوَ أَهل لِمَا قُرِّظَ بِهِ أَي مُدِح؛ وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: يَهْلِك فِيَّ رَجُلَانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يُقَرِّظني بِمَا لَيْسَ فِيَّ، ومُبْغِضٌ يَحْمِلُه شَنَآني عَلَى أَن يَبْهَتني. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ قرض: وقَرِظ الرجلُ، بِالظَّاءِ، إِذا سَادَ بَعْدَ هَوان. أَبو زَيْدٍ: قَرَّظ فُلَانٌ فَلاناً، وَهُمَا يَتَقَارَظَانِ المدحَ إِذا مَدَحَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَمِثْلُهُ يَتَقَارَضَانِ، بِالضَّادِ، وَقَدْ قَرَّضَه إِذا مَدَحَهُ أَو ذَمَّهُ، فالتقارُظ فِي المدحِ والخيرِ خَاصَّةً، والتقارُضُ في الخير والشر. وسَعْدُ القَرَظِ: مُؤذِّنُ سيدِنا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ بقُباءٍ فَلَمَّا وَلِيَ عمرُ أَنزله المدينةَ فولَدُه إِلى الْيَوْمِ يؤذِّنون في مسجد المدينة.

_ (1). قوله [لوائل] كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في الصحاح: كليب بن وائل.

والقُرَيْظ: فَرَسٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ. وبنو قريْظة: حَيٌّ مِنْ يَهُودَ، وهم والنَّضِير قَبِيلَتَانِ مِنْ يَهُودِ خيبَرَ، وَقَدْ دَخَلُوا فِي الْعَرَبِ على نَسَبِهم إِلى هرون أَخي مُوسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القُرَظيّ. وبنو قُرَيْظةَ: إِخوة النَّضِير، وَهُمَا حَيَّانِ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْمَدِينَةِ، فأَمّا قُرَيْظَةُ فإِنهم أُبِيروا لنَقْضِهم العهدَ ومُظاهَرتِهم الْمُشْرِكِينَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بِقَتْلِ مُقاتِلتهم وسَبْيِ ذراريِّهم وَاسْتِفَاءَةِ أَموالهم، وأَما بَنُو النَّضِيرِ فإِنهم أُجْلُوا إِلى الشَّامِ، وَفِيهِمْ نزلت سورة الحشر. قعظ: أَقْعَظَني فُلَانٌ إِقعاظاً إِذا أَدخل عَلَيْكَ مَشَقَّةً فِي أَمر كُنْتَ عَنْهُ بِمَعْزِلٍ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْعَجَّاجُ فِي قَصِيدَةٍ ظَائِيَّةٍ. وأَقعظه: شق عليه. قوظ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ: القَوْظُ فِي مَعْنَى القَيْظِ، وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ اشْتُقَّ مِنْهُ الْفِعْلُ لأَن لَفْظَهَا وَاوٌ ولفظ الفعل ياء. قيظ: القَيْظُ: صَمِيمُ الصيْف، وَهُوَ حاقُّ الصَّيْفِ، وَهُوَ مِنْ طُلُوعِ النَّجْمِ إِلى طُلُوعِ سُهَيْلٍ، أَعني بِالنَّجْمِ الثريَّا، وَالْجَمْعُ أَقْياظٌ وقُيوظٌ. وعامَله مُقايَظةً وقُيوظاً أَي لِزَمَنِ الْقَيْظِ؛ الأَخيرة غَرِيبَةٌ، وَكَذَلِكَ استأْجره مُقايَظة وقِياظاً؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: قايَظْنَنا يأْكلن فِينَا ... قُدّاً، ومَحْرُوتَ الْجَمَالِ «1» إِنما أَراد قِظْنَ مَعَنَا. وَقَوْلُهُمُ اجْتَمَعَ القَيْظُ إِنما هُوَ عَلَى سَعَةِ الْكَلَامِ، وَحَقِيقَتُهُ: اجْتَمَعَ النَّاسُ فِي الْقَيْظِ فَحَذَفُوا إِيجازاً واخْتصاراً، ولأَن الْمَعْنَى قَدْ عُلم، وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِهِمْ اجْتَمَعَتِ اليمامةُ يُرِيدُونَ أَهل الْيَمَامَةِ. وَقَدْ قَاظَ يومُنا: اشْتَدَّ حَرُّه؛ وقِظْنا بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَقَاظُوا بِمَوْضِعِ كَذَا، وقيَّظُوا وَاقْتَاظُوا: أَقاموا زَمَنَ قَيْظِهِمْ؛ قَالَ تَوْبةُ بْنُ الحُمَيِّر: تَرَبَّعُ لَيْلَى بالمُضَيَّحِ فالحِمَى، ... وتَقْتاظُ مِنْ بَطْنِ العَقِيقِ السَّواقِيا وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ: المَقِيظُ والمَقْيَظُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا مَقِيظَ بأَرض لَا بُهْمَى فِيهَا أَي لَا مَرْعى فِي الْقَيْظِ. والمَقِيظُ والمَصِيفُ وَاحِدٌ. ومَقِيظ الْقَوْمِ: الموضعُ الَّذِي يُقَامُ فِيهِ وقتَ القَيْظِ، ومَصِيفُهم: الموضعُ الَّذِي يُقَامُ فِيهِ وقتَ الصَّيْفِ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ: السَّنَةُ أَربعة أَزمان، وَلِكُلِّ زَمَنٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَشهر، وَهِيَ فُصُولُ السَّنَةِ: مِنْهَا فَصْلُ الصَّيْفِ وَهُوَ فصلُ رَبِيعِ الكَلإِ آذارُ ونَيْسانُ وأَيّارُ، ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الْقَيْظِ حَزِيرانُ وتَموزُ وَآبُ، ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الْخَرِيفِ أَيْلُولُ وتَشْرِين وتَشْرين، ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الشِّتَاءِ كانُونُ وكانونُ وسُباطُ. وقَيَّظَني الشيءُ: كَفَانِي لِقَيْظَتي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ حِينَ أَمره النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِتَزْوِيدِ وفْد مُزَينةَ: مَا هِيَ إِلا أَصْوُعٌ مَا يُقَيِّظْن بَنِيَ ، يَعْنِي أَنه لَا يَكْفِيهِمْ لقيْظهم يَعْنِي زَمَانَ شِدَّةِ الْحَرِّ. والقيظُ: حَمَارَّةُ الصَّيْفِ؛ يُقَالُ: قيَّظني هَذَا الطَّعَامُ وَهَذَا الثَّوْبُ وَهَذَا الشَّيْءُ، وشَتّاني وصَيَّفَني أَي كَفَانِي لِقَيْظِي؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: مَنْ يكُ ذَا بَتٍّ، فَهَذَا بَتِّي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي تَخِذْتُه مِنْ نعَجاتٍ سِتِّ ... سُودٍ، نِعاجٍ كنِعاجِ الدَّشْتِ

_ (1). القدّ: بالضم: السمك البحري. المحروت: نبات. وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الْبَيْتُ في مادة حرت وفيه القِد بكسر القاف وهو الشيء المقدود أَو القديد، وفيه الخمال بدل الجمال، ولعل الخمال جمع لخميلة على غير القياس.

فصل الكاف

يَقُولُ: يَكْفِينِي القَيْظَ والصَّيفَ والشتاءَ، وقاظَ بِالْمَكَانِ وتَقَيَّظَ بِهِ إِذا أَقام بِهِ فِي الصَّيْفِ؛ قَالَ الأَعشى: يَا رَخَماً قاظَ عَلَى مَطْلوبِ، ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئ المُطِيبِ وَفِي الْحَدِيثِ: سِرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَوْمٍ قَائِظٍ أَي شدِيدِ الْحَرِّ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: أَن يَكُونَ الْوَلَدُ غَيْظاً وَالْمَطَرُ قَيْظاً ، لأَن الْمَطَرَ إِنما يُراد لِلنَّبَاتِ وبَرْدِ الْهَوَاءِ والقيظُ ضِدُّ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ قَيْظ، بِفَتْحِ الْقَافِ، مَوْضِعٌ بقُرب مَكَّةَ عَلَى أَربعة أَميال مِنْ نَخْلَةٍ. والمَقِيظةُ: نَبَاتٌ يَبْقَى أَخْضَرَ إِلى الْقَيْظِ يَكُونُ عُلْقةً للإِبل إِذا يَبِس مَا سِوَاهُ. والمَقِيظةُ مِنَ النَّبَاتِ: الَّذِي تدُوم خُضرته إِلى آخِرِ القَيْظ، وإِن هَاجَتِ الأَرض وجَفَّ البَقل. فصل الكاف كظظ: الكِظَّةُ: البِطْنة. كظَّه الطعامُ والشرابُ يَكُظُّه كَظّاً إِذا ملأَه حَتَّى لَا يُطِيقَ عَلَى النَّفَسِ، وَقَدِ اكتَظَّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ كَظَّهُ يكُظّه كَظَّةً، مَعْنَاهُ غَمَّه مِنْ كَثْرَةِ الأَكل. قَالَ الْحَسَنُ: فإِذا علَتْه البِطْنةُ وأَخذته الكِظَّةُ فَقَالَ هاتِ هاضُوماً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَهْدَى لَهُ إِنسانٌ جُوارشْن، قَالَ: فإِذا كَظَّك الطعامُ أَخذت مِنْهُ أَي إِذا امتلأْتَ مِنْهُ وأَثقلك، وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: قَالَ لَهُ إِنسان: إِن شَبِعْتُ كَظَّني وإِن جُعْتُ أَضْعَفَني. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: الأَكِظَّةُ عَلَى الأَكِظَّةِ مَسْمَنةٌ مَكْسَلةٌ مَسْقَمةٌ ؛ الأَكِظّةُ: جَمْعُ الكِظّةِ وَهُوَ مَا يَعْتَرِي المُمْتَلِئَ مِنَ الطَّعَامِ أَي أَنها تُسْمِن وتُكْسِلُ وتُسْقِمُ. والكِظَّة: غَمٌّ وغِلْظةٌ يَجِدُهَا فِي بَطْنِهِ وَامْتِلَاءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الكِظَّة، بِالْكَسْرِ، شَيْءٌ يَعْتَرِي الإِنسان عِنْدَ الِامْتِلَاءِ مِنَ الطَّعَامِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ مِنْ حِظاظِها، ... عَلَى أَحاسِي الغَيْظِ، واكتِظاظِها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد اكتِظاظي عَنْهَا فَحَذَفَ وأَوْصَل، وَتَعْلِيلُ الأَحاسِي مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والكَظِيظُ: المُغْتاظُ أَشدّ الْغَيْظِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِر: عَدُوُّكَ مَسْرُورٌ، وذُو الوُدِّ، بِالَّذِي ... يرَى مِنْكَ مِنْ غَيْظٍ، عَلَيْكَ كَظِيظُ والكَظْكَظةُ: امْتِلَاءُ السِّقاءِ، وَقِيلَ: امتدادُ السِّقَاءِ إِذا امتلأَ، وَقَدْ تَكَظْكَظَ، وكظَظتُ السقاءَ إِذا ملأَته، وسِقاءٌ مكْظُوظ وَكَظِيظٌ. وَيُقَالُ: كَظظْتُ خَصْمِي أَكُظُّه كَظّاً إِذا أَخَذتَ بكَظَمِه وأَلْجَمْتَه حَتَّى لَا يَجِدَ مَخْرَجاً يَخْرُجُ إِليه. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنه ذَكَرَ الْمَوْتَ فَقَالَ: غَنْظ لَيْسَ كالغَنْظ وكَظٌّ لَيْسَ كالكَظِّ أَي هَمٌّ يملأُ الجَوف لَيْسَ كَالْكَظِّ أَي كَسَائِرِ الهُموم وَلَكِنَّهُ أَشدّ. وكَظَّه الشرابُ أَي ملأَه. وكظَّ الغيظُ صدرَه أَي ملأَه، فَهُوَ كَظِيظٌ. وكَظَّنِيَ الأَمر كَظّاً وكَظاظة أَي ملأَني هَمُّهُ. واكْتًظَّ الموضعُ بِالْمَاءِ أَي امتلأَ. وكَظَّهُ الأَمرُ يكُظُّه كَظّاً: بهَظَه وكرَبَه وجهَدَه. وَرَجُلٌ كَظٌّ: تَبْهَظُه الأُمور وَتَغْلِبُهُ حَتَّى يَعْجِزَ عَنْهَا. وَرَجُلٌ لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ.

فصل اللام

والكِظاظُ: الشِّدَّةُ والتَّعب. والكِظاظُ: طولُ المُلازمةِ عَلَى الشِّدَّةِ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي: وخُطّة لَا خَيْرَ فِي كِظاظِها، ... أَنْشَطْت عَنِّي عُرْوَتَيْ شِظاظِها، بَعْدَ احْتِكاء أُرْبَتَيْ إِشْظاظِها والكِظاظُ فِي الحَرب: الضِّيقُ عِنْدَ المَعْركة. والمُكاظَّةُ: المُمارَسةُ الشديدةُ فِي الْحَرْبِ. وكاظَّ القومُ بعضُهم بَعْضًا مُكاظّة وكِظاظاً وتَكاظُّوا: تضايَقُوا فِي الْمَعْرَكَةِ عِنْدَ الْحَرْبِ، وَكَذَلِكَ إِذا تجاوزُوا الحدَّ فِي العَداوة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا، ... إِذْ سَئِمَت رَبِيعةُ الكِظاظا أَي مَلَّت المُكاظَّةَ، وهي هاهنا القِتال وَمَا يَمْلأُ الْقَلْبَ مِنْ هَمّ الحَرْب. ومَثَل الْعَرَبِ: لَيْسَ أَخُو الكِظاظِ مَن تَسْأَمُه. يَقُولُ: كاظِّهم مَا كاظُّوكَ أَي لَا تَسْأَمْهم أَو يَسْأَموا، وَمِنْهُ كِظاظ الْحَرْبِ، والكِظاظُ فِي الحَرب: المُضايَقةُ والمُلازَمةُ فِي مَضِيقِ المَعْركة. واكْتَظَّ المَسِيلُ بِالْمَاءِ: ضاقَ مِنْ كَثْرَتِهِ، وكَظَّ المَسِيلُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقةَ: فاكْتَظَّ الْوَادِي بثَجِيجِه أَي امتلأَ بِالْمَطَرِ والسيْلِ، وَيُرْوَى: كَظّ الْوَادِي بثَجِيجِه. اكْتَظَّ الْوَادِي بثجِيج الْمَاءِ أَي امتلأَ بِالْمَاءِ. والكَظِيظُ: الزِّحَامُ، يُقَالُ: رأَيت عَلَى بَابِهِ كَظِيظًا. وَفِي حَدِيثُ عُتْبة بْنِ غَزْوانَ فِي ذِكْرِ بَابِ الْجَنَّةِ: وليَأْتِينَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كظيظ أَي ممتلئ. كعظ: حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ المظفَّر: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ الضَّخْمِ كَعِيظٌ ومُكعَّظ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الحرف لغيره. كنظ: كَنَظَه الأَمرُ يَكْنُظُه ويَكْنِظُه كَنْظاً وتَكَنَّظَه: بَلَغَ مَشَقَّته مِثْلَ غَنَظَه إِذا جَهده وشقَّ عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: الكنْظ بُلُوغُ المَشَقَّة مِنَ الإِنسان. يُقَالُ: إِنه لمَكْنُوظ مَغْنُوظ. النَّضْرُ: غَنَظَهُ وَكَنَظَهُ يَكْنُظُهُ، وَهُوَ الْكَرْبُ الشَّدِيدُ الَّذِي يُشْفَى مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا مِحْجن يَقُولُ: غنظه وكنظه إِذا ملأَه وغَمَّه. كنعظ: فِي حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ: الكِنْعاظُ الَّذِي يَتَسَخَّط عند الأَكل. فصل اللام لحظ: لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظاً ولَحَظاناً ولَحَظَ إِليه: نَظَرَهُ بمؤخِرِ عينِه مِنْ أَيّ جَانِبَيْهِ كَانَ، يَمِينًا أَو شِمَالًا، وَهُوَ أَشدّ الْتِفَاتًا مِنَ الشزْر؛ قَالَ: لَحَظْناهُمُ حَتَّى كأَنَّ عُيونَنا ... بِهَا لَقْوةٌ، مِنْ شدّةِ اللَّحَظانِ وَقِيلَ: اللحْظة النظْرة مِنْ جَانِبِ الأُذن؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فلمَّا تَلَتْه الخيلُ، وَهُوَ مُثابِرٌ ... عَلَى الرَّكْبِ، يُخْفي نَظرةً ويُعيدُها الأَزهري: الماقُ والمُوقُ طرَف الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الأَنف، واللِّحاظُ مؤخِر الْعَيْنِ مِمَّا يَلِي الصُّدْغَ، وَالْجَمْعُ لُحُظٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُلُّ نَظره المُلاحَظةُ ؛ الأَزهري: هُوَ أَن يَنْظُر الرَّجُلُ بلَحاظِ عَيْنِهِ إِلى الشَّيْءِ شَزْراً، وَهُوَ شِقُّ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ. واللَّحاظ، بِالْفَتْحِ: مُؤخر الْعَيْنِ. واللِّحاظ، بِالْكَسْرِ: مَصْدَرُ لَاحَظْتَهُ إِذا راعَيْتَه. والمُلاحَظَةُ:

مُفاعلة مِنَ اللَّحْظ، وَهُوَ النَّظَرُ بشِقِّ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ، وأَمّا الَّذِي يَلِي الأَنف فالمُوقُ والماقُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي لِحَاظِ الْعَيْنِ الْكَسْرُ لَا غَيْرَ، وَهُوَ مُؤخرها مِمَّا يَلِي الصُّدْغَ. وَفُلَانٌ لَحِيظُ فُلَانٍ أَي نَظِيرُه. ولِحاظُ السَّهم: مَا وَلي أَعْلاه مِنَ القُذَذِ، وَقِيلَ: اللّحاظُ مَا يَلِي أَعلى الفُوق مِنَ السَّهْمَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللِّحاظُ اللِّيطةُ الَّتِي تَنْسَحِي مِنَ العَسِيب مَعَ الرِّيش عَلَيْهَا مَنْبِتُ الرِّيشِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ سِهاماً: كَساهُنَّ أَلآماً كأَنَّ لِحاظَها، ... وتَفْصِيلَ مَا بَيْنَ اللِّحاظ، قَضِيمُ أَراد كَساها رِيشًا لُؤاماً. ولِحاظُ الرِّيشةِ: بطنُها إِذا أُخذت مِنَ الجَناح فقُشرت فأَسْفَلُها الأَبيض هُوَ اللِّحاظ، شبَّه بَطْنَ الرِّيشة المَقْشورة بِالْقَضِيمِ، وَهُوَ الرَّقُّ الأَبيض يُكتب فِيهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: اللِّحاظ مِيسَم فِي مُؤخِر الْعَيْنِ إِلى الأُذن، وَهُوَ خَطٌّ مَمْدُودٌ، وَرُبَّمَا كَانَ لِحاظان مِنْ جَانِبَيْنِ، وَرُبَّمَا كَانَ لِحاظ وَاحِدٌ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ، وَكَانَتْ سِمةَ بَنِي سَعْدٍ. وَجَمَلٌ مَلْحُوظ بلِحاظَين، وَقَدْ لَحَظْت الْبَعِيرَ ولَحَّظْته تَلْحِيظاً؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: تَنْضَحُ بَعْدَ الخُطُم اللِّحاظا واللِّحاظُ والتَّلْحِيظُ: سِمة تَحْتَ الْعَيْنِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَني الدَّيّانِ مُوضِحةً، ... شَنْعاءَ باقِيةَ التَّلْحِيظِ والخُبُطِ «2» جَعَلَ ابْنُ الأَعرابي التلْحِيظَ اسْمًا للسِّمة، كَمَا جَعَلَ أَبو عُبَيْدٍ التحْجِينَ اسْمًا لِلسِّمَةِ فَقَالَ: التحْجِينُ سِمة مُعْوَجَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِنما يُعنى بِهِ الْعَمَلُ وَلَا أُبْعِد مَعَ ذَلِكَ أَن يَكُونَ التفْعيل اسْمًا، فإِن سِيبَوَيْهِ قَدْ حَكَى التَّفْعِيلَ فِي الأَسماء كالتنْبِيت، وَهُوَ شَجَرٌ بِعَيْنِهِ، والتمْتِين، وَهُوَ خُيوط الفُسْطاط، ويقوِّي ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الشَّاعِرَ قَدْ قَرنه بالخُبُط وَهُوَ اسْمٌ. ولِحاظُ الدارِ: فِناؤها؛ قَالَ الشَّاعِرِ: وهلْ بلِحاظِ الدَّار والصحْن مَعْلَمٌ، ... وَمِنْ آيِها بِينُ العراقِ تَلُوحُ؟ البِينُ، بِالْكَسْرِ: قِطعة مِنَ الأَرض قَدْرُ مَدِّ الْبَصَرِ. ولَحْظةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي: سَقَطُوا على أَسَدٍ، بلَحْظةَ، مَشْبُوحِ ... السَّواعِدِ باسِلٍ جَهْمِ الأَزهري: ولَحْظةُ مأْسَدةٌ بتِهامةَ؛ يُقَالُ: أُسد لَحْظةَ كَمَا يُقَالُ أُسْدُ بِيشةَ، وأَنشد بَيْتَ الجعدي. لظظ: لَظَّ بِالْمَكَانِ وأَلَظَّ بِهِ وَألَظَّ عَلَيْهِ: أَقام بِهِ وأَلَحَّ. وأَلظَّ بِالْكَلِمَةِ: لَزِمها. والإِلْظاظُ: لزُوم الشَّيْءِ والمُثابرةُ عَلَيْهِ. يُقَالُ: أَلْظظت بِهِ أُلِظُّ إِلْظاظاً. وأَلظَّ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا لَزِمه. ولَظَّ بِالشَّيْءِ: لَزِمَهُ مِثْلُ أَلظَّ بِهِ، فعَل وأَفْعل بِمَعْنًى. وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلِظُّوا فِي الدُّعَاءِ بِيَا ذَا الْجَلَالِ والإِكرام ؛ أَلظوا أَي الْزَمُوا هَذَا واثبتُوا عَلَيْهِ وأَكثِروا مِنْ قَوْلِهِ والتلفُّظ بِهِ فِي دُعَائِكُمْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ اللَّظِيظُ. وَفُلَانٌ مُلِظٌّ بفلان

_ (2). قوله [التلحيظ] تقدم للمؤلف في مادة خبط التلحيم بالميم بدل الظاء.

أَي مُلازِم لَهُ وَلَا يُفارِقه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَلَظَّ بِهِ عَباقِيةٌ سَرَنْدَى، ... جرِيء الصدْرِ مُنْبَسِطُ القَرِينِ واللَّظِيظُ: الإِلْحاحُ. وَفِي حَدِيثِ رَجْم الْيَهُودِيِّ. فَلَمَّا رَآهُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَلَظَّ بِهِ النِّشْدةَ أَي أَلَحَّ فِي سُؤَالِهِ وأَلزَمَه إِياه. والإِلظاظُ: الإِلحاح؛ قَالَ بِشْرٌ: أَلَظَّ بهِنَّ يَحْدُوهُنَّ، حَتَّى ... تبَيَّنتِ الحِيالُ مِنَ الوِساقِ والمُلاظّةُ فِي الحَرب: المُواظبةُ وَلُزُومُ القِتال مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ تلاظٌّوا مُلاظَّة ولِظاظاً، كِلَاهُمَا: مَصْدَرٌ عَلَى غَيْرِ بِنَاءِ الْفِعْلِ. وَرَجُلٌ لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِر مُتشَدِّدٌ، ومِلَظٌّ ومِلْظاظٌ: عسِر مُضيَّق مُشدَّد عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى كَظّاً إِتباعاً. وَرَجُلٌ مِلظاظ: مِلْحاح، ومِلَظٌّ: مِلَحٌّ شَدِيدُ الإِبلاغ بِالشَّيْءِ يُلح عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: جارَيْتُه بسابِحٍ مِلْظاظِ، ... يَجْري عَلَى قَوائمٍ أَيْقاظِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: عَجِبْتُ والدَّهْرُ لَهُ لَظِيظُ وأَلظَّ المطرُ: دامَ وأَلحَّ. ولَظْلَظَت الْحَيَّةُ رأْسَها: حرَّكته، وتلَظْلَظَت هِيَ: تحرَّكت. والتَّلَظْلُظُ واللظْلظةُ مِنْ قَوْلِهِ: حية تَتَلَظْلَظُ، وهو تَحْرِيكُهَا رأْسها مِنْ شِدَّةِ اغْتِياظها، وَحَيَّةٌ تَتَلَظَّى مِنْ توقُّدها وخُبْثِها، كأَنَّ الأَصل تتلظَّظُ، وأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي الْحَرِّ يتلظَّى فكأَنه يَلْتَهِبُ كَالنَّارِ مِنَ اللَّظَى. واللظْلاظُ: الفَصِيح. وَاللَّظْلَظَةُ: التَّحْرِيكُ؛ وَقَوْلُ أَبي وجْزَة: فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ مُلِظَّةً، ... رسولَ امْرِئٍ بادِي المَودَّةِ ناصِح قِيلَ: أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ، وَقَوْلُهُ رَسُولَ امْرِئٍ أَراد رسالة امرئٍ. لعظ: ابْنُ الْمُظَفَّرِ: جَارِيَةٌ مُلَعَّظة طَوِيلَةُ سَمِينَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ مُسْتَعْمَلًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لِغَيْرِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ. لعمظ: اللَّعْمظةُ واللِّعْماظُ: انْتِهاسُ الْعَظْمِ مِلْء الْفَمِ. وَقَدْ لَعْمَظَ اللحمَ لَعْمَظةً: انتهسَه. وَرَجُلٌ لَعْمَظٌ ولُعْمُوظٌ: حَريص شَهْوان. واللَّعْمَظةُ: التطْفِيلُ. وَرَجُلٌ لُعْمُوظٌ وامرأَة لُعموظة: متطفِّلان. الْجَوْهَرِيُّ: اللِّعْمَظةُ الشرَهُ. وَرَجُلٌ لَعْمظ ولُعْموظةٌ ولُعموظ: وَهُوَ النَّهِمُ الشَّرِهُ، وَقَوْمٌ لَعامِظةٌ ولَعامِيظُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَشْبِهْ، وَلَا فَخْرَ، فإِنَّ الَّتِي ... تُشْبِهُها قَوْمٌ لَعامِيظ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّعْموظ الَّذِي يَخدم بطَعام بطنِه مِثْلَ العُضْرُوط؛ قَالَ رَافِعُ بْنُ هُزَيْمٍ: لَعامِظةً بَيْنَ العَصا ولِحائِها، ... أَدِقَّاء نَيّالِينَ مِنْ سَقَطِ السَّفْرِ لَعْمَظْت اللَّحْمَ: انْتَهَسْتُه عَنِ الْعَظْمِ، وَرُبَّمَا قَالُوا لَعْظَمْته، عَلَى الْقَلْبِ. الأَزهري: رَجُلٌ لَعْمَظة ولَمْعَظة وَهُوَ الشَّرِهُ الحَرِيصُ؛ وأَنشد الأَصمعي لِخَالِهِ: أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّها العَضارِطُ، ... وأَيُّها اللَّعمَظةُ العَمارِطُ

قَالَ: وَهُوَ الحَرِيص اللَّحّاسُ. لغظ: اللَّغَظ: مَا سَقَطَ فِي الغَدِير مِنْ سَفْيِ الرّيح، زعموا. لفظ: اللَّفْظُ: أَن تَرْمِي بِشَيْءٍ كَانَ فِي فِيكَ، وَالْفِعْلُ لَفَظ الشيءَ. يُقَالُ: لفَظْتُ الشَّيْءَ مِنْ فَمِي أَلفِظُه لَفْظاً رَمَيْتُهُ، وَذَلِكَ الشَّيْءُ لُفاظةٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ حِمَارًا: يُوارِدُ مَجْهُولاتِ كلِّ خَمِيلةٍ، ... يَمُجُّ لُفاظَ البقْلِ فِي كلِّ مَشْرَبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَاسْمُ ذَلِكَ المَلْفوظ لُفاظة ولُفاظ ولَفِيظٌ ولفْظ. ابْنُ سِيدَهْ: لَفَظ الشيءَ وَبِالشَّيْءِ يَلْفِظُ لَفْظاً، فَهُوَ مَلْفُوظ ولَفِيظ: رَمَى. وَالدُّنْيَا لافِظة تَلفِظ بِمَنْ فِيهَا إِلى الْآخِرَةِ أَي تَرْمِي بِهِمْ. والأَرض تلفِظ الْمَيِّتَ إِذا لَمْ تَقْبَلُهُ ورمَتْ بِهِ. وَالْبَحْرُ يلفِظ الشَّيْءَ: يَرمي بِهِ إِلى السَّاحِلِ، والبحرُ يلفِظ بِمَا فِي جَوْفِه إِلى الشُّطوط. وَفِي الْحَدِيثِ: ويَبْقى فِي كُلِّ أَرض شِرارُ أَهلِها تَلفِظُهم أَرَضُوهم أَي تَقْذِفُهم وترْمِيهم مِنْ لفَظ الشيءَ إِذا رَماه. وَفِي الْحَدِيثِ: ومَن أَكل فَمَا تخَلَّل فَلْيَلْفِظْ أَي فلْيُلْقِ مَا يُخْرِجُه الخِلال مِنْ بَيْنِ أَسنانه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه سُئل عَمَّا لَفَظ الْبَحْرُ فنَهى عَنْهُ ؛ أَراد مَا يُلقِيه الْبَحْرُ مِنَ السَّمَكِ إِلى جَانِبِهِ مِنْ غَيْرِ اصْطِياد. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فقاءتْ أُكُلَها ولَفَظَت خَبيئها أَي أَظهرت مَا كَانَ قَدِ اختبأَ فِيهَا مِنَ النَّبَاتِ وَغَيْرِهِ. واللَّافِظةُ: الْبَحْرُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَسْخى مِنْ لافِظةٍ؛ يَعْنُونَ الْبَحْرَ لأَنه يلفِظ بِكُلِّ مَا فِيهِ مِنَ العَنبر وَالْجَوَاهِرِ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ، وَقِيلَ: يَعْنُونَ الدِّيكَ لأَنه يلفظ بما فِيهِ إِلى الدَّجَاجِ، وَقِيلَ: هِيَ الشاةُ إِذا أَشْلَوْها تَرَكَتْ جِرَّتَها وأَقبلت إِلى الحَلْب لكَرَمِها، وَقِيلَ: جُودها أَنها تُدْعى للحَلَب وَهِيَ تَعْتَلِف فتُلْقي مَا فِي فِيهَا وتُقبل إِلى الْحَالِبِ لتُحْلَب فرَحاً مِنْهَا بِالْحَلَبِ، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَزُقُّ فرْخَها مِنَ الطَّيْرِ لأَنها تُخْرِجُ مَا فِي جَوْفها وتُطعمه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَجُودُ فَتُجْزِل قَبْلَ السُّؤال، ... وكفُّكَ أَسْمَحُ مِنْ لافِظَه وَقِيلَ: هِيَ الرَّحى سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَلْفِظُ مَا تطحَنُه. وكلُّ مَا زَقَّ فَرْخَهُ لافِظة. واللُّفاظُ: مَا لُفِظ بِهِ أَي طُرِحَ؛ قَالَ: والأَزْدُ أَمْسى شِلْوُهُم لُفاظا أَي مَتْرُوكًا مَطْروحاً لَمْ يُدْفَن. ولفَظ نفسَه يَلْفِظُها لَفْظاً: كأَنه رَمَى بِهَا، وَكَذَلِكَ لفَظ عَصْبَه إِذا ماتَ، وعَصْبُه: رِيقُه الَّذِي عصَب بِفِيهِ أَي غَرِي بِهِ فَيَبِس. وَجَاءَ وَقَدْ لَفَظَ لِجامَه أَي جَاءَ وَهُوَ مَجْهُودٌ مِنَ العَطش والإِعْياء. ولفَظ الرجلُ: مَاتَ. ولفَظ بِالشَّيْءِ يَلْفِظُ لَفظاً: تَكَلَّمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ . ولَفَظْت بِالْكَلَامِ وتلَفَّظْت بِهِ أَي تَكَلَّمْتُ بِهِ. واللَّفْظ: وَاحِدُ الأَلْفاظ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. لمظ: التَّلمُّظ والتمطُّق: التذَوُّقُ. واللمْظ والتلمُّظُ: الأَخذ بِاللِّسَانِ مَا يَبْقى فِي الْفَمِ بَعْدَ الأَكل، وَقِيلَ: هُوَ تَتَبُّع الطُّعْم والتذوُّق، وَقِيلَ: هُوَ تَحْرِيكُ اللِّسَانِ فِي الْفَمِ بَعْدَ الأَكل كأَنه يَتَتَبَّع بَقِيَّةً مِنَ الطَّعَامِ بَيْنَ أَسنانه، وَاسْمُ مَا بَقِيَ فِي الْفَمِ اللُّماظةُ. والتمطُّق بالشفَتين: أَن تُضَمَّ إِحداهما بالأُخرى مَعَ

فصل الميم

صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُمَا، وَمِنْهُ مَا يَسْتَعْمِلُهُ الكَتَبة فِي كَتْبهم فِي الدِّيوَانِ: لَمَّظْناهم شَيْئًا يَتلمَّظُونه قَبْلَ حُلول الْوَقْتِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ اللُّماظة، واللُّماظة، بِالضَّمِّ: مَا يَبقى فِي الْفَمِ مِنَ الطَّعَامِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ الدُّنْيَا: لُماظةُ أَيامٍ كأَحلامِ نائمٍ وَقَدْ يُستعار لِبَقِيَّةِ الشَّيْءِ الْقَلِيلِ؛ وأَنشد: لُماظة أَيام. والإِلْماظُ الطعْن الضَّعِيفُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يُحْذِيه طَعْناً لَمْ يَكُنْ إِلْماظا وَمَا عِنْدَنَا لَماظٌ أَي طَعَامٌ يُتلمَّظُ. وَيُقَالُ: لَمِّظْ فُلَانًا لُماظة أَي شَيْئًا يتلمَّظُه. الْجَوْهَرِيُّ: لمَظَ يَلمُظُ، بِالضَّمِّ، لَمْظاً إِذا تَتَبَّع بِلِسَانِهِ بقيّةَ الطَّعَامِ فِي فَمِهِ أَو أَخرج لِسَانَهُ فَمَسَحَ بِهِ شَفتيه، وَكَذَلِكَ التلمُّظُ. وتلمَّظَتِ الحيةُ إِذا أَخرجت لِسَانَهَا كتلمُّظ الأَكل. وَمَا ذُقت لَماظاً، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ التحْنِيكِ: فَجَعَلَ الصبيُّ يتلمَّظ أَي يُدِيرُ لِسَانَهُ فِي فِيهِ ويحرِّكُه يتَتبَّع أَثر التَّمْرِ، وَلَيْسَ لَنَا لَمَاظ أَي مَا نَذُوقُه فنَتلمَّظُ بِهِ. ولَمَّظْناه: ذوَّقْناه ولَمَّجْناه. والتمَظَ الشيءَ: أَكله. ومَلامِظُ الإِنسان: مَا حَوْلَ شَفَتَيْه لأَنه يَذُوقُ بِهِ. ولَمَظ الماءَ: ذاقَه بطَرف لِسَانِهِ، وَشَرِبَ الْمَاءَ لَماظاً: ذَاقَهُ بطرَف لِسَانِهِ. وأَلمَظَه: جَعَلَ الْمَاءَ عَلَى شَفَتِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ فَاسْتَعَارَهُ لِلطَّعْنِ: يُحْميه طعْناً لَمْ يَكُنْ إِلْماظا «1» أَي يُبَالِغُ فِي الطَّعْنِ لَا يُلْمِظُهم إِياه. واللَّمَظُ واللُّمْظةُ: بَيَاضٌ فِي جَحْفلة الْفَرَسِ السُّفْلى مِنْ غَيْرِ الغُرّة، وَكَذَلِكَ إِن سَالَتْ غُرَّتُه حَتَّى تَدْخُلَ فِي فَمِهِ فيَتَلَمَّظ بِهَا فَهِيَ اللُّمظة؛ وَالْفَرَسُ أَلْمَظُ، فإِن كَانَ فِي العُليا فَهُوَ أَرْثَمُ، فإِذا ارْتَفَعَ الْبَيَاضُ إِلى الأَنف فَهُوَ رُثْمَةٌ، وَالْفَرَسُ أَرْثَمُ، وَقَدِ الْمَظَّ الْفَرَسُ الْمِظاظاً. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّمَظ شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ فِي جَحفلة الدَّابَّةِ لَا يُجاوز مَضَمَّها، وَقِيلَ: اللُّمظة الْبَيَاضُ عَلَى الشَّفَتَيْنِ فَقَطْ. واللُّمْظة: كالنُّكْتة مِنَ الْبَيَاضِ، وَفِي قَلْبِهِ لُمظة أَي نُكتة. وَفِي الْحَدِيثِ: النِّفاق فِي الْقَلْبِ لُمْظة سَوْدَاءُ، والإِيمانُ لُمظة بَيْضَاءُ، كُلَّمَا ازْداد ازْدادتْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: الإِيمان يَبْدُو لُمظةً فِي الْقَلْبِ، كُلَّمَا ازْدَادَ الإِيمان ازْدَادَتِ اللُّمظة ، قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُ لُمظة مِثْلُ النُّكْتة وَنَحْوِهَا مِنَ الْبَيَاضِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: فَرَسٌ أَلمظ إِذا كَانَ بجَحْفلته شَيْءٌ مِنْ بَيَاضٍ. ولَمَظه مِنْ حقِّه شَيْئًا ولمَّظه أَي أَعْطاه. وَيُقَالُ للمرأَة: أَلْمِظِي نَسْجَكِ أَي أَصْفِقِيه. وأَلْمَظ الْبَعِيرُ بذَنَبه إِذا أَدْخله بين رِجْليه. لمعظ: أَبو زَيْدٍ: اللَّمْعَظُ الشَّهْوانُ الحَريصُ، وَرَجُلٌ لُمْعُوظ ولُمْعُوظة مِنْ قَوْمٍ لَماعِظةٍ، وَرَجُلٌ لَعْمَظة ولَمْعَظة: وَهُوَ الشَّرِهُ الحَريص. فصل الميم مشظ: مَشِظَ الرجلُ يَمْشَظُ مَشَظاً ومَشِظَتْ يَدُه أَيضاً إِذا مَسَّ الشوْكَ أَو الجِذْعَ فَدَخَلَ مِنْهُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ أَو شَظِيّةٌ، وَقَدْ قِيلت بِالطَّاءِ، وَهُمَا لُغَتَانِ، وَهُوَ المَشَظُ؛ وأَنشد ابْنُ السكِّيت قَوْلُ سُحَيم بْنُ وُثَيْلٍ الرِّيَاحِيُّ: وإِنَّ قَناتَنا مَشِظٌ شَظاها، ... شَدِيدٌ مَدُّها عُنُقَ القَرِينِ

_ (1). قَوْلُهُ [يحميه] كذا في الأصل وشرح القاموس بالميم، وتقدم يحذيه طعناً، وفي الأساس وأحذيته طعنة إِذا طعنته.

قَوْلُهُ مَشِظٌ شَظاها مَثل لامْتِناع جانِبه أَي لَا تَمَسَّ قَناتَنا فيَنالَك مِنْهَا أَذًى، وإِن قُرن بِهَا أَحد مَدَّتْ عنُقَه وجَذَبَتْه فذَلَّ كأَنه فِي حبْل يجْذِبه؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: مِشاظ قَناةٍ درْؤُها لَمْ يُقَوَّمِ وَيُقَالُ: قَناة مَشِظةٌ إِذا كَانَتْ جَدِيدَةً صُلْبة تَمْشَظُ بِهَا يَدُ مَنْ تَناوَلها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَكُلُّ فَتًى أَخِي هَيْجا شُجاعٍ ... عَلَى خَيْفانةٍ مَشِظٍ شَظاها والمَشَظ أَيضاً: المَشَقُ وَهُوَ أَيضاً تشقُّق فِي أُصول الفَخِذينِ؛ قَالَ غَالِبٌ الْمُعَنَّى: قَدْ رَثَّ مِنْهُ مَشَظٌ فَحَجْحَجا، ... وَكَانَ يَضْحَى فِي البُيوتِ أَزِجا الحَجْحَجةُ: النُّكوص، والأَزِجُ: الأَشِرُ. مظظ: ماظَّه مُماظَّة ومِظاظاً: خَاصَمَهُ وشاتمَه وشارَّه ونازَعَه وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا مُقابَلة مِنْهُمَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لأْواءَها والأَزْلَ والمِظاظا وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَنه مرَّ بِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ يُماظُّ جَارًا لَهُ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: لَا تُماظِّ جارَك فإِنه يَبْقَى ويذهَب النَّاسِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُماظَّةُ المُخاصَمة والمُشاقَّة والمُشارّةُ وشدَّةُ المُنازعةِ مَعَ طُول اللُّزوم، يُقَالُ: ماظَظْتُهُ أُماظُّه مِظاظاً ومُماظَّة، أَبو عَمْرٍو: أَمَظَّ إِذا شَتم، وأَبَظَّ إِذا سَمِنَ، وَفِيهِ مَظاظةٌ أَي شدَّة خُلُق، وَتَمَاظَّ القومُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ، ... أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ وأَمَظَّ العُودَ الرطبَ إِذا توقَّع أَن تَذْهَبَ نُدُوَّته فعَرَّضه لِذَلِكَ. والمَظُّ: رُمّان الْبَرِّ أَو شَجَرُهُ وَهُوَ يُنَوِّر وَلَا يَعقِد وتأْكله النحْل فيجُودُ عسَلُها عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهري وَبَنِي إِسرائيل: وَجَعَلَ رُمّانَهم المَظَّ ؛ هُوَ الرُّمّان الْبَرِّيُّ لَا يُنْتفع بِحَمْلِهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَنَابِتُ المَظ الْجِبَالُ وَهُوَ ينوِّر نَوْراً كَثِيرًا وَلَا يُرَبِّي وَلَكِنْ جُلُّناره كَثِيرُ الْعَسَلِ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لِبَعْضِ طيِء: وَلَا تَقْنَطْ، إِذا جَلَّتْ عِظامٌ ... عليكَ مِن الحَوادِثِ، أَن تُشَظّا وسَلِّ الهَمَّ عَنْكَ بذاتِ لَوْثٍ، ... تَبُوصُ الحادِيَيْنِ إِذا أَلَظَّا كأَنَّ، بنحْرِها وبمِشْفَرَيْها ... ومَخْلِجِ أَنْفِها، رَاءً ومَظّا جَرى نَسْءٌ عَلَى عسَنٍ عليها، ... فبار خَصِيلُها حَتَّى تَشَظَّى «2» أَلَظَّ أَي لَحَّ. قَالَ: وَالرَّاءُ زَبَدُ الْبَحْرِ، والمظُّ دمُ الأَخوين، وَهُوَ دمُ الغَزال وعُصارة عُروق الأَرْطَى، وَهِيَ حُمر، والأَرْطاة خَضْراء فإِذا أَكلتها الإِبل احْمَرَّتْ مَشافِرها؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلًا: فَجَاءَ بِمَزْج لَمْ يَر الناسُ مِثْلَه، ... هُوَ الضَّحْكُ، إِلا أَنه عَمَلُ النحْلِ

_ (2). قوله [فبار] كذا بالأصل وَهُوَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بار أَو باد بمعنى هلك.

فصل النون

يَمانية أَحْيا لَهَا، مَظَّ مَأْبِدٍ ... وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَسْقِيةٍ كُحْلٍ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مأْبِدٍ، بِالْبَاءِ، وَمَنْ هَمَزَهُ فَقَدْ صَحَّفَهُ. وآلُ قَراس: جِبَالٌ بالسَّراةِ. وأَسْقِية: جَمْعُ سَقِيٍّ، وَهِيَ السَّحَابَةُ الشديدةُ الوَقْع. وَيُرْوَى: صوبُ أَرْمِيةٍ جَمْعُ رَمِيٍّ، وَهِيَ السَّحَابَةُ الشَّدِيدَةُ الْوَقْعِ أَيضاً. ومَظَّةُ: لقَب سُفْيَانُ بْنُ سلْهم بْنِ الحَكَم بْنِ سَعْدِ العَشِيرة. ملظ: المِلْوَظُّ: عَصَا يُضْرَبُ بِهَا أَو سَوْطٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ثُمَّتَ أَعْلى رأْسَه المِلْوَظَّا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلَتْهُ عَلَى فِعْوَلّ دُونَ مِفعلّ لأَن فِي الْكَلَامِ فِعْوَلًّا وَلَيْسَ فِيهِ مِفْعلّ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِلْوَظٌ مِفْعلًا ثُمَّ يُوقَف عَلَيْهِ بِالتَّشْدِيدِ فَيُقَالُ مِلوظّ، ثُمَّ إِن الشَّاعِرَ احْتَاجَ فأَجراه فِي الْوَصْلِ مُجراه فِي الْوَقْفِ فَقَالَ المِلوظّا كقوله: ببازِلٍ وَجْناه أَو عَيْهَلِ أَراد أَو عَيْهلٍ، فَوَقَفَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ خَالِدّ، ثُمَّ أَجراه فِي الْوَصْلِ مُجْرَاهُ فِي الْوَقْفِ، وَعَلَى أَيّ الْوَجْهَيْنِ وجَّهتَه فإِنه لَا يُعرف اشتقاقه. فصل النون نشظ: اللَّيْثُ: النُّشوظُ نَبَاتُ الشَّيْءِ مِنْ أُرُومَتِه أَوّل مَا يَبْدُو حِينَ يَصدع الأَرضَ نَحْوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ أُصول الحاجِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ نَشَظَ يَنْشُظُ؛ وأَنشد: ليسَ لَهُ أَصْلٌ وَلَا نُشُوظُ قَالَ: والنشْظُ الكَسْعُ فِي سُرْعة واخْتِلاس. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَصَوَابُهُ النشْط، بِالطَّاءِ، وَقَدْ تقدّم ذكره. نعظ: نَعَظَ الذكَرُ يَنْعَظُ نَعْظاً ونعَظاً ونُعُوظاً وأَنْعَظَ: قَامَ وانْتَشر، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كتبْتَ إِلَيَّ تَسْتَهِدي الجَوارِي، ... لقدْ أَنْعَظْتَ مِن بلَدٍ بَعيدِ وأَنْعَظَ صاحِبُه. والإِنْعاظ: الشبَقُ. وأَنْعَظَتِ المرأةُ: شَبِقَت وَاشْتَهَتْ أَن تُجامَع، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ النَّعْظُ، ويُنشد: إِذا عَرِق المُهْقُوعُ بالمَرء أَنْعَظَتْ ... حَلِيلَتُه، وابْتَلّ مِنْهَا إِزارُها وَيُرْوَى: وَازْدَادَ رَشْحاً عِجانُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَجاب هَذَا الشاعرَ مُجِيب فَقَالَ: قَدْ يَرْكَبُ المَهْقُوعَ مَن لَسْتَ مِثْلَه، ... وَقَدْ يَرْكَبُ المهقوعَ زَوْجُ حَصانِ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنه قَالَ: كَانَ بالبَصْرةِ رَجُلٌ كَحَّال فأَتته امرأَة جَمِيلَةٌ فَكحَلَها وأَمَرَّ المِيلَ عَلَى فَمِهَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ السلطانَ فَقَالَ: واللَّهِ لأَفُشَّنَّ نَعْظَه، فأَخذه وَلَفَّهُ فِي طُنِّ قَصب وأَحْرقه. وإِنْعاظُ الرَّجُلِ: انتِشار ذَكَرِهِ. وأَنْعظَ الرَّجُلُ: اشْتَهَى الْجِمَاعَ. وَحِرٌ نَعِظ: شَبِقٌ، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: حَيّاكة تمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ، ... وذِي هبابٍ نَعِظِ العَصْرَيْنِ

فصل الواو

وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ لأَنه لَا فِعْل لَهُ، يَكُونُ نَعِظٌ اسْمَ فَاعِلٍ مِنْهُ، وأَراد نَعِظ بِالْعَصْرَيْنِ أَي بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ أَو بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ. أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا فَتَحَتِ الْفَرَسُ ظَبْيَتها وقبَضَتها واشْتَهت أَن يضْرِبَها الحِصانُ قِيلَ: انْتَعَظَتِ انْتِعاظاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُسْلِمٍ الخَوْلانيّ أَنه قَالَ: يَا مَعْشَرَ خَوْلانَ، أَنْكِحوا نِساءكم وأَياماكُم، فإِنّ النَّعْظ أَمر عارِمٌ فأَعدُّوا لَهُ عُدّة، وَاعْلَمُوا أَنه لَيْسَ لمُنْعظٍ رَأْي ، الإِنعاظُ: الشَّبَقُ، يَعْنِي أَنه أَمر شَدِيدٌ. وأَنعظت الدَّابَّةُ إِذا فتَحت حَياءها مَرَّةً وقبضَته أُخرى وَبَنُو نَاعِظٍ: قبيلة. نكظ: النَّكْظةُ والنَّكَظةُ: العَجَلة، وَالِاسْمُ النَّكَظُ؛ قَالَ الأَعشى: قَدْ تجاوَزْتُها عَلَى نَكَظِ المَيْطِ، ... إِذا خَبَّ لامِعاتُ الآلِ وَقِيلَ: هُوَ مَصْدَرُ نَكِظَ؛ وَقَالَ آخَرُ: عَبَرَاتٌ عَلَى نَياسِبَ شَتَّى، ... تَقْتَرِي القَفْرَ آلِفاتٍ قُراها قَدْ نَزَلْنا بها على نَكَظِ المَيطِ، ... فَرُحْنا وقَد ضَمِنَّا قِراها الأَصمعي: أَنْكَظْته إِنْكاظاً إِذا أَعجلته، وَقَدْ نَكِظ الرَّجل، بِالْكَسْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: نَكَظَه يَنْكُظُه نَكْظاً ونكَّظه تنكِيظاً وأَنكظه غَيْرُهُ أَي أَعجله عَنْ حَاجَتِهِ. وتنكَّظ عَلَيْهِ أَمرُه: الْتَوَى، وَقِيلَ: تنكَّظَ الرَّجُلُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ سفَرُه، فإِذا الْتَوَى عَلَيْهِ أَمره فَقَدْ تَعَكَّظ؛ هَذَا الْفَرْقُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمَنْكَظةُ: الْجُهْدُ وَالشِّدَّةُ فِي السَّفَرِ؛ قَالَ: مَا زِلْتُ فِي مَنْكَظةٍ وسَيْرِ ... لِصِبْيَةٍ أَغِيرُهم بغَيْرِي أَبو زَيْدٍ: نَكِظَ الرَّحِيلُ نكَظاً إِذا أَزِفَ، وَقَدْ نَكِظْت للخُروج وأَفِدْت له نَكَظاً وأَفَداً. فصل الواو وشظ: وشَظَ الفأْسَ والقَعْبَ وَشْظاً: شَدَّ فُرْجةَ خُرْبَتها بعُود وَنَحْوِهِ يُضَيِّقُها بِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْعُودِ الوَشِيظةُ. والوَشِيظةُ: قِطعة عَظْمٍ تَكُونُ زِيَادَةً فِي الْعَظْمِ الصَّمِيم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلَطٌ، والوَشيظةُ قِطعة خَشَبَةٍ يُشْعَب بِهَا القَدح، وَقِيلَ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ دَخيلًا فِي الْقَوْمِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ صَمِيمهم: إِنه لوَشِيظة فِيهِمْ، تَشْبِيهًا بِالْوَشِيظَةِ الَّتِي يُرْأَبُ بِهَا القَدَح. ووَشَظْتُ الْعَظْمَ أَشِظُه وشْظاً أَي كَسَرْت مِنْهُ قِطعة. اللَّيْثُ: الوَشِيظ مِنَ النَّاسِ لَفِيفٌ لَيْسَ أَصلهم وَاحِدًا، وَجَمْعُهُ الوشائظُ. والوَشِيظةُ والوَشيظُ: الدُّخلاء فِي الْقَوْمِ لَيْسُوا مِنْ صَميمهم؛ قَالَ: عَلَى حِين أَن كانتْ عُقَيْلٌ وشَائظاً، ... وكانَت كِلابٌ، خامِرِي أُمَّ عامِرِ وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ وَشِيظة فِي قَومهم أَي هُمْ حَشْوٌ فِيهِمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: همُ أَهْلُ بَطْحاوَيْ قُرَيْشٍ كِلَيْهِما، ... وهمْ صُلْبها، ليسَ الوشائظُ كالصُّلْبِ وَفِي حَدِيثِ الشعْبيّ: كَانَتِ الأَوائل تَقُولُ: إِياكم والوَشائظَ ؛ هُمُ السَّفِلةُ، وَاحِدُهُمْ وَشيظ، والوشِيظُ:

فصل الياء

الخَسيس، وَقِيلَ: الْخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ. والوَشِيظُ: التَّابِعُ والحِلْفُ، والجمع أَوشاظ: وعظ: الوَعْظ والعِظةُ والعَظةُ والمَوْعِظةُ: النُّصْح والتذْكير بالعَواقِب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ تَذْكِيرُكَ للإِنسان بِمَا يُلَيِّن قلبَه مِنْ ثَوَابٍ وعِقاب. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَجْعلنك عِظة أَي مَوْعظة وعِبرة لِغَيْرِكَ، وَالْهَاءُ فِيهِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ ؛ لَمْ يَجِئْ بِعَلَامَةِ التأْنيث لأَنه غَيْرُ حَقِيقِيٍّ أَو لأَن الموعِظة فِي مَعْنَى الوَعْظ حَتَّى كأَنه قَالَ: فَمَنْ جَاءَهُ وَعْظٌ مِنْ رَبِّهِ، وَقَدْ وَعَظه وَعْظاً وعِظة، واتَّعَظَ هُوَ: قَبِل الْمَوْعِظَةَ، حِينَ يُذكر الْخَبَرُ وَنَحْوُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَى رأْس السِّرَاطِ واعظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ ، يَعْنِي حُجَجه الَّتِي تَنْهاه عَنِ الدُّخول فِيمَا مَنَعَهُ اللَّهُ مِنْهُ وحرَّمه عَلَيْهِ وَالْبَصَائِرُ الَّتِي جَعَلَهَا فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثُ أَيضاً: يأْتي عَلَى الناسِ زَمان يُسْتَحَلُّ فِيهِ الرِّبَا بِالْبَيْعِ والقَتلُ بِالْمَوْعِظَةِ ؛ قَالَ: هُوَ أَن يُقتل البَريءُ ليتَّعِظَ بِهِ المُرِيب كَمَا قَالَ الْحَجَّاجُ فِي خُطْبَتِهِ: وأَقْتلُ الْبَرِيءَ بالسَّقِيم. وَيُقَالُ: السَّعِيدُ مَنْ وُعِظ بِغَيْرِهِ والشقيُّ مَنِ اتَّعَظ بِهِ غَيْرُهُ. قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم الْمَعْرُوفَةِ: لَا تَعِظيني وتَعَظْعَظِي أَي اتَّعِظي وَلَا تَعِظيني؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُ وَتَعَظْعَظِي وإِن كَانَ كَمُكَرَّرِ الْمُضَاعَفِ فأَصله مِنَ الْوَعْظِ كَمَا قَالُوا خَضْخَضَ الشيءَ فِي الْمَاءِ، وأَصله من خَضَّ. وَقَظَ: الوَقِيظُ: الْمُثْبِتُ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهوض كالوَقِيذِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: أَمّا الْوَقِيظُ فإِن اللَّيْثَ ذَكَرَهُ فِي هَذَا الْبَابِ، قَالَ: وَزَعَمُوا أَنه حَوْض لَيْسَ لَهُ أَعضاد إِلا أَنه يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءٌ كَثِيرٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خطأٌ مَحْضٌ وَتَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ الوَقْط، بِالطَّاءِ، وَقَدْ تقدَّم. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ وُقِطَ فِي رأْسه أَي أَنه أَدركه الثقل فوضَع رأْسه. يُقَالُ: ضَرَبَهُ فوَقَطَه أَي أَثْقلَه، وَيُرْوَى بِالظَّاءِ بِمَعْنَاهُ كأَن الظَّاءَ فِيهِ عاقَبت الذَّالَ مِنْ وقَذْت الرجلَ أَقِذُه إِذا أَثْخَنْتَه بِالضَّرْبِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ وأُمية بْنِ أَبي الصلْت: قَالَتْ لَهُ هِند عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يزعُم أَنه رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: فوَقَظَتْني ، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى هَكَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ، قَالَ: وأَظن الصَّوَابَ فوَقَذَتْني، بِالذَّالِ، أَي كسَرَتْني وهَدَّتني. وَكَظَ: وكَظَ عَلَى الشَّيْءِ وواكَظَ: واظَبَ؛ قَالَ حُمَيْدٌ: ووَكَظَ الجَهْدُ عَلَى أَكْظامِها أَي دامَ وثَبَتَ. اللِّحْيَانِيُّ: فُلَانٌ مُواكِظٌ عَلَى كَذَا وواكِظٌ ومُواظِبٌ وواظِبٌ ومُواكِبٌ وواكِبٌ أَي مُثابِر، والمُواكَظةُ: المُداومَة عَلَى الأَمر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً، قَالَ مُجَاهِدٌ: مُواكِظاً. ومَرَّ يَكِظُه إِذا مَرَّ يطْرُد شَيْئًا مِنْ خَلْفِهِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الواكِظُ الدَّافع. ووَكظَه يَكِظُه وَكْظاً: دَفَعه وزَبَنه، فَهُوَ مَوْكوظ. وتَوَكَّظ عَلَيْهِ أَمرُه: الْتَوَى كتَعَكَّظ وتَنَكَّظ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَمَظَ: التَّهْذِيبُ: الوَمْظةُ الرُّمّانة البرّية. فصل الياء يَقِظ: اليَقَظةُ: نَقِيضُ النوْم، والفِعل استَيْقَظَ، وَالنَّعْتُ يَقْظانُ، والتأْنيث يَقْظى، وَنِسْوَةٌ وَرِجَالٌ أَيْقاظٌ. ابْنُ سِيدَهْ: قَدِ استَيْقَظَ وأَيْقَظَه هُوَ واسْتيقظه؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْري:

إِذا اسْتَيْقَظَتْه شَمَّ بَطْناً، كأَنَّه ... بمَعْبُوءةٍ وَافَى بِهَا الهِنْدَ رادِعُ وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ اليَقَظة والاسْتِيقاظ، وَهُوَ الانْتباه مِنَ النَّوْمِ. وأَيْقَظْته مِنْ نَوْمِهِ أَي نَبّهته فتَيَقَّظ، وَهُوَ يَقْظان. وَرَجُلٌ يَقِظ ويَقُظ: كِلَاهُمَا عَلَى النِّسَبِ أَي مُتَيَقِّظ حذِر، وَالْجَمْعُ أَيْقاظ، وأَمّا سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَا يُكسّر يَقُظ لِقِلَّةِ فَعُلٍ فِي الصِّفَاتِ، وإِذا قلَّ بِنَاءُ الشَّيْءِ قلَّ تصرُّفه فِي التَّكْسِيرِ، وإِنما أَيْقاظ عِنْدَهُ جَمْعُ يَقِظ لأَن فَعِلًا فِي الصِّفَاتِ أَكثر مِنْ فَعُلٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَمْعُ يَقِظٍ أَيقاظ، وَجَمْعُ يَقْظان يِقاظ، وَجَمْعُ يَقْظى صفةَ المرأَة يَقاظى. غَيْرُهُ: وَالِاسْمُ اليَقَظَةُ، قَالَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ومِن الناسِ مَن يَعِيشُ شَقِيّاً، ... جِيفةَ اللَّيْلِ غافِلَ اليَقَظَهْ فإِذا كَانَ ذَا حَياءٍ ودِينٍ، ... راقَب اللهَ واتَّقى الحَفَظهْ إِنَّما الناسُ سائرٌ ومُقِيمٌ، ... وَالَّذِي سارَ لِلْمُقِيم عِظَهْ وَمَا كَانَ يَقُظاً، وَلَقَدْ يَقُظَ يَقاظة ويَقَظاً بيِّناً. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعُلٍ وفَعِلٍ: رَجُلٌ يقُظٌ ويقِظ إِذا كَانَ مُتَيَقِّظاً كَثِيرَ التيَقُّظ فِيهِ مَعْرِفَةٌ وفِطْنة، ومِثله عَجُلٌ وعَجِلٌ وطَمُعٌ وطَمِعٌ وفَطُنٌ وفَطِنٌ. وَرَجُلٌ يَقْظانُ: كيقِظ، والأُنثى يَقْظى، وَالْجَمْعُ يِقاظٌ. وَتَيَقَّظَ فُلَانٌ للأَمر إِذا تنبَّه، وَقَدْ يقَّظْتُه. وَيُقَالُ: يَقِظ فُلَانٌ يَيْقَظ يَقَظاً ويَقَظةً، فَهُوَ يَقْظَانُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلَّذِي يُثير التُرَابَ قَدْ يقَّظه وأَيْقَظه إِذا فَرَّقَهُ. وأَيقظت الغُبار: أَثرته، وَكَذَلِكَ يَقَّظْته تَيْقِيظاً. واسْتَيْقظَ الخَلْخالُ والحَلْيُ: صَوَّت كَمَا يُقَالُ نامَ إِذا انْقَطَعَ صوتُه مِنِ امْتلاء السَّاقِ؛ قَالَ طُرَيْح: نامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها، ... وجَرى الوشاحُ عَلَى كَثِيبٍ أَهْيَلِ فاسْتَيْقَظَتْ مِنْهُ قَلائدُها الَّتِي ... عُقِدَتْ عَلَى جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ ويَقَظةُ ويَقْظان: اسْمانِ. التَّهْذِيبُ: ويقَظة اسْمُ أَبي حَيّ مِنَ قُرَيْشٍ. ويقَظة: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبو مَخْزُوم يقَظة بْنُ مُرَّة بْنِ كَعْب بْنِ لُؤيّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهر؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي يقَظَة أَبي مَخْزُومٍ: جاءتْ قُرَيْش تَعُودُني زُمَراً، ... وَقَدْ وَعَى أَجْرَها لَهَا الحَفَظَهْ وَلَمْ يَعُدْني سَهْمٌ وَلَا جُمَحٌ، ... وعادَني الغِرُّ مِنْ بَني يَقَظَهْ لَا يَبْرَحُ العِزُّ فيهمُ أَبداً، ... حَتَّى تَزُولَ الجِبالُ من قَرَظَهْ.

ع

الجزء الثامن ع كتاب العين المهملة ع: هَذَا الْحَرْفُ قَدَّمَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ فِي كُتُبِهِمْ وابتدأُوا بِهِ فِي مُصَنَّفَاتِهِمْ؛ حَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ بْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ: لَمَّا أَراد الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد الِابْتِدَاءَ فِي كِتَابِ الْعَيْنِ أَعمل فِكْرَهُ فِيهِ فَلَمْ يُمْكِنْهُ أَن يَبْتَدِئَ مِنْ أَوّل اب تَ ثَ لأَن الأَلف حَرْفٌ مُعْتَلٌّ، فَلَمَّا فَاتَهُ أَوّل الْحُرُوفِ كَرِهَ أَن يَجْعَلَ الثَّانِي أَوّلًا، وَهُوَ الْبَاءُ، إِلا بِحُجَّةٍ، وَبَعْدَ استِقْصاء تَدَبَّر ونظَر إِلى الْحُرُوفِ كُلِّهَا وذاقَها فَوَجَدَ مَخْرَجَ الْكَلَامِ كُلِّهِ مِنَ الْحَلْقِ، فصيَّر أَوْلاها بِالِابْتِدَاءِ بِهِ أَدخلها فِي الْحَلْقِ، وَكَانَ إِذا أَراد أَن يَذُوقَ الْحَرْفَ فَتَحَ فَاهُ بأَلف ثُمَّ أَظهر الْحَرْفَ نَحْوَ أَبْ أَتْ أَحْ أَعْ، فَوَجَدَ الْعَيْنَ أَقصاها فِي الْحَلْقِ وأَدخلها، فَجَعَلَ أَوّل الْكِتَابِ العينَ، ثُمَّ مَا قَرُب مَخرجه مِنْهَا بَعْدَ الْعَيْنِ الأَرفعَ فالأَرفعَ، حَتَّى أَتى عَلَى آخِرِ الْحُرُوفِ، وأَقصى الْحُرُوفِ كُلِّهَا الْعَيْنُ، وأَرفع مِنْهَا الْحَاءُ، وَلَوْلَا بُحَّة فِي الْحَاءِ لأَشبهت الْعَيْنَ لقُرْب مَخْرَجِ الْحَاءِ مِنَ الْعَيْنِ، ثُمَّ الْهَاءُ، وَلَوْلَا هَتَّةٌ فِي الْهَاءِ، وَقَالَ مَرَّةً هَهَّةٌ فِي الْهَاءِ، لأَشبهت الْحَاءَ لِقُرْبِ مَخْرَجِ الْهَاءِ مِنَ الْحَاءِ، فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ فِي حَيِّز وَاحِدٍ، فَالْعَيْنُ وَالْحَاءُ وَالْهَاءُ وَالْخَاءُ وَالْغَيْنُ حَلْقِيّة، فَاعْلَمْ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهريّ: الْعَيْنُ وَالْقَافُ لَا تَدْخُلَانِ عَلَى بِنَاءٍ إِلا حَسَّنتاه لأَنهما أَطْلَقُ الحُروف، أَما الْعَيْنُ فأَنْصَعُ الْحُرُوفِ جَرْساً وأَلذُّها سَماعاً، وأَما الْقَافُ فأَمْتَنُ الْحُرُوفِ وأَصحها جَرْساً، فإِذا كَانَتَا أَو إِحداهما فِي بناءٍ حَسُن لِنَصَاعَتِهِمَا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَيْنُ وَالْحَاءُ لَا يأْتلفان فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَصلية الْحُرُوفِ لِقُرْبِ مخرجيْهما إِلا أَن يُؤَلَّفَ فِعْلٌ مِنْ جَمْعٍ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِثْلَ حَيٍّ عَلَى فَيُقَالُ مِنْهُ حَيْعَلَ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الألف أمع: الإِمَّعةُ والإِمَّعُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ: الَّذِي لَا رأْي لَهُ وَلَا عَزْم فَهُوَ يُتَابِعُ كُلَّ أَحد عَلَى رأْيِه وَلَا يَثْبُتُ عَلَى شَيْءٍ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اغْدُ عَالِمًا أَو مُتعلِّماً وَلَا تَكُنْ إِمَّعةً ، وَلَا نظير إِلا رَجُلٌ إِمَّرٌ، وَهُوَ الأَحمق؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الإِمَّرةُ وَهُوَ الَّذِي يُوَافِقُ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى مَا يُريده؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فصل الباء

لَقِيتُ شَيْخاً إِمَّعَهْ، ... سأَلتُه عَمّا مَعَهْ، فَقَالَ ذَوْدٌ أَرْبَعهْ وقال: فَلَا دَرَّ دَرُّكَ مِن صاحِبٍ، ... فأَنْتَ الوُزاوِزةُ الإِمَّعَهْ وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَعُدُّ الإِمَّعةَ الَّذِي يتْبَع الناسَ إِلى الطَّعَامِ مِنْ غَيْرِ أَن يُدْعى، وإِنَّ الإِمَّعةَ فِيكُمُ الْيَوْمُ المُحْقِبُ الناسِ دِينَه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْمَعْنَى الأَوَّلُ يَرْجِعُ إِلى هَذَا. اللَّيْثُ: رَجُلٌ إِمّعةٌ يَقُولُ لِكُلِّ أَحد أَنا مَعَكَ، وَرَجُلٌ إِمّع وإِمّعة لِلَّذِي يَكُونُ لضَعْف رأْيه مَعَ كُلِّ أَحد؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيضاً: لَا يَكُونَنَّ أَحدُكم إِمَّعَةً، قِيلَ: وَمَا الإِمَّعَةُ؟ قَالَ: الَّذِي يَقُولُ أَنا مَعَ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد ابْنُ مَسْعُودٍ بالإِمَّعَة الَّذِي يَتْبع كُلَّ أَحد عَلَى دِينِه، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ أَصل أَن إِفْعَلًا لَا يَكُونُ فِي الصِّفات، وأَما إِيَّل فَاخْتُلِفَ فِي وَزْنه فَقِيلَ فِعَّل، وقيل فِعْيَل، وقال ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجْعَلُوهُ إِفْعَلًا لئلا تكون الْفَاءُ وَالْعَيْنُ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَجِئْ مِنْهُ إِلا كَوْكَبٌ ودَدَنٌ، وَقَوْلُ من قول امرأَة إِمَّعة غَلَطٌ، لَا يُقَالُ لِلنِّسَاءِ ذَلِكَ. وَقَدْ حُكِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: قَدْ تأَمَّعَ واسْتَأْمَعَ. والإِمّعَةُ: المُتردّد فِي غَيْرِ مَا صَنْعة، وَالَّذِي لَا يَثْبُت إِخاؤه. وَرِجَالٌ إِمّعون، وَلَا يُجْمَعُ بالأَلف وَالتَّاءِ. فصل الباء بتع: البَتِعُ: الشَّدِيدُ المَفاصِل والمَواصِل مِنَ الْجَسَدِ. بَتِعَ بَتَعاً، فَهُوَ بَتِعٌ وأَبْتَعُ: اشْتَدَّت مَفَاصِلُهُ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدل: يَرْقى الدَّسِيعُ إِلى هادٍ لَهُ بَتِعٍ، ... فِي جُؤْجُؤٍ، كمَداكِ الطِّيب، مَخْضُوبِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبْتَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا وَقَعَ وأَظنه: وَجِيدًا. والبَتَعُ: طُول العُنق مَعَ شدَّة مَغْرِزه. يُقَالُ: عُنق أَبْتَع وبَتِع، تَقُولُ مِنْهُ: بَتِع الفرَسُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ فَرَسٌ بَتِع، والأُنثى بَتِعةٌ. وعُنُق بَتِعةٌ وبَتِعٌ: شَدِيدَةٌ، وَقِيلَ: مُفْرِطةُ الطُّول؛ قَالَ: كُلُّ عَلاةٍ بَتِعٍ تَلِيلُها وَرَجُلٌ بَتِعٌ: طَوِيلٌ، وَامْرَأَةٌ بَتِعة كَذَلِكَ، ابْنُ الأَعرابي: البَتِعُ الطويلُ العُنقِ، والتَّلِعُ الطويلُ الظهْرِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: مِنَ الأَعْناقِ البَتِعُ، وَهُوَ الْغَلِيظُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الشَّدِيدُ، قَالَ: وَمِنْهَا المُرْهَف، وَهُوَ الدَّقِيقُ وَلَا يَكُونُ إِلا لِفَتِيق. وَيُقَالُ: البَتَعُ فِي الْعُنُقِ شدَّته، والتَّلَعُ طُولُهُ. وَيُقَالُ: بَتِعَ فُلَانٌ عليَّ بأَمْر لَمْ يُؤامِرْني فِيهِ إِذا قطَعَه دُونك؛ قَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدي: بانَ الخَلِيطُ، وَكَانَ البَيْنُ بَائِجَةً، ... وَلَمْ نَخَفْهُم عَلَى الأَمْرِ الَّذِي بَتِعُوا بَتِعُوا أَي قَطَعوا دُوننا. أَبو مِحْجَنٍ: الانْبِتاع والانْبِتال الانْقِطاع. والبِتْعُ والبِتَعُ، مِثْلُ القِمْعِ والقِمَعِ: نَبيذ يُتَّخَذ مِنْ عسَل كأَنه الخَمر صَلابة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْبِتْعُ الْخَمْرُ الْمُتَّخَذَةُ مِنَ الْعَسَلِ فأَوقع الْخَمْرَ

عَلَى الْعَسَلِ. والبِتْعُ أَيضاً: الْخَمْرُ، يَمانية. وبَتَعَها: خَمَّرَها، والبَتَّاع: الخَمَّار، وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّه سُئِلَ عَنِ البِتْعِ فَقَالَ: كلُّ مُسْكرٍ حَرَامٌ ؛ قَالَ: هُوَ نبيذُ العَسل، وَهُوَ خَمْرُ أَهل الْيَمَنِ. وأَبْتَعُ: كَلِمَةٌ يُؤَكَّدُ بِهَا، يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ أَجْمعون أَكْتعون أَبْصعون أَبْتَعون، وَهَذَا مِنْ بَابِ التَّوْكِيدِ. بثع: بَثِعَتِ الشفةُ تَبْثَعُ بَثَعاً وتَبَثَّعَت: غَلُظَ لَحْمُهَا وظَهَر دَمُها. وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ: ممتَلِئَة مُحمَرَّة مِنَ الدَّمِ. وَرَجُلٌ أَبْثَعُ: شَفَتْهُ كَذَلِكَ. وَشَفَةٌ بَاثِعَةٌ: تَنْقَلِبُ عِنْدَ الضَّحِك. ولِثة باثِعة وبَثُوع ومُبَثِّعَة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ والدمِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ البَثَعُ. وَامْرَأَةٌ بَثِعةٌ وبَثْعاء: حَمْرَاءُ اللِّثةِ وارِمَتُها، وَالِاسْمُ البَثَعُ. قَالَ الأَزهري: بَثِعَت لِثة الرَّجُلِ تَبْثَعُ بُثوعاً إِذا خَرَجَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى كأَنَّ بِهَا ورَماً، وَذَلِكَ عَيْب، إِذا ضَحِك الرَّجُلُ فَانْقَلَبَتْ شَفَتُهُ فَهِيَ باثعةٌ أَيضاً. والبَثَعُ: ظُهورُ الدَّمِ فِي الشَّفَتَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْجَسَدِ، وَهُوَ البَثَغُ، بِالْغَيْنِ، فِي الْجَسَدِ. وَقَالَ الأَزهري: البَثَغُ بالغين لغيره. بخع: بخَعَ نفْسَه يَبْخَعُها بَخْعاً وبُخوعاً: قتلَها غيْظاً أَو غَمّاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي مُخْرِجٌ نفسَك وقاتلٌ نفسَك؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدِ نفسَه ... بشيءٍ نَحَتْه عَنْ يدَيْكَ المَقادِرُ قَالَ الأَخفش: يُقَالُ بَخَعْتُ لَكَ نفْسي ونُصْحِي أَي جَهَدْتها أَبْخَعُ بُخوعاً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها ذَكَرَتْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: بَخَعَ الأَرضَ فقاءتْ أُكُلَها أَي قَهر أَهلَها وأَذلَّهم واستخرَج مَا فِيهَا مِنَ الكُنوز وأَموال المُلوك. وبَخَعْتُ الأَرضَ بالزِّراعةِ أَبْخَعُها إِذا نَهَكْتُهَا وتابَعْت حِراثَتها وَلَمْ تُجِمَّها عَامًا. وبخَع الوَجْدُ نفسَه إِذا نَهَكَها. وبخَعَ لَهُ بِحَقِّهِ يَبْخَعُ بُخوعاً وبَخاعةً: أَقرَّ بِهِ وخضَع لَهُ، وَكَذَلِكَ بَخِعَ، بِالْكَسْرِ، بُخوعاً وبَخاعةً، وبَخَعَ لِي بِالطَّاعَةِ بُخوعاً كَذَلِكَ. وبَخَعْت لَهُ: تذَلَّلْت وأَطَعت وأَقرَرْت. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَصبَحْتُ بجَنبتَي الناسِ ومَن لَمْ يَكُنْ يَبْخَعُ لَنَا بِطَاعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ عُقْبة بْنِ عَامِرٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَتاكُم أَهلُ اليَمنِ هُمْ أَرَقُّ قُلوباً وأَلْيَنُ أَفئدةً وأَبْخَعُ طَاعَةً أَي أَنْصَحُ وأَبْلَغُ فِي الطاعةِ مِنْ غَيْرِهِمْ كأَنهم بالَغُوا فِي بَخْعِ أَنفسهم أَي قَهرِها وإِذْلالِها بالطاعةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ هُوَ مِنْ بَخَع الذَّبِيحةَ إِذا بالَغ فِي ذَبْحِها وَهُوَ أَن يَقْطَع عظْم رَقَبَتِهَا ويَبْلُغَ بالذَّبْح البِخاع، بِالْبَاءِ، وَهُوَ العِرْق الَّذِي فِي الصُّلْب؛ والنخْعُ، بِالنُّونِ، دُونَ ذَلِكَ وَهُوَ أَن يبلُغ بِالذَّبْحِ النُّخاع، وَهُوَ الخيْط الأَبيض الَّذِي يَجري فِي الرَّقبة، هَذَا أَصله ثُمَّ كثُر حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مُبَالَغَةٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ فِي الْكَشَّافِ وَفِي كِتَابِ الْفَائِقِ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ وَلَمْ أَجده لِغَيْرِهِ، قَالَ: وَطَالَمَا بَحَثْتُ عَنْهُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ وَالطِّبِّ وَالتَّشْرِيحِ فَلَمْ أَجد البِخاع، بِالْبَاءِ، مَذْكُورًا فِي شَيْءٍ مِنْهَا. وبَخَعْت الرَّكيّة بَخْعاً إِذا حَفرْتها حتى ظَهر ماؤها. بخثع: بَخْثَعٌ: اسْمٌ زَعَمُوا، وليس بثبت. بخذع: بخذَعه بِالسَّيْفِ وخَذْعَبَه: ضربه.

بدع: بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه: أَنشأَه وبدأَه. وبدَع الرَّكِيّة: اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها. ورَكِيٌّ بَدِيعٌ: حَدِيثةُ الحَفْر. والبَدِيعُ والبِدْعُ: الشَّيْءُ الَّذِي يَكُونُ أَوّلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ؛ أَي مَا كُنْتُ أَوّلَ مَنْ أُرْسِلَ، قَدْ أُرسل قَبْلِي رُسُلٌ كَثِيرٌ. والبِدْعةُ: الحَدَث وَمَا ابْتُدِعَ مِنَ الدِّينِ بَعْدَ الإِكمال. ابْنُ السِّكِّيتِ: البِدْعةُ كلُّ مُحْدَثةٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه، فِي قِيام رمضانَ: نِعْمتِ البِدْعةُ هَذِهِ. ابْنُ الأَثير: البِدْعةُ بدْعتان: بدعةُ هُدى، وبدْعة ضَلَالٍ، فَمَا كَانَ فِي خِلَافِ مَا أَمر اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ فِي حَيِزّ الذّمِّ والإِنكار، وَمَا كَانَ وَاقِعًا تَحْتَ عُموم مَا ندَب اللهُ إِليه وحَضّ عَلَيْهِ أَو رسولُه فَهُوَ فِي حيِّز الْمَدْحِ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثال مَوْجُودٌ كنَوْع مِنَ الجُود وَالسَّخَاءِ وفِعْل الْمَعْرُوفِ فَهُوَ مِنَ الأَفعال الْمَحْمُودَةِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ فِي خِلَافِ مَا وَرَدَ الشَّرْعُ بِهِ لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ جَعَلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ثَوَابًا فَقَالَ: مَن سَنَّ سُنّة حسَنة كَانَ لَهُ أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بِهَا ، وَقَالَ فِي ضِدِّهِ: مَن سَنَّ سُنّة سَيئة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بِهَا ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي خِلَافِ مَا أَمر اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ، قَالَ: وَمِنْ هَذَا النَّوْعِ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نعمتِ البِدْعةُ هَذِهِ ، لَمَّا كَانَتْ مِنْ أَفعال الْخَيْرِ وَدَاخِلَةً فِي حَيِّزِ الْمَدْحِ سَمّاها بِدْعَةً ومدَحَها لأَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، لم يَسُنَّها لَهُمْ، وإِنما صلَّاها لَيالِيَ ثُمَّ تَرَكَهَا وَلَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا وَلَا جَمَعَ النَّاسَ لَهَا وَلَا كَانَتْ فِي زَمَنِ أَبي بَكْرٍ وإِنما عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، جَمَعَ الناسَ عَلَيْهَا وندَبهم إِليها فَبِهَذَا سَمَّاهَا بِدْعَةً، وَهِيَ عَلَى الْحَقِيقَةِ سنَّة لِقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلفاء الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي ، وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَعَلَى هَذَا التأْويل يُحمل الْحَدِيثُ الآخَر: كلُّ مُحْدَثةٍ بِدْعَةٌ ، إِنما يُرِيدُ مَا خالَف أُصولَ الشَّرِيعَةِ وَلَمْ يُوَافِقِ السُّنَّةَ، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ المُبْتَدِعُ عُرْفاً فِي الذمِّ. وَقَالَ أَبو عَدْنان: المبتَدِع الَّذِي يأْتي أَمْراً عَلَى شَبَهٍ لَمْ يَكُنِ ابتدأَه إِياه. وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الأَمر أَي أَوّل لَمْ يَسْبِقْه أَحد. وَيُقَالُ: مَا هُوَ مِنِّي ببِدْعٍ وبَديعً، قَالَ الأَحوص: فَخَرَتْ فانْتَمَتْ فقلتُ: انْظُرِيني، ... لَيْسَ جَهْلٌ أَتَيْته ببدِيعِ وأَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع: أتَى بِبدْعةٍ، قَالَ اللهِ تَعَالَى: وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعا، ... فَلَيْسَ وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا وبَدَّعه: نَسَبه إِلى البِدْعةِ. واسْتَبْدَعَه: عدَّه بَديعاً. والبَدِيعُ: المُحْدَثُ العَجيب. والبَدِيعُ: المُبْدِعُ. وأَبدعْتُ الشَّيْءَ: اخْتَرَعْته لَا عَلَى مِثال. والبَديع: مِنْ أَسماء اللَّهِ تَعَالَى لإِبْداعِه الأِشياء وإِحْداثِه إِيَّاها وَهُوَ الْبَدِيعُ الأَوّل قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى مُبدِع أَو يَكُونَ مِنْ بَدَع الخلْقَ أَي بَدَأَه، وَاللَّهُ تَعَالَى كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ* ؛ أَي خَالِقُهَا ومُبْدِعُها فَهُوَ سُبْحَانَهُ الْخَالِقُ المُخْتَرعُ لَا عَنْ مِثَالٍ سَابِقٍ، قَالَ أَبو إِسحاق: يَعْنِي أَنه أَنشأَها عَلَى غَيْرِ حِذاء وَلَا مِثَالٍ إِلا أَنَّ بَدِيعًا مِنْ بَدَع لَا مِنْ أَبْدع، وأَبدعَ: أَكثر فِي الْكَلَامِ مِنْ بَدَع، وَلَوِ اسْتَعْمَلَ بدَع لَمْ يَكُنْ خَطَأً، فبَدِيعٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلَ قَدِيرٍ بِمَعْنَى قَادِرٍ، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ

اللَّهِ تَعَالَى لأَنه بدأَ الْخَلْقَ عَلَى مَا أَراد عَلَى غَيْرِ مِثَالِ تَقَدَّمَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقُرِئَ بديعَ السمواتِ والأَرضِ ، بِالنَّصْبِ عَلَى وَجْهِ التَّعَجُّبِ لِما قَالَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَعْنَى: بِدْعاً مَا قُلْتُمْ وبَدِيعاً اخْتَرَقْتم، فَنَصْبُهَ عَلَى التَّعَجُّبِ، قَالَ: وَاللَّهُ أَعلم أَهو ذَلِكَ أَم لَا؛ فأَما قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ فَالرَّفْعُ، وَيَقُولُونَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ سُبْحَانَهُ، قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ الْقُرَّاءِ قرأَ بديعَ بِالنَّصْبِ، والتعجبُ فِيهِ غَيْرُ جَائِزٍ، وإِن جَاءَ مِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ فَنَصْبُهُ عَلَى الْمَدْحِ كأَنه قَالَ أَذكر بديع السموات والأَرض. وسِقاء بَديع: جَدِيدٌ، وَكَذَلِكَ زِمام بَدِيعٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي السِّقَاءِ لأَبي محمد الفقعسي: يَنْصَحْنَ مَاءَ البَدَنِ المُسَرَّى، ... نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا الصَّفَقُ: أَوّل مَا يُجعل فِي السِّقاء الْجَدِيدِ. قَالَ الأَزهري: فالبديعُ بِمَعْنَى السِّقَاءِ والحبْل فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفعول. وحَبلٌ بَديع: جَديد أَيضاً؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَالْبَدِيعُ مِنَ الحِبال: الَّذِي ابتُدِئ فَتْلُهُ وَلَمْ يَكُنْ حَبلًا فَنَكَثَ ثُمَّ غُزل وأُعيد فتلُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: وأَدْمَجَ دَمْج ذِي شَطَنٍ بَدِيعِ والبديعُ: الزِّقُّ الْجَدِيدُ وَالسِّقَاءُ الْجَدِيدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تِهامةُ كَبَدِيعِ العَسَلِ حُلْو أَوّلُه حُلْو آخِرُه ؛ شَبَّهها بِزِقِّ الْعَسَلِ لأَنه لَا يتغيَّر هَوَاؤُهَا فأَوّله طَيِّبٌ وَآخِرُهُ طَيِّبٌ، وَكَذَلِكَ الْعَسَلُ لَا يَتَغَيَّرُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ اللَّبَنُ فإِنه يَتَغَيَّرُ، وتِهامة فِي فُصول السنة كلها غَداةً ولَيالِيها أَطْيَب اللَّيالي لَا تُؤذي بحَرّ مُفْرط وَلَا قُرّ مُؤذ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ وصَفت زوجَها فَقَالَتْ: زَوْجي كلَيْل تِهامةَ لَا حَرّ وَلَا قُرّ، وَلَا مَخافةَ وَلَا سآمةَ. والبديعُ: المُبْتَدِع والمُبْتَدَع. وَشَيْءٌ بِدْعٌ، بِالْكَسْرِ، أَي مُبتدَع. وأَبدْعَ الشاعرُ: جَاءَ بالبديعِ. الْكِسَائِيُّ: البِدْعُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَقَدْ بَدُعَ بَداعةً وبُدوعاً، وَرَجُلٌ بِدْعٌ وامرأَة بدْعة إِذا كَانَ غَايَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ، كَانَ عَالِمًا أَو شَرِيفاً أَو شُجاعاً؛ وَقَدْ بَدُعَ الأَمْرُ بدْعاً وبَدَعُوه وابْتَدَعُوه وَرَجُلٌ بِدْعٌ وَرِجَالٌ أَبْداع وَنِسَاءٌ بِدَعٌ وأَبداع ورجُل بِدْع غُمْر وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الأَمر أَي بَدِيع وَقَوْمٌ أَبداع؛ عَنِ الأَخفش. وأُبْدِعتِ الإِبلُ: بُرِّكَت فِي الطَّرِيقِ مِنْ هُزال أَو دَاءٍ أَو كَلال، وأَبْدَعت هِيَ: كَلَّت أَو عَطِبَت، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الإِبْداع إِلَّا بظَلَع. يُقَالُ: أَبْدَعَت بِهِ راحِلتُه إِذا ظَلَعَت، وأُبْدِعَ وأُبْدِعَ بِهِ وأَبْدَعَ: كلَّت رَاحِلَتُهُ أَو عَطِبَت وبَقِيَ مُنْقَطَعاً بِهِ وحَسِرَ عَلَيْهِ ظهرُه أَو قَامَ بِهِ أَي وقَف بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ حُميد الأَرقط: لَا يَقْدِرُ الحُمْسُ عَلَى جِبابِه ... إِلَّا بطُولِ السيْرِ وانْجِذابِه، وتَرْكِ مَا أَبْدَعَ مِنْ رِكابِه وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ إِني أُبْدِعَ بِي فاحْمِلْني أَي انْقُطِعَ بِي لكَلال رَاحِلَتِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ أَبدَع فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا قَطَع بِهِ وخَذلَه وَلَمْ يَقُمْ بِحَاجَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ، وأَبدَعَ بِهِ ظهرُه؛ قَالَ الأَفْوه: ولكلِّ ساعٍ سُنَّةٌ، مِمَّنْ مَضَى، ... تَنْمِي بِهِ فِي سَعْيِه أَوْ تُبْدِعُ

وَفِي حَدِيثِ الهَدْي: فأَزْحَفَت عَلَيْهِ بِالطَّرِيقِ فَعَيَّ لشأْنها إِن هِيَ أَبدَعَتْ أَي انْقَطَعَت عَنِ السَّيْرِ بكَلال أَو ظَلَع، كأَنه جَعَلَ انْقِطَاعَهَا عَمَّا كَانَتْ مُسْتَمِرَّةً عَلَيْهِ مِنْ عَادَةِ السَّيْرِ إِبْداعاً أَي إِنشاء أَمر خَارِجٍ عَمَّا اعْتِيدَ مِنْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا أَبْدَعَ عليَّ مِنْهَا ؟ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ: أُبْدِعَت وأُبْدِعَ ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَقَالَ: هَكَذَا يُسْتَعْمَلُ، والأَول أَوجه وأَقيس. وَفِي الْمَثَلِ: إِذا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِع بِكَ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: أُبْدِعت حُجّة فُلَانٍ أَي أُبْطِلت حُجَّتُهُ أَي بطَلَت. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَبْدَعَ بِرُّ فُلَانٍ بشُكْري وأَبْدَعَ فضْلُه وإِيجابه بِوَصْفِي إِذا شَكَرَهُ عَلَى إِحسانه إِليه واعترَف بأَنَّ شُكْرَهُ لَا يَفِي بإِحسانه. قَالَ الأَصمعي: بَدِعَ يَبْدَعُ فَهُوَ بَدِيعٌ إِذا سَمِن؛ وأَنشد لبَشِير بْنِ النِّكْث: فبَدِعَتْ أَرْنَبُه وخِرْنِقُهْ أَي سَمِنت. وأَبْدَعُوا بِهِ: ضَرَبُوهُ. وأَبدَع يَمِينًا: أَوجَبها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَبدَع بِالسَّفَرِ وَبِالْحَجِّ: عزَم عليه. بذع: البَذَعُ: شِبْهُ الفزَعِ. والمَبْذُوع: المَذْعُور. وبَذَعَ الشيءَ: فرَّقه. وَيُقَالُ: بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا أَي فَزِعوا فتفرَّقوا. قَالَ الأَزهري: وَمَا سَمِعْتُ هَذَا لِغَيْرِ اللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: البَذْعُ قَطْر حُبّ الْمَاءِ، وَقَالَ: هُوَ المَذْع أَيضاً. يُقَالُ مَذَعَ وبَذَعَ إِذا قَطَر. وبذَع الماءُ: سالَ. برع: بَرَعَ يَبْرُعُ بُروعاً وبَراعةً وبَرُعَ، فَهُوَ بارِعٌ: تَمَّ فِي كُلِّ فَضِيلة وَجَمَالٍ وَفَاقَ أَصحابه فِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ تُوصَفُ بِهِ المرأَة. وَالْبَارِعُ: الَّذِي فَاقَ أَصحابه فِي السُّودد. ابْنُ الأَعرابي: البَرِيعةُ المرأَة الْفَائِقَةُ بِالْجَمَالِ والعَقل، قَالَ: وَيُقَالُ برَعه وفرَعه إِذا عَلَاهُ وَفَاقَهُ، وكلُّ مُشْرف بارِعٌ وفارعٌ. وتبَرَّع بالعَطاء: أَعطَى مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ أَو تفضَّل بِمَا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ. يُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ مُتَبَرِّعاً أَي مُتطوّعاً. وسَعْدُ البارِع: نَجْمٌ مِنَ الْمَنَازِلِ. وبَرْوَعُ: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَا حَقُّ ابن بَرْوَعَ أَن يُهابا وبَرْوَعُ: اسْمُ امرأَة وَهِيَ بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ، وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَهُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَهُوَ خطأٌ وَالصَّوَابُ الْفَتْحُ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فِعْوَل إِلا خِرْوَعٌ وعِتْوَد اسْمُ وادٍ. وبَرْوع: اسْمُ نَاقَةِ الرَّاعِي عُبَيد بْنِ حُصَين النُّمَيْرِي الشَّاعِرِ؛ وَفِيهَا يَقُولُ: وإِن بَرَكَتْ مِنْهَا عَجاساءُ جِلّةٌ ... بمَحْنِيةٍ أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا وَمِنْهُ كَانَ جَرِيرٌ يَدْعو جَنْدل بْنَ الرَّاعِي بَرْوَعاً. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَروع اسْمُ أُمّ الرَّاعِي، وَيُقَالُ اسْمُ نَاقَتِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُوهُ: فَمَا هِيبَ الفَرزدقُ، قَدْ عَلِمْتُمْ، ... وَمَا حَقُّ ابنِ بَرْوَعَ أَن يُهابا «3» برثع: بُرْثَعٌ: اسم. بردع: البَرْدَعةُ: الحِلْس الَّذِي يُلقى تَحْتَ الرَّحْل؛ قَالَ شَمِرٌ: هِيَ بِالذَّالِ وَالدَّالِ، وسيأْتي ذكرها قريباً. برذع: البَرْذَعةُ: الحِلس الَّذِي يُلقى تَحْتَ الرَّحْلِ، وَالْجَمْعُ البَراذِع، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الحِمار، وقال

_ (3). في ديوان جرير: فما هِبتُ الفرزدقَ بدل: فما هِيب الفرزدقُ

شَمِرٌ: هِيَ الْبَرْذَعَةُ وَالْبَرْدَعَةُ، بِالذَّالِ وَالدَّالِ. وبَرْذَعٌ: اسْمٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَعَمْرُ أَبِيها، لَا تقولُ حَلِيلَتِي: ... أَلا إِنه قَدْ خانَني اليومَ بَرْذَعُ والبَرْذَعَةُ مِنَ الأَرض: لَا جَلَدٌ وَلَا سَهل، وَالْجَمْعُ البَراذِع. وابْرَنْذَعَ للأَمر ابْرِنْذاعاً: تَهَيَّأَ واستَعَدَّ لَهُ. وابْرَنْذَعَ أَصحابَه: تقدَّمهم، نَادِرٌ لأَنَّ مِثْلَ هَذِهِ الصِّيغَةِ لا يتعدَّى. برشع: البِرْشِعُ والبِرْشاعُ: السَّيِءُ الخُلُق. والبِرْشاعُ المنتَفخ الجوفِ الَّذِي لَا فُؤاد لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الأَهْوج الضخْمُ الْجَافِي الْمُنْتَفِخُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ إِرْزَبِّ، ... وَلَا بِبِرْشاعِ الوِخامِ وَغْبِ قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: لَا تعدِليني واسْتَحِي بِإِزْبِ، ... كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِ وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ وَغَبَ فَقَالَ: وَلَا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ برقع: البُرْقُعُ والبُرْقَعُ والبُرْقُوعُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ للدوابِّ وَنِسَاءِ الأَعْراب؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ حِشْفاً: وخَدٍّ كَبُرْقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ، ... ورَوْقَينِ لَمَّا يَعْدُ أَن يَتَقَشَّرا الْجَوْهَرِيُّ: يَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده وَخَدًّا بِالنَّصْبِ ومُلَمَّعاً كَذَلِكَ لأَن قَبْلَهُ: فلاقَتْ بَياناً عِنْدَ أَوّلِ مَعْهَدٍ، ... إِهاباً ومَغْبُوطاً مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا «1» قَوْلُهُ فَلَاقَتْ يَعْنِي بَقَرَةَ الْوَحْشِ الَّتِي أَخذ الذِّئْبُ وَلَدَهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: بِرْقَعٌ نَادِرٌ وَمِثْلُهُ هِجْرَعٌ، وَقَالَ الأَصمعي: هَجْرع، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَقُولُ بُرْقُع وَلَا تَقُولُ بُرْقَع وَلَا بُرْقُوع؛ وأَنشد بَيْتَ الْجَعْدِيِّ: وَخَدٍّ كبُرْقُع الفتاةِ؛ وَمَنْ أَنشده: كبُرْقُوعِ، فإِنما فَرَّ مِنَ الزِّحافِ. قَالَ الأَزهري: وَفِي قَوْلِ مَنْ قدَّم الثَّلَاثَ لُغَاتٍ فِي أَول التَّرْجَمَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَن الْبُرْقُوعَ لُغَةٌ فِي البرقُع. قَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ البُرْقُع البَراقِعُ، قَالَ: وتَلْبَسُها الدَّوَابُّ وَتَلْبِسُهَا نِسَاءُ الأَعراب وَفِيهِ خَرْقان لِلْعَيْنَيْنِ؛ قَالَ توْبةُ بْنُ الحُمَيِّر: وكنتُ إِذا مَا جِئتُ ليْلى تَبَرْقَعَتْ، ... فقدْ رابَني مِنْهَا الغَداةَ سُفُورُها قَالَ الأَزهري: فَتْحُ الْبَاءِ فِي بَرْقُوع نَادِرٌ، لَمْ يَجِئْ فَعْلول إِلا صَعْفُوقٌ. وَالصَّوَابُ بُرقوع، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَجُوعٌ يُرقوع، بِالْيَاءِ، صَحِيحٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: بُرقع مُوَصْوَصٌ إِذا كَانَ صَغِيرَ الْعَيْنَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ بُرْقُوع وجُوع بَرقوع، بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَجُوعٌ بُرْكُوع وبَركوع وخُنْتُور بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المأْبون: قَدْ بَرْقَع لِحْيَته وَمَعْنَاهُ تَزَيّا بِزيِّ مَن لَبِسَ البُرْقُع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلمْ تَرَ قَيْساً، قَيْسَ عَيْلانَ، بَرْقَعَتْ ... لِحاها، وباعَتْ نَبْلَها بالمَغازِلِ وَيُقَالُ: بَرْقَعه فتَبَرْقَع أَي أَلْبسه البُرْقُعَ فلَبِسَه.

_ (1). قوله [ومغبوطاً] كذا بالأصل وشرح القاموس بغين معجمة ولعله بمهملة أي مشقوقاً.

والمُبَرْقَعةُ: الشاةُ البيْضاء الرأْسِ. والمُبَرْقِعَةُ، بِكَسْرِ الْقَافِ: غُرَّة الْفَرَسِ إِذا أَخذت جَمِيعَ وَجْهِهِ. وَفَرَسٌ مُبَرْقَع: أَخذت غُرَّتُه جَمِيعَ وَجْهِهِ غَيْرَ أَنه ينظُرُ فِي سَواد وَقَدْ جَاوَزَ بياضُ الغُرَّةِ سُفْلًا إِلى الخدَّين مِنْ غَيْرِ أَن يُصِيبَ الْعَيْنَيْنِ. يُقَالُ: غُرّة مُبَرْقِعة. وبِرْقِع، بِالْكَسْرِ: السَّمَاءُ؛ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: هِيَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ لَا يَنْصَرِفُ؛ قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي الصَّلْت: فكأَنَّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حَوْلَها، ... سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائمٌ، أَجْرَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده أَجْرَدُ، بِالدَّالِ، لأَنَّ قَبْلَهُ: فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْباقُها، ... وأَتَى بسابِعةٍ فأَنَّى تُوردُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُ سَدِر أَي بَحر. وأَجرب صِفَةُ الْبَحْرِ المشبَّهِ بِهِ السَّمَاءُ، فكأَنه شبَّه الْبَحْرَ بالجَرَب لِمَا يَحْصُلُ فِيهِ مِنَ المَوْج أَو لأَنه تُرَى فِيهِ الْكَوَاكِبُ كَمَا تُرى فِي السَّمَاءِ فهنَّ كالجَرَب لَهُ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شبَّه السَّمَاءَ بِالْبَحْرِ لمَلاستِها لَا لِجَرَبِها، أَلا تَرَى قَوْلَهُ تَوَاكُلُهُ الْقَوَائِمُ أَي تَوَاكَلَتْهُ الرِّياح فَلَمْ يتمَوَّج، فَلِذَلِكَ وَصَفَهُ بالجَرَدِ وَهُوَ المَلاسةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمَا وَصَفَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ هَذَيان مِنْهُ، وَسَمَاءُ الدُّنْيَا هِيَ الرَّقِيعُ. وَقَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ البِرْقِع اسْمُ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ؛ قَالَ: وَجَاءَ ذِكْرُهُ فِي بَعْضِ الأَحاديث. وَقَالَ: بِرْقَع اسْمٌ مِنْ أَسماء السَّمَاءِ، جَاءَ عَلَى فِعْلَلٍ وَهُوَ غَرِيبٌ نَادِرٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: البُرْقُع سِمةٌ فِي الْفَخْذِ حَلْقَتَين بَيْنَهُمَا خِباط فِي طُولِ الْفَخْذِ، وَفِي العَرْض الحَلْقتان صورته. بركع: بَرْكَعَه وكَرْبَعَه فتبَرْكَع: صرَعه فَوَقَعَ عَلَى اسْتِه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا ... عَلَى اسْتِه، زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ زَوْبَعَةً، بِالزَّايِ، وَصَوَابُهُ رَوبعة أَو رَوْبَعًا، بِالرَّاءِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شِعْرِ رُؤبة، وَفُسِّرَ بأَنه الْقَصِيرُ الْحَقِيرُ، وَقِيلَ الضَّعِيفُ، وَقِيلَ القصيرُ العُرقوبِ، وَقِيلَ النَّاقِصُ الخَلْقِ. وبَرْكَعَ الرجلُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ إِذا سَقَطَ عَلَيْهِمَا. والبَرْكعةُ: القِيام عَلَى أَربع، وتَبَرْكعت الحَمامةُ لِلْحَمَامَةِ الذَّكَرِ؛ وأَنشد: هَيْهاتَ أَعْيا جَدُّنا أَن يُصْرَعا، ... وَلَوْ أَرادوا غيرَه تَبَرْكَعا وبَرْكَعْت الرَّجُلَ بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبْتُهُ. والبُرْكُعُ: الْقَصِيرُ مِنَ الإِبل خَاصَّةً. والبُرْكُعُ: المُسْتَرْخِي القوائمِ فِي ثِقَل. وجوعٌ بُرْكُوعٌ وبَركوع، بفتح الباء. بزع: بَزُعَ الغُلام، بِالضَّمِّ، بَزاعة، فَهُوَ بَزِيعٌ وبُزاعٌ: ظَرُفَ ومَلُحَ. والبَزِيعُ: الظَّريف. وتَبَزَّعَ الغُلام: ظَرُف. وَغُلَامٌ بَزِيع وَجَارِيَةٌ بَزِيعَةٌ إِذا وُصِفا بالظَّرْفِ والمَلاحة وذَكاء الْقَلْبِ، وَلَا يُقَالُ إِلّا للأَحداث مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مررْتُ بقَصْر مَشِيد بَزِيع، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقِيلَ؛ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ؛ البَزِيعُ: الظريفُ مِنَ النَّاسِ، شَبَّهَ الْقَصْرَ بِهِ لحُسنه وجَماله، والبَزِيعُ: السيِّد الشَّرِيفُ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنِ الشيْباني. وَقَالَ أَبو

الغَوْث: غُلَامٌ بَزِيع أَي متكلِّم لَا يسْتَحْيِي. والبَزاعةُ: مِمَّا يُحْمَد بِهِ الإِنسان. وتبزَّع الغلامُ: ظرُف. وتبزَّع الشرُّ: هاجَ وتَفاقَمَ، وَقِيلَ: أَرْعَدَ وَلَمَّا يَقَعْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِني إِذا أَمْرُ العِدى تبَزَّعا وبَوْزَعُ: اسْمُ رَمْلَةٍ مَعْرُوفَةٍ مِنْ رِمال بَنِي أَسد، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَنِي سَعْد؛ قَالَ رُؤْبَةُ: برَمْلِ يَرْنا أَو برَمْلِ بَوْزَعا وبَوْزَعُ: اسْمُ امرأَة كأَنه فَوْعَل مِنَ البَزِيعِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: هَزِئتْ بُوَيزِعُ، إِذ دَبَبْتُ عَلَى العَصا، ... هَلّا هَزِئْتِ بِغَيرِنا يَا بَوْزَعُ؟ «1» بشع: البَشِعُ: الخَشِنُ مِنَ الطَّعام واللِّباس وَالْكَلَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يأْكل البَشِعَ أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ الطَّعْمِ، يُرِيدُ أَنه لَمْ يَكُنْ يذُمُّ طَعاماً. والبَشِعُ: طَعْم كَرِيهٌ. وَطَعَامٌ بَشِيع وبَشِع مِنَ البَشَع: كَرِيهٌ يأْخذُ بالحَلْق بَيِّنُ البَشاعة، فِيهِ حُفُوف ومَرارَةٌ كالإِهْلِيلَجِ وَنَحْوِهِ، وَقَدْ بَشِعَ بَشَعاً. وَرَجُلٌ بَشِيعٌ بَيِّنُ الْبَشَعِ إِذا أَكله فبَشِع مِنْهُ. وأَكلنا طَعَامًا بَشِعاً: حَافًّا يَابِسًا لَا أُدْمَ فِيهِ. والبَشَعُ: تَضايُق الحلْقِ بِطَعَامٍ خَشِن. وَفِي الْحَدِيثِ: فوُضِعت بَيْنَ يَدَي الْقَوْمِ، وَهِيَ بَشِعةٌ فِي الحَلْق ، وَكَلَامٌ بِشِيعٌ: خَشِن كَرِيهٌ مِنْهُ. واسْتَبْشَعَ الشيءَ أَي عَدَّه بَشِعاً. وَرَجُلٌ بَشِع المَنْظَر إِذا كَانَ دَميماً. وَرَجُلٌ بَشِعُ النفْس أَي خَبيثُ النَّفْسِ، وبَشِعُ الْوَجْهِ إِذا كَانَ عابِساً باسِراً. وَثَوْبٌ بَشِع: خَشِن. وَرَجُلٌ بَشِعُ الْفَمِ: كَرِيهُ ريحِ الْفَمِ، والأُنثى بِالْهَاءِ، لَا يتَخلَّلان وَلَا يَسْتاكانِ، وَالْمَصْدَرُ البشَعُ والبَشاعةُ، وَقَدْ بَشِع بَشَعًا وبَشاعة. وبَشِع بِهَذَا الطَّعَامِ بَشَعاً: لَمْ يُسِغْه. وَرَجُلٌ بَشِع الخُلُق إِذا كَانَ سيِءَ الخُلُقِ والعِشْرة. وبَشِع بالأَمر بشَعاً وَبَشَاعَةً: ضَاقَ بِهِ ذَرعاً؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ أَسداً: شأْسُ الهَبُوطِ زنَاءُ الحامِيَيْنِ، مَتَى ... تَبْشَعْ بوارِدةٍ يَحْدُثْ لَهَا فَزَعُ قَوْلُهُ شأْس الهَبوط يَقُولُ: الأَسد إِذا أَكل أَكلًا شَدِيدًا وشَبع تَرَكَ مِنْ فَرِيسته شَيْئًا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يفْترِسها، فإِذا انْتَهَتِ الظِّبَاءُ إِلى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ لِتَرِدَ الماءَ فَزِعت مِنْ ذَلِكَ لِمَكَانِ الأَسد، وَقِيلَ: بوارِدة أَي بِمَا يَرِدُهُ مِنَ النَّاسِ لَهَا لِلْوَارِدَةِ «2» زَنَاءُ الحامِيين: ضَيِّق الْحَامِيَيْنِ. تَبْشَع: تُغَصّ، يَحْدُثُ لَهَا فَزَعٌ لِمَكَانِ الأَسد. وبَشِع الْوَادِي بِالْمَاءِ بَشَعاً: ضَاقَ. وَبَشِع بِالشَّيْءِ بشَعاً: بطَش بِهِ بَطْشاً مُنْكراً. وَخَشَبَةٌ بَشِعة: كَثِيرَةُ الأُبَنِ. بصع: البَصْعُ: الخَرْق الضيِّق لَا يَكَادُ يَنفُذ مِنْهُ الْمَاءُ. وبَصَعَ الماءُ يَبْصَعُ بَصاعة: رَشَحَ قَلِيلًا. وبَصع العَرَقُ مِنَ الْجَسَدِ يَبصَع بَصاعة وتَبَصَّع: نَبَعَ مِنْ أُصول الشَّعْرِ قَلِيلًا قَلِيلًا. والبَصِيع: العرَق إِذا رَشَحَ؛ وَرَوَى ابْنُ دُرَيْدٍ بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ: تأْبى بدِرَّتِها، إِذا مَا اسْتُغْضِبَتْ، ... إِلا الحَميمَ، فإِنَّه يَتَبَصَّعُ بِالصَّادِ أَي يَسيل قَلِيلًا قَلِيلًا. قَالَ الأَزهري: وَرَوَى الثِّقَاتُ هَذَا الْحَرْفَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ مَنْ تَبَضَّع الشيءُ أَي سَالَ، وَهَكَذَا رَوَاهُ الرُّواة فِي شِعْرِ أَبي ذؤَيب، وَابْنُ دُرَيْدٍ أَخذ هَذَا مِنْ كِتَابِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ. فمرَّ عَلَى التَّصْحِيفِ الَّذِي صَحَّفَهُ، وَالظَّاهِرُ أَن الشَّيْخَ ابن بري

_ (1). في ديوان جرير: وتقولُ بوزعُ قد دبَبتَ على العَصا (2). قوله: بِمَا يَرِدُهُ مِنَ النَّاسِ لها للواردة، هكذا في الأَصل.

ثلَّثهما فِي التَّصْحِيفِ، فإِنه ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ الَّذِي صَنَّفَهُ عَلَى الصِّحَاحِ فِي تَرْجَمَةِ بَصَعَ يَتَبَصَّعُ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي صِحَاحِهِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً مُوَافِقًا لِلْجَوْهَرِيِّ فِي ذِكْرِهِ فِي تَرْجَمَةِ بَضَعَ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. والبَصْع: مَا بينَ السّبَّابة والوُسْطَى. والبَصْعُ: الْجَمْعُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُهُ مِنْ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. وَيُقَالُ: مَضَى بِصْع مِنَ اللَّيْلِ، بِالْكَسْرِ، أَي جَوْشٌ مِنْهُ. وأَبْصَعُ: كَلِمَةٌ يؤكَّد بِهَا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَلَيْسَ بِالْعَالِي؛ تَقُولُ: أَخذت حَقِّي أَجْمَعَ أَبْصَعَ، والأُنثى جَمْعاء بَصْعاء، وَجَاءَ الْقَوْمُ أَجمعون أَبْصَعون، ورأَيت النِّسوة جُمَعَ بُصَعَ، وَهُوَ تَوْكِيدٌ مُرَتَّب لَا يُقدَّم عَلَى أَجمع؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَبْصَعُ نَعْتٌ تَابِعٌ لأَكْتَعَ وإِنما جاؤُوا بأَبْصَعَ وأَكْتَعَ وأَبْتَعَ إِتباعاً لأَجْمَع لأَنهم عَدَلُوا عَنْ إِعادة جَمِيعِ حُرُوفِ أَجمع إِلى إِعادة بَعْضِهَا، وَهُوَ الْعَيْنُ، تحَامِياً مِنَ الإِطالة بِتَكْرِيرِ الْحُرُوفِ كُلِّهَا. قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ أَبْصعون حَتَّى يتقدَّمه أَكتعون، فإِن قِيلَ: فلمَ اقْتَصَرُوا عَلَى إِعادة الْعَيْنِ وَحْدَهَا دُونَ سَائِرِ حُرُوفِ الْكَلِمَةِ؟ قِيلَ: لأَنها أَقوى فِي السَّجْعَةِ مِنَ الْحَرْفَيْنِ اللَّذَيْنِ قَبْلَهَا وَذَلِكَ لأَنها لَامُ الْكَلِمَةِ وَهِيَ قَافِيَةٌ لأَنها آخِرُ حُرُوفِ الأَصل، فَجِيءَ بِهَا لأَنها مَقْطَع الأُصول، وَالْعَمَلُ فِي المُبالغة وَالتَّكْرِيرِ إِنما هُوَ عَلَى المَقطع لَا عَلَى المَبدإِ وَلَا عَلَى المَحْشَإِ، أَلا تَرَى أَن الْعِنَايَةَ فِي الشِّعْرِ إِنما هِيَ بالقَوافي لأَنها المَقاطِعُ وَفِي السَّجْعِ كَمِثْلِ ذَلِكَ؟ وَآخِرُ السَّجْعَةِ وَالْقَافِيَةِ عِنْدَهُمْ أَشرف مِنْ أَوَّلها، والعِنايةُ بِهِ أَمَسُّ، وَلِذَلِكَ كُلَّمَا تَطَرَّفَ الْحَرْفُ فِي الْقَافِيَةِ ازْدَادُوا عِناية بِهِ ومُحافظة عَلَى حكْمه. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْكَلِمَةُ تُوكَّد بِثَلَاثَةِ تَواكِيدَ؛ يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ أَكتعون أَبتعون أَبصعون، بِالصَّادِ، وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ: أَخذته أَجمعَ أَبتعَ وأَجمعَ أَبصع، بِالتَّاءِ وَالصَّادِ، قَالَ البُشْتِيُّ: مَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجمعين أَبْضَعِين، بِالضَّادِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ الرَّازِيِّ أَنه قَالَ: الْعَرَبُ توكِّد الْكَلِمَةَ بأَربعةِ تَواكِيد فَتَقُولُ: مَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، كَذَا رَوَاهُ بِالصَّادِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ البَصْع وَهُوَ الْجَمْعُ. والبُصَيعُ: مَكَانٌ فِي الْبَحْرِ عَلَى قولٍ فِي شِعْرِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: بَيْنَ الخَوابي فالبُصَيْعِ فَحَوْمَلِ وسيُذكر مُسْتوفىً فِي تَرْجَمَةِ بَضَعَ. وَكَذَلِكَ أَبْصَعةُ مَلِك مِنِ كِنْدةَ بِوَزْنِ أَرْنبة، وَقِيلَ: هُوَ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. وَبِئْرُ بُضاعةَ: حُكِيَتْ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَسَنَذْكُرُهَا. بضع: بَضَعَ اللحمَ يَبْضَعُه بَضْعاً وبَضَّعه تَبْضِيعاً: قَطَّعَهُ، والبَضْعةُ: القِطعة مِنْهُ؛ تَقُولُ: أَعطيته بَضعة مِنَ اللَّحْمِ إِذا أَعطيته قِطعة مُجْتَمِعَةً، هَذِهِ بِالْفَتْحِ، وَمِثْلُهَا الهَبْرة، وأَخواتها بِالْكَسْرِ، مِثْلُ القِطْعةِ والفِلْذةِ والفِدْرةِ والكِسْفةِ والخِرْقةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحصى. وَفُلَانٌ بَضْعة مِنْ فُلَانٍ: يُذْهَب بِهِ إِلى الشبَه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فاطِمةُ بَضْعة منِّي ، مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ تُكْسَرُ، أَي إِنها جُزء مِنِّي كَمَا أَن القِطْعة مِنَ اللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ بَضْع مِثْلُ تَمْرة وتَمْر؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَضاعَتْ فَلَمْ تُغْفَرْ لَهَا غَفَلاتُها، ... فلاقَتْ بَياناً عِنْدَ آخِرِ مَعْهَدِ «1» دَماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطيرُ حَوْلَه، ... وبَضْعَ لِحامٍ فِي إِهابٍ مُقَدَّدِ

_ (1). في ديوان زهير: خلواتها بدل غفلاتها.

وبَضْعة وبَضْعات مِثْلُ تمْرة وتمْرات، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: بَضْعة وبِضَعٌ مِثْلُ بَدْرةٍ وبِدَرٍ، وأَنكره عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ وَقَالَ: الْمَسْمُوعُ بَضْعٌ لَا غَيْرَ؛ وأَنشد: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى، ... وبعضُهمُ تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وبَضْعةٌ وبِضاعٌ مثل صَفْحةٍ وصِفاحٍ، وبَضْعٌ وبَضِيع، وَهُوَ نَادِرٌ، وَنَظِيرُهُ الرَّهِينُ جَمْعُ الرَّهْن. والبَضِيعُ أَيضاً: اللَّحْمُ. وَيُقَالُ: دَابَّةٌ كَثِيرَةُ البَضِيعِ، والبَضِيعُ: مَا انْمازَ مِنْ لَحْمِ الْفَخْذِ، الْوَاحِدُ بَضِيعة. وَيُقَالُ: رَجُلٌ خاظِي البَضِيعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: خاظِي البَضِيعِ لَحْمُه خَظا بَظا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ ساعِدٌ خاظِي البَضِيعِ أَي مُمْتلِئُ اللحمِ، قَالَ: وَيُقَالُ فِي البضِيعِ اللَّحْمِ إِنه جَمْعُ بَضْعٍ مِثْلُ كلْب وكَلِيب؛ قَالَ الحادِرةُ: ومُناخ غَيْرِ تَبِيئَةٍ «2» عَرَّسْتُه، ... قَمِن مِنَ الحِدْثانِ، نَابِي المَضْجَعِ عَرَّسْتُه، ووِسادُ رأْسِي ساعِدٌ ... خاظِي البَضِيعِ، عُروقه لَمْ تَدْسَعِ أَي عُروقُ ساعِده غيرُ مُمْتَلِئَةٍ مِنَ الدَّم لأَن ذَلِكَ إِنما يَكُونُ لِلشُّيُوخِ. وإِن فُلَانًا لشديدُ البَضْعةِ حَسَنُها إِذا كَانَ ذَا جِسم وسِمَن؛ وَقَوْلُهُ: وَلَا عَضِل جَثْل كأَنَّ بَضِيعَه ... يَرابِيعُ، فوقَ المَنْكِبَيْن، جُثُومُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ بَضْعة وَهُوَ أَحسن لِقَوْلِهِ يَرابِيع وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اللَّحْمَ. وبَضَع الشيءَ يَبْضعُه: شَقَّه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه ضَرَبَ رَجُلًا أَقْسَمَ عَلَى أُم سَلمة ثَلَاثِينَ سَوْطًا كلُّها تَبْضَع وتَحْدُر أَي تَشقُّ الْجِلْدَ وَتَقْطَعُ وتَحْدر الدَّم، وَقِيلَ: تَحْدُر تُوَرِّم. والبَضَعةُ: السِّياطُ، وَقِيلَ: السُّيوف، وَاحِدُهَا باضِع؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وللسِّياطِ بَضَعَهْ قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ سَيْفٌ باضِعٌ إِذا مَرَّ بِشَيْءٍ بضَعَه أَي قطَع مِنْهُ بَضْعة، وَقِيلَ: يَبْضَعُ كلَّ شَيْءٍ يقطَعُه؛ وَقَالَ: مِثْلِ قُدامى النَّسْرِ مَا مَسَّ بضَعْ وَقَوْلُ أَوْس بْنِ حَجَر يَصِفُ قَوْسًا: ومَبْضُوعة منْ رأْسِ فَرْعٍ شَظِيّة يَعْنِي قَوساً بضَعها أَي قطعَها. والباضِعُ فِي الإِبل: مِثْلَ الدَّلَّال فِي الدُّور «3» والباضِعةُ مِنَ الشِّجاج: الَّتِي تَقْطع الْجِلْدَ وتَشُقُّ اللَّحْمَ تَبْضَعُه بَعْدَ الْجِلْدِ وتُدْمِي إِلا أَنه لَا يَسِيلُ الدَّمُ، فإِن سَالَ فَهِيَ الدَّامِيةُ، وَبَعْدَ الباضِعة المُتلاحِمةُ، وَقَدْ ذُكِرَتِ الْبَاضِعَةُ فِي الْحَدِيثِ. وبَضَعْتُ الجُرْحَ: شَقَقْتُه. والمِبْضَعُ: المِشْرَطُ، وَهُوَ مَا يُبْضَعُ بِهِ العِرْق والأَدِيم. وبَضَعَ مِنَ الْمَاءِ وَبِهِ يَبْضَعُ بُضُوعاً وبَضْعاً: رَوِيَ وامْتلأَ: وأَبْضَعني الماءُ: أَرْواني. وَفِي الْمَثَلِ: حَتَّى مَتَى تَكْرَعُ وَلَا تَبْضَعُ؟ وَرُبَّمَا قَالُوا: سأَلني فُلَانٌ

_ (2). قوله [تبيئة] كذا بالأصل هنا، وسيأتي في دسع تاءية ولعله نبيئة بالنون أوله أَي أَرض غير مرتفعة (3). أَي أنها تحمل بضائع القوم وتجلبها.

عَنْ مسأَلة فأَبْضَعْتُه إِذا شَفَيْتَه، وإِذا شَرِبَ حَتَّى يَرْوى، قَالَ: بضَعْت أَبْضَع. وَمَاءٌ باضِعٌ وبَضِيع: نَمِير. وأَبْضَعه بِالْكَلَامِ وبَضَعَه بِهِ: بَيَّن لَهُ مَا يُنازِعُه حَتَّى يَشْتَفِيَ، كَائِنًا مَا كَانَ. وبَضع هُوَ يَبْضَعُ بُضُوعاً: فَهِمَ. وبضَعَ الكلامَ فانْبَضَعَ: بيّنَه فتبيَّن. وبَضَع مِنْ صَاحِبِهِ يَبْضَع بُضوعاً إِذَا أَمره بِشَيْءٍ فَلَمْ يأْتَمِرْ لَهُ فسَئِمَ أَن يأْمره بِشَيْءٍ أَيضاً، تَقُولُ مِنْهُ: بَضَعْتُ مِنْ فُلَانٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا بَضَعْتُ مِنْ فُلَانٍ إِذا سَئمْت مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. والبُضْعُ: النِّكَاحُ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. والمُباضَعةُ: المُجامَعةُ، وَهِيَ البِضاعُ. وَفِي الْمَثَلِ: كمُعَلِّمة أُمَّها البِضاع. وَيُقَالُ: ملَك فُلَانٌ بُضْع فُلَانَةٍ إِذا ملَكَ عُقْدة نِكَاحِهَا، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ مَوْضِعِ الغِشْيان؛ وابْتَضَعَ فُلَانٌ وَبَضَعَ إِذا تَزَوَّجَ. والمُباضعة: المُباشرة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وبُضْعهُ أَهلَه صَدقةٌ أَي مُباشَرته. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وبَضِيعَتُه أَهلَه صدقةٌ ، وَهُوَ مِنْهُ أَيضاً. وبَضَع المرأَةَ بَضْعاً وباضَعها مُباضعة وبِضاعاً: جامَعَها، وَالِاسْمُ البُضْع وَجَمْعُهُ بُضوع؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: وَفِي كَعْبٍ وإِخْوتِها، كِلابٍ، ... سَوامي الطَّرْفِ غالِيةُ البُضوعِ سَوامي الطَّرْفِ أَي مُتأَبِّياتٌ مُعْتزَّاتٌ. وَقَوْلُهُ: غاليةُ الْبُضُوعِ؛ كَنَّى بِذَلِكَ عَنِ المُهور اللَّوَاتِي يُوصَل بِهَا إِليهن؛ وَقَالَ آخَرُ: عَلاه بضَرْبةٍ بَعَثَتْ بِلَيْلٍ ... نوائحَه، وأَرْخَصَتِ البُضُوعا والبُضْعُ: مَهْرُ المرأَة. والبُضْع: الطَّلَاقُ. والبُضْع: مِلْك الوَلِيّ للمرأَة، قَالَ الأَزهري: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي البُضع فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الفَرج، وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الجِماع، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ عَقْد النِّكَاحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَتَقَ بُضْعُكِ فاخْتارِي أَي صَارَ فرجُك بالعِتق حُرّاً فاختارِي الثَّباتَ عَلَى زَوْجِكِ أَو مُفارَقَته. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي أُمامةَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بِلَالًا فنادَى فِي النَّاسِ يَوْمَ صَبَّحَ خَيْبَر: أَلا مَن أَصاب حُبْلى فَلَا يَقْرَبَنَّها فإِنَّ البُضْعَ يَزيد فِي السَّمْعِ والبصَر أَي الْجِمَاعِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا مِثْلَ قَوْلِهِ لَا يَسقِي مَاؤُهُ زرعَ غَيْرِهِ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عائشةَ فِي الْحَدِيثِ: وَلَهُ حَصَّنَنِي رَبِّي مِنْ كُلِّ بُضْع ؛ تَعْني النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، من كُلِّ بُضع: مِنْ كُلِّ نِكَاحٍ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا بِكْراً مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ. وأَبْضَعْت المرأَةَ إِذا زَوَّجْتَهَا مِثْلَ أَنكحْت. وَفِي الْحَدِيثِ: تُسْتأْمَرُ النِّسَاءُ فِي إِبْضاعِهن أَي فِي إِنكاحهنَّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الاسْتِبْضاع نَوْعٌ مِنْ نِكَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ اسْتِفْعال مِنَ البُضع الْجِمَاعِ، وَذَلِكَ أَن تَطْلُبَ المرأَةُ جِماع الرَّجُلِ لِتَنَالَ مِنْهُ الْوَلَدَ فَقَطْ، كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ لأَمَته أَو امرأَته: أَرسلي إِلى فُلَانٍ فاسْتَبْضِعي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا فَلَا يمَسُّها حَتَّى يتبينَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبة فِي نَجابة الْوَلَدِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن عَبْدَ اللَّهِ أَبا النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بامرأَة فَدَعَتْهُ إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمَّا تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ، صلى الله عليها وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا عَمْرُو بْنُ أُسيد، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: هَذَا البُضع لَا يُقرَعُ أَنفه ؛ يُرِيدُ هَذَا الكُفْءُ الَّذِي لَا يُرَدّ نِكاحه وَلَا يُرْغَب عَنْهُ، وأَصل ذَلِكَ فِي الإِبل أَنَّ الفَحل الهَجين إِذا أَراد أَن يَضْرِبَ كَرَائِمَ الإِبل قَرَعُوا أَنفه بِعَصًا أَو غَيْرِهَا ليَرْتَدّ

عَنْهَا وَيَتْرُكَهَا. والبِضاعةُ: القِطْعة مِنَ الْمَالِ، وَقِيلَ: الْيَسِيرُ مِنْهُ. وَالْبِضَاعَةُ: مَا حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعَه وإِدارَتَه. والبِضاعةُ: طائفةٌ مِنْ مَالِكٍ تَبْعَثُها لِلتِّجَارَةِ. وأَبْضعه البِضاعَة: أَعطاه إِيّاها. وابْتَضَع مِنْهُ: أَخذ، وَالِاسْمُ البِضاعُ كالقِراض. وأَبْضَع الشَّيْءَ واسْتَبْضعه: جَعَلَهُ بِضاعَتَه، وَفِي الْمَثَلِ: كمُسْتَبْضِع التَّمْرِ إِلى هَجَرَ، وَذَلِكَ أَنَّ هَجَرَ معدِنُ التَّمْرِ؛ قَالَ خَارِجَةُ بْنُ ضِرارٍ: فإِنَّكَ، واسْتِبْضاعَكَ الشِّعْرَ نَحْونَا، ... كمُسْتَبْضِعٍ تَمْراً إِلى أَهْلِ خَيْبَرا وإِنما عُدِّي بإِلى لأَنه فِي مَعْنَى حَامِلٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ ؛ البِضاعة: السِّلْعةُ، وأَصلها القِطْعة مِنَ الْمَالِ الَّذِي يُتَّجَر فِيهِ، وَأَصْلُهَا مِنَ البَضْع وَهُوَ القَطْع، وَقِيلَ: البِضاعة جُزء مِنْ أَجزاء الْمَالِ، وَتَقُولُ: هُوَ شَرِيكي وبَضِيعي، وَهُمْ شُركائي وبُضعائي، وَتَقُولُ: أبْضَعْت بِضاعة لِلْبَيْعِ، كَائِنَةً مَا كَانَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ : المدِينةُ كالكِير تَنْفِي خَبَثَها وتُبْضِعُ طِيبَها ؛ ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وَقَالَ: هُوَ مِنْ أَبْضَعْتُه بِضاعةً إِذا دَفَعْتَهَا إِليه؛ يَعْنِي أَنّ الْمَدِينَةَ تُعطِي طِيبَها ساكِنيها، وَالْمَشْهُورُ تَنْصع، بِالنُّونِ وَالصَّادِ، وَقَدْ رُوِيَ بِالضَّادِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ النَّضْخ والنَّضْح وَهُوَ رَشُّ الْمَاءِ. والبَضْع والبِضْعُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الْعَشْرِ، وَبِالْهَاءِ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِلى الْعَشْرَةِ يُضَافُ إِلى مَا تُضَافُ إِليه الْآحَادُ لأَنه قِطْعة مِنَ الْعَدَدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فِي بِضْعِ سِنِينَ ، وتُبنى مَعَ الْعَشْرَةِ كَمَا تُبنى سَائِرُ الْآحَادِ وَذَلِكَ مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلى تِسْعَةٍ فَيُقَالُ: بِضْعةَ عَشرَ رجُلًا وبضْع عشْرةَ جَارِيَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ بِضْعَةَ عَشْرَ وَلَا بِضْعَ عَشْرَةَ وَلَا يَمْتَنِعُ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الْبِضْعُ مِنَ الثَّلَاثِ إِلى التِّسْعِ، وَقِيلَ مِنْ أَربع إِلى تِسْعٍ، وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: البِضْع مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى مَا دُونُ الْعَشْرَةِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الْبِضْعُ لَا يَكُونُ أَقل مِنْ ثَلَاثَةٍ وَلَا أَكثر مِنْ عَشْرَةٍ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَقمت عِنْدَهُ بِضْع سِنِينَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَضْع سِنِينَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: البِضع مَا لَمْ يَبْلُغِ العِقْد وَلَا نَصِفَهُ؛ يُرِيدُ مَا بَيْنَ الْوَاحِدِ إِلى أَربعة. وَيُقَالُ: الْبِضْعُ سَبْعَةٌ، وإِذا جَاوَزَتْ لَفْظَ الْعَشْرِ ذَهَبَ الْبِضْعُ، لَا تَقُولُ: بِضْعٌ وَعِشْرُونَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَلَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ امرأَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ فِي قَوْلِهِ بِضْعَ سِنِينَ أَن الْبِضْعَ لَا يُذْكر إِلا مَعَ الْعَشْرِ وَالْعِشْرِينَ إِلى التِّسْعِينَ وَلَا يُقَالُ فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ؛ يَعْنِي أَنه يُقَالُ مِائَةٌ ونَيِّف؛ وأَنشد أَبو تَمّام فِي بَابِ الهِجاء مِنَ الحَماسة لِبَعْضِ الْعَرَبِ: أَقولُ حِين أَرَى كَعْباً ولِحْيَتَه: ... لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي بِضْعٍ وسِتِّينِ، مِنَ السِّنين تَمَلَّاها بِلَا حَسَبٍ، ... وَلَا حَياءٍ وَلَا قَدْرٍ وَلَا دِينِ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ بِضْعاً وَثَلَاثِينَ ملَكاً. وَفِي الْحَدِيثِ : صلاةُ الجماعةِ تَفْضُل صلاةَ الْوَاحِدِ بِبِضْع وَعِشْرِينَ دَرجةً. ومرَّ بِضْعٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والباضعةُ: قِطعة مِنَ الْغَنَمِ انْقَطَعَتْ عَنْهَا، تَقُولُ فِرْقٌ بَواضِعُ. وتَبَضَّع الشيءُ: سالَ، يُقَالُ: جَبْهَتُه تَبْضَع وتَتَبَضَّع أَي تَسِيل عَرَقًا؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ:

تأْبَى بِدِرَّتِها، إِذا مَا اسْتُغْضِبَت، ... إِلَّا الحَمِيمَ، فإِنه يَتَبَضَّعُ «1» يَتبضَّع: يَتفتَّحُ بالعَرَق ويَسِيلُ مُتقطِّعاً، وَكَانَ أَبو ذُؤَيْبٍ لَا يُجِيد فِي وصْفِ الْخَيْلِ، وَظَنَّ أَنَّ هَذَا مِمَّا تُوصَفُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ تأْبَى هَذِهِ الْفَرَسُ أَن تَدِرَّ لَكَ بِمَا عِنْدَهَا مِنْ جَرْي إِذا اسْتَغْضَبْتها لأَن الْفَرَسَ الجَوادَ إِذا أَعطاك مَا عِنْدَهُ مِنَ الجرْي عَفْواً فأَكرهْته عَلَى الزِّيَادَةِ حَمَلَتْهُ عِزَّةُ النفْس عَلَى تَرْكِ العَدْو، يَقُولُ: هَذِهِ تأْبى بدرَّتها عِنْدَ إِكْراهها وَلَا تأْبى العَرَق، وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ ابْنِ الْقَطَّاعِ: إِذا مَا استُضْغِبت، وَفَسَّرَهُ بفُزِّعَت لأَن الضَّاغِبَ هو الَّذِي يَخْتَبِئُ فِي الخَمَرِ ليُفَزِّعَ بِمِثْلِ صَوْتِ الأَسد، والضُّغابُ صَوْتُ الأَرْنب. والبَضِيعُ: العَرَقُ، والبَضيعُ: الْبَحْرُ، والبَضِيعُ: الجَزِيرةُ فِي الْبَحْرِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى بَعْضِهَا؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّةَ الْهُذَلِيُّ: سادٍ تَجرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِياً، ... يَلْوي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ «2» سَادٍ مَقْلُوبٌ مِنَ الإِسْآدِ وَهُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ. تجَرَّمَ فِي البَضِيعِ أَي أَقام فِي الْجَزِيرَةِ، وَقِيلَ: تجرَّم أَي قَطعَ ثَمَانِي لَيَالٍ لَا يَبْرَح مكانَه، وَيُقَالُ لِلَّذِي يُصْبح حَيْثُ أَمْسى وَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ سادٍ، وأَصله مِنَ السُّدَى وَهُوَ المُهْمَلُ وَهَذَا الصَّحِيحُ. والعَيْقةُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ، يَلْوِي بَعيقات أَي يَذْهَبُ بِمَا فِي سَاحِلِ الْبَحْرِ. ويُجْنَبُ أَي تُصِيبه الجَنُوب؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي قَوْلِ أَبي خِراش الْهُذَلِيِّ: فَلَمَّا رأَيْنَ الشمْسَ صَارَتْ كأَنها، ... فُوَيْقَ البَضِيعِ فِي الشُّعاعِ، خَمِيلُ قَالَ: البَضِيعُ جَزِيرَةٌ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، يَقُولُ: لَمَّا همَّت بالمَغِيب رأَينَ شُعاعَها مِثْلَ الخَمِيلِ وَهُوَ القَطِيفة. والبُضَيعُ مصغَّر: مَكَانٌ فِي الْبَحْرِ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فِي قَوْلِهِ: أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ ... بَيْنَ الخَوابي، فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ قَالَ الأَثرم: وَقِيلَ هُوَ البُصَيْعُ، بِالصَّادِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيته وَهُوَ جَبَلٌ قَصِيرٌ أَسود عَلَى تَلٍّ بأَرض البلسةِ فِيمَا بَيْنَ سَيْلَ وَذَاتِ الصَّنَمين بِالشَّامِ مِنْ كُورة دِمَشْق، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ وَلَمْ يُعَيَّنْ. والبَضِيعُ والبُضَيْعُ وباضِعٌ: مواضِعُ. وَبِئْرٌ بُضاعة الَّتِي فِي الْحَدِيثِ، تُكْسَرُ وَتُضَمُّ، وَفِي الْحَدِيثِ أَنه سُئِلَ عَنْ بِئْرِ بُضاعة قَالَ: هِيَ بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ ، وَالْمَحْفُوظُ ضَمُّ الْبَاءِ، وأَجاز بَعْضُهُمْ كَسْرَهَا وَحُكِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ أَبْضَعة، وَهُوَ مَلِك من كِنْدةَ بوزن أَرْنَبة، وَقِيلَ: هُوَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَالَ الْبُشْتِيُّ: مَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجمعين أَبضعين، بالضاد، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيفٌ وَاضِحٌ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ: الْعَرَبُ تُوَكِّد الْكَلِمَةَ بأَربعة توَاكِيدَ فَتَقُولُ: مَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجمعين أَكتعين أَبصعين أَبتعين، بِالصَّادِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: وهو مأْخوذ مِنَ البَصْع وَهُوَ الجمْع.

_ (1). راجع هذا البيت وشرحه في أول هذه المادة (2). قوله [يجنب] هو بصيغة المبني للمفعول وتقدم ضبطه في مادة سأد بفتح الياء.

بعع: البَعاعُ: الجَهازُ والمَتاعُ. أَلقى بَعَعَه وبَعاعَه أَي ثِقَلَه ونفْسَه، وَقِيلَ: بَعاعُه مَتاعُه وجَهازُه. والبَعاعُ: ثِقَلُ السَّحَابِ مِنَ الْمَاءِ. أَلقتِ السحابةُ بَعاعَها أَي ماءَها وثِقَلَ مطرِها؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وأَلقَى بصَحْراء الغَبِيطِ بَعاعَه، ... نُزولَ اليَماني ذِي العِيابِ المُخَوَّلِ وبَعَّ السحابُ يَبِعُّ بَعًّا وبَعاعاً: أَلَحَّ بِمَطَرِه. وبَعَّ المطرُ مِنَ السحابِ: خَرَجَ. والبَعاعُ: مَا بعَّ مِنَ الْمَطَرِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ الْغَيْثَ: فأَلقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعاعَه، ... ثِقالٌ رَواياه مِن المُزْنِ دُلَّحُ والبَعْبَعُ: صَوْتُ الْمَاءِ المتَدارِكِ، قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد حِكَايَةَ صَوْتِهِ إِذا خَرَجَ مِنَ الإِناء وَنَحْوَ ذَلِكَ. وبَعَّ الماءَ بَعًّا إِذا صَبَّه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : أَخذها فبعَّها فِي البَطْحاء ، يَعْنِي الْخَمْرَ صبَّها صَبًّا. والبَعاعُ: شدَّة الْمَطَرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرويها بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ مَنْ ثَعَّ يَثِعُّ إِذا تَقَيَّأَ أَي قذَفَها فِي البَطْحاء؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلقت السحابُ بَعاعَ مَا استقَلَّت بِهِ مِنَ الحِمْل. وَيُقَالُ: أَتيته فِي عَبْعَبِ شَبَابِهِ وبَعْبَعِ شَبَابِهِ وعِهِبَّى شَبَابِهِ. وأَخرجت الأَرض بَعاعَها إِذا أَنبتت أَنواع العُشب أَيام الرَّبِيعِ. والبَعابِعَةُ: الصَّعالِيكُ الَّذِينَ لَا مَالَ لَهُمْ وَلَا ضَيْعةَ. والبُعَّةُ مِنْ أَولاد الإِبل: الَّذِي يُولَدُ بَيْنَ الرُّبَعِ والهُبَعِ. والبَعْبَعةُ: حِكَايَةُ بَعْضِ الأَصوات، وَقِيلَ: هُوَ تَتابُع الْكَلَامِ في عَجَلةٍ. بقع: البَقَعُ والبُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: فأَمر لنا بذَوْذٍ بُقْعِ الذُّرَى أَي بِيضِ الأَسنمة جَمْعُ أَبْقع، وَقِيلَ: الأَبقع مَا خالَط بياضَه لونٌ آخَرُ. وغُراب أَبقع: فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ فَقَالَ: فِي صَدْرِهِ بَيَاضٌ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه أَمر بِقَتْلِ خَمْسٍ مِنَ الدَّوَابِّ وعَدَّ مِنْهَا الغُرابَ الأَبْقَعَ ، وكَلْب أَبْقَع كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يُوشِكُ أَن يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقْعانُ أَهل الشَّامِ أَي خدَمُهم وعَبِيدُهم وممالِيكُهم؛ شبَّههم لبَياضهم وحُمْرتهم أَو سَوَادِهِمْ بِالشَّيْءِ الأَبْقَع يَعْنِي بِذَلِكَ الرُّوم والسُّودان. وَقَالَ: البَقْعاء الَّتِي اختلطَ بَيَاضُهَا وَسَوَادُهَا فَلَا يُدْرَى أَيُّهما أَكثر، وَقِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لِاخْتِلَاطِ أَلوانهم فإِنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهَا البياضُ والصُّفرة؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد الْبَيَاضَ لأَنَّ خَدَمَ الشَّامِ إِنما هُمُ الرُّومُ والصَّقالِبة فَسَمَّاهُمْ بُقْعاناً لِلْبَيَاضِ، وَلِهَذَا يُقَالُ لِلْغُرَابِ أَبْقَعُ إِذا كَانَ فِيهِ بَيَاضٌ، وَهُوَ أَخْبَثُ مَا يَكُونُ مِنَ الْغِرْبَانِ، فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ خَبِيث؛ وَقَالَ غَيْرُ أَبي عُبَيْدٍ: أَراد الْبَيَاضَ وَالصُّفْرَةَ، وَقِيلَ لَهُمْ بُقعان لِاخْتِلَافِ أَلوانهم وتَناسُلِهم مِنْ جِنْسَيْنِ؛ وَقَالَ القُتَيْبي: الْبُقَعَانُ الَّذِينَ فِيهِمْ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَلَا يُقَالُ لِمَنْ كَانَ أَبيض مِنْ غَيْرِ سَوَادٍ يُخَالِطُهُ أَبْقع، فَكَيْفَ يَجعل الرومَ بُقْعَانًا وَهُمْ بِيض خُلَّص؟ قَالَ: وأُرَى أَبا هُرَيْرَةَ أَراد أَن الْعَرَبَ تَنْكِحُ إِماءَ الرُّوم فتُستعْمَل عَلَيْكُمْ أَولادُ الإِماء، وَهُمْ مِنْ بَني الْعَرَبِ وَهُمْ سُود وَمِنْ بَنِي الرُّومِ وَهُمْ بِيض، وَلَمْ تَكُنِ الْعَرَبُ قَبْلَ ذَلِكَ تَنكِح الرُّوم إِنما كَانَ إِماؤُها سُوداناً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَتاني الأَسود والأَحمر؛ يُرِيدُونَ الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ، وَلَمْ يَرِدْ أَنَّ أَولاد الإِماء مِنَ الْعَرَبِ بُقْع كبُقْعِ الغِربانِ، وأَراد أَنهم أَخذوا مِنْ سَوَادِ الْآبَاءِ وَبَيَاضِ الأُمَّهات. ابْنُ الأَعرابي

يُقَالُ للأَبرص الأَبقع والأَسْلَع والأَقْشَر والأَصْلَخ والأَعْرَم والمُلَمَّعُ والأَذْمَلُ، وَالْجَمْعُ بُقْع. والبَقَعُ فِي الطَّيْرِ وَالْكِلَابِ: بِمَنْزِلَةِ البَلَقِ فِي الدَّوَابِّ؛ وَقَوْلُ الأَخطل: كُلُوا الضَّبَّ وابنَ العَيْرِ، والباقِعَ الَّذِي ... يَبِيتُ يَعُسُّ الليلَ بينَ المَقابِرِ قِيلَ: الباقِعُ الضَّبُع، وَقِيلَ الْغُرَابُ، وَقِيلَ كَلب أَبْقع، كلُّ ذَلِكَ قَدْ قِيلَ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الباقِعُ الظَّرِبانُ، وأَورد هَذَا البيتَ بيتَ الأَخطل، وَقَالُوا لِلضَّبُعِ باقِع، وَيُقَالُ لِلْغُرَابِ أَبْقع، وَجَمْعُهُ بُقْعان لِاخْتِلَافِ لَوْنِهِ. وَيُقَالُ: تَشاتَما فتَقاذَفا بِمَا أَبقى ابْنُ بُقَيْعٍ، قَالَ: وَابْنُ بُقَيْع الْكَلْبُ وَمَا أَبقى مِنَ الجِيفة. والأَبقعُ: السَّرابُ لتلَوُّنه؛ قَالَ: وأَبْقَع قَدْ أَرَغْتُ بِهِ لِصَحْبي ... مَقِيلًا، والمَطايا فِي بُراها وبَقَّع المطرُ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الأَرض: لَمْ يَشْمَلْها. وَعَامٌ أَبْقَع: بَقَّع فِيهِ الْمَطَرُ. وَفِي الأَرض بُقَع مِنْ نَبْت أَي نُبَذٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وأَرض بَقِعة: فِيهَا بُقَع مِنَ الجَراد. وأَرض بَقِعة: نَبْتُهَا مُتَقطع. وسَنة بَقْعاء أَي مُجْدِبة، وَيُقَالُ فِيهَا خِصْب وجَدْب. وبُقِعَ الرَّجُلُ: إِذا رُميَ بِكَلَامٍ قَبِيح أَو بُهْتان، وبُقِع بقَبِيح: فُحِشَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: عَلَيْهِ خُرْءُ بِقاع، وَهُوَ العَرَقُ يُصِيب الإِنسانَ فيَبْيَضُّ عَلَى جِلْدِهِ شِبْهُ لُمَعٍ. أَبو زَيْدٍ: أَصابه خُرء بَقاعِ وبِقاعٍ وبِقاعَ يَا فَتَى، مَصْرُوفٌ وَغَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَهُوَ أَن يُصِيبَهُ غُبَارٌ وعرَقٌ فَيَبْقَى لُمَعٌ مِنْ ذَلِكَ عَلَى جَسَدِهِ. قَالَ: وأَرادوا بِبِقَاعٍ أَرضاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رأَى رَجُلًا مُبَقَّع الرِّجْلَيْنِ وَقَدْ توَضّأَ ؛ يُرِيدُ بِهِ مَوَاضِعَ فِي رِجْلَيْهِ لم يُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ مَا أَصابه الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: إِني لأَرى بُقَعَ الْغَسْلِ فِي ثَوْبِهِ ؛ جَمْعُ بُقْعة. وإِذا انْتَضح الْمَاءُ عَلَى بَدَنِ المُسْتَقِي مِنَ الرَّكيَّةِ عَلَى العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ مِنْ جَسَدِهِ قِيلَ: قَدْ بَقَّعَ، وَمِنْهُ قِيلَ للسُّقاة: بُقْعٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كُفُوا سَنِتِين بالأَسْيافِ بُقْعاً، ... عَلَى تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِيِ السَّنِتُ: الَّذِي أَصابته السَّنَةُ، والنَّفِيُّ: الْمَاءُ الَّذِي يَنْتضِحُ عليه. البَقْعةُ والبُقْعةُ، وَالضَّمُّ أَعْلى: قِطْعة مِنَ الأَرض عَلَى غَيْرِ هَيْئَةِ الَّتِي بجَنبها، وَالْجَمْعُ بُقَع وبِقاع. والبَقيعُ: مَوْضِعٌ فِيهِ أَرُوم شَجَرٍ مِنْ ضُروب شَتَّى، وَبِهِ سُمِّيَ بَقِيع الغَرْقد، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ مَقْبَرَةٌ بِالْمَدِينَةِ، والغَرْقَدُ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ كَانَ يَنْبُتُ هُنَاكَ فَذَهَبَ وَبَقِيَ الِاسْمُ لَازِمًا لِلْمَوْضِعِ. والبَقِيعُ مِنَ الأَرض الْمَكَانُ الْمُتَّسِعُ وَلَا يسمَّى بَقِيعاً إِلا وَفِيهِ شَجَرٌ. وَمَا أَدري أَين سَقَعَ وبَقَعَ أَي أَين ذَهَبَ كأَنه قَالَ إِلى أَي بُقْعة مِنَ الْبِقَاعِ ذَهَبَ، لَا يُستعمل إِلا فِي الجَحْد. وانْبَقَع فُلَانٌ انْبِقاعاً إِذا ذَهَبَ مُسْرِعاً وعَدا، قَالَ ابْنُ أَحمر: كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه، ... شَلَّ الحَوامِلُ مِنْهُ، كَيْفَ يَنْبَقِعُ؟ شَلَّ الْحَوَامِلُ مِنْهُ دُعَاءٌ عَلَيْهِ، أَي تَشَلُّ قَوَائِمُهُ. وتَبِعَتْهم الدَّاهِيَةُ أَصابَتْهم. والباقِعة: الداهيةُ،

وَالْبَاقِعَةُ: الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ. وَرَجُلٌ باقِعةٌ: ذُو دَهْيٍ. وَيُقَالُ: مَا فُلَانٌ إِلَّا باقِعةٌ مِنَ البَواقِع؛ سُمِّيَ بَاقِعَةً لحُلوله بِقاعَ الأَرض وَكَثْرَةِ تَنْقِيبه فِي الْبِلَادِ وَمَعْرِفَتِهِ بِهَا، فشُبِّه الرَّجُلُ الْبَصِيرُ بالأُمور الكثيرُ الْبَحْثِ عَنْهَا المُجَرِّبُ لَهَا بِهِ، وَالْهَاءُ دَخَلَتْ فِي نَعْتِ الرَّجُلِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي صِفَتِهِ، قَالُوا: رَجُلٌ داهيةٌ وعَلَّامة ونسَّابة. وَالْبَاقِعَةُ: الطَّائِرُ الحَذِرُ إِذا شَرِبَ الْمَاءَ نَظَرَ يَمْنَةً ويَسْرَة. قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ باقِعةٌ: مَعْنَاهُ حَذِر مُحتال حَاذِقٌ. والباقِعة عِنْدَ الْعَرَبِ: الطَّائِرُ الحَذِر المُحْتال الَّذِي يَشْرَبُ الْمَاءَ مِنَ الْبِقَاعِ، وَالْبِقَاعُ مَوَاضِعُ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَلَا يَرِدُ المَشارِعَ والمِياهَ المَحْضُورة خَوْفًا مِنْ أَن يُحْتالَ عَلَيْهِ فيُصاد ثُمَّ شُبِّه بِهِ كلُّ حَذِرٍ مُحْتال. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَقَدْ عَثَرْتَ مِنَ الأَعْرابِ عَلَى باقِعةٍ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَذَكَرَ الهَروِيّ أَن عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هُوَ الْقَائِلُ ذَلِكَ لأَبي بَكْرٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ففاتَحْتُه فإِذا هُوَ باقِعةٌ أَي ذَكِيٌّ عارِفٌ لَا يَفُوتُه شَيْءٌ. وَجَارِيَةٌ بُقَعةٌ: كقُبَعة. والبَقْعاء مِنَ الأَرض: المَعزاء ذاتُ الحَصى الصِّغار. وهارِبةُ البَقْعاء: بَطن مِنَ الْعَرَبِ. وبَقْعاء: مَوْضِعٌ مَعرِفة، لَا يَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَقِيلَ: بَقْعاء اسْمُ بَلَدٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَقْعاء قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْيَمَامَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ولكنِّي أَتانِي أَنَّ يَحْيَى ... يُقالُ: عَلَيْهِ فِي بَقْعاء شَرُّ وَكَانَ اتُّهِمَ بامرأَة تَسْكُنُ هَذِهِ الْقَرْيَةَ. وبَقْعاء المَسالِح: مَوْضِعٌ آخَرُ ذَكَرَهُ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي شِعْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بُقْعٍ، بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْقَافِ: اسْمُ بِئْرٍ بِالْمَدِينَةِ وَمَوْضِعٍ بِالشَّامِ مِنْ دِيَارِ كَلْب، بِهِ اسْتَقَرَّ طلْحةُ «3» بْنُ خُوَيْلِد الأَسدِيُّ لَمَّا هرَبَ يومَ بُزاخةَ. وَقَالُوا: يَجْرِي بُقَيْعٌ ويُذَمُّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأَعرف بُلَيْق، يُقَالُ هَذَا لِلرَّجُلِ يُعِينُك بِقَلِيلِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ يُذَمُّ. وابْتُقِعَ لونُه وانْتُقِع وامْتُقِع بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ الحَجاج: رأَيت قَوْمًا بُقْعاً. قِيلَ: مَا البُقْع؟ قَالَ: رقَّعُوا ثِيَابَهُمْ مِنْ سُوءِ الْحَالِ ، شَبَّهَ الثِّيَابَ المُرَقَّعة بلَوْن الأَبقع. بكع: البَكْعُ: القطْع وَالضَّرْبُ المُتتابع الشَّدِيدُ فِي مواضعَ متفرِّقة مِنَ الْجَسَدِ. وَرَجُلٌ أَبْكَعُ إِذا كَانَ أَقطع؛ أَورد الأَزهري هُنَا مَا صُورَتُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْر مِنْ بَيْنِ مُقْعَصٍ ... صَرِيعٍ، ومَكْبُوع الكَراسِيعِ بارِك وَكَانَ قَدِ اسْتُشْهِدَ بِهَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ كَبَعَ ورأَيتُه عَلَى هَذِهِ الصُّورَة ويحتاجُ إِلى التَّثَبُّتِ فِي تَسْطِيرِهِ: هَلْ هُوَ مَكْبُوعٌ وَوَقَعَ سَهْوًا أَو هُوَ مَبْكُوعٌ، وَغَلِطَ النَّاسِخُ فِيهِ لأَن التَّرْجَمَةَ مُتَقَارِبَةٌ فَجَرَى قَلَمُهُ بِهِ لِقُرْبِ عَهْدِهِ بِكِتَابَتِهِ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ فِي كَبَعَ، وبَكَعَه بِالسَّيْفِ والعَصا وبَكَّعَه: قطَّعَه. وبكَّعَه وبَكَعَه بَكْعاً: اسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَكْرَهُ وبَكَّته. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قُلْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ وَلَقَدْ خَشِيتُ أَن تَبْكَعَني بِهَا ؛ البَكْعُ والتبْكِيتُ أَن تَسْتَقْبِلَ الرجلَ بِمَا يَكْرَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرة ومعاوية، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فبَكَعَه

_ (3). قوله [طلحة] كذا في الأصل هنا والنهاية أيضاً، والذي في معجم ياقوت والقاموس طليحة بالتصغير، بل ذكره المؤلف كذلك في مادة طلح.

بِهَا فَزُخَّ فِي أَقْفائنا ؛ والبَكْعُ: الضَّرْبُ بِالسَّيْفِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: فبكَعه بِالسَّيْفِ أَي ضرَبه ضَرْباً مُتتابعاً. وَقَالَ شَمِرٌ: بَكَّعه تَبْكِيعاً إِذا واجَهه بِالسَّيْفِ وَالْكَلَامِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البكْعُ الجُملة، يُقَالُ: أَعطاهم المالَ بَكْعاً لَا نُجوماً، قَالَ: وَمِثْلُهُ الجَلْفَزةُ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: مَا أَدري أَين بَكَعَ، بِمَعْنَى أَين بَقَعَ. بلع: بَلِع الشيءَ بَلْعاً وابْتَلَعَه وتَبَلَّعه وسرَطَه سَرْطاً: جَرَعَه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يَصْلُح رفِيقاً مَن لَمْ يَبْتَلِعْ رِيقاً. والبُلْعةُ مِنَ الشَّرَابِ: كالجُرْعةِ. والبَلُوع: الشَّراب. وبَلِعَ الطعامَ وابْتَلَعَه: لَمْ يَمْضَغْه، وأَبْلَعَه غَيْرَهُ. والمَبْلَعُ والبُلْعُم والبُلْعُومُ، كلُّه: مَجْرى الطعامِ وَمَوْضِعُ الابْتِلاعِ مِنَ الحَلْق، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: إِن البُلْعُم والبُلْعُومَ رُبَاعِيٌّ. وَرَجُلٌ بُلَعٌ ومِبْلَعٌ وبُلَعةٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ الأَكل. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَوْلَعُ الْكَثِيرُ الأَكل. والبالُوعة والبَلُّوعةُ، لُغَتَانِ: بِئْرٌ تُحْفَرُ فِي وَسَطِ الدَّارِ ويُضَيَّقُ رأْسها يَجْرِي فِيهَا الْمَطَرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: ثُقْبٌ فِي وَسَطِ الدَّارِ، وَالْجَمْعُ البَلالِيعُ، وبالُوعة لُغَةُ أَهل الْبَصْرَةِ. وَرَجُلٌ بَلْعٌ: كأَنه يَبْتَلِعُ الْكَلَامَ. والبُلَعةُ: سَمُّ الْبَكَرَةِ وثَقْبها الَّذِي فِي قَامَتِهَا، وَجَمْعُهَا بُلَعٌ. وبَلَّع فِيهِ الشيبُ تَبلِيعاً: بَدَا وَظَهَرَ، وَقِيلَ كثُر، وَيُقَالُ ذَلِكَ للإِنسان أَوّل مَا يَظْهَرُ فِيهِ الشيْب؛ فأَما قَوْلُ حَسَّانَ: لَمَّا رأَتْني أُمُّ عَمْروٍ صَدَفَت، ... قَدْ بَلَّعَت بِي ذُرْأَةٌ فأَلْحَفَتْ فإِنما عَدَّاهُ بِقَوْلِهِ بِي لأَنه فِي مَعْنَى قَدْ أَلمَّتْ، أَو أَراد فيَّ فَوَضَعَ بِي مَكَانَهَا لِلْوَزْنِ حِينَ لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ أَن يَقُولَ فِيَّ. وتَبَلَّع فِيهِ الشيْبُ: كبَلَّع، فَهُمَا لُغَتَانِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وسَعْدُ بُلَعَ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ وَهُمَا كَوْكَبَانِ مُتقارِبان مُعْترضان خَفِيَّانِ، زَعَمُوا أَنه طَلَعَ لَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى للأَرض: يَا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ . وَيُقَالُ: إِنه سُمِّيَ بُلَع لأَنه كأَنه لِقُرْبِ صَاحِبِهِ مِنْهُ يكادُ يبْلَعُه يَعْنِي الْكَوْكَبَ الَّذِي مَعَهُ. وَبَنُو بُلَعَ: بُطَيْنٌ مِنْ قُضاعة. وبُلَع: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: بَلْ مَا تَذَكَّرَ مِنْ هِنْدٍ، إِذا احْتَجَبَت ... بابْنَيْ عُوارٍ، وأَمْسَى دُونَها بُلَعُ «1» والمُتَبَلِّع: فَرَسٌ مَزْيدةَ المُحاربي. وبَلْعاء بْنُ قَيْسٍ: رَجُلٌ مِنْ كُبراء الْعَرَبِ. وبَلْعاء: فَرَسٌ لَبَنِي سَدُوس. وبَلْعاء أَيضاً: فرس لأَبي ثَعْلبةَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وبَلْعاء اسْمُ فَرَسٍ، وَكَذَلِكَ المُتَبَلِّعُ. بلتع: البَلْتَعة: التَّكَيُّس والتظَرُّف. والمُتَبَلْتِع: الَّذِي يتَحَذْلَقُ فِي كَلَامِهِ ويَتدهَّى ويتظرَّف ويتكيَّس وَلَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ. ورجُل بَلْتع ومُتَبلتِعٌ وبَلْتَعِيٌّ وبَلْتَعانيٌّ: حَاذِقٌ ظَريف مُتَكَلِّمٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ هُدْبة بْنُ الخَشْرَم: وَلَا تَنكِحِي، إِن فَرَّقَ الدهرُ بينَنا، ... أَغَمَّ القَفا وَالْوَجْهُ لَيْسَ بأَنزعا وَلَا قُرْزُلًا وَسْطَ الرجالِ جُنادِفاً، ... إِذا مَا مشَى أَو قَالَ قَوْلًا تَبَلْتَعا

_ (1). قوله [بل ما تذكر] في معجم ياقوت في غير موضع: ماذا تذكر.

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التبَلْتُع إِعْجاب الرَّجلِ بنفْسِه وتصلُّفُه؛ وأَنشد لِرَاعٍ يذُمّ نفسَه ويُعَجِّزُها: ارْعَوْا فإِنَّ رِعْيَتي لَنْ تَنْفَعا، ... لَا خيْرَ فِي الشَّيْخِ، وإِن تَبَلْتَعا والبَلْتَعةُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّلِيطةُ المُشاتمة الكثيرةُ الكلامِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ. وبَلْتَعةُ: اسْمٌ. وأَبو بَلْتَعةَ: كُنْيَةٌ، وَمِنْهُ حاطِبُ بْنُ أَبي بَلْتَعةَ. بلخع: بَلْخَع: موضع. بلقع: مَكَانٌ بَلْقَعٌ: خالٍ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَقَدْ وُصِفَ بِهِ الْجَمْعُ فَقِيلَ دِيارٌ بَلْقَع؛ قَالَ جَرِيرٌ: حَيُّوا المَنازِلَ واسأَلُوا أَطْلالَها: ... هَلْ يَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّيارُ البَلْقَعُ؟ كأَنه وَضَعَ الْجَمِيعَ مَوْضِعَ الْوَاحِدِ كَمَا قُرِئَ ثلثَمائة سِنِين. وأَرض بَلاقِعُ: جَمَعُوا لأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا بَلْقَعاً؛ قَالَ العارِمُ يَصِفُ الذِّئْبَ: تَسَدَّى بلَيْلٍ يَبْتغِيني وصِبْيَتي ... ليأْكُلَني، والأَرضُ قَفْرٌ بَلاقِعُ والبَلْقَعُ والبَلْقَعة: الأَرض القَفْر الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا. يُقَالُ: مَنْزِلٌ بَلْقع وَدَارٌ بَلْقع، بِغَيْرِ الْهَاءِ، إِذا كَانَ نَعْتًا، فَهُوَ بِغَيْرِ هَاءٍ لِلذَّكَرِ والأُنثى، فإِن كَانَ اسْمًا قُلْتَ انْتَهَيْنَا إِلى بَلْقعة مَلْساء؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ القفْر. والبَلْقَعة: الأَرض الَّتِي لَا شَجَرَ بِهَا تَكُونُ فِي الرَّمْلِ وَفِي القِيعان. يُقَالُ: قاعٌ بَلقع وأَرض بلاقِعُ. وَيُقَالُ: الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَذَرُ الدِّيَارَ بَلاقِعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: اليَمِينُ الكاذبةُ تدَع الدّيارَ بِلَاقِعَ ، مَعْنَى بَلاقِعَ أَن يَفْتَقِرَ الْحَالِفُ وَيَذْهَبَ مَا فِي بَيْتِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْمَالِ سِوى مَا ذُخِر لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الإِثم، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُفَرِّقَ اللَّهُ شَمَلَهُ وَيُغَيِّرَ عَلَيْهِ مَا أَولاه مِنْ نِعَمِهِ. والبلاقِعُ: الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فأَصبَحَت دارُهُمُ بَلاقِعا وَفِي الْحَدِيثِ: فأَصبحت الأَرض مِنِّي بَلاقِعَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَصَفَهَا بِالْجَمِيعِ مُبَالَغَةً كَقَوْلِهِمْ أَرضٌ سَباسِبُ وَثَوْبٌ أَخلاقٌ. وامرأَة بَلْقَعٌ وبَلْقَعة: خَالِيَةٌ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: شرُّ النِّسَاءِ السَّلْفَعةُ البَلْقَعَةُ أَي الْخَالِيَةُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ. وابْلَنْقَعَ الشَّيْءُ: ظَهَرَ وَخَرَجَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فهْي تَشُقُّ الآلَ أَو تَبْلَنْقِعُ الأَزهري: الابْلِنْقاع الانْفِراجُ. وَسَهْمٌ بَلْقَعِيٌّ إِذا كَانَ صَافِي النَّصل وَكَذَلِكَ سِنان بَلْقَعِيٌّ؛ قَالَ الطرمَّاح: توَهَّنُ فِيهِ المَضْرَحِيّةُ بعدَ ما ... مَضَتْ فِيهِ أُذْنا بَلْقَعيٍّ وعامِل بوع: الباعُ والبَوْعُ والبُوع: مَسافةُ مَا بَيْنَ الكفَّيْن إِذا بسَطْتهما؛ الأَخيرة هُذَلية؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَلَوْ كَانَ حَبْلًا مِنْ ثَمانِين قَامَةً ... وَخَمْسِينَ بُوعاً، نالَها بالأَنامِل وَالْجَمْعُ أَبْواعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا تقَرَّب العبدُ مِنّي بَوْعاً أَتيته هَرْولة ؛ البَوْعُ والباعُ سَوَاءٌ، وَهُوَ قَدْر مَدِّ الْيَدَيْنِ وَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْبَدَنِ، وَهُوَ هاهنا مَثَلٌ لقُرْب أَلطاف اللَّهِ مِنَ الْعَبْدِ إِذا تقرَّب إِليه بالإِخْلاصِ والطاعةِ. وباعَ يَبُوع بَوْعاً: بسَط باعَه. وباعَ الحبْلَ يَبُوعُه

بَوْعاً: مدَّ يَدَيْهِ مَعَهُ حَتَّى صَارَ بَاعًا، وبُعْتُه، وَقِيلَ: هُوَ مَدُّكَه بِبَاعِكَ كَمَا تَقُولُ شَبَرْتُه مِنَ الشَّبْر، والمعنيانِ مُتقاربان؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ أَرضاً: ومُسْتامة تُسْتامُ، وَهِيَ رَخِيصةٌ، ... تُباعُ بساحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ مَستامة يَعْنِي أَرضاً تَسُوم فِيهَا الإِبل مِنَ السَّيْرِ لَا مِنَ السَّوْم الَّذِي هُوَ الْبَيْعُ، وتُباعُ أَي تَمُدُّ فِيهَا الإِبل أَبواعَها وأَيدِيَها، وتُمْسَحُ مِنَ المَسْحِ الَّذِي هُوَ القَطْع كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ؛ أَي قَطَعَها. والإِبل تَبُوع فِي سَيْرِهَا وتُبَوِّعُ: تَمُدُّ أَبواعَها، وَكَذَلِكَ الظِّباء. والبائعُ: وَلَدُ الظبْيِ إِذا باعَ فِي مَشْيه، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَالْجَمْعُ بُوعٌ وبوائعُ. ومَرَّ يَبُوع ويتَبوَّع أَي يمُدّ باعَه ويملأُ مَا بَيْنَ خطْوه. والباعُ: السَّعةُ فِي المَكارم، وَقَدْ قَصُر باعُه عَنْ ذَلِكَ: لَمْ يَسَعْهُ، كلُّه عَلَى الْمَثَلِ، وَلَا يُستعمل البَوْعُ هُنَا. وباعَ بِمَالِهِ يَبُوعُ: بسَط بِهِ باعَه؛ قَالَ الطرمَّاح: لَقَدْ خِفْتُ أَن أَلقى المَنايا، وَلَمْ أَنَلْ ... مِنَ المالِ مَا أَسْمُو بِهِ وأَبُوعُ وَرَجُلٌ طَوِيلُ الباعِ أَي الجسمِ، وَطَوِيلُ الباعِ وقصيرُه فِي الكَرَم، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ، وَلَا يُقَالُ قَصِيرُ الْبَاعِ فِي الْجِسْمِ. وَجَمَلٌ بَوّاع: جَسِيمٌ. وَرُبَّمَا عبر بالباء عَنِ الشرَف وَالْكَرَمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، ... تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذا البازِي كَسَرْ وَقَالَ حُجر بْنُ خَالِدٍ: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحْمِ للباعِ والنَّدى، ... وبعضُهُم تَغْلي بذَمٍّ مَناقِعُهْ وَفِي نُسْخَةٍ: مَراجِلُه. قَالَ الأَزهري: البَوْعُ والباعُ لُغَتَانِ، وَلَكِنَّهُمْ يُسَمُّونَ البوْع فِي الْخِلْقَةِ، فأَما بسْطُ الْبَاعِ فِي الكَرَم وَنَحْوِهِ فَلَا يَقُولُونَ إِلا كَرِيمَ الْبَاعِ؛ قَالَ: والبَوْعُ مَصْدَرُ بَاعَ يَبُوعُ وَهُوَ بَسْطُ الْبَاعِ فِي الْمَشْيِ، والإِبل تَبُوع فِي سَيْرِهَا. وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْعَرَبِيَّةِ: إِنَّ رِباعَ بَنِي فُلَانٍ قَدْ بِعْنَ مِنَ البيْع، وَقَدْ بُعْنَ مِنَ البَوْع، فَضَمُّوا الْبَاءَ فِي البوْع وَكَسَرُوهَا فِي البيْع لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ: رأَيت إِماء بِعْنَ مَتاعاً إِذا كنَّ بائعاتٍ، ثُمَّ تَقُولُ: رأَيت إِمَاءً بُعْنَ إِذا كنَّ مَبِيعات؟ فإِنما بُيِّن الْفَاعِلُ مِنَ الْمَفْعُولِ بِاخْتِلَافِ الْحَرَكَاتِ وَكَذَلِكَ مِنَ البَوْع؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُجري ذَوَاتِ الْيَاءِ عَلَى الْكَسْرِ وَذَوَاتِ الْوَاوِ عَلَى الضَّمِّ، سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: صِفْنا بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَي أَقمنا بِهِ فِي الصَّيْفِ، وصِفْنا أَيضاً أَي أَصابَنا مطرُ الصَّيْفِ، فَلَمْ يَفْرُقُوا بَيْنَ فِعْل الفاعِلين والمَفْعولِين. وَقَالَ الأَصمعي: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ سَمِعْتُ ذَا الرُّمَّةِ يَقُولُ: مَا رأَيت أَفصح مِنْ أَمةِ آلِ فُلَانٍ، قُلْتُ لَهَا: كَيْفَ كَانَ الْمَطَرُ عِنْدَكُمْ؟ فَقَالَتْ: غِثْنا مَا شِئْنَا، رَوَاهُ هَكَذَا بِالْكَسْرِ. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: يُقَالُ للإِماء قَدْ بِعْنَ، أَشَمُّوا الْبَاءَ شَيْئًا مِنَ الرَّفْعِ، وَكَذَلِكَ الْخَيْلُ قَدْ قدْنَ وَالنِّسَاءُ قَدْ عدْنَ مِنْ مَرَضِهِنَّ، أَشَمُّوا كُلَّ هَذَا شَيْئًا مِنَ الرَّفْعِ نَحْوُ: قَدْ قِيلَ ذَلِكَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: قُولَ. وباعَ الفرَسُ فِي جَرْيه أَي أَبعد الخَطْو، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بِشْر بْنُ أَبي خَازِمٍ: فَعَدِّ طِلابها وتَسَلَّ عَنْهَا ... بحَرْفٍ، قَدْ تُغِيرُ إِذا تَبُوعُ

وَيُرْوَى: فَدَعْ هِنْداً وسَلِّ النَّفْسَ عَنْهَا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ وَاللَّهِ لَا تَبْلُغون تَبَوُّعَه أَي لَا تَلْحَقون شأْوَهُ، وأَصله طُولُ خُطاه. يُقَالُ: باعَ وانْباعَ وتبوَّعَ. وانْباعَ العَرقُ: سَالَ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ ... زَيّافةٍ مِثْلَ الفَنِيقِ المُكْدَمِ «2» قَالَ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ: يَنْباعُ يَنْفَعِلُ مِنْ بَاعَ يَبُوعُ إِذا جَرَى جَرْياً ليِّناً وتثَنَّى وتلَوَّى، قَالَ: وإِنما يَصِفُ الشَّاعِرُ عرَق النَّاقَةِ وأَنه يَتَلَوَّى فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وأَصله يَنْبَوِعُ فَصَارَتِ الْوَاوُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، قَالَ: وَقَوْلُ أَكثر أَهل اللُّغَةِ أَنَّ يَنْباع كَانَ فِي الأَصل يَنْبَعُ فوُصِل فَتْحَةُ الْبَاءِ بالأَلف، وَكُلُّ رَاشِحٍ مُنْباعٌ. وانْباع الرجلُ: وثَب بَعْدَ سُكُونٍ، وانْباعَ: سَطا، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وانْباعت الحَيَّة إِذا بَسَطَتْ نَفْسَهَا بَعْدَ تَحَوِّيها لتُساوِرَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياع الشُّجاعْ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: مُطْرِقٌ «3» ليَنْباعَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ إِذا أَضَبَّ عَلَى داهيةٍ؛ وَقَوْلُ صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: لَفاتَحَ البَيْعَ يومَ رُؤيتها ... وَكَانَ قَبْلُ انْبِياعُه لَكِدُ قَالَ: انْبِياعُه مُسامَحَتُه بالبيْع. يُقَالُ: قَدِ انْباع لِي إِذا سامَحَ فِي الْبَيْعِ، وأَجاب إِليه وإِن لَمْ يُسامِحْ. قَالَ الأَزهري: لَا يَنْباعُ، وَقِيلَ: البيْع والانْبِياعُ الانْبِساطُ. وفاتَح أَي كاشَف؛ يَصِفُ امرأَة حَسْناء يَقُولُ: لَوْ تعرَّضَت لِرَاهِبٍ تلبَّد شَعْرُهُ لانْبَسَطَ إِليها. واللَّكِدُ: العَسِرُ؛ وَقَبْلَهُ: وَاللَّهِ لَوْ أَسْمَعَتْ مَقالَتَها ... شَيْخاً مِنَ الزُّبِّ، رأْسُه لَبِدُ لَفاتَح البيعَ أَي لَكاشَف الانْبساط إِليها ولَفَرَّج الخَطْو إِليها؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا فُسِّرَ فِي شِعْرِ الْهُذَلِيِّينَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ بُعْ بُعْ إِذا أَمرته بِمَدِّ باعَيْه فِي طَاعَةِ اللَّهِ. وَمِثْلُ مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي سَاكِتٌ ليَثِبَ أَو ليَسْطو. وانْباعَ الشُّجاعُ مِنَ الصفِّ: برَز؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ؛ وَعَلَيْهِ وُجِّه قَوْلُهُ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ ... زيّافةٍ مِثْلَ الفَنِيقِ المُكْدَمِ لَا عَلَى الإِشباع كَمَا ذَهَبَ إِليه غيره. بيع: البيعُ: ضِدُّ الشِّرَاءِ، والبَيْع: الشِّرَاءُ أَيضاً، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد. وبِعْتُ الشَّيْءَ: شَرَيْتُه، أَبيعُه بَيْعاً ومَبيعاً، وَهُوَ شَاذٌّ وَقِيَاسُهُ مَباعاً. والابْتِياعُ: الاشْتراء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يخْطُبِ الرجلُ عَلَى خِطْبة أَخِيه وَلَا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخِيه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ أَبو عُبَيْدَةَ وأَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهل الْعِلْمِ يَقُولُونَ إِنما النَّهْيُ فِي قَوْلِهِ لَا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخيه إِنما هُوَ لَا يَشْتَرِ عَلَى شِرَاءِ أَخيه، فإِنما وَقَعَ النَّهْيُ عَلَى الْمُشْتَرِي لَا عَلَى الْبَائِعِ لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ بِعْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنَى اشْتَرَيْتُهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَيْسَ لِلْحَدِيثِ عِنْدِي وَجْهٌ غَيْرَ هَذَا لأَن الْبَائِعَ لَا يَكَادُ يَدْخُلُ عَلَى الْبَائِعِ، وإِنما المعروف

_ (2). قوله [المكدم] كذا هو بالدال في الأصل هنا وفي نسخ الصحاح في مادة زيف وشرح الزوزني للمعلقات أيضاً، وقال قد كدمته الفحول، وأورده المؤلف في مادة نبع مقرم بالقاف والراء، وتقدّم لنا في مادة زيف مكرم بالراء وهو بمعنى المقرم. (3). قوله [وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ مُطْرِقٌ إلخ] عبارة القاموس مخرنبق لينباع أي مطرق ليثب، ويروى لينباق أي ليأتي بالبائقة للداهية.

أَن يُعطى الرجلُ بِسِلْعَتِهِ شَيْئًا فَيَجِيءَ مُشْتَرٍ آخَرُ فَيَزِيدَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وَلَا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أَخيه: هُوَ أَن يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ مِنَ الرَّجُلِ سِلْعَةً وَلَمَّا يَتَفَرَّقَا عَنْ مَقَامِهِمَا فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، أَن يَعْرِضَ رَجُلٌ آخرُ سِلْعةً أُخرى عَلَى الْمُشْتَرِي تُشْبِهُ السِّلْعَةَ الَّتِي اشْتَرَى وَيَبِيعَهَا مِنْهُ، لأَنه لَعَلَّ أَن يردَّ السِّلْعَةَ الَّتِي اشْتَرَى أَولًا لأَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ للمُتبايعين الخيارَ مَا لَمْ يَتفرَّقا، فَيَكُونُ البائعُ الأَخير قَدْ أَفسد عَلَى الْبَائِعِ الأَول بَيْعَه، ثُمَّ لَعَلَّ الْبَائِعَ يَخْتَارُ نَقْضَ الْبَيْعِ فَيَفْسُدُ عَلَى الْبَائِعِ وَالْمُتَبَايِعِ بَيْعُهُ، قَالَ: وَلَا أَنهى رَجُلًا قَبْلَ أَن يَتبايَع الْمُتَبَايِعَانِ وإِن كَانَا تساوَما، وَلَا بَعد أَن يتفرَّقا عَنْ مَقَامِهِمَا الَّذِي تَبَايَعَا فِيهِ، عَنْ أَن يَبِيعَ أَي الْمُتَبَايِعَيْنِ شَاءَ لأَن ذَلِكَ لَيْسَ بِبَيْعٍ عَلَى بَيْعِ أَخيه فيُنْهى عَنْهُ؛ قَالَ: وَهَذَا يُوَافِقُ حَدِيثَ: الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فإِذا بَاعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ أَخيه فِي هَذِهِ الْحَالِ فَقَدْ عَصَى اللهَ إِذا كَانَ عَالِمًا بِالْحَدِيثِ فِيهِ، والبيعُ لَازِمٌ لَا يَفْسَدُ. قَالَ الأَزهري: البائعُ وَالْمُشْتَرِي سَوَاءٌ فِي الإِثم إِذا بَاعَ عَلَى بَيْعِ أَخيه أَو اشْتَرَى عَلَى شِرَاءِ أَخيه لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَلْزَمُهُ اسْمُ الْبَائِعِ، مُشْتَرِيًا كَانَ أَو بَائِعًا، وكلٌّ مَنْهِيٌّ عَنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: هُمَا مُتَسَاوِيَانِ قَبْلَ عَقْدِ الشِّرَاءِ، فإِذا عَقَدَا الْبَيْعَ فَهُمَا مُتَبَايِعَانِ وَلَا يسمَّيان بَيِّعَيْنِ وَلَا مُتَبَايِعَيْنِ وَهُمَا فِي السَّوْمِ قَبْلَ الْعَقْدِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ تأَول بَعْضُ مَنْ يَحْتَجُّ لأَبي حَنِيفَةَ وذَوِيه وقولهِم لَا خِيَارَ لِلْمُتَبَايِعَيْنِ بَعْدَ الْعَقْدِ بأَنهما يُسَمَّيَانِ مُتَبَايِعَيْنِ وَهُمَا مُتَسَاوِمَانِ قَبْلَ عَقْدِهِمَا الْبَيْعَ؛ وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِقَوْلِ الشَّمَّاخِ فِي رَجُلٍ بَاعَ قَوْسًا: فوافَى بِهَا بعضَ المَواسِم، فانْبَرَى ... لَها بَيِّع، يُغْلِي لَهَا السَّوْمَ، رائزُ قَالَ: فَسَمَّاهُ بَيِّعاً وَهُوَ سَائِمٌ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا وهَمٌ وتَمْوِيه، وَيَرُدُّ مَا تأَوَّله هَذَا الْمُحْتَجُّ شَيْئَانِ: أَحدهما أَن الشَّمَّاخَ قَالَ هَذَا الشِّعْرَ بعد ما انْعَقَدَ الْبَيْعُ بَيْنَهُمَا وتفرَّقا عَنْ مَقَامِهِمَا الَّذِي تَبَايَعَا فِيهِ فَسَمَّاهُ بَيِّعاً بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَوْ لَمْ يَكُونَا أَتَمّا الْبَيْعَ لَمْ يُسَمِّهِ بَيِّعاً، وأَراد بِالْبَيِّعِ الَّذِي اشْتَرَى وَهَذَا لَا يَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ يَجْعَلُ الْمُتَسَاوِمَيْنِ بَيِّعَيْنِ وَلَمَّا يَنْعَقِدْ بَيْنَهُمَا الْبَيْعُ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي أَنه يَرُدُّ تأْويله مَا فِي سِيَاقِ خَبَرِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: البَيِّعانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتفرَّقا إِلَّا أَن يُخَيِّرَ أَحدُهما صاحبَه، فإِذا قَالَ لَهُ: اخْتَرْ، فَقَدْ وجَب البيعُ وإِن لَمْ يتفرَّقا ، أَلا تَرَاهُ جَعَلَ الْبَيْعَ يَنْعَقِدُ بأَحد شَيْئَيْنِ: أَحدهما أَن يَتَفَرَّقَا عَنْ مَكَانِهِمَا الَّذِي تَبَايَعَا فِيهِ، وَالْآخَرُ أَن يُخَيِّرَ أَحدهما صَاحِبَهُ؟ وَلَا مَعْنَى لِلتَّخْيِيرِ إِلا بَعْدَ انْعِقَادِ الْبَيْعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ لَا يَبِعْ أَحدكم عَلَى بَيْعِ أَخيه: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما إِذا كَانَ الْمُتَعَاقِدَانِ فِي مَجْلِسِ الْعَقْدِ وَطَلَبَ طالبٌ السلعةَ بأَكثر مِنَ الثَّمَنِ ليُرغب الْبَائِعَ فِي فَسْخِ الْعَقْدِ فَهُوَ مُحَرَّمٌ لأَنه إِضرار بِالْغَيْرِ، وَلَكِنَّهُ مُنْعَقِدٌ لأَن نفْسَ الْبَيْعِ غَيْرُ مَقْصُودٍ بِالنَّهْيِ فإِنه لَا خَلَلَ فِيهِ، الثَّانِي أَن يُرَغِّبَ الْمُشْتَرِي فِي الْفَسْخِ بعَرْض سِلْعَةٍ أَجودَ مِنْهَا بِمِثْلِ ثَمَنِهَا أَو مِثْلِهَا بِدُونِ ذَلِكَ الثَّمَنِ فإِنه مِثْلُ الأَول فِي النَّهْيِ، وَسَوَاءٌ كَانَا قَدْ تَعَاقَدَا عَلَى الْمَبِيعِ أَو تَسَاوَمَا وَقَارَبَا الِانْعِقَادَ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْعَقْدُ، فَعَلَى الأَول يَكُونُ الْبَيْعُ بِمَعْنَى الشِّرَاءِ، تَقُولُ بِعْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنَى اشْتَرَيْتُهُ وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبي عُبَيْدٍ، وَعَلَى الثَّانِي يَكُونُ الْبَيْعُ عَلَى ظَاهِرِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِنَّ الشَّبابَ لَرابِحٌ مَن باعَه، ... والشيْبُ لَيْسَ لبائِعيه تِجارُ يَعْنِي مَنِ اشْتَرَاهُ. وَالشَّيْءُ مَبيع ومَبْيُوع مِثْلُ مَخيط

ومَخْيُوط عَلَى النَّقْصِ والإِتمام، قَالَ الْخَلِيلُ: الَّذِي حُذِفَ مِنْ مَبِيع وَاوُ مَفْعُولٍ لأَنها زَائِدَةٌ وَهِيَ أَولى بِالْحَذْفِ، وَقَالَ الأَخفش: الْمَحْذُوفَةُ عَيْنُ الْفِعْلِ لأَنهم لَمَّا سَكَّنوا الْيَاءَ أَلْقَوا حَرَكَتَهَا عَلَى الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَهَا فَانْضَمَّتْ، ثُمَّ أَبدلوا مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً لِلْيَاءِ الَّتِي بَعْدَهَا، ثُمَّ حُذِفَتِ الْيَاءُ وَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً كَمَا انْقَلَبَتْ وَاوُ مِيزان لِلْكَسْرَةِ؛ قَالَ الْمَازِنِيُّ: كِلَا الْقَوْلَيْنِ حُسْنٌ وَقَوْلُ الأَخفش أَقيس. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الْبَيْعُ مِنْ حُرُوفِ الأَضداد فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. يُقَالُ بَاعَ فُلَانٌ إِذا اشْتَرَى وَبَاعَ مِنْ غَيْرِهِ؛ وأَنشد قَوْلَ طَرَفَةَ: ويأْتِيك بالأَنباء مَن لَمْ تَبِعْ لَهُ ... نَباتاً، وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ أَراد مَنْ لَمْ تَشْتَرِ لَهُ زَادًا. والبِياعةُ: السِّلْعةُ، والابْتِياعُ: الِاشْتِرَاءُ. وَتَقُولُ: بِيعَ الشَّيْءُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، إِن شِئْتَ كَسَرْتَ الْبَاءَ، وإِن شِئْتَ ضَمَمْتَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ الْيَاءَ وَاوًا فَيَقُولُ بُوع الشَّيْءُ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي كِيلَ وقِيلَ وأَشباهها، وَقَدْ باعَه الشيءَ وباعَه مِنْهُ بَيْعاً فِيهِمَا؛ قَالَ: إِذا الثُّرَيّا طَلَعَتْ عِشاء، ... فَبِعْ لراعِي غَنَمٍ كِساء وابْتاعَ الشيءَ: اشْتَرَاهُ، وأَباعه. عَرَّضه لِلْبَيْعِ؛ قَالَ الهَمْداني: فَرَضِيتُ آلَاءَ الكُمَيْتِ، فَمَنْ يُبِعْ ... فَرَساً، فليْسَ جَوادُنا بمُباعِ أَي بمُعَرَّض لِلْبَيْعِ، وآلاؤُه: خِصالُه الجَمِيلة، وَيُرْوَى أَفلاء الْكُمَيْتِ. وبايَعَه مُبايعة وبِياعاً: عارَضَه بِالْبَيْعِ؛ قَالَ جُنادةُ بْنُ عَامِرٍ: فإِنْ أَكُ نائِياً عَنْهُ، فإِنِّي ... سُرِرْتُ بأَنَّه غُبِنَ البِياعا وَقَالَ قَيْسُ بْنُ ذَريح: كمغْبُونٍ يَعَضُّ عَلَى يَدَيْهِ، ... تَبَيَّنَ غَبْنُه بعدَ البِياع واسْتَبَعْتُه الشَّيْءَ أَي سأَلْتُه أَن يبِيعَه مِنِّي. وَيُقَالُ: إِنه لحسَنُ البِيعة مِنَ الْبَيْعِ مِثْلُ الجِلْسة والرِّكْبة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه كَانَ يَغْدُو فَلَا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ وَلَا صاحِب بِيعةٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ ؛ البِيعةُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الْبَيْعِ: الْحَالَةُ كالرِّكبة والقِعْدة. والبَيِّعان: الْبَائِعُ وَالْمُشْتَرِي، وَجَمْعُهُ باعةٌ عِنْدَ كُرَاعٍ، وَنَظِيرُهُ عَيِّلٌ وعالةٌ وَسَيِّدٌ وسادةٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن ذَلِكَ كُلَّهُ إِنما هُوَ جَمْعُ فَاعِلٍ، فأَمّا فيْعِل فَجَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وكلُّ مِنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي بَائِعٌ وبَيِّع. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ: المُتبايِعانِ بالخِيار مَا لَمْ يَتفَرَّقا. والبَيْعُ: اسْمُ المَبِيع؛ قَالَ صَخْر الغَيّ: فأَقْبَلَ مِنْهُ طِوالُ الذُّرى، ... كأَنَّ عليهِنَّ بَيْعاً جَزِيفا يَصِفُ سَحَابًا، وَالْجَمْعُ بُيُوع. والبِياعاتُ: الأَشياء الَّتِي يُتَبايَعُ بِهَا فِي التِّجَارَةِ. وَرَجُلٌ بَيُوعٌ: جَيِّدُ الْبَيْعِ، وبَيَّاع: كثِيره، وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ، وَالْجَمْعُ بَيِّعون وَلَا يكسَّر، والأُنثى بَيِّعة وَالْجَمْعُ بَيِّعاتٌ وَلَا يُكْسَرُ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ المفضَّل الضبيُّ: يُقَالُ بَاعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْعِ فُلَانٍ، وَهُوَ مَثَلٌ قَدِيمٌ تَضْرِبُهُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ يُخاصم صَاحِبَهُ

وَهُوَ يُرِيغُ أَن يُغالبه، فإِذا ظَفِر بما حاوَلَه قِيلَ: باعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْع فُلَانٍ، وَمِثْلُهُ: شَقَّ فُلَانٌ غُبار فُلَانٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ بَاعَ فُلَانٌ عَلَى بَيْعِكَ أَي قَامَ مَقامك فِي الْمَنْزِلَةِ والرِّفْعة؛ وَيُقَالُ: مَا بَاعَ عَلَى بَيْعِكَ أَحد أَي لَمْ يُساوِك أَحد؛ وَتَزَوَّجَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أُم مِسْكِين بِنْتَ عَمْرٍو عَلَى أُم هَاشِمٍ «1» فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ أُمَّ هاشِمٍ تُبَكِّينْ؟ ... مِن قَدَرٍ حَلَّ بِكُمْ تَضِجِّينْ؟ باعَتْ عَلَى بَيْعِك أُمُ مِسْكِينْ، ... مَيْمُونةً مِنْ نِسْوةٍ ميامِينْ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْن فِي بَيْعةٍ ، وَهُوَ أَن يَقُولَ: بِعْتُك هَذَا الثَّوْبَ نَقْداً بِعَشَرَةٍ، ونَسِيئة بِخَمْسَةَ عَشَرَ، فَلَا يَجُوزُ لأَنه لَا يَدْرِي أَيُّهما الثَّمَنُ الَّذِي يَختارُه ليَقَع عَلَيْهِ العَقْد، وَمِنْ صُوَره أَن تَقُولَ: بِعْتُك هَذَا بِعِشْرِينَ عَلَى أَن تَبِيعَني ثَوْبَكَ بِعِشْرَةٍ فَلَا يَصِحَّ لِلشَّرْطِ الَّذِي فِيهِ ولأَنه يَسْقُط بسُقوطه بعضُ الثَّمَنِ فَيَصِيرُ الْبَاقِي مَجْهُولًا، وَقَدْ نُهِي عَنْ بَيْعٍ وشرْط وَبَيْعٍ وسَلَف، وَهُمَا هذانِ الْوَجْهَانِ. وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ المُزارعة: نَهى عَنْ بَيْع الأَرض ، قَالَ ابْنُ الأَثير أَي كِرَائِهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا تَبِيعُوها أَي لا تَكْرُوها. والبَيْعةُ: الصَّفْقةُ عَلَى إِيجاب البيْع وَعَلَى المُبايعةِ والطاعةِ. والبَيْعةُ: المُبايعةُ والطاعةُ. وَقَدْ تبايَعُوا عَلَى الأَمر: كَقَوْلِكَ أَصفقوا عَلَيْهِ، وبايَعه عَلَيْهِ مُبايَعة: عاهَده. وبايَعْتُه مِنَ البيْع والبَيْعةِ جَمِيعًا، والتَّبايُع مِثْلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: أَلا تُبايِعُوني عَلَى الإِسلام ؟ هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ المُعاقَدةِ والمُعاهَدةِ كأَن كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا باعَ مَا عِنْدَهُ مِنْ صَاحِبِهِ وأَعطاه خَالِصَةَ نَفْسِه وطاعَتَه ودَخِيلةَ أَمره، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ. والبِيعةُ: بِالْكَسْرِ: كَنِيسةُ النَّصَارَى، وَقِيلَ: كَنِيسَةُ الْيَهُودِ، وَالْجَمْعُ بِيَعٌ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ ؛ قَالَ الأَزهري: فإِن قَالَ قَائِلٌ فَلِمَ جَعَلَ اللَّهُ هَدْمَها مِنَ الفَساد وَجَعْلَهَا كَالْمَسَاجِدِ وَقَدْ جَاءَ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ بِنَسْخِ شَرِيعة النَّصَارَى وَالْيَهُودِ؟ فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَن البِيَعَ والصَّوامعَ كَانَتْ مُتعبَّدات لَهُمْ إِذ كَانُوا مُسْتَقِيمِينَ عَلَى مَا أُمِرُوا بِهِ غَيْرِ مبدِّلين وَلَا مُغيِّرين، فأَخبر اللَّهُ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، أَن لَوْلَا دَفْعُه الناسَ عَنِ الْفَسَادِ بِبَعْضِ النَّاسِ لَهُدِّمَتْ مُتعبَّداتُ كلِّ فَرِيقٍ مِنْ أَهل دِينِهِ وطاعتِه فِي كُلِّ زَمَانٍ، فبدأَ بِذِكْرِ البِيَعِ عَلَى الْمَسَاجِدِ لأَن صَلَوَاتِ مَنْ تقدَّم مِنْ أَنبياء بَنِي إِسرائيل وأُممهم كَانَتْ فِيهَا قَبْلَ نُزُولِ الفُرقان وقبْل تَبْدِيلِ مَن بدَّل، وأُحْدِثت الْمَسَاجِدُ وَسُمِّيَتْ بِهَذَا الِاسْمِ بَعْدَهُمْ فبدأَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذِكْرِ الأَقْدَم وأَخَّر ذِكْرَ الأَحدث لِهَذَا الْمَعْنَى. ونُبايِعُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وكأَنَّها بالجِزْع جِزعِ نُبايعٍ، ... وأُولاتِ ذِي العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فِعْلٌ مَنْقُولٌ وزْنه نُفاعِلُ كنُضارِبُ وَنَحْوِهِ إِلا أَنه سُمِّيَ بِهِ مُجَرَّدًا مِنْ ضَمِيرِهِ، فَلِذَلِكَ أُعرب وَلَمْ يُحْكَ، وَلَوْ كَانَ فِيهِ ضَمِيرُهُ لَمْ يَقَعْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لأَنه كَانَ يَلْزَمُ حكايتُه إِن كَانَ جُمْلَةً كذَرَّى حَبًّا وتأبَّطَ شَرًّا، فَكَانَ ذَلِكَ يَكْسِرُ وَزْنَ البيت

_ (1). قوله [على أم هاشم] عبارة شارح القاموس: على أم خالد بنت أبي هاشم، ثم قال في الشعر: ما لك أُم خالد.

فصل التاء

لأَنه كَانَ يَلْزَمُهُ مِنْهُ حذفُ سَاكِنِ الْوَتَدِ فَتَصِيرُ مُتَفَاعِلُنْ إِلى متفاعِلُ، وَهَذَا لَا يُجِيزه أَحد، فإِن قُلْتَ: فَهَلَّا نوَّنته كَمَا تُنوِّن فِي الشِّعْرِ الْفِعْلَ نَحْوَ قَوْلِهِ: مِنْ طَلَلٍ كالأَتْحمِيّ أَنْهَجَنْ وَقَوْلِهِ: دايَنْتُ أَرْوَى والدُّيُون تُقْضَيَنْ فَكَانَ ذَلِكَ يَفِي بِوَزْنِ الْبَيْتِ لِمَجِيءِ نُونِ مُتَفَاعِلُنْ؟ قِيلَ: هَذَا التَّنْوِينُ إِنما يَلْحَقُ الْفِعْلَ فِي الشِّعْرِ إِذا كَانَ الْفِعْلُ قَافِيَةً، فأَما إِذا لَمْ يَكُنْ قَافِيَةً فإِن أَحداً لَا يُجِيزُ تَنْوِينَهُ، وَلَوْ كَانَ نُبَايِعُ مَهْمُوزًا لَكَانَتْ نُونُهُ وَهَمْزَتُهُ أَصليتين فَكَانَ كعُذافِر، وَذَلِكَ أَن النُّونَ وَقَعَتْ مَوْقِعَ أَصل يُحْكَمُ عَلَيْهَا بالأَصلية، وَالْهَمْزَةُ حَشْو فَيَجِبُ أَن تَكُونَ أَصلًا، فإِن قُلْتَ: فَلَعَلَّهَا كَهَمْزَةِ حُطائطٍ وجُرائض؟ قِيلَ: ذَلِكَ شَاذٌّ فَلَا يَحْسُنُ الحَمْل عَلَيْهِ وصَرْفُ نُبايعٍ، وَهُوَ مَنْقُولٌ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ التَّعْرِيفِ والمِثال، ضرورةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل التاء تبع: تَبِعَ الشيءَ تَبَعاً وتَباعاً فِي الأَفعال وتَبِعْتُ الشيءَ تُبوعاً: سِرْت فِي إِثْرِه؛ واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً لَهُ وَكَذَلِكَ تتَبَّعه وتتَبَّعْته تتَبُّعاً؛ قَالَ القُطامي: وخَيْرُ الأَمْرِ مَا اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ، ... وَلَيْسَ بأَن تتَبَّعَه اتِّباعا وضَع الاتِّباعَ مَوْضِعَ التتبُّعِ مَجَازًا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: تتَبَّعَه اتِّباعاً لأَن تتَبَّعْت فِي مَعْنَى اتَّبَعْت. وتَبِعْت الْقَوْمَ تَبَعاً وتَباعةً، بِالْفَتْحِ، إِذا مَشَيْتَ خَلْفَهُمْ أَو مَرُّوا بِكَ فمضَيْتَ مَعَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: تابِعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ عَلَى الخيْراتِ أَي اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ. والتِّباعةُ: مِثْلُ التَّبعةِ والتِّبعةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَكَلَت حَنِيفةُ رَبَّها، ... زَمَنَ التقَحُّمِ والمَجاعهْ لَمْ يَحْذَرُوا، مِنْ ربِّهم، ... سُوء العَواقِبِ والتِّباعهْ لأَنهم كَانُوا قَدِ اتَّخَذُوا إِلهاً مِنْ حَيْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثُمَّ أَصابتهم مَجاعة فأَكلوه. وأَتْبَعه الشيءَ: جَعَلَهُ لَهُ تَابِعًا، وَقِيلَ: أَتبَعَ الرجلَ سَبَقَهُ فلَحِقَه. وتَبِعَه تَبَعاً واتَّبَعه: مرَّ بِهِ فمضَى مَعَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ فِي صِفَةِ ذِي القَرْنَيْنِ: ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً* ، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَمَعْنَاهَا تَبِعَ، وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يقرؤُها بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَهِيَ قِرَاءَةُ أَهل الْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يقرؤُها ثُمَّ أَتبع سَبَبًا ، بِقَطْعِ الأَلف، أَي لَحِقَ وأَدْرك؛ قَالَ ابْنُ عُبَيْدٍ: وَقِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو أَحبُّ إِليَّ مِنْ قَوْلِ الْكِسَائِيِّ. واسْتَتْبَعَه: طلَب إِليه أَن يَتبعه. وَفِي خَبَرِ الطَّسْمِيِّ النافِر مِنْ طَسمٍ إِلى حَسَّان الْمَلِكِ الَّذِي غَزا جَدِيساً: أَنه اسْتَتْبَع كَلْبَةً لَهُ أَي جَعَلَهَا تَتبعه. والتابِعُ: التَّالي، وَالْجَمْعُ تُبَّعٌ وتُبَّاعٌ وتَبَعة. والتَّبَعُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ وَنَظِيرُهُ خادِمٌ وخَدَم وطالبٌ وطلَبٌ وغائبٌ وغَيَبٌ وسالِفٌ وسَلَفٌ وراصِدٌ ورَصَدٌ ورائحٌ ورَوَحٌ وفارِطٌ وفرَطٌ وحارِسٌ وحَرَسٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ وقافِلٌ مِنْ سفَره وقَفَلٌ وخائلٌ وخَوَلٌ وخابِلٌ وخَبَلٌ، وَهُوَ الشَّيْطَانُ،

وَبَعِيرٌ هامِلٌ وهَمَلٌ، وَهُوَ الضالُّ الْمُهْمَلُ؛ قَالَ كُرَاعٍ: كُلُّ هَذَا جَمْعٌ وَالصَّحِيحُ مَا بدأْنا بِهِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ فِيمَا ذَكر مِنْ هَذَا وَقِيَاسُ قَوْلِهِ فِيمَا لَمْ يَذكره مِنْهُ: والتَّبَعُ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمَاعَةً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً* ، يَكُونُ اسْمًا لِجَمْعِ تابِع وَيَكُونُ مَصْدَرًا أَي ذَوِي تَبَعٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَتْباع. وتَبِعْتُ الشيءَ وأَتْبَعْتُه: مِثْلُ رَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَتْبَعْت الْقَوْمَ مَثْلُ أَفْعلت إِذا كَانُوا قَدْ سَبَقُوكَ فَلَحِقْتَهم، قَالَ: واتَّبَعْتُهم مِثْلُ افْتَعَلْت إِذا مرُّوا بِكَ فمضيتَ؛ وتَبِعْتُهم تَبَعاً مِثْلُهُ. وَيُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتَّبِعُهم حَتَّى أَتْبَعْتُهم أَي حَتَّى أَدركْتُهم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَتْبَعَ أَحسن مِنِ اتَّبَع لأَن الاتِّباع أَن يَسِير الرَّجُلُ وأَنت تَسِيرُ وراءَه، فإِذا قُلْتَ أَتْبَعْتُه فكأَنك قَفَوْته. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَبِعْت فَلَانًا واتَّبَعْته وأَتْبعْته سَوَاءٌ. وأَتْبَعَ فُلَانٌ فَلَانًا إِذا تَبِعَه يُرِيدُ بِهِ شَرًّا كَمَا أَتْبَعَ الشيطانُ الَّذِي انسلَخَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَكَانَ مِنَ الغاوِين، وَكَمَا أَتْبَع فرعونُ مُوسَى. وأَمَّا التتَبُّع: فأَن تتتَبَّعَ فِي مُهْلةٍ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ وَفُلَانٌ يتَتبَّعُ مَساوِيَ فُلَانٍ وأَثرَه ويَتتبَّع مَداقَّ الأُمور وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ أَمره أَبو بَكْرٍ الصديقُ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قَالَ: فَعَلِقْتُ أَتَتَبَّعه مِنَ اللِّخافِ والعُسُبِ ، وَذَلِكَ أَنه اسْتَقْصَى جميعَ الْقُرْآنِ مِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي كُتِب فِيهَا حَتَّى مَا كُتِب فِي اللِّخاف، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، وَفِي العُسُب، وَهِيَ جَرِيدُ النَّخْلِ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّقَّ أَعْوَزَهم حِينَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأُمِر كاتبُ الوَحْي فِيمَا تيسَّر مِنْ كَتِف ولوْحٍ وجِلْد وعَسِيب ولَخْفة، وإِنما تَتبَّع زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْقُرْآنَ وَجَمَعَهُ مِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي كُتِب فِيهَا وَلَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى مَا حَفِظ هُوَ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ أَحفظ النَّاسِ لِلْقُرْآنِ اسْتِظهاراً واحْتِياطاً لِئَلَّا يَسْقُط مِنْهُ حَرْفٌ لسُوء حِفْظ حافِظه أَو يتبدَّل حَرْفٌ بِغَيْرِهِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْكِتَابَةَ أَضْبَطُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ وأَحْرَى أَن لَا يَسْقُطَ مِنْهُ شَيْءٌ، فَكَانَ زَيْدٌ يَتتبَّع فِي مُهلة مَا كُتب مِنْهُ فِي مَوَاضِعِهِ ويَضُمُّه إِلى الصُّحف، وَلَا يُثْبِتُ فِي تِلْكَ الصُّحُفِ إِلَّا مَا وَجَدَهُ مَكْتُوبًا كَمَا أُنزل عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وأَمْلاه عَلَى مَن كَتبه. واتَّبَعَ القرآنَ: ائْتَمَّ بِهِ وعَمِلَ بِمَا فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى الأَشعري، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كائنٌ لَكُمْ أَجراً وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْراً فاتَّبِعوا الْقُرْآنَ وَلَا يَتَّبِعنَّكُم القرآنُ، فإِنه مَنْ يَتَّبِعِ الْقُرْآنَ يَهْبِطْ بِهِ عَلَى رِياضِ الْجَنَّةِ، ومَن يَتَّبِعْه القرآنُ يَزُخّ فِي قَفاه حَتَّى يَقْذِفَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ؛ يَقُولُ: اجْعَلُوهُ أَمامكم ثُمَّ اتْلُوهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أَي يَتَّبِعونه حقَّ اتِّباعه، وأَراد لَا تَدَعُوا تِلاوته والعملَ بِهِ فَتَكُونُوا قَدْ جَعَلْتُمُوهُ وراءَكم كَمَا فَعل الْيَهُودُ حِينَ نَبَذُوا مَا أُمروا بِهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، لأَنه إِذا اتَّبَعَه كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وإِذا خَالَفَهُ كَانَ خَلْفَه، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَا يَتَّبِعَنَّكُمُ الْقُرْآنُ أَي لَا يَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بِتَضْيِيعِكُمْ إِياه كَمَا يطلُب الرجلُ صاحبَه بالتَّبِعة؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا مَعْنًى حَسَنٌ يُصَدِّقه الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِن الْقُرْآنَ شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ ، فَجَعَلَهُ يَمْحَل صاحبَه إِذا لَمْ يَتَّبِعْ مَا فِيهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: هُمْ أَتباع الزوج ممن يَخْدُمُه [يَخْدِمُه] مِثْلُ الشَّيْخِ الْفَانِي وَالْعَجُوزِ الْكَبِيرَةِ.

وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبية: وَكُنْتُ تَبِيعاً لطَلْحةَ بْنِ عُبيدِ اللَّهِ أَي خَادِمًا. والتَّبَعُ كالتابِعُ كأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وتَبَعُ كلِّ شيءٍ: مَا كَانَ عَلَى آخِره. والتَّبَعُ: القوائم؛ قَالَ أَبو دُواد فِي وَصْفِ الظَّبْية: وقَوائم تَبَع لَهَا، ... مِن خَلْفِها زَمَعٌ زَوائدْ وَقَالَ الأَزهري: التَّبَعُ مَا تَبِعَ أَثَرَ شَيْءٍ فَهُوَ تَبَعةٌ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي دُوَادَ الإِيادي فِي صِفَةِ ظَبْيَةٍ: وَقَوَائِمُ تَبَع لَهَا، ... مِنْ خَلْفِهَا زَمَعٌ مُعَلَّقْ وتابَع بَيْنَ الأُمور مُتابَعةً وتِباعاً: واتَرَ ووالَى؛ وتابعْتُه عَلَى كَذَا مُتابعةً وتِباعاً. والتِّباعُ: الوِلاءُ. يُقَالُ: تابَعَ فُلَانٌ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِذا والَى بَيْنَهُمَا فَفَعَلَ هَذَا عَلَى إِثْر هَذَا بِلَا مُهلة بَيْنَهُمَا، وَكَذَلِكَ رَمَيْتُهُ فأَصبته بِثَلَاثَةِ أَسهم تِباعاً أَي وِلاء. وتَتابَعَتِ الأَشياءُ: تَبِعَ بعضُها بَعْضًا. وتابَعه عَلَى الأَمر: أَسْعدَه عَلَيْهِ. والتابِعةُ: الرَّئِيُّ مِنَ الْجِنِّ، أَلحقوه الْهَاءَ لِلْمُبَالَغَةِ أَو لتَشْنِيع الأَمْرِ أَو عَلَى إِرادة الداهِيةِ. والتابعةُ: جِنِّيَّة تَتْبع الإِنسان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدينةَ يَعْنِي مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، امرأَة كَانَ لَهَا تابِعٌ مِنَ الجن ؛ التابِعُ هاهنا: جِنِّيٌّ يَتْبَع المرأَة يُحِبُّها. والتابعةُ: جِنية تتْبع الرجلَ تُحِبُّهُ. وَقَوْلُهُمْ: مَعَهُ تَابِعَةٌ أَي مِنَ الْجِنِّ. والتَّبِيعُ: الفَحل مِنْ وَلَدِ الْبَقَرِ لأَنه يَتْبع أُمه، وَقِيلَ: هُوَ تَبيع أَولَ سَنَةٍ، وَالْجَمْعُ أَتْبِعة، وأَتابِعُ وأَتابِيعُ كِلَاهُمَا جمعُ الجمعِ، والأَخيرة نَادِرَةٌ، وَهُوَ التِّبْعُ وَالْجَمْعُ أَتباع، والأُنثى تَبِيعة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ إِلى الْيَمَنِ فأَمرَه فِي صدَقةِ الْبَقَرِ أَن يأْخذ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعاً، وَمِنْ كُلِّ أَربعين مُسِنَّةً ؛ قَالَ أَبو فَقْعَس الأَسَدي: وَلَدُ البقَر أَول سَنَةٍ تَبِيع ثُمَّ جزَع ثُمَّ ثَنِيٌّ ثُمَّ رَباعٌ ثُمَّ سَدَسٌ ثُمَّ صالِغٌ. قَالَ اللَّيْثُ: التَّبِيعُ العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه يَتْبَع أُمه بعدُ؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُ اللَّيْثِ التَّبِيع الْمُدْرِكُ وهَم لأَنه يُدْرِكُ إِذا أَثنى أَي صَارَ ثَنِيًّا. وَالتَّبِيعُ مِنَ الْبَقَرِ يُسَمَّى تَبِيعًا حِينَ يُسْتَكْمَلُ الحَوْل، وَلَا يُسَمَّى تَبِيعاً قَبْلَ ذَلِكَ، فإِذا اسْتَكْمَلَ عَامَيْنِ فَهُوَ جَذَع، فإِذا اسْتَوْفَى ثَلَاثَةَ أَعوام فَهُوَ ثَنِيٌّ، وَحِينَئِذٍ مُسِنٌّ، والأُنثى مُسِنَّة وَهِيَ الَّتِي تُؤْخَذُ فِي أَربعين مِنَ الْبَقَرِ. وَبَقَرَةٌ مُتْبِعٌ: ذاتُ تَبِيع. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ فِيهَا: مُتْبِعة أَيضاً. وَخَادِمٌ مُتْبِع: يَتْبَعُها وَلَدُهَا حَيْثُمَا أَقبلت وأَدبرت، وعمَّ بِهِ اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: المُتْبِعُ الَّتِي مَعَهَا أَولاد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فُلَانًا اشْتَرَى مَعْدِناً بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبِع أَي يَتْبَعها أَولادها. وتَبِيعُ المرأَةِ: صَدِيقُها، وَالْجَمْعُ تُبَعاء، وَهِيَ تَبِيعته. وَهُوَ تِبْعُ نِساء، وَالْجَمْعُ أَتباع، وتُبَّع نِسَاءٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ حَكَاهَا فِي المُنَجَّذ، وَحَكَاهَا أَيضاً فِي المُجَرَّد إِذا جدَّ فِي طَلَبِهِنّ؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ تِبْعُها وَهِيَ تِبْعَتُه؛ قَالَ الأَزهري: تِبْعُ نِسَاءٍ أَي يَتْبَعُهُنَّ، وحِدْثُ نِسَاءٍ يُحادِثُهنَّ، وزِيرُ نِسَاءٍ يَزُورُهُنَّ، وخِلْب نِسَاءٍ إِذا كَانَ يُخالِبهنَّ. وَفُلَانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ: يَتْبَع النساءَ، وتِبْعٌ ضِلَّةٌ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ تِبْعُ ضِلَّةٍ مُضَافٌ. والتَّبِيعُ: النَّصِير. والتَّبِيعُ: الَّذِي لَكَ عَلَيْهِ مَالٌ. يُقَالُ: أُتْبِعَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ أَي أُحِيلَ عَلَيْهِ، وأَتْبَعَه

عَلَيْهِ: أَحالَه. وَفِي الْحَدِيثِ: الظُّلْم لَيُّ الواجِدِ، وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ ؛ مَعْنَاهُ إِذا أُحِيلَ أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ فلْيَحْتَلْ مِنَ الحَوالةِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ اتَّبع، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَصَوَابُهُ بِسُكُونِ التَّاءِ بِوَزْنِ أُكْرِمَ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا أَمراً عَلَى الْوُجُوبِ وإِنما هُوَ عَلَى الرِّفْق والأَدب والإِباحةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بَيْنا أَنا أَقرأُ آيَةً فِي سِكَّة مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلفي: أَتْبِعْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فالتَفَتُّ فإِذا عُمر، فَقُلْتُ: أُتْبِعُك عَلَى أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ أَي أَسْنِدْ قِرَاءَتَكَ مِمَّنْ أَخذتها وأَحِلْ عَلَى مَنْ سَمِعْتها مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلَّذِي لَهُ عَلَيْكَ مَالٌ يُتابِعُك بِهِ أَي يُطالبك بِهِ: تَبِيع. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا المالُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَبِعةٌ مِنْ طَالِبٍ وَلَا ضَيْفٍ؟ قَالَ: نِعْم الْمَالُ أَربعون وَالْكَثِيرُ سِتُّونَ ؛ يُرِيدُ بالتَّبِعةِ مَا يَتْبَع المالَ مِنْ نَوَائِبِ الحُقوق وَهُوَ مِنْ تَبِعْت الرَّجُلَ بِحَقِّي. والتَّبِيعُ: الغَرِيمُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَلُوذُ ثَعالِبُ الشَّرَفَيْن مِنْهَا، ... كَمَا لاذَ الغَرِيمُ مِنَ التَّبِيعِ وتابَعَه بِمَالٍ أَي طَلَبه. والتَّبِعُ: الَّذِي يَتْبَعُكَ بِحَقٍّ يُطالبك بِهِ وَهُوَ الَّذِي يَتْبع الْغَرِيمَ بِمَا أُحيل عَلَيْهِ. وَالتَّبِيعُ: التَّابِعُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي ثَائِرًا وَلَا طَالِبًا بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا تَجِدُوا مَنْ يَتْبَعُنا بإِنكار مَا نَزَلْ بِكُمْ وَلَا يُتْبِعُنَا بأَن يَصْرِفَهُ عَنْكُمْ، وَقِيلَ: تَبِيعاً مُطالِباً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ؛ يَقُولُ: عَلَى صَاحِبِ الدَّمِ اتِّباع بِالْمَعْرُوفِ أَي المُطالَبَةُ بالدِّية، وَعَلَى القاتِل أَداء إِليه بإِحسان، وَرَفْعُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَاتِّبَاعٌ عَلَى مَعْنَى قَوْلِهِ فَعَلَيْهِ اتِّباع بِالْمَعْرُوفِ، وسيُذْكَرُ ذَلِكَ مُستوفى فِي فَصْلِ عَفَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ. والتَّبِعةُ والتِّباعةُ: مَا اتَّبَعْتَ بِهِ صاحبَك مِنْ ظُلامة وَنَحْوِهَا. والتَّبِعةُ والتِّباعةُ: مَا فِيهِ إِثم يُتَّبَع بِهِ. يُقَالُ: مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ فِي هَذَا تَبِعة وَلَا تِباعة؛ قَالَ وَدّاك بْنُ ثُمَيل: هِيمٌ إِلى الموتِ إِذا خُيِّرُوا، ... بينَ تِباعاتٍ وتَقْتالِ قَالَ الأَزهري: التِّبِعة والتَّباعة اسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي لَكَ فِيهِ بُغْية شِبه ظُلامة وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَفِي أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها، يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الْحَاجَةِ. والتُّبَّعُ والتُّبُّع جَمِيعًا: الظِّلُّ لأَنه يَتْبَع الشَّمْسَ؛ قَالَتْ سُعْدَى الجُهَنِيَّةُ تَرْثي أَخاها أَسْعَدَ: يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً، ... وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ التُّبَّعُ: الظِّلُّ، واسْمِئْلاله: بُلوغه نِصْفَ النَّهَارِ وضُمورُه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: التُّبَّع هُوَ الدَّبَرانُ فِي هَذَا الْبَيْتِ سُمي تُبَّعاً لاتِّباعِه الثُّرَيّا؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يُسَمِّي الدَّبَرَانَ التَّابِعَ والتُّوَيْبِع، قَالَ: وَمَا أَشبه مَا قَالَ الضَّرِيرُ بِالصَّوَابِ لأَن القَطا تَرِدُ الْمِيَاهَ لَيْلًا وَقَلَّمَا تَرِدُهَا نَهَارًا، وَلِذَلِكَ يُقَالُ: أَدَلُّ مِنْ قَطاة؛ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ: فَوَرَدْنا قبلَ فُرَّاطِ القَطا، ... إِنَّ مِن وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لَهُ التابِعُ والتُّبَّعُ والحادِي وَالتَّالِي؛ قَالَ مُهَلْهل: كأَنَّ التابِعَ المِسْكِينَ فِيهَا ... أَجِيرٌ فِي حُداياتِ الوَقِير «2» والتَّبابِعةُ: مُلُوكُ الْيَمَنِ، وَاحِدُهُمْ تُبَّع، سُمُّوْا بِذَلِكَ لأَنه يَتْبَع بعضُهم بَعْضًا كُلَّمَا هَلك وَاحِدٌ قَامَ مَقامه آخَرُ تَابِعًا لَهُ عَلَى مِثْلِ سِيرته، وَزَادُوا الْهَاءَ فِي التَّبَابِعَةُ لإِرادة النَّسَبِ؛ وَقَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: وعليهِما ماذِيَّتانِ قَضاهُما ... داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ سَمِعَ أَن داودَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانَ سُخِّر لَهُ الحديدُ فَكَانَ يَصْنع مِنْهُ مَا أَراد، وسَمِعَ أَنَّ تُبَّعاً عَمِلَها وَكَانَ تُبع أَمَر بِعَمَلِهَا وَلَمْ يَصْنعها بِيَدِهِ لأَنه كَانَ أَعظمَ شأْناً مِنْ أَن يَصْنَعَ بِيَدِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن تُبَّعاً كَانَ مَلِكاً مِنَ الْمُلُوكِ وَكَانَ مؤْمناً وأَن قَوْمَهُ كَانُوا كَافِرِينَ وَكَانَ فِيهِمْ تَبابِعةٌ، وَجَاءَ أَيْضاً أَنه نُظِر إِلى كِتَابٍ عَلَى قَبْرَين بِنَاحِيَةِ حِمْيَر: هَذَا قَبْرُ رَضْوى وَقَبْرُ حُبَّى، ابْنَتَيْ تُبَّع، لَا تُشركان بِاللَّهِ شَيْئًا، قَالَ الأَزهري: وأَمّا تُبَّعُ الملِك الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ، فَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا أَدري تُبَّعٌ كَانَ لعِيناً أَم لَا «3» ؛ قَالَ: وَيُقَالُ إِن تُبَّتَ اشْتُقَّ لَهُمْ هَذَا الاسمُ مِنَ اسْمِ تُبَّع وَلَكِنْ فِيهِ عُجْمة. وَيُقَالُ: هُمُ الْيَوْمَ مِنْ وَضائِع تُبَّع بِتِلْكَ الْبِلَادِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنه أَول مَنْ كَسا الْكَعْبَةَ ؛ قِيلَ: هُوَ مَلِكٌ فِي الزَّمَانِ الأَول اسْمه أَسْعَدُ أَبو كَرِب، وَقِيلَ: كَانَ مَلِكُ اليمنِ لَا يُسَمَّى تُبَّعاً حَتَّى يَمْلِكَ حَضْرَمَوْتَ وسَبأ وحِمْيَرَ. والتُّبَّعُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَقِيلَ: التُّبَّع ضَرْبٌ مِنَ اليَعاسِيب وَهُوَ أَعظمها وَأَحْسَنُهَا، وَالْجَمْعُ التبابِعُ تَشْبِيهًا بأُولئك الْمُلُوكِ، وَكَذَلِكَ الْبَاءُ هُنَا لِيَشْعُرُوا بِالْهَاءِ هُنَالِكَ. والتُّبَّعُ: سيِّد النَّحْلِ: وتابَعَ عَمَلَه وكلامَه: أَتْقَنَه وأَحكمه؛ قَالَ كُرَاعٍ: وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي وَاقِدٍ اللِّيْثِيِّ: تابَعْنا الأَعمال فَلَمْ نَجِد شَيْئًا أَبلغ فِي طلَب الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْد فِي الدُّنْيَا أَي أَحْكَمْناها وعَرَفْناها. وَيُقَالُ: تابَعَ فُلَانٌ كلامَه وَهُوَ تَبِيعٌ لِلْكَلَامِ إِذا أَحكمه. وَيُقَالُ: هُوَ يُتابِعُ الْحَدِيثَ إِذا كَانَ يَسْرُدُه، وَقِيلَ: فُلَانٌ مُتتابِعُ العِلم إِذا كَانَ عِلْمه يُشاكل بعضُه بَعْضًا لَا تَفاوُتَ فِيهِ. وَغُصْنٌ مُتتابعٌ إِذا كَانَ مُسْتَوِيًا لَا أُبَن فِيهِ. وَيُقَالُ: تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أَيْ سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت وحَسُنت؛ قَالَ أَبو وجْزةَ السعْدي: حَرْفٌ مُلَيْكِيةٌ كالفَحْلِ تابَعَها، ... فِي خِصْبِ عامَينِ، إِفْراقٌ وتَهْمِيلُ «4» وَنَاقَةُ مُفْرِقٌ: تَمْكُث سَنَتَيْنِ أَو ثَلَاثَا لَا تَلْقَحُ؛ وأَما قَوْلُ سَلامان الطَّائِيِّ: أَخِفْنَ اطِّنانِي إِن شُكِينَ، وإِنَّني ... لَفِي شُغُلٍ عَنْ ذَحْليَ اليتَتَبَّعُ

_ (2). وفي رواية أخرى: حدابات بدل حدايات. (3). قوله [تُبَّعٌ كَانَ لَعِينًا أَمْ لا] هَكَذَا فِي الْأَصْلِ الَّذِي بأيدينا ولعله محرف، والأصل كان نبياً إلخ. ففي تفسير الخطيب عند قوله تعالى في سورة الدخان أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ، وعن النبي، صلى الله عليه وسلم: لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا فَإِنَّهُ كان قد أسلم. وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما أدري أكان تبع نبياً أو غير نبي ، وعن عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالت: لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا فَإِنَّهُ كان رجلًا صالحاً (4). قوله [مليكية] كذا بالأصل مضبوطاً وفي الأساس بياء واحدة قبل الكاف.

فإِنه أَرادَ ذَحْليَ الَّذِي يتَتَبَّع فَطَرَحَ الَّذِي وأَقام الأَلف وَاللَّامَ مُقامه، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: وَإِنما أَقحم الأَلف وَاللَّامَ عَلَى الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ لِمُضَارَعَةِ الأَسماء. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ سَائِبَةً فأَوصَى بِمَالِهِ كُلِّهِ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ لَهُ إِنما ذَلِكَ لِلتَّابِعَةِ، قَالَ النَّضِرُ: التابعةُ أَن يَتْبَعَ الرجلُ الرجلَ فَيَقُولُ: أَنا مَوْلَاكَ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد أَن المُعْتَقَ سَائِبَةً مالُه لمُعْتِقِه. والإِتْباعُ فِي الْكَلَامِ: مِثْلُ حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح. تبرع: تَبْرَعٌ وتَرْعَبٌ: مَوْضِعَانِ بَيَّنَ صَرْفُهُمْ إِياهما أَن التاء أَصل. تخطع: تَخْطَعٌ: اسْمٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَظنه مَصْنُوعًا لأَنه لَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ. ترع: تَرِعَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، تَرَعاً وَهُوَ تَرِعٌ وتَرَعٌ: امتَلأَ. وحَوْضٌ تَرَعٌ، بِالتَّحْرِيكِ، ومُتْرَعٌ أَي مَمْلوء. وكُوزٌ تَرَعٌ أَي مُمْتَلِئ، وجَفْنة مُتْرَعة، وأَتْرَعه هُوَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وافْتَرَشَ الأَرضَ بسَيْلٍ أَتْرَعا وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: بسَيْر أَتْرَعا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِرُؤْبَةَ، قَالَ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ بسَيْل بِاللَّامِ؛ وَبَعْدَهُ: يَمْلأُ أَجْوافَ البِلادِ المَهْيَعا قَالَ: وأَتْرعَ فِعْلٌ مَاضٍ. قَالَ: وَوَصَفَ بَنِي تَمِيم وأَنهم افْتَرَشُوا الأَرض بِعَدَدٍ كَالسَّيْلِ كَثْرَةً؛ وَمِنْهُ سَيْلٌ أَتْرَعُ وسَيْلٌ تَرّاع أَي يملأُ الْوَادِي، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ تَرِعَ الإِناءُ وَلَكِنْ أُتْرِعَ. اللَّيْثُ: التَّرَعُ امْتِلاءُ الشَّيْءِ، وَقَدْ أَتْرَعْت الإِناءَ وَلَمْ أَسمع تَرِعَ الإِناءُ، وسَحاب تَرِعٌ: كَثِيرُ الْمَطَرِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: كأَنّما طَرَقَتْ ليْلى مُعَهَّدةً ... مِنَ الرِّياضِ، وَلَاهَا عارِضٌ تَرِعُ وتَرِعَ الرجلُ تَرَعاً، فَهُوَ تَرِعٌ: اقْتَحَمَ الأُمور مَرَحاً وَنَشَاطًا. وَرَجُلٌ تَرِعٌ: فِيهِ عَجَلة، وَقِيلَ: هُوَ المُستعِدُّ لِلشَّرِّ والغَضبِ السريعُ إِليهما؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: الخَزْرَجِيُّ الهِجانُ الفَرْعُ لَا تَرِعٌ ... ضَيْقُ المَجَمِّ، وَلَا جافٍ، وَلَا تَفِلُ وَقَدْ تَرِعَ تَرَعاً. والتَّرِعُ: السفيهُ السريعُ إِلى الشرِّ. والتَّرِعةُ مِنَ النِّسَاءِ: الفاحِشة الْخَفِيفَةُ. وتَتَرَّع إِلى الشَّيْءِ: تَسَرَّعَ. وتَتَرَّعَ إِلينا بالشرِّ: تَسَرَّعَ. والمُتَتَرِّع: الشِّرِّيرُ المُسارِعُ إِلى مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: الْبَاغِيَ الحَرْب يَسْعَى نحْوَها تَرِعاً، ... حَتَّى إِذا ذاقَ مِنْهَا حامِياً بَرَدا الْكِسَائِيُّ: هُوَ تَرِعٌ عَتِلٌ. وَقَدْ تَرِعَ تَرَعاً وعَتِلَ عَتَلًا إِذا كَانَ سَرِيعًا إِلى الشرِّ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الكلابيِّين: فُلَانٌ ذُو مَتْرَعةٍ إِذا كَانَ لَا يَغْضَب وَلَا يَعْجَلُ، قَالَ: وَهَذَا ضِدُّ التَّرِع. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المُنْتَفِق: فأَخَذتُ بِخِطام راحلةِ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا تَرَعَني ؛ التَّرَعُ: الإِسراعُ إِلى الشَّيْءِ، أَي مَا أَسرَعَ إِليّ فِي النهْي، وَقِيلَ: تَرَعَه عَنْ وَجْهِهِ ثَناه وصرَفَه. والترْعةُ: الدَّرَجَةُ، وَقِيلَ: الرَّوْضة عَلَى الْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ خَاصَّةً، فإِذا كَانَتْ فِي المَكان المُطمئنّ فَهِيَ

رَوْضَةٌ، وَقِيلَ: التُّرْعة المَتْن الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الإِناء المُتْرَع، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ: أَحسنُ مَا تَكُونُ الروْضةُ عَلَى الْمَكَانِ فِيهِ غِلَظٌ وارْتفاع؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: مَا رَوْضةٌ مِنْ رِياض الحَزْنِ مُعْشِبةٌ ... خَضْراء، جادَ عَلَيْهَا مُسْبِلٌ هَطِلُ فأَما قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: هاجُوا الرحيلَ، وَقَالُوا: إِنّ مَشْرَبَكم ... مَاءُ الزَّنانيرِ مِنْ ماويَّةَ التُّرَعُ فَهُوَ جَمْعُ التُّرْعةِ مِنَ الأَرض، وَهُوَ عَلَى بَدَلٍ مِنْ قَوْلِهِ مَاءُ الزَّنَانِيرِ كأَنه قَالَ غُدْران مَاءَ الزَّنَانِيرِ، وَهِيَ مَوْضِعٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: التُّرَعِ، وَزَعْمَ أَنه أَراد المَمْلُوءة فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ لِمَاوِيَّةَ، وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَنا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا آنِيَةٌ تُرَع. والتُّرْعةُ: البابُ. وَحَدِيثُ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْبري هَذَا عَلَى تُرْعةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ، قِيلَ فِيهِ: التُّرْعة البابُ، كأَنه قَالَ مِنبري عَلَى بَابٍ مِنْ أَبواب الْجَنَّةِ، قَالَ ذَلِكَ سَهل بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ وَهُوَ الَّذِي رَوى الْحَدِيثَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ الْوَجْهُ، وَقِيلَ: التُّرْعَةُ المِرْقاةُ مِنَ المِنبر، قَالَ القُتيبي: مَعْنَاهُ أَن الصلاةَ وَالذِّكْرَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يُؤدّيان إِلى الْجَنَّةِ فكأَنه قِطْعة مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: ارْتَعُوا فِي رِياض الْجَنَّةِ أَي مَجالِسِ الذِّكْرِ، وَحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَن أَراد أَن يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ فليقرأْ أَلَ حم ، وَهَذَا الْمَعْنَى مِنَ الِاسْتِعَارَةِ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرٌ، كَقَوْلِهِ عائدُ المَريض فِي مَخارِف الْجَنَّةِ ، والجنةُ تَحْتَ بارقةِ السُّيُوفِ ، وَتَحْتَ أَقدام الأُمهات أَي أَن هَذِهِ الأَشياء تُؤَدِّي إِلى الْجَنَّةِ، وَقِيلَ: التُّرعة فِي الْحَدِيثِ الدَّرجةُ، وَقِيلَ: الرَّوْضَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: إِن قَدَمَيَّ عَلَى تُرْعةٍ مِنْ تُرَعِ الْحَوْضِ ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، أَبو عُبَيْدٍ. أَبو عَمْرٍو: التُّرْعةُ مَقام الشاربةِ مِنَ الْحَوْضِ. وَقَالَ الأَزهري: تُرْعةُ الْحَوْضِ مَفْتح الْمَاءِ إِليه، وَمِنْهُ يُقَالُ: أَتْرَعْت الحوضَ إِتْراعاً إِذا ملأْته، وأَتْرَعْت الإِناء، فَهُوَ مُتْرَع. والتَّرّاعُ: البَوّاب؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ هُدْبةُ «1» بْنُ الخَشْرَم: يُخَيِّرُني تَرّاعُه بَيْنَ حَلْقةٍ ... أَزُومٍ، إِذا عَضَّتْ، وكَبْلٍ مُضَبَّبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ يُخَيِّرُنِي حَدّاده. وَرَوَى الأَزهري عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمة أَنه قَالَ: قرأْت فِي مُصْحَفِ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ: وتَرَّعَتِ الأَبوابَ، قَالَ: هُوَ فِي مَعْنَى غَلَّقت الأَبواب. والتُّرْعة: فَمُ الجَدْولِ يَنْفَجِر مِنَ النَّهْرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي الصِّحَاحِ: والتُّرْعةُ أَفواه الجَداولِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ والتُّرَعُ جَمْعُ تُرْعة أَفواه الْجَدَاوِلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: إِنّ قَدَمَيَّ عَلَى تُرْعة مِنْ تُرَع الْجَنَّةِ، وَقَالَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبادِ اللَّهِ خَيَّره رَبُّه بَيْنَ أَن يَعِيش فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ أَن يأْكل فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ لِقَائِهِ فَاخْتَارَ العبدُ لِقَاءَ رَبِّهِ، قَالَ: فَبَكَى أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَالَهَا وَقَالَ: بَلْ نُفَدِّيك يَا رَسُولُ اللَّهِ بِآبَائِنَا. قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: وَالرِّوَايَةُ مُتَّصِلَةٌ مِنْ غَيْرِ وَجْهِ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ هَذَا فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، نَعَى نفْسَه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى أَصحابه. والتُّرْعة: مَسِيل الْمَاءِ إِلى الرَّوْضَةِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ تُرَعٌ. والتُّرْعة: شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ تَنْبُتُ مَعَ الْبَقْلِ وتَيْبَس مَعَهُ هِيَ أَحب

_ (1). قوله [قال هدبة] أي يصف السجن كما في الأساس

الشَّجَرِ إِلى الحَمِير. وسَيْر أَتْرَعُ: شَدِيد، والتِّرياعُ، بِكَسْرِ التَّاءِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ: مَوْضِعٌ. تسع: التِّسْع والتِّسعة مِنَ الْعَدَدِ: مَعْرُوفٌ تَجْرِي وُجُوهُهُ عَلَى التأْنيث وَالتَّذْكِيرِ تِسْعَةُ رِجَالٍ وَتِسْعُ نِسْوَةٍ. يُقَالُ: تِسْعُونَ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ وَتِسْعِينَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ، وَالْيَوْمُ التَّاسِعُ وَاللَّيْلَةُ التَّاسِعَةُ، وتِسعَ عَشرةَ مَفْتُوحَانِ عَلَى كُلِّ حَالٍ لأَنهما اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا فأُعْطِيا إِعراباً وَاحِدًا غَيْرَ أَنك تَقُولُ تِسْعَ عَشرةَ امرأَةً وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ أَي تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكاً، وأَكثر الْقُرَّاءِ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ، وَقَدْ قُرِئَ: تسعةَ عْشر ، بِسُكُونِ الْعَيْنِ، وإِنما أَسكنها مَن أَسكنها لِكَثْرَةِ الْحَرَكَاتِ وَالتَّفْسِيرُ أَنَّ عَلَى سَقَرَ تِسْعَةَ عَشَرَ ملَكاً، وقولُ الْعَرَبِ تسعةُ أَكثر مِنْ ثمانيةَ فَلَا تُصْرَفُ إِلا إِذا أَردت قَدْر العدَد لَا نَفْسَ الْمَعْدُودِ، فإِنما ذَلِكَ لأَنها تُصيِّر هَذَا اللفظَ عَلَمًا لِهَذَا الْمَعْنَى كَزوبَرَ مِنْ قَوْلِهِ: عُدَّتْ عَلِيَّ بِزَوْبَرا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والتسعُ فِي الْمُؤَنَّثِ كَالتِّسْعَةِ فِي الْمُذَكَّرِ. وتَسَعَهم يَتْسَعُهم، بِفَتْحِ السِّينِ: صَارَ تَاسِعَهُمْ. وتَسَعَهم: كَانُوا ثَمَانِيَةً فأَتَّمَّهم تسْعة. وأَتْسَعُوا: كَانُوا ثَمَانِيَةً فَصَارُوا تِسْعَةً. وَيُقَالُ: هُوَ تاسعُ تسعةٍ وتاسعٌ ثَمَانِيَةً وتاسعُ ثمانيةٍ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ هُوَ تاسعٌ تِسْعَةً وَلَا رابعٌ أَربعةً إِنما يُقَالُ رابعُ أَربعةٍ عَلَى الإِضافة، وَلَكِنَّكَ تَقُولُ رابعٌ ثَلَاثَةً، هَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرِهِ مِنْ الحُذّاق. والتاسُوعاء: الْيَوْمُ التَّاسِعُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَقِيلَ هُوَ يَوْمَ العاشُوراء، وأَظنه مُولَّداً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَئِنْ بَقِيتُ إِلى قَابِلٍ لأَصُومَنّ التَّاسِعَ يَعْنِي عاشُوراء، كأَنه تأَوّل فِيهِ عِشْرَ الوِرْد أَنها تِسْعَةُ أَيام، وَالْعَرَبُ تَقُولُ ورَدت الْمَاءَ عِشْراً، يَعْنُونَ يَوْمَ التَّاسِعِ وَمِنْ هاهنا قَالُوا عِشْرِينَ، وَلَمْ يَقُولُوا عِشْرَيْن لأَنهما عِشْرَانِ وبعضُ الثَّالِثِ فجُمع فَقِيلَ عِشْرِين، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا أَحسبهم سَمُّوا عَاشُورَاءَ تَاسُوعَاءَ إِلا عَلَى الأَظْماء نَحْوَ الْعِشْرِ لأَن الإِبل تَشْرَبُ فِي الْيَوْمِ التَّاسِعِ وَكَذَلِكَ الخِمْس تَشْرَبُ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما قَالَ ذَلِكَ كَرَاهَةً لِمُوَافَقَةِ الْيَهُودِ فإِنهم كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْعَاشِرُ، فأَراد أَن يُخَالِفَهُمْ وَيَصُومَ التَّاسِعَ، قَالَ: وَظَاهِرُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ مَا ذَكر الأَزهري مِنْ أَنه عَنَى عَاشُورَاءَ كأَنه تأَوّل فِيهِ عِشْر وِرْد الإِبل لأَنه قَدْ كَانَ يَصُومُ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ، ثُمَّ قَالَ: إِن بَقِيت إِلى قَابِلٍ لأَصُومنّ تَاسُوعَاءَ، فَكَيْفَ يَعِدُ بِصَوْمِ يَوْمٍ قَدْ كَانَ يَصُومُهُ؟ وَالتِّسْعُ مِنْ أَظْماء الإِبل: أَن تَرِد إِلى تِسْعَةِ أَيام، والإِبلُ تَواسِعُ. وَأَتْسَعَ الْقَوْمُ فَهُمْ مُتسِعون إِذا وَرَدَتْ إِبلهم لِتِسْعَةِ أَيام وَثَمَانِي لَيَالٍ. وحبْلٌ مَتْسُوع: عَلَى تِسْع قُوىً. والثَّلاثُ التُّسَعُ مِثَالُ الصُّرَدِ: اللَّيْلَةُ السَّابِعَةُ وَالثَّامِنَةُ وَالتَّاسِعَةُ مِنَ الشَّهْرِ، وَهِيَ بَعْدُ النُّفَل لأَن آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهَا هِيَ التَّاسِعَةُ، وَقِيلَ: هِيَ اللَّيَالِي الثَّلَاثُ مِنْ أَوّل الشَّهْرِ، والأَوّل أَقْيَسُ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ فِي لَيَالِي الشَّهْرِ ثَلَاثٌ غُرَرٌ وَبَعْدَهَا ثَلَاثٌ نُفَلٌ وَبَعْدَهَا ثَلَاثٌ تُسَعٌ، سُمِّينَ تُسعاً لأَن آخِرَتَهُنَّ اللَّيْلَةُ التَّاسِعَةُ كَمَا قِيلَ لِلثَّلَاثِ بَعْدَهَا: ثَلَاثٌ عُشَر لأَن بادِئتَها اللَّيْلَةُ الْعَاشِرَةُ. والعَشِيرُ والتَّسِيعُ: بِمَعْنَى العُشْر والتُّسْع. والتُّسْعُ، بِالضَّمِّ، والتَّسِيعُ: جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ يطَّرِد فِي جَمِيعِ هَذِهِ الكسورِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع تَسِيعاً إِلا لأَبي زَيْدٍ. وتَسَعَ المالَ يَتْسَعُه: أَخذ تُسْعه. وتَسَعَ القومَ، بِفَتْحِ السِّينِ أَيضاً، يَتْسَعُهم: أَخذ تُسْع أَموالهم.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ ؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: إِنها أَخْذُ آلِ فِرعون بالسِّنِينَ، وَهُوَ الجَدْب، حَتَّى ذَهَبَتْ ثِمارُهم وَذَهَبَ مِنْ أَهل الْبَوَادِي مَواشِيهم، وَمِنْهَا إِخراج مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ يدَه بَيْضَاءَ لِلنَّاظِرِينَ، وَمِنْهَا إِلقاؤه عَصَاهُ فإِذا هِيَ ثُعبان مُبِينٌ، وَمِنْهَا إِرسال اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الطُّوفان والجَراد والقُمَّلَ والضَّفادِعَ والدَّمَ وانْفِلاقُ الْبَحْرِ وَمِنْ آيَاتِهِ انْفِجَارُ الْحَجَرِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ مُتَّسِع وَهُوَ المُنْكَمِشُ الْمَاضِي فِي أَمره؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرف مَا قَالَ إِلا أَن يَكُونَ مُفْتَعِلًا مِنَ السَّعةِ، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. قَالَ: وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ مِسْتَعٌ، وَهُوَ المُنْكَمِشُ الْمَاضِي فِي أَمره، وَيُقَالُ مِسْدَعٌ لُغَةٌ، قَالَ: وَرَجُلٌ مِسْتَعٌ أَي سريع. تعع: التَّعُّ: الاسْتِرْخاء. تَعَّ تَعًّا وأَتَعَّ: قَاءَ كثَعَّ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَرْجَمَةِ ثَعَعَ: رَوَى اللَّيْثُ هَذَا الْحَرْفَ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ: تَعَّ إِذا قَاءَ، وَهُوَ خطأٌ إِنما هُوَ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ لَا غَيْرَ مِنَ الثعْثَعةِ، والثعْثَعةُ: كلام فيه لُثْعة، والتعْتَعةُ: الْحَرَكَةُ العَنِيفة، وَقَدْ تَعْتَعَه إِذا عَتَلَه وأَقْلَقه. أَبو عَمْرٍو: تَعْتَعْتُ الرجلَ وتَلْتَلْتُه: وَهُوَ أَن تُقْبِلَ بِهِ وتُدْبِرَ بِهِ وتُعَنِّفَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، وَهِيَ التعْتَعة والتلْتَلةُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يؤخَذَ للضعيفِ حقُّه غَيْرَ مُتعتع ، بِفَتْحِ التَّاءِ، أَي مِنْ غَيْرِ أَن يُصِيبه أَذًى يُقْلِقُه ويُزْعِجُه. والتعْتَعُ: الفأْفاء. والتعْتعةُ فِي الْكَلَامِ: أَن يَعْيَا بِكَلَامِهِ ويتَرَدَّد مِنْ حَصْر أَو عِيٍّ، وَقَدْ تَعْتَعَ فِي كَلَامِهِ وتَعْتَعه العِيُّ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الَّذِي يقرأُ الْقُرْآنَ ويَتَتَعْتَع «1» فِيهِ أَي يتردَّدُ فِي قِرَاءَتِهِ ويَتَبَلَّدُ فِيهَا لسانُه. وتُعْتِعَ فُلَانٌ إِذا رُدّ عَلَيْهِ قولُه، وَلَا أَدْرِي مَا الَّذِي تَعْتَعَه. ووقَع القومُ فِي تَعاتِعَ إِذا وَقَعُوا فِي أَراجِيفَ وتَخْلِيط. وتَعْتعةُ الدابةِ: ارْتِطامها فِي الرَّمْلِ والخَبار والوَحل مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ تَعْتَعَ البعيرُ وَغَيْرُهُ إِذا ساخَ فِي الخَبار أَي فِي وُعُوثةِ الرِّمال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُتَعْتِعُ فِي الخَبارِ إِذا عَلاه، ... ويَعْثُر فِي الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ تلع: تَلَعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلُوعاً وأَتْلَع: ارْتَفَعَ. وتَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً وأَتْلَعَت: انْبَسَطَت. وتَلَعُ الضُّحى: وقتُ تُلُوعِها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَأَنْ غَرَّدَتْ فِي بَطنِ وادٍ حَمامةٌ ... بَكَيْتَ، وَلَمْ يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ تَعالَيْن فِي عُبْرِيّه، تَلَعَ الضُّحَى، ... عَلَى فَنَنٍ، قَدْ نَعَّمَتْه السَّرائر وتَلَع الظبْيُ والثَّوْرُ مِنْ كِناسه: أَخرج رأْسه وسَمَا بِجِيدِه. وأَتْلَع رأْسَه: أَطْلَعه فَنَظَرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمة: كَمَا أَتْلَعَتْ، مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمةٍ ... إِلى نَبْأَةِ الصوْتِ، الظِّباءُ الكَوانِسُ وتَلَع الرجلُ رأْسَه: أَخرجه مِنْ شَيْءٍ كَانَ فِيهِ، وَهُوَ شِبْه طَلَع إِلا أَن طلَع أَعمّ. قَالَ الأَزهري: فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَتْلَع رأْسَه إِذا أَطلَع وتَلَع الرأْسُ نفْسُه، وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ. والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ: الطويلُ، وَقِيلَ: الطويلُ العُنُقِ، وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ بتع:

_ (1). قوله [ويتتعتع] كذا هو في الأصل مضارع تتعتع خماسياً وهو في النهاية يتعتع مضارع تعتع رباعياً ولعلهما روايتان

والبَتِعُ الطَّوِيلُ العُنق، والتَّلِعُ الطَّوِيلُ الظَّهْرِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَكثر مَا يُرَادُ بالأَتلع طَوِيلُ الْعُنُقِ، وَقَدْ تَلِعَ تَلَعاً، فَهُوَ تَلِعٌ بَيِّنُ التَّلَعِ؛ وَقَوْلُ غَيلانَ الرَّبَعِي: يَسْتَمْسِكُونَ، مِنْ حِذارِ الإِلْقاء، ... بتَلِعاتٍ كجُذُوعِ الصِّيصاء يَعْنِي بالتّلِعات هُنَا سُكّانات السُّفُن؛ وَقَوْلُهُ مِنْ حِذار الإِلقاء أَراد مِنْ خَشْية أَن يقَعُوا فِي الْبَحْرِ فيَهْلِكوا؛ وَقَوْلُهُ كجُذُوعِ الصِّيصاء أَي أَن قُلُوعَ هَذِهِ السَّفِينَةِ طَوِيلَةٌ حَتَّى كأَنها جُذُوع الصِّيصَاءِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ نَخْلُه طِوالٌ. وامرأَة تَلْعاء بيِّنة التلَعِ، وعُنق أَتْلَع وتَلِيعٌ، فِيمَنْ ذكَّر: طويلٌ، وتَلْعاء فِيمَنْ أَنَّث؛ قَالَ الأَعشى: يومَ تُبْدِي لنا قُتَيْلةُ عن جِيدٍ ... تَلِيعٍ، تَزِينُه الأَطْواقُ وَقِيلَ: التَّلَعُ طُوله وانْتِصابه وغِلَظُ أَصلِه وجَدْلُ أَعْلاه. والأَتْلَع أَيضاً والتَّلِعُ: الطَّوِيلُ مِنَ الْأَدَبِ «2»؛ قَالَ: وعَلَّقُوا فِي تَلِعِ الرأْسِ خَدِبْ والأُنثى تَلِعةٌ وتَلْعاء. والتَّلِعُ: الْكَثِيرُ التَّلَفُّت حوْله، وَقِيلَ: تَلِيعٌ وسيِّد تَلِيعٌ وتَلِعٌ: رفِيعٌ. وتَتَلَّع فِي مَشْيِه وتَتالَع: مَدَّ عُنقَه ورفَع رأْسَه. وتتلَّع: مَدَّ عُنقَه لِلْقِيَامِ. يُقَالُ: لَزِمَ فُلَانٌ مَكَانَهُ قعَد فَمَا يَتتلَّع أَي فَمَا يَرْفَعُ رأْسه للنُّهوض وَلَا يُرِيدُ البَراح. والتَّتلُّع: التقدُّم؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباء ... فوقَ النجْمِ، لَا يَتتلَّعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ خلفَ النَّجْمِ، وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعناقَهم إِلى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهلَه فوُقِصُوا دُونَهُ أَي رَفَعُوها. والتَّلْعةُ: أَرض مُرتفعة غَلِيظة يَتردَّدُ فِيهَا السيْلُ ثُمَّ يَدْفع مِنْهَا إِلى تَلْعةٍ أَسفل مِنْهَا، وَهِيَ مَكْرَمةٌ مِنَ المَنابِت. والتَّلْعةُ: مَجْرَى الْمَاءِ مِنْ أَعلى الْوَادِي إِلى بُطون الأَرض، وَالْجَمْعُ التِّلاعُ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: فُلَانٌ لَا يَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الذَّلِيلِ الْحَقِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَيَجِيءُ مَطَرٌ لَا يُمْنَعُ مِنْهُ ذَنَبُ تَلْعة ؛ يُرِيدُ كَثْرَتَهُ وأَنه لَا يَخْلُو مِنْهُ مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: ليَضْرِبَنَّهم الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمنَعُوا ذنَبَ تَلْعة. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ فِي مِثْلِ: مَا أَخاف إِلا مِنْ سيْل تَلْعَتي أَي مِنْ بَنِي عَمِّي وَذَوِي قرابَتي، قَالَ: والتَّلْعَةُ مَسيلُ الْمَاءِ لأَن مَنْ نَزَلَ التلْعة فَهُوَ عَلَى خَطَر إِن جَاءَ السيلُ جرَفَ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ هَذَا وَهُوَ نَازِلٌ بِالتَّلْعَةِ فَقَالَ: لَا أَخاف إِلَّا مِنْ مَأْمَني. وَقَالَ شَمِرٌ: التِّلاعُ مَسايِلُ الْمَاءِ يَسِيلُ مِنَ الأَسْناد والنِّجاف وَالْجِبَالِ حَتَّى يَنْصَبَّ فِي الْوَادِي، قَالَ: وتَلْعة الْجَبَلِ أَن الماء يجيء فيخُدُّ فِيهِ ويحْفِرُه حَتَّى يَخْلُصَ مِنْهُ، قَالَ: وَلَا تَكُونُ التِّلاع إِلا فِي الصَّحَارَى، قَالَ: والتلْعة رُبَّمَا جَاءَتْ مِنْ أَبْعَد مِنْ خَمْسَةِ فَرَاسِخَ إِلى الْوَادِي، فإِذا جُرَتْ مِنَ الْجِبَالِ فَوَقَعَتْ فِي الصَّحارى حَفَرَتْ فِيهَا كَهَيْئَةِ الخَنادق، قَالَ: وإِذا عظُمت التلْعة حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ نِصْفِ الْوَادِي أَو ثُلُثَيْه فَهِيَ مَيْثاء. وَفِي حَدِيثُ الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْمَطَرِ: وأَدْحَضت التِّلاعَ أَي جعلَتْها زَلَقاً تَزْلَق فِيهَا الأَرجُل. والتلْعةُ: مَا انهَبط مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: مَا ارْتَفَع، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد، وَقِيلَ: التَّلْعةُ مِثْلُ الرَّحَبةِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ تَلْعٌ وتِلاعٌ؛ قَالَ عارِق الطائي:

_ (2). قوله [من الأدب] هكذا في الأصل ولعلها من الآدمي

وكُنَّا أُناساً دائِنينَ بغِبْطةٍ، ... يَسِيلُ بِنا تَلْعُ المَلا وأَبارِقُهْ وَقَالَ النَّابِغَةُ: عَفا ذُو حُساً مِنْ فَرْتَنى فالفَوارِعُ، ... فَجَنْبا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ ثَعْلَبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَعِنْدَهُ أَبو مُضَر أَخو أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي فَقَالَ لِي: مَا التَّلْعةُ؟ فَقُلْتُ: أَهل الرِّوَايَةِ يَقُولُونَ هُوَ مِنَ الأَضداد يَكُونُ لِمَا عَلا وَلِمَا سَفَل؛ قَالَ الرَّاعِي فِي الْعُلُوِّ: كدُخانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلى تَلْعةٍ، ... غَرْثانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولا وَقَالَ زُهَيْرٌ فِي الِانْهِبَاطِ: وإِني مَتى أَهْبِطْ مِنَ الأَرضِ تَلْعةً، ... أَجِدْ أَثَراً قَبْلي جَدِيداً وعافِيا قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِنما هِيَ مَسِيل مَاءٍ مِنْ أَعلى الْوَادِي إِلى أَسفله، فَمَرَّةً يُوصَفُ أَعلاها وَمَرَّةً يُوصَفُ أَسفلها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَبْدُو «1» إِلى هَذِهِ التِّلاع ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: هُوَ مِنَ الأَضداد يَقَعُ عَلَى مَا انْحَدَرَ مِنَ الأَرض وأَشْرَفَ مِنْهَا. وَفُلَانٌ لَا يُوثَقُ بسَيْل تَلْعَته: يُوصَفُ بِالْكَذِبِ أَي لَا يوثقُ بِمَا يَقُولُ وَمَا يَجِيءُ بِهِ. فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَمثال جَاءَتْ فِي التلْعةِ؛ وَقَوْلُ كثيِّر عَزَّةَ: بكلِّ تِلاعةٍ كالبَدْرِ لَمّا ... تَنَوَّرَ، واسْتَقَلَّ عَلَى الحِبالِ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: التِّلاعةُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض شبَّه النَّاقَةَ بِهِ، وَقِيلَ: التلاعةُ الطويلةُ العُنُقِ المرتفِعَتُه وَالْبَابُ وَاحِدٌ. وتَلْعَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَلا رُبَّما هاجَ التذَكُّرُ والهَوَى، ... بتَلْعةَ، إِرْشاشَ الدُّموعِ السَّواجِم وَقَالَ أَيضاً: وَقَدْ كَانَ فِي بَقْعاء رِيٌّ لِشائكُمْ، ... وتَلْعةَ والجَوْفاء يَجْرِي غَدِيرُها وَيُرْوَى: وتَلْعةُ والجوفاءُ يَجْرِي غَدِيرُهَا أَي يَطَّرِدُ عِنْدَ هُبوب الرِّيح. ومُتالِعٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ: جَبَلٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ ... بالحِبْسِ، بَيْنَ البيدِ والسُّوبانِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَجُزَهُ: فتَقادَمَت بالحبْس فالسوبانِ أَراد المَنازِل فَحَذَفَ وَهُوَ قَبِيحٌ. قَالَ الأَزهري: مُتالع جَبَلٌ بِنَاحِيَةِ الْبَحْرِينِ بَيْنَ السَّوْدةِ والأَحْساء، وَفِي سَفْح هَذَا الْجَبَلِ عَيْنٌ يَسيح مَاؤُهُ يُقَالُ لَهُ عَيْنُ مُتالع. والتَّلَعُ شَبِيهٌ بالتَّرَع: لُغَيّةٌ أَو لُثْغة أَو بَدَلٌ. وَرَجُلٌ تَلِعٌ: بِمَعْنَى التَّرِعِ. توع: تاعَ اللِّبَأَ والسَّمْن يَتوعه توْعاً إِذا كَسَرَهُ بقِطعة خُبْزٍ أَو أَخذه بِهَا. حَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: التوْعُ كَسْرُك لِبأً أَو سَمناً بكِسْرة خُبْزٍ ترفَعُه بِهَا، تَقُولُ مِنْهُ: تُعْتُه فأَنا أَتُوعه تَوْعاً.

_ (1). قوله [كان يبدو] يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، كما في هامش النهاية

تيع: التَّيْعُ: مَا يَسيل عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْ جَمَد ذَائِبٍ وَنَحْوِهِ؛ وَشَيْءٌ تَائِعٌ مَائِعٌ. وتاعَ الماءُ يَتِيعُ تَيْعاً وتَوْعاً، الأَخيرة نَادِرَةٌ، وتَتَيَّعَ كِلَاهُمَا: انْبَسَطَ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وأَتاعَ الرجلُ إِتاعة، فَهُوَ مُتِيع: قَاءَ. وأَتاع قَيْأَه وأَتاعَ دَمَه فتاعَ يَتِيعُ تُيُوعاً. وتاعَ القَيْءُ يَتِيع تَوْعاً أَي خَرَجَ، والقَيءُ مُتاعٌ؛ قَالَ القُطامي وَذَكَرَ الْجِرَاحَاتِ: فظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدي كُلُوماً، ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتاعا وتاعَ السُّنْبُلُ: يَبِس بعضُه وبعضُه رَطْب، والريحُ تَتَّايَعُ باليَبِيسِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَذْكُرُ عَقْره نَاقَةً وأَنها كاسَتْ فخَرَّتْ عَلَى رأْسها: ومُفْرِهةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها ... فخَرّتْ، كَمَا تَتَّايَعُ الرِّيحُ بالقَفْلِ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ اتَّايَعَتِ الريحُ بِوَرَقِ الشَّجَرِ إِذا ذهَبت بِهِ، وأَصله تَتايَعت بِهِ. والقَفْلُ: مَا يَبِسَ مِنَ الشَّجَرِ. والتَّتايُع فِي الشَّيْءِ وَعَلَى الشَّيْءِ: التَّهافُت فِيهِ والمُتايَعةُ عَلَيْهِ والإِسْراعُ إِليه. يُقَالُ: تَتايَعُوا فِي الشَّرِّ إِذا تَهافَتُوا وسارَعُوا إِليه. والسكْرانُ يَتَتايَعُ أَي يَرْمِي بِنَفْسِهِ. وَفِي حَدِيثِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يحمِلُكم عَلَى أَن تَتايَعُوا «1» فِي الكَذِب كَمَا يَتتايَعُ الفَراشُ فِي النَّارِ؟ التَّتايُعُ: الْوُقُوعُ فِي الشَّرِّ مِنْ غَيْرِ فِكْرةٍ وَلَا رَوِيّةٍ والمُتايَعةُ عَلَيْهِ، وَلَا يَكُونُ فِي الخيْر. وَيُقَالُ فِي التَّتايُع: إِنه اللَّجاجةُ، قَالَ الأَزهري: وَلَمْ نَسْمَعِ التَّتايُع فِي الْخَيْرِ وإِنما سَمِعْنَاهُ فِي الشَّرِّ. والتتايُع: التهافُت فِي الشَّرِّ واللَّجاج وَلَا يَكُونُ التَّتَايُعُ إِلا فِي الشَّرِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: إِنَّ عليّاً أَراد أَمْراً فتَتايَعَتْ عَلَيْهِ الأُمور فَلَمْ يَجِد مَنْزَعاً ، يَعْنِي فِي أَمْرِ الجَمَل. وَفُلَانٌ تَيِّعٌ ومُتتيِّعٌ أَي سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ، وَقِيلَ: التتايُع فِي الشَّرِّ كالتتايُع فِي الْخَيْرِ. وتَتايَعَ الرَّجُلُ: رَمَى بِنَفْسِهِ فِي الأَمر سَرِيعًا. وتَتايَعَ الحَيْرانُ: رَمى بِنَفْسِهِ فِي الأَمر سَرِيعًا مِنْ غَيْرِ تثبُّت. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ، قَالَ سَعْد بنُ عُبادة: إِنْ رأَى رَجُلٌ مَعَ امرأَته رَجُلًا فيَقْتُله تَقْتُلونه، وإِن أَخْبر يُجْلَد ثَمَانِينَ جَلْدة، أَفلا نَضْرِبه بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَى بِالسَّيْفِ شَا ؛ أَراد أَن يَقُولَ شَاهِدًا فأَمسك ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَن يَتتايَعَ فِيهِ الغَيْرانُ والسّكْرانُ ، وَجَوَابُ لَوْلَا مَحْذُوفٌ أَراد لَوْلَا تَهافُتُ الغَيْرانِ والسكْرانِ فِي القَتْل لتَمَّمْتُ عَلَى جَعْلِهِ شَاهِدًا أَو لحكَمْت بِذَلِكَ، وَقَوْلُهُ لَوْلَا أَن يَتَتَايَعَ فِيهِ الْغَيْرَانُ وَالسَّكْرَانُ أَي يَتهافَت وَيَقَعَ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التتايُع رُكُوبُ الأَمر عَلَى خِلَافِ النَّاسِ. وتَتايَعَ الجملُ فِي مَشْيِه فِي الْحَرِّ إِذا حرَّك أَلواحه حَتَّى يَكَادَ يَنْفَكُّ. والتِّيعةُ، بِالْكَسْرِ: الأَربعون مِنْ غَنَم الصدَقة، وَقِيلَ: التِّيعَةُ الأَربعون مِنَ الْغَنَمِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخص بِصَدَقَةٍ وَلَا غَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كتَب لِوَائِلِ بنُ حُجْرٍ كِتَابًا فِيهِ عَلَى التِّيعةِ شاةٌ والتِّيمةُ لِصَاحِبِهَا ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ التِّيعةُ الأَربعون مِنَ الْغَنَمِ لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ، والتِّيمة مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا، قَالَ: وَالتِّيعَةُ اسْمٌ لأَدنى مَا يَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنَ الْحَيَوَانِ، وكأَنها الْجُمْلَةُ الَّتِي للسُّعاة عَلَيْهَا سَبِيل مِنْ تاعَ يَتِيعُ إِذا ذهَب إِليه كَالْخَمْسِ من الإِبل

_ (1). قوله [أن تتايعوا] أصله بثلاث تاءات حذف إحداها كالواجب كما يستفاد من هامش النهاية.

فصل الثاء

والأَربعين مِنَ الْغَنَمِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: التِّيعةُ أَدنى مَا يَجِبُ مِنَ الصَّدَقَةِ كالأَربعين فِيهَا شَاةٌ وَكَخَمْسٍ مِنَ الإِبل فِيهَا شَاةٌ، وإِنما تَيَّعَ التِّيعةَ الحَقُّ الَّذِي وَجَبَ للمصدِّق فِيهَا لأَنه لَوْ رامَ أَخْذ شَيْءٍ مِنْهَا قَبْلَ أَن يبلُغ عَدَدُهَا مَا يَجِبُ فِيهِ التِّيعةُ لمنَعَه صاحبُ الْمَالِ، فَلَمَّا وجَب فِيهِ الْحَقُّ تاعَ إِليه المصدِّق أَي عَجِل، وتاعَ رَبُّ الْمَالِ إِلى إِعْطائه فَجَادَ بِهِ، قَالَ: وأَصله مِنَ التَّيْعِ وَهُوَ القَيْءُ. يُقَالُ: أَتاعَ قَيْأَه فَتاعَ. وَحَكَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: التِّيعة لَا أَدري مَا هِيَ، قَالَ: وَبَلَغَنَا عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: التِّيعَةُ مِنَ الشَّاءِ القِطْعة الَّتِي تَجِبُ فِيهَا الصَّدَقَةُ تَرْعَى حَوْلَ الْبُيُوتِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: التيْعُ أَن تأْخذ الشَّيْءَ بِيَدِكَ، يُقَالُ: تاعَ بِهِ يَتِيع تَيْعاً وتَيَّع بِهِ إِذا أَخذه بِيَدِهِ؛ وأَنشد: أَعْطَيْتُها عُوداً وتِعْتُ بتَمْرةٍ، ... وخَيْرُ المَراغِي، قَدْ عَلِمْنا، قِصارُها قَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنه أَكل رَغْوة مَعَ صَاحِبَةٍ لَهُ فَقَالَ: أَعطيتها عُوداً تأْكل بِهِ وتِعْت بِتَمْرَةٍ أَي أَخَذْتها آكُل بِهَا. والمِرْغاة: الْعُودُ أَو التَّمْرُ أَو الْكَسْرَةُ يُرْتَغى بِهَا، وَجَمْعُهُ المَراغِي. قَالَ الأَزهري: رأَيته بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ: وتِعْت بِتَمْرَةٍ، قَالَ: وَمِثْلُ ذَلِكَ وتَيَّعْتُ بِهَا، وأَعطاني تَمْرَةً فتِعْت بِهَا وأَنا فِيهِ وَاقِفٌ، قَالَ: وأَعطاني فُلَانٌ دِرْهَمًا فتِعت بِهِ أَي أَخذته، الصَّوَابُ بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. وَقَالَ الأَزهري فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: اليَتُوعاتُ كُلُّ بَقْلَةٍ أَو وَرَقَةٍ إِذا قُطِعَت أَو قُطِفَت ظَهَرَ لَهَا لَبَنٌ أَبيض يَسِيل مِنْهَا مثلُ ورَق التِّينِ وبُقُول أُخر يُقَالُ لَهَا اليَتُوعات. حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تُعْ تُعْ إِذا أَمرته بالتواضُع. وتتايَعَ القومُ فِي الأَرض أَي تَباعَدوا فِيهَا عَلَى عَمًى وشِدَّة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التاعةُ الكُتْلةُ من اللِّبَإِ الثَّخينةُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تتيَّع عَلَيّ فُلَانٌ، وَفُلَانٌ تَيَّعانُ وتَيِّعانُ وتَيَّحانُ وتَيِّحانُ وتيِّعٌ وتَيّحٌ وتَيَّقانُ وتَيِّقٌ مثله. فصل الثاء ثرع: ابْنُ الأَعرابي: ثَرِعَ الرجلُ إِذا طَفَّلَ عَلَى قَوْم. ثطع: الثَّطَعُ: الزُّكام، وَقِيلَ هُوَ مِثْلُ الزُّكام، والثُّطاعِيُّ مأْخوذ مِنْهُ، وَقَدْ ثُطِعَ الرَّجُلُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَثْطُوع أَي زُكِمَ، وَقِيلَ هُوَ مِثْلُ الزُّكام والسُّعال. وثَطَعَ ثَطْعاً: أَبْدَى، وَلَيْسَ بثبَت. ثعع: ثَعَعْتُ ثَعًّا وثَعَعاً: قِئْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة أَتَتِ النبيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنون يُصِيبه بالغَداء والعَشاء، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدْرَهُ وَدَعَا لَهُ فَثَعَّ ثعَّةً فَخَرَجَ مِنْ جَوْفه جَرْوٌ أَسود فَسَعَى فِي الأَرض ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ثَعَّ ثَعَّة أَي قَاءَ قَاءَةً، والثَّعَّة المرَّة الْوَاحِدَةُ. وثَعَعتُ أَثِعُّ، بِكَسْرِ الثَّاءِ، ثَعًّا كَثَعِعْتُ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَعَعْتُ أَثِعُّ ثَعًّا وثَعَعاً، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ الشَّاعِرُ: يَعُودُ فِي ثَعِّه حِدْثانَ موْلِدِه، ... وإِنْ أَسَنَّ تَعَدَّى غيرَه كَلِفا وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ثَعَّ وَتَعَّ سَواء، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي التَّاءِ، وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنما هِيَ بالثاء المثلثة لا غير، وَقَدْ رَوَاهَا اللَّيْثُ بِالتَّاءِ، وَهُوَ خطأٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا

فصل الجيم

نَصَّ لَفْظِهِ فِي تَرْجَمَةِ تَعَعَ فِي فَصْلِ التَّاءِ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الثَّعْثَعةِ، والثعْثَعة: كَلَامٌ فِيهِ لُثْغة. وانْثَعّ القَيْءُ وانْتَعَّ مِنْ فِيه انْثِعاعاً: اندَفَع. وانْثَعَّ مَنْخَراه: هُرِيقا دَمًا، وَكَذَلِكَ الدَّمُ مِنَ الجُرح أَيضاً وَمِنَ الأَنف، ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ ثَعَّ يَثِعُّ وانْثَعَّ يَنْثَعَّ وانْتَعَّ ينتعُّ وهاعَ وأَثاعَ كلُّه إِذا قَاءَ. والثعْثعةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ القالِس، وَقَدْ تَثَعْثع بقَيْئه وتَثَعْثَعَه، والثعْثعةُ: كَلَامُ رَجُلٍ تَغْلِب عَلَيْهِ الثَّاءُ وَالْعَيْنُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا نِظَامَ لَهُ. والثَّعْثَعُ: اللُّؤلؤ. وَيُقَالُ للصدَفِ ثَعْثَعٌ، وَلِلصُّوفِ الأَحمر ثَعثع أَيضاً، قَالَ الأَزهري فِي خُطْبَتِهِ فِيمَا عَثَر فِيهِ عَلَى غلَطِ أَحمدَ البُشْتيِّ أَنه ذَكَرَ أَن أَبا تُرَابٍ أَنشد: إِن تَمْنَعِي صَوْبَكِ صوبَ المَدْمَعِ، ... يَجْرِي عَلَى الخَدّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ فقيَّد البُشْتي: الثعْثع، بِكَسْرِ الثَّاءَيْنِ، بِخَطِّهِ ثُمَّ فَسَّرَ ضئْبَ الثعْثع أَنه شَيْءٌ لَهُ حَبٌّ يُزْرع فأَخْطأَ فِي كَسْرِ الثَّاءَيْنِ وَفِي التَّفْسِيرِ، وَالصَّوَابُ: الثَّعْثَعُ، بِفَتْحِ الثَّاءَيْنِ، وَهُوَ صدَف اللُّؤْلُؤِ، قَالَ ذَلِكَ أَحمد بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بن يزيد المبرد. ثلع: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ انْفَرَدَ بِهَا الْجَوْهَرِيُّ وَذَكَرَهَا بِالْمَعْنَى لَا بِالنَّصِّ فِي تَرْجَمَةِ ثَلَغَ فِي حَرْفِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ فَقَالَ: هُنَا ثَلَعْتُ رأْسه أَثْلَعُه ثَلْعاً أَي شَدَخْتُه. والمُثَلَّعُ: المُشَدَّخُ مِنَ البُسْر وغيره. ثوع: ابْنُ الأَعرابي: ثُعْ ثُعْ إِذا أَمرتَه بِالِانْبِسَاطِ فِي الْبِلَادِ فِي طَاعَةٍ. والثُّوَعُ: شَجَرٌ مِنْ أَشجار الْبِلَادِ عِظَامٌ تَسْمُو لَهُ سَاقٌ غَلِيظَةٌ وعَناقِيدُ كعناقِيد البُطْم، وَهُوَ مِمَّا تَدُوم خُضرته، وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الْجَوْزِ، وَهُوَ سَبْطُ الأَغْصان وَلَيْسَ لَهُ حَمْل وَلَا يُنْتفع بِهِ فِي شَيْءٍ، وَاحِدَتُهُ ثُوَعَةٌ؛ قَالَ الدِّينَوَرِي: الثُّعَبةُ شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الثُّوَعَة. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: الثّاعِي القاذِفُ، وَعَنِ ابْنِ الأَعرابي: الثاعةُ القَذَفةُ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَنّ ابْنَ خَالَوَيْهِ حَكَى عَنِ الْعَامِرِيِّ: أَن الثّواعةَ الرَّجُلُ النحْسُ الأَحْمَقُ. ثيع: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ثاعَ الماءُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ثاعَ الشيءُ يَثِيعُ ويثَاعُ ثَيْعاً وثَيَعاناً سال. فصل الجيم جَبَعَ: الجُبَّاع: سَهْم صَغِيرٌ يَلْعَب بِهِ الصِّبْيَانُ يَجْعَلُونَ عَلَى رأْسه تَمرة لِئَلَّا يَعْقِر؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحقُّها وإِنما هُوَ الجُمّاحُ والجُمّاعُ، وامرأَة جُبّاعٌ وجُبَّاعةٌ: قَصِيرَةٌ شَبَّهُوهَا بِالسَّهْمِ الْقَصِيرِ؛ قَالَ ابن مقبل: وطَفْلة غَيْر جُبّاعٍ وَلَا نَصَفٍ، ... مِنْ دَلِّ أَمْثالِها بادٍ ومَكْتُومُ أَي غَيْرُ قَصِيرَةٍ؛ كَذَا رَوَاهُ الأَصمعي غَيْرُ جُبَّاع، والأَعرف غير جُبّاء. جحلنجع: حَكَى الأَزهري عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحمد قَالَ: الرُّبَاعِيُّ يَكُونُ اسْمًا وَيَكُونُ فِعْلًا، وأَما الْخُمَاسِيُّ فَلَا يَكُونُ إِلَّا اسْمًا، وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: كُنْتُ سَمِعْتُ مِنْ أَبي الْهَمَيْسَعِ حَرْفًا، وَهُوَ جَحْلَنْجَع، فَذَكَرْتُهُ لِشَمِرِ بْنِ حَمْدَوَيِهِ وتبرأْت إِليه مِنْ مَعْرِفَتِهِ وأَنشدته فِيهِ مَا كَانَ أَنشدني، قَالَ: وَكَانَ أَبو الْهَمَيْسَعِ ذَكَرَ أَنه مِنْ أَعراب مَدْيَنَ

وَكُنَّا لَا نَكَادُ نَفْهَمُ كَلَامَهُ وَكَتَبَهُ شَمِرٌ والأَبيات الَّتِي أَنشدني: إِن تَمْنَعِي صَوْبَكِ صَوْبَ المَدْمَعِ، ... يَجْرِي عَلَى الخَدِّ كضِئْبِ الثَّعْثَعِ وطَمْحةٍ صَبِيرُها جَحْلَنْجَعِ، ... لَمْ يَحْضُها الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ قَالَ: وَكَانَ يسمِّي الكُورَ المِحْضَى. وَقَالَ الأَزهري عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَوّل بَابِ الرُّبَاعِيِّ مِنْ حَرْفِ الْعَيْنِ: هَذِهِ حُرُوفٌ لَا أَعرفها وَلَمْ أَجد لَهَا أَصلًا فِي كُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ أَخذوا عَنِ الْعَرَبِ العارِبة مَا أَوْدَعُوا كُتُبَهُمْ، وَلَمْ أَذكرها وأَنا أَحقُّها، وَلَكِنِّي ذَكَرْتُهَا اسْتِنْداراً لَهَا وتَعَجُّباً مِنْهَا وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا، وَلَمْ أَذكرها أَنا هُنَا مَعَ هذا القول إِلَّا لئلا يَذْكُرَهَا ذَاكِرٌ أَو يَسْمَعَهَا سَامِعٌ فَيَظُنُّ بِهَا غَيْرَ مَا نَقَلْتُ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعلم. جدع: الجَدْعُ: القَطْعُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَطْعُ الْبَائِنُ فِي الأَنف والأُذن والشَّفةِ وَالْيَدِ وَنَحْوِهَا، جَدَعَه يَجْدَعُه جَدْعاً، فَهُوَ جادِعٌ. وَحِمَارٌ مُجَدَّع: مَقْطُوع الأُذن؛ قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: أَتانِي كلامُ التَّغْلَبيّ بْنِ دَيْسَقٍ، ... فَفِي أَيِّ هَذَا، وَيْلَه، يَتَترَّعُ؟ يَقُولُ الخَنى، وأَبغَضُ العُجْمِ، ناطِقاً ... إِلى رَبِّهِ، صوتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ أَراد الَّذِي يُجدَّع فَأَدْخَلَ اللَّامَ عَلَى الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ لِمُضَارَعَةِ اللَّامِ الَّذِي كَمَا تَقُولُ هُوَ اليَضْرِبُك، وَهُوَ مِنْ أَبيات الْكِتَابِ وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ السَّرَّاجِ: لَمَّا احْتَاجَ إِلى رَفْعِ الْقَافِيَةِ قَلَبَ الِاسْمَ فِعْلًا وَهُوَ مِنْ أَقبح ضَرُورَاتِ الشِّعْرِ، وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ الْفَرَّاءُ مِنْ أَن رَجُلًا أَقبل فَقَالَ آخَرُ: هَا هُوَ ذَا، فَقَالَ السَّامِعُ: نِعْمَ الْهَا هُوَ ذَا، فأَدخل اللَّامَ عَلَى الْجُمْلَةِ مِنَ المبتدإِ وَالْخَبَرِ تَشْبِيهًا لَهُ بِالْجُمْلَةِ الْمُرَكَّبَةِ مِنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ بيتُ ذِي الخِرَق هَذَا مِنْ أَبيات الْكِتَابِ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ وإِنما هُوَ فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ. وَقَدْ جَدِعَ جَدَعاً، وَهُوَ أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ، والأُنثى جَدْعاء؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرَ: فانْصاعَ مِنْ حَذرٍ وسَدَّ فُروجَه ... غُبْرٌ ضَوارٍ: وافِيانِ وأَجْدَعُ أجْدع أَي مَقْطوع الأُذن. وافيانِ: لَمْ يُقْطع مِنْ آذَانِهِمَا شَيْءٌ، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ جَدِعَ وَلَكِنْ جُدِعَ مِنَ المَجْدُوع. والجَدَعةُ: مَا بَقِي مِنْهُ بَعْدَ القَطْع. والجَدَعةُ: مَوْضِعُ الجَدْع، وَكَذَلِكَ العَرَجةُ مِنَ الأَعْرج، والقَطَعة مِنَ الأَقْطَع. والجَدْعُ: مَا انْقَطَعَ مِنْ مَقادِيم الأَنف إِلى أَقْصاه، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وَنَاقَةٌ جَدْعاء: قُطِع سُدسُ أُذنها أَو رُبُعُهَا أَو مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ إِلى النِّصْفِ. والجَدْعاء مِنَ المعَز: المَقْطوع ثُلُثُ أُذنها فَصَاعِدًا، وَعَمَّ بِهِ ابْنُ الأَنباري جَمِيعَ الشَّاءِ المُجَدَّع الأُذن. وَفِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: جَدْعاً لَهُ وعَقْراً؛ نَصَبُوهَا فِي حَدِّ الدُّعَاءِ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ غَيْرِ الْمُسْتَعْمَلِ إِظهاره، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: جَدَّعْتُه تَجْديعاً وعَقَّرْتُه قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ فأَمّا قَوْلُهُ: تَراه كأَنَّ اللهَ يَجْدَعُ أَنْفَه ... وعَيْنَيْه، إِنْ مَولاه ثابَ لَهُ وَفْرُ

فَعَلَى قَوْلِهِ: يَا لَيْتَ بَعْلَكِ قَدْ غَدا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا إِنما أَراد ويفقأُ عَيْنَيْهِ؛ وَاسْتَعَارَ بعضُ الشُّعراء الجَدْعَ والعِرْنينَ للدّهْر فَقَالَ: وأَصبَح الدهْرُ ذُو العِرْنِينِ قَدْ جُدِعا والأَعرف: وأَصبحَ الدهرُ ذُو العلَّاتِ قَدْ جُدعا وجَداعِ: السَّنةُ الشَّدِيدَةُ تَذْهَبُ بِكُلِّ شَيْءٍ كأَنها تَجْدَعُه؛ قَالَ أَبو حَنْبل الطَّائِيُّ: لَقَدْ آليْتُ أَغْدِر فِي جَداعِ، ... وإِنْ مُنِّيتُ، أُمّاتِ الرِّباعِ وَهِيَ الجَداعُ أَيضاً غَيْرُ مَبْنِيَّةٍ لِمَكَانِ الأَلف وَاللَّامِ. والجَداعُ: الْمَوْتُ لِذَلِكَ أَيضاً. والمُجادعةُ: المُخاصمةُ. وجادَعَه مُجادَعة وجِداعاً: شاتَمَه وشارَّه كأَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَدَع أَنف صَاحِبِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْياني: أَقارعُ عَوْفٍ، لَا أُحاوِلُ غيرَها، ... وجُوهُ قُرودٍ، تَبْتَغِي مَنْ تُجادِعُ وَكَذَلِكَ التّجادُع. وَيُقَالُ: اجْدَعْهم بالأَمر حَتَّى يَذِلُّوا؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَلَى الْمَثَلِ أَي أَجْدَعَ أُنوفهم. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: عَامَ تَجَدَّعُ أَفاعِيه وتجادَعُ أَي يأْكل بَعْضُهَا بَعْضًا لِشَدَّتِهِ، وَكَذَلِكَ تَرَكْتُ الْبِلَادَ تَجَدَّعُ وتَجادَعُ أَفاعيها أَي يأْكل بَعْضُهَا بَعْضًا، قَالَ: وَلَيْسَ هُنَاكَ أَكل وَلَكِنْ يُرِيدُ تقَطَّعُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُجَدَّعُ مِنَ النَّبَاتِ مَا قُطع مِنْ أَعلاه ونَواحِيه أَو أُكل. وَيُقَالُ: جَدَّع النباتَ القَحْطُ إِذا لَمْ يَزْكُ لانْقِطاع الغَيْثِ عَنْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وغَيْث مَريع لَمْ يُجَدَّعْ نَباتُه وكَلأٌ جُداعٌ، بِالضَّمِّ، أَي دَوٍ؛ قَالَ رَبيعةُ بْنُ مَقْرُوم الضَّبِّيّ: وَقَدْ أَصِلُ الخَلِيلَ وإِن نَآنِي، ... وغِبَّ عَداوتي كَلأٌ جُداعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ كَلأٌ جُداع أَيْ يَجْدَعُ مَن رَعاه؛ يَقُولُ: غِبّ عَداوتي كَلأٌ فِيهِ الجَدْع لِمَنْ رَعَاهُ، وَغِبٌّ بِمَعْنَى بُعْدٍ. وجَدِعَ الغلامُ يَجْدَعُ جَدَعاً، فَهُوَ جَدِعٌ: سَاءَ غِذاؤه؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: وذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها، ... تُصْمِتُ بِالْمَاءِ تَوْلَباً جَدِعا وَقَدْ صَحَّفَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ هَذِهِ اللَّفْظَةَ، قَالَ الأَزهري فِي أَثناء خُطْبَةِ كِتَابِهِ: جَمَعَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ بَيْنَ المُفَضَّل الضَّبِّيِّ والأَصمعي فأَنشد المفضَّل: وَذَاتُ هِدْمٍ، وَقَالَ آخِرَ الْبَيْتِ: جَذَعا، ففَطِن الأَصمعي لخَطئه، وَكَانَ أَحدَثَ سِنّاً مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنما هُوَ تَوْلَبًا جَذَعا، وأَراد تَقْرِيرَهُ عَلَى الْخَطَأِ فَلَمْ يَفْطَن الْمُفَضَّلُ لِمُرَادِهِ، فَقَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشدته، فَقَالَ لَهُ الأَصمعي حِينَئِذٍ: أَخطأْت إِنما هُوَ: تَوْلباً جَدِعا، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ: جَذِعَا جَذِعَا، وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَمَدَّهُ، فَقَالَ لَهُ الأَصمعي: لَوْ نفَخْت فِي الشَّبُّور مَا نَفَعَكَ، تَكَلَّمْ كَلَامَ النَّمْلِ وأَصبْ، إِنما هُوَ: جَدِعا، فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ: مَنْ تَخْتارانِ أَجعله بَيْنَكُمَا؟ فَاتَّفَقَا عَلَى غُلَامٍ مِنْ بَنِي أَسد حَافِظٍ لِلشِّعْرِ فأُحْضِر، فعرَضا عَلَيْهِ مَا اخْتَلَفَا فِيهِ فصدَّق الأَصمعي وَصَوَّبَ

قَوْلَهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ: وما الجَدِعُ؟ فقال: السيّء الغِذاء. وأَجدَعَه وجَدَّعَه: أَساء غِذَاءَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْوَزِيرُ: جَدِعٌ فَعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعول، قَالَ: وَلَا يُعْرَفُ مِثْلُهُ. وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً: سَاءَ غِذاؤُه. وجَدِعَ الفَصِيلُ أَيضاً: رُكِب صَغِيرًا فوَهَن. وجَدَعْتُه أَي سجنْتُه وحبستُه، فَهُوَ مَجْدوع؛ وأَنشد: كأَنه مِنْ طُولِ جَدْعِ العَفْسِ وَبِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَيضاً، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ. وجَدَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حَبس عنهم الْخَيْرَ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الَّذِي عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ أَنَّ الجَدْعَ والجَذْعَ وَاحِدٌ، وَهُوَ حَبْسُ مَنْ تَحْبِسه على سُوءِ ولائه وَعَلَى الإِذالةِ مِنْكَ لَهُ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ بَيْتُ أَوس: تُصْمِت بِالْمَاءِ تَوْلباً جَدِعا قَالَ: وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ جَدَعْتُه فجَدِع كَمَا تَقُولُ ضرَب الصَّقِيعُ النباتَ فضَرِبَ، وَكَذَلِكَ صَقَع، وعَقَرْتُه فَعَقِر أَي سقَط؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: حَبَلَّق جَدَّعه الرِّعاء وَيُرْوَى: أَجْدَعَه، وَهُوَ إِذا حبَسه عَلَى مَرْعى سَوْء، وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ أَبي الْهَيْثَمِ. والجَنادِعُ: الأَحْناشُ، وَيُقَالُ: هِيَ جَنادِبُ تَكُونُ فِي جِحَرةِ اليَرابِيعِ والضِّباب يَخرُجْن إِذا دَنا الْحَافِرُ مِنْ قَعْر الجُحْر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ الجُنْدَب الصَّغِيرُ يُقَالُ لَهُ جُنْدع، وَجَمْعُهُ جَنادِعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: بحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عَلَيْهِ مَهابةٌ ... بِجَمْع، إِذا كَانَ اللِّئامُ جَنادِعا وَمِنْهُ قِيلَ: رأَيت جَنادِعَ الشرِّ أَي أَوائلَه، الْوَاحِدَةُ جُنْدُعةٌ، وَهُوَ مَا دَبَّ مِنَ الشَّرِّ؛ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْديّ: لَا أَدْفَعُ ابنَ العَمِّ يَمْشِي عَلَى شَفاً، ... وإِن بَلَغَتْني مِنْ أَذاه الجَنادِعُ وذاتُ الجَنادِعِ: الداهيةُ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هُوَ الشَّيْطَانُ والمارِدُ والمارِجُ والأَجْدَعُ. رُوِيَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ لِي: مَا اسمُك؟ فَقُلْتُ: مَسروقُ بْنُ الأَجْدَع، فَقَالَ: أَنت مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ الأَجدع شَيْطَانٌ، فَكَانَ اسمُه فِي الدِّيوَانِ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعانَ «2» وأَجْدَعُ وجُدَيْعٌ: اسمانِ. وَبَنُو جَدْعاءَ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ بَنُو جُداع وَبَنُو جُداعةَ. جذع: الجَذَعُ: الصَّغِيرُ السِّنِّ. والجَذَعُ: اسْمٌ لَهُ فِي زَمَنٍ لَيْسَ بسِنٍّ تنبُت وَلَا تَسْقُط وتُعاقِبُها أُخرى. قَالَ الأَزهري: أَما الجَذَع فإِنه يَختلف فِي أَسنان الإِبل وَالْخَيْلِ وَالْبَقَرِ وَالشَّاءِ، وَيَنْبَغِي أَن يُفَسَّرَ قَوْلُ الْعَرَبِ فِيهِ تَفْسِيرًا مُشْبعاً لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلى مَعرِفته في أَضاحِيهم وصَداقاتهم وَغَيْرِهَا، فأَما الْبَعِيرُ فإِنه يُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام وَدُخُولِهِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ، وَهُوَ قبْلَ ذَلِكَ حِقٌّ؛ وَالذَّكَرُ جَذَعٌ والأُنثى جَذَعةٌ وَهِيَ الَّتِي أَوجبها النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ ستِّين، وَلَيْسَ فِي صدَقات الإِبل سنٌّ فَوْقَ الجَذَعة، وَلَا يُجزئ الجَذَعُ مِنَ الإِبلِ فِي الأَضاحِي. وأَما الجَذَع فِي الْخَيْلِ فَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِذا استَتمَّ الْفَرَسُ سَنَتَيْنِ وَدَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ فَهُوَ جَذَعٌ، وإِذا استتم الثالثة

_ (2). كذا بالأَصل، وفي القاموس: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ جواد معروف.

وَدَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ فَهُوَ ثَنِيٌّ، وأَما الجَذَعُ مِنَ الْبَقَرِ فَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِذا طلَع قَرْنُ العِجْل وقُبِض عَلَيْهِ فَهُوَ عَضْبٌ، ثُمَّ هُوَ بَعْدَ ذَلِكَ جذَع، وَبَعْدَهُ ثَنِيٌّ، وَبَعْدَهُ رَباعٌ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الْجَذَعُ مِنَ الْبَقَرِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ سنتانِ وأَوّل يَوْمٍ مِنَ الثَّالِثَةِ، وَلَا يُجْزِئُ الْجَذَعُ مِنَ الْبَقَرِ فِي الأَضاحي. وأَما الجَذَعُ مِنَ الضأْن فإِنه يُجَزِّئُ فِي الضَّحِيَّةِ، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي وَقْتِ إِجذاعه، فَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي أَسنان الْغَنَمِ المِعْزى خَاصَّةً إِذا أَتى عَلَيْهَا الْحَوْلُ فَالذَّكَرُ تَيْسٌ والأُنثى عَنْز، ثُمَّ يَكُونُ جذَعاً فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، والأُنثى جَذَعَةٌ، ثُمَّ ثَنِيّاً فِي الثَّالِثَةِ ثُمَّ رَباعيّاً فِي الرَّابِعَةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الضأْن. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْجَذَعُ مِنَ الْغَنَمِ لِسَنَةٍ، وَمِنَ الْخَيْلِ لِسَنَتَيْنِ، قال: والعَناقُ تُجْذِعُ لِسَنَةٍ وَرُبَّمَا أَجذعت العَناق قَبْلَ تَمَامِ السَّنَةِ للخِصْب فتَسْمَن فيُسْرِع إِجذاعها، فَهِيَ جَذَعة لِسَنَةٍ، وثَنِيَّة لِتَمَامِ سَنَتَيْنِ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي الْجِذَعِ مِنَ الضأْن: إِن كَانَ ابْنَ شابَّيْن أَجْذَعَ لِسِتَّةِ أَشهر إِلى سَبْعَةِ أَشهر، وإِن كَانَ ابْنَ هَرِمَيْن أَجْذَعَ لِثَمَانِيَةِ أَشهر إِلى عَشَرَةِ أَشهر، وَقَدْ فَرَق ابْنُ الأَعرابيّ بَيْنَ الْمَعْزَى والضأْن فِي الإِجْذاع، فَجَعَلَ الضأْن أَسْرعَ إِجذاعاً. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا إِنما يَكُونُ مَعَ خِصب السَّنَةِ وَكَثْرَةِ اللَّبَنِ والعُشْب، قَالَ: وإِنما يُجْزِئُ الْجَذَعُ مِنَ الضأْن فِي الأَضاحي لأَنه يَنْزُو فيُلْقِحُ، قَالَ: وَهُوَ أَوّل مَا يُسْتَطَاعُ رُكُوبُهُ، وإِذا كَانَ مِنَ الْمَعْزَى لَمْ يُلقح حَتَّى يُثْني، وَقِيلَ: الْجَذَعُ مِنَ الْمَعِزِ لِسَنَةٍ، وَمِنَ الضأْن لِثَمَانِيَةِ أَشهر أَو تِسْعَةٍ. قَالَ اللَّيْثُ: الْجَذَعُ مِنَ الدوابِّ والأَنعام قَبْلَ أَن يُثْني بِسَنَةٍ، وَهُوَ أَول مَا يُسْتَطَاعُ رُكُوبُهُ والانتفاعُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: ضَحَّيْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالجَذَع مِنَ الضأْن وَالثَّنِيِّ مِنَ الْمَعْزِ. وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ: هَلْ يُلْقِحُ الجَذَع؟ قَالَتْ: لَا وَلَا يَدَعْ، وَالْجَمْعُ جُذعٌ «1» وجُذْعانٌ وجِذْعانٌ والأُنثى جَذَعة وجَذعات، وَقَدْ أَجْذَعَ، وَالِاسْمُ الجُذُوعةُ، وَقِيلَ: الْجَذُوعَةُ فِي الدَّوَابِّ والأَنعام قَبْلَ أَن يُثْني بِسَنَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا رأَيت بازِلًا صارَ جَذَعْ ... فاحْذر، وإِن لَمْ تَلْقَ حَتْفاً، أَن تَقَعْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِذا رأَيت الْكَبِيرَ يَسْفَه سَفَه الصَّغِيرِ فاحْذَرْ أَن يقَعَ البلاءَ ويَنزل الحَتْفُ؛ وَقَالَ غَيْرُ ابْنِ الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِذا رأَيت الْكَبِيرَ قَدْ تحاتَّتْ أَسنانه فَذَهَبَتْ فإِنه قَدْ فَنِيَ وقَرُب أَجَلُه فَاحْذَرْ، وإِن لَمْ تَلْق حَتْفاً، أَن تَصير مثلَه، واعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مَا دُمْت شَابًّا. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ فِي هَذَا الأَمر جَذَعٌ إِذا كَانَ أَخذ فِيهِ حَدِيثًا. وأَعَدْتُ الأَمْرَ جَذعاً أَي جَدِيداً كَمَا بَدَأَ. وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي بُدئ. وفَرَّ الأَمرَ جذَعاً أَي أَبْدَأَه. وإِذا طُفِئتْ حَرْبٌ بَيْنَ قَوْمٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِن شِئْتُمْ أَعَدْناها جَذَعةً أَي أَوّلَ مَا يُبتَدَأُ فِيهَا. وَتَجَاذَعَ الرجلُ: أَرى أَنه جَذَعٌ عَلَى المَثَل؛ قَالَ الأَسود: فإِن أَكُ مَدْلولًا عَلَيَّ، فإِنني ... أَخُو الحَرْبِ، لَا قَحْمٌ وَلَا مُتَجاذِعُ وَالدَّهْرُ يُسَمَّى جَذَعاً لأَنه جَدِيد. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ لجِدَّته؛ قال الأَخطل:

_ (1). قوله [والجمع جذع] كذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة المصباح: والجمع جذاع مثل جبل وجبال وجذعان بضم الجيم وكسرها ونحوه في الصحاح والقاموس.

يَا بِشْر، لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْكُمْ بِمَنْزِلةٍ، ... أَلقى علَيّ يدَيْه الأَزْلَمُ الجَذَعُ أَي لولاكُمْ لأَهْلكني الدهْر. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجَذَعُ مِنْ قَوْلِهِمُ الأَزْلم الجذَعُ كلُّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؛ هَكَذَا حَكَاهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري وجْهَه، وَقِيلَ: هُوَ الأَسد، وَهَذَا الْقَوْلُ خطأٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قولُ مَن قَالَ إِن الأَزلَم الجذَعَ الأَسَدُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَيُقَالُ: لَا آتِيكَ الأَزلمَ الجَذَعَ أَي لَا آتِيكَ أَبداً لأَنَّ الدَّهْرَ أَبداً جَدِيدٌ كأَنه فَتِيٌّ لَمْ يُسِنَّ. وَقَوْلُ ورقَةَ بْنِ نَوْفل فِي حَدِيثِ المَبْعَث: يَا لَيْتني فِيهَا جَذَعْ يَعْنِي فِي نبوَّة سَيِّدِنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي لَيْتَنِي أَكون شابَّا حِينَ تَظْهَرُ نبوَّته حَتَّى أُبالِغَ فِي نُصْرته. والجِذْعُ: وَاحِدُ جُذوع النَّخْلَةِ، وَقِيلَ: هُوَ سَاقُ النَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ أَجذاع وجُذوع، وَقِيلَ: لَا يَبين لَهَا جِذْع حَتَّى يَبِينَ ساقُها. وجَذَع الشيءَ يَجْذَعُه جَذْعاً: عفَسَه ودَلَكه. وجَذَع الرجلَ يَجْذَعُه جَذْعاً: حبَسَه، وَقَدْ وَرَدَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم. المَجْذُوعُ: الَّذِي يُحْبَسُ عَلَى غَيْرِ مَرْعىً. وجَذَعَ الرجلُ عِيالَه إِذا حبَس عَنْهُمْ خَيْرًا. والجَذْعُ: حَبْسُ الدابَّة عَلَى غَيْرِ عَلَف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنه مِنْ طُولِ جَذْعِ العَفْسِ، ... ورَملانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ، يُنْحَتُ مِنْ أَقْطارِه بفَأْسِ وَفِي النَّوَادِرِ: جَذَعْت بَيْنَ البَعِيرين إِذا قَرَنْتَهَما فِي قَرَنٍ أَي فِي حَبْل. وجِذاعُ الرجُل: قوْمُه لَا وَاحِدَ لَهُ؛ قَالَ المُخَبَّل يَهْجُو الزِّبْرقان: تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعُه، ... فأَمسَى حُصينٌ قَدْ أَذَلَّ وأَقْهَرا أَي قَدْ صَارَ أَصحابه أَذِلاء مَقْهُورِين، وَرَوَاهُ الأَصمعي «2» قَدْ أُذِلَّ وأُقْهِرَا، فأُقْهِرَا فِي هَذَا لغةٌ فِي قُهِرَ أَو يَكُونُ أُقْهِر وُجِد مَقْهُوراً. وَخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بالجِذاع رَهْط الزِّبْرقان. وَيُقَالُ: ذَهَبَ القومُ جِذَعَ مِذَعَ إِذا تفرَّقوا فِي كُلِّ وَجْهٍ. وجُذَيْعٌ: اسْمٌ. وجِذْعٌ أَيضاً: اسْمٌ. وَفِي الْمَثَلِ: خُذْ مِنْ جِذْعٍ مَا أَعطاكَ؛ وأَصله أَنه كَانَ أَعْطى بعضَ المُلوك سَيْفَه رَهناً فَلَمْ يأْخذه مِنْهُ وَقَالَ: اجْعَلْ هَذَا فِي كَذَا مِنْ أُمِّك، فضرَبه بِهِ فَقَتَلَهُ. والجِذاعُ: أَحْياء مِنْ بَنِي سَعْدٍ مَعْروفون بِهَذَا اللَّقَبِ. وجُذْعانُ الجِبال: صِغارُها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ السَّرَابَ: جَوارِيه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِك أَي يَجرِي فيُرِي الشيءَ القَضِيفَ كالنّبَكة فِي عِظَمِه. والقَضَفةُ: مَا ارتَفَعَ مِنَ الأَرض. والجَذْعَمةُ: الصَّغِيرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَسلم وَاللَّهِ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأَنا جَذْعَمةٌ ؛ وأَصله جَذَعةٌ وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، أَراد: وأَنا جذَع أَي حَدِيثُ السنِّ غَيْرُ مُدْرِك فَزَادَ فِي آخِرِهِ مِيمًا كَمَا زَادُوهَا فِي سُتْهُم العَظِيم الاسْتِ وزُرْقُم الأَزْرَق، وَكَمَا قَالُوا لِلِابْنِ ابْنُم، وَالْهَاءُ للمبالغة.

_ (2). قوله [ورواه الأَصمعي إلخ] بمراجعة مادة قهر يعلم عكس ما هنا.

جرع: جَرِعَ الماءَ وجَرَعه يَجْرَعُه جَرْعاً، وأَنكر الأَصمعي جَرَعْت، بِالْفَتْحِ، واجْتَرَعَه وتَجَرَّعَه: بَلِعَه. وَقِيلَ: إِذا تَابَعَ الجَرْع مَرَّةً بَعْدَ أُخرى كالمُتكارِه قِيلَ: تَجَرَّعَه، قَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ؛ وَفِي حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَقِيلَ لَهُ فِي يَوْمٍ حارٍّ: تَجرَّعْ، فَقَالَ: إِنما يَتجرَّعُ أَهلُ النَّارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: التجرُّعُ شُرْبٌ فِي عَجَلةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الشُّرْبُ قَلِيلًا قَلِيلًا، أَشار بِهِ إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ، وَالِاسْمُ الجُرْعة والجَرْعةُ وَهِيَ حُسْوة مِنْهُ، وَقِيلَ: الجَرْعة الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، والجُرْعة مَا اجْتَرَعْته، الأَخيرة للمُهْلة عَلَى مَا أَراه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ. والجُرْعةُ: مِلءُ الْفَمِ يَبْتَلِعُه، وَجَمْعُ الجُرْعة جُرَعٌ. وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَادِ: مَا بِهِ حاجةٌ إِلى هَذِهِ الجُرْعة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: تُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، فَالْفَتْحُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ، وَالضَّمُّ الِاسْمُ مِنَ الشُّرْبِ الْيَسِيرِ، وَهُوَ أَشبه بِالْحَدِيثِ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. وجَرِعَ الغيظَ: كظَمَه عَلَى الْمَثَلِ بِذَلِكَ. وجَرَّعه غُصَصَ الغيْظِ فتجَرَّعه أَي كظَمَه. وَيُقَالُ: مَا مِنْ جُرْعةٍ أَحمدَ عُقْباناً مِنْ جُرْعةِ غيْظٍ تَكْظِمُها. وَبِتَصْغِيرِ الجُرْعة جاءَ الْمَثَلُ وَهُوَ قَوْلُهُمْ: أَفْلَتَ بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ وجُرَيعةَ الذَّقَنِ، بِغَيْرِ حَرْفٍ، أَي وقُرْبُ الموتِ مِنْهُ كقُرْب الجُرَيْعةِ مِنَ الذَّقَن، وَذَلِكَ إِذا أَشْرَفَ عَلَى التلَف ثُمَّ نَجَا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ آخِرُ مَا يَخرج مِنَ النفْس يُرِيدُونَ أَنَّ نَفْسه صَارَتْ فِي فِيه فَكَادَ يَهْلِكُ فأَفْلَتَ وتخلَّص. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَمِنَ أَمثالهم فِي إِفْلاتِ الجَبان: أَفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَن إِذا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُ كقُرْبِ الجُرْعة مِنَ الذَّقَنِ ثُمَّ أَفْلَتَه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَفْلَتَ جَرِيضاً؛ قَالَ مُهَلْهل: منَّا عَلَى وائلٍ، وأَفْلَتَنا ... يَوْماً عَدِيٌّ، جُرَيْعةَ الذَّقَنِ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَيُقَالُ أَفلَتني جَرِيضاً إِذا أَفْلَتَك وَلَمْ يَكَدْ. وأَفلتني جُريعةَ الرِّيق إِذا سبَقَك فابْتَلَعْتَ رِيقَك عليه غَيْظًا. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْوَلِيدِ قَالَ عُمر: وَدِدْت أَنِّي نَجَوْتُ كَفافاً، فَقَالَ: كذبْتَ فَقُلْتُ: أَو كُذِّبْتُ فأُفْلِتُّ مِنْهُ «1» بجُرَيْعةِ الذَّقَنِ ، يَعْنِي أُفْلِتُّ بعد ما أَشرفْت عَلَى الْهَلَاكِ. والجَرَعةُ والجَرْعةُ والجَرَعُ والأَجْرَعُ والجَرْعاءُ: الأَرضُ ذاتُ الحُزُونة تُشاكل الرملَ، وَقِيلَ: هِيَ الرملةُ السَّهلة الْمُسْتَوِيَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الدِّعْص لَا تُنبِت شَيْئًا. والجَرْعةُ عِنْدَهُمْ: الرَّملة العَذاة الطَّيِّبةُ المَنْبِتُ الَّتِي لَا وُعُوثة فِيهَا. وَقِيلَ: الأَجرع كَثِيب جانبٌ مِنْهُ رَمْل وَجَانِبٌ حِجَارَةٌ، وَجَمْعُ الجَرَعِ أَجْراع وجِراع، وَجَمْعُ الجَرْعةِ جِراعٌ، وَجَمْعُ الجَرَعة جَرَعٌ، وَجَمْعُ الجَرْعاء جَرْعاواتٌ، وَجَمْعُ الأَجْرَعِ أَجارِعُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَكَانٌ جَرِعٌ كأَجْرع. والجَرْعاء والأَجْرع: أَكبر مِنَ الجَرْعة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الأَجْرع فَجَعَلَهُ يُنْبِتُ النَّبَاتَ: بأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ وَلَا يَكُونُ مَرَبّاً مُحَلَّلًا إِلَّا وَهُوَ يُنبِت النَّباتَ؛ وَفِي قِصَّةِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس وَشِعْرِهِ: وكَرِّي عَلَى المُهْر بالأَجْرَعِ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَجْرَعُ المكانُ الْوَاسِعُ الذي

_ (1). قوله [فأفلت منه] هذا الضبط في النهاية ضبط القلم.

فِيهِ حُزونةٌ وخُشونةٌ. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: بَيْنَ صُدورِ جِرْعانٍ ؛ هُوَ بِكَسْرِ الْجِيمِ جَمْعُ جَرَعة، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالرَّاءِ، وَهِيَ الرَّمِلَةُ الَّتِي لَا تُنْبِت شَيْئًا وَلَا تُمسِك مَاءً. والجَرَعُ: الْتِوَاءٌ فِي قوَّة مِنْ قُوى الحَبْل أَو الوَترِ تَظْهر عَلَى سَائِرِ القُوَى. وأَجْرَع الحبْلَ والوَترَ: أَغْلظَ بعضَ قُواه. وحبْلٌ جَرِعٌ وَوَتَرٌ مجَرَّعٌ وجَرِعٌ، كِلَاهُمَا: مُسْتَقِيمٌ إِلا أَن فِي مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءاً فيُمْسَحُ ويُمْشَقُ بِقِطْعَةِ كِسَاءٍ حَتَّى يَذْهَبَ ذَلِكَ النُّتوء. وَفِي الأَوتار المُجَرَّع: وَهُوَ الَّذِي اخْتَلَفَ فَتْلُه وَفِيهِ عُجَر لَمْ يُجَد فَتْلُه وَلَا إِغارَتُه، فَظَهَرَ بعضُ قُواه عَلَى بَعْضٍ، وَهُوَ المُعَجَّر، وَكَذَلِكَ المُعَرَّد، وَهُوَ الحَصِدُ مِنَ الأَوتار الَّذِي يَظهر بعضُ قُواه عَلَى بَعْضٍ. وَنُوقٌ مَجارِيعُ ومَجارِعُ: قَليلاتُ اللَّبَنِ كأَنه لَيْسَ فِي ضُرُوعِهَا إِلا جُرع. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: جئتُ يَوْمَ الجَرَعةِ فإِذا رَجُلٌ جالِسٌ ؛ أَراد بِهَا هَاهُنَا اسْمَ مَوْضِعٍ بِالْكُوفَةِ كَانَ فِيهِ فِتْنةٌ فِي زَمَنِ عثمانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. جرشع: الجُرْشُعُ: الْعَظِيمُ الصَّدْرِ، وَقِيلَ الطَّوِيلُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ مِنَ الإِبل فخَصَّص، وَزَادَ: المنتفِخُ الجَنْبين؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحُمُر: فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، وامْتَرَسَتْ بِهِ ... هَوْجاءُ هادِيَةٌ، وهادٍ جُرْشُعُ أَي فنَكِرْنَ الصائدَ. وامْتَرَسَتِ الأَتانُ بالفحلِ. وَالْهَادِيَةُ: المتقدِّمة. الأَزهري: الجَرَاشِع أَودية عِظام؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: كأَنَّ أَتِيَّ السيْلِ مَدَّ عليهمُ، ... إِذا دَفَعَتْه في البَدَاح الجَرَاشِعُ جَزَعَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ؛ الجَزُوع: ضِدُّ الصَّبُورِ عَلَى الشرِّ، والجَزَعُ نَقِيضُ الصَّبْرِ. جَزِعَ، بِالْكَسْرِ، يَجْزَعُ جَزَعاً، فَهُوَ جَازِعٌ وجَزِعٌ وجَزُعٌ وجَزُوعٌ، وَقِيلَ: إِذا كَثُرَ مِنْهُ الجَزَعُ، فَهُوَ جَزُوعٌ وجُزاعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ولستُ بِميسَمٍ فِي النَّاسِ يَلْحَى، ... عَلَى مَا فَاتَهُ، وخِمٍ جُزاع وأَجزعه غيرُه. والهِجْزَع: الجَبان، هِفْعَل مِنَ الجَزَع، هَاؤُهُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ قَالَ: وَنَظِيرُهُ هِجْرَعٌ وهِبْلَع فِيمَنْ أَخذه مِنَ الجَرْع والبَلْع، وَلَمْ يَعْتَبِرْ سِيبَوَيْهِ ذَلِكَ. وأَجزعه الأَمرُ؛ قَالَ أَعْشَى باهلَة: فإِنْ جَزِعْنا، فإِنَّ الشرَّ أَجْزَعَنا، ... وإِنْ صَبَرْنا، فإِنّا مَعْشَرٌ صُبُرُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا طُعِنَ عُمر جعَل ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُجْزِعُه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي يَقُولُ لَهُ مَا يُسْليه ويُزِيل جَزَعَه وَهُوَ الحُزْنُ والخَوف. والجَزْع: قَطْعُكَ وَادِيًا أَو مَفازة أَو مَوْضِعًا تَقْطَعُهُ عَرْضاً، وَنَاحِيَتَاهُ جِزْعاه. وجَزَعَ الموضعَ يَجْزَعُه جَزْعاً: قطَعَه عَرْضاً؛ قَالَ الأَعشى: جازِعاتٍ بطنَ العَقيق، كما تَمْضِي ... رِفاقٌ أَمامهن رِفاقُ وجِزْع الْوَادِي، بِالْكَسْرِ: حَيْثُ تَجْزَعه أَي تَقْطَعُهُ، وَقِيلَ مُنْقَطَعُه، وَقِيلَ جَانِبُهُ ومُنْعَطَفه، وَقِيلَ هو ما اتسع من مَضايقه أَنبت أَو لَمْ يُنْبِتْ، وَقِيلَ:

لَا يُسَمَّى جِزْع الْوَادِي جِزْعاً حَتَّى تَكُونَ لَهُ سِعَةٌ تنبِت الشَّجَرَ وَغَيْرَهُ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ لَبِيدٍ: حُفِزَتْ وزايَلَها السرابُ، كأَنها ... أَجزاعُ بئْشةَ أَثلُها ورِضامُها وَقِيلَ: هُوَ مُنْحَناه، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قَطَعَتْهُ إِلى الْجَانِبِ الْآخَرِ، وَقِيلَ: هُوَ رَمْلٌ لَا نَبَاتَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَجزاع. وجِزْعُ الْقَوْمِ: مَحِلَّتُهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسامَ، ... شِرْباً هَنيًّا وجِزْعاً شَجِيرا وجِزْعة الْوَادِي: مَكَانٌ يَسْتَدِيرُ وَيَتَّسِعُ وَيَكُونُ فِيهِ شَجَرٌ يُراحُ فِيهِ المالُ مِنَ القُرّ ويُحْبَسُ فِيهِ إِذا كَانَ جَائِعًا أَو صادِراً أَو مُخْدِراً، والمُخْدِرُ: الَّذِي تَحْتَ الْمَطَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وقَفَ عَلَى مُحَسِّرٍ فقَرَع راحلَته فخَبَّتْ حَتَّى جَزَعَه أَي قطَعَه عَرْضاً؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَريقان: مِنْهُمْ سالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ، ... وآخَرُ مِنْهُمْ جازِعٌ نَجْد كَبْكَبِ وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: فتَفَرَّقَ الناسُ إِلى غُنَيْمةٍ فتَجَزّعوها أَي اقْتَسَموها، وأَصله مِنَ الجَزْع القَطْعِ. وانْجَزَعَ الْحَبْلُ: انْقَطَع بنِصْفين، وَقِيلَ: هُوَ أَن ينقطِع، أَيًّا كَانَ، إِلا أَن يَنقطع مِنَ الطرَف. والجِزْعَةُ والجُزْعَةُ: الْقَلِيلُ مِنَ الْمَالِ وَالْمَاءِ. وانْجَزعَتِ الْعَصَا: انْكَسَرَتْ بِنِصْفَيْنِ. وتَجَزّعَ السهمُ: تكَسَّر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رُمْحُه فِي الدَّارِعِين تَجَزّعا واجْتَزَعْتُ مِنَ الشَّجَرَةِ عُودًا: اقْتَطَعْتُه واكْتَسَرْته. وَيُقَالُ: جَزَعَ لِي مِنَ الْمَالِ جِزْعةً أَي قطَعَ لِي مِنْهُ قِطْعةً. وبُسرةٌ مُجَزَّعةٌ ومُجَزِّعةٌ إِذا بلَغ الإِرطابُ ثُلُثيها. وتمرٌ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ ومُتَجَزِّعٌ: بلَغَ الإِرطابُ نصفَه، وَقِيلَ: بَلَغَ الإِرطابُ مِنْ أَسفله إِلى نِصْفِهِ، وَقِيلَ: إِلى ثُلُثَيْهِ، وَقِيلَ: بَلَغَ بعضَه مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدّ، وَكَذَلِكَ الرُّطب وَالْعِنَبُ. وَقَدْ جَزَّع البُسْرُ والرطبُ وَغَيْرُهُمَا تَجْزِيعًا، فَهُوَ مُجَزِّع. قَالَ شِمْرٌ: قَالَ المَعَرِّي المُجَزِّع، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ عِنْدِي بِالنَّصْبِ عَلَى وَزْنِ مُخَطَّم. قَالَ الأَزهري: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الهَجَرِيّين رُطب مُجَزِّع؛ بِكَسْرِ الزَّايِ، كَمَا رَوَاهُ الْمَعَرِّيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَلَحْمٌ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ: فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ، وَنَوًى مُجَزّع إِذا كَانَ مَحْكُوكًا. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَانَ يُسبّح بِالنَّوَى المجَزَّع ، وَهُوَ الَّذِي حَكَّ بعضُه بَعْضًا حَتَّى ابيضَّ الموضِعُ الْمَحْكُوكُ مِنْهُ وتُرك الْبَاقِي عَلَى لَوْنِهِ تَشْبِيهًا بالجَزْعِ. ووَتَر مُجَزَّع: مختلِف الْوَضْعِ، بعضُه رَقيق وَبَعْضُهُ غَليظ، وجِزْعٌ: مَكَانٌ لَا شَجَرَ فِيهِ. والجَزْعُ والجِزْعُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: ضَرْبٌ مِنَ الخَرَز، وَقِيلَ: هُوَ الْخَرَزُ الْيَمَانِيُّ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ تشبَّه بِهِ الأَعين؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ عُيُونَ الوحْشِ، حَولَ خِبائنا ... وأَرْحُلِنا، الجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُثَقَّبِ وَاحِدَتُهُ جَزْعة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُمِّيَ جَزْعاً لأَنه مُجَزَّع أَي مُقَطَّع بأَلوان مُخْتَلِفَةٍ أَي قُطِّع سَوَادُهُ بِبَيَاضِهِ، وكأَنَّ الجَزْعةَ مُسَمَّاةٌ بالجَزْعة، الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ جَزَعْت. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: انقطَع عِقْد لَهَا مِنْ جِزْعِ ظَفارِ. والجُزْعُ: المِحْوَرُ الَّذِي تَدورُ

فِيهِ المَحالةُ، لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. والجازِعُ: خَشَبَةٌ مَعروضة بَيْنَ خَشَبَتَيْنِ مَنْصُوبَتَيْنِ، وَقِيلَ: بَيْنَ شَيْئَيْنِ يَحْمِلُ عَلَيْهَا: وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُوضَعُ بَيْنَ خَشَبَتَيْنِ مَنْصُوبَتَيْنِ عَرضاً لِتُوضَعَ عَلَيْهَا سُروع الكرُوم وعُروشها وقُضْبانها لِتَرَفُّعِهَا عَنِ الأَرض. فَإِنْ وُصِفت قِيلَ: جازِعةٌ. والجُزْعةُ والجِزْعة مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ: مَا كَانَ أَقل مِنْ نِصْفِ السِّقَاءِ والإِناء وَالْحَوْضِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ مَرَّةً: بَقِيَ فِي السِّقَاءِ جُزْعة جِزْعة مِنْ مَاءٍ، وَفِي الوَطب جُزْعة [جِزْعة] مِنْ لَبَنٍ إِذا كَانَ فِيهِ شَيْءٌ قَلِيلٌ. وجَزَّعْتُ فِي الْقِرْبَةِ: جَعَلْتُ فيها جِزْعة [جُزْعة]، وَقَدْ جزَّعَ الحوضُ إِذا لَمْ يبقَ فِيهِ إِلا جُزْعة. وَيُقَالُ: فِي الْغَدِيرِ جُزْعة وجِزْعة وَلَا يُقَالُ فِي الركِيَّة جُزْعة وجِزْعة، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ فِي الْحَوْضِ جُزْعة وجِزعة، وَهِيَ الثُّلُثُ أَو قَرِيبٌ مِنْهُ، وَهِيَ الجُزَعُ والجِزَعُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْجُزْعَةُ والكُثْبة والغُرْفة والخمْطة الْبَقِيَّةُ مِنَ اللَّبَنِ. والجِزْعةُ: القطْعة مِنَ اللَّيْلِ، مَاضِيَةً أَو آتِيَةً، يُقَالُ: مَضَتْ جِزْعة مِنَ اللَّيْلِ أَي سَاعَةٌ مِنْ أَولها وَبَقِيَتْ جِزْعة مِنْ آخِرِهَا. أَبو زَيْدٍ: كَلأَ جُزاع وَهُوَ الكلأُ الَّذِي يَقْتُلُ الدوابَّ، وَمِنْهُ الكلأُ الوَبيل. والجُزَيْعةُ: القُطيعةُ مِنَ الْغَنَمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ انكَفَأَ إِلى كَبْشَين أَمْلَحين فَذَبَحَهُمَا وإِلى جُزَيْعة مِنَ الْغَنَمِ فَقَسَمَهَا بَيْنَنَا ؛ الجُزَيْعةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ تَصْغِيرُ جِزْعة، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الشَّيْءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ضَبَطَهُ الْجَوْهَرِيُّ مُصَغَّرًا، وَالَّذِي جَاءَ فِي الْمُجْمَلِ لِابْنِ فَارِسٍ الجَزيعة، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِ الزَّايِ، وَقَالَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٌ، قَالَ: وَمَا سَمِعْنَاهَا فِي الْحَدِيثِ إِلا مُصَغَّرَةً. وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَادِ: أَتاني الشيطانُ فَقَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا يأْتي الأَنصارَ فيُتْحِفُونه، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلى هَذِهِ الجُزَيعة ؛ هِيَ تَصْغِيرُ جِزْعة يُرِيدُ الْقَلِيلَ مِنَ اللَّبَنِ، هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى وَشَرَحَهُ، وَالَّذِي جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلى هَذِهِ الجِزْعةِ ، غَيْرُ مصغَّرة، وأَكثر مَا يقرأُ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ: الجُرْعة، بِضَمِّ الْجِيمِ وَبِالرَّاءِ، وَهِيَ الدُّفْعةُ مِنَ الشُّرْبِ. والجُزْعُ: الصِّبْغ الأَصفر الَّذِي يُسَمَّى العُروق فِي بعض اللغات. جَشَعَ: فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا خَرَجَ إِلى الْيَمَنِ شيَّعَه رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لفِراق رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ الجَشَعُ: الجزَعُ لِفراق الإِلْفِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: ثُمَّ أَقبل عَلَيْنَا فَقَالَ: أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فجَشِعْنا أَي فَزِعْنا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الخَصاصِيَّة: أَخافُ إِذا حضَر قِتالٌ جَشِعَتْ نَفْسِي فكَرِهَتِ الموتَ. والجَشَعُ: أَسْوَأُ الحِرْصِ، وَقِيلَ: هُوَ أَشدُّ الحِرْص عَلَى الأَكل وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تأْخذ نَصِيبَكَ وتَطْمَعَ فِي نَصِيبِ غَيْرِكَ؛ جَشِعَ، بِالْكَسْرِ، جَشَعاً، فَهُوَ جَشِعٌ مِنْ قَوْمٍ جَشِعِين وجَشاعى وجُشَعاء وجِشاعٌ وتَجَشَّعَ مِثْلُهُ؛ قَالَ سُوَيْدٌ: وكِلابُ الصيْدِ فِيهِنَّ جَشَعْ وَرَجُلٌ جَشِعٌ بَشِعٌ: يَجْمَعُ جَزَعاً وحِرْصاً وخبثَ نَفْس. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: تجاشَعْنا الْمَاءَ نتَجاشَعهُ وتناهَبْناه وتَشاحَحْناه إِذا تضايَقْنا عَلَيْهِ وتَعاطَشْنا. والجَشِعُ: المُتَخَلِّق بِالْبَاطِلِ وَمَا لَيْسَ فِيهِ. ومُجاشِعٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ مُجاشِع بْنُ دارِم بْنَ مَالِكِ بْنِ حنْظَلة بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ.

جَعَعَ: الجَعْجاعُ: الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ مَا غَلُظَ مِنْهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَعْجاع الأَرض الصُّلْبة. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي الجَعْجاع الأَرض الَّتِي لَا أَحد بِهَا؛ كَذَا فَسَّرَهُ فِي بَيْتِ ابْنِ مُقْبِلٍ: إِذا الجَوْنةُ الكدْراء نالَتْ مَبِيتَنا، ... أَناخَتْ بجَعْجاعٍ جَناحاً وكَلْكَلا وَقَالَ نُهَيْكةُ الْفَزَارِيُّ: صَبْراً بَغِيضَ بْنِ رَيْثٍ، إِنها رَحِمٌ ... حُبْتُمْ بِهَا فأَناخَتْكم بجَعْجاعِ وكلُّ أَرض جَعْجاعٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وشُعْثٍ نَشاوى مِنْ كَرًى، عِنْدَ ضُمَّرٍ، ... أَنَخْنَ بجَعْجاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ وَهَذَا الْبَيْتُ لَمْ يُستَشْهد إلَّا بعَجُزه لَا غَيْرُ، وأَوردوه: وَبَاتُوا بجَعْجاع؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَنخْن بِجَعْجَاعٍ كَمَا أَوردناه. والجَعْجَعُ: مَا تَطامَنَ مِنَ الأَرض. وجَعْجَعَ بِالْبَعِيرِ: نَحَرَه فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ. قَالَ إِسحاق بْنُ الفَرَج: سَمِعْتُ أَبا الرَّبِيعِ البكْرِيّ يَقُولُ: الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ مِنَ الأَرض المُتطامِنُ، وَذَلِكَ أَن الْمَاءَ يَتَجَفْجَف فِيهِ فَيَقُومُ أَي يَدُوم، قَالَ: وأَرَدْتُه عَلَى يَتَجَعْجع فَلَمْ يَقُلْهَا فِي الْمَاءِ. ومكانٌ جَعْجَعٌ وجَعْجاعٌ: ضَيّق خَشِن غَلِيظ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تأَبّط شَرًّا: وَبِمَا أَبْرَكَها فِي مُناخٍ ... جَعْجَعٍ، يَنْقَبُ فِيهِ الأَظَلُ أَبركها: جَثَّمها وأَجْثاها؛ وَهَذَا يقوِّي رِوَايَةَ مَنْ رَوَى قَوْلَ أَبي قيْس بْنِ الأَسْلَتِ: مَن يَذُقِ الحَرْب، يَذُقْ طَعْمَها ... مُرًّا، وتُبْرِكْه بجَعْجاعِ والأَعرف: وتَتْرُكْه، وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِهَذَا الْبَيْتِ فِي الأَرض الْغَلِيظَةِ. وجَعْجَعَ القومُ أَي أَناخوا، وَمِنْهُمْ مَنْ قَيَّد فَقَالَ: أَناخوا بالجَعْجاع؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا عَلَوْنَ أَرْبَعاً بأَرْبَعِ، ... بجَعْجَعٍ مَوْصِيَّةٍ بجَعْجَعِ، أَنَنَّ أَنَّاتِ النُّفوسِ الوُجَّعِ أَربعاً: يَعْنِي الأَوْظِفةَ، بأَربع: يَعْنِي الذِّراعَين وَالسَّاقَيْنِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: ثَنَتْ أَرْبَعاً مِنْهَا عَلَى ثِنْي أَرْبَعٍ، ... فهُنَّ بمَثْنِيّاتِهنَّ ثَمان وجَعَّ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا رَماه بالجَعْوِ، وَهُوَ الطِّينُ، وجَعَّ إِذا أَكل الطِّينَ، وفَحْل جَعْجاع: كثيرُ الرُّغاء؛ قَالَ حُمَيْد بْنُ ثَور: يُطِفْنَ بجَعْجاعٍ، كأَن جِرانَه ... نَجِيبٌ عَلَى جالٍ مِنَ النهْر أَجْوَف والجَعْجاع مِنَ الأَرض: مَعْرَكةُ الأَبطال. والجَعْجعةُ: أَصوات الْجِمَالِ إِذا اجْتَمَعَتْ. وجَعْجَعَ الإِبلَ وجَعْجَعَ بِهَا: حرَّكها للإِناخة أَو النُّهوض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَوْد إِذا جُعْجِعَ بعدَ الهَبِ وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر: كأَنَّ جُلودَ النُّمْرِ جِيبَتْ عليهِمُ، ... إِذا جَعْجَعوا بَيْنَ الإِناخةِ والحَبْسِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَى جَعْجَعُوا فِي هَذَا الْبَيْتِ نَزَلُوا فِي مَوْضِعٍ لَا يُرْعَى فِيهِ، وَجَعَلَهُ شَاهِدًا عَلَى الْمَوْضِعِ الضيِّق الخَشن. وجَعْجَعَ بِهِمْ أَي أَنَاخَ بِهِمْ وأَلزمهم الجَعْجاعَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: فأَخذنا عَلَيْهِمْ «2» أَن يُجَعْجِعا عِنْدَ الْقُرْآنِ وَلَا يُجاوزاه أَي يُقيما عِنْدَهُ. وجَعْجَعَ البعيرُ أَي بَرَك واسْتناخَ؛ وأَنشد: حَتَّى أَنَخْنا عِزَّه فَجَعْجعا وجَعْجَع بِالْمَاشِيَةِ وجَفْجَفَها إِذا حَبَسها؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: نَحُلُّ الدِّيارَ وَراء الدِّيار، ... ثُمَّ نُجَعْجع فِيهَا الجُزُرْ نُجَعْجِعُها: نَحْبِسُها عَلَى مَكْرُوهِهَا. والجَعْجاعُ: المَحْبِسُ. والجَعْجَعَةُ: الحَبْسُ. والجَعْجاعُ: مُناخُ السَّوْء مِنْ حَدَب أَو غَيْرِهِ. والجَعْجعةُ: القُعود عَلَى غَيْرِ طُمأْنينةٍ. والجَعْجعةُ: التضْيِيق عَلَى الغَرِيم فِي المُطالَبة. والجَعْجَعةُ: التَّشْريدُ بِالْقَوْمِ، وجَعْجَعَ بِهِ: أَزْعجَه. وَكَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلى عَمرو بْنِ سَعْدٍ: أَن جَعْجِعْ بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ أَي أَزْعِجْه وأَخْرِجه، وَقَالَ الأَصمعي: يَعْنِي احْبِسْه، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَعْنِي ضَيِّقْ عَلَيْهِ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ الأَضداد؛ قَالَ الأَصمعي: الجَعْجَعةُ الحَبْس، قَالَ: وَإِنَّمَا أَراد بِقَوْلِهِ جَعْجِعْ بِالْحُسَيْنِ أَي احْبِسْه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْس بْنِ حَجَر: إِذا جَعْجَعُوا بَيْنَ الإِناخةِ والحَبْسِ والجَعْجَعُ والجَعْجَعة: صَوْتُ الرَّحَى وَنَحْوِهَا. وَفِي الْمَثَلِ: أَسْمَعُ جَعْجَعةً وَلَا أَرى طِحْناً؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُكثر الْكَلَامَ وَلَا يَعْمَلُ وَلِلَّذِي يَعِدُ وَلَا يَفْعَلُ. وتَجَعْجَعَ البعيرُ وَغَيْرُهُ أَي ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرض بَارِكًا مِنْ وجَعٍ أَصابَه أَو ضَربٍ أَثْخَنه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فأَبَدّهُنّ حُتوفَهنّ فَهارِبٌ ... بذَمائِه، أَو بارِكٌ مَتَجَعْجِعُ جَفَعَ: جَفَع الشيءَ جَفْعاً: قَلَبه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا أَنه لَهُ مَصْدَرٌ لَقُلْنَا إِنه مَقْلُوبٌ. قَالَ الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ جَفعَه وجَعَفَه إِذا صرَعه، وَهَذَا مَقْلُوبٌ كَمَا قَالُوا جبَذَ وجَذَب، وَرَوَى بَعْضُهُمْ بَيْتَ جَرِيرٍ: وضَيْفُ بَنِي عِقالٍ يُجْفَعُ، بِالْجِيمِ، أَي يُصْرَعُ مِنَ الجُوع، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: يُخْفَع، بالخاء. جَلَعَ: جَلِعَت المرأَةُ، بِالْكَسْرِ، جَلَعاً، فَهِيَ جَلِعةٌ وجالِعةٌ، وجَلَعَت وَهِيَ جَالِعٌ وجالَعَت وَهِيَ مُجالِعٌ كُلُّهُ إِذَا ترَكت الحَياء وَتَكَلَّمَتْ بِالْقَبِيحِ، وَقِيلَ إِذا كَانَتْ متَبرِّجةً. وَفِي صِفَةِ امرأَة: جَلِيعٌ عَلَى زَوْجِهَا حَصان مِنْ غَيْرِهِ؛ الجَلِيعُ: الَّتِي لَا تَسْتُر نفسَها إِذا خَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا، وَالِاسْمُ الجَلاعة، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ جَلِعٌ وَجَالِعٌ. وجَلَعَت عَنْ رأْسها قِناعَها وخِمارها وَهِيَ جالعٌ: خَلَعَتْه؛ قَالَ: يَا قَوْمِ إِني قَدْ أَرَى نَوارا ... جالِعةً، عَنْ رأْسِها، الخِمارا وَقَالَ الرَّاجِزُ: جالِعةً نصيفَها وتَجْتَلِحْ أَي تَتَكَشّف وَلَا تَتَسَتَّر. وانْجَلَع الشيءُ: انْكَشَفَ؛ قَالَ الحكَم بْنُ مُعَيَّةَ: ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ ... عُمورُها عَنْ ناصِلاتٍ لَمْ تَدَعْ

_ (2). قوله [فأَخذنا عليهم إلخ] هو هكذا في الأَصل والنهاية.

وَقَالَ الأَصمعي: جَلَعَ ثوبَه وخَلَعَه بِمَعْنًى، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الجالِعُ السافِرُ، وَقَدْ جَلَعَت تَجْلَعُ جُلوعاً؛ وأَنشد: ومَرَّت عَلَيْنَا أُمُّ سُفْيانَ جالِعاً، ... فَلَمْ تَرَ عَيْني مِثْلَها جالِعاً تَمشِي وَقِيلَ: الجَلَعةُ والجَلَقةُ مَضْحَك الأَسْنان، والتَّجالُعُ والمُجالَعةُ: التَّنَازُعُ والمُجاوَبةُ بالفُحْش عِنْدَ الْقِسْمَةِ أَو الشرْب أَو القِمار مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا فاحِش عِنْدَ الشَّرابِ مُجالِع وأَنشد: أَيْدِي مُجالِعةٍ تَكُفُّ وتَنْهَد قَالَ الأَزهري: وتُرْوى مُخالعة، بِالْخَاءِ، وَهُمُ المُقامِرُون. وجَلِعَتِ المرأَةُ: كشَرَتْ عَنْ أَنيابها. والجَلَعُ: انْقِلابُ غِطاء الشَّفَةِ إِلَى الشَّارِبِ، وَشَفَةٌ جَلْعاء. وجَلِعَت اللِّثةُ جَلَعاً، وَهِيَ جَلْعاء إِذَا انْقَلَبَتِ الشَّفَةُ عَنْهَا حَتَّى تَبْدو، وَقِيلَ: الجَلَع أَن لَا تنضَمّ الشفتانِ عِنْدَ المَنْطِقِ بالباءِ وَالْمِيمِ تَقْلِصُ العُلْيا فَيَكُونُ الكلامُ بالسفْلى وأَطرافِ الثَّنَايَا الْعُلْيَا. وَرَجُلٌ أَجْلَعُ: لَا تنضم شفتاه على أَسنانه، وامرأَة جَلْعاء، وَتَقُولُ مِنْهُ: جَلِعَ فَمُهُ، بِالْكَسْرِ، جَلَعاً، فَهُوَ جَلِعٌ، والأُنثى جَلِعةٌ. وَكَانَ الأَخفش الأَصغر النَّحْوِيُّ أَجْلَع. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: كَانَ أَجْلَع فَرِجاً ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الأَجْلَعُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَزَالُ يَبْدو فَرْجُه ويَنْكَشِفُ إِذا جَلَسَ، والأَجلع: الَّذِي لَا تَنْضَمُّ شَفَتَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْقَلِبُ الشفةِ، وأَصله الكشْفُ. وانجَلع الشيءُ أَي انْكَشَفَ. وجلَع الغلامُ غُرْلَته وفَصَعَها إِذا حَسَرها عَنِ الْحَشَفَةِ جَلْعاً وفَصْعاً. وجَلَعُ القُلْفة: صَيْرُورَتُها خَلْفَ الحُوق، وغلامٌ أَجْلَعُ. والجَلَعْلَعُ: الْجَمَلُ الشديدُ النفْس. والجُلُعْلُعُ والجَلَعْلَعُ، كِلَاهُمَا: الجُعَلُ. والجُلَعْلَعةُ: الْخُنْفُسَاءُ، وَحَكَى كُرَاعٌ جَمِيعَ ذَلِكَ جَلَعْلَع، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَاللَّامَيْنِ، وَعِنْدِي أَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ. قَالَ الأَصمعي: كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ يأْكل الطِّينَ فامْتَخَطَ فَخَرَجَ مِنْ أَنفه جُلَعْلعة نِصْفُهَا طِينٌ وَنِصْفُهَا خُنْفُساء قَدْ خُلِقت فِي أَنفه، قَالَ شِمْرٌ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَلْعَلٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَلَعْلَع الضَّبُّ، قَالَ: والجُلَعْلَع، بِضَمِّ الْجِيمِ، خُنفساء نَصِفُهَا طِينٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَلْعَم الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ، وَالْمِيمُ زائدة. جَلْفَعَ: الجَلَنْفَع: الْمُسِنُّ، أَكثر مَا تُوصَفُ بِهِ الإِناث. وَخَطَبَ رجلٌ امرأَةً إِلى نَفْسِهَا، وَكَانَتِ امرأَة بَرْزةً قَدِ انكشفَ وجهُها وراسَلَتْ، فَقَالَتْ: إِنْ سأَلت عَنِّي بَنِي فُلَانٍ أُنَبِئْتَ عَنِّي بِمَا يسُرُّك، وَبَنُو فُلَانٍ يُنْبِئُونَك بِمَا يَزِيدُك فيَّ رَغْبةً، وَعِنْدَ بَنِي فُلَانٍ مِنِّي خُبْر، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَمَا عِلم هؤُلاء بكِ؟ فَقَالَتْ: فِي كلٍّ قَدْ نُكحت، قَالَ: يَا ابْنَةَ أُمّ، أَراكِ جَلَنْفَعَةً قَدْ خزَّمَتْها الخَزائِمُ قَالَتْ: كَلَّا وَلَكِنِّي جَوّالة بِالرَّجُلِ عَنْتَرِيسٌ. والجَلَنْفَع مِنَ الإِبل: الغليظُ التامُّ الشَّدِيدُ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ: أَينَ الشِّظاظانِ وأَين المِرْبَعهْ؟ ... وأَين وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ عَلَى أَن الجَلَنْفَعةَ هُنَا قَدْ تَكُونُ المُسِنَّةَ، وَقَدْ قِيلَ: نَاقَةٌ جَلَنْفَعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. الأَزهري: نَاقَةٌ جَلَنْفَعةٌ قَدْ أَسَنَّت وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَا الرَّجَزِ. والجلنفعةُ مِنَ النُّوقِ: الْجَسِيمَةُ وَهِيَ الْوَاسِعَةُ

الْجَوْفِ التَّامَّةُ؛ وأَنشد: جَلَنْفَعة تَشُقُّ عَلَى المَطايا، ... إِذَا مَا اخْتَبَّ رَقْراقُ السَّرابِ وَقَدِ اجْلَنْفَع أَي غَلُظ. والجَلَنْفَعُ: الضَّخْمُ الْوَاسِعُ؛ قَالَ: عِيدِيّة، أَمّا القَرَا فَمُضَبَّرٌ ... مِنْهَا، وأَما دَفُّها فَجَلَنْفَعُ وَقِيلَ: الجَلَنْفَعُ الْوَاسِعُ الجوْفِ التامُّ، وَقِيلَ: الجَلَنْفَع الْجَسِيمُ الضَّخْمُ الْغَلِيظُ، إِنْ كَانَ سَمْحًا أَو غَيْرَ سَمْحٍ. ولِثةٌ جَلَنْفَعة كَثِيرَةُ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ، وأَرى أَن كُرَاعًا قَدْ حَكَى الْقَافَ مَكَانَ الْفَاءِ فِي الْجَلَنْفَعِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. جَلْقَعَ: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ جَلْفَعَ: إِن كُرَاعًا حَكَى الْقَافَ مَكَانَ الْفَاءِ فِي الْجَلَنْفَعِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. جمع: جَمَعَ الشيءَ عَنْ تَفْرِقة يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَه وأَجْمَعَه فاجتَمع واجْدَمَعَ، وَهِيَ مُضَارَعَةٌ، وَكَذَلِكَ تجمَّع واسْتجمع. وَالْمَجْمُوعُ: الَّذِي جُمع مِنْ هاهنا وهاهنا وإِن لَمْ يُجْعَلْ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ. واسْتجمع السيلُ: اجْتَمَعَ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ. وجمَعْتُ الشَّيْءَ إِذا جِئْتَ بِهِ من هاهنا وهاهنا. وتجمَّع الْقَوْمُ: اجْتَمَعُوا أَيضاً من هاهنا وهاهنا. ومُتجمَّع البَيْداءِ: مُعْظَمُها ومُحْتَفَلُها؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شَحّاذٍ الضَّبّيّ: فِي فِتْيَةٍ كلَّما تَجَمَّعَتِ البَيْداء، ... لَمْ يَهْلَعُوا وَلَمْ يَخِمُوا أَراد وَلَمْ يَخِيمُوا، فَحَذَفَ وَلَمْ يَحْفَل بِالْحَرَكَةِ الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تَرُدَّ المحذوف هاهنا، وَهَذَا لَا يُوجِبُهُ الْقِيَاسُ إِنما هُوَ شَاذٌّ؛ وَرَجُلٌ مِجْمَعٌ وجَمّاعٌ. والجَمْع: اسْمٌ لِجَمَاعَةِ النَّاسِ. والجَمْعُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ جَمَعْتُ الشَّيْءَ. والجمْعُ: المجتمِعون، وجَمْعُه جُموع. والجَماعةُ والجَمِيع والمَجْمع والمَجْمَعةُ: كالجَمْع وَقَدِ اسْتَعْمَلُوا ذَلِكَ فِي غَيْرِ النَّاسِ حَتَّى قَالُوا جَماعة الشَّجَرِ وَجَمَاعَةُ النَّبَاتِ. وقرأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ: حَتَّى أَبلغ مَجْمِعَ الْبَحْرَيْنِ ، وَهُوَ نَادِرٌ كالمشْرِق والمغرِب، أَعني أَنه شَذَّ فِي بَابِ فَعَل يَفْعَلُ كَمَا شذَّ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ وَنَحْوُهُمَا مِنَ الشَّاذِّ فِي بَابِ فَعَلَ يَفْعُلُ، وَالْمَوْضِعُ مَجْمَعٌ ومَجْمِعٌ مِثَالُ مَطْلَعٍ ومَطْلِع، وَقَوْمٌ جَمِيعٌ: مُجْتَمِعون. والمَجْمَع: يَكُونُ اسْمًا لِلنَّاسِ وَلِلْمَوْضِعِ الَّذِي يَجْتَمِعُونَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ مَجْمَعَ بَيْنَ عُنُقي وَكَتِفِي أَي حَيْثُ يَجْتمِعان، وَكَذَلِكَ مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ مُلْتَقاهما. وَيُقَالُ: أَدامَ اللهُ جُمْعةَ مَا بَيْنَكُمَا كَمَا تَقُولُ أَدام اللَّهُ أُلْفَةَ مَا بَيْنَكُمَا. وأَمرٌ جامِعٌ: يَجمع الناسَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ ذَلِكَ فِي الجُمعة قَالَ: هُوَ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمر الْمُؤْمِنِينَ إِذا كَانُوا مَعَ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَحْتَاجُ إِلى الْجَمَاعَةِ فِيهِ نَحْوَ الْحَرْبِ وَشَبَهِهَا مِمَّا يُحْتَاجُ إِلى الجَمْعِ فِيهِ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يستأْذنوه. وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَجِبْت لِمَنْ لاحَنَ الناسَ كَيْفَ لَا يَعْرِفُ جَوامِعَ الْكَلِمِ؛ مَعْنَاهُ كَيْفَ لَا يَقْتَصِر عَلَى الإِيجاز ويَترك الفُضول مِنَ الْكَلَامِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِم يَعْنِي الْقُرْآنَ وَمَا جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِلُطْفِهِ مِنَ الْمَعَانِي الجَمَّة

فِي الأَلفاظ الْقَلِيلَةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ يَتَكَلَّمُ بجَوامِعِ الكَلِم أَي أَنه كَانَ كَثِيرَ الْمَعَانِي قَلِيلَ الأَلفاظ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَستحِبُّ الجَوامع مِنَ الدُّعَاءِ ؛ هِيَ الَّتِي تَجْمع الأَغْراض الصالحةَ والمَقاصِدَ الصَّحِيحَةَ أَو تَجْمع الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَآدَابَ المسأَلة. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ أَقْرِئني سُورَةً جَامِعَةً، فأَقرأَه: إِذا زُلْزِلَتِ ، أَي أَنها تَجْمَعُ أَشياء مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهَا: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَدِّثْني بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِماعاً، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا تَعْلَمُ ؛ الجِماع ما جَمَع عَدداً أَي كَلِمَةٌ تَجْمَعُ كَلِمَاتٍ. وَفِي أَسماء اللَّهِ الْحُسْنَى: الجامعُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يَجْمع الْخَلَائِقَ لِيَوْمِ الحِساب، وَقِيلَ: هُوَ المؤَلِّف بَيْنَ المُتماثِلات والمُتضادّات فِي الْوُجُودِ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَلَوْ أَنَّها نفْسٌ تموتُ جَميعةً، ... ولكِنَّها نفْسٌ تُساقِطُ أَنْفُسا إِنما أَراد جَمِيعًا، فَبَالَغَ بإِلحاق الْهَاءِ وَحَذَفَ الْجَوَابَ لِلْعِلْمِ بِهِ كأَنه قَالَ لفَنِيت واسْتراحت. وَفِي حَدِيثِ أُحد: وإِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ جَمِيعَ اللأْمةِ أَي مُجْتَمِعَ السِّلاحِ. والجَمِيعُ: ضِدُّ المتفرِّق؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ مُعَاذٍ وَهُوَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: فقدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، فإِنَّني ... نَهَيْتُكِ عَنْ هَذَا، وأَنتِ جَمِيعُ «1» وَفِي الْحَدِيثِ: لَهُ سَهم جَمع أَي لَهُ سَهْمٌ مِنَ الْخَيْرِ جُمع فِيهِ حَظَّانِ، وَالْجِيمُ مَفْتُوحَةٌ، وَقِيلَ: أَراد بِالْجَمْعِ الْجَيْشَ أَي كسهمِ الجَيْشِ مِنَ الْغَنِيمَةِ. والجميعُ: الجَيْشُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فِي جَمِيعٍ حافِظِي عَوْراتِهم، ... لَا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ والجَمِيعُ: الحيُّ المجتمِع؛ قَالَ لَبِيدٌ: عَرِيَتْ، وَكَانَ بِهَا الجَمِيعُ فأَبْكَرُوا ... مِنْهَا، فغُودِرَ نُؤْيُها وثُمامُها وإِبل جَمّاعةٌ: مُجْتَمِعة؛ قَالَ: لَا مالَ إِلَّا إِبِلٌ جَمّاعهْ، ... مَشْرَبُها الجِيّةُ أَو نُقاعَهْ والمَجْمَعةُ: مَجلِس الِاجْتِمَاعِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وتُوقدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ، ... لَكُمْ فِي كلِّ مَجْمَعَةٍ، لِواءُ والمَجْمعة: الأَرض القَفْر. والمَجْمعة: مَا اجتَمع مِنَ الرِّمال وَهِيَ المَجامِعُ؛ وأَنشد: باتَ إِلى نَيْسَبِ خَلٍّ خادِعِ، ... وَعْثِ النِّهاضِ، قاطِعِ المَجامِعِ بالأُمّ أَحْياناً وبالمُشايِعِ المُشايِعُ: الدَّلِيلُ الَّذِي يُنَادِي إِلى الطَّرِيقِ يَدْعُو إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَمعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي أَي لبستُ الثيابَ الَّتِي يُبْرَزُ بِهَا إِلى النَّاسِ مِنِ الإِزار والرِّداء وَالْعِمَامَةِ والدِّرْعِ والخِمار. وجَمَعت المرأَةُ الثيابَ: لَبِسَتِ الدِّرْع والمِلْحَفةَ والخِمار، يُقَالُ ذَلِكَ لِلْجَارِيَةِ إِذا شَبَّتْ، يُكْنى بِهِ عَنْ سِنِّ الاسْتواء. والجماعةُ: عددُ كُلِّ شيءٍ وكثْرَتُه.

_ (1). قوله [فقدتك إلخ] نسبه المؤلف في مادة شعع لقيس بن ذريح لا لابن معاذ.

وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: وَلَا جِماعَ لَنَا فِيمَا بَعْدُ أَي لَا اجْتِمَاعَ لَنَا. وجِماع الشَّيْءِ: جَمْعُه، تَقُولُ: جِماعُ الخِباء الأَخْبِيةُ لأَنَّ الجِماعَ مَا جَمَع عدَداً. يُقَالُ: الخَمر جِماعُ الإِثْم أَي مَجْمَعهُ ومِظنَّتُه. وَقَالَ الْحُسَيْنُ «2»، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اتَّقوا هَذِهِ الأَهواء الَّتِي جِماعُها الضلالةُ ومِيعادُها النَّارُ ؛ وَكَذَلِكَ الْجَمِيعُ، إِلا أَنه اسْمٌ لَازِمٌ. وَالرَّجُلُ المُجتمِع: الَّذِي بَلغ أَشُدَّه وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ. واجْتَمَعَ الرجلُ: اسْتَوت لِحْيَتُهُ وَبَلَغَ غايةَ شَبابِه، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْجَارِيَةِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ: مُجْتَمِعٌ ثُمَّ كَهْلٌ بَعْدَ ذَلِكَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: قَدْ سادَ وَهُوَ فَتًى، حَتَّى إِذا بلَغَت ... أَشُدُّه، وَعَلَا فِي الأَمْرِ واجْتَمَعا وَرَجُلٌ جميعٌ: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سَمِعَ أَنس بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ جَمِيعٌ أَي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ قَوِيٌّ لَمْ يَهْرَم وَلَمْ يَضْعُفْ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلى أَنس. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعاً أَي شَدِيدَ الْحَرَكَةِ قويَّ الأَعضاء غَيْرَ مُسْتَرْخٍ فِي المَشْي. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن خَلْقَ أَحدِكم يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمه أَربعين يَوْمًا أَي أَن النُّطفة إِذا وقَعت فِي الرَّحِمِ فأَراد اللَّهُ أَن يَخْلُقَ مِنْهَا بَشَرًا طارتْ فِي جِسْمِ المرأَة تَحْتَ كُلِّ ظُفُر وشعَر ثُمَّ تمكُث أَربعين لَيْلَةً ثُمَّ تَنْزِلُ دَماً فِي الرحِم، فَذَلِكَ جَمْعُها، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بالجَمْع مُكْث النُّطْفَةِ بِالرَّحِمِ أَربعين يَوْمًا تَتَخَمَّرُ فِيهَا حَتَّى تتهيَّأَ لِلْخَلْقِ وَالتَّصْوِيرِ ثُمَّ تُخَلَّق بَعْدَ الأَربعين. وَرَجُلٌ جميعُ الرأْي ومُجْتَمِعُهُ: شديدُه لَيْسَ بمنْتشِره. والمسجدُ الجامعُ: الَّذِي يَجمع أَهلَه، نَعْتٌ لَهُ لأَنه عَلَّامَةٌ لِلِاجْتِمَاعِ، وَقَدْ يُضاف، وأَنكره بَعْضُهُمْ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: مسجدُ الجامعِ بالإِضافة كَقَوْلِكَ الحَقُّ الْيَقِينُ وحقُّ اليقينِ، بِمَعْنَى مَسْجِدِ اليومِ الجامعِ وحقِّ الشَّيْءِ اليقينِ لأَن إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ لَا تَجُوزُ إِلا عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: الْعَرَبُ تُضيف الشيءَ إِلى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: فَقُلْتُ: انْجُوَا عَنْهَا نَجا الجِلْدِ، إِنه ... سَيُرْضِيكما مِنْهَا سَنامٌ وغارِبُهْ فأَضاف النَّجا وَهُوَ الجِلْد إِلى الْجِلْدِ لَمَّا اخْتَلَفَ اللفظانِ، وَرَوَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: وَلَا يُقَالُ مسجدُ الجامعِ، ثُمَّ قَالَ الأَزهري: النَّحْوِيُّونَ أَجازوا جَمِيعًا مَا أَنكره اللَّيْثُ، وَالْعَرَبُ تُضِيفُ الشيءَ إِلى نفْسه وإِلى نَعْتِه إِذا اخْتَلَفَ اللفظانِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ؛ وَمَعْنَى الدِّين المِلَّةُ كأَنه قَالَ وَذَلِكَ دِين الملَّةِ القيِّمةِ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: وَعْدَ الصِّدْقِ ووَعْدَ الْحَقِّ*، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ النَّحْوِيِّينَ أَبى إِجازته غيرَ اللَّيْثِ، قَالَ: وإِنما هُوَ الوعدُ الصِّدقُ والمسجِدُ الجامعُ والصلاةُ الأُولى. وجُمّاعُ كُلِّ شَيْءٍ: مُجْتَمَعُ خَلْقِه. وجُمّاعُ جَسَدِ الإِنسانِ: رأْسُه. وجُمّاعُ الثمَر: تَجَمُّعُ بَراعيمِه فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ عَلَى حَمْلِهِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورأْسٍ كَجُمّاعِ الثُّرَيّا، ومِشْفَرٍ ... كسِبْتِ اليمانيِّ، قِدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ وجُمّاعُ الثريَّا: مُجْتَمِعُها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

_ (2). قوله [الحسين] في النهاية الحسن. وقوله [التي جماعها] في النهاية: فإن جماعها.

ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثُرَيّا، حَوَيْتُه ... غِشاشاً بمُجْتابِ الصِّفاقَيْنِ خَيْفَقِ فَقَدْ يَكُونُ مُجتمِعَ الثُّريا، وَقَدْ يَكُونُ جُمَّاع الثُّرَيَّا الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى مَطَرِ الثُّرَيَّا، وَهُوَ مَطَرُ الوَسْمِيّ، يَنْتَظِرُونَ خِصْبَه وكَلأَه، وَبِهَذَا الْقَوْلِ الأَخير فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي. والجُمّاعُ: أَخلاطٌ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: هُمُ الضُّروب الْمُتَفَرِّقُونَ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ قَيْسِ بْنِ الأَسلت السُّلَمِيّ يَصِفُ الْحَرْبَ: حَتَّى انْتَهَيْنا، ولَنا غايةٌ، ... مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غيرِ جُمّاعِ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الشُّعوبُ الجُمّاعُ والقَبائلُ الأَفْخاذُ؛ الجُمَّاع، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: مُجْتَمَعُ أَصلِ كُلِّ شَيْءٍ، أَراد مَنْشأَ النَّسَبِ وأَصلَ المَوْلِدِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الفِرَقَ المختلفةَ مِنَ النَّاسِ كالأَوْزاعِ والأَوْشابِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ فِي جَبَلِ تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ مِنْ قَبائلَ شَتَّى مُتَفَرِّقَةٍ. وامرأَة جُمّاعٌ: قَصِيرَةٌ. وكلُّ مَا تَجَمَّعَ وَانْضَمَّ بعضُه إِلى بَعْضٍ جُمّاعٌ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ الشَّهْرُ بجُمْعٍ وجِمْعٍ أَي أَجمع. وَضَرَبَهُ بِحَجَرٍ جُمْعِ الْكَفِّ وجِمْعِها أَي مِلْئها. وجُمْعُ الْكَفِّ، بِالضَّمِّ: وَهُوَ حِينُ تَقْبِضُها. يُقَالُ: ضَرَبُوهُ بأَجماعِهم إِذا ضَرَبُوا بأَيديهم. وَضَرَبْتُهُ بجُمْع كَفِّي، بِضَمِّ الْجِيمِ، وَتَقُولُ: أَعطيته مِنَ الدَّرَاهِمِ جُمْع الْكَفِّ كَمَا تَقُولُ مِلْءَ الْكَفِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت خَاتَمَ النبوَّة كأَنه جُمْعٌ ، يُريد مِثْلَ جُمْع الْكَفِّ، وَهُوَ أَن تَجمع الأَصابع وتَضُمَّها. وَجَاءَ فُلَانٌ بقُبْضةٍ مِلْء جُمْعِه؛ وَقَالَ مَنْظُورُ بْنُ صُبْح الأَسديّ: وَمَا فعَلتْ بِي ذاكَ حَتَّى تَركْتُها، ... تُقَلِّبُ رأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِيا وجُمْعةٌ مِنْ تَمْرٍ أَي قُبْضة مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: صَلَّى الْمَغْرِبَ فَلَمَّا انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعةً مِنْ حَصى الْمَسْجِدِ ؛ الجُمْعةُ: المَجموعةُ. يُقَالُ: أَعطِني جُمعة مِنْ تَمْر، وَهُوَ كالقُبْضة. وَتَقُولُ: أَخذْت فُلَانًا بجُمْع ثِيَابِهِ. وأَمْرُ بَنِي فُلَانٍ بجُمْعٍ وجِمْعٍ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، فَلَا تُفْشُوه أَي مُجتمِعٌ فَلَا تفرِّقوه بالإِظهار، يُقَالُ ذَلِكَ إِذا كَانَ مَكْتُومًا وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَحد، وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ الشُّهَدَاءَ فَقَالَ: وَمِنْهُمْ أَن تَمُوتَ المرأَة بجُمْع ؛ يَعْنِي أَن تموتَ وَفِي بَطْنِهَا وَلَدٌ، وَكَسَرَ الْكِسَائِيُّ الْجِيمَ، وَالْمَعْنَى أَنها مَاتَتْ مَعَ شَيْءٍ مَجْموع فِيهَا غَيْرِ مُنْفَصِلٍ عَنْهَا مِنْ حَمْل أَو بَكارة، وَقَدْ تَكُونُ المرأَة الَّتِي تَمُوتُ بجُمع أَن تموتَ وَلَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ، وَرُوِيَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ: أَيُّما امرأَة ماتتْ بجُمع لَمْ تُطْمَثْ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ ؛ وَهَذَا يُرِيدُ بِهِ البكْر. الْكِسَائِيُّ: مَا جَمَعْتُ بامرأَة قَطُّ؛ يُرِيدُ مَا بَنَيْتُ. وباتتْ فلانةُ مِنْهُ بجُمْع وجِمْع أَي بِكْرًا لَمْ يَقْتَضَّها. قَالَتْ دَهْناء بِنْتُ مِسْحلٍ امرأَة الْعَجَّاجِ لِلْعَامِلِ: أَصلح اللَّهُ الأَمير إِني منه بجُمع وجِمْع أَي عَذْراء لَمْ يَقْتَضَّني. وَمَاتَتِ المرأَة بجُمع وجِمع أَي مَاتَتْ وَوَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، وَهِيَ بجُمع وجِمْع أَي مُثْقلة. أَبو زَيْدٍ: مَاتَتِ النِّسَاءُ بأَجْماع، وَالْوَاحِدَةُ بِجُمَعٍ، وَذَلِكَ إِذا مَاتَتْ وولدُها فِي بَطْنِهَا، ماخِضاً كَانَتْ أَو غَيْرَ ماخِضٍ. وإِذا طلَّق الرجلُ امرأَته وَهِيَ عَذْرَاءُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا قِيلَ: طُلِّقَتْ بِجُمْعٍ أَي طُلِّقَتْ وَهِيَ عَذْرَاءُ. وَنَاقَةٌ جِمْعٌ: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ؛ قَالَ: ورَدْناه فِي مَجْرى سُهَيْلٍ يَمانِياً، ... بِصُعْرِ البُرى، مَا بَيْنَ جُمْعٍ وخادجِ

والخادِجُ: الَّتِي أَلقت وَلَدَهَا. وامرأَة جامِعٌ: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ، وَكَذَلِكَ الأَتان أَوّل مَا تَحْمِلُ. وَدَابَّةٌ جامِعٌ: تصلحُ للسرْج والإِكافِ. والجَمْعُ: كُلُّ لَوْنٍ مِنَ التمْر لَا يُعرف اسْمُهُ، وَقِيلَ: هُوَ التَّمْرُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ النَّوَى. وجامَعها مُجامَعةً وجِماعاً: نَكَحَهَا. والمُجامعةُ والجِماع: كِنَايَةٌ عَنِ النِّكَاحِ. وجامَعه عَلَى الأَمر: مالأَه عَلَيْهِ واجْتمع مَعَهُ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وقِدْرٌ جِماعٌ وجامعةٌ: عَظِيمَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَجْمَعُ الجَزُور؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَكبر البِرام الجِماع ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا المِئكلةُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جماعٌ لِبني فُلَانٍ إِذا كَانُوا يأْوُون إِلى رأْيه وسودَدِه كَمَا يُقَالُ مَرَبٌّ لَهُمْ. واسْتَجمع البَقْلُ إِذا يَبِس كُلُّهُ. وَاسْتَجْمَعَ الْوَادِي إِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ مَوْضِعٌ إِلا سَالَ. وَاسْتَجْمَعَ الْقَوْمُ إِذا ذَهَبُوا كُلُّهُمْ لَمْ يَبْق مِنْهُمْ أَحد كَمَا يَستجمِع الْوَادِي بِالسَّيْلِ. وجَمَعَ أَمْرَه وأَجمعه وأَجمع عَلَيْهِ: عَزَمَ عَلَيْهِ كأَنه جَمَع نَفْسَهُ لَهُ، والأَمر مُجْمَع. وَيُقَالُ أَيضاً: أَجْمِعْ أَمرَك وَلَا تَدَعْه مُنْتشراً؛ قَالَ أَبو الحَسْحاس: تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصابِيح وسْطَها، ... لَهَا أَمْرُ حَزْمٍ لَا يُفرَّق مُجْمَع وَقَالَ آخَرُ: يَا ليْتَ شِعْري، والمُنى لَا تَنفعُ، ... هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْمًا، وأَمْري مُجْمَع؟ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ؛ أَي وادْعوا شُرَكَاءَكُمْ، قَالَ: وَكَذَلِكَ هِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ لأَنه لَا يُقَالُ أَجمعت شُرَكَائِي إِنما يُقَالُ جَمَعْتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا ليتَ بَعْلَكِ قَدْ غَدا ... مُتَقلِّداً سيْفاً ورُمحا أَراد وَحَامِلًا رُمْحاً لأَن الرُّمْحَ لَا يُتقلَّد. قَالَ الْفَرَّاءُ: الإِجْماعُ الإِعْداد والعزيمةُ عَلَى الأَمر، قَالَ: ونصبُ شُركاءكم بِفِعْلٍ مُضْمر كأَنك قُلْتَ: فأَجمِعوا أَمركم وادْعوا شُرَكَاءَكُمْ؛ قَالَ أَبو إِسحق: الَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ غَلَطٌ فِي إِضْماره وادْعوا شُرَكَاءَكُمْ لأَن الْكَلَامَ لَا فَائِدَةَ لَهُ لأَنهم كَانُوا يَدْعون شُرَكَاءَهُمْ لأَن يُجْمعوا أَمرهم، قَالَ: وَالْمَعْنَى فأَجْمِعوا أَمرَكم مَعَ شُرَكَائِكُمْ، وإِذا كَانَ الدُّعَاءُ لِغَيْرِ شَيْءٍ فَلَا فَائِدَةَ فِيهِ، قَالَ: وَالْوَاوُ بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِكَ لَوْ تَرَكْتَ النَّاقَةَ وفَصِيلَها لرضَعَها؛ الْمَعْنَى: لَوْ تَرَكْتَ النَّاقَةَ مَعَ فصيلِها، قَالَ: وَمَنْ قرأَ فاجْمَعوا أَمركم وَشُرَكَاءَكُمْ بأَلف مَوْصُولَةٍ فإِنه يَعْطِفُ شُرَكَاءَكُمْ عَلَى أَمركم، قَالَ: وَيَجُوزُ فاجْمَعوا أَمرَكم مَعَ شُرَكَائِكُمْ، قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا أَردت جَمْعَ المُتَفرّق قُلْتَ: جَمَعْتُ الْقَوْمَ، فَهُمْ مَجْمُوعُونَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ ، قَالَ: وإِذا أَردت كَسْبَ المالِ قُلْتَ: جَمَّعْتُ المالَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ، وَقَدْ يَجُوزُ: جمَع مَالًا، بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ، قَالَ: الإِجماعُ الإِحْكام وَالْعَزِيمَةُ عَلَى الشَّيْءِ، تَقُولُ: أَجمعت الْخُرُوجَ وأَجمعت عَلَى الْخُرُوجِ؛ قَالَ: وَمَنْ قرأَ فاجْمَعوا كيدَكم، فَمَعْنَاهُ لَا تدَعوا شَيْئًا مِنْ كَيْدِكُمْ إِلّا جِئْتُمْ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَمْ يُجْمِع الصِّيامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا صِيام لَهُ ؛ الإِجْماعُ إِحكامُ النيةِ والعَزيمةِ، أَجْمَعْت الرأْي وأَزْمَعْتُه وعزَمْت عَلَيْهِ بِمَعْنًى. وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَجْمَعْتُ صِدْقَه. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ: مَا لَمْ أُجْمِعْ مُكْثاً أَي مَا لَمْ أَعْزِم عَلَى الإِقامة. وأَجْمَعَ أَمرَه

أَي جعلَه جَميعاً بعدَ ما كَانَ مُتَفَرِّقًا، قَالَ: وتفرّقُه أَنه جَعَلَ يُدِيرُهُ فَيَقُولُ مَرَّةً أَفعل كَذَا ومرَّة أَفْعل كَذَا، فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى أَمر مُحْكَمٍ أَجمعه أَي جَعَلَهُ جَمْعاً؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ أَجْمَعتُ النَّهْبَ، والنَّهْبُ: إِبلُ الْقَوْمِ الَّتِي أَغار عَلَيْهَا اللُّصُوص وَكَانَتْ مُتَفَرِّقَةً فِي مَرَاعِيهَا فجَمَعوها مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ حَتَّى اجْتَمَعَتْ لَهُمْ، ثُمَّ طَرَدوها وساقُوها، فإِذا اجْتَمَعَتْ قِيلَ: أَجْمعوها؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حُمُراً: فكأَنها بالجِزْعِ، بَيْنَ نُبايِعٍ ... وأُولاتِ ذِي العَرْجاء، نَهْبٌ مُجْمَعُ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جَمَعْت أَمرِي. والجَمْع: أَن تَجْمَع شَيْئًا إِلى شَيْءٍ. والإِجْماعُ: أَن تُجْمِع الشَّيْءَ المتفرِّقَ جَمِيعًا، فإِذا جَعَلْتَهُ جَمِيعًا بَقِي جَمِيعًا وَلَمْ يَكد يَتفرّق كالرأْي المَعْزوم عَلَيْهِ المُمْضَى؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ أَبي وجْزةَ السَّعْدي: وأَجْمَعَتِ الهواجِرُ كُلَّ رَجْعٍ ... منَ الأَجْمادِ والدَّمَثِ البَثاء أَجْمعت أَي يَبَّسَتْ، والرجْعُ: الغديرُ. والبَثاءُ: السهْل. وأَجْمَعْتُ الإِبل: سُقْتها جَمِيعًا. وأَجْمَعَتِ الأَرضُ سَائِلَةً وأَجمعَ المطرُ الأَرضَ إِذا سالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها. وفَلاةٌ مُجْمِعةٌ ومُجَمِّعةٌ: يَجتمع فِيهَا الْقَوْمُ وَلَا يَتَفَرَّقُونَ خَوْفَ الضَّلَالِ وَنَحْوِهِ كأَنها هِيَ الَّتِي تَجْمَعُهم. وجُمْعةٌ مِنْ تَمْرٍ أَي قُبْضة مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؛ خَفَّفَهَا الأَعمش وَثَقَّلَهَا عَاصِمٌ وأَهل الْحِجَازِ، والأَصل فِيهَا التَّخْفِيفُ جُمْعة، فَمَنْ ثَقَّلَ أَتبع الضمةَ الضَّمَّةَ، وَمَنْ خَفَّفَ فَعَلَى الأَصل، والقُرّاء قرؤوها بِالتَّثْقِيلِ، وَيُقَالُ يَوْمُ الجُمْعة لُغَةُ بَنِي عُقَيْلٍ وَلَوْ قُرِئ بِهَا كَانَ صَوَابًا، قَالَ: وَالَّذِينَ قَالُوا الجُمُعَة ذَهَبُوا بِهَا إِلى صِفة اليومِ أَنه يَجْمع الناسَ كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ هُمَزةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكة، وَهُوَ الجُمْعة والجُمُعة والجُمَعة، وَهُوَ يَوْمُ العَرُوبةِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ فِيهِ، ويُجْمع عَلَى جُمُعات وجُمَعٍ، وَقِيلَ: الجُمْعة عَلَى تَخْفِيفِ الجُمُعة والجُمَعة لأَنها تَجْمَعُ النَّاسَ كَثِيرًا كَمَا قَالُوا: رَجُلٌ لُعَنة يُكْثِر لعْنَ النَّاسِ، وَرَجُلٌ ضُحَكة يُكْثُرُ الضَّحِك. وَزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَن أَوّل مَنْ سَمَّاهُ بِهِ كعبُ بْنُ لُؤَيٍّ جدُّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ العَرُوبةُ، وَذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض الأُنُف أَنَّ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ أَوّلُ مَنْ جَمَّع يَوْمَ العَرُوبةِ، وَلَمْ تسمَّ العَروبةُ الجُمعة إِلا مُذ جَاءَ الإِسلام، وَهُوَ أَوَّل مَنْ سَمَّاهَا الْجُمُعَةَ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تجتمِعُ إِليه فِي هَذَا الْيَوْمِ فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهم بمَبْعَث النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُعلمهم أَنه مِنْ وَلَدِهِ ويأْمرهم باتِّبَاعِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والإِيمان بِهِ، ويُنْشِدُ فِي هَذَا أَبياتاً مِنْهَا: يَا لَيْتَنِي شاهِدٌ فَحْواء دَعْوَتِه، ... إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّي الحَقَّ خِذْلانا وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ جُمُعةٍ جُمِّعَت بِالْمَدِينَةِ ؛ جُمّعت بِالتَّشْدِيدِ أَي صُلّيت. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: أَنه وَجَدَ أَهل مَكَّةَ يُجَمِّعُون فِي الحِجْر فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ؛ يُجمِّعون أَي يُصَلُّونَ صَلَاةَ الْجُمُعَةَ وإِنما نَهَاهُمْ عَنْهُ لأَنهم كَانُوا يَستظِلُّون بفَيْء الحِجْر قَبْلَ أَن تَزُولَ الشَّمْسُ فَنَهَاهُمْ لِتَقْدِيمِهِمْ فِي الْوَقْتِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: إِنما سُمِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَع فِيهِ خَلْق آدَمَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَقوام: إِنما سُمِّيَتِ الْجُمُعَةُ فِي

الإِسلام وَذَلِكَ لِاجْتِمَاعِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما سُمِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لأَن قُرَيْشًا كَانَتْ تَجْتَمِعُ إِلى قُصَيّ فِي دارِ النَّدْوةِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ أَبو زِيَادٍ «1» ... وأَبو الجَرّاح يَقُولَانِ مضَت الْجُمُعَةُ بِمَا فِيهَا فيُوَحِّدان وَيُؤَنِّثَانِ، وَكَانَا يَقُولَانِ: مَضَى السَّبْتُ بِمَا فِيهِ وَمَضَى الأَحد بِمَا فِيهِ فيُوَحِّدان ويُذَكِّران، وَاخْتَلَفَا فِيمَا بَعْدَ هَذَا، فَكَانَ أَبو زِيَادٍ يَقُولُ: مَضَى الاثْنانِ بِمَا فِيهِ، وَمَضَى الثَّلاثاء بِمَا فِيهِ، وَكَذَلِكَ الأَربعاء وَالْخَمِيسُ، قَالَ: وَكَانَ أَبو الْجَرَّاحِ يَقُولُ: مَضَى الِاثْنَانِ بِمَا فِيهِمَا، وَمَضَى الثُّلَاثَاءُ بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَى الأَرْبعاء بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَى الْخَمِيسُ بِمَا فِيهِنَّ، فيَجْمع ويُؤنث يُخْرج ذَلِكَ مُخْرج الْعَدَدِ. وجَمَّع الناسُ تَجْمِيعاً: شَهِدوا الْجُمُعَةَ وقَضَوُا الصَّلَاةَ فِيهَا. وجَمَّع فُلَانٌ مَالًا وعَدَّده. واستأْجرَ الأَجِيرَ مُجامعة وجِماعاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كُلُّ جُمْعَةٍ بِكراء. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَكُ جُمَعِيّاً، بِفَتْحِ الْمِيمِ، أَي مِمَّنْ يَصُومُ الْجُمُعَةَ وحْده. ويومُ الْجُمُعَةِ: يومُ الْقِيَامَةِ. وجَمْعٌ: المُزْدَلِفةُ مَعْرفة كعَرَفات؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فباتَ بجَمْعٍ ثُمَّ آبَ إِلى مِنًى، ... فأَصْبَحَ رَأْدًا يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْلِ وَيُرْوَى: ثُمَّ تَمّ إِلى مِنًى. وَسُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الثَّقَل مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ ؛ جَمْعٌ عَلَمٌ للمُزْدلفة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن آدمَ وَحَوَّاءَ لَمَّا هَبَطا اجْتَمَعا بِهَا. وَتَقُولُ: اسْتَجْمَعَ السيْلُ واسْتَجْمَعَتْ لِلْمَرْءِ أُموره. وَيُقَالُ للمُسْتَجِيش: اسْتَجْمَع كلَّ مَجْمَعٍ. واسْتَجْمَع الفَرَسُ جَرْياً: تكَمَّش لَهُ؛ قَالَ يَصِفُ سَرَابًا: ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً، وَلَيْسَ ببارِحٍ، ... تُبارِيهِ فِي ضاحِي المِتانِ سَواعدُه يَعْنِي السَّرَابَ، وسَواعِدُه: مَجارِي الْمَاءِ. والجَمْعاء: النَّاقَةُ الْكَافَّةُ الهَرِمَةُ. وَيُقَالُ: أَقمتُ عِنْدَهُ قَيْظةً جَمْعاء وَلَيْلَةً جَمْعاء. والجامِعةُ: الغُلُّ لأَنها تَجْمَعُ الْيَدَيْنِ إِلى الْعُنُقِ؛ قَالَ: وَلَوْ كُبِّلَت فِي ساعِدَيَّ الجَوامِعُ وأَجْمَع الناقةَ وَبِهَا: صَرَّ أَخلافَها جُمَعَ، وَكَذَلِكَ أَكْمَشَ بِهَا. وجَمَّعَت الدَّجاجةُ تَجْمِيعاً إِذا جَمَعَت بيضَها فِي بَطْنِهَا. وأَرض مُجْمِعةٌ: جَدْب لَا تُفَرَّقُ فِيهَا الرِّكاب لِرَعْي. والجامِعُ: الْبَطْنُ، يَمانِيةٌ. والجَمْع: الدَّقَلُ. يُقَالُ: مَا أَكثر الجَمْع فِي أَرض بَنِي فُلَانٍ لِنَخْلٍ خَرَجَ مِنَ النَّوَى لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه أُتِيَ بِتَمْرٍ جَنِيب فَقَالَ: مِنْ أَين لَكُمْ هَذَا؟ قَالُوا: إِنا لنأْخُذُ الصاعَ مِنْ هَذَا بالصاعَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَا تَفْعَلُوا، بِعِ الجَمْع بِالدَّرَاهِمِ وَابْتَعْ بِالدَّرَاهِمِ جَنِيباً. قَالَ الأَصمعي: كُلُّ لَوْنٍ مِنَ النَّخْلِ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ فَهُوَ جَمع. يُقَالُ: قَدْ كَثُرَ الْجَمْعُ فِي أَرض فُلَانٍ لِنَخْلٍ يَخْرُجُ مِنَ النَّوَى، وَقِيلَ الْجَمْعُ تَمُرٌّ مُخْتَلَطٌ مِنْ أَنواع مُتَفَرِّقَةٍ وَلَيْسَ مَرْغُوبًا فِيهِ وَمَا يُخْلَطُ إِلا لِرَدَاءَتِهِ. والجَمْعاء مِنَ الْبَهَائِمِ: الَّتِي لَمْ يَذْهَبْ مِنْ بَدَنِها شَيْءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَا تُنتَجُ البَهِيمةُ بَهِيمةً جَمْعاء أَي سَلِيمَةً مِنَ الْعُيُوبِ مُجتمِعة الأَعضاء كَامِلَتَهَا فَلَا جَدْعَ بها ولا كيّ.

_ (1). كذا بياض بالأصل.

وأَجْمَعْت الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ جَمِيعًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حُمراً: وأُولاتِ ذِي العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَع وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأُولاتُ ذِي الْعَرْجَاءِ: مواضعُ نَسَبَهَا إِلى مَكَانٍ فِيهِ أَكمةٌ عَرْجاء، فَشَبَّهَ الحُمر بإِبل انْتُهِبتْ وخُرِقتْ مِنْ طَوائِفها. وجَمِيعٌ: يُؤَكَّدُ به، يقال: جاؤوا جَمِيعًا كُلُّهُمْ. وأَجْمعُ: مِنَ الأَلفاظ الدَّالَّةِ عَلَى الإِحاطة وَلَيْسَتْ بِصِفَةٍ وَلَكِنَّهُ يُلَمّ بِهِ مَا قَبْلَهُ مِنَ الأَسماء ويُجْرَى عَلَى إِعرابه، فَلِذَلِكَ قَالَ النَّحْوِيُّونَ صِفَةٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه لَيْسَ بِصِفَةٍ قَوْلُهُمْ أَجمعون، فَلَوْ كَانَ صِفَةً لَمْ يَسْلَم جَمْعُه وَلَكَانَ مُكسّراً، والأُنثى جَمْعاء، وَكِلَاهُمَا مَعْرِفَةٌ لَا ينكَّر عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وأَما ثَعْلَبٌ فَحَكَى فِيهِمَا التَّنْكِيرَ وَالتَّعْرِيفَ جَمِيعًا، تَقُولُ: أَعجبني القصرُ أَجمعُ وأَجمعَ، الرفعُ عَلَى التَّوْكِيدِ وَالنَّصْبُ عَلَى الْحَالِ، والجَمْعُ جُمَعُ، مَعْدُولٌ عَنْ جَمعاوات أَو جَماعَى، وَلَا يَكُونُ مَعْدُولًا عَنْ جُمْع لأَن أَجمع لَيْسَ بوصف فيكون كأَحْمر وحُمْر، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: بابُ أَجمعَ وجَمْعاء وأَكتعَ وكتْعاء وَمَا يَتْبَع ذَلِكَ مِنْ بَقِيَّتِهِ إِنما هُوَ اتِّفَاقٌ وتَوارُدٌ وَقَعَ فِي اللُّغَةِ عَلَى غَيْرِ مَا كَانَ فِي وَزْنِهِ مِنْهَا، لأَن بَابَ أَفعلَ وفَعلاء إِنما هُوَ لِلصِّفَاتِ وجميعُها يَجِيءُ عَلَى هَذَا الْوَضْعِ نَكراتٍ نَحْوَ أَحمر وَحَمْرَاءَ وأَصفر وَصَفْرَاءَ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ صفاتٌ نَكِرَاتٌ، فأَمَّا أَجْمع وَجَمْعَاءَ فاسمانِ مَعْرفَتان لَيْسَا بِصِفَتَيْنِ فإِنما ذَلِكَ اتِّفَاقٌ وَقَعَ بَيْنَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ المؤكَّد بِهَا. وَيُقَالُ: لَكَ هَذَا الْمَالُ أَجْمعُ وَلَكَ هَذِهِ الحِنْطة جَمْعَاءُ. وَفِي الصِّحَاحِ: وجُمَعٌ جَمْعُ جُمْعةٍ وجَمْعُ جَمْعاء فِي تأْكيد الْمُؤَنَّثِ، تَقُولُ: رأَيت النِّسْوَةَ جُمَعَ، غَيْرَ مُنَوَّنٍ وَلَا مَصْرُوفٍ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِ الأَلف وَاللَّامِ، وَكَذَلِكَ مَا يَجري مَجراه منه التَّوْكِيدِ لأَنه لِلتَّوْكِيدِ لِلْمَعْرِفَةِ، وأَخذت حَقِّي أَجْمَعَ فِي تَوْكِيدِ الْمُذَكَّرِ، وَهُوَ تَوْكِيدٌ مَحْض، وَكَذَلِكَ أَجمعون وجَمْعاء وجُمَع وأَكْتعون وأَبْصَعُون وأَبْتَعُون لَا تَكُونُ إِلا تأْكيداً تَابِعًا لِمَا قَبْلَهُ لَا يُبْتَدأُ وَلَا يُخْبر بِهِ وَلَا عَنْهُ، وَلَا يَكُونُ فَاعِلًا وَلَا مَفْعُولًا كَمَا يَكُونُ غَيْرُهُ مِنَ التَّوَاكِيدِ اسْمًا مَرَّةً وَتَوْكِيدًا أُخرى مِثْلَ نفْسه وعيْنه وَكُلِّهِ وأَجمعون: جَمْعُ أَجْمَعَ، وأَجْمَعُ وَاحِدٌ فِي مَعْنَى جَمْعٍ، وَلَيْسَ لَهُ مُفْرَدٌ مِنْ لَفْظِهِ، وَالْمُؤَنَّثُ جَمعاء وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَجْمَعُوا جَمْعاء بالأَلف وَالتَّاءِ كَمَا جَمَعُوا أَجمع بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا فِي جَمْعها جُمَع، وَيُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ بأَجمعهم، وأَجْمُعهم أَيضاً، بِضَمِّ الْمِيمِ، كما تقول: جاؤوا بأَكلُبهم جَمْعُ كَلْبٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَوْلِهِ جَاءَ الْقَوْمُ بأَجْمُعهم قَوْلُ أَبي دَهْبل: فليتَ كوانِيناً مِنَ اهْلِي وأَهلِها، ... بأَجمُعِهم فِي لُجّةِ الْبَحْرِ، لَجَّجُوا ومُجَمِّع: لَقَبُ قُصيِّ بْنِ كِلَابٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ جَمَّع قَبائل قُرَيْشٍ وأَنزلها مكةَ وَبَنَى دَارَ النَّدْوةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبُوكم: قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً، ... بِهِ جَمَّع اللَّهُ القَبائلَ مِنْ فِهْرِ وجامِعٌ وجَمّاعٌ: اسمان. والجُمَيْعَى: موضع. جندع: جَنادِعُ الخَمْر: مَا تَراءى مِنْهَا عِنْدَ المَزْج. والجُنْدُعُ: جُنْدَب أَسود لَهُ قَرْنانِ طَوِيلَانِ وَهُوَ أَضْخَم الجَنادِب، وَكُلُّ جُندب يُؤْكَلُ إِلا الجُنْدُعَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجُندع جُنْدَبٌ صَغِيرٌ. وجنادِعُ

الضَّبّ: دوابُّ أَصغرُ مِنَ القِرْدان تَكُونُ عِنْدَ جُحْره، فإِذا بَدَتْ هِيَ عُلِمَ أَنّ الضَّبَّ خارجٌ فَيُقَالُ حِينَئِذٍ: بدَتْ جَنادِعُه، وَقِيلَ: يَخْرُجْنَ إِذا دَنَا الْحَافِرُ مِنْ قَعْر الجُحْر، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَكُونُ فِي جِحَرَةِ اليَرابِيع والضِّباب. وَيُقَالُ لِلشِّرِّيرِ المُنتَظَر هلاكُه: ظَهَرَتْ جَنادِعُه وَاللَّهُ جادِعُه؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِلرَّجُلِ الَّذِي يأْتي عَنْهُ الشَّرُّ قَبْلَ أَن يُرى. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم: جَاءَتْ جَنادِعُه، يَعْنِي حَوادِثَ الدهْر وأَوائلَ شَرِّهِ. وَيُقَالُ: رأَيت جَنادِعَ الشَّرِّ أَي أَوائلَه، الْوَاحِدَةُ جُنْدُعة وَهُوَ مَا دَبَّ مِنَ الشَّرِّ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزدي: لَا أَدْفَع ابْنَ العَمِّ يَمْشِي عَلَى شَفاً، ... وإِنْ بَلَغَتْني مِنْ أَذاه الجَنادِع والجُنْدُعة مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا غَناء عِنْدَهُ، بِالْهَاءِ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِلرَّاعِي: بِحَيٍّ نُمَيْرِيٍّ عَلَيْهِ مَهابةٌ ... جَمِيع، إِذا كَانَ اللِّئامُ جَنادِعا وَيُقَالُ: القومُ جَنادِعُ إِذا كَانُوا فِرَقاً لَا يَجْتَمِعُ رأْيهم، يَقُولُ الرَّاعِي: إِذا كَانَ اللِّئَامُ فِرَقًا شَتَّى فَهُمْ جَميع. وجُنْدُعٌ وذاتُ الجَنادِع جَمِيعًا: الدّاهيةُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وَرَجُلٌ جُنْدُع: قَصِيرٌ؛ وأَنشد الأَزهري: تَمَهْجَروا، وأَيُّما تَمَهْجُرِ، ... وَهُمْ بَنُو العَبْد اللَّئِيمِ العُنْصُرِ مَا غَرَّهُم بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ، ... بَني اسْتِها، والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ اللَّيْثُ: جُنْدُع وجَنَادِعُ الآفاتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني أَخافُ عَلَيْكُمُ الجَنادِع أَي الْآفَاتِ والبَلايا. والجَنادعُ: الدَّواهِي. وجُنْدُعٌ: اسْمٌ. والجَنادُع أَيضاً: الأَحْناشُ. جوع: الجُوع: اسْمٌ للمَخْمَصةِ، وَهُوَ نَقِيضُ الشِّبَع، وَالْفِعْلُ جاعَ يَجُوعُ جَوْعاً وجَوْعةً ومَجاعةً، فَهُوَ جائعٌ وجَوْعانُ، والمرأَة جَوْعَى، وَالْجَمْعُ جَوْعَى وجِياعٌ وجُوَّعٌ وجُيَّعٌ؛ قَالَ: بادَرْتُ طَبْخَتَها لِرَهْطٍ جُيَّع شَبَّهُوا بَابَ جُيّع بِبَابِ عِصِيٍّ فَقَلَبَهُ بعضُهم، وَقَدْ أَجاعه وجَوَّعَه؛ قَالَ: كَانَ الجُنَيْد، وَهُوَ فَيْنَا الزُّمَّلِقْ، ... مُجَوَّعَ البَطْنِ كِلابيَّ الخُلُقْ وَقَالَ: أَجاع اللهُ مَنْ أَشْبَعْتُموه ... وأَشْبَعَ مَنْ بِجَوْرِكم أُجِيعَا والمَجاعةُ والمَجُوعة والمَجْوعةُ، بِتَسْكِينِ الْجِيمِ: عامُ الجُوعِ. وَفِي حَدِيثِ الرَّضَاع: إِنما الرَّضاعةُ مِنَ المَجاعة ؛ المَجاعةُ مَفْعلةٌ مِنَ الجُوع أَي أَن الَّذِي يَحْرُم مِنَ الرَّضاع إِنما هُوَ الَّذِي يَرْضَعُ مِنْ جُوعِه، وَهُوَ الطِّفْلُ، يَعْنِي أَن الْكَبِيرَ إِذا رَضَعَ امرأَة لَا يَحْرُم عَلَيْهَا بِذَلِكَ الرَّضَاعِ لأَنه لَمْ يَرْضَعْها مِنَ الْجُوعِ، وَقَالُوا: إِن للعِلْم إِضاعةً وهُجْنةً وَآفَةً ونكَداً واستِجاعةً؛ إِضاعتُه: وضْعُك إِياه فِي غَيْرِ أَهله، واستِجاعتُه: أَن لَا تَشْبَع مِنْهُ، ونكَدُه: الكذِبُ فِيهِ، وآفتُه: النِّسيانُ، وهُجْنتُه: إِضاعتُه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جُعْتُ إِلى لِقائك وعَطِشْتُ إِلى لِقائك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجاعَ إِلى لقائه اشتهاه كعطِشَ عَلَى الْمِثْلِ. وَفِي الدُّعَاءِ: جُوعاً لَهُ ونُوعاً وَلَا يُقَدّم الآخِر قَبْلَ الأَوّل لأَنه تأْكيدٌ لَهُ؛ قَالَ

فصل الحاء

سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمَنْصُوبَةِ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إِظهاره. وجائعٌ نائعٌ: إِتْباع مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ جائعُ القِدْرِ إِذا لَمْ تَكُنْ قِدْرُه ملأَى. وامرأَة جَائِعَةُ الوِشاح إِذا كَانَتْ ضامِرةَ الْبَطْنِ. والجَوْعةُ: إِقفار الحَيّ. والجَوْعة: المرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الجَوْع؛ وأَجاعه وجَوَّعه. وَفِي الْمَثَلِ: أَجِعْ كَلْبَك يَتْبَعْك. وتَجوّعَ أَي تَعمَّد الجُوع. وَيُقَالُ: تَوحَّشْ لِلدَّوَاءِ وتجوّعْ لِلدَّوَاءِ أَي لَا تَسْتَوْفِ الطَّعَامَ. ورجلٌ مُسْتَجِيع: لَا تَرَاهُ أَبداً إِلَّا تَرى أَنه جَائِعٌ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُسْتجِيعُ الَّذِي يأْكل كُلَّ سَاعَةٍ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. وربيعةُ الجوعِ: أَبُو حَيّ مِنْ تَمِيم، وَهُوَ رَبيعةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ. فصل الحاء الحاء: الأَزهري: الْعَيْنُ وَالْحَاءُ لَا يأْتلفان في كلمة واحدة، ورأَيت في حاشية النُّسْخَةُ الَّتِي نَقَلْتُ مِنْهَا ذكر أَبو إِسحاق النَّجِيرَمِيّ أَن أَبا عمرو قال: الحَعْحعةُ زَجْر بالكبش مثل الحَأْحأَةِ، وهذا صح عنه، قال: وأَحْسَبُه التبس عليه لقرب مَخرج الهمزة من العين في قولهم حَأْحَأْ، فظنها عيناً وهذا شاقٌّ على اللسان، ولذلك لم تجتمع الحاء مع العين في كلمة، قال الجُرجاني: وهذا الذي حكاه لست أَعرفه لأَبي عمرو، وإِنما قال في كتاب النوادر: الحَأْحأَة وزن الحَعْحعة أَن تقول للكبش حأْحأْ زجْر، ومن رسم أَبي عمرو فِي هَذَا الْكِتَابِ أَن يمثل الهمزة بالعين أَبداً. فصل الخاء خبع: خبَع الصبيُّ خُبوعاً: انقطَع نفَسُه وفُحِم مِنَ البُكاء. وخَبَع فِي الْمَكَانِ: دَخَلَ فِيهِ. والخَبْعُ: لُغَةٌ فِي الخَبْء. وخَبَعْت الشَّيْءَ: لُغَةٌ فِي خَبَأْتُه. وأَما الخَبْعُ فِي الخَبْء فَعَلَى الإِبدال لَا يُعتدّ بِهِ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَعَلَى هَذَا قَالُوا: جَارِيَةٌ خُبَعةٌ طُلَعةٌ أَي تَخْبأُ نَفْسَهَا مَرَّةً وتُبْديها مَرَّةً. وامرأَة خُبَعة خُبَأَة بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وخُبَعةٌ طُلَعةٌ قُبَعةٌ. والخُبَعةُ: المُزْعةُ مِنَ القُطْن؛ عَنِ الهَجَريّ. خبرع: الخُبْروعُ: النَّمَّام، وَهِيَ الخَبْرَعةُ فِعلهُ. خبذع: الخُبْذُع: الضِّفْدعُ فِي بعض اللغات. ختع: خَتَعَ فِي الأَرض يَخْتَعُ خُتوعاً: ذَهَبَ وَانْطَلَقَ. وختَع الدليلُ بِالْقَوْمِ يختَعُ خَتْعاً وخُتوعاً: سَارَ بِهِمْ تَحْتَ الظُّلْمَةِ عَلَى القصْد؛ قَالَ: وَهُوَ رُكُوبُ الظُّلْمَةِ كَمَا يَفْعَلُ الدليلُ بِالْقَوْمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَعْيَت أَدِلَّاءَ الفَلاةِ الخُتَّعا وَرَجُلٌ خُتَعٌ وخَتِعٌ وخوْتَعٌ: حاذقٌ بِالدِّلَالَةِ ماهِرٌ بِهَا. وَرَجُلٌ خُتَعةٌ وخُتَعٌ: وَهُوَ السَّرِيعُ الْمَشْيِ الدليلُ. تَقُولُ: وَجَدْتُهُ خُتَعَ لَا سُكَعَ أَي لَا يَتَحَيَّرُ. والخَوْتَعُ: الدَّلِيلُ أَيضاً؛ وأَنشد: بِهَا يَضِلُّ الخَوْتَعُ المُشَهَّر وانْخَتَعَ فِي الأَرض: أَبعد. وخَتَعَ عَلَى الْقَوْمِ: هَجَم. وخَتَعَ الفحْلُ خلْفَ الإِبل إِذا قَارَبَ فِي مَشْيِه. وخُتوع السَّرابِ: اضْمحْلالهُ. والخَوْتَعُ: ضَرْب مِنَ الذُّباب كِبار، والخَوْتَعُ: ذُباب الْكَلْبِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَوْتَعُ ذُبَابٌ أَزْرقُ يَكُونُ فِي العُشْب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيهِ صاهِلْ ... عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ والخَتْعةُ: النَّمِرة الأُنثى، والخُتَعُ: مِنْ أَسماء الضبُع،

وَلَيْسَ بثبَت. والخَيْتَعةُ: هنةٌ «2» مِنْ أَدَم يُغَشِّي بِهَا الرَّامِي إبهامَه لرَمْي السِّهام. ابْنُ الأَعرابي: الخِتاعُ الدَّسْتَباناتُ مِثْلُ مَا يَكُونُ لأَصحاب البُزاة. والخَوْتَعُ: وَلَدُ الأَرْنب. وَمِنْ أَمثالهم: أَشأَم مِنْ خَوْتعةَ؛ زَعَمُوا أَنه رَجُلٌ مِنْ بَنِي غُفَيلة بْنِ قاسطِ بْنِ هِنْب بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيّ بْنِ جَدِيلةَ بْنِ أَسَد بْنِ رَبِيعة كَانَ مَشْؤوماً لأَنه دلَّ كُثَيْف بنَ عَمْرٍو التَّغْلَبي عَلَى بَنِي الزَّبّان الذُّهْلي حَتَّى قُتلوا وحُملت رؤُوسهم عَلَى الدُّهَيْم فأَبارَ الذُّهْليّ بَنِي غُفَيلةَ، فَضَرَبُوا بخَوْتَعةَ الْمَثَلَ فِي الشُّؤْم وبحَمْل الدُّهَيْم فِي الثَّقَل؛ قَالَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيب فِي كِتَابِ مُتشابِه الْقَبَائِلِ ومُتَّفِقِها: وَفِي بَنِي ذُهْل بْنِ ثَعلبةَ بْنِ عُكابةَ: الزَّبَّانُ بْنُ الْحَرْثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ شَيْبانَ بْنِ سَدُوس بْنِ ذُهْل، بِالزَّايِ وَالْبَاءِ بِوَاحِدَةٍ، وَذَكَرَ الْقَاضِي أَبو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ أَحمد الوَقَّشِي «3» فِي نَقْد الْكِتَابِ الرَّيان، بالراء والياء. ختلع: خَتْلَعَ الرَّجُلُ: خَرَجَ إِلَى البَدْو. قَالَ أَبُو حاتِم: قُلْتُ لأُم الْهَيْثَمِ، وَكَانَتْ أَعرابية فَصِيحَةً: مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ؟ لأَعرابية كُنْتُ أَرَاهَا مَعَهَا، فَقَالَتْ: خَتْلَعَت والله طالعة، قلت: مَا خَتْلَعَتْ؟ فَقَالَتْ: ظَهَرَتْ، تُرِيدُ أَنَّهَا خَرَجَتْ إِلى البَدْو. خثع: رَجُلٌ خَوْثَع: لَئيم؛ عن ثعلب. خدع: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلَافَ مَا تُخْفيه. أَبُو زَيْدٍ: خَدَعَه يَخْدَعُه خِدْعاً، بِالْكَسْرِ، مِثْلُ سَحَرَه يَسْحَرُه سِحْراً؛ قَالَ رؤْبة: وَقَدْ أُداهِي خِدْعَ مَن تَخَدَّعا وَأَجَازَ غَيْرُهُ خَدْعاً، بِالْفَتْحِ، وخَدِيعةً وخُدْعةً أَي أَراد بِهِ الْمَكْرُوهَ وَخَتَلَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ. وخادَعَه مُخادَعة وخِداعاً وخَدَّعَه واخْتَدَعه: خَدَعه. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُخادِعُونَ اللَّهَ* ؛ جازَ يُفاعِلُ لِغَيْرِ اثْنَيْنِ لأَن هَذَا الْمِثَالَ يَقَعُ كَثِيرًا فِي اللُّغَةِ لِلْوَاحِدِ نَحْوَ عاقَبْتُ اللِّصَّ وطارَقْت النعلَ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: قرئَ يُخادِعُونَ اللَّهَ* ويَخْدَعُون اللَّهَ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ خادَعْت فُلَانًا إِذَا كُنْتَ تَرُوم خَدْعه وَعَلَى هَذَا يُوَجَّهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ ؛ مَعْنَاهُ أَنهم يُقدِّرون فِي أَنفسهم أَنهم يَخْدَعون اللهَ، وَاللَّهُ هُوَ الْخَادِعُ لَهُمْ أَي المُجازي لَهُمْ جَزاءَ خِداعِهم؛ قَالَ شَمِرٌ: رُوِيَ بَيْتُ الرَّاعِي: وخادَعَ المَجْدَ أَقْوامٌ، لَهُمْ وَرَقٌ ... رَاحَ العِضاهُ بِهِ، والعِرْقُ مَدْخُول قَالَ: خادَعَ تَرَكَ، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: خادَع الحَمْد، وَفَسَّرَهُ أَي تَرَكَ الحمدَ أَنهم لَيْسُوا مِنْ أَهله. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ يُخادِعُونَ اللَّهَ* : أَي يُخادعون أَولياء اللَّهِ. وَخَدَعْتُهُ: ظَفِرْت بِهِ؛ وَقِيلَ: يُخَادِعُونَ فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى يَخْدَعُونَ بِدِلَالَةِ مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ: وخادَعْت المَنِيَّةَ عنكَ سِرّاً أَلا تَرَى أَن المنيَّة لَا يَكُونُ مِنْهَا خِدَاعٌ؟ وَكَذَلِكَ قوله: وما يخادعون إِلَّا أَنفسهم، يَكُونُ عَلَى لَفْظِ فاعَل وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْفِعْلُ إِلَّا مِنْ وَاحِدٍ كَمَا كَانَ الأَوَّل كَذَلِكَ، وَإِذَا كَانُوا قَدِ استجازُوا لتشاكُلِ الأَلفاظ أَن يُجْزوا عَلَى الثَّانِي مَا لَا يَصِحُّ فِي الْمَعْنَى طَلَبًا للتشاكل،

_ (2). قوله [والخيتعة هنة إلخ] كذا بالأصل، وعبارة القاموس وشرحه: والختيعة كسفينة كذا في الصحاح، ووجد بخط الجوهري الخيتعة كحيدرة، والأوّل الصواب: قطعة من أدم يلفها الرامي على أَصابعه. (3). قوله [الوقشي] نسبة إلى وقش بالتشديد بلد بالمغرب، انظر ترجمته في معجم ياقوت.

فأَنْ يَلْزَم ذَلِكَ ويُحافَظَ عَلَيْهِ فِيمَا يَصِحُّ بِهِ الْمَعْنَى أَجْدَرُ نَحْوَ قَوْلِهِ: أَلا لَا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا، ... فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلِينا وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ؛ وَالثَّانِي قِصاص لَيْسَ بعُدْوان. وَقِيلَ: الخَدْع والخَدِيعة الْمَصْدَرُ، والخِدْعُ والخِداعُ الِاسْمُ، وَقِيلَ الخَدِيعَةُ الِاسْمُ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتخادَعُ أَي يُري ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ. وتَخادَع القومُ: خدَع بعضُهم بَعْضًا. وَتَخَادَعَ وانْخَدَعَ: أَرى أَنه قَدْ خُدع، وخَدَعْتُه فانْخَدَع. وَيُقَالُ: رَجُلٌ خَدَّاع وخَدُوعٌ وخُدَعةٌ إِذا كان خِبّاً [خَبّاً]. والخُدْعةُ: مَا تَخْدَعُ بِهِ. وَرَجُلٌ خُدْعة، بِالتَّسْكِينِ، إِذا كَانَ يُخْدَع كَثِيرًا، وخُدَعة: يَخْدَع النَّاسَ كَثِيرًا. وَرَجُلٌ خَدَّاعٌ وخَدِعٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وخَيْدَعٌ وخَدُوعٌ: كَثِيرُ الخِداعِ، وَكَذَلِكَ المرأَة بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَقَوْلُهُ: بِجِزْعٍ مِنَ الْوَادِي قَلِيلٍ أَنِيسُه ... عَفا، وتَخَطَّتْه العُيون الخَوادِعُ يَعْنِي أَنها تَخْدَع بِمَا تسْتَرِقُه مِنَ النَّظَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَرْبُ خَدْعةٌ وخُدْعةٌ ، وَالْفَتْحُ أَفصح، وخُدَعةٌ مِثْلُ هُمَزة. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَرُوِيَتْ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، خَدْعة ، فَمَنْ قَالَ خَدْعة فَمَعْنَاهُ مَنْ خُدِع فِيهَا خَدْعةً فزَلَّت قدَمُه وعَطِبَ فَلَيْسَ لَهَا إِقالة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ أَفصح الرِّوَايَاتِ وأَصحها، وَمَنْ قَالَ خُدْعةٌ أَراد هِيَ تُخْدَعُ كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ لُعْنةٌ يُلْعَن كَثِيرًا، وإِذا خدَعَ أَحدُ الْفَرِيقَيْنِ صَاحِبَهُ فِي الْحَرْبِ فكأَنما خُدعت هِيَ؛ وَمَنْ قَالَ خُدَعة أَراد أَنها تَخْدَعُ أَهلها كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكرب: الحَرْبُ أَوَّلُ مَا تكونُ فَتِيَّةً، ... تَسْعَى بِبِزَّتِها لكلِّ جَهُول وَرَجُلٌ مُخَدَّعٌ: خُدِع فِي الحَرْب مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى حَذِقَ وَصَارَ مُجَرَّباً، والمُخَدَّعُ أَيضاً: المُجَرِّبُ للأُمور؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فتَنازَلا وتواقَفَتْ خَيْلاهما، ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ابْنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ مُخَدَّع أَي مُجَرَّس صَاحِبُ دَهاء ومَكر، وَقَدْ خُدِع؛ وأَنشد: أُبايِعُ بَيْعاً مِنْ أَرِيبٍ مُخَدَّع وإِنه لَذُو خُدْعةٍ وَذُو خُدُعات أَي ذُو تَجْرِيبٍ للأُمور. وَبَعِيرٌ بِهِ خادِعٌ وخالِعٌ: وَهُوَ أَن يَزُولَ عصَبُه فِي وَظِيف رِجْلِهِ إِذا برَك، وَبِهِ خُوَيْدِعٌ وخُوَيْلِعٌ، والخادِعُ أَقل مِنَ الْخَالِعِ. والخَيْدع: الَّذِي لَا يوثَق بمودَّته. والخيْدَعُ: السَّراب لِذَلِكَ، وغُولٌ خَيْدَعٌ مِنْهُ، وَطَرِيقٌ خَيْدَع وَخَادِعٌ: جَائِرٌ مُخَالِفٌ لِلْقَصْدِ لَا يُفْطَن لَهُ؛ قَالَ الطرمَّاح: خادِعةُ المَسْلَكِ أَرْصادُها، ... تُمْسِي وُكُوناً فوقَ آرامِها وطريقٌ خَدُوع: تَبِين مَرَّةً وتَخْفَى أُخرى؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الطَّرِيقَ: ومُسْتَكْرَه مِنْ دارِسِ الدَّعْس داثِرٍ، ... إِذا غَفَلَتْ عَنْهُ العُيونُ خَدُوع

والخَدُوع مِنَ النُّوقِ: الَّتِي تَدِرُّ مَرَّةً وَتَرْفَعُ لَبَنَهَا مَرَّةً. وَمَاءٌ خادِعٌ: لَا يُهْتَدَى لَهُ. وخَدَعْتُ الشيءَ وأَخْدَعْته: كَتَمْتُهُ وأَخْفَيْته. والخَدْع: إِخفاءُ الشَّيْءِ، وَبِهِ سُمِّيَ المِخْدَعُ، وَهُوَ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ الَّذِي يَكُونُ دَاخِلَ الْبَيْتِ الْكَبِيرِ، وَتُضَمُّ مِيمُهُ وَتُفْتَحُ. والمِخدع: الخِزانة. والمُخْدَع: مَا تَحْتَ الْجَائِزِ الَّذِي يُوضَعُ عَلَى الْعَرْشِ، والعرشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ الْبَيْتِ لَا يَبْلُغُ بِهِ أَقْصاه، ثُمَّ يُوضَعُ الْجَائِزُ مِنْ طَرف العَرْش الدَّاخِلِ إِلى أَقْصى الْبَيْتِ ويُسْقف بِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يأْت مُفْعل اسْمًا إِلا المُخْدَع وَمَا سِوَاهُ صِفَةٌ. والمَخْدَع والمِخْدَع: لُغَةٌ فِي المُخْدع، قَالَ: وأَصله الضَّمُّ إِلا أَنهم كَسَرُوهُ اسْتِثقالًا، وَحَكَى الْفَتْحَ أَبو سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، وَاخْتَلَفَ فِي الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ القَنانيّ وأَبو شَنْبَل، فَفَتَحَ أَحدُهما وَكَسَرَ الْآخَرُ؛ وَبَيْتُ الأَخطل: صَهْباء قَدْ كَلِفَتْ مِنْ طُول مَا حُبِستْ ... فِي مخْدَعٍ، بَيْنَ جَنَّاتٍ وأَنهارِ يُرْوَى بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ. والخِداعُ: المَنْع. والخِداعُ: الحِيلة. وخدَع الضَّبُّ يخْدَع خَدْعاً وانْخَدع: اسْتَرْوَح رِيحَ الإِنسانِ فدَخل فِي جُحْره لِئَلَّا يُحْتَرَشَ، وَقَالَ أَبو العَمَيْثل: خدَع الضبُّ إِذا دَخَلَ فِي وِجاره مُلتوياً، وَكَذَلِكَ الظبيُ فِي كِناسه، وَهُوَ فِي الضَّبِّ أَكثر. قَالَ الْفَارِسِيُّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ وَقَالُوا إِنك لأَخْدَع مِنْ ضَبّ حَرَشْتَه، وَمَعْنَى الحَرْش أَن يَمسح الرجلُ عَلَى فَمِ جُحْر الضَّبِّ يتسمَّع الصَّوْتَ فَرُبَّمَا أَقبل وَهُوَ يَرَى أَن ذَلِكَ حَيَّةٌ، وَرُبَّمَا أَرْوَحَ رِيحَ الإِنسان فخَدَعَ فِي جُحره وَلَمْ يَخْرُجْ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ منهمُ، ... بحُلْوِ الخَلا، حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادِع حُلْوُ الخَلا: حُلْوُ الكلامِ. وَضَبٌّ خَدِعٌ أَي مُراوِغٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَه، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: خَدَعَ مِنِّي فُلَانٌ إِذا تَوَارَى وَلَمْ يَظْهَر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ إِذا كَانَ لَا يُقدر عَلَيْهِ، مِنَ الخَدْع؛ قَالَ وَمِثْلُهُ: جَعَلَ المَخادِعَ للخِداعِ يُعِدُّها، ... مِمَّا تُطِيفُ ببابِه الطُّلَّابُ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنه لضَبُّ كَلَدةٍ لَا يُدْرَك حَفْراً وَلَا يُؤخَذُ مُذَنِّباً؛ الكَلَدةُ: المكانُ الصُّلْب الَّذِي لَا يَعمل فِيهِ المِحْفار؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الدَّاهيةِ الَّذِي لَا يُدْرك مَا عِنْدَهُ. وخدَع الثعلبُ إِذا أَخذ فِي الرَّوَغانِ. وخدَع الشيءُ خَدْعاً: فسَد. وخدَع الرِّيقُ خَدْعاً: نقَص، وإِذا نقَص خَثُرَ، وإِذا خَثُرَ أَنْتَنَ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ يَصِفُ ثغْر امرأَة: أَبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُه، ... طيِّبُ الرِّيقِ، إِذا الرِّيقُ خَدَعْ لأَنه يَغْلُظ وَقْتَ السَّحَر فيَيْبَس ويُنْتِنُ. ابْنُ الأَعرابي: خدَعَ الريقُ أَي فسَد. والخادِعُ: الْفَاسِدُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فتأْويل قَوْلِهِ: يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ ، يُفسدون مَا يُظهرون مِنَ الإِيمان بِمَا يُضمرون مِنَ الْكُفْرِ كَمَا أَفسد اللهُ نِعمَهم بأَن أَصدرهم إِلى عَذَابِ النَّارِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخَدْعُ مَنْعُ الْحَقِّ، والخَتْمُ مَنْع الْقَلْبِ مِنَ الإِيمان. وخدَعَ الرجلُ: أَعطى ثُمَّ أَمسك. يُقَالُ: كَانَ فُلَانٌ يُعطي ثُمَّ خدَع أَي أَمسَك ومنَعَ. وخدَع الزمانُ خَدْعاً: قَلَّ مطَرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: رَفَع

رَجُلٌ إِلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَا أَهَمَّه مِنْ قَحْطِ الْمَطَرِ فَقَالَ: قَحَط السَّحابُ وخَدَعتِ الضِّبابُ وجاعتِ الأَعْراب ؛ خدَعَت أَي اسْتَترتْ وتَغَيَّبَتْ فِي جِحَرتها. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ قبْل الدَّجّال سِنِينَ خَدَّاعةً ، فَيَرَوْنَ أَنّ مَعْنَاهُ نَاقِصَةَ الزَّكَاةِ قَلِيلَةَ الْمَطَرِ، وَقِيلَ: قَلِيلَةَ الزَّكاء والرَّيْع مِنْ قَوْلِهِمْ خدَعَ الزمانُ قَلَّ مَطَرُهُ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: وأَصبحَ الدهْرُ ذُو العلَّاتِ قَدْ خَدَعا وَهَذَا التَّفْسِيرُ أَقرب إِلى قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ: سِنين خدَّاعة ، يُرِيدُ الَّتِي يَقِلُّ فِيهَا الغيْث ويَعُمُّ بِهَا المَحْلُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ: يَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُون خدَّاعة أَي تَكْثُرُ فِيهَا الأَمطار وَيَقِلُّ الرَّيْع، فَذَلِكَ خِداعُها لأَنها تُطمِعُهم فِي الخِصْب بِالْمَطَرِ ثُمَّ تُخْلِف، وَقِيلَ: الخَدَّاعة الْقَلِيلَةُ الْمَطَرِ مِنْ خَدَع الريقُ إِذا جَفَّ. وَقَالَ شَمِرٌ: السِّنون الخَوادِعُ الْقَلِيلَةُ الْخَيْرِ الفواسدُ. وَدِينَارٌ خادِعٌ أَي ناقصٌ. وخدَع خيرُ الرَّجُلِ: قَلَّ. وَخَدَعَ الرجلُ: قَلَّ مالُه. وخدَع الرجلُ خَدْعاً: تخلَّق بِغَيْرِ خُلُقِه. وخُلُقٌ خادِعٌ أَي مُتلوِّن. وخلُق فُلَانٍ خادِعٌ إِذا تَخَلَّق بِغَيْرِ خُلُقه. وَفُلَانٌ خادِعُ الرأْي إِذا كَانَ مُتلوِّناً لَا يثبُت عَلَى رأْي وَاحِدٍ. وخدَع الدهْر إِذا تلوَّن. وخدَعتِ العينُ خَدْعاً: لَمْ تَنم. وَمَا خَدَعتْ بعَيْنه نَعْسةٌ تَخْدَعُ أَي مَا مَرَّت بِهَا؛ قَالَ المُمَزّق العَبْدي: أَرِقْتُ، فَلَمْ تَخْدَعْ بعَيْنَيَّ نَعْسَةٌ، ... ومَنْ يَلْقَ مَا لاقَيْتُ لَا بُدَّ يَأْرَقُ أَي لَمْ تَدْخُلْ بعَيْنيَّ نعْسة، وأَراد وَمَنْ يَلْقَ مَا لَاقَيْتُ يأْرَقُ لَا بُدَّ أَي لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الأَرَقِ. وخدَعَت عينُ الرَّجُلِ: غارَتْ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وخَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً وَانْخَدَعَتْ: كسَدَت؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكلُّ كاسدٍ خادِعٌ. وخادَعْتُه: كاسَدْتُه. وخدَعتِ السوقُ: قَامَتْ فكأَنه ضِدّه. وَيُقَالُ: سُوقهم خادِعةٌ أَي مُخْتَلِفَةٌ مُتلوِّنة. قَالَ أَبو الدِّينَارِ فِي حَدِيثِهِ: السُّوقُ خادعةٌ أَي كَاسِدَةٌ. قَالَ: وَيُقَالُ السُّوقُ خَادِعَةٌ إِذا لَمْ يُقدر عَلَى الشَّيْءِ إِلا بغَلاء. قَالَ الْفَرَّاءُ: بَنُو أَسد يَقُولُونَ إِنَّ السعْر لمُخادِع، وَقَدْ خدَع إِذا ارْتَفَعَ وغَلا. والخَدْعُ: حَبْس الماشِية وَالدَّوَابِّ عَلَى غَيْرِ مَرْعًى وَلَا عَلَفٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ورجُل مُخدَّع: خُدِع مِرَارًا؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: سَمْح اليَمِين، إِذا أَرَدْتَ يَمِينَه، ... بسَفارةِ السُّفَراء غَيْر مُخَدَّعِ أَراد غَيْرَ مَخْدُوع، وَقَدْ رُوِيَ جِدّ مُخَدَّع أَي أَنه مُجَرَّب، والأَكثر فِي مِثْلِ هَذَا أَن يَكُونَ بَعْدَ صِفَةٍ مِنْ لَفْظِ الْمُضَافِ إِليه كَقَوْلِهِمْ أَنت عالِمٌ جِدُّ عَالِمٍ. والأَخْدَعُ: عِرْق فِي مَوْضِعِ المِحْجَمتين وَهُمَا أَخدعان. والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ فِي مَوْضِعِ الحِجامة مِنَ العُنق، وَرُبَّمَا وَقَعَتِ الشَّرْطةُ عَلَى أَحدهما فيَنْزِفُ صَاحِبُهُ لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه احْتَجَمَ عَلَى الأَخْدَعَين والكاهِل ؛ الأَخدعانِ: عِرْقَانِ فِي جَانِبَي العُنق قَدْ خَفِيا وبَطَنا، والأَخادِعُ الْجَمْعُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُمَا عِرقان فِي الرَّقَبَةِ، وَقِيلَ: الأَخدعانِ الوَدَجانِ. وَرَجُلٌ مَخْدُوع: قُطِع أَخْدَعُه. ورجلٌ شديدُ الأَخْدَع أَي شديدُ مَوْضِعِ الأَخدع، وَقِيلَ: شَدِيدُ الأَخْدعِ، وَكَذَلِكَ شديدُ الأَبْهَر. وأَمّا قَوْلُهُمْ

عَنِ الفَرس: إِنه لشَديد النَّسا فَيُرَادُ بِذَلِكَ النَّسا نفسُه لأَنَّ النَّسا إِذا كَانَ قَصِيرًا كَانَ أَشدَّ للرِّجْل، وإِذا كَانَ طَوِيلًا اسْترخَت الرّجْل. وَرَجُلٌ شَدِيدُ الأَخْدَع: مُمتنِع أَبِيّ، ولَيِّنُ الأَخْدَعِ: بِخِلَافِ ذَلِكَ. وخَدَعَه يَخْدَعُه خَدْعاً: قَطَعَ أَخْدَعَيْه، وَهُوَ مَخْدُوعٌ. وخَدَعَ ثوبَه خَدْعاً وخُدْعاً: ثَنَاهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخُدَعةُ: قَبِيلَةٌ مِنْ تَمِيم. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخُدَعةُ رَبيعة بْنُ كَعْب بْنِ سَعْد بْنِ زيدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ؛ وأَنشد غَيْرُهُ فِي هَذِهِ الْقَبِيلَةِ مِنْ تَمِيمٍ: أَذُودُ عَنْ حَوْضِه ويَدْفَعُنِي؛ ... يَا قَوْمِ، مَن عاذِرِي مِنَ الخُدَعَهْ؟ وخَدْعةُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ كَانَ نَسَب بِهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: أَسِير بِشَكْوَتِي وأَحُلُّ وحْدِي، ... وأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعةَ فِي السَّماعِ قَالَ: وإِنما سُمِّيَ الرَّجُلُ خَدْعةَ بِهَا، وَذَلِكَ لإِكثاره مِنْ ذِكْرِهَا وإِشادَته بِهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ الخَيْدَعَ، وَهُوَ السِّنَّوْرُ. خذع: الخَذْعُ: القَطْعُ. خَذَّعْته بِالسَّيْفِ تَخْذِيعاً إِذا قطَعْته. والخَذْع: قَطعٌ وتَحْزِيزٌ فِي اللَّحْمِ أَو فِي شَيْءٍ لَا صَلابةَ لَهُ مِثْلَ القَرْعة تُخْذَعُ بِالسِّكِّينِ، وَلَا يَكُونُ قَطعاً فِي عَظم أَو فِي شَيْءٍ صُلب. وخَذعَ اللحمَ خذْعاً: شَرَّحَه، وَقِيلَ: خذعَ اللحمَ والشحْمَ يخذَعُه خَذْعاً وخَذَّعه حَزَّز مَوَاضِعَ مِنْهُ فِي غَيْرِ عَظْم وَلَا صَلَابَةٍ كَمَا يُفعل بالجَنْب عِنْدَ الشِّواء، وَكَذَلِكَ القِثّاء والقَرْعُ وَنَحْوُهُمَا. والمُخَذَّعُ: المُقَطَّعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فخَذَعه بِالسَّيْفِ ؛ الخَذْعُ: تَحزيزُ اللَّحْمِ وتَقْطيعُه مِنْ غَيْرِ بَيْنونة كَالتَّشْرِيحِ، وَقَدْ تَخَذَّع. والخَذْعة والخُذْعونة: القِطْعةُ مِنَ الْقَرْعِ وَنَحْوِهِ؛ وَمَنْ رَوَى بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ: وكلاهُما بطَلُ اللِّقاء مُخَذَّع بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَي مَضْرُوبٌ بِالسَّيْفِ، أَراد أَنه قَدْ قُطِع فِي مواضعَ مِنْهُ لِطُولِ اعتيادِه الحربَ ومعاودَته لَهَا قَدْ جُرحَ فِيهَا جَرْحاً بَعْدَ جَرْح كأَنه مُشَطَّب بِالسُّيُوفِ، وَمَنْ رَوَاهُ مُخَدَّعٌ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، فَقَدْ تَقَدَّمَ. وَقِيلَ: المُخَذَّع المقطَّع بِالسُّيُوفِ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: كأَنه حامِلُ جَنْبٍ أَخْذَعا مَعْنَاهُ أَنه خُذِعَ لحمُ جَنْبِهِ فتَدَلَّى عَنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للشواء المُخَذَّعُ والمُغَلَّس «4» والوَزِيمُ. والخَذَعُ: المَيَلُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُخَذَّعُ مِنَ النَّبَاتِ مَا أُكل أَعلاه. والخَذِيعةُ: طَعَامٌ يُتَّخذ مِنَ اللحم بالشام. خذرع: الخَذْرَعةُ: السُّرعةُ. خرع: الخَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ، والخَراعةُ: الرخاوةُ فِي الشَّيْءِ، خَرِعَ خَرَعاً وخَراعةً، فَهُوَ خَرِعٌ وخَرِيعٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِهَذِهِ الشَّجَرَةِ الخِرْوَع لرَخاوته، وَهِيَ شَجَرَةٌ تَحْمل حَبًّا كأَنه بيضُ العصافِير يُسَمَّى السِّمْسم الْهِنْدِيَّ، مُشْتَقٌّ مِنَ التَّخرُّعِ، وَقِيلَ: الخِرْوَعُ كُلُّ نَبَاتٍ قَصيفٍ رَيّانَ مِنْ شَجَرٍ أَو عُشْب، وَكُلُّ ضعيفٍ رِخْو خَرِعٌ وخَرِيعٌ؛ قَالَ رؤبة:

_ (4). قوله [والمغلس] كذا في الأصل بالغين المعجمة، وفي شرح القاموس بالفاء، ولعل الصواب معلس بالعين المهملة.

لَا خَرِعَ العظْمِ وَلَا مُوَصَّما وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخَرِيعُ الضَّعِيفُ. قَالَ الأَصمعي: وَكُلُّ نَبْتٍ ضعيفٍ يَتَثَنَّى خِرْوَعٌ أَيَّ نَبت كَانَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنّه ... تعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْر وَلَمْ يَجِئْ عَلَى وَزْنِ خِرْوَعٍ إِلَّا عِتْوَدٌ، وَهُوَ اسْمُ وادٍ، وَلِهَذَا قِيلَ للمرأَة الليِّنةِ الحسْناء: خَرِيعٌ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ للمرأَة الشَّابَّةِ النَّاعِمَةِ اللَّيِّنَةِ. وتَخَرَّع وانخرَع: استرْخَى وضَعُفَ وَلَانَ، وضَعُف الْخَوَّارُ. والخَرَعُ: لينُ المَفاصِل. وشَفة خَرِيعٌ: ليّنةٌ. وَيُقَالُ لِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ إِذا تدلَّى: خَرِيعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحِي، ... كأَخْلاقِ الغَرِيفةِ ذِي غُضونِ «1» وانخَرَعَت كَتِفُه: لُغَةٌ فِي انْخَلَعَت. وانْخَرَعَت أَعضاء الْبَعِيرِ وتخرَّعت: زَالَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ومَن هَمَزْنا عِزَّه تخرَّعا وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ أَنه قَالَ: لَا يُجزئ فِي الصَّدَقَةِ الخَرِعُ ، وَهُوَ الفَصِيل الضَّعِيفُ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الَّذِي يَرْضَع. وكلُّ ضَعِيفٍ خرِعٌ. وَانْخَرَعَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ وَانْكَسَرَ، وانخرَعْتُ لَهُ: لِنْتُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: لَوْ سَمِعَ أَحدكم ضَغْطةَ الْقَبْرِ لخَرِعَ أَو لَجَزِعَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي دَهِشَ وضعُف وَانْكَسَرَ. والخَرَعُ: الدَّهَشُ، وَقَدْ خَرِعَ خَرَعاً أَي دَهِشَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَالِبٍ: لَوْلَا أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ أَدركه الخَرَعُ لَقُلْتُهَا ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالزَّايِ، وَهُوَ الخَوْف. قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ الخَرَعُ، بِالْخَاءِ وَالرَّاءِ. والخَرِيعُ: الغُصْن فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ لنَعمَتِه وتَثَنِّيه. وغُصْنٌ خَرِعٌ: لَيِّنٌ ناعِمٌ؛ قَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ مَاءً: مُعانِقاً ساقَ رَيّا ساقُها خَرِع والخَرِيعُ مِنَ النِّسَاءِ: الناعمةُ، وَالْجَمْعُ خُروعٌ وخَرائعُ؛ حَكَاهُمَا ابْنُ الأَعرابي. وَقِيلَ: الخَرِيعُ والخَرِيعةُ الْمُتَكَسِّرَةُ الَّتِي لَا تَرُدّ يدَ لامِس كأَنها تَتخَرَّع لَهُ؛ قَالَ يَصِفُ رَاحِلَتَهُ: تَمْشِي أَمامَ العِيسِ، وَهْيَ فِيهَا، ... مَشْيَ الخَرِيعِ تركَتْ بَنِيها وكلُّ سرِيع الانكِسارِ خَرِيعٌ. وَقِيلَ: الخَرِيعُ الناعمةُ مَعَ فُجور، وَقِيل: الفاجِرةُ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُهُمْ بالمرأَة الخَرِيع إِلى الفُجور؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمهْ، ... يَؤُرُّها فَحْلٌ شَدِيدُ الصُّمَمهْ وَقَالَ كُثَيِّرٌ: وفيهنَّ أَشْباهُ المَها رَعَتِ المَلا، ... نَواعمُ بِيضٌ فِي الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ وإِنما نَفَى عَنْهَا المَقابِحَ لَا المَحاسِن أَراد غَيْرَ فواجِرَ وأَنكر الأَصمعي أَن تَكُونَ الفاجِرةَ، وَقَالَ: هِيَ الَّتِي تَتَثنَّى مِنَ اللِّين؛ وأَنشد لعُتَيْبةَ بْنِ مِرْداس فِي صِفَةِ مِشْفر بعير:

_ (1). قوله [ذي غضون] كذا في الأصل والصحاح أَيضا في عدة مواضع، وقال شارح القاموس في مادة غرف: قال الصاغاني كذا وقع في النسخ ذي غضون، والرواية ذا غضون منصوب بما قبله.

تَكُفُّ شَبَا الأَنيابِ عَنْهَا بِمشْفَرٍ ... خَرِيعٍ، كسِبْتِ الأَحْوريّ المُخَصَّرِ وَقِيلَ: هِيَ الماجِنةُ المَرِحةُ. والخَراوِيعُ مِنَ النِّسَاءِ: الحِسان. وامرأَة خِرْوعةٌ: حسَنةٌ رَخْصةٌ لَيِّنةٌ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: فَهِيَ تَمَطَّى فِي شَبابٍ خِرْوَعِ والخَرِيعُ: المُرِيبُ لأَن المُريب خَائِفٌ فكأَنه خَوَّارٌ؛ قَالَ: خَريع مَتَى يَمْشِ الخَبيثُ بأَرضِه، ... فإِنَّ الحَلالَ لَا مَحالةَ ذائِقُهْ والخَراعةُ: لُغَةٌ فِي الخَلاعة، وَهِيَ الدَّعارةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَوْس الْكِلَابِيُّ: إِنْ تُشْبِهيني تُشْبِهي مُخَرَّعا ... خَراعةً مِنِّي ودِيناً أَخْضَعا، لَا تَصْلُح الخَوْدُ عليهنَّ مَعا وَرَجُلٌ مُخَرّع: ذَاهِبٌ فِي الْبَاطِلِ. واخْتَرع فُلَانٌ الْبَاطِلَ إِذا اخْتَرَقَهُ. والخَرْعُ: الشقُّ. وخَرَعَ الجلدَ والثوبَ يَخْرَعه خَرْعاً فانْخرع: شَقَّهُ فانشقَّ. وانْخَرَعتِ القَناةُ إِذا انشقَّتْ، وخَرَعَ أُذنَ الشاةِ خَرْعاً كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ شقُّها فِي الْوَسَطِ. واخْتَرَع الشَّيْءَ: اقتَطَعه واخْتَزَلَه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الشقَّ قَطْعٌ. والاختِراعُ والاخْتِزاعُ: الخِيانةُ والأَخذُ مِنَ المالِ. والاختِراعُ: الاستِهلاكُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُنْفَقُ عَلَى المُغيبةِ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا مَا لَمْ تَخترِعْ مالَه أَي مَا لَمْ تَقْتَطِعْه وتأْخذه؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الاختراعُ هَاهُنَا الْخِيَانَةُ وَلَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْ مَعْنَى القَطْع، وَحَكَى ذَلِكَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَيُقَالُ: اخْترعَ فُلَانٌ عُودًا مِنَ الشَّجَرَةِ إِذا كَسَرَهَا. واخْترعَ الشَّيْءَ: ارْتَجَلَه، وَقِيلَ: اخْترعه اشتقَّه، وَيُقَالُ: أَنشأَه وابْتَدَعه، وَالِاسْمُ الخِرْعةُ. ابْنُ الأَعرابي: خَرِعَ الرَّجُلُ إِذا استرخَى رأْيُه بَعْدَ قُوَّة وضَعُف جِسْمُهُ بَعْدَ صَلابة. والخُراعُ: دَاءٌ يُصيب الْبَعِيرَ فيَسْقُط مَيِّتًا، وَلَمْ يَخُصّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ بَعِيرًا وَلَا غَيْرَهُ، إِنما قَالَ: الخُراعُ أَن يَكُونَ صَحِيحًا فَيَقَعُ ميِّتاً. والخُراعُ: الجُنون، وَقَدْ خُرِعَ فِيهِمَا، وَرُبَّمَا خُصَّ بِهِ الناقةُ فَقِيلَ: الخُراعُ جُنون النَّاقَةِ. يُقَالُ: نَاقَةٌ مَخْروعة. الْكِسَائِيُّ: مِنْ أَدواء الإِبل الخُراعُ وَهُوَ جُنونُها، وَنَاقَةٌ مَخْروعةٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: خَرِيعٌ ومَخْروعةٌ وَهِيَ الَّتِي أَصابها خُراع وَهُوَ انْقِطَاعٌ فِي ظَهْرِهَا فَتُصبِح بَارِكَةً لَا تَقُومُ، قَالَ: وَهُوَ مَرض يُفاجئُها فإِذا هِيَ مَخروعةٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: الجُنونُ والطَّوَفانُ والثَّوَلُ والخُراعُ وَاحِدٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي أَن الخُراعَ يُصِيبُ الإِبل إِذا رَعَتِ النَّدِيّ فِي الدَّمَن والحُشوش؛ وأَنشد لِرَجُلٍ هَجَا رَجُلًا بالجَهْل وَقِلَّةِ الْمَعْرِفَةِ: أَبُوك الَّذِي أُخْبرْتُ يَحْبِسُ خَيْلَه، ... حِذارَ النَّدَى، حَتَّى يَجِفَّ لَهَا البَقْلُ وصفَه بِالْجَهْلِ لأَنَّ الْخَيْلَ لَا يَضُرُّها النَّدَى إِنما يَضرّ الإِبل وَالْغَنَمَ. والخَرِيعُ والخِرِّيعُ: العُصْفُر، وَقِيلَ: شجرةٌ. وَثَوْبٌ مُخَرَّع: مَصْبوغ بالخَرِيع وَهُوَ العُصْفر. وَابْنُ الخَرِيع: أَحَدُ فُرْسان الْعَرَبِ وشُعرائها. وخَرِعَت النَّخْلَةُ أَي ذهَب كَرَبُها.

خرفع: الخُرْفُع والخِرْفِع والخِرْفُع، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَضَمِّ الْفَاءِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي: القُطْنُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقُطْنُ الَّذِي يَفْسُد فِي بَراعِيمه، وَقِيلَ: هُوَ ثَمَر العُشَر وَلَهُ جِلْدَةٌ رَقيقة إِذا انشقَّت عَنْهُ ظَهَرَ مِنْهُ مِثلُ القُطْنِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَعْتادُ خَيْشُومَها مِنْ فَرْطِها زَبَدٌ، ... كأَنَّ بالأَنْفِ مِنْهَا خُرْفُعاً خَشِفَا هَكَذَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ، وأَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَمالِيه شَاهِدًا عَلَى الخُرْفُع جَنَى العُشَر: يَضْحَى عَلَى خَطْمِها مِنْ فَرْطِهَا زَبَدٌ، ... كأَن بالرأْسِ مِنْهَا خُرْفُعاً نُدِفا قَالَ أَبو عَمْرٍو: الخُرْفُع مَا يَكُونُ فِي جِراء العُشَر، وَهُوَ حِرَّاقُ الأَعراب. الأَزهري: وَيُقَالُ للقُطْن المَنْدُوف خُرْفُعٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: أَتَحْمِلُون بَعْدِيَ السُّيوفا، ... أَم تَغْزِلُون الخُرْفُعَ المَنْدُوفا؟ خزع: خَزَعَ عَنْ أَصحابه يَخْزَعُ خَزْعاً وتَخَزَّع: تَخَلَّف عَنْهُمْ فِي مسِيرهم. وخَزَع عَنْهُمْ إِذا كَانَ مَعَهُمْ فِي مَسِيرٍ فخنَسَ عَنْهُمْ، وَسُمِّيَتْ خُزاعةُ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنهم لَمَّا سَارُوا مَعَ قَوْمِهِمْ مِنْ مأْرِب فَانْتَهَوْا إِلى مَكَّةَ تَخَزَّعوا عَنْهُمْ، فأَقاموا وَسَارَ الْآخَرُونَ إِلى الشَّامِ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: إِنما سُمُّوا خُزاعة لأَنهم انْخَزَعُوا مِنْ قَوْمِهِمْ حِينَ أَقبلوا مِنْ مأْرب فَنَزَلُوا ظَهْرَ مَكَّةَ، وَقِيلَ: خُزاعةُ حَيّ مِنَ الأَزْد مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِتَخَلُّفِهِمْ عَنْ قَوْمِهِمْ، وَسُمُّوا بِذَلِكَ لأَنّ الأَزْد لَمَّا خَرَجَتْ مِنْ مَكَّةَ لتَتَفَرَّق فِي الْبِلَادِ تَخلَّفت عَنْهُمْ خُزاعة وأَقامت بِهَا. قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: فَلما هَبَطْنا بَطْنَ مَرٍّ، تَخَزَّعتْ ... خُزاعةُ عَنَّا فِي حُلُولٍ كَراكِرِ وَهُمْ بَنُو عَمْرو بْنِ رَبيعة وَهُوَ لُحَيّ بْنُ حَارِثَةَ، فإِنه أَوَّل مَنْ بَحَّر الْبَحَائِرَ وغيَّر دِينَ إِبراهيم. وخَزَعْتُ الشيءَ خَزْعاً فانْخَزَع كَقَوْلِكَ قَطَعْتُهُ فانْقَطع، وخَزَّعْتُه: قَطَّعْتُه، وخَزَّعْتُ اللَّحْمَ تَخْزِيعاً: قَطَّعْتُه قِطَعاً، وَهَذِهِ خِزْعةُ لَحْمٍ تَخَزَّعْتُها مِنَ الجَزُور أَي اقْتَطَعْتها. وَفِي حَدِيثِ أَنس فِي الأُضحية: فَتَوَزَّعُوها وتَخَزَّعُوها أَي فرَّقُوها. وتَخَزَّعنا الشَّيْءَ بَيْنَنَا أَي اقْتَسَمْنَاهُ قِطَعاً. وَرَجُلٌ خَزُوع مِخْزاعٌ: يَخْتَزِل أَموالَ النَّاسِ. واخْتَزَعْته عَنِ الْقَوْمِ واخْتَزَلْتُه أَي قَطَعْتُهُ عَنْهُمْ، وخَزَّعني ظَلَعٌ فِي رِجلي تَخْزِيعًا أَي قَطَعَنِي عَنِ الْمَشْيِ. وَيُقَالُ بِهِ خَزْعةٌ وَبِهِ خَمْعة وَبِهِ خَزْلة وَبِهِ قَزْلة إِذا كَانَ يَظلَعُ مِنْ إِحدى رِجْلَيْهِ، وَرَجُلٌ خُزَعة مِثَالُ هُمَزة أَي عُوَقةٌ. وانخزَع الحبْلُ: انْقطع، وَقِيلَ: انْقَطَعَ مِنْ نِصفه وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِذا انْقَطَعَ مِنْ طَرَفِهِ. واخْتَزَع فُلَانًا عِرْقُ سَوْء واخْتَزَلَه إِذا اقْتطعَه دُونَ المَكارِم وقعَد بِهِ. قَالَ أَبو عِيسَى: يَبْلُغُ الرجلَ عَنْ مَمْلُوكِهِ بعضُ مَا يَكْرَهُ فَيَقُولُ: مَا يَزَالُ خُزْعةٌ خَزَعَه أَي شَيْءٌ سَنَحَه أَي عدَله وصرَفه. والخَوْزَعةُ: رَمْلَةٌ تَنْقَطِعُ مِنْ مُعْظم الرَّمل. وانخزَع العُود: انْكَسَرَ بقِصْدَتَيْن. وانخزَع مَتْنُ الرَّجُلِ: انْحَنى مِنْ كِبَرٍ وضَعْفٍ. والخَوْزَعُ: الْعَجُوزُ؛ وأَنشد: وَقَدْ أَتَتْني خَوْزَعٌ لَمْ تَرْقُدِ، ... فَحَذَفَتْني حَذْفةَ التَّقَصُّدِ وخزَعَ مِنْهُ شَيْئًا خَزْعاً واختزَعَه وتَخَزَّعَه: أَخذه.

والمُخَزَّعُ: الْكَثِيرُ الِاخْتِلَافِ فِي أَخلاقه؛ قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَوس الْكِلَابِيُّ: قَدْ راهَقَت بِنْتِيَ أَن تَرَعْرَعا، ... إِنْ تُشْبِهِينِي تُشْبِهِي مُخَزَّعا «2» خَراعةً مِنِّي وَدِيناً أَخْضَعا، ... لَا تَصْلُحُ الخَوْدُ عليهنَّ مَعا وَفِي الْحَدِيثِ: أَن كَعْبَ بْنَ الأَشرف عاهَد النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَا يُقاتِلَه وَلَا يُعِينَ عَلَيْهِ ثُمَّ غدَرَ فخزَعَ مِنْهُ هِجاؤه لَهُ فأَمر بِقَتْلِهِ ؛ الخَزْعُ: القَطْع، وخَزَع مِنْهُ كَقَوْلِكَ نالَ مِنْهُ وَوَضَعَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْهَاءُ فِي مِنْهُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ لِكَعْبٍ وَيَكُونُ الْمَعْنَى أَن هِجاءَه إِياه قطَع منه عَهْدَه وذِمَّته. خشع: خَشَع يَخْشَعُ خُشوعاً واخْتَشَع وتَخَشَّعَ: رَمَى بِبَصَرِهِ نَحْوَ الأَرض وغَضَّه وخفَضَ صَوْتَهُ. وَقَوْمٌ خُشَّع: مُتَخَشِّعُون. وخشَع بصرُه: انْكَسَرَ، وَلَا يُقَالُ اخْتَشع؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَجَلَّى السُّرى عَنْ كلِّ خِرْقٍ كأَنه ... صَفِيحةُ سَيْفٍ، طَرْفُه غيرُ خاشِع واخْتشعَ إِذا طأْطأَ صَدْرَه وَتَوَاضَعَ، وَقِيلَ: الخُشوع قَرِيبٌ مِنَ الخُضوع إِلا أَنّ الخُضوع فِي الْبَدَنِ، وَهُوَ الإِقْرار بالاستِخْذاء، والخُشوعَ فِي البدَن والصوْت وَالْبَصَرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ* ؛ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ ، وَقُرِئَ: خاشِعاً أَبصارُهم؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: نَصَبَ خَاشِعًا عَلَى الْحَالِ، الْمَعْنَى يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداث خُشَّعاً، قَالَ: ومَن قرأَ خاشِعاً فَعَلَى أَنّ لَكَ فِي أَسماء الْفَاعِلِينَ إِذا تَقَدَّمَتْ عَلَى الْجَمَاعَةِ التَّوْحِيدَ نَحْوَ خاشِعاً أَبصارُهم، وَلَكَ التوحيدُ والتأْنِيثُ لتأْنِيث الجَماعةِ كَقَوْلِكَ خَاشِعَةً أَبصارهم، قَالَ: وَلَكَ الْجَمْعُ خُشَّعاً أَبصارُهم، تَقُولُ: مررتُ بشُبّان حَسَنٍ أَوْجُهُهم وحِسانٍ أَوجُههم وحسَنةٍ أَوجهُهم؛ وأَنشد: وشَبابٍ حَسَنٍ أَوجُهُهُم، ... منْ إِيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ وَقَوْلُهُ: وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ ؛ أَي سَكَنَتْ، وكلُّ ساكنٍ خاضعٍ خاشعٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقبل عَلَيْنَا فَقَالَ: أَيُّكم يُحِب أَن يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فخَشَعْنا أَي خَشِينا وخضَعْنا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والخُشوع فِي الصَّوْتِ والبصَر كالخُضوع فِي البدَن. قَالَ: وَهَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي مُوسَى، وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ فجَشِعْنا، بِالْجِيمِ، وَشَرَحَهُ الْحُمَيْدِيُّ فِي غَرِيبِهِ فَقَالَ: الجَشَعُ الفَزَعُ والخَوْفُ. والتخشُّع: نَحْوُ التضرُّعِ. والخشُوعُ: الخضُوعُ. وَالْخَاشِعُ: الرَّاكِعُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والتخشُّعُ: تَكلُّف الخُشوع. والتخشُّعُ لِلَّهِ: الإِخْباتُ والتذلُّلُ. والخُشْعةُ: قُفٌّ غَلبت عَلَيْهِ السُّهولةُ. والخُشْعةُ، مِثَالُ الصُّبْرة: أَكَمةٌ مُتواضِعةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ الْكَعْبَةُ خُشْعةً عَلَى الْمَاءِ فَدُحِيَت الأَرضُ مِنْ تَحْتِها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الخُشْعةُ أَكَمةٌ لاطِئةٌ بالأَرض، وَالْجَمْعُ خُشَعٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا غَلَبت عَلَيْهِ السُّهولة أَي لَيْسَ بِحَجَرٍ وَلَا طِينٍ، ويروى خَشَفة، بالخاء والفاء، والعرب تقول للجَثَمة اللَّاطِئَةُ بالأَرض هِيَ الخُشْعة، وَجَمْعُهَا خُشَعٌ؛ وَقَالَ أَبو زبيد «3»:

_ (2). ورد هذا البيت في مادة [خرع] وفيه مُخرَّعاً بدل مُخزَّعا. (3). قوله [وقال أبو زبيد] أي يصف صروف الدهر، وقوله الأوداة يريد الأودية فقلب، أفاده شرح القاموس.

جازِعات إِليهمُ، خُشَعَ الأَوْداةِ ... قُوتاً، تُسْقَى ضَياحَ المَدِيدِ وَيُرْوَى: خُشَّعَ الأَوْداة جَمْعُ خاشِعٍ. ابْنُ الأَعرابي: الخُشْعةُ الأَكمةُ وهي الجَثَمةُ والسَّرْوعةُ والقائدةُ. وأَكمة خاشِعة: مُلْتَزِقة لَاطِئَةٌ بالأَرض. والخاشِعُ مِنَ الأَرض: الَّذِي تُثِيره الرِّيَاحُ لسُهولته فَتَمْحُو آثارَه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً ، قَالَ: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، وأَراد المُتهشِّمةَ النَّبَاتِ. وبَلْدةٌ خَاشِعَةٌ أَي مُغْبَرّة لَا مَنْزِل بِهَا. وإِذا يَبِست الأَرض وَلَمْ تُمْطَر قِيلَ: قَدْ خَشَعَت. قَالَ تَعَالَى: تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ . وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رأَينا أَرض بَنِي فُلَانٍ خاشِعةً هامِدة مَا فِيهَا خَضْراء. وَيُقَالُ: مَكَانٌ خاشِعٌ. وخَشَعَ سَنامُ الْبَعِيرِ إِذا أُنْضِيَ فَذَهَبَ شَحْمه وتَطأْطأَ شَرَفُه. وجِدار خاشعٌ إِذا تَداعَى وَاسْتَوَى مَعَ الأَرض؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ونُؤْيٌ كَجِذْم الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ وخَشَعَ خَراشِيَّ صدْره: رمَى بُزاقاً لَزِجاً. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وخَشَعَ الرَّجلُ خَراشِيَّ صدْرِه إِذا رمَى بِهَا. وَيُقَالُ: خَشَعَت الشمسُ وخَسَفَت وكَسَفَت بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ أَبو صَالِحٍ الْكِلَابِيُّ: خُشوعُ الكواكِب إِذا غارَت وَكَادَتْ تَغِيب فِي مَغِيبها؛ وأَنشد: بَدْر تَكادُ لَهُ الْكَوَاكِبُ تَخْشَعُ وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: خَشَعَتِ الْكَوَاكِبُ إِذا دَنَتْ مِنَ المَغِيب، وخضَعَت أَيدي الْكَوَاكِبِ أَي مَالَتْ لتَغِيب. والخِشْعةُ: الَّذِي يُبْقر عَنْهُ بطْن أُمه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ والخِشْعة وَلَدُ البَقِير، والبقيرُ: المرأَة تَمُوتَ وَفِي بَطْنِهَا وَلَدٌ حَيٌّ فَيُبْقَر بطنُها ويُخرج، وَكَانَ بِكِيرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ خِشْعة؛ ورأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مَوْثُوقٍ بِهَا مِنْ أَمالي الشَّيْخِ ابْنِ بَرِّيٍّ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَمْدَحُ خارِجةَ بْنَ حِصْن بْنُ حُذَيفةَ بْنِ بَدْر: وَقَدْ عَلِمَتْ خيْلُ ابنِ خِشْعةَ أَنها ... مَتَى تَلْقَ يَوْماً ذَا جِلادٍ تُجالِدِ خِشْعةُ: أُم خارجةَ وَهِيَ البَقِيرةُ كَانَتْ مَاتَتْ وَهُوَ فِي بَطْنِهَا يَرْتَكِم، فبُقِر بطنُها فَسُمِّيَتِ البَقِيرةَ وَسُمِّيَ خارجةَ لأَنهم أَخرجوه مِنْ بطنها. خضع: الخُضُوع: التواضُع والتَّطامُن. خَضَع يَخْضَع خَضْعاً وخُضُوعاً واخْتَضَع: ذَلَّ. وَرَجُلٌ أَخْضَعُ وامرأَة خَضْعاء: وَهُمَا الرَّاضِيانِ بِالذُّلِّ؛ وأَخْضَعَتْني إِليك الحاجةُ، وَرَجُلٌ خيْضَعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وصِرْت عَبْداً للبَعوضِ أَخْضَعا، ... تَمَصُّني مَصَّ الصَّبيِّ المُرْضِعا وَفِي حَدِيثِ اسْتِراق السمْعِ: خُضْعاناً لِقَوْلِهِ ؛ الخُضْعانُ: مَصْدَرُ خَضَعَ يَخْضَعُ خُضُوعاً وخُضْعاناً كالغُفران والكُفْران، وَيُرْوَى بِالْكَسْرِ كالوِجدانِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ خاضِع، وَفِي رِوَايَةٍ: خُضَّعاً لِقَوْلِهِ ، جَمْعُ خاضِع. وخَضَعَ الرَّجلُ وأَخْضَع: أَلان كَلِمه للمرأَة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا فِي زَمَانِهِ مرَّ بِرَجُلٍ وامرأَة قَدْ خَضعا بَيْنَهُمَا حَدِيثًا فضَربه حَتَّى شَجَّه فرُفِع إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، فأَهْدَره ، أَي ليَّنا بَيْنَهُمَا الحديثَ وَتَكَلَّمَا بِمَا يُطْمِعُ كُلًّا مِنْهُمَا فِي الْآخَرِ.

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِني أَعُوذ بِكَ مِنَ الخُنُوع والخُضُوع؛ فالخانِعُ الَّذِي يدْعو إِلى السوأَة، والخاضِعُ نَحْوُهُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ خالِباتٍ يَخْتَلِبْنَ الخُضَّعا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخُضَّع اللَّوَاتِي قَدْ خَضَعْن بِالْقَوْلِ ومِلْن؛ قَالَ: وَالرَّجُلُ يُخاضِع المرأَةَ وَهِيَ تُخاضِعُه إِذا خَضع لَهَا بِكَلَامِهِ وخضَعت لَهُ ويَطْمع فِيهَا، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ؛ الخُضوع: الانْقِيادُ والمُطاوعةُ، وَيَكُونُ لَازِمًا كَهَذَا الْقَوْلِ وَمُتَعَدِّيًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ نِسَاءً بالعَفاف: إِذْ هُنَّ لَا خُضُعُ الحَدِيثِ، ... ولا تَكَشَّفَتِ المَفاصِلْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يَخْضَع الرَّجُلُ لِغَيْرِ امرأَته أَي يَلِين لَهَا فِي الْقَوْلِ بِمَا يُطْمِعُها مِنْهُ. والخَضَعُ: تَطامُن فِي الْعُنُقِ ودُنُوّ مِنَ الرأْس إِلى الأَرض، خَضِعَ خَضَعاً، فَهُوَ أَخْضَعُ بيِّن الخَضَع، والأُنثى خَضْعاء، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ وَالْفَرَسُ. وخَضَع الإِنسان خَضْعاً: أَمالَ رأْسَه إِلى الأَرض أَو دَنَا مِنْهَا. والأَخْضعُ: الَّذِي فِي عُنقه خُضُوع وتطامُن خِلْقَةٍ. يُقَالُ: فَرَسٌ أَخضَعُ بيِّن الخَضَعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: خاضِعين لَيْسَتْ مِنْ صِفَةِ الأَعناق إِنما هِيَ مِنْ صِفَةِ الْكِنَايَةِ عَنِ الْقَوْمِ الَّذِي فِي آخِرِ الأَعناق فكأَنه فِي التَّمْثِيلِ: فَظَلَّتْ أَعناق الْقَوْمِ لَهَا خَاضِعِينَ، وَالْقَوْمُ فِي مَوْضِعِ هُمْ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَراد فَظَلَّتْ أَعناقُهم خاضِعيها هُمْ كَمَا تَقُولُ يدُك باسِطُها، تُرِيدُ أَنت فاكتفَيْتَ بِمَا ابتدأْت مِنَ الِاسْمِ أَن تُكَرِّره؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَيْرُ مَا قَالَهُ أَبو عَمْرٍو؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَعناق إِذا خَضَعَت فأَربابها خاضِعُون، فَجَعَلَ الْفِعْلَ أَوّلًا للأَعْناق ثُمَّ جَعَلَ خاضِعِين للرِّجال، قَالَ: وَهَذَا كَمَا تَقُولُ خَضَعْت لَكَ فَتَكْتَفِي مِنْ قَوْلِكَ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتِي. وَقَالَ أَبو إِسحاق: قَالَ خَاضِعِينَ وذكَّر الأَعناق لأَن مَعْنَى خُضوع الأَعناق هُوَ خُضُوعُ أَصحاب الأَعناق، لَمَّا لَمْ يَكُنِ الخُضوع إِلا خُضوع الأَعناق جَازَ أَن يُخْبَرَ عَنِ الْمُضَافِ إِليه كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: رأَتْ مَرَّ السِّنين أَخَذْنَ منِّي، ... كَمَا أَخَذ السِّرارُ مِنَ الهِلالِ لَمَّا كَانَتِ السُّنُونَ لَا تَكُونُ إِلا بمَرٍّ أَخْبر عَنِ السِّنِينَ، وإِن كَانَ أَضاف إِليها الْمُرُورَ، قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ وَجْهًا آخَرَ قَالُوا: مَعْنَاهُ فَظَلَّتْ أَعناقهم لَهَا خَاضِعِينَ هُمْ وأَضمر هُمْ؛ وأَنشد: تَرَى أَرْباقَهم مُتَقَلِّديها، ... كَمَا صَدِئ الحَدِيدُ عَنِ الكُماةِ قَالَ: وَهَذَا لَا يَجُوزُ مِثْلُهُ فِي الْقُرْآنِ وَهُوَ عَلَى بَدَلِ الغَلط يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ كأَنه قَالَ: تَرَى أَرْباقَهم، تَرَى مُتَقَلِّديها كأَنه قَالَ: تَرَى قَوْمًا مُتقلدين أَرباقهم. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الزَّجَّاجُ مَذْهَبُ الْخَلِيلِ وَمَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وخَضَع فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَكُونُ لَازِمًا وَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا وَاقِعًا، تَقُولُ: خَضَعْتُه فخضَع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: أَعدَّ اللَّهَ للشُّعراء مِنِّي ... صَواعِقَ يَخْضَعُون لَهَا الرِّقابا فَجَعَلَهُ وَاقِعًا مُتعدّياً. وَيُقَالُ: خضَع الرجلُ رقبَته

فاخْتَضَعَتْ وخَضَعَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يظَلُّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فتُنْكِرُه ... حَالًا، ويَسْطَعُ أَحياناً فيَنْتَسِبُ «4» مُخْتَضِعاً: مُطأْطِئ الرأْس. والسطُوعُ: الانْتصاب، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الأَعْنقِ: أَسْطَعُ. ومَنْكِب خاضِع وأَخضع: مُطَمْئِنٌ. وَنَعَامٌ خواضِعُ: مُمِيلات رؤوسَها إِلى الأَرض فِي مَرَاعِيهَا، وَظَلِيمٌ أَخضَع، وَكَذَلِكَ الظِّبَاءُ؛ قَالَ: تَوَهَّمْتها يَوْمًا، فقُلت لصاحِبي، ... وَلَيْسَ بِهَا إِلَّا الظِّباء الخَواضِعُ وَقَوْمٌ خُضُعُ الرِّقَابِ: جَمْعُ خَضُوعٍ أَي خاضِع؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ، رأَيْتَهم ... خُضُعَ الرِّقاب، نَواكِسَ الأَبْصارِ وخَضَعَه الكِبَرُ يخْضَعُه خَضْعاً وخُضوعاً وأَخْضَعه: حَناه. وخَضَع هُوَ وأَخْضَع أَي انحَنى. والأَخْضَع مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي فِيهِ جَنَأٌ، وَقَدْ خَضِعَ يخْضَعُ خَضَعاً، فَهُوَ أَخْضَعُ، وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ أَخْضَع أَي فِيهِ انحِناء. وَرَجُلٌ خُضَعةٌ إِذا كَانَ يخضَع أَقْرانَه ويَقْهَرُهم. وَرَجُلٌ خُضَعةٌ، مِثَالُ هُمَزة: يخْضَعُ لِكُلِّ أَحد. وخَضَع النجمُ أَي مَالَ للمَغيب. وَنَبَاتٌ خَضِعٌ: مُتَثنٍّ مِنَ النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى النسَب لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ يَصْلُح أَن يَكُونَ خَضِعٌ مَحْمُولًا عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي فَقْعس يَصِفُ الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ؛ كَذَا حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي مَضِعٌ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ؛ قَالَ: أَراد مَضِغٌ فأَبدل الْعَيْنَ مَكَانَ الْغَيْنِ لِلسَّجْعِ، أَلا تَرَى أَن قَبْلَهُ خَضِع وَبَعْدَهُ رَتِع؟ أَبو عَمْرٍو: الخُضَعة مِنَ النَّخْلِ الَّتِي تَنْبُت مِنَ النَّوَاةِ، لُغَةُ بَنِي حَنِيفَةَ، وَالْجَمْعُ الخُضَعُ. والخَضَعةُ: السِّيَاطُ لانصِبابها عَلَى مَن تَقَع عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الخَضْعةُ والخَضَعة السُّيُوفُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلسُّيُوفِ خَضْعة، وَهِيَ صَوْتُ وقْعها. وَقَوْلُهُمْ: سَمِعْتُ لِلسِّيَاطِ خَضْعةً وَلِلسُّيُوفِ بَضْعة؛ فالخضْعةُ وَقْعُ السِّيَاطِ، والبَضْعُ القَطْع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ الخَضْعة أَصوات السُّيُوفِ، والبَضْعةُ أَصوات السِّيَاطِ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مُحَرَّكًا كَمَا قَالَ: أَرْبعةٌ وأَرْبَعهْ ... اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ، لمالِكِ بنِ بَرْذعهْ، ... وللسيوفِ خَضَعَهْ، وللسِّياطِ بَضَعَهْ والخَيْضَعةُ: المعركةُ، وَقِيلَ غُبارها، وَقِيلَ اخْتِلَاطُ الأَصوات فِيهَا؛ الأَوَّل عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: لأَن الكُماة يَخْضع بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. والخَيضَعةُ: حَيْثُ يَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لِبَعْضٍ. والخَيْضَعةُ: صَوْتُ الْقِتَالِ. وَالْخَيْضَعَةُ: الْبَيْضَةُ؛ فأَما قَوْلُ لَبِيدٍ: نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَهْ، ... ونحنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ، المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ، ... الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ فَقِيلَ: أَراد الْبَيْضَةَ، وَقِيلَ: أَراد الْتِفافَ الأَصوات فِي الْحَرْبِ، وَقِيلَ: أَراد الخَضَعةَ مِنَ السُّيُوفِ فَزَادَ الْيَاءَ هَرَباً مِنَ الطّيِّ، وَيُقَالُ لِبَيْضَةِ الحرب الخَيْضَعة

_ (4). قوله [يظل] سيأتي في سطع فظل.

والرَّبِيعةُ، وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ أَن تَكُونَ الخَيْضَعة اسْمًا لِلْبَيْضَةِ، وَقَالَ: هِيَ اخْتِلَاطُ الأَصوات فِي الْحَرْبِ. وخَضَعَت أَيدي الْكَوَاكِبِ إِذا مَالَتْ لتَغيب؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: تَكادُ الشمسُ تَخْضَعُ حينَ تَبْدُو ... لهنَّ، وَمَا وُبِدْنَ، وَمَا لُحِينا «1» وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا جَعَلَتْ أَيْدِي الكَواكِبِ تَخْضَعُ والخَضِيعةُ: الصوتُ يُسْمَع مِنْ بطنِ الدَّابَّةِ وَلَا فِعْل لَهَا، وَقِيلَ: هِيَ صَوْتُ قُنْبِه، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ صَوْتُ قُنْب الْفَرَسِ الجَواد؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: كأَنَّ خَضِيعةَ بَطْنِ الجَوادِ ... وَعْوَعةُ الذِّئب بالفَدْفَدِ وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُ الأَجوف مِنْهَا، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ قُنْب الفرَس الحِصان، وَهُوَ الوَقِيبُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الخَضِيعةُ والوَقِيبُ الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ مِنْ بَطْنِ الْفَرَسِ وَلَا يُعلم مَا هُوَ، وَيُقَالُ: هُوَ تَقَلْقُل مِقْلَم الفرَس فِي قُنْبه، وَيُقَالُ لِهَذَا الصَّوْتِ أَيضاً: الذُّعاق، وَهُوَ غَرِيبٌ. والاخْتِضاعُ: المَرُّ السريعُ. والاختِضاعُ: سُرْعةُ سَيْرِ الْفَرَسِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد فِي صِفَةِ فَرَسٍ سَرِيعَةٍ: إِذا اخْتَلَط المَسِيحُ بِهَا توَلَّتْ ... بِسَوْمي، بَيْنَ جَرْيٍ واخْتِضاعِ «2» يَقُولُ: إِذا عَرِقَتْ أَخرجت أَفانِينَ جَرْيِها. وخَضَعَتِ الإِبل إِذا جَدَّتْ فِي سَيرها؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: خَواضِع فِي كُلِّ دَيْمومةٍ، ... يَكادُ الظَّلِيمُ بِهَا يَنْحَلُ وإِنما قِيلَ ذَلِكَ لأَنها خَضَعتْ أَعناقها حِينَ جَدَّ بِهَا السيْرُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ، والمَطِيُّ خَواضِعٌ، ... وكأَنَّهُنَّ قَطا فَلاةٍ مَجْهَلِ ومَخْضَعٌ ومَخْضَعةُ: اسمان. خضرع: الخُضارِعُ والمُتَخَضْرِعُ: البَخِيلُ المُتَسَمِّحُ وتأْبى شِيمتُه السَّماحةَ، وَهِيَ الخَضْرعةُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: خُضارِعٌ رُدَّ إِلى أَخْلاقِه، ... لَمّا نَهَتْه النفْسُ عن أَخْلاقِه خعع: الخُعْخُعُ: ضَرْبٌ مِنَ النبْت، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ الأَشجار الخُعْخُع، قَالَ وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: هِيَ كَلِمَةٌ مُعاياة وَلَا أَصل لَهَا، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَهَعَخَ أَنه شَجَرَةٌ يُتداوى بِهَا وَبِوَرَقِهَا، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ الخُعْخُع، وَقَدْ تُرْجِمَتْ عَلَيْهِ فِي بَابِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ بَحْر أَنه قَالَ: خَعَّ الفَهْد يَخِعُّ، قَالَ: وَهُوَ صَوْتٌ تَسْمَعُهُ مِنْ حَلْقه إِذا انْبَهر عِنْدَ عَدْوِه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه حِكَايَةُ صَوْتِهِ إِذا انْبَهَرَ، وَلَا أَدري أَهو مِنْ تَوْلِيدِ الفَهَّادِين أَو مِمَّا عَرَفَتْه الْعَرَبُ فتكلَّموا بِهِ، وأَنا بَريء مِنْ عُهْدَتِه. خفع: خفَع يخفَعُ خَفْعاً وخُفوعاً: ضَعُف مِنْ جُوع أَو مَرَض؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَمْشون قَدْ نَفَخ الخَزِيرُ بُطونَهم، ... وغَدَوْا، وضَيْفُ بَنِي عِقالٍ يَخْفَعُ

_ (1). قوله: وُبِدْنَ، هكذا في الأَصل؛ ولم يرد وبَد متعدّياً إلا بعلى حينما يكون بمعنى غضب. (2). قوله [بسومي] كذا بالأصل.

وَقِيلَ: خُفِع الرجلُ مِنَ الْجُوعِ، فَهُوَ مَخْفُوع، وأُورِدَ بيتُ جَرِيرٍ يُخْفَع، بِضَمِّ الْيَاءِ، وَكَذَلِكَ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، قَالَ: وَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي شِعْرِهِ يُخْفَعُ أَي يُصْرَعُ. والمَخْفوع: الْمَجْنُونُ. وَرَجُلٌ خَفوعٌ: خافِعٌ. وانخفَعَت كبِدُه جُوعًا: تَثَنَّتْ ورَقَّت وَاسْتَرْخَتْ مِنَ الْجُوعِ. وانْخَفَعَت رِئتُه: انْشقَّت مِنْ دَاءٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ دَاءٍ يُقَالُ لَهُ الخُفاعُ. وانْخَفَعَتِ النخلةُ وانخعَفَت وانْقَعَرَتْ وتَجَوَّخَتْ إِذا انْقَلَعَت مِنْ أَصلها. وَرَجُلٌ خَوْفَعٌ: وَهُوَ الَّذِي بِهِ اكْتِئَابٌ ووجُوم. وكلُّ مَنْ ضَعُفَ ووجَم، فَقَدِ انخفعَ وخُفِعَ، وَهُوَ الخُفاعُ. وخفَع عَلَى فِرَاشِهِ وخُفِعَ وانخفَع: غُشِيَ عَلَيْهِ أَو كَادَ يُغْشَى. والخَفْعةُ: قِطْعة أَدم تُطْرَحُ عَلَى مُؤْخرةِ الرَّحْل. والخَيْفَعُ: اسم. خلع: خَلَعَ الشيءَ يَخْلَعُه خَلْعاً واختَلَعه: كنَزَعه إِلا أَنَّ فِي الخَلْعِ مُهْلة، وسَوَّى بَعْضُهُمْ بَيْنَ الخَلْع والنَّزْعِ. وخلَعَ النعلَ والثوبَ والرِّداءَ يَخْلَعُه خَلْعاً: جَرَّده. والخِلْعةُ مِنَ الثِّيَابِ: مَا خَلَعْتَه فَطَرَحْتَه عَلَى آخَرَ أَو لَمْ تَطْرَحْه. وكلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عَنْكَ خِلْعةٌ؛ وخَلَع عَلَيْهِ خِلْعةً. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتي أَن أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقةً أَي أَخرُجَ مِنْهُ جَمِيعِهِ وأَتَصَدَّقَ بِهِ وأُعَرَّى مِنْهُ كَمَا يُعَرَّى الإِنسانُ إِذا خلعَ ثَوْبَهُ. وخلَع قائدَه خَلْعاً: أَذالَه. وخلَع الرِّبقةَ عَنْ عُنُقه: نقَض عَهْدَه. وتَخالَع القومُ: نقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بَيْنَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ لَا حُجّة لَهُ أَي مَنْ خَرَجَ مِنْ طاعةِ سُلْطانِه وعَدا عَلَيْهِ بِالشَّرِّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ إِذا أَلْقَيْتَه عَنْكَ، شبَّه الطَّاعَةَ واشتمالَها عَلَى الإِنسان بِهِ وَخَصَّ الْيَدَ لأَن المُعاهَدة والمُعاقَدةَ بِهَا. وخلَع دَابَّتَهُ يَخْلَعُها خَلْعاً وخَلَّعها: أَطْلَقها مِنْ قَيْدها، وَكَذَلِكَ خَلَع قَيْدَه؛ قَالَ: وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيْدَ فَحْلِهم، ... ونحنُ خَلَعْنا قيْدَه، فَهْوَ سارِبُ وخلَع عِذاره: أَلْقاه عن نفسه فعَدا بشَرّ، وَهُوَ عَلَى المَثل بِذَلِكَ. وَخَلَعَ امرأَته خُلْعاً، بِالضَّمِّ، وخِلاعاً فاختلَعَت وخالَعَتْه: أَزالَها عَنْ نَفْسِهِ وَطَلَّقَهَا عَلَى بَذْل مِنْهَا لَهُ، فَهِيَ خالعٌ، وَالِاسْمُ الخُلْعةُ، وَقَدْ تَخالعا، واخْتَلَعَت مِنْهُ اخْتِلاعاً فَهِيَ مخْتلِعةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِن شفَّر ... مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاعا شَفَّر مالٌ: قلَّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: خَلَع امرأَتَه وخالَعها إِذا افْتَدَت مِنْهُ بِمَالِهَا فطلَّقها وأَبانها مِنْ نَفْسِهِ، وَسُمِّيَ ذَلِكَ الفِراق خُلْعاً لأَن اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاسًا لِلرِّجَالِ، والرجالَ لِبَاسًا لهنَّ، فَقَالَ: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ؛ وَهِيَ ضجِيعهُ وضَجيعتهُ فإِذا افْتَدَتِ المرأَة بِمَالٍ تُعْطِيهِ لِزَوْجِهَا ليُبِينَها مِنْهُ فأَجابها إِلى ذَلِكَ، فَقَدْ بَانَتْ مِنْهُ وخلَع كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لباسَ صَاحِبِهِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الخُلْعُ، وَالْمَصْدَرُ الخَلْع، فَهَذَا مَعْنَى الخُلع عِنْدَ الْفُقَهَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُخْتَلِعاتُ هُنَّ المُنافِقاتُ يَعْنِي اللَّاتي يَطْلُبْنَ الخُلْع وَالطَّلَاقَ مِنْ أَزْواجِهن بِغَيْرِ عُذْر؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفَائِدَةُ الخُلْع إِبْطال الرَّجْعة إِلا بِعَقْدٍ

جَدِيدٍ، وَفِيهِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ خِلَافٌ هَلْ هُوَ فَسْخٌ أَو طَلاق، وَقَدْ يُسَمَّى الخُلع طَلَاقًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ امرأَة نَشَزَت عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اخْلَعْها أَي طَلِّقْها واتْرُكْها. والخَوْلَعُ: المُقامِرُ المَجْدُودُ الَّذِي يُقْمِرُ أَبداً. والمُخالِعُ: المُقامِرُ؛ قَالَ الْخَرَّازُ بْنُ عَمْرٍو يخاطِبُ امرأَته: إِنَّ الرَّزِيّةَ مَا أُلاكِ، إِذا ... هَرَّ المُخالِعُ أَقْدُحَ اليَسَرِ «1» فَهُوَ المُقامِرُ لأَنه يُقْمَرُ خُلْعَته. وَقَوْلُهُ هَرَّ أَي كَره. والمَخْلُوع: المَقْمُورُ مالَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ جَمَلًا: يعُزُّ عَلَى الطَّرِيق بِمَنْكِبَيْه، ... كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِداحِ يَقُولُ: يَغْلِب هَذَا الجَملُ الإِبلَ عَلَى لُزُوم الطَّرِيقِ، فشبَّه حِرْصَه عَلَى لزُوم الطَّرِيقِ وإِلحاحَه عَلَى السيْر بحِرْص هَذَا الخَلِيع عَلَى الضَّرْب بالقِداح لَعَلَّهُ يَسْتَرْجِع بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مَالِهِ. والخَلِيعُ: المَخْلُوعُ المَقْمُورُ مالَه. وخلَعَه: أَزالَه. وَرَجُلٌ خَلِيعٌ: مَخْلُوع عَنْ نَفْسِهِ، وَقِيلَ: هُوَ المَخْلوع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ خُلَعاء كَمَا قَالُوا قَبيل وقُبَلاء. وغُلام خَلِيعٌ بيِّنُ الخَلاعةِ، بِالْفَتْحِ: وَهُوَ الَّذِي قَدْ خلَعه أَهلُه، فإِن جَنَى لَمْ يُطالَبُوا بجِنايته. والخَوْلَعُ: الْغُلَامُ الكثيرُ الجِناياتِ مِثْلَ الخَليع. والخَليعُ: الرَّجُلُ يَجْني الجِناياتِ يُؤْخذ بِهَا أَولياؤُه فيتبرَّؤُون مِنْهُ وَمِنْ جِنَايَتِهِ وَيَقُولُونَ: إِنّا خلَعْنا فُلَانًا فَلَا نأْخذ أَحداً بِجِنَايَةٍ تُجْنى عَلَيْهِ، وَلَا نؤَاخَذ بِجِنَايَاتِهِ الَّتِي يَجْنيها، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الخَلِيعَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه كَانَ إِذا أُتِيَ بِالرَّجُلِ قَدْ تخلَّع فِي الشَّرَابِ المُسْكِر جَلَدَهُ ثَمَانِينَ ؛ هُوَ الَّذِي انْهَمَكَ فِي الشَّرَابِ ولازَمه لَيْلًا وَنَهَارًا كأَنه خلَع رَسَنَه وأَعطى نفْسه هَواها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء: وَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ خَلِيعٌ أَي مُسْتَهْتَرٌ بِالشُّرْبِ وَاللَّهْوِ، هُوَ مِنَ الخَلِيع الشاطِر الخَبيث الَّذِي خَلَعَتْه عَشِيرَتُهُ وتَبرَّؤُوا مِنْهُ. وَيُقَالُ: خُلِعَ مِنَ الدِّين وَالْحَيَاءِ، وقومٌ خُلَعاءُ بَيِّنُو الخَلاعةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَقَدْ كَانَتْ هُذَيْلٌ خلَعوا خَلِيعاً لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَانُوا يتعاهَدون ويتعاقَدون عَلَى النُّصْرة والإِعانة وأَن يُؤْخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِالْآخَرِ، فإِذا أَرادوا أَن يَتَبرَّؤُوا مِنْ إِنسان قَدْ حالَفوه أَظهروا ذَلِكَ لِلنَّاسِ وَسَمَّوْا ذَلِكَ الفِعْل خُلْعاً، والمُتَبَرَّأَ مِنْهُ خَليعاً أَي مَخْلوعاً فَلَا يُؤْخَذون بِجِنَايَتِهِ وَلَا يُؤْخَذُ بِجِنَايَتِهِمْ، فكأَنهم خَلَعوا الْيَمِينَ الَّتِي كَانُوا لَبِسوها مَعَهُ، وسمَّوْه خُلْعاً وخَلِيعاً مَجازاً واتِّساعاً، وَبِهِ يُسَمَّى الإِمام والأَميرُ إِذا عُزِلَ خَليعاً، لأَنه قَدْ لَبِسَ الخِلافة والإِمارة ثُمَّ خُلِعَها؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لَهُ: إِن اللهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصاً وإِنك تُلاصُ عَلَى خَلْعِه ؛ أَراد الخلافةَ وتَرْكَها والخُروجَ مِنْهَا. وخَلُع خَلاعةً فَهُوَ خَليعٌ: تَبَاعَدَ. والخَلِيعُ: الشاطِرُ وَهُوَ مِنْهُ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ للشاطِر: خَلِيعٌ لأَنه خلَع رَسَنَه. والخَلِيعُ: الصَّيادُ لِانْفِرَادِهِ. والخَليعُ: الذِّئب. والخَلِيعُ: الغُول. والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمار. والخَلِيعُ: القِدْح الفائزُ أَوّلًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَفُوزُ أَوَّلًا؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَجَمْعُهُ خِلْعة. والخُلاعُ والخَيْلَعُ والخَوْلَعُ: كالخَبَلِ وَالْجُنُونِ يُصِيب الإِنسان، وَقِيلَ: هُوَ فَزَع يَبْقى فِي الفُؤَاد يَكَادُ يَعْتَرِي مِنْهُ الوَسْواسُ، وَقِيلَ: الضعْفُ والفزَعُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

_ (1). قوله: ما أُلاك، هكذا في الأَصل.

لَا يُعْجِبَنَّكَ أَن تَرَى بمُجاشِع ... جَلَدَ الرِّجالِ، وَفِي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ. وَرَجُلٌ مَخْلوعُ الفُؤَاد إِذا كَانَ فَزِعاً. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ شَرِّ مَا أُعْطِيَ الرجلُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالعٌ أَي شَدِيدٌ كأَنه يَخْلَعُ فؤادَه مِنْ شدَّة خَوْفه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مَجَازٌ فِي الخَلْعِ وَالْمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ مِنْ نَوازِع الأَفكار وضَعْفِ الْقَلْبِ عِنْدَ الخَوْف. والخَوْلَعُ: داءٌ يأْخذ الفِصال. والمُخَلَّع: الَّذِي كأَنَّ بِهِ هَبْتةً أَو مَسًّا. وَفِي التَّهْذِيبِ: المُخَلَّع مِنَ النَّاسِ، فَخصَّص. وَرَجُلٌ مُخَلَّعٌ وخَيْلَعٌ: ضَعِيف، وَفِيهِ خُلْعةٌ أَي ضَعْفٌ. والمُخَلَّعُ مِنَ الشِّعر: مَفْعولن فِي الضَّرْبِ السَّادِسِ مِنَ البَسيط مُشتَقٌّ مِنْهُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه خُلِعَتْ أَوْتاده فِي ضَرْبه وعَرُوضه، لأَن أَصله مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فِي الْعَرُوضِ وَالضَّرْبِ، فَقَدْ حُذف مِنْهُ جُزْآن لأَنَّ أَصله ثَمَانِيَةٌ، وَفِي الجُزْأَين وتِدانِ وَقَدْ حُذِفَتْ مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ نُونُهُ فَقُطِعَ هَذَانِ الوتدانِ فَذَهَبَ مِنَ الْبَيْتِ وَتَدَانِ، فكأَنَّ البيتَ خُلِّعَ إِلا أَن اسْمَ التَّخْلِيعِ لَحِقَه بِقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعِلُنْ، لأَنهما مِنَ الْبَيْتِ كَالْيَدَيْنِ، فكأَنهما يَدَانِ خُلِعتا مِنْهُ، وَلَمَّا نُقِلَ مُسْتَفْعِلُنْ بِالْقَطْعِ إِلى مَفْعُولُنْ بَقِيَ وَزْنُهُ مِثْلُ قَوْلِهِ: مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلالٍ ... أَضْحَتْ قِفاراً، كَوَحْيِ الواحِي فَسُمِّيَ هَذَا الْوَزْنُ مُخَلَّعًا؛ وَالْبَيْتُ الَّذِي أَورده الأَزهري فِي هَذَا الْمَوْضِعِ هُوَ بَيْتُ الأَسود: مَاذَا وُقوفي عَلَى رَسْمٍ عَفا، ... مُخْلَوْلِقٍ دارِسٍ مُسْتَعْجِم وَقَالَ: المُخَلَّع مِنَ العَرُوض ضَرْبٌ مِنَ الْبَسِيطِ وأَورده. وَيُقَالُ: أَصابه فِي بَعْضِ أَعْضائه بَيْنُونة، وَهُوَ زوالُ المَفاصل مِنْ غَيْرِ بَيْنُونة. والتخلُّع: التفكُّك فِي المِشْيةِ، وتخلَّع فِي مَشْيه: هَزَّ مَنْكِبَيْه وَيَدَيْهِ وأَشار بِهِمَا. وَرَجُلٌ مُخَلَّع الأَلْيَتَيْنِ إِذا كَانَ مُنْفكَّهما. والخَلْعُ والخَلَع: زَوَالُ المَفْصِل مِنَ اليَد أَو الرِّجل مِنْ غَيْرِ بَيْنونة. وخَلَعَ أَوصالَه: أَزالها. وَثَوْبٌ خَلِيعٌ: خلَقٌ. وَالْخَالِعُ: دَاءٌ يأْخُذ فِي عُرْقوب الناقةِ. وَبَعِيرٌ خالِعٌ: لَا يَقدِر أَن يَثُورَ إِذا جلَس الرَّجُلُ عَلَى غُرابِ وَرِكه، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ لانْخِلاع عَصَبةِ عُرْقوبه. وَيُقَالُ: خُلِعَ الشَّيْخُ إِذا أَصابه الخالعُ، وَهُوَ التواءُ العُرْقوب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وجُرَّةٍ تَنْشُصُها فَتَنْتَشِصْ ... مِنْ خالِعٍ يُدْرِكُه فَتَهْتَبِصْ الجُرَّة: خَشبة يُثَقَّل بِهَا حِبالة الصَّائِدِ فإِذا نَشِب فِيهَا الصَّيْد أَثْقَلَتْه. وخَلَعَ الزرْعُ خَلاعةً: أَسْفَى. يُقَالُ: خَلَعَ الزرْعُ يَخْلَعُ خَلاعةً إِذا أَسْفَى السُّنْبُل، فَهُوَ خالِعٌ. وأَخْلَعَ: صَارَ فِيهِ الحَبّ. وبُسْرة خالِعٌ وخالِعةٌ: نَضِيجةٌ، وَقِيلَ: الْخَالِعُ بِغَيْرِ هَاءٍ البُسْرة إِذا نَضِجَتْ كلُّها. والخالِعُ مِنَ الرُّطب؛ المُنْسَبِتُ. وخلَعَ الشِّيحُ خَلْعاً: أَوْرَقَ، وَكَذَلِكَ العِضاه. وخَلَع: سقَط ورَقُه، وَقِيلَ: الخالِعُ مِنَ العِضاه الَّذِي لَا يسقُط وَرَقُهُ أَبداً. والخالِعُ مِنَ الشَّجَرِ: الهَشِيم السَّاقِطُ. وخلَع الشجرُ إِذا أَنبَت وَرَقًا طَرِيًّا. والخَلْعُ: القَدِيدُ المَشْوِيُّ، وَقِيلَ: القَديدُ يُشْوَى وَاللَّحْمُ يُطْبَخُ وَيُجْعَلُ فِي وِعاءٍ بإِهالَتِه. والخَلْعُ:

لَحْمٌ يُطْبَخُ بالتَّوابل، وَقِيلَ: يُؤخذ مِنَ العِظام ويُطبخ ويُبَزَّر ثُمَّ يُجْعَلُ فِي القَرْف، وَهُوَ وِعاءٌ مِنْ جِلْد، ويُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسفار. والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حِينَ يُهْبَد حَتَّى يَخْرُجَ سَمْنه ثُمَّ يُصَفَّى فيُنَحَّى وَيُجْعَلُ عَلَيْهِ رَضِيضُ التمْرِ المَنْزُوع النَّوَى والدَّقِيقُ، ويُساط حَتَّى يَخْتَلِط ثُمَّ يُنْزل فيُوضع فإِذا بَرَد أُعِيد عَلَيْهِ سَمنه. والخَوْلَعُ: الحَنظل المَدْقُوق والمَلْتُوت بِمَا يُطَيِّبه ثُمَّ يُؤْكل وَهُوَ المُبَسَّل. والخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بِالْخَلِّ ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفار. والخَوْلَعُ: الذِّئب. وتَخَلَّع الْقَوْمُ: تَسَلَّلوا وَذَهَبُوا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ودَعا بَنِي خلَفٍ، فباتُوا حوْلَهُ، ... يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمالِ والخالِع: الجَدْي. والخَلِيعُ والخَيْلَعُ: الغُول. والخَلِيعُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. والخُلَعاءُ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. والخَيْلَعُ مِنَ الثِّيَابِ والذِّئاب: لُغَةٌ فِي الخَيْعَل. والخَيْلَعُ: الزَّيت؛ عَنْ كُرَاعٍ. والخَيْلَعُ: القُبَّةُ مِنَ الأَدم، وَقِيلَ: الخَيْلَعُ الأَدم عَامَّةً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: نفْضاً كنفْضِ الريحِ تُلْقِي الخَيْلَعا وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ: مَا زِلْتُ أَضْرِبُه وأَدْعو مالِكاً، ... حَتَّى تَرَكْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ والخَلَعْلَعُ: مِنْ أَسماء الضِّباع؛ عَنْهُ أَيضاً. والخُلْعةُ: خِيار الْمَالِ؛ وَيُنْشِدُ بَيْتَ جَرِيرٍ: مَنْ شاءَ بايَعْتُه مَالِي وخُلْعَتَهُ، ... مَا تَكْمُل التَّيْمُ فِي ديوانِهِم سَطَرا وخُلْعة المالِ وخِلْعَتُه: خِيارُه. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَسُمِّيَ خِيارُ الْمَالِ خُلْعة وخِلْعة لأَنه يَخْلَع قَلْبَ النَّاظِرِ إِليه؛ أَنشد الزجاج: وكانت خُلْعةً [خِلْعةً] دُهْساً صَفايا، ... يَصُورُ عُنوقَها أَحْوَى زَنِيمُ يَعْنِي المِعْزى أَنها كَانَتْ خِياراً. وخُلْعةُ مَالِهِ: مُخْرَتُه. وخُلِعَ الْوَالِي أَي عُزِلَ. وخَلَع الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّه. أَبو عَمْرٍو: الخَيْعَلُ قَمِيصٌ لَا كُمَّيْ لَهُ «2». قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يُقلب فَيُقَالُ خَيْلَع. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: اختلَعوا فلاناً: أَخذوا ماله. خمع: خَمَعَت الضَّبُعُ تَخْمَعُ خَمْعاً وخُموعاً وخُماعاً: عَرِجَت، وَكَذَلِكَ كلُّ ذِي عَرَجٍ. وَبِهِ خُماعٌ أَي ظَلَعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ مُثَقّب: وجاءتْ جَيْئلٌ وأَبو بَنيها، ... أَحَمُّ الماقِيَيْنِ، بِهِ خُماع والخَوامِعُ: الضِّباعُ اسْمٌ لَهَا لَازِمٌ لأَنها تَخْمَع خُماعاً وخَمَعاناً وخُمُوعاً. وخَمَع فِي مِشْيَتِه إِذا عَرِجَ. والخُماع: العرَجُ. والخِمْعُ: الذِّئب، وَجَمْعُهُ أَخْماعٌ. والخِمْعُ: اللِّصُّ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَبَنُو خُماعة: بَطن. والخامِعةُ: الضَّبْعُ لأَنها تَخْمَع إِذا مشت. خنع: الخُنُوع: الخُضوع والذّلُّ. خَنَع لَهُ وإِليه يَخْنَعُ خُنوعاً: ضَرَع إِليه وخَضَع وطلَب إِليه وَلَيْسَ بأَهل أَن يُطْلَب إِليه. وأَخْنَعَتْه الحاجةُ

_ (2). قال الهُوريني في تعليقه على القاموس: قوله لَا كُمَّي لَهُ، قَالَ الصاغاني: وإِنما أُسقطت النُّونُ مِنْ كُمَّين لِلْإِضَافَةِ لأَن اللَّامَ كالمُقحمة لَا يُعتدّ بِهَا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ.

إِليه: أَخْضَعَتْه واضطَرَّتْه، وَالِاسْمُ الخُنْعة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَخْنَعَ الأَسماء إِلى اللَّهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، مَن تسمَّى بِاسْمِ مَلِك الأَملاك أَي أَذَلَّها وأَوْضَعَها؛ أَراد بمَن اسْمَ مَن، والخُنْعة والخَناعةُ: الِاسْمُ، وَيُرْوَى: إِن أَنْخع، وَسَيُذْكَرُ. وَيُقَالُ لِلْجَمَلِ المُنَوَّقِ: مُخَنَّعٌ ومُوَضَّعٌ. وَرَجُلٌ ذُو خُنُعاتٍ إِذا كَانَ فِيهِ فَساد. وخَنَع فُلَانٌ إِلى الأَمر السيِء إِذا مالَ إِليه. والخانعُ: الْفَاجِرُ. وخَنَع إِليها خَنْعاً وخُنوعاً: أَتاها لِلْفُجُورِ، وَقِيلَ: أَصْغَى إِليها. وَرَجُلٌ خَانِعٌ: مُريب فَاجِرٌ، وَالْجَمْعُ خَنَعة، وَكَذَلِكَ خَنُوعٌ، وَالْجَمْعُ خُنُعٌ. وَيُقَالُ: اطَّلَعْت مِنْهُ عَلَى خنْعةٍ أَي فَجْرةٍ. والخَنْعةُ: الرِّيبة؛ قَالَ الأَعشى: هُمُ الخَضارِمُ، إِن غابُوا وإِن شَهِدُوا، ... وَلَا يُرَوْن إِلى جاراتِهم خُنُعا وَوَقَعَ فِي خَنْعة أَي فِيمَا يُسْتَحيا مِنْهُ. وخنَع بِهِ يَخْنَع: غَدَر؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: غيرَ أَنّ الأَيامَ يَخْنَعْنَ بالمرء، ... وَفِيهَا العَوْصاء والمَيْسُورُ وَالِاسْمُ: الخُنْعةُ. والخانعُ: الذَّلِيلُ الْخَاضِعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وشَمَّرْت إِذ خَنَعوا. والتخنيعُ: القطْع بالفأْس؛ قَالَ ضَمْرة بْنُ ضَمْرَةَ: كأَنهمُ، عَلَى حَنْفاء، خُشْبٌ ... مُصَرَّعةٌ أُخْنِّعُها بفأْسِ وَيُقَالُ: لَقيت فُلَانًا بخَنْعةٍ فقَهَرْته أَي لقِيته بخَلاء. وَيُقَالُ: لَئِنْ لقيتُك بخَنْعة لَا تُفْلَتُ مِنِّي؛ وأَنشد: تَمنَّيت أَن أَلقَى فُلَانًا بخَنعةٍ، ... مَعِي صارِمٌ، قَدْ أَحْدَثَتْه صَياقِلُه الأَصمعي: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يدْعو يَقُولُ: يَا ربِّ أَعوذ بِكَ مِنَ الخُنوع والكُنُوع، فسأَلته عَنْهُمَا فَقَالَ الخُنوع الغَدْر. وَالْخَانِعُ: الَّذِي يَضَع رأْسه للسَّوْءة يأْتي أَمراً قَبِيحًا فَيَرْجِعُ عارُه عَلَيْهِ فيستَحْيي مِنْهُ ويُنَكِّس رأْسه. وَبَنُو خُناعةَ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُوَ خُناعةُ بْنُ سَعْد بْنِ هُذَيْل بْنِ مُدْرِكةَ بْنِ إِلياس بْنِ مُضر. وخُناعةُ: قَبِيلة مِنْ هُذِيْل. خنبع: الخُنْبُعُ والخُنْبُعةُ جَمِيعًا: القُنْبُعةُ تُخاط كالمِقْنعةِ تُغَطِّي المتْنَيْنِ إِلا أَنها أَكبر مِنَ القُنْبُعة. والخُنْبُعةُ: غِلاف نَوْر الشَّجَرَةِ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ خَبَعَ: الخُنْبُعة شِبه مِقنعة قَدْ خِيطَ مُقَدَّمها تُغَطِّي بِهَا المرأَةُ رأْسها. وَقَالَ الأَزهري: الهُنْبُع مَا صغُر مِنْهَا والخُنبع مَا اتَّسع مِنْهَا حَتَّى تَبْلُغَ الْيَدَيْنِ وتُغطِّيَهما. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لَهُ هُنْبُعٌ وَلَا خُنْبُعٌ. خنتع: قَالَ الْمُفَضَّلُ: الخُنْتُعة الثُّرْمُلةُ وَهِيَ الأُنثى مِنَ الثَّعَالِبِ. ابْنُ سِيدَهْ: وخُنْتُع موضع. خندع: الأَزهري: الخُنْدَعُ، بِالْخَاءِ: أَصغر مِنَ الجُنْدَب؛ حَكَاهُ ابن دريد. خنذع: الخُنْذُع: الْقَلِيلُ الغَيْرة عَلَى أَهله، وَهُوَ الدَّيُّوث مِثْلُ القُنْذُع؛ عَنِ ابْنِ خالويه. خنشع: الخِنْشِعُ: الضبع. خنفع: الأَزهري: الخُنْفُع الأَحمق. خوع: الخَوْع: جَبَلٌ أَبيض يَلُوح بَيْنَ الْجِبَالِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَمَا يَلُوح الخَوْعُ بينَ الأَجْبالْ

فصل الدال

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْعَجَّاجِ؛ وَقَبْلَهُ: والنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذالْ وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بِعَيْنِهِ. والخَوْع: مُنْعَرَجُ الوادِي. والخَوْعُ: بَطْنٌ فِي الأَرض غَامِضٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنّ الخَوْعَ مِنْ بُطُونِ الأَرض، وأَنه سَهْلٌ مِنْبات يُنْبِتُ الرِّمْث؛ وأَنشد: وأَزْفَلةٍ بِبَطْن الخَوْعِ شُعْثٍ، ... تَنُوء بهم مُنَعْثِلةٌ نَؤُولُ وَالْجَمْعُ أَخْواعٌ. وَالْخَائِعُ: اسْمُ جَبَلٍ يُقابله جَبَلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ نَائِعٌ؛ قَالَ أَبو وجْزة السَّعْدِيُّ يَذْكُرُهُمَا: والخائعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمائِلِهم، ... ونائعُ النَّعْفِ عَنْ أَيْمانهم يَفَعُ أَي مُرْتَفِعٌ. والخُواعُ: شَبِيهٌ بالنَّخِير أَو الشَّخير. والتَّخَوُّع: التَّنَقُّص. وخَوَّعَ مالُه: نَقَص، وخَوَّعَه هُوَ وخَوَّعَ وخَوَّفَ مِنْهُ؛ قَالَ طرَفةُ بْنُ العَبد: وجامِلٍ خَوَّعَ مِنْ نِيبِه ... زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلًا، والسَّفِيح يعني ما ينحر في المَيْسِر مِنْهَا. قَالَ يَعْقُوبُ: وَيُرْوَى مِنْ نَبْته أَي مِنْ نَسْله، وَيُرْوَى: خَوَّف، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وكُلُّ مَا نَقص، فَقَدْ خَوَّع. والخَوْعُ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيُقَالُ جَاءَ السَّيْلُ فَخَوَّع الوادِي أَي كسَرَ جَنْبَتَيْه؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: أَلَثَّتْ عَلَيْهِ دِيمةٌ بَعْدَ وَابِلٍ، ... فلِلجِزْعِ مِنْ خَوْعِ السُّيولِ قَسِيبُ «1» خهفع: حَكَى الأَزهري عَنْ أَبي تُرَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَعرابياً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُكَنَّى أَبا الخَيْهَفْعَى، وسأَلته عَنْ تَفْسِيرِ كُنْيَتِهِ فَقَالَ: يُقَالُ إِذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَى الْكَلْبَةِ جَاءَتْ بالسِّمْع، وإِذا وَقَعَ الْكَلْبُ عَلَى الذِّئبة جَاءَتْ بالخَيْهَفْعَى. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا عَلَى أَبنية أَسمائهم مَعَ اجْتِمَاعِ ثَلَاثَةِ أَحرف مِنْ حُرُوفِ الحَلْق، وَقَالَ عَنْ هَذَا الْحَرْفِ وَعَمَّا قَبْلَهُ فِي بَابِ رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ فِي كِتَابِهِ: وَهَذِهِ حُرُوفٌ لَا أَعرفها وَلَمْ أَجد لَهَا أَصلًا فِي كُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ أَخذوا عَنِ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ مَا أَودعوا كُتُبَهُمْ، وَلَمْ أَذكرْها وأَنا أَحقُّها وَلَكِنِّي ذَكَرْتُهَا اسْتِنْداراً لَهَا وتعجُّباً مِنْهَا، وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه قَالَ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَبو الخَيْهَفْعَى كُنْيَةُ رَجُلٍ أَعرابي يُقَالُ لَهُ جِنزاب بْنُ الأَقرع، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تكَنَّيْت بِهَذَا؟ فَقَالَ: الخَيْهَفْعَى دَابَّةٌ يَخْرُجُ بَيْنَ النَّمر وَالضَّبُعِ، يكون باليمن، أَغْضَفُ الأُذنين غائرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِف الحاجِبَين أَعْصَلُ الأَنْياب ضَخْمُ البَراثِن يَفْتَرِس الأَباعِرَ؛ وأَهمله الجوهري. فصل الدال دثع: الدَّثْعُ: الوَطْء الشَّدِيدُ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ. قَالَ: والدَّعْثُ والدَّثْعُ واحد. درع: الدِّرْعُ: لَبُوسُ الْحَدِيدِ، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: دِرْعٌ سابغةٌ وَدِرْعٌ سَابِغٌ؛ قال أَبو الأَخرز: مُقَلَّصاً بالدِّرْعِ ذِي التَّغَضُّنِ، ... يَمْشِي العِرَضْنَى فِي الحَدِيد المُتْقَنِ وَالْجَمْعُ فِي الْقَلِيلِ أَدْرُعٌ وأَدْراعٌ، وَفِي الْكَثِيرِ دُروعٌ؛ قال الأَعشى:

_ (1). قوله [ألثت إلخ] في معجم ياقوت: ألثت عليه كل سحاء وابل

واخْتارَ أَدْراعَه أَن لَا يُسَبَّ بِهَا، ... وَلَمْ يَكُن عَهْدُه فِيهَا بِخَتَّارِ وَتَصْغِيرُ دِرْعٍ دُرَيْعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ بِالْهَاءِ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ دِرْعُ الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: أَدْراعَه وأَعْتُدَه حَبْساً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ الأَدراعُ: جَمْعُ دِرْع وَهِيَ الزَّرَدِيَّةُ. وادَّرَع بالدِّرْع وتَدَرَّع بِهَا وادَّرَعَها وتَدَرَّعها: لَبِسَها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِن تَلْقَ عَمْراً فَقَدْ لاقَيْتَ مُدَّرِعاً، ... وَلَيْسَ مِنْ هَمِّه إِبْل وَلَا شَاءُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا الْبَيْتُ مِنَ الِادِّرَاعِ، وَهُوَ التَّقَدُّمُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي أَواخر التَّرْجَمَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: فَغَلَّ نَمِرةً فَدُرِّعَ مثلَها مِنْ نَارٍ أَي أُلْبِسَ عِوَضَها دِرْعاً مِنْ نَارٍ. وَرَجُلٌ دارعٌ: ذُو دِرْعٍ عَلَى النسَب، كَمَا قَالُوا لابنٌ وتامِرٌ، فأَمَّا قَوْلُهُمْ مُدَّرَعٌ فَعَلَى وَضْعِ لَفْظِ الْمَفْعُولِ مَوْضِعَ لَفْظِ الْفَاعِلِ. والدِّرْعِيَّةُ: النِّصال الَّتِي تَنْفُذُ فِي الدُّروع. ودِرْعُ المرأَةِ: قميصُها، وَهُوَ أَيضاً الثَّوْبُ الصَّغِيرُ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ فِي بَيْتِهَا، وَكِلَاهُمَا مُذَكَّرٌ، وَقَدْ يُؤَنَّثَانِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دِرْعُ المرأَة مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ أَدْراع. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدِّرْع ثَوْبٌ تَجُوب المرأَةُ وسطَه وَتَجْعَلُ لَهُ يَدَيْنِ وتَخِيط فرجَيْه. ودُرِّعت الصبيةُ إِذا أُلبِست الدِّرْع، وادَّرَعَتْه لبِسَتْه. ودَرَّعَ المرأَةَ بالدِّرْع: أَلبسها إِياه. والدُّرّاعةُ والمِدْرعُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ الَّتِي تُلْبَس، وَقِيلَ: جُبَّة مَشْقُوقَةٌ المُقَدَّم. والمِدْرعةُ: ضَرْبٌ آخَرُ وَلَا تَكُونُ إِلَّا مِنَ الصُّوفِ خَاصَّةً، فَرَّقُوا بَيْنَ أَسماء الدُّرُوع والدُّرّاعة والمِدْرعة لِاخْتِلَافِهَا فِي الصَّنْعة إِرادة الإِيجاز فِي المَنطِق. وتَدَرَّعَ مِدْرعَته وادَّرَعها وتَمَدْرَعها، تحمَّلُوا مَا فِي تَبْقية الزَّائِدِ مَعَ الأَصل فِي حَالِ الِاشْتِقَاقِ تَوْفية لِلْمَعْنَى وحِراسة لَهُ ودَلالة عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أَنهم إِذا قَالُوا تَمَدْرَعَ، وإِن كَانَتْ أَقوى اللُّغَتَيْنِ، فَقَدْ عَرَّضُوا أَنفسهم لِئَلَّا يُعرف غَرضهم أَمن الدِّرْع هُوَ أَم مِنَ المِدْرعة؟ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُرمة الزَّائِدِ فِي الْكَلِمَةِ عِنْدَهُمْ حَتَّى أَقرّوه إِقرار الأُصول، وَمِثْلُهُ تَمَسْكَن وتَمَسْلَم، وَفِي الْمَثَلِ: شَمِّر ذَيْلًا وادَّرِعْ لَيْلًا أَي اسْتَعمِل الحَزْم وَاتَّخِذِ اللَّيْلَ جَمَلًا. والمِدْرَعةُ: صُفّةُ الرحْل إِذا بَدَتْ مِنْهَا رُؤوس الْوَاسِطَةِ الأَخِيرة. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لصُفّة الرَّحْلِ إِذا بَدَا مِنْهَا رأْسا الوَسط والآخِرة مِدْرعةٌ. وَشَاةٌ دَرْعاء: سَوداء الْجَسَدِ بَيْضاء الرأْس، وَقِيلَ: هِيَ السَّوْدَاءُ الْعُنُقِ والرأْسِ وسائرُها أَبيض. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي شِياتِ الْغَنَمِ مِنَ الضأْن: إِذا اسودَّت الْعُنُقُ مِنَ النَّعْجَةِ فَهِيَ دَرْعاء. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدَّرَعُ فِي الشَّاةِ بياضٌ فِي صَدْرِهَا وَنَحْرِهَا وَسَوَادٌ فِي الْفَخْذِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: شَاةٌ دَرْعاء مُختلفة اللَّوْنِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّرْعَاءُ السَّوْدَاءُ غَيْرَ أَن عُنُقَهَا أَبيض، وَالْحَمْرَاءُ وعنُقُها أَبيض فَتِلْكَ الدَّرْعاء، وإِن ابْيَضَّ رأْسها مَعَ عُنُقِهَا فَهِيَ دَرعاء أَيضاً. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ سُمِّيَتْ دَرْعَاءَ إِذا اسْوَدَّ مُقَدَّمُهَا تَشْبِيهًا بِاللَّيَالِي الدُّرْع، وَهِيَ لَيْلَةُ ستَّ عَشْرة وسبعَ عَشْرَةَ وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ، اسْوَدَّتْ أَوائلها وابيضَّ سَائِرُهَا فسُمّين دُرْعاً لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهَا قَوْلُ الأَصمعي وأَبي زَيْدٍ وَابْنِ شُمَيْلٍ. وَفِي حَدِيثِ المِعْراج: فإِذا نَحْنُ بِقَوْمٍ دُرْع: أَنْصافُهم بِيضٌ وأَنصافهم سُودٌ ؛ الأَدْرَعُ مِنَ الشَّاءِ الَّذِي صَدْرُهُ أَسوَد وَسَائِرُهُ أَبيض. وَفَرَسٌ أَدْرَع: أَبيض الرأْس وَالْعُنُقِ

وَسَائِرُهُ أَسود، وَقِيلَ بِعَكْسِ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الدُّرْعة. وَاللَّيَالِي الدُّرَعُ والدُّرْع: الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ وَالرَّابِعَةَ عَشْرَةَ وَالْخَامِسَةَ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ لأَنّ بَعْضَهَا أَسود وَبَعْضَهَا أَبيض، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَطْلُعُ الْقَمَرُ فِيهَا عِنْدَ وَجْهِ الصُّبْحِ وَسَائِرُهَا أَسود مُظْلِمٌ، وَقِيلَ: هِيَ لَيْلَةُ سِتَّ عَشْرَةَ وَسَبْعَ عَشْرَةَ وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ لِسَوَادِ أَوائلها وَبَيَاضِ سَائِرِهَا، وَاحِدَتُهَا دَرْعاء ودَرِعةٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن قِيَاسَهُ دُرْعٌ بِالتَّسْكِينِ لأَن وَاحِدَتَهَا دَرْعاء، قَالَ الأَصمعي: فِي لَيَالِي الشَّهْرِ بَعْدَ اللَّيَالِي الْبِيضِ ثَلَاثٌ دُرَعٌ مِثْلُ صُرَدٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ غَيْرَ أَنه قَالَ: الْقِيَاسُ دُرْعٌ جَمْعُ دَرْعاء. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: ثَلَاثٌ دُرَعٌ وَثَلَاثٌ ظُلَمٌ، جَمْعُ دُرْعة وظُلْمة لَا جَمْعُ دَرْعاء وظَلْماء؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا صَحِيحٌ وَهُوَ الْقِيَاسُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما جُمِعَتْ دَرْعاء عَلَى دُرَع إِتباعاً لظُلَم فِي قَوْلِهِمْ ثَلَاثٌ ظُلَم وَثَلَاثٌ دُرَع، وَلَمْ نَسْمَعْ أَن فَعْلاء جمعُه عَلَى فُعَل إِلَّا دَرْعاء. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: اللَّيَالِي الدُّرَع هِيَ السُّودُ الصُّدورِ البيضُ الأَعجازِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ، والبيضُ الصُّدُورِ السودُ الأَعجاز مِنْ أَوَّل الشَّهْرِ، فإِذا جاوَزَت النِّصْفَ مِنَ الشَّهْرِ فَقَدْ أَدْرَعَ، وإِدْراعه سَوَادُ أَوّله؛ وَكَذَلِكَ غَنَمٌ دُرْعٌ لِلْبِيضِ المآخِير السُّودِ المَقاديمِ، أَو السودِ المآخيرِ البيضِ المَقاديمِ، وَالْوَاحِدُ مِنَ الْغَنَمِ وَاللَّيَالِي دَرْعاء، وَالذَّكَرُ أَدْرَعُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلُغَةٌ أُخرى ليالٍ دُرَعٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، الْوَاحِدَةُ دُرْعة. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَلَمْ أَسمع ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَبي عُبَيْدَةَ. وَلَيْلٌ أَدْرَع: تَفَجَّر فِيهِ الصُّبْحُ فابْيَضَّ بعضُه. ودُرِعَ الزَّرْعُ إِذا أُكل بعضُه. ونَبْت مُدَرَّع: أُكل بَعْضُهُ فابْيَضَّ مَوْضِعُهُ مِنَ الشَّاةِ الدَّرْعاء. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: عُشْبٌ دَرِعٌ وتَرِعٌ وثَمِعٌ ودَمِظٌ ووَلِجٌ إِذا كَانَ غَضّاً. وأَدْرَع الماءُ ودُرِع: أُكل كُلُّ شَيْءٍ قَرُب مِنْهُ، وَالِاسْمُ الدُّرْعة. وأَدْرَعَ القومُ إِدْراعاً، وَهُمْ فِي دُرْعة إِذا حَسَر كَلَؤُهم عَنْ حَوْل مِياهِهم وَنَحْوِ ذَلِكَ. وأَدْرَعَ القومُ: دُرِعَ مَاؤُهُمْ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَاءٌ مُدْرِع، بِالْكَسْرِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحقُّه، أُكل مَا حَوْله مِنَ المَرْعَى فَتَبَاعَدَ قَلِيلًا، وَهُوَ دُونَ المُطْلِب، وَكَذَلِكَ روْضة مُدْرِعة أُكل مَا حَوْلَهَا، بِالْكَسْرِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَيُقَالُ للهَجين: إِنه لَمُعَلْهَجٌ وإِنه لأَدْرَعُ. وَيُقَالُ: دَرَع فِي عنُقه حَبْلًا ثُمَّ اخْتَنَق، وَرُوِيَ: ذَرَع بِالذَّالِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو زَيْدٍ: دَرَّعْته تَدْريعاً إِذا جَعَلْتَ عُنقه بَيْنَ ذِرَاعِكَ وعَضُدك وخنَقْته. وانْدَرأَ يَفْعل كَذَا وانْدَرَع أَي انْدَفَعَ؛ وأَنشد: وانْدَرَعَتْ كلَّ عَلاةٍ عَنْسِ، ... تَدَرُّعَ الليلِ إِذا مَا يُمْسِي وادَّرَعَ فُلَانٌ الليلَ إِذا دَخَلَ فِي ظُلْمته يَسْرِي، والأَصلُ فِيهِ تَدَرَّعَ كأَنه لَبِسَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ فَاسْتَتَرَ بِهِ. والانْدِراعُ والادِّراعُ: التقدُّم فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: أَمامَ الرَّكْبِ تَنْدَرِعُ انْدِراعا وَفِي الْمَثَلِ انْدَرَعَ انْدِراعَ المُخَّة وانْقَصَفَ انْقِصافَ البَرْوَقةِ. وَبَنُو الدَّرْعاء: حَيٌّ مِنْ عَدْوانَ. ورأَيت حَاشِيَةٍ فِي بَعْضِ نُسَخِ حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ الْمَوْثُوقِ بِهَا مَا صُورَتُهُ: الَّذِي فِي النُّسْخَةِ الصَّحِيحَةِ مِنْ أَشعار الْهُذَلِيِّينَ الذُّرَعاء عَلَى وَزْنِ فُعَلاء، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ التَّوْلَمِيَّةِ فِي الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ فِي أَوَّله، قَالَ:

وأَظن ابْنَ سِيدَهْ تَبِعَ فِي ذَلِكَ ابْنَ دُرَيْدٍ فإِنه ذَكَرَهُ فِي الْجَمْهَرَةِ فَقَالَ: وَبَنُو الدَّرْعاء بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، ذَكَرَهُ فِي دِرْعِ ابْنِ عَمْرٍو، وَهُمْ حُلَفاء فِي بَنِي سَهْمِ «2» ... بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنَ تَمِيمِ بْنُ سَعْدِ بْنِ هُذَيل. والأَدْرَع: اسْمُ رَجُلٍ. ودِرْعةُ: اسْمُ عَنْزٍ؛ قَالَ عُرْوةُ بْنُ الوَرْد: أَلَمَّا أَغْزَرَتْ فِي العُسِّ بُزْلٌ، ... ودِرْعةُ بِنْتُها، نَسيا فَعالي درثع: بَعِيرٌ دَرْعَثٌ ودَرْثَعٌ: مُسِنٌّ. درقع: دَرْقَعَ دَرْقَعةً وادْرَنْقَع: فرَّ وأَسْرع، وَقِيلَ: فرَّ مِنَ الشدَّة تَنْزِل بِهِ، فَهُوَ مُدَرْقِعٌ ومُدْرَنْقِعٌ. وَرَجُلٌ دُرْقُوع: جَبان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: دَرْقَعَ لمَّا أَنْ رَآنِي دَرْقَعهْ، ... لَوْ أَنه يَلْحَقُه لَكَرْبَعَهْ الأَزهري: الدَّرْقَعةُ فِرار الرَّجُلِ مِنَ الشَّدِيدَةِ. أَبو عمرو: الدُّرْقُع الراوِيةُ. الأَزهري: الجُوعُ الدَّيْقوع والدُّرْقُوع الشديد. دسع: دَسَع البعيرُ بِجِرَّته يَدْسَعُ دَسْعاً ودُسُوعاً أَي دَفَعها حَتَّى أَخرجها مِنْ جَوْفِهِ إِلى فِيهِ وأَفاضها، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. والدَّسْعُ: خُروج القَريض بمرَّة، والقَريضُ جِرَّة الْبَعِيرِ إِذا دَسَعَه وأَخرجه إِلى فِيهِ. والمَدْسَعُ: مَضِيقُ مَوْلِج المَريء فِي عَظْمِ ثُغْرة النَّحْرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ مَجْرَى الطَّعَامِ فِي الْحَلْقِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْعَظْمُ الدَّسِيعَ. والدسيعُ مِنَ الإِنسان: الْعَظْمُ الَّذِي فِيهِ التَّرْقُوَتانِ، وَهُوَ مُرَكَّبُ العُنُق فِي الْكَاهِلِ، وَقِيلَ: الدَّسِيعُ الصَّدْرُ وَالْكَاهِلُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: شَديدُ الدَّسيعِ دُقاقُ اللَّبان، ... يُناقِلُ بعدَ نِقالٍ نِقالا وَقَالَ سَلامة بْنُ جَندل يَصِفُ فَرَسًا: يَرْقى الدسيعُ إِلى هادٍ لَهُ تَلَعٌ، ... فِي جُؤْجُؤٍ كَمَداكِ الطِّيبِ مَخْضوبِ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّسيعُ حَيْثُ يَدْفع الْبَعِيرُ بِجِرَّتِه دفَعها بِمَرَّةٍ إِلى فِيهِ وَهُوَ مَوْضِعُ المَريء مِنْ حَلْقه، وَالْمَرِيءُ: مَدْخَل الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. ودَسيعا الفرسِ: صَفْحتا عنقه. من أَصلهما، وَمِنَ الشَّاةِ مَوْضِعُ التَّرِيبةِ، وَقِيلَ: الدَّسيعة مِنَ الْفَرَسِ أَصل عُنقه والدسيعةُ: مائدةُ الرَّجُلِ إِذا كَانَتْ كَرِيمَةً، وَقِيلَ: هِيَ الجَفْنة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بدَسِيع الْبَعِيرِ لأَنه لَا يَخْلُو كُلَّمَا اجْتَذَب مِنْهُ جِرّة عَادَتْ فِيهِ أُخرى، وَقِيلَ: هِيَ كَرَمُ فِعْله، وَقِيلَ: هِيَ الخِلْقة، وَقِيلَ: الطَّبيعة والخلُقُ. ودَسَع الجُحْرَ دَسْعاً: أَخذ دِساماً مِنْ خِرْقة وسَدَّه بِهِ. ودَسَع فُلَانٌ بِقَيْئه إِذا رَمَى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ، وَذَكَرَ مَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ فَقَالَ: دَسْعةٌ تَمْلأَ الْفَمَ ؛ يُرِيدُ الدَّفْعة الْوَاحِدَةَ مِنَ القيءِ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هِيَ مِنْ دسَع البعيرُ بجِرَّته دَسْعاً إِذا نَزَعَهَا مِنْ كَرِشه وأَلقاها إِلى فِيهِ. ودَسَع الرجلُ يَدْسَع دَسْعاً: قَاءَ؛ ودَسَع يَدْسَعُ دَسْعاً: امْتَلأَ؛ قَالَ: ومُناخ غَيْرُ تائيَّةٍ عَرَّسْتُه، ... قَمِن مِنَ الحِدْثانِ، نَابِي المَضْجَعِ «3»

_ (2). كذا بياض بالأصل. (3). قوله [ومناخ إلخ] تقدم البيتان في مادة بضع عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ.

عَرَّسْته، ووِسادُ رأْسي ساعِدٌ، ... خَاظِي البَضيعِ، عُروقُه لَمْ تَدْسَعِ والدَّسْع: الدَّفْع كالدَّسْر. يُقَالُ: دَسَعَه يَدْسَعُه دَسْعاً ودَسِيعةً. والدَّسِيعة: العَطِيَّةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ ضَخْمُ الدَّسِيعة، وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيَسَ: ضَخْم الدَّسِيعةِ ؛ الدَّسِيعةُ هَاهُنَا: مُجْتَمَعُ الكَتِفين، وَقِيلَ: هِيَ العُنُق؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الجَواد، وَقِيلَ: أَي كَثِيرُ العَطِية، سُمِّيَتْ دَسِيعة لِدَفْعِ المُعْطي إِياها بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَدْفَعُ الْبَعِيرُ جِرّته دَفْعة وَاحِدَةً. والدَّسائعُ: الرَّغَائِبُ الْوَاسِعَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَن اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلم أَحْمِلْك عَلَى الْخَيْلِ، أَلم أَجعَلْك تَرْبَعُ وتَدْسَعُ؟ تَرْبعُ: تأْخذ رُبُعَ الْغَنِيمَةِ وَذَلِكَ فِعْل الرَّئِيسِ، وتَدْسَعُ: تُعْطِي فَتُجْزِل، وَمِنْهُ ضَخْم الدَّسيعةِ؛ وَقَالَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: وكِنْدةُ مَعْدِنٌ لِلمُلْك قِدْماً، ... يَزينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ ودَسع البحرُ بالعَنْبَر ودَسَر إِذا جَمَعَهُ كالزَّبَد ثُمَّ يَقْذِفه إِلى نَاحِيَةٍ فَيُؤْخَذُ، وَهُوَ مِنْ أَجْود الطِّيب. وَفِي حَدِيثِ كِتَابِهِ بَيْنَ قُريش والأَنصار: وإِن الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ أَيديهم عَلَى مَن بَغى عَلَيْهِمْ أَو ابْتَغى دَسِيعةَ ظُلْم أَي طلَب دَفْعاً عَلَى سَبِيلِ الظُّلْمِ فأَضافه إِليه، وَهِيَ إِضافة بِمَعْنَى مِنْ؛ وَيَجُوزُ أَن يُرَادَ بالدَّسِيعة العَطِيَّة أَي ابْتَغَى مِنْهُمْ أَن يَدْفعوا إِليه عَطِيَّةً عَلَى وَجْهِ ظُلمهم أَي كَوْنِهِمْ مَظْلومين، وأَضافها إِلى ظُلمه «1» لأَنه سَبَبُ دَفْعِهِمْ لَهَا. وَفِي حَدِيثُ ظَبْيان وَذِكْرُ حِمْيَر. فَقَالَ: بَنوا المَصانِعَ واتَّخَذُوا الدَّسائع ؛ يُرِيدُ الْعَطَايَا. وَقِيلَ: الدَّسائعُ الدَّساكرُ، وَقِيلَ: الجِفان وَالْمَوَائِدُ، وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ قَالَ: مرَّ بِيَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا أَسلخُ شَاةً فدَسَعَ يَده بَيْنَ الجِلْد واللحمِ دَسْعَتَين أَي دَفَعها. دعع: دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا: دَفَعَه فِي جَفْوة، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: دَعَّه دَفَعَه دَفْعاً عنِيفاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ؛ أَي يَعْنُفُ بِهِ عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهاراً، وَفِيهِ: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ؛ وَبِذَلِكَ فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ فَقَالَ: يُدْفَعُون دَفْعاً عَنِيفاً. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ دُعَّها إِلى النَّارِ دَعًّا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: دَفْراً فِي أَقْفِيَتِهم. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَنهم كَانُوا لَا يُدَعُّون عَنْهُ وَلَا يُكْرَهُون ؛ الدَّعُّ: الطَّرْدُ والدَّفْعُ. والدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وَهِيَ ذَاتُ قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ، وجَناتُها حَبَّة سَوْدَاءُ، وَالْجَمْعُ دُعاع. والدَّعادِعُ: نَبْتٌ يَكُونُ فِيهِ مَاءٌ فِي الصَّيْفِ تأْكله الْبَقَرُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ جَمَلٍ: رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ، ... ومِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما «2» قَالَ: وَيَجُوزُ مِنْ بَطْنِ سَقْمان الدَّعادعَ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَجَدْتُهَا في غير نسخة من التَّهْذِيبِ الدَّعَادِعُ، عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ بِدَالَيْنِ، ورأَيتها فِي غَيْرِ نُسْخَةٍ مِنْ أَمَالِي ابْنِ بَرِّيٍّ عَلَى الصِّحَاحِ الدُّعاع، بِدَالٍ وَاحِدَةٍ؛ وَنُسِبَ هَذَا الْبَيْتُ إِلى حُميد بْنِ ثَوْرٍ وأَنشده: وَمِنْ بَطْنِ سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما وَقَالَ: وَاحِدَتُهُ دُعاعةٌ، وَهُوَ نَبْت معروف. قال

_ (1). قوله [إِلى ظلمه] كذا في الأصل تبعاً للنهاية بهاء الضمير. (2). قوله [سقمان] فعلان من السقم بفتح أَوله وسكون ثانيه كما في معجم ياقوت. وقوله [أشمس] كذا ضبط في الأصل ومعجم ياقوت، وقال في شرح القاموس: أشمس موضع وسديم فحل.

الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٌ لِلطِّرِمَّاحِ: لَمْ تُعالِجْ دَمْحَقاً بَائِتًا، ... شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ قَالَ: الطَّخْفُ اللَّبَنُ الحامِضُ. واللَّدْمُ: اللَّعْقُ. والدَّعاعُ: عِيالُ الرجلِ الصِّغَارُ. وَيُقَالُ: أَدَعَّ الرَّجُلُ إِذا كَثُرَ دَعاعُه؛ قَالَ: وقرأْت أَيضاً بِخَطِّهِ فِي قَصِيدَةٍ أُخرى: أُجُدٌ كالأَتانِ لَمْ تَرْتَعِ الفَثَّ، ... وَلَمْ يَنْتَقِلْ عَلَيْهَا الدُّعاعُ قَالَ: الدُّعاعُ فِي هَذَا الْبَيْتِ حَبُّ شَجَرَةٍ بريَّة، وَكَذَلِكَ الفَثُّ. والأَتانُ: صَخْرَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدُّعاعةُ حَبَّةٌ سَوْدَاءُ يأْكلها فُقَرَاءُ الْبَادِيَةِ إِذا أَجدبوا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدُّعاعُ بَقْلَةٌ يَخْرُجُ فِيهَا حَبٌّ تَسَطَّحُ عَلَى الأَرض تَسَطُّحاً لَا تَذْهَبُ صُعُداً، فإِذا يَبست جَمَعَ النَّاسُ يَابِسَهَا ثُمَّ دَقُّوه ثُمَّ ذَرُّوه ثُمَّ اسْتَخْرَجُوا منه حبّاً أَسود يملؤون مِنْهُ الغَرائر. والدُّعاعةُ: نَمْلَةٌ سَوْدَاءُ ذَاتُ جَنَاحَيْنِ شُبِّهَتْ بِتِلْكَ الْحَبَّةِ، وَالْجَمْعُ الدُّعاع. وَرَجُلٌ دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: يَجْمَعُ الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُمَا حَبَّتَانِ بَرِّيَّتَانِ إِذا جَاعَ الْبَدَوِيُّ فِي القَحط دقَّهما وَعَجَنَهُمَا وَاخْتَبَزَهُمَا وأَكلهما. وَفِي حَدِيثِ قُس: ذَاتُ دَعادِعَ وزَعازِعَ ؛ الدَّعادِعُ: جَمْعُ دَعْدَعٍ وَهِيَ الأَرض الجَرْداء الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا؛ وَرُوِيَ عَنِ المُؤرّج بَيْتُ طَرَفَةَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ: وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ ... فِي دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ وَفَسَّرَ الدُّعاع مَا بَيْنَ النَّخْلَتَيْنِ، وَكَذَا وُجِدَ بِخَطِّ شِمْرٍ بِالدَّالِ، رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: والدُّعاعُ مُتَفَرِّقُ النَّخْلِ، والدُّعاع النَّخْلُ الْمُتَفَرِّقُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَا بَيْنَ النَّخْلَةِ إِلى النَّخْلَةِ دُعاعٌ. قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ ذُعاع النَّخْلِ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، أَي فِي مُتفرقه مِنْ ذَعْذَعْت الشَّيْءَ إِذا فَرَّقْتَهُ. ودَعْدَع الشيءَ: حَرَّكَهُ حَتَّى اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْيال والجُوالِق ليَسَعَ الشَّيْءَ وَهُوَ الدَّعْدعةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ أَي المَمْلوءة. ودَعْدَعَها: ملأَها مِنَ الثَّرِيدِ وَاللَّحْمِ. ودَعْدَعْتُ الشيءَ: ملأَته. ودَعْدَع السيلُ الْوَادِيَ: مَلأَه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ ماءيْن الْتَقَيَا مِنَ السَّيْل: فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء، كَمَا ... دَعْدَع سَاقِي الأَعاجِمِ الغَرَبا الرَّكاء: وادٍ مَعْرُوفٌ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْجَمْهَرَةِ الموثوق بِهَا: سُرَّة الرِّكاء، بِالْكَسْرِ. ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء: ملأَتْه، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. ودَعْ دَعْ: كَلِمَةٌ يُدْعى بِهَا للعاثِرِ فِي مَعْنَى قُم وانْتَعِشْ واسْلَمْ كَمَا يُقَالُ لَهُ لَعاً؛ قَالَ: لَحَى اللهُ قَوْماً لَمْ يَقُولوا لعاثِرٍ، ... وَلَا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ: دَعْدَعا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراه جَعَلَ لَعاً ودَعْدَعا دُعاء لَهُ بِالِانْتِعَاشِ، وَجَعَلَهُ فِي الْبَيْتِ اسْمًا كَالْكَلِمَةِ وأَعربه. ودَعْدَعَ بِالْعَاثِرِ: قَالَهَا لَهُ، وَهِيَ الدَّعْدَعةُ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَاهُ دَعِ العِثارَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا ... لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ: لَعا

قَالَ ابْنِ الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِذا وَقَعَ منَّا وَاقِعٌ نَعَشْناه وَلَمْ نَدَعْه أَن يَهْلِك، وَقَالَ غَيْرُهُ: دَعْدَعا مَعْنَاهُ أَن نَقُولَ لَهُ رَفعك اللهُ وَهُوَ مِثْلُ لَعاً. أَبو زَيْدٍ: إِذا دُعِي للعاثِر قِيلَ: لَعاً لَهُ عالِياً، وَمِثْلُهُ: دَعْ دَعْ؛ وَقَالَ: دَعْدَعْت بِالصَّبِيِّ دَعْدَعةً إِذا عثرَ فَقُلْتُ لَهُ: دَعْ دَعْ أَي ارْتَفِعْ. ودَعْدَعَ بِالْمَعَزِ دَعْدَعة: زَجَرَهَا، ودَعْدَع بِهَا دَعْدَعة: دَعاها، وَقِيلَ: الدعْدعةُ بِالْغَنَمِ الصِّغَارِ خَاصَّةً، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهَا: داعْ داعْ، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ ونوَّنت، والدَّعْدعة: قِصَرُ الخَطْو فِي الْمَشْيِ مَعَ عَجَل. والدَّعْدَعةُ: عَدْو فِي الْتِوَاءٍ وبُطْء؛ وأَنشد: أَسْعَى عَلَى كلِّ قَوْمٍ كَانَ سَعْيُهُمُ، ... وَسْطَ العَشيرةِ، سَعْياً غيرَ دَعْداعِ أَي غَيْرَ بَطِيء. ودَعْدَعَ الرجلُ دعْدعة ودَعْداعاً: عَدَا عدْواً فِيهِ بُطْء وَالْتِوَاءٌ، وسَعْيٌ دَعْداع مِثْلُهُ. والدَّعْداعُ والدَّحْداحُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّاعِي دُعْ دُعْ، بِالضَّمِّ، إِذا أَمرته بالنَّعِيق بِغَنَمِهِ، يُقَالُ: دَعْدَعَ بِهَا. وَيُقَالُ: دَعْ دَعْ، بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: دَعْ دَعْ بأَعْنُقِك النَّوائِم، إِنَّني ... فِي باذِخٍ، يَا ابنَ المَراغةِ، عالِي ابْنُ الأَعرابي: قَالَ فَقَالَ أَعرابي كَمْ تَدُعُّ ليلتُهم هَذِهِ مِنَ الشَّهْرِ؟ أَي كَمْ تُبْقِي سِواها؛ قَالَ وأَنشدنا: ولَسْنا لأَضْيافِنا بالدُّعُعْ دعبع: دَعْبَع: حِكَايَةُ لَفْظِ الرَّضِيعِ إِذا طَلَبَ شَيْئًا كأَن الْحَاكِيَ حَكَى لَفْظَهُ، مَرَّةً بِدَعْ وَمَرَّةً بِبَعْ، فَجَمَعَهُمَا فِي حِكَايَتِهِ فَقَالَ: دَعْبع؛ قَالَ: وأَنشدني زَيْدُ بْنُ كُثْوةَ العَنْبَري: ولَيْلٍ كأَثناء الرُّوَيزِيّ جُبْته، ... إِذا سَقَطتْ أَرواقُه دُونَ زَرْبَعِ قَالَ: زَرْبَع اسْمُ ابْنِهِ؛ ثُمَّ قَالَ: لأَدْنُوَ مِنْ نَفْسٍ هُناكَ حَبِيبةٍ ... إِليَّ، إِذا مَا قَالَ لِي: أَيْنَ دَعْبَعِ كَسَرَ الْعَيْنَ لأَنها حكاية. دفع: الدَّفْع: الإِزالة بِقُوَّةٍ. دَفَعَه يَدْفَعُه دَفْعاً ودَفاعاً ودافَعَه ودَفَّعَه فانْدَفَع وتَدَفَّع وتَدافَع، وتدافَعُوا الشيءَ: دَفَعَه كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ، وتدافَع القومُ أَي دفَع بعضُهم بَعْضًا. وَرَجُلٌ دَفّاع ومِدْفَع: شَدِيدُ الدَّفْع. ورُكْن مِدْفَعٌ: قَوِيٌّ. ودفَع فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ شَيْئًا ودَفع عَنْهُ الشَّرَّ عَلَى الْمَثَلِ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: ادْفَعِ الشَّرَّ وَلَوْ إِصْبعاً؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. ودافَع عَنْهُ بِمَعْنَى دفَع، تَقُولُ مِنْهُ: دفَع اللَّهُ عَنْكَ المَكْروه دَفْعاً، وَدَافَعَ اللهُ عَنْكَ السُّوء دِفاعاً. واستَدْفَعْت اللهَ تَعَالَى الأَسواء أَي طَلَبْتُ مِنْهُ أَن يَدْفَعَها عَنِّي. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: أَنه دافَع بالناس يوم مُوتةَ أَي دفعَهم عَنْ مَوْقِف الهَلاك، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ مَنْ رُفع الشَّيْءُ إِذا أُزيل عَنْ مَوْضِعِهِ. والدَّفْعةُ: انْتِهَاءُ جَمَاعَةِ الْقَوْمِ إِلى مَوْضِعٍ بمرَّة؛ قَالَ: فنُدْعَى جَميعاً مَعَ الرَّاشِدين، ... فنَدْخُلُ فِي أَوّلِ الدَّفْعةِ والدُّفْعةُ: مَا دُفع مِنْ سِقاء أَو إِناء فانْصَبَّ بمرَّة؛ قَالَ: كقَطِرانِ الشامِ سالَتْ دُفَعُه

وَقَالَ الأَعشى: وسافَتْ مِنْ دَمٍ دُفَعا «1» وَكَذَلِكَ دُفَعُ الْمَطَرِ وَنَحْوِهِ. والدُّفْعةُ مِنَ الْمَطَرِ: مِثْلُ الدُّفْقة، والدَّفعة، بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وتدَفَّع السَّيْلُ وانْدفَع: دفَع بعضُه بَعْضًا. والدُّفّاع، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: طَحْمة السيلِ الْعَظِيمِ والمَوْج؛ قَالَ جَوادٌ يَفِيضُ عَلَى المُعْتَفِين، ... كَمَا فاضَ يَمٌّ بدُفّاعِه والدُّفّاع: كَثْرَةُ الْمَاءِ وشدَّته. والدُّفّاع أَيضاً: الشَّيْءُ الْعَظِيمُ يُدْفَع بِهِ عَظِيمٌ مِثْلُهُ، عَلَى الْمَثَلِ. أَبو عَمْرٍو: الدُّفّاع الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ السَّيْلِ وَمِنْ جَرْي الْفَرَسِ إِذا تَدَافَعَ جَرْيُه، وَفَرَسٌ دَفَّاعٌ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: إِذا صَليتُ بدَفّاعٍ لَهُ زَجَلٌ، ... يُواضِخُ الشَّدَّ والتَّقْرِيبَ والخَبَبا وَيُرْوَى بدُفّاع، يُرِيدُ الْفَرَسَ المُتدافِعَ فِي جَرْيه. وَيُقَالُ: جَاءَ دُفّاعٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذا ازْدَحَمُوا فَرَكِبَ بعضُهم بَعْضًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّوافِعُ أَسافِلُ المِيثِ حَيْثُ تَدْفَع فِي الأَوْدِية، أَسفلُ كُلِّ مَيْثاء دَافِعَةٌ. وَقَالَ الأَصمعي: الدَّوافِعُ مَدافِعُ الْمَاءِ إِلى المِيثِ، والمِيث تَدْفَع إِلى الوادِي الأَعظم. والدافِعةُ: التَّلْعَةُ مِنْ مَسايِل الْمَاءِ تَدْفَع فِي تَلْعة أُخرى إِذا جَرَى فِي صَبَبٍ وحَدُورٍ مِنْ حَدَبٍ، فَتَرَى لَهُ فِي مواضِعَ قَدِ انْبَسَطَ شَيْئًا واسْتدارَ ثُمَّ دَفع فِي أُخرى أَسفل مِنْهَا، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ دافِعةٌ وَالْجَمْعُ الدَّوافِعُ، ومَجْرَى مَا بَيْنَ الدَّافِعَتَين مِذْنَبٌ، وَقِيلَ: المَدافِعُ المَجارِي والمَسايِل؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: شِيبُ المَبارِكِ، مَدْرُوسٌ مَدافِعُه، ... هابِي المَراغِ، قلِيلُ الوَدْقِ، مَوْظُوبُ المَدْرُوس: الَّذِي لَيْسَ فِي مَدافِعه آثَارُ السَّيْلِ مِنْ جُدوبتِه. والموْظُوبُ: الَّذِي قَدْ وُوظِبَ عَلَى أَكْله أَي دِيمَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: مَدْرُوسٌ مَدافِعُه مأْكول مَا فِي أَوْدِيته مِنَ النَّبَاتِ. هابِي المَراغ: ثائرٌ غُبارُه. شِيبٌ: بِيضٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَدْفَعُ الْوَادِي حَيْثُ يدْفَع السَّيْلُ، وَهُوَ أَسفله، حَيْثُ يَتفرَّق ماؤُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الانْدِفاعُ المُضيّ في الأَرض، كَائِنًا مَا كَانَ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَيُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إِلى المَدْفَعِ ... مِنْ نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذارِ فَقِيلَ: هُوَ مِذْنَبُ الدّافِعة لأَنها تَدْفع فِيهِ إِلى الدَّافِعَةِ الأُخرى، وَقِيلَ: المَدْفَع اسْمُ مَوْضِعٍ. والمُدَفَّع والمُتدافَعُ: المَحْقُور الَّذِي لَا يُضَيَّف إِن اسْتضاف وَلَا يُجْدَى إِن اسْتَجْدَى، وَقِيلَ: هُوَ الضيْفُ الَّذِي يَتَدافَعُه الحَيُّ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَقِيرُ الذَّلِيلُ لأَنَّ كُلًّا يَدْفَعُه عَنْ نَفْسِهِ. والمُدَفَّع: المَدْفُوع عَنْ نَسَبِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ سَيِّدُ قَوْمِهِ غَيْرُ مُدافَع أَي غَيْرُ مُزاحَم فِي ذَلِكَ وَلَا مَدْفُوعٍ عَنْهُ. الأَصمعي: بَعِيرٌ مُدَفَّع كالمُقْرَم الَّذِي يُودَع للفِحْلةِ فَلَا يُركب وَلَا يُحْمَل عَلَيْهِ، وَقَالَ: هُوَ الَّذِي إِذا أُتي بِهِ ليُحْمَلَ عَلَيْهِ قِيلَ: ادْفَع هَذَا أَي دَعْه إِبقاء عَلَيْهِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ لذي الرمة:

_ (1). قوله [وسافت] كذا بالأصل وبهامشه خافت.

وقَرَّبْن لِلأَظْعانِ كُلَّ مُدَفَّع والدافِعُ والمِدفاع: النَّاقَةُ الَّتِي تَدْفَع اللَّبَنَ عَلَى رأْس وَلَدِهَا لِكَثْرَتِهِ، وإِنما يَكْثُرُ اللَّبَنُ فِي ضَرْعها حِينَ تُرِيدُ أَن تَضَعَ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ المِدْفاع، وَالْمَصْدَرُ الدَّفْعة، وَقِيلَ: الشَّاةُ الَّتِي تَدْفَع اللَّبَأَ فِي ضَرْعِها قُبَيْلَ النَّتاج. يُقَالُ: دَفَعَتِ الشاةُ إِذا أَضْرَعَت عَلَى رأْس الْوَلَدِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْمٌ يَجْعَلُونَ المُفْكِهَ والدَّافِعَ سَوَاءً، يَقُولُونَ هِيَ دافِعٌ بِوَلَدٍ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هِيَ دَافِعٌ بلَبَن، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هِيَ دَافِعٌ بضَرْعها، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هِيَ دَافِعٌ وَتَسْكُتُ؛ وأَنشد: ودافِعٍ قَدْ دَفَعَتْ للنَّتْجِ، ... قَدْ مَخَضَتْ مَخاضَ خَيْلٍ نُتْجِ وَقَالَ النَّضْرُ: يُقَالُ دَفَعَتْ لَبَنَها وَبِاللَّبَنِ إِذا كَانَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، فإِذا نُتِجت فَلَا يُقَالُ دَفَعت. والدَّفُوع مِنَ النُّوقِ: الَّتِي تَدْفع بِرِجْلِهَا عِنْدَ الحَلب. والانْدِفاعُ: المُضِيُّ فِي الأَمر. والمُدافَعة: المُزاحمة. ودَفَع إِلى الْمَكَانِ ودُفِع، كِلَاهُمَا: انْتَهى. وَيُقَالُ: هَذَا طَرِيقٌ يَدْفَع إِلى مَكَانِ كَذَا أَي يَنْتَهِي إِليه. ودَفَع فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ أَي انْتَهَى إِليه. وغَشِيَتْنا سَحابة فَدُفِعْناها إِلى غَيْرِنَا أَي ثُنِيَت عَنَّا وانصَرفَت عَنَّا إِليهم، وأَراد دُفِعَتْنا أَي دُفِعَت عَنَّا. ودَفَع الرَّجُلُ قوسَه يدْفَعُها: سَوَّاها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: ويَلْقَى الرجلُ الرجلَ فإِذا رأَى قَوْسَهُ قَدْ تَغَيَّرَتْ قَالَ: مَا لَكَ لَا تَدْفَع قوْسَك؟ أَي مَا لَكَ لَا تَعْمَلُها هَذَا العَمَل. ودافِعٌ ودفَّاع ومُدافِعٌ: أَسماء. وانْدَفع الفرسُ أَي أَسْرَع فِي سيْره. وانْدَفعُوا فِي الْحَدِيثِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَفَع من عَرَفات أَي ابتدأَ السيرَ، ودَفع نفْسَه مِنْهَا ونَحَّاها أَو دَفَعَ ناقتَه وحَمَلَها عَلَى السيْر. وَيُقَالُ: دافَع الرَّجُلُ أَمْرَ كَذَا إِذا أُولِعَ بِهِ وَانْهَمَكَ فِيهِ. والمُدافَعةُ: المُماطلة. ودافَع فُلَانٌ فُلَانًا فِي حَاجَتِهِ إِذا ماطَلَه فِيهَا فَلَمْ يَقْضِها. والمَدْفَع: وَاحِدُ مدافِع الْمِيَاهِ الَّتِي تَجْرِي فِيهَا. والمِدْفَع، بِالْكَسْرِ: الدَّفُوع؛ وَمِنْهُ قَوْلُهَا يَعْنِي سَجاحِ: لَا بَلْ قَصِيرٌ مِدْفَعُ دقع: الدَّقْعاء: عامَّةُ الترابِ، وَقِيلَ: الترابُ الدَّقيق عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وجَرَّتْ بِهِ الدَّقْعاء هَيْفٌ، كأَنَّها ... تَسُحُّ تُراباً مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُلِ والدِّقْعِمُ، بِالْكَسْرِ: الدَّقْعاء، الميم الزائدة، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بفِيه الدِّقْعِم كَمَا تَقُولُ وأَنت تَدْعُو عَلَيْهِ: بفِيه التُّرَابُ وَقَالَ: بفِيه الدَّقْعاء والأَدْقع يَعْنِي التُّرَابَ. قَالَ: والدَّقاعُ والدُّقاعُ التُّرَابُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الْكِلَابَ: مَجازِيعُ قَفْرٍ مَداقِيعُه، ... مَسارِيفُ حَتَّى يُصِبْن اليَسارا قَالَ: مَداقِيعُ تَرْضَى بِشَيْءٍ يَسِيرٍ. قَالَ: والدَّاقِعُ الَّذِي يَرْضَى بِالشَّيْءِ الدُّون. والمُدْقَع: الْفَقِيرُ الَّذِي قَدْ لَصِقَ بِالتُّرَابِ مِنَ الْفَقْرِ. وفَقْر مُدْقِع أَي مُلْصِق بالدَّقْعاء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لِذِي فَقْر مُدْقِع أَي شَدِيدٍ مُلْصِق بالدَّقعاء يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلى الدَّقعاء. وَقَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ: رَمَاهُ اللَّهُ بالدَّوقَعة؛ هِيَ الْفَقْرُ والذُّلُّ،

فَوْعلة مِنَ الدَّقَعِ. والمَداقِيعُ: الإِبل الَّتِي كَانَتْ تأْكل النَّبْتَ حَتَّى تُلْزِقَه بالدَّقْعاء لِقِلَّتِهِ. ودَقِعَ الرَّجلُ دَقَعاً وأَدْقَع: لَصِقَ بالدَّقعاء وَغَيْرِهِ مِنْ أَي شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: لُصِقَ بالدقْعاء فَقراً، وَقِيلَ ذُلًّا. ودَقِعَ دَقَعاً وأَدْقَع: افْتَقَرَ. ورأَيت القومَ صَقْعَى دَقْعَى أَي لَاصِقِينَ بالأَرض. ودَقِعَ دَقَعاً وأَدْقَعَ: أَسَفَّ إِلى مَداقّ الْكَسْبِ، فَهُوَ داقِعٌ. والدَّاقِعُ: الْكَئِيبُ المُهْتَم أَيضاً. ودَقَع دَقْعاً ودُقُوعاً ودَقِعَ دَقَعاً، فَهُوَ دَقِعٌ: اهْتَمَّ وخضَعَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمْ يَدْقَعُوا، عند ما نابَهُم، ... لصَرْفِ الزَّمانِ، وَلَمْ يَخْجَلُوا يَقُولُ: لَمْ يَسْتَكِينُوا لِلْحَرْبِ. والدَّقَعُ: سُوءُ احْتِمَالِ الْفَقْرِ، والفِعْل كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَالْخَجَلُ: سُوءُ احْتِمَالِ الْغِنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِلنِّسَاءِ: إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَ ؛ دَقِعْتنَّ أَي خَضَعْتُنَّ ولَزِقْتُنَّ بِالتُّرَابِ. والدقَعُ: الخُضوع فِي طلَب الحاجةِ والحِرْصُ عَلَيْهَا، مأْخوذ مِنَ الدَّقْعاء، وَهُوَ التُّرَابُ، أَي لَصِقْتُنَّ بالأَرض مِنَ الْفَقْرِ والخُضوع. والخَجَلُ: الكَسَلُ والتَّواني فِي طَلَبِ الرِّزق. والداقِعُ والمِدْقَعُ: الَّذِي لَا يُبالي فِي أَيّ شَيْءٍ وَقَعَ فِي طَعَامٍ أَو شَرَابٍ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُسِفُّ إِلى الأُمور الدَّنِيئة. وجُوع دَيْقُوعٌ: شَدِيدٌ، وَهُوَ اليَرْقُوع أَيضاً، وَقَالَ النَّضْرُ: جُوع أَدْقَعُ ودَيْقُوع، وَهُوَ مِنَ الدَّقْعاء. الأَزهري: الْجُوعُ الدَّيْقُوع والدُّرْقُوع الشَّدِيدُ، وَكَذَلِكَ الْجُوعُ البُرْقوع واليَرْقُوع؛ وقدِمَ أَعرابي الحَضَر فشَبِعَ فاتّخَم فَقَالَ: أَقُولُ للقَوْمِ لمَّا سَاءَنِي شِبَعي: ... أَلا سَبيل إِلى أَرْضٍ بِهَا الجُوعُ؟ أَلا سَبِيلَ إِلى أَرْضٍ يَكُونُ بِهَا ... جُوعٌ، يُصَدَّعُ مِنْهُ الرأْسُ، دَيْقُوعُ؟ ودَقِع الْفَصِيلُ: بَشِم كأَنه ضِد. وأَدقَع لَهُ وإِليه فِي الشَّتْمِ وَغَيْرِهِ: بالَغَ وَلَمْ يتكَرَّم عَنْ قَبِيحِ الْقَوْلِ وَلَمْ يَأْلُ قَذَعاً. والدَّوْقَعةُ: الدَّاهِيةُ. والدَّقْعاء: الذُّرة، يمانية. دكع: مِنْ أَمراض الإِبل الدُّكاعُ، وَهُوَ سُعال يأْخذها، وَقِيلَ: الدُّكاع دَاءٌ يأْخذ الإِبل وَالْخَيْلَ فِي صُدُورِهَا كالسُّعال، وَهُوَ كالخَبْطةِ فِي النَّاسِ؛ دَكَعَتْ تَدْكَعُ دَكْعاً ودُكِعَت دَكْعاً: أَصابَها ذَلِكَ؛ قَالَ القُطامي: تَرَى مِنْهُ صُدورَ الخَيْلِ زُوراً، ... كأَنَّ بِهَا نُحازاً أَو دُكاعا وَيُقَالُ: قَحَب يَقْحُب ونَحَب يَنْحِب ونَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ، كُلُّهُ: بِمَعْنَى السُّعال. وَيُقَالُ: دُكِع الْفَرَسُ فَهُوَ مَدْكُوع. دلع: دَلَعَ الرَّجُلُ لِسَانَهُ يَدْلَعُه دَلْعاً فانْدَلَع وأَدْلَعه: أَخرجه، جَاءَتِ اللُّغَتَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَة رأَت كَلْبًا فِي يَوْمٍ حارٍّ قَدْ أَدْلَع لِسَانَهُ مِنَ العَطَش ، وَقِيلَ: أَدْلَع لُغَةٌ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَدْلَعَ الدَّالِعُ مِنْ لِسَانِهِ وأَدْلَعَه العَطَشُ ودلَعَ اللسانُ نفسُه يَدْلَع دَلْعاً ودُلوعاً، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَانْدَلَعَ: خَرَجَ مِنَ الْفَمِ وَاسْتَرْخَى وَسَقَطَ عَلَى العَنْفقة كَلِسَانِ الْكَلْبِ. وَفِي

الْحَدِيثِ: يُبْعَث شَاهِدُ الزُّور يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدلِعاً لسانَه فِي النَّارِ ، وَجَاءَ فِي الأَثَر عَنْ بَلْعَم: أَن اللَّهَ لعَنَه فأَدْلَع لسانَه فَسَقَطَتْ أَسَلَتُه عَلَى صَدْرِهِ فَبَقِيَتْ كَذَلِكَ. وَقَالَ الهُجَيْمي: أَحْمق دالِعٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ دالِعَ اللِّسَانِ وَهُوَ غَايَةُ الحُمْق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَدْلَعُ لِسَانَهُ لِلْحَسَنِ أَي يُخْرِجه حَتَّى يَرَى حُمْرته فيَهَشّ إِليه. وانْدَلَع بَطْنُ الرَّجُلِ إِذا خَرَجَ أَمامه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المُنْدَلِث الْبَطْنِ أَمامه: مُنْدَلِعُ الْبَطْنِ. وانْدلع بطنُ المرأَة وانْدَلَق إِذا عَظُم وَاسْتَرْخَى، واندلَع السيفُ مِنْ غِمْده واندلَقَ. وَنَاقَةٌ دَلُوع: تَتَقَدَّمُ الإِبل. وَطَرِيقٌ دَلِيعٌ: سَهْل فِي مَكَانٍ حَزْن لَا صَعُود فِيهِ وَلَا هَبُوط، وَقِيلَ: هُوَ الْوَاسِعُ. والدَّلُوع: الطَّرِيقُ. وَرَوَى شِمْرٌ عَنْ مُحارب: طَرِيقٌ دَلَنَّعٌ، وَجَمْعُهُ دَلانِعُ إِذا كَانَ سَهْلًا. والدُّلَّاعُ: ضَرْبٌ مِنْ مَحار الْبَحْرِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَّوْلَعةُ صَدَفَةٌ مُتَحَوِّيةٌ إِذا أَصابها ضَبْح النَّارِ خَرَجَ مِنْهَا كَهَيْئَةِ الظُّفُر، فيُسْتَلُّ قدرَ إِصْبَع، وَهَذَا هُوَ الأَظْفار الَّذِي فِي القُسْط؛ وأَنشد للشَّمَرْدل: دَوْلَعةٌ يَسْتَلُّها بظُفْرها والدُّلَّاعُ: نَبْتٌ. دلثع: الدَّلْثَع مِنَ الرِّجَالِ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، وَهُوَ أَيضاً المُنْتِن القَذِرُ، وَهُوَ أَيضاً الشَّرِهُ الحَرِيصُ، وَقَالَ الأَزهري: الدَّلْثَع الْكَثِيرُ لَحْمِ اللِّثة؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ودلاثِع حُمْر لِثاتُهُمُ، ... أَبِلِين شَرّابِينَ للجُزُرِ وَجَمْعُهُ دَلاثِعُ. والدلَنْثَع: الطَّرِيقُ الواضحُ. النَّضْرُ وأَبو خَيْرَةَ: الدَّلْثَع الطَّرِيقُ السهْلُ، وَقِيلَ: هُوَ أَسهل طَرِيقٍ يَكُونُ فِي سَهْل أَو حَزْن، لَا حَطوطَ فِيهِ ولا هَبوط. دمع: الدَّمْع: مَاءُ الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَدْمُعٌ ودُموعٌ، والقَطْرةُ مِنْهُ دَمْعة. وذُو الدَّمعة: الحُسَين بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، لُقِّبَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ دَمْعِه، فَعُوتِبَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: وَهَلْ ترَكتِ النارُ والسَّهمان لِي مَضْحَكاً؟ يُرِيدُ السهْمَين اللَّذَيْنِ أَصابا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنَ زَيْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَقُتِلَا بخُراسانَ. ودَمَعتِ العينُ ودَمِعت تدْمَع، فِيهِمَا، دمْعاً ودَمَعاناً ودُموعاً، وَقِيلَ دَمِعَت دَمَعاً، وامرأَة دَمِعةٌ ودَمِيعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، كِلْتَاهُمَا: سَرِيعَةُ الْبُكَاءِ كَثِيرَةُ دَمْعِ الْعَيْنِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، مِنْ نِسْوَةٍ دَمْعَى ودَمائعَ، وَمَا أَكثر دَمْعَتها، التأْنيث للدَّمْعة. وَقَالَ الكسائي وأَبو زَيْدٍ: دَمَعَت، بِفَتْحِ الْمِيمِ، لَا غَيْرُ. وَرَجُلٌ دَمِيعٌ مِنْ قَوْمٍ دُمَعاء ودَمْعَى. وَعَيْنٌ دَموع: كَثِيرَةُ الدَّمْعة أَو سَرِيعَتُهَا؛ وَاسْتَعَارَ لَبِيدٌ الدَّمْع فِي الجفْنة يَكْثرُ دسَمُها ويَسِيل فَقَالَ: ولكنَّ مَالِي غالَه كُلُّ جَفْنةٍ، ... إِذا حانَ وِرْدٌ، أَسْبَلَتْ بدُمُوعِ يُقَالُ: جَفْنةٌ دامِعةٌ وَقَدْ دَمِعَت ورَذِمَت. والمَدامِعُ: الْمَآقِي وَهِيَ أَطراف الْعَيْنِ. والمَدْمَع: مَسِيل الدَّمْعِ. قَالَ الأَزهري: والمَدْمَعُ مُجْتَمَعُ الدَّمْع فِي نَوَاحِي الْعَيْنِ، وَجَمْعُهُ مَدامِعُ. يُقَالُ: فَاضَتْ مَدامِعه. قَالَ: والماقِيانِ مِنَ المَدامِع والمُؤْخِران كَذَلِكَ. والدُّمُع، بِضَمِّ الدَّالِ، والدِّماعُ، كِلَاهُمَا: سِمةٌ مِنْ

سِماتِ الإِبل فِي مَجْرى الدَّمْع. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: والدُّمُع سِمَةٌ فِي مَدْمَع الْعَيْنِ خَطٌّ صَغِيرٌ، وَبَعِيرٌ مَدْمُوعٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدِّماع مِيسمٌ فِي المَناظِر سائلٌ إِلى المَنْخَر، وَرُبَّمَا كَانَ عَلَيْهِ دِماعانِ. ودَمَعَ المطرُ: سالَ، عَلَى المثَل؛ قَالَ: فبَات يأْذَى مِنْ رَذاذٍ دَمَعا وَيَوْمٌ دَمّاعٌ: ذُو رَذاذٍ. وثَرًى دَموعٌ ودامِعٌ ودَمّاعٌ ومكانٌ كَذَلِكَ إِذا كَانَ نَدِيًّا يتحلَّبُ مِنْهُ الْمَاءُ أَو يَكَادُ؛ قَالَ: مِنْ كلِّ دَمّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ وَقَدْ دَمَع. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: مِنَ الْمِيَاهِ المَدامِعُ، وَهِيَ مَا قَطَرَ مِنْ عُرْضِ جَبَلٍ؛ قَالَ: وسأَلت العُقَيْليّ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ: والشمسُ تَدْمَعُ عَيْناها ومُنْخُرها، ... وهنَّ يَخْرُجْن مَنْ بِيدٍ إِلى بِيدِ فَقَالَ: هِيَ الظَّهِيرَةُ إِذا سَالَ لُعاب الشَّمْسِ. وَقَالَ الغَنوي: إِذا عَطِشَت الدَّوابُّ ذَرِفَت عُيونها وَسَالَتْ مَناخِرها. وشَجَّة دامِعةٌ: تَسِيلُ دَماً، وَهِيَ بَعْدَ الدَّامِية، فإِن الدامِيةَ هِيَ الَّتِي تَدْمَى مِنْ غَيْرِ أَن يَسِيلَ مِنْهَا دَمٌ، فإِذا سَالَ مِنْهَا دَمٌ فَهِيَ الدّامعةُ، بِالْعَيْنِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَسِيلَ الدَّم مِنْهَا قَطْراً كالدَّمْع. والدُّماعُ ودُمّاعُ الكَرْم: هُوَ مَا يَسِيلُ مِنْهُ أَيام الرَّبِيعِ. وأَدْمَعَ الإِناءَ إِذا مَلأَهُ حَتَّى يَفِيضَ. وقدَحٌ دَمْعان إِذا امتلأَ فَجَعَلَ يَسِيل مِنْ جَوانِبه. والإِدْماع: مَلْء الإِناء. يُقَالُ: أَدْمِعْ مُشَقَّرَكَ أَي قَدَحَك، قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والدُّماعُ: نَبْتٌ، لَيْسَ بثَبت. والدُّماع، بِالضَّمِّ: مَاءُ الْعَيْنِ مِنْ عِلَّة أَو كِبر، لَيْسَ الدَّمْعَ؛ وَقَالَ: يَا مَنْ لعَيْنٍ لَا تَني تَهْماعا، ... قَدْ تَرَكَ الدَّمْعُ بِهَا دُماعا والدَّمْع: السيَلانُ مِنَ الرَّاوُوق، وَهُوَ مِصْفاة الصَّبّاغ. دنع: رَجُلٌ دَنِعٌ: فَسْلٌ لَا لُبَّ لَهُ وَلَا خَير فِيهِ. والدَّنَعُ: الذُّلُّ. دَنِعَ دَنَعاً ودُنوعاً: اجتمَع وذَلَّ. ودَنِعَ دَنَعاً: لَؤُمَ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ دَنِيعة مِنْ قَوْمٍ دَنائع، وَهُوَ الفَسْل الَّذِي لَا لُبَّ لَهُ وَلَا عَقْل؛ وأَنشد شِمْرٌ لِبَعْضِهِمْ: فَلَهُ هُنالِك لَا عَليه، إِذا ... دَنِعَتْ أُنوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ يَقُولُ: لَهُ الْفَضْلُ فِي هَذَا الزَّمَانِ لَا عَلَيْهِ إِذا دَعَا عَلَى الْقَوْمِ. ودَنِعَت أَي دَقَّتْ ولَؤُمَت، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وإِن رَغِمَت. ابْنُ شُمَيْلٍ: دَنِعَ الصَّبِيُّ إِذا جُهد وجاعَ واشتَهى. ابْنُ بُزُرْجٍ: دَنِعَ ورَثِعَ إِذا طَمِعَ. ودَنَعُ الْبَعِيرِ: مَا طَرَحَه الجازِرُ. والدَّنِيعُ: الخَسِيسُ، ودَنَعُ الْقَوْمُ: خِساسُهم مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ دَنَعة: لَا خَير فِيهِ. وأَنْدَعَ الرَّجُلُ: تَبِعَ أَخلاقَ اللِّئام والأَنْذال. وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طَرِيقة الصَّالِحِينَ. دنقع: دَنْقَعَ الرَّجُلُ: افتَقَر. دهع: دَهاعِ ودَهْداعٌ: مِنْ زَجْرِ العُنوقِ. ودَهَعَ الرَّاعِي بالغَنم ودَهَّعَ ودَهْدَعَ دَهْدَعةً: زَجَرَهَا بِذَلِكَ، ودَهْدَعَ بِهَا: صوّت.

فصل الذال

دهقع: الْجُوعُ الدُّهْقوع: هُوَ الشَّدِيدُ الَّذِي يَصْرَعُ صاحِبَه. دَوَعَ: داعَ دَوْعاً: اسْتَنَّ عادِياً وسابِحاً. والدُّوع: ضَرْبٌ من الحِيتان، يَمانيةٌ. فصل الذال ذرع: الذِّراعُ: مَا بَيْنَ طرَف المِرْفق إِلى طرَفِ الإِصْبَع الوُسْطى، أُنثى وَقَدْ تذكَّر. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْ ذِرَاعٍ فَقَالَ: ذِراع كَثِيرٌ فِي تَسْمِيَتِهِمْ بِهِ الْمُذَكَّرَ ويُمَكَّن فِي المذكَّر فَصَارَ مِنْ أَسمائه خَاصَّةً عِنْدَهُمْ، وَمَعَ هَذَا فإِنهم يَصِفون بِهِ الْمُذَكَّرَ فَتَقُولُ: هَذَا ثَوْبُ ذِرَاعٌ، فَقَدْ يُمَكَّنُ هَذَا الِاسْمُ فِي الْمُذَكَّرِ، وَلِهَذَا إِذا سُمِّيَ الرَّجُلُ بِذِرَاعٍ صُرف فِي الْمَعْرِفَةِ وَالنَّكِرَةِ لأَنه مُذَكَّرٌ سَمِّي بِهِ مُذَكَّرٌ، وَلَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي التَّذْكِيرَ فِي الذِّرَاعِ، وَالْجَمْعُ أَذْرُعٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ قَوْسًا عَربية: أَرْمِي عَلَيْهَا، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، ... وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَّرُوهُ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ حِينَ كَانَ مُؤَنَّثًا يَعْنِي أَن فَعالًا وفِعالًا وفَعِيلًا مِنَ الْمُؤَنَّثِ حُكْمُه أَن يُكسَّر عَلَى أَفْعُل وَلَمْ يُكسِّروا ذِراعاً عَلَى غَيْرِ أَفْعُل كَمَا فَعَلوا ذَلِكَ فِي الأَكُفِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الذِّرَاعُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مُؤَنَّثَةٌ لَا غَيْرَ؛ وأَنشد لمِرْداس بْنِ حُصَين: قَصَرْتُ لَهُ القبيلةَ إِذ تَجِهْنا [تَجَهْنا]، ... وَمَا دانَتْ بِشِدَّتِها ذِراعي وَفِي حَدِيثِ عائشةَ وزَينبَ: قَالَتْ زينبُ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُك إِذ قَلبَتْ لَكَ ابْنَةُ أَبي قُحافةَ ذُرَيِّعَتَيْها ؛ الذُّرَيِّعةُ تَصْغِيرُ الذِّرَاعِ ولُحوق الْهَاءِ فِيهَا لِكَوْنِهَا مُؤَنَّثَةً، ثُمَّ ثَنَّتْها مُصَغَّرَةً وأَرادت بِهِ ساعدَيْها. وَقَوْلُهُمْ: الثَّوْبُ سَبْعٌ فِي ثَمَانِيَةٍ، إِنما قَالُوا سَبْعٌ لأَن الذِّرَاعَ مُؤَنَّثَةٌ، وَجَمْعُهَا أَذرع لَا غَيْرُ، وَتَقُولُ: هَذِهِ ذِرَاعٌ، وإِنما قَالُوا ثَمَانِيَةٌ لأَن الأَشبار مُذَكَّرَةٌ. والذِّراع مِنْ يَدَيِ الْبَعِيرِ: فَوْقَ الوظيفِ، وَكَذَلِكَ مِنَ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ. والذِّراعُ مِنْ أَيدي الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَوْقَ الكُراع. قَالَ اللَّيْثُ: الذِّرَاعُ اسْمٌ جَامِعٌ فِي كُلِّ مَا يُسَمَّى يَدًا مِنَ الرُّوحانِيين ذَوِي الأَبدان، والذِّراعُ وَالسَّاعِدُ وَاحِدٌ. وذَرَّع الرجلُ: رَفَعَ ذِراعَيْه مُنذراً أَو مُبَشِّرًا؛ قَالَ: تُؤَمِّل أَنفالَ الخمِيس وَقَدْ رَأتْ ... سَوابِقَ خَيْلٍ، لَمْ يُذَرِّعْ بَشيرُها يُقَالُ لِلْبَشِيرِ إِذا أَوْمَأَ بِيَدِهِ: قَدْ ذَرَّع البَشيرُ. وأَذْرَع فِي الْكَلَامِ وتذَرَّع: أَكثر وأَفْرَط. والإِذْراعُ: كثرةُ الكلامِ والإِفْراطُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ التَّذَرُّع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَصله مِنْ مَدِّ الذِّراع لأَن المُكْثِر قَدْ يَفْعَلُ ذَلِكَ. وَثَوْرٌ مُذَرَّع: فِي أَكارِعه لُمَع سُود. وَحِمَارٌ مُذَرَّع: لِمَكَانِ الرَّقْمةِ فِي ذِراعه. والمُذَرَّعُ: الَّذِي أُمه عَرَبِيَّةٌ وأَبوه غَيْرُ عَرَبِيٍّ؛ قَالَ: إِذا باهليٌّ عِنْدَهُ حَنْظَلِيَّةٌ، ... لَهَا وَلَدٌ مِنْهُ، فَذَاكَ المُذَرَّعُ وَقِيلَ: المُذَرَّع مِنَ النَّاسِ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، الَّذِي أُمه أَشرف مِنْ أَبيه، وَالْهَجِينُ الَّذِي أَبوه عَرَبِيٌّ وأُمه أَمة؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الْعَدَوِيُّ: إِنَّ المُذَرَّعَ لا تُعْنَى خُؤُولَتُه، ... كالبَغْلِ يَعْجِزُ عَنْ شَوْطِ المَحاضِير

وَقَالَ آخَرُ يَهْجُو قَوْمًا: قَوْمٌ تَوارَثَ بيتَ اللُّؤْمِ أَوَّلُهم، ... كَمَا تَوارَثَ رَقْمَ الأَذْرُعِ الحُمُرُ وإِنما سُمِّيَ مُذَرَّعاً تَشْبِيهًا بِالْبَغْلِ لأَنَّ فِي ذِرَاعَيْهِ رَقْمتين كرَقْمتي ذِرَاعِ الحِمار نَزَع بِهِمَا إِلى الحِمار فِي الشَّبَهِ، وأُمّ الْبَغْلِ أَكرم مِنْ أَبيه. والمُذَرَّعة: الضَّبْعُ لِتَخْطِيطِ ذِراعَيْها، صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه ... مُذَرَّعةٌ أُمَيْم، لَهَا فَلِيلُ وَالضَّبْعُ مُذَرَّعة بِسَوَادٍ فِي أَذْرعها، وأَسد مُذَرَّع: عَلَى ذِراعَيْه دَمُ فَرائِسه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَدْ يَهْلِكُ الأَرْقَمُ والفاعُوسُ، ... والأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهُوسُ والتذْرِيع: فَضْلُ حَبْلِ القَيد يُوثَق بِالذِّرَاعِ، اسْمٌ كالتَّنْبيت لَا مَصْدَرٌ كالتَّصْويت. وذُرِّعَ البعيرُ وذُرِّعَ لَهُ: قُيِّدَ فِي ذراعَيْه جَمِيعًا. يُقَالُ: ذَرَّعَ فُلَانٌ لِبَعِيرِهِ إِذا قَيَّدَه بِفَضْلِ خِطامه فِي ذِرَاعِهِ، وَالْعَرَبُ تَسَمِّيهِ تَذْريعاً. وَثَوْبٌ مُوَشَّى الذِّراع أَي الكُمِّ، وموشَّى المَذارِع كَذَلِكَ، جُمِعَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ كمَلامحَ ومَحاسِنَ. والذِّراعُ: مَا يُذْرَعُ بِهِ. ذَرَع الثَّوْبَ وَغَيْرَهُ يَذْرَعُه ذَرْعاً: قدَّره بالذِّراع، فَهُوَ ذارِعٌ، وَهُوَ مَذْرُوع، وذَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: قَدْرُه مِنْ ذَلِكَ. والتذَرُّع أَيضاً: تَقْدِير الشَّيْءِ بذِراع الْيَدِ؛ قَالَ قَيْس بْنُ الخَطِيم: ترى قَصَدَ [قِصَدَ] المُرّانِ تُلْقَى، كأَنَّها ... تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَّواطِبِ وَقَالَ الأَصمعي: تَذَرَّعَ فُلَانٌ الجَرِيدَ إِذا وضَعه فِي ذِراعِه فشَطَبه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْس بْنِ الخَطِيم هَذَا الْبَيْتَ، قَالَ: والخِرْصانُ أَصلها القُضْبان مِنَ الجَرِيد، والشَّواطِبُ جَمْعُ الشاطِبة، وَهِيَ المرأَة الَّتِي تَقْشُر العَسِيب ثُمَّ تُلْقِيه إِلى المُنَقِّية فتأْخذ كُلَّ مَا عَلَيْهِ بسِكِّينها حَتَّى تَتْرُكَهُ رَقِيقًا، ثُمَّ تُلْقِيه المنقِّيةُ إِلى الشاطِبة ثَانِيَةً فتَشْطُبه عَلَى ذِراعها وتَتَذَرَّعُه، وَكُلُّ قَضِيب مِنْ شَجَرَةٍ خِرْصٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّذَرُّع قَدْرُ ذِراع يَنكسر فَيَسْقُطُ، والتذَرُّع والقِصَدُ وَاحِدٌ عِنْدَهُ، قَالَ: والخِرْصان أَطراف الرِّمَاحِ الَّتِي تَلِي الأَسنَّة، الْوَاحِدُ خُرْص وخِرْص وخَرْص. قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الأَصمعي أَشبههما بِالصَّوَابِ. وتَذَرَّعتِ المرأَة: شقَّت الخُوص لتعمَل مِنْهُ حَصِيراً. ابْنُ الأَعرابي: انْذَرَع وانْذَرَأَ ورَعَفَ واسْتَرْعَفَ إِذا تقدَّم. والذَّرِعُ: الطويلُ اللِّسَانِ بالشَّرِّ، وَهُوَ السَّيَّارُ الليلَ والنهارَ. وذَرَع البعيرَ يَذرَعُه ذَرْعاً: وَطِئه عَلَى ذِراعه ليرْكب صاحبُه. وذَرَّعَ الرجلُ فِي سباحتِه تَذْرِيعاً: اتَّسَع ومدَّ ذِراعَيْه. والتَّذْرِيعُ فِي الْمَشْيِ: تَحْرِيكُ الذِّراعين. وذَرَّع بِيَدَيْهِ تَذْرِيعاً: حرَّكهما فِي السعْي وَاسْتَعَانَ بِهِمَا عَلَيْهِ. وَقِيلَ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنه كَانَ ذَرِيعَ المشْي أَي سريعَ المشْي واسعَ الخَطْوة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَكَل أَكْلًا ذَريعاً أَي سَرِيعًا كَثِيرًا. وذَرَع البعيرُ يَده إِذا مَدَّها فِي السَّيْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَذْرَعَ ذِراعَيْه مِنْ أَسفلِ الجُبّةِ إِذْراعاً ؛ أَذْرَع ذِراعَيْه أَي أَخرَجهما مِنْ تَحْتِ الجُبَّة ومدَّهما؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: وَعَلَيْهِ جَمَّازةٌّ فأَذْرَع مِنْهَا يَدَهُ أَي أَخرجها.

وتَذَرَّعَت الإِبل الماءَ: خاضَتْه بأَذْرُعِها. ومَذارِيعُ الدَّابَّةِ ومَذارِعُها: قَوَائِمُهَا؛ قَالَ الأَخطل: وَبِالْهَدَايَا إِذا احْمَرَّت مَذارِعُها، ... فِي يَوْمِ ذَبْح وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ وَقَوَائِمُ ذَرِعاتٌ أَي سَريعاتٌ. وذَرِعاتُ الدَّابَّةِ: قَوَائِمُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ حِذَاقٍ الْعَبْدِيِّ: فأَمْستْ كَنَيْسِ الرَّمْلِ، يَغْدُو إِذا غَدَتْ، ... عَلَى ذَرِعاتٍ يَعْتَلِين خُنُوسَا أَي عَلَى قَوَائِمَ يَعْتَلين مَنْ جاراهُنَّ وهنَّ يَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْيِهن أَي يُبْقين مِنْهُ؛ يَقُولُ لَمْ يَبْذُلْن جَمِيعَ مَا عِنْدَهُنَّ مِنَ السَّيْرِ. ومِذْراعُ الدَّابَّةِ: قَائِمَتُهَا تَذْرَعُ بِهَا الأَرض، ومِذْرَعُها: مَا بَيْنَ رُكْبَتِهَا إِلى إِبْطها، وثَور مُوَشَّى المَذارِع. وَفَرَسٌ ذَروعٌ وذَرِيعٌ: سَريعٌ بَعِيدُ الخُطى بيِّن الذَّراعة. وَفَرَسٌ مُذَرَّع إِذا كَانَ سَابِقًا وأَصله الْفَرَسُ يَلْحَقُ الوَحْشيّ وفارِسُه عَلَيْهِ يَطْعَنُه طَعْنة تَفُور بِالدَّمِ فيُلَطِّخ ذِراعَي الْفَرَسِ بِذَلِكَ الدَّمِ فَيُكُونُ عَلَامَةً لسَبْقِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تَمِيمٍ: خِلالَ بُيوتِ الحَيِّ مِنها مُذَرَّع وَيُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ تُذارِعُ بُعْد الطَّرِيقِ أَي تَمُدّ باعَها وذِراعها لتَقْطعَه، وَهِيَ تُذارِع الْفَلَاةَ وتَذْرَعُها إِذا أَسْرعت فِيهَا كأَنها تَقِيسُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الإِبل: وهُنَّ يَذْرَعْن الرِّقاقَ السَّمْلَقا، ... ذَرْعَ النّواطِي السُّحُل المُرَقَّقا والنواطِي: النَّواسِجُ، الْوَاحِدَةُ ناطيةٌ، وَبَعِيرٌ ذَرُوعٌ. وذَارَع صاحِبَه فذَرَعه: غَلَبه فِي الخَطْو. وذَرعه القَيْءُ إِذا غَلبه وسَبق إِلى فِيهِ. وَقَدْ أَذْرَعه الرجلُ إِذا أَخرجه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن ذَرَعه القَيْء فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ أَي سبَقه وغَلبه فِي الخُروج. والذَّرْعُ: البَدَنُ، وأَبْطَرَني ذَرْعِي: أَبْلى بَدنِي وقطَع مَعاشي. وأَبطَرْت فُلَانًا ذَرْعَه أَي كَلَّفْته أَكثر مِنْ طَوْقه. وَرَجُلٌ واسعُ الذَّرْع والذِّراع أَي الخُلُق، عَلَى الْمَثَلِ، والذَّرْعُ: الطاقةُ. وضاقَ بالأَمر ذَرْعُه وذِراعُه أَي ضعُفت طاقتُه وَلَمْ يَجِدْ مِنَ الْمَكْرُوهِ فِيهِ مَخْلَصاً وَلَمْ يُطِقه وَلَمْ يَقْو عَلَيْهِ، وأَصل الذرْع إِنما هُوَ بَسْط الْيَدِ فكأَنك تُرِيدُ مَدَدْت يَدَيْ إِليه فَلَمْ تَنَلْه؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ ذِئْبًا: وإِن باتَ وَحْشاً لَيْلةً لَمْ يَضِقْ بِهَا ... ذِراعاً، وَلَمْ يُصْبحْ لَهَا وَهُوَ خاشِعُ وَضَاقَ بِهِ ذَرْعاً: مِثْلُ ضَاقَ بِهِ ذِراعاً، ونَصْبُ ذرْعاً لأَنه خَرَجَ مفسِّراً مُحَوِّلًا لأَنه كَانَ فِي الأَصل ضَاقَ ذَرْعي بِهِ، فَلَمَّا حُوّل الْفِعْلُ خَرَجَ قَوْلُهُ ذَرْعًا مُفَسِّرًا، وَمِثْلُهُ طِبْت بِهِ نَفْسًا وقَرَرْت بِهِ عَيناً، والذَّرْعُ يُوضَعُ مَوْضِعَ الطَّاقَةِ، والأَصل فِيهِ أَن يَذْرَع الْبَعِيرُ بِيَدَيْهِ فِي سَيْرِهِ ذَرْعاً عَلَى قَدْرِ سَعة خَطْوه، فإِذا حَمَلْتَهُ عَلَى أَكثر من طَوْقه قُلْتَ: قَدْ أَبْطَرْت بَعِيرَكَ ذَرْعه أَي حَمَلْته مِنَ السَّيْرِ عَلَى أَكثر مِنْ طَاقَتِهِ حَتَّى يَبْطَر ويَمُدّ عُنُقَهُ ضَعْفاً عَمَّا حُمِل عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: مَا لِي بِهِ ذَرْع وَلَا ذِراع أَي مَا لِي بِهِ طَاقَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ: قَلّدوا أَمْركم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ الْقُوَّةِ وَالْقُدْرَةِ وَالْبَطْشِ. والذرْعُ: الوُسْع وَالطَّاقَةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فكَبُر فِي ذَرْعي أَي عظُم وقْعُه وجلَّ عِنْدِي، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فكسَر ذَلِكَ مِنْ ذَرْعي أَي ثَبَّطَني عَمَّا أَردته؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ إِبراهيم،

عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَوحى اللَّهُ إِليه أَنِ ابنِ لِي بَيْتاً فَضَاقَ بِذَلِكَ ذَرْعاً ، وجهُ التَّمْثِيلِ أَن الْقَصِيرَ الذِّراع لَا ينالُ مَا ينالهُ الطَّوِيلُ الذِّرَاعِ وَلَا يُطيق طاقتَه، فَضُرِبَ مَثَلًا لِلَّذِي سَقَطَتْ قوَّته دُونَ بُلُوغِ الأَمر وَالِاقْتِدَارِ عَلَيْهِ. وذراعُ القَناة: صدرُها لتقدُّمه كتقدُّم الذِّرَاعِ. وَيُقَالُ لِصَدْرِ الْقَنَاةِ: ذِرَاعُ الْعَامِلِ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: هُوَ لَكَ عَلَى حَبْلِ الذِّراع أَي أُعَجِّله لَكَ نَقْدًا، وَقِيلَ: هُوَ مُعَدٌّ حَاضِرٌ، والحبْلُ عِرْق فِي الذِّرَاعِ. وَرَجُلٌ ذَرِعٌ: حَسَن العِشْرةِ والمخالَطةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الخَنْساء: جَلْد جَمِيل مَخِيل بارِع ذَرِع، ... وَفِي الحُروبِ، إِذا لاقَيْتَ، مِسْعارُ وَيُقَالُ: ذارعْتُه مُذَارَعَةً إِذا خَالَطْتَهُ. والذِّراع: نَجم مِنْ نُجوم الجَوْزاء عَلَى شَكْلِ الذِّرَاعِ؛ قَالَ غَيْلانُ الرَّبْعِيُّ: غَيَّرها بَعْدِيَ مَرُّ الأَنْواءْ: ... نَوءِ الذِّراعِ أَو ذِراعِ الجَوْزاءْ وَقِيلَ: الذراعُ ذِراع الأَسد، وَهُمَا كوكبانِ نَيِّران ينزلُهما الْقَمَرُ. والذِّراع: سِمةٌ فِي مَوْضِعِ الذِّراع، وَهِيَ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ أَهل الْيَمَنِ وناسٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ أَهل الرِّمال. وذَرَّع الرجلَ تذْريعاً وذَرَّعَ لَهُ: جَعَلَ عُنقه بَيْنَ ذِرَاعِهِ وعُنُقه وعضُده فخنَقَه ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُخْنَق بِهِ. وذَرَّعَه: قَتَلَهُ. وأَمْر ذَريع: وَاسْعٌ. وذَرَّع بِالشَّيْءِ: أَقَرَّ بِهِ؛ وَبِهِ سُمِّيَ المُذَرِّعُ أَحدُ بَنِي خَفاجةَ بْنِ عُقَيْل، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَجْلان ثُمَّ أَقرَّ بِهِ فأُقيدَ بِهِ فَسُمِّي المُذَرِّعَ. والذَّرَعُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ الوحْشِيَّة، وَقِيلَ: إِنما يَكُونُ ذَرَعاً إِذا قَوِيَ عَلَى الْمَشْيِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَجَمْعُهُ ذِرْعانٌ، تَقُولُ: أَذْرَعتِ البقرةُ، فَهِيَ مُذْرِعٌ ذَاتُ ذَرَعٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هنَّ المُذْرِعات أَي ذَوَاتُ ذِرْعانٍ. والمَذارِعُ: النَّخْلُ الْقَرِيبَةُ مِنَ الْبُيُوتِ. والمَذارِعُ: مَا دَانَى المِصْر مِنَ الْقُرَى الصِّغار. والمَذارِعُ: المَزالِفُ، وَهِيَ الْبِلَادُ الَّتِي بَيْنَ الرِّيفِ وَالْبَرِّ كالقادِسية والأَنْبار، الْوَاحِدُ مِذْراعٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: كَانُوا بِمَذْرَاعِ الْيَمَنِ ، قَالَ: هِيَ الْقَرِيبَةُ مِنَ الأَمصار. ومَذارِعُ الأَرض: نَواحيها. ومَذارِعُ الْوَادِي: أَضْواجُه وَنَوَاحِيهِ. والذَّرِيعة: الْوَسِيلَةُ. وَقَدْ تَذَرَّع فُلَانٌ بذَريعةٍ أَي توسَّل، وَالْجَمْعُ الذرائعُ. والذريعةُ، مِثْلُ الدَّريئة: جَمَلٌ يُخْتَل بِهِ الصيْد يَمْشي الصيَّاد إِلى جَنْبِهِ فَيَسْتَتِرُ بِهِ وَيَرْمِي الصيدَ إِذا أَمكنه، وَذَلِكَ الْجَمَلُ يُسَيَّب أَوَّلًا مَعَ الْوَحْشِ حَتَّى تأْلَفَه. والذريعةُ: السبَبُ إِلى الشَّيْءِ وأَصله مِنْ ذَلِكَ الْجَمَلِ. يُقَالُ: فُلَانٌ ذَرِيعتي إِليك أَي سَبَبي ووُصْلَتي الَّذِي أَتسبب بِهِ إِليك؛ وَقَالَ أَبو وجْزةَ يَصِفُ امرأَة: طافَت بِهَا ذاتُ أَلْوانٍ مُشَبَّهة، ... ذَرِيعةُ الجِنِّ لَا تُعْطِي وَلَا تَدَعُ أَراد كأَنها جِنِّيَّةٌ لَا يَطْمَع فِيهَا وَلَا يَعْلمها فِي نَفْسِهَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ هَذَا الْبَعِيرُ الدَّرِيئة والذَّريعة ثُمَّ جُعِلَتِ الذريعةُ مَثَلًا لِكُلِّ شَيْءٍ أَدْنى مِنْ شَيْءٍ وقَرَّب مِنْهُ؛ وأَنشد: وللمَنِيَّةِ أَسْبابٌ تُقَرِّبها، ... كَمَا تُقَرِّب للوَحْشِيَّة الذُّرُع

وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَنت ذَرَّعْت بَيْنَنَا هَذَا وأَنت سَجَلْته؛ يُرِيدُ سَبَّبْتَه. والذَّريعةُ: حَلْقة يُتَعلَّم عَلَيْهَا الرَّمْي. والذريعُ: السريعُ. وَمَوْتٌ ذريعٌ: سَرِيعٌ فاشٍ لَا يَكَادُ النَّاسُ يَتدافَنُون، وَقِيلَ: ذَريع أَي سَرِيعٌ. وَيُقَالُ: قَتَلُوهُمْ أَذْرَع قَتْلٍ. وَرَجُلٌ ذَرِيعٌ بِالْكِتَابَةِ أَي سَرِيعٌ. والذِّراعُ والذَّراعُ، بِالْفَتْحِ: المرأَة الخفيفةُ الْيَدَيْنِ بالغَزل، وَقِيلَ: الْكَثِيرَةُ الْغَزَلِ القويَّةُ عَلَيْهِ. وَمَا أَذْرَعَها وَهُوَ مِنْ بَابِ أَحْنَكِ الشاتَيْن، فِي أَن التَّعَجُّبَ مِنْ غَيْرِ فِعل. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُكنَّ أَذْرَعُكن للمِغْزَل أَي أَخَفُّكُنَّ بِهِ، وَقِيلَ: أَقْدَركنَّ عَلَيْهِ. وزِقٌّ ذارِعٌ: كَثِيرُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَيْر الْمَازِنِيُّ: باكَرتُهُم بسِباء جَوْنٍ ذارِعٍ، ... قَبْل الصَّباحِ، وقَبْلَ لَغْو الطائرِ وقال عبد بن الْحَسْحَاسِ: سُلافة دارٍ، لَا سُلافة ذارِعٍ، ... إِذا صُبَّ مِنْهُ فِي الزُّجاجةِ أَزْبدا والذارِعُ والمِذْرَعُ: الزِّقُّ الصَّغِيرُ يُسْلَخ مِنْ قِبَلِ الذِّراع، وَالْجَمْعُ ذَوارِعُ وَهِيَ لِلشَّرَابِ؛ قَالَ الأَعشى: والشارِبُونَ، إِذا الذَّوارعُ أُغْلِيَتْ، ... صَفْوَ الفِصالِ بطارِفٍ وتِلادِ وابنُ ذارِعٍ: الكلْب. وأَذْرُعٌ وأَذْرِعات، بِكَسْرِ الرَّاءِ: بَلَدٌ يُنْسَبُ إِليه الْخَمْرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَنوَّرْتُها مِنْ أَذْرِعاتِ، وأَهلُها ... بيَثْرِبَ أَدْنى دارِها نَظَرٌ عَالِي يُنْشَدُ بِالْكَسْرِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ مِنْ أَذرعاتِ، وأَما الْفَتْحُ فَخَطَأٌ لأَن نَصْبَ تَاءِ الْجَمْعِ وَفَتْحَهُ كَسْرٌ، قَالَ: وَالَّذِي أَجاز الْكَسْرَ بِلَا صَرْفٍ فلأَنه اسْمٌ لفظُه لفظُ جَمَاعَةٍ لِوَاحِدٍ، وَالْقَوْلُ الجيِّد عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ الصَّرْفُ، وَهُوَ مِثْلُ عَرفات، وَالْقُرَّاءُ كُلُّهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ عَرَفاتٍ عَلَى الْكَسْرِ وَالتَّنْوِينِ، وَهُوَ اسْمٌ لِمَكَانٍ وَاحِدٍ وَلَفْظُهُ لَفْظُ جَمْعٍ، وَقِيلَ أَذرعات مَوضِعانِ يُنْسَبُ إِليهما الْخَمْرُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَمَا إِنْ رَحِيقٌ سَبَتْها التِّجارُ ... مِنْ أَذْرِعاتٍ، فَوادِي جَدَرْ وَفِي الصِّحَاحِ: أَذْرِعات، بِكَسْرِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ بِالشَّامِ تُنْسَبُ إِليه الْخَمْرُ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ مَصْرُوفَةٌ مِثْلَ عَرَفَاتٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يُنَوِّنُ أَذرعات، يَقُولُ: هَذِهِ أَذرعاتُ ورأَيت أَذرعاتِ، بِرَفْعِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالنِّسْبَةُ إِلى أَذْرِعات أَذْرَعِيٌّ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَذرعات بِالصَّرْفِ وَغَيْرِ الصَّرْفِ، شَبَّهُوا التَّاءَ بِهَاءِ التأْنيث، وَلَمْ يَحْفَلوا بِالْحَاجِزِ لأَنه سَاكِنٌ، وَالسَّاكِنُ لَيْسَ بِحَاجِزٍ حَصين، إِن سأَل سَائِلٌ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ قَالَ هَذِهِ أَذرعاتُ ومسلماتُ وَشَبَّهَ تَاءَ الْجَمَاعَةِ بِهَاءِ الْوَاحِدَةِ فَلَمْ يُنَوِّن لِلتَّعْرِيفِ والتأْنيث، فَكَيْفَ يَقُولُ إِذا نكَّر أَيُنوّن أَم لَا؟ فَالْجَوَابُ أَن التَّنْوِينَ مَعَ التَّنْكِيرِ وَاجِبٌ هُنَا لَا مَحَالَةَ لِزَوَالِ التَّعْرِيفِ، فأَقْصى أَحوال أَذْرِعات إِذا نَكَّرْتَهَا فِيمَنْ لَمْ يَصْرِفْ أَن تَكُونَ كحمزةَ إِذا نَكَّرْتَهَا، فَكَمَا تَقُولُ هَذَا حمزةُ وحمزةٌ آخَرُ فَتَصْرِفُ النَّكِرَةَ لَا غَيْرَ، فَكَذَلِكَ تَقُولُ عِنْدِي مسلماتُ

وَنَظَرْتُ إِلى مسلماتٍ أُخرى فَتُنَوِّنُ مسلماتٍ لَا مَحَالَةَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: أَذْرِعات ويَذْرِعات مَوْضِعٌ بِالشَّامِ حَكَاهُ فِي الْمُبْدَلِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِلى مَشْرَبٍ بَيْنَ الذِّراعَيْن بارِد فَهُمَا هَضْبتان. وَقَوْلُهُمْ: اقْصِدْ بذَرْعِك أَي ارْبَعْ عَلَى نَفْسك وَلَا يَعْدُ بِكَ قَدْرُك. والذَّرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: الطمَعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: وَقَدْ يَقُودُ الذرَعُ الوَحْشِيَّا والمُذَرِّعُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ مُشَدَّدَةً: الْمَطَرُ الَّذِي يَرْسَخ فِي الأَرض قدرَ ذِراع. ذعع: الذَّعاعُ والذُّعاعُ: مَا تَفَرَّقَ مِنَ النَّخْلِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ، ... فِي ذُعاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُهْ قَالَ الأَزهري: قرأْت هَذَا الْبَيْتَ بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ فِي ذُعَاعِ النَّخْلِ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَدَعَاعُ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ تَصْحِيفٌ، قَالَ: وَيُقَالُ الذُّعاع مَا بَيْنَ النَّخْلَتَيْنِ، بِضَمِّ الذَّالِ. والذَّعْذَعَةُ: التفريقُ وأَصله مِنْ إِذاعة الْخَبَرِ وذُيوعه، فَلَمَّا كُرِّرَ اسْتُعْمِلَ كَمَا قَالُوا مِنَ الإِناخة: نَخْنَخ بَعِيرَهُ فتَنَخْنخ. وذَعذع الشيءَ وَالْمَالَ ذَعْذَعَةً فَتَذَعْذع: حَرَّكَهُ وفرَّقه، وَقِيلَ: فرَّقه وبدَّده؛ قَالَ علقمةُ بْنُ عبْدة: لَحى اللهُ دَهْراً ذَعذعَ المالَ كلَّه، ... وسَوَّد أَشْباه الإِماء العَوارِك سَوَّد مِنَ السُّودَدِ. وذَعذعتِ الريحُ الشَّجَرَ: حركَتْه تَحْرِيكًا شَدِيدًا. وذَعذعت الرِّيحُ التُّرَابَ: فَرَّقته وذَرَّتْه وسَفَتْه؛ كُلُّ ذَلِكَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: غَشِيتُ لَهَا مَنازلَ مُقْوِياتٍ، ... تُذَعْذِعها مُذَعذِعةٌ حَنونُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَذَعذَع الْبِنَاءُ أَي تفرّقتْ أَجزاؤه. وذَعْذعهم الدَّهْرُ أَي فَرَّقهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنه قَالَ لِرَجُلٍ: مَا فَعَلْتَ بإِبلك؟ وَكَانَتْ لَهُ إِبل كَثِيرَةٌ، فَقَالَ: ذَعْذَعَتْها النَّوَائِبُ وفرَّقَتْها الحُقوق، فَقَالَ: ذَاكَ خَير سُبُلِها أَي خَير مَا خرجَت فِيهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدة مدَحه مِدْحةً فَقَالَ فِيهَا: لنَجْبُرَ مِنْهُ جانِباً ذَعْذَعَتْ بِهِ ... صُروفُ اللَّيَالِي، والزَّمانُ المُصَمِّمُ وذَعْذَعةُ السِّرِّ: إِذاعَتُه. وَرَجُلٌ ذَعْذاعٌ إِذا كَانَ مِذْياعاً للسِّرِّ نَمَّاماً لَا يَكْتُمُ سِرًّا. وتَذَعْذَعَ شعَرُه إِذا تشعَّث وتمرَّط. والذَّعاعُ: الفِرَقُ، الْوَاحِدَةُ ذَعاعةٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا تفرَّقوا ذَعاذِعَ. وَرَجُلٌ مُذَعْذَعٌ إِذا كَانَ دَعِيًّا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدِي مِنْ جِهَةِ مَن يُوثَقُ بِهِ، وَالصَّوَابُ مُدَغْدَغٌ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَا يَبْعُدُ أَن يَكُونَ المُذَعْذَعُ الدَّعيّ، فإِن ابْنَ الأَثير ذَكَرَ فِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ: لَا يُحِبُّنا أَهلَ البيتِ المُذَعْذَعُ، قَالُوا: وَمَا المُذعذعُ؟ قَالَ: ولد الزنا. ذلع: حَكَى الأَزهري قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُصَحِّفِينَ الأَذْلَعِيّ، بِالْعَيْنِ، الضخْمُ مِنَ الأُيُور الطَّوِيلُ، قَالَ: وَالصَّوَابُ الأَذْلغيّ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ لَا غَيْرَ.

فصل الراء

ذيع: الذَّيْعُ: أَن يَشِيع الأَمرُ. يُقَالُ أَذَعْناه فَذَاعَ وأَذَعْت الأَمر وأَذَعْتُ بِهِ وأَذَعْتُ السِّرَّ إِذاعة إِذا أَفْشيْته وأَظهرته. وذاعَ الشيءُ وَالْخَبَرُ يَذِيع ذَيْعاً وذيَعاناً وذُيوعاً وذَيْعوعةً: فَشا وانتشَر. وأَذاعه وأَذاع بِهِ أَي أَفشاه. وأَذاعَ بِالشَّيْءِ: ذهَب بِهِ؛ وَمِنْهُ بَيْتُ الْكِتَابِ «2»: رَبْع قِواء أَذاعَ المُعْصِراتُ بِهِ أَي أَذْهَبته وطَمَسَتْ مَعالِمَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: نَوازِل أَعْوامٍ أَذاعَتْ بخَمْسةٍ، ... وتَجْعَلُني، إِن لَمْ يَقِ اللهُ، سادِيا وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ ، قَالَ أَبو إِسحاق: يَعْنِي بِهَذَا جَمَاعَةً مِنَ الْمُنَافِقِينَ وضَعَفةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: وَمَعْنَى أَذاعُوا بِهِ أَي أَظهروه ونادَوْا بِهِ فِي النَّاسِ؛ وأَنشد: أَذاعَ بِهِ فِي الناسِ حَتَّى كأَنه، ... بعَلْياء، نارٌ أُوقِدتْ بثَقُوبِ وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا أُعلم أَنه ظاهرٌ عَلَى قَوْمٍ أَمِنَ مِنْهُمْ، أَو أُعلم بتَجَمُّع قَوْمٍ يُخافُ مِنْ جَمْع مِثلهم، أَذاعَ الْمُنَافِقُونَ ذَلِكَ ليَحْذَر مَنْ يَبْتَغِي أَن يَحْذر مِنَ الْكُفَّارِ وليَقْوى قلبُ مَنْ يَبْتَغِي أَن يقْوى قلبُه عَلَى مَا أَذاع، وَكَانَ ضَعَفةُ الْمُسْلِمِينَ يشِيعون ذَلِكَ مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ بِالضَّرَرِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ رَدُّوا ذَلِكَ إِلى أَن يأْخذوه مِنْ قِبَلِ الرَّسُولِ وَمِنْ قِبَلِ أُولي الأَمر مِنْهُمْ لَعَلِمَ الَّذِينَ أَذاعوا بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا يَنْبَغِي أَن يُذاعَ أَو لَا يُذَاعَ. وَرَجُلٌ مِذياعٌ: لَا يَسْتَطِيعُ كَتْمَ خبَر. وأَذاع الناسُ والإِبلُ مَا وَبِمَا فِي الحَوْضِ إِذاعةً إِذا شَرِبُوا مَا فِيهِ. وأَذاعَتْ بِهِ الإِبل إِذاعة إِذا شَرِبَتْ. وتركْتُ مَتاعي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فأَذاع الناسُ بِهِ إِذا ذَهَبُوا بِهِ. وكلُّ مَا ذُهب بَهِ، فَقَدْ أُذِيعَ بِهِ. والمِذْياع: الَّذِي لَا يكتمُ السِّرَّ، وَقَوْمٌ مَذايِيعُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ، ووصْف الأَولياء: لَيْسُوا بالمَذايِيع البُذُر ، هُوَ جَمْعُ مِذْياع مِنْ أَذاعَ الشيءَ إِذا أَفْشاه، وَقِيلَ: أَراد الَّذِينَ يُشِيعون الفواحِش وهو بِناءُ مبالغة. فصل الراء ربع: الأَربعة والأَربعون مِنَ الْعَدَدِ: مَعْرُوفٌ. والأَربعة فِي عَدَدِ الْمُذَكَّرِ والأَربع فِي عَدَدِ الْمُؤَنَّثِ، والأَربعون بَعْدَ الثَّلَاثِينَ، وَلَا يَجُوزُ فِي أَربعينَ أَربعينُ كَمَا جَازَ فِي فِلَسْطِينَ وَبَابِهِ لأَن مَذْهَبَ الْجَمْعِ فِي أَربعين وَعِشْرِينَ وَبَابِهِ أَقْوَى وأَغلب مِنْهُ فِي فِلَسْطين وَبَابِهَا؛ فأَما قَوْلُ سُحَيْم بْنُ وَثِيل الرِّياحيّ: وَمَاذَا يَدَّري الشُّعراء مِنِّي، ... وَقَدْ جاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِينِ؟ «3» فَلَيْسَتِ النُّونُ فِيهِ حَرْفَ إِعراب وَلَا الْكَسْرَةُ فِيهَا عَلَامَةَ جرِّ الِاسْمِ، وإِنما هِيَ حَرَكَةٌ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ إِذا الْتَقَيَا وَلَمْ تُفْتَحْ كَمَا تُفْتَحُ نُونُ الْجَمْعِ لأَن الشَّاعِرَ اضطُرَّ إِلى ذَلِكَ لِئَلَّا تَخْتَلِفَ حَرَكَةُ حَرْفِ الرَّوِيِّ فِي سَائِرِ الأَبيات؛ أَلا تَرَى أَن فِيهَا: أَخُو خَمْسِينَ مُجتمِعٌ أَشُدِّي، ... ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ ورُباعُ: مَعْدُولٌ مِنْ أَربعة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ* ؛ أَراد أَربعاً فعدَله وَلِذَلِكَ تُرِكَ صرْفه. ابْنُ جِنِّي: قرأَ الأَعمش مَثْنَى وثُلَثَ

_ (2). قوله: بيت الكتاب؛ هكذا في الأَصل، ولعله أراد كتاب سيبويه. (3). وفي رواية أخرى: وماذا تبتغي الشعراء مني إلخ.

ورُبَعَ، عَلَى مِثَالِ عُمر، أَراد ورُباع فَحَذَفَ الأَلف. ورَبَعَ القومَ يَرْبَعُهم رَبْعاً: صَارَ رابِعَهم وَجَعَلَهُمْ أَربعة أَو أَربعين. وأَربَعُوا: صَارُوا أَربعة أَو أَربعين. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسةَ: لَقَدْ رأَيْتُني وإِنِّي لرُبُعُ الإِسلام أَي رابِعُ أَهل الإِسلام تقدَّمني ثلاثةٌ وَكُنْتُ رَابِعَهُمْ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: كَنْتُ رابِعَ أَربعة أَي وَاحِدًا مِنْ أَربعة. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ فِي السَّقْط: إِذا نُكِس فِي الْخَلْقِ الرَّابِعِ أَي إِذا صَارَ مُضْغة فِي الرَّحِم لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: فَجَاءَتْ عَيْنَاهُ بأَربعة أَي بدُموع جرَتْ مِنْ نَوَاحِي عَيْنَيْهِ الأَربع. والرِّبْعُ فِي الحُمَّى: إِتيانُها فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، وَذَلِكَ أَن يُحَمَّ يَوْمًا ويُتْرَك يَوْمَيْنِ لَا يُحَمّ ويُحَمّ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، وَهِيَ حُمَّى رِبْعٍ، وَقَدْ رُبِع الرَّجُلُ فَهُوَ مَرْبوع ومُرْبَع، وأُرْبِعَ؛ قَالَ أُسامةُ بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيُّ: مِن المُرْبَعِينَ وَمِنْ آزِلٍ، ... إِذا جَنَّه الليلُ كالناحِطِ وأَرْبَعَت عَلَيْهِ الحُمَّى: لُغَةٌ فِي رُبِعَ، فَهُوَ مُرْبَع. وأَربَعَت الحُمّى زَيْدًا وأَرْبَعَت عَلَيْهِ: أَخذَته رِبعاً، وأَغَبَّتْه: أَخذته غِبًّا، وَرَجُلٌ مُرْبِعٌ ومُغِبٌّ، بِكَسْرِ الْبَاءِ. قَالَ الأَزهري: فَقِيلَ لَهُ لِمَ قُلْتَ أَرْبَعَتِ الحُمَّى زَيْدًا ثُمَّ قُلْتَ مِنَ المُرْبِعين فَجَعَلْتَهُ مَرَّةً مَفْعُولًا وَمَرَّةً فَاعِلًا؟ فَقَالَ: يُقَالُ أَرْبَعَ الرَّجُلُ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ أَربعت عَلَيْهِ الْحُمَّى وَالرَّجُلُ مُرْبَع، بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَرْبَعَتْه الْحُمَّى وَلَا يُقَالُ رَبَعَتْه. وَفِي الصِّحَاحِ: تَقُولُ رَبَعَتْ عَلَيْهِ الحُمّى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَغِبُّوا فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وأَرْبِعُوا إِلا أَن يَكُونَ مَغْلُوبًا ؛ قَوْلُهُ أَرْبِعُوا أَي دَعُوه يَوْمَيْنِ بَعْدَ الْعِيَادَةِ وأْتوه الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وأَصله مِنَ الرِّبْع فِي أَورادِ الإِبل. والرِّبْعُ: الظِّمْء مِنْ أَظْماء الإِبل، وَهُوَ أَن تُحْبَس الإِبلُ عَنِ الْمَاءِ أَربعاً ثُمَّ تَرِدَ الْخَامِسَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَرِدَ الماءَ يَوْمًا وتَدَعَه يَوْمَيْنِ ثُمَّ تَرِدَ الْيَوْمَ الرَّابِعَ، وَقِيلَ: هُوَ لِثَلَاثِ لَيَالٍ وأَربعة أَيام. ورَبَعَت الإِبلُ: وَرَدتْ رِبعاً، وإِبلٌ رَوابِعُ؛ وَاسْتَعَارَهُ العَجَّاج لوِرْد الْقَطَا فَقَالَ: وبَلْدةٍ تُمْسِي قَطاها نُسَّسا ... رَوابِعاً، وقَدْرَ رِبْعٍ خُمَّسا وأَرْبَعَ الإِبلَ: أَوردها رِبْعاً. وأَرْبعَ الرجلُ: جَاءَتْ إِبلُه رَوابعَ وخَوامِس، وَكَذَلِكَ إِلى العَشْر. والرَّبْعُ: مَصْدَرُ رَبَعَ الوَترَ وَنَحْوَهُ يَرْبَعه رَبْعاً، جَعَلَهُ مَفْتُولًا مِنْ أَربع قُوًى، وَالْقُوَّةُ الطاقةُ، وَيُقَالُ: وَتَرٌ مَرْبوعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ: رابِطُ الجأْشِ عَلَى فَرْجِهِمُ، ... أَعْطِفُ الجَوْنَ بمرْبوعٍ مِتَلِ أَي بِعِنَانٍ شَدِيدٍ مِنْ أَربع قُوًى. وَيُقَالُ: أَراد رُمْحاً مَرْبوعاً لَا قَصِيرًا وَلَا طَوِيلًا، وَالْبَاءُ بِمَعْنَى مَعَ أَي ومعيَ رُمْح. وَرُمْحٌ مَرْبُوعٌ: طُولُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. وربَّع الشيءَ: صَيَّرَهُ أَربعةَ أَجزاء وَصَيَّرَهُ عَلَى شَكْلٍ ذِي أَربع وَهُوَ التَّرْبِيعُ. أَبو عَمْرٍو: الرُّومِيُّ شِراعُ السَّفِينَةِ الْفَارِغَةِ، والمُرْبِعُ شِراعُ المَلأَى، والمُتَلَمِّظةُ مَقْعدُ الاشْتِيام وَهُوَ رَئيسُ الرُّكابِ. والتربيعُ فِي الزَّرْعِ: السَّقْية الَّتِي بَعْدَ التَّثْلِيثِ. وَنَاقَةٌ رَبوعٌ: تَحْلُبُ أَربعة أَقداح؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.

وَرَجُلٌ مُرَبَّعُ الْحَاجِبَيْنِ: كَثِيرُ شِعْرِهِمَا كأَنَّ لَهُ أَربعة حَواجبَ؛ قَالَ الرَّاعِي: مُرَبَّع أَعلى حاجبِ العينِ، أُمُّه ... شَقيقةُ عَبْدٍ، مِنْ قَطينٍ، مُوَلَّدِ والرُّبْع والرُّبُع والرَّبيعُ: جُزْءٌ مِنْ أَربعة يَطَّرد ذَلِكَ فِي هَذِهِ الْكُسُورِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، وَالْجَمْعُ أَرباعٌ ورُبوعٌ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنه لَمَّا رُبِعَ يَوْمَ أُحُد وشَلَّت يدُه قَالَ لَهُ: باءَ طلحةُ بالجنةِ ؛ رُبِعَ أَي أُصِيبَت أَرباعُ رأْسه وَهِيَ نَوَاحِيهِ، وَقِيلَ: أَصابه حُمّى الرِّبْع، وَقِيلَ: أُصِيبَ جَبينُه؛ وأَما قَوْلُ الفَرزدق: أَظُنُّك مَفْجوعاً بِرُبْعِ مُنافِقٍ، ... تَلَبَّس أَثوابَ الخِيانةِ والغَدْرِ فإِنه أَراد أَنَّ يَمِينَهُ تُقْطَع فيَذْهَب رُبْع أَطرافِه الأَربعة. ورَبَعَهم يَرْبَعُهم رَبْعاً: أَخذ رُبْع أَموالهم مِثْلُ عَشَرْتُهم أَعْشُرُهم. ورَبَعهم: أَخذ رُبع الْغَنِيمَةِ. والمِرْباع: مَا يأْخذه الرَّئِيسُ وَهُوَ رُبْعُ الْغَنِيمَةِ؛ قَالَ: لكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصَّفايا، ... وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضول الصَّفايا: مَا يَصْطَفِيه الرَّئِيسُ، والنَّشِيطةُ: مَا أَصاب مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَن يَصِيرَ إِلى مُجتَمع الْحَيِّ، والفُضول: مَا عُجِزَ أَن يُقْسَم لِقِلَّتِهِ وخُصَّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ أَي تأْخذ رُبع الْغَنِيمَةِ أَو تأْخذ المِرْباع؛ مَعْنَاهُ أَلم أَجْعَلْك رَئِيسًا مُطاعاً؟ قَالَ قُطْرُبٌ: المِرْباع الرُّبع والمِعْشار العُشر وَلَمْ يُسْمَعْ فِي غَيْرِهِمَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَبْلَ إِسلامه: إِنك لتأْكلُ المِرْباع وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ ؛ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا غَزا بَعْضُهُمْ بَعْضًا وغَنِموا أَخذ الرَّئِيسُ رُبْعَ الْغَنِيمَةِ خَالِصًا دُونَ أَصحابه، وَذَلِكَ الرُّبْعُ يُسَمَّى المِرْباع؛ وَمِنْهُ شِعْرُ وَفْدِ تَمِيم: نَحْنُ الرُّؤُوس وَفِينَا يُقْسم الرُّبُعُ وَقَالَ ابْنُ سِكِّيتٍ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ يَصِفُ الْغَيْثَ: كأَنَّ فِيهِ، لمَّا ارْتَفَقْتُ لَهُ، ... رَيْطاً ومِرْباعَ غانمٍ لَجَبا قَالَ: ذَكَرَ السَّحاب، والارْتِفاقُ: الاتِّكاءُ عَلَى المِرْفَقِ؛ يَقُولُ: اتَّكأْت عَلَى مِرْفَقي أَشِيمُه وَلَا أَنام، شبَّه تبَوُّجَ الْبَرْقِ فِيهِ بالرَّيْط الأَبيض، والرَّيْطةُ: مُلاءة لَيْسَتْ بمُلَفَّقة، وأَراد بِمِرْبَاعِ غانمٍ صوْتَ رَعْدِهِ، شَبَّهَهُ بِمِرْبَاعِ صَاحِبِ الْجَيْشِ إِذا عُزل لَهُ رُبْعُ النَّهْب مِنَ الإِبل فتحانَّت عِنْدَ المُوالاة، فَشَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ فِيهِ بِحَنِينها؛ ورَبعَ الجَيْشَ يَرْبَعُهم رَبْعاً ورَباعةً: أَخذ ذَلِكَ مِنْهُمْ. ورَبَع الحَجرَ يَرْبَعُه رَبْعاً وَارْتَبَعَهُ: شالَه وَرَفَعَهُ، وَقِيلَ: حَمَلَهُ، وَقِيلَ: الرَّبْعُ أَن يُشال الْحَجَرُ بِالْيَدِ يُفْعَلُ ذَلِكَ لتُعْرَفَ بِهِ شدَّة الرَّجُلِ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْحَجَرِ خَاصَّةً. والمَرْبُوعُ والرَّبيعة: الْحَجَرُ المَرْفُوع، وَقِيلَ: الَّذِي يُشال. وَفِي الْحَدِيثِ: مرَّ بِقَوْمٍ يَرْبَعُون حَجراً أَو يَرْتَبِعُون، فَقَالَ: عُمّالُ اللَّهِ أَقْوَى مِنْ هؤُلاء ؛ الرَّبْعُ: إِشالةُ الْحَجَرِ ورَفْعُه لإِظْهار القوَّةِ. والمِرْبَعةُ: خُشَيْبة قَصِيرَةٌ يُرْفَع بِهَا العِدْل يأْخذ رَجُلَانِ بطَرَفَيْها فيَحْمِلان الحِمْل ويَضَعانه عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ؛ وَقَالَ الأَزهري: هِيَ عَصًا تُحْمَلُ بِهَا الأَثقال حَتَّى توضَع عَلَى ظَهْرِ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: كُلُّ شَيْءٍ رُفع

بِهِ شَيْءٌ مِرْبَعة، وَقَدْ رابَعَه. تَقُولُ مِنْهُ: رَبَعْت الحِمْل إِذا أَدخَلتها تَحْتَهُ وأَخذت أَنت بطَرَفِها وصاحِبُك بطرَفِها الْآخَرِ ثُمَّ رَفَعْتَه عَلَى الْبَعِيرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَينَ الشِّظاظانِ وأَينَ المِرْبَعهْ؟ ... وأَينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْ؟ فإِن لَمْ تَكُنِ المِرْبَعةُ فالمُرابَعةُ، وَهِيَ أَن تأْخذ بِيَدِ الرَّجُلِ ويأْخذ بِيَدِكَ تَحْتَ الحِمْل حَتَّى تَرفعاه عَلَى الْبَعِيرِ؛ تَقُولُ: رابَعْت الرَّجل إِذا رَفَعْتَ مَعَهُ العِدْلَ بِالْعَصَا عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْر كانتْ صاحِبي، ... مَكانَ مَنْ أَنْشا عَلَى الرَّكائبِ ورابَعَتْني تحتَ لَيْلٍ ضارِبِ، ... بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ ورَبَع بِالْمَكَانِ يَرْبَعُ رَبْعاً: اطمأَنَّ. والرَّبْع: الْمَنْزِلُ وَالدَّارُ بِعَيْنِهَا، والوَطَنُ مَتَى كَانَ وبأَيِّ مَكَانٍ كَانَ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَجَمْعُهُ أَرْبُعٌ ورِباعٌ ورُبُوعٌ وأَرْباعٌ. وَفِي حَدِيثِ أُسامة: قَالَ لَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَهَلْ تَرَك لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رَبْعٍ ؟ وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ رِباعٍ ؛ الرَّبْعُ: المَنْزِلُ ودارُ الإِقامة. ورَبْعُ الْقَوْمِ: مَحَلَّتُهم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَرَادَتْ بَيْعَ رِباعِها أَي مَنازِلها. وَفِي الْحَدِيثِ: الشُّفْعَةُ فِي كُلِّ رَبْعةٍ أَو حَائِطٍ أَو أَرض ؛ الرَّبْعةُ: أَخصُّ مِنَ الرَّبع، والرَّبْعُ المَحَلَّة. يُقَالُ: مَا أَوسع رَبْعَ بَنِي فُلَانٍ والرَّبّاعُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ شراءِ الرِّباع، وَهِيَ المنازِل. ورَبَعَ بِالْمَكَانِ رَبْعاً: أَقام. والرَّبْعُ: جَماعةُ الناسِ. قَالَ شَمِرٌ: والرُّبُوع أَهل المَنازل أَيضاً؛ قَالَ الشَّمّاخ: تُصِيبُهُمُ وتُخْطِئُني المَنايا، ... وأَخْلُفُ فِي رُبُوعٍ عَنْ رُبُوعِ أَي فِي قَوْم بَعْدَ قَوْمٍ؛ وَقَالَ الأَصمعي: يُرِيدُ فِي رَبْعٍ مِنْ أَهلي أَي فِي مَسْكَنهم، بَعْدَ رَبْع. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الرَّبْعُ مِثْلُ السَّكن وَهُمَا أَهل البيتِ؛ وأَنشد: فإِنْ يَكُ ربْعٌ مِنْ رِجالٍ، أَصابَهمْ، ... مِنَ اللَّهِ والحَتْمِ المُطِلِّ، شَعُوبُ وَقَالَ شَمِرٌ: الرَّبْعُ يَكُونُ المنزلَ وأَهل الْمَنْزِلِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والرَّبْعُ أَيضاً العَدَدُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ الأَحوص: وفِعْلُكَ مرضِيٌّ، وفِعْلُكَ جَحْفَلٌ، ... وَلَا عَيْبَ فِي فِعْلٍ وَلَا فِي مُرَكَّبِ «1» قال: وأَما قَوْلُ الرَّاعِي: فَعُجْنا عَلَى رَبْعٍ برَبْعٍ، تَعُودُه، ... مِنَ الصَّيْفِ، جَشّاء الحَنِينِ تُؤَرِّجُ قَالَ: الرَّبْع الثَّانِي طَرَف الجَبل. والمَرْبُوع مِنَ الشِّعْرِ: الَّذِي ذهَب جُزْآنِ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَجزاء مِنَ المَديد والبَسِيط؛ والمَثْلُوث: الَّذِي ذَهَبَ جُزْآنِ مِنْ سِتَّةِ أَجزاء. والرَّبِيعُ: جُزْءٌ مِنْ أَجزاء السَّنَةِ فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُهُ الْفَصْلَ الَّذِي يُدْرِكُ فِيهِ الثِّمَارُ وَهُوَ الْخَرِيفُ ثُمَّ فَصْلُ الشِّتَاءِ بَعْدَهُ ثُمَّ فَصْلُ الصَّيْفِ، وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي يَدْعُوه الْعَامَّةُ الرّبيعَ، ثُمَّ فَصْلُ القَيْظ بَعْدَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَدْعُوهُ العامةُ الصَّيْفَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يسمي الفصل الذي

_ (1). قوله [وفعلك إلخ] كذا بالأصل ولا شاهد فيه ولعله وربعك جحفل.

تُدْرَكُ فِيهِ الثِّمَارُ، وَهُوَ الْخَرِيفُ، الربيعَ الأَول وَيُسَمَّى الْفَصْلَ الَّذِي يَتْلُو الشِّتَاءَ وتأْتي فِيهِ الكَمْأَة والنَّوْرُ الربيعَ الثَّانِيَ، وَكُلُّهُمْ مُجْمِعون عَلَى أَنّ الْخَرِيفَ هُوَ الرَّبِيعِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُسَمَّى قِسما الشِّتَاءِ رَبِيعَيْنِ: الأَوَّل مِنْهُمَا رَبِيعُ الْمَاءِ والأَمطار، وَالثَّانِي رَبِيعُ النَّبَاتِ لأَن فِيهِ يَنْتَهِي النَّبَاتُ مُنْتهاه، قَالَ: وَالشِّتَاءُ كُلُّهُ رَبِيعٌ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ أَجل النَّدى، قَالَ: وَالْمَطَرُ عِنْدَهُمْ رَبِيعٌ مَتَى جَاءَ، وَالْجَمْعُ أَرْبِعةٌ ورِباعٌ. وشَهْرا رَبِيعٍ سُمِّيَا بِذَلِكَ لأَنهما حُدّا فِي هَذَا الزَّمَنِ فلَزِمَهما فِي غَيْرِهِ وَهُمَا شهرانِ بَعْدَ صفَر، وَلَا يُقَالُ فِيهِمَا إِلا شهرُ رَبِيعٍ الأَوّل وشهرُ رَبِيعٍ الْآخِرِ. والربيعُ عِنْدَ الْعَرَبِ رَبيعانِ: رَبيعُ الشُّهُورِ وَرَبِيعُ الأَزمنة، فَرَبِيعُ الشُّهُورِ شَهْرَانِ بَعْدَ صَفَرَ، وأَما رَبِيعُ الأَزمنة فَرَبِيعَانِ: الربيعُ الأَول وَهُوَ الْفَصْلُ الَّذِي تأْتي فِيهِ الكمأَة والنَّوْر وَهُوَ ربيع الكَلإِ، والثاني وهو الفصل الذي تدرك فيه الثِّمَارُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهِ الرَّبِيعَ الأَوّل؛ وَكَانَ أَبو الْغَوْثِ يَقُولُ: الْعَرَبَ تَجْعَلُ السَّنَةَ سِتَّةَ أَزمنة: شَهْرَانِ مِنْهَا الرَّبِيعُ الأَوّل، وَشَهْرَانِ صَيْف، وَشَهْرَانِ قَيظ، وَشَهْرَانِ الرَّبِيعُ الثَّانِي، وَشَهْرَانِ خَرِيفٌ، وَشَهْرَانِ شِتَاءٌ؛ وأَنشد لِسَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضُبَيْعةَ: إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ، ... أَفْلَحَ مَن كانتْ لَهُ رِبْعِيُّونْ فَجَعَلَ الصَّيْفَ بَعْدَ الرَّبِيعِ الأَول. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي يَحْيَى بْنِ كُنَاسَةَ فِي صِفَةِ أَزمنة السَّنَةِ وفُصولها وَكَانَ علَّامة بِهَا: أَن السَّنَةَ أَربعةُ أَزمنة: الرَّبِيعُ الأَول وَهُوَ عِنْدَ الْعَامَّةِ الْخَرِيفُ، ثُمَّ الشِّتَاءُ ثُمَّ الصَّيْفُ، وَهُوَ الرَّبِيعُ الْآخِرُ، ثُمَّ الْقَيْظُ؛ وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي الْبَادِيَةِ، قَالَ: وَالرَّبِيعُ الأَوّل الَّذِي هُوَ الْخَرِيفُ عِنْدَ الفُرْس يَدْخُلُ لِثَلَاثَةِ أَيام مِنْ أَيْلُول، قَالَ: وَيَدْخُلُ الشِّتَاءُ لِثَلَاثَةِ أَيام مِنْ كانُون الأَوّل، وَيَدْخُلُ الصَّيْفُ الَّذِي هُوَ الرَّبِيعُ عِنْدَ الْفُرْسِ لِخَمْسَةِ أَيام تَخْلُو مِنْ أَذار، وَيَدْخُلُ الْقَيْظُ الَّذِي هُوَ صَيْفٌ عِنْدَ الْفُرْسِ لأَربعة أَيام تَخْلُو مِنْ حَزِيران، قَالَ أَبو يَحْيَى: وَرَبِيعُ أَهل العِراق مُوَافِقٌ لِرَبِيعِ الْفُرْسِ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَ الشِّتَاءِ، وَهُوَ زَمَانُ الوَرْد وَهُوَ أَعدل الأَزمنة، وَفِيهِ تُقْطع الْعُرُوقُ ويُشرب الدَّوَاءُ؛ قَالَ: وأَهل الْعِرَاقِ يُمطَرون فِي الشِّتَاءِ كُلِّهِ ويُخْصِبون فِي الرَّبِيعِ الَّذِي يَتْلُو الشِّتَاءَ، فأَما أَهل الْيَمَنِ فإِنهم يُمْطَرون فِي الْقَيْظِ ويُخْصِبون فِي الْخَرِيفِ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الرَّبِيعَ الأَول. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ لأَوّل مَطَرٍ يَقَعُ بالأَرض أَيام الْخَرِيفِ رَبِيعٌ، وَيَقُولُونَ إِذا وَقَعَ رَبِيعٌ بالأَرض: بَعَثْنا الرُّوّاد وانْتَجَعْنا مساقِط الغَيْثِ؛ وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لِلنَّخِيلِ إِذا خُرِفت وصُرِمَت: قَدْ تَربَّعَت النَّخِيلُ، قَالَ: وإِنما سُمِّيَ فَصْلُ الْخَرِيفِ خَرِيفًا لأَن الثِّمَارَ تُخْتَرَف فِيهِ، وَسَمَّتْهُ الْعَرَبُ رَبِيعًا لِوُقُوعِ أَوّل الْمَطَرِ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَذْكُر الشُّهُورَ كُلَّهَا مُجَرَّدَةً إِلا شَهْرَيْ رَبِيع وَشَهْرَ رَمَضَانَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ يومٌ قائظٌ وصافٍ وشاتٍ، وَلَا يُقَالُ يومٌ رابِعٌ لأَنهم لَمْ يَبْنُوا مِنْهُ فِعْلًا عَلَى حَدِّ قاظَ يومُنا وَشَتَا فَيَقُولُوا رَبَعَ يومُنا لأَنه لَا مَعْنَى فِيهِ لحَرّ وَلَا بَرْد كَمَا فِي قاظَ وَشَتَا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اجْعلِ القرآنَ رَبِيعَ قَلْبي ؛ جَعَلَهُ رَبِيعًا لَهُ لأَن الإِنسان يَرْتَاحُ قَلْبُهُ فِي الرَّبِيعِ مِنَ الأَزمان ويَمِيل إِليه، وجمعُ الرَّبِيعِ أَرْبِعاء وأَرْبِعة مِثْلُ نَصِيب وأَنْصِباء وأَنْصِبة، قَالَ يَعْقُوبُ: وَيُجْمَعُ رَبِيع الكلإِ عَلَى أَربعة، ورَبِيعُ الجَداولِ أَرْبِعاء. والرَّبِيع: الجَدْوَلُ. وَفِي حَدِيثِ المُزارَعةِ: ويَشْتَرِط مَا

سقَى الرَّبيعُ والأَرْبِعاء ؛ قَالَ: الربيعُ النَّهرُ الصَّغِيرُ، قَالَ: وَهُوَ السَّعِيدُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فعدَلَ إِلى الرَّبِيعِ فَتَطَهَّر. وَفِي الْحَدِيثِ: بِمَا يَنْبُت عَلَى ربِيعِ السَّاقي ، هَذَا مِنْ إِضافة المَوْصُوف إِلى الصِّفَةِ أَي النَّهْرُ الَّذِي يَسْقِي الزَّرْع؛ وأَنشد الأَصمعي قَوْلَ الشَّاعِرِ: فُوهُ رَبيعٌ وكَفُّه قَدَحٌ، ... وبَطْنُه، حِينَ يَتَّكِي، شَرَبَهْ يَسَّاقَطُ الناسُ حَوْلَهُ مَرَضاً، ... وهْو صَحِيحٌ، مَا إِنْ بِهِ قَلَبَهْ أَراد بِقَوْلِهِ فُوهُ رَبِيعٌ أَي نَهْرٌ لِكَثْرَةِ شُرْبه، وَالْجَمْعُ أَرْبِعاء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنهم كَانُوا يُكْرُون الأَرض بِمَا يَنْبُت عَلَى الأَرْبِعاء أَي كَانُوا يُكرون الأَرض بِشَيْءٍ مَعْلُومٍ، وَيَشْتَرِطُونَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُكْتريها مَا يَنْبُت عَلَى الأَنهار وَالسَّوَاقِي. وَفِي حَدِيثِ سَهْل بْنِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تأْخذ مِنْ أُصُول سِلْقٍ كُنَّا نَغْرِسُه عَلَى أَرْبِعائنا. ورَبِيعٌ رابِعٌ: مُخْصِبٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الكَلأُ والغَيْثُ رَبِيعاً. والرّبيعُ أَيضاً: الْمَطَرُ الَّذِي يَكُونُ فِي الرَّبِيعِ، وَقِيلَ: يَكُونُ بَعْدَ الوَسْمِيِّ وَبَعْدَهُ الصَّيْفُ ثُمَّ الحَمِيمُ. والرَّبيعُ: مَا تَعْتَلِفُه الدوابُّ مِنَ الخُضَر، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَرْبعةٌ. والرِّبعة، بِالْكَسْرِ: اجْتِماعُ الْمَاشِيَةِ فِي الرَّبِيع، يُقَالُ: بَلَدٌ مَيِّثٌ أَنيثٌ طَيِّبُ الرِّبْعةِ مَريء العُود. ورَبَع الرَّبِيعُ يَرْبَع رُبُوعاً: دخَل. وأَرْبَع القومُ: دَخَلُوا فِي الرَّبِيع، وَقِيلَ: أَرْبعوا صَارُوا إِلى الرِّيف وَالْمَاءِ. وتَرَبَّع القومُ الموضِع وَبِهِ وارْتَبَعوه: أَقاموا فِيهِ زمَن الرَّبِيعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه جَمَّع فِي مُتَرَبَّعٍ لَهُ ؛ المَرْبَع والمُرْتَبَعُ والمُتَرَبَّعُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُنْزَلُ فِيهِ أَيّام الرَّبِيعِ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرى إِقامة الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِ الأَمصار، وَقِيلَ: تَرَبَّعوا وارْتَبَعوا أَصابوا رَبِيعًا، وَقِيلَ: أَصابوه فأَقاموا فِيهِ. وتربَّعت الإِبل بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَي أَقامت بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني أَعرابي: تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِيِّ الغُيَّمِ، ... فِي بَلَدٍ عَافِي الرِّياضِ مُبْهِمِ عَافِي الرِّياضِ أَي رِياضُهُ عافِيةٌ وافِيةٌ لَمْ تُرْعَ. مُبْهِم: كَثِيرُ البُهْمى. والمَرْبَع: المَوضع الَّذِي يُقَامُ فِيهِ زَمَنَ الرَّبِيع خَاصَّةً، وَتَقُولُ: هَذِهِ مَرابعُنا ومَصايِفُنا أَي حَيْثُ نَرْتَبِع ونَصِيفُ، وَالنِّسْبَةُ إِلى الرَّبِيعِ رِبعيٌّ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَكَذَلِكَ رِبْعِيُّ ابن خِراش. وَقِيلَ: أَرْبَعُوا أَي أَقاموا فِي المَرْبَع عَنْ الارْتِياد والنُّجْعة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: غَيْثٌ مُرْبِعٌ مُرْتِع؛ المُرْتِعُ الَّذِي يُنْبِت مَا تَرْتَعُ فِيهِ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مَرِيعاً مُرْبِعاً ، فالمَرِيع: المُخْصِب الناجِعُ فِي الْمَالِ، والمُرْبِع: العامُّ المُغْني عَنْ الارْتِياد والنُّجعة لِعمومه، فَالنَّاسُ يَرْبَعُون حَيْثُ كَانُوا أَي يُقِيمون للخِصْب الْعَامِّ وَلَا يَحتاجُون إِلى الِانْتِقَالِ فِي طَلَب الكلإِ، وَقِيلَ: يَكُونُ مِنْ أَرْبَعَ الغَيْثُ إِذا أَنبت الرّبِيعَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَداكَ يَدٌ رَبيعُ النَّاسِ فِيهَا ... وَفِي الأُخْرَى الشُّهورُ مِنَ الحَرام أَراد أَنَّ خِصْب الناسِ فِي إِحدى يَدَيْهِ لأَنه يُنْعِش الناسَ بسَيْبِه، وَفِي يَدِهِ الأُخرى الأَمْنُ والحَيْطة ورَعْيُ الذِّمام. وارْتَبَعَ الفرَسُ والبعيرُ وترَبَّع:

أَكل الرَّبِيعَ. والمُرْتَبِعُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي رَعى الرَّبِيعَ فسَمِن ونَشِط. ورُبِعَ القومُ رَبْعاً: أَصابهم مَطَرُ الرَّبيع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: حَتَّى إِذا مَا إِيالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً، ... وَقَدْ رَبَعْن الشَّوَى مِنْ ماطِرٍ ماجِ فإِنّ مَعْنَى رَبَعْن أَمْطَرْن مِنْ قَوْلِكَ رُبِعْنا أَي أَصابَنا مَطَرُ الرَّبِيعِ، وأَراد بِقَوْلِهِ مِنْ مَاطِرٍ أَي عَرَق مأْجٍ ملْحٍ؛ يَقُولُ: أَمْطَرْن قَوائمَهن مِنْ عَرَقِهن. ورُبِعَت الأَرضُ، فَهِيَ مَرْبُوعة إِذا أَصابها مَطَرُ الرَّبِيعِ. ومُرْبِعةٌ ومِرْباعٌ: كَثِيرَةُ الرَّبِيع؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَوَّلَ مَا هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ ... بِأَجْرَعَ مِرْباعٍ مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ وأَرْبَع إِبله بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا: رَعَاهَا فِي الرَّبِيعِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَرْبَعُ عِنْدَ الوُرُودِ فِي سُدُمٍ، ... أَنْقَعُ مِنْ غُلَّتي وأُجْزِئُها قِيلَ: مَعْنَاهُ أَلَغُ فِي ماءٍ سُدُمٍ وأَلهَجُ فِيهِ. وَيُقَالُ: ترَبَّعْنا الحَزْن والصَّمّانَ أَي رَعَينا بُقولها فِي الشِّتاء. وعامَله مُرابَعة ورِباعاً: مِنَ الرَّبيع؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واستأْجره مُرابعةً ورِباعاً؛ عَنْهُ أَيضاً، كَمَا يُقَالُ مُصايَفة ومشاهَرة. وَقَوْلُهُمْ: مَا لَهُ هُبَعٌ وَلَا رُبَعٌ، فالرُّبَع: الفَصيل الَّذِي يُنْتَج فِي الرَّبِيعِ وَهُوَ أَوّل النِّتاج، سُمِّيَ رُبَعاً لأَنه إِذا مَشَى ارتَبَع ورَبَع أَي وسَّع خطْوه وعَدا، وَالْجَمْعُ رِباع وأَرْباع مِثْلُ رُطَب ورِطاب وأَرْطاب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وعُلْبة نازَعْتها رِباعي، ... وعُلْبة عِنْدَ مَقِيل الرّاعِي والأُنثى رُبَعةٌ، وَالْجَمْعُ رُبَعات، فإِذا نُتِج فِي آخِرِ النِّتاج فَهُوَ هُبَع، والأُنثى هُبَعة، وإِذا نُسِبَ إِليه فَهُوَ رُبَعِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: مُرِي بَنِيك أَن يُحْسِنوا غِذَاءَ رِباعهم ؛ الرِّباع، بِكَسْرِ الرَّاءِ: جَمْعُ رُبَع وَهُوَ مَا وُلد مِنَ الإِبل فِي الرَّبِيعِ، وَقِيلَ: مَا وُلِدَ فِي أَوّل النِّتاج؛ وإِحْسان غِذائها أَن لَا يُستَقْصى حلَب أُمهاتها إِبقاء عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: كأَنه أَخْفاف الرِّباع. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: سأَله رَجُلٌ مِنَ الصَّدقة فأَعْطاه رُبَعة يَتْبَعُها ظِئراها ؛ هُوَ تأْنيث الرُّبَع؛ وَفِي حَدِيثِ سليْمَان بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: إِنَّ بَنِيَّ صِبْيةٌ صَيْفِيُّونْ، ... أَفْلَحَ مَن كَانَ لَهُ رِبْعِيُّونْ الرِّبْعي: الَّذِي وُلِدَ فِي الرَّبِيعِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَهُوَ مَثَلٌ لِلْعَرَبِ قَدِيمٌ. وَقِيلَ للقمَر: مَا أَنت ابنُ أَربع، فَقَالَ: عَتَمة رُبَعْ لَا جَائِعٌ وَلَا مُرْضَع؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي جَمْعِ رِباع: سَوْفَ تَكْفِي مِنْ حُبِّهِنَّ فتاةٌ ... تَرْبُقُ البَهْمَ، أَو تَخُلُّ الرِّباعا يَعْنِي جَمْعَ رُبَع أَي تَخُلّ أَلسِنةَ الفِصال تَشُقُّها وَتَجْعَلُ فِيهَا عُودًا لِئَلَّا تَرْضَع، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: أَو تحُلّ الرِّباعا أَي تَحُلُّ الرَّبيع مَعَنَا حَيْثُ حَلَلْنا، يَعْنِي أَنها مُتَبَدِّية، وَالرِّوَايَةُ الأُولى أَولى لأَنه أَشبه بِقَوْلِهِ تربق البَهْم أَي تَشُدُّ البَهم عَنْ أُمّهاتها لِئَلَّا تَرْضَع وَلِئَلَّا تُفَرَّقَ، فكأَنّ هَذِهِ الفَتاة تَخْدم

البَهْم والفِصال، وأَرْباعٌ ورِباع شَاذٌّ لأَن سِيبَوَيْهِ قَالَ: إِنّ حُكْم فُعَل أَن يُكَسَّر عَلَى فِعْلان فِي غَالِبِ الأَمر، والأُنثى رُبَعة. وَنَاقَةٌ مُرْبِعٌ: ذَاتُ رُبَع، ومِرْباعٌ: عادتُها أَن تُنْتَج الرِّباع، وفرَّق الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: نَاقَةٌ مُرْبِع تُنْتَج فِي الرَّبِيعِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ عَادَتَهَا فَهِيَ مِرْباع. وَقَالَ الأَصمعي: المِرْباع مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِدُ فِي أَوّل النِّتاج. والمِرْباعُ: الَّتِي وَلَدُهَا مَعَهَا وَهُوَ رُبَع. وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ نَاقَةٍ: إِنها لمِرْباعٌ مِسْياعٌ ؛ قَالَ: هِيَ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَلِدُ فِي أَول النِّتَاجِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُبَكِّر فِي الحَمْل، وَيُرْوَى بِالْيَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ورِبْعِيّة الْقَوْمِ: ميرَتُهم فِي أَول الشِّتَاءِ، وَقِيلَ: الرِّبْعِية مِيرَةُ الرَّبيع وَهِيَ أَوَّل المِيَر ثُمَّ الصَّيْفِيَّةُ ثُمَّ الدَّفَئية ثُمَّ الرَّمَضِيَّة، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ. والرِّبْعية أَيضاً: الْعِيرُ الممْتارة فِي الرَّبِيعِ، وَقِيلَ: أَوّلَ السَّنَةِ، وإِنما يَذْهَبُونَ بأَوّل السَّنَةِ إِلى الرَّبِيعِ، وَالْجَمْعُ رَباعيّ. والرِّبْعِيَّة: الغَزوة فِي الرَّبيع؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وكانَتْ لَهُمْ رِبْعِيَّةٌ يَحْذَرُونَها، ... إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّمَاءِ القَنابِل «2» يَعْنِي أَنه كَانَتْ لَهُمْ غَزْوَةٌ يَغْزُونها فِي الرَّبِيعِ. وأَرْبَعَ الرجلُ، فَهُوَ مُرْبِعٌ: وُلِدَ لَهُ فِي شَبَابِهِ، عَلَى الْمِثْلِ بِالرَّبِيعِ، وَوَلَدُهُ رِبْعِيّون؛ وأَورد: إِنَّ بَنِيَّ غِلْمةٌ صَيْفِيُّونْ، ... أَفْلَحَ مَن كَانَتْ لَهُ رِبْعِيُّونْ «3» وَفَصِيلٌ رِبْعِيٌّ: نُتِجَ فِي الرَّبِيعِ نَسَبٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. ورِبْعِيّة النِّتاج والقَيْظ: أَوَّله. ورِبْعيّ كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّله. رِبْعيّ النِّتَاجِ ورِبْعيّ الشَّبَابِ: أَوَّله؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: جَزِعْت فَلَمْ تَجْزَعْ مِنَ الشَّيْبِ مَجْزَعا، ... وَقَدْ فاتَ رِبْعيُّ الشبابِ فَوَدَّعا وَكَذَلِكَ رِبْعِيّ المَجْد والطعْنِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ أَيضاً: عَلَيْكُمْ بِرِبْعِيِّ الطِّعان، فإِنه ... أَشَقُّ عَلَى ذِي الرَّثْيةِ المُتَصَعِّبِ «4» رِبْعِيُّ الطِّعان: أَوَّله وأَحَدُّهُ. وسَقْب رِبْعي وسِقاب رِبْعية: وُلِدت فِي أَوَّل النِّتاج؛ قَالَ الأَعشى: ولكِنَّها كَانَتْ نَوًى أَجْنَبيَّةً، ... تَواليَ رِبْعيِّ السِّقابِ فأَصْحَبا قَالَ الأَزهري: هَكَذَا سَمِعْتُ الْعَرَبَ تُنْشِده وَفَسَّرُوا لِي تَوالي رِبْعِي السِّقَابِ أَنه مِنَ المُوالاة، وَهُوَ تَمْيِيزُ شَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ. يُقَالُ: والَيْنا الفُصْلان عَنْ أُمهاتها فتَوالَتْ أَي فَصَلْناها عَنْهَا عِنْدَ تَمام الحَوْل، ويَشْتَدّ عَلَيْهَا المُوالاة ويَكْثُر حَنِينها فِي إِثْر أُمهاتها ويُتَّخَذ لَهَا خَنْدق تُحْبَس فِيهِ، وتُسَرَّح الأُمهات فِي وَجْه مِنْ مراتِعها فإِذا تَباعَدت عَنْ أَولادها سُرِّحت الأَولاد فِي جِهة غَيْرِ جِهَةِ الأُمهات فَتَرْعَى وَحْدَهَا فَتَسْتَمِرُّ عَلَى ذَلِكَ، وتُصْحب بَعْدَ أَيام؛ أَخبر الأَعشى أَنّ نَوَى صاحِبته اشْتدَّت عَلَيْهِ فَحنّ إِليها حَنِين رِبْعيِّ السِّقاب إِذا وُوليَ عَنْ أُمه، وأَخبر أَنَّ هَذَا الْفَصِيلَ «5» يَسْتَمِرُّ عَلَى المُوالاة وَلَمْ يُصْحِب إِصْحاب السَّقْب. قَالَ الأَزهري: وإِنما فَسَّرْتُ هَذَا البيت لأَن

_ (2). في ديوان النابغة: القبائل بدل القنابل. (3). سابقاً كانت: صبية بدل غلمة. (4). قوله [المتصعب] أَورده المؤلف في مادة ضعف المتضعف. (5). قوله [أن هذا الفصيل إلخ] كذا بالأصل ولعله أنه كالفصيل.

الرُّوَاةَ لَمَّا أَشكل عَلَيْهِمْ مَعْنَاهُ تخَبَّطُوا فِي اسْتِخْراجه وخَلَّطوا، وَلَمْ يَعْرِفوا مِنْهُ مَا يَعْرِفه مَن شاهَد الْقَوْمَ فِي بَادِيَتِهِمْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَوْ ذهبْت تُرِيدُ وَلَاءَ ضَبَّةَ مِنْ تَميم لتعَذَّر عَلَيْكَ مُوالاتُهم مِنْهُمْ لِاخْتِلَاطِ أَنسابهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وكُنَّا خُلَيْطَى فِي الجِمالِ، فَأَصْبَحَتْ ... جِمالي تُوالى وُلَّهاً مِنْ جِمالِك تُوالى أَي تُمَيَّز مِنْهَا. والسِّبْطُ الرِّبْعِي: نَخْلة تُدْرك آخِرَ الْقَيْظِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سَمَّى رِبعِيّاً لأَن آخِرَ الْقَيْظِ وَقْتُ الوَسْمِيّ. وَنَاقَةٌ رِبْعِية: مُتَقَدِّمة النِّتاج، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: صَرَفانةٌ رِبْعِيّة تُصْرَم بِالصَّيْفِ وَتُؤْكَلُ بالشَّتِيّة؛ رِبعِية: مُتقدِّمة. وارْتَبَعتِ الناقةُ وأَرْبَعَتْ وَهِيَ مُرْبِعٌ: اسْتَغْلَقَت رَحِمُها فَلَمْ تَقبل الْمَاءَ. وَرَجُلٌ مَرْبوع ومُرْتَبَع ومُرْتَبِع ورَبْعٌ ورَبْعة ورَبَعة أَي مَرْبُوعُ الخَلْق لَا بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وُصِف المذَكَّر بِهَذَا الِاسْمِ المؤَنّث كَمَا وُصِفَ الْمُذَكَّرُ بخَمْسة وَنَحْوِهَا حِينَ قَالُوا: رِجَالٌ خَمْسَةٌ، وَالْمُؤَنَّثُ رَبْعة وربَعة كَالْمُذَكَّرِ، وأَصله لَهُ، وجَمْعُهما جَمِيعًا رَبَعات، حَرَّكُوا الثَّانِيَ وإِن كَانَ صِفَةً لأَن أَصل رَبْعة اسمٌ مُؤَنَّثٌ وَقَعَ عَلَى الْمُذَكَّرِ والمؤنثِ فَوُصِفَ بِهِ، وَقَدْ يُقَالُ رَبْعات، بِسُكُونِ الْبَاءِ، فَيُجْمَعُ عَلَى مَا يُجْمَعُ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الصِّفَةِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما حُرِّكَ رَبَعات لأَنه جَاءَ نَعْتًا لِلْمُذَكَّرِ والمؤَنث فكأَنه اسْمٌ نُعت بِهِ. قَالَ الأَزهري: خُولِفَ بِهِ طَرِيقُ ضَخْمة وضَخْمات لِاسْتِوَاءِ نَعْتِ الرَّجُلِ والمرأَة فِي قَوْلِهِ رَجُلٌ رَبْعة وامرأَة رَبْعَةٌ فَصَارَ كَالِاسْمِ، والأَصل فِي بَابِ فَعْلة مِنَ الأَسماء مِثْلِ تَمْرة وجَفْنة أَن يُجْمَعَ عَلَى فَعَلات مِثْلِ تَمَرات وجَفَنات، وَمَا كَانَ مِنَ النُّعُوتِ عَلَى فَعْلة مِثْلِ شَاةٍ لَجْبة وامرأَة عَبْلة أَن يُجْمَعَ عَلَى فَعْلات بِسُكُونِ الْعَيْنِ وإِنما جُمِعَ رَبْعة عَلَى رَبَعات وَهُوَ نَعْتٌ لأَنه أَشبه الأَسماء لِاسْتِوَاءِ لَفْظِ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ فِي وَاحِدِهِ؛ قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ امرأَة رَبْعة وَنِسْوَةٌ رَبْعات، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ رَبْعة وَرِجَالٌ رَبْعون فَيَجْعَلُهُ كَسَائِرِ النُّعُوتِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطول مِنَ المَرْبوع وأَقْصَر مِنَ المُشَذَّب ؛ فالمشذَّب: الطَّوِيلُ الْبَائِنُ، والمَرْبوعُ: الَّذِي لَيْسَ بِطَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ، فَالْمَعْنَى أَنه لَمْ يَكُنْ مُفرط الطُّولِ وَلَكِنْ كَانَ بَيْنَ الرَّبْعة والمُشَذَّب. والمَرابيعُ مِنَ الْخَيْلِ: المُجْتَمِعةُ الخَلْق. والرَّبْعة، بِالتَّسْكِينِ: الجُونة جُونة العَطَّار. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْل: ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كالرَّبْعة الْعَظِيمَةِ ؛ الرَّبْعة: إِناء مُربَّع كالجُونة. والربَعَة: الْمَسَافَةُ بَيْنَ قَوَائِمِ الأَثافي والخِوان. وحملْت رَبْعَه أَي نَعْشَه. والربيعُ: الجَدْوَلُ. والرَّبيعُ: الحَظُّ مِنَ الْمَاءِ مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ الحَظّ مِنْهُ رُبْع يَوْمٍ أَو لَيْلَةٍ؛ وَلَيْسَ بالقَوِيّ. وَالرَّبِيعُ: السَّاقِيَةُ الصَّغِيرَةُ تَجْرِي إِلى النَّخْلِ، حِجَازِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ أَرْبِعاء ورُبْعان. وَتَرَكْنَاهُمْ عَلَى رَباعاتِهم «1» ورِباعَتِهم، بِكَسْرِ الرَّاءِ، ورَبَعاتهم ورَبِعاتِهم، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، أَي حالةٍ حسَنةٍ مِنَ اسْتقامتهم وأَمْرِهم الأَوَّل، لَا يَكُونُ فِي غَيْرِ حُسْنِ الْحَالِ، وَقِيلَ: رِباعَتُهم شَأْنُهم، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رَبَعاتُهم ورَبِعاتُهم مَنازِلُهم. وَفِي كِتَابِهِ لِلْمُهَاجِرِينَ والأَنصار: إِنهم أُمَّة وَاحِدَةٌ عَلَى رِباعتهم أَي عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ؛ يُرِيدُ أَنهم عَلَى أَمرهم الَّذِي كَانُوا عليه.

_ (1). قوله [رباعاتهم إلخ] ليست هذه اللغة في القاموس وعبارته: هم على رباعتهم ويكسر ورباعهم وربعاتهم محركة وربعاتهم ككتف وربعتهم كعنبة.

ورِباعةُ الرَّجُلِ: شأْنه وحالهُ الَّتِي هُوَ رابِعٌ عَلَيْهَا أَي ثَابِتٌ مُقيمٌ. الْفَرَّاءُ: النَّاسُ عَلَى سَكَناتهم ونَزلاتهم ورَباعتهم ورَبَعاتهم يَعْنِي عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ. وَوَقَعَ فِي كِتَابِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيَهُودَ عَلَى رِبْعَتهم؛ هَكَذَا وُجِدَ فِي سِيَر ابْنِ إِسحاقَ وَعَلَى ذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ هِشَامٍ. وَفِي حَدِيثِ المُغيرة: أَن فُلَانًا قَدِ ارْتَبَعَ أَمْرَ الْقَوْمِ أَي يَنْتَظِرُ أَن يُؤَمَّر عَلَيْهِمْ؛ وَمِنْهُ المُسْتَرْبِعُ المُطيقُ لِلشَّيْءِ. وَهُوَ عَلَى رِبَاعَةِ قَوْمِهِ أَي هُوَ سَيِّدهم. وَيُقَالُ: مَا فِي بَنِي فُلَانٍ مَنْ يَضْبِطُ رِباعَته غَيْرُ فُلَانٍ أَي أَمْرَه وشأْنه الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا فِي بَنِي فُلَانٍ أَحد تُغْني رِباعَتُه؛ قَالَ الأَخطل: مَا فِي مَعَدٍّ فَتًى تُغْنِي رِباعَتُه، ... إِذا يَهُمُّ بأَمْرٍ صالِحٍ فَعَلا والرِّباعةُ أَيضاً: نَحْوٌ مِنَ الحَمالة. والرَّباعةُ والرِّباعة: الْقَبِيلَةُ. والرَّباعِيةُ مِثْلُ الثَّمَانِيَةِ: إِحدى الأَسنان الأَربع الَّتِي تَلِي الثَّنايا بَيْنَ الثَّنِيّة وَالنَّابِ تَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ رَباعِياتٌ؛ قَالَ الأَصمعي: للإِنسان مِنْ فَوْقُ ثَنِيّتان ورَباعِيتان بَعْدَهُمَا، ونابانِ وضاحِكان وستةُ أَرْحاء مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وناجِذان، وَكَذَلِكَ مِنْ أَسفل. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِكُلِّ خُفّ وظِلْف ثَنِيّتان مِنْ أَسفل فَقَطْ، وأَما الحافرُ والسِّباع كلُّها فَلَهَا أَربع ثَنايا، وَلِلْحَافِرِ بَعْدَ الثَّنَايَا أَربعُ رَباعِيات وأَربعة قَوارِحَ وأَربعة أَنْياب وَثَمَانِيَةُ أَضراس. وأَرْبَعَ الفرسُ وَالْبَعِيرُ: أَلقى رَباعِيته، وَقِيلَ: طَلَعَتْ رَباعِيتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ أَجد إِلا جَمَلًا خِياراً رَباعِياً ، يُقَالُ لِلذَّكَرِ مِنَ الإِبل إِذا طلَعت رَباعِيتُه: رَباعٌ ورَباعٍ، وللأُنثى رَباعِيةٌ، بِالتَّخْفِيفِ، وَذَلِكَ إِذا دَخَلَا فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ. وَفَرَسٌ رَباعٍ مِثْلُ ثَمان وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ وَالْبَعِيرُ، وَالْجَمْعُ رُبَع، بِفَتْحِ الْبَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ورُبْع، بِسُكُونِ الْبَاءِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَرباع ورِباع، والأُنثى رَباعية؛ كُلُّ ذَلِكَ لِلَّذِي يُلقِي رَباعيته، فإِذا نَصَبْتَ أَتممت فَقُلْتَ: رَكِبْتُ بِرْذَوْناً رَباعياً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ حِمَارًا وحْشيّاً: رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبَا وَالْجَمْعُ رُبُعٌ مِثْلُ قَذال وقُذُل، ورِبْعان مِثْلُ غَزال وغِزْلان؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْغَنَمِ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ، وَلِلْبَقَرِ وَالْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ، وللخُفّ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ، أَرْبَعَ يُرْبِع إِرْباعاً، وَهُوَ فَرَسٌ رَباع وَهِيَ فَرَسٌ رَباعِية. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الْخَيْلُ تُثْنِي وتُرْبِع وتُقْرِح، والإِبل تُثْنِي وتُرْبِع وتُسْدِسُ وتَبْزُلُ، وَالْغَنَمُ تُثْنِي وتُرْبِع وتُسدس وتَصْلَغُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا اسْتَتَمَّ سَنَتَيْنِ جَذَع، فإِذا اسْتَتَمَّ الثَّالِثَةَ فَهُوَ ثَنيّ، وَذَلِكَ عِنْدَ إِلقائه رَواضِعَه، فإِذا اسْتَتَمَّ الرَّابِعَةَ فَهُوَ رَباع، قَالَ: وإِذا سَقَطَتْ رَواضِعه وَنَبَتَ مَكَانَهَا سِنّ فَنَبَاتُ تِلْكَ السِّنِّ هُوَ الإِثْناء، ثُمَّ تَسْقُط الَّتِي تَلِيهَا عِنْدَ إِرباعه فَهِيَ رَباعِيته، فيَنْبُت مَكَانَهُ سِنٌّ فَهُوَ رَباع، وَجَمْعُهُ رُبُعٌ وأَكثر الْكَلَامِ رُبُعٌ وأَرْباع. فإِذا حَانَ قُرُوحه سَقَطَ الَّذِي يَلِي رَباعيته، فَيَنْبُتُ مَكَانَهُ قارِحُه وَهُوَ نابُه، وَلَيْسَ بَعْدَ الْقُرُوحِ سقُوط سِنّ وَلَا نَبَاتُ سِنٍّ؛ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ إِذا طعَن البعيرُ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ فَهُوَ جذَع، فإِذا طَعَنَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ فَهُوَ ثَنِيّ، فإِذا طَعَنَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ فَهُوَ رَباع، والأُنثى رَباعِية، فإِذا طَعَنَ فِي الثَّامِنَةِ فَهُوَ سَدَسٌ وسَدِيس، فإِذا طَعَنَ فِي التَّاسِعَةِ فَهُوَ بازِل،

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تُجْذِع العَناق لِسَنَةٍ، وتُثْنِي لِتَمَامِ سَنَتَيْنِ، وَهِيَ رَباعِية لِتَمَامِ ثَلَاثِ سِنِينَ، وسَدَسٌ لِتَمَامِ أَربع سِنِينَ، وصالِغٌ لِتَمَامِ خَمْسِ سِنِينَ. وَقَالَ أَبو فَقْعَسٍ الأَسدي: وَلَدُ الْبَقَرَةِ أَوّل سَنَةٍ تَبِيعٌ ثُمَّ جذَع ثُمَّ ثَنِيّ ثُمَّ رَباع ثُمَّ سَدَس ثُمَّ صالغٌ، وَهُوَ أَقصى أَسنانه. والرَّبيعة: الرَّوْضة. والرَّبيعة: المَزادَة. والرَّبيعة: العَتِيدة. وحَرْب رَباعِية: شَدِيدَةٌ فَتِيَّة، وَذَلِكَ لأَن الإِرْباع أَول شِدَّةِ الْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ، فَهِيَ كَالْفَرَسِ الرَّباعي وَالْجَمَلِ الرَّباعي وَلَيْسَتْ كَالْبَازِلِ الذي هو في إِدبار وَلَا كالثَنيِّ فَتَكُونُ ضَعِيفَةً؛ وأَنشد: لأُصْبِحَنْ ظَالِمًا حَرْباً رَباعِيةً ... فاقْعُدْ لَهَا، ودَعَنْ عنكَ الأَظانِينا قَوْلُهُ فاقْعُد لها أَي هيِء لَهَا أَقْرانَها. يُقَالُ: قَعَدَ بَنُو فُلَانٍ لِبَنِي فُلَانٍ إِذا أَطاقوهم وَجَاؤُوهُمْ بأَعْدادهم، وَكَذَلِكَ قَعد فُلَانٌ بِفُلَانٍ، وَلَمْ يُفَسِّرِ الأَظانين، وجملٌ رباعٍ: كرباعٌ «2» وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا ثمانٍ وشَناحٍ فِي ثمانٌ وشناحٌ؛ والشناحُ: الطَّوِيلُ. والرَّبِيعةُ: بَيْضَةُ السِّلَاحِ الْحَدِيدِ. وأَرْبَعَت الإِبل بالوِرْد: أَسْرَعت الْكَرَّ إِليه فَوَرَدَتْ بِلَا وَقْتٍ، وَحَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. والمُرْبِعُ: الَّذِي يُورِد كلَّ وَقْتٍ مِنْ ذَلِكَ. وأَرْبَع بالمرأَة: كَرَّ إِلى مُجامَعتها مِنْ غَيْرِ فَتْرة، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عذَم قَالَ: والمرأَة تَعْذَم الرجلَ إِذا أَرْبَع لَهَا بِالْكَلَامِ أَي تَشْتُمه إِذا سأَلها المَكْروه، وَهُوَ الإِرْباعُ. والأَرْبِعاء والأَرْبَعاء والأَرْبُعاء: الْيَوْمُ الرَّابِعُ مِنَ الأُسْبوع لأَن أَوّل الأَيام عِنْدَهُمُ الأَحد بِدَلِيلِ هَذِهِ التَّسْمِيَةِ ثُمَّ الِاثْنَانِ ثُمَّ الثُّلَاثَاءُ ثُمَّ الأَربعاء، وَلَكِنَّهُمُ اخْتَصُّوهُ بِهَذَا الْبِنَاءِ كَمَا اخْتَصُّوا الدَّبَرانَ والسِّماك لِما ذَهَبُوا إِليه مِنَ الفَرْق. قَالَ الأَزهري: مَنْ قَالَ أَربعاء حَمَلَهُ عَلَى أَسْعِداء. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ بَنِي أَسَد فَتْحُ الْبَاءِ فِي الأَربعاء، وَالتَّثْنِيَةُ أَرْبعاوان وَالْجَمْعُ أَربعاوات، حُمِل عَلَى قِيَاسِ قَصْباء وَمَا أَشبهها. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ أَبو زِيَادٍ يَقُولُ مَضَى الأَربعاء بِمَا فِيهِ فيُفْرده وَيُذَكِّرُهُ، وَكَانَ أَبو الْجَرَّاحِ يَقُولُ مَضَتِ الأَربعاء بِمَا فِيهِنَّ فَيُؤَنِّثُ وَيَجْمَعُ يُخْرِجُهُ مَخْرَجَ الْعَدَدِ، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ فِي جَمْعِهِ أَرابيع؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْ هَذَا عَلَى ثِقَةٍ. وَحُكِيَ أَيضاً عَنْهُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَك أَرْبعاوِيّاً أَي مِمَّنْ يَصُومُ الأَربعاء وَحْدَهُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: بَنَى بَيْته عَلَى الأَرْبُعاء وَعَلَى الأَرْبُعاوَى، وَلَمْ يَأْتِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ غَيْرُهُ، إِذا بَنَاهُ عَلَى أَربعة أَعْمِدة. والأَرْبُعاء والأَرْبُعاوَى: عَمُودٌ مِنْ أَعْمِدة الخِباء. وَبَيْتٌ أَرْبُعاوَى: عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ وَعَلَى طَرِيقَتَيْنِ وَثَلَاثٍ وأَربع. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ بَيْتٌ أُرْبُعاواء عَلَى أُفْعُلاواء، وَهُوَ الْبَيْتُ عَلَى طَرِيقَتَيْنِ، قَالَ: وَالْبُيُوتُ عَلَى طَرِيقَتَيْنِ وَثَلَاثٍ وأَربع وَطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، فَمَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَهُوَ خِبَاءٌ، وَمَا زَادَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَهُوَ بَيْتٌ، والطريقةُ: العَمَدُ الْوَاحِدُ، وكلُّ عَمُودٍ طريقةٌ، وَمَا كَانَ بَيْنَ عَمُودَيْنِ فَهُوَ مَتْنٌ. ومَشت الأَرْنَبُ الأُرْبَعا، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْبَاءِ وَالْقَصْرِ: وَهِيَ ضَرْبٌ مِنَ المَشْي. وتَرَبَّع فِي جُلُوسِهِ وَجَلَسَ الأُرْبَعا عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ «3»: وَهِيَ ضَرْبٌ مِنَ الجِلَس، يَعْنِي جَمْعَ جِلْسة. وَحَكَى كُرَاعٌ: جلَس الأُربُعَاوى أَي مُتَرَبِّعًا، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ. أَبو زَيْدٍ: اسْتَرْبَع الرَّملُ إِذا تراكم

_ (2). في القاموس: جملٌ رباعٍ ورباعٌ. (3). قوله [عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ] الذي حكاه المجد ضم الهمزة والباء مع المد.

فَارْتَفَعَ؛ وأَنشد: مُسْتَرْبِع مِنْ عَجاجِ الصَّيْف مَنْخُول واستربَعَ البعيرُ لِلسَّيْرِ إِذا قَوِي عَلَيْهِ. وارْتَبَعَ البَعيرُ يَرْتَبِعُ ارْتباعاً: أَسرع ومَرَّ يَضْرِبُ بِقَوَائِمِهِ كُلِّهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ تَحْتي أَخْدرِيًّا أَحْقَبا، ... رَباعِياً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا، عَرْدَ التَّرَاقِي حَشْوَراً مُعَرْقَبا «1» وَالِاسْمُ الرَّبَعةُ وَهِيَ أَشدّ عَدْو الإِبل؛ وأَنشد الأَصمعي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لأَبي دُوَادَ الرُّؤَاسي: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوارِس بالدِّئْداء والرَّبَعهْ وَهَذَا الْبَيْتُ يُضْرَبُ مَثَلًا فِي شدَّة الأَمر؛ يَقُولُ: ركِبَت هَذِهِ المرأَة الَّتِي لَهَا بَنُونَ فوارِسُ بَعِيرًا مِنْ عُرْض الإِبل لَا مِنْ خِيَارِهَا وَهِيَ أَرْبَعُهن لَقاحاً أَي أَسْرَعُهنّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ورَبَع عَلَيْهِ وَعَنْهُ يَرْبَعُ رَبْعاً: كَفَّ. وربَعَ يَرْبَعُ إِذا وقَفَ وتَحَبَّس. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح: حَدِّثِ امرأَةً حَدِيثين، فإِن أَبت فارْبَعْ ؛ قِيلَ فِيهِ: بِمَعْنَى قِفْ واقْتَصِر، يَقُولُ: حَدّثها حَدِيثَيْنِ فإِن أَبت فأَمْسِك وَلَا تُتْعِب نَفْسَكَ، وَمَنْ قَطْعَ الْهَمْزَةَ قَالَ: فأَرْبَعْ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلْبَلِيدِ الَّذِي لَا يَفْهَمُ مَا يُقَالُ لَهُ أَي كرِّر الْقَوْلَ عَلَيْهَا أَرْبَع مَرَّاتٍ وارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ رَبْعاً أَي كُفَّ وارْفُق، وارْبَع عَلَيْكَ وارْبَع عَلَى ظَلْعك كَذَلِكَ مَعْنَاهُ: انْتَظِرْ؛ قَالَ الأَحوص: مَا ضَرَّ جِيرانَنا إِذ انْتَجَعوا، ... لَوْ أَنهم قَبْلَ بَيْنِهم رَبَعُوا؟ وَفِي حَدِيثِ سُبَيْعةَ الأَسْلَمِية: لَمَّا تَعَلَّت مِنْ نِفاسها تَشَوَّفَت للخُطَّاب، فَقِيلَ لَهَا: لَا يَحِلّ لكِ، فسأَلت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: ارْبَعي عَلَى نَفْسك ؛ قِيلَ لَهُ تأْويلان: أَحدهما أَن يَكُونَ بِمَعْنَى التَّوقُّف وَالِانْتِظَارِ فَيَكُونُ قَدْ أَمرها أَن تَكُفّ عَنِ التَّزَوُّجِ وأَن تَنْتَظِر تَمام عدَّة الوَفاة عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إِن عِدَّتَهَا أَبْعدُ الأَجَلَيْن، وَهُوَ مِنْ رَبَعَ يَرْبَع إِذا وَقَفَ وَانْتَظَرَ، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ مِنْ رَبَع الرَّجُلُ إِذا أَخْصَب، وأَرْبَعَ إِذا دَخَلَ فِي الرَّبيع، أَي نَفِّسي عَنْ نَفْسِكِ وأَخْرِجيها مِنْ بُؤْس العِدَّة وسُوء الْحَالِ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَنَّ عِدَّتَهَا أَدْنى الأَجلين، وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا وَلَدَتْ وَزَوْجُهَا عَلَى سَرِيره يَعْنِي لَمْ يُدْفَن جَازَ لَهَا أَن تَتزوَّج. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فإِنه لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعِك مَنْ لَا يَحْزُنُه أَمْرُك أَي لَا يَحْتَبِس عَلَيْكَ ويَصْبِر إِلا مَنْ يَهُمُّه أَمرُك. وَفِي حَدِيثِ حَلِيمة السَّعْدية: اربَعِي عَلَيْنَا أَي ارْفُقِي وَاقْتَصِرِي. وَفِي حَدِيثِ صِلةَ بْنِ أَشْيَم قُلْتُ لَهَا: أَي نَفْسِ جُعِل رزْقُكِ كَفافاً فارْبَعي، فَرَبعت وَلَمْ تَكَد ، أَي اقْتصِري عَلَى هَذَا وارْضَيْ بِهِ. ورَبَعَ عَلَيْهِ رَبْعاً: عطَفَ، وَقِيلَ: رَفَق. واسْتَرْبَع الشيءَ: أَطاقه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَعَمْري، لَقَدْ ناطَتْ هَوازِنُ أَمْرَها ... بمُسْتَرْبِعِينَ الحَرْبَ شُمِّ المَناخِرِ أَي بمُطِيقين الْحَرْبَ. وَرَجُلٌ مُسْتَرْبِع بِعَمَلِهِ أَي مُسْتَقِلٌّ بِهِ قَوِيٌّ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو وجزةَ:

_ (1). قوله [معرقبا] نقله المؤلف في مادة عرد معقربا.

لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه، ... مُسْتَرْبِعٌ بسُرى المَوْماةِ هَيّاج اللَّاعِي: الَّذِي يُفْزِعه أَدنى شَيْءٍ. ويُفْرِطُه: يَمْلَؤُه رَوعاً حَتَّى يَذْهَبَ بِهِ؛ وأَما قَوْلُ صَخْرٍ: كَرِيمُ الثَّنا مُسْتَرْبِع كُلَّ حاسِد فَمَعْنَاهُ أَنه يَحْتَمِلُ حسَده ويَقْدِر؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا كُلُّهُ مِنْ رَبْع الْحَجَرِ وإِشالَته. وتَرَبَّعَت الناقةُ سَناماً طَوِيلًا أَي حَمَلَتْهُ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: وَحَائِلٍ بازِل ترَبَّعت، الصَّيفَ، ... طَويلَ العِفاء، كالأُطُم فإِنه نَصَبَ الصَّيْفَ لأَنه جَعَلَهُ ظَرْفًا أَي تَرَبَّعَتْ فِي الصَّيْفِ سَناماً طَوِيلَ العِفاء أَي حَمَلَتْهُ، فكأَنه قَالَ: تربَّعت سَناماً طَوِيلًا كَثِيرَ الشَّحْمِ. والرُّبُوعُ: الأَحْياء. والرَّوْبَع والرَّوْبعةُ: دَاءٌ يأْخذ الْفِصَالَ. يُقَالُ: أَخَذه رَوْبَعٌ ورَوْبَعةٌ أَي سُقوط مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كَانَتْ قُفَيْرةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً ... تَبْكي إِذا أَخَذَ الفَصيلَ الرَّوْبَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ رُؤْبَةُ: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تبَرْكَعا، ... عَلَى اسْتِه، رَوْبعةً أَو رَوْبَعا قال: ذَكَرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَالْجَوْهَرِيُّ بِالزَّايِ، وَصَوَابُهُ بِالرَّاءِ رَوْبَعَةً أَو رَوْبَعًا؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شِعْرِ رؤْبة وَفُسِّرَ بأَنه القصِير الْحَقِيرُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ العُرْقوبِ، وَقِيلَ: النَّاقِصُ الخَلْقِ، وأَصله فِي وَلَدِ النَّاقَةِ إِذا خَرَجَ نَاقِصَ الْخَلْقِ؛ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وأَنشد الرجز بِالرَّاءِ، وَقِيلَ: الرَّوْبع والرَّوبعة الضَّعِيفُ. واليَرْبُوع: دَابَّةٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وأَرض مَرْبَعةٌ: ذاتُ يَرابِيعَ. الأَزهري: واليَرْبُوعُ دُوَيْبَّة فَوْقَ الجُرَذِ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. ويَرابيعُ المَتْن: لَحْمُهُ عَلَى التَّشْبِيهِ باليَرابيع؛ قَالَهُ كُرَاعٌ، وَاحِدُهَا يَرْبوع فِي التَّقْدِيرِ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ لأَنهم لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فَعْلول، وَقَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ. أَحمد بْنُ يَحْيَى: إِن جَعَلْتَ وَاوَ يَرْبُوعٍ أَصلية أَجْريت الِاسْمَ الْمُسَمَّى بِهِ، وإِن جَعَلْتَهَا غَيْرَ أَصلية لَمْ تُجْرِه وأَلحقته بأَحمد، وَكَذَلِكَ وَاوُ يَكْسُوم. وَالْيَرَابِيعُ: دوابٌّ كالأَوْزاغ تَكُونُ فِي الرأْس؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فقَأْن بالصَّقْع يَرابيعَ الصادْ أَراد الصَّيدَ فأَعلَّ عَلَى الْقِيَاسِ الْمَتْرُوكِ. وَفِي حَدِيثِ صَيْد الْمُحْرِمِ: وَفِي اليَرْبوع جَفْرة ؛ قِيلَ: اليَرْبوع نَوْعٌ مِنَ الفأْر؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ زَائِدَتَانِ. ويَرْبُوع: أَبو حَيّ مِنْ تَميم، وَهُوَ يَرْبُوعُ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وَيَرْبُوعٌ أَيضاً: أَبو بَطن مِنْ مُرَّةَ، وَهُوَ يَرْبُوعِ بْنِ غَيْظ بْنِ مرَّة بْنِ عَوْف بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبيان، مِنْهُمُ الحرث بْنُ ظَالِمٍ الْيَرْبُوعِيُّ المُرِّي. والرَّبْعةُ: حَيّ مِنَ الأَزْد؛ وأَما قولُ ذِي الرُّمَّة: إِذا ذابَتِ الشمْسُ، اتَّقَى صَقَراتِها ... بأَفْنانِ مَرْبُوع الصَّرِيمةِ مُعْبِل فإِنما عَنَى بِهِ شَجَرًا أَصابه مَطَرُ الرَّبِيعِ أَي جَعَلَهُ شَجَرًا مَرْبُوعاً فَجَعَلَهُ خَلَفاً مِنْهُ. والمَرابِيعُ: الأَمطار الَّتِي تجيءُ فِي أَوَّل الرَّبِيعِ؛

قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الدِّيَارَ: رُزِقَتْ مَرابِيعَ [مَرابَيعَ] النُّجومِ، وَصَابَهَا ... وَدْقُ الرَّواعِد: جَوْدُها فرِهامُها وَعَنَى بِالنُّجُومِ الأَنْواء. قَالَ الأَزهري: قَالَ ابْنُ الأَعرابي مَرابِيعُ النُّجُومِ الَّتِي يَكُونُ بِهَا الْمَطَرُ فِي أَوَّل الأَنْواء. والأَرْبَعاء: مَوْضِعٌ «1» ورَبِيعةُ: اسْمٌ. والرَّبائع: بُطون مِنْ تَمِيمٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَفِي تَميم رَبِيعتانِ: الْكُبْرَى وَهُوَ رَبِيعة بْنُ مَالِكِ بْنِ زَيْد مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ وَهُوَ رَبِيعَةُ الجُوع، وَالْوُسْطَى وَهُوَ رَبيعة بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ. ورَبِيعةُ: أَبو حَيّ مِنْ هَوازِن، وَهُوَ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعةَ وَهُمْ بَنُو مَجْدٍ، ومجدٌ اسْمُ أُمهم نُسِبوا إِليها. وَفِي عُقَيْل رَبيعتان: رَبِيعة بن عُقَيل وهو أَبو الخُلَعاء، وَرَبِيعَةُ بْنُ عَامِرِ بن عُقيل وهو أَبو الأَبْرص وقُحافةَ وعَرْعرةَ وقُرّةَ وَهُمَا يُنْسَبَانِ للرَّبيعتين. ورَبِيعةُ الفرَس: أَبو قَبِيلة رَجُلٌ من طيّء وأَضافوه كَمَا تُضَافُ الأَجناس، وَهُوَ رَبِيعة بْنِ نِزار بْنِ مَعدّ بْنِ عَدْنان، وإِنما سُمِّيَ رَبِيعَةَ الفَرَس لأَنه أُعطي مِنْ مَالِ أَبيه الْخَيْلَ وأُعطي أَخوه الذهَب فَسُمِّيَ مُضَر الحَمْراء، وَالنِّسْبَةُ إِليهم رَبَعي، بِالتَّحْرِيكِ. ومِرْبَع: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَن سَيَقْتُل مِرْبعاً، ... أَبْشِرْ بِطُول سَلامةٍ يَا مِرْبَع وَسَمَّتِ الْعَرَبُ رَبِيعاً ورُبَيْعاً ومِرْبَعاً ومِرْباعاً؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: صَخِبُ الشَّوارِبِ لَا يَزالُ، كأَنه ... عَبْدٌ لآلِ أَبي رَبِيعةَ مُسْبَعُ أَراد آلَ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ لأَنهم كَثِيرُو الأَموال وَالْعَبِيدِ وأَكثر مَكَّةَ لَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ مِرْبع، بِكَسْرِ الميم: هو مالُ مِرْبَعٍ بِالْمَدِينَةِ فِي بَنِي حارِثةَ، فأَمّا بِالْفَتْحِ فَهُوَ جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ. والهُدْهُد يُكنَّى أَبا الرَّبِيع. والرَّبائعُ: مَواضِعُ؛ قَالَ: جَبَلٌ يَزِيدُ عَلَى الجِبال إِذا بَدا، ... بَيْنَ الرَّبائعِ والجُثومِ مُقِيمُ والتِّرْباعُ أَيضاً: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ: لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالرَّضمِ، ... فَمَدافِعِ التِّرْباعِ فالرَّجمِ «2» ورِبْع: اسْمُ رَجُلٍ من هُذَيْل. رتع: الرَّتْعُ: الأَكل وَالشُّرْبُ رَغَداً فِي الرِّيف، رَتَعَ يَرْتَعُ رَتْعاً ورُتوعاً ورِتاعاً، وَالِاسْمُ الرَّتْعةُ والرَّتَعةُ. يُقَالُ: خَرَجْنَا نَرْتَعُ ونَلْعب أَي نَنْعَم ونَلْهُو. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْع: فِي شِبَعٍ ورِيٍّ ورَتْعٍ أَي تَنَعُّمٍ. وَقَوْمٌ مُرْتِعُون: راتِعُون إِذا كَانُوا مَخاصِيبَ، وَالْمَوْضِعُ مَرْتَعٌ، وكلُّ مُخْصِب مُرْتِع. ابْنُ الأَعرابي: الرَّتْع الأَكل بشَرَهٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا مَرَرْتُم بِرياضِ الْجَنَّةِ فارْتَعُوا ؛ أَراد بِرياض الْجَنَّةِ ذِكر اللَّهِ، وشبَّه الخَوْضَ فِيهِ بالرَّتْع فِي الخِصْب. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ إِخوة يُوسُفَ: أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ؛ أَي يَلْهُو ويَنْعَم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَسْعَى وينْبَسِط، وَقِيلَ: مَعْنَى يَرتَع يأْكل؛ واحتج بقوله:

_ (1). قوله [والأَربعاء موضع] حكي فيه أيضاً ضم أوله وثالثه، انظر معجم ياقوت. (2). قوله [الرضم والرجم] ضبطا في الأصل بفتح فسكون، وبمراجعة ياقوت تعلم أن الرجم بالتحريك وهما موضعان.

وحَبِيبٌ لِي إِذا لاقَيْتُه، ... وإِذا يَخْلو لَهُ لَحْمِي رَتَعْ «1» مَعْنَاهُ أَكله، وَمَنْ قرأَ نَرتع، بِالنُّونِ «2»، أَراد نَرْتَعْ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يَرْتَعْ، الْعَيْنُ مَجْزُومَةٌ لَا غَيْرَ، لأَن الْهَاءَ فِي قَوْلِهِ أَرسله معرفة وغَداً مَعْرِفَةٌ وَلَيْسَ فِي جَوَابِ الأَمر وَهُوَ يَرْتَعْ إِلَّا الْجَزْمُ؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَ بدل المعرفة نكرة كقولك أَرسل رَجُلًا يَرتع جَازَ فِيهِ الرَّفْعُ وَالْجَزْمُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ويقاتلُ، الْجَزْمُ لأَنه جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالرَّفْعُ عَلَى أَنها صِلَةٌ لِلْمَلِكِ كأَنه قَالَ ابْعَثْ لَنَا الَّذِي يُقَاتِلُ. والرتْعُ: الرَّعيُ فِي الخِصْبِ. قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ الغَضْبان الشَّيْباني مَعَ الحَجّاج أَنه قَالَ لَهُ: سَمِنْتَ يَا غَضْبان فَقَالَ: الخَفْضُ والدَّعَةُ، والقَيْدُ والرَّتَعَة، وقِلّة التَّعْتَعة، وَمَنْ يَكُنْ ضَيْفَ الأَمير يَسْمَن ؛ الرَّتَعَة: الِاتِّسَاعُ فِي الْخِصْبِ. قَالَ أَبو طَالِبٍ: سَمَاعِيٌّ مِنْ أَبي عَنِ الِفَرَّاءِ والرَّتَعةُ مُثَقّل؛ قَالَ: وَهُمَا لُغَتَانِ: الرتَعة والرتْعة؛ بِفَتْحِ التَّاءِ وَسُكُونِهَا، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: هُوَ يَرْتَع أَي أَنه فِي شَيْءٍ كَثِيرٍ لَا يُمْنع مِنْهُ فَهُوَ مُخْصِب. قَالَ أَبو طَالِبٍ: وأَوّل مَنْ قَالَ القَيْدُ والرتعةُ عَمْرُو بْنُ الصَّعِق بْنِ خُوَيْلد بْنِ نُفَيْل بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلاب، وَكَانَتْ شاكرٌ مِنْ هَمْدان أَسَرُوه فأَحسنوا إِليه ورَوَّحُوا عَلَيْهِ، وَقَدْ كَانَ يومَ فارَق قومَه نَحِيفًا فهرَب مِنْ شَاكِرٍ فَلَمَّا وَصَلَ إِلى قَوْمِهِ قَالُوا: أَيْ عَمرُو خَرجت مِنْ عِنْدِنَا نَحِيفاً وأَنت الْيَوْمَ بادِنٌ فَقَالَ: القيدُ والرَّتعةُ، فأَرسلها مَثَلًا. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَرْتع، مَعْنَاهُ هُوَ مُخْصِب لَا يَعْدَم شَيْئًا يُرِيدُهُ. ورتَعَت الماشِيَةُ تَرْتَع رَتْعاً ورُتُوعاً: أَكلت مَا شَاءَتْ وَجَاءَتْ وَذَهَبَتْ فِي المَرْعَى نَهَارًا، وأَرْتَعْتُها أَنا فَرَتَعت. قَالَ: والرَّتْع لَا يَكُونُ إِلا فِي الخِصْب وَالسَّعَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: إِني وَاللَّهِ أُرْتِعُ فأُشْبِعُ ؛ يُرِيدُ حُسْن رِعايَتِه للرَّعِيَّة وأَنه يَدَعُهم حَتَّى يَشْبَعُوا فِي المَرْتع. وماشِيةٌ رُتَّعٌ ورُتُوع ورَواتِعُ وَرِتاعٌ، وأَرْتَعَها: أَسامها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: فَمِنْهُمُ المُرْتِع أَي الَّذِي يُخَلِّي رِكابَه تَرْتَع. وأَرْتَع الغيْثُ أَي أَنْبت مَا تَرْتَع فِيهِ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُرْبِعاً مُرْتِعاً أَي يُنْبِت مِنَ الكَلإِ مَا تَرْتع فِيهِ المَواشِي وتَرعاه، وَقَدْ أَرْتَعَ المالَ وأَرْتَعَتِ الأَرضُ. وغَيث مُرْتِع: ذُو خِصب. ورَتَع فُلَانٌ فِي مَالِ فُلَانٍ: تَقلَّب فِيهِ أَكلًا وَشُرْبًا، وإِبل رِتاع. وأَرْتَعَ القومُ: وَقَعُوا فِي خِصب ورَعَوْا. وَقَوْمٌ رَتِعُون مُرْتِعُون، وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ كَطَعِم، وَكَذَلِكَ كَلأٌ رَتِع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي فَقْعس الأَعرابي فِي صِفَةِ كلإٍ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضَافٍ رَتِعٌ، أَراد خَضِع مَضِغ، فَصَيَّرَ الْغَيْنَ عَيْنًا مُهْمَلَةً لأَن قَبْلَهُ خَضِع وَبَعْدَهُ رتِع، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا كَثِيرًا. وأَرْتعتِ الأَرضُ: كَثُرَ كَلَؤها. وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ المَراتِع فِي النَّعم. والرَّتَّاعُ: الَّذِي يَتَتَبَّعُ بإِبله المَراتِع المخْصِبة. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ أَتَيْت عَلَى أَرض مُرْتِعة وَهِيَ الَّتِي قَدْ طَمِعَ مالُها فِي الشِّبع. وَالَّذِي فِي الْحَدِيثِ: أَنه مَنْ يَرْتَع حَوْل الحِمى يُوشِك أَن يُخالِطه أَي يَطُوفُ به ويَدُور حولَه.

_ (1). قوله [وحبيب لي إذا إلخ] في هامش الأصل بدل وحبيب لي ويحييني إذا إلخ. (2). قوله [وَمَنْ قَرَأَ نَرْتَعْ بِالنُّونِ إلخ] كذا بالأصل، وقال المجد وشرحه: وقرئ نرتع، بضم النون وكسر التاء، ويلعب بالياء، أي نرتع نحن دوابنا ومواشينا ويلعب هو. وقرئ بالعكس أي يرتع هو دوابنا ونلعب جميعاً، وقرئ بالنون فيهما.

رثع: الرَّثَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: الطَّمَعُ والحِرْص الشَّدِيدُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَصِفُ الْقَاضِيَ: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ مُلْقِياً للرَّثَع مُتَحَمِّلًا للَّائِمة ؛ الرثَع، بِفَتْحِ الثَّاءِ: الدَّناءةُ والشَّرَهُ والحِرْص ومَيْلُ النَّفْسِ إِلى دَنيء المَطامِع؛ وَقَالَ: وأَرْقَعُ الجَفْنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ والهَيْهُ: الَّذِي يُنَحَّى ويُطْرد، يُقَالُ لَهُ: هِيهِ هِيهِ، يُطْرَدُ لدَنَسِ ثِيابه. وَقَدْ رَثِعَ رَثَعاً، فَهُوَ رَثِعٌ: شرِه ورَضِي الدَّناءة، وَفِي الصِّحَاحِ: فَهُوَ راثِعٌ. وَرَجُلٌ رَثِعٌ: حَرِيص ذُو طَمَع. وَالرَّاثِعُ: الَّذِي يَرْضَى مِنَ الْعَطِيَّةِ بِالْيَسِيرِ ويُخادِن أَخْدانَ السُّوء، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. رجع: رَجَع يَرْجِع رَجْعاً ورُجُوعاً ورُجْعَى ورُجْعاناً ومَرْجِعاً ومَرْجِعةً: انْصَرَفَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى ، أَي الرُّجوعَ والمَرجِعَ، مَصْدَرٌ عَلَى فُعْلى؛ وَفِيهِ: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً* ، أَي رُجُوعكم؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِيمَا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي مِنْ فَعَلَ يَفْعِل عَلَى مَفْعِل، بِالْكَسْرِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاهُنَا اسمَ الْمَكَانِ لأَنه قَدْ تعدَّى بإِلى، وَانْتَصَبَتْ عَنْهُ الحالُ، وَاسْمُ الْمَكَانِ لَا يتعدَّى بِحَرْفٍ وَلَا تَنْتَصِبُ عَنْهُ الْحَالُ إِلا أَنّ جُملة الْبَابِ فِي فَعَلَ يَفْعِل أَن يَكُونَ الْمَصْدَرُ عَلَى مَفْعَل، بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وراجَع الشيءَ ورَجع إِليه؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، ورَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً ومَرْجِعاً ومَرْجَعاً وأَرْجَعْتُه، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ، قَالَ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ عَنِ الضَّبِّيين أَنهم قرؤُوا: أَفلا يرون أَن لا يُرْجِع إِليهم قَوْلًا ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً ؛ يَعْنِي الْعَبْدَ إِذا بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وأَبصر وَعَرَفَ مَا كَانَ يُنْكِرُهُ فِي الدُّنْيَا يَقُولُ لِرَبِّهِ: ارْجِعونِ أَي رُدُّوني إِلى الدُّنْيَا، وَقَوْلُهُ ارْجِعُونِ وَاقِعٌ هَاهُنَا وَيَكُونُ لَازِمًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ ؛ وَمَصْدَرُهُ لَازِمًا الرُّجُوعُ، وَمَصْدَرُهُ وَاقِعًا الرَّجْع. يُقَالُ: رَجَعْته رَجْعاً فرجَع رُجُوعاً يَسْتَوِي فِيهِ لَفْظُ اللَّازِمِ وَالْوَاقِعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يُبَلِّغه حَجَّ بيتِ اللَّهِ أَو تَجِب عَلَيْهِ فِيهِ زَكَاةٌ فَلَمْ يَفْعَلْ سأَل الرَّجعةَ عِنْدَ الْمَوْتِ أَي سأَل أَن يُرَدّ إِلى الدُّنْيَا ليُحْسن الْعَمَلَ ويَسْتَدْرِك مَا فَاتَ. والرَّجْعةُ: مَذْهَبُ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَعْرُوفٌ عِنْدَهُمْ، وَمَذْهَبُ طَائِفَةٍ مِنْ فِرَق الْمُسْلِمِينَ مِنْ أُولي البِدَع والأَهْواء، يَقُولُونَ: إِن الْمَيِّتَ يَرْجِعُ إِلى الدُّنْيَا وَيَكُونُ فِيهَا حَيًّا كَمَا كَانَ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ طَائِفَةٌ مِنَ الرَّافضة يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، مُسْتتِر فِي السَّحَابِ فَلَا يَخْرُجُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ وَلَدِهِ حَتَّى ينادِيَ مُنادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اخْرُجْ مَعَ فُلَانٍ، قَالَ: وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْمَذْهَبِ السُّوءِ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ؛ يُرِيدُ الْكُفَّارَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، قَالَ: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أَي يَرُدُّون البِضاعةَ لأَنها ثَمَنُ مَا اكْتَالُوا وأَنهم لَا يأْخذون شَيْئًا إِلا بِثَمَنِهِ، وَقِيلَ: يَرْجِعُونَ إِلينا إِذا عَلِموا أَنّ مَا كِيلَ لَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ ثَمَنُهُ يَعْنِي رُدّ إِليهم ثَمَنُهُ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ: ولما رَجَعُوا إِلى أَبيهم قالُوا يَا أَبانا مَا نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَفَّل فِي البَدْأَة الرُّبع وَفِي الرَّجْعة الثُّلُثَ ؛ أَراد بالرَّجعة عَوْدَ طائفةٍ مِنَ الغُزاة إِلى الغَزْو بَعْدَ قُفُولهم فَيُنَفِّلهم الثُّلُثَ مِنَ الْغَنِيمَةِ لأَنّ نُهُوضَهُمْ بَعْدَ الْقُفُولِ أَشق وَالْخَطَرُ فِيهِ أَعظم. والرَّجْعة: الْمَرَّةُ مِنَ الرُّجُوعِ. وَفِي حَدِيثِ السّحُور: فإِنه يُؤذِّن بِلَيْلٍ ليَرْجِعَ قائمَكم ويُوقِظَ نَائِمَكُمْ ؛ الْقَائِمُ: هُوَ

الَّذِي يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ. ورُجُوعُه عَوْدُه إِلى نَوْمِهِ أَو قُعُوده عَنْ صَلَاتِهِ إِذا سَمِعَ الأَذان، ورَجع فِعْلٌ قَاصِرٌ ومتَعَد، تَقُولُ: رَجَعَ زَيْدٌ ورَجَعْته أَنا، وَهُوَ هَاهُنَا مُتَعَدٍّ ليُزاوج يُوقِظ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ؛ قِيلَ: إِنه عَلَى رَجْع الْمَاءِ إِلى الإِحْليل، وَقِيلَ إِلى الصُّلْب، وَقِيلَ إِلى صُلْبِ الرَّجُلِ وتَرِيبةِ المرأَة، وَقِيلَ عَلَى إِعادته حَيًّا بَعْدَ مَوْتِهِ وَبِلَاهُ لأَنه الْمُبْدِئُ المُعيد سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَقِيلَ عَلَى بَعْث الإِنسان يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَذَا يُقوّيه: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ؛ أَي قَادِرٌ عَلَى بَعْثِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعلم بِمَا أَراد. وَيُقَالُ: أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَي أَبدل هَمَّهُ سُرُورًا. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: رَجَّعه وأَرْجَعه نَاقَتَهُ بَاعَهَا مِنْهُ ثُمَّ أَعطاه إِياها لِيَرْجِعَ عَلَيْهَا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَراجَع القومُ: رَجعُوا إِلى مَحَلِّهم. وَرَجَعَ الرجلُ وتَرجَّع: رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي قِرَاءَةٍ أَو أَذان أَو غِناء أَو زَمْر أَو غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يُتَرَنَّمُ بِهِ. والترْجيع فِي الأَذان: أَن يُكَرِّرَ قَوْلَهُ أَشهد أَن لَا إِله إِلَّا اللَّهُ، أَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. وتَرْجيعُ الصَّوْتِ: تَرْدِيده فِي الحَلق كَقِرَاءَةِ أَصحاب الأَلحان. وَفِي صِفَةِ قِرَاءَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْفَتْحِ: أَنه كَانَ يُرَجِّع ؛ الترجِيعُ: تَرْدِيدُ الْقِرَاءَةِ، وَمِنْهُ تَرْجِيعُ الأَذان، وَقِيلَ: هُوَ تَقارُب ضُروب الْحَرَكَاتِ فِي الصَّوْتِ، وَقَدْ حَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّل تَرْجِيعَهُ بِمَدِّ الصَّوْتِ فِي الْقِرَاءَةِ نَحْوُ آءْ آءْ آءْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا إِنما حَصَلَ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَعلم، يَوْمَ الْفَتْحِ لأَنه كَانَ رَاكِبًا فَجَعَلَتِ النَّاقَةُ تُحرِّكه وتُنَزِّيه فحدَثَ الترجِيعُ فِي صَوْتِهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: غَيْرَ أَنه كَانَ لَا يُرَجِّع ، وَوَجْهُهُ أَنه لَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ رَاكِبًا فَلَمْ يَحْدُث فِي قِرَاءَتِهِ التَّرْجِيعُ. ورجَّع البعيرُ فِي شِقْشِقَته: هَدَر. ورجَّعت الناقةُ فِي حَنِينِها: قَطَّعَته، ورجَّع الحمَام فِي غِنائه وَاسْتَرْجَعَ كَذَلِكَ. وَرَجَّعَتِ القَوْسُ: صوَّتت؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ورجَّع النقْشَ والوَشْم وَالْكِتَابَةَ: ردَّد خُطُوطها، وترْجيعها أَن يُعاد عَلَيْهَا السَّوَادُ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. يُقَالُ: رجَّع النقْشَ والوَشْم ردَّد خُطوطَهما. ورَجْعُ الواشِمة: خَطُّها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: أَو رَجْع واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورها ... كِفَفاً، تعرَّضَ فَوْقهُنَّ وِشامُها وَقَالَ الشَّاعِرُ: كتَرْجيعِ وَشْمٍ فِي يَدَيْ حارِثِيّةٍ، ... يَمانِية الأَسْدافِ، باقٍ نَؤُورُها وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَواشِرِ مِعْصَمِ هُوَ جَمْعُ المَرْجُوع وَهُوَ الَّذِي أُعِيد سَوَادُهُ. ورَجَع إِليه: كَرَّ. ورَجَعَ عَلَيْهِ وارْتَجَع: كرَجَعَ. وارْتَجَع عَلَى الغَرِيم والمُتَّهم: طَالَبَهُ. وَارْتَجَعَ إِلي الأَمرَ: رَدَّه إِليّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَمُرْتَجِعٌ لِي مِثْلَ أَيامِ حَمّةٍ، ... وأَيامِ ذِي قارٍ عَليَّ الرَّواجِعُ؟ وارْتَجَعَ المرأَةَ وراجَعها مُراجعة ورِجاعاً: رَجَعها إِلى نَفْسِهِ بَعْدَ الطَّلَاقِ، وَالِاسْمُ الرِّجْعة والرَّجْعةُ. يُقَالُ: طلَّق فُلَانٌ فُلَانَةً طَلَاقًا يَمْلِكُ فِيهِ الرَّجْعة والرِّجْعةَ، وَالْفَتْحُ أَفصح؛ وأَما قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ نِسَاءً تَجَلَّلْنَ بجَلابيبهن: كأَنَّ الرِّقاقَ المُلْحَماتِ ارْتَجَعْنَها ... عَلَى حَنْوَةِ القُرْيانِ ذاتِ الهَمَائِم

أَراد أَنهن ردَدْنها عَلَى وجُوه ناضِرة ناعِمة كالرِّياض. والرُّجْعَى والرَّجِيعُ مِنَ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ مِنَ الدَّوَابِّ وَمِنَ الإِبل: مَا رَجَعْتَه مِنْ سَفَرٍ إِلى سَفَرٍ وَهُوَ الكالُّ، والأُنثى رَجِيعٌ ورَجِيعة؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا بَلَّغَت رَحْلي رَجِيعٌ، أَمَلَّها ... نُزُوليَ بالموماةِ، ثُمَّ ارْتِحالِيا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَةً: رجِيعة أَسْفارٍ، كأَنَّ زِمامَها ... شُجاعٌ لَدَى يُسْرَى الذِّراعَينِ مُطْرِق وجمعُهما مَعًا رَجائع؛ قَالَ مَعْنِ بْنِ أَوْس المُزَني: عَلَى حينَ مَا بِي مِنْ رِياضٍ لصَعْبةٍ، ... وبَرَّحَ بِي أَنْقاضُهُن الرَّجائعُ كنَى بِذَلِكَ عَنِ النِّسَاءِ أَي أَنهن لَا يُواصِلْنه لِكِبَره، وَاسْتَشْهَدَ الأَزهري بِعَجُزِ هَذَا الْبَيْتَ وَقَالَ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّجِيعةُ بَعِيرٌ ارْتَجعْتَه أَي اشترَيْتَه مِنْ أَجْلاب النَّاسِ لَيْسَ مِنَ الْبَلَدِ الَّذِي هُوَ بِهِ، وَهِيَ الرَّجائع؛ وأَنشد: وبَرَّحَ بِي أَنقاضُهن الرَّجائع وراجَعت النَّاقَةُ رِجاعاً إِذا كَانَتْ فِي ضَرْبٍ مِنَ السَّيْرِ فرَجعت إِلى سَير سِواه؛ قَالَ البَعِيث يَصِفُ نَاقَتَهُ: وطُول ارْتِماء البِيدِ بالبِيدِ تَعْتَلي ... بِهَا نَاقَتِي، تَخْتَبُّ ثُمَّ تُراجِعُ وسَفَر رَجيعٌ: مَرْجُوع فِيهِ مِرَارًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ للإِياب من السفَر: سفَر رَجِيع؛ قَالَ القُحَيْف: وأَسْقِي فِتْيةً ومُنَفَّهاتٍ، ... أَضَرَّ بِنِقْيِها سَفَرٌ رَجِيعُ وَفُلَانٌ رِجْعُ سفَر ورَجِيعُ سفَر. وَيُقَالُ: جَعَلَهَا اللَّهُ سَفْرة مُرْجِعةً. والمُرْجِعةُ: الَّتِي لَهَا ثَوابٌ وَعَاقِبَةٌ حَسَنة. والرَّجْع: الغِرْس يَكُونُ فِي بَطْنِ المرأَة يَخْرُجُ عَلَى رأْس الصَّبِيِّ. والرِّجاع: مَا وَقَعَ عَلَى أَنف الْبَعِيرِ مِنْ خِطامه. وَيُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى أَنف بَعِيرِهِ إِذا انْفَسَخَ خَطْمُه فرَدَّه عَلَيْهِ، ثُمَّ يُسَمَّى الخِطامُ رِجاعاً. وراجَعه الكلامَ مُراجَعةً ورِجاعاً: حاوَرَه إِيَّاه. وَمَا أَرْجَعَ إِليه كَلَامًا أَي مَا أَجابَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ ؛ أَي يَتَلاوَمُونَ. والمُراجَعَة: المُعاوَدَةُ. والرَّجِيعُ مِنَ الْكَلَامِ: المَرْدُودُ إِلى صَاحِبِهِ. والرَّجْعُ والرَّجِيعُ: النَّجْوُ والرَّوْثُ وَذُو البَطن لأَنه رَجَع عَنْ حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا. وَقَدْ أَرْجَعَ الرجلُ. وَهَذَا رَجِيعُ السَّبُع ورَجْعُه أَيضاً يَعْنِي نَجْوَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُسْتَنْجَى بِرَجِيعٍ أَو عَظْم ؛ الرَّجِيعُ يَكُونُ الرَّوْثَ والعَذِرةَ جَميعاً، وإِنما سُمِّيَ رَجِيعاً لأَنه رَجَع عَنْ حَالِهِ الأُولى بَعْدَ أَن كَانَ طَعَامًا أَو علَفاً أَو غَيْرَ ذَلِكَ. وأَرْجَع مِنَ الرَّجِيع إِذا أَنْجَى. والرَّجِيعُ: الجِرَّةُ لِرَجْعِه لَهَا إِلى الأَكل؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر الهِلالي يَصِف إِبلًا تُرَدِّد جِرَّتها: رَدَدْنَ رَجِيعَ الفَرْثِ حَتَّى كأَنه ... حَصى إِثْمِدٍ، بَيْنَ الصَّلاءِ، سَحِيقُ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ الرَّاجِزِ:

يَمْشِينَ بالأَحْمال مَشْيَ الغِيلانْ، ... فاسْتَقْبَلَتْ ليلةَ خِمْسٍ حَنّانْ، تَعْتَلُّ فِيهِ بِرَجِيعِ العِيدانْ وكلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ مِنْ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ، فَهُوَ رَجِيع؛ لأَن مَعْنَاهُ مَرْجُوع أَي مَرْدُودٌ، وَمِنْهَا سَمَّوُا الجِرَّة رَجِيعاً؛ قَالَ الأَعشى: وفَلاةٍ كأَنَّها ظَهْر تُرْسٍ، ... لَيْسَ إِلّا الرَّجِيعَ فِيهَا عَلاقُ يَقُولُ لَا تَجِد الإِبل فِيهَا عُلَقاً إِلَّا مَا تُرَدِّدُه مِنْ جِرَّتها. الْكِسَائِيُّ: أَرْجَعَتِ الإِبلُ إِذا هُزِلَت ثُمَّ سَمِنت. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ الْكِسَائِيُّ إِذا هُزِلَت النَّاقَةُ قِيلَ أَرْجَعت. وأَرجَعَت النَّاقَةُ، فَهِيَ مُرْجِع: حَسُنت بَعْدَ الهُزال. وَتَقُولُ: أَرْجَعْتُك نَاقَةً إِرْجاعاً أَي أَعطيْتُكَها لتَرْجِع عَلَيْهَا كَمَا تَقُولُ أَسْقَيْتُك إِهاباً. والرَّجيعُ: الشِّواء يُسَخَّن ثَانِيَةً؛ عَنِ الأَصمعي، وَقِيلَ: كلُّ مَا رُدِّد فَهُوَ رَجِيع، وكلُّ طَعَامٍ بَرَد فأُعِيد عَلَى النَّارِ فَهُوَ رَجِيع. وحبْل رَجِيع: نُقض ثُمَّ أُعِيد فَتْلُه، وَقِيلَ: كلُّ مَا ثَنَيْتَه فَهُوَ رَجِيع. ورَجِيعُ الْقَوْلِ: الْمَكْرُوهُ. وتَرَجَّع الرَّجُلُ عِنْدَ المُصِيبة واسْتَرْجَع: قَالَ إِنّا لِلَّهِ وإِنا إِليه رَاجِعُونَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه حِينَ نُعي لَهُ قُثَم اسْتَرْجَعَ أَي قَالَ إِنا لِلَّهِ وإِنا إِليه رَاجِعُونَ، وَكَذَلِكَ التَّرْجِيعُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: ورَجَّعْت مِنْ عِرْفانِ دَارٍ، كأَنَّها ... بَقِيّةُ وَشْمٍ فِي مُتُون الأَشاجِعِ «3» واسْتَرْجَعْت مِنْهُ الشيءَ إِذا أَخذْت مِنْهُ مَا دَفَعْته إِليه، والرَّجْع: رَدّ الدَّابَّةِ يَدَيْهَا فِي السَّيْرِ ونَحْوُه خَطْوُهَا. والرَّجْع: الْخَطْوُ. وتَرْجِيعُ الدَّابَّةِ يدَيْها فِي السَّيْرِ: رَجْعُها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: يَعْدُو بِهِ نَهْشُ المُشاشِ، كأَنّه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لَا يَظْلَعُ «4» نَهْشُ المُشاشِ: خَفيفُ الْقَوَائِمِ، وصفَه بِالْمَصْدَرِ، وأَراد نَهِش الْقَوَائِمِ أَو مَنْهُوش الْقَوَائِمِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَالَ للجَلَّاد: اضْرِب وارجِعْ يَدَكَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن لَا يَرْفَعَ يَدَهُ إِذا أَراد الضَّرْبَ كأَنه كَانَ قَدْ رفَع يَدَهُ عِنْدَ الضَّرْبِ فَقَالَ: ارْجِعْها إِلى مَوْضِعِهَا. ورَجْعُ الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ فِي الرَّمْي: مَا يَرُدُّ عَلَيْهِ. والرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها. والرَّجْعُ والرُّجْعَى والرُّجْعان والمَرْجُوعَةُ والمَرْجُوعُ: جَوَابُ الرِّسَالَةِ؛ قَالَ يَصِفُ الدَّارَ: سأَلْتُها عَنْ ذَاكَ فاسْتَعْجَمَتْ، ... لَمْ تَدْرِ مَا مَرْجُوعةُ السَّائلِ ورُجْعان الْكِتَابِ: جَوابه. يُقَالُ: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. وَتَقُولُ: أَرسلت إِليك فَمَا جَاءَنِي رُجْعَى رِسالتي أَي مَرْجُوعها، وَقَوْلُهُمْ: هَلْ جَاءَ رُجْعةُ كِتَابِكَ ورُجْعانُه أَي جَوَابُهُ، وَيَجُوزُ رَجْعة، بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: مَا كَانَ مِنْ مَرْجُوعِ أَمر فُلَانٍ عَلَيْكَ أَي مِنْ مَردُوده وجَوابه. ورجَع إِلى فُلَانٍ مِنْ مَرْجوعِه كَذَا: يَعْنِي رَدّه الْجَوَابَ. وَلَيْسَ لِهَذَا الْبَيْعِ مَرْجُوع أَي لَا يُرْجَع فِيهِ. وَمَتَاعٌ مُرْجِعٌ: لَهُ مَرْجُوع. وَيُقَالُ: أَرْجَع اللَّهُ بَيْعة فُلَانٍ كَمَا يُقَالُ أَرْبَح اللَّهُ بَيْعَته. ويقال:

_ (3). في ديوان جرير: من عِرفانِ رَبْع كأنّه، مكانَ: مِنْ عِرفانِ دارٍ كَأَنَّهَا. (4). قوله [نهش المشاش] تقدم ضبطه في مادتي مشش ونهش: نهش ككتف.

هَذَا أَرْجَعُ فِي يَدِي مِنْ هَذَا أَي أَنْفَع، قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ: قَدْ رجَع كَلَامِي فِي الرَّجُلِ ونَجَع فِيهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: ورَجَع فِي الدَّابَّةِ العَلَفُ ونَجَع إِذا تَبيّن أَثَرُه. وَيُقَالُ: الشَّيْخُ يَمْرض يَوْمَيْنِ فَلَا يَرْجِع شَهراً أَي لَا يَثُوب إِليه جِسْمُهُ وَقُوَّتُهُ شَهْرًا. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ طَعام يُسْتَرْجَعُ عَنْهُ، وتَفْسِير هَذَا فِي رِعْي الْمَالِ وطَعام النَّاسِ مَا نَفَع مِنْهُ واسْتُمْرِئَ فسَمِنُوا عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ارْتَجَع فُلَانٌ مَالًا وَهُوَ أَن يَبِيعَ إِبله المُسِنة وَالصِّغَارَ ثُمَّ يَشْتَرِيَ الفَتِيّة والبِكار، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَبِيعَ الذُّكُورَ وَيَشْتَرِيَ الإِناث؛ وعمَّ مَرَّةً بِهِ فَقَالَ: هُوَ أَن يَبِيعَ الشَّيْءَ ثُمَّ يَشْتَرِيَ مَكَانَهُ مَا يُخَيَّل إِليه أَنه أَفْتى وأَصلح. وَجَاءَ فُلَانٌ بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَي بِشَيْءٍ صَالِحٍ اشْتَرَاهُ مَكَانَ شَيْءٍ طَالِحٍ، أَو مَكان شَيْءٍ قَدْ كَانَ دُونَهُ، وَبَاعَ إِبله فارْتَجع مِنْهَا رِجْعة صَالِحَةً ورَجْعةً: رَدّها. والرِّجْعةُ والرَّجْعة: إِبل تَشْتَرِيهَا الأَعراب لَيْسَتْ مِنْ نِتَاجِهِمْ وَلَيْسَتْ عَلَيْهَا سِماتُهم. وارْتَجَعها: اشْتَرَاهَا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَا تَرْتَجِعْ شَارِفًا تَبْغِي فَواضِلَها، ... بدَفِّها مِنْ عُرى الأَنْساعِ تَنْدِيبُ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: بَاعَ إِبله فَارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعة صَالِحَةً، بِالْكَسْرِ، إِذا صَرَفَ أَثْمانها فِيمَا تَعود عَلَيْهِ بِالْعَائِدَةِ الصَّالِحَةِ، وَكَذَلِكَ الرِّجْعة فِي الصَّدَقَةِ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى فِي إِبل الصَّدَقَةِ نَاقَةً كَوْماء فسأَل عَنْهَا المُصَدِّق فَقَالَ: إِني ارْتَجَعْتها بإِبل، فَسَكَتَ ؛ الارْتِجاعُ: أَن يَقدُم الرَّجُلُ الْمِصْرَ بإِبله فَيَبِيعُهَا ثُمَّ يَشْتَرِي بِثَمَنِهَا مِثْلَهَا أَو غَيْرَهَا، فَتِلْكَ الرِّجعة، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الصَّدَقَةِ إِذا وَجَبَ عَلَى رَبّ الْمَالِ سِنّ مِنَ الإِبل فأَخذ المُصَدِّقُ مَكَانَهَا سِنًّا أُخرى فَوْقَهَا أَو دُونَهَا، فَتِلْكَ الَّتِي أَخَذ رِجْعةٌ لأَنه ارْتَجَعَهَا مِنَ الَّتِي وَجَبَتْ لَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: شَكَتْ بَنُو تَغْلِبَ إِليه السَّنَةَ فَقَالَ: كَيْفَ تَشْكُون الحاجةَ مَعَ اجْتِلاب المِهارة وارْتجاعِ البِكارة ؟ أَي تَجْلُبون أَولاد الْخَيْلِ فتَبِيعُونها وَتَرْجِعُونَ بأَثمانها؛ الْبَكَارَةُ للقِنْية يَعْنِي الإِبل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الأَثافي: جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ عَلَى الأَوْرَقِ، ... لَا رِجْعةٌ وَلَا جَلَبُ قَالَ: وإِن ردَّ أَثمانها إِلى مَنْزِلِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْتَرِيَ بِهَا شَيْئًا فَلَيْسَتْ برِجْعة. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فإِنهما يَتراجَعانِ بَيْنَهُمَا بالسَّويّة ؛ التَّراجُع بَيْنَ الْخَلِيطَيْنِ أَن يَكُونَ لأَحَدهما مَثَلًا أَربعون بَقَرَةً وَلِلْآخَرِ ثَلَاثُونَ، ومالُهما مُشتَرَك، فيأْخذ الْعَامِلُ عَنِ الأَربعين مُسنة، وَعَنِ الثَّلَاثِينَ تَبيعاً، فَيَرْجِعُ باذِلُ الْمُسِنَّةِ بِثَلَاثَةِ أَسْباعها عَلَى خَليطه، وباذلُ التَّبِيع بأَربعة أَسْباعِه عَلَى خَلِيطه، لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ السنَّين وَاجِبٌ عَلَى الشُّيوعِ كأَن الْمَالَ مِلْكُ وَاحِدٍ، وَفِي قَوْلِهِ بِالسَّوِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَن السَّاعِيَ إِذا ظَلَمَ أَحدهما فأَخذ مِنْهُ زِيَادَةً عَلَى فرْضه فإِنه لَا يَرْجِعُ بِهَا عَلَى شَرِيكِهِ، وإِنما يَغْرم لَهُ قِيمَةَ مَا يَخُصُّهُ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ دُونَ الزِّيَادَةِ؛ وَمِنْ أَنواع التَّرَاجُعِ أَن يَكُونَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَربعون شَاةً لِكُلِّ وَاحِدٍ عِشْرُونَ، ثُمَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَعْرِفُ عَيْنَ مَالِهِ فيأْخذ العاملُ مِنْ غَنَمِ أَحدهما شَاةً فَيَرْجِعُ عَلَى شَرِيكِهِ بِقِيمَةِ نِصْفِ شَاةٍ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَن الخُلْطة تَصِحُّ مَعَ تَمْيِيزِ أَعيان الأَموال عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِهِ. والرِّجَع أَيضاً: أَن يَبِيعَ الذُّكُورَ وَيَشْتَرِيَ الإِناث كأَنه مَصْدَرٌ وإِن لَمْ يَصِحَّ تَغْييرُه، وَقِيلَ: هُوَ

أَن يَبِيعَ الهَرْمى وَيَشْتَرِيَ البِكارة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَمْعُ رِجْعةٍ رِجَعٌ، وَقِيلَ لحَيّ مِنَ الْعَرَبِ: بمَ كَثُرَتْ أَموالكم؟ فَقَالُوا: أَوصانا أَبونا بالنُّجَع والرُّجَع، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بالرِّجَع والنِّجَع، وَفَسَّرَهُ بأَنه بَيْع الهَرْمى وَشِرَاءُ البِكارة الفَتِيَّة، وَقَدْ فُسِّرَ بأَنه بَيْعُ الذُّكُورِ وَشِرَاءُ الإِناث، وَكِلَاهُمَا مِمَّا يَنْمي عَلَيْهِ الْمَالَ. وأَرجع إِبلًا: شَراها وباعَها عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ. والرّاجعةُ: النَّاقَةُ تُبَاعُ وَيُشْتَرَى بِثَمَنِهَا مِثْلُهَا، فَالثَّانِيَةُ رَاجِعَةٌ ورَجِيعة، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: الرَّجيعة أَن يباع الذكور وَيُشْتَرَى بِثَمَنِهِ الأُنثى، فالأُنثى هِيَ الرَّجيعة، وَقَدِ ارْتَجَعْتُهَا وترَجَّعْتها ورَجَعْتها. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَتْ رِجْعةُ الضِّياع، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَعِنْدِي أَنه مَا تَعُود بِهِ عَلَى صَاحِبِهَا مِنْ غلَّة. وأَرْجَع يَدَهُ إِلى سَيْفِهِ ليستَلّه أَو إِلى كِنانته ليأْخذَ سَهْمًا: أَهْوى بِهَا إِليها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فبَدا لَهُ أَقْرابُ هَذَا رَائِغًا ... عَنْهُ، فعَيَّثَ فِي الكِنانةِ يُرْجِعُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَرْجَع الرجلُ يَدَيْهِ إِذا رَدّهما إِلى خَلْفِهِ ليتناوَل شَيْئًا، فَعَمَّ بِهِ. وَيُقَالُ: سَيْفٌ نَجِيحُ الرَّجْعِ إِذا كَانَ ماضِياً فِي الضَّريبة؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ السَّيْفَ: بأَخْلَقَ مَحْمودٍ نَجِيحٍ رَجِيعُه وَفِي الْحَدِيثِ: رَجْعةُ الطَّلَاقِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، تُفْتَحُ رَاؤُهُ وَتُكْسَرُ، عَلَى الْمَرَّةِ وَالْحَالَةِ، وَهُوَ ارْتِجاع الزَّوْجَةِ المطلَّقة غَيْرِ الْبَائِنَةِ إِلى النِّكَاحِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْنَافِ عَقْدٍ. والرَّاجِعُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَرَجَعَتْ إِلى أَهلها، وأَمّا الْمُطَلَّقَةُ فَهِيَ الْمَرْدُودَةُ. قَالَ الأَزهري: والمُراجِعُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي يَمُوتُ زَوْجُهَا أَو يُطَلِّقُهَا فتَرجِع إِلى أَهلها، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً رَاجِعٌ. وَيُقَالُ لِلْمَرِيضِ إِذا ثابَتْ إِليه نفْسه بَعْدَ نُهوك مِنَ العِلَّة: رَاجِعٌ. وَرَجُلٌ رَاجِعٌ إِذا رَجَعَتْ إِليه نَفْسُهُ بَعْدَ شدَّة ضَنىً. ومَرْجِعُ الْكَتِفِ ورَجْعها: أَسْفَلُها، وَهُوَ مَا يَلِي الإِبط مِنْهَا مِنْ جِهَةِ مَنْبِضِ الْقَلْبِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ونَطْعَن الأَعْناق والمَراجِعا يُقَالُ: طعَنه فِي مَرْجِع كَتِفَيْهِ. ورَجَع الْكَلْبُ فِي قَيْئه: عَادَ فِيهِ. وَهُوَ يُؤمِن بالرِّجْعة، وَقَالَهَا الأَزهري بِالْفَتْحِ، أَي بأَنّ الْمَيِّتَ يَرْجع إِلى الدُّنْيَا بَعْدَ الْمَوْتِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وراجَع الرجلُ: رجَع إِلى خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وتَراجعَ الشَّيْءُ إِلى خَلْفٍ. والرِّجاعُ: رُجوع الطَّيْرِ بَعْدَ قِطاعها. ورَجَعَت الطَّيْرُ رُجوعاً ورِجاعاً: قَطعت مِنَ الْمَوَاضِعِ الحارَّة إِلى البارِدة. وأَتانٌ راجِعٌ وَنَاقَةٌ راجِع إِذا كَانَتْ تَشُول بِذَنَبِهَا وَتَجْمَعُ قُطْرَيْها وتُوَزِّع بِبَوْلِهَا فَتَظُنُّ أَنّ بِهَا حَمْلًا ثُمَّ تُخْلِف. ورجَعت الناقةُ تَرْجع رِجاعاً ورُجوعاً، وَهِيَ راجِع: لَقِحت ثُمَّ أَخْلَفت لأَنها رجَعت عَمَّا رُجِيَ مِنْهَا، وَنُوقٌ رَواجِعُ، وَقِيلَ: إِذا ضَرَبَهَا الفَحل وَلَمْ تَلْقَح، وَقِيلَ: هِيَ إِذا أَلقت وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ، وَقِيلَ: إِذا نَالَتْ مَاءَ الْفَحْلِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَطْرَحَهُ مَاءً. الأَصمعي: إِذا ضُربت النَّاقَةُ مِرَارًا فَلَمْ تَلْقَح فَهِيَ مُمارِنٌ، فإِن ظَهَرَ لَهُمْ أَنها قَدْ لَقِحت ثُمَّ لَمْ يَكُنْ بِهَا حَمل فَهِيَ راجِع ومُخْلِفة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا أَلقت النَّاقَةُ حَمْلَهَا قَبْلَ أَن يَستبِين خَلْقُهُ قِيلَ رَجَعَت تَرْجِعُ رِجاعاً؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ للقُطامي يَصِفُ نجِيبة لنَجِيبَتَين «1»:

_ (1). قوله: نجيبة لنجيبتين، هكذا في الأَصل.

وَمِنْ عيْرانةٍ عَقَدَتْ عَلَيْهَا ... لَقاحاً ثُمَّ مَا كَسَرَتْ رِجاعا قَالَ: أَراد أَن النَّاقَةَ عقدَت عَلَيْهَا لَقاحاً ثُمَّ رَمَتْ بِمَاءِ الْفَحْلِ وكسرت ذنبها بعد ما شالَت بِهِ؛ وَقَوْلُ الْمَرَّارِ يَصِف إِبلًا: مَتابيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ، ... كَمَا رَجَعَتْ فِي لَيْلها أُمّ حائلِ بُسْطٌ: مُخَلَّاةٌ عَلَى أَولادها بُسِطَت عَلَيْهَا لَا تُقْبَض عَنْهَا. مُتْئمات: مَعَهَا ابْنُ مَخاض. وحُوار رَواجِعُ: رَجَعَتْ عَلَى أَولادها. وَيُقَالُ: رواجِعُ نُزَّعٌ. أُم حَائِلٍ: أُمُّ ولدِها الأُنثى. والرَّجِيعُ: نباتُ الرَّبِيعِ. والرَّجْعُ والرجيعُ والراجعةُ: الْغَدِيرُ يتردَّد فِيهِ الْمَاءُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهُذلي يَصِفُ السَّيْفَ: أَبيض كالرَّجْع رَسوبٌ، إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ مَا ارْتَدّ فِيهِ السَّيْل ثُمَّ نَفَذَ، وَالْجَمْعُ رُجْعان ورِجاع؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وعارَضَ أَطْرافَ الصَّبا وكأَنه ... رِجاعُ غَدِيرٍ، هَزَّه الريحُ، رائِعُ وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّجاع جَمْعٌ وَلَكِنَّهُ نَعَتَهُ بِالْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ رَائِعٌ لأَنه عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحى، ... رَقَدْنَ عليهِن السِّجالُ المُسَدَّفُ «1» وإِنما قَالَ رِجاعُ غَدِيرٍ ليَفْصِله مِنَ الرِّجاع الَّذِي هُوَ غَيْرُ الْغَدِيرِ، إِذ الرِّجَاعُ مِنَ الأَسماء الْمُشْتَرَكَةِ؛ قَالَ الْآخَرُ: وَلَوْ أَنّي أَشاء، لكُنْتُ مِنْهَا ... مَكانَ الفَرْقَدَيْن مِنَ النُّجومِ فَقَالَ مِنَ النُّجُومِ ليُخَلِّص مَعْنَى الفَرقدين لأَن الْفَرْقَدَيْنِ مِنَ الأَسماء الْمُشْتَرَكَةِ؛ أَلا تَرَى أَنَّ ابْنَ أَحمر لَمَّا قَالَ: يُهِلُّ بالفَرقدِ رُكْبانُها، ... كَمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ وَلَمْ يُخَلِّص الفَرْقَد هَاهُنَا اخْتَلَفُوا فِيهِ فَقَالَ قَوْمٌ: إِنه الفَرْقَد الفَلَكي، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنما هُوَ فَرْقَدُ الْبَقَرَةِ وَهُوَ وَلَدُهَا. وَقَدْ يَكُونُ الرِّجاعُ الغَدير الْوَاحِدُ كَمَا قَالُوا فِيهِ الإِخاذ، وأَضافه إِلى نَفْسِهِ ليُبَيِّنه أَيضاً بِذَلِكَ لأَن الرِّجاع كَانَ وَاحِدًا أَو جَمْعًا، فَهُوَ مِنَ الأَسماء الْمُشْتَرَكَةِ، وَقِيلَ: الرَّجْع مَحْبِس الْمَاءِ وأَما الْغَدِيرُ فَلَيْسَ بِمِحْبَسٍ لِلْمَاءِ إِنما هُوَ القِطعة مِنَ الْمَاءِ يُغادِرها السَّيْلُ أَي يَتْرُكُهَا. والرَّجْع: الْمَطَرُ لأَنه يَرْجِعُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ، وَيُقَالُ: ذَاتِ النفْع، والأَرض ذَاتِ الصَّدْع؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: تَرْجع بِالْمَطَرِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لأَنها تَرْجِعُ بِالْغَيْثِ فَلَمْ يَذْكُرْ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَبْتَدِئُ بِالْمَطَرِ ثُمَّ تَرْجِعُ بِهِ كُلَّ عَامٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ذاتِ الرَّجْعِ ذَاتِ الْمَطَرِ لأَنه يَجِيءُ وَيَرْجِعُ وَيَتَكَرَّرُ. والراجِعةُ: الناشِغةُ مِنْ نَواشِغ الْوَادِي. والرُّجْعان: أَعالي التِّلاع قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ مَاءُ التَّلْعة، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ الحُجْرانِ، والرَّجْع عَامَّةُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: مَاءٌ لِهُذَيْلٍ

_ (1). قوله [السجال المسدف] كذا بالأصل هنا، والذي في غير موضع وكذا الصحاح: الحجال المسجف.

غَلَبَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَزوة الرَّجيعِ؛ هُوَ مَاءٌ لهُذَيْل. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الرَّجْع فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَاءُ، وأَنشد قَوْلَ المُتَنَخِّل: أَبيض كالرَّجْع، وَقَدْ تَقَدَّمَ: الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ حَكَاهُ عَنِ الأَسدي قَالَ: يَقُولُونَ لِلرَّعْدِ رَجْع. والرَّجِيعُ: العَرَق، سُمِّيَ رَجيعاً لأَنه كَانَ مَاءً فَعَادَ عرَقاً؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ ... رَجِيعاً، فِي المَغَابنِ، كالعَصِيمِ أَراد العَرَقَ الأَصفر شبَّهه بِعَصِيمِ الحِنَّاء وَهُوَ أَثره. ورَجِيعُ: اسْمُ نَاقَةِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: إِذا بلَّغتْ رَحْلي رَجِيعُ، أَمَلَّها ... نُزُوليَ بالمَوْماةِ ثُمَّ ارْتحاليا «1» ورَجْعٌ ومَرْجَعةُ: اسمان. ردع: الرَّدْعُ: الكَفُّ عَنِ الشَّيْءِ. رَدَعَه يَرْدَعه رَدْعاً فارْتَدَع: كفَّه فكفَّ؛ قَالَ: أَهْلُ الأَمانةِ إِن مالُوا ومَسَّهمُ ... طَيْفُ العَدُوِّ، إِذا مَا ذُوكِرُوا، ارْتَدَعُوا وتَرادَع القومُ: ردَعَ بعضُهم بَعْضًا. والرَّدْعُ: اللطْخ بِالزَّعْفَرَانِ. وَفِي حَدِيثِ حُذيفةَ: ورُدِعَ لَهَا رَدْعةً أَي وَجَم لَهَا حَتَّى تغيَّرَ لَوْنُهُ إِلى الصُّفرة. وَبِالثَّوْبِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفران أَي شَيْءٌ يَسير فِي مَواضِعَ شتَّى، وَقِيلَ: الرَّدْع أَثَر الخَلُوق والطِّيب فِي الْجَسَدِ. وَقَمِيصٌ رادِعٌ ومَرْدُوعٌ ومُرَدَّعٌ: فِيهِ أَثَر الطِّيب وَالزَّعْفَرَانِ أَو الدَّمِ، وَجَمْعُ الرّادِع رُدُعٌ؛ قَالَ: بَني نُمَيْرٍ تَرَكْتُ سَيِّدَكم، ... أَثْوابُه مِن دِمائكم رُدُعُ وغِلالةٌ رادِعٌ ومُرَدَّعة: مُلَمَّعةٌ بِالطِّيبِ وَالزَّعْفَرَانِ فِي مَوَاضِعَ. والرَّدْعُ: أَن تَرْدَع ثَوْبًا بِطِيب أَو زَعْفَرَانٍ كَمَا تَردَع الجارِيةُ صَدْرَها ومَقادِيمَ جَيْبها بِالزَّعْفَرَانِ مِلْءَ كفِّها تُلَمِّعُه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: حُوراً يُعَلَّلْنَ العَبِيرَ رَوادِعاً، ... كَمَها الشَّقائقِ أَو ظِباء سَلامِ السَّلام: الشَّجَرُ؛ وأَنشد الأَزهري قَوْلَ الأَعشى فِي رَدْع الزَّعْفَرَانِ وَهُوَ لطْخُه: ورادِعة بالطِّيب صَفْراء عِنْدَنَا، ... لجَسّ النَّدامَى فِي يَدِ الدِّرْع مَفْتَقُ «2» وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمْ يُنْه عَنْ شَيْءٍ مِنَ الأَرْدِيةِ إِلا عَنِ المُزعْفرة الَّتِي تَرْدَعُ عَلَى الْجِلْدِ أَي تَنْفُض صِبْغَها عَلَيْهِ. وَثَوْبٌ رَدِيع: مَصْبُوغٌ بِالزَّعْفَرَانِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُفِّن أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي ثَلَاثَةِ أَثواب، أَحدها بِهِ رَدْع مِنْ زَعْفَرَانٍ أَي لَطْخٌ لَمْ يَعُمّه كُلُّهُ. وردَعَه بِالشَّيْءِ يَرْدَعُه رَدْعاً فارْتَدَعَ: لَطَخَه بِهِ فتلطَّخ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَخْدِي بِهَا بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُه، ... يَجْرِي بِدِيباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ وَقَالَ الأَزهري: فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: قَالَ بَعْضُهُمْ مُتَصَبِّغ بالعرَق الأَسود كَمَا يُرْدَع الثَّوْبُ بِالزَّعْفَرَانِ، قَالَ: وَقَالَ خَالِدٌ مُرْتَدِع قَدِ انتهَتْ سِنُّه. يُقَالُ: قَدِ ارْتَدَعَ إِذا انْتَهَتْ سِنه، وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: فَمَرَرْنَا بِقَوْمٍ رُدْعٍ ؛ الرُّدْعُ: جَمْعُ أَرْدَعَ وَهُوَ مِنَ الْغَنَمِ الَّذِي صَدْرُهُ أَسود وَبَاقِيهِ أَبيض. يُقَالُ: تَيْسٌ أَرْدَعُ وَشَاةٌ رَدْعاء. وَيُقَالُ: رَكِب فُلَانٌ رَدْع المَنِيّةِ إِذا كانت في

_ (1). ورد هذا البيت سابقاً في هذه المادة، وقد صُرفت فيه رجيع فنُوّنت، أما هنا فقد منعت من الصرف. (2). في قصيدة الأَعشى: المسك مكان الطيب.

ذَلِكَ مَنِيَّتُه. وَيُقَالُ لِلْقَتِيلِ: رَكِبَ رَدْعه إِذا خَرّ لِوَجْهِهِ عَلَى دَمِه. وطَعَنَه فَركِبَ رَدْعَه أَي مقادِيمَه وَعَلَى مَا سالَ مِنْ دَمِهِ، وَقِيلَ: رَكِبَ رَدْعَهُ أَي خَرَّ صَريعاً لِوَجْهِهِ عَلَى دَمِهِ وَعَلَى رأْسه وإِن لَمْ يَمُت بَعْدُ غَيْرُ أَنه كُلَّمَا هَمّ بالنُّهوض رَكِبَ مَقادِيمه فَخَرَّ لِوَجْهِهِ، وَقِيلَ: رَدْعُه دَمُهُ، وَرُكُوبُهُ إِياه أَنّ الدَّمَ يَسِيل ثُمَّ يَخِرّ عَلَيْهِ صَرِيعًا، وَقِيلَ: رَدَعَهُ عُنُقه؛ حَكَى هَذِهِ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الأَرض رَدَعَتْه أَي كفَّتْه عَنْ أَن يَهْوِي إِلى مَا تَحْتَهَا، وَقِيلَ: رَكِبَ رَدْعَه أَي لَمْ يَرْدَعه شَيْءٌ فَيَمْنَعَهُ عَنْ وَجْهِهِ، وَلَكِنَّهُ رَكِبَ ذَلِكَ فَمَضَى لِوَجْهِهِ ورُدِعَ فَلَمْ يَرْتَدِع كَمَا يُقَالُ: رَكِبَ النَّهْي وخرَّ فِي بِئْرٍ فَرَكِبَ رَدْعَه وهَوَى فِيهَا، وَقِيلَ: فَمَاتَ وَرَكِبَ ردعَ المَنِيّةِ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ لَهُ: إِني رَمَيْتُ ظَبْياً وأَنا مُحْرِمٌ فأَصبْتُ خُشَشاءَه فَرَكِبَ رَدْعَه فأَسَنَّ فَمَاتَ ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَثير، الرَّدْعُ: العنُقُ، أَي سقَط عَلَى رأْسه فانْدَقَّت عُنُقُهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا تَقَدَّمَ أَي خَرَّ صَرِيعاً لِوَجْهِهِ فكُلّما هَمّ بالنُّهوض رَكِبَ مقادِيمَه، وَقِيلَ: الرَّدْع هَاهُنَا اسْمُ الدَّمِ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ بِالزَّعْفَرَانِ، وَمَعْنَى رُكُوبِهِ دَمَهُ أَنه جُرح فَسَالَ دَمُهُ فَسَقَطَ فَوْقَهُ مُتَشَحِّطاً فِيهِ؛ قَالَ: وَمَنْ جَعَلَ الردْع الْعُنُقَ فَالتَّقْدِيرُ رَكِبَ ذاتَ رَدْعه أَي عنُقه فَحَذَفَ الْمُضَافَ أَو سَمَّى العنُق رَدْعاً عَلَى الْإِتْسَاعِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لنُعيم بْنِ الحرث بْنِ يَزِيدَ السعْديّ: أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعه، ... وفيهِ سِنانٌ ذُو غِرارَيْنِ نَائِسُ؟ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: مِنْ رَوَاهُ يَابِسُ فَقَدْ أَفحش فِي التَّصْحِيفِ، وإِنما هُوَ نائسٌ أَي مُضْطَرِب مِنْ ناسَ يَنُوس؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَنْ رَوَاهُ يَابِسُ فإِنما يُرِيدُ أَنّ حَدِيدَهُ ذُكِرَ لَيْسَ بِأَنِيث أَي أَنه صُلْب، وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ: الردْع العنُقُ، رُدِع بِالدَّمِ أَو لَمْ يُرْدَعْ. يُقَالُ: اضْرِبْ رَدْعَه كَمَا يُقَالُ اضْرِبْ كرْدَه؛ قَالَ: وَسُمِّي الْعُنُقُ رَدعاً لأَنه بِهِ يَرْتَدِعُ كُلُّ ذِي عُنُق مِنَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَكِبَ رَدْعَهُ إِذا وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ، ورَكِبَ كُسْأَه إِذا وَقَعَ عَلَى قَفاه، وَقِيلَ: رَكِبَ رَدْعَه أَنَّ الرَّدْع كلُّ مَا أَصاب الأَرض مِنَ الصَّرِيع حِينَ يَهْوِي إِليها، فَمَا مَسَّ مِنْهُ الأَرض أَوَّلًا فَهُوَ الرَّدع، أَيَّ أَقْطاره كَانَ؛ وَقَوْلُ أَبي دُواد: فَعَلَّ وأَنْهَلَ مِنْها السِّنانَ، ... يَركَبُ مِنها الرَّدِيعُ الظِّلالا قَالَ: والرَّدِيع الصَّرِيعُ يَرْكَبُ ظِلَّهُ. وَيُقَالُ: رُدِعَ بِفُلَانٍ أَي صُرِع. وأَخَذ فُلَانًا فَرَدَع بِهِ الأَرض إِذا ضَرَبَ بِهِ الأَرضَ. وسَهْم مُرْتَدِع: أَصاب الهَدَف وَانْكَسَرَ عُوده. والرَّدِيعُ: السَّهْم الَّذِي قَدْ سقَط نَصْلُه. ورَدَعَ السهمَ: ضَرَبَ بِنَصْلِهِ الأَرض لِيَثْبُتَ فِي الرُّعْظِ. والرَّدْعُ: رَدْعُ النَّصْلِ فِي السَّهْمِ وَهُوَ تَرْكِيبُهُ وَضَرْبُكَ إِياه بِحَجَرٍ أَو غَيْرِهِ حَتَّى يَدْخُلَ. والمِرْدَعُ: السَّهْمُ الَّذِي يَكُونُ فِي فُوقه ضِيق فيُدَقُّ فُوقه حَتَّى يَنْفَتِحَ، وَيُقَالُ بِالْغَيْنِ. والمِرْدعةُ: نَصل كالنَّواة. والرَّدْعُ: النُّكْسُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رُدِعَ إِذا نُكِسَ فِي مَرضه؛ قَالَ أَبو العِيال الْهُذَلِيُّ: ذَكَرْتُ أَخِي، فَعاوَدَني ... رُدَاعُ السُّقْمِ والوَصَبِ [الوِصَبِ] الرُّداع: النُّكْس؛ وَقَالَ كثيِّر:

وإِنِّي عَلَى ذَاكَ التَّجَلُّدِ؛ إِنَّني ... مُسِرُّ هُيام يَسْتَبِلُّ ويَرْدَعُ والمَرْدوعُ: المَنْكُوس، وَجَمْعُهُ رُدُوع؛ قَالَ: وَمَا ماتَ مُذْرِي الدَّمع، بَلْ ماتَ مَنْ بِهِ ... ضَنًى باطِنٌ فِي قَلْبِه ورُدُوع وَقَدْ رُدِع مِنْ مَرَضِهِ. والرُّداعُ: كالرَّدْع، والرُّداعُ: الوجَع فِي الْجَسَدِ أَجمع؛ قَالَ قَيْس بْنُ مُعَاذٍ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: صَفْراء مِنْ بَقَرِ الجِواءِ، كأَنما ... تَرَكَ الحَياةَ بِهَا رُداعُ سَقِيمِ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيح: فَيا حَزَناً وعاوَدَني رُداع، ... وَكَانَ فِراقُ لُبْنى كالخِداع والمِرْدَعُ: الَّذِي يَمْضِي فِي حَاجَتِهِ فَيَرْجِعُ خَائِبًا. والمِرْدَعُ: الكَسْلان مِنَ المَلَّاحِين. وَرَجُلٌ رَدِيعٌ: بِهِ رُداع، وَكَذَلِكَ المؤَنث؛ قَالَ صَخْرٌ الْهُذَلِيُّ: وأَشْفِي جَوًى باليَأْسِ مِنِّي قَدِ ابْتَرَى ... عِظامِي، كَمَا يَبْرِي الرَّديعَ هُيامُها ورَدَعَ الرجلُ المرأَة إِذا وَطِئها. والرِّداعةُ: شِبه بَيْتٍ يُتخذ مِنْ صَفِيح ثُمَّ يُجعل فِيهِ لُحْمَةٌ يُصادُ بِهَا الضَّبُع والذِّئب. والرِّداع، بِالْكَسْرِ: مَوْضِعٌ أَو اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: بَرَكَتْ عَلَى ماءِ الرِّداع، كأَنَّما ... بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ وَقَالَ لَبِيدٌ: وصاحِبِ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بمَوْتِهِ، ... وَعِنْدَ الرِّداعِ بَيْتُ آخرَ كَوْثَر قَالَ الأَزهري: وأَقرأَني المُنْذِري لأَبي عُبَيْدٍ فِيمَا قرأَ عَلَى الْهَيْثَمِ: الرَّدِيعُ الأَحمق، بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. قَالَ: وأَما الإِيادي فإِنه أَقرأَنيه عَنْ شَمِرٍ الرَّدِيغُ مُعْجَمَةٌ، قَالَ: وَكِلَاهُمَا عِنْدِي مِنْ نَعْتِ الأَحمق. رسع: الرَّسَعُ: فَسادُ الْعَيْنِ وتَغَيُّرها، وَقَدْ رَسَّعَتْ تَرْسِيعاً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه بَكَى حَتَّى رَسِعَت عَيْنُهُ ، يَعْنِي فسَدت وَتَغَيَّرَتْ وَالْتَصَقَتْ أَجْفانُها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَتُفْتَحُ سِينُهَا وَتُكْسَرُ وَتُشَدَّدُ، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ. والمُرَسَّعُ: الَّذِي انْسَلقَت عينُه مِنَ السهَر. ورَسِعَ الرَّجل، فَهُوَ أَرْسَعُ، ورَسَّعَ: فسَد مُوقُ عَيْنِهِ تَرْسيعاً، فَهُوَ مُرَسِّع ومُرَسِّعة؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: أَيا هنْدُ، لَا تَنْكِحِي بُوهةً ... عليْهِ عَقِيقَتُه أَحْسَبا مُرَسِّعةً، وسْطَ أَرْفاغِه، ... بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغي أَرْنَبا لِيَجْعَلَ فِي رِجْله كَعْبَهَا، ... حِذارَ المَنِيَّة أَنْ يَعْطَبا قَوْلُهُ مُرَسِّعة إِنما هُوَ كَقَوْلِكَ رَجُلٌ هِلباجة وفَقْفاقةٌ، أَو يَكُونُ ذَهب بِهِ إِلى تأْنيث الْعَيْنِ لأَن التَّرْسِيعَ إِنما يَكُونُ فِيهَا كَمَا يُقَالُ: جاءَتكم القَصْماء لِرَجُلٍ أَقْصَمِ الثَّنِيَّة، يُذْهب بِهِ إِلى سِنِّه، وإِنما خَصَّ الأَرنب بِذَلِكَ وَقَالَ: حِذارَ الْمَنِيَّةِ أَن يَعْطَبا، فإِنه كَانَ حَمْقى الأَعرابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعلِّقون كَعْب الأَرنب فِي الرِّجل كالمَعاذة، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ علَّقه لَمْ تَضُرُّهُ عَيْنٌ وَلَا سِحْر وَلَا آفَةٌ لأَن الجنَّ تَمْتَطِي الثعالِب والظِّباء والقَنَافِذ وَتَجْتَنِبُ الأَرانب لِمَكَانِ الحَيْض؛

يَقُولُ: هُوَ مِنْ أُولئك الْحَمْقَى. والبُوهة: الأَحمق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى مرسَّعةٌ بِالرَّفْعِ وَفَتْحِ السِّينِ، قَالَ: وَهِيَ رِوَايَةُ الأَصمعي، قَالَ: والمرسَّعة كالمعاذَة وَهُوَ أَن يؤْخذ سَيْرٌ فيُخْرق فيُدخل فِيهِ سَيْرٌ فَيُجْعَلَ فِي أَرْساغه، دَفْعًا لِلْعَيْنِ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا رفْعه بِالِابْتِدَاءِ، ووسط أَرفاغه الْخَبَرُ؛ وَيُرْوَى: بَيْنَ أَرساغه. ورسَعَ الصبيَّ وَغَيْرَهُ يَرْسَعُه رَسْعاً ورَسَّعه: شدَّ فِي يَدِهِ أَو رِجْلِهِ خَرزاً لِيَدْفَعَ بِهِ عَنْهُ الْعَيْنَ. والرَّسَعُ: مَا شُدَّ بِهِ. ورَسِعَ بِهِ الشيءُ: لَزِقَ. ورَسَّعَه: أَلزَقَه. والرَّسيعُ: المُلْزَق. ورَسَّع الرَّجلُ: أَقام فَلَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَنْزِلِهِ. ورَجُل مُرسِّعة: لَا يَبْرَحُ مِنْ مَنْزِلِهِ، زَادُوا الْهَاءَ لِلْمُبَالَغَةِ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: مُرَسّعة وَسْطَ أَرْفاغه والتَّرْسِيع: أَن يَخْرِق شَيْئًا ثُمَّ يُدْخل فِيهِ سَيْرًا كَمَا تُسَوَّى سُيور الْمَصَاحِفِ، وَاسْمُ السَّيْرِ الْمَفْعُولُ بِهِ ذَلِكَ الرَّسِيعُ؛ وأَنشد: وعادَ الرَّسيعُ نُهْيةً للحَمائل يَقُولُ: انكبَّت سُيوفهم فَصَارَتْ أَسافِلُها أَعالِيها. قَالَ الأَزهري: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ الرَّصِيع، فَيُبْدِلُ السِّينَ فِي هَذَا الْحَرْفِ صَادًا. والرَّسِيعُ ومُرَيْسِيع: موضعان. رصع: الرَّصَع: دِقَّة الأَلية. وَرَجُلٌ أَرْصَع: لُغَةٌ فِي الأَرْسَح. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنة: إِن جَاءَتْ بِهِ أُرَيْصِع ؛ هُوَ تَصْغِيرُ الأَرْصع وَهُوَ الأَرْسَح. والرَّصْعاء مِنَ النِّسَاءِ: الزَّلَّاء وَهِيَ مِثْلُ رَسْحاء بيّنةُ الرَّصَع إِذا لَمْ تَكُنْ عَجْزاء، وَرُبَّمَا سَمُّوا فِرَاخَ النَّحْلِ رَصَعاً، الْوَاحِدَةُ رَصَعة؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خطأٌ والرَّضَع فِرَاخُ النَّحْلِ، بِالضَّادِ، وَهُوَ بِالصَّادِ خَطَأٌ. وَقَدْ رَصِع رَصَعاً، وَرُبَّمَا وُصِفَ الذِّئْبُ بِهِ. وَقِيلَ: الرَّصْعاء مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا إِسْكَتَيْنِ لَهَا. والرَّصَع: تَقارُب مَا بَيْنَ الرُّكْبَتَيْنِ. والرَّصَع: أَن يَكْثُرَ عَلَى الزَّرْعِ الْمَاءُ وَهُوَ صَغِيرٌ فيصفَرّ وَيُحَدَّدَ وَلَا يَفْتَرِشَ مِنْهُ شَيْءٌ وَيَصْغُرَ حَبُّهُ. وأَمّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنه بَكَى حَتَّى رَصِعَت عينُه ، فَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي فَسَدت؛ قَالَ: وَهِيَ بِالسِّينِ أَشهر. والرَّصْع، بِسُكُونِ الصَّادِ: شِدَّةُ الطعْن. ورَصَعَه بالرُّمح يَرْصَعُه رَصْعاً وأَرْصَعَه: طعَنه طعْناً شَدِيدًا غَيَّبَ السِّنان كُلَّهُ فِيهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: نَطْعُنُ مِنْهُنّ الخُصُورَ النُّبَّعا، ... وخْضاً إِلى النِّصْف، وطَعْناً أَرْصَعا أَي الَّتِي تَنْبُع بِالدَّمِ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِلى رُؤْبَةَ. ورَصَعَ الشيءَ: عقَدَه عَقْداً مُثَلَّثاً مُتداخِلًا كعَقْد التَّمِيمَةِ وَنَحْوِهَا. وإِذا أَخذت سَيْرًا فَعَقَدْتَ فِيهِ عُقَداً مُثلَّثة، فَذَلِكَ الترْصِيعُ، وَهُوَ عَقد التَّمِيمَةِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وجِئْنَ بأَوْلادِ النَّصارَى إِليْكُمُ ... حَبالى، وَفِي أَعْناقِهِنَّ المَراصِعُ أَي الخُتُوم فِي أَعْناقِهنَّ. والرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف. والرَّصِيعةُ: عُقْدة فِي اللِّجام عِنْدَ المُعَذّر كأَنها فَلْس، وَقَدْ رَصَّعه. والرَّصِيعة: الحَلْقة المُسْتَديرة. والرَّصِيعةُ: سَيْر يُضْفَر بَيْنَ حِمالة السَّيْفِ وجَفْنِه، وَقِيلَ: سُيور مَضْفُورة فِي أَسافل حَمائل السَّيْفِ، الْوَاحِدَةُ رَصَاعَةٌ، وَالْجَمْعُ رصائعُ ورَصِيع كَشَعِيرَةٍ وَشَعِيرٍ، أَجْرَوْا المَصْنوع مُجرى المَخْلوق وَهُوَ فِي الْمَخْلُوقِ أَكثر؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

رَمَيْناهمُ حتَّى إِذا ارْبَثَّ جَمْعُهمْ، ... وصارَ الرَّصِيعُ نُهيةً للحَمائل أَي انْقَلَبَتْ سُيوفهم فَصَارَتْ أَعالِيها أَسافِلَها وَكَانَتِ الْحَمَائِلُ عَلَى أَعناقهم فنكِّست فَصَارَ الرَّصيعُ فِي مَوْضِعِ الْحَمَائِلِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي رَسَعَ؛ والنُّهيةُ: الْغَايَةُ. والرَّصائعُ: مَشَكُّ أَعالي الضُّلوع فِي الصُّلْبِ، وَاحِدُهَا رُصْعٌ، وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فأَصْبَحَ بالمَوْماة رُصْعاً سَريحُها، ... فَلِلإِنْسِ باقِيهِ، وَلِلْجِنِّ نادِرُه وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: الرَّصائعُ وَاحِدَتُهَا رَصِيعةٌ وَهِيَ مَشكُّ مَحاني أَطراف الضُّلُوع مِنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ. وفَرس مُرَصَّع الثُّنَنِ إِذا كَانَتْ ثُنَنُه بعضُها فِي بَعْضٍ. والترْصِيعُ: التَّرْكِيبُ، يُقَالُ: تاجٌ مُرَصَّع بِالْجَوْهَرِ وَسَيْفٌ مُرصَّع أَي مُحَلًّى بالرصائعِ، وَهِيَ حَلَق يُحَلَّى بِهَا، الْوَاحِدَةُ رَصيعة. ورصَّع العِقْدَ بِالْجَوْهَرِ: نَظَمَهُ فِيهِ وَضَمَّ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ قُس: رَصِيع أَيْهُقانٍ ، يَعْنِي أَنّ هَذَا الْمَكَانَ قَدْ صَارَ بحُسن هَذَا النَّبْت كَالشَّيْءِ المُحَسَّن المزَيَّن بالترْصيع، والأَيْهُقانُ: نَبْتٌ، وَيُرْوَى: رَضِيعُ أَيْهُقان، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. ورَصَعَ الحَبَّ: دَقَّه بَيْنَ حَجَرَيْنِ. والرَّصيعة: طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّصِيعَةُ البُرُّ يُدَقُّ بِالْفِهْرِ ويُبلّ وَيُطْبَخُ بِشَيْءٍ مِنْ سَمْنٍ. ورَصِع بِهِ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَرْصَع رَصَعاً ورُصوعاً: لزِق بِهِ، فَهُوَ راصِعٌ. أَبو زَيْدٍ فِي بَابِ لزُوق الشَّيْءِ: رَصِع، فَهُوَ راصِع، مِثْلُ عَسِقَ وعَبِقَ وعَتِكَ. ورَصَع الطَّائرُ الأُنثى يَرْصَعُها رَصْعاً: سَفَدها، وَكَذَلِكَ الكَبْش؛ وَاسْتَعَارَتْهُ الخَنساء فِي الإِنسان فَقَالَتْ حِينَ أَراد أَخوها مُعاوية أَن يُزَوِّجَهَا مِنْ دُريد ابن الصِّمة: مَعاذَ اللهِ يَرْصَعُني حَبَرْكى، ... قَصِيرُ الشِّبْرِ مِنْ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ «3» وَقَدْ تَراصَعت الطَّيْرُ وَالْغَنَمُ وَالْعَصَافِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّصَّاعُ الْكَثِيرُ الجِماع، وأَصله فِي العُصفور الْكَثِيرُ السِّفاد. والرَّصْع: الضرْب بِالْيَدِ. والمِرْصَعانُ: صَلَاءَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الْحِجَارَةِ وفِهْر مُدَوَّرة تملأُ الْكَفَّ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ورَصَعَت بِهِمَا: دَقَّت. والتَّرَصُّع: النَّشاط مِثْلُ التَّعَرُّصِ. رضع: رَضَع الصبيُّ وَغَيْرُهُ يَرْضِع مِثَالَ ضَرَبَ يضْرِب، لُغَةٌ نَجْدِيَّةٌ، ورَضِعَ مِثَالُ سَمِع يَرْضَع رَضْعاً ورَضَعاً ورَضِعاً ورَضاعاً ورِضاعاً ورَضاعةً ورِضاعة، فَهُوَ راضِعٌ، وَالْجَمْعُ رُضَّع، وَجَمْعُ السَّلَامَةِ فِي الأَخيرة أَكثر عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا الْبِنَاءِ مِنَ الصِّفَةِ؛ قَالَ الأَصمعي: أَخبرني عِيسَى بْنُ عُمَرَ أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ لِابْنِ هَمَّامٍ السَّلُولي عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ «4»: وذَمُّوا لَنَا الدُّنيا، وَهُمْ يَرْضِعُونها ... أَفاوِيقَ حَتَّى مَا يَدِرُّ لَها ثُعْلُ وارتَضَع: كَرضِع؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: إِني رَأَيْتُ بَني سَهْمٍ وعِزَّهُمُ، ... كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيها فَتَرْتَضِعُ يُرِيدُ تَرْضَع نَفْسَهَا؛ يصِفهم باللُّؤْم وَالْعَنْزُ تَفعل ذَلِكَ. تَقُولُ مِنْهُ: ارتضعتِ العنزُ أَي شربتْ لبن نفْسها.

_ (3). في رواية أخرى: يرضعني حبركى. (4). قوله [على هذه اللغة] يعني النجدية كما يفيده الصحاح.

وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ ؛ اللَّفْظُ لَفْظُ الْخَبَرِ وَالْمَعْنَى مَعْنَى الأَمر كَمَا تَقُولُ: حسبُك دِرْهَمٌ، وَلَفْظُهُ الْخَبَرُ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى الأَمر كَمَا تَقُولُ: اكْتفِ بِدِرْهَمٍ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى الْآيَةِ: لتُرْضِع الوالداتُ. وَقَوْلُهُ: لَا جُناح عَلَيْكُمْ أَن تسترضِعُوا أَولادكم، أَي تَطْلُبُوا مُرْضِعة لأَولادكم. وَفِي الْحَدِيثِ حِينَ ذَكَرَ الإِمارة فَقَالَ: نِعمت المُرْضِعة وبِئست الفاطِمةُ ، ضَرَبَ المُرْضعة مَثَلًا للإِمارة وَمَا تُوَصِّله إِلى صَاحِبِهَا مِنَ الأَجْلاب يَعْنِي الْمَنَافِعَ، والفاطمةَ مَثَلًا لِلْمَوْتِ الَّذِي يَهْدِم عَلَيْهِ لَذَّاتِه وَيَقْطَعُ مَنافِعها، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ استرْضَعْتُ المرأَةَ وَلَدِي أَي طَلَبْتُ مِنْهَا أَن تُرْضِعه؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِيَ مَحْذُوفٌ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَولادَكم مَراضِعَ، وَالْمَحْذُوفُ عَلَى الْحَقِيقَةِ الْمَفْعُولُ الأَول لأَن الْمُرْضِعَةَ هِيَ الْفَاعِلَةُ بِالْوَلَدِ، وَمِنْهُ: فُلَانٌ المُسْتَرْضِعُ فِي بَنِي تَمِيمٍ، وَحَكَى الْحَوْفِيُّ فِي الْبُرْهَانِ فِي أَحد الْقَوْلَيْنِ أَنه مُتَعَدٍّ إِلى مَفْعُولَيْنِ، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ اللَّامِ أَي لأَولادكم. وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: فإِذا فِي عَهْد رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَا يأْخذ مِنْ راضِعِ لبنٍ ، أَراد بِالرَّاضِعِ ذاتَ الدَّرِّ واللبنِ، وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ ذَاتُ رَاضِعٍ، فأَمّا مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ فَالرَّاضِعُ الصغير الذي هُوَ بعدُ يَرْتَضِع، ونَهْيُه عَنْ أَخذها لأَنها خِيار الْمَالِ، وَمِنْ زَائِدَةٌ كَمَا تَقُولُ لَا تأْكل مِنَ الْحَرَامِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ عِنْدَ الرَّجُلِ الشَّاةُ الْوَاحِدَةُ أَو اللِّقْحة قَدِ اتَّخَذَهَا للدَّرِّ فَلَا يؤْخذ مِنْهَا شَيْءٌ. وَتَقُولُ: هَذَا أَخي مَنِ الرَّضاعة، بِالْفَتْحِ، وَهَذَا رَضِيعي كَمَا تَقُولُ هَذَا أَكِيلي ورَسِيلي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: انْظُرْنَ مَا إِخوانكن فإِنما الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجاعَةِ ؛ الرَّضَاعَةُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الِاسْمُ مِنَ الإِرْضاع، فأَمّا مِنَ الرَّضاعة اللُّؤْم، فَالْفَتْحُ لَا غَيْرَ؛ وَتَفْسِيرُ الْحَدِيثِ أَن الرَّضاع الَّذِي يحرِّم النِّكَاحَ إِنما هُوَ فِي الصِّغَر عِنْدَ جُوع الطِّفْل، فأَما فِي حَالِ الكِبَر فَلَا يُرِيدُ أَنّ رَضاع الْكَبِيرِ لَا يُحرِّم. قَالَ الأَزهري: الرَّضاع الَّذِي يحرِّم رَضاعُ الصَّبِيِّ لأَنه يُشْبعه ويَغْذُوه ويُسكن جَوْعَتَه، فأَما الْكَبِيرُ فرَضاعه لَا يُحَرِّمُ لأَنه لَا يَنْفَعُهُ مِنْ جُوع وَلَا يُغنيه مِنْ طَعَامٍ وَلَا يَغْذوه اللبنُ كَمَا يَغذُو الصَّغِيرَ الَّذِي حَيَاتُهُ بِهِ. قَالَ الأَزهري: وقرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ رُبّ غُلام يُراضَع، قَالَ: والمُراضَعةُ أَن يَرضع الطِّفْلُ أُمه وَفِي بَطْنِهَا وَلَدٌ. قَالَ: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْوَلَدِ الَّذِي فِي بَطْنِهَا مُراضَع وَيَجِيءُ نَحِيلًا ضَاوِيًا سَيِء الغِذاء. وراضَع فُلَانٌ ابْنَهُ أَي دَفَعه إِلى الظِّئر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِنَّ تَمِيماً لَمْ يُراضَعْ مُسْبَعا، ... وَلَمْ تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعا أَي وَلَدَتْهُ مَكْشُوف الأَمر لَيْسَ عَلَيْهِ غِطاء، وأَرضعته أُمه. والرَّضِيعُ: المُرْضَع. وراضَعه مُراضَعة ورِضاعاً: رَضَع مَعَهُ. والرَّضِيعُ: المُراضِع، وَالْجَمْعُ رُضَعاء. وامرأَة مُرْضِع: ذاتُ رَضِيع أَو لبنِ رَضاعٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَمِثْلِكِ حُبْلَى، قَدْ طَرَقْتُ، ومُرْضِعٍ، ... فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُغْيِلِ وَالْجَمْعُ مَراضِيع عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المُرْضِعة الَّتِي تُرْضِع، وإِن لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ أَو كَانَ لَهَا وَلَدٌ. والمُرْضِع: الَّتِي لَيْسَ مَعَهَا وَلَدٌ وَقَدْ يَكُونُ مَعَهَا وَلَدٌ. وَقَالَ مَرَّةً: إِذا

أَدخل الْهَاءَ أَراد الْفِعْلَ وَجَعَلَهُ نَعْتًا، وإِذا لَمْ يُدْخِلِ الْهَاءَ أَراد الِاسْمَ؛ وَاسْتَعَارَ أَبو ذؤَيب المَراضيع لِلنَّحْلِ فَقَالَ: تَظَلُّ عَلَى الثَّمْراء مِنْهَا جَوارِسٌ، ... مَراضِيعُ صُهْبُ الرِّيشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّضَعُ: صِغارُ النَّحْلِ، وَاحِدَتُهَا رَضَعة. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ؛ اخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي دُخُولِ الْهَاءِ فِي المُرْضِعة فَقَالَ الْفَرَّاءُ: المُرْضِعة والمُرْضِعُ الَّتِي مَعَهَا صبيٌّ تُرْضِعه، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ فِي الأُم مُرْضِع لأَن الرَّضاع لَا يَكُونُ إِلا مِنَ الإِناث كَمَا قَالُوا امرأَة حَائِضٌ وَطَامِثٌ كَانَ وَجْهًا، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ فِي الَّتِي مَعَهَا صَبِيُّ مُرضعة كَانَ صَوَابًا؛ وَقَالَ الأَخفش: أَدخل الْهَاءَ فِي المُرْضِعة لأَنه أَراد، وَاللَّهُ أَعلم، الفِعْل وَلَوْ أَراد الصِّفَةَ لَقَالَ مُرْضِعٌ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْمُرْضِعَةُ الَّتِي تُرْضِع وثَدْيُها فِي وَلَدِهَا، وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ ، قَالَ: وكلُّ مُرْضِعَةٍ كلُّ أُم. قَالَ: وَالْمُرْضِعُ الَّتِي دَنَا لَهَا أَن تُرْضِع وَلَمْ تُرْضِع بَعْدُ. والمُرْضِع: الَّتِي مَعَهَا الصَّبِيُّ الرَّضِيعُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: امرأَة مُرْضِعٌ ذَاتُ رَضِيع كَمَا يُقَالُ امرأَة مُطْفِلٌ ذَاتُ طِفْل، بِلَا هَاءٍ، لأَنك تَصِفُهَا بِفِعْلٍ مِنْهَا وَاقِعٍ أَو لَازِمٍ، فإِذا وَصَفْتَهَا بِفِعْلٍ هِيَ تَفْعَلُهُ قُلْتَ مُفْعِلة كَقَوْلِهِ تَعَالَى: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ، وَصَفَهَا بِالْفِعْلِ فأَدخل الْهَاءَ فِي نَعْتِها، وَلَوْ وَصَفَهَا بأَن مَعَهَا رَضِيعًا قَالَ: كُلُّ مُرْضِع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما مرضِع فَهُوَ عَلَى النَّسَبِ أَي ذَاتُ رَضِيع كَمَا تَقُولُ ظَبْيَةٌ مُشْدِنٌ أَي ذَاتُ شادِن؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فمثْلِكِ حُبْلى، قَدْ طَرَقْتُ، ومُرْضِعٍ فَهَذَا عَلَى النَّسَبِ وَلَيْسَ جَارِيًا عَلَى الْفِعْلِ كَمَا تَقُولُ: رَجُلٌ دَارِعٌ وتارِسٌ، مَعَهُ دِرْع وتُرْسٌ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ دَرِعٌ وَلَا تَرِسٌ، فَلِذَلِكَ يُقَدَّرُ فِي مُرْضِعٍ أَنه لَيْسَ بِجَارٍ عَلَى الْفِعْلِ وإِن كَانَ قَدِ اسْتُعْمِلَ مِنْهُ الْفِعْلُ، وَقَدْ يجيءُ مُرْضِع عَلَى مَعْنَى ذَاتِ إِرضاع أَي لَهَا لَبَنٌ وإِن لَمْ يَكُنْ لَهَا رَضِيع، وَجَمْعُ المُرْضِع مَراضِعُ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ: وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: ويأْوي إِلى نِسْوةٍ عُطُلٍ، ... وشُعْثٍ مَراضيعَ مِثلِ السَّعالي والرَّضُوعةُ: الَّتِي تُرْضِع وَلَدَهَا، وَخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بِهِ الشَّاةَ. ورضُعَ الرَّجُلُ يَرْضُع رَضاعة، فَهُوَ رَضِيعٌ رَاضِعٌ أَي لَئِيمٌ، وَالْجَمْعُ الرّاضِعون. ولئيمٌ رَاضِعٌ: يَرْضع الإِبل وَالْغَنَمُ مِنْ ضُرُوعِهَا بِغَيْرِ إِناء مِنْ لؤْمه إِذا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ، لِئَلَّا يَسْمَعَ صَوْتَ الشُّخْب فَيَطْلُبَ اللَّبَنَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي رَضَع اللُّؤْم مِنْ ثَدْي أُمه، يُرِيدُ أَنه وُلد فِي اللؤْم، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يأْكل خُلالته شَرَهاً مِنْ لؤْمه حَتَّى لَا يَفُوتَهُ شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّاضِعُ والرَّضيع الخَسيس مِنَ الأَعراب الَّذِي إِذا نَزَلَ بِهِ الضَّيْفُ رَضَع بِفِيهِ شَاتَهُ لِئَلَّا يَسْمَعَهُ الضَّيْفُ، يُقَالُ مِنْهُ: رَضُع يَرْضُع رَضاعةً، وَقِيلَ ذَلِكَ لِكُلِّ لَئِيمٍ إِذا أَرادوا تَوْكِيدَ لؤْمه وَالْمُبَالَغَةَ فِي ذمِّه كأَنه كَالشَّيْءِ يُطْبَع عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ الرَّضَع والرضِعُ، وَقِيلَ: الرَّاضِعُ الَّذِي يَرْضَع الشَّاةَ أَو النَّاقَةَ قَبْلَ أَن يَحْلُبَها مِنْ جَشَعِه، وَقِيلَ: الرَّاضِعُ الَّذِي لَا يُمْسِك مَعَهُ مِحْلَباً، فإِذا سُئل اللبنَ اعتلَّ بأَنه لَا مِحْلب لَهُ، وإِذا أَراد الشُّرْبَ رَضَعَ حَلوبته. وَفِي حَدِيثِ أَبي مَيْسَرةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ رأَيت رَجُلًا يَرْضَع فَسَخِرت مِنْهُ خَشِيت أَن أَكون مِثْلَهُ ، أَي يَرْضَع الْغَنَمَ مِنْ ضُروعها

وَلَا يَحْلُب اللَّبَنَ فِي الإِناء لِلُؤْمه أَي لَوْ عَيَّرْتُه بِهَذَا لَخَشِيتُ أَن أُبْتَلَى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ ثَقِيف: أَسْلَمها الرُّضّاع وَتَرَكُوا المِصاع ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الرُّضّاع جَمْعُ رَاضِعٍ وَهُوَ اللَّئِيمُ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه للؤْمه يَرْضَع إِبله أَو غنَمه لِئَلَّا يُسْمع صوتُ حَلبه، وَقِيلَ: لأَنه يَرْضَع الناسَ أَي يسأَلهم. والمِصاعُ: المُضاربة بِالسَّيْفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سلَمة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خُذْها، وأَنا ابنُ الأَكْوع، ... واليَومُ يَوْمُ الرُّضَّع جَمْعُ رَاضِعٍ كَشَاهِدٍ وشُهَّد، أَي خُذِ الرَّمْيةَ مِنِّي واليومُ يومُ هَلاك اللِّئام؛ وَمِنْهُ رَجْزٌ يُرْوَى لِفَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا بيَ مِنْ لُؤْمٍ وَلَا رَضاعه وَالْفِعْلُ مِنْهُ رَضُع، بِالضَّمِّ، وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ قُسٍّ: رَضيع أَيْهُقانٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، يَعْنِي أَن النَّعَامَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ تَرْتَع هَذَا النَّبْتَ وتَمَصُّه بِمَنْزِلَةِ اللَّبَنِ لِشِدَّةِ نُعُومَتِهِ وَكَثْرَةِ مَائِهِ، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. والراضِعتان: الثَّنِيَّتان الْمُتَقَدِّمَتَانِ اللَّتَانِ يُشرب عَلَيْهِمَا اللَّبَنُ، وَقِيلَ: الرَّواضِعُ مَا نَبَتَ مِنْ أَسنان الصَّبِيِّ ثُمَّ سَقَطَ فِي عَهْدِ الرِّضَاعِ، يُقَالُ مِنْهُ: سَقَطَتْ رَوَاضِعُهُ، وَقِيلَ: الرَّوَاضِعُ سِتٌّ مِنْ أَعلى الْفَمِ وَسِتٌّ مِنْ أَسفله. والراضعةُ: كلُّ سِنٍّ تُثْغَر. والرَّضُوعةُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تُرضِع؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: ويَرْضَعُ مَن لاقَى، وإِن يَرَ مُقْعَداً ... يَقُود بأَعْمَى، فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ «5» فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي أَن مَعْنَاهُ يَسْتَعْطِيه ويطلبُ مِنْهُ أَي لَوْ رأَى هَذَا لَسَأَلَهُ، وَهَذَا لَا يَكُونُ لأَن المُقعد لَا يَقْدِرُ أَن يَقُومَ فيَقودَ الأَعمى. والرَّضَعُ: سِفاد الطَّائِرِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والمعروف بالصاد المهملة. رطع: رطَعَها يَرْطَعُها رَطْعاً: كَطَعَرَها أَي نكحها. رعع: ابْنُ الأَعرابي: الرَّعُّ السُّكُونُ. والرَّعاعُ: الأَحداثُ. ورَعاعُ النَّاسِ: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن المَوسم يَجمع رَعاع النَّاسِ أَي غَوْغاءهم وسُقّاطَهم وأَخلاطَهم، الْوَاحِدُ رَعاعة؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ تَنَكَّرَ لَهُ النَّاسُ: إِن هَؤُلَاءِ النَّفَرَ رَعاع غَثَرةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَسَائِرُ الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ والرُّعاعُ كَالزُّجَاجِ مِنَ النَّاسِ، وَهُمُ الرُّذال الضُّعفاء، وَهُمُ الَّذِينَ إِذا فَزِعوا طَارُوا؛ قَالَ أَبو العَمَيْثَل: وَيُقَالُ لِلنَّعَامَةِ رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ. وتَرَعْرعت سِنُّه وتَزَعْزعت إِذا تَحَرَّكَتْ. والرَّعْرعة: اضطرابُ الْمَاءِ الصَّافِي الرَّقِيقِ عَلَى وَجْهُ الأَرض، وَمِنْهُ قِيلَ: غُلَامٌ رَعْرعٌ، وَرُبَّمَا قِيلَ: تَرَعْرع السَّراب عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْمَاءِ. والرَّعْرعةُ: حُسْنُ شَبابِ الغُلام وتحرُّكه. وشابٌّ رُعْرُعٌ ورُعْرعة؛ عَنْ كُرَاعٍ، ورَعْرَعٌ ورَعْراعٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي: مُراهِق حسَن الاعْتِدال، وَقِيلَ مُحْتَلِم، وَقِيلَ قَدْ تَحَرَّكَ وكَبِرَ، وَالْجَمْعُ الرَّعارِعُ؛ قَالَ لَبِيدٌ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَقِيلَ هُوَ للبَعِيث: تُبَكِّي عَلَى إِثْرِ الشَّبابِ الَّذِي مَضَى، ... أَلا إِنّ أَخْدانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ «6»

_ (5). رواية ديوان جرير: وإِن يلقَ مقعداً. (6). قوله [تبكي] كذا ضبط في بعض نسخ الجوهري، وفي الأساس: وتبكي بالواو.

وَقَدْ تَرَعْرَعَ الصبيُّ أَي تَحَرَّكَ ونشأَ. وغلامٌ مُتَرَعْرِعٌ أَي مُتَحَرِّك. ورَعْرَعَه اللَّهُ أَي أَنبته. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للقَصَب إِذا طالَ فِي مَنْبِته وَهُوَ رَطْب: قَصَب رَعْراعٌ، وَمِنْهُ يُقَالُ للغُلام إِذا شَبَّ واسْتَوَت قامَتُه: رَعْراعٌ ورَعْرَعٌ، وَالْجَمْعُ الرَّعارِعُ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: لَوْ يَمُرّ عَلَى القَصَب الرَّعْراعِ لَمْ يَسْمَعْ صَوْتَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الطّوِيل مِنْ ترَعْرَع الصبيُّ إِذا نشأَ وكَبِر؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: أَلا إِنّ أَخْدان الشَّبابِ الرعارعُ وَيُقَالُ: رَعْرَعَ الفارسُ دَابَّتَهُ إِذا لَمْ يَكُنْ رَيِّضاً فَرَكِبَهُ ليَرُوضَه؛ قَالَ أَبو وجْزةَ السَّعْدِي: تَرِعاً يُرَعْرِعُه الغُلامُ، كأَنّه ... صَدَعٌ يُنازِعُ هِزّةً ومِراحا رفع: فِي أَسْماء اللَّهِ تَعَالَى الرافِعُ: هُوَ الَّذِي يَرْفَعُ المؤْمن بالإِسعاد وأَولياءَه بالتقْرِيب. والرَّفْعُ: ضِدُّ الوَضْع، رَفَعْته فارْتَفَع فَهُوَ نَقيض الخَفْض فِي كُلِّ شَيْءٍ، رَفَعه يَرْفَعُه رَفْعاً ورَفُع هُوَ رَفاعة وارْتَفَع. والمِرْفَع: مَا رُفِع بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ: خافِضَةٌ رافِعَةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنها تَخْفِض أَهل الْمَعَاصِي وتَرْفَع أَهل الطَّاعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّ اللهَ تَعَالَى يَرفع العَدْلَ ويَخْفِضُه ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنه يَرْفَعُ القِسط وَهُوَ العَدل فيُعْلِيه عَلَى الجَوْرِ وأَهله، وَمَرَّةً يخْفِضه فيُظهر أَهلَ الْجَوْرِ عَلَى أَهل الْعَدْلِ ابْتلاءً لِخَلْقِهِ، وَهَذَا فِي الدُّنْيَا والعاقبةُ لِلْمُتَّقِينَ. وَيُقَالُ: ارْتَفَعَ الشيءُ ارْتِفاعاً بِنَفْسِهِ إِذا عَلا. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ ارْتَفَعَ الشيءَ بِيَدِهِ ورَفَعَه. قَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ رَفَعْت الشيءَ فَارْتَفَعَ، وَلَمْ أَسمع ارْتَفَعَ وَاقِعًا بِمَعْنَى رَفَع إِلَّا مَا قرأْته فِي نَوَادِرِ الأَعراب. والرُّفاعة، بِالضَّمِّ، ثَوْبٌ تَرْفَع بِهِ المرأَة الرَّسْحاء عَجِيزتَها تُعظِّمها بِهِ، وَالْجَمْعُ الرفائعُ؛ قَالَ الرَّاعِي: عِراضُ القَطا لَا يَتَّخِذْن الرَّفائعا وَالرِّفَاعُ: حَبْلٌ «1» يُشدُّ فِي الْقَيْدِ يأْخذه المُقَيَّد بِيَدِهِ يَرْفَعُه إِليه. ورُفاعةُ المُقيد: خَيْطٌ يَرْفَعُ بِهِ قيدَه إِليه. والرَّافِعُ مِنَ الإِبل: الَّتِي رَفَعت اللِّبَأَ فِي ضَرْعِها؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلَّتِي رَفَعَت لبنَها فَلَمْ تَدِرَّ رافِعٌ، بِالرَّاءِ، فأَما الدَّافِعُ فَهِيَ الَّتِي دَفَعت اللبأَ فِي ضَرْعِهَا. والرَّفْع تَقرِيبك الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ؛ أَي مُقَرَّبةٍ لَهُمْ، وَمِنْ ذَلِكَ رَفَعْتُه إِلى السُّلْطَانِ، وَمَصْدَرُهُ الرُّفعان، بِالضَّمِّ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ أَي بَعْضِهَا فَوْقَ بَعْضٍ. وَيُقَالُ: نِسَاءٌ مَرْفُوعات أَي مُكَرَّمات مِنْ قَوْلِكَ إِن اللَّهَ يَرْفَع مَنْ يَشاء ويَخْفِضُ. ورفَعَ السَّرابُ الشَّخْصَ يَرْفَعُه رَفْعاً: زَهاه. ورُفِعَ لِي الشَّيْءُ: أَبصرته مِنْ بُعْد؛ وَقَوْلُهُ: مَا كَانَ أَبْصَرَنِي بِغِرَّاتِ الصِّبا، ... فاليَوْمَ قَد رُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ قِيلَ: بُوعِدت لأَني أَرى الْقَرِيبَ بَعِيدًا، وَيُرْوَى: قَدْ شُفِعت ليَ الأَشْباح أَي أَرى الشَّخْصَ اثْنَيْنِ لضَعْف بَصَرِي، وَهُوَ الأَصح، لأَنه يَقُولُ بَعْدَ هَذَا: ومَشَى بِجَنْبِ الشخْصِ شَخْصٌ مِثْلُه، ... والأَرضُ نائِيةُ الشخُوصِ بَراحُ

_ (1). قوله [والرفاع حبل] كذا بالأصل بدون هاء تأنيث وهو عين ما بعده.

ورافَعْتُ فُلَانًا إِلى الْحَاكِمِ وتَرافَعْنا إِليه ورفَعه إِلى الحَكَمِ رَفْعاً ورُفْعاناً ورِفْعاناً: قَرَّبَهُ مِنْهُ وقَدَّمه إِليه ليُحاكِمَه، ورَفَعْتُ قِصَّتي: قَدَّمْتُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَهُمْ رَفَعُوا لِلطَّعْن أَبْناء مَذْحِجٍ أَي قدَّمُوهم لِلْحَرْبِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: ورَفَعَته إِلى السِّجْفَيْنِ فالنَّضَدِ «1» أَي بَلَغَتْ بالحَفْر وقَدَّمَتْه إِلى مَوْضِعِ السِّجْفَيْنِ، وَهُمَا سِتْرا رُواقِ الْبَيْتِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ ارْتَفَع الشَّيْءُ أَي تقدَّم، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الارْتِفاعِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى العُلُوّ، والسيرُ المَرْفُوعُ: دُونَ الحُضْر وَفَوْقَ المَوْضُوعِ يَكُونُ لِلْخَيْلِ والإِبل، يُقَالُ: ارْفَعْ مِنْ دابَّتك؛ هَذَا كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا ارْتَفَعَ الْبَعِيرُ عَنِ الهَمْلَجة فَذَلِكَ السَّيْرُ المَرْفُوعُ، والرَّوافِعُ إِذا رفَعُوا فِي مَسيرهم. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المَرْفُوعُ والمَوْضُوعُ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى مَفْعول كأَنه لَهُ مَا يَرْفَعُه وَلَهُ مَا يَضَعُه. ورفَع البعيرُ فِي السَّيْرِ يَرْفَع، فَهُوَ رافعٌ أَي بالَغَ وسارَ ذَلِكَ السيرَ، ورفَعَه ورفَع مِنْهُ: سَارَهُ، كَذَلِكَ، يَتعدّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وَكَذَلِكَ رَفَّعْتُه تَرْفِيعاً. ومَرْفُوعها: خِلَافُ مَوْضُوعِها، وَيُقَالُ: دَابَّةٌ لَهُ مَرْفُوع وَدَابَّةٌ لَيْسَ لَهُ مَرْفُوع، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ المَجْلُود والمَعْقُول: قَالَ طَرَفَةُ: مَوْضُوعُها زَوْلٌ، ومَرْفُوعها ... كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وسْطَ رِيح قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: مَرْفُوعُهَا زَوْلٌ، وَمَوْضُوعُهَا ... كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وسْطَ رِيح والمرفوعُ: أَرفع السَّيْرِ، والمَوضُوع دُونَهُ، أَي أَرْفَعُ سَيْرِهَا عَجَب لَا يُدْرك وصْفُه وتشبيهُه، وأَمّا مَوْضُوعُهَا وَهُوَ دُونَ مَرْفُوعِهَا، فَيُدْرَكُ تَشْبِيهُهُ وَهُوَ كَمَرِّ الرِّيحِ المُصوِّتة، وَيُرْوَى: كَمَرِّ غَيْثٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَرَفَعْتُ نَاقَتِي أَي كلّفْتها المَرْفُوع مِنَ السَّيْرِ، وَهُوَ فَوْقَ الْمَوْضُوعِ وَدُونَ العَدْو. وَفِي الْحَدِيثِ: فرَفَعْنا مَطِيَّنا ورَفَع رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَطِيَّتَه وصَفِيَّةُ خَلْفَه. وَالْحِمَارُ يُرَفِّع فِي عَدْوه تَرْفِيعاً، ورفَّع الحِمار: عَدا عَدْواً بعضُه أَرْفع مِنْ بَعْضٍ. وكلُّ مَا قدَّمْتَه، فَقَدْ رَفَّعْته. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ لَوْ أَخذت شَيْئًا فرَفَعْتَ الأَوّل، فالأَوّل رفَّعْته تَرْفِيعًا. والرِّفْعة: نَقِيضُ الذِّلّة. والرِّفْعة: خِلَافُ الضَّعَةِ، رَفُع يَرْفُع رَفاعة، فَهُوَ رَفيع إِذا شَرُف، والأُنثى بِالْهَاءِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُقَالُ رَفُع وَلَكِنِ ارْتَفَع، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ الْحَسَنُ تأْويل أَنْ تُرْفَعَ أَنْ تُعَظَّم؛ قَالَ: وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَن تُبْنَى، كَذَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ. الأَصمعي: رَفَع القومُ، فهُم رافِعُون إِذا أَصْعَدُوا فِي الْبِلَادِ؛ قَالَ الرَّاعِي: دَعاهُنَّ داعٍ للخَرِيفِ، وَلَمْ تَكُنْ ... لَهُنَّ بِلاداً، فانْتَجَعْنَ روافِعا أَي مُصْعِداتٍ؛ يُرِيدُ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ البلادُ الَّتِي دعَتْهن لهُنّ بِلاداً. والرَّفِيعةُ: مَا رُفِعَ به عَلَى الرَّجل، ورَفَعَ فُلَانٌ عَلَى الْعَامِلِ رَفِيعة: وَهُوَ مَا يَرْفَعُه مِنْ قَضِيَّة ويُبَلِّغها. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ رافِعةٍ رَفَعتْ عَلَيْنا مِنَ البَلاغِ فَقَدْ حَرَّمْتُها أَن تُعْضَد أَو تُخْبَط إِلَّا لعُصْفُورِ قَتَبٍ أَو مَسْنَدِ مَحالةٍ ، أَي كلُّ نفْس أَو

_ (1). قوله: رفَعَته؛ في ديوان النابغة رفَّعته بتشديد الفاء.

جَمَاعَةٍ مُبلِّغة تُبَلِّغ وتُذِيعُ عَنَّا مَا نَقُولُهُ فَلْتُبَلّغْ ولتَحْك أَنّي قَدْ حَرَّمْت الْمَدِينَةَ أَن يُقْطَع شَجَرُهَا أَو يُخْبَط ورَقُها، وَرُوِيَ: مِنَ البُلَّاغِ ، بِالتَّشْدِيدِ، بِمَعْنَى المُبَلِّغين كالحُدّاثِ بِمَعْنَى المُحدِّثِين؛ والرَّفْع هُنَا مِنْ رَفَع فُلَانٌ عَلَى الْعَامِلِ إِذا أَذاع خَبَرَهُ وَحَكَى عَنْهُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ أَيامُ رَفاعٍ ورِفاعٍ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ الجَرامَ والجِرامَ وأَخَواتها إِلا الرِّفاع فإِني لَمْ أَسمعها مَكْسُورَةً، وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: يقال جَاءَ زَمَنُ الرَّفاعِ والرِّفاعِ إِذا رُفِعَ الزَّرْعُ، والرَّفاعُ والرِّفاعُ: اكْتِنازُ الزَّرعِ ورَفْعُه بَعْدَ الحَصاد. ورَفَع الزَّرعَ يَرْفَعُه رَفْعاً ورَفاعة ورَفاعاً: نَقَلَهُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَحْصِدُهُ فِيهِ إِلى البَيْدر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وبَرْقٌ رَافِعٌ: ساطعٌ؛ قَالَ الأَحوص: أَصاحِ أَلم تَحْزُنْك رِيحٌ مَرِيضةٌ، ... وبَرْقٌ تَلالا بالعَقِيقَيْنِ رافِعُ؟ وَرَجُلٌ رَفِيعُ الصوتِ أَي شَرِيفٌ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيّ: وَلَمْ يَقُولُوا مِنْهُ رَفُع؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَقَالُوا رَفِيع وَلَمْ نَسمعهم قَالُوا رَفُع. وَقَالَ غَيْرُهُ: رَفُعَ رِفْعة أَي ارْتَفَعَ قَدْرُه. ورَفاعةُ الصَّوْتِ ورُفاعتُه، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: جَهارَتُه. ورَجل رَفِيعُ الصَّوْتِ: جَهِيرُه. وَقَدْ رَفُع الرَّجُلُ: صَارَ رَفِيع الصوتِ. وأَمّا الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: كَانَ إِذا دَخَلَ العَشْرُ أَيْقظَ أَهلَه ورَفَع المِئْزَر ، وَهُوَ تَشْمِيرُهُ عَنِ الإِسبال، فَكِنَايَةٌ عَنِ الاجْتهاد فِي العِبادة؛ وَقِيلَ: كُنِي بِهِ عَنِ اعْتِزال النِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلَامٍ: مَا هلَكت أُمّة حَتَّى يُرْفَع القُرآنُ عَلَى السُّلْطَانِ أَي يتَأَوَّلونه ويَرَوْن الْخُرُوجَ بِهِ عَلَيْهِ. والرَّفْعُ فِي الإِعراب: كَالضَّمِّ فِي البِناء وَهُوَ مِنْ أَوضاع النَّحْوِيِّينَ، والرَّفعُ فِي الْعَرَبِيَّةِ: خِلَافُ الْجَرِّ وَالنَّصْبِ، والمُبْتَدأُ مُرافِع لِلْخَبَرِ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْفَع صَاحِبَهُ. ورِفاعةُ، بِالْكَسْرِ: اسْمُ رَجُلٍ. وَبَنُو رِفاعةَ: قَبِيلَةٌ. وَبَنُو رُفَيْع: بَطْنٌ. ورافِع: اسم. رقع: رقَع الثوبَ والأَديم بالرِّقاع يَرْقَعُه رَقْعاً ورقَّعَه: أَلحَمَ خَرْقه، وَفِيهِ مُتَرَقَّعٌ لِمَنْ يُصْلِحه أَي موضعُ تَرْقِيع كَمَا قَالُوا فِيهِ مُتَنَصَّح أَي مَوْضِعُ خِياطة. وَفِي الْحَدِيثِ: المؤمنُ واهٍ راقِعٌ فالسَّعِيدُ مَن هلَك عَلَى رَقْعِه ، قَوْلُهُ واهٍ أَي يَهِي دِينُه بِمَعْصِيَتِهِ ويَرْقَعُهُ بِتَوْبَتِهِ، مِنْ رَقَعْت الثوبَ إِذا رَمَمْته. واسْتَرْقَع الثوبُ أَي حانَ لَهُ أَن يُرْقَعَ. وتَرْقِيعُ الثَّوْبِ: أَن تُرَقِّعَه فِي مَوَاضِعَ. وَكُلُّ مَا سَدَدْت مِنْ خَلّة، فَقَدْ رَقَعْتَه ورَقَّعْته؛ قَالَ عُمر بْنُ أَبي رَبِيعةَ: وكُنَّ، إِذا أبْصَرْنَني أَو سَمِعْنَني، ... خَرَجْن فَرَقَّعْنَ الكُوى بالمَحاجِرِ «2» وأَراه عَلَى الْمَثَلِ. وَقَدْ تَجاوَزُوا بِهِ إِلى مَا لَيْسَ بِعَيْن فَقَالُوا: لَا أَجِدُ فيكَ مَرْقَعاً لِلْكَلَامِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خَطِيب مِصْقَعٌ، وشاعِرٌ مِرْقَعٌ، وحادٍ قُراقِرٌ مِصْقع يَذْهَب فِي كُلِّ صُقْع مِنَ الْكَلَامِ، ومِرْقع يَصِلُ الْكَلَامَ فيَرْقَع بعضَه بِبَعْضٍ. والرُّقْعةُ: مَا رُقِع بِهِ: وَجَمْعُهَا رُقَعٌ ورِقاعٌ. والرُّقْعة: وَاحِدَةُ الرِّقاع الَّتِي تُكْتَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَجِيء أَحدُكم يومَ القِيامة عَلَى رقَبته رِقاع تَخْفِق ؛ أَراد بالرِّقاعِ مَا عَلَيْهِ مِنَ الحُقوق الْمَكْتُوبَةِ في الرقاع،

_ (2). في ديوان عمر: سَعَين مكان خرجن.

وخُفُوقُها حرَكَتُها. والرُّقْعة: الخِرْقة. والأَرْقَعُ والرَّقِيعُ: اسْمَانِ لِلسَّمَاءِ الدُّنيا لأَنّ الْكَوَاكِبَ رَقَعَتْها، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها مَرْقُوعة بِالنُّجُومِ، وَاللَّهُ أَعلم، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها رُقِعت بالأَنوار الَّتِي فِيهَا، وَقِيلَ: كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ السَّمَاوَاتِ رَقِيع للأُخرى، وَالْجَمْعُ أَرْقِعةٌ، وَالسَّمَاوَاتُ السَّبْعُ يُقَالُ إِنها سَبْعَةُ أَرْقِعة، كلٌ سَماء مِنْهَا رَقَعت الَّتِي تَلِيهَا فَكَانَتْ طَبَقاً لَهَا كَمَا تَرْقَع الثوبَ بالرُّقعة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لسعْد بْنِ مُعَاذٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظةَ: لقدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوقِ سَبعة أَرْقِعة ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى التَّذْكِيرِ كأَنه ذَهب بِهِ إِلى مَعْنَى السقْف، وَعَنَى سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، وكلُّ سَمَاءٍ يُقَالُ لَهَا رَقِيع، وَقِيلَ: الرَّقِيع اسْمُ سَمَاءِ الدُّنْيَا فأَعْطَى كُلَّ سَماء اسْمَها. وَفِي الصِّحَاحِ: والرَّقِيع سَمَاءُ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ سَائِرُ السَّمَاوَاتِ. والرَّقِيعُ: الأَحمق الَّذِي يَتَمَزَّقُ عَلَيْهِ عَقْلُه، وَقَدْ رَقُع، بِالضَّمِّ، رَقاعةً، وهو الأَرْقَعُ والمَرْقَعانُ، والأُنثى مَرْقَعانة، ورَقْعاءُ، مولَّدة، وَسَمِّي رَقِيعاً لأَن عَقْلَهُ قَدْ أَخْلَق فاسْتَرَمَّ وَاحْتَاجَ إِلى أَن يُرْقَع. وأَرْقَع الرَّجلُ أَي جَاءَ برَقاعةٍ وحُمْقٍ. وَيُقَالُ: مَا تَحْتَ الرَّقِيع أَرْقَعُ مِنْهُ. والرُّقْعة: قِطْعة مِنَ الأَرض تَلْتَزِق بأُخرى. والرُّقعة: شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ كالجَوْزة، لَهَا وَرَقٌ كَوَرَقِ القَرْع، وَلَهَا ثَمَرٌ أَمثال التِّينِ العُظام الأَبيض، وَفِيهِ أَيضاً حَبٌّ كَحَبِّ التِّين، وَهِيَ طَيِّبَةُ القِشْرة وَهِيَ حُلوة طَيِّبَةٌ يأْكلها النَّاسُ والمَواشِي، وَهِيَ كَثِيرَةُ الثَّمَرِ تُؤْكَلُ رَطْبة وَلَا تُسَمَّى ثَمَرَتُهَا تِينًا، وَلَكِنْ رُقَعاً إِلا أَن يُقَالَ تِينُ الرُّقَع. وَيُقَالُ: قَرَّعني فُلَانٌ بِلَوْمِه فَمَا ارْتَقَعْت بِهِ أَي لَمْ أَكْتَرِث بِهِ. وَمَا أَرْتَقِعُ بِهَذَا الشَّيْءِ وَمَا أَرْتَقِعُ لَهُ أَي مَا أُبالي بِهِ وَلَا أَكترث؛ قَالَ: ناشَدتُها بِكِتَابِ اللهِ حُرْمَتَنا، ... وَلَمْ تَكُن بِكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ وَمَا تَرْتَقِعُ مِنِّي برَقاع وَلَا بِمِرْقاعٍ أَي مَا تُطِيعُني وَلَا تَقْبَل مِمَّا أَنصحك بِهِ شَيْئًا، لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا فِي الْجَحْدِ. وَيُقَالُ: رَقَع الغَرضَ بِسَهْمِهِ إِذا أَصابه، وكلُّ إِصابةٍ رَقْعٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَقْعةُ السَّهْمِ صَوْتُهُ فِي الرُّقْعة. ورقَعَه رَقْعاً قَبِيحًا أَي هَجاه وشَتَمه؛ يُقَالُ: لأَرْقَعَنَّه رَقْعاً رَصِيناً. وأَرى فِيهِ مُتَرَقَّعاً أَي مَوْضِعًا للشتْمِ والهِجاء؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا تَرَكَ الهاجونَ لِي فِي أَدِيمكمْ ... مَصَحًّا، ولكِنِّي أَرى مُتَرَقَّعا وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَبى القَلْبُ إِلَّا أُمّ عَمْروٍ وحُبّها عَجُوزاً، ... ومَن يُحْبِبْ عَجُوزاً يُفَنَّدِ كثَوْبِ الْيَمَانِي قَدْ تَقادَمَ عَهْدُه، ... ورُقْعَتُه مَا شِئْتَ فِي العينِ واليدِ فإِنما عَنَى بِهِ أَصلَه وجَوْهَره. وأَرْقَع الرجلُ أَي جَاءَ برَقاعةٍ وحُمْق. وَيُقَالُ: رَقَع ذَنَبَه بسَوْطه إِذا ضَرَبَهُ بِهِ. وَيُقَالُ: بِهَذَا الْبَعِيرِ رُقْعة مِنْ جَرَب ونُقْبة مِنْ جَرَبٍ، وَهُوَ أَوّل الجرَب. وَرَاقَعَ الخمرَ: وَهُوَ قَلْبُ عاقَرَ. والرَّقْعاء مِنَ النِّسَاءِ: الدَّقِيقةُ الساقَيْنِ، ابْنُ السِّكِّيتِ، فِي الأَلفاظ: الرَّقْعاء والجَبّاء والسَّمَلَّقةُ: الزَّلَّاءُ مِنَ النِّسَاءِ، وَهِيَ الَّتِي لَا عَجِيزةَ لَهَا. وامرأَة

ضَهْيَأَةٌ بِوَزْنِ فَعْللة مَهْمُوزَةً: وَهِيَ الَّتِي لَا تَحِيضُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: ضَهْيأَة أَو عاقِر جَماد وَيُقَالُ لِلَّذِي يَزِيدُ فِي الْحَدِيثِ: وهو تَنْبِيق وتَرْقِيع وتَوْصِيل، وَهُوَ صَاحِبُ رَمْيَةٍ يَزِيدُ فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ مُعاوية: كَانَ يَلْقَم بِيَدٍ ويَرْقَعُ بالأُخرى أَي يَبسُط إِحدى يَدَيْهِ لِيَنْتَثِرَ عَلَيْهَا مَا يسقطُ مِنْ لُقَمه. وجُوعٌ يَرْقوع ودَيْقُوع ويُرْقُوعٌ: شَدِيدٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وَقَالَ أَبو الْغَوْثِ: جُوعٌ دَيْقُوع وَلَمْ يُعْرَفْ يَرْقُوع. والرُّقَيْعُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. والرُّقَيْعِيُّ: مَاءٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ. وقَنْدةُ الرّقاعِ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَابْنُ الرِّقاعِ العامِلِيّ: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقَالَ الرّاعِي: لَوْ كُنْتَ مِن أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكمُ، ... يَا ابْنَ الرِّقاع، وَلَكِنْ لسْتَ مِن أَحَدِ فأَجابه ابْنُ الرِّقاع فَقَالَ: حُدِّثْتُ أَنّ رُوَيْعِي الإِبْلِ يَشْتُمُني، ... واللهُ يَصْرِفُ أَقْواماً عَنِ الرَّشَدِ فإِنْكَ والشِّعْرَ ذُو تُزْجِي قَوافِيَه، ... كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّيسةِ الأَسَدِ ركع: الرُّكوع: الخُضوع؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. رَكع يَرْكَع رَكْعاً ورُكُوعاً: طَأْطأَ رأْسَه. وكلُّ قَوْمة يَتْلُوهَا الرُّكُوعُ والسجْدتان مِنَ الصَّلَوَاتِ، فهِي رَكْعة؛ قَالَ: وأُفْلِتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوالي، ... عَلَى شَقّاء تَرْكَعُ فِي الظِّرابِ وَيُقَالُ: رَكع المُصلّي رَكْعَةً وَرَكْعَتَيْنِ وَثَلَاثَ رَكعات، وأَما الرُّكوع فَهُوَ أَن يَخْفِض الْمُصَلِّي رأْسه بَعْدَ القَوْمة الَّتِي فِيهَا القِراءة حَتَّى يَطْمَئِنَّ ظَهْرُهُ رَاكِعًا؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَدِبُّ كأَنِّي كُلَّما قُمْتُ راكِع فالرّاكِعُ: الْمُنْحَنِي فِي قَوْلِ لَبِيدٍ. وكلُّ شَيْءٍ يَنْكَبُّ لِوَجْهِهِ فَتَمسُّ ركبتُه الأَرضَ أَو لَا تَمَسُّهَا بَعْدَ أَن يَخْفِضَ رأْسه، فَهُوَ رَاكِعٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، قَالَ: نَهاني أَن أَقرأَ وأَنا رَاكِعٌ أَو سَاجِدٌ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَمَّا كَانَ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ، وَهُمَا غَايَةُ الذُّلِّ والخُضوع، مَخْصُوصَيْنِ بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ نَهَاهُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيهِمَا كأَنه كَرِه أَن يَجْمَعَ بَيْنَ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَكَلَامِ النَّاسِ فِي مَوْطِن وَاحِدٍ فَيَكُونَا عَلَى السَّواء فِي المَحَلِّ والمَوْقِع؛ وَجَمْعُ الرَّاكِعِ رُكَّع ورُكُوع، وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُسَمِّي الحَنِيف رَاكِعًا إِذا لَمْ يَعْبُد الأَوثان وَتَقُولُ: رَكَع إِلى اللَّهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِلى رَبِّه رَبِّ البَرِيّةِ راكِع وَيُقَالُ: ركَع الرَّجُلُ إِذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى وانْحَطَّت حالُه؛ وَقَالَ: وَلَا تُهِينَ الفَقِيرَ، عَلَّكَ أَن ... تركَعَ يَوْماً، والدهْرُ قَدْ رَفَعَهْ أَراد وَلَا تُهِينَن فَجَعَلَ النُّونَ أَلفاً سَاكِنَةً فَاسْتَقْبَلَهَا سَاكِنٌ آخَرُ فَسَقَطَتْ. والرُّكوع: الِانْحِنَاءُ، وَمِنْهُ رُكوع الصَّلَاةِ، وركَع الشيخُ: انْحَنَى مِنَ الكِبَر، والرَّكْعةُ: الهُوِيُّ فِي الأَرض، يَمَانِيَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ ركَع أَي كَبا وعَثَر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وأُفلت حَاجِبٌ فَوْتَ العَوالي وأَورد البيت «1». رمع: التَّرَمُّع: التحرُّك. رَمَعَ الرجلُ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وتَرَمَّع: تَحَرَّكَ، وَقِيلَ: رَمَع بِرأْسِه إِذا سُئل فَقَالَ: لَا؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبي الْجَرَّاحِ. وَيُقَالُ: هُوَ يَرْمَع بِيَدَيْهِ أَي يَقُولُ: لَا تَجِئْ، ويُومئ بِيَدَيْهِ أَي يَقُولُ تَعَالَ. ورَمَعَ الشيءُ رَمَعاناً: اضْطَرَبَ. والرَّمَّاعةُ، بِالتَّشْدِيدِ: مَا تَحَرَّكَ مِنْ رأْس الصَّبِيِّ الرَّضِيعِ مِنْ يافُوخه مِنْ رِقَّته، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لاضْطِرابها، فإِذا اشْتَدَّتْ وَسَكَنَ اضْطِرابُها فَهِيَ اليافُوخُ. والرَّمَّاعة: الاسْتُ لأَنها تَرَمَّع أَي تَحَرّكُ فتجِيء وتذهَب مِثْلَ الرّمَّاعة مِنْ يَافُوخِ الصَّبِيَّ. وَيُقَالُ: كَذَبتْ رَمّاعَتُه إِذا حَبَقَ، وتَرَمَّع فِي طُمَّته تَسَكَّع فِي ضَلالته يَجيء وَيَذْهَبُ. يُقَالُ: دَعْهُ يَتَرَمَّع فِي طُمَّته، قِيلَ: هُوَ يَتَسَكَّعُ فِي ضَلَالَتِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ دَعه يَتَلَطَّخ بخُرْئه. ابْنُ الأَعرابي: الرَّمِعُ الَّذِي يَتَحَرَّكُ طرَفُ أَنفه مِنَ الغضَب. ورَمَع أَنفُ الرَّجُلِ وَالْبَعِيرِ يرْمَعُ رَمَعاناً وتَرَمَّعَ، كِلَاهُمَا: تحرَّك مِنْ غَضب، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَرَاهُ كأَنه يَتَحَرَّكُ مِنَ الْغَضَبِ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا فُلَانٌ رامِعاً قِبِرَّاه؛ القِبِرَّى: رأْس الأَنف، ولأَنفِه رَمَعانٌ ورَمَعٌ. الرَّمَّاع: الَّذِي يأَتيك مُغْضَباً ولأَنْفِه رَمَعان أَي تحرُّكٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اسْتَبَّ عِنْدَهُ رجلانِ فَغَضِب أَحدهما حَتَّى خُيِّلَ إِلى مَنْ رَآهُ أَن أَنفه يَتَرَمَّع ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَالرِّوَايَةُ يَتَمزَّعُ وَلَيْسَ يَتَمزَّع بِشَيْءٍ، قَالَ الأَزهري: إِن صَحَّ يَتَمَزَّعُ فإِن مَعْنَاهُ يتشقَّق. يُقَالُ: مزَّعْت الشيءَ إِذا قسَّمْته، قَالَ: وأَنا أَحسَبه يَتَرمَّع وَهُوَ أَن تَرَاهُ كأَنه يَرْعُد مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ. وقَبَّحَ اللَّهُ أُمّاً رَمَعَتْ بِهِ رَمْعاً أَي وَلَدَتْهُ. والرُّماعُ: دَاءٌ فِي الْبَطْنِ يَصْفَرُّ مِنْهُ الْوَجْهُ. ورُمِع ورُمِّعَ ورَمِع رَمَعاً وأَرْمَعَ: أَصابه ذَلِكَ، والأَوّلُ أَعلى؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِئْسَ غِذاء العَزَب المَرْمُوع ... حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوع «2» والرَّمَّاعُ: الَّذِي يَشْتَكِي صُلْبَه مِنَ الرُّماع. وَهُوَ وَجَعٌ يَعْرِض فِي ظَهْرِ السَّاقِي حَتَّى يَمْنَعَهُ مِنَ السَّقْي. واليَرْمَعُ: الحَصى الْبِيضُ تَلأْلأُ فِي الشَّمْسِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَذْكُرُ السَّرَابَ: ورَقْرَقَ الأَبْصارَ حَتَّى أَفْدَعا ... بالبيدِ، إِيقادَ النَّهَارِ اليَرْمَعا قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ حِجَارَةٌ لَيِّنَةٌ رِقَاقٌ بِيضٌ تَلْمَع، وَقِيلَ: هِيَ حِجَارَةٌ رخْوة، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ يَرْمَعة. وَيُقَالُ للمَغْموم: تَرَكْتُهُ يَفُتُّ اليَرْمَع؛ وَفِي مَثَل: كَفّا مُطَلَّقةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا يُضْرَبُ مَثَلًا لِلنَّادِمِ عَلَى الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: اليَرْمَعُ الخَرّارةُ الَّتِي تَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ إِذا أُدِيرت سَمِعْتَ لَهَا صَوْتًا، وَهِيَ الخُذرُوف. ورِمَعٌ: مَنْزِلٌ بِعَيْنِهِ للأَشعريين. ورِمَعٌ ورُماعٌ: مَوْضِعَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ رِمَع، قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، مَوْضِعٌ مِنْ بِلَادِ عَكٍّ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ورِمَعٌ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ؛ قال أَبو دَهْبَل:

_ (1). راجع هذا البيت في الصفحة السابقة (2). قوله [غذاء العزب] كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: مقام الغرب.

مَاذَا رُزِئنا غداةَ الخَلِّ منْ رِمَعٍ، ... عِنْدَ التفرُّقِ، مِن خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ رنع: رَنَعَ الزرْعُ: احْتَبَسَ عَنْهُ الْمَاءُ فضمَر. ورَنَع الرَّجل برأْسه إِذا سُئل فَحَرَّكَهُ يَقُولُ: لَا. وَيُقَالُ: لِلدَّابَّةِ إِذا طرَدَت الذُّبابَ برأْسها: رَنَعَت؛ وأَنشد شَمِرٌ لمَصادِ بْنِ زُهَيْرٍ: سَما، بالرَّانِعاتِ مِنَ الْمَطَايَا، ... قَوِيٌّ لَا يَضِلُّ وَلَا يَجُورُ والمَرْنَعةُ: القِطعة مِنَ الصَّيد أَو الطَّعَامِ أَو الشَّرَابِ. والمَرْنَعةُ والمَرْغَدة: الرَّوْضةُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ رانِعُ اللَّونِ، وَقَدْ رَنَعَ لونُه يَرْنَع رنُوعاً. إِذا تغيَّر وذَبُلَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَتْ لَنَا البارحةَ مَرْنَعةٌ، وَهِيَ الأَصوات واللَّعِبُ. روع: الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَذَلِكَ حَكَاهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وإِن شِئْتَ هَمَزْتَ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِذا شَمِطَ الإِنسانُ فِي عارِضَيْه فَذَلِكَ الرَّوْعُ ، كأَنه أَراد الإِنذار بِالْمَوْتِ. قَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ يَروعُك مِنْهُ جَمَالٌ وكَثرة تَقُولُ رَاعَنِي فَهُوَ رَائِعٌ. والرَّوْعةُ: الفَزْعة. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ آمِنْ رَوعاتي ؛ هِيَ جَمْعُ رَوْعة وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الرَّوْع الفَزَعِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ ليَدِيَ قَوْمًا قتَلَهم خالدُ بْنُ الْوَلِيدِ فأَعطاهم مِيلَغةَ الْكَلْبِ ثُمَّ أَعطاهم بِرَوْعةِ الْخَيْلِ ؛ يُرِيدُ أَن الْخَيْلَ رَاعَتْ نِساءهم وصبْيانهم فأَعطاهم شَيْئًا لِما أَصابهم مِنْ هَذِهِ الرَّوْعة. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَفْرَخَ رَوْعُه أَي ذَهب فَزَعُه وَانْكَشَفَ وسكَن. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَفْرِخ رَوعك، تَفْسِيرُهُ لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفزَعُك فإِن الأَمر لَيْسَ عَلَى مَا تُحاذِر؛ وَهَذَا الْمَثَلُ لِمُعَاوِيَةَ كَتَبَ بِهِ إِلى زِيَادٍ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ عَلَى الْبَصْرَةَ وَكَانَ المُغيرةُ بْنُ شُعْبَةَ عَلَى الْكُوفَةِ، فتُوُفِّيَ بِهَا فَخَافَ زِيَادٌ أَن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مَكَانَهُ، فَكَتَبَ إِلى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِوَفَاةِ الْمُغِيرَةِ ويُشير عَلَيْهِ بِتَوْلِيَةِ الضَّحَّاك بْنِ قَيْسٍ مَكَانَهُ، ففَطِن لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَتَبَ إِليه: قَدْ فَهِمْت كِتَابَكَ فأَفْرِخْ رَوْعَكَ أَبا الْمُغِيرَةِ وَقَدْ ضَمَمْنَا إِليك الْكُوفَةَ مَعَ الْبَصْرَةَ ؛ قَالَ الأَزهري: كُلٌّ مَنْ لَقِيتُهُ مِنَ اللُّغَوِييِنَ يَقُولُ أَفْرَخَ رَوْعه، بِفَتْحِ الرَّاءِ مِنْ رَوَّعَهُ، إِلا مَا أَخبرني بِهِ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه كَانَ يَقُولُ: إِنما هُوَ أَفْرَخَ رُوعهُ، بِضَمِّ الرَّاءِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ خَرَجَ الرَّوْعُ مِنْ قَلْبِهِ. قَالَ: وأَفْرِخْ رُوعَك أَي اسْكُن وأْمَنْ. والرُّوع: مَوْضِعُ الرَّوْع وَهُوَ الْقَلْبُ؛ وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: جَذْلانَ قَدْ أَفْرَخَتْ عَنْ رُوعِه الكُرَبُ قال: وَيُقَالُ أَفرخت الْبَيْضَةُ إِذا خَرَجَ الْوَلَدُ مِنْهَا. قَالَ: والرَّوْع الفزَعُ، والفزَعُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَزْعِ، إِنما يَخْرُجُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، وَهُوَ الرُّوع. قَالَ: والرَّوْعُ فِي الرُّوعِ كالفَرْخِ فِي الْبَيْضَةِ. يُقَالُ: أَفرخت الْبَيْضَةُ إِذا انْفَلَقَتْ عَنِ الفرْخ فَخَرَجَ مِنْهَا، قَالَ: وأَفْرَخَ فؤادُ الرَّجُلِ إِذا خَرَجَ رَوْعه مِنْهُ؛ قَالَ: وقلَبَه ذُو الرُّمَّةِ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِالْمَعْنَى فَقَالَ: جذلانَ قَدْ أَفرخت عَنْ رُوعه الْكُرَبُ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ بَيِّنٌ غَيْرَ أَني أَستوحش مِنْهُ لِانْفِرَادِهِ بِقَوْلِهِ، وَقَدِ استدرَكَ الخلف عن السَّلَفِ أَشياء رُبَّمَا زَلُّوا فِيهَا فَلَا نُنْكِرُ إِصابة أَبي الْهَيْثَمِ فِيمَا ذَهَبَ إِليه، وَقَدْ كَانَ لَهُ حَظّ مِنَ الْعِلْمِ

مُوَفَّر، رَحِمَهُ اللَّهُ. وارْتاعَ مِنْهُ وَلَهُ ورَوَّعه فتَرَوَّعَ أَي تَفَزَّعَ. ورُعْت فُلَانًا ورَوَّعْتُه فارْتاعَ أَي أَفْزَعْتُه فَفَزِعَ. وَرَجُلٌ رَوِعٌ ورائعٌ: متروِّع، كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ، صَحَّتِ الْوَاوُ فِي رَوِع لأَنهم شَبَّهُوا حَرَكَةَ الْعَيْنِ التَّابِعَةِ لَهَا بِحَرْفِ اللِّين التابِع لَهَا، فكأَنَّ فَعِلًا فَعِيل، كَمَا يَصِحُّ حَويل وطَويل فعَلى نحْوٍ مِنْ ذَلِكَ صَحَّ رَوِعٌ؛ وَقَدْ يَكُونُ رَائِعٌ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ كَقَوْلِهِ: ذَكَرْت حَبِيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وَقَالَ: شُذَّانُها رائعةٌ مِن هَدْرِه أَي مُرْتاعة. ورِيعَ فُلَانٌ يُراع إِذا فَزِع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَكِبَ فَرَسًا لأَبي طَلْحَةَ لَيْلًا لِفَزَعٍ نابَ أَهلَ الْمَدِينَةِ فَلَمَّا رجَع قَالَ: لَنْ تُراعُوا لَنْ تُرَاعُوا إِنّي وجدْته بَحْراً ؛ مَعْنَاهُ لَا فزَع وَلَا رَوْعَ فاسْكنوا واهْدَؤوا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: فَقَالَ لَهُ المَلك لَمْ تُرَعْ أَي لَا فزَعَ وَلَا خَوْف. وراعَه الشيءُ رُؤوعاً ورُوُوعاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ورَوْعةً: أَفْزَعَه بِكَثْرَتِهِ أَو جَمَالِهِ. وَقَوْلُهُمْ لَا تُرَعْ أَي لَا تَخَف وَلَا يَلْحَقْك خَوْفٌ؛ قَالَ أَبو خِراش: رَفَوْني وَقَالُوا: يَا خُوَيْلِد لَا تُرَعْ ... فقلتُ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ وللأُنثى: لَا تُراعِي؛ وَقَالَ مَجْنُونُ قَيْسِ بْنُ مُعاذ الْعَامِرِيُّ، وَكَانَ وَقَعَ فِي شرَكه ظَبْيَةٌ فأَطْلَقها وَقَالَ: أَيا شِبْهَ لَيْلى، لَا تُراعِي فَإِنَّني ... لَكِ اليومَ مِن وَحْشيّةٍ لَصَدِيقُ وَيَا شِبْهَ لَيْلَى لَا تَزالي بِرَوضَةٍ، ... عَلَيْكِ سَحابٌ دائمٌ وبُرُوقُ أَقُولُ، وَقَدْ أَطْلَقْتُها مِنْ وِثاقِها: ... لأَنْتِ لِلَيْلى، مَا حَيِيتُ، طَلِيقُ فَعَيْناكِ عَيْناها وجِيدُكِ جِيدُها، ... سِوى أَنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقِيقُ قَالَ الأَزهري: وَقَالُوا راعَه أَمْرُ كَذَا أَي بلَغ الرَّوْعُ رُوعَه. وَقَالَ غَيْرُهُ: رَاعَنِي الشيءُ أَعجبني. والأَرْوَعُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُعْجِبُك حُسْنه. والرائعُ مِنَ الجَمال: الَّذِي يُعْجِب رُوع مَن رَآهُ فيَسُرُّه. والرّوْعةُ: المَسْحةُ مِنَ الْجَمَالِ، والرَّوْقةُ: الجَمال الرَّائِقُ. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: إِلى الأَقْيال العَباهِلة الأَرْواعِ ؛ الأَرواعُ: جَمْعُ رَائِعٍ، وَهُمُ الحِسانُ الوُجوهِ، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَرُوعُون النَّاسَ أَي يُفْزِعُونهم بمنْظَرِهم هَيْبةً لَهُمْ، والأَوّل أَوجَه. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: فيَرُوعُه مَا عَلَيْهِ مِنَ اللِّباس أَي يُعْجبه حُسنه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ: يُكره للمُحرِم كلُّ زِينةٍ رائعةٍ أَي حَسَنة، وَقِيلَ: كلُّ مُعْجِبة رائقةٍ. وَفَرَسٌ روْعاء ورائعةٌ: تَرُوعك بعِتْقِها وَصِفَتِهَا؛ قَالَ: رَائِعَةٌ تَحْمِلُ شَيْخاً رَائِعَا ... مُجَرَّباً، قَدْ شَهِدَ الوَقائعا وَفَرَسٌ رائعٌ وامرأَة رَائِعَةٌ كَذَلِكَ، ورَوْعاء بَيِّنة الرَّوَعِ مِنْ نِسْوَةٍ رَوائعَ ورُوعٍ. والأَرْوَعُ: الرَّجُلُ الْكَرِيمُ ذُو الجِسْم والجَهارة وَالْفَضْلِ والسُّودَد، وَقِيلَ: هُوَ الْجَمِيلُ الَّذِي يَرُوعُك حُسنه ويُعجبك إِذا رأَيته، وَقِيلَ: هُوَ الْحَدِيدُ، وَالِاسْمُ الرَّوَعُ، وَهُوَ بَيِّنُ الرَّوَعِ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ وَاحِدٌ، فالمتعدِّي

كَالْمُتَعَدِّي، وَغَيْرُ الْمُتَعَدِّي كَغَيْرِ الْمُتَعَدِّي؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقِيَاسُ فِي اشْتِقَاقِ الْفِعْلِ مِنْهُ رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً. وَقَلْبٌ أَرْوَعُ ورُواعٌ: يَرْتاع لحِدّته مِنْ كُلِّ مَا سَمِع أَو رَأَى. وَرَجُلٌ أَرْوعُ ورُواعٌ: حَيُّ النَّفْسِ ذَكيٌّ. وَنَاقَةٌ رُواعٌ ورَوْعاء: حديدةُ الفؤادِ. قَالَ الأَزهري: نَاقَةٌ رُواعة الْفُؤَادِ إِذا كَانَتْ شَهْمةً ذَكِيّة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَفَعْتُ لَهَا رَحْلي عَلَى ظَهْرِ عِرْمِسٍ، ... رُواعِ الفُؤادِ، حُرّةِ الوَجْهِ عَيْطَلِ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دَامِي وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَلَا يُوصَفُ بِهِ الذَّكَرُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: فَرَسٌ رُواعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَرَسٌ رَوْعاء لَيْسَتْ مِنَ الرَّائِعَةِ وَلَكِنَّهَا الَّتِي كأَنّ بِهَا فزَعاً مِنْ ذَكائها وخِفّةِ روحِها. وَقَالَ: فَرَسٌ أَروع كَرَجُلٍ أَروع. وَيُقَالُ: مَا راعَني إِلا مَجِيئك، مَعْنَاهُ مَا شَعَرْت إِلا بِمَجِيئِكَ كأَنه قَالَ: مَا أَصاب رُوعي إِلا ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَلَمْ يَرُعْني إِلا رَجُلٌ أَخذَ بمَنْكِبي أَي لَمْ أَشعُر، كأَنه فاجأَه بَغْتةً مِنْ غَيْرِ مَوْعِد وَلَا مَعْرِفة فَرَاعَهُ ذَلِكَ وأَفزعه. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ سَقَانِي فُلَانٌ شَرْبةً راعَ بِهَا فُؤادِي أَي بَرَدَ بِهَا غُلّةُ رُوعي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي، ... سَقاها اللهُ مِن حَوْضِ الرَّسُولِ قَالَ أَبو زَيْدٍ: ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ لَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ورُواعُ القَلْبِ ورُوعُه: ذِهْنُه وخَلَدُه. والرُّوعُ، بِالضَّمِّ: القَلبُ والعَقْل، وَوَقَعَ ذَلِكَ فِي رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وَبَالِي، وَفِي حديثٍ: نَفْسِي. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعي، وَقَالَ: إِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا اللَّهَ وأَجْمِلُوا فِي الطلَب ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ فِي نفْسي وخَلَدي وَنَحْوِ ذَلِكَ، ورُوحُ القُدُس: جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي بَعْضِ الطُّرق: إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ فِي رُوعي. والمُرَوَّعُ: المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى فِي رُوعه. وَفِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ: إِنّ فِي كُلِّ أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين، فإِن يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمةِ مِنْهُمْ أَحد فَهُوَ عُمر ؛ المُرَوَّعُ: الَّذِي أُلقي فِي رُوعه الصَّوَابُ والصِّدْق، وَكَذَلِكَ المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بِالْحَقِّ الْغَائِبِ فَنَطَقَ بِهِ. وراعَ الشيءُ يَروعُ رُواعاً: رجَع إِلى مَوْضِعِهِ. وارْتاع كارْتاح. والرُّواع: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ بُشَيْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَحَمَّلَ أَهلُها مِنْهَا فَبانُوا، ... فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ وَقَالَ رَبِيعة بْنُ مَقْرُوم: أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ، ... وجَدَّ البَيْنُ مِنْهَا والوَداعُ وأَبو الرُّواعِ: مِنْ كُناهم. شَمِرٌ: رَوَّع فُلَانٌ خُبْزه ورَوَّغَه إِذا رَوَّاه «3». وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَجَسَ فِي شَرْحِ بَيْتِ الرَّاعي يَصِفُ إِبلًا: غَيْر أَروعا، قَالَ: الأَرْوَعُ الَّذِي يَرُوعك جَماله؛ قَالَ: وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ. ريع: الرَّيْع: النَّماء وَالزِّيَادَةُ. راعَ الطعامُ وَغَيْرُهُ يَرِيع رَيْعاً ورُيُوعاً ورِياعاً؛ هَذِهِ عن اللحياني،

_ (3). قوله [إذا رواه] أي بالدسم.

ورَيَعاناً وأَراعَ ورَيَّعَ، كلُّ ذَلِكَ: زَكا وَزَادَ، وَقِيلَ: هِيَ الزِّيَادَةُ فِي الدَّقِيقِ والخُبز. وأَراعَه ورَيَّعَه. وراعَتِ الحِنْطةُ وأَراعَتْ أَي زَكَتْ. قَالَ الأَزهري: أَراعت زَكَتْ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ راعتْ، وَهُوَ قَلِيلٌ. وَيُقَالُ: طَعَامٌ كَثِيرُ الرَّيْعِ. وأَرض مَرِيعة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، أَي مُخْصِبة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَراعتِ الشَّجَرَةُ كَثُرَ حَملها، قَالَ: وراعَت لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. وأَراعَت الإِبلُ: كَثُرَ وَلَدُهَا. وراعَ الطحينُ: زَادَ وَكَثُرَ رَيْعاً. وكلُّ زِيادة رَيْعٌ. وراعَ الطعامُ وأَراعَ أَي صَارَتْ لَهُ زِيَادَةٌ فِي العَجْن والخَبز. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: امْلِكوا العَجِين فإِنه أَحد الرَّيْعَيْنِ ، قَالَ: هُوَ مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنَّمَاءِ عَلَى الأَصل؛ يُرِيدُ زيادةَ الدَّقِيقِ عِنْدَ الطَّحْن وفضلَه عَلَى كَيْل الحِنطة وَعِنْدَ الخَبز عَلَى الدَّقِيقِ، والمَلْكُ والإِمْلاك إِحكام الْعَجِينِ وإِجادَتُه، وَقِيلَ: مَعْنَى حَدِيثُ عُمَرَ أَي أَنْعِمُوا عَجْنه فإِنّ إِنعامَكم إِيّاه أَحدُ الرَّيْعَيْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي كَفَّارَةِ اليَمين: لِكُلِّ مِسكين مُدُّ حِنْطة رَيْعُه إِدامُه أَي لَا يَلْزَمُهُ مَعَ المدِّ إِدام، وإِنّ الزِّيَادَةَ الَّتِي تَحْصُلُ مِنْ دَقِيقِ الْمُدِّ إِذا طَحَنَهُ يَشْتَرِي بِهَا الإِدام. وَفِي النَّوَادِرِ: راعَ فِي يَدِي كَذَا وَكَذَا وراقَ مِثْلُهُ أَي زَادَ. وتَرَيَّعَت يَدُهُ بالجُود. فاضَت. ورَيْعُ البَذْرِ: فَضْلُ مَا يَخْرُجُ مِنَ البِزْر عَلَى أَصله. ورَيْعُ الدِّرْع: فَضْلُ كُمَّيْها عَلَى أَطراف الأَنامل؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: مُضاعفة يَغْشى الأَنامِلَ رَيْعُها؛ ... كأَنَّ قَتِيرها عُيونُ الجَنادِبِ والرَّيْعُ: العَوْدُ والرُّجوع. راعَ يَريع وراهَ يَريهُ أَي رجَع. تَقُولُ: راعَ الشيءُ رَيْعاً رجَع وعادَ، وراعَ كَرُدَّ؛ أَنشَد ثَعْلَبٌ: حَتَّى إِذا مَا فَاءَ مِنْ أَحْلامها، ... وراعَ بَرْدُ الْمَاءِ فِي أَجْرامِها وَقَالَ البَعِيث: طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ، وإِنَّما ... تُضَرِّبُ أَعْناقَ الرِّجال المَطامِع وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: وَمَاؤُنَا يَرِيعُ أَي يَعُودُ وَيَرْجِعُ. والرَّيع: مَصْدَرُ رَاعَ عَلَيْهِ القَيْءُ يَرِيع أَي رَجَعَ وَعَادَ إِلى جَوْفه. وَلَيْسَ لَهُ رَيْع أَي مَرْجوع. وَسُئِلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنِ القيْء يَذْرَعُ الصَّائِمَ هَلْ يُفْطِر، فَقَالَ: هَلْ رَاعَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ فَقَالَ السَّائِلُ: مَا أَدري مَا تَقُولُ، فَقَالَ: هَلْ عَادَ مِنْهُ شَيْءٌ ؟ وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ إِن راعَ مِنْهُ شَيْءٌ إِلى جَوْفه فَقَدْ أَفطر أَي إِن رجَع وَعَادَ. وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْءٍ رجَع إِليك، فَقَدْ راعَ يرِيع؛ قَالَ طَرَفةُ: تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقي، ... بِذِي خُصَلٍ، رَوْعاتِ أَكْلَفَ مُلْبِد وتَرَيَّع الماءُ: جَرَى. وتَرَيَّع الوَدَكُ والزيتُ والسمْنُ إِذا جَعَلْتَهُ فِي الطَّعَامِ وأَكثرت مِنْهُ فَتَميَّعَ هَاهُنَا وَهَاهُنَا لَا يَسْتَقِيمُ لَهُ وَجْهٌ؛ قَالَ مُزَرِّد: ولَمَّا غَدَتْ أُمِّي تُحَيِّي بَناتِها، ... أَغَرْتُ عَلَى العِكْمِ الَّذِي كَانَ يُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَيْن عَجْوةً ... إِلى صاعِ سَمْنٍ، وَسْطَه يَتَرَيَّعُ ودَبَّلْت أَمثال الأكار كأَنَّها ... رؤُوس نِقادٍ، قُطِّعَتْ يومَ تُجْمَعُ «1»

_ (1). قوله [الأكار] كذا بالأَصل وسيأتي للمؤلف إنشاده في مادة دبل الأَثافي.

وقلتُ لِنَفْسِي: أَبْشِرِي اليومَ إِنَّه ... حِمًى آمِنٌ إِمَّا تَحُوزُ وتَجْمَع فإِن تَكُ مَصْفُوراً فَهَذَا دَواؤُه، ... وإِن كنتَ غَرْثاناً فَذَا يومُ تَشْبَعُ وَيُرْوَى: رَبَكْتُ بِصاعِ الأَقْطِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: تَرَيَّعَ السمْن عَلَى الخُبزة وَهُوَ خُلُوف بَعْضه بأَعقاب بَعْضٍ. وتَرَيَّعَ السَّرابُ وتَرَيَّه إِذا جَاءَ وَذَهَبَ. ورَيْعانُ السَّرَابِ: مَا اضْطَربَ مِنْهُ. ورَيْعُ كلِّ شَيْءٍ ورَيْعانُه: أَوَّلُه وأَفْضَلُه. ورَيْعان الْمَطَرِ: أَوَّله؛ وَمِنْهُ رَيْعانُ الشَّباب؛ قَالَ: قَدْ كَانَ يُلْهِيكَ رَيْعانُ الشَّبابِ، فَقدْ ... ولَّى الشَّبابُ، وَهَذَا الشيْبُ مُنْتَظَرُ وتَرَيَّعَتِ الإِهالةُ فِي الإِناءِ إِذا تَرَقْرَقَتْ. وَفَرَسٌ رائعٌ أَي جَوادٌ، وتَرَوَّعَتْ: بمعنى تَلَبَّثَتْ أَو تَوَقَّفَتْ. وأَنا متَرَيِّعٌ عَنْ هَذَا الأَمر ومُنْتَوٍ ومُنْتَقِضٌ أَي مُنْتَشِر. والرِّيعةُ والرِّيعُ والرَّيْع: المَكان المُرْتَفِعُ، وَقِيلَ: الرِّيعُ مَسِيلُ الْوَادِي مِنْ كُلِّ مَكان مُرْتَفِع؛ قَالَ الرَّاعي يصِف إِبلًا: لَهَا سَلَفٌ يَعُوذُ بِكُلِّ رِيعٍ، ... حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإِفالا السَّلَفُ: الفَحْلُ. حَمَى الحَوزاتِ أَي حمَى حَوْزاته أَن لَا يَدْنُوَ مِنْهُنَّ فَحْلٌ سِواه. وَاشْتُهِرَ الإِفالَ: جاءَ بِهَا تُشْبِهه، وَالْجَمْعُ أَرْياعٌ ورُيُوع ورِياعٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: وَلَا حَلَّ الحَجِيجُ مِنًى ثَلاثاً ... عَلَى عَرَضٍ، وَلَا طَلَعُوا الرِّياعا والرِّيعُ: الْجَبَلُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَقِيلَ: الْوَاحِدَةُ رِيعةٌ، وَالْجَمْعُ رِياعٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُبَيْدَةَ: الرِّيعة جَمْعُ رِيع خلافَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: طِراق الخَوافي واقِعاً فوقَ رِيعةٍ، ... لدَى لَيْلِه، فِي رِيشِه يَتَرَقْرَق والرِّيعُ: السَّبيل، سُلِكَ أَو لَمْ يُسْلَك؛ قَالَ: كظهْرِ التُّرْسِ لَيْسَ بِهِنَّ رِيعُ والرِّيعُ والرَّيْع: الطَّرِيقُ المُنْفَرِج عَنِ الْجَبَلِ؛ عَنِ الزَّجاج، وَفِي الصِّحَاحِ: الطَّرِيقُ وَلَمْ يُقَيَّدْ؛ وَمِنْهُ قَوْلِ المُسيَّب بْنِ عَلَس: فِي الآلِ يَخْفِضُها ويَرْفَعُها ... رِيعٌ يَلُوح، كأَنه سَحْلُ شبَّه الطَّرِيقَ بِثَوْبٍ أَبيض. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً ، وقرئَ: بِكُلِّ رَيْع ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: بِكُلِّ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ ذَلِكَ كَمْ رَيْعُ أَرضك أَي كَمِ ارْتِفَاعُ أَرضك؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بِكُلِّ فَجٍّ، والفَجُّ الطَّريق المُنْفَرِج فِي الْجِبَالِ خاصَّة، وَقِيلَ: بِكُلِّ طَرِيقٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الرِّيعُ والرَّيْعُ لُغَتَانِ مِثْلُ الرِّير والرَّيْر. والرِّيعُ: بُرْجُ الحَمام. وَنَاقَةٌ مِرْياع: سَرِيعَةُ الدِّرَّة، وَقِيلَ: سَرِيعة السِّمَن، وَنَاقَةٌ لَهَا رَيْعٌ إِذا جاءَ سَيْر بَعْدَ سَيْر كَقَوْلِهِمْ بِئْرٌ ذاتُ غَيِّثٍ. وأَهْدَى أَعرابي إِلى هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ نَاقَةً فَلَمْ يَقْبَلْهَا فَقَالَ لَهُ: إِنها مِرْباعٌ مِرْياعٌ مِقْراعٌ مِسْناع مِسْياع، فَقَبِلَهَا ؛ المِرْباعُ: الَّتِي تُنْتَج أَولَ الرَّبِيع، والمِرْياع: مَا تقدَّم ذِكْرُهُ، والمِقْراع: الَّتِي تَحْمِل أَول مَا يَقْرَعُها الفَحْل، والمِسْناعُ: المُتَقدِّمة فِي السَّيْرِ، والمِسْياعُ: الَّتِي تَصْبِرُ عَلَى

فصل الزاي

الإِضاعةِ. وَنَاقَةٌ مِسْياعٌ مِرياع: تَذْهَبُ فِي المَرْعى وَتَرْجِعُ بِنَفْسِهَا. وَقَالَ الأَزهري: نَاقَةٌ مِرْياع وَهِيَ الَّتِي يُعاد عَلَيْهَا السفَر، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ سَنَعَ: المِرْياعُ الَّتِي يُسافَرُ عَلَيْهَا ويُعاد؛ وقولُ الكُمَيْت: فأَصْبَحَ بَاقِي عَيْشِنا وكأَنّه، ... لواصِفِه، هُذم الْهَبَاءِ المُرَعْبَلُ «1» إِذا حِيصَ مِنْهُ جانِبٌ رِيعَ جانِبٌ ... بِفَتْقَينِ، يَضْحَى فِيهِمَا المُتَظَلِّلُ أَي انْخَرق. والرِّيعُ: فَرَسُ عَمرو بْنِ عُصْمٍ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ رائعةَ، هُوَ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، بِهِ قبْر آمِنةَ أُم النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قول. فصل الزاي زبع: الزَّبْعُ: أَصل بِناء التَّزَبُّعِ، والتَّزَبُّع: سُوء الخُلُق. والمُتزَبِّعُ: الَّذِي يُؤْذِي النَّاسَ ويُشارُّهم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وإِنْ مُسِيءٌ بالخَنَى تَزَبَّعا، ... فالتَّرْكُ يَكْفِيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعا والمتَزبِّعُ: المُعَرْبِدُ؛ قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيرةَ يَرْثِي أَخاه: وإِن تَلْقَه فِي الشُّرْبِ، لَا تَلْقَ فاحِشاً، ... علَى الكأْسِ، ذَا قازُوزةٍ مُتَزَبِّعا والتَّزَبُّعُ: التَّغَيُّظُ كالتَّزَعُّبِ. وتَزَبَّعَ الرجلُ أَي تَغَيَّظَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُعَاوِيَةَ عَزَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنْ مِصْرَ فضَرب فسْطاطَه قَرِيبًا مِنْ فسطاطِ مُعَاوِيَةَ وَجَعَلَ يَتَزَبَّعُ لِمُعَاوِيَةَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّزَبُّعُ هُوَ التَّغَيُّظُ، وَكُلُّ فَاحِشٍ سَيِّءِ الْخُلُقِ مُتَزَبِّعٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الزَّبِيعُ المُدمْدِمُ فِي غضَب، وَهُوَ المُتَزَبِّع. وَفِي النِّهَايَةِ: التزَبُّعُ التَّغَيُّرُ وسُوء الخُلُق وقِلَّة الِاسْتِقَامَةِ كأَنه مِنَ الزَّوْبَعةِ الرّيحِ الْمَعْرُوفَةِ، والزَّوابِعُ: الدَّوَاهِي. والزَّوْبَعُ والزَّوْبَعةُ: رِيحٌ تَدُورُ فِي الأَرض لَا تَقْصِد وجْهاً وَاحِدًا تَحْمِلُ الغُبار وَتَرْتَفِعُ إِلى السَّمَاءِ كأَنه عَمُودٌ، أُخِذَت مِنَ التَّزَبُّع، وَصِبْيَانُ الأَعراب يُكَنُّونَ الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ يُقَالُ فِيهِ شَيْطَانٌ مَارِدٌ. وزَوْبَعةُ: اسْمُ شَيْطَانٍ مَارِدٍ أَو رَئِيسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْجِنِّ؛ وَمِنْهُ سُمِّي الإِعصار زَوْبَعَةً. وَيُقَالُ أُمّ زَوْبَعة، وَهُوَ أَحد النَّفَرِ التِّسْعَةِ أَو السَّبْعَةِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُفَضَّلِ: الزَّوْبَعةُ مِشْيةُ الأَجرد، قَالَ: وَلَا أَعتمد هَذَا الْحَرْفَ وَلَا أَحقُّه. وزِنْباعٌ، بِكَسْرِ الزَّايِ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبو رَوْحِ ابن زِنْباعٍ الجُذامِيّ. وَيُقَالُ لِلْقَصِيرِ الْحَقِيرِ: زَوْبَعٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا، ... عَلَى اسْتِه، زَوْبَعةً أَو زَوْبَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ رَوْبعةً «2» أَو رَوبعا، بِالرَّاءِ، وقد ذكر.

_ (1). قوله [هذم الهباء] كذا بالأَصل، ولعله هدم العباء، والهدم، بالكسر: الثوب البالي أو المرقع أو خاص بكساء الصوف، والمرعبل: الممزق. (2). قوله [صوابه روبعة] بالراء في القاموس ما يؤيده ونصه: والروبع للقصير الحقير بالراء المهملة لا غير وتصحف على الجوهري في اللغة وفي المشطور الذي أنشده مختلًا مصحفاً وهو لرؤبة والرواية: ومن همزنا عظمه تلعلعا ... ومن أبحنا عِزَّهُ تَبَرْكَعَا عَلَى اسْتِهِ روبعة أو روبعا

زرع: زَرَعَ الحَبَّ يَزْرَعُه زَرْعاً وزِراعةً: بَذَره، وَالِاسْمُ الزَّرْعُ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى البُرّ والشَّعِير، وَجَمْعُهُ زُرُوع، وَقِيلَ: الزَّرْعُ نَبَاتُ كُلِّ شَيْءٍ يُحْرَثُ، وَقِيلَ: الزرْع طَرْحُ البَذْر؛ وَقَوْلُهُ: إِنْ يأْبُروا زَرْعاً لِغَيْرِهم، ... والأَمْرُ تَحْقِرُه وَقَدْ يَنْمِي قَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَعْنَى أَنهم قَدْ حَالَفُوا أَعداءهم لِيَسْتَعِينُوا بِهِمْ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ؛ وَاسْتَعَارَ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، ذَلِكَ للحِكمة أَو للحُجة وَذَكَرَ الْعُلَمَاءُ الأَتقياء: بِهِمْ يَحْفَظُ اللَّهُ حُجَجَه حَتَّى يُودِعُوها نُظَراءَهم ويَزْرَعُوها فِي قُلُوبِ أَشباههم. والزَّرِّيعةُ: مَا بُذِرَ، وَقِيلَ: الزِّرِّيعُ مَا يَنْبُتُ فِي الأَرض المُسْتَحيلةِ مِمَّا يَتناثر فِيهَا أَيامَ الحَصاد مِنَ الحَبّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والزَّرِيعةُ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ، الْحَبُّ الَّذِي يُزْرَع وَلَا تَقُلْ زَرِّيعة، بِالتَّشْدِيدِ، فإِنه خطأٌ. وَاللَّهُ يَزْرَعُ الزرعَ: يُنَمِّيه حَتَّى يَبْلُغَ غَايَتَهُ، عَلَى الْمَثَلِ. والزرعُ: الإِنباتُ، يُقَالُ: زَرَعه اللَّهُ أَي أَنبته. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ؛ أَي أَنتم تُنَمُّونه أَم نَحْنُ المُنَمُّون لَهُ. وَتَقُولُ لِلصَّبِيِّ: زَرَعه اللَّهُ أَي جَبَره اللَّهُ وأَنبته. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الزُّرّاعُ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَصحابه الدُّعاةُ إِلى الإِسلام، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ. وأَزْرَعَ الزرْعُ: نَبَتَ وَرَقُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَو حَصْد حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَا عَلَى الأَرض زُرْعةٌ وَاحِدَةٌ وَلَا زَرْعة وَلَا زِرْعة أَي مَوْضِعٌ يُزْرَعُ فِيهِ. والزَّرّاعُ: مُعالِجُ الزرعِ، وحِرْفته الزِّراعةُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: الزَّرَّاعةُ ، بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ، قِيلَ هِيَ الأَرض الَّتِي تُزْرَعُ. والمُزْدَرِعُ: الَّذِي يَزْدَرِعُ زَرْعاً يَتَخَصَّصُ بِهِ لِنَفْسِهِ. وازْدَرَعَ القومُ: اتَّخَذُوا زَرْعاً لأَنفسهم خُصُوصًا أَو احْتَرَثُوا، وَهُوَ افْتَعَلَ إِلا أَنّ التَّاءَ لِمَا لانَ مخْرجها وَلَمْ تُوَافِقِ الزَّايَ لِشِدَّتِهَا أَبدلوا مِنْهَا دَالًا لأَن الدَّالَ وَالزَّايَ مَجْهُورَتَانِ وَالتَّاءَ مَهْمُوسَةٌ. والمُزارَعةُ: مَعْرُوفَةٌ. والمَزْرَعةُ والمَزْرُعةُ والزّرّاعةُ والمُزْدَرَعُ: مَوْضِعُ الزَّرْعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: واطْلُبْ لنَا منْهُمُ نَخْلًا ومُزْدَرَعاً، ... كَمَا لِجِيراننا نَخْلٌ ومُزْدَرَعُ مُفْتَعَلٌ مِنَ الزَّرْعِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: لَقَلَّ غناءٌ عنكَ فِي حَرْبِ جَعْفَرٍ، ... تُغَنِّيكَ زَرّاعاتُها وقُصُورُها أَي قَصِيدتك الَّتِي تَقُولُ فِيهَا زَرّاعاتها وَقُصُورُهَا. والزَّرِيعةُ: الأَرضُ المزروعةُ، ومَنِيُّ الرَّجُلِ زَرْعُه؛ وزَرْعُ الرَّجُلِ ولَدُه. والزَّرّاعُ: النمَّام الَّذِي يَزْرَعُ الأَحْقادَ فِي قُلُوبِ الأَحِبَّاء. والمَزْرُوعانِ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ: كعبُ بنُ سَعْدٍ ومالكُ بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ. وزَرْعٌ: اسْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ لكِ كأَبي زَرْع لأُمّ زَرْعٍ. وزُرْعةُ وزُرَيْعٌ وزَرْعانُ: أَسماء. وزارعٌ وَابْنُ زارعٍ، جَمِيعًا: الكلبُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وزارعٌ مِنْ بَعْدِه حتى عَدَلْ زعع: الزَّعْزَعة: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ. زَعْزَعَه زَعْزَعةً فَتَزَعْزَعَ: حرَّكَه لِيَقْلَعَه؛ قَالَ:

تَطاوَلَ هَذَا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ، ... وأَرَّقَني أَن لَا خَلِيلَ أُداعِبُهْ فَو اللهِ لَوْلَا اللهُ، لَا رَبَّ غيرُه، ... لَزُعْزِعَ مِن هَذَا السَّرير جَوانِبُهْ وَيُرْوَى: لَوْلَا اللهُ أَني أُراقِبُهْ؛ وزَعْزَعَتِ الريحُ الشجرةَ وزَعْزَعَتْ بِهَا كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَلا حَبَّذا رِيحُ الصَّباحِينَ زَعْزَعَتْ ... بِقُضْبانِه، بعدَ الظِّلالِ، جَنُوبُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ زَعْزَعَتْ بِهِ لُغَةً فِي زَعْزَعَتْه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَدَّاهَا بِالْبَاءِ حَيْثُ كَانَتْ فِي مَعْنَى دَفَعَتْ بِهَا، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الزَّعْزاعُ؛ قَالَتِ الدَّهْناءُ بِنْتُ مِسْحَلٍ: إِلَّا بِزَعْزاعٍ يُسَلِّي هَمِّي، ... يَسْقُطُ مِنْهُ فَتَخِي فِي كُمِّي والزَّعْزاعةُ: الكَتِيبةُ الْكَثِيرَةُ الْخَيْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ يُمْدَحُ رَجُلًا: يُعْطِي جَزِيلًا ويَسْمُو غيرَ مُتَّئِدٍ ... بالخَيْلِ للقَوْمِ فِي الزَّعْزاعةِ الجُولِ أَراد فِي الْكَتِيبَةِ الَّتِي يَتَحَرَّكُ جُولُها أَي نَاحِيَتُهَا وتَتَرَمَّزُ فأَضاف الزَّعْزَاعَةَ إِلى الْجُولِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الزَّعْزاعةُ الشِّدَّةُ وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَا الْبَيْتِ، بَيْتِ زُهَيْرٍ، وأَورده فِي زَعْزَاعَةِ الْجُولِ، وَقَالَ أَي فِي شِدَّةِ الجُول. وريحٌ زَعْزَعٌ وزَعْزاعٌ وزُعْزُوعٌ: شَدِيدَةٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ «1» وَرِيحٌ زَعْزَعانُ وزُعازِعٌ أَي تُزَعْزِعُ الأَشياء، وَقِيلَ: الزَّعْزَعانُ جَمْعٌ. والزَّعازعُ والزَّلازِلُ: الشَّدَائِدُ. يُقَالُ: كَيْفَ أَنت فِي هَذِهِ الزَّعَازِعِ إِذا أَصابته شَدَائِدُ الدَّهْرِ. وَسَيْرٌ زَعْزَعٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ ابْنُ أَبي عَائِذٍ: وتَرْمَدُّ هَمْلَجَةً زَعْزَعاً، ... كَمَا انْخرَطَ الحبْلُ فوْقَ المَحال وزَعْزَعْتُ الإِبلَ إِذا سُقْتُهَا سَوْقاً عَنِيفاً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للفالُوذِ: المُلَوَّصُ والمُزَعْزَعُ والمُزَعْفَرُ واللَّمْصُ واللَّواصُ والمِرِطْراطُ والسِّرِطْراط. زقع: يُقَالُ للدّيكِ: قَدْ صَقَعَ وزَقَعَ. والزَّقْع: شدَّة الضُّراطِ. زَقَعَ الحِمار يَزْقَعُ زَقْعاً وزُقاعاً: اشْتَدَّ ضَرِطُه. وقال النضر: الزَّقاقِيعُ فِراخُ القَبَج، وَقَالَ الْخَلِيلُ: هِيَ الزَّعاقِيقُ، وَاحِدَتُهَا زُعْقُوقةٌ. زلع: الزَّلْعُ: استِلابُ الشَّيْءِ فِي خَتْلٍ. زلَع الشيءَ يَزْلَعُه زَلْعاً وازْدَلَعَه: اسْتَلَبَه فِي خَتْل. وزلَع الماءَ مِنَ الْبِئْرِ زَلْعاً: أَخرجه. وزَلَعْتُ لَهُ مِنْ مَالِي زَلْعةً أَي قَطَعْتُ لَهُ مِنْهُ قِطْعةً. وزَلِعَتِ الكفُّ والقَدمُ تَزْلَعُ زَلَعاً وتَزَلَّعتا: تَشَقَّقتا مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ، وَهُوَ الزَّلَع، وَقِيلَ: الزَّلَع تَشَقُّق ظَاهِرُهُمَا، فأَما إِذا كَانَ فِي بَاطِنِهِمَا فَهُوَ الكَلَعُ، وَهِيَ الزُّلُوعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الْمُحْرِمَ إِذا تَزَلَّعَتْ رجلُه فَلَهُ أَن يَدْهُنَها ، أَي تَشَقَّقَتْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: مرَّ بِهِ قَوْمٌ وَهُمْ مُحْرِمون وَقَدْ تَزَلَّعَت أَيديهم وأَرجلهم فسأَلوه: بأَي شَيْءٍ نُداوِيها؟ فَقَالَ: بالدُّهْن ؛ وَمِنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله

_ (1). قوله [وراحته] إلخ وتمامه: ويعود بِالْأَرْطَى إِذَا مَا شَفَّهُ ... قَطْرٌ وَرَاحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ قاله أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ثَوْرًا.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يصلِّي حَتَّى تَزْلَعَ قَدَمَاهُ. وشَفَة زَلْعاء مُتَزَلِّعة: لَا تَزَالُ تَنْسَلِقُ، وَكَذَلِكَ الْجِلْدُ؛ قَالَ الرَّاعِي: وغَمْلى نَصِيٍّ بالمِتانِ كأَنَّها ... ثَعالِبُ مَوْتى، جِلْدُها قَدْ تَزَلَّعا وَيُرْوَى تَسَلَّعا، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وتَزَلَّعَتْ يَدُهُ: تَشَقَّقَتْ. وازْدَلَع فُلَانٌ حقِّي: اقْتَطَعَهُ. وازْدَلَعْتُ الشَّجَرَةَ إِذا قَطَعْتَهَا، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الزَّلْع، وَالدَّالُ فِي ازْدَلَعَتْ كَانَتْ فِي الأَصل تَاءٌ. وَزَلَع جِلْدَهُ بِالنَّارِ يَزْلَعُه زَلْعاً فَتَزَلَّع: أَحْرَقه. وزَلَع رأْسَه كسَلَعه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُزَلَّع الَّذِي قَدِ انْقَشَرَ جِلْدُ قَدَمِهِ عَنِ اللَّحْمِ. والزَّلَعةُ: جِراحةٌ فاسدةٌ، وَقَدْ زَلِعَتْ جِراحَتُه زَلَعاً أَي فَسَدَتْ. وتَزَلَّع رِيشه: ذهَب؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: كِلا قادِمَيْها تُفْضِلُ الكَفُّ نِصْفَه، ... كَجِيدِ الحُبارى رِيشُه قَدْ تَزَلَّعا وأَزلعتُ فُلَانًا فِي كَذَا أَي أَطْمَعْتُه. والزُّلُوعُ والسُّلُوع: صُدُوعٌ فِي الْجَبَلِ فِي عُرْضِه. والزَّيْلَعُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَدَع صِغَارٌ، وَقِيلَ: هُوَ خَرَز مَعْرُوفٌ تَلْبَسُهُ النِّسَاءُ. وزَيْلَع: مَوْضِعٌ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الجِيلِ وأَدخلوا اللَّامَ فِيهِ عَلَى حَدِّ الْيَهُودِ فَقَالُوا الزَّيْلَعُ إِرادةَ الزَّيْلَعِيِّين. ابْنُ الأَعرابيّ: يُقَالُ زَلَعْتُه وسَلَقْتُه ودَثَثْتُه وعَصَوْتُه وهَرَوْتُه وفَأَوْته بمعنى واحد. زلنبع: رجل زِلِنْباعٌ: مُنْدَرِئٌ بالكلام. زمع: الزمَعةُ: الشعَرة الَّتِي خَلْفَ الثُّنَّةِ أَو الرُّسْغ. والزَّمعةُ: الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فَوْقَ ظِلْف الشاةِ، وَقِيلَ: الهَنةُ الزائدةُ وَرَاءَ ظِلْفِ الشَّاةِ، وَهِيَ أَيضاً الشَّعَرَةُ المُدَلَّاةُ فِي مُؤَخَّرِ رِجْلِ الشَّاةِ والظَّبْي والأَرنب، وَالْجَمْعُ زَمَع وزِماعٌ مِثْلُ ثَمَرة وثَمَر وثِمار؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ظَبْيًا نَشِبَتْ فِيهِ كُفَّةُ الصائدِ: فَراغَ، وقدْ نَشِبَتْ في الزّماع، ... واسْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ فِي رَاغَ ضَمِيرُ الظَّبْيِ، وَفِي نَشِبَتْ ضَمِيرُ الكُفَّة. وأَرْنَبٌ زَمُوعٌ: تَمْشِي عَلَى زَمَعَتِها إِذا دَنَتْ مِنْ مَوْضِعِهَا لِئَلَّا يُقْتَصَّ أَثرها فَتُقَارِبُ خَطْوَهَا وَتَعْدُو عَلَى زَمَعاتِها، وَقِيلَ: الزَّمُوعُ مِنَ الأَرانب النَّشِيطة السَّرِيعَةِ، وَقَدْ زَمَعَت تَزْمَعُ زَمعاناً: أَسْرَعَتْ. وأَزْمَعَتْ: عَدَتْ وخَفَّتْ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَمَا تَنْفَكُّ، بَيْنَ عُوَيْرِضاتٍ، ... تَمُدُّ بِرأْسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ العِكْرِشةُ: أُنثى الثَّعَالِبِ. قَالَ اللَّيْثُ: الزَّمَعُ هَناتٌ شِبْهُ أَظفار الْغَنَمِ فِي الرُّسْغ فِي كُلِّ قَائِمَةٍ زَمَعَتان كأَنما خُلِقَتَا مِنْ قَطْعِ الْقُرُونِ، قَالَ: وَذَكَرُوا أَنَّ للأَرنب زَمَعاتٍ خَلْفَ قَوائِمها، وَلِذَلِكَ تُنْعَتُ فَيُقَالُ لَهَا زَمُوعٌ. وَرَجُلٌ زَميعٌ وزَمُوعٌ بَيِّن الزَّماع أَي سَرِيعٌ عَجُولٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَدَعا بِبَيْنِهِم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، ... داعٍ بعاجِلةِ الفِراقِ زَمِيعُ والزَّمَعُ: رُذالُ النَّاسِ وأَتْباعُهم بِمَنْزِلَةِ الزَّمَع مِنَ الظِّلْف، وَالْجَمْعُ أَزْماع. يُقَالُ: هُوَ مِنْ زَمَعِهم أَي مِنْ مآخِيرِهم. والزَّمَعُ والزَّماعُ: المَضاءُ فِي الأَمْر والعَزْمُ عَلَيْهِ. وأَزْمَعَ الأَمرَ وَبِهِ وَعَلَيْهِ:

مَضى فِيهِ، فَهُوَ مُزْمِعٌ، وثَبَّت عَلَيْهِ عَزْمَه. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ أَزْمَعْتُ الأَمْرَ وَلَا يُقَالُ أَزْمَعْتُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَعشى: أَأَزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْتِكارا، ... وشَطَّتْ عَلَى ذِي هَوًى أَنْ تُزارا؟ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَزْمَعْتُه وأَزْمَعْتُ عَلَيْهِ بِمَعْنًى مِثْلُ أَجْمَعْتُه وأَجْمَعْتُ عَلَيْهِ. والزَّمِيعُ: الشجاعُ المِقْدامُ الَّذِي يُزْمِعُ الأَمْرَ ثُمَّ لَا يَنْثَني عَنْهُ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي إِذا هَمَّ بأَمْر مَضَى فِيهِ بَيِّنَ الزَّماع، وَقَوْمٌ زُمَعاءُ فِي الْجَمْعِ. وَرَجُلٌ زَمِيعُ الرأْي أَي جَيِّدُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ: لَا يَهْتَدِي فِيهِ إِلَّا كُلُّ مُنْصَلِتٍ، ... مِنَ الرِّجالِ، زَمِيعِ الرَّأْي خَوَّاتِ وأَزمع النبتُ إِذا لَمْ يَسْتَوِ العُشْبُ كُلُّهُ وَكَانَ قِطَعًا مُتَفَرِّقَةً أَوَّل مَا يَظْهَرُ وَبَعْضُهُ أَفضل مِنْ بَعْضٍ. والزَّمَعُ مِنَ النَّبَاتِ: شَيْءٌ هَاهُنا وَشَيْءٌ هَاهُنَا مِثْلُ القَزَع فِي السَّمَاءِ، والرَّشَمُ مِثْلُهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: زُمْعةٌ مِنْ نَبْت وزُوعةٌ مَنْ نَبْتٍ ولُمْعةٌ مَنْ نَبْتٍ ورُقْعةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزَّمّاعةُ، بِالزَّايِ، الَّتِي تَتَحَرَّكُ مِنْ رأْس الصَّبِيِّ فِي يافُوخِه، قَالَ: وَهِيَ الرَّمّاعة واللَّمَّاعةُ؛ وَقَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِيهَا الرَّمَّاعة، بِالرَّاءِ، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً رَوَى الزماعة، بالزاي، غَيْرَ اللَّيْثِ. والزَّمَعةُ: أَصْغرُ مِنَ الرِّحاب بَيْنَ كُلِّ رَحبَتَيْن زَمَعةٌ تقصُر عَنِ الْوَادِي، وَجَمْعُهَا زَمَعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ، حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ وَالنَّسَّابَةِ: إِنَّكَ مِنْ زَمَعاتِ قُرَيْش ؛ الزَّمَعة، بِالتَّحْرِيكِ: التَّلْعةُ الصَّغِيرَةُ، أَي لَسْتَ مِنْ أَشرافهم، وَهِيَ مَا دُونَ مَسايلِ الْمَاءِ مِنْ جَانِبَيِ الْوَادِي. والزَّمَعةُ: الطَّلْعَةُ فِي نَوامِي كرم العنب بعد ما يَصُوفُ، وَقِيلَ: الزَّمَعةُ العُقْدة فِي مَخْرَجِ العُنْقود، وَقِيلَ: هِيَ الْحَبَّةُ إِذا كَانَتْ مِثْلَ رأْس الدَّرّة، وَالْجَمْعُ زَمَع. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: والزَّمَعُ الأُبَنُ تَخْرُجُ فِي مَخارِجِ العَناقِيد. وأَزمَعَت الحَبَلةُ: خَرَجَ زَمَعُها وَعَظُمَتْ وَدَنَا خروجُ الحُجْنةِ مِنْهَا، والحُجْنةُ والناميةُ شُعَبٌ، فإِذا عَظُمَتِ الزِّمْعَةُ فَهِيَ البَنِيقةُ، وأَكْمَحَتِ البَنِيقةُ إِذا ابْياضَّتْ وَخَرَجَ عَلَيْهَا مِثْلُ الْقُطْنِ، وَذَلِكَ الإِكْماحُ، والزَّمَعةُ: أَول شَيْءٍ يَخْرُجُ مِنْهُ، فإِذا عظُم فَهُوَ بَنِيقَةٌ، وَقِيلَ: الزَّمْعُ العِنَبُ أَول مَا يَطْلُع. والزَّمَعُ الدَّهَشُ، والزَّمَعُ: رِعْدةٌ تَعْتَرِي الإِنسان إِذا هَمّ بأَمر. وزَمِعَ الرجُل، بِالْكَسْرِ، زَمَعاً: خَرِقَ مِنْ خَوْفٍ وجَزِعَ. والزَّمَعُ: القَلَقُ؛ عَنِ اللحياني. وزَمَع، بِالْفَتْحِ، يَزْمَعُ زَمْعاً وزَمَعاناً: أَبْطَأَ فِي مِشْيَتِه. وَيُقَالُ: قَزَعَ قَزْعاً وزَمَعَ زَمَعاناً، وَهُوَ مَشْي متقارِبٌ، والزمَعانُ: المشيُ البطِيءُ. والزَّمْعِيُّ: الخَسِيسُ. والزَّمْعِيُّ: السريعُ الغضَب، وَهُوَ الداهيةُ مِنَ الرِّجَالِ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالأَزامِع أَي بالأُمور المُنْكَرات، والأَزامِعُ: الدواهِي، وَاحِدُهَا أَزْمَعُ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ التَّغْلَبيّ: وعَدْتَ فَلَمْ تُنْجِزْ، وقِدْماً وعَدْتَني ... فأَخْلَفْتَني، وتِلْكَ إِحْدَى الأَزامِع وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ: أَسماء. زهنع: الأَحمر: يُقَالُ زَهْنَعْتُ المرأَة وزَتَّتُّها إِذا زَيَّنْتَها وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ وأَنشد الأَحمر:

فصل السين المهملة

بَني تَمِيمٍ، زَهْنِعُوا فَتاتَكُم، ... إِن فتاةَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ وقال ابن بزرج: التَّزَهْنُع التلبس والتهيؤ. زوع: زاعَه يَزُوعُه زَوْعاً: كَفَّه مثل وزَعَه، وَقِيلَ قَدَّمَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَزَاعَ بالسَّوْطِ عَلَنْدَى مِرْقَصا وزُع راحِلَتَكَ أَي استَحِثَّها. وزاعَ الناقةَ بِالزِّمَامِ يَزُوعُها زَوْعاً أَي هَيَّجها وحَرَّكَها بِزِمَامِهَا إِلى قدَّام لِتَزْدَادَ فِي سَيْرِهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وخافِقُ الرأْسِ مِثْلُ السَّيْفِ قلتُ لَهُ: ... زُعْ بالزِّمامِ، وجَوْزُ اللّيْلِ مَرْكومُ «1» أَي ادْفَعْه إِلى قُدَّام وقَدِّمْه، وَمَنْ رَوَاهُ زَعْ، بِالْفَتْحِ، فَقَدْ غَلِطَ لأَنه لَيْسَ يأْمره بأَن يكفَّ بَعِيرَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزَّوْعُ جَذْبُكَ النَّاقَةَ بِالزِّمَامِ لِتَنْقادَ. أَبو الْهَيْثَمِ: زُعْتُه حَرَّكْتُه وقدَّمْتُه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: زاعَه يَزُوعُه إِذا عطَفَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَلا لَا تُبالي العِيسُ مَن شَدَّ كُورَها ... عَلَيْهَا، وَلَا مَن زاعَها بالخَزائِم والزاعةُ: الشُرَطُ. وَفِي النَّوَادِرِ: زَوَّعَتِ الريحُ النَّبْتَ تُزَوِّعُه وصَوَّعَتْه، وَذَلِكَ إِذا جَمَعَتْهُ لِتَفْرِيقِهَا بَيْنَ ذُراهُ. وَيُقَالُ: زُوعةٌ من نبت ولُمْعةٌ من نَبْتٍ. والزَّوْعُ: أَخْذُك الشَّيْءَ بِكَفِّكَ نَحْوَ الثَّرِيدِ. أَقبَلَ يَزُوعُ الثريدَ إِذا اجْتَذَبَه بِكَفِّهِ. وزاعَ الثريدَ يَزُوعُه زَوْعاً: اجْتَذَبَه. والزَّوْعةُ: القِطْعةُ مِنَ البِطِّيخ وَنَحْوِهِ. وزاعَها: قَطعَها. وَيُقَالُ: زُعْتُ لَهُ زَوْعةً مِنَ البِطِّيخ إِذا قَطَعْتَ لَهُ قِطْعَةً. والزُّوعةُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ، وَجَمْعُهَا زُوعٌ. والزاعُ: طَائِرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ بَعْضِ مَنْ رَوَيْتُ عَنْهُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَزَعَمَ أَنها الصُّرَدُ، قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَن أَلف الزَّاعِ وَاوٌ، لِوُجُودِنَا تَرْكِيبَ زَوْعٍ وَعَدَمِنَا تَرْكِيبَ زَيَعَ؛ قَالَ: وَلَوْ لَمْ نَجِدْ هَذَا أَيضاً لَحَكَمْنَا عَلَى أَن الأَلف وَاوٌ، لأَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوِ وَهِيَ عَيْنٌ أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنْهَا وَهِيَ يَاءٌ. والمَزُوعانِ مِنْ بَنِي كعبٍ: كعبُ بْنُ سَعْدٍ ومالِكُ بْنُ كَعْبٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَزْنُ مَزُوعٍ فَعُولًا، فإِن كَانَ هَذَا فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ، وَهَذَا مِمَّا وَهِمَ فِيهِ ابْنُ سِيدَهْ، وَصَوَابُهُ المَزْرُوعانِ، كَذَلِكَ أَفادنيه شَيْخُنَا رَضِيُّ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الشاطبي الأَنصاري اللغوي. فصل السين المهملة سبع: السَّبْعُ والسبْعةُ مِنَ الْعَدَدِ: مَعْرُوفٌ، سَبْع نِسوة وسبْعة رِجَالٍ، وَالسَّبْعُونَ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ العِقْد الَّذِي بَيْنَ السِتِّينَ وَالثَّمَانِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُوتِيتُ السَّبْعَ المَثاني ، وَفِي رِوَايَةٍ: سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي ، قِيلَ: هِيَ الْفَاتِحَةُ لأَنها سَبْعُ آيَاتٍ، وَقِيلَ: السُّوَرُ الطِّوالُ مِنَ الْبَقَرَةِ إِلى التَّوْبَةِ عَلَى أَن تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سُورَةً وَاحِدَةً، وَلِهَذَا لَمْ يُفْصَلْ بَيْنَهُمَا فِي الْمُصْحَفِ بِالْبَسْمَلَةِ، وَمِنْ فِي قَوْلِهِ [مِنَ الْمَثَانِي] لِتَبْيِينِ الْجِنْسِ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ لِلتَّبْعِيضِ أَي سَبْعَ آيَاتٍ أَو سَبْعَ سُوَرٍ مِنْ جُمْلَةِ مَا يُثْنَى بِهِ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْآيَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنه لَيُغانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَستغفر اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكر السبعة والسبع

_ (1). قوله [مثل السيف] في الصحاح: فوق الرحل.

وَالسَّبْعِينَ وَالسَّبْعِمِائَةٍ فِي الْقُرْآنِ وَفِي الْحَدِيثِ وَالْعَرَبُ تَضَعُهَا مَوْضِعَ التَّضْعِيفِ وَالتَّكْثِيرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ، وَكَقَوْلِهِ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمثالها إِلى سَبْعِمِائَةٍ. والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ مِنَ الأَيام: تَمَامُ سَبْعَةِ أَيام. قَالَ اللَّيْثُ: الأَيام الَّتِي يَدُورُ عَلَيْهَا الزَّمَانُ فِي كُلِّ سَبْعَةٍ مِنْهَا جُمُعَةٌ تُسَمَّى الأُسْبُوع وَيُجْمَعُ أَسابِيعَ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ سُبُوعٌ فِي الأَيام وَالطَّوَافِ، بِلَا أَلف، مأْخوذة مِنْ عَدَدِ السَّبْع، وَالْكَلَامُ الْفَصِيحُ الأُسْبُوعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثَلَاثٌ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَن يَعْدِلَ بَيْنَ نسائِه فِي القَسْمِ فَيُقِيمَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِثْلَ مَا يُقِيمُ عِنْدَ الأُخرى، فإِن تَزَوَّجَ عَلَيْهِنَّ بِكْرًا أَقام عِنْدَهَا سَبْعَةَ أَيام وَلَا يَحْسِبُهَا عَلَيْهِ نِسَاؤُهُ فِي الْقَسْمِ، وإِن تَزَوَّجَ ثيِّباً أَقام عِنْدَهَا ثَلَاثًا غَيْرَ مَحْسُوبَةٍ فِي الْقَسْمِ. وَقَدْ سَبَّعَ الرَّجُلُ عِنْدَ امرأَته إِذا أَقام عِنْدَهَا سَبْعَ لَيَالٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأُم سَلَمَةَ حِينَ تَزَوَّجَهَا، وَكَانَتْ ثيِّباً: إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثُمَّ سَبَّعْتُ عِنْدَ سَائِرِ نِسَائِي، وإِن شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثُمَّ دُرْتُ لَا أَحتسب بِالثَّلَاثِ عَلَيْكِ ؛ اشْتَقُّوا فَعَّلَ مِنَ الْوَاحِدِ إِلى الْعَشَرَةِ، فَمَعْنَى سَبَّعَ أَقام عِنْدَهَا سَبْعًا، وثَلَّثَ أَقام عِنْدَهَا ثَلَاثًا، وَكَذَلِكَ مِنَ الْوَاحِدِ إِلى الْعَشَرَةِ فِي كُلِّ قَوْلٍ وَفِعْلٍ. وَفِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ جُنادة: إِذا كَانَ يَوْمُ سُبُوعه ، يُرِيدُ يَوْمَ أُسْبوعه مِنَ العُرْس أَي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيام. وطُفْتُ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعاً أَي سَبْعَ مَرَّاتٍ وَثَلَاثَةَ أَسابيعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه طَافَ بِالْبَيْتِ أُسبوعاً أَي سَبْعَ مَرَّاتٍ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الأُسْبوعُ مِنَ الطَّوَافِ وَنَحْوِهِ سَبْعَةُ أَطواف، وَيُجْمَعُ عَلَى أُسْبوعاتٍ، وَيُقَالُ: أَقمت عِنْدَهُ سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ وأُسْبوعَين. وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم، بِالْفَتْحِ، سَبْعاً: صَارَ سَابِعَهُمْ. واسْتَبَعُوا: صَارُوا سَبْعةً. وَهَذَا سَبِيعُ هَذَا أَي سابِعُه. وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه: صَيَّره سَبْعَةً. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: سَبَّعَتْ سُلَيم يَوْمَ الْفَتْحِ أَي كمَلَت سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: لَنَعْتُ الَّتِي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها، ... وقالَتْ: حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ جَارُهَا يَقُولُ: إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لَا تُحِبُّهَا بِمَنْزِلَةِ امرأَة قَتَلَتْ قَتِيلًا وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت مِنْ تَرْحِيلِ جَارِهَا، وَظَلَّتْ تَغْسِلُ إِناءَها مِنْ سُؤر كَلْبِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَقَوْلُهُمْ: أَخذت مِنْهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَزْنًا وَزْنَ سَبْعَةٍ؛ الْمَعْنَى فِيهِ أَن كُلَّ عَشَرَةٍ مِنْهَا تَزِنُ سَبْعَةَ مَثاقِيلَ لأَنهم جَعَلُوهَا عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، وَلِذَلِكَ نَصَبَ وَزْنًا. وسُبعَ الْمَوْلُودُ: حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عَنْهُ لِسَبْعَةِ أَيام. وأَسْبَعَتِ المرأَةُ، وَهِيَ مُسْبِعٌ، وسَبَّعَتْ: ولَدَتْ لِسَبْعَةِ أَشهر، والوَلدُ مُسْبَعٌ. وسَبَّعَ اللَّهُ لَكَ رزَقَك سَبْعَةَ أَولاد، وَهُوَ عَلَى الدُّعَاءِ. وسَبَّعَ اللَّهُ لَكَ أَيضاً: ضَعَّفَ لَكَ مَا صَنَعْتَ سَبْعَةَ أَضعاف؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي لِرَجُلٍ أَعطاه دِرْهَمًا: سَبَّعَ اللَّهُ لَكَ الأَجر؛ أَراد التَّضْعِيفَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: سَبَّعَ اللَّهُ لِفُلَانٍ تَسْبِيعاً وتَبَّع لَهُ تَتْبيعاً أَي تَابَعَ لَهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ، وَهُوَ دَعْوَةٌ تَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالْعَرَبُ تَضَعُ التَّسْبِيعَ مَوْضِعَ التَّضْعِيفِ وإِن جَاوَزَ السَّبْعَ، والأَصل قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ إِلى سَبْعِمِائَةٍ. قَالَ الأَزهري: وأَرى قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ

اللَّهُ لَهُمْ، مِنْ بَابِ التَّكْثِيرِ وَالتَّضْعِيفِ لَا مِنْ بَابِ حَصْرِ الْعَدَدِ، وَلَمْ يُرِدِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِن زَادَ عَلَى السَّبْعِينَ غَفَرَ لَهُمْ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى إِن اسْتَكْثَرْتَ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ لِلْمُنَافِقِينَ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُمْ. وسَبَّعَ فُلَانٌ الْقُرْآنَ إِذا وَظَّفَ عَلَيْهِ قِرَاءَتَهُ فِي سَبْعِ لَيَالٍ. وسَبَّعَ الإِناءَ: غَسَلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً: جَعَلَهُ سَبْعَةً، فإِذا أَردت أَن صَيَّرْتَهُ سَبْعِينَ قُلْتَ: كَمَّلْتُهُ سَبْعِينَ. قَالَ: وَلَا يَجُوزُ مَا قَالَهُ بَعْضُ الْمُوَلِّدِينَ سَبَّعْتُه، وَلَا قَوْلُهُمْ سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ الْبَدَنِ. والسُّباعيُّ مِنَ الْجِمَالِ: الْعَظِيمُ الطَّوِيلُ، قَالَ: وَالرُّبَاعِيُّ مِثْلُهُ عَلَى طُولِهِ، وَنَاقَةٌ سُباعِيَّةٌ ورُباعِيَّةٌ. وَثَوْبٌ سُباعيّ إِذا كَانَ طُولُهُ سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن الشِّبْرَ مُذَكَّرٌ وَالذِّرَاعَ مُؤَنَّثَةٌ. والمُسْبَعُ: الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ آباءٍ فِي العُبُودة أَو فِي اللُّؤْمِ، وَقِيلَ: الْمُسْبَعُ الَّذِي يُنْسَبُ إِلى أَربع أُمهات كُلُّهُنَّ أَمَة، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِلى سَبْعِ أُمهات. وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً: جَعَلَهُ عَلَى سَبْعِ قُوًى. وبَعِيرٌ مُسْبَعٌ إِذا زَادَتْ فِي مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات. والمُسَبَّعُ مِنَ العَرُوض: مَا بُنِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَجزاء. والسِّبْعُ: الوِرْدُ لسِتِّ لَيَالٍ وَسَبْعَةِ أَيام، وَهُوَ ظِمْءٌ مِنْ أَظْماء الإِبل، والإِبل سَوابِعُ وَالْقَوْمُ مُسْبِعُون، وَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ الأَظْماءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَفِي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ، وَذَلِكَ إِذا أَقامت فِي مَراعِيها خَمْسَةَ أَيام كَوامِلَ وَوَرَدَتِ الْيَوْمَ السَّادِسَ وَلَا يحسَب يَوْمُ الصّدَر. وأَسْبَعَ الرَّجُلُ: وَرَدَت إِبله سبْعاً. والسَّبِيعُ: بِمَعْنَى السُّبُع كالثَّمين بِمَعْنَى الثُّمُن؛ وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع سَبِيعاً لِغَيْرِ أَبي زَيْدٍ. وَالسُّبْعُ، بِالضَّمِّ: جُزْءٌ مِنْ سَبْعَةٍ، وَالْجَمْعُ أَسْباع. وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً: أَخذ سُبُعَ أَموالِهم؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وكيفَ أَخافُ الناسَ، واللهُ قابِضٌ ... عَلَى الناسِ والسَّبْعَيْنِ فِي راحةِ اليَدِ؟ فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سماواتٍ وسبعَ أَرَضِين. والسَّبُعُ: يَقَعُ عَلَى مَا لَهُ نَابٌ مِنَ السِّباعِ ويَعْدُو عَلَى النَّاسِ وَالدَّوَابِّ فَيَفْتَرِسُهَا مِثْلُ الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وَمَا أَشبهها؛ والثعلبُ، وإِن كَانَ لَهُ نَابٌ، فإِنه لَيْسَ بِسَبُعٍ لأَنه لَا يَعْدُو عَلَى صِغار الْمَوَاشِي وَلَا يُنَيِّبُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَكَذَلِكَ الضَّبُع لَا تُعَدُّ مِنَ السِّبَاعِ العادِيةِ، وَلِذَلِكَ وَرَدَتِ السُّنة بإِباحة لَحْمِهَا، وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت فِي الْحَرَمِ أَو أَصابها الْمُحْرِمُ، وأَما الوَعْوَعُ وَهُوَ ابْنُ آوَى فَهُوَ سَبْعٌ خَبِيثٌ وَلَحْمُهُ حَرَامٌ لأَنه مِنْ جِنْسِ الذِّئابِ إِلَّا أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً؛ هَذَا قَوْلُ الأَزهري، وَقَالَ غَيْرُهُ: السَّبُعُ مِنَ الْبَهَائِمِ الْعَادِيَةِ مَا كَانَ ذَا مِخلب، وَالْجَمْعُ أَسْبُعٌ وسِباعٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يكسَّر عَلَى غَيْرِ سِباعٍ؛ وأَما قَوْلُهُمْ فِي جَمْعِهِ سُبُوعٌ فَمُشْعِرٌ أَن السَّبْعَ لُغَةٌ فِي السَّبُع، لَيْسَ بِتَخْفِيفٍ كَمَا ذَهَبَ إِليه أَهل اللُّغَةِ لأَن التَّخْفِيفَ لَا يُوجِبُ حُكْمًا عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، عَلَى أَن تَخْفِيفَهُ لَا يَمْتَنِعُ؛ وَقَدْ جَاءَ كَثِيرًا فِي أَشعارهم مِثْلَ قَوْلِهِ: أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكم؟ ... فَهَذَا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ وأَنشد ثَعْلَبٌ: لِسانُ الفَتى سَبْعٌ، عَلَيْهِ شَذاتُه، ... فإِنْ لَمْ يَزَعْ مِن غَرْبِه، فَهُوَ آكِلُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ أَكل كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ

السِّبَاعِ ؛ قَالَ: هُوَ مَا يَفْتَرِسُ الْحَيَوَانَ ويأْكله قَهْرًا وقَسْراً كالأَسد والنَّمِر والذِّئب وَنَحْوِهَا. وَفِي تَرْجَمَةٍ عَقَّبَ: وسِباعُ الطَّيْرِ الَّتِي تَصِيدُ. والسَّبْعةُ: اللَّبُوءَةُ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ، إِنما أَصله سَبُعةٌ فَخُفِّفَ. واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ مِنَ الأَسد، فَلِذَلِكَ لَمْ يَقُولُوا أَخْذَ سَبُعٍ، وَقِيلَ: هُوَ رَجُلٌ اسْمُهُ سبْعة بْنُ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سلامانَ بْنِ ثُعَل بْنِ عَمْرِو بْنِ الغَوْث بْنِ طَيِّءِ بْنِ أُدَد، وَكَانَ رَجُلًا شَدِيدًا، فَعَلَى هَذَا لَا يُجْرَى لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث، فأَخذه بَعْضُ مُلُوكِ الْعَرَبِ فَنَكَّلَ بِهِ وَجَاءَ الْمَثَلُ بِالتَّخْفِيفِ لِمَا يُؤْثِرُونَهُ مِنَ الْخِفَّةِ. وأَسْبَعَ الرجلَ: أَطْعَمه السَّبُعَ، والمُسْبِعُ: الَّذِي أَغارت السِّباعُ عَلَى غَنَمِهِ فَهُوَ يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ؛ قَالَ: قَدْ أَسْبَعَ الرَّاعِي وضَوْضَا أَكْلُبُه وأَسْبَعَ القومُ: وقَع السَّبُع فِي غَنَمِهِمْ. وسَبَعت الذّئابُ الغنَم: فَرَسَتْها فأَكلتها. وأَرض مَسْبَعةٌ: ذَاتُ سِباع؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِليك جاوَزْنا بِلَادًا مَسْبَعَهْ ومَسْبَعةٌ: كَثِيرَةُ السِّبَاعِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: بَابُ مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونظيرِهما مِمَّا جَاءَ عَلَى مَفْعَلةٍ لَازِمًا لَهُ الْهَاءُ وَلَيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُقَالُ إِلا أَن تَقِيسَ شَيْئًا وَتَعْلَمَ مَعَ ذَلِكَ أَن الْعَرَبَ لَمْ تَكَلَّمْ بِهِ، وَلَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ مِنْ بَنَاتِ الأَربعة عِنْدَهُمْ، وإِنما خَصُّوا بِهِ بناتِ الثَّلَاثَةِ لِخِفَّتِهَا مَعَ أَنهم يَسْتَغْنُونَ بِقَوْلِهِمْ كَثِيرَةُ الذِّئَابِ وَنَحْوِهَا. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ فِي قَوْلِهِمْ لأَعْمَلَنّ بِفُلَانٍ عملَ سَبْعَةٍ: أَرادوا الْمُبَالَغَةَ وبلوغَ الْغَايَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرادوا عَمَلَ سَبْعَةِ رِجَالٍ. وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ، فَهِيَ مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ وَلَدَهَا، والمَسْبُوعةُ: الْبَقَرَةُ الَّتِي أَكَل السبعُ ولدَها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ذِئْبًا اخْتَطَفَ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ أَيام مَبْعَثِ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَزَعَهَا الرَّاعِي مِنْهُ، فَقَالَ الذِّئْبُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السبْع ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّبْعُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ، الموضعُ الَّذِي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ الْقِيَامَةِ، أَراد مَنْ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَقِيلَ: السبْعُ الذَّعْرُ، سَبَعْتُ فُلَانًا إِذا ذَعَرْتَه، وسَبَعَ الذِّئْبُ الْغَنَمَ إِذا فَرَسَهَا، أَي مَنْ لَهَا يومَ الفَزَع؛ وَقِيلَ: هَذَا التأْويل يَفْسُد بِقَوْلِ الذِّئْبِ فِي تَمَامِ الْحَدِيثِ: يومَ لَا راعِيَ لَهَا غَيْرِي، وَالذِّئْبُ لَا يَكُونُ لَهَا رَاعِيًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقِيلَ: إِنه أَراد مَنْ لَهَا عِنْدَ الْفِتَنِ حِينَ يَتْرُكُهَا النَّاسُ هَمَلًا لَا رَاعِيَ لَهَا نُهْبَة للذِّئاب والسِّباع، فَجُعِلَ السبُع لَهَا رَاعِيًا إِذ هُوَ مُنْفَرِدٌ بِهَا، وَيَكُونُ حِينَئِذٍ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَهَذَا إِنذار بِمَا يَكُونُ مِنَ الشَّدَائِدِ وَالْفِتَنِ الَّتِي يُهْمِلُ النَّاسُ فِيهَا مَوَاشِيَهُمْ فَتَسْتَمْكِنُ مِنْهَا السِّبَاعُ بِلَا مَانِعٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: يومُ السبْعِ عِيدٌ كَانَ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَشْتَغِلُونَ بِعِيدِهِمْ ولَهْوِهِم، وَلَيْسَ بالسبُع الَّذِي يَفْتَرِسُ النَّاسَ، وَهَذَا الْحَرْفُ أَملاه أَبو عَامِرٍ الْعَبْدَرِيُّ الْحَافِظُ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَكَانَ مِنَ الْعِلْمِ والإِتقان بِمَكَانٍ، وَفِي الْحَدِيثِ نهَى عَنْ جُلودِ السِّباعِ ؛ السباعُ: تَقَعُ عَلَى الأَسد وَالذِّئَابِ والنُّمُور، وَكَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ الصَّلَاةَ فِي جُلودِ السِّباعِ، وإِن دُبِغَتْ، وَيَمْنَعُ مِنْ بِيعَهَا، وَاحْتَجَّ بِالْحَدِيثِ جَمَاعَةٌ وَقَالُوا: إِن الدِّباغَ لَا يؤثِّر فِيمَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ، وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلى أَن النَّهْيَ تَنَاوُلُهَا قَبْلَ الدِّبَاغِ، فأَما إِذا دُبِغَتْ فَقَدْ طهُرت؛ وأَما مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ فإِن الذَّبْحَ يُطَهِّرُ جُلود «2»

_ (2). قوله [فإن الذبح يطهر إلخ] هكذا في الأصل والنهاية، والصحيح المشهور من مذهب الشافعي: أن الذبح لا يطهر جلد غير المأكول.

الْحَيَوَانِ المأْكول وَغَيْرِ المأْكول إِلا الْكَلْبَ وَالْخِنْزِيرَ وَمَا تَوَلَّدَ مِنْهُمَا، والدِّباغُ يُطَهِّرُ كُلَّ جِلْدِ مَيْتَةٍ غَيْرِهِمَا؛ وَفِي الشُّعُورِ والأَوبار خِلَافٌ هَلْ تَطْهُر بِالدِّبَاغِ أَم لا، إِنما نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ مُطْلَقًا أَو عَنْ جِلْدِ النَّمِر خَاصًّا لأَنه وَرَدَ فِي أَحاديث أَنه مِنْ شِعار أَهل السَّرَفِ والخُيَلاءِ. وأَسبع عَبْدَهُ أَي أَهمله. والمُسْبَعُ: المُهْمَلُ الَّذِي لَمْ يُكَفَّ عَنْ جُرْأَتِه فَبَقِيَ عَلَيْهَا. وعبدٌ مُسْبَعٌ: مُهْمَلٌ جَريءٌ تُرِكَ حَتَّى صَارَ كالسبُع؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حِمَارَ الْوَحْشِ: صَخِبُ الشَّوارِبِ لَا يَزالُ كأَنَّه ... عَبدٌ، لآلِ أَبي رَبِيعةَ، مُسْبَعُ الشَّوارِبُ: مجارِي الحَلْق، والأَصل فِيهِ مَجاري الْمَاءِ، وأَراد أَنه كَثِيرُ النُّهاقِ، هَذِهِ رِوَايَةُ الأَصمعي، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: مُسْبِع، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَزَعَمَ أَن مَعْنَاهُ أَنه وَقَعَ السِّبَاعُ فِي مَاشِيَتِهِ، قَالَ: فَشَبَّهَ الْحِمَارَ وَهُوَ يَنْهَقُ بِعَبْدٍ قَدْ صادفَ فِي غَنَمِهِ سَبُعاً فَهُوَ يُهَجْهِجُ بِهِ لِيَزْجُرَهُ عَنْهَا، قَالَ: وأَبو رَبِيعَةَ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَفِي غَيْرِهِمْ وَلَكِنَّ جِيرَانَ أَبي ذُؤَيْبٍ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَهُمْ أَصحاب غَنَمٍ، وَخَصَّ آلَ رَبِيعَةَ لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنْ مسأَلة فَقَالَ: إِحْدى مِنْ سَبْع أَي اشْتَدَّتْ فِيهَا الْفُتْيَا وعَظُم أَمرها، يَجُوزُ أَن يَكُونَ شِبهها بإِحدى اللَّيَالِي السَّبْعِ الَّتِي أَرسل اللَّهُ فِيهَا الْعَذَابَ عَلَى عَادٍ فَضَرَبَها لَهَا مَثَلًا فِي الشِّدَّةِ لأَشكالها، وَقِيلَ: أَراد سَبْعَ سِنِي يُوسُفَ الصدِّيق، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي الشِّدَّةِ. قَالَ شَمِرٌ: وَخَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى السَّمَاوَاتِ سَبْعًا والأَرضين سَبْعًا والأَيام سَبْعًا. وأَسْبَعَ ابْنَهُ أَي دَفَعَهُ إِلى الظُّؤُورةِ. المُسْبَع: الدَّعِيُّ. والمُسْبَعُ: المَدْفُوعُ إِلى الظُّؤُورةِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِنَّ تَمِيماً لَمْ يُراضَعْ مُسْبَعا، ... وَلَمْ تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا وَقَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ «1»، وَيُقَالُ: الَّذِي يُولَدُ لِسَبْعَةِ أَشهر فَلَمْ يُنْضِجْه الرَّحِمُ وَلَمْ تَتِمّ شُهورُه، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجَ. قَالَ النَّضْرُ: وَيُقَالُ رُبَّ غُلَامٍ رأَيتُه يُراضَعُ، قَالَ: والمُراضَعةُ أَنْ يَرْضَعَ أُمَّه وَفِي بَطْنِهَا وَلَدٌ. وسَبَعَه يَسْبَعُه سَبْعاً: طَعَنَ عَلَيْهِ وَعَابَهُ وشتَمه وَوَقَعَ فِيهِ بِالْقَوْلِ الْقَبِيحِ. وسَبَعَه أَيضاً: عَضَّه بِسِنِّهِ. والسِّباعُ: الفَخْرُ بِكَثْرَةِ الجِماع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نهَى عن السِّباعِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السِّباعُ الفَخار كأَنه نَهَى عَنِ المُفاخَرة بالرَّفَثِ وَكَثْرَةِ الْجِمَاعِ والإِعْرابِ بِمَا يُكَنّى بِهِ عَنْهُ مِنْ أَمر النِّسَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَتَسابَّ الرَّجُلَانِ فَيَرْمِي كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ بِمَا يَسُوؤُهُ مِنْ سَبَعَه أَي انْتَقَصَهُ وَعَابَهُ، وَقِيلَ: السِّباعُ الْجِمَاعُ نفسُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَبَّ عَلَى رأْسه الْمَاءَ مِنْ سِباعٍ كَانَ مِنْهُ فِي رَمَضَانَ ؛ هَذِهِ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَبَنُو سَبِيعٍ: قَبِيلَةٌ. والسِّباعُ وَوَادِي السِّباعِ: مَوْضِعَانِ؛ أَنشد الأَخفش: أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ ... سأَلْتُ، فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثُمَّ صَمَّتِ وَقَالَ سُحَيْم بْنُ وَثِيلٍ الرِّياحِي: مَرَرْتُ عَلَى وادِي السِّباعِ، وَلَا أَرَى، ... كَوادِي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ، وادِيا

_ (1). قوله [المسبع التابعة] كذا بالأصل ولعله ذو التابعة أي الجنية.

والسَّبُعانُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ فِي دِيَارِ قَيْسٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَلا يَا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بالبِلى المَلَوانِ وَلَا يُعْرَفُ فِي كَلَامِهِمُ اسْمٌ عَلَى فَعُلان غَيْرُهُ، والسُّبَيْعان: جَبَلَانِ؛ قَالَ الرَّاعِي: كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ لَمْ أَكُنْ، ... بأَمْثالِ هِنْدٍ، قَبْلَ هِنْدٍ، مُفَجَّعا وسُبَيْعٌ وسِباعٌ: اسْمَانِ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: يَا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ، ... والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار أَحَمْ هُوَ اسْمُ رَجُلٍ مُصَغَّرٍ. والسَّبِيعُ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحاق السَّبِيعي. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ السَّبِيعِ، هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِ الْبَاءِ مَحِلّة مِنْ مَحالِّ الْكُوفَةِ مَنْسُوبَةٌ إِلى الْقَبِيلَةِ، وَهُمْ بَنُو سَبِيعٍ مِنْ هَمْدانَ. وأُمُّ الأَسْبُعِ: امرأَة. وسُبَيْعةُ بْنُ غَزالٍ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لَهُ حَدِيثٌ. ووزْن سَبْعةٍ: لقب. ستع: حَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: رَجُلٌ مِسْتَعٌ أَي سريعٌ ماضٍ كَمِسْدَعٍ. سجع: سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً: اسْتَوَى وَاسْتَقَامَ وأَشبه بَعْضُهُ بَعْضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَطَعْتُ بِهَا أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها، ... إِذا مَا عَلَوْها، مُكْفَأً غَيْرَ ساجِعِ أَي جَائِرًا غَيْرَ قَاصِدٍ. وَالسَّجْعُ: الْكَلَامُ المُقَفَّى، وَالْجَمْعُ أَسجاع وأَساجِيعُ؛ وَكَلَامٌ مُسَجَّع. وسَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً وسَجَّعَ تَسْجِيعاً: تَكَلَّم بِكَلَامٍ لَهُ فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر مِنْ غَيْرِ وَزْنٍ، وصاحبُه سَجّاعةٌ وَهُوَ مِنَ الاسْتِواءِ والاستقامةِ والاشتباهِ كأَن كُلَّ كَلِمَةٍ تُشْبِهُ صَاحِبَتَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سُمِّيَ سَجْعاً لِاشْتِبَاهِ أَواخِره وَتَنَاسُبِ فَواصِلِه وكسَّرَه عَلَى سُجُوع، فَلَا أَدري أَرواه أَم ارْتَجَلَهُ، وحكِي أَيضاً سَجَع الكلامَ فَهُوَ مسجوعٌ، وسَجَع بِالشَّيْءِ نَطَقَ بِهِ عَلَى هَذِهِ الْهَيْئَةِ. والأُسْجُوعةُ: مَا سُجِعَ بِهِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُسْجُوعةٌ. قَالَ الأَزهري: وَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جَنِينِ امرأَة ضَرَبَتْهَا الأُخرى فَسَقَطَ مَيِّتاً بغُرّة على عاقلة الضاربة قال رَجُلٌ مِنْهُمْ: كَيْفَ نَدِي مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكل، وَلَا صاحَ فَاسْتَهَلَّ، ومِثْلُ دمِه يُطَلْ «2»؟ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِياكم وسَجْعَ الكُهّان. وَرُوِيَ عَنْهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنِ السَّجْعِ فِي الدُّعاء ؛ قَالَ الأَزهري: إِنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَرِهَ السَّجْعَ فِي الْكَلَامِ والدُّعاء لمُشاكلتِه كلامَ الكهَنَة وسجْعَهم فِيمَا يَتَكَهَّنُونَهُ، فأَما فَوَاصِلُ الْكَلَامِ الْمَنْظُومِ الَّذِي لَا يُشَاكِلُ المُسَجَّع فَهُوَ مُبَاحٌ فِي الْخُطَبِ وَالرَّسَائِلِ. وسَجَعَ الحَمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً: هَدَلَ عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا آتِيكَ مَا سجَع الْحَمَامُ؛ يُرِيدُونَ الأَبد عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وحَمامٌ سُجُوعٌ: سَواجِعُ، وَحَمَامَةٌ سَجُوعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَسَاجِعَةٌ. وسَجْعُ الحمامةِ: مُوَالَاةُ صَوْتِهَا عَلَى طَرِيقٍ وَاحِدٍ. تَقُولُ الْعَرَبُ: سجَعَت الْحَمَامَةُ إِذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ فِي صَوْتِهَا. وسجَعت النَّاقَةُ سَجْعاً: مَدَّتْ حَنِينَها عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ. يُقَالُ: نَاقَةٌ ساجِعٌ، وسَجَعَتِ القَوْسُ كذلك؛ قال

_ (2). قوله [يطل] من طل دمه بالفتح أهدره كما أَجازه الكسائي، ويروى بطل بباء موحدة، راجع النهاية.

يَصِفُ قَوْسًا: وهْيَ، إِذا أَنْبَضْتَ فِيهَا، تَسْجَعُ ... تَرَنُّمَ النَّحْلِ أَباً لَا يَهْجَعُ «1» قَوْلُهُ تَسْجَعُ يَعْنِي حَنِين الوَتر لإِنْباضِه؛ يَقُولُ: كأَنها تَحِنُّ حَنِينًا مُتَشَابِهًا، وَكُلُّهُ مِنَ الِاسْتِوَاءِ وَالِاسْتِقَامَةِ وَالِاشْتِبَاهِ. أَبو عَمْرٍو: ناقةٌ ساجعٌ طويلةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع هَذَا لِغَيْرِهِ. وسجَع لَهُ سَجْعاً: قصَد، وكلُّ سَجْع قَصْدٌ. والساجِعُ: القاصِدُ فِي سَيْرِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: قطعتُ بِهَا أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها الْبَيْتَ الْمُتَقَدِّمَ. وَجْهُ رَكْبها: الوَجْهُ الَّذِي يَؤُمُّونه؛ يَقُولُ: إِنّ السَّمُومَ قابَلَ هُبُوبُها وُجوهَ الرَّكبِ فَأَكْفَؤُوها عَنْ مَهَبِّها اتِّقاءً لِحَرِّها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، اشْتَرَى جَارِيَةً فأَراد وطأَها فَقَالَتْ: إِني حَامِلٌ، فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنّ أَحدكم إِذا سَجَع ذَلِكَ المَسْجَعَ فَلَيْسَ بالخِيار عَلَى اللهِ؛ وأَمَر بردِّها ، أَي سَلَكَ ذَلِكَ المَسْلَكَ. وأَصل السجْعِ: القَصْدُ المُسْتَوي على نسَقٍ واحد. سدع: السَّدْعُ: الهدايةُ لِلطَّرِيقِ. وَرَجُلٌ مِسْدَعٌ: دليلٌ ماضٍ لِوَجْهِهِ، وَقِيلَ: سريعٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ مِسْدَعٌ ماضٍ لِوَجْهِهِ نحوَ الدليلِ. والسَّدْعُ: صَدْمُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، سَدَعَه يَسْدَعُه سَدْعاً. وسُدِعَ الرجلُ: نُكِبَ؛ يَمَانِيَّةٌ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَجد فِي كَلَامِ الْعَرَبِ شَاهِدًا مِنْ ذَلِكَ، وأَظن قَوْلَهُ مِسْدَع أَصله صَادٌ مِصْدَعٌ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ؛ أَي افْعَلْ. وَفِي كَلَامِهِمْ: نَقْذاً لَكَ مَنْ كُلِّ سَدْعةٍ أَي سَلَامَةً لَكَ مَنْ كُلِّ نَكْبة. سرع: السُّرْعةُ: نقِيضُ البُطْءِ. سَرُعَ يَسْرُعُ سَراعةً وسِرْعاً وسَرْعاً وسِرَعاً وسَرَعاً وسُرْعةً، فَهُوَ سَرِعٌ وسَرِيعٌ وسُراعٌ، والأُنثى بالهاء، وسَرْعانُ والأُنثى سَرْعَى، وأَسْرَعَ وسَرُعَ، وَفَرَّقَ سِيبَوَيْهِ بَيْنَ سَرُع وأَسْرَعَ فَقَالَ: أَسْرَعَ طَلَبَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وتَكَلَّفه كأَنه أَسرَعَ المشي أَي عَجّله، وأَما سرُع فكأَنها غَرِيزةٌ. وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ جِنِّي أَسرَع متعدِّياً فَقَالَ يَعْنِي الْعَرَبَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَخِفُّ ويُسْرِعُ قبولَ مَا يَسْمَعُهُ، فَهَذَا إِمَّا أَن يَكُونَ يَتَعَدَّى بِحَرْفٍ وَبِغَيْرِ حَرْفٍ، وإِما أَن يَكُونَ أَراد إِلى قَبُولِهِ فَحَذَفَ وأَوصل. وسَرَّع: كأَسْرَعَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَلا لَا أَرى هَذَا المُسَرِّعَ سابِقاً، ... وَلَا أَحَداً يَرْجُو البَقِيّةَ باقِيا وأَراد بِالْبَقِيَّةِ البَقاء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَرِع الرجلُ إِذا أَسرَع فِي كَلَامِهِ وفِعاله. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفَرَسٌ سَريعٌ وسُراعٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: حَتَّى تَرَوْهُ كاشِفاً قِناعَهْ، ... تَغْدُو بِه سَلْهَبةٌ سُراعَهْ وأَسْرَعَ فِي السَّيْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مُتَعَدٍّ. وَعَجِبْتُ مِنْ سُرْعةِ ذَاكَ وسِرَعِ ذَاكَ مِثَالُ صِغَرِ ذَاكَ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَفِي حَدِيثِ تأْخير السَّحُورِ: فَكَانَتْ سُرْعتي أَن أُدْرِكَ الصلاةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ يُرِيدُ إِسراعي، وَالْمَعْنَى أَنه لِقُرْبِ سحُورِه مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ يُدْرِكُ الصَّلَاةَ بإِسراعه. وَيُقَالُ: أَسرَعَ فُلَانٌ الْمَشْيَ وَالْكِتَابَةَ وَغَيْرُهُمَا، وَهُوَ فِعْلٌ مُجَاوِزٌ. وَيُقَالُ: أَسرع إِلى كَذَا وَكَذَا؛ يُرِيدُونَ أَسرَعَ الْمُضِيَّ إِليه، وسارَعَ بِمَعْنَى أَسرعَ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْوَاحِدِ، وَلِلْجَمِيعِ سارَعوا. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:

_ (1). قوله: أباً لا يهجع، هكذا في الأَصل؛ ولعله أبَى أي كره وامتنع أن ينام.

أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ ؛ مَعْنَاهُ أَيحسبون أَن إِمدادَنا لَهُمْ بِالْمَالِ وَالْبَنِينَ مُجَازَاةً لَهُمْ وإِنما هُوَ اسْتِدْرَاجٌ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ، وَمَا فِي مَعْنَى الَّذِي أَي أَيحسبون أَن الَّذِي نَمُدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، الْمَعْنَى نُسَارِعُ لَهُمْ بِهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: خَبَّرُ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ قَوْلُهُ نُسارِعُ لَهُمْ ، وَاسْمُ أَنَّ مَا بِمَعْنَى الَّذِي، وَمَنْ قرأَ يُسارِعُ لهم في الخيرات فَمَعْنَاهُ يُسارِعُ لَهُمْ بِهِ فِي الْخَيِّرَاتِ فَيَكُونُ مِثْلُ نُسارِعُ، وَيَجُوزُ أَن يَكون عَلَى مَعْنَى أَيحسبون إِمدادنا يُسارِعُ لهم في الخيرات فَلَا يَحْتَاجُ إِلى ضَمِيرٍ، وَهَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. وَفِي حَدِيثِ خَيْفَانِ: مَسارِيعُ فِي الْحَرْبِ ؛ هُوَ جَمْعُ مِسْراع وَهُوَ الشَّدِيدُ الإِسْراع فِي الأُمور مِثْلَ مِطْعانٍ ومَطاعِينَ وَهُوَ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وَقَوْلُهُمْ: السَّرَعَ السَّرَعَ مِثَالُ الوَحَا. وتسرَّعَ الأَمرُ: كسَرُعَ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَلَوْ أَنّ حَقّ اليَوْم مِنْكُم إِقامةٌ، ... وإِن كان صَرْحٌ قَدْ مَضَى فَتَسَرَّعا وتَسَرَّعَ بالأَمر: بادَرَ بِهِ. والمُتَسَرِّعُ: المُبادِرُ إِلى الشَّرِّ، وتَسَرَّعَ إِلى الشرِّ، والمسْرَعُ: السَّريعُ إِلى خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وسارعَ إِلى الأَمر: كأَسْرَعَ. وسارَعَ إِلى كَذَا وتَسَرَّع إِليه بِمَعْنًى. وَجَاءَ سرَعاً أَي سَريعاً. والمُسارَعةُ إِلى الشَّيْءِ: المُبادَرَةُ إِليه. وأَسرَع الرجلُ: سَرُعَتْ دابَّته كَمَا قَالُوا أَخَفَّ إِذا كَانَتْ دَابَّتُهُ خَفِيفَةً، وَكَذَلِكَ أَسرَعَ القومُ إِذا كَانَتْ دوابُّهم سِراعاً. وسَرُعَ مَا فعلْتَ ذَاكَ وسَرْعَ وسُرْعَ وسَرْعانَ مَا يكونُ ذَاكَ؛ وَقَوْلُ مَالِكِ بْنِ زَغْبَةَ الْبَاهِلِيِّ: أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ، ... وحَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ حَذِيقُ؟ أَراد سَرُعَ فَخَفَّفَ، وَالْعَرَبُ تُخَفِّفُ الضَّمَّةَ وَالْكَسْرَةَ لِثِقَلِهِمَا، فَتَقُولُ للفَخِذِ فَخْذٌ، وللعَضُدِ عَضْدٌ، وَلَا تَقُولُ للحَجَر حَجْر لِخِفَّةِ الْفَتْحَةِ. وَقَوْلُهُ: أَنَوْراً مَعْنَاهُ أَنَوْراً ونِفاراً يَا فَرُوقُ، وَمَا صِلَةُ، أَراد سَرُعَ ذَا نَوْراً. وَتَقُولُ أَيضاً: سِرْعانَ وسُرْعانَ، كُلُّهُ اسْمٌ لِلْفِعْلِ كَشَتان؛ وَقَالَ بِشْرٌ: أَتَخْطُبُ فِيهِمْ بَعْدَ قتْلِ رِجالِهم؟ ... لَسَرْعانَ هَذَا، والدِّماءُ تَصَبَّبُ ابْنُ الأَعرابي: وسَرْعانَ ذَا خُروجاً وسَرُعانَ ذَا خُرُوجًا، بِضَمِّ الراء، وسِرْعانَ ذَا خُرُوجًا. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لَسَرْعانَ ذَا خُرُوجاً، بِتَسْكِينِ الرَّاءِ، وَتَقُولُ لَسَرُعَ ذَا خُرُوجًا، بِضَمِّ الرَّاءِ، وَرُبَّمَا أَسكنوا الرَّاءَ فَقَالُوا سَرْعَ ذَا خُرُوجًا أَي سَرُعَ ذَا خُروجاً. ولَسَرْعانَ مَا صَنَعْتَ كَذَا أَي مَا أَسْرَعَ. وَفِي الْمَثَلِ: سَرْعانَ ذَا إِهالةً؛ وأَصل هَذَا الْمَثَلِ أَن رَجُلًا كَانَ يُحَمَّقُ، اشْتَرَى شَاةً عَجْفاءَ يَسِيلُ رُغامُها هُزالًا وسُوءَ حَالٍ، فَظَنَّ أَنه وَدَكٌ فَقَالَ: سَرْعانَ ذا إِهالةً. وسَرَعانُ الناسِ وسَرْعانُهم: أَوائِلُهم الْمُسْتَبِقُونَ إِلى الأَمر. وسَرَعانُ الخيلِ: أَوائِلُها؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِذا كَانَ السَّرَعانُ وَصْفًا فِي النَّاسِ قِيلَ سَرَعانُ وسَرْعانُ، وإِذا كَانَ فِي غَيْرِ النَّاسِ فسَرَعانُ أَفصح، وَيَجُوزُ سَرْعان. وَقَالَ الأَصمعي: سَرَعانُ الناسِ أَوائِلُهم فحرَّك لِمَنْ يُسْرِعُ مِنَ الْعَسْكَرِ، وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يُسَكِّنُ الرَّاءَ فَيَقُولُ سرْعان النَّاسِ أَوائلهم؛ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ فِي لُغَةِ مَنْ يُثَقِّلُ وَيَقُولُ

سَرَعانَ: وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبةَ غُدْوةً، ... فَيُغَيِّفُونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي سَرَعانِ النَّاسِ: يَلْزَمُ الإِعرابُ نونَه فِي كُلِّ وَجِهٍ. وَفِي حَدِيثِ سَهْو الصَّلَاةِ: فَخَرَجَ سَرَعانُ الناسِ. وَفِي حَدِيثِ يَوْمِ حُنَينٍ: فَخَرَجَ سَرَعان الناس وأَخِفّاؤُهُم. والسَّرَعانُ: الوَتَرُ الْقَوِيُّ؛ قَالَ: وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ مِنْ سَرَعانِها، ... وعادَتْ سِهامي بَينَ أَحْنَى وناصِلِ الأَزهري: وسَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ شِبْهُ الخُصَل تَخْلُص مِنَ اللَّحْمِ ثُمَّ تُفْتَلُ أَوتاراً للقِسِيّ يُقَالُ لَهَا السرَعانُ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ الْعَرَبِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: وَاحِدَةُ سَرَعانِ العَقَبِ سَرَعانةٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّرَعانُ العَقَبُ الَّذِي يَجْمَعُ أَطرافَ الرِّيشِ مِمَّا يَلِي الدَّائِرَةَ. وسَرَعانُ الْفَرَسِ: خُصَلٌ فِي عُنقه، وَقِيلَ: فِي عَقِبه، الْوَاحِدَةُ سَرَعانة. والسَّرْعُ والسِّرْعُ: القَضِيبُ مِنَ الكرْم الغَضُّ، وَالْجَمْعُ سُرُوعٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: السَّرْعُ قَضِيب سَنَةٍ مِنْ قُضْبان الكرْم، قَالَ: وَهِيَ تَسْرُعُ سُرُوعاً وَهُنَّ سَوارِعُ وَالْوَاحِدَةُ سارِعةٌ. قَالَ: والسَّرْعُ والسِّرْعُ اسْمُ الْقَضِيبِ مِنْ ذَلِكَ خَاصَّةً. والسرَعْرَعُ: الْقَضِيبُ مَا دَامَ رَطْباً غَضًّا طرِيّاً لسَنَتِه، والأُنثى سَرَعْرَعةٌ. وَكُلُّ قَضِيبٍ رَطْب سِرْعٌ وسَرْعٌ وسَرَعْرَعٌ؛ قَالَ يَصِفُ عُنْفُوانَ الشَّبَابِ: أَزْمانَ، إِذْ كُنْتَ كَنَعْتِ الناعِتِ ... سَرَعْرَعاً خُوطاً كَغُصْنٍ نابِتِ أَي كالخُوطِ السَّرَعْرَعِ، والتأْنيثُ عَلَى إِرادةِ الشُّعْبة. قَالَ الأَزهري: والسَّرْغُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، لُغَةٌ فِي السَّرْع بِمَعْنَى الْقَضِيبِ الرطْب، وَهِيَ السُّرُوعُ والسُّروغُ. والسَّرَعْرَعُ: الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ. والسَّرَعْرَعُ: الشابُّ النَّاعِمُ اللدْنُ. الأَصمعي: شَبَّ فُلَانٌ شَبَابًا سَرَعْرَعاً. والسَّرَعْرَعةُ مِنَ النِّسَاءِ: الليِّنة الناعمةُ. والأَسارِيعُ: شُكُرٌ تَخْرُجُ فِي أَصلِ الحَبلةِ. والأَسارِيعُ: الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْعِنَبُ، وَرُبَّمَا أُكلت وَهِيَ رَطْبَةٌ حامضةٌ. الواحِدُ أُسْرُوعٌ. واليَسْرُوع واليُسْروعُ والأَسْرُوع الأُسْرُوع: دُودٌ يَكُونُ عَلَى الشوْك، وَالْجَمْعُ الأَسارِيعُ، وَقِيلَ: الأَسارِيعُ دُودٌ حُمْرُ الرؤوس بَيْضُ الأَجساد تَكُونُ فِي الرَّمْلِ تُشَبَّه بِهَا أَصابع النِّسَاءِ، وَقَالَ الأَزهري: هِيَ دِيدانٌ تَظْهَرُ فِي الرَّبِيعِ مُخَطَّطة بِسَوَادٍ وَحُمْرَةٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كأَنه ... أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مساوِيكُ إِسْحِلِ وظَبْيٌ: اسْمُ وادٍ بِتِهامةَ. يُقَالُ: أَسارِيعُ ظَبْي كَمَا يُقَالُ سِيدُ رَمْل وضَبُّ كُدْيةٍ وثَوْرُ عَدابٍ، وَقِيلَ: اليُسْرُوعُ والأُسْرُوعُ الدُّودةُ الْحَمْرَاءُ تَكُونُ فِي البقْل ثُمَّ تنسلخ فتصير فَراشة. قال ابْنُ بَرِّيٍّ: اليُسْرُوعُ أَكبر مِنْ أَن يَنْسَلِخَ فَيَصِيرَ فَرَاشَةً لأَنها مِقْدَارُ الإِصْبَعِ ملْساءُ حمراءُ، والأَصل يَسْرُوعٌ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ يُفْعُولٌ، قال سِيبَوَيْهِ: وإِنما ضَمُّوا أَوّله إِتباعاً لِضَمِّ الرَّاءِ كَمَا قَالُوا أَسْوَدُ بْنُ يعْفُر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الكَرَى فِي لَوِيِّه ... أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ

واللَّوِيُّ: مَا ذَبَلَ مِنَ البَقْل؛ يَقُولُ: قَدِ اشْتَدَّ الْحَرُّ فإِن الأَسارِيعَ لَا تَسْرِي عَلَى الْبَقْلِ إِلَّا لَيْلًا لأَن شِدَّةَ الْحَرِّ بِالنَّهَارِ تَقْتُلُهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُسْرُوعُ طُولُ الشِّبْرِ أَطولُ مَا يَكُونُ، وَهُوَ مُزَيَّن بأَحسن الزِّينَةِ مِنْ صُفْرَةٍ وخُضرة وَكُلِّ لَوْنٍ لَا تَرَاهُ إِلا فِي العُشب، وَلَهُ قَوَائِمُ قِصَارٌ، وتأْكلها الْكِلَابُ وَالذِّئَابُ وَالطَّيْرُ، وإِذا كَبِرَتْ أَفسدت الْبَقْلَ فَجَدّعتْ أَطرافَه. وأُسْرُوعُ الظَّبْي: عَصَبةٌ تَسْتَبْطِنُ رِجْلَهُ وَيَدَهُ. وأَسارِيعُ القَوْسِ: الطُّرَقُ والخُطُوطُ الَّتِي فِي سِيَتها، وَاحِدُهَا أُسْرُوعٌ ويُسْرُوعٌ، وَوَاحِدَةُ الطُّرَقِ طُرْقةٌ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأَنَّ عُنُقَه أَسارِيعُ الذَّهَبِ أَي طَرائِقُه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عَلَى صَدْرِهِ الحَسن أَو الْحُسَيْنُ فبالَ فرأَيت بَوْلَهُ أَسارِيعَ أَي طرائقَ. وأَبو سَرِيعٍ: هُوَ النَّارُ فِي العَرْفَجِ؛ وأَنشد: لَا تَعْدِلَنَّ بأَبِي سَرِيعِ، ... إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقِيعِ والصَّقِيعُ: الثَّلْج؛ وَقَوْلُ ساعِدةَ بْنِ جُؤَيّة: وظَلَّتْ تُعَدَّى مِن سَرِيعٍ وسُنْبُك، ... تَصَدَّى بأَجوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ فَسَّرَهُ ابْنُ حَبِيبٍ فَقَالَ: سَرِيعٌ وسُنْبُكٌ ضَرْبان مِنَ السَّيْرِ. والسَّرْوَعةُ: الرابِيةُ مِنَ الرَّمْلِ وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخَذَ بِهِمْ بَيْنَ سَرْوَعَتَيْنِ ومالَ بِهِمْ عَنْ سَنَنِ الطَّرِيقِ ؛ حَكَاهُ الْهِرَوِيُّ. وَقَالَ الأَزهري: السَّرْوَعةُ النَّبَكةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الرمْل، وَيُجْمَعُ سَرْوَعاتٍ وسَراوِعَ. قَالَ الأَزهري: والزَّرْوَحةُ مِثْلَ السرْوعةِ تَكُونُ من الرمل وغيره. وسُراوِعٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ؛ وأَنشد لِابْنِ ذَريح: عَفا سَرِفٌ مِنْ أَهْلِه فَسُراوِعُ «1» وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ سَرَاوِع، بِالْفَتْحِ، وَلَمْ يَحْكِ سِيبَوَيْهِ فُعاوِلٌ، وَيُرْوَى: فَشُراوِع، وَهِيَ رواية العامّة. سرطع: سَرْطَعَ وطَرْسَعَ، كِلَاهُمَا: عَدا عدْواً شَدِيدًا مِنْ فَزَعٍ. سرقع: السُّرْقُعُ: النبيذُ الحامضُ. سطع: السَّطْعُ: كُلُّ شَيْءٍ انْتَشَرَ أَو ارْتَفَعَ مِنْ بَرْقٍ أَو غُبار أَو نُور أَو رِيح، سَطَعَ يَسْطَعُ سَطْعاً وسُطُوعاً؛ قَالَ لَبِيدٌ فِي صِفَةِ الغُبار الْمُرْتَفِعِ: مَشْمُولة غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ، ... كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ إِسْنامُها غُلِثَتْ: خُلِطَتْ. والمشمولةُ: النَّارُ الَّتِي أَصابتها الشَّمالُ، وأَما قَوْلُهُمْ صاطعٌ فِي ساطعٍ فإِنهم أَبدلوها مَعَ الطاء كما أَبدلوها مع الْقَافِ لأَنها فِي التصَعُّد بِمَنْزِلَتِهَا. والسَّطِيعُ: الصُّبْحُ لإِضاءته وَانْتِشَارِهِ، وَيُقَالُ لِلصُّبْحِ إِذا طلَع ضَوْؤُه فِي السَّمَاءِ، قَدْ سَطَع يسْطَع سُطوعاً أَوّلَ مَا ينشقُّ مُسْتَطِيلًا، وَكَذَلِكَ الْبَرْقُ يَسْطَعُ فِي السَّمَاءِ. وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ كذَنَب السِّرْحانِ مُسْتَطِيلًا فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَنْتَشِرَ فِي الأُفق. وَفِي حَدِيثِ السَّحُور: كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَهِيدَنَّكم الساطِعُ المُصْعِدُ، وَكَلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الأَحمر،

_ (1). قوله [عفا إلخ] تمامه كما في شرح القاموس: فؤادي قديد فالتلاع الدوافع وقال إنه عن الفارسي بضم السين وكسر الواو.

وأَشار بيده، فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ نَحْوِ المَشْرِق إِلى المَغْرِب عَرْضاً ، يَعْنِي الصُّبْحَ الأَوّل الْمُسْتَطِيلَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الصُّبْحَ السَّاطِعَ هُوَ الْمُسْتَطِيلُ، قَالَ: فَلِذَلِكَ قِيلَ للعَمُود مِنْ أَعْمِدة الخِباء سِطاعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كُلُوا وَاشْرَبُوا مَا دَامَ الضوْءُ ساطِعاً حَتَّى تَعْتَرِضَ الحُمرةُ الأُفُقَ ؛ سَاطِعًا أَي مُسْتَطِيلًا. وسَطَع لِي أَمرُك: وضَح؛ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ. وسَطَعَتِ الرائحةُ سَطْعاً وسُطوعاً: فاحَتْ وعَلَتْ وَارْتَفَعَتْ. يُقَالُ: سَطَعَتْني رائحةُ المِسْك إِذا طَارَتْ إِلى أَنفك. والسَّطَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: طُولُ العُنُق. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ وَصِفَتِهَا الْمُصْطَفَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَكَانَ فِي عُنُقِه سَطَعٌ أَي طُول؛ يُقَالُ: عُنُقٌ سَطْعاء. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الْعُنُقُ السطعاءُ الَّتِي طَالَتْ وانتصب علابِيُّها؛ ذَكَرَهُ فِي صِفَاتِ الْخَيْلِ. وظَلِيمٌ أَسطَعُ: طويلُ العُنُقِ، والأُنثى سَطْعاء. يُقَالُ: سَطِعَ سَطَعاً فِي النَّعْتِ، وَيُقَالُ فِي رَفْعِهِ عُنُقَهُ: سَطَعَ يَسْطَعُ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ والمرأَة وَالْبَعِيرُ؛ وَقَدْ سَطِعَ سَطَعاً وسَطَعَ يَسْطَعُ: رَفَعَ رأْسه ومدَّ عُنقه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيم: فَظَلَّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُه ... حَالًا، ويَسْطَعُ أَحياناً فَينْتَسِبُ وَعُنُقٌ أَسطَعُ: طَوِيلٌ مُنْتَصِبٌ. وسطَعَ السهمُ إِذا رَمَى بِهِ فشخَصَ يلمَع؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: أَرِقْتُ لَهُ فِي القَوْمِ، والصُّبح ساطِعٌ، ... كَمَا سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالِي وَرَوِيَ سَمَّرَه، وَمَعْنَاهُمَا أَرسلَه. والسِّطاعُ: خَشَبة تَنْصَبُّ وسَط الخِباء والرُّواقِ، وَقِيلَ: هُوَ عَمُودُ الْبَيْتِ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً ... عَلَى النُّعْمانِ، وابْتَدَرُوا السِّطاعَا؟ وَذَلِكَ أَنهم دَخَلُوا عَلَى النُّعمان قُبَّته، وَجَمْعُ السِّطاعِ أَسْطِعةٌ وسُطُعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثالِ السُّطُعْ والسِّطاعُ: الْعُنُقُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِسِطاعِ الْخِبَاءِ. وَنَاقَةٌ ساطِعةٌ: ممتدَّة الجِرانِ والعُنُق؛ قَالَ ابْنُ فَيَدَ الرَّاجِزُ: مَا بَرِحَتْ ساطِعة الجِرانِ، ... حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمانِ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ الطَّوِيلِ سِطاعٌ تَشْبِيهًا بِسِطَاعِ الْبَيْتِ؛ وَقَالَ مَلِيحٌ الْهُذَلِيُّ: وَحَتَّى دَعا دَاعِي الفِراقِ وَأُدْنِيَتْ، ... إِلى الحَيِّ، نُوقٌ، والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ والسِّطاعُ: سِمةٌ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ أَو عنقه بِالطُّولِ، وَقَدْ سَطَّعَه، فَهُوَ مُسَطَّعٌ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ فِي الْعُنُقِ بِالطُّولِ، فإِذا كَانَتْ بالعَرْضِ فَهُوَ العِلاطُ، وَنَاقَةٌ مَسْطُوعةٌ وإِبِلٌ مُسَطَّعةٌ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي قَالَ: وَهُوَ فِيمَا زَعَمُوا لِلْبِيدٍ: دَرَى باليَسارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً، ... مُسَطَّعةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ فإِنه فَسَّرَهُ فَقَالَ: مُسَطَّعة مِنَ السِّطاعِ، وَهِيَ السِّمة الَّتِي فِي الْعُنُقِ، وَهَذَا هُوَ الأَسْبَقُ، وَقَدْ تَكُونُ المسطَّعة الَّتِي عَلَى أَقدار السُّطُع مِنْ عَمَدِ الْبُيُوتِ.

والسَّطْعُ والسَّطَعُ: أَن تَضْرِبَ شَيْئًا براحَتِك أَو أَصابِعِك وَقْعاً بِتَصْوِيتٍ، وَقَدْ سَطَعَه وسَطَعَ بيديه سَطعاً: صَفَّقَ. يُقَالُ: سَمِعْتُ لِضَرْبَتِهِ سَطَعاً مُثْقَلًا يَعْنِي صَوْتَ الضَّرْبَةِ، قَالَ: وإِنما ثَقُلَتْ لأَنه حِكَايَةٌ وَلَيْسَ بِنَعْتٍ وَلَا مَصْدَرٍ، قَالَ: والحِكايات يخالَف بَيْنَهَا وَبَيْنَ النُّعُوتِ أَحياناً. وَخَطِيبٌ مِسْطَعٌ ومِسْقَعٌ: بَلِيغٌ مُتَكَلِّمٌ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والسِّطاعُ: اسْمُ جبَل بِعَيْنِهِ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: فذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجاءِ، ... تَحْسَبُه ذَا طِلاءٍ نَتِيفَا خِلافَ النِّجاءِ أَي بعدَ السّحابِ تَحْسَبُه جَمَلًا أَجرب نُتِفَ وهُنِئَ، وأَما قَوْلُكَ لَا أَسطيع فَالسِّينُ لَيْسَتْ بأَصلية، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ طوع. سعع: السَّعِيعُ: الزُؤَانُ أَو نَحْوُهُ مِمَّا يَخْرُجُ مِنَ الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ، وَاحِدَتُهُ سَعِيعةٌ. والسَّعِيعُ: الشَّيْلَمُ. والسَّعِيعُ أَيضاً: أَرْدَأُ الطَّعَامِ، وَقِيلَ: هُوَ الرَّدِيءُ مِنْ الطَّعَامِ وَغَيْرُهُ. وَطَعَامٌ مَسْعُوعٌ: مِنَ السَّعيعِ، وَهُوَ الَّذِي أَصابَه السَّهامُ، قَالَ: والسَّهامُ اليَرقانُ. وتَسَعْسَعَ الرَّجُلُ إِذا كَبِرَ وهَرِمَ واضطَرَبَ وأَسَنَّ، وَلَا يَكُونُ التَّسَعْسُعُ إِلَّا باضْطرابٍ مَعَ الكِبَرِ، وَقَدْ تَسَعْسَعَ عُمُره؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: مَا زَالَ يُزْجِي حُبَّ لَيْلى أَمامَه ... ولِيدَيْنِ، حَتَّى عُمْرُنا قَدْ تَسَعْسَعا وسَعْسَعَ الشيخُ وَغَيْرُهُ وتَسَعْسَع: قارَبَ الخَطْوَ واضطَرَبَ مِنَ الكِبَرِ أَو الهَرَمِ؛ قَالَ رؤْبة يَذْكُرُ امرأَة تُخَاطِبُ صَاحِبَةً لَهَا: قالَتْ، وَلَمْ تَأْلُ بِهِ أَن يَسْمَعَا: ... يَا هِنْدُ، مَا أَسْرعَ مَا تَسَعْسَعا، مِنْ بَعْدِ مَا كانَ فَتًى سَرَعْرَعا أَخبرت صَاحِبَتَهَا عَنْهُ أَنه قَدْ أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلَّا أَقَلَّه. والسَّعْسَعةُ: الفَناءُ وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَسَعْسَعَ الشَّهْرُ إِذا ذَهَبَ أَكثره. وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، السَّعْسَعةَ فِي الزَّمَانِ وَذَلِكَ أَنه سَافَرَ فِي عَقِبُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ: إِنَّ الشَّهْرَ قَدْ تَسَعْسَعَ فَلَوْ صُمْنا بَقِيَّتَه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الشِّينِ أَيضاً. وتَسَعْسَعَ أَي أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلَّا أَقَلَّه، وَكَذَلِكَ يُقَالُ للإِنسان إِذا كَبِرَ وهَرِمَ تَسَعْسَع. وسَعْسَعَ شَعْره وسَغْسَغَه إِذا رَوَّاه بالدُّهْنِ. وتَسَعْسَعَت حالُ فُلَانٍ إِذا انْحَطَّت. وتَسَعْسَعَ فَمُهُ إِذا انْحَسَرَت شَفَتُهُ عَنْ أَسنانه. وَكُلُّ شَيْءٍ بَليَ وَتَغَيَّرَ إِلى الْفَسَادِ، فَقَدْ تَسَعْسَعَ. والسُّعْسُعُ: الذِّئْبُ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وأَنشد: والسُّعْسُعُ الأَطْلَسُ، فِي حَلْقِه ... عِكْرِشةٌ تَنْئِقُ فِي اللِّهْزِمِ أَراد تَنْعِقُ فأَبْدَلَ. وسَعْ سَعْ: زَجْر للمَعَزِ. والسَّعْسَعةُ: زَجْر المِعْزَى إِذا قَالَ: سَعْ سَعْ، وسَعْسَعْتُ بِهَا مِنْ ذَلِكَ. سفع: السُّفْعةُ والسَّفَعُ: السَّوادُ والشُّحُوبُ، وَقِيلَ: نَوْع مِنَ السَّواد لَيْسَ بِالْكَثِيرِ، وَقِيلَ: السَّوَادُ مَعَ لَوْنٍ آخَرَ، وَقِيلَ: السَّوَادُ المُشْرَبُ حُمْرة، الذَّكَرُ أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَثافي سُفْعٌ، وَهِيَ الَّتِي أُوقِدَ بَيْنَهَا النَّارُ فسَوَّدَت صِفاحَها الَّتِي تَلِي النَّارَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَثافيَّ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَل

وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ عَلَى وَلَدِهَا يومَ الْقِيَامَةِ كَهاتَيْنِ، وضَمَّ إِصْبَعَيْه ؛ أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة سَوْدَاءَ عَاطِفَةً عَلَى وَلَدِهَا، أَراد أَنها بَذَلَتْ نَفْسَهَا وَتَرَكَتِ الزِّينَةَ والترَفُّه حَتَّى شحِبَ لَوْنُهَا واسودَّ إِقامة عَلَى وَلَدِهَا بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا، وَفِي حَدِيثِ أَبي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِني رأَيت فِي طَرِيقِي هَذَا رؤْيا، رأَيت أَتاناً تَرَكْتُهَا فِي الْحَيِّ وَلَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ مِنْ أَمة تَرَكْتَهَا مُسِرَّةً حَمْلًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ وَلَدَتْ لَكَ غُلَامًا وَهُوَ ابْنُكَ. قَالَ: فَمَا لَهُ أَسْفَعَ أَحْوى؟ قَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا منه، قال: هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه؟ قال: نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَآهُ مَخْلُوقٌ وَلَا عَلِمَ بِهِ قَالَ: هُوَ ذَاكَ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي اليَسَر: أَرَى فِي وَجْهِكَ سُفْعةً مِنْ غضَب أَي تَغَيُّرًا إِلى السَّوَادِ. وَيُقَالُ: للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لِسَوَادِ عِلاطَيْها فِي عُنُقها. وحَمامة سَفْعَاءُ: سُفْعَتُها فَوْقَ الطَّوْقِ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ ... فُرُوعَ أَشاءٍ، مَطْلَع الشَّمْسِ، أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ: اسوَدّ خَدّاها وَسَائِرُهَا أَبيض. والسُّفْعةُ فِي الْوَجْهِ: سَوَادٌ فِي خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ. وسُفَعُ الثوْرِ: نُقَط سُود فِي وَجْهِهِ، ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ. والأَسْفَعُ: الثوْرُ الوحْشِيُّ الَّذِي فِي خَدَّيْهِ سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمرة قَلِيلًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيًّا شبَّه نَاقَتَهُ فِي السُّرْعَةِ بِهِ: كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ، ... يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع، ... مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ فِي وَجْهِ الثَّوْرِ بِبُرْقُع أَسْودَ، وَلَا تَكُونُ السُّفْعةُ إِلا سَوَادًا مُشْرَباً وُرْقةً، وَكُلُّ صَقْرٍ أَسْفَعُ، والصُّقُورُ كُلُّهَا سُفْعٌ. وظَلِيمٌ أَسْفَعُ: أَرْبَدُ. وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ: لَفَحَتْه لَفْحاً يَسِيرًا فَغَيَّرَتْ لَوْنَ بشَرته وسَوَّدَتْه. والسَّوافِعُ: لَوافِحُ السَّمُوم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ تِلْكَ البَدوِيّةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيِّ: ائْتِني فِي غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بِالنَّارِ. والسُّفْعةُ: مَا فِي دِمْنةِ الدَّارِ مِنْ زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تَرَاهُ مُخَالِفًا لِلَوْنِ الأَرض، وَقِيلَ: السَّفْعَةُ فِي آثَارِ الدَّارِ مَا خَالَفَ مِنْ سوادِها سَائِرَ لَوْنِ الأَرض؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبا سُفَعاً، ... كَمَا يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ وَيُرْوَى: مِنْ دِمْنة، وَيُرْوَى: أَو دِمْنة؛ أَراد سَوَادَ الدِّمَنِ أَنّ الرِّيحَ هَبَّتْ بِهِ فَنَسَفَتْهُ وأَلبَسَتْه بَيَاضَ الرَّمْلِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها: لَطَمَها بِجَنَاحِهِ. والمُسافَعةُ: المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً، ... لِيُدْرِكُها فِي حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ، وثُكَنٌ: جماعاتٌ. وسَفَعَ وجهَه

بِيَدِهِ سَفْعاً: لَطَمَه. وسَفَع عُنُقَه: ضَرَبَهَا بِكَفِّهِ مَبْسُوطَةً، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حَرْفِ الصَّادِ. وسَفَعَه بالعَصا: ضَربه. وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً: قاتَلَه؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ عَامِرٍ «2»: كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج ... يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته وَرِجْلِهِ يَسْفَعُ سَفْعاً: جذَب وأَخَذ وقَبض. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ؛ ناصِيَتُه: مقدَّم رأْسِه، أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بِهَا أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه؛ وَيُقَالُ: لنأْخُذنْ بِالنَّاصِيَةِ إِلى النَّارِ كَمَا قَالَ: فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ. وَيُقَالُ: معنى لَنَسْفَعاً لنسوّدنْ وَجْهَهُ فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها فِي مُقَدَّمِ الْوَجْهِ؛ قَالَ الأَزهري: فأَما مَنْ قال لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ أَي لنأْخُذنْ بِهَا إِلى النَّارِ فَحُجَّتُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَومٌ، إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم ... مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ، أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بِنَاصِيَتِهِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: اسْفَعْ بِيَدِهِ أَي خُذْ بِيَدِهِ. وَيُقَالُ: سَفَعَ بِنَاصِيَةِ الْفَرَسِ لِيَرْكَبَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبَّاسٍ الْجَشْمِيِّ: إِذا بُعِثَ الْمُؤْمِنُ مِنْ قَبْرِهِ كَانَ عِنْدَ رأْسه ملَك فإِذا خَرَجَ سفَع بِيَدِهِ وَقَالَ: أَنا قرينُك فِي الدُّنْيَا ، أَي أَخذ بِيَدِهِ، وَمَنْ قَالَ: لنسفعنْ لنسوّدنْ وَجْهَهُ فَمَعْنَاهُ لنَسِمنْ مَوْضِعَ النَّاصِيَةِ بِالسَّوَادِ، اكْتَفَى بِهَا مِنْ سَائِرِ الْوَجْهِ لأَنه مُقدَّم الْوَجْهِ؛ وَالْحُجَّةِ لَهُ قَوْلُهُ: وكنتُ، إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ بِهِ، ... سَفَعْتُ عَلَى العِرْنِين مِنْهُ بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه عَلَى عِرْنِينِه، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيُصِيبَنَّ أَقواماً سَفْعٌ مِنَ النَّارِ أَي عَلَامَةٌ تُغَيِّرُ أَلوانهم. يُقَالُ: سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جَعَلْتَ عَلَيْهِ عَلَامَةً، يُرِيدُ أَثراً مِنَ النَّارِ. والسَّفْعةُ: الْعَيْنُ. ومرأَة مَسْفُوعةٌ: بِهَا سَفعة أَي إِصابة عَيْنٍ، وَرَوَاهَا أَبو عُبَيْدٍ: شَفْعةٌ، ومرأَة مَشْفُوعَةٌ، وَالصَّحِيحُ مَا قُلْنَاهُ. وَيُقَالُ: بِهِ سَفْعة مِنَ الشَّيْطَانِ أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بِنَاصِيَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَةٌ بِهَا سَفْعةٌ، فَقَالَ: إِنّ بِهَا نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لَهَا أَي عَلَامَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقِيلَ: ضَربة وَاحِدَةً مِنْهُ يَعْنِي أَنّ الشَّيْطَانَ أَصابها، وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنَ السَّفْعِ الأَخذِ، الْمَعْنَى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها مِنْ قِبَلِ النَّظْرَةِ فَاطْلُبُوا لَهَا الرُّقْيةَ، وَقِيلَ: السَّفْعةُ الْعَيْنُ، والنَّظْرة الإِصابةُ بِالْعَيْنِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ: إِنَّ بِهَذَا سَفعة مِنَ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَمْ أَسمع مَا قُلْتَ، فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ هَلْ تُرَى أَحداً خَيْرًا مِنْكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَلِهَذَا قُلْتُ مَا قُلْتُ ، جَعَلَ مَا بِهِ مِنَ العُجْب بِنَفْسِهِ مَسّاً مِنَ الْجُنُونِ. والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ، بِالسِّينِ وَالشِّينِ: الْجُنُونُ. وَرَجُلٌ مَسْفوع وَمَشْفُوعٌ أَي مَجْنُونٌ. والسَّفْعُ: الثَّوْبُ، وَجَمْعُهُ سُفُوع؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كَمَا بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ، ... يُزَيِّنُها كِنٌّ لَهَا وسُفُوعُ أَراد بِالْعَائِطِ جَارِيَةً لَمْ تَحْمِلْ. وسُفُوعها: ثِيَابُهَا. واسْتَفَعَ الرجلُ: لَبِسَ ثَوْبَهُ. وَاسْتَفَعَتِ المرأَة ثِيَابَهَا إِذا لَبِسَتْهَا، وأَكثر مَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الثياب المصبوغة.

_ (2). قوله [خالد بن عامر] بهامش الأَصل وشرح القاموس: جنادة بن عامر ويروى لأَبي ذؤيب.

وَبَنُو السَّفْعاء: قَبِيلَةٌ. وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ: أَسماء. سقع: الأَسْقَعُ: الْمُتَبَاعِدُ مِنَ الأَعداء والحَسَدَة، كلُّ مَا يُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ صَقَعَ بِالصَّادِّ فَالسِّينُ فِيهِ لُغَةٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: كلُّ صَادٍ تَجِيءُ قَبْلَ الْقَافِ، وكلُّ سِينٍ تَجِيءُ قَبْلَ الْقَافِ، فَلِلْعَرَبِ فِيهِ لُغَتَانِ: مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا سِينًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا صَادًا لَا يُبَالُونَ أَمتصلة كَانَتْ بِالْقَافِ أَو مُنْفَصِلَةً بَعْدَ أَن يَكُونَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، إِلا أَن الصَّادَ فِي بَعْضٍ أَحسن وَالسِّينَ فِي بَعْضٍ أَحسن. يُقَالُ: مَا أَدري أَين سَقَعَ أَي أَين ذَهَبَ، وسَقَعَ الدِّيكُ: مِثْلُ صَقَعَ. وَخَطِيبٌ مِسْقَعٌ: مِثْلُ مِصْقَعٍ. والسُّقْعُ: مَا تَحْتَ الرَّكِيَّة وجُولُها مِنْ نَوَاحِيهَا، وصُقْعُها نَوَاحِيهَا، وَالْجَمْعُ أَسْقاعٌ. والسَّقْعُ: لُغَةٌ فِي الصَّقْع. وَكُلُّ نَاحِيَةٍ سُقْعٌ وصُقْع، وَالسِّينُ أَحسن. والسُّقْعُ: نَاحِيَةٌ مِنَ الأَرض وَالْبَيْتِ. يُقَالُ: أَخذ القومُ ذَلِكَ السُّقْعَ. والسُّقاعُ: لُغَةٌ فِي الصُّقاعِ. والغُرابُ أَسقَعُ وأَصقَعُ. والأَسْقَعُ: اسْمُ طُوَيْئر كأَنه عُصْفورٌ، فِي رِيشِهِ خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض يَكُونُ بِقُرْبِ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ الأَساقِعُ، وإِن أَردت بالأَسْقَعِ نَعْتًا فَالْجَمْعُ السُّقْعُ. والسَّوْقَعةُ مِنَ الْعِمَامَةِ والرِّداء والخِمار: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَلِي الرأْس وَهُوَ أَسرَعُه وسَخاً، بِالسِّينِ أَحسن. قَالَ: ووَقْبةُ الثَّرِيدِ سَوْقَعةٌ بِالسِّينِ أَحسن. وَفِي حَدِيثِ الأَشجّ الأُمَويِّ: أَنه قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي كَلَامٍ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرٍو: إِنك سَقَعْتَ الْحَاجِبَ وأَوْضَعْتَ الراكبَ ؛ السَّقْعُ والصَّقْعُ: الضرْبُ بِبَاطِنِ الْكَفِّ، أَي أَنك جَبَهته بِالْقَوْلِ وَوَاجَهْتَهُ بِالْمَكْرُوهِ حَتَّى أَدّى عَنْكَ «1» وأَسرَعَ، وَيُرِيدُ بالإِيضاعِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ، أَنك أَذَعْتَ ذِكْرَ هَذَا الْخَبَرِ حَتَّى سَارَتْ بِهِ الرُّكْبانُ. سقرقع: السُّقُرْقَعُ: شَرَابٌ لأَهل الْحِجَازِ، قَالَ: وَهِيَ حَبَشِيَّةٌ لَيْسَتْ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، يُتَّخَذُ مِنَ الشَّعِيرِ وَالْحُبُوبِ، وَلَيْسَ فِي الْخُمَاسِيِّ كَلِمَةً عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ، وَقِيلَ: السقرقع تعريب السُّكُرْكَهْ، سَاكِنَةُ الرَّاءِ، وَهِيَ خَمْرُ الْحَبَشِ مِنَ الذُّرَةِ. سكع: سَكَعَ الرجلُ يَسْكَعُ سَكْعاً وتَسَكَّعَ: مشَى مُتَعَسِّفاً. وَمَا أَدْرِي أَين سَكَعَ وأَين تَسَكَّعَ أَي أَين ذَهَب وأَخذ. وتَسَكَّعَ فِي أَمره: لَمْ يَهْتَدِ لوِجْهَتِه؛ وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَكَّعُوا؟ أَي تَحَيَّرُوا. وَرَجُلٌ سُكَعٌ: مُتَحَيِّرٌ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَقَالَ: هُوَ ضِدُّ الخُتَعِ وَهُوَ الماهِر بِالدَّلَالَةِ. وسَكَع الرجلُ: مِثْلَ صَقَعَ. والتسَكُّع: التّمادِي فِي الْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ: أَلا إِنَّه فِي غَمْرةٍ يَتسَكَّعُ أَي لَا يُدْرَى أَين يأْخذ مِنْ أَرض اللَّهِ. وَرَجُلٌ نَفِحٌ ونَفِيحٌ وساكعٌ وشَصِيبٌ أَي غَرِيبٌ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ فِي مَسْكَعةٍ مِنْ أَمره وَفِي مُسَكِّعةٍ، وَهِيَ المُضَلِّلةُ المُوَدِّرَةُ التي لا

_ (1). قوله [حتى أدى عنك] هو لفظ الأصل والنهاية أيضاً وبهامش نسخة منها والمراد صككت وجهه بشدة كلامك وجبهته بقولك، يقال وضع البعير وضعاً ووضوعاً أَسرع في سيره وأوضعه راكبه وأوضع بالراكب جعله موضعاً لراحلته؛ يريد أنك بهرته بالمقابلة حتى ولى عنك ونفر مسرعاً.

يُهْتَدى فِيهَا لِوَجْهِ الأَمر. والمُسَكِّعةُ مِنَ الأَرضين: المُضَلِّلةُ. سلع: السَّلَعُ: البَرَصُ، والأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قَالَ: هَلْ تَذْكُرون عَلَى ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ ... أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ؟ وَكَانَ عمْرو بْنُ عُدَسَ أَسلعَ قَتَلَهُ أَنَسُ الفَوارِس بْنُ زِيَادٍ الْعَبْسِيُّ يَوْمَ ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ. والسَّلَعُ: آثَارُ النَّارِ بالجسَد. وَرَجُلٌ أَسْلَعُ: تُصِيبُهُ النَّارُ فَيَحْتَرِقُ فَيَرَى أَثرها فِيهِ. وسَلِعَ جِلْدُه بِالنَّارِ سَلَعاً، وتَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ. والسَّلْعُ: الشَّقُّ يَكُونُ فِي الْجِلْدِ، وَجَمْعُهُ سُلُوعٌ. والسَّلْعُ أَيضاً: شَقّ فِي العَقب، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والسَّلْعُ: شَقّ فِي الْجَبَلِ كَهَيْئَةِ الصَّدْعِ، وَجَمْعُهُ أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ، وَرَوَاهُ ابن الأَعرابي واللحياني سِلْعٌ، بِالْكَسْرِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِسِلْع صَفاً لَمْ يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً، ... إِذا ما رآهُ راكِب ... أُرْعِدَا «2» وَقَوْلُهُمْ سُلُوعٌ يَدُلُّ عَلَى أَنه سَلْع. وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه. وسَلِعَتْ يَدُهُ وَرِجْلُهُ وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مِثْلَ زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ، وانْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قَالَ حكِيمُ بْنَ مُعَيّةَ الرَّبَعي «3»: تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً فِي كَلَعْ ... مِنْ بارِئ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ: يَشُقُّ الْفَلَاةَ؛ قَالَتْ سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي أَخاها أَسعد: سَبَّاقُ عادِيةٍ، ورأْسُ سَرِيَّةٍ، ... ومُقاتِلٌ بَطَلٌ، وهادٍ مِسْلَعُ والمَسْلُوعَةُ: الطَّرِيقُ لأَنها مَشْقُوقَةٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ: وهُنَّ عَلَى مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى ... تُنِيرُ، وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ والسَّلْعة، بِالْفَتْحِ: الشَّجّةُ فِي الرأْس كَائِنَةً مَا كَانَتْ. يُقَالُ: فِي رأْسه سَلْعتانِ، وَالْجَمْعُ سَلْعاتٌ وسِلاعٌ، والسَّلَعُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كحَلْقَةٍ وحَلَق، وَرَجُلٌ مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ. وسَلَعَ رأْسَه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ فَشَقَّهُ. والسِّلْعةُ: مَا تُجِرَ بِهِ، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وَجَمْعُهَا السِّلَعُ. والمُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة. والسِّلْعةُ، بِكَسْرِ السِّينِ: الضَّواةُ، وَهِيَ زِيَادَةٌ تَحْدُثُ فِي الْجَسَدِ مِثْلَ الغُدّة؛ وَقَالَ الأَزهري: هِيَ الجَدَرةُ تَخْرُجُ بالرأْس وَسَائِرِ الْجَسَدِ تَمُور بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ إِذا حَرَّكْتَهَا، وَقَدْ تَكُونُ لسائِرِ الْبَدَنِ فِي الْعُنُقِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ تَكُونُ مِنْ حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ. وَفِي حَدِيثِ خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مِثْلَ السِّلْعة ؛ قَالَ: هِيَ غُدَّةٌ تَظْهَرُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ إِذا غُمِزَتْ بِالْيَدِ تَحَرَّكَتْ. وَرَجُلٌ أَسْلَعُ: أَحْدَبُ. وإِنه لَكَرِيمُ السَّلِيعةِ أَي الْخَلِيقَةِ. وَهُمَا سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان. وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها، واحدُها سِلْع وسَلْع. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: ذَهَبَتْ إِبلي فَقَالَ رَجُلٌ: لَكَ عِنْدِي أَسلاعُها أَي أَمثالُها فِي أَسنانِها وهيئاتِها. وَهَذَا سِلْع هَذَا أَي مِثْلُهُ وشَرْواهُ. والأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي لَمْ يَخُصَّ بِهِ شَيْئًا دُونَ شَيْءٍ. والسَّلَعُ:

_ (2). كذا بياض بالأصل. (3). قوله [حَكِيمَ بْنَ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيَّ] كذا بالأصل هنا، وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى عكاشة السعدي.

سَمّ؛ فأَما قَوْلُ ابْنِ «1» ... : يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا فإِنه تَوهَّم مِنْهُ فِعْلًا ثُمَّ اشْتَقَّ مِنْهُ صِفَةً ثُمَّ أَفْرَدَ لأَن لَفْظَ السِّمام وَاحِدٌ، وإِن كَانَ جَمْعًا أَو حَمَلَهُ عَلَى السَّمِّ. والسَّلَعُ: نَبَاتٌ، وَقِيلَ شَجَرٌ مُرّ؛ قَالَ بِشْرٌ: يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ، ... وَمَا فِيهَا لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ ومنه المُسَلَّعةُ، كانت الْعَرَبُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر فِي المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظُهُورَ الْبَقَرِ مِنْهَا، وَقِيلَ: يُعَلِّقون ذَلِكَ فِي أَذنابها ثُمَّ تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بِلَهَبِ النَّارِ الْمُشَبَّهِ بِسَنى الْبَرْقِ، وَقِيلَ: يُضْرِمُون فِيهَا النَّارَ وَهُمْ يُصَعِّدُونها فِي الْجَبَلِ فيُمْطَرون زَعَمُوا؛ قَالَ الوَرَكُ «2» الطَّائِيِّ: لَا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ، ... يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً ... ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ السَّلَعُ سَمٌّ كُلُّهُ، وَهُوَ لفْظ قَلِيلٌ فِي الأَرض وَلَهُ وَرَقَةٌ صُفَيْراءُ شَاكَّةٌ كأَنَّ شَوْكَهَا زغَب، وَهُوَ بَقِلَةٌ تنفرش كأَنها راحة الْكَلْبِ، قَالَ: وأَخبرني أَعرابي مِنْ أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شَجَرٌ مِثْلُ السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالًا خُضْرًا لَا وَرَقَ لَهَا، وَلَكِنْ لَهَا قُضْبان تَلْتَفُّ عَلَى الْغُصُونِ وتَتَشَبَّكُ، وَلَهُ ثَمَرٌ مِثْلُ عَنَاقِيدِ الْعِنَبِ صِغَارٌ، فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فَقَطْ؛ أَنشد غَيْرَهُ لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ: سَلَعٌ مَّا، ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا، ... عائِلٌ مَّا، وعالَتِ البَيْقُورا وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا عَلَى مَا يَفْعَلُهُ الْعَرَبُ مِنَ اسْتِمْطَارِهِمْ بإِضرام النَّارِ فِي أَذناب الْبَقَرِ. وسَلْع: مَوْضِعٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: إِنَّ، بالشِّعْبِ الَّذِي دُون سَلْعٍ، ... لَقَتِيلًا، دَمُه مَا يُطَلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للشَّنْفَرى ابْنِ أُخت تأَبط شَرًّا يَرْثِيهِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ فِي آخِرِ الْقَصِيدَةِ: فاسْقِنِيها يَا سَوادُ بنَ عَمْرٍو، ... إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خَالِي لَخَلُ يَعْنِي بِخَالِهِ تأَبط شَرًّا فَثَبَتَ أَنه لِابْنِ أُخته الشَّنْفَرَى. والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ. سلفع: السَّلْفَعُ: الشُّجَاعُ الجَرِيءُ الجَسُور، وَقِيلَ: هُوَ السَّلِيطُ. وامرأَة سَلْفَعٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ: سَلِيطةٌ جَرِيئةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ السَّرِيعَةُ الْمَشْيِ الرَّصْعاءُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَمَا بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثْمانَ سَلْفَعٌ، ... مِنَ السُّودِ، وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ وَفِي الْحَدِيثِ: شَرُّهُنَّ السَّلْفَعةُ البَلْقَعةُ ؛ السَّلْفَعةُ: البَذيَّةُ الفَحَّاشةُ القَلِيلةُ الحَياءِ. وَرَجُلٌ سَلْفَعٌ: قَلِيلُ الْحَيَاءِ جَرِيءٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: شَرُّ

_ (1). هنا بياض بالأصل. (2). قوله [قال الورك] في شرح القاموس: قال وداك.

نسائِكم السَّلْفَعةُ ؛ هِيَ الجَرِيئةُ عَلَى الرِّجَالِ وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ الْمُؤَنَّثُ، وَهُوَ بِلَا هَاءٍ أَكثر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ، قَالَ: لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ. وَحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ: فَقْماءُ سَلْفَعٌ «1» ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَيَّارٍ الْأَنَانِيِّ «2»: أَعارَ عِنْدَ السِّنّ والمَشِيبِ ... مَا شِئتَ مِنْ شَمَرْدَلٍ نَجِيبِ، أُعِرْتَه مِن سَلْفَعٍ صَخوبِ فِي أَعار ضَمِيرٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، يُرِيدُ أَن اللَّهَ قَدْ رَزَقَهُ أَولاداً طِوالًا جِساماً نُجَباءَ مِنِ امرأَة سَلْفَع بَذِيَّةٍ لَا لَحْمَ عَلَى ذِرَاعَيْهَا وَسَاقَيْهَا. وسَلْفَعَ الرجلُ، لُغَةٌ فِي صَلْفَعَ: أَفْلَسَ، وَفِي صَلْفَعَ عِلاوَتَه: ضرَب عُنُقَه. والسَّلْفَعُ مِنَ النُّوقِ: الشَّدِيدَةُ. وسَلْفَعٌ: اسْمُ كَلْبَةٍ؛ قَالَ: فَلَا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً مِنْ وَقِيفَةٍ ... مُطَرَّدةً مِمَّا تَصِيدُك سَلْفَعُ سلقع: السَّلْقَعُ: المكانُ الحَزْنُ الْغَلِيظُ، وَيُقَالُ هُوَ إِتباع لِبَلْقَع وَلَا يُفْرَدُ. يُقَالُ: بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ وَبِلَادٌ بَلاقِعُ سَلاقِعُ، وَهِيَ الأَرضون القِفار الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا. والسَّلَنْقَعُ: البرْقُ. واسْلَنْقَعَ الحَصى: حَمِيَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فلَمَع، وَيُقَالُ لَهُ حينئذٍ اسْلَنْقَعَ بالبَرِيق. واسْلَنْقَعَ البَرْقُ: استَطارَ فِي الغَيْمِ، وإِنما هِيَ خَطْفة خَفِيَّةٌ لَا تَلْبَث، والسِّلِنْقاعُ خَطْفَتُهُ. وسَلْقَعَ الرجلُ، لُغَةٌ فِي صَلْقَعَ: أَفْلَسَ، وَفِي صَلْقَعَ عِلاوَتَه أَي ضَرَبَ عُنقه. الأَزهري: السِّلِنْقاعُ الْبَرْقُ إِذا لَمَع لَمَعاناً مُتداركاً. سلمع: سَلَمَّعٌ: مِنْ أَسماء الذئب. سلنطع: السُّلُنطُوعُ: الجَبل الأَملس. والسَّلَنْطَعُ: المُتَتَعْتِعُ المُتَعَتِّه فِي كَلَامِهِ كَالْمَجْنُونِ. سمع: السَّمْعُ: حِسُّ الأُذن. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ خَلا لَهُ فَلَمْ يَشْتَغِلْ بِغَيْرِهِ؛ وَقَدْ سَمِعَه سَمْعاً وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ السَّمْعُ الْمَصْدَرُ، والسِّمع: الِاسْمُ. والسَّمْعُ أَيضاً: الأُذن، وَالْجَمْعُ أَسْماعٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وَغَيْرِهِ، يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا؛ وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه، ... وجَلَّى عَنْ عَمايَتِه عَماهُ فإِنه عَنَى بالسامِع الأُذن وَذَكَّرَ لِمَكَانِ العُضْو، وسَمَّعه الْخَبَرَ وأَسْمعه إِيّاه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: اسْمَعْ لَا سَمِعْتَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا* ؛ أَي مَا تُسمع إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِهَا، وأَراد بالإِسماعِ هَاهُنَا الْقَبُولَ وَالْعَمَلَ بِمَا يَسْمَعُ، لأَنه إِذا لَمْ يَقْبَلُ وَلَمْ يَعْمَلْ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ. وسَمَّعَه الصَّوْتَ وأَسمَعه: اسْتَمَعَ لَهُ. وتسَمَّع إِليه: أَصْغى، فإِذا أَدْغَمْت قُلْتَ اسَّمَّعَ إِليه، وَقُرِئَ: لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى . يُقَالُ تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ لَهُ، كُلُّهُ بِمَعْنًى لأَنه تَعَالَى قَالَ: لَا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ ،

_ (1). قوله [فقماء سلفع] هو بهذا الضبط هنا بشكل القلم في نسخة النهاية التي بأَيدينا، وفيها في مادة فقم ضبطه بالجر. (2). قوله الأناني هكذا في الأَصل المعول عليه بدون نقط الحرف الذي بعد اللام ألف.

وقرئ: لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى ، مُخَفَّفًا. والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ: الأُذن، وَقِيلَ: المَسْمَعُ خَرْقُها الَّذِي يُسْمَعُ بِهِ ومَدْخَلُ الْكَلَامِ فِيهَا. يُقَالُ: فُلَانٌ عَظِيمُ المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ. والسامِعتانِ: الأُذنان مِنْ كُلِّ شَيْءِ ذِي سَمْعٍ. والسامِعةُ: الأُذن؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ أُذن نَاقَتِهِ: مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيهِمَا، ... كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ وَيُرْوَى: وسامِعتانِ. وَفِي الْحَدِيثِ : ملأَ اللهُ مَسامِعَه ؛ هِيَ جَمْعُ مِسْمع وَهُوَ آلةُ السَّمع أَو جَمْعُ سَمْعٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كمَشابِهَ ومَلامِحَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي جَهْلٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا نَزَلَ يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عَلَيْكُمْ نَفَيْتُموه نَفْي القُراد عَنِ المَسامِع ، يَعْنِي عَنِ الْآذَانِ، أَي أَخرجتموه مِنْ مَكَّةَ إِخراج استِئْصالٍ لأَن أَخذ الْقُرَادِ عَنِ الدَّابَّةِ قلعُه بِالْكُلِّيَّةِ، والأُذن أَخَفُّ الأَعضاء شعَراً بَلْ أَكثرها لَا شعَر عَلَيْهِ «1»، فَيَكُونُ النَّزْعُ مِنْهَا أَبلغ. وَقَالُوا: هُوَ مِنِّي مَرأًى ومَسْمَعٌ، يرفع وَيُنْصَبُ، وَهُوَ مِني بمَرأًى ومَسْمَعٍ. وَقَالُوا: ذَلِكَ سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي إِسْماعَها؛ قَالَ: سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي ... أَعُوذُ بخَيْرِ خالِك، يَا ابنَ عَمْرِو أَوقَعَ الِاسْمَ مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ كأَنه قَالَ إِسماعاً كَمَا قَالَ: وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا أَي إِعطائِك. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن شِئْتَ قُلْتَ سَمْعاً، قَالَ ذَلِكَ إِذا لَمْ تَخْتَصِصْ نفْسَك. وَقَالَ اللحْيَانِيُّ: سَمْعُ أُذني فُلَانًا يَقُولُ ذَلِكَ، وسِمْعُ أُذني وسَمْعةُ أُذني فَرَفَعَ فِي كُلِّ ذَلِكَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَخذت ذَلِكَ عَنْهُ سَماعاً وسَمْعاً، جاؤوا بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ فِعْلِهِ، وَهَذَا عِنْدَهُ غَيْرُ مُطَّرِدٍ، وتَسامَعَ بِهِ النَّاسُ. وَقَوْلُهُمْ: سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: سَماعِ أَي اسْمَعْ مِثْلُ دَراكِ ومَناعِ بِمَعْنَى أَدْرِكْ وامْنَعْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ قَالَ: وَقَدْ تأْتي سَمِعْتُ بِمَعْنَى أَجَبْتُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وَتَقَبَّلَهُ. يُقَالُ: اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن غَرَضَ السَّائِلِ الإِجابةُ والقَبُولُ؛ وَعَلَيْهِ مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ: دَعَوْتُ اللهَ، حَتَّى خِفْتُ أَن لَا ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أَقولُ وَقَوْلُهُ: أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ أَي مَا أَبْصَرَه وَمَا أَسْمَعَه عَلَى التَّعَجُّبِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنْ دُعاء لَا يُسْمعُ أَي لَا يُستجاب وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فكأَنه غَيْرُ مَسْموع؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ اللهِ وحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ حَمْدَنا اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَحسَن إِلينا وأَوْلانا مِنْ نِعَمِهِ، وحُسْنُ الْبَلَاءِ النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بِالْخَيْرِ لِيَتَبَيَّنَ الشُّكْرُ، وَبِالشَّرِّ لِيَظْهَرَ الصَّبْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسة قَالَ لَهُ: أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لِاسْتِمَاعِ الدُّعَاءِ فِيهِ وأَوْلى بِالِاسْتِجَابَةِ وَهُوَ مِنْ بَابِ نهارُه صَائِمٌ وَلَيْلُهُ قَائِمٌ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّحَّاكِ: لَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِ الإِسلام قَالَ: فسمعتُ مِنْهُ كَلَامًا لَمْ أَسْمَعْ قَطُّ قَوْلًا أَسْمَعَ مِنْهُ ؛ يُرِيدُ أَبْلَغَ وأَنْجَعَ فِي الْقَلْبِ. وَقَالُوا: سَمْعاً وَطَاعَةً، فَنَصَبُوهُ عَلَى إِضْمار الْفِعْلِ غَيْرِ

_ (1). أعاد الضمير في عليه إِلى العضو، واحد الأَعضاء، لا إِلى الأذن، فلذلك ذكّره.

الْمُسْتَعْمَلِ إِظهاره، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُهُ أَي أَمري ذَلِكَ وَالَّذِي يُرْفَعُ عَلَيْهِ غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ إِظهاره كَمَا أَنّ الَّذِي يُنْصَبُ عَلَيْهِ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ سَمِيعٌ: سامِعٌ، وعَدَّوْه فَقَالُوا: هُوَ سَمِيعٌ قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك. وَالسَّمِيعُ: مِنْ صِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وأَسمائه لَا يَعْزُبُ عَنْ إِدْراكِه مَسْمُوعٌ، وإِن خَفِيَ، فَهُوَ يَسْمَعُ بِغَيْرِ جَارِحَةٍ. وفَعِيلٌ: مِنْ أَبْنِيةِ المُبالغة. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً ، وَهُوَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُه كُلَّ شَيْءٍ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْعَجَبُ مِنْ قَوْمٍ فسَّروا السميعَ بِمَعْنَى المُسْمِع فِراراً مِنْ وَصْفِ اللهِ بأَن لَهُ سَمْعاً، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ الْفِعْلَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ كِتَابِهِ، فَهُوَ سَمِيعٌ ذُو سَمْعٍ بِلَا تَكيِيفٍ وَلَا تَشْبِيهٍ بِالسَّمْعِ مِنْ خَلْقِهِ وَلَا سَمْعُه كسَمْعِ خَلْقِهِ، وَنَحْنُ نَصِفُ اللهَ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِلَا تَحْدِيدٍ وَلَا تَكْيِيفٍ، قَالَ: وَلَسْتُ أُنكر فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يَكُونَ السَّمِيعُ سامِعاً وَيَكُونُ مُسْمِعاً؛ وَقَدْ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ ... يُؤَرِّقُني، وأَصحابي هُجُوعُ؟ فَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنَى المُسْمِعِ وَهُوَ شَاذٌّ، وَالظَّاهِرُ الأَكثر مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يَكُونَ السميعُ بِمَعْنَى السامِعِ مِثْلَ علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ. ومُنادٍ سَمِيعٌ: مُسْمِعٌ كَخَبِيرٍ ومُخْبر؛ وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ. والسَّمِيع: المَسْمُوعُ أَيضاً. والسَّمْعُ: مَا وَقَر فِي الأُذن مِنْ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ. وَيُقَالُ: ساءَ سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لَمْ يَسْمَعْ حسَناً. وَرَجُلٌ سَمّاعٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ الِاسْتِمَاعِ لِمَا يُقال ويُنْطَقُ بِهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ* ، فُسّر قَوْلُهُ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ* عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنهم يَسْمَعُونَ لِكَيْ يُكَذِّبُوا فِيمَا سَمِعُوا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنهم يَسْمَعُونَ الْكَذِبَ لِيُشِيعُوهُ فِي النَّاسِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ، فَمَعْنَى خَتَمَ طَبَع عَلَى قُلُوبِهِمْ بِكُفْرِهِمْ وَهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَ وَيُبْصِرُونَ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا هَذِهِ الْحَوَاسَّ اسْتِعْمَالًا يُجْدِي عَلَيْهِمْ فَصَارُوا كَمَنْ لَمْ يَسْمَعْ وَلَمْ يُبْصِرْ وَلَمْ يَعْقِلْ كَمَا قَالُوا: أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع وَقَوْلُهُ عَلَى سَمْعِهم فَالْمُرَادُ مِنْهُ عَلَى أَسماعهم، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوجه: أَحدها أَن السَّمْعَ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ يُوَحَّدُ وَيُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ لأَن الْمَصَادِرَ لَا تُجْمَعُ، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ الْمَعْنَى عَلَى مَوَاضِعِ سَمْعِهِمْ فَحُذِفَتِ الْمَوَاضِعُ كَمَا تَقُولُ هُمْ عَدْل أَي ذَوُو عَدْلٍ، وَالثَّالِثُ أَن تَكُونَ إِضافته السَّمْعَ إِليهم دَالًا عَلَى أَسماعِهم كَمَا قَالَ: فِي حَلْقِكُم عَظْمٌ وَقَدْ شَجِينا مَعْنَاهُ فِي حُلوقكم، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَجَمْعُ الأَسْماعِ أَسامِيعُ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: وَيُقَالُ لِجَمِيعِ خُرُوقِ الإِنسان عَيْنَيْهِ ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لَا يُفْرَدُ وَاحِدُهَا. قَالَ الليْثُ: يُقَالُ سَمِعَتْ أُذُني زَيْدًا يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا أَي أَبْصَرْتُه بِعَيْنِي يَفْعَلُ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ اللَّيْثُ بِهَذَا الْحَرْفِ وَلَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِ الْعَرَبِ أَن يَقُولَ الرَّجُلُ سَمِعَتْ أُذُني بِمَعْنَى أَبْصَرَتْ عَيْنِي، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي كَلَامٌ فَاسِدٌ وَلَا

آمَنُ أَن يَكُونَ ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء. والسِّمْعُ والسَّمْعُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، والسَّماعُ، كُلُّهُ: الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن الجميلُ؛ قَالَ: أَلا يَا أُمَّ فارِعَ لَا تَلُومِي ... عَلَى شيءٍ رَفَعْتُ بِهِ سَماعي وَيُقَالُ: ذَهَبَ سمْعُه فِي النَّاسِ وصِيتُه أَي ذِكْرُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا أَمر ذُو سِمْع وَذُو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ. وَيُقَالُ: سَمَّعَ بِهِ إِذا رَفَعَه مِنَ الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه. والسَّماعُ: مَا سَمَّعْتَ بِهِ فَشَاعَ وتُكُلِّمَ بِهِ. وكلُّ مَا الْتَذَّتْهُ الأُذن مِنْ صَوْتٍ حَسَنٍ سَمَاعٌ. والسَّماعُ: الغِناءُ. والمُسْمِعةُ: المُغَنِّيةُ. وَمِنْ أَسماء القيدِ المُسْمِعُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ، ... وظِلٌّ مَدِيدٌ، وحِصْنٌ أَنِيق فَسَّرَهُ فَقَالَ: المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه، وأَنث لأَنّ أَكثر ذَلِكَ للمرأَة. والزَّمّارةُ: السّاجُور. وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلى عَامِلٍ لَهُ أَن ابْعَثْ إِليّ فُلَانًا مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ. وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لَكَ أَي لِتَسْمَعَه؛ وَمَا فعَلْت ذَلِكَ رِياءً وَلَا سَمْعةً ولا سُمْعةً. وسَمَّعَ بِهِ: أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه. وتَسامَعَ بِهِ الناسُ وأَسمَعَه الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه. وسَمَّعَ بِالرَّجُلِ: أَذاعَ عَنْهُ عَيْباً ونَدَّدَ بِهِ وشَهَّرَه وفضَحَه، وأَسمَعَ الناسَ إِياه. قَالَ الأَزهري: وَمِنَ التَّسْمِيعِ بِمَعْنَى الشَّتْمِ وإِسماع الْقَبِيحِ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: شَتَّرْتُ بِهِ تَشْتِيراً، ونَدَّدْتُ بِهِ، وسَمَّعْتُ بِهِ، وهَجَّلْتُ بِهِ إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ وشَتَمْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ بِهِ سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه ، وَرُوِيَ: أَسامِعَ خَلْقِه ، فَسامِعُ خَلْقه بَدَلٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا يَكُونُ صِفَةً لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: مَنْ رَوَاهُ سامِعُ خَلْقِهِ فَهُوَ مَرْفُوعٌ، أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خَلْقِهِ بِهِ أَي فضَحَه، وَمَنْ رَوَاهُ أَسامِعَ خَلْقِه، بِالنَّصْبِ، كَسَّرَ سَمْعاً عَلَى أَسْمُع ثُمَّ كسَّر أَسْمُعاً عَلَى أَسامِعَ، وَذَلِكَ أَنه جَعَلَ السَّمْعَ اسْمًا لَا مَصْدَرًا وَلَوْ كَانَ مَصْدَرًا لَمْ يَجْمَعْهُ، يُرِيدُ أَن اللَّهَ يُسْمِع أَسامِعَ خَلْقِهِ بِهَذَا الرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: أَراد مَنْ سَمَّع الناسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعه اللَّهُ وأَراه ثَوَابَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يُعْطِيَهُ، وَقِيلَ: مَنْ أَراد بِعَمَلِهِ النَّاسَ أَسمعه اللَّهُ النَّاسَ وَكَانَ ذَلِكَ ثَوَابُهُ، وَقِيلَ: مَنْ أَراد أَن يَفْعَلَ فِعْلًا صَالِحًا فِي السِّرِّ ثُمَّ يُظْهِرَهُ لِيَسْمَعَهُ النَّاسُ وَيُحْمَدَ عَلَيْهِ فإِن اللَّهَ يُسْمِعُ بِهِ وَيُظْهِرُ إِلى النَّاسِ غَرَضَه وأَن عَمَلَهُ لَمْ يَكُنْ خَالِصًا، وَقِيلَ: يُرِيدُ مَنْ نَسَبَ إِلى نَفْسِهِ عَمَلًا صَالِحًا لَمْ يَفْعَلْهُ وَادَّعَى خَيْرًا لَمْ يَصْنَعْهُ فإِن اللَّهَ يَفْضَحُه وَيُظْهِرُ كَذِبَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنما فَعَله سُمْعةً وَرِيَاءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قِيلَ لِبَعْضِ الصَّحَابَةِ لِمَ لَا تُكَلِّمُ عُثْمَانَ؟ قَالَ: أَتُرَوْنَني أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بِحَيْثُ تَسْمَعُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ جُنْدُبٍ البَجَلِيّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ مَنْ سَمَّعَ يُسَمِّعُ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرائي يُرائي اللهُ بِهِ. وسَمِّع بِفُلَانٍ أَي ائْتِ إِليه أَمراً يُسْمَعُ بِهِ ونوِّه بِذِكْرِهِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وسَمَّعَ بِفُلَانٍ فِي النَّاسِ: نَوَّه بِذِكْرِهِ. والسُّمْعةُ: مَا سُمِّعَ بِهِ مِنْ

طَعَامٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ رِياء ليُسْمَعَ ويُرى، وَتَقُولُ: فَعَلَهُ رِياءً وَسُمْعَةً أَي لِيَرَاهُ النَّاسُ وَيَسْمَعُوا بِهِ. والتسْمِيعُ: التشْنِيعُ. وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ، بِالتَّخْفِيفِ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ، أَي مُسْتَمِعةٌ سَمّاعةٌ؛ قَالَ: إِنَّ لَكُمْ لَكَنّهْ ... مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ ... كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلَّا تَرَهْ تَظَنّهْ وَيُرْوَى: كَالذِّئْبِ وسْطَ العُنّهْ والمِعَنّةُ: المعترضةُ. والمِفَنَّةُ: الَّتِي تأْتي بفُنُونٍ مِنَ الْعَجَائِبِ، وَيُرْوَى: سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً، بِالضَّمِّ، وَهِيَ الَّتِي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فَلَمْ ترَ شَيْئًا تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بِالظَّنِّ، وَكَانَ الأَخفش يَكْسِرُ أَولهما وَيَفْتَحُ ثَالِثَهُمَا، وَقَالَ اللِّحْيَانِيِّ: سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جَيِّدَةُ السَّمْعِ وَالنَّظَرِ. وَقَوْلُهُ: أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ، أَي مَا أَسْمَعَه وَمَا أَبصَرَه عَلَى التَّعَجُّبِ. وَرَجُلٌ سِمْعٌ يُسْمَعُ. وَفِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ سِمْعاً لَا بِلْغاً، وسَمْعاً لَا بَلْغاً، وسِمْعٌ لَا بِلْغٌ، وسَمْعٌ لَا بَلْغ، مَعْنَاهُ يُسْمَعُ وَلَا يَبْلُغُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يُسْمَعُ وَلَا يحتاجُ أَن يُبَلَّغَ، وَقِيلَ: يُسْمَعُ بِهِ وَلَا يَتِمُّ. الْكِسَائِيُّ: إِذا سَمِعَ الرَّجُلُ الْخَبَرَ لَا يُعْجِبُهُ قَالَ: سِمْعٌ وَلَا بِلْغ، وسَمْع لَا بَلْغ أَي أَسمع بِالدَّوَاهِي وَلَا تَبْلُغْنِي. وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها: طُولُها وعَرْضها؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا وَجْهَ لَهُ إِنما مَعْنَاهُ الخَلاء. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَلقى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بِهَا وأَلقاها حَيْثُ لَا يُدْرى أَين هُوَ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: أَن أُختها قَالَتْ: الوَيْلُ لأُختي لَا تُخْبِرْها بِكَذَا فتخرجَ بَيْنَ سَمْعِ الأَرض وَبَصَرِهَا ، وَفِي النِّهَايَةِ: لَا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ بَيْنَ سَمْعِ الأَرض وَبَصَرِهَا. يُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ بَيْنَ سَمْعِ الأَرض وَبَصَرِهَا إِذا لَمْ يَدْرِ أَين يَتَوَجَّهُ لأَنه لَا يَقَعُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَقِيلَ: أَرادت بَيْنَ سَمْعِ أَهل الأَرض وَبَصَرِهِمْ فَحَذَفْتُ الأَهل كقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ، أَي أَهلها. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَرَّرَ بِنَفْسِهِ وأَلقاها حَيْثُ لَا يُدْرى أَين هُوَ: أَلقى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرض وَبَصَرِهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ تَخْرُجُ أُختي مَعَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرض وَبَصَرِهَا ، أَن الرَّجُلَ يَخْلُو بِهَا ليس معها أَحد يَسْمَعُ كَلَامَهَا وَيُبْصِرُهَا إِلا الأَرضُ القَفْرُ، لَيْسَ أَن الأَرض لَهَا سَمْع، وَلَكِنَّهَا وكَّدت الشَّناعة فِي خَلْوتِها بِالرَّجُلِ الَّذِي صَحِبها؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ تَمْثِيلٌ أَي لَا يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا ولا يبصرهما إِلا الأَرض تَعْنِي أُختها، والبكْريّ الَّذِي تَصْحَبُه. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لَقِيتُهُ بَيْنَ سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض مَا بِهَا أَحد. وسَمِعَ لَهُ: أَطاعه. وَفِي الْخَبَرِ: أَن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوان خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: ولِيَكُم عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عَلَيْكُمْ فَسَمِعْتُمْ لَهُ. والمِسمَع: مَوْضِعُ العُروة مِنَ المَزادة، وَقِيلَ: هُوَ مَا جَاوَزَ خَرْتَ العُروة، وَقِيلَ: المِسْمَعُ عُروة فِي وسَط الدَّلْوِ والمَزادةِ والإِداوةِ، يُجْعَلُ فِيهَا حَبْلٌ لِتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَوفى: نُعَدِّلُ ذَا المَيْلِ إِنْ رامَنا، ... كَمَا عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ وأَسمَعَ الدلوَ: جُعِلَ لَهَا عُرْوَةً فِي أَسفلها مِنْ بَاطِنٍ ثُمَّ

شُدَّ حَبْلًا إِلى العَرْقُوةِ لِتَخِفَّ عَلَى حَامِلِهَا، وَقِيلَ: المِسْمَعُ عُروة فِي دَاخِلِ الدَّلْوِ بإِزائها عُرْوَةٌ أُخرى، فإِذا اسْتَثْقَلَ الشَّيْخُ أَو الصَّبِيُّ أَن يَسْتَقِيَ بِهَا جَمَعُوا بَيْنَ الْعُرْوَتَيْنِ وَشَدُّوهُمَا لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها لِلْمَاءِ، يُقَالُ مِنْهُ: أَسْمَعْتُ الدَّلْوَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَحْمَر غَضْب لَا يُبَالِي مَا اسْتَقَى، ... لَا يُسْمِعُ الدَّلْو، إِذا الوِرْدُ التَقَى وَقَالَ: سأَلْت عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا، ... والدَّلْوُ قَدْ تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا يَقُولُ: سأَله بَكْرًا مِنَ الإِبل فَلَمْ يُعْطِهِ فسأَله خُفًّا أَي جَمَلًا مُسِنًّا. والمِسْمَعانِ: جَانِبَا الغَرْب. والمِسمَعانِ: الخَشَبتانِ اللَّتَانِ تُدْخَلانِ فِي عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج بِهِ التُّرَابُ مِنَ الْبِئْرِ، وَقَدْ أَسْمَعَ الزَّبِيلَ. قَالَ الأَزهريّ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ يَنْزِعَانِ المِشْآة مِنَ الْبِئْرِ بِتُرَابِهَا عِنْدَ احْتِفَارِهَا: أَسْمِعا المِشآة أَي أَبيناها عَنْ جُول الرَّكِيَّةِ وَفَمِهَا. قَالَ اللَّيْثُ: السَّمِيعانِ مِنْ أَدَواتِ الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ فِي المِقْرَنِ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ الثَّوْرُ أَي لِحِرَاثَةِ الأَرض. والمِسْمَعانِ: جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بِهِمَا الصائدُ إِذا طَلَبَ الظِّبَاءَ فِي الظَّهِيرَةِ. والسِّمْعُ: سَبُع مُرَكَّبٌ، وَهُوَ ولَد الذِّئب مِنَ الضَّبُع. وَفِي الْمَثَلِ: أَسمَعُ مِنَ السِّمْعِ الأَزَلِّ، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَسمَعُ مِنْ سِمْع؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً، ... أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ، أَسْمَعَ مِنْ سِمْعِ والسَّمَعْمَعُ: الصَّغِيرُ الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ فِيهِ وَرَلًا سَمَعْمَعا وَقِيلَ: هُوَ الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ، طَالَ أَو قَصُر، وَقِيلَ: هُوَ المُنْكَمِشُ الْمَاضِي، وَهُوَ فَعَلْعَلٌ. وغُول سَمَعْمَعٌ وَشَيْطَانٌ سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه؛ قَالَ: ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي، ... إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي، كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِهِ سَمَعْمَعٍ حَتَّى قَالَ مِنْ جِنٍّ لأَن سَمَعْمَعَ الْجِنِّ أَنْكَرُ وأَخبث مِنْ سَمَعْمَعِ الإِنس؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا يَكُونُ رويُّه إِلا النُّونَ، أَلا تَرَى أَن فِيهِ مِنْ جِنّ وَالنُّونُ فِي الْجِنِّ لَا تَكُونُ إِلا رَوِيًّا لأَن الْيَاءَ بَعْدَهَا للإِطلاق لَا مَحَالَةَ؟ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: سَمَعْمَعٌ كأَنَّني مِنْ جِنِ أَي سَرِيعٌ خَفِيفٌ، وَهُوَ فِي وَصْفِ الذِّئْبِ أَشهر. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُولٌ أَو ذِئْبَةٌ؛ حَدَّثَ عَوَانَةُ أَن الْمُغِيرَةَ سأَل ابْنُ لِسَانِ الْحُمَّرَةِ عَنِ النِّسَاءِ فَقَالَ: النِّسَاءُ أَرْبَع: فَرَبِيعٌ مَرْبَع، وجَمِيعٌ تَجْمَع، وشيطانٌ سَمَعْمَع، وَيُرْوَى: سُمَّع، وغُلٌّ لَا يُخْلَع، فَقَالَ: فَسِّرْ، قَالَ: الرَّبِيعُ المَرْبَع الشابّةُ الْجَمِيلَةُ الَّتِي إِذا نَظَرْتَ إِليها سَرَّتْك وإِذا أَقسَمْتَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْك، وأَما الْجَمِيعُ الَّتِي تَجْمَعُ فالمرأَة تَتَزَوَّجَهَا وَلَكَ نَشَب وَلَهَا نشَب فَتَجْمَعُ ذَلِكَ، وأَما الشَّيْطَانُ السَّمَعْمَعُ فَهِيَ الْكَالِحَةُ فِي وَجْهِكَ إِذا دَخَلْتَ المُوَلْوِلَةُ فِي إِثْرك إِذا خَرَجْتَ. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُول. والشيطانُ الخَبِيث يُقَالُ لَهُ السَّمَعْمَعُ،

قَالَ: وأَما الغُلُّ الَّذِي لَا يُخْلَعُ فَبِنْتُ عَمِّكَ الْقَصِيرَةُ الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السَّوْدَاءُ الَّتِي نَثَرَتْ لَكَ ذَا بَطْنِهَا، فإِن طَلَّقْتَهَا ضَاعَ وَلَدُكَ، وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها عَلَى مِثْلِ جَدْعِ أَنفك. والرأْس السَّمَعْمَعُ: الصَّغِيرُ الْخَفِيفُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس؛ وأَنشد شَمِرٌ: فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه، ... ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيح الْهُذَلِيِّ: ورأْسُه متَمرِّقُ الشَّعْرِ سَمَعْمَعٌ أَي لطيف الرأْس. والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الدقيقُ، وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ. ومِسْمَعٌ: أَبو قَبِيلَةٍ يُقَالُ لَهُمُ المَسامِعةُ، دَخَلَتْ فِيهِ الْهَاءُ لِلنَّسَبِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المَسامِعةُ مِنْ تَيْمِ اللَّاتِ. وسُمَيْعٌ وسَماعةُ وسِمْعانُ: أَسماء. وسِمْعانُ: اسْمُ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَكْتُمُ إِيمانَه، وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ حَبِيبًا. والمِسْمَعانِ: عَامِرٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ؛ هَذَا قَوْلُ الأَصمعي؛ وأَنشد: ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ: بُوآ ... بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُمَا مَالِكٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنا مِسْمَع بْنِ سُفْيَانَ بْنِ شِهَابٍ الْحِجَازِيِّ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: هُمَا مَالِكٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ ابْنَا مَسْمَعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَسْمَعِ بْنِ سِنان بْنِ شِهَابٍ. ودَيْرُ سَمْعانَ: موضع. سمدع: السَّمَيْدَعُ: بِالْفَتْحِ: الْكَرِيمُ السَّيِّدُ الْجَمِيلُ الْجَسِيمُ المُوَطَّأُ الأَكناف، والأَكنافُ النَّوَاحِي، وَقِيلَ: هُوَ الشُّجاعُ، وَلَا تَقُلِ السُّمَيْدَعُ، بِضَمِّ السِّينِ. وَالذِّئْبُ يُقَالُ لَهُ سَميْدَعٌ لِسُرْعَتِهِ، وَالرَّجُلُ السريعُ فِي حَوَائِجِهِ سَمَيْدَعٌ. سمقع: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّمَيْقَعُ الصَّغِيرُ الرأْس، وَبِهِ سُمِّيَ السَّمَيْقعُ الْيَمَانِيُّ وَالِدُ محمد أَحد القراء. سملع: الهَمَلَّعُ والسَّمَلَّعُ: الذِّئْبُ الخفيف. سنع: السِّنْعُ: السُّلامَى الَّتِي تَصِلُ مَا بَيْنَ الأَصابع والرُّسْغِ فِي جَوْفِ الْكَفِّ، وَالْجُمَعُ أَسناعٌ وسِنَعةٌ. وأَسْنَعَ الرَّجُلُ: اشْتَكَى سِنْعه أَي سِنْطَه، وَهُوَ الرُّسْغُ. ابْنُ الأَعرابي: السِّنْعُ الحَزُّ الَّذِي فِي مَفْصِل الْكَفِّ وَالذِّرَاعِ. والسَّنَعُ: الجَمال. والسَّنيعُ: الحسَنُ الجميلُ. وامرأَة سَنِيعةٌ: جَمِيلَةٌ لَيِّنَةُ المَفاصِل لطيفةُ الْعِظَامِ فِي جَمَالٍ، وَقَدْ سَنُعا سَناعةً. وسُنَيْعٌ الطُّهَوِيّ: أَحد الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ بِالْجَمَالِ الَّذِينَ كَانُوا إِذا وَرَدُوا المَواسِمَ أَمرتهم قُرَيْشٌ أَن يَتَلَثَّموا مَخافةَ فِتْنَةِ النِّسَاءِ بِهِمْ. وَنَاقَةٌ سانِعةٌ: حَسَنَةٌ. وَقَالُوا: الإِبل ثَلَاثٌ: سانعة ووَسُوطٌ وحُرْضان؛ السانِعةُ: مَا قَدْ تَقَدَّمَ، والوَسُوطُ: المتوسطةُ، والحُرْضان: الساقِطةُ الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى النُّهوض. وقال شَمِرٌ: أَهدَى أَعرابي نَاقَةً لِبَعْضِ الْخُلَفَاءِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا، فَقَالَ: لمَ لَا تَقْبَلُهَا وَهِيَ حَلْبانةٌ رَكْبانةٌ مِسْناعٌ مِرْباعٌ؟ المِسْناعُ: الحَسنةُ الخلْق، والمِرْباعُ: الَّتِي تُبَكِّر فِي اللِّقاح؛ وَرَوَاهُ الأَصمعي: مِسْياعٌ مِرْياعٌ. وشَرَفٌ أَسْنَعُ: مُرْتَفِعٌ عَالٍ. والسَّنِيعُ والأَسْنَعُ: الطَّوِيلُ، والأُنثى سَنْعاءُ، وَقَدْ سَنُعَ سَنَاعَةً وسَنَعَ سُنُوعاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَنتَ ابنُ كلِّ مُنْتَضًى قَريعِ، ... تَمَّ تَمام البَدْرِ فِي سَنِيعِ

أَي فِي سَناعةٍ، أَقام الِاسْمَ مُقامَ الْمَصْدَرِ. ومَهْرٌ سَنِيعٌ: كَثِيرٌ، وَقَدْ أَسْنَعَه إِذا كَثَّره؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والسَّنائِعُ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: الطُّرُقُ فِي الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا سَنِيعةٌ. سوع: السَّاعَةُ: جُزْءٌ مِنْ أَجزاء اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالْجَمْعُ ساعاتٌ وساعٌ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح، ... فَيَخْبُو سَاعَةً ويَهُبُّ ساعَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي صَدْرِ هَذَا الْبَيْتِ: وَكُنَّا كالحَريقِ أَصابَ غَابًا وَتَصْغِيرُهُ سُوَيْعَةٌ. وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَعًا أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَةً، وإِذا اعْتَدَلَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، وَجَاءَنَا بَعْدَ سَوْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَبَعْدَ سُواع أَي بَعْدَ هَدْءٍ مِنْهُ أَو بَعْدَ سَاعَةٍ. والساعةُ: الْوَقْتُ الْحَاضِرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ؛ يَعْنِي بِالسَّاعَةِ الْوَقْتَ الَّذِي تَقُومُ فِيهِ الْقِيَامَةُ فَلِذَلِكَ تُرِكَ أَن يُعَرَّف أَيُّ ساعةٍ هِيَ، فإِن سُمِّيَتِ الْقِيَامَةُ سَاعَةً فعَلى هَذَا، وَالسَّاعَةُ: الْقِيَامَةُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: السَّاعَةُ اسْمٌ لِلْوَقْتِ الَّذِي تَصْعَقُ فِيهِ العِبادُ والوقتِ الَّذِي يُبْعَثُونَ فِيهِ وَتَقُومُ فِيهِ الْقِيَامَةُ، سُمِّيَتِ سَاعَةً لأَنها تَفْجَأُ النَّاسَ فِي سَاعَةٍ فَيَمُوتُ الْخُلُقُ كُلُّهُمْ عِنْدَ الصَّيْحَةِ الأُولى الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ السَّاعَةِ «2»، وَشُرِحَتْ أَنها السَّاعَةُ، وَتَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ. وَالسَّاعَةُ فِي الأَصل تُطْلَقُ بِمَعْنَيَيْنِ: أَحدهما أَن تَكُونَ عِبَارَةً عَنْ جُزْءٌ مِنْ أَربعة وَعِشْرِينَ جُزْءًا هِيَ مَجْمُوعُ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَالثَّانِي أَن تَكُونَ عِبَارَةً عَنْ جُزْءٍ قَلِيلٍ مِنَ النَّهَارِ أَو اللَّيْلِ. يُقَالُ: جَلَسْتُ عِنْدَكَ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ أَي وَقْتًا قَلِيلًا مِنْهُ ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِاسْمِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى السَّاعَةِ فِي كُلِّ الْقُرْآنِ الْوَقْتُ الَّذِي تَقُومُ فِيهِ الْقِيَامَةُ، يُرِيدُ أَنها سَاعَةً خَفِيفَةً يَحْدُثُ فِيهَا أَمر عَظِيمٌ فَلِقِلَّةِ الْوَقْتِ الَّذِي تَقُومُ فِيهِ سَمَّاهَا سَاعَةً. وساعةٌ سوْعاءُ أَي شَدِيدةٌ كَمَا يُقَالُ لَيْلةٌ لَيْلاءُ. وساوَعَه مُساوَعةً وسِواعاً: استأْجَره الساعةَ أَو عَامَلَهُ بِهَا. وعامَلَه مُساوَعة أَي بِالسَّاعَةِ أَو بِالسَّاعَاتِ كَمَا يُقَالُ عَامَلَهُ مُياوَمةً مِنَ اليَوْمِ لَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُمَا إِلا هَذَا. والسّاعُ والسّاعةُ: المَشَقَّةُ. وَالسَّاعَةُ: البُعْدُ؛ وَقَالَ رَجُلٌ لأَعرابية: أَين مَنْزِلُكِ؟ فَقَالَتْ: أَمَّا عَلَى كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ، ... وأَمَّا عَلَى ذِي حاجةٍ فَيَسِيرُ حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: السُّواعِيُّ مأْخوذ مِنَ السُّواعِ وَهُوَ المذْيُ وَهُوَ السُّوَعاءُ، قَالَ: وَيُقَالُ سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن يَتَعَهَّد سُوَعاءَه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ لِرُؤْبَةَ: مَا الوَدْيُ؟ فَقَالَ: يُسَمَّى عِنْدَنَا السُّوَعاءَ. وَحُكِيَ عَنْ شَمِرٍ: السُّوَعاءُ مَمْدُودٌ المذْي الَّذِي يَخْرُجُ قَبْلَ النُّطْفَةِ، وَقَدْ أَسْوَعَ الرجلُ وأَنْشَرَ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. والسُّوَعاءُ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ: المَذْي، وَقِيلَ: الوَدْيُ، وَقِيلَ القَيْءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي السُّوَعاءِ الوُضوءُ ؛ فَسَّرَهُ بِالْمَذْيِ وَقَالَ: هُوَ بِضَمِّ: السِّينِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَالْمَدِّ. وساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً: ذَهَبَتْ فِي المَرْعَى وَانْهَمَلَتْ، وأَسَعْتُها أَنا. وَنَاقَةٌ مِسْياعٌ: ذَاهِبَةٌ فِي الْمَرْعَى، قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ مَعَ قُرْبِ الْكَسْرَةِ حَتَّى كأَنهم توهَّموها عَلَى السِّينِ. وأَسَعْتُ الإِبل أَي أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هِيَ تَسُوعُ سَوْعاً، وساعَ الشيءُ سَوْعاً:

_ (2). قوله [ذكر الساعة] هي يوم القيامة.

ضاعَ، وَهُوَ ضائِعٌ سائِعٌ، وأَساعَه أَضاعَه؛ وَرَجُلٌ مُسِيعٌ مُضِيعٌ وَرَجُلٌ مِضْياعٌ مِسْياعٌ لِلْمَالِ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلشَّاعِرِ: وَيْلُ أُمّ أَجْيادَ شاة شاةَ مُمْتَنِحٍ ... أَبي عِيالٍ، قَلِيلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ أُم أَجياد: اسْمُ شَاةٍ وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن. وَشَاةً مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ. وسُواعٌ: اسْمُ صَنَم كَانَ لهَمْدان، وَقِيلَ: كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ صَارَ لهُذَيْل وَكَانَ بِرُهاط يَحُجُّون إِليه؛ قَالَ الأَزهري: سُواعٌ اسْمُ صَنَمٍ عُبِدَ زَمَنَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَغَرَّقَه اللَّهُ أَيام الطُّوفان وَدَفَنَهُ، فَاسْتَثَارَهُ إِبليس لأَهل الْجَاهِلِيَّةِ فَعَبَدُوهُ. ويَسُوعُ: اسْمٌ من أَسماء الجاهلية. سيع: السَّيْعُ: الماءُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، وقد انْسَاعَ. وَانْسَاعَ الجَمَدُ: ذابَ وَسَالَ. وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ، كِلَاهُمَا: اضْطَرَبَ وَجَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الصَّادِ، وسرابٌ أَسْيَعُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا، ... شَبِيهَ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ مَعَا وَقِيلَ: أَفعل هُنَا لِلْمُفَاضَلَةِ، والانْسِياعُ مِثْلُهُ. والسَّياعُ والسِّياعُ: الطينُ، وَقِيلَ: الطِّينُ بالتِّبْن الَّذِي يُطَيَّنُ بِهِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عَلَيْهَا، ... كَمَا بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا وَهُوَ مَقْلُوبٌ، أَي كَمَا بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وَهُوَ القَصْر، تَقُولُ مِنْهُ: سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بِالطِّينِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّياعُ الطِّينُ الَّذِي يُطَيَّنُ بِهِ إِناء الْخَمْرِ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ: فَباكَرَ مَخْتُوماً عَلَيْهِ سَياعُه ... هذاذَيْكَ، حَتَّى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ: طَلَاهُمَا بالقارِ طَلْياً رَقيقاً. وَالسِّيَاعُ: الزِّفْتُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالطِّينِ لِسَوَادِهِ؛ قَالَ: كأَنها فِي سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وَقِيلَ: إِنما شَبَّهَ الزِّفْتَ بِالطِّينِ، والقِنْدِيدُ هُنَا الوَرْسُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ إِن السِّياع الطينُ الَّذِي تُطَيَّنُ بِهِ أَوْعية الْخَمْرِ، وَجَعَلَ ذَلِكَ لَهُ خُصُوصًا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، بَلِ السِّيَاعُ الطِّينُ جُعِلَ عَلَى حَائِطٍ أَو عَلَى إِناء خَمْر، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَن السِّيَاعَ مُخْتَصٌّ بِآنِيَةِ الْخَمْرِ دُونَ غَيْرِهَا، وإِنما أَراد بِقَوْلِهِ سَياعه أَي طِينَهُ الَّذِي خُتِمَ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ، تَقُولُ: سَيَّعْتُ بِهِ تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ بِهِ طَلْياً رَقِيقاً؛ وَقَوْلُ رؤْبة: مُرْسِلُهَا ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا قَالَ يَصِفُهُ بالرِّقَّةِ. وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً: طَيَّنَه بالسّياعِ. والمِسْيعة: المالَج خَشَبَةٌ مَلْساءُ يُطَيَّنُ بِهَا. وسَيَّعَ الجُبَّ: طَيَّنَهُ بِطِينٍ أَو جَصٍّ. وساعَ الشيءُ يَسِيعُ: ضاعَ، وأَساعَه هُوَ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ الْيَشْكُرِيُّ: وكَفاني اللهُ مَا فِي نفسِه، ... ومَتى مَا يَكْفِ شَيْئًا لَا يُسَعْ أَي لَا يُضَيَّعُ. وَنَاقَةٌ مِسْياعٌ: تَصْبِرُ عَلَى الإِضاعة

فصل الشين المعجمة

والجَفاءِ وسُوءِ الْقِيَامِ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ فِي وَصْفِ نَاقَةٍ: إِنها لَمِسْياعٌ مِرْياع أَي تَحْتَمِلُ الضَّيْعَةَ وسوءَ الوِلاية، وَقِيلَ: نَاقَةٌ مِسْياعٌ وَهِيَ الذَّاهِبَةُ فِي الرَّعْي. وَقَالَ شَمِرٌ: تَسِيعُ مَكَانَ تسُوعُ، قَالَ: وَنَاقَةٌ مِسياعٌ تَدَعُ وُلْدَها حَتَّى يأْكلها السَّبْعُ. وَيُقَالُ: رُبَّ نَاقَةٍ تُسيع وَلَدَها حَتَّى يأْكله السِّباعُ؛ وَمِنَ الإِتباع ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ ومِضْياعٌ مِسياعٌ؛ قَالَ: ويْلُ أمِّ أَجْيادَ شاة شاةَ مُمْتَنِحٍ ... أَبي عِيالٍ، قَليلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ وأُم أَجْياد: اسْمُ شَاةٍ. وَقَدْ أَضَعْتُ الشَّيْءَ وأَسَعْتُه. وَرَجُلٌ مِسْياعٌ: وَهُوَ المِضْياعُ لِلْمَالِ. وأَساعَ مالَه أَي أَضاعَه. وتَسَيَّعَ البقْلُ: هاجَ. وأَساعَ الرَّاعي الإِبلَ فَساعَتْ: أَساء حِفْظَهَا فضاعَتْ وأَهْمَلَها، وَسَاعَتْ هِيَ تَسُوعُ سَوْعاً. والسَّياعُ: شَجَرُ البانِ، وَهُوَ مِنْ شَجَرِ العِضاه لَهُ ثَمَرٌ كَهَيْئَةِ الفُسْتُق، قَالَ: ولِثاؤُه مِثْلُ الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ. فصل الشين المعجمة شبع: الشِّبَعُ: ضِدُّ الجوعِ، شَبِعَ شِبَعاً وَهُوَ شَبْعان، والأُنثى شَبْعى وشَبْعانةٌ، وَجَمْعُهُمَا شِباعٌ وشَباعى؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي عَارِمٍ الْكِلَابِيِّ: فبِتْنا شَباعى آمِنِينَ مِنَ الرَّدَى، ... وبالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ شابِعٌ عَلَى الفِعْل. وأَشبَعَه الطعامُ والرِّعْيُ. والشِّبْعُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا يَكْفِيكَ ويُشْبِعُك مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ، والشِّبَعُ: الْمَصْدَرُ، تَقُولُ: قَدِّم إِليّ شِبْعِي؛ وَقَوْلُ بِشْرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرة: وكُلُّهُمُ قَدْ نالَ شِبْعاً لِبَطْنِه، ... وشِبْعُ الفَتَى لُؤْمٌ، إِذا جاعَ صاحِبُهْ إِنما هُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ كأَنه قَالَ: ونَيْلُ شِبْعِ الْفَتَى لُؤْم، وذلك لأَن الشِّبْعَ جَوْهَرٌ وَهُوَ الطَّعَامُ المُشْبِعُ ولُؤْم عَرَض، وَالْجَوْهَرُ لَا يَكُونُ عَرَضًا، فإِذا قَدَّرت حَذْفَ الْمُضَافِ وَهُوَ النَّيْلُ كَانَ عَرَضًا كَلُؤْم فحسُن، تَقُولُ: شَبِعْتُ خُبْزاً وَلَحْمًا وَمِنْ خُبْزٍ ولَحْم شِبَعاً، وَهُوَ مِنْ مَصَادِرِ الطَّبَائِعِ. وأَشبَعْتُ فُلَانًا مِنَ الْجُوعِ. وَعِنْدَهُ شُبْعةٌ مِنْ طَعَامٍ، بِالضَّمِّ، أَي قَدْرُ مَا يَشْبَعُ بِهِ مرَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن زَمْزَم كَانَ يُقَالُ لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ شُباعةُ لأَن مَاءَهَا يُرْوِي العطشانَ ويُشْبِعُ الغَرْثانَ. والشِّبع: غِلَظٌ فِي السَّاقَيْنِ. وامرأَة شَبْعى الخَلْخالِ: مَلأَى سِمَناً. وامرأَة شَبْعَى الوِشاحِ إِذا كَانَتْ مُفاضةً ضَخْمَةَ البطنِ. وامرأَة شَبْعى الدِّرْعِ إِذا كَانَتْ ضخمةَ الخَلْقِ. وبَلَدٌ قَدْ شَبِعَت غَنمُه إِذا وُصِفَ بكثرةِ النَّبَاتِ وتَناهِي الشِّبَعِ، وشَبَّعَتْ إِذا وُصِفَتْ بِتَوَسُّطِ النَّبَاتِ ومُقارَبةِ الشِّبَعِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قَارَبَتِ الشِّبَعَ وَلَمْ تَشْبَعْ. وبَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بَلَغَتِ الأَكل، لَا يَزَالُ ذَلِكَ وَصْفًا لَهَا حَتَّى يَدْنُوَ فِطامُها. وحَبْلٌ شَبِيعُ الثَّلَّة: مَتِينُهَا، وثَلَّتُه صُوفُه وشعَره ووبَرُه، وَالْجَمْعُ شُبُع، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ، يُقَالُ: ثَوْبٌ شَبِيعُ الْغَزَلِ أَي كَثِيرُهُ، وَثِيَابٌ شُبُعٌ. وَرَجُلٌ مُشْبَعُ الْقَلْبِ وشَبِيعُ الْعَقْلِ ومُشْبَعُه: مَتِينُه؛ وشَبُعَ عَقْلُهُ، فَهُوَ شَبِيعٌ. مَتُنَ. وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه: رَوّاه صِبْغاً، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الْجَوَاهِرِ عَلَى المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وَسَائِرِ اللَّفْظِ. وكلُّ شَيْءٍ تُوَفِّرُه فَقَدْ

أَشْبَعْتَه حَتَّى الْكَلَامُ يُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه وَتَقُولُ: شَبِعْتُ مِنْ هَذَا الأَمر ورَوِيتُ إِذا كَرِهْتَهُ، وَهُمَا عَلَى الِاسْتِعَارَةِ. وتَشَبَّع الرَّجُلُ: تزيَّن بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُتَشَبِّعُ بِمَا لَا يَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَيْ زُور أَي الْمُتَكَثِّرُ بأَكثر مِمَّا عِنْدَهُ يَتَجمَّل بِذَلِكَ كَالَّذِي يُرِي أَنه شَبْعان وَلَيْسَ كَذَلِكَ، ومَن فَعَلَهُ فإِنما يَسْخَر مِنْ نَفْسِهِ، وَهُوَ مِنْ أَفعال ذَوِي الزُّورِ بَلْ هُوَ فِي نَفْسِهِ زُور وَكَذِبٌ، وَمَعْنَى ثُوبَيْ زُورٍ أَنْ يُعْمَدَ إِلى الكُمَّين فيُوصَلَ بِهِمَا كُمّان آخَرانِ فَمَنْ نَظَرَ إِليهما ظَنَّهُمَا ثَوْبَيْنِ. والمُتشَبِّعُ: المتزَيِّن بأَكثر مِمَّا عِنْدَهُ يَتَكَثَّرُ بِذَلِكَ وَيَتَزَيَّنُ بِالْبَاطِلِ، كالمرأَة تَكُونُ لِلرَّجُلِ وَلَهَا ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بِمَا تَدَّعِي مِنَ الحُظْوة عِنْدَ زَوْجِهَا بأَكثر مِمَّا عِنْدَهُ لَهَا تُرِيدُ بِذَلِكَ غَيْظَ جارتِها وإِدخالَ الأَذى عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الرِّجَالِ. والإِشباعُ فِي الْقَوَافِي: حَرَكَةُ الدَّخِيل، وَهُوَ الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ التأْسيس كَكَسْرَةِ الصَّادِ مِنْ قَوْلِهِ: كِلِينِي لِهَمٍّ، يَا أُمَيْمةَ، ناصِبِ «3» وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ إِذا كَانَ الرَّويّ سَاكِنًا كَكَسْرَةِ الْجِيمِ مِنْ قَوْلِهِ: كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنَّ ... إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ وَقِيلَ: الإِشباع اخْتِلَافُ تِلْكَ الْحَرَكَةِ إِذا كَانَ الرَّوِيّ مُقَيَّدًا كَقَوْلِ الْحُطَيْئَةِ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: الواهِبُ المائةِ الصَّفايا، ... فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَقَالَ الأَخفش: الإِشباع حَرَكَةُ الْحَرْفِ الَّذِي بَيْنَ التأْسيس والرَّوِيّ الْمُطْلَقِ نَحْوَ قَوْلِهِ: يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِي، كأَنَّما ... زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ كسرةُ الْجِيمِ هِيَ الإِشباعُ، وَقَدْ أَكثر مِنْهَا الْعَرَبُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَشْعارها، وَلَا يَجُوزُ أَن يُجْمع فَتْحٌ مَعَ كَسْرٍ وَلَا ضمٍّ، وَلَا مَعَ كَسْرٍ ضمٌّ، لأَن ذَلِكَ لَمْ يُقل إِلا قَلِيلًا، قَالَ: وَقَدْ كَانَ الْخَلِيلُ يُجِيزُ هَذَا وَلَا يُجيزُ التوجيهَ، والتوجيهُ قَدْ جَمَعَتْهُ الْعَرَبُ وأَكثرت مِنْ جَمْعِهِ، وَهَذَا لَمْ يُقل إِلا شَاذًّا فَهَذَا أَحْرَى أَن لَا يَجُوزَ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: سُمّي بِذَلِكَ مِنْ قِبَل أَنه لَيْسَ قَبْلَ الرَّوِيِّ حَرْفٌ مُسَمًّى إِلا سَاكِنًا أَعني التأْسيس والرِّدْفَ، فَلَمَّا جَاءَ الدَّخِيلُ مُحَرَّكًا مُخَالِفًا للتأْسيس والرِّدْفِ صَارَتِ الْحَرَكَةُ فِيهِ كالإِشباع لَهُ، وَذَلِكَ لِزِيَادَةِ الْمُتَحَرِّكِ عَلَى السَّاكِنِ لِاعْتِمَادِهِ بالحركة وتمكنه بها. شبدع: الشِّبْدِعةُ: الْعَقْرَبُ، بِالْكَسْرِ، وَالدَّالِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ. والشَّبادِعُ: العَقارِبُ. والشِّبْدِع: اللِّسَانُ تَشْبِيهًا بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَضّ عَلَى شِبْدِعه سَلِمَ مِنَ الْآثَامِ ؛ قَالَ الأَزهري: أَي لسانِه يَعْنِي سَكَتَ وَلَمْ يَخُضْ مَعَ الْخَائِضِينَ وَلَمْ يَلْسَعْ بِهِ النَّاسَ لأَن الْعَاضَّ عَلَى لِسَانِهِ لَا يَتَكَلَّمُ. ابْنُ الأَعرابي: أَلقَيْتُ عَلَيْهِمْ شِبْدِعاً وشِبْدَعاً أَي داهِيةً، قَالَ: وأَصله لِلْعَقْرَبِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّبادِعُ الدَّواهي؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: إِذا الناسُ ناسٌ والعِبادُ بقُوّةٍ، ... وإِذْ نَحْنُ لَمْ تَدْبِبْ إِلينا الشَّبادِعُ

_ (3). قوله [يا أُميمة] في شرح الديوان: ونصب أميمة لأَنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يَا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ إنما أراد يا تيم عديّ فأقحم الثاني، قال الخليل مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ أَنْ تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح، قال الوزير: والأَحسن أن ينشد بالرفع.

فَتَكُونُ عَلَى هَذَا مُسْتَعَارَةً من العقارب. شتع: شَتِعَ شَتَعاً: جَزِعَ مِنْ مرَض أَو جُوع. شجع: شَجُعَ، بِالضَّمِّ، شَجاعةً: اشْتَدَّ عِنْدَ البَأْسِ. والشَّجاعةُ: شِدّةُ القَلْبِ فِي البأْس. ورجلٌ شَجاعٌ وشِجاعٌ وشُجاعٌ وأَشْجَعُ وشَجِعٌ وشَجيعٌ وشِجَعةٌ عَلَى مِثَالِ عِنَبة؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَهِيَ طَرِيفةٌ، مِنْ قَوْمٍ شِجاعٍ وشُجْعانٍ وشِجْعانٍ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وشُجَعاءَ وشِجْعةٍ وشَجْعةٍ وشُجْعةٍ، الأَربع اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ طَرِيفِ بْنِ مَالِكٍ الْعَنْبَرِيِّ: حَوْلِي فَوارِسُ، مِنْ أُسَيِّدِ، شِجْعةٌ، ... وإِذا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بَيْتِيَ خَضَّمُ وَرَوَاهُ الصِّقِلِّيُّ: مِنْ أُسيّدَ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ. وامرأَة شَجِعةٌ وشَجِيعةٌ وشُجاعةٌ وشَجْعاءُ مِنْ نِسْوَةٍ شَجائِعَ وشُجُعٍ وشِجاعٍ؛ الْجَمِيعُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ونِسْوة شجاعاتٌ، والشَّجِعةُ مِنَ النِّسَاءِ: الجَريئةُ عَلَى الرِّجَالِ فِي كَلَامِهَا وسَلاطَتِها. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ الكِلابِيِّينَ يَقُولُونَ: رَجُلٌ شُجاعٌ وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأَة. والأَشْجَعُ مِنَ الرِّجَالِ: مِثْلُ الشُّجاع، وَيُقَالُ لِلَّذِي فِيهِ خِفَّةٌ كالهَوَج لقُوّته وَيُسَمَّى بِهِ الأَسَدُ، وَيُقَالُ للأَسد أَشْجَعُ وللّبُوءَة شَجْعاءُ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: فَوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْد أَشْجَعا يَعْنِي أُم تَمِيمٍ وَلَدَتْهُ أَسداً مِنَ الأُسود. وتَشَجَّعَ الرجلُ: أَظْهَرَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وتَكَلّفه وَلَيْسَ بِهِ، وشَجَّعَه: جَعَلَهُ شُجاعاً أَو قَوَّى قَلْبَهُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: هُوَ يُشَجَّعُ أَي يُرْمى بِذَلِكَ وَيُقَالُ لَهُ. وشَجّعه عَلَى الأَمر: أَقْدَمَه والمَشْجُوع: المَغْلوبُ بِالشَّجَاعَةِ. والأَشْجَعُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي كأَنَّ بِهِ جُنُونًا، وَقِيلَ: الأَشْجَعُ الْمَجْنُونُ؛ قَالَ الأَعشى: بِأَشْجَعَ أَخّاذٍ عَلَى الدَّهْرِ حُكْمَه، ... فَمِنْ أَيِّ مَا تَأْتِي الحَوادِثُ أَفْرَقُ وَقَدْ فَسَّرَ قَوْلَهُ بأَشْجَعَ أَخّاذ قَالَ يَصِفُ الدَّهْرَ، وَيُقَالُ: عَنَى بالأَشْجَع نَفْسَه، وَلَا يَصِحُّ أَن يُرَادَ بالأَشجع الدَّهْرُ لِقَوْلِهِ أَخّاذٍ عَلَى الدَّهْرِ حُكْمَهُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ وَقَدْ قِيلَ إِن الأَشجع مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي كأَنَّ بِهِ جُنُونًا، قَالَ: وَهَذَا خَطَأٌ وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ مَا مَدح بِهِ الشُّعَراء. وبِهِ شَجَعٌ أَي جُنون. والشَّجِعُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَعْتَرِيه جُنُونٌ، وَقِيلَ: هُوَ السَّرِيعُ نَقْلِ القوائمِ. وَنَاقَةٌ شَجِعةٌ وقَوائِمُ شَجِعاتٌ: سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الشَّجَع؛ قَالَ: علَى شجعاتٍ لَا شَحَابٍ وَلَا عُصْل «1» أَراد بِالشِّجَعَاتِ قَوائِمَ الإِبل الطِّوال. والشَّجَعُ فِي الإِبل: سُرْعةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ؛ جَمَلٌ شَجِعُ القوائِمِ وَنَاقَةٌ شَجِعةٌ وشَجْعاءُ؛ قَالَ سُوَيْد بْنُ أَبي كَاهِلٍ: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها ... بِصِلابِ الأَرضِ، فِيهِنَّ شَجَعْ أَي بِصِلابِ القَوائِم، وناقة شَجْعاءُ من ذاك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَصِفْ سُوَيْدٌ فِي الْبَيْتِ إِبلًا وإِنما وَصَفَ خَيْلًا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ: فَتَراها عُصُماً مُنْعَلةً ... ... يَدَ القَيْنِ، يَكْفِيها الوَقَعْ «2»

_ (1). قوله [لا شحاب] كذا في الأصل وشرح القاموس بحاء مهملة وباء موحدة ولعله شخات بمعجمة ككتاب جمع شخت وهو دقيق العنق والقوائم. (2). كذا بياض في الأصل؛ ولعلها: بِحَدِيدِ.

فَيَكُونُ الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ بِصِلاب الأَرض أَي بَخِيلٍ صِلَابِ الحوافِر. وأَرضُ الفَرسِ: حوافِرُها، وإِنما فَسَّرَ صِلَابَ الأَرض بِالْقَوَائِمِ لأَنه ظَنَّ أَنه يَصِفُ إِبلًا، وَقَدْ قَدَّمَ أَن الشجَعَ سُرْعَةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ الأَصمعي فِي تَفْسِيرِ الشجَع فِي هَذَا الْبَيْتِ أَنه المَضاءُ والجَراءَةُ. والشَّجَعُ أَيضاً: الطُّولُ. وَرَجُلٌ أَشجَعُ: طويلٌ، وامرأَة شَجْعاء. والشَّجْعةُ: الرَّجُلُ «1» الطويلُ المُضْطَرِبُ. والشَّجْعةُ: الزَّمِنُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعْمى يَقود شَجْعةً. وقوائِمُ شَجِعةٌ: طَوِيلَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنها السَّرِيعَةُ الْخَفِيفَةُ. وَرَجُلٌ شَجْعةٌ: طويلٌ مُلْتَفٌّ، وشُجْعةٌ «2» جَبانٌ ضَعِيفٌ. والشَّجْعةُ: الفَصِيلُ تَضَعُه أُمّه كالمُخَبَّلِ. والأَشْجَعُ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ: العَصَبُ الممدودُ فَوْقَ السُّلامى مِنْ بَيْنِ الرُّسْغِ إِلى أُصول الأَصابع الَّتِي يُقَالُ لَهَا أَطنابُ الأَصابع فَوْقَ ظَهْرِ الْكَفِّ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظْمُ الَّذِي يَصِلُ الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ لِكُلِّ إِصبع أَشْجَع، وَاحْتَجَّ الَّذِي قَالَ هُوَ الْعَصَبُ بِقَوْلِهِمْ لِلذِّئْبِ وللأَسد عارِي الأَشاجِعِ، فَمَنْ جَعَلَ الأَشاجعَ الْعَصَبَ قَالَ لِتِلْكَ الْعِظَامِ هِيَ الأَسْناعُ وَاحِدُهَا سِنْعٌ. وَفِي صِفَةِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عارِي الأَشاجِعِ ؛ هِيَ مَفاصِلُ الأَصابع، وَاحِدُهَا أَشجَع، أَي كَانَ اللَّحْمُ عَلَيْهَا قَلِيلًا، وَقِيلَ: هُوَ ظَاهِرُ عصبها، وقيل: الأَشاجع رؤوس الأَصابع الَّتِي تَتَّصِلُ بِعَصَبِ ظَاهِرِ الْكَفِّ، وَقِيلَ: الأَشاجع عُروق ظَاهِرِ الْكَفِّ، وَهُوَ مَغْرِزُ الأَصابع، وَالْجَمْعُ الأَشاجع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: يُدْخِلُها حَتَّى يُوارِي إِصْبَعَه «3» وَنَاسٌ يَزْعُمُونَ أَنه إِشْجَع مِثْلُ إِصْبَع وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ؛ وَيُقَالُ للحيَّة أَشْجَع؛ وأَنشد: فَقَضى عَلَيْهِ الأَشْجَعُ «4» وأَشْجَع: ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ، وَتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَن الرَّجُلَ إِذا طَالَ جُوعُهُ تعرّضتْ لَهُ فِي بَطْنِهِ حَيَّةٌ يُسَمُّونَهَا الشُّجاعَ والشِّجاع والصَّفَرَ؛ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَلي يُخَاطِبُ امرأَته: أَرُدُّ شُجاعَ [شِجاعَ] البَطْنِ لَوْ تَعْلَمِينَه، ... وأُوثِرُ غَيْري مِنْ عِيالِكِ بالطُّعْمِ وَقَالَ الأَزهري: قَالَ الأَصمعي شُجاعُ الْبَطْنِ وشِجاعُهُ شِدَّةُ الْجُوعِ، وأَنشد بَيْتَ أَبي خِرَاشٍ أَيضاً. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِ الْحَيَّاتِ: الشُّجاعُ ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ لَطِيفٌ دَقِيقٌ وَهُوَ، زَعَمُوا، أَجْرَؤُها؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وحَبَتْ لَهُ أُذُنٌ يُراقِبُ سَمْعَها ... بَصَرٌ، كناصِبة الشُّجاعِ المُسْخِدِ حَبَت: انْتَصَبَتْ. وناصِبةُ الشُّجاعِ: عَيْنُه الَّتِي يَنْصِبُها لِلنَّظَرِ إِذا نَظَرَ. والشُّجاعُ والشِّجاعُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الحيّةُ الذكَر، وَقِيلَ: هُوَ الْحَيَّةُ مُطْلَقًا، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْب مِنَ الْحَيَّاتِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنْهَا صَغِيرٌ، وَالْجَمْعُ أَشْجِعةٌ وشُجْعانٌ وشِجْعانٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي مَنْعِ الزَّكَاةِ: إِلا بُعِثَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَعَفُها ولِيفُها أَشاجِعَ يَنْهَشْنَه أَي حَيَّاتٍ وَهِيَ جَمْعُ أَشجَع، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ أَشْجِعةٍ وأَشْجِعةٌ جَمْعُ شُجاع وشِجاع وَهُوَ الْحَيَّةُ، والشَّجْعَمُ: الضَّخْم مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ الخَبيث المارِدُ مِنْهَا، وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنه رُبَاعِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

_ (1). قوله [والشجعة الرجل إلخ] في شرح القاموس هو بالفتح وفي شرح الأمثال للميداني. قال الأزهري: الشجعة، بسكون الجيم، الضعيف. (2). قوله [وشجعة] في القاموس: والشجعة، بالضم ويفتح، العاجز الضاوي لا فؤاد له. (3). قوله [إصبعه] لا شاهد فيه ولذا كتب بهامش الأصل: صوابه أشجعه. (4). قوله [فقضى إلخ] في هامش النهاية قال جرير: قد عضه فقضى إلخ.

أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَجِيءُ كَنْزُ أَحدهم يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجاعاً أَقرَعَ ؛ وأَنشد الأَحمر: قَدْ سالَمَ الحَيَّاتُ مِنْهُ القَدَما، ... الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعما نَصَبَ الشُّجَاعَ والأُفْعُوان بِمَعْنَى الْكَلَامِ لأَن الحيّاتِ إِذا سَالَمَتِ القَدَم فَقَدْ سَالَمَهَا الْقَدَمُ فكأَنه قَالَ سالَم القدمُ الحيّاتِ، ثُمَّ جَعَلَ الأُفْعُوان بَدَلًا مِنْهَا. ومَشْجَعةُ وشُجاعٌ: اسمانِ. وَبَنُو شَجْعٍ: بَطْنٌ مِنْ عُذْرةَ. وشِجْعٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ كِنانة، وَقِيلَ: إِن فِي كَلْبٍ بَطْنًا يُقَالُ لَهُمْ بَنُو شَجْعٍ، بِفَتْحِ الشِّينِ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: غَداةَ دَعا بَني شَجْعٍ، وولَّى ... يَؤُمُّ الخَطْمَ، لَا يَدْعُو مُجِيبا وَفِي الأَزْد بَنُو شُجاعةَ. وأَشْجَعُ: قَبِيلَةٌ مِنْ غَطَفان، وأَشْجَعُ: فِي قَيْس. شرع: شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تَنَاوَلَ الماءَ بفِيه. وشَرَعَتِ الدوابُّ فِي الْمَاءِ تَشْرَعُ شَرْعاً وشُرُوعاً أَي دخلت. ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نَحْوَ الْمَاءِ. والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ الَّتِي يُنْحَدر إِلى الْمَاءِ مِنْهَا، قَالَ اللَّيْثُ: وَبِهَا سُمِّيَ مَا شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصَّوْمِ والصلاةِ وَالْحَجِّ وَالنِّكَاحِ وَغَيْرِهِ. والشِّرْعةُ والشَّريعةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: مَشْرَعةُ الْمَاءِ وَهِيَ مَوْرِدُ الشاربةِ الَّتِي يَشْرَعُها النَّاسُ فَيَشْرَبُونَ مِنْهَا ويَسْتَقُونَ، وَرُبَّمَا شَرَّعوها دوابَّهم حَتَّى تَشْرَعها وتشرَب مِنْهَا، وَالْعَرَبُ لَا تُسَمِّيهَا شَريعةً حَتَّى يَكُونَ الْمَاءُ عِدًّا لَا انْقِطَاعَ لَهُ، وَيَكُونُ ظَاهِرًا مَعِيناً لَا يُسْقى بالرِّشاءِ، وإِذا كَانَ مِنَ السَّمَاءِ والأَمطار فَهُوَ الكَرَعُ، وَقَدْ أَكْرَعُوه إِبلهم فكَرَعَتْ فِيهِ وسقَوْها بالكَرْع وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وشَرَعَ إِبله وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الْمَاءِ فَشَرِبَتْ وَلَمْ يَسْتَقِ لَهَا. وَفِي الْمَثَلِ: أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ، وَذَلِكَ لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بِهَا الشَّرِيعَةَ لَمْ يَتْعَبْ فِي إِسْقاءِ الْمَاءِ لَهَا كَمَا يَتْعَبُ إِذا كَانَ الْمَاءُ بَعِيدًا؛ ورُفِعَ إِلى عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَمْرُ رَجُلٍ سَافَرَ مَعَ أَصحاب لَهُ فَلَمْ يَرْجِعْ حِينَ قفَلوا إِلى أَهاليهم، فاتَّهَمَ أَهلُه أَصحابَه فرَفَعُوهم إِلى شُرَيْح، فسأَلَ الأَولياءَ البينةَ فعَجَزُوا عَنْ إِقامتها وأَخبروا عَلِيًّا بِحُكْمِ شُرَيْحٍ فتمثَّل بِقَوْلِهِ: أَوْرَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ، ... يَا سَعْدُ لَا تَرْوى بِهذاكَ الإِبِلْ «1» ثُمَّ قَالَ: إِن أَهْوَنَ السَّقْيِ التَّشْريعُ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمْ وسأَلهم وَاحِدًا وَاحِدًا، فاعترَفوا بِقَتْلِهِ فقَتَلَهم بِهِ؛ أَراد عَلِيٌّ: أَن هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ كَانَ يسِيراً هيِّناً وَكَانَ نَوْلُه أَن يَحْتاطَ ويَمْتَحِنَ بأَيْسَر مَا يُحْتاطُ فِي الدِّماءِ كَمَا أَن أَهْوَنَ السَّقْيِ للإِبلِ تشرِيعُها الْمَاءَ، وَهُوَ أَن يُورِدَ رَبُّ الإِبلِ إِبله شَرِيعَةً لَا تَحْتَاجُ مَعَ ظُهُورِ مَائِهَا إِلى نَزْع بالعَلَق مِنَ الْبِئْرِ وَلَا حَثْيٍ فِي الْحَوْضِ، أَراد أَن الَّذِي فَعَلَهُ شُرَيْحٌ مِنْ طَلَبِ الْبَيِّنَةِ كَانَ هيِّناً فأَتَى الأَهْوَنَ وَتَرَكَ الأَحْوَطَ كَمَا أَن أَهون السَّقْيِ التشريعُ. وإِبلٌ شُرُوعٌ، وَقَدْ شَرَعَتِ الماءَ فشَرِبت؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يَسُدُّ بِهِ نَوائِبَ تَعْتَرِيهِ ... مِنَ الأَيامِ كالنَّهَلِ الشُّرُوعِ وشَرَعْتُ فِي هَذَا الأَمر شُرُوعاً أَي خُضْتُ. وأَشْرَعَ يدَه فِي المِطْهَرةِ إِذا أَدخَلَها فِيهَا إِشْراعاً. قَالَ: وشَرَعْتُ فِيهَا وشَرَعَتِ الإِبلُ الماءَ وأَشرعْناها.

_ (1). ويروى: ما هكذا توردُ، يا سعدُ، الإِبل.

وَفِي الْحَدِيثِ: فأَشرَعَ ناقتَه أَي أَدخَلها فِي شرِيعةِ الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الْوُضُوءِ: حَتَّى أَشرَعَ فِي العضُد أَي أَدخَل الماءَ إِليه. وشَرَّعَتِ الدابةُ: صَارَتْ عَلَى شَرِيعةِ الْمَاءِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَلَمَّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَليلًا ... فأَعْجَلَها، وَقَدْ شَرِبَتْ غِمارا والشريعةُ مَوْضِعٌ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ تَشْرَعُ فِيهِ الدوابُّ. والشريعةُ والشِّرْعةُ: مَا سنَّ اللَّهُ مِنَ الدِّين وأَمَر بِهِ كَالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَالْحَجِّ وَالزَّكَاةِ وَسَائِرِ أَعمال البرِّ مشتقٌّ مِنْ شَاطِئِ الْبَحْرِ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الشِّرْعةُ الدِّين، والمِنهاجُ الطريقُ، وَقِيلَ: الشِّرْعَةُ وَالْمِنْهَاجُ جميعاً الطريق، والطريقُ هاهنا الدِّين، وَلَكِنَّ اللَّفْظَ إِذا اخْتَلَفَ أَتى بِهِ بأَلفاظ يؤَكِّدُ بِهَا القِصة والأَمر كَمَا قَالَ عَنْتَرَةُ: أَقوَى وأَقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَمِ فَمَعْنَى أَقْوَى وأَقْفَرَ وَاحِدٌ عَلَى الخَلْوَة إِلا أَن اللَّفْظَيْنِ أَوْكَدُ فِي الْخَلْوَةِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: شِرْعةً مَعْنَاهَا ابتِداءُ الطَّرِيقِ، والمِنهاجُ الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا سَبيلًا وسُنَّة، وَقَالَ قَتَادَةُ: شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا، الدِّين وَاحِدٌ وَالشَّرِيعَةُ مُخْتَلِفَةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ : عَلَى دِينٍ ومِلَّة وَمِنْهَاجٍ، وكلُّ ذَلِكَ يُقَالُ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: عَلَى شَرِيعَةٍ، عَلَى مِثال ومَذْهبٍ. وَمِنْهُ يُقَالُ: شَرَعَ فُلَانٍ فِي كَذَا وَكَذَا إِذا أَخذ فِيهِ؛ وَمِنْهُ مَشارِعُ الْمَاءِ وَهِيَ الفُرَضُ الَّتِي تَشْرَعُ فِيهَا الواردةُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَشْتَرعُ شِرْعَتَهُ ويَفْتَطِرُ فِطْرَتَه ويَمْتَلُّ مِلَّتَه، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ شِرْعةِ الدِّين وفِطْرتِه ومِلَّتِه. وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعاً: سَنَّه. وَفِي التَّنْزِيلِ: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: شَرَعَ أَي أَظهر. وقال في قوله: شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ، قَالَ: أَظهَرُوا لَهُمْ. والشارعُ الرَّبّاني: وَهُوَ الْعَالِمُ العاملُ المعَلِّم. وشَرَعَ فُلَانٌ إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطِلَ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَى شَرَعَ بَيَّنَ وأَوضَح مأْخوذ مِنْ شُرِعَ الإِهابُ إِذا شُقَّ وَلَمْ يُزَقَّقْ أَي يجعل زِقًّا وَلَمْ يُرَجَّلْ، وَهَذِهِ ضُرُوبٌ مِنَ السَّلْخِ مَعْرُوفة أَوسعها وأَبينها الشَّرْعُ، قَالَ: وإِذا أَرادوا أَن يَجْعَلُوهَا زِقًّا سلَخُوها مِنْ قِبَل قَفاها وَلَا يَشُقُّوها شَقّاً، وقيل في قوله: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً : إِنَّ نُوحًا أَول مَنْ أَتَى بِتَحْرِيمِ البَناتِ والأَخَواتِ والأُمَّهات. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى؛ أَي وَشَرَعَ لَكُمْ مَا أَوحينا إِليك وَمَا وصَّيْنا بِهِ الأَنبياء قبْلك. والشِّرْعةُ: العادةُ. وَهَذَا شِرْعةُ ذَلِكَ أَي مِثاله؛ وأَنشد الْخَلِيلُ يذمُّ رَجُلًا: كَفّاكَ لَمْ تُخْلَقا للنَّدَى، ... وَلَمْ يَكُ لُؤْمُهما بِدْعَهْ فَكَفٌّ عَنِ الخَيرِ مَقْبُوضةٌ، ... كَمَا حُطَّ عَنْ مائَةٍ سَبْعهْ وأُخْرَى ثَلاثَةُ آلافِها، ... وتِسْعُمِئيها لَهَا شِرْعهْ وَهَذَا شِرْعُ هَذَا، وَهُمَا شِرْعانِ أَي مِثْلانِ. والشارِعُ: الطريقُ الأَعظم الَّذِي يَشْرَعُ فِيهِ النَّاسُ عَامَّةً

وَهُوَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى ذُو شَرْعٍ مِنَ الخَلْق يَشْرَعُون فِيهِ. ودُورٌ شارِعةٌ إِذا كَانَتْ أَبوابها شارِعةً فِي الطَّرِيقِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: دُورٌ شَوارِعُ عَلَى نَهْجٍ وَاحِدٍ. وشَرَعَ المَنْزِلُ إِذا كَانَ عَلَى طَرِيقٍ نَافِذٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ الأَبوابُ شارِعةً إِلى المَسْجِدِ أَي مَفْتُوحةً إِليه. يُقَالُ: شَرَعْتُ البابَ إِلى الطَّرِيقِ أَي أَنْفَذْتُه إِليه. وشَرَعَ البابُ والدارُ شُرُوعاً أَفْضَى إِلى الطريقِ، وأَشْرَعَه إِليه. والشَّوارِعُ مِنَ النُّجُومِ: الدَّانِيةُ مِنَ المَغِيبِ. وكلُّ دانٍ مِنْ شَيْءٍ، فَهُوَ شارِعٌ. وَقَدْ شَرَعَ لَهُ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الدارُ الشارِعةُ الَّتِي قَدْ دَنَتْ مِنَ الطَّرِيقِ وقَرُبَتْ مِنَ الناسِ، وَهَذَا كُلُّهُ رَاجِعٌ إِلى شَيْءٍ وَاحِدٍ، إِلى القُرْب مِنَ الشَّيْءِ والإِشْرافِ عَلَيْهِ. وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما لَهُ، فَشَرَعَتْ وهيَ شَوارِعُ؛ وأَنشد: أَفاجُوا مِنْ رِماحِ الخَطِّ لَمّا ... رَأَوْنا قَدْ شَرَعْناها نِهالا وشَرَعَ الرُّمْحُ والسَّيْفُ أَنْفُسُهُما؛ قَالَ: غَداةَ تَعاوَرَتْه ثَمَّ بِيضٌ، ... شَرَعْنَ إِليهِ فِي الرَّهْجِ المُكِنِّ «1» وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي أَوْفَى يَهْجُو امرأَة: ولَيْسَتْ بِتارِكةٍ مُحْرَماً، ... ولَوْ حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ وَرُمْحٌ شُراعِيٌّ أَي طويلٌ وَهُوَ مَنْسُوب. والشِّرْعةُ «2»: الوَتَرُ الرقيقُ، وَقِيلَ: هُوَ الوَتَرُ مَا دَامَ مَشْدوداً عَلَى القَوْس، وَقِيلَ: هُوَ الْوَتَرُ، مَشْدوداً كَانَ عَلَى القَوْس أَو غَيْرَ مَشْدُودٍ، وَقِيلَ: مَا دَامَتْ مَشْدُودَةً عَلَى قَوْسٍ أَو عُود، وَجَمْعُهُ شِرَعٌ عَلَى التَّكْسِيرِ، وشِرْعٌ عَلَى الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ، وشِراعٌ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمَا أَزْهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِّراع ... لإِسْوارِها عَلَّ مِنْهُ اصْطِباحَا «3» وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وعاوَدَني دَيْني، فَبِتُّ كأَنما ... خِلالَ ضُلوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ ذكَّر لأَن الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفارِقُ واحده إِلا بِالْهَاءِ لَكَ تَذْكِيرُهُ وتأْنيثه؛ يَقُولُ: بِتُّ كأَنّ فِي صَدْري عُوداً مِنَ الدَّوِيِّ الَّذِي فِيهِ مِنَ الهُموم، وَقِيلَ: شِرْعةٌ وثلاثُ شِرَعٍ، وَالْكَثِيرُ شِرْعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي عَلَى أَن أَبا عُبَيْدٍ قَدْ قَالَهُ. والشِّراعُ: كالشِّرْعة، وَجَمْعُهُ شُرُعٌ؛ قَالَ كَثِيرٌ: إِلا الظِّباءَ بِهَا، كأَنَّ تَرِيبَها ... ضَرْبُ الشِّراعِ نَواحيَ الشِّرْيانِ يَعْنِي ضَرْب الوَتَرِ سِيَتَيِ القَوْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَجُلٌ: إِني أُحِبُّ الجَمالَ حَتَّى فِي شِرْعِ نَعْلِي أَي شِراكِها تَشْبِيهٌ بالشِّرْعِ، وَهُوَ وَترُ العُود لأَنه مُمْتَدٌّ عَلَى وجهِ النَّعْلِ كامتِدادِ الوَترِ عَلَى العُود، والشِّرْعةُ أَخَصّ مِنْهُ، وَجَمْعُهُمَا شِرْعٌ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: كَقَوْسِ الماسِخِيِّ يَرِنُّ فِيهَا، ... مِنَ الشِّرْعِيِّ، مَرْبُوعٌ مَتِينُ

_ (1). هذا البيت من قصيدة للنابغة. وفي ديوانه: دُفعن إِليه مكان شرعن إِليه. (2). قوله [والشرعة] في القاموس: هو بالكسر ويفتح، الجمع شرع بالكسر ويفتح وشرع كعنب، وجمع الجمع شراع. (3). قوله [كما أزهرت إلخ] أنشده في مادة زهر: ازدهرت. وقوله [عل منه] تقدم عل منها.

أَراد الشِّرْعَ فأَضافه إِلى نَفْسِهِ وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَعِنْدِي أَنه أَراد الشِّرْعةَ لَا الشِّرْعَ لأَنَّ العَرَبَ إِذا أَرادت الإِضافة إِلى الْجَمْعِ فإِنما تردُّ ذَلِكَ إِلى الْوَاحِدِ. والشَّريعُ: الكَتَّانُ وَهُوَ الأَبَقُ والزِّيرُ والرازِقيُّ، ومُشاقَتُه السَّبِيخةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشَّرَّاعُ الَّذِي يَبِيعُ الشَّريعَ، وَهُوَ الكتَّانُ الجَيِّدُ. وشَرَّعَ فُلَانٌ الحَبْلَ أَي أَنْشَطه وأَدْخَلَ قُطْرَيْه فِي العُرْوة. والأَشْرَعُ الأَنْفِ: الَّذِي امْتَدَّت أَرْنَبَتُه. وَفِي حَدِيثِ صُوَرِ الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ: شِراعُ الأَنفِ أَي مُمْتَدُّ الأَنْفِ طَوِيلُهُ. والأَشْرعُ: السَّقائفُ، وَاحِدَتُهَا شَرَعة؛ قَالَ ابْنُ خَشْرَمٍ: كأَنَّ حَوْطاً جَزاه اللهُ مَغْفِرةً، ... وجَنَّةً ذاتَ عِلِّيٍّ وأَشْراعِ والشِّراعُ: شِراعُ السفينةِ وَهِيَ جُلُولُها وقِلاعُها، وَالْجَمْعُ أَشْرِعةٌ وشُرُعٌ؛ قَالَ الطِّرِمّاح: كأَشْرِعةِ السَّفِينِ وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ فِي الْبَحْرِ والريحُ طَيِّبةٌ والشِّراعُ مرفوعٌ ؛ شِراعُ السَّفِينَةِ: مَا يُرْفَعُ فَوْقَهَا مِنْ ثَوْبٍ لِتَدْخُلَ فِيهِ الرِّيحُ فيُجْريها. وشَرّعَ السفينةَ: جَعَلَ لَهَا شِراعاً. وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جِدًّا. وحِيتانٌ شُرُوعٌ: رافعةٌ رُؤُوسَها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ رافعةٌ رُؤُوسَها، وَقِيلَ: خَافِضَةٌ لَهَا لِلشُّرْبِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن حِيتانَ الْبَحْرِ كَانَتْ تَرِدُ يَوْمَ السَّبْتِ عَنَقاً مِنَ الْبَحْرِ يُتاخِمُ أَيْلةَ أَلهَمَها اللَّهُ تَعَالَى أَنها لَا تُصَادُ يَوْمَ السَّبْتِ لنَهْيِه اليهودَ عَنْ صَيْدِها، فَلَمَّا عَتَوْا وصادُوها بِحِيلَةٍ توَجَّهَتْ لَهُمْ مُسِخُوا قِرَدةً. وحِيتانٌ شُرَّعٌ أَي شارِعاتٌ مِنْ غَمْرةِ الماءِ إِلى الجُدِّ. والشِّراعُ: العُنُق، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْبَعِيرِ إِذا رَفَع عُنُقه: رَفَع شِراعَه. والشُّراعيّة والشِّراعيّةُ: الناقةُ الطويلةُ العُنُقِ؛ وأَنشد: شِراعِيّة [شُراعِيّة] الأَعْناقِ تَلْقَى قَلُوصَها، ... قَدِ اسْتَلأَتْ فِي مَسْك كَوْماءَ بادِنِ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري شُراعِيّةٌ أَو شِراعِيّةٌ، والكَسْر عِنْدِي أَقرب، شُبِّهت أَعناقُها بشِراع السَّفِينَةِ لِطُولِهَا يَعْنِي الإِبل. وَيُقَالُ للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ مِنْهُ الإِبلُ: قَدْ أَشرَعَتْ، وَهَذَا نَبْتٌ شُراعٌ، وَنَحْنُ فِي هَذَا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ أَي سواءٌ لَا يفوقُ بعضُنا بَعْضًا، يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ. وَالْجَمْعُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ. قَالَ الأَزهري: كأَنه جَمْعُ شارِعٍ أَي يَشْرَعُون فِيهِ مَعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنتم فِيهِ شَرعٌ سواءٌ أَي مُتَسَاوُونَ لَا فَضْل لأَحدِكم فِيهِ عَلَى الْآخَرِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِهَا. وشَرْعُك هَذَا أَي حَسْبُك؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وكانَ ابنَ أَجمالٍ، إِذا مَا تَقَطَّعَتْ ... صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوِّفُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِذا قطَّع الناسُ السِّياط عَلَى إِبلهم كَفَى هَذِهِ أَن تُخَوَّفَ. وَرَجُلٌ شَرْعُك مِنْ رَجُلٍ: كَافٍ، يَجْرِي عَلَى النَّكِرَةِ وَصْفًا لأَنه فِي نِيَّةِ الِانْفِصَالِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ شَرْعِكَ فَهُوَ نَعْتٌ لَهُ بِكمالِه وبَذِّه، غَيْرَهُ: وَلَا يثنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يؤنَّث،

وَالْمَعْنَى أَنه مِنَ النَّحْوِ الَّذِي تَشْرَعُ فِيهِ وتَطْلُبُه. وأَشرَعَني الرجلُ: أَحْسَبَني. وَيُقَالُ: شَرْعُكَ هَذَا أَي حَسْبُك. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مُغَفَّلٍ: سأَله غَزْوانُ عَمَّا حُرِّمَ مِنَ الشَّرابِ فَعَرَّفَه، قَالَ: فَقُلْتُ شَرْعي أَي حَسْبي؛ وَفِي الْمَثَلِ: شَرْعُكَ مَا بَلَّغَكَ المَحَلَّا أَي حَسْبُكَ وكافِيكَ، يُضْرَبُ فِي التَّبْلِيغِ بِالْيَسِيرِ. والشَّرْعُ: مَصْدَرُ شَرَعَ الإِهابَ يَشْرَعُه شَرْعاً سَلَخَه، وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِذا شَقَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْه وسَلَخَه؛ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ أُمِّ الحُمارِسِ البَكْرِيّةِ. والشِّرْعةُ: حِبالةٌ مِنَ العَقَبِ تُجْعَلُ شَرَكاً يُصَادُ بِهِ القَطا وَيُجْمَعُ شِرَعاً؛ وَقَالَ الرَّاعِي: مِنْ آجِنِ الماءِ مَحْفُوفاً بِهِ الشِّرَعُ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: أَبَنَّ عِرِّيسةً عَنانُها أَشِبٌ، ... وعِنْدَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ الشَّرَعُ: مَا يُشْرَعُ فِيهِ، والشَّراعةُ: الجُرْأَةُ. والشَّرِيعُ: الرَّجُلُ الشُّجاعُ؛ وَقَالَ أَبو وجْزةَ: وإِذا خَبَرْتَهُمُ خَبَرْتَ سَماحةً ... وشَراعةً، تَحْتَ الوَشِيجِ المُورِدِ والشِّرْعُ: مَوْضِعٌ «4»، وَكَذَلِكَ الشّوارِعُ. وشَرِيعةُ: ماءٌ بِعَيْنِهِ قَرِيبٌ مِنْ ضَرِيّةَ؛ قَالَ الرَّاعِي: غَدا قَلِقاً تَخَلَّى الجُزْءُ مِنْهُ، ... فَيَمَّمَها شَرِيعةَ أَو سَوارَا وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وأَسْمَر عاتِك فِيهِ سِنانٌ ... شُراعِيٌّ، كَساطِعةِ الشُّعاعِ قَالَ: شُراعِيٌّ نِسْبَةٌ إِلى رَجُلٍ كَانَ يَعْمَلُ الأَسِنَّة كأَن اسْمَهُ كَانَ شُراعاً، فَيَكُونُ هَذَا عَلَى قِيَاسِ النَّسَبِ، أَو كَانَ اسْمُهُ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَبْنِية شَرَعَ، فَهُوَ إِذاً مِنْ نادِرِ مَعْدُول النَّسَبِ. والأَسْمَرُ: الرُّمح. والعاتِكُ: المُحْمَرُّ مِنْ قِدَمِه. والشَّرِيعُ مِنَ اللِّيفِ: مَا اشتَدَّ شَوْكُه وصلَحَ لِغِلَظِه أَنْ يُخْرَزَ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ الْهَجَرِيِّينَ النَّخْلِيِّين. وَفِي جِبَالِ الدَّهْناءِ جبلٌ يُقَالُ لَهُ شارعٌ، ذَكَرَهُ ذُو الرُّمَّةِ فِي شعره. شرجع: الشَّرْجَعُ: السرِيرُ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَيِّتُ. والشَّرْجَعُ: الجَنازة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَبْدة بن الطبيب: وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْرِي حُفْرةٌ ... غَبْراءُ، يَحْمِلُني إِليها شَرْجَعُ الأَزهري: الشَّرْجَعُ النَّعْشُ؛ قَالَ أُمَيّةُ بْنُ أَبي الصلْت يَذْكُرُ الخالِقَ وملَكُوتَه: ويُنَفِّدُ الطُّوفانَ نَحْنُ فِداؤُه، ... واقْتادَ شَرْجَعَه بَداحُ بَدِيدُ قَالَ شَمِرٌ: أَي هُوَ الْبَاقِي وَنَحْنُ الهالكُون. واقْتادَ أَي وَسَّع. قَالَ: وشَرْجَعُه سَرِيرُه. وبَداحٌ بَدِيدٌ أَي واسِعٌ. والشَّرْجَعُ: الطَّوِيلُ. وشَرْجَعَ المِطْرقة وَالْخَشَبَةَ إِذا كَانَتْ مُرَبَّعةً فَنُحِتَتْ مِنْ حُرُوفِهَا، تَقُولُ مِنْهُ: شَرْجِعْه. والمُشَرْجَعُ: المُطَوَّلُ الَّذِي لَا حَرْفَ لِنَوَاحِيهِ مِنْ مَطَارِقِ الْحَدَّادِينَ؛

_ (4). قوله [والشرع موضع] في معجم ياقوت: شرع، بالفتح، قرية على شرقي ذرة فيها مزارع ونخيل على عيون، ثم قال: شرع، بالكسر، موضع، واستشهد على كليهما.

قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ مَا بَيْنَ عَيْنَيْها ومَذْبَحِها ... مُشَرْجَعٌ مِنْ عَلاة القَيْنِ، مَمْطُولُ ومِطْرقةٌ مُشَرْجَعةٌ أَي مُطَوَّلةٌ لَا حُرُوفَ لِنَوَاحِيهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لخُفاف بْنِ نُدْبَةَ: جُلْمُود بِصْرٍ إِذا المِنْقارُ صادَفَه، ... فَلَّ المُشَرْجَعَ مِنْهَا كُلَّمَا يَقَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ أَعْشى عُكْلٍ: أُقِيمُ عَلَى يَدِي وأُعِينُ رِجْلي، ... كأَنِّي شَرْجَعٌ بَعْدَ اعْتدالِ قَالَ: لَمْ يَشْرَحْهُ الشَّيْخُ، قَالَ: وأَراد القَوْسَ، وَاللَّهُ أَعلم. شسع: شِسْعُ النَّعْلِ: قِبالُها الَّذِي يُشَدّ إِلى زِمامِها، والزِّمامُ: السيْرُ الَّذِي يُعْقَدُ فِيهِ الشِّسْعُ، وَالْجَمْعُ شُسُوعٌ، لَا يكسَّر إِلا عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ. وشَسِعَتِ النعْلُ وقَبِلَتْ وشَرِكَتْ إِذا انْقَطَعَ ذَلِكَ مِنْهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمُنْقَطِعِ الشِّسْعِ: شاسِعٌ؛ وأَنشد: مِنْ آلِ أَخْنَسَ شاسِع النَّعْلِ يَقُولُ: مُنْقَطِعُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحدِكم فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ واحدةٍ ؛ الشِّسْعُ: أَحد سُيُور النَّعْلِ، وَهُوَ الَّذِي يُدْخَلُ بَيْنَ الإِصْبَعَيْن ويُدخل طَرَفُه فِي الثَّقْب الَّذِي فِي صَدْرِ النَّعْلِ المشْدود فِي الزِّمامِ، وإِنما نُهيَ عَنِ المَشْي فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِئَلَّا تَكُونَ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ أَرْفَعَ مِنَ الأُخرى، ويكونَ سَبَبًا للعِثار ويقبُح فِي المَنْظَر ويُعاب فَاعِلُهُ. وشَسَعَ النَّعْلَ يَشْسَعُها شَسْعاً وأَشْسَعَها: جَعَل لَهَا شِسْعاً. وَقَالَ أَبو الغَوْثِ: شَسَّعْتُ، بِالتَّشْدِيدِ، وَرُبَّمَا زَادُوا فِي الشِّسْعِ نُونًا؛ وأَنشد: ويلٌ لأَجْمال الكَرِيِّ مِنِّي، ... إِذا غَدَوْتُ وغَدَوْنَ، إِنِّي أَحْدُو بِهَا مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّي فأَدخل النُّونَ. وَلَهُ شِسْعُ مَالٍ أَي قَلِيلٌ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعة مِنْ إِبل وَغَنَمٍ، وَكُلُّهُ إِلى القِلَّة يُشَبَّه بِشِسْعِ النَّعْلِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: الشِّسْع جُلُّ مَالِ الرَّجُلِ. يُقَالُ: ذَهَبَ شِسْعُ مالِه أَي أَكثره؛ وأَنشد للمَرَّار: عَداني عَنْ بَنِيَّ وشِسْعِ مَالِي ... حِفاظٌ شَفَّني، ودَمٌ ثقِيلُ وَيُقَالُ: عَلَيْهِ شِسْعٌ مِنَ المالِ ونَصِيّةٌ وعنْصُلةٌ وعِنْصِيةٌ، وَهِيَ البَقِيَّةُ. والأَحْوَزُ: القُبَضةُ مِنَ الرِّعاء الحَسَنُ الْقِيَامِ عَلَى مَالِهِ، وَهُوَ الشِّسْعُ أَيضاً، وَهُوَ الشَّيْصِيةُ أَيضاً. وَفُلَانٌ شِسْعُ مَالٍ إِذا كَانَ حَسَن الْقِيَامِ عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ أَبِلُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ. وشِسْعُ المَكانِ: طَرَفُه. يُقَالُ: حَللْنَا شِسْعَي الدَّهناءِ. وَكُلُّ شيءٍ نتَأَ وشَخَصَ، فَقَدْ شَسَعَ؛ قَالَ بِلَالُ بْنُ جَرِيرٍ: لَهَا شاسِعٌ تَحْتَ الثِّيابِ، كأَنه ... قَفا الدِّيكِ أَوْفَى عَرْفُه ثُمَّ طَرَّبا وَيُرْوَى: أَوْفى غُرْفةً. وشَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعاً، فَهُوَ شاسِع وشَسُوعٌ، وشَسَعَ بِهِ وأَشْسَعَهُ: أَبْعَدَه. والشَّاسِعُ: الْمَكَانُ الْبَعِيدُ. وشَسَعَتْ دارُه شُسُوعاً إِذا بَعُدَت. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُمّ مَكْتُومٍ: إِنِّي رَجُلٌ شاسِعُ

الدَّارِ أَي بَعِيدُهَا. وشَسِعَ الفرَسُ شَسَعاً: انْفَرَجَ مَا بَيْنَ ثَنِيَّته ورَباعِيَتِه، وَهُوَ مِنَ البُعْد. والشِّسْعُ: مَا ضاق من الأَرض. شعع: الشُّعاعُ: ضَوْءُ الشَّمْسِ الَّذِي تَرَاهُ عِنْدَ ذُرُورِها كأَنه الْحِبَالُ أَو القُضْبانُ مُقْبِلةً عَلَيْكَ إِذا نَظَرْتَ إِليها، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَرَاهُ مُمْتَدًّا كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطُّلُوعِ، وَقِيلَ: الشُّعاعُ انتشارُ ضوئِها؛ قال قيس ابن الْخُطَيْمِ: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَيْسِ طَعْنَةَ ثائِرٍ، ... لَهَا نَفَذٌ، لَوْلَا الشَّعاعُ أَضاءَها وَقَالَ أَبو يُوسُفَ: أَنشدني ابْنُ مَعْنٍ عَنِ الأَصمعي: لَوْلَا الشُّعاع، بِضَمِّ الشِّينِ، وَقَالَ: هُوَ ضوءُ الدَّمِ وحُمْرَتُه وتَفَرُّقُه فَلَا أَدري أَقاله وَضْعًا أَم عَلَى التَّشْبِيهِ، وَيُرْوَى الشَّعاعُ، بِفَتْحِ الشِّينِ، وَهُوَ تَفَرُّق الدَّمِ وَغَيْرِهِ، وَجَمْعُ الشُّعاعِ أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ. وَفَسَّرَ الأَزهريّ هَذَا الْبَيْتَ فَقَالَ: لَوْلَا انْتِشارُ سَنَنِ الدَّمِ لأَضاءَها النَّفَذُ حَتَّى تَسْتَبِينَ، وَقَالَ أَيضاً: شُعَاعُ الدَّمِ مَا انْتَشر إِذا اسْتَنَّ مِنْ خَرْق الطَّعْنةِ. وَيُقَالُ: سَقَيْتُه لَبَناً شَعاعاً أَي ضَياحاً أُكْثِرَ ماؤُه، قَالَ: والشَّعْشَعةُ بِمَعْنَى المَزْجِ مِنْهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الشَّهْرَ قَدْ تَشَعْشَعَ فَلَوْ صُمْنا بَقِيَّتَه ، كأَنه ذَهب بِهِ إِلى رِقَّة الشَّهْرِ وقِلَّةِ مَا بَقِيَ مِنْهُ كَمَا يُشَعْشَعُ اللَّبَنُ بِالْمَاءِ. وتَشَعْشَعَ الشهرُ: تَقَضَّى إِلَّا أَقَلَّه. وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تَشَعْسَعَ مِنَ الشُّسُوعِ الَّذِي هُوَ الْبُعْدُ، بِذَلِكَ فسَّره أَبو عُبَيْدٍ، وَهَذَا لَا يُوجِبُه التصرِيفُ. وأشَعَّت الشمسُ: نَشَرَتْ شُعاعَها؛ قَالَ: إِذا سَفَرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها، ... كإِشْعاعِ الغَزالةِ فِي الضَّحاءِ وَمِنْهُ حَدِيثُ لَيْلَةِ القَدْرِ: وإِنَّ الشَّمْسَ تَطلُعُ مِنْ غَدِ يَوْمِهَا لَا شُعاعَ لَهَا ، الْوَاحِدَةُ شُعاعةٌ. وظِلٌ شَعْشَعٌ أَي لَيْسَ بِكَثِيفٍ، ومُشَعْشَعٌ أَيضاً كَذَلِكَ، وَيُقَالُ: الشَّعْشَعُ الظِّلُّ الَّذِي لَمْ يُظِلّك كلُّه فَفِيهِ فُرَجٌ. وشَعُّ السُّنبل وشَعاعُه وشِعاعُه وشُعاعُه: سَفاه إِذا يَبِسَ مَا دَامَ عَلَى السُّنْبُلِ. وَقَدْ أَشَعَّ الزرْعُ: أَخرج شَعاعَه. أَبو زَيْدٍ: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كِلَاهُمَا إِذا تَفَرَّقَ، وشَعْشَعْنا عَلَيْهِمُ الخيلَ نُشَعْشِعُها. والشَّعاعُ: المتفرِّق. وتَطايَرَ الْقَوْمُ شَعاعاً أَي متفرِّقين. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَتَرَوْن بَعْدِي مُلْكاً عَضُوضاً وأُمَّةً شَعاعاً أَي متفرِّقين مُخْتَلِفِينَ. وذهبَ دمُه شَعاعاً أَي متفرِّقاً. وطارَ فؤَادُه شَعاعاً تَفَرَقتْ هُمُومُه. يُقَالُ ذَهَبَتْ نَفْسِي شَعاعاً إِذا انْتَشَرَ رأْيها فَلَمْ تَتَّجِهْ لأَمْر جَزْم، وَرَجُلٌ شَعاعُ الفُؤَاد مِنْهُ. ورأْي شَعاعٌ أَي مُتَفَرِّقٌ. ونفْس شَعاع: متفرِّقة قَدْ تفرَّقَتْ هِمَمُها؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذَريح: فَلَمْ أَلْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ، ولَكِنْ ... أُقَضِّي حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ وَقَالَ أَيضاً: فقَدْتُكِ مِن نَفْسٍ شَعاعٍ، أَلَمْ أَكُنْ ... نَهَيْتُكِ عَنْ هَذَا وأَنْتِ جَميعُ؟ قَالَ ابْنُ برِّيّ: وَمِثْلُ هَذَا لِقَيْسِ بْنُ مُعَاذٍ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: فَلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً، فإِنَّها ... مِنَ الوَجْدِ قَدْ كادَتْ عَلَيْكِ تَذُوبُ

والشَّعْشاعُ أَيضاً: المُتَفَرِّقُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: صَدْقُ اللِّقاءِ غَيْرُ شَعْشاعِ الغَدَرْ يَقُولُ: هُوَ جَمِيعُ الهِمة غَيْرُ مُتَفَرِّقِهَا. وتَطايَرَتِ العَصا والقَصَبةُ شَعاعاً إِذا ضَرَبْتَ بِهَا عَلَى حَائِطٍ فَتَكَسَّرتْ وَتَطَايَرَتْ قِصَداً وقِطَعاً. وأَشَعَّ البعيرُ بَوْله أَي فَرَّقَه وقَطَّعه، وَكَذَلِكَ شَعَّ بولَه يَشُعُّه أَي فرَّقه أَيضاً فَشَعَّ يَشِعُّ إِذا انتَشر وأَوْزَعَ بِهِ مِثْلَهُ. ابْنُ الأَعرابي: شَعَّ القومُ إِذا تَفَرَّقُوا؛ قَالَ الأَخطل: عِصابةُ سَبْيٍ شَعَّ أَنْ يُتَقَسَّما أَي تَفَرَّقُوا حِذارَ أَن يُتَقَسَّموا. قَالَ: والشَّعُّ العَجَلةُ. قَالَ: وانْشَعَّ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ وانْشلَّ فِيهَا وانْشَنَّ وأَغار فِيهَا وَاسْتَغَارَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِبَيْتِ العَنْكَبُوت: الشُّعُّ وحُقُّ الكُهول. وشَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَةً: مزَجَه بِالْمَاءِ، وَقِيلَ: المُشَعْشَعة الخَمْرُ الَّتِي أُرِقَّ مَزْجُها. وشَعْشَعَ الثَّريدةَ الزُّرَيْقاءَ: سَغْبَلَها بالزَّيْت، يُقَالُ: شَعْشِعْها بالزَّيْت. وفي حديث وائِلةَ بْنِ الأَسْقَع: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَرَدَ ثَرِيدةً ثُمَّ شَعْشَعَها ثُمَّ لبَّقها ثُمَّ صَعْنَبَها ؛ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: شَعْشَعَها خلَط بعضَها بِبَعْضٍ كَمَا يُشَعْشَعُ الشرابُ بِالْمَاءِ إِذا مُزِجَ بِهِ، ورُوِيتْ هَذِهِ اللفظةُ سَغْسَغَها، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، أَي روَّاها دَسَماً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَعْشَعَ الثَّرِيدَةَ إِذا رَفَعَ رأْسها، وَكَذَلِكَ صَعْلَكَها وصعْنَبَها. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: شَعْشَعَ الثَّريدة إِذا أَكْثَرَ سَمْنَها، وَقِيلَ: شَعْشَعَها طَوَّلَ رأْسها مِنَ الشَّعْشاعِ، وَهُوَ الطَّوِيلُ مِنَ النَّاسِ، وَهُوَ فِي الْخَمْرِ أَكثر مِنْهُ فِي الثَّرِيدِ. والشَّعْشَعُ والشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانُ والشَّعْشَعانيُّ: الطَّوِيلُ الحَسنُ الخفيفُ اللحْمِ، شُبِّه بِالْخَمْرِ المُشَعْشَعةِ لِرِقَّتِها، ياءُ النَّسَبِ فِيهِ لِغَيْرِ عِلَّةٍ، إِنما هُوَ مِنْ بَابِ أَحمرَ وأَحْمَرِيٍّ ودوَّارٍ ودَوَّارِيٍّ؛ وَوَصَفَ بِهِ الْعَجَّاجُ المِشْفَرَ لِطُولِهِ ورِقَّتِه فَقَالَ: تُبادِرُ الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ، ... بِشَعْشَعانيٍّ صُهابيٍّ هَدِلْ، ومَنْكِباها خَلْفَ أَوْراكِ الإِبِلْ وَقِيلَ: الشَّعْشاعُ الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الحسَن؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى كُلِّ مَشْبُوحِ الذِّراعينِ، تُتَّقَى ... بهِ الحَرْبُ، شَعْشاعٍ وآخَرَ فَدْغَمِ وَفِي حَدِيثِ البَيْعةِ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَبْيَضُ شَعْشاعٌ أَي طَوِيلٌ. وَمِنْهُ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْح: تراهُ عَظِيماً شَعْشَعاً ، وَقِيلَ: الشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانيُّ والشَّعْشَعانُ الطويلُ العُنقِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وعُنُقٌ شَعْشاعٌ: طَوِيلٌ. والشَّعْشَعانةُ مِن الإِبل: الجَسِيمةُ، وَنَاقَةٌ شَعْشَعانة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَيْهاتَ خَرقاءُ إِلَّا أَنْ يُقَرِّبَها ... ذُو العَرْشِ، والشَّعْشَعاناتُ العَياهِيم وَرَجُلٌ شُعْشُعٌ: خَفِيفٌ فِي السَّفَرِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: غُلَامٌ شُعْشُع خَفِيفٌ فِي السَّفَرِ، فقَصَره عَلَى الْغُلَامِ. وَيُقَالُ: الشُّعْشُعُ الْغُلَامُ الحسَنُ الْوَجْهِ الْخَفِيفُ الرُّوحِ، بِضَمِّ الشِّينِ. وَقَالَ الأَزهري فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: كلُّ مَا مَضَى فِي الشَّعاعِ فَهُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ، وأَما ضَوءُ الشَّمْسِ فَهُوَ الشُّعاعُ، بِضَمِّ الشِّينِ، والشَّعَلَّع: الطَّوِيلُ، بزيادة اللام.

شعلع: الشَّعَلَّعُ: الطوِيلُ. شفع: الشَّفْعُ: خِلَافُ الوَتْر، وَهُوَ الزَّوْجُ. تَقُولُ: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً. وشَفَعَ الوَتْرَ مِنَ العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي لِسُوَيْدِ بْنِ كُرَاعٍ وإِنما هُوَ لِجَرِيرٍ: وَمَا باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً ... فَيَشْفِينَا، إِلَّا دِماءٌ شَوافِعُ أَي لَمْ نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قَتِيلٍ منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بِقَتْلِ جَمَاعَةٍ، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر. والشَّفِيعُ مِنَ الأَعْداد: مَا كَانَ زَوْجًا، تَقُولُ: كَانَ وَتْراً فشَفَعْتُه بِآخِرَ؛ وَقَوْلُهُ: لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي، وأَصْبَحَتْ ... تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ؛ وَقَوْلُهُ: مَا كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا، ... فالآنَ قَدْ شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ مَعْنَاهُ أَنه يحسَبُ الشَّخْصَ اثْنَيْنِ لضَعْفِ بَصَرِهِ. وَعَيْنٌ شافِعةٌ: تنظُر نَظَرَيْنِ. والشَّفْعُ: مَا شُفِع بِهِ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، وَالْجَمْعُ شِفاعٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذْ رَأَى خُلَّانَه، ... تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لَا يَكَادُ ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . قَالَ الأَسود بْنُ يَزِيدَ: الشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحى، والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ. وَقَالَ عَطَاءٌ: الوتْرُ هُوَ اللَّهُ، والشفْع خلْقه. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه، وَقِيلَ فِي الشفْع والوتْر: إِنّ الأَعداد كُلَّهَا شَفْع وَوِتْر. وشُفْعةُ الضُّحى: رَكْعتا الضُّحَى. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ حافَظَ عَلَى شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ لَهُ ذنوبُه ، يَعْنِي رَكْعَتِي الضُّحَى مِنَ الشفْعِ الزَّوْجِ، يُرْوى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، كالغَرْفة والغُرْفة، وإِنما سَمَّاهَا شَفْعة لأَنها أَكثر مِنْ وَاحِدَةٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الشَّفْعُ الزَّوْجُ وَلَمْ أَسمع بِهِ مُؤَنَّثًا إِلا هَاهُنَا، قَالَ: وأَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الْوَاحِدَةِ أَو إِلى الصلاةِ. وَنَاقَةٌ شافِعٌ: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ أَو يَتْبَعُها وَلَدٌ يَشْفَعها، وَقِيلَ: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ يَتْبَعُها آخَرُ وَنَحْوُ ذَلِكَ تَقُولُ مِنْهُ: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وشافِعٌ فِي بَطْنِها لَهَا وَلَدْ، ... ومَعَها مِن خَلْفِها لَهَا ولَدْ وَقَالَ: مَا كانَ فِي البَطْنِ طَلاها شافِعُ، ... ومَعَها لَهَا وليدٌ تابِعُ وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ: شَفَعها ولَدُها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رَجُلٌ بِشَاةٍ شافِعٍ فَلَمْ يأْخُذْها فَقَالَ: ائْتِني بِمُعْتاطٍ ؛ فالشافِعُ: الَّتِي معَها وَلَدُهَا، سُمِّيَتْ شافِعاً لأَن وَلَدَهَا شَفَعها وشفَعَتْه هِيَ فَصَارَا شَفْعاً. وَفِي رِوَايَةٍ: هَذِهِ شاةُ الشافِعِ بالإِضافة كَقَوْلِهِمْ صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع. وشاةٌ مُشْفِعٌ: تُرْضِعُ كُلَّ بَهْمةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والشَّفُوعُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَجْمع بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبةٍ وَاحِدَةٍ، وَهِيَ القَرُونُ. وشَفَعَ لِي بالعَداوة: أَعانَ عَليّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً، ... لَهُ مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذَلِكَ شافِعُ

وَتَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا ليَشْفَعُ لِي بعَداوةٍ أَي يُضادُّني؛ قَالَ الأَحوص: كأَنَّ مَنْ لامَني لأَصْرِمَها، ... كانُوا عَلَيْنا بِلَوْمِهِمْ شَفَعُوا مَعْنَاهُ أَنهم كَانُوا أَغْرَوني بِهَا حِينَ لامُوني فِي هَواها، وَهُوَ كَقَوْلِهِ: إِنَّ اللَّوْم إِغْراءُ وشَفَع لِي يَشْفَعُ شَفاعةً وتَشَفَّعَ: طَلب. والشَّفِيعُ: الشَّافِعُ، وَالْجَمْعُ شُفَعاء، واسْتَشْفَعَ بفُلان عَلَى فُلَانٍ وتَشَفَّع لَهُ إِليه فشَفَّعَه فِيهِ. وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: اسْتَشْفَعه طلَب مِنْهُ الشَّفاعةَ أَي قَالَ لَهُ كُنْ لِي شافِعاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها . وقرأَ أَبو الْهَيْثَمِ: مَنْ يَشْفَعُ شَفاعةً حسَنة أَي يَزْدادُ عَمَلًا إِلى عَمَل. وُرُوِيَ عَنِ الْمُبَرِّدِ وثعلب أَنهما قَالَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، قَالَا: الشَّفَاعَةُ الدُّعاءُ هَاهُنَا. والشَّفاعةُ: كَلَامُ الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ فِي حَاجَةٍ يسأَلُها لِغَيْرِهِ. وشَفَعَ إِليه: فِي مَعْنَى طَلَبَ إِليه. والشَّافِعُ: الطَّالِبُ لِغَيْرِهِ يَتَشَفَّعُ بِهِ إِلى الْمَطْلُوبِ. يُقَالُ: تَشَفَّعْتُ بِفُلَانٍ إِلى فُلَانٍ فَشَفّعَني فِيهِ، وَاسْمُ الطَّالِبِ شَفِيعٌ؛ قَالَ الأَعشى: واسْتَشْفَعَتْ مِنْ سَراةِ الحَيِّ ذَا ثِقةٍ، ... فَقَدْ عَصاها أَبُوها وَالَّذِي شَفَعا واسْتَشْفَعْتُه إِلى فُلَانٍ أَي سأَلته أَن يَشْفَعَ لِي إِليه؛ وتَشَفَّعْتُ إِليه فِي فُلَانٍ فشَفَّعَني فِيهِ تَشْفِيعاً؛ قَالَ حَاتِمٌ يُخَاطِبُ النُّعْمَانَ: فَكَكْتَ عَدِيًّا كُلَّها مِنْ إِسارِها، ... فَأَفْضِلْ وشَفِّعْني بِقَيْسِ بْنِ جَحْدَرِ وَفِي حَدِيثِ الحُدُود: إِذا بَلَغَ الحَدُّ السلطانَ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ والمُشَفِّعَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الشَّفاعةِ فِي الْحَدِيثِ فِيمَا يتَعَلَّق بأُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهِيَ السُّؤالُ فِي التَّجاوُزِ عَنِ الذُّنُوبِ والجَرائِمِ. والمُشَفِّعُ: الَّذِي يَقْبَل الشَّفَاعَةَ، والمُشَفَّعُ: الَّذِي تُقْبَلُ شَفاعَتُه. والشُّفْعَةُ والشُّفُعَةُ فِي الدَّارِ والأَرضِ: القَضاء بِهَا لصاحِبها. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ اشتِقاقِ الشُّفْعةِ فِي اللُّغَةِ فَقَالَ: الشُّفْعَةُ الزِّيادةُ وهو أَنْ يُشَفِّعَك فِيمَا تَطْلُب حَتَّى تَضُمَّه إِلى مَا عِنْدَكَ فَتَزِيدَه وتَشْفَعَه بِهَا أَي أَن تَزِيدَهُ بِهَا أَي أَنه كَانَ وَتْرًا وَاحِدًا فَضَمَّ إِليه مَا زَادَهُ وشَفَعَه بِهِ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي تَفْسِيرِ الشُّفْعة: كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا أَراد بَيْعَ مَنْزِلٍ أَتاه رَجُلٌ فشَفَع إِليه فِيمَا باعَ فَشَفَّعَهُ وجَعَله أَولى بالمَبِيعِ مِمَّنْ بَعُدَ سَبَبُه فَسُمِّيَتْ شُفْعَةً وسُمِّي طَالِبُهَا شَفِيعاً. وَفِي الْحَدِيثِ: الشُّفْعَةُ. فِي كُلّ مَا يُقْسَمُ ، الشُّفْعَةُ فِي الْمِلْكِ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الزِّيَادَةِ لأَن الشفِيع يَضُمُّ الْمَبِيعَ إِلى مِلْكِهِ فَيَشْفَعُه بِهِ كأَنه كَانَ وَاحِدًا وَتْرًا فَصَارَ زَوْجًا شَفْعًا. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: الشُّفْعة على رؤوس الرِّجَالِ ؛ هُوَ أَن تَكُونَ الدَّار بَيْنَ جَمَاعَةٍ مُخْتَلِفِي السِّهام فَيَبِيعَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ نَصِيبَهُ فَيَكُونَ مَا بَاعَ لشركائه بينهم على رؤوسهم لَا عَلَى سِهامِهم. والشفِيعُ: صَاحِبُ الشُّفْعة وصاحبُ الشفاعةِ، والشُّفْعةُ: الجُنُونُ، وَجَمْعُهَا شُفَعٌ، وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ مَشْفُوعٌ ومَسْفُوعٌ؛ ابْنُ الأَعرابي: فِي وَجْهِهِ شَفْعةٌ وسَفْعةٌ وشُنْعةٌ ورَدَّةٌ ونَظْرةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والشُّفْعةُ: الْعَيْنُ. وامرأَة مَشْفُوعةٌ: مُصابةٌ مِنَ الْعَيْنِ، وَلَا يُوصَفُ بِهِ

الْمُذَكَّرُ. والأَشْفَعُ: الطوِيلُ. وشافِعٌ وشفِيعٌ: اسمان. وبنو شافِعٍ: مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبُ بنِ عَبد مَنَافٍ، مِنْهُمُ الشَّافِعِيُّ الفقيهُ الإِمام الْمُجْتَهِدُ، رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَفَعَنَا بِهِ. شقع: شَقَعَ فِي الإِناءِ يَشْقَعُ شَقْعاً إِذا شَرِبَ وكَرَعَ مِنْهُ، وَقِيلَ: شَقَعَ شَرِبَ بِغَيْرِ إِناءٍ كَكَرع. وَيُقَالُ: قَمَعَ ومَقَعَ وقَبَعَ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ شِدّة الشُّرْبِ. وَيُقَالُ: شَقَعَه بِعَيْنِهِ إِذا لقَعَه، وَقِيلَ: شَقَعَه ولَقَعَه بِمَعْنَى عانَه. قَالَ الأَزهريّ: لَقَعه مَعْرُوفٌ وشَقَعه مُنْكَر لا أَحُقّه. شقدع: الشُّقْدُعُ: الضِّفْدَعُ الصَّغِيرُ. شكع: شَكِعَ يَشْكَعُ شَكَعاً، فَهُوَ شاكِعٌ وشَكِعٌ وشَكُوعٌ: كَثُرَ أَنِينُه وضَجَرُه مِنَ الْمَرَضِ والوجَعِ يُقْلِقُه، وَقِيلَ: الشَّكِعُ الشديدُ الجَزَعِ الضَّجُورُ، والشَّكَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: الوجَعُ والغضَبُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مُتَأَذٍّ مِنْ شَيْءٍ: شَكِعٌ وشاكِعٌ. وباتَ شَكِعاً أَي وَجِعاً لَا يَنَامُ. وشَكِعَ، فَهُوَ شَكِعٌ: طَالَ غضَبُه، وَقِيلَ: غَضِبَ. وأَشْكَعَه: أَغْضَبَه، وَيُقَالُ: أَمَلَّه وأَضْجَرَه. الأَحمر: أَشْكَعَنِي وأَحْمَشَني وأَدْرأَني وأَحْفَظَنِي كلُّ ذَلِكَ أَغْضَبَنِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمّا دَنا مِنَ الشَّامِ ولقِيَه الناسُ جعَلوا يَتَراطَنُون فأَشْكَعَه ذَلِكَ وَقَالَ لأَسْلَم: إِنهم لَنْ يَرَوْا عَلَى صاحِبِك بَزّةَ قَوْمٍ غضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. الشَّكَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الضَّجر، وَقِيلَ أَغْضَبَه «5». وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُهَيْلٍ وَهُوَ يَجُودُ بنفسِه فإِذا هُوَ شَكِعُ البِزَّةِ أَي ضَجِرُ الْهَيْئَةِ والحالةِ. وشَكِعَ شَكَعاً: غَرِضَ. وشَكِعَ شَكَعاً: مالَ، وَيُقَالُ للبخِيل اللَّئِيمِ: شَكِعٌ. والشُّكاعَى: نَبْتٌ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيته بِالْبَادِيَةِ وَهُوَ مِنْ أَحْرار البُقُولِ. والشُّكاعَى: شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ ذاتُ شَوْك قِيلَ هُوَ مِثْلُ الحُلاوَى لَا يَكَادُ يُفْرَقُ بَيْنَهُمَا، وزَهْرَتُها حَمْراءُ ومَنْبَتُها مِثْلُ مَنْبَتِ الحُلاوَى، وَلَهُمَا جَمِيعًا «6» يَابِسَتَيْنِ وَرَطْبَتَيْنِ، وَهُمَا كَثِيرَتَا الشَّوْكِ وشَوْكُهما أَلْطَفُ مِنْ شوْك الخُلّةِ، وَلَهُمَا وَرَقٌ صَغِيرٌ مِثْلُ وَرَقِ السَّذابِ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، وَرُبَّمَا سَلِمَ جَمْعُهَا، وَقَدْ يُقَالُ شَكاعَى، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَجد ذَلِكَ مَعْرُوفًا، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشُّكاعَى مِنْ دِقّ النَّبَاتِ وَهِيَ دَقِيقةُ الْعِيدَانِ صَغِيرَةٌ خضراءُ وَالنَّاسُ يَتَداوَوْنَ بِهَا؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ يَذْكُرُ تَداوِيَه بِهَا، وقد شُفِيَ بَطْنُه: شَرِبْتُ الشُّكاعَى والتَدَدْتُ أَلِدَّةً، ... وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا قَالَ: وَاسْمُهَا بِالْفَارِسِيَّةِ جُرْحَهْ، الأَخفش: شُكاعاةٌ، فإِذا صَحَّ ذَلِكَ فأَلفها لِغَيْرِ التأْنيث، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْوَاحِدَةُ مِنْهَا شُكاعةٌ، والشُّكاعة: شَوْكةٌ تَمْلَأُ فَمَ الْبَعِيرِ لَا وَرَقَ لَهَا إِنما هِيَ شَوْكٌ وعِيدانٌ دِقاق أَطرافها أَيضاً شَوْكٌ، وَجَمْعُهَا شُكاعٌ، وَمَا أَدرِي أَين شَكَعَ أَي ذهَب، وَالسِّينُ أَعلى. شلع: قَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّلَّعُ الطويلُ. شمع: الشَّمَعُ والشَّمْعُ: مُومُ العَسل الَّذِي يُسْتَصْبَحُ بِهِ، الْوَاحِدَةُ شَمَعةٌ وشَمْعة؛ قَالَ الفراء: هذا

_ (5). قوله [شِدَّةُ الضَّجَرِ] وَقِيلَ أَغْضَبَهُ كذا بالأصل والذي في النهاية بعد قوله شدة الضجر: يقال شكع وأَشكعه غيره وقيل معناه أغضبه. (6). قوله [ولهما جميعاً إلخ] كذا بالأصل.

كَلَامُ الْعَرَبِ والمُوَلَّدون يَقُولُونَ شَمْعٌ، بِالتَّسْكِينِ، والشَّمَعةُ أَخص مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ غَلِطَ لأَن الشَّمَع والشَّمْعَ لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قُلِ الشَّمَعَ لِلْمُومِ وَلَا تَقُلِ الشَّمْعَ. وأَشْمَعَ السِّراجُ: سَطَع نورُه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَلَمْحِ بَرْقٍ أَو سِراجٍ أَشْمَعا والشَّمْعُ والشُّمُوعُ والشِّماعُ والشِّماعةُ والمَشْمَعةُ: الطَّرَبُ والضَّحِك والمِزاحُ واللَّعِبُ. وَقَدْ شَمَعَ يَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً ومَشْمَعةً إِذا لَمْ يَجِدَّ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ يَذْكُرُ أَضيافَه: سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشمَعةٍ، وأَثْنِي ... بِجُهْدِي مِنْ طَعامٍ أَو بِساطِ أَراد مِنْ طَعامٍ وبِساطٍ، يُرِيدُ أَنه يبدأُ أَضيافه عِنْدَ نُزُولِهِمْ بالمِزاحِ والمُضاحكة ليُؤَنِّسَهم بِذَلِكَ، وَهَذَا الْبَيْتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: وَآتِي بِجُهْدِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ وأَثْنِي بجُهْدي أَي أُتْبِعُ، يُرِيدُ أَنه يَبْدَأُ أَضيافَه بالمِزاحِ لِيَنْبَسِطُوا ثُمَّ يأْتيهم بَعْدَ ذَلِكَ بِالطَّعَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَتَبَّع المَشْمَعةَ يُشَمِّعُ اللهُ بِهِ ؛ أَراد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ مَن كَانَ مِن شأْنه العَبَثُ بِالنَّاسِ والاستهزاءُ أَصارَه اللَّهُ تَعَالَى إِلى حَالَةٍ يُعْبَثُ بِهِ فِيهَا ويُسْتَهْزَأُ مِنْهُ، فَمَنْ أَراد الِاسْتِهْزَاءَ بِالنَّاسِ جَازَاهُ اللَّهُ مُجازاةَ فِعْلِه. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّت قُلُوبُنَا وإِذا فارقناكَ شَمَعْنا أَو شَمَمْنا النِّسَاءَ والأَولادَ أَي لاعَبْنا الأَهْلَ وعاشَرْناهُنّ، والشِّماعُ: اللَّهْوُ واللَّعِبُ. والشَّمُوعُ: الْجَارِيَةُ اللَّعُوبُ الضَّحُوكُ الآنِسةُ، وَقِيلَ: هِيَ المَزّاحةُ الطَّيِّبةُ الْحَدِيثِ الَّتِي تُقَبِّلُكَ وَلَا تُطاوِعُك عَلَى سِوَى ذَلِكَ، وَقِيلَ: الشَّمُوعُ اللَّعُوبُ الضَّحُوكُ فَقَطْ، وَقَدْ شَمَعَتْ تَشْمَعُ شَمْعاً وشُمُوعاً. وَرَجُلٌ شَموعٌ: لَعُوبٌ ضَحُوكٌ، والفِعْلُ كالفِعْل وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ؛ وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحِمارَ: فَلَبِثْنَ حِيناً يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضة، ... فَيَجِدُّ حِيناً فِي المِراحِ ويَشْمَعُ قَالَ الأَصمعي: يَلْعَبُ لا يُجادُّ. شنع: الشَّناعةُ: الفَظاعةُ، شَنُعَ الأَمرُ أَو الشَّيْءُ شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً: قَبُح، فَهُوَ شَنِيعٌ، وَالِاسْمُ الشُّنْعةُ؛ فأَما قَوْلُ عَاتِكَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: سائِلْ بِنا فِي قَوْمِنا، ... ولْيَكْفِ مِنْ شرٍّ سَماعُهْ قَيْساً، وَمَا جَمَعُوا لَنا ... فِي مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ فَقَدْ يَكُونُ شَناعٌ مِنْ مَصَادِرِ شَنُعَ كَقَوْلِهِمْ سَقُمَ سَقاماً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تُرِيدَ شَنَاعَتَهُ فحذفُ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ كَمَا تأَوَّل بَعْضُهُمْ قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ ... عِيادِي عَلَى الهِجْرانِ أَمْ هُوَ يائِسُ؟ مِنْ أَنه أَراد عِيَادَتِي فَحَذَفَ التَّاءَ مُضْطَرّاً. وأَمرٌ أَشْنَعُ وشَنِيعٌ: قَبِيحٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذؤَيب: مُتَحامِيَيْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ ... بِبَلائه، واليَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ «1» وَمِثْلُهُ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُويْرة: وَلَقَدْ غُبِطْتُ بِمَا أُلاقي حِقْبةً، ... وَلَقَدْ يَمُرُّ عليَّ يَوْمٌ أَشْنَعُ

_ (1). قوله [متحاميين المجد] في شرح القاموس: يتناهبان المجد.

وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: وَعِنْدَهُ امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ أَي قبِيحةٌ. يُقَالُ: مَنْظَرٌ شَنِيعٌ وأَشْنَعُ ومُشَنَّعٌ. وشَنَّع عَلَيْهِ الأَمرَ تشْنيعاً: قَبَّحَه. وشَنِعَ بالأَمر «1» شُنْعاً واسْتَشْنَعه: رَآهُ شَنِيعاً. وتَشَنَّعَ القومُ: قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم واضْطِرابِ رأْيِهم؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَكْفِي الأَدِلَّةَ بَعْدَ سُوءِ ظُنُونِهم ... مَرُّ المَطِيِّ، إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا وتَشَنَّع فُلان لِهَذَا الأَمر إِذا تَهَيَّأَ لَهُ. وتَشَنَّع الرَّجُلُ: هَمّ بأَمْرٍ شَنِيعٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَعَمْري، لَقَدْ قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ ... جَريراً بِذاتِ الرَّقْمَتَيْنِ تَشَنَّعا وشَنَعَه شَنْعاً: سَبَّه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: اسْتَقْبَحَه وسَئِمَهُ «2»؛ وأَنشد لِكَثِيرٍ: وأَسماءُ لَا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ ... لَدَيْنا، وَلَا مَقْلِيّةٌ باعْتِلالِها «3» والشَّنَعُ والشَّناعةُ والمَشْنُوعُ كلُّ هَذَا مِنْ قُبْحِ الشَّيْءِ الَّذِي يُسْتَشْنَعُ قُبْحُه، وَهُوَ شَنِيعٌ أَشْنَعُ، وَقِصَّةٌ شَنْعاءُ وَرَجُلٌ أَشْنَعُ الْخُلُقِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وَفِي الهامِ مِنْهُ نَظْرةٌ وشُنُوعُ أَي قُبْح يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ رأَيت أَمراً شَنِعْتُ بِهِ شُنْعاً أَي اسْتَشْنَعْتُه؛ وأَنشد لمرْوان: فَوِّضْ إِلى اللهِ الأُمورَ، فإِنه ... سَيَكْفيكَ، لَا يَشْنَعْ بِرأْيِكَ شانِعُ أَي لَا يَسْتَقْبِحُ رأْيَك مُسْتَقْبِحٌ. وَقَدِ اسْتَشْنَعَ بِفُلَانٍ جَهْلُه: خَفَّ، وشَنَعَنا فُلان وفَضَحنا. والمَشْنوع: الْمَشْهُورُ. والتَّشْنِيعُ: التَّشْمير. وشَنَّع الرجلُ: شَمَّر وأَسْرعَ. وشَنَّعَتِ الناقةُ وأَشْنَعَتْ وتَشَنَّعَتْ: شَمَّرَت فِي سَيْرِها وأَسْرَعَتْ وجَدَّت، فَهِيَ مُشَنِّعةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُهْ، ... وسالَ بَعْدَ الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ، جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه والتشنُّع: الجِدّ والانْكِماشُ فِي الأَمر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، تَقُولُ مِنْهُ: تشَنَّعَ القومُ. والشَّنَعْنَعُ: الرَّجُلُ الطوِيلُ. وتَشَنَّعْتُ الغارةَ: بَثَثْتُها، والفرسَ والرّاحلةَ والقِرْنَ: رَكِبْتُه وعَلَوْتُه، والسِّلاحَ: لَبِسْتُه. شوع: الشَّوَعُ: انْتِشارُ الشَّعر وتَفَرُّقُه كأَنه شَوْك؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا شَوَعٌ بخَدَّيْها، ... وَلَا مُشْعَنَّةٌ قَهْدا وَرَجُلٌ أَشْوَعُ وامرأَة شَوْعاءُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ أَشْوَعَ. ابْنُ الأَعرابي: شَوُعَ رأْسُه يَشُوعُ شَوْعاً إِذا اشْعانَّ، قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبو عَمْرٍو، والقِياسُ شَوِعَ يَشْوَعُ شَوَعاً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ شُعْ شُعْ إِذا أَمرته بالتَّقَشُّفِ وَتَطْوِيلِ الشَّعَرِ، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلانٌ ابْنُ أَشْوَعَ. وبَوْلٌ شاعٌ: مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق؛ قَالَ ذُو الرمة:

_ (1). قوله [وشنع بالأمر] في القاموس: ورأى أمراً شنع به كعلم شنعا بالضم أي استشنعه. (2). قوله [وسئمه] هو كذلك في الصحاح، والذي في القاموس: وشتمه. (3). قوله [مقلية] كتب بطرة الأصل في نسخة: معذورة.

يُقَطِّعْنَ لِلإِبْساسِ شاعا كأَنَّه ... جَدايا، عَلَى الأَنْساءِ مِنها بَصائِر وشَوَّعَ القومَ: جَمَعَهُمْ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الأَعشى: نُشَوِّعُ عُوناً ونَجتابُها قَالَ: وَمِنْهُ شِيعةُ الرَّجُلِ، والأَكثر أَن تَكُونَ عَيْنُ الشِّيعة يَاءً لِقَوْلِهِمْ أَشياعٌ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ مِنَ بَابِ أَعياد أَو يَكُونُ يُشَوِّعُ عَلَى المُعاقبة. وشاعةُ الرَّجُلِ: امرأَتُه، وإِن حَمْلَتَهَا عَلَى مَعْنَى المُشايَعةِ واللُّزوم فأَلفها يَاءٌ. ومضَى شَوْعٌ مِنَ اللَّيْلِ وشُواعٌ أَي سَاعَةٌ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والشُّوعُ، بِالضَّمِّ: شَجَرُ الْبَانِ، وَهُوَ جَبَليٌّ؛ قَالَ أُحَيْحَةُ بْنُ الجُلاح يَصِفُ جَبَلًا: مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبّاره، ... بِحافَتَيْه، الشُّوعُ والغِرْيَفُ وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَد الْجَوْهَرِيُّ بعَجُزه وَنَسَبَهُ لِقَيْسِ بْنِ الْخُطَيْمِ، وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرّي أَيضاً لأُحَيْحةَ بْنِ الجُلاح، وواحدتُه شُوعةٌ وَجَمْعُهَا شِياعٌ. وَيُقَالُ: هَذَا شَوْعُ هَذَا، بِالْفَتْحِ، وشَيْعُ هَذَا لِلَّذِي وُلِدَ بَعْدَهُ وَلَمْ يُولَدْ بينهما. شيع: الشَّيْعُ: مِقدارٌ مِنَ العَدَد كَقَوْلِهِمْ: أَقمت عِنْدَهُ شَهْرًا أَو شَيْعَ شَهْرٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه أَي أَو نَحْوٍ مِنْ شهرٍ. يُقَالُ: أَقمت بِهِ شَهْرًا أَو شَيْعَ شَهْرٍ أَي مِقْدارَه أَو قَرِيبًا مِنْهُ. وَيُقَالُ: كَانَ مَعَهُ مائةُ رَجُلٍ أَو شَيْعُ ذَلِكَ، كَذَلِكَ. وآتِيكَ غَداً أَو شَيْعَه أَي بَعْدَهُ، وَقِيلَ الْيَوْمَ الَّذِي يَتْبَعُهُ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: قَالَ الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا ... أَو شَيْعَه، أَفلا تُشَيِّعُنا؟ وَتَقُولُ: لَمْ أَره مُنْذُ شَهْرٍ وشَيْعِه أَي وَنَحْوِهِ. والشَّيْعُ: وَلَدُ الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ. والشِّيعةُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ يَجْتَمِعون عَلَى الأَمر. وكلُّ قَوْمٍ اجتَمَعوا عَلَى أَمْر، فَهُمْ شِيعةٌ. وكلُّ قَوْمٍ أَمرُهم وَاحِدٌ يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بَعْضٍ، فَهُمْ شِيَعٌ. قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى الشِّيعَةِ الَّذِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَلَيْسَ كُلُّهُمْ مُتَّفِقِينَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً* ؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الْفِرْقَةَ الْمُخَالِفَةَ لَهَا، يَعْنِي بِهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لأَنّ النَّصَارَى بعضُهُم يكَفِّر بَعْضًا، وَكَذَلِكَ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى تكفِّرُ الْيَهُودَ واليهودُ تُكَفِّرُهُمْ وَكَانُوا أُمروا بِشَيْءٍ وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ لَمَّا نَزَلَتْ: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَاتَانِ أَهْوَنُ وأَيْسَرُ ؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ، أَي يَجْعَلَكُم فِرَقًا مُخْتَلِفِينَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ، فإِن ابْنَ الأَعرابي قَالَ: الهاءُ لمحمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي إِبراهيمُ خَبَرَ مَخْبَره، فاتَّبَعَه ودَعا لَهُ، وَكَذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ هُوَ عَلَى مِنهاجه ودِينه وإِن كَانَ إِبراهيم سَابِقًا لَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي مَنْ شِيعة نُوحٍ وَمِنْ أَهل مِلَّتِه، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْقَوْلُ أَقرب لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى قِصَّةِ نُوحٍ، وَهُوَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ. والشِّيعةُ: أَتباع الرَّجُلِ وأَنْصارُه، وَجَمْعُهَا شِيَعٌ، وأَشْياعٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَيُقَالُ: شايَعَه كَمَا يُقَالُ والاهُ مِنَ الوَلْيِ؛ وَحُكِيَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ الأَعشى: يُشَوِّعُ عُوناً ويَجْتابُها

يُشَوِّعُ: يَجْمَعُ، وَمِنْهُ شِيعَةُ الرَّجُلِ، فإِن صَحَّ هَذَا التَّفْسِيرُ فَعَيْنُ الشِّيعة وَاوٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة مِنَ النَّاسِ، وَيَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَدْ غلَب هَذَا الِاسْمُ عَلَى مَنْ يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بَيْتِهِ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين، حَتَّى صَارَ لَهُمُ اسْمًا خَاصًّا فإِذا قِيلَ: فُلَانٌ مِنَ الشِّيعة عُرِف أَنه مِنْهُمْ. وَفِي مَذْهَبِ الشِّيعَةِ كَذَا أَي عِنْدَهُمْ. وأَصل ذَلِكَ مِنَ المُشايَعةِ، وَهِيَ المُتابَعة والمُطاوَعة؛ قَالَ الأَزهري: والشِّيعةُ قَوْمٌ يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُوالونهم. والأَشْياعُ أَيضاً: الأَمثالُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ؛ أَي بأَمْثالهم مِنَ الأُمم الْمَاضِيَةِ وَمَنْ كَانَ مذهبُه مَذْهَبَهُمْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياعِهِم خَبَراً، ... أَمْ راجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرابِه طَرَبُ؟ يَعْنِي عَنْ أَصحابهم. يُقَالُ: هَذَا شَيْعُ هَذَا أَي مِثْله. والشِّيعةُ: الفِرْقةُ، وَبِهِ فَسَّرَ الزَّجَّاجُ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ . والشِّيعةُ: قَوْمٌ يَرَوْنَ رأْيَ غَيْرِهِمْ. وتَشايَعَ القومُ: صَارُوا شِيَعاً. وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ. وشايَعَه شِياعاً وشَيَّعَه: تابَعه. والمُشَيَّعُ: الشُّجاعُ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ فَقَالَ: مِنَ الرِّجَالِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: أَنه كَانَ رجُلًا مُشَيَّعاً ؛ المُشَيَّع: الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لَا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بِغَيْرِهِ. وشَيَّعَتْه نفْسُه عَلَى ذَلِكَ وشايَعَتْه، كِلَاهُمَا: تَبِعَتْه وشجَّعَتْه؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي ... لُبِّي، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ «4» قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى شَيَّعْتُ فُلَانًا فِي اللُّغَةِ اتَّبَعْتُ. وشَيَّعه عَلَى رأْيه وشايَعه، كِلَاهُمَا: تابَعَه وقَوَّاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ صَفْوانَ: إِني أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لَوْ تُشايِعُني نفْسي أَي تُتابِعُني. وَيُقَالُ: شاعَك الخَيرُ أَي لَا فَارَقَكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهُم ... أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُشَيِّعُه عَلَى ذَلِكَ أَي يُقَوِّيه؛ وَمِنْهُ تَشْيِيعُ النَّارِ بإِلقاء الْحَطَبِ عَلَيْهَا يُقَوِّيها. وشَيَّعَه وشايَعَه، كِلَاهُمَا: خَرَجَ مَعَهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَخْرُجَ مَعَهُ يُرِيدُ صُحْبته وإِيناسَه إِلى مَوْضِعٍ مَا. وشَيَّعَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِسِتَّةِ أَيّامٍ مِنْ شَوَّال أَي أَتبَعَه بِهَا، وَقِيلَ: حَافَظَ عَلَى سِيرتِهِ فِيهَا عَلَى الْمَثَلِ. وَفُلَانٌ شِيعُ نِساء: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحايا: لَا يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ مِنَ الغَنم ؛ هِيَ الَّتِي لَا تَزَالُ تَتبَعُ الْغَنَمَ عَجَفاً، أَي لَا تَلْحَقُها فهي أَبداً تُشَيِّعُها أَي تَمْشِي وَرَاءَهَا، هَذَا إِن كَسَرْتَ الْيَاءَ، وإِن فَتَحْتَهَا فَهِيَ الَّتِي تَحْتَاجُ إِلى مَنْ يُشَيِّعُها أَي يَسُوقُها لتأَخّرها عَنِ الْغَنَمِ حَتَّى يُتْبِعَها لأَنها لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ. وَيُقَالُ: مَا تُشايِعُني رِجْلي وَلَا سَاقِي أَي لَا تَتبَعُني وَلَا تُعِينُني عَلَى المَشْيِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وأَدْماءَ تَحْبُو مَا يُشايِعُ ساقُها، ... لَدَى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ الضارِي: الَّذِي قَدْ ضَرِيَ مِنَ الضَّرْب بِهِ؛ يَقُولُ: قَدْ عُقِرَتْ فَهِيَ تَحْبُو لَا تَمْشِي؛ قال كثير:

_ (4). في معلقة عنترة: ذلُلٌ جِمالي حيث شِئتُ مشايعي

وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ، دونَهُم ... هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ أَي مِمَّنْ يُتبعُه طَرْفَه نَاظِرًا. ابْنُ الأَعرابي: سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رَجُلًا فَقَالَ: هُوَ ضَبٌّ مَشِيعٌ؛ أَراد أَنه مِثْلُ الضَّبِّ الْحَقُودِ لَا يَنْتَفِعُ بِهِ. والمَشِيعُ: مِنْ قَوْلِكَ شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعاً إِذا مَلأَتَه. وتَشَيَّعَ فِي الشَّيْءِ: اسْتَهلك فِي هَواه. وشَيَّعَ النارَ فِي الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شَداً كَمَا يُشَيَّعُ التَّضْريمُ «1» والشَّيُوعُ والشِّياعُ: مَا أُوقِدَتْ بِهِ النَّارُ، وَقِيلَ: هُوَ دِقُّ الْحَطَبِ تُشَيَّعُ بِهِ النَّارُ كَمَا يُقَالُ شِبابٌ لِلنَّارِ وجِلاءٌ لِلْعَيْنِ. وشَيَّعَ الرجلَ بِالنَّارِ: أَحْرَقَه، وَقِيلَ: كلُّ مَا أُحْرِقَ فَقَدْ شُيِّعَ. يُقَالُ: شَيَّعْتُ النَّارَ إِذا أَلْقَيْتَ عَلَيْهَا حَطَبًا تُذْكيها بِهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: وإِن حَسَكى «2» كَانَ رَجُلًا مُشَيَّعاً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد به هاهنا العَجولَ مِنْ قَوْلِكَ شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عَلَيْهَا حَطباً تُشْعِلُها بِهِ. والشِّياعُ: صَوْتُ قَصَبةٍ يَنْفُخُ فِيهَا الرَّاعِي؛ قَالَ: حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ وشَيَّعَ الرَّاعِي فِي الشِّياعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فِيهَا. والشاعةُ: الإِهابةُ بالإِبل. وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بِهَا وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: صَاحَ بِهَا ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَبكِّي عَلَى إِثْرِ الشَّبابِ الَّذِي مَضَى، ... أَلا إِنَّ إِخوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ «3» أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى؟ ... وأَيُّ كرِيمٍ لَمْ تُصِبْه القَوارِعُ؟ فَيَمْضُونَ أَرْسالًا ونَخْلُفُ بَعْدَهُم، ... كَمَا ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ «4» وَقِيلَ: شايَعْتُ بِهَا إِذا دَعَوْتَ لَهَا لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ الرَّاعِيَ: فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها، ... وشايِعْ بِهَا، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا يَقُولُ: صَوَّتَ بِهَا ليلحَق أُخْراها أُولاها؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: إِذا لَمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْياً، تَطَوَّقَتْ ... شمارِيخَ لَمْ يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ مَرْيم ابْنَةَ عِمْرانَ سأَلت رَبَّهَا أَنْ يُطْعِمَها لَحْمًا لَا دَمَ فِيهِ فأَطْعَمها الْجَرَادَ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ أَعِشْه بِغَيْرِ رَضاع وتابِعْ بَيْنَهُ بِغَيْرِ شِياعٍ ؛ الشِّياعُ، بِالْكَسْرِ: الدُّعَاءُ بالإِبل لتَنْساق وَتَجْتَمِعَ؛ الْمَعْنَى يُتابِعُ بَيْنَهُ فِي الطَّيَرَانِ حَتَّى يَتَتابع مِنْ غَيْرِ أَنْ يُشايَع كَمَا يُشايِعُ الرَّاعِي بإِبله لِتَجْتَمِعَ وَلَا تَتَفَرَّقَ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بِغَيْرِ شِياعٍ أَي بِغَيْرِ صَوْتٍ، وَقِيلَ لِصَوْتِ الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الرَّاعِيَ يَجْمَعُ إِبله بِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: أُمِرْنا بِكَسْرِ الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشِّياعُ زَمّارةُ الرَّاعِي، وَمِنْهُ قَوْلُ مَرْيَمَ: اللَّهُمَّ سُقْه بِلَا شِياعٍ أَي بِلَا زَمّارة راع.

_ (1). قوله [شداً] كذا بالأصل. (2). قوله [حسكى] كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين وبهاء تأْنيث ولعله سمي بواحدة الحسك محركة. (3). في قصيدة لبيد: أخدان مكان إخوان. (4). قوله [فيمضون إلخ] في شرح القاموس قبله: وَمَا الْمَالُ والأَهلون إِلَّا وديعة ... وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَنْ ترد الودائع

وشاعَ الشيْبُ شَيْعاً وشِياعاً وشَيَعاناً وشُيُوعاً وشَيْعُوعةً ومَشِيعاً: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فِيهِ الشيبُ، وَالْمَصْدَرُ مَا تَقَدَّمَ، وتَشَيَّعه، كِلَاهُمَا: اسْتَطَارَ. وشاعَ الخبَرُ فِي النَّاسِ يَشِيعُ شَيْعاً وشيَعاناً ومَشاعاً وشَيْعُوعةً، فَهُوَ شائِعٌ: انْتَشَرَ وافترَقَ وذاعَ وظهَر. وأَشاعَه هُوَ وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره. وَقَوْلُهُمْ: هَذَا خبَر شَائِعٌ وَقَدْ شاعَ فِي النَّاسِ، مَعْنَاهُ قَدِ اتَّصَلَ بِكُلِّ أَحد فَاسْتَوَى عِلْمُ النَّاسِ بِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِلْمُهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ. والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما رجلٍ أَشاع عَلَى رَجُلٍ عَوْرة ليَشِينَه بِهَا أَي أَظهر عَلَيْهِ مَا يَعِيبُه. وأَشَعْتُ الْمَالَ بَيْنَ الْقَوْمِ والقِدْرَ فِي الحَيّ إِذا فَرَّقْتَهُ فِيهِمْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، ... وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لَمْ تُمَشَّرِ؟ وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ بِهِ إِذا أَذعْتَ بِهِ. وَيُقَالُ: نَصِيبُ فُلَانٍ شائِعٌ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الدَّارِ ومُشاعٌ فِيهَا أَي لَيْسَ بمَقْسُوم وَلَا مَعْزول؛ قَالَ الأَزهري: إِذا كَانَ فِي جَمِيعِ الدَّارِ فَاتَّصَلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ بِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا، قَالَ: وأَصل هَذَا مِنَ النَّاقَةِ إِذا قَطَّعت بَوْلَهَا، قِيلَ: أَوزَغَتْ بِهِ إِيزاغاً، وإِذا أَرسلته إِرسالًا مُتَّصِلًا قِيلَ: أَشاعت. وَسَهْمٌ شائِعٌ أَي غَيْرُ مَقْسُومٍ، وشاعٌ أَيضاً كَمَا يُقَالُ سائِرُ الْيَوْمِ وسارُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ مَقْروم: لَهُ وهَجٌ مِنَ التَّقْرِيبِ شاعُ أَي شائعٌ؛ وَمَثَلُهُ: خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ. وَمَا فِي هَذِهِ الدَّارِ سَهْمٌ شائِعٌ وشاعٍ مَقْلُوبٌ عَنْهُ أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ. وَرَجُلٌ مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لَا يَكْتُمُ سِرّاً. وَفِي الدُّعَاءِ: حَيّاكم اللهُ وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وَجَعَلَهُ صاحِباً لَكُمْ وتابِعاً، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد: أَلا يَا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم. قَالَ: وَمَعْنَى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. وشاعَكم السلامُ كَمَا تَقُولُ عَلَيْكُمُ السلامُ، وَهَذَا إِنما يَقُولُهُ الرَّجُلُ لأَصحابه إِذا أَراد أَن يُفَارِقَهُمْ كَمَا قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ لَمَّا اصْطَلَحَ الْقَوْمُ: يَا بَنِي عَبْسٍ شَاعَكُمُ السلامُ فَلَا نظرْتُ فِي وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وَسَارَ إِلى نَاحِيَةِ عُمان وَهُنَاكَ الْيَوْمَ عقِبُه وَوَلَدُهُ؛ قَالَ يُونُسُ: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعاً أَي مَلأَكم. وَقَدْ أَشاعكم اللهُ بِالسَّلَامِ يُشِيعُكم إِشاعةً. ونصِيبُه فِي الشَّيْءِ شائِعٌ وشاعٍ عَلَى الْقَلْبِ وَالْحَذْفِ ومُشاعٌ، كُلُّ ذَلِكَ: غَيْرُ مَعْزُولٍ. أَبو سَعِيدٍ: هُمَا مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ فِي دَارٍ أَو أَرض إِذا كَانَا شَرِيكَيْنِ فِيهَا، وَهُمْ شُيَعاءُ فِيهَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيِّعٌ لِصَاحِبِهِ. وَهَذِهِ الدَّارُ شَيِّعةٌ بَيْنَهُمْ أَي مُشاعةٌ. وكلُّ شَيْءٍ يَكُونُ بِهِ تَمامُ الشَّيْءِ أَو زيادتُه، فَهُوَ شِياعٌ لَهُ. وشاعَ الصَّدْعُ فِي الزُّجاجة: استطارَ وَافْتَرَقَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَجَاءَتِ الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ عَلَى الْقَلْبِ أَي مُتَفَرِّقة. قَالَ الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بْنِ الأَجدع: وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ عَلَى شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي

فصل الصاد المهملة

وَيُرْوَى: كِعابُ مُقامِرٍ. وشاعتِ القطرةُ مِنَ اللَّبَنِ فِي الْمَاءِ وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَت. تَقُولُ: تَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ لَبَنٍ فِي الْمَاءِ «1». وشَيّع فِيهِ أَي تفرَّق فِيهِ. وأَشاعَ ببوله إِشاعةً: حذف بِهِ وفَرَّقه. وأَشاعت النَّاقَةُ بِبَوْلِهَا واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ، كُلَّ هَذَا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقاً ورَمَتْه رَمْياً وقَطَّعَتْه وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا إِذا ضَرَبَها الْفَحْلُ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا انْتَشَرَ مِنْ أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الْفَحْلُ فأَشاعَتْ بِبَوْلِهَا: شاعٌ؛ وأَنشد: يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعا كأَنّه ... جَدايا، على الأَنْساءِ مِنْهَا بَصائِر قَالَ: وَالْجَمَلُ أَيضاً يُقَطِّعُ بِبَوْلِهِ إِذا هَاجَ، وَبَوْلِهِ شاعٌ؛ وأَنشد: وَلَقَدْ رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه، ... ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ وأَشاعَتْ أَيضاً: خَدَجَتْ، وَلَا تَكُونُ الإِشاعةُ إِلا فِي الإِبل. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ شَعَعَ: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعّاً وشَعاعاً كِلَاهُمَا إِذا تفرَّقَ. وشاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَن قَالَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: هَلْ لَكَ مِنْ شاعةٍ؟ أَي زَوْجَةٍ لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه. والمُشايِعُ: اللاحِقُ؛ وَيُنْشِدُ بَيْتَ لَبِيدٍ أَيضاً: فيَمْضُون أَرْسالًا ونَلْحَقُ بَعْدَهُم، ... كَمَا ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ «2» هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وعندي أَنه مِنْ قَوْلِكَ شايَعَ بالإِبل دَعَاهَا. والمِشْيَعة: قُفّةٌ تضَعُ فِيهَا الْمَرْأَةُ قُطْنَهَا. والشَّيْعةُ: شَجَرَةٌ لَهَا نَوْر أَصغرُ مِنَ الْيَاسَمِينِ أَحمر طَيِّبٌ تُعْبَقُ بِهِ الثِّيَابُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ كَذَلِكَ وَجَدْنَاهُ تُعْبَق، بِضَمِّ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْبَاءِ، فِي نُسْخَةٍ مَوْثُوقٍ بِهَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ تُعَبَّقُ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ. وشَيْعُ اللهِ: اسْمٌ كتَيْمِ اللَّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الشِّياعُ حرامٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَفَسَّرَهُ بالمُفاخَرةِ بِكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِنه تَصْحِيفٌ، وَهُوَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ: وإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَلَعَلَّهُ مِنْ تَسْمِيَةِ الزَّوْجَةِ شَاعَّةً. وبَناتُ مُشيّع: قُرًى مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: مِنْ خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها، ... أَو خَمْرِ عانةَ أَو بَنَاتِ مُشَيّعا فصل الصاد المهملة صبع: الأَصْبَعُ: وَاحِدَةُ الأَصابِع، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: الإِصْبَعُ والأُصْبَعُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا وَالْبَاءُ مَفْتُوحَةٌ، والأَصْبُعُ والأُصْبِعُ والأَصْبِعُ والإِصْبِعُ مِثَالُ اضْرِبْ، والأُصْبُعُ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ، والإِصْبُعُ نادِرٌ، والأُصْبُوعُ: الأُنملة مُؤَنَّثَةٌ فِي كُلِّ ذَلِكَ؛ حَكَى ذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ عَنْ يُونُسَ؛ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه دَمِيَتْ إِصْبَعُه فِي حَفْر الخَنْدَق فَقَالَ: هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ، ... وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتِ فأَما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ ذهبتْ بعضُ أَصابِعه

_ (1). قوله [تَقُولُ تَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ لبن في الماء] كذا بالأَصل ولعله سقط بعده من قلم الناسخ من مسودة المؤلف فتشيع أو تتشيع فيه أي تتفرق. (2). روي هذا البيت سابقا في هذه المادة وفيه: نخلف بعدهم؛ وهو هكذا في قصيدة لبيد.

فإِنه أَنث الْبَعْضَ لأَنه إِصبع فِي الْمَعْنَى، وإِن ذَكَّرَ الإِصبعَ مُذَكِّر جَازَ لأَنه لَيْسَ فِيهَا عَلَامَةُ التأْنيث. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَصابع البُنَيّاتِ «1» نَبَاتٌ يَنْبُت بأَرض الْعَرَبِ مِنْ أَطراف الْيَمَنِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الفَرَنْجَمُشْكَ، قَالَ: وأَصابِعُ العذارَى أَيضاً صِنْفٌ مِنَ الْعِنَبِ أَسود طِوال كأَنه البَلُّوطُ، يُشَبَّهُ بأَصابِع العذارَى المُخَضَّبةِ، وعُنْقُودُه نَحْوَ الذِّرَاعِ متداخِسُ الْحَبِّ وَلَهُ زَبِيبٌ جيِّد ومَنابِتُه الشّراةُ. والإِصْبَعُ: الأَثَر الحسَنُ، يُقَالُ: فُلَانٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِصْبَعٌ حسَنة أَي أَثر نِعْمَةٍ حَسَنَةٍ؛ وَعَلَيْهِ مِنْكَ إصْبَعُ حَسَنة أَي أَثَرٌ حسَن؛ قَالَ لَبِيدٌ: مَنْ يَجْعَلِ اللهُ عَلَيْهِ إِصْبَعا، ... فِي الخَيْرِ أَو فِي الشّرِّ، يَلْقاهُ مَعا وإِنما قِيلَ للأَثر الْحَسَنِ إِصبع لإِشارة النَّاسِ إِليه بالإِصبع. ابْنُ الأَعرابي: إِنه لحسنُ الإِصْبَعِ فِي مَالِهِ وحسَنُ المَسِّ فِي مَالِهِ أَي حسَن الأَثر؛ وأَنشد: أَورَدَها راعٍ مَرِيءِ الإِصْبَعِ، ... لَمْ تَنْتَشِرْ عَنْهُ وَلِمَ تَصَدَّعِ وفلانٌ مُغِلُّ الإِصْبَع إِذا كَانَ خَائِنًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، وَلَمْ تَكُنْ ... للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ وَفِي الْحَدِيثِ: قَلْبُ المؤمِن بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصابِع اللَّهِ يُقَلّبُه كَيْفَ يَشَاءُ ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ إِصبعين ؛ مَعْنَاهُ أَن تُقَلِّبَ الْقُلُوبَ بَيْنَ حُسْنِ آثَارِهِ وصُنْعِه تَبَارَكَ وَتَعَالَى. قَالَ ابْنُ الأَثير: الإِصبع مِنْ صِفَاتِ الأَجسام، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَتَقَدَّسَ، وإِطلاقها عَلَيْهِ مَجَازٌ كإِطلاق الْيَدِ وَالْيَمِينِ وَالْعَيْنِ وَالسَّمْعِ، وَهُوَ جَارٍ مَجْرَى التَّمْثِيلِ وَالْكِنَايَةِ عَنْ سُرْعَةِ تَقَلُّبِ الْقُلُوبِ، وإِن ذَلِكَ أَمر مَعْقُودٌ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَتَخْصِيصُ ذِكْرِ الأَصابع كِنَايَةٌ عَنْ أَجزاء الْقُدْرَةِ وَالْبَطْشِ لأَن ذَلِكَ بِالْيَدِ والأَصابع أَجزاؤها. وَيُقَالُ: لِلرَّاعِي عَلَى مَاشِيَتِهِ إِصبع أَي أَثر حَسَنٌ، وَعَلَى الإِبل مِنْ رَاعِيهَا إِصبع مِثْلُهُ، وَذَلِكَ إِذا أَحسن الْقِيَامَ عَلَيْهَا فَتَبَيَّنَ أَثره فِيهَا؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ رَاعِيًا: ضَعِيفُ العَصا بادِي العُروقِ، تَرَى لَهُ ... عَلَيْهَا، إِذا مَا أَجْدَبَ الناسُ، إِصْبَعا ضَعِيفُ العَصا أَي حاذِقُ الرِّعْيةِ لَا يَضْرِبُ ضَرْبًا شَدِيدًا، يَصِفُهُ بِحُسْنِ قِيَامِهِ عَلَى إِبله فِي الْجَدْبِ. وصَبَعَ بِهِ وَعَلَيْهِ يَصْبَعُ صَبْعاً: أَشار نحوَه بإِصْبَعِه وَاغْتَابَهُ أَو أَراده بشَرٍّ وَالْآخَرُ غَافِلٌ لَا يَشْعُر. وصَبَعَ الإِناء يَصْبَعُه صَبْعاً إِذا كَانَ فِيهِ شَرابٌ وقابَلَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ثُمَّ أَرسل مَا فِيهِ فِي شَيْءٍ ضَيِّقِ الرأْس، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قَابَلَ بَيْنَ إِصبعيه ثُمَّ أَرسل مَا فِيهِ فِي إِناء آخَرَ أَيَّ ضَرْبٍ مِنَ الآنيةِ كَانَ، وَقِيلَ: وضَعْتَ عَلَى الإِناءِ إِصْبَعَك حَتَّى سَالَ عَلَيْهِ مَا فِي إِناء آخَرَ غَيْرِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وصَبْعُ الإِناء أَن يُرْسَل الشَّرابُ الَّذِي فِيهِ بَيْنَ طَرَفَيِ الإِبهامين أَو السبَّابتين لِئَلَّا يَنْتَشِرَ فَيَنْدَفِقَ، وَهَذَا كُلُّهُ مأْخوذ مِنَ الإِصبع لأَن الإِنسان إِذا اغْتَابَ إِنساناً أَشار إِليه بإِصبعه، وإِذا دَلَّ إِنساناً عَلَى طَرِيقٍ أَو شَيْءٍ خَفِيٍّ أَشار إِليه بالإِصبع. وَرَجُلٌ مَصْبُوعٌ إِذا كَانَ مُتَكَبِّرًا. والصَّبْعُ: الكِبْر التامُّ. وصَبَعَ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ: دَلَّه عَلَيْهِ بالإِشارة. وصَبَعَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَصْبَعُ صَبْعاً: دَلَّ عليهم غيرهم.

_ (1). [أصابع البنيات في القاموس أصابع الفتيات، قال شارحه: كذا في العباب والتكملة، وفي المنهاج لابن جزلة أصابع الفتيان وفي اللسان أصابع البنيات.

وَمَا صَبَعَك عَلَيْنَا أَي مَا دَلَّك. وصَبَع عَلَى الْقَوْمِ يَصْبَعُ صَبْعاً: طَلَعَ عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: إِنما أَصله صَبَأَ عَلَيْهِمْ صَبْأً فأَبْدَلُوا الْعَيْنَ مِنَ الْهَمْزَةِ. وإِصْبَعٌ: اسم جبل بعينه. صتع: الصَّتَعُ: حِمارُ الوَحْش. والصَّتَعُ: الشَّابُّ القَوِيُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا ابْنَةَ عَمْرٍو، قَدْ مُنِحتِ وُدِّي ... والحَبْلَ مَا لَمْ تَقْطَعِي، فَمُدِّي وَمَا وِصالُ الصَّتَعِ القُمُدِّ وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَصَتَّعُ عَلَيْنَا بِلَا زادٍ وَلَا نَفَقَةٍ وَلَا حَقٍّ وَاجِبٍ، وَجَاءَ فُلَانٌ يَتَصَتّعُ إِلينا وَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ وَحْدَهُ لَا شَيْءَ مَعَهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: هَذَا بَعِير يَتَسَمَّحُ ويَتَصَتَّعُ إِذا كَانَ طَلْقاً، وَيُقَالُ للإِنسان مِثْلَ ذَلِكَ إِذا رأَيته عُرْياناً. وتَصَتَّعَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَكَلَ الخَمْسَ عِيالٌ جُوَّعُ، ... وتُلِّيَتْ واحِدةٌ تَصَتَّعُ قَالَ: تُلِّيَ فُلَانٌ بعدَ قَوْمِه وغَدر إِذا بَقيَ «2»، قَالَ: وتَصَتُّعُها تَرَدُّدها، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَصَتَّع فِي الأَمر إِذا تَلَدَّدَ فِيهِ لَا يَدْرِي أَين يَتَوَجَّه. والصَّتَعُ: الْتِواءٌ فِي رأْس الظَّلِيم وصَلابةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عارِي الظَّنابِيبِ مُنْحَصٌّ قَوادِمُه، ... يَرْمَدُّ حَتَّى تَرَى فِي رأْسِه صَتَعَا صدع: الصَّدْعُ: الشَّقُّ فِي الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ وَغَيْرِهِمَا، وَجَمْعُهُ صُدُوعٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: أَيا كَبِداً طارتْ صُدُوعاً نَوافِذاً، ... وَيَا حَسْرَتا مَاذَا تَغَلْغَلَ بِالْقَلْبِ؟ ذَهَبَ فِيهِ إِلى أَن كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا صَارَ صَدْعاً، وتَأْوِيل الصَّدْعِ فِي الزُّجَاجِ أَن يَبِينَ بعضُه مِنْ بَعْضٍ. وصَدَعَ الشيءَ يَصْدَعُه صَدْعاً وصَدَّعَه فانْصَدَعَ وتَصَدَّعَ: شَقّه بِنِصْفَيْنِ، وَقِيلَ: صَدّعه شِقَّهُ وَلَمْ يَفْتَرِقْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ يَتَفَرَّقُون فَيَصِيرُونَ فَرِيقَيْنِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ، وأَصلها يَتَصَدَّعُون فَقَلَبَ التَّاءَ صَادًا وأُدغمت فِي الصَّادِ، وَكُلُّ نِصْفٍ مِنْهُ صِدْعةٌ وصَدِيعٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَشِيّةَ قَلْبِي فِي المُقِيم صَدِيعُه، ... وراحَ جَنابَ الظاعِنينَ صَدِيعُ وصَدَعْتُ الْغَنَمَ صِدْعَتَيْن، بِكَسْرِ الصَّادِ، أَي فِرْقَتَيْن، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا صِدْعة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّ المُصَدِّقَ يَجْعَلُ الْغَنَمَ صدْعَيْنِ ثُمَّ يأْخذ مِنْهُمَا الصَّدَقةَ ، أَي فِرْقَيْنِ؛ وَقَوْلُ قَيْسِ بْنِ ذَرِيحٍ: فلَمّا بَدا مِنْهَا الفِراقُ كَمَا بَدا، ... بِظَهْرِ الصَّفا الصَّلْدِ، الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ صَدَعَ فِي مَعْنَى تَصَدع لُغَةً وَلَا أَعرفها، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ أَي ذاتُ انْصِداعٍ وتَصَدُّعٍ. وصَدَع الفَلاةَ والنهرَ يَصْدَعُهما صَدْعاً وصَدَّعَهما: شَقَّهما وقَطَعَهما، عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ، وصَدَّعا ... مَسْجُورةً مُتَجاوِراً قُلَّامُها

_ (2). قوله [وغدر إذا بقي في الصحاح: وَغَدِرَتِ النَّاقَةُ عَنِ الْإِبِلِ والشاة عن الغنم إذا تخلفت عنها.

وصَدَعْتُ الفَلاةَ أَي قَطَعْتُها فِي وسَط جَوْزها. والصَّدْعُ: نباتُ الأَرض لأَنه يَصْدَعُها يَشُقُّها فَتَنْصَدِعُ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الأَرضُ تَنْصَدِعُ بِالنَّبَاتِ. وتَصَدَّعَتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ: تشَقَّقَت. وانْصَدَعَ الصبحُ: انشَقَّ عَنْهُ الليلُ. والصَّدِيعُ: الفجرُ لانصِداعِه؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: تَرَى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ، ... كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه صَدِيعُ وَيُسَمَّى الصُّبْحُ صَدِيعاً كَمَا يُسَمَّى فَلَقاً، وَقَدِ انْصَدَعَ وانْفَجَرَ وانْفَلَقَ وانْفَطَرَ إِذا انْشَقَّ. والصَّدِيعُ: انصِداعُ الصُّبْح، والصَّدِيعُ: الرُّقْعةُ الْجَدِيدَةُ فِي الثَّوْبِ الخَلَق كأَنها صُدِعَتْ أَي شُقَّتْ. والصَّدِيعُ: الثَّوْبُ المُشَقَّقُ. والصِّدْعةُ: القِطْعةُ مِنَ الثَّوْبِ تُشَقُّ مِنْهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: دَعِي اللَّوْمَ أَوْ بِينِي كشقِّ صَدِيعِ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الرِّداءُ الَّذِي شُقَّ صِدْعَيْن، يُضْرب مَثَلًا لِكُلِّ فُرْقةٍ لَا اجتِماعَ بَعْدَهَا. وصَدَعْتُ الشيءَ: أَظهَرْتُه وبَيَّنْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وكأَنَّهُنَّ رِبابةٌ، وكأَنَّه ... يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ وصَدَعَ الشيءَ فَتَصَدَّعَ: فَرَّقَهُ فتفرَّقَ. والتصديعُ: التفريقُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فتَصَدَّعَ السَّحابُ صِدْعاً أَي تقطَّعَ وتفرَّقَ. يُقَالُ: صَدَعْتُ الرِّدَاءَ صَدْعاً إِذا شَقَقْتَه، وَالِاسْمُ الصِّدْعُ، بِالْكَسْرِ، والصَّدْع فِي الزُّجَاجَةِ، بِالْفَتْحِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَعطانِي قُبْطِيّةً وَقَالَ: اصْدَعْها صَدْعَيْنِ أَي شُقَّها بِنِصْفَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَصَدَعَتْ مِنْهُ صَدْعةً فاخْتَمَرَتْ بِهَا. وتصَدَّعَ الْقَوْمُ تفرَّقُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: فقال بعد ما تَصَدّعَ الْقَوْمُ كَذَا وَكَذَا أَي بعد ما تَفَرَّقُوا؛ وَقَوْلُهُ: فَلَا يُبْعِدَنْكَ اللهُ خَيْرَ أَخِي امْرئٍ، ... إِذا جَعَلَتْ نَجْوى الرِّجالِ تَصَدَّعُ مَعْنَاهُ تَفَرَّقُ فتَظْهَرُ وتُكْشَفُ. وصَدَعَتْهم النَّوَى وصَدَّعَتْهم: فرَّقَتْهم، والتَّصْداعُ، تَفْعالٌ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: إِذا افْتَلَتَتْ مِنْكَ النَّوَى ذَا مَوَدّةٍ، ... حَبِيباً بِتَصْداعٍ مِنَ البَيْنِ ذِي شَعبِ وَيُقَالُ: رأَيتُ بَيْنَ الْقَوْمِ صَدَعاتٍ أَي تفرُّقاً فِي الرأْي والهَوَى. وَيُقَالُ: أَصْلِحوا مَا فِيكُمْ مِنَ الصَّدَعاتِ أَي اجْتَمِعوا وَلَا تتفَرَّقُوا. ابْنُ السِّكِّيتِ: الصَّدْعُ الفَصْلُ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: هُوَ الخَلِيفةُ فارْضَوْا مَا قَضَى لكُمُ، ... بالحَقِّ يَصْدَعُ، مَا فِي قَوْلِهِ جَنَفُ قَالَ: يَصْدع يفْصِلُ ويُنَفِّذُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فأَصْبَحْتُ أَرْمي كُلَّ شَبْحٍ وحائِلٍ، ... كأَنِّي مُسَوِّي قِسْمةِ الأَرضِ صادِعُ يَقُولُ: أَصبحتُ أَرْمي بِعَيْنِي كُلَّ شَبْحٍ وَهُوَ الشَّخْصُ. وحائِل: كُلَّ شَيْءٍ يَتَحَرَّكُ؛ يَقُولُ: لَا يأْخُذُني فِي عينَيّ كَسْرٌ وَلَا انْثِناءٌ كأَني مُسَوٍّ، يَقُولُ: كأَني أُرِيكَ قِسْمةَ هَذِهِ الأَرض بَيْنَ أَقوام. صادِعٌ: قاضٍ يَصْدَعُ يَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. والصُّداعُ: وجَعُ الرأْس، وَقَدْ صُدِّعَ الرجلُ

تَصْدِيعاً، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ صُدِعَ، بِالتَّخْفِيفِ، فَهُوَ مَصْدُوعٌ. والصّدِيعُ: الصِّرْمةُ مِنَ الإِبل والفِرْقةُ مِنَ الْغَنَمِ. وَعَلَيْهِ صِدْعةٌ مِنْ مالٍ أَي قَليلٌ. والصِّدْعةُ والصَّدِيعُ: نَحْوَ السِّتين مِنَ الإِبل، وَمَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين مِنَ الضأْن، والقِطْعةُ مِنَ الْغَنَمِ إِذا بَلَغَتْ سِتين، وَقِيلَ: هُوَ القَطِيعُ مِنَ الظِّبَاءِ وَالْغَنَمِ. أَبو زَيْدٍ: الصِّرْمةُ والقِصْلةُ والحُدْرةُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين مِنَ الإِبل، فإِذا بَلَغَتْ سِتِّينَ فَهِيَ الصِّدْعةُ؛ قَالَ المَرَّارُ: إِذا أَقْبَلْن هاجِرةً، أَثارَتْ ... مِنَ الأَظْلالِ إِجْلًا أَو صَدِيعا وَرَجُلٌ صَدْعٌ، بِالتَّسْكِينِ وَقَدْ يُحَرَّكُ: وَهُوَ الضَّرْب الخفِيفُ اللَّحْمِ. والصَّدَعُ والصَّدْعُ: الفَتِيُّ الشابُّ القَوِيُّ من الأَرْعال والظِّباء والإِبل والحُمُرِ، وَقِيلَ: هُوَ الوَسَطُ مِنْهَا؛ قَالَ الأَزهري: الصَّدْعُ الوَعِلُ بَيْنَ الوَعِلَيْنِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يُقَالُ فِي الوَعِل إِلا صَدَعٌ، بِالتَّحْرِيكِ، وَعِلٌ بَيْنَ الوَعِلَيْنِ وَهُوَ الوَسط مِنْهَا لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا الصَّغِيرِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مِنْ أَيّ نَوْعٍ كَانَ بَيْنَ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ والفَتِيّ والمُسِنّ وَالسَّمِينِ والمَهْزول وَالْعَظِيمِ وَالصَّغِيرِ؛ قَالَ: يَا رُبَّ أَبَّازٍ مِنَ العُفْرِ صَدَعْ، ... تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِليه واجْتَمَعْ وَيُقَالُ: هُوَ الرَّجُلُ الشابُّ المُسْتَقِيمُ القَناة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ سأَل الأُسْقُفَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ فَلَمَّا انتَهى إِلى نعْت الرَّابِعِ قَالَ: صَدَعٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ عمر: وا دَفَراه قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ صَدَعٌ مِنْ حَدِيدٍ يُرِيدُ كالصَّدَعِ مِنَ الوُعُولِ المُدَمَّجِ الشَّدِيدِ الْخُلُقِ الشَّابِّ الصُّلْبِ القَوِيِّ، وإِنما يُوصَفُ بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ الْقُوَّةِ فِيهِ وَالْخِفَّةِ، شَبَّهَهُ فِي نَهْضَتِه إِلى صِعابِ الأُمور وخِفَّته فِي الْحُرُوبِ حَتَّى يُفْضى الأَمرُ إِليه بالوَعِلِ لتوَقُّلِه في رُؤوس الْجِبَالِ، وجعلَه مِنْ حَدِيدٍ مُبَالَغَةً فِي وَصْفِهِ بِالشِّدَّةِ والبأْس وَالصَّبْرِ عَلَى الشدائدِ، وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَقُولُ: صَدَأٌ مِنْ حَدِيدٍ. قَالَ الأَصمعي: وَهَذَا أَشبه لأَن الصَّدَأَ لَهُ دَفَرٌ وَهُوَ النَّتْنُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: رأَيت رَجُلًا صَدَعاً، وَهُوَ الرَّبْعةُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ. وَقَالَ أَبو ثَرْوانَ: تَقُولُ إِنهم عَلَى مَا تَرى مِنْ صَداعَتِهم «1» لَكِرامٌ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: فإِذا صَدَعٌ مِنَ الرِّجَالِ، فقلتُ: مَن هَذَا الصَّدَعُ ؟ يَعْنِي هَذَا الرَّبْعةَ فِي خَلْقِه رجلٌ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، وَهُوَ كالصَّدَعِ مِنَ الوُعُول وعِلٌ بَيْنَ الوَعِلينِ. والصَّدِيعُ: الْقَمِيصُ بَيْنَ الْقَمِيصَيْنِ لَا بِالْكَبِيرِ وَلَا بِالصَّغِيرِ. وصَدَعْتُ الشَّيْءَ: أَظْهَرْتُه وبَيَّنْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ وَرَجُلٌ صَدَعٌ: ماضٍ فِي أَمرِهِ. وصَدَعَ بالأَمرِ يَصْدَعُ صَدْعاً: أَصابَ بِهِ موضِعَه وجاهَرَ بِهِ. وصَدَعَ بِالْحَقِّ: تَكَلَّمَ بِهِ جِهَارًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ؛ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: اجْهَرْ بِالْقُرْآنِ، وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ أَي بِالْقُرْآنِ، وَقَالَ أَبو إِسحاق: أَظْهِرْ مَا تُؤْمَرُ بِهِ وَلَا تَخفْ أَحداً، أُخِذَ مِنَ الصَّدِيع وَهُوَ الصُّبْحُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد عَزَّ وَجَلَّ فاصْدَعْ بالأَمر الَّذِي أَظْهَرَ دِينَك، أَقامَ ما مُقامَ

_ (1). قوله [صداعتهم] كذا ضبط في الأصل ولينظر في الضبط والمعنى وما الغرض من حكاية أبي ثروان هذه هنا.

الْمَصْدَرِ، وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَي فَرِّقْ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ، أَي يتفرَّقُون، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ، أَي شُقَّ جَمَاعَتَهُمْ بِالتَّوْحِيدِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فَرِّقِ الْقَوْلَ فِيهِمْ مُجْتَمِعِينَ وفُرادى. قَالَ ثَعْلَبٌ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً كَانَ يَحْضُر مَجْلِسَ ابْنِ الأَعرابي يَقُولُ معنى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ أَي اقْصِدْ ما تُؤْمَرُ، قال: وَالْعَرَبُ تَقُولُ اصْدَعْ فُلَانًا أَي اقْصِدْهُ لأَنه كَرِيمٌ. ودلِيلٌ مِصْدَعٌ: ماضٍ لِوَجْهِهِ. وخطِيبٌ مِصْدَعٌ: بَلِيغٌ جرِيءٌ عَلَى الْكَلَامِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُمْ إِلْبٌ عَلَيْهِ وصَدْعٌ وَاحِدٌ، وَكَذَلِكَ هُمْ وَعْلٌ عَلَيْهِ وضِلَعٌ وَاحِدٌ إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ بالعَداوةِ، والناسُ عَلَيْنَا صَدْعٌ وَاحِدٌ أَي مُجْتَمِعُونَ بالعَداوة. وصَدَعْتُ إِلى الشَّيْءِ أَصْدَعُ صُدُوعاً: مِلْتُ إِليه. وَمَا صَدَعَكَ عَنْ هَذَا الأَمرِ صَدْعاً أَي صَرَفَكَ. والمَصْدَعُ: طَرِيقٌ سَهْلٌ فِي غِلَظٍ مِنَ الأَرض. وجَبَلٌ صادِعٌ: ذاهِبٌ فِي الأَرض طُولًا، وَكَذَلِكَ سَبِيلٌ صادِعٌ ووادٍ صادِعٌ، وَهَذَا الطَّرِيقُ يَصْدَعُ فِي أَرض كَذَا وَكَذَا. والمِصْدَعُ: المِشْقَصُ من السهام. صرع: الصَرْعُ: الطَّرْحُ بالأَرض، وخَصَّه فِي التَّهْذِيبِ بالإِنسان، صارَعَه فصَرَعَه يَصْرَعُه صَرْعاً وصِرْعاً، الْفَتْحُ لِتَمِيمٍ وَالْكَسْرُ لِقَيْسٍ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، فَهُوَ مصروعٌ وصرِيعٌ، وَالْجَمْعُ صَرْعَى؛ والمُصارَعةُ والصِّراعُ: مُعالَجَتُهما أَيُّهُما يَصْرَعُ صاحِبَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مثَلُ المؤمِن كالخامةِ مِنَ الزَّرْعِ تَصْرَعُها الريحُ مَرَّةً وتَعْدِلُها أُخْرى أَي تُمِيلُها وتَرْمِيها مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ. والمَصْرَعُ: موضِعٌ ومَصْدَرٌ؛ قَالَ هَوْبَرٌ الْحَارِثِيُّ: بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، يومَ تأَلَّبَتْ ... عَلَيْنَا تَمِيمٌ مِنْ شَظًى وصَمِيمِ، تَزَوَّدَ مِنّا بَيْنَ أُذْنَيْه طَعْنةً، ... دَعَتْه إِلى هابِي التُّرابِ عَقِيمِ وَرَجُلٌ صَرّاعٌ وصَرِيعٌ بَيِّنُ الصّراعةِ، وصَرِيعٌ: شَدِيد الصَّرْع وإِن لم يَكُنْ مَعْرُوفًا بِذَلِكَ، وصُرَعةٌ: كَثِيرُ الصَّرْع لأَقْرانِه يَصْرَعُ الناسَ، وصُرْعةٌ: يُصْرَعُ كَثِيرًا يَطَّرِدُ عَلَى هَذَيْنِ بابٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صُرِعَ عَنْ دابَّة فجُحِشَ شِقُّه أَي سقَطَ عَنْ ظَهْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: أَنه أَردَفَ صَفِيّةَ فَعَثَرَتْ ناقتُه فصُرِعا جَمِيعًا. ورجُلٌ صِرِّيعٌ مِثَالُ فِسِّيقٍ: كَثِيرُ الصَّرْع لأَقْرانه، وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ صِرِّيعٌ إِذا كَانَ ذَلِكَ صَنْعَتَه وحالَه الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا. وَرَجُلٌ صَرّاعٌ إِذا كَانَ شَدِيدَ الصَّرْعِ وإِن لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا. وَرَجُلٌ صَرُوعُ الأَقْرانِ أَي كَثِيرُ الصَّرْع لَهُمْ. والصُّرَعة: هُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ يَصْرَعُون مَنْ صَارَعُوا. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ رَجُلٌ صُرَعةٌ، وَقَوْمٌ صُرَعةٌ وَقَدْ تَصارَعَ القومُ واصْطَرَعُوا، وصارَعَه مُصارَعةً وصِراعاً. والصِّرْعانِ: المُصْطَرِعانِ. وَرَجُلٌ حَسَنُ الصِّرْعةِ مِثْلَ الرِّكْبةِ والجِلْسةِ، وَفِي المَثلِ: سُوءُ الاسْتِمْساكِ خَيْر مِنْ حُسْنِ الصِّرْعةِ؛ يَقُولُ: إِذا اسْتَمْسَكَ وإِن لَمْ يُحْسِنِ الرّكْبةَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي يُصْرَعُ صَرْعةً لَا تَضُرُّه، لأَن الَّذِي يَتماسَكُ قَدْ يَلْحَقُ وَالَّذِي يُصْرَعُ لَا يَبْلُغُ. والصَّرْعُ: عِلّة مَعْرُوفة. والصَّريعُ: المجنونُ، وَمَرَرْتُ بِقَتْلى مُصَرَّعِين، شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. ومَصارِعُ الْقَوْمِ: حَيْثُ قُتِلُوا. والمَنِيّةُ تَصْرَعُ الحيوانَ، عَلَى المَثل.

والصُّرَعةُ: الحلِيمُ عِنْدَ الغَضَبِ لأَن حِلْمَه يَصْرَعُ غَضَبَه عَلَى ضِدّ مَعْنَى قَوْلِهِمْ: الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصُّرَعةُ، بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الرَّاءِ مِثْلَ الهُمَزةِ، الرجلُ الحليمُ عِندَ الغَضَب ، وَهُوَ الْمُبَالِغُ فِي الصِّراعِ الَّذِي لَا يُغْلَبُ فَنَقَلَه إِلى الَّذِي يَغْلِبُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ويَقْهَرُها، فإِنه إِذا مَلَكها كَانَ قَدْ قَهَرَ أَقْوى أَعْدائِه وشَرَّ خُصُومِه، وَلِذَلِكَ قَالَ: أَعْدَى عَدُوٍّ لَكَ نفسُك الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ، وَهَذَا مِنَ الأَلفاظ الَّتِي نقَلها اللُّغَوِيُّونَ «1» عَنْ وَضْعِهَا لِضَرْبٍ مِنَ التَّوَسُّع وَالْمَجَازِ، وَهُوَ مِنْ فَصِيحِ الْكَلَامِ لأَنه لَمَّا كَانَ الغضبانُ بِحَالَةٍ شَدِيدَةٍ مِنَ الغَيْظِ، وَقَدْ ثارَتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الْغَضَبِ فَقَهَرها بِحِلْمِهِ وصَرَعَها بِثَبَاتِهِ، كَانَ كالصُّرَعَةِ الَّذِي يَصْرَعُ الرجالَ وَلَا يَصْرَعُونه. والصَّرْعُ والصِّرعُ والضِّرْعُ: الضرْبُ والفَنُّ مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَصْرُعٌ وصُرُوعٌ؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ بَيْتَ لَبِيدٍ: وخَصْمٍ كَبادِي الجِنّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ ... بِمُسْتَحْوذٍ ذِي مِرّةٍ وصُرُوعِ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ أَي بِضُروبٍ مِنَ الْكَلَامِ، وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: صُرُوعُ الْحَبْلِ قُواه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هَذَا صِرْعُه وصَرْعُه وضِرْعُه وطَبْعُه وطَلْعُه وطِباعُه وطَبِيعُه وسِنُّه وقِرْنُهُ وقَرْنُه وشِلْوُهُ وشُلَّتُه أَي مِثْلُه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: ومَنْجُوبٍ لَهُ منْهُنَّ صِرْعٌ ... يَمِيلُ، إِذا عَدَلْتَ بهِ الشَّوَارَا هَكَذَا رَوَاهُ الأَصمعي أَي لَهُ مِنْهُنَّ مِثْلٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُرْوَى ضِرْعٌ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَفَسَّرَهُ بأَنه الحَلْبة. والصَّرْعانِ: إِبلان تَرِدُ إِحداهما حِينَ تَصْدُر الأُخرى لِكَثْرَتِهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مِثْل البُرامِ غَدا فِي أصْدةٍ خَلَقٍ، ... لَمْ يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاهُ فَرَّجْتُ عَنْهُ بِصَرْعَيْنا لأَرْملةٍ، ... وبائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كَمَعْناه قَالَ يَصِفُ سَائِلًا شَبَّهَه بالبُرام وَهُوَ القُراد. لَمْ يَسْتَعِنْ: يَقُولُ لَمْ يَحْلِقْ عَانَتَهُ. وحَوامِي الْمَوْتِ وحَوائِمُهُ: أَسبابُه. وَقَوْلُهُ بصَرْعَيْنا أَراد بِهَا إِبلًا مُخْتَلِفَةَ التِّمْشاء تَجِيءُ هَذِهِ وَتَذْهَبُ هَذِهِ لِكَثْرَتِهَا، هَكَذَا رَوَاهُ بِفَتْحِ الصَّادِ، وَهَذَا الشِّعْرُ أَورده الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو وأَورد صَدْرَ الْبَيْتِ الأَول: ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأصْدتِه والصِّرْعُ: المِثْلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شاهِدُه قَوْلُ الرَّاجِزِ: إِنَّ أَخاكَ فِي الأَشاوِي صِرْعُكا والصِّرْعانِ والضِّرْعانِ، بِالْكَسْرِ: المِثْلانِ. يُقَالُ: هُمَا صِرْعانِ وشِرْعانِ وحِتْنانِ [حَتْنانِ] وقِتْلانِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. والصَّرْعانِ: الغَداةُ والعشِيُّ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنهم أَرادوا العَصْرَيْنِ فقُلِبَ. يُقَالُ: أَتيتُه صَرْعَى النهارِ، وَفُلَانٌ يأْتينا الصَّرْعَيْنِ أَي غُدْوةً وعَشِيَّةً، وَقِيلَ: الصَّرْعانِ نِصْفُ النَّهَارِ الأَول وَنِصْفُهُ الْآخَرُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: كأَنَّني نازِعٌ، يَثْنِيهِ عَنْ وَطَنٍ ... صَرْعانِ رَائِحَةً عَقْلٌ وتَقْيِيدُ

_ (1). قوله [نقلها اللغويون إلخ] كذا بالأصل، والذي في النهاية: نقلها عن وضعها اللغوي، والمتبادر منه أن اللغوي صفة للوضع وحينئذ فالناقل النبي، صلى الله عليه وسلم، ويؤيده قول المؤلف قبله: فَنَقَلَهُ إِلى الَّذِي يَغْلِبُ نفسه.

أَراد عَقْلٌ عَشِيّةً وتَقْيِيدٌ غُدْوةً فَاكْتَفَى بِذِكْرِ أَحدهما؛ يَقُولُ: كأَنني بَعِيرٌ نازعٌ إِلى وَطَنِه وَقَدْ ثَنَاهُ عَنْ إِرادته عَقْلٌ وتَقْيِيدٌ، فَعَقْلُه بالغداةِ ليَتَمَكَّنَ فِي المَرْعَى، وتقييدُه بِاللَّيْلِ خَوْفًا مِنْ شِرادِه. وَيُقَالُ: طلبْتُ مِنْ فُلَانٍ حَاجَةً فانصَرَفْتُ وَمَا أَدرِي عَلَى أَيّ صِرْعَيْ أَمرِه هُوَ أَي لَمْ يَتَبَيَّنْ لِي أَمرُه؛ قَالَ يَعْقُوبُ: أَنشدني الْكِلَابِيُّ: فَرُحْتُ، وَمَا ودَّعْتُ لَيْلى، وَمَا دَرَتْ ... عَلَى أَيِّ صِرْعَيْ أَمرِها أَتَرَوَّحُ يَعْنِي أَواصلًا تَرَوَّحْتُ مِنْ عِنْدِهَا أَو قَاطِعًا. وَيُقَالُ: إِنه لَيَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى كلِّ صِرْعةٍ «2» أَي يَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ. وَيُقَالُ للأَمر صَرْعان أَي طَرَفان. ومِصْراعا البابِ: بَابَانِ مَنْصُوبَانِ يَنْضَمَّانِ جَمِيعًا مَدْخَلُهما فِي الوَسَط مِنَ المِصْراعَيْنِ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: إِذْ حازَ دُوني مِصْرَعَ البابِ المِصَكُ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ عِنْدَهُمُ المِصْرَعُ لُغَةً فِي المِصْراعِ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَحْذُوفًا مِنْهُ. وصَرَعَ البابَ: جعَل لَهُ مِصْراعَيْنِ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: المِصْراعانِ بَابَا الْقَصِيدَةِ بِمَنْزِلَةِ المِصْراعَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا بَابَا الْبَيْتِ، قَالَ: واشتِقاقهما مِنَ الصَّرْعَيْنِ، وَهُمَا نِصْفَا النَّهَارِ، قَالَ: فَمِنْ غُدْوةٍ إِلى انْتِصَافِ النَّهَارِ صَرْعٌ، وَمِنِ انْتِصَافِ النَّهَارِ إِلى سُقُوطِ القُرْص صَرْع. قَالَ الأَزهري: والمِصْراعانِ مِنَ الشعْر مَا كَانَ فِيهِ قَافِيَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَمِنَ الأَبواب مَا لَهُ بَابَانِ مَنْصُوبَانِ ينضَمّان جَمِيعًا مَدْخَلُهما بَيْنَهُمَا فِي وَسَطِ الْمِصْرَاعَيْنِ، وبيتٌ مِنَ الشعْر مُصَرَّعٌ لَهُ مِصْراعانِ، وَكَذَلِكَ بَابٌ مُصَرَّعٌ. والتصريعُ فِي الشِّعْرِ: تَقْفِيةُ المِصْراعِ الأَول مأْخوذ مِنْ مِصْراعِ الْبَابِ، وَهُمَا مُصَرَّعانِ، وإِنما وَقَعَ التصريعُ فِي الشِّعْرِ لِيَدُلَّ عَلَى أَنّ صَاحِبَهُ مبتدِئٌ إِما قِصّةً وإِما قصِيدة، كَمَا أَن إِمّا إِنما ابْتُدِئَ بِهَا فِي قَوْلِكَ ضَرَبْتُ إِما زَيْدًا وإِمّا عَمْرًا لِيَعْلَمَ أَن الْمُتَكَلِّمَ شَاكٌّ؛ فَمِمَّا العَرُوضُ فِيهِ أَكثر حُرُوفًا مِنَ الضَّرْبِ فَنَقَصَ فِي التصريعِ حَتَّى لَحِقَ بِالضَّرْبِ قَوْلُ امرِئِ القَيْسِ: لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فَشَجَاني ... كَخَطِّ زَبُورٍ فِي عَسِيبِ يَماني؟ فَقَوْلُهُ شَجاني فَعُولُنْ وَقَوْلُهُ يَمَانِي فَعُولُنْ وَالْبَيْتُ مِنَ الطَّوِيلِ وَعَرُوضُهُ الْمَعْرُوفُ إِنما هُوَ مَفَاعِلُنْ، وَمِمَّا زِيد فِي عَرُوضِهِ حَتَّى ساوَى الضرْبَ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَلا انْعِمْ صَباحاً أَيُّها الطَّلَلُ الْبَالِي، ... وَهَلْ يَنْعَمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُرِ الْخَالِي؟ وصَرَّعَ البيتَ مِنَ الشِّعْرِ: جعلَ عَرُوضه كَضَرْبِهِ. والصرِيعُ: القضِيبُ مِنَ الشَّجَرِ يَنْهَصِرُ إِلى الأَرض فَيَسْقُطُ عَلَيْهَا وأَصله فِي الشَّجَرَةِ فَيَبْقَى سَاقِطًا فِي الظِّلِّ لَا تُصِيبُه الشَّمْسُ فَيَكُونُ أَلْيَنَ مِنَ الفَرْعِ وأَطيَبَ رِيحاً، وَهُوَ يُسْتاكُ بِهِ، وَالْجَمْعُ صُرُعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعْجِبُهُ أَن يَسْتاكَ بالصُّرُعِ ؛ قَالَ الأَزهري: الصَّرِيعُ القضِيبُ يَسْقُطُ مِنْ شَجَرِ البَشام، وَجَمْعُهُ صِرْعانٌ. والصَّريعُ أَيضاً: مَا يَبِسَ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ الصَّرِيفُ، بِالْفَاءِ، وَقيل: الصَّرِيعُ السوْطُ أَو القَوْسُ الَّذِي لَمْ يُنْحَتْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَيُقَالُ الَّذِي

_ (2). قوله [على كل صرعة] هي بكسر الصاد في الأصل وفي القاموس بالفتح.

جَفَّ عُوده عَلَى الشَّجَرَةِ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: مِنْهَا مَصارِعُ غايةٍ وقِيامُها «1» قَالَ: المَصارِعُ جَمْعُ مَصْرُوعٍ مِنَ القُضُب، يَقُولُ: مِنْهَا مَصْرُوعٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ، وَالْقِيَاسُ مَصارِيعُ. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَعَعَ عَنْ أَبي الْمِقْدَامِ السُّلَمِيّ قَالَ: تَضَرَّعَ الرجلُ لِصَاحِبِهِ وتَصَرَّعَ إِذا ذَلَّ واسْتَخْذَى. صرقع: الأَزهري: يُقَالُ سَمِعْتُ لِرِجْلِهِ صَرْقَعَةً وفَرْقَعَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. صطع: قَالَ الأَزهري: رَوَى أَبو تُرَابٍ لَهُ فِي كِتَابِهِ: خَطِيبٌ مِصْطَعٌ ومِصْقَعٌ بمعنى واحد. صعع: الصَّعْصَعَةُ: الْحَرَكَةُ والاضطِرابُ. والصَّعْصَعةُ: التَّحْرِيكُ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: تَحْسَبُه يُنْحِي لَها المَغاوِلا ... لَيْثاً، إِذا صَعْصَعْتَه، مُقاتِلا أَي حرَّكته لِلْقِتَالِ. وصَعْصَعَهم أَي حَرَّكهم أَو فَرَّقَ بَيْنَهُمْ، والزَّعْزَعةُ والصَّعْصَعةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وصَعْصَعْتُ القومَ صَعْصَعةً وصَعْصاعاً فتَصَعْصَعوا: فرَّقْتُهم فتفرَّقوا. وكلُّ مَا فرَّقْتَه، فَقَدْ صَعْصَعْتَه. والصَّعْصَعةُ: التَّفْرِيقُ. والصَّعْصَعُ: المُتَفرِّقُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ فِي التَّفْرِيقِ: ومُرْثَعِنٍّ وبْلُه يُصَعْصِعُ أَي يفرِّقُ الطَّيْرَ ويُنَفِّرُه؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: بَازٍ يُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَصَعْصَعَتِ الراياتُ أَي تفرَّقَتْ، وَقِيلَ: تَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَصَعْصَعَ بِهِمُ الدهرُ فأَصْبَحُوا كَلا شيءَ أَي بَدَّدَهم وفرَّقَهم، وَيُرْوَى بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، أَي أَذَلَّهم وأَخضَعَهم. وذهبتِ الإِبلُ صَعاصِعَ أَي متفرِّقة نادَّةً. والصَّعْصَعةُ: الجَلَبةُ، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الصَّعْصَعةُ نَبْتٌ يُسْتَمْشَى بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يُشرب ماؤُه للمَشْيِ، وَقَالَ: تَصَعْصَعَ وتَضَعْضَع بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا ذَلَّ وخضَع، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الْمِقْدَامِ السُّلميّ يَقُولُ: تَضَرَّعَ الرجلُ لِصَاحِبِهِ وتَصَرَّعَ إِذا ذلَّ واسْتَخْذَى. وَقَالَ أَبو السَّمَيْدَعِ: تَصَعْصَعَ الرجلُ إِذَا جَبُن، قَالَ: والصَّعْصَعَةُ الفَرَقُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: واضْطَرَّهم مِنْ أَيْمَنٍ وأَشْأَمِ ... صِرَّةُ صَعْصاعٍ عِتاقٍ قُتَّمِ أَي يُصَعْصِعُ الطَّيْرَ فَيُفْرِقُها. والعِتاقُ: البُزاةُ والصُّقُورُ والعِقْبانُ. والصَّعْصَعُ: طائِرٌ أَبْرَشُ يَصِيدُ الجَنادِبَ، وَجَمْعُهُ صَعاصِعُ. وصَعْصَعَ رأْسَه بالدُّهْن إِذا روَّاهُ ورَوَّغَه. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف صَعَّ يَصِعُّ فِي الْمُضَاعَفِ وأَحسب الأَصل فِي الصَّعْصَعةِ مِنْ صاعَه يَصُوعُه إِذا فرَّقه. وصَعْصَعةُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ هَوازِنَ وَهُوَ صَعْصَعةُ بْنُ مُعاوِيةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هوازن. صفع: صَفَعَه يَصْفَعُه صَفْعاً إِذا ضَرَبَ بِجُمْعِ كَفِّه قَفَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَبْسُطَ الرَّجُلُ كَفَّهُ فَيَضْرِبُ بِهَا قَفَا الإِنسان أَو بَدَنَهُ، فإِذا جَمَعَ كفَّه وَقَبَضَهَا ثُمَّ ضَرَبَ بِهَا فَلَيْسَ بِصَفْعٍ، وَلَكِنْ يُقَالُ ضَرَبَهُ بِجُمْعِ كفِّه؛ وَرَجُلٌ مَصْفَعانيٌّ: يُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الصَّفْعُ كَلِمَةٌ مولَّدة، وَالرَّجُلُ صَفْعان. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الصَّوْفَعةُ هِيَ أَعْلى الكُمَّة والعمامةِ. يُقَالُ: ضَرَبَهُ

_ (1). في معلقة لبيد: منه مصرَّعُ غابةٍ وقيامها.

عَلَى صَوْفَعَتِه إِذا ضَرَبَهُ هُنالِك، قَالَ: والصَّفْعُ أَصْلُهُ مِنَ الصَّوْفَعةِ، والصوفعةُ مَعْرُوفَةٌ. صقع: صَقَعَه يَصْقَعُه صَقْعاً: ضَرَبَهُ بِبَسْطِ كفِّه. وصَقَع رأْسَه: عَلَاهُ بأَيِّ شيءٍ كَانَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وعَمْرُو بنُ هَمّامٍ صَقَعْنا جَبينَه ... بشَنْعاءَ، تَنْهَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ المُتَظَلِّمُ هُنَا: الظالِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ زَنَى مِنَ امْبِكْر فاصْقَعُوه مِائَةً أَي اضْرِبُوهُ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ مِنَ امْبِكْر لُغَةُ أَهل الْيَمَنِ يُبْدلُون لَامَ التَّعْرِيفِ مِيمًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً: أَن مُنْقِذاً صُقِعَ آمَّةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي شُجَّ شَجَّةً بلغَتْ أُمَّ رأْسِه. وصُقِعَ الرَّجُلُ آمَّةً: وَهِيَ الَّتِي تبلُغ أُمَّ الدِّماغِ، وَقَدْ يُسْتَعارُ ذَلِكَ لِلظَّهْرِ؛ قَالَ فِي صِفَةِ السُّيُوفِ: إِذا اسْتُعِيرَتْ مِنْ جُفُونِ الأَغْماد، ... فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرابِيعَ الصَّاد أَراد الصَّيْدَ. وَقِيلَ: الصَّقْعُ ضربُ الشَّيْءِ الْيَابِسِ المُصْمَتِ بِمِثْلِهِ كَالْحَجَرِ بِالْحَجَرِ وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: الصَّقْعُ الضربُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَابِسٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: صَقْعاً إِذا صابَ اليَآفِيخَ احْتَقَرْ وصُقِعَ الرَّجُلُ: كصُعِقَ، والصاقِعةُ كالصاعِقةِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ وأَنشد: يَحْكُونَ، بالمَصْقُولةِ القَواطِعِ، ... تَشقُّقَ البَرْقِ عنِ الصَّواقِعِ وَيُقَالُ: صَقَعَتْه الصاقِعةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: تَمِيمٌ تَقُولُ صاقِعةٌ فِي صاعِقةٍ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: أَلم تَرَ أَنَّ المجرمينَ أَصابَهُم ... صَواقِعُ، لَا بلْ هُنَّ فوقَ الصَّواقِعِ؟ والصقِيعُ: الجلِيدُ؛ قَالَ: وأَدْرَكَه حُسامٌ كالصَّقِيعِ وَقَالَ: تَرَى الشَّيبَ، فِي رأْسِ الفرَزْدَقِ، قَدْ عَلا ... لهازِمَ قِرْدٍ رَنَّحَتْه الصَّواقِعُ وَقَالَ الأَخطل: كأَنَّما كَانُوا غُراباً واقِعا، ... فَطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواقِعا والصقِيعُ: الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ بِاللَّيْلِ شَبيهٌ بِالثَّلْجِ. وصُقِعَتِ الأَرض وأُصْقِعَتْ فَهِيَ مصقوعةٌ: أَصابَها الصقِيعُ. ابْنُ الأَعرابي: صُقِعَتِ الأَرضُ وأُصْقِعْنا، وأَرضٌ صَقِعةٌ ومَصْقوعةٌ، وَكَذَلِكَ ضُرِبَتِ الأَرضُ وأُضْرِبْنا وجُلِدَت وأُجْلِدَ الناسُ، وَقَدْ ضُرِبَ البَقْلُ وجُلِدَ وصُقِعَ، وَيُقَالُ: أَصْقَعَ الصقِيعُ الشجرَ، والشجرُ صَقِعٌ ومُصْقَعٌ. وأَصبحتِ الأَرضُ صَقِعةً وضَرِبةً. والصَقَعُ: الضلالُ والهلاكُ. والصِّقِعُ: الغائبُ البعيدُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَين هُوَ، وَقِيلَ: الَّذِي قَدْ ذهَب فَنَزَلَ وَحْدَهُ؛ وقوْلُ أَوْس أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَأَبا دُلَيْجةَ، مَنْ لِحَيٍّ مُفْرَدٍ، ... صَقِعٍ مِنَ الأَعْداءِ فِي شَوّالِ؟ صَقِع: مُتَنَحٍّ بعِيد مِنَ الأَعداء، وَذَلِكَ أَن الرَّجُلَ

كَانَ إِذا اشتدَّ عَلَيْهِ الشِّتَاءُ تَنَحَّى لِئَلَّا يَنْزِلَ بِهِ ضَيْفٌ. وَقَوْلُهُ فِي شَوَّالِ يَعْنِي أَن البَرْد كَانَ فِي شَوَّالِ حِينَ تَنَحَّى هَذَا المُتَنَحِّي. والأَعداءُ: الضِّيفانُ الغُرَباءُ. وَقَدْ صَقِعَ أَي عَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ. والصاقِعُ: الَّذِي يَصْقَعُ فِي كُلِّ النَّوَاحِي. وصَوْقَعةُ الثرِيد: وَقْبَتُه، وَقِيلَ: أَعلاه. وصَقَعَ الثرِيدَ يَصْقَعُه صَقْعاً: أَكَله مِنْ صَوْقَعتِه؛ وَصَنَعَ رَجُلٌ لأَعرابيّ ثَرِيدَةً يأْكلُها ثُمَّ قَالَ: لَا تَصْقَعْها وَلَا تَشْرِمْها وَلَا تَقْعَرْها، قَالَ: فَمِنْ أَين آكُل لَا أَبا لَك تَشْرِمْها تَخْرِقْها، وتَقْعَرْها تأْكل مِنْ أَسْفَلها. وصَوْقَعَ الثريدةَ إِذا سطَحَها، قَالَ: وصَوْمَعَها وصَعْنَبَها إِذا طَوَّلها. والصَّوْقَعةُ: مَا نَتَأَ مِنْ أَعلى رأْسِ الإِنسانِ وَالْجَبَلِ. والصَّوْقَعَةُ: مَا يَقِي الرأْسَ مِنِ العِمامةِ والخِمارِ والرِّداءِ. والصَّوْقَعةُ: خِرْقةٌ تُقْعَدُ فِي رَأْسِ الهَوْدَجِ يُصَفِّقُها الريحُ. والصَّوْقَعةُ والصِّقاعُ، جَمِيعًا: خِرْقة تَكُونُ عَلَى رأْس المرأَة تُوَقِّي بِهَا الخِمار مِنَ الدُّهْنِ، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْبُرْقُعِ صِقاعٌ. والصَّوْقَعةُ مِنَ البُرْقُع: رأْسُه، وَيُقَالُ لِكَفِّ عَيْنِ البُرْقُع الضِّرْسُ ولِخَيْطَيْه الشِّبامانِ. والصِّقاعُ: الَّذِي يَلي رأْسَ الفَرَسِ دُونَ البُرْقُعِ الأَكبر. والصِّقاعُ: مَا يُشَدُّ بِهِ أَنف النَّاقَةِ إِذا أَرادوا أَن تَرْأَمَ وَلَدَهَا أَو وَلَدَ غَيْرِهَا؛ قَالَ الْقَطَّامِيُّ: إِذا رَأْسٌ رَأيْتُ بِهِ طِماحاً، ... شَدَدْت لَهُ الغَمائِمَ والصِّقاعا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلْخِرْقَةِ الَّتِي تُشَدُّ بِهَا الناقةُ إِذا ظُئِرَتِ الغِمامةُ، وَالَّتِي يُشَدُّ بِهَا عَيْنَاهَا الصِّقاعُ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ دَرَجَ. والصِّقاعُ: صِقاعُ الخِباءِ، وَهُوَ أَن يُؤْخَذ حَبْل فيُمدّ عَلَى أَعلاه ويُوَتَّرَ ويُشدَّ طرَفاه إِلى وَتِدَيْنِ رُزّا فِي الأَرض، وَذَلِكَ إِذا اشتدَّت الرِّيحُ فَخَافُوا تَقَوُّضَ الخِباء. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اصْقَعُوا بَيْتَكُمْ فَقَدْ عَصَفتِ الريحُ، فَيَصْقَعُونه بالحبْل كَمَا وَصَفْتُهُ. والصِّقاعُ: حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي مَوْضِعِ الحكَمَةِ مِنَ اللِّجامِ؛ قال ربيعة ابن مَقْرُومٍ الضَّبِّي: وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوْصاءَ طاطٍ ... عَنِ المُثْلَى، غُناماهُ القِذاعُ طَمُوحِ الرأْسِ كُنْتُ لَهُ لِجاماً، ... يُخَيِّسُه لَهُ مِنْهُ صِقاعُ وَيُقَالُ: صَقَعْتُه بِكَيٍّ أَي وسَمْتُه عَلَى رأْسه أَو وَجْهِهِ. والأَصْقَعُ مِنَ الطَّيْرِ وَالْخَيْلِ وَغَيْرِهِمَا: مَا كَانَ عَلَى رأْسه بَيَاضٌ؛ قَالَ: كأَنَّها، حِينَ فاضَ الماءُ واحْتَفَلَتْ ... صَقْعاءُ، لاحَ لَهَا بالقَفْرَةِ الذِّيبُ يَعْنِي العُقابَ. وعُقابٌ أَصْقَعُ إِذا كَانَ فِي رأْسِه بَيَاضٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤُوسَها، ... مِنَ القِهْزِ والقُوهِيِّ، بِيضُ المَقانِعِ وَظَلِيمٌ أَصْقَعُ: قَدِ ابْيَضَّ رأْسُه. وَنَعَامَةٌ صَقْعاءُ: فِي وَسَطِ رأْسها بَيَاضٌ عَلَى أَيّةِ حالاتِها كَانَتْ. والأَصْقَعُ: طَائِرٌ كالعُصْفور فِي رِيشِهِ ورأْسه بَيَاضٌ، وَقِيلَ: هُوَ كَالْعُصْفُورِ فِي رِيشِهِ خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض، يَكُونُ بِقُرْبِ الماءِ، إِن شِئت كسَّرته تكسيرَ الأَسماء لأَنه صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَهُ عَلَى الصِّفَةِ لأَنها أَصله، وَقِيلَ: الأَصْقَعُ طَائِرٌ وَهُوَ الصُّفارِيّةُ؛

قَالَهُ قُطْرُبٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: الصَّقْعاءُ دُخَّلةٌ كَدْراءُ اللَّوْنِ صَغِيرَةٌ رأْسها أَصفر قصيرةُ الزِّمِكَّى. أَبو الْوَازِعِ: الصُّقْعَةُ بَيَاضٌ فِي وَسَطِ رأْس الشَّاةِ السَّوْدَاءِ ومَوْضِعُها مِنَ الرأْس الصَّوْقَعةُ. وصَقَعْتُه: ضَرَبْتُهُ عَلَى صَوْقَعَتِه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بالمَشْرَفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ، ... والصَّقْعِ مِنْ خابِطَةٍ وجُرْزِ وفرسٌ أَصقَعُ: أَبيضُ أَعلى الرأْسِ. والأَصْقَعُ مِنَ الْفَرَسِ: ناصِيَتُه، وَقِيلَ: نَاصِيَتُهُ الْبَيْضَاءُ. والصَّقْعُ: رَفْعُ الصوْتِ. وصَقَعَ بِصَوْتِهِ يَصْقَعُ صَقْعاً وصُقاعاً: رفَعه. وصَقْعُ الدِّيكِ: صوْتُه، والصقِيعُ أَيضاً صوتُه. وَقَدْ صَقَعَ الدِّيكُ يَصْقَعُ أَي صَاحَ. والصُّقْعُ: ناحيةُ الأَرضِ وَالْبَيْتِ. وصُقْعُ الرَّكِيّةِ: مَا حَوْلَها وَتَحْتَهَا مِنْ نَوَاحِيهَا، وَالْجَمْعُ أَصْقاعٌ؛ وَقَوْلُهُ: قُبِّحْتِ مِنْ سالِفةٍ وَمِنْ صُدُغْ، ... كأَنَّها كُشْيَةُ ضَبٍّ فِي صُقُعْ إِنما مَعْنَاهُ فِي نَاحِيَةٍ، وَجَمَعَ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالْغَيْنِ لِتَقَارُبِ مَخْرَجَيْهِمَا، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ فِي صُقُغ، بَالْغَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدْرِي أَهو هَرَبٌ مِنَ الإِكْفاءِ أَم الْغَيْنُ فِي صُقُغ وَضْعٌ، وَزَعَمَ يُونُسُ أَن أَبا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ رَوَاهُ كَذَلِكَ وَقَالَ، أَعني أَبا عَمْرٍو: لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ أَروِها، قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: فإِذا كَانَ الأَمر عَلَى مَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو فَالْحَالُ نَاطِقَةٌ بأَن فِي صُقع لُغَتَيْنِ: الْعَيْنُ وَالْغَيْنُ جَمِيعًا، وأَن يَكُونَ إِبدال الْحَرْفِ لِلْحَرْفِ. وَفُلَانٌ مِنْ أَهل هَذَا الصُّقْعِ أَي مِنْ أَهل هَذِهِ النَّاحِيَةِ. وخَطِيبٌ مِصْقَعٌ: بَلِيغٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ: خُطَباءُ حِينَ يَقُومُ قائِلُنا، ... بِيضُ الوُجُوهِ، مَصاقِعٌ لُسن قِيلَ: هُوَ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ، وَقِيلَ: يَذْهَبُ فِي كُلِّ صُقْعٍ مِنَ الْكَلَامِ أَي نَاحِيَةٍ، وَهُوَ لِلْفَارِسِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّقْعُ الْبَلَاغَةُ فِي الْكَلَامِ والوُقُوعُ عَلَى الْمَعَانِي. والصَّقْعُ: رَفْعُ الصَّوْتِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وعُطارِدٌ وأَبوه مِنْهم حاجِبٌ، ... والشَّيْخُ ناجِيةُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ: شَرُّ الناسِ فِي الفِتْنةِ الخطيبُ المِصْقَعُ أَي البلِيغُ الماهِرُ فِي خُطْبَتِهِ الدَّاعِي إِلى الفِتَن الَّذِي يُحرِّضُ النَّاسَ عَلَيْهَا، وَهُوَ مِفْعَلٌ مِنَ الصَّقْعِ رَفْعِ الصَّوْتِ ومُتابَعَتِه، ومِفْعَلٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: صَهْ صاقِعُ تَقوله لِلرَّجُلِ تَسْمَعُه يَكْذِبُ أَي اسكُتْ يَا كَذَّابُ فَقَدْ ضَلَلْتَ عَنِ الحقِّ. والصاقِعُ: الكَذَّابُ. وصَقَع فِي كُلِّ النَّواحِي يَصْقَعُ: ذَهَبَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وعَلِمْتُ أَني إِنْ أُخِذْتُ بِحِيلَةٍ، ... نَهِشَتْ يَدايَ إِلى وَجَى لَمْ يَصْقَعِ «2» هُوَ مِنْ هَذَا أَي لَمْ يَذْهَبْ عَنْ طَرِيقِ الْكَلَامِ. وَيُقَالُ: مَا أَدْرِي أَين صَقَعَ وبَقَعَ أَي مَا أَدْرِي أَينَ ذَهَبَ، قَلَّما يُتكلم بِهِ إِلَّا بِحَرْفِ النَّفْيِ. وَمَا أَدري أَين صَقَعَ أَي مَا أَدري أَين تَوَجَّهَ؛ قَالَ: وللَّه صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه ... عَلَيْهِ، وَفِي الأَرض العَرِيضةِ مَصْقَعُ

_ (2). قوله [نَهِشَتْ يَدَايَ إِلى وَجًى كذا بالأَصل ولعله بهشت.

أَي مُتَوَجَّه. وصَقَعَ فلانٌ نَحْوَ صُقْعِ كَذَا وَكَذَا أَي قَصَدَه. وصَقِعَتِ الرَّكيَّةُ تَصْقَعُ صَقَعاً: انْهَارَتْ كصَعِقَتْ. والصَّقَعُ: القَزَعُ فِي الرأْس، وَقِيلَ: هُوَ ذَهابُ الشَّعَرِ، وَكُلُّ صَادٍ وَسِينٍ تجيءُ قَبْلَ الْقَافِ فَلِلْعَرَبِ فِيهَا لُغَتَانِ: مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا سِينًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا صَادًا، لَا يُبَالُونَ مُتَّصِلَةً كَانَتْ بِالْقَافِ أَو مُنْفَصِلَةً، بَعْدَ أَن تَكُونَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، إِلَّا أَنَّ الصَّادَ فِي بَعْضٍ أَحْسَنُ وَالسِّينَ فِي بَعْضٍ أَحسن. والصَّقَعِيُّ: الَّذِي يُولَدُ فِي الصَّفَرِيَّة. ابْنُ دُرَيْدٍ: الصَّقَعِيُّ الحُوار الَّذِي يُنْتَجُ فِي الصَّقِيعِ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ النِّتاجِ؛ قَالَ الرَّاعِي: خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ، حَتَّى ... يَظَلّ يَقُرّه الرَّاعِي سِجالا الخَراخِرُ: الغَزِيراتُ، الواحِدةُ خِرْخِرةٌ، يَعْنِي أَنَّ اللَّبَنَ يَكْثُرُ حَتَّى يأْخذه الرَّاعِي فَيَصُبَّهُ فِي سِقَائِهِ سِجَالًا سَجِالًا. قَالَ: والإِحْسابُ الإِكْفاءُ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الصَّقَعِيُّ أَوَّلُ النِّتاج، وَذَلِكَ حِينَ تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ تُسَمِّيهِ الشَّمْسِيّ والقَيْظِيَّ ثم الصَّفَرِيُّ بعد الصَّقَعِيّ، وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ طائِفِيّاً يَقُولُ لِزُنْبُورٍ عِنْدَهُمْ: الصقيعُ والصَّقِعُ كالغَمِّ يأْخذ بالنفْس مِنْ شدَّة الْحَرِّ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: فِي حُرُورٍ يَنْضَجُ اللحمُ بِهَا، ... يأْخُذُ السائِرَ فِيهَا كالصَّقَعْ والصَّقْعاءُ: الشَّمْسُ. قَالَتِ ابْنَةُ أَبي الأَسود الدُّؤَليّ لأَبيها فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ: يَا أَبت مَا أَشدُّ الْحَرِّ؛ قَالَ: إِذا كَانَتِ الصَّقْعاءُ مِنْ فوْقِكِ والرَّمْضاءُ مِنْ تحتِك، فَقَالَتْ: أَرَدْتُ أَن الحرَّ شديدٌ، قَالَ: فَقُولِي مَا أَشدَّ الْحَرِّ فَحِينَئِذٍ وُضِعَ بَابُ التعجب. صلع: الصَّلَعُ: ذَهابُ الشَّعْرِ مِنْ مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره، وَكَذَلِكَ إِن ذَهَبَ وسَطُه، صَلِعَ يَصْلَعُ صَلَعاً، وَهُوَ أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ، وَهُوَ الَّذِي انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي يَهْدِمُ الكعبةَ: كأَني بِهِ أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ ؛ هُوَ تصغيرُ الأَصْلَعِ الَّذِي انحسَرَ الشعرُ عَنْ رأْسِه. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: مَا قَتَلْنَا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً أَي مشايِخَ عَجَزَةً عَنِ الْحَرْبِ، وَيُجْمَعُ الأَصْلَعُ عَلَى صُلْعانٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَيُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ ؟ وامرأَةٌ صَلْعاءُ، وأَنكرها بَعْضُهُمْ قَالَ: إِنما هِيَ زَعْراءُ وقَزْعاءُ. والصَّلَعةُ والصُّلْعةُ: موضِعُ الصَّلَعِ مِنَ الرأْس، وَكَذَلِكَ النَّزَعةُ والكَشَفةُ والجَلَحَةُ جاءَتْ مُثَقَّلاتٍ كلُّها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَلُوحُ فِي حَافَاتِ قَتْلاهُ الصَّلَعْ أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ وَلَا يقتُل إِلَّا الأَشرافَ وذَوِي الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع كَقَوْلِهِ: فَقُلْتُ لَها: لَا تُنْكِرِيني فَقَلَّما ... يَسُودُ الفَتَى حَتَّى يشِيبَ ويَصْلَعا والصَّلْعاءُ مِنَ الرِّمال: مَا لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ. وأَرضٌ صَلْعاءُ: لَا نَبَاتَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ فِي صِفَةِ التَّمْرِ «1»: وتُحْتَرَشُ بِهِ الضِّبابُ مِنَ الأَرضِ الصَّلْعاء ؛

_ (1). قوله [حَدِيثِ عُمَرَ فِي صِفَةِ التمر] كذا بالأَصل، والذي في النهاية هنا وفي مادة حرش أيضا: حَدِيثِ أَبِي حَثْمَةَ فِي صِفَةِ التمر، وساق ما هنا بلفظه

يُرِيدُ الصَّحْرَاءَ الَّتِي لَا تَنْبُتُ شَيْئًا مِثْلَ الرأْس الأَصْلَعِ، وَهِيَ الحَصَّاءُ مِثْلُ الرأْس الأَحَصّ. وصَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً، وعُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل؛ قَالَ الشَّمَّاخُ فِي وَصْفِ الإِبل: إِن تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... مِنَ الأَسالِقِ، عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ «1» والصَّلْعاءُ: الداهيةُ الشديدةُ، عَلَى المَثَل، أَي أَنه لَا مُتَعَلَّقَ مِنْهَا، كَمًّا قِيلَ لَهَا مَرْمَريسٌ مِنَ المَراسةِ أَي المَلاسةِ، يُقَالُ: لَقِيَ مِنْهُ الصَّلْعاءَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَلَمّا أَحَلُّوني بِصَلْعاءَ صَيْلَمٍ ... بإحْدَى زُبى ذِي اللِّبْدَتَيْنِ أَبي الشِّبْلِ أَراد الأَسد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُعَاوِيَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَذَكَرَتْ لَهُ شَيْئًا فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَا يَصْلُح، قَالَتْ: الَّذِي لَا يَصْلُح ادِّعاؤُك زِياداً، فَقَالَ: شَهِدَت الشهودُ، فَقَالَتْ: مَا شَهِدَت الشُّهودُ وَلَكِنْ رَكِبْتَ الصُّلَيعاء «2»؛ مَعْنَى قَوْلِهَا رَكِبْتَ الصُّليعاء أَي شَهِدوا بِزُور؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي الداهيةَ والأَمرَ الشديدَ أَو السَّوْءةَ الشنيعةَ الْبَارِزَةَ الْمَكْشُوفَةَ؛ قَالَ الْمُعْتَمِرُ: قَالَ أَبي الصُّلَيْعاءُ الفخْرُ. والصَّلْعاءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الداهيةُ والأَمر الشَّدِيدُ؛ قَالَ مُزَرِّدٌ أَخو الشَّمَّاخِ: تَأَوُّهَ شَيْخٍ قاعِدٍ وعَجوزه، ... حَرِيَّيْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ والأَصْلَعُ: رأْس الذَّكَرِ مُكَنًّى عَنْهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الأُصَيْلِعُ الذَّكَرُ، كَنَّى عَنْهُ وَلَمْ يُقَيِّدْ برأْسه. والأَصْلَعُ: حَيَّةٌ دَقِيقَةُ الْعُنُقِ مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بُنْدُقَةٌ، وَيُقَالُ الأُصيلع، وأَراه عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. وَقَالَ الأَزهري: الأُصَيْلِعُ مِنَ الحيّاتِ العريضُ العُنُق كأَنّ رأْسه بُنْدُقَةٌ مُدَحْرَجَةٌ. والصَّلَعُ والصُّلَّعُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا نَبْتَ فِيهِ. وَقَوْلُ لقمانَ بْنِ عادٍ: إِن أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّعٌ، وإِلَّا أَرَ مَطمَعي فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قِيلَ: هُوَ الحبْل الَّذِي لَا نَبْتَ عَلَيْهِ أَو الأَرض الَّتِي لَا نَبَاتَ عَلَيْهَا، وأَصله مِنْ صَلَعِ الرأْس وَهُوَ انحِسارُ الشعَر عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ تَكُونُ جَبَرُوَّةٌ صَلْعاءُ ؛ قال: الصلعاءُ هاهنا البارزةُ كَالْجَبَلِ الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فِيهِ سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ أَي بَرَّاق أَمْلَسُ؛ وَقَالَ آخَرُ: يَلوحُ بِهَا المُذَلَّقُ مُذْ رَمَاهُ ... خُروجَ النَّجْمِ مِنْ صَلَعِ الغِيامِ وَفِي الْحَدِيثِ: مَا جَرى اليَعْفورُ بصُلَّعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصُّلَيْعاء والقُرَيْعاء ؛ هِيَ تَصْغِيرُ الصَّلْعَاءِ الأَرض الَّتِي لَا تُنْبِتُ. والصُّلَّعُ: الْحَجَرُ. والصُّلّاعُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: الصُّفّاحُ العريضُ مِنَ الصخْر، الْوَاحِدَةُ صُلّاعةٌ. والصُّلَّعةُ: الصَّخْرَةُ الْمَلْسَاءُ. وصَلَّع الرجلُ إِذا أَعْذَرَ، وَهُوَ التَّصْلِيعُ، والتصْلِيعُ، السُّلاحُ،

_ (1). قوله [إن تمس إلخ] جوابه في البيت بعده كما في شرح القاموس: تُصْبِحُ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا غُرَقًا ... من طيّب الطعم حلو غير مجهود (2). قوله [ركبت الصليعاء] هو بهذا الضبط في القاموس والنهاية ونص القاموس بعد قولها ركبت الصليعاء : تعني في ادعائه زياداً وعمله بخلاف الحديث الصحيح: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وسمية لم يكن لأَبي سفيان فراشاً

اسْمٌ كالتَّنْبيت والتَّمْتين، وَقَدْ صَلَّع إِذا بَسَطه. والصَّوْلَعُ: السِّنانُ المَجْلُوُّ. وصِلاعُ الشمسِ: حرُّها، وَقَدْ صَلَعَتْ: تكبَّدَتْ وسَطَ السَّمَاءِ، وانْصَلَعَت وتصَلَّعَت: بَدَتْ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ يَسْتُرُهَا وَخَرَجَتْ مِنْ تَحْتِ الغَيمِ. وَيَوْمٌ أَصلع: شَدِيدُ الْحَرِّ. وتصَلَّعتِ السَّمَاءُ تَصَلُّعاً إِذا انْقَطَعَ غَيمُها وانجَرَدت، وَالسَّمَاءُ جَرْداء إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا غَيْمٌ. وصَيْلَعٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث. وَيُقَالُ للعِذْيَوْطِ إِذا أَحدَث عند الجماع: صَلَّعَ. صلفع: الصَّلْفَعةُ: الإِعْدامُ. صَلْفَع الرجلُ: أَفلَس. وصَلْفَع عِلاوتَه ورأْسَه: ضرَب عُنُقه، وَالْقَافُ فِيهِمَا أَيضاً مَنْقُولَةٌ، وَكَذَلِكَ السَّلْفَعةُ، بِالسِّينِ وَالْقَافِ. وصَلْفَعَ رأْسَه: حلقه. صلقع: الصَّلْقَعُ والصَّلْقَعةُ: الإِعدام. وَقَدْ صَلْقَعَ الرجلُ، فَهُوَ مُصَلْقِعٌ: عَدِيم مُعْدِم، وصَلْقَعٌ إِتباع لِبَلْقَع، وَهُوَ القَفْر، وَلَا يُفْرد. والصَّلَنْقَعُ: الْمَاضِي الشديدُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ إِذا كَانَ فَقِيرًا مُعْدَمًا. قَالَ: وَيَجُوزُ فِيهِ السِّينُ وَهُوَ نَعْتٌ يَتْبَعُ الْبَلْقَعَ لَا يُفْرَدُ. وصَلْقَعَ عِلاوتَه، بِالْفَاءِ وَالْقَافِ جَمِيعًا، أَي ضرب عنقه. صلمع: صَلْمَعَ الشيءَ: قَلَعَه مِنْ أَصله صَلْمَعةً. وصَلْمَعةُ بْنُ قَلْمَعةَ: كِنَايَةٌ عَمَّنْ لَا يُعْرَفُ وَلَا يُعْرَفُ أَبوه؛ قَالَ مُغَلِّسُ بْنُ لَقِيطٍ: أَصَلْمَعةُ بنَ قَلْمَعةَ بنِ فَقْعٍ ... لَهِنَّك، لَا أَبا لَكَ تَزْدَرِيني وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يُعرف هُوَ وَلَا أَبوه: صَلمعة بْنُ قَلْمَعَةَ، وَهُوَ هَيُّ بنُ بَيٍّ، وهَيَّانُ بنُ بَيّانٍ، وطامِرُ بنُ طامِر، والضَّلالُ بنُ بُهْلُلَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: يُقَالُ تَرَكْتُهُ صَلمعة بْنَ قَلْمعة إِذا أَخذت كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ. وصَلْمَعَ رأْسه: حَلَقَهُ كقَلْمَعه. وصَلْمَعَ الشيءَ: مَلَّسه. وصَلمع الرجلُ: أَفلس. والصَّلْمَعةُ: الإِفلاسُ مِثْلُ الصَّلْفَعةِ، وَهُوَ ذَهابُ الْمَالِ. وَرَجُلٌ مُصَلْمِعٌ ومُصَلْفِعٌ: مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ. وصَلْفَعَ رأْسَه وصَلْمَعه وضَلْفَعه وقَلْمَعَه وجَلْمَطه إِذا حَلَقَهُ؛ وَقَوْلُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ يَهْجُو قَوْمًا: سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا مَا أَوْرَدُوا، ... صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ، ولَمَّا تُحْلَب صُلْعٌ صَلامِعةٌ كأَنَّ أُنُوفَهُم ... بَعْرٌ يُنَظِّمُه الولِيدُ بِمَلْعَبِ لَا يَخْطُبونَ إِلى الكِرامِ بَناتِهم، ... وتَشِيبُ أُمُّهُمُ ولَمَّا تُخْطَب صَناعِيةٌ: الَّذِينَ يَصْنعون الْمَالَ ويُسَمِّنون فُصْلانهم وَلَا يَسقون أَلبانَ إِبلهم الأَضْيافَ. صَلامِعةٌ دِقاقُ الرؤوس. عَتومٌ: ناقة غزيزة يؤخَّر حِلابُها إِلى آخِرِ الليل. صمع: صَمِعَتْ أُذنه صَمَعاً وَهِيَ صَمْعاءُ: صَغُرَت وَلَمْ تُطَرَّفْ وَكَانَ فِيهَا اضْطِمارٌ ولُصوقٌ بالرأْس، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَلْصَقَ بالعِذارِ مِنْ أَصلها وَهِيَ قَصِيرَةٌ غَيْرُ مُطَرَّفة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي ضَاقَ صِماخُها وتَحدَّدَت؛ رَجُلٌ أَصْمَع وامرأَة صَمْعاءُ. والصَّمِعُ: الصَّغِيرُ الأُذن الْمَلِيحُهَا. والصَّمْعاءُ مِنَ المَعز: الَّتِي أُذنها كأُذن الظَّبْيِ بَيْنَ السَّكّاء والأَذْناءِ. والأَصْمَعُ: الصَّغِيرُ الأُذن، والأُنثى صمعاءُ. وَقَالَ الأَزهري:

الصَّمْعَاءُ الشَّاةُ اللَّطِيفَةُ الأُذن الَّتِي لَصِقَ أُذناها بالرأْس. يُقَالُ: عَنْزٌ صَمْعَاءُ وَتَيْسٌ أَصمع إِذا كَانَا صَغِيرَيِ الأُذن. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كأَني بِرَجُلٍ أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمِشِ الساقَينِ يَهْدِمُ الكعبةَ ؛ الأَصْمَعُ: الصَّغِيرُ الأُذنين مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ لَا يَرى بأْساً بأَن يُضَحَّى بالصَّمْعاءِ أَي الصغيرةِ الأُذنين. وظبيٌ مُصَمَّعٌ: أَصْمَعُ الأُذن؛ قَالَ طَرَفَةُ: لعَمْرِي، لَقَدْ مَرَّتْ عَواطِسُ جَمّةٌ، ... ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ظَبْيٌ مُصَمَّعُ وَظَبْيٌ مُصَمَّعٌ: مُؤَلَّلُ القَرْنينِ. والأَصْمَعُ: الظَّلِيمُ لصِغَرِ أُذنه ولُصوقِها برأْسه؛ وأَما قَوْلُ أَبي النَّجْمِ فِي صِفَةِ الظَّلِيم: إِذا لَوى الأَخْدَعَ مِنْ صَمْعائِه، ... صاحَ بِهِ عشْرُونَ مِنْ رِعائِه يَعْنِي الرِّئالَ؛ قَالُوا: أَراد بصَمْعائِه سالِفَتَه وموضعَ الأُذن مِنْهُ، سُمِّيَتْ صَمْعَاءَ لأَنه لَا أُذن لِلظَّلِيمِ، وإِذا لَزِقَتِ الأُذن بالرأْس فَصَاحِبُهَا أَصْمَع. والصَّمَعُ فِي الكُعوب: لَطَافَتها واستِواؤها. وامرأَة صمعاءُ الْكَعْبَيْنِ: لطيفتمها مُسْتَوِيَتُهما. وكعْبٌ أَصمَعُ: لَطِيفٌ مُحَدَّدٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فَبَثَّهُنّ عَلَيْهِ واسْتَمَرّ بِهِ ... صُمْعُ الكُعوبِ بَرِيئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ عَنى بِهَا القَوائِمَ والمَفْصِل أَنها ضامرةٌ لَيْسَتْ بمنتفخةٍ. وَيُقَالُ للكِلاب: صُمْعُ الكُعوب أَي صِغَارُ الْكُعُوبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَصْمَعُ الكَعْبَيْنِ مَهْضُومُ الحَشا، ... سَرْطَمُ اللَّحْيَيْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ وقوائِمُ الثَّوْر الوَحْشِيّ تَكُونُ صُمْعَ الكُعوبِ لَيْسَ فِيهَا نُتُوء وَلَا جَفاءٌ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وساقانِ كَعْباهُما أَصْمَعانِ، ... لَحْمُ حَماتَيْهِما مُنْبَتِرْ أَراد بالأَصمع الضَّامِرَ الَّذِي لَيْسَ بمنتفخ. والحَماةُ: عَضَةُ الساقِ، وَالْعَرَبُ تَسْتَحِبُّ انبِتارَها وتَزَيُّمَها أَي ضُمورَها واكْتِنازَها. وقناةٌ صَمْعاءُ الكُعوبِ: مُكْتَنِزة الجوْفِ صُلْبةٌ لَطِيفَةُ العُقد. وبَقْلةٌ صَمْعاءُ: مُرْتَوية مُكْتَنِزَةٌ. وبُهْمَى صَمْعاءُ: غَضّةٌ لَمْ تَتَشَقَّقْ؛ قَالَ: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جمِيعاً وبُسْرةً ... وصَمْعاءَ، حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها «1» آنَفَتْها: أَوجَعَتْها آنُفَها بسَفاها، وَيُرْوَى حَتَّى أَنْصَلَتها؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالُوا بُهْمَى صَمْعاءُ فَبَالَغُوا بِهَا كَمَا قَالُوا صِلِّيانٌ جَعْدٌ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ، قَالَ: وَقِيلَ الصَّمْعاء الَّتِي نَبَتَتْ ثَمَرَتُهَا فِي أَعلاها، وَقِيلَ: الصَّمْعَاءُ البُهمى إِذا ارْتَفَعَتْ قَبْلَ أَن تَتَفَقَّأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كإِبل أَكَلَتْ صَمْعاءَ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الصَّمْعَاءُ البقْلةُ الَّتِي ارْتَوَتْ واكْتَنَزَت، قَالَ الأَزهري: البُهْمَى أَوّل مَا يَبْدُو مِنْهَا البارِضُ، فإِذا تَحَرَّكَ قَلِيلًا فَهُوَ جَمِيمٌ، فإِذا ارْتَفَعَ وتَمَّ قَبْلَ أَن يَتَفَقَّأَ فَهُوَ الصمْعاء، يُقَالُ لَهُ ذَلِكَ لضُمورة. والرِّيشُ الأَصْمَعُ: اللطيفُ العَسِيبِ، وَيُجْمَعُ صُمْعاناً. وَيُقَالُ: تَصَمَّعَ رِيشُ السَّهمِ إِذا رُمِيَ بِهِ رَمْيَةً فَتَلَطَّخَ بِالدَّمِ وانضمَّ والصُّمْعانُ: مَا رِيشَ بِهِ السهم

_ (1). قوله [رعت وآنفتها] هذا ما بالأَصل وفي الصحاح: رعى وآنفته، بالتذكير.

مِنَ الظُّهارِ، وَهُوَ أَفضل الرِّيش. والمُتَصَمِّعُ: الْمُتَلَطِّخُ بِالدَّمِ؛ فأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَرَمَى فأَنْفَذَ مِنْ نَحُوصٍ عائِطٍ ... سَهْماً، فَخَرَّ ورِيشُه مُتَصَمِّعُ فالمُتَصَمِّعُ: المنضَمّ الرِّيشِ مِنَ الدَّمِ مِنْ قَوْلِهِمْ أُذن صَمْعَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ المتلطخ بالدم وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الرِّيشَ إِذا تَلَطَّخَ بِالدَّمِ انْضَمَّ. وَيُقَالُ لِلسَّهْمِ: خَرَجَ مُتَصَمِّعاً إِذا ابْتَلَّتْ قُذَذُه مِنَ الدَّمِ وَغَيْرِهِ فانْضَمَّت. وصَمَعُ الفُؤادِ: حِدَّتُه. صَمِعَ صمَعاً، وَهُوَ أَصمَعُ. وَقَلْبٌ أَصمَعُ: ذَكِيٌّ مُتَوَقِّدٌ فَطِنٌ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الرأْيُ الْحَازِمُ عَلَى المَثَل كأَنه انْضَمَّ وَتَجَمَّعَ. والأَصمعانِ: القلبُ الذَّكِيّ والرأْيُ الْعَازِمُ. الأَصمعي: الفُؤاد الأَصْمَعُ والرأْيُ الأَصْمَع العازِمُ الذكِيّ. وَرَجُلٌ أَصمع الْقَلْبِ إِذا كَانَ حَادَّ الفِطْنة. والصَّمِعُ: الحديدُ الفُؤادِ. وعَزْمةٌ صَمْعاءُ أَي ماضيةٌ. وَرَجُلٌ صَمِعٌ بَيِّنُ الصَّمَعِ: شُجاعٌ لأَن الشُّجَاعَ يوصَفُ بتَجَمُّع الْقَلْبِ وَانْضِمَامِهِ. وَرَجُلٌ أَصْمَعُ الْقَلْبِ إِذا كَانَ مُتَيَقِّظاً ذَكِيًّا. وصَمَّعَ فُلَانٌ عَلَى رأْيه إِذا صَمَّمَ عَلَيْهِ. والصَّوْمَعةُ مِنَ الْبِنَاءِ سُمِّيَتْ صَوْمَعةً لِتَلْطِيفِ أَعلاها، وَالصَّوْمَعَةُ: مَنارُ الراهِبِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ الأَصْمَعِ يَعْنِي المحدَّدَ الطرَفِ المُنْضَمَّ. وصَوْمَعَ بِناءَه: عَلَّاه، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وصَوْمَعةُ الثَّرِيدِ: جُثَّته وذِرْوَتُه [ذُرْوَتُه]، وَقَدْ صَمَّعَه. وَيُقَالُ: أَتانا بِثَرِيدَةٍ مُصَمَّعة إِذا دُقِّقَت وحُدِّد رأْسُها ورُفِعَت، وَكَذَلِكَ صَعْنَبَها، وَتُسَمَّى الثَّرِيدَةُ إِذا سُوِّيت كَذَلِكَ صَوْمَعةً، وصومعةُ النَّصَارَى فَوْعَلةٌ مِنْ هَذَا لأَنها دَقِيقَةُ الرأْس. وَيُقَالُ للعُقابِ صَوْمَعةٌ لأَنها أَبداً مُرْتَفِعَةٌ عَلَى أَشرفِ مَكَانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ؛ هَكَذَا حَكَاهُ كُرَاعٌ مُنَوَّنًا وَلَمْ يَقُلْ صومعةَ العُقابِ. والصَّوامِعُ: البَرانِسُ؛ عَنْ أَبي عليٍّ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا؛ وأَنشد: تَمَشَّى بِهَا الثِّيرانُ تَرْدِي كأَنَّها ... دَهاقِينُ أَنباطٍ، عَلَيْهَا الصَّوامِعُ قَالَ: وَقِيلَ العِيابُ. وصَمَعَ الظَّبْيُ: ذهَب فِي الأَرضِ. وَرُوِيَ عَنْ الْمُؤَرِّجِ أَنه قَالَ: الأَصمع الَّذِي يَتَرَقَّى أَشرف مَوْضِعٍ يَكُونُ. والأَصْمَعُ: السيْفُ القاطعُ. وَيُقَالُ: صَمِعَ فُلَانٌ فِي كَلَامِهِ إِذا أَخْطأَ، وصَمِعَ إِذا رَكِبَ رأْسَه فمضَى غيرَ مُكْتَرِثٍ. والأَصْمَعُ: السادِرُ؛ قَالَ الأَزهري: وكلُّ مَا جَاءَ عَنِ الْمُؤَرِّجِ فَهُوَ مِمَّا لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ إِلا أَن تَصِحَّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ. والتَّصَمُّع: التَّلَطُّف. وأَصْمَعُ: قَبِيلَةٌ. وَقَالَ الأَزهري: قَعْطَرَه أَي صَرَعَه وصَمَعَه أَي صَرَعَه. صملكع: ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّمَلْكَعُ الَّذِي فِي رأْسه حِدّةٌ؛ قَالَ مِرْداسٌ الدُّبَيْرِي: قالَتْ: ورَبِّ البيتِ إِنِّي أُحِبُّها، ... وأَهْوَى ابنَها ذاكَ الخَلِيعَ الصَّمَلْكَعا صنع: صَنَعَه يَصْنَعُه صُنْعاً، فَهُوَ مَصْنوعٌ وصُنْعٌ: عَمِلَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: الْقِرَاءَةُ بِالنَّصْبِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ، فَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ لأَن قَوْلَهُ تَعَالَى: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ، دَلِيلٌ عَلَى الصَّنْعةِ كأَنه قَالَ صَنَعَ اللهُ

ذَلِكَ صُنْعاً، وَمَنْ قرأَ صُنْعُ اللَّهِ فَعَلَى مَعْنَى ذَلِكَ صُنْعُ اللَّهِ. واصْطَنَعَه: اتَّخَذه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ، تأْويله اخْتَرْتُكَ لإِقامة حُجَّتي وَجَعَلْتُكَ بَيْنِي وَبَيْنَ خَلْقِي حَتَّى صِرْتَ فِي الْخِطَابِ عَنِّي وَالتَّبْلِيغِ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي أَكون أَنا بِهَا لَوْ خَاطَبْتُهُمْ وَاحْتَجَجْتُ عَلَيْهِمْ؛ وَقَالَ الأَزهري: أَي رَبَّيْتُكَ لِخَاصَّةِ أَمري الَّذِي أَردته فِي فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ. وَفِي حَدِيثِ آدَمَ: قَالَ لِمُوسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَنت كَلِيمُ اللَّهِ الَّذِي اصْطَنَعَك لِنَفْسِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا تَمْثِيلٌ لِمَا أَعطاه اللَّهُ مِنْ مَنْزِلَةِ التقْرِيبِ والتكريمِ. والاصطِناع: افتِعالٌ مِنَ الصنِيعة وَهِيَ العَطِيّةُ وَالْكَرَامَةُ والإِحسان. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُوقِدُوا بِلَيْلٍ نَارًا، ثُمَّ قَالَ: أَوْقِدوا واصْطَنِعُوا فإِنه لَنْ يُدرِك قَوْمٌ بَعْدَكُمْ مُدَّكم وَلَا صاعَكُم ؛ قَوْلُهُ اصطَنِعوا أَي اتَّخِذوا صَنِيعاً يَعْنِي طَعاماً تُنْفِقُونه فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: اصطَنَعَ فُلَانٌ خَاتَمًا إِذا سأَل رَجُلًا أَن يَصْنَع له خاتماً. وروى ابْنِ عُمَرَ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اصطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ كَانَ يَجْعَلُ فَصَّه فِي بَاطِنِ كَفِّه إِذا لَبِسَهُ فصنَعَ الناسُ ثُمَّ إِنه رَمى بِهِ ، أَي أَمَر أَن يُصْنَعَ لَهُ كَمَا تَقُولُ اكتَتَبَ أَي أَمَر أَن يُكْتَبَ لَهُ، والطاءُ بَدَلٌ مِنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ لأَجل الصَّادِ. واسْتَصْنَعَ الشيءَ: دَعا إِلى صُنْعِه؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: إِذا ذَكَرَت قَتْلى بَكَوساءَ أَشْعَلَتْ، ... كَواهِيةِ الأَخْرات رَثٍّ صُنُوعُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: صُنوعُها جَمْعٌ لَا أَعرف لَهُ وَاحِدًا. والصِّناعةُ: حِرْفةُ الصانِع، وعَمَلُه الصَّنْعةُ. والصِّناعةُ: مَا تَسْتَصْنِعُ مِنْ أَمْرٍ؛ ورجلٌ صَنَعُ اليدِ وصَنَاعُ اليدِ من قوم صَنَعَى الأَيْدِي وصُنُعٍ وصُنْع، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَا يُكَسَّر صَنَعٌ، اسْتَغْنَوا عَنْهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ. وَرَجُلٌ صَنِيعُ الْيَدَيْنِ وصِنْعُ الْيَدَيْنِ، بِكَسْرِ الصَّادِ، أَي صانِعٌ حاذِقٌ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ صَنَعُ الْيَدَيْنِ، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وعليهِما مَسْرُودتانِ قَضاهُما ... داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ هَذِهِ رِوَايَةُ الأَصمعي وَيُرْوَى: صَنَعَ السَّوابِغَ؛ وصِنْعُ اليدِ مِنْ قَوْمٍ صِنْعِي الأَيْدِي وأَصْناعِ الأَيْدِي، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ الصِّنْعَ مُفْرداً. وامرأَة صَناعُ اليدِ أَي حاذِقةٌ ماهِرة بِعَمَلِ الْيَدَيْنِ، وتُفْرَدُ فِي المرأَة مِنْ نِسْوَةٍ صُنُعِ الأَيدي، وَفِي الصِّحَاحِ: وامرأَة صَناعُ الْيَدَيْنِ وَلَا يُفْرَدُ صَناعُ الْيَدِ فِي الْمُذَكَّرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي اخْتَارَهُ ثَعْلَبٌ رَجُلٌ صَنَعُ الْيَدِ وامرأَة صَناعُ الْيَدِ، فَيَجْعَلُ صَناعاً للمرأَة بِمَنْزِلَةِ كَعابٍ ورَداحٍ وحَصانٍ؛ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الْهُذَلِيُّ: صَناعٌ بِإِشْفاها، حَصانٌ بِفَرْجِها، ... جوادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زاخِرُ وجَمْعُ صَنَع عِنْدَ سِيبَوَيْهِ صَنَعُون لَا غَيْرُ، وَكَذَلِكَ صِنْعٌ؛ يُقَالُ: رِجَالٌ صِنْعُو الْيَدِ، وجمعُ صَناعٍ صُنُعٌ، وَقَالَ ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ: صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ بِهِ مِثْلُ دَنَفٍ وقَمَنٍ، والأَصل فِيهِ عِنْدَهُ الْكَسْرُ صَنِعٌ لِيَكُونَ بِمَنْزِلَةِ دَنِفٍ وقَمِنٍ، وَحَكَى أَنَّ فِعله صَنِع يَصْنَعُ صَنَعاً مِثْلُ بَطِرَ بَطَراً، وَحَكَى غَيْرُهُ أَنه يُقَالُ رَجُلٌ صَنِيعٌ وامرأَة صنِيعةٌ بِمَعْنَى صَناع؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ:

أَطافَتْ بِهِ النِّسْوانُ بَيْنَ صَنِيعةٍ، ... وبَيْنَ الَّتِي جاءتْ لِكَيْما تَعَلَّما وَهَذَا يَدُلُّ أَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ مِنْ صَنَعَ يَصْنَعُ صَنِيعٌ لَا صَنِعٌ لأَنه لَمْ يُسْمَعْ صَنِعٌ؛ هَذَا جميعُه كَلَامُ ابْنُ بَرِّيٍّ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّةً؛ الثَّلَّةُ: الصُّوفُ والشعَر والوَبَر. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: الأَمةُ غيرُ الصَّناعِ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ رَجُلٌ صَنَع اليدِ وامرأَة صَناعُ اليدِ دَلِيلٌ عَلَى مُشَابَهَةِ حَرْفِ الْمَدِّ قَبْلَ الطرَف لِتَاءِ التأْنيث، فأَغنت الأَلفُ قَبْلَ الطرَف مَغْنَى التَّاءِ الَّتِي كَانَتْ تَجِبُ فِي صنَعة لَوْ جَاءَ عَلَى حُكْمِ نَظِيرِهِ نَحْوَ حسَن وحسَنة؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: امرأَة صَناعٌ إِذا كَانَتْ رقِيقةَ الْيَدَيْنِ تُسَوِّي الأَشافي وتَخْرِزُ الدِّلاء وتَفْرِيها. وامرأَة صَناعٌ: حاذقةٌ بِالْعَمَلِ: وَرَجُلٌ صَنَعٌ إِذا أُفْرِدَتْ فَهِيَ مَفْتُوحَةٌ مُحَرَّكَةٌ، وَرَجُلٌ صِنْعُ اليدِ وصِنْعُ الْيَدَيْنِ، مَكْسُورُ الصَّادِ إِذا أُضيفت؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صِنْعُ اليَدَيْنِ بحيثُ يُكْوَى الأَصْيَدُ وَقَالَ آخَرُ: أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: حِينَ جُرِحَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَن قَتَلَني، فَقَالَ: غلامُ المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ. يُقَالُ: رَجُلٌ صَنَعٌ وامرأَة صَناع إِذا كَانَ لَهُمَا صَنْعة يَعْمَلانِها بأَيديهما ويَكْسِبانِ بِهَا. وَيُقَالُ: امرأَتانِ صَناعانِ فِي التَّثْنِيَةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِمّا تَرَيْ دَهْرِي حَناني حَفْضا، ... أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا وَنِسْوَةٌ صُنُعٌ مِثْلُ قَذالٍ وقُذُلٍ. قَالَ الإِيادي: وَسَمِعْتُ شَمِرًا يَقُولُ رَجُلٌ صَنْعٌ وقَومٌ صَنْعُونَ، بِسُكُونِ النُّونِ. وَرَجُلٌ صَنَعُ اللسانِ ولِسانٌ صَنَعٌ، يُقَالُ ذَلِكَ لِلشَّاعِرِ وَلِكُلِّ بيِّن «2» وَهُوَ عَلَى الْمِثْلِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: أَهدَى لَهُم مِدَحي قَلْبٌ يُؤازِرُه، ... فِيمَا أَراد، لِسانٌ حائِكٌ صَنَعُ وَقَالَ الرَّاجِزُ فِي صِفَةِ المرأَة: وهْيَ صناعٌ باللِّسان واليَدِ وأَصنَعَ الرجلُ إِذا أَعانَ أَخْرَقَ. والمَصْنَعةُ: الدَّعْوةُ يَتَّخِذُها الرجلُ ويَدْعُو إِخوانه إِليها؛ قَالَ الرَّاعِي: ومَصْنَعة هُنَيْدَ أَعَنْت فِيهَا قَالَ الأَصمعي: يَعْنِي مَدْعاةً. وصَنْعةُ الفرَسِ: حُسْنُ القِيامِ عَلَيْهِ. وصَنَعَ الفَرَسَ يَصْنَعُه صَنْعاً وصَنْعةً، وَهُوَ فَرَسٌ صنِيعٌ: قَامَ عَلَيْهِ. وَفَرَسٌ صنِيعٌ للأُنثى، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَأَرَى اللِّحْيَانِيَّ خَصَّ بِهِ الأُنثى مِنَ الْخَيْلِ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: فَنَقَلْنا صَنْعَه حَتَّى شَتا، ... ناعِمَ البالِ لَجُوجاً فِي السَّنَنْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ لِتُغَذَّى، قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ لتُرَبَّى بِمَرْأَى مِنّي. يُقَالُ: صَنَعَ فُلَانٌ جَارِيَتَهُ إِذا رَبّاها، وصَنَع فَرَسَهُ إِذا قَامَ بِعَلَفِه وتَسْمِينه، وَقَالَ اللَّيْثُ: صَنع فَرَسَهُ، بِالتَّخْفِيفِ، وصَنَّعَ جَارِيَتَهُ، بِالتَّشْدِيدِ، لأَن تصنيع

_ (2). قوله [بين] في القاموس وشرحه: يقال ذلك للشاعر الفصيح ولكل بليغ بين

الْجَارِيَةِ لَا يَكُونُ إِلا بأَشياء كَثِيرَةٍ وَعِلَاجٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُ اللَّيْثِ يُجِيز صنع جاريته بالخفيف؛ ومنه قوله: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي . وتَصَنَّعَتِ المرأَة إِذا صَنَعَتْ نَفْسها. وقومٌ صَناعيةٌ أَي يَصْنَعُون الْمَالَ ويُسَمِّنونه؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: سُودٌ صَناعِيةٌ إِذا مَا أَوْرَدُوا، ... صَدَرَتْ عَتُومُهُمُ، ولَمَّا تُحْلَب الأَزهري: صَناعِيةٌ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الْمَالَ ويُسَمِّنُون فُصْلانهم وَلَا يَسْقُون أَلبان إِبلهم الأَضياف، وَقَدْ ذُكِرَتِ الأَبيات كُلُّهَا فِي تَرْجَمَةِ صَلْمَعَ. وفرَسٌ مُصانِعٌ: وَهُوَ الَّذِي لَا يُعْطِيك جَمِيعَ مَا عِنْدَهُ مِنَ السَّيْرِ لَهُ صَوْنٌ يَصُونه فَهُوَ يُصانِعُكَ ببَذْله سَيْرَه. والصنِيعُ: الثَّوْبُ الجَيِّدُ النَّقِيُّ؛ وَقَوْلُ نَافِعُ بْنُ لَقِيطٍ الْفَقْعَسِيُّ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مُرُطٌ القِذاذِ، فَلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ، ... لَا الرِّيشُ يَنفَعُه، وَلَا التَّعْقِيبُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَصْنَعٌ أَي مَا فِيهِ مُسْتَمْلَحٌ. والتَّصَنُّعُ: تكَلُّفُ الصَّلاحِ وَلَيْسَ بِهِ. والتَّصَنُّعُ: تَكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ وإِظْهارُه والتَّزَيُّنُ بِهِ والباطنُ مدخولٌ. والصِّنْعُ: الحَوْضُ، وَقِيلَ: شِبْهُ الصِّهْرِيجِ يُتَّخَذُ لِلْمَاءِ، وَقِيلَ: خَشَبَةٌ يُحْبَسُ بِهَا الْمَاءُ وتُمْسِكُه حيناً، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَصناعٌ. والصَّنَّاعةُ: كالصِّنْع الَّتِي هِيَ الخشبَة. والمَصْنَعةُ والمَصْنُعةُ: كالصِّنْعِ الَّذِي هُوَ الحَوْض أَو شَبَهَ الصِّهْرِيجِ يُجْمَعُ فِيهِ ماءُ الْمَطَرِ. والمَصانِعُ أَيضاً: مَا يَصْنَعُه الناسُ مِنَ الْآبَارِ والأَبْنِيةِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: بَلِينا وَمَا تَبْلى النُّجومُ الطَّوالِعُ، ... وتَبْقى الدِّيارُ بَعْدَنا والمَصانِعُ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ للقُصور أَيضاً مَصانعُ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: لَا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتِي، ... فِي المَصانِيعِ، لَا يَنِينَ اطِّلاعا فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهَا جميع مَصْنعةٍ، وَزَادَ الْيَاءِ لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ: نَفْيَ الدّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ مَصْنُوعٍ ومَصْنوعةٍ كَمَشْؤومٍ ومَشائِيم ومَكْسُور ومكاسِير. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ؛ المَصانِعُ فِي قَوْلِ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ: الأَبنية، وَقِيلَ: هِيَ أَحباسٌ تُتَّخَذُ لِلْمَاءِ، وَاحِدُهَا مَصْنَعةٌ ومَصْنَعٌ، وَقِيلَ: هِيَ مَا أُخذ لِلْمَاءِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تُسَمِّي أَحباسَ الماءِ الأَصْناعَ والصُّنوعَ، وَاحِدُهَا صِنْعٌ؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو قَالَ: الحِبْسُ مِثْلُ المَصْنَعةِ، والزَّلَفُ المَصانِعُ، قَالَ الأَصمعي: وَهِيَ مَساكاتٌ لماءِ السَّمَاءِ يَحْتَفِرُها الناسُ فيَمْلَؤُها ماءُ السَّمَاءِ يَشْرَبُونَهَا. وَقَالَ الأَصمعي: الْعَرَبُ تُسَمِّي القُرى مَصانِعَ، وَاحِدَتُهَا مَصْنَعة؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَصْواتُ نِسوانِ أَنْباطٍ بِمَصْنَعةٍ، ... بجَّدْنَ لِلنَّوْحِ واجْتَبْنَ التَّبابِينا والمَصْنعةُ والمَصانِعُ: الحُصون؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْبَعِيثِ:

بَنى زِيادٌ لذِكر اللَّهِ مَصْنَعةً، ... مِنَ الحجارةِ، لَمْ تُرْفَعْ مِنَ الطِّينِ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَلَغَ الصِّنْعَ بِسَهْمٍ ؛ الصِّنْعُ، بِالْكَسْرِ: المَوْضِعُ يُتَّخَذُ لِلْمَاءِ، وَجَمْعُهُ أَصْناعٌ، وقيل: أَراد بالصِّنْع هاهنا الحِصْنَ. والمَصانِعُ: مواضِعُ تُعْزَلُ لِلنَّحْلِ مُنْتَبِذةً عَنِ الْبُيُوتِ، وَاحِدَتُهَا مَصْنَعةٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والصُّنْعُ: الرِّزْق. والصُّنْعُ، بِالضَّمِّ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ صَنَعَ إِليه مَعْرُوفًا، تَقُولُ: صَنَعَ إِليه عُرْفاً صُنْعاً واصْطَنَعه، كِلَاهُمَا: قَدَّمه، وصَنَع بِهِ صَنِيعاً قَبيحاً أَي فَعَلَ. والصَّنِيعةُ: مَا اصْطُنِعَ مِنْ خَيْرٍ. والصَّنِيعةُ: مَا أَعْطَيْتَه وأَسْدَيْتَه مِنْ مَعْرُوفٍ أَو يَدٍ إِلى إِنسان تَصْطَنِعُه بِهَا، وَجَمْعُهَا الصَّنائِعُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الصَّنِيعةَ لَا تَكونُ صَنِيعةً، ... حَتَّى يُصابَ بِها طَرِيقُ المَصْنَعِ واصْطَنَعْتُ عِنْدَ فُلَانٍ صَنِيعةً، وَفُلَانٌ صَنيعةُ فُلَانٍ وصَنِيعُ فُلَانٍ إِذا اصْطَنَعَه وأَدَّبَه وخَرَّجَه ورَبَّاه. وصانَعَه: دَارَاهُ ولَيَّنَه وداهَنَه. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كالبَعِيرِ المَخْشُوشِ الَّذِي يُصانِعُ قائدَهُ أَي يُدَارِيهِ. والمُصانَعةُ: أَن تَصْنَعَ لَهُ شَيْئًا ليَصْنَعَ لَكَ شَيْئًا آخَرَ، وَهِيَ مُفاعَلةٌ مِنَ الصُّنْعِ. وصانِعَ الْوَالِيَ: رَشاه. والمُصانَعةُ: الرَّشْوةُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ صانَعَ بِالْمَالِ لَمْ يَحْتَشِمْ مِنْ طَلَب الحاجةِ. وصانَعَه عَنِ الشَّيْءِ: خادَعه عَنْهُ. وَيُقَالُ: صانَعْتُ فُلَانًا أَي رافَقْتُه. والصِّنْعُ: السُّودُ «1» قَالَ المرّارُ يَصِفُ الإِبل: وجاءَتْ، ورُكْبانُها كالشُّرُوب، ... وسائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواء يَعْنِي سُودَ الأَلوان، وَقِيلَ: الصِّنْعُ الشِّواءُ نَفْسُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وكلُّ مَا صُنِعَ فِيهِ، فَهُوَ صِنْعٌ مِثْلُ السُّفْرَةِ أَو غَيْرِهَا. وَسَيْفٌ صَنِيعٌ: مُجَرَّبٌ مَجْلُوٌّ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمَ بْنَ أَبي الْعَاصِي يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ: أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ فِي بُراها، ... تَكَشَّفُ عَنْ مَناكِبها القُطُوعُ بِأَبْيَضَ مِنْ أُميّة مَضْرَحِيٍّ، ... كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وَسَهْمٌ صَنِيعٌ كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ صُنُعٌ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ وصَنْعاءُ، ممدودة: ببلدة، وَقِيلَ: هِيَ قَصَبةُ الْيَمَنِ؛ فأَما قَوْلِهِ: لَا بُدَّ مِنْ صَنْعا وإِنْ طالَ السَّفَرْ فإِنما قَصَرَ لِلضَّرُورَةِ، والإِضافة إِليه صَنْعاني، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا قَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِلى حَرّانَ حَرْنانيٌّ، وإِلى مَانَا وَعَانَا مَنَّانِيّ وعَنَّانِيٌّ، وَالنُّونُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ فِي صَنْعاء؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِنْ حُذَّاقِ أَصحابنا مَنْ يَذْهَبُ إِلى أَنَّ النُّونَ فِي صَنْعَانِيٍّ إِنما هِيَ بدَل مِنَ الْوَاوِ الَّتِي تُبْدَلُ مِنْ هَمْزَةِ التأْنيث فِي النَّسَبِ، وأَن الأَصل صَنْعاوِيّ وأَن النُّونَ هُنَاكَ بَدَلٌ مِنْ هَذِهِ الْوَاوِ كَمَا أَبدلت الْوَاوَ مِنَ النُّونِ فِي قَوْلِكَ: مِنْ وَّافِدِ، وَإِنْ وَّقَفْتَ وقفتُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ،

_ (1). قوله [والصنع السود] كذا بالأَصل، وعبارة القاموس مع شرحه: والصنع، بالكسر، السفود، هكذا في سائر النسخ ومثله في العباب والتكملة، ووقع في اللسان: والصنع السود، ثم قال: فليتأمل في العبارتين؛

قَالَ: وَكَيْفَ تصرّفتِ الحالُ فَالنُّونُ بَدَلٌ مِنْ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وإِنما ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلى هَذَا لأَنه لَمْ يَرَ النُّونَ أُبْدِلَتْ مِنَ الْهَمْزَةِ فِي غَيْرِ هَذَا، قَالَ: وَكَانَ يَحْتَجُّ فِي قَوْلِهِمْ إِن نُونَ فَعْلانَ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ فَعْلاء فَيَقُولُ: لَيْسَ غَرَضَهُمْ هُنَا الْبَدَلُ الَّذِي هُوَ نَحْوُ قَوْلِهِمْ فِي ذِئْبٍ ذِيبٌ، وَفِي جُؤْنةٍ جُونة، وإِنما يُرِيدُونَ أَن النُّونَ تُعاقِبُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الْهَمْزَةَ كَمَا تُعَاقِبُ لامُ الْمَعْرِفَةِ التنوينَ أَي لَا تَجْتَمِعُ مَعَهُ، فَلَمَّا لَمْ تُجَامِعْهُ قِيلَ إِنها بَدَلٌ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ النُّونُ وَالْهَمْزَةُ. والأَصْناعُ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَة: وضَعَتْ لَدَى الأَصْناعِ ضاحِيةً، ... فَهْيَ السّيوبُ وحُطَّتِ العِجَلُ وَقَوْلُهُمْ: مَا صَنَعْتَ وأَباك؟ تَقْدِيرُهُ مَعَ أَبيك لأَن مَعَ وَالْوَاوَ جَمِيعًا لَمَّا كَانَا لِلِاشْتِرَاكِ وَالْمُصَاحَبَةِ أُقيم أَحدهما مُقامَ الآخَر، وإِنما نُصِبَ لِقُبْحِ الْعَطْفِ عَلَى الْمُضْمَرِ الْمَرْفُوعِ مِنْ غَيْرِ تَوْكِيدٍ، فإِن وَكَّدْتَهُ رَفَعْتَ وَقُلْتَ: مَا صَنَعْتَ أَنت وأَبوك؟ وَأَمَّا الَّذِي فِي حَدِيثِ سَعْدٍ: لَوْ أَنّ لأَحدكم وادِيَ مالٍ مَرَّ عَلَى سَبْعَةِ أَسهم صُنُعٍ لَكَلَّفَتْه نفْسُه أَن يَنْزِلَ فيأْخذها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا قَالَ صُنُع، قَالَهُ الْحَرْبِيُّ، وأَظنه صِيغةً أَي مستوية مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ مَا شئتَ ؛ قَالَ جَرِيرٌ: مَعْنَاهُ أَن يُرِيدَ الرَّجُلُ أَن يَعْمَلَ الخيرَ فَيَدَعَه حَياء مِنَ النَّاسِ كأَنه يَخَافُ مَذْهَبَ الرِّيَاءِ، يَقُولُ فَلَا يَمْنَعَنك الحَياءُ مِنَ المُضِيّ لِمَا أَردت؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي ذَهَبَ إِليه جَرِيرٌ مَعْنَى صَحِيحٌ فِي مَذْهَبِهِ وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ لَا تَدُلُّ سِياقتُه وَلَا لَفْظُهُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ، قَالَ: وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنه أَراد بِقَوْلِهِ إِذا لَمْ تَسْتَحْي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ إِنما هُوَ مَنْ لَمْ يَسْتَحِ صَنَعَ مَا شَاءَ عَلَى جِهَةِ الذَّمِّ لِتَرْكِ الْحَيَاءِ، وَلَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ أَن يأْمره بِذَلِكَ أَمراً، وَلَكِنَّهُ أَمرٌ مَعْنَاهُ الْخَبَرُ كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ ، وَالَّذِي يُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه حَثَّ عَلَى الْحَيَاءِ، وأَمرَ بِهِ وعابَ تَرْكَه؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ اصْنَعْ مَا شِئْتَ فإِن اللَّهَ مُجَازِيكَ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، وَذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ مُسْتَوْفًى فِي مَوْضِعِهِ؛ وأَنشد: إِذا لَمْ تَخْشَ عاقِبةَ اللَّيَالِي، ... ولمْ تَسْتَحْي، فاصْنَعْ مَا تشاءُ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ ضَيَعَ: وَفِي الْحَدِيثِ تُعِينُ ضائِعاً أَي ذَا ضياعٍ مِنْ فَقْر أَو عِيالٍ أَو حَالٍ قَصَّر عَنِ الْقِيَامِ بِهَا، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بالصاد المهملة والنون، وقيل: إِنه هُوَ الصَّوَابُ، وَقِيلَ: هُوَ فِي حَدِيثٍ بِالْمُهْمَلَةِ وَفِي آخَرَ بِالْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَكِلَاهُمَا صَوَابٌ فِي الْمَعْنَى. صنبع: الأَزهري: تَقُولُ رأَيتُه يُصَنْبِعُ لُؤْماً. وصُنَيْبِعاتٌ: مَوْضِعٌ سُمِّيَ بِهَذِهِ الْجَمَاعَةِ. أَبو عَمْرٍو: الصُّنْبُعةُ الناقةُ الصُّلْبة. صنتع: الصُّنْتُع: الشابُّ الشَّدِيدُ. وحِمار صُنْتُعٌ: صُلْبُ الرأْس ناتِئُ الحاجِبَيْنِ عَرِيضُ الْجَبْهَةِ. وظَلِيمٌ صُنْتُعٌ: صُلْب الرأْس؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ بْنُ حَكِيمٍ: صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ خَرَّطَه البَقْلُ ... بَدِيًّا قَبْلَ اسْتِكاكِ الرِّياضِ قَالَ: وَهُوَ فُنْعُلٌ مِنَ الصَّتَعِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصُّنْتُعُ فِي الْبَيْتِ مِنْ صِفَةِ عَيْرٍ تَقَدَّم ذِكْرُهُ فِي

بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: مِثْل عَيْرِ الفَلاة شاخَس فاهُ ... طُولُ شِرْسِ اللّطَى، وطُولُ العَضاضِ وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ الوَحْشِيّ: صُنْتُعٌ. وَفَرَسٌ صُنْتُعٌ: قَويّ شَدِيدُ الخَلْقِ نَشِيطٌ عَنِ الْحَامِضِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ناهَبْتُها القَوْمَ عَلَى صُنْتُعٍ ... أَجْرَدَ، كالقِدْحِ منَ السَّاسَمِ وَقَالَ أَبو دوادٍ: فَلَقَدْ أَغْتَدي يُدافِعُ رَأْيي ... صُنْتُعُ الخَلْقِ أَيِّدُ القَصَراتِ والصُّنْتُعُ عِنْدَ أَهل الْيَمَنِ: الذِّئْبُ؛ عن كراع. صوع: صاعَ الشُّجاعُ أَقْرانَه وَالرَّاعِي مَاشِيَتَهُ يَصُوعُ: جَاءَهُمْ مِنْ نَواحِيهِمْ، وَفِي بَعْضِ الْعِبَارَةِ: حازَهُم مِنْ نَواحيهم؛ حَكَى ذَلِكَ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ وَقَالَ: غَلِط اللَّيْثُ فِيمَا فَسَّرَ، ومعْنَى الكَمِيُّ يَصُوعُ أَقْرانَه أَي يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ فَيُفَرِّق جَمْعَهُمْ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الرَّاعِي يَصُوعُ إِبله إِذا فَرَّقَها فِي المَرْعَى، قَالَ: والتيْسُ إِذا أُرْسِلَ فِي الشاءِ صاعَها إِذا أَراد سِفَادَهَا أَي فَرَّقَها. والرجلُ يَصُوعُ الإِبل، والتيْسُ يصوعُ المَعَزَ، وصاعَ الغَنَمَ يَصُوعُها صَوْعاً: فَرَّقَهَا؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر: يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ، ... لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَرِيمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْمُعَلَّى بْنِ جَمَالٍ الْعَبْدِيِّ، وصَوَّعَها فَتَصَوَّعَتْ كَذَلِكَ، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: صاعَ الشيءَ يَصُوعُه صَوْعاً فانْصاعَ وصَوَّعَه: فَرَّقه. والتَّصَوُّعُ: التَّفَرُّقُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَسَفْتُ اعْتِسافاً دُونَها كُلّ مَجْهَل، ... تَظَلُّ بِها الآجالُ عَنِّي تَصَوَّعُ وتَصَوَّعَ القومُ تَصَوُّعاً: تَفَرَّقُوا. وتَصَوَّعَ الشَّعْرُ: تَفَرَّقَ. وصاعَ القومُ: حَمَل بعضُهم عَلَى بَعْضٍ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وصاعَ الشيءَ صَوْعاً: ثَناه وَلَوَاهُ. وانْصاعَ القومُ: ذَهَبُوا سِراعاً. وانْصاعَ أَي انْفَتَلَ رَاجِعًا ومَرَّ مُسْرِعاً. والمُنْصاعُ: المُعَرّدُ والناكِصُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فانْصاعَ جانِبهُ الوَحْشِيُّ، وانْكَدَرَتْ ... يَلْحَبْنَ لَا يَأْتَلي المَطْلُوبُ والطَّلَبُ وَفِي حَدِيثِ الأَعرابي: فانْصاعَ مُدْبراً أَي ذَهَبَ سَرِيعاً؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: فَظَلَّ يَكْسوها النَّجاءَ الأَصيْعا «2» عاقَبَ بِالْيَاءِ والأَصل الْوَاوُ، وَيُرْوَى: الأَصْوعا؛ قَالَ الأَزهري: لَوْ رَدَّ إِلى الْوَاوِ لَقَالَ الأَصْوعا. وصَوَّعَ موضِعاً للقُطن: هَيّأَه لنَدْفِه، والصاعةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رُبَّمَا اتُّخِذَت صاعةٌ مِنْ أَدِيمٍ كالنِّطع لنَدْف الْقُطْنِ أَو الصُّوفِ عَلَيْهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا هَيَّأَتِ المرأَةُ لِنَدْفِ الْقُطْنِ مَوْضِعًا يُقَالُ: صَوَّعَتْ مَوْضِعًا، والصاعةُ: الْبُقْعَةُ الجَرْداءُ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، قَالَ: والصاحةُ يَكْسَحُها الغلامُ ويُنَحِّي حِجَارَتَهَا ويَكْرُو فِيهَا بكُرَته فَتِلْكَ الْبُقْعَةُ هِيَ الصاعةُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الصاعُ، والصاعُ المطمئنُّ مِنَ الأَرض كالحُفْرة، وَقِيلَ: مُطْمَئِنٌّ مُنْهَبِط مِنْ حُرُوفِهِ المُطِيفةِ بِهِ؛ قَالَ المسيَّب بْنُ عَلَسٍ:

_ (2). قوله [النجاء] كذا بالأَصل، وسيأتي في صنع: يكسوها الغبار.

مَرِحَتْ يَداها للنَّجاءِ، كأَنَّما ... تَكْرُو بِكَفَّيْ لاعِبٍ فِي صاعِ والصاعُ: مِكيالٌ لأَهل الْمَدِينَةِ يأْخذ أَربعة أَمدادٍ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فَمَنْ أَنث قَالَ: ثَلَاثُ أَصْوُعٍ مِثْلُ ثَلَاثِ أَدْوُرٍ، وَمَنْ ذكَّره قَالَ: أَصْواع مِثْلُ أَثواب، وَقِيلَ: جَمْعُهُ أَصْوُعٌ، وإِن شِئْتَ أَبْدلتَ مِنَ الْوَاوِ الْمَضْمُومَةِ هَمْزَةً. وأَصْواعٌ وصِيعانٌ، والصُّواعُ كَالصَّاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَغْتَسِلُ بالصاعِ ويتوضَّأُ بالمُدّ. وصاعُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي بِالْمَدِينَةِ أَربعةُ أَمدادٍ بمُدِّهم المعروفِ عِنْدَهُمْ، قَالَ: وَهُوَ يأْخذ مِنَ الحَبّ قَدْرَ ثُلُثَيْ مَنّ بَلدنا، وأَهلُ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ عِيارُ الصاعِ عِنْدَهُمْ أَربعة أَمْناءٍ، والمُدُّ رُبْعُه، وصاعُهم هَذَا هُوَ القَفِيزُ الْحِجَازِيُّ وَلَا يَعْرِفُهُ أَهل الْمَدِينَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والمُدُّ مُخْتَلَف فِيهِ، فَقِيلَ: هُوَ رِطْل وَثُلُثٌ بالعِراقيّ، وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ وَفُقَهَاءُ الْحِجَازِ، فَيَكُونُ الصَّاعُ خَمْسَةَ أَرْطال وَثُلُثًا عَلَى رأْيهم، وَقِيلَ: هُوَ رِطْلَانِ، وَبِهِ أَخذ أَبو حَنِيفَةَ وَفُقَهَاءُ الْعِرَاقِ فَيَكُونُ الصَّاعُ ثَمَانِيَةَ أَرطال عَلَى رأْيهم؛ وَفِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ: أَوْدَى ابْنُ عِمْرانَ يَزِيد بالوَرِقْ، ... فاكْتَلْ أُصَيّاعَكَ مِنْهُ وانطَلقْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَعْطى عَطِيّةَ بْنَ مَالِكٍ صَاعًا مِنْ حَرّةِ الْوَادِي أَي مَوْضِعًا يُبْذَرُ فِيهِ صاعٌ كَمَا يُقَالُ: أَعطاه جَرِيباً مِنَ الأَرض أَي مَبْذَرَ جَرِيبٍ، وَقِيلَ: الصَّاعُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. والصُّواعُ والصِّواعُ والصَّوْعُ والصُّوعُ، كُلُّهُ: إِناء يُشْرَبُ فِيهِ، مُذَكَّرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ ؛ قَالَ: هُوَ الإِناء الَّذِي كَانَ الْمَلِكُ يَشْرَبُ مِنْهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ صُواعَ الْمَلِكِ، قَالَ: هُوَ المَكُّوكُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي يَلْتَقِي طرَفاه، وَقَالَ الْحَسَنُ: الصُّواعُ والسِّقايةُ شَيْءٌ وَاحِدٌ، وَقَدْ قِيلَ: إِنه كَانَ مِنْ وَرِق فَكَانَ يُكالُ بِهِ، وَرُبَّمَا شَرِبُوا بِهِ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ، فإِنّ الضَّمِيرَ رَجَعَ إِلى السِّقاية من قوله جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: صَوْعَ الملِك ، ويقرأُ: صوْغَ الملِك ، كأَنه مَصْدَرٌ وُضِع مَوضِع مَفْعُولٍ أَي مَصُوغَه، وقرأَ أَبو هُرَيْرَةَ: صَاعَ الملِك ، قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه كَانَ إِناءً مُسْتَطِيلًا يُشْبِهُ المكُّوكَ كَانَ يشرَب الملِك بِهِ وَهُوَ السِّقَايَةُ، قَالَ: وَقِيلَ إِنه كَانَ مَصُوغًا مِنْ فِضَّةٍ مُمَوَّهاً بِالذَّهَبِ، وَقِيلَ: إِنه كَانَ يُشْبِهُ الطاسَ، وَقِيلَ: إِنه كَانَ مِنْ مِسْ «1» وصَوَّعَ الطائرُ رأْسه: حَرَّكَهُ. وصَوَّعَ الفرسُ: جَمَحَ برأْسه. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: كَانَ إِذا أَصابَ الشاةَ مِنَ المَغْنَمِ فِي دَارِ الْحَرْبِ عَمَدَ إِلى جَلْدِهَا فجعَل مِنْهُ جِراباً، وإِلى شَعْرِهَا فَجَعَلَ مِنْهُ حبْلًا، فَيَنْظُرُ رَجُلًا صَوَّعَ بِهِ فرسُه فيُعْطِيه ، أَي جَمَحَ برأْسه وَامْتَنَعَ عَلَى صَاحِبِهِ. وتَصَوَّعَ الشعرُ: تَقَبَّضَ وَتَشَقَّقَ. وَتَصَوَّعَ البقلُ تَصَوُّعاً وتَصَيَّعَ تَصَيُّعاً: هاجَ كتَصَوَّحَ. وصَوَّعَتْه الريحُ: صَيَّرَتْه هَيْجاً كصَوَّحَتْه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وصَوَّعَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيةٌ، فِي مَرِّها نَكَبُ وَيُرْوَى: وصَوَّحَ، بِالْحَاءِ.

_ (1). قوله [من مس] في شرح القاموس: والمس، بالكسر، النُّحَاسُ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدْرِي أَعَرَبِيٌّ هُوَ أَمْ لا، قلت: هي فارسية والسين مخففة.

فصل الضاد المعجمة

صيع: صِعْتُ الْغَنَمَ وأَصَعْتُها أَصُوعُها وأَصِيعُها: فرَّقْتُها. وصُعْتُ القومَ: حملت عَلَى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ صِعْتُهم. وتَصَيَّعَ البقلُ تَصَيُّعاً وتَصَوَّعَ تَصَوُّعاً: هاجَ. وتَصَيَّعَ الماءُ: اضطَرَبَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَالسِّينُ أَعلى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فانصاعَ يَكْسُوها الغُبارَ الأَصْيَعا فصل الضاد المعجمة ضبع: الضَّبْعُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ: وسَطُ العَضُدِ بِلَحْمِهِ يَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وَقِيلَ: العَضُدُ كلُّها، وَقِيلَ: الإِبْطُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ للإِبْط «1» الضَّبْعُ للمُجاوَرةِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الإِبط إِلى نِصْفِ الْعَضُدِ مِنْ أَعلاه، تَقُولُ: أَخَذ بضَبْعَيْه أَي بعَضُدَيْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ فِي حَجِّه عَلَى امرأَة مَعَهَا ابْنٌ صَغِيرٌ فأَخَذَتْ بضَبْعَيْه وَقَالَتْ: أَلِهذا حَجٌّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكِ أَجر. والمَضْبَعةُ: اللَّحْمَةُ الَّتِي تحتَ الإِبط مِنْ قُدُمٍ. واضْطَبَعَ الشيءَ: أَدخَله تَحْتَ ضَبْعَيْه. والاضطِباعُ الَّذِي يُؤْمَر بِهِ الطائفُ بِالْبَيْتِ: أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ مِنْ تَحْتِ إِبْطِك الأَيمَنِ وتُغَطِّيَ بِهِ الأَيسر كَالرَّجُلِ يُرِيدُ أَن يُعالِجَ أَمْراً فيتهيأَ لَهُ. يُقَالُ: قَدِ اضْطَبَعْتُ بِثَوْبِي وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الضَّبْع وَهُوَ العَضُدُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنه طافَ مُضْطَبِعاً وَعَلَيْهِ بُرْد أَخضر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يأْخذ الإِزارَ أَو الْبُرْدَ فَيَجْعَلَ وَسَطَهُ تَحْتَ إِبطه الأَيمن ويُلْقِيَ طَرَفَيْهِ عَلَى كَتِفِهِ الْيُسْرَى مِنْ جِهَتَيْ صَدْرِهِ وَظَهْرِهِ، وسمي بذلك لإِبْداءِ الضبْعَيْنِ، وَهُوَ التأَبط أَيضاً؛ عَنِ الأَصمعي وضَبَعَ البعيرُ البعيرَ إِذا أَخذ بضبْعيه فصَرَعَه. وضَبَعَ الفرسُ يَضْبَعُ ضَبْعاً: لَوى حافِرَه إِلى ضَبْعِه؛ قَالَ الأَصمعي: إِذا لَوى الفرسُ حافِرَه إِلى عضُده فَذَلِكَ الضبْعُ، فإِذا هَوى بِحَافِرِهِ إِلى وَحْشِيِّه فَذَلِكَ الخِنافُ. قَالَ الأَصمعي: مَرَّتِ النّجائِبُ ضَوابِعَ، وضَبْعُها: أَن تَهْوِي بِأَخْفافِها إِلى العَضُدِ إِذا سارَتْ. والضَّبْعُ والضِّباعُ: رفعُ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ. وضَبَعَ يَضْبَعُ عَلَى فُلَانٍ ضَبْعاً إِذا مدَّ ضَبْعَيْه فَدَعا. وضَبَعَ يَدَهُ إِليه بِالسَّيْفِ يَضْبَعُها: مَدَّهَا بِهِ؛ قَالَ رؤْبة: وَمَا تَني أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ ... بِمَا أَصَبْناها، وأُخْرَى تَطْمَعُ مَعْنَاهُ تَمُدُّ أَضْباعَها بِالدُّعَاءِ عَلَيْنَا. وضبَعَتِ الخيلُ والإِبل تَضْبَعُ ضَبْعاً إِذا مَدَّتْ أَضْباعَها فِي سَيْرِهَا، وَهِيَ أَعْضادُها، والناقةُ ضابِعٌ. وضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً وضُبُوعاً وضَبَعاناً وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً: مدّتْ ضَبْعَيها فِي سَيْرِهَا وَاهْتَزَّتْ. وضَبَعَتْ أَيضاً: أَسْرَعَتْ. وَفَرَسٌ ضابِعٌ: شديدُ الجَرْيِ، وَجَمْعُهُ ضَوابِعُ. وضَبَعَتِ الخيلُ كَضَبَحَتْ. وضَبَعْتُ الرجلَ: مَدَدْتُ إِليه ضَبْعِي للضَّرْبِ. وضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً: مالُوا إِليه وأَرادوه يُقَالُ: ضابَعْناهم بالسُّيوفِ أَي مَدَدْنا أَيْدِيَنا إِليهم بالسُّيوفِ ومَدُّوها إِلينا، وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْ نَوَادِرِ أَبي عَمْرٍو؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا، ... وَلَا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُونا ونَضْبَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ:

_ (1). قوله [يقال للإبط إلخ] قال شارح القاموس: لم أجده للجوهري في الصحاح انتهى. والأمر كما قال وإنما هي عبارة ابن الأثير في نهايته حرفاً حرفاً

نَذُودُ المُلُوكَ عَنْكُمُ وتَذُودُنا ... إِلى المَوْتِ، حَتَّى تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا أَي تَمُدُّونَ أَضباعكم إِلينا بِالسُّيُوفِ ونَمُدّ أَضْباعنا إِليكم. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَي تَضْبَعُون لِلصُّلْحِ والمُصافَحة. وضَبَعُوا لَنَا مِنَ الشَّيْءِ وَمِنَ الطَّرِيقِ وَغَيْرِهِ يَضْبَعُونَ ضَبْعاً: أَسْهَموا لَنَا فِيهِ وَجَعَلُوا لَنَا قِسْمًا كَمَا تَقُولُ ذَرَعُوا لَنَا طَرِيقًا. والضَّبْعُ: الجَوْرُ. وَفُلَانٌ يَضْبَعُ أَي يَجُورُ. والضَّبَعُ، بِالتَّحْرِيكِ، والضَّبَعةُ: شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ. وضَبِعَتِ الناقةُ، بِالْكَسْرِ، تَضْبَعُ ضَبْعاً وضَبَعةً وضَبَعَتْ وأَضْبَعَتْ، بالأَلف، واسْتَضْبَعَتْ وَهِيَ مُضْبِعةٌ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وَالْجَمْعُ ضِباعَى وضَباعى، وَقَدِ اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ فِي النِّساءِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ لأَعرابي أَبامْرأَتِك حَمْلٌ؟ قَالَ: مَا يُدْرِيني وَاللَّهِ مَا لَها ذَنَب فَتَشُول بِهِ، وَلَا آتِيهَا إِلَّا عَلَى ضَبَعَةٍ. والضَّبُعُ والضَّبْعُ: ضَرْبٌ مِنَ السِّباعِ، أُنثى، وَالْجَمْعُ أَضْبُعٌ وضِباعٌ وضُبُعٌ وضُبْعٌ وضَبُعاتٌ ومَضْبَعةٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ والضِّبْعانةُ: الضَّبُع، وَالذَّكَرُ ضِبْعانٌ. وَفِي قِصَّةِ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَشَفَاعَتِهِ فِي أَبيه: فَيَمْسَخُه اللَّهُ ضِبْعاناً أَمْدَر ؛ الضِّبْعانُ: ذَكَرُ الضِّباع، لَا يَكُونُ بِالنُّونِ والأَلف إِلا لِلْمُذَكَّرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما ضِبْعانةٌ فَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ ضِبْعاناتٌ وضَباعِينُ وضِباعٌ، وَهَذَا الْجَمْعُ لِلذَّكَرِ والأُنثى مِثْلُ سَبُعٍ وسِباعٍ؛ وَقَالَ: وبُهْلُولٌ وشِيعَتُه تَرَكْنا ... لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا جُمِعَ بِالتَّاءِ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ رِجالاتِ العَرَب، وَقَالُوا: جِمالاتٌ صُفْرٌ. وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ والأُنثى ضَبْعَانِ، يُغلِّبون التأْنيث لِخِفَّتِهِ هُنَا، وَلَا تَقُلْ ضَبُعةً؛ وَقَوْلُهُ: يَا ضَبُعاً أَكَلَتْ آيارَ أَحْمِرةٍ ... فَفي البُطُونِ، وقَدْ راحَتْ، قَراقِيرُ هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ، وَلَا ... يُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُمْ أَظافِيرُ؟ حَمَلَهُ عَلَى الْجِنْسِ فأَفْرَدَه، وَيُرْوَى: يَا أَضْبُعاً، وَرَوَاهُ أَبو زَيْدٍ: يَا ضُبُعاً أَكَلَتْ؛ الْفَارِسِيُّ: كأَنه جَمَعَ ضَبْعاً عَلَى ضِباعٍ ثُمَّ جَمَعَ ضِباعاً عَلَى ضُبُعٍ، قَالَ الأَزهري: الضَّبُعُ الأُنثى مِنَ الضِّباع، وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ. وجارُّ الضَّبُعِ: المطَرُ الشَّدِيدُ لأَن سَيْلَه يُخْرِج الضِّباعَ مِنْ وُجُرِها. وَقَوْلُهُمْ: مَا يَخْفَى ذَلِكَ عَلَى الضَّبُع، يَذْهَبُونَ إِلى اسْتِحْماقِها. والضَّبُعُ: السَّنةُ الشَّدِيدَةُ المُهْلِكة المُجْدبة، مُؤَنَّثٌ؛ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ، ... فإِنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ قَالَ الأَزهري: الْكَلَامُ الْفَصِيحُ فِي إِمّا وأَما أَنه بِكَسْرِ الأَلف مِنْ إِمّا إِذا كَانَ مَا بَعْدَهُ فِعْلًا، كَقَوْلِكَ إِما أَن تَمْشِيَ وإِما أَن تَرْكَبَ، وإِن كَانَ مَا بَعْدَهُ اسْمًا فإِنك تَفْتَحُ الأَلف مِنْ أَما، كَقَوْلِكَ أَما زَيْدٌ فَحَصيفٌ وأَما عَمْرٌو فأَحْمَقُ، وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَمَعْنَاهُ أَن قَوْمِي لَيْسُوا بِأَذلَّاءَ فتأْكلهم الضَّبُع ويَعْدُو عَلَيْهِمُ السبُع، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيِّ، ورُوِيَ أَبا خُباشةَ، يَقُولُهُ لأَبي خُباشة عَامِرِ بْنَ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي بَكْرِ

بْنِ كِلَابٍ. قَالَ ثَعْلَبٌ: جَاءَ أَعرابي إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكلتنا الضَّبُعُ، فَدَعَا لَهُمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ فِي الأَصل الْحَيَوَانُ الْمَعْرُوفُ وَالْعَرَبُ تُكَنِّي بِهِ عَنْ سَنة الجَدْب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَشِيتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ. وَالضَّبُعُ: الشَّرُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَتِ العُقَيْلِيّة كَانَ الرَّجُلُ إِذا خِفْنَا شَرَّهُ فَتَحَوَّلَ عَنَّا أَوْقَدْنا نَارًا خَلْفَهُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهَا وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه مَعَهُ أَي لِيَذْهَبَ شَرُّهُ مَعَهُ. وضَبُعٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ وَالِدُ الرَّبِيعِ بْنِ ضَبُعٍ الفَزاريّ. وضَبُعٌ: اسْمُ مَكَانٍ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ، ... فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ وضُباعة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: قِفي قَبْلَ التَّفَرُّق يَا ضُباعا، ... وَلَا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا وضُبَيْعةُ: قَبِيلَةٌ وَهُوَ أَبو حَيٍّ مِنَ بَكْرٍ، وَهُوَ ضُبَيْعةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكابةَ بْنِ صَعْب بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُمْ رَهْطُ الأَعشى مَيْمُونِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ الأَزهري: وضُبَيْعةُ قَبِيلَةٌ فِي رَبِيعَةَ. والضَّبْعانِ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: كساقِطةٍ إِحْدَى يَدَيْهِ، فَجانِبٌ ... يُعاشُ بِهِ مِنْه، وآخَرُ أَضْبَعُ إِنما أَراد أَعْضَب فَقَلَبَ، وَبِهَذَا فَسَّرَهُ. والضُّبْعُ: فِناءُ الإِنسان. وكُنّا فِي ضُبْعِ فُلَانٍ، بِالضَّمِّ، أَي فِي كَنَفِه وَنَاحِيَتِهِ وفِنائهِ. وضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَي مُنْتَفِخُ الْجَنْبَيْنِ عَظِيمُ الْبَطْنِ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي تَتَرَّبَ جَنْبَاهُ كأَنه مِنَ المدَرِ وَالتُّرَابِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّبْعُ مِنَ الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مُسْتَطِيلَةٌ قَلِيلًا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: حِمارٌ مَضْبُوعٌ ومَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ أَي بها خِنَاقَةٌ «2» وذِئْبةٌ، وَهُمَا داءَانِ، وَمَعْنَى المَضْبوعِ دعاءٌ عَلَيْهِ أَن تأْكلَه الضَّبُع؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قوله الشَّاعِرِ وَهُوَ مِمَّا يُسْأَلُ عَنْهُ: تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْماً فَقُلْتُ لَها: ... يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْها الذِّئْبَ والضَّبُعا فَقِيلَ: فِي مَعْنَاهُ وَجْهَانِ: أَحدهما أَنه دَعَا عَلَيْهَا بأَن يَقْتُلَ الذِّئْبُ أَحياءها وتأْكل الضُّبُعُ مَوْتَاهَا، وَقِيلَ: بَلْ دَعَا لَهَا بِالسَّلَامَةِ لأَنهما إِذا وَقَعَا فِي الْغَنَمِ اشْتَغَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ فَتَسْلَمُ الْغَنَمُ؛ وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ ضَبْعاً وذِئْباً، فَدَعَا بأَن يَكُونَا مُجْتَمِعَيْنِ لِتَسْلَمَ الْغَنَمُ، وَوَجْهُ الدُّعَاءِ لَهَا بَعِيدٌ عِنْدِي لأَنها أَغضبته وأَحْرَجَتْه بِتَفَرُّقِهَا وأَتعبته فَدَعَا عَلَيْهَا. وَفِي قَوْلِهِ أَيضاً: سَلِّطْ عَلَيْهَا، إِشعار بِالدُّعَاءِ عَلَيْهَا لأَن مَنْ طَلَبَ السَّلَامَةَ بِشَيْءٍ لَا يَدْعُو بِالتَّسْلِيطِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ جِنْسِ قَوْلِهِ اللَّهُمَّ ضَبُعاً وَذِئْبًا، فإِن ذَلِكَ يُؤْذِنُ بِالسَّلَامَةِ لِاشْتِغَالِ أَحدهما بِالْآخَرِ، وأَما هَذَا فإِن الضَّبُع وَالذِّئْبَ مُسَلَّطانِ عَلَى الْغَنَمِ، والله أعلم. ضتع: الضَّتْع: دُوَيْبّةٌ. والضَّوْتَعُ: دُوَيْبَّةٌ أَو طَائِرٌ، وَقِيلَ: الضَّوْتَعُ الأَحمق، وَقِيلَ: هُوَ الضَّوْكَعةُ، قَالَ: وَهَذَا أَقرب للصواب. ضجع: أَصل بِنَاءِ الْفِعْلِ مِنَ الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فَهُوَ ضاجِعٌ، وقلما

_ (2). قوله [أي بها خناقة] كذا بالأَصل بلا ضبط وبضمير المؤنث. وفي القاموس في مادة خنق: وكغراب داء يمتنع معه نفوذ النفس إلى الرئة والقلب، ثم قال: والخناقية داء في حلوق الطير والفرس، وضبطت الخناقية فيه ضبط القلم بضم الخاء وكسر القاف وتشد الياء مخففة النون.

يُسْتَعْمَلُ، وَالِافْتِعَالُ مِنْهُ اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فَهُوَ مُضْطَجِعٌ؛ قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: كَانَتْ هَذِهِ الطَّاءُ تَاءً فِي الأَصل وَلَكِنَّهُ قَبُحَ عِنْدَهُمْ أَن يَقُولُوا اضْتَجَعَ فأَبدلوا التَّاءَ طَاءً، وَلَهُ نَظَائِرُ هِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوَاضِعِهَا. واضْطَجَع: نَامَ وَقِيلَ: اسْتَلْقَى وَوَضَعَ جَنْبَهُ بالأَرض. وأَضْجَعْتُ فُلَانًا إِذا وَضَعْتَ جَنْبَهُ بالأَرض، وضَجَعَ وَهُوَ يَضْجَعُ نَفْسُه؛ فأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: لَمَّا رَأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ، ... مالَ إِلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ فإِنه أَراد فاضْطَجَعَ فأَبْدَلَ الضَّادَ لَامًا، وَهُوَ شَاذٌّ، وَقَدْ رُوِيَ: فاضْطَجَع، وَيُرْوَى: فاطَّجَعَ، عَلَى إِبدال الضَّادِ طَاءً ثُمَّ إِدْغامِها فِي الطَّاءِ، وَيُرْوَى أَيضاً: فَاضَّجَعَ، بِتَشْدِيدِ الضَّادِ، أَدغم الضَّادَ فِي التَّاءِ فَجَعَلَهُمَا ضَادًا شَدِيدَةً عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ مُصَّبِر فِي مُصْطَبِر، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ اطّجَعَ لأَنهم لَا يُدْغِمُونَ الضَّادَ فِي الطَّاءِ، وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: إِن بَعْضَ الْعَرَبِ يَكْرَهُ الْجَمْعَ بَيْنَ حَرْفَيْنِ مُطْبَقَيْنِ فَيَقُولُ الطْجع وَيُبْدِلُ مَكَانَ الضَّادِ أَقرب الْحُرُوفِ إِليها وَهُوَ اللَّامُ، وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ الأَزهري: وربَّما أَبدلوا اللامَ ضَادًا كَمَا أَبدلوا الضادَ لَامًا، قَالَ بَعْضُهُمْ: الْطِرادٌ واضْطِرادٌ لِطِرادِ الْخَيْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنه قَالَ: إِذا كَانَ عِنْدَ اضْطِراد الخيلِ وَعِنْدَ سَلِّ السيوفِ أَجْزَأَ الرجلَ أَن تَكُونَ صلاتُه تَكْبِيرًا ؛ فَسَّرَهُ ابْنُ إِسحاق الْطِراد، بإِظهار اللَّامِ، وَهُوَ افْتِعالٌ مِنْ طِرادِ الْخَيْلِ وَهُوَ عَدْوُها وَتَتَابُعُهَا، فَقُلِبَتْ تَاءُ الِافْتِعَالِ طَاءً ثُمَّ قُلِبَتِ الطَّاءُ الأَصلية ضَادًا، وَهَذَا الْحَرْفُ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي حَرْفِ الضَّادِ مَعَ الطَّاءِ، وَاعْتَذَرَ عَنْهُ بأَن مَوْضِعَهُ حَرْفُ الطَّاءِ وإِنما ذَكَرَهُ هُنَا لأَجل لَفْظِهِ. وإِنه لحَسنُ الضِّجْعةِ مِثْلُ الجِلْسةِ والرِّكْبة. وَرَجُلٌ ضُجَعةٌ مِثَالُ هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ. وَقَدْ أَضْجَعَه وضاجَعَه مُضاجَعَة: اضْطَجَعَ مَعْهُ، وَخَصَّصَ الأَزهري هُنَا فَقَالَ: ضاجَعَ الرجلُ جَارِيَتَهُ إِذا نَامَ مَعَهَا فِي شِعار وَاحِدٍ، وَهُوَ ضَجِيعُها وَهِيَ ضَجِيعَتُه. والضَّجِيعُ: المُضاجِعُ، والأُنثى مُضاجِع وضَجِيعة؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذَريح: لَعَمْرِي، لَمَنْ أَمْسَى وأَنْتِ ضَجِيعُه ... مِنَ الناسِ، مَا اخْتِيرَتْ عَلَيْهِ المَضاجِعُ وأَنشد ثَعْلَبٌ: كُلُّ النِّساءِ عَلَى الْفِرَاشِ ضَجِيعةٌ، ... فانْظُرْ لِنَفْسِكَ بِالنَّهَارِ ضَجِيعا وضاجَعَه الهَمُّ عَلَى الْمَثَلِ: يَعْنون بِذَلِكَ مُلازمَته إِياه؛ قَالَ: فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضاجَعَه الفَتى، ... وَلَا كَسَوادِ اللَّيْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ وَيُرْوَى: مِثْلَ الْفَقْرِ أَي مِثْلَ هَمّ الْفَقْرِ. والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ. والمَضاجِعُ: جَمْعُ المَضْجَعِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ؛ أَي تَتَجافى عَنْ مضاجِعِها الَّتِي اضْطَجَعَتْ فِيهَا. والاضْطِجاعُ فِي السُّجُودِ: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صَدْرَهُ بالأَرض، وإِذا قَالُوا صَلَّى مُضْطَجعاً فَمَعْنَاهُ أَن يَضْطَجع عَلَى شِقِّه الأَيمن مُسْتَقْبِلًا لِلْقِبْلَةِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى يُخَاطِبُ ابْنَتَهُ: فَإِنَّ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعا أَي مَوْضِعاً يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ إِذا قُبِرَ مُضْجَعاً عَلَى

يَمِينِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ ضِجْعةُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَدَماً حَشْوُها ليفٌ ؛ الضِّجْعةُ، بِالْكَسْرِ: مِنَ الاضْطِجاعِ وَهُوَ النَّوْمُ كالجِلْسةِ مِنَ الْجُلُوسِ، وَبِفَتْحِهَا الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ، وَالْمُرَادُ مَا كَانَ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ، فَيَكُونُ فِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ كَانَتْ ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: جَمَعَ كُومةً مِنْ رَمْل وانْضَجَع عَلَيْهَا ؛ هُوَ مُطاوِعُ أَضْجَعه فانْضَجَعَ نَحْوُ أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ وأَطْلَقْتُه فانْطَلَقَ. والضَّجْعَةُ والضُّجْعَةُ: الخَفْضُ والدَّعةُ؛ قَالَ الأَسدي: وقارَعْتُ البُعُوثَ وقارَعُوني، ... فَفاز بِضَجْعةٍ فِي الحَيِّ سَهْمِي وَكُلُّ شَيْءٍ تَخْفِضُه، فَقَدْ أَضْجَعْتَه. والتَّضْجِيعُ فِي الأَمر: التَّقْصِيرُ فِيهِ. وضَجَعَ فِي أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ. والضَّجُوعُ: الضَّعِيفُ الرأْي وَرَجُلٌ ضُجَعةٌ وضاجِعٌ وضِجْعِيٌّ وضُجْعِيٌّ وقِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ: عَاجِزٌ مُقِيمٌ، وَقِيلَ: الضُّجْعةُ والضُّجْعِيّ الَّذِي يَلْزَمُ الْبَيْتَ وَلَا يَكَادُ يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ وَلَا يَنْهَضُ لِمَكْرُمةٍ. وسحابةٌ ضَجُوعٌ: بَطِيئة مِنْ كَثْرَةِ مَائِهَا. وتَضَجَّعَ السَّحابُ: أَرَبَّ بَالْمَكَانِ. ومَضاجِعُ الغَيْث: مَساقِطُه. وَيُقَالُ: تَضاجَعَ فُلَانٌ عَنِ أَمر كَذَا وَكَذَا إِذا تَغافَلَ عَنْهُ، وتَضَجَّعَ فِي الأَمر إِذا تَقَعَّدَ وَلَمْ يَقُمْ بِهِ. والضَّاجِعُ: الأَحْمقُ لِعَجْزِهِ ولُزُومِه مكانَه، وَهُوَ مِنَ الدوابِّ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. وإِبل ضاجِعةٌ وضَواجِعُ: لَازِمَةٌ للحَمْضِ مُقِيمة فِيهِ؛ قَالَ: أَلاكَ قَبائِلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ، ... ضَواجِعَ لَا يَغُرْنَ مَعَ النُّجومِ قَالَ ابْنُ برِّيّ: وَيُقَالُ لِمَنْ رَضِيَ بِفَقْره وَصَارَ إِلى بَيْتِهِ الضَّاجِعُ والضِّجْعِيّ لأَن الضَّجْعةَ خَفْضُ الْعَيْشِ؛ وإِلى هَذَا الْمَعْنَى أَشار الْقَائِلُ بِقَوْلِهِ: أَلاكَ قَبائلٌ كَبَناتِ نَعْشٍ، ... ضَواجِعَ لَا يَغُرْنَ مَعَ النُّجُومِ أَي مُقِيمَةٌ لأَنَّ بَنَاتَ نَعْشٍ ثوابِتُ فَهُنَّ لَا يَزُلْنَ وَلَا يَنْتَقِلْنَ. وضَجَعَت الشمسُ وضَجَّعَتْ وخَفَقَتْ وضَرَّعَتْ: مَالَتْ للمَغِيب، وَكَذَلِكَ ضَجَعَ النَّجْمُ فَهُوَ ضاجِعٌ، ونُجُومٌ ضَواجِعُ؛ قَالَ: عَلَى حِينَ ضَمَّ الليْلُ منْ كُلِّ جانِبٍ ... جَناحَيْهِ، وانْصَبَّ النُّجُومُ الضَّواجِعُ وَيُقَالُ: أَراك ضَاجَعًا إِلى فُلَانٍ أَي مَائِلًا إِليه. وَيُقَالُ: ضِجْعُ فُلَانٍ إِلى فُلَانٍ كَقَوْلِكَ صِغْوُه إِليه. ورجلٌ أَضْجَعُ الثَّنَايَا: مائِلُها، وَالْجَمْعُ الضُّجْع. والضَّجُوعُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَرْعى نَاحِيَةً. والضَّجْعاءُ والضَّاجِعةُ: الْغَنَمُ الْكَثِيرَةُ. وَغَنَمٌ ضاجِعةٌ: كَثِيرَةٌ. ودَلْوٌ ضاجِعةٌ: مُمْتَلِئةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ضاجِعةً تَعْدِلُ مَيْلَ الدَّفِ وَقِيلَ: هِيَ الملأَى الَّتِي تَمِيلُ فِي ارْتِفاعِها مِنَ البئْرِ لِثِقَلِهَا؛ وأَنشد لِبَعْضِ الرُّجَّاز: إِنْ لمْ تَجئْ كالأَجْدَلِ المُسِفِّ ... ضاجِعةً تَعْدِلُ مَيْلَ الدَّفِّ، إِذاً فَلا آبَتْ إِليَّ كَفِّي، ... أَوْ يُقْطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِ الأَلَفُّ: عِرْقٌ فِي العَضُد. وأَضْجَعَ فلانُ جُوالقه إِذا كَانَ مُمْتَلِئًا فَفَرَّغَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

تُعْجِل إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِ والجَشِيرُ: الجُوالِقُ. والقاعِدُ: المُمْتَلئُ. والضَّجْعُ: صَمْغُ نَبْتٍ تُغْسَلُ بِهِ الثيابُ. والضَّجْع أَيضاً: مِثْلُ الضَّغابِيسِ، وَهُوَ فِي خِلْقة الهِلْيَوْنِ، وَهُوَ مُرَبّع القُضْبان وَفِيهِ حُموضةٌ ومَزازةٌ، يُؤْخَذُ فَيُشْدخُ وَيُعْصَرُ مَاؤُهُ فِي اللَّبَنِ الَّذِي قَدْ رابَ فيَطِيبُ ويُحْدِث فِيهِ لذْعَ اللسانِ قَلِيلًا ومَرارةً، وَيُجْعَلُ وَرَقُهُ فِي اللَّبَنِ الحازِر كَمَا يُفْعَلُ بِوَرَقِ الخَرْدَل وَهُوَ جَيِّدٌ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: وَلَا تأْكلُ الخرشانَ خَوْدٌ كَرِيمةٌ، ... وَلَا الضَّجْعَ إِلَّا مَن أَضَرَّ بِهِ الهَزْلُ «1» والإِضْجاعُ فِي القَوافي: الإِقْواءُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الشِّعْر: والأَعْوَج الضاجِع مِنْ إِقْوائها وَيُرْوَى: مِنْ إِكْفائِها، وخَصَّصَ بِهِ الأَزهريّ الإِكْفاء خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرِ الإِقْواء، وَقَالَ: وَهُوَ أَن يَخْتَلِف إِعرابُ القَوافي، يُقَالُ: أَكْفأَ وأَضجَعَ بِمَعْنًى واحدٍ. والإِضْجاعُ فِي بَابِ الْحَرَكَاتِ: مثلُ الإِمالة وَالْخَفْضِ. وَبَنُو ضِجْعانَ: قَبِيلَةٌ. والضَّواجِعُ: موضعٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الضَّواجِعُ مَصابُّ الأَودية، وَاحِدَتُهَا ضاجعةٌ كأَنَّ الضاجعةَ رحبَة ثُمَّ تَسْتَقِيمُ بَعْدُ فتصيرُ وادِياً. والضَّجُوعُ: رملةٌ بِعَيْنِهَا مَعْرُوفَةٌ. والضَّجُوعُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: أَمِنْ آلِ لَيْلى بالضَّجُوعِ وأَهلُنا، ... بِنَعْفِ اللِّوى أَو بالصُّفَيَّةِ، عِيرُ والمَضاجِعُ «2»: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وأَما قَوْلُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: لَا تَسْقِني بيَدَيْكَ، إِنْ لَمْ أَغْتَرِفْ، ... نِعْمَ الضَّجُوعُ بِغارةٍ أَسْرابِ فَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ أَيضاً، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ رَحْبَةٌ لِبَنِي أَبي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ. والضَّواجِعُ: الهِضابُ؛ قَالَ النَّابِغَةِ: وعِيدُ أَبي قابُوسَ فِي غيرِ كُنْهِه ... أَتَانِي، ودُوني راكِسٌ فالضَّواجِعُ يُقَالُ: لَا وَاحِدَ لَهَا. والضُّجُوعُ، بِضَمِّ الضَّادِ: حَيٌّ في بني عامر. ضرع: ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً: خَضَعَ وذلَّ، فَهُوَ ضارِعٌ، مِنْ قَوْمٍ ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ. وتضرَّع: تذلَّل وتخشَّع. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا ، فَمَعْنَاهُ تذلَّلوا وخضَعوا. وَيُقَالُ: ضرَع فُلَانٌ لِفُلَانٍ وضَرِعَ لَهُ إِذا مَا تخشَّع لَهُ وسأَله أَن يُعْطِيَه؛ قَالَ الأَعشى: سائِلْ تَميماً بِهِ، أَيّامَ صَفْقَتِهمْ، ... لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا أَي ضرَع كلُّ واحدٍ مِنْهُمْ لَهُ وخضَع. وَيُقَالُ: ضرَع لَهُ واستَضْرَعَ. والضارِعُ: المتذلِّلُ للغَنِيّ. وتضرَّع إِلى اللَّهِ أَي ابْتَهَلَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى بِمَعْنًى إِذا جَاءَ يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ وأَضرَعَه غَيْرُهُ. وَفِي الْمَثَلِ: الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ. وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ ضارعٌ:

_ (1). قوله [الخرشان] كذا بالأَصل، ولعله الحرشاء بوزن حمراء، ففي القاموس: والحرشاء نبت أو خردل البر. (2). قوله [والمضاجع] قال ياقوت: ويروى أيضا بضم اليم فيكون بزنة اسم الفاعل

مُتَخَشِّعٌ عَلَى الْمَثَلِ. والتضرُّعُ: التَّلَوِّي والاستغاثةُ. وأَضرَعْتُ لَهُ مَالِي أَي بَذَلْتُه لَهُ؛ قَالَ الأَسود: وإِذا أَخِلَّائي تَنَكَّبَ ودُّهُمْ، ... فأَبُو الكُدادةِ مالُه لِي مُضْرَعُ أَي مبذولٌ. والضَّرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ، والضارِعُ: الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: الصَّغِيرُ السَّنِّ الضَّعِيفُ الضَّاوِي النحيفُ. وإِنَّ فُلَانًا لضارِعُ الجسمِ أَي نَحِيفٌ ضَعِيفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى ولَدَيْ جَعْفَرٍ الطَّيَّار فَقَالَ: مَا لِي أَراهُما ضارِعَيْن؟ فَقَالُوا: إِنَّ العَيْنَ تُسْرِعُ إِليهما الضَّارِعُ النَّحِيفُ الضَّاوي الْجِسْمِ. يُقَالُ: ضَرِعَ يَضْرَعُ، فَهُوَ ضارِعٌ وضَرَعٌ، بِالتَّحْرِيكِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ: قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما لِلرُّكُوبِ، يَعْنِي الْجَمَلَ الضَّعِيفَ وَالنَّاقَةَ الهَرِمةَ الَّتِي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ: المِقْداد: وإِذا فِيهِمَا فَرَسٌ آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ ، وَحَدِيثُ: عَمْرُو بْنُ العاصِ: لَسْتُ بالضَّرَعِ ، وَيُقَالُ: هُوَ الغُمْرُ الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً، ... فَما أَنا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرَعِ الغُمْرِ وَيُقَالُ: جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ؛ وأَنشد: مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ وَيُقَالُ: قَوْمٌ ضَرَعٌ وَرَجُلٌ ضَرَعٌ؛ وأَنشد: وأَنْتُمُ لَا أُشاباتٌ وَلَا ضَرَعُ وَقَدْ ضَرُعَ ضَراعةً، وأَضْرَعَه الحُبُّ وَغَيَّرَهُ؛ قَالَ صَخْرٌ: ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى، ... بَيْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِي وَرَجُلٌ ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ: ناحِل ضعيفٌ. والضَّرَعُ: الْجَمَلُ الضَّعِيفُ. والضَّرَعُ: الجَبانُ. والضَّرَعُ: المُتهالِكُ مِنَ الحاجةِ لِلْغِنَى؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: مُسْتَضْرِعٌ مَا دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ مِنَ الضَّرَعِ وَهُوَ الخاضِعُ، والضَّارِعُ مِثْلُهُ. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ؛ الْمَعْنَى تَدْعُونَهُ مُظْهِرِينَ الضَّرَاعَةَ وَهِيَ شِدَّةُ الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَانْتِصَابُهُمَا عَلَى الْحَالِ، وإِن كَانَا مَصْدَرَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: خَرَجَ مُتَبَذِّلًا مُتَضَرِّعاً ؛ التضَرُّعُ التذلُّلُ وَالْمُبَالَغَةُ فِي السؤَال والرغْبة. يُقَالُ: ضَرِعَ يَضْرَعُ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فَقَدْ ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ الصَّغِيرُ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ بِهِ أَي غَلَبَه، وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: قَدْ ضَرِع بِهِ. وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ: غابَتْ أَو دَنَتْ مِنَ المَغِيبِ، وتَضْريعُها: دُنُوُّها لِلْمَغِيبِ. وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً: حَانَ أَنْ تُدْرِكَ. والضَّرْعُ لِكُلِّ ذَاتِ ظِلْف أَو خُفّ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ: مَدَرُّ لَبَنِهَا، وَالْجَمْعُ ضُرُوعٌ. وأَضْرَعَتِ الشاةُ وَالنَّاقَةُ وَهِيَ مُضْرِعٌ: نَبَتَ ضَرْعُها أَو عَظُم. والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جَمِيعًا: الْعَظِيمَةُ الضَّرْعِ مِنَ الشاءِ والإِبل. وَشَاةٌ ضَرِيعٌ:

حَسَنة الضَّرْعِ. وأَضْرَعَتِ الشاةُ أَي نَزَلَ لَبَنُهَا قُبَيْلَ النِّتاجِ. وأَضْرَعَتِ الناقةُ، وَهِيَ مُضْرِعٌ: نَزَلَ لَبَنُهَا مِنْ ضَرْعها قُرْب النِّتَاجِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قَرُبَ نَتَاجُهَا. وَمَا لَهُ زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ: يَعْنِي بِالضَّرْعِ الشَّاةَ وَالنَّاقَةَ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم ... بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ وَاسِعٌ لَهُ مَخارِجُ كَمَخَارِجِ اللَّبَنِ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: وصُرُوع، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَهِيَ الضُّروبُ مِنَ الشَّيْءِ، يَعْنِي ذِي أَفانِينَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الضَّرْعُ جِماع وَفِيهِ الأَطْباءُ، وَهِيَ الأَخْلافُ، وَاحِدُهَا طُبْيٌ وخِلْفٌ، وَفِي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وَهِيَ خُروقُ اللَّبَنِ. والضُّروعُ: عِنَبٌ أَبيض كَبِيرُ الْحَبِّ قَلِيلُ الْمَاءِ عَظِيمُ الْعَنَاقِيدِ. والمُضارِعُ: المُشْبِهُ. والمُضارَعةُ: الْمُشَابَهَةُ. والمُضارعة لِلشَّيْءِ: أَن يُضارِعه كأَنه مِثْلُهُ أَو شبْهه. وَفِي حَدِيثِ عدِيّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَهُ لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ ضارَعْتَ فِيهِ النَّصْرَانِيَّةَ ؛ المُضارَعةُ: المُشابَهةُ والمُقارَبةُ، وَذَلِكَ أَنه سأَله عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى فكأَنه أَراد لَا يتحرَّكنَّ فِي قَلْبِكَ شَكٌّ أَنَّ مَا شابَهْتَ فِيهِ النَّصَارَى حَرَامٌ أَو خَبِيثٌ أَو مَكْرُوهٌ، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ لَا يَتَحَلَّجنَّ، ثُمَّ قَالَ يَعْنِي أَنه نَظِيفٌ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وسياقُ الْحَدِيثِ لَا يُنَاسِبُ هَذَا التَّفْسِيرَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِني أَخافُ أَن تُضارِعَ ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ وَلَا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ ، أَي لَسْتُ بشَتَّام لِلرِّجَالِ المُشابِه لَهُمْ والمُساوِي. وَيُقَالُ: هَذَا ضِرْعُ هَذَا وصِرْعُه، بِالضَّادِ وَالصَّادِ، أَي مِثْله. قَالَ الأَزهري: وَالنَّحْوِيُّونَ يَقُولُونَ لِلْفِعْلِ المستَقْبَلِ مُضارِعٌ لِمُشَاكَلَتِهِ الأَسماء فِيمَا يَلْحَقُهُ مِنَ الإِعراب. والمُضارِعُ مِنَ الأَفعال: مَا أَشبه الأَسماء وَهُوَ الْفِعْلُ الْآتِي وَالْحَاضِرُ؛ والمُضارِعُ فِي العَرُوضِ: مَفَاعِيلُ فَاعِ لَاتُنْ مَفَاعِيلُ فَاعِ لَاتُنْ كَقَوْلِهِ: دَعاني إِلى سُعاد ... دَواعِي هَوَى سُعاد سمِّي بِذَلِكَ لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ. والضُّروعُ والصُّروعُ: قُوَى الحبْل، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ. والضَّرِيعُ: نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ، وَقِيلَ: هُوَ يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وَقِيلَ: مَا دَامَ رَطْبًا فَهُوَ ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الشِّبْرِقُ، وَهُوَ مَرْعَى سَوءٍ لَا تَعْقِدُ عَلَيْهِ السائمةُ شَحْماً وَلَا لَحْمًا، وإِن لَمْ تُفَارِقْهُ إِلى غَيْرِهِ ساءَت حَالُهَا. وَفِي التنزيل: يْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الضرِيعُ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ، وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهُ الضَّرِيعَ إِذا يَبِسَ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فإِذا زَادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزِيزُ، وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الْكُفَّارَ قَالُوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عَلَيْهِ إِبلنا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَجَاءَ فِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: فيُغاثون بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيعٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ نَبْتٌ بِالْحِجَازِ لَهُ شوْكٌ كِبَارٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ؛ وَقَالَ قَيْسُ بْنَ عَيْزارةَ الْهُذَلِيَّ يَذْكُرُ إِبلًا وسُوءَ مَرْعاها:

وحُبِسْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها ... حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ هَزْمُ الضرِيعِ: مَا تَكَسَّر مِنْهُ، والحَرُودُ: الَّتِي لَا تَكَادُ تَدِرُّ؛ وَصَفَ الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وَقِيلَ: الضرِيعُ طَعَامُ أَهل النَّارِ، وَهَذَا لَا يَعْرِفُهُ الْعَرَبُ. والضَّرِيعُ: القِشْرُ الَّذِي عَلَى الْعَظْمِ تَحْتَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هُوَ جِلْدٌ عَلَى الضِّلَعِ. وتَضْرُوعُ: بَلْدَةٌ؛ قَالَ عَامِرُ ابن الطُّفَيْلِ وَقَدْ عُقِرَ فرسُه: ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه ... بِتَضْرُوعَ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ قَالَ ابْنُ برِّي: أَخو الصُّعْلوك يَعْنِي بِهِ فَرَسَهُ، ويَمْرِي بِيَدَيْهِ: يُحَرِّكُهُمَا كَالْعَابِثِ، ويَعْسِف: ترجُف حَنْجَرتُه مِنَ النَّفَسِ، وَهَذَا الْمَكَانُ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ بتَضْرُع بِغَيْرِ وَاوٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ بتَضْرُوعَ مِثْلَ تَذْنُوب. وتُضارُعٌ، بِضَمِّ التَّاءِ وَالرَّاءِ: مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ بِنَجْدٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بالعَقِيق. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا سَالَ تُضارُعٌ فَهُوَ عامُ ربِيعٍ ، وَفِيهِ: إِذا أَخصبت تُضارُعٌ أَخصبت الْبِلَادُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ ... وشابةَ بَرْكٌ مِنْ جُذامَ لَبِيجُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ تُضارِع، بِكَسْرِ الرَّاءِ، قَالَ: وَكَذَا هُوَ فِي بَيْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ، فأَمّا بِضَمِّ التَّاءِ وَالرَّاءِ فَهُوَ غَلَطٌ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ تُفاعُل وَلَا فُعالُلٌ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ تُضارِعٌ فُعالِلًا بِمَنْزِلَةِ عُذافِرٍ، وَلَا نَحْكُمُ عَلَى التَّاءِ بِالزِّيَادَةِ إِلا بِدَلِيلٍ، وأَضرُعٌ: مَوْضِعٌ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعِي: فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم، ... بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا فإِنَّ أَضْرُعاً هَاهُنَا جِبَالٌ أَو قاراتٌ صِغار؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَبَلَةَ: هِيَ أُكَيْمات صِغَارٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. ضرجع: الضَّرْجَعُ: النَّمِرُ. ضعع: الضَّعْضَعةُ: الخُضُوعُ والتذلُّلُ. وَقَدْ ضَعْضَعه الأَمر فَتَضَعْضَعَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وتَجَلُّدِي للشامِتِينَ أُرِيهِمُ ... أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَا تَضَعْضَعَ امرؤٌ لآخَرَ يُرِيدُ بِهِ عَرَضَ الدُّنْيَا إِلَّا ذهَب ثُلثَا دينِه ، يَعْنِي خضَع وذَلَّ، وضَعْضَعَه الدهرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي إِحدى الرِّوَايَتَيْنِ: قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدهرُ فأَصْبَحُوا فِي ظُلُماتِ القُبُور أَي أَذلّهم. والضَّعْضاعُ: الضعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ ضَعْضاعٌ أَي لَا رأْيَ لَهُ وَلَا حَزْمَ، وَكَذَلِكَ الضَّعْضَعُ وَهُوَ مَقْصُورٌ مِنْهُ. وتَضَعْضَعَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ وَخَفَّ جِسْمُهُ مَنْ مَرَضٍ أَو حُزْنٍ. وتَضَعْضَعَ مَالُهُ: قَلَّ. وَتَضَعْضَعَ أَي افْتَقَرَ، وكأَنَّ أَصل هَذَا مِنْ ضَعَّ. وضَعْضَعَه أَي هدَمه حَتَّى الأَرض. وتَضَعْضَعَت أَركانُه أَي اتَّضَعَت. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْفَقِيرَ مُتَضَعْضِعاً. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّعُّ رياضةُ الْبَعِيرِ والناقةِ وتأْديبهُما إِذا كَانَا قَضِيبَيْنِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن يُقَالَ لَهُ ضَعْ ليتأَدّب. ضفع: ضَفَعَ الرجلُ يَضْفَعُ ضَفْعاً: جَعَسَ وأَحْدَثَ، وَقِيلَ: أَبْدَى، وفَضَعَ لُغَةٌ فِيهِ. وَيُقَالُ: ضَفَعَ

وقَعَ بِبَوْلِه وسَلَحَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَجْوُ الْفِيلِ الضَّفْعُ، وجِلْدُه الحَوْرانُ، وباطِنُ جِلْده الحِرْصِيانُ. قَالَ الأَزهري: والضَّفْعانةُ ثَمرَةُ السَّعْدانة ذاتُ الشوْكِ، وَهِيَ مُسْتَدِيرَةٌ كأَنها فَلْكةٌ لَا تَرَاهَا إِذا هَاجَ السَّعْدانُ وانْتَثَرَ ثَمَرُها إِلا مُسْتَلْقِيَةً قَدْ كَشَرَتْ عَنْ شَوْكِها وانْتَصَّتْ لِقَدَمِ مَنْ يَطَؤُها، والإِبل تَسْمَنُ عَلَى السَّعْدَانِ وتَطِيبُ عَلَيْهَا أَلبانها. ضفدع: الضِّفْدِعُ: مِثَالُ الخِنْصِر، والضَّفْدَع: مَعْرُوفٌ، لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، والأُنثى ضِفْدِعةٌ وضَفْدَعةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَنَاسٌ يَقُولُونَ ضِفْدَعٌ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فِعْلَلٌ إِلا أَربعةَ أَحرف: دِرْهَمٌ وهِجْرَعٌ وهِبْلَعٌ وقِلْعَمٌ، وَهُوَ اسْمٌ. الأَزهري: الضِّفْدِعُ جَمْعُهُ ضَفادِعُ وَرُبَّمَا قَالُوا ضَفَادِي؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: ولِضَفادِي جَمّه نَقانِقُ أَي لضفادِع فَجَعَلَ الْعَيْنَ يَاءً كَمَا قَالُوا أَراني وأَرانِبَ. وَيُقَالُ: نَقَّتْ ضَفادِعُ بطنِه إِذا جَاعَ كَمَا يُقَالُ نَقَّت عَصافِيرُ بَطْنِه. والضِّفْدِعُ، بِكَسْرِ الدَّالِ فَقَطْ: عَظْمٌ يَكُونُ فِي بَاطِنِ حَافِرِ الفَرَس. وضَفْدَعَ الرجلُ: تَقَبَّضَ، وَقِيلَ سَلَح، وَقِيلَ ضَرطَ؛ قَالَ «3»: بِئْسَ الفَوارِسُ، يَا نَوارُ، مُجاشِعٌ ... خُوراً، إِذا أَكَلُوا خَزِيراً ضَفْدَعُوا وَقَوْلُ لَبِيدٍ: يَمَّمْنَ أَعْداداً بِلُبْنَى أَو أَجَا ... مُضَفْدِعاتٍ، كُلُّها مُطَحْلِبَهْ يُرِيدُ مِيَاهًا كَثِيرَةَ الضَّفادع. ضكع: رَجُلٌ ضَوْكَعةٌ: أَحْمَقُ كَثير اللَّحْمِ مَعَ ثِقَل، وَقِيلَ: الضَّوْكَعُ المُسْتَرْخِي القَوائِم فِي ثِقَل. ضلع: الضِّلَعُ والضِّلْعُ لُغَتَانِ: مَحْنِيّة الْجَنْبِ، مُؤَنَّثَةٌ، وَالْجَمْعُ أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ مِنْ كُلِّ زَفْرةٍ، ... إِذا وَرَدَتْ لَمْ تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ وتَضَلَّعَ الرجلُ: امْتَلأَ مَا بَيْنَ أَضْلاعِه شِبَعاً وَرِيًّا؛ قَالَ ابْنُ عَنّابٍ الطَّائِيُّ: دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ، ... وأَغْضَيْتُ عَنْهُ الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لَا تَقْوَى أَضْلاعُها عَلَى الحَمْلِ. وحِمْلٌ مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ. والإِضْلاعُ: الإِمالةُ. يُقَالُ: حِمْلٌ مُضْلِعٌ أَي مُثقِلٌ؛ قَالَ الأَعشى: عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقِّ ... وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها. والأَضْلَعُ: الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ. واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ: احْتَمَلَتْه أَضلاعُه؛ والضَّلَعُ أَيضاً فِي قَوْلِ سُوَيْد: جَعَلَ الرَّحْمنُ، والحَمْدُ لَهُ، ... سَعَةَ الأَخْلاقِ فِينَا، والضَّلَعْ القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ؛ قَالَهُ الأَصمعي. والضَّلاعةُ: القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ، تَقُولُ مِنْهُ: ضَلُعَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ ضليعٌ. وَفَرَسٌ ضلِيعٌ تامّ

_ (3). هذا البيت لجرير وفي ديوانه: خُورٌ مكان خوراً

الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ الأَلْواحِ كَثِيرُ الْعَصَبِ. والضَّلِيع: الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الْجَنْبَيْنِ الْعَظِيمُ الصَّدْرِ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَل أَبي جَهْلٍ: فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا أَي بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَقوى مِنَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ بَيْنَهُمَا وأَشدّ، وَقِيلَ: الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم مِنْ أَيِّ الْحَيَوَانِ كَانَ حَتَّى مِنَ الْجِنِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صارَعَ جِنِّيّاً فَصَرَعَه عمرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كَلْبٍ؟ يَسْتَضْعِفُه بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الجِنِّيّ: أَما إِني مِنْهُمْ لَضَلِيعٌ أَي إِني مِنْهُمْ لعَظيم الخَلْقِ. والضَّلِيعُ: الْعَظِيمُ الْخَلْقِ الشَّدِيدُ. يُقَالُ: ضَلِيعٌ بَيِّنُ الضَّلاعةِ، والأَضْلَعُ يُوصَفُ بِهِ الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ. وَرَجُلٌ ضَلِيعٌ الفمِ: واسِعُه عظِيمُ أَسْنانِه عَلَى التَّشْبِيهِ بالضِّلْع. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه، وَقِيلَ: واسِعُه؛ حَكَاهُ الهرويُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَالْعَرَبُ تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي صِفَةِ مَنْطِقِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتَتِمُهُ بأَشْداقِه ، وَذَلِكَ لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ. قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَعرابي: مَا الجَمالُ؟ فَقَالَ: غُؤُورُ الْعَيْنَيْنِ وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ ضَلِيعُ الْفَمِ: أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها. وَيُقَالُ: رَجُلٌ ضَليع الثَّنَايَا غَلِيظُهَا. وَرَجُلٌ أَضْلَعُ: سِنُّه شَبِيهَةٌ بالضِّلع، وَكَذَلِكَ امرأَة ضَلْعاءُ، وَقَوْمٌ ضُلْعٌ. وضُلُوعُ كلِّ إِنسان: أَربع وَعِشْرُونَ ضِلعاً، وَلِلصَّدْرِ مِنْهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ ضِلْعًا تَلْتَقِي أَطرافها فِي الصَّدْرِ وَتَتَّصِلُ أَطراف بَعْضِهَا بِبَعْضٍ، وَتُسَمَّى الجَوانِحَ، وخَلْفها مِنَ الظَّهْرِ الكَتِفانِ، والكَتفانِ بحِذاء الصَّدْرِ، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ ضِلْعًا أَسْفَلَ مِنْهَا فِي الْجَنْبَيْنِ، الْبَطْنُ بَيْنَهُمَا لَا تَلْتَقِي أَطْرافُها، عَلَى طَرَف كُلِّ ضِلْع مِنْهَا شُرْسُوف، وَبَيْنَ الصَّدْرِ وَالْجَنْبَيْنِ غُضْرُوفٌ يُقَالُ لَهُ الرَّهابةُ، وَيُقَالُ لَهُ لِسانُ الصَّدْرِ، وَكُلُّ ضِلْع مِنْ أَضْلاعِ الْجَنْبَيْنِ أَقْصَرُ مِنَ الَّتِي تَلِيهَا إِلى أَن تَنْتَهِيَ إِلى آخِرَتِهَا، وَهِيَ الَّتِي فِي أَسفل الْجَنْبِ يُقَالُ لَهَا الضِّلَعُ الخَلْفُ. وَفِي حَدِيثِ غَسْلِ دَمِ الحَيْضِ: حُتِّيه بضِلَع ، بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِ اللَّامِ، أَي بِعُودٍ، والأَصل فِيهِ الضِّلْع ضِلْعُ الجَنْبِ، وَقِيلَ لِلْعُودِ الَّذِي فِيهِ انْحِناء وعِرَضٌ: ضِلَع تَشْبِيهًا بالضِّلْع الَّذِي هُوَ وَاحِدُ الأَضْلاعِ، وَهَذِهِ ضِلْعٌ وَثَلَاثُ أَضْلُع، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الضِّلَعِ، بِالْفَتْحِ، قَوْلُ حَاجِبِ بن ذُبْيان: بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِيمُها، ... أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها وَشَاهِدُ الضِّلْع، بِالتَّسْكِينِ، قَوْلُ ابْنِ مفرِّغ: ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها ... كالضِّلْعِ، لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ وَيُقَالُ: شَرِبَ فُلَانٌ حَتَّى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه مِنْ كَثْرَةِ الشُّرْبِ، وَمِثْلُهُ: شَرِبَ حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ لَهُ أَوْنانِ فِي جَنْبَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ الشُّرْبِ. وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ: فأَخَذ بِعَراقِيها فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّع أَي أَكثر مِنَ الشُّرْبِ حَتَّى تمدَّد جَنْبُهُ وأَضلاعه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَانَ يَتَضَلَّعُ مِنْ زَمْزَمَ. والضَّلَعُ: خَطٌّ يُخَطُّ فِي الأَرض ثُمَّ يُخَطُّ آخَرُ ثُمَّ يُبْذَرُ مَا بَيْنَهُمَا. وَثِيَابٌ مُضَلَّعةٌ: مُخَطَّطة عَلَى شَكْلِ الضِّلع؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ المُوَشَّى، وَقِيلَ: المُضَلَّعُ مِنَ الثِّيَابِ المُسَيَّر، وَقِيلَ: هُوَ المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرَّقِيقُ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المضلَّع الثَّوْبُ الَّذِي قَدْ نُسِجَ بَعْضُهُ

وَتُرِكَ بَعْضُهُ، وَقِيلَ: بُرد مُضَلَّع إِذا كَانَتْ خُطُوطُهُ عَريضة كالأَضْلاع. وتَضْلِيعُ الثَّوْبِ: جعلُ وشْيِه عَلَى هَيْئَةِ الأَضلاع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُهْدِيَ لَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعٌ بقَزٍّ ؛ الْمُضَلَّعُ الَّذِي فِيهِ سيُور وخُطوط مِنَ الإِبْرَيْسَمِ أَو غَيْرِهِ شِبْهُ الأَضْلاع. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَقِيلَ لَهُ مَا القَسِّيّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ مُضَلَّعةٌ فِيهَا حَرِيرٌ أَي فِيهَا خُطُوطٌ عَرِيضَةٌ كالأَضْلاع. ابْنُ الأَعرابي: الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى. والضِّلَعُ مِنَ الْجَبَلِ: شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، وَقِيلَ: هُوَ الجُبَيْلُ الصَّغِيرُ الَّذِي لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْجُبَيْلُ الْمُنْفَرِدُ، وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ ذلِيلٌ مُسْتَدِقٌّ طَوِيلٌ، يُقَالُ: انْزِلْ بِتِلْكَ الضِّلع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا نَظَرَ إِلى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ: كأَني بِكُمْ يَا أَعداءَ اللهِ مُقَتَّلِين بِهَذِهِ الضِّلَعِ الحمْراءِ ؛ قَالَ الأَصمعي: الضِّلَع جُبَيْلٌ مُسْتَطِيلٌ فِي الأَرض لَيْسَ بِمُرْتَفِعٍ فِي السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ آخَرَ: إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ عِنْدَ هَذِهِ الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم. والضِّلَعُ. الحَرَّةُ الرَّجِيلةُ. والضِّلَعُ: الجَزيرةُ فِي الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ أَضلاع، وَقِيلَ: هُوَ جَزِيرَةٌ بِعَيْنِهَا. والضَّلْعُ: المَيْلُ. وضَلَعَ عَنِ الشَّيْءِ، بِالْفَتْحِ، يَضْلَعُ ضَلْعاً، بِالتَّسْكِينِ: مالَ وجَنَفَ عَلَى الْمَثَلِ. وضَلَعَ عَلَيْهِ ضَلْعاً: حافَ. والضالِعُ: الجائِرُ. والضالِعُ: المائِلُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: ضَلْعُك مَعَ فُلَانٍ أَي مَيْلُكَ مَعَهُ وهَواك. وَيُقَالُ: هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، وَتَسْكِينُ اللَّامِ فِيهِمَا جَائِزٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مَعَ مَرْوانَ أَي مَيْلَه. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها مَعَهَا أَي مَيْلَها؛ وَهُوَ حديث أَيضاً يضرب للرجل يُخَاصِمُ آخرَ فَيَقُولُ: أَجْعَلُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُلَانًا لِرَجُلٍ يَهْوَى هَواه. وَيُقَالُ: خاصَمْتُ فُلَانًا فَكَانَ ضَلْعُك عليَّ أَي مَيْلُكَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُمْ عليَّ أَلْبٌ وَاحِدٌ، وصَدْعٌ وَاحِدٌ، وضَلْعٌ وَاحِدٌ، يَعْنِي اجتماعَهم عَلَيْهِ بالعَداوة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرِّجَالِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ، قَالَ: والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَي يُثْقِلُه حَتَّى يَمِيلَ صاحبُه عَنِ الاستواءِ والاعتدالِ لِثِقَلِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: وارْدُدْ إِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك. والضَّلَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: الاعْوِجاجُ خِلْقةً يَكُونُ فِي الْمَشْيِ مِنَ المَيْلِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزديّ: وَقَدْ يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه ... عَلَى ضَلَعٍ فِي مَتْنِه، وهْوَ قاطِعُ فإِن لَمْ يَكُنْ خِلْقَةً فَهُوَ الضَّلْعُ، بِسُكُونِ اللَّامِ، تَقُولُ مِنْهُ: ضَلعَ، بِالْكَسْرِ، يَضْلَعُ ضَلَعاً، وَهُوَ ضَلِعٌ. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: مُعَوَّجٌ لَمْ يُقَوَّمْ؛ وأَنشد ابْنُ شُمَيْلٍ: بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، ... فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ يَصِفُ إِبلًا تَناوَلُ الماءَ مِنَ الْحَوْضِ بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق، والفَلِيقُ: المطمئِنُّ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ الَّذِي فِيهِ الحُلْقُوم. وضَلِعَ السيفُ والرمْحُ وَغَيْرُهُمَا ضَلَعاً، فَهُوَ ضَلِيعٌ: اعْوَجَّ. ولأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك. وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة: فِي عُودها عَطَفٌ وتقويمٌ وَقَدْ شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِلْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ:

واسْلُ عَنِ الحِبِّ بمضْلُوعةٍ، ... نَوَّقَها الْبَارِي وَلَمْ يَعْجَلِ وضَلِيعٌ «4»: القَوْسُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَضْطَلِعٌ بِهَذَا الأَمر أَي قويٌّ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُفْتَعِلٌ مِنَ الضَّلاعةِ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ مُطَّلِعٌ، بالإِدغام. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ أَحمد بْنُ حَاتِمٍ: يُقَالُ هُوَ مُضْطلِعٌ بِهَذَا الأَمر ومُطَّلِعٌ لَهُ، فالاضْطلاعُ مِنَ الضَّلاعةِ وَهِيَ القوَّة، والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ مِنْ قَوْلِهِمْ اطَّلَعْتُ الثَّنِيَّةَ أَي عَلَوْتُها أَي هُوَ عالٍ لِذَلِكَ الأَمرِ مالِكٌ لَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ إنِّي بِهَذَا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضَّادُ تُدْغَمُ فِي التَّاءِ فَتَصِيرَانِ طَاءً مُشَدَّدَةً، كَمَا تَقُولُ اظَّنَّني أَي اتّهَمَني، واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ الظُّلْمَ. واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ عَلَى حَمْلِه، وَهُوَ مُفْتَعِلٌ مِنَ الضَّلاعة، قَالَ: وَلَا يُقَالُ هُوَ مُطَّلِع بحَمْله؛ وَرَوَى أَبو الْهَيْثَمِ قَوْلَ أَبي زُبَيْدٍ: أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ ... للنَّائباتِ، وَلَوْ أُضْلِعْنَ مُطَّلِعُ «5» أُضْلِعْنَ: أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ: وَهُوَ القويُّ عَلَى الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هَكَذَا رَوَاهُ بِخَطِّهِ، قَالَ: وَيُرْوَى مُضْطَلِعٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَا حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لِطَاعَتِكَ ؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ مِنَ الضَّلاعةِ وَهِيَ القوةُ. يُقَالُ: اضطَلَعَ بِحَمْلِهِ أَي قَوِيَ عَلَيْهِ ونَهَضَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ إِظهارُ الْبِدَعِ؛ المُضْلِعُ: المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ عَلَى الأَضْلاعِ، وَلَوْ روي بالظاء من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً. ضلفع: الضَّلْفَع والضَّلْفَعَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الواسعةُ الهَنِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الضَّلْفَعُ المرأَة السمينة مثل الللُّباخِيّةِ. قَالَ الأَزهري: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ إِنْ صَحَّ لَهُ: الضَّلْفَعُ والضَّلْفَعةُ مِنَ النِّسَاءِ الواسعةُ؛ وأَنشد: أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَت ضَلْفَعا، ... فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَلًّا أَبْقَعا، عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها وأَوْسَعا وضَلْفَعٌ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد الأَزهري: بِعَمايَتَينِ إِلَى جوانِبِ ضَلْفَعِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِطُفَيْلٍ: عَرَفْت لِسَلْمَى، بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ، ... مَنازِلَ أَقْوَتْ مِنْ مَصِيفٍ ومَرْبَعِ وأَنشد لِابْنِ جِذْل الطَّعان: أَتَنْسَى قُشَيراً والشَّريدَ ومالِكاً، ... وتَذكُرُ مَن أَمْسَى سَلِيماً بِضَلْفَعا؟ الأَزهري: ضَلْفَعَه وصَلْفَعه وصَلْمَعه إِذا حَلَقَه. ضوع: ضاعَه يَضُوعُه ضَوْعاً وضَوَّعَه، كِلَاهُمَا: حَرَّكه وراعَه، وَقِيلَ: حَرَّكَه وهَيَّجَه؛ قَالَ بِشْرٌ: سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَينِ صَوْتاً ... لِحَنْتَمةَ، الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِبِشْرِ بْنِ أَبي خَازِمٍ: وصاحَبها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى، ... يَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ

_ (4). قوله [وضليع القوس] كذا بالأصل، ولعله والضليعة. (5). قوله [أنف] كذا ضبط بالأصل.

وتَضَوَّعَتِ الرِّيحُ أَي تَحَرَّكَتْ. وَيُقَالُ: ضاعَني أَمرُ كَذَا وَكَذَا يَضُوعُني إِذا أَفْزَعَني. وَرَجُلٌ مَضُوعٌ أَي مَذْعُورٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: رِئابُ الصُّدُوعِ، غِياثُ المَضُوعِ، ... لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ وَيُقَالُ: لَا يَضُوعَنْكَ مَا تَسْمَعُ مِنْهَا أَي لَا تَكْتَرِثْ لَهُ. وَقَالَ. أَبو عَمْرٍو: ضاعَه أَفْزَعَه؛ وأَنشد لأَبي الأَسود العِجْلِيّ: فَمَا ضاعَني تَعْرِيضُه وانْدِراؤُه ... عليَّ، وإِنِّي بالعُلى لَجَدِيرُ وَقَالَ ابْنُ هَرْمةَ: أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ؟ ... أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ؟ وقَدِ انْضاعَ الفرخُ أَي تَضَوَّرَ وتَضَوَّعَ. وَقَالَ الأَزهري: انْضاعَ وتَضَوَّعَ إِذا بَسَطَ جَنَاحَيْهِ إِلى أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ مِنْ شَيْءٍ فَتَضَوّرَ مِنْهُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب الْهُذَلِيُّ: فُرَيْخانِ يَنْضاعانِ فِي الفَجْرِ، كُلَّما ... أَحَسَّا دَوِيَّ الرِّيحِ، أَو صَوْتَ ناعِب وَضَاعَتِ الريحُ الغُصْنَ: أَمالَتْه. وَضَاعَتْنِي الريحُ: أَثْقَلَتني وأَقْلَقَتني. والضَّوْعُ: تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَفْحَتُها. وضاعتِ الرائحةُ ضَوْعاً وتَضَوَّعَت، كِلَاهُمَا: نَفَحَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَ العباسُ فَجَلَسَ عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يَتَضَوَّعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَائِحَةً لَمْ يَجِدْ مِثْلَها ؛ تَضَوُّعُ الريحِ: تَفَرُّقُها وانْتِشارُها وسُطُوعُها؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها، ... نَسِيمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تَحَرَّكَ فَانْتَشَرَتْ رَائِحَتُهُ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ: تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أَنْ مَشَتْ ... بِهِ زَيْنَبٌ فِي نِسْوةٍ عَطِرات وَيُرْوَى: خَفِرات. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَسْتَعْمِلُ التضَوُّعَ فِي الرَّائِحَةِ المُصِنَّةِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: تضَوَّعَ النَّتْنُ؛ وأَنشد: يَتَضَوَّعْنَ، لَوْ تَضَمَّخْنَ بالمِسْكِ، ... ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ والضِّماخُ: الريحُ المُنْتِنُ، المَرْقُ: صُوفُ العِجاف والمَرْضَى، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ الإِهابُ الَّذِي عُطِّنَ فأَنْتَنَ. وضاعَ يَضُوعُ وتَضَوَّعَ: تَضَوَّرَ فِي البُكاء، وَقَدْ غَلب عَلَى بُكَاءِ الصَّبِيِّ. قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ تَضَوُّرُ الصَّبِيِّ فِي الْبُكَاءِ فِي شِدَّةٍ ورَفع صَوْتٍ، قَالَ: وَالصَّبِيُّ بُكَاؤُهُ تَضوُّعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ امرأَة: يَعِزُّ عَلَيْهَا رُقْبَتِي، ويَسُوءُها ... بُكاه، فَتَثني الجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعا يَقُولُ: تَثني الجِيد إِلى صبيِّها حذارَ أَنْ يَتَضَوَّعَ. والضُّوَعُ والضِّوَعُ، كِلَاهُمَا: طائرٌ مِنْ طَيْرِ اللَّيْلِ كَالْهَامَةِ إِذا أَحَسَّ بالصَّباح صَدَحَ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ فَلَاةً: لَا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤَنِّسُه ... بالليلِ، إِلا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا

بِكَسْرِ الضَّادِ، وَجَمْعُهُ ضِيعانٌ، وَهُمَا لُغَتَانِ: ضِوَعٌ وضُوَعٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: فَهْوَ يَزْقُو مِثْلَ مَا يَزْقُو الضُّوَعْ قَالَ: ونَصَبَ الضِّوَعَ بنيَّةِ النَّئِيم كأَنه قَالَ إِلا نئيمَ البُوم وصياحَ الضِّوَع، وَقِيلَ: هُوَ الكَرَوانُ، وَجَمْعُهُ أَضْواعٌ وضِيعانٌ، وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: هُوَ ذَكَرُ الْبُومِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الضُّوَعُ أَصغر مِنَ العُصْفُور؛ وأَنشد: مَنْ لَا يَدُلُّ عَلَى خَيْرٍ عَشِيرَتَه، ... حَتَّى يَدُلَّ عَلَى بَيْضاتِه الضُّوَعُ قَالَ: لأَنه يضَع بَيْضَهُ فِي مَوْضِعٍ لَا يُدْرَى أَين هُوَ. والضُّواعُ: صوتُه. وَقَدْ تَضَوَّعَ. وضاعَ الطائرُ فرْخَه يضُوعه إِذا زَقَّه؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بِزَقِّهِ. وأَضْوعٌ: مَوْضِعٌ، وَنَظِيرُهُ أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسقُفٌ، وَهَذِهِ كُلُّهَا مَوَاضِعُ، وأَذْرُحٌ اسْمُ مَدِينَةِ الشَّراةِ، فأَما أَعصُرٌ اسْمُ رَجُلٍ فإِنما سُمِّيَ بِجَمْعِ عَصْرٍ وَكَذَلِكَ أَسْلُمٌ اسْمُ رَجُلٍ إِنما هُوَ جَمْعُ سَلْمٍ. ضيع: ضَيْعةُ الرَّجُلِ: حِرْفَتُه وصِناعتُه ومعاشُه وَكَسْبُهُ. يُقَالُ: مَا ضَيْعَتُكَ، أَي مَا حِرْفَتُك. وإِذا انْتَشَرَتْ عَلَى الرَّجُلِ أَسبابه قِيلَ: فشَت ضَيْعَتُه حَتَّى لَا يَدْرِيَ بأَيِّها يبدأُ، وَمَعْنَى فَشَتْ أَي كَثُرَتْ. قَالَ شَمِرٌ: كَانَتْ ضَيْعةُ الْعَرَبِ سِياسةَ الإِبل وَالْغَنَمِ، قَالَ وَيَدْخُلُ فِي الضَّيْعةِ الحِرْفة وَالتِّجَارَةُ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ: قُمْ إِلى ضَيْعَتِك. قَالَ الأَزهري: الضَّيْعةُ والضِّياعُ عِنْدَ الْحَاضِرَةِ مَالُ الرَّجُلِ مِنَ النَّخْلِ والكرْم والأَرضِ، وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ الضيْعة إِلا الحرفةَ والصِّناعةَ، قال: وسمعتهم يقولون ضَيْعةُ فُلَانٍ الجِزارةُ، وَضَيْعَةُ الآخَرِ الفَتْلُ وسَفُّ الْخُوصِ وعَمَلُ النَّخْلِ ورَعْيُ الإِبل وَمَا أَشبه ذَلِكَ كالصَّنْعةِ والزِّراعة وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا تتَّخِذُوا الضَّيْعةَ فَتَرْغَبوا فِي الدنيا. وفي حديث حنطلة: عَافسْنا الأَزْواجَ والضَّيْعاتِ أَي المَعايِشَ. والضَّيْعةُ: العَقارُ. والضَّيْعةُ: الأَرض المُغلَّةُ، وَالْجَمْعُ ضِيَعٌ مِثل بَدْرة وبِدَرٍ وضِياعٌ، فأَمّا ضِيَعٌ فكأَنه إِنما جَاءَ عَلَى أَن وَاحِدَتَهُ ضيعةٌ، وَذَلِكَ لأَن الْيَاءَ مِمَّا سَبِيلُهُ أَن يأْتي تَابِعًا لِلْكَسْرَةِ، وأَما ضِياعٌ فَعَلَى الْقِيَاسِ. وأَضاعَ الرجلُ: كثُرَتْ ضَيْعتُه وفَشَتْ، فَهُوَ مُضِيعٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ مَا أَنشده أَبو الْعَبَّاسِ: إِنْ كُنْت ذَا زَرْعٍ ونَخْلٍ وهَجْمة، ... فإِنِّي أَنَا المُثْرِي المُضِيعُ المُسَوَّدُ وَفُلَانٌ أَضْيَعُ مِنْ فُلَانٍ أَي أَكثر ضِياعاً مِنْهُ، وَتَصْغِيرُ الضيْعة ضُيَيْعةٌ وَلَا تَقُلْ ضُوَيْعةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الضِّياعُ الْمَنَازِلُ، سُمِّيَتْ ضِيَاعًا لأَنها إِذا تُرِكَ تَعَهُّدُهَا وَعِمَارَتُهَا تَضِيعُ. وفَشَتْ عَلَيْهِ ضَيْعَته: كَثُرَ مَالُهُ عَلَيْهِ فَلَمْ يُطِقْ جِبايته، وَفِي الْحَدِيثِ: أَفشى اللَّه ضَيْعَتَهُ أَي أَكثر عَلَيْهِ مَعاشه. وَفَشَتْ عَلَيْهِ الضَّيْعَةُ: أَخذ فِيمَا لَا يَعْنِيه مِنَ الأُمور. وَمِنْ أَمثالهم: إِني لأَرى ضَيْعة لَا يُصْلِحُها إِلا ضَجْعة، قَالَهَا رَاعٍ وَفَضَتْ عَلَيْهِ إِبله فِي المَرْعَى فأَراد جَمْعَهَا فَتَبَدَّدَتْ عَلَيْهِ فَاسْتَغَاثَ حِينَ عَجَزَ بِالنَّوْمِ، وَقَالَ جَرِيرٌ: وقُلْنَ تَرَوَّحْ لَا يَكُنْ لَك ضَيْعةٌ، ... وقَلْبُكَ مَشْغُولٌ، وهُنَّ شَواغِلُهْ

وَقَدْ تَكُونُ الضَّيعةُ مِنَ الضَّياع، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ إِضاعة الْمَالِ يَعْنِي إِنْفاقَه فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّه والتَّبذير والإِسرافِ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَرْجِيِّ: أَضاعُوني: وأَيَّ فَتًى أَضاعُوا! ... لِيَوْمِ كَرِيهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: إِني أَخافُ عَلَى الأَعناب الضَّيْعةَ أَي أَنها تَضِيعُ وتتلَف. والضَّيْعةُ فِي الأَصل: المرَّة مِنَ الضَّياعِ، والضَّيْعةُ والضَّياعُ: الإِهمالُ. ضاعَ الشيءُ يَضِيعُ ضَيْعةً وضَياعاً، بِالْفَتْحِ: هَلَكَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ بِدَارٍ مَضِيعة مِثَالُ مَعِيشة. وَفِي حَدِيثِ عُمر، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: وَلَا تَدَعِ الكَسِيرَ بِدَارٍ مَضِيعةٍ ، وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدار هَوانٍ وَلَا مَضِيعة ، الْمَضِيعَةُ، بِكَسْرِ الضَّادِ، مَفْعِلَةٌ مِنَ الضَّياعِ الاطِّراحِ والهَوانِ كأَنه فِيهِ ضائعٌ، فَلَمَّا كَانَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ يَاءً وَهِيَ مَكْسُورَةٌ، نُقِلَتْ حَرَكَتُهَا إِلى الْعَيْنِ، فَسَكَنَتِ الْيَاءُ فَصَارَتْ بِوَزْنِ مَعِيشَةٍ، وَالتَّقْدِيرُ فِيهِمَا سَوَاءٌ. وتركَهم بِضَيْعةٍ ومَضِيعةٍ ومَضْيَعةٍ. وَمَاتَ ضِيعةً وضِيَعاً وضَياعاً أَي غيرَ مُفْتَقَد، وأَضاعَه وضَيّعه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ، وَفِيهِ: أَضاعُوا الصَّلاةَ ، جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنهم صَلَّوْها فِي غَيْرِ وَقْتِهَا، وَقِيلَ: تَرَكُوهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ أَشبه لأَنه عَنَى بِهِ الْكُفَّارَ، ودليله قوله بَعْدَ ذَلِكَ: إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ. والضَّياعُ: العِيالُ نَفْسُه. وَفِي الْحَدِيثِ فَمَنْ تَرَك ضَياعاً فإِليَ ، التَّفْسِيرُ لِلنَّضْرِ: العِيالُ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصله مَصْدَرُ ضَاع يَضِيعُ ضَياعاً فَسُمِّيَ العِيالُ بِالْمَصْدَرِ كَمَا تَقُولُ: مَنْ مَاتَ فَتَرَكَ فَقْراً أَي فُقَراء، وإِن كسَرْتَ الضَّادَ كَانَ جَمْعُ ضائعٍ كجائعٍ وجِياعٍ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تُعِينُ ضَائِعًا أَي ذَا ضَياعٍ مِنْ فَقْرٍ أَوْ عِيال أَو حَالٍ قَصَّرَ عَنِ الْقِيَامِ بِهَا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بالصاد المهملة والنون، وقيل: إِنه الصَّوَابُ، وَقِيلَ: هُوَ فِي حَدِيثٍ بِالْمُهْمَلَةِ، وَفِي آخَرَ بِالْمُعْجَمَةِ، وَكِلَاهُمَا صَوَابٌ فِي الْمَعْنَى. وأَضاعَ الرجلُ عِيالَه ومالَه وضَيَّعَهم إِضاعةً وتَضْيِيعاً، فَهُوَ مُضِيعٌ ومُضَيِّعٌ. والإِضاعةُ والتَّضْيِيعُ بِمَعْنًى، وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ: أَعائِشَ، مَا لأَهْلِكِ لَا أَراهُمْ ... يُضِيعُون السَّوامَ مَعَ المُضِيعِ وكيفَ يُضِيعُ صاحِبُ مُدْفآتٍ ... عَلَى أَثباجِهِنَّ مِنَ الصَّقِيعِ قَالَ الْبَاهِلِيُّ: كَانَ الشَّمَّاخُ صَاحِبَ إِبل يَلْزَمُهَا وَيَكُونُ فِيهَا فَقَالَتْ لَهُ هَذِهِ المرأَة: إِنك قَدْ أَفْنَيْتَ شَبَابَكَ فِي رَعْي الإِبل، مَا لَك لَا تُنْفِقُ مالَك وَلَا تَتَفَتَّى فَقَالَ لَهَا الشَّمَّاخُ: مَا لأَهلكِ لَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وأَنْتِ تأْمرينني أَن أَفعله ثُمَّ قَالَ لَهَا: وَكَيْفَ أُضِيعُ إِبلًا هَذِهِ الصِّفَةُ صِفَتُهَا، وَدَلَّ عَلَى هَذَا قَوْلُهُ عَلَى أَثر هَذَا الْبَيْتِ: لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه، فَيُغْني ... مَفَاقِرَه، أَعَفُّ مِنَ القُنُوعِ يَقُولُ: لأَن يُصْلِحَ المرءُ مالَه وَيَقُومَ عَلَيْهِ وَلَا يُضَيِّعَهُ خَيْرٌ مِنَ القُنوع وَهُوَ المسأَلة. وَرَجُلٌ مِضياعٌ لِلْمَالِ أَي مُضِيعٌ. وَفِي الْمَثَلِ: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، هَكَذَا يُقَالُ إِذا خُوطِبَ بِهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ، بِكَسْرِ التَّاءِ، لأَن أَصل الْمَثَلِ إِنما خُوطِبَ بِهِ امرأَة، وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مُوسِرٍ، فَكَرِهَتْهُ لِكِبَرِهِ فَطَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مُمْلِقٌ، فَبَعَثَت إِلى زَوْجِهَا الأَول تَسْتَمِيحُه، فَقَالَ لَهَا هَذَا، فأَجابته: هَذَا ومَذْقُه خَيْرٌ، فَجَرَى الْمَثَلُ عَلَى الأَصل، والصيْفَ

فصل الطاء المهملة

مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ. وضاعَ عِيالُه مِنْ بَعْدِهِ: خَلَوْا مِنْ عَائِلٍ فاخْتَلُّوا. وتَضَيَّعَتِ الرَّائِحَةُ: فاحَتْ وانتَشَرَتْ كتَضَوَّعَت. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يأْكل فِي مِعًى ضائعٍ أَي جَائِعٍ. وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ: مَا أَحَدُّ شَيْءٍ قَالَتْ: نَابٌ جائعٌ يُلْقِي فِي مِعًى ضائع. فصل الطاء المهملة طبع: الطبْعُ والطَّبِيعةُ: الخَلِيقةُ والسَّجيّةُ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا الإِنسان. والطِّباعُ: كالطَّبِيعةِ، مُؤَنثة؛ وَقَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: الطِّباعُ واحدٌ مُذَكَّرٌ كالنِّحاسِ والنِّجارِ، قَالَ الأَزهري: وَيُجْمَعُ طَبْعُ الإِنسان طِباعاً، وَهُوَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ مِنْ طِباعِ الإِنسان فِي مأْكَلِه ومَشْرَبِه وسُهولةِ أَخلاقِه وحُزونَتِها وعُسْرِها ويُسْرِها وشدّتِه ورَخاوَتِه وبُخْلِه وسَخائه. والطِّباعُ: وَاحِدُ طِباعِ الإِنسان، عَلَى فِعال مِثْلُ مِثالٍ، اسْمٌ للقالَبِ وغِرارٌ مِثْلُه؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطَّبْعُ المِثالُ. يُقَالُ: اضْرِبْه عَلَى طَبْعِ هَذَا وَعَلَى غِرارِه وصيغَتِه وهِدْيَتِه [هَدْيَتِه] أَي عَلَى قَدرِه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَهُ طابِعٌ حَسَنٌ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَي طَبِيعةٌ؛ وأَنشد: لَهُ طابِعٌ يَجْرِي عَلَيْهِ، وإِنَّما ... تُفاضِلُ مَا بَيْنَ الرّجالِ الطَّبائِعُ وطَبَعَه اللهُ عَلَى الأَمرِ يَطْبَعُه طبْعاً: فَطَرَه. وطبَع اللهُ الخَلْقَ عَلَى الطبائعِ الَّتِي خَلَقَهَا فأَنشأَهم عَلَيْهَا وَهِيَ خَلائِقُهم يَطْبَعُهم طبْعاً: خَلَقَهم، وَهِيَ طَبِيعَتُه الَّتِي طُبِعَ عَلَيْهَا وطُبِعَها وَالَّتِي طُبِعَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، أَراد الَّتِي طُبِعَ صَاحِبُهَا عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ الخِلال يُطْبَعُ عَلَيْهَا المُؤْمِنُ إِلا الخِيانةَ وَالْكَذِبَ أَي يُخْلَقُ عَلَيْهَا. والطِّباعُ: مَا رُكِّبَ فِي الإِنسان مِنْ جَمِيعِ الأَخْلاق الَّتِي لَا يكادُ يُزاوِلُها مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. والطَّبْع: ابتداءَ صنْعةِ الشَّيْءِ، تَقُولُ: طَبَعْتُ اللَّبِنَ طبْعاً، وطَبعَ الدِّرْهَمَ وَالسَّيْفَ وَغَيْرَهُمَا يطْبَعُه طبْعاً: صاغَه. والطَّبّاعُ: الَّذِي يأْخذ الحديدةَ الْمُسْتَطِيلَةَ فَيَطْبَعُ مِنْهَا سَيْفًا أَو سِكِّيناً أَو سِناناً أَو نَحْوَ ذَلِكَ، وصنعتُه الطِّباعةُ، وطَبَعْتُ مِنَ الطِّينِ جَرَّةً: عَمِلْت، والطَّبّاعُ: الَّذِي يعمَلها. والطبْعُ: الخَتْم وَهُوَ التأْثير فِي الطِّينِ وَنَحْوِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ قَذَذْتُ قَفا الغُلامِ إِذا ضَرَبْتَهُ بأَطراف الأَصابع، فإِذا مَكَّنْتَ الْيَدَ مِنَ الْقَفَا قُلْتَ: طَبَعْتُ قَفَاهُ، وطَبع الشيءَ وَعَلَيْهِ يَطْبَعُ طبْعاً: خَتَمَ. والطابَعُ والطابِعُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الْخَاتَمُ الَّذِي يُخْتَمُ بِهِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وأَبي حَنِيفَةَ. والطابِعُ والطابَعُ: مِيسَم الْفَرَائِضِ. يُقَالُ: طبَع الشاةَ. وطبَع اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ: خَتَمَ، عَلَى الْمِثْلِ. وَيُقَالُ: طبَع اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ، أَي خَتَمَ فَلَا يَعِي وَغَطَّى وَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: مَعْنَى طَبَعَ فِي اللُّغَةِ وَخَتَمَ وَاحِدٌ، وَهُوَ التغْطِيةُ عَلَى الشَّيْءِ والاسْتِيثاقُ مِنْ أَن يَدْخُلَهُ شَيْءٌ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ؛ مَعْنَاهُ غَطَّى عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَكَذَلِكَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ* ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَانُوا يَرَوْنَ أَن الطَّبْعَ هُوَ الرَّيْنُ، قَالَ مُجَاهِدٌ: الرَّيْنُ أَيسر مِنَ الطَّبْعِ، وَالطَّبْعُ أَيسر مِنَ الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، هَذَا تَفْسِيرُ الطَّبْعِ، بإِسكان الْبَاءِ، وأَما طَبَعُ الْقَلْبِ، بِتَحْرِيكِ الْبَاءِ، فَهُوَ تَلْطِيخُهُ بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يَكْثُرُ عَلَى السَّيْفِ وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَرَكَ

ثَلَاثَ جُمَعٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ أَي خَتَمَ عَلَيْهِ وَغَشَّاهُ وَمَنَعَهُ أَلطافه؛ الطَّبْع، بِالسُّكُونِ: الْخَتْمُ، وَبِالتَّحْرِيكِ: الدَّنَسُ، وأَصله مِنَ الوَسَخ والدَّنَس يَغْشَيانِ السَّيْفَ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ فِيمَا يُشْبِهُ ذَلِكَ مِنَ الأَوْزار والآثامِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ المَقابِحِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: اخْتِمْه بآمينَ فإِنّ آمينَ مِثْلُ الطابَعِ عَلَى الصَّحِيفَةِ ؛ الطَّابَعُ، بِالْفَتْحِ: الْخَاتَمُ، يُرِيدُ أَنه يَخْتِمُ عَلَيْهَا وتُرْفَعُ كَمَا يَفْعَلُ الإِنسان بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِ. وطبَع الإِناءَ والسِّقاء يَطْبَعُه طبْعاً وطبَّعه تَطْبِيعاً فتطَبَّع: مَلأَه. وطِبْعُه: مِلْؤُه. والطَّبْعُ: مَلْؤُكَ السِّقاءَ حَتَّى لَا مَزِيدَ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ مَلْئِه. قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْمَصْدَرِ طَبْعٌ لأَنّ فِعْلَهُ لَا يُخَفَّفُ كَمَا يُخَفَّفُ فِعْلُ مَلأْت. وتَطَبَّعَ النهرُ بِالْمَاءِ. فَاضَ بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ وتَدَفَّق. والطِّبْعُ، بِالْكَسْرِ: النَّهْرُ، وَجَمْعُهُ أَطباع، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ نَهْرٍ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، ... كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وَقِيلَ: الطِّبْعُ هُنَا المِلءُ، وَقِيلَ: الطِّبْعُ هُنَا الْمَاءُ الَّذِي طُبِّعَتْ بِهِ الرّاوِيةُ أَي مُلِئَتْ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ يُعْرَفْ اللَّيْثُ الطِّبْعَ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ فتحَيَّر فِيهِ، فَمَرَّةً جَعَلَهُ المِلْءَ، وَهُوَ مَا أَخذ الإِناءُ مِنَ الماءِ، وَمَرَّةً جَعَلَهُ الْمَاءَ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْمَعْنَيَيْنِ غَيْرُ مُصِيبٍ. والطِّبْعُ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ النَّهْرُ، وَهُوَ مَا قَالَهُ الأَصمعي، وَسُمِّيَ النَّهْرُ طِبْعاً لأَن النَّاسَ ابْتَدَؤُوا حَفْرَهُ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ كالقِطْف بِمَعْنَى المَقْطوف، والنِّكْث بِمَعْنَى المَنْكوث مِنَ الصُّوفِ، وأَما الأَنهار الَّتِي شَقَّهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الأَرض شَقًّا مِثْلُ دَجْلةَ والفُرات وَالنِّيلِ وَمَا أَشبهها فإِنها لَا تُسَمَّى طُبوعاً، إِنما الطُّبُوعُ الأَنهار الَّتِي أَحْدَثها بَنُو آدَمَ وَاحْتَفَرُوهَا لمَرافِقِهم؛ قَالَ: وَقَوْلُ لَبِيدٍ هَمَّتْ بالوحَل يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَهُ الأَصمعي، لأَن الرَّوايا إِذا وُقِرَتِ المَزايِدَ مَمْلُوءَةً مَاءً ثُمَّ خَاضَتْ أَنهاراً فِيهَا وحَلٌ عَسُر عَلَيْهَا الْمَشْيُ فِيهَا والخُروج مِنْهَا، وَرُبَّمَا ارْتَطَمَتْ فِيهَا ارْتِطاماً إِذا كَثُرَ فِيهَا الْوَحَلُ، فَشَبَّهَ لَبِيدٌ الْقَوْمَ، الَّذِينَ حاجُّوه عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فأَدْحَضَ حُجَّتهم حَتَّى زَلِقُوا فَلَمْ يَتَكَلَّمُوا، بِرَوَايَا مُثْقَلة خَاضَتْ أَنهاراً ذَاتَ وَحَلٍ فَتَسَاقَطَتْ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ الأَزهري: وَيُجْمَعُ الطِّبْعُ بِمَعْنَى النَّهْرِ عَلَى الطُّبوعِ، سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكاً أَي مَلأَها. والطِّبْعُ أَيضاً: مَغِيضُ الماءِ وكأَنه ضِدّ، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَطباعٌ وطِباعٌ. وَنَاقَةٌ مُطْبَعةٌ ومُطَبَّعةٌ: مُثْقَلةٌ بحِمْلِها عَلَى الْمِثْلِ كَالْمَاءِ؛ قَالَ عُوَيفُ القَوافي: عَمْداً تَسَدَّيْناكَ وانشَجَرَتْ بِنا ... طِوالُ الهَوادي مُطْبَعاتٍ مِنَ الوِقْرِ «6» قَالَ الأَزهري: والمُطَبَّعُ المَلآن؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ: وأَنشد غَيْرُهُ: أَين الشِّظاظانِ وأَيْنَ المِرْبَعهْ؟ ... وأَيْنَ وَسْقُ الناقةِ المُطَبَّعهْ؟ وَيُرْوَى الجَلنْفَعهْ. وَقَالَ: المطبَّعة المُثْقَلةُ. قَالَ الأَزهري: وَتَكُونُ المطبَّعة النَّاقَةَ الَّتِي مُلِئت لَحْمًا وَشَحْمًا فتَوَثَّقَ خلقها. وقِربة مُطبَّعة طَعَامًا: مَمْلُوءَةٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فقيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ، إِنَّها ... مُطبَّعةٌ، مَن يأْتِها لَا يَضيرُها

_ (6). قوله [تسديناك] تقدم في مادة شجر تعديناك.

وطَبِعَ السْيفُ وَغَيْرُهُ طَبَعاً، فَهُوَ طَبِعٌ: صَدِئَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وإِذا هُزِزْتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَرِيبةٍ، ... وخَرَجْتَ لَا طَبِعاً، وَلَا مَبْهُورا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت شَاهِدُ الطَّبِعِ الكَسِلِ. وطَبِعَ الثوبُ طَبَعاً: اتَّسَخَ. وَرَجُلٌ طَبِعٌ: طَمِعٌ مُتَدَنِّسُ العِرْضِ ذُو خُلُقٍ دَنيء لَا يستَحْيي مِنْ سَوأَة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَا يَتَزَوَّجُ مِنَ الْمَوَالِي فِي الْعَرَبِ إِلا الأَشِرُ البَطِرُ، وَلَا مِنَ الْعَرَبِ فِي المَوالي إِلا الطَّمِعُ الطَّبِعُ ؛ وَقَدْ طَبِعَ طَبَعاً؛ قَالَ ثَابِتُ بْنُ قُطْنةَ: لَا خَيْرَ فِي طَمَعٍ يُدْني إِلى طَبَعٍ، ... وعُفّةٌ مِنْ قَوامِ العَيْشِ تَكْفِيني قَالَ شَمِرٌ: طَبِعَ إِذا دَنِسَ، وطُبِّعَ وطُبِعَ إِذا دُنِّسَ وعِيبَ؛ قَالَ: وأَنشدتنا أُم سَالِمٍ الْكِلَابِيَّةُ: ويَحْمَدُها الجِيرانُ والأَهْلُ كلُّهُمْ، ... وتُبْغِضُ أَيضاً عَنْ تُسَبَّ فَتُطْبَعا قَالَ: ضَمَّت التَّاءَ وَفَتَحَتِ الْبَاءَ وَقَالَتْ: الطِّبْعُ الشِّيْنُ فَهِيَ تُبْغِضُ أَن تُطْبَعَ أَي تُشانَ؛ وَقَالَ ابْنُ الطثَريّة: وَعَنْ تَخْلِطي فِي طَيِّبِ الشِّرْبِ بَيْنَنا، ... منَ الكَدِرِ المأْبيّ، شِرْباً مُطَبَّعا أَراد أَن تَخْلِطي، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ. والمُطَبَّع: الَّذِي نُجِّسَ، والمَأْبيُّ: الْمَاءُ الَّذِي تأْبى الإِبل شُرْبَهُ. وَمَا أَدري مِنْ أَين طبَع أَي طلَع. وطَبِعَ: بِمَعْنَى كَسِلَ. وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الطَّبُّوعَ فِي ذواتِ السُّمُومِ مِنَ الدَّوَابِّ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهل مِصْرَ يَقُولُ: هُوَ مِنْ جِنْسِ القِرْدانِ إِلَّا أَنَّ لِعَضَّتِه أَلماً شَدِيدًا، وَرُبَّمَا وَرِمَ مَعْضُوضه، وَيُعَلَّلُ بالأَشياء الحُلْوة. قَالَ الأَزهري: هُوَ النِّبْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ؛ وأَنشد الأَصمعي وَغَيْرُهُ أُرْجوزة نَسَبَهَا ابْنُ بَرِّيٍّ للفَقْعَسي، قَالَ: وَيُقَالُ إِنها لِحُكَيْمِ بْنِ مُعَيّة الرَّبَعِيّ: إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِيرُ القَزَعْ، ... وصَدَرَ الشارِبُ مِنْهَا عَنْ جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ، ... مِنْ كلِّ عَرّاضٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامى النَّسْر مَا مَسَّ بَضَعْ، ... يَؤُولُها تَرْعِيةٌ غيرُ وَرَعْ لَيْسَ بِفانٍ كِبَراً وَلَا ضَرَعْ، ... تَرى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً فِي كَلَعْ مِنْ بارِئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ وَفِي الْحَدِيثِ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلى طَبَعٍ أَي يُؤَدِّي إِلى شَيْنٍ وعَيْبٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الطبَعُ الدَّنَسُ وَالْعَيْبُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَكُلُّ شَينٍ فِي دِين أَو دُنيا، فَهُوَ طبَع. وَأَمَّا الَّذِي فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ، فَقَالَ: هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُرّاه ؛ الطِّبِّيعُ، بِوَزْنِ القِنْدِيل: لُبُّ الطلْعِ، وكُفُرّاه وكافورُه: وِعاؤُه. طرسع: سَرْطَعَ وطَرْسَع، كِلَاهُمَا: عَدا عَدْواً شَدِيدًا مِنْ فَزَع. طزع: رجُل طَزِعٌ وطَزيع وطَسِعٌ وطَسِيعٌ: لَا غَيْرةَ لَهُ. والطَّزَعُ: النِّكَاحُ. وطَزِعَ طَزَعاً وطَسِعَ طَسَعاً: لَمْ يَغَرْ؛ وَقِيلَ: طَزِعَ طَزَعاً لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ غَناءٌ.

طسع: الطَّسِعُ والطَّزِعُ: الَّذِي لَا غَيْرَةَ عِنْدَهُ، طَسِعَ طَسَعاً وطَزِعَ طَزَعاً. والطَّسِيعُ والطَّزِيعُ: الَّذِي يَرَى مَعَ أَهله رَجُلًا فَلَا يَغارُ عَلَيْهِ. والطَّسْعُ: كَلِمَةٌ يُكَنَّى بِهَا عَنِ النِّكَاحِ. وَمَكَانٌ طَيْسَعٌ: وَاسِعٌ. والطَّيْسَعُ: الحَريصُ. طعع: ابْنُ الأَعرابي: الطَّعُّ اللَّحْسُ، والطَّعْطَعةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ اللاطِعِ والنَّاطِعِ والمُتَمَطِّق إِذا لَصِقَ لِسَانُهُ بِالْغَارِ الأَعلى عِنْدَ اللَّطْعِ أَو التَّمَطُّق ثُمَّ لَطَعَ مِنْ طَيِّبِ شَيْءٍ يأْكله. والطَّعْطَعُ مِنَ الأَرض: المطمئن. طلع: طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالْفَجْرُ وَالنُّجُومُ تَطْلُعُ طُلُوعاً ومَطْلَعاً ومَطْلِعاً، فَهِيَ طالِعةٌ، وَهُوَ أَحَد مَا جَاءَ مِنْ مَصادرِ فَعَلَ يَفْعُلُ عَلَى مَفْعِلٍ، ومَطْلَعاً، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَالْكَسْرُ الأَشهر. والمَطْلِعُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَهُوَ قوله: حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ ، وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هِيَ حَتَّى مَطْلِعِ الْفَجْرِ ، فإِن الْكِسَائِيَّ قرأَها بِكَسْرِ اللَّامِ، وَكَذَلِكَ رَوَى عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو بِكَسْرِ اللَّامِ، وَعُبَيْدٌ أَحد الرُّوَاةِ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبي عَمْرٍو وَعَاصِمٍ وَحَمْزَةَ: هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ، بِفَتْحِ اللَّامِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَكثر الْقُرَّاءِ عَلَى مطلَع، قَالَ: وَهُوَ أَقوى فِي قِيَاسِ الْعَرَبِيَّةِ لأَن المطلَع، بِالْفَتْحِ، هُوَ الطُّلُوعُ والمطلِع، بِالْكَسْرِ، هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَطْلُعُ مِنْهُ، إِلا أَن الْعَرَبَ تَقُولُ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مطلِعاً، فَيَكْسِرُونَ وَهُمْ يُرِيدُونَ الْمَصْدَرَ، وَقَالَ: إِذا كَانَ الْحَرْفُ مِنْ بَابِ فعَل يفعُل مِثْلَ دَخَلَ يَدْخُلُ وَخَرَجَ يَخْرُجُ وَمَا أَشبهها آثَرَتِ الْعَرَبُ فِي الِاسْمِ مِنْهُ وَالْمَصْدَرُ فَتْحُ الْعَيْنِ، إِلا أَحرفاً مِنَ الأَسماء أَلزموها كَسْرَ الْعَيْنِ فِي مَفْعِلٍ، مِنْ ذَلِكَ: المسجِدُ والمَطْلِعُ والمَغْرِبُ والمَشْرِقُ والمَسْقِطُ والمَرْفِقُ والمَفْرِقُ والمَجْزِرُ والمسْكِنُ والمَنْسِكُ والمَنْبِتُ، فَجَعَلُوا الْكَسْرَ عَلَامَةً لِلِاسْمِ وَالْفَتْحَ عَلَامَةً لِلْمَصْدَرِ، قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَضَعُ الأَسماء مَوَاضِعَ الْمَصَادِرِ، وَلِذَلِكَ قرأَ مَنْ قرأَ: هِيَ حَتَّى مطلِع الْفَجْرِ ، لأَنه ذَهَب بالمطلِع، وإِن كَانَ اسْمًا، إِلى الطُّلُوعِ مِثْلِ المَطْلَعِ، وَهَذَا قَوْلُ الْكِسَائِيِّ وَالْفَرَّاءِ، وَقَالَ بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ: مَنْ قرأَ مطلِع الْفَجْرِ، بِكَسْرِ اللَّامِ، فَهُوَ اسْمٌ لِوَقْتِ الطُّلُوعِ، قَالَ ذَلِكَ الزَّجَّاجُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَحسبه قَوْلَ سِيبَوَيْهِ. والمَطْلِعُ والمَطْلَعُ أَيضاً: مَوْضِعُ طُلُوعِهَا. وَيُقَالُ: اطَّلَعْتُ الْفَجْرَ اطِّلاعاً أَي نَظَرْتُ إِليه حِينَ طلَع؛ وَقَالَ: نَسِيمُ الصَّبا مِنْ حيثُ يُطَّلَعُ الفَجْرُ «1» وآتِيكَ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْه الشمسُ أَي طلَعت فِيهِ. وَفِي الدُّعَاءِ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا تَطْلُع بِنَفْسِ أَحد مِنَّا ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي لَا مَاتَ وَاحِدٌ مِنَّا مَعَ طُلُوعها، أَراد: وَلَا طَلَعَتْ فَوَضَعَ الْآتِي مِنْهَا مَوْضِعَ الْمَاضِي، وأَطْلَعَ لُغَةٌ فِي ذَلِكَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنه كَوْكَبُ غَيْمٍ أَطْلَعا وطِلاعُ الأَرضِ: مَا طَلعت عَلَيْهِ الشمسُ. وطِلاعُ الشَّيْءِ: مِلْؤُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنه قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: لَوْ أَنَّ لِي طِلاعَ الأَرضِ ذَهَبًا ؛ قِيلَ: طِلاعُ الأَرض مِلْؤُها حَتَّى يُطالِعَ أَعلاه أَعْلاها فَيُساوِيَه. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَهُ رَجُلٌ بِهِ بَذاذةٌ تعلو

_ (1). قوله [نسيم الصبا إلخ] صدره كما في الأساس: إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني

عَنْهُ الْعَيْنُ، فَقَالَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ طِلاعِ الأَرض ذَهَبًا أَي مَا يَمْلَؤُها حَتَّى يَطْلُع عَنْهَا وَيَسِيلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ يَصِفُ قَوْسًا وغَلَظَ مَعْجِسها وأَنه يملأُ الْكَفَّ: كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لَا دُونَ مِلْئِها، ... وَلَا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا الكَتُوم: القَوْسُ الَّتِي لَا صَدْعَ فِيهَا وَلَا عَيْبَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: طِلاعُ الأَرضِ فِي قَوْلِ عُمَرَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمسُ مِنَ الأَرض، وَالْقَوْلُ الأَوَّل، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ: وطَلَعَ فُلَانٌ عَلَيْنَا مِنْ بَعِيدٍ، وطَلْعَتُه: رُؤْيَتُه. يُقَالُ: حَيَّا اللَّهُ طَلْعتك. وطلَع الرجلُ عَلَى الْقَوْمِ يَطْلُع وتَطَلَّع طُلُوعاً وأَطْلَع: هَجَمَ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. وطلَع عَلَيْهِمْ: أَتاهم. وطلَع عَلَيْهِمْ: غَابَ، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد. وطَلعَ عَنْهُمْ: غَابَ أَيضاً عَنْهُمْ. وطَلْعةُ الرجلِ: شخْصُه وَمَا طلَع مِنْهُ. وتَطَلَّعه: نَظَرَ إِلى طَلْعَتِه نَظَرَ حُبٍّ أَو بِغْضةٍ أَو غَيْرِهِمَا. وَفِي الْخَبَرِ عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنه كَانَتْ تَطَلَّعُه الْعَيْنُ صُورَةً. وطَلِعَ الجبلَ، بِالْكَسْرِ، وطلَعَه يَطْلَعُه طُلُوعاً: رَقِيَه وعَلاه. وَفِي حَدِيثِ السُّحور: لَا يَهِيدَنَّكُمُ الطالِعُ ، يَعْنِي الْفَجْرَ الكاذِب. وطَلَعَتْ سِنُّ الصَّبِيِّ: بَدَتْ شَباتُها. وكلُّ بادٍ مِنْ عُلْوٍ طالِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَذَا بُسْرٌ قَدْ طَلَعَ اليَمَن أَي قَصَدَها مِنْ نجْد. وأطْلَعَ رأْسه إِذا أَشرَف عَلَى شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ اطَّلَعَ وأَطْلَعَ غيرَه واطَّلَعَه، وَالِاسْمُ الطَّلاعُ. واطَّلَعْتُ عَلَى باطِنِ أَمره، وَهُوَ افْتَعَلْتُ، وأَطْلَعَه عَلَى الأَمر: أَعْلَمَه بِهِ، وَالِاسْمُ الطِّلْعُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يزَن: قَالَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَطْلَعْتُك طِلْعَه أَي أَعْلَمْتُكَه؛ الطِّلع، بِالْكَسْرِ: اسْمٌ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى الشَّيْءِ إِذا عَلِمَه. وطَلعَ عَلَى الأَمر يَطْلُع طُلُوعاً واطَّلَعَ عَلَيْهِمُ اطِّلاعاً واطَّلَعَه وتَطَلَّعَه: عَلِمَه، وطالَعَه إِياه فَنَظَرَ مَا عِنْدَهُ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: كأَنَّكَ بِدْعٌ لمْ تَرَ الناسَ قَبْلَهُمْ، ... ولَمْ يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فِيمَنْ يُطالِعُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ ؛ القرَّاء كُلُّهُمْ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ إِلا مَا رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفِيّ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قرأَ: هَلْ أَنتم مُطْلِعونِ ، سَاكِنَةَ الطَّاءِ مَكْسُورَةَ النُّونِ، فأُطْلِعَ، بِضَمِّ الأَلف وَكَسْرِ اللَّامِ، عَلَى فأُفْعِلَ؛ قَالَ الأَزهري: وَكَسْرُ النُّونِ فِي مُطْلِعونِ شَاذٌّ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَجمعين وَوَجْهُهُ ضَعِيفٌ، وَوَجْهُ الْكَلَامِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى هَلْ أَنتم مُطْلِعِيّ وَهَلْ أَنتم مُطْلِعوه، بِلَا نُونٍ، كَقَوْلِكَ هَلْ أَنتم آمِرُوهُ وآمِرِيَّ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: هُمُ القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرُونَه، ... إِذا مَا خَشُوا مِنْ مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما فَوَجْهُ الْكَلَامِ وَالْآمِرُونَ بِهِ، وَهَذَا مِنْ شَوَاذِّ اللُّغَاتِ، وَالْقِرَاءَةُ الْجَيِّدَةُ الْفَصِيحَةُ: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ ، وَمَعْنَاهَا هَلْ تُحِبُّونَ أَن تَطَّلِعُوا فَتَعْلَمُوا أَين مَنْزِلَتُكُمْ مِنْ مَنْزِلَةِ أَهل النَّارِ، فاطَّلَعَ المُسْلِمُ فرأَى قَرِينَه فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ أَي فِي وَسَطِ الْجَحِيمِ، وقرأَ قَارِئٌ: هَلْ أَنتم مُطْلِعُونَ ، بِفَتْحِ النُّونِ، فأُطْلِعَ فَهِيَ جَائِزَةٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَهِيَ بِمَعْنَى هَلْ أَنتم طالِعُونَ ومُطْلِعُونَ؛ يُقَالُ: طَلَعْتُ عَلَيْهِمْ واطَّلَعْتُ وأَطْلَعْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. واسْتَطْلَعَ رأْيَه: نَظَرَ مَا هُوَ. وطالَعْتُ الشَّيْءَ أَي

اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ، وطالَعه بِكُتُبه، وتَطَلَّعْتُ إِلى وُرُودِ كتابِكَ. والطَّلْعةُ: الرؤيةُ. وأَطْلَعْتُك عَلَى سِرِّي، وَقَدْ أَطْلَعْتُ مِنْ فَوْقِ الْجَبَلِ واطَّلَعْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وطَلَعْتُ فِي الْجَبَلِ أَطْلُعُ طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ فِيهِ حَتَّى لَا يَرَاكَ صاحبُكَ. وطَلَعْتُ عَنْ صَاحِبِي طُلُوعاً إِذا أَدْبَرْتَ عَنْهُ. وطَلَعْتُ عَنْ صَاحِبِي إِذا أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي بَابِ الأَضداد: طَلَعْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَطلُع طُلُوعاً إِذا غِبْتَ عَنْهُمْ حَتَّى لَا يَرَوْكَ، وطلَعت عَلَيْهِمْ إِذا أَقبلت عَلَيْهِمْ حَتَّى يَرَوْكَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: طَلَعْتُ عَلَى الْقَوْمِ إِذا غِبْتَ عَنْهُمْ صَحِيحٌ، جَعَلَ عَلَى فِيهِ بِمَعْنَى عَنْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ؛ مَعْنَاهُ عَنِ النَّاسِ وَمِنَ النَّاسِ، قَالَ وَكَذَلِكَ قَالَ أَهل اللُّغَةِ أَجمعون. وأَطْلَعَ الرَّامِي أَيْ جازَ سَهْمُه مِنْ فَوْقِ الغَرَض. وَفِي حَدِيثِ كِسْرَى: أَنه كان يسجُد للطالِعِ ؛ هُوَ مِنَ السِّهام الَّذِي يُجاوِزُ الهَدَفَ ويَعْلُوه؛ قَالَ الأَزهري: الطالِع مِنَ السِّهَامِ الَّذِي يقَعُ وراءَ الهَدَفِ ويُعْدَلُ بالمُقَرْطِسِ؛ قَالَ المَرَّارُ: لَها أَسْهُمٌ لَا قاصِراتٌ عَنِ الحَشَى، ... وَلَا شاخِصاتٌ، عَنْ فُؤادي، طَوالِعُ أَخبر أَنَّ سِهامَها تُصِيبُ فُؤادَه وَلَيْسَتْ بِالَّتِي تقصُر دُونَهُ أَو تُجَاوِزُهُ فتُخْطِئُه، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَنه كَانَ يَسْجُدُ لِلطَّالِعِ أَي أَنه كَانَ يَخْفِضُ رأْسه إِذا شخَص سهمُه فَارْتَفَعَ عَنِ الرَّمِيّةِ وَكَانَ يطأْطئ رأْسه لِيَقُومَ السَّهْمُ فَيُصِيبُ الْهَدَفَ. والطَّلِيعةُ: الْقَوْمُ يُبعثون لمُطالَعةِ خَبَرِ الْعَدُوِّ، وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. وطَلِيعةُ الْجَيْشِ: الَّذِي يَطْلُع مِنَ الْجَيْشِ يُبعث لِيَطَّلِعَ طِلْعَ الْعَدُوِّ، فَهُوَ الطِّلْعُ، بِالْكَسْرِ، الِاسْمُ مِنْ الاطّلاعِ. تَقُولُ مِنْهُ: اطَّلِعْ طِلْعَ الْعَدُوِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذا غَزا بَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَلائِعَ ؛ هم الْقَوْمُ الَّذِينَ يُبْعَثُونَ ليَطَّلِعُوا طِلْع الْعَدُوِّ كالجَواسِيسِ، وَاحِدُهُمْ طَلِيعةٌ، وَقَدْ تُطْلَقُ عَلَى الْجَمَاعَةِ، والطلائِعُ: الْجَمَاعَاتُ؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الرَّبِيئةُ والشَّيِّفةُ والبَغِيَّةُ بِمَعْنَى الطَّلِيعةِ، كُلُّ لَفْظَةٍ مِنْهَا تَصْلُحُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمَاعَةِ. وامرأَة طُلَعةٌ: تُكْثِرُ التَّطَلُّعَ. ويقال: امرأَة طُلَعةٌ قُبَعةٌ، تَطْلُع تَنْظُرُ سَاعَةً ثُمَّ تَخْتَبئُ. وَقَوْلُ الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ: إِن أَبْغَضَ كنائِني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَةُ أَي الَّتِي تَطْلُعُ كَثِيرًا ثُمَّ تَخْتَبِئُ. وَنَفْسٌ طُلَعةٌ: شَهِيّةٌ مُتَطَلِّعةٌ، عَلَى الْمِثْلِ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ؛ وَحَكَى الْمُبَرِّدُ أَن الأَصمعي أَنشد فِي الإِفراد: وَمَا تَمَنَّيْتُ مِنْ مالٍ وَلَا عُمُرٍ ... إِلَّا بِمَا سَرَّ نَفْسَ الحاسِدِ الطُّلَعَهْ وَفِي كَلَامِ الْحَسَنِ: إِنَّ هَذِهِ النفوسَ طُلَعةٌ فاقْدَعوها بالمواعِظِ وإِلا نَزَعَتْ بكم إِلى شَرِّ غايةٍ ؛ الطُّلَعةُ، بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ: الكثيرة التطلّع إِلى الشيء أَي أَنها كَثِيرَةُ الميْل إِلى هَوَاهَا تَشْتَهِيهِ حَتَّى تُهْلِكَ صَاحِبَهَا، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِفَتْحِ الطَّاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَالْمَعْرُوفُ الأَوَّل. وَرَجُلٌ طَلَّاعُ أَنْجُدٍ: غالِبٌ للأُمور؛ قَالَ: وَقَدْ يَقْصُرُ القُلُّ الفَتَى دونَ هَمِّه، ... وَقَدْ كانَ، لَوْلَا القُلُّ، طَلَّاعَ أَنْجُدِ وَفُلَانٌ طَلَّاعُ الثَّنايا وطَلَّاعُ أَنْجُدٍ إِذا كَانَ يَعْلُو الأُمور فيَقْهَرُها بِمَعْرِفَتِهِ وتَجارِبِه وجَوْدةِ رأْيِه، والأَنْجُد: جَمْعُ النَّجْدِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ،

وَكَذَلِكَ الثَّنِيَّةُ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: هَذِهِ يَمِينٌ قَدْ طَلَعَتْ فِي المَخارِمِ، وَهِيَ الْيَمِينُ الَّتِي تَجْعل لِصَاحِبِهَا مَخْرَجاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: وَلَا خَيْرَ فِي مالٍ عَلَيْهِ أَلِيّةٌ، ... وَلَا فِي يَمِينٍ غَيْرِ ذاتِ مَخارِمِ والمَخارِمُ: الطُّرُقُ فِي الْجِبَالِ، وَاحِدُهَا مَخْرِمٌ. وتَطَلَّعَ الرجلَ: غَلَبَه وأَدْرَكَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وأَحْفَظُ جارِي أَنْ أُخالِطَ عِرسَه، ... ومَوْلايَ بالنَّكْراءِ لَا أَتَطَلَّعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ تَطالَعْتَه إِذا طَرَقْتَه ووافَيْتَه؛ وَقَالَ: تَطالَعُني خَيالاتٌ لِسَلْمَى، ... كَمَا يَتَطالَعُ الدَّيْنَ الغَرِيمُ وَقَالَ: كَذَا أَنْشَدَهُ أَبو عَلِيٍّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ يَتَطَلَّعُ لأَن تَفاعَلَ لَا يَتَعَدَّى فِي الأَكثر، فَعَلَى قَوْلِ أَبي عَلِيٍّ يَكُونُ مِثْلَ تَخاطأَتِ النَّبْلُ أَحشاءَه، ومِثْلَ تَفاوَضْنا الْحَدِيثَ وتَعاطَيْنا الكأْسَ وتَباثَثْنا الأَسْرارَ وتَناسَيْنا الأَمر وتَناشَدْنا الأَشْعار، قَالَ: وَيُقَالُ أَطْلَعَتِ الثُّرَيَّا بِمَعْنَى طَلَعَتْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنَّ الثُّرَيَّا أَطْلَعَتْ، فِي عِشائِها، ... بوَجْهِ فَتاةِ الحَيِّ ذاتِ المَجاسِدِ والطِّلْعُ مِنَ الأَرَضِينَ: كلُّ مطمئِنٍّ فِي كلِّ رَبْوٍ إِذا طَلَعْتَ رأَيتَ مَا فِيهِ، وَمِنْ ثَمَّ يُقَالُ: أَطْلِعْني طِلْعَ أَمْرِكَ. وطِلْعُ الأَكَمَةِ: مَا إِذا عَلَوْتَه مِنْهَا رأَيت مَا حَوْلَهَا. وَنَخْلَةٌ مُطْلِعةٌ: مُشْرِفةٌ عَلَى مَا حَوْلَهَا طالتِ النخيلَ وَكَانَتْ أَطول مِنْ سَائِرِهَا. والطَّلْعُ: نَوْرُ النَّخْلَةِ مَا دامَ فِي الكافُور، الْوَاحِدَةُ طَلْعةٌ. وطَلَعَ النخلُ طُلوعاً وأَطْلَعَ وطَلَّعَ: أَخرَج طَلْعَه. وأَطْلَعَ النخلُ الطَّلْعَ إِطْلاعاً وطَلَعَ الطَّلْعُ يَطْلُعُ طُلُوعاً، وطَلْعُه: كُفُرّاه قَبْلَ أَن يَنْشَقَّ عَنِ الغَرِيضِ، والغَرِيضُ يُسَمَّى طَلْعاً أَيضاً. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّيِّ أَنه قَالَ: ثَلَاثَةٌ تُؤْكَلُ فَلَا تُسْمِنُ: وَذَلِكَ الجُمَّارُ والطَّلْعُ والكَمْأَةُ؛ أَراد بالطَّلْع الغَرِيض الَّذِي يَنْشَقُّ عَنْهُ الْكَافُورُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يُرَى مِنْ عِذْقِ النَّخْلَةِ. وأَطْلَعَ الشجرُ: أَوْرَقَ. وأَطْلَعَ الزرعُ: بَدَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: طَلَعَ الزرعُ إِذا بدأَ يَطْلُع وظهَر نباتُه. والطُّلَعاءُ مِثالُ الغُلَواء: القَيْءُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطَّوْلَعُ الطُّلَعاءُ وَهُوَ القيْءُ. وأَطْلَعَ الرجلُ إِطْلاعاً: قاءَ. وقَوْسٌ طِلاعُ الكَفِّ: يملأُ عَجْسُها الْكَفَّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيْتُ أَوس بْنِ حَجَرٍ: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ ... وَهَذَا طِلاعُ هَذَا أَي قَدْرُه. وَمَا يَسُرُّني بِهِ طِلاعُ الأَرض ذَهَبًا، وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: لأَنْ أَعْلم أَنِّي بَرِيءٌ مِنَ النِّفاقِ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ طِلاعِ الأَرض ذَهَبًا. وَهُوَ بِطَلْعِ الوادِي وطِلْعِ الْوَادِي، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، أَي نَاحِيَتِهِ، أُجري مَجْرَى وزْنِ الْجَبَلِ. قَالَ الأَزهري: نَظَرْتُ طَلْعَ الْوَادِي وطِلْعَ الْوَادِي، بِغَيْرِ الْبَاءِ، وَكَذَا الاطِّلاعُ النَّجاةُ، عَنْ كُرَاعٍ. وأَطْلَعَتِ السماءُ بِمَعْنَى أَقْلَعَتْ. والمُطَّلَعُ: المَأْتى. وَيُقَالُ: مَا لِهَذَا الأَمر مُطَّلَعٌ وَلَا مُطْلَعٌ أَي مَا لَهُ وَجْهٌ وَلَا مَأْتًى يُؤْتى إِليه. وَيُقَالُ: أَين مُطَّلَعُ هَذَا الأَمر أَي مَأْتاه، وَهُوَ مَوْضِعُ الاطِّلاعِ مِنْ إِشْرافٍ إِلى انْحِدارٍ. وَفِي

حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: لَوْ أَنَّ لِي مَا فِي الأَرض جَمِيعًا لافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ المُطَّلَعِ ؛ يُرِيدُ بِهِ الْمَوْقِفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَو مَا يُشْرِفُ عَلَيْهِ مِنْ أَمر الْآخِرَةِ عَقِيبَ الْمَوْتِ، فشبه بالمُطَّلَعِ الَّذِي يُشْرَفُ عَلَيْهِ مِنْ مَوْضِعٍ عالٍ. قَالَ الأَصمعي: وَقَدْ يَكُونُ المُطَّلَعُ المَصْعَدَ مِنْ أَسفل إِلى الْمَكَانِ الْمُشْرِفِ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْقُرْآنِ: لِكُلِّ حرْف حَدٌّ وَلِكُلِّ حدٍّ مُطَّلَعٌ أَي لِكُلِّ حدٍّ مَصْعَدٌ يَصْعَدُ إِليه مِنْ مَعْرِفَةِ عِلْمِهِ. والمُطَّلَعُ: مَكَانُ الاطِّلاعِ مِنْ مَوْضِعٍ عَالٍ. يُقَالُ: مُطَّلَعُ هَذَا الْجَبَلِ مِنْ مَكَانِ كَذَا أَي مأْتاه ومَصْعَدُه؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ «2»: مَا سُدَّ مِنْ مَطْلَعٍ ضاقَت ثَنِيَّتُه، ... إِلَّا وَجَدْت سَواءَ الضِّيقِ مُطَّلَعا وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ لِكُلِّ حدٍّ مُنْتَهكاً يَنْتَهِكُه مُرْتَكِبُه أَي أَنَّ اللَّهَ لَمْ يحرِّم حُرْمةً إِلَّا عَلِمَ أَنْ سَيَطْلُعُها مُسْتَطْلِعٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لِكُلِّ حدٍّ مَطْلَعٌ بِوَزْنِ مَصْعَدٍ وَمَعْنَاهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: إِنِّي، إِذا مُضَرٌ عليَّ تحَدَّبَتْ، ... لاقَيْتُ مُطَّلَعَ الجبالِ وُعُورا قَالَ اللَّيْثُ: والطِّلاعُ هُوَ الاطِّلاعُ نفسُه فِي قَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: فكانَ طِلاعاً مِنْ خَصاصٍ ورُقْبةً، ... بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وطَرْفاً مُقَسَّما قَالَ الأَزهري: وَكَانَ طِلاعاً أَي مُطالَعةً. يُقَالُ: طالَعْتُه طِلاعاً ومُطالَعةً، قَالَ: وَهُوَ أَحسن مِنْ أَن تَجْعَلَهُ اطِّلاعاً لأَنه الْقِيَاسُ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ؛ قَالَ الفراءُ: يَبْلُغُ أَلَمُها الأَفئدة، قَالَ: والاطِّلاعُ والبُلوغُ قَدْ يَكُونَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَتَى طَلَعْتَ أَرْضنا أَي مَتَى بَلَغْت أَرضنا، وَقَوْلُهُ تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ، تُوفي عَلَيْهَا فَتُحْرِقُها مِنِ اطَّلعت إِذا أَشرفت؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الْفَرَّاءِ أَحب إِليَّ، قَالَ: وإِليه ذَهَبَ الزَّجَّاجُ. وَيُقَالُ: عَافَى اللَّهُ رَجُلًا لَمْ يَتَطَلَّعْ فِي فِيكَ أَي لَمْ يتعقَّب كَلَامَكَ. أَبو عَمْرٍو: مِنْ أَسماء الْحَيَّةِ الطِّلْعُ والطِّلُّ. وأَطْلَعْتُ إِليه مَعْروفاً: مِثْلُ أَزْلَلْتُ. وَيُقَالُ: أَطْلَعَني فُلان وأَرْهَقَني وأَذْلَقَني وأَقْحَمَني أَي أَعْجَلَني. وطُوَيْلِعٌ: مَاءٌ لَبَنِي تَمِيمٍ بالشَّاجِنةِ ناحِيةَ الصَّمَّانِ؛ قَالَ الأَزهري: طُوَيْلِعٌ رَكِيَّةٌ عادِيَّةٌ بِنَاحِيَةِ الشَّواجِنِ عَذْبةُ الماءِ قَرِيبَةُ الرِّشاءِ؛ قَالَ ضَمْرَةُ ابن ضَمْرَةَ: وأَيَّ فَتًى وَدَّعْتُ يومَ طُوَيْلِعٍ، ... عَشِيَّةَ سَلَّمْنا عَلَيْهِ وسَلَّما «3» فَيا جازيَ الفِتْيانِ بالنِّعَمِ اجْزِه ... بِنُعْماه نُعْمَى، واعْفُ إِنْ كَانَ مُجْرِما طمع: الطَّمَعُ: ضِدُّ اليَأْسِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَعَلَّمْنَ أَنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وأَنَ

_ (2). قوله [وأنشد أبو زيد إلخ] لعل الأَنسب جعل هذا الشاهد موضع الذي بعده وهو ما أنشده ابن بري وجعل ما أنشده ابن بري موضعه (3). قوله [وأي فتى إلخ] أنشد ياقوت في معجمه بين هذين البيتين بيتاً وهو: رمى بصدور العيس منحرف الفلا ... فلم يدر خلق بعدها أين يمما

اليَأْسَ غِنًى. طَمِعَ فِيهِ وَبِهِ طَمَعاً وطَماعةً وطَماعِيةً، مخفَّف، وطَماعِيَّةً، فَهُوَ طَمِعٌ وطَمُعٌ: حَرَص عَلَيْهِ ورَجاه، وأَنكر بَعْضُهُمُ التَّشْدِيدَ. ورجلٌ طامِعٌ وطَمِعٌ وطَمُعٌ مِنْ قَوْمٍ طَمِعِينَ وطَماعَى وأَطْماعٍ وطُمَعاءَ، وأَطْمَعَه غَيْرُهُ. والمَطْمعُ: مَا طُمِعَ فِيهِ. والمَطْمَعةُ: مَا طُمِعَ مِنْ أَجْله. وَفِي صِفَةِ النِّسَاءِ: ابنةُ عَشْرٍ مَطْمَعةٌ للناظِرين. وامرأَة مِطْماعٌ: تُطْمِعُ وَلَا تُمَكِّنُ مِنْ نفْسها. وَيُقَالُ: إِنَّ قَوْلَ الخاضِعةِ مِنَ المرأَة لَمَطْمَعةٌ فِي الفَساد أَي مِمَّا يُطْمِعُ ذَا الرِّيبةِ فِيهَا. وتَطْمِيعُ القَطْر: حِينَ يَبْدأُ فيَجِيء مِنْهُ شيءٌ قَلِيلٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُطْمِعُ بِمَا هُوَ أَكثر مِنْهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ حَدِيثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ، ... يُجادُ بِهِ لأَصْداءٍ شِحاحِ الأَصْداءُ هَاهُنَا: الأَبْدانُ، يَقُولُ: أَصْداؤُنا شِحاحٌ عَلَى حَدِيثِهَا. والطَّمَعُ: رِزْق الجُنْد، وأَطْماع الجُند: أَرزاقُهم. يُقَالُ: أَمَرَ لَهُمُ الأَميرُ بأَطماعِهم أَي بأَرزاقِهم، وَقِيلَ: أَوْقاتُ قَبْضِها، وَاحِدُهَا طَمَعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ طَمَعٌ وأَطْماعٌ ومَطْمَعٌ ومَطامِعُ. وَيُقَالُ: مَا أَطْمَعَ فُلَانًا عَلَى التعجُّب مِنْ طَمَعِه. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: طَمُعَ الرجلُ فُلَانٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ، أَي صَارَ كَثِيرَ الطَّمَعِ، كَقَوْلِكَ إِنه لَحَسُنَ الرجلُ، وَكَذَلِكَ التَّعَجُّبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَضْمُومٍ، كَقَوْلِكَ: خَرُجَتِ المرأَةُ فُلَانَةٌ إِذا كَانَتْ كَثِيرَةَ الخُروج، وقَضُوَ القاضِي فُلَانٌ، وَكَذَلِكَ التَّعَجُّبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مَا قَالُوا فِي نِعْمَ وبِئْس رِوَايَةٌ تُرْوَى عَنْهُمْ غَيْرُ لَازِمَةٍ لِقِيَاسِ التَّعَجُّبِ، جاءَت الرِّوَايَةُ فِيهِمَا بِالْكَسْرِ لأَنَّ صُوَرَ التَّعَجُّبِ ثَلَاثٌ: مَا أَحْسَنَ زَيْدًا، أَسْمِعْ بِهِ، كَبُرَتْ كَلِمةً، وَقَدْ شَذَّ عَنْهَا نِعْم وبِئْسَ. طوع: الطَّوْعُ: نَقِيضُ الكَرْهِ. طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه، وَالِاسْمُ الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ. وَرَجُلٌ طَيِّعٌ أَي طائِعٌ. وَرَجُلٌ طائِعٌ وطاعٍ مَقْلُوبٌ، كِلَاهُمَا: مُطِيعٌ كَقَوْلِهِمْ عاقَني عائِقٌ وعاقٍ، وَلَا فِعْل لطاعٍ؛ قَالَ: حَلَفْتُ بالبَيْتِ، وَمَا حَوْلَه ... مِنْ عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ وَكَذَلِكَ مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً، ... ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه الليحاني: أَطَعْتُه وأَطَعْتُ لَهُ. وَيُقَالُ أَيضاً: طِعْتُ لَهُ وأَنا أَطِيعُ طَاعَةً. ولَتَفْعَلَنَّه طَوْعاً أَو كَرْهاً، وطائِعاً أَو كارِهاً. وَجَاءَ فُلَانٌ طَائِعًا غَيْرَ مُكْرَهٍ، وَالْجَمْعُ طُوَّعٌ. قَالَ الأَزهري: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ طاعَ لَهُ يَطُوعُ طَوْعاً، فَهُوَ طائعٌ، بِمَعْنَى أَطاعَ، وطاعَ يَطاعُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وطاعَ يَطاعُ وأَطاعَ لانَ وانْقادَ، وأَطاعَه إِطاعةً وانْطاعَ لَهُ كَذَلِكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقَدْ طَاعَ لَهُ يَطُوعُ إِذا انْقَادَ لَهُ، بِغَيْرِ أَلِف، فإِذا مضَى لأَمره فَقَدْ أَطاعَه، فإِذا وَافَقَهُ فَقَدْ طَاوَعَهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للرَّقّاصِ الْكَلْبِيِّ: سِنانُ مَعَدٍّ فِي الحُرُوبِ أَداتُها، ... وَقَدْ طاعَ مِنْهُمْ سادةٌ ودَعائِمُ وأَنشد للأَحوص: وَقَدْ قادَتْ فُؤادي فِي هَواها، ... وطاعَ لَهَا الفُؤادُ وَمَا عَصاها

وَفِي الْحَدِيثِ: فإِنْ هُمْ طاعُوا لَكَ بِذَلِكَ. وَرَجُلٌ طَيِّعٌ أَي طائِعٌ. قَالَ: والطاعةُ اسْمٌ مِنْ أَطاعَه طَاعَةً، والطَّواعِيةُ اسْمٌ لِمَا يَكُونُ مَصْدَرًا لطاوَعَه، وطاوَعَتِ المرأَةُ زَوْجَهَا طَواعِيةً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ طاعَ لَهُ وأَطاعَ سَوَاءٌ، فَمَنْ قَالَ طَاعَ يُقَالُ يُطَاعُ، وَمَنْ قَالَ أَطاعَ قَالَ يُطِيعُ، فإِذا جِئْتَ إِلى الأَمر فَلَيْسَ إِلَّا أَطاعَه، يُقَالُ أَمَرَه فأَطاعَه، بالأَلف، طَاعَةً لَا غَيْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَوًى مُتَّبَعٌ وشُحٌّ مُطاعٌ ؛ هُوَ أَن يُطِيعَه صاحبُه فِي مَنْعِ الْحُقُوقِ الَّتِي أَوجبها اللَّهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا طاعةَ فِي مَعْصِيةِ اللَّهِ ؛ يُرِيدُ طاعةَ وُلاةِ الأَمر إِذا أَمرُوا بِمَا فِيهِ مَعْصِيَةٍ كَالْقَتْلِ وَالْقَطْعِ أَو نَحْوِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الطَّاعَةَ لَا تَسْلَمُ لِصَاحِبِهَا وَلَا تخلُص إِذا كَانَتْ مَشُوبَةً بِالْمَعْصِيَةِ، وإِنما تَصِحُّ الطَّاعَةُ وَتَخْلُصُ مَعَ اجتناب المعاصي، قال: والأَول أَشبه بِمَعْنَى الْحَدِيثِ لأَنه قَدْ جَاءَ مُقَيَّدًا فِي غَيْرِهِ كَقَوْلِهِ: لَا طاعةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وفي رواية: في مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. والمُطاوَعةُ: الْمُوَافَقَةُ، وَالنَّحْوِيُّونَ رُبَّمَا سَمَّوُا الْفِعْلَ اللَّازِمَ مُطاوِعاً. وَرَجُلٌ مِطْواعٌ أَي مُطِيعٌ. وَفُلَانٌ حَسَنُ الطَّواعِيةِ لَكَ مِثْلُ الثَّمَانِيَةِ أَي حَسَنُ الطَّاعَةِ لَكَ. وَلِسَانُهُ لَا يَطُوعُ بِكَذَا أَي لَا يُتابِعُه. وأَطاع النَّبْتُ وَغَيْرُهُ: لَمْ يَمْتَنِعْ عَلَى آكِلِهِ. وأَطاعَ لَهُ المَرْتَعُ إِذا اتَّسَعَ لَهُ الْمَرْتَعُ وأَمْكَنَه الرَّعْيُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يُقَالُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ طاعَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: كأَنَّ جِيادَهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، ... جَرادٌ قَدْ أَطاعَ لَهُ الوَراقُ أَنشده أَبو عُبَيْدٍ وَقَالَ: الوَراقُ خُضْرَةُ الأَرض مِنَ الْحَشِيشِ وَالنَّبَاتِ وَلَيْسَ مِنَ الْوَرَقِ. وأَطاعَ لَهُ المَرْعَى: اتَّسَعَ وأَمكن الرعْيُ مِنْهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُقَالُ فِي هَذَا الْمَعْنَى طاعَ لَهُ المَرْتَعُ. وأَطاعَ التمرُ «1» حانَ صِرامُه وأَدْرَك ثَمَرُهُ وأَمكن أَن يُجْتَنَى. وأَطاع النخلُ والشجرُ إِذا أَدرك. وأَنا طَوْعُ يَدِكَ أَي مُنْقادٌ لَكَ. وامرأَة طَوْعُ الضَّجِيعِ: مُنْقادةٌ لَهُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ، فَباتَ لَهُ ... طَوْع الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ وَمِنْ صَرَدِ يَعْنِي بالشَّوامِتِ الكِلابَ، وَقِيلَ: أَراد بِهَا الْقَوَائِمَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ فُلَانٌ طَوْعُ المكارِه إِذا كَانَ مُعْتَادًا لَهَا مُلَقًّى إِيّاها، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ، وَقَالَ: طَوْعَ الشَّوَامِتِ بِنَصْبِ الْعَيْنِ وَرَفْعِهَا، فَمَنْ رَفَعَ أَراد بَاتَ لَهُ مَا أَطاعَ شامِتُه مِنَ البرْدِ والخَوْف أَي بَاتَ لَهُ مَا اشتَهى شامِتُه وَهُوَ طَوْعُه وَمِنْ ذَلِكَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ بِنَا شامِتاً أَي لَا تفعلْ بِي مَا يَشْتَهِيه ويُحِبُّه، وَمَنْ نَصَبَ أَراد بالشَّوامِتِ قَوَائِمَهُ، وَاحِدَتُهَا شامِتةٌ؛ يَقُولُ: فَبَاتَ الثوْرُ طَوْعَ قَوائِمِه أَي بَاتَ قَائِمًا. وَفَرَسٌ طَوْعُ العِنانِ: سَلِسُه. وَنَاقَةٌ طَوْعةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعةُ القِيادِ: ليِّنة لَا تُنازِعُ قائِدَها. وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعه، كِلَاهُمَا: حاوَله، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَليَّ أَمْرةٌ مُطاعةٌ. وفَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ ؛ قَالَ الأَخفش: مِثْلُ طَوَّقَتْ لَهُ وَمَعْنَاهُ رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ، حَكَى الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: مَعْنَاهُ فَتابَعَتْ نفسُه، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: فطوَّعت لَهُ نَفْسُهُ فَعَّلَتْ مِنَ الطوْع، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: فطوَّعت لَهُ نَفْسُهُ شَجَّعَتْه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: عَنَى مُجَاهِدٌ أَنها أَعانته عَلَى ذَلِكَ وأَجابته إِليه، قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَصله إِلَّا مِنَ الطَّواعِيةِ؛ قَالَ الأَزهري: والأَشبه عِنْدِي أَن

_ (1). قوله [وأطاع التمر إلخ] كذا بالأصل.

يكون معنى فَطَوَّعَتْ سَمَحَت وسهَّلت لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخيه أَي جَعَلَتْ نفسُه بِهَوَاهَا المُرْدي قَتلَ أَخيه سَهْلًا وهَوِيَتْه، قَالَ: وأَما عَلَى قَوْلِ الْفَرَّاءِ وَالْمُبَرِّدِ فَانْتِصَابُ قَوْلِهِ قَتْلَ أَخِيهِ عَلَى إِفضاء الْفِعْلِ إِليه كأَنه قَالَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ أَي انْقَادَتْ فِي قَتْلَ أَخِيهِ وَلِقَتْلِ أَخيه فَحُذِفَ الْخَافِضُ وأَفْضَى الفعلُ إِليه فَنَصَبَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والاسْتِطاعةُ الطَّاقةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ كَمَا ذَكَرَ إِلَّا أَنّ الِاسْتِطَاعَةَ للإِنسان خَاصَّةً والإِطاقة عَامَّةً، تَقُولُ: الْجَمَلُ مُطِيقٌ لحِمْله وَلَا تَقُلْ مُسْتَطِيعٌ فَهَذَا الْفَرْقُ مَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: وَيُقَالُ الفَرسُ صَبور عَلَى الحُضْر. والاستطاعةُ: الْقُدْرَةُ عَلَى الشَّيْءِ، وَقِيلَ: هِيَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الطَّاعَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَحْذِفُ التَّاءَ فَتَقُولُ اسْطاعَ يَسْطِيعُ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ، فإِن أَصله اسْتَطَاعُوا بِالتَّاءِ، وَلَكِنَّ التَّاءَ وَالطَّاءَ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ فَحُذِفَتِ التَّاءُ لِيَخِفَّ اللَّفْظُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ اسْتاعوا، بِغَيْرِ طَاءٍ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ فِي الْقِرَاءَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَسْطاعُوا بأَلف مقطوعة، المعنى فَمَا أَطاعُوا فَزَادُوا السِّينَ؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ عِوَضًا مِنْ ذَهَابِ حَرَكَةِ الْوَاوِ لأَن الأَصل فِي أَطاعَ أَطْوَعَ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ لُغَتُهُ قَالَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ يُسْطِيعُ، بِضَمِّ الْيَاءِ؛ وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: يُقَالُ مَا أَسطِيعُ وَمَا أُسْطِيعُ وَمَا أَسْتِيعُ، وَكَانَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ يقرأُ: فَمَا اسْطّاعوا ، بإِدغام الطَّاءِ وَالْجَمْعِ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ فَهُوَ لَاحِنٌ مُخْطِئٌ، زَعَمَ ذَلِكَ الْخَلِيلُ وَيُونُسُ وَسِيبَوَيْهِ وَجَمِيعُ مَنْ يَقُولُ بِقَوْلِهِمْ، وَحُجَّتُهُمْ فِي ذَلِكَ أَن السِّينَ سَاكِنَةٌ، وإِذا أُدغمت التَّاءُ فِي الطَّاءِ صَارَتْ طَاءً سَاكِنَةً وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ أَطْرَحُ حَرَكَةَ التَّاءِ عَلَى السِّينِ فأَقرأُ فَمَا أَسَطاعوا فَخَطَأٌ أَيضاً لأَن سِينَ اسْتَفْعَلَ لَمْ تُحَرَّكْ قَطُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واسْتَطاعَه واسْطاعَه وأَسْطاعَه واسْتاعَه [اسْتاعْه] وأَسْتاعَه أَطاقَه فاسْتَطاعَ، عَلَى قِيَاسِ التَّصْرِيفِ، وأَما اسْطاعَ مَوْصُولَةً فَعَلَى حَذْفِ التَّاءِ لِمُقَارَنَتِهَا الطَّاءَ فِي الْمَخْرَجِ فاسْتُخِفَّ بِحذفها كَمَا اسْتُخِفَّ بِحَذْفِ أَحد اللَّامَيْنِ فِي ظَلْتُ، وأَما أَسْطاعَ مَقْطُوعَةً فَعَلَى أَنهم أَنابُوا السِّينَ منَابَ حَرَكَةِ الْعَيْنِ فِي أَطاعَ الَّتِي أَصلها أَطْوَعَ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ زَائِدَةٌ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: إِنّ السِّينَ عِوَضٌ لَيْسَتْ بِزَائِدَةٍ، قِيلَ: إِنها وإِن كَانَتْ عِوَضًا مِنْ حَرَكَةِ الْوَاوِ فَهِيَ زَائِدَةٌ لأَنها لَمْ تَكُنْ عِوَضًا مِنْ حَرْفٍ قَدْ ذَهَبَ كَمَا تَكُونُ الْهَمْزَةُ فِي عَطاءٍ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَتَعَقَّبَ أَبو الْعَبَّاسِ عَلَى سِيبَوَيْهِ هَذَا الْقَوْلَ فَقَالَ: إِنما يُعَوَّضُ مِنَ الشَّيْءِ إِذا فُقِدَ وَذَهَبَ، فأَما إِذا كَانَ مَوْجُودًا فِي اللَّفْظِ فَلَا وَجْهَ لِلتَّعْوِيضِ مِنْهُ، وَحَرَكَةُ الْعَيْنِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاوِ قَدْ نُقِلَتْ إِلى الطاء التي هي الْفَاءِ، وَلَمْ تُعْدَمْ وإِنما نُقِلَتْ فَلَا وَجْهَ لِلتَّعْوِيضِ مِنْ شَيْءٍ مَوْجُودٍ غَيْرِ مَفْقُودٍ، قَالَ: وَذَهَبَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ مَا فِي قَوْلِ سِيبَوَيْهِ هَذَا مِنَ الصِّحَّةِ، فإِمّا غالَطَ وَهِيَ مِنْ عَادَتِهِ مَعَهُ، وإِمّا زَلَّ فِي رأْيه هَذَا، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا وأَن السِّينَ عِوَضٌ مِنْ حَرَكَةِ عَيْنِ الْفِعْلِ أَن الْحَرَكَةَ الَّتِي هِيَ الْفَتْحَةُ، وإِن كَانَتْ كَمَا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ مَوْجُودَةً مَنْقُولَةً إِلى الْفَاءِ، إِما فَقَدَتْهَا العين فسكنت بعد ما كَانَتْ مُتَحَرِّكَةً فَوَهَنَتْ بِسُكُونِهَا، وَلِمَا دَخَلَهَا مِنَ التَّهيُّؤ لِلْحَذْفِ عِنْدَ سُكُونِ اللَّامِ، وَذَلِكَ لَمْ يُطِعْ وأَطِعْ، فَفِي كُلِّ هَذَا قَدْ حُذِفَ الْعَيْنُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَوْ كَانَتِ الْعَيْنُ مُتَحَرِّكَةً لَمَا حُذِفَتْ لأَنه لَمْ يَكُ هُنَاكَ الْتِقَاءُ سَاكِنَيْنِ، أَلا تَرَى أَنك لَوْ قُلْتَ أَطْوَعَ يُطْوِعُ وَلَمْ يُطْوِعْ وأَطْوِعْ زَيْدًا لَصَحَّتِ الْعَيْنُ وَلَمْ تُحْذَفْ؟ فَلَمَّا نُقِلَتْ عَنْهَا الْحَرَكَةُ وَسَكَنَتْ سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فَكَانَ هَذَا تَوْهِينًا

فصل الظاء المعجمة

وَضَعْفًا لَحِقَ الْعَيْنَ، فَجُعِلَتِ السِّينُ عِوَضًا مِنْ سُكُونِ الْعَيْنِ الْمُوهِنِ لَهَا الْمُسَبِّبِ لِقَلْبِهَا وَحَذْفِهَا، وحركةُ الْفَاءِ بَعْدَ سُكُونِهَا لَا تُدْفَعُ عَنِ الْعَيْنِ مَا لَحِقَهَا مِنَ الضَّعْفِ بِالسُّكُونِ والتَّهيُّؤ لِلْحَذْفِ عِنْدَ سُكُونِ اللَّامِ، وَيُؤَكِّدُ مَا قَالَ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَن السِّينَ عِوَضٌ مِنْ ذَهَابِ حَرَكَةِ الْعَيْنِ أَنهم قَدْ عَوَّضُوا مِنْ ذَهَابِ حَرَكَةِ هَذِهِ الْعَيْنِ حَرْفًا آخَرَ غَيْرَ السِّينِ، وَهُوَ الْهَاءُ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ أَهْرَقْتُ، فَسَكَّنَ الْهَاءَ وَجَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْهَمْزَةِ، فَالْهَاءُ هَنَا عِوَضٌ مِنْ ذَهَابِ فَتْحَةِ الْعَيْنِ لأَن الأَصل أَرْوَقْتُ أَو أَرْيَقْتُ، وَالْوَاوُ عِنْدِي أَقيس لأَمرين: أَحدهما أَن كَوْنَ عَيْنِ الْفِعْلِ وَاوًا أَكثر مِنْ كَوْنِهَا يَاءً فِيمَا اعْتَلَتْ عَيْنُهُ، وَالْآخَرُ أَن الْمَاءَ إِذا هُرِيقَ ظَهَرَ جَوْهَرُهُ وَصَفَا فَراق رَائِيَهُ، فَهَذَا أَيضاً يُقَوِّي كَوْنَ الْعَيْنِ مِنْهُ وَاوًا، عَلَى أَن الْكِسَائِيَّ قَدْ حَكَى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصَبّ، وَهَذَا قَاطِعٌ بِكَوْنِ الْعَيْنِ يَاءً، ثُمَّ إِنهم جَعَلُوا الْهَاءَ عِوَضًا مِنْ نَقْلِ فَتْحَةِ الْعَيْنِ عَنْهَا إِلى الْفَاءِ كَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي أَسطاع، فَكَمَا لَا يَكُونُ أَصل أَهرقت اسْتَفْعَلَتْ كَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن لَا يَكُونَ أَصل أَسْطَعْتُ اسْتَفْعَلْتُ، وأَما مَنْ قَالَ اسْتَعْتُ فإِنه قَلَبَ الطَّاءَ تَاءً لِيُشَاكِلَ بِهَا السِّينَ لأَنها أُختها فِي الْهَمْسِ، وأَما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ يَسْتِيعُ، فإِما أَن يَكُونُوا أَرادوا يَسْتَطِيعُ فَحَذَفُوا الطَّاءَ كَمَا حَذَفُوا لَامَ ظَلْتُ وَتَرَكُوا الزِّيَادَةَ كَمَا تَرَكُوهَا فِي يَبْقَى، وإِما أَن يَكُونُوا أَبدلوا التَّاءَ مَكَانَ الطَّاءِ لِيَكُونَ مَا بَعْدُ السِّينِ مَهْمُوسًا مِثْلَهَا؛ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مَا أَستتيع، بِتَاءَيْنِ، وَمَا أَسْتِيعُ وَعَدَّ ذَلِكَ فِي الْبَدَلِ؛ وَحَكَى ابْنُ جِنِّي اسْتَاعَ يَسْتِيعُ، فَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الطَّاءِ لَا مَحَالَةَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: زَادُوا السِّينَ عِوَضًا مِنْ ذَهَابِ حَرَكَةِ الْعَيْنِ مِنْ أَفْعَلَ. وتَطاوَعَ للأَمر وتَطَوَّعَ بِهِ وتَطَوَّعَه: تَكَلَّفَ اسْتِطاعَتَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَنْ يَطَّوَّعْ خيراً، الأَصل فِيهِ يَتَطَوَّعْ فأُدغمت التَّاءُ فِي الطَّاءِ، وَكُلُّ حَرْفٍ أَدغمته فِي حَرْفٍ نَقَلْتُهُ إِلى لَفْظِ الْمُدْغَمِ فِيهِ، وَمَنْ قرأَ: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً ، عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي، فَمَعْنَاهُ لِلِاسْتِقْبَالِ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ. وَيُقَالُ: تَطاوَعْ لِهَذَا الأَمر حَتَّى تَسْتَطِيعَه. والتَّطَوُّعُ: مَا تَبَرَّعَ بِهِ مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ مِمَّا لَا يَلْزَمُهُ فَرْضُهُ كأَنهم جَعَلُوا التَّفَعُّلَ هُنَا اسْمًا كالتَّنَوُّطِ. والمُطَّوِّعةُ: الَّذِينَ يَتَطَوَّعُون بِالْجِهَادِ، أُدغمت التَّاءُ فِي الطَّاءِ كَمَا قُلْنَاهُ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ يَطَّوَّعْ خَيْرًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وأَصله الْمُتَطَوِّعِينَ فأُدغم. وَحَكَى أَحمد بْنُ يَحْيَى المطوِّعة، بِتَخْفِيفِ الطَّاءِ وَشَدِّ الْوَاوِ، وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبو إِسحاق ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ فِي ذِكْرِ المُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ : قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصل المُطَّوِّعُ المُتَطَوِّعُ فأُدغمت التَّاءُ فِي الطَّاءِ وَهُوَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّيْءَ تَبَرُّعًا مِنْ نَفْسِهِ، وَهُوَ تَفَعُّلٌ مِنَ الطّاعةِ. وطَوْعةُ: اسم. طيع: الطَّيْعُ: لُغَةٌ فِي الطوْع مُعاقِبةٌ. فصل الظاء المعجمة ظلع: الظَّلْعُ: كالغَمْزِ. ظَلَعَ الرجلُ والدابةُ فِي مَشْيِه يَظْلَعُ ظَلْعاً: عَرَجَ وغمزَ فِي مَشْيِه؛ قَالَ مُدْرِكُ بْنُ مِحْصَنٍ «2»: رَغا صاحِبي بَعْدَ البُكاءِ، كَمَا رَغَتْ ... مُوَشَّمَةُ الأَطْرافِ رَخْصٌ عَرِينُها مِنَ الملْحِ لَا تَدْرِي أَرِجْلٌ شِمالُها ... بِهَا الظَّلْعُ، لَمَّا هَرْوَلَتْ، أَمْ يَمِينُها

_ (2). قوله [محصن] كذا في الأصل، وفي شرح القاموس حصن.

وَقَالَ كثيِّر: وكنتُ كَذاتِ الظَّلْعِ، لَمَّا تحامَلَتْ ... عَلَى ظَلْعِها يومَ العِثارِ، اسْتَقَلَّتِ وَقَالَ أَبو ذؤَيب يَذْكُرُ فَرَسًا: يَعْدُو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّه ... صَدْعٌ سَلِيمٌ، رَجْعُه لا يَظْلَعُ النَّهِيشُ المُشاشِ: الخَفِيفُ القَوائِمِ، ورَجْعُه: عطْفُ يَدَيْهِ. وَدَابَّةٌ ظالِعٌ وبِرْذَوْنٌ ظالِعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ فِيهِمَا، إِن كَانَ مُذَكَّرًا فَعَلَى الْفِعْلِ، وإِن كَانَ مُؤَنَّثًا فَعَلَى النَّسَبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ ظالِعٌ والأُنثى ظَالِعَةٌ. وَفِي مَثَل: ارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أَن يُهاضَا أَي ارْبَعْ عَلَى نَفْسِكِ وافْعَلْ بِقَدْرِ مَا تُطِيقُ وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْهَا أَكثر مِمَّا تُطِيقُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ ارْقَ عَلَى ظلْعِك، فَتَقُولُ: رَقِيتُ رُقِيًّا، وَيُقَالُ: ارْقَأْ عَلَى ظَلْعِكَ، بِالْهَمْزِ، فَتَقُولُ: رَقَأْتُ، وَمَعْنَاهُ أَصْلِحْ أَمرَك أَوَّلًا. وَيُقَالُ: قِ عَلَى ظَلْعِك، فَتُجِيبُهُ: وَقَيْتُ أَقي وَقْياً. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ ارْقَأْ عَلَى ظَلْعِكَ أَي كُفَّ فإِني عَالِمٌ بمَساوِيكَ. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ يَرْقَأُ عَلَى ظَلْعِه أَي يَسكُتُ عَلَى دائِه وعَيْبِه، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ ارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أَي تَصَعَّدْ فِي الْجَبَلِ وأَنت تَعْلَمُ أَنك ظالِعٌ لَا تُجْهِدُ نفسَك. وَيُقَالُ: فَرَسٌ مِظْلاعٌ؛ قَالَ الأَجْدَعُ الهَمْدانِيّ: والخَيْلُ تَعْلَمُ أَنَّني جارَيْتُها ... بأَجَشَّ، لَا ثَلِبٍ وَلَا مِظْلاعِ وَقِيلَ: أَصل قَوْلِهِ ارْبَعْ عَلَى ظَلْعِكَ مِنْ رَبَعْتُ الحجَر إِذا رَفَعْتَه أَي ارْفعْه بِمِقْدَارِ طَاقَتِكَ، هَذَا أَصله ثُمَّ صَارَ الْمَعْنَى ارْفُقْ عَلَى نَفْسِكَ فِيمَا تُحَاوِلُهُ. وَفِي الْحَدِيثُ: فإِنه لَا يَرْبَع عَلَى ظَلْعِكَ مَنْ لَيْسَ يَحْزُنه أَمرك ؛ الظلْع، بِالسُّكُونِ: العَرَجُ؛ الْمَعْنَى لَا يُقِيمُ عَلَيْكَ فِي حَالِ ضَعْفِكَ وعرَجِك إِلا مَنْ يَهْتَمُّ لأَمرك وشأْنك ويُحْزِنُه أَمرُك. وَفِي حَدِيثِ الأَضاحِي: وَلَا العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَلَوْتَ إِذْ ظَلَعُوا أَي انْقَطَعُوا وتأَخَّروا لتَقْصِيرهِم، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: ولْيَسْتَأْنِ بِذاتِ النَّقْب «1» والظَّالِعِ أَي بِذَاتِ الجَرَب والعَرْجاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ بَغْثَر بنِ لَقِيطٍ: لَا ظَلْعَ لِي أَرْقِي عَلَيْهِ، وإِنَّما ... يَرْقِي عَلَى رَثَياتِه المَنْكُوبُ أَي أَنا صَحِيحٌ لَا عِلَّة بِي. والظُّلاعُ: داءٌ يأْخذ فِي قوائِم الدّوابِّ والإِبل مِنْ غَيْرِ سَيْرٍ وَلَا تعَب فَتظْلَعُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُعْطِي قَوْمًا أَخافُ ظَلَعَهم ، هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ، أَي مَيْلَهم عَنِ الْحَقِّ وضَعْفَ إِيمانهم، وَقِيلَ: ذَنْبَهم، وأَصله دَاءٌ فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ تَغْمِزُ مِنْهُ. وَرَجُلٌ ظالِعٌ أَي مَائِلٌ مُذْنِبٌ، وَقِيلَ: المائل بِالضَّادِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وظلَع الكلْبُ: أَراد السِّفادَ وَقَدْ سَفِدَ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ تأَخّر الْحَاجَةِ ثُمَّ قَضَائِهَا فِي آخِرِ وَقْتِهَا: مِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: إِذا نَامَ ظالِعُ الكلابِ، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الظالِعَ مِنْهَا لا يَقْدِرُ أَن يُعاطِلَ مَعَ صِحاحِها لِضَعْفِهِ، فَهُوَ يُؤَخِّرُ ذَلِكَ وَيَنْتَظِرُ فَرَاغَ آخِرِهَا فَلَا يَنَامُ حَتَّى إِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهَا شيء سَفِدَ [سَفَدَ] حِينَئِذٍ ثُمَّ يَنَامُ، وَقِيلَ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ:

_ (1). قوله [النقب] ضبط في نسخة من النهاية بالضم وفي القاموس هو بالفتح ويضم.

فصل العين المهملة

لَا أَفعل ذَلِكَ حَتَّى يَنَامَ ظالِعُ الْكِلَابِ، قَالَ: وَالظَّالِعُ مِنَ الْكِلَابِ الصَّارِفُ؛ يُقَالُ صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ واسْتَطارَت إِذا اشْتَهَتِ الْفَحْلَ. قَالَ: وَالظَّالِعُ مِنَ الْكِلَابِ لَا يَنَامُ فَيُضْرَبُ مَثَلًا للمُهْتَمِّ بأَمره الَّذِي لَا يَنَامُ عَنْهُ وَلَا يُهْمِلُه؛ وأَنشد خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ قَوْلَ الْحُطَيْئَةِ يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه: تَسَدَّيْتَنا مِنْ بعدِ مَا نامَ ظالِعُ الكِلابِ، ... وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ وَيُرْوَى: وأَخْفى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ظَالِعُ الْكِلَابِ الْكَلْبَةُ الصارِفُ. يُقَالُ: ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذُّكُورَ يَتْبَعْنها وَلَا يَدَعْنَها تَنَامُ. والظَّالِعُ: المُتَّهَمُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ، هذا بِالظَّاءِ لَا غَيْرُ؛ وَقَوْلُهُ: وَمَا ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ بِهِ، ... وَلَا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن مَعْنَاهُ يَقُومُ فِي أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى أَفهامهم. وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً: مَالَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَتُوعِدُ عَبْداً لَمْ يَخُنْكَ أَمانةً، ... وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً، وَهُوَ ظالِعُ؟ وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها: كسَرَتْها وأَمالَتْها؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه عَلَى النَّسَبِ. وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بِهِمْ مِنْ كَثْرَتِهِمْ والظُّلَعُ: جَبَلٌ لِسُلَيْم. وَفِي الْحَدِيثِ: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ البِدَعِ ؛ المُضْلِعُ المُثْقِلُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ «1» لَكَانَ وَجْهًا. فصل العين المهملة عفرجع: الأَزهري: رَجُلٌ عَفَرْجَعٌ سَيِءُ الخُلُق. عكنكع: الأَزهري: العَكَنْكَعُ الذَّكَرُ مِنَ الغِيلانِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لَهُ الكَعَنْكَعُ. الْفَرَّاءُ: الشَّيْطَانُ هُوَ الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ. قَالَ الأَزهري: العَكَنْكَعُ الخَبِيثُ من السَّعالي. عوع: الأَزهريّ: قَالَ الأَصمعي سَمِعْتُ عَوْعاةَ الْقَوْمِ وغَوْغاتَهم إِذا سَمِعْتَ لَهُمْ لجَبَةً وصوتاً. عيع: الأَزهري: يُقَالُ عَيَّعَ القومُ تَعْييعاً إِذا عَيُوا عَنْ أمرٍ قَصَدُوه؛ وأَنشد: حَطَطْتُ عَلَى شِقِّ الشِّمالِ وعَيَّعُوا، ... حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِب وَقَالَ: الحَطّ الاعتمادُ عَلَى السَّيْرِ. فصل الفاء فجع: الْفَجِيعَةُ: الرَّزِيّةُ المُوجِعةُ بِمَا يَكْرُمُ فَجَعَه يَفْجَعُه فَجْعاً، فَهُوَ مَفْجُوعٌ وفَجِيعٌ، وفَجَّعَه، وَهِيَ الفَجِيعةُ، وَكَذَلِكَ التفْجِيعُ. وفَجَعَتْه المُصِيبةُ أَي أَوْجَعَتْه. والفَواجِعُ: المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ الَّتِي تَفْجَعُ الإِنسان بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِ مِنْ مَالٍ أَو حَمِيم، الْوَاحِدَةُ فاجِعةٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ودَهْرٌ فاجعٌ لَهُ حَمِيمٌ «2»؛ قَالَ لَبِيدٌ:

_ (1). قوله [مِنَ الظَّلْعِ الْعَرَجِ وَالْغَمْزِ] تقدم في مادة ضلع ضبط الظلع بتحريك اللام تبعاً لضبط نسخة النهاية (2). كذا بالأَصل

فَجَّعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بالفارِسِ، ... يَوْمَ الكَريهةِ، النُّجُدِ وَنَزَلَتْ بِفُلَانٍ فاجِعةٌ. والتَّفَجُّعُ: التَّوَجُّعُ والتَّضَوُّر للرزيّةِ. وتَفَجَّعَتْ لَهُ أَي تَوَجَّعَت. والفاجِعُ: الغُرابُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأَنه يَفْجَعُ لنَعْيِه بِالْبَيْنِ، وَرَجُلٌ فاجِعٌ ومُتَفَجِّعٌ: لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ. وَمَيِّتٌ فاجِعٌ ومُفْجِعٌ: جَاءَ عَلَى أَفْجَع، وَلَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ. فدع: الفَدَعُ: عَوَجٌ ومَيْلٌ فِي المَفاصِل كلِّها، خِلْقةً أَوْ داءٌ كأَنَّ الْمَفَاصِلَ قَدْ زَالَتْ عَنْ مَوَاضِعِهَا لَا يُسْتطاعُ بَسْطُها مَعَهُ، وأَكثر مَا يَكُونُ فِي الرُّسْغِ مِنَ الْيَدِ والقَدَمِ. فَدِع فَدَعاً وَهُوَ أَفْدَعُ بَيِّنُ الفَدَعِ: وَهُوَ المُعْوَجُّ الرُّسْغِ مِنَ الْيَدِ أَو الرِّجْلِ فَيَكُونُ مُنْقَلِبَ الْكَفِّ أَو الْقَدَمِ إِلى إِنْسِيِّهِما؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيْدِ: مقابِل الخَطْوِ فِي أَرْساغِه فَدَعُ وَلَا يَكُونُ الفَدَعُ إِلا فِي الرُّسْغِ جُسْأَةً فِيهِ، وأَصل الفَدَعِ الْمَيْلُ والعَوَجُ فَكَيْفَمَا مالَتِ الرجْلُ فَقَدْ فَدِعَتْ، والأَفْدَعُ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ارْتَفَعَ أَخْمَصُ رجلِه ارْتِفَاعًا لَوْ وَطِئَ صَاحِبُهَا عَلَى عُصْفور مَا آذَاهُ، وَفِي رِجْلِهِ قَسَطٌ، وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الرِّجْلُ مَلْساءَ الأَسْفَلِ كأَنها مالَج؛ وأَنشد أَبو عَدْنانَ: يومٌ مِن النَّثْرةِ أَو فَدْعائِها، ... يُخْرِجُ نَفسَ العَنْز مِنْ وَجْعائِها قَالَ: يَعْنِي بفَدْعائِها الذِّرَاعُ يُخْرِجُ نفْس الْعَنْزِ مِنْ شِدَّةِ القُرِّ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَدَعُ فِي اليَدَيْنِ تَراه يَطَأُ عَلَى أُمِّ قِرْدانِه فَيَشْخَصُ صَدْرُ خُفِّه، جمَل أَفْدَعُ وَنَاقَةٌ فَدْعاءُ، وَقِيلَ: الفَدَع أَن تَصْطَكَّ كَعْبَاهُ وتَتَباعَدَ قَدَمَاهُ يَمِينًا وشِمالًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه مَضَى إِلى خَيْبَر فَفَدَعَه أَهلها ؛ الفَدَعُ، بِالتَّحْرِيكِ، زَيْغٌ بَيْنَ الْقَدَمِ وَبَيْنَ عَظْمِ السَّاقِ وَكَذَلِكَ فِي الْيَدِ، وَهُوَ أَن تَزُولَ الْمَفَاصِلُ عَنْ أَماكِنها. وَفِي صِفَةِ ذِي السُّوَيْقَتَيْنِ الَّذِي يَهْدِمُ الْكَعْبَةَ: كأَني بِهِ أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ ؛ أُفَيْدِعُ: تَصْغِيرُ أَفْدَعَ. والفَدَعةُ: مَوْضِعُ الفَدَعِ. والأَفْدَعُ: الظَّلِيمُ لِانْحِرَافِ أَصابعه، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وكلُّ ظَلِيمٍ أَفْدَعُ لأَنَّ فِي أَصابعه اعْوِجَاجًا. وسَمْكٌ أَفْدَعُ: مائِلٌ عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَنْ ضَعْفِ أَطْنابٍ وسَمْكٍ أَفْدَعا فَجَعَلَ السمْكَ المائِلَ أَفْدَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَعَا عَلَى عُتَيْبةَ بْنِ أَبي لهَب فَضَغَمَه الأَسد ضَغْمةً فَدَعَته ؛ الفَدْعُ: الشدْخُ والشَّقُّ اليَسِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الذبْح بالحَجَر: إِنْ لَمْ يَفْدَعِ الحُلْقُومَ فكلْ ، لأَن الذَّبْحَ بِالْحَجَرِ يَشْدَخُ الْجِلْدَ وَرُبَّمَا لَا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فَيَكُونُ كالموْقُوذ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: سُئِلَ عَنِ الذَّبِيحَةِ بالعُود فَقَالَ: كلْ مَا لَمْ يَفْدَعْ ، يُرِيدُ مَا قَدّ بِحَدِّهِ فَكُلْهُ وَمَا قَدَّ بِثِقَله فَلَا تأْكُلْه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذاً تَفْدَعُ قُرَيْشٌ الرأْسَ. فرع: فَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْلاه، وَالْجَمْعُ فُرُوعٌ، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ افْتِتاحِ الصَّلَاةِ: كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ أَي أَعالِيها. وفَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ رَمَضَانَ: فَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلا فِي فُرُوعِ الفجْر ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ ذِي المِشْعارِ: عَلَى أَن لَهُمْ فِراعَها ؛ الفِراعُ: مَا عَلا مِنَ الأَرض وارْتَفَعَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عطاء: وسئل ومن أَين أَرْمِي الْجَمْرَتَيْنِ؟ فَقَالَ: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ

عَلَى أَعْلاهما وتَرْمِيهما. وَفِي الْحَدِيثِ: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ مِنَ الخارِفِ؟ قَالُوا: فَرْعُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الصفُّ الأَوَّلُ ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَ ما ... يُرَى، فِي فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ إِنما يُرِيدُ أَعالِيَهما. وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ مِنْ رأْس القَضِيبِ وطرَفه. الأَصمعي: مِنَ القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فَالْقَضِيبُ الَّتِي عُمِلَتْ مِنْ غُصْنٍ وَاحِدٍ غَيْرِ مَشْقُوقٍ، والفَرْعُ التي عملت من طرف الْقَضِيبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَرْعُ مِنْ خَيْرِ القِسِيِّ. يُقَالُ: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قَالَ أَوس: عَلَى ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها، ... إِذَا لَمْ تُخَفِّضْه عَنِ الوَحْشِ، أَفْكَلُ يُقَالُ: قَوْسٌ فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مَشْقُوقٌ؛ وَقَالَ: أَرْمي عَلَيْهَا، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، ... وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وَبِالْقَافِ أَيضاً. وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه. وَقِيلَ: تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ، ... هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ وفَرَعَ فُلَانٌ فُلَانًا: عَلاه. وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قَالَ: تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ، ... ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دَارِمَا والفَرْعةُ: رأْسُ الْجَبَلِ وأَعْلاه خَاصَّةً، وَجَمْعُهَا فِراعٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: جَبَلٌ فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مِمَّا يَلِيهِ. وَيُقَالُ: ائْتِ فَرْعةً مِنْ فِراعِ الْجَبَلِ فانْزِلْها، وَهِيَ أَماكنُ مُرْتَفِعَةٌ. وفارعةُ الْجَبَلِ: أَعلاه. يُقَالُ: انْزِلْ بفارِعة الْوَادِي وَاحْذَرْ أَسفَله. وتِلاعٌ فَوارِعُ: مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَتِ المرأَة فارِعةً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طَوِيلٌ. والمُفْرِعُ: الطويلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَنه كَانَ يَجْعَلُ المُدَبَّر مِنَ الثُّلْثِ، وَكَانَ مَسْرُوقٌ يَجْعَلُهُ الفارِعَ مِنَ الْمَالِ. والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِءُ الحَسَنُ. والفارِعُ: الْعَالِي. والفارِعُ: المُسْتَفِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ «3» فارِعةً مِنَ الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة مِنْ أَصلها قَبْلَ أَن تُخَمَّسَ. وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها مِنَ التَّمْرِ. وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عَالِيَةٌ مُشْرِفة عَرِيضَةٌ. وَرَجُلٌ مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وَقِيلَ مُرْتَفِعُهَا، وَكُلُّ عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولًا أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم، وَمِنْهُ حَدِيثُ سودةَ: كَانَتْ تَفْرَعُ الناسَ «4» طُولًا. وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كُلُّهُ: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وَقِيلَ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ وَارْتَفَعَ، وَقِيلَ: فارِعتُه حواشِيه. والفُرُوعُ: الصُّعُود. وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا وَالسَّيْفِ فَرْعاً: عَلاه. وَيُقَالُ: هُوَ فَرْعُ قَوْمِه لِلشَّرِيفِ مِنْهُمْ. وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا. وأَفْرَعَ فِي قومِه

_ (3). قوله [أعطى يوم حنين إلخ] كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: أعطى العطايا إلخ. (4). قوله [تفرع الناس] كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: النساء.

وفَرَّعَ: طَالَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عَنِ السِّخالِ شبَّه البَرْقَ بِالْخَيْلِ البُلْقِ فِي أَوّلِ الناسِ. وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ وَنَحْوِهِ. وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ. يُقَالُ: تَفَرَّعْتُ بِبَنِي فُلَانٍ تزوَّجْتُ فِي الذُّرْوةِ مِنْهُمْ والسَّنامِ، وَكَذَلِكَ تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم. وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: لَقِيتُ فُلَانًا فارِعاً مُفْرِعاً؛ يَقُولُ: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ فِي الإِفْراعِ بِمَعْنَى الانْحِدارِ: فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي، ... لَا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي إِفْراعي انْحِداري؛ وَمِثْلُهُ لِبِشْرٍ: إِذا أَفْرَعَتْ فِي تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بِهَا، ... ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد وفَرَّعْتُ فِي الْجَبَلِ تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ فِي الْجَبَلِ: صَعَّدْتُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: فَرَّعَ الرجُلُ فِي الْجَبَلِ إِذا صَعَّدَ فِيهِ، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُبَيْدٍ: أَفْرَعَ فِي الْجَبَلِ صَعَّدَ، وأَفْرَعَ مِنْهُ نَزَلَ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس فِي التَّفْرِيعِ بِمَعْنَى الِانْحِدَارِ: فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا ... جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا قَالَ شَمِرٌ: وأَفْرَعَ أَيضاً بِالْمَعْنَيَيْنِ، وَرَوَاهُ فأَفْرَعوا أَي انْحَدَرُوا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الْبَيْتِ: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ مَنْصُوبَةٌ؛ وَبَعْدَهُ: فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه ... مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قَدْ تَنَجَّدا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتًا آخَرَ فِي الإِصْعاد: إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ يَمانٍ، حِينَ تَنْسُبُني، ... وَفِي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي قَالَ: والإِفْراعُ هُنَا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وَهُوَ الانْحِدارُ. وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نَزَلْتَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، مِنَ الأَضْداد؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السّلُولي: فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي، ... أُصَعِّدُ سِرًّا فِي البِلادِ وأُفْرِعُ «1» وفَرعَ، بِالتَّخْفِيفِ: صَعَّدَ وعَلا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَقولُ، وَقَدْ جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ ... صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها وأَصْعَدَ فِي لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ. وَبِئْسَ مَا أَفْرَعَ بِهِ أَي ابتدأَ. ابْنُ الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ. والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ: أَوَلُ نِتَاجِ الإِبل وَالْغَنَمِ، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَذْبَحُونَهُ لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بِذَلِكَ فنُهِيَ عَنْهُ الْمُسْلِمُونَ، وَجَمْعُ الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه ... فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ

_ (1). قوله [سراً] تقدم إنشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.

رِئَاسٌ وَحَامٌ: فحلانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرةَ. تَقُولُ: أَفْرَعَ القومُ إِذا ذَبَحُوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه النَّاقَةُ لآلِهتهم. وأَفْرَعُوا: نُتِجُوا. والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كَانَ يُذْبَحُ إِذا بَلَغَتِ الإِبل مَا يَتَمَنَّاهُ صَاحِبُهَا، وَجَمْعُهُمَا فِراعٌ. والفَرَعُ: بَعِيرٌ كَانَ يُذْبَحُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا كَانَ للإِنسان مِائَةُ بَعِيرٍ نَحْرَ مِنْهَا بَعِيرًا كُلَّ عَامٍ فأَطْعَمَ الناسَ وَلَا يَذُوقُه هُوَ وَلَا أَهلُه، وَقِيلَ: إِنه كَانَ إِذا تَمَّتْ لَهُ إِبله مِائَةً قدَّم بِكْرًا فَنَحَرَهُ لِصَنَمِهِ، وَهُوَ الفَرَع؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذْ لَا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا، ... كَمَا تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ وقد كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَفْعَلُونَهُ فِي صَدْرِ الإِسلام ثُمَّ نُسِخَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَرِّعُوا إِن شِئْتُمْ وَلَكِنْ لَا تَذْبَحوه غَراةً حَتَّى يَكْبَرَ أَي صَغِيرًا لَحْمُهُ كالغَراة وَهِيَ القِطْعة مِنَ الغِراء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنه سُئِلَ عَنِ الفَرَعِ فَقَالَ: حَقٌّ، وأَن تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ ابْنَ مخاضٍ أَو ابْنَ لَبُونٍ خَيْرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِه ، وَقِيلَ: الفَرَعُ طَعَامٌ يُصْنَعُ لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. والفَرَعُ: أَن يُسْلَخَ جِلْدُ الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عَلَيْهِ نَاقَةٌ سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَذْكُرُ أَزْمةً فِي شدَّة بَرْدٍ: وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الأَقوام ... سَقْباً مُجَلَّلًا فَرَعا أَراد مُجَلَّلًا جِلْدَ فَرَعٍ، فَاخْتُصِرَ الكلام كقوله: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أَي أَهل الْقَرْيَةِ. ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فَعَلَتْ إِبلهم ذَلِكَ والهَيْدَبُ: الْجَافِي الخِلْقة الكثيرُ الشَّعَرِ مِنَ الرِّجَالِ. والعَبامُ: الثَّقِيلُ. والفَرَعُ: الْمَالُ الطائلُ المُعَدّ؛ قَالَ: فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ، ... مِنْ فَرْعِه، مَالًا وَلَا المَكْسِرِ أَراد مِنْ فَرَعِه فَسَكَّنَ لِلضَّرُورَةِ. والمَكْسرُ: مَا تَكَسَّرَ مِنْ أَصل مَالِهِ، وَقِيلَ: إِنما الفَرْعُ هَاهُنَا الغُصْنُ فَكَنَّى بالفَرْعِ عَنْ حَدِيثِ مَالِهِ وبالمَكْسِرِ عَنْ قَدِيمِهِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وأَفْرَعَ الْوَادِي أَهلَه: كَفاهُم. وفارَعَ الرجلَ: كَفَاهُ وحَمَلَ عَنْهُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه، ... إِذا الضَّيْفُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يُفارِعُهْ والفَرْعُ: الشَّعَرُ التَّامُّ. والفَرَعُ: مَصْدَرُ الأَفْرَعِ، وَهُوَ التامُّ الشعَر. وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وَهُوَ أَفْرَعُ: كَثُرَ شعَره. والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وَجَمْعُهُمَا فُرْعٌ وفُرْعانٌ. وفَرْعُ المرأَة: شعَرُها، وَجَمْعُهُ فُرُوعٌ. وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طَوِيلَةُ الشَّعَرِ، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يُقَالُ رَجُلٌ أَفْرَعُ لِضِدِّ الأَصْلَع، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْرَعَ ذَا جُمَّة. وَفِي حَدِيث عُمَرَ: قِيلَ الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُ فَقَالَ: الفُرعان، قِيلَ: فأَنت أَصْلَعُ ؛ الأَفْرَعُ: الْوَافِي الشَّعَرِ، وَقِيلَ: الَّذِي لَهُ جُمَّةٌ. وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشَّجَرَةِ أَي كَثُرَتْ. والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تُزَادُ فِي القِرْبة إِذا لَمْ تَكُنْ وفْراء تَامَّةً. وأَفرَعَ بِهِ: نَزَلَ. وأَفرَعْنا بِفُلَانٍ فَمَا أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا بِهِ. وأَفْرَعَ بَنُو فُلَانٍ أَي انْتَجَعُوا فِي أَوّل النَّاسِ. وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فِيهَا جوَّل فِيهَا

وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن جَارِيَتَيْنِ جَاءَتَا تَشْتَدّانِ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي فأَخذتا بِرُكْبَتَيْهِ فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً، وفَرَّع بَيْنَ الْقَوْمِ وفرَّقَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي الطُّفَيْلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ بَنُو أَبي لَهَبٍ يَخْتَصِمُونَ فِي شَيْءٍ بَيْنَهُمْ فاقْتَتَلُوا عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ يُفَرِّعُ بَيْنَهُمْ أَي يَحْجُزُ بَيْنَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ: كَانَ يُفَرِّعُ بيْن الْغَنَمِ أَي يُفَرِّقُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْقَافِ، وَقَالَ: قَالَ أَبو مُوسَى وَهُوَ مِنْ هَفَواته. والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ، وَجَمْعُهُ فَرَعةٌ، وَهُوَ مِثْلُ الوازِعِ. وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فِيهِمَا. وأَفْرَعُوا مِنْ سفَرهم: قَدَمُوا وَلَيْسَ ذَلِكَ أَوانَ قُدُومِهِمْ. وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ ... نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ «1» شَمِرٌ: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَرْثِي عُبَيْدَ بْنَ أَيوب: ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حَتَّى تَرَكْتَنِي، ... إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها. وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دَمًا قَبْلَ الْوِلَادَةِ. والإِفْراعُ: أَوّلُ مَا تَرَى الماخِضُ مِنَ النِّسَاءِ أَو الدَّوَابِّ دَمًا. وأَفْرَعَ لَهَا الدمُ: بَدَا لَهَا. وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قَالَ الأَعشى: صَدَدْت عَنِ الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ، ... صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ المَساحِلُ: اللُّجُمُ، وَاحِدُهَا مِسْحَلٌ، يَعْنِي أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كَمَا أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بِالدَّمِ. وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دَمُهَا، وَقِيلَ لَهُ افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وَهَذَا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دَمَهُ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ: مِنْ أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قَالَ: وَهُوَ مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ. والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ بِهِ بَعْضُهُمُ الْمَاءَ. وأُفْرِعَ بِسَيِّدِ بَنِي فُلَانٍ: أُخِذَ فَقُتِلَ. وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ فِي الْغَنَمِ: قَتَلَتْهَا وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَفْرَعْتِ فِي فُرارِي، ... كأَنَّما ضِرارِي أرَدْتِ، يَا جَعارِ وَهِيَ أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. والفُرارُ: الضأْن، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: لَا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ وَلَا أَزَنّ وَلَا أَفْرَعُ ؛ الأَفْرَعُ هَاهُنَا: المُوَسْوِسُ. والفَرَعةُ: القَمْلةُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: الصغيرةُ، تُسَكَّنُ وَتُحَرَّكُ، وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ فُرَيْعةُ، وَجَمْعُهَا فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ. والفِراعُ: الأَوْدِيةُ. والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كُلُّهَا: أَسماء رِجَالٍ. وفارِعة: اسْمُ امرأَة. وفُرْعانُ: اسْمُ رَجُلٍ. ومَنازِلُ بْنُ فُرْعانَ: مِنْ رَهْطِ الأَحْنَف بْنِ قَيْسٍ. والأَفْرَعُ: بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرٍ. وفَرْوَعٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْبُرَيْقُ الهذلي:

_ (1). قوله [بمفرع إلخ] سيأتي إِنشاده في مادة عتل: من مُفْرَعِ الْكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهُ

وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ، ... وأَجْزاعِ ذِي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ وفارِعٌ: حِصْنٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ إِنه حِصْنُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ مِقْيَسُ بْنُ صُبابةَ حِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ فِهْرٍ بأَخيه: قَتَلْتُ بِهِ فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه ... سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَشَّداً، ... وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ والفارِعانِ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الطِّرِمّاحُ: ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَاهُنا ... طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ والفُرْعُ: مَوْضِعٌ وَهُوَ أَيضاً مَاءٌ بِعَيْنِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ الفُرْع، بِضَمِّ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الحَرّ، قَالَ أَبو خِراشٍ: وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه ... ذَكا النّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ قَالَ: وقرأْته عَلَى أَبي سَعِيدٍ بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ الْهُذَلِيِّ: وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُروعِ، ... مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال قَالَ: هِيَ فُروعُ الجَوْزاءِ بِالْعَيْنِ، وَهُوَ أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ، فإِذا جَاءَتِ الفروغُ، بِالْغَيْنِ، وَهِيَ مِنْ نُجُوم الدّلْو كَانَ الزَّمَانُ حِينَئِذٍ بَارِدًا ولا فَيْحَ يومئذ. فرذع: الفَرْذَعُ: المرأَة البَلْهاء. فرقع: الفَرْقَعَةُ: تَنْقِيضُ الأَصابع، وَقَدْ فَرْقَعَها فَتَفَرْقَعَتْ. وُفِّيَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: كَرِهَ أَن يُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصابعه فِي الصَّلَاةِ ؛ فَرْقَعةُ الأَصابِعِ غَمْزُها حَتَّى يُسْمَعَ لِمَفَاصِلِهَا صَوْتٌ، وَالْمَصْدَرُ الافْرِنْقاعُ، والفَرْقَعةُ فِي الأَصابع والتَّفْقِيعُ وَاحِدٌ. والفَرْقَعةُ: الصَّوْتُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ يُضْرَبان. والفُرْقُعةُ: الِاسْتُ كالقُرْفُعةِ. والفِرْقاعُ: الضَّرِطُ، وَفِي الأَزهري: يُقَالُ سَمِعْتُ لِرِجْلِهِ صَرْقَعةً وفَرْقَعةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَالَ: تَقَرْعَفَ وتَفَرْقَعَ إِذا انْقَبَضَ. وَفِي كَلَامِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ: افْرَنْقِعُوا عَنِّي أَي انْكَشِفُوا وتَنَحَّوْا عَنِّي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير أَي تحوَّلوا وتَفَرَّقُوا، قال: والنون زائدة. فزع: الفَزَعُ: الفَرَقُ والذُّعْرُ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدرٌ. فَزِعَ مِنْهُ وفَزَعَ فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً وأَفْزَعه وفَزَّعَه: أَخافَه ورَوَّعَه، فَهُوَ فَزِعٌ؛ قَالَ سَلَامَةُ: كُنَّا إِذا مَا أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ، ... كانَ الصُّراخُ لَهُ قَرْعَ الظّنابِيبِ والمَفْزَعةُ، بِالْهَاءِ: مَا يُفْزَعُ مِنْهُ. وفُزِّعَ عَنْهُ أَي كُشِفَ عَنْهُ الْخَوْفُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ، عَدَّاهُ بِعْنَ لأَنه فِي مَعْنَى كُشِفَ الفَزَعُ، ويُقرأُ فَزَّعَ أَي فزَّع اللَّهُ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ أَن مَلَائِكَةَ السَّمَاءِ كَانَ عَهْدُهُمْ قَدْ طَالَ بِنُزُولِ الْوَحْيِ

مِنَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَا، فَلَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْوَحْيِ أَوّلَ مَا بُعث ظَنَّتِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ أَنه نَزَلَ لِقِيَامِ السَّاعَةِ فَفَزِعَت لِذَلِكَ، فَلَمَّا تَقَرَّرَ عِنْدَهُمْ أَنه نَزَلَ لِغَيْرِ ذَلِكَ كُشِفَ الفَزَعُ عَنْ قُلُوبِهِمْ، فأَقبلوا عَلَى جِبْرِيلَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ لَهُمْ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ فسأَلَتْ لأَيّ شَيْءٍ نَزَلَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قالُوا: الْحَقَّ أَي قَالُوا قَالَ الحَقَّ؛ وقرأَ الْحَسَنُ فُزِعَ أَي فَزِعَتْ مِنَ الفَزَعِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: قَالَ لَهُ الأَشعث: لأُضْرِطَنَّكَ فَقَالَ: كَلَّا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ أَي صَحِيحَةٌ تَنْزِلُ بِهَا «2» الأَفْزاعُ. والمُفَزَّعُ: الَّذِي كُشِفَ عَنْهُ الفَزَعُ وأُزِيلَ. وَرَجُلٌ فَزِعٌ، وَلَا يُكَسَّرُ لِقِلَّةِ فَعِلٍ فِي الصِّفَةِ وإِنما جَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وفازِعٌ وَالْجَمْعُ فَزَعةٌ، وفَزَّاعةٌ: كَثِيرُ الفَزَعِ، وفَزَّاعةٌ أَيضاً: يُفَزِّعُ الناسَ كَثِيرًا. وفازَعَه فَفَزَعَه يَفْزَعُه: صَارَ أَشدَّ فَزَعاً مِنْهُ. وفَزِعَ إِلى الْقَوْمِ: اسْتَغَاثَهُمْ. وفَزِعَ القومَ وفَزَعَهم فَزْعاً وأَفْزعَهم: أَغاثَهم؛ قَالَ زُهَيْرٌ: إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلى مُسْتَغِيثِهمْ، ... طِوالَ الرِّماحِ، لَا ضِعافٌ وَلَا عُزْلُ وَقَالَ الكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ، وَاسْمُهُ هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ والكَلْحَبةُ أُمُّه: فقُلْتُ لكَأْسٍ: أَلْجِمِيها فإِنَّما ... حَلَلْتُ الكَثِيبَ مِنْ زَرُودٍ لأَفْزَعا «3» أَي لِنُغِيثَ ونُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا؛ مثله لِلرَّاعِي: إِذا مَا فَزِعْنا أَو دُعِينا لِنَجْدةٍ، ... لَبِسْنا عَلَيْهِنَّ الحَدِيدَ المُسَرَّدا فَقَوْلُهُ فَزِعْنا أَي أَغَثنا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ هُوَ الشَّمّاخُ: إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ ... أَعْقابُ نَيٍّ، عَلَى الأَثْباجِ، مَنْضُودِ يَقُولُ: إِذا قَلَّ لَبَنُ ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ الَّتِي عَلَى ظُهُورِهَا وأَغاثَتْها فأَمدّتْها بِاللَّبَنِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَفْزَعةٌ، بِالْهَاءِ، يَسْتَوِي فِيهِ التَّذْكِيرُ والتأْنيث إِذا كَانَ يُفْزَعُ مِنْهُ. وفَزِعَ إِليه: لَجَأَ، فَهُوَ مَفْزَعٌ لِمَنْ فَزِعَ إِليه أَي مَلْجَأٌ لِمَنِ التَجَأَ إِليه. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: فافْزَعُوا إِلى الصلاة أي الجَؤُوا إِليها واستَعِينُوا بِهَا عَلَى دَفْعِ الأَمرِ الحادِثِ. وَتَقُولُ: فَزِعْتُ إِليك وفَزِعْتُ مِنْكَ وَلَا تَقُلْ فَزِعْتُكَ. والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ: الْمَلْجَأُ، وَقِيلَ: الْمُفْزِعُ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ، وَالْمُفْزِعَةُ الَّذِي يُفزع مِنْ أَجله، فَرَّقُوا بَيْنَهُمَا، قَالَ الْفَرَّاءُ: المُفَزَّعُ يَكُونُ جَباناً وَيَكُونُ شُجاعاً، فَمَنْ جَعَلَهُ شُجَاعًا مَفْعُولًا بِهِ قَالَ: بِمِثْلِهِ تُنْزَلُ الأَفزاع، وَمَنْ جَعَلَهُ جَبَانًا جَعَلَهُ يَفْزَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ لِلرَّجُلِ إِنه لَمُغَلَّبٌ وَهُوَ غالبٌ، ومُغَلَّبٌ وَهُوَ مغلوبٌ. وَفُلَانٌ مَفْزَعُ الناسِ وامرأَة مَفْزَعٌ وَهُمْ مَفْزَعٌ: مَعْنَاهُ إِذا دَهَمَنا أَمر فَزِعْنا إِليه أَي لَجَأْنا إِليه وَاسْتَغَثْنَا بِهِ. والفَزَعُ أَيضاً: الإِغاثةُ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم للأَنصار: إِنكم لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وتَقِلُّونَ عِنْدَ الطمَعِ أَي تَكْثُرُونَ عِنْدَ الإِغاثة، وَقَدْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ أَيْضًا عِنْدَ فَزَعِ النَّاسِ إِليكم لتُغِيثُوهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا فَزَعْتُه فَزْعاً بِمَعْنَى أَفْزَعْتُه أَي أَغَثْتُه وَهِيَ لُغَةٌ

_ (2). قوله [تنزل بها] هذا تعبير ابن الأثير (3). قوله [حللت إلخ] في شرح القاموس: نزلنا ولنفزعا وهو المناسب لما بعده من الحل.

فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: فَزِعتُ القومَ وفَزَعْتُهم وأَفزَعْتُهم، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنَى أَغَثْتُهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِمَّا يُسأَل عَنْهُ يُقَالُ كَيْفَ يَصِحُّ أَن يُقَالَ فَزِعْتُه بِمَعْنَى أَغَثْتُه مُتَعَدِّيًا وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ فَعِلٌ، وَهَذَا إِنما جَاءَ فِي نَحْوِ قَوْلِهِمْ حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه، وَاسْتَشْهَدَ سِيبَوَيْهِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ حَذِرٌ أُمُوراً، وَرَدُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا: الْبَيْتُ مَصْنُوعٌ، وَقَالَ الْجَرْمِيُّ: أَصله حَذِرْتُ مِنْهُ فَعَدَّى بإِسقاط مِنْهُ، قَالَ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ فِي فَزِعْتُه بِمَعْنَى أَغثته أَن يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ مِنْ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَزِعٌ مَعْدُولًا عَنْ فازِعٍ كَمَا كانَ حَذِرٌ مَعْدُولًا عَنْ حاذِر، فَيَكُونَ مِثْلَ سَمِعٍ عدولًا عَنْ سامِعٍ فَيَتَعَدَّى بِمَا تَعَدَّى سَامِعٌ، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي هَذَا أَن فَزِعْتُه بِمَعْنَى أَغثته بِمَعْنَى فَزِعْتُ لَهُ ثُمَّ أُسقطت اللَّامُ لأَنه يُقَالُ فَزِعْتُه وفَزِعْتُ لَهُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ. والإِفْزاعُ: الإِغاثةُ. والإِفْزاعُ: الإِخافةُ. يُقَالُ: فَزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَنِي أَي لَجَأْتُ إِليه مِنَ الفَزَعِ فأَغاثني، وَكَذَلِكَ التفْزِيعُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد، أَفْزَعْتُه إِذا أَغَثْتَه، وأَفْزَعْتُه إِذا خَوَّفْتَه، وَهَذِهِ الأَلفاظ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ وَمَعَانِيهَا عَنِ الْعَرَبِ مَحْفُوظَةٌ. يُقَالُ: أَفْزَعْتُه لَمَّا فَزِعَ أَي أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ. وَفِي حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ: فَفَزِعُوا إِلى أُسامةَ أَي اسْتَغَاثُوا بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فَزِعْتُ الرجلَ أغَثْتُهُ بِمَعْنَى أَفْزَعْتُه، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا الفَزِعُ المُغِيثَ والمُسْتَغِيثَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الفَزَعَ فَرَقاً، وَتَجْعَلُهُ إِغاثة للمفزوعِ المُرَوَّعِ، وَتَجْعَلُهُ استِغاثة، فأَما الفزَعُ بِمَعْنَى الِاسْتِغَاثَةِ فَفِي الْحَدِيثِ: أَنه فَزِعَ أَهلُ الْمَدِينَةِ لَيْلًا فَرَكِبَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَسًا لأَبي طَلْحَةَ عُرْياً فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: لَنْ تراعُوا، إِني وَجَدْتُهُ بَحْرًا ؛ مَعْنَى قَوْلِهِ فَزِعَ أَهل الْمَدِينَةِ أَي اسْتَصْرَخوا وَظَنُّوا أَن عَدُوًّا أَحاط بِهِمْ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَنْ تُرَاعُوا، سَكَنَ مَا بِهِمْ مِنَ الفَزَع. يُقَالُ: فزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَني أَي اسْتَغَثْتُ إِليه فأَغاثني. وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلَى ضِرْسٍ حديدٍ أَي إِذا استُغِيثَ بِهِ التُجِئَ إِلى ضِرْسٍ، وَالتَّقْدِيرُ فإِذا فُزِعَ إِليه فُزِعَ إِلى ضِرْسٍ، فَحُذِفَ الْجَارُّ وَاسْتَتَرَ الضَّمِيرُ. وفَزِعَ الرجلُ: انْتَصَرَ، وأَفْزَعَه هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه فَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ مُحْمَرّاً وَجْهُهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه نَامَ فَفَزِعَ وَهُوَ يَضْحَكُ أَيْ هَبَّ وَانْتَبَهَ؛ يُقَالُ: فَزِع مِنْ نَوْمِهِ وأَفْزَعْتُه أَنا، وكأَنه مِنَ الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الَّذِي يُنَبَّه لَا يَخْلُو مِنْ فَزَعٍ مَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا أَفْزَعْتُموني أَي أَنْبَهْتُموني. وَفِي حَدِيثِ فَضْلِ عُثْمَانَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لِي لَمْ أَركَ فَزِعْتَ لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ فَقَالَ: عثمانُ رَجُلٌ حَييٌّ. يُقَالُ: فَزِعْتُ لِمَجيءِ فُلَانٍ إِذا تأَهَّبْتَ لَهُ متحوِّلًا مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ كَمَا يَنْتَقِلُ النَّائِمُ مِنَ النَّوْمِ إِلى الْيَقَظَةِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالرَّاءِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الْفَرَاغِ وَالِاهْتِمَامِ، والأَول الأَكثر. وفَزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ: أَسماءٌ. وَبَنُو فَزَعٍ: حَيٌّ. فصع: فَصَعَ الرُّطَبةَ يَفْصَعُها فَصْعاً وفَصَّعَها إِذا أَخذها بإِصْبَعِه فَعَصَرَها حَتَّى تَنْقَشِرَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا دَلَّكْتَهُ بإِصْبَعَيْكَ لِيَلِينَ فَيَنْفَتِحَ عَمَّا فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ فَصْعِ الرُّطَبَةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَصْعُها أَن تُخْرِجَهَا مِنْ قِشْرِهَا لتَنْضَبِحَ عَاجِلًا. وفَصَعْتُ الشيءَ مِنَ الشيءِ إِذا أَخرجته وخَلَعْتَه. وفَصَّعَ الرجلُ يُفَصِّعُ تَفْصِيعاً: بَدَتْ مِنْهُ رِيحُ سَوْءٍ وفَسْوٍ.

والفُصْعةُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: غُلْفةُ الصَّبِيِّ إِذَا اتَّسَعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُهُ قَبْلَ أَن يُخْتَنَ. وَغُلَامٌ أَفْصَعُ أَجْلَعُ: بادِي القُلْفَةِ مِنْ كَمَرته. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقَانِ: أَبْغَضُ صِبْيَانِنَا إِلينا الأُفَيْصِعُ الكَمَرةِ الأُفَيْطِسُ النُّخَرةِ الَّذِي كأَنه يَطَّلِعُ فِي جِحَرة أَي هُوَ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ. يُقَالُ: فَصَعَ الغلامُ وافْتَصَعَ إِذا كَشَرَ قُلْفَتَه، وفَصَعَها الصَّبِيُّ إِذا نحَّاها عَنِ الْحَشَفَةِ. وفَصَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ رأْسه فَصْعاً: حسَرَها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: رأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ، وبعد ما ... أَراكَ زَماناً فاصِعاً لَا تَعَصَّبُ والفَصْعان: المكشوفُ الرأْس أَبداً حَرارةً والتِهاباً. والفَصْعاءُ: الفأْرةُ. وفَصَّعتُه مِنْ كَذَا تَفْصِيعاً أَي أَخرجته مِنْهُ فانْفَصَع. وافْتَصَعْتُ حَقِّي مِنْ فُلَانٍ أَي أَخذته كُلَّهُ بِقَهْرٍ فَلَمْ أَترك مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى القاف. فضع: فَضَعَ فَضْعاً كضَفَعَ أَي جَعَسَ وأَحْدَثَ. فظع: فَظُعَ الأَمرُ، بِالضَّمِّ، يَفْظُعُ فَظاعةً، بِالضَّمِّ، فَهُوَ فَظيِعٌ وفَظِعٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ، وأَفْظَعَ الأَمرُ: اشتَدَّ وشَنُعَ وَجَاوَزَ المِقدارَ وبَرَّحَ، فَهُوَ مُفْظِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ المسأَلة إلَّا لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ ؛ المُفْظِعُ: الشديدُ الشنِيعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ أَرَ مَنْظَراً كَالْيَوْمِ أَفْظَعَ أَي لَمْ أَر مَنْظَرًا فَظِيعاً كَالْيَوْمِ، وَقِيلَ: أَراد لَمْ أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ مِنْهُ فَحَذَفَهَا وَهُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: مَا وَضَعْنا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمر يُفْظِعُنا إلَّا أَسهلَ بِنَا ؛ يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا فِي أَمر فَظِيعٍ شَدِيدٍ. وأُفْظِعُ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فاعلُه، أَي نزَل بِهِ أَمْرٌ عَظِيمٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وهُمُ السُّعاةُ، إِذَا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ، ... وهُمُ فَوارِسُها، وَهُمْ حُكَّامُها وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ بِهِ فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه وأَفْظَعَه: رَآهُ فَظِيعاً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده الْمُبَرِّدُ: قَدْ عِشْتُ فِي الناسِ أَطْواراً عَلَى خُلُقٍ ... شَتّىً، وقاسَيْتُ فِيهِ اللِّين والفَظَعا يَكُونُ الفَظَعُ مَصْدَرَ فَظِعَ بِهِ، وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرَ فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلَّا أَني لَمْ أَسمع الفَظَعَ إلَّا هُنَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فَلَمْ تَثِق بأَن تُطِيقَه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا أُسري بِي وأَصبحت بِمَكَّةَ فَظِعْتُ بأَمري أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أُرِيتُ أَنه وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ فَفَظِعْتُهُما ، هَكَذَا رُوِيَ مُتَعِدَيًّا حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى لأَنه بِمَعْنَى أَكْبَرْتهما وخِفْتهما، وَالْمَعْرُوفُ فَظِعْتُ بِهِ أَو مِنْهُ؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوفِداً فَظِعاً، ... إِذا احْزَأَلَّ بِهِ مِنْ ظَهْرِها فِقَرُ قَالَ فَظِعاً أَي مَلآنَ. وَقَدْ فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ. والفَظِيعُ: الماءُ العذبُ. والماءُ الفَظِيعُ: هُوَ الماءُ الزُّلالُ الصَّافي، وَضِدُّهُ المُضاضُ، وَهُوَ الشَّدِيدُ المُلُوحةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَردْنَ بُحُوراً مَا يَمِدُّ جِمامَها ... أَتيُّ عُيُونٍ، ماؤُهُنَّ فَظِيعُ فعفع: الفَعْفَعةُ والفَعْفَعُ: حِكَايَةُ بَعْضِ الأَصوات. والفَعْفَعانيُّ: الجازِرُ، هُذَلِيَّة؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ:

فَنادَى أَخاه ثُمَّ قَامَ بِشَفْرةٍ ... إِليه، فَعَالَ الفَعْفَعِيِّ المُناهِبِ يُقَالُ للجَزَّارِ: فَعْفَعانيٌّ وهَبْهَبيٌّ وسَطَّارٌ. والفَعْفَعُ والفَعْفَعانيُّ: الحُلْو الكلامِ الرطْبُ اللِّسَانِ. وفَعْفَعَ الرَّاعي بِالْغَنَمِ: زجَرَها فَقَالَ لَهَا: فَعْ فَعْ، وَقِيلَ: الفَعْفَعةُ زَجْرُ الْمَعِزِ خاصَّة، وَرَجُلٌ فَعْفاعٌ: يَفْعَلُ ذَلِكَ، وراعٍ فَعفَاعٌ كَقَوْلِكَ جَرجَرَ البعيرُ فَهُوَ جَرْجارٌ، وثَرْثَرَ الرجلُ فَهُوَ ثَرْثَارٌ، وفَعْفَعِيٌّ أَيضاً إِذا كَانَ خَفِيفًا فِي ذَلِكَ. وَرَجُلٌ فَعْفَعٌ وفَعْفاعٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا؛ وأَنشد بَيْتَ صَخْرِ الْغَيِّ: فَعالَ الفَعْفَعِيُّ المُناهِبِ والفَعْفَعُ والفَعْفَعِيُّ: السَّرِيعُ. وَوَقَعَ فِي فَعْفَعةٍ أَي اختلاطٍ. وَرَجُلٌ فَعْفاعٌ وعْواعٌ لَعْلاعٌ رَعْراعٌ أَي جبان. فقع: الفَقْعُ والفِقْعُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الأَبيض الرَّخْو مِنَ الكَمْأَة، وَهُوَ أَرْدَؤُها؛ قَالَ الرَّاعِي: بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فِيهَا قِناعَه، ... كَمَا ابْيَضَّ شَيْخٌ، مَنَّ رِفاعةَ، أَجْلَحُ وَجَمْعُ الفَقْعِ، بالفتحِ فِقَعةٌ مِثْلُ جَبْءٍ وجِبَأَةٍ، وَجَمْعُ الفِقْعِ، بِالْكَسْرِ، فِقَعَةٌ أَيضاً مِثْلُ قِرْدٍ وقِرَدةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ قَالَتْ لِابْنِ جُرْموزٍ: يَا ابْنَ فَقْعِ القَرْدَدِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفَقْعُ ضرْب مِنْ أَردَإِ الكَمْأَةِ، والقَرْدَدُ: أَرض مُرْتَفِعَةٌ إِلَى جَنْبٍ وَهْدةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَقْعُ يَطْلُعُ مِنَ الأَرض فَيَظْهَرُ أَبيض، وَهُوَ رَدِيءٌ، والجيِّد مَا حُفِرَ عَنْهُ وَاسْتُخْرِجَ، وَالْجَمْعُ أَفْقُعٌ وفُقُوعٌ وفِقَعةٌ، قَالَ: ومِنْ جَنى الأَرضِ مَا تأْتي الرِّعاءُ بِهِ ... مِنَ ابنِ أَوْبَرَ والمُغْرُود والفِقَعهْ ويُشَبَّه بِهِ الرَّجُلُ الذَّلِيلُ فَيُقَالُ: هُوَ فَقْعُ قَرْقَرٍ، وَيُقَالُ أَيضاً: أَذَلُّ مِنْ فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَهْجُو النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ: حَدِّثوني بَني الشَّقِيقةِ، مَا يَمْنَعُ ... فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن يَزُولا اللَّيْثُ: الفقْع كَمْءٌ يَخْرُجُ مِنْ أَصل الإِجْردِّ وَهُوَ نَبْتٌ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَردإ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً. والفِقِّيعُ «1» جِنْسٌ مِنَ الحَمام أَبيض عَلَى التَّشْبِيهِ بِهَذَا الْجِنْسِ مِنَ الكمأَة، وَاحِدَتُهُ فِقِّيعةٌ. والفَقَعُ: شِدَّةُ الْبَيَاضِ، وأَبيضُ فُقاعِيٌّ: خَالِصٌ مِنْهُ. والفاقِعُ: الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها. وَقَدْ فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إِذَا خَلَصَت صُفْرَتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها وأَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ: شَدِيدُ الصُّفرة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ: يخلِط حُمْرَتَه بَيَاضٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَالِصُ الحُمْرة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الأَحمر فُقاعِيّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ فِي حُمرته شَرَقٌ مِنْ إغْرابٍ؛ وأَنشد: فُقاعِيّ، يَكادُ دَمُ الوَجْنَتَيْن ... يُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ

_ (1). قوله [والفقيع] هو كسكيت كما في القاموس، وقال شارحه: نقله الصاغاني عن الجاحظ، وهو غلط من الصاغاني في الضبط والصواب فيع الفقيع كأمير.

قَالَ الأَزهريّ: وَجَعَلَهُ الْجَاحِظُ فَقِيعاً، وَهُوَ فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ فُسِّرَ مِثلَ ذَلِكَ فَقاعٌ، وَقِيلَ: الفاقِعُ الخالصُ الصَّافِي مِنَ الأَلْوانِ أَيَّ لَوْنٍ كَانَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: أَصْفَرُ فاقِعٌ وأَبيضُ ناصِعٌ وأَحمر ناصِعٌ أَيضاً وأَحمر قانئٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ فِي الأَصفر الْفَاقِعِ: سُدُمٌ قَدِيمٌ عَهْدُه بأَنِيسِه، ... مِنْ بَيْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ «1» وَقَالَ بُرْجُ بْنُ مُسْهِرٍ الطَّائِيُّ فِي الأَحمر الْفَاقِعِ: تَراها فِي الإِناءِ لَها حُمَيَّا ... كُمَيْتٌ، مِثْلَ مَا فَقِعَ الأَدِيم والفَقْعُ: الضُّراطُ، وَقَدْ فَقَّعَ بِهِ. وَهُوَ يُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا كَانَ شَدِيدَ الضُّراطِ. وَفَقَعَ الحمارُ إِذا ضَرطَ. وإِنه لَفَقَّاعٌ أَي ضَرَّاطٌ. والتفْقِيعُ: التشَدُّقُ. يُقَالُ: قَدْ فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ وَجَاءَ بِكَلَامٍ لَا مَعْنَى لَهُ. والتفْقِيعُ: صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بَعْضَهَا بِبَعْضٍ أَو فَرْقَعَها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه نَهى عَنِ التفْقِيعِ فِي الصَّلَاةِ. يُقَالُ: فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِيعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ، وَهِيَ الفَرْقَعةُ أَيضاً. والتفْقِيعُ أَيضاً: أَن تأْخذ ورَقةً مِنَ الْوَرْدِ فَتُدِيرُهَا ثُمَّ تَغْمِزُهَا بإِصبعك فَتُصَوِّتُ إِذا انْشَقَّتْ. وتَفْقِيعُ الوَردةِ: أَن تُضْرَبَ بِالْكَفِّ فَتُفَقِّعَ وتَسْمَعَ لَهَا صَوْتًا. والفَقاقِيعُ: هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِيرِ الصِّغَارِ مُسْتَدِيرَةٌ تَتَفَقَّعُ عَلَى الْمَاءِ والشرابِ عِنْدَ المَزْجِ بِالْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا فُقَّاعةٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَقاقِيعَ الْخَمْرِ إِذا مُزِجَتْ: وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ، ... كالياقُوتِ، حُمْرٌ يُثِيرُها التصْفِيقُ وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: وإِنْ تَفاقَعَتْ عيناكَ أَي رَمِصَتا، وَقِيلَ ابيضَّتا، وَقِيلَ انشقَّتا. والفُقَّاعُ: شَراب يُتَّخَذُ مِنَ الشَّعِيرِ سُمِّيَ بِهِ لِمَا يَعْلُوهُ مِنَ الزَّبَدِ. والفَقَّاعُ: الخبيثُ. والفاقِعُ: الغلامُ الَّذِي قَدْ تحَرَّكَ وَقَدْ تَفَقَّعَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: بَني مالِكٍ، إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ ... يَجُرُّ المَخازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا والإِفْقاعُ: سوءُ الحالِ. وأَفْقَعَ: افْتَقَرَ. وفَقِيرٌ مُفْقِعٌ: مُدْقِعٌ فَقِيرٌ مَجْهُودٌ، وَهُوَ أَسْوأُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَالِ. وأَصابته فاقِعةٌ أَي داهِيةٌ. وفَواقِعُ الدَّهْرِ: بَوائِقُه. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: وَعَلَيْهِمْ خِفافٌ لَهَا فُقْعٌ أَي خَراطِيمُ. وَهُوَ خفٌّ مُفَقَّعٌ أَي مُخَرْطَمٌ. فكع: الفَكْعُ: كالعَفْكِ سواءٌ، وسنذكره في مكانه. فلع: فَلَعَ الشيءَ: شَقَّه. وفَلَعَ رأْسَه بِالسَّيْفِ وَالْحَجَرِ يَفْلَعُه فَلْعاً فانْفَلَعَ وتَفَلَّع: شَقَّه وشَدَخَه. وَقِيلَ: كُلُّ مَا تَشَقَّقَ فَقَدِ انْفَلَعَ وتَفَلَّعَ، وفَلَّعْتُه تَفْليعاً؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ: نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنا، ... كَمَا شُقَّ بالمُوسى السَّنامُ المُفَلَّعُ والفِلْعةُ: القِطْعةُ مِنَ السّنامِ، وَجَمْعُهَا فِلَعٌ. وفَلَعَ السَّنامَ بالسِّكِّينِ إِذا شقَّه. وتَفَلَّعَتِ البِطِّيخةُ إِذا انْشَقَّتْ. وتَفَلَّعَ العَقِبُ إِذا انشقَّ،

_ (1). قوله [سدم قديم] كذا بالأصل، والذي في الصحاح في غير موضع: سدماً قليلًا

وَهِيَ الفُلوعُ، الْوَاحِدُ فَلْعٌ وفِلْعٌ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ فَلَخْتُه وقَفَخْتُه وسَلَعْتُه وفَلَعْتُه كُلَّ ذَلِكَ إِذا أَوضَحْته. وسيفٌ فَلُوعٌ ومِفْلَعٌ: قاطِعٌ، والفِلْعةُ القِطْعةُ. وَفِي السَّبِّ والفُحْشِ يُقَالُ للأَمة إِذا سُبَّتْ: قَبَّحَ اللهُ فِلْعَتَها قَالَ الأَزهري: يَعْنُونَ مَشَقَّ جهازِها أَو مَا تَشَقَّقَ مِنْ عَقِبها. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بفالِعةٍ أَي بداهِية، وَجَمْعُهَا الفَوالِعُ. وَقَالَ كُرَاعٌ: الفَلَعةُ الفَرْجُ، وَقَبَّحَ اللَّهُ فَلَعَتها كأَنه اسْمُ ذَلِكَ المكان منها. فلدع: الفَلَنْدَعُ: المُلْتَوِي الرِّجْلِ؛ حكاه ابن جني. فنع: الفَنَعُ: طِيبُ الرائحةِ. والفَنَعُ: نَفْحةُ المِسْكِ. ومِسْكٌ ذُو فَنَعٍ: ذَكِيُّ الرَّائِحَةِ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: وفُرُوع سابِغ أَطرافُها، ... عَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ والفَنَعُ: نَشْرُ الثناءِ الحسَن. والفَنَع: زيادةُ المالِ وكَثْرَتُه. ومالٌ ذُو فَنَع وَذُو فَنَإٍ عَلَى الْبَدَلِ أَي كَثِيرٌ، والفَنَعُ أَعْرَفُ وأَكثر فِي كَلَامِهِمْ؛ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَنه قَالَ لِابْنِ أَبي مِحْجَنٍ الثَّقَفِيِّ: أَبُوكَ الَّذِي يَقُولُ: إِذا مُتُّ فادْفِنِّي إِلى جَنْبِ كَرْمةٍ، ... تُرَوِّي عِظامي فِي التُّرابِ عُرُوقُها وَلَا تَدْفِنَنِّي فِي الفَلاةِ، فإِنَّني ... أَخافُ، إِذا مَا متُّ، أَن لَا أَذوقها فَقَالَ: أَبي الَّذِي يَقُولُ: وَقَدْ أَجُودُ، وَمَا مَالِي بِذِي فَنَعٍ، ... وأَكْتُمُ السِّرَّ فِيهِ ضَرْبةُ العُنُقِ الفنَعُ: المالُ الْكَثِيرُ؛ وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ: وَقَدْ أَكُرُّ وراءَ المُجْحِرِ الفَرِقِ وَقَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَجْزُهُ عَلَى مَا قدَّمناه. والفَنَعُ: الكَرَمُ والعَطاء والجُود الْوَاسِعُ وَالْفَضْلُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ الأَعشى: وجَرَّبُوه، فَمَا زادَتْ تَجارِبُهُمْ ... أَبا قُدامَة، إِلَّا الحَزْمَ والفَنَعا وسَنِيعٌ فَنِيعٌ أَي كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والفَنَعُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، عَنْهُ أَيضاً، وَكَذَلِكَ الفَنِيعُ والفَنِعُ. وَيُقَالُ: لَهُ فَنَعٌ فِي الْجُودِ؛ فأَما الِاسْتِشْهَادُ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ الزِّبْرِقَانِ البَهْدَليّ: أَظِلَّ بَيْتِيَ أَمْ حَسْناءَ نَاعِمَةً ... عَيَّرْتنِي، أَمْ عَطاءَ اللهِ ذَا الفَنَعِ فإِنه لَمْ يَضَعِ الشَّاهِدَ مَوْضِعَهُ لأَن هَذَا الَّذِي أَنشده لَا يَدُلُّ عَلَى الْكَثِيرِ إِنما يَدُلُّ عَلَى الْكَثْرَةِ، وَهُوَ إِنما اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى الْكَثِيرِ، وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ فَنِعَ، بِالْكَسْرِ، يَفْنَعُ. وَفَرَسٌ ذُو فَنَعٍ فِي سَيْرِهِ أَي زيادةٍ. فنقع: الأَزهري: مِنْ أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الْفَاءُ قَبْلَ الْقَافِ، قَالَ: والفِرْنِبُ مِثْلُهُ. والفُنْقُعةُ والقُنْفُعةُ جَمِيعًا: الاسْتُ؛ كلتاهما عن كراع. فوع: فَوْعةُ النهارِ وَغَيْرِهِ: أَوّلُه، وَيُقَالُ ارْتِفَاعُهُ، وَيُقَالُ: أَتانا فُلَانٌ عِنْدَ فَوْعةِ الْعِشَاءِ يَعْنِي أَوّل الظُّلْمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: احْبِسُوا صِبيانكم حَتَّى تَذْهَب فوْعةُ الْعِشَاءِ أَي أَوّلُه كَفَوْرَتِه. وفَوْعةُ الطِّيبِ: مَا مَلأَ أَنفَك مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ مَا يَفُوحُ مِنْهُ. وَيُقَالُ: وجدْتُ فَوْعةَ الطِّيبِ وفَوْغَتَه، بِالْعَيْنِ

فصل القاف

وَالْغَيْنِ، وَهُوَ طيبٌ رائحتُه تَطِيرُ إِلى خَيَاشِيمِكَ. وفَوْعةُ السُّمِّ: حِدَّته وحَرارته، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ قِيلَ الأُفْعُوانُ مِنْهُ، فَوَزْنُهُ عَلَى هذا أُفْلُعانُ. فصل القاف قبع: قَبَعَ يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبُوعاً: نَخَرَ، وقَبَعَ الخِنزيرُ يَقْبَعُ قَبْعاً وقِباعاً كَذَلِكَ. وقِبِّيعةُ الْخِنْزِيرِ، مَكَسُورَةُ الأَوّل مُشَدَّدَةُ الثَّانِي: فِنْطِيسَتُه، وَفِي الصِّحَاحِ: قِبِّيعةُ الْخِنْزِيرِ وقِنْبِيعَتُه نُخْرةُ أَنفه. والقَبْعُ: صَوْتٌ يَرُدُّه الفرَسُ مِنْ مَنْخَرَيْه إِلى حَلْقِه وَلَا يَكَادُ يَكَوُنُ إِلا مِنْ نِفَارٍ أَو شَيْءٍ يَتَّقِيهِ وَيَكْرَهُهُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ الْعَبْسِيُّ: إِذا وقَعَ الرِّماحُ بِمَنْكِبَيْه، ... تَوَلَّى قابِعاً فِيهِ صُدُودُ وَيُقَالُ لِصَوْتِ الْفِيلِ: القَبْعُ والنَّخْفةُ. والقَبْعُ: الصِّياحُ. والقُبوعُ: أَن يُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه فِي قَمِيصِهِ أَو ثَوْبِهِ، يُقَالُ: قَبَعَ يَقْبَعُ قُبوعاً. وانْقَبَعَ: أَدخل رأْسه فِي ثَوْبِهِ. وقَبَعَ رأْسَه يَقْبَعُه: أَدخله هُنَاكَ. وجاريةٌ قُبَعةٌ طُلَعةٌ: تَطَلَّعُ ثُمَّ تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدْخِلُهُ، وَقِيلَ: تَطْلُعُ مَرَّةً وتَقْبَعُ أُخرى، وَرُوِيَ عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ السعْدِيّ أَنه قَالَ: أَبْغَضُ كَنائِنِي إِليّ الطُّلَعةُ القُبَعةُ، وَهِيَ الَّتِي تُطْلِعُ رأْسها ثُمَّ تَخْبَؤُه كأَنها قُنْفُذةٌ تَقْبَعُ رأْسها. والقُبَعُ: القُنْفُذُ لأَنه يَخْنِسُ رأْسه، وَقِيلَ: لأَنه يَقْبَعُ رأْسَه بَيْنَ شَوْكِه أَي يَخْبَؤُهُ، وَقِيلَ: لأَنه يَقْبَعُ رأْسه أَي يَرُدُّهُ إِلى دَاخِلٍ؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: وَلَا أَطْرُقُ الْجَارَاتِ بالليلِ قابِعاً، ... قُبُوعَ القَرَنْبَى أَخْطَأَتْه مَحاجِرُه هُوَ مِنْ ذَلِكَ أَي يُدْخِلُ رأْسه فِي ثَوْبِهِ كَمَا يُدْخِلُ الْقَرَنْبَى رأْسه فِي جِسْمِهِ. وَيُقَالُ لِلْقُنْفُذِ أَيضاً: قُباعٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قاتَل اللَّهُ فُلَانًا، ضَبَحَ ضَبْحةَ الثَّعْلَبِ وقَبَعَ قَبْعةَ القنفذِ ؛ قَبَعَ أَي أَدخَل رأْسه وَاسْتَخْفَى كَمَا يَفْعَلُ الْقُنْفُذُ: والقَبْعُ: أَن يُطَأْطِئَ الرجلُ رأْسه فِي الرُّكُوعِ شَدِيدًا. والقَبْعُ: تغطيةُ الرأْس بِاللَّيْلِ لِرِيبة. وقَنْبَعَتِ الشجرةُ إِذا صَارَتْ زَهْرَتُهَا فِي قُنْبُعةٍ أَي غِطاءٍ. وقَبَعَ النجمُ: ظَهَرَ ثُمَّ خَفِيَ. وامرأَة قَبْعاءُ: تَنْقَبِعُ إِسْكَتاها فِي فَرْجِهَا إِذا نُكِحَتْ، وَهُوَ عَيْبٌ. وَيُقَالُ للمرأَة الْوَاسِعَةِ الجَهازِ: إِنَّها لقُباعٌ. والقُبَعةُ: طُوَيْئِرٌ صَغِيرٌ أَبْقَعُ مِثْلُ العُصفورِ يَكُونُ عِنْدَ جِحَرةِ الجِرْذان، فإِذا فَزِعَ أَو رُمِيَ بِحَجَرٍ قَبَعَ فِيهَا أَي دخَلَها. وقَبَعَ فُلَانٌ رأْس القِرْبةِ والمَزادة: وَذَلِكَ إِذا أَراد أَن يَسْقِيَ فِيهَا فَيُدْخِلُ رأْسها فِي جَوْفِهَا لِيَكُونَ أَمكن لِلسَّقْيِ فِيهَا، فإِذا قَلَبَ رأْسها عَلَى ظَاهِرِهَا قِيلَ: قَمَعَهُ، بِالْمِيمِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا حَفِظْتُ الْحَرْفَيْنِ عَنِ الْعَرَبِ. وقَبَعَ السِّقاءَ يَقْبَعُه قَبْعاً: ثَنَى فَمَهُ فَجَعَلَ بَشَرَتَهُ هِيَ الدَّاخِلَةَ ثُمَّ صَبّ فِيهِ لَبَنًا أَو غَيْرَهُ، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنَى فَمَهُ فأَخرج أَدَمَته وَهِيَ الدَّاخِلَةُ. واقْتَبَعْتُ السِّقاءَ إِذا أَدخلت خُرْبَتَه فِي فَمِكَ فَشَرِبْتَ مِنْهُ، قَالَ ابْنُ الأَثير «2»: قَبَعْتُ الجُوالِق إِذا ثَنَيْتَ أَطرافَه إِلى دَاخِلٍ أَو خَارِجٍ، يُرِيدُ أَنه لَذُو قَعْرٍ. وقَبَعَ فِي الأَرض يَقْبَعُ قُبُوعاً: ذَهَبَ فِيهَا. وقَبَعَ: أَعْيا وانْبَهَرَ.

_ (2). قوله [قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ قَبَعْتُ الجوالق إلى قوله وقبع في الارض] أورده ابن الأثير عقب قوله الآتي فلقب به واشتهر؛ فقوله يريد أي الْحَرْثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِي البصرة الآتي ذكره

والقابِعُ: المُنْبَهِرُ، يُقَالُ: عَدَا حَتَّى قَبَعَ. وقَبَعَ عَنْ أَصحابه يَقْبَعُ قَبْعاً وقُبوعاً: تخلَّف. وخَيْلٌ قَوابِعُ: مَسْبوقة؛ قَالَ: يُثابِرُ، حَتَّى يَتْرُكَ الخَيْلَ خَلْفَه ... قَوابِعَ فِي غَمَّي عَجاجٍ وعِثْيَرِ والقُباعُ: الأَحْمَقُ. وقُباعُ بْنُ ضَبّة: رَجُلٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَحْمَقَ أَهلِ زَمَانِهِ، يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ لِكَلِّ أَحمق، وَفِي حَدِيثِ قُتَيْبَةَ لَمَّا وَليَ خُراسانَ قَالَ لَهُمْ: إِنْ ولِيَكُم والٍ رَؤوفٌ بِكُمْ قُلْتُمْ قُباعُ بْنُ ضَبَّةَ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: يَا ابْنَ قابعاءَ وَيَا ابنَ قُبعةَ إِذا وُصِفَ بالحُمْقِ. والقُباعُ، بِالضَّمِّ: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ. والقُباعيُّ مِنَ الرِّجَالِ: العظيمُ الرأْسِ مأْخوذ مِنَ القُباع، وَهُوَ المِكيالُ الْكَبِيرُ. ومِكيالٌ قُباعٌ: وَاسِعٌ. والقُباع: والٍ أَحدَثَ ذَلِكَ المِكيالَ فَسُمِّيَ بِهِ. والقُباعُ: لقب الْحَرْثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِي البصرة؛ قال الشاعر: أَميرَ المُؤْمِنينَ، جُزِيتَ خَيْراً ... أَرِحْنا مِنْ قُباعِ بَني المُغِيرِ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه وَلِيَ البصرة فَعَيَّرَ مَكايِيلَهُم فَنَظَرَ إِلى مِكْيَالٍ صَغِيرٍ فِي مَرآةِ الْعَيْنِ أَحاط بِدَقِيقٍ كَثِيرٍ فَقَالَ: إِنّ مِكْيالَكُم هَذَا لقُباعٌ، فَلُقِّبَ بِهِ وَاشْتُهِرَ. قَالَ الأَزهري: وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ مِكيالٌ وَاسِعٌ لأَهلها فَمَرَّ وَالِيهَا بِهِ فَرَآهُ وَاسِعًا فَقَالَ: إِنه لَقُباعٌ، فَلُقِّبَ ذَلِكَ الْوَالِي قُباعاً. والقُبَعةُ: خِرقةٌ تُخَاطُ كالبُرْنُسِ يَلْبَسُهَا الصِّبْيَانُ. والقابُوعةُ: المِحْرَضةُ. والقَبِيعةُ: الَّتِي عَلَى رأْس قَائِمِ السَّيْفِ وَهِيَ الَّتِي يُدْخَلُ الْقَائِمُ فِيهَا، وَرُبَّمَا اتُّخِذَتْ مِنْ فِضَّةٍ عَلَى رأْس السِّكِّينِ، وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ قَبِيعةُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم. من فضّةٍ ؛ هِيَ الَّتِي تَكُونُ عَلَى رأْس قَائمِ السيفِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا تَحْتَ شَارِبَيِ السيفِ مِمَّا يَكُونُ فَوْقَ الغِمْدِ فَيَجِيءُ مَعَ قَائِمِ السَّيْفِ، والشارِبانِ أَنْفانِ طَوِيلَانِ أَسفل الْقَائِمِ، أَحدهما مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَالْآخَرُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ، وَقِيلَ: قَبِيعَةُ السَّيْفِ رأْسه الَّذِي فِيهِ مُنْتَهَى الْيَدِ إِليه، وَقِيلَ: قَبِيعَتُهُ مَا كَانَ عَلَى طَرَف مَقْبِضِه مِنْ فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ. الأَصمعي: القَوْبَعُ قَبِيعة السَّيْفِ؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقَيْلي: فصاحُوا صِياحَ الطَّيْرِ مِن مُحْزَئلَّةٍ ... عَبُورٍ، لهادِيها سِنانٌ وقَوْبَعُ والقَوْبَعة: دُويْبّةٌ صَغِيرَةٌ. وقُبَعٌ: دُويْبَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَقُودُ بِهَا دَلِيلُ القَوْمِ نَجْمٌ، ... كَعَينِ الكلْبِ فِي هُبًّى قِباعِ لَمْ يُفَسِّرْهُ. الرِّوَايَةُ قِباعٌ جَمْعُ قابِعٍ، يَصِفُ نُجُومًا قَدْ قَبَعَتْ فِي الهَبْوة، وهُبًّى جَمْعُ هابٍ أَي الدَّاخِلُ فِي الهَبْوةِ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ لَهُ القُبْعُ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ ، يَعْنِي البُوقَ، رويت هذه اللفظة بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ وَالثَّاءِ وَالنُّونِ، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قال الْخَطَّابِيُّ: أَما القُبَعُ، بِالْبَاءِ الْمَفْتُوحَةِ، فَلَا أَحسبه سُمِّيَ بِهِ إِلّا لأَنه يَقْبَعُ فَمَ صَاحِبِهِ أَي يَسْتُرُهُ، أَو مِنْ قَبَعْتُ الجُوالِقَ والجِرابَ إِذا ثَنَيْتَ أَطرافه إِلى دَاخِلٍ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: حَكَاهُ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ عَنْ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ

الْقُبْعُ، بالباءِ الْمُوَحَّدَةِ، قَالَ: وَهُوَ البُوقُ، فَعَرَضْتُه عَلَى الأَزهري فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ. قتع: قَتَعَ يَقْتَعُ قُتُوعاً: انْقَمَعَ وذَلَّ. والقَتَعُ دُودٌ حُمْرٌ تأْكل الْخَشَبَ؛ قَالَ: غَداةَ غادَرْتهُمْ قَتْلى، كأَنَّهُمُ ... خُشْبٌ تَقَصَّفَ فِي أَجْوافِها القَتَعُ الْوَاحِدَةُ قَتَعةٌ، وَقِيلَ: القَتَعُ الأَرَضةُ، وَقِيلَ: الدُّودُ مُطْلَقًا، ابْنُ الأَعرابي: هِيَ السُّرْفةُ والقَتَعَةُ والهِرْنِصانةُ والحُطَيِّطةُ والبُطَيِّطةُ واليَسْرُوعُ والعَوانةُ والطُّحْنةُ. وقاتَعه اللهُ: قاتَله وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْبَدَلِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَيُقَالُ: قاتَعه اللهُ وكاتَعهُ إِذا قَاتَلَهُ، وَهِيَ المُقاتَعةُ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: أَنه اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لَهَا النَّاسَ فذكِر لَهُ القُتْعُ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ ، فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنه الشَّبُّورُ وَهُوَ البُوقُ، رُوِيَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ بِالْبَاءِ والتاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النُّونِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ القَتَع، بِتَاءٍ بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقٍ، هُوَ دُودٌ يَكُونُ فِي الْخَشَبِ، الْوَاحِدَةُ قَتَعةٌ، قَالَ: وَمَدَارُ هَذَا الْحَرْفِ عَلَى هُشَيْمٍ، وَكَانَ كثيرَ اللَّحْنِ وَالتَّحْرِيفِ عَلَى جَلالةِ مَحَلِّهِ فِي الْحَدِيثِ. قثع: لَمْ يُتَرْجِمْ عَلَيْهَا أَحد فِي الأُصول الْخَمْسَةِ غَيْرَ أَنّا ذَكَرْنَاهَا لِمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ الأَذان: أَنه اهتم للصلاةِ كيف يَجْمَعُ لَهَا النَّاسَ فَذُكِرَ لَهُ القُثْعُ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ، فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ أَنه الشَّبُّور وَهُوَ الْبُوقُ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ رُوِيَتْ بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ والثاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النُّونُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: سَمِعْتُ أَبا عُمَرَ الزَّاهِدَ يَقُولُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَلَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قَثَعَ فِي الأَرض قُثُوعاً إِذا ذَهَبَ فَسُمِّيَ بِهِ لِذَهَابِ الصَّوْتِ مِنْهُ، وَقَدْ ذَكَرَ كُلَّ لَفْظَةٍ مِنْ هَذِهِ الأَلفاظ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا فِي بَابِهِ. قدع: القَدْعُ: الكَفُّ والمَنْعُ. قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعاً وأَقْدَعَه فانْقَدَعَ وقَدِعَ إِذا كَفَّه عَنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: اقْدَعُوا هَذِهِ النُّفُوسَ فإِنها طُلَعةٌ. وَفِي حَدِيثِ الحَجَّاج: اقْدَعُوا هَذِهِ الأَنْفُسَ فَإِنَّهَا أَسْأَلُ شيءٍ إِذا أُعْطِيَتْ وأَمْنَعُ شيءٍ إِذا سُئِلَتْ ، أَي كُفُّوها عَمَّا تَتَطَلَّعُ إِليه مِنَ الشَّهَوَاتِ. وقَدَعْتُ فَرَسي أَقْدَعُه قَدْعاً: كَبَحْتُه وكَفَفْتُه. وَهُوَ فَرَسٌ قَدُوعٌ: يَحْتَاجُ إِلى القَدْع ليَكُفَّ بَعْضَ جَرْيِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فَذَهَبْتُ أُقبل بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَدَعَني بَعْضُ أَصحابه أَي كَفَّنِي. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه قَدْعاً وإِقْداعاً، وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَجَعَلْتُ أَجِدُ بِي قَدَعاً «1» مِنْ مَسْأَلَتِه أَي جُبْناً وانكِساراً، وَفِي رِوَايَةٍ: أَجِدُني قَدِعْتُ عَنْ مسأَلته. والقَدُوعُ: القادِعُ والمَقْدُوعُ جَمِيعًا: ضِدٌّ، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والقَدُوعُ: الفَحْل الَّذِي إِذا قَرُبَ مِنَ الناقةِ ليَقْعُوَ عَلَيْهَا قُدِعَ وضُرِبَ أَنفه بِالرُّمْحِ أَو غَيْرِهِ وحُمِلَ عَلَيْهَا غَيْرُهُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: إِذا مَا اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنْهُ ... مكانَ الرُّمْحِ مِنْ أَنْفِ القَدُوعِ وَفُلَانٌ لَا يَقْدَعُ أَي لَا يَرْتَدِعُ. وَهَذَا فَحْلٌ لَا يُقْدَعُ أَي لَا يُضْرَبُ أَنفه وَذَلِكَ إِذا كَانَ كَرِيمًا. وَفِي حَدِيثِ زواجِه خديجةَ: قَالَ ورَقةُ بْنُ نَوْفَلٍ: مُحَمَّدٌ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ، هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْدَعُ أَنفُه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ قَدَعْتُ الْفَحْلَ وَهُوَ أَن يَكُونَ غَيْرَ كَرِيمٍ فإِذا أَراد رُكُوبَ النَّاقَةِ الْكَرِيمَةِ ضُرِبَ أَنفه

_ (1). قوله [أجد بي قدعاً] القدع، محركة: الجبن والانكسار

بِالرُّمْحِ أَو غَيْرِهِ حَتَّى يَرْتَدِعَ ويَنْكَفَّ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً: فإِن شَاءَ اللَّهُ أَن يَقْدَعَه بِهَا قَدَعَه. وَفَرَسٌ قَدُوعٌ: يَكُفُّ بَعْضَ جَرْيِهِ. أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ مَرَّ بِهِ فَرَسُه يَقْدَعُ أَي يَعْدُو. وفرسٌ قَدِعٌ أَي هَيُوبٌ. وَيُقَالُ: اقْدَعْ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ أَي اقْطَع مِنْهُ أَي اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً. والمِقْدَعةُ: عَصاً يَقْدعُ بِهَا ويَدْفَعُ بِهَا الإِنسانُ عَنْ نَفْسِهِ. وَرَجُلٌ قَدِعٌ، عَلَى النَّسَبِ: يَنْقَدِعُ لِكُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: وإِنِّي سَوْفَ أَحْكُم غيرَ عادٍ، ... وَلَا قَدِعٍ، إِذا التُمِسَ الجَوابُ والقِدْعةُ مِنَ الثِّيَابِ: دُرَّاعةٌ قَصِيرَةٌ؛ قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ: بِتِلْكَ عَلِقْت الشوْقَ، أَيامَ بِكْرُها ... قَصِيرُ الخُطى، فِي قِدْعةٍ يَتَعَطَّفُ وامرأَة قَدِعةٌ وقَدُوعٌ: كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ. وامرأَة قَدُوعٌ: تأْنَفُ كُلَّ شَيْءٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وإِلَّا فَمَدْخُولُ الفِناءِ قَدُوعُ قَدُوعٌ معنى المَقْدُوعِ هَاهُنَا. وانْقَدَع فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ إِذا استَحْيا مِنْهُ. وتَقَادَعَ الذُّبابُ فِي المَرَقِ إِذا تَهافَتَ. والتَّقادُعُ: التَّتابُع وَالتَّهَافُتُ فِي الشَّرِّ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي الشَّيْءِ: وتَقادَعَ الفَراشُ فِي النَّارِ: تَساقَط كأَنّ كُلَّ وَاحِدٍ يَدْفَعُ صاحبَه أَن يَسْبِقَه. وأقْدَعَ الرجلَ: شَتَمه. والمَقادِعُ: عِوارُ الكلامِ. وتَقَادَعَ القومُ بالرّماحِ: تَطاعَنُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: يُحْمَلُ الناسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَتقادَعُ بِهِمْ جَنَبَتا الصِّرَاطِ تَقادُعَ الفَراشِ فِي النَّارِ أَي تُسقِطُهم فِيهَا بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ. وتَقادَعَ القومُ: هَلَكَ بعضُهم فِي إِثْرِ بَعْضٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ أَو عَامٍ وَاحِدٍ، وَقِيلَ: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً مَاتَ بَعْضُهُمْ فِي إِثر بَعْضٍ فَلَمْ يُخَصَّ يومٌ وَلَا شَهْرٌ. والتَّقادُعُ: التَّرَاجُعُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: القَدَعُ انْسِلاقُ الْعَيْنِ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَدِعاً. وَقَدْ قَدِعَ، فَهُوَ قَدِعٌ، وقَدِعَتْ عينُه تَقْدَعُ قَدَعاً: ضَعُفَتْ مِنْ طُولِ النَّظَرِ إِلى الشَّيْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمْ فيهمُ مِن هَجِينٍ أُمُّه أَمَةٌ، ... فِي عَيْنِها قَدَعٌ، فِي رِجْلِها فَدَع وقَدَعَ الْخَمْسِينَ: جاوَزها، بِفَتْحِ الدَّالِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري: قَدَعَ السِتِّينَ جازَها، قَالَ: فاحتمَلَ أَن تُقْدَعَ فَتَقْدَعَ كَمَا تَقُولُ قَدَعْتُ الرَّجُلَ عَنِ الأَمر فَقَدِعَ أَي كَفَفْتُه فكَفَّ وارْتَدَعَ. وقَدِعَتْ لَهُ الْخَمْسُونَ: دَنَتْ؛ قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيّ: مَا يسْأَلُ الناسُ عَنْ سِنِّي، وَقَدْ قَدِعَتْ ... لِي الأَرْبَعُونَ، وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ قل ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَرْمِيُّ رَوَاهُ ثَعْلَبٌ قُدِعَتْ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، بِضَمِّ الْقَافِ؛ وَقَالَ أَبو الطَّيِّبِ: الأَكثر فِي الرِّوَايَةِ قَدِعَتْ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُدِعَتْ لِي أَربعون أَي أُمْضِيَتْ. يُقَالُ: قَدَعَها أَي أَمضاها كَمَا يَقْدَعُ الرجلُ الشَّيْءَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وقِدْعةُ اسْمُ عَنْزٍ؛ وأَنشد:

فَتَنازَعا شَطْراً لِقِدْعةَ واحِداً، ... فَتَدارآ فِيهِ، فكانَ لِطامُ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: المِجْوَلُ الصُّدْرةُ وَهِيَ الصِّدارُ والقِدْعةُ والعِدْقةُ. قذع: القَذَعُ: الخَنى والفُحْشُ. قَذَعَه يَقْذَعُه قَذْعاً وأَقْذَعَه وأَقْذَعَ لَهُ إِقْذاعاً: رَمَاهُ بالفُحْشِ وأَساء القولَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع قَذَعْتُ بِغَيْرِ أَلف لِغَيْرِ اللَّيْثِ: وأَقْذَعَ القولَ: أَساءه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَالَ فِي الإِسلام شِعْرًا مُقْذِعاً فَلِسَانُهُ هَدَرٌ. والقَذَعُ: الفُحْشُ مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي يَقْبُحُ ذِكْرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَوَى هِجاءً مُقْذِعاً فَهُوَ أَحد الشاتِمَيْنِ ؛ الهِجاءُ المُقْذِعُ: الَّذِي فِيهِ فُحْش وقَذْفٌ وسَبّ يَقْبُحُ نَشْرُه أَي أَنَّ إِثمه كإِثم قَائِلِهِ الأَول. وأَقْذَعَ لَهُ: أَفْحَشَ فِي شَتْمِه. والقَناذِعُ: الْكَلَامُ الْقَبِيحُ؛ قَالَ أَدهم بْنُ أَبي الزَّعْرَاءِ: بَني خَيْبَرِيٍّ نهْنِهُوا مِنْ قَناذِعٍ ... أَتَتْ مِنْ لَدَيْكُمْ، وانْظُرُوا مَا شُؤُونُها ومَنْطِقٌ قَذَعٌ وقَذِيعٌ وقَذِعٌ وأَقْذَعُ: فاحِشٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ، ... باقٍ كَمَا دَنَّسَ القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: يَا أَيُّها القائِلُ قَوْلًا أَقْذَعا قِيلَ: أَقْذَعَ نَعْتٌ لِلْقَوْلِ كأَنه قَالَ قَوْلًا ذَا قَذَع، وَقِيلَ: إِنه أَراد أَنه أَقْذَعَ فِي الْقَوْلِ. وأَقْذَعَه بِلِسَانِهِ إِقْذاعاً: قَهَرَهُ بِلِسَانِهِ. وقَذَعَه بِالْعَصَا يَقْذَعُه قَذْعاً: ضرَبه، وَقِيلَ: هُوَ بِالدَّالِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَزهري، وَقَالَ: صَوَابُهُمَا بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَذَعْته عَنِ الأَمر إِذا كَفَفْتَهُ، وأَقْذَعْته إِذا شَتَمْتَهُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. قَالَ الأَزهري: وقرأَت فِي نَوَادِرِ الأَعراب تَقَذَّعَ لَهُ بِالشَّرِّ وَتَقَدَّعَ، بِالذَّالِ وَالدَّالِ، وتقذَّع وتقدَّع إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ بِالشَّرِّ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنه سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُعْطِي غَيْرَهُ الزَّكَاةَ أَيُخْبِرُه بِهَا؟ فَقَالَ: يُرِيدُ أَن يُقْذِعَه بِهِ أَي يُسْمِعَه مَا يَشُقّ عَلَيْهِ، فَسَمَّاهُ قَذعاً وأَجْراه مُجْرى يَشْتُمُه وَيُؤْذِيهِ، وَلِذَلِكَ عدَّاه بِغَيْرِ لَامٍ. وَمَا عَلَيْهِ قِذاعٌ أَي شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأَعرف قِزاعٌ، بالزاي. قرع: القَرَعُ: قَرَعُ الرأْس وَهُوَ أَن يَصْلَعَ فَلَا يَبْقَى عَلَى رأْسه شَعْرٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذَهابُ الشَّعَرِ مِنْ داءٍ؛ قَرِعَ قَرَعاً وَهُوَ أَقْرَعُ وامرأَة قَرْعاءُ. والقَرَعةُ: مَوْضِعُ القَرَعِ مِنَ الرأْسِ، وَالْقَوْمُ قُرْعٌ وقُرْعانٌ. وقَرِعَتِ النَّعامةُ قَرَعاً: سقَط ريشُ رأْسها مِنَ الكِبَرِ، والصِّفةُ كالصِّفةِ؛ والحَيّةُ الأَقرع إِنما يَتَمَعَّطُ شَعْرُ رأْسه، زَعَمُوا لِجَمْعِهِ السُّمَّ فِيهِ. يُقَالُ: شُجاعٌ أَقْرَعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَجِيءُ كَنْزُ أَحدِكم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتانِ ؛ الأَقْرَعُ: الَّذِي لَا شَعْرَ لَهُ عَلَى رأْسه، يُرِيدُ حَيَّةً قَدْ تمعَّط جِلْدُ رأْسه لِكَثْرَةِ سُمِّهِ وطُولِ عُمُره، وَقِيلَ: سُمِّيَ أَقرع لأَنه يَقْرِي السُّمَّ وَيَجْمَعُهُ فِي رأْسه حَتَّى تَتَمَعَّطَ مِنْهُ فَرْوةُ رأْسه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حَيَّةً: قَرَى السَّمَّ، حَتَّى انْمازَ فَرْوةُ رأْسِه ... عَنِ العَظْمِ، صِلٌّ فاتِكُ اللَّسْعِ مارِدُهْ والتَّقْرِيعُ: قَصُّ الشعَر؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَرَعُ: بَثْرٌ أَبيض يَخْرُجُ بالفُصْلانِ وحَشْوِ الإِبل يُسْقِطُ

وَبَرها، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَخْرُجُ فِي أَعْناق الفُصْلان وَقَوَائِمِهَا. وَفِي المثلِ: أَحَرُّ مِنَ القَرَعِ. وَقَدْ قَرِع الفَصِيلُ، فَهُوَ قَرِعٌ، وَالْجَمْعُ قَرْعى. وَفِي الْمَثَلِ: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى أَي سَمِنَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ تَعَدَّى طَوْرَه وَادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ. ودواءُ القَرَع المِلْح وجُبابُ أَلبانِ الإِبل، فإِذا لَمْ يَجِدُوا مِلْحاً نَتَفُوا أَوباره ونَضَحُوا جِلْدَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ جَرُّوهُ عَلَى السَّبَخةِ. وتَقَرَّعَ جِلْدُهُ: تَقَوَّبَ عَنِ القَرَعِ. وقُرِّعَ الفَصِيلُ تَقْرِيعًا: فُعِلَ بِهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ إِذا لَمْ يُوجَدِ الْمِلْحُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَذْكَرُ الْخَيْلَ: لَدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادِرْنَ دارِعاً، ... يُجَرُّ كَمَا جُرَّ الفَصِيلُ المُقَرَّعُ وَهَذَا عَلَى السَّلْبِ لأَنه يُنْزَعُ قَرَعُه بِذَلِكَ كَمَا يُقَالُ: قَذَّيْتُ العينَ نَزَعْتُ قَذَاهَا، وقَرَّدْت الْبَعِيرَ. وَمِنْهُ الْمَثَلُ: هُوَ أَحرّ مِنَ القَرَع، وَرُبَّمَا قَالُوا: هو أَحرّ من القرْع، بِالتَّسْكِينِ، يَعْنُونَ بِهِ قَرْعَ المِيسَمِ وَهُوَ المِكْواةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ عَلَى كَبِدِي قَرْعةً، ... حِذاراً مِنَ البَيْنِ، مَا تَبْرُدُ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ كَذَلِكَ بِتَسْكِينِ الرَّاءِ، تُرِيدُ بِهِ القَرْعَ الَّذِي يُؤْكَلُ، وإِنما هُوَ بِتَحْرِيكِهَا. والفَصِيلُ قَرِيعٌ وَالْجَمْعُ قَرْعى، مِثْلَ مَرِيضٍ ومَرْضَى. والقَرَعُ: الجَرَبُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَراه يَعْنِي جَرَبَ الإِبل. وقَرَّعَتِ الحَلُوبةُ رأْسَ فَصِيلها إِذا كانت كثيرة اللَّبَنِ، فإِذا رَضِعَ الفصيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللبَنُ مِنَ الخِلفِ الآخرِ عَلَى رأْسه فَقَرَعَ رأْسَه؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَهَا حَجَلٌ قَدْ قَرَّعَتْ مِنْ رُؤُوسِه، ... لَهَا فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ واشِلُ سَمَّى الإِفالَ حَجلًا تَشْبِيهًا بِهَا لِصِغَرِهَا؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: لَهَا حَجَلٌ قُرْعُ الرُؤُوسِ تَحَلَّبَتْ ... عَلَى هامِها، بالصَّيْفِ، حَتَّى تَمَوَّرا وقَرِعَتْ كُرُوشُ الإِبل إِذا انْجَرَدَتْ فِي الْحَرِّ حَتَّى لَا تَسْقِ «2» الماءَ فَيَكْثُرَ عَرَقُها وتَضْعُفَ بِذَلِكَ. والقَرَعُ: قَرَعُ الكَرِش، وَهُوَ أَن يَذْهَبَ زِئْبَرُهُ ويَرِقَّ مِنْ شدَّة الْحَرِّ. واسْتَقْرَعَ الكَرِش إِذا استَوْكَعَ. والأَكْراشُ يُقَالُ لَهَا القُرْعُ إِذا ذَهَبَ خَمَلُها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَمَّا أَتى عَلَى محسِّرٍ قَرَعَ رَاحِلَتَهُ أَي ضرَبها بِسوْطِه. وقَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعاً: ضَرَبَهُ. الأَصمعي: يُقَالُ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ أَي إِذا نُبِّه انْتَبَه؛ وَمَعْنَى قَوْلِ الْحَرْثِ بْنِ وعْلةَ الذُّهْليّ: وزَعَمْتُمُ أَنْ لاحُلُومَ لَنَا، ... إِنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْمِ قَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَعْنَى أَنكم زَعَمْتُمْ أَنَّا قَدْ أَخطأْنا فَقَدْ أَخطأَ العلماءُ قَبْلَنَا، وَقِيلَ: مَعْنَى ذَلِكَ أَي أَنَّ الْحَلِيمَ إِذا نُبِّهَ انْتَبَهَ، وأَصله أَنَّ حَكَماً مِنْ حُكَّام الْعَرَبِ عَاشَ حَتَّى أُهْتِرَ فَقَالَ لِابْنَتِهِ: إِذا أَنكَرْتِ مِنْ فَهْمِي شَيْئًا عِنْدَ الحُكْمِ فاقْرَعِي لِيَ المِجَنَّ بِالْعَصَا لأَرتدع، وَهَذَا الْحَكَمُ هُوَ عَمْرو بْنُ حُمَمةَ الدَّوْسِيّ قضَى بَيْنَ الْعَرَبِ ثَلَثَمِائَةِ سَنَةً، فَلَمَّا كَبِرَ أَلزموه السَّابِعَ مِنْ وَلَدِهِ يَقْرَعُ الْعَصَا إِذا غَلِطَ فِي حُكُومَتِهِ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصا، ... وَمَا عُلِّمَ الإِنسانُ إِلَّا ليَعْلَما

_ (2). قوله [لا تسق] كذا بالأَصل على هذه الصورة ولعله لا تستبقي الماء أو ما في معناه.

ابْنُ الأَعرابي: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قَرَعْت ظَنابِيبَ الهَوَى، يومَ عاقِلٍ، ... ويومَ اللِّوَى حَتَّى قَشَرْت الهَوَى قَشْرا أَي أَذْلَلْته كَمَا تقرَع ظُنْبُوبَ بَعِيرِكَ لِيَتَنَوَّخَ لَكَ فَتَرْكَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى حِينَ قِيلَ لَهُ مُحَمَّدٌ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ قَالَ: نِعْمَ البُضْعُ «1» لَا يُقْرَعُ أَنفه ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: هُوَ الْفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنفه أَي أَنه كفءٌ كَرِيمٌ لَا يُرَدُّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ قدع أَيضاً، وَقَوْلُهُ لَا يُقْرَعُ أَنفه كَانَ الرَّجُلُ يأْتي بِنَاقَةٍ كَرِيمَةٍ إِلى رَجُلٍ لَهُ فَحْلٌ يسأَله أَن يُطْرِقَها فحلَه، فإِن أَخرج إِليه فَحْلًا لَيْسَ بِكَرِيمٍ قَرَعَ أَنفه وَقَالَ لَا أُريده. والمُقْرَعُ: الفحْلُ يُعْقَلُ فَلَا يُتْرَكُ أَن يَضْرِبَ الإِبل رَغْبَةً عَنْهُ، وقَرَعْتُ البابَ أَقْرَعُه قَرْعاً. وقَرَعَ الدابَّةَ وأَقرَع الدَّابَّةَ بِلِجَامِهَا يَقْرَعُ: كفَّها بِهِ وكبَحَها؛ قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ الرِّياحِي: إِذا البَغْلُ لَمْ يُقْرَعْ لَهُ بلِجامِه، ... عَدا طَوْرَه فِي كلِّ مَا يَتَعَوَّدُ وَقَالَ رؤْبة: أَقْرَعَه عَنِّي لِجامٌ يُلْجِمُه وقَرَعْت رأْسه بالعَصا قَرْعاً مِثْلَ فَرَعْتُ، وقَرَعَ فُلَانٌ سنَّه نَدَماً؛ وأَنشد أَبو نَصْرٍ: وَلَوْ أَني أَطَعْتُكَ فِي أُمُورٍ، ... قَرَعْتُ نَدامةً مِنْ ذاكَ سِنِّي وأَنشد بَعْضُهُمْ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ... ليَ النِّصْفُ مِنْهَا، يَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ وَكَانَ زِنْباعُ بْنُ رَوْحٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَنْزِلُ مَشارفَ الشَّامِ، وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ، فَخَرَجَ عُمَرُ فِي تِجَارَةٍ إِلى الشَّامِ وَمَعَهُ ذَهَبةٌ جَعَلَهَا فِي دَبِيلٍ وأَلقَمَها شارِفاً لَهُ، فَنَظَرَ إِليها زِنْباعٌ تَذْرِفُ عَيْنَاهَا فَقَالَ: إِن لَهَا لَشَأْناً، فَنَحَرَهَا ووجَد الذهبَةَ فَعَشَرَها، فَحِينَئِذٍ قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَذَا الْبَيْتُ. وقَرَعَ الشاربُ بالإِناء جبهتَه إِذا اشتفَّ مَا فِيهِ يَعْنِي أَنه شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ؛ وأَنشد: كأَنَّ الشُّهْبَ فِي الآذانِ مِنْهَا، ... إِذا قَرَعُوا بِحافَتِها الجَبِينا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه أَخذ قَدَحَ سَوِيقٍ فَشَرِبَهُ حَتَّى قَرَعَ القَدَحُ جبينَه أَي ضرَبه، يَعْنِي شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْخَمْرَ: تَمَزَّزْتُها صِرفاً، وقارَعْتُ دَنَّها ... بعُودِ أَراكٍ هَدَّه فَتَرَنَّما قارَعْتُ دَنَّها أَيْ نزَفْتُ مَا فِيهِ حَتَّى قَرِعَ، فإِذا ضُرِبَ الدَّنُ بَعْدَ فَراغِه بِعُودٍ تَرَنَّمَ. والمِقْرعةُ: خَشَبَةٌ تُضْرَبُ بِهَا البغالُ وَالْحَمِيرُ، وَقِيلَ: كلُّ مَا قُرِعَ بِهِ فَهُوَ مِقْرعةٌ. الأَزهريُّ: المِقْرعةُ: الَّتِي تُضْرَبُ بِهَا الدَّابَّةُ، والمِقْراعُ كالفأْس يُكْسَرُ بِهَا الْحِجَارَةُ؛ قَالَ يَصِفُ ذَئْبًا: يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لَمْ يَسْمَعِ، ... بِمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ «2» والقِراعُ والمُقارَعةُ: المُضاربةُ بالسيوف، وقيل:

_ (1). قوله [البضع] هو الكفء كما في النهاية وبهامشها هو عقد النكاح على تقدير مضاف أي صاحب البضع. (2). قوله [يستمخر إلخ] أنشده في مادة مخر: لم أسمع بدل لم يسمع.

مُضَارَبَةُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ، وَقَدْ تَقارعُوا. وقَرِيعُك: الَّذِي يُقارِعُك. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَذِكْرِ سَيْفِ الزُّبَيْرِ: بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكَتائِبِ أَي قِتَالِ الْجُيُوشِ وَمُحَارَبَتِهَا. والإِقْراعُ: صَكُّ الحَمِيرِ بعضُها بَعْضًا بحَوافِرِها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَرًّا منَ الخَرْدلِ مَكْرُوهِ النَّشَقْ، ... أَو مُقْرَعِ مِن رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ والمِقْراعُ: الساقُورُ. والأَقارِعُ: الشِّدادُ؛ عَنْ أَبي نَصْرٍ. والقارِعةُ مِنْ شدائدِ الدهْرِ وَهِيَ الداهِيةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وخافَ صَدْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ قَالَ يَعْقُوبُ: القارِعةُ هُنَا كُلُّ هَنةٍ شديدةِ القَرْعِ، وَهِيَ الْقِيَامَةُ أَيضاً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَا رَمَيْتُ عَلَى خَصْمٍ بقارِعةٍ، ... إِلَّا مُنِيتُ بِخَصْمٍ فُرَّ لِي جَذَعا يَعْنِي حُجّة، وَكُلُّهُ مِنَ القَرْع الَّذِي هُوَ الضرْبُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ ؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: سَرِيّةٌ مِنْ سَرايا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْنَى الْقَارِعَةِ فِي اللُّغَةِ النازلةُ الشَّدِيدَةُ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ بأَمر عَظِيمٍ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ الْقَارِعَةُ. وَيُقَالُ: قَرَعَتْهم قَوارعُ الدهْرِ أَي أَصابتهم، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَوارِعِ فُلَانٍ ولواذِعِه وقَوارِصِ لِسَانِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامة: مَنْ لَمْ يَغْز أَو يُجَهِّزْ غازِياً أَصابه اللَّهُ بقارعةٍ أَي بداهيةٍ تُهْلِكُه. يُقَالُ: قَرَعَه أَمرٌ إِذا أَتاه فَجْأَةً، وَجَمْعُهَا قَوارِعُ. الأَصمعي: يُقَالُ أَصابته قَارِعَةٌ يَعْنِي أَمراً عَظِيمًا يَقْرَعُه. وَيُقَالُ: أَنزل اللَّهُ بِهِ قَرْعاءَ وَقَارِعَةً ومُقْرِعةً، وأَنزل اللَّهُ بِهِ بَيْضاء ومُبَيِّضةً؛ هِيَ الْمُصِيبَةُ الَّتِي لَا تدَعُ مَالًا وَلَا غَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُقسم لَتَقْرَعَنّ بِهَا أَبا هُرَيْرَةَ أَي لَتَفْجَأنَّه بِذِكْرِهَا كَالصَّكِّ لَهُ والضربْ. وقَرِعَ ماءُ البئرِ: نَفِدَ فَقَرَعَ قَعْرَها الدَّلْوُ. وَبِئْرٌ قَرُوعٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ لفَناءِ مائِها. والقَرُوعُ مِنَ الرَّكايا: الَّتِي تُحْفَرُ فِي الْجَبَلِ مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها. وأَقْرَعَ الغائصُ والمائِحُ إِذا انْتَهَى إِلى الأَرض. والقَرَّاعُ: طَائِرٌ لَهُ مِنْقارٌ غَلِيظٌ أَعْقَفُ يأْتي العُود الْيَابِسَ فَلَا يَزَالُ يَقْرَعُه حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ قَرّاعاتٌ، وَلَمْ يُكَسَّرْ. والقَرّاعُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. وتُرْسٌ أَقْرَعُ وقَرّاعٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لِصَبْرِهِ عَلَى القَرْعِ؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسْلتِ: صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّه، ... ومُجْناءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ وَقَالَ الْآخَرُ: فَلَمَّا فَنى مَا فِي الكَنائِنِ ضارَبُوا ... إِلى القُرعِ مِنْ جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَي ضَرَبُوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لَمّا فَنِيَتْ سِهامُهم، وفَنى بِمَعْنَى فَنِيَ فِي لُغَاتِ طيِءٍ. والقَرّاعُ: التُّرْسُ. والقَرَّاعانِ: السيفُ والحَجَفةُ؛ هَذِهِ مِنْ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ. والقَرّاعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الصُّلْبُ الأَسفلِ الضَّيِّقُ الْفَمِ. واسْتَقْرَعَ حافِرُ الدَّابَّةِ إِذا اشْتَدَّ.

والقِراعُ: الضِّرابُ. وقَرَعَ الفحلُ الناقةَ والثورُ يَقْرَعُها قَرْعاً وقِراعاً: ضَرَبَهَا. وَنَاقَةٌ قَرِيعةٌ: يُكْثر الفحلُ ضِرابها ويُبْطِئ لَقاحُها. وَيُقَالُ: إِنَّ نَاقَتَكَ لقَرِيعةٌ أَي مُؤَخَّرةُ الضَّبَعةِ. واسْتَقْرَعَت الناقةُ: اشْتَهَتِ الضِّرابَ. الأَصمعي: إِذا أَسْرَعَتِ الناقةُ اللَّقَحَ فَهِيَ مِقْراعٌ؛ وأَنشد: تَرى كلَّ مِقْراعٍ سَرِيعٍ لَقاحُها، ... تُسِرُّ لَقاحَ الفحْلِ ساعةَ تُقْرَعُ وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ يَصِفُ نَاقَةً: إِنها لَمِقْراعٌ ؛ هِيَ الَّتِي تَلْقَحُ فِي أَوَّل قَرْعةٍ يَقْرَعُها الفحلُ. وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ: أَنه كَانَ يُقَرِّعُ غَنَمه ويَحْلُبُ ويَعْلِفُ أَي يُنْزِي الفُحولَ عَلَيْهَا؛ هَكَذَا ذَكَرَهُ الزمخشري والهروي، وَقَالَ أَبو مُوسَى: هُوَ بِالْفَاءِ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ هَفَوَاتِ الْهَرَوِيِّ. واسْتَقْرَعَتِ البقرُ: أَرادت الْفَحْلَ. الأُمَوِيُّ: يُقَالُ للضأْن اسْتَوْبَلَتْ، وللمِعْزى اسْتَدَرَّتْ، وَلِلْبَقَرَةِ اسْتَقْرَعَتْ، وَلِلْكَلْبَةِ اسْتَحْرَمَتْ. وقَرَعَ التيْسُ العَنْزَ إِذا قَفَطها. وقرَّعَ القومَ: أَقْلَقَهم؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ أَنشده الْفَرَّاءُ: يُقَرِّعُ للرّجالِ، إِذا أَتَوْه، ... وللنِّسْوانِ، إِنْ جِئْنَ، السَّلامُ أَراد يُقَرِّعُ الرجالَ فزادَ اللَّامَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بيُقَرِّع يَتَقَرَّعُ. والتقْرِيعُ: التأْنِيبُ والتعْنِيف. وَقِيلَ: هُوَ الإِيجاعُ باللَّوْمِ. وقَرَّعْتُ الرجلَ إِذا وَبَّخْتَه وعَذلْتَه، وَمَرْجِعُهُ إِلى مَا أَنشده الْفَرَّاءُ لأَوس بْنِ حَجَرٍ. وَيُقَالُ: قَرَّعَني فُلَانٌ بلَوْمِه فَمَا ارْتَقَعْتُ بِهِ أَي لَمْ أَكْتَرِثْ بِهِ. وَبَاتَ يتَقَرَّعُ ويُقَرِّعُ: يَتَقَلَّبُ، وبِتُّ أَتَقَرَّعُ. والقُرْعةُ: السُّهْمةُ. والمُقارَعةُ: المُساهَمةُ. وَقَدِ اقْتَرَعَ القومُ وتقارَعوا وقارَع بَيْنَهُمْ، وأَقْرَعَ أَعْلى، وأَقْرَعْتُ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فِي شَيْءٍ يَقْتَسِمُونَهُ. وَيُقَالُ: كَانَتْ لَهُ القُرْعةُ إِذا قرَع أَصحابه. وقارَعه فقرَعَه يَقْرَعُه أَي أَصابته القُرْعةُ دُونَهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رُفِعَ إِليه أَنَّ رَجُلًا أَعتق سِتَّةَ مَمالِيكَ لَهُ عِنْدَ مَوته لَا مَالَ لَهُ غيرُهم، فأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ وأَعْتَق اثْنَيْنِ وأَرَقَّ أَربعة ؛ وَقَوْلُ خِداشِ بْنِ زُهَيْر أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا اصْطادُوا بُغاثاً شَيَّطُوه، ... فكانَ وفاءَ شاتِهِم القُرُوعُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: القُرُوعُ المُقارعَةُ، وإِنما وَصَفَ لُؤْمَهم، يَقُولُ: إِنما يتَقارَعُون عَلَى البغاثِ لَا عَلَى الجُزُرِ كَقَوْلِهِ: فَمَا يَذْبَحُونَ الشاةَ إِلّا بمَيْسِرٍ، ... طَوِيلًا تَناجِيها صِغاراً قُدُورُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَكَذَلِكَ لَا أَعرف كَيْفَ يَكُونُ القُرُوعُ المُقارَعةَ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، قَالَ: وَيُرْوَى شاتِهم القَرُوعِ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ كَانَ البُغاثُ وَفَاءً مِنْ شَاتِهِمُ الَّتِي يتَقارَعون عَلَيْهَا لأَنه لَا قُدْرَةَ لَهُمْ أَن يَتَقَارَعُوا عَلَى جُزُرٍ، فَيَكُونُ أَيضاً كَقَوْلِهِ: فَمَا يَذْبَحُونَ الشَّاةَ إِلا بِمَيْسِرٍ قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن هَذَا أَصح لقوَّة الْمَعْنَى بِذَلِكَ، قَالَ: وأَيضاً فإِنه يَسْلَمُ بِذَلِكَ مِنَ الإِقْواءِ لأَن الْقَافِيَةَ مَجْرُورَةٌ؛ وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ:

لَعَمْرُ أَبيكَ، لَلْخَيْلُ المُوَطّى ... أَمامَ القَوْمِ للرَّخَمِ الوُقوعِ، أَحَقُّ بِكُمْ، وأَجْدَرُ أَن تَصِيدُوا ... مِنَ الفُرْسانِ تَرْفُلُ فِي الدُّروعِ ابْنُ الأَعرابي: القَرَعُ والسَّبَقُ والنَّدَبُ الخَطَرُ الَّذِي يُسْبَقُ عَلَيْهِ. والاقْتِراعُ: الاختيارُ. يُقَالُ: اقتُرِعَ فُلَانٌ أَي اخْتِيرَ. والقَرِيعُ: الخيارُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واقتَرَعَ الشيءَ: اختارَه. وأَقْرَعوه خِيارَ مالهِم ونَهْبِهم: أَعْطَوه إِياه، وَذُكِرَ فِي الصِّحَاحِ: أَقْرَعَه أَعْطاه خيرَ مالِه. والقَريعةُ والقُرْعةُ: خيارُ المالِ. وقَرِيعةُ الإِبل: كَرِيمَتُهَا. وقُرْعةُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ قَرَعْناكَ واقْتَرَعْناكَ وقَرَحْناكَ واقْتَرَحْناكَ ومَخَرْناكَ وامْتَخَرْناك وانتَضَلْناك أَي اخْتَرْنَاكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَكِبَ حِمارَ سعدِ ابن عُبادةَ وَكَانَ قَطوفاً فَرَدَّهُ وَهُوَ هِمْلاجٌ قَرِيعٌ مَا يُسايَرُ أَي فارِهٌ مختارٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَوْ رُوِيَ فريغٌ، بِالْفَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، لَكَانَ مُطابقاً لفراغٍ، وَهُوَ الْوَاسِعُ الْمَشْيِ، قَالَ: وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ تَصْحِيفًا. والقَرِيعُ: الْفَحْلُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مُقْتَرَعٌ مِنَ الإِبل أَي مختارٌ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَرِيعُ الْفَحْلُ الَّذِي تَصَوَّى للضِّراب. والقَرِيعُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يأْخذ بِذِراعِ النَّاقَةِ فيُنيخُها، وَقِيلَ: سُمِّيَ قَريعاً لأَنه يَقْرَعُ النَّاقَةَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وجاءَ قَرِيعُ الشوْلِ قَبْلَ إِفالِها ... يَزِفُّ، وجاءتْ خَلْفَه، وهْي زُفَّفُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ لاحَ للسّارِي سُهَيْلٌ، كأَنّه ... قَرِيعُ هِجانٍ عارَضَ الشوْلَ جافِرُ وَيُرْوَى: وَقَدْ عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ وَجَمْعُهُ أَقْرِعة. والمَقْروعُ: كالقَريع الَّذِي هُوَ الْمُخْتَارُ للفِحْلةِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: ولَمَّا يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ العامَ حوْلَه ... نَدى صَوْتِ مَقْروعٍ عَنِ العَدْوِ عازِبِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِلَّا أَني لَا أَعرف لِلْمَقْرُوعِ فِعْلًا ثَانِيًا بِغَيْرِ زِيَادَةٍ، أَعني لَا أَعرف قَرَعَه إِذا اختارَه. والقِراعُ: أَن يأْخُذَ الرجلُ الناقةَ الصعْبة فيُرَيِّضَها لِلْفَحْلِ فيَبْسُرها. وَيُقَالُ: قَرِّعْ لِجَمَلِكَ «3» والمَقْروعُ السيِّدُ. والقَريعُ: السيدُ. يُقَالُ: فُلَانٌ قريعُ دَهْرِه وَفُلَانٌ قريعُ الكَتِيبةِ وقِرِّيعُها أَي رَئِيسُهَا. وَفِي حَدِيثِ مسروق: إِنكَ قَرِيعُ القُرّاء أَي رَئِيسُهُمْ. والقريعُ: المختارُ. وَالْقَرِيعُ: المَغْلوب. والقَريعُ: الْغَالِبُ. واسْتَقْرَعَه جَمَلًا وأَقْرعَه إِياه أَي أَعطاه إِياه لِيَضْرِبَ أَيْنُقَه. وَقَوْلُهُمْ أَلْفٌ أَقْرَعُ أَي تَامٌّ. يُقَالُ: سُقْتُ إِليك أَلفاً أَقرَعَ مِنَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا أَي تَامَّا، وَهُوَ نَعْتٌ لِكُلِّ أَلفٍ، كَمَا أَنَّ هُنَيْدة اسْمٌ لِكُلِّ مِائَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَتَلْنا، لَو أنَّ القَتْل يشْفي صُدورَنا، ... بِتَدْمُرَ، أَلْفاً مِنْ قُضاعةَ أَقْرَعا وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَلَوْ طَلَبُوني بالعَقوقِ، أَتيتُهم ... بأَلفٍ، أُؤَدِّيه إِلى القَوْمِ، أَقْرَعا

_ (3). قوله [فيريضها] هو في الأصل بياء تحتية بعد الراء وفي القاموس بموحدة. وقوله [قرع لجملك] قال شارح القاموس: نقله الصاغاني هكذا.

وقِدْحٌ أَقْرَعُ: وَهُوَ الَّذِي حُكَّ بِالْحَصَى حَتَّى بَدَتْ سَفاسِقُه أَي طرائِقُه. وعُود أَقْرَعُ إِذا قُرِعَ مِنْ لِحائِه. وقَرِعَ قَرَعاً، فَهُوَ قَرِعٌ: ارْتَدَعَ عَنِ الشَّيْءِ. والقَرَعُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَرِعَ الرجلُ، فَهُوَ قَرِعٌ إِذا كَانَ يَقْبَلُ المَشورةَ ويَرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ. وَفُلَانٌ لَا يُقْرَعُ إِقْراعاً إِذا كَانَ لَا يقْبَل المَشْوَرةَ وَالنَّصِيحَةَ. وَفُلَانٌ لَا يَقْرَعُ أَي لَا يَرْتَدِعُ، فإِن كَانَ يَرْتَدِعُ قِيلَ رَجُلٌ قَرِعٌ. وَيُقَالُ: أَقْرَعْتُه أَي كَفَفْتُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَعْني، فَقَدْ يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه، وبَهْزي أَبو سَعِيدٍ: فُلَانٌ مُقْرِعٌ ومُقْرِنٌ لَهُ أَي مُطيقٌ، وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ هَذَا، وَقَدْ يَكُونُ الإِقْراعُ كَفًّا وَيَكُونُ إِطاقة. ابْنُ الأَعرابي: أَقْرَعْتُه وأَقْرَعتُ لَهُ وأَقدَعْتُه وقدَعْتُه وأَوزَعْتُه ووزَعْتُه وزُعْتُه إِذا كففتَه. وأَقرَعَ الرجلُ عَلَى صَاحِبِهِ وانقَرَعَ إِذا كَفَّ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: قَرَعَ الشيءَ قَرْعاً سَكَّنَه، وقَرَعَه صرَفه. وقَوارِعُ القرآنِ مِنْهُ: الآياتُ الَّتِي يقرؤُها إِذا فَزِعَ مِنَ الْجِنِّ والإِنس فَيَأْمن، مِثْلَ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَآيَاتِ آخَرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وياسينَ لأَنها تَصْرِفُ الفَزعَ عَمَّنْ قرأَها كأَنها تَقْرَعُ الشيطانَ. وأَقرَع الفَرسَ: كبَحَه. وأَقرَعَ إِلى الْحَقِّ إِقراعاً: رَجَعَ إِليه وذَلّ. يُقَالُ: أَقرَعَ لِي فُلَانٌ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: دَعْني، فَقَدْ يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجاجَيْ رأْسِه، وبَهْزي أَي يُصْرَفُ صَكِّي إِليه ويُراضُ لَهُ ويَذِلُّ. وقرَعَه بِالْحَقِّ: اسْتَبْدَلَه «1» وقَرِعَ المكانُ: خَلا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ غاشيةٌ يَغْشَوْنَه. وقَرِعَ مَأْوى الْمَالِ ومُراحُه مِنَ الْمَالِ قَرَعاً، فَهُوَ قَرِعٌ: هلكَت مَاشِيَتُهُ فَخَلَا؛ قَالَ ابْنُ أُذينة: إِذا آداكَ مالُك فامْتَهِنْه ... لِجادِيهِ، وإِنْ قَرِعَ المُراحُ وَيُرْوَى: صَفِرَ المُراحُ. آداكَ: أَعانك؛ وَقَالَ الْهُذَلِيِّ: وخَوَّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا مَا ... أَتاهُ عائِلًا، قَرِعَ المُراحُ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَرَّعَ الرجلُ مكانَ يدِه مِنَ المائدةِ تَقْريعاً إِذا ترَك مكانَ يَدِهِ مِنَ الْمَائِدَةِ فَارِغًا. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرَعِ الفِناءِ وصَفَرِ الإِناء أَي خُلُوِّ الدِّيَارِ مِنْ سُكانها والآنيةِ مِنْ مُسْتَوْدعاتها. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرْعِ الفِناء، بِالتَّسْكِينِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَرِعَ حَجُّكم أَي خَلَتْ أَيام الْحَجِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَرِعَ أَهلُ الْمَسْجِدِ حِينَ أُصِيبَ أَصحاب النَّهر «2» أَي قَلّ أَهلُه كَمَا يَقْرَعُ الرأْسُ إِذا قَلَّ شَعْرُهُ، تَشْبِيهًا بالقَرعةِ، أَو هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ قَرِعَ المُراحُ إِذا لَمْ تَكُنْ فِيهِ إِبل. والقَرْعةُ: سِمةٌ عَلَى أَيْبَس الساقِ، وَهِيَ وَكزةٌ بطرَف المِيسَمِ، وَرُبَّمَا قُرِعَ مِنْهُ قَرْعةً أَو قرْعَتين، وَبَعِيرٌ مَقْروعٌ وإِبل مُقَرَّعةٌ؛ وَقِيلَ: القُرْعةُ سِمةٌ خَفِيَّةٌ عَلَى وَسَطِ أَنف الْبَعِيرِ وَالشَّاةِ. وقارِعةُ الدارِ: ساحَتُها. وقارِعةُ الطريقِ: أَعلاه. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى عَنْ الصلاةِ عَلَى قارعةِ الطَّرِيقِ ؛ هِيَ وَسَطُهُ، وَقِيلَ أَعلاه، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا نَفْسُ الطَّرِيقِ وَوَجْهُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإِنه

_ (1). هكذا في الأصل، وربما هي محرفة عن استقبله. وفي أساس البلاغة: رماه. (2). قوله [النهر] كذا بالأَصل وبالنهاية أيضاً، وبهامش الأصل: صوابه النهروان.

مُصَلَّى الخافِينَ ؛ القَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ أَن يَكُونَ فِي الأَرض ذَاتِ الكَلإِ مَوَاضِعُ لَا نباتَ فِيهَا كالقَرَعِ فِي الرأْس، والخافُون: الجنُّ. وقَرْعاءُ الدَّارِ: ساحَتُها. وأَرض قَرِعةٌ: لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. وأَصبحت الرِّياضُ قُرْعاً: قَدْ جَرَّدَتْها المَواشِي فَلَمْ تَتْرُكْ فِيهَا شَيْئًا مِنَ الكلإِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَن أَعرابيّاً سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن الصُّلَيْعاءِ والقُرَيْعاءِ ؛ القُرَيْعاءُ: أَرض لَعَنَهَا اللَّهُ إِذا أَنْبَتَتْ أَوْ زُرِعَ فِيهَا نَبَتَ فِي حافَتَيْها وَلَمْ يَنْبُتْ فِي مَتْنِهَا شَيْءٌ. وَمَكَانٌ أَقْرَعُ: شَدِيدٌ صُلْبٌ، وَجَمْعُهُ الأَقارِعُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كَسا الأُكْمَ بُهْمَى غَضّةً حَبَشِيّةً ... قواماً، وَنُقْعَانُ الظُّهُورِ الأَقارِعِ وَقَوْلُ الرَّاعِي: رَعَيْنَ الحَمْضَ حَمْضَ خُناصِراتٍ، ... بِمَا فِي القُرْعِ مِنْ سَبَلِ الغَوادِي قِيلَ: أَراد بالقُرْعِ غُدْراناً فِي صَلَابَةٍ مِنَ الأَرض. والقَرِيعةُ: عَمُودُ البيتِ الَّذِي يُعْمَدُ بالزِّرِّ؛ والزِّرُّ أَسْفَلَ الرُّمّانة وَقَدْ قَرَعَه بِهِ. وقَرِيعةُ البيتِ: خيْرُ مَوْضِعٍ فِيهِ، إِن كَانَ فِي حَرٍّ فخِيارُ ظِلِّه، وإِن كَانَ فِي قُرٍّ فخِيارُ كِنِّه، وَقِيلَ: قَرِيعَتُه سَقْفُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا دَخَلْتُ لِفُلَانٍ قَرِيعةَ بَيْتٍ قَطّ أَي سَقْفَ بَيْتٍ. وأَقْرَعَ فِي سِقائه: جَمَع؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمِقْرَعُ: السِّقاءُ يُخْبَأُ فِيهِ السمْن. والقُرْعةُ: الجِرابُ الْوَاسِعُ يُلْقَى فِيهِ الطَّعَامُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القُرْعةُ الجِراب الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهَا قُرَعٌ. والمِقْرَعُ: وِعاءٌ يُجْبَى فِيهِ التمرُ أَي يُجْمَعُ. وتميم تَقُولُ: خُفّانِ مُقْرَعانِ أَي مُثْقَلانِ. وأَقْرَعتُ نَعْلي وخُفِّي إِذا جَعَلْتُ عَلَيْهِمَا رُقْعةً كَثِيفةً. والقَرّاعةُ: القَدّاحةُ الَّتِي يُقْتَدَحُ بِهَا النارُ. والقَرْعُ: حمْل اليَقْطِين، الْوَاحِدَةُ قَرْعةٌ. وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يُحِبُّ القَرْعَ، وأَكثر مَا تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الدُّبَّاء وَقَلَّ مَنْ يسْتعمل القَرْعَ. قَالَ المَعَرِّيُّ: الْقَرْعُ الَّذِي يُؤْكَلُ فِيهِ لُغَتَانِ: الإِسكان وَالتَّحْرِيكُ، والأَصل التَّحْرِيكُ؛ وأَنشد: بِئْسَ إِدامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ، ... ثَرِيدةٌ بقَرَعٍ وخَلِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ القَرَعُ، وَاحِدَتُهُ قَرَعَةٌ، فَحَرَّكَ ثَانِيَهَا وَلَمْ يَذْكُرْ أَبو حَنِيفَةَ الإِسكان؛ كَذَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ. والمَقْرَعةُ: مَنْبِتُه كالمَبْطَخَةِ والمَقْثَأَةِ. يُقَالُ: أَرض مَقْرَعة. والقَرْعُ: حَمْلُ القِثّاء مِنَ المَرْعَى. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالسَّوْءةِ القَرْعاءِ والسوءةِ الصَّلْعاءِ أَي الْمُتَكَشِّفَةِ. وَيُقَالُ: أَقرَعَ الْمُسَافِرُ إِذا دَنا مِنْ مَنْزِلِهِ، وأَقْرَع دارَه آجُرًّا إِذا فَرَشَهَا بِالْآجُرِّ، وأَقرَعَ الشرُّ إِذا دامَ. ابْنُ الأَعرابي: قَرِعَ فُلَانٌ فِي مِقْرَعِه، وقَلَدَ فِي مِقْلَدِه، وكَرَص فِي مِكْرَصِه، وصرَب فِي مِصْرَبِه، كُلُّهُ: السِّقاءُ والزِّقُّ. ابْنُ الأَعرابي: قَرِعَ الرجلُ إِذا قُمِرَ فِي النِّضالِ، وقَرِعَ إِذا افْتَقَرَ، وقَرِعَ إِذا اتَّعَظَ. والقَرْعاء، بِالْمَدِّ: مَوْضِعٌ. قَالَ الأَزهري: والقرعاء مَنْهَلٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ بين القادسية والعَقَبةِ والعُذَيْب. والأَقْرعانِ: الأَقرع بْنُ حَابِسٍ، وأَخوه مَرْثَدٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ:

فإِنَّكَ واجِدٌ دُوني صَعُوداً، ... جَراثِيمَ الأَقارِعِ والحُتاتِ الحُتاتُ: هُوَ بِشْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، والأَقارِعةُ والأَقارِعُ: آلُهُما عَلَى نَحْوِ المَهالِبةِ والمَهالِبِ؛ والأَقْرَعُ: هُوَ الأَشيم بْنُ مُعَاذِ بْنِ سِنان، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبَيْتٍ قَالَهُ يَهْجُو مُعَاوِيَةَ بْنَ قَشِيرٍ: مُعاوِيَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إِنْ أَصابَكُمْ ... شَبا حَيّةٍ، مِمّا عَدا القَفْرَ، أَقْرَع؟ ومقْروعٌ: لَقَبُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَفِيهِ يَقُولُ مازِنُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فِي هَيْجُمانةَ بِنْتِ العَنْبر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكِ مَقْرُوعٌ. ومُقارِعٌ وقُرَيْعٌ: اسْمَانِ. وبنو قُرَيْع: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. الْجَوْهَرِيُّ: قُريع أَبو بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ رَهْطُ بَنِي أَنف النَّاقَةِ، وَهُوَ قُرَيْعُ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَهُوَ أَبو الأَضبط. قربع: المُقْرَنْبِعُ: الْمُجْتَمِعُ، واقْرَنْبَعَ الرَّجُلُ فِي مَجْلِسِهِ أَي تَقَبَّضَ مِنَ الْبَرْدِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ اقْرَعَبَّ أَي انْقَبَضَ. قرثع: القَرْثَعُ: هِيَ المرأَة الجَرِيئةُ الْقَلِيلَةُ الْحَيَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ البَذِيّةُ الفاحِشةُ، وَقِيلَ: هِيَ البَلْهاء الَّتِي تَلْبَس قَمِيصَهَا أَو دِرْعَها مَقْلُوبًا وتَكْحَلُ إِحدى عَيْنَيْهَا وتَدَعُ الأُخرى رُعُونةً، وَقَالَ الأَزهري: امرأَة قَرْثَعٌ وقَرْدَعٌ وَهِيَ البَلْهاء. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي صِفَةِ المرأَة النَّاشِزِ: هِيَ كالقَرْثَعِ، قَالَ: هِيَ الْبَلْهَاءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الواصِفِ أَو الواصفةِ: وَمِنْهُنَّ الْقَرْثَعُ ضُرّي وَلَا تَنْفَعُ. قَالَ الأَزهري: وَجَاءَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: النِّسَاءُ أَربع: فَمِنْهُنَّ رَابِعَةٌ تَرْبَع، وجامِعةٌ تَجْمَع، وَشَيْطَانٌ سَمَعْمَع، وَمِنْهُنَّ القَرْثَع ؛ والقَرْثَعُ: الَّذِي يُدَنِّي وَلَا يُبالي مَا كَسَب. والقَرْثَعُ والقَرْثَعةُ: وبَر صِغار تَكُونُ عَلَى الدَّابَّةِ، وَيُوصَفُ بِهِ فِيقَالُ: صُوف قَرْثَعٌ، يُشْبه المرأَة لِضَعْفِهِ وَرَدَاءَتِهِ. والقَرْثَعُ: الظَّليم، وقَرْثَعَتُه زَفُّه وَمَا عَلَيْهِ. والقِرْثِعةُ: الحَسَنُ الخِيالةِ لِلْمَالِ وَلَكِنْ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مُضَافًا، يُقَالُ: هُوَ قِرْثِعةُ مَالٍ، بِالْكَسْرِ، وقِرْثِعُ مالٍ إِذا كَانَ يُحْسِنُ رِعْيةَ المالِ وَيَصْلُحُ عَلَى يَدَيْهِ، وَمِثْلُهُ تِرْعِيةُ مَالٍ. وقَرْثَعٌ: اسْمُ رَجُلٍ. قردع: القُرْدُوعةُ: الزَّاوِيَةُ فِي شِعْب جبل أَو جَبَلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ الثَّياتِلِ مَأْواها القَرادِيعُ الْفَرَّاءُ: القَرْدَعةُ والقَرْدَحةُ الذلُّ. والقِرْدعُ، بِفَتْحِ الدَّالِ، وَيُقَالُ بِكَسْرِهَا: قَمْلُ الإِبل كالقِرْطَع والقِرْطِع، وَقِيلَ: هُوَ القِرْدَعُ، وَاحِدَتُهُ قِرْدَعةٌ وقِردِعَة. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ هَرْنَعَ: الهُرْنُوعُ الْقَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ القُرْدُوعُ. قرسع: المُقْرَنْسِع: الْمُنْتَصِبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه المُقْرَنْشِعُ، بِالشِّينِ المعجمة. قرشع: المُقْرَنْشِع: المتهيِء للسِّبابِ والمنْعِ؛ قَالَ: إِنَّ الكَبِيرَ إِذا يُشافُ رأَيْتَه ... مُقْرَنْشِعاً، وإِذا يُهانُ اسْتَزْمَرا وَالْمُقْرَنْشِعُ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ: لِغْةٌ فِي المُقْرَنْسِع، وَهُوَ الْمُنْتَصِبُ. أَبو عَمْرٍو: القِرْشِعُ الْحَائِرُ وَهُوَ حَرٌّ يَجِدُهُ الرَّجُلُ فِي صَدْرِهِ وَحَلْقِهِ، وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنه قَالَ: إِذا ظَهَرَ بِجَسَدِ الإِنسان شَيْءٌ أَبيض كالمِلْح فَهُوَ

القِرْشِع. قَالَ: والمُقْرَنْشِعُ الْمُنْتَصِبُ الْمُسْتَبْشِرُ. واقْرَنْشَعَ إِذا سُرّ، وابْرَنْشَقَ مِثْلُهُ. قرصع: القَرْصعةُ: مِشْيةٌ. وَقِيلَ: مِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ، وَقِيلَ: مِشْيَةٌ فِيهَا تَقَارُبٌ. وَقَدْ قَرْصَعَتِ المرأَةُ قَرْصَعةً وتقَرْصَعَتْ؛ قَالَ: إِذا مَشَتْ سالَتْ، وَلَمْ تُقَرْصِعِ، ... هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ وقَرْصَعَ الكتابَ قَرْصَعَةً: قَرْمَطَه. والقَرْصَعةُ: أَكل ضَعِيفٌ. والمُقَرْصِعُ: المُخْتَفي. والقَرْصَعةُ: الانقباضُ والاستِخْفاء، وَقَدِ اقْرَنْصَعَ الرَّجُلُ. الأَزهري: يُقَالُ رأَيته مُقْرَنْصِعاً أَي مُتَزَمِّلًا فِي ثِيَابِهِ؛ وقرصعتُه أَنا فِي ثِيَابِهِ. أَبو عَمْرٍو: القَرْصَعُ مِنَ الأُيورِ الْقَصِيرُ المُعَجَّرُ؛ وأَنشد: سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ: ... أَيُّ الأُيورِ أَنْفَعْ؟ أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟ ... أَمِ القَصِيرُ القَرْصَعْ؟ وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: إِذا أَكل الرَّجُلُ وَحْدَهُ مِنَ اللؤْمِ فَهُوَ مُقَرْصِعٌ. قرطع: القِرْطَعُ: قَمْلُ الإِبل وهنّ حُمْر. قرفع: تَقَرْعَفَ الرجلُ واقْرَعَفَّ وتَقَرْفَعَ: تَقَبَّضَ. والقُرْفُعةُ: الاسْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: الفُرْقُعةُ، بِتَقْدِيمِ الْفَاءِ، وَيُقَالُ لِلِاسْتِ القُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ. قزع: القَزَعُ: قِطَعٌ مِنَ السَّحَابِ رِقَاقٌ كأَنها ظِلٌّ إِذا مَرَّتْ مِنْ تَحْتِ السَّحَابَةِ الْكَبِيرَةِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعةٌ أَي قِطْعةٌ مِنَ الْغَيْمِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مَقانِبُ بعضُها يبْري لبعضٍ، ... كأَنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ وَقِيلَ: القَزَعُ السَّحَابُ الْمُتَفَرِّقُ، وَاحِدَتُهَا قَزَعةٌ. وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعةٌ وقِزاعٌ أَي لَطْخةُ غَيْمٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، حِينَ ذكَر يَعْسُوبَ الدِّينِ فَقَالَ: يَجْتَمِعُونَ إِليه كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ ، يَعْنِي قِطَعَ السَّحَابِ لأَنه أَوّل الشِّتَاءِ، والسحابُ يَكُونُ فِيهِ مُتَفَرِّقًا غَيْرَ متراكِم وَلَا مُطْبِقٍ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ بَعْدَ ذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ مَاءً فِي فَلَاةٍ: تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلًا عَلَيْهِ، ... كأَنَّ رِعالَه قَزَعُ الجَهامِ والقَزَعُ مِنَ الصُّوفِ: مَا تَناتَفَ فِي الرَّبِيعِ فَسَقَطَ. وكبشٌ أَقْزَعُ وَنَاقَةٌ قَزْعاء: سَقَطَ بعض صُوفُهَا وَبَقِيَ بَعْضٌ، وَقَدْ قَزِعَ قَزَعاً. وقَزَعُ الوادِي: غُثاؤه، وقَزَعُ الجملِ: لُغامُه عَلَى نُخْرَتِه. قَالَ أَبو تُرَابٍ حِكَايَةً عَنِ الْعَرَبِ: أَقْزَعَ لَهُ فِي المَنْطِقِ وأَقْذَعَ وأَزْهَفَ إِذا تَعَدَّى فِي الْقَوْلِ. وَفِي النَّوَادِرِ: القَزَعةُ ولَد الزِّنَا. وقَزَعُ السَّهْمِ: مَا رقَّ مِنْ رِيشِهِ. وَالْقَزَعُ أَيضاً: أَصغر مَا يَكُونُ مِنَ الرِّيشِ. وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِيشَ بِرِيشٍ صِغار. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا عَلَيْهِ قِزاعٌ وَلَا قَزَعَةٌ أَي مَا عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الثِّيَابِ. والقُزَّعةُ والقُزْعةُ: خُصَلٌ مِنَ الشَّعْرِ تُتْرَكُ عَلَى رأْس الصَّبِيِّ كالذَّوائبِ متفرِّقةً فِي نَوَاحِي الرأْس. والقَزَعُ: أَن تَحْلِقَ رأْس الصَّبِيِّ وَتَتْرُكَ فِي مواضعَ مِنْهُ الشَّعْرَ

مُتَفَرِّقًا، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وقَزَّعَ رأْسَه تَقْزِيعًا: حَلَقَ شَعْرَهُ وَبَقِيَتْ مِنْهُ بَقَايَا فِي نَوَاحِي رأْسه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن القَزَعِ ؛ هُوَ أَن يُحْلَقَ رأْسُ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكَ مِنْهُ مواضعُ متفرِّقةٌ غيرُ مَحْلُوقَةٍ تَشْبِيهًا بِقَزَعِ السَّحَابِ. والقَزَعُ: بَقَايَا الشَّعْرِ المُنْتَتِفِ، الْوَاحِدَةُ قَزَعَةٌ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ قِطَعاً مُتَفَرِّقَةً، فَهُوَ قَزَعٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِقِطَعِ السَّحَابِ فِي السَّمَاءِ قَزَعٌ. وَرَجُلٌ مُقَزَّعٌ ومُتَقَزِّعٌ: رَقِيقُ شعرِ الرأْسِ متفرِّقُه لَا يُرَى عَلَى رأْسه إِلا شعراتٌ مُتَفَرِّقَةٌ تَطايَرُ مَعَ الرِّيحِ. والقَزَعةُ: مَوْضِعُ الشَّعْرِ المُتَقَزِّعِ مِنَ الرأْس. وقَزَّعْتُه أَنا، فَهُوَ مُقَزَّعٌ. والمُقَزَّعُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي تُنْتَفُ ناصِيَتُه حَتَّى تَرِقَّ؛ وأَنشد: نَزائِعَ للصرِيحِ وأَعْوجِيٍّ ... مِنَ الجُرْدِ المُقَزَّعةِ العِجالِ وَقِيلَ: المُقَزَّعُ الرقيقُ الناصيةِ خِلْقةً، وَقِيلَ: هُوَ المَهْلُوب الَّذِي جُزَّ عُرُفُه وَنَاصِيَتُهُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ الْفَرَسُ الشَّدِيدُ الخَلْقِ والأَسْرِ. وقَزَّعَ الشارِبَ: قَصَّهُ. والقَزَعُ: أَخذ بعض الشعر وترك بعضه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: نهى رسول الله، عَنِ القَزَعِ ، يَعْنِي أَخذ بعض الشعر وترك بعضه. والمُقَزَّعُ: السَّرِيعُ الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، لَيْسَ لَهُ، ... إِلا الضِّراءَ وإِلا صَيْدَها، نَشَبُ وبَشِيرٌ مُقَزَّع: جُرِّد لِلْبِشَارَةِ؛ قَالَ مُتَمِّمٌ: وجِئْتَ بِهِ تَعْدُو بَشِيراً مُقَزَّعا وَكُلُّ إِنسان جَرَّدْته لأَمر وَلَمْ تَشْغَلْه بِغَيْرِهِ، فَقَدَ أَقْزَعْتَه. وقَزَعَ الفرسُ يَقْزَعُ قَزْعاً وقُزُوعاً: مَرّ مَرّاً شَدِيدًا أَو مَهْلًا، وَقِيلَ: عَدا عَدْواً شَدِيدًا، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ والظَّبْي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَوْزَعَ الدِّيكُ إِذا غُلِبَ فهرَب أَو فَرَّ مِنْ صَاحِبِهِ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ قَنْزَعَ لأَنه لَيْسَ بمأْخوذ مِنْ قَنازِعِ النَّاسِ، وإِنما هُوَ قَزَعَ يَقْزَعُ إِذا خَفَّ فِي عَدْوِه هَارِبًا الأَصمعي: الْعَامَّةُ تَقُولُ إِذا اقْتَتَلَ الدِّيكَانِ فَهَرَبَ أَحدهما: قَنْزَعَ الديكُ، وإِنما يُقَالُ قَوْزَعَ الديكُ إِذا غُلِبَ وَلَا يُقَالُ قَنْزَعَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِيهِ قَزَعَ إِذا عَدَا هَارِبًا، وقَوْزعَ فَوْعَلَ مِنْهُ. قَالَ البُشْتيّ: قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَوْزَعَ الدِّيكُ وَلَا يُقَالُ قَنْزَعَ، قَالَ الْبُشْتِيُّ: يَعْنِي تَنْفِيشَهُ بَرائِلَه وَهِيَ قَنازِعُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ غَلِطَ فِي تَفْسِيرِ قَوْزَعَ بِمَعْنَى تنفيشِه قَنازِعَه، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَجَازَ قَنْزَعَ، وَهَذَا حَرْفٌ لَهِجَ بِهِ بَعْضُ عَوَامِّ أَهل الْعِرَاقِ. يَقُولُ: قَنْزَعَ الديكُ إِذا فَرَّ مِنَ الديكِ الَّذِي يُقَاتِلُهُ فَوَضَعَهُ أَبو حَاتِمٍ فِي بَابِ الْمُذَالِ وَالْمُفْسَدِ وَقَالَ: صَوَابُهُ قَوْزَعَ، وَوَضَعَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا يَلْحَنُ فِيهِ الْعَامَّةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَظَنَّ الْبُشْتِيُّ بِحَدْسِهِ وَقِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ أَنه مأْخوذ مِنَ الْقَنْزَعَةِ فأَخطأَ ظَنُّهُ. الأَصمعي: قَزَعَ الْفَرَسُ يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إِذا أَحْضَر. والتقْزِيعُ: الحُضْرُ الشَّدِيدُ. وقزَع قزْعاً ومزَع مَزْعاً: وَهُوَ مَشْيٌ مُتَقَارِبٌ. وتقزَّعَ الفرسُ: تهيَّأَ لِلرَّكْضِ. وقَزَّعْتُه أَنا، فَهُوَ مُقَزَّعٌ. والقَزَعُ: صِغار الإِبل. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا عَلَيْهِ قِزاعٌ أَي قِطْعَةُ خِرْقَةٍ. وقَوْزَعٌ: اسْمُ الخِزْي وَالْعَارِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَعٍ، يَعْنِي الْفَضَائِحَ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي هُوَ لِلْكُمَيْتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْفَقْعَسِيِّ:

أَبَتْ أُمُّ دِينارٍ فأَصْبَحَ فَرْجُها ... حَصاناً، وقُلِّدْتُمْ قَلائِد قَوْزَعا خُذوا العَقلَ، إِن أَعطاكُم العَقْلَ قَوْمُكُمْ، ... وكُونوا كَمَنْ سَنَّ الهَوانَ فأَرْبَعا وَلَا تُكْثِرُوا فِيهِ الضِّجاجَ، فإِنَّه ... مَحا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْن دارةَ أَجْمَعا فَمَهْما تَشَأْ مِنْهُ فَزارةُ تُعْطِكُمْ، ... ومَهْما تَشَأْ مِنْهُ فَزارةُ تَمْنَعا وَقَالَ مَرَّةً: قَلائِدَ بَوْزَعٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلى الْقَافِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَوْزَعُ الحِرْباء، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي لِلْكُمَيْتِ. وقَزَعةُ وقُزَيْعةُ ومَقْزُوعٌ: أَسماء، وأَرى ثَعْلَبًا قَدْ حَكَى فِي الأَسماء قَزْعةَ، بِسُكُونِ الزاي. قشع: القَشْعُ والقَشْعةُ: بَيْتٌ مِنْ أَدَمٍ، وَقِيلَ: بَيْتٌ مِنْ جِلْد، فإِن كَانَ مِنْ أَدَمٍ فَهُوَ الطِّراف؛ قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ يَرْثِي أَخاه: وَلَا برَم تُهْدِي النساءُ لِعِرْسِه، ... إِذا القَشْعُ مِنْ بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا وَرُبَّمَا اتَّخَذَ مِنْ جُلُودِ الإِبل صِواناً لِمَا فِيهِ مِنَ المتاعِ، وَالْجَمْعُ قِشْعٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: فَخَيَّمَتْ فِي ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ، ... وَفِي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ أَي رطْبٍ لَمْ يَقْشَعْ، والقَشِعُ: اليابسُ، والمُنْقَفِعُ: المُتَقَبِّضُ. والقَشْعُ: الرَّجُلُ الْكَبِيرُ الَّذِي انْقَشَعَ عَنْهُ لَحْمُهُ مِنَ الكِبَرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القَشْع الَّذِي فِي بَيْتِ مُتَمَّمٍ هُوَ الشَّيْخُ الَّذِي انْقَشَعَ عَنْهُ لَحْمُهُ مِنَ الكِبَرِ فَالْبَرْدُ يُؤْذِيهِ ويَضُرُّ بِهِ. والقَشْعُ والقَشْعةُ: قِطْعة نِطَعٍ خَلَقٍ، وَقِيلَ: هُوَ النَّطْعُ نَفْسُهُ. والقَشْعُ أَيضاً: الفَرْوُ الخلَقُ، وَجَمْعُ كُلِّ ذَلِكَ قُشُوعٌ. والقَشْعةُ والقِشْعةُ: الْقِطْعَةُ الخلَقُ اليابسةُ مِنَ الْجِلْدِ، وَالْجَمْعُ قِشَعٌ، وَقِيلَ: إِن وَاحِدَهُ قَشْعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ قَشْعَةٌ مِثْلَ بَدْرةٍ وبِدَرٍ إِلا أَنه هَكَذَا يُقَالُ. ابْنُ الأَعرابي: القِشَعُ الأَنْطاعُ المُخْلِقةُ. وَفِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكوع فِي غُزَاةِ بَنِي فَزارةَ قَالَ: أَغرنا عَلَيْهِمْ فإِذا امرأَة عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا فأَخذتها فَقَدِمَتْ بِهَا الْمَدِينَةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق، وأَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنْ أَبي بَكْرٍ قَالَ: نَفَّلَنِي رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَارِيَةً عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم يَحْمِلُ قَشْعاً مِنْ أَدَمٍ فينادِي: يَا مُحَمَّدُ فأَقول: لَا أَملِك لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، قَدْ بَلَّغْتُ ، يَعْنِي أَدِيماً أَو نِطَعاً، قَالَهُ فِي الغُلولِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد القِرْبةَ الْبَالِيَةَ وَهُوَ إِشارة إِلى الخيانةِ فِي الغنيمةِ أَو غَيْرِهَا مِنَ الأَعمال؛ قِيلَ: مَاتَ رَجُلٌ بِالْبَادِيَةِ فأَوصَى أَن ادْفِنُونِي فِي مَكَانِي وَلَا تَنْقُلُونِي عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: لَا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها؛ ... الناسُ ناسٌ، وأَرضُ اللهِ سَوّاها قَوْلُهُ مَبْنَاهَا: حيث تنبُتُ القَشْعةُ «3»، والاجْتِواء: أَن لَا يُوَافِقَكَ الْمَكَانُ وَلَا ماؤُه. وقَشِعَ الشيءُ قَشَعاً: جَفَّ كَاللَّحْمِ الَّذِي يُسَمَّى الحُساسَ. والقُشاعُ: داءٌ يُؤْيِسُ الإِنسانَ. والقِشاعُ: الرُّقْعةُ الَّتِي توضعُ عَلَى النِّجاش عِنْدَ خَرْزِ الأَدِيمِ.

_ (3). قوله [حيث تنبت القشعة] لعل المراد بها الكشوثاء ففي القاموس والقشعة الكشوثاء وإن كان شارحه استشهد به على القشعة بمعنى المرأَة

وانْقَشَعَ عَنْهُ الشيءُ وتَقشَّعَ: غَشِيَه ثُمَّ انْجَلَى عَنْهُ كالظَّلام عَنِ الصُّبْحِ والهَمِّ عَنِ القلبِ والسَّحابِ عَنِ الجوِّ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للشَّمالِ الجِرْبِياءُ وسَيْهَكٌ وقَشْعة لقَشْعِها السَّحاب. والقَشْعُ والقِشْعُ: السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عَنْ وَجْهِ السَّمَاءِ، والقَشْعةُ والقِشْعةُ: قِطْعةٌ مِنْهُ تَبْقَى فِي أُفُقِ السَّمَاءِ إِذا تَقَشَّع الغيمُ. وَقَدِ انْقَشَع الغيمُ وأَقْشَعَ وتَقَشَّعَ وقَشَعَتْه الريحُ أَي كَشَفَتْه فانقشَع؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جاءَ هَذَا مَعْكُوسًا مُخَالِفًا لِلْمُعْتَادِ وَذَلِكَ أَنك تَجِدُ فِيهَا فعَل متعدِّياً وأَفعَل غَيْرَ مُتَعَدٍّ، وَمِثْلُهُ شَنَقَ البعِيرَ وأَشنَقَ هُوَ، وأَجفَلَ الظَّلِيمُ وجَفَلَتْه الريحُ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَتَقَشَّعَ السحابُ أَي تصدَّع وأَقلع، وَكَذَلِكَ أَقْشَعَ، وقَشَعَتْه الريحُ. وقَشَعْتُ القومَ فأَقْشَعوا وتقشَّعوا وانقشَعوا: ذَهَبُوا وَافْتَرَقُوا. وأَقشَعَ القومُ: تفرَّقوا. وأَقْشَعُوا عَنِ الْمَاءِ: أَقْلَعوا، وَعَنْ مَجْلِسِهِمْ: ارْتَفَعُوا؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والقَشْعُ والقُشْعُ والقِشْعُ: كُناسةُ الحمَّامِ والحجَّامُ، وَالْفَتْحُ أَعلى. والقَشْعةُ: الْعَجُوزُ الَّتِي انْقَطَعَ عَنْهَا لَحْمُهَا مِنَ الكِبَرِ. والقُشاعُ: صَوْتُ الضَّبُعِ الأُنثى؛ وَقَالَ أَبو مِهْرَاسٍ: كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ، ... تَفَقَّدُ مِنْ فَراعِلَةٍ أَكِيلا والقِشْعةُ: النُّخامةُ، وَجَمْعُهَا قِشَعٌ، وَبِهِ فُسِّرَ حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعلم لَرَمَيْتُمُونِي بالقِشَع ، وَرُوِيَ: بالقَشْعِ، وَقَالَ: القَشْعُ هَاهُنَا البُزاقُ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُ: أَي بَصَقْتُم فِي وَجْهِي تَفْنِيداً لِي؛ حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ قَشْعٍ على غير قياس، وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ قَشْعةٍ وَهِيَ مَا يُقْشَع عَنْ وَجْهِ الأَرض مِنَ المدَر وَالْحَجَرِ أَي يُقْلَعُ كبَدْرةٍ وبِدَرٍ، وَقِيلَ: القِشْعةُ النُّخامة الَّتِي يَقْتَلِعُها الإِنسان مِنْ صَدْرِهِ ويُخْرِجُها بِالتَّنَخُّمِ، أَي لَبَصَقْتُمْ فِي وَجْهِي اسْتِخْفَافًا بِي وَتَكْذِيبًا لِقَوْلِي؛ وَيُرْوَى: لَرَمَيْتُمُونِي بالقَشْعِ، عَلَى الإِفراد، وَهُوَ الجِلْد أَو مِنَ القَشْعِ الأَحمق أَي لَجَعَلْتُمُونِي أَحمَق. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ عَقِيبَ إِيراد هَذَا الْحَدِيثِ: القِشَعُ الجُلود الْيَابِسَةُ، وَقَالَ: قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ القَشْعةُ مَا تَقَلَّفَ مِنْ يابِس الطينِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرانُ وَجَفَّتْ، وَجَمْعُهَا قِشَعٌ. والقَشْعُ: أَن تَيْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قَبْلَ إِناها، يُقَالُ: قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْعاً. القَشْع: الحِرْباءُ؛ وأَنشد: وبَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ، ... القَشْعُ فِيهَا أَخضَرُ الغَباغِبِ وأَراكةٌ قَشِعةٌ: مُلْتَفّةٌ كَثِيرَةُ الْوَرَقِ. والمِقْشَعُ: الناوُوس، يمانية. قصع: القَصْعةُ: الضَّخْمةُ تشْبع الْعَشْرَةَ، وَالْجَمْعُ قِصاعٌ وقِصَعٌ. والقَصْعُ: ابْتِلَاعُ جُرَعِ الْمَاءِ والجِرّة. وقَصَعَ الماءَ قَصْعاً: ابْتَلَعَهُ جَرْعاً. وقَصَعَ الماءُ عطشَه يَقْصَعُه قَصْعاً وقَصَّعَه: سكَّنه وقَتَلَه. وقَصَعَ العطْشانُ غُلَّتَه بِالْمَاءِ إِذا سكَّنها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْوَحْشَ: فانْصاعَتِ الحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرائرَها، ... وَقَدْ نَشَحْنَ فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ وسيفٌ مِقْصَلٌ ومِقْصَعٌ: قَطّاعٌ. والقَصِيعُ: الرَّحَى. والقَصْعُ: قَتْل الصُّؤابِ والقَمْلةِ بَيْنَ الظُّفُرَيْنِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن تُقْصَعَ القَمْلةُ بالنَّواةِ أَي تُقْتَلَ. والقَصْعُ: الدلْكُ بالظُفر، وإِنما خصَّ النَّوَاةَ لأَنهم قَدْ كَانُوا يأْكلونها عِنْدَ الضَّرُورَةِ. وقَصَعَ الغلامَ قَصْعاً: ضَرَبَهُ بِبُسْطِ كفِّه عَلَى رأْسه، وقَصَعَ هامَتَه كَذَلِكَ، قَالُوا: وَالَّذِي يُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدادُ. وَغُلَامٌ مقصوعٌ وقَصِيعٌ: كَادِي الشَّبَابِ إِذا كَانَ قَمِيئاً لَا يَشِبُّ وَلَا يَزْدادُ، وَقَدْ قَصُعَ وقَصِعَ قَصاعةً، وجاريةٌ قَصِيعةٌ، بِالْهَاءِ؛ عَنْ كُرَاعٍ كَذَلِكَ، وقَصَعَ اللهُ شبابَه: أَكْداه. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا كَانَ بطيءَ الشَّبَابِ: قَصِيعٌ، يُرِيدُونَ أَنه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ فَلَيْسَ يَطُولُ. وقَصْعُ الجِرّةِ: شِدَّةُ المَضْغ وضمُّ الأَسنان بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ. وقَصَعَ البعيرُ بِجِرّته وَالنَّاقَةُ بِجرّتها يَقْصَعُ قَصْعاً: مَضَغَها، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ الدَّسْعِ وقبْلَ المَضْغِ، والدَّسْعُ: أَن تَنْزِعَ الجِرّة مِنْ كَرِشِها ثُمَّ القَصْعُ بَعْدَ ذَلِكَ والمضْغُ والإِفاضةُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَرُدَّهَا إِلى جَوْفُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُخْرِجَهَا ويملأَ بِهَا فَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَطَبَهُمْ عَلَى رَاحِلَتِهِ وإِنها لتَقْصَعُ بِجَرَّتِهَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَصْعُ الجِرّة شِدَّةُ المضْغِ وضمُّ بَعْضِ الأَسنان عَلَى بَعْضٍ. أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: قَصْعُ النَّاقَةِ الجِرّةَ استِقامة خُروجِها مِنَ الْجَوْفِ إِلى الشِّدقِ غَيْرَ متقطِّعة وَلَا نَزْرةٍ، ومتابَعةُ بعضِها بَعْضًا، وإِنما تَفْعَلُ الناقةُ ذَلِكَ إِذا كَانَتْ مُطْمَئِنَّةً سَاكِنَةً لَا تَسِيرُ، فإِذا خَافَتْ شَيْئًا قَطَعَتِ الجِرة وَلَمْ تُخْرِجْهَا، قَالَ: وأَصل هَذَا مِنَ تَقْصِيعِ اليَرْبُوعِ، وَهُوَ إِخراجه تراب حجره وقاصِعائِه، فَجَعَلَ هَذِهِ الْجِرَّةَ إِذا دَسَعَتْ بِهَا النَّاقَةُ بِمَنْزِلَةِ التُّرَابِ الَّذِي يُخْرِجُهُ الْيَرْبُوعُ مِنْ قَاصِعَائِهِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَصْعُ ضَمُّكَ الشَّيْءَ عَلَى الشَّيْءِ حَتَّى تَقْتُلَهُ أَو تَهْشِمَه، قَالَ: وَمِنْهُ قصعُ الْقَمْلَةِ. ابْنُ الأَنباري: دَسَعَ البعيرُ «1» بِجرّته وَقَصَعَ بِجِرَّتِهِ وكَظَمَ بِجِرَّتِهِ إِذا لَمْ يَجْتَرَّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: مَا كَانَ لإِحدانا إِلا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ فإِذا أَصابه شَيْءٌ مِنْ دَمٍ قَالَتْ بِرِيقِهَا فَقَصَعَتْه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير أَي مَصَعَتْه وَدَلَّكَتْهُ بِظُفُرِهَا، وَيُرْوَى مَصَعَتْهُ، بِالْمِيمِ. وقَصَّعَ الجُرْحُ «2»: شَرِقَ بِالدَّمِ. وتَقَصَّعَ الدُّمَّلُ بالصَّدِيدِ إِذا امتَلأَ مِنْهُ، وقَصَّعَ مِثْلُهُ. وَيُقَالُ: قَصَعْتُه قَصْعاً وقَمَعْتُه قَمْعاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وقَصَّعَ الرجلُ بَيْتَهُ إِذا لَزِمَهُ وَلَمْ يَبْرَحْهُ؛ قَالَ ابْنُ الرُّقَيّاتِ: إِنِّي لأُخْلي لَها الفِراشَ، إِذا ... قَصَّعَ فِي حِضْن عِرْسِه الفَرِقُ والقُصَعةُ والقُصَعاءُ والقاصِعاءُ: جُحْر يَحْفِره اليَرْبُوعُ، فإِذا فَرَغَ وَدَخَلَ فِيهِ سَدَّ فَمَهُ لِئَلَّا يَدْخُلَ عَلَيْهِ حَيَّةٌ أَو دَابَّةٌ، وَقِيلَ: هِيَ بَابُ جُحْرِه يَنْقُبُه بَعْدَ الدامّاءِ فِي مَوَاضِعَ أُخر، وَقِيلَ: القاصِعاء والقُصَعةُ فَمُ جُحْرِ الْيَرْبُوعِ أَوّل مَا يَبْتَدِئُ فِي حَفْرِهِ، ومأْخذه مِنَ القَصْع وَهُوَ ضَمُّ الشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ، وَقِيلَ: قاصِعاؤه تُرَابٌ يُسَدُّ بِهِ بَابُ الْجُحْرِ، وَالْجَمْعُ قَواصِعُ، شبَّهوا فاعِلاءَ بفاعِلةٍ وَجَعَلُوا أَلفي التأْنيث بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ. وقَصَّعَ الضبُّ: سَدَّ بَابَ جُحْرِهِ، وَقِيلَ: كُلُّ سادٍّ مُقَصِّع. وقَصَّعَ الضبُّ أَيضاً: دَخَلَ فِي قَاصِعَائِهِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضِهِمْ لِلشَّيْطَانِ فَقَالَ: إِذا الشَّيْطانُ قَصَّع فِي قَفاها، ... تَنَفَّقْناه بالحبْلِ التُّؤامِ قَوْلُهُ تَنَفَّقْنَاهُ أَيِ اسْتَخْرَجْنَاهُ كَاسْتِخْرَاجِ الضبِّ مِنْ نافِقائه. ابْنُ الأَعرابي: قُصَعةُ اليَرْبُوعِ وقاصِعاؤه

_ (1). قوله [دسع البعير إلخ] بهامش الأصل: الظاهر أن في العبارة سقطاً. (2). قوله [وقصع الجرح] عبارة القاموس مع شرحه: وقصع الجرح بالدم قصعاً: شرق به، عن ابن دريد، ولكنه شدّد قصع

أَن يَحْفِرَ حَفِيرةً ثُمَّ يَسُدُّ بَابَهَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو جَرِيرًا: وإِذا أَخَذْتُ بقاصِعائِكَ، لَمْ تَجِدْ ... أَحَداً يُعِينُكَ غيرَ مَنْ يَتَقَصَّعُ يَقُولُ: إِنما أَنت فِي ضَعْفِكَ إِذا قَصَدْتُ لكَ كَبَنِي يَرْبُوعٍ لَا يُعِينُكَ إِلا ضَعِيفٌ مِثْلُكَ، وإِنما شَبَّهَهُمْ بِهَذَا لأَنه عَنَى جَرِيرًا وَهُوَ مِنْ بَنِي يَرْبُوعِ. وقَصَّعَ الزرْعُ تَقْصيعاً أَي خَرَجَ مِنَ الأَرض، قَالَ: وإِذا صَارَ لَهُ شُعَبٌ قِيلَ: قَدْ شعَّبَ. وقَصَّعَ أَوَّلُ الْقَوْمِ مِنْ نَقب الْجَبَلِ إِذا طلَعوا. وقَصَعْتُ الرجلَ قَصْعاً: صَغَّرْتُه وحَقَّرْتُه. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: كَانَ نَفَسُ آدمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَدْ آذَى أَهلَ السَّمَاءِ فَقَصَعَه اللهُ قَصْعةً فاطمأَن أَي دَفَعَهُ وَكَسَرَهُ. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقَانِ: أَبغض صِبْيَانِنَا إِلينا الأُقَيْصِعُ الكَمَرةِ ، وَهُوَ تَصْغِيرُ الأَقْصعِ، وَهُوَ الْقَصِيرُ القُلْفةِ فَيَكُونُ طَرَفَ كَمَرَتِهِ بَادِيًا، وَرَوَى الأُقَيْعِسُ الذكَرِ. قصنصع: الأَزهري: القَصَنْصَعُ القصيرُ. قضع: القَضْعُ: الْقَهْرُ. قَضَعَه قَضْعاً. والقَضْعُ والقُضاعُ: تَقْطِيعٌ فِي الْبَطْنِ شَدِيدٌ. وَفِي بَطْنِهِ تَقْضِيعٌ أَي تَقْطِيعٌ. وانْقَضَعَ القومُ وتقضَّعوا: تَفَرَّقُوا. وتَقضَّع عَنْ قَوْمِهِ: تباعَدَ. وقُضاعةُ: اسْمُ كَلْبِ الْمَاءِ. وَفِي التَّهْذِيبِ وَالصِّحَاحِ: القُضاعةُ اسْمُ كَلْبةِ الماءِ. وقُضاعةُ: أَبو قَبِيلَةٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لانْقِضاعِه مَعَ أُمّه، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْقَهْرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَبو حَيّ مِنَ الْيَمَنِ قُضاعةُ بْنُ مالكِ بنِ حِمْيَر بْنِ سَبَإٍ، وَتَزْعُمُ نُسّابُ مُضَرَ أَنه قُضاعةُ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنانَ، قَالَ: وَكَانُوا أَشِدَّاءَ كَلِبِينَ فِي الْحُرُوبِ وَنَحْوَ ذلك. قطع: القَطْعُ: إِبانةُ بَعْضِ أَجزاء الجِرْمِ مِنْ بعضٍ فَصْلًا. قَطَعَه يَقْطَعُه قَطْعاً وقَطِيعةً وقُطوعاً؛ قَالَ: فَمَا بَرِحَتْ، حَتَّى اسْتبانَ سُقَابُهَا ... قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ مِنَ اللِّيفِ حادِرِ والقَطْعُ: مَصْدَرُ قَطَعْتُ الحبْلَ قَطْعاً فانْقَطَع. والمِقْطَعُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُقْطَعُ بِهِ الشَّيْءُ. وقطَعه واقتطَعه فانقطَع وتقطَّع، شدد للكثرة. وتقطَّعوا أَمرهم بَيْنَهُمْ زُبُراً أَي تقَسَّمُوه. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ: وتقطَّعوا أَمرهم بَيْنَهُمْ زُبراً فإِنه وَاقِعٌ كَقَوْلِكَ قَطَّعُوا أَمرهم؛ قَالَ لَبِيدٌ فِي الْوَجْهِ اللَّازِمِ: وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمامُها أَي انْقَطَعَتْ حِبالُ مَوَدَّتِها، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ: وتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ* ؛ أَي تَفَرَّقُوا فِي أَمرهم، نَصَبَ أَمرهم بِنَزْعِ فِي مِنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْقَوْلُ عِنْدِي أَصوب. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ ؛ أَي قَطَعْنَها قَطْعاً بَعْدَ قَطْعٍ وخَدَشْنَها خَدْشًا كَثِيرًا وَلِذَلِكَ شُدِّدَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً ؛ أَي فرّقْناهم فِرَقاً، وَقَالَ: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ ؛ أَي انْقَطَعَتْ أَسْبابُهم ووُصَلُهُم؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: كأَنّ ابْنةَ السَّهْمِيّ دُرَّةُ قامِسٍ ... لَهَا، بعدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح، وَهِيجُ أَراد بَعْدَ انْقِطاعِ النُّبُوحِ، والنُّبُوحُ: الْجَمَاعَاتُ، أَراد بَعْدَ الهُدُوِّ وَالسُّكُونِ بِاللَّيْلِ، قَالَ: وأَحْسَبُ

الأَصل فِيهِ القِطْع وَهُوَ طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. وشيءٌ قَطِيعٌ: مقطوعٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أَي اتَّقُوا أَن يَتَقَطَّعَ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ فِي الْحَرْبِ. والقُطْعةُ والقُطاعةُ: مَا قُطِعَ مِنَ الحُوّارَى مِنَ النُّخالةِ. والقُطاعةُ، بِالضَّمِّ: مَا سقَط عَنِ القَطْعِ. وقَطَعَ النخالةَ مِنَ الحُوّارَى: فَصَلَها مِنْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَقاطَعَ الشيءُ: بانَ بعضُه مِنْ بَعْضٍ، وأَقْطَعَه إِياه: أَذن لَهُ فِي قَطْعِهِ. وقَطَعاتُ الشجرِ: أُبَنُها الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا إِذا قُطِعَت، الْوَاحِدَةُ قَطَعَةٌ. وأَقْطَعْتُه قُضْباناً مِنَ الكَرْمِ أَي أَذِنْتُ لَهُ فِي قَطْعِها. والقَطِيع: الغُصْنُ تَقْطَعُه مِنَ الشَّجَرَةِ، وَالْجَمْعُ أَقْطِعةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ وأَقاطِيعُ كحديثٍ وأَحاديثَ. والقِطْعُ مِنَ الشَّجَرِ: كالقَطِيعِ، وَالْجَمْعُ أَقطاعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: عَفا غيرُ نُؤْيِ الدارِ مَا إِنْ تُبِينُه، ... وأَقْطاعُ طُفْيٍ قَدْ عَفَتْ فِي المَعاقِلِ والقِطْعُ أَيضاً: السَّهْمُ يُعْمَلُ مِنَ القَطِيعِ والقِطْعِ اللَّذَيْنِ هُمَا المَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ السَّهْمُ العَرِيضُ، وَقِيلَ: القِطْعُ نَصْلٌ قَصِيرٌ عَرِيضُ السَّهْمِ، وَقِيلَ: القِطْعُ النَّصْلُ الْقَصِيرُ، وَالْجَمْعُ أَقْطُعٌ وأَقْطاعٌ وقُطُوعٌ وقِطاعٌ ومَقاطِيعُ، جَاءَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ نَادِرًا كأَنه إِنما جَمَعَ مِقْطاعاً، وَلَمْ يُسْمَعْ، كَمَا قَالُوا مَلامِحَ ومَشابِهَ وَلَمْ يَقُولُوا مَلْمَحَةً وَلَا مَشْبَهةً؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفالِ يَصِفُ دِرْعاً: لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، ... وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وشَقَّتْ مَقاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه، ... إِذا يَسْمَعُ الصوتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ والمِقْطَعُ والمِقْطاعُ: مَا قَطَعْتَه بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: القِطْعُ القضيبُ الَّذِي يُقْطَعُ لبَرْيِ السِّهامِ، وَجَمْعُهُ قُطْعانٌ وأَقْطُعٌ؛ وأَنشد لأَبي ذؤَيب: ونَمِيمَةً مِنْ قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ، ... فِي كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطُعُ قَالَ: أَراد السِّهامَ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ، قَالَ الأَصمعي: القِطْعُ مِنَ النِّصالِ الْقَصِيرُ العريضُ، وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُهُ، سَوَاءٌ كَانَ النَّصْلُ مُرَكَّبًا فِي السَّهْمِ أَو لَمْ يَكُنْ مُرَكَّبًا، سُمِّيَ قِطْعاً لأَنه مقطوعٌ مِنَ الحديد، وَرُبَّمَا سَمَّوْه مَقْطُوعًا، والمَقاطِيعُ جَمْعُهُ؛ وَسَيْفٌ قاطِعٌ وقَطَّاعٌ ومِقْطَعٌ. وَحَبْلٌ أَقْطاعٌ: مقطوعٌ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ قِطْعاً، وإِن لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ، وَكَذَلِكَ ثَوْبٌ أَقْطاعٌ وقِطْعٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَقْطُوعُ مِنَ الْمَدِيدِ وَالْكَامِلِ والرَّجَزِ: الَّذِي حُذِفَ مِنْهُ حَرْفَانِ نَحْوَ فَاعِلَاتُنْ ذَهَبَ مِنْهُ تُنْ فَصَارَ مَحْذُوفًا فَبَقِيَ فَاعِلُنْ ثُمَّ ذَهَبَ مِنْ فاعِلن النُّونُ ثُمَّ أُسكنت اللَّامُ فَنُقِلَ فِي التَّقْطِيعِ إِلى فعْلن، كَقَوْلِهِ فِي الْمَدِيدِ: إِنما الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ، ... أُخْرِجَتْ مِنْ كِيسِ دِهْقانِ فَقَوْلُهُ قَانِي فعْلن، وَكَقَوْلِهِ فِي الْكَامِلِ: وإِذا دَعَوْنَكَ عَمَّهُنَّ، فإِنَّه ... نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا

فَقَوْلُهُ نَخَبالا فَعِلَاتُنْ وَهُوَ مَقْطُوعٌ؛ وَكَقَوْلِهِ فِي الرَّجَزِ: دَارٌ لِسَلْمَى، إِذ سُلَيْمَى جارةٌ، ... قَفْرٌ تُرى آيَاتُهَا مِثْلَ الزُّبُرْ «1» وَكَقَوْلِهِ فِي الرَّجَزِ: القَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ، ... والقلبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ فَقَوْلُهُ مَجْهُود مَفْعُولُنْ. وتَقْطِيعُ الشِّعْرِ: وَزْنه بأَجزاء العَرُوضِ وتَجْزئته بالأَفعالِ. وقاطَعَ الرجُلانِ بِسَيْفَيْهِمَا إِذا نَظَرَا أَيُّهما أَقْطَعُ؛ وقاطَعَ فُلَانٌ فُلَانًا بِسَيْفَيْهِمَا كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ لَطّاع قَطّاعٌ: يَقْطَعُ نِصْفَ اللُّقْمةِ وَيَرُدُّ الثَّانِي، واللَّطّاعُ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وكلامٌ قاطِعٌ عَلَى المَثَلِ: كَقَوْلِهِمْ نافِذٌ. والأَقْطَعُ: المقطوعُ اليَدِ، وَالْجَمْعُ قُطْعٌ وقُطْعانٌ مِثْلَ أَسْوَدَ وسُودانٍ. ويَدٌ قَطعاءُ: مقطوعةٌ، وَقَدْ قَطَعَ وقطِعَ قَطعاً. والقَطَعَةُ والقُطْعةُ، بِالضَّمِّ، مِثْلُ الصَّلَعةِ والصُّلْعةِ: مَوْضِعُ القَطْعِ مِنَ الْيَدِ، وَقِيلَ: بقيّةُ اليدِ المقطوعةِ، وضربَه بقَطَعَتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ سارِقاً سَرَقَ فَقُطِعَ فَكَانَ يَسْرِقُ بقَطَعَتِه ، بِفَتْحَتَيْنِ؛ هِيَ الموضعُ المقطوعُ مِنَ الْيَدِ، قَالَ: وَقَدْ تُضَمُّ الْقَافُ وَتُسَكَّنُ الطَّاءُ فَيُقَالُ: بقُطْعَتِه، قَالَ اللَّيْثُ: يَقُولُونَ قُطِعَ الرجلُ وَلَا يَقُولُونَ قُطِعَ الأَقْطَعُ لأَنَّ الأَقْطَعَ لَا يَكُونُ أَقْطَعَ حَتَّى يَقْطَعَه غَيْرُهُ، وَلَوْ لَزِمَهُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ لَقِيلَ قَطِعَ أَو قَطُعَ، وقَطَعَ اللَّهُ عُمُرَه عَلَى المَثَلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ استُؤْصِلُوا مِنْ آخِرِهِمْ. ومَقْطَعُ كُلِّ شيءٍ ومُنْقَطَعُه: آخِرُهُ حَيْثُ يَنْقَطِعُ كمَقاطِعِ الرِّمالِ والأَوْدِيةِ والحَرَّةِ وَمَا أَشبهها. ومَقاطِيعُ الأَوديةِ: مآخيرُها. ومُنْقَطَعُ كلِّ شيءٍ: حَيْثُ يَنْتَهي إِليه طَرَفُه. والمُنْقَطِعُ: الشيءُ نفسُه. وشرابٌ لذيذُ المَقْطَعِ أَي الآخِر والخاتِمَةِ. وقَطَعَ الماءَ قَطْعاً: شَقَّه وجازَه. وقطَعَ بِهِ النهرَ وأَقْطَعَه إِياه وأَقطَعَه بِهِ: جاوَزَه، وَهُوَ مِنَ الْفَصْلِ بَيْنَ الأَجزاء. وقَطَعْتُ النَّهْرَ قَطْعاً وقُطُوعاً: عَبَرْتُ. ومَقاطِعُ الأَنهار: حَيْثُ يُعْبَرُ فِيهِ. والمَقْطَعُ: غايةُ مَا قُطِعَ. يُقَالُ: مَقْطَعُ الثوبِ ومَقْطَعُ الرمْلِ لِلَّذِي لَا رَمْلَ وَرَاءَهُ. والمَقْطَعُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقْطَعُ فِيهِ النَّهْرُ مِنَ المَعابرِ. ومَقاطِعُ القرآنِ: مواضعُ الوقوفِ، ومَبادِئُه: مواضعُ الابتداءِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ ذَكَر أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تَقَطَّعُ عَلَيْهِ «2» الأَعْناقُ مثلَ أَبي بَكْرٍ ؛ أَراد أَن السابِقَ مِنْكُمُ الَّذِي لَا يَلْحَقُ شَأْوَه فِي الْفَضْلِ أَحدٌ لَا يَكُونُ مِثْلًا لأَبي بَكْرٍ لأَنه أَسْبَقُ السَّابِقِينَ؛ وَفِي النِّهَايَةِ: أَي لَيْسَ فِيكُمْ أَحدٌ سابقٌ إِلى الخيراتِ تَقَطَّعُ أَعْناقُ مُسابقِيه حَتَّى لَا يَلْحَقَه أَحدٌ مِثْلَ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. يُقَالُ للفرَس الجَوادِ: تَقَطَّعَت أَعناقُ الخيْلِ عَلَيْهِ فَلَمْ تَلْحَقْه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للبَعِيثِ: طَمِعْتُ بِلَيْلى أَن تَرِيعَ، وإِنَّما ... تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِّجالِ المَطامِعُ وبايَعْتُ لَيْلى فِي الخَلاءِ، وَلَمْ يَكُنْ ... شُهُودي عَلَى لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ

_ (1). قوله [دار لسلمى إلخ] هو موفور لا مقطوع فلا شاهد فيه كما لا يخفى. (2). قوله [تقطع عليه] كذا بالأصل، والذي في النهاية: دونه

وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي ذَرٍّ: فإِذا هِيَ يُقَطَّعُ دونَها السَّرابُ أَي تُسْرِعُ إِسْراعاً كَثِيرًا تَقَدَّمَتْ بِهِ وَفَاتَتْ حَتَّى إِنَّ السَّرَابَ يَظْهَرُ دُونِهَا أَي مِنْ وَرَائِهَا لِبُعْدِهَا فِي الْبَرِّ. ومُقَطَّعاتُ الشَّيْءِ: طرائقُه الَّتِي يتحلَّلُ إِليها ويَتَرَكَّبُ عَنْهَا كَمُقَطَّعاتِ الكلامِ، ومُقَطَّعاتُ الشعْرِ ومَقاطِيعُه: مَا تَحَلَّل إِليه وترَكَّبَ عَنْهُ مِنْ أَجْزائِه الَّتِي يُسَمِّيهَا عَرُوضِيُّو الْعَرَبِ الأَسْبابَ والأَوْتادَ. والقِطاعُ والقَطاعُ: صِرامُ النخْلِ مِثْلُ الصِّرامِ والصَّرامِ. وقَطَعَ النخلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صرَمه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَطَعْتُه أَوْصَلْتُ إِليه القَطْعَ وَاسْتَعْمَلْتُهُ فِيهِ. وأَقْطَعَ النخلُ إِقْطاعاً إِذا أَصرَمَ وحانَ قِطاعُه. وأَقْطَعْتُه: أَذِنْتُ لَهُ فِي قِطاعه. وانْقَطَعَ الشيءُ: ذهَب وقْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: انْقَطَعَ البَرْدُ والحرُّ. وانْقَطَع الكلامُ: وَقَفَ فَلَمْ يَمْضِ. وقَطَعَ لِسَانَهُ: أَسْكَتَه بإِحسانِه إِليه. وانْقَطَعَ لِسَانُهُ: ذَهَبَتْ سَلاطَتُه. وامرأَة قَطِيعُ الكلامِ إِذا لَمْ تَكُنْ سَلِيطةً. وَفِي الْحَدِيثِ لَمَّا أَنشده الْعَبَّاسُ ابن مِرْداسٍ أَبياته الْعَيْنِيَّةَ: اقْطَعُوا عَنِّي لِسانه أَي أَعْطُوه وأَرْضُوه حَتَّى يَسْكُتَ، فَكَنَّى باللسانِ عَنِ الكلامِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتاه رَجُلٌ فَقَالَ: إِني شَاعِرٌ، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، اقْطَعْ لِسَانَهُ فأَعطاه أَربعين دِرْهَمًا. قَالَ الْخَطَابِيُّ: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ فِي بَيْتِ الْمَالِ كَابْنِ السَّبِيلِ وَغَيْرِهِ فَتَعَرَّضَ لَهُ بِالشِّعْرِ فأَعطاه لِحَقِّهِ أَو لِحَاجَتِهِ لَا لِشِعْرِهِ. وأَقْطَعَ الرجلُ إِذا انْقَطَعَت حُجَّتُه وبَكَّتُوه بِالْحَقِّ فَلَمْ يُجِبْ، فَهُوَ مُقْطِعٌ. وقَطَعَه قَطْعاً أَيضاً: بَكَّتَه، وَهُوَ قَطِيعُ القولِ وأَقْطَعُه، وَقَدْ قَطِعَ وقَطُعَ قَطاعةً. وأَقْطَعَ الشاعِرُ: انْقَطَعَ شِعْرُه. وأَقْطَعَت الدجاجةُ مِثْلَ أَقَفَّت: انْقَطَعَ بيضُها، قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهَذَا كَمَا عَادَلُوا بَيْنَهُمَا بأَصْفَى. وقُطِعَ بِهِ وانْقُطِعَ وأُقْطِعَ وأَقْطَعَ: ضَعُفَ عَنِ النِّكَاحِ. وأُقْطِعَ بِهِ إِقْطاعاً، فَهُوَ مُقْطَعٌ إِذا لَمْ يُرِدِ النساءَ وَلَمْ يَنْهَض عُجارِمُه. وانْقُطِعَ بِالرَّجُلِ والبعيرِ: كَلَّا. وقُطِعَ بِفُلَانٍ، فَهُوَ مَقْطُوعٌ بِهِ، وانْقُطِعَ بِهِ، فَهُوَ مُنْقَطَعٌ بِهِ إِذا عَجَزَ عَنْ سَفَرِهِ مِنْ نَفَقَةٍ ذَهَبَتْ، أَو قامَت عَلَيْهِ راحِلَتُه، أَو أَتاه أَمر لَا يَقْدِرُ عَلَى أَن يَتَحَرَّكَ مَعَهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا كَانَ مُسَافِرًا فأُبْدِعَ بِهِ وعَطِبَت رَاحِلَتُهُ وذَهَبَ زادُه وَمَالُهُ. وقُطِعَ بِهِ إِذا انْقَطَعَ رَجاؤُهُ. وقُطِعَ بِهِ قَطْعاً إِذا قُطِعَ بِهِ الطريقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَخَشِينا أَن يُقْتَطَعَ دُونَنا أَي يُؤْخَذَ ويُنْفَرَدَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَوْ شِئْنَا لاقْتَطَعْناهم. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا أَراد أَن يَقْطَعَ بَعْثاً أَي يُفْرِدَ قَوْمًا يبعثُهم فِي الغَزْوِ ويُعَيِّنَهُم مِنْ غَيْرِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْغَرِيبِ بِالْبَلَدِ: أُقْطِعَ عَنْ أَهله إِقْطاعاً، فَهُوَ مُقْطَعٌ عَنْهُمْ ومُنْقَطِعٌ، وَكَذَلِكَ الَّذِي يُفْرَضُ لِنُظَرَائِهِ وَيُتْرَكُ هُوَ. وأَقْطَعْتُ الشَّيْءَ إِذا انْقَطَعَ عَنْكَ يُقَالُ: قَدْ أَقْطَعْتُ الغَيْثَ. وعَوْدٌ مُقْطَعٌ إِذا انْقَطَعَ عَنِ الضِّراب. والمُقْطَعُ، بِفَتْحِ الطاءِ: الْبَعِيرُ إِذا جَفَرَ عَنِ الضِّراب؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ امرأَته: قامَت تَباكَى أَن سَبَأْتُ لِفِتْيةٍ ... زِقًّا وخابِيَةً بِعَوْدٍ مُقْطَعِ وَقَدْ أُقْطِعَ إِذا جَفَرَ. وناقةٌ قَطُوعٌ: يَنْقَطِعُ لَبَنُهَا سَرِيعًا. والقَطْعُ والقَطِيعةُ: الهِجْرانُ ضِدُّ الْوَصْلِ، وَالْفِعْلُ

كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَرَجُلٌ قَطُوعٌ لإِخْوانه ومِقْطاعٌ: لَا يَثْبُتُ عَلَى مُؤاخاةٍ. وتَقَاطَعَ القومُ: تَصارَمُوا. وتَقَاطَعَتْ أَرْحامُهُمْ: تَحاصَّتْ. وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعاً وقَطِيعةً وقَطَّعَها: عَقَّها وَلَمْ يَصِلْها، وَالِاسْمُ القَطِيعةُ. وَرَجُلٌ قُطَعَةٌ وقُطَعٌ ومِقْطَعٌ وقَطَّاعٌ: يَقْطَعُ رَحِمَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَةً مِنْ فاسِقٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحمها ، وَذَلِكَ أَن الفاسِقَ يُطَلِّقُهَا ثُمَّ لَا يُبَالِي أَن يُضَاجِعَهَا. وَفِي حَدِيثِ صِلَةِ الرَّحِمِ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ ؛ القَطِيعَةُ: الهِجْرانُ والصَّدُّ، وهيَ فَعِيلَةٌ مِنَ القَطْعِ، وَيُرِيدُ بِهِ تَرْكَ الْبِرِّ والإِحسان إِلى الأَهل والأَقارب، وَهِيَ ضِدّ صِلَة الرَّحمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ؛ أَي تعُودوا إِلى أَمر الْجَاهِلِيَّةِ فَتُفْسِدُوا فِي الأَرض وتَئِدُوا البناتِ، وَقِيلَ: تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ تَقْتُلُ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنُو هَاشِم قُرَيْشًا. ورَحِمٌ قَطعاءُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ إِذا لَمْ تُوصَلْ. وَيُقَالُ: مَدّ فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ بِثَدْيٍ غَيْرِ أَقْطَعَ ومَتَّ، بِالتَّاءِ، أَي تَوَسَّلَ إِليه بِقُرَابَةٍ قَرِيبَةٍ؛ وَقَالَ: دَعاني فَلَمْ أُورَأْ بِه، فأَجَبْتُه، ... فَمَدّ بِثَدْيٍ بَيْنَنا غَيْرِ أَقْطَعا والأُقْطوعةُ: مَا تَبْعَثُهُ المرأَة إِلى صَاحِبَتِهَا عَلَامَةٌ للمُصارَمةِ والهِجْرانِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَبْعَثُ بِهِ الْجَارِيَةُ إِلى صَاحِبِهَا؛ وأَنشد: وقالَتْ لِجارِيَتَيْها: اذْهَبا ... إِليه بأُقْطُوعةٍ إِذْ هَجَرْ والقُطْعُ: البُهْرُ لقَطْعِه الأَنفاسَ. وَرَجُلٌ قَطِيعٌ: مَبْهُورٌ بَيّنُ القَطاعةِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. وَرَجُلٌ قَطِيعُ الْقِيَامِ إِذا وُصِفَ بِالضَّعْفِ أَو السِّمَنِ. وامرأَة قَطُوعٌ وقَطِيعٌ: فاتِرةُ القِيامِ. وَقَدْ قَطُعَتِ المرأَةُ إِذا صَارَتْ قَطِيعاً. والقُطْعُ والقُطُعُ فِي الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ: البُهْرُ وانْقِطاعُ بَعْضِ عُرُوقِه. وأَصابه قُطْعٌ أَو بُهْر: وَهُوَ النفَس الْعَالِي مِنَ السِّمَنِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه أَصابه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ فَكَانَ يُطْبَخُ لَهُ الثُّومُ فِي الحَسا فيأْكله ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: القُطْعُ الدَّبَرُ «3». وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لأَبي جُنْدُبٍ الْهُذَلِيِّ: وإِنِّي إِذا مَا آنسٌ «4» ... مُقْبِلًا، ... يُعاوِدُني قُطْعٌ جَواه طَوِيلُ يَقُولُ: إِذا رأَيت إِنساناً ذَكَرْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضيقُه. والقُطْعُ: البُهْرُ يأْخذ الْفَرَسَ وَغَيْرَهُ. يُقَالُ: قُطِعَ الرجلُ، فَهُوَ مقطوعٌ، وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا انْقَطَعَ عِرْقٌ فِي بَطْنِهِ أَو شَحْمٌ: مقطوعٌ، وَقَدْ قُطِعَ. واقْتَطَعْتُ مِنَ الشَّيْءِ قِطْعةً، يُقَالُ: اقتَطَعْتُ قَطِيعاً مِنْ غَنَمِ فُلَانٍ. والقِطْعةُ مِنَ الشَّيْءِ: الطائفةُ مِنْهُ. واقْتَطَعَ طَائِفَةً مِنَ الشَّيْءِ: أَخذها. والقَطِيعةُ: مَا اقْتَطَعْتَه مِنْهُ. وأَقْطَعَني إِياها: أَذِنَ لِي فِي اقْتِطاعِها. واسْتَقْطَعَه إِياها: سأَلَه أَن يُقْطِعَه إِياها. وأَقْطَعْتُه قَطِيعةً أَي طَائِفَةً مِنْ أَرض الْخَرَاجِ. وأَقْطَعَه نَهْرًا: أَباحَه لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبْيَضَ بن

_ (3). قوله [القطع الدبر] كذا بالأَصل. وقوله [لأَبي جندب] بهامش الأَصل بخط السيد مرتضى صوابه: وإني إذا ما الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل والبيت لأَبي خراش الهذلي (4). كذا بياض بالأَصل ولعله: وَإِنِّي إِذَا مَا آنِسٌ شمت مقبلًا،

حَمّالٍ: أَنه اسْتَقْطَعَه المِلْحَ الَّذِي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَه إِياه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سأَله أَن يَجْعَلَهُ لَهُ إِقطاعاً يتملَّكُه ويسْتَبِدُّ بِهِ وَيَنْفَرِدُ، والإِقطاعُ يَكُونُ تَمْلِيكًا وَغَيْرَ تَمْلِيكٍ. يُقَالُ: اسْتَقْطَعَ فُلَانٌ الإِمامَ قَطيعةً فأَقْطَعَه إِيّاها إِذا سأَلَه أَن يُقْطِعَها له ويبينها مِلْكاً لَهُ فأَعطاه إِياها، والقَطائِعُ إِنما تَجُوزُ فِي عَفْوِ الْبِلَادِ الَّتِي لَا مِلْكَ لأَحد عَلَيْهَا وَلَا عِمارةَ فِيهَا لأَحد فيُقْطِعُ الإِمامُ المُسْتَقْطِعَ مِنْهَا قَدْرَ مَا يتهيَّأُ لَهُ عِمارَتُه بإِجراء الْمَاءِ إِليه، أَو بِاسْتِخْرَاجِ عَيْنٍ مِنْهُ، أَو بِتَحَجُّرٍ عَلَيْهِ لِلْبِنَاءِ فِيهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَمِنَ الإِقْطاعِ إِقْطاعُ إِرْفاقٍ لَا تمليكٍ، كالمُقاعَدةِ بالأَسواق الَّتِي هِيَ طُرُقُ الْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ قَعَدَ فِي مَوْضِعٍ مِنْهَا كَانَ لَهُ بِقَدْرِ مَا يَصْلُحُ لَهُ مَا كَانَ مُقِيمًا فِيهِ، فإِذا فَارَقَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَنْعُ غَيْرِهِ مِنْهُ كأَبنية الْعَرَبِ وفساطِيطِهمْ، فإِذا انْتَجَعُوا لَمْ يَمْلِكُوا بِهَا حَيْثُ نَزَلُوا، وَمِنْهَا إِقْطاعُ السُّكْنَى. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أُمّ العلاءِ الأَنصارية قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المدينةَ أَقْطَع الناسَ الدُّورَ فَطَارَ سَهْمُ عثمانَ بْنِ مَظْعُونٍ علَيّ ؛ وَمَعْنَاهُ أَنزلهم فِي دُورِ الأَنصارِ يَسْكُنُونَهَا مَعَهُمْ ثُمَّ يَتَحَوَّلُونَ عَنْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلًا ، يُشْبِهُ أَنه إِنما أَعطاه ذَلِكَ مِنَ الخُمُسِ الَّذِي هُوَ سَهْمُه لأَنَّ النَّخْلَ مالٌ ظاهِرُ الْعَيْنِ حاضِرُ النفْعِ فَلَا يَجُوزُ إِقْطاعُه، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يتأَوّل إِقْطاعَ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمُهَاجِرِينَ الدُّورَ عَلَى مَعْنَى العارِيّةِ، وأَما إِقْطاعُ المَواتِ فَهُوَ تَمْلِيكٌ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْيَمِينِ: أَو يَقْتَطِعَ بِهَا مالَ امرئٍ مُسْلِمٍ أَي يأْخذه لِنَفْسِهِ مُتَمَلِّكًا، وَهُوَ يَفْتَعِلُ مِنَ القَطْعِ. وَرَجُلٌ مُقْطَعٌ: لَا دِيوانَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا أَهلَ دِيوانٍ أَو مُقْطَعِينَ ، بِفَتْحِ الطَّاءِ، وَيُرْوَى مُقْتَطِعينَ لأَن الْجُنْدَ لَا يَخْلُونَ مِنْ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ. وقَطَعَ الرجلُ بِحَبْلٍ يَقْطَعُ قَطْعاً: اخْتَنَقَ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ ؛ قَالُوا: لِيَقْطَعْ أَي لِيَخْتَنِقْ لأَن المُخْتَنِقَ يَمُدّ السَّبَبَ إِلى السَّقْفِ ثُمَّ يَقْطَعُ نفسَه مِنَ الأَرض حَتَّى يَخْتَنِقَ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَحْتَاجُ إِلى شَرْحٍ يَزِيدُ فِي إِيضاحه، وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَن لَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا حَتَّى يُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ فَلْيَمُتْ غَيْظًا، وَهُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ، والسببُ الْحَبْلُ يَشُدُّهُ الْمُخْتَنِقُ إِلى سَقْفِ بَيْتِهِ، وسماءُ كُلِّ شَيْءٍ سَقْفِهِ، ثُمَّ لِيَقْطَعْ أَي لِيَمُدَّ الْحَبْلَ مشدُوداً فِي عُنُقِهِ مَدًّا شَدِيدًا يُوَتِّرُه حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَمُوتَ مُخْتَنِقًا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد لِيَجْعَلْ فِي سَمَاءِ بَيْتِهِ حَبْلًا ثُمَّ لِيَخْتَنِقْ بِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ثُمَّ لِيَقْطَعِ اخْتِنَاقًا. وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: ثُمَّ لِيَقْطَعْهُ، يَعْنِي السَّبَبَ وَهُوَ الْحَبْلُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لِيَمُدَّ الْحَبْلَ الْمَشْدُودَ فِي عُنُقِهِ حَتَّى ينقطعَ نفَسُه فيموتَ. وثوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطِّعُ لَكَ تَقْطِيعاً: يَصْلُح عَلَيْكَ قَمِيصًا ونحوَه. وَقَالَ الأَزهري: إِذا صَلَحَ أَن يُقْطَعَ قَمِيصًا، قَالَ الأَصمعي: لَا أَعرف هَذَا ثَوْبٌ يَقْطَعُ وَلَا يُقَطِّعُ وَلَا يُقَطِّعُني وَلَا يَقْطَعُني، هَذَا كُلُّهُ مِنْ كَلَامِ الْمُوَلِّدِينَ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَقَدْ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ عَنِ الْعَرَبِ. والقُطْعُ: وجَعٌ فِي الْبَطْنِ ومَغَسٌ. والتقطِيعُ مَغَسٌ يَجِدُهُ الإِنسان فِي بَطْنِهِ وأَمْعائِه. يُقَالُ: قُطِّعَ فُلَانٌ فِي بَطْنِهِ تَقْطِيعاً. والقَطِيعُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَالنِّعَمِ وَنَحْوِهِ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ أَنه مِنْ عَشْرٍ إِلى أَربعين، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ إِلى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَالْجَمْعُ أَقْطاعٌ وأَقْطِعةٌ وقُطْعانٌ وقِطاعٌ وأَقاطِيعُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِمَّا جُمِعَ عَلَى

غَيْرِ بِنَاءِ وَاحِدِهِ، وَنَظِيرُهُ عِنْدَهُمْ حديثٌ وأَحاديثُ. والقِطْعةُ: كالقَطِيع. والقَطِيعُ: السَّوْطُ يُقْطَعُ مِنْ جِلْدِ سَيْرٍ وَيُعْمَلُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ القَطِيعِ الَّذِي هُوَ المَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْقَطِعُ الطرَف، وعَمَّ أَبو عُبَيْدٍ بالقَطِيعِ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: قَطَعْتُه بالقَطِيع أَي ضَرَبْتُهُ بِهِ كَمَا قَالُوا سُطْتُه بِالسَّوْطِ؛ قَالَ الأَعشى: تَرى عَينَها صَغْواءَ فِي جَنْبِ مُوقِها، ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّوْطُ المُحَرَّمُ الَّذِي لَمْ يُليَّن بَعْد. اللَّيْثُ: القَطِيعُ السَّوْطُ المُنْقَطِعُ. قَالَ الأَزهري: سُمِّيَ السَّوْطُ قَطِيعاً لأَنهم يأْخذون القِدّ المُحَرَّمَ فيَقْطَعونه أَربعة سُيُور، ثُمَّ يَفْتِلونه ويَلْوُونه وَيَتْرُكُونَهُ حَتَّى يَيْبَسَ فيقومَ قِياماً كأَنه عَصاً، سُمِّيَ قَطِيعاً لأَنه يُقْطَعُ أَربع طَاقَاتٍ ثُمَّ يُلْوى. والقُطَّعُ والقُطَّاعُ: اللُّصوص يَقْطَعون الأَرض. وقُطَّاعُ الطَّرِيقِ: الَّذِينَ يُعارِضون أَبناءَ السَّبِيلِ فيَقْطَعون بِهِمُ السبيلَ. وَرَجُلٌ مُقَطَّعٌ: مُجَرَّبٌ. وإِنه لحسَنُ التقْطِيع أَي القَدِّ. وَشَيْءٌ حَسَنُ التقْطِيعِ إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَطِيعُ فُلَانٍ أَي شَبيهُه فِي قَدِّه وخَلْقِه، وَجَمْعُهُ أَقْطِعاءُ. ومَقْطَعُ الحقِّ: مَا يُقْطَعُ بِهِ الْبَاطِلُ، وَهُوَ أَيضاً مَوْضِعُ التِقاءِ الحُكْمِ، وَقِيلَ: هُوَ حَيْثُ يُفْصَلُ بَيْنَ الخُصومِ بِنَصِّ الْحُكْمِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ: ... يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ وَيُقَالُ: الصوْمُ مَقْطَعةٌ لِلنِّكَاحِ. والقِطْعُ والقِطْعةُ والقَطِيعُ والقِطَعُ والقِطاعُ: طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ تَكُونُ مِنْ أَوّله إِلى ثُلُثِهِ، وَقِيلَ للفزاريِّ: مَا القِطْعُ مِنَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: حُزْمةٌ تَهُورُها أَي قِطْعةٌ تَحْزُرُها وَلَا تَدْرِي كمْ هِيَ. والقِطْعُ: ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ* ؛ قَالَ الأَخفش: بِسَوَادٍ مِنَ اللَّيْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: افْتَحي الْبَابَ، فانْظُري فِي النُّجومِ، ... كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ وَفِي التَّنْزِيلِ: قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً ، وَقُرِئَ: قِطْعاً ، والقِطْعُ: اسْمُ مَا قُطِعَ. يُقَالُ: قَطَعْتُ الشيءَ قَطْعاً، وَاسْمُ مَا قُطِعَ فَسَقَطَ قِطْعٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: مَنْ قرأَ قِطْعاً، جَعَلَ الْمُظْلِمَ مِنْ نَعْتِهِ، وَمَنْ قرأَ قِطَعاً جَعَلَ الْمُظْلِمَ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ الْبَصْرِيُّونَ الْحَالُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَناً كقِطْعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ؛ قِطْعُ الليلِ طائفةٌ مِنْهُ وقِطْعةٌ، وَجَمْعُ القِطْعةِ قِطَعٌ، أَراد فِتْنَةً مُظْلِمَةً سوْداءَ تَعْظِيمًا لشأْنها. والمُقَطَّعاتُ مِنَ الثيابِ: شِبْه الجِبابِ وَنَحْوِهَا مِنَ الخَزِّ وَغَيْرِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ؛ أَي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ لَبوساً لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ نَخْلِ الْجَنَّةِ قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ سَعَفُها كِسْوةٌ لأَهل الْجَنَّةِ مِنْهَا مُقَطَّعاتُهم وحُلَلُهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يَكُنْ يَصِفُها بالقِصَر لأَنه عَيْبٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يُقَالُ لِلثِّيَابِ القِصار مُقَطَّعاتٌ، قَالَ شَمِرٌ: وَمِمَّا يقوِّي قَوْلَهُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي وَصْفِ سَعَفِ الْجَنَّةِ لأَنه لَا يَصِفُ ثِيَابَ أَهل الْجَنَّةِ بالقِصَرِ لأَنه عَيْبٌ، وَقِيلَ: المقطَّعات لَا وَاحِدَ لَهَا فَلَا يُقَالُ للجُبّةِ الْقَصِيرَةِ مُقَطَّعةٌ، وَلَا للقَمِيصِ

مُقَطَّعٌ، وإِنما يُقَالُ لِجُمْلَةِ الثِّيَابِ الْقِصَارِ مُقَطَّعات، وَلِلْوَاحِدِ ثَوْبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ مُقَطَّعاتٌ لَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ثِيَابٌ قِصَارٌ لأَنها قُطِعَتْ عَنْ بُلُوغِ التَّمَامِ، وَقِيلَ: المُقَطَّع مِنَ الثِّيَابِ كلُّ مَا يُفَصَّلُ ويُخاطُ مِنْ قميصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وَغَيْرِهَا، وَمَا لَا يُقْطَعُ مِنْهَا كالأَردية والأُزُر والمَطارِفِ والرِّياطِ الَّتِي لَمْ تُقْطَعْ، وإِنما يُتَعَطَّفُ بِهَا مرَّة ويُتَلَفَّعُ بِهَا أُخرى؛ وأَنشد شَمِرٌ لِرُؤْبَةُ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: كأَنَّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا، ... مُخالِطَ التَّقْلِيصِ، إِذْ تَدَرَّعا «1» قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَقُولُ كأَنَّ عَلَيْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً عَنْهُ، يَقُولُ: تَخَالُ أَنه أُلْبِسَ ثَوْبًا أَبيض مُقَلَّصًا عَنْهُ لَمْ يبلغ كُراعَه لأَنها سُود لَيْسَتْ عَلَى لَوْنِهِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: فَقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفاتِ، وأَحْقِبوا ... عَلَى الأَرْحَبِيّاتِ الحَديدَ المُقَطَّعا يَعْنِي الدُّرُوعَ. والحديدُ المُقَطَّعُ: هُوَ الْمُتَّخَذُ سِلَاحًا. يُقَالُ: قَطَعْنَا الْحَدِيدَ أَي صَنَعْنَاهُ دُروعاً وَغَيْرَهَا مِنَ السِّلاح. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مُقَطَّعاتُ الثِّيَابِ والشِّعرْ قِصارُها. والمقطَّعات: الثِّيَابُ الْقِصَارُ، والأَبياتُ القِصارُ، وَكُلُّ قصيرٍ مُقَطَّعٌ ومُتَقَطِّعٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: وقتُ صلاةِ الضُّحى إِذا تقَطَّعتِ الظِّلالُ ، يَعْنِي قَصُرَتْ لأَنها تَكُونُ مُمْتَدَّةً فِي أَول النَّهَارِ، فَكُلَّمَا ارْتَفَعَتِ الشمسُ تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ وَقَصُرَتْ، وَسُمِّيَتِ الأَراجيز مُقَطَّعاتٍ لِقِصَرِهَا، وَيُرْوَى أَن جَرِيرَ بْنَ الخَطَفى كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رُؤْبَةُ اخْتِلَافٌ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: أَما وَاللَّهِ لَئِنْ سَهِرْتُ لَهُ لَيْلَةً لأَدَعَنَّه وقلَّما تُغْنِي عَنْهُ مقطَّعاته، يَعْنِي أَبيات الرَّجَزِ. وَيُقَالُ للرجُل الْقَصِيرِ: إِنه لَمُقَطَّعٌ مُجَذَّرٌ. والمِقْطَعُ: مثالٌ يُقْطَعُ عَلَيْهِ الأَديم وَالثَّوْبُ وَغَيْرُهُ. والقاطِعُ: كالمِقْطَعِ اسْمٌ كَالْكَاهِلِ والغارِبِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِنما هُوَ القِطاعُ لَا القاطِعُ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ لِحافٍ ومِلْحَفٍ وقِرامٍ ومِقْرَمٍ وسِرادٍ ومِسْرَدٍ. والقِطْعُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ المُوَشَّاةِ، وَالْجَمْعُ قُطوعٌ. والمُقَطَّعاتُ: بُرود عَلَيْهَا وشْيٌ مُقَطَّعٌ. والقِطْعُ: النُّمْرُقةُ أَيضاً. والقِطْعُ: الطِّنْفِسةُ تَكُونُ تَحْتَ الرَّحْلِ عَلَى كَتِفَيِ الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ الأَعشى: أَتَتْكَ العِيسُ تَنْفَحُ فِي بُراها، ... تَكَشَّفُ عَنْ مَناكِبها القُطوعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبي الْعَاصِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ وَيُقَالُ لِزيادٍ الأَعْجَمِ؛ وَبَعْدَهُ: بأَبيَضَ مِنْ أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ، ... كأَنَّ جَبِينَه سَيْفٌ صَنِيعُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ والجِنِّيِّ: فَجَاءَ وَهُوَ عَلَى القِطع فنَفَضَه ، وفُسِّرَ القِطْعُ بالطِّنْفِسةِ تَحْتَ الرَّحْلِ عَلَى كَتِفَيِ الْبَعِيرِ. وقاطَعَه عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ الأَجْرِ والعَمَلِ وَنَحْوِهِ مُقاطعةً. قَالَ اللَّيْثُ: ومُقَطَّعةُ الشعَر هناتٌ صِغار مِثْلُ شعَرِ الأَرانِبِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وأُراه إِنما أَراد مَا يُقَالُ للأَرْنَبِ السَّرِيعَةِ؛ وَيُقَالُ للأَرنب السَّرِيعَةِ: مُقَطِّعةُ الأَسْحارِ ومقطِّعةُ النِّياطِ

_ (1). وقوله [كأن إلخ] سيأتي في نصع: تخال بدل كأن.

ومقطِّعةُ السحورِ كأَنها تَقْطَعُ عِرْقاً فِي بَطْنِ طَالِبِهَا مِنْ شدّةِ العَدْوِ، أَو رِئاتِ مَنْ يَعْدُو عَلَى أَثرها لِيَصِيدَهَا، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ فِيهَا مُحَشِّئةُ الكِلاب، وَمَنْ قَالَ النِّياطُ بُعْدُ المَفازةِ فَهِيَ تَقْطَعُه أَيضاً أَي تُجاوِزُه؛ قَالَ يَصِفُ الأَرنب: كأَنِّي، إِذْ مَنَنْتُ عليكَ خَيْري، ... مَنَنْتُ عَلَى مُقَطِّعةِ النِّياطِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مَرَطى مُقَطِّعةٍ سُحُورَ بُغاتِها ... مِنْ سُوسِها التَّوْتِيرُ، مَهْمَا تُطْلَبِ وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: مُقَطِّعةُ الْقُلُوبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنِّي، إِذْ مَنَنْتُ عليكَ فَضْلي، ... مَنَنْتُ عَلَى مُقَطِّعةِ القُلُوبِ أُرَيْنِبِ [أُرَيْنِبُ] خُلّةٍ، باتَتْ تَغَشَّى ... أَبارِقَ، كلُّها وَخِمٌ جَدِيب وَيُقَالُ: هَذَا فَرَسٌ يُقَطِّعُ الجَرْيَ أَي يَجْرِي ضُرُوباً مِنَ الجَرْيِ لِمَرحِه ونشاطِه. وقَطَّعَ الجَوادُ الخيلَ تَقْطِيعاً: خَلَّفَها وَمَضَى؛ قَالَ أَبو الخَشْناءِ، وَنَسَبَهُ الأَزهري إِلى الْجَعْدِيِّ: يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبه، ... ويَأْوي إِلى حُضُرٍ مُلْهِبِ وَيُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ أَي سِراعاً بَعْضُهَا فِي إِثر بَعْضٍ. وَفُلَانٌ مُنْقَطِعُ القَرِينِ فِي الْكَرَمِ وَالسَّخَاءِ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثْلٌ، وَكَذَلِكَ مُنْقَطِعُ العِقالِ فِي الشَّرِّ والخُبْثِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: رأَيْتُ عَرابَةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو ... إِلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرِينِ أَبو عُبَيْدَةَ فِي الشِّياتِ: وَمِنَ الغُرَرِ المُتَقَطِّعةُ وَهِيَ الَّتِي ارْتَفَعَ بياضُها مِنَ المَنْخَرَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَ الغُرَّةُ عَيْنَيْهِ دُونَ جَبْهته. وَقَالَ غَيْرُهُ: المُقَطَّعُ مِنَ الحَلْي هُوَ الشَّيْءُ اليسيرُ مِنْهُ القليلُ، والمُقَطَّعُ مِنَ الذَّهَبِ اليسِيرِ كالحَلْقةِ والقُرْطِ والشَّنْفِ والشَّذْرةِ وَمَا أَشبهها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عَنِ لُبْسِ الذَّهَبِ إِلا مُقَطَّعاً ؛ أَراد الشَّيْءَ الْيَسِيرَ وَكَرِهَ الْكَثِيرَ الَّذِي هُوَ عَادَةُ أَهل السَّرَفِ والخُيَلاء والكِبْر، واليسيرُ هُوَ مَا لَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ إِنما كَرِهَ اسْتِعْمَالَ الْكَثِيرِ مِنْهُ لأَن صَاحِبَهُ رُبَّمَا بَخِلَ بإِخراج زَكَاتِهِ فيأْثم بِذَلِكَ عِنْدَ منْ أَوْجَب فِيهِ الزكاةَ. وقَطَّعَ عَلَيْهِ العذابَ: لوَّنَه وجَزَّأَه ولَوَّنَ عَلَيْهِ ضُرُوباً مِنَ الْعَذَابِ. والمُقَطَّعاتُ: الدِّيارُ. والقَطِيعُ: شَبِيهٌ بِالنَّظِيرِ. وأَرض قَطِيعةٌ: لَا يُدْرى أَخُضْرَتُها أَكثر أَم بياضُها الَّذِي لَا نَبَاتَ بِهِ، وَقِيلَ: الَّتِي بِهَا نِقاطٌ مِنَ الكَلإِ. والقُطْعةُ: قِطْعةٌ مِنَ الأَرض إِذا كَانَتْ مَفْروزةً، وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: وَرِثْتُ مِنْ أَبي قُطْعةً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ قُطِعَ مِنْ شَيْءٍ، فإِن كَانَ المقطوعُ قَدْ يَبْقى مِنْهُ الشَّيْءُ ويُقْطَعُ قُلْتَ: أَعطِني قِطْعةً، وَمِثْلُهُ الخِرْقةُ، وإِذا أَردت أَن تَجْمَعَ الشَّيْءَ بأَسره حَتَّى تُسَمِّيَ بِهِ قُلْتَ: أَعْطِني قُطْعةً، وأَما الْمَرَّةُ مِنَ الفِعْل فَبِالْفَتْحِ قَطَعْتُ قَطْعةً، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ غَلَبَني فُلَانٌ عَلَى قُطْعةٍ مِنَ الأَرض، يُرِيدُ أَرضاً مَفْروزةً مِثْلَ القِطْعةِ، فإِن أَردت بِهَا قِطْعةً مِنْ شَيْءٍ قُطِعَ مِنْهُ قُلْتَ قِطْعةً. وَكُلُّ شَيْءٍ يُقْطَعُ مِنْهُ، فَهُوَ مَقْطَع. والمَقْطَعُ: مَوْضِعُ القَطْعِ. والمَقْطعُ: مَصْدَرٌ كالقَطْعِ. وقَطَّعْتُ الْخَمْرَ

بِالْمَاءِ إِذا مَزَجْتَه، وَقَدْ تَقَطَّعَ فِيهِ الماءُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُقَطِّعُ مَوْضُوعَ الحَدِيثِ ابْتِسامُها، ... تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فِي نُزَفِ الخَمْر موضوعُ الحديثِ: مَحْفُوظُه وَهُوَ أَن تخْلِطَه بالابْتِسام كَمَا يُخْلَطُ الماءُ بالخَمْرِ إِذا مُزِجَ. وأَقطَعَ القومُ «2» إِذا انْقَطَعَتْ مِياهُ السَّمَاءِ فرجَعوا إِلى أَعدادِ المياهِ؛ قَالَ أَبو وَجْزةَ: تَزُورُ بيَ القومَ الحَوارِيّ، إِنهم ... مَناهلُ أَعدادٌ، إِذا الناسُ أَقْطَعوا وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ يهودُ قَوْمًا لَهُمْ ثِمارٌ لَا تُصِيبها قُطْعةٌ أَي عَطَشٌ بانْقِطاعِ الماءِ عَنْهَا. يقال: أَصابت الناسَ قُطْعةٌ أَي ذَهَبَتْ مِياهُ رَكاياهُم. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا جَفَّتْ مِياهُهم قُطْعةٌ مُنْكَرةٌ. وَقَدْ قَطَعَ ماءُ قَلِيبِكُم إِذا ذهَب أَو قَلَّ مَاؤُهُ. وقَطَعَ الماءُ قُطُوعاً وأَقْطَعَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: قلَّ وَذَهَبَ فانْقَطَعَ، وَالِاسْمُ القُطْعةُ. يُقَالُ: أَصابَ الناسَ قُطْعٌ وقُطْعةٌ إِذا انْقَطَعَ ماءُ بِئْرِهِمْ فِي الْقَيْظِ. وَبِئْرٌ مِقْطاعٌ: يَنْقَطِعُ مَاؤُهَا سَرِيعًا. وَيُقَالُ: قَطَعْتُ الحوْضَ قَطْعاً إِذا مَلأْتَه إِلى نصْفِه أَو ثُلثه ثُمَّ قَطَعْتَ الْمَاءَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ الإِبل: قَطَعْنا لَهُنَّ الحوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُه ... بِشِرْبٍ غشاشٍ، وهْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ أَي باقِيه. وأَقْطَعَت السَّمَاءُ بِمَوْضِعِ كَذَا إِذا انْقَطعَ الْمَطَرُ هُنَاكَ وأَقْلَعَتْ. يُقَالُ: مَطَرَتِ السماءُ بِبَلَدِ كَذَا وأَقْطَعَتْ بِبَلَدِ كَذَا. وقَطَعَتِ الطَّيْرُ قَطاعاً وقِطاعاً وقُطوعاً واقْطوطعَت: انْحَدَرَت مِنْ بِلَادِ الْبَرْدِ إِلى بِلَادِ الْحَرِّ. وَالطَّيْرُ تَقْطَعُ قُطُوعاً إِذا جَاءَتْ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ فِي وَقْتِ حَرٍّ أَو بَرْدٍ، وَهِيَ قَواطِعُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ قَطاعِ الطَّيْرِ وقَطاعِ الماءِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ قُطُوعِ الطَّيْرِ وقُطوعِ الْمَاءِ، وقَطاعُ الطَّيْرِ: أَن يَجِيءَ مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ، وقَطاعُ الْمَاءِ: أَن ينْقَطِعَ. أَبو زَيْدٍ: قطَعَتِ الغِرْبانُ إِلينا فِي الشِّتَاءِ قُطُوعاً وَرَجَعَتْ فِي الصَّيْفِ رُجُوعاً، وَالطَّيْرُ الَّتِي تُقِيمُ بِبَلَدٍ شِتاءَها وصَيْفها هِيَ الأَوابدُ، وَيُقَالُ: جاءَت الطَّيْرُ مُقْطَوْطِعاتٍ وقَواطِعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والقُطَيْعاءُ، مَمْدُودٌ مِثَالُ الغُبَيْراءِ: التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ صِنْفٌ مِنَ التَّمْرِ فَلَمْ يُحَلِّه؛ قَالَ: باتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ، ... وعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ فِي جُلَلٍ دُسْمِ وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: تَقْذِفُونَ فِيهِ مِنَ القُطَيْعاءِ ، قَالَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ البُسْرُ قَبْلَ أَن يُدْرِكَ. وَيُقَالُ: لأَقْطَعَنَّ عُنُقَ دَابَّتِي أَي لأَبيعنها؛ وأَنشد لأَعرابي تَزَوَّجَ امرأَة وَسَاقَ إِليها مَهْرَها إِبلًا: أَقُولُ، والعَيْساءُ تَمْشي والفُصُلْ ... فِي جِلّةٍ مِنْهَا عَرامِيسٌ عُطُلْ: قَطَّعَتِ الأَحْراحُ أَعناقَ الإِبلْ ابْنُ الأَعرابي: الأَقْطَعُ الأَصم؛ قَالَ وأَنشدني أَبو الْمَكَارِمِ: إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حِينَ أَرْجُو رِفْدَه ... عُمُراً، لأَقْطَعُ سَيِءُ الإِصْرانِ قَالَ: الإِصْرانُ جَمْعُ إِصْرٍ وَهُوَ الخِنَّابةُ، وَهُوَ شَمُ

_ (2). قوله [القوم] بهامش الأَصل صوابه: القرم.

الأَنْفِ. والخِنَّابَتانِ: مَجْرَيا النفَسِ مِنَ المَنْخَرَيْنِ. والقُطْعَةُ فِي طَيِءٍ كالعَنْعَنة فِي تَميمٍ، وَهُوَ أَن يَقُولَ: يَا أَبا الحَكا، يُرِيدُ يَا أَبا الحَكَمِ، فيَقْطَعُ كَلَامَهُ. وَلَبَنٌ قاطِعٌ أَي حامِضٌ. وَبَنُو قُطَيْعةَ: قَبِيلَةُ حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم قُطَعِيٌّ. وَبَنُو قُطْعةَ: بَطْنٌ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: فِي آخِرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: كُلُّ مَا مَرَّ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ هَذِهِ الأَلفاظ فالأَصل وَاحِدٌ وَالْمَعَانِي مُتَقارِبةٌ وإِن اخْتَلَفَتِ الأَلفاظ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ يأْخذ بَعْضُهُ بِرِقَابِ بَعْضٍ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنه أَوسع الأَلسنة. قعع: القُعاعُ: ماءٌ مُرّ غَلِيظٌ. ماءٌ قُعٌّ وقُعاعٌ: مُرٌّ غَلِيظٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا أَشدّ مُلُوحةً مِنْهُ تَحْتَرِقُ مِنْهُ أَجْوافُ الإِبلِ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ماءٌ قُعاعٌ وزُعاقٌ وحُراقٌ، وَلَيْسَ بَعْدَ الحُراقِ شَيْءٌ، وَهُوَ الَّذِي يُحَرِّقُ أَوبار الإِبل، والأُجاجُ المِلْحُ المُرّ أَيضاً. وأَقَعَّ القومُ إِقْعاعاً إِذا أَنْبَطُوه. يُقَالُ: أَقَعَّ أَي أَنْبَطَ مَاءً قُعاعاً. وأَقَعَّتِ البئرُ: جَاءَتْ بِهَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمَاءِ، ومِياهُ الإِمْلاحاتِ كلُّها قُعاعٌ. والقَعْقَعةُ: حكايةُ أَصوات السِّلاحِ والتِّرَسةِ والجُلُودِ الْيَابِسَةِ وَالْحِجَارَةِ والرَّعْدِ والبَكْرةِ والحُليِّ وَنَحْوِهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: يُسَهَّدُ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ سَلِيمُها، ... لحَلْيِ النساءِ فِي يَدَيهِ قَعاقِعُ وَذَلِكَ أَن المَلْدُوغَ يُوضَعُ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الحَلْيِ لِئَلَّا يَنامَ فيَدِبَّ السمُّ فِي جسَدِه فَيَقْتُلُهُ. وتَقَعْقَعَ الشَّيْءُ: اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ. وقَعْقَعْتُ القارُورةَ وزَعْزَعْتُها إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِها مِنْ رأْسها. وقَعْقَعْتُه وقَعْقَعْتُ بِهِ: حرَّكْته. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: قَعْقَعُوا لَكَ بالسِّلاحِ فطارَ سِلاحُك «1» وَفِي الْمَثَلِ: فلانٌ لَا يُقَعْقَعُ لَهُ بالشِّنانِ أَي لَا يُخْدَعُ وَلَا يُرَوَّعُ، وأَصله مِنْ تَحْرِيكِ الْجِلْدِ الْيَابِسِ لِلْبَعِيرِ ليَفْزَع؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ: كأَنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِ أَراد كأَنك جَمَلٌ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ وأَبقى الصِّفَةَ كَمَا قَالَ: لَوْ قُلْتَ مَا فِي قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ، ... يَفْضُلُها فِي حَسَبٍ ومِيسَمِ أَراد مَنْ يَفْضُلُهَا فَحَذَفَ الْمَوْصُولَ وأَبقى الصِّلَةَ. والتَّقَعْقُعُ: التَّحَرُّكُ. وَقَالَ بَعْضُ الطَّائِيِّينَ: يُقَالُ قَعَّ فُلَانٌ فُلَانًا يَقُعُّه قَعّاً إِذا اجْتَرأَ عَلَيْهِ بِالْكَلَامِ. وتَقَعْقَعَ الشيءُ: صَوَّتَ عِنْدَ التَّحْرِيكِ. وقَعْقَعْتُه قَعْقَعةً وقِعْقاعاً: حَرَّكْتُهُ، وَالِاسْمُ القَعْقاعُ، بِالْفَتْحِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَعْقَعةُ والعَقْعَقةُ والشَّخْشَخةُ والخَشْخَشةُ والخَفْخَفةُ والفَخْفَخةُ والنَّشْنَشةُ والشَّنْشَنةُ، كُلُّهُ: حركةُ القِرْطاسِ والثوْبِ الجديدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ ابْنًا لِبِنْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حُضِرَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجيءَ بالصبيّ ونفسُه تَقَعْقَعُ أَي تَضْطَرِبُ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ نَفْسُهُ تَقَعْقَعُ أَي كلَّما صَدَرَتْ إِلى حَالٍ لَمْ تَلْبَثْ أَن تَصِيرَ إِلى حَالٍ أُخرى تُقَرِّبُهُ مِنَ الْمَوْتِ لَا تَثْبُتُ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: آخُذُ بِحَلْقةِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها أَي أُحَرِّكُها. والقَعْقَعةُ: حكاية حركة

_ (1). قوله [سلاحك] كذا بالأَصل والنهاية أَيضاً، وبهامش الأصل صوابه: فؤادك.

لِشَيْءٍ يُسْمَعُ لَهُ صوْتٌ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ: شَرُّ النِّسَاءِ السَّلْفَعةُ الَّتِي تُسْمَعُ لأَسنانِها قَعْقَعةٌ. وَرَجُلٌ قَعْقاعٌ وقُعْقُعانيّ: تَسْمَعُ لِمَفاصِلِ رِجْلَيْهِ تَقَعْقُعاً إِذا مشَى، وَكَذَلِكَ العَيْرُ إِذا حَمَلَ عَلَى العانةِ وتَقَعْقَعَ لَحْياه يُقَالُ لَهُ قُعْقُعانيٌّ. وحِمارٌ قُعْقُعانيُّ الصوتِ، بِالضَّمِّ، أَي شَدِيدُ الصَّوْتِ، فِي صَوْتِهِ قَعْقَعَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقُعانيّ الصَّلَقْ ... قَعْقَعةَ المِحْوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ والأَسَدُ ذُو قَعاقِعَ أَي إِذا مشَى سَمِعْتَ لِمَفاصِله قَعْقَعةً. والقَعْقَعةُ: تَتابُعُ صَوْتِ الرَّعْدِ فِي شدَّةٍ؛ وَجَمْعُهُ القَعاقِعُ. وَرَجُلٌ قُعاقِعٌ: كَثِيرُ الصَّوْتِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: وقُمْتُ أَدْعُو خَالِدًا ورافِعا، ... جَلْدَ القُوَى ذَا مِرَّةٍ قُعاقِعا وتَقَعْقَعَ بِنَا الزمانُ تَقَعْقُعاً: وَذَلِكَ مِنْ قِلَّةِ الْخَيْرِ وجَوْرِ السلطانِ وضِيقِ السِّعْرِ. والمُقَعْقِعُ: الَّذِي يُجِيلُ القِداحَ فِي الْمَيْسِرِ؛ قَالَ كُثيِّر يَصِفُ نَاقَتَهُ: وتُعْرَفُ إِنْ ضَلَّتْ فَتُهْدَى لِرَبِّها ... لِمَوْضِعِ آلاتٍ مِنَ الطَّلْحِ أَرْبَعِ وتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَواجِرِ والضُّحَى، ... بِقِدْحَيْنِ فَازَا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ عَلَيْهَا، ولَمَّا يَبْلُغا كلَّ جَهْدِها، ... وَقَدْ أَشْعَراها فِي أَظَلَّ ومَدْمَعِ الْآلَاتُ: خَشَبات تُبْنَى عَلَيْهَا الْخَيْمَةُ، وتُؤْبَنُ أَي تُتَّهَمُ وتُزَنّ؛ يَقُولُ: هَزَلَتْ فكأَنها ضُرِبَ عَلَيْهَا بالقِداحِ فَخَرَجَ المُعَلَّى والرَّقِيبُ فأَخذا لَحْمَهَا كُلَّهُ، ثُمَّ قَالَ: وَلَمَّا يَبْلُغَا كُلَّ جَهْدِها أَي وَفِيهَا بَقِيَّةٌ. وَقَوْلُهُ: قَدْ أَشْعَراها أَي وَهَذَانَ القِدْحانِ قَدِ اتَّصَلَ عَمَلُهُمَا بالأَظَلِّ حَتَّى دَمِيَ فَنَقِبَ وَبِالْعَيْنِ حَتَّى دَمَعَت مِنَ الإِعياء، وَالضَّمِيرُ فِي أَشْعَراها يَعُودُ عَلَى الهواجِرِ، والسُّرَى عَلَى مَا قَالَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِن الَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ كثيِّر نَصِّ الهواجِرِ والسُّرَى؛ قَالَ: وأَصله مِنْ إِشْعارِ الْبَدَنَةِ، وَهُوَ طَعْنُها فِي أَصل سَنامِها بِحَدِيدَةٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ أَثَرُ قَوَائِمِ هَذِهِ النَّاقَةِ فِي الأَرض إِذا بَرَكَتْ كأَثَرِ عِيدَانٍ مِنَ الطلْحِ فَيُسْتَدَلُّ عَلَيْهَا بِهَذِهِ الْآثَارِ؛ وَقَدْ نَسَبَ الأَزهريّ قَوْلَهُ: بِقِدْحَيْنِ فَازَا مِنْ قِداحِ المُقَعْقِعِ إِلى ابْنُ مُقْبلٍ. وَيُقَالُ لِلْمَهْزُولِ: صَارَ عِظَامًا يَتَقَعْقَعُ مِنْ هُزَالِهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُسْمَعُ عِنْدَ دَقِّهِ صَوْتٌ وَاحِدٌ فإِنكَ لَا تَقُولُ تَقَعْقَعَ، وإِذا قُلْتَ لِمِثْلِ الأَدَمِ الْيَابِسَةِ والسِّلاح وَلَهَا أَصوات قُلْتَ تَتَقَعْقَعُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِ يُخَالِفُ هَذَا الْقَوْلَ لأَنّ الشَّنَّ مِنَ الأَدَمِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وقَعْقَعَ فِي الأَرض أَي ذَهَبَ. وتمرٌ قَعْقاعٌ أَي يَابِسٌ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ البحرانِيِّينَ يَقُولُونَ للقَسْب إِذا يبِسَ وتَقَعْقَع: تَمْرٌ سَحٌّ وتَمْرٌ قَعْقاعٌ. والقَعْقاعُ: الحُمَّى النافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراس، قَالَ مُزَرِّدٌ أَخو الشَّمَّاخِ: إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى عَلَى النَّأْي، عادَني ... ثُلاجِيّ قعْقاعٍ، مِنَ الوِرْدِ، مُرْدِم وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا نُزُولًا بِبَلَدٍ فَاحْتَمَلُوا عَنْهُ: قَدْ

تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهم أَي ارْتَحَلُوا؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَقَعْقَعَ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمادي وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَجْتَمِعُ تَتَقَعْقَعُ عُمُدُه، كَمَا يُقَالُ: إِذا تَمَّ أَمْرٌ دنَا نَقْصُه، وَمَعْنَى من يجمع تَتَقَعْقَعْ عُمُدُهُ أَي مَنْ غُبِطَ بِكَثْرَةِ العَدَدِ واتِّساقِ الأَمر فَهُوَ بِعَرضِ الزَّوَالِ وَالِانْتِشَارِ؛ وَهَذَا كَقَوْلِ لَبِيدٍ يَصِفُ تَغَيُّرَ الزَّمَانِ بأَهله: إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أُمِرُوا ... يَوْماً، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ والقُعْقُعُ، بِالضَّمِّ: طَائِرٌ أَبْلَقُ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ ضَخْمٌ طَوِيلُ المِنْقارِ وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْبَرِّ، والقَعْقَعةُ صَوْتُهُ. والقُعْقُعُ، بِضَمِّ الْقَافَيْنِ: العَقْعَقُ. وقُعَيْقِعانُ: جَبَلٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ كَانَتْ فِيهِ حَرْبٌ بَيْنَ قَبِيلَتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ اسْمٌ مَعْرِفَةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لقَعْقَعةِ السِّلاح الَّذِي كَانَ بِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنّ جُرْهُماً كَانَتْ تَجْعَلُ قِسيَّها وجِعابَها ودَرَقَها فِيهِ فَكَانَتْ تُقَعْقِعُ وَتُصَوِّتُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَوْضِعُ سِلَاحِ تُبَّعٍ كَمَا سُمِّيَ الْجَبَلُ الَّذِي كَانَ مَوْضِعَ خَيْلِهِ أَجْياداً. وقُعَيقِعانُ أَيضاً: جَبَلٌ بالأَهواز فِي حِجَارَتِهِ رَخَاوَةٌ تُنْحَتُ مِنْهُ الأَساطِينُ، وَمِنْهُ نُحِتَتْ أَساطين مَسْجِدِ البَصْرةِ. وطريقٌ قَعْقاعٌ ومُتَقَعْقِعٌ: لَا يُسْلَكُ إِلا بِمَشَقّةٍ وَذَلِكَ إِذا بَعُدَ واحْتاجَ السابِلُ فِيهِ إِلى الجَدِّ، وَسُمِّيَ قَعْقاعاً لأَنه يُقَعْقِعُ الرِّكابَ وَيُتْعِبُهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً: عَمِل قَوائِمُها عَلَى مُتَقَعْقعٍ، ... عَتِبِ المَراقِبِ خارجٍ مُتَنَشِّرِ وقَرَبٌ قَعْقاعٌ: شديدٌ لَا اضْطِرابَ فِيهِ وَلَا فُتُورَ، وَكَذَلِكَ خِمْسٌ قَعْقاعٌ وحَثْحاثٌ إِذا كَانَ بَعِيدًا والسيرُ فِيهِ مُتْعِباً لَا وَتِيرةَ فِيهِ أَي لَا فُتُورَ فِيهِ، وسَيْرٌ قَعْقاعٌ. والقَعْقاعُ: طَرِيقٌ يأْخذ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلى الْكُوفَةِ، وَقِيلَ إِلى مَكَّةَ، مَعْرُوفٌ. وقَعْقاعٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: وكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ، ... وَلَا يَشْقَى بِقَعْقاعٍ جَلِيسُ وبالشُّرَيْفِ مِنْ بلادِ قَيْسٍ مواضعُ يُقَالُ لَهَا القَعاقِعُ. وَقَالَ الأَصمعي: إِذا طَرَدْتَ الثَّوْرَ قُلْتَ لَهُ: قَعْ قَعْ، وإِذا زَجَرْتَهُ قُلْتَ لَهُ: وحْ وَحْ «1» وَقَدْ قَعْقَعتُ بِالثَّوْرِ قَعْقَعةً. قفع: قَفِعَ قَفَعاً وتَقَفَّعَ وانْقَفَعَ؛ قَالَ: حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ ... فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ، وَفِي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ والقَفَعُ: انْزِواء أَعالي الأُذن وأَسافِلِها كأَنما أَصابتها نَارٌ فانْزَوَتْ، وأُذُنٌ قَفْعاء، وَكَذَلِكَ الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت أَصابعها إِلى الْقَدَمِ فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً، ورِجْلٌ قَفْعاءُ، وَقَدْ قَفِعَتْ قَفَعاً. يُقَالُ: رجُل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ بيِّنةُ القَفَعِ. وقَفَّعَ البَرْدُ أَصابِعَه: أَيْبَسَها وقَبَّضَها، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ المُقَفَّعُ؛ وَرَجُلٌ أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ وَقَوْمٌ قُفْعُ الأَصابع وَرَجُلٌ مُقَفَّعُ الْيَدَيْنِ. وَنَظَرَ أَعرابي إِلى قُنْفُذةٍ وَقَدْ تَقَبَّضَتْ فَقَالَ: أَتُرى الْبَرْدَ قَفَّعَها؟ أَي قَبَّضَها. والقُفاعُ: داءٌ تَشَنَّجُ مِنْهُ الأَصابع، وَقَدْ تَقَفَّعَت هِيَ.

_ (1). قوله [وح وح] هو بهذا الضبط في الأصل، وفي القاموس وح، قال شارحه بالتشديد مبنياً على الكسر،

والمِقْفَعةُ: خَشَبَةٌ تُضْرَبُ بِهَا الأَصابع. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرةَ: أَنّ غُلاماً مَرَّ بِهِ فَعَبَث بِهِ فَتَنَاوَلَهُ القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً شَدِيدَةً أَي ضَرَبَهُ؛ المِقْفَعةُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الأَصابع؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مِنْ قَفَعَه عَمَّا أَراد إِذا صَرَفَهُ عَنْهُ. يُقَالُ قَفَعْتُه عَمَّا أَراد إِذا مَنَعْتَه فانْقَفَعَ انقِفاعاً. والقَفْعُ: نَبْتٌ. والقُفّاعُ: نَبَاتٌ مُتَقَفِّعٌ كأَنه قُرُونٌ صَلابةً إِذا يَبِسَ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لَهُ كَفُّ الكلْبِ. والقَفْعاءُ: حَشِيشةٌ ضَعِيفَةٌ خَوّارةٌ وَهِيَ مِنْ أَحرار البُقُولِ، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِيهَا حَلَقٌ كحَلَقِ الخَواتِيمِ إِلا أَنها لَا تَلْتَقِي، تَكُونُ كَذَلِكَ مَا دَامَتْ رَطْبة، فإِذا يَبِسَت سَقَطَ ذَلِكَ عَنْهَا؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الدُّرُوعَ: بِيضٌ سَوابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ، ... كأَنَّه حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ والقَفْعاءُ: شَجَرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَفْعاءُ شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ مَا دَامَتْ رَطْبةً، وَهِيَ قُضْبانٌ قِصارٌ تَخْرُجُ مِنْ أَصل وَاحِدٍ لَازِمَةٌ للأَرض وَلَهَا وُرَيْقٌ صَغِيرٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: جُونيَّة كَحصاةِ القَسْمِ، مَرْتَعُها ... بالسِّيّ، مَا تُنْبتُ القَفْعاءُ والحَسَكُ قَالَ الأَزهري: القَفْعاءُ مِنْ أَحْرارِ البُقُولِ رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ وَلَهَا نَوْرٌ أَحمر وَذَكَرَهَا زُهَيْرٌ فِي شعره فقال: جُونِيَّة؛ وقال اللَّيْثُ: القَفْعاءُ حشيشةٌ خَوّارةٌ مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ خَشْناء الورَقِ، لَهَا نَور أَحمر مِثْلُ شَرَرِ النَّارِ، وورَقُها تَراها مُسْتَعْلِياتٍ مِنْ فَوْقُ وَثَمَرُهَا مُقَفَّعٌ مِنْ تَحْتُ؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: القَفْعاء مِنْ أَحرار الْبُقُولِ تَنْبُتُ مُسْلَنْطِحةً، وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ اليَنْبُوتِ وقد تَفَقَّعَتْ هِيَ، والقَيْفُوعُ نَحْوُهَا، وَقِيلَ: القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذَاتُ ثَمَرَةٍ فِي قرونٍ، وَهِيَ ذاتُ وَرَقٍ وغِصنَةٍ تنبُتُ بِكُلِّ مَكَانٍ. وَشَاةٌ قَفْعاءُ: وَهِيَ القصِيرةُ الذَّنَبِ وَقَدْ قَفِعَتْ قَفَعاً، وكَبْشٌ أَقْفَعُ، وَهُنَّ الكِباشُ القُفْعُ؛؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّا وَجَدْنا العِيسَ خَيراً بَقِيّةً ... مِنَ القُفْعِ أَذْناباً، إِذا مَا اقْشَعَرَّتِ قَالَ الأَزهريّ: كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَى لأَنها تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ، وأَما الضأْنُ فإِنها لَا تَقْشَعِرُّ مِنَ الصَّرَدِ. والقَفْعاءُ: الفَيْشَلةُ. والقَفْعُ: جُنَنٌ كالمَكابِّ مِنْ خَشَبٍ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجَالُ إِذا مَشَوْا إِلى الحُصونِ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ الدّبّاباتُ الَّتِي يُقاتَلُ تَحْتَهَا، وَاحِدَتُهَا قَفْعةٌ. والقَفْعُ: ضَبْرٌ تُتَّخَذُ مِنْ خشَبٍ يَمْشِي بِهَا الرجالُ إِلى الحُصونِ فِي الْحَرْبِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجَالُ. والقُفّاعةُ: مِصْيَدةٌ للصيْدِ، قال ابن دري: وَلَا أَحسبها عَرَبِيَّةً. والقَفعاتُ: الدُّوّاراتُ الَّتِي يَجْعَلُ فِيهَا الدَّهَّانُونَ السِّمْسِمَ الْمَطْحُونَ يَضَعُونَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ يَضْغَطُونَه حَتَّى يَسِيل مِنْهُ الدُّهْنُ. والقَفَعةُ: جماعةُ الجرادِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه ذُكِرَ عِنْدَهُ الْجَرَادُ فَقَالَ: لَيْتَ عِنْدَنَا مِنْهُ قَفْعةً أَو قَفْعَتَيْن ؛ القَفْعةُ: هُوَ هَذَا الشَّبِيهُ بالزَّبِيل، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ شَيْءٌ كَالْقُفَّةِ يُتَّخَذُ واسعَ الأَسفل ضَيِّقَ الأَعلى، حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِينُ تُدَقُّ، وَظَاهِرُهَا خُوص عَلَى عمَلِ سِلالِ الْخُوصِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ مِنْ خُوصٍ تُشْبِهُ

الزَّبِيلَ لَيْسَ بِالْكَبِيرِ، لَا عُرى لَهَا، يُجْنى فِيهَا الثَّمَرُ وَنَحْوُهُ وَتُسَمَّى بالعِراق القُفّة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُفْعُ القِفافُ، وَاحِدَتُهَا قَفْعةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: القَفْعةُ الجُلّة بِلُغَةِ الْيَمَنِ يُحْمَلُ فِيهَا الْقُطْنُ. وَيُقَالُ: أَقْفِعْ هَذَا أَي أَوْعِه قَالَ: وَرَجُلٌ قَفّاع لِمَالِهِ إِذا كَانَ لَا يُنْفِقُه، وَلَا يُبَالِي مَا وَقَعَ فِي قَفْعَتِه أَي فِي وِعائِه. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: يُقَالُ أَحمر قُفاعِيّ، وَهُوَ الأَحمر الَّذِي يَتَقَشَّر أَنفه مِنْ شِدَّةِ حُمْرته، وَقَالَ: لَمْ أَسمع أَحمر قُفاعِيّ، الْقَافُ قَبْلَ الْفَاءِ، لِغَيْرِ اللَّيْثِ، والمعْروفُ فِي بَابِ تأْكيد صِفَةِ الأَلوان أَصفر فاقعٌ وفُقاعِيٌّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. قفزع: امرأَة قَفَنْزَعةٌ: قصيرةٌ؛ عن كراع. قلع: القلعُ: انْتِزاعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصله، قَلَعَه يَقْلَعه قَلْعاً وقَلَّعَه واقْتَلَعَه وانْقَلَعَ واقْتَلَعَ وتَقَلَّعَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَلَعْتُ الشيءَ حوَّلْتُه مِنْ مَوْضِعِهِ، واقْتَلَعْتُه اسْتَلَبْتُه. والقُلاعُ والقُلاعةُ والقُلَّاعة، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ: قِشْرُ الأَرض الَّذِي يَرْتَفِعُ عَنِ الكَمْأَةِ فَيَدُلُّ عَلَيْهَا وَهِيَ القِلْفَعةُ والقِلْفِعةُ. والقُلاعُ أَيضاً: الطِّينُ الَّذِي يَنْشَقُّ إِذا نَضَبَ عَنْهُ الماءُ، فَكُلُّ قِطْعةٍ مِنْهُ قُلاعةٌ. والقُلاعُ أَيضاً: الطِّينُ الْيَابِسُ، وَاحِدَتُهُ قُلاعةٌ. والقُلاعةُ: المَدرةُ المُقْتَلَعةُ أَو الْحَجَرُ يُقْتَلَعُ مِنَ الأَرض ويُرْمَى بِهِ. ورُمِيَ بقُلاعةٍ أَي بحُجَّةٍ تُسْكِتُه، وَهُوَ عَلَى المَثَلِ. والقُلَّاعُ: الحِجارةُ. والقُلَّاعُ: صُخُورٌ عِظامٌ مُتَقَلِّعَةٌ، وَاحِدَتُهُ قُلَّاعَةٌ، وَالْحِجَارَةُ الضَّخْمةُ هِيَ القَلَعُ أَيضاً. والقُلاعةُ: صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ وَسَطَ فَضَاءٍ سَهْلٍ. والقَلَعَةُ: صخرةٌ عَظِيمَةٌ تَنْقَلِعُ عَنِ الْجَبَلِ صَعْبةُ المُرْتَقَى، قَالَ الأَزهري: تُهالُ إِذا رأَيتَها ذاهِبةً فِي السَّمَاءِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ كَالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَمِثْلُ الدَّارِ وَمِثْلُ الْبَيْتِ، مُنْفَرِدَةٌ صَعْبَةٌ لَا تُرْتَقَى. والقَلْعَةُ: الحِصْنُ الْمُمْتَنِعُ فِي جَبَلٍ، وَجَمْعُهَا قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: غَيْرُ الْجَوْهَرِيُّ يَقُولُ القَلَعَةُ، بِفَتْحِ اللَّامِ، الْحِصْنُ فِي الْجَبَلِ، وَجَمْعُهُ قِلاعٌ وقَلَعٌ وقِلَعٌ. وأَقْلَعُوا بِهَذِهِ الْبِلَادِ إِقْلاعاً: بَنَوْهَا فَجَعَلُوها كالقَلَعةِ، وَقِيلَ: القَلْعَةُ، بِسُكُونِ اللَّامِ، حِصْنٌ مُشْرِف، وَجَمْعُهُ قُلُوعٌ. والقَلْعة، بِسُكُونِ اللَّامِ: النَّخْلَةُ الَّتِي تُجْتَثُّ مِنْ أَصلها قَلْعاً أَو قَطعاً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وقُلِعَ الْوَالِي قَلْعاً وقُلْعةً فانْقَلَعَ: عُزِلَ. والمَقْلُوعُ: الأَميرُ المَعْزُولُ. وَالدُّنْيَا دَارُ قُلْعَةٍ أَي انْقِلاعٍ. وَمَنْزِلُنَا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ، بِالضَّمِّ، أَي لَا نَمْلِكُهُ. وَمَجْلِسُ قُلْعَةٍ إِذا كَانَ صَاحِبُهُ يَحْتَاجُ إِلى أَن يَقُومَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَهَذَا مَنْزِلُ قُلْعةٍ أَي لَيْسَ بِمُسْتَوْطَنٍ. وَيُقَالُ: هُمْ عَلَى قُلْعةٍ أَي عَلَى رِحْلةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أُحَذِّرُكُم الدُّنْيَا فإِنها منزل قُلْعةٍ أَين تَحَوُّلٍ وارْتِحالٍ. والقُلْعةُ مِنَ الْمَالِ: مَا لَا يَدُومُ. والقُلْعَةُ أَيضاً: المالُ العارِيَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: بِئْسَ المالُ القُلْعةُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْعَارِيَّةُ لأَنه غَيْرُ ثَابِتٍ فِي يَدِ الْمُسْتَعِيرِ ومُنْقَلِعٌ إِلى مَالِكِهِ. والقُلْعةُ أَيضاً: الرجُلُ الضَّعِيفُ. وقُلِعَ الرَّجُلُ قَلْعاً، وَهُوَ قَلِعٌ وقِلْعٌ وقُلْعَةٌ وقَلَّاعٌ: لَمْ يَثْبُتْ فِي البَطْشِ وَلَا عَلَى السرْج. والقِلْعُ: الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى الْخَيْلِ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِني رَجُلٌ قِلْعٌ فادْعُ اللهَ لِي ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: القِلْعُ الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى السَّرْجِ، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ اللَّامِ بِمَعْنَاهُ، قَالَ: وسَماعِي القِلْعُ. والقَلَعُ:

مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَلِعَ القَدَمُ، بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَتْ قَدَمُهُ لَا تَثْبُتُ عِنْدَ الصِّراعِ، فَهُوَ قَلِعٌ. والقِلْعُ والقَلِعُ: الرَّجُلُ البَلِيدُ الَّذِي لَا يَفْهَمُ. وَشَيْخٌ قَلِعٌ: يَتَقَلَّعُ إِذا قَامَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِنِّي لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ يَنْفَعا ... إِيَّايَ، لَمَّا صِرْتُ شَيْخاً قَلِعا وتَقَلَّعَ فِي مَشْيَتِه: مشَى كأَنه يَنْحَدِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ إِذا مَشَى تَقَلَّعَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي هَالَةَ: إِذا زالَ زالَ قَلْعاً ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، قِيلَ: أَراد قُوَّةَ مَشْيِهِ وأَنه كَانَ يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنَ الأَرض إِذا مَشَى رَفْعاً بَائِنًا بِقُوَّةٍ، لَا كَمَنْ يَمْشِي اخْتِيالًا وتَنَعُّماً ويُقارِبُ خُطاه فإِنّ ذَلِكَ مِنْ مَشْي النِّسَاءِ ويُوصَفْنَ بِهِ، وأَما إِذا زَالَ زَالَ قَلْعًا فَيُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، فَبِالْفَتْحِ هُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ أَي يَزُولُ قَالِعًا لِرِجْلِهِ مِنَ الأَرض، وَهُوَ بِالضَّمِّ إِما مَصْدَرٌ أَو اسْمٌ وَهُوَ بِمَعْنَى الْفَتْحِ، وَحَكَى ابْنُ الأَثير عَنِ الْهَرَوِيِّ قَالَ: قرأَت هَذَا الْحَرْفَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِابْنِ الأَنباري قَلِعاً بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ اللَّامِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قرأْته بِخَطِّ الأَزهري وَهُوَ كَمَا جَاءَ، وَقَالَ الأَزهريّ: يُقَالُ هُوَ كَقَوْلِهِ كأَنما يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الانْحِدارُ مِنَ الصَّبَبِ، والتَّقَلُّعُ مِنَ الأَرض قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، أَراد أَنه كَانَ يَسْتَعْمِلُ التَّثَبُّت وَلَا يَبِينُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ اسْتعجال ومُبادرة شَدِيدَةٌ. والقُلاعُ والخُراعُ وَاحِدٌ: وَهُوَ أَن يَكُونَ الْبَعِيرُ صَحِيحًا فَيَقَعَ مَيِّتًا. وَيُقَالُ: انْقَلَعَ وانْخَرَع. والقَلْعُ والقِلْعُ: الكِنْفُ يكونُ فِيهِ الأَدَواتُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: يَكُونُ فِيهِ زادُ الراعِي وتَوادِيه وأَصِرَّتُه. وَفِي حَدِيثِ سعدٍ قَالَ: لَمّا نُودِيَ: لِيَخْرُجْ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا آلَ رسولِ اللَّهِ وآلَ عَلِيٍّ، خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ نَجُرُّ قِلاعَنا أَي كِنْفَنَا «2» وَأَمْتِعَتَنَا، وَاحِدُهَا قَلْعٌ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الكِنْفُ يَكُونُ فِيهِ زادُ الرَّاعِي ومتاعُه؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: يَا لَيْتَ أَني وقُشاماً نَلْتَقِي، ... وهْو عَلَى ظَهْرِ البَعِيرِ الأَوْرَقِ، وأَنا فَوْقَ ذاتِ غَرْبٍ خَيْفَقِ ... ثُمَّ اتَّقَى، وأَيَّ عَصْرٍ يَتَّقِي بعُلْبَةٍ وقَلْعهِ المُعَلَّقِ؟ أَي وأَيَّ زمانٍ يَتَّقي، وَجَمْعُهُ قِلَعةٌ وقِلاعٌ. وَفِي الْمَثَلِ: شَحْمَتي فِي قَلْعي؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ حَصَّلَ مَا يُرِيدُ. وَقِيلَ لِلذِّئْبِ: مَا تَقُولُ فِي غَنَمٍ فِيهَا غُلَيِّمٌ؟ قَالَ: شَعْراء فِي إِبْطي أَخافُ إِحْدى حُظَيَّاتِه، قِيلَ: فَمَا تَقُولُ فِي غَنَمٍ فِيهَا جُوَيْرِيةٌ فَقَالَ: شَحْمَتي فِي قَلْعي؛ الشَّعْراءُ: ذُبابٌ يَلْسَعُ، وحُظَيّاتُه: سِهامُه، تَصْغِيرُ حَظَواتٍ. والقَلَعُ: قِطَعٌ مِنَ السَّحاب كأَنها الجبالُ، وَاحِدَتُهَا قَلَعةٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّواري، ... وجُنَّ الخازِبازُ بِهِ جُنُونا وَقِيلَ: القَلَعةُ مِنَ السّحابِ الَّتِي تأْخذ جَانِبَ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّحَابَةُ الضَّخْمةُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ قَلَعٌ. والقَلُوعُ: الناقةُ الضَّخْمةُ الجافِيةُ وَلَا يُوصَفُ بِهِ الْجَمَلُ، وَهِيَ الدَّلُوحُ أَيضاً. والقَيْلَعُ: المرأَة الضخْمةُ الجافِيةُ. قال الأَزهري:

_ (2). قوله [أي كنفنا] كذا بالأصل، والذي في النهاية: أي خرجنا ننقل أمتعتنا

وَهَذَا كُلُّهُ مأْخوذ مِنَ القَلَعةِ، وَهِيَ السَّحَابَةُ الضخْمةُ، وَكَذَلِكَ قَلْعةُ الجبَل وَالْحِجَارَةِ. والقِلْعُ: شِراعُ السَّفِينةِ، وَالْجَمْعُ قِلاعٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلْعُ دارِيٍ ؛ القِلْعُ، بِالْكَسْرِ: شِراعُ السَّفِينَةِ، والدّارِيُّ: البَحَّارُ والمَلَّاحُ؛ وَقَالَ الأَعشى: يَكُبُّ الخَلِيّةَ ذاتَ القِلاع، ... وَقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ وَقَدْ يَكُونُ القِلاعُ وَاحِدًا، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْجَمْعُ القُلُعُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَن كراعاً حَكَى قِلَعَ السفينةِ عَلَى مِثَالِ قِمَعٍ. وأَقْلَعَ السفينةَ: عَمِلَ لَهَا قِلاعاً أَو كَسَاهَا إِيّاه، وَقِيلَ: المُقْلَعةُ مِنَ السُّفُنِ الْعَظِيمَةُ تُشَبُّهَ بالقِلَعِ مِنَ الجبالِ؛ قَالَ يَصِفُ السُّفُنَ: مَواخِرٌ فِي سَمَاءِ اليَمِّ مُقْلَعةٌ، ... إِذا عَلَوْا ظَهْرَ مَوْجٍ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا «1» قَالَ اللَّيْثُ: شَبَّهَهَا بالقَلَعةِ أُقْلِعَتْ جُعِلَتْ كأَنها قَلَعةٌ؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ التَّفْسِيرَ وَلَمْ يُصِبْ، وَمَعْنَى السُّفُنِ المُقْلَعةِ الَّتِي مُدَّتْ عَلَيْهَا القِلاعُ، وَهِيَ الشِّراعُ والجِلالُ الَّتِي تَسُوقُها الرِّيحُ بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ فِي قَوْلِهِ مُقْلَعةٌ مَا يَدُلُّ عَلَى السَّيْرِ مِنْ جِهَةِ اللَّفْظِ إِنما يُفْهَمُ ذَلِكَ مِنْ فَحْوى الكلامِ، لأَنه قَدْ أَحاط الْعِلْمَ بأَن السَّفِينَةَ مَتَى رُفع قِلْعُها فإِنها سَائِرَةٌ، فَهَذَا شَيْءٌ حَصَلَ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى لَا مِنْ جِهَةِ أَن اللَّفْظَ يَقْتَضِي ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ إِذا قُلْتَ أَقْلَعَ أَصحابُ السفُنِ وأَنت تُرِيدُ أَنهم سَارُوا مِنْ مَوْضِعٍ مُتَوَجِّهِينَ إِلى آخَرَ، وإِنما الأَصل فِيهِ أَقْلَعُوا سُفُنَهُمْ أَي رَفَعُوا قِلاعَها، وَقَدْ عُلِمَ أَنهم مَتَى رَفَعُوا قِلاعَ سُفُنِهِمْ فإِنهم سَائِرُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مُتَوَجِّهُونَ إِلى غَيْرِهِ، وإِلا فَلَيْسَ يُوجَدُ فِي اللُّغَةِ أَنه يُقَالُ أَقْلَعَ الرَّجُلُ إِذا سَارَ، وإِنما يُقَالُ أَقلع عَنِ الشَّيْءِ إِذا كَفَّ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ، هُوَ مَا رُفِعَ قِلْعُه ، والجَواري السُّفُنُ والمَراكِبُ، وسُفُنٌ مُقْلَعاتٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَقْلَعْتُ السفينةَ إِذا رَفَعْت قِلْعَها عِنْدَ الْمَسِيرِ، وَلَا يُقَالُ أَقْلَعَتِ السفينةُ لأَن الْفِعْلَ لَيْسَ لَهَا وإِنما هُوَ لِصَاحِبِهَا. وقَوْسٌ قَلُوعٌ: تَنْفَلِتُ فِي النَّزْعِ فَتَنْقَلِبُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا كَزّةُ السَّهْمِ وَلَا قَلُوعُ، ... يَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها اليَرْبُوعُ وَفِي التَّهْذِيبِ: القَلُوعُ القَوْسُ الَّتِي إِذا نُزِعَ فِيهَا انْقَلَبَتْ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الأَغراض الَّتِي تُرْمى أَوّلُها غَرَضُ المُقالعةِ، وَهُوَ الَّذِي يَقْرُب مِنَ الأَرض فَلَا يحتاجُ الرَّامي أَنْ يَمُدّ بِهِ اليدَ مَدًّا شَدِيدًا، ثُمَّ غَرَضُ الفُقْرةِ. والإِقْلاعُ عَنِ الأَمر: الكَفُّ عَنْهُ. يُقَالُ: أَقْلَعَ فُلَانٌ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ أَي كفَّ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ المَزادَتَيْن: لَقَدْ أَقْلَعَ عَنْهَا أَي كَفَّ وتَرَكَ. وأَقْلَع الشيءُ: انْجَلَى، وأَقْلَعَ السحابُ كَذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَيا سَماءُ أَقْلِعِي ؛ أَي أَمْسِكي عَنِ الْمَطَرِ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ: فأَقْصِرْ، وَلَمْ تأْخُذْكَ مِنِّي سَحابة، ... يُنَفِّرُ شاءَ المُقْلَعِينَ خَواتُها

_ (1). قوله [سماء إلخ] في شرح القاموس: سواء بدل سماء، وقف بدل موج.

قِيلَ: عَنَى بالمُقْلَعِينَ الَّذِينَ لَمْ تُصِبْهُم السحابةُ، كَذَلِكَ فَسَّرَهُ السُّكَّرِيُّ، وأَقْلَعَتْ عَنْهُ الحُمَّى كَذَلِكَ، والقَلَعُ حِينُ إِقْلاعِها. يُقَالُ: تَرَكْتُ فُلَانًا فِي قَلَعٍ وقَلْعٍ مِنْ حُمّاه، يُسَكَّنُ وَيُحَرَّكُ، أَي فِي إِقْلاعٍ مِنْ حُمّاه. الأَصمعي: القَلَعُ الوقتُ الَّذِي تُقْلِعُ فِيهِ الحُمَّى، والقُلُوعُ اسْمٌ مِنَ القُلاع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَرَ زَوَّدَتْه ... بُكُورَ الوِرْدِ رَيِّثَةَ القُلُوعِ والقِلْعةُ: الشِّقَّةُ، وجَمْعُها قِلَعٌ. والقالِعُ: دائِرَةٌ بمَنْسَجِ الدابَّة يُتَشاءَمُ بِهَا، وَهُوَ اسْمٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: دَائِرَةُ القالِعِ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ اللِّبْدِ وَهِيَ تُكره وَلَا تُسْتَحَبُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الجنةَ قَلَّاعٌ وَلَا دَيْبوبٌ ؛ القَلَّاعُ: الساعِي إِلى السلطانِ بالباطلِ فِي حقِّ الناسِ، والقَلَّاعُ القَوَّادُ، والقَلَّاعُ النبَّاشُ، والقَلّاعُ الكذَّابُ. ابْنُ الأَعرابي: القَلَّاعُ الَّذِي يَقَعُ فِي النَّاسِ عِنْدَ الأُمَراء، سُمِّيَ قَلَّاعاً لأَنه يأْتي الرجلَ الْمُتَمَكِّنَ عِنْدَ الأَمير، فَلَا يَزَالُ يشِي بِهِ حَتَّى يَقْلَعَه ويُزِيلَه عَنْ مَرْتَبَتِهِ كَمَا يُقْلَعُ النباتُ مِنَ الأَرض ونحوُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ: قَالَ لأَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمْغةِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا يَسْتَأْصِلُ الصَّمْغَةَ قالِعُها مِنَ الشَّجَرَةِ. والدَّيْبوبُ: النَّمَّامُ القَتَّاتُ. والقُلاعُ، بِالتَّخْفِيفِ: مِنْ أَدْواءِ الْفَمِ والحلْقِ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: هُوَ داءٌ يُصِيبُ الصِّبْيَانَ فِي أَفْواهِهم. وَبَعِيرٌ مَقْلُوعٌ إِذا كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ قَائِمًا فَسَقَطَ مَيِّتًا، وَهُوَ القُلاعُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ انْقَلَع. والقَوْلَعُ: طائرٌ أَحمر الرِّجْلَيْنِ كأَنَّ ريشَه شَيْبٌ مَصْبُوغٌ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ أَسودَ الرأْسِ وسائرُ خَلْقِه أغْبَرَ وَهُوَ يُوَطْوِطُ؛ حَكَاهَا كُرَاعٌ فِي بَابِ فَوْعَلَ. والقَلْعَةُ وقَلَعةُ والقُلَيْعةُ، كُلُّهَا: مواضعُ. وسيفٌ قَلَعِيّ: مَنْسُوبٌ إِليه لِعِتْقِه. وَفِي الْحَدِيثِ: سيوفُنا قَلَعِيَّةٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: منسوبةٌ إِلى القَلَعةِ، بِفَتْحِ الْقَافِ وَاللَّامِ، وَهِيَ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ تُنْسَبُ السيوفُ إِليه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُحارَفٌ بالشَّاءِ والأَباعِرِ، ... مُبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ والقَلْعيُّ: الرَّصاصُ الجَيِّدُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ. والقَلْعُ: اسْمُ المَعْدِنِ الَّذِي يُنْسَبُ إِليه الرَّصَاصُ الْجَيِّدُ. والقَلْعانِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ: صَلاءَةُ وشُرَيْحٌ ابْنَا عَمْرو بْنِ خُوَيْلِفةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ بْنِ نُمَيْرٍ؛ وَقَالَ: رَغِبْنا عَنْ دِماءِ بَني قُرَيْعٍ ... إِلى القَلْعَيْنِ، إِنَّهما اللُّبابُ وقُلْنا للدَّلِيلِ: أَقِمْ إِليهم، ... فَلَا تَلْغَى لغَيْرِهِمُ كِلابُ تَلْغَى: تَنْبَحُ. وقَلَّاعٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لبئْسَ مَا مارَسْتَ يَا قَلَّاعُ، ... جِئْتَ بِهِ فِي صَدْرِه اخْتِضاعُ ومَرْجُ القَلَعةِ، بِالتَّحْرِيكِ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقَالَ الفراءُ: مَرْجُ الْقَلْعَةِ، بِالتَّحْرِيكِ، القرْيةُ الَّتِي دُونَ حُلْوان، وَلَا يُقَالُ القَلْعةُ. ابْنُ الأَعرابي القُلَّاع

نَبْتٌ مِنَ الجَنْبةِ، وَهُوَ نِعْمَ المَرْتَعُ، رطْباً كَانَ أَو يَابِسًا. والمِقْلاعُ: الَّذِي يُرْمَى بِهِ الحَجَرُ. والقَلَّاع: الشُّرَطِيُّ. قلبع: قَلَوْبَعٌ: لُعْبةٌ. قلفع: القِلْفِعُ، مِثَالُ الخِنْصِرِ: الطِّينُ الَّذِي إِذا نَضَبَ عَنْهُ الماءَ يَبِسَ وتشقَّق، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَاللَّامُ زَائِدَةٌ؛ أَنشد أَبو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ: قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا، ... مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا «1» وَيُرْوَى: شَرِبَتْ دِثاثا. وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: فِيهِ قِلْفَعٌ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، عَلَى مِثَالِ هِجْرَعٍ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْحِ الْكِتَابِ. وَقَالَ الأَزهري: القِلْفِع مَا تَقَشَّر عَنْ أَسافل مِيَاهِ السُّيولِ مُتَشَقِّقاً بَعْدَ نُضُوبِها. والقِلْفِعةُ: قِشْرَةُ الأَرض الَّتِي تَرْتَفِعُ عَنِ الكمأَة فتدُلُّ عَلَيْهَا. والقِلْفِعةُ: الكَمْأَةُ. قلمع: قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً: ضَرَبَهُ فأَنْدَرَه. وقَلْمَعَ الشيءَ: قَلَعَه مِنْ أَصله. وقَلْمَعةُ: اسْمٌ يُسَبُّ بِهِ. والقَلْمَعةُ: السَّفِلةُ مِنَ النَّاسِ، الخَسِيسُ؛ وأَنشد: أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ ... لَهِنَّكَ، لَا أَبا لَكَ، تَزْدَرِيني وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه. قمع: القَمْعُ: مَصْدَرُ قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ. والقَمْعُ: الذُّلُّ. والقَمْعُ: الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ فِي بَيْتِهِ وانْقَمَعَ: دَخَلَهُ مُسْتَخْفِياً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَالْجَوَارِي اللَّاتِي كُنَّ يَلْعَبْنَ مَعَهَا: فإِذا رأَين رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ فِي بَيْتٍ أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصله مِنَ القِمَعِ الَّذِي عَلَى رأْس الثَّمَرَةِ أَي يَدْخُلْنَ فِيهِ كَمَا تَدْخُلُ الثَّمَرَةُ فِي قَمْعِهَا. وَفِي حَدِيثِ الَّذِي نَظَر فِي شَقِّ البابِ: فَلَمَّا أَن بَصُرَ بِهِ انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع، كأَنَّ المَرْدُود أَو الراجعَ قَدْ دَخَلَ فِي قِمَعِه. وَفِي حَدِيثِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: فَيَنْقَمِعُ العذابُ عِنْدَ ذَلِكَ أَي يَرْجِعُ وَيَتَدَاخَلُ؛ وقَمَعةُ بْنُ إِلْياسَ مِنْهُ، كَانَ اسْمُهُ عُمَيْراً فأُغِيرَ عَلَى إِبل أَبيه فانْقَمعَ فِي البيت فَرَقاً، فسماه أَبوه قَمَعة، وَخَرَجَ أَخوه مُدْرِكةُ «2» بْنُ إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها، وَقَعَدَ الأَخ الثَّالِثُ يَطْبُخُ القِدْر فَسُمِّيَ طابِخةَ، وَهَذَا قَوْلُ النسَّابين. وقَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه وكَفَّه. وَحَكَى شَمِرٌ عَنْ أَعرابية أَنها قَالَتْ: القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بِالْكَلَامِ حَتَّى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه. وأَقْمَعَ الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ عَلَيْهِ فَرَدَّه؛ وقَمَعه: قَهَره. وقَمَعَ البردُ النباتَ: رَدَّه وأَحْرَقَه. والقَمَعةُ: أَعْلى السنامِ مِنَ البعيرِ أَو الناقةِ، وَجَمْعُهَا قَمَعٌ، وَكَذَلِكَ القَنَعةُ، بِالنُّونِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَهُمْ يُطْعِمونَ الشَّحْمَ مِنْ قَمَعِ الذُّرى وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ، ... تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ

_ (1). ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها مكان تفزّه. (2). قوله [وخرج أخوه مدركة إلخ] كذا بالأَصل، ولعله وخرج أخوه الثاني لِبِغَاءِ إِبِلِ أَبِيهِ فَأَدْرَكَهَا فسمي مدركة.

والقِمَعُ والقِمْعُ: مَا يُوضَعُ فِي فَمِ السِّقَاءِ والزِّقِّ والوَطْبِ ثُمَّ يُصَبُّ فِيهِ الْمَاءُ وَالشَّرَابُ أَو اللَّبَنُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِدُخُولِهِ فِي الإِناء مِثْلُ نِطَعٍ ونِطْعٍ، وناسٌ يَقُولُونَ قَمْعٌ، بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَسْكِينِ الْمِيمِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَقَوْلُ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَن حِينَ قاتَلَ الْحَبَشَةَ: قَدْ عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ ... أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ، أَضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ، ... لَا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ، اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، وإِذا الموْتُ كَنَع، وَبِذَا القَلَع، فأَبدل مِنْ لَامِ المعرفة ميمياً وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَنَصَبَ قِرْفَ لأَنه أَراد يَا قِرْفَ أَي أَنتم كَذَلِكَ فِي الوسَخ والذُّلِّ، وَذَلِكَ أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ مِمَّا يَلْزَقُ بِهِ مِنَ اللَّبَنِ، والقِرْفُ مِنْ وَضَرِ اللَّبَنِ، وَالْجَمْعُ أَقْماعٌ. وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه: أَدْخَل فِيهِ القِمَعَ لِيَصُبَّ فِيهِ لَبَنًا أَو مَاءً، وَهُوَ القَمْعُ، والقَمْعُ: أَن يُوضَعَ القِمْعُ فِي فَمِ السِّقَاءِ ثُمَّ يُمْلأَ. وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثَنَيْتَ فَمَهَا إِلى خَارِجِهَا، فَهِيَ مقموعةٌ. وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بِالْمِيمِ وَالنُّونِ، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والاقْتماعُ: إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. واقْتَمَعْتُ السِّقَاءَ: لُغَةٌ فِي اقْتَبَعْتُ. والقِمَعُ والقِمْعُ: مَا الْتَزَقَ بأَسفل الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَنَحْوِهِمَا، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والقِمَعُ والقِمْعُ: مَا عَلَى التَّمْرَةِ وَالْبُسْرَةِ. وقَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها وَهُوَ مَا عَلَيْهَا وَعَلَى التَّمْرَةِ. والقَمَعُ: مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ فِي السَّمَاءِ وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها بالحِنَّاء: خَضَبَت بِهِ أَطرافَها فَصَارَ لَهَا كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ ... منْ لُجَيْنٍ، قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ شَبَّهَ حُمْرةَ الحِنَّاء عَلَى الْبَنَانِ بحمرة العِقْيانِ، وَهُوَ الذَّهَبُ لَا غَيْرُ. والقِمْعانِ: الأُذنانِ. والأَقْماعُ: الآذانُ والأَسْماع. وَفِي الْحَدِيثِ: وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ وَيْلٌ للمُصِرِّينَ ؛ قَوْلُهُ وَيْلٌ لأَقْماعِ القولِ يَعْنِي الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْقَوْلَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ، جَمْعُ قِمَعٍ، شَبَّهَ آذانَهم وكَثْرةَ مَا يَدْخُلُهَا مِنَ المواعِظِ، وَهُمْ مُصِرُّون عَلَى تَرْكِ الْعَمَلِ بِهَا، بالأَقْماعِ الَّتِي تُفَرَّغُ فِيهَا الأَشْرِبةُ وَلَا يَبْقى فِيهَا شَيْءٌ مِنْهَا، فكأَنه يَمُرُّ عَلَيْهَا مَجَازًا كَمَا يَمُرُّ الشَّرَابُ فِي الأَقْماع اجْتِيازاً. والقَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عَظِيمٌ يَدْخُلُ فِي أُنوفِ الدَّوابِّ وَيَقَعُ عَلَى الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الْحَرُّ فَيَلْسَعُها، وَقِيلَ: يَرْكَبُ رؤوسَ الدَّوَابِّ فَيُؤْذِيهَا، وَالْجَمْعُ قَمَعٌ ومقَامِعُ؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ويَرْكُلْنَ عَنْ أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ، ... وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ وَمِثْلُهُ مَفاقِرُ مِنَ الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما. وقَمِعَتِ الظبيةُ قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت فِي أَنفِها فحرَّكَتْ رأْسَها مِنْ ذَلِكَ. وتَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ رأْسَه مِنَ القَمَعةِ ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عَنْ وَجْهِهِ أَو مِنْ أَنفه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً، ... وعُفْرُ الظِّباءِ فِي الكِناسِ تَقَمَّعُ؟

يعني تحرّك رؤوسها مِنَ القَمَعِ. والقَمِيعة: الناتئةُ بَيْنَ الأُذنين مِنَ الدوابِّ، وَجَمْعُهَا قَمائِعُ. والقَمَعُ: داءٌ وغِلَظٌ فِي إِحْدى رُكْبَتَيِ الْفَرَسِ، فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ. وقَمَعةُ العُرْقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ. والقَمَعُ: غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، وَهُوَ مِنْ عيوبِ الخيلِ، وَيُسْتَحَبُّ أَن يَكُونَ الفرسُ حَدِيدَ طَرفِ الْعُرْقُوبِ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ القَمَعَة الرأْسَ، وَجَمْعُهَا قَمَعٌ. وَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْعَرَبِ: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم. وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه وَلَمْ يُحَدَّ. وَيُقَالُ: عُرْقُوبٌ أَقْمَعُ إِذا غَلُظَتْ إِبْرته. وقَمَعةُ الفرَس: مَا فِي جَوْفِ الثُّنَّةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا فِي مؤخَّرِ الثنَّةِ مِنْ طرَف العُجايةِ مِمَّا لَا يُنْبِتُ الشعَر. والقَمَعةُ: قُرْحةٌ تكون فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: ورَمٌ يَكُونُ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ. والقَمَعُ: فسادٌ فِي مُوقِ الْعَيْنِ واحْمِرارٌ. والقَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لَحْمِ الْمُوقِ وورَمُه، وَقَدْ قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فَهِيَ قَمِعةٌ؛ قَالَ الأَعشى: وقَلَّبَتْ مُقْلةً لَيْسَتْ بمُقْرِفةٍ ... إِنسانَ عَيْنٍ، ومُوقاً لَمْ يَكُنْ قَمِعا وَقِيلَ: القَمِعُ الأَرْمَصُ الَّذِي لَا تَرَاهُ إِلا مُبْتلَّ الْعَيْنِ. والقَمَعُ: بَثْرٌ يَخْرُجُ فِي أُصول الأَشفارِ، تَقُولُ مِنْهُ: قَمِعَتْ عَيْنُهُ، بِالْكَسْرِ، وَفِي الصِّحَاحِ: والقَمَعُ بَثْرةٌ تَخْرُجُ فِي أُصول الأَشفار، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ: الْقَمَعُ بَثْرٌ، أَو يَقُولُ: والقَمَعَةُ بَثْرَةٌ. والقَمَعُ: قِلَّةُ نَظَرِ الْعَيْنِ مِنَ العَمَشِ وقَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلى رأْسه والمقْمَعةُ: وَاحِدَةُ المَقامِعِ مِنْ حَدِيدٍ كالمِحْجنِ يَضْرِبُ عَلَى رأْس الْفِيلِ. والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ، كِلَاهُمَا: مَا قُمِعَ بِهِ. والمَقامِعُ: الجِرَزةُ وأَعْمِدةُ الْحَدِيدِ مِنْهُ يُضْرَبُ بِهَا الرأْس. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ، مِنْ ذَلِكَ. وقَمَعْتُه إِذا ضَرَبْتَهُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: ثُمَّ لَقِيَني ملَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعةٌ مِنْ حَدِيدٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المِقْمَعةُ وَاحِدَةُ المَقامِعِ وَهِيَ سِياطٌ تُعْمَلُ مِنْ حَدِيدٍ رؤوسها مُعْوَجَّةٌ. وقَمَعةُ الشَّيْءِ: خِيارُه، وخَصَّ كُرَاعٌ بِهِ خِيَارَ الإِبل، وَقَدِ اقْتَمَعَه، وَالِاسْمُ القُمْعةُ. وإِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِيارُها، وَقَدْ قَمَعْتُها قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا وقَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. والقَمِيعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وَهُوَ مِنَ الْفَرَسِ مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وَجَمْعُهَا قَمائِعُ؛ وأَورد الأَزهري هُنَا بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ: ويَنْفُضْنَ عَنْ أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ، ... وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ ومُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها وجحافِلُها، وَيُجْمَعُ عَلَى المَقامِعِ، وأَنشد أَيضاً هُنَا بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ: وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ قَالَ: يُرِيدُ أَنَّ رؤوسها شُهُودٌ «1» وقَمَعَ مَا فِي الإِناء واقْتَمَعَه: شَرِبَهُ كُلَّهُ أَو أَخذه. وَيُقَالُ: خُذْ هَذَا فاقْمَعْه فِي فَمِه ثُمَّ اكْلِتْه فِي فِيهِ. والقَمْعُ والإِقْماعُ: أَن يَمُرّ الشرابُ فِي الحَلْقِ مَرًّا بغير

_ (1). قوله [شهود] كذا بالأَصل.

جَرْعٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه، ... ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا وَرِوَايَةُ الْمُصَنِّفِ: فأَقْنَعا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ الأَقْماعُ الَّذِينَ إِذا أَكلوا لَمْ يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لَمْ يَسْتَغْنُوا أَي كأَنَّ مَا يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بِهِمْ مُجْتازاً غَيْرَ ثَابِتٍ فِيهِمْ وَلَا باقٍ عِنْدِهِمْ، وَقِيلَ: أَراد بِهِمْ أَهلَ البَطالاتِ الَّذِينَ لَا همَّ لَهُمْ إِلا فِي تَزْجِيةِ الأَيامِ بِالْبَاطِلِ، فَلَا هُمْ فِي عَمَلِ الدُّنْيَا وَلَا فِي عَمَلٍ الْآخِرَةِ. والقَمَعُ والقَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: القَمَعُ طَبَقُ الحُلْقُومِ وَهُوَ مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ. والأَقْماعِيُّ: عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فَصَارَ كالوَرْسِ، وَهُوَ مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كَثِيرُ الْمَاءِ، وَلَيْسَ وراءَ عصيرِه شيءٌ فِي الجَوْدةِ وَعَلَى زَبِيبِه المُعَوَّلُ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَقِيلَ الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ: فارِسيٌّ وعَرَبيّ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. قنع: قَنِعَ بِنَفْسِهِ قَنَعاً وقَناعةً: رَضِيَ؛ وَرَجُلٌ قانِعٌ مِنْ قَوْمٍ قُنَّعٍ، وقَنِعٌ من قوم قَنِيعِينَ، وقَنِيعٌ مِنْ قَوْمٍ قَنِيعينَ وقُنَعاءَ. وامرأَة قَنِيعٌ وقَنِيعةٌ مِنْ نِسْوَةٍ قَنائِعَ. والمَقْنَعُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: العَدْلُ مِنَ الشُّهُودِ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ أَي رِضاً يُقْنَعُ بِهِ. وَرَجُلٌ قُنْعانِيٌّ وقُنْعانٌ ومَقْنَعٌ، وَكِلَاهُمَا لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ: يُقْنَعُ بِهِ ويُرْضَى برأْيه وَقَضَائِهِ، وَرُبَّمَا ثُنِّيَ وَجُمِعَ؛ قَالَ الْبُعَيْثُ: وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ، وَلَمْ يَكُنْ ... شُهُودي عَلَى لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ وَرَجُلٌ قُنْعانٌ، بِالضَّمِّ، وامرأَة قُنْعانٌ اسْتَوى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ أَي مَقْنَعٌ رِضاً. قَالَ الأَزهري: رجالٌ مَقانِعُ وقُنْعانٌ إِذا كَانُوا مَرْضِيِّينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ المَقانِعُ مِنْ أَصحاب مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُونَ كَذَا ؛ المَقانِعُ: جَمْعُ مَقْنَعٍ بِوَزْنِ جَعْفَرٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ مَقْنَعٌ فِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ أَي رِضاً، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَبَعْضُهُمْ لَا يُثَنِّيهِ وَلَا يَجْمَعُهُ لأَنه مَصْدَرٌ، وَمَنْ ثَنَّى وَجَمَعَ نَظَرَ إِلى الِاسْمِيَّةِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: رَجُلٌ قُنْعانٌ مَنْهاةٌ يُقْنَعُ لرأْيه ويُنْتَهَى إِلى أَمره، وَفُلَانٌ قُنْعانٌ مِنْ فُلَانٍ لَنَا أَي بَدَل مِنْهُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الدَّمِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ: فَبُؤْ بامْرِئٍ أُلْفِيتَ لَسْتَ كَمِثْلِه، ... وإِن كُنْتَ قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما «2» وَرَجُلٌ قُنْعانٌ: يَرْضَى بِالْيَسِيرِ. والقُنُوعُ: السؤالُ والتذلُّلُ للمسأَلة. وقَنَعَ، بِالْفَتْحِ، يَقْنَعُ قُنُوعاً: ذَلَّ لِلسُّؤَالِ، وَقِيلَ: سأَل. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ؛ فَالْقَانِعُ الَّذِي يَسْأَلُ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَتَعَرَّضُ وَلَا يسأَل؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فَيُغْني ... مَفاقِرَه أَعَفُّ مِنَ القُنُوعِ يَعْنِي مِنْ مسأَلةِ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُجِيزُ القُنُوعَ بِمَعْنَى القَناعةِ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ الْجَيِّدُ هُوَ الأَوَّل، وَيُرْوَى مِنَ الكُنُوعِ، والكُنُوعُ التقَبُّضُ والتصاغُرُ، وَقِيلَ: القانِعُ السائلُ، وَقِيلَ: المُتَعَفِّفُ، وكلٌّ يَصْلُحُ، والرجلُ قانِعٌ وقَنِيعٌ؛

_ (2). قوله [فبؤ إلخ] في هامش الأصل ومثله في الصحاح: فَقُلْتُ لَهُ بُؤْ بِامْرِئٍ لست مثله

قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: وَمَا خُنْتُ ذَا عَهْدٍ وأُبْتُ بعَهْدهِ، ... وَلَمْ أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذ جاءَ قانِعا يَعْنِي سَائِلًا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ الَّذِي يَسأَلُكَ فَمَا أَعْطَيْتَه قَبِلَه، وَقِيلَ: القُنُوعُ الطمَعُ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ القُنُوعُ فِي الرِّضا، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، حَكَاهَا ابْنُ جِنِّي؛ وأَنشد: أَيَذْهَبُ مالُ اللهِ فِي غَيْرِ حَقِّه، ... ونَعْطَشُ فِي أَطْلالِكم ونَجُوعُ؟ أَنَرْضَى بِهَذَا مِنكُمُ لَيْسَ غيرَه، ... ويُقْنِعُنا مَا ليسَ فِيهِ قُنُوعُ؟ وأَنشد أَيضاً: وَقَالُوا: قَدْ زُهِيتَ فقلتُ: كَلَّا ... ولكِنِّي أَعَزَّنيَ القُنُوعُ والقَناعةُ، بِالْفَتْحِ: الرِّضا بالقِسْمِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فمنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبِه، ... ومنهمْ شَقِيٌّ بالمَعِيشةِ قانِعُ وَقَدْ قَنِعَ، بِالْكَسْرِ، يَقْنَعُ قَناعةً، فَهُوَ قَنِعٌ وقَنُوعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ قَنِعَ، فَهُوَ قانِعٌ وقَنِعٌ وقَنِيعٌ وقَنُوعٌ أَي رَضِيَ، قَالَ: وَيُقَالُ مِنَ القَناعةِ أَيضاً: تَقَنَّعَ الرجلُ؛ قَالَ هُدْبةُ: إِذا القوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: إِن القُنُوعَ يَكُونُ بِمَعْنَى الرِّضا، والقانِعُ بِمَعْنَى الرَّاضِي، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ هُنَا هُوَ أَبو الْفَتْحِ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانِعَ والمُعْتَرَّ ؛ هُوَ مِنَ القُنُوعِ الرِّضَا بِالْيَسِيرِ مِنَ العَطاء. وَقَدْ قَنِعَ، بِالْكَسْرِ، يَقْنَعُ قُنُوعاً وقَناعةً إِذا رَضِيَ، وقَنَعَ، بِالْفَتْحِ، يَقْنَعُ قُنُوعاً إِذا سأَل. وَفِي الْحَدِيثِ: القَناعةُ كَنْزٌ لَا يَنْفَدُ لأَنّ الإِنْفاقَ مِنْهَا لَا يَنْقَطِع، كلَّما تَعَذَّرَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أُمورِ الدُّنْيَا قَنِعَ بِمَا دُونَه ورَضِيَ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِعَ ، لأَنَّ القانِعَ لَا يُذِلُّه الطَّلَبُ فَلَا يَزَالُ عَزِيزًا. ابْنُ الأَعرابي: قَنِعْتُ بِمَا رُزِقْتُ، مَكْسُورَةً، وقَنَعْتُ إِلى فُلَانٍ يُرِيدُ خَضَعْتُ لَهُ والتَزَقْتُ بِهِ وانْقَطَعْتُ إِليه. وَفِي الْمَثَلِ: خَيرُ الغِنَى القُنُوعُ وشَرُّ الفَقْرِ الخُضُوعُ. وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّائِلُ سُمِّيَ قَانِعًا لأَنه يَرْضَى بِمَا يُعْطَى، قلَّ أَو كَثُرَ، ويَقْبَلُه فَلَا يَرُدُّهُ فَيَكُونُ مَعْنَى الْكَلِمَتَيْنِ رَاجِعًا إِلى الرِّضا. وأَقْنَعَني كَذَا أَي أَرْضاني. والقانِعُ: خادِمُ القومِ وأَجِيرُهم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تجوزُ شهادةُ القانِعِ مِنْ أَهل البيتِ لَهُمْ ؛ القانِعُ الخادِمُ والتابِعُ تُرَدُّ شَهَادَتُهُ للتُّهَمةِ بِجَلْبِ النفْعِ إِلى نفسِه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والقانِعُ فِي الأَصل السائِلُ. وَحَكَى الأَزهريّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: القانِعُ الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ يَطْلُبُ فضلَه ولا يَسْأَلُه معروفَ، وَقَالَ: قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ كَذَا وَكَذَا وَلَا شهادةُ القانِعِ مَعَ أَهل الْبَيْتِ لَهُمْ. وَيُقَالُ: قَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً، بِفَتْحِ النُّونِ، إِذا سأَل، وقَنِعَ يَقْنَعُ قَناعةً، بِكَسْرِ النُّونِ، رَضِيَ. وأَقْنَعَ الرجلُ بِيَدَيْهِ فِي القُنوتِ: مَدَّهُمَا واسْتَرْحَم رَبَّه مستقبِلًا بِبُطُونِهِمَا وجهَه لِيَدْعُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ: تُقْنِعُ يَدَيْكَ فِي الدُّعَاءِ أَي ترفعهُما. وأَقْنَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ إِذا رفعَهما فِي الْقُنُوتِ، قَالَ الأَزهريّ فِي تَرْجَمَةِ عَرَفَ: وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ يَهْجُو عِقَالَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُفين:

فتُدْخَلُ أَيْدٍ فِي حَناجِرَ أُقْنِعَتْ ... لِعادَتِها مِنَ الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قَالَ: أُقْنِعَتْ أَي مُدّتْ ورُفِعَتْ لِلْفَمِ. وأَقْنَعَ رأْسَه وعنقَه: رفعَه وشَخَصَ بِبَصَرِهِ نَحْوَ الشَّيْءِ لَا يصْرِفُه عَنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ ؛ المُقْنِعُ: الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه يَنْظُرُ فِي ذلٍّ، والإِقْناعُ: رَفْعُ الرأْس وَالنَّظَرُ فِي ذُلٍّ وخُشُوعٍ. وأَقْنَعَ فُلَانٌ رأْسَه: وَهُوَ أَن يَرْفَعَ بَصَرَهُ وَوَجْهَهُ إِلى مَا حِيالَ رأْسِه مِنَ السَّمَاءِ. والمُقْنِعُ: الرافِعُ رأْسَه إِلى السَّمَاءِ؛ وَقَالَ رؤْبة يَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ: أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِيفاً مُقْنِعا يَعْنِي عنُقَ الثوْرِ لأَن فِيهِ كالانْتصابِ أَمامَه. والمُقْنِع رأْسَه: الَّذِي قَدْ رَفَعه وأَقْبَلَ بطرْفِه إِلى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ. وَيُقَالُ: أَقْنَعَ فُلَانٌ الصَّبِيَّ فَقَبَّلَه، وَذَلِكَ إِذا وضَعَ إِحْدى يَدَيْهِ عَلَى فَأْسِ قَفاه وَجَعَلَ الأُخرى تَحْتَ ذَقَنِه وأَمالَه إِليه فَقَبَّلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا ركَع لَا يُصَوِّبُ رأْسَه وَلَا يُقْنِعُه أَي لَا يَرْفَعُه حَتَّى يكونَ أَعْلى مِنْ ظهرِه، وَقَدْ أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعاً. قَالَ: والإِقْناعُ فِي الصلاةِ مِنْ تَمَامِهَا. وأَقنع حَلقه وَفَمَهُ: رَفَعَهُ لِاسْتِيفَاءِ مَا يَشْرَبُهُ مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ أَو غَيْرِهِمَا؛ قَالَ: يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها ... وحَلْقاً تَراهُ للثُّمالةِ مُقْنَعا والإِقْناعُ: أَن يُقْنِعَ البَعيرُ رأْسَه إِلى الحَوْضِ لِلشُّرْبِ، وَهُوَ مَدُّه رأْسَه. والمُقْنَعُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَرْفَعُ رأْسه خِلْقةً؛ وأَنشد: لِمُقْنَعٍ فِي رأْسِه جُحاشِر والإِقْناعُ: أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها فِي الْمَاءِ وتَرْفَع مِنْ رأْسِها قَلِيلًا إِلى الْمَاءِ لتَجْتَذِبَه اجْتِذاباً. والمُقْنِعةُ مِنَ الشاءِ: المرتفِعةُ الضَّرْعِ لَيْسَ فِيهِ تَصوُّبٌ، وَقَدْ قَنَعَتْ بضَرْعِها وأَقْنَعَتْ وَهِيَ مُقْنِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَاقَةٌ مُقْنِعةُ الضرْعِ ، الَّتِي أَخْلافُها تَرْتَفِعُ إِلى بَطْنِهَا. وأَقْنَعْتَ الإِناءَ فِي النَّهْرِ: اسْتَقْبَلْتَ بِهِ جَرْيَتَه ليمتلئَ أَو أَمَلْتَه لتصبَّ مَا فِيهِ؛ قَالَ يَصِفُ النَّاقَةَ: تُقْنِعُ للجَدْولِ مِنْهَا جَدْولا شبَّه حَلْقَهَا وَفَاهَا بِالْجَدْوَلِ تَسْتَقْبِلُ بِهِ جَدْوَلًا إِذا شَرِبَتْ. وَالرَّجُلُ يُقْنِعُ الإِناءَ لِلْمَاءِ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ شِعْبٍ، ويُقْنِعُ رأْسَه نَحْوَ الشَّيْءِ إِذا أَقْبَلَ بِهِ إِليه لَا يَصْرِفُه عَنْهُ. وقَنَعةُ الجبلِ والسنامِ: أَعْلاهما، وَكَذَلِكَ قَمَعَتُهما. وَيُقَالُ: قَنَعْتُ رأْس الْجَبَلِ وقَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه والقَنَعةُ: مَا نَتَأَ مِنْ رأْس الْجَبَلِ والإِنسان. وقَنَّعَه بِالسَّيْفِ والسوْطِ والعَصا: عَلاه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. والقَنُوعُ: بِمَنْزِلَةِ الحَدُورِ مِنْ سَفْحِ الْجَبَلِ، مُؤَنَّثٌ. والقِنْعُ: مَا بَقِيَ مِنَ الْمَاءِ فِي قُرْبِ الْجَبَلِ، وَالْكَافُ لُغَةٌ. والقِنْعُ: مُستَدارُ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: أَسْفَلُه وأَعْلاه، وَقِيلَ: القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ بَيْنَ رِمَالٍ تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَقِيلَ: هُوَ خَفْضٌ مِنَ الأَرض لَهُ حَواجِبُ يَحْتقِنُ فِيهِ الماءُ ويُعْشِبُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وَوَصَفَ ظُعُناً: فَلَمَّا رأَينَ القِنْعَ أَسْفَى وأَخْلَفَتْ، ... مِنَ العقْرَبِيّاتِ، الهُيُوجُ الأَواخِرُ وَالْجَمْعُ أَقْناعٌ. والقِنْعةُ مِنَ القِنْعانِ: مَا جرَى بَيْنَ

القُفِّ والسهْلِ مِنَ التُّرَابِ الكثيرِ فإِذا نضَبَ عَنْهُ الماءُ صَارَ فَراشاً يابِساً، وَالْجَمْعُ قِنْعٌ وقِنَعةٌ، والأَقْيَسُ أَن يَكُونَ قِنَعةٌ جَمْع قِنْعٍ. والقِنْعانُ، بِالْكَسْرِ: مِنَ القِنْعِ وَهُوَ الْمُسْتَوِي بَيْنَ أَكَمَتَينِ سَهْلَتَينِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحُمُرَ: وأَبْصرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فَراشاً، وأَنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ وأَقْنَعَ الرجلُ إِذا صادَف القِنْعَ وَهُوَ الرَّمْلُ الْمُجْتَمِعُ. والقِنْعُ: مُتَّسَعُ الحَزْنِ حَيْثُ يَسْهُلُ، وَيُجْمَعُ القِنْعُ قِنَعَةً وقِنْعاناً. والقَنَعَةُ مِنَ الرَّمْلِ: مَا اسْتَوى أَسفلُه مِنَ الأَرض إِلى جَنْبِه، وَهُوَ اللَّبَبُ، وَمَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ لَهُ القُنْعُ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، ثُمَّ ذَكَرَ رؤْيا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي الأَذان ؛ جَاءَ تَفْسِيرُ القُنْعِ فِي بَعْضِ الرِّوايات أَنه الشَّبُّورُ، والشَّبُّورُ البُوقُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِ لَفْظَةِ القُنْعِ هَاهُنَا فَرُوِيَتْ بِالْبَاءِ وَالتَّاءِ وَالثَّاءِ والنون، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: سأَلت عَنْهُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ أَهل اللُّغَةِ فَلَمْ يُثْبِتُوهُ لِي عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ، فإِن كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِالنُّونِ صَحِيحَةً فَلَا أَراه سُمِّيَ إِلا لإِقْناعِ الصَّوْتِ بِهِ، وَهُوَ رَفْعُه، يُقَالُ: أَقْنَعَ الرجلُ صوتَه ورأْسَه إِذا رَفَعَهُمَا، وَمَنْ يُرِيدُ أَن يَنْفُخَ فِي الْبُوقِ يَرْفَعُ رأْسه وَصَوْتَهُ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَو لأَنَّ أَطرافَه أُقْنِعَتْ إِلى دَاخِلِهِ أَي عُطِفَتْ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعِي: زَجِلَ الحُداءِ، كأَنَّ فِي حَيْزُومِه ... قَصَباً ومُقْنَعةَ [مُقْنِعةَ] الحَنِينِ عَجُولا قَالَ عُمارةُ بْنُ عَقِيلٍ: زُعِمَ أَنه عَنى بمُقْنَعةِ الحنينِ النَّايَ لأَن الزامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رأْسه، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ ذَكَرَ القَصَبَ مَرَّةً، فَقَالَ: هِيَ ضُرُوبٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد وصَوْتَ مُقْنَعةِ الْحَنِينِ فَحَذَفَ الصَّوْتَ وأَقام مُقْنَعة مُقامَه، وَمَنْ رَوَاهُ مُقْنِعةَ الحَنِين أَراد نَاقَةً رَفَعَتْ حَنِينَهَا. وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بِالْمِيمِ وَالنُّونِ، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والمِقْنَعُ والمِقْنَعةُ؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا تُغَطِّي بِهِ المرأَةُ، رأْسَها، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا تُقَنِّعُ بِهِ المرأَةُ رأْسَها، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا يُسْتَعْمَلُ بِهِ مَكْسورَ الأَوَّلِ يأْتي عَلَى مِفْعَلٍ ومِفعَلة، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رأَى جَارِيَةً عَلَيْهَا قِناعٌ فَضَرَبَهَا بالدِّرّة وَقَالَ: أَتَشَبَّهِين بالحَرائِر ؟ وَقَدْ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ لُبْسِهِنَّ. وَقَوْلُهُمْ: الكُشْيَتان مِنَ الضبِّ شَحْمتان عَلَى خِلْقة لِسَانِ الْكَلْبِ صَفراوانِ عَلَيْهِمَا مِقْنعة سوْداء، إِنما يُرِيدُونَ مِثْلَ المِقْنعةِ. والقِناعُ: أَوْسَعُ مِنَ المِقْنعةِ، وَقَدْ تَقَنَّعَتْ بِهِ وقَنَّعَتْ رأْسَها. وقَنَّعْتُها: أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ بِهِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِنْ تُغْدفي دُوني القِناعَ، فإِنَّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ والقِناعُ والمِقْنَعةُ: مَا تتَقَنَّعُ بِهِ المرأَةُ مِنْ ثَوْبٍ تُغَطِّي رأْسَها ومحاسِنَها. وأَلقى عَنْ وجْهه قِناعَ الحياءِ، عَلَى الْمَثَلِ. وقَنَّعه الشيبُ خِمارَه إِذا عَلَاهُ الشيبُ؛ وَقَالَ الأَعشى: وقَنَّعَه الشيبُ مِنْهُ خِمارا وَرُبَّمَا سَمَّوُا الشَّيْبَ قِناعاً لِكَوْنِهِ موضعَ القِناعِ مِنَ الرأْس؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

حَتَّى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا، ... أَمْلَحَ لَا آذَى وَلَا مُحَبَّبا وَمِنْ كَلَامِ السَّاجِعِ: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرتِ الشمسُ القِناع، وأَشْعَلَتْ فِي الأُفُقِ الشُّعاع، وتَرَقْرَقَ السّرابُ بكلِّ قَاعْ. اللَّيْثُ: المِقْنَعةُ مَا تُقَنِّعُ بِهِ المرأَةُ رأْسَها؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا فَرْقَ عِنْدَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهل اللُّغَةِ بَيْنَ القِناعِ والمِقْنَعةِ، وَهُوَ مِثْلُ اللِّحافِ والمِلْحفةِ. وَفِي حَدِيثِ بدْرٍ: فانْكَشَفَ قِناعُ قَلْبِهِ فَمَاتَ ؛ قِناعُ القلبِ: غِشاؤُه تَشْبِيهًا بقناعِ المرأَةِ وَهُوَ أَكْبر مِنَ المِقْنعةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاه رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ ؛ هُوَ المُتَغَطِّي بالسِّلاحِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي عَلَى رأْسه بَيْضَةٌ وَهِيَ الخوذةُ لأَنَّ الرأْس مَوْضِعُ القِناعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه زارَ قبرَ أُمّه فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ أَي فِي أَلف فَارِسٍ مُغطًّى بالسلاحِ. وَرَجُلٌ مُقَنَّعٌ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي عَلَيْهِ بَيضة ومِغْفَرٌ. وتَقَنَّعَ فِي السِّلَاحِ: دخَل. والمُقَنَّع: المُغَطَّى رأْسُه؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: فِي كلِّ يومٍ هامَتي مُقَرَّعَهْ ... قانِعةٌ، وَلَمْ تَكُنْ مُقَنَّعَهْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ هَذَا وَمِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَقَوْلُهُ قَانِعَةٌ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الزَّائِدِ حَتَّى كأَنه قَدْ قِيلَ قَنَعَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى النسَبِ أَي ذَاتَ قِناعٍ وأُلحق فِيهَا الْهَاءُ لِتَمَكُّنِ التأْنيث؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ أَحَد وُلاتِه كَتَبَ إِليه كِتَابًا لَحَنَ فِيهِ فَكَتَبَ إِليه عُمَرُ أَنْ قَنِّعْ كَاتِبَكَ سَوْطًا وإِنه لَلَئِيمُ القِنْعِ ، بِكَسْرِ الْقَافِ، إِذا كَانَ لَئِمَ الأَصْل. والقِنْعانُ: الْعَظِيمُ مِنَ الوُعولِ. والقِنْعُ والقِناعُ: الطَّبَقُ مِنْ عُسُبِ النخْلِ يُوضَعُ فِيهِ الطَّعَامُ، وَالْجَمْعُ أَقْناعٌ وأَقْنِعةٌ. وَفِي حَدِيثِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ المُعَوِّذ قَالَتْ: أَتيتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بقِناعٍ مِنْ رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغْبٍ ؛ قَالَ: القِنْعُ والقِناعُ الطبَقُ الَّذِي يؤْكل عَلَيْهِ الطعامُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُجْعَلُ فِيهِ الفاكِهةُ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ لَهُ القِنْعُ والقُنْع، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَقِيلَ: القِناعُ جَمْعُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِن كَانَ لَيُهْدَى لَنَا القِناعُ فِيهِ كَعْبٌ مِنْ إِهالةٍ فنَفْرَحُ بِهِ. قَالَ: وَقَوْلُهُ وأجْرٍ زُغْبٍ يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: القِناعُ طَبَقُ الرُّطَبِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: القِنْعُ الطَّبَقُ الَّذِي تُؤْكَلُ فِيهِ الْفَاكِهَةُ وَغَيْرُهَا، وَذَكَرَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ: القُنْع الَّذِي يُؤْكَلُ عَلَيْهِ، وَجَمْعُهُ أَقناعٌ مِثْلُ بُرْدٍ وأَبْرادٍ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَخَذَتْ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، غَشْيةٌ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَتْ: ومَنْ لَا يَزالُ الدَّمْعُ فِيهِ مُقَنَّعاً، ... فَلَا بُدَّ يَوْماً أَنَّه مُهَراقُ فَسَّرُوا المُقَنَّعَ بأَنه المحبوسُ فِي جوْفِه، وَيَجُوزُ أَن يُرَادَ مَنْ كَانَ دَمْعُه مُغَطًّى فِي شُؤُونِه كامِناً فِيهَا فَلَا بُدَّ أَن يُبْرِزَهُ الْبُكَاءُ. والقُنْعةُ: الكُوَّةُ فِي الحائطِ. وقَنَعَتِ الإِبلُ والغنمُ، بِالْفَتْحِ: رجعَتْ إِلى مَرْعاها ومالتْ إِليه وأَقبلت نَحْوَ أَهلها وأَقْنَعَتْ لِمَأْواها، وأَقْنَعْتُها أَنا فِيهِمَا، وَفِي الصِّحَاحِ: وَقَدْ قَنِعَتْ هِيَ إِذا مالتْ لَهُ. وقَنَعَتْ، بِالْفَتْحِ: مَالَتْ لِمأْواها. وقَنَعةُ السنامِ: أَعْلاه، لُغَةٌ فِي قَمَعَتِه. الأَصمعي: المُقْنَعُ الفَمُ الَّذِي يَكُونُ عطْفُ أَسنانِه إِلى دَاخِلِ الْفَمِ وَذَلِكَ القَويّ الَّذِي يُقْطَعُ لَهُ كلُّ شَيْءٍ، فإِذا كَانَ انصِبابُها إِلى خَارِجٍ فهو أَرْفَقُ، وَذَلِكَ ضَعِيفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، وفَمٌ مُقْنَعٌ مِنْ ذَلِكَ؛

قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ إِبلًا: يُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ، ... نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ وَقَالَ ابْنُ مَيّادةَ يَصِفُ الإِبل أَيضاً: تُباكِرُ العِضاهَ، قَبْلَ الإِشْراق، ... بمُقْنَعاتٍ كَقِعابِ الأَوْراق يَقُولُ: هِيَ أَفتاءٌ وأَسنانُها بِيضُ. وقَنَّعَ الدِّيكُ إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلى رأْسه؛ وَقَالَ: وَلَا يَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ ... بُرائِلاه،، والجَناحُ يَلْمَعُ وقُنَيْعٌ: اسم رجل. قنبع: القُنْبُعُ: الْقَصِيرُ الخَسيسُ. والقُنْبُعةُ: خِرْقة تُخاطُ شَبِيهَةٌ بالبُرْنُسِ تَلْبَسُهَا الصِّبْيَانُ. والقُنْبُعةُ: هَنةٌ تُخاطُ مِثْلَ المِقْنَعةِ تُغَطِّي الْمَتْنَيْنِ، وَقِيلَ: القُنْبُعةُ مِثْلُ الخُنْبُعةِ إِلَّا أَنها أَصغر، والقُنْبُعةُ: غِلافُ نَوْرِ الشَّجَرَةِ مِثْلَ الخُنْبُعة؛، وَكَذَلِكَ القُنْبُعُ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وقُنْبُعُ النَّوْرِ وقُنْبُعَتُه: غِطاؤُه، وأُراه عَلَى الْمِثْلِ بِهَذِهِ القُنْبعة. وقَنْبَعَتِ الشجرةُ: صَارَتْ ثَمَرَتُهَا أَو زَهْرَتُهَا فِي قُنْبعة أَو غِطاء. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُنْبُعُ وِعاء السُّنْبُلةِ. وقَنْبَعَتْ: صَارَتْ فِي القُنْبُعِ. وَيُقَالُ: قَنْبَعَت وبَرْهَمَتْ بُرْهومةً. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ قَنْبَعَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ إِذا تَوارى، وأَصله قَبَعَ فَزِيدَتِ النُّونُ؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو؛ وأَنشد: وقَنْبَعَ الجُعْبوبُ فِي ثِيابِه، ... وهْو عَلَى مَا زَلَّ مِنْهُ مُكْتَئِبْ والقُنْبُعُ: وِعاءُ الحِنْطة فِي السنْبُل، وَقِيلَ: الْقَنْبَعَةُ الَّتِي فِيهَا السنبلة. قندع: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ قنذع: القُنْذُوعُ والقُنْذُعُ الدّيُّوثُ، سُرْيَانِيَّةٌ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ، وَقَدْ يُقَالُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. قنذع: القُنْذَعُ والقُنْذُعُ والقُنْذُوعُ، كُلُّهُ: الدّيُّوثُ، سُرْيَانِيَّةٌ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: ذَلِكَ القُنْذُعُ ، هُوَ الدَّيُّوثُ الَّذِي لَا يَغارُ عَلَى أَهْلِه. ابْنُ الأَعرابي: القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ مِنَ الْكَلَامِ، فَاسْتَوَى عِنْدَهُمَا الزَّايُ وَالذَّالُ فِي الْقَبِيحِ مِنَ الْكَلَامِ، فأَما فِي الشَّعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ. قَالَ الأَزهريّ: وَهَذَا رَاجِعٌ فِي المَخازِي «3» والقَبائحِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمْرَضُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطاياه وإِن بَلَغَتْ قُنْذُعَةَ رأْسِه. قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ مَا يَبْقَى مِنَ الشَّعْرِ مفرَّقاً فِي نواحِي الرأْسِ كالقُنْزُعةِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْقَافِ وَالنُّونِ عَلَى أَن النُّونَ أَصلية، وَجَعَلَ الْجَوْهَرِيُّ النُّونَ مِنْهُ وَمِنَ القنزعة زائدة. قنزع: القَنْزَعةُ والقُنْزُعُة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: وَاحِدَةُ القَنازِعِ، وَهِيَ الخُصْلةُ مِنَ الشعَر تُتْرَكُ عَلَى رأْس الصَّبِيِّ، وَهِيَ كالذّوائِبِ فِي نُواحِي الرأْس. والقَنْزَعةُ: الَّتِي تَتَّخِذُهَا المرأَة عَلَى رأْسها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأُم سُلَيْمٍ: خَضِّلِي قَنازِعَكِ أَي نَدِّيها ورَطِّلِيها بالدُّهْنِ لِيَذْهَبَ شَعَثُها، وقَنازِعُها خُصَلُ شَعَرِها الَّتِي تَطايَرُ مِنَ الشَّعَثِ وتَمَرَّطُ، فأَمرها بتَرْطِيلِها بالدُّهْن ليذهب شَعَثُه؛ وفي خَبَرٍ آخَرَ: أَن النَّبِيَّ،

_ (3). 1 قوله" راجع في المخازي" كذا بالأصل، ولعله ضمن معنى مستعمل أو في بمعنى إِلى أو نحو ذَلِكَ.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ القَنازِعِ ؛ هُوَ أَن يُؤْخَذَ بَعْضُ الشَّعَرِ وَيُتْرَكَ مِنْهُ مَوَاضِعُ مُتَفَرِّقَةٌ لَا تُؤْخَذُ كالقَزَعِ. وَيُقَالُ: لَمْ يَبْقَ مِنْ شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ، والعُنْصُوةُ مِثْلُ ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ نَهْيِهِ عَنِ القَزَعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَهَلَّ بعُمْرةٍ وَقَدْ لَبَّدَ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ فَقَالَ: خُذْ مِنْ قَنازِعِ رَأْسِكَ أَي مِمَّا ارْتَفَعَ مِنْ شَعْرِكَ وَطَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: غَطِّي قَنازِعَكِ يَا أُمّ أَيْمَنَ ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الشَّعَرِ إِذا كَانَ فِي وَسَطِ الرأْس خَاصَّةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ القَطا وفِراخَها: يَنُؤْنَ، وَلَمْ يُكْسَيْنَ إِلَّا قَنازِعاً ... مِنَ الرِّيشِ، تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ وَقِيلَ: هُوَ الشَّعَرُ حَوالَي الرأْس؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط يَصِفُ الصَّلَعَ: كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه ... مَرْتاً، تَزِلُّ الكَفُّ عَنْ قِلاته «4» وَالْجَمْعُ قُنْزُعٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: طَيَّر عَنْهَا قُنْزُعاً مِنْ قُنْزُعِ ... مَرُّ اللَّيالِي؛ أَبْطِئِي وأَسْرِعِي وَيُرْوَى: سُيِّرَ عَنْهُ قُنْزُعٌ عَنْ قُنْزُعِ والقُنْزُعُ والقُنْزُعةُ: الرِّيشُ الْمُجْتَمِعُ فِي رأْس الدِّيكِ. والقُنْزُعةُ: المرأَة الْقَصِيرَةُ. الأَزهري: الْقُنْزُعَةُ المرأَة الْقَصِيرَةُ جِدًّا. والقَنازِعُ: الدّواهِي. والقُنْزُعةُ: العَجْبُ. وقَنازِعُ الشَّعَرِ: خُصَلُه، وَتُشَبَّهُ بِهَا قنازِعُ النصِيِّ والأَسْنِمةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَنازِع أَسْنامٍ بِهَا وثُغام والقَنَازِعُ مِنَ الشعَر: مَا تَبَقَّى فِي نَواحِي الرأْسِ مُتَفَرِّقًا؛ وأَنشد: صَيَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ، ... واحْتَلَقَ الشَّعْرَ عَلَى الهاماتِ والقَنازِعُ فِي غَيْرِ هَذَا: القبيحُ مِنَ الْكَلَامِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: فَلَمْ أَجْتَعِلْ فِيمَا أَتيْتُ مَلامةً، ... أَتيْتُ الجَمالَ، واجْتَنَبْتُ القَنازعا ابْنُ الأَعرابي: القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ مِنَ الْكَلَامِ، فَاسْتَوَى عِنْدَهُمَا الزَّايُ وَالذَّالُ فِي الْقَبِيحِ مِنَ الْكَلَامِ، فأَما في الشعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ سَرْوَعةَ الوُحاظِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبي أَيوبَ فِي غَزْوةٍ فرَأَى رَجُلًا مَرِيضًا فَقَالَ لَهُ: أَبشر مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمْرَضُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا حَطّ اللَّهُ عَنْهُ خَطاياه وَلَوْ بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه ، قَالَ: وَرَوَاهُ بُنْدارٌ عَنْ أَبي داودَ عَنْ شُعْبةَ، قَالَ بُنْدارٌ: قُلْتُ لأَبي دَاوُدَ: قُلْ قُنْزُعة، فَقَالَ: قُنْذُعة ، قَالَ شَمِرٌ: والمعروفُ فِي الشعَر القُنْزُعةُ والقَنازِعُ كَمَا لَقَّنَ بُنْدَارٌ أَبا دَاوُدَ فَلَمْ يَلْقَنْه. والقَنازِعُ: صِغارُ الناسِ. والقُنْزُعةُ: حَجر أَعظم مِنَ الجَوْزةِ. قنفع: القُنْفُعُ: القصيرُ الخسِيسُ. والقُنْفُعةُ: القُنْفُذةُ الأُنثى، وتَقَنْفُعُها تَقَبُّضُها. والقُنْفُعةُ أَيضاً: الفأْرةُ. الأَزهري: القُنفع الفأْرُ، الْقَافُ قَبْلَ الْفَاءِ. وَقَالَ أَيضاً: مِنْ أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الْفَاءُ قَبْلَ الْقَافِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. والقُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ جميعاً: الاست؛

_ (4). قوله [قلاته] كذا بالأصل، وهو جمع القلت بالفتح: النُّقْرَةُ فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، وفي شرح القاموس: صفاته، واحد الصفا بالفتح فيهما.

كِلْتَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد الأَزهري: قَفَرْنِية كأَنَّ بِطَيْطَبَيْها ... وقُنْفُعِها، طِلاءَ الأُرْجُوانِ «1» والقَفَرْنِيةُ: المرأَة القصيرة. قهع: رَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي خَيْرةَ قَالَ: يُقَالُ قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقاعاً، وَهُوَ حِكَايَةُ صَوْتِ الدُّبِّ فِي ضَحِكِه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ حِكَايَةٌ مؤلَّفةٌ. قوع: قاعَ الفحلُ الناقةَ وَعَلَى النَّاقَةِ يَقُوعُها قَوْعاً وقِياعاً واقْتاعَها وتَقَوَّعَها: ضرَبَها، وَهُوَ قَلْبُ قَعا. واقْتاعَ الفحلُ إِذا هاجَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَقْتاعُها كلُّ فَصِيلٍ مُكْرَمِ، ... كالحَبَشِيِّ يَرْتَقِي فِي السُّلَّمِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يقتاعُها يقَعُ عَلَيْهَا، وَقَالَ: هَذِهِ نَاقَةٌ طَوِيلَةٌ وَقَدْ طَالَ فُصْلانُها فَرَكِبُوهَا. وتَقَوَّعَ الحِرْباءُ الشجرةَ إِذا عَلاها كَمَا يَتَقَوّعُ الفحلُ الناقةُ. والقَوَّاعُ: الذِّئبُ الصَّيّاحُ. والقَيّاعُ: الخِنْزِيرُ الجَبانُ. والقاعُ والقاعةُ والقِيعُ: أَرض واسعةٌ سَهْلة مُطَمْئِنَةٌ مُسْتَوِيَةٌ حُرّةٌ لَا حُزُونةَ فِيهَا وَلَا ارْتِفاعَ وَلَا انْهِباطَ، تَنْفَرِجُ عَنْهَا الجبالُ والآكامُ، وَلَا حَصَى فِيهَا وَلَا حجارةَ وَلَا تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَمَا حَوالَيْها أَرْفَعُ مِنْهَا وَهُوَ مَصَبُّ المِياهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْقَعُ الْمَاءِ فِي حُرِّ الطِّينِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض وصَلُبَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ نَبَاتٌ، وَالْجَمْعُ أَقواعٌ وأَقْوُعٌ وقِيعانٌ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وقِيعةٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا جارٌ وجِيرةٌ، وَذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ إِلى أَن القِيعةَ تَكُونُ لِلْوَاحِدِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْقِيعَةُ مِنَ الْقَاعِ وَهُوَ أَيضاً مِنَ الْوَاوِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ ؛ الْفَرَّاءُ: القِيعةُ جَمْعُ القاعِ، قَالَ: والقاعُ مَا انْبَسَطَ مِنَ الأَرض وَفِيهِ يَكُونُ السَّرابُ نِصْفَ النَّهَارِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: القاعُ الأَرض الحُرَّةُ الطينِ الَّتِي لَا يُخَالِطُهَا رَمْلٌ فَيَشْرَبُ مَاءَهَا، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ لَيْسَ فِيهَا تَطامُنٌ وَلَا ارْتِفاعٌ، وإِذا خَالَطَهَا الرَّمْلُ لَمْ تَكُنْ قَاعًا لأَنها تَشْرَبُ الْمَاءَ فَلَا تُمْسِكُه، ويُصَغِّرُ قُوَيْعةً مَنْ أَنَّث، وَمَنْ ذكَّر قَالَ قُوَيْعٌ، وَدَلَّتْ هَذِهِ الْوَاوُ أَنَ أَلفها مَرْجِعُهَا إِلى الْوَاوِ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ قاعٌ وقِيعانٌ وَهِيَ طِينٌ حُرّ يُنْبِتُ السِّدْرَ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي جَمْعِ أَقْواعٍ: ووَدَّعْنَ أَقْواعَ الشَّمالِيلِ، بَعْدَ ما ... ذَوى بَقْلُها، أَحْرارُها وذُكورُها وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لأُصَيْلٍ: كَيْفَ ترَكْتَ مَكَّةَ؟ قَالَ: ترَكْتُها قَدِ ابْيَضَّ قاعُها؛ القاعُ: المكانُ الْمُسْتَوِي الواسعُ فِي وَطاءَةٍ مِنَ الأَرض يَعْلُوهُ مَاءُ السَّمَاءِ فَيُمْسِكُهُ وَيَسْتَوِي نَبَاتُهُ، أَراد أَنَّ مَاءَ الْمَطَرِ غسَله فابيضَّ أَو كَثُرَ عَلَيْهِ فَبَقِيَ كالغَدِير الْوَاحِدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنما هِيَ قِيعانٌ أَمْسَكَتِ الماءَ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت قِيعانَ الصّمّانِ وأَقمتُ بِهَا شَتْوَتَيْنِ، الْوَاحِدُ مِنْهَا قاعٌ وَهِيَ أَرض صُلْبةُ القِفافِ حُرَّةُ طينِ القِيعانِ، تُمْسِكُ الْمَاءَ وتُنْبِتُ العُشْبَ، ورُبَّ قاعٍ مِنْهَا يَكُونُ مِيلًا فِي مِيلٍ وأَقل مِنْ ذَلِكَ وأَكثر، وحَوالَيِ القِيعانِ سُلْقانٌ وآكامٌ في رُؤوس القِفافِ غليظةٌ تَنْصَبُّ مِياهُها فِي القِيعانِ، وَمِنْ قِيعانِها مَا يُنْبِتُ الضالَ فتُرَى حَرجاتٍ، وَمِنْهَا مَا لَا يُنْبِتُ وَهَى أَرض مَرِيَّةٌ، إِذا أَعْشَبَتْ رَبَّعَتِ الْعَرَبُ أَجمع.

_ (1). قوله [قفرنية إلخ] كذا بالأصل.

فصل الكاف

والقَوْعُ: مِسْطَحُ التَّمْرِ أَو البُرِّ، عَبْدِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ أَقْواعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ البَيْدَرُ والأَندَرُ والجَرينُ. والقاعةُ: موضعُ مُنْتَهى السانِيةِ مِنْ مَجْذَبِ الدَّلْوِ. وقاعةُ الدارِ: ساحَتُها مِثْلُ القاحةِ، وَجَمْعُهَا قَوَعاتٌ؛ قَالَ وَعْلةُ الجَرْمي: وهَلْ تَرَكْت نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً، ... فِي قاعةِ الدارِ، يَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ؟ وَكَذَلِكَ باحَتُها وصَرْحَتُها. والقُواعُ: الذَّكَرُ مِنَ الأَرانِب. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُواعةُ الأَرنب الأُنثى. فصل الكاف كبع: الكَبْعُ: النقْدُ؛ عَنِ اللَّيْثِ؛ وأَنشد: قَالُوا ليَ: اكْبَعْ، قُلْتُ: لسْتُ كابِعا وكَبَعَ الدراهِمَ كَبْعاً: وَزَنَهَا ونَقَدَها. وكَبَعه عَنِ الشَّيْءِ يَكْبَعُه كَبْعاً: مَنَعَهُ. والكَبْعُ: المَنْعُ. والكَبْعُ: القَطْعُ؛ قَالَ: تَرَكْتُ لُصوصَ المِصْرِ مِنْ بَينِ بائِسٍ ... صَلِيبٍ، ومَكْبُوعِ الكراسِيعِ بارِكِ والكُبوعُ والكُنوعُ: الذلُّ والخُضوعُ. والكُبَعةُ: مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ. قَالَ الأَزهري: والكُبَعُ جَمَلُ الْبَحْرِ. وَيُقَالُ للمرأَة الدَّمِيمةِ: يَا وجْهَ الكُبَعِ وسبٌّ للجَواري: يَا بُعْصوصةُ كُفِّي، وَيَا وجْهَ الكُبَعِ الكُبَعُ: سَمَكٌ بَحْرِيٌّ وحْشُ المَرْآةِ. كتع: الكُتَعُ: وَلَدُ الثعْلب، وَقِيلَ أَرْدَأُ ولدِ الثَّعْلَبِ، وَجَمْعُهُ كِتْعانٌ. والكُتَعُ: الذِّئبُ، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. وَرِجَالٌ كَتِعونَ، وَلَا يكسَّر. وأَكْتَعُ: رِدْفٌ لأَجْمَعَ، لَا يُفْرَدُ مِنْهُ وَلَا يكسَّر، والأُنثى كَتْعاءُ، وَهِيَ تكسَّر عَلَى كُتْعٍ وَلَا تُسَلَّمُ، وَقِيلَ: أَكْتَعُ كأَجْمَعَ لَيْسَ بِرِدْفٍ وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ: أَتَيْم بْنُ عَمْرٍو وَالَّذِي جاءَ بِغْضةً، ... ومِنْ دُونِه الشرْمان والبَرْكُ أَكتَعُ ورأَيت المالَ جَمْعاً كَتْعاً، وَاشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ جَمْعاءَ كَتْعاءَ، ورأَيت إِخوانَك جُمَعَ كُتَعَ، ورأَيت الْقَوْمَ أَجمعين أَكْتَعِين أَبْصَعِينَ أَبتعين، تُوكَّدُ الْكَلِمَةُ بِهَذِهِ التواكِيدِ كُلِّهَا، وَلَا يُقَدَّمُ كُتَعُ عَلَى جُمَعَ فِي التأْكيد، وَلَا يُفْرَدُ لأَنه إِتباع لَهُ، وَيُقَالُ إِنه مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَتى عَلَيْهِ حَوْلٌ كَتِيعٌ أَي تامٌّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ: يَا لَيْتَني كُنْتُ صَبِيًّا مُرْضَعا، ... تَحْمِلُني الذَّلْفاءُ حَوْلًا أَكْتَعا إِذا بَكَيْتُ قَبَّلَتْني أَرْبَعا، ... فَلَا أَزالُ الدَّهْرَ أَبْكِي أَجْمَعا وَفِي الْحَدِيثِ: لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ أَجْمَعون أَكْتَعون إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: فأَقَضَّه أَجْمَعَ أَكْتَعَ. وَمَا بِالدَّارِ كَتِيعٌ أَي أَحدٌ؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ وسُمِعَتْ مِنْ أَعرابِ بَنِي تَمِيمٍ؛ قال مَعْدِيكربَ: وَكَمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونِ سَلْمى ... قَلِيلِ الأُنْسِ، لَيْسَ بِهِ كَتِيعُ والكَتيعُ: المنفَردُ مِنَ النَّاسِ.

والكُتْعةُ: طرَفُ القارورةِ. والكُتْعةُ: الدْلوُ الصَّغِيرَةُ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَجَمْعُهَا كُتَعٌ. والكُتَعُ: الذليلُ. والكُتَعُ: الرَّجُلُ اللَّئِيمُ، وَالْجَمْعُ كِتْعانٌ مِثْلُ صُرَدٍ وصِرْدانٍ. وَرَجُلٌ كُتَعٌ: مُشَمِّرٌ فِي أَمره، وَقَدْ كَتِعَ كَتَعاً وكَتَعَ؛ وَقِيلَ كَتَعَ تَقَبَّض وَانْضَمَّ كَكَنَع. وكاتَعه اللَّهُ كقاتَعه أَي قاتَله، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ كَافَ كَاتَعَهُ بَدَلٌ مِنْ قَافِ قاتَعَه. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يَقُولُوا قَاتَلَهُ اللَّهُ ثُمَّ تُسْتَقْبَح فَيَقُولُوا قاتَعه اللَّهُ وكاتَعه، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ وَيحَكَ ووَيْسَكَ بِمَعْنَى ويْلَك، إِلا أَنها دُونَهَا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا وَالَّذِي أَكْتَعُ بِهِ أَي أَحْلِفُ. وكَتَعَ أَي هرَب. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: جَاءَ فُلَانٌ مُكَوْتِعاً ومُكْتِعاً ومُكْعِداً «1» ومُكَعْتِراً إِذا جَاءَ يمشي مَشْياً سريعاً. كثع: الكَثَعةُ: الطِّينُ. وكَثَّعَ أَي كَثَّأَ. والكَثْعةُ والكُثْعةُ: مَا عَلَى اللبنِ مِنَ الدَّسَمِ والخُثُورةِ، وَقَدْ كَثَعَ وكَثَّعَ أَي عَلا دَسَمُه وخُثُورَتُه رأْسَه وصَفا الماءُ مِنْ تَحْتِهِ. وشَرِبْتُ كَثْعةً مِنْ لَبَنٍ أَي حِينِ ظَهَرَتْ زُبدته. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ: ذَرُوني أُكَثِّعْ سِقاءَكم وأُكَثِّئْه أَي آكُلُ مَا عَلَاهُ مِنَ الدسَم. وكَثَعَتِ الْغَنَمُ كُثُوعاً: اسْتَرْخَتْ بُطُونُهَا فَسَلَحَتْ ورَقَّ مَا يَجِيءُ مِنْهَا، وَقِيلَ: اسْتَرْخَتْ بُطُونُهَا فَقَطْ. وَرَمَتِ الْغَنَمُ بكُثُوعِها إِذا رَمَتْ بثُلُوطها، الْوَاحِدُ كَثْعٌ. وكَثَعَتِ اللِّثةُ والشَّفةُ تَكْثَعُ كُثُوعاً وكَثِعَتْ: كَثُرَ دَمُهَا حَتَّى كَادَتْ تَنْقَلِبُ، وَقِيلَ: كَثِعَتِ الشَّفَةُ واللِّثةُ احْمَرَّتْ أَيضاً. وشَفةٌ كاثِعةٌ باثِعةٌ أَي مُمْتَلِئَةٌ غَلِيظَةٌ، وامرأَةٌ مُكَثِّعةٌ. وكَثَّعَتِ اللحيةُ وكَثَّأَتْ، وَهِيَ كُثَعةٌ: طَالَتْ وكَثُرَتْ وكَثُفَتْ. والكُثْعةُ: الفَرْقُ الَّذِي وَسَطَ ظَاهِرِ الشَّفَةِ العُليا. والكَوْثَعُ: اللَّئِيمُ مِنَ الرِّجَالِ، والأُنثى كَوْثَعةٌ. وكَثَّعَتِ القِدْر: رَمَتْ بزَبَدِها، وهو الكُثْعةُ. كدع: كَدَعَه يَكْدَعُه كَدْعاً: دَفَعَه. كرع: كَرِعَت المرأَةُ كَرَعاً، فَهِيَ كَرِعةٌ: اغْتَلَمَتْ وأَحَبَّتِ الجِماعَ. وَجَارِيَةٌ كرِعةٌ: مِغْلِيمٌ، وَرَجُلٌ كَرِعٌ، وَقَدْ كَرِعَتْ إِلى الفحْلِ كَرَعاً. والكُراعُ مِنَ الإِنسان: مَا دُونُ الرُّكْبَةِ إِلى الْكَعْبِ، وَمِنَ الدوابِّ: مَا دُونَ الكَعْبِ، أُنْثَى. يُقَالُ: هَذِهِ كُراعٌ وَهُوَ الْوَظِيفُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ مِنْ ذواتِ الحافِرِ مَا دُونَ الرُّسْغِ، قَالَ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الكُراعُ أَيضاً للإِبل كَمَا اسْتُعْمِلَ فِي ذَوَاتِ الْحَافِرِ؛ قَالَتِ الخنساءُ «2»: فقامَتْ تَكُوسُ عَلَى أَكْرُعٍ ... ثلاثٍ، وغادَرْتَ أُخْرَى خَضِيبا فَجَعَلَتْ لَهَا أَكارِعَ أَربعاً، وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ فِي ذَوَاتِ الأَربع، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الْكُرَاعُ فِي الرِّجل دُونَ الْيَدِ إِلا فِي الإِنسان خاصّة، وأَما ما

_ (1). قوله [ومكعداً] كذا بالأَصل مضبوطاً ولم نجد هذه المادة في القاموس بهذا المعنى ولا في الصحاح ولا في اللسان، نعم فيه في مادة لغد: وَجَاءَ مُتَلَغِّدًا أَيْ مُتَغَضِّبًا متغيظاً حنقاً (2). قوله [قالت الخنساء] كذا بالأَصل هنا، ومر في مادة كوس: قالت عَمْرَةُ أُخت الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ وَأُمُّهَا الْخَنْسَاءُ تَرْثِي أَخَاهَا وَتَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ يُعَرْقِبُ الْإِبِلَ: فَظَلَّتْ تَكُوسُ على إلخ

سِوَاهُ فَيَكُونُ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُمَا مِمَّا يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي التَّذْكِيرَ، وَقَالَ مَرَّةً أُخرى: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما كُراعٌ فإِن الْوَجْهَ فِيهِ تَرْكُ الصرْف، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَصْرِفُهُ يُشَبِّهُهُ بِذِرَاعٍ، وَهُوَ أَخبث الْوَجْهَيْنِ، يَعْنِي أَن الْوَجْهَ إِذا سُمِّيَ بِهِ أَن لَا يَصْرِفَ لأَنه مُؤَنَّثٌ سُمِّيَ بِهِ مُذَكَّرٌ، وَالْجَمْعُ أَكْرُعٌ، وأَكارِعُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فإِنه جَعَلَهُ مِمَّا كُسِّرَ عَلَى مَا لَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ مثلُه فِراراً مِنْ جَمْعِ الْجَمْعِ، وَقَدْ يُكَسَّرُ عَلَى كِرْعانٍ. والكُراعُ مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ: بِمَنْزِلَةِ الوَظِيفِ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل والحُمُرِ وَهُوَ مُسْتدَقُّ الساقِ الْعَارِي مِنَ اللَّحْمِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ أَكْرُعٌ ثُمَّ أَكارِعُ. وَفِي الْمَثَلِ: أُعْطِيَ العبدُ كُراعاً فطلَب ذِراعاً، لأَن الذِّرَاعَ فِي الْيَدِ وَهُوَ أَفضل مِنَ الكُراع فِي الرجْلِ. وكَرَعَه: أَصابَ كُراعَه. وكَرِعَ كَرَعاً: شَكا كُراعَه. وَيُقَالُ لِلضَّعِيفِ الدِّفاعِ: فُلَانٌ مَا يُنْضجُ الكُراعَ. والكَرَعُ: دِقَّةُ الأَكارِعِ، طَوِيلَةً كَانَتْ أَو قَصِيرَةً، كَرِعَ كَرَعاً، وَهُوَ أَكْرَعُ، وَفِيهِ كَرَعٌ أَي دِقَّةٌ. والكَرَعُ أَيضاً: دِقَّةُ الساقِ، وَقِيلَ: دِقَّةُ مُقَدَّمِها وَهُوَ أَكْرعُ، والفِعْلُ كالفِعْلِ والصِّفةُ كالصِّفةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: فَبَدَأَ اللَّهُ بكُراعٍ أَيْ طرَفٍ مِنْ ماءِ الجنةِ مُشَبَّهٍ بِالْكُرَاعِ لِقِلَّتِهِ، وإِنه كالكُراعِ مِنَ الدَّابَّةِ. وتَكَرَّعَ لِلصَّلَاةِ: غَسَل أَكارِعَه، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْوُضُوءَ. قَالَ الأَزهري: تَطَهَّرَ الغلام وتَكَرَّعَ وتَمكَّنَ إِذا تَطَهَّرَ لِلصَّلَاةِ. وكُراعَا الجُنْدَبِ: رِجْلَاهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: ونَفَى الجُنْدَبُ الحَصى بِكُراعَيْه، ... وأوْفَى فِي عُودِه الحِرْباءُ وكُراعُ الأَرض: ناحِيَتُها. وأَكارِعُ الأَرض: أَطْرافُها القاصِيةُ، شُبِّهَتْ بأَكارِعِ الشَّاءِ وَهِيَ قوائمُها. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: لَا بأْس بالطَّلَبِ فِي أَكارِعِ الأَرض أَي نَوَاحِيهَا وأَطْرافِها. والكُراعُ: كلُّ أَنف سالَ فَتَقْدَمُ مِنْ جَبَلٍ أَو حَرّةٍ. وكُراع كلِّ شَيْءٍ: طَرَفُه، وَالْجَمْعُ فِي هَذَا كُلِّهِ كِرْعانٌ وأَكارِعُ. وَقَالَ الأَصمعي: العُنُقُ مِنَ الحَرّة يَمْتَدُّ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحوص: أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراءِ عِرْضِي، ... كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟ وَقِيلَ: الكُراعُ رُكْنٌ مِنَ الْجَبَلِ يَعْرِضُ فِي الطَّرِيقِ. وَيُقَالُ: أَكْرَعَكَ الصيْدُ وأَخْطَبَكَ وأَصْقَبَك وأَقْنى لكَ بِمَعْنَى أَمْكَنَكَ. وكَرِعَ الرجلُ بِطِيبٍ فَصاكَ بِهِ أَي لَصِقَ بِهِ. والكُراعُ: اسْمٌ يَجْمَعُ الْخَيْلَ. والكُراعُ: السلاحُ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ يَجْمَعُ الْخَيْلَ وَالسِّلَاحَ. وأَكْرَعَ القومُ إِذا صَبَّتْ عَلَيْهِمُ السماءُ فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتَّى يَسْقُوا إِبلهم مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِمَاءِ السَّمَاءِ إِذا اجْتَمَعَ فِي غَدِيرٍ أَو مَساكٍ: كَرَعٌ. وَقَدْ شَرِبْنا الكَرَعَ وأَرْوَيْنا نَعَمَنا بالكَرَعِ. والكَرَعُ. والكُراعُ: مَاءُ السَّمَاءِ يُكْرَعُ فِيهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: شَرِبْتُ عُنْفُوانَ المكْرَعِ أَي فِي أَوّلِ الماءِ، وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنَ الكَرَعِ، أَراد بِهِ عَزَّ فَشَرِبَ صافِيَ الْمَاءِ وَشَرِبَ غَيْرُهُ الكَدِرَ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبلًا وراعِيَها بالرِّفْقِ فِي رِعايةِ الإِبلِ، وَنَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِابْنِ الرِّقَاعِ:

يَسُنُّها آبِلٌ، مَا إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْأً شَديداً، وَمَا إِنْ تَرْتَوي كَرَعا وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَخُوضُه الماشِيةُ بأَكارِعِها. وَكُلُّ خائِضِ ماءٍ كارِعٌ، شرِبَ أَو لَمْ يَشْرَبْ. والكَرّاعُ: الَّذِي يَسْقِي مَالَهُ بالكَرَعِ وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ رَجُلًا سَمِعَ قَائِلًا يَقُولُ فِي سَحابة: اسْقِ كَرَعَ فُلَانٍ ، قَالَ: أَراد مَوْضِعًا يَجْتَمِعُ فِيهِ ماءُ السَّمَاءِ فَيَسْقِي بِهِ صَاحِبُهُ زَرْعَهُ. وَيُقَالُ: شَرِبَتِ الإِبل بالكَرَعِ إِذا شَرِبَتْ مِنْ ماءِ الغَدِيرِ. وكَرَعَ فِي الْمَاءِ يَكْرَعُ كُرُوعاً وكَرْعاً: تَنَاوَلَهُ بِفِيه مِنْ مَوْضِعِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْرَبَ بِكَفَّيْه وَلَا بإِناء، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَدْخُلَ النَّهْرَ ثُمَّ يُشْرَبُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُصَوِّبَ رأْسَه فِي الْمَاءِ وإِن لَمْ يَشْرَبْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنصار فِي حائِطه فَقَالَ: إِن كَانَ عِنْدَكَ ماءٌ بَاتَ فِي شَنِّه وإِلا كَرَعْنا ؛ كَرَعَ إِذا تناوَلَ الماءَ بِفِيه مِنْ مَوْضِعِهِ كَمَا تَفْعَلُ الْبَهَائِمُ لأَنها تَدْخُلُ أَكارِعَها، وَهُوَ الكَرْعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرِمَةَ: كَرِهَ الكَرْعَ فِي النَّهْرِ. وَكُلُّ شَيْءٍ شَرِبْتَ منه بنيك مِنْ إِناءٍ أَو غَيْرِهِ، فَقَدْ كَرَعْتَ فِيهِ؛ وَقَالَ الأَخطل: يُرْوِي العِطاشَ لَها عَذْبٌ مُقَبَّلُه، ... إِذا العِطاشُ عَلَى أَمثالِه كَرَعُوا والكارِعُ: الَّذِي رَمَى بِفَمِهِ فِي الْمَاءِ. والكَرِيعُ: الَّذِي يَشْرَبُ بِيَدَيْهِ مِنَ النَّهْرِ إِذا فَقَدَ الإِناء. وكَرَعَ فِي الإِناء إِذا أَمال نَحْوَهُ عُنُقَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: بِصَهْباءَ فِي أَكْنافِها المِسْك كارِعُ قَالَ: والكارِعُ الإِنسانُ أَي أَنت المِسْكُ لأَنك أَنت الكارِعُ فِيهَا المسْكَ. وَيُقَالُ: اكْرَعْ فِي هَذَا الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: كَرِع يَكْرَعُ كَرَعاً، وأَكْرَعُوا: أَصابوا الكَرَعَ، وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ، وأَوْرَدُوا. والكارِعاتُ والمُكْرِعاتُ: النَّخْلُ «3» الَّتِي عَلَى الْمَاءِ، وَقَدْ أَكْرَعَتْ وكَرَعَتْ، وَهِيَ كارِعةٌ ومُكْرعةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي لَا يُفَارِقُ الماءُ أُصولَها؛ وأَنشد: أَو المُكْرَعات مِنْ نَخِيلِ ابْنِ يامِنٍ، ... دُوَيْنَ الصَّفا، اللَّائي يَلِينَ المُشَقَّرا قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيضاً النَّخْلُ القَرِيبةُ مِنَ المَحَلِّ، قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيضاً مِنَ النَّخْلِ الَّتِي أُكْرِعَتْ فِي الْمَاءِ؛ قَالَ لَبِيَدٍ يَصِفُ نَخْلًا نَابِتًا عَلَى الْمَاءِ: يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِرةٍ، ... فكلُّها كارِعٌ فِي الماءِ مُغْتَمِرُ قَالَ: والمُكْرَعاتُ أَيضاً الإِبل تُدْنى مِنَ الْبُيُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ، وَقِيلَ: هِيَ اللَّواتي تُدْخِلُ رؤوسَها إِلى الصِّلاءِ فَتَسْوَدُّ أَعْناقُها، وَفِي الْمُصَنَّفِ المُكْرَباتُ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ للأَخطل: فَلَا تَنْزلْ بِجَعْدِيٍّ إِذا مَا ... تَرَدَّى المُكْرعاتُ مِنَ الدُّخانِ وَقَدْ جُعِلَتِ المُكْرِعاتُ هُنَا النَّخِيلُ النَّابِتَةُ عَلَى الْمَاءِ. وكَرَعُ النَّاسِ: سَفِلَتُهم. وأَكارِعُ الناسِ:

_ (3). قوله [والمكرعات النخل] هو بكسر الراء كما في سائر نسخ الصحاح أفاده شارح القاموس وعليه يتمشى ما بعده، وأما المكرعات في البيت فضبط بفتح الراء في الأصل ومعجم ياقوت وصرح به في القاموس حيث قال: وبفتح الراء ما غرس في الماء إلخ.

السَّفِلَةُ شُبِّهُوا بأَكارِعِ الدوابِّ، وَهِيَ قوائِمُها. والكَرَّاعُ: الَّذِي يُخادِنُ الكَرَعَ وَهُمُ السَّفِلُ مِنَ النَّاسِ، يُقَالُ لِلْوَاحِدِ: كَرَعٌ ثُمَّ هَلُمَّ جَرًّا. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: فَهَلْ يَنْطِقُ فِيكُمُ الكَرَعُ ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ الدَّنيءُ النفْسِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَوْ أَطاعَنا أَبو بَكْرٍ فِيمَا أَشَرْنا بِهِ عَلَيْهِ مِنْ ترْكِ قِتالِ أَهلِ الرِّدّةِ لَغَلَبَ عَلَى هَذَا الأَمْرِ الكَرَعُ والأَعْرابُ ؛ قَالَ: هُمُ السَّفِلَةُ والطَّغامُ مِنَ الناسِ. وكُراعُ الغَمِيم: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ. وَفِي الْحَدِيثِ: خرَج عامَ الحُدَيْبِيةِ حَتَّى بَلَغَ كُراعَ الغَمِيم ، هُوَ اسْمُ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. وأَبو رِياشٍ سُوَيْدُ بْنُ كُراعَ: مِنْ فٌرْسانِ الْعَرَبِ وَشُعَرَائِهِمْ، وكُراعُ اسْمُ أُمه لَا يَنْصَرِفُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ الْقِسْمِ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ النَّسَبُ إِلى الثَّانِي لأَن تَعَرُّفَه إِنما هُوَ بِهِ كَابْنِ الزُّبَيْرِ وأَبي دَعْلَجٍ، وأَما الكَرّاعةُ الَّتِي تَلْفِظُ بِهَا العامّةُ فكلمة مُوَلَّدة. كربع: كَرْبَعَه وبَرْكَعَه فَتَبَرْكَعَ: صَرَعَه فوقَع عَلَى اسْتِه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ بَرْكَعَ. كرتع: كَرْتَعَ الرجلُ: وَقَعَ فِيمَا لَا يَعْنِيه؛ وأَنشد: يَهيمُ بِهَا الكَرْتَعُ وكَرْتَعَه: صَرَعَه. والكَرْتَعُ: القصير. كرسع: الكُرْسُوعُ: حَرْفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الخِنْصِر، وَهُوَ الناتئُ عِنْدَ الرُّسْغِ، وَهُوَ الوَحْشِيُّ، وَهُوَ مِنَ الشَّاةِ وَنَحْوِهَا عُظَيْمٌ يَلِي الرُّسْغَ مِنْ وظِيفِها. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَبَضَ عَلَى كُرْسُوعي ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وكُرْسُوعُ الْقَدَمِ أَيضاً: مَفْصِلُها مِنَ الساقِ، كُلُّ ذَلِكَ مُذَكَّرٌ. والمُكَرْسَعُ: النّاتئُ الكُرْسُوعِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والكَرْسَعةُ عَدْوُه. وامرأَة مُكَرْسَعةٌ: ناتِئةُ الكُرْسُوعِ تُعابُ بِذَلِكَ. وَبَعْضٌ يَقُولُ: الكُرْسُوعُ عُظَيم فِي طَرَفِ الْوَظِيفِ مِمَّا يَلِي الرُّسْغَ مِنْ وَظِيفِ الشَّاءِ وَنَحْوِهَا. وكَرْسَعَ الرجلَ: ضَرَبَ كُرْسُوعه بِالسَّيْفِ. والكَرْسَعةُ: ضَرْبٌ مِنَ العَدْو. كسع: الكَسْعُ: أَنْ تَضْرِبَ بِيَدِكَ أَو بِرِجْلِكَ بِصَدْرِ قَدَمِكَ عَلَى دُبُرِ إِنسان أَو شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرقم: أَنَّ رَجُلًا كَسَعَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصار أَي ضرَب دُبُرَه بِيَدِهِ. وكَسَعَهم بالسيفِ يَكْسَعُهم كَسْعاً: اتَّبَعَ أَدبارَهم فَضَرَبَهُمْ بِهِ مِثْلَ يَكْسَؤُهم وَيُقَالُ: ولَّى القومُ أَدْبارَهم فَكَسَعُوهم بِسُيُوفِهِمْ أَي ضَرَبُوا دَوابِرَهم. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا هَزَمَ الْقَوْمَ فمرَّ وَهُوَ يَطْرُدُهُم: مَرَّ فُلَانٌ يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يَتْبَعُهُمْ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ يَوْمَ أُحد: فَضَرَبْتُ عُرْقُوبَ فرَسِه فاكْتَسَعَتْ بِهِ أَي سَقَطَتْ مِنْ نَاحِيَةِ مُؤَخَّرِها ورَمَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبيةِ: وعليٌّ يَكْسَعُها بقائِمِ السيفِ أَي يَضْرِبُها مِنْ أَسْفَلَ. وورَدَتِ الخيولُ يَكْسَعُ بعضُها بَعْضًا، وكَسَعه بِمَا ساءَه: تَكَلَّمَ فَرَمَاهُ عَلَى إِثْر قَوْلِهِ بِكَلِمَةٍ يَسوءُه بِهَا، وَقِيلَ: كَسَعَه إِذا هَمَزَه مِنْ وَرَائِهِ بكلامٍ قَبِيحٍ. وَقَوْلُهُمْ: مَرَّ فُلَانٌ يَكْسَعُ، قَالَ الأَصمعي: الكَسْعُ شدَّةُ المَرِّ. يُقَالُ: كَسَعَه بِكَذَا وَكَذَا إِذا جَعَلَهُ تَابِعًا لَهُ ومُذْهَباً بِهِ؛ وأَنشد لأَبي شِبْلٍ الأَعرابي: كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ: ... أَيامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ

فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ، ... وبآمِرٍ وأَخِيهِ مُؤْتَمِرٍ، ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئِ الجَمْرِ، ... ذهَب الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً، وأَتَتْكَ واقِدَةٌ مِنَ النَّجْرِ وكَسَعَ الناقةَ بغُبْرِها يَكْسَعُها كَسْعاً: تَرَكَ فِي خِلْفِها بقِيَّةً مِنَ اللَّبَنِ، يُرِيدُ بِذَلِكَ تَغْزِيرَها وَهُوَ أَشدُّ لَهَا؛ قَالَ الحرِثُ بْنُ حِلِّزةَ: لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها، ... إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ واحْلُبْ لأَضْيافِكَ أَلْبانها، ... فإِنَّ شَرَّ اللبَنِ الوالِجُ أَغْبارُها: جَمْعُ الغُبْرِ وَهِيَ بقيّةُ اللَّبَنِ فِي الضرْعِ، والوالِجُ أَي الَّذِي يَلِجُ فِي ظُهُورِها مِنَ اللَّبَنِ المَكْسُوعِ؛ يَقُولُ: لَا تُغَزِّرْ إِبِلَك تَطلُبُ بِذَلِكَ قُوَّةَ نَسْلِها واحْلُبْها لأَضْيافِكَ، فلعلَّ عَدُوًّا يُغيرُ عَلَيْهَا فَيَكُونُ نتاجُها لَهُ دُونَكَ، وَقِيلَ: الكَسْعُ أَن يُضْرَبَ ضَرْعُها بِالْمَاءِ الْبَارِدِ ليَجِفَّ لبنُها ويَترادّ فِي ظَهْرِهَا فَيَكُونَ أَقوى لَهَا عَلَى الجَدْب فِي العامِ القابِلِ، وَمِنْهُ قِيلَ رَجُلٌ مُكَسَّعٌ، وَهُوَ مِنْ نَعْتِ العَزَبِ إِذا لَمْ يَتَزَوَّجْ، وَتَفْسِيرُهُ: رُدَّت بَقِيَّتُهُ فِي ظَهْرِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَاللَّهِ لَا يُخْرِجُها مِنْ قَعْرِه ... إِلَّا فَتًى مُكَسَّعٌ بِغُبْرِه وَقَالَ الأَزهري: الكَسْعُ أَن يؤخَذَ ماءٌ باردٌ فَيُضْرَبَ بِهِ ضُرُوعُ الإِبل الْحَلُوبَةِ إِذا أَرادوا تَغْزِيرَها ليَبْقَى لَهَا طِرْقُها وَيَكُونَ أَقْوى لأَولادِها الَّتِي تُنْتَجُها، وَقِيلَ: الكَسْعُ أَن تَتْرُكَ لَبَنًا فِيهَا لَا تَحْتَلِبُها، وَقِيلَ: هُوَ علاجُ الضرْعِ بالمَسْحِ وَغَيْرِهِ حَتَّى يَذْهَبَ اللَّبَنُ ويَرْتَفِعَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَكْبَرُ مَا نَعْلَمُه مِنْ كُفْرِه ... أَنْ كُلّها يَكْسَعُها بغُبْرِه، وَلَا يُبالي وَطْأَها فِي قَبْرِه يَعْنِي الْحَدِيثَ فِيمَنْ لَا يؤدِّي زَكَاةَ نعَمه أَنَّها تَطَؤُه، يَقُولُ: هَذَا كُفْرُه وعَيْبُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الإِبلَ والغَنَمَ إِذا لَمْ يُعْطِ صاحِبُها حَقَّها أَي زكاتَها وَمَا يَجِبُ فِيهَا بُطِحَ لَهَا يومَ الْقِيَامَةِ بِقاعٍ قَرْقَر فَوَطِئَتْه لأَنه يَمْنَعُ حَقَّها ودَرَّها ويَكْسَعُها وَلَا يُبالي أَن تَطَأَه بَعْدَ مَوْتِهِ. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: ضِفْتُ قَوْمًا فأَتَوْني بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ مُعَشِّشاتٍ؛ قَالَ: الكُسَعُ الكِسَرُ، والجِبِيزاتُ اليابِساتُ، والمُعَشِّشاتُ المُكَرَّجاتُ. واكْتَسَعَ الكلبُ بذَنَبِه إِذا اسْتَثْفَرَ. وكَسَعَتِ الظَّبْيةُ والناقةُ إِذا أَدخلتا ذَنَبَيْهِما بَيْنَ أَرْجُلِهما، وَنَاقَةٌ كاسِعٌ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: إِذا خَطَرَ الفحْلُ فَضَرَبَ فَخِذَيْه بِذَنَبِهِ فَذَلِكَ الاكْتِساعُ، فإِن شالَ بِهِ ثُمَّ طَواه فَقَدَ عَقْرَبَه. والكُسْعُومُ: الحِمارُ بالحِمْيَرِيّةِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والكُسْعةُ: الرِّيشُ الأَبيض الْمُجْتَمِعُ تَحْتَ ذنَب الطائِر، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَحْتَ ذَنَبِ العُقابِ، والصِّفةُ أَكْسَعُ، وَجَمْعُهَا الكُسَعُ، والكَسَعُ فِي شِياتِ الْخَيْلِ مِنْ وضَحِ القوائمِ: أَن يَكُونَ البياضُ فِي طرَفِ الثُّنَّةِ فِي الرجْل، يُقَالُ: فرَسٌ أَكْسَعُ. والكُسْعَةُ: النُّكْتةُ البَيْضاء فِي جبْهة الدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا،

وَقِيلَ فِي جَنْبِهَا. والكُسْعةُ: الحُمُرُ السائمةُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَيْسَ فِي الكُسْعةِ صَدَقةٌ ، وَقِيلَ: هِيَ الْحُمُرُ كُلُّهَا. قَالَ الأَزهري: سُمِّيَتِ الْحُمُرُ كُسْعةً لأَنها تُكْسَعُ فِي أَدْبارِها إِذا سِيقَتْ وَعَلَيْهَا أَحْمالُها. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: والكُسْعةُ تَقَعُ عَلَى الإِبل العَوامِل والبقَر الحَوامِلِ والحَمِيرِ والرَّقِيقِ، وإِنما كُسْعَتُها أَنها تُكْسَعُ بِالْعَصَا إِذا سيقَت، وَالْحَمِيرُ لَيْسَتْ أَولى بالكُسعةِ مِنْ غَيْرِهَا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الْحُمُرُ وَالْعَبِيدُ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكُسْعة الرَّقِيقُ، سُمِّيَ كسْعة لأَنك تَكْسَعُه إِلى حَاجَتِكَ، قَالَ: والنّخَّةُ الْحَمِيرُ، والجَبْهةُ الْخَيْلُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: كَسَعَ فُلَانٌ فُلَانًا وكَسَحَه وثَفَنَه ولَظَّه ولاظَه يَلُظُّه ويَلُوظُه ويَلأَظُه إِذا طَرَدَه. والكُسْعةُ: وثَنٌ كَانَ يُعْبَدُ، وتَكَسَّعَ فِي ضَلَالِهِ ذهَب كَتَسَكَّعَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والكُسَعُ: حَيٌّ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وَقِيلَ: هُمْ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ رُماةٌ، وَمِنْهُمُ الكُسَعِيُّ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ المثلُ فِي النَّدامةِ، وَهُوَ رَجُلٌ رامٍ رَمى بعد ما أَسْدَفَ الليلُ عَيْراً فأَصابَه وَظَنَّ أَنه أَخْطأَه فَكَسَرَ قَوْسَه، وَقِيلَ: وَقَطَعَ إِصْبَعَه ثُمَّ نَدِمَ مِنَ الغَدِ حِينَ نَظَرَ إِلى العَيْر مَقْتُولًا وسَهْمُه فِيهِ، فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ نَادِمٍ عَلَى فِعْل يَفْعَلُه؛ وإِياه عَنى الفرزدقُ بِقَوْلِهِ: نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعِيِّ، لَمَّا ... غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقةً نَوارُ وَقَالَ الْآخَرُ: نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ، لَمَّا ... رأَتْ عَيْنَاهُ مَا فَعَلَتْ يَداهُ وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ مُحارِبَ بْنَ قَيْسٍ مِنْ بَنِي كُسَيْعةَ أَو بَنِي الكُسَعِ بَطْنٍ مِنْ حِمْيَرَ؛ وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ الْكُسَعِيِّ أَنه كَانَ يَرْعَى إِبلًا لَهُ فِي وادٍ فِيهِ حَمْضٌ وشَوْحَطٌ، فإِمّا رَبَّى نَبْعةً حَتَّى اتَّخَذَ مِنْهَا قَوْسًا، وإِما رأَى قَضِيبَ شَوْحَطٍ نَابِتًا فِي صَخْرَةٍ فأَعْجَبَه فجعلَ يُقوِّمُه حَتَّى بَلَغَ أَن يَكُونَ قَوْساً فَقَطَعَهُ وَقَالَ: يَا رَبِّ سَدِّدْني لنَحْتِ قَوْسي، ... فإِنَّها مِنْ لَذَّتي لنَفْسي، وانْفَعْ بقَوْسي ولَدِي وعِرْسي؛ ... أَنْحَتُ صَفْراءَ كَلَوْنِ الوَرْسِ، كَبْداءَ ليسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْسِ حَتَّى إِذا فَرَغَ مِنْ نَحْتِهَا بَرى مِنْ بَقِيَّتها خَمْسَةَ أَسْهُمٍ ثُمَّ قَالَ: هُنَّ ورَبِّي أَسْهُمٌ حِسانُ ... يَلَذُّ للرَّمْي بِهَا البَنانُ، كأَنَّما قَوَّمَها مِيزانُ ... فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ يَا صِبْيانُ إِنْ لمْ يَعُقْني الشُّؤْمُ والحِرْمانُ ثُمَّ خَرَجَ لَيْلًا إِلى قُتْرة لَهُ عَلَى مَوارِدِ حُمُرِ الوحْش فَرَمى عَيْراً مِنْهَا فأَنْفَذَه، وأَوْرى السهمُ فِي الصوَّانة نَارًا فَظَنَّ أَنه أَخطأَ فَقَالَ: أَعوذُ بالمُهَيْمِنِ الرحْمنِ ... مِنْ نَكَدِ الجَدِّ مع الحِرْمانِ، ما لي رَأَيتُ السَّهْمَ فِي الصَّوّانِ ... يُورِي شَرارَ النارِ كالعِقْيانِ، أَخْلَفَ ظَنِّي ورَجا الصِّبْيانِ ثُمَّ وَرَدَتِ الْحُمُرُ ثَانِيَةً فَرَمَى عَيْرًا مِنْهَا فَكَانَ كَالَّذِي

مَضى مِنْ رَمْيه فَقَالَ: أَعوذُ بالرحْمنِ مِنْ شَرِّ القَدَرْ، ... لَا بارَك الرحمنُ فِي أُمِّ القُتَرْ أَأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاقِ الضَّرَرْ، ... أَمْ ذاكَ مِنْ سُوءِ احْتِمالٍ ونَظَرْ، أَمْ لَيْسَ يُغْني حَذَرٌ عِنْدَ قَدَرْ؟ المَغْطُ والإِمْغاطُ: سُرْعةُ النزْعِ بِالسَّهْمِ؛ قَالَ: ثُمَّ وَرَدَتِ الْحُمُرُ ثَالِثَةً فَكَانَ كَمَا مَضَى مِنْ رَمْيِهِ فَقَالَ: إِنِّي لشُؤْمي وشَقائي ونَكَدْ، ... قَدْ شَفَّ مِنِّي مَا أَرَى حَرُّ الكَبِدْ، أَخْلَفَ مَا أَرْجُو لأَهْلي ووَلَدْ ثُمَّ وَرَدَتِ الْحُمُرُ رَابِعَةً فَكَانَ كَمَا مَضَى مِنْ رَمْيِهِ الأَوّل فَقَالَ: مَا بالُ سَهْمِي يُظْهِرُ الحُباحِبَا؟ ... قَدْ كنتُ أَرْجُو أَن يكونَ صائِبا، إِذْ أَمكَنَ العَيْرُ وأَبْدَى جانِبا، ... فَصَارَ رَأْيي فِيهِ رَأْياً كاذِبا ثُمَّ وَرَدَتِ الْحُمُرُ خَامِسَةً فَكَانَ كَمَا مَضَى مِنْ رَمْيِهِ فَقَالَ: أَبَعْدَ خَمْسٍ قَدْ حَفِظْتُ عَدَّها ... أَحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها؟ أَخْزَى إِلَهِي لِينَها وشَدَّها ... واللهِ لَا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها، وَلَا أُرَجِّي، مَا حَييتُ، رِفْدَها ثُمَّ خَرَجَ مِنْ قُتْرَتِه حتى جاء بها إِلى صَخْرَةٍ فَضَرَبَهَا بِهَا حَتَّى كَسَرَها ثُمَّ نَامَ إِلى جَانِبِهَا حَتَّى أَصبح؛ فَلَمَّا أَصبح وَنَظَرَ إِلى نَبْلِهِ مُضَرَّجة بِالدِّمَاءِ وإِلى الحُمُرِ مُصَرَّعةً حَوْلَهُ عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ يَقُولُ: نَدِمْتُ نَدامةً، لَوْ أَنَّ نَفْسِي ... تُطاوِعُني، إِذاً لَبَتَرْتُ خَمْسِي تَبَيَّنَ لِي سَفاه الرَّأْي مِنِّي، ... لَعَمْرُ اللَّهِ، حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي كشع: كَشَعُوا عَنْ قَتِيلٍ: تَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي مَعْرَكةٍ؛ قَالَ: شِلْو حِمارٍ كَشَعَتْ عنه الحُمُرْ كعع: الكَعُّ والكاعُّ: الضعِيفُ العاجُ، وَزْنُهُ فَعْلٌ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ. وَرَجُلٌ كعُّ الْوَجْهِ: رقِيقُه. وَرَجُلٌ كُعْكُعٌ، بِالضَّمِّ، أَي جَبانٌ ضَعِيفٌ. وكَعَّ يَكِعُّ ويَكُعُّ، وَالْكَسْرُ أَجْوَدُ، كَعّاً وكُعُوعاً وكَعاعةً وكَيْعُوعةً فَهُوَ كَعٌّ وكاعٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا كَانَ كَعُّ القوْمِ للرَّحْلِ أَلْزَما «1» قَالَ أَبو زَيْدٍ: كَعَعْتُ وكَعِعْتُ لُغَتَانِ مِثْلَ زَلَلْتُ وزَلِلْتُ. وَقَالَ ابْنُ المظَفَّر: رَجُلٌ كَعٌّ كاعٌّ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَمْضِي فِي عَزْمٍ وَلَا حَزْمٍ، وَهُوَ الناكِصُ عَلَى عَقِبَيْه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةً حَتَّى مَاتَ أَبو طَالِبٍ، فَلَمَّا مات اجْتَرَؤُوا عَلَيْهِ ؛ الكاعّةُ جَمْعُ كاعٍّ، وَهُوَ الْجَبَانُ، أَراد أَنهم كَانُوا يجْبُنُون عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَيَاةِ أَبي طَالِبٍ، فلما مات اجترؤوا عَلَيْهِ، وَيُرْوَى بِتَخْفِيفِ الْعَيْنِ. وتَكَعْكَعَ: هابَ القومَ وَتَرَكَهُمْ بعد ما أَرادهم وجَبُنَ عَنْهُمْ، لُغَةٌ فِي تَكَأْكَأَ وتَكَعْكَعَ الرجلُ

_ (1). قوله [للرحل ألزما] كذا بالأصل، والذي في الصحاح: للدحل لازما.

وتَكَأْكَأَ إِذا ارْتَدَعَ. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: قَالُوا لَهُ ثُمَّ رأَيناك تَكَعْكَعْتَ أَي أَحْجَمْتَ وتأَخَّرْتَ إِلى وراءُ. وأَكَعَّه الخوفُ وَكَعْكَعَهُ: حَبَسَهُ عَنْ وَجْهِهِ، وَكَعْكَعَهُ فَتَكَعْكَعَ: حَبْسَهُ فَاحْتَبَسَ؛ وأَنشد لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: ولكِنَّني أَمْضِي عَلَى ذاكَ مُقْدِماً، ... إِذا بَعْضُ مَنْ يَلْقَى الخُطوبَ تَكَعْكَعا وأَصل كَعْكَعْتُ كَعَّعْتُ، فَاسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ الْجَمْعَ بَيْنَ ثَلَاثَةُ أَحرف مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ فَفَرَّقُوا بَيْنَهُمَا بِحَرْفٍ مُكَرَّرٍ، وأَكَعَّه الفَرَقُ إِكْعاعاً إِذا حَبَسَه عَنْ وَجْهِهِ. وكَعْكَعَ فِي كلامِه كَعْكَعةً وأَكَعَّ: تَحَبَّسَ، والأَوّل أَكثر. وكَعْكَعَه عَنِ الوِرْدِ: نَحّاه؛ عن ثعلب. كعنكع: الكَعَنْكَعُ: الذَّكَرُ مِنَ الغِيلان. الْفَرَّاءُ: الشيطانُ هُوَ الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ. كلع: الكَلَعُ: شُقاقٌ ووَسَخ يَكُونُ بالقَدَمَين، كِلعَتْ رِجْلُه تَكْلَع كَلَعاً وكُلاعاً: تَشَقَّقَت واتَّسَخَت؛ قَالَ حَكِيمَ بْنَ مُعَيّةَ الرَّبَعِيّ: يَؤُولُها تِرْعِيةٌ غيْرُ وَرَعْ، ... ليسَ بِفانٍ كِبَراً وَلَا ضَرَعْ ترَى بِرِجْلَيْهِ شُقُوقاً فِي كَلَعْ، ... مِنْ بارِئٍ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ أَراد فِيهَا كَلَعٌ، وأَكْلَعْتُها، وكَلِعَ رأْسُه كَلَعاً كَذَلِكَ. وأَسْوَدُ كَلِعٌ: سَوادُه كالوَسَخِ، ورجُلٌ كَلِعٌ كَذَلِكَ، وكَلَعَ البعيرُ كَلَعاً، فَهُوَ كَلِعٌ: انْشَقَّ فِرْسِنُه واتَّسَخَ. والكَوْلَعُ: الوسَخُ. وكَلِعَ فِيهِ الوسَخُ كَلَعاً إِذا يَبِسَ. وإِناءٌ كَلِعٌ ومُكْلَعٌ: التبَدَ عَلَيْهِ الوسَخُ، وسِقاءٌ كَلِعٌ. والكُلاعِيُّ: الشُّجاعُ، مأَخوذ مِنَ الكُلاع وَهُوَ البأْسُ وَالشِّدَّةُ وَالصَّبْرُ فِي المَواطِنِ. والكُلْعة والكَلْعةُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: داءٌ يأْخذُ الْبَعِيرَ فِي مُؤَخَّرِه فيَجْرُدُ شعَرَه عَنْ مُؤَخَّرِهِ ويَتَشَقَّقُ ويَسْوَدُّ وَرُبَّمَا هَلَكَ مِنْهُ. والكَلَعُ: أَشدُّ الجَرَبِ وهو الذي يَبِضُّ جَرَباً فَيَيْبَسُ فَلَا يَنْجَعُ فِيهِ الهِناءُ. والكَلَعةُ: القِطْعةُ مِنَ الغَنَمِ، وَقِيلَ: الْغَنَمُ الْكَثِيرَةُ. والتَّكَلُّعُ: التَّحالُفُ والتَّجَمُّعُ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، وَبِهِ سُمِّيَ ذُو الكَلاعِ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ مَلِكٌ حِمْيَرِيٌّ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ مِنَ الأَذْواء، وَسُمِّيَ ذَا الكَلاعِ لأَنهم تَكَلَّعُوا عَلَى يَدَيْهِ أَي تَجَمَّعُوا، وإِذا اجْتَمَعَتِ الْقَبَائِلُ وتناصَرَتْ فَقَدَ تَكَلَّعت، وَأَصْلُ هَذَا مِنَ الكَلَعِ يَرْتَكِبُ الرِّجْل. كمع: كامَعَ المرأَة: ضَاجَعَها، والكِمْعُ والكَمِيعُ: الضَّجِيعُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلزَّوْجِ: هُوَ كَمِيعُها؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وسَيْفِي كالعَقِيقة، فهْو كِمْعِي ... سِلاحِي، لَا أَفَلَّ ولا فُطارا وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لأَوس: وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ، إِذْ ... باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ كامَعْتُ المرأَة إِذا ضَمَّها إِليه يَصُونُها. والمُكامَعةُ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا: هِيَ أَن يُضاجِع الرجُلُ الرجلَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَا سِتْرَ بَيْنَهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ المُكامَعةِ والمُكاعَمةِ ، فالمُكامَعةُ أَن يَنامَ الرجلُ مَعَ الرجلِ، والمرأَةُ مَعَ

المرأَةِ فِي إِزارٍ وَاحِدٍ تَماسُّ جُلُودُهما لَا حاجزَ بَيْنَهُمَا. والمُكامِعُ: الْقَرِيبُ مِنْكَ الَّذِي لَا يخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمرك؛ قَالَ: دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَى جَحْوَشاً حِينَ أُحْضِرَتْ ... هُمُومِي، وَرَامَانِي العَدُوُّ المُكامِعُ وكَمَعَ فِي الْمَاءِ كَمْعاً وكرَع فِيهِ: شَرَعَ؛ وأَنشد: أَو أَعْوجِيٍّ كَبَرْدِ العَضْبِ ذِي حجَلٍ، ... وغُرّةٍ زَيَّنَتْه كامِعٍ فِيهَا وَيُقَالُ: كَمَعَ الفَرسُ والبعِيرُ والرجُلُ فِي الْمَاءِ وكَرَعَ، وَمَعْنَاهُمَا شَرَعَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ: بَرّاقة الثَّغْرِ تَسْقِي القَلْبَ لَذَّتها، ... إِذا مُقَبِّلُها فِي ثَغْرِها كَمَعا مَعْنَاهُ شَرَعَ بِفِيه فِي رِيق ثَغرِها. قَالَ الأَزهري: وَلَوْ رُوِيَ: يَشْفِي القَلْبَ رِيقَتُها، كَانَ جَائِزًا. أَبُو حَنِيفَةَ: الكِمْعُ خَفْضٌ مِنَ الأَرض لَيِّنٌ؛ قَالَ: وكأَنَّ نَخْلًا فِي مُطَيْطةَ ثاوِياً، ... بالكِمْعِ، بَيْنَ قَرارِها وحَجاها حَجاها: حَرْفُها. والكِمْعُ: نَاحِيَةُ الْوَادِي؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ: مِنْ أَنْ عَرفْت المَنْزِلاتِ الحُسَّبا، ... بالكِمْعِ، لَمْ تَمْلِكْ لِعَيْنٍ غَرَبا والكِمعُ: المطمئنُّ مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ: مستقَر الْمَاءِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الأَكْماعُ أَماكِنُ مِنَ الأَرض تَرْتَفِعُ حُرُوفُهَا وَتَطَمْئِنُّ أَوساطُها، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الكِمْعُ الإِمَّعةُ مِنَ الرِّجَالِ وَالْعَامَّةُ تُسَمِّيهِ المَعْمَعِيَّ واللِّبْدِيَّ. والكِمْعُ: موضعٌ. كنع: كَنَعَ كُنُوعاً وتَكَنَّعَ: تَقَبَّضَ وانضمَّ وتَشَنَّجَ يُبْساً. والكَنَعُ والكُناعُ: قِصَرُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ مِنْ دَاءٍ عَلَى هَيْئَةِ القَطْعِ والتَّعَقُّفِ؛ قَالَ: أَنْحَى أَبو لَقِطٍ حَزًّا بشَفْرتِه، ... فأَصْبَحَتْ كَفُّه اليُمْنى بِهَا كَنَعُ والكَنِيعُ: المكسورُ اليدِ. وَرَجُلٌ مُكَنَّعٌ: مُقَفَّعُ الْيَدِ، وَقِيلَ: مُقَفَّعُ الأَصابِعِ يَابِسُهَا مُتَقَبِّضُها. وكَنَّعَ أَصابعه: ضَرَبَهَا فيَبِسَتْ. والتكْنِيعُ: التَّقْبِيضُ. والتكَنُّعُ: التقَبُّضُ. وأَسيرٌ كانِعٌ: ضَمَّهُ القِدُّ، يُقَالُ مِنْهُ: تَكَنَّعَ الأَسيرُ فِي قِدِّه؛ قَالَ مُتَمِّمٌ: وعانٍ ثَوى فِي القِدِّ حَتَّى تَكَنَّعا أَي تَقَبَّضَ وَاجْتَمَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحد لَمَّا قَرُبُوا مِنَ المدينةِ كَنَعُوا عَنْهَا أَي أَحْجَمُوا عَنِ الدُّخُولِ فِيهَا وانْقَبَضُوا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَنَعَ يَكْنَعُ كُنُوعاً إِذا جَبُنَ وهرَب وإِذا عدَل. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَتَتْ قافِلةٌ مِنَ الْحِجَازِ فَلَمَّا بلَغُوا الْمَدِينَةَ كَنَعُوا عَنْهَا. والكَنِيعُ: العادِلُ مِنْ طَرِيقٍ إِلى غَيْرِهِ. يُقَالُ: كَنَعُوا عَنَّا أَي عدَلوا. واكْتَنَعَ الْقَوْمُ: اجْتَمَعُوا. وتَكَنَّعَت يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ: تَقَبَّضَتا مِنْ جرْحٍ وَيَبِسَتَا. والأَكْنَعُ والمَكْنُوعُ: الْمَقْطُوعُ الْيَدَيْنِ مِنْهُ؛ قَالَ: تَرَكْتُ لُصُوصَ المِصْرِ مِنْ بَيْنِ بائِسٍ ... صَلِيبٍ، ومَكْنُوعِ الكَراسِيعِ بارِكِ

والمُكَنَّعُ: الَّذِي قُطِعَتْ يَدَاهُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَمْشِي كَمَشْي الأَهْدَإِ المُكَنَّعِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: مُكَعْبَرُ الأَنْساءِ أَو مُكَنَّعُ والأَكْنَعُ والكَنِعُ: الَّذِي تَشَنَّجَت يدُه، والمُكَنَّعةُ: اليدُ الشَّلَّاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعَث خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ إِلى ذِي الخَلَصةِ ليَهْدِمَها وَفِيهَا صَنمٌ يَعْبُدُونَهُ، فَقَالَ لَهُ السادِنُ: لَا تَفْعَلْ فإِنها مُكَنِّعَتُكَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي مُقَبِّضةٌ يَدَيْكَ ومُشِلَّتُهما؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكانِعُ الَّذِي تَقَبَّضَت يدُه ويَبِسَتْ، وأَراد الْكَافِرُ بِقَوْلِهِ إِنها مُكَنِّعَتُكَ أَي تُخَبِّلُ أَعضاءَك وتُيَبِّسُها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه قَالَ عَنْ طلحةَ لَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِ للخلافةِ: الأَكْنَعُ أَلا إِنّ فِيهِ نَخْوةً وكِبراً ؛ الأَكْنَعُ: الأَشَلُّ، وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ أُصيبت يَوْمَ أُحد لَمَّا وَقَى بِهَا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَلَّت. وكَنَّعه بالسيفِ: أَيْبَسَ جِلْدَه، وكَنَعَ يَكْنَعُ كَنْعاً وكُنُوعاً: تَقَبَّضَ وتَداخَلَ. وَرَجُلٌ كَنِيعٌ: مُتَقَبِّضٌ؛ قَالَ جَحْدَرٌ وَكَانَ فِي سِجْن الْحَجَّاجِ: تأَوَّبني، فَبِتُّ لَهَا كَنِيعاً، ... هُمُومٌ، مَا تُفارِقُني، حَواني ابْنُ الأَعرابي قَالَ: قَالَ أَعرابي لَا وَالَّذِي أَكْنَعُ بِهِ أَي أَحْلِفُ بِهِ. وكَنَعَ النجمُ أَي مَالَ للغُروبِ. وكَنَعَ الموتُ يَكْنَعُ كُنُوعاً: دَنَا وقَرُبَ؛ قَالَ الأَحوص: يَكُونُ حِذارَ الموْتِ والموتُ كانِعُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِنِّي إِذا الموتُ كَنَعْ وَيُقَالُ مِنْهُ: تَكَنَّعَ واكْتَنَعَ فُلَانٌ مِنِّي أَي دَنَا مِنِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة جَاءَتْ تَحْمِلُ صَبِيًّا بِهِ جُنُونٌ فحَبَس رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الراحِلة ثُمَّ اكْتَنَعَ لَهَا أَي دَنَا مِنْهَا، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الكُنُوعِ. والتكَنُّع: التَّحَصُّنُ. وكَنَعَتِ العُقابُ وأَكْنَعَت: جَمَعَتْ جَناحَيْها للانْقِضاضِ وضَمَّتهما، فَهِيَ كانِعةٌ جانِحةٌ. وكَنَعَ المِسْكُ بِالثَّوْبِ: لَزِق بِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بِزَوْراءَ فِي أَكْنافِها المِسكُ كانِعُ وَقِيلَ: أَراد تكاثُفَ المِسْكِ وتَراكُبَه، قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ كانعُ، بِالنُّونِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ اللَّاصِقُ بِهَا، قَالَ: وَلَسْتُ أَحُقُّه. وأَمرٌ أَكْنَعُ: ناقصٌ، وأُمور كُنْعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَحنف بْنِ قَيْسٍ: كُلُّ أَمرٍ ذِي بَالٍ لَمْ يُبْدَأْ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَكْنَعُ أَي أَقْطَعُ، وَقِيلَ نَاقِصٌ أَبْتَرُ. واكْتَنَعَ الشيءُ: حَضَرَ. والمُكْتَنِعُ: الحاضِرُ. واكْتَنَعَ الليلُ إِذا حَضَرَ وَدَنَا؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: آبَ هَذَا الليلُ واكْتَنَعا، ... وأَمَرَّ النَّوْمُ وامْتَنَعا «2» واكْتَنَعَ عَلَيْهِ: عَطَفَ. والاكْتِناعُ: التَّعَطُّف. والكُنُوعُ: الطَمعُ؛ قَالَ سِنانُ بنُ عَمْرو: خَمِيص الحَشا يَطْوِي عَلَى السَّغْبِ نفْسَه، ... طَرُود لِحَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ

_ (2). قوله [آب إلخ] في ياقوت: آب هذا الهم فاكتنعا ... وأترَّ النوم فامتنعا

وَرَجُلٌ كانِعٌ: نَزَلَ بِكَ بنفسِه وأَهلِه طَمَعاً فِي فَضْلِكَ. والكانِعُ: الَّذِي تَدانى وتَصاغَر وتَقارَب بعضُه مِنْ بَعْضٍ. وكَنَعَ يَكْنَعُ كُنُوعاً وأَكْنَعَ: خضَع، وَقِيلَ دَنا مِنَ الذِّلَّةِ، وَقِيلَ سأَلَ. وأَكْنَع الرجلُ لِلشَّيْءِ إِذا ذَلَّ لَهُ وخَضَعَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ نَفْثِه والرِّفْقِ حَتَّى أَكْنَعا أَبُو عَمْرٍو: الكانِعُ السائِلُ الخاضِعُ؛ وَرَوَى بَيْتًا فِيهِ: رَمى اللهُ فِي تِلْكَ الأَكُفِّ الكَوانِعِ وَمَعْنَاهُ الدَّواني للسؤالِ والطمَعِ، وَقِيلَ: هِيَ اللازِقةُ بِالْوَجْهِ. وكَنِعَ الشيءُ كَنَعاً: لَزِمَ وَدَامَ. والكَنِعُ: اللازمُ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: وتَخَطَّيْتُ إِليها مِنْ عِداً، ... بِزِماعِ الأَمْرِ، والهَمِّ الكَنِعْ وتَكَنَّعَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا تَضَبَّثَ بِهِ وتَعَلَّقَ. الأَصمعي: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ فِي دُعائِه: يَا رَبِّ، أَعوذ بِكَ مِنَ الخُنُوعِ والكُنُوعِ، فسأَلته عَنْهُمَا فَقَالَ: الخُنُوعُ الغَدْرُ. والخانِعُ: الَّذِي يَضَعُ رأْسَه للسَوْأَةِ يأْتي أَمراً قَبْيِحًا وَيَرْجِعُ عارُه عَلَيْهِ فَيَسْتَحْيِي مِنْهُ ويُنَكِّسُ رأْسه. والكُنُوعُ: التصاغُرُ عِنْدَ المسأَلة، وَقِيلَ: الذلُّ وَالْخُضُوعُ. وكَنَّعَه: ضَرَبَهُ عَلَى رأْسه؛ قَالَ البَعِيثُ: لَكَنَّعْتُه بالسَّيْفِ أَو لَجَدَعْتُه، ... فَمَا عاشَ إِلَّا وَهُوَ فِي الناسِ أَكْشَمُ وكَنِعَ الرجلُ إِذا صُرِعَ عَلَى حَنَكِه. والكِنْعُ: مَا بَقِيَ قُرْبَ الجبلِ مِنَ الْمَاءِ، وَمَا بالدارِ كَنِيعٌ أَي أَحَدٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْمَعْرُوفُ كَتِيعٌ. وَيُقَالُ: بَضَّعَه وكَنّعَه وكَوَّعَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وكَنْعانُ بنُ سامِ بْنِ نوحٍ: إِليه يُنْسَبُ الكَنْعانِيُّون، وَكَانُوا أُمة يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَةٍ تُضارِعُ الْعَرَبِيَّةَ. والكَنَعْناةُ: عَفَلُ المرأَة؛ وأَنشد: فَجَيَّأَها النساءُ، فَحانَ مِنْهَا ... كَنَعْناةٌ، ورادِعةٌ رَذُومُ قَالَ: الكَنَعْناةُ العَفَلُ، والرّادِعةُ اسْتُها، والرَّذُومُ الضَّرُوطُ، وجَيَّأَها النِّسَاءُ أَي خِطْنَها. يُقَالُ: جَيَّأْتُ القِرْبة إِذا خِطْتَها. كنتع: الكُنْتُعُ: القصير. كوع: الكاعُ والكُوعُ: طرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي أَصلَ الإِبْهامِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ، وَقِيلَ: هُمَا طَرَفَا الزَّنْدَيْنِ في الذراع وَالْكُوعُ الَّذِي يَلِي الإِبهام، والكاعُ: طرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الخِنْصِر، وَهُوَ الكُرْسُوعُ، وَجَمْعُهُمَا أَكْواعٌ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ كاعٌ وكُوعٌ فِي الْيَدِ. وَرَجُلٌ أَكْوَعُ: عظيمُ الكُوعِ، وَقِيلَ مُعْوَجُّه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَواحِسٌ فِي رُسْغِ عَيْرٍ أَكْوَعا وَالْمَصْدَرُ الكَوَعُ، وامرأَة كَوْعاءُ بَيّنةُ الكَوعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بَعَثَ بِهِ أَبُوهُ إِلى خيبرَ وَقَاسَمَهُمُ الثمرةَ فَسَحَرُوه فتَكَوَّعَتْ أَصابِعُه ؛ الكَوَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن تَعْوَجَّ اليدُ مِنْ قِبَلِ الكُوعِ، وَهُوَ رأْس الْيَدِ مِمَّا يَلِي الإِبهام، والكُرْسُوعُ رأْسه مِمَّا يَلِي الْخِنْصِرَ. وَقَدْ كَوِعَ كَوَعاً وكَوَّعه: ضَرَبَهُ فَصَيَّرَهُ مُعَوَّجَ الأَكْواعِ. وَيُقَالُ: أَحْمَقُ يَمْتَخِطُ بكُوعِه. وَفِي حَدِيثِ سَلَمةَ بْنِ الأَكْوعِ: يا ثَكِلَتْه أُمُّه أَكْوَعُه

فصل اللام

بُكْرَةَ ، يَعْنِي أَنت الأَكْوَعُ الَّذِي كَانَ قَدْ تَبِعَنَا بُكْرة الْيَوْمِ لأَنه كَانَ أوَّل مَا لحِقَهم صاحَ بِهِمْ: أَنا ابْنُ الأَكوع، واليومُ يومُ الرُّضَّع، فَلَمَّا عَادَ قَالَ لَهُمْ هَذَا الْقَوْلَ آخِرَ النَّهَارِ، قَالُوا: أَنت الَّذِي كُنْتَ مَعَنَا بُكْرةَ فقال: نَعَمْ أَنا أَكْوَعُك بُكْرَةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ورأَيت الزَّمَخْشَرِيَّ قَدْ ذَكَرَ الْحَدِيثَ هَكَذَا: قَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ بِكْرَةَ أَكْوَعِه ، يَعْنُونَ أَن سلمةَ بِكْرُ الأَكوع أَبيه، قَالَ: وَالْمَرْوِيُّ فِي الصَّحِيحِ مَا ذَكَرْنَاهُ أَولًا، وَتَصْغِيرُ الكاعِ كُوَيْعٌ. والكَوَعُ فِي النَّاسِ: أَن تَعْوَجَّ الْكَفُّ مِنْ قِبَلِ الكُوعِ، وَقَدْ تَكَوَّعَتْ يَدُهُ. وكاعَ الكلبُ يَكُوعُ: مشَى فِي الرَّمْلِ وتَمايَلَ عَلَى كُوعِه مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ. وكاعَ كَوْعاً: عُقِرَ فَمَشَى عَلَى كُوعِهِ لأَنه لَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِيَامِ، وَقِيلَ: مَشَى فِي شِقّ. والكَوَعُ: يُبْسٌ فِي الرسْغَيْنِ وإِقْبالُ إِحْدى الْيَدَيْنِ عَلَى الأُخرى. بَعِيرٌ أَكْوَعُ وَنَاقَةٌ كَوْعاءُ: يابِسا الرسْغَيْنِ. أَبو زَيْدٍ: الأَكْوَعُ اليابِسُ اليدِ مِنَ الرُّسْغِ الَّذِي أَقبلت يَدُهُ نَحْوَ بَطْنِ الذِّرَاعِ، والأَكْوَعُ مِنَ الإِبل: الَّذِي قَدْ أَقبل خُفُّهُ نَحْوَ الْوَظِيفِ فَهُوَ يَمْشِي عَلَى رُسْغِهِ، وَلَا يَكُونُ الكَوَعُ إِلا فِي الْيَدَيْنِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الكَوَعُ الْتِوَاءُ الكُوعِ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ وَكَعَ: الكَوَعُ أَن يُقْبِلَ إِبهامُ الرجْلِ عَلَى أَخواتها إِقْبالًا شَدِيدًا حَتَّى يَظْهَرَ عَظْمُ أَصلها، قَالَ: والكَوَعُ فِي الْيَدِ انْقِلابُ الكُوعِ حَتَّى يَزُولَ فَتَرَى شَخْصَ أَصله خَارِجًا. الْكِسَائِيُّ: كِعْتُ عَنِ الشَّيْءِ أَكِيعُ وأَكاعُ لُغَةٌ فِي كَعَعْتُ عَنْهُ أَكِعُّ إِذا هِبْتَه وجَبُنْتَ عَنْهُ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. والأَكْوَعُ: اسم رجل. كيع: كاعَ يَكِيعُ ويَكاعُ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ، كَيْعاً وكَيْعُوعةً، فَهُوَ كائِعٌ وكاعٍ، عَلَى الْقَلْبِ: جَبُنَ؛ قَالَ: حَتَّى اسْتَفَأْنا نِساءَ الحَيِّ ضاحِيةً، ... وأَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً كاعِي وَفِي الْحَدِيثِ: مَا زالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةً حَتَّى مَاتَ أَبو طَالِبٍ ؛ الكاعةُ: جَمْعُ كائِعٍ وَهُوَ الجَبانُ كبائِعٍ وباعةٍ، وَقَدْ كَاعَ يَكِيعُ، وَيُرْوَى بِالتَّشْدِيدِ، أَراد أَنهم كَانُوا يَجْبُنُونَ عَنْ أَذى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حياته فلما مات اجترؤوا عليه. فصل اللام لخع: اللَّخْعُ: اسْتِرْخاءُ الْجِسْمِ، يَمَانِيَّةٌ، واللَّخِيعةُ: اسْمٌ مُشْتَقٌّ منه. ويَلْخَعُ: موضع. لذع: اللذْعُ: حُرْقة كَحُرْقةِ النَّارِ، وَقِيلَ: هُوَ مَسُّ النارِ وحِدَّتها. لَذَعَه يَلْذَعُه لَذْعاً ولَذَعَتْه النَّارُ لَذْعاً: لفَحَتْه وأَحْرقتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ مَا تَداوَيْتُم بِهِ كَذَا وَكَذَا أَو لَذْعةٌ بِنَارٍ تُصِيبُ أَلماً ؛ اللَّذْعُ: الخفيفُ مِنْ إِحراق النَّارِ، يُرِيدُ الكَيَّ. ولَذَعَ الحُبُّ قَلْبَه: آلَمَهُ؛ قَالَ أَبو دُوَادَ: فَدَمْعِيَ مِنْ ذِكْرِها مُسْبَلٌ، ... وَفِي الصَّدْرِ لَذْعٌ كجَمْر الغَضا ولَذَعَه بِلِسَانِهِ عَلَى الْمَثَلِ أَي أَوْجَعَه بِكَلَامٍ. يَقُولُ: نعوذُ بِاللَّهِ مِنْ لَواذِعِه. والتَّلَذُّعُ: التوَقُّدُ. وتَلَذّعَ الرجُل: توقَّدَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. واللَّوْذَعِيُّ: الحدِيدُ الفُؤادِ واللسانِ الظريفُ كأَنه يَلْذَعُ مِنْ ذَكائِه؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فَمَا بالُ أَهل الدَّارِ لَمْ يَتَفَرَّقُوا، ... وَقَدْ خَفَّ عَنْهَا اللَّوْذَعِيُّ الحُلاحِلُ؟ وَقِيلَ: هُوَ الْحَدِيدُ النفْسِ. واللُّذَعُ: نَبِيذٌ يَلْذَعُ. وَبَعِيرٌ مَلْذُوعٌ: كُوِيَ كَيّةً خَفِيفَةً فِي فَخْذِهِ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: اللَّذْعةُ لَذْعةٌ بالمِيسَم فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَقَالَ: أَخذته مِنْ سِمَاتِ الإِبل لِابْنِ حَبِيبٍ. وَيُقَالُ: لَذَعَ فُلَانٌ بَعِيرَهُ فِي فَخْذِهِ لَذْعَةً أَو لَذْعَتَيْنِ بطرَفِ الْمِيسَمِ. وَجَمْعُهَا اللَّذَعاتُ. والتَذَعَت القَرْحةُ: قاحَتْ، وَقَدْ لَذَعَها القَيْحُ، وَالْقُرْحَةُ إِذا قَيَّحَتْ تَلْتَذِعُ، والتِذاعُ القَرْحةِ: احْتِراقُها وجَعاً. ولَذَعَ الطائِرُ: رَفْرَفَ ثُمَّ حَرَّكَ جناحَيْه قَلِيلًا، وَالطَّائِرُ يَلْذَعُ الجناحَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قوله: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ، قَالَ: بَسْطُ أَجْنِحَتِهِنَّ وتَلَذُّعُهُنَّ. ولَذَعَ الطائرُ جَناحَيْه إِذا رَفْرفَ فحرَّكهما بَعْدَ تَسْكِينِهِمَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رأَيته غَضْبانَ يَتلَذَّعُ أَي يَتَلَفَّتُ وَيُحَرِّكُ لِسَانَهُ. لسع: اللَّسعُ: لِما ضرَب بمُؤَخَّرِه، واللَّدْغُ لِما كَانَ بِالْفَمِ، لَسَعَتْه الهامّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً ولَسَّعَتْه. وَيُقَالُ: لَسَعَتْه الحيةُ والعقربُ، وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: اللَّسْعُ لِلْعَقْرَبِ، قَالَ: وَزَعَمَ أَعرابي أَنَّ مِنَ الحَيَّاتِ مَا يَلْسَع بِلِسَانِهِ كَلَسْعِ حُمةِ الْعَقْرَبِ وَلَيْسَتْ لَهُ أَسنانٌ. ورجُل لَسِيعٌ: مَلْسُوعٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَالْجَمْعُ لَسْعى ولُسَعاء كقتِيل وقَتْلى وقُتَلاءَ. ولَسَعَه بِلِسَانِهِ: عابَه وَآذَاهُ. ورجُل لسّاعٌ ولُسَعةٌ: عَيّابة مُؤْذٍ قَرَّاصةٌ لِلنَّاسِ بِلِسَانِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: الْمَسْمُوعُ مِنَ الْعَرَبِ أَنَّ اللَّسْعَ لِذَوَاتِ الإِبر مِنَ العقارِب والزنابيرِ، وأَما الحيَّاتُ فإِنها تَنْهَشُ وتعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشُطُ [تَنْشِطُ]، وَيُقَالُ لِلْعَقْرَبِ: قَدْ لَسَعَتْه ولَسَبَتْه وأَبَرَتْه ووكَعَتْه وكَوَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُلْسَعُ [يُلْسَعِ] المؤمِنُ مِنْ جُحْر مَرَّتَيْنِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يُلْذَعُ [يُلْذَعِ] ، واللَّسْعُ واللَّذْعُ سَوَاءٌ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ هُنَا، أَي لَا يُدْهى الْمُؤْمِنُ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ مَرَّتَيْنِ فإِنه بالأُولى يَعْتَبِرُ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: رُوِيَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا، فَالضَّمُّ عَلَى وَجْهِ الْخَبَرِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ هُوَ الكيِّسُ الحازِمُ الَّذِي لَا يُؤْتى مِنْ جِهَةِ الغفْلةِ فَيُخْدَعُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَهُوَ لَا يَفْطُنُ لِذَلِكَ وَلَا يَشْعُرُ بِهِ، وَالْمُرَادُ بِهِ الخِداعُ فِي أَمْرِ الدِّينِ لَا أَمْر الدُّنْيَا، وأَما بِالْكَسْرِ فَعَلَى وجْه النَّهْيِ أَي لَا يُخدَعَنَّ الْمُؤْمِنُ وَلَا يُؤْتَيَنَّ مِنْ نَاحِيَةِ الْغَفْلَةِ فَيَقَعُ فِي مَكْرُوهٍ أَو شَرٍّ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ وَلَكِنْ يَكُونُ فَطِناً حَذِراً، وَهَذَا التأْويل أَصلح أَن يَكُونَ لأَمر الدِّينِ وَالدُّنْيَا مَعًا. ولُسِّعَ الرجلُ: أَقامَ فِي مَنْزِلِهِ فَلَمْ يبْرَحْ. والمُلَسَّعةُ: المقيمُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ، زادُوا الْهَاءَ لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ: مُلَسَّعةٌ وَسْطَ أَرْساغِه، ... بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْنَبا «3» وَيُرْوَى: مُلَسَّعةٌ بَيْنَ أَرْباقِه، مُلَسَّعةٌ: تَلْسَعُه الْحَيَّاتُ والعقارِبُ فَلَا يُبَالِي بِهَا بَلْ يُقِيمُ بَيْنَ غَنَمِهِ، وَهَذَا غَرِيبٌ لأَن الْهَاءَ إِنما تَلْحَقُ لِلْمُبَالَغَةِ أَسْماء الْفَاعِلِينَ لَا أَسماء الْمَفْعُولِينَ، وَقَوْلُهُ بَيْنَ أَرْباقِه أَراد بَيْنَ بَهْمِه فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فأَقام مَا هُوَ مِنْ سَبَبِهَا مُقامَها، وَهِيَ الأَرْباقُ، وَعَيْنٌ مُلَسِّعةٌ. ولَسْعا: مَوْضِعٌ، يُمَدُّ ويُقْصَرُ. واللَّيْسَعُ: اسْمٌ أَعجمي، وَتَوَهَّمَ بَعْضُهُمْ أَنها لغة في إِليَسَع.

_ (3). ورد هذا البيت في مادة يسع عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ.

لطع: اللَّطْعُ: لَطْعُكَ الشَّيْءَ بِلِسَانِكَ، وَهُوَ اللحْسُ. لَطَعَه يَلْطَعُه لَطْعاً: لَعِقَه لَعْقاً، وَقِيلَ: لحِسه بِلِسَانِهِ، وَحَكَى الأَزهريّ عَنِ الْفَرَّاءِ: لَطَعْتُ الشَّيْءَ أَلْطَعُه لَطْعاً إِذا لَعِقْتَه، قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: لَطِعْته، بِكَسْرِ الطَّاءِ. وَرَجُلٌ لَطّاعٌ قَطّاعٌ: فَلَطَّاعٌ يَمُصُّ أَصابعَه إِذا أَكل ويَلْحَسُ مَا عَلَيْهَا، وقَطَّاعٌ يأْكل نِصْفَ اللُّقْمَةِ وَيَرُدُّ النِّصْفَ الثَّانِي. واللَّطَعُ: تَقَشُّرٌ فِي الشفةِ وحُمْرةٌ تَعْلُوهَا. واللَّطَعُ أَيضاً: رِقَّةُ الشَّفَةِ وَقِلَّةُ لَحْمِهَا، وَهِيَ شَفةٌ لَطْعاء. ولِثةٌ لَطْعاء: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. وَقَالَ الأَزهريّ: بَلِ اللَّطَعُ رِقَّةٌ فِي شَفَةِ الرجُلِ الأَلْطَع، وامرأَة لَطْعاءُ بَيِّنةُ اللطَعِ إِذا انْسَحَقَت أَسنانها فَلَصِقَتْ باللِّثةِ. واللطَع، بِالتَّحْرِيكِ: بَيَاضٌ فِي بَاطِنِ الشَّفَةِ وأَكثر مَا يَعْتَرِي ذَلِكَ السُّودانَ، وَفِي تَهْذِيبِ الأَزهري: بَيَاضٌ فِي الشَّفَةِ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ بِبَاطِنٍ. والأَلْطَعُ: الَّذِي ذَهَبَتْ أَسنانه مِنْ أُصولها وَبَقِيَتْ أَسْناخُها فِي الدُّرْدُرِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشَّابِّ وَالْكَبِيرِ، لَطِعَ لَطَعاً وَهُوَ أَلْطَعُ، وَقِيلَ: اللَّطَعُ أَن تَحاتَّ الأَسْنانُ إِلا أَسْناخَها وتَقْصُر حَتَّى تَلْتزِقَ بالحنَك، رَجُلٌ أَلْطَعُ وامرأَة لَطْعاء؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جاءتْكَ فِي شَوْذَرها تَمِيسُ ... عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبِيسُ، أَحْسَنُ مِنْهَا مَنْظَراً إِبْلِيسُ وَقِيلَ: هُوَ أَن تُرى أُصولُ الأَسنانِ فِي اللَّحْمِ. واللَّطْعاءُ: الْيَابِسَةُ الْفَرْجِ، وَقِيلَ: هِيَ الْمَهْزُولَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّغِيرَةُ الجَهازِ، وَقِيلَ: هِيَ القلِيلةُ لحمِ الفَرْج، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ اللَّطَعُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: لَطَعْتُه بالعَصا، والْطَعِ اسمَه أَثْبِتْه، والْطَعْه أَي امْحُه، وَكَذَلِكَ اطْلِسْه. وَرَجُلٌ لُطَعٌ: لَئِيمٌ كَلُكَعٍ. واللَّطْعُ: أَن تَضْرِبَ مؤخَّر الإِنسانِ بِرِجْلِكَ، تَقُولُ: لَطِعْتُه، بِالْكَسْرِ، أَلْطَعُه لَطْعاً. والتَطَعَ: شُرْبُ جَمِيعِ مَا فِي الإِناءِ أَو الحوْضِ كأَنه لَحِسَه. لعع: امرأَة لَعَّةٌ: ملِيحةٌ عفِيفةٌ، وَقِيلَ: خَفِيفَةٌ تُغازِلُكَ وَلَا تُمَكِّنكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الملِيحةُ الَّتِي تُدِيمُ نَظَرَك إِليها مِنْ جَمالِها. وَرَجُلٌ لَعَّاعة: يَتَكَلَّف الأَلْحانَ مِنْ غَيْرِ صَوَابٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بِلَا صوْتٍ. واللُّعاعةُ: الهِنْدِبَاءُ. واللُّعاعُ: أَوَّل النَّبْتِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَكثر مَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي البُهْمَى، وَقِيلَ: هُوَ بَقْلٌ نَاعِمٌ فِي أَوَّلِ مَا يَبْدُو رقِيقٌ ثُمَّ يَغْلُظ، وَاحِدَتُهُ لُعاعةٌ. وَيُقَالُ: فِي بَلَدِ بَنِي فُلَانٍ لُعاعةٌ حسَنةٌ وَنُعَاعَةٌ حَسَنَةٌ، وَهُوَ نَبْتٌ ناعِمٌ فِي أَوَّلِ مَا يَنْبُتُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ: إِنما الدُّنْيَا لُعاعةٌ ، يَعْنِي أَنَّ الدُّنْيَا كَالنَّبَاتِ الأَخضرِ قَليل الْبَقَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لُعاعةٌ أَي بقِيَّةٌ يَسِيرَةٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَوجَدْتُم يَا معاشِرَ الأَنْصارِ مِنْ لُعاعةٍ مِنَ الدُّنْيَا تأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا ليُسْلِمُوا ووَكَلْتُكم إِلى إِسْلامِكم ؛ وَقَالَ سُوِيدُ بْنُ كُرَاعٍ وَوَصَفَ ثَوْرًا وَكِلَابًا: رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهِنّ، وراقَه ... لُعاعٌ تَهاداهُ الدَّكادِكُ واعِدُ راقَه: أَعْجَبَه. واعِدٌ: يُرْجَى مِنْهُ خَيْرٌ وتمامُ نباتٍ، وَقِيلَ: اللُّعاعةُ كُلُّ نَبَاتٍ ليِّن مِنْ أَحْرارِ البُقُولِ فِيهَا ماءٌ كَثِيرٌ لَزِجٌ، وَيُقَالُ لَهُ النُّعاعةُ

أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: كادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها، ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيها خَناطِيلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَسْحَطُها يَذْبَحُها أَي كَادَتْ هَذِهِ الْبَقَرَةُ تَغَصُّ بِمَا لَا يُغَصُّ بِهِ لحُزْنها عَلَى وَلَدِهَا حِينَ أَكله الذِّئْبُ، وَبَقِيَ لُعابُها بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيلَ أَي قِطَعاً متفرِّقة. واللُّعاعةُ أَيضاً: بَقْلةٌ مِنْ تَمْرِ الْحَشِيشِ تؤْكل. وأَلعَّتِ الأَرضُ تُلِعُّ إِلْعاعاً: أَنبتت اللُّعاعَ. وتَلَعَّى اللُّعاعَ: أَكَله وَهُوَ مِنْ مُحَوَّلِ التَّضْعِيفِ، يُقَالُ: خَرَجْنَا نَتَلَعّى أَي نأْكل اللُّعاعَ، كَانَ فِي الأَصل نتلَعَّعُ مُكَرَّرُ الْعَيْنَاتِ فَقُلِبَتْ إِحداها يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ مِنَ الظَّنِّ، وَيُقَالُ: عسَلٌ مُتَلَعِّعٌ ومُتَلَعٍّ مِثْلُهُ، والأَصل مُتَلَعِّعٌ وَهُوَ الَّذِي إِذا رَفَعْتَه امتدَّ مَعَكَ فَلَمْ يَنْقَطِعْ لِلُزُوجَتِهِ. وَفِي الأَرض لُعاعةٌ مِنْ كَلإٍ: للشيءِ الرَّقِيقِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: واللُّعاعةُ الكَلأُ الْخَفِيفُ، رُعِيَ أَو لم يُرْعَ. اللُّعاعةُ: مَا بَقِيَ فِي السِّقَاءِ. وَفِي الإِناءِ لُعاعةٌ أَي جَرْعةٌ مِنَ الشَّرَابِ. ولُعاعةُ الإِناء: صَفْوتُه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِيَ فِي الإِناءِ لُعاعةٌ أَي قَلِيلٌ. ولُعاعُ الشَّمْسِ: السرابُ، والأَكثر لُعابُ الشَّمْسِ. واللَّعْلَع: السرابُ، واللَّعْلَعةُ: بَصِيصُه. والتلَعْلُعْ: التَّلأْلُؤُ. ولَعْلَعَ عظْمَه ولَحْمَه لَعْلَعةً: كَسره فتكسَّر، وتَلَعْلَع هُوَ: تَكَسَّرَ؛ قَالَ رؤْبة: ومَنْ هَمَزْنا رأْسَه تَلَعْلَعا وتَلَعْلَعَ مِنَ الجُوعِ وَالْعَطَشِ: تَضَوَّر. وتَلَعْلَعَ الْكَلْبُ: دلَعَ لسانَه عطَشاً. وتَلَعْلَعَ الرجُل: ضَعُفَ. واللَّعْلاعُ: الجبانُ. واللَّعْلَعُ: الذِّئْبُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ ولَعْلَعٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: فَصَدَّهُم عَنْ لَعْلَعٍ وبارِقِ ... ضَرْبٌ يُشِيطُهم عَلَى الخَنادِقِ وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ كَانَتْ بِهِ وقْعة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَقامَتْ لَعْلَعُ ، فَسَّرَهُ ابْنُ الأَثير فَقَالَ: هُوَ جَبَلٌ وأَنثه لأَنه جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ الَّتِي حَوْلَ الْجَبَلِ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: لَقَدْ ذاقَ مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً، إِذا مَا هُزّ بالكَفِّ صَمَّما وَقِيلَ: هُوَ ماءٌ بِالْبَادِيَةِ مَعْرُوفٌ. واللَّعِيعةُ: خُبْزُ الجاوَرْسِ. ولَعْ لَعْ: زَجْرٌ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. لفع: الالْتِفاعُ والتلَفُّعُ: الِالْتِحَافُ بِالثَّوْبِ، وَهُوَ أَن يَشْتَمِلَ بِهِ حَتَّى يُجَلِّلَ جَسَدَهُ؛ قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ اشْتِمَالُ الصَّمَّاء عِنْدَ الْعَرَبِ، والتَفَع مِثْلُهُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ، وإِذْ ... باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا ولَفَّعَ رأْسه تَلْفِيعاً أَي غَطَّاه. وتَلَفَّعَ الرجلُ بِالثَّوْبِ والشجرُ بِالْوَرَقِ إِذا اشتملَ بِهِ وتَغَطَّى بِهِ؛ وَقَوْلُهُ: مَنَعَ الفِرارَ، فجئتُ نحوَكَ هارِباً، ... جَيشٌ يَجُرُّ ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ

يَعْنِي يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ. وتَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَي التَحَفَت بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كُنَّ نساءُ المؤْمنين «1» يَشْهَدْنَ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، الصبحَ ثُمَّ يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُروطِهِن مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ أَي مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ، والمِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ يُشْتَمَلُ بِهِ كالملْحفةِ واللِّفاعُ والمِلْفَعةُ: مَا تُلُفِّعَ بِهِ مِنْ رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ، وَقَالَ الأَزهري: يُجَلَّلُ بِهِ الجسدُ كُلُّهُ، كِساءً كَانَ أَو غيرَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: وَقَدْ دَخَلْنَا فِي لِفاعِنا أَي لِحافِنا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبَيٍّ: كَانَتْ تُرَجِّلُني وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا إِلَّا لِفاعٌ ، يَعْنِي امرأَته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ يصِفُ رِيشَ النَّصْل: نُجُفٌ بَذَلْتُ لَهَا خَوافي نَاهِضٍ، ... حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ أَراد كَالثَّوْبِ الأَسْود؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمْ تَتلَفَّعْ، بفَضْلِ مِئْزَرِها، ... دَعْدٌ، وَلَمْ تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ وإِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ مِنَ التلَفُّعِ. ولَفَّعَ المرأَة: ضَمَّهَا إِليه مُشْتَمِلًا عَلَيْهَا، مُشْتَقٌّ مِنَ اللِّفاعِ؛ وأَما قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ: ونحنُ تَلَفَّعْنا عَلَى عَسْكَرَيْهِمُ ... جِهاراً، وَمَا طِبِّي ببَغْيٍ وَلَا فَخْرِ أَي اشْتَمَلْنَا عَلَيْهِمْ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: وعُلْبةٍ مِنْ قادِمِ اللِّفاعِ فاللِّفاعُ: اسْمُ نَاقَةٍ بِعَيْنِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الخِلْفُ المُقَدَّم. وَابْنُ اللَّفَّاعة: ابْنُ المُعانِقةِ للفُحولِ. ولَفَعَ الشيْبُ رأْسَه يَلْفَعُه لَفْعاً ولَفَّعَه فَتلفَّعَ: شَمِلَه. وَقِيلَ: المُتَلَفِّعُ الأَشْيَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَفَعَتْكَ النارُ أَي شَمِلَتْكَ مِنْ نواحِيكَ وأَصابَكَ لَهِيبُها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْعَيْنُ بَدَلًا مِنْ حَاءِ لَفَحَتْه النارُ؛ وَقَوْلُ كَعْبٍ: وَقَدْ تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ هُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ، الْمَعْنَى أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِيل فَقَلَبَ وَاسْتَعَارَ. ولَفَّع المَزادةَ: قبلها فَجَعَلَ أَطِبَّتَها فِي وَسَطِهَا، فَهِيَ مُلَفَّعةٌ، وَذَلِكَ تَلْفِيعُها. والتَفَعتِ الأَرضُ: اسْتوتْ خُضْرَتُها ونباتُها. وتلَفَّعَ المالُ: نفَعَه الرَّعْيُ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا اخضرَّت الأَرضُ وَانْتَفَعَ المالُ بِمَا يُصِيبُ مِنَ الرَّعْيِ قِيلَ: قَدْ تَلَفَّعَتِ الإِبل وَالْغَنَمُ. وَحَكَى الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ لَقَعَ قَالَ: واللِّقاعُ الكِساءُ الْغَلِيظُ، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ وَالَّذِي أَراه اللِّفاعُ، بِالْفَاءِ، وَهُوَ كساءٌ يُتَلَفَّعُ بِهِ أَي يُشْتَمَلُ بِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي كَبِيرٍ يصف ريش النصل. لقع: لَقَعَه بالبعْرةِ يَلْقَعُه لَقْعاً: رَمَاهُ بِهَا، وَلَا يَكُونُ اللَّقْعُ فِي غَيْرِ الْبَعْرَةِ مِمَّا يُرْمَى بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَقَعَه بِبَعْرَةٍ أَي رَمَاهُ بِهَا. ولَقَعَه بِشَرٍّ ومَقَعَه: رَمَاهُ بِهِ. ولَقَعَه بِعَيْنِهِ عانَه، يَلْقَعُه لَقْعاً: أَصابَه بِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَمْ يُسْمَعِ اللقْعُ إِلا فِي إِصابةِ الْعَيْنِ وَفِي الْبَعْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ إِن فُلَانًا لَقَعَ فرسَك فَهُوَ يَدُورُ كأَنَّه فِي فَلَكٍ أَي رَمَاهُ بِعَيْنِهِ وأَصابَه بِهَا فأَصابَه دُوارٌ. وَفِي حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنه دخل على هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: إِنك لَذُو كِدْنةٍ؛ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ أَخذَتْه قَفْقَفَةٌ أَي رِعْدةٌ، فَقَالَ: أَظن الأَحْوَلَ لَقَعَني بعَيْنِه أَي أَصابَني بِعَيْنِهِ، يَعْنِي هشاماً، وكان أَحْوَلَ.

_ (1). في النهاية: كنَّ نساء من المؤمنات. ومتلفّفات بدل متجللات واللِّفاع بدل والمرط.

واللَّقْعُ: العيْبُ، والفِعْل كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. ورجُلٌ تِلِقَّاعٌ وتِلِقَّاعةٌ: عُيَبةٌ. وتِلِقَّاعةٌ أَيضاً: كثيرُ الكلامِ لَا نَظِيرَ لَهُ إِلا تِكِلَّامةٌ؛ وامرأَة تِلِقَّاعةٌ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ لُقَّاعةٌ: كَتِلِقَّاعةٍ، وَقِيلَ: اللُّقَّاعةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، الَّذِي يُصِيبُ مواقِعَ الْكَلَامِ، وَقِيلَ: الحاضِرُ الجوابِ، وَفِيهِ لُقَّاعاتٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ لُقَّاعٌ ولُقَّاعةٌ لِلْكَثِيرِ الْكَلَامِ. واللُّقَّاعةُ: المُلَقِّبُ لِلنَّاسِ؛ وأَنشد لأَبي جُهَيْمةَ الذهْلي: لقدْ لاعَ مِمّا كانَ بَيْني وبيْنَه، ... وحَدَّثَ عَنْ لُقَّاعةٍ، وهْو كاذِبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ولَقَعَه أَي عابَه، بالباءِ. واللُّقَّاعةُ: الدّاهِيةُ المُتَفَصِّحُ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّرِيفُ اللَّبِقُ. واللُّقَعةُ: الَّذِي يَتَلَقَّعُ بالكلامِ وَلَا شَيْءَ عِنْدَهُ وراءَ الكلامِ. وامرأَة مِلْقَعةٌ: فَحّاشةٌ؛ وأَنشد: وإِن تَكلَّمْتِ فكُوني مِلْقَعه واللَّقَّاعُ واللُّقاعُ: الذبابُ الأَخضر الَّذِي يَلْسَعُ الناسَ؛ قَالَ شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ: كأَنَّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فِيهَا ... وعَنْتَرَةٍ وأَهْمِجةٍ رِعالُ وَاحِدَتُهُ لَقّاعةٌ ولُقاعةٌ. الأَزهري: اللَّقَّاعُ الذُّبابُ، ولَقْعُه أَخْذُه الشيءَ بمَتْكِ أَنفِه؛ وأَنشد: إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فِيهَا لِعَنْتَرٍ ... بمُغْدَوْدِنٍ مُستَأْسِدِ النَّبْتِ ذِي خَبْرِ قَالَ: والعَنْتَرُ ذُبابٌ أَخْضَرُ، والخَبْرُ: السِّدْرُ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا أَخذ الذُّبَابُ شَيْئًا بمَتْكِ أَنفِه مِنْ عسَل وَغَيْرِهِ قِيلَ: لَقَعَه يَلْقَعُه. وَيُقَالُ: مرَّ فُلَانٌ يَلْقَعُ إِذا أَسْرَعَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ، ... وَسْطَ الرِّكابِ يَلْقَعُ والتُقِعَ لَوْنُه والتُمِعَ أَي ذَهَبَ وتغيَّر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، مِثْلَ امتُقِعَ، قَالَ الأَزهري: التُقِعَ لَوْنُه واسْتُقِعَ والتُمِعَ ونُطِعَ وانْتُطِعَ واسْتُنْطِعَ لونُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: اللِّقاعُ الكساءُ الغليظُ، وَقَالَ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالَّذِي أَراه اللِّفاعُ، بِالْفَاءِ، وَهُوَ كساءٌ يُتَلَفَّعُ بِهِ أَي يُشْتَمَلُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ رِيشَ النَّصْلِ: حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ لكع: اللُّكَعُ: وسِخُ القُلْفَةِ. لَكِعَ عَلَيْهِ الوَسَخُ لَكَعاً إِذا لَصِقَ بِهِ ولَزِمَه. واللَّكْعُ: النَّهْزُ فِي الرَّضاعِ. ولَكَعَ الرجُلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها، ونَكَعَها إِذا فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ عِنْدَ حَلْبِها، وَهُوَ أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتدِرَّ. واللُّكَعُ: المُهْرُ والجَحْشُ، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَيُقَالُ للصبيِّ الصَّغِيرِ أَيضاً لُكَعٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَثَمَّ لُكَعٌ ، يَعْنِي الحسَنَ أَو الحُسَيْنَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي هَذَا الْمَكَانِ: فإِن أُطلق عَلَى الْكَبِيرِ أُريد بِهِ الصَّغِيرُ العِلم والعقْلِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: قَالَ لِرَجُلٍ يَا لُكَعُ ، يُرِيدُ يَا صَغِيرًا فِي العِلم. واللَّكِيعةُ: الأَمةُ اللئيمةُ. ولَكِعَ الرجُل يَلْكَعُ لَكَعاً ولَكاعةً: لَؤُمَ وحَمُقَ. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْبَيْتِ: لَا يُحِبُّنا أَلْكَعُ. وَرَجُلٌ أَلْكَعُ ولُكَعٌ

ولَكِيعٌ ولَكاعٌ ومَلْكَعانٌ ولَكُوعٌ: لَئِيمٌ دَنِيءٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ يوصَفُ بِهِ الحَمِقُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ إِياسَ بنَ مُعاوِيةَ رَدَّ شَهادتي، فَقَالَ: يَا ملْكَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شهادَتَه ؟ أَراد حَداثةَ سِنِّه أَو صِغَره فِي الْعِلْمِ، وَالْمِيمُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: لَا أَبْتَغي فَضْلَ امرئٍ لَكُوعِ، ... جَعْدِ اليَدَيْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي المَلْكَعانِ: إِذا هَوْذِيّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً ... لِسِدْرِيٍّ، فَذَلِكَ مَلْكَعانُ وَيُقَالُ: رَجُلٌ لَكُوعٌ أَي ذلِيلٌ عَبْدُ النَّفْسِ؛ وَقَوْلُهُ: فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا، ... فِي السِّكَّتَينِ، تَحْمِلُ الأَلاكِعا كسَّر أَلْكَعَ تَكْسِيرَ الأَسْماءِ حِينَ غَلَبَ، وإِلا فَكَانَ حُكْمُه تحملُ اللُّكْعَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا عَلَى النَّسَبِ أَو عَلَى جَمْعِ الْجَمْعِ. والمرأَة لَكاعِ مِثْلُ قَطامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ لِمَوْلاةٍ لَهُ أَرادت الخُروجَ مِنَ المدينةِ: اقْعُدِي لَكاعِ ومَلْكَعانةٌ ولَكِيعةٌ ولَكْعاءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ لأَمة رَآهَا: يَا لَكْعاءُ أَتَشَبَّهِينَ بالحَرائِرِ؟ قَالَ أَبو الْغَرِيبِ النَّصْرِيُّ: أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ، ثُمَّ آوِي ... إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكاعِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْفَرَّاءُ تَثْنِيَةُ لَكاعِ أَن تَقُولَ يَا ذواتَيْ لَكِيعة أَقْبِلا، وَيَا ذواتِ لَكِيعة أَقْبِلْنَ. وَقَالُوا فِي النِّدَاءِ لِلرَّجُلِ: يَا لُكَعُ، وللمرأَة يَا لَكاعِ، وَلِلِاثْنَيْنِ يَا ذَوَيْ لُكَعَ، وَقَدْ لَكِعَ لَكاعةً، وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَنهما لَا يُسْتَعْمَلَانِ إِلَّا فِي النِّدَاءِ، قَالَ: فَلَا يُصْرَفُ لَكاعِ فِي الْمَعْرِفَةِ لأَنه مَعْدُولٌ مِنْ أَلْكَعَ. ولَكاعِ: الأَمةُ أَيضاً. واللُّكَعُ: العبْدُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِمْ يَا لُكَعُ، قَالَ: هُوَ اللَّئِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَبْدُ، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ العيِيُّ الَّذِي لَا يَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ وَلَا غَيْرِهِ، مأْخوذ مِنَ المَلاكِيعِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ قَوْلُ الأَصمعي، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَقَالَ: أَين لُكَعٌ ؟ أَراد الْحَسَنَ، وَهُوَ صَغِيرٌ، أَراد أَنه لِصِغَرِهِ لَا يَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ وَمَا يُصْلِحُه وَلَمْ يُرِدْ أَنه لَئِيمٌ أَو عَبْدٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: أَرأَيت إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ بَيْتَهُ فرأَى لُكاعاً قَدْ تَفَخَّذَ امرأَته، أَيذهب فيُحْضِرُ أَربعةَ شُهَداءَ ؟ جَعَلَ لُكاعاً «2» صِفَةً لِلرَّجُلِ نَعْتًا عَلَى فُعالٍ، قَالَ ابْنُ الأَثير: فَلَعَلَّهُ أَراد لُكَعاً؛ وَفِي الْحَدِيثِ: يأْتي عَلَى الناسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَسْعَدَ الناسِ بِالدُّنْيَا لُكَعٌ ابنُ لُكَعٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللُّكَعُ عِنْدَ الْعَرَبِ العبدُ أَو اللئِيمُ، وَقِيلَ: الوَسِخُ، وَقِيلَ: الأَحْمَقُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ لَكِيعٌ وكِيعٌ ووَكُوعٌ لَكُوعٌ لئِيمٌ، وَعَبْدٌ أَلْكَعُ أوْكَعُ، وأَمَة لَكْعاءُ ووَكْعاءُ، وَهِيَ الحَمْقاءُ؛ وَقَالَ البكْرِيُّ: هَذَا شَتْمٌ لِلْعَبْدِ واللَّئِيم. أَبو نَهْشَلٍ: يُقَالُ هُوَ لُكَعٌ لاكعٌ، قَالَ: وَهُوَ الضيِّق الصدْرِ القليلُ الغَناءِ الَّذِي يؤَخِّره الرجالُ عَنْ أُمورهم فَلَا يَكُونُ لَهُ موْقِعٌ، فَذَلِكَ اللُّكَعُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ خَبِيثَ الفِعالِ شَحِيحاً

_ (2). قوله [لكاعاً] كذا ضبط في الأصل، وقال في شرح القاموس: لكاعاً كسحاب ونصه ورجل لكاع كسحاب لئيم، ومنه حديث سعد أرأيت إلخ.

قلِيلَ الْخَيْرِ: إِنه للَكُوعٌ. وبنُو اللَّكِيعةِ: قومٌ؛ قَالَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: هُمُ حَفِظوا ذِمارِي، يَوْمَ جَاءَتْ ... كَتائِبُ مُسْرِفٍ وبَني اللَّكيعه مُسْرِفٌ: لقَبُ مُسْلِمِ بْنَ عُقْبةَ المُرِّي صَاحِبِ وَقْعةِ الحَرَّةِ لأَنه كَانَ أَسْرَفَ فِيهَا. واللُّكَعُ: الَّذِي لَا يُبِينُ الكلامَ. واللَّكْعُ: اللَّسْعُ؛ وَمِنْهُ قولُ ذِي الإِصْبَعِ: إِمَّا تَرَى نبْلَه فَخَشْرَمَ خَشَّاءَ، ... إِذا مُسَّ دَبْرُه لَكَعا يَعْنِي نصْلَ السَّهْمِ. ولَكَعَتْه العَقْرَبُ تَلْكَعُه لَكْعاً. ولَكَعَ الرجُلَ: أَسْمَعَه مَا لَا يَجْمُلُ، عَلَى الْمَثَلِ؛ عَنِ الهجَرِيّ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الذَّكَرِ لُكَعٌ، والأُنثى لُكَعةٌ، وَيُصْرَفُ فِي المعْرفة لأَنه لَيْسَ ذَلِكَ المَعْدُولَ الَّذِي يُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ مِنْهُ لَكاعِ، وإِنما هُوَ مِثْلُ صُرَدٍ ونُغَرٍ. أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا سَقَطتْ أَضراسُ الفرَس فَهُوَ لُكَعٌ، والأُنثى لُكَعةٌ، وإِذا سَقَطَ فَمُهُ فَهُوَ الأَلْكَعُ. والمَلاكِيعُ: مَا خرجَ مَعَ السَّلَى مِنَ الْبَطْنِ مِنْ سُخْدٍ وصَاءةٍ وَغَيْرِهِمَا، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْعَبْدِ وَمَنْ لَا أَصْلَ لَهُ: لُكَعٌ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لَكُوعٌ؛ وأَنشد: أَنتَ الفَتى، مَا دامَ فِي الزَّهَرِ النَّدَى، ... وأنتَ، إِذا اشْتَدَّ الزمانُ، لَكُوعُ واللُّكاعةُ: شوْكةٌ تُحْتَطَبُ لَهَا سُوَيْقةٌ قدرُ الشِّبْر ليِّنة كأَنها سيْر، وَلَهَا فُرُوعٌ مَمْلُوءَةٌ شوْكاً، وَفِي خِلالِ الشوْك ورَيْقةٌ لَا بَالَ بِهَا تَنْقَبِضُ ثُمَّ يَبْقَى الشَّوْكُ، فإِذا جفَّت ابْيَضَّتْ، وجمعها لُكاعٌ. لمع: لَمَعَ الشيءُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعَاناً ولُمُوعاً ولَمِيعاً وتِلِمّاعاً وتَلَمَّعَ، كلُّه: بَرَقَ وأَضاءَ، والْتَمَعَ مِثْلُهُ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ: وأَعْفَتْ تِلِمّاعاً بِزَأْرٍ كأَنه ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ، صَخْرُه يَتَكَلَّدُ ولَمَعَ البرْقُ يَلْمَعُ لَمْعاً ولَمَعاناً إِذا أَضاءَ. وأَرض مُلْمِعةٌ ومُلَمِّعةٌ ومُلَمَّعةٌ ولَمَّاعةٌ: يَلْمَعُ فِيهَا السرابُ. واللَّمَّاعةُ: الفَلاةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: كَمْ دُونَ لَيْلى منْ تَنُوفِيّةٍ ... لَمّاعةٍ، يُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللَّمَّاعةُ الفلاةُ الَّتِي تَلْمَعُ بالسرابِ. واليَلْمَعُ: السرابُ لِلَمَعانِه. وَفِي الْمَثَلِ: أَكْذَبُ مَنْ يَلْمَعٍ. ويَلْمَعٌ: اسْمُ بَرْقٍ خُلَّبٍ لِلَمعانِه أَيضاً، ويُشَبَّه بِهِ الكَذُوبُ فَيُقَالُ: هُوَ أَكذَبُ مِنْ يَلْمَعٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا شَكَوْتُ الحُبَّ كيْما تُثِيبَني ... بِوِدِّيَ، قالتْ: إِنما أَنتَ يَلْمَعُ واليَلْمَعُ: مَا لَمَعَ مِنَ السِّلاحِ كالبيضةِ والدِّرْعِ. وخَدٌّ مُلْمَعٌ: صَقِيلٌ. ولَمَعَ بثَوْبِه وسَيْفِه لَمْعاً وأَلْمَعَ: أَشارَ، وَقِيلَ: أَشار لِلإِنْذارِ، ولَمَعَ: أَعْلى، وَهُوَ أَن يرفَعَه ويحرِّكَه لِيَرَاهُ غَيْرُهُ فيَجِيءَ إِليه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ: رَآهَا تَلْمَع مِنْ وراءِ الحجابِ أَي تُشِيرُ بِيَدِهَا؛ قَالَ الأَعشى: حَتَّى إِذا لَمَعَ الدَّلِلُ بثَوْبِه، ... سُقِيَتْ، وصَبَّ رُواتُها أَوْشالَها

وَيُرْوَى أَشْوالَها؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: عَيْثي بِلُبِّ ابْنةِ المكتومِ، إِذْ لَمَعَت ... بالرَّاكِبَيْنِ عَلَى نَعْوانَ، أَنْ يَقَعا «1» عَيْثي بِمَنْزِلَةِ عَجَبي ومَرَحي. ولَمَعَ الرجلُ بِيَدَيْهِ: أَشار بِهِمَا، وأَلْمَعَتِ المرأَةُ بِسِوارِها وثوبِها كَذَلِكَ؛ قَالَ عدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: عَنْ مُبْرِقاتٍ بالبُرِينَ تَبْدُو، ... وبالأَكُفِّ اللَّامِعاتِ سُورُ ولَمَعَ الطائِرُ بجنَاحَيْه يَلْمَعُ وأَلْمَعَ بِهِمَا: حَرَّكهما فِي طَيَرانِه وخَفَق بِهِمَا. وَيُقَالُ لِجَناحَي الطائِرِ: مِلْمَعاهُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَذْكُرُ قَطَاةً: لَهَا مِلْمَعانِ، إِذا أَوْغَفَا ... يَحُثَّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى أَوْغَفَا: أَسْرَعا. والوَحَى هَاهُنَا: الصوْتُ، وَكَذَلِكَ الوَحاةُ، أَرادَ حَفِيفَ جَناحيْها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمِلْمَعُ الجَناحُ، وأَورد بَيْتُ حُمَيْد بْنِ ثَوْرٍ. وأَلْمَعَتِ الناقةُ بِذَنَبها، وَهِيَ مُلْمِعٌ: رَفَعَتْه فَعُلِمَ أَنها لاقِحٌ، وَهِيَ تُلْمِعُ إِلْماعاً إِذا حَمَلَتْ. وأَلْمَعَتْ، وَهِيَ مُلْمِعٌ أَيضاً: تَحَرَّكَ ولَدُها فِي بَطْنِهَا. ولَمَعَ ضَرْعُها: لَوَّنَ عِنْدَ نُزُولِ الدِّرّةِ فِيهِ. وتَلَمَّعَ وأَلْمَعَ، كُلُّهُ: تَلَوَّنَ أَلْواناً عِنْدَ الإِنزال؛ قَالَ الأَزهريّ: لَمْ أَسمع الإِلْماعَ فِي النَّاقَةِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، إِنما يُقَالُ لِلنَّاقَةِ مُضْرِعٌ ومُرْمِدٌ ومُرِدٌّ، فَقَوْلُهُ أَلْمَعَتِ الناقةُ بذنَبِها شاذٌّ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ شالَتِ الناقةُ بِذَنَبِهَا بَعْدَ لَقاحِها وشَمَذَتْ واكْتَارَت وعَشَّرَتْ، فإِن فَعَلَتْ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ حَبَلٍ قِيلَ: قَدْ أبْرَقَت، فَهِيَ مُبْرِقٌ، والإِلْماعُ فِي ذَوَاتِ المِخْلَبِ والحافرِ: إِشْراقُ الضرْعِ واسْوِدادُ الْحَلَمَةِ بِاللَّبَنِ لِلْحَمْلِ: يُقَالُ: أَلْمَعَت الفرسُ والأَتانُ وأَطْباء اللَّبُوءَةِ إِذا أَشْرَقَت لِلْحَمْلِ وَاسْوَدَّتْ حَلَماتُها. الأَصمعي: إِذا اسْتَبَانَ حَمْلُ الأَتان وَصَارَ فِي ضَرْعِها لُمَعُ سَوَادٍ، فَهِيَ مُلْمِعٌ، وَقَالَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: إِذا أَشرق ضَرْعُ الْفَرَسِ لِلْحَمْلِ قِيلَ أَلمعت، قَالَ: وَيُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ حَافِرٍ وَلِلسِّبَاعِ أَيضاً. واللُّمْعةُ: السَّوَادُ حَوْلَ حَلَمَةِ الثَّدْيِ خِلْقَةً، وَقِيلَ: اللُّمْعَةُ البقْعة مِنَ السَّوَادِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: كُلُّ لَوْنٍ خَالَفَ لَوْنًا لُمْعَةٌ وتَلْمِيعٌ. وَشَيْءٌ مُلَمَّعٌ: ذُو لُمَعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مَهْلًا، أَبَيْتَ اللَّعْنَ لَا تأْكلْ مَعَهْ، ... إِنَّ اسْتَه مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ وَيُقَالُ للأَبرص: المُلَمَّعُ. واللُّمَعُ: تَلْمِيعٌ يَكُونُ فِي الْحَجَرِ وَالثَّوْبِ أَو الشَّيْءِ يَتَلَوَّنُ أَلواناً شَتَّى. يُقَالُ: حَجَرٌ مُلَمَّعٌ، وَوَاحِدَةُ اللُّمَعِ لُمْعةٌ. يُقَالُ: لُمْعةٌ مِنْ سوادٍ أَوْ بَيَاضٍ أَو حُمْرَةٍ. وَلَمْعَةُ جَسَدِ الإِنسان: نَعْمَتُه وَبَرِيقُ لَوْنِهِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: تُكْذِبُ النُّفُوسَ لُمْعَتُها، ... وتَحُورُ بَعْدُ آثَارَا واللُّمْعةُ، بِالضَّمِّ: قِطْعةٌ مِنَ النبْتِ إِذا أَخذت فِي الْيُبْسِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لُمْعَةٌ قَدْ أَحَشَّت أَي قَدْ أَمْكَنَت أَن تُحَشَّ، وَذَلِكَ إِذا يَبِسَتْ. واللُّمْعةُ: الموضعُ الَّذِي يَكْثُر فِيهِ الخَلَى، وَلَا يُقَالُ لَهَا لُمْعةٌ حَتَّى تبيضَّ، وَقِيلَ: لَا تَكُونُ اللُّمْعةُ إِلا مِنَ الطَّرِيفةِ والصِّلِّيانِ إِذا يبسا. تقول العرب:

_ (1). قوله [أن يقعا] كذا بالأَصل ومثله في شرح القاموس هنا وفيه في مادة عيث يقفا.

وَقَعْنَا فِي لُمْعة مِنْ نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ أَي فِي بُقْعةٍ مِنْهَا ذَاتِ وضَحٍ لِمَا نَبَتَ فِيهَا مِنَ النَّصِّيِّ، وَتُجْمَعُ لُمَعاً. وأَلْمَعَ البَلَدُ: كَثُرَ كَلَؤُه. وَيُقَالُ: هَذِهِ بِلَادٌ قَدْ أَلْمَعَتْ، وَهِيَ مُلْمِعةٌ، وَذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ كَلأُ عَامِ أَوّلَ بكَلإِ العامِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه رأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ فَقَالَ: أَين تُرِيدُ؟ قَالَ: الشامَ، فَقَالَ: أَما إِنَّها ضاحيةُ قَوْمِكَ وَهِيَ اللَّمّاعةُ بالرُّكْبانِ تَلْمَعُ بِهِمْ أَي تَدْعُوهم إِليها وتَطَّبِيهِمْ. واللَّمْعُ: الطرْحُ والرَّمْيُ. واللَّمّاعةُ: العُقابُ. وعُقابٌ لَمُوعٌ: سرِيعةُ الاختِطافِ. والتَمَعَ الشيءَ: اخْتَلَسَه. وأَلْمَعَ بِالشَّيْءِ: ذهَب بِهِ؛ قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ: وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا يَعْنِي ذَهَبَ بِهِمَا الدهرُ. وَيُقَالُ: أَراد بِقَوْلِهِ أَلْمَعَا اللَّذَيْنِ مَعًا، فأَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ صِلَةً، قَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ لِي أَبو عُبَيْدَةَ يُقَالُ هُوَ الأَلْمَعُ بِمَعْنَى الأَلْمَعِيِّ؛ قَالَ: وأَراد مُتَمِّمٌ بِقَوْلِهِ: وعَمْراً وجَوْناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعا أَي جَوْناً الأَلْمَعَ فَحَذَفَ الأَلف وَاللَّامَ. قَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: يُقَالُ لَمَعْتُ بِالشَّيْءِ وأَلْمَعْتُ بِهِ أَي سَرَقْتُه. وَيُقَالُ: أَلْمَعَتْ بِهَا الطريقُ فَلَمَعَتْ؛ وأَنشد: أَلْمِعْ بِهِنَّ وضَحَ الطَّرِيقِ، ... لَمْعَكَ بالكبساءِ ذاتِ الحُوقِ وأَلْمَعَ بِمَا فِي الإِناء مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ: ذَهَبَ بِهِ. والتُمِعَ لَوْنُه: ذهَب وتَغَيَّرَ، وَحَكَى يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ التَمَعَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا فَزِعَ مِنْ شَيْءٍ أَو غَضِبَ وحَزِنَ فَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ لَوْنُهُ: قَدِ التُمِعَ لَونُه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه رأَى رَجُلًا شَاخِصًا بصَرُه إِلى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: مَا يَدْرِي هَذَا لَعَلَّ بَصَرَه سَيُلْتَمَعُ قَبْلَ أَن يَرْجِعَ إِليه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ يُخْتَلَسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ أَحدكم فِي الصَّلَاةِ فَلَا يرفَعْ بصَره إِلى السَّمَاءِ؛ يُلْتَمَعُ بصرُه أَي يُخْتَلَسُ. يُقَالُ: أَلْمَعْتُ بِالشَّيْءِ إِذا اخْتَلَسْتَه واخْتَطَفْتَه بِسُرْعَةٍ. وَيُقَالُ: التَمَعْنا القومَ ذَهَبْنَا بِهِمْ. واللُّمْعةُ: الطائفةُ، وَجَمْعُهَا لُمَعٌ ولِماعٌ؛ قَالَ القُطامِيّ: زَمَانَ الجاهِلِيّةِ كُلُّ حَيٍّ، ... أَبَرْنا مِنْ فَصِيلَتِهِمْ لِماعا والفَصِيلةُ: الفَخِذُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ هَذَا يُقَالُ التُمِعَ لونُه إِذا ذَهَب، قَالَ: واللُّمْعةُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا يُصِيبُهُ الْمَاءُ فِي الْغُسْلِ وَالْوُضُوءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اغْتسل فرأَى لُمْعةً بمَنْكِبِه فدَلكَها بشَعَره ؛ أَراد بُقْعةً يَسِيرَةً مِنْ جَسَدِه لَمْ يَنَلْها الْمَاءُ؛ وَهِيَ فِي الأَصل قِطعةٌ مِنَ النبْت إِذا أَخذت فِي اليُبْسِ. وَفِي حَدِيثِ دَمِ الْحَيْضِ: فرأَى بِهِ لُمْعةً مِنْ دَمٍ. واللّوامِعُ: الكَبِدُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَدَعْنَ مِنْ تَخْرِيقِه اللَّوامِعا ... أَوْهِيةً، لَا يَبْتَغِينَ راقِعا قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ لَمَعَ فلانٌ البَابَ أَي بَرَزَ مِنْهُ؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا عَنْ كَانَ فِي التَّلَمُّسِ، ... أَفْلَتَه اللهُ بِشِقِّ الأَنْفُسِ،

مُلَثَّمَ النابِ، رَثِيمَ المَعْطِسِ وَفِي حَدِيثِ لقمانَ بْنِ عَادٍ: إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّع، وإِن لَا أَرَ مَطْمَعِي فَوَقّاعٌ بِصُلَّعٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ الشَّيْءَ فِي انْقِضاضِها، وأَراد بالحِدَوِّ الحِدَأَةَ، وَهِيَ لُغَةُ أَهل مَكَّةَ، وَيُرْوَى تَلْمَع مِنْ لَمَعَ الطائِرُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا خَفَقَ بهما. واللّامِعةُ اللَّمّاعةُ: اليافوخُ مِنَ الصَّبِيِّ مَا دَامَتْ رطْبةً لَيِّنةً، وَجَمْعُهَا اللَّوامِعُ، فإِذا اشْتَدَّتْ وَعَادَتْ عَظْماً فَهِيَ اليافوخُ. وَيُقَالُ: ذَهَبَت نفسُه لِماعاً أَي قِطْعةً قِطْعةً؛ قَالَ مَقّاسٌ: بعَيْشٍ صالِحٍ مَا دُمْتُ فِيكُمْ، ... وعَيْشُ المَرْءِ يَهْبِطُه لِماعا واليَلْمَعُ والأَلْمَعُ والأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الدَّاهي الَّذِي يَتَظَنَّنُ الأُمُور فَلَا يُخْطِئُ، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكِيُّ المُتَوَقِّدُ الحدِيدُ اللسانِ والقَلْبِ؛ قَالَ الأَزهري: الأَلمَعيُّ الخَفيفُ الظريفُ؛ وأَنشد قَوْلُ أَوس بْنِ حُجْرٍ: الأَلمَعِيَّ الَّذِي يَظُنُّ لَكَ الظَّنَّ، ... كأَنْ قَدْ رَأَى، وَقَدْ سَمِعا نَصَبَ الأَلمعِيَّ بِفِعْلٍ مُتَقَدِّمٍ؛ وأَنشد الأَصمعي فِي اليَلْمَعيّ لِطَرَفةَ: وكائِنْ تَرى مِنْ يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ، ... ولَيْسَ لَه عِنْدَ العَزائِمِ جُولُ رَجُلٌ مُحَظْرَبٌ: شديدُ الخَلق مَفتوله، وَقِيلَ: الأَلمَعِيُّ الَّذِي إِذا لَمَعَ لَهُ أَولُ الأَمر عَرَفَ آخِرَهُ، يَكْتَفِي بِظَنِّهِ دُونَ يَقِينِهِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ اللَّمْعِ، وَهُوَ الإِشارةُ الْخَفِيَّةُ وَالنَّظَرُ الخفِيُّ؛ حَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: اليَلْمَعِيُّ والأَلمِعيُّ الْكَذَّابُ مأْخوذ مِنَ اليَلْمَع وَهُوَ السرابُ. قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً قَالَ فِي تَفْسِيرِ اليَلْمَعِيِّ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ الأَئمة فِي الأَلمعيّ وَهُوَ مُتَقَارِبٌ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، قَالَ: وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ بَاطِلٌ لأَنه عَلَى تَفْسِيرِهِ ذَمٌّ، وَالْعَرَبُ لَا تَضَعُ الأَلمعي إِلَّا فِي مَوْضِعِ الْمَدْحِ؛ قَالَ غَيْرُهُ: والأَلمَعِيُّ واليَلمَعيُّ المَلَّاذُ وَهُوَ الَّذِي يَخْلِطُ الصِّدْقَ بِالْكَذِبِ. والمُلَمَّعُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي يَكُونُ فِي جِسْمِهِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ، فإِذا كَانَ فِيهِ اسْتِطَالَةٌ فَهُوَ مُوَلَّعٌ. ولِماعٌ: فَرَسُ عَبَّادِ بْنِ بَشِيرٍ أحدِ بَنِي حَارِثَةَ شَهِدَ عَلَيْهِ يومَ السَّرْحِ. لهع: اللَّهَعُ واللَّهِعُ واللَّهِيعُ: المُسْترْسِلُ إِلى كُلِّ أَحد، وَقَدْ لهِعَ لَهعاً ولَهاعةً، فَهُوَ لَهِعٌ ولَهِيعٌ. واللَّهَعُ أَيضاً: التَّفَيْهُقُ فِي الْكَلَامِ. ابْنُ الأَعرابي: فِي فُلَانٍ لَهيعةٌ إِذا كَانَ فِيهِ فَتَرَةٌ وكَسَلٌ. وَرَجُلٌ فِيهِ لَهيعةٌ ولهَاعةٌ أَي غَفْلةٌ، وَقِيلَ: اللَّهيعةُ التَّواني فِي الشِّراء وَالْبَيْعِ حَتَّى يُغْبَنَ. وتَلَهْيَعَ فِي كَلَامِهِ إِذا أَفرَطَ، وَكَذَلِكَ تَبَلْتَعَ. وَدَخَلَ مَعبَدُ بْنُ طَوْقٍ الْعَنْبَرِيُّ عَلَى أَمير فَتَكَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ فأَحْسَنَ، فَلَمَّا جَلَسَ تَلَهْيَعَ فِي كَلَامِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا معْبد مَا أَظرَفَك قَائِمًا وأَمْوَتَك جَالِسًا قَالَ: إِني إِذا قمتُ جَدَدْتُ، وإِذا جلستُ هَزَلْت. ولَهيعةُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: هِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ الهَلَعِ مقلوبة. لوع: اللَّوْعةُ: وَجَعُ الْقَلْبِ مِنَ الْمَرَضِ وَالْحُبِّ وَالْحُزْنِ، وَقِيلَ: هِيَ حُرْقةُ الحُزْن والهَوى والوجْد. لاعَه

فصل الميم

الحبُّ يَلوعُه لَوْعاً فَلاعَ يَلاعُ والْتاعَ فُؤادُه أَي احْترقَ مِنَ الشوقِ. ولَوْعةُ الحُبِّ: حُرْقَتُه، وَرَجُلٌ لاعٌ وَقَوْمٌ لاعُون ولاعةٌ وامرأَة لاعةٌ كَذَلِكَ. يُقَالُ: أَتانٌ لاعةُ الفُؤادِ إِلى جَحْشِها، قَالَ الأَصمعي: أَي لائعةُ الفواد، وَهِيَ الَّتِي كأَنها وَلْهى مِنَ الفَزَعِ؛ وأَنشد الأَعشى: مُلْمِعٍ لاعةِ الفُؤادِ إِلى جَحْشٍ ... فَلاهُ عَنْهَا، فَبِئْسَ الْفَالِي وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِني لأَجِدُ لَهُ مِنَ اللَّاعةِ مَا أَجِدُ لِولدِي ؛ اللَّاعةُ واللَّوْعةُ: مَا يَجِدُه الإِنسان لِولَدِه وحَميمِه مِنَ الحُرْقة وشِدّة الحبِّ. وَرَجُلٌ لاعٌ ولاعٍ: حريصٌ سيِء الخُلقِ جَزوعٌ عَلَى الْجُوعِ وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يجوعُ قَبْلَ أَصحابِه، وجَمْعُ اللَّاعِ أَلْواعٌ ولاعُونَ. وامرأَة لاعةٌ، وَقَدْ لِعْتُ لَوعاً وَلَاعًا ولُووعاً كَجَزِعْتُ جَزَعاً؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ مَرَّةً: لِعْتَ وأَنت لائِعٌ كبِعْتَ وأَنت بائِعٌ، فَوَزْنُ لِعْتَ عَلَى الأَول فَعِلْتَ وَوَزْنُهُ عَلَى الثَّانِي فَعَلْتَ. وَرَجُلٌ هاعٌ لاعٌ: فهاعٌ جَزُوع، ولاعٌ موجَعٌ؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَهل اللُّغَةِ، وَالصَّحِيحُ مُتَوَجِّعٌ لِيُعَبِّرُ عَنْ فاعِلٍ بفاعِل، وَلَيْسَ لاعٌ بإِتْباع لِمَا تقدَّم مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ لاعٌ دُونَ هَاعٍ، فَلَوْ كَانَ إِتباعاً لَمْ يَقُولُوهُ إِلَّا معَ هاعٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ لِعْتُ أَلاعُ، فَهُوَ لاعٌ ولائِعٌ، ولاعٌ عِنْدَهُ أَكثر؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لمِرْداسِ بْنِ حُصَين: وَلَا فَرِحٌ بخَيْرٍ إِنْ أَتاه، ... وَلَا جَزِعٌ مِنَ الحِدْثانِ لَاعِ وَقِيلَ: رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ أَي جَبانٌ جَزوعٌ، وَقَدْ لاعَ يَلِيعُ؛ وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ: لِعْتُ أَلاعُ وهِعْتُ أَهاعُ، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ هَوَعَ هِعْتُ أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْتَ؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فَلَا تَلَعْ، ... وقُلْ مِثْلَ مَا قَالُوا وَلَا تَتَرَنَّكِ قَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: يُقَالُ لاعَ يَلاعُ لَيْعاً مِنَ الضَّجَرِ والجَزَعِ والحَزَنِ وَهِيَ اللَّوْعةُ. ابْنُ الأَعرابي: لاعَ يَلاعُ لَوْعةً إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ. وَرَجُلٌ هاعٌ لاعٌ وهائِعٌ لائِعٌ إِذا كَانَ جَباناً ضَعيفاً، وَقَدْ يُقَالُ: لاعَني الهمُّ والحَزَنُ فالْتَعْتُ الْتِياعاً، وَيُقَالُ: لَا تَلَعْ أَي لَا تَضْجَرْ؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ لَا تَلَعْ مِنْ لاعَ كَمَا يُقَالُ لَا تَهَبْ مِنْ هابَ. وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ، وَرَجُلٌ هائِعٌ لائِعٌ، وامرأَة لاعةٌ كَلَعّةٍ: تُغازِلُك وَلَا تُمَكِّنُك، وَقِيلَ: مَلِيحَةٌ تُدِيمُ نَظَرَكَ إِليها مِنْ جَمَالِهَا، وَقِيلَ: مَلِيحَةٌ بَعِيدَةٌ مِنَ الرِّيبَةِ، وَقِيلَ: اللَّاعة المرأَة الحديدةُ الفؤادِ الشهْمةُ. قَالَ الأَزهري: اللوْعةُ السَّوَادُ حوْلَ حَلَمَةِ المرأَة، وَقَدْ أَلْعَى ثَدْيُها إِذا تَغَيَّر. ابْنُ الأَعرابي: أَلواعُ الثَّدْيِ جَمْعُ لَوْعٍ وَهُوَ السوادُ الَّذِي عَلَى الثدْيِ، قَالَ الأَزهري: هَذَا السَّوَادُ يُقَالُ لَهُ لَعْوةٌ ولَوْعةٌ، وَهُمَا لُغَتَانِ؛ قَالَ زيادٌ الأَعْجَمُ: كَذَبْتَ لَمْ تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ ... بِلَوْع ثَديٍ، كأَنفِ الكلبِ، دمّاعِ فصل الميم متع: مَتَعَ النبيذُ يَمْتَعُ مُتوعاً: اشتدَّت حُمْرَتُهُ. وَنَبِيذٌ ماتِعٌ أَي شديدُ الحمْرةِ. ومَتَعَ الحبْلُ: اشْتَدَّ. وحَبْل ماتِعٌ: جيِّدُ الفَتْلِ. وَيُقَالُ لِلْجَبَلِ الطَّوِيلِ: ماتِعٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ والدَّجّال:

يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طَوِيلٌ شاهِقٌ. ومَتَعَ الرجُلُ ومَتُعَ: جادَ وظَرُفَ، وَقِيلَ: كُلُّ مَا جادَ فَقَدْ مَتُعَ، وَهُوَ ماتِعٌ. والماتِعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: البالغُ فِي الجَوْدةِ الْغَايَةَ فِي بَابِهِ؛ وأَنشد: خُذْه فَقَدْ أُعْطِيتَه جَيِّداً، ... قَدْ أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه، ماتِعا وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى المَتاعَ والتمتُّعَ والاسْتمتاعَ والتَّمْتِيعَ فِي مواضعَ مِنْ كِتَابِهِ، وَمَعَانِيهَا وإِن اخْتَلَفَتْ رَاجِعَةٌ إِلى أَصل وَاحِدٍ. قَالَ الأَزهري: فأَما المَتاعُ فِي الأَصل فَكُلُّ شَيْءٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ويُتَبَلَّغُ بِهِ ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا. والمُتْعةُ والمِتْعَةُ: العُمْرةُ إِلى الْحَجِّ، وَقَدْ تَمَتَّعَ واسْتَمْتَعَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ ؛ صُورَةُ المُسْتَمْتِعِ بِالْعُمْرَةِ إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشهر الْحَجِّ فإِذا أَحرم بِالْعُمْرَةِ بَعْدَ إِهْلالِه شَوّالًا فَقَدْ صَارَ مُتَمَتِّعًا بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ، وَسُمِّيَ مُتَمَتِّعًا بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ لأَنه إِذا قَدِمَ مَكَّةَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ وسعَى بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ حَلَّ مِنْ عُمْرَتِهِ وَحَلَقَ رأْسه وَذَبَحَ نُسُكَه الْوَاجِبَ عَلَيْهِ لِتَمَتُّعِهِ، وَحَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ حَرُمَ عَلَيْهِ فِي إِحْرامه مِنَ النِّسَاءِ والطِّيبِ، ثُمَّ يُنْشِئ بَعْدَ ذَلِكَ إِحراماً جَدِيدًا لِلْحَجِّ وَقْتَ نُهُوضِهِ إِلى مِنًى أَو قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَن يَجِبَ عَلَيْهِ الرُّجُوعُ إِلى الْمِيقَاتِ الَّذِي أَنشأَ مِنْهُ عُمْرَتَهُ، فَذَلِكَ تَمَتُّعُهُ بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ أَي انْتِفَاعُهُ وَتَبَلُّغُهُ بِمَا انْتَفَعَ بِهِ مِنْ حِلاق وَطِيبٍ وتَنَظُّفٍ وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله، إِن كَانَتْ مَعَهُ، وَكُلُّ هَذِهِ الأَشياء كَانَتْ محرَّمة عَلَيْهِ فأُبيح لَهُ أَن يَحِلَّ وَيَنْتَفِعَ بإِحلال هَذِهِ الأَشياء كُلِّهَا مَعَ مَا سَقَطَ عَنْهُ مِنَ الرُّجُوعِ إِلى الْمِيقَاتِ والإِحرام مِنْهُ بِالْحَجِّ، فَيَكُونُ قَدْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَيام الْحَجِّ أَي انْتَفَعَ لأَنهم كَانُوا لَا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشهر الْحَجِّ فأَجازها الإِسلام، وَمِنْ هَاهُنَا قَالَ الشَّافِعِيُّ: إِنّ الْمُتَمَتِّعَ أَخَفُّ حَالًا مِنَ القارنِ فَافْهَمْهُ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنِ اعْتَمَرَ فِي أَشهر الْحَجِّ فِي شَوَّالٍ أَو ذِي الْقَعْدَةِ أَو ذِي الحِجّةِ قَبْلَ الْحَجِّ فَقَدِ اسْتَمْتَعَ. والمُتْعةُ: التمتُّع بالمرأَة لَا تُرِيدُ إِدامَتها لِنَفْسِكَ، وَمُتْعَةُ التَّزْوِيجِ بِمَكَّةَ مِنْهُ، وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ في سُورَةِ النِّسَاءِ بِعَقِبِ مَا حَرَّمَ مِنَ النِّسَاءِ فَقَالَ: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ أَي عَاقِدِي النِّكَاحِ الْحَلَالِ غَيْرَ زُنَاةٍ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ؛ فإِن الزَّجَّاجَ ذَكَرَ أَنّ هَذِهِ آيَةً غَلِطَ فِيهَا قَوْمٌ غَلَطًا عَظِيمًا لِجَهْلِهِمْ بِاللُّغَةِ، وَذَلِكَ أَنهم ذَهَبُوا إِلى قَوْلِهِ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ مِنَ الْمُتْعَةِ الَّتِي قَدْ أَجمع أَهل الْعِلْمِ أَنها حَرَامٌ، وإِنما مَعْنَى فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ ، فَمَا نَكَحْتُمْ مِنْهُنَّ عَلَى الشَّرِيطَةِ الَّتِي جَرَى فِي الْآيَةِ أَنه الإِحصان أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ أَي عاقِدينَ التزويجَ أَي فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ عَلَى عَقْدِ التَّزْوِيجِ الَّذِي جَرَى ذِكْرُهُ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً أَي مُهُورَهُنَّ، فإِن اسْتَمْتَعَ بِالدُّخُولِ بِهَا آتَى الْمَهْرَ تَامًّا، وإِن اسْتَمْتَعَ بِعَقْدِ النِّكَاحِ آتَى نِصْفَ الْمَهْرِ؛ قَالَ الأَزهري: الْمَتَاعُ فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا انْتُفِعَ بِهِ فَهُوَ مَتَاعٌ، وقوله: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ ، لَيْسَ بِمَعْنَى زَوِّدُوهُنَّ المُتَعَ، إِنما مَعْنَاهُ أَعطوهن مَا يَسْتَمْتِعْنَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ، قَالَ: وَمَنْ زَعَمَ أَن قَوْلَهُ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ الَّتِي هِيَ الشَّرْطُ فِي التَّمَتُّعِ الَّذِي يَفْعَلُهُ الرَّافِضَةُ، فَقَدْ أَخطأَ خَطَأً عَظِيمًا لأَن الْآيَةَ وَاضِحَةٌ بَيِّنَةٌ؛ قَالَ: فإِن احْتَجَّ مُحْتَجٌّ مِنَ الرَّوَافِضِ بِمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه كَانَ يَرَاهَا حَلَالًا وأَنه كَانَ يقرؤها فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إِلى أَجل مُسَمًّى، فَالثَّابِتُ عِنْدَنَا

أَن ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَرَاهَا حَلَالًا، ثُمَّ لَمَّا وَقَفَ عَلَى نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجَعَ عَنْ إِحلالها؛ قَالَ عَطَاءٌ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ مَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ إِلا رَحْمَةً رَحِمَ اللَّهُ بِهَا أُمة مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْلَا نَهْيُهُ عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلى الزِّنَا أَحد إِلا شَفًى وَاللَّهِ، ولكأَني أَسمع قَوْلَهُ: إِلا شَفًى ، عَطَاءٌ الْقَائِلُ، قَالَ عَطَاءٌ: فَهِيَ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ إِلى كَذَا وَكَذَا مِنَ الأَجل عَلَى كَذَا وَكَذَا شَيْئًا مُسَمًّى، فإِن بَدَا لَهُمَا أَن يَتَرَاضَيَا بَعْدَ الأَجل وإِن تَفَرَّقَا فَهُمْ وَلَيْسَ بِنِكَاحٍ «2»، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَهُوَ الَّذِي يُبَيِّنُ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ صَحَّ لَهُ نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنِ الْمُتْعَةِ الشَّرْطِيَّةِ وأَنه رَجَعَ عَنْ إِحلالها إِلى تَحْرِيمِهَا، وَقَوْلُهُ إِلا شَفًى أَي إِلا أَن يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ عَلَى الزِّنَا وَلَا يوافقه، أَقام الِاسْمَ وَهُوَ الشَّفَى مُقام الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، وَهُوَ الإِشْفاءُ عَلَى الشَّيْءِ، وَحَرْفُ كُلِّ شَيْءٍ شَفَاهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ، وأَشْفَى عَلَى الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عَلَيْهِ، وإِنما بَيَّنْتُ هَذَا الْبَيَانَ لِئَلَّا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيُحِلُّ لَهُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإِن النَّهْيَ عَنِ الْمُتْعَةِ الشَّرْطِيَّةِ صَحَّ مِنْ جِهَاتٍ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ غَيْرُ مَا رُوِيَ عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَنَهْيُهُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْهَا لَكَانَ كَافِيًا، وَهِيَ الْمُتْعَةُ كَانَتْ يُنْتَفَعُ بِهَا إِلى أَمد مَعْلُومٍ، وَقَدْ كَانَ مُبَاحًا فِي أَوّل الإِسلام ثُمَّ حُرِّمَ، وَهُوَ الْآنَ جَائِزٌ عِنْدَ الشِّيعَةِ. وَمَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ مُتُوعاً: ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه قَبْلَ الزَّوَالِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وأَدْرَكْنا بِهَا حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو، ... وقَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا وَقِيلَ: ارْتَفَعَ وَطَالَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ سُوَيْدِ ابن أَبي كَاهِلٍ: يَسْبَحُ الآلُ عَلَى أَعْلامِها ... وَعَلَى البِيدِ، إِذا اليَوْمُ مَتَعْ ومَتَعَت الضُّحَى مُتُوعاً تَرَجَّلَت وَبَلَغَتِ الْغَايَةَ وَذَلِكَ إِلى أَوّل الضُّحَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَانَ يُفْتي النَّاسَ حَتَّى إِذا مَتَعَ الضُّحَى وسَئِمَ ؛ مَتَعَ النهارُ: طالَ وامتدَّ وَتَعَالَى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ أَوس: بَيْنَا أَنا جَالِسٌ فِي أَهلي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذا رَسُولُ عمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَانْطَلَقْتُ إِليه. ومَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً: ارْتَفَعَ فِي أَوّل النَّهَارِ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: ومِنّا، غَداةَ الرَّوْعِ، فِتْيانُ نَجْدةٍ، ... إِذا مَتَعَتْ بَعْدَ الأَكُفِّ الأَشاجِعُ أَي ارْتَفَعَتْ مِنْ قَوْلِكَ مَتَعَ النهارُ والآلُ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مُتِعَتْ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَقِيلَ قَوْلُهُ إِذا مَتَعَتْ أَي إِذا احْمَرَّتِ الأَكُفُّ والأَشاجِعُ مِنَ الدَّمِ. ومُتْعةُ المرأَة: مَا وُصِلَتْ بِهِ بعدَ الطلاقِ، وَقَدْ مَتَّعَها. قَالَ الأَزهريّ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ؛ قَالَ الأَزهريّ: وَهَذَا التَّمْتِيعُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُطَلَّقَاتِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما وَاجِبٌ لَا يَسَعُهُ تَرْكُهُ، وَالْآخَرُ غَيْرُ وَاجِبٍ يُسْتَحَبُّ لَهُ فِعْلُهُ، فَالْوَاجِبُ لِلْمُطَلَّقَةِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ زَوْجُهَا حِينَ تَزَوَّجَهَا سمَّى لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا حَتَّى طَلَّقَهَا، فَعَلَيْهِ أَن يُمَتِّعَهَا بِمَا عَزَّ وَهَانَ مِنْ مَتَاعٍ ينفعها

_ (2). هكذا الأَصل

بِهِ مِنْ ثَوْبٍ يُلبسها إِياه، أَو خَادِمٍ يَخْدُمُها أَو دَرَاهِمَ أَو طَعَامٍ، وَهُوَ غَيْرُ مُؤَقَّتٍ لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَحْصُرْهُ بِوَقْتٍ، وإِنما أَمر بِتَمْتِيعِهَا فَقَطْ، وَقَدْ قَالَ: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ ؛ وأَما المُتْعةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ وَهِيَ مُسْتَحَبَّةٌ مِنْ جِهَةِ الإِحسان وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى الْعَهْدِ، فأَن يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امرأَة وَيُسَمِّيَ لَهَا صَدَاقًا ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ دُخُولِهِ بِهَا أَو بَعْدَهُ، فَيُسْتَحَبُّ لَهُ أَن يُمَتِّعَهَا بِمُتْعَةٍ سِوَى نِصْفِ الْمَهْرِ الَّذِي وَجَبَ عَلَيْهِ لَهَا، إِن لَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا، أَو الْمَهْرِ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ كُلِّهِ، إِن كَانَ دَخَلَ بِهَا، فَيُمَتِّعُهَا بِمُتْعَةٍ يَنْفَعُهَا بِهَا وَهِيَ غَيْرُ وَاجِبَةٍ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ اسْتِحْبَابٌ لِيَدْخُلَ فِي جُمْلَةِ الْمُحْسِنِينَ أَو الْمُتَّقِينَ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي ذَلِكَ كُلَّهُ مُتْعةً ومَتاعاً وتَحْميماً وحَمّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ طَلَّقَ امرأَة فَمَتَّعَ بِوَليدة أَي أَعطاها أَمةً، هُوَ مِنْ هَذَا الَّذِي يُسْتَحَبُّ لِلْمُطَلِّقِ أَن يُعْطِيَ امرأَته عِنْدَ طَلَاقِهَا شَيْئًا يَهَبُها إِيّاه. ورجلٌ ماتِعٌ: طَوِيلٌ. وأَمْتَعَ بِالشَّيْءِ وتَمَتَّعَ بِهِ واسْتَمْتَع: دَامَ لَهُ مَا يسْتَمِدُّه مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ اهْلِها ... جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ يُرِيدُ أَن النَّاسَ كُلَّهُمْ مُتْعةٌ للمَنايا، والأَنَسُ كالإِنْسِ والجبْلُ الْكَثِيرُ. ومَتَّعه اللَّهُ وأَمْتَعه بِكَذَا: أَبْقاه لِيَسْتَمْتِع بِهِ. يُقَالُ: أَمْتَعَ اللَّهُ فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَمْتِع بِهِ فِيمَا يُحِبُّ مِنَ الانْتفاعِ بِهِ والسُّرور بِمَكَانِهِ، وأَمْتَعه اللَّهُ بِكَذَا ومَتَّعَه بِمَعْنًى. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَمَعْنَاهُ أَي يُبْقِكم بَقاء فِي عافِيةٍ إِلى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ وَلَا يَسْتَأْصِلْكُمْ بِالْعَذَابِ كَمَا استأْصل القُرى الَّذِينَ كَفَرُوا. ومَتَّعَ اللَّهُ فُلَانًا وأَمْتَعه إِذا أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن يَنْتَهِيَ شَبابُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلًا نَابِتًا عَلَى الْمَاءِ حَتَّى طالَ طِوالُه إِلى السَّمَاءِ فَقَالَ: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّه، ... عُمٌّ نواعِمُ، بَيْنَهُنَّ كُرُومُ والصَّفا والسَّرِيُّ: نهرانِ مُتَخَلِّجانِ مِنْ نَهْرِ مُحَلِّمٍ الَّذِي بِالْبَحْرَيْنِ لِسَقْيِ نَخِيلِ هَجَرَ كُلِّهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ ؛ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تَمْتِيعًا فَوَضَعَ مَتَاعًا مَوْضِعَ تَمْتِيعٍ، وَلِذَلِكَ عدَّاه بإِلى؛ قَالَ الأَزهري: هَذِهِ الْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً؛ فَمُقامُ الحولِ مَنْسُوخٌ بِاعْتِدَادِ أَربعة أَشهر وَعَشْرٍ، وَالْوَصِيَّةُ لَهُنَّ مَنْسُوخَةٌ بِمَا بَيَّنَ اللَّهُ مِنْ مِيرَاثِهَا فِي آيَةِ الْمَوَارِيثِ، وَقُرِئَ: وصيَّةٌ لأَزواجهم، وَوَصِيَّةً ، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ الَّذِي أُريد بِهِ الْفِعْلُ كأَنه قَالَ لِيُوصُوا لَهُنَّ وَصِيَّةً، وَمَنْ رَفَعَ فَعَلَى إِضمار فَعَلَيْهِمْ وَصِيَّةٌ لأَزواجهم، وَنَصْبُ قَوْلِهِ مَتَاعًا عَلَى الْمَصْدَرِ أَيضاً أَراد متِّعوهن مَتَاعًا، والمَتاعُ والمُتْعةُ اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ وَهُوَ التَّمْتِيعُ أَي انْفَعُوهُنَّ بِمَا تُوصُونَ بِهِ لَهُنَّ مِنْ صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الْحَوْلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَطلنا أَعمارهم ثُمَّ جَاءَهُمُ الْمَوْتُ. والماتِعُ: الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ومَتَّعَ الشيءَ: طَوَّله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ الْبَيْتَ الْمُقَدَّمَ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ:

إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قَدْ عَلِمْته، ... ومِيزانُه فِي سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ أَي راجِحٌ زائِدٌ. وأَمْتَعَه بِالشَّيْءِ ومَتَّعَه: مَلَّاه إِياه. وأَمْتَعْتُ بِالشَّيْءِ أَي تَمَتَّعْتُ بِهِ، وَكَذَلِكَ تَمَتَّعْتُ بأَهلي وَمَالِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: خَلِيلَيْنِ مِنْ شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا ... قَلِيلًا، وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا «1» أَمتَعا هَاهُنَا: تَمتَّعا، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَتاعُ، وَهُوَ فِي تَفْسِيرِ الأَصمعي مُتَعَدّ بِمَعْنَى مَتَّعَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِلرَّاعِي: ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه ... بِفِرْقٍ يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَخَالَفَ الأَصمعي أَبا زَيْدٍ وأَبا عَمْرٍو فِي الْبَيْتِ الأَوّل وَرَوَاهُ: وَكَانَا للتفَرُّقِ أَمْتَعا، بِاللَّامِ؛ يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ أَحد يُفَارِقُ صَاحِبَهُ إِلا أَمْتَعَه بِشَيْءٍ يُذَكِّرُهُ بِهِ، فَكَانَ مَا أَمتَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ صَاحِبَهُ أَن فارَقه أَي كَانَا مُتجاوِرَيْن فِي المُرْتَبَعِ فَلَمَّا انْقَضَى الرَّبِيعُ تَفَرَّقَا، وَرُوِيَ الْبَيْتُ الثَّانِي: وأَمْتَعَ جَدَّه، بِالنَّصْبِ، أَي أَمتعَ اللَّهُ جَدَّه. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: طَالَمَا أُمْتِعَ بِالْعَافِيَةِ فِي مَعْنَى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ. وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: اسْتَمْتَعُوا يَقُولُ رَضُوا بِنَصِيبِهِمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَنصبائهم فِي الْآخِرَةِ وَفَعَلْتُمْ أَنتم كَمَا فَعَلُوا. وَيُقَالُ: أَمْتَعْتُ عَنْ فُلَانٍ أَي اسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ. والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ أَيضاً: البُلْغةُ؛ وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بِهَا أَي ابْغِ لِي شَيْئًا آكُلُه أَو زَادًا أَتَزَوَّدُه أَو قُوتًا أَقتاته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى يَصِفُ صَائِدًا: مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا أَي يَبْغِي لأَصحابه صَيْدًا يَعِيشُونَ بِهِ، والمُتَعُ جَمَعَ مُتْعةٍ. قَالَ اللَّيْثُ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مِتْعةٌ، وَجَمْعُهَا مِتَعٌ، وَقِيلَ: المُتْعةُ الزَّادُ الْقَلِيلُ، وَجَمْعُهَا مُتَعٌ. قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ ؛ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ بِهِ لَا بَقَاءَ لَهُ. وَيُقَالُ: لَا يُمْتِعُني هَذَا الثوبُ أَي لَا يَبْقى لِي، وَمِنْهُ يُقَالُ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ. أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ فأُمَتِّعُه أَيْ أُؤخره، وَمِنْهُ يُقَالُ: أَمْتَعَك اللَّهُ بِطُولِ الْعُمْرِ؛ وأَما قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ يَهْجُو امرأَته: لَوْ جُمِعَ الثَّلَاثُ والرُّباعُ ... وحِنْطةُ الأَرضِ الَّتِي تُباعُ، لَمْ تَرَهُ إِلّا هُوَ المَتاعُ فإِنه هَجَا امرأَته. وَالثَّلَاثُ وَالرُّبَاعُ: أَحدهما كَيْلٌ مَعْلُومٌ، وَالْآخَرُ وَزْنٌ مَعْلُومٌ؛ يَقُولُ: لَوْ جُمِعَ لَهَا مَا يكالُ أَو بوزن لَمْ تَرَهُ المرأَة إِلا مُتْعةً قَلِيلَةً. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ* ، وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه عَنَى بِبُيُوتٍ غَيْرِ مَسْكُونَةٍ الْخَانَاتِ والفنادِقَ الَّتِي تَنْزِلُهَا السابِلةُ وَلَا يُقيمون فِيهَا إِلا مُقامَ ظَاعِنٍ، وَقِيلَ: إِنه عَنَى بِهَا الخَراباتِ الَّتِي يَدْخُلُهَا أَبناء السَّبِيلِ للانتِفاصِ مِنْ بَوْلٍ أَو خَلاء، وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فِيها مَتاعٌ لَكُمْ ، أَي مَنْفَعةٌ لَكُمْ تَقْضُون فِيهَا حَوَائِجَكُمْ مُسْتَتِرِينَ عَنِ الأَبْصارِ ورُؤية النَّاسِ، فَذَلِكَ المَتاعُ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: المَتاعُ مِنْ أَمْتِعةِ الْبَيْتِ مَا يَسْتَمْتِعُ بِهِ الإِنسان فِي حَوائِجه،

_ (1). قوله [خليلين] الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين.

وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ، قَالَ: وَالدُّنْيَا مَتَاعُ الْغُرُورُ، يَقُولُ: إِنَّمَا العَيْشُ مَتَاعُ أَيام ثُمَّ يَزُولُ أَي بَقاء أَيام. والمَتاعُ: السِّلْعةُ. والمَتاعُ أَيضاً: الْمَنْفَعَةُ وَمَا تَمَتَّعْتَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكْوَعِ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْلَا مَتَّعْتنا بِهِ أَي تَرَكْتَنَا نَنْتَفِعُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حَرَّمَ الْمَدِينَةَ وَرَخَّصَ فِي متاعِ النَّاصِحِ ، أَراد أَداة الْبَعِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ مِنَ الشَّجَرِ فَسَمَّاهَا مَتَاعًا. والمتاعُ: كُلُّ مَا يُنْتَفعُ بِهِ مِنْ عُروضِ الدُّنْيَا قليلِها وكثيرِها. ومَتَعَ بِالشَّيْءِ: ذَهَبَ بِهِ يَمْتَعُ مَتْعاً. يُقَالُ: لَئِنِ اشْتَرَيْتَ هَذَا الْغُلَامَ لتَمْتَعَنّ مِنْهُ بِغُلَامٍ صَالِحٍ أَي لتَذْهَبَنَّ بِهِ؛ قَالَ المُشَعَّثُ: تَمَتَّعْ يَا مُشَعَّثُ، إِنَّ شَيْئًا، ... سَبَقْتَ بِهِ المَماتَ، هُوَ المَتاعُ وَبِهَذَا الْبَيْتِ سُمِّيَ مُشَعَّثاً. والمَتاعُ: المالُ والأَثاث، وَالْجَمْعُ أَمْتعةٌ، وأَماتِعُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي أَماتِيعَ، فَهُوَ مِنْ بَابِ أَقاطِيعَ. ومتاعُ المرأَةِ: هَنُها. والمَتْعُ والمُتْعُ: الكيْدُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، والأُولى أَعلى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه وماتِعٌ: اسم. مثع: المَثَعُ: مِشْيةٌ قَبِيحَةٌ لِلنِّسَاءِ، مَثَعَتِ المرأَة تَمْثَعُ مَثْعاً وتَمْثُعُ ومَثِعَت، كِلَاهُمَا: مَشَتْ مِشْيةً قَبِيحَةً، وضَبُعٌ مَثْعاء كَذَلِكَ؛ قَالَ المعْنيُّ: كالضَّبُعِ المَثْعاء عَنَّاها السُّدُمْ، ... تَحْفِرُه مِنْ جانِبٍ ويَنْهَدِمْ المَثْعاءُ: الضَّبُعُ المُنْتِنةُ. مجع: المَجْعُ والتمجُّعُ: أَكل التَّمْرِ الْيَابِسِ. ومَجَعَ يَمْجُعُ مَجْعاً وتَمَجَّعَ: أَكل التَّمْرَ بِاللَّبَنِ مَعًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْكل التَّمْرَ وَيَشْرَبَ عَلَيْهِ اللَّبَنَ. يُقَالُ: هُوَ لَا يَزَالُ يَتَمَجَّعُ، وَهُوَ أَن يَحْسُوَ حَسْوةً مِنَ اللَّبَنِ ويَلْقَمَ عَلَيْهَا تَمْرةً، وَذَلِكَ المَجِيعُ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَرُبَّمَا أُلْقِيَ التمرُ فِي اللَّبَنِ حَتَّى يَتَشَرَّبَهُ فَيُؤْكَلُ التمرُ وتَبْقى المَجاعةُ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: دَخَلْتُ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَتَمَجَّعُ مِنْ ذَلِكَ ، وَقِيلَ: المَجِيعُ التَّمْرُ يُعْجَنُ بِاللَّبَنِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطَّعَامِ؛ وَقَالَ: إِنَّ فِي دارِنا ثلاثَ حَبالى، ... فَوَدِدْنا أنْ لَوْ وَضَعْنَ جَمِيعا: جارَتي ثُمَّ هِرَّتي ثُمَّ شَاتِي، ... فإِذا مَا وَضَعْنَ كُنّ رَبيعا جَارَتِي للخَبِيص، والهرُّ للفأْرِ، ... وَشَاتِي، إِذا اشْتَهَيْنا مَجِيعا كأَنه قَالَ: وَشَاتِي للمَجِيع إِذا اشْتَهَيْناه. والمجاعةُ: فُضالةُ المَجِيع. وَرَجُلٌ مَجّاعٌ ومَجّاعةٌ ومُجّاعةٌ إِذا كَانَ يُحِبُّ المَجِيعَ، وَهُوَ كَثِيرُ التمجُّع. وتماجَعَ الرجلانِ: تَماجَنا وتَرافَثا. ومَجِعَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَمْجَعُ مَجاعةً إِذا تماجَنَ. والمِجْعُ والمُجْعةُ والمُجَعةُ، مِثَالُ الهُمَزةِ: الرَّجُلُ الأَحمق الَّذِي إِذا جَلَسَ لَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ مَكَانَهُ، والأُنثى مِجْعةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَرَى أَنه حُكِيَ فِيهِ المِجَعةُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِجْعُ الجاهِلُ، وَقِيلَ: المازِحُ. وَيُقَالُ: مَجُعَ مَجاعةً، بِالضَّمِّ، مِثل قَبُحَ قَبَاحَةً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه دَخَلَ عَلَى سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَمازَحَه بِكَلِمَةٍ فَقَالَ: إِياي وكلامَ

المِجَعةِ ، وَاحِدُهُمْ مِجْعٌ مِثْلُ قِرَدةٍ وقِرْدٍ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لَوْ رُوِيَ بِالسُّكُونِ لَكَانَ الْمُرَادُ إِياي وكلامَ المرأَةِ الغَزِلةِ، وَيُرْوَى إِيّايَ وكلامَ المَجاعة أَي التَّصْرِيحِ بالرَّفَثِ. يُقَالُ: فِي نِسَاءِ بَنِي فُلَانٍ مَجاعةٌ أَي يُصَرِّحْنَ بالرَّفَثِ الَّذِي يُكَنَّى عَنْهُ، وَقَوْلُهُ إِياي يَقُولُ احْذَرُوني وجَنِّبُوني وتَنَحَّوا عَني. وامرأَة مَجِعةٌ: قليلةُ الحَياءِ مِثَالُ جَلِعةٍ فِي الوزْنِ وَالْمَعْنَى؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والمَجِعةُ: الْمُتَكَلِّمَةُ بالفُحْشِ، وَالِاسْمُ المَجاعةُ، والمِجْعُ والمَجْعُ: الداعِرُ، وَهُوَ مِجْع نِسَاءٍ يُجالِسُهُنّ ويَتَحَدَّثُ إِليهن. ومَجّاعٌ: اسم. مدع: مَيْدُوعٌ: فَرَسُ عَبْدِ الْحَرْثِ بْنِ ضِرار الضَّبِّيّ. مذع: مَذَعَ يَمْذَعُ مَذْعاً: أَخبر بِبَعْضِ الأَمر ثُمَّ كَتَمَه، وَقِيلَ: قَطَعَه وأَخذ فِي غَيْرِهِ. وَرَجُلٌ مَذَّاعٌ: مُتَمَلِّقٌ كَذَّابٌ لَا يَقِي وَلَا يَحْفَظُ أَحداً بِظَهْرِ الغَيْبِ. وَقَدْ مَذَعَ إِذا كَذَبَ. ومَذَعَ فُلَانٌ يَمِينًا إِذا حَلَفَ. والمَذَّاعُ أَيضاً: الَّذِي لَا يَكْتُم سِرًّا. ومِذْعى: حَفْرٌ بالحَزِيز حَزِيزَ رامةَ، مُؤَنَّثٌ مَقْصُورٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: سَمَتْ لَكَ مِنْهَا حاجةٌ بَيْنَ ثَهْمَدٍ ... ومِذْعى، وأَعناقُ المَطِيِّ خَواضِعُ والمَذْعُ: سَيَلانُ المَزادةِ. والمَذْعُ: السَّيَلانُ مِنَ الْعُيُونِ الَّتِي تَكُونُ فِي شَعَفاتِ الجبالِ. ومَذَعَ بِبَوْلِهِ أَي رَمى بِهِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ بذع: البَذْعُ قَطْرُ حُبِّ الماءِ، قَالَ: وَهُوَ المَذْعُ أَيضاً، يُقَالُ بَذَعَ ومَذَعَ إِذا قَطَرَ. مرع: المَرْعُ: الكَلأُ، وَالْجَمْعُ أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ مِثْلُ يَمْنٍ وأَيْمُنٍ وأَيمانٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَعْنِي عَضَّ السِنِينَ المُجْدِبةِ: أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحجٌ ... مثْلُ القَناةِ، وأَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ: المَرِيعُ الخَصِيبُ، وَالْجَمْعُ أَمْرُعٌ وأَمْراعٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَصِحُّ أَن يُجْمَعَ مَرِيعٌ عَلَى أَمْرُعٍ لأَنّ فَعِيلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْعُلٍ إِلا إِذا كَانَ مُؤَنَّثًا نَحْوَ يمِينٍ وأَيْمُنٍ، وأَما أَمْرُعٌ فِي بَيْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ فَهُوَ جَمْعُ مَرْعٍ، وَهُوَ الكَلأُ؛ قَالَ أَعرابي: أَتَتْ عَلَيْنَا أَعوامٌ أَمْرُعٌ إِذا كَانَتْ خَصْبةً. ومَرَعَ المكانُ والوادِي مَرْعاً ومَراعةً ومَرِعَ مَرَعاً وأَمْرَعَ، كلُّه: أَخْصَبَ وأَكْلأَ، وَقِيلَ لَمْ يأْت مَرَعَ، وَيَجُوزُ مَرُعَ. ومَرِعَ الرَّجُلُ إِذا وَقَعَ فِي خِصْبٍ، ومَرِع إِذا تَنَعَّمَ. ومكانٌ مَرِعٌ ومَرِيعٌ: خَصِيب مُمْرِع ناجِعٌ؛ قَالَ الأَعشى: سَلِسٌ مُقَلَّدُه أَسِيلٌ ... خَدُّه مَرِعٌ جَنابُهْ وأَمْرَعَ القومُ: أَصابوا الكَلأَ فأَخْصَبُوا. وَفِي الْمَثَلِ: أَمْرَعْتَ فانْزِلْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: بِمَا شِئْتَ مِنْ خَزٍّ وأَمْرَعْتَ فانْزِلِ وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ مُمْرِعُون إِذا كَانَتْ مواشِيهم فِي خِصْبٍ. وأَرض أُمْرُوعةٌ أَي خَصِيبَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُمْرِعةُ. الأَرض المُعْشِبةُ المُكْلِئةُ. وَقَدْ أَمْرَعَت الأَرضُ إِذا شَبِعَ غَنَمُهَا، وأَمْرَعَتْ إِذا أَكْلأَتْ فِي الشَّجَرِ وَالْبَقْلِ، وَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا مُمْرِعةٌ مَا دَامَتْ مُكْلِئةً مِنَ الرَّبِيعِ واليَبِيسِ. وأَمْرَعَتِ الأَرضُ إِذا

أَعْشَبَتْ. وغَيْثٌ مَرِيعٌ ومِمْراعٌ: تُمْرِعُ عَنْهُ الأَرضُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً مُرْبِعاً ؛ المَرِيعُ: ذُو المَراعةِ والخِصْبِ. يُقَالُ: أَمْرَعَ الْوَادِي إِذا أَخْصَبَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وغَيْث مَرِيع لَمْ يُجَدَّعْ نَباتُه أَي لَمْ يَنْقَطِعْ عَنْهُ الْمَطَرُ فَيُجَدَّعَ كَمَا يُجَدَّعُ الصَّبِيُّ إِذا لَمْ يَرْوَ مِنَ اللَّبَنِ فيسوءَ غِذاؤه ويُهْزَلَ. ومَمارِيعُ الأَرضِ: مَكارِمُها، قَالَ: أَعني بِمَكَارِمِهَا الَّتِي هِيَ جَمْعُ مَكْرُمةٍ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. وَرَجُلٌ مَرِيعُ الجنابِ: كَثِيرُ الْخَيْرِ، عَلَى الْمَثَلِ. وأَمْرَعَتِ الأَرضُ: شَبِعَ مالُها كلُّه؛ قَالَ: أَمْرَعَتِ الأَرضُ لَوَ أَنَّ مَالَا، ... لَوْ أَنَّ نُوقاً لَكَ أَو جِمالا، أَو ثَلّةً من غَنَمٍ إِمَّا لا والمُرَعُ: طَيْرٌ صِغار لَا يَظْهَرُ إِلا فِي الْمَطَرِ شَبِيهٌ بالدُّرّاجة، وَاحِدَتُهُ مُرَعةٌ مِثْلُ هُمَزةٍ مِثْلُ رُطَبٍ ورُطَبةٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ المُرَعُ تَكْسِيرَ مُرَعةٍ، إِنما هُوَ مِنْ بَابِ تَمْرة وتَمْر لأَن فُعَلةَ لَا تكسَّر لقلتها في كلامها، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا: هَذَا المُرَعُ فَذَكَّرُوا فَلَوْ كَانَ كالغُرَفِ لأَنَّثُوا. ابْنُ الأَعرابي: المُرْعةُ طَائِرٌ طَوِيلٌ، وَجَمْعُهَا مُرَعٌ؛ وأَنشد لِمَلِيحٍ: سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى، وسُعْدَى ورَهْطَها، ... وحيثُ التَقَى شَرْقٌ بِسُعْدَى ومَغْرِبُ بِذي هَيْدبٍ أَيْما الرُّبا تحتَ وَدْقِه ... فَترْوَى، وأَيْما كلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ لَهُ مُرَعٌ يَخْرُجْنَ مِنْ تحتِ وَدْقِه، ... منَ الماءِ جُونٌ رِيشُها يَتَصَبَّبُ قَالَ أَبو عَمْرٍو: المُرْعةُ طَائِرٌ أَبيض حسَنُ اللونِ طَيِّبُ الطَّعْمِ فِي قَدْرِ السُّمانَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سُئِلَ عَنِ السَّلْوى فَقَالَ: هِيَ المُرَعةُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ طَائِرٌ أَبيض حَسَنُ اللَّوْنِ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ بِقَدْرِ السُّمانى، قَالَ: إِنه يَقَعُ فِي الْمَطَرِ مِنَ السَّمَاءِ. ومارِعةُ: ملِكٌ فِي الدهْرِ الأَوّل. وَبَنُو مارِعةَ: بَطْنٌ يُقَالُ لَهُمُ الموارِعُ. ومَرْوَعُ: أَرض؛ قَالَ رؤْبة: فِي جَوْفِ أَجْنَى مِنْ حِفافى مَرْوَعا وأَمْرَعَ رأْسَه بدُهْنٍ أَي أَكْثَرَ مِنْهُ وأَوْسَعَه، يُقَالُ: أَمرِعْ رأْسك وامْرَعْه أَي أَكثر مِنْهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ، ... كأَنَّ وَرْداً مِنْ دِهانٍ يُمْرَعُ لَوْنِي، وَلَوْ هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ يَقُولُ كأَنَّ لَوْنَهُ يُعْلَى بالدُّهْنِ لصَفائِه. ابْنُ الأَعرابي: أَمْرَعَ المكانُ لَا غَيْرُ. ومَرَعَ رأْسَه بِالدُّهْنِ إِذا مَسَحَه. مزع: المَزْعُ: شدّةُ السَّيْرِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً فِي أَعِنَّتها، ... كالطَّيْرِ تَنْجُو مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ مَزَعَ البعيرُ فِي عَدْوِه يَمْزَعُ مَزْعاً: أَسْرَع فِي عَدْوه، وَكَذَلِكَ الفرسُ والظبْيُ، وَقِيلَ: العَدْو الْخَفِيفُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل العدْو وَآخِرُ المشْي. وَيُقَالُ لِلظَّبْيِ إِذا عَدا: مَزَعَ وقَزَعَ، وَفَرَسٌ مِمْزَعٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:

وَكُلُّ طَمُوحِ الطَّرْفِ شَقَّاءَ شَطْبةٍ ... مُقَرِّبةٍ كَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ والمَزْعِيُّ: النَّمّامُ، وَقَدْ يَكُونُ السيّارَ بِاللَّيْلِ. والقنافِذُ تَمْزَعُ بِاللَّيْلِ مَزْعاً إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ؛ وأَنشد الرِّيَاشِيُّ لِعَبْدَةَ بْنِ الطَّبِيبِ يَضْرِبُ مَثَلًا لِلنَّمَّامِ: قومٌ، إِذا دَمَسَ الظّلامُ عليهمُ، ... حَدَجُوا قَنافِذَ بالنميمةِ تَمْزَعُ ابْنُ الأَعرابي: القُنْفُذُ يُقَالُ لَهَا المَزّاعُ. ومَزَعَ القُطْنَ يَمْزَعُه مَزْعاً: نَفَشَه. ومَزَّعَتِ المرأَةُ القطنَ بِيَدِها إِذا زَبَّدَتْه وقَطَّعَتْه ثُمَّ أَلَّفَتْه فَجَوَّدَتْهُ بِذَلِكَ. والمُزْعةُ: القِطْعةُ مِنَ القُطْنِ والرِّيشِ وَاللَّحْمِ ونحوِها. والمِزْعةُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الرِّيشِ وَالْقُطْنِ مِثْلَ المِزْقةِ مِنَ الخِرَقِ، وَجَمْعُهَا مِزَعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ ظَلِيمًا: مِزعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ خَذُومُ أَي سَرِيعٌ. ومُزاعةُ الشَّيْءِ: سُقاطَتُه. ومَزَّعَ اللحمَ فَتَمزَّع: فَرَّقَه فَتَفَرَّقَ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَقَالَ لَهُمْ تَمَزَّعُوه فأَوفاهُمُ الَّذِي لَهُمْ أَي تقاسَموه وفَرَّقُوه بَيْنَكُمْ. والتَّمزِيعُ: التفْرِيقُ. يُقَالُ: مَزَّعَ فُلَانٌ أَمرَه تَمْزِيعاً إِذا فَرَّقَه. والمُزْعةُ: بقيَّةُ الدسَمِ. وتَمَزَّعَ غَيْظًا: تَقَطَّعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه غَضِبَ غَضَباً شَدِيدًا حَتَّى تَخَيَّلَ لِي أَنّ أَنفه يَتَمَزَّعُ مِنْ شدةِ غَضَبِه أَي يَتَقَطَّعُ وَيَتَشَقَّقُ غَضَباً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ يَتَمَزَّعُ بِشَيْءٍ وَلَكِنِّي أَحسبه يَتَرَمَّعُ، وَهُوَ أَن تَرَاهُ كأَنه يُرْعِدُ مِنْ الْغَضَبِ، وَلَمْ يَنْكَرْ أَبو عُبَيْدٍ أَن يَكُونَ التَّمَزُّعُ بِمَعْنَى التقَطّع وإِنما اسْتُبْعِدَ الْمَعْنَى. والمُزْعةُ، بِالضَّمِّ: قِطْعةُ لَحْمٍ، يُقَالُ: مَا عَلَيْهِ مُزْعةُ لَحْمٍ أَي مَا عَلَيْهِ حُزّةُ لَحْمٍ، وَكَذَلِكَ مَا فِي وَجْهِهِ لُحادةُ لَحْمٍ. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ النَّفْيِ: مَا عَلَيْهِ مُزْعةُ لَحْمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَزالُ المسأَلة بِالْعَبْدِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا فِي وَجْهِهِ مُزْعةُ لَحْمٍ أَي قِطْعةٌ يَسِيرَةٌ مِنَ اللَّحْمِ. أَبو عَمْرٍو: مَا ذُقْتُ مُزْعةَ لَحْمٍ وَلَا حذْفةً وَلَا حِذْيةً وَلَا لَحْبَةً وَلَا حِرْباءةً وَلَا يَرْبوعةً وَلَا مُلَّاكًا وَلَا ملُوكاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ومَزَّعَ اللحمَ تَمْزِيعاً: قطَّعه؛ قَالَ خَبِيبٌ: وذلكَ فِي ذاتِ الإِلَهِ، وإِن يَشَأ ... يُبارِكْ عَلَى أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزّعِ وَمَا فِي الإِناءِ مُزْعةٌ مِنَ الماءِ أَي جُرعةٌ. مسع: الأَصمعي: يُقَالُ لِرِيحِ الشَّمالِ مِسْعٌ ونِسْعٌ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للمُتَنَخِّل الهُذَلي، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لأَبي ذُؤَيْبٍ لَا لِلْمُتَنَخِّلِ: قَدْ حالَ بَيْنَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ ... مِسْعٌ، لَهَا بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ قَوْلُهُ مُؤَوِّبةٌ أَي ريحٌ تجيءُ مَعَ اللَّيْلِ. والمَسْعِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْكَثِيرُ السيْرِ القويُّ عليه. مشع: المَشْعُ: ضرْبٌ مِنَ الأَكل كأَكلِكَ القِثّاء، وَقَدْ مَشَعَ القِثّاءَ مَشْعاً أَي مَضَغَه، وَقِيلَ: المَشْعُ أَكلُ القِثّاء وَغَيْرِهِ مِمَّا لَهُ جَرْسٌ عِنْدَ الأَكل. وَيُقَالُ: مَشَعْنا القَصْعةَ أَي أَكلنا كُلَّ مَا فِيهَا. والمَشْعُ: السَّيْرُ السَّهْلُ. والتمشُّعُ: الاستنجاءُ. والتمْشِيعُ: التمْسِيح. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَو عَظْمٍ : التمشُّعُ: التمسُّحُ فِي الِاسْتِنْجَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ حَرْفٌ صَحِيحٌ. وتَمَشَّعَ وامْتَشَعَ إِذا أَزال عَنْهُ الأَذى. ومَشَعَ القُطْنَ يَمْشَعُه مَشْعاً: نَفَشَه

بِيَدِهِ، والمِشْعةُ والمَشِيعةُ: القِطْعةُ مِنْهُ. والمَشْعُ: الكَسْبُ. ومَشَعَ يَمْشَعُ مَشْعاً ومُشُوعاً: كَسَبَ وجَمَع. وَرَجُلٌ مَشُوعٌ: كَسُوبٌ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بخَيْرٍ مِنْ أَبٍ غيرَ أَنه، ... إِذا اغْبَرّ آفاقُ البلادِ، مَشُوعُ ومَشَعْتُ الغنَمَ: حَلَبْتُها. وامْتَشَعْتُ مَا فِي الضّرْعِ وامْتَشَقْتُه إِذا لَمْ تدَع فِيهِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ امْتَشَعْتُ مَا فِي يَدَيْ فُلَانٍ وامْتَشَقْته إِذا أَخذت مَا فِي يَدِهِ كُلَّهُ. وَامْتَشَعَ السيفَ مِنْ غِمْدِه وامْتَلَخه إِذا امْتَعَدَه وسلَّه مُسْرِعاً. وَيُقَالُ: امْتَشِعْ مِنْ فُلَانٍ مَا مَشَعَ لَكَ أَي خُذْ مِنْهُ مَا وجدْت. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: امْتَشَعَ الرَّجُلُ ثَوْبَ صَاحِبِهِ أَي اخْتَلَسَه. وذئبٌ مَشُوعٌ. مصع: المَصْع: التَّحْرِيكُ، وَقِيلَ: هُوَ عَدْوٌ شَدِيدٌ يُحَرَّكُ فِيهِ الذَّنَبُ. وَمَرَّ يَمْصَعُ أَي يُسْرِعُ مِثْلَ يَمْزَعُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: يَمْصَع فِي قِطْعةِ طَيْلَسانِ ... مَصْعاً، كَمَصْعِ ذكَرِ الوِرْلانِ ومَصَعَتِ الدابةُ بذَنَبِها مَصْعاً: حَرَّكَتْهُ مِنْ غَيْرِ عَدْوٍ، وَالدَّابَّةُ تَمْصَعُ بِذَنَبِهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا بَدا مِنْهُنّ إِنْقاضُ النُّقَقْ، ... بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَرْنَ مِنْ خوْفِ الرَّهَقْ، يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ مِنْ لُوحٍ وَبَقْ اللُّوحُ: الْعَطَشُ، والإِنْقاض: الصوتُ، والنُّقَقُ: الضَّفادِعُ، جَمْعُ نَقُوقٍ، وَكَانَ حَقُّهُ نُقُقٌ فَفَتَحَ لِتَوَالِي الضَّمَّتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: والفتنةُ قَدْ مَصَعَتْهم أَي عَرَكَتْهم وَنَالَتْ مِنْهُمْ؛ هُوَ مِنَ المَصْعِ الَّذِي هُوَ الْحَرَكَةُ والضرْبُ. والمُماصَعةُ والمِصاعُ: المُجالدَة والمُضارَبةُ. وفي حديث عبيد ابن عُمَيْرٍ فِي الْمَوْقُوذَةِ: إِذا مَصَعَتْ بذَنبها أَي حرّكَتْه وضربَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ دَمِ الْحَيْضِ: فَمَصَعَتْه بظُفُرِها أَي حَرَّكَتْهُ وفَرَكَتْه. ومَصَعَ الفرسُ يَمْصَعُ مَصْعاً: مَرَّ مَرًّا خَفِيفًا. ومَصَع البعيرُ يَمْصَعُ مَصْعاً: أَسْرَعَ. ومَصَعَ الرجُلُ فِي الأَرض يَمْصَعُ مَصْعاً وامْتَصَعَ إِذا ذَهَبَ فِيهَا؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: وهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ، ... مُتَّسِقاتٍ كاتِّساقِ الجَنْبِ ومَصَعَ لبنُ النَّاقَةِ مِنْهُ يَمْصَعُ مُصُوعاً؛ الْآتِي وَالْمَصْدَرُ جَمِيعًا عَنِ اللِّحْيَانِي: ذَهَبَ، فَهِيَ ماصِعةُ الدَّرِّ. وَكُلُّ شَيْءٍ ولَّى وَقَدْ ذهَب، فَقَدْ مَصَعَ. وأَمْصَعَ الرجلُ إِذا ذهَب لبَنُ إِبِلِه. وأَمْصَعَ القومُ: مَصَعَتْ أَلْبانُ إِبِلِهم، ومَصَعَت إِبلهم: ذهَبَت أَلبانُها؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِلْمَاءِ فَقَالَ أَنشده اللِّحْيَانِي: أَصْبَحَ حوْضاكَ، لِمَنْ يَراهما، ... مُسَمَّلَيْنِ ماصِعاً قِراهُما ومَصَعَ البردُ أَي ذهَب. ومَصَعْتُ ضَرْعَ الناقةِ إِذا ضَرَبْتَه بالماءِ البارِدِ. والمَصْعُ: القِلّةُ. ومَصَعَ الحوْضَ بِمَاءٍ قَلِيلٍ: بَلَّه ونضحَه. ومَصَعَ الحوضُ إِذا نَشِفَ مَاؤُهُ. ومَصَعَ ماءُ الْحَوْضِ إِذا نَشَّفَه الحوضُ. ومَصَعَت الناقةُ هُزالًا، قَالَ: وكلُّ مُولٍّ ماصِعٌ. والمَصْعُ: السوْقُ. ومَصَعَه بِالسَّوْطِ: ضرَبه ضرَباتٍ قَلِيلَةً ثَلَاثًا أَو أَربعاً. والمصْع: الضرْبُ بِالسَّيْفِ، وَرَجُلٌ مَصِعٌ؛ وأَنشد

: رُبْ هَيْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ والمُماصَعةُ: المُقاتَلةُ والمُجالَدة بِالسُّيُوفِ؛ وأَنشد القُطامي: تَراهُم يَغْمِزُونَ مَنِ اسْتَرَكُّوا، ... ويَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصاعا وَفِي حَدِيثِ ثقِيفٍ: تَرَكُوا المِصاعَ أَي الجِلادَ والضِّرابَ: وماصَعَ قِرْنَه مُماصَعةً ومِصاعاً: جالَده بِالسَّيْفِ وَنَحْوِهِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِلزِّبْرِقَانِ: يَهْدِي الخَمِيسَ نِجاداً فِي مَطالِعِها، ... إِمّا المِصاعُ، وإِمّا ضَرْبةٌ رُعبُ وأَنشد الأَصمعي يَصِفُ الْجَوَارِيَ: إِذا هُنَّ نازَلْنَ أَقْرانَهُنَّ، ... وَكَانَ المِصاع بِمَا فِي الجُؤَنْ يَعْنِي قِتَالَ النساءِ الرجالَ بِمَا عَلَيْهِنَّ مِنَ الطِّيبِ وَالزِّينَةِ. وَرَجُلٌ مَصِعٌ: مُقَاتِلٌ بِالسَّيْفِ؛ قَالَ: وَوَرَاءَ الثَّأْرِ مِنِّي ابْنُ أُخْتٍ ... مَصِعٌ، عُقْدَتُه مَا تُحَلُ والمَصِعُ: الغلامُ الَّذِي يَلْعَب بالمِخْراقِ. ومَصَعَ البرْقُ أَي أَوْمَضَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَسُئِلَ أَعرابي عَنِ الْبَرْقِ فَقَالَ: مَصْعةُ مَلَكٍ أَي يَضْرِبُ السحابةَ ضَرْبةً فَتَرى النِّيرانَ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: البرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يسُوقُ السحابَ أَي يَضْرِبُ السَّحَابَ ضَرْبَةً فتَرى البرْقَ يَلْمَعُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ التَّحْرِيكُ وَالضَّرْبُ فكأَن السَّوْطَ يَقَعُ بِهِ لِلسَّحَابِ وَتَحْرِيكٌ لَهُ. والماصِعُ: البَرَّاقُ، وَقِيلَ المُتَغيرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: فأَفْرَغْنَ مِنْ ماصِعٍ لوْنُه ... عَلَى قُلُصٍ يَنْتَهِبْنَ السِّجالا هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ وَالرِّوَايَةُ: فأَفْرَغْتُ مِنْ ماصِعٍ، لأَن قَبْلَهُ: فأَوْرَدْتُها مَنْهَلًا آجِناً، ... نُعاجِلُ حِلًّا بِهِ وارْتِحالا وَيُرْوَى: نُعالِجُ؛ قَوْلُهُ فأَفْرَغْتُ مِنْ ماصِعٍ لوْنُه أَي سَقَيْتُها مِنْ مَاءٍ خَالِصٍ أَبيض لَهُ لَمَعانٌ كَلَمْعِ الْبَرْقِ مِنْ صَفائِه، والسِّجالُ: جَمْعُ سَجْلٍ للدَّلْوِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نَصْعٍ عِنْدَ ذِكْرِ هَذَا الْبَيْتِ: وَقَدْ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ ماصِع فَجَعَلَهُ مَاءً قَلِيلًا. وَقَالَ شَمِرٌ: ماصِعٌ يُرِيدُ ناصِعٌ، صَيَّرَ النُّونَ مِيمًا؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي شِعْرٍ لَهُ آخَرَ فَجَعَلَ الماصِعَ كَدراً فَقَالَ: عَبَّتْ، بِمِشْفَرِها وفضْلِ زِمامِها، ... فِي فَضْلةٍ مِنْ ماصِعٍ مُتَكَدِّرِ والمَصِعُ: الشيْخُ الزَّحّارُ. قَالَ الأَزهريّ: وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ قَبَّحَه اللهُ وأُمًّا مَصَعَتْ بِهِ وَهُوَ أَن تُلْقِيَ المرأَةُ ولدَها بزَحْرةٍ واحدةٍ وتَرْمِيَه. ومَصَعَ بِالشَّيْءِ: رَمَى بِهِ. ومَصَعَ الطائرُ بذَرْقِه مَصْعاً: رَمَى. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ مَصَعَتِ الأُمّ بِوَلَدِهَا وأَمْصَعَت بِهِ، بالأَلف، وأَخْفَدَت بِهِ وحَطَأَتْ بِهِ وزَكَبَت بِهِ. ومَصَعَ بسَلْحِه مَصْعاً: رَمَى بِهِ مِنْ فَرَقٍ أَو عَجَلةٍ، وَقِيلَ: كلُّ مَا رُمِيَ بِهِ فَقَدْ مُصِعَ بِهِ مَصْعاً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ: تَرى أَثَرَ الحيّاتِ فِيهَا، كأَنَّها ... مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إِسْحِلِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها المَرامي أَو المَلاعِبُ أَو مَا أَشْبَه ذَلِكَ. والمَصُوعُ: الفَرُوقُ. والمُصْعُ والمُصَعُ: حَمْلُ العَوْسَجِ وثَمَرُه، وَهُوَ أَحمر يُؤْكَلُ، الْوَاحِدَةُ مُصْعةٌ ومُصَعة، يُقَالُ: هُوَ أَحمر كالمُصَعَةِ يَعْنِي ثَمَرَةَ العوْسَجِ، وَمِنْهُ ضَرْبٌ أَسود لَا يُؤْكَلُ عَلَى أَرْدإِ العَوْسَجِ وأَخْبَثِه شوْكاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ المُصَعِ قَوْلُ الضَّبِّيِّ: أَكانَ كَرِّي وإِقْدامي بِفي جُرَذٍ، ... بَيْنَ العَواسِجِ، أَحْنى حَوْلَه المُصَعُ؟ والمُصْعةُ والمُصَعةُ مِثَالُ الهُمَزة: طَائِرٌ صَغِيرٌ أَخضرُ يأْخذه الْفَخُّ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ وَيُرْوَى قَوْلُ الشمّاخِ يصِفُ نَبْعةً: فَمَظَّعَها شَهْرَيْن ماءَ لِحائِها، ... ويَنْظُرُ فِيهَا أَيَّها هُوَ غامِزُ بِالصَّادِّ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ؛ يَقُولُ: ترَك عَلَيْهَا قِشْرها حَتَّى جَفَّ عَلَيْهَا لِيطُها، وأَيَّها منصوب بغامِزٌ، وَالصَّحِيحُ فِي الرِّوَايَةِ فمَظَّعَها أَي شَرَّبَها ماءَ لِحائِها، وَهُوَ فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إِلى مَفْعُولَيْنِ كَشَرَّبَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ أَنْصَعْتُ لَهُ بِالْحَقِّ وأَمْصَعْتُ وعَجَّرْتُ وعَنَّقْتُ إِذا أَقرّ بِهِ وأَعطاه عفواً. مضع: مَضَعَه يَمْضَعُه مَضْعاً: تَناوَلَ عِرْضَه. والمُمْضَعُ: المُطْعَمُ لِلصَّيْدِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وأَنشد: رَمَتْنيَ مَيٌّ بالهَوى رَمْيَ مُمْضَعٍ، ... مِنَ الوَحْشِ، لَوْطٍ لم تَعُقْه الأَوانِسُ مطع: المَطْعُ: ضربٌ مِنَ الأَكل بأَدنى الفَمِ والتناوُلُ فِي الأَكل بِالثَّنَايَا وَمَا يَلِيهَا مِنْ مُقَدّمِ الأَسنان. يُقَالُ: هُوَ ماطِعٌ ناطِعٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ القَضْمُ. ومَطَعَ فِي الأَرض مَطْعاً ومُطُوعاً: ذهَب فَلَمْ يُوجَدْ. مظع: مَظَعَ الوَتَرَ يَمْظَعُه مَظْعاً ومَظَّعَه تَمْظِيعاً: مَلَّسَه ويبَّسَه، وَقِيلَ: وأَلانه، وَكَذَلِكَ الْخَشَبَةُ، وَقِيلَ: كلُّ مَا أَلانَه ومَلَّسَه، فَقَدْ مَظَعَه، ومَظَعَتِ الريحُ الخَشَبة: امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَها. ومَظَّعْتُ الخشَبةَ إِذا قَطَعْتَها رطْبةً ثُمَّ وَضعْتَها بِلِحائها فِي الشَّمْسِ حَتَّى تَتَشَرَّبَ ماءَها ويُتْرَك لِحاؤها عَلَيْهَا لئَلا تَتَصَدَّعَ وتَتَشَقَّقَ؛ قَالَ أَوس ابْنُ حَجَرٍ يَصِفُ رَجُلًا قَطَعَ شَجَرَةً يَتَّخِذُ مِنْهَا قوْساً: فَمَظَّعَها حَوْلَيْنِ ماءَ لِحائِها، ... تُعالى عَلَى ظَهْر العَرِيشِ وتُنْزَلُ الْعَرِيشُ: الْبَيْتُ؛ يَقُولُ تُرْفَع عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ وتُنْزَلُ بِالنَّهَارِ لِئَلَّا تُصِيبَهَا الشَّمْسُ فتتفطر. والتَّمَظُّعُ: شُرْبُ القضِيب مَاءَ اللِّحاء تَتْرُكُهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَتَشَرَّبَه فَيَكُونُ أَصلب لَهُ، وَقَدْ مَظَّعَه الماءَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: فَلَمَّا نَجا مِنْ ذلكَ الكَرْبِ، لَمْ يَزَلْ ... يُمَظِّعُها ماءَ اللِّحاءِ لِتَذْبُلا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا رَوَّى بالدسَمِ الثَّرِيدَ: قَدْ رَوَّغَه ومَرَّغَه ومَظَّعَه ومَرْطَلَه وسَغْبَلَه وسَغْسَغَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَظَّعَ القوْسَ والسَّهْمَ شَرّبهما؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ قَوْسًا: فمَظّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لحائِها، ... ويَنْظُرُ فِيها أَيَّها هُوَ غامِزُ والمَظْعُ فِعْلُهُ مُماتٌ، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ مَظَّعْت الْعُودَ إِذا تَرَكْتَهُ فِي لِحائِه لِيَشْرَبَ مَاءَهُ. ومَظَّعَ فُلَانٌ

الإِهابَ إِذا سَقَاهُ الدُّهْنَ حَتَّى يَشْرَبَه. وتَمَظَّعَ مَا عِنْدَهُ: تَلَحَّسَه كُلَّهُ. وَفُلَانٌ يَتَمَظّعُ الظلَّ أَي يَتَتَبَّعُه مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ. والمُظْعةُ: بَقِيّةٌ مِنَ الكَلإِ. معع: المَعُّ: الذّوَبانُ. والمَعْمَعةُ: صَوْتُ الحَريقِ فِي القَصَبِ وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: هُوَ حكايةُ صوتِ لَهَبِ النَّارِ إِذا شُبَّتْ بالضِّرامِ؛ وَمِنْهُ قولُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كمَعْمَعةِ السَّعَفِ المُوقَدِ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: مَنْ سَرَّه ضرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه ... بَعْضًا، كمَعْمَعةِ الأَباءِ المُحْرَقِ والمَعْمَعةُ: صَوْتُ الشُجَعاءِ فِي الْحَرْبِ، وَقَدْ مَعْمَعوا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ومَعْمَعَتْ فِي وَعْكةٍ ومَعْمَعا وَيُقَالُ لِلْحَرْبِ مَعْمَعةٌ، وَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما صَوْتُ المُقاتلةِ، وَالثَّانِي اسْتِعارُ نارِها. وَفِي حَدِيثٍ: لَا تَهْلِكُ أُمَّتي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُمُ التمايُلُ والتمايُزُ والمَعامِعُ ؛ المَعامِعُ شدَّة الحرْبِ والجِدُّ فِي القِتالِ وهَيْجُ الفِتَنِ والْتِهابُ نِيرانِها، والأَصل فِيهِ مَعْمعةُ النارِ، وَهِيَ سُرْعةُ تَلَهُّبِها، وَمِثْلُهُ مَعْمَعةُ الحرِّ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: الْآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ. والمَعْمَعةُ: شدَّةُ الْحَرِّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِذا الفَلاةُ أَوحَشَتْ فِي المَعْمَعهْ والمَعْمَعانُ كالمَعْمَعةِ، وَقِيلَ: هو أَشدُّ الْحَرِّ. وَلَيْلَةٌ مَعْمَعانةٌ ومَعْمَعانيَّةٌ: شديدةُ الْحَرِّ، وَكَذَلِكَ اليومُ مَعْمَعانيٌّ ومَعْمَعانٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ يَتَتَبَّعُ اليومَ المَعْمَعانِيَّ فيصومُه أَي الشديدَ الْحَرِّ. وَفِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ قَالَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنه لَيَظَلُّ فِي الْيَوْمِ المَعْمَعانيِّ البعيدِ مَا بَيْنَ الطرَفَيْنِ يُراوِحُ مَا بَيْنَ جَبْهَتِه وقدَمَيْه. ويومٌ مَعْماعٌ كمَعْمَعانيٍّ؛ قَالَ: يومٌ مِنَ الجَوْزاءِ مَعْماعٌ شَمِسْ ومَعْمَعَ القومُ أَي سَارُوا فِي شدَّةِ الْحَرِّ. والمَعْمَعُ: المرأَة الَّتِي أَمرُها مُجْمَعٌ لَا تُعْطِي أَحداً مِنْ مَالِهَا شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ أَوْفى بْنِ دَلْهَمٍ: النِّسَاءُ أَربع، فَمِنْهُنَّ مَعْمَع لَهَا شَيْئُها أَجْمَع ؛ هِيَ المسْتَبدةُ بِمَالِهَا عَنْ زَوْجِهَا لَا تواسِيه مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا فُسِّرَ. والمَعْمَعِيُّ: الرَّجُلُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ مَن غَلَب. وَيُقَالُ: مَعْمَعَ الرجلُ إِذا لَمْ يحْصُل عَلَى مذهَبٍ كأَنه يَقُولُ لكّلٍ أَنا معَك، وَمِنْهُ قِيلٌ لِمَثَلِهِ: رَجُلٌ إِمَّعٌ وإِمَّعةٌ. والمَعْمَعةُ: الدَّمْشَقةُ وَهُوَ عَمَلٌ فِي عَجَلٍ. وامرأَة مَعْمَعٌ: ذكِيَّةٌ مُتَوَقِّدةٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ومَعَ، بِتَحْرِيكِ الْعَيْنِ: كَلِمَةٌ تَضُمُّ الشَّيْءَ إِلى الشَّيْءِ وَهِيَ اسْمٌ مَعْنَاهُ الصُّحْبَةُ وأَصلها مَعاً، وَذَكَرَهَا الأَزهري فِي المعتلِّ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ: الَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَن مَعَ اسمٌ حَرَكَةُ آخِرِهِ مَعَ تَحَرُّكِ مَا قَبْلَهُ، وَقَدْ يسَكن ويُنَوَّنُ، تَقُولُ: جاؤوا مَعاً. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ مَعًا: وَقَالَ اللَّيْثُ كُنَّا مَعًا مَعْنَاهُ كُنَّا جَمِيعًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ ؛ نَصَبَ مَعَكُمْ كَنَصْبِ الظُّرُوفِ، تَقُولُ: أَنا مَعَكُمْ وأَنا خَلْفَكم، مَعْنَاهُ أَنا مستقِرّ مَعَكُمْ وأَنا مُسْتَقِرٌّ خَلْفَكُمْ. وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، أَي ناصِرُهم؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا؛ أَي اللَّهُ ناصِرنا، وَقَوْلُهُ:

وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ، مَعْنَاهُ كُونُوا صادِقين، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، مَعْنَاهُ بعدَ الْعُسْرِ يُسْر، وَقِيلَ: إِنَّ بِمَعْنَاهَا مَعْ بِسُكُونِ الْعَيْنِ غَيْرَ إِنَّ مَعَ الْمُتَحَرِّكَةِ تَكُونُ اسْمًا وَحَرْفًا وَمَعَ السَّاكِنَةِ الْعَيْنِ حَرْفٌ لَا غَيْرُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: ورِيشِي مِنْكُمُ وهَوايَ مَعْكُمْ، ... وإِنْ كانتْ زِيارَتُكم لِماما وَحَكَى الْكِسَائِيُّ عَنْ رَبِيعَةَ وغَنْمٍ أَنهم يسكِّنون الْعَيْنَ مِنْ مَعْ فَيَقُولُونَ معْكم ومعْنا، قَالَ: فإِذا جَاءَتِ الأَلف وَاللَّامُ وأَلف الْوَصْلِ اخْتَلَفُوا فِيهَا، فَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُ الْعَيْنَ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُهَا، فَيَقُولُونَ مَع القومِ ومَعَ ابنِك، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مَعِ الْقَوْمِ ومَعِ ابنِك، أَما مَنْ فَتَحَ الْعَيْنَ مَعَ الأَلف وَاللَّامِ فإِنه بَنَاهُ عَلَى قَوْلِكَ كُنَّا مَعاً وَنَحْنُ مَعًا، فَلَمَّا جَعَلَهَا حَرْفًا وأَخرجها مِنَ الِاسْمِ حَذَفَ الأَلف وَتَرَكَ الْعَيْنَ عَلَى فَتْحِهَا فَقَالَ: معَ الْقَوْمِ ومعَ ابْنِكَ، قَالَ: وَهُوَ كَلَامُ عَامَّةِ الْعَرَبِ، يَعْنِي فَتْحَ الْعَيْنِ مَعَ الأَلف وَاللَّامِ وَمَعَ أَلف الْوَصْلِ، قَالَ: وأَما مَنْ سكَّن فَقَالَ معْكم ثُمَّ كَسَرَ عِنْدَ أَلف الْوَصْلِ فإِنه أَخرجَه مُخْرَجَ الأَدَواتِ، مِثْلَ هَلْ وبَلْ وقدْ وكمْ، فَقَالَ: معِ القومِ كَقَوْلِكَ: كمِ القومُ وبلِ الْقَوْمُ، وَقَدْ ينوَّن فيقال جاؤوني مَعًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعاً تُسْتَعْمَلُ لِلِاثْنَيْنِ فصاعِداً، يُقَالُ: هُمْ مَعاً قِيامٌ وهنَّ مَعًا قيامٌ؛ قَالَ أُسامةُ بن الحرث الْهُذَلِيُّ: فسامُونا الهِدانةَ مِن قَريبٍ، ... وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّجُوبِ والهِدانةُ: المُوادَعةُ؛ وَقَالَ آخَرُ: لَا تُرْتَجى حِينَ تُلاقي الذَّائِدا، ... أَسَبْعةً لاقَتْ مَعاً أَمْ واحِداً؟ وإِذا أَكثر الرَّجُلُ مِنْ قَوْلِ مَعَ قِيلَ: هُوَ يُمَعْمِعُ مَعْمعةً. قَالَ: وَدِرْهَمٌ مَعْمَعِيٌّ كُتِبَ عَلَيْهِ مَعَ مَعَ؛ وَقَوْلُهُ: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ فِي فؤَادي، ... فَبادِيهِ مَعَ الْخَافِي يَسِيرُ أَراد فبادِيهِ مَضْمُومًا إِلى خافِيه يسِيرٌ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا وَصَفَ الْحُبَّ بالتغَلْغُلِ إِنما ذَلِكَ وصْفٌ يَخُصُّ الجَواهِرَ لَا الأَحْداثَ، أَلا تَرَى أَن المتغَلغِلَ فِي الشَّيْءِ لَا بدَّ أَن يَتَجَاوَزَ مَكَانًا إِلى آخَرَ؟ وَذَلِكَ تفرِيغُ مَكانٍ وشُغْلُ مَكَانٍ، وَهَذِهِ أَوصاف تَخُصُّ فِي الْحَقِيقَةِ الأَعيان لَا الأَحداث، فأَما التَّشْبِيهُ فلأَنه شَبَّهَ مَا لَا يَنْتَقِلُ وَلَا يَزُولُ بِمَا يَنْتَقِلُ وَيَزُولُ، وأَما الْمُبَالَغَةُ وَالتَّوْكِيدُ فإِنه أَخرجه عَنْ ضَعْفِ العَرَضِيَّةِ إِلى قُوَّةِ الجَوْهَرِيَّةِ. وَجِئْتُ مِن معِهم أَي مِنْ عِنْدِهِمْ. مقع: المَقْعُ: أَشدُّ الشُّرْبِ. ومَقَعَ الفصيلُ أُمَّه يَمْقَعُها مَقْعاً وامْتَقَعها: رَضَعَها بشدَّة، وَهُوَ أَن يَشْرَبَ مَا فِي ضَرْعِها. وامْتَقَعَ الفَصِيلُ مَا فِي ضَرْعِ أُمه إِذا شَرِبَ مَا فِيهِ أَجمع، وَكَذَلِكَ امْتَقَّه وامْتَكَّه. ومُقِعَ فُلَانٌ بسَوْءَةٍ مَقْعاً: رُمِيَ بِهَا. وَيُقَالُ: مَقَعْتُه بشرٍّ ولقَعْتُه مَعْنَاهُ إِذا رميْته بِهِ. وَيُقَالُ: امْتُقِعَ لونُه إِذا تَغَيَّرَ مِنْ حُزْنٍ أَو فزعٍ، وَكَذَلِكَ انْتُقِعَ، بِالنُّونِ، وابْتُقِعَ، بِالْبَاءِ، وَالْمِيمُ أَجود، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن مِيمَ امْتُقِعَ بَدَلٌ من نون انْتُقِعَ. ملع: المَلْعُ: الذَّهابُ فِي الأَرض، وَقِيلَ الطلَبُ، وَقِيلَ السُّرْعةُ والخِفَّةُ، وَقِيلَ شِدَّةُ السَّيْرِ، وَقِيلَ العَدْوُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ فَوْقَ الْمَشْيِ دُونَ الخَبَبِ، وَقِيلَ هُوَ السَّيْرُ السَّرِيعُ الْخَفِيفُ، مَلَعَ يَمْلَعُ مَلْعاً

ومَلَعاناً. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ أَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ ؛ المَلْع: السيْرُ الخفِيفُ السرِيعُ دُونَ الخَبَبِ، والوَضْعُ فَوْقَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: المَلْعُ سُرْعَةُ سَيْرِ النَّاقَةِ، وَقَدْ مَلَعَتْ وانْمَلَعَتْ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: فُتْلُ المَرافِقِ تَحْدُوها فَتَنْمَلِعُ وَجَمَلٌ مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ: سرِيعٌ، والأُنثى مَلُوعٌ ومَيْلَعٌ، ومِيلاعٌ نَادِرٌ فِيمَنْ جَعَلَهُ فِيعالًا، وَذَلِكَ لِاخْتِصَاصِ الْمَصْدَرِ بِهَذَا الْبِنَاءِ. الأَزهري: وَيُقَالُ نَاقَةٌ مَيْلَعٌ مَيْلَقٌ سريعةٌ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ مَيْلَعٌ. والمَيْلَعُ: الناقةُ الْخَفِيفَةُ السَّرِيعَةُ، وَمَا أَسْرَع مَلْعَها فِي الأَرض وَهُوَ سُرْعَةُ عَنَقِها؛ وأَنشد: جاءَتْ بِهِ مَيْلَعةٌ طِمِرَّهْ وأَنشد الْفَرَّاءُ: وتَهْفُو بِهادٍ لَها مَيلَعٍ، ... كَمَا أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا قَالَ: المَيْلَعُ المُضْطَرِبُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. والمَيْلَعُ: الخفيفُ. والقادِسُ: السفينةُ. والأَرْدَمُ: المَلَّاحُ. وعُقابُ مَلاعٍ مضافٌ، وعقابٌ مَلاعٌ «2» ومِلاعٌ ومَلُوعٌ: خَفِيفَةُ الضْرب والاخْتِطافِ؛ قَالَ إمْرؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بلَبُونِه ... عُقابُ مَلاعٍ، لَا عُقابُ القَواعِلِ مَعْنَاهُ أَنَّ العُقاب كلَّما عَلَتْ فِي الْجَبَلِ كَانَ أَسْرَعَ لانْقِضاضها، يَقُولُ: فَهَذِهِ عُقابُ مَلاعٍ أَي تَهوِي مِنْ عُلْوٍ، وَلَيْسَتْ بِعُقَابِ القَواعِلِ، وَهِيَ الجبالُ القِصارُ، وَقِيلَ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ المَلْعِ الَّذِي هُوَ العَدْوُ الشَّدِيدُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: عُقاب ملاعٍ تَصِيدُ الجِرْذانَ وحَشَراتِ الأَرض. والمَلِيعُ: الأَرضُ الواسعةُ، وَقِيلَ: الَّتِي لَا نَبَاتَ فِيهَا؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وَلَا مَحالةَ مِنْ قَبْرٍ بمَحْنِيةٍ ... أَو فِي مَلِيعٍ، كَظَهْرِ التُّرْس، وضَّاحِ وَكَذَلِكَ المَلاعُ والمَيْلَعُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الفَلاةُ الواسعةُ يَحْتَاجُ فِيهَا إِلى المَلْعِ الَّذِي هُوَ السُّرْعةُ، وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. والمَلِيعُ: الْفَسِيحُ الواسعُ مِنَ الأَرض الْبَعِيدُ المستَوِي، وإِنما سُمِّيَ مَلِيعاً لمَلْعِ الإِبلِ فِيهِ وَهُوَ ذَهَابُهَا. والمَلِيعُ: الفَضاءُ الواسعُ؛ وَقَوْلُ عَمْرِو بْنِ معديكَرِبَ: فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنا مَلِيعُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ المَلِيعُ هَاهُنَا الْفَلَاةَ، وأَن يَكُونَ مَلِيعٌ مَوْضِعًا بِعَيْنِهِ. والمَيْلَعُ: الطَّرِيقُ الَّذِي لَهُ سَنَدانِ مَدَّ البصرِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَلِيعُ كهيئةِ السِّكَّةِ ذاهبٌ فِي الأَرض ضَيِّقٌ قَعْرُه أَقل مِنْ قامةٍ، ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَن يَنْقَطِعَ ثُمَّ يَضْمَحِلَّ، إِنما يَكُونُ فِيمَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض فِي الصَّحارى ومُتُونِ الأَرض، يَقُودُ المَلِيعُ الغَلْوَتَينِ أَو أَقلّ، وَالْجَمَاعَةُ مُلُعٌ. ومَيْلَعٌ: اسْمُ كَلْبَةٍ؛ قَالَ رؤْبة: والشَّدُّ يُدْني لاحِقاً وهِبْلَعا، ... وصاحِبَ الحِرْجِ، ويُدْني مَيْلَعا

_ (2). قوله [وعقاب ملاع] يستفاد من مجموع كلامي القاموس وياقوت أن في ملاع ثلاثة أوجه: البناء على الكسر كقطام، والإعراب مصروفاً كسحاب، والمنع من الصرف وهو أقلها.

ومَلِيعٌ: هَضْبةٌ بِعَيْنِهَا؛ قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ: رأَيتُ، ودُونَها هَضْباتُ سَلْمَى، ... حُمُولَ الحَيِّ عالِيةً مَلِيعا قَالَ: مَلِيعٌ مَدَى البَصَرِ أَرضٌ مستويةٌ. ومَلاعِ: مَوْضِعٌ. والمَلِيعُ والمَلاعُ: المَفازَةُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا. وَمِنْ أَمثالهم قَوْلُهُمْ: أَوْدَتْ بِهِ عُقابُ مَلاعٍ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: ملاعٌ مُضَافٌ، وَيُقَالُ: مَلاعٌ مِنْ نَعْتِ العُقابِ أُضِيفَتْ إِلى نَعْتِها، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْوَاحِدِ وَالْجَمْعُ وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِهِمْ: طَارَتْ بِهِ العَنْقاءُ، وحَلَّقَتْ بِهِ عَنْقاءُ مُغْرِبٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: عُقابُ مَلاعٍ وَهُوَ العُقَيِّبُ الَّذِي يَصِيدُ الجِرْذانَ يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ مُوشْ خَوارْ؛ قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ يَداً مِنْ عُقَيِّبِ مَلاعَ يَا فَتَى، مَنْصُوبٌ، قَالَ: وَهُوَ عُقابٌ تأْخُذُ العصافيرَ والجِرْذان وَلَا تأْخذ أَكبر مِنْهَا. والمَيْلَع: السريعُ؛ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْر الأَسدي يَصِفُ فَرَسًا: مَيْلَعُ التقْريبِ يَعبُوبٌ، إِذا ... بادَرَ الجَوْنةَ، واحْمَرَّ الأُفُقْ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَلَعَ الفَصِيلُ أُمَّه ومَلق أُمه إِذا رَضَعَها. مَنَعَ: المَنْعُ: أَن تَحُولَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشَّيْءِ الَّذِي يُرِيدُهُ، وَهُوَ خلافُ الإِعْطاءِ، وَيُقَالُ: هُوَ تحجيرُ الشَّيْءِ، مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعاً ومَنَّعَه فامْتَنَع مِنْهُ وتمنَّع. وَرَجُلٌ مَنُوعٌ ومانِعٌ ومَنَّاعٌ: ضَنِينٌ مُمْسِكٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ* ، وَفِيهِ: وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً . ومَنِيعٌ: لَا يُخْلَصُ إِليه فِي قَوْمٍ مُنَعاءَ، وَالِاسْمُ المَنَعةُ والمَنْعةُ والمِنْعةُ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ مَنُوعٌ يَمْنَع غَيْرَهُ، وَرَجُلٌ مَنِعٌ يَمْنَعُ نَفْسَهُ، قَالَ: والمَنِيعُ أَيضاً الممتنِعُ، والمَنُوع الَّذِي مَنَعَ غَيْرَهُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: بَراني حُبُّ مَنْ لَا أَسْتَطِيعُ، ... ومَنْ هُوَ لِلَّذِي أَهْوَى مَنُوعُ والمانِعُ: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ لَا مانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ ، فَكَانَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي مَنِ استحقَّ العطاءَ وَيَمْنَعُ مَنْ لَمْ يَسْتَحِقَّ إِلَّا الْمَنْعَ، وَيُعْطِي مَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَادِلُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي مِنْ تَفْسِيرِ الْمَانِعِ أَنه تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَمْنَعُ أَهل دِينِهِ أَي يَحُوطُهم وَيَنْصُرُهُمْ، وَقِيلَ: يَمْنَعُ مَنْ يُرِيدُ مِنْ خَلْقِهِ مَا يُرِيدُ وَيُعْطِيهِ مَا يُرِيدُ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ فُلَانٌ فِي مَنَعةٍ أَي فِي قَوْمٍ يَحْمُونَهُ وَيَمْنَعُونَهُ، وَهَذَا الْمَعْنَى فِي صِفَةِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ بَالِغٌ، إِذ لَا مَنَعَةَ لِمَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ اللَّهُ وَلَا يَمْتَنِعْ مَنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لَهُ مَانِعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ مَن مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ أَي مَنْ حَرَمْتَه فَهُوَ مَحْرُومٌ لَا يُعْطِيهِ أَحد غَيْرُكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهات ومَنْعٍ وَهَاتِ أَي عَنْ مَنْعِ مَا عَلَيْهِ إِعطاؤُه وطَلبِ مَا لَيْسَ لَهُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ النَّجِيرَمِيّ «3»: مَنَعةٌ جَمْعُ مانِعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: سيَعُوذُ بِهَذَا البيتِ قومٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنْعةٌ أَي قوَّة تَمْنَعُ مَنْ يُرِيدُهُمْ بِسُوءٍ، وَقَدْ تُفْتَحُ النُّونُ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْفَتْحِ جمعُ مانِعٍ مِثْلُ كافِرٍ وكفَرةٍ. ومانَعْتُه الشيءَ مُمَانَعةً، ومَنُعَ الشيءُ مَناعةً، فَهُوَ

_ (3). قوله [النجيرمي] حكى ياقوت في معجمه فتح الجيم وكسرها مع فتح الراء

مَنِيعٌ: اعتَزَّ وتعسَّر. وَفُلَانٌ فِي عِزٍّ ومَنَعةٍ، بِالتَّحْرِيكِ وَقَدْ يُسكن، يُقَالُ: المَنعةُ جمعٌ كَمَا قدَّمنا أَي هُوَ فِي عِزٍّ وَمَنْ يَمْنعه مِنْ عشيرتِه، وَقَدْ تمنَّع. وامرأَة مَنِيعةٌ متمنِّعةٌ: لَا تُؤَاتَى عَلَى فاحِشةٍ، والفعلُ كَالْفِعْلِ، وَقَدْ مَنُعَتْ مَناعةً، وَكَذَلِكَ حصِنٌ مَنِيعٌ، وَقَدْ مَنُعَ، بِالضَّمِّ، مَناعةً إِذا لَمْ يُرَمْ. وَنَاقَةٌ مانِعٌ: مَنَعَتْ لَبَنَهَا، عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ أُسامةُ الهُذَلي: كأَني أُصادِيها عَلَى غُبْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصةٍ، قَدْ أَهْجَرَتها فُحُولُها ومَناعِ: بِمَعْنَى امْنَعْ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَن بَنِي أَسد يَفْتَحُونَ مَناعَها ودَراكَها وَمَا كَانَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، وَالْكَسْرُ أَعرف. وقوسٌ مَنْعةٌ: ممتنعةٌ مُتَأَبِّيةٌ شاقَّةٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ بَرَاءٍ: ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ، ... وَعَاصِمًا عَنْ مَنْعَةٍ قَذَّافِ والمُتَمنِّعَتانِ: البكْرَةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ عَلَى السَّنةِ لفَتائِهما وإِنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّةِ، وَهُمَا المُقاتِلتانِ الزمانَ عَلَى أَنفُسِهما. وَرَجُلٌ مَنِيعٌ: قويُّ الْبَدَنِ شديدُه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا مَنْعَ عَنْ ذَاكَ، قَالَ: والتأْويل حَقًّا أَنك إِن فَعَلْتَ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: المَنْعِيُّ أَكَّالُ المُنُوعِ وَهِيَ السَّرطاناتُ، وَاحِدُهَا مَنْعٌ. ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ: أَسماءٌ. ومَناعِ: هَضْبةٌ في جبل طيِءٍ. والمَناعةُ: اسْمُ بَلَدٌ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: أَرَى الدَّهْر لَا يَبْقَى عَلَى حَدَثانِه، ... أُبُودٌ بأَطرافِ المَناعةِ جَلْعَدُ «1» قَالَ ابْنُ جِنِّي: المَناعةُ تَحْتَمِلُ أَمرين: أَحدهما أَن تَكُونَ فَعالةً مِنْ مَنَعَ، وَالْآخَرُ أَن تَكُونَ مَفْعَلَةً مِنْ قَوْلِهِمْ جائِعٌ نائِعٌ، وأَصلها مَنْوَعةٌ فجرَت مَجْرى مَقامةٍ وأَصلُها مَقْوَمةٌ. مهع: فِي التَّهْذِيبِ خَاصَّةً: المَهَعُ، الْمِيمُ قَبْلَ الْهَاءِ: تَلَوُّنُ الْوَجْهِ مِنْ عارِضٍ فادِحٍ، وأَما المَهْيَعُ فَهُوَ مَفْعَلٌ مِنْ هاعَ يَهِيعُ، والميم ليست بأَصلية. موع: ماعَ الفِضّةُ والصُّفْرُ في النار: ذاب. ميع: ماعَ الماءُ والدمُ والسَّرابُ وَنَحْوُهُ يَمِيعُ مَيْعاً: جَرَى عَلَى وَجْهِ الأَرض جرْياً مُنْبَسِطًا فِي هِينةٍ، وأَماعَه إِماعَةً وإِماعاً؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشد اللَّيْثُ: كأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ، ... بساعِدَيْه جَسَدٌ مُوَرَّسُ، مِنَ الدِّماءِ، مائِعٌ ويُبَّسُ والمَيْعُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ ماعَ السمْنُ يَمِيعُ أَي ذابَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه سُئِلَ عَنْ فأْرةٍ وقَعَت فِي سَمْنٍ فَقَالَ: إِن كَانَ مَائِعًا فأَرِقْه، وإِن كَانَ جامِساً فأَلْقِ مَا حوْلَه ؛ قَوْلُهُ إِن كَانَ مَائِعًا أَي ذَائِبًا، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المَيْعَةُ لأَنها سائلةٌ، وَقَالَ عَطَاءٌ فِي تَفْسِيرِ الْوَيْلِ: الوَيْلُ وادٍ فِي جَهَنَّمَ لَوْ سُيِّرَت فِيهِ الإِبلُ لَماعَت مِنْ حَرّه فِيهِ أَي ذابَتْ وسالَتْ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ سُئِلَ عَنِ المُهْلِ: فأَذابَ فِضَّةً فَجَعَلَتْ تَمَيَّعُ وتَلَوَّنُ فَقَالَ: هَذَا مِنْ أَشْبهِ مَا أَنتم راؤُون بالمُهْلِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ: لَا يُرِيدُهَا أَحد بِكَيْدٍ إِلا انْماعَ كَمَا يَنْماعُ المِلْحُ فِي الماءِ أَي يَذُوبُ وَيَجْرِي. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: ماؤُنا يَمِيعُ وجَنابُنا مَرِيعٌ. وماعَ الشيءُ والصُّفْرُ والفِضَّةُ يَمِيعُ وتَمَيَّعَ: ذابَ وسالَ.

_ (1). قوله [بأطراف المناعة] تقدم في مادة أبد إِنشاده بأطراف المثاعد.

فصل النون

ومَيْعةُ الحُضْرِ والشَّبابِ والسُّكْرِ والنهارِ وجرْي الفَرَسِ: أَوَّلُه وأَنْشَطُه، وَقِيلَ: مَيْعةُ كلِّ شَيْءٍ مُعْظَمُه. والمَيْعةُ: سَيَلانُ الشَّيْءِ المَصْبُوبِ. والمَيْعةُ والمائِعةُ: ضَرْبٌ مِنَ العِطْرِ. والمَيْعةُ: صَمْغٌ يَسِيلُ مِنْ شَجَرِ بِبِلَادِ الرُّومِ يُؤْخَذُ فَيُطْبَخُ، فَمَا صَفَا مِنْهُ فَهُوَ المَيْعةُ السائلةُ، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ شِبْهَ الثَّجِير فَهُوَ المَيْعةُ اليابسةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِهَذِهِ الهَنةِ مَيْعةٌ لسَيَلانِه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: والقَيْظُ يُغْشِيها لُعاباً مائِعا، ... فَأْتَجَّ لَفَّافٌ بِهَا المَعامِعا ائْتَجَّ: تَوَهَّجَ، واللَّفَّافُ: القَيْظُ يَلُفُّ الْحَرَّ أَيْ يَجْمَعُهُ، ومَعْمَعةُ الْحَرِّ: التِهابُه. وَيُقَالُ لناصِيةِ الفرَس إِذا طالَتْ وسالتْ: مَائِعَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيٍّ: يهَزْهِزُ غُصناً ذَا ذوائبَ مَائِعًا أَراد بالغُصن الناصيةَ فصل النون نبع: نَبَعَ الماءُ ونبِعَ ونَبُعَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، يَنْبِعُ وينْبَعُ ويَنْبُع؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، نَبْعاً ونُبُوعاً: تَفجَّر، وَقِيلَ: خَرَجَ مِنَ الْعَيْنِ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْعَيْنُ يَنْبُوعاً؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ يَفْعُولٌ مِنْ نَبَعَ الْمَاءِ إِذا جَرَى مِنْ الْعَيْنِ وَجَمْعُهُ يَنابِيعُ، وَبِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ عَيْنُ مَاءٍ يُقَالُ لَهَا يَنْبُعُ تَسْقِي نَخِيلًا لآلِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ فأَمّا قَوْلُ عَنْتَرَةُ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ ... زَيّافةٍ، مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ فإِنما أَراد ينْبَع فأَشْبع فَتْحَةَ الْبَاءِ لِلضَّرُورَةِ فنشأَت بَعْدَهَا أَلف، فإِن سأَل سَائِلٌ فَقَالَ: إِذا كَانَ يَنْباعُ إِنما هُوَ إِشباع فَتْحَةِ بَاءِ يَنْبَعُ فَمَا تَقُولُ فِي يَنْبَاعُ هَذِهِ اللَّفْظَةِ إِذا سَمَّيْتَ بِهَا رَجُلًا أَتصرفه مَعْرِفَةً أَم لَا؟ فَالْجَوَابُ أَن سَبِيلَهُ أَن لَا يُصرف مَعْرِفَةً، وَذَلِكَ أَنه وإِن كَانَ أَصله يَنْبَعُ فَنُقِلَ إِلى يَنْباعُ فإِنه بَعْدَ النَّقْلِ قَدْ أَشبه مِثَالًا آخَرَ مِنَ الْفِعْلِ، وَهُوَ يَنْفَعِلُ مِثْلُ يَنْقادُ ويَنْحازُ، فَكَمَا أَنك لَوْ سَمَّيْتَ رَجُلًا يَنْقادُ أَو يَنْحازُ لَمَا صَرَفْتَهُ فَكَذَلِكَ يَنْبَاعُ، وإِن كَانَ قَدْ فُقِدَ لَفْظُ يَنْبَعُ وَهُوَ يَفْعَلُ فَقَدْ صَارَ إِلى يَنْبَاعُ الَّذِي هُوَ بِوَزْنِ يَنْحَازُ، فإِن قُلْتَ: إِنّ يَنْبَاعُ يَفْعالُ ويَنْحازُ يَنْفَعِلُ، وأَصله يَنْحَوِزُ، فَكَيْفَ يَجُوزُ أَن يُشَبِّهَ أَلف يَفْعالُ بِعَيْنِ يَنْفَعِلُ؟ فَالْجَوَابُ أَنه إِنما شَبَّهْنَاهُ بِهَا تَشْبِيهًا لَفْظِيًّا فَسَاغَ لَنَا ذَلِكَ وَلَمْ نُشَبِّهْهُ تَشْبِيهًا مَعْنَوِيًّا فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا ذَلِكَ، عَلَى أَن الأَصمعي قَدْ ذَهَبَ فِي يَنْبَاعُ إِلى أَنه يَنْفَعِلُ، قَالَ: وَيُقَالُ انْباعَ الشجاعُ يَنباعُ انْبِيَاعًا إِذا تَحَرَّكَ مِنَ الصَّفِّ مَاضِيًا، فَهَذَا يَنْفَعِلُ لَا مَحَالَةَ لأَجل مَاضِيهِ وَمَصْدَرِهِ لأَن انْباعَ لَا يَكُونُ إِلا انْفَعَلَ، والانْبِياعُ لَا يَكُونُ إِلَّا انْفِعالًا؛ أَنشد الأَصمعي: يُطْرِقُ حِلْماً وأَناةً مَعاً، ... ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشُّجاع ويَنْبُوعُه: مُفَجَّرُه. والينْبُوعُ: الجَدْوَلُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ الْعَيْنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ، وَالْجَمْعُ اليَنابِيعُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: ذَكَرَ الوُرُود بِهَا، وَسَاقَى أَمرُه ... سَوْماً، وأَقْبَل حَيْنُه يَتَنَبَّعُ والنَّبْعُ: شَجَرٌ، زَادَ الأَزهريّ: مِنْ أَشجار الجبالِ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّبْعِ، قِيلَ:

كَانَ شَجَرًا يَطُولُ ويَعْلُو فدَعا النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَا أَطالَك اللهُ مِنْ عُودٍ فَلَمْ يَطُلْ بَعْدُ ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: كأَنَّها، وَقَدْ بَراها الإِخْماسْ ... ودَلَجُ الليْلِ وهادٍ قَيّاسْ، شَرائِجُ النَّبْعِ بَراها القَوّاسْ قَالَ: وَرُبَّمَا اقْتُدِحَ بِهِ، الْوَاحِدَةُ نَبْعة؛ قَالَ الأَعشى: وَلَوْ رُمْت فِي ظُلْمةٍ قادِحاً ... حَصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْت نَارَا يَعْنِي أَنه مُؤَتًّى لَهُ حَتَّى لَوْ قَدَحَ حصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَى لَهُ، وَذَلِكَ مَا لَا يتأَتّى لأَحد، وَجَعَلَ النبْعَ مَثَلًا فِي قِلّة النَّارِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَالَ مَرَّةً: النبْعُ شَجَرٌ أَصفرُ العُود رَزِينُه ثقيلُه فِي الْيَدِ وإِذا تَقَادَمَ احْمَرَّ، قَالَ: وَكُلُّ القِسِيِّ إِذا ضُمَّت إِلى قَوْسِ النبْعِ كَرَمَتْها قوْسُ النبعِ لأَنها أَجمع القِسِيِّ للأَرْزِ واللِّين، يَعْنِي بالأَرْزِ الشدّةَ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الْعُودُ كَرِيمًا حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ، وَمِنْ أَغصانه تُتَّخَذُ السِّهامُ؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: وأَصْفَر مِنْ قِداحِ النبْعِ فرْع، ... بِهِ عَلَمانِ مِنْ عَقَبٍ وضَرْسِ يَقُولُ: إِنه بُرِيَ مِنْ فرْعِ الغُصْنِ لَيْسَ بِفِلْقٍ. الْمُبَرِّدُ: النبْعُ والشَّوْحَطُ والشَّرْيانُ شَجَرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكِنَّهَا تَخْتَلِفُ أَسماؤها لِاخْتِلَافِ منابِتها وَتُكْرَمُ عَلَى ذَلِكَ، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلّةِ الجبَلِ فَهُوَ النبْعُ، وَمَا كَانَ فِي سَفْحه فَهُوَ الشَّرْيان، وَمَا كَانَ فِي الحَضِيضِ فَهُوَ الشَّوْحَطُ، وَالنَّبْعُ لَا نَارَ فِيهِ وَلِذَلِكَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فَيُقَالُ: لَوِ اقْتَدَحَ فُلَانٌ بالنبْعِ لأَوْرَى نَارًا إِذا وُصِفَ بجَوْدةِ الرأْي والحِذْق بالأُمور؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يُفَضِّلُ قَوْسَ النَّبْعِ عَلَى قَوْسِ الشَّوْحَطِ وَالشِّرْيَانِ: وكيفَ تَخافُ القومَ، أُمُّكَ هابِلٌ، ... وعِنْدَكَ قوْسٌ فارِجٌ وجَفِيرُ مِنَ النبْعِ لَا شَرْيانةٌ مُسْتَحِيلةٌ، ... وَلَا شَوْحَطٌ عِنْدَ اللِّقاءِ غَرُورُ والنَّبَّاعةُ: الرّمّاعةُ مِنْ رأْسِ الصبيِّ قَبْلَ أَن تَشْتَدَّ، فإِذا اشْتَدَّت فَهِيَ اليافُوخُ. ويَنْبُع: مَوْضِعٌ بَيْنَ مكةَ والمدينةِ؛ قَالَ كثيِّر: ومَرَّ فأَرْوَى يَنْبُعاً فجُنُوبَه، ... وَقَدْ جِيدَ مِنْهُ جَيْدَةٌ فَعَباثِرُ ونُبايِعُ: اسْمُ مكانٍ أَو جَبل أَوْ وادٍ فِي بِلَادِ هُذَيْلٍ؛ ذَكَرَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: وكأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِعٍ، ... وأُولاتِ ذِي العَرْجاءِ، نَهْبٌ مُجْمَعُ وَيُجْمَعُ عَلَى نُبايِعاتٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْمُفَضَّلُ فِيهِ الْيَاءَ قَبْلَ النُّونِ، وَرَوَى غَيْرُهُ نُبايِع كَمَا ذَهَبَ إِليه ابْنُ الْقَطَّاعِ. ويُنابِعا مَضْمُومُ الأَوّل مَقْصُورٌ: مكانٌ، فإِذا فُتِحَ أَوّله مُدّ، هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ، وَحَكَى غَيْرُهُ فِيهِ الْمَدَّ مَعَ الضَّمِّ. ونَبايِعات: اسْمُ مَكَانٍ. ويُنابِعات أَيضاً، بِضَمِّ أَوَّله، قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ، وأَما ابْنُ جِنِّي فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا، وَقَالَ: مَا أَظرَفَ بأَبي بَكْرٍ أَنْ أَوْرَدَه عَلَى أَنه أَحد الْفَوَائِتِ، أَلا يَعْلَمُ أَن سِيبَوَيْهِ قَالَ: وَيَكُونُ عَلَى يَفاعِلَ نَحْوُ اليَحامِدِ واليَرامِعِ؟ فأَما إِلْحاق عَلَمِ التأْنيث وَالْجَمْعِ بِهِ فزائِدٌ عَلَى الْمِثَالِ غَيْرُ مُحْتَسَبٍ بِهِ، وإِن

رَوَاهُ راوٍ نُبايِعات فنُبايِعُ نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونُقاتِلُ، نُقِلَ وجُمِعَ وَكَذَلِكَ يُنابِعاوات. ونَوابِعُ الْبَعِيرِ: المواضعُ الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا عَرَقُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنَّبِيعُ أَيضاً العَرَقُ؛ قَالَ الْمِرَارُ: تَرى بِلِحَى جَماجِمها نَبِيعا وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ عَنْ الأَصمعي قَالَ: يُقَالُ قَدِ انْباعَ فُلَانٌ عَلَيْنَا بِالْكَلَامِ أَي انْبَعَثَ. وَفِي الْمَثَلِ: مُخْرَنْبِقٌ ليَنباعَ أَي ساكِتٌ ليَنْبَعِثَ ومُطْرِقٌ ليَنْثالَ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْباعَ حَقُّهُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ بوعَ لأَنه انْفَعَلَ مِنْ باعَ الفرسُ يَبُوعُ إِذا انْبَسَطَ فِي جَرْيِه، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ تَرْجَمَةِ بَوَعَ. والنَّبَّاعةُ: الاسْتُ، يُقَالُ: كَذَبَتْ نَبّاعَتُك إِذا رَدَمَ، وَيُقَالُ بالغين المعجمة أَيضاً. نتع: نَتَعَ العَرَقُ يَنْتُعُ نَتْعاً ونُتُوعاً: كَنَبَعَ إِلا أَن نَتَعَ فِي العرَق أَحسنُ، ونَتَعَ الدَّمُ مِنَ الجُرْحِ والماءُ مِنَ الْعَيْنِ أَو الْحَجَرِ يَنْتِعُ ويَنْتُعُ: خَرَجَ قَلِيلًا قَلِيلًا. ابْنُ الأَعرابي: أَنْتَع الرَّجُلُ إِذا عَرِقَ عرَقاً كَثِيرًا. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ فِي المُتَلاحِمةِ مِنَ الشِّجاجِ: وَهِيَ الَّتِي تَشُقُّ الْجِلْدَ فَتُزِلْهُ فيَنْتُعُ اللحمُ وَلَا يَكُونُ للمِسْبارِ فِيهِ طَرِيقٌ، قَالَ: والنَّتْعُ أَن لَا يَكُونَ دُونَهُ شَيْءٌ مِنَ الْجِلْدِ يُوارِيه وَلَا وَراءه عَظْمٌ يَخْرُجُ قَدْ حَالَ دُونَ ذَلِكَ العظمِ فَتِلْكَ المُتَلاحِمةُ. نثع: ابْنُ الأَعرابي: أَنْثَعَ الرجلُ إِذا قَاءَ، وأَنْثَعَ إِذا خَرَجَ الدمُ مِنْ أَنفه غَالِبًا لَهُ. أَبو زَيْدٍ: أَنْثَعَ القَيْءُ مِنْ فِيهِ إِنْثاعاً، وَكَذَلِكَ الدَّمُ مِنَ الأَنف. وأَنْثَعَ القيءُ وَالدَّمُ: تَبِعَ بعضُه بَعْضًا. نجع: النُّجْعةُ عِنْدَ الْعَرَبِ: المَذْهَبُ فِي طلَبِ الكلإِ فِي مَوْضِعِهِ. والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عِنْدَ هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ مَاءُ السَّمَاءِ فِي الغُدْرانِ، فَلَا يَزَالُونَ حَاضِرَةً يَشْرَبُونَ الْمَاءَ العِدَّ حَتَّى يَقَعَ ربِيعٌ بالأَرض، خَرَفِيّاً كَانَ أَو شَتِيّاً، فإِذا وَقَعَ الرَّبِيعُ تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وَتَتَبَّعُوا مَساقِطَ الْغَيْثِ يَرْعَوْنَ الكَلأَ والعُشْبَ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، وَيَشْرَبُونَ الكَرَعَ، وَهُوَ ماءُ السماءِ، فَلَا يَزَالُونَ فِي النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ مِنْ عَامٍ قَابِلٍ وتَنِشَّ الغُدْرانُ، فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم عَلَى أَعدادِ الْمِيَاهِ. والنُّجْعةُ: طَلَبُ الكَلإِ والعُرْفِ، وَيُسْتَعَارُ فِيمَا سِوَاهُمَا فَيُقَالُ: فُلَانٌ نُجْعَتِي أَي أَمَلي عَلَى الْمِثَالِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ. والمُنْتَجَعُ: المَنْزِلُ فِي طَلب الكلإِ، والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى الْمِيَاهِ. وَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون، ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها وانْتَجَعُوها. وَفِي حَدِيثِ بُدَيْلٍ: هَذِهِ هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا ؛ التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة: طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ. وَيُقَالُ: انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف، وانْتَجَعْنا فُلَانًا إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فقلتُ لصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا وَيُقَالُ للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ، وَجَمْعُهُ مناجِعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها، ... والقُفّ مِمَّا تَراه فِرْقةً دَرَرا «2».

_ (2). قوله [فرقة] كذا بالأصل مضبوطاً، والذي تقدم في مادة درر: فوقه

وَكَذَلِكَ نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه؛ قَالَ: أَعْطاكَ يَا زَيْدُ الَّذِي أَعْطَى النّعَمْ ... بَوائِكاً لَمْ تَنْتَجِعْ مِنَ الغَنَمْ «1» وَاسْتَعْمَلَ عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ فِي الْحَرْبِ لأَنهم إِنما يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلى الإِغارة وَالنَّهْبِ فَقَالَ: فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ فِي ... جَحْفَلٍ، كالليْلِ، خَطَّارِ العَوالي ونَجع الطعامُ فِي الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً: هَنأَ آكِلَه أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عَلَيْهِ. ونَجع فِيهِ الدّواءُ وأَنْجَعَ إِذا عَمِلَ، وَيُقَالُ: أَنْجَعَ إِذا نفَع. ونجَع فِيهِ القولُ والخِطابُ والوَعْظُ: عَمِلَ فِيهِ وَدَخَلَ وأَثَّرَ. ونجَع فِيهِ الدواءُ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ونجَع فِي الدَّابَّةِ العلَفُ، وَلَا يُقَالُ أَنْجَعَ. والنَّجُوعُ: المَدِيدُ. ونَجَعَه: سَقَاهُ النَّجُوعَ وَهُوَ أَن يَسْقِيَه الْمَاءُ بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ، وَقَدْ نَجَعْتُ الْبَعِيرَ. وَتَقُولُ: هَذَا طَعَامٌ يُنْجَعُ عَنْهُ ويُنْجَعُ بِهِ ويُسْتَنْجَعُ بِهِ ويُسْتَرْجَعُ عَنْهُ، وَذَلِكَ إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ الرِّعْيُ، وَهُوَ طَعَامٌ ناجِعٌ ومُنْجِعٌ وغائِرٌ. وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ: مَرِيءٌ، وَمَاءٌ نَجِيعٌ كَمَا يُقَالُ نَمِيرٌ. وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح. والنَّجِيعُ: الدمُ، وَقِيلَ: هُوَ دَمُ الجَوفِ خاصَّة، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيُّ مِنْهُ، وَقِيلَ: مَا كَانَ إِلى السَّوَادِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الدمُ المَصْبُوب؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ: عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه، ... مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح ونَجُوعُ الصَّبِيِّ: هُوَ اللَّبَنُ. ونُجِعَ الصَّبِيُّ بِلَبَنِ الشَّاةِ إِذا غُذِيَ بِهِ وسُقِيَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبيّ: وَسُئِلَ عَنِ النَّبِيذِ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِاللَّبَنِ الَّذِي نُجِعْتَ بِهِ أَي سُقِيتَه فِي الصِّغَرِ وغُذِّيت بِهِ. والنَّجِيعُ: خَبَطٌ يُضْرَبُ بِالدَّقِيقِ وَبِالْمَاءِ يُوجَرُ الجَمل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: دَخَلَ عَلَيْهِ المِقْدادُ بالسُّقْيا وَهُوَ يَنْجَع بَكَراتٍ لَهُ دَقِيقًا وخَبَطاً أَي يَعْلِفُها، يُقَالُ: نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ، وَهُوَ أَن يُخْلَطَ العلَفُ مِنَ الخبَط وَالدَّقِيقِ بِالْمَاءِ ثُمَّ تسقاه الإِبلُ. نخع: النِّخاعُ والنُّخاعُ والنَّخاعُ: عِرْقٌ أَبيض فِي دَاخِلِ الْعُنُقِ يَنْقَادُ فِي فَقارِ الصُّلْبِ حَتَّى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ، وَهُوَ يَسْقِي العِظامَ؛ قال ربيعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّيّ: لَهُ بُرةٌ إِذا مَا لَجَّ عاجَتْ ... أَخادِعُه، فَلانَ لَها النّخاعُ ونَخَع الشاةَ نَخْعاً: قَطَعَ نخاعَها. والمَنْخَعُ: مَوْضِعُ قَطْعِ النّخاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا لَا تَنْخَعُوا الذَّبِيحةَ حَتَّى تَجِبَ أَي لَا تَقْطَعُوا رَقَبَتَهَا وتَفْصِلُوها قَبْلَ أَن تَسْكُنَ حَرَكَتُهَا. والنخْعُ لِلذَّبِيحَةِ: أَن يَعْجَلَ الذابحُ فَيَبْلُغَ القَطْعُ إِلى النّخاعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النُّخَاعُ خيْطٌ أَبيض يَكُونُ دَاخِلَ عَظْمِ الرَّقَبَةِ وَيَكُونُ مُمْتَدًّا إِلى الصُّلْبِ، وَيُقَالُ لَهُ خَيْطُ الرَّقَبَةِ. وَيُقَالُ: النُّخَاعُ خَيْطُ الفَقارِ المتصل بالدماغ.

_ (1). قوله [أعطاك إلخ] كذا بالأصل هنا وسيأتي إنشاده في مادة بوك: أَعْطَاكَ يَا زَيْدُ الَّذِي يُعْطِي النِّعَمْ مِنْ غَيْرِ مَا تَمَنُّنٍ وَلَا عَدَمْ بَوَائِكًا لَمْ تَنْتَجِعْ مَعَ الغنم

والمَنْخَعُ: مَفْصِلُ الفَهْقة بَيْنَ العُنق والرأْس مِنْ بَاطِنٍ. يُقَالُ: ذَبَحَهُ فنَخَعَه نَخْعاً أَي جَاوَزَ مُنْتَهَى الذبْح إِلى النُّخَاعِ. يُقَالُ: دَابَّةٌ مَنْخُوعةٌ. والنخْعُ: القتلُ الشديدُ مُشْتَقٌّ مِنْ قَطْعِ النُّخَاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّ أَنْخَعَ الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ أَن يَتَسَمَّى الرجلُ بِاسْمِ مَلِك الأَمْلاكِ أَي أَقْتَلَها لِصَاحِبِهِ وأَهْلَكَها لَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والنخْع أَشدُّ الْقَتْلِ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: إِنّ أَخْنَعَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، أَي أَذلّ. والناخعُ: الَّذِي قَتَلَ الأَمْرَ عِلْماً، وَقِيلَ: هُوَ المُبِين للأُمور. ونَخَع الشاةَ نَخْعاً: ذَبَحَهَا حَتَّى جَاوَزَ المَذْبَحَ مِنْ ذَلِكَ؛ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَنَخَّعَ السحابُ إِذا قاءَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَطَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وحالِكةِ اللَّيالي مِنْ جُمادَى، ... تَنَخَّعَ فِي جَواشِنِها السَّحابُ والنُّخاعةُ، بِالضَّمِّ: مَا تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ. وتَنَخَّع الرجلُ: رمَى بنُخاعتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: النُّخاعةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئةٌ ، قَالَ: هِيَ البَزْقةُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ أَصل الْفَمِ مِمَّا يَلِي أَصل النّخاعِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجْعَلْ أَحد النُّخاعة بِمَنْزِلَةِ النُّخَامَةِ إِلا بَعْضَ الْبَصْرِيِّينَ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. ونخَع بحَقِّي يَنْخَعُ نُخُوعاً ونَخِعَ: أَقَرَّ، وكذلك بَخَعَ، بالياء أَيضاً، أَي أَذْعَنَ. وانْتَخَعَ فُلَانٌ عَنْ أَرضه: بَعُدَ عَنْهَا. والنَّخَعُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْد، وَقِيلَ: النَّخَعُ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ رهْطُ إِبراهيم النَّخَعِيّ. ونَخَعْتُه النصِيحةَ والوِدّ أَخْلَصْتُهما. ويَنْخَع: موضعٌ. ندع: ابْنُ الأَعرابي: أَنْدَعَ الرجلُ إِذا تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ والأَنْذالِ، قال: وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طريقةَ الصالحينَ. نزع: نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً، فَهُوَ مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ، وانْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، وَفَرَّقَ سِيبَوَيْهِ بَيْنَ نَزَعَ وانْتَزَعَ فَقَالَ: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ، ونزَع: حَوَّلَ الشَّيْءَ عَنْ مَوْضِعِهِ وإِن كَانَ عَلَى نَحْوِ الاسْتِلاب. وانْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثُمَّ حَمل. وانتزَع الشيءُ: انقلَع. ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عَنْ عَمَلِهِ: أَزالَه، وَهُوَ عَلَى المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فَقَدِ اقْتَلَعَه وأَزالَه. وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ فِي النزْعِ أَي فِي قَلْعِ الحياةِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كَانَ فِي السِّياقِ عِنْدَ الموْتِ، وَكَذَلِكَ هُوَ يَسُوقُ سَوْقاً، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: تَنْزِعُ الأَنْفُس مِنْ صدورِ الكفَّارِ كَمَا يُغْرِقُ النازِعُ فِي القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: يَعْنِي بِهِ الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الْكَافِرِ وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَمرُ خروجِ رُوحِه، وَقِيلَ: النَّازِعاتِ غَرْقاً القِسِيُّ، وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً الأَوْهاقُ، وَقِيلَ: النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ وتَنْشِطُ. والمِنْزَعةُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ نَحْوَ المِلْعَقةِ تَكُونُ مَعَ مُشْتارِ العَسلِ يَنْزِعُ بِهَا النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ، وَتُسَمَّى المِحْبَضَ. ونزَع عَنِ الصَّبِيِّ والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ وانْتَهَى، وَرُبَّمَا قَالُوا نَزْعاً. ونازَعَتْنِي نَفْسِي إِلى هَواها نِزاعاً: غالَبَتْنِي. ونَزَعْتُها أَنا: غَلَبْتُها. وَيُقَالُ للإِنسان إِذا هَوِيَ شَيْئًا ونازَعَتْه نفسُه إِليه: هُوَ يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً. ونزَع الدلْوَ مِنَ الْبِئْرِ يَنْزِعُها نزْعاً ونزَع بِهَا، كِلَاهُمَا: جَذَبَها بِغَيْرِ قَامَةٍ

وأَخرجها؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ، ... تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ تَقَطِّيها: خروجُها قَلِيلًا قَلِيلًا بِغَيْرِ قَامَةٍ، وأَصل النَّزْعِ الجَذْبُ والقَلْعُ، وَمِنْهُ نَزْعُ الميتِ رُوحه. ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها. وبئرٌ نَزُوعٌ ونَزِيعٌ: قَرِيبَةُ القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً لِقُرْبِهَا، ونَزوعٌ هُنَا لِلْمَفْعُولِ مِثْلَ رَكُوبٍ، وَالْجَمْعُ نِزاعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: رأَيْتُنِي أَنْزِعُ عَلَى قلِيبٍ ؛ مَعْنَاهُ رأَيْتُنِي فِي المنامِ أَستَقِي بيدِي مِنْ قَلِيبٍ، يُقَالُ: نزَع بِيَدِهِ إِذا اسْتَقَى بدَلْوٍ عُلِّقَ فِيهَا الرِّشاءُ. وجَمل نَزُوعٌ: يُنْزَعُ عَلَيْهِ الماءُ مِنَ الْبِئْرِ وَحْدَهُ. والمَنْزَعةُ: رأْسُ الْبِئْرِ الَّذِي يُنْزَعُ عَلَيْهِ؛ قَالَ: يَا عَيْنُ بَكّي عَامِرًا يومَ النَّهَلْ، ... عِنْدَ العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ، قامَ عَلَى مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ صخرةٌ تَكُونَ عَلَى رأْسِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهَا السَّاقِي، والعُقابانِ مِنْ جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى القِبيلةَ. وَفُلَانٌ قَرِيبُ المَنْزَعةِ أَي قَرِيبُ الهِمّةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: وانْتِزاعُ النّيّةِ بُعْدُها؛ وَمِنْهُ نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً: حَنَّ واشتاقَ، وَهُوَ نَزُوعٌ، وَالْجَمْعُ نُزُعٌ، وَنَاقَةٌ نازِعٌ إِلى وطنِها بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ نَوازِعُ، وَهِيَ النّزائِعُ، وَاحِدَتُهَا نَزِيعةٌ. وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ؛ قَالَ جَمِيلٌ: فقلتُ لَهُمْ: لَا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا ... إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يَكُونُ؟ وأَنْزَعَ القومُ فَهُمْ مُنْزِعُون: نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها؛ قَالَ: فَقَدْ أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا أَهافُوا: عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ: الْغَرِيبُ، وَهُوَ أَيضاً الْبَعِيدُ. والنَّزِيعُ: الَّذِي أُمُّه سَبيَّةٌ؛ قَالَ المرّارُ: عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً، ... ضَنِينَ المالِ، والوَلَدَ النَّزِيعا ونُزّاعُ القَبائِلِ: غُرَباؤُهم الَّذِينَ يُجاوِرُون قَبائِلَ لَيْسُوا مِنْهُمُ، الْوَاحِدُ نَزِيعٌ ونازعٌ. والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ: الغُرَباءُ، وَفِي الْحَدِيثِ: طُوبَى للغُرَباء قِيلَ: مَنْ هُم يَا رسولَ اللهِ؟ قَالَ: النُّزّاعُ مِنَ القبائِلِ ؛ هُوَ الَّذِي نزَع عَنْ أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ، وَقِيلَ: لأَنه نزَع إِلى وَطَنِهِ أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ، وَالْمُرَادُ الأَوّل أَي طُوبَى لِلْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ هجَروا أَوطانَهم فِي اللَّهِ تَعَالَى. ونزَع إِلى عِرْقٍ كَرِيمٍ أَو لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت بِهِ أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع إِليها، قَالَ: ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ، وَفِي حَدِيثِ القَذْفِ: إِنما هُوَ عِرْقٌ نزَعَه. والنَّزِيعُ: الشريفُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِي نزَع إِلى عِرْق كَرِيمٍ، وَكَذَلِكَ فرَس نَزِيعٌ. ونزَع فُلَانٌ إِلى أَبيه يَنْزِعُ فِي الشَّبَه أَي ذهَب إِليه وأَشْبهه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ نَزَعْتَ بمثْلِ مَا فِي التوراةِ أَي جئتَ بِمَا يُشْبهها. والنَّزائِعُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ، وَاحِدَتُهَا نَزِيعةٌ، وَقِيلَ: النَّزائِعُ مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ الَّتِي انْتُزِعَت مِنْ أَيْدِي الغُرباء، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَيدي قَوْمٍ آخَرِين، وجُلِبَتْ إِلى غَيْرِ بِلَادِهَا،

وَقِيلَ: هِيَ المُنْتَقَذةُ مِنْ أَيديهم، وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي تُزَوَّجُ فِي غَيْرِ عَشِيرَتِهَا فَتُنْقَلُ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نَزِيعةٌ. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ: أَن قَبائِلَ مِنَ الأَزْد نَتَّجُوا فِيهَا النَّزائِعَ أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها مِنْ أَيدي النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لآلِ السَّائِبِ: قَدْ أَضْوَيْتُم فانكِحوا فِي النَّزائِعِ أَي فِي النِّسَاءِ الغرائبِ مِنْ عَشِيرَتِكُمْ. وَيُقَالُ: هَذِهِ الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كَذَا أَي تَتَّصِلُ بِهَا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَقًى بَيْنَ أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ ... حِبالًا، بِهِنَّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ والمَنْزَعةُ: القوْسُ الفَجْواءُ. ونَزَع فِي القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً: مَدَّ بالوتَر، وَقِيلَ: جذَبَ الْوَتَرَ بِالسَّهْمِ: والنّزَعةُ: الرُّماةُ، واحدُهم نازِعٌ. وَفِي مثلٍ: عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رَجَعَ الْحَقُّ إِلى أَهله وقامَ بإِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ، وَهُوَ جَمْعُ نازِعٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَفِي الْمَثَلِ عادَ الرَّمْيُ عَلَى النَّزَعةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي يَحِيقُ بِهِ مَكْرُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَنْ تَخُورَ قُوىً مَا دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ عَلَى فَرَسِهِ. وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً: رَمَاهُ بِهِ، واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً، فَهَوَى لَهُ ... سَهْمٌ، فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ فُرَّهاً جَمْعُ فَارِهٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ: ورَمَى فأَنفَذَ، وَالصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَاهُ. والمِنْزَعُ أَيضاً: السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ أَبْعَدَ مَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ لتُقَدَّر بِهِ الغَلْوةُ؛ قَالَ الأَعشى: فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْحَطِ، ... غالَتْ بِهِ يَمِينُ المُغالي وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِنْزَعُ حَدِيدَةٌ لَا سِنْخَ لَهَا إِنما هِيَ أَدْنى حديدةٍ لَا خَيْرَ فِيهَا، تؤخَذ وتُدْخَلُ فِي الرُّعْظِ. وانْتَزَعَ بِالْآيَةِ والشّعْرِ: تمثَّلَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَنْبَطَ مَعْنَى آيةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ انْتَزَعَ مَعْنًى جيِّداً، ونَزَعَه مِثْلَهُ أَي اسْتَخْرَجَه. ومُنازَعةُ الكأْس: مُعاطاتُها. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لَا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ ؛ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فِيهِ يتجاذَبُون. وَيُقَالُ: نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صَافَحَنِي. والمُنازعةُ: المُصافَحةُ؛ قَالَ الرَّاعِي: يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ، كأَنما ... يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ والمُنازعةُ: المُجاذَبةُ فِي الأَعْيانِ والمَعاني؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنا فَرَطُكم عَلَى الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ مَا نُوزِعْتُ فِي أَحدِكم فأَقولُ هَذَا مِني أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مِنِّي. والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: الخُصومة. والمُنازَعةُ فِي الخُصومةِ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ فِيمَا يَتنازَعُ فِيهِ الخَصْمانِ. وَقَدْ نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً: جاذَبه فِي الْخُصُومَةِ؛ قَالَ ابْنِ مُقْبِلٍ: نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ ... مِنَ الأَحاديثِ، حَتَّى زِدْنَنِي لِينَا أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَالُ

فِي الْعَاقِبَةِ فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عَنْهُ بِغَلَبْتُه. والتنازُع: التخاصُمُ. وتنازَعَ القومُ: اخْتَصَمُوا. وَبَيْنَهُمْ نِزاعةٌ أَي خصومةٌ فِي حَقٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلَّى يَوْمًا فَلَمَّا سلَّم مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: مَا لِي أُنازَعُ القرآنَ أَي أُجاذَبُ فِي قِرَاءَتِهِ، وَذَلِكَ أَن بَعْضَ المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فَشَغَلَهُ فَنَهَاهُ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَهُ. والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: مَا يرجِعُ إِليه الرَّجُلُ مِنْ أَمره ورأْيِه وتدبيرِه. قَالَ الأَصمعي: يَقُولُونَ وَاللَّهِ لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً، بِكَسْرِ الْمِيمِ، ومَنْزَعةً، بِفَتْحِهَا، أَي رأْياً وَتَدْبِيرًا؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي مِفْعلة ومَفْعلة، وَقِيلَ: المنزَعةُ قُوَّةُ عزْمِ الرأْي والهِمّة، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الجيِّد الرأْي: إِنه لجيِّد الْمَنْزَعَةِ. ونَزَعَتِ الْخَيْلُ تَنْزِعُ: جَرَتْ طِلْقاً؛ وأَنشد: والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا فِي أَعِنَّتِها، ... كالطيرِ تَنْجُو مِنَ الشُّؤْبوبِ ذِي البَرَدِ ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً: جادَ بنفسِه. ومَنْزعة الشرابِ: طِيبُ مَقْطَعِه، يُقَالُ: شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طَيُّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خِتامُهُ مِسْكٌ، إِنهم إِذا شَرِبُوا الرَّحيقَ فَفَنِيَ مَا فِي الكأْس وَانْقَطَعَ الشرْب انْخَتَمَ ذَلِكَ بِرِيحِ الْمِسْكِ. والنَّزَعُ: انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عَنْ جَانِبَيِ الجَبْهةِ، وموضِعُه النَّزَعةُ، وَقَدْ نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً، وَهُوَ أَنْزَعُ بَيِّنُ النَّزَعِ، وَالِاسْمُ النَّزَعةُ، وامرأَة نَزْعاءُ؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ امرأَة نَزْعَاءُ، وَلَكِنْ يُقَالُ زَعْراءُ. والنَّزَعتانِ: ما يَنْحَسِرُ عنه الشَّعْرِ مِنْ أَعلى الجَبينَينِ حَتَّى يُصَعِّدَ فِي الرأْس. والنَّزْعاءُ مِنَ الجِباهِ الَّتِي أَقبلت نَاصِيَتُهَا وَارْتَفَعَ أَعلى شعَرِ صُدْغِها. وَفِي حَدِيثِ الْقُرَشِيِّ: أَسَرني رَجُلٌ أَنْزَعُ. وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: البَطِينُ الأَنْزَعُ. وَالْعَرَبُ تحبُّ النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ، وتَزْعُمُ أَن الأَغم الْقَفَا وَالْجَبِينَ لَا يَكُونُ إِلا لَئِيماً: ومنه وقول هُدْبةَ بْنِ خَشْرَمٍ: وَلَا تَنْكِحي، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا، ... أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظَهَرَتْ نَزَعَتاه. ونَزَعَه بنَزِيعةٍ: نَخَسَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَغَنَمٌ نُزُعٌ ونُزَّعٌ: حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ، وَبِهَا نِزاعٌ، وَشَاةٌ نازِعٌ. والنزائِعُ مِنَ الرِّياحِ: هِيَ النُّكْبُ، سُمِّيَتْ نزائِعَ لِاخْتِلَافِ مَهابِّها. والنَّزَعةُ: بِقْلَةٌ كالخَضِرةِ، وثُمام مُنَزَّعٌ: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّزَعةُ تَكُونُ بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ وَلَا ثَمَرٌ، تأْكلها الإِبل إِذا لَمْ تَجِدْ غَيْرَهَا، فإِذا أَكلتها امْتَنَعَتْ أَلبانها خُبْثاً. ورأَيت فِي التَّهْذِيبِ: النزعةُ نَبت مَعْرُوفٌ. ورأَيت فُلَانًا مُتَنَزِّعاً إِلى كَذَا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه. نسع: النِّسْعُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ عَلَى هَيْئَةِ أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ بِهِ الرِّحالُ، وَالْجَمْعُ أَنْساعٌ ونُسُوعٌ ونُسْعٌ، والقِطْعةُ مِنْهُ نِسْعةٌ، وَقِيلَ: النِّسْعةُ الَّتِي تُنْسَجُ عَرِيضًا لِلتَّصْدِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ : يَجُرُّ نِسْعةً فِي عُنُقِه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ سَيْرٌ مَضْفُورٌ يُجْعَلُ زِمَامًا لِلْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ وَقَدْ تُنْسَجُ عَرِيضَةً تُجْعَلُ عَلَى صَدْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ عَبْدُ يَغُوثَ: أَقولُ وَقَدْ شَدُّوا لِساني بِنِسْعةٍ والأَنْساعُ: الحِبالُ، وَاحِدُهَا نِسْعٌ؛ قَالَ:

عاليْتُ أَنْساعي وجِلْبَ الكُورِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ النِّسْعُ لِلْوَاحِدِ؛ قَالَ: رأَتْني بنِسْعَيْها، فَرَدَّتْ مَخافَتي ... إِلى الصَّدْرِ رَوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ «2» وَالْجَمْعُ نُسْعٌ ونِسَعٌ وأَنْساعٌ؛ قَالَ الأَعشى: تَخالُ حَتْماً عَلَيْهَا، كلَّما ضَمَرَتْ ... مِنَ الكَلالِ، بأَنْ تَسْتَوْفيَ النِّسَعا ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للبِطانِ والحَقَبِ هُمَا النِّسْعان، وَقَالَ بِذِي النِّسْعَين «3» والنِّسْعُ والسِّنْعُ: المَفْصِلُ بَيْنَ الْكَفِّ والساعِدِ. وامرأَةٌ ناسعةٌ: طويلةُ الظَّهْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الطويلةُ السِّنِّ، وَقِيلَ: هِيَ الطويلةُ البَظْرِ، ونُسُوعُه طُولُه، وَقَدْ نَسَعَتْ نُسُوعاً. والمِنْسَعةُ: الأَرض الَّتِي يَطُولُ نَبْتُها. ونَسَعَت أَسنانُه تَنْسَعُ نُسُوعاً ونَسَّعَتْ تَنْسِيعاً إِذا طالَتْ واسْتَرْخَتْ حَتَّى تَبْدُو أُصولُها التي كانت تُوارِيها اللِّثةُ وانْحَسَرَت اللِّثةُ عَنْهَا، يُقَالُ: نَسَعَ فُوه؛ قال الراجز: ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ ... عُمورُها عَنْ ناصِلاتٍ لَمْ يَدَعْ ونِسْعٌ ومِسْعٌ، كِلَاهُمَا: مِنْ أَسماءِ الشَّمال، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ الْمِيمَ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ: ويْلُمِّها لَقْحةً، إِمّا تُؤَوِّبُهم ... نِسْعٌ شَآمِيةٌ فِيهَا الأَعاصِيرُ قَالَ الأَزهري: سُمِّيَتِ الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها، شُبِّهَتْ بالنِّسْعِ المَضْفُورِ مِنَ الأَدمِ. قَالَ شَمِرٌ: هُذَيْلٌ تُسَمِّي الجَنُوبَ مِسْعاً، قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْحِجَازِيِّينَ يَقُولُ هُوَ يُسْعٌ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: هُوَ نِسْعٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو أَنَّني ... هابٍ، بمَدْرَجةِ الصَّبا، مَنْسُوعُ ويروى مَيْسُوعُ؛ وقول الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: قَدْ حالَ دُونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ ... نِسْعٌ، لَهَا بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ أَبْدَلَ فِيهِ نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ، وإِنما قُلْتُ هَذَا لأَنَّ قَوْمًا مِنَ المتأَخرين جَعَلُوا نِسْعاً مِنْ صِفَاتِ الشَّمالِ وَاحْتَجُّوا بِهَذَا الْبَيْتِ، وَيُرْوَى مُؤَوِّيةٌ أَي تَحْمِلُهُ عَلَى أَنْ يأْوِيَ كأَنها تُؤْويه. ابْنُ الأَعرابي: انْتَسَعَتِ الإِبل وانْتَسَغَت، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا تفَرَّقَتْ فِي مَراعِيها؛ قَالَ الأَخطل: رَجَنَّ [رَجِنَ] بحيثُ تَنْتَسِعُ المَطايا، ... فَلَا بَقًّا تَخافُ وَلَا ذُبابا «4» وأَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجيرانِه. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا سِنْعُه وسَنْعُه وشِنْعُه وشَنْعُه وسِلْعُه وسَلْعُه ووَفْقُه ووِفاقُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأنْساعُ الطَّرِيقِ: شَرَكُه. ونِسْعٌ: بَلَدٌ، وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ أَسود بَيْنَ الصَّفْراء ويَنْبُعَ؛ قَالَ كثيِّر عَزّةَ: فقلتُ، وأَسْرَرْتُ النَّدامةَ: ليْتَني، ... وَكُنْتُ امْرَأً، أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ سَلَكْتُ سَبيلَ الرائحاتِ عَشِيّةً ... مَخارِمَ نِسْعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبيلي

_ (2). قوله [رأتني إلخ] في الأساس في مادة روع: رَأَتْنِي بِحَبْلَيْهَا فَصَدَّتْ مَخَافَةً ... وَفِي الْحَبْلِ رَوْعَاءُ الْفُؤَادِ فروق (3). قوله: بذي النسعين: هكذا في الأَصل. (4). في ديوان الأَخطل: دجنّ بدل رجنّ، والمعنى واحد.

قَالَ الأَزهري: ويَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى جادَّة البصْرةِ، بِهَا رَكايا عَذْبةُ الْمَاءِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ رِمالِ الدَّهْناءِ بَيْنَ ماوِيّةَ والنِّباجِ، قَالَ: وَقَدْ شَرِبْتُ مِنْ مائِها. قَالَ ابْنُ الأَثير: ونِسْعٌ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ الَّذِي حَمَاهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والخُلَفاءُ، وَهُوَ صَدْرُ وادي العَقِيقِ. نشع: النَّشْعُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وَقَدْ أَنْشَعَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَالَ الحَوازي، وأَبَى أَن يُنْشَعا: ... يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعا وَهَذَا الرجَزُ لَمْ يُورِد الأَزهريُّ وَلَا ابْنُ سِيدَهْ مِنْهُ إِلا البيتَ الأَولَ عَلَى صُورَةِ: قَالَ الحَوازي، واسْتَحَتْ أَن تُنشَعا ثُمَّ قَالَ: ابْنُ سِيدَهْ: الحَوازي الكَواهِنُ، واسْتَحَتْ أَن تأْخذ أَجر الكَهانةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: واشْتَهَتْ أَن تُنْشَعا، وأَما الْجَوْهَرِيُّ فإِنه أَورد الْبَيْتَيْنِ كَمَا أَوْرَدْناهما؛ قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتَانِ فِي الأُرجوزة لَا يَلِي أَحدهما الْآخَرَ؛ وَالضَّمِيرُ فِي يُنْشَعا غَيْرُ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي تَسَعْسَعا لأَنه يَعُودُ فِي يُنْشَعا عَلَى تَمِيمٍ أَبي الْقَبِيلَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ: إِنَّ تَمِيماً لَمْ يُراضَعْ مُسْبَعا، ... وَلَمْ تَلِدْه أُمُّه مُقَنَّعا ثُمَّ قَالَ: قَالَ الحَوازي وأَبَى أَن يُنْشَعا ثُمَّ قَالَ بَعْدَهُ: أَشَرْيةٌ فِي قَرْيةٍ مَا أَشْنَعا أَي قَالَتِ الحَوازي، وهُنَّ الكَواهِنُ: أَهذا الْمَوْلُودُ شَرْية فِي قرْيةٍ أَي حَنْظلة فِي قريةِ نَمْلٍ أَي تمِيمٌ وأَولادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كَثِيرُونَ كَالنَّمْلِ؛ قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: وَمَعْنَى أَن يُنْشَعا أَي أَن يؤخَذ قَهْرًا. والنشْعُ: انْتِزاعُكَ الشَّيْءَ بعُنْفٍ، وَالضَّمِيرُ فِي تَسَعْسَعا يَعُودُ عَلَى رُؤْبَةَ نَفْسِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ قَبْلَ الْبَيْتِ: لَمّا رأَتْني أُمّ عَمْرٍو أَصْلَعا، ... قالتْ، وَلَمْ تَأْلُ بِهِ أَن يَسْمَعا: يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعا والنَّشُوعُ والنَّشُوغُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ مَعًا: السَّعُوطُ، والوَجُورُ: الَّذِي يُوجَرُه الْمَرِيضُ أَو الصَّبِيُّ؛ قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَن السَّعُوطَ فِي الأَنْفِ والوَجُورَ فِي الْفَمِ. وَيُقَالُ: إِن السَّعُوطَ يَكُونُ لِلِاثْنَيْنِ وَلِهَذَا يُقَالُ للمُسْعُطِ مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ الأَصمعي يُنْشِدُ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: فأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارا بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، وَهُوَ إِجارُك الصَّبِيَّ الدَّواءَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّشُوعُ السَّعُوطُ، ثُمَّ قَالَ: نُشِعَ الصبيُّ ونُشِغَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ مَعًا، وَقَدْ نَشَعَهُ نَشْعاً وأَنْشَعَه سَعَّطَه مِثْلَ وجَرَه وأَوْجَرَه، وانْتَشَعَ الرجلُ مِثْلُ اسْتَعَطَ، وَرُبَّمَا قَالُوا أَنْشَعْتُه الْكَلَامَ إِذا لَقَّنْتَه. ونَشَعَ الناقةَ يَنْشَعُها نُشُوعاً: سَعَّطَها، وَكَذَلِكَ الرجلَ؛ قَالَ المرّارُ: إِلَيْكُمْ، يَا لِئامَ الناسِ، إِنِّي ... نُشِعْتُ العِزَّ فِي أَنْفي نُشُوعا والنُّشُوعُ، بِالضَّمِّ: الْمَصْدَرُ. وَذَاتُ النُّشُوعِ: فَرَسُ بَسْطامِ بْنِ قَيْسٍ. ونُشِعَ بالشيءِ: أُولِعَ بِهِ. وإِنه لَمَنْشُوعٌ بأَكل

اللَّحْمِ أَي مُولَعٌ بِهِ، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَفُلَانٌ مَنْشُوعٌ بِكَذَا أَي مُولَعٌ بِهِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: نَشِيعٌ بماءِ البَقْلِ بَينَ طَرائِقٍ، ... مِنَ الخَلْقِ، مَا مِنْهُنَّ شيءٌ مُضيَّعُ والنَّشْعُ والانْتِشاعُ: انْتِزاعُك الشَّيْءَ بعُنْفٍ. والنُّشاعةُ: مَا انْتَشَعَه بِيَدِهِ ثُمَّ أَلقاه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ الأَحمر نَشَعَ الطيِّبَ شَمَّه. والنَّشَعُ مِنَ الماءِ: مَا خَبُثَ طَعْمُه. نصع: الناصِعُ والنَّصِيعُ: البالغُ مِنَ الأَلوان الْخَالِصُ مِنْهَا الصَّافِي أَيّ لَوْنٍ كَانَ، وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الْبَيَاضِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: إِنَّ ذَواتِ الأُزْرِ والبَراقِعِ، ... والبُدْنِ فِي ذاكَ البَياضِ النّاصِعِ، لَيْسَ اعْتِذارٌ عِنْدَهَا بِنافِعِ وَقَالَ الْمَرَّارُ: راقَه مِنْهَا بَياضٌ ناصِعٌ ... يُونِقُ العَينَ، وشَعْرٌ مُسْبَكِر وَقَدْ نَصَعَ لونُه نَصاعةً ونُصوعاً: اشتَدَّ بَياضُه وخَلَصَ؛ قَالَ سُويد بْنُ أَبي كَاهِلٍ: صَقَلَتْه بِقَضِيبٍ ناعِمٍ ... مِن أَراكٍ طَيِّبٍ، حَتى نَصَعْ وأَبيَضُ ناصِعٌ ويَقَقٌ، وأَصفَرُ نَاصِعٌ: بَالَغُوا بِهِ كَمَا قَالُوا أَسودُ حالِكٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي الشِّياتِ: أَصفر ناصِعٌ، قَالَ: هُوَ الأَصفر السّراةِ تَعْلو مَتنَه جُدَّةٌ غَبْساءُ، والناصِعُ فِي كُلِّ لَوْنٍ خَلصَ ووَضَح، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ أَبيض ناصِعٌ وَلَكِنْ أَبيض يَقَقٌ وأَحمر ناصِعٌ ونَصّاعٌ؛ قَالَ: بُدِّلْنَ بُؤْساً بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ، ... ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ فِي الأَلوانِ، مِنْ صُفْرةٍ تَعْلو البياضَ وحُمْرةٍ ... نَصّاعةٍ، كَشَقائِقِ النُّعْمانِ وَقَالَ الأَصمعي: كلُّ ثَوْبٍ خالِصِ البياضِ أَو الصُّفرة أَو الحُمْرة فَهُوَ ناصِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: سُدُماً قَلِيلًا عَهْدُه بأَنِيسِه، ... مِن بَينِ أَصفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ أَيْ ورَدتْ سُدُماً. ونَصَعَ لونُه نُصوعاً إِذا اشْتَدَّ بياضُه. ونَصَعَ الشيءُ: خلَص، والأَمر: وضَحَ وبانَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ لقِيطٍ الإِياديّ: إِني أَرى الرَّأْيَ، إِن لَمْ أُعْصَ، قَدْ نَصَعا والناصِعُ: الخالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَشَيْءٌ ناصِعٌ: خالِصٌ. وَفِي الْحَدِيثِ : المدينةُ كالكِير تَنْفي خَبَثها وتَنْصَعُ طِيبَها أَي تُخَلِّصُه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَضَعَ. وحسَبٌ ناصِعٌ: خالِصٌ. وحَقٌّ ناصِعٌ: وَاضِحٌ، كِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. يُقَالُ: أَنْصَعَ لِلْحَقِّ إِنْصاعاً إِذا أَقَرَّ بِهِ، وَاسْتَعْمَلَ جَابِرُ بْنُ قَبِيصة النَّصاعةَ فِي الظَّرْف، وأُراه إِنما يَعْنِي بِهِ خُلوصَ الظَّرْف، فَقَالَ: مَا رأَيت رَجُلًا أَنْصَعَ ظَرْفاً مِنْكَ وَلَا أَحْضَر جَوَابًا وَلَا أَكثر صَواباً مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يعنيَ بِهِ اللونَ كأَن تَقُولَ: مَا رأَيت رَجُلًا أَظهر ظَرْفاً، لأَن اللَّوْنَ وَاسِطَةٌ فِي ظُهورِ الأَشياء، وَقَالُوا: ناصِعِ الخَبَرَ أَخاكَ وكُنْ مِنْهُ عَلَى حذَرٍ، وَهُوَ مِنَ الأَمر الناصِعِ أَي البَيِّنِ أَو الخالِصِ. ونَصَعَ

الرجلُ: أَظهَرَ عَداوتَه وبَيَّنَها وقصَدَ القِتالَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَرَّ بِأَحْجَى مانِعٍ أَنْ يَمْنَعا ... حَتَّى اقْشَعَرَّ جِلْدُه وأَنْصَعا وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَظهر مَا فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُخَصِّصِ العَداوةَ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: والدَّارُ إِنْ تُنْئِهمْ عَنِّي، فإِنَّ لهُمْ ... ودِّي ونَصْري، إِذا أَعْداؤُهم نصَعوا قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَنْصَعَ أَظْهَرَ مَا فِي نفْسِه. والناصِعُ مِنَ الجيْشِ والقومِ: الْخَالِصُونَ الَّذِينَ لَا يَخْلِطُهم غيرُهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ولمَّا أَنْ دَعَوْتُ بَنِي طريفٍ، ... أَتَوْني ناصِعِينَ إِلى الصِّياحِ وَقِيلَ: إِن قَوْلَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَتوني نَاصِعِينَ أَي قَاصِدِينَ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَقِّ الناصِعِ أَيضاً. والنِّصْعُ والنَّصْعُ والنُّصْعُ: جِلْدٌ أَبيض. وَقَالَ المُؤَرِّج: النِّصَعُ والنِّطَعُ لِوَاحِدِ الأَنْطاعِ، وَهُوَ مَا يُتَّخَذُ مِنَ الأَدَمِ؛ وأَنشد لِحَاجِزِ بْنِ الجُعَيد الأَزْدي: فنَنْحَرُها ونَخْلِطُها بِأُخْرى، ... كأَنَّ سَراتَها نِصَعٌ دَهِين وَيُقَالُ: نِصْعٌ، بِسُكُونِ الصَّادِ. والنِّصْعُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيابِ شَدِيدُ الْبَيَاضِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَرْعى الخُزامى بذِي قارٍ، فَقَدْ خَضَبَتْ ... مِنْهُ الجَحافِلَ والأَطْرافَ والزَّمَعا مُجْتابُ نِصْعٍ يَمانٍ فوْقَ نُقْبَتِه، ... وبالأَكارِعِ مِنْ دِيباجِه قطَعا وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ كُلَّ جِلْدٍ أَبيض أَو ثوب أَبيض؛ قال يَصِفُ بَقَرَ الوَحْش: كأَنَّ تَحْتي ناشِطاً مُوَلَّعا، ... بالشامِ حَتَّى خِلْته مُبَرْقَعا، بِنِيقَةِ مِنْ مرْحَليٍّ أَسْفَعا، ... تَخالُ نِصْعاً فَوْقَها مُقَطَّعا، يُخالِطُ التَّقْلِيصَ إِذْ تَدَرَّعا يَقُولُ: كأَنَّ عَلَيْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً عَنْهُ، يَقُولُ: تخالُ أَنه لَبِس ثَوْبًا أَبيض مُقَلَّصًا عَنْهُ لَمْ يَبْلُغْ كُروعَه الَّتِي لَيْسَتْ عَلَى لَوْنِهِ. وأَنْصَعَ الرجلُ للشرِّ إِنْصاعاً: تَصَدَّى لَهُ. والنَّصِيعُ: الْبَحْرُ؛ قَالَ: أَدْلَيْتُ دَلْوي فِي النَّصِيعِ الزَّاخِرِ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ النَّصِيعُ البحرُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وأَراد بالنَّصِيعِ مَاءَ بِئرٍ ناصِعِ الْمَاءَ لَيْسَ بِكَدِرٍ لأَن مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُدْلى فِيهِ الدَّلْوُ. يُقَالُ: ماءٌ ناصِعٌ وماصِعٌ ونَصِيعٌ إِذا كَانَ صَافِيًا، والمعروف الْبَحْرِ البَضيعُ، بِالْبَاءِ وَالضَّادِ. وشَرِبَ حَتَّى نَصَعَ وَحَتَّى نَقَعَ، وَذَلِكَ إِذا شَفى غَلِيلَه، والمعروفُ بَضَعَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمَناصِعُ: المواضعُ الَّتِي يُتَخَلَّى فِيهَا لبَوْلٍ أَو غائِطٍ أَو لِحَاجَةٍ، الْوَاحِدُ مَنْصَعٌ، لأَنه يُبْرَزُ إِليها ويُظْهَرُ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: كَانَ مُتَبَرَّزُ النساءِ فِي المدينةِ قَبْلَ أَن تُسَوَّى الكُنُفُ فِي الدُّورِ المناصِعَ ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، قَالَ الأَزهري: أَرى أَن المناصعَ مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ خارجَ الْمَدِينَةِ، وكُنَّ «1» النساءُ يَتَبَرَّزْن إِليه بِاللَّيْلِ عَلَى مذاهبِ الْعَرَبِ بالجاهِليَّة. وَفِي الْحَدِيثِ : إِنَّ المَناصِعَ صَعِيدٌ

_ (1). قوله: كن النساء؛ هكذا في الأَصل.

أَفيَحُ خارجَ الْمَدِينَةِ. ونَصَعَتِ الناقةُ إِذا مَضَغَتِ الجِرّة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أَنْصَعَتِ الناقةُ للفحْل إِنصاعاً قَرَّت لَهُ عِنْدَ الضِّرابِ. وَقَالَ أَبو يُوسُفَ: يُقَالُ قبَّح اللَّهُ أُمًّا نَصَعَتْ بِهِ أَي ولَدَتْه، مِثْلَ مَصَعَتْ به. نطع: النَّطْعُ والنَّطَعُ والنِّطْعُ والنِّطَعُ مِنَ الأَدَمِ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ التَّمِيمِيُّ: يَضْرِبْنَ بالأَزِمَّةِ الخُدُودا، ... ضَرْبَ الرِّياحِ النِّطَعَ المَمْدُودا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر أَبو زِيَادٌ نَطْع وَقَالَ نِطْع، وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزةَ نَطَع وأَثبت نِطَع لَا غَيْرَ، وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنِ ابْنِ جِنِّي قَالَ: اجْتَمَعَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ ابن الأَعرابي وأَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ عَلَى الجِسْرِ فسأَل أَبو زِيَادٍ أَبا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قوْلِ النابغةِ: عَلَى ظَهْرِ مِبْناةٍ جدِيدٍ سُيُورُها فَقَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ: النَّطْعُ، بِالْفَتْحِ، فَقَالَ أَبو زِيَادٍ: لَا أَعرفه، فَقَالَ: النِّطْعُ، بِالْكَسْرِ، فَقَالَ أَبو زِيَادٍ: نَعَمْ وَالْجَمْعُ أَنْطُعٌ وأَنْطاعٌ ونُطُوعٌ. والنُّطاعةُ والقُطاعةُ والقُضاضةُ: اللُّقْمةُ يُؤكل نِصْفُها ثُمَّ تُرَدُّ إِلى الخِوانِ، وَهُوَ عَيْبٌ. يُقَالُ: فُلَانٌ لاطِعٌ ناطِعٌ قاطِعٌ. والنِّطْعُ والنِّطَعُ والنَّطَعُ والنَّطَعةُ: مَا ظهرَ مِنْ غارِ الفَمِ الأَعلى، وَهِيَ الجِلْدةُ المُلْتَزِقةُ بِعَظْمِ الخُلَيْقاءِ فِيهَا آثَارٌ كالتَّحْزِيزِ، وَهُنَاكَ مَوقِعُ اللِّسَانِ فِي الحَنَكِ، وَالْجَمْعُ نُطُوعٌ لَا غَيْرَ، وَيُقَالُ لِمَرْفَعِه مِنْ أَسْفَلِه الفِراشُ. والتَّنَطُّعُ فِي الْكَلَامِ: التَّعَمُّقُ فِيهِ مأْخوذ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ ؛ هُمُ المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ فِي الكلامِ الَّذِينَ يتَكلمون بأَقْصَى حُلُوقِهم تَكَبُّراً كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبْغَضَكُم إِليّ الثَّرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون ، وَكُلٌّ مِنْهَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مأْخوذ مِنَ النِّطَعِ وَهُوَ الغارُ الأَعْلى فِي الفَمِ، قَالَ: ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ تَعَمُّقٍ قوْلًا وفِعْلًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَنْ تَزالوا بخَيْرٍ مَا عَجَّلْتُم الفِطْرَ وَلَمْ تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ أَي تَتَكَلَّفُوا الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ هَاهُنَا الإِكثارَ مِنَ الأَكلِ والشرْبِ والتوسُّعَ فِيهِ حَتَّى يَصِلَ إِلى الغارِ الأَعْلى، وَيُسْتَحَبُّ لِلصَّائِمِ أَن يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ القَليلِ مِنَ الفَطُورِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِيّاكُم والتَّنَطُّعَ والاخْتِلافَ فإِنما هُوَ كَقَوْلِ أَحدكم هَلُمَّ وتعالَ ؛ أَراد النهْيَ عَلَى المُلاحاةِ فِي القِراءاتِ المختلفةِ وأَنّ مَرْجِعَها كُلِّها إِلى وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنَ الصَّوَابِ كَمَا أَن هَلُمَّ بِمَعْنَى تعالَ. ابْنُ الأَعرابي: النُّطُعُ المُتَشَدِّقُون فِي كَلَامِهِمْ. وتَنَطَّعَ فِي الْكَلَامِ وتَنَطَّسَ إِذا تأَنَّقَ فِيهِ وتَعَمَّقَ. وتَنَطَّعَ فِي شَهَواتِه: تأَنَّقَ. ويقال: وطِئْنا نِطَاع بَنِي فُلَانٍ أَي دخَلْنا أَرْضَهم. قَالَ: وجَنابُ القومِ نِطاعُهم. قَالَ الأَزهري: ونَطاعِ بِوَزْنِ قَطامِ ماءٌ فِي بلادِ بَنِي تَمِيمٍ وَقَدْ ورَدْتُه. يُقَالُ: شَرِبَتْ إِبلُنا مِنْ ماءِ نَطاعِ، وَهِيَ رَكِيّةٌ عَذْبةُ الْمَاءِ غَزِيرَتُه. ويومُ نطاعِ: يومٌ مِنْ أَيامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَعشى: بظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِيةً، ... فَقَدَ حَسَوْا بَعْدُ مِنْ أَنْفاسِها جُرَعا نعع: النُّعاعةَ: بَقْلَةٌ ناعمةٌ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: النعاعةُ اللُّعاعةُ، وَهِيَ بقلةٌ ناعمةٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّعْناعُ

البَقْلُ، والنُّعاعةُ مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا مالَ إِلا إِبِلٌ جَمَّاعهْ، ... مَشْرَبُها الجَيْأَةُ أَو نُعاعَهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن نُونُهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِ لُعاعةٍ، وَهَذَا قَوِيٌّ لأَنهم قَالُوا أَلَعَّتِ الأَرضُ وَلَمْ يَقُولُوا أَنَعَّتْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّعاعُ النَّبَاتُ الغَضُّ الناعِمُ فِي أَوّلِ نباتِه قَبْلَ أَن يَكْتَهِلَ، وَوَاحِدَتُهُ بِالْهَاءِ. والنُّعْنُعُ: الذَّكَرُ المُسْتَرْخِي. والنَّعْنَعةُ: ضَعْفُ الغُرْمُولِ بَعْدَ قُوَّتِهِ. والنُّعْنُعُ: الرجُل الطوِيلُ المُضْطَربُ الرَّخْوُ، والنُّعُّ: الضعِيفُ. والتَّنَعْنُعُ: الاضْطِرابُ والتّمايُلُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: منَ النّيِّ حَتَّى اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفَقٍ ... رَوادِفَ، أَمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ والتَّنَعْنُعُ: التَّباعُدُ؛ وَمِنْهُ قولُ ذِي الرُّمّة: عَلَى مِثْلِها يَدْنو البَعِيدُ، ويَبْعُدُ ... القَرِيبُ، ويُطْوَى النازِحُ المُتَنَعْنِعُ والنُّعْنُعُ: الفَرْجُ الطوِيل الرَّقِيقُ؛ وأَنشد: سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ: ... أَيُّ الأُيُورِ أَنْفَعْ؟ أَالطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟ ... أَم القَصِيرُ القَرْصَعْ؟ القَرْصَعُ: القَصِيرُ المُعَجَّرُ. وَيُقَالُ لِبَظْرِ المرأَةِ إِذا طالَ: نُعْنُعٌ؛ قَالَ المُغِيرةُ بْنُ حَبْناءَ: وإِلَّا جِئْتُ نُعْنُعَها بقَوْلٍ، ... يُصَيِّره ثَماناً فِي ثَمانِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ ثَماناً لَحْنٌ وَالصَّحِيحُ ثَمانِياً، وإِن رُوِيَ: يُصَيِّرُه ثَمانٍ فِي ثَمان عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ رأَيت قاضٍ كَانَ جَائِزًا، قَالَ الأَصمعي: المَعِدَةُ مِنَ الإِنسان مِثْلُ الكَرِشِ مِنَ الدَّوَابِّ، وَهِيَ مِنَ الطَّيْرِ القانِصةُ بِمَنْزِلَةِ الْقَبِّ «2» عَلَى فُوهةِ المَصارِينِ، قَالَ: والحَوْصَلةُ يُقَالُ لَهَا النُّعْنُعةُ؛ وأَنشد: فَعَبَّتْ لَهُنَّ الماءَ فِي نُعْنُعاتِها، ... ووَلَّيْنَ تَوْلاةَ المُشِيح المُحاذِر قَالَ: وحَوْصَلةُ الرجُلِ كلُّ شَيْءٍ أَسفلَ السُّرَّةِ. والنُّعْنُعُ والنَّعْنَعُ والنَّعْناعُ: بَقْلةٌ طَيِّبةُ الرِّيحِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّعْنُعُ، هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ الرُّواة بِالضَّمِّ، بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الريحِ وَالطَّعْمِ فِيهَا حَرارةٌ عَلَى اللِّسَانِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ نَعْنَعٌ، بِالْفَتْحِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ونَعْنَعٌ مَقْصُورٌ مِنْهُ، وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلى الْعَامَّةِ. والنَّعْنَعةُ: حِكايةُ صَوْتٍ يَرْجِعُ إِلى الْعَيْنِ وَالنُّونِ. نفع: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى النافِعُ: هُوَ الَّذِي يُوَصِّلُ النفْعَ إِلى مَن يَشَاءُ مِنْ خلْقه حَيْثُ هُوَ خالِقُ النفْعِ والضَّرِّ والخيْرِ والشرِّ. والنفْعُ: ضِدُّ الضرِّ، نَفَعَه يَنْفَعُه نَفْعاً ومَنْفَعةً؛ قَالَ: كَلَّا، ومَنْ مَنْفَعَتي وضَيْري ... بكَفِّه، ومَبْدَئي وحَوْرِي وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: قَالَتْ أُمَيْمةُ: مَا لجِسْمِكَ شاحِباً، ... مُنْذُ ابْتَذَلْتَ، ومِثْلُ مالِكَ يَنْفَعُ؟

_ (2). قوله [القب] كذا بالأصل.

أَي اتَّخِذْ مَنْ يَكْفِيكَ فَمِثْلُ مالِكَ يَنْبَغِي أَن تُوَدِّعَ نَفْسَكَ بِهِ. وَفُلَانٌ يَنْتَفِعُ بِكَذَا وَكَذَا، ونَفَعْتُ فُلاناً بِكَذَا فانْتَفَعَ بِهِ. وَرَجُلٌ نَفُوعٌ ونَفّاعٌ: كثيرُ النَّفْعِ، وَقِيلَ: يَنْفَع الناسَ وَلَا يَضُرُّ. والنَّفِيعةُ والنُّفاعةُ والمَنْفَعةُ: اسْمُ مَا انْتُفِعَ بِهِ. وَيُقَالُ: مَا عِنْدَهُمْ نَفِيعةٌ أَي مَنْفَعةٌ. واسْتَنْفَعَه: طَلَبَ نَفْعَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ومُسْتَنْفِعٍ لَمْ يَجْزِه بِبَلائِه ... نَفَعْنا، ومَوْلًى قَدْ أَجَبْنا لِيُنْصَرا والنِّفْعةُ: جِلْدةٌ تُشَقُّ فَتُجْعَلُ فِي جانِبي المَزادِ وَفِي كُلِّ جَانِبٍ نِفْعةٌ، وَالْجَمْعُ نِفْعٌ ونِفَعٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَشْرَبُ مِنَ الإِداوةِ وَلَا يَخْنِثُها ويُسَمِّيها نَفْعةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سمَّاها بالمرَّة الْوَاحِدَةِ مِنَ النَّفْعِ وَمَنَعَهَا الصَّرْفَ للعلَمية والتأْنيث، وَقَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي الْفَائِقِ، فإِن صَحَّ النَّقْلُ وإِلا فَمَا أَشبَهَ الْكَلِمَةَ أَن تَكُونَ بِالْقَافِ مِنَ النَّقْعِ وَهُوَ الرَّيُّ. والنَّفْعةُ: العَصا، وَهِيَ فَعْلةٌ مِنَ النَّفْعِ. وأَنْفَعَ الرجلُ إِذا تَجِرَ فِي النَّفعاتِ، وَهِيَ العِصِيُّ. ونافِعٌ ونَفّاعٌ ونُفَيْعٌ: أَسماء؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نُفَيْعٌ شَاعِرٌ مِنْ تَمِيم، فإِما أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ نَفْع وإِما أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ نافِعٍ أَو نَفّاعٍ بعد الترخيم. نقع: نَقَعَ الماءُ فِي المَسِيلِ وَنَحْوِهِ يَنْقَعُ نُقُوعاً واسْتَنْقَعَ: اجْتَمَعَ. واسْتَنْقَعَ الماءُ فِي الغَدِيرِ أَي اجْتَمَعَ وَثَبَتَ. وَيُقَالُ: استنقَعَ الماءُ إِذا اجْتَمَعَ فِي نِهْيٍ أَو غَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً. وَيُقَالُ: طالَ إِنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُه حَتَّى اصْفَرَّ. والمَنْقَعُ، بِالْفَتْحِ: المَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ، وَالْجَمْعُ مَناقِعُ. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمنِ جاءَه ملَكُ الموتِ أَي إِذا اجْتَمَعَتْ فِي فِيهِ تُرِيدُ الْخُرُوجَ كَمَا يَسْتَنْقِعُ الماءُ فِي قَرارِه، وأَراد بالنفْسِ الرُّوحَ؛ قَالَ الأَزهري: وَلِهَذَا الْحَدِيثِ مَخْرَجٌ آخَر وهو من قَوْلُهُمْ نَقَعْتُه إِذا قَتَلْتَهُ، وَقِيلَ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ، يَعْنِي إِذا خرجَت؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَا أَعرفها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: مُسْتَنْقِعانِ عَلَى فُضُولِ المِشْفَرِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي نَابَيِ النَّاقَةِ أَنهما مُسْتَنْقِعانِ فِي اللُّغامِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: مُصَوِّتانِ. والنَّقْعُ: مَحْبِسُ الماءِ. والنَّقْعُ: الماءُ الناقِعُ أَي المُجْتَمِعُ. ونَقْعُ البئرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يُسْتَقَى. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ وَلَا رَهْوُ الماءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَقْعُدْ أَحدُكم فِي طريقٍ أَو نَقْعِ ماءٍ ، يَعْنِي عِنْدَ الحَدَثِ وقضاءِ الحاجةِ. والنَّقِيعُ: البئرُ الكثيرةُ الماءِ، مُذَكَّر والجمعُ أَنْقِعةٌ، وكلُّ مُجْتَمَعِ ماءٍ نَقْعٌ، وَالْجَمْعُ نُقْعانٌ، والنَّقْعُ: القاعُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الحُرَّةُ الطينِ لَيْسَ فِيهَا ارْتفاع وَلَا انْهِباط، وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّصَ وَقَالَ: الَّتِي يسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ نِقاعٌ وأَنْقُعٌ مِثْلُ بَحْرٍ وبِحارٍ وأَبْحُرٍ، وَقِيلَ: النِّقاعُ قِيعانُ الأَرض؛ وأَنشد: يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنَّه، ... عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: نَقْعُ البئرِ فَضْلُ مائِها الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهَا أَو مِنَ الْعَيْنِ قَبْلَ أَن يَصِيرَ فِي إِناء أَو وِعاء، قَالَ: وَفَسَّرَهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الماءِ لِيَمْنَع

بِهِ فَضْلَ الكَلإِ مَنَعَه اللَّهُ فَضْلَه يومَ القيامةِ ؛ وأَصل هَذَا فِي الْبِئْرِ يَحْتَفِرُهَا الرَّجُلُ بالفَلاةِ مِنَ الأَرض يَسْقِي بِهَا مَواشِيَه، فإِذا سَقاها فَلَيْسَ لَهُ أَن يَمْنَعَ الماءَ الفاضِلَ عَنْ مَواشِيهِ مَواشِيَ غَيْرِهِ أَو شَارِبًا يَشْرَبُ بشَفَتِه، وإِنما قِيلَ لِلْمَاءِ نَقْعٌ لأَنه يُنْقَعُ بِهِ العَطَشُ أَي يُرْوَى بِهِ. يُقَالُ: نَقَعَ بِالرِّيِّ وبَضَعَ. ونَقَعَ السّمُّ فِي أَنْيابِ الحيَّةِ: اجْتَمعَ، وأَنْقَعَتْه الحيّةُ؛ قَالَ: أَبَعْدَ الَّذِي قَدْ لَجَّ تَتَّخِذِينَني ... عَدُوًّا، وَقَدْ جَرَّعْتِني السّمَّ مُنْقَعا؟ وَقِيلَ: أَنْقَعَ السمَّ عَتَّقَه. وَيُقَالُ: سُمٌّ ناقِعٌ أَي بالِغٌ قاتِلٌ، وَقَدْ نَقَعَه أَي قَتَلَه، وَقِيلَ: ثَابِتٌ مُجْتَمِعٌ مِنْ نَقْعِ الْمَاءِ. وَيُقَالُ: سُمٌّ مَنْقُوعٌ ونَقِيعٌ وناقِعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ ... مِنَ الرُّقْشِ، فِي أَنْيابِها السُّمُّ ناقِعُ وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: رأَيتُ البَلايا تَحْمِلُ الْمَنَايَا، نَواضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ السُّمَّ الناقِعَ. وموْتٌ ناقِعٌ أَي دائِمٌ. ودمٌ ناقِعٌ أَي طَرِيٌّ؛ قَالَ قَسّام بْنُ رَواحةَ: وَمَا زالَ مِنْ قَتْلَى رِزاحٍ بعالِجٍ ... دَمٌ ناقِعٌ، أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُرِيدُ بالناقِعِ الطَّرِيَّ وبالجاسِدِ القَدِيمَ. وسَمٌّ مُنْقَعٌ أَي مُرَبًّى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِيهَا ذَراريحٌ وسَمٌّ مُنْقَعُ يَعْنِي فِي كأْس الْمَوْتِ. واسْتَنْقَعَ فِي الْمَاءِ: ثَبَتَ فِيهِ يَبْتَرِدُ، وَالْمَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ، وَكَانَ عَطَاءُ يَسْتَنْقِعُ فِي حِياضِ عَرَفةَ أَي يدخلُها ويَتَبَرَّد بِمَائِهَا. واسْتُنْقِعَ الشَّيْءُ فِي الْمَاءُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه. والنَّقِيعُ والنَّقِيعةُ: المَحْضُ مِنَ اللَّبَنِ يُبَرَّدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أُطَوِّفُ، مَا أُطَوِّفُ، ثُمَّ آوِي ... إِلى أُمِّي، ويَكْفِيني النَّقِيعُ وَهُوَ المُنْقَعُ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا: قانَى لَهُ فِي الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ، ... ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ونصِيُّ باعِجةٍ، بِالْبَاءِ؛ قَالَ أَبو هِشَامٍ: الباعِجةُ هِيَ الوَعْساءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّهْلةُ المُسْتَوِيةُ تُنْبِتُ الرِّمْثَ والبَقْلَ وأَطايِبَ العُشْبِ، وَقِيلَ: هِيَ مُتَّسَعُ الوادِي، وَقَانَى لَهُ أَي دامَ لَهُ؛ قَالَ الأَزهريّ: أَصلُه مِنْ أَنْقَعْتُ اللبَنَ، فَهُوَ نَقِيعٌ، وَلَا يُقَالُ مُنْقَعٌ، وَلَا يَقُولُونَ نَقَعْتُه، قَالَ: وَهَذَا سَماعي مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: ووجدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً فِي الإِنقاعِ مَا عُجْت بِهَا وَلَا علِمْت راوِيها عَنْهُ. يُقَالُ: أَنْقَعْتُ الرجُلَ إِذا ضَرَبْتَ أَنْفَه بإِصْبَعِكَ، وأَنْقَعْتُ الميِّتَ إِذا دَفَنْته، وأَنْقَعْتُ البَيْتَ إِذا زَخْرَفْتَه، وأَنْقَعْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها، وأَنْقَعْتُ الْبَيْتَ إِذا جَعَلْتَ أَعلاه أَسفلَه، قَالَ: وَهَذِهِ حُروفٌ مُنْكَرةٌ كلُّها لَا أَعرِفُ مِنْهَا شَيْئًا. والنَّقُوعُ، بِالْفَتْحِ: مَا يُنْقَعُ فِي الْمَاءِ مِنَ اللَّيْلِ لِدواءٍ أَو نَبِيذٍ ويُشْرَبُ نَهَارًا، وَبِالْعَكْسِ. وَفِي حَدِيثِ الكَرْمِ: تَتَّخِذُونَهُ زَبِيباً تُنْقِعُونه أَي تَخْلِطونه

بِالْمَاءِ لِيَصِيرَ شَراباً. وَفِي التَّهْذِيبِ: النَّقُوعُ مَا أَنْقَعْتَ مِنْ شَيْءٍ. يُقَالُ: سَقَوْنا نَقُوعاً لِدواءٍ أُنْقِعَ مِنَ اللَّيْلِ، وَذَلِكَ الإِناء مِنْقَعٌ، بِالْكَسْرِ. ونَقَعَ الشيءَ فِي الماءِ وَغَيْرِهِ يَنْقَعُه نَقْعاً، فَهُوَ نَقِيعٌ، وأَنْقَعَه: نَبَذَه. وأَنْقَعْتُ الدّواءَ وَغَيْرَهُ فِي الْمَاءِ، فَهُوَ مُنْقَعٌ. والنَّقِيعُ والنَّقُوعُ: شَيْءٌ يُنْقَعُ فِيهِ الزَّبِيبُ وَغَيْرُهُ ثُمَّ يُصَفَّى ماؤُه ويُشْرَبُ، والنُّقاعةُ: مَا أَنْقَعْتَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنُّقاعةُ اسْمُ مَا أُنْقِعَ فِيهِ الشيءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بِهِ مِنْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه ... نُقاعةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ وكلُّ مَا أُلقِيَ فِي ماءٍ، فَقَدْ أُنْقِعَ. والنَّقُوعُ والنَّقِيعُ: شَرابٌ يُتَّخَذُ مِنْ زَبِيبٍ يُنْقَعُ فِي الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ طَبْخٍ، وَقِيلَ فِي السَّكَر: إِنه نَقِيعُ الزَّبيبِ. والنَّقْعُ: الرَّيُّ، شَرِبَ فَمَا نَقَعَ وَلَا بَضَعَ. ومثَلٌ مِنَ الأَمثالِ: حَتَّامَ تَكْرَعُ وَلَا تَنْقَعُ؟ ونَقَعَ مِنَ الْمَاءِ وَبِهِ يَنْقَعُ نُقُوعاً: رَوِيَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَوْ شِئْتِ، قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبةٍ، ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا يَجِدْنَ غَلِيلا وَيُقَالُ: شَرِبَ حَتَّى نَقَعَ أَي شَفى غَلِيلَه ورَوِيَ. وماءٌ ناقِعٌ: وهو كالناجِعِ؛ وَمَا رأَيت شَرْبةً أَنْقَعَ مِنْهَا. ونَقَعْتُ بِالْخَبَرِ وبالشّرابِ إِذا اشْتَفَيْتَ مِنْهُ. وَمَا نَقَعْتُ بِخَبَرِهِ أَي لَمْ أَشْتَفِ بِهِ. وَيُقَالُ: مَا نَقَعْتُ بخبَر فُلَانٍ نُقوعاً أَي مَا عُجْتُ بكلامِه وَلَمْ أُصَدِّقْه. وَيُقَالُ: نَقَعَتْ بِذَلِكَ نفْسِي أَي اطْمَأَنَّتْ إِليه ورَوِيَتْ بِهِ. وأَنْقَعَني الماءُ أَي أَرْواني. وأَنْقَعَني الرَّيُّ ونَقَعْتُ بِهِ ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ يَنْقَعُه نَقْعاً ونُقُوعاً: أَذْهَبَه وسَكَّنَه؛ قَالَ حَفْصٌ الأُمَوِيُّ: أَكْرَعُ عِنْدَ الوُرُودِ فِي سُدُمٍ ... تَنْقَعُ مِنْ غُلَّتي، وأَجْزَأُها وَفِي الْمَثَلِ: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي الشَّرابُ الَّذِي يُتَرَشَّفُ قَلِيلًا قَليلًا أَقْطَعُ للعطَشِ وأَنْجَعُ، وإِن كَانَ فِيهِ بُطءٌ. ونَقَعَ الماءُ غُلَّتَه أَي أَرْوى عَطَشَه. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: إِنه لَشَرَّابٌ بأَنْقُعٍ. ووَرَدَ أَيضاً فِي حديثِ الحَجّاجِ: إِنَّكُم يَا أَهلَ العِراقِ شَرَّابُونَ عَلَيَّ بأَنْقُعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَرَّبَ الأُمُورَ ومارَسها، وقيل للذي يُعادُ الأُمور المَكْرُوهةَ، أَراد أَنهم يَجْتَرئُونَ عَلَيْهِ ويَتَناكَرون. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ للإِنسان إِذا كَانَ متعاداً لِفِعْلِ الْخَيْرِ والشرِّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ جَرَّبَ الأُمور ومارَسها حَتَّى عَرَفَهَا وَخَبِرَهَا، والأَصل فِيهِ أَن الدَّلِيلَ مِنَ الْعَرَبِ إِذا عَرَفَ المِياهَ فِي الفَلَواتِ ووَرَدَها وَشَرِبَ مِنْهَا، حَذَقَ سُلُوكَ الطريقِ الَّتِي تُؤَدّيه إِلى الْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه مُعاوِدٌ للأُمور يأْتيها حَتَّى يَبْلُغَ أَقْصَى مُرادِه، وكأَنَّ أَنْقُعاً جَمْعُ نَقْعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَنْقُعٌ جَمْعُ قِلَّة، وَهُوَ الماءُ الناقِعُ أَو الأَرض الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وأَصله أَنَّ الطَّائِرَ الحَذِرَ لَا يَرِدُ المَشارِعَ، وَلَكِنَّهُ يأْتي المَناقِعَ يَشْرَبُ مِنْهَا، كَذَلِكَ الرَّجُلُ الحَذِرُ لَا يَتَقَحّمُ الأُمورَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو عُبَيْدٍ أَن هَذَا الْمَثَلَ لِابْنِ جُرَيْجٍ قَالَهُ فِي مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ أَفصح النَّاسِ، يَقُولُ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنه رَكِب فِي طلَبِ الْحَدِيثِ كلَّ حَزْن وَكَتَبَ مِنْ كُلِّ وجْهٍ، قَالَ الأَزهريُّ: والأَنْقُعُ جَمْعُ النَّقْعِ، وَهُوَ كُلُّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ مِنْ عِدٍّ أَو

غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُنْقَعٌ أَي يُسْتَشْفى بِرأْيه، وأَصله مِنْ نَقَعْتُ بِالرَّيِّ. والمِنْقَعُ والمِنْقَعةُ: إِناءٌ يُنْقَعُ فِيهِ الشَّيْءُ. ومِنْقَعُ البُرَمِ: تَوْرٌ صَغِيرٌ أَو قُدَيْرةٌ صَغِيرَةٌ مِنْ حِجارة، وجمعه مَناقِعُ، تَكُونُ لِلصَّبِيِّ يَطْرَحُون فِيهِ التمْر واللبَنَ يُطْعَمُه ويُسْقاهُ؛ قَالَ طَرَفةُ: أَلْقَوْا إِلَيْكَ بِكُلِّ أَرْمَلةٍ ... شَعْثاءَ، تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ البُرَمُ هَاهُنَا: جَمْعُ بُرْمةٍ، وَقِيلَ: هِيَ المِنْقَعةُ والمِنْقَعُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا تَكُونُ إِلا مِنَ حِجَارَةٍ. والأُنْقُوعةُ: وَقْبَةُ الثَّرِيدِ الَّتِي فِيهَا الوَدَكُ. وَكُلُّ شَيْءٍ سالَ إِليه الماءُ مِنْ مَثْعَبٍ وَنَحْوِهِ، فَهُوَ أُنْقُوعةٌ. ونُقاعةُ كُلِّ شَيْءٍ: الماءُ الَّذِي يُنْقَعُ فِيهِ. والنَّقْعُ: دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْربُ. والنَّقِيعةُ مِنَ الإِبل: العَبِيطةُ تُوَفَّر أَعْضاؤها فَتُنْقَعُ فِي أَشياءَ. ونَقَعَ نَقِيعةً: عَمِلَها. والنَّقِيعةُ: مَا نُحِرَ مِنَ النَّهْبِ قَبْلَ أَن يُقْتَسَمَ؛ قَالَ: مِيلُ الذُّرى لُحِبَتْ عَرائِكُها، ... لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعةَ النَّهْبِ وانْتَقَعَ القومُ نَقيعةً أَي ذَبَحوا مِنَ الغنيمةِ شَيْئًا قَبْلَ القَسْمِ. وَيُقَالُ: جاؤُوا بناقةٍ مِنْ نَهْبٍ فَنَحَرُوهَا. والنَّقِيعةُ: طَعَامٌ يُصْنَعُ للقادِم مِنَ السفَر، وَفِي التَّهْذِيبِ: النَّقِيعَةُ مَا صنَعَه الرجُل عِنْدَ قُدُومِهِ مِنَ السَّفَرِ. يُقَالُ: أَنْقَعْتُ إِنْقاعاً؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ، ... ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ وَيُرْوَى: إِنَّا لَنَضْرِبُ بالسُّيوفِ رُؤوسَهم القُدَّامُ: القادِمُون مِنْ سفَر جَمْعُ قادِمٍ، وَقِيلَ: القُدَّامُ المَلِكُ، وَرُوِيَ القَدَّامُ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَهُوَ المَلِكُ. والقُدارُ: الجَزَّارُ. والنَّقِيعةُ: طَعامُ الرجلِ ليلةَ إِمْلاكِه. يُقَالُ: دَعَوْنا إِلى نَقِيعَتهم، وَقَدْ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَ. وَيُقَالُ: كُلُّ جَزُورٍ جَزَرتَها للضِّيافةِ، فَهِيَ نَقِيعةٌ. يُقَالُ: نَقَعْتُ النَّقِيعةَ وأَنْقَعْتُ وانْتَقَعْتُ أَي نَحَرْتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَكَانِ: كلُّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبِيعهْ: ... الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعهْ وَرُبَّمَا نَقَعُوا عَنْ عدّةٍ مِنَ الإِبل إِذا بَلَغَتْها جَزُوراً أَي نَحَرُوهُ، فَتِلْكَ النَّقِيعةُ؛ وأَنشد: مَيْمونةُ الطَّيْر لَمْ تَنْعِقْ أَشائِمُها، ... دائِمَةُ القِدْرِ بالأَفْراعِ والنُّقُعِ وإِذا زُوِّجَ الرجلُ فأَطْعَمَ عَيْبَتَه قِيلَ: نَقَعَ لَهُمْ أَي نَحَرَ. وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ: إِذا لَقِيَ الرجلُ مِنْهُمْ قَوْمًا يَقُولُ: مِيلُوا يُنْقَعْ لَكُمْ أَي يُجْزَرْ لَكُمْ، كأَنه يَدْعُوهم إِلى دَعْوَتِه. وَيُقَالُ: الناسُ نَقائِعُ الموْتِ أَي يَجْزُرُهم كَمَا يَجْزُرُ الجَزَّارُ النَّقِيعةَ. والنقْعُ: الغُبارُ الساطِعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ؛ أَي غُبَارًا، وَالْجَمْعُ نِقاعٌ. ونَقَعَ الموتُ: كَثُرَ. والنَّقِيعُ: الصُّراخُ. والنَّقْعُ: رَفْعُ الصوتِ. ونَقَعَ الصوتُ واسْتَنْقَعَ أَي ارْتَفَع؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَمَتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ، ... يُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ

مَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ أَي مَتَى يَرْتَفِعْ، وَقِيلَ: يَدُومُ وَيَثْبُتُ، وَالْهَاءُ للحرْب وإِن لَمْ يَذْكُرْهُ لأَن فِي الْكَلَامِ دَلِيلًا عَلَيْهِ، وَيُرْوَى يَحْلِبُوها مَتَى مَا سَمِعُوا صارِخاً؛ أَحْلَبُوا الحرْبَ أَي جَمَعُوا لَهَا. ونَقَعَ الصارِخُ بِصَوْتِهِ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَه، كِلَاهُمَا: تابَعَه وأَدامَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنه قَالَ فِي نساءٍ اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: وَمَا عَلَى نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يُهْرِقْنَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَسْفِكْنَ مِنْ دُموعِهِنَّ عَلَى أَبي سُلَيْمانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقةٌ ، يَعْنِي رَفْعَ الصوتِ، وَقِيلَ: يَعْنِي بالنقْعِ أَصواتَ الخُدودِ إِذا ضُرِبَتْ، وَقِيلَ: هُوَ وَضْعُهُنَّ عَلَى رؤُوسهن النَّقْعَ، وَهُوَ الغبارُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا أَولى لأَنه قَرَنَ بِهِ اللَّقْلَقَةَ، وَهِيَ الصَّوْتُ، فحَمْلُ اللَّفْظَيْنِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ أَوْلى مِنْ حَمْلِهِمَا عى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ: النَّقْعُ هَاهُنَا شَقُّ الجُيُوبِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَجَدْتُ بَيْتًا لِلْمَرَّارِ فِيهِ: نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليَّ حَيًّا، ... وأَعْدَدْنَ المَراثيَ والعَوِيلا والنَّقَّاعُ: المُتَكَثِّرُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ مدْحِ نفْسِه بالشَّجاعة والسَّخاءِ وَمَا أَشبهه. ونَقَعَ لَهُ الشَّرَّ: أَدامَه. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: أَنْقَعْتُ لَهُ شَرًّا، وَهُوَ اسْتِعارةٌ. وَيُقَالُ: نَقَعَه بِالشَّتْمِ إِذا شَتَمَهُ شَتْمًا قَبِيحًا. والنَّقائِعُ: خَبارَى فِي بِلادِ تَمِيمٍ، والخَبارَى: جُمَعُ خَبْراءَ، وَهِيَ قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ. وانْتُقِعَ لونُه: تَغَيَّرَ مِنْ هَمٍّ أَو فزَعٍ، وَهُوَ مُنْتَقَعٌ، وَالْمِيمُ أَعرف، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن مِيمَ امْتُقِعَ بَدَلٌ مِنْ نُونِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: أَنه أَتَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ملكانِ فأَضْجَعاه وشَقَّا بَطنَه فرجعَ وَقَدِ انْتُقِعَ لونُه ؛ قَالَ النَّضِرُ: يُقَالُ ذَلِكَ إِذا ذَهَبَ دَمُه وَتَغَيَّرَتْ جِلْدَةُ وَجْهِهِ إِما مِنْ خوْفٍ وإِما مِنْ مَرَضٍ. والنَّقُوعُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيب. الأَصمعي: يُقَالُ صَبَغَ فُلَانٌ ثوبَه بنَقُوعٍ، وَهُوَ صِبْغٌ يُجْعَلُ فِيهِ مِنْ أَفْواه الطِّيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ حمَاه لِنَعَمِ الفيءِ وخَيْلِ الْمُجَاهِدِينَ فَلَا يَرْعاه غَيْرُهَا، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ أَي يَجْتَمِعُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَول جُمُعةٍ جُمِّعَتْ فِي الإِسلام بِالْمَدِينَةِ فِي نَقِيعِ الخَضِماتِ ؛ قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِنَوَاحِي الْمَدِينَةِ. نكع: النَّكِعُ: الأَحْمَرُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ. والأَنْكَعُ: المُتَقَشِّرُ الأَنْفِ مَعَ حُمْرةٍ شديدةٍ. رجُلٌ أَنْكَعُ بيِّنُ النَّكَعِ، وَقَدْ نَكِعَ يَنْكعُ نَكَعاً. والنَّكِعةُ مِنَ النساءِ: الحَمْراءُ اللَّوْنِ. والنَّكِعُ والناكِعُ والنُّكَعةُ: الأَحمر الأَقْشَرُ. وأَحمر نَكِعٌ: شَدِيدُ الحُمْرَةِ ورجُلٌ نُكَعٌ: يخالِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ، وَالِاسْمُ النَّكَعةُ والنُّكَعةُ. وشَفةٌ نَكِعة: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهَا لِكَثْرَةِ دَمِ بَاطِنِهَا. ونَكَعةُ الأَنْفِ: طَرَفُه. وَيُقَالُ: أَحمر مثلُ نَكَعةِ الطُّرْثُوثِ، ونَكَعةُ الطُّرْثُوثِ، بِالتَّحْرِيكِ: قِشْرَةٌ حَمْراء فِي أَعْلاه، وَقِيلَ: هِيَ رأْسه، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ أَعْلاه إِلى قَدْرِ إِصبع عَلَيْهِ قِشْرَةٌ حَمْرَاءُ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيتها كأَنها ثُومةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ مُشْرَبةٌ حُمْرةً. وَفِي الْخَبَرِ: قَبَّحَ اللَّهُ نَكَعةَ أَنْفِه كأَنها نَكَعةُ الطُّرْثُوثِ والنُّكعةُ، بِضَمِّ النُّونِ: جَناةٌ حَمْرَاءُ كَالنَّبْقِ فِي اسْتِدَارَتِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَحمر كالنُّكعةِ، قَالَ: وَهِيَ ثَمَرَةُ النُّقاوَى وَهُوَ نَبْتٌ

أَحمر. وَفِي حَدِيثٍ: كَانَتْ عَيْنَاهُ أَشدَّ حُمْرَةً مِنَ النُّكعةِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: فَكَانَتْ عَيْنَاهُ أَشدّ حُمْرَةً مِنَ النُّكعةِ، هَكَذَا رَوَاهُ بِضَمِّ النُّونِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ نَكَعةٌ، بِالْفَتْحِ. والنُّكَعةُ والنَّكَعةُ: ثَمَرُ شَجَرٍ أَحمر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّكَعةُ والنَّكَعةُ كِلاهما هَنةٌ حَمْرَاءُ تَظْهَرُ فِي رأْس الطُّرْثُوثِ. ونَكَعه بِظَهْرِ قدمِه نَكْعاً: ضَرَبَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ عَلَى الدُّبر كالكَسْعِ. والنَّكُوعُ مِنَ النِّسَاءِ: القصِيرةُ، وَجَمْعُهَا نُكُعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: بِيضٌ مَلاوِيحُ، يومَ الصَّيْفِ، لَا صُبُرٌ ... عَلَى الهَوانِ، وَلَا سُودٌ، وَلَا نُكُعُ ونَكَعَه حَقَّه: حَبَسَه عَنْهُ. ونَكَعَه الوِرْدَ وَمِنْهُ: مَنَعَه إِيّاه؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: بَني ثُعَلٍ لَا تَنْكَعُوا العَنْزَ شُرْبَها، ... بَني ثُعَلٍ مَنْ يَنْكَع العَنْزَ ظالِمُ وأَنْكَعَتْه بِغْيَتُه: طَلَبها ففاتَتْه. ونَكَعَه عَنِ الشَّيْءِ يَنْكَعُه نَكْعاً وأَنْكَعَه: صَرَفَه. ونَكَعَ عَنِ الأَمر ونَكَلَ بِمَعْنًى واحدٍ. وتَكَلَّمَ فأَنْكَعَه: أَسْكَتَه. وشَرِبَ فأَنْكَعَه: نَغَّصَ عَلَيْهِ. والنُّكَعةُ: الأَحْمَقُ الَّذِي إِذا جَلَسَ لَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ. وَيُقَالُ للأَحمق: هُكَعةٌ نُكَعةٌ. والنَّكْعُ: الإِعْجالُ عَنِ الأَمْرِ. ونَكَعَه عَنِ الأَمر: أَعْجَلَه عَنْهُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: تَقْنِصُكَ الخَيْلُ وتَصْطادُكَ الطَّيْرُ، ... وَلَا تُنْكَعُ لَهْوَ القَنِيص ابْنُ الأَعرابي: لَا تُنْكَعُ لَا تُمْنَعُ؛ وأَنشد أَبو حَاتِمٍ فِي الإِنْكاعِ بِمَعْنَى الإِعْجالِ: أَرَى إِبلي لَا تُنْكَعُ الوِرْدَ شُرَّداً، ... إِذا شُلَّ قومٌ عَنْ وُرودٍ وكُعْكِعوا وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ لكع: ولَكَعَ الرجلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها، ونكَعَها إِذا فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ عِنْدَ حَلْبِها، وَهُوَ أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ. نهع: نَهَعَ يَنْهَعُ نُهوعاً أَي تَهَوَّعَ للقَيء وَلَمْ يَقْلِسْ شَيْئًا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعْرِفُ هَذَا الحرفَ وَلَا أَحُقُّه، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي تَهَوَّعَ وَهُوَ التَّقَيُّؤُ. نهبع: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النُّهْبوعُ طائِرٌ؛ عَنِ ابْنِ خالويه. نوع: النَّوْعُ أَخَصُّ مِنَ الجِنس، وَهُوَ أَيضاً الضرْبُ مِنَ الشَّيْءِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَهُ تَحْديدٌ مَنْطِقيّ لَا يَلِيقُ بِهَذَا الْمَكَانِ، وَالْجَمْعُ أَنواعٌ، قَلَّ أَو كثُر. قَالَ اللَّيْثُ: النوْعُ والأَنواعُ جَمَاعَةٌ، وَهُوَ كُلُّ ضَرْبٍ مِنَ الشَّيْءِ وَكُلُّ صِنْفٍ مِنَ الثِّيَابِ وَالثِّمَارِ وَغَيْرُ ذَلِكَ حَتَّى الْكَلَامُ؛ وَقَدْ تَنَوَّعَ الشَّيْءُ أَنواعاً. وناعَ الغُصْنُ يَنوعُ: تمايَلَ. وناعَ الشيءُ نَوْعاً: تَرَجَّحَ. والتنَوُّعُ: التذَبْذُبُ. والنُّوعُ، بِالضَّمِّ: الجُوعُ، وصرَّف سِيبَوَيْهِ مِنْهُ فِعْلًا فَقَالَ: ناعَ يَنوعُ نَوْعاً، فَهُوَ نائِعٌ. يُقَالُ: رَماه اللَّهُ بالجوعِ والنُّوعِ، وَقِيلَ: النُّوعُ إِتْباعٌ للجُوعِ، والنائِعُ إِتباعٌ للجائعِ، يُقَالُ: رَجُلٌ جائعٌ نائِعٌ، وَقِيلَ: النُّوعُ العطَشُ وَهُوَ أَشبه لِقَوْلِهِمْ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: جُوعاً وَنُوعًا، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَلَوْ كَانَ الجُوع نُوعاً لَمْ يَحْسُنْ تَكْرِيرُهُ، وَقِيلَ: إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ جَازَ التَّكْرِيرُ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ جُوعاً لَهُ ونُوعاً، وجُوساً لَهُ وجُوداً، لَمْ يَزِدْ عَلَى

فصل الهاء

هَذَا، وَقِيلَ: جائِعٌ نائِعٌ أَي جائعٌ، وَقِيلَ عطشانُ، وَقِيلَ إِتباع كَقَوْلِكَ حَسَنٌ بَسَنٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَى هذا يَكُونُ مِنْ بَابِ بُعْداً لَهُ وسُحقاً مِمَّا تَكَرَرَ فِيهِ اللفظانِ المختلفانِ بِمَعْنًى، قَالَ: وَذَلِكَ أَيضاً تَقْوِيَةٌ لِمَنْ يَزْعُمُ أَنه إِتباع لأَن الإِتباع أَن يَكُونَ الثَّانِي بِمَعْنَى الأَوَّل، وَلَوْ كَانَ بِمَعْنَى الْعَطَشِ لَمْ يَكُنْ إِتباعاً لأَنه لَيْسَ مِنْ مَعْنَاهُ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ إِتباعاً لأَن الإِتباع لَا يَكُونُ بِحَرْفِ الْعَطْفِ، والآخرُ أَنَّ لَهُ مَعْنًى فِي نَفْسِهِ يُنْطَقُ بِهِ مُفْرَدًا غَيْرَ تَابِعٍ، وَالْجَمْعُ نِياعٌ. يُقَالُ: قَوْمٌ جِياعٌ نِياعٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: لَعَمْرُ بَني شِهابٍ مَا أَقامُوا ... صدورَ الخيلِ والأَسَلَ النِّياعا يَعْنِي الرِّماح العِطاش إِلى الدِّماء، قَالَ: والأَسَلُ أَطرافُ الأَسِنَّةِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِدُرَيْدِ بْنِ الصِّمّةِ؛ وَقَوْلُ الأَجْدع بْنِ مَالِكٍ أَنشد يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ: خَيْلانِ مِنْ قَوْمي وَمِنْ أَعْدائِهِمْ، ... خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ وكلُّ نَاعِي قَالَ: أَراد نائِعٌ أَي عطشانُ إِلى دَمِ صاحِبه فقَلب؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ عَلَى وَجْهِهِ إِنما هُوَ فاعِلٌ مِنْ نَعَيْتُ وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ يَا لثاراتِ فلانٍ: وَلَقَدْ نَعَيْتُكَ، يومَ حِرْمِ صَوائِقٍ، ... بمعابِلٍ زُرْقٍ وأَبْيَضَ مِخْذَمِ أَي طَلَبْتُ دَمَك فَلَمْ أَزلْ أَضْرِبُ القومَ وأَطعُنُهم وأَنْعاكَ وأَبكيكَ حَتَّى شَفَيْتُ نَفْسِي وأَخذْتُ بثأْري؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: إِذا اشْتَدَّ نُوعِي بالفَلاةِ ذَكَرْتُها، ... فقامَ مَقامَ الرّيِّ عِنْدِي ادِّكارُها والنَّوْعةُ: الفاكِهةُ الرَّطْبةُ الطرِيَّةُ. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ لِي أَعرابي فِي شَيْءٍ سأَلته عَنْهُ: مَا أَدري عَلَى أَيِّ مِنْواعٍ هُوَ. وسُئِلَت هِنْدُ ابْنَةُ الخُسِّ: مَا أَشدُّ الأَشياء «3»؟ فَقَالَتْ: ضِرْسٌ جائعٌ يَقْذِفُ فِي مِعًى نائِعٍ وَيُقَالُ لِلْغُصْنِ إِذا حرَّكته الرِّيَاحُ فَتَحَرَّكَ: قَدْ ناعَ يَنُوعُ نَوَعاناً، وتَنَوَّعَ تَنَوُّعاً، واستَناع اسْتِناعةً، وَقَدْ نَوَّعَتْه الرياحُ تَنْويعاً إِذا ضَرَبَتْه وحرَّكَتْه؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ناعَ يَنوعُ ويَنِيعُ إِذا تمايَلَ، قَالَ الأَزهري: والخائِعُ اسْمُ جَبَلٍ يُقَابِلُهُ جَبَلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ نائِعٌ؛ وأَنشد لأَبي وَجْزة السَّعْدي فِي ذِكْرِهِمَا: والخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمائِلِهمْ، ... ونائِعُ النَّعْفِ عَنْ أَيمانِهِمْ يَفَعُ قَالَ: ونُوَيعةُ اسْمُ وادٍ بعَيْنِه؛ قَالَ الرَّاعِي: بِنُوَيْعَتَيْنِ فَشَاطِئِ التَّسْريرِ واسْتَناعَ الشيءُ: تَمَادَى؛ قَالَ الطِّرمّاحُ: قُلْ لِباكي الأَمواتِ: لا تَبْكِ للناسِ، ... وَلَا يَسْتَنِعْ بِهِ فَنَدُهْ والاسْتِناعةُ: التَّقَدُّم فِي السَّيْرِ؛ قَالَ القُطامِيّ يَصِفُ ناقَتَه: وَكَانَتْ ضَرْبةً مِنْ شَدْقَمِيٍّ، ... إِذا مَا احْتُثَّتِ الإِبلُ اسْتَناعا نيع: ناعَ يَنِيعُ نَيْعاً واسْتَناعَ: تقَدَّم كاسْتَنعى. فصل الهاء هبع: هَبَعَ يَهْبَعُ هُبوعاً وهَبَعاناً: مَدَّ عُنُقَه، وإِبل هُبَّعٌ، قال العجاج:

_ (3). قوله [ما أشد الأشياء إلخ] كذا بالأصل هنا، وتقدم في مادة ضيع: مَا أَحَدُّ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَابٌ جَائِعٌ يُلْقِي فِي معى ضائع

كَلَّفْتُهَا ذَا هَبّةٍ هَجَنَّعا، ... عَوْجاً يَبُذُّ الذَّامِلاتِ الهُبَّعا أَي كلَّفْتُ هَذِهِ البَلدةَ جَملًا ذَا نَشاطٍ، والعَوْجُ: الَّذِي فِيهِ لِينٌ وتَعَطُّفٌ مِنْ قَوْلِكَ عاجَ إِذا انْعَطَفَ، وَيُرْوَى غَوْجاً، بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ الْوَاسِعُ الصدْرِ. وهَبَعَ بعنُقه هَبْعاً وهُبوعاً، فَهُوَ هَابِعٌ وهَبُوعٌ: اسْتَعْجَلَ وَاسْتَعَانَ بِعُنُقِهِ، وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وإِني لأَطوِي الكَشْحَ مِنْ دُونِ مَا انطَوَى، ... وأَقْطَعُ بالخَرْقِ الهَبُوعِ المُرَاجِمِ إِنما أَراد: وأَقطع الخرقَ بالهَبوعِ فأَتبَعَ الْجَرَّ الْجَرَّ، واسْتَهْبَعَه: رامَ مِنْهُ ذَلِكَ. والهُبَعُ: الفَصِيلُ الَّذِي يُنْتَجُ فِي الصيْفِ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَصِيلُ الَّذِي فُصِلَ فِي آخِرِ النِّتاجِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُنْتَجُ فِي حَمارَّةِ القَيْظِ، وَسُمِّيَ هُبَعاً لأَنَّه يَهْبَعُ إِذا مَشَى أَي يَمُدُّ عُنُقَهُ ويَتَكارَهُ لِيُدْرِكَ أُمَّهُ، والأُنثى هُبَعة، وَالْجَمْعُ هُبَعَاتٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعَرَبُ تَقُولُ مَا لَه هُبَعٌ وَلَا رُبَعٌ، فالرُّبَعُ مَا نُتِجَ فِي أَوّلِ الرَّبِيعِ، والهُبَعُ مَا نُتِجَ فِي الصيْفِ. قَالَ الأَصمعي: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: سأَلت جَبْر ابن حَبِيب عَنِ الْهُبَعِ لِمَ سمِّي هُبَعًا؟ قَالَ: لأَن الرِّباعَ تُنْتَج فِي رِبْعِيّةِ النِّتاجِ أَي فِي أَوّله، ويُنْتَج الْهُبَعُ فِي الصَّيْفِيّةِ فَتَقْوى الرِّباعُ قَبْلَهُ، فإِذا مَاشَاهَا أَبْطَرَتْه ذَرْعاً أَي حَمَلَتْه عَلَى مَا لَا يُطِيقُ لأَنها أَقْوى مِنْهُ، فَهَبَعَ أَي اسْتَعَانَ بعُنُقه فِي مَشْيِه، وَقَوْلُ عَمْرُو بْنُ جَمِيلٍ الأَسدي كأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِه المَلّاذِ «1» ... ذَرْعُ اليَمانِينَ سَدَى المِشْواذِ، يَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ المُحاذِي ... عافِيه سَهْواً غيرَ مَا إِجْراذِ، أَعْلُو بِه الأَعرافَ ذَا الأَلْواذِ يَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ أَي يُبْطِرُ ذَرْعه فَيَحْمِلُهُ عَلَى أَن يَهْبَعَ، والمُواهِقُ: المُبارِي، واللَّوْذُ: جانِبُ الجَبَلِ، وجَمْعُ الهُبَعِ هِباعٌ، وَقِيلَ: لَا جَمْعَ لَهُ، وَقِيلَ: لَا يُجْمَعُ هُبَعٌ عَلَى هِباعٍ كَمَا يُجْمَعُ رُبَعٌ عَلَى رِباعٍ. وهَبَعَ الحِمارُ يَهْبَعُ هَبْعاً وهُبُوعاً: مشَى مَشْياً بَليداً، قَالَ: فَأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوابِعا، ... فِي السِّكَّتَيْنِ، تَحْمِلُ الأَلاكِعا وكلُّ مَشْيٍ يَكُونُ كَذَلِكَ، فَهُوَ هَبْعٌ. وَيُقَالُ: إِنّ الْحُمُرَ كُلَّهَا تَهْبَعُ فِي مَشْيَتِها أَي تمدُّ عُنُقَهَا. والهُبوعُ: أَن يُفاجئك القومُ من كلِّ جانِبٍ. هبركع: الهَبَرْكَعُ: القصير. هبقع: رَجُلٌ هَبْقَعٌ وهَبَنْقَعٌ وهُباقِعٌ: قصيرٌ مُلَزَّزُ الخَلْقِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. والهَبَنْقَعُ: المَزْهُوُّ الأَحْمَقُ الَّذِي يُحِبّ مُحادَثَةَ النِّسَاءِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والهَبَنْقَعةُ: قُعُودُ الرجلِ عَلَى عُرْقُوبَيْه قَائِمًا عَلَى أَطرافِ أَصابِعِه. واهْبَنْقَعَ: جَلَسَ الهَبَنْقَعةَ، وَهِيَ جِلْسةُ المَزْهُوِّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ومُهُورُ نِسْوَتِهِمْ، إِذا مَا أَنْكَحُوا، ... غَدَوِيُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ والهَبَنْقَعَةُ: أَنْ يَتَرَبّعَ ثُمَّ يَمُدُّ رِجْلَهُ الْيُمْنَى فِي تَرَبُّعِهِ، وَقِيلَ: هِيَ جلْسةٌ فِي تَرَبُّعٍ. والهَبَنْقَعةُ: قُعودُ

_ (1). قوله" كان أوب إلخ" تقدم في مادة جرذ: كَأَنَّ أَوْبَ صَنْعَةِ الْمَلَاذِ ... يستهيع المراهق المحاذي

الاستِلقاءِ إِلى خَلْفٍ. والهَبَنْقَعُ: الَّذِي لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى أَمر فِي قَوْلٍ وَلَا فِعْلَ وَلَا يُوثَقُ بِهِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والهَبَنْقَعُ: الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى عَقِبَيْهِ أَو عَلَى أَطراف أَصابعه يسأَل النَّاسَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِذا قَعَدَ فِي مَكَانٍ لَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ هَبَنْقَعٌ لَازِمٌ بِمَكَانِهِ وَصَاحِبُ نِسْوان؛ قَالَ: أَرْسَلَها هَبَنْقَعٌ يَبْغِي الغَزَلْ أَخبر أَنه صَاحِبُ نِسَاءٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ الَّذِي يأْتيك يَلْزَمُ بابَك فِي طَلب مَا عِنْدَكَ لَا يَبْرَحُ. وَرَجُلٌ هَبَنْقَعٌ وامرأَة هَبَنْقَعةٌ: وَهُوَ الأَحمق يُعرف حُمْقُه فِي جُلُوسِهِ وأُموره. وَقَالَ الأَصمعي: قَالَ الزِّبْرِقانُ بنُ بَدْرٍ: أَبْغَضُ كَنائِني الَّتِي تمشِي الدِّفِقَّى وَتَجْلِسُ الهَبَنْقَعَةَ؛ الدِّفِقَّى مَشْيٌ وَاسِعٌ، والهَبَنْقَعةُ أَن تَرَبَّعَ وتمدَّ إِحدى رِجْلَيْهَا فِي تَرَبُّعِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّ بامرأَة سوْداء تُرقِّصُ صَبِيًّا لَهَا وَتَقُولُ: يَمْشِي الثَّطا ويَجلِسُ الهَبَنْقَعهْ هِيَ أَن يُقْعِيَ ويَضُمَّ فخِذَيْه وَيَفْتَحَ رجليه. هبلع: الهِبْلَع، مِثَالُ الدِّرْهم، والهِبْلاعُ: الواسِعُ الحُنْجُورِ العظيمُ اللَّقْمِ الأَكُولُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وُضِعَ الخَزِيرُ، فَقِيلَ: أَين مُجاشِعٌ؟ ... فَشَحا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَعُ وَفِي شِعْرِ خُبَيْب بْنِ عَدِيّ: حَجْمُ نارٍ هِبْلَع الهِبْلَعُ: الأَكُولُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ إِن الْهَاءَ زَائِدَةٌ فَيَكُونُ مِنَ البَلْع. والهِبْلَعُ: اللَّئِيمُ. وَعَبْدٌ هِبْلَعٌ: لَا يُعْرَفُ أَبواه أَو لَا يُعْرَفُ أَحدهما. والهِبْلَعُ: الكلبُ السَّلوقيُّ. وهِبْلَعٌ: اسْمُ كَلْبٍ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسماء الكلابِ السَّلُوقِيّةِ، قَالَ: والشَّدُّ يُدْني لَاحِقًا وهِبْلَعا وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ هاءَ هِبْلَعٍ زَائِدَةٌ، وَلَيْسَ بقويّ. هتع: هَتَعَ الرجلُ: أَقْبل مُسْرِعاً كَهَطَعَ. هجع: الهُجُوعُ: النوْم ليْلًا. هَجَعَ يَهْجَعُ هُجُوعاً: نامَ، وَقِيلَ نَامَ بالليلِ خَاصَّةً، وَقَدْ يَكُونُ الهجُوعُ بِغَيْرِ نَوْمٍ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى: قَفْرٌ هَجَعْتُ بِهَا ولَسْتُ بنائِمٍ، ... وذِراعُ مُلْقِيةِ الجِرانِ وَسَادِي وَقَوْمٌ هُجَّعٌ وهُجوعٌ، وَنِسَاءٌ هُجَّعٌ وهُجوعٌ وهَواجِعُ، وهَواجِعاتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. والتَّهْجاعُ: النومةُ الخفيفةُ؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَتِ: قَدْ حَصَّتِ البَيْضةُ رَأْسِي، فَمَا ... أَطْعَمُ نَوْماً غيرَ تَهْجاعِ وهَجَّعَ القومُ تَهْجِيعاً أَي نَوَّمُوا. ومَرَّ هَجِيعٌ مِنَ الليلِ أَي ساعةٌ مِثْلَ هَزِيع؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَيُقَالُ: أَتيت فُلَانًا بَعْدَ هَجْعةٍ أَي بَعْدَ نَوْمةٍ خفيفةٍ مِنْ أَوّل اللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ: طَرَقَني بَعْدَ هَجْعٍ. مِنَ الليلِ ؛ الهَجْعُ والهَجْعةُ والهَجِيعُ: طائفةٌ مِنَ اللَّيْلِ، والهِجْعةُ مِنْهُ كالجِلْسةِ مِنَ الْجُلُوسِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للرجُلِ الأَحْمَقِ الغافِلِ عَمَّا يُرادُ بِهِ هِجْعٌ وهِجْعةٌ وهُجَعةٌ ومِهْجَعٌ، وأَصله مِنَ الهُجُوعِ النَّوْمِ. وَرَجُلٌ هُجَعةٌ، مِثلُ هُمَزةٍ، وهُجَعٌ ومِهجَعٌ للغافِل الأَحمَقِ السَّرِيعِ الاسْتِنامةِ إِلى كُلِّ أَحَدٍ. والهَجِعُ: الأَحْمَقُ.

وهَجَعَ جُوعُه مِثْلَ هَجأَ إِذا انْكَسَرَ وَلَمْ يَشْبَعْ بَعْدُ. وهَجَعَ غَرَثُه وهَجأَ إِذا سَكَنَ. وأَهْجَعَ فلانٌ غَرَثَه إِذا سكَّن ضَرَمَه مِثْلَ أَهْجَأَ. ومِهْجَعٌ: اسْمُ رجل. هجرع: الأَزهري: الهِجْرَعُ مِنْ وَصْفِ الكلابِ السَّلُوقِيّةِ الخِفافِ، والهِجْرَعُ الطويلُ الممْشُوقُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالًا هِجْرَعا ومثَّله الْجَوْهَرِيُّ بدِرْهَمٍ. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلطَّوِيلِ هِجْرَعٌ وهَجْرَعٌ «2»؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: سأَلت الْفَرَّاءَ عَنْهُ فَكَسَرَ الْهَاءَ وَقَالَ: هُوَ نَادِرٌ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ هِجْرَعٌ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، وهَجْرَعٌ، بِفَتْحِهَا، طَوِيلٌ أَعْرَجُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ الطويلُ، لَمْ يُقَيِّدْ بِغَيْرِ ذَلِكَ، وَقِيلَ إِنَّ الْهَاءَ زَائِدَةٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وهَرْجَعٌ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري: والهِجْرَعُ الأَحْمَقُ مِنَ الرِّجالِ؛ وأَنشد: ولأَقْضِينَّ عَلَى يَزِيدَ أَمِيرِها ... بقَضاء لَا رِخْوٍ، ولَيْسَ بِهِجْرَعِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الشُّجَاعُ والجَبانُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الهِجْرَعُ الطَّويل عِنْدَ الأَصمعي، والأَحْمَقُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدَةَ، والجَبانُ عند غيرهما. هجنع: الهَجَنَّعُ: الشيْخُ الأَصْلَعُ. والهَجَنَّعُ: الظَّلِيمُ الأَقْرَعُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جَذْباً كَرَأْسِ الأَقْرَعِ الهَجَنَّعِ والهَجَنَّعُ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ الطَّوِيلُ مِنَ النَّعَامِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ وأَنشد: عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً تُضاعِفُه ... عَلَى قَلائِصَ أَمْثالِ الهَجانِيعِ «3» الأَزهري: الظَّلِيمُ الأَقْرعُ وَبِهِ قوَّة هَجَنَّعٌ، والنعامةُ هَجَنَّعةٌ. والهَجَنَّعُ: الطَّوِيل الأَجْنأُ مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الْجَافِي، وَقِيلَ: الطويلُ الضَّخْم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَلِيمًا: كأَنَّه حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً، ... ومِنْ مَعاشِرَ، فِي آذانِها الخُرَبُ هَجَنَّعٌ راحَ فِي سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ، ... مِنَ القَطائِفِ، أَعْلى ثَوْبِه الهُدَبُ وَقِيلَ: الهَجَنَّعُ الْعَظِيمُ الطويلُ. والهَجَنَّعُ مِنْ أَولاد الإِبل: مَا نُتِجَ فِي حَمارَّةِ القَيْظِ وقَلَّما يَسْلَمُ مِنْ قَرَعِ الرأْسِ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ. والهَجَنَّعُ: الأَسْوَدُ. هدع: الهَوْدَعُ: النعامُ. وهِدَعْ هِدَعْ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَتَسْكِينِ الْعَيْنِ: كَلِمَةٌ يسكَّن بِهَا صِغارُ الإِبل عِنْدَ النِّفارِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِجِلَّتِها وَلَا مَسانِّها، وَزَعَمُوا أَن رَجُلًا أَتى السُّوقَ ببَكْرٍ لَهُ يَبِيعُهُ، فساوَمَه رَجُلٌ فَقَالَ: بِكَمِ البكْرُ؟ فَقَالَ: إِنه جَمَلٌ، فَقَالَ: هُوَ بَكْرٌ؛ فَبَيْنَمَا هُوَ يُمارِيه إِذْ نَفَرَ الْبَكْرُ، فَقَالَ صَاحِبُهُ: هِدَعْ هِدَعْ ليَسْكُنَ نِفارُه، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: صدَقَني سِنَّ بَكْرِه، وإِنما يُقَالُ هِدَعْ لِلْبَكْرِ ليَسْكُنَ. وهَداعِ: مِنْ زَجْرِ العُنُوقِ كدَهاعِ.

_ (2). قوله [وهجرع] بهامش الأَصل صوابه: وهرجع (3). قوله [تضاعفه] هو في الأصل بالتاء وكذا في شرح القاموس: وسبق فيه في مادة حير إنشاده بالنون.

هدلع: الهُنْدَلِعُ: بِقِلَّةٍ قِيلَ إِنها عَرَبِيَّةٌ، فإِذا صَحَّ أَنه مِنْ كَلَامِهِمْ وَجَبَ أَن تَكُونَ نُونُهُ زَائِدَةً لأَنه لَا أَصل بإِزائها فَيُقَابِلُهَا، وَمِثَالُ الْكَلِمَةِ عَلَى هَذَا فُنْعَلِلٌ، وَهُوَ بِنَاءٌ فائت. هذلع: الهُذْلُوعُ: الغَلِيظُ الشَّفةِ. هرع: الهَرَعُ والهُراعُ والإِهْراعُ: شدَّة السَّوْقِ وسُرْعةُ العَدْو؛ قَالَ الْشَّاعِرُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَنَّ حُمُولَهم، مُتتابِعاتٍ، ... رَعِيلٌ يُهْرَعُونَ إِلى رَعيلِ وَقَدْ هُرِعُوا وأُهْرِعُوا. واسْتُهْرِعَتِ الإِبلُ: أَسْرَعَتْ إِلى الحوضِ. وأُهْرِعَ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: خَفَّ وأُرْعِدَ مِنْ سُرْعةٍ أَو خوْفٍ أَو حِرْصٍ أَو غَضَبٍ أَو حُمَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُسْتَحَثُّون إِليه كأَنه يَحُثُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وتَهَرَّعَ إِليه: عَجِلَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الإِهْراعُ إِسْراعٌ فِي طُمَأْنِينةٍ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ: إِسْراعٌ فِي فَزَعٍ، فَقَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الإِهْراعُ إِسْراعٌ فِي رِعْدَةٍ، وَقَالَ الْمُهَلْهَلُ: فجاؤُوا يُهْرَعُونَ، وهُمْ أُسارَى، ... يَقُودُهُمُ عَلَى رَغمِ الأُنُوفِ قَالَ اللِّيْثُ: يُهْرَعُون وَهُمْ أُسارى يُساقُون ويُعْجَلُون. يُقَالُ: هُرِعُوا وأُهْرِعُوا. أَبو عُبَيْدٍ: أُهْرِع الرجلُ إِهْراعاً إِذا أَتاكَ وَهُوَ يُرْعَدُ مِنَ البَرْدِ، وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ مُهْرَعاً مِنَ الْحُمَّى وَالْغَضَبِ، وَهُوَ حِينٌ يُرْعَدُ، والمُهْرَعُ أَيضاً كَالْحَرِيصِ؛ ذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي لَفْظِ مَفْعُولٍ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ ، أَي يَسْعَوْن عِجالًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أُهْرِعُوا وهُرِعُوا فَهُمْ مُهْرَعُون ومَهْرُوعُون؛ أَنشد شَمِرٌ لِابْنِ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ: أَرَبَّتْ عَلَيْهَا كلُّ هَوْجاءَ سَهْوةٍ ... زَفُوفِ التَّوالي، رَحْبةِ المُتَنَسَّمِ إِبارِيّةٍ هَوْجاء، مَوْعِدُها الضُّحَى، ... إِذا أَرْزَمَتْ جاءَتْ بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ زَفُوفٍ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفِيَّةٍ، ... تَرَى البِيدَ، مِنْ إِعْصافِها الجَرْيَ، تَرْتَمي أَراد بالوِرْد المَطَرَ. ورجُل هَرِعٌ: سَرِيعُ المَشْي. وهَرِعٌ أَيضاً: سَرِيعُ البُكاءِ. والهَرِعُ: الْجَارِي. وهَرِعَ الشيءُ هَرَعاً، فَهُوَ هَرِعٌ، وهَمَعَ: سَالَ، وَقِيلَ: تَتابَعَ فِي سَيَلانِه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: عُذَافِرة، كأَنَّ بِذِفْرَيَيْها ... كُحَيْلًا، بَضَّ مِنْ هَرِعٍ هَمُوعِ وَدَمٌ هَرِعٌ أَي جارٍ بَيِّنُ الهَرَعِ، وَقَدْ هَرِعَ. والهَرِعةُ مِنَ النِّسَاءِ: المرأَةُ الَّتِي تُنْزِلُ حِينَ يخالِطُها الرَّجُلُ قَبْلَهُ شَبَقاً وحرْصاً عَلَى الرِّجَالِ. والمَهْرُوعُ: المجنونُ الَّذِي يُصْرَعُ. يُقَالُ: هُوَ مَهْرُوعٌ مَخْفُوعٌ مَمْسُوسٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَهْرُوعُ المَصْرُوعُ مِنَ الجَهْدِ. والهَيْرَعُ: الَّذِي لَا يتَماسَكُ، وَهُوَ أَيضاً الجَبانُ الضعيفُ الجَزُوعُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: ولَسْتُ بِهَيْرَعٍ خَفِقٍ حَشاه، ... إِذا مَا طَيَّرَتْه الرِّيحُ طارَا والهَيْرَعُ والهَيْلَعُ: الضعيفُ. وإِذا أَشْرَعَ القومُ رِماحَهم ثُمَّ مَضَوْا بِهَا قِيلَ: هَرَّعُوا بِهَا. وتَهَرَّعَتِ الرِّماحُ إِذا أَقْبَلَتْ شَوارِعَ؛ وأَنشد: عِنْدَ البَدِيهةِ والرِّماحُ تَهَرَّعُ

وهَرَّعَ القومُ الرماحَ وأَهْرَعُوها: أَشْرَعُوها وَمَضَوْا بِهَا. وتَهَرَّعَتْ هِيَ: أَقْبَلَتْ شَوارِعَ. والهَيْرَعَةُ: الغُولُ كالعَيْهَرةِ. ورِيحٌ هَيْرَعٌ: سَرِيعةُ الهُبُوب، وَقِيلَ: تَسْفِي الترابَ. وَرِيحٌ هَيْرَعَةٌ. قَصِفةٌ تأْتي بالتُّرابِ. والهَيْرَعةُ: القَصَبة الَّتِي يَزْمِرُ فِيهَا الرَّاعِي، وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ يَراعةً أَيضاً. والهَرْعةُ والفَرْعةُ: القَمْلة الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: الضَّخْمة، والهُرْنُوعُ أَكثر، وَقِيلَ: الفَرْعةُ والهَرْعةُ والهَيْرعَةُ والخَيْضَعةُ مَعْنَاهَا واحِدٌ. والهِرْياعُ: سَفِيرُ ورَق الشَّجَرِ. والهَرِيعةُ: شُجَيرة دَقِيقةُ الأَغْصان. ويَهْرَعُ: موضع. هربع: الأَزهري: لِصٌّ هُرْبُعٌ وذِئْبٌ هُرْبُعٌ خفيفٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وَفِي الصَّفِيحِ ذِئْبُ صَيْدٍ هُرْبُعُ، ... فِي كَفِّه ذاتُ خِطامٍ مُمْتِعُ هرجع: هَرْجَعٌ: لُغَةٌ فِي هَجْرَعٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ تقدَّم. هرمع: الهَرَمَّعُ: السُّرْعةُ والخِفَّةُ فِي المَشْي. وَقَدِ اهْرَمَّعَ الرَّجُلُ أَي أَسْرَعَ فِي مَشْيَتِه، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ سَرِيعَ البُكاءِ والدُّمُوعِ، واهْرَمَّعَتِ الْعَيْنُ بالدَّمْعِ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ هَرَمَّعٌ: سَرِيعُ البُكاء. واهْرَمَّعَ إِليه: تبَاكى إِليه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظن الْمِيمَ زَائِدَةً. ابْنُ الأَعرابي: نَشَأَتْ سَحابةٌ فاهْرَمَّعَ قَطْرُها إِذا كَانَ جَوْداً. ابْنُ الأَعرابي، وَذَكَرَ غَيْثًا قَالَ: فاهْرَمَّعَ مَطَرُه حتى رأَينا مَا نَرَى عَيْنَ السماءِ مِن الْمَاءِ؛ اهْرَمَّعَ أَي سالَ بِكَثْرَةِ مَاءٍ؛ وأَنشد: وقَصَباً رأَيته عُرْهُوما «1» وَقَالَ اللِّيْثُ: اهْرَمَّعَ الرجلُ فِي مَنْطِقِه وحَدِيثِه إِذا انهمَل فِيهِ، وَالنَّعْتُ مُهْرَمِّعٌ، قَالَ: وَالْعَيْنُ تَهْرَمِّعُ إِذا أَذْرَتِ الدَّمْعَ سَرِيعاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اهْرَمَّعَ بِمَنْزِلَةِ احْرَنْجَمَ وَوَزْنُهُ افْعَنْلَلَ وأَصله اهْرَنْمَعَ، فأُدغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ، وَهَذَا فِي الأَربعة نَظِيرُ امَّحَى مِنْ بَابِ الثَّلَاثَةِ الأَصل فِيهِ انْمَحَى، فأُدغمت نُونُهُ فِي الْمِيمِ، وَذَلِكَ لعدم اللبس. هرنع: الهُرْنُع: أَصْغَرُ القَملِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَمَلُ عامَّةً، والأُنثى هِرْنِعةٌ. والهُرْنُوعُ والهِرْنِعةُ، كِلَاهُمَا: الْقَمْلَةُ الضَّخْمَةُ، وَقِيلَ: الصغيرة؛ وأَنشد: نهر الهَرانِع عَقْدُهُ عِنْد الْخَصَا ... بأَذَلَّ حيثُ يكونُ مَنْ يَتَذلَّلُ «2» الأَزهري: الهَرانِعُ أُصولُ نباتٍ تُشْبِهُ الطَّراثِيثَ. هزع: هَزَعَه يَهْزَعه هَزْعاً وهَزَّعه تَهْزِيعاً: كَسَّرَه فانْهَزَعَ أَي انْكَسرَ وانْدَقَّ. وهَزَّعَه: دَقَّ عُنُقَه. وانْهَزَعَ عَظْمُه انْهِزاعاً إِذا انْكَسَرَ وقُدَّ؛ وأَنشد: لَفْتاً وتَهْزِيعاً سَواءَ اللَّفْتِ أَي سَويَّ اللَّفتِ، وَرَجُلٌ مِهْزَعٌ وأَسدٌ مِهْزَعٌ مِنْ ذَلِكَ. وهَزَّعْتُ الشيءَ: فَرَّقْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: إِياكم وتَهْزِيعَ الأَخْلاقِ وتَصَرُّفَها

_ (1). قوله [وقصباً إلخ] كذا بالأَصل، وأورده في مادة عفهم وعرهم: وقصباً عفاهما عرهوما (2). قوله [نهر الهرانع إلخ] هكذا بالأَصل.

مِنْ قَوْلِهِمْ هَزَّعْتُ الشيءَ تَهْزِيعاً كَسَّرْتُه وفَرَّقْتُه. والهَزِيعُ: صَدْرٌ مِنَ اللَّيْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى مَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي طائِفةٌ مِنْهُ نَحْوَ ثُلُثِهِ وَرُبُعِهِ، وَالْجَمْعُ هُزُعٌ. وَمَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ كَقَوْلِكَ مَضَى جَرْسٌ وَجَوْشٌ وهَدِيءٌ كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والتَّهَزُّعُ: شِبْه العُبُوس والتَّنَكُّر. يُقَالُ: تَهَزَّعَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ، واشْتِقاقُه مِنْ هَزيعِ اللَّيْلِ، وَتِلْكَ ساعةٌ وحْشِيَّةٌ. والهَزَعُ والتَّهَزُّع: الاضْطِرابُ. تَهَزَّعَ الرُّمْحُ: اضْطَرَبَ واهْتَزَّ. واهْتِزاعُ القَناةِ والسَّيْفِ: اهْتِزازُهما إِذا هُزَّا. وتَهَزَّعَتِ المرأَةُ: اضْطَرَبَتْ فِي مَشْيَتِها؛ قَالَ: إِذا مَشَتْ سالَتْ، وَلَمْ تَقَرْصَعِ، ... هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ قَرْصَعَتْ فِي مَشْيَتِها إِذا قَرْمَطَتْ خُطاها. ومَرَّ يَهْزَعُ ويَهْتَزِعُ أَي يَتَنَفَّضُ. وَسَيْفٌ مُهْتَزِعٌ: جيِّدُ الاهْتِزازِ إِذا هُزَّ؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسي: إِنَّا إِذا قَلَّتْ طخَارِيرُ القَزَعْ، ... وصَدَرَ الشَّارِبُ مِنْهَا عَنْ جُرَعْ، نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ، ... مِنْ كلِّ عَرَّاصٍ، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ مِثْلِ قُدامَى النَّسْرِ، مَا مَسَّ بَضَعْ أَراد بالعَرَّاصِ السيفَ البَرَّاقَ المضطَرِبَ. واهْتَزَعَ: اضْطَرَبَ. ومَرَّ فُلَانٌ يَهْزَعُ أَي يُسْرِع مِثْلَ يَمْزَع. وهَزَعَ واهْتَزَعَ وتَهَزَّعَ، كُلُّهُ: بِمَعْنَى أَسْرَعَ. وَفَرَسٌ مُهْتَزِعٌ: سرِيعُ العَدْوِ. وهَزَعَ الفرسُ يَهْزَعُ: أَسْرَعَ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. وهَزَعَ الظَّبْيُ يَهْزَعُ هَزْعاً: عَدا عَدْواً شَدِيداً. ومَرَّ فُلَانٌ يَهْزَعُ ويَقْزَعُ أَي يَعْرُجُ، وَهُوَ أَيضاً أَنْ يَعْدُوَ عَدْواً شَدِيدًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: وإِن دَنَتْ مِنْ أَرْضِه تَهَزَّعا أَراد أَن الكِلابَ إِذا دَنَتْ مِنْ قَوائِمِ الثَّوْرِ تَهَزَّعَ أَي أَسْرَعَ فِي عَدْوِه. والأَهْزَعُ مِنَ السِّهامِ: الَّذِي يَبْقَى فِي الكِنانة وَحْدَهُ، وَهُوَ أَرْدَؤُها، وَيُقَالُ لَهُ سَهْمٌ هِزاعٌ، وَقِيلَ: الأَهْزَعُ خَيْرُ السِّهامِ وأَفضلُها تَدَّخِرُه لشَديدة، وَقِيلَ: هُوَ آخِرُ مَا يَبْقَى مِنَ السِّهَامِ فِي الْكِنَانَةِ، جيِّداً كَانَ أَو رَدِيئًا، وَقِيلَ: إِنما يُتَكَلَّمُ بِهِ فِي النَّفْيِ فَيُقَالُ: مَا فِي جَفِيرِه أَهْزَعُ، وَمَا فِي كِنَانَتِهِ أَهْزَعُ؛ وَقَدْ يأْتي بِهِ الشَّاعِرُ فِي غَيْرِ النَّفْيِ لِلضَّرُورَةِ، فإِنَّ النَّمِر ابنَ تَوْلَبٍ أَتى بِهِ مَعَ غَيْرِ الجَحْد فَقَالَ: فأَرْسلَ سَهْماً لَهُ أَهْزَعا، ... فَشَكَّ نواهِقَه والفَما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جاءَ أَيضاً لِغَيْرِ النَّمِرِ؛ قَالَ رَيَّانُ بْنُ حُوَيْصٍ: كَبِرْتُ ورَقَّ العَظْمُ مِني، كأَنَّما ... رَمَى الدَّهْرُ مِني كلَّ عِرْقٍ بأَهْزَعا وَرُبَّمَا قِيلَ: رُمِيتُ بأَهْزَعَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَا تَكُ كالرامِي بغيرِ أَهْزَعا يَعْنِي كَمَنْ لَيْسَ فِي كِنانته أَهْزَعُ وَلَا غَيْرُهُ، وَهُوَ الَّذِي يَتَكَلَّفُ الرَّمْيَ وَلَا سَهْمَ مَعَهُ. وَيُقَالُ: مَا فِي

الجَعْبَةِ إِلَّا سَهْمٌ هِزاعٌ أَي وَحْدَهُ؛ وأَنشد: وبَقِيتُ بعْدَهُمُ كَسَهْمِ هِزاعِ وَمَا بَقِيَ فِي سَنامِ بَعِيرِك أَهْزَعُ أَي بَقِيَّةُ شَحْمٍ. وَقَوْلُهُمْ: مَا فِي الدارِ أَهْزَعُ أَي مَا فِيهَا أَحَدٌ. وظَلَّ يَهْزَعُ فِي الحشِيشِ أَي يَرْعى. وهُزَيْعٌ ومِهْزَعٌ: اسْمانِ. والمِهْزَعُ: المِدَقُّ؛ وَقَالَ يَصِفُ أَسداً: كأَنَّهُمُ يَخْشَوْن مِنْكَ مُدَرَّباً، ... بحَلْيَةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْنِ، مِهْزَعا هزلع: الهِزْلاعُ: الخفِيفُ. والهِزْلاعُ: السِّمْعُ الأَزَلُّ، وهَزْلَعَتُه: انْسِلالُه ومُضِيُّه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمْعَانَ: واغْتَالَها مُهَفْهَفٌ هَزَلَّعُ وهِزْلاعٌ: اسم. هزنع: الهُزْنُوعُ: أَصل نَبَاتٍ يُشْبِهُ الطُّرْثُوثَ. هسع: هُسَعُ وهَيْسُوعٌ اسْمَانِ: لا يعرف اشتقاقهما. هطع: هَطَعَ يَهْطَعُ هُطُوعاً وأَهْطَعَ: أَقْبَلَ عَلَى الشَّيْءِ بِبَصَرِهِ فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ ؛ وَقِيلَ: المُهْطِعُ الَّذِي يَنْظُرُ فِي ذُلٍّ وخُشوعٍ، والمُقْنِعُ الَّذِي يَرْفَع رأْسَه يَنْظُرُ فِي ذلٍّ. وهَطَعَ وأَهْطَعَ: أَقبل مُسْرِعاً خَائِفًا لَا يَكُونُ إِلا مَعَ خَوْفٍ، وَقِيلَ: نظرَ بخُضُوعٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: مَدَّ عُنُقَهُ وصَوَّبَ رأْسه، وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ مُهْطِعِينَ: مُحَمِّجِين، والتَّحْمِيجُ إِدامةُ النَّظَرِ مَعَ فَتْحِ العيْنَيْنِ، وإِلى هَذَا مَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَقَالَ اللَّيْثُ: بَعِيرٌ مُهْطِعٌ فِي عُنُقِه تصوِيبٌ خِلْقة. يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَقَرَّ وذَلَّ: أَرْيَخَ وأَهْطَعَ؛ وأَنشد: تَعَبَّدَنِي نِمْرُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَدْ أُرَى ... ونِمْرُ بْنُ سَعْدٍ لِي مُطِيعٌ ومُهْطِعُ وَقَوْلُهُ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ فُسِّرَ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا؛ وأَنشد: بِدَجْلةَ أَهلُها، ولقدْ أَراهُمْ، ... بدَجْلةَ، مُهْطِعِينَ إِلى السَّماعِ أَي مُسْرِعِين. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: سِراعاً إِلى أَمره مُهْطِعِين إِلى مَعادِه ؛ الإِهْطاعُ: الإِسْراعُ فِي العَدْوِ. وأَهْطَعَ البعيرُ فِي سيْرِه واسْتَهْطَعَ إِذا أَسْرَعَ. وَنَاقَةٌ هَطْعَى: سريعةٌ. والهَيْطَعُ: الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ. وطريقٌ هَيْطَعٌ: واسعٌ. وهَطْعَى وهَوْطَعٌ: اسْمَانِ، وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع هاطِعاً إِلا لطُفَيْلٍ وَهُوَ الناكِسُ، وَقِيلَ: المُهْطِعُ الساكِتُ الْمُنْطَلِقُ إِلى الهُتافِ إِذا هَتَفَ هاتِفٌ، والإِقْناعُ رَفْعُ الرأْسِ فِي اعْوِجاجٍ فِي جانِبٍ مِثْلِ الجانِفِ، والجانِفُ الَّذِي يَعْدِلُ فِي مَشْيَتِه، فأَما رَفْعُه فِي استِقامةٍ فليس عندهم بإِقْناعٍ. هطلع: الهَطَلَّعُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ. وجَيْشٌ هَطَلَّعٌ: كَثِيرٌ. الأَزهري: بُؤْسٌ هَطَلَّعٌ كَثِيرُ؛ ابْنُ سَيِّدِهِ: قِيلَ هُوَ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والهَطَلَّعُ: الجَسِيمُ المضطَرِبُ الطُّولِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الهَطَلَّعُ الطويلُ الجسمِ مثل الهَجَنَّعِ. هعع: هَعَّ يَهُعُّ هَعّاً وهَعَّةً: لُغَةٌ فِي هاعَ يَهُوعُ أَي قاءَ. هقع: الهَقْعةُ: دائرةٌ فِي وَسَطِ زَوْرِ الْفَرَسِ أَو عُرْضِ زَوْرِه، وَهِيَ دائرةُ الْحَزْمِ تُسْتَحَبُ، وَقِيلَ: هِيَ

دَائِرَةٌ تَكُونُ بِجَنْبِ بَعْضِ الدَّوَابِّ يُتَشاءَمُ بِهَا وتُكْرَه. وَيُقَالُ: إِن المَهْقُوعَ لَا يَسْبِقُ أَبداً، وَقَدْ هُقِعَ هَقْعاً، فَهُوَ مَهْقُوعٌ؛ قَالَ: إِذا عَرِقَ المَهْقُوعُ بالمَرْءِ أَنْعَظَتْ ... حَلِيلَتُه، وازْدادَ حَرّاً عِجانُها فأَجابه مُجِيبٌ: قَدْ يَرْكَبُ المَهْقُوعَ مَنْ لَسْتَ مِثْلَه، ... وَقَدْ يَرْكَبُ المَهْقُوعَ زَوْجُ حَصانِ والهَقْعةُ: ثلاثةُ كواكِبَ نَيِّرةٌ قَرِيبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ فَوْقَ مَنْكِبِ الجَوْزاءِ، وَقِيلَ: هِيَ رأْس الْجَوْزَاءِ كأَنها أَثافِيّ وَهِيَ مَنْزِلٌ من مَنارِلِ الْقَمَرِ، وَبِهَا شُبِّهَتِ الدَّائِرَةُ الَّتِي تَكُونُ بِجَنْبِ بَعْضِ الدَّوَابِّ فِي معَدِّه ومَرْكَلِه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: طَلِّقْ أَلفاً يَكْفِيكَ مِنْهَا هَقْعةُ الْجَوْزَاءِ أَي يَكْفِيكَ مِنَ التَّطْلِيقِ ثلاثُ تَطْليقاتٍ. والهُقَعةُ مِثَالُ الهُمَزةِ: الْكَثِيرُ الاتِّكاء والاضْطِجاعِ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَحَكَى ذَلِكَ الأُمَوِيُّ فِيمَنْ حَكَاهُ وأَنكره شَمِرٌ وَصَحَّحَهُ أَبو مَنْصُورٍ، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: يُقَالُ للأَحمقِ الَّذِي إِذا جَلَسَ لَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ: إِنه لَهُكَعةٌ نُكَعةٌ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الأَعراب أَنه يُقَالُ: اهْتَكَعه عِرْقُ سَوْءٍ واهْتَقَعَه واهْتَنَعَه واخْتَضَعَه وارْتَكَسَه إِذا تَعَقَّلَه وأَقْعَدَه عَنْ بُلُوغِ الشَّرَفِ وَالْخَيْرِ. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: الهَكِعةُ الناقةُ الَّتِي اسْتَرْخَتْ مِنَ الضَّبَعةِ. وَيُقَالُ: هَكِعَتْ هَكَعاً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَقِعَتِ الناقةُ هَقْعاً، فَهِيَ هَقِعةٌ، وَهِيَ الَّتِي إِذا أَرادت الْفَحْلَ وقَعَتْ مِنْ شدّةِ الضَّبَعةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَقَدِ اسْتَبَانَ لَكَ أَن الْقَافَ وَالْكَافَ لُغَتَانِ فِي الهَقِعةِ والهَكِعةِ، وأَنّ مَا قَالَهُ الأُمَوِيّ صَحِيحٌ وإِن أَنكره شَمِرٌ. وَيُقَالُ: قَشَطَ فُلَانٌ عَنْ فَرَسِهِ الجُلَّ وكَشَطَه، وَهُوَ القُسْطُ والكُسْطُ لِهَذَا العُود، وَقَدْ تَعاقَبَ الْقَافُ وَالْكَافُ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذِكْرِهَا. والاهْتِقاعُ: مسانّةُ الفحْلِ الناقةَ الَّتِي لَمْ تَضْبَع. يُقَالُ: سَانَّ الفحلُ الناقةَ حَتَّى اهْتَقعَها يَتَقَوَّعُها ثُمَّ يَعِيسُهَا. واهْتَقَعَ الفحلُ الناقةَ: أَبْرَكها، وَقِيلَ: أَبركها ثُمَّ تَسَدَّلَها «3» وعَلاها، وتَهَقَّعَتْ هِيَ: بَرَكَتْ. وَنَاقَةٌ هَقِعةٌ إِذا رَمَتْ بِنَفْسِهَا بَيْنَ يَدَيِ الْفَحْلِ مِنَ الضَّبَعةِ كَهكِعةٍ. وتَهَقَّعَتِ الضأْنُ: اسْتَحْرَمَتْ كُلُّهَا. وتَهَقَّعُوا وِرْداً: جاؤوا كُلُّهُمْ، وتهَقَّعَ فُلَانٌ عَلَيْنَا وتَتَرَّعَ وتَطَيَّخَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي تكَبَّرَ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِذا امْرُؤٌ ذُو سَوْءةٍ تَهَقَّعا والاهْتِقاعُ فِي الحُمَّى: أَن تَدَعَ المَحْمُومَ يَوْمًا ثُمَّ تَهْتَقِعَه أَي تُعاودَه وتُثْخِنَه. وكلُّ شيءٍ عاوَدَكَ، فَقَدِ اهْتَقَعَكَ. والهَيْقَعةُ: ضرْبُ الشَّيْءِ اليابِسِ عَلَى مِثْلِهِ نَحْوِ الْحَدِيدِ، وَهِيَ أَيضاً حِكَايَةٌ لِصَوْتِ الضَّرْبِ والوقْعِ، وَقِيلَ: صَوْتُ السُّيُوفِ فِي مَعْرَكةِ القِتالِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَضْرِبَ بِالْحَدِّ مِنْ فَوْقُ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيُّ: فالطَّعْنُ شَغْشَغةٌ، والضَّرْبُ هَيْقعةٌ، ... ضَرْبَ المُعَوِّلِ تَحْتَ الدِّيمةِ العَضَدا

_ (3). قوله [تسدّلها] كذا بالأَصل، والذي في القاموس هنا: تسدّاها، ونصه أيضا في مادة سدي: وتسدّاه ركبه وعلاه، وفي الصحاح فيها: وتسدّاه أَيْ عَلَاهُ، قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا دَنَوْتُ تَسَدَّيْتُهَا ... فَثَوْبًا نسيت وثوباً أجر

شَبَّهَ صوْتَ الضَّرّابِ بالسُّيوفِ بضَرْبِ العَضّادِ الشجَرَ بفَأْسِه لبِناءِ عالةٍ يَسْتَكِنُّ بِهَا مِنَ الْمَطَرِ، والشَّغْشَغَةُ: حِكَايَةُ صوتِ الطعْنِ، والمُعَوِّلُ: الَّذِي يَبْنِي العالةَ وَهُوَ شَجَرٌ يَقْطَعُهُ الرَّاعِي فَيَجْعَلُهُ عَلَى شَجَرَتَيْنِ فيستظلُّ تَحْتَهُ مِنَ الْمَطَرِ، والعَضَدُ: مَا عُضِدَ مِنَ الشجَر أَي قُطِعَ. واهْتُقِعَ لونُه: تَغَيَّر مِنْ خوْفٍ أَو فَزَعٍ، لَا يَجِيءُ إِلا عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ. والهُقاعُ: غَفْلةٌ تُصِيبُ الإِنسان مِنْ هَمّ أَو مرَض. هكع: هَكَعَ يَهْكَعُ هُكُوعاً: سَكَنَ واطْمأَنَّ. والبقرةُ تَهْكَعُ فِي كِناسِها إِذا اشْتَدَّ حَرُّ النَّهَارِ. والهُكُوعُ: نَوْمُ الْبَقَرَةِ تَحْتَ السِّدْرَةِ. وهَكَعَتِ البقرُ تَحْتَ الشَّجَرِ تَهْكَعُ، فَهُنَّ هُكُوعٌ: اسْتَظَلَّت تَحْتَهُ فِي شدَّة الْحَرِّ؛ قَالَ الطرمّاحُ: تَرَى العِينَ فِيهَا، مِن لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى ... إِلى اللَّيْلِ، فِي الغَيْضاتِ، وهْيَ هُكُوعُ وَيُرْوَى: فِي الغَيْضا وهُنَّ هُكُوعُ أَي نِيامٌ، وَقِيلَ: مُكِبَّاتٌ عَلَى الأَرض، وَقِيلَ: ساكِناتٌ مُطْمَئِنَّاتٌ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وهَكِعَ هَكَعاً، وَهُوَ شَبِيهٌ بالجَزَعِ والإِطْراقِ مِنْ حُزْنٍ أَو غَضَبٍ. وهَكَعَ هَكْعاً: نَامَ قاعِداً. والهُكاعُ: النومُ بَعْدَ التعبِ. وَقَالَ أَعرابي: مَرَرْتُ بِإِراخٍ هُكَّعٍ فِي مِئْرانِها أَي نِيامٍ فِي مَأْواها. والهَكَعُ: شَهْوةُ الناقةِ للضِّرابِ. وهَكِعَتِ الناقةُ هَكَعاً، فَهِيَ هَكِعةٌ: اسْتَرْخَتْ مِنْ شدَّةِ الضَّبَعةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا تَسْتَقِرَّ فِي مكانٍ مِنْ شدَّة الضَّبَعةِ. والهُكاعِيُّ: مأْخُوذٌ مِنَ الهُكاعِ وَهُوَ شهوةُ الجِماعِ. والهَكعةُ والهُكَعَةُ الأَحْمَقُ الَّذِي إِذا جَلَسَ لَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ، وَقِيلَ: الأَحمق، وَلَمْ يُقَيَّدْ. والهُكاعُ: السُّعالُ. وهَكَعَ البعيرُ والناقةُ يَهْكَعُ هَكْعاً وهُكاعاً: سَعَلَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وتبَوَّأ الأَبْطالُ، بَعْدَ حَزاحِزٍ، ... هَكْعَ النَّواحِزِ فِي مُناخِ المَوْحِفِ الحَزاحِزُ: الحَركاتُ، وَمَعْنَاهُ أَنهم تَبَوَّأُوا مَراكِزَهم فِي الْحَرْبِ بَعْدَ حَزاحِزَ كَانَتْ لَهُمْ حَتَّى هَكَعُوا بَعْدَ ذَلِكَ، وهُكوعُهم بُرُوكُهم لِلْقِتَالِ كَمَا تَهْكَعُ النواحِز مِنَ الإِبل فِي مبَارِكها أَي تَسْكُنُ وَتَطْمَئِنُّ، وهَكَعَ عَظْمُه إِذا انْكَسَرَ بعد ما انْجَبَرَ. وهَكَعَ الرجلُ إِلى القوْمِ إِذا نَزَل بِهِمْ بَعْدَمَا يُمْسِي؛ وأَنشد: وإِنْ هَكَعَ الأَضْيافُ تَحْتَ عشِيّةٍ ... مُصَدّقةِ الشَّفَّانِ كاذِبةِ القَطْرِ وهَكَعَ الليلُ هُكُوعاً إِذا أَرْخَى سُدُولَه، ولَيْلٌ هاكِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: قَطَعْتُ إِلى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها ... بِعَيْهَمةٍ تَنْسَلُّ، والليلُ هاكِعُ والليلُ هاكِعٌ أَي بارِكٌ مُنِيخٌ. ورأَيتُ فُلَانًا هاكِعاً أَي مُكِبّاً. وَقَدْ هَكَعَ إِلى الأَرض إِذا أَكَبَّ. وذهَب فُلَانٌ فَمَا أَدري أَين سَكَعَ وهَكَعَ أَي أَين ذهَب وأَين توجَّه وأَين أَقام. هلع: الهَلَعُ: الحِرْصُ، وَقِيلَ: الجَزَعُ وقِلّةُ الصبرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَسْوأُ الجَزَعِ وأَفْحَشُه، هَلِعَ يَهْلَعُ هَلَعاً وهُلوعاً، فَهُوَ هَلِعٌ وهَلُوعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لِشَبَّةَ بْنِ عَقَّالٍ حِينَ أَراد أَن يقبِّل يَدَهُ: مَهْلًا يَا شبَّةُ فإِن الْعَرَبَ لَا تَفْعَلُ هَذَا إِلا

هُلُوعاً وإِن العَجَم لَمْ تَفْعَلْهُ إِلا خُضوعاً. والهِلاعُ والهُلاعُ: كالهُلُوعِ. ورجلٌ هَلِعٌ وهالِعٌ وهَلُوعٌ وهِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: جَزُوعٌ حرِيصٌ. والهَلَعُ: الحُزْنُ، تميميَّة. والهَلِعُ: الحَزِينُ. وشُحٌّ هالِعٌ: مُحْزِنٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ؛ قَالَ مَعْمَرٌ وَالْحَسَنُ: هُوَ الشَّرِهُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الهَلُوعُ الضَّجُورُ، وَصِفَتُهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، فَهَذِهِ صِفَتُهُ. والهَلُوعُ: الَّذِي يَفْزَعُ ويَجْزَعُ مِنَ الشَّرِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ: رجلٌ هَلُوعٌ إِذا كَانَ لَا يَصْبِرُ عَلَى خَيْرٍ وَلَا شَرٍّ حَتَّى يَفْعَلَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا غَيْرُ الْحَقِّ، وأَورد الْآيَةَ وَقَالَ بَعْدَهَا: قَالَ الشَّاعِرُ: وَلِي قَلْبٌ سَقِيمٌ لَيْسَ يَصْحُو، ... ونَفْسٌ مَا تُفِيقُ مِنَ الهُلاعِ وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ شَرِّ مَا أُعْطِيَ المَرءُ شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ أَي يَجْزَعُ فِيهِ العبدُ ويَحْزَنُ كَمَا يُقَالُ: يومٌ عاصِفٌ ولَيْلٌ نائِمٌ، وَيَحْتَمِلُ أَيضاً أَن يَقُولَ هالِعٌ لِلِازْدِوَاجِ مَعَ خالِع، والخالِعُ: الَّذِي كأَنه يَخْلَعُ فُؤادَه لشِدَّتِه. وهَلِعَ هَلَعاً: جاعَ. والهَلَعُ والهُلاعُ والهَلَعانُ: الجُبْنُ عِنْدَ اللِّقاءِ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: رِجْلٌ هُلَعةٌ مِثْلُ هُمَزةٍ إِذا كَانَ يَهْلَعُ ويَجْزَعُ ويَسْتَجِيعُ سَرِيعاً. وَفِي تَرْجَمَةِ هَرع قَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَيْرَعُ والهَيْلَعُ الضَّعِيفُ. ابْنُ الأَعرابي: الهَوْلَعُ الجَزِعُ. وذئبٌ هَلَعٌ بُلَعٌ؛ الهُلَعُ مِنَ الحِرْصِ أَي الحَرِيصُ عَلَى الشَّيْءِ، والبُلَعُ مِنَ الابْتِلاعِ. وَرَجُلٌ هَمَلَّعٌ وهَوَلَّعٌ: وَهُوَ مِنَ السرْعةِ. وَنَاقَةٌ هِلْواعٌ وهِلْواعةٌ: سَرِيعةٌ شَهْمةُ الفُؤادِ تخافُ السَّوْط. وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ: إِنها لَمِسْياعٌ هِلْواعٌ ، هِيَ الَّتِي فِيهَا خفَّة وحِدَّةٌ، وَقِيلَ: سَرِيعةٌ شديدةٌ مِذْعانٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِلطِّرِمَّاحِ: قَدْ تَبَطَّنْتُ بِهِلْواعةٍ، ... غُبْر أَسْفارٍ كَتُومِ البُغام وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَضْجَرُ فَتُسْرِعُ فِي السَّيْرِ، وَقَدْ هَلْوَعَتْ هَلْوَعةً أَي أَسْرَعَتْ ومَضَتْ وجَدَّت. والهَوالِعُ مِنَ النّعامِ، والهالِعُ: النعامُ السَّرِيعُ فِي مُضِيِّهِ. ونَعَامةٌ هالِعٌ وهالِعةٌ: نافرةٌ، وَقِيلَ: حَدِيدةٌ فِي مُضِيِّها؛ وأَنشد الباهِليّ للمُسَيَّب بْنُ عَلَسٍ يَصِفُ نَاقَةً شَبَّهَهَا بِالنَّعَامَةِ: صَكَّاء ذِعْلِبة إِذا اسْتَدْبَرْتَها ... حَرَج إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْواع وَنَاقَةٌ هِلْواعٌ: فِيهَا نَزَقٌ وخِفَّةٌ، وَقِيلَ: هِيَ النَّفُورُ. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: قَوْلُهُ صَكَّاءُ شَبَّهَهَا بِالنَّعَامَةِ ثُمَّ وَصَفَ النعامةَ بالصَّكَكِ، وَلَيْسَ الصَّكَّاءُ مِنْ وصْفِ الناقةِ. وهَلْوَعْتُ: مَضَيْتُ نافِراً، وَقِيلَ: مَضَيْتُ فأَسْرَعْتُ. والهُلائِعُ: اللَّئيمُ. وَمَا لَهُ هِلَّعٌ وَلَا هِلَّعةٌ أَي مَا لَه شَيْءٌ قَلِيلٌ، وَقِيلَ: مَا لَهُ هِلَّعٌ وَلَا هِلَّعةٌ أَي مَا لَهُ جَدْيٌ وَلَا عَناقٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الهِلَّع الْجِدِّيُّ، والهِلَّعة العناق، فَفَصَّلَها. هلبع: رَجُلٌ هُلابِعٌ: حَرِيصٌ عَلَى الأَكل، والهُلَبِعُ والهُلابِعُ: الذِّئب لِذَلِكَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، والهُلابِعُ: الكُرَّزِيُّ اللَّئِيمُ الجَسِيمُ؛ وأَنشد: عَبْدَ بَنِي عائِشةَ الهُلابِعا والهُلابِعُ: الاسم. همع: هَمَعَ الدمْعُ والماءُ وَنَحْوُهُمَا يَهْمَعُ ويَهْمُعُ هَمْعاً وهَمَعاً وهُمُوعاً وهَمَعَاناً وأَهْمَعَ: سالَ،

وَكَذَلِكَ الطَّلُّ إِذَا سَقَطَ عَلَى الشَّجَرِ ثُمَّ تَهَمَّعَ أَي سالَ؛ قَالَ رُؤْبةُ: بادَرَ مِنْ لَيْلٍ وطَلٍّ أَهْمَعا، ... أَجْوَفَ بهَّى بَهْوَه فاسْتَوْسَعا وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ: وطَلٍّ هَمَعا، بِغَيْرِ أَلف. وهَمَعَتْ عينُه إِذا سَالَتْ دُمُوعُهَا، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: زَعَمُوا أَنَّ هَمِعَتْ لُغَةٌ، وتَهَمَّعَ الرَّجُلُ: بَكَى، وَقِيلَ تَباكَى. وَعَيْنٌ هَمِعةٌ: لَا تَزَالُ تَدْمَعُ، بُنِيَتْ عَلَى صِيغَةِ الدَّاءِ كَرَمِدَت، فَهِيَ رَمِدةٌ. وسَحاب هَمِعٌ: مَاطِرٌ بنَوْئِه عَلَى صِيغَةِ هَطِلٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا تَلتفت للهِمْيَعِ بِالْعَيْنِ فإِنه بَالْغَيْنِ، وإِن كَانَ قَدْ حَكَاهُ بِالْعَيْنِ قَوْمٌ، وَبِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ قَوْمٌ آخَرُونَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ اللَّيْثُ الهَيْمَعُ، بِالْيَاءِ وَالْمِيمِ قَبْلَ الْعَيْنِ، المَوْتُ الوَحِيُّ. قَالَ: وذَبَحَه ذَبْحاً هَيْمَعاً أَي سَرِيعاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا قَالَ اللَّيْثُ: الهَيْمَعُ، بِالْعَيْنِ وَالْيَاءِ قَبْلَ الْمِيمِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الأَصمعيّ يَقُولُ الهِمْيَعُ الموْتُ؛ وأَنشد لِلْهُذَلِيِّ: مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ، ... إِذا جَنَّه الليْلُ كالنّاحِطِ إِذا وَرَدُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا، ... مِنَ المَوْتِ، بالهِمْيَعِ الذاعِطِ هَكَذَا رُويَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَالْيَاءِ بَعْدَ الْمِيمِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ الصَّوَابُ، والهَيْمَعُ عِنْدَ البُصَراء تَصْحِيفٌ. واهْتُمِعَ لَوْنهُ وامتُقِعَ لَوْنُهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَهُ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هَمَعَ رأْسَه، فَهُوَ مَهْمُوعٌ إِذا شَجَّه. همسع: الهَمَيْسَعُ: القَوِيُّ الَّذِي لَا يُصْرَعُ جَنْبُه مِنَ الرِّجَالِ. والهَمَيْسَعُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ جَدُّ عَدْنَانَ بْنِ أُدَد، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه بالسُّرْيانية، قَالَ: وَقَدْ سَمَّى حِمْير ابنه هَمَيْسَعاً. همقع: الهُمَقِعُ والهُمَّقِعُ: ضَرْبٌ مِنْ ثَمَرِ العِضاه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ جَنَى التَّنْضُبِ وَهُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنَ الْعِضَاهِ، وَوَاحِدَتُهُ هُمَّقِعةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، حَكَاهُ عَنْ أَبي الْجَرَّاحِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ التَّنْضُب بِعَيْنِهِ، وَحَكَى الْفَرَّاءُ عَنْ أَبي شَبِيب الأَعْرابي أَن الهُمَّقِعَ والهُمَّقِعةَ الأَحْمَقُ والحَمْقاء، قَالَ: وَهَذَا لَا يُطَابِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ لأَنّ الهُمَّقِعَ عِنْدَهُ اسْمٌ، وَهُوَ عَلَى قَوْلِ أَبي شَبِيبٍ صِفَةٌ، وَلَا نَظِيرَ للهُمَّقِع إِلَّا رجُل زُمَّلِقٌ لِلَّذِي يَقْضِي شَهْوتَه قَبْلَ أَن يُفْضِيَ إِلى المرأَة. هملع: رَجُلٌ هَمَلَّعٌ: مُتَخَطْرِفٌ خَفِيفُ الوَطْءِ يُوَقِّعُ وطْأَهُ تَوْقِيعاً شَدِيداً مِنْ خِفّةِ وطْئِه؛ وأَنشد: رأَيْتُ الهَمَلَّعَ ذَا اللَّعْوَتَيْنِ ... لَيس بآبٍ، وَلَا ضَهْيَدِ وَقَالَ: ضَهْيَد كَلِمَةٌ مولَّدة وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعْيَلٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي تَرْجَمَةِ هَلَعَ: رَجُلٌ هَمَلَّعٌ وهَوَلَّعٌ وَهُوَ مِنَ السُرْعةِ. والهَمَلَّعُ والسَّمَلَّعُ: الذِّئْبُ الْخَفِيفُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذِّئْبُ هَملَّعاً، وَلَامُهُ مُشَدَّدَةٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظنها زَائِدَةً؛ قَالَ: لَا تأْمُرِينِي ببَناتِ أَسْفَعِ، ... فالشاةُ لَا تَمْشِي مَعَ الهَمَلَّعِ أَسْفَعُ: فَحْلٌ مِنَ الْغَنَمِ، وَقَوْلُهُ لَا تَمْشِي مَعَ الهَمَلّع

أَي لَا تَكْثُرُ مَعَ الذئب، وقيل وقوله تَمْشِي يَكْثُرُ نَسْلُهَا. والهَمَلَّعُ: الْجَمَلُ السَّرِيعُ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، قَالَ: والهَمَلَّعُ السَّيْرُ السَّرِيعُ؛ قَالَ: جاوَزْتُ أَهْوالًا، وتَحْتِيَ شَيْقَبٌ، ... تَغْدُو بِرَحْلِي، كالفَنِيقِ، هَمَلَّعُ وَقِيلَ: الهَمَلَّع مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا وَفاء لَهُ وَلَا يَدُومُ عَلَى إِخاءِ أَحد. هنع: الهَنَع: تَطامن والتِواء فِي العُنُق، وَقِيلَ: فِي عُنق الْبَعِيرِ والمَنْكِبِ وقِصَرٌ، وَقِيلَ: الهَنَع تَطَامُنُ العُنُق مِنْ وسَطِها، الذَّكَرُ أَهْنَع والأُنثى هَنْعاء، وَقَدْ هَنِع، بِالْكَسْرِ، يهنَع هنَعاً، والهَنَع فِي العُفْر مِنَ الظِّباء خَاصَّةً دُونَ الأُدم لأَن فِي أَعناق العُفْر قِصَراً، وظلِيم أَهْنَع ونَعامة هَنْعاء، وَهِيَ التِواء فِي عُنُقها حَتَّى يَقْصُر لِذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ الطَّائِرُ الطَّوِيلُ الْعُنُقِ مِنْ بَنات الْمَاءِ والبَرّ. وأَكمَةٌ هَنْعاء أَي قَصِيرَةٌ، وَهِيَ ضِدُّ سَطْعاء. وَفِيهِ هَنَع أَي جَنَأٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ قَالَ لِرَجُلٍ شَكَا إِليه خَالِدًا: هَلْ يَعْلَمُ ذَلِكَ أَحدٌ مِنْ أَصحاب خَالِدٍ فَقَالَ: نَعَم رجُل طَوِيلٌ فِيهِ هَنَع ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي انْحِناء قَلِيلٌ، وَقِيلَ: هُوَ تَطَامُنُ الْعُنُقِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَالْجِنُّ والإِنس إِلينا هُنَّع أَي خُضوع. والهَنْعاء مِنَ الإِبل: الَّتِي انحدرَت قَصَرَتُها وَارْتَفَعَ رأْسها وأَشْرَف حارِكُها؛ وَقِيلَ: الَّتِي فِي عُنقِها تَطَامُنٌ خِلْقةً؛ وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: نَدْعُو الْبَعِيرَ الْقَابِلَ بِعُنُقِهِ إِلى الأَرض أَهْنَع وَهُوَ عَيب. والهُناع: دَاءٌ يُصِيبُ الإِنسان فِي عُنُقِهِ. والهَنْعة والهنَعة جَمِيعًا: سِمة مِنْ سِماتِ الإِبل فِي مُنْخَفِضِ الْعُنُقِ. يُقَالُ: بَعِيرٌ مَهْنُوعٌ، وَقَدْ هُنِع هَنْعاً. والهَنْعة: مَنْكِب الْجَوْزَاءِ الأَيْسَر، وَهُوَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَقِيلَ: هُمَا كَوْكَبَانِ أَبيضان بَيْنَهُمَا قِيدُ سَوْطٍ عَلَى أَثر الهَقْعة فِي المَجَرّة، قَالَ: وإِنما يَنْزِلُ الْقَمَرُ بالتَّحايِي، وَهِيَ ثَلَاثَةُ كواكبَ حِذاء الهَنْعة، وَاحِدَتُهَا تِحْياة، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهَنْعة قَوْسُ الْجَوْزَاءِ يُرْمى بِهَا ذراعُ الأَسد، وَهِيَ ثمانيةُ أَنْجمٍ فِي صُورَةِ قَوْسٍ، فِي مَقْبِضِ الْقَوْسِ النَّجْمَانِ اللَّذَانِ يُقَالُ لَهُمَا الْهَنْعَةُ وَهِيَ مِنْ أَنْواء الْجَوْزَاءِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا طَلَعَتِ الهنْعةُ أَرطَبَ النَّخْلُ بِالْحِجَازِ، وَهِيَ خَمْسَةُ أَنجُم مُصْطَفَّةٍ يَنْزِلُهَا الْقَمَرُ. هنبع: الهُنْبُعُ: شِبْه مِقْنَعة قَدْ خِيطَ تَلْبَسُه الجَوارِي. الأَزهري: الهُنْبُع مَا صغُر مِنْهَا، والخُنْبُع مَا اتَّسَعَ مِنْهَا حَتَّى يَبْلغ اليَدين ويُغَطِّيهما؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لَهُ هُنْبُع وَلَا خُنْبُع. هوع: هَاعَ يَهُوع ويَهاع هَوْعاً وهُواعاً: تَهَوَّع وقاءَ، وَقِيلَ: قَاءَ بِلَا كُلْفة، وإِذا تَكَلَّفَ ذَلِكَ قِيلَ تَهَوَّعَ، وَمَا خَرَجَ مِنْ حَلْقه هُواعة. وَيُقَالُ: تهوَّع نفْسَه إِذا قاءَ بنفْسه كأَنه يُخْرِجُهَا، قَالَ رؤْبة يَصِفُ ثَوْرًا طَعَنَ كِلَابًا: يَنْهَى بِهِ سَوَّارَهُنَّ الأَشْجَعا، ... حَتَّى إِذا ناهَزَها تَهَوَّعا قَالَ بَعْضُهُمْ: تَهَوَّع أَي قاءَ الدَّمَ. وَيُقَالُ: قاءَ نفْسَه فأَخْرَجَها. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هاعَ هَيْعُوعةً، فِي بَنَاتِ الْوَاوِ، تَهَوَّعَ، وَلَا يَتَوَجَّهُ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ مَحْذُوفًا. وتهوَّع: تَكَلَّف القَيءَ. وهَوَّعَه: قَيّأَه. وَالتَّهَوُّعُ: التقيؤُ. يُقَالُ: لأُهَوِّعَنَّه مَا أَكَلَ أَي

لأُقَيِّئَنَّه ولأَسْتَخْرِجَنَّه مِنْ حَلْقه. وَفِي الْحَدِيثِ كَانَ إِذا تسوَّك قَالَ أُعْ أُعْ كأَنه يَتَهوَّع أَي يَتَقَيّأُ؛ والهُواعُ: القيءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ: الصائمُ إِذا ذَرَعَه القيءُ فليُتِمَّ صومَه وإِذا تَهَوَّع فَعَلَيْه الْقَضَاءُ أَي إِذا اسْتَقاءَ. وهاعَ القومُ بعضُهم إِلى بَعْضٍ أَي هَمُّوا بالوُثوب. والهُواعةُ: مَا هاعَ بِهِ. ورجُل هاعٌ لاعٌ: جَزُوعٌ، وامرأَة هاعةٌ لاعةٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: تَقْدِيرُهُ عِنْدَنَا فَعِلٌ مَكْسُورُ الْعَيْنِ. وهُواعٌ: ذُو القَعْدة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وقَوْمِي لَدَى الهَيْجاءِ أَكْرَمُ مَوْقِفاً، ... إِذا كانَ يومٌ مِنْ هُواعٍ عَصِيبُ هيع: هاعَ يَهاعُ ويَهيع هَيْعاً وَهَاعًا وهُيُوعاً وهَيْعةً وهَيَعاناً وهَيْعوعة: جَبُنَ وفَزِع، وَقِيلَ: اسْتَخَفَّ عِنْدَ الجَزَع؛ قَالَ الطِّرِمَّاحِ: أَنا ابْنُ حُماةِ المَجْدِ مِنْ آلِ مالكٍ، ... إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرجالِ تَهِيع وَرَجُلٌ هائِعٌ لائِعٌ، وهاعٌ لاعٌ، وهاعٍ لاعٍ عَلَى القَلْب، كلُّ ذَلِكَ إِتباع أَي جَبَانٌ ضَعِيفٌ جَزُوع، وامرأَة هاعَةٌ لَاعَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الهاعُ الجَزوعُ، واللاعُ المُوجَع؛ وَقَوْلُ أَبي الْعِيَالِ الْهُذَلِيِّ: أَرجِعْ مَنِيحَتَكَ الَّتِي أَتْبَعْتَها ... هَوْعاً، وحَدَّ مُذَلَّقٍ مَسْنُون يَقُولُ: رُدَّها فَقَدْ جَزِعَتْ نفسُك فِي أَثَرِها، وَقِيلَ: الهَوْع العَداوةُ، وَقِيلَ: شِدَّة الحِرْصِ. وَيُقَالُ: هاعَتْ نفسُه هَوْعاً أَي ازْدَادَتْ حِرْصاً. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ مُنْهاع إِليَّ ومُتَهيِّع وتَيِّع ومُتَتَيِّع وتَرْعانُ وتَرِعٌ أَي سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ. والهَيْعةُ: صوتُ الصَّارِخ للفَزَع، وَقِيلَ: الهَيعة الصَّوْتُ الَّذِي تَفْزَعُ مِنْهُ وتخافُه مِنْ عَدُوٍّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ رجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنان فرَسِه فِي سَبِيلِ اللَّهِ كلَّما سَمِعَ هَيْعة طارَ إِليها. قَالَ: وأَصل هَذَا الجَزَعُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : كنتُ عِنْدَ عُمَرَ فسَمِع الْهَائِعَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: انْصَرَف الناسُ مِنَ الْوَتْرِ ، يَعْنِي الصياحَ والضجَّةَ. أَبو عَمْرٍو: الهائِعة والواعِية الصَّوْتُ الشَّدِيدُ. قَالَ: وهِعْت أَهاعُ ولِعْتُ أَلاعُ هَيَعاناً ولَيَعاناً إِذا ضَجِرْت. وهاعَ الرجُل يَهِيعُ ويَهاعُ هَيْعاً وهَيَعاناً وَهَاعًا وهَيْعة، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: جاعَ فَجَزِعَ وشَكَا، وَقِيلَ: الْهَاعُ التجَرُّع عَلَى الجُوعِ وَغَيْرِهِ، والهاعُ سوءُ الحِرْصِ مَعَ الضَّعْفِ، والفعلُ كالفِعْل، يُقَالُ: هاعَ يَهاعُ هَيْعةً وَهَاعًا؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسلت: الكَيْسُ والقُوَّةُ خَيْرٌ من الإِشفاقِ ... والفَهَّةِ والهاعِ وَرَجُلٌ هاعٌ وامْرأَة هاعةٌ. والهَيْعة: كالحَيْرة. وَرَجُلٌ مُتَهَيِّعٌ: مُتَحَيِّرٌ. والهائعةُ: الصوتُ الشَّديد. والهَيْعةُ: كلُّ مَا أَفْزَعك مِنْ صَوْت أَو فاحِشة تُشاعُ؛ قَالَ قَعْنَب بْنُ أُم صَاحِبٍ: إِنْ يَسْمَعوا هَيْعةً طارُوا بِهَا فَرَحاً ... مِني، وَمَا سَمِعُوا مِنْ صالِحٍ دَفَنُوا قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: هِعْت أَهاعُ هَيْعاً مِنَ الحُبِّ والحُزْنِ. وأَرض هَيْعةٌ: واسعةٌ مَبْسوطة. وَهَاعَ الشيءُ يَهِيع هِياعاً: اتَّسَعَ وانْتَشَر. وَطَرِيقٌ

فصل الواو

مَهْيَعٌ: واضِحٌ واسِعٌ بَيِّنٌ، وجَمْعُه مَهايِعُ؛ وأَنشد: بالغَوْر يهْدِيها طرِيقٌ مَهْيَعُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَ الصَّنيعةَ لَا تكونُ صَنِيعةً ... حَتَّى يُصابَ بِهَا طرِيقٌ مَهْيَع وبلَد مَهْيَعٌ: واسعٌ، شذَّ عَنِ الْقِيَاسِ فصَحَّ، وَكَانَ الْحُكْمُ أَن يعْتل لأَنه مَفْعَل مِمَّا اعْتَلَّت عينُه. وتَهَيَّعَ السرابُ وانْهاعَ انْهِياعاً: انبَسَطَ عَلَى الأَرض. والهَيْعةُ: سيَلانُ الشَّيْءِ المصْبوبِ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِثْلُ المَيْعة، وَقَدْ هَاعَ يَهِيعُ هَيْعاً، وماءٌ هائِعٌ. وهاعَ الشيءُ يهيعُ هَيْعاناً: ذابَ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ ذَوَبان الرَّصاصِ، والرَّصاصُ يَهِيعُ فِي المَذْوَب. يُقَالُ: رَصاصٌ هائِعٌ فِي المَذْوَب. وهاعَتِ الإِبلُ إِلى الماءِ تَهِيعُ إِذا أَرادته، فَهِيَ هَائِعَةٌ. ومَهْيَعٌ ومَهْيَعةُ، كِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الجُحْفةِ، وَقِيلَ: المَهْيعة هِيَ الجحفةُ. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ مهع: وَفِي الْحَدِيثِ: وانْقُل حُمَّاها إِلى مَهْيَعةَ ؛ مهيعةُ: اسْمُ الجُحْفة وَهِيَ ميقاتُ أَهلِ الشَّامِ، وَبِهَا غَدِيرُ خُمٍّ، وَهِيَ شَدِيدَةُ الوَخَم. قَالَ الأَصمعي: لَمْ يُولَدْ بغَدِيرِ خُمٍّ أَحد فَعَاشَ إِلى أَن يَحْتَلِمَ إِلَّا أَن يُحَوَّلَ مِنْهَا، قَالَ: وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اتَّقَوْا البِدَعَ والزَمُوا المَهْيع ؛ هُوَ الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ الْمُنْبَسِطُ؛ قَالَ: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مَفْعَل مِنَ التهيُّع وَهُوَ الِانْبِسَاطُ، قَالَ الأَزهري: وَمَنْ قَالَ مَهْيَعٌ فَعْيَلٌ فَقَدْ أَخطَأَ لأَنه لَا فَعْيل فِي كَلَامِهِمْ بِفَتْحِ أَوله. فصل الواو وَبَعَ: الوَبَّاعةُ: الاسْت؛ كذَبَت وَبَّاعَتُه أَي اسْتُه ووَبَّاغَتُه ونَبَّاعَتُه ونَبَّاغَتُه وعَفَّاقَتُه ومِخْذَفَتُه كلُّه أَي رَدَمَ. وأَنْبَقَ الرجُلُ إِذا خرَجَت ريحُه ضَعِيفَةً، فإِن زَادَ عَلَيْهَا قِيلَ: عَفَقَ بِهَا ووبَّعَ بِهَا، قَالَ: وَيُقَالُ لرَمَّاعةِ الصبيِّ الوَبَّاعةُ والغادِيةُ. ووَبِعانُ عَلَى مِثالِ ظَرِبان: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي مُزاحِمٍ السعْدِيِّ: إِنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى، ... فَوَكْدٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعانِ وجع: الوَجَع: اسْمٌ جامِعٌ لِكُلِّ مَرَضٍ مُؤْلِمٍ، وَالْجَمْعُ أَوْجاعٌ، وَقَدْ وَجِعَ فُلَانٌ يَوْجَعُ ويَيْجَعُ وياجَعُ، فَهُوَ وجِعٌ، مِنْ قَوْمٍ وَجْعَى ووَجاعَى ووَجِعِينَ ووِجاعٍ وأَوجاعٍ، ونِسْوةٌ وَجاعى ووَجِعاتٌ؛ وَبَنُو أَسَد يَقُولُونَ يِيجَعُ، بِكَسْرِ الْيَاءِ، وَهُمْ لَا يَقُولُونَ يِعْلَمُ اسْتِثْقالًا لِلْكَسْرَةِ عَلَى الْيَاءِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الياءَان قَوِيَتا واحْتَمَلَتْ مَا لَمْ تَحْتَمِلْهُ الْمُفْرِدَةُ، وَيُنْشَدُ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ: قَعِيدَكِ أَن لَا تُسْمِعِيني مَلامةً، ... وَلَا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤادِ فَيِيجَعا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَنا إِيجَعُ وأَنت تِيجَعُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصل فِي يِيجَعُ يَوْجَعُ، فَلَمَّا أَرادوا قَلْبَ الْوَاوِ يَاءً كَسَرُوا الْيَاءَ الَّتِي هِيَ حَرْفُ الْمُضَارَعَةِ لِتَنْقَلِبَ الْوَاوُ يَاءً قَلْبًا صَحِيحًا، وَمَنْ قَالَ يَيْجلُ ويَيْجَعُ فإِنه قَلَبَ الْوَاوَ يَاءً قَلْبًا ساذَجاً بِخِلَافِ الْقَلْبِ الأَول لأَنَّ الْوَاوَ السَّاكِنَةَ إِنما تَقْلِبُها إِلى الْيَاءِ الكسرةُ قَبْلَهَا. قَالَ الأَزهري: ولُغةٌ قبيحةٌ مَنْ يَقُولُ وَجِعَ يَجِعُ،

قَالَ: وَيَقُولُ أَنا أَوْجَعُ رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي وأَوْجَعْتُه أَنا. ووَجِعَ عُضْوُه: أَلِمَ وأَوْجَعَهُ هُوَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ وَجِعْتَ بَطْنَكَ مِثْلَ سَفِهْتَ رأْيَكَ ورَشِدْتَ أَمرَك، قَالَ: وَهَذَا مِنَ الْمَعْرِفَةِ الَّتِي كَالنَّكِرَةِ لأَن قَوْلَكَ بَطْنَكَ مُفَسِّرٌ، وَكَذَلِكَ غُبِنْتَ رأْيَك، والأَصل فِيهِ وَجِعَ رأْسُك وأَلم بَطْنُكَ وسَفِهَ رأْيُك ونَفْسُك، فَلَمَّا حُوِّلَ الفعلُ خَرَجَ قَوْلُكَ وَجِعْتَ بطنَك وَمَا أَشبهه مَفَسِّراً، قَالَ: وَجَاءَ هَذَا نَادِرًا فِي أَحرف مَعْدُودَةٍ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما نَصَبُوا وَجِعْتَ بطنَك بِنَزْعِ الْخَافِضِ مِنْهُ كأَنه قَالَ وَجِعْت مِنْ بَطْنِكَ، وَكَذَلِكَ سَفِهْتَ فِي رأْيك، وَهَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ لأَن المُفَسِّراتِ لَا تَكُونُ إِلا نَكِرَاتٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَمَضَّني الجُرْحُ فَوَجِعْتُه. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ وَجِعَ فلانٌ رأْسَه وبطنَه. وأَوْجَعْتُ فُلَانًا ضَرْباً وجِيعاً، وضَرْبٌ وجِيعٌ أَي مُوجِعٌ، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ عَلَى فَعِيلٍ مِنْ أَفْعَلَ، كَمَا يُقَالُ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَعْنَى مُؤْلِمٍ، وَقِيلَ: ضربٌ وجِيعٌ وأَلِيمٌ ذُو أَلَمٍ. وَفُلَانٌ يَوْجَعُ رأْسَه، نصبْتَ الرأْسَ، فإِن جِئْتَ بِالْهَاءِ قُلْتَ يَوْجَعُه رأْسُه وأَنا أَيْجَع رأْسي ويَوْجَعُني رأْسي، وَلَا تَقُلْ يُوجِعني رأْسي، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ؛ قَالَ صِمّة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُشَيْرِيُّ: تَلَفَّتُّ نحوَ الحَيِّ، حَتَّى وجَدْتُني ... وجِعْتُ مِنَ الإِصْغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا والإِيجاعُ: الإِيلامُ. وأَوْجَعَ فِي العَدُوّ: أَثْخَنَ. وتَوَجَّعَ: تَشَكَّى الوجَعَ. وتوجَّعَ لَهُ مِمَّا نَزَلَ بِهِ: رَثى له مِنْ مَكْرُوهٍ نَازِلٍ. والوجْعاءُ: السافِلةُ وَهِيَ الدُّبُر، مَمْدُودَةٌ؛ قَالَ أَنسُ بْنَ مُدْرِكةَ الخَثْعَمِي: غَضِبتُ للمَرْءِ، إِذْ نِيكَتْ حَلِيلَتُه، ... وإِذْ يُشَدُّ عَلَى وَجْعائِها الثَّفَرُ أَغْشَى الحُروبَ، وسِرْبالي مُضاعَفةٌ ... تَغْشَى البَنانَ، وسَيْفي صارِمٌ ذَكَرُ إِني وقَتْلي سُلَيْكاً ثُمَّ أَعْقِلَه، ... كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ يَعْنِي أَنها بُوضِعَتْ. وجمعُ الوَجْعاءِ وَجْعاواتٌ، وَالسَّبَبُ فِي هَذَا الشعْرِ أَنَّ سُلَيْكاً مَرَّ فِي بَعْضِ غَزَواتِه بِبَيْتٍ مِنْ خَثْعَمَ، وأَهله خُلوفٌ، فَرأَى فيهنَّ امرأَة بَضَّةً شَابَّةً فَعلاها، فأُخْبر أَنس بِذَلِكَ فأَدْركه فَقَتَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ ؛ هُوَ أَنْ يَتَحَمَّلَ دِيةً فَيَسْعَى بِهَا حَتَّى يُؤَدِّيَها إِلى أَولياءِ الْمَقْتُولِ، فإِن لَمْ يؤدِّها قُتِل المُتَحَمَّلُ عَنْهُ فَيُوجِعُه قَتْلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مُري بَنِيكِ يُقَلِّمُوا أَظْفارَهم أَن يُوجِعُوا الضُّرُوعَ أَي لِئَلَّا يُوجِعُوها إِذا حَلَبُوها بأَظْفارِهم. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ الجِعةَ فَقَالَ: والجِعةُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَلَسْتُ أَدري مَا نُقْصانُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجِعةُ لَامُهَا وَاوٌ مَنْ جَعَوْت أَي جَمَعْتُ كأَنها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِكَوْنِهَا تَجْعُو الناسَ عَلَى شُرْبِها أَي تَجْمَعُهُمْ، وَذَكَرَ الأَزهري هَذَا الْحَرْفُ فِي الْمُعْتَلِّ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ. وأُمُّ وجَعِ الكَبدِ: نَبْتَةٌ تَنْفَعُ من وجَعِها. ودع: الوَدْعُ والوَدَعُ والوَدَعاتُ: مناقِيفُ صِغارٌ تُخْرَجُ مِنَ الْبَحْرِ تُزَيَّنُ بِهَا العَثاكِيلُ، وَهِيَ خَرَزٌ بيضٌ جُوفٌ فِي بُطُونِهَا شَقٌّ كَشَقِّ النواةِ تَتَفَاوَتُ فِي الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ، وَقِيلَ: هِيَ جُوفٌ فِي جَوْفها دُوَيْبّةٌ كالحَلَمةِ؛ قَالَ عَقِيلُ بْنُ عُلَّفَة:

وَلَا أُلْقِي لِذي الوَدَعاتِ سَوْطِي ... لأَخْدَعَه، وغِرَّتَه أُرِيدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: أُلاعِبُه وزَلَّتَه أُرِيدُ وَاحِدَتُهَا ودْعةٌ وودَعةٌ. ووَدَّعَ الصبيَّ: وضَعَ فِي عنُقهِ الوَدَع. وودَّعَ الكلبَ: قَلَّدَه الودَعَ؛ قَالَ: يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ، ... مِنَ المُطْعِماتِ اللَّحْمَ غيرَ الشَّواحِنِ أَي يُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ. وذُو الودْعِ: الصبيُّ لأَنه يُقَلَّدُها مَا دامَ صَغِيرًا؛ قَالَ جَمِيلٌ: أَلَمْ تَعْلَمِي، يَا أُمَّ ذِي الوَدْعِ، أَنَّني ... أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنْتِ صَلُودُ؟ وَيُرْوَى: أَهَشُّ لِذِكْراكُمْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ تَعَلَّقَ ودَعةً لَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ، وإِنما نَهَى عَنْهَا لأَنهم كَانُوا يُعَلِّقُونَها مَخافةَ الْعَيْنِ ، وَقَوْلُهُ: لَا ودَعَ اللهُ لَهُ أَي لَا جَعَلَهُ فِي دَعةٍ وسُكُونٍ، وَهُوَ لَفْظٌ مَبْنِيٌّ مِنَ الْوَدَعَةِ، أَي لَا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ مَا يَخافُه. وَهُوَ يَمْرُدُني الوَدْعَ ويَمْرُثُني أَي يَخْدَعُني كَمَا يُخْدَعُ الصَّبِيُّ بِالْوَدْعِ فَيُخَلَّى يَمْرُثُها. وَيُقَالُ للأَحمق: هُوَ يَمْرُدُ الوْدَع، يُشَبَّهُ بِالصَّبِيِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والحِلْمُ حِلْم صبيٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد الأَصمعي هَذَا الْبَيْتَ فِي الأَصمعيات لِرَجُلٍ مِنْ تَمِيمٍ بِكَمَالِهِ: السِّنُّ مِنْ جَلْفَزِيزٍ عَوْزَمٍ خلَقٍ، ... والعَقْلُ عَقْلُ صَبيٍّ يَمْرُسُ الوَدَعَهْ قَالَ: وَتَقُولُ خَرَجَ زَيْدٌ فَوَدَّعَ أَباه وابنَه وكلبَه وفرسَه ودِرْعَه أَي ودَّع أَباه عِنْدَ سَفَرِهِ مِنَ التوْدِيعِ، ووَدَّع ابْنَهُ: جَعَلَ الوَدعَ فِي عُنُقه، وكلبَه: قَلَّدَه الْوَدْعَ، وفرسَه: رَفَّهَه، وَهُوَ فَرَسٌ مُوَدَّعُ ومَوْدُوع، عَلَى غَيْرِ قِياسٍ، ودِرْعَه، والشيءَ: صانَه فِي صِوانِه. والدَّعةُ والتُّدْعةُ «4» عَلَى الْبَدَلِ: الخَفْضُ فِي العَيْشِ والراحةُ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. والوَديعُ: الرَّجُلُ الْهَادِئُ الساكِنُ ذُو التُّدَعةِ. وَيُقَالُ ذُو وَداعةٍ، وَدُعَ يَوْدُعُ دَعةً ووَداعةً، زَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ووَدَعَه، فَهُوَ وَديعٌ ووادِعٌ أَي ساكِن؛ وأَنشد شَمِرٌ قَوْلَ عُبَيْدٍ الرَّاعِي: ثَناءٌ تُشْرِقُ الأَحْسابُ مِنْهُ، ... بِهِ تَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونا أَيْ تَقِيه وتَصُونه، وَقِيلَ أَي تُقِرُّه عَلَى صَوْنِه وادِعاً. وَيُقَالُ: وَدَعَ الرجلُ يَدَعُ إِذا صَارَ إِلى الدَّعةِ والسُّكونِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سُوِيدِ بْنِ كُرَاعٍ: أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لَمْ يَدَعْ ... لِسُلَيْمى، ففُؤادِي مُنْتَزَعْ أَي لَمْ يَبْقَ وَلَمْ يَقِرَّ. وَيُقَالُ: نَالَ فُلَانٌ المَكارِمَ وادِعاً أَي مِنْ غَيْرِ أَن يَتَكَلَّفَ فِيهَا مَشَقّة. وتوَدَّعَ واتَّدعَ تُدْعةً وتُدَعةً وودَّعَه: رَفَّهَه، وَالِاسْمُ المَوْدوعُ. وَرَجُلٌ مُتَّدِعٌ أَي صاحبُ دَعَةٍ وراحةٍ؛ فأَما قَوْلُ خُفافِ بْنِ نُدْبة: إِذا مَا اسْتَحَمَّتْ أَرضُه مِنْ سَمائِه ... جَرى، وَهُوَ موْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَق

_ (4). قوله [والتدعة] أي بالسكون وكهمزة أفاده المجد

فكأَنه مَفْعُولٌ مِنَ الدَّعةِ أَي أَنه يَنَالُ مُتَّدَعاً مِنَ الجرْيِ مَتْرُوكًا لَا يُضْرَبُ وَلَا يْزْجَرُ مَا يسْبِقُ بِهِ، وَبَيْتُ خُفَافِ بْنِ نُدْبَةَ هَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ أَي مَتْرُوكٌ لَا يُضْرَبُ وَلَا يُزْجَرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَوْدوعٌ هَاهُنَا مِنَ الدَّعةِ الَّتِي هِيَ السُّكُونُ لَا مِنَ التَّرْكِ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَيْ أَنه جَرَى وَلَمْ يَجْهَدْ كَمَا أَوردناه، وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: فرَسٌ ودِيعٌ وموْدوعٌ ومُودَعٌ؛ وَقَالَ ذُو الإِصبَع العَدواني: أُقْصِرُ مِنْ قَيْدِه وأُودِعُه، ... حَتَّى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَو فَزِعا والدَّعةُ: مِنْ وَقارِ الرجُلِ الوَدِيعِ. وَقَوْلُهُمْ: عليكَ بالمَوْدوع أَي بالسكِينة وَالْوَقَارِ، فإِن قُلْتَ: فإِنه لَفْظُ مفْعولٍ وَلَا فِعْل لَهُ إِذ لَمْ يَقُولُوا ودَعْتُه فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ قِيلَ: قَدْ تَجِيءُ الصِّفَةُ وَلَا فِعْلَ لَهَا كَمَا حُكي مِنْ قَوْلِهِمُ رجل مَفْؤودٌ للجَبانِ، ومُدَرْهَمٌ لِلْكَثِيرِ الدِّرهم، وَلَمْ يَقُولُوا فُئِدَ وَلَا دُرْهِمَ. وَقَالُوا: أَسْعَده اللَّهُ، فَهُوَ مَسْعودٌ، وَلَا يُقَالُ سُعِدَ إِلا فِي لُغَةٍ شَاذَّةٍ. وإِذا أَمَرْتَ الرَّجُلَ بالسكينةِ والوَقارِ قُلْتَ لَهُ: تَوَدَّعْ واتَّدِعْ؛ قَالَ الأَزهري: وَعَلَيْكَ بالموْدوعِ مِنْ غَيْرِ أَن تَجْعَلَ لَهُ فِعْلًا وَلَا فَاعِلًا مِثْل المَعْسورِ والمَيْسورِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ عَلَيْكَ بِالْمَوْدُوعِ أَي بالسكينةِ وَالْوَقَارِ، قَالَ: لَا يُقَالُ مِنْهُ ودَعه كَمَا لَا يُقَالُ مِنَ المَعْسور والمَيْسور عَسَرَه ويَسَرَه. ووَدَعَ الشيءُ يَدَعُ واتَّدَعَ، كِلَاهُمَا: سكَن؛ وَعَلَيْهِ أَنشد بَعْضُهُمْ بَيْتَ الْفَرَزْدَقُ: وعَضُّ زَمانٍ يَا ابنَ مَرْوانَ، لَمْ يَدَعْ ... مِنَ الْمَالِ إِلّا مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ فَمَعْنَى لَمْ يَدَعْ لَمْ يَتَّدِعْ وَلَمْ يَثْبُتْ، وَالْجُمْلَةُ بَعْدَ زَمَانٍ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ لِكَوْنِهَا صِفَةً لَهُ، وَالْعَائِدُ مِنْهَا إِليه مَحْذُوفٌ لِلْعِلْمِ بِمَوْضِعِهِ، وَالتَّقْدِيرُ فِيهِ لَمْ يَدَعْ فِيهِ أَو لأَجْلِه مِنَ الْمَالِ إِلا مُسحَتٌ أَو مُجَلَّف، فَيَرْتَفِعُ مُسْحت بِفِعْلِهِ ومجَلَّفُ عُطِفَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَمْ يَدَعْ لَمْ يَبْقَ وَلَمْ يَقِرَّ، وَقِيلَ: لَمْ يَسْتَقِرَّ، وأَنشده سلمةُ إِلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ أَي لَمْ يَتْرُكْ مِنَ الْمَالِ إِلَّا شَيْئًا مُسْتأْصَلًا هالِكاً أَو مُجَلَّفٌ كَذَلِكَ، وَنَحْوُ ذَلِكَ رَوَاهُ الْكِسَائِيُّ وَفَسَّرَهُ، قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِكَ ضَرَبْتَ زَيْدًا وعمروٌ، تُرِيدُ وعمْرٌو مَضْرُوبٌ، فَلَمَّا لَمْ يَظْهَرْ لَهُ الْفِعْلُ رُفِعَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسُوَيْدِ بْنِ أَبي كَاهِلٍ: أَرَّقَ العَيْنَ خَيالٌ لَمْ يَدَعْ ... مِنْ سُلَيْمى، فَفُؤادي مُنْتَزَعْ أَي لَمْ يَسْتَقِرّ. وأَودَعَ الثوبَ ووَدَّعَه: صانَه. قَالَ الأَزهري: والتوْدِيعُ أَن تُوَدِّعَ ثَوْبًا فِي صِوانٍ لَا يَصِلُ إِليه غُبارٌ وَلَا رِيحٌ. وودَعْتُ الثوبَ بِالثَّوْبِ وأَنا أَدَعُه، مُخَفَّفٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المِيدَعُ كُلُّ ثَوْبٍ جَعَلْتَهُ مِيدَعاً لِثَوْبٍ جَدِيدٍ تُوَدِّعُه بِهِ أَي تَصُونه بِهِ. وَيُقَالُ: مِيداعةٌ، وَجَمْعُ المِيدَعِ مَوادِعُ، وأَصله الْوَاوُ لأَنك ودَّعْتَ بِهِ ثوبَك أَي رفَّهْتَه بِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هِيَ الشمْسُ إِشْراقاً، إِذا مَا تَزَيَّنَتْ، ... وشِبْهُ النَّقا مُقْتَرَّةً فِي المَوادِعِ وَقَالَ الأَصمعي: المِيدَعُ الثوبُ الَّذِي تَبْتَذِلُه وتُودِّعُ بِهِ ثيابَ الحُقوق لِيَوْمِ الحَفْل، وإِنما يُتَّخَذ المِيدعُ لِيودَعَ بِهِ المَصونُ. وتودَّعَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا ابْتَذَلَهُ فِي حَاجَتِهِ. وتودَّع ثيابَ صَونِه إِذا ابْتَذَلَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: صَلى معه عبدُ الله

ابن أُنَيْسٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ مُتَمَزِّقٌ فَلَمَّا انْصَرَفَ دَعَا لَهُ بِثَوْبٍ فَقَالَ: تَوَدَّعْه بخَلَقِكَ هَذَا أَي تَصَوَّنْه بِهِ، يُرِيدُ الْبَسْ هَذَا الَّذِي دَفَعْتُهُ إِليك فِي أَوقات الِاحْتِفَالِ والتزَيُّن. والتَّوديعُ: أَن يَجْعَلَ ثَوْبًا وقايةَ ثَوْبٍ آخَرَ. والمِيدَعُ والميدعةُ والمِيداعةُ: مَا ودَّعَه بِهِ. وثوبٌ مِيدعٌ: صِفَةٌ؛ قَالَ الضَّبِّيُّ: أُقَدِّمُه قُدَّامَ نَفْسي، وأَتَّقِي ... بِهِ الموتَ، إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِيدَعُ وَقَدْ يُضاف. والمِيدع أَيضاً: الثَّوْبُ الَّذِي تَبْتَذِله المرأَة فِي بَيْتِهَا. يُقَالُ: هَذَا مِبْذَلُ المرأَة ومِيدعُها، ومِيدَعَتُها: الَّتِي تُوَدِّعُ بِهَا ثِيَابَهَا. وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ الَّذِي يُبْتَذَل: مِبْذَلٌ ومِيدَعٌ ومِعْوز ومِفْضل. والمِيدعُ والمِيدَعةُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ؛ قَالَ شَمِرٌ أَنشد ابْنُ أَبي عدْنان: فِي الكَفِّ مِنِّي مَجَلاتٌ أَرْبَعُ ... مُبْتَذَلاتٌ، مَا لَهُنَّ مِيدَعُ قَالَ: مَا لهنَّ مِيدع أَي مَا لَهُنَّ مَنْ يَكْفيهنَّ العَمَل فيَدَعُهُنَّ أَي يصونهُنَّ عَنِ العَمَل. وكلامٌ مِيدَعٌ إِذا كَانَ يُحْزِنُ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ كَلَامًا يُحْتَشَمُ مِنْهُ وَلَا يُسْتَحْسَنُ. والمِيداعةُ: الرَّجُلُ الَّذِي يُحب الدَّعةَ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا لَمْ يُنْكِر الناسُ المُنْكَرَ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ أَي أُهْمِلوا وتُرِكوا وَمَا يَرْتَكِبونَ مِنَ المَعاصي حَتَّى يُكثِروا مِنْهَا، وَلَمْ يُهْدَوْا لِرُشْدِهِمْ حَتَّى يَسْتَوْجِبُوا الْعُقُوبَةَ فَيُعَاقِبَهُمُ اللَّهُ، وأَصله مِنَ التوْدِيع وَهُوَ التَّرْكُ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْمَجَازِ لأَن المُعْتَنيَ بإِصْلاحِ شأْن الرَّجُلِ إِذا يَئِسَ مِنْ صلاحِه تَرَكَهُ واسْتراحَ مِنْ مُعاناةِ النَّصَب مَعَهُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ تَوَدَّعْتُ الشيءَ أَي صُنْتُه فِي مِيدَعٍ، يَعْنِي قَدْ صَارُوا بِحَيْثُ يُتَحَفَّظُ مِنْهُمْ ويُتَصَوَّن كَمَا يُتَوَقَّى شِرَارُ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: إِذا مَشَتْ هَذِهِ الأُمّةُ السُّمَّيْهاءَ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ارْكَبُوا هَذِهِ الدوابَّ سَالِمَةً وايْتَدِعُوها سَالِمَةً أَي اتْرُكُوها ورَفِّهُوا عَنْهَا إِذا لَمْ تَحْتاجُوا إِلى رُكُوبها، وَهُوَ افْتَعَلَ مَنْ وَدُعَ، بِالضَّمِّ، ودَاعةً ودَعةً أَي سَكَنَ وتَرَفَّهَ. وايْتَدَعَ، فَهُوَ مُتَّدِعٌ أَي صَاحِبُ دَعةٍ، أَو مِنْ وَدَعَ إِذا تَرَكَ، يُقَالُ اتَّدَعَ وايْتَدَعَ عَلَى الْقَلْبِ والإِدغام والإِظهار. وَقَوْلُهُمْ: دَعْ هَذَا أَي اتْرُكْه، ووَدَعَه يَدَعُه: تَرَكَهُ، وَهِيَ شَاذَّةٌ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ: دَعْني وذَرْني ويَدَعُ ويَذَرُ، وَلَا يَقُولُونَ ودَعْتُكَ وَلَا وَذَرْتُكَ، اسْتَغْنَوْا عَنْهُمَا بتَرَكْتُكَ وَالْمَصْدَرُ فِيهِمَا تَرْكًا، وَلَا يُقَالُ ودْعاً وَلَا وَذْراً؛ وَحَكَاهُمَا بَعْضُهُمْ وَلَا وادِعٌ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَيْتٍ أَنشده الْفَارِسِيُّ فِي الْبَصْرِيَّاتِ: فأَيُّهُما مَا أَتْبَعَنَّ، فإِنَّني ... حَزِينٌ عَلَى تَرْكِ الَّذِي أَنا وادِعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ وادِعٌ فِي شِعْرِ مَعْنِ بْنِ أَوْسٍ: عَلَيْهِ شَرِيبٌ لَيِّنٌ وادِعُ العَصا، ... يُساجِلُها حمَّاته وتُساجِلُه وَفِي التَّنْزِيلِ: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ؛ أَي لَمْ يَقْطَعِ اللهُ الوحيَ عَنْكَ وَلَا أَبْغَضَكَ، وَذَلِكَ أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتأَخر الوحْيُ عَنْهُ فَقَالَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ: إِن مُحَمَّدًا قَدْ وَدَّعَهُ رَبُّهُ وقَلاه، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ، الْمَعْنَى وَمَا قَلاكَ،

وسائر القُرّاء قرؤوه: وَدَّعَكَ، بِالتَّشْدِيدِ، وقرأَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: مَا وَدَعَك رَبُّكَ ، بِالتَّخْفِيفِ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدٌ، أَي مَا تَرَكَكَ رَبُّكَ؛ قَالَ: وَكَانَ مَا قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم ... أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الَّذِي وَدَعُوا وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما هَذَا عَلَى الضَّرُورَةِ لأَنّ الشَّاعِرَ إِذَا اضْطُرَّ جَازَ لَهُ أَن يَنْطِقَ بِمَا يُنْتِجُه القِياسُ، وإِن لَمْ يَرِدْ بِهِ سَماعٌ؛ وأَنشد قولَ أَبي الأَسودِ الدُّؤلي: لَيْتَ شِعْرِي، عَنْ خَلِيلي، مَا الَّذِي ... غالَه فِي الحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ؟ وَعَلَيْهِ قرأَ بَعْضُهُمْ: مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلى ، لأَن الترْكَ ضَرْبٌ مِنَ القِلى، قَالَ: فَهَذَا أَحسن مِنْ أَن يُعَلَّ بَابُ اسْتَحْوَذَ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ لأَنّ اسْتِعْمالَ ودَعَ مُراجعةُ أَصل، وإِعلالُ اسْتَحْوَذَ وَاسْتَنْوَقَ وَنَحْوِهِمَا مِنَ الْمُصَحِّحِ تركُ أَصل، وَبَيْنَ مُرَاجَعَةِ الأُصول وَتَرْكِهَا مَا لَا خَفاء به؛ وهذا بيت رَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ أَخي الأَصمعي أَن عَمَّهُ أَنشده لأَنس بْنِ زُنَيْمٍ اللِّيثِيِّ: لَيْتَ شِعْرِي، عَنْ أَمِيري، مَا الَّذِي ... غالَه فِي الْحُبِّ حَتَّى ودَعهْ؟ لَا يَكُنْ بَرْقُك بَرْقاً خُلَّباً، ... إِنَّ خَيْرَ البَرْقِ مَا الغَيْثُ مَعَهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ رُوِيَ الْبَيْتَانِ لِلْمَذْكُورَيْنِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَرَبُ لَا تَقُولُ ودَعْتُهُ فأَنا وادعٌ أَي تَرِكْتُهُ وَلَكِنْ يَقُولُونَ فِي الْغَابِرِ يَدَعُ، وَفِي الأَمر دَعْه، وَفِي النَّهْيِ لَا تَدَعْه؛ وأَنشد: أَكْثَرَ نَفْعاً مِنَ الَّذِي ودَعُوا يَعْنِي تَرَكُوا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَيَنْتَهيَنَّ أَقوامٌ عَنْ وَدْعِهم الجُمُعاتِ أَو ليُخْتَمَنَّ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَي عَنْ تَرْكهم إِيّاها والتَّخَلُّفِ عَنْهَا مِنْ وَدَعَ الشيءَ يَدَعُه وَدْعاً إِذا تَرَكَهُ، وَزَعَمَتِ النحويةُ أَنّ الْعَرَبَ أَماتُوا مَصْدَرَ يَدَعُ ويَذَرُ واسْتَغْنَوْا عَنْهُ بتَرْكٍ، وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفصح الْعَرَبِ وَقَدْ رُوِيَتْ عَنْهُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما يُحْمل قَوْلُهُمْ عَلَى قِلَّةِ اسْتِعْمَالِهِ فَهُوَ شاذٌّ فِي الِاسْتِعْمَالِ صَحِيحٌ فِي الْقِيَاسِ، وَقَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ حَتَّى قُرِئَ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا وَدَعَك رَبُّكَ وَمَا قَلى ، بِالتَّخْفِيفِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ: سَلْ أَمِيري: مَا الَّذِي غَيَّرَه ... عَنْ وِصالي، اليوَمَ، حتى وَدَعَه؟ وأَنشد لآخر: فَسَعَى مَسْعاتَه فِي قَوْمِه، ... ثُمَّ لَمْ يُدْركْ، وَلَا عَجْزاً وَدَعْ وَقَالُوا: لَمْ يُدَعْ وَلَمْ يُذَرْ شاذٌّ، والأَعرف لَمْ يُودَعْ وَلَمْ يُوذَرْ، وَهُوَ الْقِيَاسُ. والوَداعُ، بِالْفَتْحِ: التَّرْكُ. وَقَدْ ودَّعَه ووَادَعَه ووَدَعَه ووادَعَه دُعاءٌ لَهُ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: فهاجَ جَوًى فِي القَلْبِ ضُمِّنَه الهَوَى، ... بِبَيْنُونةٍ يَنْأَى بِهَا مَنْ يُوادِعُ وَقِيلَ فِي قَوْلِ ابْنِ مُفَرِّغٍ: دَعيني مِنَ اللَّوْم بَعْضَ الدَّعَهْ أَيِ اتْرُكِيني بعضَ الترْك. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي المررية «5» الَّذِي يَتَصَنَّعُ فِي الأَمر ولا يُعْتَمَدُ منه

_ (5). قوله [في المررية] كذا بالأَصل

عَلَى ثِقةٍ: دَعْني مِنْ هِنْدَ فَلَا جَدِيدَها ودَعَتْ وَلَا خَلَقَها رَقَعَتْ. وَفِي حَدِيثِ الخَرْصِ: إِذا خَرَصْتُم فخُذُوا ودَعُوا الثُّلُثَ، فإِن لَمْ تَدَعُوا الثُّلُثَ فدَعوا الرُّبعَ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: ذَهَبَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ إِلى أَنه يُتْرَكُ لَهُمْ مِنْ عُرْضِ المالِ تَوْسِعةً عَلَيْهِمْ لأَنه إِن أُخِذَ الحقُّ مِنْهُمْ مُسْتَوْفًى أَضَرَّ بِهِمْ، فإِنه يَكُونُ مِنْهَا الساقِطةُ والهالِكةُ وَمَا يأْكله الطَّيْرُ وَالنَّاسُ، وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يأْمر الخُرّاصَ بِذَلِكَ. وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: لَا يُترك لَهُمْ شيءٌ شائِعٌ فِي جُمْلَةِ النَّخْلِ بَلْ يُفْرَدُ لَهُمْ نَخلاتٌ مَعْدودةٌ قَدْ عُلِمَ مِقْدارُ ثَمَرِهَا بالخَرْصِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنهم إِذا لَمْ يَرْضَوْا بِخَرْصِكُم فدَعوا لَهُمُ الثُّلُثَ أَو الرُّبُعَ لِيَتَصَرَّفُوا فِيهِ وَيَضْمَنُوا حَقَّهُ وَيَتْرُكُوا الْبَاقِيَ إِلى أَن يَجِفَّ ويُؤخذ حَقُّه، لَا أَنه يُتْرَكُ لَهُمْ بِلَا عِوَضٍ وَلَا إِخْرَاجٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: دَعْ داعِيَ اللَّبنِ أَي اتْرُكْ مِنْهُ فِي الضَّرْع شَيْئًا يَسْتَنْزِلُ اللَّبَنَ وَلَا تَسْتَقْصِ حَلْبَه. والوَداعُ: تَوْدِيعُ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فِي المَسِيرِ. وتَوْدِيعُ المُسافِرِ أَهلَه إِذا أَراد سَفَرًا: تخليفُه إِيّاهم خافِضِينَ وادِعِينَ، وَهُمْ يُوَدِّعُونه إِذا سَافَرَ تفاؤُلًا بالدَّعةِ الَّتِي يَصِيرُ إِليها إِذا قَفَلَ. وَيُقَالُ ودَعْتُ، بِالتَّخْفِيفِ، فَوَدَعَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وسِرْتُ المَطِيّةَ مَوْدُوعةً، ... تُضَحّي رُوَيْداً، وتُمْسي زُرَيْقا وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ فرَسٌ ودِيعٌ ومَوْدُوعٌ وموَدَّعٌ. وتَوَدَّعَ القومُ وتَوادَعُوا: وَدَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والتوْدِيعُ عِنْدَ الرَّحِيل، وَالِاسْمُ الوَادع، بِالْفَتْحِ. قَالَ شَمِرٌ: والتوْدِيعُ يَكُونُ لِلْحَيِّ وَالْمَيِّتِ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: فَوَدِّعْ بالسَّلام أَبا حُرَيْزٍ، ... وقَلَّ وداعُ أَرْبَدَ بالسلامِ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ: قِفي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ضُباعا، ... وَلَا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا أَراد وَلَا يَكُ مِنْكِ مَوْقِفَ الوَداعِ وَلْيَكُنْ مَوْقِفَ غِبْطةٍ وإِقامة لأَنَّ مَوْقِفَ الْوَدَاعِ يَكُونُ لِلفِراقِ وَيَكُونُ مُنَغَّصاً بِمَا يَتْلُوهُ مِنَ التبارِيحِ والشوْقِ. قَالَ الأَزهريّ: والتوْدِيعُ، وإِن كَانَ أَصلُه تَخْليفَ المُسافِرِ أَهْله وذَوِيه وادِعينَ، فإِنّ الْعَرَبَ تَضَعُهُ مَوْضِعَ التحيةِ وَالسَّلَامِ لأَنه إِذا خَلَّفَ دَعَا لَهُمْ بِالسَّلَامَةِ وَالْبَقَاءِ ودَعوْا بمثْلِ ذَلِكَ؛ أَلا تَرَى أَن لَبِيدًا قَالَ فِي أَخِيهِ وَقَدْ مَاتَ: فَوَدِّعْ بِالسَّلَامِ أَبا حُرَيْزٍ أَراد الدُّعَاءَ لَهُ بِالسَّلَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَقَدْ رَثَاهُ لَبِيدٌ بِهَذَا الشِّعْرِ وودَّعَه تَوْدِيعَ الْحَيِّ إِذا سَافَرَ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ التوْدِيعُ تَرْكَه إِياه فِي الخفْضِ والدَّعةِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تُوُدِّعَ مِنِّي أَي سُلِّمَ عَلَيَّ. قَالَ الأَزهري: فَمَعْنَى تُوُدِّعَ مِنْهُمْ أَي سُلِّمَ عَلَيْهِمْ لِلتَّوْدِيعِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ وَذَكَرَ نَاقَتَهُ: قاظَتْ أُثالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبةً تُسَنُّ وتُودَعُ قَالَ: تُودَعُ أَي تُوَدَّعُ، تُسَنُّ أَي تُصْقَلُ بالرِّعْي. يُقَالُ: سَنَّ إِبلَه إِذا أَحْسَنَ القِيامَ عَلَيْهَا وصَقَلَها، وَكَذَلِكَ صَقَلَ فَرَسَه إِذا أَراد أَن يَبْلُغَ مِنْ ضُمْرِه مَا يَبْلُغُ الصَّيْقَلُ مِنَ السَّيْفِ، وَهَذَا مَثَلٌ؛

وَرَوَى شِمْرٌ عَنْ مُحَارِبٍ: ودَّعْتُ فُلَانًا مِنْ وادِع السَّلَامِ. ووَدَّعْتُ فُلَانًا أَي هَجَرْتُه. والوَداعُ: القِلى. والمُوادَعةُ والتَّوادُعُ: شِبْهُ المُصالحةِ والتَّصالُحِ. والوَدِيعُ: العَهْدُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَكُمْ يَا بَنِي نهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائعُ الْمَالِ؛ ودائِعُ الشرْكِ أَي العُهودُ والمَواثِيقُ، يُقَالُ: أَعْطَيْتُه وَدِيعاً أَي عَهْداً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ يَحْتَمِلُ أَن يُرِيدُوا بِهَا مَا كَانُوا اسْتُودِعُوه مِنْ أَمْوالِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي الإِسلام، أَراد إِحْلالَها لَهُمْ لأَنها مَالُ كَافِرٍ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ عَهْدٍ وَلَا شرْطٍ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مَا لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وادَعَ بَني فُلَانٍ أَي صالَحَهم وسالَمَهم عَلَى تَرْكِ الْحَرْبِ والأَذى، وَحَقِيقَةُ المُوادعةِ المُتاركةُ أَي يَدَعُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا هُوَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَكَانَ كَعْبٌ القُرَظِيُّ مُوادِعاً لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الطَّعَامِ: غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلَا مُوَدَّعٍ، لا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبّنا أَي غَيْرَ مَتْرُوكِ الطاعةِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الوَداعِ وإِليه يَرْجِعُ. وتَوادَعَ الْقَوْمُ: أَعْطى بعضُهم بَعْضًا عَهْداً، وَكُلُّهُ مِنَ الْمُصَالَحَةِ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَقَالَ الأَزهري: تَوادَعَ الفَريقانِ إِذا أَعْطى كُلٌّ مِنْهُمُ الآخرِينَ عَهْدًا أَن لَا يَغْزُوَهُم؛ تَقُولُ: وادَعْتُ العَدُوَّ إِذا هادَنْتَه مُوادَعةً، وَهِيَ الهُدْنةُ والمُوادعةُ. وَنَاقَةٌ مُوَدَّعةٌ: لَا تُرْكَب وَلَا تُحْلَب. وتَوْدِيعُ الفَحلِ: اقْتِناؤُه للفِحْلةِ. واسْتَوْدَعه مَالًا وأَوْدَعَه إِياه: دَفَعَه إِليه لِيَكُونَ عِنْدَهُ ودِيعةً. وأَوْدَعَه: قَبِلَ مِنْهُ الوَدِيعة؛ جَاءَ بِهِ الْكِسَائِيُّ فِي بَابِ الأَضداد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطاسٌ فَضَيَّعَهُ، ... فبِئْسَ مُسْتَودَعُ العِلْمِ القَراطِيسُ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: لَا أَعرف أَوْدَعْتُه قَبِلْتُ وَدِيعَته، وأَنكره شَمِرٌ إِلا أَنه حَكَى عَنْ بَعْضِهِمُ اسْتَوْدَعَني فُلانٌ بَعِيرًا فأَبَيْتُ أَن أُودِعَه أَي أَقْبَلَه؛ قَالَ الأَزهري: قَالَهُ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ المَنْطِقِ والكسائِيُّ لَا يَحْكِي عَنِ الْعَرَبِ شَيْئًا إِلا وقد ضَبَطَه وحفِظه. وَيُقَالُ: أَوْدَعْتُ الرَّجُلَ مَالًا واسْتَوْدَعْتُه مَالًا؛ وأَنشد: يَا ابنَ أَبي وَيَا بُنَيَّ أُمِّيَهْ، ... أَوْدَعْتُكَ اللهَ الَّذِي هُو حَسْبِيَهْ وأَنشد ابْنِ الأَعرابي: حَتَّى إِذا ضَرَبَ القُسُوس عَصاهُمُ، ... ودَنا منَ المُتَنَسِّكينَ رُكُوعُ، أَوْدَعْتَنا أَشْياءَ واسْتَوْدعْتَنا ... أَشْياءَ، ليْسَ يُضِيعُهُنَّ مُضِيعُ وأَنشد أَيضاً: إِنْ سَرَّكَ الرّيُّ قُبَيْلَ النَّاسِ، ... فَوَدِّعِ الغَرْبَ بِوَهْمٍ شاسِ ودِّعِ الغَرْبَ أَي اجْعَلْهُ ودِيعةً لِهَذَا الجَمَل أَي أَلْزِمْه الغَرْبَ. والوَدِيعةُ: وَاحِدَةُ الوَدائِعِ، وَهِيَ مَا اسْتُودِعَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ؛ المُسْتَوْدَعُ مَا فِي الأَرحام، واسْتَعاره عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، للحِكْمة والحُجّة فَقَالَ: بِهِمْ يَحفظ اللهُ حُجَجَه حَتَّى يودِعوها نُظراءَهُم ويَزرَعُوها فِي قُلوبِ أَشباهِهِم ؛ وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو: فمستقِرّ ، بِكَسْرِ الْقَافِ،

وقرأَ الْكُوفِيُّونَ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِالْفَتْحِ وَكُلُّهُمْ قَالَ: فَمُسْتَقِرّ فِي الرَّحِمِ وَمُسْتَوْدَعٌ فِي صُلْبِ الأَب، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٍ وَالضَّحَّاكِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فَلَكُم فِي الأَرْحامِ مُسْتَقَرٌّ وَلَكُمْ فِي الأَصْلاب مُسْتَوْدَعٌ، وَمَنْ قرأَ فمستقِرّ ، بِالْكَسْرِ، فَمَعْنَاهُ فَمِنْكُمْ مُسْتَقِرٌّ فِي الأَحياء وَمِنْكُمْ مُسْتَوْدَعٌ فِي الثَّرى. وَقَالَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها أَي مُستَقَرَّها فِي الأَرحام ومُسْتَوْدَعَها فِي الأَرض. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ؛ يَقُولُ: اصْبِرْ عَلَى أَذاهم. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَدَعْ أَذاهُمْ أَي أَعْرِضْ عَنْهُمْ؛ وَفِي شِعْرُ الْعَبَّاسِ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ المُسْتَوْدَعُ: المَكانُ الَّذِي تُجْعَلُ فِيهِ الْوَدِيعَةُ، يُقَالُ: اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً إِذا اسْتَحْفَظْتَه إِيّاها، وأَراد بِهِ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ بِهِ آدمُ وَحَوَّاءُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الرَّحِمَ. وطائِرٌ أَوْدَعُ: تحتَ حنَكِه بَيَاضٌ. والوَدْعُ والوَدَعُ: اليَرْبُوعُ، والأَوْدَع أَيضاً مِنْ أَسماء الْيَرْبُوعِ. والوَدْعُ: الغَرَضُ يُرْمَى فِيهِ. والوَدْعُ: وثَنٌ. وذاتُ الوَدْعِ: وثَنٌ أَيضاً. وَذَاتُ الوَدْعِ: سَفِينَةَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَتِ الْعَرَبُ تُقْسِمُ بِهَا فَتَقُولُ: بِذاتِ الودْع؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ العبّادِي: كَلّا، يَمِيناً بذاتِ الوَدْعِ، لَوْ حَدَثَتْ ... فِيكُمْ، وقابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزَّارَا يُرِيدُ سفينةَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَحْلِفُ بِهَا وَيَعْنِي بالماجِدِ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ، والزَّارُ أَراد الزَّارَةَ بِالْجَزِيرَةِ، وَكَانَ النُّعْمَانُ مَرِضَ هُنَالِكَ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: ذاتُ الودْعِ مكةُ لأَنها كَانَ يُعَلَّقُ عَلَيْهَا فِي سُتُورِها الوَدْعُ؛ وَيُقَالُ: أَراد بِذَاتِ الوَدْعِ الأَوْثانَ. أَبو عَمْرٍو: الوَدِيعُ المَقْبُرةُ. والودْعُ، بِسُكُونِ الدَّالِ: جائِرٌ يُحاطُ عَلَيْهِ حائطٌ يَدْفِنُ فِيهِ القومُ مَوْتَاهُمْ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي عَنْ المَسْرُوحِيّ؛ وأَنشد: لَعَمْرِي، لَقَدْ أَوْفى ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً ... عَلَى ظَهْرِ وَدْعٍ، أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُهْ وَفِي الوَدْعِ، لَوْ يَدْري ابنُ عَوْفٍ عشِيّةً، ... غِنى الدهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هُوَ طالِعُهْ قَالَ الْمَسْرُوحِيُّ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي رُوَيْبَةَ بْنِ قُصَيْبةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَقُولُ: أَوْفَى رَجُلٍ مِنَّا عَلَى ظَهْرِ وَدْعٍ بالجُمْهُورةِ، وَهِيَ حُرَّةٌ لِبَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ مَا أَنْشَدْناه، قَالَ: فَخَرَجَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتى قُرَيْشًا فأَخبر بِهَا رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ فأَرسل مَعَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَقَالَ: احْفِرُوه واقرؤوا الْقُرْآنَ عِنْدَهُ واقْلَعُوه، فأَتوه فَقَلَعُوا مِنْهُ فَمَاتَ سِتَّةٌ مِنْهُمْ أَو سَبْعَةٌ وَانْصَرَفَ الْبَاقُونَ ذَاهِبَةً عُقُولُهُمْ فَزَعاً، فأَخبروا صَاحِبَهُمْ فكَفُّوا عَنْهُ، قَالَ: وَلَمْ يَعُدْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحد؛ كُلُّ ذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي عَنْ الْمَسْرُوحِيِّ، وَجَمْعُ الوَدْعِ وُدُوعٌ؛ عَنِ الْمَسْرُوحِيِّ أَيضاً. والوَداعُ: وادٍ بمكةَ، وثَنِيّةُ الوَداعِ مَنْسُوبَةٌ إِليه. وَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ اسْتَقْبَلَهُ إِماءُ مكةَ يُصَفِّقْنَ ويَقُلْن: طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا ... مِنْ ثَنيّاتِ الوداعِ، وجَبَ الشكْرُ عَلَيْنَا، ... مَا دَعا للهِ داعِ

ووَدْعانُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: ببيْض وَدْعانَ بِساطٌ سِيُ ووادِعةُ: قَبِيلَةٌ إِما أَن تَكُونَ مِنَ هَمْدانَ، وإِمّا أَن تَكُونَ هَمْدانُ مِنْهَا، وموْدُوعٌ: اسْمُ فَرَسِ هَرِمِ بْنِ ضَمْضَمٍ المُرّي، وَكَانَ هَرِمٌ قُتِلَ فِي حَرْبِ داحِسٍ؛ وَفِيهِ تَقُولُ نائحتُه: يَا لَهْفَ نَفْسِي لَهَفَ المَفْجُوعِ، ... أَنْ لَا أَرَى هَرِماً عَلَى مَوْدُوعِ وذع: قَالَ الأَزهريّ فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ عَذَأَ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِيمَا قرأْت لَهُ مِنَ الأَلفاظ إِن صَحَّ لَهُ: وذَعَ الماءُ يَذَعُ وهَمَى يَهْمِي إِذا سَالَ، قَالَ: والواذِعُ المَعِينُ، قَالَ: وكلُّ ماءٍ جرَى عَلَى صَفاةٍ فَهُوَ واذِعٌ. قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَرٌ وَمَا رأَيته إِلا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَيَنْبَغِي أَن يفتش عنه. ورع: الوَرَعُ: التَّحَرُّجُ. تَوَرَّعَ عَنْ كَذَا أَي تحرَّج. والوَرِعُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الرَّجُلُ التَّقِيُّ المُتَحَرِّجُ، وَهُوَ وَرِعٌ بيِّن الورَعِ، وَقَدْ ورِعَ مِنْ ذَلِكَ يَرِعُ ويَوْرَعُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، رِعةً وورَعاً وورَعَ ورْعاً؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، وورُعَ ورُوعاً وَوَرَاعَةً وتَوَرَّعَ، وَالِاسْمُ الرِّعةُ والرِّيعةُ؛ الأَخِيرةُ عَلَى القلب. ويقال: فلان سَيءُ الرِّعةِ أَي قَلِيلُ الورَعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِلاكُ الدِّينِ الورَعُ ؛ الورَعُ فِي الأَصل: الكَفّ عَنِ المَحارِمِ والتحَرُّجُ مِنْهُ وتَوَرَّعَ مِنْ كَذَا، ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلْكَفِّ عَنِ الْمُبَاحِ وَالْحَلَالِ. الأَصمعي: الرِّعةُ الهَدْيُ وحُسْنُ الهيئةِ أَو سُوء الْهَيْئَةِ. يُقَالُ: قَوْمٌ حَسَنةٌ رِعَتُهم أَي شأْنُهم وأَمْرُهم وأَدَبُهم، وأَصله مِنَ الوَرَعِ وَهُوَ الكَفّ عَنِ الْقَبِيحِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ فرأَى مِنْهُمْ رِعةً سيِّئةً فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ ؛ يريد بالرِّعةِ هاهنا الاحْتِشامَ والكَفَّ عَنْ سُوءِ الأَدَبِ أَي لَمْ يُحْسِنُوا ذَلِكَ. يُقَالُ: وَرِعَ يَرِعُ رِعةً مِثْلُ وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وأَعِذْني مِنْ سُوءِ الرِّعةِ أَي مِنْ سُوءِ الكفِّ عَمَّا لَا يَنْبَغِي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ: وبِنَهْيه يَرِعُون أَي يَكُفُّونَ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: فَلَا يُوَرَّعُ رَجُلٌ عَنْ جمَل يَختطمه أَي يُكَفُّ ويُمْنعُ، وَرُوِيَ يُوزَعُ، بِالزَّايِ، وَسَنَذْكُرُهُ بَعْدَهَا. والوَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: الجَبانُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِحْجامِه ونُكُوصه. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وأَصحابنا يَذْهَبُونَ بِالْوَرَعِ إِلى الْجَبَانِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وإِنما الْوَرَعُ الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَهِ. يُقَالُ: إِنما مَالُ فُلَانٍ أَوْراع أَي صِغَارٌ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ مِنَ الْمَالِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَوْراعٌ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذلكَ وَرَعةٌ، وَقَدْ وَرُعَ، بِالضَّمِّ، يَوْرُعُ وُرْعاً، بِالضَّمِّ سَاكِنَةُ الرَّاءِ، وَوُرُوعاً ووُرْعةً ووَراعةً ووَراعاً، ووَرِعَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، يَرِعُ وَرَعاً؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ عَنْ يَعْقُوبَ، ووَراعةً، وأَرى يَرَعُ، بِالْفَتْحِ، لُغَةً كَيَدَعُ، وتَوَرَّعَ، كُلُّ ذَلِكَ إِذا جَبُنَ أَو صغُر، والورَع: الضَّعِيفُ فِي رأْيه وَعَقْلِهِ وَبَدَنِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: رِعةُ الأَحْمَقِ يَرْضَى مَا صَنَعْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: رِعةُ الأَحمقِ حالَتُه الَّتِي يَرْضَى بِهَا.

وَحَكَى ابْنُ دُريد: رَجُلٌ وَرَعٌ بَيِّنُ الوُرُوعة؛ وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِهِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: لَا هَيِّبانٌ قَلْبُه مَنَّانُ، ... وَلَا نَخِيبٌ ورَعٌ جَبانُ قَالَ: وَهَذِهِ كُلُّهَا مِنْ صِفَاتِ الجبانِ. وَيُقَالُ: الوَرَعُ عَلَى الْعُمُومِ الضَّعِيفُ مِنَ الْمَالِ وَغَيْرِهِ. وورَّعه عَنِ الشَّيْءِ تَوْرِيعاً: كفَّه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَرِّعِ اللِّصَّ وَلَا تُراعِه ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَقُولُ إِذا شَعَرْتَ بِهِ ورأَيْتَه فِي مَنْزِلِكَ فادْفَعْه واكْفُفْه عَنْ أَخذ متاعِك، وَقَوْلُهُ وَلَا تُراعِه أَي لَا تُشْهِدْ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ رُدَّه بتعرُّض لَهُ أَو تَنْبيه وَلَا تَنتَظِر مَا يَكُونُ مِنْ أَمره. وَكُلُّ شَيْءٍ تَنْتَظِرُهُ، فأَنت تُرَاعِيهِ وتَرْعاه؛ وَمِنْهُ تَقُولُ: هُوَ يَرْعَى الشمسَ أَي يَنتَظِرُ وُجُوبَها، قَالَ: وَالشَّاعِرُ يَرْعَى النُّجُومَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ادْفَعْه واكْفُفْ بِمَا اسْتَطَعْتَ وَلَا تَنْتَظِرْ فِيهِ شَيْئًا. وَكُلُّ شَيْءٍ كَفَفْتَه، فَقَدْ ورعْتَه؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وورَّعْتُ مَا يَكْنِي الوُجُوهَ رِعايةً ... ليَحْضُرَ خَيرٌ، أَو ليَقْصُرَ مُنْكَرُ يَقُولُ: ورَّعْتُ عَنْكُمْ مَا يَكْني وُجُوهَكُمْ، تَمَنَّنَ بِذَلِكَ عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَيضاً أَنه قَالَ لِلسَّائِبِ: وَرِّعْ عَنِّي فِي الدِّرْهَمِ والدِّرهمين أَي كُفَّ عَنِّي الخُصومَ بأَن تَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وتَنُوبَ عَنِّي فِي ذَلِكَ، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: وإِذا أَشْفَى وَرِعَ أَي إِذَا أَشْرَفَ عَلَى مَعْصِيَةٍ كَفَّ. وأَوْرَعَه أَيضاً: لُغَةٌ فِي وَرَّعَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأُولى أَعْلى. ووَرَّعَ الإِبلَ عَنِ الحَوْضِ: رَدَّها فارْتَدَّتْ؛ قَالَ الرَّاعِي: وَقَالَ الَّذِي يَرْجُو العُلالةَ: وَرِّعوا ... عَنِ الْمَاءِ لَا يُطْرَقْ، وَهُنَّ طَوارِقُهْ ووَرَّعَ الفرَسَ: حَبَسَه بِلِجَامِهِ. ووَرَّعَ بَيْنَهُمَا وأَوْرَعَ: حَجَزَ. والتوْرِيعُ: الكَفُّ والمَنْعُ؛ وَقَالَ أَبُو دُوَادَ: فَبَيْنا نُوَرِّعُهُ باللِّجام، ... نُرِيدُ بِهِ قَنَصاً أَو غِوارا أَي نَكُفُّه. وَمِنْهُ الوَرَعُ التحرُّجُ. وَمَا وَرَّعَ أَن فَعَلَ كَذَا وَكَذَا أَي مَا كَذَّب. والمُوارَعةُ: المُناطَقةُ والمُكالَمَةُ ووارَعَه: ناطَقَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ أَبو بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُوارِعانِه ، يَعْنِي عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَي يَسْتَشِيرانِه؛ هُوَ مِنَ المُناطَقةِ والمُكالَمَةِ؛ قَالَ حَسَّانُ: نَشَدْتُ بَني النَّجَّارِ أَفْعالَ والِدي، ... إِذا الْعَانِ لَمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يُوارِعُهْ وَيُرْوَى: يُوازِعُه. ومُوَرِّعٌ وورِيعةُ: اسْمَانِ. والوَرِيعةُ: اسْمُ فَرَسِ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ فِي الوَرِيعةِ: ورَدَّ خَلِيلَنا بعَطاءِ صِدْقٍ، ... وأَعْقَبَه الوَرِيعةَ مِنْ نِصابِ وَقَالَ: الوَرِيعةُ اسْمُ فَرَسٍ، قَالَ: ونِصابٌ اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ وإِنما يُرِيدُ أَعْقَبَه الوَرِيعةَ مِنْ نَسْلِ نِصابٍ. والوَرِيعةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَحَقًّا رأَيْتَ الظَّاعِنِينَ تَحَمَّلُوا ... منَ الجَزْعِ، أَو وَارِي الودِيعةِ ذِي الأَثْلِ؟ وَقِيلَ: هُوَ وادٍ مَعْرُوفٌ فِيهِ شَجَرٌ كَثِيرٌ؛ قَالَ الرَّاعِي

يَذْكُرُ الهَوادِجَ: يُخَيَّلْنَ مِنْ أَثْلِ الوَرِيعةِ، وانْتَحَى ... لَهَا القَيْنُ يَعْقُوبٌ بفَأْسٍ ومِبْرَدِ وزع: الوَزْعُ: كَفُّ النفْسِ عَنْ هَواها. وزَعَه وَبِهِ يَزَعُ ويَزِعُ وزْعاً: كفَّه فاتَّزَعَ هُوَ أَي كَفَّ، وَكَذَلِكَ ورِعْتُه. والوازِعُ فِي الحرْبِ: المُوَكَّلُ بالصُّفُوفِ يَزَعُ مَنْ تقدَّم مِنْهُمْ بِغَيْرِ أَمره. وَيُقَالُ: وزَعْتُ الجَيْشَ إِذا حَبَسْتَ أَوَّلَهم عَلَى آخِرِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن إِبليس رأَى جبريلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَوْمَ بَدْرٍ يَزَعُ الملائكةَ أَي يُرتِّبُهم ويُسَوِّيهِم ويَصُفُّهم للحربِ فكأَنه يَكُفُّهم عَنِ التفَرُّقِ والانْتِشارِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ المُغِيرَةَ رَجُلٌ وازِعٌ ؛ يُرِيدُ أَنه صَالِحٌ لِلتَّقَدُّمِ عَلَى الْجَيْشِ وتدبيرِ أَمرهم وَتَرْتِيبِهِمْ فِي قِتَالِهِمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَهُمْ يُوزَعُونَ* ، أَي يُحْبَسُ أَوّلُهم عَلَى آخِرهم، وَقِيلَ: يُكَفُّونَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن يَزَعُ السلطانُ أَكثرُ مِمَّنْ يَزَعُ القرآنُ ؛ مَعْنَاهُ أَنّ مَن يَكُفُّ عَنِ ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ مِمَّنْ تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تَعَالَى، فَمَنْ يكفُّه السلطانُ عَنِ الْمَعَاصِي أَكثر مِمَّنْ يَكُفُّهُ القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار؛ وَقَوْلُ خَصِيبٍ الضَّمْرِيّ: لَمَّا رأَيتُ بَني عَمْرٍو وَيازِعَهُم، ... أَيْقَنْتُ أَنِّي لَهُمْ فِي هَذِهِ قَوَدُ أَراد وازِعَهم فَقَلَبَ الْوَاوَ يَاءً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ وأَيضاً فتَنَكَّبَ الْجَمْعُ بَيْنَ وَاوَيْنِ: وَاوِ الْعَطْفِ وَيَاءِ الْفَاعِلِ «6» وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: لُغَتُهُمْ جَعْلُ الْوَاوِ يَاءً؛ قَالَ النَّابِغَةِ: عَلَى حِينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبا، ... وقلتُ: أَلَمّا أَصْحُ، والشَّيبُ وازِعُ؟ وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ لَمَّا وَليَ القضاءَ قَالَ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ وَزَعةٍ أَي أَعْوانٍ يَكُفُّونهم عَنِ التَّعَدِّي والشرِّ والفَسادِ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ وازِعٍ أَي مِنْ سلطانٍ يَكُفُّهم ويَزَعُ بعضَهم عَنْ بَعْضِهِمْ، يَعْنِي السلطانَ وأَصحابَه. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَردت أَن أَكْشِفَ عَنْ وجْهِ أَبي لَمَّا قُتِلَ والنبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْظُرُ إِلي فَلَا يَزَعُني أَي لَا يَزْجُرُني وَلَا يَنْهاني. ووازِعٌ وابنُ وازِعٍ، كِلَاهُمَا: الْكَلْبُ لأَنه يَزَعُ الذِّئْبَ عَنِ الْغَنَمِ أَي يكُفُّه. والوازِعُ: الحابِسُ العسكرِ المُوَكَّلُ بالصفوفِ يتقدَّم الصَّفَّ فَيُصْلِحُهُ ويقدِّم ويؤَخر، وَالْجَمْعُ وزَعةٌ ووُزّاعٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ شُكِيَ إِليه بعضُ عُمّالِه لِيَقْتَصَّ مِنْهُ فَقَالَ: أَنا أُقِيدُ مِنْ وزَعةِ اللهِ ، وَهُوَ جَمْعُ وازِعٍ، أَراد أُقِيدُ مِنَ الَّذِينَ يكفَّونَ الناسَ عَنِ الإِقْدام عَلَى الشَّرِّ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَن عُمَرَ قَالَ لأَبي بَكْرٍ أَقِصَّ هَذَا مِنْ هَذَا بأَنْفِه، فَقَالَ: أَنا لَا أُقِصُّ مِنْ وزَعَةِ اللَّهِ، فأَمْسَكَ. والوَزِيعُ: اسْمٌ للجمْعِ كالغَزيِّ. وأَوْزَعْتُه بِالشَّيْءِ: أَغْرَيْتُه فأُوزِعَ بِهِ، فَهُوَ مُوزَعٌ بِهِ أَي مُغْرًى بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: فَهابَ ضُمْرانُ مِنْهُ، حيثُ يُوزِعُه ... طَعْنَ المُعارِكِ عِنْدَ المَحْجِرِ النَّجُدِ أَي يُغْرِيه. وَفَاعِلُ يُوزِعُه مُضْمَرٌ يَعُودُ عَلَى صَاحِبِهِ أَي يُغْرِيه صاحبُه، وطَعْنَ مَنْصُوبٌ بهابَ، والنَّجُدُ نَعْتُ المُعارِكِ وَمَعْنَاهُ الشجاعُ، وإِن جَعَلَتْهُ نَعْتًا للمَحْجِر فَهُوَ مِنَ النَّجَدِ وَهُوَ العَرَقُ، وَالِاسْمُ والمصدرُ جَمِيعًا الوَزُوعُ، بِالْفَتْحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ مُوزَعاً بالسِّواكِ أَي مُولَعاً بِهِ. وَقَدْ أُوزِعَ بِالشَّيْءِ يُوزَعُ إِذا اعتادَه وأَكثر مِنْهُ وأُلْهِمَ. والوَزُوعُ: الوَلُوعُ؛

_ (6). قوله [وياء الفاعل] كذا بالأصل،

وَقَدْ أُوزِعَ بِهِ وَزُوعاً: وَقَدْ أُوزِعَ بِهِ وَزُوعاً: كأُولِعَ بِهِ وُلُوعاً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَوَلُوعٌ وَزُوعٌ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الإِتباع. وأَوْزَعَه الشيءَ: أَلْهَمه إِياه. وَفِي التَّنْزِيلِ: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ* ؛ وَمَعْنَى أَوْزِعْني أَلْهِمْني وأَولِعْني بِهِ، وتأْويلُه فِي اللُّغَةِ كُفَّني عَنِ الأَشياء إِلَّا عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وكُفَّني عَمَّا يُباعِدُني عَنْكَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لِتُوزَعْ بِتَقْوَى اللَّهِ أَي لِتُلْهَمْ بِتَقْوَى اللَّهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا نَصُّ لَفْظِهِ وَعِنْدِي أَن مَعْنَى قَوْلِهِمْ لِتُوزَعْ بِتَقْوَى اللَّهِ مِنَ الوَزُوع الَّذِي هُوَ الوُلُوعُ، وَذَلِكَ لأَنه لَا يُقَالُ فِي الإِلهام أَوْزَعْتُه بِالشَّيْءِ، إِنما يُقَالُ أَوْزَعْتُه الشيءَ. وَقَدْ أَوْزَعَه اللَّهُ إِذا أَلْهَمَه. واسْتَوْزَعْتُ اللَّهَ شُكره فأَوْزَعَني أَي اسْتَلْهَمْتُه فأَلْهَمَني. وَيُقَالُ: قَدْ أَوْزَعْتُه بِالشَّيْءِ إِيزاعاً إِذا أَغْرَيته، وإِنه لمُوزَعٌ بِكَذَا وَكَذَا أَي مُغْرًى بِهِ، وَالِاسْمُ الوَزُوعُ. وأُوزِعْتُ الشيءَ: مِثْلُ أُلهِمْتُه وأُولِعْتُ بِهِ. والتوْزِيعُ: القِسْمَةُ والتَّفْرِيقُ. ووَزَّعَ الشَّيْءَ: قَسَّمه وفَرَّقه. وَتَوَزَّعُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ أَي تَقَسَّموه، يُقَالُ: وزَّعْنا الجَزُورَ فِيمَا بَيْنَنَا. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَايَا: إِلَى غُنَيْمةٍ فَتَوَزَّعُوها أَي اقْتَسَمُوهَا بَيْنَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حَلَقَ شعَره فِي الْحَجِّ ووَزَّعَه بَيْنَ النَّاسِ أَي فَرَّقه وقسَمه بَيْنَهُمْ، وَزَّعه يُوَزِّعُه تَوزِيعاً، وَمِنْ هَذَا أُخِذَ الأَوزاعُ، وَهُمُ الفِرَقُ مِنَ النَّاسِ، يُقَالُ أَتَيْتُهم وَهُمْ أَوْزاعٌ أَي مُتَفَرِّقُون. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه خَرَجَ لَيْلَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ والناسُ أَوْزاعٌ أَي يُصَلُّونَ مُتَفَرِّقِينَ غَيْرَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى إِمام وَاحِدٍ، أَراد أَنهم كَانُوا يَتَنَفَّلُونَ فِيهِ بَعْدَ الْعَشَاءِ مُتَفَرِّقِينَ؛ وَفِي شِعْرِ حسان: بضَرْبٍ كإِيزاعِ المَخاصِ مُشاشَه جَعَلَ الإِيزاعَ مَوْضِعَ التَّوْزِيعِ وَهُوَ التَفْريقُ، وأَراد بالمُشاشِ هاهنا البَوْلَ، وَقِيلَ: هُوَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَبِهَا أَوزاعٌ مِنَ النَّاسِ وأَوْباشٌ أَي فِرَقٌ وَجَمَاعَاتٌ، وَقِيلَ: هُمُ الضُّرُوب المتفرِّقون، وَلَا واحد لأَوزاع؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلًا: أَحْلَلْت بيتَك بالجَمِيعِ، وبعضُهم ... مُتَفَرِّقٌ لِيَحِلَّ بالأَوْزاعِ الأَوْزاعُ هاهنا: بُيُوتٌ منْتَبِذةٌ عَنْ مُجْتَمَعِ الناسِ. وأَوْزَعَ بَيْنَهُمَا: فرَّقَ وأَصْلَحَ. والمتَّزِعُ: الشديدُ النفْسِ؛ وَقَوْلُ خَصِيبٍ يَذْكُرُ قُرْبَه مِنْ عَدُوٍّ لَهُ: لَمَّا عَرَفْتُ بَني عَمْرٍو ويازِعَهُمْ، ... أَيْقَنْتُ أَنِّي لهُمْ فِي هَذِهِ قَوَدُ قَالَ: يازِعُهم لُغَتُهُمْ يُرِيدُونَ وازِعَهم فِي هَذِهِ الْوَقْعَةِ أَي سَيَسْتَقِيدُون مِنَّا. وأَوْزَعَتِ الناقةُ بِبَوْلِهَا أَي رَمَتْ بِهِ رَمْياً وقطَّعَتْه، قَالَ الأَصمعي: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا إِذا ضَرَبَهَا الْفَحْلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَعَ هَذَا الْحَرْفُ فِي بَعْضِ النَّسْخِ مصحَّفاً، وَالصَّوَابُ أَوْزَغَتْ، بَالِغِينَ مُعْجَمَةً، قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ وزَغَ. والأَوْزاعُ: بَطْنٌ مِنْ همْدانَ مِنْهُمْ الأَوْزاعِيُّ. والأَوْزاعُ: بُطُونٌ مِنْ حِمْيَر، سُمُّوا بِهَذَا لأَنهم تفرَّقوا. ووَزُوعُ: اسْمُ امرأَة. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: لَا يُوزَعُ رَجُلٌ عَنْ جَمَلٍ يَخْطِمُه «1» أَي لَا يُكَفُّ وَلَا يُمْنع؛ هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الْوَاوِ مَعَ الزَّايِ، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْوَاوِ مَعَ الرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.

_ (1). قوله [يخطمه] تقدم في ورع: يختطمه، والمؤلف في المحلين تابع للنهاية.

وسع: فِي أَسْمائِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الواسِعُ: هُوَ الَّذِي وَسِعَ رِزْقُه جميعَ خَلْقِه ووَسِعتْ رحمتُه كُلَّ شَيْءٍ وغِناه كُلَّ فَقْرٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الْوَاسِعُ مِنْ أَسماءِ اللَّهِ الكثيرُ العطاءِ الَّذِي يَسَعُ لِمَا يُسْأَلُ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ. وَيُقَالُ: الواسِعُ المُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ قَوْلِهِ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ؛ وَقَالَ: أُعْطِيهِمُ الجَهْدَ مِني بَلْهَ مَا أَسَعُ مَعْنَاهُ فَدَعْ مَا أُحِيطُ بِهِ وأَقْدِر عَلَيْهِ، الْمَعْنَى أُعطيهم مَا لَا أَجده إِلَّا بالجَهْدِ فَدَعْ مَا أُحيطُ بِهِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ ؛ يَقُولُ: أَينما تُوَلُّوا فَاقْصِدُوا وَجْهَ اللَّهِ تَيَمُّمكم القِبْلة، إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ ، يَدُلُّ عَلَى أَنه تَوْسِعةٌ عَلَى الناسِ فِي شَيْءٍ رَخَّصَ لَهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد التَّحَرِّيَ عِنْدَ إِشْكالِ الْقِبْلَةِ. وَالسِّعَةُ: نَقِيضُ الضِّيق، وَقَدْ وَسِعَه يَسَعُه ويَسِعُه سَعةً، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، أَعني فَعِلَ يَفْعِلُ وإِنما فَتَحَهَا حَرْفُ الْحَلْقِ، وَلَوْ كَانَتْ يَفْعَلُ ثَبَتَتِ الْوَاوُ وَصَحَّتْ إِلَّا بحسَب ياجَلُ. ووسُع، بِالضَّمِّ، وَسَاعَةً، فَهُوَ وَسِيعٌ. وشيءٌ وَسِيعٌ وأَسِيعٌ: واسِعٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: إِنما ذُكِرَتْ سَعةُ الأَرضِ هاهنا لِمَنْ كَانَ مَعَ مَنْ يَعْبُدُ الأَصنام فأُمِرَ بِالْهِجْرَةِ عَنِ البلَد الَّذِي يُكره فِيهِ عَلَى عِبادَتِها كَمَا قَالَ تَعَالَى: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها ؛ وَقَدْ جَرَى ذِكْرُ الأَوْثانِ في قوله: وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ. واتَّسَعَ: كَوَسِعَ. وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ: الطَّرِيقُ ياتَسِعُ، أَرادوا يَوْتَسِعُ فأَبدلوا الْوَاوَ أَلفاً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ كَمَا قَالُوا ياجَلُ وَنَحْوَهُ، ويَتَّسِعُ أَكثرُ وأَقْيَسُ. واسْتَوْسَعَ الشيءَ: وَجَدَهُ واسِعاً وطلبَه واسِعاً، وأَوْسَعَه ووَسَّعَه: صيَّره وَاسِعًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ؛ أَراد جَعْلَنَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الأَرض سَعةً، جُعِلَ أَوْسَعَ بِمَعْنَى وَسَّعَ، وَقِيلَ: أَوْسَعَ الرجلُ صَارَ ذَا سَعةٍ وغِنًى، وَقَوْلِهِ: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ أَي أَغنِياءُ قادِرون. وَيُقَالُ: أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَي أَغناكَ. وَرَجُلٌ مُوسِعٌ: وَهُوَ المَلِيءُ. وتَوَسَّعُوا فِي الْمَجْلِسِ أَي تَفَسَّحُوا. والسَّعةُ: الغِنى والرفاهِيةُ، عَلَى الْمَثَلِ. ووَسِعَ عَلَيْهِ يَسَعُ سَعةً ووَسَّعَ، كِلَاهُمَا: رَفَّهَه وأَغناه. وَفِي النَّوَادِرِ: اللَّهُمَّ سَعْ عَلَيْهِ أَي وسِّعْ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ الدُّنْيَا: مُتَّسعُ لَهُ فِيهَا. وأَوْسَعَه الشيءَ: جَعَلَهُ يَسَعُه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَتُوسِعُ أَهْلَها أَقِطاً وسَمْناً، ... وحَسْبُك مِنْ غِنًى شِبَعٌ ورِيُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قِيلَ لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليْكِ؟ فَقَالَتْ: الَّتِي تأْكل لَمّاً، وتُوسِعُ الحيَّ ذَمًّا. وَفِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ أَوْسِعْنا رَحْمَتَكَ أَي اجْعَلْهَا تَسَعُنا. وَيُقَالُ: مَا أَسَعُ ذَلِكَ أَي مَا أُطِيقُه، وَلَا يَسَعُني هَذَا الأَمر مِثْلَهُ. وَيُقَالُ: هَلْ تَسَعُ ذَلِكَ أَي هَلْ تُطِيقُه؟ والوُسْعُ والوَسْعُ والسَّعةُ: الجِدةُ والطاقةُ، وَقِيلَ: هُوَ قَدْرُ جِدةِ الرَّجُلِ وقَدْرُه ذاتُ الْيَدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنكم لَنْ تَسَعُوا الناسَ بأَموالكم فَسَعُوهم بأَخْلاقِكم ، أَي لَا تَتَّسِعُ أَمْوالُكم لعَطائِهم فوَسِّعُوا أَخْلاقَكم لِصُحْبتهم. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قاله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنكم لَا تَسَعُونَ الناسَ بأَموالِكم فلْيَسَعْهم مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ. وَقَدْ أَوْسَعَ الرجلُ: كثُرَ مالُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ.

وَقَالَ تَعَالَى: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ؛ أَي عَلَى قَدْرِ سِعَتِهِ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. وَيُقَالُ: إِنه لَفِي سَعةٍ مِنْ عَيْشِه. والسَّعةُ: أَصلها وُسْعة فَحُذِفَتِ الْوَاوُ وَنُقِصَتْ. وَيُقَالُ: لِيَسَعْكَ بيتُك، مَعْنَاهُ القَرارُ. وَيُقَالُ: هَذَا الكَيْلُ يَسَعُ ثلاثةَ أَمْناء، وَهَذَا الوِعاءُ يَسَعُ عِشْرِينَ كيْلًا، وَهَذَا الْوِعَاءُ يَسَعُهُ عِشْرُونَ كَيْلًا، عَلَى مِثَالِ قَوْلِكَ: أَنا أَسعُ هَذَا الأَمْرَ، وَهَذَا الأَمْرُ يَسَعُني، والأَصل فِي هَذَا أَن تَدْخُلَ فِي وَعَلَى وَلَامٌ لأَنَّ قَوْلَكَ هَذَا الْوِعَاءُ يَسَعُ عِشْرِينَ كَيْلًا أَي يَتَّسِعُ لِذَلِكَ، وَمِثْلُهُ: هَذَا الخُفُّ يَسَعُ رِجْلِي أَي يَسَعُ لِرِجْلِي أَي يَتَّسِعُ لَهَا وَعَلَيْهَا. وَتَقُولُ: هَذَا الوِعاءُ يَسَعُه عِشْرُونَ كَيْلًا، مَعْنَاهُ يَسَعُ فِيهِ عِشْرُونَ كَيْلًا أَي يَتَّسِعُ فِيهِ عِشْرُونَ كَيْلًا، والأَصل فِي هَذِهِ المسأَلة أَن يَكُونَ بِصفة، غَيْرَ أَنهم يَنْزِعُون الصِّفَاتِ مِنْ أَشياءَ كَثِيرَةٍ حَتَّى يَتَّصِلَ الْفِعْلُ إِلى مَا يَلِيهِ ويُفْضِيَ إِليه كأَنه مَفْعول بِهِ، كَقَوْلِكَ: كِلْتُكَ واسْتَجَبْتك ومَكَّنْتُكَ أَي كِلْتُ لَكَ وَاسْتَجَبْتُ لَكَ وَمَكَّنْتُ لَكَ. وَيُقَالُ: وسِعَتْ رحْمتُهُ كلَّ شَيْءٍ ولكلِّ شَيْءٍ وَعَلَى كلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، أَي اتَّسَعَ لَهَا. ووَسِعَ الشيءُ الشيءَ: لَمْ يَضِقْ عَنْهُ. وَيُقَالُ: لَا يَسَعُني شَيْءٌ ويَضِيقَ عَنْكَ أَي وأَن يَضِيقَ عَنْكَ؛ يَقُولُ: مَتَى وَسِعَني شيءٌ وَسِعَكَ. وَيُقَالُ: إِنه لَيَسَعُني مَا وَسِعَك. والتوْسِيعُ: خِلَافُ التضْيِيقِ. ووسَّعْتُ البيتَ وَغَيْرَهُ فاتَّسَعَ واسْتَوْسَعَ. ووَسُعَ الفرسُ، بِالضَّمِّ، سَعةً ووَساعةً، وَهُوَ وَساعٌ: اتَّسَعَ فِي السَّيْرِ. وَفَرَسٌ وَساعٌ إِذا كَانَ جَواداً ذَا سَعةٍ فِي خَطْوِه وذَرْعِه. وناقةٌ وَساعٌ: واسِعةُ الخَلْق؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَيْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَتِّ، ... وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعا القَعُودُ مِنَ الإِبل: مَا اقْتُعِد فَرُكِبَ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَضَرَبَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجُزَ جَملي وَكَانَ فِيهِ قِطافٌ فَانْطَلَقَ أَوْسَعَ جملٍ رَكِبْتُه قَطُّ أَي أَعْجَلَ جمَلٍ سَيْراً. يُقَالُ: جَمَلٌ وَساعٌ، بِالْفَتْحِ، أَي وَاسِعُ الخَطْو سَرِيعُ السيْر. وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ يَصِفُ نَاقَةً: إِنها لمِيساعٌ أَي وَاسِعَةُ الخَطْو، وَهُوَ مِفْعالٌ، بِالْكَسْرِ، مِنْهُ. وسَيْرٌ وَسِيعٌ ووَساعٌ: مُتَّسِعٌ. واتَّسَعَ النهارُ وَغَيْرُهُ: امْتَدَّ وطالَ. والوَساعُ: الندْبُ لِسَعةِ خَلْقِهِ. وَمَا لِي عَنْ ذَاكَ مُتَّسَعٌ أَي مَصْرِفٌ. وسَعْ: زجْرٌ للإِبل كأَنهم قَالُوا: سَعْ يَا جملُ فِي مَعْنَى اتَّسِعْ فِي خَطْوكَ وَمَشْيِكَ. واليَسَعُ: اسْمُ نَبِيٍّ هَذَا إِن كَانَ عَرَبِيًّا، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَسَعُ اسْمٌ مِنْ أَسماءِ الْعَجَمِ وَقَدْ أُدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ، وَهُمَا لَا يَدْخُلَانِ عَلَى نَظَائِرِهِ نَحْوُ يَعْمَرَ ويَزيدَ ويَشْكُرَ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ وأَنشد الفرَّاءُ لِجَرِيرٍ: وجَدْنا الوَلِيدَ بنَ اليَزِيدِ مُبارَكاً، ... شدِيداً بأَعْباءِ الخِلافةِ كاهِلُهْ وقرئَ: والْيَسَع واللَّيْسَع أَيضاً، بِلَامَيْنِ. قَالَ الأَزهري: ووَسِيعٌ ماءٌ لَبَنِي سعْدٍ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَسِيعٌ ودُحْرُضٌ ماءَانِ بَيْنَ سَعْدٍ وَبَنِي قُشَيْرٍ، وَهُمَا الدُّحْرُضانِ اللَّذَانِ فِي شِعْرِ عَنْتَرةَ إِذ يَقُولُ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ

وشع: وشَعَ القُطْنَ وغيرَه، وَوشَّعَه، كِلاهما: لَفَّه. والوَشِيعةُ: مَا وُشِّعَ مِنْهُ أَو مِنَ الغَزْل. والوَشِيعةُ: كُبَّةُ الغَزْلِ. والوَشِيعُ: خشَبةُ الحائِكِ الَّتِي يُسَمِّيها الناسُ الحَفَّ، وَهِيَ عِنْدُ الْعَرَبِ الحِلْوُ إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً، والوَشِيعُ إِذا كَانَتْ كَبِيرَةً. والوَّشِيعةُ: خشَبةٌ أَو قصَبةٌ يُلَفُّ عَلَيْهَا الغَزْلُ، وَقِيلَ: قَصَبَةٌ يَجْعلُ فِيهَا الحائِك لُحْمةَ الثوبِ للنسْجِ، وَالْجَمْعُ وَشِيعٌ ووَشائِعُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِهِ مَلْعَبٌ مِنْ مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَه، ... كَنَسْجِ اليَماني بُرْدَه بالوَشائِعِ والتوْشِيعُ: لَفُّ القُطْنِ بَعْدَ النَّدْفِ، وكلُّ لَفِيفةٍ مِنْهُ وَشِيعةٌ؛ قَالَ رؤْبة: فانْصاعَ يَكْسُوها الغُبارَ الأَصْيَعا، ... نَدْفَ القِياسِ القُطنَ المُوَشَّعا الأَصْيَعُ: الغُبارُ الَّذِي يجيءُ وَيَذْهَبُ، يَتَصَيَّع ويَنْصاعُ: مَرَّةً هَاهُنَا وَمَرَّةً هَاهُنَا. وَقَالَ الأَزهري: هِيَ قَصَبَةٌ يُلْوى عَلَيْهَا الغزلُ مِنْ أَلوان شَتى مِنَ الوَشْيِ وَغَيْرِ أَلوان الْوَشْيِ، وَمِنْ هُنَاكَ سُمِّيَتْ قصَبةُ الحائِكِ الوَشِيعة، وَجَمْعُهَا وَشَائِعُ، لأَن الْغَزْلَ يُوشَّعُ فِيهَا. ووَشَّعَتِ المرأَةُ قُطنها إِذا قَرَضَتْه وهَيَّأَتْه للندْفِ بَعْدَ الحَلْجِ، وهو التَّزبِيدُ والتَّسْيِيحُ. وَيُقَالُ لِمَا كَسَا الغازِلُ المَغْزُولَ: وشِيعةٌ ووَلِيعةٌ وسَلِيخةٌ ونَضْلةٌ. وَيُقَالُ: وَشْعٌ مِنْ خَيْرٍ ووُشُوعٌ ووَشْمٌ ووُشُومٌ وشَمْعٌ وشُموعٌ. والوَشِيعُ: عَلَمُ الثوْبِ ووَشَّعَ الثوبَ: رَقَمَه بعَلَم وَنَحْوِهِ. والوشِيعةُ: الطريقةُ فِي البُرْدِ. وتَوَشَّعَ بالكذِبِ. تَحَسَّنَ وتَكَثَّرَ؛ وَقَوْلُهُ: وَمَا جَلْسُ أَبْكارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها ... جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وشُوعُ قِيلَ: وَشُوعٌ كثيرٌ، وَقِيلَ: إِن الْوَاوَ لِلْعَطْفِ، والشُّوعُ: شَجَرُ الْبَانِ، الْوَاحِدَةُ شُوعةٌ. وَيُرْوَى: وُشُوعُ، بِضَمِّ الْوَاوِ، فَمَنْ رَوَاهُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَشوع فَالْوَاوُ وَاوُ النسَق، وَمَنْ رَوَاهُ وُشوعُ فَهُوَ جَمْعُ وَشْعٍ، وَهُوَ زَهْر البُقول. والوَشْعُ: شَجَرُ البانِ، وَالْجَمْعُ الوُشوعُ. والتَّوشِيعُ: دخولُ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ. وتوَشَّعَ الشيءُ: تفَرَّقَ. والوَشوعُ: الْمُتَفَرِّقَةُ. ووُشوعُ البقْل: أَزاهِيرُه، وَقِيلَ: هُوَ مَا اجْتَمَعَ عَلَى أَطرافه مِنْهَا، وَاحِدُهَا وَشْعٌ. وأَوشَعَ الشجرُ والبقلُ: أَخرج زهْرَه أَو اجْتَمَعَ عَلَى أَطرافه. قَالَ الأَزهري: وشَعَتِ البقلةُ إِذا انفَرَجَت زَهْرتُها. والوَشِيعةُ والوَشِيعُ: حظِيرةُ الشَّجَرِ حَوْلَ الكَرْم والبُستان، وَجَمْعُهَا وشائِعُ. ووَشَّعُوا عَلَى كَرَمِهِمْ وَبُسْتَانِهِمْ: حَظَرُوا. والوَشِيعُ: كَرْمٌ لَا يَكُونُ لَهُ حَائِطٌ فيجعلُ حولَه الشوكُ لِيَمْنَعَ مَن يَدْخُلُ إِليه. ووَشَّعَ كرمَه: جُعِلَ لَهُ وَشِيعاً، وَهُوَ أَن يَبْنِيَ جِدارَه بقَصَبٍ أَو سعَف يُشَبِّكُ الجِدارَ بِهِ، وَهُوَ التَّوشِيعُ. والمُوَشَّعُ: سَعَفٌ يُجْعَلُ مِثْلَ الْحَظِيرَةِ عَلَى الجَوْخانِ يُنْسَجُ نَسْجاً؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجُ: صَافِي النّحاسِ لَمْ يُوشَّعْ بكَدَرْ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: لَمْ يُوَشَّعْ لَمْ يُخْلَط وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَمَعْنَاهُ لَمْ يُلبس بِكَدَرٍ لأَنَّ السّعَف الَّذِي يُسَمَّى النَّسِيجةَ مِنْهُ المُوَشَّع يُلبس بِهِ الجَوخان. والوَشيع: الخُضُّ، وَقِيلَ: الوَشِيعُ شَريجةٌ مِنَ السعَف تُلْقى

عَلَى خَشباتِ السقْفِ، قَالَ: وَرُبَّمَا أُقِيمَ كَالْخُصِّ وسُدَّ خَصاصُها بالثُّمامِ، وَالْجَمْعُ وشائِعُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: والمسجِدُ يومئذٍ وشِيعٌ بسَعَف وَخَشَبٍ ؛ قَالَ كثيِّر: دِيارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّةَ، الصَّيْفَ، بَعْدَ ما ... تُجِدُّ عَلَيْهِنَّ الوَشِيعَ المُثَمَّما أَي تُجِدُّ عزةُ يَعْنِي تجعلُه جَدِيدًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِابْنِ هَرْمةَ: بِلِوى سُوَيْقةَ، أَو بِبُرْقةِ أَخْزَمٍ، ... خِيمٌ عَلَى آلائِهِنَّ وَشِيعُ وَقَالَ: قَالَ السُّكَّرِيُّ الوَشِيعُ الثُّمامُ وَغَيْرُهُ، والوَشِيعُ سَقْفُ الْبَيْتِ، والوَشِيعُ عَريشٌ يُبْنى لِلرَّئِيسِ فِي الْعَسْكَرِ يُشْرِفُ مِنْهُ عَلَى عَسْكَرِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الوَشِيعِ يَوْمَ بَدْرٍ أَي فِي العَريش. والوَشْعُ: النَّبْذُ مِنْ طَلْع النَّخْلِ. والوَشْعُ: الشَّيْءُ القليلُ مِنَ النبْت فِي الْجَبَلِ. والوُشُوعُ: الضُّرُوبُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ووَشَعَ الجبلَ ووشعَ فِيهِ يَشَعُ، بِالْفَتْحِ، وَشْعاً ووُشوعاً وتوَشَّعه: عَلَاهُ: وتوَشَّعَتِ الغنمُ فِي الْجَبَلِ إِذا ارْتَقَتْ فِيهِ ترْعاه، وإِنه لوَشوعٌ فِيهِ مُتَوَقِّلٌ لَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ وأَنشد: ويْلُمِّها لِقْحةُ شَيْخٍ قَدْ نَحَلْ، ... حَوْساءُ فِي السَّهْلِ، وَشوعٌ فِي الجبَلْ وتَوَشَّعَ فُلَانٌ فِي الْجَبَلِ إِذا صَعَّدَ فِيهِ. ووشَعَه الشيءُ أَي عَلاه. وتَوَشَّعَ الشيْبُ رأْسَه إِذا عَلَاهُ. يُقَالُ: وشَع فِيهِ القَتِيرُ ووَشَّعَ وأَتْلَعَ فِيهِ الْقَتِيرُ وسَبَّل فِيهِ الشيْبُ ونَصَلَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والوَشُوعُ: الوَجُورُ يُوجَرُه الصبيُّ مِثْلُ النَّشُوع. والوَشِيعُ: جِذْعٌ أَو غَيْرُهُ عَلَى رأْس الْبِئْرِ إِذا كَانَتْ وَاسِعَةً يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي. والوَشِيعةُ: خَشَبَةٌ غَلِيظَةٌ تُوضَعُ عَلَى رأْس الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهَا السَّاقِي؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ صَائِدًا: فأَزَلَّ السَّهْمَ عَنْهَا، كَمَا ... زَلَّ بِالسَّاقِي وشِيعُ المَقام ابْنُ شُمَيْلٍ: تَوَزَّعَ بَنُو فُلَانٍ ضُيُوفَهم وتوَشَّعُوا سَوَاءً أَي ذهَبوا بِهِمْ إِلى بُيُوتِهِمْ، كلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِطَائِفَةٍ. والوَشِيعُ ووَشِيعٌ، كِلَاهُمَا: ماءٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ إِنما هُوَ دُحْرُضٌ ووَشِيعٌ ماءَان مَعْرُوفَانِ فَقَالَ الدُّحْرُضَينِ اضْطِراراً، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي وَسِيعٍ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً. وصع: الوَصْعُ والوَصَعُ والوَصِيعُ: الصَّغِيرُ مِنَ العَصافِير، وَقِيلَ: الصَّغِيرُ مِنْ أَولاد الْعَصَافِيرِ، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ كالعُصفور، وَقِيلَ: يُشْبِهُ الْعُصْفُورَ الصَّغِيرَ فِي صِغَرِ جِسْمِهِ، وَقِيلَ: أَصغر مِنَ الْعُصْفُورِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبِ إِسْرافِيلَ وإِنه لَيَتَواضَعُ لله حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الوَصع ، يُرْوَى بِفَتْحِ الصَّادِ وَسُكُونِهَا، وَالْجَمْعُ وِصْعانٌ. والوَصِيعُ: صوْتُ الْعُصْفُورِ، وَقِيلَ: الوَصْعُ والصَّعْوُ وَاحِدٌ كجَذْبٍ وجَبْذٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع الوضْع فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِمْ إِلا أَني سَمِعْتُ بَيْتًا لَا أَدري مَنْ قَائِلُهُ وَلَيْسَ مِنَ الْوَصْعِ الطَّائِرِ فِي شَيْءٍ: أَناخَ، فنِعْمَ مَا اقْلَوْلى وخَوَّى ... عَلَى خَمْسٍ يَصَعْنَ حَصَى الجَبُوبِ

قَالَ: يَصَعْنَ الحَصى يُغَيِّبْنَه فِي الأَرض. قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ عِنْدِي يَصُعْنَ حَصَى الجَبوب أَي يُفَرِّقْنَها، يَعْنِي الثَّفِناتِ الخَمْسَ. قَالَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وأَما عِيصُو فَهُوَ ابْنُ إِسحاقَ أَخي يَعْقُوبَ، وَهُوَ أَبو الروم. وضع: الوَضْعُ: ضِدُّ الرَّفْعِ، وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً، وأَنشد ثَعْلَبٌ بَيْتَيْنِ فِيهِمَا: مَوْضُوعُ جُودِكَ ومَرْفوعُه، عَنَى بِالْمَوْضُوعِ مَا أَضمره وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ، وَالْمَرْفُوعُ مَا أَظهره وَتَكَلَّمَ بِهِ. والمواضِعُ: مَعْرُوفَةٌ، وَاحِدُهَا مَوْضِعٌ، وَاسْمُ الْمَكَانِ المَوْضِعُ والموضَعُ، بِالْفَتْحِ؛ الأَخير نَادِرٌ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعَلٌ مِمَّا فَاؤُهُ واوٌ اسْمًا لَا مَصْدراً إِلا هَذَا، فأَما مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ فَلِلْعِلْمِيَّةِ، وأَما ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ فَفَتَحُوهُ إِذ كَانَ اسْمًا مَوْضُوعًا لَيْسَ بِمَصْدَرٍ وَلَا مَكَانٍ، وإِنما هُوَ مَعْدُولٌ عَنْ وَاحِدٍ كَمَا أَن عُمر مَعْدُولٌ عَنْ عَامِرٍ، هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. والموضَعةُ: لُغَةٌ فِي الموْضِعِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: يُقَالُ ارْزُنْ فِي مَوضِعِكَ ومَوْضَعَتِكَ. والموضِعُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ وَضَعْتُ الشَّيْءَ مِنْ يَدِي وَضْعاً وَمَوْضُوعًا، وَهُوَ مِثْلُ المَعْقُولِ، ومَوْضَعاً. وإِنه لحَسَنُ الوِضْعةِ أَي الوَضْعِ. والوَضْعُ أَيضاً: الموضوعُ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ وَلَهُ نَظائِرُ، مِنْهَا مَا تَقَدَّمَ وَمِنْهَا مَا سيأْتي إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، والجمعُ أَوضاعٌ. والوَضِيعُ: البُسْرُ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ كلُّه فَهُوَ فِي جُؤَنٍ أَو جِرارٍ. والوَضِيعُ: أَن يُوضَعَ التمرُ قَبْلَ أَن يَجِفَّ فيُوضَعَ فِي الجَرِينِ أَو فِي الجِرارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَفَعَ السِّلاحَ ثُمَّ وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ ، يَعْنِي فِي الفِتْنةِ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: ليسَ فِي الهَيْشاتِ قَوَدٌ، أَراد الفِتْنةَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ ثُمَّ وضَعَه أَي ضرَبَ بِهِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه وضعَه مِنْ يَدِهِ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَنْ شَهَرَ سيفَه ثُمَّ وضَعَه أَي قاتَلَ بِهِ يَعْنِي فِي الفِتْنةِ. يُقَالُ: وضَعَ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَضَعُه وَضْعاً إِذا أَلقاه فكأَنه أَلقاه فِي الضَّرِيبةِ؛ قَالَ سُدَيْفٌ: فَضَعِ السَّيْفَ، وارْفَعِ السَّوْطَ حَتَّى ... لَا تَرى فوْقَ ظَهْرِها أُمَوِيّا مَعْنَاهُ ضَعِ السيفَ فِي المَضْرُوبِ بِهِ وَارْفَعِ السوْطَ لتَضْرِب بِهِ. وَيُقَالُ: وضَعَ يدَه فِي الطَّعَامِ إِذا أَكله. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مَعْنَاهُ أَن يَضَعْنَ المِلْحَفةَ والرِّداءَ. والوَضِيعةُ: الحَطِيطةُ. وَقَدِ اسْتَوْضَعَ مِنْهُ إِذا اسْتَحَطَّ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كَانُوا كَمُشْتَرِكِينَ لَمّا بايَعُوا ... خَسِرُوا، وشَفَّ عليهِمُ واستَوْضَعُوا ووَضعَ عَنْهُ الدَّيْنَ والدمَ وَجَمِيعَ أَنواعِ الجِنايةِ يَضَعُه وَضْعاً: أَسْقَطَه عَنْهُ. ودَيْنٌ وضِيعٌ: مَوْضُوعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِجَمِيلٍ: فإِنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلَّا وُرُودَه، ... فَدَيْني إِذاً يَا بُثْنُ عَنْكِ وضِيعُ وَفِي الْحَدِيثِ: يَنْزِل عِيسَى بنُ مريمَ فيَضَعُ الجِزْيةَ أَي يَحْمِل الناسَ عَلَى دينِ الإِسلامِ فَلَا يَبْقَى ذِمِّيٌّ تَجْري عَلَيْهِ الجِزيةُ، وَقِيلَ: أَراد أَنه لَا يَبْقَى فَقِيرٌ مُحْتاجٌ لاسْتِغْناءِ الناسِ بِكَثْرَةِ الأَمْوالِ فتُوضَعُ الجِزيةُ وَتُسْقَطُ لأَنها إِنما شُرِعَت لِتَزِيدَ فِي مَصالِحِ

الْمُسْلِمِينَ وتَقْوِيةً لَهُمْ، فإِذا لَمْ يَبْقَ محتاجٌ لَمْ تُؤْخَذْ، قُلْتُ: هَذَا فِيهِ نَظَرٌ، فإِن الفرائِضَ لَا تُعَلَّلُ، وَيَطَّرِدُ عَلَى مَا قَالَهُ الزكاةُ أَيضاً، وَفِي هَذَا جُرْأَةٌ عَلَى وَضْعِ الفَرائِضِ والتَّعَبُّداتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ويَضَعُ العِلْمَ «2» أَي يَهْدِمُه ويُلْصِقُه بالأَرض، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِن كنتَ وضَعْتَ الحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَي أَسْقَطْتَها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَنْظرَ مُعْسِراً أَو وَضَعَ لَهُ أَي حَطَّ عَنْهُ مِنْ أَصْلِ الدَّيْنِ شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِذا أَحدهما يَسْتَوْضِعُ الآخرَ ويَسْتَرْفِقُه أَي يَسْتَحِطُّه مِنْ دَيْنِه. وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ سَعْدٍ: إِنْ كَانَ أَحدُنا ليَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشاةُ ، أَراد أَنَّ نَجْوَهُم كَانَ يَخْرُجُ بَعَراً ليُبْسِه مِنْ أَكْلِهِم ورَقَ السَّمُرِ وعدمِ الغِذاء المَأْلُوفِ، وإِذا عاكَمَ الرجلُ صاحِبَه الأَعْدالَ يَقُولُ أَحدهما لصاحِبه: واضِعْ أَيْ أَمِلِ العِدْلَ عَلَى المِرْبَعةِ الَّتِي يَحْمِلَانِ العِدْلَ بِهَا، فإِذا أَمره بِالرَّفْعِ قَالَ: رابِعْ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إِذا اعْتَكَمُوا. ووضَعَ الشيءَ وَضْعاً: اخْتَلَقَه. وتَواضَعَ القومُ عَلَى الشَّيْءِ: اتَّفَقُوا عَلَيْهِ. وأَوْضَعْتُه فِي الأَمر إِذا وافَقْتَه فِيهِ عَلَى شَيْءٍ. والضَّعةُ والضِّعةُ: خِلاف الرِّفْعةِ فِي القَدْرِ، والأَصل وِضْعةٌ، حَذَفُوا الْفَاءَ عَلَى الْقِيَاسِ كَمَا حُذِفَتْ مِنْ عِدة وزنِة، ثم إِنهم عَدَلُوا بِهَا عَنْ فِعلة فأَقروا الْحَذْفَ عَلَى حَالِهِ وإِن زَالَتِ الْكَسْرَةُ الَّتِي كَانَتْ مُوجِبَةً لَهُ، فَقَالُوا: الضَّعة فتدرَّجوا بالضِّعةِ إِلى الضَّعةِ، وَهِيَ وَضْعةٌ كجَفْنةٍ وقَصْعةٍ لَا لأَن الْفَاءَ فُتِحْتَ لأَجل الْحَرْفِ الْحَلْقِيِّ كَمَا ذَهَبَ إِليه مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ؛ وَرَجُلٌ وَضِيعٌ، وَضُعَ يَوْضُعُ وَضَاعَةً وضَعةً وضِعةً: صَارَ وَضِيعاً، فَهُوَ وَضِيعٌ، وَهُوَ ضِدُّ الشَّرِيفِ، واتَّضَعَ، ووَضَعَه ووَضَّعَه، وَقَصَرَ ابْنِ الأَعرابي الضِّعةَ، بِالْكَسْرِ، عَلَى الحسَب، والضَّعةَ، بِالْفَتْحِ، عَلَى الشجرِ والنباتِ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي مَكَانِهِ. ووَضَعَ الرجلُ نفسَه يَضَعُها وَضْعاً ووُضوعاً وضَعةً وضِعةً قَبِيحَةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ووَضَعَ مِنْهُ فُلَانٌ أَي حَطَّ مِنْ درَجته. والوَضِيعُ: الدَّنِيءُ مِنَ النَّاسِ، يُقَالُ: فِي حسبَه ضَعةٌ وضِعةٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا الضِّعةَ كَمَا قَالُوا الرِّفْعةَ أَي حَمَلُوهُ عَلَى نَقِيضِهِ، فَكَسَرُوا أَوَّله وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ ضَعَهَ قَالَ: فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الضَّعةِ؛ الضَّعةُ: الذّلُّ والهَوانُ والدَّناءةُ، قَالَ: وَالْهَاءُ فِيهَا عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ. والتَّواضُعُ: التَّذَلُّلُ. وتَواضَعَ الرجلُ: ذَلَّ. وَيُقَالُ: دَخَلَ فُلَانٌ أَمْراً فَوَضَعَه دُخُولُه فِيهِ فاتَّضَعَ. وتَواضَعَتِ الأَرضُ: انْخَفَضَتْ عَمَّا يَلِيهَا، وأَراه عَلَى الْمَثَلِ. وَيُقَالُ: إِنَّ بَلَدَكُمْ لمُتَواضِعٌ، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ المُتَخاشِعُ مِنْ بُعْدِه تراهُ مِنْ بَعيدٍ لاصِقاً بالأَرض. وتَواضَعَ مَا بَيْنَنَا أَي بَعُدَ. وَيُقَالُ: فِي فُلَانٍ تَوْضِيعٌ أَي تَخْنِيثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا من خُزاعةَ يُقَالُ لَهُ هِيتٌ كَانَ فِيهِ تَوْضِيعٌ أَوْ تخْنيتٌ. وَفُلَانٌ مُوَضَّعٌ إِذا كَانَ مُخَنَّثاً. ووُضِعَ فِي تِجارتِه ضَعةً وضِعةً ووَضِيعةً، فَهُوَ مَوْضُوعٌ فِيهَا، وأُوضِعَ ووَضِعَ وَضَعاً: غُبِنَ وخَسِرَ فِيهَا، وصِيغةُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَكثر؛ قَالَ: فَكَانَ مَا رَبِحْت وَسْطَ العَيْثَرَهْ، ... وَفِي الزِّحامِ، أَنْ وُضِعْت عَشَرَهْ

_ (2). قوله [ويضع العلم] كذا ضبط بالأصل وفي النهاية أيضاً بكسر أوله.

وَيُرْوَى: وَضِعْت. وَيُقَالُ: وُضِعْت فِي مَالِي وأُوضِعْتُ ووُكِسْتُ وأُوكِسْتُ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: الوَضِيعةُ عَلَى الْمَالِ وَالرِّبْحُ عَلَى مَا اصْطَلَحَا عَلَيْهِ ؛ الوَضِيعةُ: الخَسارة. وَقَدْ وُضِعَ فِي البَيْعِ يُوضَعُ وَضِيعةً، يَعْنِي أنَّ الخَسارةَ مِنْ رأْس الْمَالِ. قَالَ الْفَرَّاءُ. فِي قَلْبِي مَوْضِعةٌ وموْقِعةٌ أَي مَحَبّةٌ. والوَضْعُ: أَهْوَنُ سَيْرِ الدوابِّ والإِبل، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ سَيْرِ الإِبل دُونَ الشَّدِّ، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ الخَبَب، وضَعَتْ وَضْعاً وموْضُوعاً؛ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ فَاسْتَعَارَهُ لِلسَّرَابِ: وهَلْ عَلِمْت، إِذا لاذَ الظِّباء، وقَدْ ... ظَلَّ السَّرابُ عَلَى حِزَّانهِ يَضَعُ؟ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ وَضَعَ الرجلُ إِذا عَدا يَضَعُ وَضْعاً؛ وأَنشد لِدُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ فِي يَوْمِ هَوازِنَ: يَا لَيْتَني فِيهَا جذَعْ، ... أَخُبُّ فِيهَا وأَضَعْ أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمَعْ، ... كأَنها شاةٌ صَدَعْ أَخُبُّ مِنَ الخَبَبِ. وأَضَعُ: أَعْدُو مِنَ الوَضْعِ، وَبَعِيرٌ حَسَنُ الموضوعِ؛ قَالَ طرَفةُ: مَرْفُوعُها زَوْلٌ، ومَوْضُوعُها ... كَمَرِّ غَيْثٍ لَجِبٍ، وَسْطَ رِيح وأَوْضَعَها هُوَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: إِنَّ دُلَيْماً قَدْ أَلاحَ مِنْ أَبي ... فَقَالَ: أَنْزِلْني، فَلَا إِيضاعَ بِي أَي لَا أَقْدِرُ عَلَى أَن أَسير. قَالَ الأَزهري: وضَعَتِ الناقةُ، وَهُوَ نَحْوُ الرَّقَصانِ، وأَوْضَعْتُها أَنا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: وَضَعَ الْبَعِيرُ إِذا عَدا، وأَوْضَعْتُه أَنَا إِذا حَمَلْتَهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدابّةُ تَضَعُ السَّيْرَ وَضْعاً، وَهُوَ سَيْرٌ دُونٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ؛ وأَنشد: بِمَاذَا تَرُدِّينَ امْرأً جاءَ، لَا يَرَى ... كَوُدِّكِ وُدًّا، قَدْ أَكَلَّ وأَوْضَعا؟ قَالَ الأَزهري: قَوْلُ اللَّيْثِ الوَضْعُ سَير دُونٌ لَيْسَ بصحيح، والوَضْعُ هُوَ العَدْوُ؛ وَاعْتَبَرَ الليثُ اللفظَ وَلَمْ يُعْرَفْ كَلَامَ الْعَرَبِ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ، فإِنَّ الْفَرَّاءَ قَالَ: الإِيضاعُ السَّيْرُ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَقَالَ الْعَرَبُ: تَقُولُ أَوْضَعَ الراكِبُ ووَضَعَتِ الناقةُ، وَرُبَّمَا قَالُوا لِلرَّاكِبِ وَضَعَ؛ وأَنشد: أَلْفَيْتَني مُحْتَمَلًا بِذِي أَضَعْ وَقِيلَ: لَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ، أَي أَوْضَعُوا مَراكِبَهم خِلالَكم. وَقَالَ الأَخفش: يُقَالُ أَوْضَعْتُ وَجِئْتُ مُوضِعاً وَلَا يوقِعُه عَلَى شَيْءٍ. وَيُقَالُ: مَنْ أَيْنَ أَوْضَعَ وَمِنْ أَين أَوْضَحَ الراكِبُ هَذَا الْكَلَامُ الْجَيِّدُ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَوْلُهُمْ إِذا طرأَ عَلَيْهِمْ رَاكِبٌ قَالُوا من أَين أَوْضَحَ الراكِبُ فَمَعْنَاهُ مِنْ أَين أَنشأَ وَلَيْسَ مِنَ الإِيضاعِ فِي شَيْءٍ؛ قَالَ الأَزهريّ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى مَا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ وَقَدْ سمعتُ نَحْوًا مِمَّا قَالَ مِنَ الْعَرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفاض مِنْ عَرفةَ وَعَلَيْهِ السكينةُ وأَوْضَعَ فِي وادِي مُحَسِّرٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِيضاعُ سَيْرٌ مِثْلُ الخَبَبِ؛ وأَنشد: إِذا أُعْطِيتُ راحِلةً ورَحْلًا، ... وَلِمَ أُوضِعْ، فقامَ عليَّ ناعِي

وضَعَ البعيرُ وأَوْضَعه راكِبُه إِذا حَملَه عَلَى سُرْعةِ السيْرِ. قَالَ الأَزهري: الإِيضاعُ أَن يُعْدِيَ بعيرَه ويَحْمِلَه عَلَى العَدْوِ الحَثِيثِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، دَفَعَ عن عَرَفَاتٍ وَهُوَ يَسِيرُ العَنَقَ فإِذا وجَدَ فَجْوةً نَصَ ، فالنصُّ التَّحْرِيكُ حَتَّى يُسْتَخْرَجَ مِنَ الدَّابَّةِ أَقْصَى سيْرِها، وَكَذَلِكَ الإِيضاعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرٌو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنك واللهِ سَقَعْتَ الحاجِب وأَوْضَعْتَ بالراكِب أَي حملْته عَلَى أَن يُوضِعَ مَرْكُوبَه. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ: شَرُّ الناسِ فِي الفتنةِ الراكِبُ المُوضِعُ أَيِ المُسْرِعُ فِيهَا. قَالَ: وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ قَيْسٍ أَوْضَعْتُ بعِيري فَلَا يَكُونُ لَحْناً. وَرَوَى المنذريُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه سَمِعَهُ يَقُولُ بعد ما عُرِضَ عَلَيْهِ كلامُ الأَخفش هَذَا فَقَالَ: يُقَالُ وضَعَ البعيرُ يَضَعُ وَضْعاً إِذا عَدا وأَسرَعَ، فَهُوَ واضِعٌ، وأَوْضَعْتُه أَنا أُوضِعُه إِيضاعاً. وَيُقَالُ: وضَعَ البعيرُ حَكَمَته إِذا طامَنَ رأْسَه وأَسرعَ، وَيُرَادُ بِحَكَمَتِه لَحْياه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فَهنّ سَمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه، ... مُخَوِّنةٌ أَعْجازُه وكَراكِرُه ووَضَعَ الشيءَ فِي المكانِ: أَثْبَتَه فِيهِ. وَتَقُولُ فِي الحَجَرِ واللَّبِنِ إِذا بُنِيَ بِهِ: ضَعْه غيرَ هَذِهِ الوَضْعةِ والوِضْعةِ والضِّعةِ كُلُّهُ بِمَعْنًى، وَالْهَاءُ فِي الضِّعةِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. ووَضَّعَ الحائِطُ القُطْنَ عَلَى الثَّوْبِ وَالْبَانِي الحجرَ توْضِيعاً: نَضَّدَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ. والتوْضِيعُ: خِياطةُ الجُبَّةِ بَعْدَ وَضْعِ القُطن. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والأَوضع مِثْلُ الأَرْسَحِ؛ وأَنشد: حَتَّى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ، ... وُضْعَ الفِقاحِ، نُشَّزَ الخَواصِرِ والوضيعةٌ: قَوْمٌ مِنَ الْجُنْدِ يُوضَعُون فِي كُورةٍ لَا يَغْزُون مِنْهَا. والوَضائِعُ والوَضِيعةُ: قَوْمٌ كَانَ كِسْرى يَنْقُلُهُمْ مِنْ أَرضهم فَيُسْكِنُهم أَرضاً أُخرى حَتَّى يَصِيرُوا بِهَا وَضِيعةً أَبداً، وَهُمُ الشِّحْنُ والمَسالِحُ. قَالَ الأَزهري: والوَضِيعةُ الوَضائِعُ الَّذِينَ وضَعَهم فَهُمْ شَبَهُ الرَّهائِنِ كَانَ يَرْتَهِنُهم وَيُنْزِلُهُمْ بَعْضَ بِلَادِهِ. والوَضِيعةُ: حِنْطةٌ تُدَقُّ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهَا سَمْنٌ فَتُؤْكَلُ. والوَضائعُ: مَا يأْخذه السُّلْطَانُ مِنَ الخَراج والعُشور. والوَضائِعُ: الوَظائِفُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: لَكُمْ يَا بَني نَهْدٍ ودائِعُ الشِّرْكِ ووضائِعُ المِلْكِ ؛ والوَضائِعُ: جَمْعُ وَضيعةٍ وَهِيَ الوَظِيفةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى المِلك، وَهِيَ مَا يَلْزَمُ الناسَ فِي أَموالهم مِنَ الصدَقةِ والزكاةِ، أَي لَكُمُ الوظائِفُ الَّتِي تَلْزَمُ الْمُسْلِمِينَ لَا نَتجاوزها مَعَكُمْ وَلَا نَزِيدُ عَلَيْكُمْ فِيهَا شَيْئًا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كَانَ مُلُوكُ الْجَاهِلِيَّةِ يُوَظِّفُون عَلَى رَعِيَّتِهِمْ ويستأْثرون بِهِ فِي الْحُرُوبِ وَغَيْرِهَا مِنَ المَغْنَمِ، أَي لَا نأْخذ مِنْكُمْ ما كان ملوككم وضفوه عَلَيْكُمْ بَلْ هُوَ لَكُمْ. والوَضائِعُ: كُتُبٌ يُكْتَبُ فِيهَا الحِكمةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَبِيٌّ وأَن اسْمه وصورَتَه فِي الوَضائِعِ ، وَلَمْ أَسمع لِهَاتَيْنِ الأَخيرتين بِوَاحِدٍ؛ حَكَاهُمَا الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، والوَضِيعةُ: وَاحِدَةُ الوَضائع، وَهِيَ أَثقالُ الْقَوْمِ. يُقَالُ: أَين خَلَّفُوا وضائِعَهم؟ وَتَقُولُ: وضَعْتُ عِنْدَ فُلَانٍ وَضِيعةً، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَضِيعاً، أَي اسْتَوْدَعْتُه ودِيعةً. وَيُقَالُ للوَدِيعةِ وضِيعٌ. وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: إِنّ الملائكةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتها لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَي تَفْرُشُها لِتَكُونَ تَحْتَ أَقدامه إِذا

مَشَى. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ واضِعٌ يَدَهُ لِمُسيء الليلِ لِيَتُوبَ بالنهارِ ولمُسِيء النَّهَارِ لِيَتُوبَ بِاللَّيْلِ ؛ أَراد بالوَضْعِ هاهنا البَسْطَ، وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ الأُخرى: إِن اللَّهَ باسِطٌ يَدَهُ لِمُسِيءِ اللَّيْلِ ، وَهُوَ مَجَازٌ فِي الْبَسْطِ وَالْيَدِ كَوَضْعِ أَجنحة الْمَلَائِكَةِ، وَقِيلَ: أَراد بِالْوَضْعِ الإِمْهالَ وتَرْكَ المُعاجَلةِ بالعُقوبة. يُقَالُ: [وضَعَ يَدَهُ عَنْ فُلَانٍ] إِذا كَفَّ عَنْهُ، وَتَكُونُ اللَّامُ بِمَعْنَى عَنْ أَي يَضَعُها عَنْهُ، أَو لَامُ الأَجل أَي يَكُفُّهَا لأَجله، وَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ أَنه يَتَقاضَى الْمُذْنِبِينَ بِالتَّوْبَةِ ليَقْبَلَها مِنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه وضَعَ يدَه فِي كُشْيةِ ضَبٍّ، وَقَالَ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُحَرِّمه ؛ وضعُ الْيَدِ كِنَايَةٌ عَنِ الأَخذ فِي أَكله. والمُوَضِّعُ: الَّذِي تَزِلُّ رِجْلهُ ويُفْرَشُ وظِيفُه ثُمَّ يَتْبَعُ ذَلِكَ مَا فَوْقَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بِذَلِكَ الْفَرَسَ، وَقَالَ: هُوَ عَيْبٌ. واتَّضَعَ بعيرَه: أَخذ برأْسه وخَفَّضَه إِذا كَانَ قَائِمًا لِيَضَعَ قَدَمَهُ عَلَى عُنُقِهِ فَيَرْكَبُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَعانَكَ اللهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ ... عليكَ مأْجُوراً، وأَنْتَ جَمَلُهْ، قُمْتَ بِهِ لم يَتَّضِحْكَ أَجْلَلُهْ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَصْبَحْتَ فَرْعا قِدَادَ نَابَكَ اتَّضَعَتْ ... زيْدٌ مراكِبَها فِي المَجْدِ، إِذ رَكِبوا «1» فَجَعَلَ اتَّضَعَ مُتَعَدِّيًا وَقَدْ يَكُونُ لَازِمًا، يُقَالُ: وضَعْتُه فاتَّضَعَ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: إِذا مَا اتَّضَعْنَا كارِهِينَ لبَيْعةٍ، ... أَناخُوا لأُخْرَى، والأَزِمّةُ تُجْذَبُ ووَضَّعَتِ النَّعامةُ بَيْضَها إِذا رَثَدَتْه ووضَعَتْ بعضَه فَوْقَ بَعْضٍ، وَهُوَ بيضٌ مُوَضَّعٌ منضُودٌ. وأَما الَّذِي فِي حديثِ فاطمةَ بِنْتِ قيسٍ: لَا يَضَع عَصاه عَنْ عاتِقِه أَي أَنه ضَرّاب لِلنِّسَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ كنايةٌ عَنِ كَثْرَةِ أَسْفارِه لأَنّ الْمُسَافِرَ يَحْمِلُ عَصاه فِي سفَرِه. والوُضْعُ والتُّضْعُ عَلَى الْبَدَلِ، كِلَاهُمَا: الحَمْل عَلَى حيْضٍ، وَكَذَلِكَ التُّضُعُ، وَقِيلَ: هُوَ الحَمْلُ فِي مُقْتَبَلِ الحَيْضِ؛ قَالَ: تقولُ، والجُرْدانُ فِيهَا مُكْتَنِعْ: ... أَمَا تَخافُ حَبَلًا عَلَى تُضُعْ؟ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الوُضْعُ الحمْل قَبْلَ الْحَيْضِ، والتُّضْعُ فِي آخِرِهِ، قَالَتْ أُم تَأبَّطَ شَرًّا: والله مَا حمَلْتُه وُضْعاً، وَلَا وَضَعْتُه يَتْناً، وَلَا أَرْضَعْتُه غَيْلًا، وَلَا أَبَتُّه تَئِقاً ، وَيُقَالُ: مَئِقاً، وَهُوَ أَجود الْكَلَامِ، فالوُضْعُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، واليَتْنُ أَن تَخْرُجَ رَجُلَاهُ قَبْلَ رأْسه، والتّئِقُ الغَضْبانُ، والمَئِقُ مِنَ المأَقة فِي الْبُكَاءِ، وَزَادَ ابْنِ الأَعرابي فِي قَوْلِ أُم تأَبط شَرًّا: وَلَا سَقَيْتُه هُدَبِداً، وَلَا أَنَمْتُه ثَئِداً، وَلَا أَطْعَمْتُه قَبْلَ رِئةٍ كَبِداً ؛ الهُدَبِدُ: اللَّبَنُ الثَّخِينُ المُتَكَبِّدُ، وَهُوَ يَثْقُلُ عَلَيْهِ فَيَمْنَعُهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وثَئِداً أَي عَلَى موضِعٍ نَكِدٍ، والكَبِدُ ثَقِيلَةٌ فانْتَفَتْ مِنْ إِطْعامِها إِيَّاه كَبِداً. ووضَعَتِ الحامِلُ الوَلَدَ تَضَعُه وَضْعاً، بِالْفَتْحِ، وتُضْعاً، وَهِيَ واضِعٌ: ولدَتْه. ووضَعَت وُضْعاً، بِالضَّمِّ: حَمَلَتْ فِي آخِر طُهْرِها فِي مُقْبَلِ الحَيْضةِ. ووضَعَتِ المرأةُ خِمارَها، وَهِيَ واضِعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: خَلَعَتْه. وامرأَةٌ واضِعٌ أَي لَا خِمَارَ عَلَيْهَا. والضَّعةُ: شَجَرٌ مِنَ الحَمْضِ، هَذَا إِذا جَعَلْتَ الهاء

_ (1). هكذا ورد هذا البيت في الأَصل.

عِوَضًا مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ أَوّله، فأَما إِن كَانَتْ مِنْ آخِرِهِ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَمْضُ يُقَالُ لَهُ الوضِيعةُ، وَالْجَمْعُ وضائِعُ، وَهَؤُلَاءِ أَصحابُ الوَضِيعةِ أَي أَصحابُ حَمْضٍ مُقِيمُونَ فِيهِ لَا يَخْرُجُونَ مِنْهُ. وناقةٌ واضِعٌ وواضِعةٌ ونُوقٌ واضِعاتٌ: تَرْعَى الحمضَ حولَ الْمَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ الشَّاعِرِ: رأَى صاحِبي فِي العادِياتِ نَجِيبةً، ... وأَمْثالَها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ وَقَدْ وَضَعَتْ تَضَعُ وَضِيعةً. ووضَعَها: أَلْزَمَها المَرْعى. وإِبِلٌ واضِعةٌ أَي مقيمةٌ فِي الْحَمْضِ. وَيُقَالُ: وضَعَت الإِبلُ تَضَعُ إِذا رَعَتِ الْحَمْضِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا رَعَتِ الإِبلُ الحَمض حَوْلَ الْمَاءِ فَلَمْ تَبْرَحْ قِيلَ وضَعَت تَضَعُ وضِيعةً، ووضَعْتُها أَنا، فَهِيَ مَوْضُوعةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ الْعَرَبُ: أَوْضِعْ بِنَا وأَمْلِكْ؛ الإِيضاعُ بالحَمْضِ والإِمْلاكُ فِي الخُلَّةِ؛ وأَنشد: وضَعَها قَيْسٌ، وهِيْ نَزائِعُ، ... فَطَرَحَتْ أَولادها الوَضائِعُ نَزائِعُ إِلى الخُلَّةِ. وقومٌ ذَوُو وَضِيعةٍ: ترْعى إِبلُهم الحمضَ. والمُواضَعةُ: مُتاركةُ الْبَيْعِ. والمُواضَعةُ: المُناظَرة فِي الأَمر. والمُواضَعةُ: أَن تُواضِعَ صَاحِبَكَ أَمراً تُنَاظِرُهُ فِيهِ. والمُواضَعةُ: المُراهَنةُ. وَبَيْنَهُمْ وِضاعٌ أَي مُراهنةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ووضَعَ أَكثرَه شعَراً: ضرَب عنُقَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والواضِعةُ: الرَّوْضةُ. ولِوَى الوَضِيعةِ: رَمْلةٌ معروفةٌ. ومَوْضُوعٌ: موْضِعٌ، ودارةُ موضوعٍ هُنَالِكَ. ورجلٌ مُوَضَّعٌ أَي مُطَرَّحٌ ليس بِمُسْتَحْكِم الخَلْقِ. وعع: خطِيبٌ وَعْوَعٌ: مُحْسِنٌ؛ قَالَتِ الخَنساءُ: هُوَ القَرْمُ واللَّسِنُ الوَعْوَعُ وَرُبَّمَا سُمِّيَ الجَبانُ وَعْوَعاً. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ خَطِيبٌ وَعْوَعٌ نَعْت حسَن، ورجلٌ مِهْذارٌ وَعْواعٌ نَعْتٌ قَبِيحٌ؛ قَالَ: نِكْسٌ مِنَ القوْمِ ووَعْواعٌ وَعَيُ والوَعْوعةُ: مِنْ أَصواتِ الكلابِ وَبَنَاتِ آوَى. ووَعْوَع الكلبُ والذئبُ وَعْوَعةً ووَعْواعاً: عَوَى وصَوَّتَ، وَلَا يَجُوزُ كَسْرُ الْوَاوِ فِي وَعْواعٍ كَراهِيةً لِلْكَسْرَةِ فِيهَا، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْكَلْبِ وَالذِّئْبِ. وَحَكَى الأَزهريّ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: يُضاعَفُ فِي الْحِكَايَةِ فَيُقَالُ وَعْوَعَ الكلبُ وَعْوَعةً، وَالْمَصْدَرُ الوَعْوَعة والوَعْواعُ، قَالَ: وَلَا يُكْسَرُ واوُ الوَعْواع كَمَا يُكْسَر الزَّايُ من الزِّلْزالِ ونحوه كراهيةَ الْكَسْرِ فِي الْوَاوِ؛ قَالَ: وكذلك حكايةُ اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ مِنْ فِعالِ الصِّبْيَانِ إِذا رَمَى أَحدُهم الشيءَ إِلى صَبِيٍّ آخَرَ لأَن الْيَاءَ خِلْقَتُها الْكَسْرُ، فيَسْتَقْبِحُون الواوَ بَيْنَ كَسْرَتَيْنِ، والواوُ خِلْقَتُهَا الضَّمُّ، فَيَسْتَقْبِحُونَ الْتِقَاءَ كَسْرَةٍ وَضَمَّةٍ فَلَا تَجِدُهُمَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِي أَصل الْبَنَّاءِ؛ والوَعْواعُ: الصوتُ والجَلَبةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تسْمَعُ للمَرْءِ وَعْواعا وَقَالَ الْمُسَيِّبُ: يأْتي عَلَى القوْمِ الكَثيرِ سِلاحُهُمْ، ... فيَبِيتُ مِنْهُ القوْمُ فِي وَعْواعِ والوَعْواعُ: الدَّيْدَبانُ، يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا.

الأَصمعي: الدَّيْدَبانُ يُقَالُ لَهُ الوَعْوَعُ. والوَعاوِعُ: الأَشِدّاءُ وأَوّلُ مَنْ يُغِيثُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والوَعْواعُ أَوّلُ مَنْ يُغِيثُ مِنَ المُقاتِلةِ، وَقِيلَ: الوَعْواعُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْد يَصِفُ الأَسد: وعاثَ فِي كَبّةِ الوَعْواعِ والعيرِ وَنَسَبَ الأَزهري هَذَا الشِّعْرَ لأَبي ذُؤَيْبٍ. وَفِي حَدِيثٍ عَلِيٍّ: وأَنتم تَنْفرُون عَنْهُ نُفُور المِعْزَى مِنْ وَعْوَعة الأَسَدِ أَي صوْتِه. ووَعْواعُ النَّاسِ: ضَجَّتُهم. الأَزهريُّ: الوَعاوِعُ الأَجْرِياءُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: لَا يُجْفِلُونَ عَنِ المُضافِ، إِذا رَأَوْا ... أُولى الوَعاوِع كالغَطاطِ المُقْبِلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد وَعاوِيعَ فَحَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ كَقَوْلِهِ: قَدْ أَنْكَرَتْ ساداتُها الرَّوائِسا، ... والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا والوَعْوعُ: الرَّجُلُ الضعيفُ؛ وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنْ الأَصمعي: الوَعاوِعُ أَصواتُ الناسِ إِذا حملوا. ويقال للقوم ذا وَعْوَعُوا: وَعاوِعُ أَيضاً؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ الهُذَليّ: ستَنْصُرُ أَفناءُ عَمْرٍو وكاهِلٍ، ... إِذا غَزَا منهم غَزِيٌّ وَعاوِعُ قوله [ستنصر إلخ] كذا بالأصل، وبهامشه صواب إنشاده: ستنصرني عمرو وأفناء كاهل ... إذا ما غزا منهم مطيّ وَعَاوِعُ والوَعْوَعُ والوَعْواعُ: ابْنُ آوَى. والوَعْواعُ: موضعٌ. وفع: الوَفْعةُ: الغِلافُ، وَجَمْعُهَا وِفاعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والوَفْعُ المُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ أَوْفاعٌ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاعِ: فَمَا تَرَكَتْ أَركانُه مِنْ سَوادِه، ... وَلَا مِنْ بَياضٍ مُسْتَراداً، وَلَا وَفْعا والوَفِيعةُ: هَنةٌ تُتَّخَذُ مِنَ العَراجِين والخُوص مِثْلُ السَّلّةِ، وَلَا تَقُلْهُ بِالْقَافِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَالَ ابْنُ خالَوَيْه الوَفِيعةُ، بِالْفَاءِ والقَاف جَمِيعًا، القُفَّة مِنَ الْخُوصِ؛ قَالَ: وَقَالَ الحامِضُ وَابْنُ الأَنباري هِيَ بِالْقَافِ لَا غَيْرَ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا بِالْفَاءِ لَا غَيْرَ. وَيُقَالُ للخرْقة الَّتِي يَمْسح بِهَا الكاتبُ قَلَمَه مِنَ المِدادِ: الوَفِيعةُ. والوَفِيعةُ: خِرْقةُ الحائِض. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: الرَّبَذةُ والوَفِيعةُ والطليةُ صُوفَةٌ تُطْلى بِهَا الإِبل الجَرْبَى. والوَفِيعةُ والوِفاعُ: صِمامُ القارُورةِ. وَغُلَامٌ وفَعةٌ وأَفَعةٌ كَيَفعةٍ. وَقَعَ: وقَع عَلَى الشَّيْءِ وَمِنْهُ يَقَعُ وَقْعاً ووُقُوعاً: سقَطَ، ووَقَعَ الشيءُ مِنْ يَدِي كَذَلِكَ، وأَوْقَعَه غيرُه ووَقَعْتُ مِنْ كَذَا وَعَنْ كَذَا وَقْعاً، ووَقَعَ المطرُ بالأَرض، وَلَا يُقَالُ سَقَطَ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَقَدْ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: سَقَط المطرُ مكانَ كَذَا فمكانَ كَذَا. ومَواقِعُ الغيثِ: مَساقِطُه. وَيُقَالُ: وقَع الشيءُ مَوْقِعَه، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: وقَعَ رَبِيعٌ بالأَرض يَقَعُ وُقُوعاً لأَوّلِ مَطَرٍ يَقَعُ فِي الخَرِيفِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ سَقَطَ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ وَقْعَ المطرِ وَهُوَ شدّةُ ضَرْبِه الأَرضَ إِذا وَبَلَ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ لحَوافِرِ الدّوابِّ وقْعاً ووُقُوعاً؛ وَقَوْلُ أَعْشَى باهِلةَ: وأَلْجَأَ الكلبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ بِهِ، ... وأَلْجَأَ الحَيَّ مِنْ تَنْفاخِها الحَجرُ

إِنما هُوَ مَصْدَرٌ كالمَجْلُودِ والمَعْقُول. والمَوْقِعُ والمَوْقِعةُ: موضِعُ الوُقُوع؛ حَكَى الأَخيرةَ اللِّحْيَانِيُّ. وَوِقاعةُ السّترِ، بِالْكَسْرِ: مَوْقِعُه إِذا أُرسل. وَفِي حَدِيثِ أُم سلمةَ أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اجْعَلي بَيْتَكِ حِصْنَكِ وَوِقاعةَ السِّتْرِ قَبْرَكِ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الوِقاعةُ، بِالْكَسْرِ، موضعُ وُقُوعِ طَرَفِ الستْرِ عَلَى الأَرض إِذا أُرْسِلَ، وَهِيَ مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْوَاوِ، أَي ساحةَ الستْرِ. والمِيقَعةُ: داءٌ يأْخذ الْفَصِيلَ كالحَصْبةِ فيَقَعُ فَلَا يَكَادُ يَقُومُ. ووَقْعُ السيفِ ووَقْعَتُه ووُقُوعُه: هِبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبة، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، ووَقَعَ بِهِ ماكر يَقَعُ وُقُوعاً ووَقِيعةً: نَزَلَ. وَفِي الْمَثَلِ: الحِذارُ أَشدُّ مِنَ الوَقِيعةِ؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَعْظُمُ فِي صَدْرِه الشيءُ، فإِذا وَقَعَ فِيهِ كَانَ أَهْوَنَ مِمَّا ظَنَّ، وأَوْقَعَ ظَنَّه عَلَى الشَّيْءِ ووَقَّعَه، كِلَاهُمَا: قَدَّرَه وأَنْزَلَه. ووَقع بالأَمر: أَحدثه وأَنزله. ووَقَعَ القولُ والحكْمُ إِذا وجَب. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعلم، وإِذا وَجَبَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخرجنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرض، وأَوْقَعَ بِهِ مَا يَسُوءُهُ كَذَلِكَ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ ، مَعْنَاهُ أَصابَهم ونزَلَ بِهِمْ. ووَقَعَ مِنْهُ الأَمْرُ مَوْقِعاً حسَناً أَو سَيِّئاً: ثَبَتَ لَدَيْهِ، وأَمّا مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا النارَ وَلَوْ بِشِقّ تَمْرَةٍ فإِنها تَقَعُ مِنَ الجائِعِ مَوْقِعَها مِنَ الشبْعانِ ، فإِنه أَراد أَنَّ شِقَّ التمرةِ لَا يَتَبَيَّنُ لَهُ كبيرُ مَوْقِعٍ مِنَ الْجَائِعِ إِذا تناوَلَه كَمَا لَا يَتَبَيَّنُ عَلَى شِبَعِ الشبعانِ إِذا أَكله، فَلَا تعْجِزُوا أَن تَتَصَدَّقُوا بِهِ، وَقِيلَ: لأَنه يسأَل هَذَا شقَّ تَمْرَةٍ وَذَا شِقَّ تَمْرَةٍ وَثَالِثًا وَرَابِعًا فَيَجْتَمِعُ لَهُ مَا يَسُدُّ بِهِ جَوْعَتَه. وأَوْقَعَ بِهِ الدهرُ: سَطا، وَهُوَ منه. والوَقِعةُ: الدّاهِيةُ. والواقِعةُ: النازِلةُ مِنْ صُرُوف الدهرِ، والواقعةُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ، يَعْنِي القيامةَ. قَالَ أَبو إِسحاق: يُقَالُ لِكُلِّ آتٍ يُتَوَقَّعُ قَدْ وقَعَ الأَمْرُ كَقَوْلِكَ قَدْ جَاءَ الأَمرُ، قَالَ: والواقِعةُ هَاهُنَا الساعةُ والقيامةُ. والوَقْعةُ والوَقِيعةُ: الحْربُ والقِتالُ، وَقِيلَ: المَعْرَكةُ، وَالْجَمْعُ الوَقائِعُ. وَقَدْ وقَعَ بِهِمْ وأَوْقَعَ بِهِمْ فِي الْحَرْبِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وإِذا وقَعَ قومٌ بِقَوْمٍ قِيلَ: واقَعُوهم وأَوْقَعُوا بِهِمْ إِيقاعاً. والوَقْعةُ والواقِعةُ: صَدْمةُ الْحَرْبِ، وواقَعُوهم فِي القتالِ مُواقَعةً وَوِقاعاً. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوقْعَةُ فِي الْحَرْبِ صَدْمةٌ بَعْدَ صَدْمةٍ. ووَقائِعُ الْعَرَبِ: أَيّامُ حُرُوبِهم. والوِقاعُ: المُواقَعةُ فِي الحَرْبِ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: ومَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا والوَقْعةُ: النَّوْمة فِي آخِرِ اللَّيْلِ. والوَقْعةُ: أَن يَقْضِيَ فِي كُلِّ يومٍ حَاجَةً إِلى مِثْلِ ذَلِكَ مِنَ الغَدِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وتَبَرَّزَ الوَقْعةَ أَي الغائِطَ مَرَّةً فِي الْيَوْمِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَيَعْقُوبُ: سُئِلَ رَجُلٌ عَنْ سَيْرِه كَيْفَ كَانَ سَيْرُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ آكُل الوجْبةَ، وأَنْجو الوَقْعةَ، وأُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ، وأَرْتَحِلُ إِذَا أَسْفَرْتُ، وأَسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ، فأَتَيْتُكم لِمُسْيِ سَبْع؛ الوَجْبةُ: أَكْلة فِي الْيَوْمِ إِلى مِثْلِهَا مِنَ الغَدِ، ابْنُ الأَثير: تَفْسِيرُهُ الوَقْعةُ المرّةُ مِنَ الوُقُوعِ السُّقُوطِ، وأَنْجُو

مِنَ النَّجْو الحَدَثِ أَي آكُلُ مرَّةً وَاحِدَةً وأُحْدِثُ مَرَّةً فِي كُلِّ يومٍ، والمَلْعُ فوقَ المَشْيِ ودُونَ الخَبَبِ، والوَضْعُ فَوْقَ الْخَبَبِ؛ وَقَوْلُهُ لِمُسْي سَبْعٍ أَي لِمَساء سَبْعٍ. الأَصمعي: التوْقِيعُ فِي السَّيْرِ شَبِيهٌ بِالتَّلْقِيفِ وَهُوَ رَفْعُهُ يدَه إِلى فَوْقَ. ووَقَّعَ القومُ تَوْقِيعاً إِذا عَرَّسوا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا وقَّعُوا وهْناً أَناخُوا مَطِيَّهُمْ وطائِرٌ واقِعٌ إِذا كَانَ عَلَى شَجَرٍ أَو مُوكِناً؛ قَالَ الأَخطل: كأَنّما كانُوا غُراباً واقِعا، ... فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّواعِقا «2» ووَقَعَ الطائِرُ يَقَعُ وُقُوعاً، وَالِاسْمُ الوَقْعةُ: نزلَ عَنْ طَيَرانِه، فَهُوَ واقِعٌ. وإِنه لَحَسَنُ الوِقْعةِ، بِالْكَسْرِ. وَطَيْرٌ وُقَّعٌ ووُقُوعٌ: واقِعةٌ؛ وَقَوْلُهُ: فإِنَّك والتَّأْبِينَ عُرْوةَ بَعْدَ ما ... دَعاكَ، وأَيْدِينا إِليه شَوارِعُ، لَكَالرَّجُلِ الحادِي، وَقَدْ تَلَعَ الضُّحَى، ... وطَيْرُ المَنايا فوْقَهُنَّ أَواقِعُ إِنما أَراد وواقِعٌ جَمْعَ واقِعةٍ فَهَمَزَ الْوَاوَ الأُولى. ووَقِيعةُ الطائِر ومَوْقَعَتُه، بِفَتْحِ الْقَافِ: مَوْضِعُ وُقُوعه الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ ويَعْتادُ الطائِرُ إِتْيانَه، وَجَمْعُهَا مَواقِعُ. ومِيقَعةُ البازِي: مَكَانٌ يأْلَفُه فَيَقَعُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد: كأَنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيّ ... مَواقِع الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيّ شَبَّهَ مَا انْتَشَرَ مِنْ مَاءِ الِاسْتِقَاءِ بِالدَّلْوِ عَلَى مَتْنَيْهِ بِمَوَاقِعِ الطَّيْرِ عَلَى الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَوْقِعُ مَوْضِعٌ لِكُلِّ واقِعٍ. تَقُولُ: إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ لَيَقَعُ مِنْ قلبِي مَوْقِعاً، يَكُونُ ذَلِكَ فِي المَسرّةِ والمَساءةِ. والنَّسْرُ الواقِعُ: نَجْمٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ كأَنه كاسِرٌ جناحَيْه مِنْ خَلْفِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ واقِعاً لأَنّ بِحِذائِه النَّسْرَ الطَّائِرَ، فالنسرُ الواقِعُ شامِيٌّ، والنَّسْرُ الطائرُ حَدّه مَا بَيْنَ النُّجُومِ الشَّامِيَّةِ وَالْيَمَانِيَةِ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ غَيْرُ مُسْتَطِيلٍ، وَهُوَ نَيِّرٌ وَمَعَهُ كَوْكَبَانِ غامِضان، وَهُوَ بَيْنَهُمَا وَقَّافٌ كأَنهما لَهُ كَالْجَنَاحَيْنِ قَدْ بسَطَهما، وكأَنه يَكَادُ يَطِيرُ وَهُوَ مَعَهُمَا مُعْتَرِضٌ مُصْطَفّ، وَلِذَلِكَ جَعَلُوهُ طَائِرًا، وأَمّا الواقِعُ فَهُوَ ثلاثةُ كواكِبَ كالأَثافي، فَكَوْكَبَانِ مُخْتَلِفَانِ لَيْسَا عَلَى هَيْئَةِ النَّسْرِ الطَّائِرِ، فَهُمَا لَهُ كَالْجَنَاحَيْنِ وَلَكِنَّهُمَا مُنْضَمَّانِ إِليه كأَنه طائِرٌ وقَعَ. وإِنه لواقِعُ الطيْرِ أَي ساكِنٌ لَيِّنٌ. ووَقَعَتِ الدّوابُّ ووَقَّعَتْ: رَبَضَتْ. ووَقَعَتِ الإِبلُ ووَقَّعَتْ: بَرَكَتْ، وَقِيلَ: وَقَّعَتْ، مُشَدَّدَةٌ، اطمأَنت بالأَرض بَعْدَ الرِّيِّ؛ أَنشد ابْنِ الأَعرابي: حَتَّى إِذَا وَقَّعْنَ بالأَنْباثِ، ... غيرَ خَفِيفاتِ وَلَا غِراثِ وإِنما قَالَ غَيْرَ خَفِيفَاتٍ وَلَا غِراث لأَنها قَدْ شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فَثَقُلَتْ. والوَقِيعةُ فِي النَّاسِ: الغِيبةُ، ووَقَعَ فِيهِمْ وُقُوعاً

_ (2). قوله [الصواعقا] كذا بالأصل هنا، وتقدم في صقع: الصواقعا شاهداً على أنها لغة لتميم في الصواعق.

ووَقِيعةً: اغْتابهم، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَذْكُرَ فِي الإِنسان مَا لَيْسَ فِيهِ. وَهُوَ رَجُلٌ وَقّاعٌ ووَقّاعةٌ أَي يَغْتابُ الناسَ. وَقَدْ أَظْهَرَ الوقِيعةَ فِي فُلَانٍ إِذا عابَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فوَقَعَ بِي أَبي أَي لامَنِي وعَنَّقَنِي. يُقَالُ: وقَعْت بِفُلَانٍ إِذا لُمْتَه ووَقَعْتُ فِيهِ إِذا عِبْتَه وذَمَمْتَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ طارقٍ: ذهَب رَجُلٌ ليَقَعَ فِي خَالِدٍ أَي يَذُمَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه. ووَقاعِ: دائِرةٌ عَلَى الجاعِرَتَيْن أَو حيثُما كَانَتْ عَنْ كَيٍّ، وَقِيلَ: هِيَ كَيّةٌ تَكُونُ بَيْنَ القَرْنَيْن قَرْنَي الرأْسِ؛ قَالَ عوفُ بْنُ الأَحوص: وكنتُ، إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ، ... دَلَفْتُ لَهُ فأَكْوِيهِ وَقاعِ وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ الأَزهري لِقَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: كوَيْتُه وقاعِ، قَالَ: وَلَا تَكُونُ إِلا دَارَةً حَيْثُ كَانَتْ يَعْنِي لَيْسَ لَهَا مَوْضِعٌ مَعْلُومٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: كَواهُ وَقاعِ إِذا كَوَى أُمّ رأْسِه. يُقَالُ: وَقَعْتُه أَقَعُه إِذا كَوَيْتَه تِلْكَ الكَيّةَ، ووَقَعَ فِي العَمَلِ وُقُوعاً: أَخذ. وواقَعَ الأُمورَ مُواقَعةً ووِقاعاً: دَانَاهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وأَرى قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ويُطْرِقُ إِطْراقَ الشُّجاعِ وعِنْدَه، ... إِذا عُدَّتِ الهَيْجا، وِقاعُ مُصادِفِ إِنما هُوَ مِنْ هَذَا، قَالَ: وأَما ابْنُ الأَعرابي فَلَمْ يُفَسِّرْهُ. والوِقاعُ: مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها. وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ عَلَيْهَا. جامَعَها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراهما عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والوَقائِعُ: المنَاقِعُ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ والوَقِيعُ: مَنَاقِعُ الْمَاءِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَقِيعُ مِنَ الأَرضِ الغليظُ الَّذِي لَا يُنَشِّفُ الْمَاءَ وَلَا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقاعةِ، وَالْجَمْعُ وُقُعٌ. والوَقِيعةُ: مَكَانٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الْمَاءَ، وَكَذَلِكَ النُّقْرةُ فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وَجَمْعُهَا وَقائِعُ؛ قَالَ: إِذا مَا اسْتَبالُوا الخيلَ كانتْ أَكُفُّهُمْ ... وَقائِعَ للأَبْوالِ، والماءُ أَبْرَدُ يَقُولُ: كَانُوا فِي فَلاةٍ فاسْتَبالُوا الخيلَ فِي أَكفهم فَشَرِبُوا أَبوالها مِنَ الْعَطَشِ. وَحَكَى ابْنُ شُمَيْلٍ: أَرضٌ وَقِيعةٌ لَا تَكَادُ تُنَشِّفُ الماءَ مِنَ القِيعانِ وَغَيْرِهَا مِنَ القفافِ والجبالِ، قَالَ: وأَمْكِنةٌ وُقُعٌ بَيِّنةُ الوَقاعةِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ مَسْلَمَةَ الأَسدِيّ يَقُولُ: أَوْقَعَتِ الروضةُ إِذا أَمْسَكَتِ الماءَ؛ وأَنشدني فِيهِ: مُوقِعة جَثْجاثُها قَدْ أَنْوَرا والوَقِيعةُ: نُقْرةٌ فِي مَتْنِ حَجَرٍ فِي سَهْل أَو جَبَلٍ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وَهِيَ تَصْغُرُ وَتَعْظُمُ حَتَّى تُجاوِزَ حَدَّ الوَقِيعةِ فَتَكُونَ وَقِيطاً؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: الزَّاجِرُ العِيسَ فِي الإِمْلِيسِ أَعْيُنُها ... مِثْلُ الوَقائِعِ، فِي أَنْصافِها السَّمَلُ والوَقْعُ، بِالتَّسْكِينِ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الْجَبَلِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الوَقْعُ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ وهو دون الجبل. الوَقْعُ الحصَى الصِّغارُ، وَاحِدَتُهَا وَقْعةٌ. والوَقَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحجارةُ، وَاحِدَتُهَا وَقَعةٌ؛ قَالَ الذُّبْيَانِيُّ:

بَرَى وَقَعُ الصَّوانِ حَدَّ نُسُورِها، ... فَهُنَّ لِطافٌ كالصِّعادِ الذَّوائِدِ «1» والتوْقِيعُ: رَمْيٌ قَرِيبٌ لَا تُباعِدُه كأَنك تُرِيدُ أَن تُوقِعَه عَلَى شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ توْقِيعُ الأَرْكانِ. والتوْقِيعُ: الإِصابة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَقَدْ جَعَلَتْ بَوائِقُ مِنْ أُمورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَه، وتَكُفُّ دُوني والتَّوَقُّعُ: تَنَظُّرُ الأَمْرِ، يُقَالُ: تَوَقَّعْتُ مَجِيئَه وتَنَظَّرْتُه. وتَوَقَّعَ الشيءَ واسْتَوْقَعَه: تَنَظَّرَه وتَخَوَّفَه. والتوْقِيعُ: تَظَنِّي الشيءِ وتَوهُّمُه، يُقَالُ: وَقِّعْ أَي أَلْقِ ظَنَّكَ عَلَى شَيْءٍ، والتوْقِيعُ بِالظَّنِّ وَالْكَلَامِ والرَّمْيِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ عَلَيْهِ وَهْمُه. والوَقْعُ والوَقِيعُ: الأَثَرُ الَّذِي يخالفُ اللوْنَ. والتوقيعُ: سَحْجٌ فِي ظَهْرِ الدابةِ، وَقِيلَ: فِي أَطرافِ عظامِ الدّابّةِ مِنَ الرُّكُوبِ، وَرُبَّمَا انْحَصَّ عَنْهُ الشعَرُ ونَبَتَ أَبيضَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والتوْقِيعُ: الدَّبَرُ. وَبَعِيرٌ مُوَقَّعُ الظهرِ: بِهِ آثارُ الدَّبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا كَانَ بِهِ الدَّبَرُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلْحَكَمِ بْنِ عَبْدَلٍ الأَسدِيّ: مِثْل الحِمارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ، لَا ... يُحْسِنُ مَشْياً إِلَّا إِذا ضُرِبا وَفِي الْحَدِيثِ: قَدِمَتْ عَلَيْهِ حليمةُ فشَكَتْ إِليه جَدْبَ البلادِ، فَكَلَّمَ لَهَا خديجةَ فَأَعْطَتْها أَربعين شَاةً وَبَعِيرًا مُوَقَّعاً للظَّعِينةِ ؛ المُوَقَّعُ: الَّذِي بظَهْرِه آثَارُ الدَّبر لِكَثْرَةِ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ ورُكِبَ، فَهُوَ ذَلُولٌ مجرّبٌ، والظَّعِينةُ: الهَوْدَجُ هاهنا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ يَدُلُّني عَلَى نَسِيجِ وحْدِه؟ قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ غيرَكَ، فَقَالَ: مَا هِيَ إِلا إِبلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُها أَي أَنا مِثْلُ الإِبلِ المُوَقَّعةِ فِي العيْبِ بدَبَر ظُهُورِهَا؛ وأَنشد الأَزهري: وَلَمْ يُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ والتوْقِيعُ: إِصابةُ المَطر بعضَ الأَرضِ وإِخطاؤه بَعْضًا، وَقِيلَ: هُوَ إِنباتُ بَعْضِهَا، دُونَ بَعْضٍ؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِذا أَصابَ الأَرضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ أَصاب وأَخْطأَ، فَذَلِكَ تَوْقِيعٌ فِي نَبْتِها. والتوْقِيعُ فِي الكتابِ: إِلْحاقُ شَيْءٍ فِيهِ بَعْدَ الفراغِ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ التوْقِيعِ الَّذِي هُوَ مخالفةُ الثَّانِي للأَوّلِ. قَالَ الأَزهري: تَوْقِيعُ الكاتِب فِي الْكِتَابِ المَكْتُوبِ أَن يُجْمِلَ بَيْنَ تَضاعِيفِ سُطُوره مَقاصِدَ الْحَاجَةِ ويَحْذِفَ الفُضُولَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ تَوْقِيعِ الدَّبَرِ ظهرَ الْبَعِيرِ، فكأَنّ المُوَقِّع فِي الْكِتَابِ يُؤَثِّر فِي الأَمر الَّذِي كُتِبَ الكتابُ فِيهِ مَا يُؤَكِّدُه ويُوجبه. والتوْقِيعُ: مَا يُوَقَّعُ فِي الكتابِ. وَيُقَالُ: السُّرُورُ تَوْقِيع جائزٌ. ووَقَعَ الحدِيدَ والمُدْيةَ والسيفَ والنصلَ يَقَعُها وَقْعاً: أَحَدَّها وضَرَبَها؛ قَالَ الأَصمعي: يقالُ ذَلِكَ إِذا فَعَلْتُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: حَرَّى مُوَقَّعة ماجَ البَنانُ بِهَا ... عَلَى خِضَمٍّ، يُسَقَّى الماءَ، عجَّاجِ أَراد بالحَرَّى المِرْماةَ العَطْشَى. ونَصْلٌ وقِيعٌ: مُحَدَّدٌ، وَكَذَلِكَ الشَّفْرةُ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

_ (1). قوله [الذوائد] بهامش الأَصل صوابه: الذوابل.

وآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي، ... وَفِي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وقِيعُ هَذَا الْبَيْتُ رَوَاهُ الأَصمعي: وَفِي البَجَلِيّ، فَقَالَ لَهُ أَعرابي كَانَ بالمِرْبَدِ: أَخْطَأْتَ «2» يَا شيخُ مَا الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ عَبْسٍ وبَجِيلةَ؟ والوَقِيعُ مِنَ السُّيُوفِ: مَا شُحِذَ بِالْحَجَرِ. وسكِّينٌ وقِيعٌ أَي حدِيدٌ وُقِعَ بالميقَعةِ، يُقَالُ: قَعْ حَدِيدك؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يُباكِرْنَ العِضاه بمُقْنَعاتٍ، ... نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ ووَقَعْتُ السِّكِّينَ: أَحْدَدْتُها. وَسِكِّينٌ مُوَقَّعٌ أَي مُحَدَّدٌ. واسْتَوْقَعَ السيفُ: احتاجَ إِلى الشَّحْذِ. والمِيقَعةُ: مَا وُقِعَ بِهِ السَّيْفُ، وَقِيلَ: المِيقَعةُ المِسَنُّ الطَّوِيلُ. والتوْقِيعُ: إِقْبالُ الصَّيْقَلِ عَلَى السَّيْفِ بِمِيقَعَتِه يُحَدّده، ومِرْماةٌ مُوَقَّعةٌ. والمِيقَعُ والمِيقَعةُ، كِلَاهُمَا: المِطْرَقةُ. والوَقِيعةُ: كالمِيقَعةِ، شاذٌّ لأَنها آلَةٌ، والآلةُ إِنما تأْتي عَلَى مِفْعل؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بْنَ سَعْدٍ، بكَفِّه ... حدِيدٌ حدِيثٌ، بالوَقِيعةِ مُعْتَدِي وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: دَلَفْتُ لَهُ بأَبْيَضَ مَشْرَفِيّ، ... كأَنَ، عَلَى مَواقِعِه، غُبارا يَعْنِي بِهِ مَواقِعَ المِيقَعةِ وَهِيَ المِطْرَقةُ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِابْنَ حِلِّزة: أَنْمِي إِلى حَرْفٍ مُذَكَّرةٍ، ... تَهِصُ الحَصى بمَواقِعٍ خُنْسِ وَيُرْوَى: بمنَاسِمٍ مُلْسِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَل مَعَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، المِيقَعةُ والسِّنْدانُ والكَلْبتانِ ؛ قَالَ: المِيقَعةُ المِطْرقةُ، وَالْجَمْعُ المَواقِع، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ وَالْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ قُلِبَتْ لِكَسْرَةِ الْمِيمِ. والمِيقَعةُ: خَشَبَةُ القَصّارِ الَّتِي يَدُقُّ عَلَيْهَا. يُقَالُ: سَيْفٌ وَقِيعٌ وَرُبَّمَا وُقِّعَ بِالْحِجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ابنُ أَخي وَقِعٌ أَي مريضٌ مُشْتَكٍ، وأَصل الوَقَعِ الحجارةُ المحَددة. والوَقَعُ: الحَفاءُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لا وَقَعٌ في نَعْلِه وَلَا عَسَمْ والوَقِعُ: الَّذِي يَشْتَكِي رِجْلَهُ مِنَ الْحِجَارَةِ، والحجارةُ الوَقَعُ. ووَقِعَ الرجلُ والفرسُ يَوْقَعُ وقَعاً، فَهُوَ وَقِعٌ: حَفِيَ مِنَ الْحِجَارَةِ أَو الشوْك وَاشْتَكَى لحمَ قَدِّمِيهِ، زَادَ الأَزهري: بَعْدَ غَسْلٍ مِنْ غِلَظِ الأَرض وَالْحِجَارَةِ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: قَالَ لِرَجُلٍ لَوِ اشتريْتَ دَابَّةً تَقِيكَ الوَقَعَ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ أَن تُصيب الحجارةُ القَدَمَ فتُوهِنَها. يُقَالُ: وَقِعْتُ أَوْقَعُ وَقَعاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي المِقْدامِ وَاسْمُهُ جَسّاسُ ابن قُطَيْبٍ: يَا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، ... وشُرُكاً مِنَ اسْتِها لَا تَنْقَطِعُ، كلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الْحَافِي الوَقِعْ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنَّ الحاجةَ تَحْمِلُ صاحبَها عَلَى التَّعَلُّقِ بِكُلِّ شَيْءٍ قَدَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: ونحوٌ مِنْهُ قَوْلُهُمُ الغَرِيقُ يتعلقُ بالطُّحْلُبِ. ووقِعَتِ الدابةُ تَوْقَعُ إِذا أَصابها دَاءٌ ووَجَعٌ فِي حَافِرِهَا مِنْ وَطْء على غِلظٍ،

_ (2). قوله [أخطأت إلخ] في مادة بجل من الصحاح: وَبَجْلَةُ بَطْنٌ مِنْ سُلَيْمٍ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ بَجْلِيٌّ بِالتَّسْكِينِ، ومنه قول عنترة: وفي البجلي إلخ.

والغِلظ هُوَ الَّذِي يَبرِي حَدَّ نُسورِها، وَقَدْ وَقَّعه الحجرُ تَوْقِيعاً كَمَا يُسَنُّ الْحَدِيدُ بِالْحِجَارَةِ. ووَقَّعَتِ الحجارةُ الحافِرَ فَقَطَعَتْ سنابِكَه تَوْقِيعاً، وَحَافِرٌ وَقِيعٌ: وَقَعَتْه الحجارةُ فغَضَّتْ مِنْهُ. وَحَافِرٌ مَوْقوعٌ: مِثْلُ وَقِيعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رؤْبة: لأْم يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقا، ... بكلِّ موْقُوعِ النُّسورِ أَخْلَقا «1» وَقَدَمٌ موْقوعةٌ: غليظةٌ شَدِيدَةٌ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: يَرْكَبُ قَيْناه وقِيعاً ناعِلا الوقِيعُ: الحافرُ المحَدَّد كأَنه شُحِذَ بالأَحجار كَمَا يُوقَعُ السيفُ إِذا شُحِذ، وَقِيلَ: الوقِيعُ الحافرُ الصُّلْبُ، والناعِلُ الَّذِي لَا يَحْفى كأَنَّ عَلَيْهِ نعْلًا. وَيُقَالُ: طَرِيقٌ مُوَقَّعٌ مُذَلَّلٌ، وَرَجُلٌ مُوَقَّعٌ مُنَجَّذٌ، وَقِيلَ: قَدْ أَصابته الْبَلَايَا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا مِنْكُمُ، أَفْناءَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، ... بِغارَتِنا، إِلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لغِلافِ القارورةِ الوَقْعةُ والوِقاعُ، والوِقَعةُ للجميع. والواقِعُ: الذي يَنْفُرُ الرَّحى وَهُمُ الوَقَعةُ. والوَقْعُ: السحابُ الرَّقيق، وأَهل الْكُوفَةِ يُسَمَّوْنَ الفِعْل المتعدِّي واقِعاً. والإِيقاعُ: مِنْ إِيقاعِ اللحْنِ والغِناءِ وَهُوَ أَن يُوقِعَ الأَلحانَ ويبنيها، وَسَمَّى الْخَلِيلُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، كِتَابًا مِنْ كُتُبِهِ فِي ذَلِكَ الْمَعْنَى كِتَابُ الإِيقاعِ. والوَقَعةُ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ الأَزهري: هُمْ حَيٌّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: مِنْ عامِرٍ وسَلولٍ أَوْ مِنَ الوَقَعهْ ومَوْقوعٌ: مَوْضِعٌ أَو مَاءٌ. وواقِعٌ: فرسٌ لِرَبِيعَةَ ابنِ جُشَمَ. وَكَعَ: وكعَتْه العَقْربُ بإِبرَتِها وَكْعاً: ضَرَبَتْهُ ولدَغَتْه وكَوَتْه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْقُطَامِيِّ: سَرَى فِي جَلِيدِ الليْلِ، حَتَّى كأَنَّما ... تَحَرَّمَ بالأَطْرافِ وكْعَ العَقارِبِ وَقَدْ يَكُونُ للأَسوَدِ مِنَ الحيّاتِ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ مُرَّةَ الْهُذَلِيِّ: ودافَعَ أُخْرى القومِ ضَرْبٌ خَرادِلٌ، ... ورَمْيُ نِبالٍ مِثلُ وَكْعِ الأَساوِدِ «2» أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ورَمْيِ نِبالٍ مثلِ، بِالْخَفْضِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بِالرَّفْعِ. ووَكَعَ البعيرُ: سَقَطَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: خِرْقٌ، إِذا وَكَعَ المَطِيُّ مِنَ الوَجى، ... لَمْ يَطْوِ دُونَ رَفيقِه ذَا المِزْوَدِ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: رَكَعَ أَي انْكَبَّ وانثَنى، وَذَا المِزْودِ يَعْنِي الطعامَ لأَنه فِي المزود يكون. الوَكَعُ: مَيْل الأَصابع قِبَلَ السبَّابةِ حَتَّى تَصِيرَ كالعُقْفة خِلْقة أَو عَرَضاً، وَقَدْ يَكُونُ فِي إِبهام الرِّجْلِ فيُقْبِلُ الإِبهامُ عَلَى السبَّابة حَتَّى يُرى أَصلُها خَارِجًا كالعُقْدةِ، وَكِعَ وَكَعاً، وَهُوَ أَوْكَعُ، وامرأَة وَكْعاء. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَكَعُ مَيَلانٌ في

_ (1). قوله [لأم إلخ] عكس الجوهري البيت في مادة دملق وتبعه المؤلف هناك. (2). قوله [ودافع إلخ] في شرح القاموس: ودافع أخرى القوم ضرباً خرادلًا

صَدْر القدَم نَحْوَ الخِنْصِر وَرُبَّمَا كَانَ فِي إِبهام الْيَدِ، وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ للإِماء اللَّوَاتِي يَكْددْنَ فِي العمَل، وَقِيلَ: الوَكَعُ ركوبُ الإِبهامِ عَلَى السَّبَّابَةِ مِنَ الرِّجْل؛ يُقَالُ: يَا ابْنَ الوَكْعاء. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جَمَعُوهُ فِي الشِّعْرِ عَلَى وكَعَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ، ... تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعهْ مَعْنَى أَحْصَنوا زَوَّجوا. والأَوكَعُ: الأَحْمَقُ الطويلُ. وَرَجُلٌ أَوكَعُ: يَقُولُ لَا إِذا سُئِلَ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثل الأَعرابي. وَرُبَّمَا قَالُوا عبدٌ أَوْكَعُ، يُرِيدُونَ اللَّئِيمَ. وأمةٌ وكْعاء أَي حَمْقاءُ. ابْنُ الأَعرابي: فِي رُسْغِه وكَعٌ وكَوَع إِذا الْتَوَى كوعُه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الوَكَعُ فِي الرَّجُلِ انقِلابُها إِلى وَحْشِيِّها، واللَّكاعةُ اللؤمُ، والوَكاعةُ الشدَّةُ. وفرسٌ وكِيعٌ: صُلبٌ غلِيظ شديدٌ، ودابّةٌ وكِيعٌ. ووَكُعَ الفرسُ وَكاعةً، فَهُوَ وكِيعٌ: صَلُبَ إِهابُه واشتَدّ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ وإِياها عَنَى الْفَرَزْدَقُ بِقَوْلِهِ: ووَفْراءَ لَمْ تُحْرَزْ بسَيْرٍ، وكِيعةٍ، ... غَدوْتُ بِهَا طَبّاً يَدِي بِرِشائِها ذَعَرْتُ بِهَا سِرْباً نَقِيّاً جُلُودُه، ... كَنَجْمِ الثُّرَيّا أَسْفَرَتْ مِنْ عَمائِها وفْراء أَي وَافِرَةٌ يَعْنِي فَرَسًا أُنثى، وكِيعة: وَثِيقَةُ الخَلْقِ شَدِيدَةٌ. وَيُقَالُ: قَدْ أَسْمَنَ القومُ وأَوْكَعُوا إِذا سَمِنَتْ إِبلهم وغَلُظَتْ مِنَ الشَّحْمِ وَاشْتَدَّتْ. وكلُّ وَثِيقٍ شَدِيدٌ، فَهُوَ وَكِيعٌ. والوَكِيعةُ مِنَ الإِبلِ: الشديدةُ المَتِينةُ. وسِقاءٌ وَكِيعٌ: مَتِينٌ مُحكَمُ الجِلْدِ والخَرْز شديدُ المَخارِزِ لَا يَنْضَحُ. واسْتوْكَعَ السقاءُ إِذا مَتُنَ واشتدَّت مَخارِزُه «1» بعد ما شُرِّبَ. ومَزادةٌ وَكِيعةٌ: قُوِّرَ مَا ضَعُفَ مِنْ أَديمها وأُلقي وخُرِزَ مَا صَلُب مِنْهُ وَبَقِيَ. وفَرْوٌ وكِيعٌ: مَتِينٌ، وَقِيلَ: كُلُّ صُلْبٍ وَكِيعٌ، وَقِيلَ: الوَكِيعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْغَلِيظُ الْمَتِينُ، وَقَدْ وكُعَ وكاعةَ وأَوْكَعَه غَيْرُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَلَى أَنَّ مَكْتُوبَ العِجالِ وكِيعُ يَعْنِي سِقَاءَ اللَّبَنِ؛ هَذَا قَوْلُ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ للطرمَّاح وَصَوَابُهُ بِكَمَالِهِ: تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ، ودُونَها ... كُلَى عِجَلٍ، مَكْتُوبُهُنَّ وكِيعُ قَالَ: والعِجَلُ جَمْعُ عِجْلةٍ وَهُوَ السِّقاءُ، ومَكْتُوبها مَخْرُوزُها. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث: قَلْبٌ وكِيعٌ واعٍ أَي مَتِينٌ مُحْكَم مِنْ قَوْلِهِمْ سِقاءٌ وَكِيعٌ إِذا كَانَ مُحْكَمَ الخرْز. واسْتَوْكَعَ واسْتَوْكَعَتْ مَعِدتُه: اشْتَدَّتْ وقَوِيَتْ، وَقِيلَ: اسْتَوْكَعَتْ معدتُه أَي اشتدَّت طَبِيعَتُهُ. واسْتَوْكَعَتِ الفِراخُ: غَلُظَتْ وسَمِنَتْ كاسْتَوْكَحَتْ. ووَكُعَ الرجلُ وَكاعةً، فَهُوَ وَكِيعٌ: غَلُظَ. وأَمْرٌ وكِيعٌ: مُسْتَحْكِمٌ. والمِيكَعُ: الجُوالِقُ لأَنه يُحْكَمُ ويُشَدُّ؛ قَالَ جَرِيرٌ: جُرَّتْ فَتاةُ مُجاشِعٍ فِي مِنْقَرٍ، ... غيرَ المِراء، كَمَا يُجَرُّ المِيكَعُ

_ (1). قوله [واشتدت مخارزه] كذا في الأَصل بشين معجمة، وفي القاموس: واستدت، قال شارحه بالسين المهملة على الصواب، وفي بعض النسخ بالمعجمة وهو خطأ.

وَقِيلَ: المِيكَعُ المالَقةُ الَّتِي تُسَوَّى بِهَا خُدَدُ الأَرض المَكْرُوبةِ. والمِيكعةُ: سِكَّةُ الحِراثةِ، وَالْجَمْعُ مِيكَعٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بَزَنْ. والوَكْعُ: الحَلْبُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لأَنْتُمْ بوَكْعِ الظأْنِ أَعْلَمُ مِنْكُمُ ... بقَرْعِ الكُماةِ، حيثُ تُبْغَى الجَرائِمُ ووَكَعْتُ الشاةَ إِذا نَهَزْتَ ضَرْعَها عِنْدَ الحلْب، وباتَ الفَصِيلُ يَكَعُ أُمَّه الليلةَ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: قَالَتِ العَنْزُ احْلُبْ ودَعْ فإِنَّ لَكَ مَا تَدَعُ، وَقَالَتِ النَّعْجَةَ احْلُبْ وكَعْ فليسَ لَكَ مَا تَدَعُ أَي انْهزِ الضرْعَ واحْلُبْ كلَّ مَا فِيهِ. ووَكَعَتِ الدَّجاجةُ إِذا خَضَعَتْ عِنْدَ سِفادِ الدِّيكِ. وأَوْكَعَ القومُ: قلَّ خيرُهم. ووَكِيعٌ: اسم رجل. وَلَعَ: الوَلُوعُ: العَلاقةُ مَنْ أُولِعْتُ، وَكَذَلِكَ الوَزُوعُ مِنْ أُوزِعْتُ، وَهُمَا اسْمَانِ أُقيما مُقامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، وَلِعَ بِهِ وَلَعاً، ووَلُوعاً الِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ جَمِيعًا بِالْفَتْحِ، فَهُوَ وَلِعٌ ووَلُوعٌ ولاعةٌ. وأُولِعَ بِهِ وَلُوعاً وإِيلاعاً إِذا لَجَّ. وأَوْلَعَه بِهِ: أَغْراه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوْلَعْتَ قُريشاً بعَمَّارٍ أَي صَيَّرْتَهم يُولَعون بِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فأَوْلِعْ بالعِفاسِ بَنِي نُمَيْرٍ، ... كَمَا أَوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرابا وَهُوَ مُولَعٌ بِهِ، بِفَتْحِ اللَّامِ، أَي مُغْرًى بِهِ. والوَلَعُ: نَفْسُ الوَلُوعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذُ بِكَ مِنَ الشرِّ وَلُوعاً ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَانَ مُولَعاً بالسِّواكِ. وَقَالَ عرَّام: يُقَالُ بِفُلَانٍ مِنْ حُبِّ فُلَانَةٍ الأَوْلَعُ والأَوْلَقُ، وَهُوَ شِبْه الجنونِ. وايْتَلَعَتْ فلانةُ قَلْبِيَ، وفلانٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ، ومُوتَلَه الْقَلْبُ، ومُتَّلَه الْقَلْبُ، ومُنْتَزَعُ الْقَلْبِ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: وَلِعَ فلانٌ بفلانِ يَوْلَعُ بِهِ إِذا لَجَّ فِي أَمره وحَرَصَ عَلَى إِيذائِه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَعَ يَلَعُ أَي اسْتخَفَّ؛ وأَنشد: فَتراهُنَّ عَلَى مُهْلَتِه ... يَخْتَلِينَ الأَرضَ، والشاةُ يَلَعْ أَي يستخِفُّ عَدْواً، وذَكَّر الشاةَ؛ وَقَالَ الْمَازِنِيُّ فِي قَوْلِهِ والشاةُ يَلَعُ أَيْ لَا يُجِدُّ فِي العَدْوِ فكأَنه يَلْعَبُ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَلَعَ يَلَعُ إِذا كَذَبَ فِي عَدْوِه ولم يُجِدّ. رجل وُلَعةٌ: يُولَعُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ، وهُلَعةٌ: يَجْزَعُ سَرِيعاً. ووَلَعَ يَلَعُ وَلْعاً وَوَلَعاناً إِذا كَذَبَ. الْفَرَّاءُ: ولَعْتَ بِالْكَذِبِ تَلَعُ وَلْعاً. والوَلْعُ، بِالتَّسْكِينِ: الكَذِبُ؛ قَالَ كعبُ بْنُ زُهَيْرٍ: لكِنَّها خُلَّةٌ، قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِها ... فَجْعٌ ووَلْعٌ، وإِخْلافُ وتَبْدِيلُ وقال ذُو الإِصْبَع العَدْوانيّ: إِلَّا بأَنْ تَكْذِبا عليَّ، وَلَا ... أَمْلِكُ أَن تَكْذِبا، وأَن تَلَعا وَقَالَ آخَرُ: لِخَلَّابةِ العَيْنيْنِ كَذَّابةِ المُنى، ... وهُنَّ مِنَ الإِخْلافِ والوَلَعانِ أَي مِنْ أَهل الخُلْفِ والكَذِبِ، وجَعَلَهُنَّ مِنَ الإِخْلاف لمُلازمتهن لَهُ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ للبَعِيثِ: وهُنَّ مَنَّ الإِخْلافِ قَبْلَك والمَطْل

قَالَ: وَمِثْلُهُ لِعُتْبَةَ بْنِ الوغْل التَّغْلَبيّ: أَلا فِي سَبِيلِ اللهِ تَغْيِيرُ لِمَّتي ... ووَجْهِك مِمَّا فِي القَوارِيرِ أَصْفَرا وَيُقَالُ: وَلْعٌ والِعٌ كَمَا يُقَالُ عَجَبٌ عاجِبٌ. والوالِعُ: الكَذَّابُ، وَالْجَمْعُ وَلَعةٌ مِثْلَ فاسِقٍ وفَسَقة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي دُوادٍ الرُّؤاسيّ: مَتى يَقُلْ تَنْفَعِ الأَقْوامَ قَولَتُه، ... إِذا اضْمَحَلَّ حدِيثُ الكُذَّبِ الوَلَعَهْ وَيُقَالُ: قَدْ وَلَعَ فُلَانٌ بحَقِّي وَلْعاً أَي ذهَب بِهِ. والتوْلِيعُ: التلْمِيعُ مِنَ البرَصِ وَغَيْرِهِ. وفرسٌ مُوَلَّعٌ: تَلْمِيعُه مُستطيل وَهُوَ الَّذِي فِي بَياضِ بَلَقِه استِطالة وتَفَرُّقٌ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ الرِّقاعِ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ: مُوَلَّعٌ بسوادٍ فِي أَسافِلِه، ... مِنْهُ اكْتَسى، وبلَونٍ مِثْلِه اكْتحَلا والمُوَلَّع: كالمُلَمَّعِ إِلَّا أَنَّ التَّوْلِيعَ اسْتِطَالَةُ البلَق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوادٍ وبَلَقْ، ... كأَنه في الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قُلْتُ لِرُؤْبَةَ إِن كَانَتِ الْخُطُوطُ فَقُلْ كأَنها، وإِن كَانَ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ فَقُلْ كأَنهما، فَقَالَ: كأَنَّ ذَا، وَيْلَكَ، تَوْلِيعُ الْبَهَقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرِوَايَةُ الأَصمعي كأَنها أَيْ كأَنَّ الْخُطُوطَ، وَقَالَ الأَصمعي: فإِذا كَانَ فِي الدَّابَّةِ ضُرُوبٌ مِنَ الأَلوان مِنْ غَيْرِ بلَق، فَذَلِكَ التوْلِيعُ. يُقَالُ: بِرْذَوْن مُوَلَّعٌ، وَكَذَلِكَ الشاةُ والبقرةُ الوَحْشِيّةُ والظَّبْيةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مُوَلَّعة بالطُّرّتَيْنِ دَنا لَهَا ... جَنى أَيْكةٍ، تَضْفُو عَلَيْهَا قِصارُها وَقَالَ أَيضاً: يَنْهَسْنَه ويَذُودُهُنَّ ويَحْتَمِي ... عَبْلُ الشَّوى، بالطُّرَّتَيْنِ مُولَّعُ أَي مولَّع فِي طُرَّتَيْهِ. وَرَجُلٌ مولَّع: أَبْرَصُ؛ وأَنشد أَيضاً: كأَنها في الجلد توليع البهق وَيُقَالُ: ولَّعَ اللهُ جسَدَه أَي بَرَّصَه. والوَلِيعُ: الطَّلْعُ، وَقِيلَ: الطلْعُ مَا دَامَ فِي قِيقائِه كأَنه نَظْمُ اللُّؤْلُؤِ فِي شِدَّةِ بَيَاضِهِ، وَقِيلَ: طَلْعُ الفُحّالِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّلْعُ قَبْلَ أَن يَتَفَتَّح؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ ثَغْر امرأَة: وتَبْسِمُ عَنْ نَيِّرٍ كالوَلِيعِ، ... تُشَقِّقُ عَنْهُ الرُّقاةُ الجُفُوفا قَالَ: الرّقاةُ جَمْعُ راقٍ وَهُمُ الَّذِينَ يَرْقَون إِلَى النَّخْلِ، والجُفُوفُ جَمْعُ جُفّ وَهُوَ وعاءُ الطَّلْعِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَلِيعُ مَا دامَ فِي الطَّلْعةِ أَبيضَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَلِيعُ مَا فِي جوْفِ الطَّلْعةِ، وَاحِدَتُهُ وَلِيعةٌ. ووَلِيعةٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَبَنُو وَلِيعةَ: حَيٌّ مِنْ كِنْدةَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَبي العَبّاسُ، قَرْمُ بَني قُصَيٍّ، ... وأَخْوالي المُلُوكُ، بَنُو وَلِيعهْ هُمُ مَنَعُوا ذِماري، يَوْمَ جاءتْ ... كَتائِبُ مُسْرِفٍ، وبَنو اللَّكِيعهْ

فصل الياء

وكِنْدةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً، ... يَزِينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ وأُخِذَ ثوْبي وَمَا أَدْري مَا والِعَتُه وَمَا وَلَع بِهِ أَي ذهَب بِهِ. وفقدْنا غُلَامًا لَنَا مَا أَدري مَا وَلَعَه أَي مَا حَبَسَه، وَمَا أَدري مَا والِعَتُه بِمَعْنَاهُ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ وَلَعَ فُلَانًا والِعٌ، ووَلَعَتْه والِعةٌ، واتَّلَعَتْه والِعةٌ أَي خَفِيَ عَلَيَّ أَمرُه فَلَا أَدرِي أَحَيٌّ أَم مَيّت، وإِن لَا تَدْرِي بِمَنْ يُولِعُ هَرِمُك؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. ووَلِيعةُ: قَبِيلَةٌ؛ وَقَوْلُ الجَمُوحِ الْهُذَلِيِّ: تمَنَّى، وَلَمْ أَقْذِفْ لَدَيْه مُجَرَّباً ... لِقائِل سَوْءٍ يَسْتَجِيرُ الوَلائِعا إِنما أَراد الوَلِيعتين فَجَمَعَهُ عَلَى حَدّ المَهالِبِ والمَناذر. وَمَعَ: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الوَعْمة ظَبْيةُ الجبَلِ، والوَمْعةُ: الدُّفْعةُ من المعاء «2» وَنَعَ: الوَنَعُ: كَلِمَةٌ يُشارُ بِهَا إِلى الشيءِ الحَقِيرِ، يَمَانِيَةٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بثبت. فصل الياء يَدَعَ: الأَيدع: صِبْغٌ أَحمر، وَقِيلَ: هُوَ خَشَبُ البَقَّمِ، وَقِيلَ: هُوَ دَمُ الأَخَوَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ أَفْعَلَ. وَقَالَ الأَصمعي: العَنْدَمُ دَمُ الأَخوين، وَيُقَالُ: هُوَ الأَيدع أَيضاً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: فَنَحا لَها بمُذَلَّقَيْنِ كأَنَّما ... بِهِما، مِنَ النَّضْح المُجَدَّحِ، أَيْدَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشجرَتُه يُقَالُ لَهَا الحُرَيْفةُ، وَعُودُهَا الجَنْجَنةُ وغُصْنها الأَكْرُوعُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَيْدَعُ نَبَاتٌ؛ وأَنشد: إِذا رُحْنَ يَهْزُزْنَ الذُّيُولَ عَشِيّةً، ... كهَزِّ الجَنُوبِ الهَيْفِ دَوْماً وأَيدَعا وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ صَمْغٌ أَحمر يُؤتى بِهِ مِنْ سُقُطْرى جَزِيرةِ الصَّبِرِ السُّقُطْرِيّ، وَقَدْ يَدَّعْتُه. وأَيْدَعَ الحجَّ عَلَى نَفْسِهِ: أَوْجَبَه، وَذَلِكَ إِذا تَطيَّبَ لإِحْرامِه؛ قَالَ جَرِيرٌ: وربِّ الرّاقِصاتِ إِلى الثَّنايا ... بشُعْثٍ أَيْدَعُوا حَجّاً تَمَامَا وأَيْدَعَ الرجلُ إِذا أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ حَجًّا. وَقَوْلُ جَرِيرٍ أَيْدَعُوا أَي أَوْجَبُوا عَلَى أَنفسهم؛ وأَنشد لكثيِّر: كأَنَّ حُمُولَ القوْمِ، حِينَ تَحَمَّلُوا، ... صَرِيمةُ نَخْلٍ أَوْ صَرِيمةُ أَيْدَعِ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْبَيْتُ يَدُلُّ عَلَى أَنّ الأَيدَعَ هُوَ البَقَّمُ لأَنه يُحْمل فِي السفُن مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: أَبَيْتُ مِنْ ذاكَ العَفافِ الأَوْدَعا، ... كَمَا اتَّقى مُحْرِمُ حَجٍّ أَيْدَعا، أَيْنَ امْرُؤٌ ذُو مَرْأَة تَمَقَّعا أَي تَسَفَّه وَجَاءَ بِمَا يُسْتَحْيا مِنْهُ، وَقِيلَ: عَنَى بالأَيْدع الزعفرانَ لأَنَّ الْمُحْرِمَ يَتَّقي الطِّيبَ، وَقِيلَ: أَراد أَوجب حَجًّا عَلَى نَفْسِهِ، وَهَذَا ينصرف، فإِن سميت

_ (2). قوله [الدفعة من المعاء] كذا بالأَصل، وعبارة القاموس مع شرحه: الدفعة من الماء، والوعمة ظبية الجبل، هكذا في العباب، وفي التكملة: من الماء، والذي في التهذيب: من المعاء، وهكذا نقله صاحب اللسان.

بِهِ رَجُلًا لَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ، وَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ مثلَ أَفْكَل. ابْنُ الأَعرابي: أَوْذَمْتُ يَميناً وأَيْدَعْتها أَي أَوْجَبتُها. ويَدَّعْتُ الشيءَ أُيَدِّعُه تَيْدِيعاً: صَبغْتُه بالزعفرانِ. ومَيْدُوعٌ: اسْمُ فرَسِ عبدِ الحرِثِ بْنِ ضِرارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ الضَّبّيِّ؛ وَقَالَ: تَشَكَّى الغَزْوَ مَيْدُوعٌ، وأَضْحَى ... كأَشْلاءِ اللِّحامِ، بِهِ فُدُوحُ فَلَا تَجْزَعُ مِنَ الحِدْثانِ، إِني ... أكُرُّ الغَزْوَ، إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ يَدِيع، بِفَتْحِ الْيَاءِ الأُولى وَكَسْرِ الدَّالِ، نَاحِيَةٌ مِنْ فَدَك وخَيْبَر بِهَا مياهٌ وَعُيُونٌ لِبَنِي فَزارةَ وغيرهم. يَرَعَ: اليَرَعُ: أَوْلادُ بَقَرِ الْوَحْشِ. واليَراعُ: القَصَبُ، وَاحِدَتُهُ يَراعةٌ. واليَراعةُ: مِزْمارُ الرَّاعِي. واليَراعةُ: الأَجَمةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مِزْمَارًا شبَّه حَنِينَه بِصَوْتِهِ: سَبيٌّ مِنْ يَراعَتِه نَفاهُ ... أَتيٌّ، مَدّه صُحَرٌ ولُوبُ سَبيٌّ: مَسْبيٌّ يَعْنِي مِزْمَارًا قَصَبَتُه مِنْ أَرض غريبةٍ اقْتَلَعَتْهَا السُّيُولُ فأَتت بِهَا مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ فكأَنه لِذَلِكَ سَبِيٌّ، وصُحَرٌ: جَمْعُ صُحْرة وَهِيَ جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الْحَرَّةِ، وَيُقَالُ: إِنه أَراد باليَراعةِ الأَجَمَةَ، قَالَ الأَزهريّ: القَصبة الَّتِي يَنْفُخ فِيهَا الرَّاعِي تُسَمَّى اليَراعةَ؛ وأَنشد: أَحِنُّ إِلى لَيْلى، وإِن شَطَّتِ النَّوى ... بِلَيْلى، كَمَا حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كنتُ مَعَ رسولِ لله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صوتَ يَراعٍ أَي قَصَبَةٍ كَانَ يُزْمَرُ بِهَا. واليَراعةُ واليَراعُ: الجبانُ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا رَأْيَ، مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَصَبِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ الأَمثال: وَلَا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ ... هَواءً كَسَقْبِ البانِ، جُوفٌ مَكاسِرُهْ وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمةَ: وعادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً ؛ الْيَرَاعُ: الضِّعافُ مِنَ الغَنَمِ وَغَيْرُهَا، والأَصل فِي اليراعِ القَصَبُ ثم سمي به لجبانُ الضعِيفُ. واليَراعُ كالبَعُوضِ يَغْشَى الْوَجْهَ، وَاحِدَتُهُ يَراعةٌ. واليَراعُ: جَمْعُ يَراعةٍ، وَهِيَ ذُبَابٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ كأَنه نارٌ. واليَراعُ: فَراشةٌ إِذا طَارَتْ فِي اللَّيْلِ لَمْ يَشُكَّ مَن يَعْرِفُهَا أَنها شَرارةٌ طارَتْ عَنْ نَارٍ، قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْر: نارُ اليَراعةِ قِيلَ هِيَ نارُ حُباحِب، وَهِيَ شَبِيهَةٌ بِنَارِ الْبَرْقِ، قَالَ: واليَراعةُ طَائِرٌ صَغِيرٌ، إِن طَارَ بِالنَّهَارِ كَانَ كَبَعْضِ الطَّيْرِ، وإِن طَارَ بِاللَّيْلِ كَانَ كأَنه شِهاب قُذِفَ أَو مِصْباح يَطِيرُ؛ وأَنشد: أَو طائِر يُدْعى اليَراعةَ، إِذْ يُرَى ... فِي حِنْدِسٍ كَضِياءِ نارِ مُنَوِّر وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُبَيْدَةَ: اليَراعُ الهَمَجُ بَيْنَ الْبَعُوضِ والذِّبّانِ يَرْكَبُ الْوَجْهَ والرأْس وَلَا يلذَع. واليَراعةُ: موضع بعينه؛ قَالَ الْمُثَقِّبُ: عَلَى طُرُقٍ عِنْدَ اليَراعةِ تَارَةً، ... تُوازي شَرِيرَ البَحْرِ وهْوَ قَعِيدُها قَالَ الأَزهري: اليَرُوعُ لُغَةٌ مَرْغُوب عَنْهَا لأَهل الشِّحْرِ كأَن تَفْسِيرَهَا الرُّعْبُ والفَزَعُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واليَراعةُ النّعامةُ؛ قَالَ الرَّاعِي: يَراعةً إِجْفِيلا.

يَسَعَ: حَكَى الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عِيسِ عَنْ شَمِرٍ قَالَ: تُسَمَّى الريحُ الجَنُوبُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ النُّعامى، وَهِيَ الأَزْيَبُ أَيْضًا، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهَا مِسْعاً، وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْحِجَازِ يُسْعٌ، بِضَمِّ الْيَاءِ، قَالَ: وأَما اسْمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاليَسَعُ وقرئ اللَّيْسَع. يعع: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعَعَ: وَلَا يَكْسِرُ وَاوُ الوَعْواعِ كَمَا يُكْسَرُ الزاي من الزِّلْزالِ ونحوه كراهية الكسر في الواو، قَالَ: وَكَذَلِكَ حِكَايَةُ اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ من فِعالِ الصِّبْيانِ إِذا رَمَى أَحدهم الشَّيْءَ إِلى صَبِيٍّ آخَرَ، لأَن الْيَاءَ خِلْقَتُهَا الْكَسْرُ فَيَسْتَقْبِحُونَ الْوَاوَ بَيْنَ كَسْرَتَيْنِ، وَالْوَاوُ خِلْقَتُهَا الضَّمُّ فَيَسْتَقْبِحُونَ الْتِقَاءَ كَسْرَةٍ وَضَمَّةٍ فَلَا تَجِدُهُمَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِي أَصل الْبَنَّاءِ؛ وأَنشد: أَمْسَتْ كَهامةِ يَعْياعٍ تَداولَها ... أَيْدِي الأَوازِعِ، مَا تُلْقَى وَمَا تُذَرُ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اليَعْيَعةُ واليَعْياعُ مِنْ أَفعال الصِّبْيَانِ إِذا رَمَى أَحدهم الشيءَ إِلى الْآخَرِ. وَقَالَ: يَع. وَقِيلَ: اليَعْيَعةُ حِكَايَةُ أَصوات الْقَوْمِ إِذا تَداعَوْا فقالوا: ياع ياعْ. يَفْع: الْيِفَاعُ: المُشْرِفُ مِنَ الأَرض وَالْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعَةٌ مِنْهُمَا فِيهَا غِلَظٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: وأَصْبَحَ سَيْلُ ذَلِكَ قَدْ تَرَقَّى ... إِلى مَنْ كانَ مَنْزِلُه يَفاعا وَقِيلَ: هُوَ التَّلُّ الْمُشْرِفُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَاءَ فِي جَمْعِهِ يُفُوعٌ؛ قَالَ الْمَرَّارُ: بنَظْرَةِ أَزْرَقِ العَيْنَيْنِ بازٍ، ... عَلَى عَلْياءَ، يَطَّرِدُ اليُفُوعا والمَيْفَعُ: المكانُ المُشْرِفُ؛ وَقَوْلُ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ ظَبْيةً: وَفِي كلِّ نَشْزٍ لَهَا مَيْفَع، ... وَفِي كلِّ وجْهٍ لَهَا مُرْتَعى وَرَوَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَهَا مُنْتَصَى، فَسَّرَهُ الْمُفَسِّرُ فَقَالَ: مَيْفَعٌ كيَفاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ أَدري كَيْفَ هَذَا لأَنّ الظَّاهِرَ مِنْ مَيْفَع فِي الْبَيْتِ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا، وأَراه تَوَهَّمَ مِنَ اليَفاعِ فِعْلًا فَجَاءَ بِمَصْدَرٍ عَلَيْهِ، وَالتَّفْسِيرُ الأَول خطأٌ؛ وَيُقَوِّي مَا قُلْنَاهُ قَوْلُهُ: وَفِي كُلِّ وَجْهٍ لَهَا مُرْتَعَى واليافِعُ: مَا أَشْرَفَ مِنَ الرَّمْل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ خِشْفاً: تَنْفي الطَّوارِفَ عَنْهُ دِعْصَتا بَقَرٍ، ... ويافِعٌ مِنْ فِرنْدَادَينِ مَلْمُومُ وجِبالٌ يَفَعاتٌ ويافِعاتٌ: مُشْرِفاتٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ، فَهُوَ يَفاعٌ، وَقِيلَ: كلُّ مرتفِعٍ يافِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِابْنِ الْعَارِمِ الْكِلَابِيِّ: فأَشْعَرْته تحتَ الظَّلامِ، وبَيْنَنا، ... مِنَ الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العَينِ، يافِعُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ عَدِيّ: مَا رَجائي في اليافِعاتِ ذَواتِ الهَيجِ ... أمْ مَا صَيْري، وكيفَ احْتِيالي؟ قَالَ: اليافعاتُ مِنَ الأَمْرِ مَا عَلا وغلَبَ مِنْهَا. وتَيَفَّعَ الرجلُ: أوْقَدَ نَارَهُ فِي اليَفاعِ أَو اليافِعِ؛ قَالَ رُشَيْدُ بْنُ رُمَيْضٍ الغَنَوِيّ: إِذا حانَ مِنْهُ مَنْزِلُ القَوْمِ أَوْقَدَتْ ... لأُخْراهُ أولاهُ سَنًى وتَيَفَّعُوا

وغلامٌ يافِعٌ ويَفَعةٌ وأَفَعَةٌ ويَفَعٌ: شَابُّ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَرُبَّمَا كسِّر عَلَى الأَيْفاع فَقِيلَ غِلْمَانٌ أَيْفاعٌ ويَفَعةٌ أَيضاً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ يَفَعةً ووَفَعةً، بِالْيَاءِ وَالْوَاوِ، وَقَدْ أَيْفَعَ أَي ارْتَفَعَ، وَهُوَ يَافِعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَلَا يُقَالُ مُوفعٌ، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ؛ قَالَ كُرَاعٍ: وَنَظِيرُهُ أَبْقَلَ الموْضِعُ وَهُوَ بَاقِلٌ كَثُرَ بَقْلُهُ، وأَوْرَقَ النَّبْتُ وَهُوَ وارِقٌ طَلَعَ ورَقُه، وأَورَسَ وَهُوَ وارِسٌ كَذَلِكَ، وأقْرَبَ الرجلُ وَهُوَ قارِبٌ إِذا قَرُبَتْ إِبِلُه مِنَ الْمَاءِ، وَهِيَ ليلةُ القَرَبِ؛ وَنَظِيرُ هَذَا، أَعني مَجيءَ اسْمِ الْفَاعِلِ عَلَى حَذْفِ الزَّوَائِدِ، مَجيءُ اسْمِ الْمَفْعُولِ عَلَى حَذْفِهَا أَيضاً نَحْوَ أَحَبَّه فَهُوَ مَحْبُوبٌ، وأضْأَدَه فهو مَضْؤُودٌ وَنَحْوَهُ. قَالَ الأَزهري: وَالْقِيَاسُ مُوفِعٌ وَجَمْعُهُ أَيْفاعٌ. وتَيَفَّعَ الْغُلَامُ: كأَيْفعَ؛ وجاريةٌ يَفَعةٌ ويافِعة وَقَدْ أَيْفَعَتْ وتَيَفَّعَتْ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: خَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ومعَه رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَيْفَعَ أَو كَرَبَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَيْفَعَ الغلامُ فَهُوَ يافِعٌ إِذا شارَفَ الاحْتِلامَ، وَقَالَ: مَنْ قَالَ يافِعٌ ثَنَّى وجَمَعَ، وَمَنْ قَالَ يَفَعة لَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يُجْمَعْ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ: قِيلَ له إِنّ هاهنا غُلَامًا يَفَاعاً لَمْ يَحْتَلِمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ وَيُرِيدُ بِهِ الْيَافِعَ. قَالَ: واليَفاعُ الْمُرْتَفِعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: وَفِي إِطاق اليَفاعِ عَلَى النَّاسِ غرابةٌ. ويافَعَ فلانٌ أَمةَ فلانٍ مُيافَعةً: فَجَرَ لها وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ: لَا يُحِبُّنا أهلَ البَيْتِ «1» ... وَلَا ولَدُ المُيَافَعةِ أَي وَلدُ الزِّنَا. ويافِعٌ: فَرَسُ والِبةَ بن سِدْرةَ. يَنْعَ: يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً، فَهُوَ يانِعٌ مِنْ ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً، كِلَاهُمَا: أَدْرَكَ ونَضِجَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ تَسْقُطِ الْيَاءُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِتُقَوِّيَهَا بأُختها. وَفِي حَدِيثِ خَبّابٍ: ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُها. أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ: أَدْرَكَ ونَضِجَ، وأَيْنَعَ أَكثر اسْتِعْمَالًا، وَقُرِئَ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ، ... حَوْلَها الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للأَحْوَصِ أَو يزيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ؛ وَقَالَ آخَرُ: لَقَدْ أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً ... لأَهْجُرَ هَجْراً، حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً. واليَنْعُ: النضجُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ . وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ ويانِعٌ، واليَنِيعُ واليانِعُ مِثْلُ النَّضِيجِ والناضِجِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: كأَنَّ عَلَى عَوارِضِهِنَّ رَاحًا، ... يُفَضُّ عَلَيْهِ رُمّانٌ يَنِيعٌ وَقَالَ أَبو حَيّةَ النُّمَيْري: لَهُ أَرَجٌ مِنْ طِيبِ مَا يُلْتَقَى بِهِ، ... لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ وَجَمْعُ اليانِعِ يَنْعٌ مِثْلَ صاحِبٍ وصَحْبٍ؛ عَنِ ابْنِ كَيْسَانَ: وَيُقَالُ: أَيْنَعَ الثَّمَرُ، فَهُوَ يانِعٌ ومُونِعٌ كَمَا يُقَالُ أَيْفَعَ الغلامُ فَهُوَ يافِعٌ، وَقَدْ يُكَنَى بالإِيناعِ عَنْ إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي سَمّالٍ لِلنَّجَاشِيِّ: هَلْ لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ فِي كَرِشٍ مِنْ أَوّلِ الليلِ إِلى آخِرِهِ قد أيْنَعَتْ

_ (1). هنا بياض بالأصل، وعبارة النهاية: لَا يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ كذا وكذا ولا ولد الميافعة.

وتَهَرَّأَتْ؟ وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: أَفي رَمَضَانَ؟ قَالَ لَهُ أَبو السَّمَّالِ: مَا شَوّالٌ ورمضانُ إِلا وَاحِدًا، أَو قَالَ نَعَمْ، قَالَ: فَمَا تَسْقيني عَلَيْهَا؟ قَالَ: شَرَابًا كالوَرْس، يُطيِّبُ النفْس، يُكَثِّر الطِّرْق، ويُدِرُّ فِي العِرْق، يَشُدُّ العِظام، ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الْكَلَامَ، قَالَ: فَثَنَى رِجْلَهُ فَلَمَّا أَكَلا وشَرِبا أَخذ فِيهِمَا الشَّرَابَ فَارْتَفَعَتْ أَصواتهما فَنَذِرَ بِهِمَا بعضُ الْجِيرَانِ فأَتَى عليَّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي النَّجاشِيِّ وأَبي سَمَّالٍ سَكْرانَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ؟ فَبَعَثَ إِليهما عَلِيٌّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقط إِلى جِيرانٍ لَهُ، وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ بِهِ عليُّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ؟ فأَمر بِهِ فَجُلِدَ ثَمَانِينَ وَزَادَهُ عِشْرِينَ، فَقَالَ: أَبا حَسَنٍ مَا هَذِهِ العِلاوةُ؟ فَقَالَ: لِجُرْأَتِكَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَجَعَلَ أَهل الْكُوفَةِ يَقُولُونَ: ضَرطَ النجاشِيُّ، فَقَالَ: كَلَّا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر ؛ كُلُّ ذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وأَما قَوْلُ الْحَجَّاجِ: إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قَدْ أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها، فإِنما أَراد: قَدْ قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها، شَبَّهَ رؤُوسهم لِاسْتِحْقَاقِهِمُ الْقَتْلَ بِثِمَارٍ قَدْ أَدركت وَحَانَ أَن تُقْطَفَ. واليانِعُ: الأَحمر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ، وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ؛ وَقَالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ: ونَحْراً عَلَيْهِ الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه، ... تَرائبَ، لَا شُقْراً ينَعْنَ وَلَا كُهْبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واليُنُوعُ الحُمْرةُ مِنَ الدَّمِ؛ قَالَ الْمَرَّارُ: وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ، ... تَرَكْنَ جَنادِلًا مِنْهُ يُنُوعا قَالَ ابْنُ الأَثير: ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ. واليَنَعةُ: خَرَزَةٌ حَمْراء. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي ابْنِ الْمُلَاعَنَةِ: إِنْ جاءتْ بِهِ أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فَهُوَ لأَبيه الَّذِي انْتَفَى مِنْهُ ؛ قِيلَ: اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء، وَجَمْعُهُ يَنَعٌ. واليَنَعةُ أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ العَقِيق مَعْرُوفٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اليَنَعُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، ضَرْبٌ مِنَ الْعَقِيقِ مَعْرُوفٌ، وَاللَّهُ أَعلم.

غ

غ باب الغين المعجمة غ: الْغَيْنُ مِنَ الْحُرُوفِ الحَلْقِيّة وَمَخْرَجُهَا مِنَ الْحَلْقِ، وَهِيَ أَيضاً مِنَ الْحُرُوفِ المَجْهُورةِ، والغينُ وَالْخَاءُ فِي حَيِّزٍ واحد. فصل الألف أبغ: عَيْنُ أُباغَ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ الْكُوفَةِ والرَّقَّةِ؛ قَالَتِ امرأَة مِنْ بَنِي شَيْبَانَ: وَقَالُوا: فارِساً مِنْكُمْ قَتَلْنا ... فَقلنا: الرُّمْحُ يَكْلَف بالكَرِيمِ بِعَيْنِ أُباغَ قاسَمْنا المَنايا، ... فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِابْنَةِ الْمُنْذِرِ تَقُولُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَالَّذِي قُتِلَ بأُباغ هُوَ الْمُنْذِرُ «1» بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ نصر اللخميّ، قتله الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الْغَسَّانِيُّ؛ وَمِنْهُ يَوْمُ عَيْنِ أُباغ يومٌ مِنْ أَيام الْعَرَبِ قُتِلَ فِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ. فصل الباء الموحدة بدغ: بَدِغَ الرَّجُلُ يَبْدَغُ بَدْغاً وبَدَغاً: تَزَحَّفَ عَلَى الأَرض باسْتِه وتلطَّخ بخُرْئِه. وبَدِغَ بعَذِرتِه: تلَطَّخَ بِهَا، وَكَذَلِكَ إِذا تلطَّخ بالشرِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والمِلْغُ يَلْكَى بالكلامِ الأَمْلَغِ، ... لَوْلَا دَبُوقاءُ اسْتِه لَمْ يَبْدَغِ وَيُرْوَى يَبْطَغِ. وبَدِغَ بَدَغاً: تَلَطَّخ بالشرِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والبَدِغُ والبِدْغُ البادِنُ السمينُ، والبَدِغُ المَعِيبُ، وَمِنْهُ لُقِّبَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ البَدِغ لأُبْنةٍ كَانَتْ بِهِ، زَعَمُوا؛ وَلِذَلِكَ قَالَ فِيهِ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: تَرَى ابنَ وُهَيْرٍ خَلْفَ قيْسٍ، كأَنه ... حِمارٌ ودَى خَلْفَ اسْتِ آخَرَ قائمِ «2»

_ (1). قوله [هو المنذر إلخ] كذا بالأصل، والذي في معجم ياقوت: المنذر بْنِ الْمُنْذِرُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ اللخمي، وفي شرح القاموس: المنذر بْنِ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ (2). قوله [وهير] كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: زبير.

والأَبْدَغُ «1» قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسَبه مَوْضِعًا. وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن بَعْضَ الْعَرَبِ عَذَرَ عَذْرة فسُمِيَ البَدِغَ مِثالَ التَّعِبِ، وَاللَّهُ أَعلم. برغ: البَرْغُ: لُغَةٌ فِي المَرْغِ وَهُوَ اللُّعاب. ابْنُ الأَعرابي: بَرِغَ الرَّجُلُ إِذا تَنَعَّمَ. قَالَ الأَزهري: أَصل بَرِغَ رَبَغَ. وعَيْش رابِغٌ أَي نَاعِمٌ، وَهَذَا مَقْلُوبٌ. برزغ: شَابٌّ بُرْزُغٌ وبُرْزُوغٌ وبِرْزاغٌ: تارٌّ تامٌّ ممتلئٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ جَاهِلِيٍّ: حَسْبُك بعضُ القَوْلِ لَا تَمَدَّهي، ... غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي قَوْلُهُ لَا تَمَدَّهي يُرِيدُ لَا تمدَّحي، وشبابٌ بُرْزُغٌ وبُرْزوغٌ وبِرْزاغٌ كَذَلِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ والبُرْزُغُ: نشاطُ الشَّباب؛ وأَنشد: هَيْهاتَ مِيعادُ الشَّبابِ البُرْزُغِ بزغ: بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوغاً: بَدَا مِنْهَا طُلوعٌ أَو طَلَعَت وشَرَقَتْ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ابتدأَت فِي الطُّلوع. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً . وَفِي الْحَدِيثِ: حِينَ بَزَغَت الشمسُ أَي طَلَعَتْ، ونجومٌ بَوازِغُ. وبَزَغَ النَّجْمُ والقمَرُ: ابتدَأَ طُلُوعُهما، مأْخوذ مِنَ البَزْغِ، وَهُوَ الشَّقُّ كأَنها تُشَقُّ بنورِه الظُّلْمَةَ شَقًّا، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: بَزَغَ البَيْطارُ أَشاعِرَ الدَّابَّةِ وَبِضْعِهَا إِذا شَقَّ ذَلِكَ المكانَ مِنْهَا بِمِبْضَعِهِ. وَيُقَالُ للسِّنِّ: بازِغةٌ وبازِمَةٌ. وبَزغَ نابٌ الْبَعِيرِ: طَلَعَ، وَقِيلَ: ابتدأَ فِي الطُّلوع. وابْتَزَغَ الربيعُ أَي جَاءَ أَوَّلُه. والبَزْغُ والتَّبْزِيغُ: التَّشْرِيطُ، وَقَدْ بَزَّغَه، واسمُ الْآلَةِ المِبْزَغُ. وبَزَّغَ الحاجِمُ والبَيْطارُ أَي شَرَّط. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن كَانَ فِي شَيْءٍ شِفاءٌ فَفِي بَزْغَةِ الحَجَّام ؛ البَزْغُ: الشَّرْطُ. وبَزَغَ دَمَهُ أَي أَساله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ ثَوْرًا طَعَنَ الكلابَ بِقَرْنيهِ وهُما سِلَاحُهُ: يَهُزُّ سِلاحاً لَمْ يَرِثْها كَلالةً، ... يَشُكُّ بِهَا مِنْها أُصُولَ المَغابِنِ يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَمِيلَةٍ، ... كبَزْغ البِيَطْر الثَّقْفِ رَهصَ الكَوادن وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للأَعشى وردَّ عَلَيْهِ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَالَ: هُوَ للطِّرمّاحِ. والرَّهْصُ: جُمَعُ رَهْصةٍ وَهِيَ مِثْلُ الوَقْرَة، وَهِيَ أَنْ يَدْوَى حافِرُ الدابةِ مِنْ حَجَرٍ تَطَؤُه، والكَوادِنُ: البَراذِينُ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي يُشْرَطُ بِهَا: مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: الوَخْزُ التَّبْزيغُ، وَالتَّبْزِيغُ والتَّغْزِيبُ وَاحِدٌ، غَزَّبَ وبَزَّغَ. يُقَالُ: بَزَّغَ البَيْطارُ الْحَافِرَ إِذا عَمَدَ إِلى أَشاعِرِهِ بِمبْضع فَوَخَزَه بِهِ وَخْزاً خَفِيًّا لَا يبلُغ العَصَب فَيَكُونُ دَواءً لَهُ، وأَما فَصْد عُرُوقِ الدابّةِ وإِخْراجُ الدمِ مِنْهُ فَيُقَالُ لَهُ التَّوْدِيجُ، يُقَالُ: ودِّجْ فَرَسَكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ للبَرْكِ مِبْزَغَةٌ ومِيزَغةٌ. وبَزِيغٌ: اسم فرس معروف. بطغ: بَطِغَ بالعَذِرة يَبْطَغُ بَطَغاً: تَلَطَّخَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْلَا دَبوقاءُ اسْتِه لَمْ يبطخِ

_ (1). قوله [والأبدغ إلخ] مثله للمجد حيث قال: والأبدغ موضع. وعبارة ياقوت: أبذغ بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضاً: موضع في حسبان أبي بكر بن دريد

وَهُوَ لُغَةٌ فِي بَدِغَ، وَيُرْوَى لَمْ يَبْدَغِ أَي لَمْ يَتَلَطَّخْ بِالْعَذِرَةِ. وبَطِغَ بِالشَّيْءِ: تَلَطَّخَ بِهِ. وبَطِغَ بالأَرض أَي تَمَسَّحَ بِهَا وتَزَحَّفَ. ابْنُ الأَعرابي: أَزْقَنَ زيدٌ عُمَرًا إِذا أَعانَه عَلَى حِمْلِه لِيَنْهَضَ بِهِ، وَمِثْلُهُ أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّلَه ولَوَّنَه وأَسْمَعَه وأَنْآهُ ونَوَّاه وحَوَّلَه: بمعنى أَعانَه. بغغ: البَغْبَغةُ والبَغْباغُ: حِكَايَةُ بَعْضِ الهَدِير؛ قَالَ: برَجْسِ بَغْباغِ الهَدِيرِ البَهْبهِ «1» والبُغَيْبِغُ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: التَّيْسُ مِنَ الظِّباء إِذا كَانَ سَمِيناً. وبَغَّ الدمُ إِذا هاجَ. ومَشْرَبٌ بُغَيْبِغٌ: كَثِيرُ الماءِ. وماءٌ بُغَيْبِغٌ: قَرِيبُ الرِّشاءِ. والبُغَيْبِغُ: البِئرُ القَرِيبُ الرّشاءِ. ابْنُ الأَعرابي: بئْرٌ بُغْبُغٌ وبُغَيْبِغٌ قَرِيبُ الرِّشَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ ماءٍ لَك بالأَجْبالِ، ... أَجبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوالِ بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ، ... طامٍ عَلَيْهِ ورقُ الهدالِ لِقُرْبِ رِشائه يَعْنِي أَنه يُنزع بالعِقال لقِصَر الْمَاءِ لأَن الْعِقَالَ قَصِيرٌ؛ وَقَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِي: فَصَيَّحَتْ بُغَيْبِغاً تُعادِيهْ ... ذَا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ عافِيه: وارِدُه. والبُغَيْبِغةُ: ضَيْعةٌ بِالْمَدِينَةِ لِآلِ جَعْفَرٍ. التَّهْذِيبُ: وبُغَيْبِغةُ ماءٌ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ عَيْنٌ كَثِيرَةُ النَّخْلِ غَزِيرَةُ الْمَاءِ. والبَغْبَغةُ: شُرْبُ الْمَاءِ. والمُبَغْبِغُ: السرِيعُ العَجِلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: يَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّلَقِ المُبَغْبِغِ. بلغ: بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى، وأَبْلَغَه هُوَ إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ: قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى: ... مَهْلًا فَقَدْ أَبْلَغْتَ أَسْماعي إِنما هُوَ مِنْ ذَلِكَ أَي قَدِ انْتَهَيْتَ فِيهِ وأَنْعَمْتَ. وتَبَلَّغَ بِالشَّيْءِ: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فُلَانٍ ومَبْلَغَتَه. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: واجْعَلْ مَا أَنزلتَ لَنَا قُوّةً وَبَلَاغًا إِلى حِينٍ ؛ البَلاغُ: مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ ويُتَوَصَّلُ إِلى الشَّيْءِ الْمَطْلُوبِ. والبَلاغُ: مَا بَلَغَكَ. والبَلاغُ: الكِفايةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، ... وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ وَتَقُولُ: لَهُ فِي هَذَا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ الرِّسالةَ. والبَلاغُ: الإِبْلاغُ. وفي التنزيل: إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ ، أَي لَا أَجِدُ مَنْجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عَنِ اللهِ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ. والإِبلاغُ: الإِيصالُ، وَكَذَلِكَ التبْلِيغُ، وَالِاسْمُ مِنْهُ البَلاغُ، وبَلَّغْتُ الرِّسالةَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ بَلَّغْتُ القومَ بَلَاغًا اسْمٌ يَقُومُ مَقَامَ التبْلِيغِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا «2» مِنَ الْبَلَاغِ فَلْيُبَلِّغْ عَنّا ، يُرْوَى بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَقِيلَ: أَراد مِنَ المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وإِن كانت الرواية

_ (1). قوله [برجس] بهامش الأصل في نسخة: بزجر. (2). قوله [رفعت عنا] كذا بالأصل، والذي في القاموس: علينا، قال شارحه: وكذا في العباب.

مِنَ الْبَلَاغِ بِفَتْحِ الْبَاءِ فَلَهُ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن البَلاغَ مَا بَلَغَ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ، والوجهُ الْآخَرُ مِنْ ذَوِي البَلاغِ أَيِ الَّذِينَ بَلَّغُونا يَعْنِي ذَوِي التَّبْلِيغِ، فأَقام الِاسْمَ مَقَامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ كَمَا تَقُولُ أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الْكَسْرُ فَقَالَ الْهَرَوِيُّ: أُراه مِنَ المُبالِغين فِي التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً وبِلاغاً إِذا اجْتَهد فِي الأَمر، وَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ: كلُّ جماعةٍ أَو نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنَّا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ ، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ بِهِ. وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فَرَسِهِ لِيَزِيدَ فِي جَرْيِه. وبَلَغَ الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وَقْتَ الكتابِ عَلَيْهِ والتكليفِ، وَكَذَلِكَ بَلَغَتِ الجاريةُ. التَّهْذِيبُ: بَلَغَ الصبيُّ وَالْجَارِيَةُ إِذا أَدْركا، وَهُمَا بالِغانِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ: جَارِيَةٌ بالِغٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، هَكَذَا رَوَى الأَزهريّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْهُ، قَالَ الأَزهري: وَالشَّافِعِيُّ فَصِيحٌ حُجَّةٌ فِي اللُّغَةِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ فُصَحاء الْعَرَبِ يَقُولُونَ جَارِيَةٌ بَالِغٌ، وَهَكَذَا قَوْلُهُمْ امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ، قَالَ: وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ جَارِيَةٌ بَالِغَةٌ لَمْ يَكُنْ خَطَأً لأَنه الأَصل. وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِليه وَكَذَلِكَ إِذا شارَفْتَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ* ، أَي قارَبْنَه. وبَلَغَ النبْتُ: انتهَى. وتَبالَغ الدِّباغُ فِي الْجِلْدِ: انْتَهَى فِيهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وبَلَغتِ النخلةُ وغيرُها مِنَ الشَّجَرِ: حَانَ إدْراكُ ثَمَرِهَا؛ عَنْهُ أَيضاً. وشيءٌ بَالِغٌ أَي جيِّدٌ، وَقَدْ بلَغَ فِي الجَوْدةِ مَبْلغاً. وَيُقَالُ: أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بِالْفَتْحِ، أَي بالِغٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ . وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ: نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزةَ: فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ اللَّهِ ... بَلْغٌ يَشْقَى بِهِ الأَشْقِياءُ وجَيْشٌ بَلْغٌ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ سَمْعٌ لَا بَلْغٌ وسِمْعٌ لَا بِلْغٍ، وَقَدْ يُنْصَبُ كُلُّ ذَلِكَ فَيُقَالُ: سَمعاً لَا بَلْغاً وسِمْعاً لَا بِلْغاً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتُ أَمراً مُنْكَرًا أَي يُسْمَعُ بِهِ وَلَا يَبْلُغُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْخَبَرِ يَبْلُغُ واحدَهم وَلَا يُحَقِّقُونَهُ: سَمْعٌ لَا بَلْغٌ أَي نَسْمَعُهُ وَلَا يَبْلُغنا. وأَحْمَقُ بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هُوَ مِنْ حَماقَتِه «1» يُبَلِّغُ مَا يُرِيدُهُ، وَقِيلَ: بَالَغَ فِي الحُمْقِ، وأَتْبَعُوا فَقَالُوا: بِلْغٌ مِلْغٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ مُوجَبَةٌ أَبداً قَدْ حَلَفْنَا لَكُمْ أَن نَفِيَ بِهَا، وَقَالَ مُرَّةُ: أَي قَدِ انْتَهَتْ إِلى غَايَتِهَا، وَقِيلَ: يمينٌ بَالِغَةٌ أَي مؤكَّدةٌ. والمُبالَغةُ: أَن تَبْلُغَ فِي الأَمر جُهْدَك. وَيُقَالُ: بُلِغَ فُلَانٌ أَي جُهِدَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها ... للسيفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها أَي مَجْهودُها «2» وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها. وأَمرٌ بَالِغٌ: جَيِّدٌ. والبَلاغةُ: الفَصاحةُ. والبَلْغُ والبِلْغُ: البَلِيغُ مِنَ الرِّجَالِ. وَرَجُلٌ بَلِيغٌ وبَلْغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الْكَلَامِ فَصِيحُه يُبَلِّغُ بِعِبَارَةِ لِسَانِهِ كُنْهَ مَا فِي قَلْبِهِ، والجمعُ بُلَغاءُ، وَقَدْ بَلُغَ، بِالضَّمِّ، بَلاغةً أَي صَارَ بَلِيغاً. وقولٌ بَلِيغٌ: بالِغٌ وَقَدْ بَلُغَ. والبَلاغاتُ: كالوِشاياتِ. والبِلَغْنُ: البَلاغةُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، ومثَّل به سيبويه.

_ (1). قوله [من حماقته] عبارة القاموس: مع حماقته. (2). قوله [أي مجهودها] كذا بالأَصل، ولعله جهدت ليطابق بلغت،

والبِلَغْنُ أَيضاً: النّمَّام؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَالْبَلَغْنُ: الَّذِي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ بَعْضٍ. وتَبَلَّغَ بِهِ مرضُه: اشتَّدّ. وبَلَغَ بِهِ البِلَغِينَ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، إِذا اسْتَقْصَى فِي شَتْمِه وأَذاهُ. والبُلَغِينُ والبِلَغِينُ. الدّاهيةُ: وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَائِشَةَ قَالَتِ لأَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ أُخِذَتْ يومَ الجملِ: قَدْ بَلَغْتَ مِنّا البِلَغِينَ [البُلَغِينَ] ؛ مَعْنَاهُ أَنَّ الحَرْبَ قَدْ جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ، يُرْوَى بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا مَعَ فَتْحِ اللَّامِ، وَهُوَ مَثَلٌ، مَعْنَاهُ بَلَغْتَ مِنَّا كُلَّ مَبْلَغٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهَا قَدْ بَلَغْتَ مِنَّا البِلَغِينَ [البُلَغِينَ]: أَنَّهُ مِثْلَ قَوْلِهِمْ لَقِيتَ مِنَّا البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ الدَّواهِي، قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَصل فِيهِ كأَنه قِيلَ: خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ، وأَمْرٌ بُرَحٌ وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح، ثُمَّ جُمِعَا عَلَى السَّلَامَةِ إِيذاناً بأَنَّ الْخُطُوبَ فِي شِدَّةِ نِكايَتِها بِمَنْزِلَةِ العُقلاء الَّذِينَ لَهُمْ قَصْد وتعمُّد. وبالَغَ فُلَانٌ فِي أَمْرِي إِذَا لم يُقَصِّر فِيهِ. والبُلْغَةُ: مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنَ الْعَيْشِ، زَادَ الأَزهري: وَلَا فَضْلَ فِيهِ. وتَبَلَّغ بِكَذَا أَي اكتفَى بِهِ. وبَلَّغَ الشيْبُ فِي رأْسه: ظَهَرَ أَوّلَ مَا يَظْهَرُ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً، قَالَ: وَزَعَمَ الْبَصْرِيُّونَ أَن ابْنَ الأَعرابي صَحَّفَ فِي نوادِرِه فَقَالَ مَكَانَ بَلَّعَ بَلَّغَ الشيبُ، فَلَمَّا قِيلَ لَهُ إِنه تَصْحِيفٌ قَالَ: بَلَّعَ وبَلَّغَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ الصُّوليُّ: وَقُرِئَ يَوْمًا عَلَى أَبي الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٍ وأَنا حَاضِرٌ هَذَا، فَقَالَ: الَّذِي أَكتب بَلَّغ، كَذَا قَالَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً. والبالِغاءُ: الأَكارِعُ فِي لُغَةِ أَهل الْمَدِينَةِ، وَهِيَ بِالْفَارِسِيَّةِ بايْها. والتَّبْلِغةُ: سَيْر يُدْرج عَلَى السِّيَة حَيْثُ انْتَهَى طرَفُ الوَتَر ثَلَاثَ مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الْوَتَرُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ جَعَلَ التَّبْلِغَةَ اسْمًا كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر، فتفهَّمه. بوغ: البَوْغاءُ: التُّرَابُ عَامَّةً، وَقِيلَ: هِيَ التُّرْبَةُ الرَّخْوَةُ الَّتِي كأَنها ذَرِيرةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: تَشُجُّ بِهَا بَوْغاءَ قُفٍّ، وَتَارَةً ... تَسُنُّ عَلَيْهَا تُرْبَ آمِلةٍ عُفْرِ يَعْنِي كُثْبانَ رَمْلٍ؛ قَالَ وَقَالَ آخَرُ: لَعَمْرُكَ، لَوْلَا أَرْبعٌ مَا تَعَفَّرَتْ ... بِبَغدانَ، فِي بَوْغائِها، القَدَمانِ وَقِيلَ: البَوْغاءُ التُّرابُ الْهَابِي فِي الهَواء، وَقِيلَ: هُوَ التُّرَابُ الَّذِي يَطِيرُ مِنْ دِقَّتِهِ إِذا مُسَّ؛ وَفِي حَدِيثِ سُطَيْحٍ: تَلُفُّه فِي الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ البَوْغاءُ: التُّرَابُ الناعِمُ، والدِّمَنُ: منه ما تَدَمَّنَ أَي تَجَمَّعَ وتَلَبَّدَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا اللَّفْظُ كأَنه مِنَ الْمَقْلُوبِ تَلُفُّهُ الرِّيحُ فِي بَوْغَاءِ الدِّمَنِ؛ قَالَ: وَتَشْهَدُ لَهُ الرِّوَايَةُ الأُخرى: تَلُفُّهُ الرِّيحُ بِبَوْغَاءِ الدِّمَنِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي أَرض الْمَدِينَةِ: إِنما هِيَ سِباخٌ وبَوْغاء. وبَوْغاءُ الناسِ: سَفِلَتُهم وحَمْقاهُم وطاشَتُهم. والبَوْغُ: الَّذِي يَكُونُ فِي أَجْوافِ الفِقَعةِ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وتَبَوَّغَ بِهِ الدمُ: هاجَ كتَبَيَّغَ، وتَبَوَّغَ الرجلُ بِصَاحِبِهِ فَغَلَبَهُ، وتَبَوَّغَ الدمُ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ. وَحَكَى

فصل التاء المثناة

بَعْضُ الأَعراب: مَنْ هَذَا المُبَوَّغُ عَلَيْهِ ومَن هَذَا المُبَيَّغُ عَلَيْهِ؟ مَعْنَاهُ لَا يُحْسَدُ. وتَبَوَّغَ الشرُّ وتَبَوَّقَ إِذا اتَّسَعَ. بيغ: تَبَيَّغَ بِهِ الدمُ: هاجَ بِهِ، وَذَلِكَ حِينَ تَظْهَرُ حُمْرَتُه فِي البَدَن، وَهُوَ فِي الشَّفَةِ خَاصَّةً البَيْغُ. أَبو زَيْدٍ: تَبَيَّغَ بِهِ النوْمُ إِذا غَلَبَه، وتبيَّغَ بِهِ الدمُ غَلبه، وتبيَّغَ بِهِ المرضُ غَلَبَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: تبيَّغَ بِهِ الدمُ أَن يَغْلِبَه حَتَّى يَقْهَرَه، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: تبيَّغ بِهِ الدَّمُ أَي تَرَدَّدَ فِيهِ الدَّمُ. وتبيغَ الماءُ إِذَا تَرَدَّدَ فتَحَيَّرَ فِي مَجْراه مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا، وَكَذَلِكَ تَبَوَّحَ بِهِ الدمُ «1». والبَيْغُ توَقُّدُ الدَّمِ حَتَّى يظهرَ فِي العُروق. قَالَ شَمِرٌ: أَقْرأَني ابْنُ الأَعرابي لِرُؤْبَةَ: فاعْلَمْ وَلَيْسَ الرَّأْيُ بالتَّبَيُّغِ وَفَسَّرَ التبيُّغ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كتَبَيُّغِ الداءِ إِذَا أَخذ فِي جَسَدِهِ كُلِّهِ وَاشْتَدَّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وتَعْلَمْ نَزِيغاتُ الهَوَى أَنَّ وِدَّها ... تَبَيَّغَ مِنِّي كلَّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ لَمْ يُفَسِّرْهُ، وَهُوَ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى رَكِبَ فَيَنْتَصِبُ انْتِصَابَ الْمَفْعُولِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى هَاجَ وثارَ فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا: ثارَ مِنِّي عَلَى كلِّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ، فَحَذَفَ عَلَى وَعَدَّى الْفِعْلَ بَعْدَ حَذْفِ الْحَرْفِ. وتبَيَّغَ بِهِ الدَّمُ غَلَبه وقَهَرَه كأَنه مَقْلُوبٌ عَنِ الْبَغْيِ أَي تَبَغَّى مَثَلُ جَذَبَ وجَبَذَ وَمَا أَطْيَبَه وأَيْطَبَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وإِنك عالِمٌ وَلَا تُبَغْ أَي لَا تَبَيَّغُ بِكَ العينُ فَتُصِيبُكَ كَمَا يَتَبَيَّغُ الدمُ بِصَاحِبِهِ فَيَقْتُلُهُ. وَحَكَى بَعْضُ الأَعراب: مَنْ هَذَا المُبَوَّغُ عَلَيْهِ ومَن هَذَا المُبَيَّغُ عَلَيْهِ؟ مَعْنَاهُ لَا يُحْسَدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِالْحِجَامَةِ لَا يَتَبَيَّغْ بأَحدِكم الدمُ فيَقْتُلَه أَي لَا يَتَهَيَّجْ، وَقِيلَ: أَصله مِنَ البَغْي، يُرِيدُ تَبَغَّى فَقَدَّمَ الْيَاءَ وأَخَّر الْغَيْنَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَبَيَّغَ وتَبَوَّغَ، بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَأَصْلُهُ مِنَ البَوْغاء وَهُوَ الترابُ إِذا ثَارَ، فَمَعْنَاهُ لَا يَثُرْ بأَحدكم الدمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا تَبَيَّغَ بأَحدكم الدمُ فَلْيَحْتَجِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: ابْغِني خادِماً لَا يكونُ قَحْماً فَانِيًا وَلَا صَغِيرًا ضَرَعاً فَقَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدمُ ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل التاء المثناة تسغ: التَّسْغُ: لَطْخُ سَحابٍ رَقِيقٍ، وَلَيْسَ بَثَبَتٍ. تغغ: التَّغْتَغةُ: حِكَايَةُ صَوْت الحَلْي وَتَكُونُ حِكَايَةَ بَعْضِ الصَّوْتِ، يُقَالُ: سَمِعْتُ لِهَذَا الْحَلْيِ تَغْتَغةً إِذَا أَصاب بعضُه بَعْضًا فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ. والتغْتَغةُ: ثِقَلٌ فِي اللِّسَانِ، وَقَدْ تَغْتَغَ. والتَّغْتَغةُ: إِخفاءُ الضَّحِكِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَغْتَغَ الضَّحِكَ تَغْتَغَةً إِذَا أَخْفاه. قَالَ الأَزهريّ: قَوْلُ اللَّيْثِ فِي التَّغْتَغَةِ إِنه حِكَايَةُ صَوْتِ الْحَلْيِ تَصْحِيفٌ إِنما هُوَ حِكَايَةُ صَوْتِ الضَّحِك. وتَغْتَغَ الشيخُ: سقَطَتْ أَسْنانُه فَلَمْ يُفْهَمْ كلامهُ. وتِغ تِغ: حِكَايَةُ صَوْتُ الضَّحِكِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ سَمِعْتُ طاقِ طاقِ لِصَوْتِ الضَّرْبِ، وَتَقُولُ سَمِعْتُ تِغ تِغ يُرِيدُونَ صَوْتَ الضَّحِكِ، وَقَالَ أَيضاً: أَقبلوا تِغ تِغ وأَقبلوا قِه قِه إِذا قَرْقُروا بِالضَّحِكِ، وَقَدِ اتَّغَوْا بالضحك واوْتَغَوْا. توغ: تاغَ هَلَكَ وأَتاغه اللَّهُ، وكأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ وتَغَ.

_ (1). قوله [وَكَذَلِكَ تَبَوَّحَ بِهِ الدَّمُ] كذا في الأَصل بحاء مهملة ولعله بغين معجمة.

فصل الثاء المثلثة

فصل الثاء المثلثة ثرغ: الثَّرْغُ مَصَبُّ الْمَاءِ فِي الدَّلْو كالفَرْغِ، وَجَمْعُهُ ثُرُوغٌ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن الثَّاءَ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي لأَنهم لَا يَكَادُونَ يَتَّسِعُونَ فِي الْمُبْدَلِ بِجَمْعٍ وَلَا غَيْرِهِ. وثُرُوغُ الدَّلْوِ وفُروغُها: مَا بَيْنَ العَراقي، واحدُها فَرْغٌ وثَرْغ. ثغغ: الثَّغْثَغةُ: عَضُّ الصَّبِيِّ قَبْلَ أَن يَشْقَأَ ويَثَّغِرَ. والمُثَغْثِغُ: الَّذِي يَبُلُّ برِيقِهِ وَلَا يؤثِّر «2» والثَّغْثَغة: الْكَلَامُ الَّذِي لَا نِظامَ لَهُ. والمُثَغْثِغُ: الَّذِي إِذا تكَلَّم حَرَّك أَسْنانه فِي فِيِه واضْطَرَبَ اضْطِراباً شَدِيدًا فَلَمْ يُبَيِّنْ كلامَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وعَضَّ عَضَّ الأَدْرَدِ المُثَغْثِغِ، ... بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ ثلغ: ثَلَغَه بالعَصَا: ضَرَبَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وثَلَغ الشيءَ يَثْلَغُه ثَلْغاً: شدَخَه. وثَلَغَ رأْسَه يَثْلَغُه ثَلْغاً: هَشَمَه وشدَخَه، وَقِيلَ: الثَّلْغُ فِي الرَّطْبِ خاصَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذًا يَثْلَغُوا رأْسي كَمَا تُثْلَغُ الخُبْزةُ ؛ الثَّلْغُ: الشَّدْخُ، وَقِيلَ هُوَ ضَرْبُك الشيءَ الرطبَ بِالشَّيْءِ الْيَابِسِ حَتَّى يَنْشَدِخَ. وَفِي حَدِيثِ الرؤْيا: فإِذا هُوَ يَهْوي بِالصَّخْرَةِ فَيَثْلَغُ بِهَا رأْسَه ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: كالفَقْعِ إنْ يُهْمَزْ بوَطْءٍ يُثْلَغِ وَقَدِ انْثَلَغَ وانْشَدَخَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمُثَلَّغُ مِنَ الرُّطَب: مَا سَقَطَ مِنَ النَّخْلَةِ فَانْشَدَخَ، وَقِيلَ: المثلَّغ مِنَ البُسْرِ والرُّطَب الَّذِي أَصابه الْمَطَرُ فأَسقطه مِنَ النَّخْلَةِ ودَقَّه، وَقَدْ تَنَاثَرَتِ الثِّمار فَثُلِّغَتْ تَثْلِيغاً. والمُثَلَّغَةُ: الرُّطَبةُ المُعَرَّقة، وهي المَعْوة. ثمغ: الثَّمْغُ: الكَسْر فِي الرَّطْب خَاصَّةً، ثَمَغَه يَثْمَغُه ثَمْغاً. وثَمَغَ رأْسَه بالعَصا ثَمْغاً: شدَخَه مِثْلَ ثَلَغَه. والثَّمْغُ: خَلْطُ البياضِ بِالسَّوَادِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْ لاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ وثَمَغ السوادُ والبياضُ: اخْتَلَطا. وثَمَغَ رأْسَه بالحِنَّاءِ والخَلُوقِ يَثْمَغُه: غَمَسَه فأَكثر. وثَمَغَ لِحْيَتَه فِي الخِضابِ أَي غَمَسَها؛ وأَنشد: ولِحْيةٍ تُثْمَغُ فِي خَلُوقِها وثَمَغَ الثوبَ يَثْمَغُه ثَمْغاً: أَشْبَعَ صَبْغَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَكْتُ بَني الغُزَيِّلِ غَيْرَ فَخْزٍ، ... كأَنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بِوَرْس قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَجُوزُ ثَمَّغْتُ الثَّوْبَ، بِالتَّشْدِيدِ، وَكَذَلِكَ ثَمَّغْتُ الشَّعَر بالحِنَّاء. وَيُقَالُ: ثَمَّغَ رأْسَه بالدُّهْن أَو بِخَلُوقٍ بَلَّه. وثَمَّغَ الشيءَ: كَسَرَه. وثَمْغٌ: مَالٌ كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فوقَفه. وَفِي حَدِيثِ صدَقةِ عُمَرَ : إِنْ حَدَثَ بِهِ حادِثٌ إنَّ ثَمْغاً وصِرْمةَ ابن الأَكْوَعِ وَكَذَا وَكَذَا جَعَلَهُ وَقْفًا ؛ هُمَا مَالَانِ مَعْرُوفَانِ بِالْمَدِينَةِ كَانَا لِعُمَرَ بْنِ الخطاب فوقَفهما.

_ (2). قوله [ولا يؤثر] زاد شارح القاموس فيما يعض لأنه لا أسنان له، قاله الليث.

فصل الدال المهملة

وثَمَغَةُ الْجَبَلِ: أَعْلاه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ ثَمَغَةُ الْجَبَلِ، بِالثَّاءِ، قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْتُ أَنا نَمَغةُ، بالنون. فصل الدال المهملة دبغ: دَبَغَ الجِلْد يَدْبَغُه ويَدْبُغُه يَدْبِغُه؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، دَبْغاً ودِباغةً ودِباغاً، والدَّبّاغُ مُحَاوِلُ ذَلِكَ، وحِرْفَتُه الدِّباغةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: دِباغُها طَهُورُها. والدِّبْغُ والدِّباغُ والدِّباغةُ والدِّبْغةُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُدْبَغُ بِهِ الأَدِيمُ؛ الدِّباغةُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَالْمَصْدَرُ الدَّبْغُ. يُقَالُ: الْجِلْدُ فِي الدِّباغ. والمَدْبَغةُ: مَوْضِعُ الدِّباغِ. التَّهْذِيبُ: والمَدْبَغةُ والمَنِيئةُ الجُلود الَّتِي ابْتُدِئَ بِهَا فِي الدِّباغِ. وأَدِيمٌ دَبِيغٌ: مَدْبُوغٌ. والدَّبْغةُ، بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، تَقُولُ: دَبَغْتُ الْجِلْدَ فانْدَبَغَ. دغغ: الدَّغْدَغةُ فِي البُضْعِ وَغَيْرِهِ. التحْرِيكُ. وَيُقَالُ للمَغْمُوزِ فِي حسَبه أَو نسَبه: مُدَغْدَغٌ. وَيُقَالُ: دَغْدَغَه بِكَلِمَةٍ إِذَا طَعن عَلَيْهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: علَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ «1» أَي لَا يُطْعَن في حَسبي. دفغ: الدَّفْغُ: حُطامُ الذُّرةِ ونُسافَتُها؛ قَالَ الْحِرْمَازِيُّ: دُونَكِ بَوْغاءَ رِياغَ الدَّفْغِ الرِّياغُ: التُّرَابُ المُدَقَّقُ، والدَّفْغُ: أَلأَمُ مَوْضع فِي الْوَادِي وشرُّه تُراباً، وَهَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ إِنَّمَا هُوَ الرَّفْغُ، بالراءِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا شِعْرَ الحِرْمازي، وأَنشد مُسْتَشْهِداً عَلَى حُطام الذُّرة قَوْلَ الشَّاعِرِ: ذَلِكَ خَيْرٌ مِنْ حُطامِ الدَّفْغِ دمغ: الدِّماغُ: حَشْوُ الرأْسِ، وَالْجَمْعُ أَدْمِغةٌ ودُمُغٌ. وأُمّ الدِّماغِ: الهامةُ، وَقِيلَ: الْجِلْدَةُ الرَّقِيقةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَيْهِ. والدَّمْغُ: كَسْرُ الصَّاقُورةِ عَنِ الدِّماغ. دَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً، فَهُوَ مَدْموغٌ ودَمِيغٌ، وَالْجَمْعُ دَمْغى، وَكَذَلِكَ مَرَةٌ دَمِيغٌ مِنْ نِسْوةٍ دَمْغى؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: رأَيت عَيْنَيْه عَيْنَيْ دَمِيغٍ ؛ رَجُلٌ دَمِيغٌ ومَدْموغ: خَرَجَ دِماغُه. ودَمَغَه: أَصابَ دِماغَه. ودَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حَتَّى بَلَغَتِ الشجّةُ الدِّمَاغَ، وَاسْمُهَا الدَّامِغةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: دامِغِ جَيْشاتِ الأَباطِيل أَي مُهْلِكِها. يُقَالُ: دَمَغَه دَمْغاً إِذَا أَصاب دِماغَه فَقَتَلَهُ. وَفِي حَدِيثِ ذِكْرِ الشِّجاجِ: الدامغةُ الَّتِي انْتَهَتْ إِلَى الدِّمَاغِ ، والدَّامِغةُ مِنَ الشِّجَاجِ الَّتِي تَهْشِمُ الدِّمَاغَ حَتَّى لَا تُبْقي شَيْئًا. وَالشِّجَاجُ عَشَرَةٌ: أَولها القاشرةُ وَهِيَ الحارِصةُ ثُمَّ الباضعةُ ثُمَّ الدّاميةُ ثُمَّ المُتَلاحِمةُ ثُمَّ السِّمْحاقُ ثُمَّ المُوضِحة ثُمَّ الهاشِمةُ ثُمَّ المُنَقِّلةُ ثُمَّ الآمّةُ ثُمَّ الدَّامِغة، وَزَادَ أَبو عُبَيْدٍ: الدّامِعةُ بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ بَعْدَ الدَّامِيَةِ. ودَمَغَتْه الشمسُ دَمْغاً: آلَمَتْ دِماغَه. ودَمِيغُ الشَّيْطَانِ: نَبْزُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ كَانَ الشيطانُ دَمَغَه. والدّامِغةُ: حَدِيدةٌ تُشَدُّ بِهَا آخرةُ الرَّحل. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي فَوْقَ مؤخَّرة الرَّحْلِ الغاشِيةُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الدّامِغةُ؛ وَقَالَ

_ (1). قوله [عليّ إلخ] قبله: وَاحْذَرْ أَقَاوِيلَ الْعُدَاةِ النُّزَّغِ

فصل الذال المعجمة

ذُو الرُّمَّةِ: فَرُحْنا وقُمْنا، والدَّوامِغُ تَلْتَظي ... عَلَى العِيسِ مِنْ شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالُها قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤوس الأَحْناء مِنْ فَوْقِهَا، واحِدتُها دامِغة، وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْ خَشَبٍ وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أَسْراً شَدِيدًا، وَهِيَ الخَذارِيفُ، وَاحِدُهَا خُذْرُوف. وَقَدْ دَمَغَتِ المرأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ دَمْغاً. قَالَ الأَزهري: الدَّامِغَةُ إِذَا كَانَتْ مِنْ حَدِيدٍ عُرِّضَت فَوْقَ طرَفَي الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمارين، والخذاريفُ تشدّ على رؤوس العَوارِضِ لِئَلَّا تتفَكَّكَ. أَبو عَمْرٍو: أَحْوَجْتُه إِلَى كَذَا وأَحْرَجْتُه وأَدْغَمْتُه وأَدْمَغْتُه وأَجْلَدْتُه وأَزْأَمْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والدّامِغةُ: طَلْعةٌ طَوِيلةٌ صُلْبة تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ شَظِيّاتِ قُلْبِ النَّخْلة فَتُفْسِدُها إِن تُرِكَتْ، فإِذا عُلِم بِهَا امْتُصِخَتْ، والقَهْرُ والأَخْذُ مِنْ فوقُ دَمْغٌ كَمَا يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ. ودَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً: غَلَبه وأَخذه مِنْ فَوْقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ ؛ أَي يَعْلوه وَيَغْلِبُهُ ويُبْطِله؛ قَالَ الأَزهري: فيَدْمَغُه فَيَذْهَبُ بِهِ ذَهابَ الصَّغارِ والذُّلِّ. وأَدْمَغَ الرجلُ طَعامَه: ابتلَعه بَعْدَ المَضْغ، وَقِيلَ قَبْلَه، وَهُوَ أَشبه. ودَمَغَتِ الأَرضُ: أَكَلتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَحُكِيَ اللِّحْيَانِيُّ: دَمَغَهم بمُطْفِئةِ الرَّضْف، يَعْنِي بمُطْفئة الرضْف الشاةَ المهْزولة، وَلَمْ يُفَسِّرْ دَمْغَهُمْ إِلَّا أَن يَعْني غَلَبَهم. دمرغ: الدُّمَّرِغُ: الرجلُ الشديدُ الحُمْرة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وأَرى اللِّحْيَانِيَّ قَالَ أَبْيَضُ دُمَّرِغٌ أَي شَدِيدُ البياضِ، شكَّ فيه الطوسِي. دنغ: الدَّنِغُ: مِنْ سَفِلةِ النَّاسِ. رجلٌ دَنِغٌ مِنْ قَوْمٍ دَنَغةٍ نادِرٌ لأَن فَعَلة جَمْعًا إِنما هُوَ تَكْسِيرُ فاعِلٍ، وَهُمُ السُّفّالُ الأَرْذالُ. دَوَغَ: قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْكِلَابِيَّ يَقُولُ: داغَ القومُ وداكُوا إِذا عَمَّهم المرَضُ، والقومُ فِي دَوْغةٍ مِنَ الْمَرَضِ ودَوكة إِذا عَمَّهم وآذاهُم. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَصابَتْنا دَوْغةٌ أَي بَرْد. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: فِي فُلَانٍ دَوْغَةٌ ودَوْكة أَي حُمْقٌ. فصل الذال المعجمة ذلغ: ذَلِغَ الرَّجُلُ ذَلَغاً: تَشَقَّقَت شَفَتَاهُ. وَرَجُلٌ أَذْلَغُ وأَذْلَغِيٌّ: غَلِيظُ الشفةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: غَلَيِظُ الشَّفَتَيْنِ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: كَانَ كُثَيِّرٌ أُذَيْلِغَ لَا يَنَالُ خِلْفَ النَّاقَةِ لِقصَره. وَرَجُلٌ أَذْلَغُ: مُتَقشِّر الشفةِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: دَلَعْتُ الطعامَ «1» وذَلَغْتُه أَي أَكلته، وَمِثْلُهُ اللَّغَف. والأَذْلَغُ والأَذْلَغِيُّ: الأَقْلَفُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ، الْجَعْدِيُّ يَهْجُو لَيْلَى الأَخيلية: دَعي عَنْكِ تَهْجاءَ الرِّجال، وأَقْبِلي ... عَلَى أَذلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ الأَذلَغي منسوب إلى الأَذْلَغِ ابن شدَّاد مِنْ بَنِي عُبادةَ بْنِ عُقَيْلٍ وَكَانَ نَكّاحاً. وذَلِغَتْ شفَتُه تَذْلَغُ ذَلَغاً إِذا انْقَلَبَتْ، وَهُوَ الأَذْلَغُ. وذَلِغَ الذَّكَرُ يَذْلَغُ: أَمْذى. وذكَرٌ أَذلَغِيّ مَذَّاء؛ وأَنشد ابن بري:

_ (1). قوله [دلعت الطعام إلخ] كذا بالأصل هنا وتبعه شارح القاموس فجعل دلع بالعين المهملة، وفي مادة لغف: دلغت الطعام وذلغته بغين معجمة فيهما.

فصل الراء المهملة

فَدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ، ... فصَرَخَتْ قَدْ: جُزْتَ أَقصى المسْلكِ وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ: أَذْلَغُ وأَذلَغِيّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: واكْتَشَفَتْ لِناشِئٍ دَمَكْمَكِ ... عَنْ وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ، فَداسَها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ مِذْلَغٌ أَيضاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ الْوَزِيرُ الأَذْلَغ الأَيْرُ الأَقشرُ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً مِذْلَغٌ؛ وَقَالَ كُثَيْرٌ الْمُحَارِبِيُّ: لَمْ أَرَ فيهمْ كَسُوَيْدٍ رامِحا، ... يَحْمِلُ عَرْداً كالمَصادِ زامِحا مُلَمْلَمَ الهامةِ يَضْحى قاسِحا، ... لَمّا رَأَى السَّوْداءَ هَبَّ جانِحا فَشامَ فِيهَا مِذْلَغاً صُمادِحا ... فصَرَخَتْ: لقَد لَقِيتُ ناكِحا رَهْزاً دِراكاً يحْطِمُ الجَوانِحا قَالَ الأَزهري: الذَّكَرُ يُسَمَّى أَذْلَغَ إِذا اتْمَهَلَّ فَصَارَتْ ثومَتُه مِثْلَ الشَّفَةِ الْمُنْقَلِبَةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ قَدْ تَذَلَّغَتِ الرُّطبةُ انْقَشَرَ جِلْدُهَا، وتَذَلَّغَ ظَهَرُ الْجَمَلِ مِنَ الحِمْل إِذا انْقَشَرَ جِلْدُهُ. وَبَنُو الأَذلَغ: حَيٌّ. فصل الراء المهملة ربغ: خُذْهُ بِرَبَغِه أَي بحدْثانِه ورُبّانِه، وَقِيلَ بأَصله. والرَّبْغُ: التُّرابُ المدَقَّقُ كالرَّفْغِ. والأَربَغُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ الرَّباغةُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّبْغُ الرِّيُّ، والإِرْباغُ إرْسال الإِبل عَلَى الْمَاءِ كُلَّمَا شَاءَتْ وَرَدَتْ بِلَا وَقْتٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَالصَّحِيحُ الإِرْباعُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم، وَتَقُولُ مِنْهُ: أَرْبَغَها فَهِيَ مُرْبَغةٌ، وَقَدْ ربَغَتْ هِيَ. وَيُقَالُ: تُرِكَتْ إِبلُها هَمَلًا مُرْبَغةً، وَفِي التَّهْذِيبِ: هَمَلًا مُرْبَغاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: هَلْ لَكَ فِي نَاقَتَيْنِ مُرْبَغَتَينِ سَمِينَتَيْنِ أَي مُخصِبَتين؛ الإِرْباغُ: إِرسال الإِبل عَلَى الْمَاءِ تَرِدُه أَيَّ وَقْتٍ شَاءَتْ، أَراد نَاقَتَيْنِ قَدْ أَرْبَغَتا حَتَّى أَخصَبت أَبْدانُهما وسَمِنتا. وعَيشٌ رابِغٌ رافِغٌ أَي ناعِم. ورَبَغَ القومُ فِي النَّعِيمِ إِذا أَقاموا فِيهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الشيطانَ قَدْ أَرْبَغَ فِي قُلُوبِكُمْ وعَشَّشَ أَي أَقام عَلَى فَساد اتَّسع لَهُ المُقامُ مَعَهُ. قَالَ: والرَّابِغُ الَّذِي يُقيم عَلَى أَمْر ممْكِن لَهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: ورابِغٌ وادٍ يَقْطَعُه الحاجُّ بَيْنَ البَزْواءِ والجُحْفةِ دُون عَزْوَر؛ قَالَ كُثَيِّر: أَقولُ، وقدْ جاوَزْنَ مِنْ عَيْنِ رابِغٍ ... مَهامِهَ غُبْراً يَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ رَابِغٌ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، بَطْنُ وادٍ عِنْدَ الْجُحْفَةِ. ويَرْبَغُ وأَرباغ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى: وأُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِي سَراتَهم، ... وأُسْلِكُ خِلًّا بَيْنَ أَرْباغَ والسَّرْدِ رثغ: الرَّثَغُ: لُغَةٌ فِي اللَّثَغِ. ردغ: الرَّدْغُ والرَّدَغةُ والرَّدْغةُ، بِالْهَاءِ: الْمَاءُ وَالطِّينُ والوَحَل الْكَثِيرُ الشديدُ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ رِداغٌ ورَدَغٌ. وَمَكَانٌ رَدِغٌ: وَحِلٌ. وارتَدغَ الرجلُ: وقَعَ فِي الرِّداغِ أَو فِي الرَّدْغةِ. وَفِي حَدِيثِ شدَّاد بْنِ أَوس: أَنه تَخَلَّفَ عَنِ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ

مطرٍ وَقَالَ مَنَعَنا هَذَا الرِّداغُ عَنِ الْجُمُعَةِ ؛ الرَّدَغةُ: الطِّينُ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ بَدَلُ الدَّالِ وَهِيَ بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ الرَّدَغةُ وَقَدْ جَاءَ رَدْغة. وَفِي مَثَلٍ مِنَ المُعاياة قَالُوا: ضَأْنٌ بِذِي تُناتِضَةَ يَقْطَعُ رَدْغةَ الْمَاءِ بعَنَقٍ وإِرْخاء، يُسَكِّنُونَ دَالَ الردْغة فِي هَذِهِ وَحْدَهَا وَلَا يُسَكِّنُونَهَا فِي غَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كُنْتُمْ فِي الرِّداغ أَو الثلْجِ وحضرتِ الصلاةُ فأَوْمِئوا إِيماء. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَالَ فِي مُؤمن مَا لَيْسَ فِيهِ حَبَسه اللهُ فِي رَدَغَةِ الخَبالِ ؛ جَاءَ تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ أَنها عُصارةُ أَهلِ النَّارِ، وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ والوَحَلُ الكثيرُ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ بْنِ عطيّةَ: مَنْ قَفا مُؤْمِنًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وقَفَه اللَّهُ فِي رَدْغةِ الخَبال. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ شرِبَ الخمرَ سَقاه اللَّهُ مِنْ رَدْغةِ الخَبال. وَفِي الْحَدِيثِ: خَطَبَنَا فِي يوْمٍ ذِي رَدْغٍ. ورَدَغَت السماءُ: مثلُ رَزَغَتْ. والرَّدِيغُ: الأَحمق الضعيفُ. والمَرْدَغةُ: الرَّوْضةُ البَهِيَّةُ. والمَرْدغةُ: مَا بَيْنَ العُنقِ إِلَى التَّرْقُوةِ، والجمعُ المَرادِغُ، وَقِيلَ: المَرْدَغَةُ مِنَ الْعُنُقِ اللحْمةُ الَّتِي تَلِي مؤخَّر الناهِضِ مِنْ وسَط العَضُدِ إِلَى المِرْفق. ابْنُ الأَعرابي المَرْدَغةُ اللحْمةُ الَّتِي بَيْنَ وابِلةِ الكتفِ وجَناجِنِ الصَّدْرِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: دخلْتُ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى وَقَعَتْ يَدِي عَلَى مَرادِغه ؛ هِيَ مَا بَيْنَ الْعُنُقِ إِلَى التَّرْقُوَةِ، وَقِيلَ: لَحْمُ الصَّدْرِ، الْوَاحِدَةُ مَرْدَغةٌ، وَقِيلَ المَرادِغُ البآدِلُ وَهِيَ أَسفل التَّرْقُوَتَيْنِ فِي جانِبي الصدْر. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا سَمِنَ الْبَعِيرُ كَانَتْ لَهُ مَرادِغُ فِي بَطْنِهِ وَعَلَى فُرُوعِ كتِفَيْه، وَذَلِكَ أَنّ الشَّحْمَ يَتَراكَبُ عَلَيْهَا كالأَرانِبِ الجُثُومِ، وإِذا لَمْ تَكُنْ سَمِينةً فَلَا مَرْدَغَةَ هُنَاكَ. وَيُقَالُ: إِنَّ نَاقَتَكَ ذاتُ مَرادِغَ، وجملك ذو مَرادِغَ. رزغ: الرَّزْغُ: الماءُ الْقَلِيلُ فِي المَسايِلِ والثِّمادِ والحِساءِ وَنَحْوِهَا، والرَّزَغةُ أَقل مِنَ الرَّدَغةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَشدُّ مِنَ الرَّدَغَةِ. والرَّزَغةُ، بِالْفَتْحِ: الطِّينُ الرَّقِيقُ والوحَلُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنه قَالَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ: مَا خطَبَ أَميرُكم اليومَ؟ فَقِيلَ: أَما جَمَّعْتَ؟ فَقَالَ: مَنَعَنا هَذَا الرَّزَغُ ؛ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: الرَّزَغُ الطِّينُ والرُّطوبةُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ والوحَلُ، وأَرْزَغَتِ السماء، في مُرْزِغةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: خَطَبَنَا في يومٍ ذي رَزَغٍ ، وَرُوِيَ الْحَدِيثَانِ بِالدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ خُفافِ بْنَ نُدْبةَ: إِنْ تُرْزِغِ الأَمْطارُ غَيْثًا. والرَّزِغُ والرَّازِغُ: المُرْتَطِمُ فِيهَا. وأَرْزَغَت السَّمَاءُ وأَرزغَ المطرُ: كَانَ مِنْهُ مَا يَبُلُّ الأَرضَ، وَقِيلَ: أَرْزَغَ المطرُ الأَرضَ إِذا بلَّها وبالَغ وَلَمْ يَسِلْ؛ قَالَ طرفةُ يَهْجُو، وَفِي التَّهْذِيبِ يَمْدَحُ رَجُلًا: وأَنْتَ، عَلَى الأَدْنى، شَمالٌ عَرِيَّةٌ ... شَآمِيةٌ تَزْوي الوُجُوهَ بَلِيلُ وأَنْتَ، عَلَى الأَقْصى، صَباً غيرُ قَرّةٍ ... تَذاءَبُ مِنْهَا مُرْزِغٌ ومُسِيلُ يَقُولُ: أَنت للبُعداء كالصَّبا تَسوقُ السّحابَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَيَكُونُ مِنْهَا مَطَرٌ مُرْزِغ وَمَطَرٌ مُسِيل، وَهُوَ الَّذِي يُسِيلُ الأَوْدِيةَ والتِّلاعَ، فَمَنْ رَوَاهُ تذاءبَ بِالْفَتْحِ جَعَلَهُ للمُرْزِغِ، وَمَنْ رَفَعَ جَعَلَهُ للصَّبا، ثُمَّ قَالَ مِنْهَا مُرزغ وَمِنْهَا مُسيل. وأَرزَغَ الرجلَ: لطَّخه بعَيْب وأَرْزَغَ فِيهِ إرْزاغاً

وأَغْمَز فِيهِ إِغْمَازًا: اسْتَضْعَفه واحْتَقَره وعابَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا المَنايا انْتَبْنَه لَمْ يَصْدُغِ، ... ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ، فالحَرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وأَعْطى الذِّلَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ ثُمَّتَ أَعطى الذُّلَّ. وَيُقَالُ: احْتَفَرَ القومُ حَتَّى أَرْزَغوا أَي بَلَغُوا الطينَ الرطْبَ. رسغ: الرُسْغُ: مَفْصِلُ مَا بَيْنَ الْكَفِّ والذِّراع، وَقِيلَ: الرُّسْغُ مُجْتَمَعُ السَّاقِينِ وَالْقَدَمَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَفْصِلُ مَا بَيْنَ السَّاعِدِ والكفِّ والساقِ والقدمِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ المُسْتَدِقُّ الَّذِي بَيْنَ الحافِر ومَوْصِلِ الوَظِيفِ مِنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَهُوَ الرُّسُغُ، بِالتَّحْرِيكِ أَيضاً مِثْلُ عُسْر وعُسُرٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فِي رُسُغٍ لَا يَتَشَكّى الحَوْشَبا، ... مُسْتَبْطِناً مَعَ الصَّمِيمِ عَصَبا والجمعُ أَرْساغٌ. ورَسَغَ البعيرَ: شدَّ رُسْغَ يَدَيْهِ بِخَيْطٍ. والرُّسْغُ والرِّساغُ: مَا شُدَّ بِهِمَا، وَقِيلَ: الرُّسْغُ حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ الْبَعِيرُ شَدّاً شَدِيدًا فَيَمْنَعُهُ أَن يَنْبَعِثَ فِي المَشْي، وَجَمْعُهُ رِساغٌ. التَّهْذِيبِ: الرِّساغُ حَبْلٌ يشدُّ فِي رُسْغَي الْبَعِيرِ إِذَا قُيِّدَ بِهِ، والرَّسَغُ: اسْتِرْخاءٌ فِي قَوائِمِ الْبَعِيرِ. والرِّساغُ: مُراسَعةُ الصَّرِيعين فِي الصِّراع إِذَا أَخذ أَرساغَهما. ابْنُ بُزُرْج: ارْتَسَغَ فُلَانٌ عَلَى عِيالِه إِذا وسَّعَ عَلَيْهِمُ النَّفَقَةَ. وَيُقَالُ: ارْتَسِغْ عَلَى عيالِك وَلَا تُقتِّرُ. وإِنه مُرَسَّغٌ عَلَيْهِ فِي الْعَيْشِ أَي مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ. وعيشٌ رَسِيغٌ: واسِعٌ. وَطَعَامٌ رَسِيغٌ: كَثِيرٌ. وأَصابَ الأَرضَ مَطَرٌ فَرَسَّغَ أَي بَلَغَ الماءُ الرُّسْغَ أَو حَفَرَهُ حَافِرٌ فَبَلَغَ الثَّرَى قَدْرَ رُسْغه، وَكَذَلِكَ أَرْسَغَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: رَسَّغَ المطرُ كَثُرَ حَتَّى غَابَ فِيهِ الرُّسْغُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَصابَنا مَطَرٌ مُرَسِّغٌ إِذَا ثَرَّى الأَرضَ حَتَّى تَبْلُغَ يَدُ الحافِر عنه إلى أَرْساغِه. رصغ: الرُّصْغُ: لُغَةٌ فِي الرُّسْغ مَعْرُوفَةٌ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الرُّسْغُ، بِالسِّينِ، والرِّساغُ والرِّصاغُ: حَبْلٌ يشدُّ فِي رُسْغ الدَّابَّةِ شَدِيدًا إِلَى وَتِد أَو غَيْرِهِ وَيَمْنَعُ الْبَعِيرَ مِنَ الانْبعاث فِي الْمَشْيِ، وَهُوَ بِالصَّادِ لغة العامة. رغغ: الرَّغِيغةُ: طَعَامٌ مِثْلُ الحَسا يُصْنَع بِالتَّمْرِ؛ قَالَ: أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: لَقَدْ عَلِمَتْ أَسَدٌ أَنَّنا ... لَهُمْ نُصُرٌ، ولنِعْمَ النُّصُرْ فكَيْفَ وجَدْتُمْ، وَقَدْ ذُقْتُمُ ... رَغِيغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومُرْ؟ والرَّغِيغَةُ: مَا عَلَى الزُّبْدِ وَهُوَ مَا يُسْلأُ مِنَ اللَّبَنِ مِثْلَ الرَّغْوةِ، وَقِيلَ: الرَّغِيغةُ لَبَنٌ يُغْلَى ويُذَرُّ عَلَيْهِ دَقِيقٌ يُتَّخَذُ للنُّفَساء، وَقِيلَ: هُوَ طَعَامٌ يُتَّخَذُ لِلنُّفَسَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّغِيغَةُ لَبَنٌ يُطْبخ، وأَنشد بَيْتَ أَوس؛ قَالَ الأَصمعي: كَنَّى بالرغِيغةِ عَنِ الوقْعةِ أَي ذُقْتم طَعْمَها فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوهَا. والرَّغْرَغَةُ: أَن تشرَبَ الإِبلُ الْمَاءَ كلَّ يَوْمٍ، وَقِيلَ: كُلُّ يَوْمٍ مَتَى شَاءَتْ، وَهُوَ مِثْلُ الرَّفْهِ، وَقِيلَ: هِيَ

أَن تَرَدَّدَ عَلَى الْمَاءِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِرَارًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يسقِيَها يَوْمًا بِالْغَدَاةِ وَيَوْمًا بِالْعَشِيِّ. الأَصمعي فِي رَدِّ الإِبل قَالَ: إِذا رَدَّدَها عَلَى الْمَاءِ فِي الْيَوْمِ مِراراً فَذَلِكَ الرَّغْرَغةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الْمَاءَ كُلَّمَا شَاءَتْ، يَعْنِي الإِبل، والرَّغْرَغةُ هُوَ أَن يَسْقِيَهَا سَقْيًا لَيْسَ بتامٍّ وَلَا كافٍ. ورَغْرَغَ أَمْراً: أَخْفاه. والرّغرغةُ: رَفاغةُ العيشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبِشْرِ بْنِ النّكْث: حَلا غُثاءُ الرَّاسِياتِ فَهَدَرْ ... رَغْرَغةً رَفْهاً، إِذَا الوِردُ حَضَرْ الْفَرَّاءُ: إِذَا كَانَ الْعَجِينُ رَقِيقًا فَهُوَ الضَّغِيغةُ والرَّغِيغةُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّغِيغةُ عُشْبٌ ناعِمٌ. والمُرَغْرَغُ: غَزْل لَمْ يُبْرَمْ. رفغ: الرَّفْغُ والرُّفْغُ: أُصُولُ الفَخِذيْنِ مِنْ بَاطِنٍ وَهُمَا مَا اكْتَنَفَا أَعالي جانِبَي العانةِ عِنْدَ مُلْتَقَى أَعالي بَواطِنِ الْفَخِذَيْنِ وأَعلى الْبَطْنِ، وَهُمَا أَيْضاً أُصول الإِبْطَيْنِ، وَقِيلَ: الرُّفْغ مِنْ بَاطِنِ الفَخذِ عِنْدَ الأُرْبِيَّةِ، وَالْجَمْعُ أَرْفُغٌ وأَرْفاغٌ ورِفاغٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ زَوَّجُوني جَيْأَلًا، فِيهَا حَدَبْ، ... دَقِيقةَ الأَرْفاغِ ضَخْماءَ الرُّكَبْ وناقةٌ رَفْغاءُ: واسِعةُ الرُّفْغِ. وَنَاقَةٌ رفِغةٌ: قَرِحةُ الرفْغَيْنِ. والرَّفْغاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الدَّقِيقةُ الفَخِذيْن المُعِيقةُ «2». الرّفْغَيْنِ الصَّغِيرَةُ المَتاعِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَرافِغُ أُصول الْيَدَيْنِ وَالْفَخِذَيْنِ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. والأَرْفاغُ: المَغابنُ مِنَ الْآبَاطِ وأُصولِ الْفَخِذَيْنِ والحوالِبِ وَغَيْرِهَا مِنْ مَطاوِي الأَعْضاء وَمَا يَجْتَمِعُ فِيهِ الوَسَخُ والعَرَقُ. والمَرْفُوغةُ: الَّتِي التَزَقَ خِتانُها صَغِيرَةً فَلَا يَصِلُ إِليها الرِّجال. والرُّفْغُ: وسَخُ الظفُر، وَقِيلَ: الْوَسَخُ الَّذِي بَيْنَ الأُنْملة والظُّفُرِ، وَقِيلَ: الرُّفْغ كُلُّ مَوْضِعٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْوَسَخُ كالإِبْط والعُكْنةِ وَنَحْوِهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلَّى فأَوْهَم فِي صلاتِه فَقِيلَ لَهُ: يَا رسولَ اللَّهِ كأَنك قَدْ أَوْهَمْتَ، قَالَ: وَكَيْفَ لَا أُوهِمُ ورُفْغُ أَحدِكم بَيْنَ ظُفُرِه وأُنْمُلَتِه ؟ قَالَ الأَصمعي: جمْع الرُّفْغ أَرْفاغٌ وَهِيَ الآباطُ والمَغابِنُ مِنَ الْجَسَدِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِبلِ والناسِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمَعْنَاهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا بَيْنَ الأُنثيين وأُصول الْفَخِذَيْنِ وَهِيَ المَغابِنُ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثُ عُمَرَ: إِذا الْتَقَى الرُّفْغانِ فَقَدْ وجَبَ الغُسْلُ ، يُرِيدُ إِذَا الْتَقَى ذَلِكَ مِنَ الرجلِ والمرأَةِ وَلَا يَكُونُ هَذَا إلَّا بَعْدَ الْتِقَاءِ الخِتانَيْنِ، قَالَ: وَمَعْنَى الْحَدِيثِ الأَوَّل أَنَّ أَحدهم يَحُكُّ ذَلِكَ المَوْضِعَ مِنْ جَسَدِهِ فيَعْلَقُ دَرَنه ووسَخُه بأَصابعه فَيَبْقَى بَيْنَ الظُّفْرِ والأُنملة، وإِنما أَنْكَرَ مِنْ هَذَا طُولَ الأَظفار وتركَ قَصِّها حَتَّى تطولَ، وأَراد بالرُّفْغ هَاهُنَا وسَخَ الظُّفُرِ كأَنه قَالَ ووسَخُ رُفْغ أَحدِكم، وَالْمَعْنَى أَنكم لَا تُقَلِّمُونَ أَظْفاركم ثُمَّ تَحُكُّونَ أَرْفاغَكم فيَعْلَقُ بِهَا مَا فِيهَا مِنَ الوَسخ، وَاللَّهُ أَعلم؛ قُلْتُ: وَقَوْلُهُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ لَا يَكُونُ الْتِقَاءُ الرُّفْغَيْنِ مِنَ الرَّجُلِ والمرأَة إلَّا بَعْدَ الْتِقَاءِ الخِتانَيْن فِيهِ نَظَرٌ لأَنه قَدْ يُمْكِنُ أَن يَلْتَقِيَ الرُّفْغَانِ وَلَا يَلْتَقِيَ الخِتانان، وَلَكِنَّهُ أَراد الْغَالِبَ مِنْ هَذِهِ الْحَالَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. والرُّفْغان:

_ (2). قوله [المعيقة] كذا ضبط بالأَصل، وهو في القاموس بلا ضبط، وبهامش شارحه ما نصه: قوله المعيقة يظهر أن الميم من زيادة الناسخ في المتن وحقه العيقة كضيقة بتشديد الياء على فيعلة من عوق، وفي اللسان عيق إتباع لضيق أي بشد الياء فيهما، في ضيقة تعويق للرجل عن حاجته، قاله نصر

أَصْلا الْفَخِذَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ كَذَا وَكَذَا ونَتْفُ الرُّفْغَيْن أَي الإِبْطين، وَجَعَلَ الْفَرَّاءُ الرُّفْغَيْنِ الإِبطين فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ مِنْهَا تَقْلِيمُ الأَظْفار ونَتْفُ الرُّفْغَيْنِ ؛ وَهُوَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ونَتْفُ الإِبْطِ ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خَمْسٌ مِنَ الفِطْرةِ: الاسْتِحْدادُ والخِتانُ وقَصُّ الشارِب ونتفُ الإِبْطِ وتَقْلِيمُ الأَظفارِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: والرُّفْغُ مِنَ المرأَة مَا حولَ فرجها. وقال أَعرابي: تَرَفَّغَ الرجلُ المرأَةَ إِذَا قَعَدَ بَيْنَ فَخِذَيْهَا لِيَطأَها، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: رَفَغَ الرجلُ المرأَةَ إِذا قَعَدَ بَيْنَ فَخِذَيْهَا. وَيُقَالُ: تَرَفَّغَ فُلَانٌ فَوْقَ الْبَعِيرِ إِذا خَشِيَ أَن يَرْمِيَ بِهِ فلَفَّ رجْلَيه عِنْدَ ثِيلِ الْبَعِيرِ. والرَّفْغُ: تِبْنُ الذُّرةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دُونكِ بوغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ والرَّفْغُ: أَسفلُ الفلاةِ وأَسفلُ الوادِي. والرَّفْغُ أَيضاً: الْمَكَانُ الجَدْبُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ. والرَّفْغُ: الأَرضُ الكثيرةُ التُّراب. وجاءَ فُلَانٌ بِمَالٍ كرَفْغِ التُّرَابِ فِي كَثْرَتِهِ. وَتُرَابٌ رَفْغٌ وطعامٌ رَفْغٌ: لَيِّن. قَالَ بَعْضُهُمْ: أَصل الرَّفْغِ اللِّينُ والسُّهولةُ. والرَّفْغُ: الناحيةُ؛ عَنِ الأَخفش؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: أَتى قَرْيةً كانَتْ كَثِيرًا طَعامُها، ... كرَفْغِ التُّرابِ، كلُّ شيءٍ يَميرُها يُفَسَّر بِجَمِيعِ ذَلِكَ أَو بعامَّتِه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هُوَ فِي رَفْغٍ مِنْ قَوْمِهِ وَفِي رَفْغٍ مِنَ القريةِ إِذَا كَانَ فِي ناحيةٍ مِنْهَا وَلَيْسَ فِي وسَط قَوْمِهِ. والرَّفْغُ: السِّقاءُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ. والرَّفْغُ أَلأَمُ موْضِعٍ فِي الوادِي وشَرُّه تُراباً. وأَرْفاغُ الناسِ: أَلائمهُم وسُفَّالُهم، الواحد رَفْغٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرْفاغ الوادِي جَوانِبُه. والرَّفْغ: الأَرضُ السَّهْلة، وَجَمْعُهَا رِفاغٌ. والرَّفْغُ والرَّفاغةُ والرَّفاغِيةُ: سَعةُ العَيْشِ والخِصْبُ والسَّعةُ. وعيشٌ أَرْفَغ ورافِغٌ ورفِيغٌ: خصيبٌ واسِعٌ طيِّب. ورَفُغَ عيشُه، بِالضَّمِّ، رَفاغةً: اتَّسَعَ. وتَرَفَّغَ الرجلُ: تَوَسَّعَ. وَإِنَّهُ لَفِي رَفاغةٍ ورَفاغِيةٍ مِنَ الْعَيْشِ مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ؛ وأَنشد: تحتَ دُجُنَّاتِ النَّعِيمِ الأَرْفَغِ والرُّفَغْنِيةُ والرُّفَهْنِيةُ: سَعَةُ الْعَيْشِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَرْفَغَ لَكُمُ المَعاشَ أَي أَوْسَعَ، وَفِي حَدِيثِهِ: النَّعَم الرَّوافِغُ ، جَمْعُ رافِغةٍ. والأَرْفَغُ: موضِعٌ. رمغ: رَمَغَ الشيءَ يَرْمَغُه رَمْغاً: دَلَكَه بيدِه كَمَا تَدْلُك الأَدِيمَ ونحوَه. ورُماغٌ ورِماغٌ: موضعٌ. روغ: راغَ يرُوغُ رَوْغاً ورَوَغاناً: حادَ. وَرَاغَ إِلَى كَذَا أَي مالَ إِلَيْهِ سِرّاً وحادَ. وَفُلَانٌ يُراوِغ فُلَانًا إِذَا كَانَ يَحِيدُ عَمَّا يُدِيرُه عَلَيْهِ ويُحايِصُه. وأراغَه هُوَ وراوَغَه: خادَعَه. وراغَ الصْيدُ: ذهَب هاهُنا وَهَاهُنَا، وراغَ الثعْلَبُ. وَفِي الْمَثَلِ: رُوغِي جَعارِ وانْظُرِي أَين المَفَرُّ، وجَعارِ اسْمُ الضَّبُعِ، وَلَا تَقُلْ رُوغِي إلَّا للمؤَنث، وَالِاسْمُ مِنْهُ الرَّواغُ، بِالْفَتْحِ. وأَراغَ وارْتاغَ: بِمَعْنَى طَلَب وأَراد. تَقُولُ: أَرَغْتُ الصَيْدَ، وَمَاذَا تُرِيغُ أَي مَا تُرِيدُ وَتَطْلُبُ. وَيُقَالُ: أَرِيغُوني إِراغَتَكم أَي

فصل الزاي

اطْلُبوني طَلِبَتَكم. التَّهْذِيبُ: وَفُلَانٌ يُرِيغُ كَذَا وَكَذَا ويُلِيصُه أَي يَطْلُبُه وَيُدِيرُهُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: يُدِيرونني عَنْ سالِمٍ وأُرِيغُه، ... وجِلْدةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ يَحومُ حَوْلَكَ: مَا تُرِيغُ أَي مَا تَطْلُب. وَفُلَانٌ يُدِيرُني عَلَى أَمر وأَنا أُرِيغُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يُرِيغُ سَوادَ عَيْنَيْهِ الغُرابُ أَي يَطْلُبُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه سَمِعَ بُكَاءَ صَبِيٍّ فسأَل أُمه فَقَالَتْ: إِنِّي أُرِيغُه عَلَى الطَّعَامِ أَي أُدِيرُه عَلَيْهِ وأُرِيده مِنْهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُرِيغُني عَلَى أَمرٍ وَعَنْ أَمرٍ أَي يُراوِدُني وَيَطْلُبُهُ مِنِّي؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْسٍ: خَرَجْتُ أُرِيغُ بَعِيرًا شرَدَ مِنِّي أَي أَطلبه بِكُلِّ طَرِيقٍ. وَمِنْهُ رَوَغانُ الثعلبِ، وَفُلَانٌ يُراوِغُ فِي الأَمرِ مُراوَغةً، وتَراوَغَ القومُ أَي راوَغَ بعضُهم بَعْضًا. والرَّوَّاغُ: الثَّعْلَبُ، وَهُوَ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلب. وراغَ إِلَيْهِ يُسارُّه أَو يَضْرِبُه: أَقْبَلَ. وراغَ فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ أَي مَالَ إِليه سِرًّا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ، وَقَالَ تَعَالَى: فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ ؛ كلُّ ذَلِكَ انْحِرَافٌ فِي اسْتخفاء، وَقِيلَ: أَقْبَلَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ فَراغَ إِلى أَهْلِهِ : مَعْنَاهُ رجَع إِلَى أَهلِه فِي حَالِ إِخْفاء مِنْهُ لرُجُوعِه، وَلَا يُقَالُ لِلَّذِي رجَع قَدْ راغَ إلَّا أَن يَكُونَ مُخْفِياً لرُجوعه. وَقَالَ في قوله فَراغَ عَلَيْهِمْ : مالَ عَلَيْهِمْ وكأَنَّ الرَّوْغَ هَاهُنَا أَي أَنه اعْتَلَّ عَلَيْهِمْ رَوْغاً لِيَفْعَلَ بآلِهتِهِم مَا فَعَل. وَطَرِيقٌ رائِغٌ: مائِلٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: فعَدَلْتُ إِلَى رائِغةٍ مِنْ رَوائِغِ المدينةِ أَي طريقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عَنِ الطريقِ الأَعْظَمِ. قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً ، أَي مالَ وأَقْبَلَ. ورِواغةُ القومِ ورِياغَتُهم: حَيْثُ يَصْطَرِعُون. وَيُقَالُ: هَذِهِ رياغةُ بَنِي فُلَانٍ ورِواغَتُهم أَي حَيْثُ يَصْطَرِعُون، وأَصله رِواغةٌ صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا. والمُراوَغةُ: المُصارَعةُ. ورَوَّغَ لُقْمَتَه فِي الدَّسَم: غَمَسَها فِيهِ كَرَوَّلَها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا كَفَى أَحدَكم خادِمُه حَرَّ طعامِه فلْيُقْعِدْه مَعَهُ وإلَّا فَلْيُرَوِّغْ لَهُ لُقْمةً أَي يُطْعِمْه لُقْمة مُشَرَّبةً مِنْ دَسَمِ الطَّعامِ. يُقَالُ رَوَّغَ فُلَانٌ طَعامَه ومَرَّغه وسَغْبَلَه إِذا رَوَّاه دَسَماً. وتُرَوَّغُ الدابةُ فِي التراب: تُمَرَّغُ «1». ريغ: الرِّياغُ: الترابُ، وَقِيلَ: التُّرَابُ المُدَقَّقُ. شَمِرٌ: الرِّياغُ الرَّهَجُ وَالتُّرَابُ، قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: وإنْ أَثارَتْ مِنْ رِياغٍ سَمْلَقا، ... تَهْوِي حَوامِيها بِهِ مُدَقَّقا قَالَ الأَزهري: وأَحسَب الموضِع الَّذِي يَتَمَرَّغُ فِيهِ الدوابُّ سُمِّي مَراغاً مِنَ الرِّياغِ، وهو الغُبارُ. فصل الزاي زغغ: الْكِسَائِيُّ: زَغْزَغَ الرجلُ فَمَا أَحْجَمَ أَي حَمَلَ فَلَمْ يَنْكُصْ، ولَقِيتُه فَمَا زَغْزَغَ أَي فَمَا أَحْجَمَ. قَالَ الأَزهريّ: وَلَا أَدري أَصحيح هُوَ أَم لَا. وزَغْزَغَ بِالرَّجُلِ: هَزِئَ بِهِ وسَخِرَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ: عَلَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ

_ (1). قوله [تروّغ وتمرّغ] كذا ضبط في الأَصل بصيغة المبني للمفعول، وفي القاموس: تروّغ الدابة تمرغت بالبناء للفاعل، قال شارحه: صوابه تروغت.

فصل السين المهملة

أَي بِالَّذِي يُسْخَرُ مِنْهُ. والزَّغْزغةُ: أَن يَخْبَأَ الشيءَ ويُخفِيَه. ابْنُ بَرِّيٍّ: الزَّغْزَغَ المَغْمُوزُ فِي حَسَبِه ونسَبِه، والزَّغْزَغَةُ الخِفّةُ والنَّزَقُ، ورجلٌ زَغْزَغٌ مِنْهُ. والزُّغْزُغُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. وزَغْزَغٌ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ مُعَرَّفًا بالأَلف وَاللَّامِ الزَّغْزغ. وَيُقَالُ: كَلَّمْتُهُ بالزُّغْزُغِيَّةِ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَجَمِ، وَاللَّهُ أَعلم. زلغ: زَلَغَه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري: أَما زَلَغَ فَهُوَ عِنْدِي مُهْمَلٌ، قَالَ: وَذَكَرَ اللَّيْثُ أَنه مُسْتَعْمَلٌ وَقَالَ: تَزَلَّغَتْ رجْلي إِذَا تَشَقَّقَتْ. والتَّزَلُّغُ: الشِّقَاقُ «2». قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ تَزَلَّعَتْ يَدُهُ ورِجله إِذَا تَشَقَّقَتْ، بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ تَزَلَّغَتْ، بِالْغَيْنِ المعجمة، فقد صحَّف. زوغ: زاغَ الطريق زَوْغاً وزَيْغاً: عَدَلَ، وَالْيَاءُ أَفصح؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي فِي الْوَاوِ: صَحا قَلْبي وأَقْصَرَ واعِظايَهْ، ... وعُلِّقَ وصْلَ أَزْوَغَ مِنْ عَظايَهْ جَعَلَ الزَّيَغانَ للعَظايةِ. وَيُقَالُ: زاغَ فِي كُلِّ مَا جَرَى فِي المَنْطِقِ يَزُوغُ زَوَغاناً، وَتَقُولُ: أَنت أَزَغْتَه فِي كُلِّ مَا جَرَى فِي المَنْطِقِ، وأَنا أُزِيغُه إزاغةً، وزاوَغْتُه مُزاوَغَةً وزِواغاً وزُغْتُ به زَوَغاناً. زيغ: الزَّيْغُ: المَيْلُ، زاغَ يَزِيغُ زَيْغاً وزَيَغاناً وزُيُوغاً وزَيْغُوغةً وأَزَغْتُه أَنا إِزَاغَةً، وَهُوَ زائِغٌ مِنْ قَوْمٍ زاغةٍ: مالَ. وقومٌ زاغةٌ عَنِ الشَّيْءِ أَي زَائِغُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنا لَا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ؛ أَي لَا تُمِلْنا عَنِ الهُدَى والقَصْدِ وَلَا تُضِلَّنا، وَقِيلَ: لَا تُزِغْ قُلُوبَنا لَا تَتَعَبَّدْنا بِمَا يَكُونُ سَبَبًا لِزَيْغِ قلوبِنا، والواوُ لُغَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ لَا تُزِغْ قَلْبي أَي لَا تُمَيِّلْه عَنِ الإِيمانِ. يُقَالُ: زاغَ عَنِ الطَّرِيقِ يَزِيغُ إِذَا عدَلَ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخافُ إِن تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمرِه أَن أَزِيغَ أَي أَجُورَ وأَعْدِلَ عَنِ الْحَقِّ، وَحَدِيثِ عَائِشَةَ: وإذْ زَاغَتِ الأَبصار أَي مالَتْ عَنْ مَكَانِهَا كَمَا يَعْرِضُ للإِنسان عِنْدَ الْخَوْفِ. وأَزاغه عَنِ الطَّرِيقِ أَي أَمالَه. وزاغتِ الشمسُ تَزِيغُ زَيُوغاً، فَهِيَ زائِغةٌ: مالَتْ وزاغَتْ، وَكَذَلِكَ إِذا فاءَ الفيءُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ . وزاغَ البصرُ أَي كَلَّ. والتَّزايُغُ: التَّمايُلُ، وخصَّ بعضُهم بِهِ التَّمايُلَ فِي الأَسْنانِ. أَبو سَعِيدٍ: زَيَّغْتُ فُلَانًا تَزْيِيغاً إِذَا أَقَمْتَ زَيْغَه، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ تَظَلَّمَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ فَظَلَّمَه تَظْليماً. والزَّاغُ: هَذَا الطَّائِرُ، وَجَمْعُهُ الزِّيغانُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري أَعربيّ أَم مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ الحَكَمِ: أَنه رخَّصَ فِي الزَّاغِ ، قَالَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الغِرْبانِ صَغِيرٌ. وتَزَيَّغَتِ المرأَةُ تَزَيُّغاً مِثْلُ تَزَيَّقَتْ تَزَيُّقاً إِذا تَزَيَّنَتْ وتَبَرَّجَتْ وتَلَبَّسَتْ كَتَزَيَّنَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. فصل السين المهملة سبغ: شَيْءٌ سابغٌ أَي كامِلٌ وافٍ. وسَبَغَ الشيءُ يَسْبُغُ سُبُوغاً: طالَ إِلَى الأَرض واتَّسَعَ، وأَسْبَغَه

_ (2). قوله [والتزلغ] كذا بالأَصل، ولعله الانشقاق أو التشقق.

هُوَ وسَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغَتِ الدِّرْعُ، وكلُّ شيءٍ طالَ إِلَى الأَرض، فَهُوَ سابِغٌ. وَقَدْ أَسْبَغَ فُلَانٌ ثَوْبَه أَي أَوسَعَه. وسَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ، بِالضَّمِّ، سُبُوغاً: اتَّسَعَتْ. وإِسْباغُ الوُضوءِ: المُبالَغة فِيهِ وإتْمامُه. وَنِعْمَةٌ سابِغةٌ، وأَسْبَغَ اللَّهُ عَلَيْهِ النِّعْمةَ: أَكْمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها. وَإِنَّهُمْ لَفِي سَبْغةٍ مِنَ العَيْشِ أَي سَعةٍ. ودَلْوٌ سابِغةٌ: طَوِيلَةٌ؛ قَالَ: دَلْوُكَ دَلْوٌ، يَا دُلَيْحُ، سابِغهْ ... فِي كلِّ أَرْجاءِ القَلِيبِ والِغهْ ومطرٌ سابغٌ، وسَبَغَ المطرُ: دَنا إِلَى الأَرض وَامْتَدَّ؛ قَالَ: يُسِيلُ الرُّبا، واهِي الكُلَى، عَرِصُ الذُّرى، ... أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابغِ القَطْرِ وذنَبٌ سابِغٌ أَي وافٍ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ سابِغَ الأَلْيَتَيْنِ أَي عظِيمهما مِنْ سُبُوغِ الثَّوْبِ والنِّعْمةِ. والسابِغةُ: الدِّرْعُ الواسِعةُ. وَرَجُلٌ مُسْبِغٌ: عَلَيْهِ دِرعٌ سابِغةٌ. والدِّرْعُ السابِغةُ: الَّتِي تَجُرُّها فِي الأَرض أَو عَلَى كَعْبَيْكَ طُولًا وسَعةً؛ وأَنشد شَمِرٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسدي: وسابِغةٍ تَغْشَى البنانَ، كأَنَّها ... أَضاةٌ بِضحْضاحٍ مِنَ الْمَاءِ ظاهِرِ وتَسْبِغةُ البَيْضةِ: مَا تُوصَلُ بِهِ البَيْضةُ مِنْ حَلَقِ الدُّرُوعِ فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البيضةَ بِهِ تَسْبُغُ، ولوْلاه لَكَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِ الدِّرْع خَلَلٌ وعوْرة. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ بيضةٌ لَهَا سابِغٌ؛ وَقَالَ النَّضْرُ: تَسْبِغةُ الْبَيْضِ رُفُوفُها «1» مِنَ الزَّرَدِ أَسفَل الْبَيْضَةِ يَقِي بِهَا الرجلُ عُنقه، وَيُقَالُ لِذَلِكَ المِغْفَر أَيضاً؛ وَقَالَ أَبو وَجْزةَ فِي التَّسْبِغةِ: وتَسْبِغة يَغْشَى المَناكِبَ رَيْعُها، ... لِدوادَ كانَتْ، نَسْجُها لَمْ يُهَلْهَلِ وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ: زَجَلَه بِالْحَرْبَةِ فتَقَعُ فِي تَرْقُوَتهِ تَحْتَ تَسْبِغةِ الْبَيْضَةِ ؛ التَّسْبِغةُ: شَيْءٌ مِنْ حَلَق الدُّرُوع والزَّرَدِ يَعْلُقُ بالخُوذةِ دَائِرًا مَعَهَا ليسْتُر الرقبةَ وجَيْبَ الدِّرْع. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إنَّ زَرَدَتَيْنِ مِنْ زَرَدِ التَّسْبِغةِ نَشِبَتا فِي خَدّ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُد ، وَهِيَ تَفْعِلة، مَصْدَرُ سَبَّغَ مِنَ السُّبُوغ الشُّمُولِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ اسْمُ دِرْعِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَا السُّبُوغِ لِتَمامِها وسَعَتِها. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: أَسْبِغُوا لليتِيم فِي النفَقةِ أَي أَنفِقوا عَلَيْهِ تَمَامَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَوَسِّعُوا عَلَيْهِ فِيهَا. وفحْلٌ سابِغٌ أَي طويلُ الجُرْدانِ، وَضِدُّهُ الكَمْشُ. وَنَاقَةٌ سابِغةُ الضُّلُوع وعجِيزةٌ سابِغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغةٌ. والمُسَبَّغُ مِنَ الرَّمَل: مَا زِيدَ عَلَى جُزْئِهِ حَرْفٌ نَحْوُ فاعِلاتانْ مِنْ قَوْلِهِ: يَا خَلِيلَيَّ ارْبَعا ... فاسْتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ فَقَوْلُهُ: مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى قَوْلِهِمْ مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سَابِغًا، وَالْفَرْقُ بَيْنَ المُسَبَّغِ والمُذَيَّلِ أَن المُسَبَّغَ زِيدَ عَلَى مَا يُزاحَفُ

_ (1). قوله [رفوفها] الذي في شرح القاموس: رفرفها براءين، وفي الأساس: وسالت تسبغته على سابغته وهي رفرف البيضة.

مِثْلُه، وَهُوَ أَقلّ مُتَحَرِّكَاتٍ مِنَ المُذَيَّلِ، وَهُوَ زِيَادَةٌ على سبب، والمُذَيَّلُ عَلَى وَتِدٍ. قَالَ أَبو إسحق: سُمِّي مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فَاعِلَاتُنْ إِذَا جَاءَ تَامًّا فَهُوَ سَابِغٌ، فإِذا زِدْتَ عَلَى السَّابِغِ فَهُوَ مُسَبَّغ كَمَا أَنك تَقُولُ لِذِي الفَضْل فاضِلٌ، وَتَقُولُ لِلَّذِي يَكْثُرُ فَضْلُهُ فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ. وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً، فَهِيَ مُسَبِّغٌ: أَلْقَتْ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ، وَقِيلَ: أَلقته وَقَدْ أَشْعَر، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ عَادَةً فَهِيَ مِسْباغٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ. وَقَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: التسْبِيغُ فِي جَمِيعِ الحَوامل مثلُه فِي النَّاقَةِ. والمُسَبَّغُ: الَّذِي رَمَتْ بِهِ أُمُّه بعد ما نُفِخَ فِيهِ الرُّوح؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبِ: وسبَّغَتِ النَّاقَةُ تَسْبيغاً فَهِيَ مُسَبِّغ إِذَا كَانَتْ كُلَّمَا نَبَت عَلَى وَلَدِهَا فِي بَطْنِهَا الوَبَرُ أَجْهَضَتْه، وَكَذَلِكَ مِنَ الحوامِلِ كلِّها. أَبو عَمْرٍو: سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها وسَبَّغَتْ إِذَا أَلقَتْها. سرغ: ابْنُ الأَعرابي: سُرُوغُ الكَرْمِ قُضْبانُه الرَّطْبةُ، الْوَاحِدُ سَرْغٌ. وسَرِغَ الرَّجُلُ إِذَا أَكلَ القُطُوفَ مِنَ الْعِنَبِ بأُصُولها، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ السُّروع، بِالْعَيْنِ، وَقَدْ تقدَّمت. وسَرْغٌ: مَوْضِعٌ مِنَ الشَّامِ قِيلَ إِنَّهُ وَادِي تَبُوكَ، وَقِيلَ بِقُرْبِ تَبُوكَ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِي حَدِيثٍ الطاعونِ: أَنه لَمَّا خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغ لقِيَه الناسُ فأُخْبِرَ أَنَّ الوباءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ ؛ هِيَ بِسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا قَرْية بِوادي تَبوك مِنْ طَرِيقِ الشَّامِ، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرْحَلةً مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ يَقْربُ مِنْ رِيفِ الشَّامِ. سغسغ: سَغْسَغَ الدُّهْنَ فِي رأْسه سَغْسَغةً وسِغْساغاً: أَدْخله تحتَ شَعْرِهِ. وسَغْسَغَ رأْسَه بالدُّهْنِ: رَوَّاه ووضَعَ عَلَيْهِ الدهنَ بِكَفَّيْهِ وَعَصَرَهُ لِيَتَشَرَّبَ؛ وأَنشد الليث: إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ أَراد الإِيغالَ فِي الأَرض، قَالَ: وأَصله سَغَّغْتُه بِثَلَاثِ غَيْنَاتٍ إلَّا أَنهم أَبدلوا مِنَ الْغَيْنِ الْوُسْطَى سِينًا فَرْقًا بَيْنَ فَعْلَلَ وفَعَّل، وإِنما أَرادوا السِّينَ دُونَ سَائِرِ الْحُرُوفِ لأَن فِي الْحَرْفِ سِينًا، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي جَمِيعِ مَا أَشبهه مِنَ الْمُضَاعَفِ مِثْلَ لَقْلَقَ وعَثْعَثَ وكَعْكَعَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي طِيبِ المُحْرِمِ: أَما أَنا فأُسَغْسِغُه فِي رأْسي أَي أُرَوِّيهِ، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ، وَسَيَجِيءُ. وسَغْسَغ الطعامَ سَغْسَغَة: أَوْسَعَه دَسَماً، وَقَدْ حُكِيَتْ بِالصَّادِ. وَفِي حَدِيثِ واثلةَ: وصَنَعَ مِنْهُ ثَريدةً ثُمَّ سَغْسَغَها ، بِالسِّينِ وَالْغَيْنِ، أَي رَوَّاها بالدُّهْن والسَّمْنِ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ. وسَغْسَغَ الشيءَ فِي التُّرَابِ: دَحْرَجَه ودَسَّسَه فيه. وسَغْسَغَ الشيءَ: حرَّكَه مِنْ مَوْضِعِهِ مِثْلَ الوتدِ وَمَا أَشبهه. وسَغْسَغَتْ. ثَنِيَّتُه: تحرَّكت. وتَسَغْسَغَ مِنَ الأَمرِ: تَخَلَّصَ مِنْهُ. وتَسَغْسَغَ فِي الأَرض أَي دَخَلَ؛ قَالَ رؤْبة: إليكَ أَرْجُو مِن نَداكَ الأَسْبَغِ، ... إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ فِي الأَرضِ، فارْقُبْني وعَجْمَ المُضَّغِ قَالَ: يَعْنِي الْمَوْتَ، وَقِيلَ: أَراد الإِيغال فِي الأَرض كَمَا تَقَدَّمَ.

سقغ: أَنشد ابْنُ جِنِّي: قُبِّحْتِ مِنْ سالِفةٍ ومِنْ صُدُغْ، ... كأَنَّها كُشْيةُ ضَبٍّ فِي سُقُغْ كَذَا رَوَاهُ يُونُسُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو لِيُونُسَ وَقَدْ رأَى مِنْهُ مَا يَدُلُّ عَلَى التَّوَحُّشِ مِنْ هَذَا: لَوْلَا ذَاكَ لم أَرْوِهما. سلغ: سَلَغَت الشاةُ والبقرةُ تَسْلَغُ سُلُوغاً، وَهِيَ سالِغٌ: تَمَّ سِمَنُها. وأَما مَا حُكِيَ مِنْ قَوْلِهِمْ صالِغٌ فَعَلَى المُضارعةِ، وَقِيلَ: هِيَ عَنْبَرِية عَلَى أَنَّ الأَصمعي قَالَ: هِيَ بِالصَّادِّ لَا غَيْرَ. وَغَنَمٌ سُلَّغٌ كَصُلَّغٍ. وسَلَغَ الحِمارُ: قَرِحَ. وسَلَغَتِ البقرةُ والشاةُ تَسْلَغُ سُلُوغاً إِذَا أَسْقَطَتِ السِّنَّ الَّتِي خَلْفَ السَّدِيسِ، فهي يسالِغٌ، وصَلَغَتْ، فَهِيَ صالِغٌ، الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، والسُّلوغُ فِي ذَوات الأَظْلافِ: بِمَنْزِلَةِ البُزُولِ فِي ذَواتِ الأَخْفافِ لأَنهما أَقصى أَسنانهما لأَنَّ وَلَدُ الْبَقَرَةِ أَوَّلَ سنةٍ عِجْلٌ ثُمَّ تَبِيعٌ ثُمَّ جَذَعٌ ثُمَّ ثَنِيٌّ ثُمَّ رَباعٌ ثُمَّ سَدِيسٌ ثم سالِغُ سَنةٍ وسالِغُ سَنَتَيْنِ إِلَى مَا زَادَ، وَوَلَدُ الشاةِ أَوّلَ حَمَلٌ أَو جَدْي ثُمَّ جَذَعٌ ثُمَّ ثَنِيٌّ ثُمَّ رَباعٌ ثُمَّ سَدِيسٌ ثُمَّ سالِغٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ لأَنَّ وَلَدُ الْبَقَرَةِ أَول سَنَةٍ عِجْل ثُمَّ تَبيع ثُمَّ جذَع قَالَ: صَوَابُهُ أَولَ سَنَةٍ عِجْلٌ وتَبيعٌ لأَنَّ التَّبِيعَ لأَوّل سنةٍ والجذَع لِلثَّانِيَةِ فَيَكُونُ السَّالِغُ هُوَ السَّادِسَ، وَقَدْ ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ تَبِعَ أَنّ التَّبِيعَ لأَول سَنَةٍ فَيَكُونُ الجذَع عَلَى هَذَا لِلسَّنَةِ الثَّانِيَةِ. وسَلَغتِ الشاةُ إِذَا طَلع نابُها. وسَلَغَ رأْسَه: لُغَةٌ فِي ثَلَغَه. وأَحْمرُ أَسْلَغُ: شَدِيدُ الحُمْرةِ، بالَغُوا بِهِ كَمَا قَالُوا أَحمر قانئٌ. ابن الأَعرابي: رأَيته كاذِباً ماتِعاً أَسْلَغَ مُنْسَلِخاً كلُّه الشَّدِيدُ الحُمْرةِ. ولَحْمٌ أَسْلَغُ بَيِّنُ السَّلَغِ: نيءٌ أَحمر، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُطْبَخُ وَلَا يُنْضَجُ. وَيُقَالُ للأَبْرَصِ أَسْلَغُ وأَسْلَعُ، بالغين والعين. سمغ: سَمَّغَه: أَطْعَمَه وجَرَّعَه كَسَغَّمَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. والسَّامِغانِ: جَامِعَا الْفَمِّ تَحْتَ طَرَفَي الشارِبِ مِنْ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ. سملغ: السَّمَلَّغُ، الْغَيْنُ أَخيرة كالسَّلْغَمِ: الطويلُ. سوغ: ساغَ الشرابُ فِي الحَلْقِ يَسُوغُ سَوْغاً وسَواغاً: سَهُلَ مَدْخَلهُ فِي الحلقِ. وساغَ الطعامُ سَوْغاً: نَزَلَ فِي الحلقِ، وأَساغَه هُوَ وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه اللَّهُ إِيّاه. وَيُقَالُ: أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه مَا أَصابَ: هَنَّأَه، وَقِيلَ: تَرَكَه لَهُ خَالِصًا. وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً. يُقَالُ: أَسِغْ لِي غُصَّتي أَي أَمْهِلْنِي وَلَا تُعْجِلْني. وَقَالَ تَعَالَى: يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ . والسِّواغُ، بِكَسْرِ السِّينِ: مَا أَسَغْتَ بِهِ غُصَّتَكَ. يُقَالُ: الْمَاءُ سِواغُ الغُصَص؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ: عَذْبٌ. وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ: يَسُوغُ فِي الحَلْقِ؛ وقوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الهُذَليِّ: قدْ ساغَ فِيهِ لَهَا وَجْهُ النهارِ كَمَا ... ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ، إِذَا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي النَّهَارِ عَلَى الْمَثَلِ. وساغ لَهُ

فصل الشين المعجمة

مَا فَعَلَ أَي جازَ لَهُ ذَلِكَ، وأَنا سَوَّغْتُه لَهُ أَي جَوَّزْتُه. قَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: أَساغَ فلانٌ بِفُلَانٍ أَي بِهِ تَمَّ أَمرُه وَبِهِ كَانَ قضاءُ حاجتِه، وَذَلِكَ أَنه يُرِيدُ عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فَيَبْقَى وَاحِدٌ بِهِ يَتِمُّ الأَمرُ، فإِذا أَصابَه قِيلَ أَساغَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ أَكثر مِنْ ذَلِكَ قِيلَ أَساغُوا بِهِمْ. وسَوْغُ الرجلِ: الَّذِي يُولَدُ عَلَى أَثره، إن لَمْ يَكُ أَخاه. وسَوْغُه: أَخوه لأَبيه وأُمه، وَذَلِكَ إِذَا وُلِدَ بَعْدَهُ عَلَى أَثره لَيْسَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ أَحدهما سَوْغُه، وَقَالَ الْآخَرُ سَوْغَتُه، مَعْنَاهُ يَتْلُوهُ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: هُوَ سَوْغُه وسَيْغُه، بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ. وَيُقَالُ: هُوَ أَخوه سَوْغُه وَهِيَ أُخته سَوْغُه إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ هَذَا سَوْغُ هَذَا وَسَيغُ هَذَا لِلَّذِي وُلِدَ بَعْدَهُ وَلَمْ يُولَدْ بَيْنَهُمَا. وَسَوْغُهُ وسَوْغَتُه: أُخته الَّتِي وُلِدَتْ عَلَى أَثره. وأَسْواغُه: الَّذِينَ وُلِدُوا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ بَعْدَهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ بَطْنٌ سِوَاهُمْ، وَالصَّادُ فِيهِ لُغَةٌ. وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إِسْواغاً إِذَا وُلِدَ مَعَهُ. وَقَدْ سَاغَتْ بِهِ الأَرضُ سَوْغاً مِثْلُ سَاخَتْ سَوَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: إِذَا شِئْتَ فارْكَبْ ثُمَّ سُغْ فِي الأَرض مَا وجدْتَ مَساغاً أَي ادْخُلُ فِيهَا مَا وجدْت مَدْخَلًا. سيغ: هَذَا سَيْغُ هَذَا إِذَا كَانَ عَلَى قَدْرِه. فصل الشين المعجمة شتغ: شَتَغَ الشيءَ يَشْتَغُه شَتْغاً: وَطِئَه وذَلَّلَه. والمَشاتِغُ: المَهالِكُ. شرغ: الشِّرْغُ والشَّرْغُ: الضِّفْدَعُ الصَّغِيرُ، وَالْجَمْعُ شُرُوغٌ. اللَّيْثُ: الشَّرْغُ، يُخَفَّفُ ويثقَّل، الضِّفْدَعُ الصَّغِيرُ، وَيُقَالُ لَهُ الشُّرَيْرِيغُ والشِّرِّيغُ؛ وأَنشد: تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فوقَ طاحِرةٍ، ... مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحوَ الشَّناغِيبِ يُقَالُ للغُصْنِ الناعِمِ: شُنْغُوبٌ وشُغْنُوبٌ. شرفغ: الشُّرْفُوغُ: الضِّفْدع الصَّغِيرُ، يمانية. شغغ: الشَّغْشَغةُ: التصْرِيدُ فِي الشُّرْبِ. وشَغْشَغَ الشيءَ: أَدْخَله وأَخرجه. والشَّغْشَغةُ: تَحْرِيكُ اللِّجام فِي الْفَمِ. يُقَالُ: شَغْشَغَ المُلْجِمُ اللِّجامَ فِي فَمِ الدابَّة إِذا امْتَنَعَ عَلَيْهِ فَرَدَّدَهُ فِي فِيهِ تأْدِيباً؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلي: ذُو غَيِّثٍ بَسْرٌ يَبُذُّ قَذالَه، ... إِنْ كَانَ شَغْشَغه سِوارُ المُلْجِمِ قَالَ الأَزهري: مَنْ رَوَاهُ إِنْ كَانَ فَتَحَ سِوارَ قَالَ: وَالرَّفْعُ أَجود. وشَغْشَغَ السِّنانَ فِي الطَّعْنة: حَرَّكَهُ لِيَتَمَكَّنَ فِي المَطْعونِ وَهُوَ الشَّغْشَغةُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُدْخلَه ويُخْرِجَه. والشَّغْشَغةُ: صَوْتُ الطَّعْنِ؛ قَالَ عَبْدُ مَنافِ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيُّ: الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ، والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ، ... ضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمةِ العَضَدا المُعَوِّلُ: الَّذِي يَبْني العالةَ وَهِيَ شِبْهُ الظُّلّةِ لِيَسْتَتِرَ بِهَا مِنَ الْمَطَرِ. والشَّغْشَغةُ: ضَرْبٌ مِنَ الهَدِيرِ. وشَغْشَغَ الإِناءَ: صبَّ فِيهِ الْمَاءَ أَو غَيْرَهُ ليَمْلأَه. وشَغْشَغَ الْبِئْرَ إِذَا كَدَّرها. قَالَ الأَزهري: كأَنه مَقْلُوبٌ مِنَ التَّغْشِيشِ والغَشَشِ، وَهُوَ الكَدِرُ، وللشَّغْشَغَةِ مَعْنًى آخَرَ وَهُوَ حِكاية صوتِ الطَّعْنةِ إِذَا رَدَّدَهَا الطاعِنُ فِي جَوْفِ المَطْعُونِ كَمَا تَقَدَّمَ.

فصل الصاد المهملة

وَفِي التَّهْذِيبِ: الشَّغْشَغةُ التَّصْرِيدُ فِي الشُّرْب وَهُوَ التَّقْلِيلُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ كنتُ أَسْطِيعُكَ لَمْ تُشَغْشِغِ ... شِرْبي، وَمَا المَشْغُولُ مِثْلَ الأَفْرَغِ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلِهِ لَمْ تُشَغْشِغْ شِرْبي أَي لم تُكَدِّرُه. شلغ: شَلَغَ رأْسَه شَلْغاً: شَدَخَه كَثَلَغه وفَلَغَه، وفَدَغَه مثله. فصل الصاد المهملة صبغ: الصِّبْغُ والصِّباغُ: مَا يُصْطَبَغُ بِهِ مِنَ الإِدامِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الزَّيْتُون: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ، يَعْنِي دُهْنَه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ الآكلونَ يَصْطَبِغُون بالزَّيت فَجَعَلَ الصِّبْغَ الزَّيْتَ نفسَه، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد بالصِّبْغ الزيتونَ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَجود الْقَوْلَيْنِ لأَنه قَدْ ذَكَرَ الدُّهن قَبْلَهُ، قَالَ: وَقَوْلُهُ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَي تَنْبُتُ وَفِيهَا دُهْن وَمَعَهَا دُهْن كَقَوْلِكَ جَاءَنِي زَيْدٌ بِالسَّيْفِ أَي جَاءَنِي وَمَعَهُ السَّيْفُ. وصَبَغَ اللقمةَ يَصْبُغُها صَبْغاً: دَهَنها وغمَسها، وكلُّ مَا غُمِسَ، فَقَدْ صُبِغَ، وَالْجَمْعُ صِباغٌ؛ قَالَ الرَّاجِزِ: تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، ... وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ بالمِلْحِ، أَو مَا خَفَّ مِنْ صِباغِ وَيُقَالُ: صَبَغَتِ الناقةُ مَشافِرَها فِي الْمَاءِ إِذَا غَمَسَتْها، وصَبَغَ يدَه فِي الْمَاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ صَبَغَتْ مَشافِراً كالأَشْبارْ، ... تُرْبِي عَلَى مَا قُدَّ يَفْرِيهِ الفَارْ، مَسْكَ شَبُوبَينِ لَهَا بأَصْبارْ قَالَ الأَزهري: وسمَّتِ النَّصَارَى غَمْسَهم أَوْلادَهم فِي الْمَاءِ صَبْغاً لغَمْسِهم إِيَّاهُمْ فِيهِ. والصَّبْغُ: الغَمْسُ. وصَبَغَ الثوبَ والشَّيْبَ ونحوَهما يَصْبَغُه ويَصْبُغُه ويَصْبِغُه ثلاتُ لغاتٍ؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، صَبْغاً وصِبْغاً وصِبَغةً؛ التَّثْقِيلُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ الأَصمعي وأَبا زَيْدٍ يَقُولَانِ صَبَغْتُ الثوبَ أَصْبَغُه وأَصْبُغُه صِبَغاً حَسَنًا، الصَّادُ مَكْسُورَةٌ وَالْبَاءُ مُتَحَرِّكَةٌ، وَالَّذِي يُصْبَغُ بِهِ الصِّبْغُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ، مِثْلَ الشِّبَعِ والشِّبْع؛ وأَنشد: واصْبَغْ ثِيابي صِبَغاً تَحْقِيقا، ... مِن جَيِّدِ العُصْفُرِ لَا تَشْرِيقا قَالَ: والتَّشْرِيقُ الصَّبْغُ الخفيفُ. والصِّبْغُ والصِّباغُ والصِّبْغةُ: مَا يُصْبَغُ بِهِ وتُلَوَّنُ بِهِ الثِّيَابُ، والصَّبْغُ الْمَصْدَرُ، وَالْجَمْعُ أَصْباغٌ وأَصْبِغةٌ. واصْطَبَغَ: اتَّخَذَ الصِّبْغَ، والصبّاغُ: مُعالِجُ الصّبْغِ، وحِرْفته الصِّباغةُ. وثيابٌ مُصَبَّغةٌ إِذا صُبِغَتْ، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي الْحَجِّ: فوجَد فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغاً أَي مَصْبوغة غَيْرَ بِيضٍ، وَهِيَ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول. وَفِي الْحَدِيثِ: فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغةً أَي يُغْمَسُ كَمَا يُغْمَسُ الثوبُ فِي الصِّبْغ. وَفِي حَدِيثِ آخَرَ: اصْبُغُوه فِي النَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَكْذَبُ الناسِ الصبّاغُون والصَّوّاغُون ؛ هُمْ صَبّاغو الثِّيَابِ وصاغةُ الحُلِيِّ لأَنهم يَمْطُلُون بالمَواعِيد، وأَصل الصَّبْغُ التَّغْيِيرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: رأَى قَوْمًا يَتَعادَوْنَ فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟ فَقَالُوا: خَرَجَ الدَّجّالُ، فَقَالَ: كَذِبةٌ كَذَبَها الصّباغُون ، وَرُوِيَ الصوَّاغون. وَقَوْلُهُمْ:

قَدْ صَبَغُوني فِي عَيْنِكَ، يُقَالُ: مَعْنَاهُ غَيَّروني عِنْدَكَ وأَخبروا أَني قَدْ تَغَيَّرْتُ عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: والصَّبْغُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ التَّغْيِيرُ، وَمِنْهُ صُبِغَ الثوبُ إِذَا غُيِّرَ لَونُه وأُزِيلَ عَنْ حَالِهِ إِلى حالِ سَوادٍ أَو حُمْرةٍ أَو صُفْرةٍ، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ مأْخوذ مَنْ قَوْلِهِمْ صَبَغُوني فِي عَيْنِكَ وصَبغوني عِنْدَكَ أَي أَشارُوا إِلَيْكَ بأَني مَوْضِعٌ لِمَا قَصَدْتَني بِهِ، مِنْ قوْلِ الْعَرَبِ صَبَغْتُ الرجلَ بِعَيْنِي وَيَدِي أَي أَشَرْتُ إِليه؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ إِذَا أَرادت بإشارةٍ أَو غَيْرِهَا قَالُوا صَبَعْت، بالعين المهملة؛ قال أَبو زَيْدٍ. وصِبْغةُ اللَّهِ: دِينُه، وَيُقَالُ أَصلُه. والصِّبغةُ: الشرِيعةُ والخِلقةُ، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ مَا تُقُرِّبَ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ؛ وَهُوَ مشتقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُ صَبْغُ النَّصَارَى أَولادهم فِي مَاءٍ لَهُمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِنَّمَا قِيلَ صِبْغةَ لأَن بَعْضَ النَّصَارَى كَانُوا إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ جَعَلُوهُ فِي ماءٍ لَهُمْ كَالتَّطْهِيرِ فَيَقُولُونَ هَذَا تَطْهِيرٌ لَهُ كالخِتانة. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ صِبْغَةَ اللَّهِ ، يأْمر بِهَا مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ الخِتانةُ اخْتَتَنَ إِبراهيم، وَهِيَ الصِبْغَةُ فَجَرَتِ الصِّبْغة عَلَى الخِتانة لصَبْغهم الغِلْمانَ فِي الْمَاءِ، وَنَصَبَ صبغةَ اللَّهِ لأَنه رَدَّها عَلَى قَوْلِهِ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ أَي بَلْ نَتَّبِع مِلَّة إِبْرَاهِيمَ ونتَّبِع صبغةَ اللَّهِ، وَقَالَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ: أَضمر لَهَا فِعْلًا اعْرِفُوا صِبْغة اللَّهِ وتدبَّرُوا صِبْغَةَ اللَّهِ وَشِبْهُ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: صبغةُ اللَّهِ دِينُ اللَّهِ وفِطْرته. وَحُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قَالَ: كُلُّ مَا تُقُرِّبَ بِهِ إِلى اللَّهِ فَهُوَ الصِّبْغَةُ. وتَصَبَّغَ فُلَانٌ فِي الدِّينِ تَصَبُّغاً وصِبغةً حَسَنةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وصَبَغَ الذِّمِّيُّ ولدَه فِي الْيَهُودِيَّةِ أَو النَّصْرَانِيَّةَ صِبْغةً قَبِيحَةً: أَدخلها فِيهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتِ النَّصَارَى تَغْمِسُ أَبناءها فِي مَاءٍ يُنَصِّرونهم بِذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا ضَعِيفٌ. والصَّبَغُ فِي الْفَرَسِ: أَن تَبْيَضَّ الثُّنّةُ كلُّها وَلَا يَتَّصلَ بياضُها ببَياضِ التَّحْجِيلِ. والصَّبَغُ أَيضاً: أَن يَبْيَضَّ الذنَبُ كُلُّهُ والناصيةُ كُلُّهَا، وَهُوَ أَصْبَغُ. والصَّبَغُ أَيضاً: أَخَفُّ مِنَ الشَّعَل، وَهُوَ أَن تَكُونَ فِي طرَف ذنَبه شَعرات بِيض، يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ فَرَسٌ أَصْبَغُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذَا شَابَتْ نَاصِيَةُ الْفَرَسِ فَهُوَ أَسْعَفُ، فإِذا ابْيَضَّتْ كُلُّهَا فَهُوَ أَصْبَغُ، قَالَ: والشَّعَلُ بَياض فِي عُرْضِ الذنَب، فإِن ابْيَضَّ كُلُّهُ أَو أَطْرافُه فَهُوَ أَصْبَغُ، قَالَ: والكَسَعُ أَن تبيضَّ أَطْرافُ الثُّنَنِ، فإِن ابْيَضَّتِ الثُّنَنُ كُلُّهَا فِي يَدٍ أَو رِجْلٍ وَلَمْ تَتَّصِلْ بِبَيَاضِ التَّحْجِيلِ فَهُوَ أَصْبَغُ. والصَّبْغاءُ مِنَ الضأْن: البيضاءُ طرَفِ الذَّنَبِ وسائرُها أَسود، وَالِاسْمُ الصُّبْغةُ. أَبو زَيْدٍ: إِذا ابْيَضَّ طَرَفُ ذنَب النعجةِ فَهِيَ صَبْغاء، وَقِيلَ: الأَصبغُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي ابْيَضَّتْ ناصِيته أَو ابْيَضَّتْ أَطراف ذَنَبِهِ، والأَصْبَغُ مِنَ الطَّيْرِ مَا ابْيَضَّ أَعلى ذَنْبِهِ، وَقِيلَ مَا ابْيَضَّ ذنَبُه. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: قَالَ أَبو بَكْرٍ كلَّا لَا يُعْطِيهِ أُصَيْبِغَ قُريش ، يَصِفُهُ بالعَجْزِ والضَّعْفِ والهَوان، فَشُبِّهَ بالأَصبغ وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الطُّيُورِ ضَعِيفٌ، وَقِيلَ شَبَّهه بالصَّبْغاءِ النَّباتِ، وَسَيَجِيءُ، وَيُرْوَى بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ تَصْغِيرُ ضَبُع عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ تَحْقيراً لَهُ. وصَبَغَ الثوبُ يَصْبُغُ صُبوغاً: اتَّسَعَ وطالَ لُغَةٌ فِي سَبَغَ. وصَبَّغَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ ولدَها لَغَةٌ فِي سَبَّغَتْ. الأَصمعي: إِذَا أَلقت الناقةُ ولدَها وَقَدْ أَشْعَرَ قِيلَ: سَبَّغَتْ، فَهِيَ مُسبِّغٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ صَبَّغَتْ فَهِيَ مُصَبِّغٌ، بِالصَّادِّ، والسينُ أَكثر. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ

صابِغٌ إِذَا امْتَلأَ ضَرْعُها وحَسُنَ لَوْنُهُ، وَقَدْ صَبُغَ ضَرعُها صُبوغاً، وَهِيَ أَجْوَدُها مَحْلبة وأَحَبُّها إِلى الناسِ. وصَبَغَتْ عَضَلةُ فُلَانٍ أَي طالتْ تَصْبُغ، وَبِالسِّينِ أَيضاً. وصَبَغَتِ الإِبلُ فِي الرعْي تَصْبُغُ، فَهِيَ صابغةٌ؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ يَصِفُ إِبلًا: قَطَعْتُها بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ، ... إِذَا اغْتَمَسْنَ مَلَثَ الظَّلْماءِ بالقَوْمِ، لَمْ يَصْبُغْنَ فِي عَشاءِ وَيُرْوَى: لَمْ يَصْبُؤْنَ فِي عَشاء. يُقَالُ: صَبأَ فِي الطَّعَامِ إِذَا وضَعَ فِيهِ رأْسَه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا تَرَكْتُه بِصِبْغ الثَّمَنِ أَي لَمْ أَتركه بثَمَنِه الذي هو ثمنه، وما أَخذته بِصِبْغ الثَّمَنِ أَي لم آخُذُهُ بِثَمَنِهِ الَّذِي هُوَ ثَمَنُهُ، وَلَكِنِّي أَخذته بِغلَاءٍ. وَيُقَالُ: أَصْبَغَتِ النخلةُ فَهِيَ مُصْبِغٌ إِذَا ظَهر فِي بُسْرِها النُّضْجُ، والبُسْرةُ الَّتِي قَدْ نَضِجَ بَعْضُهَا هِيَ الصُّبْغةُ، تَقُولُ: نَزَعْتُ مِنْهَا صُبْغةً أَو صُبْغَتَينِ، وَالصَّادُ فِي هَذَا أَكثر. وصَبَّغَت الرُّطَبةُ: مِثْلَ ذنَّبَتْ. والصَّبْغاءُ: ضَرْبٌ مِنْ نَبَاتِ القُفِّ. وقال أَبو حنيفة: الصَّبْغاء شَجَرَةٌ شَبِيهَةٌ بالضَّعةِ تأْلَفُها الظِّباء بَيْضَاءُ الثَّمَرَةِ، قَالَ: وَعَنِ الأَعراب الصَّبْغاءُ مِثْلُ الثُّمامِ. قَالَ الأَزهري: الصَّبْغاءُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: هَلْ رأَيتم الصَّبْغاء مَا يَلي الظلَّ مِنْهَا أَصفرُ وأَبيضُ؟ وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْري أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيل السيْلِ ، أَلَمْ تَرَوْها مَا يَلِي الظلَّ مِنْهَا أُصَيْفِرُ أَو أَبيضُ، وَمَا يلي الشمسَ منها أُخَيْضِرُ؟ وَإِذَا كَانَتْ كَذَلِكَ فَهِيَ صَبْغاءُ؛ وَقَالَ: إِنَّ الطاقَةَ الغَضَّةَ مِنَ الصبْغاء حِينَ تَطْلُعُ الشمسُ يَكُونُ مَا يَلِي الشمسَ مِنْ أَعالِيها أَبيضَ وَمَا يَلِي الظلَّ أَخضر كأَنها شُبِّهَتْ بِالنَّعْجَةِ الصَّبْغَاءِ؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: شَبَّه نَباتَ لُحُومِهِمْ بَعْدَ إحْراقِها بِنَبَاتِ الطَّاقَةِ مِنَ النَّبْتِ حِينَ تطلُع، وَذَلِكَ أَنها حِينَ تطلُع تَكُونُ صَبْغاء، فَمَا يَلِي الشمسَ مِنْ أَعالِيها أَخضرُ، وَمَا يَلِي الظلَّ أَبيضُ. وَبَنُو صَبْغاء: قَوْمٌ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الصَّبْغاء شَجَرَةٌ بَيْضَاءُ الثمرةِ. وصُبَيْغٌ وأَصْبَغُ وصبِيغٌ: أَسماء. وصِبْغٌ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يَتَعَنَّتُ الناسَ بسُؤالات فِي مُشْكِل الْقُرْآنِ فأَمر عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِضَرْبِهِ وَنَفَاهُ إِلى البَصرة ونَهى عن مُجالَسَتِه. صدغ: الصُّدْغُ: مَا انْحَدَرَ مِنَ الرأْس إِلى مَرْكَبِ اللَّحيين، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْعَيْنِ والأُذن، وَقِيلَ: الصُّدْغَانِ مَا بَيْنَ لِحاظَي الْعَيْنَيْنِ إِلى أَصل الأُذن؛ قَالَ: قُبِّحْتِ مِنْ سالِفةٍ ومِنْ صُدُغْ، ... كأَنها كُشْيةُ ضَبٍّ فِي صُقُعْ «2» أَراد قبحتِ يَا سالفةُ مِنْ سَالِفَةٍ وقبِّحتَ يَا صُدُغُ مِنْ صُدْغٍ، فَحَذَفَ لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بِمَا فِي قُوَّةِ كَلَامِهِ وحرَّك الصدُغَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَلِلشِّعْرِ فَعَل ذَلِكَ أَم هُوَ فِي مَوْضُوعِ الْكَلَامِ، وَكَذَلِكَ صُقُع فَلَا أَدري أصُقُع لُغَةٌ أَم حَرَّكَهُ تَحْرِيكًا مُعْتَبطاً، وَقَالَ: صُدُغ وصُقُع فَجَمَعَ بَيْنَ الْغَيْنِ وَالْعَيْنِ لأَنهما مجانِسانِ إذْ هُمَا حَرْفَا حَلْقٍ، وَيُرْوَى صُقُغْ، فَلَا أَدري هَلْ صُقُغْ لُغَةٌ فِي صُقُع أَم احْتَاجَ إِليه لِلْقَافِيَةِ فحوَّل الْعَيْنَ غَيْنًا لأَنهما جَمِيعًا مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ، وَالْجَمْعُ أَصْداغٌ وأَصْدُغٌ، وَيُسَمَّى أَيضاً الشعَرُ الْمُتَدَلِّي عَلَيْهِ صُدْغاً، وَيُقَالُ: صُدْغٌ مُعَقْرَبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عاضَها اللهُ غُلاماً، بَعْدَ ما ... شابَتِ الأَصداغُ، والضِّرْسُ نَقِدْ

_ (2). في مادة [سقغ] يوجد سقغ بدل صُقُعْ.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الصُّدْغانِ هُمَا مَوْصِلُ مَا بَيْنَ اللِّحية والرأْس إِلى أَسفَل مِنَ القَرْنَيْنِ وَفِيهِ الدُّوّارة، الْوَاوُ ثَقِيلَةٌ وَالدَّالُ مَرْفُوعَةٌ، وَهِيَ الَّتِي فِي وَسَطِ الرأْس يَدْعُونَهَا الدَّائِرَةَ، وإِليها يَنتَهي فَروُ الرأْسِ، والقَرنانِ حَرْفَا جانِبَيِ الرأْس، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا السُّدْغُ، بِالسِّينِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المُسْتَنِير قُطْرُب: إِنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُمْ بَلْعَنْبَر يَقْلِبُونَ السِّينَ صَادًا عِنْدَ أَربعة أَحرف: عِنْدَ الطَّاءِ وَالْقَافِ وَالْغَيْنِ وَالْخَاءِ إِذا كُنَّ بَعْدَ السِّينِ، وَلَا يُبالون أَثَانِيَةً كُنَّ أَم ثَالِثَةً أَم رَابِعَةً بَعْدَ أَن يَكُنَّ بَعْدَهَا، يَقُولُونَ سِراط وصِراط وبَسْطة وَبَصْطَةٌ وسَيْقل وَصَيْقَلٌ وسَرَقْت وَصَرَقْتَ ومَسْغَبة ومَصغبة ومِسْدَغة ومِصدغة وسخَّر لَكُمْ وصخَّر لَكُمْ والسَّخَبُ والصَّخَبُ. وصَدَغَه يَصْدَغُه صَدْغاً: ضَرَبَ صُدْغَه أَو حَاذَى صُدْغَه بصُدْغِه فِي الْمَشْيِ. وصُدِغَ صَدَغاً: اشْتَكَى صُدْغَه. والمِصْدغةُ: المِخَدّةُ الَّتِي توضَعُ تَحْتَ الصُّدْغ، وَقَالُوا مِزْدغة، بِالزَّايِ. والأَصْدغانِ: عِرْقَانِ تَحْتَ الصُّدْغين هُمَا يَضْرِبَانِ مِنْ كُلِّ أَحد فِي الدُّنْيَا أَبداً وَلَا وَاحِدَ لَهُمَا يُعْرَفُ، كَمَا قَالُوا المِذْرَوان لناحِيَتَي الرأْس وَلَا يُقَالُ مِذْرى لِلْوَاحِدِ، وَالْمَعْرُوفُ الأَصْدرانِ. والصِّداغُ: سِمةٌ فِي مَوْضِعِ الصُّدْغِ طُولًا. وَبَعِيرٌ مَصْدوغٌ وإِبل مُصَدَّغةٌ إِذا وسِمَتْ بالصِّداغ. والصَّدِيغُ: الْوَلَدُ قَبْلَ اسْتِتمامه سبعةَ أَيامِ، سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه لَا يشتَدُّ صُدغاه إِلا إِلى سَبْعَةِ أَيام. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُورّثون الصَّبِيَّ، يَقُولُونَ: مَا شأْن هَذَا الصَّدِيغِ الَّذِي لَا يحْتَرِفُ وَلَا يَنْفَع نَجْعَلُ لَهُ نَصِيبًا فِي الْمِيرَاثِ؟ الصَّدِيغُ: الضَّعِيفُ، وَقِيلَ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعول مِنْ صَدَغه عَنِ الشَّيْءِ إِذَا صَرَفَهُ. وَمَا يَصْدَغُ نَمْلَةً مِنْ ضَعْفِه أَي مَا يَقْتُلُ نَمْلَةً. وصَدُغَ، بِالضَّمِّ، يَصْدُغُ صَداغةً أَي ضَعُف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ: إِذا المَنايا انْتَبْنَه لَمْ يَصْدُغ أَي لَمْ يَضْعُفْ. وصَدَغَ إِلى الشَّيْءِ يَصْدُغ صُدوغاً وصَدَغاً: مالَ. وصَدَغ عَنْ طَرِيقِهِ: مَالَ. ولأُقِيمَنَّ صَدَغَك أَي مَيْلَك. وصَدَغَه.: أَقام صَدَغَه. وصَدَغَه عَنِ الأَمر يَصْدَغُه صَدْغاً: صرَفَه. يُقَالُ: مَا صَدَغك عَنْ هَذَا الأَمر أَي مَا صَرَفَك وردَّك؟ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ أَو الْبَعِيرِ إِذا مرَّ مُنْفَلِتاً يَعْدو فأُتبِعَ لِيُرَدّ: اتَّبَعَ فُلَانٌ بَعِيرَهُ فَمَا صَدَغَه أَي فَمَا ثَنَاهُ وَمَا ردَّه، وَذَلِكَ إِذَا نَدَّ؛ وَرَوَى أَصحاب أَبي عُبَيْدٍ هَذَا الْحَرْفَ عَنْهُ بِالْعَيْنِ، وَالصَّوَابُ بِالْغَيْنِ، كَمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ. صغصغ: صَغْصَغَ رأْسَه بالدُّهْن صَغْصَغةً وصَغْصاغاً: لُغَةٌ فِي سَغْسَغَه؛ حَكَاهَا قُطْرُب وَهِيَ مُضارِعةٌ. وصَغْصَغَ ثَريدَه: رَوَّاه دَسَماً، وَمِثْلُهُ سَغسَغَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سُئل عَنِ الطِّيبِ لِلْمُحْرِمِ فَقَالَ: أَمّا أَنا فأُصَغْصِغُه فِي رأْسي ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنما هُوَ أُسَغْسِغُه أَي أُرَوِّيه بِهِ، وَالسِّينُ وَالصَّادُ يَتَعَاقَبَانِ مَعَ الْخَاءِ وَالْغَيْنِ وَالْقَافِ وَالطَّاءِ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ صَدَغَ، وَقِيلَ: صَغْصَغَ شعرَه إِذا رجَّلَه. صفغ: الصَّفْغ: القَمْحُ بِالْيَدِ، عَرَبِيٌّ مَعْرُوفٌ. صَفَغَ الشيءَ يَصْفَغُه صَفْغاً وأَصْفَغَه فَمَه؛ وأَنشد أَبو مَالِكٍ: دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ، ... فأَصْفِغيهِ فاكِ أَيَّ صَفْغِ

وإِن تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْعِ، ... شَفَيْتِها بالنَّفْثِ أَو بالمَرْغِ أَراد أَيّ إِصْفَاغٍ فَلَمْ يُمْكِنْهُ. وَيُقَالُ: قَمَحْتُ الشَّيْءَ وصَفَغْتُه أَصْفَغُه صَفْغاً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ عَمْرو بْنُ كِرْكِرةَ وَهُوَ ثِقَةٌ، قَالَ: والرَّفْعُ تِبْنُ الذُّرة، والرَّفْعُ أَسفل الْوَادِي، والنَّفْغُ التَّنَفُّطُ، والمَرْغ الرِّيق. صقغ: الصُّقْغُ: لُغَةٌ فِي الصُّقْع، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ: قُبِّحْتِ مِنْ سالِفةٍ وَمِنْ صُدُغْ، ... كأَنها كُشْيةُ ضَبٍّ فِي صُقُغْ «3» هَكَذَا رِوَايَةُ يُونُسُ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَقَالَ لَهُ أَبو عَمْرٍو: لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ أَروهما، كأَنه آنَسَ مِنْ يُونِسُ تَوَحُّشاً من هذا. صلغ: الصَّلْغةُ: السَّفِينَةُ الْكَبِيرَةُ. والصُّلوغُ فِي ذَوَاتِ الأَظْلاف مِثْلُ السُّلوغِ. وصَلَغَت الشاةُ وَالْبَقَرَةُ تَصْلَغُ صُلوغاً وسَلَغَتْ، وَهِيَ صالِغٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: تَمَّتْ أَسْنانها، وَهِيَ تَصْلَغُ بِالْخَامِسِ وَالسَّادِسِ، وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن الأَصل السِّينُ، والصادُ مُضارِعة لِمَكَانِ الْغَيْنِ. وَغَنَمٌ صُلَّغٌ: سَوالِغُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والحرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ الكِباشُ: الأَبْطال. والصّالِغُ: كالقارِحِ مِنَ الْخَيْلِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ بَعْدَ الصالِغِ فِي الظِّلْف سِنٌّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَرْتِيبُ الأَسْنان فِي تَرْجَمَةِ سَلَغَ. أَبو زَيْدٍ: الشاةُ تَصْلَغُ فِي السنةِ السادسةِ، وَقَالَ الأَصمعي: صالِغٌ بِالصَّادِ، قَالَ: وتَصْلَغُ الشاةُ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرَةُ، قَالَ: وَلَيْسَ بَعْدَ الصُّلوغِ سِنٌّ. ابْنُ الأَعرابي: المِعْزى سُلَّغٌ وصُلَّغ وسَوالِغُ وصَوالِغُ لِتَمَامِ خَمْسِ سِنِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْهِمْ فِيهِ الصالِغُ والقارِحُ ، قَالَ: هُوَ مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ الَّذِي كَمَل وَانْتَهَى سِنُّه، وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، وَيُقَالُ بالسين. صمغ: الصَّمْغُ: وَاحِدُ صُموغ الأَشجار. ابْنُ سِيدَهْ: الصَّمْغُ والصَّمَغُ شَيْءٌ يَنْضَحُه الشَّجَرُ ويَسيل مِنْهَا، وَاحِدَتُهُ صَمْغة وصَمَغة، وكسَّر أَبو حَنِيفَةَ الصَّمْغة أَو الصمَغة عَلَى صُموغ فَقَالَ: وَمِنَ الصُّمُوغِ المُقْلُ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ معروفاً، وأَنواع الصمغ كثيرة، وأَما الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّمْغُ الْعَرَبِيُّ فَصَمْغُ الطَّلْحِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْيَتِيمِ إِذا كَانَ مَجْدُوراً: كأَنه صَمَغةٌ ، يُرِيدُ حِينَ يَبْيَضُّ الجُدَرِيُّ عَلَى يَدَيْهِ فَيَصِيرُ كَالصَّمْغِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: لأَقْلَعَنَّكَ قَلْعَ الصَّمغة أَي لأَسْتَأْصِلَنَّكَ، وَالصَّمْغُ إِذَا قُلِعَ انقَلع كُلُّهُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَلَمْ يَبْقَ لَهُ أَثر، وَرُبَّمَا أَخَذ معه بعضَ لِحائِها. وَفِي الْمَثَلِ: تَرَكْتُه عَلَى مِثْل مَقْرِفِ الصَّمْغَةِ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَتْرُكْ لَهُ شَيْئًا لأَنها تُقْتَلَعُ مِنْ شَجَرَتِهَا حَتَّى لَا تُبقي عُلْقة. وحِبْرٌ مُصَمَّغٌ أَي مُتَّخَذٌ مِنْهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا الْحَرْفُ لَا أَدري مِمَّنْ سَمِعْتُهُ. والصِّمْغانِ: مُلْتَقى الشَّفَتَيْنِ مِمَّا يَلِي الشِّدْقين. والصِّمْغتان والصامِغانِ والصِّماغان: جانِبا الْفَمِ، وَقِيلَ: هُمَا مؤخَّر الْفَمِ، وَقِيلَ: هُمَا مُجْتَمَعُ الرِّيقِ مِنَ الشَّفَتَيْنِ الَّذِي يَمْسَحُهُ الإِنسان، وَفِي التَّهْذِيبِ: مُجْتَمَعُ الرِّيقِ فِي جَانِبِ الشَّفَةِ، وَيُسَمِّيهُمَا العامّةُ الصِّوارَين. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الْقُرَشِيِّينَ: حَتَّى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي طَلَعَ زَبَدُهما. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: نَظِّفوا الصِّماغَيْن فإِنهما مَقْعَدا المَلَكَين ، وَهَذَا حَضٌّ عَلَى السّواك؛ قال الراجز:

_ (3). راجع هَذَا الْبَيْتَ فِي فَصْلِ السين سقغ وفصل الصاد صدغ.

قدْ شانَ أَبْناءَ بَني عَتَّابِ ... نَتْفُ الصَّاغَيْنِ عَلَى الأَبوابِ قَالَ: والصَّماغانِ والصامِغان مِنَ الْفَرَسِ مُنْتَهَى الشِّدْقين فِي الرأْس. واسْتَصْمَغْت الصابَ: وَذَلِكَ أَن تَشْرُط شَجَرَةً لِيَخْرُجَ مِنْهُ شَيْءٌ مرٌّ فَيَنْعَقِدُ كَالصَّبْرِ؛ عَنْ أَبي الْغَوْثِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَمَخَ: أَبو عُبَيْدٍ الشاةُ إِذا حُلبت عِنْدَ وِلَادِهَا فوُجِدَ فِي أَحالِيلِ ضَرْعِها شَيْءٌ يَابِسٌ يُسَمَّى الصَّمْخَ والصَّمْغَ، الْوَاحِدَةُ صَمْخةٌ وصَمْغة، فإِذا فُطِر ذَلِكَ أَفصح لَبَنُهَا بَعْدَ ذَلِكَ واحْلَولى. صوغ: الصَّوْغُ: مَصْدَرُ صاغَ الشيءَ يَصُوغُه صَوْغاً وصِياغةً وصُغْتُه أَصوغُه صِياغةً وصِيغةً وصَيْغُوغةً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: سَبكَهُ وَمِثْلُهُ كَانَ كَيْنُونةً وَدَامَ دَيْمُومةً وَسَادَ سَيْدُودةً. قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ كَانَ أَصلُه كَوْنُونةً وسَوْدُودةً ودَوْمُومةً فقُلبت الواوُ يَاءً طلبَ الخِفَّةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فَعْلُولةً، كَانَتْ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ أَو مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ. وَرَجُلٌ صائِغٌ وصَوَّاغٌ وصَيَّاغٌ مُعاقِبةٌ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: واعَدْتُ صَوَّاغاً مِنْ بَنِي قَيْنُقاعَ ؛ هو صَوَّاغُ الحَلْي، قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا قَالَ بَعْضُهُمْ صَيّاغٌ لأَنهم كَرِهُوا الْتِقَاءَ الواوين لا سيَّما فِيمَا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ، فأَبدلوا الأُولى مِنَ الْعَيْنَيْنِ يَاءً كَمَا قَالُوا فِي أَمَّا أَيْما وَنَحْوَ ذَلِكَ فَصَارَ تَقْدِيرُهُ الصَّيْواغُ، فَلَمَّا الْتَقَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ عَلَى هَذَا أَبدلوا الْوَاوَ لِلْيَاءِ قَبْلَهَا فَقَالُوا الصيَّاغ، فَإِبْدَالُهُمُ الْعَيْنَ الأُولى مِنَ الصوَّاغِ دَلِيلٌ عَلَى أَنها هِيَ الزَّائِدَةُ لأَن الإِعْلال بِالزَّائِدِ أَولى مِنْهُ بالأَصل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قُلْتَ فَقَدْ قلبْتَ الْعَيْنَ الثَّانِيَةَ أَيضاً فقلتَ صَيَّاغ، فَلَسْنَا نَرَاكَ إِلَّا وَقَدْ أَعللت الْعَيْنَيْنِ جَمِيعًا، فَمَنْ جَعَلَكَ بأَن تَجْعَلَ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةَ دُونَ الأَخيرة وَقَدِ انْقَلَبَتَا جَمِيعًا؟ قِيلَ: قَلْبُ الثَّانِيَةِ لَا يُسْتَنْكَرُ لأَنه عَنْ وُجُوبٍ وَذَلِكَ لِوُقُوعِ الْيَاءِ سَاكِنَةً قَبْلَهَا، فَهَذَا غَيْرُ تَعَدٍّ وَلَا يُعْتَذَر مِنْهُ، لَكِنْ قلبُ الأُولى وَلَيْسَ هُنَاكَ عِلَّةٌ يُضْطَر إِلَى إِبْدَالِهَا أَكثر مِنَ الِاسْتِخْفَافِ مجرداً هو التَّعَدِّي الْمُسْتَنْكَرِ وَلَكِنَّهُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ الْمُحْتَجُّ بِهِ، فَلِذَلِكَ اعْتَمَدْنَاهُ، وعَملُه الصِّياغةُ، والشيءُ مَصُوغٌ. والصَّوْغُ: مَا صِيغَ، وَقَدْ قُرِئَ: قَالُوا نَفْقِدُ صَوْغَ الْمَلِكِ. وَرَجُلٌ صَوَّاغٌ: يَصُوغُ الكلامَ ويُزَوِّرُهُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: فُلَانٌ يَصوغُ الْكَذِبَ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ. وصاغَ فُلَانٌ زُوراً وَكَذِبًا إِذا اخْتَلَقَهُ. وَهَذَا شَيْءٌ حسَنُ الصِّيغةِ أَي حسَنُ العَملِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبَّاغُون والصَّوَّاغُون ؛ هُمْ صَبَّاغُو الثيابِ وصاغةُ الحُلِيّ لأَنهم يَمْطُلُونَ بالمواعِيدِ الْكَاذِبَةِ، وَقِيلَ: أَراد الَّذِينَ يرتِّبُون الْحَدِيثَ: ويَصُوغُون الْكَذِبَ. يُقَالُ: صَاغَ شِعْرًا وَكَلَامًا أَي وَضَعَهُ ورتَّبَه، وَيُرْوَى الصيَّاغون، بِالْيَاءِ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي رَافِعٍ الصَّائِغِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُمازِحُني يَقُولُ أَكْذَبُ النَّاسُ الصَّوَّاغُ، يَقُولُ الْيَوْمَ وغَداً ، وَقِيلَ: أَراد الَّذِينَ يَصْبُغون الْكَلَامَ ويَصُوغُونه أَي يُغَيِّرُونه ويَخْرُصُونه؛ وأَصل الصَّبْغِ التغْيير. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: رأَى قَوْمًا يَتَعادَوْنَ فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟ فَقَالُوا: خَرَجَ الدَّجَّالُ فَقَالَ: كَذِبَةٌ كَذَبَها الصيَّاغون ؛ وَرُوِيَ الصوَّاغون ، أَي اخْتلقها الْكَذَّابُونَ. وَهَذَا صَوْغُ هَذَا أَي عَلَى قَدْرِهِ. وغُلامانِ صَوْغانِ: عَلَى لِدةٍ واحدةٍ. وَهُمَا صَوْغانِ أَي سِيَّانِ. قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: هُوَ سَوْغُ أَخيه طَرِيدُه وُلِدَ فِي إِثره. قَالَ الْفَرَّاءُ: بَنُو سُليم وهَوازِنُ وأَهلُ العالِيةِ

فصل الضاد المعجمة

وهُذَيْلٌ يَقُولُونَ هُوَ أَخوه صَوْغُه، بِالصَّادِ، قَالَ: وأَكثر الْكَلَامِ بِالسِّينِ سوغُه. وَفُلَانٌ حسَنُ الصِّيغةِ أَي حسَنُ الخِلْقةِ والقَدِّ. وصاغَه اللهُ صِيغةً حَسَنةً أَي خَلَقَه، وصِيغَ عَلَى صِيغَتِه أَي خُلِقَ خِلْقَتَه، وصاغَ اللهُ الخلقَ يَصُوغُها. ابْنُ شُمَيْلٍ: صاغَ الأُدْمُ فِي الطَّعَامِ يَصُوغُ أَي رَسَبَ، وصاغَ الماءُ فِي الأَرض رَسَبَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ بُكَيْرٍ «1» الْمُزْنِيِّ فِي الطَّعَامِ: يَدْخُلُ صَوْغاً وَيَخْرُجُ سُرُحاً أَي الأَطْعِمةُ المَصُوغةُ أَلواناً المهيأَة بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ. والصِّيغةُ: السِّهامُ الَّتِي مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وصِيغة قَدْ راشَها ورَكَّبا وسِهامٌ صِيغةٌ مِنْ ذَلِكَ أَي مِنَ عَمَلِ رجُل واحدٍ، وَهُوَ مِنَ الواوِ إِلا أَنها انْقَلَبَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرقط: شَرْيانة تَمْنَعُ بَعْدَ اللِّينِ، ... وصِيغة ضُرِّجْنَ بالبَشْنِينِ صيغ: صَيَّغَ فُلَانٌ طَعاماً أَي أَنْقَعَه فِي الأُدْمِ حَتَّى تَرَوَّغَ، وَقَدْ رَيَّغَه بالسمْن ورَوَّغَه وصَيَّغَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: يُعْطين، مِنْ فَضْلِ الإِلهِ الأَسْبَغِ، ... آذِيَّ دَفَّاعٍ كَسَيْلِ الأَصْيَغِ فالأَصْيَغُ: الْمَاءُ العامُّ الْكَثِيرُ. وَيُقَالُ: الأَصْيَغُ وادٍ، وَيُقَالُ نَهْرٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: رَمَيْتَ بِكَذَا وَكَذَا صِيغةً مِنْ كَثَبٍ «2» فِي عَدُوّك ؛ يُرِيدُ سِهاماً رَمَى بِهَا فِيهِ. يُقَالُ: هَذِهِ سِهامٌ صِيغةٌ أي مُسْتوية مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وأَصلها الْوَاوُ فَانْقَلَبَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. وَيُقَالُ: صِيغةُ الأَمرِ كَذَا وَكَذَا أَي هَيْئَتُهُ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا. فصل الضاد المعجمة ضغغ: الضَّغِيغةُ: الرَّوْضةُ الناضِرةُ المُتَخَلِّيةُ. أَبو عَمْرٍو: الرَّوْضةُ الضَّغِيغةُ والمَرْغَدةُ والمَغْمَغةُ والمَخْجَلةُ والمَرغةُ والحَدِيقةُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ هُمْ فِي ضغِيغةٍ من الضَّغاضِغِ إِذَا كَانُوا فِي خِصْبٍ وسَعَةٍ وكَلإٍ كَثِيرٍ. وأَقمنا عِنْدَ فُلَانٍ فِي ضَغِيغٍ أَي خِصْبٍ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّغِيغةُ الرَّوْضَةُ. وَقَالَ أَبو صَاعِدٍ الْكِلَابِيُّ: ضَغِيغةٌ مِنْ بَقْل وَمِنْ عُشْبٍ إِذا كَانَتِ الرَّوْضَةُ نَاضِرَةً. وأَقمت عِنْدَهُ فِي ضَغِيغِ دَهْرِه أَي قَدْرَ تَمامِه. والضَّغْضَغةُ: لَوْكُ الدرْداءِ. يُقَالُ: ضَغْضَغَتِ العَجُوزُ إِذا لاكَتْ شَيْئًا بَيْنَ الْحَنَكَيْنِ وَلَا سِنّ لَهَا. وضَغْضَغَ اللحْمَ فِي فِيهِ: لَمْ يُحْكِم مَضْغَه. وضَغْضَغَ الكلامَ: لَمْ يُبَيِّنْه. والضَّغيغةُ: الْعَجِينُ الرَّقِيقُ. الْفَرَّاءُ: إِذَا كَانَ الْعَجِينُ رَقِيقًا، فَهُوَ الضَّغِيغةُ والرَّغِيغةُ. ضمغ: أَضْمَغَ شِدْقَه: كَثَّرَ لُعابَه؛ قَالَ: وأَضْمَغَ شِدْقَه يَبْكي عَلَيْهَا، ... يُسِيلُ عَلَى عَوارِضِه البُصاقا قَالَ: لَمْ يَحْكِهَا إِلَّا صَاحِبُ الْعَيْنِ. فصل الطاء المهملة طلغ: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ، قَالَ: وأَخبرني الثِّقَةُ مِنْ أَصحابنا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ جَبَلَةَ عَنْ شمر عن

_ (1). قوله [بكير] كذا في الأَصل، والذي في النهاية: بكر. (2). قوله [من كثب] كذا بالأَصل والنهاية أيضاً بلا ضبط، ولعله يريد من شجر كثب جمع الكثيب.

فصل الظاء المعجمة

الْكِلَابِيِّ يُقَالُ: فُلَانٌ يَطْلَغُ المِهْنةَ. قَالَ: والطَّلَغانُ أَن يَعْيا فَيَعْمَلَ عَلَى الكَلالِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يَكُنْ هَذَا الْحَرْفُ عِنْدَ أَصحابنا عَنْ شَمِرٍ فأَفادَنِيه أَبو طَاهِرِ بْنُ الْفَضْلِ، وَهُوَ ثِقَةٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ الْعَتْرِيفِيُّ «1» إِذا عَجَزَ الرَّجُلُ قُلْنا هُوَ يَطْلَغُ المِهْنةَ، والطَّلَغانُ: أَن يَعْيا الرَّجُلُ ثُمَّ يَعْمَلَ عَلَى الإِعْياء وهو التَّلَغُّبُ. طوغ: الطاغوتُ: مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وكلُّ رأْسٍ فِي الضلالِ طاغوتٌ، وَقِيلَ: الطاغوتُ الأَصْنامُ، وَقِيلَ الشيطانُ، وَقِيلَ الكَهَنةُ، وَقِيلَ مَرَدةُ أَهل الْكِتَابِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: قِيلَ الجِبْتُ والطاغوتُ هَاهُنَا حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وكَعْبُ بْنُ الأَشْرَف الْيَهُودِيَّانِ لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمَرهما فَقَدْ أَطاعُوهما مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُرِيدُونَ أَن يَتَحاكمُوا إِلى الطَّاغُوتِ، أَي إِلَى الكُهّانِ والشيطانِ، يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَزْنُهُ فَلَعُوت لأَنه مِنْ طَغَوْت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما آثَرْتُ طَوَغُوتاً فِي التَّقْدِيرِ عَلَى طَيَغُوتٍ لأَن قَلْبَ الْوَاوِ عَنْ مَوْضِعِهَا أَكثر مِنْ قَلْبِ الْيَاءِ فِي كَلَامِهِمْ نَحْوُ شَجَرٍ شاكٍ ولاثٍ وهارٍ، وَقَدْ يكسَّر عَلَى طَواغِيتَ وطَواغٍ؛ الأَخيرة عن اللحياني. فصل الظاء المعجمة ظربغ: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: الظَّرْبَغانةُ، بِالظَّاءِ وَالْغَيْنِ، الحَيّةُ. فصل الغين المعجمة غوغ: الغاغُ: الحَبَقُ، وَاحِدَتُهُ غاغةٌ، والغاغةُ: نَبَاتٌ يُشْبِهُ الهربُون «2». وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ: يَحْضُرُكَ غَوْغاءُ الناسِ ، أَصل الغَوْغاءِ الجَرادُ حِينَ يَخِفُّ للطَّيرانِ ثُمَّ اسْتُعِيرَ للسَّفِلةِ مِنَ الناسِ والمُتَسَرِّعين إِلَى الشرِّ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الغَوْغاءِ الصوتِ والجَلَبةِ لكثرة لَغَطِهم وصِياحِهِم. فصل الفاء فتغ: فَتَغَ الشيءَ يَفْتَغُه فَتْغاً إِذا وَطِئَه حَتَّى يَتَشَدَّخَ، وَهُوَ مِثْلُ الفَدْغِ. فدغ: الفَدْغُ: شَدْخُ شَيْءٍ أَجْوَفَ مِثْلِ حَبَّةِ عِنَبٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَعَا عَلَى عُتْبةَ بْنِ أَبي لَهَب فَضَغَمه الأَسَدُ ضَغْمةً فَدَغَه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفَدْغُ الشدْخُ والشقُّ الْيَسِيرُ. غَيْرُهُ: الفَدْغُ كَسْرُ الشَّيْءِ الرَّطْب والأَجْوَفِ، وشَدَخَه فَدَغَه يَفْدَغُه فَدْغاً. وَفِي بَعْضِ الأَخبار فِي الذَّبْحِ بِالْحَجَرِ: إِن لَمْ يَفْدَغِ الحُلْقُومَ فكُلْ أَي لَمْ يُثَرِّدْه لأَن الذَّبْحَ بِالْحَجَرِ يَشْدَخُ الجِلْدَ وَرُبَّمَا لَا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فَيَكُونُ كالمَوْقُوذِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرِينَ: سُئِلَ عَنِ الذَّبِيحَةِ بالعُود فَقَالَ: كُلْ مَا لَمْ يَفْدَغْ ؛ يُرِيدُ مَا قَتَلَ بحدِّه فَكُلْهُ وَمَا قَتَلَ بِثِقَلِه فَلَا تأْكله، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِذًا تَفْدَغُ قُرَيْشٌ الرأْسَ أَي تَشْدَخُ. وَيُقَالُ: فَدَغَ رأْسَه وثَدَغَه إِذا رَضّه وشَدَخَه. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مِفْدَغٌ كَمَا يُقَالُ مِدَقٌّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنِّي مَقاذِيف مِدَقٍّ مِفْدَغِ فرغ: الفَراغُ: الخَلاءُ، فَرَغَ يَفْرَغُ ويَفْرُغُ فَراغاً وفُروغاً وفَرِغَ يَفْرَغُ. وَفِي التَّنْزِيلِ:

_ (1). قوله [العتريفي] كذا في الأَصل بعين مهملة، وفي القاموس بغين معجمة. (2). قوله [الهربون] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس: الهرنوي.

وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً ، أَي خَالِيًا مِنَ الصَّبْرِ، وَقُرِئَ فُرُغاً أَي مُفَرَّغاً. وفَرَّغَ المكانَ: أَخلاه، وَقَدْ قُرِئَ: حَتَّى إِذا فُرِّغَ عَنْ قلوبِهم ، وَفُسِّرَ: فَرَّغَ قلوبَهم مِنَ الفَزَعِ. وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ: إِخْلاؤها. وفَرَغْتُ مِنَ الشُّغُلِ أَفْرُغُ فُروغاً وفَراغاً وتَفَرَّغْتُ لِكَذَا واستَفْرَغْتُ مَجْهُودِي فِي كَذَا أَي بذلتُه. يُقَالُ: اسْتَفْرَغَ فُلَانٌ مَجْهُودَه إِذا لَمْ يُبْق مِنْ جُهْدِه وطاقتِه شَيْئًا. وفَرَغَ الرجلُ: ماتَ مِثْلُ قَضَى، عَلَى المثَل، لأَن جِسْمَهُ خَلا مِنْ رُوحِه. وإِناءٌ فُرُغٌ: مُفَرَّغٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ أَعرابي تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ، فإِنه يَصُوكُ عَلَى شَعَفةِ المَصادِ كأَنه قِرْشامٌ عَلَى فَرْغِ صَقْرٍ؛ يَصُوك أَي يَلْزَمُ، والمَصادُ الْجَبَلُ، والقِرْشامُ القُرادُ، والفَرْغُ الإِناء الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الصَّقْرُ، وَهُوَ الدُّوشابُ. وقَوْسٌ فُرُغٌ وفِراغٌ: بِغَيْرِ وَتَرٍ، وَقِيلَ: بِغَيْرِ سَهْمٍ. وَنَاقَةٌ فِراغٌ: بِغَيْرِ سِمةٍ. والفِراغُ مِنَ الإِبل: الصَّفِيُّ الغَزِيرةُ الواسِعةُ جِرابِ الضَّرْعِ. والفَرْغُ: السَّعةُ والسَّيَلانُ. الأَصمعي: الفِراغُ حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ واسِعٌ ضَخْمٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: طافَ بِهِ جَنْبَيْ فِراغٍ عَثْجَل وَيُقَالُ: عَنَى بالفِراغِ ضَرْعها أَنه قَدْ جَفَّ مَا فِيهِ مِنَ اللَّبَن فَتَغَضَّنَ؛ وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: ونَحَتْ لَهُ عَنْ أَرزِ تَالِئَةٍ ... فِلْقٍ فِراغِ مَعابِلٍ طُحْل أَراد بالفِراغِ هَاهُنَا نِصالًا عَرِيضةً، وأَراد بالأَرْزِ القَوْسَ نفسَها، شبَّهها بِالشَّجَرَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الأَرْزةُ، والمِعْبَلةُ: العَرِيضُ مِنَ النِّصالِ. وطَعْنةٌ فَرْغاءُ وذاتُ فَرْغٍ: واسِعةٌ يَسِيلُ دَمُها، وَكَذَلِكَ ضَرْبة فرِيغةٌ وفَرِيغٌ. والطعنةُ الفَرْغاءُ: ذَاتُ الفَرْغ وَهُوَ السَّعةُ. وطرِيقٌ فرِيغٌ: واسِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ أُثِّرَ فِيهِ لِكَثْرَةِ مَا وُطِئَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه ... نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ والفَرِيغُ: العرِيضُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ سِهاماً: فِراغٌ عَوارِي اللِّيطِ، تُكْسَى ظُباتُها ... سَبائِبَ، مِنْهَا جاسِدٌ ونَجِيعُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي سَنَعْمِد، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ جَرِيرٍ: ولَمَّا اتَّقَى القَيْنُ العَراقيَ بِاسْتِه، ... فَرَغْتُ إِلَى العَبْدِ المُقَيَّدِ فِي الحِجْلِ قَالَ: مَعْنَى فَرَغْتُ أَي عَمَدْتُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: افْرُغْ إِلَى أَضْيافِك أَي اعْمِدْ واقْصِدْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى التخَلّي والفَراغِ لتَتَوَفَّرَ عَلَى قِراهم والاشتِغالِ بِهِمْ. وسَهْمٌ فَرِيغٌ: حَدِيدٌ؛ قَالَ النَّمِر بْنُ تَوْلَبٍ: فَرِيغ الغِرارِ عَلَى قَدْرِهِ، ... فَشَكَّ نَواهِقَه والفَما وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ فَرِيغٌ: حَدِيدُ اللِّسانِ. وَفَرَسٌ فَرِيغٌ: واسِعُ المَشْي، وَقِيلَ: جَوادٌ بِعِيدٌ الشَّحْوةِ؛ قَالَ: ويَكادُ يَهْلِكُ فِي تَنُوفَتِه شأْوُ ... الفَرِيغِ، وعَقْبُ ذِي العَقْبِ وَقَدْ فَرُغَ الفرسُ فَراغَةً. وهِمْلاجٌ فَرِيغٌ:

سَرِيعٌ أَيضاً؛ عَنْ كُرَاعٍ، والمَعْنَيانِ مُقْتَرِبانِ. وَفَرَسٌ فَرِيغُ المَشْي: هِمْلاجٌ وَساعٌ. وَفَرَسٌ مُسْتَفْرِغٌ: لَا يَدَّخِرُ مِنْ حُضْرِه شَيْئًا. وَرَجُلٌ فِراغٌ: سَرِيعُ الْمَشْيِ واسعُ الخِطاءِ، وَدَابَّةٌ فِراغُ السَّيْرِ كَذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار قَالَ: حَمَلْنا رسولَ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى حِمارٍ لَنَا قَطُوفٍ فَنَزَلَ عَنْهُ فإِذا هُوَ فِراغٌ لَا يُسايَرُ أَي سَرِيعُ المَشْي واسعُ الخَطْوةِ «3». والإِفراغُ: الصَّبُّ. وفَرَغَ عَلَيْهِ الماءَ وأَفْرَغَه: صَبَّه؛ حَكَى الأَوَّل ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: فَرَغْنَ الهَوى فِي القَلْبِ، ثُمَّ سَقَيْنَه ... صُباباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْيُنِ النُّجْلِ وَفِي التَّنْزِيلِ: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً* ؛ أَي اصْبُبْ، وَقِيلَ: أَي أَنْزِلْ عَلَيْنَا صَبْرًا يَشْتَمِلُ عَلَيْنَا، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وافْتَرَغَ: أَفْرَغَ عَلَى نَفْسِهِ الْمَاءَ وصَبَّه عَلَيْهِ. وفَرِغَ الماءُ، بِالْكَسْرِ، يَفْرَغُ فَراغاً مِثَالُ سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً أَي انْصَبَّ، وأَفرغته أَنا. وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ: كَانَ يُفْرِغُ عَلَى رأْسِه ثَلَاثَ إفراغاتٍ ، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الإِفْراغِ. يُقَالُ: أَفْرَغْتُ الإِناء إِفْراغاً وفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً إِذا قَلَبْتَ مَا فِيهِ. وأَفْرَغْتُ الدِّماءَ: أَرَقْتُها. وَفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً أَي صَبَبْتُهُ. وَيُقَالُ: ذَهَب دمُه فَرْغاً وفِرْغاً أَي باطِلًا هَدَراً لَمْ يُطْلَبْ بِهِ؛ وأَنشد: فإنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ ونِسْوةٌ، ... فَلَنْ تَذْهَبُوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ والفُراغة: مَاءُ الرَّجُلِ وَهُوَ النُّطْفةُ. وأَفْرَغَ عِنْدَ الْجِمَاعِ: صَبَّ ماءَه. وأَفْرَغَ الذهبَ والفِضَّةَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْجَوَاهِرِ الذَّائِبَةِ: صَبَّها فِي قالَبٍ. وحَلْقة مُفْرَغةٌ: مُصْمَتةُ الجَوانِب غيرُ مَقْطُوعةٍ. ودِرْهم مُفْرَغٌ: مَصْبُوب فِي قَالَبٍ لَيْسَ بِمَضْرُوبٍ. والفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلْو وَهُوَ خَرْقُه الَّذِي يأْخذ الْمَاءَ. ومَفْرَغُ الدلوِ: مَا يَلِي مُقَدَّم الحَوْضِ. والمَفْرَغُ والفَرْغُ والثَّرْغُ: مَخْرَجُ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ عَراقي الدَّلْوِ، وَالْجَمْعُ فُرُوغٌ وثُرُوغٌ. وفِراغُ الدَّلْوِ: ناحِيَتها الَّتِي يُصَبُّ مِنْهَا الْمَاءُ؛ وأَنشد: تسْقي بِهِ ذَاتَ فِراغٍ عَثْجَلا وَقَالَ: كأَنَّ شِدْقَيْه، إِذَا تَهَكَّما، ... فَرْغانِ مِنْ غَرْبَيْن قَدْ تخَرَّما قَالَ: وفَرْغُه سَعةُ خَرْقِه، وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَ الفَرْغانِ. والفَرْغُ: نَجْمٌ مِنْ مَنازِلِ الْقَمَرِ، وَهُمَا فَرْغانِ مَنزِلان فِي بُرْج الدَّلْوِ: فَرْغُ الدَّلْوِ المُقَدَّمُ، وَفَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَوْكَبانِ نَيّرانِ، بَيْنَ كُلِّ كَوْكَبَيْنِ قَدْرُ خَمْسِ أَذرع فِي رأْي الْعَيْنِ. والفِراغُ: الإِناء بِعَيْنِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. التَّهْذِيبُ: وأَما الفِراغُ فَكُلُّ إناءِ عِنْدَ الْعَرَبِ فِراغٌ. والفَرْغانُ: الإِناءُ الواسِعُ. والفِراغُ: الأَوْدِية؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا وَلَا اشْتَقَّها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَرْغُ الأَرض المُجْدِبةُ؛ قَالَ مَالِكٌ الْعُلَيْمِيُّ: أُنْجُ نِجَاءً مِنْ غَرِيمٍ مَكْبُولْ، ... يُلْقى عَلَيْهِ النَّيْدُلانُ والغُولْ واتَّقِ أَجْساداً بِفَرْغٍ مَجْهُولْ

_ (3). قوله [الخطوة] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في النهاية: سريع الخطو.

ويَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: شاعرٌ مِنْ حِمْيَر. فشغ: الفَشْغُ والانْفِشاغُ: اتِّساعُ الشيءِ وانْتِشارُه. وتَفَشَّغَ فِيهِ الشيبُ وتَفَشَّغَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كَثُرَ فِيهِ وانْتَشَرَ. وفَشَغَه أَي عَلَاهُ حَتَّى غَطَّاه. ابْنُ الأَعرابي: تَفَشَّغَه الشيبُ وتَشَيَّعَه وتَشَيَّمَه وتَسَنَّمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والفاشِغةُ: الغُرّةُ المُنْتَشِرةُ المُغَطِّية لِلْعَيْنِ. وتَفَشَّغَتِ الغُرَّة: كَثُرَتْ وَانْتَشَرَتْ؛ وفَشَغَتِ الناصِيةُ والقُصّةُ حَتَّى تُغَطِّي عَيْنَ الْفَرَسِ؛ قَالَ عِدِيّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: لَهُ قُصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيْه، ... والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ والناصيةُ الفَشْغاءُ: المُنْتَشِرةُ. وفَشَغَه بِالسَّوْطِ فَشْغاً أَي عَلاه بِهِ، وَكَذَلِكَ أَفْشَغَه بِهِ إِذا ضَرَبَهُ. وتَفَشَّغَ الْوَلَدُ: كثُر. وَقَالَ النَّجَاشِيُّ لِقُرَيْشٍ حِينَ أَتوه: هَلْ تَفَشَّغَ فِيكُمُ الولدُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ الْخَيْرِ؟ قَالُوا: نَعَمْ ، أَي هَلْ كثُر؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي هَلْ يَكُونُ لِلرَّجُلِ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ مِنَ الْوَلَدِ ذُكُورٌ؟ قَالُوا نَعَمْ وأَكثرُ؛ قَالَ: وأَصله مِنَ الظُّهُورِ والعُلُوِّ والانتِشارِ. وَفِي حَدِيثِ الأَشْتَرِ: أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ قَدْ تَفَشَّغَ أَي فَشا وانْتَشَرَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي تَفَشَّغَتْ فِي النَّاسِ؟ وَيُرْوَى: تَشَقَّقَتْ وتَشَغَّفَتْ وتَشَعَّبَتْ. وَيُقَالُ: تَفَشَّغَ فِي بَنِي فُلَانٍ الخيرُ إِذَا كَثُرَ وَفَشَا. وتَفَشَّغَ لَهُ وَلَدٌ: كَثُرَ. وتَفَشَّغَ فِيهِ الدَّمُ أَي غلَبه وتَمَشَّى فِي بَدَنِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ: وَقَدْ سَمِنَتْ حَتَّى كأَنَّ مَخاضَها ... تَفَشَّغَها ظَلْعٌ، وليْسَتْ بِظُلَّعِ وَحَكَى ابْنُ كَيْسَانَ: تَفَشَّغَ الرجلُ البُيوتَ دَخَلَ فِيهَا. وتَفَشَّغَ فُلَانٌ فِي بُيُوتِ الحيِّ إِذَا غَابَ فِيهَا فَلَمْ تَرَهُ، وتَفَشَّغَ المرأَةَ: دَخَلَ بَيْنَ رجْليها ووقَعَ عَلَيْهَا وافْتَرَعَهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المَنُونِ القليلِ الْخَيْرِ: مُفْشِغٌ، وَقَدْ أَفْشَغَ الرجلُ. وَرَجُلٌ أَفْشَغُ الثَّنِيّةِ: ناتِئُها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَانَ آدمَ ذَا ضَفِيرَتين أَفْشَغَ الثَّنِيَّتَيْنِ أَي ناتِئَ الثَّنِيَّتَيْن خارجَتَيْن عَنْ نَضَدِ الأَسنان. الأَصمعي: فَشَّغَه النومُ تَفْشِيغاً إِذا عَلَاهُ وَغَلَبَهُ وكسَّلَه؛ وأَنشد لأَبي دُوَادٍ: فإِذا غَزالٌ عاقِدٌ، ... كالظَّبْي فَشَّغَه المَنام والتَّفَشُّغُ والفِشاغُ: الكَسَلُ. وَقَدْ فشَّغَه المَنامُ أَي كَسَّلَه. والفُشّاغُ: نَبَاتٌ يَتَفَشَّغُ ويَنْتَشِرُ عَلَى الشَّجَرِ ويَلْتَوي عَلَيْهِ. وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ الأَزهري أَن الفُشاغ يثقَّل وَيُخَفَّفُ. والفَشْغَةُ: قَصَبةٌ «1» فِي جَوْفِ قَصبة. والفَشْغةُ: مَا تَطايَرَ مِنْ جَوْفِ الصَّوْصَلاةِ، وَهُوَ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ صاصُلى، وَقِيلَ: هُوَ حَشيشٌ يأْكل جَوْفَه صِبْيانُ العِراقِ. وفَشَغَه بالسوْط يَفْشَغُه فَشْغاً وأَفْشَغَه بِهِ وأَفْشَغَه إِيَّاهُ: ضرَبه بِهِ. وفاشَغَ الناقةَ إِذا أَراد أَن يَذْبَحَ وَلدها فجعلَ عَلَيْهِ ثَوْبًا يُغَطِّي بِهِ رأْسَه وظَهْرَه كلَّه مَا خَلا سَنامه، فيَرْضَعُها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثُمَّ يُوثَقُ وتُنَحَّى عَنْهُ أُمه حَيْثُ تَرَاهُ، ثُمَّ يؤخَذُ عَنْهُ الثوبُ فيجعلُ عَلَى حُوار آخَرَ فَتَرَى أَنه ابنُها ويُنْطَلقُ بِالْآخَرِ فَيُذْبَحُ. التَّهْذِيبُ: المُفاشَغةُ أَن يُجَرَّ ولدُ الناقةِ مِنْ تحتها

_ (1). قوله [قصبة في إلخ] كذا بالأَصل، والذي في القاموس: قطنة في إلخ.

فصل اللام

فيُنْحَرَ وتُعْطَفَ عَلَى وَلَدٍ آخَرَ يُجَرُّ إِلَيْهَا فيُلْقَى تَحْتَهَا فَتَرْأَمُه. يُقَالُ: فاشَغَ بَيْنَهُمَا وَقَدْ فُوشِغَ بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ حِلِّزة: بَطَلٌ يُجَرِّرُه وَلَا يَرْثي لَهُ، ... جَرَّ المُفاشِغِ هَمَّ بالإِرْآمِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن وَفْدَ البَصْرةِ أَتَوْه وَقَدْ تَفَشَّغُوا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْئَةُ؟ فَقَالُوا: تَرَكْنَا الثِّيابَ فِي العِيابِ وجِئْناكَ، وقال: الْبَسُوا وأَمِيطُوا الخُيَلاء ؛ قَالَ شَمِرٌ: تَفَشَّغُوا أَي لَبِسُوا أَخْشَنَ ثيابهم ولم يَتَهَيَّؤُوا لِلِقَائِهِ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَنا لَا آمَنُ أَن يَكُونَ مصحَّفاً مِنْ تَقَشَّفُوا، والتَّقَشُّفُ: أَن لَا يَتَعَهَّدَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ. والفَشاغُ فِي المَهْر: نحو القِرافِ. فضغ: فَضَغَ العودَ يَفْضَغُه فَضْغاً: هَشَمَه. وَرَجُلٌ مِفْضَغٌ: يَتَشَدَّقُ ويَلْحَنُ كأَنه يَفْضَغُ الكلامَ، والله أَعلم. فلغ: الفَلْغُ: الشَّدْخُ. فَلَغَ رأْسَه، زَادَ فِي التَّهْذِيبِ: بِالْعَصَا، يَفْلَغُه فَلْغاً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّي إِنْ آتِهِمْ يُفْلَغْ رأَسِي كَمَا تُفْلَغُ العِترةُ أَي يُكسَر. وأَصل الفَلْغِ الشقُّ، والعِتْرةُ نَبْتٌ، قَالَ: وفَلَغَه مِثْلَ ثَلَغَه إِذا شَدَخَه؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ أَي أَنَّ فَاءَ فَلَغَ بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ ثَلَغَ؛ يُقَالُ للقَفِيز بِالسُّرْيَانِيَّةِ فالِغا، وأَعْرَبته العربُ فقالت فِلْجٌ. فوغ: فَوْغةُ الطيبِ: كفَوْعَتِه؛ حَكَاهَا كُرَاعٌ وَقَالَ: فَوْغةُ، بإعْجام الْغَيْنِ، وَلَمْ يَقُلْهَا أَحد غَيْرَهُ. قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. قَالَ شَمِرٌ: وفَوْغةٌ مِنَ الْفَاغِيَةِ، قَالَ الأَزهري: كأَنه مَقْلُوبٌ عِنْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: احْبِسُوا صِبيانَكم حَتَّى تذهَبَ فَوْعةُ العِشاءْ أَي أَوَّله كفَوْرتِه. وفَوْعةُ الطِّيبِ: أَوّلُ مَا يَفُوحُ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ لُغَةٌ فيه. فصل اللام لتغ: اللَّتْغُ: الضَّرْبُ بِالْيَدِ. لَتَغَه بِيَدِهِ لَتْغاً: ضَرَبَهُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبت. لثغ: اللُّثْغةُ: أَن تَعْدِلَ الحرْفَ إِلى حَرْفٍ غَيْرِهِ. والأَلْثَغُ: الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَن يَتَكَلَّمَ بِالرَّاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ الرَّاءَ غَيْنًا أَو لَامًا أَو يَجْعَلُ الرَّاءَ فِي طرَف لِسَانِهِ أَو يَجْعَلُ الصَّادَ فَاءً، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَتَحَوَّلُ لِسَانُهُ عَنِ السِّينِ إِلَى الثَّاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَتِمُّ رَفْعُ لِسَانِهِ فِي الْكَلَامِ وَفِيهِ ثِقَلٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ الكلامَ، وَقِيلَ: هو الَّذِي قَصُرَ لِسَانُهُ عَنْ مَوْضِعِ الْحَرْفِ ولَحِقَ مَوْضِعَ أَقْرَبِ الْحُرُوفِ مِنَ الْحَرْفِ الَّذِي يَعْثُر لِسَانُهُ عَنْهُ، وَالْمَصْدَرُ اللَّثَغُ. ولَثَغَ لسانَ فُلَانٍ إِذا صَيَّرَه أَلْثَغَ. لَثِغَ، بِالْكَسْرِ يَلْثَغُ لَثَغاً، وَالِاسْمُ اللُّثْغةُ، والمرأَة لَثْغاء. وَفِي النَّوَادِرِ: مَا أَشدَّ لَثَغَته وَمَا أَقبح لُثْغَتَه فاللَّثَغَةُ الفَمُ، واللُّثْغةُ ثِقَلُ اللسانِ بِالْكَلَامِ، وَهُوَ أَلْثَغُ بيِّنُ اللُّثْغةِ وَلَا يُقَالُ بَيِّنُ اللَّثَغةِ، وَاللَّهُ أَعلم. لدغ: اللَّدْغُ: عَضُّ الحَيّةِ وَالْعَقْرَبِ، وَقِيلَ: اللَّدْغُ بِالْفَمِ واللَّسْعُ بالذَّنَب، قَالَ اللَّيْثُ: اللَّدْغُ بِالنَّابِ، وَفِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: تَلْدَغُ العَقْرَبُ. وَقَالَ أَبو وجْزةَ: اللَّدْغةُ جامِعةٌ لِكُلِّ هامّةٍ تَلْدَغُ لَدْغاً؛ يُقَالُ: لَدَغَتْه تَلْدَغُه لَدْغاً وتَلْداغاً؛ وَرَجُلٌ مَلْدُوغ ولَدِيغٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَالْجَمْعُ لَدْغَى ولُدَغاءُ وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلَامَةِ لأَن

فصل الميم

مُؤَنَّثَهُ لَا يَدْخُلُهُ الْهَاءُ، والسَّلِيمُ: اللَّدِيغُ. وَيُقَالُ: أَلْدَغْتُ الرجلَ إِذا أَرْسَلْتَ إِليه حَيّةً تَلْدَغُه. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَعوذُ بكَ أَن أَمُوتَ لَدِيغاً ؛ اللَّدِيغُ: المَلْدُوغُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. ولَدَغَه بِكَلِمَةٍ يَلْدَغُه لَدْغاً: نَزَغَه بِهَا، وَرَجُلٌ مِلْدَغٌ: يَفْعَلُ ذَلِكَ بِالنَّاسِ، وأَصابه مِنْهُ ذُبابٌ لادِغٌ أَي شرٌّ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَهُوَ عَلَى المثل. لصغ: لَصَغَ الجِلْدُ يَلْصَغُ لُصُوغاً إِذا يَبِسَ عَلَى العظْم عَجَفاً. لغلغ: لَغْلَغَ الطعامَ: أَدَمَه بِالسَّمْنِ والوَدَك؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: لَغْلَغَ ثَرِيدَه وسَغْسَغَه ورَوَّغَه رَوّاه مِنَ الأُدْمِ. وَيُقَالُ: فِي كَلَامِهِ لَغْلغةٌ ولَخْلخةٌ أَي عُجْمة. التَّهْذِيبُ: واللَّغْلَغُ طَائِرٌ مَعْرُوفٌ. غَيْرُهُ: اللَّغْلَغُ طَائِرٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عربيّاً. لمغ: الْتُمِغُ لَوْنُه: ذهَب كالتُمِع؛ حكاه الهروي. لوغ: لاغَ الشيءَ لَوْغاً: أَدارَه فِي فِيهِ ثُمَّ لَفَظَه. ابْنُ الأَعرابي: لاغَ يَلُوغُ لَوْغاً إِذا لَزِمَ الشيءَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللَّوْغُ السَّوادُ الَّذِي حَوْلَ الحَلَمةِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: كذَبْتَ لَمْ تَغْذُه سَوْداءُ مُقْرِفةٌ، ... بِلَوْغِ ثَدْيٍ كأَنْفِ الكَلْبِ دَمّاعِ وقالتْ خالةُ امْرِئِ الْقَيْسِ لَهُ: إِنَّ أُمك تَرَكَتْكَ صَغِيرًا فأَرْضَعْتُكَ كلْبةً مُجْرِيةً فَقَبِلْتَ لَوْغَها. ليغ: الأَلْيَغُ: الَّذِي يَرْجِع كلامُه ولسانُه إِلَى الْيَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ الكلامَ، وَالِاسْمُ اللَّيَغُ واللِّياغةُ، وامرأَة لَيْغاءُ. واللِّياغةُ: الأَحْمَقُ؛ الْكَسْرِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَالْفَتْحُ عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ أَلْيَغُ وامْرأَة لَيْغاء إِذَا كَانَا أَحمقين. قَالَ: واللَّيَغُ الحُمْقُ الْجَيِّدُ. وطَعام سَيِّغٌ لَيِّغٌ وسائِغٌ لائِغٌ: إِتْباع أَي يَسُوغُ فِي الْحَلْقِ. ولاغَ الشيءَ لَيْغاً: راوَدَه لِيَنْتَزِعَه. فصل الميم مرغ: المَرْغُ: المُخاطُ، وَقِيلَ اللُّعابُ؛ قَالَ الحِرْمازِيّ: دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابَ الدَّفْغِ، ... فأَصْفِغِيه فاكِ أَيَّ صَفْغِ، ذلِك خَيْرٌ مِنْ حُطامِ الرَّفْغِ ... وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ، شَفَيْتِها بالنَّفْثِ بَعْدَ المَرْغِ والمَرْغُ: الرِّيقُ، وَقِيلَ: المَرْغُ لُعاب الشَّاءِ، وَهُوَ فِي الإِنسان مُسْتَعارٌ كَقَوْلِهِمْ أَحْمَقُ مَا يَجْأَى مَرْغَه أَي لَا يَسْتر لُعابَه، وجَأَيْتُ الشيءَ أَي ستَرْتُه، وعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ، وَقَصَرَهُ ابْنُ الأَعرابي عَلَى الإِنسان فَقَالَ: المَرْغُ للإِنسان، والرُّوالُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ لِلْخَيْلِ، واللُّغامُ للإِبل. وأَمْرَغَ أَي سالَ لُعابُه. وأَمْرَغَ: نامَ فسالَ مَرْغُه مِنْ نَاحِيَتَيْ فِيهِ. وتَمرَّغَ إِذا رَشَّه مِنْ فِيهِ؛ قَالَ الكُمَيْتُ يُعاتِبُ قُرَيْشاً: فَلمْ أَرْغُ مِمَّا كَانَ بَيْني وبَيْنَها، ... وَلَمْ أَتمَرَّغْ أَنْ تَجَنَّى غَضُوبُها قَوْلُهُ فَلَمْ أَرْغُ مِنْ رُغاء الْبَعِيرِ. والأَمْرَغُ: الَّذِي يَسِيل مَرْغُه. والمَرْغةُ: الروْضةُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: تَمَرَّغْنا أَي تَنَزَّهْنا. والمَرْغُ: الرَّوْضةُ الْكَثِيرَةُ

النَّبَاتِ، وَقَدْ تَمَرَّغَ المالُ إِذَا أَطَالَ الرَّعْي فِيهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَرَغَ العَيْرُ فِي العُشْبِ إِذَا أَقام فِيهِ يَرْعَى؛ وأَنشد لرِبْعِيّ الدُّبَيري: إِنِّي رَأَيْتُ العَيْرَ فِي العُشْبِ مَرَغْ، ... فجِئْتُ أَمْشِي مُسْتَطاراً فِي الرَّزَغْ وَيُقَالُ: تَمَرَّغْتُ عَلَى فُلَانٍ أَي تَلَبَّثْتُ وتمكَّثْتُ. وأَمْرَغَ إِذا أَكثر الكلامَ فِي غَيْرِ صَواب. والمَرْغُ: الإِشْباعُ بالدُّهْن. وَرَجُلٌ أَمْرَغُ وشعَر مَرِغٌ: ذُو قَبُولٍ للدُّهْن. والمُتَمَرِّغُ: الَّذِي يَصْنَعُ نفسَه بالادِّهانِ والتَّزَلُّقِ. وأَمْرَغَ العَجينَ: أَكثر ماءَه حَتَّى رَقَّ، لُغَةٌ فِي أَمْرَخَه فَلَمْ يَقْدِر أَن يُيَبِّسه. ومَرِغَ عِرْضُه: دَنِسَ، وأَمْرَغَه هُوَ ومَرَّغَه: دَنَّسَه، والمُجاوِزُ مِنْ فِعْله الإِمْراغ. ومَرَّغَه فِي التُّرَابِ تَمْرِيغًا فتَمرَّغ أَي مَعَّكه فَتَمَعَّك، ومارَغه، كِلَاهُمَا: أَلْزَقَه بِهِ، وَالِاسْمُ المَراغةُ، وَالْمَوْضِعُ مَتَمَرَّغٌ ومَراغٌ ومَراغةٌ. وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: مَراغُ دَوابِّها المِسْكُ أَي الْمَوْضِعَ الَّذِي يُتَمَرَّغُ فِيهِ مِنْ تُرابها. والتمَرُّغُ: التَّقَلُّبُ فِي التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ عَمّار: أَجْنَبْنا فِي سفَر وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ فتمَرَّغْنا فِي التُّرَابِ ؛ ظَنَّ أَنَّ الجُنُبَ يَحْتَاجُ أَن يُوَصِّلَ الترابَ إِلى جَمِيعِ جسَده كَالْمَاءِ. ومَراغةُ الإِبل: مُتَمَرَّغها. والمَرْغُ: المَصِيرُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ بَعْرُ الشَّاةِ. والمَراغةُ: الأَتانُ، وَقِيلَ: الأَتانُ الَّتِي لَا تَمْتَنِعُ مِنْ الفُحول، وَبِذَلِكَ لقَّب الأَخطلُ أُمَّ جَريرٍ فَسَمَّاهُ ابْنَ المَراغةِ أَي يَتَمرَّغ عَلَيْهَا الرِّجال، وَقِيلَ: لأَن كُلَيْبًا كَانَتْ أَصحابَ حُمُرٍ. والمَرْغُ: أَكلُ السائِمة العُشبَ. ومَرَغَتِ السائمةُ والإِبل العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً: أَكلته؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ومَراغُ الإِبلِ: مُتَمَرَّغُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَجْفِلُها كلُّ سَنامٍ مِجْفَلِ، ... لَأْياً بِلأْيٍ فِي المَراغِ المُسْهِلِ والمِمْرَغةُ: المِعَى الأَعْوَرُ لأَنه يُرْمى بِهِ، وَسُمِّيَ أَعْورَ لأَنه كَالْكِيسِ لَا مَنْفَذَ له. مزغ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التمَزُّغُ التَّوَثُّبُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بالوَثْبِ فِي السَّوْآتِ والتمَزُّغِ مشغ: المَشْغُ: ضَرْب مِنَ الأَكل لَيْسَ بِالشَّدِيدِ، وَقِيلَ: هُوَ كأَكْلِكَ القِثَّاءَة. ومَشَغَ عِرْضَه ومَشَّغَه: عابَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: واحْذَرْ أَقاوِيلَ العُداةِ النُّزَّغِ ... عَليَّ، إِنِّي لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ أَغْدُو، وعِرْضِي ليسَ بالمُمَشَّغِ أَي لَيْسَ بالمُكَدَّرِ وَلَا المُلَطَّخ. والمِشْغةُ: طِينٌ يُجْمَعُ ويُغْرَزُ فِيهِ شوْكٌ ويُترك حَتَّى يَجِفَّ ثُمَّ يُضْرَب عَلَيْهِ الكَتّانُ حَتَّى يَتَسرَّح. ابْنُ الأَعرابي: ثَوْبٌ ممَشَّغٌ مَصْبوغ بالمِشْغ. قَالَ الأَزهري: أَراد بالمِشْغِ المِشْقَ، وَهُوَ الطِّينُ الأَحمر. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ العرب: مَشَغَه ماءةَ سَوْطٍ ومَشَقَه إِذا ضَرَبَهُ. أَبو عَمْرٍو: المِشْغة قِطعة الثَّوْبِ أَو الْكِسَاءِ الخَلَق؛ وأَنشد لأَبي بَدْرٍ السُّلَمِيِّ: كأَنَّه مِشْغةُ شَيْخ مُلْقاهْ مضغ: مَضَغَ يَمْضَغُ ويَمْضُغُ مَضْغاً: لاكَ. وأَمْضَغَه الشيءَ ومَضَّغَه: أَلاكَه إِياه؛ قَالَ: أُمْضِغُ مَن شاحَنَ عُوداً مُرّا شاحَن: عادَى؛ وَقَالَ: هاعٍ يُمَضِّغُني، ويُصْبِحُ سادِراً، ... سِلْكًا بِلَحْمِي، ذِئْبُه لَا يَشْبَعُ

ومَضَغَ الطعامَ يَمْضَغه مَضْغاً. والمَضاغ، بِالْفَتْحِ: مَا يُمْضَغُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كلُّ طَعَامٍ يُمْضَغ. وَمَا ذُقْتُ مَضاغاً وَلَا لَواكاً أَي مَا ذُقتُ مَا يُمْضَغ. وَيُقَالُ: مَا عِنْدَنَا مَضاغٌ، وَهَذِهِ كِسرة لَيِّنة المَضاغِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَكلَ حَشَفةً مِنْ تمراتٍ قَالَ: فَكَانَتْ أَعْجَبَهُنّ إِليَّ لأَنها شَدَّتْ فِي مَضاغي ؛ الْمِضَاغُ، بِالْفَتْحِ: الطَّعَامُ يُمْضَغُ، وَقِيلَ: هُوَ المَضْغُ نفسُه. يُقَالُ: لُقمةٌ ليِّنةُ الْمَضَاغِ وَشَدِيدَةُ المَضاغِ، أَراد أَنها كَانَ فِيهَا قوَّة عِنْدَ مَضْغِها. وكَلأٌ مَضِغٌ: قَدْ بَلَغ أَن تمضَغَه الرّاعِيةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي فَقْعَسٍ فِي صِفَةِ الكلإِ: خَضِعٌ مَضِع ضافٍ رَتِع؛ أَراد مَضِغ فحوَّل الْغَيْنَ عَيْنًا لِما قبله من خَضِع وَلِمَا بَعْدَهُ مِنْ رَتِع. والمُضاغةُ، بِالضَّمِّ: مَا مُضِغَ. والمُضاغةُ: مَا يَبْقى فِي الفَم مِنْ آخِرِ مَا مَضَغْتَه. والمَواضِغُ: الأَضْراسُ لمَضْغِها، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والماضِغانِ والماضِغتانِ والمَضِيغتان: الحَنَكانِ لمضْغِهما المأْكولَ، وَقِيلَ: هُمَا رُوذا الحَنَكَيْن «2» لِذَلِكَ، وَقِيلَ: هُمَا عِرْقان فِي اللَّحْيَين، وَقِيلَ: هُمَا أَصْلا اللَّحْيَين عِنْدَ مَنْبِت الأَضراس بِحياله، وَقِيلَ: هُمَا مَا شَخَصَ عِنْدَ المَضْغِ. والمَضِيغةُ: كُلُّ عَصبةٍ ذاتِ لحْم، فإِما أَن تَكُونَ مِمَّا يُمْضَغُ، وإِما أَن تُشَبَّهُ بِذَلِكَ إِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَلُ. والمَضِيغَةُ: لَحْمُ باطِن العَضُد، لِذَلِكَ أَيضاً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كُلُّ لَحْمٍ عَلَى عَظْمٍ مَضِيغةٌ، وَالْجَمْعُ مَضِيغٌ ومَضائِغُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ لحمَة يَفْصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ غيرها عِرْقٌ فهي مَضِيغةٌ، قَالَ: واللِّهْزِمةُ مَضِيغةٌ والعَضَلةُ مَضِيغة. والمَضائِغ مِنْ وَظيفَي الفرس: رؤوسُ الشَّظَايَتَيْنِ «3» لأَن آكِلَها مِنَ الْوَحْشِ يَمْضَغُها، وَقَدْ تَكُونُ عَلَى التَّشْبِيهِ كَمَا تَقَدَّمَ لمَكان المضغ أَيضاً. والمَضِغة: مَا بُلَّ وشُدَّ عَلَى طرَف سِيةِ القَوْسِ مِنَ العَقَب لأَنه يُمْضَغُ، وَقِيلَ: هِيَ العَقَبةُ الَّتِي عَلَى طرَف السِّيةِ. الأَصمعي: المَضائِغُ العَقَباتُ اللَّواتي عَلَى طرَفِ السِّيَتَيْن. والمُضْغةُ: القِطْعةُ مِنَ اللَّحم لِمَكَانِ الْمَضْغِ أَيضاً. التَّهْذِيبُ: المُضْغة قِطعة لَحْمٍ، وَقِيلَ: تَكُونُ المُضغة غيرَ اللَّحْمِ. يُقَالُ: أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ صَيْحانِيّةٌ مَصْلِيَّةٌ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: المُضْغةُ مِنَ اللحمَ قدْرُ مَا يُلْقي الإِنسانُ فِي فِيهِ، وَمِنْهُ قِيلَ: فِي الإِنسان مُضغتانِ إِذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ: القلْبُ واللِّسانُ، وَالْجَمْعُ مُضَغٌ، وقلْب الإِنسان مُضْغة مِنْ جسَده. التَّهْذِيبُ: إِذا صَارَتِ العَلَقة الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا الإِنسان لَحْمة فَهِيَ مُضغة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن خَلْقَ أَحدكم يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمه أَربعين يَوْمًا نُطْفَةً ثُمَّ أَربعين يَوْمًا عَلَقَة ثُمَّ أَربعين يَوْمًا مُضْغَةً ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ الملَك. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فِي ابْنِ آدَمَ مُضْغةً إِذا صَلَحَت صلَحَ الجسدُ كُلُّهُ ، يَعْنِي القَلْبَ لأَنه قِطْعةُ لَحْمٍ مِنَ الْجَسَدِ. والمَضَّاغةُ: الأَحْمَقُ. والمُضَغُ مِنَ الجِراحِ: صِغارُها، وَقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنّا لَا نتَعاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنا ، أَراد الْجِرَاحَاتِ، والمُضَغُ جَمْعُ مُضْغةٍ، وَهِيَ القطْعة مِنَ اللَّحْمِ قدر ما يُمْضَغُ وَسَمَّاهَا مُضَغاً عَلَى التَّشْبِيهِ بمُضْغةِ الإِنسان فِي خلْقه، يَذْهبُ بِذَلِكَ إِلَى تَصْغيرها

_ (2). قوله [روذا الحنكين] كذا بالأَصل، ولعلهما رؤدا اللحيين بالهمز، ففي مادة رأد من اللسان: وَالرَّأْدُ وَالرُّؤْدُ أَيْضًا رَأْدُ اللَّحْيِ وَهُوَ أَصْلُ اللَّحْيِ النَّاتِئُ تَحْتَ الْأُذُنِ، وَقِيلَ أَصل الْأَضْرَاسِ فِي اللَّحْيِ، وَقِيلَ الرَّأْدَانُ طَرَفَا اللَّحْيَيْنِ الدَّقِيقَانِ اللَّذَانِ فِي أَعْلَاهُمَا. (3). قوله [الشظايتين] كذا بالأصل، والذي في القاموس: الشظئ عظيم لازق بالركبة أَو بالذراع أو بالوظيف أو عصب صغار فيه.

فصل النون

وتَقْليلها. والمُضَغُ: مَا لَيْسَ لَهُ أَرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ مِنَ الجِراحِ والشِّجاج، شُبِّهَت بمُضْغةِ الخَلْقِ قَبْلَ نَفْث الرُّوحِ، وبالمُضْغةِ الْوَاحِدَةِ شُبِّهت اللُّقْمة تُمْضَغُ، وَقِيلَ: شَبَّهَهَا بِالْمُضْغَةِ مِنَ اللَّحْمِ لِقِلَّتِهَا فِي جَنْبِ مَا عَظُمَ مِنَ الجِناياتِ. وَقَالَ أَحمد لإِسحق: مَا الَّذِي لَا تَعْقِلُ العاقِلةُ؟ قَالَ: مَا دُونُ الثلُث؛ وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: لَا تَعْقِلُ العاقلةُ مَا دُونَ المُوضِحةِ إِنما فِيهَا حُكومةٌ، وتَحْمِلُ العاقِلةُ المُوضِحةَ فَمَا فوقَها، وَقَالَا مَعًا: لَا تَعْقِلُ المرأَة وَالصَّبِيُّ مَعَ الْعَاقِلَةِ. وأَمْضَغَ التمرُ: حَانَ أَن يُمْضَغَ. وتَمْرٌ ذُو مَضْغةٍ: صُلْبٌ متِين يُمْضَغُ كَثِيرًا. وهَجاه هِجاءً ذَا مَمْضَغةٍ: يَصِفُهُ بالجَوْدةِ والصَّلابة كَالتَّمْرِ ذِي المَمْضَغةِ. وإِنه لذو مُضْغةٍ إِذَا كَانَ مِنْ سُوسِهِ اللحمُ. ومُضَغُ الأُمورِ: صِغارُها، وَكِلَاهُمَا مِنَ المَضْغِ. وماضَغَه القِتالَ والخُصومةَ: طاوَلَه إِيّاهُما. مغمغ: المَغْمغةُ: الاخْتِلاطُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَا مِنْكَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمِغِ، ... فانْفَحْ بِسَجْلٍ مِنْ نَدىً مُبلِّغ وتَمَغْمَغَ المالُ إِذا جَرَى فِيهِ السِّمَنُ. ومَغْمَغَ اللحمَ: لَمْ يُحْكِمْ مَضْغَه. ومَغْمَغَ الكلامَ: لَمْ يُبَيِّنْه. والمَغْمَغةُ: أَن تَرِدَ الإِبلُ الْمَاءَ كلَّما شاءتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الرَّغْرَغةُ، وَقَدْ تقدَّم. ومَغْمَغَ طَعامَه: أَكثر أُدْمَه.، وَالْمَعْرُوفُ صَغْصَغَ. أَبو عَمْرٍو: إِذَا رَوَّى الثَّرِيدَ دَسَماً قِيلَ مَغْمَغَه ورَوَّغَه وسَغْسَغَه وصَغْصَغَه. ملغ: المِلْغُ، بِالْكَسْرِ: المُتَمَلِّقُ، وَقِيلَ الشّاطِرُ، وَقِيلَ الأَحْمَقُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بالفُحْشِ، وَقِيلَ الَّذِي لَا يُبالي مَا قَالَ وَلَا مَا قيلَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أَمْلاغٌ. ومُلِغَ فِي كلامِه وتَمَلَّغَ: تَحَمَّقَ. وكلامٌ مِلْغٌ وأَمْلَغُ: لَا خَيْرَ فِيهِ. والمِلْغُ: الأَحْمَقُ الوَقْسُ اللفْظِ، قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْهى أَدِيماً حَلِماً لَمْ يُدْبَغِ، ... والمِلْغُ يَلْكى بالكَلامِ الأَمْلَغِ التَّهْذِيبُ فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَقَالَ رؤبةُ: يُمارِسُ الأَغْصانَ بالتمَلُّغِ «1» هُوَ تَفَعل مِنْهُ. وَيُقَالُ: مِلْغٌ مُتَمَلِّغٌ، وَقَالُوا: بِلْغٌ مِلْغٌ، فبِلْغٌ أَحْمَقُ بالِغٌ فِي حُمْقِه أَو بَالِغٌ مَا يُرِيدُ مَعَ حُمْقه، ومِلْغٌ إِتْباع، وَقِيلَ إِنه يُفْرَدُ فَلَا يَكُونُ إِتباعاً، وأَورد بَيْتَ رُؤْبَةَ: والمِلْغُ يَلْكى، وَقَالَ: فَدَلَّ أَنه لَيْسَ بإِتباع، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ رُؤْبَةُ فِي المِلْغ أَيضاً: غَيَّرَ آَلِي، وأَطالَ ذَبِّي ... غَثِيثةُ المِلْغِ بقَوْلٍ خِبِ موغ: ماغَتِ السِّنَّوْرةُ تمُوغُ مُواغاً ومَوْغاً: مِثْلُ ماءَتْ. فصل النون نبغ: نَبَغَ الدَّقِيقُ مِنْ خَصاصِ المُنْخُلِ يَنْبُغُ: خَرَجَ، وَتَقُولُ: أَنْبَغْتُه فَنَبَغَ. ونَبَغَ الوِعاءُ بالدَّقِيقِ إِذَا كَانَ دَقِيقاً فَتَطايَرَ مِنْ خَصاصِ ما

_ (1). 1 قوله" يمارس الأغصان" كذا بالأصل، وبهامشه صوابه الأَعضال انتهى. أي جمع العضل، بكسر فسكون: الرجل الداهية والشديد القبح.

رَقَّ مِنْهُ. ونَبَغَ الماءُ ونَبَعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَبَغَ الرَّجُلُ يَنْبَغُ ويَنْبُغُ ويَنْبِغُ نَبْغاً: لَمْ يَكُنْ فِي إِرْثِه الشِّعْرُ ثُمَّ قَالَ وأَجادَ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ النَّوابِغ مِنَ الشُّعراء نَحْوُ الجَعْديّ والذُّبْياني وَغَيْرِهِمَا؛ وَقَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيّة: أَنابِغَ، لمْ تَنْبَغْ، وَلَمْ تَكُ أَوّلا، ... وكنتَ صُنَيّاً بَيْنَ صَدَّيْن مَجْهَلا «1» ونَبَغَ مِنْهُ شاعِرٌ: خَرَجَ. ونَبَغَ الشيءُ: ظَهَرَ. ونَبَغَ فِيهِمُ النِّفاقُ إِذَا ظَهَرَ بَعْدَمَا كَانُوا يُخْفونه مِنْهُ. ونَبَغَت المَزادةُ إِذا كَانَتْ كتُوماً فَصَارَتْ سَرِبةً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: غاضَ نَبْغَ النِّفاقِ والرِّدَّةِ أَي نَقَصه وأَهْلَكَه وأَذْهَبَه. والنابغةُ: الشاعرُ المعْروف، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِظُهُورِهِ؛ وَقِيلَ: سَمَّاهُ بِهِ زيادُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لِقَوْلِهِ: وحَلَّتْ فِي بَني القَيْنِ بْنِ جَسْرٍ، ... وَقَدْ نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وَقَدْ قَالُوا نَابِغَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه، ... عَلَيْهِ صَفِيحٌ مِنْ تُرابٍ مُوَضَّع قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَخْرَجَ الأَلف وَاللَّامَ وجُعِلَ كواسِط. التَّهْذِيبُ: وَقِيلَ إِن زِيَادًا قَالَ الشِّعْرَ عَلَى كِبَرِ سِنِّهِ ونَبَغَ فَسُمِّي النابغةَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: ومَهْمَهةٍ صَخِبٍ هامُها، ... نَوابِغُها ضَحْوةً تَضْبَحُ قِيلَ: النوابِغُ إناثُ الثَّعالِب. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعْرِفُ الشِّعْر. وَيُقَالُ: نَبَغَ فُلَانٌ بِتُوسِه إِذا خرَجَ بطَبْعِه. وَيُقَالُ لهِبْرِيةِ الرأْس: نُبّاغُه ونُبّاغَتُه؛ قَالَ: وَقَوْلُ لَيْلَى: أَنابِغَ، لَمْ تَنْبُغْ، وَلَمْ تَكُ أَوّلا هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ نَبَغَ فُلَانٌ بِتُوسِه إِذا أَظْهَرَ خُلُقَه وَتَرَكَ التَّخَلُّقَ، فَكَانَ مَعْناها أَنه ظَهَرَ لُؤْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تكْتُمُه وَلَمْ يَنْفَعْك تَخَلُّقُكَ بِغَيْرِ خُلُقِكَ الَّذِي طُبِعْتَ عَلَيْهِ. وتَنَبَّغَتْ بَناتُ الأَوْبَرِ إِذَا يَبِسَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا مثلُ الدقيق. نتغ: نَتَغَ الرجلَ يَنْتِغُه ويَنْتُغُه نَتْغاً: عَابَهُ. ونَتَغْتُه وأَنْتَغْتُه: عِبْتُه وقلتُ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ. وَرَجُلٌ مِنْتَغٌ: عَيّابٌ مُعْتادٌ لِذَلِكَ، وَقَدْ نَتَغَه؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: غَمَزَتْ بِشَيْبي تِرْبَها فَتَعَجَّبَتْ، ... وسَمِعْتُ خَلْفَ قِرامِها إِنتاغَها وَكَذَاكَ مَا هِيَ إِنْ تَراخَى غَمْزُها، ... شَبَّهْتُ جَعْدَ عُموقِها أَصْداغَها وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: النَّتْغُ والفَدْخُ الشَّدْخُ. وأَنْتَغَ إِنْتاغاً: ضَحِكَ ضَحْكاً خَفِيًّا كَضَحْكِ المُسْتَهْزِئ؛ وأَنشد: لَمّا رَأَيْتُ المُنْتِغِينَ أَنْتَغُوا ابْنُ الأَعرابي: الإِنْتاغُ أَن يُخْفِي ضَحِكَه ويُظْهِرَ بعضَه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ونَتَغَ ضَحِكَ ضَحِكَ المُسْتَهْزِئ. ندغ: النَّدْغُ: شِبْهُ النَّخْس. نَدَغَه يَنْدَغُه نَدْغاً: طعَنَه ونَخَسه بإِصْبَعِه؛ ودَغْدَغَه شِبْه المُغازَلةِ وهي

_ (1). قوله [مجهلا] تقدم في مادة صدد ضبطه بضم الميم تبعاً لما فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الصحاح.

المُناذَغةُ؛ قَالَ رُؤبة: لَذَّتْ أَحادِيثُ الغَوِيِّ المِنْدَغِ والنَّدْغُ أَيضاً: الطَّعْنُ بالرُّمحِ وَبِالْكَلَامِ أَيضاً. وانْتَدَغَ الرجلُ: أَخْفَى الضَّحْكَ، وَهُوَ أَخْفَى مَا يَكُونُ مِنْهُ. ونَدَغَه بِكَلِمَةٍ يَنْدَغُه نَدْغاً: سَبَعَه؛ وَرَجُلٌ مِنْدَغٌ؛ قَالَ: قَوْلًا كتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ ... مالَتْ لأَقْوالِ الغَوِيّ المِنْدَغِ، فَهْيَ تُرِي الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ يُرِيدُ بالأَعلاقِ الحُلِيَّ الَّتِي عَلَيْهَا. والنُّغْنُغُ: الْحَرَكَةُ. والمِنْدَغُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الَّذِي مِنْ عَادَتِهِ النَّدْغُ. والنِّدْغُ والنَّدْغُ والنَّدَغُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ كُلُّهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَخيرة أَراها عَنْ ثَعْلَبٍ وَلَا أَحقها، كلُّه: الصَّعْتَرُ البَرّي، وَهُوَ مِمَّا تَرْعاه النَّحْلُ وتُعَسِّلُ عَلَيْهِ، وعَسَلُه أَطْيَبُ العَسَلِ، ولَعَسَلِه جَلْوتانِ: جَلْوةُ الصَّيْفِ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي الرَّبِيع وَهِيَ أَكثر الشِّيارَيْنِ؛ وجَلوة الصَّفَرِية وَهِيَ دُونَهَا. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمان بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: دَخَلَ الطائفَ فَوَجَدَ رَائِحَةَ الصَّعْتَرِ فَقَالَ: بِواديكم هَذَا نَدْغةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّدْغُ الصَّعْتَرُ البَرّيّ، والسِّحاء نَبْت آخَرُ وَكِلَاهُمَا مِنْ مَراعي النَّحْلِ. وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَامِلِهِ بالطائِف أَن يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِعَسَلٍ أَخْضَرَ فِي السِّقاء، أَبيض فِي الإِناء، مِنْ عَسَلِ النَّدْغِ والسِّحاء، والأَطبَّاءُ يزْعُمون أَنّ عَسَلَ الصَّعْتَرِ أَمْتَنُ العَسَل وأَشَدُّه لُزُوجةً وحَرارةً، وَقِيلَ: النَّدغ شَجَرٌ أَخضر لَهُ ثَمَرٌ أَبيض، وَاحِدَتُهُ نَدْغَةٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّدْغُ مِمَّا يَنْبُتُ فِي الْجِبَالِ وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الحَوْكِ وَلَا يَرْعَاهُ شَيْءٌ، وَلَهُ زَهْرٌ صَغِيرٌ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، وَكَذَلِكَ عَسَلُهُ أَبيض كأَنه زُبْدُ الضأْن وَهُوَ ذَفِرٌ كرِيهُ الرِّيحِ، وَاحِدَتُهُ نَدْغة ونِدْغة. وَيُقَالُ للبَرْك المِنْدغةُ والمِنْسغةُ. نزغ: النَّزْغُ: أَن تَنْزِغَ بَيْنَ قَوْمٍ فتَحْمِلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بفسادٍ بَيْنَهُمْ. ونَزَغَ بَيْنَهُمْ يَنْزَغُ ويَنْزِغُ نَزْغاً: أَغْرَى وأَفْسَدَ وَحَمَلَ بعضَهم عَلَى بَعْضٍ. والنزْغُ: الْكَلَامُ الَّذِي يُغْرِي بَيْنَ النَّاسِ. ونَزَغَه: حرَّكه أَدنى حَرَكَةٍ. ونزَغ الشيطانُ بَيْنَهُمْ يَنزَغُ ويَنزِغُ نَزْغاً أَي أَفسد وأَغرى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ* ؛ نَزْغُ الشيطانِ: وسَاوِسُه ونَخْسُه فِي الْقَلْبِ بِمَا يُسَوِّلُ للإِنسان مِن المَعاصي، يَعْنِي يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مَا يُفْسِدُه عَلَى أَصحابه؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ إِن نالَك مِنَ الشَّيْطَانِ أَدْنى نَزْغٍ ووَسْوسةٍ وتَحْرِيك يَصْرِفُك عَنِ الِاحْتِمَالِ، فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ وامْضِ عَلَى حُكْمِكَ. أَبو زَيْدٍ: نَزَغْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ ونَزَأْتُ ومَأَسْتُ كُلَّ هَذَا مِنَ الإِفسادِ بَيْنَهُمْ، وَكَذَلِكَ دَحَسْتُ وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وَلَمْ تَرْمِ الشُّكُوكُ بَنَوازِغِها عَزِيمةَ إِيمانِهم ؛ النّوازِغُ: جَمْعُ نازِغةٍ مِنَ النزْغ وَهُوَ الطعْنُ والفَسادُ. وَفِي الْحَدِيثِ: صِياحُ الْمَوْلُودِ حِينَ يَقَع نَزْغةٌ مِنَ الشيطانِ أَي نَخْسةٌ وطَعْنةٌ. ونَزَغَ الرجلَ يَنْزَغُه نَزْغاً: ذَكَرَهُ بِقَبِيحٍ. وَرَجُلٌ مِنْزَغٌ ومِنْزَغةٌ ونَزّاغٌ: يَنْزَغُ الناسَ. والنَّزْغُ: شِبْهُ الوَخْز والطعْن. ونَزَغَه بِكَلِمَةٍ نَزْغاً: نخَسَه وطَعَن فِيهِ مِثْلَ نَسَغَه. ونَدَغَه ونَزَغَه نَزْغاً: طَعَنه بِيَدٍ أَو رُمْح. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: فنزَغَه إِنْسَانٌ مِنْ أَهل الْمَسْجِدِ بِنزيغةٍ أَي

رَمَاهُ بِكَلِمَةٍ سَيِّئَةٍ. وأَدْرَكَ الأَمْرَ بِنَزَغِه أَي بِحِدْثانِه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَيُقَالُ للبَرْك: المِنْزَغةُ والمِنْسْغةُ والمِيزغةُ والمِبْزغةُ والمِنْدغةُ. نسغ: نَسَغَت الواشِمةُ بالإِبرة نَسْغاً: غَرَزَتْ بِهَا. والنسْغُ: تَغْرِيزُ الإِبرة، وَذَلِكَ أَنّ الواشِمةَ إِذَا وشَمَتْ يَدَهَا ضَبَّرَتْ عِدَّة إِبر فَنَسَغَتْ بِهَا يَدَهَا ثُمَّ أَسَفَّتْه النَّؤُورَ، فإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُه عَنْ سَواد قَدْ رَصُنَ. ونَسَغَ الْخُبْزَةَ نَسْغاً غَرَزَها. ابْنُ الأَعرابي: المِنْسغةُ والمِبْزغةُ البَرْكُ الَّذِي يُغْرَزُ بِهِ الخُبْزُ. والمِنْسغةُ: إِضْبارةٌ مِنْ ريشِ الطَّائِرِ أَو ذنَبه يَنْسَغُ بِهَا الخَبَّازُ الخُبْزَ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. والنَّسْغُ مِثْلَ النَّخْسِ. ونَسَغَه بِيَدٍ أَو رُمْحٍ أَو سَوْطٍ نَسْغاً ونَسَّغَه: طَعَنَهُ، وَكَذَلِكَ أَنْسَغَه. ونَسَغَه بِكَلِمَةٍ: مِثْلَ نَزَغه. وَرَجُلٌ ناسِغٌ مِنْ قَوْمٍ نُسَّغٍ: حاذقٌ بِالطَّعْنِ؛ قَالَ: إِنِّي عَلَى نَسْغِ الرِّجالِ النُّسَّغِ ونَسَغَ البعيرُ: ضَرَبَ مَوْضِعَ لَسْعةِ الذُّبابِ بخُفّه. وأَنْسَغَتِ الفَسيلةُ ونَسَّغَتْ: أَخْرَجَتْ قُلْبَها، وَقِيلَ: أَخرجت سَعَفًا فَوْقَ سعَف، وأَنْسَغتِ الشَّجَرَةُ: نَبَتَتْ بَعْدَ الْقَطْعِ، وَكَذَلِكَ الكرمُ. وانْتَسَغَ الرجلُ: تَحَرّى. ونَسَغ فِي الأَرض نَسْغاً: ذَهَبَ. ونَسَغَتْ ثَنِيَّتُه: تَحَرَّكَتْ ورَجَعَتْ. والنَّسِيغُ: العَرَقُ. وانْتَسَعَتِ الإِبلُ وانْتَسَغَتْ انْتِساغاً، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا تَفَرَّقَتْ فِي مَراعِيها وتَباعَدَتْ؛ وَقَالَ الأَخطل: رجِنَّ بِحَيْثُ تَنْتَسِغُ المَطَايا، ... فَلَا بَقًّا تَخافُ، وَلَا ذُبابَا «2» نشغ: النَّشُوغُ: الوَجُورُ والسَّعُوطُ، وَهُوَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً، وَهُوَ أَعلى، وَقَدْ نُشِغَ الصبيُّ نُشُوغاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا مَرْئِيَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً، ... فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا وَرُوِيَ نُشِعَ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ إِيجارُك الصَّبِيَّ الدَّواءَ، وَقَدْ تَقَدّم نَشغَه ونَشَعه إِذا أَوْجَره. ابْنُ الأَعرابي: نُشِعَ الصَّبِيُّ ونشِغَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذَا أُوجِرَ فِي الأَنف. اللَّيْثُ: نَشَغْتُ الصبيَّ وَجُوراً فانْتَشَغَه جُرْعةً بَعْدَ جُرْعةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا هُوَ يَنْشَغُ أَي يَمَصُّ بِفِيه. والمِنْشَغةُ: المُسْعُطُ أَو الصَّدَفةُ يُسْعَطُ بِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَأَنْشَغُه حَتَّى يَلِينَ شَرِيسُه، ... بِمِنْشغةٍ فِيهَا سِمامٌ وعَلْقَمُ والنَّشَغُ: التَّلْقِينُ، وَرُبَّمَا قَالُوا نَشَغْته الْكَلَامَ نَشْغاً أَي لقَّنْتُه وعَلَّمته، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. وَيُقَالُ نَشَغْتُه الكلامَ ونَسَغْتُه الكلامَ، بِالشِّينِ وَالسِّينِ؛ ونَشَغَه يَنْشَغُه نَشْغاً وأَنْشَغَه فَنَشَغَ وتَنَشَّغَ وانْتَشَغَ وناشَغَ؛ قَالَ: أَهْوى وَقَدْ ناشَغَ شِرْباً واغِلا والنَّشْغُ: الشَّهِيقُ حَتَّى يَكاد يَبْلُغُ بِهِ الغَشْيَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ: فإِذا الصَّبِيُّ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَمْتَصُّ بِفيه مِنْ نَشَغْتُ الصَّبِيَّ دَواء فانْتَشَغَه. ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً: شَهِقَ حَتَّى كَادَ يُغْشى عَلَيْهِ وإِنما ذَلِكَ مِنْ شَوْقِه. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه ذكرَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَشَغَ نَشْغَةً أَي شَهِقَ وغُشِيَ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا

_ (2). في ديوان الأَخطل: دجنّ بدل رجنّ، والمعنى واحد

يَفْعَلُ ذَلِكَ الإِنسان شَوْقاً إِلى صَاحِبِهِ أَو إِلى شَيْءٍ فائتٍ وأَسَفاً عَلَيْهِ وحُبًّا للِقائه. قَالَ: وَهَذَا نَشْغٌ، بَالْغَيْنِ، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يمدحُ رَجُلًا وَيَذْكُرُ شَوْقَه إِليه: عَرَفْتُ أَني ناشِغٌ فِي النُّشَّغِ، ... إِلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَداكَ الأَسْبَغِ والنَّشْغةُ: تَنَفُّسةٌ مِنْ تَنَفُّسِ الصُّعَداء، يُقَالُ مِنْهُ: نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً. والنَّشْغُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وَقَدْ نَشَفَه، والعينُ الْمُهْمَلَةُ أَعْلى، ونُشِغَ بِهِ نَشْغاً: أُولِعَ، وَالْعَيْنُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ. أَبو عَمْرٍو: نُشِغَ بِهِ ونُشِعَ بِهِ وشُغِفَ بِهِ أَي أُولِعَ بِهِ. وإِنه لنَشُوغٌ بأَكل اللَّحْمِ ومَنْشُوغٌ بِهِ أَي مُولَعٌ. والنَّاشِغانِ: الواهِنَتانِ وَهُمَا ضِلَعانِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ضِلَعٌ. الْفَرَّاءُ: النَّواشِغُ مَجاري الْمَاءِ فِي الْوَادِي؛ وأَنشد للمرَّار بْنِ سَعِيد: وَلَا مُتلاقِياً، والشمسُ طِفْلٌ، ... ببَعْضِ نَواشِغِ الْوَادِي حُمولا والناشِغةُ: مَجْرى الْمَاءِ إِلَى الْوَادِي، وخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهَا الشُّعْبةَ المَسِيلةَ أَو الشِّعْبَ المَسِيلَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّواشِغُ أَضْخَمُ مِنَ الشِّحاحِ، والنَّشَغاتُ فُواقاتٌ خَفِيِّاتٌ جِدّاً عِنْدَ الْمَوْتِ، وَاحِدَتُهَا نَشْغةٌ، وَقَدْ نَشَغَ وتَنَشَّغَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَعْجَلُوا بِتَغْطيةِ وجْهِ الْمَيِّتِ حَتَّى يَنْشَغَ أَو يَتَنَشَّغَ ؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْشَغَ الرَّجُلُ تَنَحَّى. ونَشَغَه بالرُّمْحِ: طَعَنَه؛ قَالَ الأَخطل: تنَقَّلَتِ الدِّيارُ بِهَا فَحلَّتْ ... بِحَزَّةَ، حَيْثُ يَنْتَشِغُ البَعِيرُ وانْتِشاغُ البَعير: أَن يَضْرِبَ بخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِيَيْنِ، مَتَى ... تَنْشَغْ بِوارِدةٍ، يَحْدُثْ لَهَا فَزَعُ يَصِفُ طَرِيقًا تَنْشَغُ بِوارِدةٍ أَي يَصِيرُ فِيهِ النَّاسُ فَتَتضايقُ الطَّريقُ بالوارِدةِ، كَمَا يَنْشَغُ بِالشَّيْءِ إِذَا غَصَّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: هَلْ تَنَشَّغَ فِيكُمُ الوَلَدُ؟ أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ تَفَشَّغَ بِالْفَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. نغغ: النُّغْنُغُ، بِالضَّمِّ، والنغْنُغةُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ اللَّهاةِ وشَوارِبِ الحُنْجُورِ، فإِذا عَرَضَ فِيهِ دَاءٌ قِيلَ: نُغْنِغَ فلانٌ، وَقِيلَ: النَّغانِغُ لَحماتٌ تَكُونُ فِي الْحَلْقِ عِنْدَ اللَّهَاةِ، وَاحِدُهَا نُغْنُغٌ وَهِيَ اللَّغانينُ، وَاحِدُهَا لُغْنُونٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَينَها، ... غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واحدةُ النَّغانِغِ نُغْنُغةٌ وَهِيَ لَحْمُ أُصولِ الآذانِ مِنْ دَاخِلِ الحَلْق تُصِيبُها العُذْرةُ، ونُغْنِغَ: أَصابَه دَاءٌ فِي النَّغانِغِ، وكلُّ وَرَمٍ فِيهِ اسْتِرْخاء نُغْنُغةٌ. والنَّغْنَغةُ، بِالْفَتْحِ: غُدَّة تَكُونُ فِي الحَلْقِ. والنُّغْنُغةُ والنُّغْنُغُ: لَحْمٌ مُتَدَلٍّ فِي بُطُونِ الأُذُنَينِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والنُّغْنُغُ الحَرَكَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَهْيَ تُري الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ نفغ: النَّفَغُ: التَّنَفُّطُ. نَفِغَتْ يدُه تَنْفَغُ نَفَغاً ونَفَغَتْ تَنْفَغُ نَفْغاً ونُفُوغاً: نَفِطَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ النَّفْغِ

فصل الهاء

نمغ: التَّنْمِيغُ: مَجْمَجةٌ بِسَوَادٍ وَحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ. وَرَجُلٌ مُنَمَّغٌ: مُخْتَلِفُ اللَّوْنِ. والنَّمَغةُ والنَّمَّاغةُ: مَا تَحَرَّكَ مِنَ الرَّمَّاعة. والنَّمَغةُ: مَا تَحَرَّك مِنْ رأْس الصَّبِيِّ الْمَوْلُودِ، فَإِذَا اشْتَدَّ ذَهَبَ ذَلِكَ مِنْهُ، والنمّاغةُ أَعلى الرأْس. والنَّمَغةُ: رأْسُ الْجَبَلِ. ونَمْغةُ الْجَبَلِ ونَمَغَتُه وثَمَغَتُه: رأْسُه وأَعلاه، وَالْمَعْرُوفُ عَنِ الْفَرَّاءِ الْفَتْحُ، وَالْجَمْعُ نَمَغٌ؛ وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: هِيَ مِنْ رأْس الصَّبِيِّ الرَّمَّاعةُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لرأْس الصَّبِيُّ قَبْلَ أَن يشتَدّ يافوخُه النَّمَغةُ والغاذَّةُ والغاذِيةُ. ونَمَغةُ القومِ: خيارُهمْ. فصل الهاء هبغ: الهُبوغ: النَّوْمُ؛ وأَنشد: هَبَغْنا بَيْنَ أَذْرُعِهِنّ، حَتَّى ... تَبَخْبَخَ حَرُّذي رَمْضاء حامِي هَبَغَ يَهْبَغُ هَبْغاً وهُبُوغاً أَي نامَ، وَقِيلَ: رَقَدَ رَقْدةً مِنَ النَّهَارِ، وَقِيلَ: رَقَدَ بِالنَّهَارِ أَيَّ قَدْرٍ كَانَ رَقْدةً أَو أَكثر، وَقِيلَ: الهُبُوغُ المُبالَغةُ الْقَلِيلَةُ مِنَ النومِ أَيّ حينٍ كَانَ، وخَبَطَ مِثْلُ هَبَغَ، وَالْاسْمُ الهَبْغةُ. وامرأَة هَبَيَّغةٌ وهَبَيَّغٌ: فاجِرةٌ أَي لَا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَنَهْرٌ هَبَيَّغٌ ووادٍ هَبَيَّغٌ: عَظِيمَانِ؛ حَكَاهُمَا السِّيرَافِيُّ عَنِ الْفَرَّاءِ. والهَبَيَّغ: وادٍ بِعَيْنِهِ. الأَزهري عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحمد: لَا تُوجَدُ الْهَاءُ مَعَ الْغَيْنِ إِلَّا فِي هَذِهِ الأَحرف وَهِيَ: الأَهْيَغُ والغَيْهَقُ والهَبَيَّغُ والهِلْياغُ والغَيْهَبُ والهِمْيَغُ، وَكُلٌّ مِنْهَا سَيُذْكَرُ في موضعه. هدغ: الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: انْهَدَغَتِ الرُّطَبةُ وانْثَدَغَتْ وانثَمَغَت أَي انْفَضَخَت حِينَ سَقَطَتْ، وَقَالَ غَيْرُهُ: انْهَمَغَت كذلك. هدلغ: الهُدْلُوغةُ: الرَّجُلُ الأَحْمَقُ القَبيحُ الخَلْقِ. هرنغ: اللِّيْثُ: الهُرْنوغُ شِبْهُ الطُّرْثوثِ يؤْكل. هغغ: هَغَّ: حِكَايَةُ التَّغَرْغُرِ وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ لِثِقَلِهِ عَلَى اللِّسَانِ وَقُبْحِهِ فِي المَنْطِق إِلَّا أَن يُضْطَرَّ شَاعِرٌ. هفغ: هَفَغَ يَهْفَغُ هَفْغاً وهُفُوغاً إِذَا ضَعُفَ مِنْ جُوعٍ أَوْ مَرَضٍ. هلغ: اللَّيْثُ: الهِلْياغُ المرأَة المُمانِعة المُضاحِكةُ المُلاعِبةُ. والهِلْياغُ: من صِغار السِّباعِ. همغ: الهِمْيَغُ: الْمَوْتُ، وَقِيلَ: الْمَوْتُ الوَحِيُّ الْمُعَجَّلُ؛ قَالَ أُسامة بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ قَوْمًا مُنْهَزِمِينَ: إِذَا بَلَغُوا مِصْرَهمْ عُوجِلُوا ... مِنَ المَوْتِ بالهِمْيَغِ الذَّاعِطِ يَعْنِي الذَّابِحَ، قَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَحَكَاهُ اللَّيْثُ: الهِمْيَع، بِالْعَيْنِ الْمُهْمِلَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَكَانَ الْخَلِيلُ يَقُولُهُ بِعَيْنٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ وَخَالَفَهُ النَّاسُ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ هَمَغَ رأْسَه وثَدَغَه وثَمَغَه إِذَا شدَخَه. وَفِي تَرْجَمَةِ هَدَغَ: انْهَدَغَتِ الرُّطَبَة وانْهَمَغَتْ كذلك، وقد تقدم. هنغ: الهَنْغُ: إِخْفاءُ الصوْتِ مِنَ الرَّجُلِ والمرأَةِ عِنْدَ الغَزَلِ. وهانَغَها: أَخْفَى كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صوتَه. وهانَغْتُ المرأَة: غازَلْتُها؛ وأَنشد: قَوْلًا كَتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ أَبو زَيْدٍ: خاضَنْتُ المرأَة إِذا غازَلْتَها، وَكَذَلِكَ هانَغْتُها. والهَيْنَغُ أَيضاً: المرأَةُ المغازِلة لِزَوْجِهَا،

فصل الواو

وَقِيلَ: المرأَة الْمُغَازِلَةُ الضَّحُوكُ. والهَيْنَغُ: الَّتِي تُظْهِرُ سِرَّها إِلَى كُلِّ أَحد. الأَزهري: قرأَت بِخَطِّ شَمِرٌ لأَبي مَالِكٍ امرأَة هَيْنغٌ فاجِرةٌ، وهَنَغَتْ إذا فَجَرَتْ. هنبغ: الهنْبُغُ: شِدَّةُ الجُوعِ، ويُوصَف بِهِ فَيُقَالُ: جُوعٌ هُنْبُوغٌ. أَبو عَمْرٍو: جُوعٌ هُنْبُغٌ وهِنْباغٌ وهِلَّقْسٌ وهلَّقْبٌ أَي شدِيدٌ. والهُنْبُغُ: المرأَةُ الفاجِرةُ. والهِنْبِغُ: لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والهُنْبُغُ: العَجاجُ الَّذِي يَطفُو مِنْ رِقَّتِه ودِقَّتِه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وبَعْدَ إيغافِ العَجاجِ الهُنْبُغِ وَقِيلَ: الهُنْبُغُ مِنَ العَجاج الَّذِي يَجيءُ وَيَذْهَبُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَمْلَةِ الصَّغِيرَةِ الهُنْبُغُ والهُنْبُوغُ والقَهْبَلِسُ. والهُنْبُوغُ: شِبْهُ الطُّرْثوثِ يُؤْكلُ. والهَبَيْنَغُ: الأَحْمَقُ. والهُنْبُوغُ: طائر. هوغ: الهَوْغُ: الشَّيْءُ الْكَثِيرُ، وليس باللغة المستعملة. هيغ: الأَهْيَغُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ. والأَهْيَغُ: أَرْغَدُ العَيْشِ وأَخْصَبُه، وتَرَكَه فِي الأَهْيَغَينِ أَي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَقِيلَ: فِي الشرْبِ وَالنِّكَاحِ، وَقِيلَ: فِي الأَكل وَالنِّكَاحِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَغْمِسْنَ مَنْ غَمَسْنَه فِي الأَهْيَغِ وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي الأَهْيَغَينِ أَي فِي الأَكل وَالشُّرْبِ. وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَفِي الأَهْيَغينِ أَي الخِصْب وحُسْنِ الْحَالِ. وعامٌ أهْيَغُ إِذَا كَانَ مُخْصِباً كَثِيرَ الْعُشْبِ والخِصب. وهَيَّغْتُ الثَّريدةَ إِذَا أَكثرت وَدَكَها. فصل الواو وَبَغَ: وَبَغَ الرجلَ: عابَه وطَعَنَ عَلَيْهِ. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرفه. والوَبَغُ: دَاءٌ يأْخذ الإِبل فيُرَى فَسادُه فِي أَوْبارِها، وَقِيلَ: الوَبَغُ هِبْرِيةُ الرأْس ونُبَّاغَتُه الَّتِي تَتَناثر مِنْهُ. والأَوْبَغُ: مَوْضِعٌ. والوَبّاغةُ: الاسْتُ، بِالْغَيْنِ وَالْعَيْنِ جَمِيعًا. يُقَالُ: كذَبَتْ وَبّاغَتُكَ ووبّاعَتُكَ إذا ضَرطَ. وتغ: الوَتَغُ، بِالتَّحْرِيكِ: الهَلاكُ. وَتِغَ يَوْتَغُ وتَغاً: فسَدَ وهلَكَ وأَثِمَ، وأَوْتَغَه هُوَ. والمَوْتَغةُ: المَهْلَكَةُ. وَفِي حَدِيثِ الإِمارةِ: حَتَّى يكونَ عَمَلُه هُوَ الَّذِي يُطْلِقُه أَو يُوتِغُه أَي يُهْلِكُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِنه: لَا يُوتِغُ إِلَّا نَفْسَه. ووَتِغَ وَتَغاً: وجِعَ. وأَوْتَغَه: أَوْجَعَه. والوَتَغُ: الوَجَعُ. تَقُولُ: وَاللَّهِ لأُوتِغَنَّكَ أَي لأُوجِعَنَّكَ. وأَتْغاه يُتْغِيه بِمَعْنَى أَوْتَغَه. وأَوْتَغَه اللَّهُ أَي أَهْلَكَه. ووَتِغَ فِي حُجَّته وتَغاً: أَخْطأَ، وَالِاسْمُ الوَتِيغةُ. وأَوْتَغَه عِنْدَ السُّلْطَانِ: لَقَّنه مَا يَكُونُ عَلَيْهِ لَا لَهُ. والوَتَغُ: الإِثمُ وفَسادُ الدِّين. وَقَدْ أَوْتَغَ دِينَه بالإِثْمِ وقَوْله، وَقِيلَ: الوَتَغُ قِلَّةُ الْعَقْلِ فِي الْكَلَامِ، يُقَالُ: أَوْتَغْتُ القولَ؛ وأَنشد: يَا أُمَّتَا، لَا تَغْضَبي إِن شِئْتِ، ... وَلَا تَقُولي وَتَغاً، إنْ فِئْتِ الْكِسَائِيُّ: وَتِغَ الرجلُ يَوْتَغُ وَتَغاً، وَهُوَ الْهَلَاكُ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وأَنتَ أَوْتَغْتَه. ووَتِغَتِ المرأَةُ تَيْتَغُ وَتَغاً، فَهِيَ وَتِغةٌ: ضَيَّعَتْ نَفْسَهَا فِي فَرْجِهَا، ووَتِغَ الرَّجُلُ كذلك.

وثغ: الوَثِيغةُ: الدُّرْجةُ الَّتِي تُتَّخَذُ لِلنَّاقَةِ تُدْخَلُ فِي حَيائها إِذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا؛ وَقَدْ وَثَغَها الظائِرُ يَثِغُها وَثْغاً أَي اتَّخَذَ لَهَا وَثِيغةً. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ لِمَا اخْتَلَطَ والتفَّ مِنْ أَجناس العُشْبِ الغَضِّ وثِيغةٌ ووَثِيخةٌ، بالغين والخاء. وزغ: الوَزَغُ: دُوَيْبَّةٌ. التَّهْذِيبُ: الوَزَغُ سَوامُّ أَبْرَصَ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَزَغةُ سامُّ أَبرصَ، وَالْجَمْعُ وَزَغٌ وأَوْزاغٌ ووِزْغانٌ ووُزْغانٌ وإزْغانٌ، عَلَى الْبَدَلِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَمَّا تَجاذَبْنا تَفَرْقَعَ ظَهْرُهُ، ... كَمَا تُنْقِضُ الوِزْغانُ زُرْقاً عُيُونُها وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر بِقَتْلِ الأَوْزاغِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمَّا احْتَرَقَ بَيْتُ المَقْدِسِ كَانَتِ الأَوْزاغُ تَنْفُخُه. وَفِي حَدِيثِ أُم شَرِيك: أَنها استأْمَرَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَتْلِ الوِزْغانِ فأَمرها بِذَلِكَ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الوِزْغانَ إِنما هُوَ جَمْعُ وَزَغ الَّذِي هُوَ جَمْعُ وزَغَة كوَرَلٍ ووِرْلانٍ لأَن الجمع إِذَا طَابَقَ الْوَاحِدَ فِي الْبِنَاءِ وَكَانَ ذَلِكَ الْجَمْعُ مِمَّا يُجْمَعُ جُمِعَ عَلَى مَا جُمِعَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْوَاحِدُ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ وزَغةٍ لأَن مَا فِيهِ الْهَاءُ لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعْلانِ. ووُزِّغَ الجَنِينُ تَوْزِيغاً: صُوِّرَ فِي الْبَطْنِ فتَبَيَّنَت صُورَتُه وتحرَّك. أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا تَبَيَّنَتْ صُورَةُ المُهْر فِي بَطْنِ أُمه فَقَدْ وُزِّغَ تَوْزِيغاً. والإِيزاغُ: إِخْراجُ البولِ دُفْعةً دُفْعةً. وأَوزَغَت الناقةُ ببَوْلها وأَزْغَلَت بِهِ: قَطَّعَتْه دُفَعاً دُفَعاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مَا دَعاها أَوْزَغَتْ بَكَراتُها، ... كإِيزاغِ آثارِ المُدى فِي التَّرائِبِ وَكَذَلِكَ الفرسُ والدلْوُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ، ... تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ كإيزاغِ الفَرَسْ. يَعْنِي أَنها تَفِيضُ مِنَ المَلْءِ فيَجْري ذَلِكَ الْمَاءُ، والحوامِلُ مِنَ الإِبل تُوزِغُ بأَبْوالِها، والطَّعْنةُ تُوزِعُ بِالدَّمِ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ زُغْبةَ: بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراء فُضُولُه، ... وطَعنٍ كإيزاغِ المخَاضِ تَبُورُها أَي تبورُها وتَخْتَبِرُها. ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الوَزَغُ الارْتِعاشُ والرِّعْدةُ. وَيُقَالُ: بِفُلَانٍ وَزَغٌ إِذا كَانَ يَرْتَعِشُ كَقَوْلِكَ بِهِ رِعْشةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ هِنْدِ بْنِ خديجةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: مَرّ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالحكَمِ أَبي مَرْوان قَالَ: فَجَعَلَ الحكَمُ يَغْمِزُ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإِصْبَعهِ فالتَفَتَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغاً، قَالَ: فرَجَفَ مكانَه وارْتَعَشَ. وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَن الحكَم بْنِ أَبي الْعَاصِ حاكَى رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ خَلْفِه فَعَلِمَ بِذَلِكَ وَقَالَ: كَذَا فَلْتَكن، فأَصابه وَزْغٌ لَمْ يُفارِقْه أَي رِعْشةٌ، وَهِيَ سَاكِنَةُ الزَّايِ، قال: والوَزْغُ الارْتِعاشُ. وشغ: الوَشُوغُ: مَا يُجْعَلُ مِنَ الدَّوَاءِ فِي الفَم، وَقَدْ أَوْشَغَه. وَشَيْءٌ وَشْغ، بِالتَّسْكِينِ، أَي قَلِيلٌ وَتْحٌ. والوَشِيغُ: الْقَلِيلُ كالوَتْحِ. وَقَدْ أَوْشَغَ عَطِيَّتَه أَي أَوْتَحَها؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

ليْسَ كإِيشاغِ القَلِيلِ المُوشَغِ ... بِمَدفَقِ الغَرْبِ، رَحيبِ المَفْرَغِ والوَشْغُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَجَمْعُهُ وُشُوغٌ. وتَوَشَّغَ فُلَانٌ بالسَّوء إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ؛ قَالَ القُلاخُ: إِنِّي امْرُؤٌ لَمْ أَتَوَشَّغْ بالكَذِبْ ابْنُ الأَعرابي: أَوْشَغَتِ الناقةُ ببَولها وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ إِذَا قَطَّعَتْه فَرمت به زُغْلَة. واسْتَوْشَغَ فُلَانٌ إِذَا اسْتَقى بِدَلْوٍ واهِيةٍ، وَهُوَ الاسْتِنْشاغُ. وَلَغَ: الوَلْغُ: شُرْبُ السِّباع بأَلْسِنتها. ولَغَ السبُعُ والكلبُ وكلُّ خَطْمٍ، ووَلِغَ يَلَغُ فِيهِمَا وَلْغاً: شَرِبَ مَاءً أَو دَمًا؛ وأَنشد ابْنُ برِّيّ لِحَاجِزِ الأَزْدِيّ اللِّصِّ: بِغَزْوٍ مِثْلِ الذِّئْب حَتى ... يَثُوبَ بِصاحِبي ثأْرٌ مُنِيمُ وَقَالَ آخَرُ: بِغَزْوٍ كَولْغِ الذِّئْبِ، غادٍ وَرائحٍ، ... وسَيْرٍ كَنَصْل السَّيْفِ لَا يَتَعَوَّجُ ولْغُ الذِّئْبِ: نَسَقٌ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا «3» فَتْرَةٌ كعَدِّ الْحَاسِبِ. قَالَ: وولَغَ الْكَلْبُ فِي الإِناءِ يَلَغُ وَلُوغاً أَي شَرِبَ فِيهِ بأَطراف لِسَانِهِ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: وَلَغَ الكلبُ بِشَرابِنا وَفِي شَرَابِنَا وَمِنْ شَرَابِنَا. وَيُقَالُ: أَوْلَغْتُ الكلبَ إِذا جعلتَ لَهُ مَاءً أَو شَيْئًا يَوْلَغُ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا وَلَغَ الكلبُ فِي إِناء أَحدكم فَلْيَغْسِلْه سَبْع مرَّات ، أَي شَرِبَ مِنْهُ بِلِسَانِهِ، وأَكثر مَا يَكُونُ الوُلُوغُ فِي السِّباع قَالَ الشَّاعِرُ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ ابْنُ هَرْمةَ وَنَسَبُهُ الْجَوْهَرِيُّ لأَبي زُبَيْد الطَّائِيِّ: مُرْضِعُ شِبْلَيْن فِي مَغارِهما، ... قَدْ نَهَزا لِلْفِطامِ أَوْ فُطِما مَا مرَّ يَوْمٌ إِلَّا وعِنْدهما ... لَحْمُ رِجالٍ، أَو يُولَغانِ دَما وَفِي التَّهْذِيبِ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ يالَغُ، أَرادوا بَيَانَ الْوَاوِ فَجَعَلُوا مَكَانَهَا أَلفاً؛ قَالَ ابْنُ الرُّقَيَّاتِ: مَا مَرَّ يومٌ إِلَّا وَعِنْدَهُمَا ... لحمُ رِجَالٍ، أَو يالَغانِ دَمَا اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ وَلَغَ الْكَلْبُ وَوَلِغَ يَلِغُ فِي اللُّغَتَيْنِ مَعًا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ وَلِغَ يَوْلَغُ مثلُ وجِلَ يَوْجَلُ. وَيُقَالُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطُّيُورِ يَلَغُ غيرَ الذُّبابِ. والمِيلغُ والمِيلغةُ: الإِناء الَّذِي يَلَغُ فِيهِ الْكَلْبُ. وَفِي الصِّحَاحِ: والمِيلغُ الإِناء الَّذِي يَلِغُ فِيهِ فِي الدَّمِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَه لِيَدِيَ قَوْمًا قَتَلهم خالِد بْنُ الْوَلِيدِ فأَعطاهم مِيلَغَة الْكَلْبِ ، هِيَ الإِناء الذي يَلَغُ فيه الْكَلْبُ، يَعْنِي أَعطاهم قِيمةَ كلِّ مَا ذَهَبَ لَهُمْ حَتَّى قيمَةَ المِيلغةِ. وَرَجُلٌ مُسْتَوْلِغٌ: لَا يُبالي ذَمًّا وَلَا عَارًا، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ:

_ (3). قوله [لا يفصل بينهما] كذا بالأَصل.

فَلَا تَقِسْني بامْرِئٍ مُسْتَولِغ واسْتعار بَعْضُهُمُ الوُلُوغَ للدَّلْو فَقَالَ: دَلْوُكَ دَلْوٌ يَا دُلَيْحُ سابِغَهْ، ... فِي كلِّ أَرْجاء القَلِيبِ والِغَهْ والوَلْغةُ: الدَّلْو الصَّغيرة؛ قَالَ: شَرُّ الدِّلاء الوَلْغةُ المُلازِمهْ، ... والبَكَراتُ، شَرُّهُنَّ الصائِمهْ يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُورُ وإِنما كَانَتْ مُلازِمةً لأَنك لَا تَقْضِي حاجَتك بِالِاسْتِقَاءِ بِهَا لِصِغَرِهَا. وَمَغَ: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الوَمْغَةُ الشعرةُ الطَّوِيلَةُ.

ف

الجزء التاسع ف حرف الفاء ف: الْفَاءُ مِنَ الْحُرُوفِ المَهْمُوسةِ ومن الحروف الشَّفَوِية. فصل الهمزة أثف: الأُثْفِيَّةُ والإِثْفِيّةُ: الْحَجَرُ الَّذِي تُوضَعُ عَلَيْهِ القِدْرُ، وَجَمْعُهَا أَثافيُّ وأَثافٍ، قَالَ الأَخفش: اعْتَزَمت الْعَرَبُ أَثافيَ أَي أَنهم لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهَا إِلَّا مُخَفَّفَةً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: والبُرْمة بينَ الأَثافي ؛ هِيَ جَمْعُ أُثْفِيّة، وَقَدْ تُخَفَّفُ الْيَاءُ فِي الْجَمْعِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الَّتِي تُنْصَبُ وَتُجْعَلُ القِدْرُ عَلَيْهَا. يُقَالُ: أَثْفَيْتُ القِدْرَ إِذَا جعلتَ لَهَا الأَثافي، وثَفَّيْتُها إِذَا وَضَعْتَهَا عَلَيْهَا، وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ؛ ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الأَفاضل. قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزمخشَري: الأُثْفِيّةُ ذَاتُ وَجْهَيْنِ تَكُونُ فُعْلُويةً وأُفْعُولةً، تَقُولُ أَثَّفْتُ القِدْرَ وثَفَّيْتُها وتأَثَّفَتِ القِدْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَثَّفْتُ القِدْرَ تأْثِيفاً لُغَةٌ فِي ثَفَّيْتُها تَثْفِيةً إِذَا وضعتَها عَلَى الأَثافي. وَقَوْلُهُمْ: رَمَاهُ اللَّهُ بِثَالِثَةِ الأَثافي، قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي رَمَاهُ اللَّهُ بِالْجَبَلِ أَي بِداهيةٍ مثلِ الْجَبَلِ، وَالْمَعْنَى أَنهم إِذَا لَمْ يَجِدُوا ثَالِثَةً مِنَ الأَثافي أَسْنَدُوا قُدُورَهم إِلَى الْجَبَلِ. وَقَدْ آثَفَها وأَثَّفَها وأَثْفاها، وقِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ؛ قَالَ: وصالياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ «4» وتأَثَّفْناه: صِرْنَا حَوالَيْه كالأُثْفِيةِ. ومرَةٌ مؤَثَّفةٌ: لِزَوْجِهَا امرأَتان سِواها وَهِيَ ثَالِثَتُهُمَا، شُبِّهَتْ بأَثافي القِدْر. وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَخْزُومِيَّةِ: إِنِّي أَنا المُؤَثَّفة المُكَثَّفةُ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْ وَاحِدَةً مِنْهُمَا. والإِثْفِيّةُ، بِالْكَسْرِ: العَدَدُ والجماعةُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي حَدِيثٍ لَهُ: إِنَّ فِي الحِرْمازِ اليومَ لَثَفِنةً إثْفِيَّةً مِنْ أَثافي النَّاسِ صُلْبةً؛ نَصَب إثْفِيّة عَلَى الْبَدَلِ وَلَا تَكُونُ صِفَةً لأَنها اسْمٌ. وتأَثَّفوا بِالْمَكَانِ: أَقاموا فَلَمْ يَبْرَحُوا. وتأَثَّفوا عَلَى الأَمر: تَعاوَنُوا. وأَثَفْتُه آثِفُه أَثْفاً: تَبِعْتُه. والآثِفُ: التَّابِعُ، وَقَدْ أَثَفَه يأْثِفُه مِثَالٌ كسَرَه يكْسِرُه أَي تَبِعَه. الْجَوْهَرِيُّ: أَبو زَيْدٍ تأَثَّفَ الرجلُ المكانَ إِذَا لَمْ يَبْرَحْه. وَيُقَالُ: تأَثَّفُوه أَي تَكَنَّفُوه؛ وَمِنْهُ قول النابغة:

_ (4). قوله: ككما يُؤثْفَينْ هكذا في الأَصل.

لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كِفاء لَهُ، ... وإنْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ أَي لَا تَرْمِني منكَ برُكْنٍ لَا مِثْلَ لَهُ، وإِن تأَثَّفَك الأَعْداء واحْتَوَشُوكَ مُتَوازِرِينَ أَي مُتعاوِنِين. والرِّفَدُ: جَمْعُ رِفْدةٍ. أدف: الأُدافُ: الذَّكَرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَوْلَجَ فِي كَعْثَبِها الأُدافا، ... مِثْلَ الذِّراعِ يَمْتَطِي النِّطافا وَفِي حَدِيثِ الدِّياتِ: فِي الأُدافِ الدِّيةُ ، يَعْنِي الذَّكَرَ إِذَا قُطِعَ، وَهَمْزَتُهُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ مِنْ ودَفَ الإِناءُ إِذَا قَطَر. وَدَفَتِ الشَّحْمةُ إذ قَطَرَتْ دُهْناً، وَيُرْوَى بِالذَّالِ المعجمة. أذف: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ أَدف عَنِ الذَّكَرِ وَمَا شَرَحَهُ فِيهِ: وَيُرْوَى بِالذَّالِ المعجمة. أرف: الأُرْفةُ: الحَدُّ وفَصْلُ مَا بَيْنَ الدُّورِ والضِّياع، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن فَاءَ أُرْفةٍ بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ أُرْثةٍ، وأَرَّفَ الدارَ والأَرض: قسَمَها وحَدَّها. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: والأُرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعةَ ؛ الأُرَفُ: المَعالِمُ والحُدُودُ، وَهَذَا كَلَامُ أَهل الْحِجَازِ، وَكَانُوا لَا يَرَوْنَ الشُّفْعَةَ لِلْجَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّ مَالٍ اقْتُسِمَ وأُرِّفَ عَلَيْهِ فَلَا شُفعة فِيهِ أَي حُدَّ وأُعْلِم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فقَسَمُوها عَلَى عَدَد السِّهامِ وأَعْلَمُوا أُرَفَها ؛ الأُرَفُ: جَمْعُ أُرْفة وَهِيَ الحُدُودُ والمَعالِمُ، وَيُقَالُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: مَا أَجِدُ لِهَذِهِ الأُمَّة مِنْ أُرْفةِ أَجلٍ بَعْدَ السبعينَ أَي مِنْ حَدٍّ يَنْتَهي إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَرَّفْتُ الدارَ والأَرضَ تأْرِيفاً إِذَا قَسَمْتَها وحَدَّدْتَها. اللِّحْيَانِيُّ: الأُرَفُ والأُرَثُ الحُدُودُ بَيْنَ الأَرضين. وَفِي الصِّحَاحِ: مَعالِمُ الْحُدُودِ بَيْنَ الأَرضين. والأُرْفةُ: المُسَنَّاةُ بَيْنَ قَراحَيْنِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَجَمْعُهُ أُرَفٌ كدُخْنةٍ ودُخَنٍ. قَالَ: وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: جَعَل عليَّ زَوْجِي أُرْفةً لَا أَخُورُها أَي عَلامةً. وَإِنَّهُ لَفِي إرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مَجْدٍّ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ. الأَصمعي: الآرِفُ الَّذِي يأْتي قَرْناه عَلَى وجْهِه، قَالَ: والأَرْفَحُ الَّذِي يذهَبُ قَرْنَاهُ قِبَلَ أُذُنَيْه فِي تَباعُدٍ بَيْنَهُمَا، والأَفْشَغُ الَّذِي احْلاحَّ «1» وَذَهَبَ قَرْنَاهُ كَذَا وَكَذَا، والأَحمص المُنْتَصِبُ أَحدهما الْمُنْخَفِضُ الآخَر، والأَفْشَق الَّذِي تَباعَدَ مَا بَيْنَ قَرْنَيْه، والأُرْفيُّ اللَّبَنُ المَحْض. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: لَحَديثٌ مِنْ فِي العاقِلِ أَشْهى إليَّ مِنَ الشُّهدِ بِمَاءِ رَصَفَةٍ بمَحْضِ الأُرْفيِ ؛ قَالَ: هُوَ اللَّبَنُ المحْضُ الطَّيِّبُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا قَالَهُ الْهَرَوِيُّ عِنْدَ شَرْحِهِ للرَّصفة في حرف الراء. أزف: أَزِفَ يَأْزَفُ أَزَفاً وأُزُوفاً: اقْتَرَبَ. وكلُّ شَيْءٍ اقْتَرَبَ، فَقَدْ أَزِفَ أَزَفاً أَي دَنا وأَفِدَ. والآزِفةُ الْقِيَامَةُ لقُرْبِها وَإِنِ اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداها، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ؛ يَعْنِي الْقِيَامَةَ، أَي دَنَتِ القيامةُ. وأَزِفَ الرَّجُلُ أَي عَجِلَ، فَهُوَ آزِفٌ عَلَى فاعِل. وَفِي الْحَدِيثِ: قَدْ أَزِفَ الوقتُ وحانَ الأَجَلُ أَي دَنَا وقَرُبَ. والآزِفُ: المُسْتَعْجِلُ. والمُتَآزِفُ مِنَ الرِّجَالِ: القَصِير، وَهُوَ المُتَداني، وَقِيلَ: هُوَ الضَّعيفُ الجَبان؛ قَالَ العُجَيْرُ: فَتىً قُدَّ قَدَّ السيفِ لَا مُتَآزِفٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لَبّاتُه وبَآدِلُهْ

_ (1). قوله: احلاحّ؛ هكذا في الأَصل ولا أثر لمادة حلح في المعاجم.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قُلْتُ لأَعْرابي مَا المُحْبَنْطِئُ؟ قَالَ: المُتَكَأْكِئُ، قُلْتُ: مَا المُتَكَأْكِئُ؟ قَالَ: المُتآزِفُ، قُلْتُ: مَا المُتَآزِفُ؟ قَالَ: أَنت أَحمقُ وتَرَكَني ومرَّ. والمُتآزِفُ: الخَطوُ المُتقارِبُ. ومَكانٌ مُتَآزِفٌ: ضَيِّقٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ «1»: المأْزَفةُ العَذِرةُ، وجمعها مآزِفُ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو للهَيْثَمِ بْنِ حَسَّانَ التَّغْلبيّ: كأَنَّ رِداءَيْه، إِذَا مَا ارْتَداهما، ... عَلَى جُعَلٍ يَغْشى المآزِفَ بالنُّخَرْ النُّخَرُ: جَمْعُ نُخْرة الأَنْفِ. أسف: الأَسَفُ: المُبالغةُ فِي الحُزْنِ والغَضَبِ. وأَسِفَ أَسَفاً، فَهُوَ أَسِفٌ وأَسْفان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ، وَالْجَمْعُ أُسَفاء. وَقَدْ أَسِفَ عَلَى مَا فاتَه وتأَسَّفَ أَي تَلَهَّفَ، وأَسِفَ عَلَيْهِ أَسَفاً أَي غَضِبَ، وآسَفَه: أَغْضَبَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ ؛ مَعْنَى آسَفُونَا أَغْضَبُونا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً* . والأَسِيفُ والآسِف: الغَضْبانُ؛ قَالَ الأَعشى، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَرَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَسِيفاً، كأَنَّمَا ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا يَقُولُ: كأَنَّ يدَه قُطِعَتْ فاخْتَضَبَتْ بِدَمِها. وَيُقَالُ لِمَوْتِ الفَجْأَةِ: أَخذةُ أَسَفٍ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِ الأَعشى أَرى رَجُلًا مِنْهُمْ أَسِيفاً: هُوَ مِنَ التَّأَسُّفِ لِقَطْعِ يَدِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَسيرٌ قَدْ غُلَّت يدُه فجَرحَ الغُلُّ يَدَه، قَالَ: والقولُ الأَوَّلُ هُوَ المجتمَع عَلَيْهِ. ابْنُ الأَنباري: أَسِفَ فُلَانٌ عَلَى كَذَا وَكَذَا وتأَسَّفَ وَهُوَ مُتَأَسِّفٌ عَلَى مَا فَاتَهُ، فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن يَكُونَ الْمَعْنَى حَزِن عَلَى مَا فَاتَهُ لأَن الأَسف عِنْدَ الْعَرَبِ الْحُزْنُ، وَقِيلَ أَشدُّ الْحُزْنِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً، مَعْنَاهُ حُزْناً، والقولُ الآخرُ أَن يَكُونَ مَعْنَى أَسِفَ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَي جَزِعَ عَلَى مَا فَاتَهُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَسفاً أَي جَزَعاً، وَقَالَ قَتَادَةُ: أَسفاً غَضَباً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَسَفى عَلى يُوسُفَ ؛ أَسي يَا جَزَعاه. والأَسِيفُ والأَسُوفُ: السريعُ الحُزْنِ الرَّقِيقُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الأَسِيفُ الغضْبانَ مَعَ الْحُزْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَمر أَبا بَكْرٍ بِالصَّلَاةِ فِي مَرَضِهِ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ رجلُ أَسِيفٌ فمَتَى مَا يقُمْ مَقامَك يَغْلِبْه الْبُكَاءُ أَي سريعُ الْبُكَاءِ وَالْحُزْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الرَّقِيقُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَسِيفُ السَّرِيعُ الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، قَالَ: وَهُوَ الأَسُوفُ والأَسِيفُ، قَالَ: وأَما الأَسِفُ، فَهُوَ الغَضْبانُ المُتَلَهِّفُ عَلَى الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: غَضْبانَ أَسِفاً* . اللَّيْثُ: الأَسَفُ فِي حَالِ الْحُزْنِ وَفِي حَالِ الغَضَب إِذَا جَاءَكَ أَمرٌ مِمَّنْ هُوَ دونَك فأَنت أَسِفٌ أَي غَضْبانُ، وَقَدْ آسَفَك إِذَا جَاءَكَ أَمر فَحَزِنْتَ لَهُ وَلَمْ تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَي حَزِينٌ ومُتَأَسِّفٌ أَيضاً. وَفِي حَدِيثٍ: مَوتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للمُؤمِن وأَخْذةُ أَسَفٍ لِلْكَافِرِ أَي أَخْذةُ غَضَبٍ أَو غَضْبانَ. يُقَالُ: أَسِفَ يأْسَفُ أَسَفاً، فَهُوَ أَسِفٌ إِذَا غَضِبَ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: إِنْ كَانُوا ليَكْرَهُون أَخْذةً كأَخْذةِ الأَسَفِ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: آسَفُ كَمَا يَأْسَفُون ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعاوِية بْنِ الْحَكَمِ: فأَسِفْتُ عَلَيْهَا ؛ وَقَدْ آسَفَه وتأَسَّفَ عَلَيْهِ. والأَسِيفُ: الْعَبْدُ والأَجيرُ وَنَحْوُ ذَلِكَ لِذُلِّهِم وبُعْدِهم، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والأُنثى

_ (1). قوله [ابن بري] كذا بالأصل وبهامشه صوابه: أَبو زيد.

أَسِيفَةٌ، وَقِيلَ: العسِيفُ الأَجير. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقْتُلُوا عَسِيفاً وَلَا أَسيفاً ؛ الأَسِيفُ: الشَّيْخُ الْفَانِي، وَقِيلَ الْعَبْدُ، وَقِيلَ الأَسير، وَالْجَمْعُ الأُسفاء؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرَى صُواهُ قُيَّماً وجُلَّسا، ... كَمَا رأَيتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسا قَالَ أَبو عَمْرٍو: الأُسَفاء الأُجراء، والأَسِيفُ: المُتَلَهِّفُ عَلَى مَا فاتَ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الأَسافةُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لأَسِيفٌ بَيِّنُ الأَسافَةِ. والأَسيفُ والأَسِيفَةُ والأُسافَةُ والأَسافةُ، كلُّه: البَلَدُ الَّذِي لَا يُنْبِتُ شَيْئًا. والأُسافةُ: الأَرض الرَّقِيقةُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والأَسافَةُ: رِقَّةُ الأَرض؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ وَقِيلَ: أَرضٌ أَسِيفَةٌ رقيقةٌ لَا تَكَادُ تُنْبِتُ شَيْئًا. وتَأَسَّفَتْ يدُه: تَشَعَّثَتْ. وأَسافٌ وإسافٌ: اسْمُ صَنَمٍ لِقُرَيْشٍ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: إسافٌ ونائلةُ صَنَمانِ كَانَا لِقُرَيْشٍ وضَعَهما عَمْرو بْنُ لُحَيٍّ عَلَى الصَّفا والمَرْوةِ، وَكَانَ يُذبحُ عَلَيْهِمَا تُجاه الكعبَةِ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنهما كَانَا مِنْ جُرْهُم إسافُ بْنُ عَمْرٍو ونائلةُ بِنْتُ سَهْل فَفَجرا فِي الْكَعْبَةِ فَمُسِخا حَجَرَيْنِ عَبَدَتْهما قُرَيْشٌ، وَقِيلَ: كَانَا رَجُلًا وامرأَة دَخَلَا الْبَيْتَ فَوَجَدَا خَلْوَةً فَوَثَبَ إسافٌ عَلَى نَائِلَةَ، وَقِيلَ: فأَحْدثا فَمَسَخهما اللَّهُ حَجَرَيْنِ، وَقَدْ وَرَدَا فِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَإِسَافٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَقَدْ تُفْتَحُ. وإسافٌ: اسْمُ الْيَمِّ الَّذِي غَرِقَ فِيهِ فِرْعَوْنُ وجنودُه؛ عَنِ الزَّجَّاجِ، قَالَ: وَهُوَ بِنَاحِيَةِ مِصْرَ. الْفَرَّاءُ: يُوسُفُ ويُوسَفُ ويُوسِفُ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَحُكِيَ فِيهَا الهمز أَيضاً. أشف: الْجَوْهَرِيُّ: الإِشْفَى للإِسْكافِ، وَهُوَ فِعْلى، وَالْجَمْعُ الأَشافي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَهُوَ فِعْلَى، قَالَ: صَوَابُهُ إفْعَلٌ، وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ منوَّن غيرُ مصروف. أصف: الأَصَفُ: لُغَةٌ فِي اللَّصَفِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف فِي هَذَا الْبَابِ غَيْرَهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. الْفَرَّاءُ: هُوَ اللَّصَفُ وَهُوَ شَيْءٌ يَنْبُتُ فِي أَصْل الكَبَرِ؛ وَلَمْ يَعْرِف الأَصَفَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَصَفُ الكَبَر، وأَما الَّذِي يَنْبُتُ فِي أَصله مِثْلُ الْخِيَارِ، فَهُوَ اللَّصَفُ. وآصِف كاتِبُ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ الَّذِي دَعَا اللَّه بِالِاسْمِ الأَعظم فرأَى سليمانُ العَرْشَ مُسْتقِرّاً عنده. أفف: الأُفُّ: الوَسَخُ الَّذِي حَوْلَ الظُّفُرِ، والتُّفُّ الَّذِي فِيهِ، وَقِيلَ: الأُفُّ وسَخ الأُذن والتُّفُّ وسَخ الأَظفار. يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ اسْتِقْذارِ الشَّيْءِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ ذَلِكَ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ يُضْجَرُ مِنْهُ ويُتَأَذَّى بِهِ. والأَفَفُ: الضَّجَرُ، وَقِيلَ: الأُفُّ والأَفَف القِلة، والتُّفُّ مَنْسُوقٌ عَلَى أُفّ، وَمَعْنَاهُ كَمَعْنَاهُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَصْلِ التَّاءِ. وأُفّ: كَلِمَةُ تَضَجُّرٍ وَفِيهَا عَشْرَةُ أَوجه: أُفَّ لَهُ وأُفِّ وأُفُّ وأُفّاً وأُفٍّ وأُفٌّ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما ، وأُفِّي مُمالٌ وأُفَّى وأُفَّةٌ وأُفْ خَفِيفَةٌ مِنْ أُفّ الْمُشَدَّدَةِ، وَقَدْ جَمَعَ جمالُ الدِّين بْنُ مَالِكٍ هَذِهِ الْعَشْرَ لُغَاتٍ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ قَوْلُهُ: فأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ، إِنْ أَرَدْتَ، وقُل: ... أُفَّى وأُفِّي وأُفْ وأُفَّةً تُصِبِ

ابْنُ جِنِّي: أَما أُفّ وَنَحْوُهُ مِنْ أَسماء الفِعْلِ كَهَيْهاتَ فِي الجَرّ فَمَحْمُولٌ عَلَى أَفعال الأَمر، وَكَانَ الْمَوْضِعُ فِي ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْد وَنَحْوِ ذَلِكَ، ثُمَّ حُمِلَ عَلَيْهِ بَابُ أُف وَنَحْوِهَا مِنْ حَيْثُ كَانَ اسْمًا سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ، وَكَانَ كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْ لَفْظِ الأَمر وَالْخَبَرِ قَدْ يَقَعُ مَوْقِع صاحبِه صَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا هُوَ صَاحِبَهُ، فكأَنْ لَا خِلافَ هُنَالِكَ فِي لَفْظٍ وَلَا مَعْنًى. وأَفَّفَه وأَفَّفَ بِهِ: قَالَ لَهُ أُف. وتأَفَّفَ الرجلُ: قَالَ أُفَّةً وَلَيْسَ بِفِعْلٍ مَوْضُوعٍ عَلَى أَفَّ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ إِذَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ «1» ... إِذَا مَثَّلَ نَصْبَ أُفَّة وتُفّة لَمْ يُمَثِّلْه بِفِعْلٍ مِنْ لَفْظِهِ كَمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ بسَقْياً ورَعْياً وَنَحْوِهِمَا، وَلَكِنَّهُ مثَّله بِقَوْلِهِ «2» ... إِذْ لَمْ نَجِدْ لَهُ فِعْلًا مِنْ لَفْظِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أُفّاً لَهُ وأُفَّةً لَهُ أَي قَذَراً لَهُ، وَالتَّنْوِينُ لِلتَّنْكِيرِ، وأُفَّةً وتُفَّةً، وَقَدْ أَفَّفَ تأْفِيفاً إِذَا قَالَ أُف. وَيُقَالُ: أُفّاً وتُفّاً وَهُوَ إتباعٌ لَهُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ القطاعِ زِيَادَةً عَلَى ذَلِكَ: أَفَّةً وإفَّةً. التَّهْذِيبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ وَلَا تَقُلْ فِي أُفَّة إِلَّا الرفع والنصب، وقال فِي قَوْلِهِ فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ : قُرِئَ أُفِّ، بِالْكَسْرِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وأُفٍّ بِالتَّنْوِينِ، فَمَنْ خَفَضَ ونوَّن ذهب إِلَى أَنها صَوْتٌ لَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلَّا بِالنُّطْقِ بِهِ فخَفَضُوه كَمَا تُخْفَضُ الأَصواتُ ونَوَّنُوه كَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ سَمِعْتُ طاقٍ طاقٍ لِصَوْتِ الضَّرْبِ، وَيَقُولُونَ سَمِعْتُ تِغٍ تِغٍ لِصَوْتِ الضَّحِكِ، وَالَّذِينَ لَمْ يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا قالوا أُفِّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف، وأَكثر الأَصوات عَلَى حَرْفَيْنِ مِثْلُ صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فَذَلِكَ الَّذِي يُخْفَضُ وَيُنَوَّنُ لأَنه مُتَحَرِّكُ الأَوّل، قَالَ: وَلَسْنَا مُضْطَرِّينَ إِلَى حَرَكَةِ الثَّانِي مِنَ الأَدوات وأَشباهها فَخُفِضَ بِالنُّونِ، وَشُبِّهَتْ أُفّ بِقَوْلِهِمْ مُدّ ورُدّ إِذَا كَانَتْ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ جَعَلَ فُلَانٌ يَتَأَفَّفُ مِنْ رِيحٍ وَجَدَهَا، مَعْنَاهُ يَقُولُ أُف أُف. وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: لَا تقولَنَّ لَهُ أُفًّا وَلَا تُفًّا. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ قَالَ أُفّاً لَكَ نَصَبَهُ عَلَى مَذْهَبِ الدُّعَاءِ كَمَا يُقَالُ وَيْلًا للكافرين، ومن قال أُفٌّ لَكَ رَفَعَهُ بِاللَّامِ كَمَا يُقَالُ وَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ، وَمَنْ قَالَ أُفٍّ لَكَ خَفَضَهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بالأَصوات كَمَا يُقَالُ صَهٍ ومَهٍ، وَمَنْ قَالَ أُفِّي لَكَ أَضافه إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ قَالَ أُفْ لَكَ شَبَّهَهُ بالأَدوات بمَنْ وكَمْ وَبَلْ وَهَلْ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: أُفٌّ لَكَ وتُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفّةٌ، وَقِيلَ أُفٌّ مَعْنَاهُ قِلَّةٌ، وتُفٌّ إتباعٌ مأْخوذ مِنَ الأَفَفِ وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ أَي لَا تَسْتَثْقِلْ شَيْئًا مِنْ أَمرهما وتَضِقْ صَدْرًا بِهِ وَلَا تُغْلِظْ لَهُمَا، قَالَ: وَالنَّاسُ يَقُولُونَ لِمَا يَكْرَهُونَ وَيَسْتَثْقِلُونَ أُف لَهُ، وأَصل هَذَا نَفْخُكَ لِلشَّيْءِ يَسْقُطُ عليكَ مِنْ تُراب أَو رَماد وَلِلْمَكَانِ تُرِيدُ إماطةَ أَذًى عَنْهُ، فقِيلَتْ لِكُلِّ مُسْتَثْقَلٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أُف النَّتْنُ، وَمَعْنَى الْآيَةِ لَا تَقُلْ لَهُمَا مَا فِيهِ أَدنى تَبَرُّمٍ إِذَا كَبِرَا أَو أَسَنّا، بَلْ تَوَلَّ خَدْمَتَهما. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَلقى طرَفَ ثَوْبه عَلَى أَنْفِه وَقَالَ أُف أُف ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ الاسْتِقْذارُ لِمَا شَمَّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الاحْتِقارُ والاسْتِقْلالُ، وَهُوَ صوتٌ إِذَا صوّتَ بِهِ الإِنسانُ عُلِم أَنه مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّه، وَقِيلَ: أَصل الأَفف مِنْ وسَخِ الأُذن والإِصْبع إِذَا فُتِلَ. وأَفَّفْتُ بِفُلَانٍ تَأْفِيفاً إِذا قُلْتَ لَهُ أُفّ لَكَ، وتأَفَّفَ بِهِ كأَفَّفَه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: أَنها لَمَّا قُتِلَ أَخوها مُحَمَّدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَرْسلت عبدَ الرَّحْمَنِ أَخاها فَجَاءَ بابْنِه القاسِم وَبِنْتِهِ مِنْ مصر، فلما

_ (1). هنا بياض بالأصل. (2). هنا بياض بالأصل.

جَاءَ بِهِمَا أَخَذَتْهُما عائشةُ فَرَبَّتْهما إِلَى أَن اسْتَقَلَّا ثُمَّ دَعَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَا تَجِد فِي نَفْسِكَ مِنْ أَخْذِ بَنِي أَخِيك دُونكَ لأَنهم كَانُوا صِبياناً فَخَشِيتُ أَن تتأَفَّفَ بِهِمْ نِساؤك، فَكُنْتُ أَلْطَف بِهِمْ وأَصْبَرَ عَلَيْهِمْ، فَخُذْهُمْ إِلَيْكَ وَكُنْ لَهُمْ كَمَا قَالَ حُجَيَّةُ بْنُ المُضَرِّب لِبَنِي أَخيه سَعْدانَ؛ وأَنشدته الأَبيات الَّتِي أَوَّلها: لجَجْنا ولَجَّتْ هَذِهِ فِي التَّغَضُّبِ وَرَجُلٌ أَفَّافٌ: كَثِيرُ التَّأَفُّفِ، وَقَدْ أَفَّ يَئِفُّ ويَؤُفُّ أَفّاً. قَالَ ابْنُ دُريد: هُوَ أَن يَقُولَ أُفّ مِنْ كَرْبٍ أَو ضَجَر. وَيُقَالُ: كَانَ فُلَانٌ أُفُوفةً، وَهُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ يقولُ لِبَعْضِ أَمره أُفّ لَكَ، فَذَلِكَ الأُفُوفةُ. وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى إفِّ ذَلِكَ وإفَّانه، بِكَسْرِهِمَا، أَي حِينه وأَوانه. وَجَاءَ عَلَى تَئِفَّةِ ذَلِكَ، مِثْلُ تَعِفَّةِ ذَلِكَ، وَهُوَ تَفْعِلَةٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: فِي أَبنيةِ الْكِتَابِ تَئِفَّةٌ فَعِلَّةٌ، قال: وَالظَّاهِرُ مَعَ الْجَوْهَرِيِّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ عَلَى إِفِّ ذَلِكَ وإِفَّانِه، قال أَبو عَلِيٍّ: الصَّحِيحُ عِنْدِي أَنها تَفْعِلةٌ وَالصَّحِيحُ فِيهِ عَنْ سِيبَوَيْهِ ذَلِكَ عَلَى مَا حَكَاهُ أَبو بَكْرٍ أَنه فِي بَعْضِ نُسَخِ الْكِتَابِ فِي بَابِ زِيَادَةِ التَّاءِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَالدَّلِيلُ عَلَى زِيَادَتِهَا مَا رَوَيْنَاهُ عَنْ أَحمد عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ أَتاني فِي إفّانِ ذَلِكَ وأُفّان ذَلِكَ وأَفَفِ ذَلِكَ وتَئِفَّةِ ذَلِكَ، وأَتانا عَلَى إفِّ ذَلِكَ وإفَّتِهِ وأَفَفِه وإفَّانِه وتَئِفَّتِه وعِدَّانهِ أَيْ عَلَى إبَّانِه ووَقْته، يَجْعَلُ تَئِفَّةً فَعِلَّةً، وَالْفَارِسِيُّ يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ بِالِاشْتِقَاقِ وَيَحْتَجُّ بِمَا تقدَّم. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: نِعْمَ الفارسُ عَوَيْمِرٌ غيرَ أُفَّةٍ؛ جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ غيرَ جَبانٍ أَو غيرَ ثَقِيلٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ أَرى الأَصل فِيهِ الأَفَف وهو الضَّجَرُ، قال: وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ مَعْنَى الأُفّةِ المُعْدِمُ المُقِلُّ مِنَ الأَفَفِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. واليأْفُوفُ: الخفِيفُ السَّرِيعُ؛ وَقَالَ: هُوجاً يَآفِيفَ صِغاراً زُعْرا واليأْفُوفُ: الأَحمقُ الخفِيفُ الرأْي. واليأْفُوفُ: الرَّاعِي صِفَةٌ كاليَحْضُور واليَحْمُوم كأَنه مُتَهَيِءٌ لرِعايته عارِفٌ بأَوْقاتِها مِنْ قَوْلِهِمْ: جَاءَ عَلَى إِفَّانِ ذَلِكَ وتَئِفَّتِه. واليأْفُوفُ: الْخَفِيفُ السَّرِيعُ، وَقِيلَ: الضَّعِيفُ الأَحمقُ. واليأْفُوفَةُ: الفراشةُ، ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشاطبيّ قال فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَعَدِيكَرِبَ أَنه قَالَ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ: فُلَانٌ أَخَفُّ مِنْ يأْفُوفَةٍ ، قال: اليأْفُوفَةُ الفَراشةُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَرى كلَّ يأْفُوفٍ وكلَّ حَزَنْبَلٍ، ... وشِهْذارةٍ تِرْعابةٍ قَدْ تَضَلَّعا والتِّرْعابةُ: الفَرُوقةُ. واليأْفُوفُ: العَييُّ الخَوَّار؛ قَالَ الرَّاعي: مُغَمَّرُ العَيْشِ يَأْفُوفٌ، شَمائِلُه ... تأْبَى المَوَدَّةَ، لَا يُعْطِي وَلَا يَسَلُ قَوْلُهُ مُغَمَّر العَيْشِ أَي لَا يكادُ يُصِيبُ مِنَ العَيْشِ إِلَّا قَلِيلًا، أُخِذَ مِنَ الغَمَر، وَقِيلَ: هُوَ المُغَفَّلُ عَنْ كلِّ عَيْش. أكف: الإِكافُ والأُكاف مِنَ المراكب: شبه الرِّحالِ والأَقْتابِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن هَمْزَتَهُ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ وُكافٍ ووِكافٍ، وَالْجَمْعُ آكِفةٌ وأُكُفٌ كإزارٍ وآزِرةٍ وأُزُرٍ. غَيْرُهُ: أُكافُ الْحِمَارِ وإكافُه ووِكافُه ووُكافه، وَالْجَمْعُ أُكُفٌ، وَقِيلَ فِي جَمْعِهِ

وُكُفٌ؛ وأَنشد فِي الأُكافِ [الإِكافِ] لِرَاجِزٍ: إنَّ لَنا أَحْمِرةً عِجافا، ... يأْكُلْنَ كلَّ لَيْلةٍ أُكافا [إِكافا] أَي يأْكلن ثَمَنَ أُكافٍ [إِكاف] أَي يُباعُ أُكافٌ [إِكاف] ويُطْعَم بِثَمَنِهِ؛ وَمِثْلُهُ: نُطْعِمُها إِذَا شَتَتْ أَولادَها أَي ثَمَنِ أَولادها، وَمِنْهُ المَثَل: تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلَا تأْكلُ ثَدْيَيْها أَي أُجرة ثَدْيَيْها. وآكَفَ الدابّةَ: وَضَعُ عَلَيْهَا الإِكاف كأَوْكَفَها أَي شدَّ عَلَيْهَا الإِكاف؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: آكَفَ البغلَ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وأَوْكَفَه لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ. وأَكَّفَ أُكافاً وَإِكَافًا: عَمِلَه. ألف: الأَلْفُ مِنَ العَدَد مَعْرُوفٌ مُذَكَّرٌ، وَالْجَمْعُ آلُفٌ؛ قَالَ بُكَيْر أَصَمّ بَنِي الحرث بْنِ عَبَّادٍ: عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَني الفَدّامِ وآلافٌ وأُلُوفٌ، يُقَالُ ثلاثةُ آلَافٍ إِلَى الْعَشْرَةِ، ثُمَّ أُلُوفٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ؛ فأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَكَانَ حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ، ... وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ إِنَّمَا أَراد الآلافَ فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ، وَكَذَلِكَ أَراد المِئِين فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ. وَيُقَالُ: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن الْعَرَبَ تُذَكِّرُ الأَلفَ، وَإِنْ أُنّث عَلَى أَنه جَمْعٌ فَهُوَ جَائِزٌ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ فِيهِ التَّذْكِيرُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ. وَيُقَالُ: هَذَا أَلف وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ وَاحِدَةٌ، وَهَذَا أَلْف أَقْرَعُ أَي تامٌّ وَلَا يُقَالُ قَرْعاءُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَوْ قُلْتَ هَذِهِ أَلْف بِمَعْنَى هَذِهِ الدراهمُ أَلف لَجَازَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي التَّذْكِيرِ: فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً، وَهْوَ صادِقي، ... نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً مِنَ الخَيْلِ أَقْرَعا قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: وَلَوْ طَلَبُوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ ... بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إِلَى القَوْمِ أَقْرَعا وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه: جَعَلَهُ أَلْفاً. وآلَفُوا: صَارُوا أَلفاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مَعَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَنُو فُلَانٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ كَانَ الْقَوْمُ تِسْعَمائة وتِسْعةً وَتِسْعِينَ فآلفْتُهم، مَمْدُود، وآلَفُوا هُمْ إِذَا صَارُوا أَلفاً، وَكَذَلِكَ أَمْأَيْتُهم فأَمْأَوْا إِذَا صَارُوا مِائَةً. الْجَوْهَرِيُّ: آلَفْتُ القومَ إِيلَافًا أَي كَمَّلْتُهم أَلفاً، وَكَذَلِكَ آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هِيَ. وَيُقَالُ: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ أَي مُكَمَّلةٌ. وأَلَفَه يأْلِفُه، بِالْكَسْرِ، أَي أَعْطاه أَلفاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه ... حَتَّى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ أَي ورُبَّ كَريمةٍ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وارْتَقى إِلَى الأَعْلام، فحَذَف إِلَى وَهُوَ يُريده. وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي عَلَى أَلف؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وَإِلَافًا ووِلافاً؛ الأَخيرة شاذّةٌ، وأَلَفانا وأَلَفَه: لَزمه، وآلَفَه إِيَّاهُ: أَلْزَمَه. وَفُلَانٌ قَدْ أَلِفَ هَذَا الموْضِعَ، بِالْكَسْرِ، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه أَيَّاهُ غيرُه، وَيُقَالُ أَيضاً: آلَفْتُ

الْمَوْضِعَ أُولِفُه إِيلَافًا، وَكَذَلِكَ آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وَإِلَافًا، فَصَارَتْ صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدَةً، وأَلَّفْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ ؛ فِيمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ مَفْعُولًا ورحلةَ مَفْعُولًا ثَانِيًا، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَفْعُولُ هُنَا وَاحِدًا عَلَى قَوْلِكَ آلَفْتُ الشَّيْءَ كأَلِفْتُه، وَتَكُونُ الْهَاءُ وَالْمِيمُ فِي مَوْضِعِ الْفَاعِلِ كَمَا تَقُولُ عَجِبْتُ مِنْ ضَرْبِ زيدٍ عَمْرًا، وَقَالَ أَبو إسحَاق فِي لإِيلافِ قريس ثَلَاثَةُ أَوجه: لإِيلاف، ولإِلاف، وَوَجْهٌ ثَالِثٌ لإِلْفِ قُرَيْشٍ، قَالَ: وَقَدْ قُرئ بِالْوَجْهَيْنِ الأَولين. أَبو عُبَيْدٍ: أَلِفْتُ الشَّيْءَ وآلَفْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ لَزِمْتُهُ، فَهُوَ مُؤْلَفٌ ومأْلُوفٌ. وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إِذَا أَلِفَتْه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ المُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ، ... شُعاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِها يَتَوَضَّحُ أَبو زَيْدٍ: أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فُلَانًا إِذَا أَنِسْتَ بِهِ، وأَلَّفْتُ بَيْنَهُمْ تأْلِيفاً إِذَا جَمَعْتَ بَيْنَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشَّيْءَ تأْلِيفاً إِذَا وصلْت بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؛ وَمِنْهُ تأْلِيفُ الْكُتُبِ. وأَلَّفْتُ الشيءَ أَي وصَلْتُه. وآلَفْتُ فُلَانًا الشَّيْءَ إِذَا أَلزمته إِيَّاهُ أُولِفُه إِيلَافًا، وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لِإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش الرِّحْلَتَيْن فَتَتَّصِلَا وَلَا تَنْقَطِعا، فَاللَّامُ مُتَّصِلَةٌ بِالسُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا، أَي أَهلكَ اللَّهُ أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين. ابْنُ الأَعرابي: أَصحاب الإِيلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبُ وَنَوْفَلٌ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانُوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بَعْضًا يُجِيرون قُرَيْشًا بمِيَرِهِم وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ المُجِيرينَ، فأَمّا هَاشِمٌ فَإِنَّهُ أَخذ حَبْلًا مِنْ مَلِكِ الرُّومِ، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلًا مِنْ كِسْرى، وأَخذ عَبْدُ شَمْسٍ حَبْلًا مِنَ النَّجَاشِيِّ، وأَخذ الْمُطَّلِبُ حَبْلًا مِنْ مُلُوكِ حِمْير، قَالَ: فَكَانَ تُجّار قُرَيْشٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَى هَذِهِ الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإِخوة فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فَهُمَا مِنْ أَلِفَ يأْلَف، وَمَنْ قرأَ لإِيلافهم فَهُوَ مِنْ آلَفَ يُؤْلِفُ، قَالَ: وَمَعْنَى يُؤَلِّفُون يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ عَلَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي بِمَعْنَى يُجِيرُون، والإِلْفُ والإِلافُ بِمَعْنًى؛ وأَنشد حَبِيبُ بْنُ أَوس فِي بَابِ الْهِجَاءِ لمُساور بْنِ هِنْدٍ يَهْجُو بَنِي أَسد: زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ، ... لَهُمْ إلْفٌ، وَلَيْسَ لَكُمْ إلافُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ إلْفِهِمْ فَقَدْ يَكُونُ مِنْ يُؤَلِّفُون، قَالَ: وأَجود مِنْ ذَلِكَ أَن يُجْعَلَ مِنْ يأْلَفون رِحْلةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. والإِيلافُ: مِنْ يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانَ هاشمٌ يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّامِ، وعبدُ شَمْسٍ يُؤَلِّف إِلَى الحَبَشةِ، والمطلبُ إِلَى اليَمن، ونَوْفَلٌ إِلَى فارِسَ. قَالَ: ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً، وتُؤْلِفُ الجِوارَ، ... ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَن أَول مَنْ أَخَذ لَهَا الإِيلافَ لَهاشِمٌ ؛ الإِيلافُ: العَهْدُ والذِّمامُ، كَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ أَخذه مِنَ الْمُلُوكِ لِقُرَيْشٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لِإِيلافِ قُرَيْشٍ : يَقُولُ

تَعَالَى: أَهلكت أَصحاب الْفِيلِ لأُولِف قُرَيْشًا مَكَّةَ، ولِتُؤَلِّف قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَي تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أَخذوا فِي ذِهِ، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا، بِحَذْفِ الْوَاوِ، وَهِيَ الأُلْفةُ. وأْتَلَفَ الشيءُ: أَلِفَ بعضُه بَعْضًا، وأَلَّفَه: جَمَعَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. والإِلْف: الأَلِيفُ. يُقَالُ: حَنَّتِ الإِلْفُ إِلَى الإِلْفِ، وَجَمْعُ الأَلِيف أَلائِفُ مِثْلَ تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلائِفِه، ... يَرْتادُ أَحْلِيةً أعْجازُها شَذَبُ والأُلَّافِ: جَمْعُ آلِفٍ مِثْلُ كافِرٍ وكُفّارٍ. وتأَلَّفَه عَلَى الإِسْلام، وَمِنْهُ المؤَلَّفة قلوبُهم. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي المُتَحابِّينَ فِي اللَّهِ، قَالَ: والمؤَلَّفةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقات قومٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ أَمر اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَول الإِسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم ليُرَغِّبوا مَن وَرَاءَهُمْ فِي الإِسلام، فَلَا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف نِيّاتِهم عَلَى أَن يَكُونُوا إلْباً مَعَ الْكُفَّارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ نَفَّلهم النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، يَوْمَ حُنَيْن بِمِائَتَيْنِ مِنَ الإِبل تأَلُّفاً لَهُمْ، مِنْهُمُ الأَقْرَعُ بْنُ حابِسٍ التَّمِيمِيُّ، والعباسُ بْنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيّ، وعُيَيْنةُ بْنُ حِصْن الفَزارِيُّ، وأَبو سفيانَ بْنُ حَرْبٍ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ: إِنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تأَلَّفَ فِي وقتٍ بَعْضَ سادةِ الْكُفَّارِ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً وَظَهَرَ أَهلُ دِينِ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ أَهل المِلَل، أَغنى اللَّهُ تَعَالَى، وَلَهُ الْحَمْدُ، عَنْ أَن يُتَأَلَّف كافرٌ اليومَ بِمَالٍ يُعْطى لِظُهُورِ أَهل دِينِهِ عَلَى جَمِيعِ الْكُفَّارِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: إلافُ اللَّهِ مَا غَطَّيْت بَيْتاً، ... دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ قِيلَ: إلافُ اللَّهِ أَمانُ اللَّهِ، وَقِيلَ: منزِلةٌ مِنَ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حدِيثي عَهْدٍ بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم ؛ التأَلُّفُ: المُداراةُ والإِيناسُ ليَثْبُتُوا عَلَى الإِسلام رَغْبةً فِيمَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَالِ؛ وَمِنْهُ حديثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قُلُوبُهُمْ. والإِلْفُ: الَّذِي تأْلَفُه، وَالْجَمْعُ آلافٌ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِي جَمْعِ إلْفٍ الُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه جَمْعُ آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهُودٍ، وَهُوَ الأَلِيفُ، وَجَمْعُهُ أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإِلْفٌ؛ قَالَ: وحَوْراء المَدامِعِ إِلْفُ صَخْر وَقَالَ: قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بِهَا ... يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ وَهَذَا مِنْ شَاذِّ الْبَسِيطِ لأَن قَوْلَهُ طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ الْبَسِيطِ لَا يأْتي عَلَى فَاعِلُنْ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو إسحَاق وَعَزَاهُ إِلَى الأَخفش أَنَّ أَعرابيّاً سُئِلَ أَن يَصْنَعَ بَيْتًا تَامًّا مِنَ الْبَسِيطِ فَصَنَعَ هَذَا الْبَيْتَ، وَهَذَا لَيْسَ بحُجة فيُعْتَدَّ بِفَاعِلُنْ ضَرْبًا فِي الْبَسِيطِ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ، فأَمّا الْمُسْتَعْمَلُ فَهُوَ فعِلن وفَعْلن. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَلِيفي وإلْفي وَهُمْ أُلَّافي، وَقَدْ نَزَعَ الْبَعِيرُ إِلَى أُلَّافه؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَكُنْ مِثْلَ ذِي الأُلَّاف، لُزَّتْ كُراعُه ... إِلَى أُخْتِها الأُخْرى، ووَلَّى صَواحِبُهْ

يجوزُ الأُلَّاف وَهُوَ جَمْعُ آلِف، وَالْآلَافُ جَمْعُ إلْفٍ. وَقَدِ ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً وأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ تأْليفاً. وأَوالِفُ الطَّيْرِ: الَّتِي قَدْ أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شَرَّفَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى. وأَوالِفُ الْحَمَامِ: دَواجِنُها الَّتِي تأْلَفُ البيوتَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَوالِفاً مكةَ مِنْ وُرْقِ الحِمى أَراد الحَمام فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فَقَالَ الحِمى؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: تاللهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الأُلَّافِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد بالأُلَّاف الَّذِينَ يأْلَفُون الأَمْصارَ، وَاحِدُهَمْ آلِفٌ. وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. وأَلَّفَ القومُ إِلَى كَذَا وتَأَلَّفُوا: اسْتَجَارُوا. والأَلِفُ والأَلِيفُ: حَرْفُ هِجَاءٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ الأَلِف مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْحُرُوفِ، هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ وَإِنْ ذكَّرت جَازَ؛ قَالَ سيبوبه: حُرُوفُ الْمُعْجَمِ كُلُّهَا تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ كَمَا أَنَّ الإِنسان يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ ذلِكَ الْكِتابُ، والمص، والمر؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي اخْتَرْنَا فِي تَفْسِيرِهَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الم*: أَنا الله أَعلم، والمص: أَنا اللَّهُ أَعلم وأَفْصِلُ، والمر: أَنا اللَّهُ أَعلم وَأَرَى؛ قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَوْضِعُ هَذِهِ الْحُرُوفِ رَفْعٌ بِمَا بَعْدَهَا، قَالَ: المص كِتابٌ، فكتاب مرتفع بأَلمص، وكأَنّ مَعْنَاهُ أَلمص حُرُوفُ كِتَابٍ أُنزل إِلَيْكَ، قَالَ: وَهَذَا لَوْ كَانَ كَمَا وُصِفَ لَكَانَ بَعْدَ هَذِهِ الْحُرُوفِ أَبداً ذِكْرُ الْكِتَابِ، فَقَوْلُهُ: الم اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، يَدُلُّ عَلَى أَن الأَمر مَرَافِعٌ لَهَا عَلَى قَوْلِهِ، وَكَذَلِكَ: يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْفَصْلَ مُسْتَوْفًى فِي صَدْرِ الْكِتَابِ عِنْدَ تَفْسِيرِ الْحُرُوفِ المُقَطَّعةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. أنف: الأَنْفُ: المَنْخَرُ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ آنُفٌ وآنافٌ وأُنُوفٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِيضُ الوُجُوهِ كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ، ... فِي كلِّ نائِبَةٍ، عِزازُ الآنُفِ وَقَالَ الأَعشى: إِذَا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً، ... وأَمْسَتْ عَلَى آنافِها غَبَراتُها وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: بِيضُ الوُجُوهِ، كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم، ... شُمُّ الأَنُوفِ مِنَ الطِّرازِ الأَوَّلِ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الأَنْفَ أَنْفين؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنه، ... عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ الْجَوْهَرِيُّ: الأَنْفُ للإِنسان وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ سَبْقِ الحَدَثِ فِي الصَّلَاةِ: فليَأْخُذْ بأَنفِه ويَخْرُجْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنَّمَا أَمَره بِذَلِكَ ليُوهِمَ المُصَلِّين أَن بِهِ رُعافاً، قَالَ: وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الأَدب فِي سَتْرِ العَوْرَة وإخْفاء القَبيحِ، والكنايةِ بالأَحْسَن عَنِ الأَقْبح، قَالَ: وَلَا يَدْخُلُ فِي بَابِ الْكَذِبِ وَالرِّيَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التَّجَمُّل والحَياء وطلَبِ السَّلَامَةِ مِنَ النَّاسِ. وأَنَفَه يَأْنُفُه ويأْنِفُه أَنْفاً: أَصابَ أَنْفَه. وَرَجُلٌ أُنافيٌّ: عَظِيم الأَنْفِ، وعُضادِيٌّ: عَظِيمُ العَضُد، وأُذانيٌّ: عَظِيمُ الأُذن.

والأَنُوفُ: المرأَةُ الطَّيِّبَةُ رِيحِ الأَنْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: امرأَة أَنُوفٌ طَيِّبَةٌ رِيحِ الأَنف، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الَّتِي يُعْجِبُك شَمُّك لَهَا، قَالَ: وَقِيلَ لأَعرابي تَزَوَّج امرأَة: كَيْفَ رأَيتها؟ فَقَالَ: وجَدْتها رَصُوفاً رَشُوفاً أَنُوفاً، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَبَعِيرٌ مأْنُوفٌ: يُساقُ بأَنْفِه، فَهُوَ أَنِفٌ. وأَنِفَ الْبَعِيرُ: شَكَا أَنْفَه مِنَ البُرة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْبَعِيرِ الأَنِفِ والآنِف أَي أَنه لَا يَرِيمُ التَّشَكِّي «3»، وَفِي رِوَايَةٍ: المُسْلِمون هَيِّنُون لَيِّنُون كَالْجَمَلِ الأَنِفِ أَي المأْنُوفِ، إِنْ قِيدَ انْقادَ، وَإِنْ أُنِيخَ عَلَى صَخْرةٍ اسْتَناخَ. وَالْبَعِيرُ أَنِفٌ: مِثْلَ تَعِبَ، فَهُوَ تَعِبٌ، وَقِيلَ: الأَنِفُ الَّذِي عَقَره الخِطامُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ خِشاشٍ أَو بُرةٍ أَو خِزامةٍ فِي أَنفه فَمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ يَمْتَنِعُ عَلَى قَائِدِهِ فِي شَيْءٍ لِلْوَجَعِ، فَهُوَ ذَلُولٌ مُنْقَادٌ، وَكَانَ الأَصل فِي هَذَا أَن يُقَالَ مأْنُوف لأَنه مَفْعول بِهِ كَمَا يُقَالُ مصدورٌ. وأَنَفَه: جَعَلَهُ يَشْتَكي أَنْفَه. وأَضاعَ مَطْلَبَ أَنْفِه أَي الرَّحِمَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: وَإِذَا الكَرِيمُ أَضاعَ مَوْضِع أَنْفِه، ... أَو عِرْضَه لِكَرِيهَةٍ، لَمْ يَغْضَبِ وَبَعِيرٌ مأْنُوفٌ كَمَا يُقَالُ مَبطونٌ ومَصْدورٌ ومَفْؤُودٌ لِلَّذِي يَشْتَكي بطنَه أَو صَدْرَه أَو فُؤَادَه، وَجَمِيعُ مَا فِي الْجَسَدِ عَلَى هَذَا، وَلَكِنَّ هَذَا الْحَرْفَ جاء شاذًّا عنهم. وقال بَعْضُهُمْ: الجملُ الأَنِفُ الذَّلُولُ، وقال أَبو سَعِيدٍ: الْجَمَلُ الأَنِف الذَّلِيلُ الْمُؤَاتِي الَّذِي يأْنَفُ مِنَ الزَّجْر وَمِنَ الضَّرْبِ، ويُعطي مَا عِنْدَهُ مِنَ السَّيْرِ عَفْواً سَهْلًا، كَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى زَجْرٍ وَلَا عِتاب وَمَا لَزِمَهُ مِنْ حَقٍّ صبرَ عَلَيْهِ وَقَامَ بِهِ. وأَنَفْتُ الرَّجُلَ: ضَرَبْتُ أَنْفَه، وآنَفْتُه أَنا إِينَافًا إِذَا جَعَلْتَهُ يَشْتَكِي أَنْفَه. وأَنَفَه الماءُ إِذَا بَلَغَ أَنْفَه، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَذَلِكَ إِذَا نَزَلَ فِي النَّهْرِ. وَقَالَ بَعْضُ الكِلابِيِّينَ: أَنِفَتِ الإِبلُ إِذَا وقَع الذُّبابُ عَلَى أُنُوفِها وطَلَبَتْ أَماكِنَ لَمْ تَكُنْ تَطْلُبها قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ الأَنَفُ، والأَنَفُ يُؤْذِيها بِالنَّهَارِ؛ وَقَالَ مَعْقِل بْنُ رَيْحانَ: وقَرَّبُوا كلَّ مَهْرِيٍّ ودَوْسَرَةٍ، ... كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأَنَفُ والتَّأْنِيفُ: تَحْدِيدُ طرَفِ الشَّيْءِ. وأَنْفا القَوْس: الحَدَّانِ اللَّذَانِ فِي بَواطِن السِّيَتَيْن. وأَنْف النعْلِ: أَسَلَتُها. وأَنْفُ كلِّ شَيْءٍ: طرَفُه وأَوَّله؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ: ويَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِمْ عليهمْ، ... ويأْكلُ جارُهُمْ أَنْفَ القِصاعِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَكُونُ فِي الأَزْمِنَةِ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو خِرَاشٍ فِي اللِّحْيَةِ فَقَالَ: تُخاصِمُ قَوْماً لَا تَلَقَّى جوابَهُمْ، ... وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ أَنْفِ لِحْيَتِكَ اليَدُ سَمَّى مُقَدَّمَها أَنْفاً، يَقُولُ: فطالتْ لِحْيَتُكَ حَتَّى قبضْتَ عَلَيْهَا وَلَا عَقْلَ لَكَ، مَثَلٌ. وأَنْفُ النَّابِ: طَرَفُه حِينَ يطْلُعُ. وأَنْفُ النَّابِ: حَرْفُه وطَرَفُه حِينَ يَطْلُعُ. وأَنْفُ البَرْدِ: أَشَدُّه. وجاءَ يَعْدُو وأَنْفَ الشَّدِّ والعَدْوِ أَي أَشدَّه. يُقَالُ: هَذَا أَنْفُ الشَّدِّ، وَهُوَ أَوّلُ العَدْوِ. وأَنْفُ البردِ: أَوّله وأَشدُّه. وأَنْف الْمَطَرِ: أَوّل مَا أَنبت؛ قال

_ (3). قوله [لا يريم التشكي] أي يديم التشكي مما به إلى مولاه لا إلى سواه.

امْرُؤُ الْقَيْسِ: قَدْ غَدا يَحْمِلُني فِي أَنْفِه ... لاحِقُ الأَيْطَلِ مَحْبُوكٌ مُمَرّ وَهَذَا أَنْفُ عَمَلِ فُلَانٍ أَي أَوّل مَا أَخذ فِيهِ. وأَنف خُفّ الْبَعِيرِ: طرَفُ مَنْسِمِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِكُلِّ شَيْءٍ أُنْفةٌ، وأُنْفَةُ الصلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولى ؛ أُنفة الشَّيْءِ: ابْتِدَاؤُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، قال: وقال الْهَرَوِيُّ الصَّحِيحُ بِالْفَتْحِ، وأَنْفُ الجَبَل نادرٌ يَشْخَصُ ويَنْدُر مِنْهُ. والمُؤَنَّفُ: المُحَدَّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والمُؤَنَّفُ: المُسَوَّى. وسيرٌ مُؤَنَّفٌ: مَقْدودٌ عَلَى قَدْرٍ واسْتِواء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي يَصِفُ فَرَسًا: لُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ وأُنِّفَ تأْنِيف السَّيْرِ أَي قُدّ حَتَّى اسْتَوَى كَمَا يَسْتَوِي السَّيْرُ الْمَقْدُودُ. ورَوْضةٌ أُنُفٌ، بِالضَّمِّ: لَمْ يَرْعَها أَحد، وَفِي الْمُحْكَمِ: لَمْ تُوطَأْ؛ وَاحْتَاجَ أَبو النَّجْمِ إِلَيْهِ فَسَكَّنَهُ فَقَالَ: أُنْفٌ تَرَى ذِبّانَها تُعَلِّلُهْ وكَلأٌ أُنُفٌ إِذَا كَانَ بِحَالِهِ لَمْ يَرْعَه أَحد. وكأْسٌ أُنُفٌ: مَلأَى، وَكَذَلِكَ المَنْهَلُ. والأُنُفُ: الخَمر الَّتِي لَمْ يُسْتَخْرَجْ مِنْ دَنِّها شَيْءٌ قَبْلَهَا؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَبِيب: ثُمَّ اصْطَبَحْنا كُمَيْتاً قَرْقَفاً أُنُفاً ... مِنْ طَيِّبِ الرَّاحِ، واللَّذَّاتُ تَعْلِيلُ وأَرض أُنُفٌ وأَنيفةٌ: مُنْبِتَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَكَّرَ نباتُها. وَهِيَ آنَفُ بِلَادِ اللَّهِ أَي أَسْرَعُها نَبَاتًا. وأَرض أَنِيفةُ النبْتِ إِذَا أَسْرَعتِ النباتَ. وأَنَف: وَطِئَ كَلأً أُنُفاً. وأَنَفَتِ الإِبلُ إِذَا وطِئَت كَلَأً أُنُفاً، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُرْعَ. وآنَفْتُها أَنا، فَهِيَ مُؤْنَفَةٌ إِذَا انْتَهَيْتَ بِهَا أَنْفَ المَرْعَى. يُقَالُ: روضةٌ أُنُف وكأْسٌ أُنُف لَمْ يُشرب بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ كأَنه اسْتُؤْنِفَ شُرْبُهَا مِثْلُ روْضةٍ أُنف. وَيُقَالُ: أَنَّفَ فُلَانٌ مالَه تأْنيفاً وَآنَفَهَا إِينَافًا إِذَا رَعَّاهَا أُنُف الكلإِ؛ وأَنشد: لَسْتُ بِذي ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ، ... آقِطُ أَلبانَها وأَسْلَؤُها «1» وَقَالَ حُمَيْدٌ: ضَرائرٌ لَيْسَ لَهُنَّ مَهْرُ، ... تأْنِيفُهُنَّ نَقَلٌ وأَفْرُ أَي رَعْيُهُنَّ الكلأَ الأُنُف هَذَانِ الضرْبانِ مِنَ العَدْو وَالسَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُسْلِمٍ الخَوْلانيّ. ووضَعَها فِي أُنُفٍ مِنَ الكلإِ وصَفْوٍ مِنَ الْمَاءِ ؛ الأُنُفُ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ: الكلأَ الَّذِي لَمْ يُرْعَ وَلَمْ تَطَأْه الْمَاشِيَةُ. واسْتَأْنَفَ الشيءَ وأْتَنَفَه: أَخذ أَوّله وابتدأَه، وَقِيلَ: اسْتَقْبَلَه، وأَنا آتَنِفُه ائْتِنافاً، وَهُوَ افْتعِالٌ مِنْ أَنْفِ الشَّيْءَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّمَا الأَمْرُ أُنُفٌ أَي يُسْتَأْنَفُ اسْتِئْنَافًا مِنْ غَيْرِ أَن يَسْبِقَ بِهِ سابِقُ قَضَاءٍ وَتَقْدِيرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى اخْتِيارِك وَدُخُولِكَ فِيهِ؛ استأْنفت الشَّيْءَ إِذَا ابتدأْته. وَفَعَلْتُ الشَّيْءَ آنِفاً أَي فِي أَول وَقْتٍ

_ (1). قوله [آقط البانها إلخ] تقدم في شكر: تضرب دِرَّاتِهَا إِذَا شَكِرَتْ ... بِأَقْطِهَا والرخاف تسلؤها وسيأتي في رخف: تَضْرِبُ ضَرَّاتِهَا إِذَا اشْتَكَرَتْ نافطها إلخ. ويظهر أن الصواب تأقطها مضارع أقط.

يقرُب مِنِّي. واسْتَأْنَفَه بوعْد: ابتدأَه مِنْ غَيْرِ أَن يسأَله إِيَّاهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وأَنتِ المُنَى، لَوْ كُنْتِ تَسْتَأْنِفيننا ... بوَعْدٍ، ولكِنْ مُعْتَفاكِ جَدِيبُ أَي لَوْ كُنْتِ تَعِديننا الوَصْل. وأَنْفُ الشَّيْءِ: أَوّله ومُسْتَأْنَفُه. والمُؤْنَفَةُ والمُؤَنَّفةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يُتَّبَعُ بِهَا أَنْفُ المَرْعى أَي أَوَّله، وَفِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ: أَنْفُ الرِّعْي. وَرَجُلٌ مِئْنافٌ: يَسْتَأْنِفُ المَراعي والمَنازل ويُرَعِّي مَالَهُ أُنُفَ الكلإِ. والمؤَنَّفَةُّ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي اسْتُؤْنِفَت بِالنِّكَاحِ أَوّلًا. وَيُقَالُ: امرأَة مُكَثّفةٌ مؤَنَّفة، وسيأْتي ذِكْرُ المُكَثَّفةِ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ للمرأَةِ إِذَا حَمَلَتْ فاشْتَدَّ وحَمُها وتَشَهَّتْ عَلَى أَهلها الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ: إِنَّهَا لتَتَأَنَّفُ الشَّهواتِ تأَنُّفاً. وَيُقَالُ للحَدِيدِ اللَّيِّن أَنِيفٌ وأَنِيثٌ، بِالْفَاءِ وَالثَّاءِ؛ قَالَ الأَزهري: حَكَاهُ أَبو تراب. وجاؤوا آنِفاً أَي قُبَيْلًا. اللَّيْثُ: أَتَيْتُ فُلَانًا أُنُفاً كَمَا تَقُولُ مِنْ ذِي قُبُلٍ. وَيُقَالُ: آتِيكَ مِنْ ذِي أُنُفٍ كَمَا تَقُولُ مِنْ ذِي قُبُلٍ أَي فِيمَا يُسْتَقْبَلُ، وَفِعْلُهُ بآنِفةٍ وَآنِفًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه مِثْلُ قَوْلِهِمْ فعَلَه آنِفًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَاذَا قالَ آنِفاً ؛ أَيْ مَاذَا قَالَ الساعةَ فِي أَوّل وَقْتٍ يَقْرُبُ مِنّا، وَمَعْنَى آنِفًا مِنْ قَوْلِكَ استأْنَفَ الشيءَ إِذَا ابتدأَه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَاذَا قَالَ آنِفًا أَي مُذْ سَاعَةٍ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نزلتْ فِي الْمُنَافِقِينَ يَسْتَمِعُونَ خُطبة رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا خَرَجُوا سأَلوا أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتِهزاء وَإِعْلَامًا أَنهم لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَا قَالَ فَقَالُوا: مَاذَا قالَ آنِفاً؟ أَي مَاذَا قَالَ السَّاعَةَ. وَقُلْتُ كَذَا آنِفاً وَسَالِفًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أُنزلت عليَّ سُورَةٌ آنِفاً أَي الْآنَ. والاسْتِئنافُ: الِابْتِدَاءُ، وَكَذَلِكَ الائْتِنافُ. وَرَجُلٌ حَمِيُّ الأَنْف إِذَا كَانَ أَنِفاً يأْنَفُ أَن يُضامَ. وأَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يأْنَفُ أَنَفاً وأَنَفةً: حَمِيَ، وَقِيلَ: اسْتَنْكَف. يقال: مَا رأَيت أَحْمَى أَنْفاً وَلَا آنَفَ مِنْ فُلَانٍ. وأَنِفَ الطعامَ وَغَيْرَهُ أَنَفاً: كَرِهَه. وَقَدْ أَنِفَ البعيرُ الكَلأَ إِذَا أَجَمَه، وَكَذَلِكَ المرأَةُ والناقةُ والفرسُ تأْنَفُ فَحْلَها إِذَا تبَيَّنَ حملُها فكَرِهَتْه وَهُوَ الأَنَفُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذَا مَا أَنِفَ التَّنُّوما، ... وخَبَطَ العِهْنَةَ والقَيْصُوما وقال ابْنُ الأَعرابي: أَنِفَ أَجَمَ، ونَئِفَ إِذَا كَرِه. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي أَنِفَتْ فرَسِي هَذِهِ هَذَا البلَد أَي اجْتَوَتْه وكَرِهَتْه فهُزِلَتْ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَنِفْتُ مِنْ قَوْلِكَ لِي أَشَدَّ الأَنَفِ أَي كرِهتُ مَا قُلْتَ لِي. وَفِي حَدِيثِ مَعْقِل بْنِ يَسَارٍ: فَحَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أَنَفاً ؛ أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ يأْنَفُ أَنَفاً إِذَا كَرِهَهُ وشَرُفَتْ عَنْهُ نفسُه؛ وأَراد بِهِ هَاهُنَا أَخذته الحَمِيّةُ مِنَ الغَيْرَة والغَضَبِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ هُوَ أَنْفاً، بِسُكُونِ النُّونِ، للعُضْوِ أَي اشتدَّ غضبُه وغَيْظُه مِنْ طَرِيقِ الْكِنَايَةِ كَمَا يُقَالُ للمُتَغَيِّظ وَرِمَ أَنْفُه. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ فِي عَهْده إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِالْخِلَافَةِ: فكلُّكم ورِمَ أَنْفُه أَي اغْتاظَ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ أَحسن الْكِنَايَاتِ لأَن المُغْتاظَ يَرِمُ أَنفُه ويَحْمَرُّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ أَما إِنَّكَ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لجَعَلْتَ أَنْفكَ

فصل التاء المثناة

فِي قَفَاكَ ، يُرِيدُ أَعْرَضْتَ عَنِ الحَقِّ وأَقْبَلْتَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَقِيلَ: أَراد أَنك تُقْبِلُ بِوَجْهِكَ عَلَى مَن وراءكَ مِنْ أَشْياعِكَ فتُؤْثِرَهُم بِبِرِّك. وَرَجُلٌ أَنُوفٌ: شديدُ الأَنَفَةِ، وَالْجَمْعُ أُنُفٌ. وآنَفَه: جعلَه يأْنَفُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَمِيماً وبُسْرَةً ... وصَمْعاء حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها أَي صَيَّرت النِّصالُ هَذِهِ الإِبلَ إِلَى هَذِهِ الْحَالَةِ تأْنفُ رَعْيَ مَا رَعَتْه أَي تأْجِمُه؛ وقال ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ آنَفَتْها جَعَلَتْهَا تَشْتَكي أُنوفَها، قَالَ: وَإِنْ شئتَ قُلْتَ إِنَّهُ فاعَلَتْها مِنَ الأَنْف، وَقَالَ عُمارةُ: آنَفَتْها جَعَلَتْهَا تأْنَفُ مِنْهَا كَمَا يأْنَفُ الإِنسانُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الأَصمعي يَقُولُ كَذَا وَإِنَّ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ كَذَا، فَقَالَ: الأَصمعي عاضٌّ كَذَا مِنْ أُمِّه، وأَبو عَمْرٍو ماصٌّ كَذَا مِنْ أُمه أَقول وَيَقُولَانِ، فأَخبر الرَّاوِيَةُ ابنَ الأَعرابي بِهَذَا فَقَالَ: صَدَقَ وأَنتَ عَرَّضْتَهما لَهُ، وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ آنَفَتْها نِصالُها قَالَ: لَمْ يَقُلْ أَنَفَتْها لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ أَنَفَه وظَهَرَه إِذَا ضَرَبَ أَنْفَه وظهْره، وَإِنَّمَا مَدُّهُ لأَنه أَرَادَ جَعَلَتْهَا النِّصالُ تَشْتَكي أُنُوفَها، يَعْنِي نِصال البُهْمى، وَهُوَ شَوْكُها؛ والجَمِيم: الَّذِي قَدِ ارْتفع وَلَمْ يَتِمّ ذَلِكَ التمامَ. وبُسْرةً وَهِيَ الغَضّةُ، وصَمْعاء إِذَا امْتلأَ كِمامُها وَلَمْ تَتَفَقَّأْ. وَيُقَالُ: هاجَ البُهْمى حَتَّى آنَفَتِ الرّاعِيةَ نِصالُها وَذَلِكَ أَن يَيْبَسَ سَفاها فَلَا ترْعاها الإِبل وَلَا غَيْرُهَا، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الْحَرِّ، فكأَنَّها جَعَلَتْهَا تأْنَفُ رَعْيها أَي تَكْرَهُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَنْفُ السيِّد. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَتَتَبَّعُ أَنفه إِذَا كَانَ يَتَشَمَّمُ الرَّائِحَةَ فيَتْبَعُها. وأَنْفٌ: بلْدةٌ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْع الهذَليّ: مِنَ الأَسَى أَهْلُ أَنْفٍ، يَوْمَ جاءَهُمُ ... جَيْشُ الحِمارِ، فكانُوا عارِضاً بَرِدا وَإِذَا نَسَبُوا إِلَى بَنِي أَنْفِ الناقةِ وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناة قَالُوا: فلانٌ الأَنْفِيُّ؛ سُمُّوا أَنْفِيِّينَ لِقَوْلِ الحُطَيْئةِ فِيهِمْ: قَوْمٌ هُمُ الأَنْفُ، والأَذْنابُ غَيْرُهُمُ، ... ومَنْ يُسَوِّي بأَنْفِ الناقةِ الذَّنَبا؟ أوف: الآفةُ: العاهةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَرَضٌ مُفْسِدٌ لِمَا أَصاب مِنْ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ وآفةُ العِلْمِ النِّسيانُ. وطعامٌ مَؤُوفٌ: أَصابته آفةٌ، وَفِي غَيْرِ الْمُحْكَمِ: طَعَامٌ مَأْوُوفٌ. وإِيفَ الطعامُ، فَهُوَ مَئِيفٌ: مثلُ مَعِيفٍ، قَالَ: وعِيهَ فَهُوَ مَعُوهٌ ومَعِيهٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ إِيفَ الزرعُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَي أَصابته آفة فهو مَؤُوفٌ مِثْلُ مَعُوفٍ. وآفَ القومُ وأُوفوا وإِيفُوا: دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ آفَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِفُوا، الأَلف مُمالةٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَاءِ سَاكِنٌ يُبَيِّنُه اللَّفْظُ لَا الْخَطُّ. وآفَتِ البلادُ تَؤُوفُ أَوْفاً وَآفَةً وأُوُوفاً كَقَوْلِكَ عُوُوفاً: صَارَتْ فِيهَا آفةٌ، والله أَعلم. فصل التاء المثناة تأف: أَتَيْتُه عَلَى تَئِفّة ذَلِكَ: كتَفِئّةٍ، فَعِلَّةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وتَفْعِلةٌ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ، أَي حِينَ ذَلِكَ لأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: أَفَفْتُ عَلَيْهِ عَنْبرةَ الشِّتَاءِ أَي أَتيته فِي ذَلِكَ الْحِينِ؛ وأَتيته عَلَى إفَّان ذَلِكَ وتِئِفّانه أَي أَوَّلِه، فَهَذَا يَشْهَد بِزِيَادَتِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَتِ التَّاءُ فِي تَفِئَّةٍ وتَئِفَّةٍ أَصليةً. والتَّئفّانُ: النَّشاطُ.

تحف: التُّحْفةُ: الطُرْفةُ مِنَ الْفَاكِهَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الرَّياحين. والتُّحْفَةُ: مَا أَتْحَفْتَ بِهِ الرجلَ مِنَ البِرِّ واللُّطْف والنَّغَص، وَكَذَلِكَ التُّحَفَة، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَالْجَمْعُ تُحَفٌ، وَقَدْ أَتْحَفَه بِهَا واتَّحَفَه؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: واسْتَيْقَنَتْ أَنها مُثابِرةٌ، ... وأَنَّها بالنَّجاحِ مُتَّحِفَهْ قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: تَاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ إِلَّا أَنَّها لازمةٌ لِجَمِيعِ تَصارِيف فِعْلِهَا إِلَّا فِي يَتَفَعل. يُقَالُ: أَتْحَفْتُ الرَّجُلَ تُحْفَةً وَهُوَ يَتَوَحَّفُ، وكأَنهم كَرِهُوا لزوم البدل هاهنا لِاجْتِمَاعِ المِثْلين فَرَدُّوهُ إِلَى الأَصل، فَإِنْ كَانَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فَهُوَ مَنْ وَحَفَ، وَقَالَ الأَزهري: أَصل التُّحْفةِ وُحْفةٌ، وَكَذَلِكَ التُّهَمَةُ أَصلها وُهَمَةٌ، وَكَذَلِكَ التُّخَمةُ، وَرَجُلٌ تُكَلةٌ، والأَصل وُكَلة، وتُقاةٌ أَصلها وُقاةٌ، وتُراثٌ أَصله وُراثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: تُحْفَةُ الصائِم الدُّهْنُ والمِجْمَرُ ، يَعْنِي أَنه يُذْهِب عَنْهُ مَشَقَّةَ الصوْمِ وشِدَّتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي عَمْرةَ فِي صِفَةِ التَّمْرِ: تُحْفَةُ الكَبير وصُمْتةُ الصَّغِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تُحْفَةُ المؤمنِ الموتُ أَي مَا يُصِيبُ المؤْمنَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الأَذى، وَمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا بالموتِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَثير: قَدْ قُلْت إِذْ مَدَحُوا الحياةَ وأَسْرَفُوا: ... فِي المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلةٍ لَا تُعْرَفُ مِنْها أَمانُ عَذابِه بِلقائِه، ... وفِراقُ كلِّ مُعاشِرٍ لَا يُنْصِفُ وَيُشْبِهُهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: الموتُ راحةُ المؤمنِ. ترف: الترَفُ: التَّنَعُّمُ، والتُّرْفةُ النَّعْمةُ، والتَّتْريفُ حُسْنُ الغِذاء. وصبيٌّ مُتْرَفٌ إِذَا كَانَ مُنَعَّمَ البدنِ مُدَلَّلًا والمُتْرَفُ: الَّذِي قَدْ أَبْطَرَتْه النعمةُ وسَعة العيْشِ. وأَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَي أَطْغَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوْهِ لفِراخِ محمدٍ مِنْ خَلِيفَةٍ يُسْتَخْلَفُ عِتْريفٍ مُتْرَفٍ ؛ المُتْرَفُ: المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ فِي مَلاذِّ الدُّنْيَا وشَهواتِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فُرَّ بِهِ مِنْ جَبَّارٍ مُتْرَفٍ. وَرَجُلٌ مُتْرَفٌ ومُتَرَّفٌ: مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ. وتَرَّفَ الرجلَ وأَتْرَفَه: دَلَّلَه ومَلَّكَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها* ؛ أَي أُولو الترفةِ وأَراد رؤساءَها وقادةَ الشَّرِّ مِنْهَا. والتُّرْفةُ، بِالضَّمِّ: الطعامُ الطَّيِّبُ، وَكُلُّ طُرْفة تُرْفةٌ، وأَتْرَفَ الرجلَ: أَعطاه شَهْوَتَه؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَرِفَ النباتُ: تَرَوّى. والتُّرْفة، بِالضَّمِّ: الهَنةُ الناتئةُ فِي وَسَطِ الشَّفةِ الْعُلْيَا خِلْقةً وَصَاحِبُهَا أَتْرَفُ. والتُّرفة: مِسْقاةٌ يُشْرَبُ بها. تفف: التُّفُّ: وسَخُ الأَظْفارِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: وسَخ بَيْنَ الظُّفُرِ والأَنْمُلةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَجْتَمِعُ تَحْتَ الظُّفْرِ مِنَ الوسَخ؛ والأُفُّ: وسخُ الأُذن، والتَّتْفِيفُ مِنَ التُّفِّ كالتَّأْفِيف مِنَ الأُفِّ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: قَوْلُهُمْ أُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفٌّ وتُفّةٌ، فالأُفُّ وسخُ الأُذن، والتُّفُّ وَسَخُ الأَظْفار، فَكَانَ ذَلِكَ يُقَالُ عند الشي يُسْتَقْذَرُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى صَارُوا يَسْتَعْمِلُونَهُ عِنْدَ كُلِّ مَا يتَأَذَّوْنَ بِهِ، وَقِيلَ: أُفٌّ لَهُ مَعْنَاهُ قلَّةٌ لَهُ، وتُفٌّ إِتْبَاعٌ مأْخوذ مِنَ الأَفَفِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. ابْنُ الأَعرابي: تَفْتَفَ الرجلُ إِذَا تَقَذَّرَ بَعْدَ تَنْظِيفٍ. وَيُقَالُ: أَفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ إِذَا

قَالَ أُفّ. وَيُقَالُ: أُفَّةٌ لَهُ وتُفَّةٌ أَي تَضَجُّر. وَيُقَالُ: الأُفُّ بِمَعْنَى الْقِلَّةِ مِنَ الأَفَفِ وَهُوَ الْقَلِيلُ. والتُفّة دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفأْر؛ وَقَالَ الأَصمعي: هَذَا غَلَطٌ إِنَّمَا هِيَ دُوَيْبَّةٌ عَلَى شَكْل جَرْو الْكَلْبِ يُقَالُ لَهَا عَناقُ الأَرض، قَالَ: وَقَدْ رأَيته. وَفِي الْمَثَلِ: أَغْنى مِنَ التُّفّةِ عَنِ الرُّفّة، وَفِي الْمُحْكَمِ: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عَنِ الرُّفَّةِ؛ والرُّفَّةُ: دُقاقُ التِّبْن، وَقِيلَ: التِّبْنُ عَامَّةً، وَكِلَاهُمَا بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ. والتُّفَفة: دُودة صَغِيرَةٌ تُؤَثِّرُ فِي الْجِلْدِ. والتَّفَّافُ: الوَضِيعُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْأَلُ الناسَ شَاةً أَو شَاتَيْنِ؛ قَالَ: وصِرْمةٍ عِشْرِينَ أَو ثلاثينْ ... يُغْنِينَنا عَنْ مَكْسَبِ التَّفافِينْ تلف: اللَّيْثُ: التَّلَفُ الهَلاكُ والعَطَبُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. تَلِفَ يَتْلَفُ تَلَفاً، فَهُوَ تَلِفٌ: هَلَكَ. غَيْرُهُ: تَلِفَ الشيءُ وأَتْلَفَه غَيْرُهُ وذهَبت نفسُ فلانٍ تَلَفاً وظَلَفاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي هَدَراً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ مِنَ القَرَفِ التَّلَفَ، والقَرَفُ مُداناةُ الوَباء، والمَتَالِفُ المَهالِكُ. وأَتْلَفَ فُلَانٌ مالَه إتْلَافاً إِذَا أَفناه إسْرافاً؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وقَوْمٍ كِرامٍ قَدْ نَقَلْنا إليهمُ ... قِراهُمْ، فأَتْلَفْنا المَنايا وأَتْلَفُوا أَتْلَفْنا المَنايا أَي وجدْناها ذاتَ تَلَفٍ أَي ذاتَ إتْلافٍ ووجدُوها كَذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَتْلَفْنَا الْمَنَايَا وأَتْلَفُوا أَي صَيَّرْنا المَنايا تَلَفاً لَهُمْ وصَيَّرُوها لَنَا تلَفاً، قَالَ: وَيُقَالُ مَعْنَاهُ صادَفْناها تُتْلِفُنا وصادَفُوها تُتْلِفُهم. وَرَجُلٌ مِتْلَفٌ ومِتْلافٌ: يُتْلِفُ مالَه، وَقِيلَ: كَثِيرُ الإِتْلافِ. والمَتْلَفَةُ: مَهْواةٌ مُشْرِفةٌ عَلَى تَلَفٍ. والمَتْلَفَة: القَفْر؛ قَالَ طَرَفَةُ أَو غَيْرُهُ: بمَتْلَفَةٍ ليْسَتْ بطَلْحٍ وَلَا حَمْضِ أَراد لَيْسَتْ بمَنْبِت طَلْحٍ وَلَا حَمْض، لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى ذَلِكَ لأَن المَتْلَفَةَ المَنْبِتُ، والطَّلْح وَالْحَمْضُ نَبْتانِ لَا مَنْبِتانِ، والمَتْلَفُ المَفازةُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: ومَتْلَفٍ مثْلِ فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُهُ ... مَطارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ المَتْلفُ: القَفْرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُتْلِفُ سالِكَه فِي الأَكثر. والتَّلْفةُ: الهَضْبةُ المَنِيعةُ الَّتِي يَغْشى مَن تَعَاطَاهَا التَّلَفُ؛ عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَلا لَكُما فَرْخانِ فِي رأْس تَلْفَةٍ، ... إِذَا رامَها الرَّامِي تَطاوَلَ نِيقُها تنف: التَّنُوفةُ: القَفْرُ مِنَ الأَرض وأَصل بِنائها التَّنَفُ، وَهِيَ المَفازةُ، وَالْجَمْعُ تَنائفُ؛ وَقِيلَ: التَّنُوفةُ مِنَ الأَرض المُتباعِدةُ مَا بَيْنَ الأَطْرافِ، وَقِيلَ: التَّنُوفَةُ الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا مِنَ الفَلواتِ وَلَا أَنِيسَ وَإِنْ كَانَتْ مُعْشِبَةً، وَقِيلَ: التَّنُوفَةُ الْبَعِيدَةُ وَفِيهَا مُجْتَمَعُ كلإٍ وَلَكِنْ لَا يُقدَرُ عَلَى رعْيِه لبُعْدِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَافَرَ رَجُلٌ بأَرضٍ تَنُوفَةٍ ؛ التَّنُوفَةُ: الأَرضُ القَفْرُ، وَقِيلَ البعيدةُ الْمَاءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّنُوفَةُ المَفازةُ، وَكَذَلِكَ التَّنُوفِيّةُ كَمَا قَالُوا دَوٌّ ودَوِّيَّةٌ لأَنها أَرض مِثْلُهَا فنُسِبت إِلَيْهَا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

فصل الثاء المثلثة

كَمْ دَونَ لَيْلى مِنْ تَنُوفِيَّةٍ ... لَمَّاعةٍ، تُنْذَرُ فِيهَا النُّذُرْ وتَنُوفى: موضعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ دِثاراً حَلَّقَتْ بِلَبُونِه ... عُقابُ تَنُوفى، لَا عُقابُ القَواعِلِ وَهُوَ مِنَ المُثُل الَّتِي لَمْ يَذْكُرْها سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قُلْتُ مَرَّةً لأَبي عَلِيٍّ يَجُوزُ أَن تَكُونَ تَنُوفَى مَقْصُورَةٌ مِنْ تَنوفاء بِمَنْزِلَةِ بَرُوكاء، فَسَمِعَ ذَلِكَ وتَقَبَّلَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلف تَنُوفَى إِشْبَاعًا لِلْفَتْحَةِ لَا سِيَّمَا وَقَدْ رَوَيْنَاهُ مَفْتُوحًا وَتَكُونُ هَذِهِ الأَلف ملحَقةً مَعَ الإِشباع لإِقامة الْوَزْنِ؛ أَلا تَرَاهَا مُقَابِلَةً لِيَاءِ مَفَاعِيلُنْ كَمَا أَن الأَلف فِي قَوْلِهِ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرةٍ إِنَّمَا هِيَ إشْباعٌ لِلْفَتْحَةِ طلَباً لإِقامة الْوَزْنِ، أَلا تَرَى أَنه لَوْ قَالَ يَنْبَعُ مِنْ ذِفْرَى لَصَحَّ الْوَزْنُ إِلَّا أَن فِيهِ زِحافاً، وَهُوَ الخَزْلُ، كَمَا أَنه لَوْ قَالَ تَنُوفَ لَكَانَ الْجُزْءُ مَقْبوضاً فالإِشْباعُ إِذًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ إِنَّمَا هُوَ مخافةَ الزِّحاف الَّذِي هو جائز. توف: مَا فِي أَمرهم تَوِيفةٌ أَي تَوانٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَا فِيهِ تُوفةٌ وَلَا تافةٌ أَي مَا فِيهِ عَيْبٌ. أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عَراماً يقول تَاهَ بَصَرُ الرَّجُلِ وتافَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الشَّيْءِ فِي دَوَامٍ؛ وأَنشد: فَمَا أَنْسَ مِ الأَشْياءِ لَا أَنْسَ نَظْرتي ... بمكةَ أَنِّي تائفُ النَّظَراتِ وتافَ عَنِّي بصَرُكَ وتاهَ إِذَا تَخَطَّى. فصل الثاء المثلثة ثطف: أَهملها اللَّيْثُ وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ الأَعرابي الثَّطَفَ قَالَ: هُوَ النَّعْمةُ فِي المَطْعَمِ والمَشْرَبِ والمَنامِ. وَقَالَ شِمْرٌ: الثَّطَفُ النَّعْمةُ. ثقف: ثَقِفَ الشيءَ ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً: حَذَقَه. وَرَجُلٌ ثَقْفٌ «2» وثَقِفٌ وثَقُفٌ: حاذِقٌ فَهِم، وأَتبعوه فَقَالُوا ثَقْفٌ لَقْفٌ. وَقَالَ أَبو زيادٍ: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقفٌ رامٍ راوٍ. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقِيفٌ لَقِيف بَيِّنُ الثَّقافةِ واللَّقافة. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ إِذَا كَانَ ضابِطاً لِمَا يَحْوِيه قَائِمًا بِهِ. وَيُقَالُ: ثَقِفَ الشيءَ وَهُوَ سُرعةُ التَّعَلُّمِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: ثَقِفْتُ الشيءَ حَذَقْتُه، وثَقِفْتُه إِذَا ظَفِرْتَ بِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ . وثَقُفَ الرجلُ ثَقافةً أَيْ صَارَ حاذِقاً خَفِيفًا مِثْلَ ضَخُم، فَهُوَ ضَخْمٌ، وَمِنْهُ المُثاقَفةُ. وثَقِفَ أَيضاً ثَقَفاً مِثْلَ تَعِبَ تَعَباً أَي صَارَ حاذِقاً فَطِناً، فَهُوَ ثَقِفٌ وثَقُفٌ مِثْلُ حَذِرٍ وحَذُرٍ ونَدِسٍ ونَدُسٍ؛ فَفِي حَدِيثِ الهِجْرةِ: وَهُوَ غُلَامٌ لَقِنٌ ثَقِفٌ أَي ذُو فِطْنةٍ وذَكاء، وَالْمُرَادُ أَنه ثَابِتُ الْمَعْرِفَةِ بِمَا يُحتاجُ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم حَكِيم بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنِّي حَصانٌ فَمَا أُكَلَّم، وثَقافٌ فَمَا أُعَلَّم. وثَقُفَ الخَلُّ ثَقَافةً وثَقِفَ، فَهُوَ ثَقِيفٌ وثِقِّيفٌ، بِالتَّشْدِيدِ، الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ: حَذَقَ وحَمُضَ جِدًّا مِثْلَ بَصَلٍ حِرِّيفٍ، قَالَ: وَلَيْسَ بحَسَنٍ. وثَقِف الرجلَ: ظَفِرَ بِهِ. وثَقِفْتُه ثَقْفاً مِثالُ بلِعْتُه بَلْعاً أَي صادَفْتُه؛ وقال:

_ (2). قوله [رجل ثقف] كضخم كما في الصحاح، وضبط في القاموس بالكسر كحبر.

فصل الجيم

فَإِمَّا تَثْقَفُوني فاقْتُلُوني، ... فَإِنْ أَثْقَفْ فَسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِي وثَقِفْنا فُلَانًا فِي مَوْضِعِ كَذَا أَي أَخَذْناه، وَمَصْدَرُهُ الثِّقْفُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ* . والثَّقاف والثِّقافةُ: الْعَمَلُ بِالسَّيْفِ؛ قَالَ: وكأَنَّ لَمْعَ بُرُوقِها، ... فِي الجَوِّ، أَسْيافُ المُثاقِفْ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا مَلَكَ اثْنا عَشَرَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ كَانَ الثَّقَف «1» والثِّقافُ إِلَى أَن تَقُومَ السَّاعَةُ، يَعْنِي الخِصامَ والجِلادَ. والثِّقافُ: حَدِيدَةٌ تَكُونُ مَعَ القَوَّاسِ والرَّمّاحِ يُقَوِّمُ بِهَا الشيءَ المُعْوَجَّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثِّقافُ خَشَبَةٌ قَوية قَدْرَ الذِّراع فِي طرَفها خَرق يَتَّسِعُ للقَوْسِ وتُدْخَلُ فِيهِ عَلَى شُحُوبتها ويُغْمَزُ مِنْهَا حَيْثُ يُبْتَغَى أَن يُغْمَزَ حَتَّى تَصِيرَ إِلَى مَا يُرَادُ مِنْهَا، وَلَا يُفعل ذَلِكَ بالقِسِيّ وَلَا بِالرِّمَاحِ إِلَّا مَدْهُونةً ممْلُولةً أَو مَضْهوبةً عَلَى النَّارِ مُلوّحة، والعَدَدُ أَثْقِفةٌ، وَالْجَمْعُ ثُقُفٌ، والثِّقافُ: مَا تُسَوَّى بِهِ الرِّماحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرٍو: إِذَا عَضَّ الثِّقافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ، ... تَشُجُّ قَفا المُثَقِّفِ والجَبِينا وتَثْقِيفُها: تَسْوِيَتُها. وَفِي الْمَثَلِ: دَرْدَبَ لمَّا عَضَّه الثِّقافُ؛ قَالَ: الثِّقاف خَشَبَةٌ تسوَّى بِهَا الرِّمَاحُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وأَقامَ أَوَدَه بِثِقافِه ؛ الثِّقافُ مَا تُقَوَّمُ بِهِ الرِّماحُ، تُرِيدُ أَنه سَوَّى عَوَج الْمُسْلِمِينَ. وثَقِيفٌ: حَيٌّ مِنْ قَيْس، وَقِيلَ أَبو حَيٍّ مِنْ هَوازِنَ، وَاسْمُهُ قَسِيٌّ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ثَقِيف اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ، والأَول أَكثر. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما قَوْلُهُمْ هَذِهِ ثَقِيف فَعَلَى إِرَادَةِ الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِغَلَبَةِ التَّذْكِيرِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِمَّا لَا يُقَالُ فِيهِ مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا لَا يُقَالُ مِنْ بَنِي فُلَانٍ التَّذْكِيرُ فِيهِ أَغلب كَمَا ذُكِرَ فِي مَعَدّ وقُرَيْشٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: النَّسَبُ إِلَى ثَقِيف ثَقَفِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. فصل الجيم جأف: جَأَفَه جَأْفاً واجتَأَفَه: صَرَعَه لُغَةٌ فِي جَعَفَه؛ قَالَ: وَلَّوْا تَكُبُّهُمُ الرِّماحُ، كأَنهم ... نَخْلٌ جَأَفْتَ أُصُولَه، أَو أَثْأَبُ وأَنشد ثَعْلَبٌ: واسْتَمَعُوا قَوْلًا بِهِ يُكْوَى النَّطِفْ، ... يَكادُ مَنْ يُتْلَى عَلَيْهِ يَجْتَئِفْ اللَّيْثُ: الجأْف ضَرب مِنَ الفزَع والخوْفِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ تَحْتي ناشِطاً مُجَأْفا وجأَفَه: بِمَعْنَى ذَعَرَه. وانْجَأَفَتِ النخلةُ وانْجأَثَت كانْجَعَفَتْ إِذَا انْقَعَرَتْ وسَقَطَتْ. وجُئِفَ الرجلُ جَأْفاً، بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ فِي الْمَصْدَرِ: فَزِع وذُعِرَ، فهو مَجْؤُوفٌ، ومثله جُئِثَ، فهو مَجْؤُوثٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَقَدْ جُئِفَ أَشدَّ الجَأْفِ فهو مَجْؤُوفٌ مِثْلُ مَجْعُوفٍ أَي خَائِفٍ، وَالِاسْمُ الجُؤَافُ. وَرَجُلٌ مُجَأَّفٌ: لَا فؤادَ لَهُ. وَرَجُلٌ مَجْؤُوف مِثْلُ مَجْعُوف: جَائِعٌ، وَقَدْ جُئِفَ. وجأْآفٌ: صَيّاحٌ.

_ (1). قوله [كان الثقف] ضبط في الأَصل بفتح القاف وفي النهاية بكسرها.

جترف: التَّهْذِيبُ: جَتْرَفُ كُورة من كُوَرِ كِرْمانَ. جحف: جَحَفَ الشيءَ يَجْحَفُه جَحْفاً: قَشَرَه. والجَحْفُ والمُجاحَفَةُ: أَخْذُ الشَّيْءِ واجْتِرافُه. والجَحْفُ: شِدَّةُ الجَرْفِ إلَّا أَن الجَرْفَ لِلشَّيْءِ الْكَثِيرِ والجَحْفَ لِلْمَاءِ والكُرَةِ وَنَحْوِهِمَا. تَقُولُ: اجْتَحَفْنا مَاءَ البئرِ إِلا جَحْفَةً وَاحِدَةً بالكَفِّ أَو بالإِناء. يُقَالُ: جَحَفْتُ الكُرةَ مِنْ وجْهِ الأَرض واجْتَحَفْتُها. وسَيْلٌ جُرافٌ وجُحافٌ: يَجْرُفُ كلَّ شَيْءٍ ويَذْهَبُ بِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَسَيْلٌ جُحاف، بِالضَّمِّ، يَذْهَبُ بِكُلِّ شَيْءٍ ويَجْحَفُه أَي يَقْشُرُه وَقَدِ اجْتَحَفَه؛ وأَنشد الأَزهريّ لإمرِئ الْقَيْسِ: لَها كَفَلٌ كصَفاةِ المسيلِ، ... أَبْرَزَ عَنْهَا جُحافٌ مُضِرُّ وأَجْحَفَ بِهِ أَي ذَهَبَ بِهِ، وأَجْحَفَ بِهِ أَي قَارَبَهُ ودَنا مِنْهُ، وجاحَفَ بِهِ أَي زاحَمه وداناهُ. وَيُقَالُ: مرَّ الشَّيْءُ مُضِرًّا ومُجْحِفاً أَي مُقارِباً. وَفِي حَدِيثِ عَمّار: أَنه دَخَلَ عَلَى أُمّ سَلَمَة، وَكَانَ أَخاها مِنَ الرَّضاعةِ، فاجْتَحَفَ ابْنَتَها زَيْنَبَ مِنْ حِجْرِها أَي اسْتَلَبَها. والجُحْفَةُ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: جُحْفَةُ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، وَهِيَ مِيقاتُ أَهلِ الشامِ؛ زَعَمَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَن العَمالِيقَ أَخرجوا بَنِي عَبِيلٍ، وَهُمْ إخْوة عادٍ، مِنْ يَثْرِبَ فَنَزَلُوا الجُحْفَة وَكَانَ اسْمُهَا مَهْيَعَة فجاءَهم سَيْلٌ فاجْتَحَفَهم فَسُمِّيَتْ جُحْفَةَ، وَقِيلَ: الجُحْفَةُ قَرْيَةٌ تقرُب مِنْ سِيفِ الْبَحْرِ أَجْحَفَ السيلُ بأَهْلِها فَسُمِّيَتْ جُحْفَة. واجْتَحَفْنا مَاءَ الْبِئْرِ: نَزَفْناه بِالْكَفِّ أَو بالإِناء. والجُحْفَةُ: مَا اجْتُحِفَ مِنْهَا أَو بَقِيَ فِيهَا بَعْدَ الاجْتحاف. والجَحْفَةُ والجُحْفَةُ: بقيَّةُ الْمَاءِ فِي جَوَانِبِ الحَوْض؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. والجَحْفُ: أَكل الثَّرِيدِ. والجَحْفُ: الضرْبُ بِالسَّيْفِ؛ وأَنشد: وَلَا يَسْتَوِي الجَحْفانِ: جَحْفُ ثَرِيدَةٍ، ... وجَحْفُ حَرُورِيٍّ بأَبْيَضَ صارِمِ يَعْنِي أَكلَ الزُّبْدِ بِالتَّمْرِ والضَرْبَ بالسيفِ. والجُحْفَةُ: اليَسيرُ مِنَ الثَّرِيدِ يَكُونُ فِي الإِناء لَيْسَ يملؤُه. والجَحُوفُ: الثّرِيدُ يَبْقَى فِي وسَطِ الجَفْنَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجُحْفَةُ أَيضاً مِلءُ اليدِ، وَجَمْعُهَا جُحَفٌ. وجَحَفَ لَهُمْ: غَرَفَ. وتَجَاحَفُوا الكُرَةَ بَيْنَهُمْ: دَحْرَجُوها بالصَّوالجة. وتَجاحُفُ القومِ فِي القِتال: تناوُلُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بالعِصِيّ والسُّيُوفِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وكانَ مَا اهْتَضَّ الجِحافُ بَهْرَجَا يَعْنِي مَا كَسَرَهُ التَّجاحُفُ بَيْنَهُمْ، يُرِيدُ بِهِ الْقَتْلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: خُذُوا الْعَطَاءَ مَا كَانَ عَطاء، فَإِذَا تَجاحَفَتْ قُرَيْشٌ المُلْكَ بَيْنَهُمْ فارْفُضُوه ، وَقِيلَ: فَاتْرُكُوا العَطاء، أَي تَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالسُّيُوفِ، يُرِيدُ إِذَا تَقاتَلُوا عَلَى الْمُلْكِ. والجِحافُ: مُزاحمةُ الحرْبِ. والجَحُوفُ: الدَّلْوُ الَّتِي تَجْحَفُ الْمَاءَ أَي تأْخذه وتذهَب بِهِ. والجِحافُ، بِالْكَسْرِ: أَن يَسْتَقِيَ الرجلُ فَتُصِيبَ الدَّلْوُ فمَ الْبِئْرِ فتَنْخَرِقَ ويَنْصَبّ مَاؤُهَا؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ دَلْوُ بَنِي مَنافِ ... تَقْوِيمَ فَرْغَيْها عَنِ الجِحافِ

والجِحافُ: المُزاولةُ فِي الأَمر. وجاحَفَ عَنْهُ كجاحَشَ، ومَوْتٌ جُحافٌ: شَدِيد يَذْهَبُ بِكُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقَتي مِنْ مَفازةٍ، ... وكمْ زَلَّ عَنْهَا مِنْ جُحافِ المَقادِرِ وَقِيلَ: الجُحافُ الموتُ فَجَعَلُوهُ اسْمًا لَهُ. والمُجاحَفةُ: الدُّنوُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَحْنف: إِنَّمَا أَنا لِبَنِي تَمِيمٍ كعُلْبةِ الرَّاعِي يُجاحِفُون بِهَا يومَ الوِرْدِ. وأَجْحَف بِالطَّرِيقِ: دَنا مِنْهُ وَلَمْ يُخالِطْه. وأَجْحفَ بالأَمْرِ: قارَبَ الإِخْلالَ بِهِ. وسنةٌ مُجْحِفةٌ: مُضِرَّةٌ بِالْمَالِ. وأَجْحَفَ بِهِمُ الدهرُ: اسْتأْصَلَهم. وَالسَّنَةُ المُجْحِفَة: الَّتِي تُجْحِفُ بِالْقَوْمِ قَتْلًا وَإِفْسَادًا للأَمْوالِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ لِعَدِيٍّ: إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بِهِمُ الفاقةُ أَي أَذْهَبَت أَموالَهم وأَفْقَرتْهم الحاجةُ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَن آثَرَ الدُّنْيَا أَجْحَفَتْ بآخِرته. وَيُقَالُ: أَجْحَفَ العَدُوُّ بِهِمْ أَو السَّمَاءُ أَو الْغَيْثُ أَو السيلُ دَنا مِنْهُمْ وأَخْطَأَهُم. والجُحْفَةُ: النُّقْطَةُ مِنَ المَرْتَعِ فِي قَرْنِ الفَلاةِ، وقَرْنُها رَأْسُها وقُلَّتُها الَّتِي تَشْتَبِهُ المياهُ مِنْ جَوَانِبِهَا جَمْعاء، فَلَا يَدْرِي القارِبُ أَيُّ الْمِيَاهِ مِنْهُ أَقْربُ بطَرَفِها. وجَحَفَ الشيءَ بِرِجْلِه يَجْحَفُه جَحْفاً إِذَا رَفَسَه حَتَّى يَرْمِيَ بِهِ. والجُحافُ: وجَعٌ فِي البَطْنِ يأْخذ مِنْ أَكلِ اللَّحْمِ بَحتاً كالحُجاف، وَقَدْ جُحِفَ، وَالرَّجُلُ مَجْحُوفٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الجُحافُ مَشْيُ البَطْنِ عَنْ تُخَمةٍ، وَالرَّجُلُ مَجْحُوفٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرُفقةٌ تَشْكُو الجُحافَ والقَبَصْ، ... جُلُودُهُمْ أَلْيَنُ مِنْ مَسِّ القُمُصْ الجُحافُ: وَجَعٌ يأْخذ عَنْ أَكل اللَّحْمِ بَحْتاً، والقَبَص: عَنْ أَكل التَّمْرِ. وجَحّافٌ والجَحّافُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ. وأَبو جُحَيْفةَ: آخِرُ مَنْ ماتَ بالكُوفة مِنْ أَصحاب رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. جخف: جَخَفَ الرجلُ يَجْخِفُ، بِالْكَسْرِ، جَخْفاً وجُخافاً وجَخِيفاً: تَكَبَّرَ، وَقِيلَ: الجَخِيفُ أَن يَفْتَخِر الرَّجُلُ بأَكثرَ مِمَّا عندَه؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَراهُم بحَمْدِ اللَّهِ بَعْدَ جَخِيفِهم، ... غُرابُهم إذْ مَسَّه الْفَتْرُ واقِعا «2» وَرَجُلٌ جَخَّافٌ مِثْلُ جَفّاخٍ: صاحبُ فَخْرٍ وتكَبُّرٍ، وغُلامٌ جُخافٌ كَذَلِكَ؛ عَنْ يَعْقُوبَ حَكَاهُ فِي الْمَقْلُوبِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فالتَفَتَ إليَّ، يَعْنِي الفاروقَ، فَقَالَ: جَخْفاً جَخْفاً أَي فَخْرًا فَخْرًا وَشَرَفًا شرَفاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى جَفْخًا، بِتَقْدِيمِ الْفَاءِ، عَلَى الْقَلْبِ. والجَخِيفُ: العَقْلُ، وَوَقَعَ ذَلِكَ فِي جَخِيفي أَي رُوعِي. والجَخِيفُ: صَوت مِنَ الجَوْفِ أَشدُّ مِنَ الغَطِيطِ. وجَخَفَ النائمُ جَخِيفاً: نَفَخَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه نامَ وَهُوَ جالِسٌ حَتَّى سُمعَ جَخِيفُه ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضأْ ، أَي غَطِيطُه فِي النَّوْمِ؛ الجَخِيفُ: الصَّوْتُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمعه فِي الصوتِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. والجَخِيفُ: الجَوْفُ.

_ (2). قوله [الفتر واقعا] كذا بالأصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح وفي المطبوع منه القتر واقع بالقاف ورفع واقع وفيه أيضاً القتر، بِالْكَسْرِ، ضَرْبٌ مِنَ النِّصَالِ نحو من المرماة وهو سهم الهدف.

والجَخِيفُ: الْكَثِيرُ. وامرأَة جَخْفَةٌ: قَضيفَةٌ، وَالْجَمْعُ جِخافٌ، وَرَجُلٌ جَخِيفٌ كذلك، وقوم جُخُفٌ. جدف: جَدَفَ الطائِرُ يَجْدِفُ جُدُوفاً إِذَا كَانَ مَقْصُوصَ الْجَنَاحَيْنِ فرأَيته إِذَا طَارَ كأَنه يَرُدُّهما إِلَى خَلْفه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَرَزْدَقِ: وَلَوْ كنتُ أَخْشى خَالِدًا أَنْ يَرُوعَني، ... لَطِرْتُ بوافٍ ريشُه غيرِ جادِفِ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكْسِرَ مِنْ جَنَاحِهِ شَيْئًا ثُمَّ يَميلَ عِنْدَ الفَرَقِ مِنَ الصَّقْر؛ قَالَ: تُناقِضُ بالأَشْعارِ صَقْراً مُدَرَّباً، ... وأَنتَ حُبارَى خِيفَةَ الصَّقْرِ تَجْدِفُ الْكِسَائِيُّ: والمصدرُ مِنْ جَدَفَ الطائرُ الجَدْفُ، وَجَنَاحَا الطَّائِرِ مِجْدافاه، وَمِنْهُ سُمِّي مِجْداف السَّفينة. وَمِجْدَافُ السَّفِينَةِ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ جَمِيعًا، لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: مِجْداف السَّفِينَةِ خَشَبَةٌ فِي رأْسها لَوْحٌ عَرِيضٌ تُدْفَعُ بِهَا، مُشتَقٌ مِنْ جَدَفَ الطائرُ، وَقَدْ جَدَفَ المَلَّاحُ السَّفِينَةَ يَجْدِفُ جَدْفاً. أَبو عَمْرٍو: جَدَف الطائرُ وجَدَفَ الملَّاحُ بالمِجْدافِ، وَهُوَ المُرْدِيُّ والمِقْذَفُ والمِقْذافُ. أَبو المِقْدامِ السُّلَمِيُّ: جَدَفَتِ السماءُ بِالثَّلْجِ وجَذَفَتْ تَجْذِفُ إِذَا رَمَتْ بِهِ. والأَجْدَفُ: القَصِيرُ؛ وأَنشد: مُحِبٌّ لِصُغْراها، بَصِيرٌ بنَسْلِها، ... حَفِيظٌ لأُخْراها، حُنَيِّفُ أَجْدَفُ والمِجْدافُ: العُنُق، عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ: بأَتْلَعِ المِجْدافِ ذَيّالِ الذَّنَبْ والمِجْدافُ: السوطُ، لُغَةٌ نَجْرانِيَّة؛ عَنِ الأَصمعي؛ قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيّ: تَكادُ إِنْ حُرِّكَ مِجْدافُها، ... تَنْسَلُّ مِنْ مَثْناتِها وَالْيَدِ «1» وَرَجُلٌ مَجْدُوفُ اليدِ والقميصِ والإِزارِ: قصيرُها؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤيّةَ: كحاشِيةِ المَجْدُوفِ زَيَّنَ لِيطَها، ... مِنَ النَّبْعِ، أَزْرٌ حاشِكٌ وكَتُومُ وجَدَفَتِ المرأَة تَجْدِفُ: مَشَتْ مَشْيَ القِصارِ. وجَدَفَ الرَّجُلُ فِي مِشْيَتِه: أَسْرَعَ، بِالدَّالِ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ، فأَما أَبو عُبَيْدٍ فَذَكَرَهَا مَعَ جَدَفَ الطائرُ وجَدَفَ الإِنسانُ فَقَالَ فِي الإِنسان: هَذِهِ بِالذَّالِ، وَصَرَّحَ الْفَارِسِيُّ بِخِلَافِهِ كَمَا أَرَيْتك فَقَالَ بِالدَّالِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. والجَدْفُ: القَطْعُ. وجدَفَ الشيءَ جَدْفاً: قَطَعَه؛ قَالَ الأَعشى: قَاعِدًا عندَه النَّدامى، فما يَنْفَكُّ ... يُؤْتى بمُوكَرٍ مَجْدُوفِ وَإِنَّهُ لَمَجْدُوفٌ «2» عَلَيْهِ العَيْشُ أَي مُضَيَّقٌ عَلَيْهِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ جَذَفَ قَالَ: وَالْمَجْذُوفُ الزِّقُّ، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى هَذَا، وَقَالَ: وَمَجْدُوفٌ، بِالْجِيمِ وَبِالدَّالِ وَبِالذَّالِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُمَا المَقْطُوعُ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مَنْدُوف، قَالَ: وأَما مَحْذُوفٌ فَمَا رَوَاهُ غَيْرُ اللَّيْثِ. والتَّجديفُ: هُوَ الكُفْرُ بالنِّعم. يقال منه:

_ (1). قوله [واليد] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في عِدَّةَ نُسَخٍ مِنَ الصِّحَاحِ: باليد. (2). قوله [وإنه لمجدوف إلخ] كذا بالأصل، وعبارة القاموس: وإنه لمجدّف عليه العيش كمعظم مضيق.

جَدَّفَ يُجَدِّفُ تَجْدِيفاً. وجَدَّفَ الرجلُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ: كفَرها وَلَمْ يَقْنَعْ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: شَرُّ الحديثِ التَّجْديفُ ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي كُفْرَ النِّعْمة واسْتِقلال مَا أَنعم اللَّهُ عَلَيْكَ؛ وأَنشد: ولكِنِّي صَبَرْتُ، وَلَمْ أُجَدِّفْ، ... وَكَانَ الصَّبْرُ غَايَةَ أَوَّلينا وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُجَدِّفوا بنِعْمة اللَّهِ أَي لَا تَكْفُروها وتَسْتَقِلُّوها. والجَدَفُ: القَبْرُ، وَالْجَمْعُ أَجْدافٌ، وَكَرِهَهَا بَعْضَهُمْ وَقَالَ: لَا جَمْعَ للجَدَفِ لأَنه قَدْ ضَعُفَ بالإِبْدال فَلَمْ يَتَصَرَّفْ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَدَفُ الْقَبْرُ وَهُوَ إِبْدَالُ الجَدَثِ وَالْعَرَبُ تُعَقِّبُ بَيْنَ الْفَاءِ وَالثَّاءِ فِي اللُّغَةِ فَيَقُولُونَ جَدَثٌ وجَدَفٌ، وَهِيَ الأَجداثُ والأَجْدافُ. والجَدَفُ مِنَ الشَّراب: مَا لَمْ يُغَطَّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ سأَل الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ الجنُّ اسْتَهْوَتْه: مَا كَانَ طَعامُهم؟ قَالَ: الفُولُ، وَمَا لَمْ يُذْكَر اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا كَانَ شَرابُهم؟ قَالَ: الجَدَفُ ، وَتَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه مَا لَا يُغَطَّى مِنَ الشَّرَابِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الجدَف لَمْ أَسمعه إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا جَاءَ إِلَّا وَلَهُ أَصل، وَلَكِنْ ذَهَبَ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهُ وَيَتَكَلَّمُ بِهِ كَمَا قَدْ ذَهَبَ مِنْ كَلَامِهِمْ شَيْءٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الجَدَفُ مِنَ الجَدْف وَهُوَ القَطْع كأَنه أَراد مَا يُرْمى بِهِ مِنَ الشَّرَابِ مِنْ زَبَد أَو رَغْوة أَو قَذًى كأَنه قُطِعَ مِنَ الشَّرَابِ فَرُمِيَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ عَنِ الْقُتَيْبِيِّ وَالَّذِي جَاءَ فِي صِحَاحِ الْجَوْهَرِيِّ أَن القَطْع هُوَ الجَذْفُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْمُهْمَلَةِ، وأَثبته الأَزهري فِيهِمَا وَقَدْ فُسِّرَ أَيضاً بِالنَّبَاتِ الَّذِي يَكُونُ بِالْيَمَنِ لَا يَحْتَاجُ آكله إلى شُرْب ماء. ابْنُ سِيدَهْ: الجدَفُ نَبَاتٌ يَكُونُ بِالْيَمَنِ تأْكله الإِبل فتَجْزَأُ بِهِ عَنِ الْمَاءِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: لَا يُحْتاج مَعَ أَكله إِلَى شُرْبِ مَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ جَرِيرٍ: كانُوا إِذَا جعَلوا فِي صِيرِهِم بَصَلًا، ... ثُمَّ اشْتَوَوْا كَنْعَداً مِنْ مالِحٍ، جَدَفُوا والجُدافى، مَقْصُورٌ: الْغَنِيمَةُ. أَبو عَمْرٍو: الجَدافاةُ الْغَنِيمَةُ؛ وأَنشد: قَدْ أَتانا رامِعاً قِبِّراهْ، ... لَا يَعْرِفُ الحَقَّ وليْس يَهْواهْ، كَانَ لَنا، لَمَّا أَتَى، جَدافاهْ «1» ابْنُ الأَعرابي: الجَدافاءُ والغُنامى والغُنْمى والهُبالةُ وَالْإِبَالَةُ والحُواسةُ والحُباسةُ. جذف: جَذَفَ الشيءَ جَذْفاً: قَطَعَه؛ قَالَ الأَعشى: قَاعِدًا حَوْلَه النَّدامَى، فَمَا يَنْفَكُّ ... يُؤْتَى بمُوكَرٍ مَجْذُوفِ أَراد بالمُوكَرِ السِّقاء المَلآنَ مِنَ الْخَمْرِ. والمَجْذوف: الَّذِي قُطِعت قوائمُه. والمجْذوفُ والمجْدوفُ: الْمَقْطُوعُ، وجَذَفَ الطائرُ يَجْذِفُ: أَسْرَع تَحْرِيكَ جَناحَيْه وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ أَنْ يُقَصَّ أَحدُ الْجَنَاحَيْنِ، لُغَةٌ فِي جَدَفَ. ومِجْذافُ السَّفِينَةِ: لُغَةٌ فِي مِجْدَافِهَا، كِلْتَاهُمَا فَصِيحَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ؛ قَالَ المثقَّب الْعَبْدِيِّ يَصِفُ نَاقَةً: تَكادُ، إنْ حُرِّكَ مِجذافُها، ... تَنْسَلُّ مِنْ مَثْناتِها واليَدِ

_ (1). قوله [قد أتانا] كذا في الأصل وشرح القاموس بدون حرف قبل قد، وقوله كان لنا إلخ بهامش الأصل صوابه: فكان لما جاءنا جدافاه.

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قُلْتُ لأَبي الْغَوْثِ مَا مِجْذافُها؟ قَالَ: السَّوْطُ جَعَلَهُ كَالْمِجْذَافِ لَهَا. وجَذَفَ الإِنسانُ فِي مَشْيه جَذْفاً وتَجَذَّفَ: أَسرع؛ قَالَ: لَجَذْتَهُمُ حَتَّى إِذَا سافَ مالُهُمْ، ... أَتَيْتَهُمُ مِنْ قابِلٍ تَتَجَذَّفُ وجَذَفَ الشيءَ: كَجَذَبَه؛ حَكَاهُ نُصَير؛ وَرَوَى بيتَ ذِي الرُّمَّةِ: إِذَا خافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْباء قِلْوةٍ، ... حَداها بِحَلْحالٍ، مِنَ الصَّوْتِ، جاذِفِ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، والأَعرف الدال المهملة. جرف: الجَرْفُ: اجْتِرافُك الشيءَ عَنْ وجهِ الأَرض حَتَّى يُقَالَ: كَانَتِ المرأَةُ ذَاتُ لثةٍ فاجْتَرَفَها الطبيبُ أَي اسْتَحاها عَنِ الأَسنان قَطْعاً. والجَرْفُ: الأَخْذُ الْكَثِيرُ. جَرَفَ الشيءَ يَجْرُفُه، بِالضَّمِّ، جَرْفاً واجْتَرَفه: أَخذه أَخذاً كَثِيرًا. والمِجْرَفُ والمِجْرَفةُ: مَا جُرِفَ بِهِ. وجَرَفْت الشيءَ أَجْرُفه، بِالضَّمِّ، جَرْفاً أَي ذَهَبْتُ بِهِ كلِّه أَو جُلِّه. وجَرَفْتُ الطِّينَ: كَسَحْتُه، وَمِنْهُ سُمّي المِجْرَفةُ. وبَنانٌ مِجْرَفٌ: كَثِيرُ الأَخْذ مِنَ الطَّعَامِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَعْدَدْت لِلَّقْمِ بَناناً مِجْرَفا، ... ومِعْدةً تَغْلي، وبَطْناً أَجْوَفا وجَرَفَ السيلُ الوادِيَ يَجْرُفه جَرْفاً: جَوّخَه. الْجَوْهَرِيُّ: والجُرْفُ والجُرُفُ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُر مَا تَجَرَّفَتْه السُّيول وأَكَلَتْه مِنَ الأَرض، وَقَدْ جَرَّفَتْه السُّيُولُ تَجْريفاً وتَجَرَّفَتْه؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ طَيِءٍ: فإنْ تَكُنِ الحَوادِثُ جَرَّفَتْني، ... فَلَمْ أَرَ هالِكاً كابْنَيْ زِيادِ ابْنُ سِيدَهْ: والجُرُفُ مَا أَكلَ السيلُ مِنْ أَسْفَل شِقِّ الْوَادِي والنَّهر، وَالْجَمْعُ أَجْرافٌ وجُرُوف وجِرَفةٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ شِقِّه فَهُوَ شَطٌّ وشاطئٌ. وسيْلٌ جُرافٌ وجاروفٌ: يَجْرُفُ مَا مَرَّ بِهِ مِنْ كَثْرَتِهِ يذهَب بِكُلِّ شَيْءٍ، وغَيْثٌ جارفٌ كَذَلِكَ. وجُرْفُ الْوَادِي ونحوِه مِنْ أَسنادِ المسايِل إِذَا نَخَج الماءُ فِي أَصْلِه فاحتَفَره فَصَارَ كالدَّحْلِ وأَشْرَفَ أَعلاه، فَإِذَا انْصَدَعَ أَعلاه فَهُوَ هارٍ، وَقَدْ جَرَف السَّيْلُ أَسناده. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ . وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: الجُرْفُ عُرْضُ الْجَبَلِ الأَمْلَسِ. شَمِرٌ: يُقَالُ جُرْفٌ وأَجْراف وجِرَفةٌ وَهِيَ المَهْواة. ابْنُ الأَعرابي: أَجْرَفَ الرجلُ إِذَا رَعَّى إبِلَه فِي الجَرْف، وَهُوَ الخِصْبُ والكَلأُ المُلْتَفُّ؛ وأَنشد: في حبَّةٍ جَرْف وحَمْض هَيْكل والإِبل تَسْمَنُ عَلَيْهَا سِمَناً مُكْتَنِزاً يَعْنِي عَلَى الْحَبَّةِ، وَهُوَ مَا تَناثر مِنْ حُبوب البُقول واجتَمع مَعَهَا ورَق يَبِيسِ الْبَقْلِ فتَسْمَنُ الإِبل عَلَيْهَا. وأَجْرَفت الأَرضُ: أَصابَها سيلٌ جُرافٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَرْفُ المالُ الْكَثِيرُ مِنَ الصّامِتِ والنّاطقِ. والطاعونُ الجارِفُ الَّذِي نَزَلَ بِالْبَصْرَةِ كَانَ ذَريعاً فسُمّي جارِفاً جَرَفَ الناسَ كجَرْفِ السَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجارِفُ طاعُونٌ كَانَ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبير وَوَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ طَاعُونُ الجارِفِ، وموْتٌ

جُرافٌ مِنْهُ. والجارِفُ: شُؤْمٌ أَو بَلِيَّةٌ تَجْتَرِف مالَ القَوْمِ. الصِّحَاحُ: والجارِفُ الموتُ العامُّ يَجْرُفُ مالَ القومِ. وَرَجُلٌ جُراف: شَديد النِّكَاحِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا شَبُّ ويْلَكَ مَا لاقَتْ فَتاتُكُمُ، ... والمِنْقَرِيُّ جُرافٌ غيرُ عِنِّينِ؟ وَرَجُلٌ جُرافٌ: يأْتي عَلَى الطَّعَامِ كلِّه؛ قَالَ جَرِيرٌ: وُضِعَ الخَزيرُ فَقِيلَ: أَيْنَ مُجاشِعٌ؟ ... فشَحا جَحافِلَه جُرافٌ هِبْلَعُ ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ جُرافٌ شَديدُ الأَكل لَا يُبْقِي شَيْئًا، ومُجَرِّفٌ ومُتَجَرِّفٌ: مَهْزُول. وكَبْشٌ مُتَجرِّفٌ: ذَهَبَ عامّةُ سِمَنِه. وجُرِفَ النَّبَاتُ: أُكِلَ عَنْ آخِرِهِ. وجُرِفَ فِي مالِه جَرْفةً إِذَا ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يُرِدْ بالجَرْفة هَاهُنَا الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ إِنَّمَا عَنى بِهَا مَا عُنِيَ بالجَرْفِ. والمُجَرَّفُ والمُجارَفُ: الْفَقِيرُ كالمُحارَفِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَعَدَّهُ بَدَلًا وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَرَجُلٌ مُجَرَّفٌ: قَدْ جَرَّفَه الدهرُ أَي اجْتاح مالَه وأَفْقَرَه. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مُجارَفٌ ومُحارفٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَكْسِب خَيْرًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجُرافُ مِكْيالٌ ضَخْم؛ وَقَوْلُهُ: بالجُرافِ الأَكْبر، يُقَالُ: كَانَ لَهُمْ مِنَ الهَواني «2» مِكْيالًا ضَخْماً وَافِيًا. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لضَرْب مِنَ الْكَيْلِ جُراف وجِراف؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَيْلَ عِداءٍ بالجِرافِ القَنْقَلِ ... مِنْ صُبْرةٍ، مِثْلِ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ قَوْلُهُ عِداء أَي مُوالاةٍ. وسَيْفٌ جُرافٌ: يَجْرُف كُلَّ شَيْءٍ. والجَرْفةُ مِنْ «3» سِماتِ الإِبل: أَن تُقْطَعَ جِلْدَةٌ مِنْ جَسَدِ الْبَعِيرِ دُونَ أَنفه مِنْ غَيْرِ أَن تَبِينَ. وَقِيلَ: الجَرْفةُ فِي الْفَخِذِ خاصَّةً أَن تُقْطَعَ جِلدة مِنْ فَخِذِهِ مِنْ غَيْرِ بَيْنونة ثُمَّ تُجْمع وَمِثْلُهَا فِي الأَنف واللِّهْزِمةِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: بَنَوْه عَلَى فَعْلةٍ اسْتَغْنَوْا بِالْعَمَلِ عَنِ الأَثر، يَعْنِي أَنهم لَوْ أَرادوا لَفْظَ الأَثَرِ لَقَالُوا الجُرْفَ أَو الجِراف كالمُشْطِ والخِباطِ، فَافْهَمْ. غَيْرُهُ: الجَرْفُ، بِالْفَتْحِ، سِمةٌ مِنْ سِماتِ الإِبل وَهِيَ فِي الْفَخِذِ بِمَنْزِلَةِ القرْمة «4» فِي الأَنف تُقْطَعُ جلْدةٌ وَتُجْمَعُ فِي الْفَخِذِ كَمَا تُجْمَعُ عَلَى الأَنف. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: الجُرْفةُ والجَرْفةُ أَن تُجْرَفَ لِهْزِمةُ الْبَعِيرِ، وَهُوَ أَن يُقْشر جلدُه فيُفْتَلَ ثُمَّ يُترك فيَجِفّ فَيَكُونَ جَاسِيًا كأَنه بَعْرَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجُرْفةُ وسْم بِاللِّهْزِمَةِ تَحْتَ الأُذن؛ قَالَ مُدْرِكٌ: يُعارِضُ مَجْرُوفاً ثَنَتْه خِزامةٌ، ... كأَنَّ ابنَ حَشْرٍ تَحْتَ حالِبِه رَأْلُ وطَعْنٌ جَرْفٌ: واسعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فأُبْنا جَدالى لَمْ يُفَرَّقْ عَديدُنا، ... وآبُوا بِطَعْنٍ فِي كَواهِلِهِم جَرْفِ والجَرْفُ والجَريفُ: يَبِيسُ الحَماط. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ الجَريف يَبيس الأَفاني خاصَّة. والجُرَّافُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: أَمِنْ عَملِ الجُرّافِ، أَمْسِ، وظُلْمِه ... وعُدْوانهِ أَعْتَبْتُمونا بِراسِمِ؟

_ (2). قوله والهواني هكذا في الأَصل، ولم نجد هذه اللفظة في المعاجم التي بين أيدينا ولعلها محرّفة عن خوابي. (3). قوله [والجرفة من إلخ] هي بالفتح وقد تضم كما في القاموس. (4). قوله [القرمة] بفتح القاف وضمها كما في القاموس.

أَمِيرَيْ عَداءٍ إنْ حَبَسْنا عليهِما ... بَهائِمَ مالٍ، أوْدَيا بالبَهائِم نَصَبَ أَميري عَداء عَلَى الذَّمِّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَرَّ يَستَعْرِضُ الناسَ بالجُرْف ؛ اسْمُ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ وأَصله مَا تَجْرُفه السُّيول مِنَ الأَوْدِيةِ. والجَرْفُ: أَخذُك الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِ الأَرض بالمِجْرفةِ. ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ لَيْسَ لِابْنِ آدَمَ إِلَّا بَيْتٌ يُكِنُّه وَثَوْبٌ يُوارِيه. وجِرَفُ الخُبز أَي كِسَرُه، الْوَاحِدَةُ جِرْفةٌ، وَيُرْوَى بِاللَّامِ بَدَلَ الرَّاءِ. ابْنُ الأَعرابي: الجَوْرَقُ الظَّلِيمُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَمَنْ قَالَهُ بِالْفَاءِ جَوْرَفٌ فَقَدْ صَحَّفَ. التَّهْذِيبُ: قَالَ بَعْضُهُمُ الجَوْرَفُ الظَّلِيمُ؛ وأَنشد لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ الْمُزَنِيُّ: كأَنَّ رَحْلي، وَقَدْ لانَتْ عَريكَتُها، ... كَسَوْتُه جَوْرَفاً أَغصانه حَصَفَا «1» قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَصَوَابُهُ الجَوْرَقُ، بِالْقَافِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ جرل: مكانٌ جَرِلٌ فِيهِ تَعادٍ واختِلافٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَعراب قيس: أَرضٌ جَرْفة مختلفة وقِدْحٌ جَرْفٌ، ورجل جَرْفٌ كذلك. جَزَفَ: الجَزْفُ: الأَخذُ بِالْكَثْرَةِ. وجَزَفَ لَهُ فِي الكيْل: أَكثر. الْجَوْهَرِيُّ: الجَزْفُ أَخْذ الشَّيْءِ مُجازفةً وجِزافاً، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب. وَفِي الْحَدِيثِ: ابْتاعُوا الطعامَ جِزافاً ؛ الجِزافُ والجَزْفُ: المَجْهولُ القَدْر. مَكِيلًا كَانَ أَو مَوْزوناً. والجُزاف «2» والجِزاف والجُزافةُ والجِزافةُ: بَيْعُكَ الشَّيْءَ واشْتِراؤكَه بِلَا وَزْنٍ وَلَا كَيْلٍ وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى المُساهلةِ، وَهُوَ دَخِيلٌ، تَقُولُ: بِعْتُه بالجُزافِ والجُزافةِ وَالْقِيَاسُ جِزافٌ؛ وقولُ صخْر الغَيّ: فأقْبَلَ مِنْهُ طِوالُ الذُّرى، ... كأَنَّ عليهنَّ بَيْعاً جَزِيفا أَراد طَعَامًا بِيعَ جِزافاً بِغَيْرِ كَيْل، يَصِفُ سَحاباً. أَبو عَمْرٍو: اجْتَزَفْتُ الشيءَ اجْتِزافاً إِذَا شَرَيْتَه جِزافاً، والله أَعلم. جَعَفَ: جَعَفَه جَعْفاً فانْجَعَفَ: صرَعه وضرَب بِهِ الأَرضَ فانْصَرَعَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه مرَّ بمُصْعب بْنِ عُمَيْر وَهُوَ مُنْجَعِفٌ أَي مَصْروعٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. يُقَالُ: ضرَبه فَجَعَبه وجَعَفَه وجَأَبَه وجَعْفَلَه وجَفَلَه إِذَا صَرَعَه. والجَعْفُ: شِدَّةُ الصَّرْعِ. وجَعَفَ الشَّيْءَ جَعْفاً: قَلَبَه. وجَعَفَ الشَّيْءَ وَالشَّجَرَةَ يَجْعَفُها جَعْفاً فانْجَعَفَت: قَلَعَها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الْكَافِرِ «3» كمثلِ الأَرزةِ المُجْذِية عَلَى الأَرض حَتَّى يَكُونَ انْجِعافُها مَرَّةً وَاحِدَةً أَي انْقِلاعُها. وسَيْلٌ جُعافٌ: يَجْعَفُ كُلَّ شَيْءٍ أَي يَقْلِبه. وَمَا عِنْدَهُ مِنَ المَتاع إِلَّا جَعْفٌ أَي قَلِيلٌ. والجُعْفةُ: مَوْضِعٌ. وجُعْفٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وجُعْفِيٌّ: مِنْ هَمدانَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جُعْفِيٌّ أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ جُعْفِيُّ بْنُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِج، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ كَذَلِكَ، وَمِنْهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الحُرّ الجُعْفِيُّ وَجَابِرٌ الجُعْفيُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: قَبائِلُ جُعْفِيّ بنِ سَعْدٍ، كأَنَّما ... سَقى جَمْعَهم ماءُ الزُّعافِ مُنِيم

_ (1). قوله [أغصانه حصفا] كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس هنا وفي حرف القاف أيضاً: أقرابه خصفا. (2). قوله [والجزاف إلخ] في القاموس: والجزاف والجزافة مثلثتين. (3). قوله [مثل الكافر] الذي في النهاية هنا وفي مادة جذي: مثل المنافق.

قَوْلُهُ مُنِيم أَي مُهْلِك، جَعَلَ الْمَوْتَ نَوْمًا. وَيُقَالُ هَذَا كَقَوْلِهِمْ ثَأْرٌ مُنيمٌ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جُعْفِيُّ مِثْلُ كُرسِيّ فِي لُزُومِ الْيَاءِ المشدَّدة فِي آخِرِهِ، فَإِذَا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قَدَّرْتَ حذفَ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ وإلحاقَ يَاءِ النسبِ مَكَانَهَا، وَقَدْ جُمِع جَمْعَ رُومِيّ فَقِيلَ جُعْفٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جُعْفٌ بنَجْرانَ تَجُرُّ القَنا، ... لَيْسَ بِهَا جُعْفِيُّ بالمُشْرِعِ وَلَمْ يُصْرَفْ جُعْفِيّ لأَنه أَراد بها القبيلة. جَفَفَ: جَفَّ الشيءِ يَجِفُّ ويَجَفُّ، بِالْفَتْحِ، جُفوفاً وجَفافاً: يَبِسَ، وتَجَفْجَفَ: جَفَّ وَفِيهِ بعضُ النَّداوةِ، وجَفَّفْتُه أَنا تَجْفِيفاً؛ وأَنشد أَبو الْوَفَاءِ الأَعرابي: لمَلَّ بُكَيْرَةً لَقِحَتْ عِراضاً، ... لِقَرْعِ هَجَنَّعٍ ناجٍ نَجِيبِ فَكَبَّرَ راعِياها حِينَ سَلَّى ... طَوِيلَ السَّمْكِ، صَحَّ مِنَ العُيُوبِ فقامَ عَلَى قَوائِمَ لَيِّناتٍ، ... قُبَيْلَ تَجَفْجُفِ الوَبَرِ الرَّطِيبِ والجَفافُ: مَا جَفَّ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي تُجَفِّفُه. تَقُولُ: اعْزِل جَفافَه عَنْ رَطْبِه. التَّهْذِيبُ: جَفِفْتَ تجَفُّ وجَفَفْتَ تَجِفُّ وَكُلُّهُمْ يَخْتَارُ تَجِفُّ عَلَى تَجَفّ. والجَفِيفُ: مَا يَبِسَ مِنْ أَحرار الْبُقُولُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا ضَمَّت مِنْهُ الرِّيحُ. وَقَدْ جَفَّ الثوبُ وَغَيْرُهُ يَجِفُّ، بالكسرِ، ويَجَفُّ، بِالْفَتْحِ: لُغَةٌ فِيهِ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ «1» وردَّها الْكِسَائِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: جَفَّتِ الأَقلامُ وطُوِيَتِ الصُّحُف ؛ يُرِيدُ مَا كُتِبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مِنَ المَقادير وَالْكَائِنَاتِ والفَراغِ مِنْهَا، تَشْبِيهًا بفَراغ الْكَاتِبِ مِنْ كِتَابَتِهِ ويُبْسِ قَلَمِه. وتَجَفْجَفَ الثوبُ إِذَا ابْتَلَّ ثُمَّ جَفَّ وَفِيهِ نَدًى فَإِنْ يَبِسَ كلَّ اليُبْسِ قِيلَ قَدْ قَفَّ، وأَصلها تجفَّفَ فأَبدلوا مَكَانَ الْفَاءِ الوُسْطى فَاءَ الْفِعْلِ كَمَا قَالُوا تَبَشْبَشَ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَفِيفُ مَا يَبِس مِنَ النَّبْتِ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ الإِبل فِيمَا شَاءَتْ مِنْ جَفِيفٍ وقَفِيفٍ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: يُثْري بِهِ القَرْمَلَ والجَفِيفا، ... وعَنْكَثاً مُلْتَبِساً مَصْيُوفا والجُفافةُ: مَا يَنْتَثِر مِنَ القَتِّ والحَشِيشِ وَنَحْوِهِ. والجُفّ: غِشَاءُ الطَّلْع إِذَا جَفَّ، وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: هُوَ وِعاء الطَّلع، وَقِيلَ: الجُفُّ قِيقاءة الطَّلْعِ وَهُوَ الغِشاء الَّذِي عَلَى الوَلِيعِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ فِي صِفَةِ ثَغْر امرأَة: وتَبْسِمُ عَنْ نَيِّرٍ كالوَلِيعِ، ... شَقَّقَ عَنْهُ الرُّقاةُ الجُفُوفا الوَلِيعُ: الطَّلْعُ، والرُّقاةُ: الَّذِينَ يَرْقَوْنَ عَلَى النَّخْلِ: أَبو عَمْرٍو: جُفٌّ وجُبٌّ لوِعاء الطَّلْعِ. وَفِي حَدِيثِ سِحْر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُبَّ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ سِحْره فِي جُفِّ طَلْعَةِ ذكرٍ ودُفِنَ تحتَ راعُوفةِ الْبِئْرِ ؛ رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ بِإِضَافَةِ طَلْعَةٍ إِلَى ذَكَرٍ أَو نَحْوِهِ؛ قَالَ أَبو عبيد: جُفُ

_ (1). قوله [ابن دريد] بهامش الأصل صوابه: أبو زيد.

الطلعةِ وِعاؤها الَّذِي تَكُونُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ الجُفوفُ، وَيُرْوَى فِي جُّبّ، بِالْبَاءِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع مِنْ أَسْفلِها فَتُجْعَلُ دَلْواً؛ قَالَ: رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ، ... تَحْمِلُ جُفّاً مَعَهَا هِرْشَفّهْ الهِرْشَفَّةُ خِرْقةٌ ينشَّف بِهَا الْمَاءُ مِنَ الأَرض. والجُفُّ: شَيْءٌ مِنْ جُلود الإِبل كالإِناء أَو كالدَّلْو يُؤْخَذُ فِيهِ مَاءُ السَّمَاءِ يسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نَحْوَهُ. اللَّيْثُ: الجُفَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الدِّلاء يُقَالُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ مَعَ السَّقَّائِينَ يملؤون بِهِ المزايدَ. القُتَيْبي: الجُفُّ قِرْبة تُقْطع عِنْدَ يَدَيْهَا ويُنْبَذ فِيهَا. والجُفُّ: الشنُّ الْبَالِي يُقْطَعُ مِنْ نِصْفِهِ فَيُجْعَلُ كَالدَّلْوِ، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ الجُفّ مِنْ أَصل نَخْلٍ يُنْقَر. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْجُفُّ شَيْءٌ يُنْقَرُ مِنْ جُذُوعِ النخَل. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: قِيلَ لَهُ النَّبيذُ فِي الجُفّ، فَقَالَ: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ ؛ الجُفّ: وِعَاءٌ مِنْ جُلُودٍ لَا يُوكأُ أَي لَا يُشَدّ، وَقِيلَ: هُوَ نِصْفُ قِرْبَةٍ تُقْطَعُ مِنْ أَسفلها وَتُتَّخَذُ دَلْوًا. والجُفُّ: الوطْبُ الخَلَقُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، ... يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ إِنَّمَا عَنَى بالمُجفَّفِ الضَّرْعَ الَّذِي كالجُفِّ وَهُوَ الوطْبُ الخَلَقُ. والمُوَقَّفُ: الَّذِي بِهِ آثَارُ الصِّرار. والجُفُّ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِهَا؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. وجُفُّ الشَّيْءِ: شَخْصُه. والجُفُّ والجُفَّةُ والجَفَّة، بِالْفَتْحِ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا نَفَلَ فِي غنِيمةٍ حَتَّى تُقْسَمَ جُفَّةً أَي كُلَّهَا، وَيُرْوَى: حَتَّى تُقْسَمَ عَلَى جُفَّتِه أَي عَلَى جَمَاعَةِ الْجَيْشِ أَولًا. وَيُقَالُ: دُعِيتُ فِي جَفَّة النَّاسِ، وَجَاءَ الْقَوْمُ جَفّةً وَاحِدَةً. الْكِسَائِيُّ: الجَفَّةُ والضّفَّة والقِمَّةُ جَمَاعَةُ الْقَوْمِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَلَى الجُفّ، بِالضَّمِّ، الْجَمَاعَةُ قَوْلُ النَّابِغَةِ يُخاطِبُ عَمْرو بْنَ هندٍ الْمَلِكَ: مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيَةً، ... ومِنَ النَّصيحةِ كَثْرَةُ الإِنْذارِ: لَا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... فِي جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرارِ يَعْنِي جَماعَتَهم. قَالَ: وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِيهِ فِي جُفِّ ثَعْلَبَ، قَالَ: يُرِيدُ ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيانَ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْجُفُّ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ: فِي جُفِّ ثَعْلَب، قَالَ: وَرَوَاهُ الْكُوفِيُّونَ فِي جَوْفِ تَغْلِبَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ هَذَا خَطَأٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الجَفاء فِي هَذَيْنِ الجُفَّيْن: رَبيعةَ ومُضَر ؛ هُوَ الْعَدَدُ الْكَثِيرُ وَالْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِبَكْرٍ وَتَمِيمٍ الجُفّانِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ: مَا فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَيْنْ: ... سَقْطَ عُمانَ، ولُصُوصَ الجُفَّيْنْ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجز لحُميد الأَرْقط؛ وَقَالَ أَبو مَيْمُونٍ الْعِجْلِيُّ: قُدْنا إِلَى الشامِ جِيادَ المِصْرَيْنْ: ... مِنْ قَيْس عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: كَيْفَ يَصْلُح أَمرُ بَلَدٍ جُلُّ أَهلِه هذانِ الجُفّان؟ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كنتُ لأَدَعَ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَ جُفَّيْن

يَضْرِبُ بعضُهم رِقابَ بعضٍ. وجُفافُ الطَّيْرِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا أَبصَرَ النارَ الَّتِي وضَحَتْ لَهُ، ... وراءَ جُفافِ الطَّيْرِ، إِلَّا تَمارِيا وجَفّةُ المَوْكِبِ وجَفْجَفَتُه: هَزِيزُه. والتِّجْفافُ والتَّجْفافُ: الَّذِي يُوضَعُ عَلَى الْخَيْلِ مِنْ حديدٍ أَو غَيْرِهِ فِي الْحَرْبِ، ذهَبُوا فِيهِ إِلَى مَعْنَى الصَّلَابَةِ والجُفُوفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا ذَلِكَ لَوَجَبَ الْقَضَاءُ عَلَى تَائِهَا بأَنها أَصلُ لأَنها بإزاءِ قَافِ قِرطاس. قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ عَنْ تِجْفافٍ أَتاؤُه للإِلحاق بِبَابِ قِرْطَاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِمَا انْضَافَ إِلَيْهَا مِنْ زِيَادَةِ الأَلف مَعَهَا، وَجَمْعُهُ التَّجافِيفُ. والتَّجفاف، بِفَتْحِ التَّاءِ: مِثْلُ التَّجْفِيف جَفَّفْتُه تَجْفِيفاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعِدَّ للفَقْرِ تِجْفافاً ؛ التِّجْفافُ: مَا جُلِّلَ بِهِ الْفَرَسُ مِنْ سِلاحٍ وَآلَةٍ تَقِيهِ الجِراحَ. وَفَرَسٌ مُجَفَّفٌ: عَلَيْهِ تِجْفَاف، وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ. وَتَجْفِيفُ الْفَرَسِ: أَن تُلبسه التِّجْفَافَ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: فَجَاءَ يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى فَرَسٍ مُجَفَّفٍ أَي عَلَيْهِ تِجفافٌ، قَالَ: وَقَدْ يلبَسُه الإِنسان أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أَنه كَانَ عَلَى تجافِيفه الديباجُ ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ تَجَفَّفَ فَوقَها ... هِجَفٌّ حَداه القَطْرُ، والليلُ كانِعُ أَي تحرَّك فَوْقَهَا وأَلبسها جَنَاحَيْهِ. والجَفْجَفَةُ: صَوْتُ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ وَحَرَكَةُ الْقِرْطَاسِ، وَكَذَلِكَ الخَفْخَفَةُ، قَالَ: وَلَا تَكُونُ الخفخفةُ إِلَّا بَعْدَ الجَفْجَفةِ. والجَفَفُ: الغَلِيظُ اليابِسُ مِنَ الأَرض. والجَفْجَفُ: الغَلِيظُ مِنَ الأَرض، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الغِلَظُ مِنَ الأَرض فَجَعَلَهُ اسْمًا للعَرَضِ إِلَّا أَن يَعْنِيَ بالغِلَظِ الغلِيظَ، وَهُوَ أَيضاً القاعُ الْمُسْتَوِي الواسِعُ. والجَفْجَفُ: القاعُ الْمُسْتَدِيرُ؛ وأَنشد: يَطْوِي الفِيافي جَفْجَفاً فَجَفْجَفا الأَصمعي: الجُفُّ الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ وَلَيْسَتْ بالغَليظة وَلَا الليِّنة، وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ الجَفْجَفُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَة: وحَلّوا جَفْجَفاً غيرَ طائِل التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ جَعَعَ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَرَجِ سَمِعْتُ أَبا الرَّبِيعِ الْبَكْرِيَّ يَقُولُ: الجَعْجَعُ والجَفْجَفُ مِنَ الأَرض المُتَطامِنُ، وَذَلِكَ أَن الْمَاءَ يَتَجَفْجَفُ فِيهِ فَيَقُومُ أَي يَدُومُ، قَالَ: وأَرَدْتُه عَلَى يَتَجَعْجَع فَلَمْ يَقُلْهَا فِي الْمَاءِ. وجَعْجَعَ بالماشِيةِ وجَفْجَفَها إِذَا حَبَسَهَا. ابْنُ الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلَّةُ، والجَفَفُ الحاجةُ. الأَصمعي: أَصابهم مِنَ الْعَيْشِ ضَفَفٌ وجَفَفٌ وشَظَفٌ، كُلُّ هَذَا مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ. وَمَا رُؤيَ عَلَيْهِ ضَفَفٌ وَلَا جَفَفٌ أَي أَثر حَاجَةٍ، ووُلِدَ للإِنسان عَلَى جَفَفٍ أَي عَلَى حَاجَةٍ إِلَيْهِ. والجَفْجَفَةُ: جَمْعُ الأَباعِر بعضِها إِلَى بَعْضٍ. وجفافٌ: اسْمُ وادٍ معروفٍ. جَلَفَ: الجَلْفُ: القَشْر. جَلَفَ الشيءَ يَجْلُفُه جَلْفاً: قَشَرَه، وَقِيلَ: هُوَ قَشْرُ الْجِلْدِ مَعَ شَيْءٍ مِنَ اللَّحْمِ، والجُلْفَةُ: مَا جَلَفْت مِنْهُ، والجَلْفُ أَجْفَى مِنَ الجَرْفِ وأَشدُّ اسْتِئصالًا. والجَلْفُ: مَصْدَرُ جَلَفْت أَي قشَرْتُ. وجَلَفَ ظُفُرَه عَنْ

إصْبَعِه: كَشَطَه. ورِجْل جَلِيفَةٌ وطَعْنَةٌ جالِفةٌ: تَقْشُر الجِلْدَ وَلَا تُخَالِطُ الجَوفَ وَلَمْ تَدْخُلْهُ. والجالِفةُ: الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْشِرُ الْجِلْدَ مَعَ اللَّحْمِ وَهِيَ خلافُ الْجَائِفَةِ. وجَلَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه واسْتَأْصَلْتُه: وجَلَف الطِينَ عَنْ رأْس الدَّنِّ يَجْلُفه، بِالضَّمِّ، جَلْفاً: نَزَعه. وَيُقَالُ: أَصابتهم جَلِيفةٌ عظيمةٌ إِذَا اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، وَهُمْ مُجْتَلَفُون. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَمْعُ الجَلِيفةِ جَلائِف؛ وأَنشد للعُجَيْر: وَإِذَا تَعَرَّقَتِ الجَلائِفُ مالَه، ... قُرِنَتْ صَحِيحَتُنا إِلَى جَرْبائِه ابْنُ الأَعرابي: أَجْلَفَ الرجلُ إِذَا نَحَّى الجُلافَ عَنْ رأْس الخُنْبُجةِ. والجُلافُ: الطِّينُ. وجُلِّفَ النباتُ: أُكِلَ عَنْ آخِره. والمُجَلَّفُ: الَّذِي أَتى عَلَيْهِ الدهرُ فأَذْهَبَ مالَه، وَقَدْ جَلَّفَه واجْتَلَفَه. والجَلِيفةُ: السنةُ الَّتِي تَجْلُفُ المالَ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلسَّنَةِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي تَضُرُّ بالأَموال جالفةٌ، وَقَدْ جَلَفَتْهُم. وَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِ حَدِيثِ مَنْ تَحِلُّ لَهُ المسأَلة: وَرَجُلٌ أَصابت مَالَهُ جَالِفَةٌ ؛ هِيَ السنةُ الَّتِي تَذْهَبُ بأَمْوالِ الناسِ وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ آفةٍ مِنَ الْآفَاتِ المُذْهِبةِ للمالِ. والجَلائفُ: السِّنُونَ. أَبو عُبَيْدٍ: المُجَلَّفُ الَّذِي ذهَبَ مالُه. وَرَجُلٌ مُجَلَّفٌ: قَدْ جَلَّفَه الدهرُ، وَهُوَ أَيضاً مُجَرَّف. والجالِفةُ: السنةُ الَّتِي تَذْهَبُ بأَموالِ الناسِ. والمُجَلَّفُ الَّذِي أُخِذ مِنْ جَوانِبه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وعَضُّ زَمانٍ، يَا ابنَ مَرْوانَ، لمْ يَدَعْ ... مِنَ المالِ إِلَّا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ وَقَالَ أَبو الغَوْثِ: المُسْحَتُ المُهْلَكُ. والمُجَلَّف: الَّذِي بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ، يُرِيدُ إِلَّا مُسْحَتاً أَو هُوَ مُجَلَّفٌ. والمُجَلَّفُ أَيضاً: الرَّجُلُ الَّذِي جَلَّفَتْه السِّنُونَ أَي أَذْهَبَتْ أَموالَه. يُقَالُ جَلَّفَتْ كَحْلٌ، وزمانٌ جالِفٌ وجارِفٌ. وَيُقَالُ: أَصابَتْهم جَلِيفةٌ عَظِيمَةٌ إِذَا اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، وَهُمْ قَوْمٌ مُجْتَلَفُون. وَخُبْزٌ مَجْلُوفٌ: أَحْرَقَه التَّنُّور فَلزِقَ بِهِ قُشوره. والجِلْفُ: الْخُبْزُ اليابِسُ الغَلِيظُ بِلَا أُدْمٍ وَلَا لَبن كالخَشِبِ وَنَحْوِهِ؛ وأَنشد: القَفْرُ خَيْرٌ مِنْ مَبيتٍ بِتُّه، ... بِجُنُوبِ زَخَّةَ، عندَ آلِ مُعارِكِ جاؤُوا بِجِلْفٍ مِنْ شَعِيرٍ يابِسٍ، ... بَيْني وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذِي الحارِكِ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ، سِوى جِلْفِ الطَّعَامِ وظِلِّ ثَوْبٍ وبيتٍ يَسْتُر، فَضْلٌ ؛ الجِلْفُ: الخُبْزُ وَحْدَهُ لَا أُدْمَ مَعه، وَيُرْوَى بِفَتْحِ اللَّامِ، جَمْعُ جِلْفةٍ وَهِيَ الكِسْرةُ مِنَ الْخُبْزِ؛ وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: الجِلْف هاهنا الظَّرْفُ مِثْلُ الخُرْجِ والجُوالِق، يُرِيدُ مَا يُتْرك فِيهِ الْخُبْزُ. والجَلائِفُ: السُّيولُ. وجَلَفَه بِالسَّيْفِ: ضرَبه. وجُلِفَ فِي مالِه جَلْفةً: ذهَب مِنْهُ شَيْءٌ. والجِلْفُ: بَدَنُ الشاةِ المَسْلُوخة بلا رأْس ولا بَطْنٍ وَلَا قَوائِمَ، وَقِيلَ: الجِلْفُ الْبَدَنُ الَّذِي لَا رأْس عَلَيْهِ مِنْ أَي نَوْع كَانَ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَجْلافٌ. وشاةٌ مَجْلُوفةٌ: مَسْلوخةٌ، وَالْمَصْدَرُ الجَلافةُ. والجِلْفُ: الأَعرابي الْجَافِي، وَفِي الْمُحْكَمِ: الجِلْفُ الْجَافِي فِي خَلْقِه وخُلُقِه، شُبِّه بِجِلْفِ الشاةِ أَي أَنَّ جَوْفَه هَواء لَا عَقْلَ فِيهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْجَمْعُ أَجْلافٌ، هَذَا هُوَ الأَكثر لأَن بَابَ فِعْل يكسَّر عَلَى أَفعال، وَقَدْ قَالُوا أَجْلُفٌ

شبَّهُوه بأَذْؤُبٍ عَلَى ذَلِكَ لاعْتِقاب أَفْعُلٍ وأَفْعالٍ عَلَى الِاسْمِ الْوَاحِدِ كَثِيرًا. وَمَا كَانَ جِلْفاً وَلَقَدْ جَلِفَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا جَفا: فُلَانٌ جِلْفٌ جافٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمَرّار: وَلِمَ أَجْلَفْ، وَلَمْ يُقْصِرْنَ عَنِّي، ... ولكِنْ قَدْ أَنَى لِي أَنْ أَريعا أَي لَمْ أَصِرْ جِلفاً جافِياً. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ أَعرابي جِلْفٌ أَي جافٍ، وأَصله مِنْ أَجْلافِ الشاةِ وَهِيَ الْمَسْلُوخَةُ بِلَا رأْس وَلَا قَوائِمَ وَلَا بَطْنٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَصل الجِلْفِ الدَّنُّ الفارِغُ، قَالَ: وَالْمَسْلُوخُ إِذَا أُخْرِجَ جَوْفُه جِلْفٌ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ جِلْفٌ جافٍ ؛ الجِلْفُ: الأَحمق، أَصله مِنَ الشَّاةِ الْمَسْلُوخَةِ والدَّنِّ، شُبِّه الأَحمقُ بِهِمَا لِضَعْفِ عَقْلِهِ، وَإِذَا كَانَ الْمَالُ لَا سِمَنَ لَهُ وَلَا ظَهْر وَلَا بَطْنَ يَحْمِلُ قِيلَ: هُوَ كالجِلْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجِلْفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الدنُّ وَلَمْ يُحَدَّ عَلَى أَي حَالٍ هُوَ، وَجَمْعُهُ جُلُوف؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: بَيْتُ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّه، ... فِيهِ ظِباءٌ ودواخِيلُ خُوصْ وَقِيلَ: الجِلْفُ أَسْفَل الدَّنِّ إِذَا انْكَسَرَ. والجِلْفُ: كلُّ ظَرفٍ ووِعاءٍ والظِّباءُ: جَمْعُ الظَّبْيَةِ، وَهِيَ الجُرَيِّبُ الصغِير يَكُونُ وِعاء المِسْك والطِّيبِ. والجُلافى مِنَ الدِّلاء: العظيمةُ؛ وأَنشد: مِنْ سابغِ الأَجْلافِ ذِي سَجْلٍ رَوي، ... وُكِّرَ تَوْكِيرَ جُلافى الدُّلي ابْنُ الأَعرابي: الجِلْفة القِرْفةُ. والجِلْفُ: الزِّقُّ بِلَا رأْس وَلَا قَوَائِمَ؛ وأَما قَوْلُ قَيْس بْنِ الخَطِيمِ يَصِفُ امرأَة: كأَنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها ... هَزْلى جَرادٍ، أَجْوافُه جُلُف «2» ابْنُ السِّكِّيتِ: كأَنه شبَّه الْحُلِيَّ الَّذِي عَلَى لَبَّتها بجراد لا رؤوس لَهَا وَلَا قَوَائِمَ، وَقِيلَ: الجُلُفُ جَمْعُ الجَلِيفِ، وَهُوَ الَّذِي قُشِر. أَبو عَمْرٍو: الجِلْفُ كلُّ ظَرْفٍ ووِعاءٍ، وَجَمْعُهُ جُلوف. والجِلْفُ: الفُحّالُ مِنَ النَّخْلِ الَّذِي يُلْقَحُ بطَلْعِه؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: بَهازِراً لَمْ تَتَّخِذْ مَآزِرا، ... فهْي تُسامِي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا يَعْنِي بالبَهازِرِ النخلَ الَّتِي تَتَناوَلُ مِنْهَا بِيَدِكَ، والجازِرُ هُنَا المُقَشِّرُ لِلنَّخْلَةِ عِنْدَ التلْقِيح، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُلُوفٌ. والجَلِيفُ: نَبْتٌ شَبِيهٌ بِالزَّرْعِ فِيهِ غُبْرةٌ وله في رؤوسه سِنَفةٌ كالبَلُّوطِ مملوءَةٌ حَبًّا كَحَبِّ الأَرْزَنِ، وَهُوَ مَسْمَنةٌ لِلْمَالِ ونَباتُه السُّهُول؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَاللَّهُ أَعلم جَلَنْفَ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: اللَّيْثُ طَعَامٌ جَلَنْفاةٌ، وَهُوَ الْقَفَارُ الَّذِي لَا أُدم فيه. جنف: الجَنَفُ فِي الزَّوْرِ: دُخُولُ أَحد شِقَّيْهِ وانْهِضامُه مَعَ اعْتدالِ الْآخَرِ. جَنِفَ، بِالْكَسْرِ، يَجْنَفُ جَنَفاً، فَهُوَ جَنِفٌ وأَجْنَفُ. والأَنثى جَنْفاء. وَرَجُلٌ أَجْنَفُ: فِي أَحدِ شِقَّيْه مَيْلٌ عَنِ الْآخَرِ. والجَنَفُ: المَيْلُ والجَوْرُ، جَنِفَ

_ (2). قوله: هَزْلَى جَرَادٍ أَجْوَافُهُ جُلُفُ تقدم في بدد: هزلى جواد أجوافه جلف بفتح الجيم واللام والصواب ما هنا.

جَنَفاً؛ قَالَ الأَغْلب العِجْلِيُّ: غِرٍّ جُنافيٍّ جَمِيلِ الزِّيِ الجُنافيّ: الَّذِي يَتَجانَفُ فِي مِشْيَتِه فيَخْتالُ فِيهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ رَجُلٌ جُنافيٌّ، بِضَمِّ الْجِيمِ، مُخْتال فِيهِ ميْل؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع جُنافِيّاً إِلَّا فِي بَيْتِ الأَغلب، وَقَيَّدَهُ شَمِرٌ بِخَطِّهِ بِضَمِّ الْجِيمِ. وجَنِفَ عَلَيْهِ جَنَفاً وأَجْنَفَ: مالَ عَلَيْهِ فِي الْحُكْمِ والخُصومةِ وَالْقَوْلِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الجَنَفُ المَيْلُ فِي الْكَلَامِ وَفِي الأُمور كُلِّهَا. تَقُولُ: جَنِفَ فُلَانٌ عَلَيْنَا، بِالْكَسْرِ، وأَجْنَفَ فِي حُكْمِهِ، وَهُوَ شَبِيهٌ بالحَيْفِ إِلَّا أَن الحَيفَ من الحاكم خاصة والجنَف عَامٌّ؛ قَالَ الأَزهري: أَما قَوْلُهُ الحَيْفُ مِنَ الْحَاكِمِ خَاصَّةً فخطأٌ؛ الْحَيْفُ يَكُونُ مِنْ كُلِّ مَنْ حافَ أَي جارَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ التَّابِعِينَ: يُرَدُّ مِنْ حَيْف النَّاحِل مَا يُرَدُّ مِنْ جَنَف المُوصِي، والناحِلُ إِذَا نَحَل بعضَ ولدِه دُونَ بَعْضِ فَقَدْ حافَ، وَلَيْسَ بِحَاكِمٍ. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: يُرَدُّ مِنْ صدَقةِ الجانِف فِي مَرَضِهِ مَا يُرَدُّ مِنْ وصِيَّةِ المُجْنِف عِنْدَ مَوْتِهِ. يُقَالُ: جَنَفَ وأَجْنَفَ إِذَا مالَ وجارَ فَجُمِعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، وَقِيلَ: الجانِفُ يُخْتَصُّ بِالْوَصِيَّةِ، والمُجْنِفُ الْمَائِلُ عَنِ الْحَقِّ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَي ميْلًا أَو إِثْمًا أَي قَصْداً لإِثْم؛ وَقَوْلُ أَبي الْعِيَالِ: أَلَّا دَرَأْتَ الخَصْمَ، حِينَ رَأَيْتَهُم ... جَنَفاً عليَّ بأَلْسُنٍ وعُيُونِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَنَفاً هُنَا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ ورَوَحٍ، وأَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ كأَنه قَالَ: ذَوَيْ جَنَف. وجَنِفَ عَنْ طَرِيقِهِ وجَنَفَ وتَجَانَفَ: عَدَلَ، وتَجَانَفَ إِلَى الشَّيْءِ كَذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ ، أَي مُتَمايل مُتَعَمّد؛ وَقَالَ الأَعشى: تَجَانَفُ عَنْ جوِّ اليَمامَةِ ناقَتي، ... وَمَا عَدَلَتْ مِنْ أَهلِها لِسَوائِكا وتجانَفَ لإِثمٍ أَي مَالَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، وَقَدْ أَفْطَر الناسُ فِي رَمضانَ ثُمَّ ظَهَرَتِ الشمسُ فَقَالَ: نَقْضيه «1» مَا تَجانَفْنا لإِثم أَي لَمْ نَمِل فِيهِ لِارْتِكَابِ إِثْمٍ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لَجَّ فِي جِنافٍ قبيحٍ وجِناب قَبِيحٍ إِذَا لَجَّ فِي مُجانبةِ أَهله؛ وَقَوْلُ عَامِرٍ الخَصَفيّ: هُمُ المَوْلى، وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا، ... وإنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَوْلَى هاهنا فِي مَوْضِعِ المَوالي أَي بَنِي العَمّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ لَبِيدٌ: إِنِّي امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ ... ضَيْمِي، وَقَدْ جَنَفَتْ عَلَيَّ خُصومي وَيُقَالُ: أَجْنَفَ الرَّجُلُ أَي جَاءَ بالجَنَف كَمَا يُقَالُ أَلام أَي أَتى بِمَا يُلامُ عَلَيْهِ، وأَخَسَّ أَتى بخَسِيس؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وَلَقَدْ نُقِيمُ، إِذَا الخُصُومُ تَنافَدُوا، ... أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِيمِ المُجْنِفِ وَيُرْوَى: تَناقَدُوا. وَرَجُلٌ أَجْنَفُ أَي مُنْحَني

_ (1). قوله [نقضيه] كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا نقضيه، بإثبات لا بين السطور بمداد أحمر، وبهامشها ما نصه: وفيه لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لا ثم قال نقضيه إلى آخره.

الظَّهْرِ. وذَكَرٌ أَجْنَفُ: وَهُوَ كالسَّدَلِ. وقَدَح أَجْنَفُ: ضَخْمٌ؛ قَالَ عدِيّ بْنُ الرِّقاعِ: ويكرُّ العَبْدانِ بالمِحْلَبِ ... الأَجْنَفِ فِيهَا، حَتَّى يَمُجَّ السِّقاء وجُنَفَى، مَقْصُورٌ عَلَى فُعَلَى، بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ النُّونِ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وجَنَفاءُ: مَوْضِعٌ أَيضاً؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد لِزِيَادِ بْنِ سَيَّار الفَزاري: رَحَلْتُ إليكَ مِنْ جَنَفاء، حَتَّى ... أَنَخْتُ حِيالَ بَيْتِك بالمَطالِ وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ خَيْبَرَ ذِكْرُ جَنْفاء؛ هِيَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ وَالْمَدِّ، مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ بَنِي فزارة. جندف: الجُنْدُفُ: القَصِيرُ المُلَزَّزُ. والجُنادِفُ: الْجَافِي الجَسِيمُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَنَاقَةٌ جُنادِفةٌ وأَمَة جُنادِفةٌ كَذَلِكَ، وَلَا تُوصف بِهِ الحُرَّةُ. والجُنادِفُ: القَصير المُلَزَّزُ الخَلق، وَقِيلَ: الَّذِي إِذَا مَشَى حرَّك كَتِفَيْهِ، وَهُوَ مَشْيُ القِصار. وَرَجُلٌ جُنادِفٌ: غَلِيظٌ قَصِيرُ الرَّقبة؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الرَّاعِي يَهْجُو جَرِيرَ بْنَ الخَطَفَى؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَهْجُو ابْنَ الرِّقاعِ: جُنادفٌ لاحِقٌ بالرأْس مَنْكِبُه، ... كأَنه كَوْدنٌ يُوشَى بكُلَّابِ مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللؤْم أَعْيُنُهمْ، ... وُقْصِ الرِّقابِ مَوالٍ غَيرِ صُيّابِ «1» الْجَوْهَرِيُّ: الجُنادِفُ، بِالضَّمِّ، الْقَصِيرُ الغليظ الخلقة. جوف: الجَوْفُ: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. وجَوْفُ الإِنسان: بَطْنُهُ، مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَوْفُ باطِنُ البَطْنِ، والجَوْفُ مَا انْطَبَقَتْ عَلَيْهِ الكَتِفان والعَضُدان والأَضْلاعُ والصُّقْلانِ، وَجَمْعُهَا أَجوافٌ. وجافَه جَوْفاً: أَصابَ جَوْفَه. وجافَ الصَّيْدَ: أَدخل السَّهْمَ فِي جَوْفِه وَلَمْ يَظْهَرْ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ. والجائفةُ: الطعْنةُ الَّتِي تَبْلُغُ الْجَوْفَ. وطعْنَةٌ جَائِفَةٌ: تُخالِط الجوْف، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَنْفُذُه. وجافَه بِهَا وأَجافَه بِهَا: أَصابَ جَوْفَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَجَفْتُه الطعْنةَ وجُفْتُه بِهَا؛ حَكَاهُ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي بَابِ أَفْعَلْتُ الشَّيْءَ وفَعَلْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: طَعَنْتُه فجُفْتُه وجافَه الدَّواءُ، فَهُوَ مَجُوفٌ إِذَا دَخَلَ جَوْفَه. ووِعاء مُسْتَجافٌ: واسِعٌ. واسْتَجافَ الشيءُ واسْتَجْوَفَ: اتَّسَعَ؛ قال أَبو دواد: فَهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكِيمُ واسْتَجَفْتُ المكانَ: وَجَدْتُهُ أَجْوَفَ. والجَوَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ شَيْءٌ أَجْوَفُ. وَفِي حَدِيثِ خَلْقِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلْقٌ لَا يَتَمالَكُ ؛ الأَجْوَفُ: الَّذِي لَهُ جَوْفٌ، وَلَا يتمالَك أَي لَا يَتَماسَكُ. وَفِي حَدِيثِ عِمْران: كَانَ عُمَرُ أَجْوَفَ جَلِيدًا أَي كَبِيرَ الجوْفِ عَظِيمَهُ. وَفِي حَدِيثِ خُبَيْب: فَجافَتْني ؛ هُوَ مِنَ الأَوّل أَي وَصَلَتْ إِلَى جَوْفي. وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ فِي الْبَعِيرِ المُتَرَدِّي فِي الْبِئْرِ: جُوفُوه أَي اطْعَنُوه

_ (1). قوله [وقص إلخ] في مادة صوب من الصحاح: قُفْدِ الْأَكُفِّ لِئَامٍ غَيْرِ صياب وكذا في شرح القاموس في مادة صيب بل في اللسان في غير هذه المادة.

فِي جَوْفِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الْجَائِفَةِ ثُلُثُ الدِّيةِ ؛ هِيَ الطَّعْنَةُ الَّتِي تَنْفُذُ إِلَى الْجَوْفِ. يُقَالُ: جُفْتُه إِذَا أَصَبْتَ جَوْفَه، وأَجَفْتُه الطَّعْنَة وجُفْتُهُ بِهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمُرَادُ بِالْجَوْفِ هاهنا كلُّ مَا لَهُ قُوَّةٌ مُحِيلةٌ كالبَطْن والدِّماغ. وَفِي حَدِيثِ حُذيْفَة: مَا مِنَّا أَحَدٌ لَوْ فُتِّشَ إِلَّا فُتِّش عَنْ جائفةٍ أَو مُنَقِّلةٍ ؛ المُنَقِّلَةُ مِنَ الْجِرَاحِ: مَا يَنْقُلُ الْعَظْمَ عَنْ مَوْضِعِهِ، أَراد لَيْسَ أَحدٌ إِلَّا وَفِيهِ عَيْب عَظِيمٌ فَاسْتَعَارَ الجائفةَ والمنقِّلةَ لِذَلِكَ. والأَجْوَفانِ: البَطْنُ والفَرْجُ لاتِّساعِ أَجْوافِهما. أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: لَا تَنْسَوُا الجوْفَ وَمَا وَعَى أَي مَا يَدْخُلُ فِيهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَقِيلَ فِيهِ قَوْلَانِ: قِيلَ أَراد بِالْجَوْفِ الْبَطْنَ وَالْفَرْجَ مَعًا كَمَا قَالَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمُ الأَجْوفان ، وَقِيلَ: أَراد بالجوْفِ الْقَلْبَ وَمَا وَعى وحَفِظَ مِنْ مَعْرِفةِ اللَّهِ تَعَالَى. وَفَرَسٌ أَجْوَفُ ومَجُوف ومُجَوَّفٌ: أَبيضُ الجوْفِ إِلَى مُنْتَهَى الْجَنْبَيْنِ وسائرُ لونِه مَا كَانَ. وَرَجُلٌ أَجْوَفُ: وَاسِعُ الجوْفِ؛ قَالَ: حارِ بْنَ كَعْبٍ، أَلا الأَحْلامُ تَزْجُرُكم ... عَنّا، وأَنْتُمْ مِنَ الجُوفِ الجَماخِيرِ؟ «1» وَقَوْلُ صَخْرِ الغَيّ: أَسالَ منَ الليلِ أَشْجانَه، ... كأَنَّ ظَواهِرَه كُنَّ جُوفا يَعْنِي أَن الْمَاءَ صادَفَ أَرضاً خَوَّارةً فاسْتَوْعَبَتْه فكأَنها جَوْفَاءُ غَيْرَ مُصْمَتةٍ. وَرَجُلٌ مَجوفٌ ومُجَوَّف: جَبانٌ لَا قَلْبَ لَهُ كأَنه خَالِي الجَوْفِ مِنَ الفُؤَادِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ حَسّان: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي: ... فأَنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواء أَي خَالِيَ الْجَوْفِ مِنَ الْقَلْبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَجُوف الرَّجُل الضَّخْمُ «2» الْجَوْفِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ نَاقَتَهُ: هِيَ الصَّاحِبُ الأَدْنى وبَيْني وبَيْنَها ... مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ يَعْنِي هِيَ الصاحِب الَّذِي يَصْحَبُني. وأَجَفْتُ البابَ: رددْتُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَجِئنا مِنَ البابِ المُجافِ تَواتُراً، ... وإنْ تَقعُدا بالخَلْفِ، فالخَلْفُ واسِعُ وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: أَنه دَخَلَ الْبَيْتَ وأَجافَ البابَ أَي رَدَّهُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَجِيفُوا أَبوابَكم أَي رُدُّوها. وجَوْفُ كُلِّ شَيْءٍ: داخِلُه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الجَوفُ مِنَ الأَلفاظ الَّتِي لَا تُسْتَعْمَلُ ظَرْفًا إِلَّا بِالْحُرُوفِ لأَنه صَارَ مُخْتَصًّا كَالْيَدِ وَالرِّجْلِ. والجَوْفُ مِنَ الأَرض: مَا اتَّسع واطْمَأَنَّ فَصَارَ كَالْجَوْفِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُوَلَّعةً خَنْساء ليسَتْ بنَعْجةٍ، ... يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَجْتابُ أَصْلًا قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَمِيلُ هَيامُها مَنْ رَوَاهُ يَجْتَافُ، بِالْفَاءِ، فَمَعْنَاهُ يَدْخُلُ، يَصِفُ مَطَرًا. وَالْقَالِصُ: المُرْتفع. والمُتَنَبِّذ: المُتَنَحّي ناحيةً.

_ (1). قوله [ألا الأحلام] في الأساس: ألا أحلام. (2). قوله [الرجل الضخم] كذا في الأَصل وشرح القاموس وبعض نسخ الصحاح، وفي بعض آخر: الرحل، بالحاء، وعليه يجيء الشاهد.

وَالْجَوْفُ مِنَ الأَرض أَوسع مِنَ الشِّعْب تَسِيلُ فِيهِ التِّلاعُ والأَودية وَلَهُ جِرَفةٌ، وَرُبَّمَا كَانَ أَوْسَعَ مِنَ الْوَادِي وأَقْعَر، وَرُبَّمَا كَانَ سَهْلًا يُمْسك الْمَاءَ، وَرُبَّمَا كَانَ قَاعًا مُسْتَدِيرًا فأَمسك الْمَاءَ. ابْنُ الأَعرابي: الجَوْف الْوَادِي. يُقَالُ: جوْفٌ لاخٌ إِذَا كَانَ عَميقاً، وجَوْفٌ جِلواح: واسِعٌ، وجَوْفٌ زَقَبٌ: ضَيِّقٌ. أَبو عَمْرٍو: إِذَا ارْتَفَعَ بَلَقُ الْفَرَسِ إِلَى جَنْبَيْهِ فَهُوَ مُجَوَّفٌ بَلَقاً؛ وأَنشد: ومُجَوَّف بَلَقاً مَلَكْتُ عِنانَه، ... يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ، قَوائِمُه زَكا أَراد أَنه يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ مِنَ الوحْش فَيَصِيدُهَا، وَقَوَائِمُهُ زَكَا أَي لَيْسَتْ خَساً وَلَكِنَّهَا أَزواج، ملكْتُ عِنانَه أَي اشْتَرَيْتَهُ وَلَمْ أَسْتَعِرْه. أَبو عُبَيْدَةَ: أَجْوَفُ أَبْيَضُ البطنِ إِلَى مُنْتَهَى الجَنْبَيْنِ وَلَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ، وَهُوَ المُجَوَّفُ بالبلَق ومُجَوَّفٌ بلَقاً. الْجَوْهَرِيُّ: الْمُجَوَّفُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي يَصْعَدُ الْبَلَقُ حَتَّى يَبْلُغَ البطنَ؛ عَنِ الأَصمعي؛ وأَنشد لِطُفَيْلٍ: شَميط الذُّنَابَى جُوِّفَتْ، وَهْيَ جَوْنةٌ ... بِنُقْبة دِيباجٍ، ورَيْطٍ مُقَطَّعِ واجتافَه وتَجَوَّفَه بِمَعْنًى أَي دَخَلَ فِي جوْفِه. وَشَيْءٌ جُوفيٌّ أَي واسِعُ الجَوْفِ. ودِلاءٌ جُوفٌ أَي واسِعة. وَشَجَرَةٌ جَوْفاء أَي ذَاتُ جَوْفٍ. وَشَيْءٌ مُجَوَّفٌ أَي أَجْوَفُ وَفِيهِ تَجْوِيفٌ. وتَلْعة جائفةٌ: قَعِيرةٌ. وتِلاعٌ جَوائِفُ، وجَوائِفُ النَّفْسِ: مَا تَقَعَّرَ مِنَ الجوْفِ ومَقارّ الرُّوحِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَلم يَكْفِني مَرْوانُ، لَمّا أَتَيْتُهُ ... زِياداً، وردَّ النَّفْسَ بَيْنَ الجَوائِفِ؟ وتَجَوَّفَتِ الخُوصةُ العَرْفَجَ: وَذَلِكَ قَبْلَ أَن تَخْرُجَ وَهِيَ فِي جَوْفِه. والجَوَفُ: خَلاء الجوْفٍ كالقَصبةِ الجَوْفاء. والجُوفانُ: جَمْعُ الأَجْوَفِ. واجتافَ الثَّوْرُ الكِناسَ وتَجَوَّفَه، كِلَاهُمَا: دَخَلَ فِي جوْفه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الثورَ والكِناسَ: فهْو، إِذَا مَا اجْتافَه جُوفيُّ، ... كالخُصِّ إذْ جَلَّلَه الباريُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ ... مِنَ الدَّهْنا تَفَرَّعَتِ الحِبالا والجَوْفُ: مَوْضِعٌ باليمن، والجَوْفُ: اليمامة، وباليمن وادٍ يُقَالُ لَهُ الْجَوْفُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: الجَوْفُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَغْواطِ، ... ومِنْ أَلاءَاتٍ ومِنْ أُراطِ «3» وجَوْفُ حِمارٍ وجوْفُ الحِمار: وادٍ مَنْسُوبٌ إِلَى حِمارِ بْنِ مُوَيْلِعٍ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا عَادٍ، فأَشرك بِاللَّهِ فأَرسل اللَّهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً أَحْرَقَتْه والجَوْفَ، فَصَارَ مَلْعباً لِلْجِنِّ لَا يُتَجَرَّأُ عَلَى سُلُوكِهِ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ: وخَرْقٍ كَجَوْف العَيْرِ قَفْرٍ مَضَلّة أَراد كَجَوْفِ الحِمار فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فَوَضَعَ العيرَ مَوْضِعَهُ لأَنه فِي مَعْنَاهُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ووادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه

_ (3). قوله [أراط] في معجم ياقوت: أراط، بالضم، من مياه بَنِي نُمَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ: وأراط باليمامة. وفي اللسان في مادة أرط: فأما قوله الجوف إلخ فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أراط جَمْعَ أَرْطَاةٍ وَهُوَ الْوَجْهُ وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَرْطَى انتهى. وفيه أيضاً أن الغوط وَالْغَائِطُ الْمُتَّسِعُ مِنَ الأَرض مَعَ طُمَأْنِينَةٍ وَجَمْعُهُ أَغْوَاطٌ انتهى. وألاءات بوزن علامات وفعالات كما في المعجم وغيره موضع.

قَالَ: أَراد بجَوْف الْعَيْرِ وَادِيًا بِعَيْنِهِ أُضيف إِلَى الْعَيْرِ وَعُرِفَ بِذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ أَخلى مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ هُوَ اسْمُ وادٍ فِي أَرض عادٍ فِيهِ مَاءٌ وَشَجَرٌ، حَمَاهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حِمار وَكَانَ لَهُ بَنُونَ فأَصابتهم صَاعِقَةٌ فَمَاتُوا، فَكَفَرَ كُفْرًا عَظِيمًا، وَقَتَلَ كُلَّ مَنْ مرَّ بِهِ مِنَ النَّاسِ، فأَقبلت نَارٌ مِنْ أَسفل الْجَوْفِ فأَحرقته وَمَنْ فِيهِ، وغاضَ مَاؤُهُ فَضَرَبَتِ الْعَرَبُ بِهِ الْمَثَلَ فَقَالُوا: أَكْفَرُ مِنْ حِمار، ووادٍ كَجَوْفِ الْحِمَارِ، وَكَجَوْفِ العَير، وأَخْرَبُ مِنْ جَوْفِ حِمَارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَوقَّلَتْ بِنَا القِلاصُ مِنْ أَعالي الجَوْف ؛ الجَوْفُ أَرْض لمُرادٍ، وَقِيلَ: هُوَ بَطْنُ الوادِي. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ قِيلَ لَهُ: أَيُّ الليلِ أَسمَعُ؟ قَالَ: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي ثُلْثُهُ الآخِرُ، وَهُوَ الْجُزْءُ الْخَامِسُ مِنْ أَسْداس اللَّيْلِ، وأَهل الْيَمَنِ والغَوْر يُسَمُّونَ فَساطِيطَ العُمّال الأَجْوافَ. والجُوفانُ: ذَكَرَ الرَّجُلِ؛ قَالَ: لأَحْناء العِضاه أَقَلُّ عَارًا ... مِنَ الجُوفانِ، يَلْفَحُه السَّعِيرُ وَقَالَ المؤرجُ: أَيْرُ الحِمار يُقَالُ لَهُ الجُوفان، وَكَانَتْ بَنُو فزارةَ تُعَيَّرُ بأَكل الجُوفانِ فَقَالَ سَالِمُ بْنُ دارةَ يَهْجُو بَنِي فَزارةَ: لَا تَأْمَنَنَّ فَزارِيّاً خَلَوْتَ بِهِ ... عَلَى قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بأَسْيَارِ لَا تأْمَنَنْه وَلَا تأْمَنْ بَوائقَه، ... بَعْدَ الَّذِي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ فِي النارِ مِنْهَا: أَطْعَمْتُمُ الضَّيْفَ جُوفاناً مُخاتَلةً، ... فَلَا سَقاكم إلهِي الخالِقُ البارِي والجائفُ: عِرْق يَجْرِي عَلَى العَضُد إِلَى نُغْض الْكَتِفِ وَهُوَ الفلِيقُ. والجُوفيُّ والجُوافُ، بِالضَّمِّ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ، وَاحِدَتُهُ جُوافَةٌ؛ وأَنشد أَبو الغَوْث: إِذَا تَعَشَّوْا بَصَلًا وَخَلَّا، ... وكَنْعَداً وجُوفِياً قَدْ صلَّا، باتُوا يَسُلُّونَ الفُساء سَلَّا، ... سَلَّ النَّبِيطِ القَصَبَ المُبْتَلَّا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: خَفَّفَهُ لِلضَّرُورَةِ. وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: أَكلتُ رَغِيفًا ورأْسَ جُوافةٍ فَعَلَى الدُّنْيَا العَفاء ؛ الجُوافةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ وَلَيْسَ مِنْ جَيِّدِه. والجَوفاء: مَوْضِعٌ أَو مَاءٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَقَدْ كَانَ فِي بَقْعاء رِيٌّ لشائكُم، ... وتَلْعَةَ والجَوفاء يَجْري غَدِيرُها «1» وَقَوْلُهُ فِي صِفَةِ نَهْرِ الْجَنَّةِ: حَافَّتَاهُ الياقوتُ المُجَيَّب ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ اللُّؤلؤ المُجَوَّفُ، قَالَ: وَهُوَ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي سُنَنِ أَبي داودَ المجيَّب أَو الْمُجَوَّفُ بِالشَّكِّ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي مَعالِمِ السُّنن المجيَّب أَو المجوَّب، بِالْبَاءِ فِيهِمَا، عَلَى الشَّكِّ، قَالَ: ومعناه الأَجوف. جيف: الجِيفةُ: مَعْرُوفَةٌ جُثَّةُ الْمَيِّتِ، وَقِيلَ: جُثَّةُ الْمَيِّتِ إِذَا أَنْتَنَتْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فارْتَفَعَت ريحُ جِيفةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا أَعرِفَنَّ أَحدَكم جِيفةَ لَيْلٍ قُطْرُبَ نهارٍ أَي يَسْعَى طُول نهارِه لِدُنْيَاهُ ويَنام طُولَ ليلِه كالجِيفة الَّتِي لا تتحرك.

_ (1). قوله [لشائكم] في معجم ياقوت في عدة مواضع: لشأنكم.

فصل الحاء المهملة

وَقَدْ جَافَتِ الجِيفةُ واجْتافَتْ وانْجافَتْ: أَنتنت وأَرْوَحَتْ. وجَيَّفَتِ الجِيفةُ تَجْيِيفاً إِذَا أَصَلَّتْ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: أَتُكَلِّمُ أُناساً جَيَّفُوا؟ أَي أَنتَنوا، وَجَمْعُ الْجِيفَةِ، وَهِيَ الجُثَّة الْمَيِّتَةُ الْمُنْتِنَةُ، جِيَفٌ ثُمَّ أَجْيافٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ وَلَا جَيَّافٌ ، وَهُوَ النَّبّاشُ فِي الجَدَثِ، قَالَ: وَسُمِّيَ النّبَّاش جَيّافاً لأَنه يكْشِفُ الثِّيَابَ عَنْ جِيَفِ الْمَوْتَى ويأْخذها، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لِنَتْنِ فِعْله. فصل الحاء المهملة حتف: الحَتْفُ: الْمَوْتُ، وَجَمْعُهُ حُتُوفٌ؛ قَالَ حَنَشُ بْنُ مَالِكٍ: فَنَفْسَك أَحْرِزْ، فإنَّ الحُتُوفَ ... يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ فِي كلِّ وَادِ وَلَا يُبْنى مِنْهُ فِعْل. وَقَوْلُ الْعَرَبِ: مَاتَ فُلَانٌ حَتْفَ أَنفه أَي بِلَا ضَرْبٍ وَلَا قَتْلٍ، وَقِيلَ: إِذَا مَاتَ فَجْأَةً، نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ كأَنهم توهَّموا حَتَفَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِعْلٌ. قَالَ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: وَلَمْ أَسمع للحَتْفِ فِعْلًا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ مَاتَ حَتْف أَنفه فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجره عَلَى اللَّهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ أَن يَمُوتَ مَوْتًا عَلَى فِرَاشِهِ مِنْ غَيْرِ قَتْلٍ وَلَا غَرَق وَلَا سَبُع ولا غيره، وَفِي رِوَايَةٍ: فَهُوَ شَهِيدٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَمُوتَ عَلَى فِرَاشِهِ كأَنه سَقَطَ لأَنفه فَمَاتَ. والحَتْفُ: الْهَلَاكُ، قَالَ: كَانُوا يتخَيَّلُون أَن رُوحَ الْمَرِيضِ تَخْرُجُ مِنْ أَنفه فَإِنْ جُرِحَ خَرَجَتْ مِنْ جِراحتِه. الأَزهري: وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ «1» أَنه قَالَ: فِي السَّمَكِ: مَا مَاتَ حَتْفَ أَنفه فَلَا تأْكله ، يَعْنِي الَّذِي يَمُوتُ مِنْهُ فِي الْمَاءِ وَهُوَ الطَّافِي. قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا قِيلَ لِلَّذِي يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ مَاتَ حَتْفَ أَنفه. وَيُقَالُ: مَاتَ حَتْفَ أَنْفَيْهِ لأَنَّ نَفْسه تَخْرُجُ بِتَنَفُّسِهِ مِنْ فِيهِ وأَنفه. قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً مَاتَ حَتْفَ فِيه كَمَا يُقَالُ مَاتَ حَتْف أَنفه، والأَنفُ والفمُ مَخْرَجَا النفَس. قَالَ: وَمَنْ قَالَ حَتْفَ أَنفيه احْتَمَلَ أَن يَكُونَ أَراد سَمَّيْ أَنفه وَهُمَا مَنْخَراه، وَيُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ بِهِ أَنفه وَفَمُهُ فَغَلَّب أَحدَ الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ لِتَجَاوُرِهِمَا؛ وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ: والمَرْءُ يأْتي حَتْفُه مِن فَوْقهِ يُرِيدُ أَن حَذَره وجُبْنَه غيرُ دَافِعٍ عَنْهُ المَنِيّة إِذَا حَلَّتْ بِهِ، وأَوّل مَنْ قَالَ ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ مَامَةَ فِي شِعْرِهِ، يُرِيدُ أَن الْمَوْتَ يأْتيه مِنَ السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: أَنَّ صَاحِبَهَا قَالَ لَهَا كنتُ أَنا وأَنتِ، كَمَا قِيلَ: حَتْفَها تَحْمِلُ ضَأْنٌ بأَظْلافِها؛ قَالَ: أَصله أَن رَجُلًا كَانَ جَائِعًا بالفَلاة القَفْر، فَوَجَدَ شَاةً وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يَذْبَحُهَا بِهِ، فَبَحَثَتِ الشاةُ الأَرض فَظَهَرَ فِيهَا مُدْية فَذَبَحَهَا بِهَا، فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ أَعان عَلَى نَفْسِهِ بسُوء تَدْبِيرِهِ؛ وَوَصَفَ أُميةُ الحيّةَ بِالْحَتْفَةِ فَقَالَ: والحَيّةُ الحَتْفةُ الرَّقْشاء أَخْرَجَها، ... منْ بَيْتِها، أَمَناتُ اللهِ والكَلِمُ وحُتافةُ الخِوانِ كَحُتامَتِه: وَهُوَ مَا يَنْتَثِر فَيُؤْكَلُ ويُرْجى فِيهِ الثَّواب. حترف: ابْنُ الأَعرابي: الحُتْرُوفُ الكادُّ على عِياله. حثرف: الحَثْرفةُ: الخُشونةُ والحُمْرةُ تكون في العين.

_ (1). قوله [عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ] كذا بالأصل والذي في النهاية: عبيد بن عمير.

وتَحَثْرَفَ الشيءُ مِنْ يَدِي: تَبَدَّدَ. وحَثْرَفَه مِنْ مَوْضِعِهِ: زَعْزَعَه؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بثبت. حجف: الحَجَفُ: ضَرْب مِنَ التِّرَسَةِ، وَاحِدَتُهَا حَجَفةٌ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الجُلودِ خاصَّة، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ جُلُودِ الإِبل مُقَوَّرةً، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هِيَ مِنْ جلودِ الإِبل يُطارَقُ بعضُها بِبَعْضٍ؛ قَالَ الأَعشى: لَسْنا بِعِيرٍ، وبَيْتِ اللَّهِ، مائرةٍ، ... لَكِنْ عَلَيْنا دُروعُ القَوْمِ والحَجَفُ. وَيُقَالُ للتُّرْس إِذَا كَانَ مِنْ جُلُودٍ لَيْسَ فِيهِ خشَب وَلَا عَقَبٌ: حَجَفةٌ ودَرَقةٌ، وَالْجَمْعُ حَجَفٌ؛ قَالَ سُؤْرُ الذِّئْب: مَا بالُ عَيْنٍ عَنْ كَراها قَدْ جَفَتْ، ... وشَفَّها مِن حُزْنِها مَا كَلِفَتْ؟ كأَنَّ عُوَّاراً بِهَا، أَو طُرِفَتْ ... مسْبَلةً، تَسْتَنُّ لَمَّا عَرَفَتْ دَارًا لِلَيْلى بَعْدَ حَوْلٍ قَدْ عَفَتْ، ... كأَنَّها مَهارِقٌ قَدْ زُخْرِفَتْ تَسْمَعُ لِلحَلْيِ، إِذَا مَا انْصَرَفَتْ، ... كَزَجَلِ الرِّيح، إِذَا مَا زَفْزَفَتْ مَا ضَرَّها أَم مَا علَيْها لوْ شَفَتْ ... مُتَيَّماً بنَظْرةٍ، وأَسْعَفَتْ؟ قَدْ تَبَلَتْ فُؤَادَه وشَغَفَتْ، ... بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ، قَطَعْتُها إِذَا المَها تَجَوَّفَتْ، ... مَآرِناً إِلَى ذَراها أَهْدَفَتْ يُرِيدُ رُبَّ جَوْزِ تَيْهاء، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ إِذَا سَكَتَ عَلَى الْهَاءِ جَعَلَهَا تَاءً فَقَالَ: هَذَا طلحتْ، وخُبز الذُّرتْ. وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ: فَتَطَوَّقَتْ بِالْبَيْتِ كالحَجَفةِ ؛ هِيَ التُّرْس. والمُحاجِفُ: المُقاتِلُ صاحِبُ الحَجَفةِ. وحاجَفْتُ فُلَانًا إِذَا عارَضْته ودافَعْته. واحتَجَفْتُ نَفْسِي عَنْ كَذَا واحْتَجَنْتها «1» أَي ظَلَفْتُها. والحُجافُ: مَا يَعْتَري مِنْ كَثْرَةِ الأَكل أَو مِنْ أَكل شَيْءٍ لَا يُلَائِمُ فيأْخذُه البطنُ اسْتِطْلاقاً، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقَعَ عَلَيْهِ المَشْيُ والقَيء مِنَ التُّخَمةِ، وَرَجُلٌ مَحْجُوفٌ؛ قَالَ رؤبةُ: يَا أَيُّها الدَّارِئُ كالمَنْكُوفِ، ... والمُتَشكِّي مَغْلَة المَحْجُوفِ الدَّارِئُ: الَّذِي دَرَأَت غُدّتُه أَي خَرَجَتْ، والمَنْكُوفُ: الَّذِي يَتَشَكَّى نَكَفَته وَهُمَا الغُدّتانِ اللَّتانِ فِي رَأْدي اللَّحْيَيْنِ، وَقَالَ الأَزهري: هِيَ أَصل اللِّهْزِمةِ، وَقَالَ: المَحْجُوفُ والمَجْحُوفُ وَاحِدٌ، قَالَ: وَهُوَ الحُجاف والجُحاف مَغَسٌ فِي الْبَطْنِ شَدِيدٌ. وحَجَفةُ: أَبو ذَرْوة بن حَجَفةَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مِنْ شعرائهم. حجرف: الحُجْرُوفُ: دُوَيْبّةٌ طَوِيلَةُ الْقَوَائِمِ أَعظم مِنَ النَّمْلَةِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: هِيَ العُجْرُوفُ وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي العين. حذف: حذَفَ الشيءَ يَحْذِفُه حَذْفاً: قَطَعَه مِنْ طَرَفه، والحَجَّامُ يَحْذِفُ الشعْر، مِنْ ذَلِكَ. والحُذافةُ: مَا حُذِفَ مِنْ شَيْءٍ فَطُرِح، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حُذافةَ الأَديم. الأَزهري: تَحْذِيفُ

_ (1). قوله [واحتجنتها] كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: واجتحفتها.

الشَّعر تَطْريرُه وتَسْويَتُه، وَإِذَا أَخذت مِنْ نَوَاحِيهِ مَا تُسَوِّيه بِهِ فَقَدْ حَذَّفْتَه؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَهَا جَبْهةٌ كسَراةِ المِجَنِّ ... حَذَّفَه الصّانِعُ المُقْتَدِرْ وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ عَلَى قَوْلِهِ حَذَّفَه تَحْذيفاً أَي هَيَّأَه وصَنَعه، قَالَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا؛ وَقَالَ النَّضْرُ: التَّحْذِيفُ فِي الطُّرّة أَن تُجْعل سُكَيْنِيَّةً كَمَا تَفْعَلُ النَّصَارَى. وأُذن حَذْفاء: كأَنها حُذِفَتْ أَي قُطِعَتْ. والحِذْفةُ القِطْعة مِنَ الثَّوْبِ، وَقَدِ احْتَذَفَه وحَذَف رأْسَه. وَفِي الصِّحَاحِ: حذَف رأْسه بِالسَّيْفِ حَذْفاً ضَرَبَهُ فقطَع مِنْهُ قِطْعة. والحَذْفُ: الرَّمْيُ عَنْ جانِبٍ والضرْبُ عَنْ جَانِبٍ، تَقُولُ: حَذَفَ يَحْذِفُ حَذْفاً. وحَذَفَه حَذْفاً: ضَرَبَهُ عَنْ جَانِبٍ أَو رَماه عَنْهُ، وحَذَفَه بالعَصا وَبِالسَّيْفِ يَحْذِفُه حَذْفاً وتَحَذَّفه: ضَرَبَهُ أَو رَمَاهُ بِهَا. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتُ رُعْيانَ الْعَرَبِ يَحْذِفُون الأَرانِبَ بِعِصِيِّهم إِذَا عَدَتْ ودَرَمَتْ بَيْنَ أَيديهم، فَرُبَّمَا أَصابت الْعَصَا قَوَائِمَهَا فيَصِيدونها وَيَذْبَحُونَهَا. قَالَ: وأَما الخَذْفُ، بِالْخَاءِ، فَإِنَّهُ الرَّمْيُ بالحَصى الصِّغَارِ بأَطراف الأَصابع، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَرْفجةَ: فتناوَلَ السَّيْفَ فحَذَفَه بِهِ أَي ضَرَبَهُ بِهِ عَنْ جَانِبٍ. والحَذْفُ يُسْتَعْمَلُ فِي الرمْي وَالضَّرْبِ مَعاً. وَيُقَالُ: هُمْ بَيْنَ حاذِفٍ وقاذِفٍ؛ الحاذِفُ بِالْعَصَا والقاذِفُ بِالْحَجَرِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِيَّايَ وأَن يَحْذِفَ أَحَدُكم الأَرْنَبَ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْعَرَبِ، أَي وأَن يرمِيَها أَحد، وذلك لأَنها مَشْؤُومةٌ يُتَطَيَّرُ بِالتَّعَرُّضِ لَهَا. وحَذَفَني بِجَائِزَةٍ: وَصَلَنِي. والحَذَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: ضَأْنٌ سُود جُرْدٌ صِغار تكون باليمن. وَقِيلَ: هِيَ غَنَمٌ سُودٌ صغار تكون بالحجاز، وَاحِدَتُهَا حَذَفةٌ، وَيُقَالُ لَهَا النَّقَدُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: سَوُّوا الصُّفُوف ، وَفِي رِوَايَةٍ: تَراصُّوا بَيْنَكُمْ فِي الصَّلَاةِ لَا تَتَخَلَّلُكم الشَّيَاطِينُ كأَنها بَناتُ حَذَف ، وَفِي رِوَايَةٍ: كأَولاد الْحَذَفِ يَزْعُمُونَ أَنها عَلَى صُوَرِ هَذِهِ الْغَنَمِ ؛ قَالَ: فأَضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لَا أَنِيسَ بِهَا، ... إِلَّا القِهادُ مَعَ القَهْبيِّ والحَذَف اسْتَعاره للظِّباء، وَقِيلَ: الحَذَفُ أَوْلادُ الْغَنَمِ عَامَّةً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَتَفْسِيرُ الْحَدِيثِ بِالْغَنَمِ السُّود الجُرْد الَّتِي تكون باليمن أَحَبُّ التَّفْسِيرَيْنِ إِلَيَّ لأَنها فِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَذَفِ: هِيَ الْغَنَمُ الصِّغَارُ الْحِجَازِيَّةُ، وَقِيلَ: هِيَ صِغَارٌ جُرْدٌ لَيْسَ لَهَا آذَانٌ وَلَا أَذناب يُجاء بِهَا مِنْ جُرَشِ اليَمنِ. الأَزهري عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: الأَبقعُ الْغُرَابُ الأَبيض الْجَنَاحِ، قَالَ: والحَذَفُ الصِّغَارُ السُّودُ وَالْوَاحِدُ حَذَفة، وَهِيَ الزِّيغان الَّتِي تُؤْكَلُ، والحذَف الصِّغَارُ مِنَ النِّعاج. الْجَوْهَرِيُّ: حَذْفُ الشَّيْءِ إسْقاطُه، وَمِنْهُ حَذَفتُ مِنْ شَعري وَمِنْ ذَنَب الدَّابَّةِ أَي أَخذت. وَفِي الْحَدِيثِ: حَذْفُ السَّلَامِ فِي الصَّلَاةِ سُنّةٌ ؛ هُوَ تَخْفِيفُهُ وَتَرْكُ الإِطالة فِيهِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ النَّخَعِيّ: التَّكْبِيرُ جَزْمٌ وَالسَّلَامُ جَزْمٌ فَإِنَّهُ إِذَا جَزَمَ السَّلَامَ وقطعَه فَقَدْ خفَّفه وحَذفه. الأَزهري عَنِ ابْنِ المُظفَّر: الحَذْفُ قَطْفُ الشَّيْءِ مِنَ الطرَف كَمَا يُحْذَفُ ذَنَب الدَّابَّةِ، قَالَ: والمَحْذُوفُ الزِّقُّ؛ وأَنشد: قاعِداً حَوْلَه النَّدامَى، فَمَا يَنْفَكُّ ... يُؤتَى بِمُوكَرٍ مَحْذوفِ

قَالَ: وَرَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي مَجْدوف ومَجْذُوف، بِالْجِيمِ وَبِالدَّالِ أَو بِالذَّالِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُمَا الْمَقْطُوعُ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مَنْدُوف، وأَما مَحْذُوفٌ فَمَا رَوَاهُ غَيْرُ اللَّيْثِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الْجِيمِ. والحذَفُ: ضَرْبٌ مِنَ البَطّ صِغار، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. وحذَفُ الزَّرْعِ: ورَقُه. وَمَا فِي رَحْله حُذافةٌ أَي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَكلَ الطَّعَامَ فَمَا تَرَكَ مِنْهُ حُذافةً، وَاحْتَمَلَ رَحْله فَمَا تَرَكَ مِنْهُ حُذافةً أَي شَيْئًا. قَالَ الأَزهري: وأَصحاب أَبي عُبَيْدٍ رَوَوا هَذَا الْحَرْفَ فِي بَابِ النَّفْيِ حُذاقة، بِالْقَافِ، وأَنكره شَمِرٌ وَالصَّوَابُ مَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، بِالْفَاءِ، فِي نَوَادِرِهِ، وَقَالَ: حُذافةُ الأَدِيمِ مَا رُمِيَ مِنْهُ. وحُذَيْفَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. وحَذْفةُ: اسْمُ فَرَسِ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلاب؛ قَالَ: فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَني، فَإِنِّي ... وحَذْفةَ كالشَّجَا تحتَ الوَرِيدِ حرف: الحَرْفُ مِنْ حُروف الهِجاء: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ حُرُوفِ التَّهَجِّي. والحَرْفُ: الأَداة الَّتِي تُسَمَّى الرابِطةَ لأَنها تَرْبُطُ الاسمَ بِالِاسْمِ والفعلَ بِالْفِعْلِ كَعَنْ وَعَلَى وَنَحْوِهِمَا، قَالَ الأَزهري: كلُّ كَلِمَةٍ بُنِيَتْ أَداةً عَارِيَةً فِي الْكَلَامِ لِتَفْرِقَة المعاني واسمُها حَرْفٌ، وَإِنْ كَانَ بِنَاؤُهَا بِحَرْفٍ أَو فَوْقَ ذَلِكَ مِثْلُ حَتَّى وَهَلْ وبَلْ وَلَعَلَّ، وكلُّ كَلِمَةٍ تقرأُ عَلَى الْوُجُوهِ مِنَ الْقُرْآنِ تُسَمَّى حَرْفاً، تَقُولُ: هَذَا فِي حَرْف ابْنِ مَسْعُودٍ أَي فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والحَرْفُ القِراءة الَّتِي تقرأُ عَلَى أَوجُه، وَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُف كلُّها شافٍ كافٍ ، أَراد بالحرْفِ اللُّغَةَ. قال أَبو عبيد وأَبو الْعَبَّاسِ. نَزَلَ عَلَى سَبْعِ لُغات مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ فِي الْحَرْفِ الْوَاحِدِ سَبْعَةُ أَوجُه هَذَا لَمْ يُسْمَعْ بِهِ، قَالَ: وَلَكِنْ يَقُولُ هَذِهِ اللُّغَاتُ مُتَفَرِّقَةٌ فِي الْقُرْآنِ، فَبَعْضُهُ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ، وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ هوازِنَ، وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ هُذَيْل، وَكَذَلِكَ سَائِرُ اللُّغَاتِ وَمَعَانِيهَا فِي هَذَا كُلِّهِ وَاحِدٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ فِي الْحَرْفِ الْوَاحِدِ سبعةُ أَوجه، عَلَى أَنه قَدْ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مَا قَدْ قُرِئ بِسَبْعَةٍ وَعَشْرَةٍ نَحْوُ: مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأُوا كَمَا عُلِّمْتمْ إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحدكم هَلمّ وتعالَ وأَقْبِلْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ أَقوال غَيْرُ ذَلِكَ، هَذَا أَحسنها. والحَرْفُ فِي الأَصل: الطَّرَفُ والجانِبُ، وَبِهِ سُمِّيَ الحَرْفُ مِنْ حُرُوفِ الهِجاء. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُف فَقَالَ: مَا هِيَ إِلَّا لُغَاتٌ. قَالَ الأَزهري: فأَبو الْعَبَّاسِ النحْويّ وَهُوَ وَاحِدُ عصْره قَدِ ارْتَضَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عُبَيْدٍ واستصوَبه، قَالَ: وَهَذِهِ السَّبْعَةُ أَحرف الَّتِي مَعْنَاهَا اللُّغَاتُ غَيْرُ خَارِجَةٍ مِنَ الَّذِي كُتِبَ فِي مَصَاحِفِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي اجْتَمَعَ عَلَيْهَا السلَف المرضيُّون والخَلَف الْمُتَّبَعُونَ، فَمَنْ قرأَ بِحَرْفٍ وَلَا يُخالِفُ الْمُصْحَفَ بِزِيَادَةٍ أَو نُقْصَانٍ أَو تَقْدِيمِ مؤخّرٍ أَو تأْخير مُقَدَّمٍ، وَقَدْ قرأَ بِهِ إِمَامٌ مِنْ أَئمة القُرّاء الْمُشْتَهِرِينَ فِي الأَمصار، فَقَدْ قرأَ بِحَرْفٍ مِنَ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا، وَمَنْ قرأَ بِحَرْفٍ شَاذٍّ يُخَالِفُ الْمُصْحَفَ وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ جُمْهُورَ الْقُرَّاءِ الْمَعْرُوفِينَ، فَهُوَ غَيْرُ مُصِيبٍ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهل الْعِلْمِ الَّذِينَ هُمُ القُدوة وَمَذْهَبُ الرَّاسِخِينَ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَإِلَى هَذَا أَوْمأَ أَبو الْعَبَّاسِ النَّحْوِيُّ وأَبو

بَكْرِ بْنُ الأَنباري فِي كِتَابٍ لَهُ أَلفه فِي اتِّبَاعِ مَا فِي الْمُصْحَفِ الإِمام، وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ أَبو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ مُقْرِئ أَهل الْعِرَاقِ وَغَيْرُهُ مِنَ الأَثبات المتْقِنِين، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ عِنْدِي غَيْرُ مَا قَالُوا، وَاللَّهُ تَعَالَى يُوَفِّقُنَا لِلِاتِّبَاعِ وَيُجَنِّبُنَا الِابْتِدَاعَ. وحَرْفا الرأْس: شِقاه. وَحَرْفُ السَّفِينَةِ وَالْجَبَلِ: جَانِبُهُمَا، وَالْجَمْعُ أَحْرُفٌ وحُرُوفٌ وحِرَفةٌ. شَمِرٌ: الحَرْفُ مِنَ الْجَبَلِ مَا نَتَأَ فِي جَنْبِه مِنْهُ كهَيْئة الدُّكانِ الصَّغِيرِ أَو نَحْوِهِ. قَالَ: والحَرْفُ أَيضاً فِي أَعْلاه تَرى لَهُ حَرْفاً دَقِيقًا مُشفِياً عَلَى سَواء ظَهْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: حرْفُ كُلِّ شَيْءٍ طَرفُه وشفِيرُه وحَدُّه، وَمِنْهُ حَرْفُ الْجَبَلِ وَهُوَ أَعْلاه المُحدَّدُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَهلُ الْكِتَابِ لَا يأْتون النِّساء إِلَّا عَلَى حَرْفٍ أَي عَلَى جَانِبٍ. والحَرْفُ مِنَ الإِبل: النَّجِيبة الماضِيةُ الَّتِي أَنْضَتها الأَسفار، شُبِّهَتْ بِحَرْفِ السَّيْفِ فِي مَضَائِهَا وَنَجَائِهَا ودِقَّتها، وَقِيلَ: هِيَ الضّامِرةُ الصُّلْبَةُ، شُبِّهَتْ بِحَرْفِ الْجَبَلِ فِي شِدَّتها وصَلابتها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يَشُلُّها ... وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ رَيّانُ سَهْوَقُ فَلَوْ كَانَ الحَرْفُ مَهْزُولًا لَمْ يَصِفْهَا بأَنها جُمالية سِناد وَلَا أَنَّ وظِيفَها رَيّانُ، وَهَذَا الْبَيْتُ يَنْقُضُ تَفْسِيرَ مَنْ قَالَ نَاقَةٌ حَرْفٌ أَي مَهْزُولَةٌ، شُبِّهَتْ بِحَرْفِ كِتَابَةٍ لِدِقَّتِهَا وهُزالها؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: الحرْف النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ، وَقَالَ الأَصمعي: الحرْفُ النَّاقَةُ الْمَهْزُولَةُ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: حَرْفٌ أَخُوها أَبوها مِنْ مُهَجَّنةٍ، ... وعَمُّها خالُها قَوْداء شِمْلِيلُ قَالَ: يَصِفُ النَّاقَةَ بالحَرْفِ لأَنها ضامِرٌ، وتُشَبَّهُ بالحَرْف مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ وَهُوَ الأَلف لدِقَّتِها، وَتُشَبَّهُ بحَرْف الْجَبَلِ إِذَا وُصِفَتْ بالعِظَمِ. وأَحْرَفْتُ نَاقَتِي إِذَا هَزَلْتَها؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ جملٌ حَرْف إِنَّمَا تُخَصّ بِهِ الناقةُ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ: مَتَى مَا تَشأْ أَحْمِلْكَ، والرَّأْسُ مائِلٌ، ... عَلَى صَعْبةٍ حَرْفٍ، وَشِيكٍ طُمُورُها كَنَى بالصعبةِ الحَرْفِ عَنِ الدَّاهِيةِ الشَّدِيدَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ مَرْكُوبٌ. وحرْفُ الشَّيْءِ: ناحِيَتُه. وَفُلَانٌ عَلَى حَرْف مِنْ أَمْره أَي ناحيةٍ مِنْهُ كأَنه يَنْتَظِرُ ويتوقَّعُ، فَإِنْ رأَى مِنْ نَاحِيَةِ مَا يُحِبُّ وَإِلَّا مَالَ إِلَى غَيْرِهَا. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فُلَانٌ عَلَى حَرْف مِنْ أَمره أَي نَاحِيَةٍ مِنْهُ إِذَا رأَى شَيْئًا لَا يُعْجِبُهُ عَدَلَ عَنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ ؛ أَي إِذَا لَمْ يرَ مَا يُحِبُّ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ، قِيلَ: هُوَ أَن يَعْبُدَهُ عَلَى السرَّاء دُونَ الضرَّاء. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عَلَى حَرْف أَي عَلَى شَكّ، قَالَ: وَحَقِيقَتُهُ أَنه يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ فِي الدِّينِ لَا يدخُل فِيهِ دُخُولَ مُتَمَكِّنٍ، فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ أَي إِنْ أَصابه خِصْبٌ وكثُرَ مالُه وماشِيَتُه اطْمَأَنَّ بِمَا أَصابه ورضِيَ بِدِينِهِ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ اخْتِبارٌ بِجَدْبٍ وقِلَّة مالٍ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ أَي رَجَعَ عَنْ دِينِهِ إِلَى الْكُفْرِ وعِبادة الأَوْثان. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ قَالَ: أَما تَسْمِيَتُهُمُ الحَرْفَ حرْفاً فحَرْفُ كُلِّ شَيْءٍ نَاحِيَتُهُ كحَرْفِ الْجَبَلِ وَالنَّهْرِ وَالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ. قَالَ الأَزهري: كأَن الْخَيْرَ والخِصْب نَاحِيَةٌ وَالضُّرُّ وَالشَّرُّ وَالْمَكْرُوهُ نَاحِيَةٌ أُخرى، فَهُمَا حَرْفَانِ وَعَلَى الْعَبْدِ أَن يَعْبُدَ خَالِقَهُ عَلَى حَالَتَيِ السَّرَّاءِ

والضرَّاء، وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَلَى السرَّاء وَحْدَهَا دُونَ أَن يَعْبُدَهُ عَلَى الضرَّاء يَبْتَلِيه اللَّهُ بِهَا فَقَدْ عَبَدَهُ عَلَى حَرْفٍ، وَمَنْ عَبَدَهُ كَيْفَمَا تَصَرَّفَتْ بِهِ الحالُ فَقَدْ عَبَدَهُ عِبَادَةَ عَبْدٍ مُقِرّ بأَنَّ لَهُ خَالِقًا يُصَرِّفُه كَيْفَ يَشاء، وأَنه إِنِ امْتَحَنَه باللَّأْواء أَو أَنْعَم عَلَيْهِ بالسرَّاء، فَهُوَ فِي ذَلِكَ عَادِلٌ أَو مُتَفَضِّلٌ غَيْرُ ظَالِمٍ وَلَا مُتَعَدٍّ لَهُ الْخَيْرَ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ وَلَا خِيرةَ لِلْعَبْدِ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ أَي عَلَى غَيْرِ طمأْنينة عَلَى أَمر أَي لَا يَدْخُلُ فِي الدِّينِ دُخُولَ مُتَمَكِّنٍ. وحَرَفَ عَنِ الشَّيْءِ يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ: عَدَلَ. الأَزهري. وَإِذَا مالَ الإِنسانُ عَنْ شَيْءٍ يُقَالُ تَحَرَّف وَانْحَرَفَ واحْرَورَفَ؛ وأَنشد الْعَجَّاجُ فِي صِفَةِ ثَوْرٍ حَفَرَ كِناساً فَقَالَ: وإنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفَا ... عَنْهَا، وولَّاها ظُلُوفاً ظُلَّفا أَي إِن أَصابَ مَوانِع. وعُدَواءُ الشي: مَوانِعُه. وتَحْرِيفُ الْقَلَمِ: قَطُّه مُحَرَّفاً. وقَلمٌ مُحَرَّفٌ: عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عَنِ الْآخَرِ؛ قَالَ: تَخالُ أُذْنَيْهِ، إِذَا تَشَوَّفا، ... خافِيةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا وتَحْرِيفُ الكَلِم عَنْ مواضِعِه: تَغْيِيرُهُ. وَالتَّحْرِيفُ فِي الْقُرْآنِ وَالْكَلِمَةِ: تَغْيِيرُ الحرفِ عَنْ مَعْنَاهُ وَالْكَلِمَةُ عَنْ مَعْنَاهَا وَهِيَ قَرِيبَةُ الشَّبَهِ كَمَا كَانَتِ الْيَهُودُ تُغَيِّرُ مَعانيَ التَّوْرَاةِ بالأَشباه، فوصَفَهم اللَّهُ بِفِعْلِهِمْ فَقَالَ تَعَالَى: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ* . وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: آمَنْتُ بمُحَرِّفِ الْقُلُوبِ ؛ هُوَ المُزِيلُ أَي مُمِيلُها ومُزيغُها وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُحَرِّكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا يأْتون النِّسَاءَ إِلَّا عَلَى حَرْفٍ أَي عَلَى جَنْب. والمُحَرَّفُ: الَّذِي ذَهَب مالُه. والمُحارَفُ: الَّذِي لَا يُصيبُ خَيْرًا مِنْ وجْهٍ تَوَجَّه لَهُ، وَالْمَصْدَرُ الحِرافُ. والحُرْفُ: الحِرْمان. الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْمَحْرُومِ الَّذِي قُتِّرَ عَلَيْهِ رزقُه مُحارَفٌ. وَجَاءَ فِي تَفْسِيرِ قوله: وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ، أَن السَّائِلَ هُوَ الَّذِي يسأَل النَّاسَ، وَالْمَحْرُومَ هُوَ المُحارَفُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الإِسلام سَهْم ، وَهُوَ مُحارَفٌ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنه قَالَ: كلُّ مَنِ اسْتَغنَى بِكَسْبه فَلَيْسَ لَهُ أَن يسأَل الصدقةَ، وَإِذَا كَانَ لَا يبلُغُ كسبُه مَا يُقِيمُه وعيالَه، فَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ المفسِّرون أَنه الْمَحْرُومُ المُحارَف الَّذِي يَحْتَرِفُ بيدَيه، قَدْ حُرِم سَهْمَه مِنَ الْغَنِيمَةِ لَا يَغْزُو مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى مِنَ الصَّدَقَةِ مَا يَسُدُّ حِرْمانَه، وَالِاسْمُ مِنْهُ الحُرْفَةُ، بِالضَّمِّ، وأَما الحِرْفَةُ فَهُوَ اسْمٌ مِنَ الاحْتِرَافِ وَهُوَ الاكْتِسابُ؛ يُقَالُ: هُوَ يَحْرِفُ لعِيالِه ويَحْتَرِفُ ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ بِمَعْنَى يَكْتَسِبُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَقِيلَ: المُحَارَفُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، هُوَ الْمَحْرُومُ الْمَحْدُودُ الَّذِي إِذَا طَلَب فَلَا يُرْزَق أَو يَكُونُ لَا يَسْعَى فِي الْكَسْبِ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ مُحَارَف، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَي مَحْدُودٌ مَحْرُومٌ وَهُوَ خِلَافُ قَوْلِكَ مُبارَكٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُحارَفٌ بِالشَّاءِ والأَباعِرِ، ... مُبارَكٌ بالقَلَعِيِّ الباتِرِ وَقَدْ حُورِفَ كَسْبُ فُلَانٍ إِذَا شُدِّد عَلَيْهِ فِي مُعاملَته وضُيِّقَ فِي مَعاشِه كأَنه مِيلَ بِرِزْقه عَنْهُ، مِنَ الانْحِرافِ عَنِ الشَّيْءِ وَهُوَ الْمَيْلُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: موتُ الْمُؤْمِنِ بعَرَقِ الْجَبِينِ تَبْقَى عَلَيْهِ البقِيّةُ مِنَ الذُّنوبِ فَيُحارَفُ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَي يُشَدَّد عَلَيْهِ لتُمَحَّصَ ذُنُوبُهُ، وُضِعَ وَضْعَ المُجازاةِ والمُكافأَة، وَالْمَعْنَى أَن الشدَّة الَّتِي تَعْرِض لَهُ حَتَّى يَعْرَقَ لَهَا جَبينُه عِنْدَ السِّياقِ تَكُونُ جَزَاءً وَكَفَّارَةً لِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ، أَو هُوَ مِنَ المُحارَفةِ وَهُوَ التشْديدُ فِي المَعاش. وَفِي التَّهْذِيبِ: فيُحَارَفُ بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَي يُقايَسُ بِهَا فَتَكُونُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ، وَمَعْنَى عَرَقِ الْجَبِينِ شدَّةُ السِّيَاقِ. والحُرْفُ: الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ مُحَارَفٌ أَي مَنْقُوصُ الحَظِّ لَا يَنْمُو لَهُ مَالٌ، وَكَذَلِكَ الحِرْفَةُ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَحِرْفَةُ أَحدِهم أَشَدُّ عليَّ مِنْ عَيْلَتِه أَي إغْناءُ الفَقِير وكفايةُ أَمْرِه أَيْسَرُ عليَّ مِنْ إصْلاحِ الفاسدِ، وَقِيلَ: أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم والاغْتِمامُ لِذَلِكَ أَشَدُّ عليَّ مِنْ فَقْرِه. والمُحْتَرِفُ: الصانِعُ. وَفُلَانٌ حَريفي أَي مُعامِلي. اللِّحْيَانِيُّ: وحُرِفَ فِي مَالِهِ حَرْفَةً ذهَب مِنْهُ شَيْءٌ، وحَرَفْتُ الشَّيْءَ عَنْ وجْهه حَرْفاً. وَيُقَالُ: مَا لِي عَنْ هَذَا الأَمْرِ مَحْرِفٌ وَمَا لِي عَنْهُ مَصْرِفٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي مُتَنَحًّى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: أَزُهَيْرُ، هَلْ عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَحْرِفِ، ... أَمْ لَا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟ والمُحْرِفُ: الَّذِي نَما مالُه وصَلَحَ، وَالِاسْمُ الحِرْفَةُ. وأَحْرَفَ الرجلُ إِحْرَافًا فَهُوَ مُحْرِفٌ إِذَا نَما مالُه وصَلَحَ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالحِلْقِ والإِحْرَاف إِذَا جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ. والحِرْفَةُ: الصِّناعةُ. وحِرْفَةُ الرجلِ: ضَيْعَتُه أَو صَنْعَتُه. وحَرَفَ لأَهْلِه واحْتَرَفَ: كسَب وطلَب واحْتالَ، وَقِيلَ: الاحْتِرَافُ الاكْتِسابُ، أَيّاً كَانَ. الأَزهري: وأَحْرَفَ إِذَا اسْتَغْنى بَعْدَ فَقْرٍ. وأَحْرَفَ الرجلُ إِذَا كَدَّ عَلَى عِياله. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَقَدْ عَلِم قَوْمِي أَن حِرْفَتِي لَمْ تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر الْمُسْلِمِينَ فسيأْكل آلُ أَبي بَكْرٍ مِنْ هَذَا ويَحْتَرِفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ ؛ الحِرْفَةُ: الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب؛ وحَرِيفُ الرَّجُلِ: مُعامِلُه فِي حِرْفَتِه، وأَراد باحْتِرَافِه لِلْمُسْلِمِينَ نَظَره فِي أُمورهم وتَثْميرَ مَكاسِبهمْ وأَرْزاقِهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنِّي لأَرى الرَّجُلَ يُعْجِبُني فأَقول: هَلْ لَهُ حِرْفَة؟ فَإِنْ قَالُوا: لَا، سَقَطَ مِنْ عَيْنِي ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى الْحَدِيثِ الأَوَّل هُوَ أَن يَكُونَ مِنَ الحُرْفَة والحِرْفَة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حِرْفَة الأَدَبِ، بِالْكَسْرِ. وَيُقَالُ: لَا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَي تُجازِه بِسُوءِ صنِيعِه تُقايِسْه وأَحْسِنْ إِذَا أَساء واصْفَحْ عَنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: أَحْرَفَ الرجلُ إِذَا جَازَى عَلَى خَيْر أَو شَرٍّ، قَالَ: وَمِنْهُ الخَبرُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحارَفُ عَنْ عَمَلِهِ الْخَيْرَ أَو الشَّرَّ أَي يُجازى. وَقَوْلُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: سَلِّطْ عَلَيْهِمْ مَوْتَ طاعُونٍ دَفِيفٍ يُحَرِّفُ القُلوبَ أَي يُمِيلها ويَجْعَلُها عَلَى حرْفٍ أَي جَانِبٍ وطَرَفٍ، وَيُرْوَى يَحُوفُ، بِالْوَاوِ، وَسَنَذْكُرُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَوَصَفَ سُفيانُ بِكَفِّهِ فَحَرَفَها أَي أَمالَها، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: وَقَالَ بِيَدِهِ فَحَرَفَهَا كأَنه يُرِيدُ الْقَتْلَ وَوَصَفَ بِهَا قطْع السيفِ بحَدِّه. وحَرَفَ عَيْنَه: كَحَلها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِزَرْقاوَيْنِ لَمْ تُحْرَفْ، ولَمَّا ... يُصِبْها عائِرٌ بشَفير ماقِ أَراد لَمْ تُحْرَفا فأَقام الْوَاحِدُ مُقام الاثْنين كَمَا قَالَ

أَبو ذُؤَيب: نامَ الخَلِيُّ، وبتُّ الليلَ مُشْتَجِراً، ... كأَنَّ عيْنَيَّ فِيهَا الصَّابُ مَذْبوحُ والمِحْرَفُ والمِحْرافُ: المِيلُ الَّذِي تقاسُ بِهِ الجِراحات. والمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً: المِسْبارُ الَّذِي يُقاسُ بِهِ الجُرح؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ يَذْكُرُ جِراحةً: إِذَا الطَّبيبُ بمِحْرافَيْه عالَجَها، ... زادَتْ عَلَى النَّقْرِ أَو تَحْريكها ضَجَما وَيُرْوَى عَلَى النَّفْرِ، والنَّفْرُ الوَرَمُ، وَيُقَالُ: خُرُوجُ الدَّمِ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه ... حَشاه، فَعَنَّاه الجَوى والمَحارِفُ والمُحارَفةُ: مُقايَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ، وَهُوَ المِيل الَّذِي تُسْبَرُ بِهِ الجِراحاتُ؛ وأَنشد: كَمَا زَلَّ عَنْ رأْسِ الشَّجِيجِ المحارفُ وَجَمْعُهُ مَحارِفُ ومَحَارِيفُ؛ قَالَ الجَعْدي: ودَعَوْتَ لَهْفَك بَعْدَ فاقِرةٍ، ... تُبْدي مَحارِفُها عَنِ العَظْمِ وحارَفَه: فاخَرَه؛ قَالَ ساعِدةُ بْنُ جُؤَيَّة: فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ مِنْ جُنَيْدِبٍ، ... فَقَدْ عَلِمُوا فِي الغَزْوِ كيْفَ نُحارِفُ والحُرْفُ: حَبُّ الرَّشادِ، وَاحِدَتُهُ حُرْفةٌ. الأَزهري: الحُرْفُ حَبٌّ كالخَرْدَلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُرف، بِالضَّمِّ، هُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ حبَّ الرَّشاد. والحُرْفُ والحُرافُ: حَيّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ يَضْرِبُ إِلَى السَّواد إِذَا أَخذ الإِنسانَ لَمْ يَبْقَ فِيهِ دَمٌ إِلَّا خَرَجَ. والحَرافةُ: طَعْم يُحْرِقُ اللِّسانَ والفَمَ. وَبَصَلٌ حِرِّيفٌ: يُحْرِقُ الْفَمَ وَلَهُ حَرارةٌ، وَقِيلَ: كُلُّ طَعَامٍ يُحْرِقُ فَمَ آكِلِهِ بحَرارة مَذاقِه حِرِّيفٌ، بِالتَّشْدِيدِ، لِلَّذِي يَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه، وَكَذَلِكَ بَصَلٌ حِرِّيفٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ حَرِّيف. حرجف: الحَرْجَفُ: الرِّيحُ الباردةُ. وريحٌ حَرْجَفٌ: بارِدةٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذَا اغْبَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ وهَتَّكَتْ، ... سُتُورَ بُيُوتِ الحَّيِّ، نَكْباءُ حَرْجَفُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا اشْتدَّت الرِّيحُ مَعَ بَرْد ويُبْس، فَهِيَ حَرْجَفٌ. وَلَيْلَةٌ حَرْجَف: باردَةُ الرِّيح؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرة. حرشف: الحَرْشَفُ: صِغار كُلِّ شَيْءٍ. والحَرْشَفُ: الْجَرَادُ مَا لَمْ تَنْبُتْ أَجْنِحَتُه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّهُمْ حَرْشَفٌ مَبْثُوثُ ... بالجَوِّ، إذْ تَبْرُقُ النِّعالُ شبَّه الْخَيْلَ بِالْجَرَادِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُرِيدُ الرجَّالة، وَقِيلَ: هُمُ الرجَّالة فِي هَذَا الْبَيْتِ. والحَرْشَفُ: جَراد كَثِيرٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا أَيُّها الحَرْشَفُ ذَا الأَكلِ الكُدَم الكُدَمُ: الشَّديدُ الأَكل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ غَزْوةِ حُنَيْنٍ: أَرى كَتِيبَةَ حَرْشَفٍ ؛ الحرشَف: الرَّجّالةُ شُبِّهُوا بالحَرْشَفِ مِنَ الجَرادِ وَهُوَ أَشدُّه

أَكْلًا؛ يُقَالُ: مَا ثَمَّ غيرُ حَرْشَفِ رجالٍ أَي ضعفاءَ وشُيُوخٍ، وصِغارُ كُلِّ شَيْءٍ حَرْشَفُه. والحَرْشفُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمك. والحَرْشَف: فُلُوسُ السَّمَكِ. والحَرْشَفُ: نَبْت، وَقِيلَ: نَبْتٌ عَرِيضُ الْوَرَقِ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيته فِي الْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ كَنْكَرْ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ؛ الحَرْشَف الكُدْسُ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. يُقَالُ: دُسْنا الحَرْشَفَ. وحَرْشَفُ السِّلاحِ: مَا زُيِّنَ بِهِ، وَقِيلَ: حَرْشَفُ السلاحِ فُلوس مِنْ فِضة يُزَيَّنُ بِهَا. التَّهْذِيبُ: وحَرْشَفُ الدِّرْع حُبُكُه، شُبِّهَ بِحَرْشَفِ السَّمَكِ الَّتِي عَلَى ظَهْرِهَا وَهِيَ فُلوسها. وَيُقَالُ لِلْحِجَارَةِ الَّتِي تَنْبُت عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ: الحَرْشف. أَبو عَمْرٍو: الحَرْشَفَةُ الأَرض الغلِيظة، مَنْقُولٌ مِنْ كِتَابِ الاعْتقابِ غَيْرَ مَسْمُوع، ذكره الجوهري كذلك. حرقف: الحَرْقَفَتانِ: رؤوس أَعالي الوَرِكَينِ بِمَنْزِلَةِ الحَجَبَةِ؛ قَالَ هُدْبةُ: رأَتْ ساعِدَيْ غُولٍ، وتحتَ قَمِيصِه ... جَناجِنُ يَدْمَى حَدُّها والحَراقِفُ والحَرقَفَتانِ: مُجْتَمَعُ رأْسِ الفَخِذ ورأْسِ الورِك حَيْثُ يَلْتقيانِ مِنْ ظَاهِرٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَرْقَفَةُ عَظْمُ الحَجَبَةِ وَهِيَ رأْس الوَرِكِ. يُقَالُ لِلْمَرِيضِ إِذَا طالَتْ ضَجْعَتُه: دَبِرَتْ حَراقِفُه. وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدٍ: تَرَانِي إِذَا دَبِرَتْ حَرْقَفَتي وَمَا لِي ضَجْعةٌ إِلَّا عَلَى وجْهي مَا يَسُرُّني أَنِّي نَقَصْتُ مِنْهُ قُلامة ظُفُرٍ ، وَالْجَمْعُ الحَراقِفُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَيْسُوا بِهَدِّينَ فِي الحُرُوبِ، إِذَا ... تُعْقَدُ فَوْقَ الحَراقِفِ النُّطُقُ وحَرْقَفَ الرجلُ: وَضَعَ رأْسه عَلَى حَراقِفِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، رَكِبَ فَرَسًا فَنَفَرَتْ فَنَدَرَ مِنْهَا عَلَى أَرض غَلِيظَةٍ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وعُرْضُ رُكْبَتَيْهِ وحَرْقَفَتَيْهِ ومَنْكِبَيْهِ وعُرْضُ وَجْهه مُنْشَجٌ ؛ الحرْقَفَةُ: عَظْمُ رأْس الوَرِك. والحُرْقُوفُ: الدَّابَّةُ المَهْزُولُ. ودابةٌ حُرْقُوفٌ: شَدِيدُ الهُزال وَقَدْ بَدَا حَرَاقِيفُه. وحرقُوفٌ: دُوَيبَّةٌ مِنْ أَحْناش الأَرض؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ فِي الْجَمْهَرَةِ لَابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ حروف غيره لَمْ أَجد ذِكْرَهَا لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي لِلنَّاظِرِ أَن يَفْحَصَ عَنْهَا فَمَا وَجَدَهُ لإِمام يُوثَقُ بِهِ أَلحقه بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَا لَمْ يَجِدْهُ مِنْهَا لِثِقَةٍ كَانَ مِنْهُ عَلَى رِيبَةٍ وحذر. حرنقف: الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: امرأَة حُرَنْقِفةٌ قصيرة. حسف: الحُسَافُ: بَقِيّةُ كلِّ شَيْءٍ أُكل فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلٌ. وحُسَافَةُ التمرِ: بَقِيَّةُ قُشُوره وأَقْماعُه وكِسَرُه؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ اللَّيْثُ: الحُسَافَة حُسَافَةُ التَّمْرِ، وَهِيَ قُشوره ورَدِيئه. وحُسَافُ المائدةِ: مَا يَنْتَثِرُ فَيُؤْكَلُ فيُرْجى فِيهِ الثوابُ. وحُسَافُ الصِّلِّيانِ وَنَحْوِهِ: يَبِيسُه، وَالْجَمْعُ أَحْسَافٌ. والحُسَافَةُ: مَا سَقَطَ مِنَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: الحُسَافَةُ فِي التَّمْرِ خَاصَّةً مَا سَقَطَ مِنْ أَقماعه وَقُشُورِهِ وكِسَره. الْجَوْهَرِيُّ: الحُسَافَة مَا تَنَاثَرَ مِنَ التَّمْرِ الْفَاسِدِ. وحَسَفَ التمرَ يَحْسِفُه حَسْفاً وحَسَّفَه: نَقَّاه مِنَ الحُسافةِ. ابْنُ الأَعرابي: الحُسوفُ اسْتِقْصاء الشَّيْءِ وتَنْقِيَتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَسْلَم كَانَ يأْتي عُمَرَ بالصاعِ مِنَ التَّمْرِ فَيَقُولُ: يَا أَسْلَمُ حُتَّ عَنْهُ قِشْره،

قَالَ: فأَحْسِفُه ثُمَّ يأْكله ؛ الحَسْفُ كَالْحَتِّ وَهُوَ إِزَالَةُ القِشْر. وَمِنْهُ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ قَالَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: لَقَدْ رأَيت جِلْدَه يَتَحَسَّفُ تَحَسُّفَ جِلدِ الحَيّةِ أَي يَتَقَشر. وَهُوَ مِنْ حُسافتهم أَي مِنْ خُشارَتِهمْ. وحُسَافَةُ الناسِ: رُذالُهم. وانْحَسَفَ الشيءُ فِي يَدِي: انفَتَّ. وحَسَفَ القَرْحة: قَشَرَها. وتَحَسَّفَ الجِلْدُ: تَقَشَّرَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَحَسَّفَتْ أَوْبارُ الإِبلِ وتوَسَّفَتْ إِذَا تَمَعَّطَتْ وتَطايَرَتْ. والحَسِيفَةُ: الضَّغِينةُ؛ قَالَ الأَعشى: فَماتَ وَلَمْ تَذْهَبْ حَسِيفةُ صَدْرِه، ... يُخَبِّرُ عَنْهُ ذَاكَ أَهْلُ المَقابِرِ وَفِي صَدْرِهِ عليَّ حَسِيفةٌ وحُسَافَةٌ أَي غَيْظٌ وعداوةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِ كَتِيفةٌ وحَسِيفَةٌ وحَسيكةٌ وسخِيمةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجَعَ فُلَانٌ بحَسيفة نَفْسِه إِذَا رجَعَ وَلَمْ يَقْضِ حاجةَ نفسِه؛ وأَنشد: إِذَا سُئِلُوا المَعْرُوفَ لَمْ يَبْخَلُوا بِهِ، ... وَلَمْ يَرْجِعُوا طُلَّابَه بالحَسائِفِ قَالَ الْفَرَّاءُ: حُسِفَ فُلَانٌ أَي رُذلَ وأُسْقِطَ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ بَعْضِ الأَعراب قَالَ: يُقَالُ لجَرْسِ الحَيّاتِ حَسْفٌ وحَسِيفٌ وحفيفٌ؛ وأَنشد: أَباتوني بِشَرِّ مَبيتِ ضَيْفٍ، ... بِهِ حَسْفُ الأَفاعي والبُرُوصِ شَمِرٌ: الحُسافةُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ؛ قَالَ: وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي لكثيِّر: إِذَا النَّبْلُ فِي نَحْرِ الكُمَيْتِ، كأَنها ... شَوارِعُ دَبْرٍ فِي حُسَافَةِ مُدْهُنِ شَمِرٌ: وَهُوَ الحُشافةُ، بِالشِّينِ أَيضاً، المُدْهُن: صخْرة يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ. حشف: الحَشَفُ مِنَ التَّمْرِ: مَا لَمْ يُنْوِ، فَإِذَا يَبِس صَلُب وَفَسَدَ لَا طعْم لَهُ وَلَا لِحاء وَلَا حَلَاوَةَ. وَتَمْرٌ حَشِفٌ: كَثِيرُ الحَشَف عَلَى النِّسبة وَقَدْ أَحْشَفَتِ النخلةُ أَي صَارَ تَمْرُها حَشَفاً. الْجَوْهَرِيُّ: الحَشَفُ أَردَأُ التَّمْرِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلة؟ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى رَجُلًا عَلَّقَ قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق بِهِ ؛ الحَشَفُ: اليابِسُ الفاسِدُ مِنَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا نَوَى لَهُ كالشِّيصِ. والحَشَفُ: الضَّرْعُ الْبَالِي. وَقَدْ أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقةِ إِذَا تَقَبَّضَ واسْتَشَنَّ أَي صَارَ كالشَّنّ. وحَشَفَ: ارْتَفَع مِنْهُ اللبَنُ. والحَشَفَةُ: الكَمَرةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا فَوْقَ الخِتان. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فِي الحَشَفةِ الدِّيَةُ ؛ هِيَ رأْس الذكَر إِذَا قَطَعَهَا إِنْسَانٌ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الديةُ كَامِلَةً. والحَشِيفُ: الثَّوْبُ الْبَالِي الخَلَقُ؛ قَالَ صَخْر الغَيّ: أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ، ... إِذَا سامَتْ عَلَى المَلَقاتِ سَامَا وَرَجُلٌ مُتَحَشِّفٌ أَي عَلَيْهِ أَطْمارٌ. وَيُقَالُ لأُذُن الإِنسان إِذَا يَبَسَتْ فَتَقَبَّضَتْ: قَدِ اسْتَحْشَفَتْ، وَكَذَلِكَ ضَرْعُ الأُنثى إِذَا قَلَصَ وتَقَبّضَ قَدِ اسْتَحْشَفَ، وَيُقَالُ حَشِفٌ؛ وَقَالَ طَرفةُ: على حَشِفٍ [حَشَفٍ] كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّد وتَحَشَّفَتْ أَوبارُ الإِبلِ: طارَتْ عَنْهَا وتَفَرَّقَت. وَيُقَالُ: رأَيت فُلَانًا مُتَحَشِّفاً أَي رأَيته سَيِءَ الحالِ

مُتَقَهِّلًا رَثَّ الْهَيْئَةِ. وَفِي حَدِيثُ عُثْمَانَ: قَالَ لَهُ أَبانُ بْنُ سَعِيدٍ مَا لِي أَراكَ مُتَحَشِّفاً؟ أَسْبِلْ فَقَالَ: هَكَذَا كَانَتْ إزْرَةُ صَاحِبِنَا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ المُتَحَشِّفُ: اللَّابِسُ الحشيفِ وَهُوَ الخلَقُ، وَقِيلَ: المُتَحَشِّفُ المُبْتَئِسُ المُتَقَبِّضُ. والإِزْرَة، بِالْكَسْرِ: حالةُ المُتَأَزِّرِ. والحَشَفَةُ: صَخْرةٌ رِخْوةٌ فِي سَهْل مِنَ الأَرض. الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْجَزِيرَةِ فِي الْبَحْرِ لَا يَعْلُوها الماءُ حَشَفَةٌ، وجَمْعها حِشَافٌ إِذَا كَانَتْ صَغِيرَةً مُستديرة. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ موضعَ بيتِ اللَّهِ كَانَ حَشَفَةً فدحَا اللهُ الأَرض عَنْهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: الحُشافةُ والحُسافةُ، بِالشِّينِ وَالسِّينِ، الْمَاءُ القليل. حصف: الحَصافةُ: ثَخانةُ العَقْل. حَصُفَ، بِالضَّمِّ، حَصافةً إِذَا كَانَ جَيِّدَ الرأْيِ مُحْكَم الْعَقْلِ، وَهُوَ حَصِفٌ وحَصِيفٌ بَيِّنُ الحَصافةِ. والحَصِيفُ: الرَّجُلُ المُحْكَمُ الْعَقْلِ؛ قَالَ: حَدِيثُك فِي الشِّتاءِ حدِيثُ صَيْفٍ، ... وشَتْوِيُّ الحَدِيثِ إِذَا تَصِيفُ فَتَخْلِطُ فِيهِ مِن هَذَا بِهَذَا، ... فَما أَدْرِي أَأَحْمَقُ أَمْ حَصِيفُ؟ فأَمّا حَصِفٌ فَعَلَى النسَبِ، وأَما حَصِيفٌ فَعَلَى الفِعْل. وَفِي كِتَابِ عُمر إِلَى أَبي عُبيدة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن لَا يُمْضِيَ أَمْرَ اللهِ إِلَّا بَعِيدَ الغِرَّةِ حَصِيفَ العُقدة ؛ الحَصِيفُ: المُحكمُ الْعَقْلِ، وإحْصافُ الأَمْرِ: إحْكامُه، وَيُرِيدُ بالعُقْدة هَاهُنَا الرأْيَ والتدْبير، وَكُلُّ مُحْكَم لَا خَلَلَ فِيهِ حَصِيفٌ. ومُحْصَفٌ: كثِيفٌ قويٌّ. وَثَوْبٌ حَصِيفٌ إِذَا كَانَ مُحْكَمَ النَّسْجِ صَفِيقَه، وأَحْصَفَ النَّاسِجُ نَسْجَه. ورأْيٌ مُسْتَحْصِفٌ، وَقَدِ اسْتَحْصَفَ رأْيهُ إِذَا اسْتَحْكَم، وَكَذَلِكَ المُسْتَحْصِدُ. واسْتَحْصَفَ الشيءُ: اسْتَحكَمَ. وَيُقَالُ: اسْتَحْصَفَ القومُ واسْتَحْصَدُوا إِذَا اجْتَمَعُوا؛ قَالَ الأَعشى: تأْوِي طَوائِفُها إِلَى مَحْصُوفةٍ ... مَكْروهةٍ، يَخشَى الكُماةُ نِزالَها قَالَ الأَزهري: أَراد بالمَحْصُوفة كَتِيبَةً مجْمُوعة وَجَعَلَهَا مَحْصُوفةً مِنْ حُصِفَتْ، فَهِيَ مَحْصُوفَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ حَصَبْتُه عَنْ كَذَا وأَحْصَبْتُه وحَصَفْتُه وأَحْصَفْتُه وحَصَيته وأَحْصَيتُه إِذَا أَقْصَيْتَه. وإحْصافُ الأَمْرِ: إحْكامُه. وإحْصاف الحبلِ: إحكامُ فَتْلِه. والمُحْصَفُ مِنَ الحِبالِ: الشَّدِيدُ الفَتْلِ، وَقَدِ اسْتَحْصَفَ. والمُسْتَحْصِفةُ: المرأَة الضَّيِّقةُ اليابسةُ، قِيلَ: وَهِيَ الَّتِي تَيْبَسُ عِنْدَ الغِشْيانِ وَذَلِكَ مِمَّا يُسْتَحَبُّ. وفَرْجٌ مُسْتَحْصِفٌ أَي ضَيِّق. واسْتَحَصَفَ عَلَيْنَا الزمانُ: اشْتَدَّ. واسْتَحْصَفَ القومُ: اجْتَمَعُوا. والإِحْصافُ: أَن يَعْدُوَ الرجلُ عَدْواً فِيهِ تَقارُبٌ. وأَحْصَفَ الفرسُ والرجلُ إِذَا عَدَا عَدْواً شَدِيدًا، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَعْدُو، وَقِيلَ: الإِحْصافُ أَقْصَى الحُضْر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ذارٍ إِذَا لاقَى العَزازَ أَحْصَفَا، ... وَإِنْ تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفا والذَّرْوُ: المَرُّ الخَفِيفُ، والغَدَرُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وانْخَفَض، وَيُقَالُ: الكثيرُ الْحِجَارَةِ. وَفَرَسٌ مِحْصَفٌ وَنَاقَةٌ مِحْصافٌ؛ شاهِدُه قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمْعَانَ التَّغْلَبيّ:

وسَرَيْتُ لَا جَزِعاً وَلَا مُتَهَلِّعاً، ... يَعْدُو برَحْلي جَسْرةٌ مِحْصافُ والحَصَفُ: بَثْرٌ صِغار يقِيحُ وَلَا يَعْظُم وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي مَراقِّ البَطْنِ أَيام الْحَرِّ، وَقَدْ حَصِفَ جِلده، بِالْكَسْرِ، يَحْصَفُ حَصَفاً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَصِفَ يَحْصَفُ حَصَفاً وبَثِرَ وجهُه يَبْثَرُ بَثَراً. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَصَفُ الجَرَبُ الْيَابِسُ، وَالْحَصِيفَةُ الحيَّةُ؛ طائيّة. حطف: الأَزهري: الحَنْطَفْ الضخْم الْبَطْنِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ فِيهِ. حفف: حَفَّ القومُ بِالشَّيْءِ وحَوالَيْه يَحُفُّونَ حَفّاً وحَفُّوه وحَفَّفوه: أَحْدَقُوا به وأَطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَفَّ الْقَوْمُ بِسَيِّدِهِمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ مَعْنَى حَافِّين مُحدِقِين ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بمَيْتِ خَمِيلةٍ، ... يُحَفِّفُها جَوْنٌ بِجُؤْجِئِه صَعْلُ وَقَوْلُهُ: إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ، ... يَزِينُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ المُحَفَّفُ: الضَّرْعُ الممْتَلئُ الَّذِي لَهُ جَوَانِبُ كأَنَّ جَوَانِبَهُ حَفَّفَتْه أَي حَفَّتْ بِهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مُجَفَّفٌ، يُرِيدُ ضَرْعاً كأَنه جُفٌّ، وَهُوَ الوَطْبُ الخَلَقُ. وحَفَّه بالشي يَحُفُّه كَمَا يُحَفُّ الهَوْدَجُ بِالثِّيَابِ، وَكَذَلِكَ التَّحْفِيفُ. وَفِي حَدِيثِ أَهْلِ الذِّكْرِ: فَيَحُفُّونَهم بأَجْنِحَتِهم أَي يَطُوفُونَ بِهِمْ ويدُورُون حَوْلَهم. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إلَّا حَفَّتْهم الملائكةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ظَلَّلَ اللَّهُ مكانَ البيتِ غَمامةً فَكَانَتْ حِفَافَ البيتِ أَي مُحْدِقةً بِهِ. والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يُحَفُّ بِثَوْبٍ ثُمَّ تَرْكَبُ فِيهِ المرأَة، وَقِيلَ: المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلَّا أَنَّ الْهَوْدَجَ يُقَبَّبُ والمِحَفَّةُ لَا تُقَبَّبُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتْ بِهَا لأَن الخَشب يَحُفُّ بِالْقَاعِدِ فِيهَا أَي يُحِيطُ بِهِ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ، وَقِيلَ: المِحَفَّة مَركب مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ. والحَفَفُ: الجمعُ، وَقِيلَ: قِلَّة المأْكولِ وَكَثْرَةُ الأَكَلَةِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن تَكُونَ العِيالُ مثلَ الزَّادِ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الضِّيقُ فِي الْمَعَاشِ، وَقَالَتِ امرأَة: خَرَجَ زَوْجِي ويَتِمَ وَلَدي فَمَا أَصابهم حَفَفٌ وَلَا ضَفَفٌ، قَالَ: فالحَفَفُ الضِّيق، والضَّفَف أَن يَقِلَّ الطعامُ ويَكْثُرَ آكِلُوهُ، وَقِيلَ هُوَ مِقدار الْعِيَالِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْحَفَفُ الكَفافُ مِنَ المَعيشةِ. وأَصابهم حَفَفٌ مِنَ الْعَيْشِ أَي شدَّة، وما رُؤِيَ عَلَيْهِمْ حَفَفٌ وَلَا ضَفَفٌ أَي أَثرُ عَوَزٍ. قَالَ الأَصمعي: الحَفَفُ عَيْشُ سُوء وقِلَّة مَالٍ، وأُولئك قَوْمٌ مَحْفُوفُون. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمْ يشْبَعْ مِنْ طَعَامٍ إِلَّا عَلَى حَفَفٍ ؛ الحَفَفُ: الضِّيقُ وَقِلَّةُ الْمَعِيشَةِ، أَي لَمْ يَشْبَعْ إِلَّا والحالُ عِنْدَهُ خلافُ الرِّخاء والخِصْبِ. وَطَعَامٌ حَفَفٌ: قَلِيلٌ. وَمَعِيشَةٌ حَفَفٌ: ضَنْكٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ قَالَ لَهُ وَفْدُ الْعِرَاقِ: إنَّ أَمير الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَ سِنّاً وَهُوَ حافُّ المَطعَم أَي يابِسُه وقَحِلُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ أَنه سأَل رَجُلًا فَقَالَ: كَيْفَ وَجَدْتَ أَبا عُبيْدَة؟ فَقَالَ: رأَيت حُفُوفاً أَي ضِيقَ عَيْشٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَبْلِغْ معاويةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَفَّفَ «2» وجُهِدَ أَي قلَ

_ (2). قوله [حَفَّفَ] بهامش النهاية: حَفَّفَ، مبالغة في حَفَّ أي جهد وقل ماله من حَفَّتِ الأرض ونحوه.

مَالُهُ. الأَصمعي: أَصابهم مِنَ العَيْشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقَشَفٌ، كُلُّ هَذَا مِنْ شدَّة العَيْشِ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلَّة والحَفَفُ الحاجةُ، وَيُقَالُ: الضفَف والحَفَفُ وَاحِدٌ؛ وأَنشد: هَدِيّة كانَتْ كَفافاً حَفَفاً، ... لَا تَبْلُغُ الْجَارَ وَمَنْ تَلَطَّفا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الضفَفُ أَن تَكُونَ الأَكَلَةُ أَكثرَ مِنْ مِقدار المالِ، والحَفَفُ أَن تَكُونَ الأَكَلة بِمِقْدَارِ الْمَالِ. قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَكلَ كَانَ مَنْ يأْكل مَعَهُ أَكثر عَدَدًا مِنْ قَدْرِ مَبْلَغِ المأَكول وكفافِه ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَمَنْ تَلَطَّفا أَي مَنْ بَرَّنا لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا مَا نَبَرُّه: وَمَا عِنْدَ فُلَانٍ إِلَا حَفَفٌ مِنَ المَتاعِ، وَهُوَ القوتُ الْقَلِيلُ. وحَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شَدِيدًا إِذَا كَانُوا مَحاوِيجَ. وَعِنْدَهُ حَفَّة مِنْ مَتاعٍ أَو مالٍ أَي قُوتٌ قَلِيلٌ لَيْسَ فِيهِ فَضْلٌ عَنْ أَهله. وَكَانَ الطَّعَامُ حِفافَ مَا أَكلوا أَي قَدْرَه. ووُلِدَ لَهُ عَلَى حَفَفٍ أَي عَلَى حَاجَةٍ إِلَيْهِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَا يَحُفُّهم إِلَى ذَلِكَ إِلَّا الحاجةُ يُرِيدُ مَا يدْعوهم وَمَا يُحْوِجُهم. والاحْتِفَافُ: أَكلُ جَمِيعِ مَا فِي القِدْر، والاشتِفافُ: شربُ جَمِيعِ مَا فِي الإِناء. والحُفُوفُ: اليُبْسُ مِنْ غَيْرِ دَسَمٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قالَتْ سُلَيْمى أَن رأَتْ حُفُوفي، ... مَعَ اضْطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ قَالَ الأَصمعي: حَفَّ رأْسُهُ يَحِفُّ حُفُوفاً وأَحْفَفْتُه أَنا. وسَوِيقٌ حافٌّ: يابِسٌ غَيْرُ مَلْتُوتٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَمْ يُلَتَّ بسمْن ولا زيت. وحَفَّتْ أَرضُنا تَحِفُّ حُفُوفاً: يَبِسَ بَقْلُها. وحَفَّ بَطْنُ الرَّجُلِ: لَمْ يأْكل دسَماً وَلَا لَحْمًا فَيَبِسَ. وَيُقَالُ: حَفَّتِ الثَّريدة إِذَا يبِسَ أَعْلاها فَتَشَقَّقَتْ. وَفَرَسٌ قَفِرٌ حافٌّ: لَا يَسْمَنُ عَلَى الضَّبُعَةِ. وحَفَّ رأْسَه وشارِبه يَحُفُّ حَفّاً أَي أَحْفاه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَفَّ اللِّحية يَحُفُّها حَفّاً: أَخذ مِنْهَا، وحَفَّه يَحُفُّه حَفّاً: قَشَره، والمرأَة تَحُفُّ وَجْهها حَفّاً وحِفافاً: تُزِيلُ عَنْهُ الشعر بالمُوسَى وتَقْشِرُهُ [تَقْشُرُهُ]، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. واحْتَفَّتِ المرأَةُ وأَحَفّتْ وَهِيَ تَحْتَفُّ: تأْمر مَنْ يَحُفُّ شَعْرَ وَجْهِهَا نَتْفاً بِخَيْطَيْنِ، وَهُوَ مِنَ القَشْر، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّعْرِ الحُفَافَةُ، وَقِيلَ: الحُفَافَةُ مَا سَقَط مِنَ الشعَر المَحْفُوفِ وَغَيْرِهِ. وحَفَّتِ اللحيةُ تَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَتْ. وحَفَّ رأْسُ الإِنسان وَغَيْرِهِ يَحِفُّ حُفُوفاً: شَعِثَ وبَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ وَتِداً: وأَشْعَثَ فِي الدَّارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطِيلُ الحُفُوفَ، وَلَا يَقْمَلُ يَعْنِي وَتِدًا حَفَّهُ صاحبُه تَرَك تَعَهُّدَه. والحِفافان: ناحِيتا الرأْسِ والإِناء وَغَيْرِهِمَا، وَقِيلَ: هُمَا جَانِبَاهُ، وَالْجَمْعُ أَحِفَّةٌ. وحِفافا الجبلِ: جَانِبَاهُ. وحِفَافَا كُلِّ شَيْءٍ: جَانِبَاهُ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ نَاحِيَتِي عَسِيبِ ذَنَبِ النَّاقَةِ: كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ، تَكَنَّفا ... حِفَافَيْهِ، شُكّا فِي العَسِيبِ بِمسْرَدِ وَإِنَاءٌ حَفَّان: بَلَغَ الْمَاءُ وغيرُه حِفَافَيْهِ. والأَحِفَّةُ أَيضاً: مَا بَقِيَ حَوْلَ الصَّلَعةِ مِنَ الشَّعْرِ، الْوَاحِدُ حِفافٌ. الأَصمعي: يُقَالُ بَقِيَ مِنْ شَعْرِهِ حِفَافٌ، وَذَلِكَ إِذَا صَلِعَ فَبَقِيَتْ طُرَّة مِنْ شعَره حَوْلَ رأْسه، قَالَ: وَجَمْعُ الحِفافِ أَحِفَّة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ

الجِفانَ الَّتِي تُطعم فِيهَا الضِّيفانُ: لَهُنَّ، إِذَا أَصْبَحْنَ، مِنْهُمْ أَحِفَّةٌ، ... وحينَ يَرَوْنَ الليلَ أَقْبَلَ جَائِيَا أَراد بِقَوْلِهِ لَهُنَّ أَي للجِفانِ، أَحِفّة أَي قَوْمٌ اسْتَدَارُوا بِهَا يأْكلون مِنَ الثَّرِيدِ الَّذِي لُبِّقَ فِيهَا واللُّحْمانِ الَّتِي كُلِّلَتْ بِهَا، أَي قَوْمٌ اسْتَدَارُوا حَوْلَهَا؛ والجِفان تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: فَمَا مَرْتَعُ الجِيرانِ إِلَّا جِفانُكُمْ، ... تَبارَوْن أَنتم والرِّياحُ تَبارِيا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كَانَ أَصلَعَ لَهُ حِفافٌ ؛ هُوَ أَن يَنْكَشِف الشَّعْرُ عَنْ وَسَطِ رأْسه ويَبْقى مَا حولَه. والحَفَّافُ: اللَّحْمُ الَّذِي فِي أَسفَل الْحَنَكِ إِلَى اللَّهاة. الأَزهري: يُقَالُ يَبِس حَفَّافُه وَهُوَ اللَّحْمُ اللَّيِّنُ أَسفل اللَّهاة. والحَافَّانِ مِنَ اللِّسَانِ: عِرْقان أَخْضَران يَكْتَنِفانه مِنْ بَاطِنٍ، وَقِيلَ: حَافُّ اللسانِ طَرَفُه. وَرَجُلٌ حَافُّ الْعَيْنِ بَيِّنُ الحُفُوفِ أَي شَدِيدُ الإِصابة بِهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، مَعْنَاهُ أَنه يُصِيبُ النَّاسَ بِالْعَيْنِ. وحَفُّ الحائكِ خَشَبته الْعَرِيضَةُ يُنَسِّقُ بِهَا اللُّحْمةَ بَيْنَ السَّدَى. والحَفُّ، بِغَيْرِ هَاءٍ: المِنْسَجُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَفَّةُ المِنْوالُ وَهُوَ الخشَبة الَّتِي يَلُفُّ عَلَيْهَا الحائِكُ الثوبَ. والحَفَّةُ: القَصَباتُ الثَّلَاثُ، وَقِيلَ: الحِفَّةُ، بِالْكَسْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَضرب بِهَا الحائكُ كَالسَّيْفِ، والحَفُّ: القَصبة الَّتِي تَجِيءُ وَتَذْهَبُ. قَالَ الأَزهري: كَذَا هُوَ عِنْدَ الأَعراب، وَجَمْعُهَا حُفُوفٌ، وَيُقَالُ: مَا أَنت بحَفَّةٍ ولا نِيرةٍ؛ الحَفَّة: مَا تقدَّم، وَالنِّيرَةُ: الخَشَبةُ المُعْتَرِضةُ، يُضْرب هَذَا لِمَنْ لَا يَنْفَع وَلَا يَضُرّ، مَعْنَاهُ مَا يَصْلُحُ لِشَيْءٍ. والحَفيفُ: صَوْتُ الشَّيْءِ تسْمَعُه كالرَّنَّةِ أَو طيَرانِ الطَّائِرِ أَو الرَّمْيةِ أَو الْتِهَابِ النَّارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، حَفَّ يَحِفُّ حَفِيفاً. وحَفْحَفَ وحَفَّ الجُعَلُ يَحِفُّ: طَارَ، والحَفِيفُ صَوْتُ جناحَيْه، والأُنثى مِنَ الأَساود تَحِفُّ حَفِيفاً، وَهُوَ صَوْتُ جِلْدِهَا إِذَا دَلَكَتْ بعضَه بِبَعْضٍ. وحَفِيفُ الرِّيح: صَوْتُهَا فِي كُلِّ مَا مرَّت بِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَبْلِغْ أَبا قَيْسٍ حَفِيفَ الأَثْأَبَهْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ ضَعِيفُ الْعَقْلِ كأَنه حَفيفُ أَثْأَبةٍ تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أُوعِدُه وأُحَرِّكه كَمَا تحرِّك الريحُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. وحَفَّ الفرسُ يَحِفّ حَفِيفًا وأَحْفَفْتُه أَنا إِذَا حَمَلْتُهُ عَلَى أَن يَكُونَ لَهُ حَفِيفٌ، وَهُوَ دَويّ جَرْيه، وَكَذَلِكَ حَفِيفُ جَنَاحِ الطَّائِرِ. والحَفِيفُ: صَوْتُ أَخفاف الإِبل إِذَا اشْتَدَّ؛ قَالَ: يَقُولُ، والعِيسُ لَهَا حَفِيفُ: ... أَكلُّ مَنْ ساقَ بكُم عَنِيفُ؟ الأَصمعي: حَفَّ الغيْثُ إِذَا اشتَدَّت غَيْثَتُه حَتَّى تسمع له حَفيفاً. ويقال: أَجْرى الفرسَ حَتَّى أَحَفَّه إِذَا حَمَلَه عَلَى الحُضْر الشَّدِيدِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ حَفِيفٌ. وحَفَّ سمعُه: ذَهَبَ كُلُّهُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ. وحَفَّانُ النَّعَامِ: رِيشُه. والحَفّانُ: وَلَدُ النَّعَامِ؛ وأَنشد لأُسامةَ الهُذَليّ: وَإِلَّا النَّعامَ وحَفّانَه، ... وطُغْيا مَعَ اللَّهِقِ النَّاشِطِ

الطُّغْيا: الصَّغِيرُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ، وأَحمد بْنُ يَحْيَى يَقُولُ: الطَّغيا، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَاسْتَعَارَهُ أَبو النَّجْمِ لِصِغَارِ الإِبل فِي قَوْلِهِ: والحَشْوُ مِنْ حَفّانِها كالحَنْظَلِ فَشَبَّهَهَا لَمَّا رَوِيت مِنَ الْمَاءِ بالحَنظل فِي بَريقه ونَضارته، وَقِيلَ: الحَفّانُ صِغارُ النعامِ والإِبل. والحَفَّانُ مِنَ الإِبل أَيضاً: مَا دُونَ الحِقاق، وَقِيلَ: أَصل الحَفّان صِغَارُ النَّعَامِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي صِغَارِ كُلِّ جِنْسٍ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حَفّانةٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ؛ وأَنشد: وزَفَّتِ الشَّوْلُ مِنْ بَرْدِ العَشِيّ، كَمَا ... زَفَّ النَّعام، إِلَى حَفّانِه، الرُّوحُ والحَفّانُ: الخَدَمُ. وَفُلَانٌ حَفٌّ بنفسِه أَي مَعْنيٌّ. والحَفَّةُ: الكرامةُ التامّةُ. وَهُوَ يَحُفُّنا ويَرُفُّنا أَي يُعْطِينا ويَمِيرُنا. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ حَفَّنا أَو رَفَّنا فَلْيَقْتَصِدْ، يَقُولُ: مَن مَدَحَنا فَلَا يَغْلُوَنَّ فِي ذَلِكَ ولكنْ لِيَتَكَلَّمْ بِالْحَقِّ مِنْهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي مَن خَدَمَنا أَو تَعَطَّفَ عَلَيْنَا وحاطَنا. الأَصمعي: هُوَ يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي يَقُومُ ويَقْعُدُ ويَنْصَحُ ويُشْفِقُ، قَالَ: وَمَعْنَى يَحِفُّ تَسْمَع لَهُ حَفِيفاً. وَيُقَالُ: شَجَرٌ يَرِفُّ إِذَا كَانَ لَهُ اهْتِزازٌ مِنَ النَّضارةِ. وَيُقَالُ: مَا لِفلان حَافٌّ وَلَا رافٌّ، وذهَب مَنْ كَانَ يَحُفُّه ويَرُفُّه. وحُفُّ الْعَيْنِ: شَفْرُها. وَجَاءَ عَلَى حَفِّ ذَلِكَ وحَفَفِه وحِفَافِه أَي حِينِه وإبّانِه. وَهُوَ عَلَى حَفَفِ أَمْرٍ أَي ناحيةٍ مِنْهُ وشَرَفٍ. واحْتَفَّتِ الإِبلُ الكَلأَ: أَكلتْه أَو نالَتْ مِنْهُ، والحَفَّةُ: مَا احْتَفَّتْ مِنْهُ. وحِفافُ الرَّمَلِ: مُنْقَطَعُه، وجمعه أَحِفَّةٌ. حقف: الحِقْفُ مِنَ الرَّمْلِ: المُعْوَجُّ، وَجَمْعُهُ أَحْقافٌ وحُقوفٌ وحِقافٌ وحِقَفةٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَا اعْوَجَّ: مُحْقَوْقِفٌ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: فِي تَنائِفَ حِقافٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: حَقائِفَ؛ الحِقافُ: جَمْعُ حِقْفٍ، وَهُوَ مَا اعْوَجَّ مِنَ الرَّمْلِ وَاسْتَطَالَ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَحْقافٍ، فأَما حَقائِفُ فَجَمْعُ الْجَمْعِ، أِمَّا جَمْعُ حِقافٍ أَو أَحقافٍ، وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ ، فَقِيلَ: هِيَ مِنَ الرِّمال، أَي أَنْذَرَهم هُنَالِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الأَحْقافُ دِيَارُ عَادٍ. قَالَ تَعَالَى: وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَاحِدُهَا حِقْفٌ وَهُوَ الْمُسْتَطِيلُ الْمُشْرِفُ، وَفِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ بِالْأَحْقافِ فَقَالَ بالأَرض، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الأَول، وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَحقافُ فِي الْقُرْآنِ جَبَلٌ مُحِيطٌ بِالدُّنْيَا مِنْ زَبَرْجَدةٍ خَضْرَاءَ تَلْتَهِبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فتَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ كُلِّ أُفُق؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْجَبَلُ الَّذِي وَصَفَهُ يُقَالُ لَهُ قافٌ، وأَما الأَحْقافُ فَهِيَ رِمَالٌ بِظَاهِرِ بِلَادِ الْيَمَنِ كَانَتْ عَادٌ تَنْزِلُ بِهَا. والحِقْفُ: أَصْلُ الرَّمْلِ وأَصل الْجَبَلِ وأَصل الْحَائِطِ. وَقَدِ احْقَوْقَفَ الرملُ إِذَا طالَ واعْوَجَّ. واحْقَوْقَفَ الهِلالُ: اعْوجَّ. وكلُّ مَا طالَ واعْوَجَّ، فَقَدِ احْقَوْقَفَ كَظَهْرِ الْبَعِيرِ وشَخْص القَمَرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ مِمَّا وجَفا، ... طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفَا، سَماوةَ الهِلالِ حَتَّى احْقَوْقَفا وَظَبْيٌ حاقِفٌ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنَّ مَعْنَاهُ صَارَ فِي حِقْفٍ، وَالْآخِرُ أَنه رَبَضَ واحْقَوْقَفَ ظهرُه.

الأَزهري: الظَّبْيُ الحاقِفُ يَكُونُ رابِضاً فِي حِقْفٍ مِنَ الرَّمْلِ أَو مُنْطَوِيًا كالحِقْف. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَلٌ أَحْقَفُ خَمِيصٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ مَوْضِعٍ دُخِلَ فِيهِ فَهُوَ حِقْفٌ. وَرَجُلٌ حاقِفٌ إِذَا دَخَلَ فِي الْمَوْضِعِ؛ كلُّ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرَّ هُوَ وأَصحابه وَهُمْ مُحْرِمُون بِظَبْيٍ حاقِفٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ ؛ هُوَ الَّذِي نَامَ وانحَنى وتَثَنّى فِي نَوْمِهِ، وَلِهَذَا قِيلَ لِلرَّمْلِ إِذَا كَانَ مُنْحَنِياً حِقْفٌ، وَكَانَتْ مَنازِلُ قَوْمِ عادٍ بالرِّمال. حكف: الأَزهري خَاصَّةً: ابْنُ الأَعرابي الحُكُوفُ الاسْتِرْخاء فِي العَمَل. حلف: الحِلْفُ والحَلِفُ: القَسَمُ لُغَتَانِ، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى مَفْعُولٍ مِثْلَ المَجْلُودِ والمَعْقُولِ والمَعْسُور والمَيْسُورِ، وَالْوَاحِدَةُ حَلْفةٌ؛ قَالَ إمْرؤُ الْقَيْسِ: حَلَفْتُ لَها باللهِ حَلْفةَ فاجِرٍ: ... لَنامُوا فَمَا إنْ مِنْ حَدِيثٍ وَلَا صَالِي وَيَقُولُونَ: مَحْلُوفةً بِاللَّهِ مَا قَالَ ذَلِكَ، يَنْصِبُونَ عَلَى إِضْمَارِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ مَحْلُوفةً أَي قَسَماً، والمحلوفةُ هُوَ القَسَمُ. الأَزهري عَنِ الأَحمر: حَلَفْتُ مَحْلُوفًا مَصْدَرٌ. ابْنُ بُزُرج: لَا ومَحْلُوفائه لَا أَفْعَلُ، يُرِيدُ ومَحْلُوفِه فمَدَّها. وحَلَفَ أُحْلُوفة؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ حالِفٌ وحَلَّافٌ وحَلَّافةٌ: كَثِيرُ الحَلِفِ. وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلَفْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَمِثْلُهُ أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وَقَدِ اسْتَحْلَفَه بِاللَّهِ مَا فَعَلَ ذَلِكَ وحَلَّفَه وأَحْلَفَه؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: قامَتْ إليَّ فأَحْلَفْتُها ... بِهَدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِقْ وَفِي الْحَدِيثِ: مَن حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فرأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ؛ الحَلِفُ: الْيَمِينُ وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ وَالنِّيَّةِ فَخَالَفَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لَا يَنْعَقِدُ تَحْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ قَالَ لَهُ جُنْدَبٌ: تسْمَعُني أُحالِفُكَ مُنْذُ الْيَوْمِ وَقَدْ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا تَنهاني ؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ مِنَ الحَلْفِ الْيَمِينِ. والحِلْفُ، بِالْكَسْرِ، العَهْد يَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَقَدْ حَالَفَه أَي عاهَدَه، وتَحَالَفُوا أَي تعاهَدُوا. وَفِي حَدِيثِ أَنس: حَالَفَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ والأَنصار فِي دَارِنَا مرَّتين أَي آخَى بَيْنَهُمْ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَالَفَ بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنصار أَي آخَى بَيْنَهُمْ لأَنه لَا حِلْف فِي الإِسْلام. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا حِلْفَ فِي الإِسلام. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصل الحِلْفِ المُعاقدةُ والمُعاهَدَةُ عَلَى التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى الفِتَنِ والقِتالِ بَيْنَ الْقَبَائِلِ والغاراتِ فَذَلِكَ الَّذِي ورَدَ النَّهْيُ عَنْهُ فِي الإِسلام بِقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حِلْف فِي الإِسلام ، وَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى نَصْرِ المَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ المُطَيَّبِينَ وَمَا جَرى مَجْراه فَذَلِكَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْه الإِسلامُ إِلَّا شِدَّةً ، يُرِيدُ مِنَ المُعاقدة عَلَى الْخَيْرِ ونُصْرةِ الْحَقِّ، وَبِذَلِكَ يَجْتَمِعُ الْحَدِيثَانِ، وَهَذَا هُوَ الحِلْفُ الَّذِي يَقْتَضِيه الإِسلامُ والمَمْنُوعُ مِنْهُ مَا خالَفَ حُكْمَ الإِسلام، وَقِيلَ: المُحالفة كَانَتْ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَقَوْلُهُ لَا حِلْفَ

فِي الإِسلام قَالَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ؛ فَكَانَ نَاسِخًا وَكَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأَبو بَكْرٍ مِنَ المُطَيَّبينَ وَكَانَ عُمَرُ مِنَ الأَحْلافِ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وَبَنُو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ. والحَلِيفُ: المُحالِفُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ حَالَفَ فُلَانٌ فُلَانًا، فَهُوَ حَلِيفُهُ، وَبَيْنَهُمَا حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالأَيْمانِ أَن يَكُونَ أَمرُهما وَاحِدًا بالوَفاء، فَلَمَّا لَزِمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فِي الأَحْلافِ الَّتِي فِي الْعَشَائِرِ وَالْقَبَائِلِ صَارَ كُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ شَيْئًا فَلَمْ يُفارِقْه فَهُوَ حَلِيفُه حَتَّى يُقَالَ: فُلَانٌ حَلِيفُ الجُودِ وَفُلَانٌ حَلِيفُ الإِكْثارِ وَفُلَانٌ حَلِيفُ الإِقْلالِ؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: وشَرِيكَيْنِ فِي كثِيرٍ مِنَ المالِ، ... وَكَانَا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحَالَفَ فُلَانٌ بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه. ابْنُ الأَعرابي: الأَحْلافُ فِي قُرَيْشٍ خَمْسُ قَبَائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وَعَدِيُّ بْنُ كَعْبٍ، سُمُّوا بِذَلِكَ لَمَّا أَرادَتْ بَنُو عبدِ مَنَافٍ أَخذ مَا فِي يَدَيْ عبدِ الدَّار مِنَ الْحِجَابَةِ والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ، وأَبَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ، عَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ عَلَى أَمْرِهِم حِلْفاً مُؤَكَّدًا عَلَى أَن لَا يَتَخَاذَلُوا، فأَخرجت عَبْدُ مَنَافٍ جَفْنة مَمْلُوءَةً طِيبًا فَوَضَعُوهَا لأَحْلافهم فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَهُمْ أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَيديهم فِيهَا وتَعاقَدُوا ثُمَّ مَسَحُوا الْكَعْبَةَ بأَيديهم تَوْكِيدًا فَسُمُّوُا المطيَّبين، وتَعاقَدت بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وحُلفاؤها حِلْفًا آخَرَ مُؤَكَّدًا عَلَى أَن لَا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُهُمْ: نَسَباً فِي المُطَيَّبينَ وَفِي الأَحْلافِ ... حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا قَالَ: وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبي مُلَيْكَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فأَتاه ابْنُ صَفْوان فَقَالَ: نِعْمَ الإِمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كَانَتْ لَكُمْ قَالَ: الَّذِي كَانَ قَبْلَهَا خَيْرٌ مِنْهَا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ المطيَّبين وَكَانَ أَبو بَكْرٍ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ، وَكَانَ عُمَرُ مِنَ الأَحْلافِ، يَعْنِي إِمَارَةَ عُمَرَ. وَسَمِعَ ابْنُ عَبَّاسٍ نادِبة عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِيَ تَقُولُ: يَا سيِّدَ الأَحْلافِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ والمُحْتَلَفِ عَلَيْهِمْ ، يَعْنِي المُطيبين. قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ مَا اقْتَصَّه ابْنُ الأَعرابي لأَن القُتَيْبي ذَكَرَ المُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فِيمَا فسَّرَ وَلَمْ يؤدِّ القِصَّة عَلَى وَجْهِهَا، قَالَ: وأَرجو أَن يَكُونَ مَا رَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي صَحِيحًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَجَدْنَا وِلايةَ المطيَّبيّ خَيْرًا مِنْ وِلاية الأَحْلافيِ ، يُرِيدُ أَبا بكر وعمر، يُرِيدُ أَنَّ أَبا بَكْرٍ كَانَ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ وَعُمَرَ مِنَ الأَحْلاف؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا أَحد مَا جَاءَ مِنْ النَّسَبِ لَا يُجْمَعُ لأَن الأَحْلاف صَارَ اسْمًا لَهُمْ كَمَا صَارَ الأَنصار اسْمًا للأَوْس والخَزْرج، والأَحْلافُ الَّذِينَ فِي شِعْرِ زُهَيْرٍ هُمْ: أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا عَلَى التَّناصُرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي أَشار إِلَيْهِ مِنْ شِعْرِ زُهَيْرٍ هُوَ قَوْلُهُ: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُها، ... وَذِبْيانَ [ذُبْيانَ] قَدْ زَلَّتْ بأَقْدامها النَّعْلُ قَالَ: وَفِي قَوْلِهِ أَيضاً: أَلا أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسالةً ... وذِبْيان: هَلْ أَقْسَمْتُمُ كلَّ مَقْسَمِ؟

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صِفَةٌ لازِمةٌ لَهُمَا لُزُومَ الِاسْمِ. ابْنُ سِيدَهْ: الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لَا يُعْقَدُ إِلَّا بالحَلِفِ. وَالْجَمْعُ أَحْلَاف. وَقَدْ حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً، وَهُوَ حِلْفُه وحَليفه؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَسَوْفَ تَقُولُ، إنْ هِيَ لَمْ تَجِدْني: ... أَخانَ العَهْدَ أَم أَثِمَ الحَلِيفُ؟ الحَلِيف: الحالِفُ فِيمَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ليَفِيَنَّ، وَالْجَمْعُ أَحْلافٌ وحُلَفاء، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنهما تَحَالَفَا أَن يَكُونَ أَمرهما وَاحِدًا بِالْوَفَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: والأَحْلافُ أَيضاً قَوْمٌ مِنْ ثَقِيفٍ لأَنَّ ثَقِيفًا فِرْقَتَانِ بَنُو مَالِكٍ والأَحْلافُ، وَيُقَالُ لِبَنِي أَسَدٍ وطَيِءٍ الحَلِيفان، وَيُقَالُ أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لَمَّا أَجْلَتْ بَنِي أَسد عَنِ الحَرَم خَرَجَتْ فَحَالَفَتْ طَيِّئًا ثُمَّ حَالَفَتْ بَنِي فَزَارَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ شَيْءٍ مُخْتَلَف فِيهِ، فَهُوَ مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إِلَى الحَلِفِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وَذَلِكَ أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قَبْلَ سُهَيْل مِنْ مَطْلَعِه فَيَظُنُّ النَّاسُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنه سُهيل، فَيَحْلِفُ الْوَاحِدُ أَنه سُهَيْلٌ وَيَحْلِفُ الْآخَرُ أَنه لَيْسَ بِهِ. وَنَاقَةٌ مُحْلِفةٌ إِذَا شُكَّ فِي سِمَنِها حَتَّى يَدْعُوَ ذَلِكَ إِلَى الْحَلِفِ. الأَزهري: نَاقَةٌ مُحْلِفةُ السَّنام لَا يُدْرى أَفي سَنامِها شَحْمٌ أَم لَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَطْلال مُحْلِفةِ الرُّسُومِ ... بأَلْوَتَي بَرٍّ وفاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان: أَحدهما عَلَى الدُّرُوسِ وَالْآخَرُ عَلَى أَنه لَيْسَ بدارِسٍ فَيَبَرُّ أَحدهما فِي يَمِينِهِ وَيَحْنَثُ الْآخَرُ، وَهُوَ الْفَاجِرُ. وَيُقَالُ: كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إِذَا كَانَ بَيْنَ الأَحْوى والأَحَمّ حَتَّى يَخْتَلِفَ فِي كُمْتته، وكُمَيْتٌ غَيْرُ مُحلِف إِذَا كَانَ أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ. وَفِي الصِّحَاحِ: كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وَفَرَسٌ مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ، وَهُوَ الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حَتَّى يَشُكَّ فِيهِمَا البَصِيرانِ فَيَحْلِفُ هَذَا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى، وَيَحْلِفُ هَذَا أَنه كُمَيْتٌ أَحَمُّ؛ قَالَ ابْنُ كَلْحبة اليَرْبُوعي وَاسْمُهُ هُبَيْرةُ بْنُ عَبْدِ مَناف وكَلْحَبةُ أُمه: تُسائِلُني بَنُو جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ: ... أَغَرَّاءُ العَرادةُ أَمْ بَهِيمُ؟ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ بِهِ الأَديمُ يَعْنِي أَنها خَالِصَةُ اللَّوْنِ لَا يُحْلَفُ عَلَيْهَا أَنها لَيْسَتْ كَذَلِكَ، والصِّرْفُ: شَيْءٌ أَحْمر يُدْبَغُ بِهِ الجِلْدُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى مُحلفة هُنَا أَنها فَرَسٌ لَا تُحْوِجُ صاحبَها إِلَى أَن يَحْلِفَ أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً، وَالصَّحِيحُ هُوَ الأَول. والمُحْلِفُ مِنَ الغِلمان: الْمَشْكُوكُ فِي احْتِلَامِهِ لأَن ذَلِكَ رُبَّمَا دَعَا إِلَى الْحِلْفِ. اللَّيْثُ: أَحْلَفَ الغلامُ إِذَا جاوَز رِهاق الحُلُم، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ أَحْلَفَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحْلَفَ الغُلام بِهَذَا الْمَعْنَى خَطَأٌ، إِنَّمَا يُقَالُ أَحْلَفَ الغلامُ إِذَا راهَقَ الحُلُم فَاخْتَلَفَ النَّاظِرُونَ إِلَيْهِ، فَقَائِلٌ يَقُولُ قَدِ احْتَلَمَ وأَدْرَك وَيَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ غَيْرَ مُدْرِكٍ وَيَحْلِفُ عَلَى قَوْلِهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يَخْتَلِفُ فِيهِ النَّاسُ وَلَا يقِفُون مِنْهُ عَلَى أَمر صَحِيحٍ، فَهُوَ مُحْلِفٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ المُخْتَلَفِ فِيهِ: مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ.

والحَلِيفُ: الحَديدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ حَلافةٌ، وَإِنَّهُ لَحَلِيفُ اللسانِ عَلَى الْمَثَلِ بِذَلِكَ أَي حديدُ اللِّسَانِ فصيحٌ. وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد. قَالَ الأَزهري: أَراه جُعِلَ حَلِيفًا لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ أَنه قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ المُهَلَّب: مَا أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه أَي مَا أَمْضاه وأَذْرَبَه مِنْ قَوْلِهِمْ سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَدِيدٌ مَاضٍ. والحَلَفُ والحَلْفاء: مِنْ نَباتِ الأَغْلاثِ، وَاحِدَتُهَا حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَلْفاء وَاحِدَةٌ وحَلْفاء لِلْجَمِيعِ لِمَا كَانَ يَقَعُ لِلْجَمِيعِ وَلَمْ يَكُنِ اسْمًا كُسِّرَ عَلَيْهِ الْوَاحِدُ، أَرادوا أَن يَكُونَ الواحدُ مِنْ بِنَاءٍ فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي الأَكثر الَّذِي لَيْسَتْ فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث، وَيَقَعُ مُذَكَّرًا نَحْوَ التَّمْرِ وَالْبُرِّ وَالشَّعِيرِ وأَشباه ذَلِكَ، وَلَمْ يُجاوِزُوا الْبِنَاءَ الَّذِي يَقَعُ لِلْجَمِيعِ حَيْثُ أَرادوا وَاحِدًا فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث لأَنه فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث، فاكتفَوْا بِذَلِكَ وبَيَّنُوا الْوَاحِدَةَ بأَن وَصَفُوهَا بِوَاحِدَةٍ، وَلَمْ يَجِيئُوا بِعَلَامَةٍ سِوى الْعَلَامَةِ الَّتِي فِي الْجَمْعِ لتَفْرُقَ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الِاسْمِ الَّذِي يَقَعُ لِلْجَمِيعِ وَلَيْسَ فِيهِ عَلَامَةُ التأْنيث نَحْوَ التَّمْرِ والبُسْر.، وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ: كَثِيرَةُ الحَلْفاء. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الْحَلْفَاءَ. اللَّيْثُ: الْحَلْفَاءُ نَبَاتٌ حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ. قَالَ الأَزهري: الحَلْفَاء نَبْتٌ أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النَّخْلِ وَالْخُوصِ، يَنْبُتُ فِي مغايِضِ الْمَاءِ والنُزُوزِ، الْوَاحِدَةُ حَلَفةٌ مِثْلَ قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الحَلْفَاء وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، وَكَذَلِكَ طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى وَاحِدَةٌ وَجَمْعٌ. ابْنُ الأَعرابي: الحَلْفاء الأَمَةُ الصَّخَّابة. الْجَوْهَرِيُّ: الحَلْفَاء نَبْتٌ فِي الْمَاءِ، وَقَالَ الأَصمعي: حَلِفة، بِكَسْرِ اللَّامِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: أَنَّ عُتْبةَ بْنَ رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فَقَالَ: مَن أَنت؟ قَالَ: أَنا الَّذِي فِي الحَلْفاء ؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الْحَلْفَاءِ، وَهُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: هُوَ قَصَبٌ لَمْ يُدْرِكْ. وَالْحَلْفَاءُ: وَاحِدٌ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ كالقصْباء والطرْفاء، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهُ حَلْفاةٌ. وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ: اسْمان. وَذُو الحُلَيْفةِ: موضعٌ؛ وَقَالَ ابْنُ هَرْمةَ: لمْ يُنْسَ رَكْبُك يومَ زالَ مَطِيُّهُمْ ... مِنْ ذِي الحُلَيْفِ، فصَبَّحُوا المَسْلُوقا يَجُوزُ أَن يَكُونَ ذُو الحُلَيْفِ عِنْدَهُ لُغةً فِي ذِي الحُلَيْفةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ حَذْفُ الْهَاءِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَة فِي الشِّعْرِ كَمَا حَذَفَهَا الْآخَرُ مِنَ العُذَيْبةِ فِي قَوْلِهِ وَهُوَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: لَعَمْري، لَئِنْ أُمُّ الْحَكِيمِ تَرَحَّلَتْ ... وأَخْلَتْ بَخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها وَإِنَّمَا اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ، وَاللَّهُ أَعلم. حلقف: احْلَنْقَفَ الشيءُ: أَفْرَطَ اعْوِجاجُه؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحافَة: وانْعاجَتِ الأَحْناء حتى احْلَنْقَفَتْ، حنف: الحَنَفُ فِي القَدَمَينِ: إقْبالُ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى الأُخرى بإبْهامها، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْحَافِرِ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَقِيلَ: هُوَ مَيْلُ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الإِبهامين عَلَى صَاحِبَتِهَا حَتَّى يُرى شَخْصُ أَصلِها خَارِجًا، وَقِيلَ: هُوَ انْقِلَابُ الْقَدَمِ حَتَّى يَصِيرَ بَطنُها ظهرَها، وَقِيلَ: مَيْلٌ فِي صدْر القَدَم، وَقَدْ حَنِفَ حَنَفاً، ورجُل أَحْنَفُ وامرأَة حَنْفاء، وَبِهِ سُمِّيَ الأَحْنَفُ بْنُ

قَيْس، وَاسْمُهُ صَخْرٌ، لِحَنَفٍ كَانَ فِي رِجْلِهِ، ورِجلٌ حَنْفَاء. الْجَوْهَرِيُّ: الأَحْنَفُ هُوَ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مِنْ شِقِّها الَّذِي يَلي خِنْصِرَها. يُقَالُ: ضرَبْتُ فَلَانًا عَلَى رِجْلِه فَحَنَّفْتُها، وقدَم حَنْفاء. والحَنَفُ: الاعْوِجاجُ فِي الرِّجْل، وَهُوَ أَن تُقْبِل إحْدَى إبْهامَيْ رِجْلَيْه عَلَى الأُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ ارْفَعْ إزارَك، قَالَ: إِنِّي أَحْنَفُ. الحَنَفُ: إقْبالُ القدَم بأَصابعها عَلَى الْقَدَمِ الأُخرى. الأَصمعي: الحَنَفُ أَن تُقْبلَ إبهامُ الرِّجْل الْيُمْنَى عَلَى أُختها مِنَ الْيُسْرَى وأَن تُقْبِلَ الأُخرى إِلَيْهَا إقْبالًا شَدِيدًا؛ وأَنشد لدايةِ الأَحْنَف وَكَانَتْ تُرَقِّصُه وَهُوَ طِفْل: واللهِ لَوْلا حَنَفٌ برِجْلِهِ، ... مَا كانَ فِي فِتْيانِكُم مِن مِثلِهِ وَمِنْ صِلَةٌ هَاهُنَا. أَبو عَمْرٍو: الحَنِيفُ المائِلُ مِنْ خَيْرٍ إِلَى شَرٍّ أَو مِنْ شَرٍّ إِلَى خَيْرٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَمِنْهُ أُخذ الحَنَفُ، وَاللَّهُ أَعلم. وحَنَفَ عَنِ الشَّيْءِ وتَحَنَّفَ: مَالَ. والحَنِيفُ: المُسْلِمُ الَّذِي يَتَحَنَّفُ عَنِ الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ إِلَى الْحَقِّ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الْحَرَامِ عَلَى مِلَّةِ إبراهيمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقِيلَ: هُوَ المُخْلِصُ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْ أَسلم فِي أَمر اللَّهِ فَلَمْ يَلْتَوِ فِي شَيْءٍ، وَقِيلَ: كلُّ مَنْ أَسلم لأَمر اللَّهِ تَعَالَى وَلَمْ يَلْتَوِ، فَهُوَ حنيفٌ. أَبو زَيْدٍ: الحَنيفُ المُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد: تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا ... طريقٌ، لَا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ، قَالَ: مَنْ كَانَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ، فَهُوَ حَنِيفٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَكَانَ عَبَدَةُ الأَوْثانِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: نَحْنُ حُنَفَاء عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام سَمَّوُا الْمُسْلِمَ حَنِيفاً ، وَقَالَ الأَخفش: الحَنِيف الْمُسْلِمُ، وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ مَن اخْتَتَنَ وَحَجَّ الْبَيْتَ حَنِيفٌ لأَن الْعَرَبَ لَمْ تَتَمَسَّكْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ مَنِ اخْتَتَنَ وَحَجَّ قِيلَ لَهُ حَنِيف، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ الْمُسْلِمُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَصَبَ حَنِيفاً فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْحَالِ، الْمَعْنَى بَلْ نَتَّبِعُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ فِي حَالِ حَنِيفِيَّتِهِ، وَمَعْنَى الْحَنِيفِيَّةِ فِي اللُّغَةِ المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَنَفَ إِلَى دينِ اللَّهِ وَدِينِ الإِسلامِ، وَإِنَّمَا أُخِذَ الحَنَفُ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وَهُوَ الَّذِي تَمِيلُ قدَماه كلُ وَاحِدَةٍ إِلَى أُختها بأَصابعها. الْفَرَّاءُ: الحَنِيف مَن سُنَّته الاختِتان. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ، قَالَ: حُجَّاجاً، وَكَذَلِكَ قَالَ السُّدِّيُّ. وَيُقَالُ: تَحَنَّفَ فُلَانٌ إِلَى الشَّيْءِ تَحَنُّفاً إِذَا مَالَ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ، قَدْ قِيلَ: إِنَّ الحَنَفَ الاستقامةُ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمَائِلِ الرِّجْلِ أَحنف تَفَاؤُلًا بِالِاسْتِقَامَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى الْحَنِيفِيَّةِ فِي الإِسلام المَيْلُ إِلَيْهِ والإِقامةُ عَلَى عَقْدِه. والحَنِيف: الصَّحِيحُ المَيْل إِلَى الإِسلام والثابتُ عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَنِيف الْمُسْلِمُ وَقَدْ سُمِّيَ الْمُسْتَقِيمُ بِذَلِكَ كَمَا سمِّي الغُراب أَعْوَرَ. وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، وَيُقَالُ اخْتتن، وَيُقَالُ اعْتَزَلَ الأَصنام وتَعبَّد؛ قَالَ جِرانُ العَوْدِ: ولمَّا رأَين الصُّبْحَ، بَادَرْنَ ضَوْءَه ... رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ

وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَ مَا ... أَقامَ الصلاةَ العابِدُ المُتَحَنِّفُ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَقامَتْ بِهِ، كَمُقامِ الحَنِيف، ... شَهْرَيْ جُمادَى وشَهْرَيْ صَفَرْ إِنَّمَا أَراد أَنها أَقامت بِهَذَا المُتَرَبَّع إقامةَ المُتَحَنِّفِ عَلَى هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله وتديُّنِه لِمَا يَرْجُوهُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الثَّوَابِ، وجَمْعُه حُنَفَاء، وَقَدْ حَنَفَ وتَحَنَّفَ. والدينُ الحَنِيف: الإِسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإِسلام. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحَبُّ الأَديان إِلَى اللَّهِ الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: مِلَّةٌ حَنِيفِيَّةٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الحَنِيفِيَّةُ الميلُ إِلَى الشَّيْءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. الزَّجَّاجِيُّ: الحَنِيف فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَنْ كَانَ يَحُجُّ البيتَ وَيَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ويخْتَتنُ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام كَانَ الحَنِيفُ المُسْلِمَ، وَقِيلَ لَهُ حَنِيف لعُدوله عَنِ الشِّرْكِ؛ قَالَ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ نُعُوتِ الليَّالي فِي شدَّة الظُّلْمَةِ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي: فَمَا شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعْتَمَ فاجِرٍ ... أَبى مُذْ دَجا الإِسْلامُ، لَا يَتَحَنَّفُ وَفِي الْحَدِيثِ: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفَاء أَي طاهِرِي الأَعضاء مِنَ المَعاصِي. لَا أَنهم خَلَقَهم مُسْلِمِينَ كُلَّهُمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ، وَقِيلَ: أَراد أَنه خَلَقَهُمْ حُنَفَاء مُؤْمِنِينَ لِمَا أَخذ عَلَيْهِمِ الميثاقَ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، فَلَا يُوجَدُ أَحد إِلَّا وَهُوَ مُقرّ بأَنَّ لَهُ رَبّاً وَإِنْ أَشرك بِهِ، وَاخْتَلَفُوا فِيهِ. والحُنَفاءُ: جَمْع حَنِيفٍ، وَهُوَ الْمَائِلُ إِلَى الإِسلام الثابتُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ. وَبَنُو حَنِيفةَ: حَيٌّ وَهُمْ قَوْمُ مُسَيْلِمة الكذَّابِ، وَقِيلَ: بَنُو حَنِيفَة حَيٌّ مِنْ رَبيعة. وحَنِيفَةُ: أَبو حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُوَ حَنِيفَة بْنُ لُجَيم بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ؛ كَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ. وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي حديثٌ إسْلاميُّ لَا قَدِيمَ لَهُ؛ وَقَالَ ابْنُ حَبْناء التَّمِيمِيُّ: وَمَاذَا غَيْرَ أَنَّك ذُو سِبالٍ ... تُمِسِّحُها، وَذُو حَسَبٍ حَنِيفِ؟ ابْنُ الأَعرابي: الحَنْفَاء شَجَرَةٌ، والحَنْفَاء القَوْسُ، والحَنْفَاء الْمُوسَى، والحَنْفَاء السُّلَحْفاةُ، والحَنْفَاء الحِرْباءَة، والحَنْفَاءُ الأَمَةُ المُتَلَوِّنةُ تَكْسَلُ مَرَّة وتَنْشَطُ أُخْرى. والحَنِيفِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ السُّيوفِ، مَنْسُوبَةٌ إِلَى أَحْنَفَ لأَنه أَوّل مَنْ عَمِلها، وَهُوَ مِنَ المَعْدُولِ الَّذِي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ الأَزهري: السيوفُ الحَنِيفِيَّةُ تُنْسَبُ إِلَى الأَحْنَف بْنِ قَيْسٍ لأَنه أَول مَنْ أَمر بِاتِّخَاذِهَا، قَالَ والقياسُ الأَحْنَفِيُّ. الْجَوْهَرِيُّ: والحَنْفَاء اسْمُ مَاءٍ لَبَنِي مُعاوية بْنِ عَامِرِ بْنِ ربيعةَ، والحَنْفَاء فَرَسُ حُجْرِ بْنِ مُعاويةَ وَهُوَ أَيضاً فَرَسُ حُذَيْفةَ بْنِ بَدْرٍ الفَزاريّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هِيَ أُخْتُ داحِسٍ لأَبيه مِنْ وَلَدِ العُقّالِ، والغَبْراء خالةُ داحِس وأُخته لأَبيه، وَاللَّهُ أَعلم. حنتف: حَنْتَفٌ: اسْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَنْتَفَانِ الحَنْتَفُ وأَخوه سِيفٌ ابْنَا أَوْسِ بْنِ حِمْيَريّ بْنِ رِياح بْنِ يَرْبوعٍ. والحَنْتَفُ: الجَراد المُنَتَّفُ المُنَقَّى مِنَ الطَّبخ، وَبِهِ سمِّي الرَّجُلُ حَنْتَفاً. والحُنْتُوفُ: الَّذِي يَنْتِف لِحْيَتَه مِنْ هَيَجانِ المِرارِ به.

حنجف: الحُنْجُفُ والحُنْجُفةُ: رأْسُ الوَرِكِ إِلَى الحَجبة، وَيُقَالُ لَهُ حَنْجَفٌ، وَيُقَالُ لَهُ حِنْجِفٌ. والحُنْجُوفُ: طَرَفُ حَرْقَفةِ الوَرِكِ. والحَنَاجِفُ: رؤوس الأَوْراكِ. والحُنْجُوفُ: رأْس الضِّلَعِ مِمَّا يَلي الصُّلْبَ؛ قَالَ الأَزهري: والحَناجِفُ رؤوس الأَضْلاع، وَلَمْ نَسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدٍ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ حَنْجَفَة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جُمالِيَّةٌ لَمْ يَبْقَ إِلَّا سَراتُها، ... وأَلواحُ سُمْرٌ مُشْرِفاتُ الحَناجِفِ وحُنْجُوفُ: دُوَيْبّةٌ. حوف: الحافةُ والحَوْفُ: الناحِيةُ والجانِبُ، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي حَيَفَ لأَن هَذِهِ الْكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ وواوِية. وتَحَوَّفَ الشيءَ: أَخذ حافتَه وأَخذه مِنْ حافَتِه وتَخَوَّفَه، بِالْخَاءِ، بِمَعْنَاهُ. الْجَوْهَرِيُّ: تَحَوَّفَه أَي تَنَقَّصَه. غَيْرُهُ: وحَافَتَا الْوَادِي جانِباه. وحَافَ الشيءَ حَوْفاً: كَانَ فِي حافَتِه. وحَافَه: زارَه؛ قَالَ ابْنُ الزِّبَعْرى: ونعْمان قَدْ غادَرْنَ تَحْتَ لِوائِه ... «3» .... طَيْرٌ يَحُفْنَ وُقُوعُ وحَوْفُ الْوَادِي: حَرْفُه وناحِيَتُه؛ قَالَ ضَمْرةُ بْنُ ضمرةَ: وَلَوْ كُنْتَ حَرْباً مَا طَلَعْتَ طُوَيْلِعاً، ... وَلَا حَوْفَه إِلَّا خَمِيساً عَرَمْرَما وَيُرْوَى: جَوْفَه وجَوَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: سَلِّطْ «4» عَلَيْهِمْ مَوْتَ طاعُونٍ يَحُوفُ القُلوبَ ؛ أَي يُغَيِّرُها عَنِ التَّوَكُّلِ ويَدْعُوها إِلَى الِانْتِقَالِ والهَرَب مِنْهُ، وَهُوَ مِنَ الحَافَةِ ناحيةِ الْمَوْضِعِ وجانِبِه، وَيُرْوَى يُحَوِّفُ، بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَكَسْرِهَا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْوَاوِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: لَمَّا قُتِلَ عمرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، تركَ الناسُ حَافَةَ الإِسلامِ أَي جانِبَه وطَرَفَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عُمارةُ بنُ الوَلِيدِ وعَمرو بْنُ الْعَاصِ فِي الْبَحْرِ، فَجَلَسَ عمرٌو عَلَى مِيحَافِ السَّفِينَةِ فَدَفَعَهُ عُمارةُ ؛ أَراد بالمِيحَافِ أَحَدَ جَانِبَيِ السَّفِينَةِ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَالْجِيمِ. والحَافَةُ: الثَّوْرُ الَّذِي فِي وسَطِ الكُدْسِ وَهُوَ أَشْقى العَوامِلِ. والحَوْفُ بِلُغَةِ أَهلِ الحَوْفِ وأَهل الشِّحْرِ: كالهَوْدَجِ وَلَيْسَ بِهِ، تَرْكَبُ بِهِ المرأَةُ البعيرَ، وَقِيلَ: الحَوْفُ مَرْكَب لِلنِّسَاءِ لَيْسَ بِهَوْدَجٍ وَلَا رَحْل. والحَوْفُ: الثَّوْبُ. والحَوف: جِلْدٌ يُشَقَّقُ كَهَيْئَةِ الإِزارِ تلْبَسُه الحائضُ والصِّبيانُ، وَجَمْعُهُ أَحْوافٌ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ جِلْد يُقَدُّ سُيُوراً عَرْضُ السَّيْرِ أَربع أَصابعَ، أَو شِبْرٌ، تَلْبَسُه الجاريةُ صَغِيرَةً قَبْلَ أَن تُدْرِكَ، وتلبسُه أَيضاً وَهِيَ حَائِضٌ، حِجَازِيَّةٌ، وَهِيَ الرَّهْطُ، نَجْدية؛ وَقَالَ مُرَّةُ: هِيَ كالنُّقْبةِ إِلَّا أَنها تُقَدَّدُ قِدَداً عَرْضُ القِدَّةِ أَربع أَصابع إِنْ كَانَتْ مِنْ أَدَم أَو خِرَقٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَارِيَةٌ ذَاتُ هنٍ كالنَّوْفِ، ... مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحَوْفِ، يَا لَيْتَني أَشِيمُ فِيهِ عَوْفي وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

_ (3). كذا بياض بسائر النسخ. (4). قوله [سلط إلخ] ضبط في النهاية هنا وفي مادة حرف بالبناء للفاعل، وضبط في مادة ذفف منها بالبناء للمفعول وكذا ضبطه المجد هنا.

فصل الخاء المعجمة

جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ، تَزِينُها ... شَرائِحُ أَحْوافٍ مِنَ الأَدَمِ الصِّرْف وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تزوَّجَني رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليَّ حَوْفٌ ؛ الحَوْف: البَقِيرةُ تَلْبَسُه الصَّبيةُ، وَهُوَ ثَوْبٌ لَا كُمَّيْنِ لَهُ، وَقِيلَ: هِيَ سُيُور تَشُدُّها الصِّبْيَانُ عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: هُوَ شِدَّةُ العَيْشِ. والحوْفُ: القَرْيةُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَجَمْعُهُ الأَحْوافُ. والحَوْفُ: موضِع. حيف: الحَيْفُ: المَيْلُ فِي الحُكم، والجَوْرُ والظُّلم. حافَ عَلَيْهِ فِي حُكْمِه يَحِيفُ حَيفاً: مالَ وجارَ؛ وَرَجُلٌ حائِفٌ مِنْ قَوْمٍ حَافَةٍ وحُيَّفٍ وحُيُفٍ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يُرَدُّ مِنْ حَيفِ النّاحِل مَا يُرَدُّ مِنْ جَنَفِ المُوصِي، وحَيْفُ الناحِلِ: أَن يَكُونَ لِلرَّجُلِ أَولاد فيُعْطي بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ، وَقَدْ أُمر بأَن يسوِّي بَيْنَهُمْ، فَإِذَا فضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَدْ حَافَ. وَجَاءَ بَشيرٌ الأَنصاريُّ بِابْنِهِ النُّعمان إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ نَحَلَه نَحْلًا وأَراد أَن يُشْهِدَه عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَكُلَّ ولَدِكَ قَدْ نَحَلْتَ مِثْلَه؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْهَد عَلَى حَيْفٍ، وَكَمَا تُحِبّ أَن يَكُونَ أَولادُك فِي بِرِّك سَوَاءً فسَوِّ بَيْنَهُمْ فِي العَطاء. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ، أَي يَجُورَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَريفٌ فِي حَيْفِك أَي فِي مَيْلِك مَعَهُ لشرَفِه؛ الحَيْفُ: الجَوْرُ وَالظُّلْمُ. وحَافَةُ كُلِّ شَيْءٍ: ناحِيَتُه، وَالْجَمْعُ حيَفٌ عَلَى القِياسِ، وحِيف عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَمِنْهُ حَافَتَا الْوَادِي، وَتَصْغِيرُهُ حُوَيْفَةٌ، وَقِيلَ: حِيفةُ الشَّيْءِ نَاحِيَتُهُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي الجَرَّاح: جَاءَنَا بضَيْحةٍ سَجاجةٍ تَرى سوادَ الْمَاءِ فِي حِيفِها. وحَافَتَا اللسانِ: جانِباه. وتَحَيَّفَ الشيءَ: أَخذ مِنْ جوانِبه ونواحِيه؛ وَقَوْلُ الطِّرِمّاح: تَجَنَّبها الكُماةُ بكلِّ يَوْمٍ ... مَرِيضِ الشَّمْسِ، مُحْمَرِّ الحَوافي فُسِّر بأَنه جَمْعُ حافةٍ، قَالَ: وَلَا أَدري وَجهَ هَذَا إِلَّا أَن تُجمع حَافَةٌ عَلَى حَوَائِفَ كَمَا جَمَعوا حَاجَةً عَلَى حَوائجَ، وَهُوَ نَادِرٌ عَزيز، ثُمَّ تُقلب. وتَحَيَّفَ مالَه: نَقَصَه وأَخَذَ مِنْ أَطْرافه. وتَحَيَّفْتُ الشَّيْءَ مِثْلَ تَحَوَّفْتُه إِذَا تَنَقَّصْته مِنْ حَافَاتِهِ. والحِيفةُ: الطَّريدَةُ لأَنها تَحَيَّفُ مَا يَزيدُ فتَنْقُصه؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والحَافَانِ: عِرْقانِ أَخضران تَحْتَ اللِّسَانِ، الْوَاحِدُ حَافٌ، خَفِيفٌ. والحَيْفُ: الهامُ وَالذَّكَرُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وذاتُ الحِيفَةِ: مِنْ مساجِد النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وتَبُوك. فصل الخاء المعجمة ختف: الخُتْفُ: السَّذابُ، يَمَانِيَّةٌ. خجف: الخَجِيفُ: لُغَةٌ فِي الجَخيف وَهُوَ الطَّيْشُ والخِفَّةُ وَالتَّكَبُّرُ. وَغُلَامٌ خُجافٌ: صَاحِبُ تَكَبُّرٍ وَفَخْرٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. اللَّيْثُ: الخَجِيفَةُ المرأَة القَضيفةُ، وهُنَّ الخِجافُ. وَرَجُلٌ خَجِيفٌ: قَضِيفٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الْخَجِيفَ، الْخَاءُ قَبْلَ الْجِيمِ، فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ لِغَيْرِ الليث. خدف: الخَدْفُ: مَشْيٌ فِيهِ سُرعةٌ وتَقارُبُ خُطىً. والخَدْفُ: الاخْتِلاسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.

واخْتَدَفَ الشيءَ: اخْتَطَفَه واجْتذبه. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لخِرَقِ الْقَمِيصِ قَبْلَ أَن تُؤَلَّفَ الكِسَفُ والخدَفُ، وَاحِدَتُهَا كِسْفَةٌ وخِدْفةٌ. والخَدْفُ: السُّكانُ الَّذِي لِلسَّفِينَةِ. ابْنُ الأَعرابي: امْتَعَدَه وامْتَشَقَه واخْتَدَفَه واخْتواه واخْتَاتَه وتَخَوَّته وامْتَشَنَه إِذَا اخْتَطفَه. وخَدَفْتُ الشَّيْءَ وخَذَفتُه: قَطَعْتُه. خذف: الخَذْفُ: رَمْيُكَ بحَصاة أَو نواة تأْخُذها بين سَبّابَتَيْك أَو تَجْعَلُ مِخْذَفةً مِنْ خَشَبٍ تَرْمِي بِهَا بَيْنَ الإِبهام وَالسَّبَّابَةِ. خَذَفَ بِالشَّيْءِ يَخْذِفُ خَذْفاً: رَمى، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الحَصى. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَذَفَ قَالَ: وأَما الخَذْف، بِالْخَاءِ، فَإِنَّهُ الرَّمْيُ بِالْحَصَى الصِّغَارِ بأَطْراف الأَصابع. يُقَالُ: خَذَفَه بِالْحَصَى خَذْفًا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عن الخَذْفِ بِالْحَصَى وَقَالَ: إِنَّهُ يفقأُ العينَ وَلَا يَنْكِي العَدُوّ وَلَا يُحْرِزُ صَيداً. ورمْيُ الجِمارِ يَكُونُ بمثْلِ حَصى الخَذْفِ وَهِيَ صِغَارٌ. وَفِي حَدِيثِ رَمْيِ الجِمار: عَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الخذْف أَي صغاراً. الجوري: الخَذْفُ بِالْحَصَى الرَّمْيُ بِهِ بالأَصابع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَنّ الْحَصَى مِنْ خَلْفِها وأَمامِها، ... إِذَا نَجَلَتْهُ رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرا وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ الخَذْفِ ، وَهُوَ رَمْيُكَ حَصاةً أَو نواة تأْخذها بين سبابتيك فَتَرْمِي بِهَا، أَو تَتَّخِذُ مِخْذَفةً مِنْ خَشَبٍ فَتَرْمِي بِهَا الْحَصَاةَ بَيْنَ إبْهامك وَالسَّبَّابَةِ. والمِخْذَفةُ: المِقْلاعُ وَشَيْءٌ يُرْمَى بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِخْذفة الَّتِي يُوضَعُ فِيهَا الْحَجَرُ ويُرْمى بِهَا الطَّيْرُ وَغَيْرُهَا مِثْلُ المِقلاع وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَتْرُكْ عيسى بن مَرْيَمَ، عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، إِلَّا مِدْرَعةَ صُوفٍ ومِخْذَفةً ؛ أَراد بِالْمِخْذَفَةِ الْمِقْلَاعَ. وخَذْفُه النُّطْفَةَ: إِلْقَاؤُهَا فِي وسَط الرَّحِم. وخَذَفَ بِهَا يَخْذِفُ خَذْفاً: ضَرطَ. والخَذَّافة والمِخْذَفَةُ: الاسْتُ. وخذفَ بِبَوْلِهِ: رَمى بِهِ فَقَطَّعَه. والخَذْفُ: القَطعُ كالخَدْبِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والخَذْفُ والخَذَفانُ: سُرْعةُ سَيْرِ الإِبل. والخَذُوفُ مِنَ الدَّوابّ: السَّريعةُ والسَّمِينَةُ؛ قَالَ عَديّ: لَا تَنْسَيَا ذِكْرِي على لذَّةِ الكأْسِ، ... وطَوْفٍ بالخَذُوفِ النَّحُوصْ يَقُولُ: لَا تَنْسَيا ذِكْرِي عِنْدَ الشُّرْبِ والصَّيْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: والخَذُوفُ الأَتان تَخْذِفُ مِنْ سُرْعَتِهَا الحَصى أَي تَرْميه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ بِهِ خَذُوفٌ، ... مِنَ الجَوْناتِ، هادِيةٌ عَنُونُ وَقِيلَ: الخَذُوفُ الَّتِي تَدْنو مِنَ الأَرض سِمَناً، وَقِيلَ: الخَذُوف الَّتِي تَرْفَعُ رِجْلَيْهَا إِلَى شِقِّ بَطْنِها. قَالَ الأَصمعي: أَتانٌ خَذُوفٌ، وَهِيَ الَّتِي تَدْنُو مِنَ الأَرض مِنَ السِّمَنِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: نَفَى بالعِرَاكِ حَوالِيَّها، ... فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ والخَذُوفُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا يَثْبُت صِرارُها. التَّهْذِيبُ: الخَذَفانُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل. خذرف: خَذْرَفَ: زَجَّ بقوائمِه، وَقِيلَ: الخَذْرَفةُ اسْتِدارةُ القوائِمِ.

والخُذْرُوفُ: السريعُ الْمَشْيِ، وَقِيلَ: السَّريعُ فِي جَرْيِه، والخُذْرُوفُ: عُوَيْدٌ مَشْقُوقٌ فِي وَسَطِهِ يُشَدُّ بِخَيْطٍ ويُمَدّ فَيُسْمع لَهُ حَنِينٌ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الخَرَّارة، وَقِيلَ: الخُذْرُوف شيءٌ يُدوِّرُه الصَّبِيُّ بِخَيْطٍ فِي يَدِهِ فيُسْمَع لَهُ دَويّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا: دَرِيرٍ، كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّه ... تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ وَالْجَمْعُ الخَذاريف. وَفِي تَرْجَمَةِ رَمَعَ: اليَرْمَعُ الخَرَّارةُ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ وَهِيَ الخُذْرُوف. التَّهْذِيبُ: والخُذْرُوف عُودٌ أَو قصَبَة مَشْقوقة يُفْرَض فِي وسَطه ثُمَّ يُشَدُّ بِخَيْطٍ، فَإِذَا أُمِرَّ دارَ وَسَمِعْتَ لَهُ حَفِيفًا، يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ ويُوصَفُ بِهِ الْفَرَسُ لسُرْعَتِه، تَقُولُ: هُوَ يُخَذْرِفُ بِقَوَائِمِهِ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وإنْ سَحَّ سَحّاً خَذْرَفَتْ بالأَكارِع قَالَ بَعْضُهُمْ: الخَذْرَفَةُ مَا تَرْمِي الإِبلُ بأَخْفافِها مِنَ الْحَصَى إِذَا أَسرعت. وكلُّ شَيْءٍ مُنْتَشِرٍ مِنْ شَيْءٍ، فَهُوَ خُذْرُوفٌ؛ وأَنشد: خَذارِيفُ مِن قَيْضِ النَّعامِ التَّرائكِ وَقَالَ مُدْرِكٌ القَيْسِيُّ: تَخَذْرَفَتِ النَّوى فُلاناً وتَخَذْرَمَتْه إِذَا قَذَفَتْه ورحَلَتْ بِهِ. والخُذرُوف: العُود الَّذِي يُوضَعُ فِي خَرْقِ الرَّحى العُليا، وَقَدْ خَذْرَف الرَّحى. والخُذْرُوفُ: طِين شَبِيهٌ بالسُّكَّرِ يُلْعَبُ بِهِ. والخِذْرافُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْضِ، الواحدةُ خِذْرَافَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْت رَبيعيّ إِذَا أَحَسَّ الصَّيْفَ يَبِسَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخِذْرَافُ مِنَ الحَمْض لَهُ وُرَيقة صَغيرةٌ تَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّراعِ، فَإِذَا جَفَّ شاكَهَ البَياضَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَوائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَريضةٍ، ... يَلُذْنَ بِخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصَّحِيحُ أَن الخِذْرَافَ مِنَ الحَمْض وَلَيْسَ مِنْ بُقول الرَّبِيعِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً وبَرْدَ مِياهِها، ... ومَنابتَ الحَمَصِيص والخِذْرافِ ورجُل مُتَخَذْرِفٌ: طَيِّبُ الخُلُقِ. وخَذْرَفَ الإِناءَ: مَلأَه. والخَذْرَفَةُ: القِطْعة مِنَ الثَّوْبِ. وتَخَذْرَفَ الثَّوْبُ: تَخَرَّقَ، والله أَعلم. خرف: الخَرَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: فَسادُ العَقْلِ مِنَ الكِبَرِ. وَقَدْ خَرِفَ الرجُل، بِالْكَسْرِ، يَخْرَفُ خَرَفاً، فَهُوَ خَرِفٌ: فَسَدَ عَقْلُه مِنَ الكِبَرِ، والأُنثى خَرِفةٌ، وأَخْرَفَه الهَرَمُ؛ قَالَ أَبو النَّجْم العِجْليّ: أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ زِيادٍ كالخَرِفْ، ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ، وتَكْتُبانِ فِي الطَّريقِ لَامَ الِف «5» نَقَلَ حركةَ الْهَمْزَةِ مِنَ الأَلف عَلَى الْمِيمِ السَّاكِنَةِ مِنْ لَامٍ فَانْفَتَحَتْ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ فِي الْعَدَدِ: ثلاثةَ أَرْبَعَةَ. والخَريفُ: أَحَدُ فُصُولِ السنةِ، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَشْهر مِنْ آخِرِ القَيْظِ وأَوَّل الشِّتَاءِ، وَسُمِّيَ خَريفاً لأَنه تُخْرَفُ فِيهِ الثِّمار أَي تُجْتَنى. والخَريفُ: أَوَّلُ مَا يَبدأُ مِنَ الْمَطَرِ فِي إقْبالِ الشِّتَاءِ. وَقَالَ أَبو حنيفة:

_ (5). قوله [وتكتبان] رواه في الصحاح بدون واو من التكتيب.

لَيْسَ الخَرِيفُ فِي الأَصل بِاسْمِ الْفَصْلِ، وَإِنَّمَا هُوَ اسْمُ مَطَرِ الْقَيْظِ، ثُمَّ سُمِّيَ الزَّمَنُ بِهِ، والنَّسَبُ إِلَيْهِ خَرْفيٌّ وخَرَفيٌّ، بِالتَّحْرِيكِ، كِلَاهُمَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وأَخْرَفَ القومُ: دَخَلُوا فِي الْخَرِيفِ، وَإِذَا مُطِرَ القومُ فِي الْخَرِيفِ قِيلَ: قَدْ خُرِفُوا، ومَطَرُ الْخَرِيفِ خَرْفيٌّ. وخُرِفَتِ الأَرضُ خَرْفاً: أَصابها مطرُ الْخَرِيفِ، فَهِيَ مَخْروفةٌ، وَكَذَلِكَ خُرِفَ الناسُ. الأَصمعي: أَرضٌ مخْروفةٌ أَصابها خَريفُ الْمَطَرِ، ومَرْبُوعةٌ أَصابها الربيعُ وَهُوَ الْمَطَرُ، ومَصِيفةٌ أَصابها الصيفُ. والخَريفُ: الْمَطَرُ فِي الْخَرِيفِ؛ وخُرِفَتِ الْبَهَائِمُ: أَصابها الخريفُ أَو أَنْبَتَ لَهَا مَا تَرْعاه؛ قَالَ الطِّرمَّاح: مِثْلَ مَا كافَحْتَ مَخْرُوفةً ... نَصَّها ذاعِرُ رَوْعٍ مُؤام يَعْنِي الظبْيةَ الَّتِي أَصابها الخَريفُ. الأَصمعي: أَوّل مَاءِ الْمَطَرِ فِي إقْبالِ الشِّتَاءِ اسْمُهُ الخرِيفُ، وَهُوَ الَّذِي يأْتي عِنْدَ صِرامِ النخْل، ثُمَّ الَّذِي يَلِيه الوَسْميّ وَهُوَ أَوَّلُ الرَّبيعِ، وَهَذَا عِنْدَ دُخُولِ الشِّتَاءِ، ثُمَّ يَلِيهِ الرَّبيع ثُمَّ الصيفُ ثُمَّ الحَمِيمُ، لأَن الْعَرَبَ تَجْعَلُ السَّنَةَ سِتَّةَ أَزْمِنة. أَبو زَيْدٍ الغَنَوِيُّ: الخَريفُ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الشِّعْرى إِلَى غُرُوبِ العَرْقُوَتَيْنِ، والغَوْرُ ورُكْبةُ والحِجازُ، كُلُّهُ يُمْطَرُ بِالْخَرِيفِ، ونَجْدٌ لَا تُمْطَرُ فِي الخَريف، أَبو زَيْدٍ: أَوّلُ الْمَطَرِ الوسْمِيّ ثُمَّ الشَّتْوِيُّ ثُمَّ الدَّفَئِيُّ ثُمَّ الصيفُ ثُمَّ الحَمِيمُ ثُمَّ الخَريفُ، وَلِذَلِكَ جُعِلت السنةُ ستةَ أَزْمِنةٍ. وأَخْرَفُوا: أَقامُوا بِالْمَكَانِ خَرِيفَهم. والمَخْرَفُ: مَوْضِعُ إقامَتِهم ذَلِكَ الزَّمَنَ كأَنه عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْح: فَغَيْقةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ، ... بِهَا مِنْ لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا رأَيت قَوْمًا خَرَفُوا فِي حائطِهم أَي أَقامُوا فِيهِ وقْتَ اخْتِرافِ الثِّمارِ، وَهُوَ الْخَرِيفُ، كَقَوْلِكَ صافُوا وشَتَوْا إِذَا أَقاموا فِي الصيْف وَالشِّتَاءِ، وأَما أَخْرَفَ وأَصافَ وأَشْتَى فَمَعْنَاهُ أَنه دَخَلَ فِي هَذِهِ الأَوقات. وَفِي حَدِيثِ الْجَارُودِ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَوْدٌ نأْتي عَلَيْهِنَّ فِي خُرُف فَنَسْتَمْتِعُ مِنْ ظُهورِهنَّ وَقَدْ عَلِمْتَ مَا يَكْفِينا مِنَ الظَّهْر، قَالَ: ضالَّةُ المؤْمِن حَرَقُ النارِ ؛ قِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ فِي خُرُفٍ أَي فِي وَقْتِ خُروجهنَّ إِلَى الْخَرِيفِ. وعامَلَه مُخارَفةً وخِرافاً مِنَ الخَريفِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كالمُشاهَرَةِ مِنَ الشَّهْرِ. واسْتَأْجَره مُخارَفةً وخِرافاً؛ عَنْهُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فُقَراءُ أُمتي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغنيائهم بأَربعين خَرِيفًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الزَّمَانُ الْمَعْرُوفُ مِنْ فُصُولِ السَّنَةِ مَا بَيْنَ الصيْف وَالشِّتَاءِ، وَيُرِيدُ بِهِ أَربعين سَنَةً لأَن الْخَرِيفَ لَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ إِلَّا مرَّة وَاحِدَةً، فَإِذَا انْقَضَى أَربعون خَرِيفًا فَقَدْ مَضَتْ أَربعون سَنَةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنَّ أَهل النَّارِ يَدْعون مَالِكًا أَربعين خَرِيفًا ؛ وَفِي حَدِيثِ سَلَمَة بْنِ الأَكوع وَرَجَزِهِ: لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ، ... وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا رَغِيفُ، لكِنْ غَذاها لَبَنُ الخَريفِ «1» قَالَ الأَزهري: اللَّبَنُ يَكُونُ فِي الخَريفِ أَدْسَمَ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: الرِّوَايَةُ اللبنُ الخَريفُ، قَالَ: فيُشْبِه أَنه أَجْرى اللَّبَنَ مُجْرى الثِّمار الَّتِي تُخْتَرَفُ عَلَى

_ (1). في هذا الشطر إقواء.

الِاسْتِعَارَةِ، يُرِيدُ الطَّريَّ الحَديثَ العَهْدِ بالحَلَبِ. والخَريفُ: الساقِيةُ. والخريفُ: الرُّطَبُ المَجْنيّ. والخَريف: السنةُ والعامُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا بَيْنَ مَنْكِبَي الخازِنِ مِنْ خَزَنة جَهَنَّمَ خَريفٌ ؛ أَراد مَسَافَةً تُقْطَعُ مِنَ الْخَرِيفِ إِلَى الْخَرِيفِ وَهُوَ السَّنَةُ. والمُخْرِفُ: النَّاقَةُ الَّتِي تُنْتَجُ فِي الْخَرِيفِ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي نُتِجَتْ فِي مِثْلِ الْوَقْتِ الَّذِي حَمَلَتْ فِيهِ مِنْ قَابِلٍ، والأَوّل أَصحّ لأَن الاشْتِقاق يَمُدُّه، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيَّ: تَلْقى الأَمانَ، عَلَى حِياضِ مُحمدٍ، ... ثَوْلاءُ مُخْرِفةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ لَا ذِي تَخافُ، وَلَا لذلِك جُرْأَةٌ، ... تُهْدى الرَّعِيّةُ مَا اسْتَقامَ الرَّيِّسُ وَقَدْ أَخْرَفَتِ الشاةُ: وَلَدَتْ فِي الخَريف، فَهِيَ مُخْرِفٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: لَا أَعرف أَخْرَفَت بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا مِنَ الْخَرِيفِ، تَحْمِلُ الناقةُ فِيهِ وتَضَعُ فِيهِ. وخَرَفَ النخلَ يَخْرُفُه خَرْفاً وخَرافاً وخِرافاً واخْتَرَفَه: صَرَمَه واجْتَناه. والخَرُوفَةُ: النَّخْلَةُ يُخْرَفُ ثمَرُها أَي يُصْرَمُ، فَعُولةٌ بِمَعْنَى مَفْعولة. والخرائفُ: النَّخْلُ اللَّائي تُخْرَصُ. وخَرَفْتُ فُلَانًا أَخرفُه إِذَا لَقَطْتَ لَهُ الثَّمرَ. أَبو عَمْرٍو: اخْرُفْ لَنَا ثمَرَ النخلِ، وخَرَفْتُ الثِّمار أَخْرُفُها، بِالضَّمِّ، أَي اجْتَنَيْتُها، وَالثَّمَرُ مَخْرُوفٌ وخَريف. والمِخْرَف: النَّخْلَةُ نَفْسُها، والاخْتِرافُ: لَقْطُ النَّخْلِ، بُسْراً كَانَ أَو رُطَباً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَخْرَفَ النخلُ: حانَ خِرافُه. والخارِفُ: الحافِظُ فِي النخلِ، وَالْجَمْعُ خُرّافٌ. وأَرسلوا خُرَّافَهم أَي نُظَّارَهم. وخَرَفَ الرجلُ يَخْرُفُ: أَخَذَ مِنْ طُرَفِ الفَواكِهِ، وَالِاسْمُ الخُرْفَةُ. يُقَالُ: التمْرُ خُرْفَة الصَّائِمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الشجَرَ أَبْعَدُ مِنَ الخارِف ، وَهُوَ الَّذِي يَخْرُفُ الثَّمَر أَي يَجْتَنِيه. والخُرْفةُ، بِالضَّمِّ: مَا يُجْتَنى مِنَ الفَواكِه. وَفِي حَدِيثِ أَبي عَمْرةَ: النَّخْلَةُ خُرْفةُ الصَّائِمِ أَي ثَمَرتُه الَّتِي يأْكلها، ونَسَبَها إِلَى الصَّائِمِ لأَنه يُسْتَحَبُّ الإِفْطارُ عَلَيْهِ. وأَخْرَفَه نَخلةً: جعلَها لَهُ خُرْفةً يَخْتَرِفُها. والخَرُوفَةُ: النخلةُ. والخَريفةُ: النَّخْلَةُ الَّتِي تُعْزَلُ للخُرْفةِ. والخُرافةُ: مَا خُرِفَ مِنَ النَّخْلِ. والمَخْرَفُ: القِطْعة الصَّغِيرَةُ مِنَ النَّخْلِ سِتّ أَو سبْعٌ يَشْتَرِيهَا الرَّجُلُ للخُرْفةِ، وَقِيلَ هِيَ جَمَاعَةُ النَّخْلِ مَا بَلَغَتْ. التَّهْذِيبُ: رَوَى ثوْبانُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: عائدُ المَريضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ. قَالَ شَمِرٌ: المَخْرَفَةُ سِكّةٌ بَيْنَ صَفَّيْن مِنْ نَخْلٍ يَخْتَرِفُ مِنْ أَيِّهِما شَاءَ أَي يَجْتَنِي، وَجَمْعُهَا المَخارِفُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: المَخارِفُ جَمْعُ مَخْرَفٍ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الحائطُ مِنَ النَّخْلِ أَي أَنّ العائدَ فِيمَا يَحُوزُه مِنَ الثَّوَابِ كأَنَّه عَلَى نَخْلِ الْجَنَّةِ يَخْتَرِفُ ثِمارَها. والمِخْرَفُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُجْتَنى فِيهِ الثِّمارُ، وَهِيَ المَخارِفُ، وَإِنَّمَا سمِّي مِخْرَفاً لأَنه يُخْتَرَفُ فِيهِ أَي يُجْتَنَى. ابْنُ سِيدَهْ: المِخْرَفُ زَبيلٌ صَغِيرٌ يُخْتَرَفُ فِيهِ مِنْ أَطايِبِ الرُّطَب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَخذ مِخْرَفاً فأَتَى عِذْقاً ؛ المِخْرَفُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُجْتَنَى فِيهِ الثَّمَرُ، والمَخْرَفُ: جَنَى النخلِ. وَقَالَ ابْنُ قُتيبة فِيمَا ردَّ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ: لَا يَكُونُ المَخْرفُ جَنى النَّخْلِ، وَإِنَّمَا المَخْرُوفُ جنَى النَّخْلِ، قَالَ:

وَمَعْنَى الْحَدِيثِ عائدُ الْمَرِيضِ فِي بَسَاتِينِ «2» الْجَنَّةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: بَلْ هُوَ المُخْطئُ لأَن المَخْرَفَ يَقَعُ عَلَى النَّخْلِ وَعَلَى المَخْرُوفِ مِنَ النَّخْلِ كَمَا يَقَعُ المشْرَب عَلَى الشُرْبِ والموضعِ والمَشْرُوبِ، وَكَذَلِكَ المَطْعَمُ يَقَعُ عَلَى الطَّعَامِ المأْكول، والمَرْكَبُ يقعُ عَلَى الْمَرْكُوبِ، فَإِذَا جَازَ ذَلِكَ جَازَ أَن تَقَعَ المَخارِفُ عَلَى الرُّطَبِ المَخْرُوف، قَالَ: وَلَا يَجْهَلُ هَذَا إِلَّا قَلِيلُ التَّفْتِيشِ لِكَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ نُصَيْبٌ: وَقَدْ عادَ عَذْبُ الماءِ بَحْراً، فزادَني ... إِلَى ظَمَئي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ وَقَالَ آخَرُ: وأُعْرِضُ عَنْ مَطاعِمَ قَدْ أَراها ... تُعَرَّضُ لِي، وَفِي البَطْنِ انْطواء قَالَ: وَقَوْلُهُ عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى بَسَاتِينِ الْجَنَّةِ لأَن عَلَى لَا تَكُونُ بِمَعْنَى فِي، لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ الكِيسُ عَلَى كُمِّي يُرِيدُ فِي كُمِّي، والصِّفاتُ لَا تُحْمَلُ عَلَى أَخواتها إِلَّا بأَثر، وَمَا رَوَى لُغَوِيّ قطُّ أَنهم يَضَعُون عَلَى مَوْضِعَ فِي. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَلَى خُرْفةِ الْجَنَّةِ ؛ والخُرفة، بِالضَّمِّ: مَا يُخْتَرَفُ مِنَ النَّخْلِ حِينَ يُدْرِكُ ثَمَرَهُ. وَلَمَّا نَزَلَتْ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً*، الْآيَةَ؛ قَالَ أَبو طَلْحَةَ: إنَّ لِي مَخْرَفاً وَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ صَدَقَةً أَي بُسْتاناً مِنْ نَخْلٍ. وَالْمَخْرَفُ، بِالْفَتْحِ: يَقَعُ عَلَى النَّخْلِ وَالرُّطَبِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادة: فابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفاً أَي حَائِطًا يُخْرَفُ مِنْهُ الرُّطَبُ. وَيُقَالُ لِلنَّخْلَةِ الَّتِي يأْخذها الرَّجُلُ للخُرْفَة يَلقُطُ مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطَب: الخَرُوفَةُ. وَقَدِ اشْتَمَلَ فُلَانٌ خَرائفَه إِذَا لَقَطَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطَبِ إِلَّا قلِيلًا، وَقِيلَ: مَعْنَى الْحَدِيثِ عَائِدُ الْمَرِيضِ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ أَي يؤدِّيه ذَلِكَ إِلَى طُرُقِهَا؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ رَجُلًا ضَرَبَهُ ضَرْبَةً: وَلَقَدْ تُحِينُ الخِرْقَ يَرْكُدُ عِلْجُه، ... فَوْقَ الإِكامِ، إدامَةَ المُسْتَرْعِفِ فأجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه ... نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَريغٍ مَخْرَفِ فَريغ: طَرِيقٌ وَاسِعٌ. وَرُوِيَ أَيضاً عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَن عادَ مَريضاً إِيمَانًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَصْدِيقًا لكِتابه كَانَ مَا كَانَ قاعِداً فِي خِرافِ الجنةِ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: عائدُ المريضِ فِي خِرافة الْجَنَّةِ أَي فِي اجْتِناء ثَمَرِهَا مِنْ خَرَفْت النخلةَ أَخْرُفُها، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: عَائِدُ الْمَرِيضِ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ أَي مَخْرُوفٌ مِنْ ثَمَرِهَا، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والمَخْرَفةُ: الْبُسْتَانُ. والمَخْرَفُ والمَخْرَفَةُ: الطَّرِيقُ الواضحُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَرَكْتُكُمْ عَلَى مَخْرَفةِ «3» النَّعَمِ أَي عَلَى مِثْلِ طريقِها الَّتِي تُمَهِّدُها بأَخْفافِها. ثَعْلَبٌ: المَخارِفُ الطُّرُقُ وَلَمْ يُعَيِّنْ أَية الطُّرُق هِيَ. والخُرافةُ: الحديثُ المُسْتَمْلَحُ مِنَ الكذِبِ. وَقَالُوا: حَدِيثُ خُرافةَ، ذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِمْ حديثُ خُرَافَة أَنَّ خُرَافَةَ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ أَو مِنْ جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَكَانَ يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مِمَّا رَأَى يَعْجَبُ منها الناسُ

_ (2). قوله [في بساتين إلخ] هذا يناسب رواية النهاية عائد المريض على مخارف الجنة بصيغة الجمع لا الرواية هنا في مخرفة الجنة بالإفراد. (3). قوله [تركتكم على مخرفة] الذي في النهاية: تركتم على مثل مخرفة.

فكذَّبوه فَجَرَى عَلَى أَلْسُنِ النَّاسِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: وخُرَافَةُ حَقٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَ لَهَا حَدِّثِيني، قَالَتْ: مَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَ خُرَافَةَ ، وَالرَّاءُ فِيهِ مُخَفَّفَةٌ، وَلَا تَدْخُلُهُ الأَلف وَاللَّامُ لأَنه مَعْرِفَةٌ إِلَّا أَن يُرِيدَ بِهِ الخُرَافَاتِ الموضوعةَ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْلِ، أَجْرَوْه عَلَى كُلِّ مَا يُكَذِّبُونَه مِنَ الأَحاديث، وَعَلَى كُلِّ مَا يُسْتَمْلَحُ ويُتَعَجَّبُ مِنْهُ. والخَرُوفُ: وَلَدُ الحَمَلِ، وَقِيلَ: هُوَ دونَ الجَذَعِ مِنَ الضأْنِ خَاصَّةً، وَالْجَمْعُ أَخْرِفَةٌ وخِرَفَان، والأَنثى خَرُوفَةٌ، واشْتِقاقُه أَنه يَخْرُفُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا أَي يَرْتَعُ. وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ: إِنَّمَا أَبْعَثُكُم كالكِباشِ تَلْتَقِطون خِرْفَان بَنِي إِسْرَائِيلَ ؛ أَراد بالكِباش الكِبارَ العُلَماء، وبالخِرْفان الصِّغارَ الجُهّالَ. والخَرُوفُ مِنَ الْخَيْلِ مَا نُتِجَ فِي الخَريفِ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَبَلَة: مَا رَعى الخَريفَ، وَقِيلَ: الخَرُوفُ ولَدُ الْفَرَسِ إِذَا بَلَغَ سِتَّةَ أَشْهر أَو سَبْعَةً؛ حَكَاهُ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرس؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَرْثِ: ومُسْتَنّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوفِ، ... قَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ دَفُوعِ الأَصابعِ، ضَرْحَ الشَّمُوسِ ... نَجْلاء، مُؤيسة العُوَّدِ أَرادَ مَعَ المِرْودِ. وَقَوْلُهُ ومُسْتَنَّةٍ يَعْنِي طَعْنة فَارَ دَمُها باسْتِنانٍ. والاسْتِنانُ والسَّنُّ: المَرُّ عَلَى وَجْهِهِ، يُرِيدُ أَن دَمَها مرَّ عَلَى وَجْهِهِ كَمَا يَمْضِي المُهْرُ الأَرِنُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ؛ وَقَوْلُهُ دَفُوع الأَصابع أَي إِذَا وضَعْتَ أَصابعكَ عَلَى الدَّم دَفَعها الدَّمُ كضَرْحِ الشَّمُوسِ برِجْلِه؛ يَقُولُ: يَئِسَ العُوّادُ مِنْ صَلاحِ هَذِهِ الطَّعْنة، والمِرْوَدُ: حَدِيدَةٌ تُوتَدُ فِي الأَرض يُشَدُّ فِيهَا حبلُ الدابةِ؛ فأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: جَوادَ المَحَثّةِ والمُرْوَدِ «1» والمَرْوِد أَيضاً، فَإِنَّهُ يُرِيدُ جَواداً فِي حالتَيْها إِذَا اسْتَحْثَثْتَها وَإِذَا رفَقْتَ بِهَا. والمُرْوَدُ: مُفْعَلٌ مِنَ الرَّوْدِ وَهُوَ الرِّفْقُ، والمَرْوَدُ مَفْعَلٌ مِنْهُ، وَجَمْعُهُ خُرُفٌ؛ قَالَ: كأَنَّها خُرُفٌ وافٍ سَنابِكُها، ... فَطأْطَأَتْ بُؤَراً فِي صَهْوَةٍ جَدَدِ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذَا نُتِجَت الفرَسُ يُقَالُ لِوَلَدِهَا مُهْر وخَروف، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ. والخَرْفى مَقْصُورٌ: الجُلْبانُ والخُلَّرُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ فَارِسِيٌّ. وَبَنُو خَارِفٍ: بَطْنان. وخارِفٌ ويامٌ: قَبيلَتان مِنَ اليمن، والله أَعلم. خرشف: أَبو عَمْرٍو: الكَرْشَفَةُ الأَرضُ الغَليظةُ وَهِيَ الخَرْشَفةُ. وَيُقَالُ كِرْشِفةٌ وخِرْشِفةٌ وكِرْشافٌ وخِرْشافٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَبِالْبَيْضَاءِ مِنْ بِلَادِ بَنِي جَذِيمةَ بِسِيفِ الْبَحْرَيْنِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ خِرْشافٌ فِي رِمالٍ وَعْثَةٍ تَحْتَهَا أَحْساء عَذْبةُ الْمَاءِ، عَلَيْهَا نَخْلٌ بَعْلٌ. خرقف: الخُرَنْقِفَةُ: القَصِيرُ. خرنف: ناقةٌ خِرْنِفٌ: غَزيرةٌ. وَنُوقٌ خَرانِفُ: غَزيرةُ الأَلْبانِ. وَفِي النَّوَادِرِ: خَرْنَفْتُه بِالسَّيْفِ

_ (1). قوله [جواد إلخ] صدره كما في رود من الصحاح: وأعددت للحرب وثابة

وكَرْنَفْتُه إِذَا ضَرَبْتَه. وخَرانِفُ العِضاه ثَمَرَتُهَا، وَاحِدَتُهَا خِرْنِفةٌ. والخِرْنِفُ: السَّمِينَةُ الغَزيرةُ مِنَ النُّوقِ؛ قَالَ زِيَادٌ المِلْقَطِيُّ: يَلُفُّ مِنْهَا بالخَرانِيفِ الغُرَرْ، ... لَفّاً بأَخْلافِ الرَّخِيّاتِ المَصَرّ خزف: الخَزَفُ: مَا عُمِلَ مِنَ الطِّينِ وشُويَ بِالنَّارِ فَصَارَ فَخّاراً، وَاحِدَتُهُ خَزَفةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الخَزَفُ، بِالتَّحْرِيكِ، الجَرُّ وَالَّذِي يَبيعُه الخَزَّاف. وخَزَفَ بِيَدِهِ يَخْزِفُ خَزْفاً: خَطَرَ. وخَزَفَ الشيءَ خَزْفاً: خَرَقَه. وخَزَفَ الثوبَ خَزْفاً: شَقَّه. والخَزْفُ: الخَطْرُ باليدِ عِنْدَ المَشْي. خزرف: رَجُلٌ خِزْرَافَةٌ: ضَعِيفٌ خَوّارٌ خَفيفٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَضْطَرِبُ فِي جُلُوسِه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ولَسْتُ بِخِزْرَافَةٍ فِي القُعُود، ... ولَسْتُ بطَيّاخَةٍ أَخْدَبا «1» الأَخْدَب الَّذِي لَا يَتَمالَكُ حُمْقاً، وَقِيلَ: الأَخْدَبُ الأَهْوَجُ. ابْنُ الأَعرابي: الخِزْرَافَةُ الَّذِي لَا يُحْسِنُ القُعود فِي الْمَجْلِسِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الخِزْرَافَةُ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ الخفيفُ، وَقِيلَ: الرَّخْوُ. خسف: الخسف: سُؤُوخُ الأَرض بِمَا عَلَيْهَا. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً وخُسُوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها اللَّهُ وخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ بِهِ فِيهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ . وخَسَفَ هُوَ فِي الأَرض وخُسِفَ بِهِ، وَقُرِئَ: لخُسِفَ بِنَا ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ. وَفِي حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ: لانْخُسِفَ بِنَا كَمَا يُقَالُ انْطُلِقَ بِنَا، وانْخَسَفَ بِهِ الأَرضُ وخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرضَ وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خُسوفاً: ذهَب فِي الأَرض، وخَسَفَه اللَّهُ تَعَالَى. الأَزهري: وخُسِفَ بِالرَّجُلِ وبالقومِ إِذَا أَخذته الأَرضُ وَدَخَلَ فِيهَا. والخَسْفُ: إلْحاقُ الأَرض الأُولى بالثانية. والخَسْفُ: غُؤُورُ العينِ، وخُسوفُ العينِ: ذَهابُها فِي الرأْس. ابْنُ سِيدَهْ: خَسَفَتْ عينُه ساخَتْ، وخَسَفَها يَخْسِفُها خَسْفاً وَهِيَ خَسِيفةٌ: فَقَأَها. وَعَيْنٌ خَاسِفَةٌ: وَهِيَ الَّتِي فُقِئَتْ حَتَّى غَابَتْ حَدَقَتاها فِي الرأْس. وعينٌ خَاسِفٌ إِذَا غارَتْ، وَقَدْ خَسَفَتِ العينُ تَخْسِفُ خُسُوفاً؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: مِن كلِّ ملْقى ذَقَنٍ جَحُوفِ، ... يَلِحُّ عِنْدَ عَيْنِها الخَسِيفِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: عينٌ خَسِيفٌ وَالْبِئْرُ خَسِيفٌ لَا غَيْرُ. وخَسَفَتِ الشمسُ وكسَفَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذَهَبَ ضَوْؤُها، وخسَفَها اللَّهُ وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: كسَفتِ الشمسُ وخَسَفَ الْقَمَرُ هَذَا أَجودُ الْكَلَامِ، والشمسُ تَخْسِفُ يَوْمَ القيامةِ خُسُوفاً، وَهُوَ دُخُولُهَا فِي السَّمَاءِ كأَنها تَكَوَّرَتْ فِي جُحْر. الْجَوْهَرِيُّ: وخُسُوفُ القمرِ كُسوفُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الشمسَ والقمرَ لَا يَخْسِفانِ «2» لموْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتِه. يُقَالُ: خَسَفَ القمرُ بِوَزْنِ ضرَب إِذَا كَانَ الْفِعْلُ لَهُ، وخُسِفَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعله. قال

_ (1). قوله [ولست إلخ] تقدم في مادة طيخ: وَلَسْتُ بِطَيَّاخَةٍ فِي الرِّجَالِ ... ولست بخِزْرَافَة أحدبا بفتح التاء من لست وبالحاء المهملة في أَحدبا. (2). قوله [لا يَخْسِفَان] في النهاية: لا ينخسفان.

ابْنُ الأَثير: وَقَدْ وَرَدَ الخُسُوفُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا لِلشَّمْسِ وَالْمَعْرُوفُ لَهَا فِي اللُّغَةِ الكسوفُ لَا الخُسُوفُ، فأَما إطلاقُه فِي مِثْلِ هَذَا فَتَغْلِيبًا لِلْقَمَرِ لِتَذْكِيرِهِ عَلَى تأْنيث الشَّمْسِ، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِيمَا يَخُصّ الْقَمَرَ، وَلِلْمُعَاوَضَةِ أَيضاً فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفانِ ، وأَما إطلاقُ الخُسُوفِ عَلَى الشَّمْسِ مُنْفَرِدَةً فَلِاشْتِرَاكِ الخُسُوف وَالْكُسُوفِ فِي مَعْنَى ذَهَابِ نُورِهِمَا وَإِظْلَامِهِمَا. والانْخِسَافُ: مُطاوِعُ خَسَفْتُه فانْخَسَفَ. وخَسَفَ الشيءَ يَخْسِفُه خَسْفاً: خَرَقَه. وخَسَفَ السقْف نفْسُه وانْخَسَفَ: انْخَرَقَ. وَبِئْرٌ خَسُوفٌ وخَسِيفٌ: حُفِرَتْ فِي حِجَارَةٍ فَلَمْ يَنْقَطِعْ لَهَا مَادَّةٌ لِكَثْرَةِ مَائِهَا، وَالْجَمْعُ أَخْسِفةٌ وخُسُفٌ، وَقَدْ خَسَفَها خَسْفاً، وخَسْفُ الرَّكِيَّةِ: مَخْرَجُ مَائِهَا. وبئرٌ خَسِيفٌ إِذَا نُقِبَ جَبَلُها عَنْ عَيْلَمِ الْمَاءِ فَلَا يَنْزَحُ أَبداً. والخَسْفُ: أَن يَبْلُغَ الحافِرُ إِلَى مَاءِ عِدٍّ. أَبو عَمْرٍو: الخَسِيفُ الْبِئْرُ الَّتِي تُحْفَرُ فِي الْحِجَارَةِ فَلَا يَنْقَطِعُ مَاؤُهَا كَثْرَةً؛ وأَنشد غَيْرُهُ: قَدْ نَزَحَتْ، إنْ لَمْ تَكُنْ خَسِيفا، ... أَو يَكُنِ البَحرُ لَهَا حَلِيفَا وَقَالَ آخَرُ: مِنَ العَيالِمِ الخُسْفُ، وَمَا كَانَتِ الْبِئْرُ خَسِيفاً، وَلَقَدْ خُسِفَتْ، وَالْجَمْعُ خُسُفٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَن الْعَبَّاسَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، سأَله عَنِ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ: امْرُؤُ الْقَيْسِ سابِقُهم خَسَفَ لَهُمْ عَيْن الشِّعْرِ فافْتَقَرَ «1» عَنْ معانٍ عُورٍ أَصَحَّ بَصَرٍ أَي أَنْبَطَها وأَغْزَرها لَهُمْ، مِنْ قَوْلِهِمْ خَسَفَ البئرَ إِذَا حَفَرَها فِي حِجَارَةٍ فَنَبَعَتْ بِمَاءٍ كَثِيرٍ، يُرِيدُ أَنه ذَلَّلَ لَهُمُ الطَّرِيقَ إِلَيْهِ وبَصَّرَهُم بمَعاني الشِّعْر وفَنَّن أَنواعه وقَصَّدَه، فاحْتَذَى الشُّعَرَاءُ عَلَى مِثَالِهِ فَاسْتَعَارَ الْعَيْنَ لِذَلِكَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ قَالَ لِرَجُلٍ بَعَثَهُ يَحفِرُ بِئْرًا: أَخَسَفْتَ أَم أَوشَلْتَ؟ أَي أَطْلَعْتَ مَاءً كَثَيِرًا أَم قلِيلًا. والخَسِيفُ مِنَ السَّحابِ: مَا نَشَأَ مِنْ قِبَلِ العَيْنِ حامِلَ مَاءٍ كَثِيرٍ والعينُ عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ. والخَسْفُ: الهُزالُ والذُّلُّ. وَيُقَالُ فِي الذُّلِّ خُسْفٌ أَيضاً، والخَسْفُ والخُسْفُ: الإِذْلالُ وتَحْمِيلُ الإِنسان مَا يَكْرَه؛ قَالَ الأَعشى: إذْ سامَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فَقَالَ لَهُ: ... اعْرِضْ عليَّ كَذَا أَسْمَعْهما، حارِ «2» والخَسْفُ: الظُّلْمُ؛ قَالَ قَيس بْنُ الْخَطِيمِ: وَلَمْ أَرَ كامْرئٍ يَدْنُو لِخَسْفٍ، ... لَهُ فِي الأَرض سَيْرٌ وانْتِواء وَقَالَ ساعِدةُ بْنُ جُؤيّةَ: أَلا يَا فَتًى، مَا عَبْدُ شَمْسٍ بِمِثْلِه ... يُبَلُّ عَلَى العادِي وتُؤْبَى المَخاسِفُ المَخاسِفُ: جَمْعُ خَسْفٍ، خَرَجَ مَخْرَجَ مَشابهَ ومَلامِحَ. وَيُقَالُ: سامَه الخَسْفَ وسامَه خَسْفاً وخُسْفاً، أَيضاً بِالضَّمِّ، أَي أَوْلاه ذُلًّا. وَيُقَالُ: كلَّفه المَشَقَّةَ والذُّلَّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَنْ تَرَكَ الجِهادَ أَلْبَسَه اللهُ الذِّلَّةَ وسيمَ الخَسْفَ ؛ الخَسْفُ: النُّقْصانُ والهَوانُ، وأَصله أَن تُحْبَسَ الدابةُ عَلَى غَيْرِ عَلَفٍ ثُمَّ اسْتُعِيرَ فَوُضِعَ مَوْضِعَ الهَوان، وسِيمَ: كُلِّفَ وأُلزِمَ. والخَسْفُ: الجُوعُ؛ قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خازم: بضَيْفٍ قَدْ أَلمَّ بِهِمْ عِشاءً، ... عَلَى الخَسْفِ المُبَيَّنِ والجُدُوبِ

_ (1). قوله [فافتقر إلخ] فسره ابن الأَثير في مادة فقر فقال: أَي فَتَحَ عَنْ مَعَانٍ غامضة. (2). في قصيدة الأَعشى: قلْ ما تشاء، فإني سامعٌ حارِ

أَبو الْهَيْثَمِ: الخَاسِفُ الجائعُ؛ وأَنشد قَوْلَ أَوس: أَخُو قُتُراتٍ قَدْ تَبَيَّنَ أَنه، ... إِذَا لَمْ يُصِبْ لَحْماً مِنَ الوَحْشِ، خاسِفُ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ شَرِبْنَا عَلَى الخَسْفِ أَي شَرِبْنَا عَلَى غَيْرِ أَكل. وَيُقَالُ: بَاتَ الْقَوْمُ عَلَى الخَسْف إِذَا بَاتُوا جِيَاعًا لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ يتقوَّتونه. وَبَاتَتِ الدابةُ عَلَى خَسْف إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا عَلَف؛ وأَنشد: بِتْنا عَلَى الخَسْفِ، لَا رِسْلٌ نُقاتُ بِهِ، ... حَتَّى جَعَلْنا حِبالَ الرَّحْلِ فُصْلانا أَي لَا قُوتَ لَنَا حَتَّى شَدَدْنا النُّوقَ بالحِبالِ لِتَدِرَّ عَلَيْنَا فَنَتَقَوَّتَ لبَنها. الْجَوْهَرِيُّ: بَاتَ فُلَانٌ الخَسْفَ أَي جَائِعًا. والخَسْفُ فِي الدَّوابّ: أَن تُحْبَسَ عَلَى غَيْرِ عَلَف. والخَسْفُ: النُّقْصانُ. يُقَالُ: رَضِيَ فُلَانٌ بالخَسْفِ أَي بالنَّقِيصة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ الخَسِيفَةُ أَيضاً؛ وأَنشد: ومَوْتُ الفَتى، لَمْ يُعْطَ يَوْماً خَسِيفَةً، ... أَعَفُّ وأَغْنَى فِي الأَنامِ وأَكْرَمُ والخاسِف: المَهْزولُ. وَنَاقَةٌ خَسِيفٌ: غَزيرَةٌ سرِيعةُ القَطْعِ فِي الشِّتَاءِ، وَقَدْ خَسَفَتْ خَسْفاً. والخُسُفُ: النُّقَّهُ مِنَ الرِّجال. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ الخَفِيف النَّشِيطِ خَاسِفٌ وخاشِفٌ ومَرّاقٌ ومُنْهَمِكٌ. والخَسْفُ: الجَوْزُ الَّذِي يُؤْكَلُ، وَاحِدَتُهُ خَسْفةٌ، شِحْرِيّةٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الخُسْفُ، بِضَمِّ الْخَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. والخَسِيفانُ: رَدِيءُ التمْرِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ وَزَعَمَ أَن النُّونَ نُونُ التَّثْنِيَةِ وأَنّ الضَّمَّ فِيهَا لُغَةٌ، وَحَكَى عَنْهُ أَيضاً: هُمَا خليلانُ، بِضَمِّ النُّونِ. والأَخَاسِيفُ: الأَرضُ اللَّيِّنَةُ. يُقَالُ: وقَعُوا فِي أَخاسِيفَ مِنَ الأَرض وهي اللينة. خشف: الخَشْفُ: المَرُّ السريعُ. والخَشُوفُ مِنَ الرِّجَالِ: السريعُ. وخَشَفَ فِي الأَرض يَخْشُفُ ويَخْشِفُ خُشوفاً وخَشَفاناً، فَهُوَ خَاشِفٌ وخَشوفٌ وخَشِيفٌ: ذَهَب. أَبو عَمْرٍو: رَجُلٌ مِخَشٌّ مِخْشَفٌ وَهُوَ الجَريءُ عَلَى هَوْلِ اللَّيْلِ. وَرَجُلٌ خَشُوفٌ ومِخْشَفٌ: جَرِيءٌ عَلَى اللَّيْلِ طُرَقَةٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَمْرٍو: الخَشُوفُ الذاهبُ فِي اللَّيْلِ أَو غَيْرِهِ بجُرْأَةٍ؛ وأَنشد لأَبي المُساوِرِ العَبْسِيّ: سَرَيْنَا، وفِينا صارِمٌ مُتَغَطْرِسٌ، ... سَرَنْدَى خَشُوفٌ فِي الدُّجى، مُؤْلِفُ القفرِ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: أُتِيحَ لَهُ مِنَ الفِتْيانِ خِرْقٌ ... أَخُو ثِقةٍ وخِرّيقٌ خَشُوفُ ودليلٌ مِخْشَفٌ: ماضٍ. وَقَدْ خَشَفَ بِهِمْ يَخشِفُ خَشافةً وخَشَّفَ وخَشَفَ فِي الشَّيْءِ وانْخَشَفَ، كِلَاهُمَا: دَخَل فِيهِ؛ قَالَ: وأَقْطَعُ الليلَ، إِذَا مَا أَسْدَفا، ... وقَنَّعَ الأَرضَ قِناعاً مُغْدَفا وانْغَضَفَتْ لِمُرْجَحِنٍّ أَغْضَفا ... جَوْنٍ، تَرى فِيهِ الجِبالَ خُشَّفا والخُشّافُ: طَائِرٌ صغيرُ العَيْنَينِ. الْجَوْهَرِيُّ: الخُشّافُ الخُفّاشُ، وَقِيلَ الخُطَّافُ. اللَّيْثُ:

الخَشَفانُ الجَوَلانُ بِاللَّيْلِ، وسُمّي الخُشّافُ بِهِ لخَشَفانِه، وَهُوَ أَحْسَنُ مِنَ الخُفّاشِ. قَالَ: وَمَنْ قَالَ خُفّاشٌ فاشْتِقاقُ اسْمِهِ مِنْ صِغَر عَينيه. والخَشْفُ والخِشْفُ: ذُبابٌ أَخْضر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخُشْفُ الذبابُ الأَخضر، وَجَمْعُهُ أَخْشافٌ. والخِشْفُ: الظَّبْيُ بَعْدَ أَن يَكُونَ جِدايةً، وَقِيلَ: هُوَ خِشْفٌ أَوَّلَ مَا يُولَدُ، وَقِيلَ: هُوَ خِشْفٌ أَوَّل مَشْيِه، وَالْجَمْعُ خِشَفةٌ، والأَنثى بِالْهَاءِ. الأَصمعي: أَوَّلَ مَا يُولَدُ الظبيُ فَهُوَ طَلًا، وَقَالَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب: هُوَ طَلًا ثُمَّ خشْفٌ. والأَخْشَفُ مِنَ الإِبل: الَّذِي عَمَّه الجَرَبُ. الأَصمعي: إِذَا جَرِبَ البعيرُ أَجْمَعُ فَيُقَالُ: أَجْرَبُ أَخْشَفُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي يَبِسَ عَلَيْهِ جَرَبَهُ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: عَلَى الناسِ مَطْلِيُّ المَساعِرِ أَخْشَفُ والخُشَّفُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَسِيرُ فِي اللَّيْلِ، الْوَاحِدُ خَشُوفٌ وخاشِفٌ وخاشِفةٌ؛ وأَنشد: باتَ يُباري وَرِشاتٍ كَالْقَطَا ... عَجَمْجَماتٍ، خُشَّفاً تحْتَ السُّرى قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْوَاحِدُ مِنَ الخُشَّفِ خاشِفٌ لَا غَيْرُ، فأَمّا خَشُوفٌ فَجَمْعُهُ خشُفٌ، والوَرِشاتُ: الخِفافُ مِنَ النوقِ، والخَشْفُ مِثْلُ الخَسْفِ، وَهُوَ الذُّلُّ. والأَخاشِفُ، بِالشِّينِ: العَزازُ الصُّلْبُ مِنَ الأَرض، وأَما الأَخاسِفُ فَهِيَ الأَرض اللَّيِّنةُ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ خَشَفَ بِهِ وخَفَشَ بِهِ وحَفَشَ بِهِ ولَهَطَ بِهِ إِذَا رَمَى بِهِ. وخَشَفَ البرْدُ يَخْشُفُ خَشْفاً: اشْتَدَّ. والخَشَفُ: اليُبْسُ. والخَشَفُ والخَشِيفُ: الثلْجُ، وَقِيلَ: الثَّلْجُ الخَشِنُ، وَكَذَلِكَ الجَمْدُ الرِّخْو، وَقَدْ خَشَفَ يَخْشِفُ ويَخْشُفُ خُشُوفاً. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: خَشَفَ الثلْجُ وَذَلِكَ فِي شدَّةِ البَرْدِ تَسْمَعُ لَهُ خَشْفة عِنْدَ المَشْيِ؛ قَالَ: إِذَا كَبَّدَ النَّجْمُ السماءَ بشَتْوةٍ، ... عَلَى حِينَ هَرَّ الكلبُ والثلْجُ خاشِفُ قَالَ: إِنَّمَا نَصَبَ حِينَ لأَنه جَعَلَ عَلَى فَضْلًا فِي الْكَلَامِ وأَضافَه إِلَى جُمْلَةٍ فتُركت الْجُمْلَةُ عَلَى إِعْرَابِهَا كَمَا قَالَ الْآخَرُ: عَلَى حِينَ أَلْهى الناسَ جُلُّ أُمُورِهم، ... فَنَدْلًا زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالِبِ ولأَنه أُضِيفَ إِلَى مَا لَا يُضَافُ إِلَى مِثْلِهِ وَهُوَ الْفِعْلُ، فَلَمْ يوفَّرْ حظُّه مِنَ الإِعرابِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْقَطَامِيِّ وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: إِذَا كبَّدَ النجمُ السَّمَاءَ بسُحْرةٍ قَالَ: وَبَنَى حِينَ عَلَى الْفَتْحِ لأَنه أَضافه إِلَى هرَّ وَهُوَ فِعْلٌ مَبْنِيٌّ فبُني لإِضافته إِلَى مَبْنِيٍّ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: عَلَى حينَ عاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبا وماءٌ خاشِفٌ وخَشْفٌ: جامِدٌ. والخَشِيفُ مِنَ الْمَاءِ: مَا جَرَى فِي البَطْحاء تحتَ الحَصى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَةً ثُمَّ ذَهَبَ. قَالَ: وَلَيْسَ لِلْخَشِيفِ فِعْلٌ، يُقَالُ: أَصبح الماءُ خَشِيفاً؛ وأَنشد: أَنْتَ إِذَا مَا انْحَدَرَ الخَشِيفُ ... ثَلْجٌ، وشَفَّانٌ لَهُ شَفِيفُ والخَشَفُ: اليُبْسُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الأَهتم:

وشَنَّ مائِحةً فِي جِسْمِها خَشَفٌ، ... كأَنَّه بِقِباصِ الكَشْحِ مُحْتَرِقُ والخَشْفُ والخَشْفَةُ والخَشَفَةُ: الْحَرَكَةُ والحِسُّ. وَقِيلَ: الحِسُّ الخَفِيُّ. وخَشَفَ يَخْشِفُ خَشْفاً إِذا سُمع لَهُ صَوت أَو حَركة. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا دَخَلْتُ مَكاناً إِلَّا سَمِعْتُ خَشْفَةً فالتَفَتُّ فَإِذَا بِلَالٌ. وَرَوَاهُ الأَزهري: أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِبلالٍ: مَا عَمَلُك؟ فَإِنِّي لَا أَراني أَدخلُ الْجَنَّةَ فأَسْمَعُ الخَشْفَةَ فأَنظُرُ إِلَّا رأَيتُكَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخَشْفةُ الصَّوْتُ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ، وَقِيلَ: الصوتُ، وَيُقَالُ خَشْفةٌ وخَشَفَةٌ لِلصَّوْتِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: الخَشْفَةُ، بِالسُّكُونِ، الصوتُ الواحدُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الخشَفة، بِالتَّحْرِيكِ، الحِسُّ وَالْحَرَكَةُ، وَقِيلَ: الحِسُّ إِذَا وقَع السيفُ عَلَى اللَّحْمِ قلتَ سَمِعْتُ لَهُ خَشْفاً، وَإِذَا وقَع السيفُ عَلَى السِّلاح قَالَ: لَا أَسمع إِلَّا خَشْفاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فسَمِعَتْ أُمّي خَشْفَ قَدَمَيَّ. والخَشْفُ: صَوْتٌ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ. وخَشْفَةُ الضَبُعِ: صَوْتُها. والخَشْفةُ: قُفٌّ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ السُّهُولةُ. وجِبالٌ خُشَّفٌ: مُتواضِعةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وأَنشد: جَوْنٍ تَرى فِيهِ الجِبالَ الخُشَّفا، ... كَمَا رأَيتَ الشَّارِفَ المُوَحَّفا وأُمُّ خَشَّافٍ: الدّاهِيةُ؛ قَالَ: يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا، ... وأُمّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: خَشَّاف، بِغَيْرِ أُم. وَيُقَالُ: خَاشَفَ فُلَانٌ فِي ذِمَّته إِذَا سارَعَ فِي إخْفارِها، قَالَ: وخَاشَفَ إِلَى كَذَا وَكَذَا مِثْلُه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: كَانَ سَهْم بْنُ غالِبٍ من رُؤوس الخَوارِج، خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ فآمَنَه عبدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ معاويةُ: لَوْ كنتَ قَتَلْتَه كَانَتْ ذِمّةً خَاشَفْتَ فِيهَا أَي سارَعْتَ إِلَى إخْفارها. يُقَالُ: خَاشَفَ إِلَى الشرِّ إِذَا بادَرَ إِلَيْهِ؛ يُرِيدُ: لَمْ يَكُنْ فِي قَتْلِكَ لَهُ إِلَّا أَن يقالَ قَدْ أَخْفَرَ ذِمَّتَه. والمَخْشَفُ: النَّجْرانُ «1» الَّذِي يَجْري فِيهِ البابُ، وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. وَسَيْفٌ خَاشِفٌ وخَشِيفٌ وخَشُوفٌ: ماضٍ. وخَشَفَ رأْسَه بِالْحَجَرِ: شَدَخَه، وَقِيلَ: كل ما شُدِخَ، فَقَدْ خُشِفَ. والخَشَفُ: الخَزَفُ «2»، يَمَانِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُهم يَخُصُّون بِهِ مَا غَلُظَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الْكَعْبَةِ: إِنَّهَا كَانَتْ خَشَفةً عَلَى الْمَاءِ فدُحِيَتْ عَنْهَا الأَرضُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ الخَشَفةُ وَاحِدَةُ الخَشَف، وَهِيَ حِجَارَةٌ تَنْبُتُ فِي الأَرض نَبَاتًا، قَالَ: وَتُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْعَيْنِ بَدَلَ الْفَاءِ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا. خصف: خَصَفَ النعلَ يخْصِفُها خَصْفاً: ظاهَرَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وخَرَزَها، وَهِيَ نَعْلٌ خَصِيفٌ؛ وكلُّ مَا طُورِقَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ، فَقَدْ خُصِفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَخْصِفُ نَعْلَه ، وَفِي آخَرَ: وَهُوَ قَاعِدٌ يَخْصِفُ نَعْلَهُ أَي كَانَ يَخْرُزها، مِنَ الخَصْفِ: الضَّمُّ وَالْجَمْعُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ عليّ

_ (1). قوله [والمخشف النجران] كذا بالأصل. وفي القاموس مع شرحه: والمخشف كمقعد: اليخدان؛ عن الليث، قال الصاغاني: ومعناه موضع الجمد. قلت: واليخ بالفارسية الجمد، ودان موضعه. هذا هو الصواب وقد غلط صاحب اللسان فقال هو النجران. (2). قوله [والخشف الخزف] في شرح القاموس الصواب: الخسف، بالسين المهملة.

خاصِفِ النَّعْلِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَبَّاسِ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلالِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ، حيثُ يَخْصَفُ الوَرَقُ أَي فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ خَصَفَ آدمُ وحوَّاء، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، عَلَيْهِمَا مِنْ ورَق الْجَنَّةِ. والخصَفُ والخَصَفةُ: قِطْعَةٌ مِمَّا تُخصَفُ بِهِ النعلُ. والمِخْصَفُ: المِثقَبُ والإِشْفَى؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ يَصِفُ عُقاباً: حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى فِراشِ عَزِيزَةٍ ... فَتْخاء، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ وَقَوْلُهُ فَمَا زَالُوا يَخْصِفون أَخْفافَ المَطِيّ بحوافِر الْخَيْلِ حَتَّى لَحِقُوهم، يَعْنِي أَنهم جَعَلُوا آثَارَ حَوافِرِ الْخَيْلِ عَلَى آثَارِ أَخْفاف الإِبل، فكأَنهم طارَقُوها بِهَا أَي خصَفُوها بِهَا كَمَا تخْصَفُ النعلُ. وخَصَفَ العُرْيانُ عَلَى نفسِه الشيءَ يخْصِفُه: وصلَه وأَلزَقَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ* ؛ يَقُولُ: يُلْزِقانِ بعضَه عَلَى بَعْضٍ ليَسْتُرا بِهِ عورَتَهما أَي يُطابقان بعضَ الْوَرَقِ عَلَى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ الاخْتِصافُ. وَفِي قِرَاءَةِ الْحَسَنِ: وَطَفِقَا يَخِصِّفانِ ، أَدغم التَّاءَ فِي الصَّادِ وَحَرَّكَ الْخَاءَ بِالْكَسْرِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ حَوَّلَ حَرَكَةَ التَّاءِ فَفَتَحَهَا؛ حَكَاهُ الأَخفش. اللَّيْثُ: الاخْتِصافُ أَن يأْخذ الْعُرْيَانُ وَرَقًا عِراضاً فيَخْصِفَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ وَيَسْتَتِرَ بِهَا. يُقَالُ: خَصَفَ واخْتَصَفَ يَخْصِفُ ويَخْتَصِفُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا دخلَ أَحدُكم الحَمَّام فَعَلَيْهِ بالنَّشيرِ وَلَا يَخْصِفْ ؛ النَّشِيرُ: المِئْزَرُ، وَلَا يَخْصِفْ أَي لَا يَضَعْ يَدَهُ عَلَى فَرْجِهِ، وتخَصَّفَه كَذَلِكَ، وَرَجُلٌ مِخْصَفٌ وخَصّافٌ: صانِعٌ لِذَلِكَ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والخَصْفُ: النعلُ ذاتُ الطِّراقِ، وكلُّ طِراقٍ مِنْهَا خَصْفةٌ. والخَصَفَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: جُلَّةُ التَّمْرِ الَّتِي تُعْمَلُ مِنَ الْخُوصِ، وَقِيلَ: هِيَ البَحْرانِيةُ مِنَ الْجَلَالِ خَاصَّةً، وَجَمْعُهَا خَصَفٌ وخِصافٌ؛ قَالَ الأَخطل يَذْكُرُ قَبِيلَةً: فطارُوا شقافَ الأُنْثَيَيْنِ، فعامِرٌ ... تَبيعُ بَنِيها بالخِصافِ وَبِالتَّمْرِ أَي صَارُوا فِرْقَتَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الأُنثيين وَهُمَا البيضتانِ. وكتيبةٌ خَصِيفٌ: وَهُوَ لونُ الحديدِ. وَيُقَالُ: خُصِفَتْ مِنْ وَرَائِهَا بِخَيْلٍ أَي أُرْدِفَتْ، فَلِهَذَا لَمْ تَدْخُلْهَا الْهَاءُ لأَنها بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، فَلَوْ كَانَتْ لِلَّوْنِ الْحَدِيدِ لَقَالُوا خَصِيفَةٌ لأَنها بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ. وكلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمَعَا، فَهُوَ خَصِيفٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ خَصَفَتِ الإِبلُ الْخَيْلُ تَبِعَتْها؛ قَالَ مَقّاسٌ الْعَائِذِيُّ: أَوْلى فأَوْلى، يا إمْرَأَ القَيْسِ، بَعْدَ ما ... خَصَفْنَ بآثارِ المَطِيِّ الحَوافِرا والخَصِيفُ: اللَّبَنُ الْحَلِيبُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الرائبُ، فَإِنْ جُعِلَ فِيهِ التَّمْرُ وَالسَّمْنُ، فَهُوَ العَوْبَثانيُّ؛ وقال ناشرةُ ابن مَالِكٍ يَرُدُّ عَلَى المُخَبّل: إِذَا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ سَاءَنَا، ... ترَكْناه واخْتَرْنا السَّديفَ المُسَرْهَدا والخَصَفُ: ثِيَابٌ غِلاظٌ جِدًّا. قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغْنَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّ تُبَّعاً كسَا الْبَيْتَ المَنسوج، فانتفضَ البيتُ مِنْهُ ومَزَّقَه عَنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ كَسَاهُ الخَصَفَ فَلَمْ يَقْبَلْهَا، ثُمَّ كَسَاهُ الأَنْطاعَ فَقَبِلَها ؛ قِيلَ: أَراد بالخَصَف هاهنا الثيابَ الغِلاظَ جِدًّا تَشْبِيهًا بالخَصَفِ المَنْسوج مِنَ الخُوص؛ قَالَ الأَزهري: الْخَصَفُ الَّذِي

كسَا تُبَّعٌ الْبَيْتَ لَمْ يَكُنْ ثِياباً غِلاظاً كَمَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا الْخَصَفُ سَفائِفُ تُسَفُّ مِنْ سَعَف النَّخْلِ فَيُسَوَّى مِنْهَا شُقَقٌ تُلَبَّسُ بُيوتَ الأَعراب، وَرُبَّمَا سُوّيت جِلالًا لِلتَّمْرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَانَ يصلي فأَقبل رَجُلٌ فِي بَصره سُوءٌ فَمَرَّ بِبِئْرٍ عَلَيْهَا خَصَفَةٌ فوطِئها فَوَقَعَ فِيهَا ؛ الخَصَفَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدَةُ الخَصَف وَهِيَ الجُلَّةُ الَّتِي يُكْنَزُ فِيهَا التَّمْرُ، وكأَنها فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول مِنَ الخَصْفِ، وَهُوَ ضمُّ الشَّيْءِ إِلَى الشي لأَنه شَيْءٌ مَنْسُوجٌ مِنَ الْخُوصِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ لَهُ خَصَفَةٌ يَحْجُرُها وَيُصَلِّي فِيهَا ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنه كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَى خصَفة ، وأَهل الْبَحْرِينِ يُسَمُّونَ جِلالَ التَّمْرِ خصَفاً. والخَصَفُ: الخزَفُ. وخَصَّفه الشيبُ إِذَا استَوى البياضُ والسوادُ. ابْنُ الأَعرابي: خَصَّفه الشيبُ تَخْصيفاً وخَوَّصه تَخْوِيصًا ونَقَّبَ فِيهِ تَنقِيباً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وحَبْلٌ أَخْصَفٌ وخَصيفٌ: فِيهِ لوْنان مِنْ سوادٍ وَبَيَاضٍ، وَقِيلَ: الأَخْصَفُ والخَصِيف لوم كَلَوْنِ الرْماد. ورَمادٌ خَصِيفٌ: فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ وَرُبَّمَا سُمِّيَ الرَّمادُ بِذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: الخَصِيفُ مِنَ الحِبال مَا كَانَ أَبْرَقَ بقوّةٍ سَوْدَاءَ وأُخرى بَيْضَاءَ، فَهُوَ خَصِيفٌ وأَخْصَفُ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذَا مَا لَيْلُه تَكَشَّفا، ... أَبْدَى الصَّباحُ عَنْ بَرِيمٍ أَخْصَفا وَقَالَ الطِّرِمّاح: وخَصِيفٍ لذِي مَناتِجِ ظِئْرَيْنِ ... مِنَ المَرْخِ أَتْأَمَتْ رَبْدُهُ شبَّه الرَّمادَ بالبَوِّ، وظِئْراه أُثْفِيتان أُوقِدَتِ النارُ بَيْنَهُمَا. والأَخْصَفُ مِنَ الْخَيْلِ وَالْغَنَمِ: الأَبيضُ الخاصِرَتَيْن والجنبينِ، وَسَائِرُ لَوْنِهِ مَا كَانَ، وَقَدْ يَكُونُ أَخْصَفَ بِجَنْبٍ وَاحِدٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ارْتَفَعَ البَلَقُ مِنْ بَطْنِهِ إِلَى جَنْبَيْهِ. والأَخْصَفُ: الظَّلِيمُ لسوادٍ فِيهِ وَبَيَاضٍ، والنعامةُ خَصْفَاء، والخَصْفَاء مِنَ الضأْنِ: الَّتِي ابْيَضَّتْ خاصِرَتاها. وكَتيبةٌ خَصِيفَةٌ: لِمَا فِيهَا مِنْ صَدَإِ الْحَدِيدِ وبياضِه. والخَصُوفُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَلِدُ فِي التَّاسِعِ وَلَا تَدْخُلُ فِي الْعَاشِرِ، وَهِيَ مِنْ مَرابِيعِ الإِبل الَّتِي تُنْتَج إِذَا أَتت عَلَى مَضْرِبها تَماماً لَا يَنْقُصُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الَّتِي تُنْتَجُ عِنْدَ تَمامِ السنةِ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَصَفَتْ تَخْصِفُ خِصافاً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا بَلَغَتِ الشَّهْرَ التَّاسِعَ مِنْ يَوْمِ لَقِحَتْ ثُمَّ أَلقَتْه: قَدْ خَصَفَتْ تَخْصِفُ خِصافاً، وَهِيَ خَصُوف. الْجَوْهَرِيُّ: وخَصَفَتِ النَّاقَةُ تَخْصِفُ خَصْفاً «3» إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا وَقَدْ بَلَغَ الشَّهْرَ التَّاسِعَ، فَهِيَ خَصُوف. وَيُقَالُ: الخَصُوفُ هِيَ الَّتِي تُنْتَجُ بَعْدَ الْحَوْلِ مِنْ مَضْرِبها بِشَهْرٍ، والجَرُورُ بِشَهْرَيْنِ. وخَصَفَةُ: قَبِيلةٌ مِنْ مُحارِب. وخَصَفَةُ بْنُ قَيس عَيْلانَ: أَبو قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ. وخِصَافٌ: فَرَسُ سُمَيْر بْنِ رَبيعةَ. وخِصَافٌ أَيضاً: فرَسُ حَمَلِ بْنِ بَدْرٍ، رَوَى ابْنُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبيه قَالَ: كَانَ مالكُ بْنُ عَمْرٍو الغَسَّاني يُقَالُ لَهُ فارسُ خِصَافٍ، وَكَانَ مِنْ أَجْبَنِ الناسِ، قَالَ: فغَزَا يَوْمًا فأَقبل سَهْمٌ حَتَّى وقَع عِنْدَ حافِر فرَسِه فَتَحَرَّكَ سَاعَةً، فَقَالَ: إِنَّ لِهَذَا السهْمِ سَبَبًا يَنْجُثُه، فاحْتَفَرَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ وقَع عَلَى نَفَقِ يَرْبُوعٍ فأَصاب رأْسَه فَتَحَرَّكَ اليَرْبُوعُ سَاعَةً ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ: هَذَا فِي جَوْفِ جُحْر جَاءَهُ سَهْمٌ فقتَله وأَنا ظاهِرٌ عَلَى فَرَسِي، مَا الْمَرْءُ فِي شَيْءٍ وَلَا اليربوعُ ثُمَّ شدَّ عَلَيْهِمْ فكان بعد

_ (3). قوله [تَخْصِفُ خَصْفاً] كذا بالأصل، والذي فيما بأيدينا من نسخ الجوهري: خصافاً لا خصفاً.

ذَلِكَ مِنْ أَشجَعِ النَّاسِ؛ قَوْلُهُ يَنجثه أَي يُحَرِّكُهُ. قَالَ: وخِصَافٌ فَرَسِهِ، ويُضربُ المَثلُ فَيُقَالُ: أَجْرَأُ مِنْ فارِس خِصَافٍ. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: أَنَّ صاحِب خِصَافٍ كَانَ يُلَاقِي جُنْدَ كِسْرَى فَلَا يَجْتَرئ عَلَيْهِمْ ويظُنُّ أَنهم لَا يَمُوتون كَمَا تَمُوتُ النَّاسُ، فرَمى رَجُلًا مِنْهُمْ يَوْمًا بِسَهْمٍ فَصَرَعَهُ فَمَاتَ، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يَمُوتُونَ كَمَا نموتُ نَحْنُ، فاجترأَ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مِنْ أَشجع النَّاسِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وخَصَافِ مِثْلَ قَطَامِ اسْمِ فَرَسٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تاللهِ لَوْ أَلْقى خَصَافِ عَشِيّةً، ... لكُنْتُ عَلَى الأَمْلاكِ فارِسَ أَسْأَما وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَجرأُ مِنَ خَاصِيٍّ خَصَاف «1»، وَذَلِكَ أَن بعضَ المُلوكِ طَلَبَهُ مِنْ صَاحِبِهِ ليَسْتَفْحِلَه فمَنَعه إِيَّاهُ وخَصاه. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ الإِخْصَافُ شدَّة العَدْوِ. وأَخْصَفَ يُخْصِفُ إِذَا أَسرَعَ فِي عَدْوِه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: صَحَّفَ الليثُ وَالصَّوَابُ أَحْصَفَ، بِالْحَاءِ، إحْصافاً إِذَا أَسْرَعَ فِي عَدْوِه. خصلف: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: نَخْلٌ مُخَصْلَفٌ قَلِيلُ الحَمْلِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: كقِنْوانِ النَّخِيلِ المُخَصْلَفِ خضف: خَضَفَ بِهَا يَخْضِفُ خَضْفاً وخَضَفاً وخُضَافاً وغَضَف بِهَا إِذَا ضَرطَ؛ وأَنشد: إِنَّا وَجَدْنا خَلَفاً، بِئْسَ الخَلَفْ ... عَبْداً إِذَا مَا ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ أَغْلَقَ عَنّا بابَه، ثُمَّ حَلَفْ ... لَا يُدْخِلُ البَوّابُ إِلَّا مَنْ عَرَفْ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: إنَّ عُبَيْداً خَلَفٌ بئسَ الخَلَفْ وامرأَة خَضُوفٌ أَي رَدُومٌ؛ قَالَ خُلَيْدٌ اليَشْكُريّ: فَتِلْك لَا تُشْبِهُ أُخْرى صِلْقِما، ... أَعْني خَضُوفاً بالفِناء دِلْقِما والخَيْضَفُ: الضَّرُوطُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الخَيْضَفُ فَيْعَلٌ مِنَ الخَضْف وَهُوَ الرُّدامُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فأَنْتُمْ بَنُو الخَوَّارِ يُعْرَفُ ضَرْبُكُمْ، ... وأُمّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُ وَيُقَالُ للأَمةِ: يَا خَضَافِ؛ وللمَسْبُوبِ: يَا ابنَ خَضَافِ مَبْنِيّةً كَحَذام؛ وَقَالَ رَجُلٌ لِجَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْنَفٍ وَكَانَتِ الخَوارِجُ قَتَلَتْه: تَرَكْتَ أَصْحابَنا تَدْمى نُحُورُهُمُ، ... وجئتَ تَسْعى إِلَيْنَا خَضْفَةَ الجَملِ أَراد: يَا خَضْفَةَ الْجَمَلِ. والخَضَفُ: البِطِّيخُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَكُونُ قَعْسَرِيّاً رَطْباً مَا دَامَ صَغِيرًا ثُمَّ خَضَفاً أَكبرَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ قُحّاً ثُمَّ يَكُونُ بِطِّيخاً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: نازَعْتُهُمْ أُمَّ لَيْلى، وهْي مُخْضِفةٌ، ... لَهَا حُمَيّا بِهَا يُسْتَأْصَلُ العَرَبُ

_ (1). قوله [أَجْرَأُ مِنْ خَاصِيٍّ خَصَاف] تبع في ذلك الجوهري. وفي شرح القاموس: فأما ما ذكره الجوهري على مثال قطام، فهي كانت أنثى فكيف تخصى؟ وصحة إيراد المثل أَجْرَأُ مِنْ فَارِسِ خَصَاف انتهى. يعني كقطام وأما أَجْرَأُ مِنْ خَاصِيٍّ خِصَاف فهو ككتاب.

أُمّ لَيلى: هِيَ الخَمر، والمُخْضِفَة: الخاثِرةُ، والعَرَبُ: وجَعُ المَعِدةِ. الأَزهري: أَظنها سُمِّيَتْ مُخَضْفَة لأَنها تُزِيلُ الْعَقْلَ فيَضْرطُ شارِبُها وَهُوَ لَا يَعْقِلُ. خضرف: الخَضْرَفَةُ: العَجوز، وَفِي الْمُحْكَمِ: الخَضْرَفَةُ هرَمُ العَجُوزِ وفُضُولُ جِلْدها. وامرأَة خَنْضَرِفٌ: نَصَفٌ وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ تَشَبَّبُ، وَقِيلَ: هِيَ الضَّخْمةُ الكثيرةُ اللَّحْمِ الْكَبِيرَةُ الثَّدْيَيْنِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: امرأَة خَنْضَرِفٌ وخَنْضَفير إِذَا كَانَتْ ضَخْمَةً لَهَا خَواصِرُ وبُطونٌ وغُضُونٌ؛ وأَنشد: خَنْضَرِفٌ مثْلُ حُماء القُنَّهْ، ... لَيْسَتْ مِنَ البِيضِ ولا في الجَنّهْ خضلف: الأَزهري: الخِضْلافُ شَجَرُ المُقْلِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخَضْلَفَةُ خِفّة حَمْل النَّخِيلِ؛ وأَنشد: إِذَا زُجِرَتْ أَلْوَتْ بِضافٍ سَبيبُه ... أَثِيثٍ كقِنْوانِ النخيلِ المُخَضْلَفِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعل قِلَّةَ حَمْل النخِيلِ خَضْلَفةً لأَنه شُبِّهَ بالمُقل فِي قِلة حَمله؛ وَقَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: تُتِرُّ برجْلَيْها المُدِرَّ كأَنَّه، ... بِمشرفةِ الخِضْلافِ، بادٍ وُقُولُها تُتِرُّه: تَدْفَعُه. والوُقُول: جَمْعُ وَقْلٍ وهو نوى المُقْل. خطف: الخَطْفُ: الاسْتِلابُ، وَقِيلَ: الخَطْفُ الأَخْذُ فِي سُرْعةٍ واسْتِلابٍ. خَطِفَه، بِالْكَسْرِ، يَخْطَفُه خَطْفاً، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ اللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى حَكَاهَا الأَخفش: خَطَفَ، بِالْفَتْحِ، يَخْطِفُ، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ رَديئة لَا تَكَادُ تُعْرَفُ: اجْتَذَبَه بسُرْعة، وقرأَ بِهَا يُونُسُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَخْطِفُ أَبصارَهم، وأَكثر القُرّاء قرأُوا: يَخْطَف ، مَنْ خَطِفَ يَخْطَفُ، قَالَ الأَزهري: وَهِيَ الْقِرَاءَةُ الْجَيِّدَةُ. ورُوي عَنِ الْحَسَنِ أَنه قرأَ يِخِطِّفُ أَبصارَهم ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ الطَّاءِ مَعَ الْكَسْرِ، وقرأَها يَخَطِّفُ ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ الطَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا، فَمَنْ قرأَ يَخَطِّفُ فالأَصل يَخْتَطِفُ فأُدْغِمت التاءُ فِي الطَّاءِ وأُلقيت فَتْحَةُ التَّاءِ عَلَى الْخَاءِ، وَمَنْ قرأَ يِخِطِّفُ كسَر الْخَاءَ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الطَّاءِ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الكسرُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ هاهنا خَطَأٌ وَإِنَّهُ يَلْزَمُ مَنْ قَالَ هَذَا أَن يَقُولَ فِي يَعَضُّ يَعِضُّ وَفِي يَمُدُّ يَمِدُّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِهِ الْعِلَّةُ غَيْرُ لَازِمَةٍ لأَنه لَوْ كسَر يَعِضُّ ويَمِدّ لالْتَبَسَ مَا أَصله يَفْعَل ويَفْعُل بِمَا أَصله يَفْعِل، قَالَ: وَيَخْتَطِفُ لَيْسَ أَصله غيرَها وَلَا يَكُونُ مَرَّةً عَلَى يَفْتَعِل وَمَرَّةً عَلَى يَفْتَعَل، فَكُسِرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مُلْتَبِسٍ. التَّهْذِيبُ قَالَ: خَطِفَ يَخْطَفُ وخَطَفَ يَخْطِفُ لُغَتَانِ. شَمِرٌ: الخَطْف سُرْعَةُ أَخذ الشَّيْءِ. ومرَّ يَخْطَفُ خَطْفاً مُنْكَرًا أَي مرَّ مَرًّا سَرِيعًا. واخْتَطَفَه وتَخَطَّفَه بِمَعْنًى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ، وَفِيهِ: وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ ؛ وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ إِلَّا مَن خَطَّفَ الخَطْفَةَ ، بِالتَّشْدِيدِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْحَسَنِ فَإِنَّ أَصله اخْتَطَفَ فأُدغمت التَّاءُ فِي الطَّاءِ وأُلقِيَتْ حَركتُها عَلَى الْخَاءِ فَسَقَطَتِ الأَلف، وَقُرِئَ خِطِّفَ، بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالطَّاءِ عَلَى إِتْبَاعِ كَسْرَةِ الْخَاءِ كسرةَ الطَّاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: خَطَفَه واخْتَطَفَه

كَمَا قَالُوا نَزَعَه وانْتَزَعَه. ورجُل خَيْطَفٌ: خاطِفٌ، وبازٌ مخْطَفٌ: يَخْطَفُ الصيدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نهَى عَنِ المُجَثَّمةِ والخَطْفةِ ؛ وَهِيَ مَا اخْتَطَفَ الذئبُ مِنْ أَعضاء الشَّاةِ وَهِيَ حَيّةٌ مِنْ يَدٍ ورِجل، أَوِ اخْتَطَفَهُ الْكَلْبُ مِنْ أَعضاء حَيَوانِ الصَّيدِ مِنْ لَحْمٍ أَو غَيْرِهِ وَالصَّيْدُ حَيّ لأَن كُلَّ مَا أُبينَ مِنْ حَيٍّ فَهُوَ مَيّتٌ، وَالْمُرَادُ مَا يُقْطَع مِنْ أَعضاء الشَّاةِ؛ قَالَ: وكلُّ مَا أُبينَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَهُوَ حَيٌّ مِنْ لَحْمٍ أَو شَحْمٍ، فَهُوَ مَيت لَا يَحِلُّ أَكله، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا قَدِمَ المدينةَ رأَى النَّاسَ يَجُبُّون أَسْنِمَةَ الإِبلِ وأَلَياتِ الْغَنَمِ ويأْكلونها. والخَطْفَة: المرَّةُ الواحدةُ فَسُمِّيَ بِهَا العُضْوُ المُخْتَطَفُ. وَفِي حَدِيثِ الرَّضَاعَةِ: لَا تُحَرِّمُ الخَطْفَةُ والخَطْفَتَانِ أَي الرضعةُ الْقَلِيلَةُ يأْخذُها الصَّبِيُّ مِنَ الثدْي بِسُرْعَةٍ. وسيفٌ مِخْطَف: يَخطَفُ الْبَصَرَ بلَمْعِه؛ قَالَ: وناطَ بالدَّفِّ حُساماً مِخْطَفَا والخاطِفُ: الذئبُ. وذئبٌ خاطِفٌ: يَخْتَطِفُ الفَريسةَ، وبَرْقٌ خاطِفٌ لِنُورِ الأَبصار. وخَطِفَ البرقُ البَصرَ وخَطَفَه يَخْطِفُه: ذَهَبَ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ ، وَقَدْ قُرِئَ بِالْكَسْرِ، وَكَذَلِكَ الشُّعاعُ والسيفُ وَكُلُّ جِرْمٍ صَقِيل؛ قَالَ: والهُنْدُوانِيّاتُ يَخْطَفْنَ البَصَرْ رَوَى الْمَخْزُومِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ أَسمع أَحداً ذهَب بِبَصَرِهِ البرقُ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ ، وَلَمْ يَقُلْ يُذْهِبُ، قَالَ: والصَّواعِقُ تُحْرِقُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ليَنْتَهِيَنَّ أَقْوامٌ عَنْ رفْع أَبصارِهم إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ أَو لتُخْطَفَنَّ أَبصارُهم ؛ هُوَ مِنَ الخَطْف استِلابِ الشَّيْءِ وأَخْذِه بسُرعَة. وَمِنْهُ حَدِيثُ أُحد: إِنْ رأَيتمونا تَخْتَطِفُنا الطيرُ فَلَا تَبْرَحُوا أَي تَسْتَلِبُنا وَتَطِيرُ بِنَا، وَهُوَ مُبالغة فِي الْهَلَاكِ. وخَطِفَ الشيطانُ السمْعَ واخْتَطَفَه: اسْتَرَقَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ . والخَطَّافُ، بِالْفَتْحِ، الَّذِي فِي الْحَدِيثِ هُوَ الشَّيْطَانُ، يَخطَفُ السمعَ: يَسْتَرِقُه، وَهُوَ مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: نَفَقَتُكَ رِياءً وسُمْعةً للخَطَّاف ؛ هُوَ، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ، الشيطانُ لأَنه يَخْطَفُ السَّمْعَ، وَقِيلَ: هُوَ بِضَمِّ الْخَاءِ عَلَى أَنه جَمْعُ خَاطِفٍ أَو تَشْبِيهًا بالخُطَّاف، وَهُوَ الْحَدِيدَةُ المُعْوَجَّةُ كالكلُّوبِ يُخْتَطَفُ بِهَا الشيءُ وَيُجْمَعُ عَلَى خَطَاطِيفَ. وَفِي حَدِيثِ الْجِنِّ: يَختَطِفُون السَّمْعَ أَي يَسْتَرِقُونَه ويَسْتَلِبونه. والخَيْطَفُ والخَيْطَفَى: سُرعة انْجِذَابِ السَّيْرِ كأَنه يخْتَطِفُ فِي مَشْيِه عُنُقَه أَي يجْتَذِبه. وَجَمَلٌ خَيْطَفٌ أَي سَرِيعُ الْمَرِّ. وَيُقَالُ: عَنَقٌ خَيْطَفٌ وخَطَفَى؛ قَالَ جَدُّ جَرِيرٍ: وعَنَقاً بَعْدَ الرَّسِيمِ خَيْطَفا والخَطَفَى: سَيْرَتُه، وَيُرْوَى خَطَفَى، وَبِهَذَا سُمِّي الخَطَفَى، وَهُوَ لقَبُ عَوْفٍ جَدّ جَرِيرِ بْنِ عطِيّةَ بْنِ عَوْفٍ الشَّاعِرِ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُبَيْدَةَ قَالَ: الخَطَفَى جَدُّ جَرِيرٍ وَاسْمُهُ حُذيفَةُ بْنُ بَدْر ولُقِّب بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: يَرْفَعْنَ بالليلِ، إِذَا مَا أَسْدَفا، ... أَعْناقَ جِنَّانٍ وَهَامًا رُجَّفا، وعَنَقاً بَعْدَ الكَلالِ خَيْطَفا

والجِنَّانُ: جِنْسٌ مِنَ الْحَيَّاتِ إذا مشَت رَفعت رؤوسها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ مَلِيحِ شِعْرِ الخَطَفَى: عَجِبْتُ لإِزْراءِ العَييِّ بنَفْسِه، ... وصَمْتِ الَّذِي قَدْ كَانَ بالقَوْلِ أَعلما وَفِي الصَّمْتِ سَتْرٌ للعَييِّ، وَإِنَّمَا ... صَفِيحةُ لُبِّ المَرْء أَن يَتَكلَّما وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ الخَطْفِ وَهُوَ الخَلْسُ. وَجَمَلٌ خَيْطَفٌ: سَيْرُه كَذَلِكَ أَي سريعُ المَرّ، وَقَدْ خَطِفَ وخَطَفَ يَخْطِفُ ويَخْطَفُ خَطْفاً. والخاطُوفُ: شَبِيهٌ بالمِنْجَل يُشَدُّ فِي حِبالةِ الصائِد يَخْتَطِفُ الظبْيَ. والخُطّافُ: حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي الرَّحْل تُعَلَّقُ مِنْهَا الأَداةُ والعِجْلةُ. والخُطَّافُ: حَدِيدَةٌ حَجْناءُ تُعْقَلُ بِهَا البَكْرةُ مِنْ جانِبَيْها فِيهَا المِحْوَر؛ قَالَ النابغة: خَطاطِيفُ حُجْنٌ فِي حِبالٍ مَتِينَةٍ، ... تُمَدُّ بِهَا أَيْدٍ إليكَ نوازِعُ وكلُّ حديدةٍ حَجْناء خُطَّافٌ. الأَصمعي: الخُطَّاف هُوَ الَّذِي يَجْري فِي الْبَكْرَةِ إِذَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ، فَإِذَا كَانَ مِنْ خَشَبٍ، فَهُوَ القَعْوُ، وَإِنَّمَا قِيلَ لخُطَّافِ البَكرة خُطَّافٌ لحَجَنه فِيهَا، ومَخالِيبُ السِّباعِ خَطاطِيفُها. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «1»: فِيهِ خَطاطِيفُ وكلالِيبُ. وخَطاطِيفُ الأَسَد: براثِنُه شُبِّهَتْ بِالْحَدِيدَةِ لحُجْنَتِها؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ الأَسد: إِذَا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطِيفُ كَفِّه، ... رأَى الموتَ رَأْيَ العَيْنِ أَسْوَدَ أَحْمَرا إِنَّمَا قَالَ: رَأْيَ الْعَيْنِ أَو بالعَيْنَيْنِ «2» تَوْكِيدًا، لأَنَّ الْمَوْتَ لَا يُرى بِالْعَيْنِ، لَمَّا قَالَ أَسْوَدَ أَحْمرا، وَكَانَ السوادُ والحُمْرةُ لَوْنَيْن، وَكَانَ اللَّوْن مِمَّا يُحسّ بِالْعَيْنِ جُعِلَ الموتُ كأَنه مَرْئيٌّ بِالْعَيْنِ، فتَفَهَّمْه. والخُطَّافُ: سِمةٌ عَلَى شَكْل خُطَّافِ البَكْرة، قَالَ: يُقَالُ لِسِمة يُوسَم بِهَا البَعِير، كأَنها خُطَّافُ البَكْرَة: خُطَّافٌ أَيضاً. وبَعِير مَخْطُوفٌ إِذَا كَانَ بِهِ هَذِهِ السِّمةُ. والخُطّافُ: طَائِرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والخُطَّافُ العُصْفور الأَسودُ، وَهُوَ الَّذِي تَدْعُوه العامّةُ عُصْفُورَ الجنةِ، وَجَمْعُهُ خَطاطِيفُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لأَنْ أَكونَ نَفَضْتُ يَدَيَّ مِنْ قُبُورِ بَنِيَّ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَن يَقَعَ مِنْ بَيْضِ الخُطَّافِ فيَنْكَسِر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الخُطَّاف الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ، قَالَ ذَلِكَ شَفَقَةً ورحْمةً. والخُطَّافُ: الرجُل اللِّصُّ الفاسِقُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: واسْتَصْحَبُوا كُلَّ عَمٍ أُمِّيِّ ... مِنْ كلِّ خُطّافٍ وأَعْرابيِ وأَما قَوْلُ تِلْكَ المرأَة لِجَرِيرٍ: يَا ابْنَ خُطَّافٍ؛ فَإِنَّمَا قَالَتْهُ لَهُ هازِئةً بِهِ، وَهِيَ الخَطاطِيفُ. والخُطْفُ والخُطُفُ: الضُّمْرُ وخِفّةُ لَحْمِ الجَنْبِ. وإخْطَافُ الحَشى: انْطِواؤُه. وفَرس مُخْطَفُ الحَشى، بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الطَّاءِ، إِذَا كَانَ لاحِقَ ما

_ (1). قوله [حديث القيامة] هو لفظ النهاية أيضاً، وبهامشها صوابه: حديث الصراط. (2). قوله [أو بالعينين] يشير إلى أنه يروى أيضاً: رأى الموت بالعينين إلخ، وهو كذلك في الصحاح.

خَلْفَ المَحْزِمِ مِنْ بَطْنه، وَرَجُلٌ مُخْطَفٌ ومَخْطُوفٌ. وأَخْطَفَ الرجلُ: مَرِضَ يَسِيراً ثُمَّ بَرأَ سَرِيعًا. أَبو صَفْوانَ: يُقَالُ أَخْطَفَتْه الحُمّى أَي أَقْلَعَتْ عَنْهُ، وَمَا مِنْ مَرَضٍ إِلَّا وَلَهُ خُطْفٌ أَي يُبْرَأُ مِنْهُ؛ قَالَ: وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا صَرْفُ يَوْمٍ ولَيْلةٍ، ... فَمُخْطِفةٌ تُنْمِي ومُقْعِصةٌ تُصْمِي وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلذِّئْبِ خاطِفٌ، وَهِيَ الخَواطِفُ. وخَطافِ وكَسابِ: مِنْ أَسماء كِلَابِ الصَّيْدِ. وَيُقَالُ للصِّ الَّذِي يَدْغَرُ نفسَه عَلَى الشَّيْءِ فيَخْتَلِسُه: خُطَّافٌ. أَبو الخَطَّاب: خَطِفَتِ السفينةُ وخَطَفَت أَي سارَتْ؛ يُقَالُ: خَطِفَت اليومَ مِنْ عُمان أَي سَارَتْ. وَيُقَالُ: أَخْطَفَ لِي مِنْ حَدِيثه شَيْئًا ثُمَّ سَكَتَ، وَهُوَ الرَّجُلُ يأْخذ فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فَيَقْطَعُ حَدِيثَهُ، وَهُوَ الإِخْطافُ. والخياطِفُ: المَهاوي، وَاحِدُهَا خَيْطَفٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَقَدْ رُمْتَ أَمْراً، يَا مُعاوِيَ، دُونَه ... خَيَاطِفُ عِلَّوْزٍ، صِعابٌ مَراتِبُهْ والخُطُف والخُطَّفُ، جَمِيعًا: مِثْلُ الجُنون؛ قَالَ أُسامةُ الهُذَلي: فَجَاءَ، وَقَدْ أَوجَتْ مِنَ المَوْتِ نَفْسُه، ... بِهِ خُطُفٌ قَدْ حَذَّرَتْه المقاعِدُ وَيُرْوَى خُطَّفٌ، فإِما أَن يَكُونَ جَمعاً كضُرَّب، وَإِمَّا أَن يَكُونَ وَاحِدًا. والإِخْطافُ: أَن تَرْمِيَ الرَّمِيّةَ فتُخْطئ قَرِيبًا، يُقَالُ مِنْهُ: رَمى الرَّمِيَّةَ فأَخْطَفَها أَي أَخْطأَها؛ وأَنشد أَيضاً: فَمُخْطِفةٌ تُنْمي ومُقْعِصةٌ تُصْمي وَقَالَ العُمانيُّ: فانْقَضَّ قَدْ فاتَ العُيُونَ الطُّرَّفا، ... إِذَا أَصابَ صَيْدَه أَو أَخْطَفَا ابْنُ بَزْرَجٍ: خَطِفْتُ الشَّيْءَ أَخذْته، وأَخْطَفْتُه أَخْطَأْتُه؛ وأَنشد الْهُذَلِيُّ: تَناوَلُ أَطْرافَ القِرانِ، وعَيْنُها ... كعَيْنِ الحُبارى أَخْطَفَتْها الأَجادِلُ والإِخْطافُ فِي الْخَيْلِ: ضِدُّ الانْتِفاخ، وَهُوَ عَيب فِي الْخَيْلِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الإِخْطَاف سِرُّ الْخَيْلِ، وَهُوَ صِغَرُ الْجَوْفِ «3»؛ وأَنشد: لَا دَنَنٌ فِيهِ وَلَا إخْطَافُ والدَّنَنُ: قِصَرُ الْعُنُقِ وتطامُنُ المُقَدَّم؛ وَقَوْلُهُ: تَعَرَّضْنَ مَرْمى الصَّيْدِ، ثُمَّ رَمَيْنَنا ... مِنَ النَّبْلِ، لَا بالطَّائِشاتِ الخَواطِفِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى إِرَادَةِ المُخْطِفات وَلَكِنَّهُ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. والخَطِيفةُ: دَقِيقٌ يُذَرُّ عَلَى لَبَنٍ ثُمَّ يُطْبَخُ فيُلْعَق؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الحَبُولاء. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَإِذَا بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ صَحْفة فِيهَا خَطِيفةٌ ومِلْبَنةٌ ؛ الخَطِيفةُ: لَبَنٌ يُطبخ بِدَقِيقٍ ويُخْتَطَفُ بالمَلاعِق بسُرعة. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنه كَانَ عِنْدَ أُم سُليم شَعِيرٌ فَجَشَّتْه وعَمِلت لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،

_ (3). قوله [سر الخيل وهو إلخ] كذا بالأصل. ونقل شارح القاموس ما قبله حرفاً فحرفاً وتصرف في هذا فقال: والإِخْطَاف في الخيل صغر الجوف إلخ.

خَطِيفة فأَرْسَلتني أَدْعوه ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخَطِيفَة عِنْدَ الْعَرَبِ أَن تُؤْخَذَ لُبَيْنةٌ فتسخَّنَ ثُمَّ يُذرَّ عَلَيْهَا دَقِيقَةٌ ثُمَّ تُطبخَ فَيَلْعَقَها الناسُ وَيَخْتَطِفُوهَا فِي سُرْعَةٍ. وَدَخَلَ قَوْمٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَوْمَ عِيدٍ وَعِنْدَهُ الكَبُولاء، فَقَالُوا: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ أَيَوْمُ عِيد وخَطِيفةٌ؟ فَقَالَ: كُلوا مَا حَضَر واشكُروا الرزَّاق. وخاطِفُ ظِلِّه: طَائِرٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ: ورَيْطةِ فِتْيانٍ كخاطِفِ ظلِّه، ... جَعَلْتُ لَهم مِنْهَا خِباءً مُمَدَّدا قَالَ ابْنُ سَلَمَة: هُوَ طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ الرَّفْرافُ إِذَا رأَى ظلَّه فِي الْمَاءِ أَقبل إِلَيْهِ ليَخْطَفَه يحسَبُه صَيْداً، والله أَعلم. خطرف: الخُطْرُوفُ: المُسْتَديرُ. وعَنَقٌ خِطْريفٌ: وَاسِعٌ، وخَطْرَفَ فِي مَشْيِه وتَخَطْرَفَ: تَوَسَّعَ. وخَطْرَفَه بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ، بِالطَّاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ لَا غَيْرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَإِنْ تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفا وجمَل خُطْرُوفٌ: يُخَطْرِفُ خَطْوَه؛ ويَتَخَطْرَفُ فِي مَشْيِهِ: يُجْعَلُ خَطْوَتَيْن خَطْوةً مِنْ وَساعَتِه. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وإنَّ الانْدلاثَ والتَّخَطْرُفَ مِنَ الانْقِحام والتَكَلُّف ؛ تَخَطْرَف الشيءَ إِذَا جاوَزَه وتَعَدّاه، والله أَعلم. خظرف: خَظْرَفَ البعيرُ فِي مَشْيِهِ: أَسرع وَوَسَّعَ الخَطْو، لُغة فِي خَذْرَفَ، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ «1»؛ وأَنشد: وَإِنْ تَلَقّاه الدَّهاس خَظْرَفا وخَظْرَفَ جِلْدُ العَجوز: اسْتَرْخى، وَحَكَاهُ بَعْضُهُمْ بِالضَّادِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَالظَّاءُ أَكثر وأَحسن. وَعَجُوزٌ خَنْظَرِفٌ: مُسْتَرْخِيةُ اللَّحْمِ. اللَّيْثُ: الخَنْظَرِف الْعَجُوزُ الْفَانِيَةُ. وَجَمَلٌ خُظْرُوفٌ: وَاسْعُ الخَطوة. وَرَجُلٌ مُتَخَظْرِفٌ: واسِع الخَلْق رَحْبُ الذِّرَاعِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ خَظْرَفَ فِي مَشْيِهِ، بِالظَّاءِ وَالطَّاءِ أَيضاً. وخَطْرَفَه بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ، بِالطَّاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ لَا غَيْرُ. خفف: الخَفَّةُ والخِفّةُ: ضِدُّ الثِّقَلِ والرُّجُوحِ، يَكُونُ فِي الْجِسْمِ والعقلِ والعملِ. خَفَّ يَخِفُّ خَفّاً وخِفَّةً: صَارَ خَفِيفاً، فَهُوَ خَفِيفٌ وخُفافٌ، بِالضَّمِّ وَقِيلَ: الخَفِيفُ فِي الْجِسْمِ، والخُفَاف فِي التَّوَقُّد وَالذَّكَاءِ، وَجَمْعُهَا خِفَافٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ أَي مُوسرين أَو مُعْسِرين، وَقِيلَ: خَفَّتْ عَلَيْكُمُ الْحَرَكَةُ أَو ثَقُلَت، وَقِيلَ: رُكباناً ومُشاة، وَقِيلَ: شُبَّاناً وَشُيُوخًا. والخِفُّ: كُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُه. والخِفُّ، بِالْكَسْرِ: الخفِيف. وشيءٌ خِفٌّ: خَفِيفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عَنْ صَهَواتِه، ... ويُلْوِي بأَثْوابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ «2» وَيُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ فِي خِفٍّ مِنْ أَصحابه أَي فِي جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ. وخِفُّ المَتاعِ: خَفِيفُه. وخَفَّ الْمَطَرُ: نَقَص؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وارِمٌ ... مِنْ رَبيعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ «3»

_ (1). قوله [بالظاء] متعلق بخظرف. (2). وفي رواية: يطير الغلامُ الخُفُّ. وفي رواية أُخرى: يُزل الغلامَ الخِفَّ. (3). قوله [فتمطى إلخ] في مادة زمخر، قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَتَعَالَى زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مَالَتِ الْأَعْرَاقُ مِنْهُ واكتهل

واسْتَخَفَّ فُلَانٌ بِحَقِّي إِذَا اسْتَهانَ بِهِ، واسْتَخَفَّه الفرحُ إِذَا ارْتَاحَ لأَمر. ابْنُ سِيدَهْ: اسْتَخَفَّه الجَزَعُ والطَربُ خَفَّ لَهُمَا فاسْتَطار وَلَمْ يثبُت. التَّهْذِيبُ: اسْتَخَفَّه الطَّرَب وأَخَفَّه إِذَا حَمَلَهُ عَلَى الخِفّة وأَزال حِلْمَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِبَعْضِ جُلسائه: لَا تَغْتابَنَّ عِنْدِي الرَّعِيّة فَإِنَّهُ لَا يُخِفُّني؛ يُقَالُ: أَخَفَّنِي الشيءُ إِذَا أَغْضَبَك حَتَّى حَمَلَكَ عَلَى الطَّيْش، واسْتَخَفَّه: طَلَب خِفَّتَه. التَّهْذِيبُ: اسْتَخَفَّهُ فُلَانٌ إِذَا اسْتَجْهَله فَحَمَلَهُ عَلَى اتِّباعه فِي غَيِّه، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا يَسْتَفِزَّنَّك عَنْ دِينِكَ أَي لَا يُخْرِجَنَّك الَّذِينَ لَا يُوقِنون لأَنهم ضُلَّال شَاكُّونَ. التَّهْذِيبُ: وَلَا يَسْتَخِفَّنَّك لَا يستفزنَّك وَلَا يَسْتَجْهِلَنَّك؛ وَمِنْهُ: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ أَي حَمَلَهُمْ عَلَى الخِفّة وَالْجَهْلِ. يُقَالُ: اسْتَخَفَّهُ عَنْ رأْيه واستفزَّه عَنْ رأْيه إِذَا حَمَلَهُ عَلَى الْجَهْلِ وأَزاله عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّوَابِ. واستَخَفَّ بِهِ أَهانه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، لمَّا اسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَزْعم الْمُنَافِقُونَ أَنك اسْتَثْقَلْتَني وتَخَفَّفْتَ مِنِّي ، قَالَهَا لَمَّا اسْتَخْلَفَهُ فِي أَهله وَلَمْ يمضِ بِهِ إِلَى تِلْكَ الغَزاةِ؛ مَعْنَى تَخَفَّفْتَ مِنِّي أَي طَلَبْتَ الْخِفَّةَ بتخليفِك إِيَّايَ وَتَرْكِ اسْتصْحابي مَعَكَ. وخَفَّ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذَا أَطاعه وَانْقَادَ لَهُ. وخَفَّتِ الأُتُنُ لعَيرها إِذَا أَطاعَتْه؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ العَير وأُتُنه: نَفَى بالعِراكِ حَوالِيَّها، ... فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ والخَذُوفُ: وَلَدُ الأَتان إِذَا سَمِنَ. واسْتَخَفَّه: رَآهُ خَفيفاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ: اسْتَخَفَّ الْهَمْزَةَ الأُولى فَخَفَّفَهَا أَي أَنها لَمْ تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخفَّفها لِذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ؛ أَي يَخِفُّ عَلَيْكُمْ حَمْلُهَا. وَالنُّونُ الخَفِيفَة: خِلَافَ الثَّقِيلَةِ وَيُكَنَّى بِذَلِكَ عَنِ التَّنْوِينِ أَيضاً وَيُقَالُ الخَفِيّة. وأَخَفَّ الرجلُ إِذَا كَانَتْ دوابُّه خِفَافًا. والمُخِفُّ: القليلُ المالِ الْخَفِيفُ الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه كَانَ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ أَي فَقِيرًا قَلِيلَ الْمَالِ والحظِّ مِنَ الدُّنْيَا، وَيُجْمَعُ الخَفِيفُ عَلَى أَخْفَافٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: خَرَّجَ شُبّانُ أَصحابه وأَخْفَافُهم حُسَّراً ؛ وَهُمُ الَّذِينَ لَا مَتاع لَهُمْ وَلَا سِلاح، وَيُرْوَى: خِفَافُهم وأَخِفّاؤهم، وَهُمَا جَمْعٌ خَفِيف أَيضاً. اللَّيْثُ: الخِفّةُ خِفَّةُ الوَزْنِ وخِفّةُ الحالِ. وَخِفَّةُ الرَّجل: طَيْشُه وخِفَّتُه فِي عَمَلِهِ، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه خَفَّ يَخِفُّ خِفَّة [خَفَّة]، فَهُوَ خَفِيف، فَإِذَا كَانَ خَفِيفَ الْقَلْبِ مُتَوَقِّداً، فَهُوَ خُفَافٌ؛ وأَنشد: جَوْزٌ خُفَافٌ قَلْبُه مُثَقَّلُ وخَفَّ القومُ خُفُوفاً أَي قَلُّوا؛ وَقَدْ خَفَّت زَحْمَتُهم. وخَفَّ لَهُ فِي الخِدمةِ يَخِفُّ: خَدَمه. وأَخَفَّ الرَّجل، فَهُوَ مُخِفٌ وخَفِيف وخِفٌّ أَي خَفَّت حالُه ورَقَّت وَإِذَا كَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ بَيْنَ أَيدِينا عَقَبَةً كَؤُوداً لَا يُجَوِّزُهَا إِلَّا المُخِفّ ؛ يُرِيدُ المخفَّ مِنَ الذُّنُوبِ وأَسبابِ الدُّنْيَا وعُلَقِها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً: نَجا المُخِفُّون. وأَخَفَّ الرجلُ إِذَا كَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ فِي سفَره أَو حَضَره. والتَّخْفِيفُ: ضدُّ التَّثْقِيلِ، واستَخَفَّه: خِلَافُ اسْتَثْقَلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا بَعَثَ الخُرَّاصَ

قَالَ: خَفِّفُوا الخَرْصَ فإنَّ فِي الْمَالِ العرِيّة وَالْوَصِيَّةَ أَي لَا تَسْتَقْصُوا عَلَيْهِمْ فِيهِ فَإِنَّهُمْ يُطعِمون مِنْهَا ويُوصون. وَفِي حَدِيثِ عَطاء: خَفِّفُوا عَلَى الأَرض ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: خِفُّوا أَي لَا تُرْسِلوا أَنفسكم فِي السُّجُودِ إرْسالًا ثَقِيلًا فتؤثِّرُوا فِي جِباهِكم؛ أَراد خِفُّوا فِي السُّجُودِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ: إِذَا سجدتَ فتَخافَ أَي ضَعْ جَبْهَتَكَ عَلَى الأَرض وَضْعاً خفِيفاً، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والخَفِيفُ: ضَرْبٌ مِنَ الْعَرُوضِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لخِفَّته. وخَفَّ الْقَوْمُ عَنْ مَنْزِلِهِمْ خُفُوفاً: ارْتحَلُوا مُسْرِعِينَ، وَقِيلَ: ارتحلُوا عَنْهُ فَلَمْ يَخُصُّوا السُّرْعَةَ؛ قَالَ الأَخطل: خَفَّ القَطِينُ فَراحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا والخُفُوفُ: سُرعةُ السَّيْرِ مِنَ الْمَنْزِلِ، يُقَالُ: حَانَ الخُفُوفُ. وَفِي حَدِيثِ خُطْبَتِهِ فِي مَرَضِهِ: أَيها النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ دَنا مِنِّي خُفُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ أَي حركةٌ وقُرْبُ ارْتِحالٍ، يُرِيدُ الإِنذار بِمَوْتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَدْ كَانَ مِنِّي خفوفٌ أَي عَجَلَةٌ وسُرعة سَيْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا ذُكِرَ لَهُ قتلُ أَبي جَهْلٍ استخفَّه الفَرَحُ أَي تَحَرَّكَ لِذَلِكَ وخَفَّ، وأَصله السرعةُ. ونَعامة خَفّانةٌ: سَرِيعَةٌ. والخُفُّ: خُفُّ الْبَعِيرِ، وَهُوَ مَجْمَعُ فِرْسِن الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذَا خُفُّ الْبَعِيرِ وَهَذِهِ فِرْسِنُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا سَبَق إِلَّا فِي خُفٍّ أَو نَصْلٍ أَو حَافِرٍ ، فالخُفُّ الإِبل هاهنا، والحافِرُ الخيلُ، والنصلُ السهمُ الَّذِي يُرمى بِهِ، وَلَا بُدَّ مِنْ حَذْفِ مُضَافٍ، أَي لَا سَبَقَ إِلَّا فِي ذِي خُفٍّ أَو ذِي حافِرٍ أَو ذِي نَصْلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الخُف وَاحِدُ أَخْفافِ الْبَعِيرِ وَهُوَ لِلْبَعِيرِ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الْخُفُّ لِلنَّعَامِ، سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشابُهِ، وخُفُّ الإِنسانِ: مَا أَصابَ الأَرضَ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِه، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الْخُفُّ مِنَ الْحَيَوَانِ إِلَّا لِلْبَعِيرِ وَالنَّعَامَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: غَلِيظة الْخُفِّ ؛ اسْتَعَارَ خُفَّ الْبَعِيرِ لِقِدَمِ الإِنسان مَجَازًا، والخُفّ فِي الأَرض أَغلظ مِنَ النَّعْل؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَحْمِلُ، فِي سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ، ... تَوادِياً سُوِّينَ مِنْ خِلافِ فَإِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ كِنْفاً اتُّخِذَ مِنْ ساقِ خُفٍّ. والخُفُّ: الَّذِي يُلْبَس، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَخْفافٌ وخِفافٌ. وتخَفَّفَ خُفّاً: لَبِسه. وَجَاءَتِ الإِبلُ عَلَى خُفّ وَاحِدٍ إِذَا تَبِعَ بَعْضُهَا بَعْضًا كأَنها قِطارٌ، كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه عَلَى ذَنَبِ صَاحِبِهِ، مَقْطُورَةً كَانَتْ أَو غَيْرَ مَقْطُورَةٍ. وأَخَفَّ الرجلَ: ذَكَرَ قَبِيحَهُ وعابَه. وخَفّانُ: مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِياضِ كَثِيرُ الأُسد؛ قَالَ الأَعشى: وَمَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهابةٌ، ... أَبو أَشْبُلٍ أَضْحى بخَفّانَ حارِدا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مأْسَدة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: شَرَنْبَث أَطْرافِ البَنانِ ضُبارِمٌ، ... هَصُورٌ لَهُ فِي غِيلِ خَفّانَ أَشْبُلُ والخُفّ: الجمَل المُسِنّ، وَقِيلَ: الضخْم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: سأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ خُفّا، ... والدَّلْوُ قَدْ تُسْمَعُ كيْ تَخِفّا وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ حَمْيِ الأَراك إِلَّا مَا لَمْ تَنَلْه أَخْفافُ الإِبل أَي مَا لَمْ تَبْلُغْه أَفواهُها بِمَشْيِهَا إِلَيْهِ.

وَقَالَ الأَصمعي: الخُف الْجَمَلُ المُسِنُّ، وَجَمْعُهُ أَخفاف، أَي مَا قَرُب مِنَ المَرْعى لَا يُحْمى بَلْ يُتْرَكُ لمَسانِّ الإِبل وَمَا فِي مَعْنَاهَا مِنَ الضّعافِ الَّتِي لَا تَقْوى عَلَى الإِمعان فِي طلَبِ المَرْعَى. وخُفافٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ خُفافُ بْنُ نُدْبةَ السُّلمي أَحد غِرْبانِ الْعَرَبِ. والخَفْخَفَةُ: صوتُ الحُبارى والضَّبُعِ والخِنْزيرِ، وَقَدْ خَفْخَفَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَعَنَ الإِلهُ سِبالَ تَغْلِبَ إنَّهم ... ضُرِبوا بكلِّ مُخَفْخِفٍ حَنّان وَهُوَ الخُفَاخِفُ. والخَفْخَفَةُ أَيضاً: صوتُ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ أَو الفَرْو الْجَدِيدِ إِذَا لُبِس وحرَّكْتَه. ابْنُ الأَعرابي: خَفْخَفَ إِذَا حرَّك قميصَه الْجَدِيدَ فَسَمِعْتَ لَهُ خَفْخَفَةً أَي صَوْتًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَكُونُ الخَفْخَفةُ إِلَّا بَعْدَ الجَفْجَفةِ، والخَفْخَفة أَيضاً: صَوْتُ الْقِرْطَاسِ إِذَا حرَّكْتَه وقلَبته. وَإِنَّهَا لخَفْخافةُ الصَّوْتِ أَي كأَن صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِنْ أَنفها. والخُفْخُوفُ: طَائِرٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ذُكِرَ ذَلِكَ عَنْ أَبي الخَطاب الأَخفش، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، قَالَ: وَلَا ذَكَرَهُ أَحد مِنْ أَصحابنا. الْمُفَضَّلُ: الخُفْخُوفُ الطَّائِرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ المِيساقُ، وَهُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا طار. خلف: اللَّيْثُ: الخَلْفُ ضِدُّ قُدّام. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: خَلْفٌ نَقِيضُ قُدَّام مُؤَنَّثَةٌ وَهِيَ تَكُونُ اسْمًا وظَرفاً، فَإِذَا كَانَتِ اسْمًا جَرت بِوُجُوهِ الإِعراب، وَإِذَا كَانَتْ ظَرْفًا لَمْ تَزَلْ نَصْبًا عَلَى حَالِهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: خَلْفَهُمْ مَا قَدْ وَقَعَ مِنْ أَعمالهم وَمَا بَيْنَ أَيديهم مِنْ أَمرِ الْقِيَامَةِ وَجَمِيعِ مَا يَكُونُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ ؛ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مَا أَسْلَفْتُم مِنْ ذُنوبكم، وَما خَلْفَكُمْ مَا تَسْتَعْمِلُونَهُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُونَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مَا نَزَلَ بالأُمم قَبْلَكُمْ مِنَ الْعَذَابِ، وَما خَلْفَكُمْ عذابُ الْآخِرَةِ. وخَلَفَه يَخْلُفه: صَارَ خَلْفَه. واخْتَلَفَه: أَخذَه مِنْ خَلْفِه. واخْتَلَفَه وخَلَّفَه وأَخْلَفه: جَعَلَهُ خَلْفَه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: حَتَّى إِذَا عَزَلَ التَّوائمَ مُقْصِراً، ... ذاتَ العِشاء، وأَخْلَفَ الأَرْكاحا وجَلَسْتُ خَلْفَ فُلَانٍ أَي بعدَه. والخَلْفُ: الظَهْر. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: جئتُ فِي الْهَاجِرَةِ فوجدْتُ عمرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، يُصَلِّي فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فأَخْلَفَني، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَجَاءَ يَرْفَأُ، فتأَخَّرْتُ فصيلتُ خَلْفُه ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ فأَخلفني أَي رَدَّني إِلَى خَلْفِه فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ بَعْدَ ذَلِكَ أَو جَعَلَنِي خَلْفَه بحِذاء يَمِينِهِ. يُقَالُ: أَخْلَفَ الرجلُ يدَه أَي رَدَّها إِلَى خَلْفِه. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَلْحَحْتُ عَلَى فُلَانٍ فِي الاتِّباع حَتَّى اخْتَلَفْتُه أَي جَعَلْتُهُ خَلْفي؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَخْتَلِفُني النصيحةَ أَي يخْلُفني. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَتَخَلَّفُ عَنْ هِجْرتي ؛ يُرِيدُ خَوْفَ الْمَوْتِ بِمَكَّةَ لأَنها دَارٌ تَرَكُوهَا لِلَّهِ تَعَالَى، وهاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يُحِبُّوا أَن يَكُونَ مَوْتُهُمْ بِهَا، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا. والتخلُّفُ: التأَخُّرُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: فخَلَّفَنا فكُنّا آخِر الأَربع أَي أَخَّرَنا وَلَمْ يُقَدِّمْنا، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ ليَمُرُّ بجَنَباتهم فَمَا يُخَلِّفُهم

أَي يتقدَّم عَلَيْهِمْ وَيَتْرُكُهُمْ وَرَاءَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سَوُّوا صُفوفَكم وَلَا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قلوبُكم أَي إِذَا تقدَّم بعضُهم عَلَى بَعْضٍ فِي الصُّفوف تأَثَّرَت قُلوبهم ونشأَ بَيْنَهُمُ الخُلْفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أَو لَيُخالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكم ؛ يُرِيدُ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ يَصْرِفُ وجهَه عَنِ الْآخَرِ ويُوقَعُ بَيْنَهُمُ التباغُضُ، فإنَّ إقْبالَ الوجْهِ عَلَى الوجهِ مِنْ أَثَرِ المَوَدَّةٍ والأُلْفةِ، وَقِيلَ: أَراد بِهَا تحويلَها إِلَى الأَدْبارِ، وَقِيلَ: تَغْيِيرُ صُوَرِها إِلَى صُوَرٍ أُخرى. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: ثُمَّ أُخالِفَ إِلَى رِجَالٍ فأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بيوتَهم أَي آتِيَهم مِنْ خَلْفِهِمْ، أَو أُخالف مَا أَظْهَرْتُ مِنْ إقامةِ الصلاةِ وأَرجع إِلَيْهِمْ فآخُذهم عَلَى غَفْلةٍ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى أَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ بمُعاقبتهم. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفةِ: وخالَف عَنّا عليٌّ والزُّبَيْرُ أَي تَخَلَّفا. والخَلْفُ: المِرْبَدُ يَكُونُ خَلْفَ الْبَيْتِ؛ يُقَالُ: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفُ جَيِّدٌ، وَهُوَ المِرْبَدُ وَهُوَ مَحْبِسُ الإِبل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وجِيئا مِنَ البابِ المُجافِ تَواتُراً، ... وَلَا تَقْعُدا بالخَلْفِ، فالخَلْفُ واسِعُ «1» وأَخْلَفَ يدَه إِلَى السيفِ إِذَا كَانَ مُعَلَّقاً خَلْفَه فَهَوَى إِلَيْهِ. وَجَاءَ خِلافَه أَي بَعْدَهُ. وَقُرِئَ: وَإِذَا لَا يَلْبَثُون خَلفَكَ إِلَّا قَلِيلًا ، وخِلافك. والخِلْفةُ: مَا عُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ؛ وَقَالَ: كَمَا عُلِّقَتْ خِلْفَةُ المَحْمِلِ وأَخْلَف الرجلُ: أهْوَى بيدِه إِلَى خَلْفِه ليأْخُذَ مِنْ رَحْلِه سَيْفًا أَو غيرَه، وأَخْلَفَ بيدِه وأَخْلفَ يدَه كَذَلِكَ. والإِخْلافُ: أَن يَضْرِبَ الرجُل يَدَهُ إِلَى قِرابِ سيفِه ليأْخُذَ سيفَه إِذَا رأَى عَدُوًّا. الْجَوْهَرِيُّ: أَخْلَفَ الرجلُ إِذَا أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى سَيْفِهِ ليَسُلَّه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَن رَجُلًا أَخْلَفَ السَّيْفَ يَوْمَ بَدْرٍ «2». يُقَالُ: أَخْلَفَ يَدَهُ إِذَا أَراد سَيْفَهُ وأَخْلفَ يدَه إِلَى الكنانةِ. وَيُقَالُ: خَلَفَ لَهُ بالسيفِ إِذَا جَاءَ مِنْ وَرائه فضرَبه. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخْلَفَ بِيَدِهِ وأَخذ يَدْفَعُ الفَضْلَ. واسْتَخْلَفَ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ: جَعَلَهُ مَكَانَهُ. وخَلَفَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا كَانَ خَلِيفَتَه. يُقَالُ: خَلَفَه فِي قَوْمِهِ خِلافَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي . وخَلَفْتُه أَيضاً إِذَا جِئْتُ بَعْدَهُ. وَيُقَالُ: خَلَّفْتُ فُلَانًا أُخَلِّفُه تَخْلِيفاً واسْتَخْلفْتُه أَنا جَعَلتُه خَليفَتي. واسْتَخْلفه: جَعَلَهُ خَلِيفَةً. والخَلِيفةُ: الَّذِي يُسْتخْلَفُ مِمَّنْ قَبْلَهُ، والجمع خَلَائِف، جاؤوا بِهِ عَلَى الأَصل مِثْلَ كريمةٍ وكرائِمَ، وَهُوَ الخَلِيفُ وَالْجَمْعُ خُلَفَاء، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ خَلِيفةٌ وخُلَفَاء، كَسَّروه تَكْسِيرَ فَعِيلٍ لأَنه لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْمُذَكَّرِ؛ هَذَا نَقْلُ ابْنِ سِيدَهْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَعِيلة بِالْهَاءِ لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعَلاء، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما خَلائِفُ فَعَلَى لَفْظِ خَلِيفةٍ وَلَمْ يَعْرِفْ خَلِيفًا، وَقَدْ حَكَاهُ أَبو حَاتِمٍ؛ وأَنشد لأَوْس بْنِ حَجَر: إنَّ مِنَ الْحَيِّ مَوْجُودًا خَلِيفَتُهُ، ... وَمَا خَلِيفُ أَبِي وَهْبٍ بمَوْجُودِ والخِلافَةُ: الإِمارةُ وَهِيَ الخِلِّيفَى. وإنه لخَلِيفةٌ

_ (1). قوله [وجيئا إلخ] تقدم إنشاده للمؤلف وشارح القاموس في مادّة جوف: وجئنا مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُرًا ... وَإِنْ تَقْعُدَا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ (2). قوله [أخلف السيف يوم إلخ] كذا بالأصل، والذي في النهاية مع إصلاح فِيهَا: وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فأحاطوا بنا وأنا أذب عنه فأخلف رجل بالسيف يوم بدر. يقال إلخ.

بَيِّنُ الخِلافةِ والخِلِّيفى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: لَوْلَا الخِلِّيفَى لأَذَّنْتُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَوْ أَطَقْتُ الأَذَان مَعَ الخِلّيفى ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ والقَصْر، الخِلافةِ، وَهُوَ وأَمثاله مِنَ الأَبْنِيَةِ كالرِّمِّيَّا والدِّلِّيلَى مَصْدَرٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الْكَثْرَةِ، يُرِيدُ بِهِ كَثْرَةَ اجتِهاده فِي ضَبْطِ أُمورِ الخِلافَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ الزَّجَّاجُ جَازَ أَنْ يُقَالَ للأَئمة خُلفاء اللَّهِ فِي أَرْضِه بقوله عز وجل: يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ . وَقَالَ غَيْرُهُ: الخَليفةُ السلطانُ الأَعظم. وَقَدْ يؤنَّثُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَبوكَ خَلِيفةٌ وَلَدَتْه أُخْرَى، ... وأَنتَ خَليفةٌ، ذاكَ الكَمالُ قَالَ: وَلَدَتْهُ أُخْرَى لتأْنيث اسْمِ الْخَلِيفَةِ وَالْوَجْهُ أَن يَكُونَ وَلَدَهُ آخَرُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ ، قَالَ: جَعَلَ أُمة مُحَمَّدٍ خَلَائِفَ كلِّ الأُمم، قَالَ: وَقِيلَ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ* يَخْلُفُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَإِنَّهُ وقَعَ لِلرِّجَالِ خَاصَّةً، والأَجْوَدُ أَن يُحْمَل عَلَى مَعْنَاهُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا يَقَعُ لِلرِّجَالِ، وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ، أَلا تَرَى أَنهم قَدْ جَمَعُوهُ خُلَفَاء؟ قَالُوا ثلاثةُ خُلَفَاء لَا غَيْرَ، وَقَدْ جُمعَ خَلائِفَ، فَمَنْ قَالَ خَلَائِفَ قَالَ ثلاثَ خَلَائِفَ وَثَلَاثَةَ خَلَائِفَ، فمرَّة يَذْهَب بِهِ إِلَى الْمَعْنَى ومرَة يَذْهَبُ بِهِ إِلَى اللَّفْظِ، قَالَ: وَقَالُوا خُلَفَاء مِنْ أَجل أَنه لَا يَقَعُ إِلَّا عَلَى مُذَكَّرٍ وَفِيهِ الْهَاءُ، جَمَعُوهُ عَلَى إِسْقَاطِ الْهَاءِ فَصَارَ مِثْلَ ظَرِيفٍ وظُرَفاء لأَن فَعِيلة بِالْهَاءِ لَا تُجمَعُ عَلَى فُعلاء. ومِخْلافُ البلدِ: سُلطانُه. ابْنُ سِيدَهْ: والمِخْلافُ الكُورةُ يَقْدَمُ عَلَيْهَا الإِنسان، وَهُوَ عِنْدَ أَهل الْيَمَنِ واحِدُ المَخالِيفُ، وَهِيَ كُوَرُها، ولكلِّ مِخْلافٍ مِنْهَا اسْمٌ يُعْرَفُ بِهِ، وَهِيَ كالرُسْتاقِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَخالِيفُ لأَهل الْيَمَنِ كالأَجْنادِ لأَهل الشامِ، والكورِ لأَهل العِراقِ، والرَّساتِيقِ لأَهل الجِبالِ، والطّساسِيج لأَهْلِ الأَهْوازِ. والخَلَفُ: مَا اسْتَخْلَفْتَه مِنْ شَيْءٍ. تَقُولُ: أَعطاك اللَّهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لَكَ، وَلَا يُقَالُ خَلْفاً؛ وأَنتَ خَلْفُ سُوءٍ مِنْ أَبيك. وخَلَفَه يَخْلُفُه خَلَفاً: صَارَ مَكَانَهُ. والخَلَفُ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بَعْدَ الإِنسان، والخَلْفُ والخَالِفَةُ: الطَّالِحُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَقَدْ يُسَمَّى خَلَفاً، بِفَتْحِ اللَّامِ، فِي الطَّلاحِ، وخَلْفاً، بإِسكانها، فِي الصّلاحِ، والأَوّلُ أَعْرَفُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لخالِفٌ بَيِّنُ الخَلافةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى الكسْر. وَفِي هَؤُلَاءِ القَوْمِ خَلَفٌ مِمَّنْ مَضى أَي يَقُومُونَ مَقامهم. وَفِي فُلَانٍ خَلَفٌ مِنْ فُلَانٍ إِذَا كَانَ صَالِحًا أَو طَالِحًا فَهُوَ خَلَفٌ. وَيُقَالُ: بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَي بِئْسَ البَدَلُ. والخَلْفُ: القَرْن يأْتي بَعْدَ القَرْن، وَقَدْ خلَفوا بَعْدَهُمْ يخلُفون. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ ، بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ لأَنهم إِذَا أَضاعوا الصلاةَ فَهُمْ خَلْفُ سُوء لَا مَحالةَ، وَلَا يكونُ الخَلَفُ إلَّا مِنَ الأَخْيارِ، قَرْناً كَانَ أَو ولَداً، ولا يكونُ الخَلْفُ إلا مِنَ الأَشرارِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ ، قَالَ: قَرْنٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الخَلَفُ يَكُونُ فِي الخَير وَالشَّرِّ، وَكَذَلِكَ الخَلْفُ، وَقِيلَ: الخَلْفُ الأَرْدِياء الأَخِسَّاء. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِينَ بِنَاسٍ أَكثر مِنْهُمْ، وَهَذَا خَلْف سَوْء؛ قَالَ لَبِيدٌ: ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ فِي أَكنافِهمْ، ... وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجربِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ فِيهِمَا أَخْلافٌ وخُلُوفٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بقِينا فِي خَلْفِ سَوْءٍ أَي بَقِيَّةِ سَوْء. وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ* ، أَي بَقِيّة. أَبو الدُّقَيْشِ: يُقَالُ مَضَى خَلْفٌ مِنَ النَّاسِ، وَجَاءَ خَلْفٌ مِنَ النَّاسِ، وَجَاءَ خَلْفٌ لَا خيرَ فِيهِ، وخَلْفٌ صَالِحٌ، خفَّفهما جَمِيعًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ هَذَا خَلْفٌ، بإِسكان اللَّامِ، للرَّديء، والخَلْفُ الرَّديء مِنَ الْقَوْلِ؛ يُقَالُ: هَذَا خَلْفٌ مِنَ القولِ أَي رَديء. وَيُقَالُ فِي مَثَلٍ: سَكَتَ أَلفاً ونَطَقَ خَلْفاً، لِلرَّجُلِ يُطيل الصَّمْتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بالخَطإ، أَي سَكَتَ عَنْ أَلف كَلِمَةٍ ثُمَّ تَكَلَّمَ بخطإٍ. وَحُكِيَ عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ: إِنَّ أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِه فَقَالَ: إِنَّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً؛ عَنَى بالنُّطْق هَاهُنَا الضَّرْطَ. والخَلَف، مَثَقَّل، إِذَا كَانَ خلَفاً مِنْ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا العِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُه يَنْفُون عَنْهُ تَحْريفَ الغالِينَ، وانْتِحالَ المُبْطِلينَ، وتأويلَ الجاهِلينَ ؛ قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ مالكَ بْنَ أَنس بِهَذَا الْحَدِيثِ فأَعجبه. قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ وَالسُّكُونِ، كُلُّ مَنْ يَجِيءُ بَعْدَ مَنْ مَضَى، إِلَّا أَنه بِالتَّحْرِيكِ فِي الْخَيْرِ، وَبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ: يُقَالُ خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سُوءٍ، وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا القَرْن مِنَ النَّاسِ، قَالَ: وَالْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ المَفْتُوحُ، وَمِنَ السُّكُونِ الْحَدِيثُ: سيكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضاعُوا الصلاةَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ «1»؛ خُلوفٌ هِيَ جَمْعٌ خَلْفٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلْيَنْفُضْ فِراشَه فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْهِ أَي لَعَلَّ هامَّة دَبَّتْ فَصَارَتْ فِيهِ بَعْدَهُ، وخِلافُ الشَّيْءِ بعدَه. وَفِي الْحَدِيثِ: فدخَل ابنُ الزُّبَيْرِ خِلافَه. وَحَدِيثُ الدَّجّال: قَدْ خَلَفَهم فِي ذَرارِيِّهم «2». وَحَدِيثُ أَبي اليَسَرِ: أَخَلَفْتَ غازِياً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَهلِه بِمِثْلِ هَذَا؟ يُقَالُ: خَلَفْتُ الرجلَ فِي أَهله إِذَا أَقمتَ بعدَه فِيهِمْ وَقُمْتَ عَنْهُ بِمَا كَانَ يَفْعَلُهُ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لِلِاسْتِفْهَامِ. وَفِي حَدِيثِ ماعزٍ: كلَّما نَفَرْنا فِي سبيلِ اللَّهِ خَلَفَ أَحدُهم لَهُ نَبيبٌ كنَبِيبِ التَّيْسِ ؛ وَفِي حَدِيثِ الأَعشى الحِرْمازِي: فَخَلَفَتْني بنِزاعٍ وحَرَبْ أَي بَقِيَتْ بَعْدِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ رُوِيَ بِالتَّشْدِيدِ لَكَانَ بِمَعْنَى تَرَكَتْني خَلْفها، والحَرَبُ: الْغَضَبُ. وأَخْلَفَ فُلَانٌ خَلَفَ صِدْقٍ فِي قَوْمِهِ أَي ترَكَ فِيهِمْ عَقِباً. وأَعْطِه هَذَا خَلَفاً مِنْ هَذَا أَي بَدَلًا. والخَالِفةُ: الأُمّةُ الباقيةُ بَعْدَ الأُمة السالِفةِ لأَنها بَدَلٌ مِمَّنْ قَبْلَهَا؛ وأَنشد: كَذَلِكَ تَلْقاه القُرون الخَوالِفُ وخلَفَ فُلَانٌ مكانَ أَبيه يَخْلُف خِلافةً إِذَا كَانَ فِي مَكَانِهِ وَلَمْ يَصِرْ فِيهِ غيرُه. وخَلَفَه رَبُّه فِي أَهلِه وولدِه: أَحْسَنَ الخِلافةَ، وخَلَفَه فِي أَهله وولدِه ومكانِه يَخْلُفُه خِلافةً حسَنةً: كَانَ خَلِيفةً عَلَيْهِمْ مِنْهُ، يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: أَوْصى لَهُ بالخِلافةِ. وَقَدْ خَلَّف فُلَانٌ فُلَانًا يُخَلِّفُه تَخْلِيفاً، وخَلَفَ بَعْدَهُ يَخْلُفُ خُلوفاً، وَقَدْ خَالَفَه إِلَيْهِمْ واخْتَلَفه. وَهِيَ الخِلْفةُ؛ وأَخْلَفَ النباتُ: أَخرج الخِلْفةَ.

_ (1). قوله [تخلف من بعدهم] في النهاية: تختلف من بعده. (2). قوله [ذراريهم] في النهاية: ذريتهم.

وأخْلَفَتِ الأَرضُ إِذَا أَصابَها بَرْد آخِر الصَّيْفِ فيَخْضَرُّ بعضُ شَجرِها. والخِلْفة: زِراعةُ الْحُبُوبِ لأَنها تُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ. والخِلْفةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ بَعْدَ النَّبَاتِ الَّذِي يَتَهَشَّم. والخِلْفةُ: مَا أَنبت الصَّيْفُ من العُشْبِ بعد ما يَبِسَ العُشْبُ الرِّيفِيُّ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَتِ الأَرض، وَكَذَلِكَ مَا زُرع مِنَ الحُبوب بَعْدَ إِدراك الأُولى خِلْفَةٌ لأَنها تُسْتَخْلَفُ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: خيرُ المَرْعى الأَراكُ والسَّلَمُ إِذا أَخْلَفَ كَانَ لَجِيناً أَي إِذا أَخرج الخِلْفَة، وَهُوَ الْوَرَقُ الَّذِي يُخْرَجُ بَعْدَ الورَق الأَوَّل فِي الصَّيْفِ. وَفِي حَدِيثِ خُزيمةَ السُّلمي: حَتَّى آلَ السُّلامى وأَخْلَفَ الخُزامى أَي طَلَعَتْ خِلْفَتُه مِنْ أُصولِه بِالْمَطَرِ. والخِلْفةُ: الرّيحةُ وَهِيَ مَا يَنْفَطِرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّل الْبَرْدِ، وَهُوَ مِنَ الصَّفَرِيَّةِ. والخِلْفةُ: نباتُ ورَقٍ دُونَ وَرَقٍ. والخِلْفةُ: شَيْءٌ يَحْمِلُه الكَرْمُ بعد ما يَسْوَدُّ العِنَبُ فيُقْطَفُ الْعِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ ثُمَّ يُدْرِك، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ سَائِرِ الثَّمر. والخِلفَةُ أَيضاً: أَن يأْتيَ الكَرْمُ بحِصْرِمٍ جديدٍ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وخِلْفَةُ الثَّمر: الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ. والإِخْلَافُ: أَن يَكُونَ فِي الشَّجَرِ ثَمَر فَيَذْهَبُ فَالَّذِي يعُود فِيهِ خِلْفةٌ. وَيُقَالُ: قَدْ أَخْلَفَ الشجرُ فَهُوَ يُخْلِفُ إخْلافاً إِذَا أَخرج وَرَقًا بَعْدَ وَرَقٍ قَدْ تَنَاثَرَ. وخِلْفة الشَّجَرِ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ الثَّمَرِ الْكَثِيرِ. وأَخْلَفَ الشجرُ: خَرَجَتْ لَهُ ثَمَرَةٌ بَعْدَ ثَمَرَةٍ. وأَخْلَفَ الطَّائِرُ: خَرَجَ لَهُ ريشٌ بَعْدَ رِيشٍ. وخَلَفَتِ الفاكهةُ بعضُها بَعْضًا خَلَفاً وخِلْفَةً إِذَا صَارَتْ خَلَفاً مِنَ الأُولى. وَرَجُلَانِ خِلْفَةٌ: يَخْلُفُ أَحدُهما الْآخَرَ. والخِلْفَةُ: اخْتِلَافُ الليلِ وَالنَّهَارِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً ؛ أَي هَذَا خَلَفٌ مِنْ هَذَا، يذهَب هَذَا وَيَجِيءُ هَذَا؛ وأَنشد لِزُهَيْرٍ: بِهَا العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً، ... وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ مِنْ كلِّ مَجْثَمِ وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِ زُهَيْرٍ يَمْشِينَ خِلْفَةً مُخْتَلِفاتٌ فِي أَنها ضَرْبان فِي أَلْوَانِهَا وَهَيْئَتِهَا، وَتَكُونُ خِلْفَة فِي مِشْيَتِها، تَذْهَبُ كَذَا وَتَجِيءُ كَذَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَكُونُ قَوْلُهُ تَعَالَى خَلْفِهِ* أَي مَن فَاتَهُ عَمَلُ في اللَّيْلِ اسْتَدْرَكَهُ فِي النَّهَارِ فَجَعَلَ هَذَا خلَفاً مِنْ هَذَا. وَيُقَالُ: عَلَيْنَا خِلْفَةٌ مِنْ نَهَارٍ أَي بَقِيَّةٌ، وبَقِيَ فِي الحَوْضِ خِلْفَةٌ مِنْ مَاءٍ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ يَجِيءُ بَعْدَ شَيْءٍ، فَهُوَ خِلْفَة. ابْنُ الأَعرابي: الخِلْفَة وَقْت بَعْدَ وَقْتٍ. والخَوالِفُ: الَّذِينَ لَا يَغْزُون، وَاحِدُهُمْ خَالِفَةٌ كأَنهم يَخْلُفُون مَنْ غَزَا. والخَوَالِفُ أَيضاً: الصِّبْيانُ المُتَخَلِّفُون. وقَعَدَ خِلافَ أَصحابه: لَمْ يَخْرُجْ مَعَهُمْ، وخَلَفَ عَنْ أَصحابه كَذَلِكَ. والخِلافُ: المُخالَفةُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سُرِرْتُ بمَقْعَدِي خِلافَ أَصحابي أَي مُخالِفَهم، وخَلْفَ أَصحابي أَي بعدَهم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سُرِرْتُ بمُقامي بعدَهم وبعدَ ذَهَابِهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: الخَالِفَةُ القاعدِةُ مِنَ النِّسَاءِ فِي الدَّارِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذاً لَا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ، ويقرأُ خَلْفَك وَمَعْنَاهُمَا بعدَك. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ ، ويقرأُ خَلْفَ رسولِ اللَّهِ أَي مُخالَفةَ رسولِ اللَّهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خِلافَ فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى بعد؛ وأَنشد للحرِثِ بْنِ خالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: عَقَبَ الرَّبيعُ خِلافَهم، فكأَنَّما ... نَشَطَ الشَّواطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيرا

قَالَ: وَمِثْلُهُ لمُزاحِمٍ العُقَيْلِي: وَقَدْ يَفْرُطُ الجَهْل الفَتى ثُمَّ يَرْعَوِي، ... خِلافَ الصِّبا، للجاهلينَ حُلوم قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلْبَرِيقِ الْهُذَلِيِّ: وَمَا كنتُ أَخْشى أَن أَعِيشَ خِلافَهم، ... بسِتَّةِ أَبْياتٍ، كَمَا نَبَتَ العِتْرُ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: فأَصْبَحْتُ أَمْشِي فِي دِيارٍ كأَنَّها، ... خِلافَ دِيارِ الكاهِلِيّةِ، عُورُ وأَنشد لِآخَرَ: فقُلْ لِلَّذِي يَبْقَى خِلافَ الَّذِي مضَى: ... تَهَيّأْ لأُخْرى مِثْلِها فكأَنْ قَدِ «1» وأَنشد لأَوْس: لَقِحَتْ بِهِ لِحَياً خِلافَ حِيالِ أَي بَعدَ حِيالِ؛ وأَنشد لمُتَمِّم: وفَقْدَ بَني آمٍ تَداعَوْا فَلَمْ أَكُنْ، ... خِلافَهُمُ، أَن أَسْتَكِينَ وأَضْرَعا وَتَقُولُ: خَلَّفْتُ فُلَانًا وَرَائِي فَتَخَلَّفَ عَنِّي أَي تأَخَّر، والخُلُوفُ: الحُضَّرُ والغُيَّبُ ضِدٌّ. وَيُقَالُ: الحيُّ خُلوفٌ أَي غُيَّبٌ، والخُلوفُ الحُضُورُ المُتَخَلِّفُون؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: أَصْبَحَ البَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيانٍ ... مُقْشَعِرًّا، والحيُّ حَيٌّ خُلُوفُ أَي لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ: أَصْبَحَ البيْتُ بَيْتُ آلِ إياسٍ لأَن أَبا زُبَيْدٍ رَثَى فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ فَرْوَة بْنَ إياسِ بْنِ قَبيصةَ وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالْحِيرَةِ. والخَلِيفُ: المتَخَلِّفُ عَنِ المِيعاد؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لنَنْزِلَنْهُ، ... وَلَمْ تَشْعُرْ إِذًا أَني خَلِيفُ والخَلْفُ والخِلْفَةُ: الاسْتِقاء وَهُوَ اسْمٌ مِنَ الإِخْلافِ. والإِخْلافُ: الاسْتِقاء. والخَالِفُ: المُسْتَقِي. والمُسْتَخْلِفُ: المُسْتَسْقِي؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُسْتَخْلِفاتٍ مِنْ بلادِ تَنُوفةٍ، ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْداقِ، حُمْرِ الحَواصِلِ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: لِزُغْبٍ كأَوْلادِ القَطا راثَ خَلْفُها ... عَلَى عاجِزاتِ النَّهْضِ، حُمْرٍ حَواصلُهْ يَعْنِي راثَ مُخْلِفُها فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ، وَقَوْلُهُ حواصِلُه قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَراد حَوَاصِلَ مَا ذَكَرْنَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْهَاءُ تَرْجِعُ إِلَى الزُّغْبِ دُون العاجِزاتِ الَّتِي فِيهِ عَلَامَةُ الْجَمْعِ، لأَن كُلَّ جَمْعٍ بُني عَلَى صُورَةِ الْوَاحِدِ سَاغَ فِيهِ تَوَهُّم الْوَاحِدِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: مِثْل الفِراخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ لأَن الْفِرَاخَ لَيْسَ فِيهِ عَلَامَةُ الْجَمْعِ وَهُوَ عَلَى صُورَةِ الْوَاحِدِ كالكِتاب والحِجاب، وَيُقَالُ: الْهَاءُ تَرْجِعُ إِلَى النَّهْضِ وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي كَتِف الْبَعِيرِ فَاسْتَعَارَهُ لِلْقَطَا، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْحَرْفَ بِكَسْرِ الْخَاءِ وقال:

_ (1). قوله [يبقى] في شرح القاموس: يبغي.

الخِلْفُ الاسْتِقاءُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي مَا قَالَ أَبو عَمْرٍو إِنَّهُ الخَلْف، بِفَتْحِ الْخَاءِ، قَالَ: وَلَمْ يَعْزُ أَبو عُبَيْدٍ مَا قَالَ فِي الخِلف إِلَى أَحد. واسْتَخْلَفَ المُسْتَسْقي، والخَلْفُ الِاسْمُ مِنْهُ. يُقَالُ: أَخْلَفَ واسْتَخْلَفَ. والخَلْفُ: الحَيُّ الَّذِينَ ذهَبوا يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثقالهم. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخَلْفُ القوم الذين ذَهَبُوا مِنَ الْحَيِّ يَسْتَقُونَ وخلَّفوا أَثقالهم. واسْتَخْلَفَ الرجلُ: اسْتَعْذَب الْمَاءَ. واسْتَخْلَفَ واخْتَلَفَ وأَخْلَفَ: سَقَاهُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: سَقاها فَروّاها مِنَ الْمَاءِ مُخْلِفُ وَيُقَالُ: مِنْ أَين خِلْفَتُكم؟ أَي مِنْ أَين تَسْتَقُونَ. وأَخْلَفَ واسْتَخْلَفَ: اسْتَقَى. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَخْلَفْتُ القَومَ حَمَلت إِلَيْهِمُ الْمَاءَ العَذْب، وَهُمْ فِي رَبِيعٍ، لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ عَذْبٌ أَو يَكُونُونَ عَلَى مَاءٍ مِلْحٍ، وَلَا يَكُونُ الإِخْلافُ إِلَّا فِي الرَّبِيعِ، وَهُوَ فِي غَيْرِهِ مُسْتَعَارٌ مِنْهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ والخِلْفَةُ مِنْ ذَلِكَ الِاسْمِ، والخَلْفُ الْمَصْدَرُ؛ لَمْ يَحْكِ ذَلِكَ غَيْرُ أَبي عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه مِنْهُ غَلَطًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ المُستَخْلِفُونَ يسْتَقُون أَي الْمُتَقَدِّمُونَ. والخَلَفُ: العِوَضُ والبَدَلُ مِمَّا أُخذ أَو ذهَب. وأَخْلَفَ فُلَانٌ لِنَفْسِهِ إِذَا كَانَ قَدْ ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ فَجَعَلَ مَكَانَهُ آخَرَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ، إِنَّمَا المالُ عارةٌ، ... وكُلْه مَعَ الدهْرِ الَّذِي هُوَ آكِلُه يُقَالُ: اسْتَفِدْ خَلَفَ مَا أَتْلَفْتَ. وَيُقَالُ لِمَنْ هَلَكَ لَهُ مَنْ لَا يُعْتاضُ مِنْهُ كالأَب والأَمّ وَالْعَمِّ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَي كَانَ اللَّهُ عَلَيْكَ خَلِيفَةً، وخَلَفَ عَلَيْكَ خَيْرًا وَبِخَيْرٍ وأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ خَيْرًا وأَخْلَفَ لَكَ خَيْرًا، وَلِمَنْ هَلَك لَهُ مَا يُعْتاض مِنْهُ أَو ذهَب مِنْ وَلَدٍ أَو مَالٍ: أَخْلَفَ اللَّهُ لَكَ وخَلَفَ لَكَ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ أَو وَلَدٌ أَو شَيْءٌ يُسْتَعاضُ: أَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَي ردَّ عَلَيْكَ مثلَ مَا ذَهَبَ، فَإِنْ كَانَ قَدْ هَلَكَ لَهُ وَالِدٌ أَو عَمٌّ أَو أَخ قُلْتَ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ، بِغَيْرِ أَلف، أَي كَانَ اللَّهُ خليفةَ والدِك أَو مَنْ فَقَدتَه عَلَيْكَ. وَيُقَالُ: خَلَفَ اللَّهُ لَكَ خَلَفاً بخَيْرٍ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ خَيْرًا أَي أَبْدَلَك بِمَا ذَهَبَ مِنْكَ وعَوّضك عَنْهُ؛ وَقِيلَ: يُقَالُ خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ إِذَا مَاتَ لَكَ مَيِّتٌ أَي كَانَ اللَّهُ خَليفَتَه عَلَيْكَ، وأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَي أَبْدَلك. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَكَفَّل اللَّهُ للغازِي أَن يُخْلِفَ نَفَقَتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ فِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ: اخْلُفْه فِي عَقِبِه أَي كُنْ لَهُمْ بَعْدَهُ. وَحَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: اللَّهُمَّ اخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهُ. اليزِيدِيُّ: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ خِلافة. الأَصمعي: خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ، إِذَا أَدخلت الْبَاءَ أَلْقَيْتَ الأَلف. وأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَي أَبدل لَكَ مَا ذَهَبَ. وخَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَي كَانَ اللَّهُ خَلِيفَةَ والدِك عَلَيْكَ. والإِخْلافُ: أَن يُهْلِكَ الرجلُ شَيْئًا لِنَفْسِهِ أَو لِغَيْرِهِ ثُمَّ يُحْدِث مثلَه. والخَلْفُ: النَّسْلُ. والخَلَفُ والخَلْفُ: مَا جَاءَ مِنْ بعدُ. يُقَالُ: هُوَ خَلْفُ سَوء مِنْ أَبيه وخَلَفُ صِدْقٍ مِنْ أَبيه، بِالتَّحْرِيكِ، إِذَا قَامَ مَقامه؛ وَقَالَ الأَخفش: هُمَا سَوَاءٌ، مِنْهُمْ مَن يُحرّك، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَكِّنُ فِيهِمَا جَمِيعًا إِذَا أَضاف، وَمَنْ حَرَّكَ فِي خَلَفِ صدْق وَسَكَّنَ فِي الْآخَرِ فَإِنَّمَا أَراد الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إنَّا وجدْنا خَلَفاً، بئسَ الخَلَفْ ... عَبْداً إِذَا مَا ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشدهما الرِّياشِيُّ لأَعرابي يذُمُّ رَجُلًا اتَّخَذَ وَلِيمَةً، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا وَهُوَ الْمُخْتَارُ أَن الخَلَف خَلَفُ الإِنسان الَّذِي يَخْلُفُه مِنْ بَعْدِهِ، يأْتي بِمَعْنَى الْبَدَلِ فَيَكُونُ خلَفاً مِنْهُ أَي بَدَلًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا خَلَفٌ مِمَّا أُخذ لَكَ أَي بَدَلٌ مِنْهُ، وَلِهَذَا جَاءَ مَفْتُوحَ الأَوسط لِيُكُونَ عَلَى مِثال الْبَدَلِ وَعَلَى مِثَالِ ضِدّه أَيضاً، وَهُوَ الْعَدَمُ والتَّلَفُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً أَي عِوَضاً، يُقَالُ فِي الْفِعْلِ مِنْهُ خَلَفَه فِي قَوْمِهِ وَفِي أَهله يَخْلُفُه خَلَفاً وخِلافَةً. وخَلَفَنِي فَكَانَ نِعْمَ الخَلَفُ أَو بِئْسَ الخَلَفُ؛ وَمِنْهُ خَلَفَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ خَلَفاً وخِلافةً، وَالْفَاعِلُ مِنْهُ خَلِيفٌ وخَلِيفَةٌ، وَالْجَمْعُ خُلفاء وخَلائِفُ، فالخَلَفُ فِي قَوْلِهِمْ نِعْمَ الخَلَف وَبِئْسَ الخَلَف، وخَلَفُ صِدْقٍ وخَلَفُ سَوء، وخَلَفٌ صالحٌ وخَلَفٌ طالحٌ، هُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ مَنْ يَكُونُ خَلِيفَةً، وَالْجَمْعُ أَخْلافٌ كَمَا تَقُولُ بدَلٌ وأَبْدالٌ لأَنه بِمَعْنَاهُ. قَالَ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ هُمْ أَخْلافُ سَوْء جَمْعُ خَلَفٍ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ الضَّمِّ فِي مُسْتَقْبل فِعْلِه قولُ الشمَّاخ: تُصِيبُهُمُ وتُخْطِينا المَنايا، ... وأَخْلُفُ فِي رُبُوعٍ عَنْ رُبُوعِ قَالَ: وأَما الخَلْفُ، ساكِنَ الأَوسَط، فَهُوَ الَّذِي يَجيء بَعْدُ. يُقَالُ: خَلَفَ قومٌ بَعْدَ قَوْمٍ وسلطانٌ بَعْدَ سلطانٍ يَخْلُفُون خَلْفاً، فَهُمْ خَالِفون. تَقُولُ: أَنا خَالِفُه وخَالِفَتُه أَي جِئْتُ بَعْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن أَعرابيّاً سأَل أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: أَنتَ خَلِيفَةُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا أَنت؟ قَالَ: أَنا الخَالِفةُ بعدَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَلِيفةُ مَن يَقُومُ مَقام الذَّاهِبِ ويَسُدُّ مَسَدَّه، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ، وَجَمْعُهُ الخُلَفَاء عَلَى مَعْنَى التَّذْكِيرِ لَا عَلَى اللَّفْظِ مِثْلَ ظَريفٍ وظُرَفاء، وَيُجْمَعُ عَلَى اللَّفْظِ خَلائِفَ كظرِيفةٍ وظرائِفَ، فأَما الخَالِفَةُ، فَهُوَ الَّذِي لَا غَناء عِنْدَهِ وَلَا خَيْرَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الخَالِف، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الخِلافِ وَهُوَ بَيِّنُ الخَلَافَةِ، بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ تواضُعاً وهَضماً مِنْ نَفْسِهِ حِين قَالَ لَهُ: أَنتَ خَلِيفَةُ رسولِ اللَّهِ. وَسَمِعَ الأَزهري بَعْضَ الْعَرَبِ، وَهُوَ صادِرٌ عَنْ مَاءٍ وَقَدْ سأَله إِنْسَانٌ عَنْ رَفيق لَهُ فَقَالَ: هُوَ خالِفتي أَي وارِدٌ بَعْدِي. قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الخالِفُ المُتَخَلِّف عَنِ الْقَوْمِ فِي الغَزْوِ وَغَيْرِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ* ، قَالَ: فَعَلَى هَذَا الخَلْفُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الأَوّل بِمَنْزِلَةِ القَرْنِ بَعْدَ القَرْن، والخَلْفُ الْمُتَخَلِّفُ عَنِ الأَول، هَالِكًا كَانَ أَو حَيًّا. والخَلْفُ: الْبَاقِي بَعْدَ الْهَالِكِ وَالتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الأَصل أَيضاً مِنْ خَلَفَ يخْلُفُ خَلْفاً، سُمِّيَ بِهِ المُتَخَلِّف والخَالِفُ لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِ، وَجَمْعُهُ خُلُوفٌ كقَرْنٍ وَقُرُونٍ؛ قَالَ: وَيَكُونُ محْمُودا ومَذْموماً؛ فشاهدُ الْمَحْمُودِ قولُ حسانَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنصاري: لَنا القَدَمُ الأُولى إِلَيْكَ، وخَلْفُنا، ... لأَوَّلِنا فِي طاعةِ اللَّهِ، تابِعُ فالخَلْف هَاهُنَا هُوَ التابعُ لمَن مضَى وَلَيْسَ مِنْ مَعْنَى الخَلَفِ الَّذِي هُوَ البدَلُ، قَالَ: وَقِيلَ الخَلْفُ هُنَا المتخلِّفُون عَنِ الأَوّلين أَي الْبَاقُونَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ* ، فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَحَكَى أَبو الْحَسَنِ الأَخفش فِي خَلفِ صِدْق وخَلفِ سَوء التحريكَ والإِسكان، قَالَ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ إِن

الخَلَف يَجِيءُ بِمَعْنَى البدَل والخِلافةِ، والخَلْفُ يَجِيءُ بِمَعْنَى التَّخَلُّفِ عَمَّنْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ الْمَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجْرَبِ قَالَ: وَيُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَكِلَاهُمَا سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ أَعني الْمَحْمُودَ وَالْمَذْمُومَ، فَقَدْ صَارَ عَلَى هَذَا للفِعْل مَعْنَيَانِ: خَلَفْتُه خَلَفاً كُنْتُ بَعْدَهُ خَلَفاً مِنْهُ وَبَدَلًا، وخَلَفْتُه خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَهُ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الأَول خَلِيفة وخَلِيفٌ، وَمِنَ الثَّانِي خَالِفةٌ وخَالِفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ . قَالَ: وَقَدْ صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا عَلَى مَا بَيَّنّاه. وَهُوَ مِنْ أَبيه خَلَف أَي بدلٌ، والبدلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَفٌ مِنْهُ. والخِلَافُ: المُضادّةُ، وَقَدْ خَالَفَه مُخَالَفَة وخِلافاً. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّمَا أَنتَ خِلَافَ الضَّبُعِ الراكبَ أَي تُخَالِفُ خِلافَ الضَّبُعِ لأَنَّ الضَّبُعَ إِذَا رأَت الراكِبَ هَرَبَتْ مِنْهُ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَفَسَّرَهُ بِذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ يُخَالِفُ إِلَى امرأَة فُلَانٍ أَي يأَتيها إِذَا غَابَ عَنْهَا. وخَلَفَ فُلَانٌ بعَقِبِ فُلَانٍ إِذَا خَالَفَه إِلَى أَهله. وَيُقَالُ: خَلَف فُلَانٌ بعَقبِي إِذَا فَارَقَهُ عَلَى أَمر فَصَنَعَ شَيْئًا آخَرَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا أَصح مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّهُ يُخَالِفُهُ إِلَى أَهله. وَيُقَالُ: إِنَّ امرأَة فُلَانٍ تَخْلُفُ زوجَها بِالنِّزَاعِ إِلَى غَيْرِهِ إِذَا غَابَ عَنْهَا؛ وقدمَ أَعْشَى مازِنٍ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَنشده هَذَا الرَّجَزَ: إليكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ، ... خَرَجْتُ أَبْغِيها الطَّعامَ فِي رَجَبْ، فَخَلَفَتْني بِنزاعٍ وحَرَبْ، ... أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ وأَخْلَفَ الغُلامُ، فَهُوَ مُخْلِفٌ إِذَا راهَقَ الحُلُم؛ ذكره الأَزهري؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: إِذَا لَسَعَتْه النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها، ... وخَالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ «2» مَعْنَاهُ دخَل عَلَيْهَا وأَخَذ عَسَلها وَهِيَ تَرْعَى، فكأَنه خَالَفَ هَواها بِذَلِكَ، وَمَنْ رَوَاهُ وحالَفَها فَمَعْنَاهُ لزِمَها. والأَخْلَفُ: الأَعْسَرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الهُذلي: زَقَبٌ، يَظَلُّ الذئبُ يَتْبَعُ ظِلَّه ... مِنْ ضِيقِ مَوْرِدِه، اسْتِنانَ الأَخْلَفِ قَالَ السُّكَّرِيُّ: الأَخْلَفُ المُخالِفُ العَسِرُ الَّذِي كأَنه يَمشي عَلَى أَحد شِقَّيْه، وَقِيلَ: الأَخْلَفُ الأَحْوَلُ. وخَالَفَه إِلَى الشَّيْءِ: عَصاه إليه أَو قصَده بعد ما نَهَاهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى مَا أَنْهاكُمْ عَنْهُ . الأَصمعي: خَلَفَ فُلَانٌ بعَقِبي وَذَلِكَ إِذَا مَا فارَقَه عَلَى أَمْر ثُمَّ جَاءَ مِنْ وَرَائِهِ فجعَل شَيْئًا آخَرَ بَعْدَ فِراقِه، وخَلَفَ لَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا جَاءَهُ مِنْ خَلْفِه فضَرب عُنقه. والخِلافُ: الخُلْفُ؛ وسُمع غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ إِذَا سُئل وَهُوَ مُقبل عَلَى مَاءٍ أَو بَلَدٍ: أَحَسْتَ فُلَانًا؟ فيُجِيبُه: خَالِفَتِي؛ يُرِيدُ أَنه ورَدَ الْمَاءَ وأَنا صادِرٌ عَنْهُ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَالِفٌ وخَالِفَةٌ أَي يُخالِفُ كثيرُ الخِلافِ. وَيُقَالُ: بَعِيرٌ أَخْلَفُ بيِّنُ الخَلَفِ إِذَا كَانَ مَائِلًا عَلَى شِقّ. الأَصمعي: الخَلَفُ فِي الْبَعِيرِ أَن يَكُونَ مَائِلًا فِي شَقٍّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي خُلُقِه خَالِفٌ وخَالِفَةٌ وخُلْفَةٌ وخِلْفَةٌ وخِلَفْنَة وخِلَفْنَاةٌ أَي خِلافٌ. ورجل

_ (2). قوله [في بيت نوب إلخ] تقدّم ضبطه في مادة دبر لا على هذا الوجه ولعل الصواب في الضبط ما هنا.

خِلَفْنَاة: مُخالِفٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خِلَفْنَاة وامرأَة خِلَفْنَاة، قَالَ: وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْجَمْعُ خِلَفْنَيَاتٌ فِي الذُّكُورِ والإِناث. وَيُقَالُ: فِي خُلُق فُلَانٍ خِلَفْنَةٌ مِثْلُ دِرَفْسةٍ أَي الخِلافُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ مُخالِفاً. وتَخالَفَ الأَمْران واخْتَلَفا: لَمْ يَتَّفِقا. وكلُّ مَا لَمْ يَتَسَاوَ، فَقَدْ تَخَالَفَ واخْتَلَفَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ ؛ أَي فِي حَالِ اخْتِلافِ أُكُلِه إِن قَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ يَكُونُ أَنْشأَه فِي حَالِ اخْتِلافِ أُكُله وَهُوَ قَدْ نَشأَ مِنْ قَبْلِ وقُوع أُكُلِه؟ فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَنه قَدْ ذُكِرَ إِنْشَاءً بِقَوْلِهِ خالِقُ كلِّ شَيْءٍ، فأَعلم جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَن المُنْشئ لَهُ فِي حَالِ اخْتِلافِ أُكُلِه هُوَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَنشأَه وَلَا أُكُلَ فِيهِ مُخْتَلِفًا أُكُله لأَن الْمَعْنَى مُقَدَّراً ذَلِكَ فِيهِ كَمَا تَقُولُ: لتَدْخُلَنَّ مَنْزِلَ زَيْدٍ آكِلًا شَارِبًا أَي مُقَدِّراً ذَلِكَ، كَمَا حَكَى سسيبويه فِي قَوْلِهِ مررتُ بِرَجُلٍ مَعَهُ صَقْر صَائِدًا بِهِ غَدًا أَي مُقَدِّراً بِهِ الصيدَ، وَالِاسْمُ الخِلْفةُ. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ خِلْفةٌ أَي مُخْتَلِفون، وَهُمَا خِلْفَان أَي مُخْتَلِفَانِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ: دَلْوايَ خِلْفَانِ وساقِياهُما أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدةٌ مَلأَى والأُخرى مُنْحَدِرةٌ فارِغةٌ، أَو إِحداهما جَدِيدَةٌ والأُخرى خَلَقٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا هُمَا خِلْفَان، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ هُمَا خِلْفَتَانِ، وَحُكِيَ: لَهَا ولَدانِ خِلْفَانِ وخِلْفَتَانِ، وَلَهُ عَبدان خِلْفَان إِذَا كَانَ أَحدهما طَوِيلًا وَالْآخَرُ قَصِيرًا، أَو كَانَ أَحدهما أَبيضَ وَالْآخَرُ أَسود، وَلَهُ أَمتان خِلْفَان، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَخْلافٌ وخِلْفَةٌ. ونِتاجُ فُلَانٍ خِلْفَة أَي عَامًا ذَكَرًا وَعَامًا أُنثى. وَوَلَدَتِ النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ أَي عَامًا ذَكَرًا وَعَامًا أُنثى. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ خِلْفَةٌ أَي شطْرةٌ نِصف ذُكُورٍ وَنِصْفٌ إِناث. والتَّخَالِيف: الأَلوان المختلفةُ. والخِلْفَةُ: الهَيْضةُ. يُقَالُ: أَخَذَتْه خِلْفَةٌ إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى المُتَوَضَّإِ. وَيُقَالُ: بِهِ خِلْفَة أَي بَطنٌ وَهُوَ الِاخْتِلَافُ، وَقَدِ اخْتَلَفَ الرجلُ وأَخْلَفَه الدَّواء. والمَخْلُوفُ: الَّذِي أَصابته خِلفة ورِقَّةُ بَطْنٍ. وأَصبح خَالِفاً أَي ضَعِيفًا لَا يَشْتَهِي الطَّعَامَ. وخَلَفَ عَنِ الطَّعَامِ يَخْلُفُ خُلُوفاً، وَلَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ مرَض. اللَّيْثُ: يُقَالُ اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ اخْتِلافةً وَاحِدَةً. والخَلْفُ والخَالِف والخالِفةُ: الفاسِدُ مِنَ النَّاسِ، الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. والخَوالِفُ: النِّسَاءُ المُتَخَلِّفاتُ فِي الْبُيُوتِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُلُوفُ الْحَيُّ إِذَا خَرَجَ الرجالُ وَبَقِيَ النِّسَاءُ، والخُلُوفُ إِذَا كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ مُجْتَمِعِينَ فِي الْحَيِّ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ* ؛ قِيلَ: مَعَ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: مَعَ الْفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ، وجُمِع عَلَى فَواعِلَ كفوارِسَ؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ. وَقَالَ: عَبد خَالِفٌ وصاحِب خَالِفٌ إِذَا كَانَ مُخالفاً. ورَجل خَالِفٌ وَامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ إِذَا كَانَتْ فاسِدةً ومتخلِّفة فِي مَنْزِلِهَا. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: لَمْ يجئْ فَاعِلٌ مَجْمُوعًا عَلَى فَواعِلَ إِلَّا قَوْلُهُمْ إِنَّهُ لخَالِفٌ مِنَ الخَوَالِف، وهالِكٌ مِنَ الهَوالِكِ، وفارِسٌ مِنَ الفَوارِس. وَيُقَالُ: خَلَفَ فُلَانٌ عَنْ أَصحابه إِذَا لَمْ يَخْرُجْ مَعَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الْيَهُودَ قَالَتْ لَقَدْ عَلِمْنَا أَن مُحَمَّدًا لَمْ يَتْرُكْ أَهلَه خُلُوفاً أَي لَمْ يَتْرُكْهُنَّ سُدًى لَا راعِيَ لهنَّ وَلَا حامِيَ. يُقَالُ: حيٌّ خُلوفٌ إِذَا غَابَ الرِّجَالُ وأَقام النِّسَاءُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْمُقِيمِينَ والظَّاعِنين؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المرأَة والمَزادَتَيْنِ: ونَفَرُنا خُلُوفٌ أَي رِجَالُنَا

غُيَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ الخُدْريِّ: فأَتينا الْقَوْمَ خُلُوفاً. والخَلْفُ: حَدُّ الفَأْسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَلْفُ الفَأْس الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الفأْس برأْس وَاحِدٍ، وَقِيلَ: هُوَ رأْس الفأْس والمُوسى، وَالْجَمْعُ خُلوفٌ. وفأْسٌ ذاتُ خِلْفَيْنِ «1» أَي لَهَا رأْسانٍ، وفأَسٌ ذاتُ خِلْفٍ. والخَلْفُ: المِنْقارُ الَّذِي يُنْقَرُ بِهِ الْخَشَبُ. والخَلِيفَان: القُصْرَيانِ. والخِلْفُ: القُصَيْرى مِنَ الأَضْلاعِ، بِكَسْرِ الْخَاءِ «2». وضِلَعُ الخِلْفِ: أَقصى الأَضْلاعِ وأَرَقُّها. والخِلْفُ، بِالْكَسْرِ: وَاحِدُ أَخْلافِ الضَّرْع وَهُوَ طرَفُه. الْجَوْهَرِيُّ: الخِلْفُ أَقصر أَضلاع الْجَنْبِ، وَالْجَمْعُ خُلُوف؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طرفةَ بْنِ الْعَبْدِ: وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلُوفُه، ... وأَجْرِنةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ والخَلْفُ: الطُّبْيُ المؤَخَّرُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْعُ نفْسُه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ضَرْعَ النَّاقَةِ وَقَالَ: الخِلْف، بِالْكَسْرِ، حلَمةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ القادِمان والآخِران. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ فِي الخُفِّ والظِّلْفِ، والطُّبْيُ فِي الحافِر والظُّفُر، وَجَمْعُ الخِلْف أَخْلافٌ وخُلُوفٌ؛ قَالَ: وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَري ... خُلُوفَ المَنايا، حِينَ فَرَّ المُغامِسُ وَتَقُولُ: خَلَّفَ بِنَاقَتِهِ تَخْلِيفاً أَي صَرَّ خِلْفاً وَاحِدًا مِنْ أَخْلافِها؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ وأَنشد لِطَرَفَةَ: وطَيُّ مَحالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُه قَالَ اللَّيْثُ: الخُلُوفُ جَمْعُ الخِلْفِ هُوَ الضَّرْعُ نفْسُه؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ خِلْفَيها إِذَا مَا دَرَّا يُرِيدُ طُبْيَيْ ضَرْعِها. وَفِي الْحَدِيثِ: دَعْ داعِيَ اللَّبَنِ. قَالَ: فَتَرَكَتْ أَخْلافَها قَائِمَةً ؛ الأَخْلافُ جَمْعُ خِلف، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الضَّرْعُ لِكُلِّ ذَاتِ خُفّ وظِلْفٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَقْبِضُ يَدِ الْحَالِبِ مِنَ الضَّرْعِ. أَبو عُبَيْدٍ: الخَلِيفُ مِنَ الْجَسَدِ مَا تَحْتَ الإِبط، والخَلِيفَانِ مِنَ الإِبل كالإِبْطين مِنَ الإِنسان، وخَلِيفَا الناقةِ إبْطاها، قَالَ كُثَيِّرٌ: كأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرها ورَحاهُما ... بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بعدَ صَيْدنِ الْمَكَا جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنبِ وَنَحْوِهِ، والرَّحى الكِرْكِرةُ، وبُنَى جَمْعُ بُنْيةٍ، والصَّيْدن هُنَا الثَّعْلَبُ؛ وَقِيلَ: دُوَيْبَّةٌ تَعْمَلُ لَهَا بَيْتًا فِي الأَرض وتُخْفيه. وحلَبَ النَّاقَةَ خَلِيفَ لِبَئِها، يَعْنِي الحلْبة الَّتِي بَعْدَ ذَهاب اللِّبا. وخَلَفَ اللبنُ وَغَيْرُهُ وخَلُفَ يَخْلُفُ خُلُوفاً فِيهِمَا: تغَيَّر طَعْمُه وَرِيحُهُ. وخَلَفَ اللبنُ يَخْلُفُ خُلُوفاً إِذَا أُطيل إنْقاعُه حَتَّى يَفْسُدَ. وخَلَفَ النبيذُ إِذَا فسَد، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَخْلَفَ إِذَا حَمُضَ، وَإِنَّهُ لطَيِّبُ الخُلْفَةِ أَي طيِّبُ آخِر الطعْم. اللَّيْثُ: الخَالِفُ اللَّحْمُ الَّذِي تَجِدُ مِنْهُ رُوَيحةً وَلَا بأْسَ بمَضْغِه. وخَلَفَ فُوه يَخْلُفُ خُلُوفاً وخُلُوفَة وأَخْلَفَ: تغَيَّر، لُغَةٌ فِي خَلَفَ؛ وَمِنْهُ: ونَوْم الضُّحى مَخْلَفَةٌ لِلْفَمِ أَي يُغَيِّرُه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَفَ الطعامُ وَالْفَمُ وَمَا أَشبههما يَخْلُفُ خُلُوفاً إِذَا تغيَّر. وأَكل طَعَامًا فَبَقِيَتْ فِي فيه خِلْفَةٌ فتغير

_ (1). قوله [ذات خِلْفَيْنِ] قال في القاموس: ويفتح. (2). قوله [بكسر الخاء] أَي وتفتح وعلى الفتح اقتصر المجد.

فُوه، وَهُوَ الَّذِي يَبْقى بَيْنَ الأَسنان. وخَلَفَ فَمُ الصَّائِمِ خُلُوفاً أَي تَغَيَّرَتْ رائحتُه. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: خِلْفَةُ فمِ الصَّائِمِ أَطيبُ عندَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ ؛ الخِلْفَةُ، بِالْكَسْرِ: تغَيُّرُ ريحِ الْفَمِ، قَالَ: وأَصلها فِي النَّبَاتِ أَن يَنْبُتَ الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ لأَنها رائحةٌ حديثةٌ بَعْدَ الرَّائِحَةِ الأُولى. وخَلَفَ فمُه يَخْلُفُ خِلْفَةً وخُلُوفاً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخُلُوف تَغَيُّرُ طَعْمِ الْفَمِ لتأَخُّرِ الطَّعَامِ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ سُئل عَنِ القُبْلة لِلصَّائِمِ فَقَالَ: وَمَا أَرَبُك إِلَى خُلُوف فِيهَا. وَيُقَالُ: خَلَفَتْ نفْسه عَنِ الطَّعَامِ فَهِيَ تَخْلُفُ خُلُوفاً إِذَا أَضرَبَت عَنِ الطَّعَامِ مِنْ مَرَضٍ. وَيُقَالُ: خَلَفَ الرَّجُلُ عَنْ خُلُق أَبيه يَخْلُفُ خُلُوفاً إِذَا تغَيَّر عَنْهُ. وَيُقَالُ: أَبيعُكَ هَذَا العَبْدَ وأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ خُلْفَتِه أَي فَسادِه، ورجُل ذُو خُلْفةٍ، وَقَالَ ابْنُ بُزرج: خُلْفَةُ العبدِ أَن يَكُونَ أَحْمَقَ مَعْتُوهاً. اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا رَجُلٌ خَلَفٌ إِذَا اعْتَزَلَ أَهلَه. وَعَبْدٌ خَالِفٌ: قَدِ اعْتَزَلَ أَهلَ بَيْتِهِ. وَفُلَانٌ خَالِفُ أَهلِ بَيْتِهِ وخَالِفَتُهم أَي أَحمقهم أَو لَا خَيْرَ فِيهِ، وَقَدْ خَلَفَ يَخْلُفُ خَلافة وخُلُوفاً. والخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ القليلُ العقْلِ. وَرَجُلٌ أَخْلَفُ وخُلْفُفٌ مَخْرَجَ قُعْدُدٍ. وَامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ وخَلْفاء وخُلْفُفَة وخُلْفُفٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: وَهِيَ الحَمْقاء. وخَلَفَ فُلَانٌ أَي فسَد. وخَلَفَ فُلَانٌ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ أَي لَمْ يُفْلِح، فَهُوَ خَالِفٌ وَهِيَ خَالِفَة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخالِفةُ العَمودُ الَّذِي يَكُونُ قُدَّامَ البيتِ. وخلَفَ بيتَه يَخْلُفُه خَلْفاً: جَعَلَ لَهُ خالِفةً، وَقِيلَ: الخالِفةُ عَمُودٌ مِنْ أَعْمِدة الخِباء. والخَوالِفُ: العُمُد الَّتِي فِي مُؤَخَّر الْبَيْتِ، وَاحِدَتُهَا خَالِفَةٌ وخَالِفٌ، وَهِيَ الخَلِيفُ. اللِّحْيَانِيُّ: تَكُونُ الخَالِفَةُ آخِرَ الْبَيْتِ. يُقَالُ: بَيْتٌ ذُو خَالِفَتَيْن. والخَوالِفُ: زَوايا الْبَيْتِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَاحِدَتُهَا خَالِفَةٌ. أَبو زَيْدٍ: خَالِفَةُ البيتِ تحتَ الأَطناب فِي الكِسْر، وَهِيَ الخَصاصةُ أَيضاً وَهِيَ الفَرْجة، وَجَمْعُ الخَالِفة خَوالِفُ وَهِيَ الزَّوايا؛ وأَنشد: فأَخفت حَتَّى هَتَكُوا الخَوالِفا وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي بِناء الْكَعْبَةِ: قَالَ لَهَا لَوْلا حِدْثان قَوْمِك بِالْكُفْرِ بَنَيْتُها عَلَى أَساس إبراهيمَ وَجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْن، فَإِنَّ قُريشاً اسْتَقْصَرَتْ مِنْ بِنائها ؛ الخَلْفُ: الظَّهرُ، كأَنه أَراد أَن يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، والجِهةُ الَّتِي تُقابِل البابَ مِنَ الْبَيْتِ ظهرُه، فَإِذَا كَانَ لَهَا بَابَانِ فَقَدْ صَارَ لَهَا ظَهْرانِ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْخَاءِ، أَي زِيادَتَيْن كالثَّدْيَيْنِ، والأَول الْوَجْهُ. أَبو مَالِكٍ: الخَالِفَةُ الشُّقّةُ المؤخَّرةُ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ الكِفاء تحتَها طرَفُها مِمَّا يَلِي الأَرض مِنْ كِلا الشِّقَّين. والإِخْلافُ: أَن يُحَوَّلَ الحَقَبُ فَيُجْعَلَ مِمَّا يَلي خُصْيَيِ الْبَعِيرِ لِئَلَّا يُصيبَ ثِيله فيَحْتَبِسَ بولُه، وَقَدْ أَخْلَفَه وأَخْلَفَ عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا يُقَالُ أَخْلِفِ الحَقَبَ أَي نَحِّه عَنِ الثِّيلِ وحاذِ بِهِ الحَقَبَ لأَنه يُقَالُ حَقِبَ بولُ الجملِ أَي احْتَبَسَ، يَعْنِي أَن الحَقَب وقَع عَلَى مَبالِه، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاقَةِ لأَن بَوْلَهَا مِنْ حَيائها، وَلَا يَبْلُغُ الحقَبُ الحَياء. وَبَعِيرٌ مَخْلُوفٌ: قَدْ شُقَّ عَنْ ثِيله مِنْ خَلْفِه إِذَا حَقِبَ. والإِخْلافُ: أَن يُصَيَّرَ الحَقَبُ وَرَاءَ الثِّيلِ لِئَلَّا يَقْطَعَه. يُقَالُ: أَخْلِفْ عَنْ بَعِيرِكَ فَيَصِيرُ الْحَقَبُ وَرَاءَ الثِّيلِ. والأَخْلَفُ مِنَ الإِبل: المشقوقُ الثِّيلِ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ وجَعاً.

الأَصمعي: أَخْلَفْتَ عَنِ الْبَعِيرِ إِذَا أَصابَ حَقَبُه ثِيلَه فيَحْقَبُ أَي يَحْتَبِسُ بولُه فتحَوِّلُ الحَقَبَ فتجعلُه مِمَّا يَلِي خُصْيَي الْبَعِيرِ. والخُلْفُ والخُلُفُ: نقِيضُ الوَفاء بالوعْد، وَقِيلَ: أَصله التَّثْقِيلُ ثُمَّ يُخَفَّفُ. والخُلْفُ، بِالضَّمِّ: الِاسْمُ مِنَ الإِخلاف، وَهُوَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ كَالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي. وَيُقَالُ: أَخْلَفَه مَا وَعَده وَهُوَ أَن يَقُولَ شَيْئًا وَلَا يفْعَله عَلَى الِاسْتِقْبَالِ. والخُلُوفُ كالخُلْفِ؛ قَالَ شُبْرمةُ بْنُ الطُّفَيْل: أَقِيمُوا صُدُورَ الخَيْلِ، إنَّ نُفُوسَكُمْ ... لَمِيقاتُ يَومٍ، مَا لَهُنَّ خُلُوفُ وَقَدْ أَخْلَفَه ووعَده فأَخْلَفَه: وجَده قَدْ أَخْلَفَه، وأَخْلَفَه: وجدَ مَوْعِدَه خُلْفاً؛ قَالَ الأَعشى: أَثْوى وقَصَّرَ لَيْلَةً ليُزَوَّدا، ... فمَضَتْ، وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيلة مَوْعِدا أَي مَضَتِ اللَّيْلَةُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى فَمَضَى، قَالَ: وَقَوْلُهُ فَمَضَى الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى الْعَاشِقِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِخْلافُ أَن لَا يَفي بِالْعَهْدِ وأَن يَعِدَ الرجلُ الرجلَ العِدةَ فَلَا يُنجزها. وَرَجُلٌ مُخْلِفٌ أَي كَثِيرُ الإِخْلافِ لوَعْدِه. والإِخْلافُ: أَن يَطْلُبَ الرجلُ الْحَاجَةَ أَو الْمَاءَ فَلَا يَجِدْ مَا طُلِبَ. اللِّحْيَانِيُّ: رُجِيَ فُلَانٌ فأَخْلَفَ. والخُلْفُ: اسْمٌ وضِعَ موضِع الإِخْلافِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يَكَادُ يَفِي إِذَا وَعَدَ: إِنَّهُ لمِخْلافٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا وعَدَ أَخْلَفَ أَي لَمْ يفِ بِعَهْدِهِ وَلَمْ يَصْدُقْ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الخُلْفُ، بِالضَّمِّ. وَرَجُلٌ مُخَالِفٌ: لَا يَكَادُ يُوفي. والخِلَافُ: المُضادَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: لمَّا أَسْلمَ سَعِيدُ بْنِ زَيْدٍ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَهله: إِنِّي لأَحْسَبُكَ خَالِفةَ بَنِي عَدِيٍ أَي الكثيرَ الخِلافِ لَهُمْ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إنَّ الخطَّاب أَبا عُمر قَالَهُ لزَيْد بْنِ عَمْرو أَبي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَيُّما مُسلمٍ خَلَفَ غازِياً فِي خالِفَتِه أَي فِيمَنْ أَقامَ بعدَه مِنْ أَهله وتخلَّف عَنْهُ. وأَخْلَفَتِ النجومُ: أَمْحَلَتْ وَلَمْ تُمْطِرْ وَلَمْ يَكُنْ لِنَوْئِها مَطَرٌ، وأَخْلَفَتْ عَنْ أَنْوائها كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَسودُ بْنُ يَعْفُرَ: بِيض مَساميح فِي الشِّتَاءِ، وَإِنْ ... أَخْلَفَ نَجْمٌ عَنْ نَوئِه، وبَلُوا والخَالِفَةُ: اللَّجوجُ مِنَ الرِّجَالِ. والإِخْلاف فِي النَّخْلَةِ إِذَا لَمْ تَحْمِلْ سَنَةً. والخَلِفَةُ: الناقةُ الحامِلُ، وَجَمْعُهَا خَلِفٌ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَقِيلَ: جَمْعُهَا مَخاضٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قَالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ امْرَأَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: مَا لَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الخَلِفْ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلت سَنَةً بَعْدَ النِّتاج ثُمَّ حُمِل عَلَيْهَا فلَقِحَتْ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَةٌ حَتَّى تُعْشِرَ. وخَلَفَت العامَ الناقةُ إِذَا ردَّها إِلَى خَلِفة. وخَلِفَت الناقةُ تَخْلَفُ خَلَفاً: حَمَلتْ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِخْلافُ: أَن تُعِيد عَلَيْهَا فَلَا تَحْمِل، وَهِيَ المُخْلِفةُ مِنَ النُّوقِ، وَهِيَ الرَّاجع الَّتِي توهَّموا أَنَّ بِهَا حمَلًا ثُمَّ لَمْ تَلْقَحْ، وَفِي الصِّحَاحِ: الَّتِي ظَهَرَ لَهُمْ أَنها لَقِحَتْ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ. والإِخْلافُ: أَن يُحْمَلَ عَلَى الدَّابَّةِ فَلَا تَلْقَحَ. والإِخْلافُ: أَن يأْتيَ عَلَى الْبَعِيرِ الْبَازِلِ سنةٌ بَعْدَ بُزُوله؛ يُقَالُ: بَعِير مُخْلِفٌ. والمُخْلِف

مِنَ الإِبل: الَّذِي جَازَ البازِلَ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: بَعْدَ البازِل وَلَيْسَ بَعْدَهُ سِنّ، وَلَكِنْ يُقَالُ مُخْلِفُ عامٍ أَو عَامَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَا زَادَ، والأَنثى بِالْهَاءِ، وَقِيلَ: الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازِلٍ ... أَخْلَفَ البازِلَ عَامًا أَو بَزَلْ وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُولُ: لَا تَكُونُ النَّاقَةُ بَازِلًا وَلَكِنْ إِذَا أَتى عَلَيْهَا حَوْلٌ بَعْدَ البزُول فَهِيَ بَزُول إِلَى أَن تُنيِّبَ فتُدْعَى نَابًا، وَقِيلَ: الإِخْلافُ آخِرُ الأَسنان مِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ. وَفِي حَدِيثِ الدِّيةِ: كَذَا وَكَذَا خَلِفةً ؛ الخَلِفةُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ: الْحَامِلُ مِنَ النُّوقِ، وَتَجْمَعُ عَلَى خَلِفاتٍ وخَلَائِفَ، وَقَدْ خَلِفَت إِذَا حَمَلَتْ، وأَخْلَفَتْ إِذَا حالَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثلاثُ آياتٍ يَقْرؤهنَّ أَحدُكم خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثلاثِ خَلِفَاتٍ سِمانٍ عظامٍ. وَفِي حَدِيثِ هَدْمِ الْكَعْبَةِ: لَمَّا هَدَمُوهَا ظَهَرَ فِيهَا مِثْلُ خَلائفِ الإِبل ، أَراد بِهَا صُخوراً عِظاماً فِي أَساسها بقدْر النُّوقِ الْحَوَامِلِ. والخَلِيفُ مِنَ السِّهام: الحديدُ كالطَّرِيرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لساعِدةَ بْنِ جُؤيَّةَ «3»: ولَحَفْته مِنْهَا خَليفاً نَصْلُه ... حَدٌّ، كَحَدِّ الرُّمْحِ، لَيْسَ بِمِنزَعِ والخَلِيفُ: مَدْفَعُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الْوَادِي بَيْنَ الجبَلين؛ قَالَ: خَلِيف بَين قُنّة أَبْرَق والخَليفُ: فَرْج بَيْنَ قُنَّتَيْنِ مُتدانٍ قَلِيلُ الْعَرْضِ والطُّول. والخَلِيفُ: تَدافُع «4» الأَوْدية وَإِنَّمَا يَنتهي المَدْفَعُ إِلَى خَلِيفٍ ليُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ. والخلِيفُ: الطَّريقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: فَلَمَّا جَزَمْتُ بِها قِرْبَتي، ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقةً أَو خَلِيفَا جَزَمتُ: ملأْت، وأَطْرقة: جَمْعُ طَريق مِثْلُ رغيفٍ وأَرْغِفَةٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ ذِيخُ الخَلِيفِ كَمَا يُقَالُ ذِئبُ غَضاً؛ قَالَ كثيِّر: وذِفْرَى، ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف ... أَصابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعاثَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ بِذِفْرَى، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ فِي أَصل الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ وَرَاءَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: وَرَاءَ الْوَادِي، وَقِيلَ: الخَلِيفُ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ فَقَطْ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خُلُفٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فِي خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرامِها والمَخْلَفَةُ: الطَّريقُ كالخَلِيفِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تُؤمِّلُ أَن تُلاقيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بمَخْلَفَةٍ، إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ وَيُقَالُ: عَلَيْكَ المَخْلَفة الوُسْطَى أَي الطَّرِيقُ الْوُسْطَى. وَفِي الْحَدِيثِ ذكْرُ خَلِيفَةَ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: جَبَلٌ بِمَكَّةَ يُشْرِفُ عَلَى أَجْيادٍ؛ وَقَوْلُ الهُذلي:

_ (3). قوله [جؤية] صوابه العجلان كما هو هكذا في الديوان، كتبه محمد مرتضى انتهى. من هامش الأصل بتصرف. (4). قوله [والخَلِيف تدافع إلخ] كذا بالأصل. وعبارة القاموس وشرحه: أو الخَلِيف مدفع الماء بين الجبلين. وقيل: مدفعه بين الواديين وإنما ينتهي إلى آخر ما هنا، وتأمل العبارتين.

وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزّاً، ... إِذَا بُنِيَتْ لِمَخْلَفَةَ البُيوتُ مَخْلَفَةُ مِنًى: حَيْثُ يَنْزل النَّاسُ. ومَخْلَفَة بَنِي فُلَانٍ: مَنْزِلُهم. والمَخْلَفُ بِمنًى أَيضاً: طُرُقُهم حَيْثُ يَمُرُّون. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخَلَّفَ «1» مِنْ مِخْلافٍ إِلَى مِخْلافٍ فَعُشْرُه وصَدَقتُه إِلَى مِخْلافِ عَشِيرَتِه الأَوّل إِذَا حالَ عَلَيْهِ الحَوْل ؛ أَراد أَنه يؤَدِّي صدَقَته إِلَى عَشيرته الَّتِي كَانَ يُؤَدِّي إِلَيْهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى مَخالِيفِ الطَّائفِ وَهِيَ الأَطراف والنَّواحي. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: فِي كُلِّ بَلَدٍ مِخْلافٌ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ. وَقَالَ: كُنَّا نَلْقَى بَنِي نُمَير وَنَحْنُ فِي مِخْلافِ الْمَدِينَةِ وَهُمْ فِي مِخلاف الْيَمَامَةِ. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: المِخْلافُ البَنْكَرْدُ، وَهُوَ أَن يَكُونَ لِكُلِّ قَوْمٍ صَدقةٌ عَلَى حِدة، فَذَلِكَ بَنْكَرْدُه يُؤدِّي إِلَى عَشِيرَتِهِ الَّتِي كَانَ يُؤدِّي إِلَيْهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ مِخْلافِ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ عِنْدَ الْيَمَنِ كالرُّستاق، وَالْجَمْعُ مَخَالِيفُ. اليزيدِيّ: يُقَالُ إِنَّمَا أَنتم فِي خَوَالِفَ مِنَ الأَرض أَي فِي أَرَضِينَ لَا تُنْبِت إِلَّا فِي آخِرِ الأَرضِين نَبَاتًا. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعارِ: مِنْ مِخلافِ خارِفٍ ويامٍ ؛ هُمَا قَبِيلَتَانِ مِنَ الْيَمَنِ. ابْنُ الأَعرابي: امْرَأَةٌ خَلِيفٌ إِذَا كَانَ عَهْدُها بَعْدَ الْوِلَادَةِ بِيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْعَائِذِ أَيضاً خَلِيفٌ. ابْنُ الأَعرابي: والخِلافُ كُمُّ القَمِيص. يُقَالُ: اجْعَلْهُ فِي متنِ خِلافِك أَي فِي وَسطِ كُمّكَ. والمَخْلُوفُ: الثوبُ المَلْفُوقُ. وخلَفَ الثوبَ يَخْلُفُهُ خَلْفاً، وَهُوَ خَلِيفٌ؛ الْمَصْدَرُ عَنْ كُرَاعٍ: وَذَلِكَ أَن يَبْلى وسَطُه فيُخْرِجَ الْبَالِي مِنْهُ ثُمَّ يَلْفِقَه؛ وَقَوْلُهُ: يُرْوي النَّديمَ، إِذَا انْتَشى أَصحابُه ... أُمُّ الصَّبيِّ، وثَوْبُه مَخْلُوفُ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ المَخْلُوفُ هُنَا المُلَفَّق، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ المرْهُونَ، وَقِيلَ: يُرِيدُ إِذَا تَناشى صحبُه أُمّ وَلَدِهِ مِنَ العُسْر فَإِنَّهُ يُرْوي نَديمَه وَثَوْبُهُ مَخْلُوف مِنْ سُوء حَالِهِ. وأَخْلَفْتُ الثوبَ: لُغَةٌ فِي خَلَفْتُه إِذَا أَصْلَحْتَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ صَائِدًا: يَمْشِي بِهِنَّ خَفِيُّ الصَّوْتِ مُخْتَتِلٌ، ... كالنَّصْلِ أَخْلَفَ أَهْداماً بأَطْمارِ أَي أَخْلَفَ موضعَ الخُلْقانِ خُلْقاناً. وَمَا أَدْري أَيُّ الخَوالِفِ هُوَ أَي أَيّ الناسِ هُوَ. وَحَكَى كُرَاعٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى: مَا أَدري أَيُّ خَالِفَةَ، هُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، أَلا تَرَى أَنك فَسَّرْتَهُ بِالنَّاسِ؟ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَالِفَةُ النَّاسُ، فأَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ. غَيْرُهُ وَيُقَالُ مَا أَدري أَيُّ خَالِفَةَ وأَيُّ خافِيةَ هُوَ، فَلَمْ يُجْرِهما، وَقَالَ: تُرِكَ صَرْفُه لأَنْ أُرِيدَ بِهِ المَعْرِفةُ لأَنه وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جِمَاعٍ، يُرِيدُ أَيُّ النَّاسِ هُوَ كَمَا يُقَالُ أَيُّ تَمِيم هُوَ وأَيُّ أَسَد هُوَ. وخِلْفةُ الوِرْدِ: أَن تُورِد إِبِلَكَ بالعشيِّ بَعد ما يذهَبُ الناسُ. والخِلْفَةُ: الدوابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ. وَيُقَالُ: هُنَّ يَمْشِينَ خِلْفة أَي تَذْهَبُ هَذِهِ وتَجيء هَذِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: بِهَا العينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفةً، ... وأَطْلاؤها يَنْهَضْنَ مِنْ كلِّ مَجْثَمِ

_ (1). قوله [تخلف] كذا بالأصل، والذي في النهاية: تحوّل، وقوله [مخلاف عشيرته] كذا به أَيضاً والذي فيها مخلافه.

وخَلَفَ فلانٌ عَلَى فُلَانَةٍ خِلافَةً تَزَوَّجَهَا بَعْدَ زَوْجٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فإنْ تَسَلي عَنَّا، إِذَا الشَّوْلُ أَصْبَحَتْ ... مَخَالِيفَ حُدْباً، لَا يَدِرُّ لَبُونُها مَخَالِيفُ: إِبِلٌ رَعَتِ الْبَقْلَ وَلَمْ تَرْعَ اليَبِيسَ فَلَمْ يُغْن عَنْهَا رَعْيُها البقلَ شَيْئًا. وَفَرَسٌ ذُو شِكالٍ مِنْ خِلافٍ إِذَا كَانَ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى وَرِجْلِهِ الْيُسْرَى بَيَاضٌ. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَهُ خَدَمتانِ مِنْ خِلافٍ أَي إِذَا كَانَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى بَيَاضٌ وَبِيَدِهِ الْيُسْرَى غَيْرُهُ. والخِلافُ: الصَّفْصافُ، وَهُوَ بأَرض الْعَرَبِ كَثِيرٌ، وَيُسَمَّى السَّوْجَرَ وَهُوَ شَجَرٌ عِظام، وأَصنافُه كَثِيرَةٌ وَكُلُّهَا خَوّارٌ خَفيفٌ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الأَسود: كأَنَّكَ صَقْبٌ مِنْ خِلافٍ يُرى لَهُ ... رُواءٌ، وتأْتِيه الخُؤُورةُ مِنْ عَلُ الصَّقْبُ: عَمُودٌ مِنْ عُمُدِ الْبَيْتِ، وَالْوَاحِدُ خِلافَةٌ، وَزَعَمُوا أَنه سُمِّيَ خِلافاً لأَن الْمَاءَ جَاءَ بِبَزره سَبِيًّا فَنَبَتَ مُخالِفاً لأَصْلِه فَسُمِّيَ خِلافاً، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ. الصِّحَاحُ: شَجَرُ الخِلافِ مَعْرُوفٌ وموضِعُه المَخْلَفَةُ؛ وأَما قَوْلُ الراجِز: يَحْمِلُ فِي سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ ... تَوادِياً سُوِّينَ مِنْ خِلافِ فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنها مِنْ شَجَرٍ مُخْتَلِفٍ، وَلَيْسَ يَعْنِي الشَّجَرَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الخِلافُ لأَن ذَلِكَ لَا يَكَادُ يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ. وخَلَفٌ وخَلِيفةُ وخُلَيْفٌ: أَسماء. خنف: الخِنافُ: لِينٌ فِي أَرساغِ الْبَعِيرِ. ابْنُ الأَعرابي: الخِنافُ سُرْعةُ قَلْب يَدَيِ الْفَرَسِ، تَقُولُ: خَنَفَ الْبَعِيرُ يَخْنِفُ خِنافاً إِذَا سَارَ فقلَب خُفَّ يَدِهِ إِلَى وحْشِيِّه، وَنَاقَةٌ خَنُوفٌ؛ قَالَ الأَعشى: أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْها النَّجاء، وراجَعَتْ ... يَداها خِنافاً لَيِّناً غيرَ أَحْرَدا وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: إِنَّ الإِبل ضُمَّزٌ خُنُفٌ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالْفَاءِ جَمْعُ خَنُوفٍ، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي إِذَا سَارَتْ قَلَبَتْ خُفَّ يَدِها إِلَى وحْشِيِّه مِنْ خارجٍ. ابْنُ سِيدَهْ: خَنَفَتِ الدابةُ تَخْنِفُ خِنافاً وخُنوفاً، وَهِيَ خَنُوفٌ، وَالْجَمْعُ خُنُفٌ: مَالَتْ بِيَدَيْهَا فِي أَحد شِقَّيها مِنَ النَّشاط، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا لَوى الفرسُ حافِره إِلَى وحْشيِّه، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا أَحْضَر وثَنى رأْسَه وَيَدَيْهِ فِي شِقّ. أَبو عُبَيْدَةَ: وَيَكُونُ الخِنافُ فِي الْخَيْلِ أَن يَثْنِيَ يَدَه ورأْسه فِي شِقٍّ إِذَا أَحْضَر. والخِنافُ: دَاءٌ يأْخذ فِي الْخَيْلِ فِي العَضُد. اللَّيْثُ: صَدْر أَخْنَفُ وظَهر أَخْنف، وخَنَفُه انْهِضامُ أَحد جَانِبَيْهِ. يُقَالُ: خَنَفَتِ الدَّابَّةُ تَخْنِفُ بِيَدِهَا وأَنْفِها فِي السَّيْرِ أَي تَضْرِبُ بِهِمَا نَشاطاً وَفِيهِ بعضُ المَيْل، وَنَاقَةٌ خَنُوفٌ مِخْنافٌ. والخَنُوفُ مِنَ الإِبل: اللَّيِّنةُ الْيَدَيْنِ فِي السَّيْرِ. والخِنافُ فِي عُنُق النَّاقَةِ: أَن تُمِيلَه إِذَا مُدَّ بزِمامِها. وخَنَفَ الفرسُ يَخْنِفُ خَنْفاً، فَهُوَ خَانِفٌ وخَنُوفٌ: أَمالَ أَنفَه إِلَى فارِسه. وخنَف الرجلُ بأَنفه: تَكَبَّرَ فَهُوَ خَانِف. والخانِفُ: الَّذِي يَشْمَخُ بأَنفه مِنَ الكِبْر. يُقَالُ: رأَيته خانِفاً عنِّي بأَنفه. وخَنَفَ بأَنفه عَنِّي: لَوَاهُ. وخنَفَ البعيرُ يَخْنِفُ خَنْفاً وخِنَافاً: لَوى أَنفه مِنَ الزِّمام. والخَانِفُ: الَّذِي يُميلُ رأْسه إِلَى الزِّمَامِ وَيَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ نشاطِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ:

قَدْ قلتُ، والعِيسُ النَّجائبُ تَغْتَلي ... بالقَوْمِ عاصِفةً خَوانِفَ فِي البُرى وَبَعِيرٌ مخْنَفٌ «2»: بِهِ خَنَفٌ. والمِخْنَافُ مِنَ الإِبل: كالعَقِيم مِنَ الرِّجَالِ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُلْقِحُ إِذَا ضرَب. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمعِ المِخْنَافَ بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَمَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والخَنِيفُ: أَرْدَأُ الكَتَّان. وَثَوْبٌ خَنِيفٌ: رَديء وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الْكَتَّانِ خاصَّة، وَقِيلَ: الخَنِيف ثَوْبُ كَتّان أَبيض غَلِيظٍ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وأَبارِيق شِبْه أَعْناق طَيْر الْمَاءِ، ... قَدْ جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيف شبَّه الفِدام بالجَيْبِ، وَجَمْعُ كَلِّ ذَلِكَ خُنُفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ قَوْمًا أَتوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُف وأَحْرقَ بُطُونَنَا التمرُ ؛ الخُنُف، وَاحِدُهَا خَنِيفٌ، وَهُوَ جِنْس مِنَ الْكَتَّانِ أَردأُ مَا يَكُونُ مِنْهُ كَانُوا يَلْبَسُونَهَا؛ وأَنشد فِي صِفَةِ طَرِيقٍ: عَلَى كالخَنِيفِ السَّحْقِ تَدْعُو بِهِ الصَّدَى، ... لَهُ قُلُبٌ عادِيَّةٌ وصحونُ والخَنِيفُ: الغَزِيرةُ، وَفِي رَجَزِ كَعْبٍ: ومَذْقةٍ كطُرَّةِ الخَنِيفِ المَذْقةُ: الشَّرْبةُ مِنَ اللَّبَنِ الْمَمْزُوجِ، شبَّه لَوْنها بطُرّة الخَنِيفِ. والخَنْدَفةُ: أَن يَمشِي مُفاجّاً ويَقْلِبَ قدَمَيْه كأَنه يَغْرفُ بِهِمَا وَهُوَ مِنَ التَّبَختُر، وَقَدْ خَنْدف، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ المرأَة. ابْنُ الأَعرابي: الخُنْدُوفُ الَّذِي يَتَبَخْتَرُ فِي مَشْيه كِبْراً وبَطَراً. وخَنَفَ الأُتْرُجّةَ وَمَا أَشبهها: قطَعَها، والقِطْعَةُ مِنْهُ خَنَفَةٌ. والخَنْفُ: الحَلْبُ بأَربع أَصابعَ وتَسْتَعِينُ مَعَهَا بالإِبهام، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَنه قَالَ لِحَالِبِ نَاقَةٍ: كَيْفَ تَحْلِبُ هَذِهِ النَّاقَةَ أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطراً؟ ومِخْنَفٌ: اسْمٌ مَعْرُوفٌ. وخَيْنَفٌ: وادٍ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَعْرَضَتِ الجِبالُ السُّودُ دُوني، ... وخَيْنَفُ عَنْ شِمالي والبَهِيمُ أَراد البُقْعَة فَتَرَكَ الصَّرْفَ. وأَبو مِخْنَفٍ، بِالْكَسْرِ: كُنْيةُ لُوط بْنِ يَحْيَى رَجُلٌ مِنْ نَقَلَةِ السِّيَرِ. خندف: الخَنْدَفَةُ: مِشْيةٌ كالهَرْوَلةِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ، زَعَمُوا، خِندِفُ امرأَة إلْياسَ بْنُ مُضَرَ بْنِ نِزارٍ وَاسْمُهَا لَيْلى، نُسِبَ ولَدُ إلياسَ إِلَيْهَا وَهِيَ أُمهم. غَيْرُهُ: كَانَتْ خِنْدِفُ امرأةُ إلياسَ اسْمُهَا لَيْلَى بنتُ حُلْوانَ غَلَبَتْ عَلَى نَسَبِ أَولادها مِنْهُ، وَذَكَرُوا أَن إِبِلَ إلياسَ انْتَشَرَتْ لَيْلًا فَخَرَجَ مُدْرِكةُ فِي بِغائها فردَّها فَسُمِّيَ مُدْرِكةَ، وخَنْدَفَتِ الأُم فِي أَثره أَي أَسْرَعَتْ فَسُمِّيَتْ خِنْدِفَ، وَاسْمُهَا لَيْلَى بِنْتُ عِمْرانَ بنِ إلحافَ بْنِ قُضاعةَ، وقعَد طابِخَةُ يَطْبُخُ القِدْرَ فَسُمِّيَ طابِخَةَ، وانْقَمَعَ قَمَعَةُ فِي الْبَيْتِ فَسُمِّيَ قَمَعَةَ، وَقَالَتْ خِنْدِف لِزَوْجِهَا: مَا زِلْتُ أُخَنْدِفُ فِي أَثركم، فَقَالَ لَهَا: فأَنت خِنْدِف، فَذَهَبَ لَهَا اسْمًا وَلِوَلَدِهَا نَسَبًا وَسُمِّيَتْ بِهَا القبيلة.

_ (2). قوله [مخنف] ضبط في الأصل النون بالفتح.

وظُلِمَ رجلٌ أَيام الزُّبَيْرِ «1» بْنِ الْعَوَّامِ فَنَادَى: يَا لخِندِفَ فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَمَعَهُ خيف وَهُوَ يَقُولُ: أُخَنْدِفُ إليكَ أَيُّها المُخَنْدِفُ، وَاللَّهِ لَئِنْ كنتَ مَظْلُومًا لأَنْصُرَنَّكَ الخَنْدَفَةُ الهَرْوَلةُ والإِسراعُ فِي المَشْي، يَقُولُ: يَا مَنْ يَدْعُو خنْدفاً أَنا أُجيبُك وآتِيكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنْ صحَّ هَذَا مِنْ فِعْلِ الزبَير فَإِنَّهُ كَانَ قَبْلَ نَهْي النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ التَّعَزِّي بعَزاء الْجَاهِلِيَّةِ. وخَنْدَفَ الرجلُ: انْتَسَبَ إِلَى خِنْدِف؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِنِّي إِذَا مَا خَنْدَفَ المُسَمِّي وخَنْدَفَ الرجلُ: أَسْرَع، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الخَدْفِ، وَهُوَ الاخْتِلاسُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنْ صَحَّ ذلك فالخَنْدَفةُ ثلاثية. خوف: الخَوْفُ: الفَزَعُ، خافَه يَخَافُه خَوْفاً وخِيفَةً ومَخَافةً. قَالَ اللَّيْثُ: خَافَ يَخَافُ خَوْفاً، وَإِنَّمَا صَارَتِ الْوَاوُ أَلفاً فِي يَخَافُ لأَنه عَلَى بِنَاءِ عمِلَ يَعْمَلُ، فَاسْتَثْقَلُوا الْوَاوَ فأَلقَوْها، وَفِيهَا ثَلَاثَةُ أَشياء: الحَرْفُ والصَّرْفُ والصوتُ، وَرُبَّمَا أَلقوا الحَرْفَ بِصَرْفِهَا وأَبقوا مِنْهَا الصَّوْتَ، وَقَالُوا يَخَافُ، وَكَانَ حَدُّهُ يَخْوَفُ بِالْوَاوِ مَنْصُوبَةً، فأَلقوا الْوَاوَ وَاعْتَمَدَ الصَّوْتُ عَلَى صَرْفِ الْوَاوِ، وَقَالُوا خافَ، وَكَانَ حَدُّهُ خوِف بِالْوَاوِ مَكْسُورَةً، فأَلقوا الْوَاوَ بِصَرْفِهَا وأَبقوا الصَّوْتَ، وَاعْتَمَدَ الصَّوْتُ عَلَى فَتْحَةِ الْخَاءِ فَصَارَ مَعَهَا أَلفاً ليِّنة، وَمِنْهُ التَّخْوِيفُ والإِخَافَةُ والتَّخَوُّفُ، وَالنَّعْتُ خَائِفٌ وَهُوَ الفَزِعُ؛ وَقَوْلُهُ: أَتَهْجُرُ بَيْتاً بالحِجازِ تَلَفَّعَتْ ... بِهِ الخَوْفُ والأَعْداءُ أَمْ أَنتَ زائِرُهْ؟ إِنَّمَا أَراد بالخَوْفِ المَخَافَةَ فأَنَّث لِذَلِكَ. وَقَوْمٌ خُوَّفٌ عَلَى الأَصل، وخُيَّفٌ عَلَى اللَّفْظِ، وخِيَّفٌ وخَوْفٌ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، كلُّهُم خَائِفُونَ، والأَمر مِنْهُ خَفْ، بِفَتْحِ الْخَاءِ. الْكِسَائِيُّ: مَا كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ فَإِنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى فُعَّلٍ وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوجه، يُقَالُ: خَائِف وخُيَّفٌ وخِيَّفٌ وخَوْفٌ. وتَخَوَّفْتُ عَلَيْهِ الشَّيْءَ أَي خِفْتُ. وتَخَوَّفَه: كخَافَهُ، وأَخَافَهُ إِيَّاهُ إِخَافَةً وإِخَافاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وخَوَّفَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وكانَ ابْن أَجمالٍ إِذَا مَا تَشَذَّرَت ... صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَكْفِيهِنَّ أَن يُضْرَبَ غيرُهنّ. وخَوَّفَ الرجلَ إِذَا جَعَلَ فِيهِ الْخَوْفَ، وخَوَّفْتُه إِذَا جعلْتَه بِحَالَةٍ يخافُه النَّاسُ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَوَّفَ الرجلَ جَعَلَ الناسَ يَخافونه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ أَي يَجْعَلُكُمْ تَخَافُونَ أَولياءه؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ يُخَوِّفُكُمْ بأَوليائه، قَالَ: وأَراه تَسْهِيلًا لِلْمَعْنَى الأَول، وَالْعَرَبُ تُضِيفُ المَخافةَ إِلَى المَخُوف فَتَقُولُ أَنا أَخَافُك كخَوْفِ الأَسد أَي كَمَا أُخَوَّفُ بالأَسد؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ: وَقَدْ خِفْتُ حَتَّى مَا تزيدُ مَخَافَتِي ... عَلَى وَعِلٍ، بِذِي المطارةِ، عاقِلِ «2» كأَنه أَراد: وَقَدْ خَافَ الناسُ مِنِّي حَتَّى مَا تزِيدُ مخافَتُهم إِيَّايَ عَلَى مخافةِ وعِلٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَن الْمُصْدَرَ يُضَافُ إِلَى الْمَفْعُولِ كَمَا يُضَافُ إِلَى الفاعل. وفي التنزيل:

_ (1). قوله [أَيام الزبير إلخ] فِي النِّهَايَةِ وَفِي حَدِيثِ الزبير وقد سمع رجلًا يقول: يا لخِنْدِف إلخ. (2). قوله [بذي المطارة] كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت بذي مطارة. وقوله [حتى ما إلخ] جعله الأصمعي من المقلوب كما في المعجم.

لَا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ، فأَضاف الدُّعَاءَ وَهُوَ مُصْدَرٌ إِلَى الْخَيْرِ وَهُوَ مَفْعُولٌ، وَعَلَى هَذَا قَالُوا: أَعجبني ضرْبُ زيدٍ عمرٌو فأَضافوا الْمَصْدَرَ إِلَى الْمَفْعُولِ الَّذِي هُوَ زَيْدٌ، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الخِيفَةُ، والخِيفَةُ الخَوْفُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ، وَالْجَمْعُ خِيفٌ وأَصله الْوَاوُ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ الْهُذَلِيُّ: فَلَا تَقْعُدَنَّ عَلَى زَخَّةٍ، ... وتُضْمِرَ فِي القَلْبِ وجْداً وخِيفاً وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَافَه خِيفَةً وخيِفاً فَجَعَلَهُمَا مَصْدَرَيْنِ؛ وأَنشد بَيْتَ صَخْرِ الْغَيِّ هَذَا وَفَسَّرَهُ بأَنه جَمْعُ خِيفَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا لأَن المصادِرَ لَا تُجْمَعُ إِلَّا قَلِيلًا، قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ هَذَا مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي قَدْ جُمِعَتْ فَيَصِحُّ قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ خَافٌ: خائفٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْ خافٍ فَقَالَ: يَصْلُحُ أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ وَيَصْلُحُ أَن يَكُونَ فَعِلًا، قَالَ: وَعَلَى أَيّ الْوَجْهَيْنِ وجَّهْتَه فتَحْقِيرُه بِالْوَاوِ. وَرَجُلٌ خَافٌ أَي شديد الخَوْف، جاؤُوا بِهِ عَلَى فَعِلٍ مِثْلَ فَرِقٍ وفَزِعٍ كَمَا قَالُوا صاتٌ أَي شديدُ الصوْتِ. والمَخَافُ والمَخِيفُ: مَوْضِعُ الخَوْفِ؛ الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ حَكَاهَا فِي الجُمل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَم يَخَفِ الله لم يَعْصِه ، أَراد أَنه إِنَّمَا يُطِيع اللهَ حُبّاً لَهُ لَا خَوْفَ عِقابه، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ عِقابٌ يَخافُه مَا عَصَى اللهَ، فَفِي الْكَلَامِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ لَوْ لم يخف الله لم يَعْصِهِ فَكَيْفَ وَقَدْ خَافَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَخِيفُوا الهَوامَّ قَبْلَ أَن تُخيفَكم أَي احْتَرِسُوا مِنْهَا فَإِذَا ظَهَرَ مِنْهَا شَيْءٌ فَاقْتُلُوهُ، الْمَعْنَى اجْعَلُوهَا تَخَافُكُمْ واحْمِلُوها عَلَى الخَوْفِ مِنْكُمْ لأَنها إِذَا أرادتْكم ورأَتْكم تَقْتُلُونَهَا فَرَّتْ مِنْكُمْ. وخاوَفَني فَخُفْتُه أَخُوفُه: غَلَبْتُه بِمَا يخوِّفُ وَكُنْتُ أَشدَّ خَوْفاً مِنْهُ. وطريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ: تَخافُه الناسُ. وَوَجَعٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ: يُخِيفُ مَنْ رَآهُ، وخصَّ يَعْقُوبُ بالمَخُوفِ الطَّرِيقَ لأَنه لَا يُخِيفُ، وَإِنَّمَا يُخِيفُ قاطِعُ الطَّرِيقِ، وخصَّ بالمُخِيفِ الوجَعَ أَي يُخِيفُ مَن رَآهُ. والإِخَافَة: التَّخْويفُ. وَحَائِطٌ مَخُوفٌ إِذَا كَانَ يُخْشى أَن يقَع هُوَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وثَغْرٌ مُتَخَوَّفٌ ومُخِيفٌ: يُخافُ مِنْهُ، وَقِيلَ: إِذَا كَانَ الْخَوْفُ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِه. وأَخافَ الثَّغْرُ: أَفْزَعَ. وَدَخَلَ القومَ الخَوْفُ، مِنْهُ؛ قَالَ الزَّجَّاجِيُّ: وقولُ الطِّرِمَّاحِ: أَذا العَرْشِ إنْ حانَتْ وَفَاتِي، فَلَا تَكُنْ ... عَلَى شَرْجَعٍ يُعْلى بِخُضْر المَطارِف ولكِنْ أَحِنْ يَوْمي سَعِيداً بعصْمةٍ، ... يُصابُونَ فِي فَجٍّ مِنَ الأَرضِ خَائِفِ «1» هُوَ فاعلٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: خَوِّفْنا أَي رَقِّقْ لَنَا القُرآنَ وَالْحَدِيثَ حَتَّى نَخافَ. والخَوْفُ: القَتْلُ. والخَوْفُ: القِتالُ، وَبِهِ فَسَّرَ اللِّحْيَانِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ، وَبِذَلِكَ فَسَّرَ قَوْلَهُ أَيضاً: وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ . والخَوْفُ: العِلْم، وَبِهِ فَسَّرَ اللِّحْيَانِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً . والخَوْفُ: أَديمٌ أَحْمَرُ يُقَدُّ مِنْهُ أَمثالُ السُّيُورِ ثُمَّ يُجْعَلُ عَلَى تِلْكَ السُّيُور شَذْرٌ تَلْبَسُهُ الجارِيةُ؛ الثُّلاثِيَّةُ عَنْ كُرَاعٍ

_ (1). قوله [بعصمة] كذا بالأصل ولعله بعصبة بالباء الموحدة.

وَالْحَاءُ أَوْلى. والخَوَّافُ: طَائِرٌ أَسودُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري لِمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ. والخَافَةُ: خَريطةٌ مِنْ أَدَمٍ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ عَنْظَبَ: غَدا كالعَمَلَّسِ فِي خَافَةٍ ... رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجد «1» والخَافَةُ: خَريطةٌ مِنْ أَدَمٍ ضَيِّقَةُ الأَعلى واسِعةُ الأَسفل يُشْتارُ فِيهَا العَسلُ. والخَافَةُ: جُبَّةٌ يلْبَسها العَسَّالُ، وَقِيلَ: هِيَ فَرْوٌ مِنْ أَدَمٍ يَلْبَسُهَا الَّذِي يَدْخُلُ فِي بَيْتِ النَّحْلِ لِئَلَّا يلسَعَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تأَبَّطَ خَافَةً فِيهَا مِسابٌ، ... فأَصْبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: عَيْنُ خَافَةٍ عِنْدَ أَبي عليٍّ يَاءٌ مأْخوذة مِنْ قَوْلِهِمُ النَّاسُ أَخْيافٌ أَي مُخْتَلِفُون لأَن الخَافَةَ خَرِيطَةٌ مِنْ أَدَم مَنْقُوشَةٌ بأَنواع مُخْتَلِفَةٍ مِنَ النَّقْشِ، فَعَلَى هَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَن تُذْكَرَ الخَافَة فِي فَصْلِ خيف، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا هُنَاكَ أَيضاً. والخافةُ: العَيْبةُ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: مَثَلُ المُؤمِن كَمَثَلِ خَافَةِ الزَّرْعِ ؛ الخَافَةُ وِعاء الحَبّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها وِقايةٌ له، وَالرِّوَايَةُ بِالْمِيمِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والتَّخَوُّفُ: التَّنَقُّصُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ بأَنه التَّنَقُّصُ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ تَخَوَّفْته أَي تَنَقَّصْتُهُ مِنْ حَافَاتِهِ، قَالَ: فَهَذَا الَّذِي سَمِعْتُهُ، قَالَ: وَقَدْ أَتى التَّفْسِيرُ بِالْحَاءِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ أَو يأْخذهم بَعْدَ أَن يُخِيفَهم بأَن يُهْلِك قَريةً فَتَخَافَ الَّتِي تَلِيهَا؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تامِكاً قَرِداً، ... كَمَا تَخَوَّفَ عودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ السَّفَنُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُبْرَدُ بِهَا القِسِيُّ، أَي تَنَقَّصَ كَمَا تأْكلُ هَذِهِ الحَديدةُ خشَبَ القِسيّ، وَكَذَلِكَ التخْويفُ. يُقَالُ: خَوَّفَه وخَوَّفَ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ يَتَحَوّفُ الْمَالَ ويَتَخَوّفُه أَي يَتَنَقَّصُه ويأْخذ مِنْ أَطْرافِه. ابْنُ الأَعرابي: تَحَوَّفْتُه وتَحَيَّفْته وتَخَوَّفْتُه وتَخَيَّفْته إِذَا تَنَقَّصْته؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ بَيْتَ طرَفة: وجامِلٍ خَوَّفَ مِنْ نِيبه ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلًا والسَّفِيحْ يعني أَنه نَقَصَهَا مَا يُنْحَر فِي المَيْسِر مِنْهَا، وَرَوَى غَيْرُهُ: خَوَّعَ مِنْ نِيبه، وَرَوَاهُ أَبو إِسْحَاقَ: مِنْ نَبْتِه. وخَوَّفَ غَنَمَهُ: أَرسلها قِطعة قِطعة. خيف: خَيِفَ الْبَعِيرُ والإِنسانُ والفرسُ وَغَيْرُهُ خَيَفاً، وَهُوَ أَخْيَفُ بَيِّنُ الخَيَفِ، والأُنثى خَيْفَاء إِذَا كَانَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ سَوْداء كَحْلاء والأُخرى زَرْقاء. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخْيَف بَنِي تَيْمٍ ؛ الخَيَفُ فِي الرَّجُلِ أَن تَكُونَ إِحْدَى عَيْنَيْهِ زَرْقَاءَ والأَخرى سَوْدَاءَ، وَالْجَمْعُ خُوفٌ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والأَخْيافُ: الضُّروبُ الْمُخْتَلِفَةُ فِي الأَخْلاق والأَشْكالِ. والأَخْيَافُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِينَ أُمُّهم وَاحِدَةٌ وَآبَاؤُهُمْ شَتى. يُقَالُ: الناسُ أَخْيَافٌ أَي لَا يَسْتَوُون، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي الإِخوة، يُقَالُ: إخوةٌ أَخيَافٌ. والأَخْيَافُ:

_ (1). قوله [في خَافَة] يروى بدله في حدلة، بالحاء المهملة مضمومة والذال المعجمة، حجزة الإزار، وتقدم لنا في مادة عنجد بلفظ في خدلة، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالدَّالِّ الْمُهْمَلَةِ، وهي خطأ.

اخْتِلَافُ الْآبَاءِ وأَمهم وَاحِدَةٌ، وَمِنْهُ قِيلَ: الناسُ أَخيَاف أَي مُخْتَلِفُونَ. وخَيَّفَتِ المرأَةُ أَولادَها: جَاءَتْ بِهِمْ مُخْتَلِفِينَ. وتَخَيَّفَت الإِبل فِي المَرْعى وَغَيْرِهِ: اخْتَلَفَت وجُوهُها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخَافَةُ: خريطةٌ مِنْ أَدم تَكُونُ مَعَ مُشْتارِ العَسل، وَقِيلَ: هِيَ سُفْرة كالخَريطة مُصَعَّدةٌ قَدْ رُفعَ رأَسُها لِلْعَسَلِ، قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتَخَيُّفِ أَلوانِها أَي اخْتِلافها، قَالَ اللَّيْثُ: تَصْغِيرُهَا خُوَيْفَةٌ واشْتِقاقها مِنَ الخَوْفِ، وَهِيَ جُبة مِنْ أَدَم يَلْبَسُهَا العَسَّالُ والسَّقَّاء، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ اشْتِقَاقُهَا مِنَ الخَوْف خطأٌ وَالَّذِي أَراه الحَوْف، بِالْحَاءِ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وخُيِّفَ الأَمر بَيْنَهُمْ: وُزِّعَ. وخُيِّفت عُمُورُ اللِّثةِ بَيْنَ الأَسنان: فُرِّقَتْ. والخَيْفَانَةُ: الجَرادةُ إِذَا صَارَتْ فِيهَا خُطُوطٌ مُخْتَلِفَةٌ بَيَاضٌ وصُفرة، وَالْجَمْعُ خَيْفَانٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَرَادٌ خَيْفَانٌ اخْتَلَفَتْ فِيهِ الأَلوان والجَرادُ حينئذٍ أَطير مَا يَكُونُ، وَقِيلَ الخَيْفَانُ مِنَ الْجَرَادِ الْمَهَازِيلُ الْحُمْرُ الَّذِي مِنْ نِتاج عَامٍ أَوّل، وَقِيلَ: هِيَ الجَرادُ قَبْلَ أَن تَسْتَوِي أَجْنِحَتُه. وَنَاقَةٌ خَيْفَانَةٌ: سَرِيعَةٌ، شُبِّهَتْ بِالْجَرَادِ لِسُرْعَتِهَا، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ شُبِّهَتْ بِالْجَرَادَةِ لِخِفَّتِهَا وضُمورها؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: فغَدَوْتُ تَحْمِلُ شِكَّتي خَيْفَانَةٌ، ... مُرْطُ الجِراء لَهَا تَميمٌ أَتْلَعُ قَالَ أَبو نَصْرٍ: الْعَرَبُ تُشَبِّهُ الْخَيْلَ بالخَيْفَانِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَرْكَبُ فِي الرَّوْعِ خَيْفَانَةً، ... لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرْ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: وأَركب فِي الرَّوْعِ خَيْفَانَةً، ... كَسا وجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ وَيُقَالُ: تَخَيَّفَ فُلَانٌ أَلواناً إِذَا تَغَيَّرَ أَلواناً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا تَخَيَّفَ أَلواناً مُفَنَّنَةً، ... عَنِ المحاسِنِ مِنْ إخْلاقِهِ، الوطْبُ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الأَرضُ المختلِفةُ أَلوانِ الْحِجَارَةِ خَيْفَاء. والخَيْفُ: جِلدُ الضَّرْع وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: جِلْدُ ضرْع النَّاقَةِ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ خَيْفاً حَتَّى يخلُوَ مِنَ اللَّبَنِ وَيَسْتَرْخِيَ. وَنَاقَةٌ خَيْفاءُ بَيِّنةُ الخَيَفِ: وَاسِعَةُ جِلْدِ الضَّرْعِ، وَالْجَمْعُ خَيْفَاواتٌ، وخيفٌ الأُولى نَادِرَةٌ لأَن فَعْلاوات إِنَّمَا هِيَ لِلِاسْمِ أَو الصِّفَةِ الْغَالِبَةِ غَلبةَ الِاسْمِ كَقَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِي الخَضْراوات صَدقة. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَتِ النَّاقَةُ خَيْفاء وَلَقَدْ خَيِفَتْ خَيَفاً. والخَيْفُ: وِعاء قَضِيب الْبَعِيرِ. وَبَعِيرٌ أَخْيَفُ: واسِعُ جِلْدِ الثِّيل؛ قَالَ: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنةٍ جُلْذِيّا ... أَخْيَفَ، كَانَتْ أُمّه صَفِيّا أَي غَزِيرةً. وَقَدْ خَيِفَ، بِالْكَسْرِ. والخَيْفُ: مَا ارْتَفَعَ عَنْ مَوْضِعِ مَجرى السيلِ ومَسيلِ الْمَاءِ وانْحَدَرَ عَنْ غِلَظِ الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ أَخْيَافٌ؛ قَالَ قيسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: فَغَيْقَةُ فالأَخْيَافُ، أَخْيَافُ ظَبْيةٍ، ... بِهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابعُ «2»

_ (2). قوله [فغيقة إلخ] قبله كما في المعجم لياقوت: عَفَا سَرِفٌ مِنْ أَهْلِهِ فسراوع ... فوادي قديد فالتلاع الدوافع

فصل الدال المهملة

وَمِنْهُ قِيلُ مَسْجِدُ الخَيْفِ بِمِنًى لأَنه فِي خَيْفِ الْجَبَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَيْفُ مكةَ مَوْضِعٌ فِيهَا عِنْدَ مِنًى، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْحِدَارِهِ عَنِ الغِلَظِ وَارْتِفَاعِهِ عَنِ السَّيْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَحْنُ نَازِلُونَ غَداً بخَيْفِ بَنِي كِنانة ، يَعْنِي المُحَصَّب. ومسجدُ مِنًى يُسَمَّى مَسْجِدَ الخَيْف لأَنه فِي سَفْح جَبَلِهَا. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: مَضَى فِي مَسِيرِهِ إِلَيْهَا حَتَّى قَطَعَ الخُيُوفَ ؛ هِيَ جَمْعُ خَيْف. وأَخْيَفَ القومُ وأَخافوا إِذَا نَزَلُوا الخَيْفَ خَيْفَ مِنًى أَو أَتوه؛ قَالَ: هَلْ فِي مُخِيفَتِكُم مَنْ يَشْتري أَدَما والخِيفُ: جَمْعُ خِيفَةٍ مِنَ الخَوْف. أَبو عَمْرٍو: الخَيْفةُ السِّكِّين وَهِيَ الرَّميضُ. وتَخَيَّفَ مَالَهُ: تَنَقَّصه وأَخذ مِنْ أَطرافه كتحَيَّفه؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَعَدَّهُ فِي الْبَدَلِ، وَالْحَاءُ أَعَلى. والخَيْفانُ: حَشِيشٌ يَنْبُتُ فِي الْجَبَلِ وَلَيْسَ لَهُ وَرَقٌ إِنَّمَا هُوَ حَشِيشٌ، وَهُوَ يَطُولُ حَتَّى يَكُونَ أَطول مِنْ ذِرَاعٍ صُعُداً، وَلَهُ سَنَمَةٌ صُبَيْغاء بَيْضَاءُ السُّفْلِ؛ جَعَلَهُ كُرَاعٌ فَيْعالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ لِكَثْرَةِ زِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ خ ف ن. فصل الدال المهملة دأف: دَأَفَ عَلَى الأَسِيرِ: أَجْهَزَ. ومَوْتٌ دُؤافٌ: وحِيٌّ. والأُدافُ: ذَكَرُ الرَّجُلِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَصله وُدافٌ مِنْ قَوْلِهِمْ وَدَفَ الشَّحْم إِذَا سالَ، وَإِنْ صحَّ ذَلِكَ، فَهُوَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. درعف: ادْرَعَفَّتِ الإِبلُ واذْرَعَفَّتْ: مَضَت عَلَى وجُوهها، وَقِيلَ: المُدْرَعِفُّ السريعُ، فَلَمْ يُخَصَّ بِهِ شَيْءٌ. درنف: يُقَالُ: جَمَلٌ دُرْنُوفٌ أَي ضَخْمٌ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ حَدَوْناها بِهَيدٍ وهَلا، ... «1» عَثَمْثَماً ضَخْم الذَّفاري نَهْبَلا، أَكْلَفَ دُرْنُوفاً هِجاناً هَيْكَلا قَالَ: لَا أَعرف الدُّرْنُوفَ، وَقَالَ: هُوَ الْعَظِيمُ من الإِبل. دسف: ابْنُ الأَعرابي: أَدْسَفَ الرجلُ إِذَا صَارَ مَعاشه مِنَ الدُّسْفَة، وَهِيَ الْقِيَادَةُ وَهُوَ الدُّسْفانُ، والدُّسفان شَبِيهُ الرَّسول كأَنه يَبْغِي شَيْئًا؛ وَقَالَ أُمية: فأَرْسَلُوه يَسُوفُ الغَيْثَ دُسفانَا «2» وَرَوَاهُ الْفَارِسِيُّ: دُسْقانا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَقْبَلُوا فِي دُسْفَانِهِمِ أَي خَمْرِهِمْ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. دعف: مَوْتٌ دُعافٌ: كذُعافٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ حَمْزَةَ عَنْ أَبي رِياش أَنه يُقَالُ للمُحَمَّقِ أَبو لَيْلَى وأَبو دَعْفَاء؛ قَالَ: وأَنشدني لِابْنِ أَحمر: يُدَنِّسُ عِرْضَه ليَنالَ عِرْضِي، ... أَبا دَعْفَاء وَلِّدها فَقارا أَي ولِّدْها جَسَداً لَيْسَ لَهُ رأَس، وَقِيلَ: أَراد أَخْرِجْ وَلَدَهَا مِنْ فَقارها. دغف: الدَّغْفُ: الأَخذ الْكَثِيرُ. دَغَفَ الشيءَ يَدْغَفُه دَغْفاً: أَخذه أَخذاً كَثِيرًا. ودَغَفَهم الحَرُّ:

_ (1). قوله [وقد حدوناها إلخ] تقدم في مادة هيد للمؤلف بعد وَهَلَا: حَتَّى تَرَى أَسْفَلَهَا صار علا وكذا هو في الصحاح. (2). قوله [يسوف] كذا في النسخ والذي في شرح القاموس يريد.

دَغِمَهُم؛ وأَبو الدَّغْفَاء: كنْيَةُ الأَحمق؛ قَالَ: أَبا الدَّغْفَاء ولِّدْها فقارا دفف: الدَّفُّ والدَّفَّةُ: الجَنْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ فِي الدَّفَّةِ: ووانِية زَجَرْتُ، عَلَى وَجاها، ... قَريح الدَّفَّتَيْنِ مِنَ البِطانِ وَقِيلَ: الدَّفُّ صَفْحةُ الْجَنْبِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِنْسَانٍ: يَحُكُّ كُدوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبانِه ... ودَفَّيهِ مِنْهَا دامِياتٌ وحالِبُ وأَنشد أَيضاً فِي صِفَةِ نَاقَةٍ: تَرى ظِلَّها عِنْدَ الرَّواحِ كأَنه، ... إِلَى دَفِّها، رَأْلٌ يَخُبُّ خَبِيبُ وَرِوَايَةُ ابْنِ الْعَلَاءِ: يَحُكُّ جَنِيب، يُرِيدُ أَن ظِلَّهَا مِنْ سرْعتها يَضْطَرِبُ اضْطِرَابَ الرأْل وَذَلِكَ عِنْدَ الرَّواح، يَقُولُ إِنَّهَا وَقْتُ كَلَالِ الإِبل نَشِيطَةٌ منْبَسِطةٌ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَخو تَنائِفَ أَغْفَى عندَ ساهِمةٍ، ... بأَخْلَقِ الدَّفِّ مِنْ تَصْديرها جُلَبُ وَرَوَى بَعْضُهُمْ: أَخا تَنَائِفَ، فَهُوَ عَلَى هَذَا «1» مُضْمَرٌ لأَن قَبْلَهُ زَارَ الْخَيَالُ؛ فأَما قَوْلُ عَنْتَرَةَ: وكأَنما تَنْأَى بِجانِبِ دَفِّها الوحْشيِّ ... مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْجَمْعُ دُفُوف. ودَفَّتَا الرَّحْل وَالسَّرْجِ والمُصْحَف: جَانِبَاهُ وَضِمَامَتَاهُ «2» مِنْ جَانِبَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَلَّهُ يَكُونُ أَوْقَرَ دَفَّ رَحْلِهِ ذَهَبًا ووَرِقاً ؛ دَفُّ الرحْلِ: جانِبُ كُورِ الْبَعِيرِ وَهُوَ سَرْجُه. ودفَّتَا الطبلِ: الَّذِي عَلَى رأْسه. ودَفَّا الْبَعِيرِ: جَنْباه. وسَنامٌ مُدَفِّفٌ إِذَا سَقَطَ عَلَى دَفَّي الْبَعِيرِ. ودَفَّ الطائرُ يَدُفُّ دَفّاً ودَفِيفاً وأَدَفَّ: ضَرَب جَنْبَيْه بِجَنَاحَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِذَا حَرَّكَ جَنَاحَيْهِ وَرِجْلَاهُ فِي الأَرض. وَفِي بَعْضِ التَّنْزيه: وَيَسْمَعُ حركَةَ الطَّيْرِ صافِّها ودَافِّها؛ الصافُّ: الباسِطُ جَنَاحَيْهِ لَا يُحَرِّكُهُمَا. ودَفِيفُ الطائِر: مَرُّه فُوَيْقَ الأَرض. والدَّفِيفُ أَن يَدُفَّ الطائرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض يُحَرِّكُ جَناحيه وَرِجْلَاهُ بالأَرض وَهُوَ يَطِيرُ ثُمَّ يَسْتَقِلُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلْ مَا دَفَّ وَلَا تأْكلْ مَا صَفَ أَي كلْ مَا حرَّك جَناحَيْهِ فِي الطَّيَرَانِ كَالْحَمَامِ وَنَحْوِهِ، وَلَا تأْكل مَا صَفَّ جَنَاحَيْهِ كالنُّسور والصُّقُور. ودَفَّ العُقابُ يَدُفُّ إِذَا دَنَا مِنَ الأَرض فِي طيَرانِه. وعُقابٌ دَفُوفٌ: لِلَّذِي يَدْنُو مِنَ الأَرض فِي طَيَرَانِهِ إِذَا انْقَضَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا وَيُشَبِّهُهَا بالعُقاب: كأَني بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ ... دَفُوفٍ مِنَ العِقْبانِ طأْطأْتُ شِمْلالي وَقَوْلُهُ شِمْلالي أَي شِمالي، وَيُرْوَى شِمْلال دُونَ يَاءٍ، وَهِيَ النَّاقَةُ الْخَفِيفَةُ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ لأَبي ذُؤَيْبٍ: فَبَيْنا يَمْشِيان جَرَتْ عُقابٌ، ... مِنَ العِقْبانِ، خائِتة دَفُوفُ

_ (1). قوله [فهو على هذا إلخ] كذا بالأصل، وعبارة الصحاح في مادة سهم: وَالسَّاهِمَةُ النَّاقَةُ الضَّامِرَةُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَخَا تَنَائِفَ البيت؛ يَقُولُ: زَارَ الْخَيَالُ أَخَا تَنَائِفَ نَامَ عِنْدَ نَاقَةٍ ضَامِرَةٍ مَهْزُولَةٍ بِجَنْبِهَا قُرُوحٌ مِنْ آثَارِ الْحِبَالِ. وَالْأَخْلَقُ: الأَملس. (2). قوله [وضمامتاه] كذا في الأصل بضاد معجمة، وفي القاموس بمهملة. وعبارة الأساس: ضماماه بالإعجام والتذكير. والضمام، بالكسر، كما في الصحاح: ما تضم به شيئاً إلى شيء.

وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: والنَّسْرُ قَدْ يَنْهَضُ وَهُوَ دافِي فَعَلَى مُحَوِّلِ التَّضْعِيفِ فَخَفَّفَ، وَإِنَّمَا أَراد وَهُوَ دَافِفٌ، فقَلب الْفَاءَ الأَخيرة يَاءً كراهيةَ التَّضْعِيفِ، وكَسَره عَلَى كَسْرة دافِفٍ، وَحَذَفَ إِحْدَى الْفَاءَيْنِ. ودُفُوفُ الأَرض: أَسْنادُها وَهِيَ دَفادِفُها، الْوَاحِدَةُ دَفْدَفَةٌ. والدَّفِيفُ: العَدْوُ. الصِّحَاحُ: الدَّفِيفُ الدَّبيبُ وَهُوَ السَّير اللَّيِّن؛ وَاسْتَعَارَهُ ذُو الرُّمَّةِ فِي الدَّبَران فَقَالَ يَصِفُ الثُرَيَّا: يَدِفُّ عَلَى آثارِها دَبَرانُها، ... فَلَا هُوَ مَسْبُوقٌ وَلَا هُوَ يَلْحَقُ ودَفَّ الْمَاشِي: خَفَّ عَلَى وجهِ الأَرض؛ وَقَوْلُهُ: إلَيْك أَشْكُو مَشْيَها تَدافِيا، ... مَشْيَ العَجُوزِ تَنْقُلُ الأَثافِيا إِنَّمَا أَرَادَ تَدافُفاً فقلَبَ كَمَا قدَّمْنا. والدَّافَّةُ والدفَّافةُ: الْقَوْمُ يُجْدِبُون فيُمْطَرُون، دَفُّوا يَدِفُّونَ. وَقَالَ: دَفَّتْ دَافَّةٌ أَي أَتى قَوْمٌ مِنْ أَهلِ البادِيةِ قَدْ أُقْحِمُوا. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ الجَماعةُ مِنَ النَّاسِ تُقْبِلُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ. وَيُقَالُ: دَفَّتْ عَلَيْنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ دافَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِمَالِكِ بْنِ أَوْس: يَا مالِ، إِنَّهُ دَفَّتْ عَلَيْنَا مِنْ قَوْمِكَ دافَّةٌ وَقَدْ أَمَرْنا لَهُمْ برَضْخٍ فاقْسِمْه فِيهِمْ ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَافَّةُ الْقَوْمُ يَسِيرُونَ جَمَاعَةً، لَيْسَ بِالشَّدِيدِ «1». وَفِي حَدِيثِ لُحُومِ الأَضاحي: إِنَّمَا نَهَيْتُكم عَنْهَا مِنْ أَجلِ الدَّافَّةِ ؛ هُمْ قَوْمٌ يَسِيرون جَمَاعَةً سَيْراً لَيْسَ بالشَّديد. يُقَالُ: هُمْ قَوْمٌ يَدِفُّونَ دَفِيفاً. والدافَّةُ: قَوْمٌ مِنَ الأَعْراب يُرِيدُونَ المِصْر؛ يُرِيدُ أَنهم قَدِمُوا الْمَدِينَةَ عِنْدَ الأَضحى فَنَهَاهُمْ عَنِ ادِّخارِ لُحُوم الأَضاحي ليُفَرِّقُوها ويَتَصَدَّقُوا بِهَا فيَنْتَفعَ أُولئك القادِمون بِهَا. وَفِي حَدِيثِ سَالِمٍ: أَنه كَانَ يَلي صَدَقةَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا دَفَّتْ دافَّةٌ مِنَ الأَعْراب وجَّهَها فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف قَالَ لمعاوِيةَ: لَوْلَا عَزْمةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لأَخبرته أَن دَافَّةً دفَّتْ. وَفِي الْحَدِيثِ أَن أَعرابيّاً قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، هَلْ فِي الْجَنَّةِ إِبِلٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إنَّ فِيهَا النجائِبَ تَدِفُّ برُكْبانها أَي تَسِيرُ بِهِمْ سَيْراً لَيِّناً، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: طَفِقَ القومُ يَدِفُّونَ حَوْلَه. والدَّافَّةُ: الْجَيْشُ يَدِفُّون نَحْوَ العدوِّ أَي يَدِبُّون. وتَدافَّ القومُ إِذَا ركِبَ بعضهُم بَعْضًا. ودَفَّفَ عَلَى الجَريح كَذَفَّفَ: أَجْهَزَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دَافَّه مُدافَّةً ودِفافاً ودَافَّاه؛ الأَخيرة جُهَنِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه دَافَّ أَبا جَهْلِ يَوْمَ بَدْرٍ أَي أَجْهَزَ عَلَيْهِ وحَرَّرَ قَتْلَه. يُقَالُ: دَافَفْتُ عَلَيْهِ ودافَيْتُه ودَفَّفْت عَلَيْهِ تَدْفِيفاً، وَفِي رِوَايَةٍ: أَقْعَصَ ابْنَا عَفْرَاءَ أَبا جَهْلٍ ودَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: أَنه أَسَرَ مَنْ بَنِي جَذيمة قَوْمًا فَلَمَّا كَانَ الليلُ نَادَى مُنَادِيَهُ: أَلا مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسير فليدافِّه ، مَعْنَاهُ ليجهزْ عَلَيْهِ. يُقَالُ: دَافَفْتُ الرَّجُلَ دِفَافاً ومُدافَّة وَهُوَ إجْهازُك عَلَيْهِ؛ قَالَ رؤْبة: لَمَّا رَآنِي أُرْعِشَتْ أَطْرافي، ... كَانَ مَعَ الشَّيْبِ منَ الدِّفَافِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: فَلْيُدافِه، بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ، مِنْ دافَيْتُه، وَهِيَ لُغَةٌ لجُهَينة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ: أَنه أُتِيَ بأَسيرٍ فَقَالَ: أَدْفُوه ؛

_ (1). أراد: سيراً ليس بالشديد.

يُرِيدُ الدِّفْءَ مِنَ البَرْد، فَقَتَلُوهُ، فَوَداه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: فَلْيُذافِّه، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. يُقَالُ: ذَفَّفْتُ عَلَيْهِ تذْفيفاً إِذا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ. وذافَفْتُ الرَّجُلَ مُذافَّةً: أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ خُبَيباً قَالَ وَهُوَ أَسيرٌ بِمَكَّةَ: ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِيبُ بِهَا، فأُعْطِيَ مُوسَى فاسْتَدَفَّ بِهَا أَي حلَق عَانَتَهُ واسْتَأْصَلَ حَلْقها، وَهُوَ مِنْ دَفَّفْتُ عَلَى الأَسير. ودَافَفْتُه ودافَيْتُه، عَلَى التَّحْوِيلِ: دافَعْتُه. ودَفَّ الأَمْرُ يَدِفُّ واسْتَدَفَّ: تَهَيّأَ وأَمكن. يُقَالُ: خُذْ مَا دَفَّ لَكَ واسْتَدَفَّ أَي خُذْ مَا تهيّأَ وأَمكن وتَسَهَّلَ مِثْلَ اسْتَطفَّ، وَالدَّالُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الطَّاءِ. واسْتَدَفَّ أَمْرُهم أَي اسْتَتَبّ وَاسْتَقَامَ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ القطَّاع قَالَ: يُقَالُ اسْتَدَفَّ وَاسْتَذَفَّ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. والدَّفُّ والدُّفُّ، بِالضَّمِّ: الَّذِي يَضرب بِهِ النِّسَاءُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي يُضْرَب بِهِ، وَالْجَمْعُ دُفُوفٌ، والدَفَّافُ صاحبُها، والمُدَفِّفُ صانِعُها، والمُدَفْدِفُ ضارِبُها. وَفِي الْحَدِيثِ: فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ الصوتُ والدَفُ ؛ الْمُرَادُ بِهِ إِعْلَانُ النِّكاح، والدَفْدَفَةُ اسْتِعْجَالُ ضَرْبِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: وَإِنْ دَفْدَفَتْ بِهِمُ الهَماليجُ أَي أَسْرَعَتْ، وَهُوَ مِنَ الدَّفِيف السَّيْرُ اللَّيِّن بتكرار الفاء. دقف: ابْنُ الأَعرابي: الدَّقْفُ هَيَجانُ الدُقْفَانَةِ، وَهُوَ المُخَنَّثُ. وَقَالَ: الدُّقُوفُ هَيَجانُ الخَيْعامةِ. دلف: الدَّلِيفُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ. دَلَفَ يَدْلِفُ دَلْفاً ودَلَفاناً ودَلِيفاً ودُلوفاً إِذَا مَشَى وقارَب الخَطْو، وَقَالَ الأَصمعي: دَلَفَ الشيخُ فَحَصَّص، وَقِيلَ: الدَّلِيفُ فَوْقَ الدَّبيب كَمَا تَدْلِفُ الكتيبةُ نَحْوَ الْكَتِيبَةِ فِي الحَرْب، وَهُوَ الرُّوَيْدُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَا كَبيرٌ دَالِفٌ مِنْ هَرَمٍ ... أَرْهَبُ الناسَ وَلَا أَكْبُو لِضُرّ وَيُقَالُ: هُوَ يَدْلِفُ ويَدْلِثُ دَليفاً ودَلِيثاً إِذَا قارَبَ خَطْوَه مُتقدِّماً، وَقَدْ أَدْلَفَه الكِبَرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: هَزِئَتْ زُنَيْبَةُ أَنْ رأَتْ ثَرَمِي، ... وأَنِ انْحنَى لِتَقادُمٍ ظَهْرِي مِنْ بعْدِ مَا عَهِدَتْ فأَدْلَفَني ... يَوْمٌ يَمُرُّ، ولَيْلَةٌ تَسْرِي ودَلَفَتِ الكتِيبةُ إِلَى الكَتيبةِ فِي الحرْبِ أَي تقدَّمَتْ وَفِي الْمُحْكَمِ: سعتْ رُوَيْداً، يُقَالُ: دَلَفْناهم. والدَّالِفُ: السَّهْمُ الَّذِي يُصِيب مَا دُونَ الغَرَض ثُمَّ يَنْبُو عَنْ مَوْضِعِهِ. والدَّالِفُ: الْكَبِيرُ الَّذِي قَدِ اخْتَضَعَتْه السِّنُّ. ودَلَفَ الحامِلُ بِحِمْلِه يَدْلِفُ دَلِيفاً: أَثْقَلَه. والدَّالِفُ مِثْلُ الدَّالِحِ: وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي بالحِمْل الثَّقِيلِ ويُقارِبُ الخَطْو مِثْلُ «2» راكِعٍ ورُكَّعٍ؛ وَقَالَ: وَعَلَى القياسِرِ فِي الخُدُورِ كَواعِبٌ، ... رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقياسِرْ دُلَّفُ وتَدَلَّفَ إِلَيْهِ أَي تَمَشَّى وَدَنَا. والدُّلَّفُ: الَّتِي تَدْلِفُ بِحِملها أَي تَنْهَضُ بِهِ. ودَلَفَ المالُ يَدْلِفُ دَلِيفاً: رَزَمَ مِنَ الهُزالِ. والدِّلْفُ: الشجاعُ. والدَّلْفُ: التقدُّمُ. ودَلَفْنَا لَهُمْ:

_ (2). قوله [ويقارب الخطو مثل] كذا بالأصل. وعبارة الصحاح: ويقارب الخطو، والجمع دُلَّفٌ مثل إلخ.

تقدَّمْنا؛ قَالَ أَبو زُبيد: حَتَّى إِذَا اعْصَوْصَبُوا دُون الرِّكابِ مَعًا، ... دَنا تَدَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: تَزَلُّفَ وَهُوَ أَكثر. وَفِي حَدِيثِ الجارودِ: دَلَفَ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَسَرَ لِثامَه أَي قرُبَ مِنْهُ وأَقبل عَلَيْهِ، مِنَ الدَّلِيفِ المَشْيِ الرُّوَيْدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رُقَيْقةَ: وليَدْلِفْ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَطْن رجلٌ. وعُقابٌ دَلُوفٌ: سَرِيعَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذَا السُّقاةُ اضْطَجَعُوا لِلأَذْقانْ، ... عَقَّتْ كَمَا عَقَّتْ دَلوفُ العِقْبانْ عَقَّتْ: حامتْ، وَقِيلَ: ارْتَفَعَت كَارْتِفَاعِ العُقاب. ودُلَفُ: مِنَ الأَسماء، فُعَلُ كأَنه مَصْرُوفٌ مِنْ دَالِفٍ مِثْلُ زُفَرَ وَعُمْرَ؛ وأَنشد ابْنُ السكِّيت لِابْنِ الخطِيم: لَنا مَعَ آجامِنَا وحَوْزَتِنا، ... بَينَ ذَراها مَخارِفٌ دُلَفُ أَراد بالمَخارِفِ نَخلاتٍ يُخْتَرَفُ مِنْهَا. وأَبو دُلَفٍ بِفَتْحِ اللَّامِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَبو دُلَفٍ، بِفَتْحِ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَبو دُلَفَ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ لأَنه مَعْدُولٌ عَنْ دَالِفٍ، وَقَالَ: ذَكَرَ ذَلِكَ الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابِهِ الذَّخائر. والدُّلْفِينُ: سَمَكَةٌ بَحْرِيَّةٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: دابة في البحر تُنَجِّي الغريق. دلغف: ادْلَغَفَّ: جَاءَ للسَّرِقة فِي خَتْلٍ واسْتِتارٍ؛ قَالَ: قَدِ ادْلَغَفَّتْ، وَهِيَ لَا تَرَاني، ... إِلَى مَتاعِي مِشْيَةَ السَّكْرانِ، وبُغْضُها فِي الصدرِ قَدْ وَراني اللَّيْثُ: الادْلِغْفافُ مَشْيُ الرجلِ مُتَسَتِّراً لِيَسْرق شَيْئًا، قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ غَيْرُهُ اذْلَغَفَّ، بِالذَّالِ، قَالَ: وكأَنه أَصح، وأَنشد الأَبيات بالذال. دنف: الدَّنَفُ: المَرَضُ اللازِمُ المُخامِرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَرَضُ مَا كَانَ. وَرَجُلٌ دَنَفٌ ودَنِفٌ ومُدْنِفٌ ومُدْنَفٌ: بَرَاهُ المرضُ حَتَّى أَشْفى عَلَى الْمَوْتِ، فَمَنْ قَالَ دَنَفٌ لَمْ يُثَنِّهِ وَلَمْ يَجْمَعْهُ وَلَمْ يُؤَنِّثْهُ كأَنه وَصَفَ بِالْمَصْدَرِ، وَمَنْ كَسَرَ ثنَّى وَجَمَعَ وأَنَّث لَا مَحالة فَقَالَ: رَجُلٌ دَنِفٌ، بِالْكَسْرِ، وَرَجُلَانِ دَنِفَان وأَدْنافٌ، وامرأَة دَنِفَةٌ ونِسوة دَنِفاتٌ، ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وأَنَّثتَ. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ دَنَفٌ وضَنًى وَقَوْمٌ دَنَفٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُثَنَّى الدَّنَفُ وَيُجْمَعَ فَيُقَالُ: أَخوانِ دَنَفانِ وإخْوَتُكَ أَدْنَافٌ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ دَنَفٌ وامرأَة دَنَفٌ وَقَوْمٌ دَنَفٌ يستَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ. وَقَدْ دَنِفَ الْمَرِيضُ، بِالْكَسْرِ، أَي ثَقُلَ، وأَدْنَفَ مِثْلُهُ، وأَدْنَفَه يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُقَالُ دَنِفٌ وَإِنْ كَانُوا قَدْ قَالُوا دَنِفٌ يُذْهَب بِهِ إِلَى النسَب، وأَدْنَفَه اللهُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: والشمسُ قَدْ كادَتْ تَكُونُ دَنَفاً، ... أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا أَي حِينَ اصْفَرَّتْ، أَراد مُداناتها للغُروب فكأَنها دَنَفٌ حِينَئِذٍ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ، يُقَالُ: دَنِفَتِ الشمسُ وأَدْنَفَتْ إِذَا دَنَتْ للمَغِيب واصفرّت.

دهف: دَهَفَ الشيءَ يَدْهَفُه دَهْفاً وأَدْهَفَه: أَخذه أَخْذاً كَثِيرًا. قَالَ الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ جَاءَ هادِفةٌ مِنَ النَّاسِ ودَاهِفَةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ والدَّاهِفُ: المُعْيِي. وَيُقَالُ: إِبِلٌ داهِفةٌ أَي مُعْيِيةٌ مِنْ طُول السَّيْرِ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: فَمَا قَدِمَتْ حَتَّى تَواتَرَ سَيْرُها، ... وَحَتَّى أُنِيخَتْ وَهِيَ دَاهِفةٌ دُبْرُ ابْنُ الأَعرابي: الدَّاهِفَةُ الْغَرِيبُ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه بِمَعْنَى الدَّاهِف والهادِف. دَوَفَ: دافَ الشيءَ دَوْفاً وأَدافَه: خلَطه، وأَكثر ذَلِكَ فِي الدَّوَاءِ والطِّيبِ. وَمِسْكٌ مَدْوُوفٌ مَدوفٌ جَاءَ عَلَى الأَصل، وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ؛ قَالَ: والمِسْكُ فِي عَنْبَرِه مَدْوُوفُ ودَافَ الطيبَ وَغَيْرَهُ فِي الْمَاءِ يَدوفُه، فَهُوَ دَائِفٌ؛ قَالَ الأَصمعي: وَفَادَهُ يَفُودُه مِثْلُهُ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ مِسك مَدُوف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: كأَنَّ دِماءهم تَجْري كُمَيْتاً، ... ووَرْداً قَانِئًا شَعَرٌ مَدُوفُ وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْم: قَالَ لَهَا وَقَدْ جَمَعَتْ عرَقَه مَا تَصْنَعِين؟ قَالَتْ: عَرَقُكَ أَدُوفُ بِهِ طِيبِي أَي أَخْلِطُ وَفِي حَدِيثِ سَلْمانَ: أَنه دَعَا فِي مَرَضِهِ بِمسْكٍ فَقَالَ لامرأَته: أَدِيفِيهِ فِي تَوْرٍ. وَيُقَالُ: دَافَ يَدِيفُ، بِالْيَاءِ، وَالْوَاوُ فِيهِ أَكثر. الْجَوْهَرِيُّ: دُفْتُ الدَّواء وَغَيْرَهُ أَي بللتُه بِمَاءٍ أَو بِغَيْرِهِ، فَهُوَ مَدُوفٌ ومَدْوُوفٌ، وَكَذَلِكَ مِسْكٌ مَدُوفٌ أَي مَبْلُول، وَيُقَالُ مسْحُوق، قَالَ: وَلَيْسَ يأْتي مَفْعُولٌ مِنْ ذواتِ الثَّلَاثَةِ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ بِالتَّمَامِ إِلَّا حَرْفان: مِسْكٌ مَدْوُوف وَثَوْبٌ مَصْوُونٌ، فَإِنَّ هَذَيْنِ حَرْفَيْنِ جَاءَا نَادِرَيْنِ، وَالْكَلَامُ مَدُوفٌ وَمَصُونٌ، وَذَلِكَ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ، والياءُ أَقوى عَلَى احْتِمَالِهَا مِنْهَا فَلِهَذَا جَاءَ مَا كَانَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ بِالتَّمَامِ وَالنُّقْصَانِ نَحْوُ ثَوْبٌ مَخِيطٌ ومَخْيُوطٌ. ودِيافٌ: مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ وَهُمْ نَبَطُ الشَّامِ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو عَمْرَو بْنَ عَفْراء. ولكِنْ دِيافيٌّ أَبوه وأُمُّه ... بِحَوْرانَ، يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ قَالَ: قَوْلُهُ يعصِرن إِنَّمَا هُوَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ أَكلوني البراغِيثُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُحَيم عبدِ بَنِي الحَسْحاسِ: كأَنَّ الوُحوشَ بِهِ عَسْقَلانُ ... صادَفَ فِي قَرْنِ حَجٍّ دِيافا أَي صادَفَ نَبَطَ الشامِ. دَيَفَ: دِيافُ: مَوْضِعٌ فِي الْبَحْرِ، وَهِيَ أَيضاً قَرْية بِالشَّامِ، وَقَدْ أَوردوا ذَلِكَ فِي دَيَفَ، وَقَالُوا وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ، وَقَالَ الأَزهري: دِيافُ قَرْيَةٌ بِالشَّامِ تُنْسب إِلَيْهَا النجائبُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِذَا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا ودَافَ الشيءَ يَدِيفُه: لُغَةٌ فِي دَافَه يَدُوفُه إِذَا خَلَطَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتَدِيفُون «1» فِيهِ مِنَ القُطَيْعاء أَي تَخْلِطون، وَالْوَاوُ فِيهِ أَكثر مِنَ الْيَاءِ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وجمَل دِيافيٌّ: وَهُوَ الضخم الجليل.

_ (1). قوله [وتديفون إلخ] أورده المؤلف في مادة قطع تبعاً للنهاية: وتقذفون فيه من القطيعاء.

فصل الذال المعجمة

فصل الذال المعجمة ذأف: الذَّأْفُ: سرعةُ المَوْت، الأَلف هَمْزَةٌ سَاكِنَةٌ. ومَوت ذُؤافٌ وَحِيٌّ كذُعافٍ: بِسُرْعةٍ، وعدَّه يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ. والذَّأْفُ والذَّأَفُ: الإِجْهاز عَلَى الْجَرِيحِ، وَقَدْ ذَأَفَه وذَأَفَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي غَزْوة بَنِي جَذيمةَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ أَسير فَلْيُذْئِفْ عَلَيْهِ أَي يُجْهِزْ ويُسْرع قَتْلَهُ، وَيُرْوَى بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والذِّئْفانُ والذِّيفانُ: السُّمُّ الَّذِي يَذْأَف ذَأْفاً، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. ومَرَّ يَذْأَفُهم أَي يَطْرُدُهم. ذرف: الذَّرْفُ: صَبُّ الدَّمْع. وذَرَفَ الدَّمْعُ يَذْرِفُ ذَرْفاً وذَرَفاناً: سالَ. وذَرَفَتِ العينُ الدمعَ تَذْرِفُه ذَرْفاً وذَرفاناً وذُرُوفاً وذَرِيفاً وتَذْرافاً وذَرَّفَتْه تَذْريفاً وتَذْرِفةً: أَسالَتْه، وَقِيلَ: رَمَتْ بِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى ذَرَفَتِ العينُ ذُرافاً، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وَفِي حَدِيثِ العِرْباض: فوَعَظَنا رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَوْعِظةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ أَي جَرَى دَمْعُها. ودمْع ذَرِيفٌ أَي مَذْرُوف؛ قَالَ: مَا بالُ عَيْني دَمْعُها ذَريفُ وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الدمعُ نَفْسُه فَيُقَالُ: ذَرَفَ الدمْعُ يَذْرِفُ ذُرُوفاً وذَرْفاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عيْنَيَّ جُودا بالدُّموعِ الذَّوارفِ قَالَ: وذَرَّفَتْ دُمُوعي تَذْريفاً وتَذْرافاً وتَذْرِفةً. ومَذارِفُ العينِ: مَدامِعُها. والمَذارِفُ: المَدامِعُ. واسْتَذْرَفَ الشيءَ: اسْتَقْطَرَه، واسْتَذْرَفَ الضَّرْعُ: دَعَا إِلَى أَن يُحْلَبَ ويُسْتَقْطَرَ؛ قَالَ يَصِفُ ضَرْعًا: سَمْحٌ إِذَا هَيَّجْتَه مُسْتَذْرِف أَي مُسْتَقْطِر كأَنه يَدْعُو إِلَى أَن يُستقطَر؛ وَسَمْحٌ أَي أَن هَذَا الضَّرْعَ سَمْحٌ بِاللَّبَنِ غَزيرُ الدَّرِّ. والذَّرْفُ مِنْ حُضْرِ الْخَيْلِ: اجْتِمَاعُ الْقَوَائِمِ وَانْبِسَاطُ الْيَدَيْنِ غَيْرَ أَن سَنابِكَه قَرِيبَةٌ مِنَ الأَرض. وذَرَّفَ عَلَى الْخَمْسِينَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْعَدَدِ: زَادَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتين ، وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَى الخَمْسين ، أَي زِدْتُ عَلَيْهَا. يُقَالُ: ذَرّفَ وزَرَّفَ. وذَرَّفْتُه الموتَ أَي أَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ. وذَرَّفَهُ الشيءَ: أَطلعه عَلَيْهِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد لِنَافِعِ بْنِ لَقيط: أُعْطِيكَ ذِمّةَ والِدَيَّ كِليهما، ... لأُذَرِّفَنْكَ المَوْتَ، إِنْ لَمْ تَهْرُبِ أَي لأُطْلِعَنَّكَ عَلَيْهِ. والذَّرَّافُ: السريعُ كالزَّرَّاف. والذُّرْفَةُ: نِبْتَةٌ. والذَّرَفانُ: المَشْيُ الضَّعِيفُ. وذَرَّفَ عَلَى المائةِ تَذْريفاً أَي زاد. ذرعف: اذْرَعَفَّتِ الإِبلُ وادْرَعَفَّتْ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ، كِلَاهُمَا: مَضَتْ عَلَى وُجُوهِهَا، وَقِيلَ: المُذْرَعِفُّ السَّرِيعُ فعَمَّ بِهِ. وادْرَعَفَّ الرجل في القتال أَي اسْتَنْتَلَ من الصفِّ. ذعف: الذُّعافُ: سُمُّ ساعةٍ. سَمٌّ ذُعافٌ: قاتِلٌ وَحِيٌّ؛ قَالَتْ دُرَّةُ بِنْتُ أَبي لَهَبٍ: فِيهَا ذُعافُ المَوْتِ، أَبْرَدُه ... يَغْلي بهمْ، وأَحَرُّه يَجْري وَقَالَ الشَّاعِرُ: سَقَتْهُنَّ كأْساً مِنْ ذُعافٍ وجَوْزَلا

وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَذَفَ: العُذوفُ السُّكوتُ، والذُّعُوفُ المَراراتُ. وَطَعَامٌ مَذْعُوفٌ: جُعِلَ فِيهِ الذُّعافُ، وَجَمْعُ الذُّعافِ السَّمِّ ذُعُفٌ. وأَذْعَفَه: قَتَله قَتلًا سَرِيعاً. وذَعَفْتُ الرجلَ: سَقَيْتُه الذُّعافَ. وموتٌ ذُعَافٌ وذُؤافٌ أَي سَرِيعٌ يُعَجِّلُ الْقَتْلَ. وحَيَّةٌ ذَعْفُ اللُّعابِ: سريعةُ القتل. ذفف: ذَفَّ الأَمرُ يَذِفُّ، بِالْكَسْرِ، ذَفِيفاً واسْتَذَفَّ: أَمْكَنَ وتَهَيّأَ. يُقَالُ: خُذْ مَا ذَفَّ لَكَ واسْتَذَفَّ لَكَ أَي خُذْ مَا تيسَّرَ لَكَ. واسْتَذَفَّ أَمْرُهم واستدفَّ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ؛ حَكَاهَا ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ القطاعِ، وذَفَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض ودَفَّ. والذَّفيفُ والذُّفافُ: السريعُ الخَفِيف، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الخَفيف عَلَى وَجْهِ الأَرض، ذَفَّ يَذِفُّ ذَفافةً. يُقَالُ: رَجُلٌ خفِيفٌ ذَفِيفٌ أَي سَرِيعٌ، وخُفافٌ ذُفافٌ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ ذُفافة. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِبلالٍ: إِنِّي سَمِعْتُ ذَفَّ نَعْلَيْك فِي الْجَنَّةِ أَي صَوْتَهُمَا عِنْدَ الوَطْءِ عَلَيْهِمَا، وَيُرْوَى بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم؛ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْحَسَنِ: وإنْ ذَفَّفَتْ بِهِمُ الهَمالِيجُ أَي أَسْرعَتْ. والذَّفُّ: الإِجْهازُ عَلَى الجَرِيحِ، وَكَذَلِكَ الذِّفَافُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ أَو رُؤْبَةَ يُعاتِب رَجُلًا، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لِرُؤْبَةَ: لَمَّا رَآنِي أُرْعِشَتْ أَطْرافي، ... كانَ مَعَ الشَّيْبِ مِنَ الذِّفافِ يُرْوَى بِالدَّالِ وَالذَّالِ جَمِيعًا؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلسُّمِّ الْقَاتِلِ ذِفَافٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أَمَرَ يَوْمَ الجمَل فَنُودِيَ أَن لا يُتْبَعَ مُدْبِرٌ وَلَا يُقتلَ أَسيرٌ وَلَا يُذَفَّفَ عَلَى جَرِيح ؛ تذفِيفُ الجَرِيح: الإِجْهازُ عَلَيْهِ وتَحْرِيرُ قتِله. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَذَفَّفْتُ عَلَى أَبي جَهْلٍ ، وَحَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَقْعَصَ ابْنَا عَفْراء أَبا جَهْلٍ وذَفَّف عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ ؛ وَيُرْوَى بِالْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم. والذَّفْذفُ: سُرعة الْقَتْلِ. وذَفْذَفْتُ عَلَى الْجَرِيحِ تَذْفِيفًا «1» إِذَا أَسرعت قَتْلَهُ. وأَذْفَفْتُ وذَفَّفْتُ وذَفَّفْتُه: أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ الذَّفَافُ؛ عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد: وهَلْ أَشْرَبَنْ مِنْ ماءِ حَلْبَةَ شَرْبَةً، ... تَكونُ شِفاءً أَو ذَفَافاً لِمَا بيَا؟ وَحَكَاهَا كُرَاعٌ بِالدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: ذفَّفَه بِالسَّيْفِ وذَافَّه. وذَافَّ لَهُ وذَافَّ عَلَيْهِ، بِالتَّشْدِيدِ، كُلُّهُ: تَمَّمَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَجْهَز عَلَيْهِ. وموتٌ ذَفِيفٌ: مُجْهِزٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُلِّطَ عَلَيْهِمْ آخِرَ الزَّمانِ مَوْتُ طاعونٍ ذَفِيفٍ ؛ هُوَ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سهلٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يُصَلِّي صَلَاةً خَفِيفَةً ذَفيفةً كأَنها صلاةُ مُسافِرٍ. والذِّفافُ: السَّمُّ «2» القاتِلُ لأَنه يُجْهِزُ عَلَى مَنْ شَرِبَهُ. وذَفْذَفَ إِذَا تَبَخْتَرَ. والذَّفِيفُ: ذَكَرُ القنافِذِ. وماءٌ ذُفٌّ وذَفَفٌ وذُفَافٌ وذِفَافٌ: قَلِيلٌ، وَالْجَمْعُ أَذِفَّةٌ وذُفُفٌ. والذِّفَافُ: البَلَلُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الماءُ الْقَلِيلِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ قَبْرًا أَو حُفْرة: يَقُولُونَ لَمَّا جُشَّتِ البِئرُ: أَوْرِدُوا، ... وَلَيْسَ بِهَا أَدْنى ذُفَافٍ [ذِفافٍ] لِوارِدِ

_ (1). قوله [والذَّفْذَفُ سُرْعَةُ الْقَتْلِ. وذَفْذَفْتُ على الجريح تَذْفِيفاً] كذا بالأصل. (2). قوله [والذفاف السم] الذفاف ككتاب وغراب وكذلك الذفاف بمعنى البلل انتهى. قاموس.

وَمَا ذُقْتُ ذِفَافاً «1»: وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنه نَهَى عَنِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ، فَقَالَتْ: شَيْءٌ ذَفِيفٌ يُرْبَطُ بِهِ المِسْك أَي قَلِيلٌ يُشَدُّ بِهِ. والذَّفُّ: الشَّاءُ؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. وذُفافةُ، بِالضَّمِّ: اسْمُ رجل. ذلف: الذَّلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه، وَقِيلَ: قِصَرُ القصَبة وَصِغَرُ الأَرْنبة، وَقِيلَ: هُوَ كالخَنَس، وَقِيلَ: هُوَ غِلَظ واسْتِواء فِي طرَف الأَرنبة، وَقِيلَ: هُوَ كالهامةِ فِيهِ لَيْسَ بِحَدٍّ غَلِيظٍ وَهُوَ يَعْتَرِي الْمَلَاحَةَ، وَقِيلَ: هُوَ قِصَرٌ فِي الأَرنبة واستِواء فِي الْقَصَبَةِ مِنْ غَيْرِ نُتُوءٍ، والفَطَسُ لُصوق الْقَصَبَةِ بالأَنف مَعَ ضِخَم الأَرنبة، ذَلِفَ ذَلَفاً؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: لِلَّثْمِ عِنْدي بَهْجةٌ ومَزِيّةٌ، ... وأُحِبُّ بَعضَ مَلاحَةِ الذَّلْفَاء وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ صِغَرُ الأَنف وَاسْتِوَاءِ الأَرنبة، تَقُولُ: رَجُلٌ أَذْلَفُ بَيِّنُ الذَّلَفِ، وَقَدْ ذَلَفَ، وامرأَة ذَلْفَاء مِنْ نِسْوة ذُلْفٍ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّمَا الذَّلْفاءُ ياقُوتةٌ، ... أُخْرِجَتْ مِنْ كِيسِ دِهْقان وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقومُ الساعةُ حَتَّى تُقاتلُوا قَوْمًا صِغارَ الأَعْيُنِ ذُلْفَ الآنُفِ ؛ الذَّلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: قِصَرُ الأَنف وانْبِطاحُه، وَقِيلَ: ارْتِفاعُ طرَفِه مَعَ صِغَرِ أَرْنَبَتِه. والذُّلْفُ، بِسُكُونِ اللَّامِ: جَمْعُ أَذْلَف كأَحمر وحُمْرٍ، والآنُفُ: جَمْعُ قِلَّةٍ للأَنْف وُضِعَ مَوْضع جَمْعِ الْكَثْرَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُحْتَمَلُ أَنه قَلَّلَهَا لِصِغَرِهَا. والذَّلَفُ كالدَّكِّ مِنَ الرِّمالِ: وَهُوَ مَا سَهُلَ مِنْهُ، والدَّكُّ عَنْ أَبي حنيفة. ذلغف: اللَّيْثُ: الاذْلِغْفافُ مَجِيءُ الرَّجُلِ مُسْتَتِراً ليَسْرِقَ شَيْئًا، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ ادْلَغَفَّ، بِالدَّالِ، وَهُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَصح؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو المِلقطِيُّ: قدِ اذْلَغَفَّتْ، وَهِيَ لَا تَرَانِي، ... إِلَى مَتاعِي مِشْيَةَ السَّكْرانِ، وبُغْضُها فِي الصَّدْرِ قد وراني ذوف: ذافَ يَذُوفُ ذَوْفاً: وَهِيَ مِشْيَةٌ فِي تَقاربٍ وتَفَحُّجٍ؛ قَالَ: رأَيْتُ رِجالًا حِينَ يَمْشُونَ فَحَّجُوا، ... وذَافُوا كَمَا كانُوا يَذُوفون منْ قَبْل وذُفْتُ: خَلَطْتُ، لُغَةٌ فِي دُفْتُ. والذُّوفانُ: السَّمُّ المُنْقَعُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَاتِلُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْيَاءِ لأَن الذَّيفانَ لغة فيه. ذيف: الذِّئْفانُ، بِالْهَمْزِ، والذِّيفانُ، بِالْيَاءِ، والذَّيفان، بِكَسْرِ الذَّالِ وَفَتْحِهَا، والذُّوافُ كُلُّهُ: السَّمُّ النَّاقِعُ، وَقِيلَ: الْقَاتِلُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. والذُّؤفانُ، بِضَمِّ الذَّالِ وَالْهَمْزِ، لُغَةٌ فِي الذِّيفَانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا بَيَّنْتُهُ هَاهُنَا مُعاقَبةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لأَبي وَجْزَةَ: وَإِذَا قَطَمْتَهُمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً، ... وقَواضِيَ الذِّيفانِ مِمَّن تَقْطِمُ «2»

_ (1). قوله [وما ذقت ذِفَافاً] هو بالكسر، قال في القاموس ويفتح. (2). قوله [ممن تقطم] في الصحاح في مادة قطم فيما تَقْطِمُ.

فصل الراء

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَنه لَمْ يَهْمِزْهُ أَحد مِنْ أَهل اللُّغَةِ غَيْرُ الأَصمعي. ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: يُفَدِّيهمْ، ووَدُّوا لَوْ سَقَوْه، ... مِنَ الذِّيفَان، مُتْرَعةً مِلايا الذِّيفانُ: السَّمُّ القاتِلُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، والمِلايا: يُرِيدُ بِهَا الْمَمْلُوءَةَ فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً وَهُوَ قَلْبٌ شَاذٌّ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ سَقَاهُ اللَّهُ كأْسَ الذَّيفانِ، بِفَتْحِ أَوله، وَهُوَ الْمَوْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتَديفُونَ فِيهِ مِنَ القُطَيْعاء أَي تَخْلِطُون؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْوَاوُ فِيهِ أَكثر مِنَ الْيَاءِ، وَيُرْوَى بِالذَّالِ، وَهُوَ بالدال أَكثر. فصل الراء رأف: الرأْفة: الرَّحْمَةُ، وَقِيلَ: أَشد الرَّحْمَةِ؛ رَأَفَ بِهِ يَرْأَفُ ورَئِفَ ورَؤُفَ رَأْفَةً ورَآفةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الرَّأْفَةُ والرَّآفةُ مِثْلُ الكأْبةِ وَالْكَآبَةِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَي لَا تَرْحَمُوهُمَا فَتُسْقِطوا عَنْهُمَا مَا أَمَر اللَّهُ بِهِ مِنَ الْحَدِّ. وَمِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الرَّؤُوف وَهُوَ الرحيمُ لِعِبَادِهِ العَطُوفُ عَلَيْهِمْ بأَلطافه. والرَّأْفَةُ أَخصُّ مِنَ الرحمةِ وأَرَقُّ، وَفِيهِ لُغَتَانِ قُرِئَ بِهِمَا مَعًا: رَؤُوفٌ عَلَى فَعُولٍ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: نُطِيعُ نَبيَّنا ونُطِيعُ رَبّاً، ... هُوَ الرحمنُ كان بِنا رَؤُوفا ورَؤُفٌ عَلَى فَعُلٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَرى لِلْمُسلِمِينَ عَلَيْهِ حَقّاً، ... كفِعْلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرحيمِ وَقَدْ رَأَفَ يَرْأَفُ إِذَا رَحِمَ. والرَّأْفَةُ أَرَقُّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَلَا تَكاد تَقَعُ فِي الْكَرَاهَةِ، والرحمةُ قَدْ تَقَعُ فِي الْكَرَاهَةِ للمَصْلحةِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَؤُفْتُ بِالرَّجُلِ أَرْؤُفُ بِهِ رَأْفَةً ورَآفَةً ورَأَفْتُ أَرْأَفُ بِهِ ورَئِفْتُ بِهِ رَأَفاً كلٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ومَن لَيَّنَ الهمزةَ وقال رَوُفَ جَعَلَهَا وَاوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَأْفٌ، بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فآمِنوا بِنَبِيٍّ، لَا أَبا لكُمُ ... ذِي خاتَمٍ، صاغَهُ الرحمنُ، مَخْتُومِ رَأْفٍ رَحِيمٍ بأَهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهم، ... مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذِي الكُرْسِيِّ مَرْحُومِ ابْنُ الأَعرابي: الرأْفةُ الرحمةُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ رَئِفٌ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، ورَؤُفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ رَؤُفٌ ورَؤُوفٌ ورَأْفٌ؛ وَقَوْلُهُ: وَكَانَ ذُو العَرْشِ بِنَا أَرافِيْ إِنَّمَا أَراد أَرأَفِيّاً كأَحْمَرِيّ، فأَبدل وسكَّنه عَلَى قَوْلِهِ: وَآخِذُ منْ كلِّ حَيٍّ عُصُمْ رجف: الرَّجَفانُ: الاضْطِرابُ الشديدُ: رجَفَ الشيءُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورُجُوفاً ورَجَفَاناً ورَجِيفاً وأَرْجَفَ: خَفَقَ واضْطَرَبَ اضْطِراباً شَديداً، أَنشد ثَعْلَبٌ: ظَلَّ لأَعلى رأْسه رَجِيفا ورَجْفُ الشَّيْءِ كرَجَفانِ الْبَعِيرِ تَحْتَ الرَّحْلِ، وَكَمَا تَرْجُفُ الشجرةُ إِذَا رَجَفَتْها الرِّيحُ، وَكَمَا تَرْجُف السِّنُّ إِذَا نَغَضَ أَصْلُها. والرَّجْفَةُ: الزَّلْزَلَةُ.

ورَجَفَتِ الأَرض تَرْجُفُ رَجْفاً: اضطَربت. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ ؛ أَي لَوْ شئتَ أَمَتَّهم قَبْلَ أَن تَقْتُلَهُمْ. وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ رَجَفَ بِهِمُ الجبلُ فَمَاتُوا. ورجَفَ القلبُ: اضْطَربَ مِنَ الجَزَعِ. والرَّاجِفُ: الحُمّى المُحَرِّكَةُ، مذكَّر؛ قَالَ: وأَدْنَيْتَني، حَتَّى إِذَا مَا جَعَلْتَني ... عَلَى الخَصْرِ أَو أَدْنى، اسْتَقَلَّك رَاجِفُ ورَجَفَ الشجرُ يَرْجُفُ: حرّكَتْه الريحُ، وَكَذَلِكَ الأَسْنانُ. ورجَفَتِ الأَرضُ إِذَا تَزَلْزَلَتْ. ورَجَفَ القومُ إِذَا تَهَيَّؤُوا لِلْحَرْبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ النَّفْخةُ الأُولى، والرّادِفةُ النفخةُ الثَّانِيَةُ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الرَّاجِفةُ الأَرض تَرْجُفُ تَتحرَّكُ حَرَكَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ الزَّلْزَلَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيها الناسُ اذكُروا اللَّهَ، جاءتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّادِفةُ ؛ قَالَ: الرَّاجِفَةُ النفخةُ الأُولى الَّتِي تَمُوتُ لَهَا الْخَلَائِقُ، وَالرَّادِفَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي يَحْيَوْنَ لَهَا يومَ الْقِيَامَةِ. وأَصل الرَّجْف الحركةُ والاضْطِرابُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المَبْعَثِ: فَرَجَعَ تَرْجُفُ بِهَا بَوادِرُه. اللَّيْثُ: الرَّجْفَةُ فِي الْقُرْآنِ كلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قَوْمًا، فَهِيَ رجْفَةٌ وصَيْحةٌ وصاعِقةٌ. والرَّعْدُ يَرْجُفُ رَجْفاً ورَجِيفاً: وَذَلِكَ تَرَدُّدُ هَدْهَدَتِه فِي السَّحابِ. ابْنُ الأَنباري: الرجْفةُ مَعَهَا تَحْريك الأَرضِ، يُقَالُ: رَجَفَ الشيءُ إِذَا تَحَرَّكَ؛ وأَنشد: تحْييِ العِظام الرَّاجفات منَ البِلى، ... وَلَيْسَ لِدَاءِ الرُّكْبَتَيْنِ طَبيبُ ابْنُ الأَعرابي: رَجَفَ الْبَلَدُ إِذَا تَزَلْزَلَ، وَقَدْ رَجَفَت الأَرضُ وأَرْجَفَتْ وأُرْجِفَتْ إِذَا تَزَلْزَلَتْ. اللَّيْثُ: أَرْجَفَ القومُ إِذَا خاضُوا فِي الأَخبار السَّيِّئَةِ وَذِكْرِ الفتَنِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ ؛ وَهُمُ الَّذِينَ يُوَلِّدُونَ الأَخبارَ الكاذبةَ الَّتِي يَكُونُ مَعَهَا اضطرابٌ فِي النَّاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: والإِرْجَافُ وَاحِدُ أَراجِيفِ الأَخْبارِ، وَقَدْ أَرْجَفوا فِي الشَّيْءِ أَي خاضُوا فِيهِ. واسْتَرْجَفَ رأْسَه: حَرَّكه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذْ حَرَّكَ القَرَبُ القَعْقاعُ أَلْحِيَها، ... واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ وَيُرْوَى: إِذْ قَعْقَعَ القَرَبُ البَصْباصُ أَلْحِيَها والرَّجَّافُ: الْبَحْرُ، سُمّي بِهِ لاضْطرابه وَتَحَرُّكِ أَمْواجِه، اسْمٌ لَهُ كالقَذّاف؛ قَالَ: ويُكَلِّلُونَ جِفانَهُم بِسَدِيفِهِمْ، ... حَتَّى تَغِيبَ الشمسُ فِي الرَّجَّافِ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: المُطْعِمُونَ اللحمَ كلَّ عَشِيّةٍ، ... حَتَّى تَغِيبَ الشمسُ فِي الرَّجَّافِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لمَطْرُود بْنِ كَعْبٍ الخُزاعِي يَرْثي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ جدَّ سَيِّدِنَا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأَبيات: يَا أَيُّها الرجُلُ المُحَوِّلُ رَحلَه، ... هَلَّا نَزَلْتَ بآلِ عَبْدِ مَنافِ؟ هَبِلَتْكَ أُمُّك لَوْ نَزَلْتَ بدارِهِمْ، ... ضَمِنُوكَ مِن جُرْمٍ وَمِنْ إقْرافِ

المُنْعِمِينَ إِذَا النجومُ تَغَيَّرَتْ، ... والظاعِنِينَ لِرِحْلَةِ الإِيلافِ والمُطْعِمُونَ إِذَا الرِّياحُ تَناوَحَتْ، ... حَتَّى تَغِيبَ الشمسُ فِي الرَّجَّافِ وَقِيلَ: الرَّجَّافُ يومُ القِيامةِ. ورَجَفَ القومُ: تَهَيَّؤُوا لِلْقِتَالِ، وأَرْجَفُوا: خاضُوا فِي الفِتْنةِ والأَخبار السَّيِّئَةِ. والرَّجَفَانُ: الإِسراعُ؛ عن كراع. رحف: الأَزهري خَاصَّةً: ابْنُ الأَعرابي أَرْحَفَ الرجلُ إِذَا حَدَّدَ سِكِّيناً أَو غَيْرَهُ. يُقَالُ: أَرْحَفَ شَفْرَتَه حَتَّى قَعَدَتْ كأَنها حَرْبَةٌ. وَمَعْنَى قَعَدَتْ أَي صارَتْ. قَالَ الأَزهري: كأَنَّ الْحَاءَ مُبدلة مِنَ الْهَاءِ فِي أَرْحَفَ، والأَصلُ أَرْهَفَ. وَسَيْفٌ مُرْهَفٌ ورَهِيفٌ أَي مُحَدَّدٌ. رخف: الرَّخْفُ: المُسْترخِي مِنَ العَجِينِ الْكَثِيرِ الْمَاءِ. رَخِفَ، بِالْكَسْرِ، رَخَفاً مِثْلُ تَعِبَ تَعَباً ورَخَفَ يَرْخُفُ رَخْفاً ورَخَافَةً ورُخُوفَةً وأَرْخَفَه هُوَ: كَثَّرَ ماءَه حَتَّى يَسْترخي، وَالِاسْمُ الرُّخْفَة، وَاسْمُ ذَلِكَ الْعَجِينِ الرَّخْفُ والوَرِيخَةُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ الرَّخِيفَةُ والمَرِيخَةُ والوَرِيخَةُ. وثَريدَةٌ رَخْفَةٌ: مُسْتَرْخِيةٌ، وَقِيلَ خاثرةٌ، وَكَذَلِكَ ثَرِيدٌ رَخْفٌ. والرَّخْفُ والرَّخْفَةُ: الزُّبْدَةُ المُسْتَرْخِيةُ الرَّقِيقَةُ اسْمٌ لَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: أَرَخْفٌ زُبْدُ أَيْسَرَ أَمْ نَهِيدُ؟ يَقُولُ: أَرَقِيقٌ هُوَ أَم غَلِيظٌ، وَجَمْعُهَا رِخَافٌ؛ قَالَ حَفْصٌ الأُمَوِيّ: تَضْربُ ضَرّاتها إِذَا اشْتَكَرَت ... نافِطُها، والرِّخافُ تَسْلَؤُها «1» والرَّخْفَةُ: الطِّينُ الرّقِيقُ. وَصَارَ الْمَاءُ رَخْفَةً ورَخِيفَةً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي طِيناً رَقِيقًا، وَقَدْ يُحَرَّكُ لأَجل حَرْفِ الْحَلْقِ. أَبو حَاتِمٍ: الرَّخْفُ كأَنه سَلْح طَائِرٍ. وَثَوْبٌ رَخْفٌ: رَقِيقٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي الْعَطَاءِ: قَمِيصٌ مِنَ القُوهِيِّ رَخْفٌ بَنائقُهْ وَيُرْوَى: رَهْوٌ ومَهْوٌ، كُلُّ ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ بِيض بنائِقُه وعَزاه إِلَى نُصَيْبٍ؛ وأَوّل الْبَيْتِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: سَوِدْتُ فَلَمْ أَمْلِكْ سَوادِي وتَحْتَه قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ سُدْتُ. والرَّخْفُ: ضَرْبٌ مِنَ الصِّبْغِ. ردف: الرِّدْفُ: مَا تَبِعَ الشيءَ. وَكُلُّ شَيْءٍ تَبِع شَيْئًا، فَهُوَ رِدْفُه، وَإِذَا تَتابع شَيْءٌ خَلْفَ شَيْءٍ، فَهُوَ التَّرادُفُ، وَالْجَمْعُ الرُّدافَى؛ قَالَ لَبِيدٌ: عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى، ... تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي وَيُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ رُدَافَى أَي بَعْضُهُمْ يَتْبَعُ بَعْضًا. وَيُقَالُ للحُداةِ الرُّدَافَى؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِلرَّاعِي: وخُود، مِنَ اللَّائي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى ... قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ وَقِيلَ: الرُّدافَى الرَّدِيف. وَهَذَا أَمْر لَيْسَ لَهُ رِدْفٌ

_ (1). قوله [تضرب إلخ] كذا بالأصل، وتقدم له في مادة شكر على غير هذا الوجه.

أَي لَيْسَ لَهُ تَبِعةٌ. وأَرْدَفَه أَمْرٌ: لغةٌ فِي رَدِفَه مِثْلَ تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بِمَعْنًى؛ قَالَ خُزَيْمةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَهْدٍ: إِذَا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا، ... ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا يَعْنِي فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ بْنِ عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُ هَذَا الْبَيْتِ قَوْلُ الْآخَرِ: قَلامِسة ساسُوا الأُمورَ فأَحْسَنوا ... سِياسَتَها، حَتَّى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ قَالَ: وَمَعْنَى بَيْتِ خُزَيْمَةَ عَلَى مَا حَكَاهُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ السَّرَّاجِ أَن الْجَوْزَاءَ تَرْدَفُ الثريَّا فِي اشْتِدادِ الْحَرِّ فَتَتَكَبَّدُ السَّمَاءَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَنْقطعُ الْمِيَاهُ وتَجِفُّ فَتَتَفَرَّقُ الناسُ فِي طَلَبِ الْمِيَاهِ فَتَغِيبُ عَنْهُ مَحْبُوبَتُه، فَلَا يَدْرِي أَين مَضَتْ وَلَا أَين نَزَلَتْ. وَفِي حَدِيثِ بَدْر: فأَمَدَّهُمُ اللَّهُ بأَلفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ أَي مُتتابعينَ يَرْدَفُ بعضُهم بَعْضًا. ورَدْفُ كُلِّ شَيْءٍ: مؤخَّرُه. والرِّدْفُ: الكَفَلُ والعجُزُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ عَجِيزَةَ المرأَة، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَرْدافٌ. والرَّوادِفُ: الأَعْجازُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري أَهو جَمْعُ رِدفٍ نَادِرٌ أَم هُوَ جَمْعُ رَادِفةٍ، وَكُلُّهُ مِنَ الإِتباع. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: عَلَى أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ شَحْماً تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ ؛ هِيَ طرائِقُ الشَّحْمِ، وَاحِدَتُهَا رَادِفَةٌ. وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بَعْضًا. والتَّرَادُفُ: التَّتَابُعُ. قَالَ الأَصمعي: تَعاوَنُوا عَلَيْهِ وتَرادفوا بِمَعْنًى. والتَّرادُفُ: كِناية عَنْ فعلٍ قَبِيحٍ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. والارْتِدَافُ: الاسْتِدْبارُ. يُقَالُ: أَتينا فُلَانًا فارْتَدَفْناه أَي أَخذناه مِنْ وَرَائِهِ أَخذاً؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. والمُتَرادِفُ: كُلُّ قَافِيَةٍ اجْتَمَعَ فِي آخِرِهَا سَاكِنَانِ وَهِيَ مُتَفَاعِلَانْ «1» وَمُسْتَفْعِلَانْ وَمُفَاعِلَانْ وَمُفْتَعَلَانْ وَفَاعِلَتَانْ وَفِعْلَتَانْ وَفِعْلِيَانْ وَمَفْعُولَانْ وَفَاعِلَانْ وَفِعْلَانْ وَمَفَاعِيلْ وَفُعُولْ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن غَالِبَ الْعَادَةِ فِي أَواخر الأَبيات أَن يَكُونَ فِيهَا سَاكِنٌ وَاحِدٌ، رَوِيّاً مُقَيَّدًا كَانَ أَو وصْلًا أَو خُروجاً، فَلَمَّا اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الْقَافِيَةِ سَاكِنَانِ مُتَرَادِفَانِ كَانَ أَحدُ السَّاكِنِينَ رِدْفَ الآخَرِ وَلَاحِقًا بِهِ. وأَرْدَفَ الشيءَ بِالشَّيْءِ وأَرْدَفَه عَلَيْهِ: أَتْبَعَه عَلَيْهِ؛ قَالَ: فأَرْدَفَتْ خَيلًا عَلَى خَيْلٍ لِي، ... كالثِّقْل إذْ عَالَى بِهِ المُعَلِّي ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه، وارْتَدَفَه خَلْفَه عَلَى الدَّابَّةِ. ورَدِيفُكَ: الَّذِي يُرَادِفُك، وَالْجَمْعُ رُدَفاء ورُدَافَى، كالفُرادَى جَمْعُ الْفَرِيدِ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ رَدِفْتُ فُلَانًا أَي صِرْتُ لَهُ رِدْفاً. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ؛ مَعْنَاهُ يأْتون فِرْقَةً بَعْدَ فِرْقَةٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مُرْدِفِين مُتَتَابِعِينَ، قَالَ: ومُرْدَفِينَ فُعِلَ بِهِمْ. ورَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ شَمِرٌ: رَدِفْتُ وأَرْدَفْتُ إِذَا فَعَلْتَ بِنَفْسِكَ فَإِذَا فَعَلْتَ بِغَيْرِكَ فأَرْدَفْتُ لَا غَيْرَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ رَدِفْتُ الرَّجُلَ إِذَا رَكِبْتُ خَلْفَهُ، وأَرْدَفْتُه أَركبته خَلْفِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنكر الزُّبَيْدِي أَرْدَفْتُه بِمَعْنَى أَركبته مَعَكَ، قَالَ: وَصَوَابُهُ ارْتَدَفْتُه، فأَما أَرْدَفْتُه ورَدِفتُه، فَهُوَ أَن تَكُونَ أَنت رِدْفاً لَهُ؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [متفاعلان إلخ] كذا بالأصل المعوّل عليه وشرح القاموس.

إِذَا الجوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا لأَن الجَوْزاء خَلْف الثُّرَيَّا كالرِّدْف. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّدْفُ المُرْتَدِفُ وَهُوَ الَّذِي يَرْكَبُ خَلْفَ الرَّاكِبِ. والرَّدِيفُ: المُرْتَدِفُ، وَالْجَمْعُ رِدَافٌ. واسْتَرْدَفَه: سَأَله أَن يُرْدِفَه. والرِّدْفُ: الرَّاكِبُ خَلْفَك. والرِّدْفُ: الحَقيبةُ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَكُونُ وَرَاءَ الإِنسان كالرِّدْف؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فبِتُّ عَلَى رَحْلي وباتَ مَكانَه، ... أُراقِبُ رِدْفي تَارَةً وأُباصِرُهْ ومُرادَفَةُ الجَرادِ: رُكُوبُ الذَّكَرِ والأُنثى وَالثَّالِثُ عَلَيْهِمَا. ودابةٌ لَا تُرْدِفُ وَلَا تُرادِفُ أَي لَا تَقْبَلُ رَديفاً. اللَّيْثُ: يُقَالُ هَذَا البِرْذَوْنُ لَا يُرْدِفُ وَلَا يُرادِفُ أَي لَا يَدَعُ رَديفاً يَرْكَبُه. قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ لَا يُرادِفُ وأَما لَا يُرْدِفُ فَهُوَ مولَّد مِنْ كَلَامِ أَهْلِ الحَضَرِ. والرِّدافُ: مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرَّدِيفِ؛ قَالَ: ليَ التَّصْديرُ فاتْبَعْ فِي الرِّدَافِ وأَرْدَافُ النُّجومِ: تَوالِيها وتَوابِعُها. وأرْدَفَتِ النجومُ أَي تَوالَتْ. والرِّدْفُ والرَّدِيفُ: كوْكَبٌ يَقْرُبُ مِنَ النَّسْرِ الواقعِ. والرَّديفُ فِي قَوْلِ أَصحابِ النُّجُومِ: هُوَ النَّجْم الناظِرُ إِلَى النَّجْمِ الطَّالِعِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وراكِبُ المِقْدارِ والرَّدِيفُ ... أَفْنى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ وراكبُ المِقْدارِ: هُوَ الطَّالِعُ، والرَّدِيفُ هُوَ النَّاظِرُ إِلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّدِيفُ النجْمُ الَّذِي يَنُوءُ مِنَ المَشْرِقِ إِذَا غَابَ رَقيبُه فِي المَغْرِب. ورَدِفَه، بِالْكَسْرِ، أَي تَبِعَه؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ جَرِيرٍ: عَلَى علَّةٍ فيهنَّ رَحْلٌ مُرادِفُ أَي قَدْ أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بِعِيرٍ وَقَدْ خَلَفَ؛ قَالَ أَوس: أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّمِيلِ مُرَادِفِ «1» اللَّيْثُ: الرِّدْفُ الكَفَلُ. وأَرْدَافُ المُلوك فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْلُفونهم فِي القِيام بأَمر المَمْلَكة، بِمَنْزِلَةِ الوُزَراء فِي الإِسلام، وَهِيَ الرِّدَافَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: هُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَخْلُفُونَهم نَحْوَ أَصحاب الشُّرَطِ فِي دَهْرِنا هَذَا. والرَّوَادِفُ: أَتباع الْقَوْمِ المؤخَّرون يُقَالُ لَهُمْ رَوادِفُ وَلَيْسُوا بأَرْدافٍ. والرِّدْفانِ: الليلُ وَالنَّهَارُ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا رِدْفُ صَاحِبِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّدَافَةُ الِاسْمُ مِنْ أَرْدافِ المُلُوك فِي الجاهِلِيّة. والرِّدَافَةُ: أَن يَجْلِسَ الملِكُ ويَجْلِسَ الرِّدْفُ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِذَا شَرِبَ الملكُ شَرِبَ الرِّدْفُ قَبْلَ النَّاسِ، وَإِذَا غَزَا الملِكُ قَعَدَ الردفُ فِي مَوْضِعِهِ وَكَانَ خَلِيفَتَه عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَنْصَرف، وَإِذَا عادتْ كَتِيبةُ الْمَلِكِ أَخذ الرِّدْفُ المِرْباعَ، وَكَانَتِ الرِّدَافَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِبَنِي يَرْبُوع لأَنه لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ أَحدٌ أَكثرُ إِغَارَةٍ عَلَى مُلُوكِ الحِيرةِ مِنْ بَنِي يَرْبُوع، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى أَن جَعَلُوا لَهُمُ الرِّدَافَةَ ويَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ الغارةَ؛ قَالَ جَرِيرٌ وَهُوَ مِنْ بَنِي يَرْبُوع: رَبَعْنا وأَرْدَفْنَا المُلُوكَ، فَظَلِّلُوا ... وِطابَ الأَحالِيبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا

_ (1). قوله [أمون إلخ] كذا بالأصل.

وِطاب: جَمْعُ وَطْبِ اللَّبَن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ جَرِيرٍ: ورَادَفْنَا الْمُلُوكَ؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ يَصِحُّ كَلَامُ الْجَوْهَرِيِّ لأَنه ذَكَرَهُ شَاهِدًا عَلَى الرِّدَافَةِ، والرِّدَافَة مَصْدَرُ رَادَفَ لَا أَرْدَفَ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: وللرِّدَافَةِ مَوْضِعان: أحَدُهما أَن يُرْدِفَ الْمُلُوكُ دَوابَّهم فِي صَيْدٍ أَو تَرَيُّفٍ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ يَخْلُفَ الملِكَ إِذَا قَامَ عَنْ مَجْلِسِه فيَنْظُرَ فِي أَمْرِ النَّاسِ؛ أَبو عَمْرٍو الشّيبانيُّ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ: وشَهِدْتُ أَنْجِيةَ الأُفاقةِ عَالِيًا ... كَعْبي، وأَرْدَافُ المُلُوكِ شُهودُ قَالَ: وَكَانَ الملِكُ يُرْدِفُ خَلفه رَجُلًا شَرِيفًا وَكَانُوا يَرْكَبُونَ الإِبل. ووجَّه النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُعاوِيةَ مَعَ وائلِ بْنِ حُجْرٍ رَسُولًا فِي حاجةٍ لَهُ، ووائِلٌ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْني، وسأَله أَن يُرْدِفَه، فَقَالَ: لسْتَ مِنْ أَرْدَافِ المُلُوك ؛ وأَرْدَافُ المُلوك: هُمُ الَّذِينَ يَخْلُفُونهم فِي القِيامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بِمَنْزِلَةِ الوزَراء فِي الإِسلام، وَاحِدُهُمْ رِدْفٌ، وَالِاسْمُ الرِّدَافَةُ كالوزارةِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: هُمُ أَهلُ أَلواحِ السَّريرِ ويمْنه، ... قَرابينُ أَردافٌ لهَا وشِمالُها قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَرْدَافُ هَاهُنَا يَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم فِي الشَّرَفِ، يَقُولُ: يَتْبَعُ البَنُونَ الْآبَاءَ فِي الشَّرف؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ السَّفِينَةَ: فالْتامَ طائِقُها القَديمُ، فأَصْبَحَتْ ... مَا إنْ يُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ قِيلَ: الرِّدْفَانِ الملّاحانِ يكونانِ عَلَى مُؤَخَّر السَّفِينَةِ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ: منَّا عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ ومَعْبَدٌ، ... والحَنْتَفانِ وَمِنْهُمُ الرِّدْفانِ أَحَدُ الرِّدْفَيْن: مالكُ بْنُ نُوَيْرَةَ، والرِّدْفُ الْآخَرُ مِنْ بَنِي رَباحِ بْنِ يَرْبُوع. والرِّدَافُ: الَّذِي يجيء «2» بِقدْحِه بعد ما اقْتَسَمُوا الجَزُورَ فَلَا يردُّونَه خَائِبًا، وَلَكِنْ يَجْعَلُونَ لَهُ حَظّاً فِيمَا صَارَ لَهُمْ مِنْ أَنْصِبائِهم. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّدْفُ فِي الشِّعْرِ حَرْفٌ سَاكِنٌ مِنْ حُرُوفِ المَدّ واللِّينِ يَقعُ قَبْلَ حَرْفِ الرّوِيّ لَيْسَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ، فَإِنْ كَانَ أَلفاً لَمْ يَجُز مَعَهَا غَيْرُهَا، وَإِنْ كَانَ وَاوًا جَازَ مَعَهُ الْيَاءُ. ابن سيدة: الرِّدْف الأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ الَّتِي قَبْلَ الرَّوِيّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مُلْحَقٌ فِي الْتِزَامِهِ وتَحَمُّلِ مُرَاعَاتِهِ بِالرَّوِيِّ، فَجَرَى مَجْرى الرِّدْفِ لِلرَّاكِبِ أَي يَلِيه لأَنه مُلْحَقٌ بِهِ، وكُلْفَته عَلَى الْفَرَسِ وَالرَّاحِلَةِ أَشَقُّ مِنَ الكُلْفة بالمُتَقَدِّم مِنْهُمَا، وَذَلِكَ نَحْوَ الأَلف فِي كِتَابٍ وَحِسَابٍ، وَالْيَاءِ فِي تَلِيد وبَلِيد، وَالْوَاوِ فِي خَتُولٍ وقَتول؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَصل الرِّدْف للأَلف لأَن الغَرَض فِيهِ إِنَّمَا هُوَ الْمَدُّ، وَلَيْسَ فِي الأَحرف الثَّلَاثَةِ مَا يُسَاوِي الأَلف فِي الْمَدِّ لأَن الأَلف لَا تُفَارِقُ المدَّ، وَالْيَاءَ وَالْوَاوَ قَدْ يُفَارِقَانِهِ، فَإِذَا كَانَ الرِّدْف أَلفاً فَهُوَ الأَصل، وَإِذَا كَانَ يَاءً مَكْسُورًا مَا قَبْلَهَا أَو وَاوًا مَضْمُومًا مَا قَبْلَهَا فَهُوَ الْفَرْعُ الأَقرب إِلَيْهِ، لأَن الأَلف لَا تَكُونُ إِلَّا سَاكِنَةً مَفْتُوحًا مَا قَبْلَهَا، وَقَدْ جعل بعضهم الواو

_ (2). قوله [والرداف الذي يجيء] كذا بالأصل. وفي القاموس: والرَّدِيف الذي يجيء بقدحه بعد فوز أحد الأَيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم. قال شارحه وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ الَّذِي يجيء بقدحه إلى آخر ما هنا، ثم قال: والجمع رداف.

وَالْيَاءَ رِدْفَيْن إِذَا كَانَ مَا قَبْلَهُمَا مَفْتوحاً نَحْوَ رَيْبٍ وثَوْبٍ، قَالَ: فَإِنْ قُلْتَ فَإِنَّ الرِّدْف يَتْلُو الراكبَ والرِّدْفُ فِي الْقَافِيَةِ إِنَّمَا هُوَ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيّ لَا بَعْدَهُ، فَكَيْفَ جَازَ لَكَ أَن تُشَبِّهَه به والأَمر فِي الْقَضِيَّةِ بِضِدِّ مَا قدَّمته؟ فَالْجَوَابُ أَن الرِّدْفَ وإِن سَبَقَ فِي اللَّفْظِ الروِيَّ فَإِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِمَّا ذَكَرْتُهُ، وَذَلِكَ أَن الْقَافِيَةَ كَمَا كَانَتْ وَهِيَ آخِرُ الْبَيْتِ وَجْهًا لَهُ وحِلْيَةً لِصَنْعَتِهِ، فَكَذَلِكَ أَيضاً آخِرُ الْقَافِيَةِ زينةٌ لَهَا ووجهٌ لِصَنْعَتِها، فَعَلَى هَذَا مَا يَجِبُ أَن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِية والاعتناءُ بآخِرِها أَكثر مِنْهُ بأَوَّلِها، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فالرّوِيّ أَقْرَبُ إِلَى آخِرِ الْقَافِيَةِ مِنَ الرِّدْفِ، فَبِهِ وَقَعَ الِابْتِدَاءُ فِي الِاعْتِدَادِ ثُمَّ تَلاه الاعتدادُ بِالرِّدْفِ، فَقَدْ صَارَ الرِّدْفُ كَمَا تَرَاهُ وَإِنْ سَبَقَ الرَّوِيَّ لَفْظًا تَبَعًا لَهُ تَقْدِيرًا وَمَعْنًى، فَلِذَلِكَ جَازَ أَن يُشَبَّهَ الردفُ قَبْلَ الرَّوِيّ بِالرِّدْفِ بعدَ الراكبِ، وَجَمْعُ الرِّدْفِ أَرْدافٌ لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. ورَدِفَهُمُ الأَمْرُ وأَرْدَفَهم: دَهَمَهُم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرادَ رَدِفَكُم فَزَادَ اللَّامَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ رَدِفَ مِمَّا تَعَدَّى بِحَرْفِ جَرٍّ وَبِغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: رَدِفَ لَكُمْ ، قَالَ: قَرُبَ لَكُمْ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ دَنَا لَكُمْ فكأَنَّ اللَّامَ دَخَلَتْ إِذ كَانَ الْمَعْنَى دَنَا لَكُمْ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ اللَّامُ دَاخِلَةً وَالْمَعْنَى رَدِفَكم كَمَا يَقُولُونَ نقَدتُ لَهَا مِائَةً أَي نقدْتها مِائَةً. ورَدِفْتُ فُلَانًا ورَدِفْتُ لِفُلَانٍ أَي صِرْتُ لَهُ رِدْفاً، وَتُزِيدُ العربُ اللامَ مَعَ الْفِعْلِ الْوَاقِعِ فِي الِاسْمِ الْمَنْصُوبِ فَتَقُولُ سَمِع لَهُ وشكَرَ لَهُ ونَصَحَ لَهُ أَي سَمِعَه وشكَرَه ونصَحَه. وَيُقَالُ: أَرْدَفْت الرَّجُلَ إِذَا جِئْتَ بَعْدَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ كَانَ نَزَلَ بِهِمْ أَمْرٌ فَرَدِفَ لَهُمْ آخَرُ أَعظمُ مِنْهُ. وَقَالَ تَعَالَى: تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ . وأَتَيْناه فارْتَدَفْنَاه أَي أَخذناه أَخذاً. والرَّوَادِف: رَواكِيبُ النخلةِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّاكُوبُ مَا نَبَتَ فِي أَصلِ النَّخْلَةِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الأَرض عِرْقٌ. والرُّدَافَى، عَلَى فُعالى بالضمِّ: الحُداةُ والأَعْوانُ لأَنه إِذَا أَعْيا أَحدهم خَلَفه الْآخَرُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: عُذافرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدَافَى، ... تَخَوَّنَها نُزُولي وارْتِحالي ورَدَفَانُ مَوْضِعٌ، والله أَعلم. رذعف: ارْذَعَفَّتِ الإِبلُ واذْرَعَفَّتْ، كِلَاهُمَا: مَضَتْ عَلَى وجُوهها. رزف: رَزَفَ إِلَيْهِ يَرْزِفُ رَزيفاً: دَنَا. والرَّزْفُ: الإِسْراعُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَرْزَفَ الرجلُ: أَسرعَ. وأَرْزَفَ السَّحابُ: صَوّتَ كأَرْزَمَ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزّةَ: فَذاك سَقى أُّمَّ الحُوَيْرِثِ ماءَه، ... بحيثُ انْتَوَتْ واهِي الأَسِرَّةِ مُرْزِف ورَزَفَتِ الناقةُ: أَسْرَعَتْ، وأَرْزَفْتُها أَنا: أَحْثَثْتُها فِي السَّيْرِ، وَرَوَاهُ الصِّرَامُ عَنْ شَمِرٍ زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها، الزاي قبل الراء. رسف: الرَّسْفُ والرَّسِيفُ والرَّسَفَانُ: مَشْيُ المُقَيَّدِ. رَسَفَ فِي القَيْدِ يَرْسُفُ ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسِيفاً ورَسَفَاناً: مَشَى مَشْيَ المقيَّد، وَقِيلَ: هُوَ الْمَشْيُ فِي القَيْدِ رُوَيْداً، فَهُوَ رَاسِفٌ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَخطل: يُنَهنِهُني الحُرَّاسُ عَنْهَا، ولَيْتَني ... قَطَعْتُ إِلَيْهَا اللّيْلَ بالرَّسَفَانِ

وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: فَجَاءَ أَبو جَنْدَلٍ يَرْسُفُ فِي قُيُودِه ؛ الرَّسْفُ والرَّسِيفُ مَشْيُ المُقيَّدِ إِذَا جَاءَ يَتَحَامَلُ بِرِجْلِهِ مَعَ القَيْد. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا قَارَبَ بَيْنَ الخَطْو وأَسْرَعَ الْإِجَارَةَ «1»، وَهِيَ رَفعُ القَوائِم وَوَضْعُهَا: رَسَفَ يَرْسُفُ، فَإِذَا زادَ عَلَى ذَلِكَ، فَهُوَ الرَّتَكانُ ثُمَّ الحَفْدُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: أَرْسَفْتُ الإِبلَ أَي طَرَدْتُها مُقَيّدة. رشف: رَشَفَ الماءَ والرِّيقَ وَنَحْوَهُمَا يَرْشُفُه ويَرْشِفُه رَشْفاً ورَشَفاً ورَشِيفاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قابَلَه مَا جَاءَ فِي سِلامِها ... بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتِهامِها وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: رَشِفَه يَرْشَفُه رَشَفاً ورَشَفاناً، والرَّشْفُ: المَصُّ. وتَرَشَّفَه وارْتَشَفَه: مصَّه. والرَّشِيفُ: تَناوُلُ الْمَاءِ بالشَّفَتَيْنِ، وَقِيلَ: الرَّشْفُ والرَّشِيفُ فَوْق المَصِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَقَيْنَ البَشامَ المِسْكَ ثُمَّ رَشَفْنَه، ... رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ وَقِيلَ: هُوَ تَقَصِّي مَا فِي الإِناء واشْتِفافُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَرْتَشِفُ البَوْلَ ارْتِشافَ المَعْذُورْ فَسَّره بِجَمِيعِ ذَلِكَ. وَفِي الْمَثَلِ: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي إِذَا تَرَشَّفْتَ الْمَاءَ قَلِيلًا قَلِيلًا كَانَ أَسْكَنَ للعَطَشِ. والرَّشَفُ والرَّشْفُ: بَقِيّةُ الْمَاءِ فِي الحَوْضِ، وَهُوَ وَجْهُ الْمَاءِ الَّذِي ارْتَشَفَتْه الإِبلُ. والرَّشْفُ: مَاءٌ قَلِيلٌ يَبْقَى فِي الحوض تَرْشُفُه [تَرْشِفُه] الإِبلُ بأَفْواهها. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: الجَرْعُ أَرْوَى والرَّشِيفُ أَشْرَبُ؛ قَالَ: وَذَلِكَ أَن الإِبل إِذَا صادَفَتِ الحَوْضَ مَلآنَ جَرَعَتْ ماءَه جَرْعاً يَمْلأُ أَفْواهَها وَذَلِكَ أَسْرَعُ لِرِيِّها، وَإِذَا سُقِيَتْ عَلَى أَفْواهِها قَبْلَ مَلء الحَوْضِ تَرَشَّفَتِ الْمَاءَ بمَشافِرِها قَلِيلًا قَلِيلًا، وَلَا تَكَادُ تَرْوَى مِنْهُ، والسُّقاةُ إِذَا فَرَطُوا النَّعَم وسَقَوْا فِي الحَوْضِ تَقَدَّموا إِلَى الرُّعْيانِ بأَن لَا يُورِدُوا النَّعَمَ مَا لَمْ يَطْفَحِ الحوضُ، لأَنها لَا تَكَادُ تَرْوَى إِذَا سُقِيَتْ قَلِيلًا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِمُ الرَّشِيفُ أَشْرَبُ. وَنَاقَةٌ رَشُوفٌ تَشْرَبُ الْمَاءَ فَتَرتَشِفُه؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: رَشُوفٌ ورَاء الخُورِ لَمْ تَنْدَرئْ بِهَا ... صَباً وشَمالٌ، حَرْجَفٌ لَمْ تَقَلَّبِ وأَرْشَفَ الرجلُ ورَشَفَ إِذَا مَصَّ رِيقَ جَارِيَتَهُ. أَبو عَمْرٍو: رَشَفْتُ ورَشِفْتُ قَبّلْت ومَصِصْتُ، فَمَنْ قَالَ رَشَفْتُ قَالَ أَرْشُفُ، وَمَنْ قَالَ رَشِفتُ قَالَ أَرْشَفُ. والرَّشُوفُ: المرأَة الطَّيِّبَةُ الفَمِ. ابْنُ سِيدَهْ: امرأَة رَشُوفٌ طَيِّبَةٌ الْفَمِ، وَقِيلَ: قَلِيلَةُ البِلّةِ. وَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: لَحَسُنَ مَا أَرْضَعْتِ إِنْ لَمْ تُرْشِفي أَي تُذْهبي اللَّبنَ، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ أَيضاً إِذَا بدأَ أَن يُحْسِنَ فخِيفَ عَلَيْهِ أَن يُسِيءَ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّشُوفُ مِنَ النِّسَاءِ اليابسةُ المَكانِ، والرّصُوفُ الضَّيِّقَةُ المكان. رصف: الرَّصْفُ: ضَمُّ الشَّيْءُ بعضِه إِلَى بَعْضٍ ونَظْمُه، رَصَفَه يَرْصُفُه رَصْفاً فارْتَصَفَ وتَرَصَّفَ وتَراصَفَ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلْقَائِمِ إِذَا صَفَّ قَدَمَيْهِ رَصَفَ قَدَمَيْهِ، وَذَلِكَ إِذَا ضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخرى. وتَراصَفَ القومُ فِي الصَّفِّ أَي قَامَ بعضُهم إِلَى لِزْقِ بَعْضٍ. ورَصَفَ ما بين

_ (1). قوله [الإجارة] كذا بالأصل ومثله شرح القاموس.

رِجْليه: قَرَّبَهما. ورُصِفَتْ أَسْنانُه «1» رَصْفاً ورَصِفَتْ رَصَفاً، فَهِيَ رصِفَةٌ ومُرْتَصِفةٌ: تَصافَّتْ فِي نبْتَتِها وانْتَظَمَتْ وَاسْتَوَتْ. وَفِي حَدِيثُ مُعَاذٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: ضَرَبه بمِرْصافةٍ وسَط رأْسه أَي مِطْرَقَةٍ لأَنها يُرْصَفُ بِهَا الْمَضْرُوبُ أَي يُضَمُّ. ورَصَفَ الحجرَ يَرْصفُهُ رَصْفاً: بَنَاهُ فوَصَل بعضَه بِبَعْضٍ. والرَّصَفُ: الحِجارة المُتراصِفةُ، وَاحِدَتُهَا رَصَفةٌ، بِالتَّحْرِيكِ. والرَّصَفُ: حجارةٌ مَرْصُوفٌ بعضُها إِلَى بعضٍ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: فَشَنَّ فِي الإِبْريقِ مِنْهَا نُزَفا، ... منْ رَصَفٍ نازَعَ سَيْلًا رَصَفا، حَتَّى تَناهى فِي صَهاريجِ الصَّفا قَالَ الْبَاهِلِيُّ: أَراد أَنه صَبَّ فِي إبْريقِ الْخَمْرِ مِنْ ماءِ رَصَفٍ نازَعَ سَيْلًا كَانَ فِي رصَفٍ فَصَارَ مِنْهُ فِي هَذَا، فكأَنَّه نَازَعَهُ إِيَّاهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَقُولُ مُزِجَ هَذَا الشرابُ مِنْ مَاءٍ رصَفٍ نازَعَ رصَفاً آخَرَ لأَنه أَصْفى لَهُ وأَرَقُّ، فَحذَف الْمَاءَ، وَهُوَ يُريدُه، فجَعل مَسِيلَه مِنْ رَصَفٍ إِلَى رَصْفٍ مُنازَعةً مِنْهُ إِيَّاهُ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْصَفَ الرجلُ إِذَا مَزَجَ شرابَه بِمَاءِ الرَّصَفِ، وَهُوَ الَّذِي يَنْحَدِرُ مِنَ الْجِبَالِ عَلَى الصَّخْرِ فيَصْفُو، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: لحَديثٌ مِنْ عاقِلٍ أَحَبُّ إليَّ مِنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَةٍ ؛ الرَّصَفَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدَةُ الرَّصَفِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الَّتِي يُرْصَفُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فِي مَسِيل فَيَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءُ الْمَطَرِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الضَّبْعاء «2»: بَيْنَ القِرانِ السَّوْءِ والتَّرَاصُفِ التَّراصُفُ: تَنْضِيدُ الْحِجَارَةِ وصَفُّ بعضِها إِلَى بَعْضٍ، وَاللَّهُ أَعلم. والرَّصَفُ: السَّدُّ الْمَبْنِيُّ لِلْمَاءِ. والرَّصَفُ: مَجْرى المَصْنعةِ. التَّهْذِيبِ: الرَّصَفُ صَفاً طويلٌ يَتَّصِلُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَاحِدَتُهُ رَصَفَةٌ، وَقِيلَ: الرَّصَفُ صَفًا طَوِيلٌ كأَنه مَرْصُوفٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّصْفُ مَصْدَرُ رَصَفْتُ السهْم أَرْصُفُه إِذَا شَدَدْتَ عَلَيْهِ الرِّصافَ، وَهِيَ عَقَبةٌ تُشدُّ عَلَى الرُّعْظِ، والرُّعْظُ مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ، يُقَالُ: سَهْمٌ مَرْصُوفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ نَظَرَ فِي الرِّصَافِ فتَمارى أَيرى شَيْئًا أَم لَا ، قَالَ اللَّيْثُ: الرَّصَفَةُ عَقَبةٌ تُلْوى عَلَى مَوْضِعِ الفُوقِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خطأٌ وَالصَّوَابُ مَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: يَنْظُرُ فِي رِصَافِه ثُمَّ فِي قُذَذِه فَلَا يَرَى شَيْئًا ؛ والرَّصَفَةُ: وَاحِدَةُ الرِّصَافِ وَهِيَ العَقَبةُ الَّتِي تُلْوى فَوْقَ رُعْظِ السَّهْمِ إِذَا انْكَسَرَ، وَجَمْعُهُ رُصُفٌ؛ وَقَوْلُ المتنَخِّل الهُذَليِّ: مَعابِل غَيْرُ أَرْصَافٍ، ولكنْ ... كُسِينَ ظُهارَ أَسْوَدَ كالخِياطِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه جَمَعَ رَصَفَةً عَلَى رَصَفٍ كَشَجَرَةٍ وَشَجَرٍ، ثُمَّ جَمَعَ رَصَفاً عَلَى أرْصاف كأَشْجار، وأَراد ظُهارَ رِيشٍ أَسْودَ، وَهِيَ الرُّصَافةُ، وَجَمْعُهَا رَصائِفُ ورِصَافٌ. وَقَدْ رَصَفَه رَصْفاً، فَهُوَ مَرْصُوفٌ ورَصِيفٌ. والرَّصَفَةُ والرَّصْفَةُ جَمِيعًا: عَقَبةٌ تُشَدُّ عَلَى عَقَبةٍ ثُمَّ تُشَدُّ عَلَى حِمالةِ القَوْسِ، قَالَ: وأَرى أَبا حَنِيفَةَ قَدْ جَعَلَ الرِّصَافَ وَاحِدًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَضَغَ وتَراً فِي رمضانَ ورَصَفَ بِهِ وتَرَ قَوْسِه أَي شَدَّه

_ (1). قوله [ورصفت أسنانه إلى قوله تصافت] كذا بالأصل مضبوطاً. (2). قوله [الضبعاء] كذا في الأصل بضاد معجمة ثم عين مهملة، والذي في النهاية: الصبغاء بمهملة ثم معجمة.

وقَوَّاه. والرَّصْفُ: الشَّدُّ والضمُّ. ورَصَفَ السهمَ: شَدَّه بالرِّصافِ، وَهُوَ عَقَب يُلْوى عَلَى مَدْخَلِ النَّصْلِ فِيهِ؛ والرَّصْف، بِالتَّسْكِينِ: الْمَصْدَرُ مِنْ ذَلِكَ، تَقُولُ: رَصَفْت الْحِجَارَةَ فِي الْبِنَاءِ أَرْصُفُها رَصْفاً إِذَا ضَمَمْتَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ورَصَفْت السهمَ رَصْفاً إِذَا شَدَدْتَ عَلَى رُعْظه عَقَبَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ «1» وَيُقَالُ: هَذَا أَمر لَا يَرْصُفُ بِكَ أَي لَا يَلِيق. والرَّصَفَتَانِ: عَصَبتانِ فِي رضْفَتَي الرُّكْبتين. والمَرْصُوفَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي التَزَقَ خِتانُها فَلَمْ يُوصَلْ إِلَيْهَا. والرَّصُوفُ: الصَّغِيرَةُ الفَرْجِ، وَقَدْ رَصِفَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّشُوفُ مِنَ النِّسَاءِ اليابِسَةُ الْمَكَانِ، والرَّصُوفُ الضَّيّقةُ المكانِ، والرَّصْفاءُ مِنَ النِّسَاءِ الضيِّقةُ الْمَلَاقِي، وَهِيَ الرَّصُوفُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: المِيقابُ ضِدّ الرَّصُوفِ. والرَّصَافَةُ بالشي: الرِّفْق بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أُتي فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ تَصَدَّقْ بأَرض كَذَا، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَنَا مالٌ أَرْصَفُ بِنَا مِنْهَا أَي أَرْفَقُ بِنَا وأَوْفَقُ لَنَا. والرَّصَافَةُ: الرِّفْقُ فِي الأَمور، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلَمْ يَكُنْ لَنَا عِمادٌ أَرْصَفُ بنا منها ، ولم يجئ لَهَا فِعْلٌ. وعملٌ رَصِيفٌ وجَوابٌ رَصِيف أَي مُحْكَمٌ رَصينٌ. والرُّصَافَةُ: كُلُّ مَنْبِتٍ بالسوادِ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى مَوْضِعِ بَغْدَادَ وَالشَّامِ. وعينُ الرُّصَافَةِ: مَوْضِعٌ فِيهِ بِئْرٌ؛ وإيَّاه عَنَى أُمَيَّةُ بْنُ أَبي عائذٍ الهُذَلِيُّ: يَؤُمُّ بها، وانْتَحَتْ لِلرَّجاءِ ... عَيْنَ الرُّصَافَةِ ذاتَ النِّجالِ «2» الصِّحَاحُ: ورُصَافَةُ مَوْضِعٌ. والرِّصَافُ: مَوْضِعٌ. ورَصَفٌ: مَاءٌ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: نُساقِيهمْ عَلَى رَصَفٍ وضُرٍّ، ... كَدابغةٍ وَقَدْ نَغِلَ الأَديمُ «3» رضف: الرَّضْفُ: الحجارَةُ الَّتِي حَمِيَتْ بِالشَّمْسِ أَو النَّارِ، وَاحِدَتُهَا رَضْفَةٌ. غَيْرُهُ: الرَّضْفُ الْحِجَارَةُ المُحماةُ يُوغَرُ بِهَا اللَّبَنُ، وَاحِدَتُهَا رَضْفَةٌ. وَفِي الْمَثَلِ: خُذْ مِنْ الرَّضْفَةِ مَا عَلَيْهَا. ورَضَفَه يَرْضِفُه، بِالْكَسْرِ، أَي كَواه بالرَّضْفةِ. والرَّضِيفُ: اللَّبَنُ يُغْلى بالرَّضْفةِ. وَفِي حَدِيثِ الهِجْرة: فيَبِيتانِ فِي رِسْلِها ورَضِيفِها ؛ الرَّضِيفُ اللَّبَنُ المَرْضُوفُ، وَهُوَ الَّذِي طُرِحَ فِيهِ الْحِجَارَةُ المُحْماةُ لِيذْهب وخَمُه. وَفِي حَدِيثِ وابصةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَثَلُ الَّذِي يأَكُلُ القُسامةَ كَمَثَلِ جَدْيٍ بطنُه مَمْلُوءٌ رَضْفاً. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ فِي التَّشَهُّدِ الأَول كأَنه عَلَى الرَّضْفِ ؛ هِيَ الحِجارة المُحْماة عَلَى النَّارُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بِرَجُلٍ نُعِتَ لَهُ الكَيُّ فَقَالَ: اكْوُوه ثُمَّ ارْضِفُوه «4» أَي كَمِّدُوه بالرضْفِ. وَحَدِيثُ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَشِّر الكَنَّازين برَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وشِواء مَرْضُوفٌ: مَشْوِيٌّ عَلَى الرضْفة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن هِنْدًا بِنْتَ عُتْبَةَ لَمَّا أَسْلمت أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بَجَدْيَيْنِ مَرْضُوفَيْنِ. ولَبَنٌ رَضِيفٌ: مصْبُوبٌ على الرَّضْفِ. والرضَفة:

_ (1). قوله [وأثربي] في القاموس: والنسبة، يعني إلى يثرب، يثربي وأثربي بفتح الراء وكسرها فيهما واقتصر الجوهري على الفتح. (2). قوله [للرجاء] في معجم ياقوت: للنجاء. (3). قوله [نساقيهم] هو الذي بالأصل هنا، وسبق في مادة ضرر: نسابقهم، ورصف، محركة وبضمتين: موضع كما في القاموس زاد شارحه وبه ماء يسمى به. (4). قوله [ثم ارضفوه] كذا بالأصل، والذي في النهاية أو ارضفوه.

سِمَةٌ تُكْوَى برضْفةٍ مِنْ حِجَارَةٍ حَيْثُمَا كَانَتْ، وَقَدْ رَضَفَه يَرْضِفُه. اللَّيْثُ: الرَّضْفُ حِجَارَةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض قَدْ حَمِيَتْ. وشِواء مَرْضُوفٌ: يُشْوَى عَلَى تِلْكَ الْحِجَارَةِ. والحَمَلُ المَرْضُوفُ: تُلْقَى تِلْكَ الْحِجَارَةُ إِذَا احمرَّت فِي جوفِه حَتَّى يَنْشَوِيَ الْحَمْلُ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَصِفُ الرَّضَائِف وَقَالَ: يُعْمَدُ إِلَى الجَدي فَيُلْبَأُ مِنْ لَبَنِ أُمه حَتَّى يَمْتَلِئَ، ثُمَّ يُذْبَحُ فَيُزَقَّقُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ، ثُمَّ يُعْمَدُ إِلَى حِجَارَةٍ فَتُحْرَقُ بِالنَّارِ ثُمَّ تُوضع فِي بَطْنِهِ حَتَّى يَنْشَوِيَ؛ وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتُ: ومَرْضُوفَةٍ لَمْ تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طاهِياً. ... عَجِلْتُ إِلَى مُحْوَرِّها، حِينَ غَرْغَرا لَمْ تُؤْن أَي لَمْ تَحْبِسْ وَلَمْ تُبْطِئْ. الأَصمعي: الرضْفُ الحجارةُ المُحْماةُ فِي النَّارِ أَو الشَّمْسِ، وَاحِدَتُهَا رضْفةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ: أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النِطاسِيِّ [النَطاسِيِ]، واحْذَروا ... مُطَفّئةَ الرَّضْفِ الَّتِي لَا شِوَى لَهَا قَالَ: وَهِيَ الحَيّةُ الَّتِي تمرُّ عَلَى الرضْف فَيُطْفِئُ سمُّها نارَ الرضْف. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الرَّضْفُ حِجَارَةٌ يُوقد عَلَيْهَا حَتَّى إِذَا صَارَتْ لهَباً أُلقِيَتْ فِي القِدْرِ مَعَ اللَّحْمِ فأَنْضَجَتْه. والمَرْضُوفَةُ: الْقِدْرُ أُنْضِجت بِالرَّضْفِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ أَنه ذَكَرَ فِتَناً فَقَالَ: أَتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمِي بالنَّشَفِ ثُمَّ الَّتِي تَلِيها تَرْمِي بالرَّضْف أَي فِي شِدَّتِهَا وحَرّها كأَنها تَرْمِي بِالرَّضْفِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رأَيت الأَعراب يأْخذون الْحِجَارَةَ فَيُوقِدُونَ عَلَيْهَا، فَإِذَا حَمِيَت رَضَفُوا بِهَا اللَّبن البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِر مِنْ بَرْدِهِ فَيَشْرَبُونَهُ، وَرُبَّمَا رَضَفُوا الْمَاءَ لِلْخَيْلِ إِذَا بَرَد الزَّمَانُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: فَإِذَا قُرَيْصٌ مِنْ مَلَّةٍ فِيهِ أَثَر الرَّضِيفِ ؛ يُرِيدُ قُرْصاً صَغِيرًا قَدْ خُبِزَ بالمَلّة وَهِيَ الرَّمَادُ الحارُّ. والرَّضِيفُ: مَا يُشْوَى مِنَ اللَّحْمِ عَلَى الرَّضْفِ أَي مَرْضُوفٌ، يُرِيدُ أَثَر مَا عَلِقَ عَلَى القُرْص مِنْ دَسَم اللَّحْمِ الْمَرْضُوفِ. أَبو عُبَيْدَةَ: جَاءَ فُلَانٌ بِمُطْفِئَة الرَّضْفِ، قَالَ: وأَصلها أَنها داهيةٌ أَنْسَتْنا الَّتِي قَبْلَهَا فأَطفَأَت حَرّها. قَالَ اللَّيْثُ: مُطْفِئة الرّضْفِ شَحْمَة إِذَا أَصابت الرَّضْفَ ذَابَتْ فأَخْمَدَته؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: ضَرَبَه بِمرْضافةٍ وسَطَ رأْسِه أَي بآلةٍ مِنَ الرَّضفِ، وَيُرْوَى بِالصَّادِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والرضْف: جِرْمُ عِظامٍ فِي الرُّكْبَة كالأَصابع الْمَضْمُومَةِ قَدْ أَخذ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَالْوَاحِدَةُ رَضْفة، وَمِنْهُمْ مَنْ يُثَقِّلُ فَيَقُولُ: رَضَفةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّضْفَةُ والرَّضَفةُ: عَظْمٌ مُطْبِقٌ عَلَى رأْس السَّاقِ ورأْسِ الْفَخِذِ. والرَّضْفةُ: طَبَقٌ يموجُ عَلَى الرُّكبة، وَقِيلَ: الرَّضَفَتَان مِنَ الْفَرَسِ عَظْمَانِ مُسْتديران فِيهِمَا عِرَضٌ مُنْقَطِعَانِ مِنَ الْعِظَامِ كأَنهما طَبَقانِ لِلرُّكْبَتَيْنِ، وَقِيلَ: الرَّضْفَةُ الْجِلْدَةُ الَّتِي عَلَى الرُّكْبَةِ. وَالرَّضْفَةُ: عَظْمٌ بَيْنَ الحَوْشَبِ والوَظِيفِ ومُلْتقى الجُبَّةِ فِي الرُّسْغِ، وَقِيلَ: هِيَ عظمٌ مُنْقَطِعٌ فِي جَوْفِ الْحَافِرِ. ورَضْفُ الرُّكْبَةِ «1» ورُضافُها: الَّتِي تَزُولُ. وَقِيلَ: الرُّضَاف مَا كَانَ تَحْتَ الدَّاغِصة. وَقَالَ النَّضْرُ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: وَالرَّضْفُ رُكْبَتَا الْفَرَسِ فِيمَا بَيْنَ الكُراع والذِّراع، وَهِيَ أَعْظمُ صِغَارٌ مُجْتَمِعَةٌ فِي رأْس أَعلى الذراع.

_ (1). قوله [ورضف الركبة] كذا بالأصل بدون هاء تأنيث، وقوله [والرضف ركبتا] كذا فيه أيضاً.

ورَضَفْتُ الوِسادَةَ: ثَنَيْتُها، يمانِيةٌ. رعف: الرَّعْفُ: السَّبْقُ، رَعَفْتُ أَرْعُفُ؛ قَالَ الأَعشى: بِهِ ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ، ... غَداةَ الصَّباحِ، إِذَا النَّقْعُ ثَارَا ورَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفاً: سَبَقَه وتقدَّمَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ. والرُّعاف: دَمٌ يَسْبِقُ مِنَ الأَنف، رَعَف يَرْعُفُ ويَرْعَفُ رَعْفاً ورُعافاً ورَعُفَ ورَعِفَ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ يُعْرَف رُعِفَ وَلَا رَعُفَ فِي فِعْلِ الرُّعاف. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ورَعُفَ، بِالضَّمِّ، لُغَةٌ فِيهِ ضَعِيفَةٌ، قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لِلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الأَنف رُعَافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ لجَإٍ: حَتَّى تَرَى العُلْبةَ مِنْ إذْرائِها ... يَرْعُفُ أَعْلاها مِنِ امْتِلائِها، إِذَا طَوَى الْكَفَّ عَلَى رِشائِها وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: أَنه كَانَ فِي عُرْسٍ فَسَمِعَ جَارِيَةً تَضْرِب بالدُّفِّ فَقَالَ لَهَا: ارْعَفِي أَي تقدَّمي. يُقَالُ مِنْهُ: رَعِفَ، بِالْكَسْرِ، يَرْعَفُ، بالفتح، ومن الرُّعاف رَعَفَ، بِالْفَتْحِ، يَرْعُفُ، بِالضَّمِّ، ورَعَفَ الفرسُ يَرْعَفُ ويَرْعُفُ أَي سَبَقَ وَتَقَدَّمَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُبَيْدٍ: يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذِي القَوْنَسِ، ... حَتَّى يَعُودَ كالتِّمثالِ «1» قَالَ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي نُخَيْلَةَ: وهُنَّ بَعْدَ القَرَبِ القَسِيِّ ... مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِ والقَسِيُّ: الشديدُ. والشَّمَرْذليُّ: الْخَادِي، واسْترعَفَ مثلُه. والراعِفُ: الْفَرَسُ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الخيلَ. والرَّاعِفُ: طَرَفُ الأَرْنبةِ لتَقَدّمه، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ عَامَّةُ الأَنف، وَيُقَالُ للمرأَة: لُوثي عَلَى مَرَاعِفِك أَي تَلَثَّمِي، ومَراعِفُها الأَنفُ وَمَا حَوْله. وَيُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مَراعِفِه مِثْلُ مَراغِمِه. والرَّاعِف: أَنفُ الْجَبَلِ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يَسْبِقُ أَي يَتَقَدَّمُ، وَجَمْعُهُ الرَّوَاعِفُ. والرَّوَاعِفُ: الرِّماحُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ أَيضاً، إِمَّا لتقدُّمِها للطَّعْن، وَإِمَّا لِسَيَلانِ الدَّمِ مِنْهَا. والرَّعْفُ: سُرعْة الطَّعْنِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَرْعَفَه: أَعْجَلَه، وَلَيْسَ بثبَتٍ. أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْنَا نَحْنُ نَذْكُرُ فُلَانًا رَعَفَ بِهِ البابُ أَي دَخَلَ عَلَيْنَا مِنَ الْبَابِ. وأَرْعَفَ قِرْبَتَه أَي ملأَها حَتَّى تَرْعُفَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ لجإٍ: يَرْعُفُ أَعْلاها مِنِ امْتِلائها، ... إِذَا طَوَى الْكَفَّ عَلَى رِشائها ورَاعُوفةُ الْبِئْرِ ورَاعُوفُها وأُرْعُوفَتها: حَجَرٌ ناتئٌ عَلَى رأْسها لَا يُسْتَطاعُ قَلْعُه يَقُومُ عَلَيْهِ المُسْتقي، وَقِيلَ: هُوَ فِي أَسْفلها، وَقِيلَ: رَاعُوفَة الْبِئْرِ صَخْرَةٌ تُتْرَكُ فِي أَسْفَلِ الْبِئْرِ إِذَا احْتُفِرَتْ تَكُونُ ثَابِتَةً هُنَاكَ فَإِذَا أَرادوا تَنْقِيةَ الْبِئْرِ جَلَسَ المُنَقِّي عَلَيْهَا، وَقِيلَ: هِيَ حَجَرٌ يَكُونُ عَلَى رأْس الْبِئْرِ يَقُومُ الْمُسْتَقِي عَلَيْهِ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ نَاتِئٌ فِي بَعْضِ الْبِئْرِ يَكُونُ صُلْباً لَا يُمْكِنُهُمْ حَفْره فَيُتْرَكُ عَلَى حَالِهِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: رَاعُوفَةُ الْبِئْرِ النَّطَّافةُ، قال: وهي

_ (1). قوله [بالمدجج] كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: بالمزجج.

مِثْلُ عَيْن عَلَى قَدْرِ جُحْر العَقْرب نِيطَ فِي أَعلى الرَّكِيّة فيُجاوِزُونها فِي الحفْر خَمْس قِيَمٍ وأَكثر، فَرُبَّمَا وَجَدُوا مَاءً كَثِيرًا تَبَجُّسُه، قَالَ: وبالرُّوبَنْج عينٌ نَطّافة عذْبة، وأَسفَلَها عَيْنُ زُعاقٌ، فتَسمع قَطَرانَ «1» النَّطَّافَةِ فِيهَا طَرْقٌ. قَالَ شَمِرٌ: مَنْ ذَهَبَ بالرَّاعُوفَةِ إِلَى النّطّافةِ فكأَنه أَخذه مِنْ رُعَافِ الأَنف، وَهُوَ سَيَلانُ دمِه وقَطَرانُه، وَيُقَالُ ذَلِكَ سَيَلَانُ الذَّنِينِ؛ وأَنشد قَوْلَهُ: كِلَا مَنْخَرَيْه سَابِقًا ومُعَشِّراً، ... بِمَا انْفَضَّ مِنْ مَاءِ الخَياشِيم رَاعِفُ «2» قَالَ: ومَنْ ذَهَبَ بالرَّاعُوفَةِ إِلَى الْحَجَرِ الَّذِي يتقدَّم طَيَّ الْبِئْرِ عَلَى مَا ذُكِرَ فَهُوَ منْ رَعَفَ الرَّجُلُ أَو الْفَرَسُ إِذَا تقدَّم وسبَق. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُحِرَ وجُعِل سِحْرُه فِي جُفِّ طَلْعةٍ ودُفِنَ تحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ ، وَيُرْوَى راعُوثة، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. واسْتَرْعَفَ الحَصى مَنْسِمَ الْبَعِيرِ أَي أَدْماه. والرُّعَافِيُّ: الرَّجُلُ الكثيرُ العَطاء مأْخوذ مِنَ الرُّعَافِ وَهُوَ المطَرُ الْكَثِيرُ. والرُّعُوفُ: الأَمطار الخِفاف، قَالَ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا اسْتَقْطَرَ الشَّحْمَةَ وأَخذ صُهارتَها: قَدْ أَوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَرْعَفَ واسْتَوْكَفَ واسْتَدامَ واسْتَدْمى، كُلُّهُ وَاحِدٌ. ورَعْفانُ الْوَالِي «3»: مَا يُسْتَعْدى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: يأْكلون «4» مِنْ تلك الدابَّة ما شاؤوا حَتَّى ارْتَعَفُوا أَي قَوِيَتْ أَقدامُهم فركبوها وتقدموا. رغف: رَغَفَ الطِّينَ والعَجينَ يَرْغَفُه رَغْفاً: كَتَّلَه بِيَدَيْهِ، وأَصل الرَّغْفِ جَمْعُكَ الرَّغِيفَ تُكَتِّلُه. والرَّغيف: الخُبْزة، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَرْغِفَة ورُغُفٌ ورُغْفانٌ؛ قَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرارةَ: إنَّ الشِّواءَ والنَشِيلَ والرُّغُفْ، ... والقَيْنةَ الحَسْناء والكأْسَ الأُنُفْ، للطَّاعِنِينَ الخيلَ، والخيلُ قُطُفْ «5» ورَغَفَ البعيرَ رَغْفاً: لَقَّمَهُ البِزْر وَالدَّقِيقَ. وأَرْغَفَ الرجلُ: حدَّدَ بَصَره، وكذلك الأَسدُ. رفف: رَفَّ لونُه يَرِفُّ، بِالْكَسْرِ، رَفّاً ورَفيفاً: بَرَقَ وتَلأْلأَ، وَكَذَلِكَ رَفَّتْ أَسنانه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّابِغَةَ الجَعْديَّ لَمَّا أَنشد سَيِّدَنَا رسولَ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ، إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوَه أَن يُكَدَّرا وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ، إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَلِيمٌ، إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ قَالَ: فبَقِيَتْ أَسْنانُه تَرِفُّ حَتَّى مَاتَ ، وَفِي النِّهَايَةِ: وكأَنَّ فَاهُ البَرَدُ، تَرِفُّ أَسنانُه أَي تَبْرُق أَسنانُه، مِنْ رَفَّ البرقُ يَرِفُّ إِذَا تلأْلأَ. والرَّفَّةُ: البَرْقةُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: تَرفُّ غُروبُه، هِيَ الأَسنان. ورفَّ يَرِفُّ: بَرِحَ وتَخَيَّلَ؛ قَالَ: وأُمُّ عَمّارٍ عَلَى القِرْد تَرِفُ ورَفَّ النباتُ يَرِفُّ رَفيفاً إِذَا اهْتَزَّ وتَنَعَّمَ؛ قال

_ (1). قوله [فتسمع قطران إلخ] كذا بالأَصل. (2). قوله [ومعشراً] كذا بالأصل. (3). قوله [ورَعْفَان الوالي] كذا ضبط في الأَصل. (4). قوله [يأكلون إلخ] كذا بالأصل والنهاية أيضاً. (5). قوله [للطاعنين الخيل] سيأتي في مادة نشل: للضاربين الهام.

أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَن يَتَلأْلأَ ويُشْرِقَ مَاؤُهُ. وَثَوْبٌ رَفِيفٌ وَشَجَرٌ رَفِيفٌ إِذَا تَنَدَّى. والرَّفَّةُ: الاخْتِلاجةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: لَمْ تَرَ عَيْني مِثلَه قَطُّ يَرِفُّ رَفِيفاً يَقْطُرُ نَدَاهُ. يُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا كَثُرَ مَاؤُهُ مِنَ النَّعْمةِ والغَضاضةِ حَتَّى يَكَادَ يَهْتَزُّ: رَفَّ يَرِفُّ رَفيفاً. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ لَهُ امرأَة: أُعِيذُك بِاللَّهِ أَن تَنْزِلَ وَادِيًا فَتَدَعَ أَوَّلَه يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ. ورَفَّت عينُه تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً: اخْتَلَجَتْ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَعْضاء؛ قَالَ أَنشد أَبو الْعَلَاءِ: لَمْ أَدْرِ إِلَّا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ، ... أَبِكِ أَم بالغَيْبِ رَفُّ حاجِبي وَكَذَلِكَ البَرْقُ إِذَا لَمَعَ. ورَفُّ البَرْقِ: ومِيضُه. ورَفَّتْ عَلَيْهِ النِّعْمة: ضَفَتْ. ورَفَّ الشيءَ يَرُفُّه رَفّاً ورَفِيفاً: مَصَّه، وَقِيلَ أَكلَه. والرَّفَّةُ: المَصّةُ. والرَّفُّ: المَّصُّ والتَّرَشُّفُ، وَقَدْ رَفَفْتُ أَرُفُّ، بِالضَّمِّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: واللهِ لَوْلَا رَهْبَتي أَباكِ، ... إذاً لَزَفَّتْ شَفَتايَ فاكِ، رَفَّ الغَزالِ ورَقَ الأَراكِ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ سُئِلَ عَنِ القُبْلةِ لِلصَّائِمِ فَقَالَ: إِنِّي لأَرُفُّ شَفَتَيْها وأَنا صَائِمٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ مِنْ شُرْب الرِّيق وتَرَشُّفه، وَقِيلَ: هُوَ الرَّفُّ نَفْسُه «6»، وَقَوْلُهُ أَرُفُّ شَفَتَيْها أَي أَمَصُّ وأَتَرَشَّفُ. وَفِي حَدِيثِ عَبيدة السَّلْماني: قَالَ لَهُ ابْنُ سِيرينَ: مَا يُوجِبُ الجَنابةَ؟ قَالَ: الرَّفُ والاسْتِمْلاقُ يَعْنِي المَصَّ والجِماعَ لأَنه مِنْ مُقَدِّمَاتِهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أَرُفُّ: الرَّفُّ هُوَ مِثْلُ المَصِّ والرَّشْفِ وَنَحْوِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَفَفْتُ أَرُفُّ رَفّاً، وأَما رَفَّ يَرِفُّ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ مِنْ غَيْرِ هَذَا، رَفَّ يَرِفُّ إِذَا بَرَقَ لونُه وتلأْلأَ؛ قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ ثَغْرَ امْرأَةٍ: ومَهاً تَرِفُّ غُرُوبُه، ... تَسْقي المُتَيَّمَ ذَا الْحَرَارَةِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لبِشرٍ: يَرِفُّ كأَنه وهْناً مُدامُ والرَّفَّةُ: الأَكْلَةُ المُحْكَمةُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رَفَّتِ الإِبِلُ تَرُفُّ وتَرِفُّ رَفّاً أَكلَتْ، ورَفَّ المرأَةَ يَرُفُّها قَبَّلَها بأَطراف شَفَتَيْه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: زَوْجي إنْ أَكلَ رَفَ ؛ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ الإِكْثارُ مِنَ الأَكل. والرَّفْرَفةُ: تحريكُ الطَّائِرِ جَناحَيهِ وَهُوَ فِي الْهَوَاءِ فَلَا يَبْرحُ مَكَانَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: رَفَّ الطَّائِرُ ورَفْرَفَ حَرَّك جناحَيْه فِي الْهَوَاءِ. والرَّفْرَافُ: الظَّلِيمُ يُرَفْرِفُ بِجَنَاحَيْهِ ثُمَّ يَعْدو. والرَّفْرَافُ: الْجَنَاحُ مِنْهُ وَمِنَ الطَّائِرِ. ورَفْرَفَ الطَّائِرُ إِذَا حرَّك جَنَاحَيْهِ حَوْلَ الشَّيْءِ يُرِيدُ أَن يَقَعَ عَلَيْهِ. والرَّفْرَافُ: طَائِرٌ وَهُوَ خاطِفُ ظِلِّه؛ عَنْ أَبي سَلَمَةَ، قَالَ: وَرُبَّمَا سَمَّوُا الظَّليمَ بِذَلِكَ لأَنه يُرفْرِفُ بِجناحَيْه ثُمَّ يَعْدُو. وَفِي الْحَدِيثِ: رَفْرَفَتِ الرحمةُ فَوْقَ رأْسه. يُقَالُ: رَفْرَفَ الطَّائِرُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا بَسَطَهُمَا عِنْدَ السُّقُوطِ عَلَى شَيْءٍ يَحُومُ عَلَيْهِ لِيَقَعَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ السَّائِبِ: أَنه مرَّ بِهَا وَهِيَ تُرَفْرِفُ مِنَ الحُمّى، قَالَ: مَا لَكِ تُرَفْرِفِين؟

_ (6). قوله [هو الرف نفسه] كذا بالأصل.

أَي تَرْتَعِدُ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والرَّفْرَفُ: كِسْرُ الخِباء وَنَحْوِهِ وجوانبُ الدِّرْعِ وَمَا تَدَلَّى مِنْهَا، الْوَاحِدَةُ رَفْرَفَة، وَهُوَ أَيضاً خِرْقَةٌ تُخاط فِي أَسْفل السُّرادِق والفُسْطاط وَنَحْوِهِ، وَكَذَلِكَ الرَّفُّ رَفُّ الْبَيْتِ، وَجَمْعُهُ رُفُوفٌ. ورَفَّ البيتَ: عَمِلَ لَهُ رَفّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة قَالَتْ لِزَوْجِهَا أَحِجَّني، قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَتْ: بِعْ تَمر رَفِّكَ ؛ الرَّفُّ، بِالْفَتْحِ خَشَبٌ يُرْفَعُ عَنِ الأَرض إِلَى جَنْب الجِدارِ يُوقَى بِهِ مَا يُوضَع عَلَيْهِ، وَجَمْعُهُ رُفُوفٌ ورِفافٌ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ الأَشرف: إنَّ رِفافي تَقَصَّفُ تَمْرًا مِنْ عَجْوَةٍ يَغِيبُ فِيهَا الضِّرسُ. والرَّفُّ: شِبْهُ الطاقِ، وَالْجَمْعُ رُفُوفٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حمزةَ الرَّفُّ لَهُ عَشَرَةُ معانٍ ذَكَرَ مِنْهَا رَفَّ يَرُفُّ، بِالضَّمِّ، إِذَا مَصَّ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ يَرُفُّ البقلَ إِذَا أَكله وَلَمْ يملأْ بِهِ فَاهُ، وَكَذَلِكَ هُوَ يَرُفُّ لَهُ أَي يَكْسِب. ورفَّ يَرِفُّ، بِالْكَسْرِ، إِذَا بَرَقَ لَوْنُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: ورَفِيفُ الفُسْطاط سَقْفُه. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ أَتيت عُثْمَانَ وَهُوَ نَازِلٌ بالأَبطح فَإِذَا فُسْطاطٌ مَضْرُوبٌ وَإِذَا سيفٌ مُعَلَّقٌ عَلَى رَفِيف «1» الْفُسْطَاطِ ؛ الْفُسْطَاطُ الخَيْمة؛ قَالَ شَمِرٌ: ورَفِيفُه سَقْفُه، وَقِيلَ: هُوَ مَا تدَلَّى مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ أَنس قَالَ: فَرَفَعَ الرَّفرَفَ فرأَينا وجْهَه كأَنه وَرَقَةٌ تُخَشْخِشُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّفْرَفُ هَاهُنَا طَرَفُ الفُسْطاط، قَالَ: والرَّفْرَفُ فِي حَدِيثِ المِعراج البِساطُ. ابْنُ الأَثير: الرَّفْرَفُ البِساطُ أَو السِّتر، وَقَوْلُهُ: فَرَفَعَ الرَّفْرَفَ أَراد شَيْئًا كَانَ يَحْجُبُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ. وكلُّ مَا فَضَلَ مِنْ شَيْءٍ وثُنِيَ وعُطِفَ، فَهُوَ رَفْرَفٌ. قَالَ: والرَّفْرَفُ فِي غَيْرِ هَذَا الرَّفُّ يُجْعَل عَلَيْهِ طَرائفُ الْبَيْتِ. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى، قَالَ: رأَى رَفْرَفاً أَخضر سَدَّ الأُفق أَي بِساطاً، وَقِيلَ فِراشاً، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الرَّفْرَفَ جَمْعًا، وَاحِدُهُ رَفْرَفَةٌ، وَجَمْعُ الرَّفْرَفِ رَفارِفُ، وَقِيلَ: الرَّفْرَفُ فِي الأَصل مَا كَانَ مِنَ الدِّيبَاجِ وَغَيْرِهِ رَقيقاً حَسَن الصنْعة، ثُمَّ اتُّسِع بِهِ. والرَّفْرَفُ: الرَّوْشَنُ. والرَّفِيفُ: الرَّوْشَنُ. ورَفْرَفُ الدِّرْعِ: زَرَدٌ يُشَدُّ بِالْبَيْضَةِ يَطْرَحُهُ الرَّجُلُ عى ظَهْرِهِ. غَيْرُهُ: ورَفْرَفُ الدِّرْعِ مَا فضلَ مِنْ ذَيْلِها، ورَفْرَفُ الأَيكةِ مَا تَهَدَّلَ مِنْ غُصونها؛ وَقَالَ المُعَطَّلُ الهُذَليُّ يَصِفُ الأَسد: لَهُ أَيْكَةٌ لَا يَأْمَنُ الناسُ غَيْبَها، ... حَمَى رَفْرَفاً مِنْهَا سِباطاً وخِرْوَعا قَالَ الأَصمعي: حَمَى رَفْرَفاً، قَالَ: الرَّفْرَفُ شَجَرٌ مُسْترْسِلٌ يَنْبُتُ بِالْيَمَنِ. ورَفَّ الثوبُ رَفَفاً: رَقَّ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. ابْنُ بَرِّيٍّ: رَفَّ الثوبُ رَفَفاً، فَهُوَ رَفِيفٌ، وأَصله فَعِلَ، والرَّفرَفُ: الرَّقِيقُ مِنَ الدِّيباج، والرَّفرَفُ: ثِيَابٌ خُضْرٌ يُتَّخذ مِنْهَا لِلْمَجَالِسِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: تُبْسَطُ، وَاحِدَتُهُ رَفْرَفَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ ، وَقُرِئَ: عَلَى رَفَارِفَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ قَالَ: ذَكَرُوا أَنها رِياضُ الْجَنَّةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ الفُرُشُ والبُسُطُ، وَجَمْعُهُ رَفَارِفُ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا: مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفَارِف خُضْرٍ. والرَّفْرَفُ: الشَّجَرُ النَّاعِمُ الْمُسْتَرْسِلُ؛ وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ الأَسد: حَمَى رَفْرَفاً مِنْهَا سِباطاً وخِرْوَعا

_ (1). قوله [على رفيف] في النهاية: في رفيف.

والرَّفِيفُ والوَرِيفُ لُغَتَانِ، يُقَالُ لِلنَّبَاتِ الَّذِي يهْتزُّ خُضْرَةً وتَلأْلُؤاً: قَدْ رَفَّ يَرِفُّ رَفِيفاً؛ وَقَوْلُ الأَعْشى: بِالشَّامِ ذَاتِ الرَّفِيف؛ قَالَ: أَراد الْبَسَاتِينَ الَّتِي تَرِفُّ مِنْ نَضارتها وَاهْتِزَازِهَا، وَقِيلَ: ذاتُ الرَّفِيف سُفُنٌ كَانَ يُعْبَر عَلَيْهَا، وَهُوَ أَن تُشَدَّ سَفِينتانِ أَو ثَلَاثٌ للملِك، قَالَ: وكلُّ مُستَرِقٍّ مِنَ الرَّمْلِ رَفٌّ. والرَّفْرَفُ: ضَرْب مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ. والرَّفْرَفُ: البَظْرُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ورَفْرَف عَلَى الْقَوْمِ: تَحَدَّب. والرُّفَةُ: التِّبْنُ وحُطامُه. ورَفَّه: عَلَفَه رُفَّة. والرُّفَافُ: مَا انْتُحِتَ مِنَ التِّبْنِ ويَبِيس السَّمر؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ورَفَّ الرجلَ يَرُفُّه رَفّاً: أَحْسَنَ إِلَيْهِ وأَسْدَى إِلَيْهِ يَدًا. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ حَفَّنا أَو رَفَّنَا فَلْيَتَّرِكْ، وَفِي الصِّحَاحِ: فَليَقْتصد، أَراد المدْح والإِطْراء. يُقَالُ: فُلَانٌ يَرُفُّنَا أَي يَحُوطُنا ويَعْطِفُ عَلَيْنَا، وَمَا لَهُ حافٌّ وَلَا رَافٌّ. وَفُلَانٌ يَحُفُّنا ويَرُفُّنَا أَي يُعْطِينا ويَميرُنا، وَفِي التهذيب: أَي يُؤوِينا ويُطْعِمُنا، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَجَعَلَهُ إِتْبَاعًا، والأَوّل أَعْرَف. الأَصمعي: هُوَ يَحِفُّ ويَرِفُّ أَي هُوَ يَقُومُ لَهُ ويَقْعُد ويَنْصَح ويُشْفِقُ؛ أَراد بيَحِفُّ تَسْمَعُ لَهُ حَفِيفًا. وَرَجُلٌ يَرِفُّ إِذَا كَانَ «1» ...... كالاهْتِزاز مِنَ النَّضارةِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ رَفَّ يَرُفُّ إذا أَكل، رَفَّ يَرِفُّ إِذَا بَرَقَ، ووَرَفَ يَرِفُ إِذَا اتَّسَعَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا رَفٌّ مِنَ النَّاسِ. والرَّفُّ: المِيرةُ. والرَّفُّ: الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الإِبل، وعمَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ الْغَنَمَ فَقَالَ: الرَّفُّ القطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ لَمْ يَخُصَّ معَزاً مِنْ ضأْن وَلَا ضأْناً مِنْ مَعَز. والرَّفُّ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الضأْن؛ يُقَالُ: هَذَا رَفَّ مِنَ الضأْن أَي جَمَاعَةٌ مِنْهَا. والرَّفُّ: حَظِيرةُ الشَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَعْدَ الرِّفِّ والوَقِيرِ ؛ الرِّفُّ، بِالْكَسْرِ: الإِبل الْعَظِيمَةُ، والوَقِيرُ: الغنمُ الكثيرةُ، أَي بعدَ الغِنى واليَسار. ودارةُ رَفْرَفٍ: موضع. رقف: ابْنُ الأَعرابي: الرُّقُوفُ الرُّفوف. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رأَيته يُرْقَفُ مِنَ البردِ أَي يُرْعَدُ. أَبو مَالِكٍ: أُرْقِفَ إرْقافاً وقَفَّ قُفُوفاً، وهي القُشَعْرِيرَةُ. ركف: قَالَ شَمِرٌ: تَقُولُ الْعَرَبُ ارْتَكَفَ الثلْجُ إِذَا وَقَعَ فَثَبَتَ كَقَوْلِكَ بِالْفَارِسِيَّةِ بِبَسْتْ. رنف: الرَّانِفَةُ: جُلَيدة طرَف الأَرْنَبة وطَرَفُ غُرْضُوفِ الأُذن، وَقِيلَ: مَا لَانَ عَنْ شِدَّةِ الغُرْضُوف. والرَّانِفَةُ: أَسْفلُ الأَلْية، وَقِيلَ: هِيَ مُنْتَهى أَطْرافِ الأَلْيَتَيْنِ مِمَّا يَلِي الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ: الرَّانِفةُ ناحِيةُ الأَلية؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: مَتى مَا نَلْتَقي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ... رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتَطارا «2» وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّانِفُ مَا اسْتَرْخى مِنَ الأَلْية للإِنسان، وأَلْيَةٌ رَانِفٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: الرَّانِفَةُ أَسفلُ الأَلية وطرَفُها الَّذِي يَلِي الأَرض مِنَ الإِنسان إِذَا كَانَ قَائِمًا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ خَرَجَتْ فيَّ قُرْحةٌ، فَقَالَ لَهُ: فِي أَي مَوْضِعٍ مِنْ جسَدك؟ فَقَالَ: بَيْنَ الرَّانِفَةِ والصَّفْنِ، فأَعجبني حُسْنُ مَا كَنَّى ؛ الرَّانِفَةُ: مَا سَالَ مِنَ الأَلْيةِ عَلَى الْفَخِذَيْنِ، والصَّفْنُ: جِلْدَةُ الْخُصْيَةِ. ورَانِفُ كلِّ شَيْءٍ: ناحِيَتُه. والرَّانِفَةُ: أَسفل الْيَدِ. وأَرْنَفَ البعيرُ إرْنَافاً إِذَا سَارَ فحرَّك رأْسه فتقدمت

_ (1). كذا بياض بالأَصل. (2). قوله [نلتقي] كذا بالأصل وشرح القاموس، والمشهور تلقني.

هامَتُه. الْجَوْهَرِيُّ: أَرْنَفَتِ الناقةُ بأُذُنَيْها إِذَا أَرْخَتْهما مِنَ الإِعْياء. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الوَحْيُ وَهُوَ عَلَى القَصْواء تَذْرِفُ عَيْنَاهَا وتُرْنِفُ بأُذنيها مِنْ ثِقَلِ الْوَحْيِ. والرَّنْفُ: بَهْرامَجُ البَرِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ تَحْلِيةُ الْبَهْرَامَجِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّنْفُ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ يَنْضَمُّ ورَقُه إِلَى قُضْبانه إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ ويَنْتَشِرُ بالنهار. رهف: الرَّهَفُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الرَّهِيف وَهُوَ اللَّطيف الرَّقِيقُ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّهْفُ والرَّهَفُ الرّقَّةُ وَاللُّطْفُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: حَوْراءُ، فِي أُسْكُفِّ عَيْنَيْها وطَفْ، ... وَفِي الثَّنايا البِيضِ مِنْ فِيها رَهَفْ أُسْكُفُّ عَيْنَيْهَا: هُدْبُهما؛ وَقَدْ رَهُفَ يَرْهُفُ رَهافةً فَهُوَ رَهِيفٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَلَّمَا يُسْتعمل إِلَّا مُرْهَفاً. ورَهَفَه وأَرْهَفَه، وَرَجُلٌ مُرْهَفٌ: رَقِيقٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ مَرْهُوفَ البَدَنِ أَي لَطِيفَ الْجِسْمِ دَقيقَه. يُقَالُ: رُهِفَ فَهُوَ مَرْهُوفٌ، وأَكثر مَا يُقَالُ مُرْهَفُ الْجِسْمِ. وأَرْهَفْتُ سَيْفِي أَي رَقَّقْتُه، فَهُوَ مُرْهَف. وسَهْم مُرْهَفٌ وَسَيْفٌ مُرْهَفٌ ورَهِيف وَقَدْ رَهَفْتُه وأَرْهَفْتُه، فَهُوَ مَرْهُوف ومُرْهَف أَي رَقَّتْ حَواشِيه، وأَكثر مَا يُقَالُ مُرْهَف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَمرني رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن آتِيَه بمُدْية فأَتَيْتُه بِهَا فأَرْسَلَ بِهَا فأُرْهِفَتْ أَي سُنَّتْ وأُخْرج حَدَّاها. وَفِي حَدِيثِ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحانَ: إِنِّي لأَتْرُكُ الْكَلَامَ فَمَا أُرْهِفُ بِهِ أَي لَا أَرْكَبُ البَديهةَ وَلَا أَقْطَعُ الْقَوْلَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَن أَتَأَمَّله وأُرَوِّيَ فِيهِ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ مِنَ الإِزهاف الاستِقْدام. وَفَرَسٌ مُرْهَفٌ: لاحِقُ الْبَطْنِ خَمِيصُه مُتَقَارِبُ الضُّلُوعِ وَهُوَ عَيْبٌ. وأُذن مُرْهَفَةٌ: دَقِيقةٌ. والرُّهَافَةُ: موضع. روف: رافَ رَوْفاً: سَكَنَ، وَالْهَمْزُ فِيهِ لُغَةٌ، وَلَيْسَ من قولهم رؤوف رَحِيمٌ، ذَلِكَ مِنَ الرَّأْفة وَالرَّحْمَةِ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ رأَف: الرَّأْفة الرَّحمةُ، رَؤُفْتُ بِالرَّجُلِ أَرْؤُفُ ورَأَفْتُ أَرْأَفُ بِهِ: كلٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُمْ مَنْ لَيَّنَ الْهَمْزَةَ وَقَالَ رُوفٌ فَجَعَلَهَا وَاوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَأْفٌ، بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّوْفةُ الرَّحْمَةُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوافٌ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم: أُسْدٌ بِبيشةَ أَو بِغافِ رَوَافِ «1» ريف: الرِّيفُ: الخِصْبُ والسَّعةُ فِي المَآكل، وَالْجَمْعُ أَرْيافٌ فَقَطْ. والرِّيفُ: مَا قارَبَ الْمَاءَ مِنْ أَرض الْعَرَبِ وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ أَريافٌ ورُيُوفٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرِّيفُ حَيْثُ يَكُونُ الحَضَرُ والمِياهُ. والرِّيفُ: أَرض فِيهَا زَرْعٌ وخِصْب. ورافَتِ الماشِيةُ أَي رَعَتِ الرِّيفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: تُفْتَحُ الأَرْيافُ فَيَخْرُجُ إِلَيْهَا الناسُ ؛ هِيَ جَمْعُ رِيفٍ، وَهُوَ كُلُّ أَرض فِيهَا زَرْعٌ وَنَخْلٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا قارَبَ الْمَاءَ مِنْ أَرض الْعَرَبِ وَغَيْرِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ العُرَنِيِّين: كُنَّا أَهل ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهل رِيف أَي إنَّا مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ لَا مِنْ أَهْلِ المُدُنِ. وَفِي حَدِيثِ فَرْوةَ بْنِ مُسَيْكٍ: وَهِيَ أَرضُ رِيفِنا ومِيرَتِنا. وتَرَيَّفَ القومُ وأَرْيَفوا وتَرَيَّفْنا وأَرْيَفْنا: صِرْنا

_ (1). قوله [رَوَاف] كذا ضبط بالأصل وشرح القاموس روَاف كسحاب، وضبط في معجم ياقوت في غير موضع كغراب.

فصل الزاي

إِلَى الرِّيفِ وحَضَروا القُرى ومَعِين الْمَاءِ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ رَافَ البدوِيُّ يَرِيفُ إِذَا أَتى الرِّيفَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: جَوَّاب بَيْداءَ بها غُروفُ، ... لَا يأْكل البَقْل وَلَا يَرِيفُ، وَلَا يُرى فِي بَيْتِه القَلِيفُ وَقَالَ الْقَطَامِيُّ: ورَافٍ سُلافٍ شَعْشَعَ البحرُ مَزْجَها ... لِتَحْمى، وَمَا فِينَا عَنِ الشُرْب صادِفُ قَالُوا: رَافٌ اسْمٌ لِلْخَمْرِ، تَحْمى أَي تُسْكِرُ. وأَرافَتِ الأَرضُ إرَافَةً ورِيفاً كَمَا قَالُوا أَخْصَبَتْ إخْصاباً وخِصْباً سَوَاءٌ فِي الوَزْنِ وَالْمَعْنَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الإِرَافةَ الْمَصْدَرُ، والرِّيفُ الِاسْمُ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي الإِخْصابِ والخِصْب، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَهِيَ أَرضٌ ريِّفَةٌ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. فصل الزاي زأف: زأَفَه يَزْأَفُه زَأْفاً: أَعْجَله. وَقَدْ أَزْأَفْتُ عَلَيْهِ أَي أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ. وَمَوْتٌ زُؤَاف وزُؤامٌ: كَريه، وَقِيلَ: وحِيٌّ. وأَزْأَفَ فُلَانًا بطنُه: أَثْقَلَه فَلَمْ يَقْدِر أَن يتحرّك. زحف: زحَف إِلَيْهِ يَزْحَف زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً: مَشى. وَيُقَالُ: زَحَفَ الدَّبَى إِذَا مَضَى قُدُماً. والزَّحْفُ: الجماعةُ يَزْحَفُون إِلَى العدُوِّ بِمَرَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ أَي فرَّ مِنَ الْجِهَادِ ولِقاء الْعَدُوِّ فِي الْحَرْبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً ؛ وَالْجَمْعُ زُحُوفٌ، كَسَّرُوا اسْمَ الْجَمْعِ كَمَا قَدْ يُكَسِّرُونَ الْجَمْعَ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْجَرَادِ؛ قَالَ: قَدْ خِفْتُ أَن يَحْدُرَنا لِلمِصْرَيْنْ ... زَحْفٌ مِنَ الخَيْفانِ، بَعْدَ الزَّحْفَيْنْ أَراد بَعْدَ زَحْفَيْن، لَكِنَّهُ كَرِهَ الزِّحاف فأَدخل الأَلف وَاللَّامَ لإِكمال الْجُزْءِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ أَزْحَفْتُ القومَ إِذَا ثَبَتَّ لَهُمْ، قَالَ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً أَي إِذَا لقِيتُموهم زاحِفينَ، وَهُوَ أَن يَزْحَفوا إِلَيْهِمْ قَلِيلًا قَلِيلًا، فَلَا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبار؛ قَالَ الأَزهري: وأَصل الزَّحْفِ لِلصَّبِيِّ وَهُوَ أَن يَزْحَفَ عَلَى اسْته قَبْلَ أَن يَقُومَ، وَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى بَطْنِهِ قِيلَ قَدْ حَبا، وشُبِّه بزَحْفِ الصِّبْيَانِ مَشْيُ الفئَتَيْن تَلْتَقِيان لِلْقِتَالِ، فَيَمْشِي كُلٌّ فِيهِ مَشْيًا رُوَيْداً إِلَى الفِئةِ الأُخْرى قَبْلَ التَّدَانِي للضِّراب، وَهِيَ مَزاحِفُ أَهلِ الْحَرْبِ، ورُبما اسْتَجَنَّتِ الرَّجَّالةُ بِجُنَنِها وَتَزَاحَفَتْ مِنْ قُعود إِلَى أَن يَعْرِض لَهَا الضِّرابُ أَو الطِّعانُ. وَيُقَالُ: أَزْحَفَ لَنَا عَدُوُّنا إزْحَافاً أَي صَارُوا يَزْحَفُونَ إِلَيْنَا زَحْفاً لِيُقاتلونا؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: وانْشَمْنَ فِي غُبارِه وخَذْرفا ... «2» مَعاً، وشَتَّى في الغُبارِ كالشّفا مِثْلَيْنِ، ثُمَّ أَزْحَفَتْ وأَزْحَفا أَيْ أَسْرَعَ، وأَصله مِنْ خَذْرَفَ الصبيُّ. وازْدَحَف القومُ ازْدِحافاً إِذَا مَشَى بعضُهم إِلَى بَعْضٍ. وزَحَفَ القومُ إِلَى القومِ: دَلَفُوا إِلَيْهِمْ. والزَّحْفُ: المشْيُ قَلِيلًا قَلِيلًا، وَالصَّبِيُّ يَتَزَحَّفُ عَلَى الأَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ عَلَى بَطْنِهِ: يَنْسَحِبُ قَبْلَ أَن يَمْشِيَ.

_ (2). قوله [وانشمن إلخ] هذا ما بالأصل، والذي في شرح القاموس: وأدغفت شوارعاً وأدغفا ... ميلين ثم أزحفت وأزحفا

ومَزَاحِفُ الحَيّاتِ: آثَارُ انْسِيابها ومَواضعُ مَدَبِّها؛ قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَليّ: شَرِبْتُ بِجَمِّه وصَدَرْتُ عَنْهُ، ... وأَبْيَضُ صارِمٌ ذكَرٌ إباطِي كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيّاتِ فِيهِ، ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ، آثارُ السِّياطِ وَهَذَا الْبَيْتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنَّ مَزَاحِفَ الحَيّاتِ فِيهَا وَالصَّوَابُ فِيهِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ. وَمِنَ الحَيّاتِ الزَّحَّافُ، وَهُوَ الَّذِي يَمْشي عَلَى أَثْنائِه كَمَا تَمْشِي الأَفْعى. ومَزَاحِفُ السَّحابِ: حيثُ وَقَعَ قَطْرُه وزَحَفَ إِلَيْهِ؛ قَالَ أَبو وجْزةَ: أَخْلى بلِينةَ والرَّنْقاء مَرْتَعَه، ... يَقْرُو مَزَاحِفَ جَوْنٍ ساقِطِ الرَّبَبِ أَراد ساقِطَ الرَّبابِ فَقَصَرَهُ وَقَالَ الرَّبَب. وَالْقَوْمُ يَتَزَاحَفُون ويَزْدَحِفون إِذَا تَدَانَوْا فِي الْحَرْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: ونارُ الزَّحْفَتَيْنِ نارُ العَرْفَجِ، وَذَلِكَ أَنها سَرِيعَةُ الأَخْذِ فِيهِ لأَنه ضِرامٌ، فَإِذَا الْتَهَبَتْ زَحَفَ عَنْهَا مُصْطَلُوها أُخُراً ثُمَّ لَا تَلْبَثُ أَن تَخْبُوَ فَيَزْحَفُونَ إِلَيْهَا راجعينَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ونارُ الزَّحْفَتَيْن نارُ الشِّيحِ والأَلاء لأَنه يُسْرِعُ الاشْتِعالُ فِيهِمَا فَيُزْحَفُ عَنْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ أَنه نارُ العَرْفَجِ وَلِذَلِكَ يُدْعى أَبا سَريع لسُرعْةِ النارِ فِيهِ، وَتُسَمَّى نارُه نارَ الزَّحْفَتَيْنِ لأَنه يُسْرِعُ الِالْتِهَابَ فَيُزْحَفُ عَنْهُ ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَن يَخْبو فيُزْحف إليه؛ وأَنشد أَبو العميثل: وسَوْداء المعاصِمِ، لَمْ يُغادِرْ ... لَهَا كَفَلًا صِلاءُ الزَّحْفَتَيْنِ وَقِيلَ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: مَا لَنا نَراكُنَّ رُسْحاً؟ فَقَالَتْ: أَرْسَحَتْنا نارُ الزحْفَتَيْنِ. وزَحَفَ فِي الْمَشْيِ يَزْحَفُ زَحْفاً وزَحَفاناً: أَعْيا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: زَحَفَ المُعْيي يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً، وزَحَفَ الْبَعِيرُ يَزْحَفُ زَحْفاً وزُحُوفاً وزَحَفاناً وأَزْحَف: أَعْيا فجَرَّ فِرْسِنَه، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعيا فَقَامَ عَلَى صَاحِبِهِ، فَهُوَ مُزْحِفٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: قال ابنُ أُمِّ إياسٍ: ارْحَلْ ناقَتي، ... عَمْروٌ، فَتَبْلُغُ حاجَتي أَو تُزْحِفُ وَبَعِيرٌ زاحِفٌ مِنْ إِبِلٍ زَواحِفَ، الْوَاحِدَةُ زاحِفةٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: مُسْتَقْبِلِينَ شَمالَ الشامِ تَضْرِبُنا ... بِحاصِبٍ كَنَديفِ القُطْنِ مَنْثُورِ عَلَى عَمائمنا تُلْقى، وأَرحُلُنا ... عَلَى زَواحِفَ، نُزْجِيها، مَحاسيرِ وَنَاقَةٌ زَحُوفٌ مِنْ إِبِلٍ زُحُفٍ، ومِزْحافٌ مِنْ إِبِلٍ مَزاحِيفَ ومَزاحِفَ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ عَادَتِهِ فَهُوَ مزْحَافٌ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ وَذَكَرَ حَفْرَ قَبْرِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانُوا قَدْ حَفَروا لَهُ فِي الحَرَّة فَشَبَّهَ المَساحِيَ الَّتِي تُضرب بِهَا الأَرض بِطَيْرٍ عائفةٍ عَلَى إِبِلٍ سُود مَعايا قَدِ اسودّتْ مِنَ العَرَق بِهَا دَبَرٌ وشَبَّه سَوادَ الحرَّة بالإِبل السُّودِ: حَتَّى كأَنَّ مَساحِي القومِ، فَوْقَهُمُ، ... طيرٌ تَحُومُ عَلَى جُونٍ مَزاحِيفِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شبَّه المساحِيَ الَّتِي حَفَرُوا بِهَا الْقَبْرَ بِطَيْرٍ تَقَعُ عَلَى إِبِلٍ مزاحِيفَ وَتَطِيرُ عَنْهَا بِارْتِفَاعِ

الْمِسَاحِي وَانْخِفَاضِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي في شعره: كأَنهنّ، بأَيْدي القومِ فِي كَبَدٍ، ... طَيْرٌ تَعِيفُ عَلَى جُون مَزاحِيفِ وَقَدْ أَزْحَفَها طُولُ السَّفَرِ: أَكَلَّها فأَعْياها، ويَزْدَحِفُون فِي مَعْنَى يَتَزاحَفُون، وَكَذَلِكَ يتزحَّفُون. وزَحَفْتُ فِي الْمَشْيِ وأَزْحَفْتُ إِذَا أَعْيَيْتَ. وأَزْحَفَ الرجلُ: أَعْيَتْ دابَّتُه وَإِبِلُهُ، وكلُّ مُعْيٍ لَا حِراكَ بِهِ زاحِفٌ ومُزْحِفٌ، مَهْزولًا كَانَ أَو سَمِينًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَاحِلَتَهُ أَزْحفت أَي أَعْيَتْ ووقفتْ؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: صَوَابُهُ أُزْحِفَتْ عَلَيْهِ، غَيْرُ مُسَمَّى الْفَاعِلِ، يُقَالُ: زَحَفَ البعيرُ إِذَا قامَ مِنَ الإِعياء، وأَزْحَفَه السفَرُ. وزَحَفَ الرجلُ إِذَا انْسَحَبَ عَلَى اسْتِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَزْحَفُون عَلَى أَسْتاهِهم ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ سَحَابًا: إِذَا حَرَّكَتْه الرِّيحُ كَيْ تَسْتَخِفَّه، ... تَزاجَرَ مِلْحاحٌ إِلَى الأَرضِ مُزحِفُ فَإِنَّهُ جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ المُعْيي مِنَ الإِبل لبُطْء حَرَكَتِهِ، وَذَلِكَ لِمَا احْتَمَلَهُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ. أَبو سَعِيدٍ الضَّريرُ: الزَّاحِفُ والزاحِكُ المُعْيي، يُقَالُ لِلذَّكَرِ والأُنثى، وَالْجَمْعُ الزَّواحِفُ والزواحِكُ. وأَزْحَفَ الرجلُ إزْحَافاً: بلف غايةَ مَا يُرِيدُ وَيَطْلُبُ. والزَّحُوفُ مِنَ النُّوقِ: الَّتِي تَجُرُّ رِجْلَيْهَا إِذَا مَشَتْ، ومِزْحَافٌ. والزَّاحِفُ: السَّهْمُ يَقَعُ دُونَ الغَرَضِ ثُمَّ يَزْحَفُ إِلَيْهِ؛ وتَزَحَّفَ إِلَيْهِ أَي تمَشَّى. والزِّحافُ فِي الشِّعْر: معروفٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لثِقَله تُخَصُّ بِهِ الأَسْباب دُونَ الأَوتاد إِلَّا القَطْعَ فَإِنَّهُ يَكُونُ فِي أَوتادِ الأَعاريض والضُّرُوبِ، وَهُوَ سَقَطَ مَا بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ حَرْفٌ فَزَحَفَ أَحدهما إِلَى الْآخَرِ «1». وَقَدْ سَمَّتْ زَحَّافاً ومُزَاحَفاً وزَاحِفاً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: سأَجْزِيكَ خِذلاناً بِتَقْطِيعيَ الصوَى إِلَيْكَ، ... وخُفّا زاحِفٍ تَقْطر الدَّمَا «2» فَسَّرَهُ فَقَالَ: زَاحِفٌ اسْمُ بَعِيرٍ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ نَعْتٌ لجمَل زَاحِف أَي مُعْيٍ، وَلَيْسَ بَاسِمِ علم لجمَلٍ مّا. زحلف: الزُّحْلُوفَةُ: كالزُّحْلُوقة، وَقَدْ تَزَحْلَفَ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّحْلُوفَةُ آثارُ تَزَلُّجِ الصِّبيان من فوقِ التَّلِّ إِلَى أَسْفَله، وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْعَالِيَةِ، وتميمٌ تَقُولُهُ بِالْقَافِ، وَالْجَمْعُ زحالِفُ وزَحَالِيفُ. الأَزهري: الزَّحَاليفُ والزَّحالِيقُ آثَارُ تَزَلُّجِ الصِّبْيَانِ مِنْ فوقُ إِلَى أَسفلُ، وَاحِدُهَا زُحْلوقة، بِالْقَافِ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَاحِدُهَا زُحلوفة وزُحلوقة. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الزُّحلوفة المكانُ الزَّلِقُ مِنْ حَبْل الرِّمالِ يلعَب عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ، وَكَذَلِكَ فِي الصَّفا وَهِيَ الزَّحاليف، بِالْيَاءِ، وكأَن أَصله زَحَلَ فَزيدت فَاءٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزُّحْلُوفَةُ مكانٌ مُنْحَدِرٌ مُملَّسٌ لأَنهم يَتَزَحْلَفُون عَلَيْهِ؛ وأَنشد لأَوْس بْنِ حُجْرٍ: يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها ... صَفا مُدْهُنٍ، قَدْ زَلَّقَتْه الزَّحَالِفُ أَي يُقَلِّب هَذَا الْحِمَارُ أَتاناً قَيْدُوداً أَي طَوِيلَةً أَي يُصَرِّفُها يَمِينًا وَشِمَالًا، والمُدْهُنُ: نُقْرة فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ؛ وَقَالَ مزاحِفٌ العُقَيْلِيُّ:

_ (1). قوله [إِلَّا الْقَطْعَ فَإِنَّهُ يَكُونُ إلى قوله فَزَحَفَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ] هكذا في الأصل. (2). قوله [وخفا زاحف تقطر إلخ] كذا بالأصل.

بَشاماً ونَبْعاً، ثُمَّ مَلْقَى سِبالهِ ... ثِمادٌ وأَوْشالٌ حَمَتْها الزَّحَالِفُ ومَلْقى سِبالِه أَي مُنْغَمَسُ رأْسه فِي الْمَاءِ. والسِّبال: شَعَرُ لِحْيَتِه، وَالَّذِي فِي شَعَرِهِ: سَقَتْها الزَّحَالِفُ أَي يقعُ الْمَطَرُ والنَّدى عَلَى الصَّخْرِ فَيَصِلُ إِلَيْهَا عَلَى وُفوره وَكَمَالِهِ. والزَّحْلَفةُ كالدَحْرجةِ والدفْع، يُقَالُ: زَحْلَفْتُه فَتَزَحْلَفَ، والزَّحَالِيفُ والزَّحالِيكُ وَاحِدَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ: مَا ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عَنِ الزِّنا إِلَّا قلِيلًا ؛ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ مَا تَنَحَّى وَمَا تباعَدَ. يُقَالُ: ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ وتَزَحْلَفَ وتَزَلْحَفَ إِذَا تَنَحَّى. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذَا مَالَتْ للمَغِيبِ إِذَا زالَتْ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ نِصْفَ النَّهَارِ: قَدْ تَزَحْلَفَتْ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: والشمسُ قَدْ كادتْ تكونُ دَنَفا، ... أَدْفَعُها بالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي نُخَيْلَةَ: وليسَ وَلْيُ عَهْدِنا بالأَسْعَدِ ... عِيسَى، فَزَحْلِفْها إِلَى مُحمَّدِ، حَتَّى تُؤدَّى مِنْ يَدٍ إِلَى يَدِ وَيُقَالُ: زَحْلَفَ اللَّهُ عَنَّا شَرَّكَ أَي نَحَّى اللَّهُ عنا شرَّك. زحنقف: الأَزهري: الزَّحَنْقَفُ الَّذِي يَزْحَفُ عَلَى اسْتِه؛ وأَنشد أَبو سَعِيدٍ للأَغلب: طَلَّةُ شَيخٍ أَرْسَحٍ زَحَنْقَفِ، ... لَهُ ثَنايا مِثْلُ حَبِّ العُلَّفِ زخف: أَهمله اللَّيْثُ. وَفِي النَّوَادِرِ المُثْبتة عَنِ الأَعراب: الشَّوْذَقَةُ والتَّزْخِيفُ أَخْذُ الإِنسانِ عَنْ صَاحِبِهِ بأَصابعه الشَّيْذَقَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ أَما الشَّوْذَقَة فَمُعَرَّبٌ، وأَما التَّزْخِيفُ فأَرجو أَن يَكُونَ عَرَبِيًّا صَحِيحًا. وَيُقَالُ: زَخَفَ يَزْخَفُ إِذَا فَخَرَ. وَرَجُلٌ مِزْخَفٌ: فَخُورٌ؛ وَقَالَ البُرَيْقُ الهُذلي: وأَنتَ فَتاهُم غَيْرَ شَكٍّ زَعَمْتَه، ... كَفَى بِكَ ذَا بَأْوٍ بِنَفْسِكَ مِزْخَفا قَالَ: ذَكَرَ ذَلِكَ الأَصمعي وأَظُنّ زَخَفَ مَقلوباً عَنْ فَخز. زخرف: الزُّخْرُفُ: الزِّينةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّخْرفُ الذَّهَبُ هَذَا الأَصل، ثُمَّ سُمِّي كُلُّ زِينةٍ زُخْرُفاً ثُمَّ شُبِّهَ كلُّ مُمَوَّه مُزَوَّرٍ بِهِ. وَبَيْتٌ مُزَخْرفٌ، وزَخْرَفَ الْبَيْتَ زَخْرَفَةً: زَيَّنَه وأَكْمَلَه. وكلُّ مَا زُوِّقَ وزُيِّنَ، فَقَدْ زُخْرِفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَدْخُلِ الْكَعْبَةَ حَتَّى أَمَرَ بالزُّخْرُفِ فنُحِّيَ ؛ قَالَ: الزُّخْرُفُ هَاهُنَا نُقُوشٌ وتَصاويرُ تُزَيَّنُ بِهَا الكعبةُ وَكَانَتْ بِالذَّهَبِ فأَمر بِهَا حَتَّى حُتّت؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ وَزُخْرُفاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الزُّخْرُفُ الذَّهَبُ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: إنَّا نَجْعَلُهَا لَهُمْ مِنْ فِضَّة وَمِنْ زُخْرف، فَإِذَا أَلقيت مِنَ الزُّخْرُف «1» أَوقعت الفعل عليه أَي وزخرفاً نَجْعَلُ لَهُمْ ذَلِكَ، قِيلَ: وَمَعْنَاهُ وَنَجْعَلُ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ ذَهَبًا وغِنًى، قَالَ: وَهُوَ أَشبه الْوَجْهَيْنِ بِالصَّوَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن تُزَخْرَفَ المساجدُ أَي تُنْقَشَ وتُمَوَّه بِالذَّهَبِ، وَوَجْهُ النَّهْيِ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ لِئَلَّا تَشْغَل المصلي.

_ (1). قوله [ألقيت من الزُّخْرُف] كذا بالأصل يريد إذا لم تقدر دخول من على زخرف أوقعت إلخ.

وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَتُزَخْرِفُنّها كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، يَعْنِي الْمَسَاجِدَ. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ الْجَنَّةِ: لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ ما بين خَوافِقِ السمواتِ والأَرض. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ، أَي حُسْن الْقَوْلِ بتَرْقِيشِ الكذِب، والزُّخْرُفُ الذهبُ فِي غَيْرِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها أَي زِينَتَهَا مِنَ الأَنْوارِ والزّهْر مِنْ بَيْنِ أَحْمر وأَصفر وأَبيض. وَقَالَ ابْنُ أَسلم: الزُّخْرُفُ مَتاعُ الْبَيْتِ. والزُّخْرُفُ فِي اللُّغَةِ: الزِّينَةُ وكمالُ حُسْنِ الشَّيْءِ. والمُزَخْرَفُ: المُزَيَّنُ، وَفِي وصِيته لِعيّاش بْنِ أَبي رَبِيعَةَ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: فَلَنْ تأْتِيك حُجّةٌ إِلَّا دَحَضَتْ وَلَا كِتاب زُخْرُفٍ إِلَّا ذهَبَ نُورُه أَي كتابُ تَمْوِيهٍ وترقيشٍ يَزْعُمُونَ أَنه مِنْ كُتُبِ اللَّهِ وَقَدْ حُرِّفَ أَو غُيِّرَ مَا فِيهِ وزُيِّنَ ذَلِكَ التَّغْيِيرُ ومُوِّهَ. والتَّزَخْرُفُ: التَّزَيُّنُ. والزَّخارِفُ: مَا زُيِّنَ مِنَ السُّفُن. وَفِي التَّهْذِيبِ: والزَّخَارِفُ السُّفُنُ. والزُّخْرُفُ: زينةُ النباتِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها ؛ قِيلَ: زِينتها بِالنَّبَاتِ، وَقِيلَ: تمامَها وكمالَها. وزَخْرَفَ الكلامَ: نَظَّمَه. وتَزَخْرَفَ الرجلُ إِذَا تَزَيَّن. والزَّخَارِفُ: ذُبابٌ صِغار ذاتُ قوائمَ أَربع تَطِيرُ عَلَى الْمَاءِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: تَذَكَّرَ عَيْناً مِنْ غُمازَ، وماؤُها ... لَهُ حَدَبٌ تَسْتَنُّ فِيهِ الزَّخَارِفُ وَفِي التَّهْذِيبِ: دُوَيْبّاتٌ تَطِيرُ عَلَى الْمَاءِ مِثْلُ الذُّباب. والزُّخْرُفُ: طَائِرٌ، وَبِهِ فَسَّرَ كُراع بيت أَوْسٍ. وزَخَارِفُ الماء: طرائقُه. زدف: يُقَالُ: أَسْدَفَ عَلَيْهِ السِّتْر وأَزْدَفَ عليه السِّتْر. زرف: زَرَفَ إِلَيْهِ يَزْرِفُ زُرُوفاً وزَريفاً: دَنَا؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: بالغُراباتِ فَزَرَّافاتِها، ... فبِخِنْزيرٍ فأَطْرافِ حُبَلْ عَنَى بِذَلِكَ مَا قَرُبَ مِنْهَا ودَنا. وَنَاقَةٌ زَرُوفٌ: طويلةُ الرِّجْلَيْنِ واسعةُ الخَطْوِ. وَنَاقَةٌ زَرُوفٌ ومِزْرافٌ أَي سَريعةٌ، وَقَدْ زَرَفَتْ. وأَزْرَفْتُها أَي حَثَثْتها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُزْرِفُها الإِغْراءُ أَيَّ زَرْفِ وَمَشَتِ الناقةُ زَرِيفاً أَي عَلَى هِينَتِها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وسِرْتُ المَطِيَّةَ مَوْدُوعةً. ... تُضَحِّي رُوَيْداً وتَمشي زَريفا تُضَحِّي: تَمْشِي عَلَى هِينَتِها؛ يَقُولُ: قَدْ كَبِرْت وصارَ مَشْيي رُوَيداً وَإِنَّمَا شِدَّةُ السَّيْر وعَجْرَفِيَّتُه للشَّبابِ، والرجلُ فِي ذَلِكَ كَالنَّاقَةِ. والزَّرْفُ: الإِسْراعُ. والزَرَّافُ: السريعُ. وأَزْرَفَ القومُ إزْرافاً: عَجِلوا فِي هَزيمةٍ أَو غَيْرِهَا. وأَزْرَفَ إِذَا تقدَّم؛ وأَنشد: تُضَحِّي رُويداً وَتَمْشِي زَرِيفا وأَزْرَفَ فِي المشْيِ: أَسْرع. وزَرَفْتُ وأَزْرَفْتُ إِذَا تَقَدَّمْتَ إِلَيْهِ. وزَرَفَتِ الناقةُ: أَسْرَعَتْ. وأَزْرَفْتُها إِذَا أَخْبَبْتَها فِي السَّيْرِ؛ رَوَاهُ الصرام عن شمر، زَرَفَتْ وأَزْرَفْتُها، الزَّايُ قَبْلَ الرَّاءِ. والزَّرافةُ: دابةٌ حَسَنةُ الخَلْقِ مِنْ ناحِيةِ الحَبَش.

وأَزْرَفَ إِذَا اشْتَرَى الزرافةَ، وَهِيَ الزَّرافةُ والزرافّةُ، وَالْفَتْحُ وَالتَّخْفِيفُ أَفْصحهما، وَيُقَالُ لَهَا بالفارسية أُشْتُرْ گاوْ پَلَنْگ وَقِيلَ: هِيَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَضَمِّهَا مُخَفَّفَةُ الْفَاءِ. والزَّرَّافةُ والزَّرافةُ: مِنْزَفَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ويُبْيِتُ ذَا الأَهْدابِ يَعْوي، ودُونه ... مِنَ الْمَاءِ زَرَّافاتُها وقُصُورُها وزَرِفَ الجُرْحُ يَزْرَفُ زَرَفاً وزَرَفَ زَرْفاً وأَزْرَفَ، كلُّ ذَلِكَ: انْتَقَضَ ونُكِسَ بَعْدَ البُرْء. وخِمسٌ مُزَرِّفٌ: مُتْعِبٌ؛ وَقَالَ مُلَيْحٌ: يَسِيرُ بِهَا للقَوْمِ خِمْسٌ مُزَرِّف وزَرَفَ فِي حَدِيثِهِ. وزَرَّفَ عَلَى الْخَمْسِينَ: جاوَزَها. أَبو عُبَيْدٍ: أَتَوْني بِزَرافَّتِهِمْ أَي بِجماعتهم. قَالَ: وَغَيْرُ القَنانِّي يُخَفِّفُ الزَّرافةَ، والتخفيفُ أَجْوَدُ، قَالَ: وَلَا أَحفظ التَّشْدِيدَ عَنْ غَيْرِهِ. والزَّرافةُ، بِالْفَتْحِ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ القنانيُّ يَقُولُهُ بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ. والزَّرافاتُ: الْجَمَاعَاتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَهُ ابْنُ فَارِسٍ بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ وَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فَعالَّةٍ عَنِ القَنانيّ، قَالَ: وَكَذَا ذَكَرَهُ القَزَّاز فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ؛ يُقَالُ: أَتاني الْقَوْمُ بِزَرافَّتِهم مِثْلَ الزَّعارَّةِ، قَالَ: وَهَذَا نَصٌّ جَلِيٌّ أَنه بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ دُونَ الرَّاءِ؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ فِي قَوْلِهِ: بالغُرابات فزرَّافاتِها، ... فبِخِنْزيرٍ فأَطرافِ حُبَلْ قَالَ: وأَما قَوْلُ الْحَجَّاجِ فِي خُطْبَتِهِ: إِيَّايَ وَهَذِهِ الزَّرَافَاتِ يَعْنِي الْجَمَاعَاتِ، فَالْمَشْهُورُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ التَّخْفِيفُ، وَاحِدُهُمْ زَرافة، بِالْفَتْحِ، نَهاهُم أَن يجتمِعوا فَيَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا لثَوَران الفِتْنة. وَفِي حَدِيثِ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ: كَانَ الْكَلْبِيُّ يُزَرِّفُ فِي الْحَدِيثِ أَي يَزيدُ فِيهِ مِثْلَ يُزَلِّفُ، والله أعلم. زعف: مَوْتٌ زُعَافٌ وذُعافٌ وذُؤافٌ وزُؤاف: شديدٌ، وَقِيلَ: الْمَوْتُ الزُّعَافُ الوَحِيُّ. وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً وأَزْعَفَه: رَماه أَو ضَرَبه فَمَاتَ مَكَانَهُ سَرِيعًا. وَقَدْ أَزْعَفْتُه: أَقْعَصْتُهُ، وَكَذَلِكَ ازْدَعَفْتُه. وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفاً: أَجْهَز عَلَيْهِ. وسمٌّ زُعَافٌ، والمُزْعِفُ: القاتِلُ مِنَ السُّمِّ؛ وَقَوْلُهُ: فَلَا تَتَعَرَّضْ أَنْ تُشاكَ، وَلَا تَطَأْ ... بِرِجْلِكَ مِنْ مِزْعَافَةِ الرِّيقِ مُعْضِلِ أَراد حَيَّةً ذاتَ ريقٍ مُزْعِفٍ، وَزَادَ مَنْ «2» فِي الْوَاجِبِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو الْحَسَنِ. وَمِنْ أَسماء الْحَيَّةِ المِزْعَافَةُ والمِزْعامةُ. وسيفٌ مُزْعِفٌ: لَا يُطْني. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرةَ أَحدَ الفُتّاكِ فِي الإِسلام وَكَانَ لَهُ سَيْفٌ سَمَّاهُ المُزْعِفَ؛ وَفِيهِ يَقُولُ: عَلَوْتُ بالمُزْعِفِ المَأْثُورِ هامَتَه، ... فَمَا اسْتَجابَ لداعِيهِ وَقَدْ سَمِعا والزُّعُوفُ: المَهالكُ. وزَعَفَ فِي الْحَدِيثِ: زادَ عَلَيْهِ أَو كَذَبَ فيه. زعنف: الزِّعْنِفةُ: طائفةٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وجَمْعُها زَعانِفُ. ابْنُ سِيدَهْ: الزِّعْنِفَةُ القِطْعةُ مِنَ الثَّوْبِ، وَقِيلَ: هُوَ أَسفل الثَّوْبِ المُتَخَرِّق. والزَعَانِفُ:

_ (2). قوله [وزاد من إلخ] كذا بالأصل وشرح القاموس.

أَطْرافُ الأَديمِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: زَعَانِفُ الأَديمِ أَطْرافُه الَّتِي تُشَدُّ فِيهَا الأَوْتاد إِذَا مُدَّ فِي الدِّباغ، الْوَاحِدَةُ زَعْنفةٌ وزِعْنفة. والزَّعانِفُ: أَجْنِحةُ السَّمك، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، وكلُّ شَيْءٍ قَصيرٍ زَعْنَفَةٌ وزِعْنَفَة، وزَعانِفُ كلِّ شَيْءٍ رَديئُه ورُذالُه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: طِيري بمِخْراقٍ أَشَمَّ، كأَنه ... سَلِيمُ رِماحٍ لَمْ تَنَلْه الزَّعَانِفُ أَي لَمْ تَنَلْه النِّساء الزَّعَانِفُ الخسائِسُ، يَقُولُ: لَمْ تَنَلْهُ زعانِفُ النِّسَاءِ أَي لَمْ يَتَزَوَّجْ لَئيمةً قَطُّ فتَنالَه، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ رُذالُ الناسِ زَعانِفَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِزَعانِفِ الثَّوْبِ والأَديمِ، وَلَيْسَ بقَويّ. الأَزهري: إِذَا رأَيت جَمَاعَةً لَيْسَ أَصلُهم وَاحِدًا قُلْتَ: إِنَّمَا هُمْ زَعَانِفُ بِمَنْزِلَةِ زَعَانِف الأَديم، وَهِيَ فِي نَواحيه حِينَ تُشَدُّ فِيهِ الأَوتادُ إِذَا مُدَّ فِي الدِّباغ؛ قَوْلُهُ طِيري أَي اعْلَقي بِهِ، والمِخْراقُ الْكَرِيمُ، وسَلِيمُ رِمَاحٍ قَدْ أَصابته الرِّماحُ مِثْلُ سليمٍ مِنَ العقْرب وَالْحَيَّةِ، والزَّعَانِفُ: مَا تَخَرَّقَ مِنْ أَسافِلِ القَمِيصِ، يشبَّه بِهِ رُذالُ الناسِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الزَّعَانِيفَ الَّذِينَ رَغِبوا عَنِ الناسِ وَفَارَقُوا الْجَمَاعَةَ ؛ هِيَ الفرَقُ المُخْتَلِفَةُ وأَصلها أَطْرافُ الأَدِيمِ والأَكارِعُ، وَقِيلَ: أَجْنِحَةُ السَّمكِ، وَالْيَاءُ فِي زَعَانِيف للإِشباعِ وأَكثر مَا تَجِيءُ فِي الشِّعر، شَبَّه مَنْ خَرَجَ عَنِ الْجَمَاعَةِ بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّعْنِفَةُ، بِالْكَسْرِ، الْقَصِيرُ، وأَصل الزَّعَانِف أَطْرافُ الأَدِيمِ وأَكارِعُه؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَرٍ: فَمَا زَالَ يَفْري البِيدَ حَتَّى كأَنَّما ... قَوائمُه، فِي جانِبَيْه، الزَّعَانِفُ أَي كأَنَّها مُعَلَّقَة لَا تَمَسُّ الأَرضَ مِنْ سُرْعَتِه. والزَّعَانِفُ: الأَحْياء القَليلةُ فِي الأَحْياء الْكَثِيرَةِ، وَقِيلَ: هِيَ القِطَعُ مِنَ الْقَبَائِلِ تَشِذُّ وتنْفَرِدُ، وَالْوَاحِدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ زِعْنِفَةٌ. زغف: زَغَفَ فِي حَدِيثِهِ يَزْغَفُ زَغْفاً: كذَب وَزَادَ. ورجُلٌ مِزْغَفٌ: نَهِمٌ رَغِيبٌ. والزَّغْفُ والزَّغْفَةُ: الدِّرْعُ المُحْكَمَةُ، وَقِيلَ: الواسِعةُ الطوِيلةُ، تُسَكَّن وتحرَّك، وَقِيلَ: الدِّرْعُ اللَّينة، وَالْجَمْعُ زَغْفٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَحْتِي الأَغَرُّ، وفَوْقَ جِلْدِي نَثْرةٌ ... زَغْفٌ تَرُدُّ السيفَ، وَهُوَ مُثَلَّمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تُحَرَّكُ الْغَيْنُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ. وأَنكر ابْنُ الأَعرابي تَفْسِيرَ الزَّغْفَةِ بِالْوَاسِعَةِ مِنَ الدُّروع وَقَالَ: هِيَ الصَّغِيرَةُ الحَلَقِ، وَقَالَ ابْنُ شُميل: هِيَ الدقيقةُ الحسَنةُ السَّلَاسِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبي الْحُقَيْقِ فِي الزَّغَفِ: رُبَّ عَمٍّ ليَ لَوْ أَبْصَرْته، ... حَسَنِ المِشْيَة فِي الدِّرْعِ الزَّغَفْ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الزَّغَفِ: الدِّرع الْوَاسِعَةُ الطَّوِيلَةُ، أَظنه مِنْ قَوْلِهِمْ زَغَفَ لَنَا فُلَانٌ، وَذَلِكَ إِذَا حدَّثَ فَزَادَ فِي الْحَدِيثِ وكذَب فِيهِ. أَبو مَالِكٍ: رَجُلٌ زَغَّافٌ وَقَدْ زَغَفَ كَلَامًا كَثِيرًا إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْكَلَامِ. أَبو زَيْدٍ: زَغَفَ لَنَا مَالًا كَثِيرًا أَي غَرَفَ لَنَا مَالًا كَثِيرًا. والزَّغَفُ: دِقاقُ الحَطبِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّغَفُ حَطَبُ العَرْفَجِ مِنْ أَعالِيه وَهُوَ أَخْبَثُه، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ غَيْرِ الْعَرْفَجِ، وَقَالَ مُرَّةُ: الزَّغَفُ

الرَّدِيءُ مِنْ أَطْراف الشَّجَرِ والنباتِ، وَقِيلَ أَطرافه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: غَبَّى عَلَى قُتْرَتِه التَّعْشِيما، ... مِنْ زَغَفِ الغُذَّامِ، والحَطِيما وَقَالَ مُرَّةُ: الزَّغَفُ أَطراف الشَّجَرِ الضَّعيفةُ، قَالَ: وَقَالَ لِي بَعْضُ بَنِي أَسَد الزَّغَفُ أَعْلى الرِّمْث. وازْدَغَفَ الشيءَ: أَخَذَه واجْتَرفَه. وَرَجُلٌ مِزْغَفٌ: جَوَّابٌ مَنْهومٌ رَغيبٌ يَزْدَغِفُ كُلَّ شَيْءٍ. زغرف: البُحور الزَّغارِفُ: الْكَثِيرَةُ الْمِيَاهِ، عَنْ ثَعْلَبٍ وَحْدَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ إِنَّمَا هُوَ الزَّغاربُ، بِالْبَاءِ؛ وأَنشد الأَزهري لِمُزاحِمٍ: كَصَعْدَةِ مُرّانٍ جَرَى، تحتَ ظِلِّها، ... خَلِيجٌ أَمَدَّتْه البحارُ الزَّغَارِفُ وَلَوْ أَبْدَلَتْ أُنْساً لأَعْصَمَ عاقِلٍ ... بِرَأْسِ الشَّرَى، قَدْ طَرَّدَتْه المَخاوِفُ «1» وَقَالَ الأَصمعي: لَا أَعرفُ الزَّغَارِفَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: بَحْر زَغْرَبٌ وزَغْرَفٌ، بِالْبَاءِ وَالْفَاءِ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ ضَبَرَ وضَفَرَ إِذَا وَثَبَ. والبُرْعُلُ والفُرْعُلُ: ولَدُ الضَّبُع. زفف: الزَّفيفُ: سُرْعةُ الْمَشْيِ مَعَ تَقَارُبِ خَطْو وَسُكُونٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل عَدْو النَّعَامِ، وَقِيلَ: هُوَ كالذَّمِيل. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الزَّفِيفُ الإِسْراعُ ومقاربةُ الخَطْوِ، زَفَّ يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً وزُفُوفاً وأَزَفَّ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، قَالَ: وأَزَفَّ أَبْعَد اللُّغَتَيْنِ. وزَفَّ القومُ فِي مَشْيِهِمْ: أَسْرَعوا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالنَّاسُ يَزِفُّونَ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، أَي يُسرعُونَ، وقرأَها الأَعمش يُزَفُّونَ أَي يَجِيئُونَ عَلَى هَيْئَةِ الزَّفيف بِمَنْزِلَةِ المَزْفُوفةِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَزِفُّون يُسْرِعُون، وأَصله مِنْ زَفِيف النَّعامةِ وَهُوَ ابْتِدَاءُ عَدْوِها، والنَّعامةُ يُقَالُ لَهَا زَفُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ حِلِّزَةَ: بِزَفُوفٍ كَأَنها هِقْلَةٌ أُمُّ ... رِئالٍ، دَوِّيَّةٌ سَقْفاء والزَّفيفُ: السريعُ مِثْلَ الذَّفِيف. وزَفَّ الظليمُ والبعيرُ يَزِفُّ، بِالْكَسْرِ، زَفِيفاً أَي أَسْرَعَ، وأَزَفَّه صاحبُه. وأَزَفَّ البعيرَ: حَمَله أَن يَزِفَّ. وزَفْزَفَ النعامُ فِي مَشْيه: حَرَّك جَنَاحَيْهِ. والزَّفَّانُ: السريعُ الْخَفِيفُ. وَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ تَزْوِيجِ فاطمةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَنَع طَعَامًا وَقَالَ لِبِلَالٍ: أَدْخلْ عليَّ النَّاسَ زُفَّةً زُفَّةً ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ فَقَالَ: فَوْجاً بَعْدَ فَوْجٍ وَطَائِفَةً بَعْدَ طَائِفَةٍ وزُمْرة بَعْدَ زُمْرة، قَالَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لزَفِيفها فِي مَشْيِهَا أَي إسْراعها. وزَفَّت الريحُ زَفِيفاً وزَفْزَفَتْ: هَبَّتْ هُبُوباً ليِّناً وَدَامَتْ، وَقِيلَ: زَفْزَفَتُها شِدَّةُ هُبوبها. التَّهْذِيبِ: الرِّيحُ تَزِفُّ زُفُوفاً، وَهُوَ هُبُوبٌ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ وَلَكِنَّهُ فِي ذَلِكَ ماضٍ. والزَّفْزَفَةُ: تَحْرِيكُ الرِّيحِ يَبيسَ الْحَشِيشِ؛ وأَنشد: زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الحَصادَ اليَبَسا وزَفْزَفَتِ الرِّيحُ الحَشِيشَ: حَرَّكَته. ويقال

_ (1). قوله [أبدلت] كذا بالأصل وشرح القاموس.

للطائِش الحِلْمِ: قَدْ زَفَّ رَأْلُه. والزَّفزفةُ: حَنِينُ الريحِ وَصَوْتُهَا فِي الشَّجَرِ، وَهِيَ رِيحٌ زَفْزَافَةٌ وَرِيحٌ زَفْزَفٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَريّ لِمُزاحِم: ثَوْباتِ الجَنُوبِ الزَّفَازِفِ وَرِيحٌ زَفْزَفَةٌ وزَفْزَافَةٌ وزَفْزَافٌ: شَدِيدَةٌ لَهَا زَفْزفة، وَهِيَ الصوتُ؛ وَجَعَلَهُ الأَخطل زَفزَفاً قَالَ: أَعاصيرُ رِيحٍ زَفْزَفٍ زَفَيانِ وَفِي حَدِيثِ أُم السَّائِبِ: أَنه مرَّ بِهَا وَهِيَ تُزَفْزِفُ مِنَ الحُمَّى أَي ترْتَعِدُ مِنَ الْبَرْدِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَقَدْ تقدَّم. والزَفِيفُ: البريقُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: دَجَا الليلُ، واسْتَنَّ اسْتِناناً زَفِيفُه، ... كَمَا اسْتَنَّ فِي الغابِ الحَرِيقُ المُشَعْشَعُ وزَفْزَفَةُ المَوكِبِ: هَزِيزُه. وزَفْزَفَ إِذَا مَشى مِشْيَةً حَسَنةً. والزَّفْزَفَةُ مِنْ سَيْرِ الإِبل، وَقِيلَ: الزَّفْزَفَةُ مِنْ سَيْرِ الإِبل فَوْقَ الخَبَبِ؛ قَالَ امْرُؤُ القَيس: لمَّا رَكِبنا رَفَعْناهُنَّ زَفْزَفَةً، ... حَتَّى احْتَوَيْنا سَواماً ثَمَّ أَرْبابُهْ وزَفَّ الطَّائِرُ فِي طَيَرَانِهِ يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً وزَفزف: ترامَى بِنَفْسِهِ، وَقِيلَ: هُوَ بَسْطُه جناحَيه؛ وأَنشد: زَفِيفَ الذُّنابى بِالْعَجَاجِ القواصِفِ والزَّفْزَافُ: النَّعام الَّذِي يُزَفْزِفُ فِي طيَرانه يُحَرِّكُ جَنَاحَيْهِ إِذَا عَدَا. وقَوْسٌ زَفُوفٌ: مُرِنّةٌ. والزَّفْزَفَةُ: صوتُ القِدْحِ حِينَ يُدارُ عَلَى الظُّفُر؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: كَساها رَطِيبَ الرِّيشِ، فاعْتَدَلَتْ لَهَا ... قِداحٌ، كأَعْناقِ الظِّباء، زَفازِفُ أَراد ذواتُ زَفَازِفَ، شبَّه السِّهامَ بأَعْناقِ الظِّباء فِي اللِّينِ والانْثِناء. والزِّفُّ: صَغِيرُ الرِّيشِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ رِيشَ النعامِ. وهَيْقٌ أَزَفُّ بيِّن الزَّفَفِ أَي ذُو زِفٍّ مُلْتَفٍّ. وظلِيم أَزَفُّ: كَثِيرُ الزِّفِّ. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّفّ، بِالْكَسْرِ، صِغَارُ رِيشِ النعامِ وَالطَّائِرِ. وزَفَفْتُ العَرُوسَ وزَفَّ العروسَ يَزُفُّها، بِالضَّمِّ، زَفّاً وزِفَافاً وَهُوَ الْوَجْهُ وأَزْفَفْتُها وازْدَفَفْتُها بِمَعْنًى وأَزَفَّها وازْدَفَّها، كُلُّ ذَلِكَ: هَدَاهَا، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: زَحَفَتْ زَوافُّها أَي اللَّواتي زَفَفْنَها. والمِزَفَّةُ: المِحَفَّةُ، وَقِيلَ: الْمِحَفَّةُ الَّتِي تُزَفُّ فِيهَا الْعَرُوسُ. اللَّيْثُ: زُفَّتِ العروسُ إِلَى زَوْجِهَا زَفّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: يُزَفُّ [يُزِفُ] عَلِيٌّ بَيْنِي وَبَيْنَ إبراهيمَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، إِلَى الْجَنَّةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنْ كُسِرَتِ الزَّايُ فَمَعْنَاهُ يُسْرِعُ مِنْ زَفَّ فِي مِشْيَتِهِ وأَزَفَّ إِذَا أَسرع، وَإِنْ فُتِحَتْ فَهُوَ مِنْ زَفَفْتُ العَروسَ أَزُفُّها إِذَا أَهْدَيْتَها إِلَى زَوْجِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا ولَدت الجاريةُ بَعَث اللَّهِ إِلَيْهَا مَلَكاً يَزُفُّ الْبَرَكَةَ زَفّاً. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: فَمَا تَفرَّقُوا حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ وَقَدْ تَكَتَّبَ يُزَفُّ فِي قَوْمِهِ. وَجِئْتُكَ زَفَّةً أَو زَفَّتَينِ أَي مرَّة أَو مَرَّتَيْنِ. زقف: تَزَقَّفَ الكُرَةَ: كَتَلَقَّفَها. قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ فِي تَفْسِيرِ غَرِيبِ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عنه، أَن مُعَاوِيَةَ قَالَ: لَوْ بَلَغَ هَذَا الأَمرُ إِلَيْنَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَعْنِي الْخِلَافَةَ، تَزَقَّفْناه

تَزَقُّفَ الأُكْرةِ ؛ قَالَ: التَّزَقُّفُ كالتَلَّقُّف وَهُوَ أَخذ الْكُرَةِ بِالْيَدِ أَو بِالْفَمِ. يُقَالُ: تَزَقَّفْتها وتَلَقَّفْتها بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ أَخذها بِالْيَدِ أَو بِالْفَمِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِطَافِ وَالِاسْتِلَابِ مِنَ الْهَوَاءِ، وَقَوْلُهُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَدْحِ أَو مَجْرُورٌ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي إِلَيْنَا. والزُّقْفةُ: مَا تَزَقَّفْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا سُفيانَ قَالَ لِبَنِي أُميةَ تَزَقَّفُوها تَزَقُّفَ الْكُرَةِ ، يَعْنِي الْخِلَافَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَأْخُذُ الله السمواتِ والأَرضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِيَدِهِ ثُمَّ يَتَزَقَّفُها تَزَقُّفَ الرُّمّانة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه قَالَ لَمَّا اصْطَفَّ الصفّانِ يَوْمَ الْجَمَلِ: كَانَ الأَشتر زَقَفَني مِنْهُمْ فأْتَخَذْنا فَوَقَعْنا إِلَى الأَرض فَقُلْتُ اقْتُلُوني ومالِكاً ، أَي اخْتَطَفَني واسْتَلَبَني مِنْ بَيْنِهِمْ؛ والائْتِخاذُ: افْتِعال مِنَ الأَخذ بِمَعْنَى التفاعُل أَي أَخَذَ كلُ وَاحِدٍ مِنّا صاحِبَه، وَالَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الأُكْرة. قَالَ شَمِرٌ: والكُرة أَعْرَبُ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الأَكرة؛ وأَنشد: تَبِيتُ الفِراخ بأَكْنافِها، ... كأَنَّ حَواصلَهُنّ الأُكَرْ قَالَ مُزَاحِمٌ: ويُضْرِبُ إضْرابَ الشُّجاعِ وعندَه، ... غذا مَا التَقَى الأَبطالُ، خَطْفٌ مُزاقَفُ زلف: الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى: القُربةُ والدَّرَجة والمَنزلةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى ؛ قَالَ: هِيَ اسْمٌ كأَنه قَالَ بِالَّتِي تقرِّبكم عِنْدَنَا ازْدِلافاً؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجُ: ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا، ... طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفاً فَزُلَفا، سَماوةَ الهِلالِ حَتَّى احْقَوقَفا يَقُولُ: مَنْزِلَةً بَعد منزلةٍ وَدَرَجَةً بَعْدَ درجةٍ. وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ: دَنَا مِنْهُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: حَتَّى إِذَا اعْصَوْصَبُوا، دُونَ الرِّكابِ مَعاً، ... دَنَا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ وأَزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ* ؛ أَي قُرِّبَتْ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وتأْويله أَي قَرُبَ دُخُولُهُمْ فِيهَا ونَظَرُهُم إِلَيْهَا. وازْدَلَفَه: أَدْناه إِلَى هَلَكةٍ. ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاقْتِرَابِ النَّاسِ إِلَى مِنًى بَعْدَ الإِفاضة مِنْ عرَفات. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدْري كَيْفَ هَذَا. وأَزْلَفَه الشَّيْءَ صَارَ جَمِيعُهُ «1»؛ حَكَاهُ الزَّجَّاجُ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ومُزْدَلِفَةُ مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ ؛ مَعْنَى أَزْلَفْنا جَمَعْنَا، وَقِيلَ: قَرَّبْنا الْآخَرِينَ مِنَ الغَرَقِ وَهُمْ أَصحاب فِرْعَوْنَ، وَكِلَاهُمَا حَسَن جَمِيلٌ لأَن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم مِنْ بَعْضٍ، وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةُ جَمْعاً. وأَصل الزُّلْفَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ القُرْبَى. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا أَي رأَوا الْعَذَابَ قَرِيبًا. وَفِي الْحَدِيثِ إِذَا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كلَّ سَيِّئَةٍ أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها، والأَصل فِيهِ القُرْبُ والتَّقدُّم. والزُّلْفةُ: الطائفةُ مِنْ أَوّل اللَّيْلِ، وَالْجَمْعُ زُلَفٌ

_ (1). قوله [وَأَزْلَفَهُ الشَّيْءَ صَارَ جَمِيعُهُ] كذا بالأصل.

وزُلَفَاتٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وزُلَفُ الليلِ: سَاعَاتٌ مِنْ أَوّله، وَقِيلَ: هِيَ ساعاتُ اللَّيْلِ الآخذةُ مِنَ النَّهَارِ وَسَاعَاتُ النَّهَارِ الْآخِذَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَاحِدَتُهَا زُلْفَةٌ، فأَما قِرَاءَةُ ابْنُ مُحَيْصِنٍ: وزُلُفاً مِنَ اللَّيْلِ ، بِضَمِّ الزَّايِ وَاللَّامِ، وزُلْفاً مِنَ اللَّيْلِ ، بِسُكُونِ اللَّامِ، فإنَّ الأُولى جَمْعُ زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ، وأَما زُلْفاً فَجَمْعُ زُلْفةٍ جَمَعَهَا جَمْعَ الأَجناس الْمَخْلُوقَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ جَوْهَرًا كَمَا جَمَعُوا الْجَوَاهِرَ الْمَخْلُوقَةَ نَحْوَ دُرَّةٍ ودُرٍّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ذِكْرُ زُلَفِ الليلِ ، وَهِيَ سَاعَاتُهُ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّائِفَةُ مِنَ اللَّيْلِ، قَلِيلَةً كَانَتْ أَو كَثِيرَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ؛ فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ، وصلاةُ طَرَفي النَّهَارِ: الصبحُ فِي أَحد الطَّرَفَيْنِ والأُولى، والعصرُ فِي الطرَف الأَخير؛ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ كَمَا تَقُولُ جِئْتُ طَرَفَيِ النَّهَارِ وأَوّل اللَّيْلِ، وَمَعْنَى زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ الصَّلَاةُ الْقَرِيبَةُ مِنْ أَول اللَّيْلِ، أَراد بالزُّلَفِ المغربَ وَالْعِشَاءَ الأَخيرة؛ ومن قرأَ وزُلْفاً فَهُوَ جَمْعُ زَلِيفٍ مِثْلُ القُرْب والقَريب. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيّة: أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ مِنْهُ، وَهُوَ يَفْتَعِلْنَ مِنَ القُرْبِ فأَبدل التَّاءُ دَالًا لأَجل الزَّايِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَتَبَ إِلَى مُصْعبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ بالمَدينة: انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي تَتَجَهَّزُ فِيهِ الْيَهُودُ لِسَبْتِهَا، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فازْدَلِفْ إِلَى اللَّهِ بِرَكْعَتَيْنِ وَاخْطُبْ فِيهِمَا أَي تَقَرَّبْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ والنَّسَّابة: فَمِنْكُمُ المزْدَلِفُ الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ ؛ إِنَّمَا سُمِّيَ المُزْدَلِف لِاقْتِرَابِهِ إِلَى الأَقْران وإِقْدامِه عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: لأَنه قَالَ فِي حَرْبِ كُلَيْبٍ: ازْدَلِفُوا قَوْسي أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا فِي الْحَرْبِ بِقَدْرِ قَوْسي. وَفِي حَدِيثِ الباقِر: مَا لَك مِنْ عَيْشِك إِلَّا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إِلَى حِمامك أَي تُقَرِّبُك إِلَى مَوْتِكَ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يُتَقَرَّبُ فِيهَا. والزَّلَفُ «2» والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ: التَّقَدُّمُ مِنْ مَوْضع إِلَى مَوْضِعٍ. والمُزْدَلِفُ: رَجُلٌ مِنْ فُرْسان الْعَرَبِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه أَلْقى رُمْحَه بَيْنَ يَدَيْهِ فِي حرْب كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ ثُمَّ قَالَ: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي. وزَلَفْنا لَهُ أَي تَقَدَّمْنا. وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه: قَدَّمه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا. والزَّلَفةُ: الصَّحْفةُ الْمُمْتَلِئَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، والزَّلَفةُ: الإِجّانةُ الخَضْراء، والزَّلَفةُ: المِرآة؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الزَّلَفةُ وجْه المِرآة. يُقَالُ: البِرْكَةُ تَطْفَح مِثْلَ الزَّلفة، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ زَلَفٌ، والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ، وَالْجَمْعُ زَلَفٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنها ... زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ شَاهِدًا عَلَى الزَّلَفِ جَمْعِ زَلَفَةٍ وَهِيَ المَحارةُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمرو الزَّلَفُ فِي هَذَا الْبَيْتِ مَصانِعُ الْمَاءِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للعُمانيّ: حَتَّى إِذَا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَفْ، ... مِنْ بعدِ مَا كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ قَالَ: وَهِيَ المَصانِعُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ

_ (2). قوله [والزلف] كذا ضبط بالأصل، وضبط فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ بسكون اللام.

الأَجاجِينُ الخُضْر، قَالَ: وَهِيَ المَزالِفُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا فيَغْسِل الأَرض حَتَّى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ ، وَهِيَ مَصْنَعةُ الْمَاءِ؛ أَراد أَن الْمَطَرَ يُغَدِّرُ فِي الأَرض فَتَصِيرُ كأَنها مَصنعة مِنْ مَصانِعِ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الزَّلَفةُ المِرآةُ شَبَّهَهَا بِهَا لِاسْتِوَائِهَا ونَظافتها، وَقِيلَ: الزَّلَفَةُ الرَّوْضةُ، وَيُقَالُ بِالْقَافِ أَيضاً، وَكُلُّ مُمْتَلئٍ مِنَ الْمَاءِ زَلَفَةٌ، وأَصبحت الأَرضُ زَلَفَةً وَاحِدَةً عَلَى التَّشْبِيهِ كَمَا قَالُوا أَصبحت قَرْواً وَاحِدًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها ... هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفَا «1» وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ: طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفاً فَزُلَفا، أَي قَلِيلًا قَلِيلًا؛ يَقُولُ: طوَى هَذَا البعيرَ الإِعياءُ كَمَا يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي شَخْصَه قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى دَقَّ واسْتَقْوَس. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ قَالَ: الزَّلَفَةُ ثَلَاثَةُ أَشياء: البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة، قَالَ: وَزَادَ ابْنُ خَالَوَيْهِ رَابِعًا أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة مِنْ كَثْرَةِ الأَمطار. والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ: الْبَلَدُ، وَقِيلَ: القُرى الَّتِي بَيْنَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ وَنَحْوِهِمَا. وزَلَّفَّ فِي حَدِيثِهِ: زَادَ كَزَرَّفَ، يُقَالُ: فُلَانٌ يُزَلِّفُ فِي حَدِيثِهِ ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ. وَفِي الصِّحَاحِ: المَزالِفُ البَراغيلُ وَهِيَ الْبِلَادُ الَّتِي بَيْنَ الرِّيفِ والبَر، الْوَاحِدَةُ مَزلفة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِنِّي حَجَجْتُ مِنْ رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هَذِهِ المَزالِفِ ؛ رأْسُ هِرٍّ وخارَكُ: مَوْضِعَانِ مِنْ ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فِيهِمَا، والمَزالِفُ: قُرَى بَيْنَ الْبَرِّ والرِّيف. وَبَنُو زُلَيْفةَ: بَطْنٌ؛ قَالَ أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ: مَنْ مُبْلغٌ مَآلِكِي حُبْشيّا؟ ... أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا زلحف: ازْلَحَفَّ الرَّجُلُ وازْحَلَفَّ، لُغَتَانِ، مَقْلُوبٌ: تَنَحَّى وتأَخَّر، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي زَحْلَفَ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: مَا ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عَنِ الزِّنَا إِلَّا قَلِيلًا لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ ؛ أَي مَا تَنَحّى وَتَبَاعَدَ. وَيُقَالُ: ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ، عَلَى الْقَلْبِ، وتَزَحْلَفَ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الصَّوَابُ ازْلَحَفَّ كاقْشَعَرّ، وازَّلْحَف بِوَزْنِ اظَّهَّرَ، عَلَى أَن أَصله ازْتَلْحَفَ فأُدغمت التَّاءُ فِي الزَّايِ، والله أَعلم. زهف: الإِزْهافُ: الكَذِبُ. وَفِيهِ ازْدِهافٌ أَي كَذِبٌ وتَزَيُّدٌ. وأَزْهَفَ بِالرَّجُلِ إزْهافاً: أَخبر الْقَوْمَ مِنْ أَمره بأَمر، لَا يَدْرُون أَحَقٌّ هُوَ أَم بَاطِلٌ. وأَزْهَفَ إِلَيْهِ حديثاً وازْدَهَفَ: أَسْنَد إِلَيْهِ قَوْلًا لَيْسَ بحَسَنٍ. وأَزْهَفَ لَنَا فِي الْخَبَرِ وازْدَهَفَ: زَادَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ صَعْصَعَةَ قَالَ لمُعاوية، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنِّي لأَتْرُك الْكَلَامَ فَمَا أُزْهِفُ بِهِ ؛ الإِزْهافُ: الِاسْتِقْدَامُ. وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَزْهَفَ فِي الْحَدِيثِ إِذَا زَادَ فِيهِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَزْهَفَ بِي فُلَانٌ: وَثِقْتُ بِهِ فَخَانَنِي. غَيْرُهُ: وَإِذَا وَثِقْتَ بِالرَّجُلِ فِي الأَمر فَخَانَكَ فَقَدْ أَزْهَفَ إزْهافاً، وأَصل الازْدِهاف الْكَذِبُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَزْهَفْتُ لَهُ حَدِيثًا أَي أَتيته بِالْكَذِبِ. والإِزْهافُ: التَّزْيِينُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: أَشاقَتْكَ لَيْلَى فِي اللِّمامِ، وَمَا جَرَتْ ... بِمَا أَزْهَفَتْ، يَومَ الْتَقَيْنا، وبَزَّتِ

_ (1). قوله [هبائب إلخ] كذا بالأصل ومثله شرح القاموس.

والزُّهُوفُ: الهَلَكةُ. وأَزْهَفَه: أَهْلَكَه وأَوقَعَه؛ قَالَ المَرّار: وجَدْتُ العَواذِلَ يَنْهَيْنَه، ... وَقَدْ كُنْتُ أُزْهِفُهُنَّ الزُّيُوفا «1» أَراد الإِزْهافَ، فأَقام الِاسْمَ مُقام الْمَصْدَرِ كَمَا قَالَ لَبِيدٌ: باكَرْتُ حاجَتَها الدّجاجَ وَكَمَا قَالَ الْقَطَامِيُّ: وبعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا والزاهِفُ: الهالِكُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَلَمْ أَرَ يَوْماً كَانَ أَكْثَرَ زاهِفاً، ... بِهِ طَعْنةٌ قاضٍ عَلَيْهِ أَلِيلُها والأَليلُ: الأَنِينُ: ابْنُ الأَعرابي: أَزْهَفَتْه الطعنةُ وأَزْهَقَتْه أَي هَجَمَتْ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ، وأَزْهَفْتُ إِلَيْهِ الطَّعْنَةَ أَي أَدْنَيْتُها. وَقَالَ الأَصمعي: أَزْهفت عَلَيْهِ وأَزْعَفْتُ أَي أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: فَلَمَّا رأَى بأَنه قَدْ دَنا لَهَا، ... وأَزْهَفَها بعضَ الَّذِي كَانَ يُزْهِفُ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَزْهَفَ لَهُ بالسيفِ إزْهافاً وَهُوَ بُداهَتُه وعَجَلَتُه وسَوْقُه، وازْدَهَفْتُ لَهُ بِالسَّيْفِ أَيضاً. وأَزْهَفَتْه الدابةُ أَي صَرَعَتْه، وأَزْهَفَه: قَتَلَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِمَيَّةَ بِنتِ ضِرارٍ الضَّبِّيّةِ تَرْثي أَخاها: لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بعدَ امْرئٍ ... بِوادي أَشائِين، أَذْلالَها كَريمٍ ثَناه وَآلَاؤُهُ، ... وَكَافِي العَشيرةِ مَا غالَها تَراه عَلَى الخَيْلِ ذَا قُدْمَةٍ، ... إِذَا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالَها وخِلْتَ وُعُولًا أَشارى بِهَا، ... وَقَدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها وَلَمْ يَمْنَعِ الحَيُّ رَثَّ القُوى، ... وَلَمْ تُخْفِ حَسْناء خَلْخالَها قَوْلُهُ أَشارى: جَمْعُ أَشْرانَ مِنَ الأَشَرِ وَهُوَ البَطَرُ. وَيُقَالُ: زَهَفَ لِلْمَوْتِ أَي دَنا لَهُ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ: ومَرْضى مِنْ دجاجِ الرِّيفِ حُمْرٍ ... زَواهِفَ، لَا تَموتُ وَلَا تَطِيرُ وأَزْهَفَ العَداوةَ: اكْتَسَبها. وَمَا ازْدَهَفَ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَخذ. وَإِنَّكَ تَزْدَهِفُ بالعَداوة أَي تَكْتَسِبُها؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: سائِلْ نُمَيْراً غَداةَ النَّعْفِ مِنْ شَطَبٍ، ... إذْ فُضَّتِ الخيلُ مِنْ ثَهْلانَ، مَا ازْدَهَفُوا أَي مَا أَخذوا مِنَ الْغَنَائِمِ وَاكْتَسَبُوا. وفُضَّتْ: فُرِّقَتْ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي سَعِيدٍ: الازدهافُ الشدَّةُ والأَذى، قَالَ: وَحَقِيقَتُهُ اسْتطارةُ القلبِ مِنْ جَزَعٍ أَو حَزَنٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرْتاعُ مِنْ نَقْرَتي حَتَّى تَخَيَّلَها ... جَوْنَ السَّراةِ تَوَلَّى، وَهُوَ مُزْدَهِفُ النَّقْرةُ: صُوَيت يُصَوِّتُونه لِلْفَرَسِ، أَي إِذَا زجَرْتها جَرَتْ جَرْيَ حِمار الوَحْشِ؛ وقالت امرأَة:

_ (1). قوله [الزيوفا] كذا في الأصل وشرح القاموس بالياء.

بَلْ مَنْ أَحَسَّ بِرَيْمَيَّ اللَّذَيْنِ هُما ... قَلْبي وعَقْلي، فعَقْلي اليومَ مُزْدَهِفُ؟ والزَّهَفُ: الخِفَّةُ والنَّزَقُ. وَفِيهِ ازْدِهافٌ أَي استِعجال وتَقَحُّمٌ؛ وَقَالَ: يَهْوينَ بالبيدِ إِذَا الليلُ ازْدَهَفْ أَي دخلَ وتَقَحَّم. الأَزهري: فِيهِ ازْدِهافٌ أَي تَقَحُّمٌ فِي الشَّرِّ. وزَهِفَ زَهَفاً وازْدَهَف: خَفَّ وعَجِلَ. وأَزْهَفَه وازْدَهَفَه: اسْتَعْجَلَهُ؛ قَالَ: فِيهِ ازْدِهافٌ أَيَّما ازْدِهافِ نَصَبَ أَيَّما عَلَى الْحَالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ مَنْصُوبًا عَلَى الْحَالِ وَإِنَّمَا هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَالنَّاصِبُ لَهُ فِعْلٌ دَلَّ عَلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ قَبْلَهُ: قَوْلُك أَقوالًا مَعَ الخِلاف كأَنه قَالَ يَزْدَهِفُ أَيما ازْدهاف، وَلَكِنِّ ازْدِهَافًا صَارَ بَدَلًا مِنَ الْفِعْلِ أَن تَلَفَظَ بِهِ، وَمِثْلُهُ: لَهُ صوتٌ صوتَ حِمَارٍ، قَالَ: وَالرَّفْعُ فِي ذَلِكَ أَقْيَسُ. اللَّيْثُ: الزَّهَفُ اسْتُعْمِلَ مِنْهُ الازْدِهافُ وَهُوَ الصُّدُودُ؛ وأَنشد: فِيهِ ازْدهافٌ أَيَّما ازْدِهَافِ قَالَ الأَصمعي: ازْدِهافٌ هَاهُنَا استعجالٌ بِالشَّرِّ. وَيُقَالُ: ازْدَهَفَ فُلَانٌ فُلَانًا واسْتَهَفَّه واسْتَهْفَاهُ واسْتَزَفَّه كلُّ ذَلِكَ بِمَعْنَى اسْتَخَفّه. أَبو عَمْرٍو: أَزْهَفْتُ الشَّيْءَ أَرْخَيْتُه. وأُزْهِفَ الشيءُ وازْدُهِفَ أَي ذُهِبَ به، فهو مُزْهَفٌ ومُزْدَهَفٌ. وأَزْهَفَه فلان وازْدَهَفَه أَي ذَهَبَ بِهِ وأَهلكه، والله أَعلم. زوف: زافَ الإِنسانُ يَزُوفُ ويَزافُ زَوْفاً وزُوُوفاً: اسْتَرْخى فِي مِشْيَتِه. وزافَ الطَّائِرُ فِي الْهَوَاءِ: حَلَّقَ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الزَّوْفُ زَوْفُ الْحَمَامَةِ إِذَا نَشَرَتْ جَنَاحَيْهَا وذَنَبَها عَلَى الأَرض، وَكَذَلِكَ زَوْفُ الإِنسان إِذَا مَشَى مُسْتَرْخِيَ الأَعْضاء. وزَافَ الغلامُ وزَافَ الطائرُ عَلَى حَرْف الدُّكَّان «2» فاسْتَدارَ حَوالَيْه ووَثَبَ يَتَعَلَّمُ بِذَلِكَ الخِفّةَ فِي الفُرُوسةِ. وَقَدْ تَزاوَفَ الغِلْمانُ: وَهُوَ أَن يَجِيءَ أَحدهم إِلَى رُكْنِ الدُّكَّانِ فَيَضَعَ يَدَه عَلَى حَرْفه ثُمَّ يَزُوفَ زَوفة فَيَسْتَقِلَّ مِنْ مَوْضِعِهِ ويدُورَ حَوالي ذَلِكَ الدُّكانِ فِي الهَواء حَتَّى يَعُودَ إِلَى مكانِه. وزافَ الماءُ: عَلا حَبابُه. زيف: الزَّيفُ: مِنْ وصْفِ الدَّراهم، يُقَالُ: زَافَتْ عَلَيْهِ دَراهِمُه أَي صَارَتْ مَرْدُودةً لغِشٍّ فِيهَا، وَقَدْ زُيِّفَتْ إِذَا رُدَّتْ. ابْنُ سِيدَهْ: زَافَ الدِّرهمُ يَزِيفُ زُيُوفاً وزُيُوفةً: رَدُؤَ، فَهُوَ زَائِفٌ، وَالْجَمْعُ زُيَّفٌ؛ وَكَذَلِكَ زَيْفٌ، وَالْجَمْعُ زُيُوفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ، حِينَ تُشِدُّه، ... صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرا «3» وَقَالَ: تَرَى الْقَوْمَ أَشْباهاً إِذَا نَزَلُوا مَعاً، ... وَفِي القَوْمِ زَيْفٌ مِثلُ زَيْفِ الدَّراهم وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: لَا تُعْطِه زَيْفاً وَلَا نَبَهْرجا ... واسْتَشْهَدَ عَلَى الزائِف بِقَوْلِ هُدْبةَ:

_ (2). قوله [وَزَافَ الطَّائِرُ عَلَى حَرْفِ الدكان إلخ] كذا بالأصل. (3). قوله [تشده] في معجم ياقوت تطيره، وفي ديوان إمرئ القيس: تشذه أي تفرّقُه.

فصل السين المهملة

تَرى ورَقَ الفِتْيانِ فِيهَا كأَنهم ... دَراهِمُ، مِنْهَا زاكِياتٌ وزُيَّفُ وأَنشد أَيضاً لِمُزَرِّدٍ: وَمَا زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامةٍ ... وخَمْسِمِئٍ، مِنْهَا قَسِيٌّ وزائفُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه بَاعَ نُفايَة بيتِ المالِ وَكَانَتْ زُيوفاً وقَسِيّةً أَي رَديئةً. وزَافَ الدَّرَاهِمَ وزَيَّفَها: جَعَلَهَا زُيُوفاً، ودِرْهَمٌ زَيْفٌ وزَائِفٌ، وَقَدْ زَافَتْ عَلَيْهِ الدَّراهِمُ وزَيَّفْتُها أَنا. وزَيَّفَ الرجلَ: بَهْرَجَه، وَقِيلَ: صَغَّرَ بِهِ وحقَّر، مأْخوذ مِنَ الدِّرْهَمِ الزَّائِفِ وَهُوَ الرَّديء. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: مَنْ زَافَتْ عَلَيْهِ دراهِمُه فليأْتِ بِهَا السُّوقَ، وليشترِ بِهَا سَحْق ثَوْبٍ وَلَا يُحالِفِ الناسَ عَلَيْهَا أَنها جِيادٌ. وزَافَ البعيرُ وَالرَّجُلُ وَغَيْرُهُمَا يَزِيفُ فِي مِشْيَتِه زَيْفاً وزُيُوفاً وزَيَفاناً، فَهُوَ زَائفٌ وزَيْفٌ؛ الأَخيرة عَلَى الصِّفَةِ بِالْمَصْدَرِ: أَسْرَعَ، وَقِيلَ: هُوَ سُرْعةٌ فِي تمايُل؛ وَأَنْشَدَ: أَنْكَبُ زَيّافٌ وَمَا فِيهِ نَكَبْ وَقِيلَ زافَ البعيرُ يَزِيفُ تَبَخْتَر فِي مِشْيَتِه. والزَّيّافةُ مِنَ النُّوقِ: المُخْتالة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةُ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ، جَسْرَةٍ، ... زَيّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُكْرَمِ وَكَذَلِكَ الحَمامُ «1» عِنْدَ الحَمامَة إِذَا جَرَّ الذُّنابَى ودَفَعَ مُقَدَّمه بمؤَخَّرِه واسْتَدار عَلَيْهَا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَرْب: وزَافَتْ كمَوْجِ البَحرِ تَسْمو أَمامَها، ... وقامَتْ عَلَى ساقٍ وآنَ التَّلاحُقُ قِيلَ: الزَّيْفُ هُنَا أَن تَدْفَعَ مقَدّمها بِمُؤَخَّرِهَا. وزافَتِ المرأَةُ فِي مَشْيِها تَزِيفُ إِذَا رأَيتها كأَنها تَسْتَدِيرُ. والحَمامة تَزِيفُ بَيْنَ يَدَيِ الحَمام الذَّكَرِ أَي تَمْشِي مُدِلَّةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: بَعْدَ زَيَفَان وثَباته ؛ الزَّيَفانُ، بِالتَّحْرِيكِ: التَّبَخْتُرُ فِي الْمَشْيِ مِنْ ذَلِكَ. وزَافَ الجِدارَ والحائطَ زَيْفاً: قَفَزَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وزَافَ البناءُ وَغَيْرُهُ زَيْفًا: طالَ وارْتَفَع. والزَّيْفُ: الإِفْرِيزُ الَّذِي فِي أَعْلى الدارِ، وَهُوَ الطَّنَفُ المُحِيط بِالْجِدَارِ. والزَّيْفُ: مِثْلُ الشُّرَفِ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: ترَكُوني لَدَى قُصُورٍ وأعْراضِ ... قُصُورٍ، لِزَيْفِهنَّ مراقِي «2» الزَّيْف: شُرَفُ القُصُور، وَاحِدَتُهُ زَيْفةٌ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنَّ الحَمام يَزِيفُ عَلَيْهَا مِنْ شُرْفةٍ إِلَى شُرْفة. فصل السين المهملة سأف: سَئِفَتْ يدُه تَسْأَفُ سَأَفاً، فَهِيَ سَئِفةٌ، وسأَفَتْ سَأْفاً: تشَقَّق مَا حَوْل أَظْفاره وتشَعَّثَ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ تَشَقُّقٌ فِي أَنْفُس الأَظفار، وسَئِفَتْ شَفَتُه: تَقَشَّرَت. وسَئِفَ لِيف النَّخْلَةِ وانْسَأَفَ: تشَعَّثَ وَانْقَشَرَ. ابْنُ الأَعرابي: سَئِفَتْ أَصابعه وسَعِفَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. اللَّيْثُ: سَئِفُ اللِّيفِ، وَهُوَ مَا كَانَ مُلْتَزِقًا بأُصول السَّعَفِ مِنْ خِلَالِ اللِّيفِ، وَهُوَ أَرْدؤُه وأَخْشنه لأَنه يُسْأَفُ من

_ (1). قوله [وكذلك الحمام إلخ] كذا هو في الصحاح أَيضاً بدون تاء. (2). قوله [لدى قصور] كذا بالأصل. وفي شرح القاموس: لدى حديد.

جَوَانِبِ السَّعَفِ فَيَصِيرُ كأَنه لِيفٌ، وَلَيْسَ بِهِ، ولُيِّنت هَمْزَتُهُ. أَبو عُبَيْدَةَ: السَّأَفُ عَلَى تَقْدِيرِ السعَف شَعْرُ الذَّنَب والهُلْب، والسائفةُ مَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْلِ، وَجَمْعُهَا السَّوائف. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحراء فَسُئِفْتُ مِنْهُ أَي فَزِعْت؛ قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ. سجف: السَّجْفُ والسِّجْفُ: السِّتْر. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَلْقَى السِّجْفَ ؛ السجفُ: السترُ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَجَّهْتِ سِجافَتَه أَي هَتَكْتِ سِتره وأَخذْتِ وجْهَه، وَيُرْوَى: وجَّهْتِ سِدافَتَه ؛ السِّدافةُ الحجابُ والسِّترُ مِنَ السُّدْفَةِ وَالظُّلْمَةِ، يَعْنِي أَخذتِ وَجْهَها وأَزَلْتِها عَنْ مَكَانِهَا الَّذِي أُمِرْتِ بِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي أَخذتِ وَجْهًا هتكتِ سِتْرَكِ فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَزَلْتِ سِدافَتَه، وَهِيَ الْحِجَابُ، مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أُمِرْتِ أَن تَلْزَميه وجعلتِها أَمامكِ، وَقِيلَ: هُوَ السِّتْرانِ المَقْرونان بَيْنَهُمَا فُرْجة، وَكُلُّ بَابٍ سُتِرَ بسِتْرين مَقْرُونَيْنِ فكلُّ شِقّ مِنْهُ سجفٌ، وَالْجُمَعُ أَسجاف وسُجُوف، وَرُبَّمَا قَالُوا السِّجافَ والسَّجْفَ. وأَسْجَفْتُ السِّتْرَ أَي أَرْسَلْتُه وأَسْبَلْتُه، قَالَ: وَقِيلَ لَا يُسَمَّى سُجُفًا إِلَّا أَن يَكُونَ مَشْقُوقَ الْوَسَطِ كالمِصراعين. اللَّيْثُ: السّجْفان سِتْرا بَابُ الحَجَلةِ، وكلُّ بَابٍ يَسْتُرُه سِتْرَانِ بَيْنَهُمَا مَشْقُوقٌ فَكُلُّ شِقٍّ مِنْهُمَا سِجْفٌ، وَكَذَلِكَ الخِباء. والتَّسْجيف: إرْخاء السَّجْفين، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِرْخَاءُ السِّتْرِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذَا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى، ... رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ الحِجالُ: جَمْعُ حَجَلةٍ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ لَفْظُ الصِّفَةَ لِمُطَابَقَةِ لفظِ الموصوفِ لفظَ الْمُذَكَّرِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. الأَصمعي: السَّجْفانِ اللَّذَانِ عَلَى الْبَابِ، يُقَالُ مِنْهُ بَيْتٍ مُسَجَّفٌ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُه، ... ورَفَّعَتْه إِلَى السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ قَالَ: هُمَا مِصْراعا السَّتْرِ يَكُونَانِ فِي مُقَدَّمِ الْبَيْتِ. وأَسْجَفَ الليلُ: مِثْلَ أَسْدَفَ. وسُجَيفَةُ: اسْمُ امرأَة مِنْ جُهَيْنَةَ وَقَدْ وُلِدت فِي قُرَيْشٍ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: حِبالُ سُجَيْفَةَ أَمْسَتْ رِثاثا، ... فَسَقْياً لَهَا جُدُداً أَو رِماثا سحف: سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً وجَلَطَه وسَلَتَه وسَحته: حَلَقَه فاستأْصل شَعْرَهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًى، ... وما سُحِفَتْ فِيهِ المَقادِيمُ والقَمْلُ أَي حُلِقَتْ. قَالَ: ورَجل سُحَفةٌ أَي مَحْلُوقُ الرأْسِ. والسُّحَفْنِيةُ: مَا حَلَقْت. وَرَجُلٌ سُحَفْنِيةٌ أَي مَحْلوقُ الرأْسِ، فَهُوَ مَرَّةٌ اسْمٌ ومرَّة صِفة، وَالنُّونُ فِي كُلِّ ذَلِكَ زَائِدَةٌ. والسَّحْفُ: كَشْطُكَ الشعَر عَنِ الْجِلْدِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ. وسَحَفَ الجِلْدَ يَسْحَفُه سَحْفاً: كَشَطَ عَنْهُ الشَّعْرَ. وسَحَفَ الشيءَ: قَشَرَه. والسَّحِيفةُ مِنَ المَطر: الَّتِي تَجْرُفُ كُلِّ مَا مَرَّت بِهِ أَي تَقْشُره. الأَصمعي: السَّحِيفَةُ، بِالْفَاءِ، المَطْرَةُ الحَديدةُ الَّتِي تَجْرُفُ كُلَّ شَيْءٍ، والسَّحِيقةُ، بِالْقَافِ: الْمَطَرَةُ العظيمةُ القَطْرِ الشديدةُ الوَقْعِ القليلةُ العَرْضِ، وجمعُهما السحائفُ والسحائقُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لجِران العَوْدِ يَصِفُ مَطَراً:

وَمِنْهُ عَلَى قَصْرَيْ عُمانَ سَحِيفةٌ، ... وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثانِينِ واسِعُ «1» والسَّحيفةُ والسَّحائفُ: طَرَائِقُ الشَّحْمِ الَّتِي بَيْنَ طَرائق الطَّفاطِفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُرى مِنْ شَحْمة عَريضةٍ مُلْزَقَةٍ بِالْجِلْدِ. وَنَاقَةٌ سَحُوفٌ: كَثِيرَةُ السَّحائف. والسَّحْفةُ: الشَّحْمةُ عامَّةً، وَقِيلَ: الشَّحْمَةُ الَّتِي عَلَى الجَنْبَين وَالظَّهْرِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِنَ السِّمَنِ، وَلَهَا سَحْفَتانِ: الأُولى مِنْهُمَا لَا يُخالِطُها لَحْمٌ، والأُخرى أَسْفَلُ مِنْهَا وَهِيَ تُخَالِطُ اللَّحْمَ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ ساحَّةً، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ سَاحَّةً فَلَهَا سَحْفةٌ وَاحِدَةٌ. وكلُّ دابَّةٍ لَهَا سَحْفةٌ إِلَّا ذَواتِ الخُفِّ فإنَّ مكانَ السحفةِ مِنْهَا الشَّطَّ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الدَّوَابِّ شَيْءٌ لَا سَحْفة لَهُ إِلَّا البَعير؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَعَلَ بَعْضُهُمُ السَّحْفَةَ فِي الخُفِّ فَقَالَ: جَمل سَحوفٌ وَنَاقَةٌ سَحُوفٌ ذاتُ سَحْفةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّحْفَةُ الشَّحْمَةُ الَّتِي عَلَى الظَّهْرِ المُلْتَزِقةُ بِالْجِلْدِ فِيمَا بَيْنُ الْكَتِفَيْنِ إِلَى الوَرِكَيْنِ. وسَحَفْتُ الشحْمَ عَنْ ظَهْرِ الشَّاةِ سَحْفاً: وَذَلِكَ إِذَا قَشَرْتُهُ مِنْ كَثْرَتِهِ ثُمَّ شَوَيْتُهُ، وَمَا قَشَرْتُهُ مِنْهُ فَهُوَ السَّحيفةُ، وَإِذَا بَلَغَ سِمَنُ الشَّاةِ هَذَا الْحَدَّ قِيلَ: شاةٌ سَحُوفٌ وَنَاقَةٌ سَحُوف. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسَّحُوفُ أَيضاً الَّتِي ذَهَبَ شَحْمُهَا كأَنَّ هَذَا عَلَى السلْب. وشاةٌ سَحُوفٌ وأُسْحوفٌ: لَهَا سَحْفةٌ أَو سَحْفَتانِ. ابْنُ الأَعرابي: أَتونا بِصِحافٍ فِيهَا لِحامٌ وسِحافٌ أَي شُحُومٌ، وَاحِدُهَا سَحْفٌ. وَقَدْ أَسْحَفَ الرجلُ إِذَا بَاعَ السَّحْفَ، وَهُوَ الشَّحْمُ. وناقةٌ أُسْحُوفُ الأَحاليل: غَزيرةٌ واسِعةٌ. قَالَ أَبو أَسلم ومَرَّ بِنَاقَةٍ فَقَالَ: إِنَّهَا وَاللَّهِ لأُسْحُوفُ الأَحاليل أَي واسِعَتُها، فَقَالَ الْخَلِيلُ: هَذَا غَرِيبٌ؛ والسَّحُوفُ مِنَ الْغَنَمِ: الرَّقيقة صُوفِ الْبَطْنِ. وأَرْضٌ مَسْحَفَةٌ رقيقةُ الكلإِ. والسُّحَافُ: السِّلُّ، وَقَدْ سَحَفَه اللَّهُ. يُقَالُ: رَجُلٌ مَسْحُوفٌ. والسِّيَحْفُ مِنَ الرِّجَالِ والسِّهام والنِّصال: الطويلُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النِّصَالِ العريضُ. والسَّيْحَفُ: النَّصْلُ العَريضُ، وَجَمَعَهُ السَّيَاحِفُ؛ وأَنشد: سَيَاحِفَ فِي الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها ... صِحابي، وأَولى حَدَّهَا مَنْ تَعَرَّما وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للشَّنْفَرى: لَهَا وفْضةٌ فِيهَا ثَلَاثُونَ سَيْحَفاً، ... إِذَا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ أُولى العَدِيِّ: أَوَّلُ مَن يَحْمِلُ مِنَ الرَّجّالة. وسَحِيفُ الرَّحى: صَوْتُها. وسَمِعْتُ حَفيفَ الرَّحى وسَحِيفَها أَي صَوْتَها إِذَا طَحَنت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ السَّحِيف لِلصَّوْتِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه ... سَحِيفُ قَطاميٍّ حَماماً تُطايِرُهْ والسُّحَفْنِيَةُ: دابّةٌ؛ عَنِ السِّيرافي، قَالَ: وأَظُنّها السُّلَحْفِيةُ. والأُسْحُفانُ: نَبْتٌ يَمتَدُّ حِبالًا عَلَى الأَرض لَهُ ورَق كورَق الحَنْظَلِ إِلَّا أَنه أَرَقُّ، وَلَهُ قُرُون أَقصر مِنْ قُرُونِ اللُّوبياء فِيهَا حَبٌّ مُدَوّر أَحمر لَا يُؤْكَلُ، وَلَا يَرْعى الأُسْحُفَانَ شَيْءٌ، وَلَكِنْ يُتداوى بِهِ مِنَ النَّسا؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. سخف: السُّخْفُ والسَّخْفُ والسَّخَافَةُ: رِقَّةُ الْعَقْلِ. سَخُفَ، بِالضَّمِّ، سَخَافَةً، فَهُوَ سَخِيفٌ، وَرَجُلٌ

_ (1). قوله [ومنه على إلخ] تقدم إنشاده سخيفة بالخاء المعجمة في مادة نضخ تبعاً للأصل المعول عليه والصواب ما هنا.

سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ، وَهَذَا مِنْ سُخْفةِ عَقْلِك. والسَّخْفُ: ضَعْف الْعَقْلِ، وَقَالُوا: مَا أَسْخَفَه قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَعَ التَّعَجُّبُ فِيهِ مَا أَفْعَلَه وَإِنْ كَانَ كالخُلُق لأَنه لَيْسَ بِلَوْنٍ وَلَا بِخِلْقةٍ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ نُقْصانِ الْعَقْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي بَابِ الحُمْق. وساخَفْتُه: مِثْلَ حامَقْته، وسَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً: وَهَى. وثَوْبٌ سَخِيفٌ: رَقِيقُ النسْج بَيِّنُ السَّخَافَةِ، والسَّخَافَة عامٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ نَحْوَ السَّحاب والسَّقاء إِذَا تَغَيَّرَ وبَليَ، والعُشْبِ السَّخيفِ، والرجلِ السخِيفِ. وسَحاب سَخيف: رَقِيقٌ، وكلُّ مَا رَقَّ، فَقَدْ سَخُفَ. وَلَا يَكَادُونَ يَسْتَعْمِلُونَ السُّخْفَ إِلا فِي رِقة الْعَقْلِ خَاصَّةً. وسَخْفَة الجوعِ: رِقَّتُه وهُزالُه. وَفِي حَدِيثِ إِسْلَامِ أَبي ذَرٍّ: أَنه لَبِثَ أَياماً فَمَا وَجَدَ سَخْفةَ الْجُوعِ أَي رِقَّتَهُ وَهُزَالَهُ. وَيُقَالُ: بِهِ سُخْفَةٌ مِنْ جُوعٍ. أَبو عَمْرٍو: السَّخَفُ، بِالْفَتْحِ، رِقَّةُ الْعَيْشِ، وَبِالضَّمِّ رِقَّةُ الْعَقْلِ، وَقِيلَ: هِيَ الخفَّة الَّتِي تَعْتَرِي الإِنسان إِذَا جَاعَ مِنَ السُّخْفِ، وَهِيَ الْخِفَّةُ فِي الْعَقْلِ وَغَيْرِهِ. وأَرض مَسْخَفَةٌ: قَلِيلَةُ الكلإِ، أُخِذ مِنَ الثَّوْبِ السَّخِيفِ. وأَسْخَفَ الرجلُ: رَقَّ مالُه وقَلَّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَإِنْ تَشَكَّيْت مِنَ الإِسْخاف ونَصْل سَخِيفٌ: طَوِيلٌ عَريض؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والسَّخْفُ: موضع. سدف: السَّدَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: ظُلْمة اللَّيْلِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لحُمَيْد الأَرْقط: وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ الجُنْحِ؛ قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً، ... وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ وَالْجَمْعُ أَسْدافٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٌ: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها ... وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وَقَدْ أَسْدَفَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا، ... وأَقْطَعُ الليلَ إِذَا مَا أَسْدَفا أَبو زَيْدٍ: السُّدْفةُ فِي لُغَةِ بَنِي تَميم الظُّلْمة. قَالَ: والسُّدْفةُ فِي لُغَةِ قَيْس الضَّوْء. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ فِي لُغَةِ نَجْدٍ الظُّلْمَةُ، وَفِي لُغَةِ غَيْرِهِمُ الضَّوْء، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: وأَقْطَعُ اللَّيْلَ إِذَا مَا أَسْدَفَا أَي أَظلَم، أَي أَقطع اللَّيْلَ بِالسَّيْرِ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ للخَطَفى جَدّ جَرِيرٍ: يَرْفَعْنَ بالليلِ، إِذَا مَا أَسْدَفا، ... أَعْناقَ جِنَّانٍ، وَهَامًا رُجَّفا والسَّدْفَةُ والسُّدْفَةُ: طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. والسَّدْفةُ: الضَّوْءُ، وَقِيلَ: اختِلاطُ الضَّوْءِ والظلمةِ جَمِيعًا كَوَقْتِ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ إِلَى أَوّل الإِسْفار. وَقَالَ عِمَارَةُ: السُّدْفَةُ ظُلْمَةٌ فِيهَا ضَوْءٌ مِنْ أَول اللَّيْلِ وَآخِرِهِ، مَا بَيْنَ الظُّلْمَةِ إِلَى الشَّفَق، وَمَا بَيْنَ الْفَجْرِ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ الأَزهري: وَالصَّحِيحُ مَا قَالَ عِمَارَةُ. اللِّحْيَانِيُّ: أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وَهُوَ السَّدَفُ.

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إِذَا أَرْخَى سُتُورَه وأَظلم، قَالَ: والإِسْدافُ مِنَ الأَضْداد، يُقَالُ: أَسْدِفْ لنا أَي أَضِئْ لَنَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ قَائِمًا بِالْبَابِ قُلْتُ لَهُ: أَسْدِفْ أَي تَنَحَّ عَنِ الْبَابِ حَتَّى يُضيءَ البيتُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَسْدَفَ الصبحُ أَي أَضاء. يُقَالُ: أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حَتَّى يُضيء البيتُ، وفي لغة هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا مِنَ السِّراج. الْفَرَّاءُ: السَّدَفُ والشَّدَفُ الظُّلْمَةُ، والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح وإقْبالُه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قَالَ المفَضّل: وسعدٌ القَرْقَرةُ رَجُلٌ مِنْ أَهل هَجَرَ وَكَانَ النُّعْمَانُ يَضْحَكُ مِنْهُ، فَدَعَا النُّعْمان بِفَرَسِهِ اليَحْمُوم وَقَالَ لسعدٍ القرقرَة: ارْكبه واطْلُب عَلَيْهِ الْوَحْشَ، فَقَالَ سَعْدٌ: إِذًا وَاللَّهِ أُصْرَعُ، فأَبى النعمانُ إِلَّا أَنْ يَرْكَبَهُ، فَلَمَّا رَكِبَهُ سَعِدٌ نَظَرَ إِلَى بَعْضِ ولده قال: وا بِأَبي وُجُوهُ الْيَتَامَى ثُمَّ قَالَ: نحنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعلَمُنا ... مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ فِي السَّدَفِ والوَدِيُّ: صِغار النَّخْلِ، وَقَوْلُهُ أَعلمُنا مِنَّا جَمعَ بَيْنَ إضافةِ أَفْعَلَ وَبَيْنَ مِن، وَهُمَا لَا يَجْتَمِعَانِ كَمَا لَا تَجْتَمِعُ الأَلف وَاللَّامُ وَمَنْ فِي قَوْلِكَ زيدٌ الأَفضلُ مِنْ عَمْرٍو، وَإِنَّمَا يَجِيءُ هَذَا فِي الشِّعْرِ عَلَى أَن تُجعل مَنْ بِمَعْنَى فِي كَقَوْلِ الأَعشى: ولَسْتُ بالأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى أَي وَلَسْتُ بالأَكثر فِيهِمْ، وَكَذَا أَعلمنا مِنّا أَي فِينَا؛ وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ تَمِيمٍ: ونُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ ... مِنَ السَّديفِ، إِذَا لَمْ يُؤنَسِ القَزَعُ السَّدِيفُ: لَحم السَّنامِ، والقَزَعُ: السحابُ، أَي نُطْعِمُ الشحْم فِي المَحْل؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ أَيضاً: بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم ... يَكْحَلُها، فِي المَلاحِمِ، السَّدَفُ يَقُولُ: سوادُ أَعينهم فِي المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لَا تَبْرُقُ أَعينهم مِنَ الفَزَع فَيَغِيبُ سَوَادُهَا. وأَسْدَفَ القومُ: دَخَلُوا فِي السُّدفة. وَلَيْلٌ أَسْدَفُ: مُظْلِمٌ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: فَلَمَّا عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً، ... أَنِسْنا بِهِ، والدُّجَى أَسْدَفُ وَشَرْحُ هَذَا الْبَيْتِ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والسَّدَفُ: الليلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَزُورُ العَدوَّ، عَلَى نَأْيه، ... بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْهُذَلِيِّ: وماءٍ وَرَدْتُ عَلَى خِيفَةٍ، ... وَقَدْ جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ وَقَوْلُ مُلَيْحٍ: وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ ... مِنَ البَرْقِ، فِيهِ حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هُنَا: يَكُونُ المُضيء وَالْمُظْلِمَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَفِي حَدِيثِ علقمةَ الثَّقفي: كَانَ بِلَالٌ يأَتينا بالسَّحور وَنَحْنُ مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا ؛ السُّدْفةُ تَقَعُ عَلَى الضِّياء وَالظُّلْمَةِ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الإِضاءةُ، فَمَعْنِي مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ، ويُسْدِفُ لَنَا أَي يُضِيءُ،

وَالْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ الْمُبَالَغَةُ فِي تأْخير السُّحُورِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فَصَلِّ الْفَجْرَ إِلَى السَّدَفِ أَي إِلَى بَيَاضِ النَّهَارِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها. وأَسْدَفُوا: أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لُغَةِ هَوازِنَ. والسُّدفَةُ: البابُ؛ قَالَتِ امرأَة مِنْ قَيْسٍ تَهْجُو زَوْجَهَا: لَا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ، ... وَلَا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته. وَيُقَالُ: أَسْدِفِ السِّتْرَ أَي ارْفَعْه حَتَّى يُضيء الْبَيْتَ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ سلمةَ أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ لَمَّا أَرادت الْخُرُوجَ إِلَى الْبَصْرَةِ: تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ووجَّهْتِ سِدافَتَه ؛ أَرادتْ بالسِّدافة الْحِجَابَ والسِّتْر وتَوْجِيهُها كَشفُها. يقال: سَدَفْتُ الْحِجَابَ أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدُوف؛ قَالَ الأَعشى: بِحِجابٍ مِنْ بَيْننا مَسْدُوفِ قَالَتْ لَهَا: بِعَيْنِ اللَّهِ مَهْواكِ وَعَلَى رَسُولِهِ تَرِدينَ قَدْ وجَّهْتِ سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ السِّتْرَ أَي أَخذْتِ وَجْهَهَا، وَيَجُوزُ أَنها أَرادت بِقَوْلِهَا سِدَافَتُهُ أَي أَزَلْتِها مِنْ مَكَانِهَا الَّذِي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجعلتِها أَمامك. والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ: الشُّخوص تَرَاهَا مِنْ بُعْد. أَبو عَمْرٍو: أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إِذَا نَامَ. وَيُقَالُ: وجَّه فُلَانٌ سِدافته إِذَا تَرَكَهَا وَخَرَجَ مِنْهَا، وَقِيلَ للسِّتر سِدَافَة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عَلَيْهِ. والسَّدِيف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، وَقِيلَ شَحْمُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: ويُسْعَى عَلَيْنَا بالسَّدِيفِ المُسَرْهدِ وَفِي الصِّحَاحِ: السَّدِيفُ السَّنامُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ المُخَبَّل السَّعْدِي «2»: إِذَا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ سَاءَنَا، ... تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا وَجَمْعُ سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدَافٌ أَيضاً؛ قَالَ سُحَيم عَبْدُ بَنِي الحَسْحاسِ: قَدْ أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيلِ، ... حَتَّى أُحاوِلَ مِنْهَا السَّدِيفَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ جَمْعَ سُدْفةٍ وأَن يَكُونَ لُغَةً فِيهِ. وسَدَّفَه: قَطَّعَه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي مِنَ الْقَنَا، ... ومُعْتَبَط فِيهِ السَّنامُ المُسَدَّفُ وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ: اسمانِ. سرف: السَّرَف والإِسْرَافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ. وأَسْرَفَ فِي مَالِهِ: عَجِلَ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وأَما السَّرَفُ الَّذِي نَهَى اللَّهُ عَنْهُ، فَهُوَ مَا أُنْفِقَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا. والإِسْرافُ فِي النَّفَقَةِ: التبذيرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ؛ قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يُسْرِفُوا أَي لَمْ يضَعُوه فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَلَمْ يَقْتُرُوا لَمْ يُقَصِّروا بِهِ عَنْ حَقِّهِ؛ وَقَوْلُهُ وَلَا تُسْرِفُوا، الإِسْرافُ أَكل مَا لَا يَحِلُّ أَكله، وَقِيلَ: هُوَ مُجاوزةُ الْقَصْدِ فِي الأَكل مِمَّا أَحلَّه اللَّهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ: الإِسْراف كُلُّ مَا أُنفق فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَقَالَ إياسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: الإِسرافُ مَا قُصِّر بِهِ عَنْ حَقِّ اللَّهِ. والسَّرَفُ: ضِدَّ القصد. وأَكَلَه

_ (2). قوله [قول المخبل إلخ] تقدم في مادة خصف وَقَالَ نَاشِرَةُ بْنُ مَالِكٍ يَرُدُّ عَلَى الْمُخَبَّلِ: إِذَا مَا الْخَصِيفُ الْعَوْبَثَانِيُّ سَاءَنَا

سَرَفاً أَي في عَجَلة. وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا أَي ومُبادَرة كِبَرهِم، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِسْرافاً أَي لَا تَأَثَّلُوا مِنْهَا وَكُلُوا الْقُوتَ عَلَى قَدْرِ نَفْعِكم إِيَّاهُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ أَي يأْكل قَرْضاً وَلَا يأْخذْ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ شَيْئًا لأَن الْمَعْرُوفَ أَن يأْكل الإِنسان مَالَهُ وَلَا يأْكل مَالَ غَيْرِهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ. وأَسْرَفَ فِي الْكَلَامِ وَفِي الْقَتْلِ: أَفْرَط. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: اخْتُلِفَ فِي الإِسراف فِي الْقَتْلِ فَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَقْتُلَ غَيْرَ قَاتِلِ صَاحِبِهِ، وَقِيلَ: أَن يَقْتُلَ هُوَ القاتلَ دُونَ السُّلْطَانِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَرْضى بِقَتْلِ وَاحِدٍ حَتَّى يَقْتُلَ جَمَاعَةً لِشَرَفِ الْمَقْتُولِ وخَساسة الْقَاتِلِ أَو أَن يَقْتُلَ أَشرف مِنَ الْقَاتِلِ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَا يَقْتُلُ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَإِذَا قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ فَقَدْ أَسْرَفَ، والسَّرَفُ: تجاوُزُ مَا حُدَّ لَكَ. والسَّرَفُ: الخطأُ، وأَخطأَ الشيءَ: وَضَعَه فِي غَيْرِ حَقِّه؛ قَالَ جَرِيرٌ يَمْدَحُ بَنِي أُمية: أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثمانِيةٌ، ... مَا فِي عَطائِهمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ أَي إغْفالٌ، وَقِيلَ: وَلَا خَطَأٌ، يُرِيدُ أَنهم لَمْ يُخْطِئوا فِي عَطِيَّتِهم وَلَكِنَّهُمْ وضَعُوها مَوْضِعَهَا أَي لَا يخْطِئون مَوْضِعَ العَطاء بأَن يُعْطُوه مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ وَيَحْرِمُوهُ الْمُسْتَحِقَّ. شِمْرٌ: سَرَفُ الْمَاءِ مَا ذهَب مِنْهُ فِي غَيْرِ سَقْي وَلَا نَفْع، يُقَالُ: أَروت البئرُ النخيلَ وَذَهَبَ بَقِيَّةُ الْمَاءِ سَرَفاً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِيّةِ وَسْطَها، ... سَرَفُ الدِّلاء مِنَ القَلِيبِ الخِضْرِم وسَرِفْتُ يَمينَه أَي لَمْ أَعْرِفْها؛ قَالَ ساعِدةُ الهذلي: حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ يَمِينَه، ... ولِكُلِّ مَا قَالَ النُّفُوسُ مُجَرّبُ يَقُولُ: مَا أَخْفَيْتُك وأَظْهَرْت فَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ فِي التَّجْرِبةِ. والسَّرَفُ: الضَّراوةُ. والسَّرَفُ: اللَّهَجُ بِالشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الْخَمْرِ ؛ يُقَالُ: هُوَ مِنَ الإِسْرافِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: أَي ضَراوةً كضراوةِ الْخَمْرِ وَشِدَّةً كشدَّتها، لأَن مَنِ اعتادَه ضَرِيَ بأَكله فأَسْرَفَ فِيهِ، فِعْلَ مُدْمِن الْخَمْرِ فِي ضَراوته بِهَا وَقِلَّةِ صَبْرِهِ عَنْهَا، وَقِيلَ: أَراد بالسرَفِ الْغَفْلَةَ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع أَن أَحَدًا ذَهب بالسَّرَفِ إِلَى الضَّرَاوَةِ، قَالَ: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ تَفْسِيرًا لَهُ وَهُوَ ضِدُّهُ؟ وَالضَّرَاوَةُ لِلشَّيْءِ: كثرةُ الاعتِياد لَهُ، والسَّرَف بِالشَّيْءِ: الجهلُ بِهِ، إِلَّا أَن تَصِيرَ الضراوةُ نفسُها سَرَفاً، أَي اعتيادُه وَكَثْرَةُ أَكله سَرَفٌ، وَقِيلَ: السَّرَفُ فِي الْحَدِيثِ مِنَ الإِسرافِ وَالتَّبْذِيرِ فِي النَّفَقَةِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ أَو فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، شَبَّهَتْ مَا يَخْرج فِي الإِكثار مِنَ اللَّحْمِ بِمَا يَخْرُجُ فِي الْخَمْرِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الإِسراف فِي الْحَدِيثِ، وَالْغَالِبُ عَلَى ذِكْرِهِ الإِكثار مِنَ الذُّنُوب وَالْخَطَايَا واحْتِقابِ الأَوْزار وَالْآثَامِ. والسَّرَفُ: الخَطَأُ. وسَرِفَ الشيءَ، بِالْكَسْرِ، سَرَفاً: أَغْفَلَه وأَخطأَه وجَهِلَه، وَذَلِكَ سَرْفَتُه وسِرْفَتُه. والسَّرَفُ: الإِغفالُ. والسَّرَفُ: الجَهْلُ. وسَرِفَ القومَ: جاوَزهم. والسَّرِفُ: الجاهلُ وَرَجُلٌ سَرِفُ الفُؤاد: مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه؛ قَالَ طَرَفةُ: إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد يَرى ... عَسَلًا بِمَاءِ سَحابةٍ شَتْمِي

سَرِفُ الْفُؤَادِ أَي غَافِلٌ، وسَرِفُ الْعَقْلِ أَي قَلِيلٌ. أَبو زيادٍ الْكِلَابِيُّ فِي حَدِيثِ: أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ ؛ كَافِرٌ شاكٌّ. والسَّرَفُ: الْجَهْلُ. والسَّرَفُ: الإِغْفال. ابْنُ الأَعرابي: أَسْرَفَ الرَّجُلُ إِذَا جَاوَزَ الحَدَّ، وأَسْرَفَ إِذَا أَخْطأَ، وأَسْرَفَ إِذَا غَفَل، وأَسْرَفَ إِذا جهِلَ. وَحَكَى الأَصمعي عَنْ بَعْضِ الأَعراب وَوَاعَدَهُ أَصحاب لَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ مَكَانًا فَأَخْلَفَهُمْ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: مَرَرْتُ فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم. والسُّرْفةُ: دُودةُ القَزِّ، وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تَبْنِي بَيْتًا حسَناً تَكُونُ فِيهِ، وَهِيَ الَّتِي يُضرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فَيُقَالُ: أَصْنَعُ مِنْ سُرْفةٍ، وَقِيلَ: هِيَ دُويبَّة صَغِيرَةٌ مِثْلُ نِصْفِ العَدَسة تَثْقُبُ الشَّجَرَةَ ثُمَّ تَبْنِي فِيهَا بَيْتًا مِنْ عِيدانٍ تَجْمَعُهَا بِمِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ، وَقِيلَ: هِيَ دَابَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدًّا غَبْراء تأْتي الْخَشَبَةَ فَتَحْفِرُها، ثُمَّ تأْتي بِقِطْعَةِ خَشَبَةٍ فَتَضَعُهَا فِيهَا ثُمَّ أُخرى ثُمَّ أُخرى ثُمَّ تَنْسِج مِثْلَ نَسْج الْعَنْكَبُوتِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقِيلَ السُّرْفةُ دويبَّة مِثْلُ الدُّودَةِ إِلَى السَّوَادِ مَا هِيَ، تَكُونُ فِي الحَمْض تَبْنِي بَيْتًا مِنْ عِيدَانٍ مربعاً، تَشُدُّ أَطراف الْعِيدَانِ بِشَيْءٍ مِثْلِ غَزْل الْعَنْكَبُوتِ، وَقِيلَ: هِيَ الدُّودَةُ الَّتِي تَنْسِجُ عَلَى بَعْضِ الشَّجَرِ وتأْكل وَرَقَهُ وتُهْلِكُ مَا بَقِيَ مِنْهُ بِذَلِكَ النَّسْجِ، وَقِيلَ: هِيَ دُودَةٌ مِثْلُ الإِصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل وَرَقَ الشَّجَرِ حَتَّى تُعَرِّيَها، وَقِيلَ: هِيَ دُودَةٌ تَنْسِجُ عَلَى نَفْسِهَا قَدْرَ الإِصْبع طُولًا كَالْقِرْطَاسِ ثُمَّ تُدْخِلُهُ فَلَا يُوصل إِلَيْهَا، وَقِيلَ: هِيَ دويبَّة خفيفة كأَنها عنكبوت، وَقِيلَ: هِيَ دويبَّة تَتَّخِذُ لِنَفْسِهَا بَيْتًا مُرَبَّعًا مِنْ دِقَاقِ الْعِيدَانِ تُضَمُّ بَعضها إِلَى بَعْضٍ بِلُعَابِهَا عَلَى مِثَالِ النَّاوُوسِ ثُمَّ تَدْخُلُ فِيهِ وَتَمُوتُ. وَيُقَالُ: أَخفُّ مِنْ سُرْفَة. وأَرض سَرِفةٌ: كَثِيرَةُ السُّرْفةِ، ووادٍ سَرِفٌ كَذَلِكَ. وسَرِفَ الطعامُ إِذَا ائْتَكل حَتَّى كأَنَّ السُّرْفَةَ أَصابته. وسُرِفَتِ الشجرةُ: أَصابتها السُّرْفةُ. وسَرِفَتِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إِذَا أَكلت ورَقها؛ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ لِرَجُلٍ: إِذَا أَتيتَ مِنًى فَانْتَهَيْتَ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا فَإِنَّ هُنَاكَ سَرْحةً لَمْ تُجْرَدْ وَلَمْ تُسْرَفْ، سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا فَانْزِلْ تَحْتَهَا ؛ قَالَ الْيَزِيدِيُّ: لَمْ تُسْرَفْ لَمْ تُصِبْها السُّرْفةُ وَهِيَ هَذِهِ الدُّودَةُ الَّتِي تقدَّم شَرْحُهَا. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّرْفُ، سَاكِنُ الرَّاءِ، مَصْدَرُ سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إِذَا وَقَعَتْ فِيهَا السُّرْفةُ، فَهِيَ مَسْرُوفةٌ. وَشَاةٌ مَسْرُوفَةٌ: مَقْطُوعَةُ الأُذن أَصلًا. والأُسْرُفُّ: الآنُكُ، فَارِسِيَّةٌ معرَّبة. وسَرِفٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذَريحٍ: عَفا سَرِفٌ مِنْ أَهْله فَسُراوِعُ وَقَدْ تَرَكَ بَعْضُهُمْ صَرْفَه جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عِيسَى بْنِ أَبي جَهْمَةَ اللَّيْثِيِّ وَذَكَرَ قَيْسًا فَقَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ ذَريحٍ منَّا، وَكَانَ ظَرِيفًا شَاعِرًا، وَكَانَ يَكُونُ بِمَكَّةَ وَدُونَهَا مِنْ قُدَيْدٍ وسَرِف وحولَ مَكَّةَ فِي بَوَادِيهَا. غَيْرُهُ: وسَرِف اسْمُ مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه تَزَوَّجَ مَيْمُونةَ بِسَرِف ، هُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ مِنْ مَكَّةَ عَلَى عَشَرَةِ أَميال، وَقِيلَ: أَقل وَأَكْثَرُ. ومُسْرِفٌ: اسْمٌ، وَقِيلَ: هُوَ لَقَبُ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ المُرِّي صَاحِبِ وقْعةِ الحَرَّة لأَنه قَدْ أَسْرفَ فِيهَا؛ قَالَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ: هُمُ مَنَعُوا ذِمارِي، يومَ جاءتْ ... كتائِبُ مُسْرِفٍ، وَبَنُو اللَّكِيعَهْ

وإسرافيلُ: اسْمٌ أعْجمي كأَنه مُضَافٍ إِلَى إِيلٍ، قَالَ الأَخفش: وَيُقَالُ فِي لُغَةٍ إسْرافِينُ كَمَا قَالُوا جِبْرِينَ وإِسْمعِينَ وإسْرائين، والله أَعلم. سرعف: السَّرْعَفةُ: حُسْنُ الغِذاء والنَّعمة. وسَرْعَفْتُ الرجلَ فَتَسَرْعَفَ: أَحْسَنْتُ غِذاءه، وَكَذَلِكَ سَرْهَفْتُه. والمُسَرْعَفُ والمُسَرهفُ: الحَسَنُ الغِذاء؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَرْعَفْتُه مَا شِئْتَ مِنْ سِرعافِ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: بِجِيدِ أَدْماء تَنُوشُ العُلَّفا، ... وقَصَب إِنْ سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفَا والسُرْعُوفُ: الناعِمُ الطَّوِيلُ، والأُنثى بِالْهَاءِ سُرْعُوفَةٌ، وكلُّ خَفِيفٌ طويلٍ سُرْعُوفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: السُّرْعُوفُ كل شي ناعم خفيفِ اللحم. والسُّرْعُوفَةُ: الْجَرَادَةُ مِنْ ذَلِكَ وَتَشَبَّهَ بِهَا الْفَرَسُ، وَتُسَمَّى الْفَرَسُ سُرْعُوفَة لخِفّتِها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَإِنْ أَعْرَضَتْ قلتَ: سُرْعُوفَةٌ، ... لَهَا ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرّ والسُّرْعُوفةُ: دَابَّةٌ تأْكل الثِّيَابَ. سرنف: السِّرْنَافُ: الطويل. سرهف: السَّرْهَفَةُ: نَعْمةُ الغِذاء، وَقَدْ سَرْهَفَه. والسَّرْهَفُ: المائقُ الأَكُول. والمُسَرْهَفُ والمُسَرْعَفُ: الحسَن الغِذاء. وَسَرْهَفْتُ الرَّجُلَ: أَحسنت غِذَاءَهُ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو: إِنَّكَ سَرْهَفْتَ غُلَامًا جَفْرا وسَرْهَفَ غِذاءه إِذَا أَحْسَنَ غِذاءه. سعف: السَّعْفُ: أَغصانُ النَّخْلَةِ، وأَكثر مَا يُقَالُ إِذَا يَبِسَتْ، وَإِذَا كَانَتْ رَطْبة، فَهِيَ الشَّطْبةُ؛ قَالَ: إِنِّي عَلَى العَهْدِ، لستُ أَنْقُضُه، ... مَا اخْضَرَّ فِي رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ وَاحِدَتُهُ سَعَفَةٌ، وَقِيلَ: السَّعَفةُ النخلةُ نفسُها؛ وَشَبَّهَ امْرُؤُ الْقَيْسِ ناصِيةَ الْفَرَسِ بِسَعَفِ النَّخْلِ فَقَالَ: وأَرْكَبُ فِي الرَّوْعِ خَيْفانَةً، ... كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن السَّعفَ الورَقُ. قَالَ: والسَّعَفُ ورَقُ جَرِيدِ النَّخْلِ الَّذِي يُسَفُّ مِنْهُ الزُّبْلانُ والجلالُ والمَرَاوِحُ وَمَا أَشبهها، وَيَجُوزُ السعفُ «1» وَالْوَاحِدَةُ سَعفةٌ، وَيُقَالُ لِلْجَرِيدِ نَفسِه سَعَفٌ أَيضاً. وَقَالَ الأَزهري: الأَغصانُ هِيَ الجَرِيدُ، وَوَرَقُهَا السَّعَفُ، وشوْكُه السُّلاء، وَالْجَمْعُ سَعَفٌ وسعَفاتٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمَّارٍ: لَوْ ضَربُونا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفاتِ هَجَرَ ، وَإِنَّمَا خَصَّ هَجَرَ للمُباعَدة فِي الْمَسَافَةِ ولأَنها مَوْصُوفَةٌ بِكَثْرَةِ النَّخِيلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَيْرٍ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: ونخِيلُها كَرَبُها ذَهَبٌ وسَعَفُها كُسْوةُ أَهْلِ الجنةِ. والسَّعْفَةُ والسَّعَفَةُ: قُرُوحٌ فِي رأْس الصَّبِيِّ، وَقِيلَ: هِيَ قُروح تَخْرُجُ بالرأْس وَلَمْ يَخُصّ بِهِ رأْس صَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ دَاءٌ يَخْرُجُ بالرأْس وَلَمْ يعَيِّنه، وَقَدْ سُعِفَ، فَهُوَ مَسْعُوفٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: السَّعَفَةُ يُقَالُ لَهَا دَاءُ الثَّعْلَب تُورِثُ القَرَع. والثَّعالِبُ يُصِيبها هَذَا الدَّاءُ فَلِذَلِكَ نُسِبَ إِلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى جَارِيَةً فِي بَيْتِ أُمّ سَلَمَةَ بها سَعْفة ،

_ (1). قوله [ويجوز السعف إلخ] ظاهره جواز التسكين فيهما لكن الذي في القاموس والصحاح والنهاية الاقتصار على التحريك.

بِسُكُونِ الْعَيْنِ؛ قِيلَ: هِيَ القُروح الَّتِي تَخْرُجُ فِي رأْس الصَّبِيِّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الْحَرْبِيُّ بِتَقْدِيمِ الْعَيْنِ عَلَى الْفَاءِ وَالْمَحْفُوظُ بِالْعَكْسِ. والسَّعَف: دَاءٌ فِي أَفْوَاهِ الإِبل كالجَرَب يتَمَعَّطُ مِنْهُ أَنف الْبَعِيرِ وخُرْطومُه وَشَعْرُ عَيْنَيْهِ؛ بَعِيرٌ أَسْعَفُ وَنَاقَةٌ سَعْفاء، وخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بِهِ الإِناثَ، وَقَدْ سَعِفَ سَعَفاً، وَمِثْلُهُ فِي الْغَنَمِ الغَرَبُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: مِنْ شياتِ النَّواصي فَرَسٌ أَسْعَفُ؛ والأَسْعَفُ مِنَ الْخَيْلِ: الأَشْيَبُ الناصيةِ، وناصِيةٌ سَعْفاء، وَذَلِكَ مَا دَامَ فِيهَا لَوْنٌ مُخالِف لِلْبَيَاضِ، فَإِذَا ابيضَّتْ كلُّها، فَهُوَ الأَصْبَغُ، وَهِيَ صَبْغاء. والسَّعْفاء مِنْ نواصِي الْخَيْلِ: الَّتِي فِيهَا بَيَاضٌ، عَلَى أَيّةِ حالاتِها كَانَتْ، وَالِاسْمُ السَّعَفُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمُ الْبَيْتَ المُقَدَّم: كَسَا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ والسَّعَفُ والسُّعافُ: شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ وتَشَعُّثٌ، وَقَدْ سَعِفَتْ يدُه سَعَفاً وسَئِفَتْ. والإِسْعافُ: قَضَاءُ الْحَاجَةِ وَقَدْ أَسعَفَه بِهَا. وَمَكَانٌ مُساعِفٌ وَمَنْزِلٌ مُساعِفٌ أَي قَرِيبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فاطمةُ بَضْعةٌ مِنِّي يُسْعِفُني مَا أَسْعَفَها ، مِنَ الإِسْعافِ الَّذِي هُوَ القُرْبُ والإِعانةُ وَقَضَاءُ الْحَاجَةِ، أَي يَنالُني مَا نَالَهَا ويُلِمُّ بِي مَا أَلمَّ بِهَا. والإِسْعافُ والمُساعَفةُ: المُساعَدةُ والمُواتاةُ والقُرْبُ فِي حُسْنِ مُصافاةٍ ومُعاونةٍ؛ قَالَ: وإنَّ شِفاءَ النَّفْسِ، لَوْ تُسْعِفُ النَّوَى، ... أُولاتُ الثَّنَايَا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ أَي لَوْ تُقَرِّبُ وتُواتي؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُسَاعِفُ وَقَالَ: إذِ النَّاسُ ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ، ... وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُسَاعِفُ وأَسْعَفَه عَلَى الأَمْرِ: أَعانَه. وأَسْعَفَ بِالرَّجُلِ: دَنا مِنْهُ. وأَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إِذَا دَنَتْ. وَكُلُّ شَيْءٍ دَنا، فَقَدْ أَسْعَفَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: وكائنْ تَرى منْ مُسْعِفٍ بمَنِيّةٍ والسُّعُوفُ: الطبِيعةُ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السُّعُوفُ طبائعُ الناسِ مِنَ الكَرَمِ وَغَيْرِهِ، وَيُقَالُ للضَّرائب سُعُوفٌ، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدٍ مِنْ لَفْظِهَا. وسُعُوفُ البيتِ: فُرُشُه وأَمْتِعَتُه، الْوَاحِدُ سَعَفٌ، بِالتَّحْرِيكِ. والسُّعُوف: جِهازُ العَرُوسِ. وَإِنَّهُ لَسَعَفُ سَوْء أَي مَتاعُ سَوْء أَوْ عَبْدُ سَوْءٍ، وَقِيلَ: كلُّ شَيْءٍ جادَ وبَلَغَ مِنْ عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك مَلَكْتَهُ، فَهُوَ سَعَفٌ. وسَعْفةُ: اسْمُ رَجُلٍ. والتَّسْعِيفُ بالمِسْكِ: أَن يُرَوَّحَ بأَفاويه الطِّيبِ ويُخْلَطَ بالأَدْهانِ الطَّيِّبةِ. يُقَالُ: سَعِّفْ لِي دُهْني. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والسَّعَفُ ضَرْبٌ مِنَ الذُّبابِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاعِ: حَتَّى أَتَيْت مُرِيّاً، وَهُوَ مُنْكَرِسٌ ... كاللَّيْثِ، يَضْرِبُه فِي الغابةِ السَّعَفُ سفف: سَفِفْتُ السَّويقَ والدَّواءَ وَنَحْوَهُمَا، بِالْكَسْرِ، أَسَفُّه سَفّاً واسْتَفَفْتُه: قَمِحْتُه إِذَا أَخذته غَيْرَ مَلْتُوتٍ، وَكُلُّ دَواء يُؤْخَذُ غَيْرَ مَعْجُونٍ فَهُوَ سَفُوفٌ،

بِفَتْحِ السِّينِ، مِثْلَ سَفُوفِ حَبِّ الرُّمان وَنَحْوِهِ، وَالِاسْمُ السُّفّةُ والسَّفُوفُ. واقْتماحُ كُلِّ شَيْءٍ يَابِسٍ سَفٌّ؛ والسَّفُوفُ: اسْمٌ لِمَا يُسْتَفُّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَفِفْتُ الماءَ أَسَفُّه سَفّاً وسَفِتُّه أَسْفَتُه سَفْتاً إِذَا أَكثرت مِنْهُ وأَنت فِي ذَلِكَ لَا تَرْوَى. والسُّفَّةُ: القُمْحةُ. والسَّفَّةُ: فِعْل مَرَّةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: سُفّة مِنَ السَّوِيقِ، بِالضَّمِّ، أَي حَبّة مِنْهُ وقُبْضةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: قَالَتْ لَهُ امرأَة: مَا فِي بَيْتِكَ سُفَّةٌ وَلَا هِفَّةٌ ؛ السُّفَّة مَا يُسَفُّ مِنَ الخُوص كالزَّبيل وَنَحْوِهِ أَي يُنْسَجُ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنَ السَّفُوفِ أَي مَا يُسْتَفُّ. وأَسَفَّ الجُرْحَ الدّواءَ: حَشاه بِهِ، وأَسَفَّ الوَشْمَ بالنَّؤُورِ: حَشاهُ، وأَسَفَّه إِيَّاهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ مَلِيحٌ: أَو كالْوشُومِ أَسَفَّتْها يَمانِيةٌ ... مِنْ حَضْرَمَوْتَ نُؤُوراً، وَهُوَ مَمْزوجُ وَفِي الْحَدِيثِ: أُتي بِرَجُلٍ فَقِيلَ إِنَّهُ سَرَقَ فكأَنما أُسِفَّ وجْهُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي تَغَيَّرَ وجْهُه واكْمَدَّ كأَنما ذُرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ غَيَّرَهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَسْفَفْتُ الوَشْم وَهُوَ أَن يُغْرَزَ الجلدُ بِإِبْرَةٍ ثُمَّ تُحْشى المَغارِزُ كُحْلًا. الجوهري: وأُسِفَّ وجهُه النَّؤُورَ أَي ذُرّ عَلَيْهِ؛ قَالَ ضَابِئُ بْنُ الْحَرْثِ البُرْجُمِي يَصِفُ ثَوْرًا: شَديدُ بَريقِ الحاجِبَيْنِ كأَنما ... أُسِفَّ صَلى نارٍ، فأَصْبَحَ أَكْحَلا وَقَالَ لَبِيدٍ: أَو رَجْعُ واشِمة أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ، فَوْقَهُنَّ، وِشامُها وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا شَكَا إِلَيْهِ جِيرانَه مَعَ إحْسانِه إِلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فكأَنما تُسِفُّهم المَلَ ؛ المَلُّ: الرَّمادُ الحارُّ، أَي تَجعل وجُوههم كلوْن الرَّمَادِ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْ سَفِفْتُ الدَّوَاءَ أَسَفُّه وأَسْفَفْتُه غَيْرِي، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: سَفُّ المَلّةِ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ. والسَّفُوفُ: سَوادُ اللِّثةِ. وسَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه، بِالضَّمِّ سَفّاً وأَسْفَفْتُه إسْفافاً أَي نَسَجْتُهُ بعضَه فِي بَعْضٍ، وكلُّ شَيْءٍ يُنْسَجُ بالأَصابع فَهُوَ الإِسْفاف. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَفَفْتُ الْخُوصَ، بِغَيْرِ أَلف، مَعْرُوفَةٌ صَحِيحَةٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِتَصْدِيرِ الرَّحْل سَفِيف لأَنه مُعْتَرِض كسَفِيف الْخُوصِ. والسُّفَّة مَا سُفَّ مِنَ الْخُوصِ وَجُعِلَ مِقْدَارُ الزَّبيل والجُلَّةِ. أَبو عُبَيْدٍ: رَمَلْتُ الحَصِير وأَرْمَلْتُه وسَفَفْتُه وأَسْفَفْتُه مَعْنَاهُ كُلُّهُ نَسَجْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: أَنه كَرِهَ أَن يُوصلَ الشَّعْرُ، وَقَالَ لَا بأْس بالسُّفّة ؛ السُّفَّة: شَيْءٌ مِنَ القَرامل تَضَعُه المرأَة عَلَى رأْسها وَفِي شِعْرِهَا لِيَطُولَ، وأَصله مِنْ سَفِّ الْخُوصِ ونسْجِه. وسَفِيفَةٌ مِنْ خُوصٍ: نَسِيجةٌ مِنْ خُوصٍ. والسفِيفة: الدَّوْخَلَّةُ مِنَ الْخُوصِ قَبْلَ أَن تُرْمَل أَي تُنْسَجَ. والسُّفَّةُ العَرَقةُ مِنَ الْخُوصِ المُسَفّ. الْيَزِيدِيُّ: أَسْفَفْتُ الْخُوصَ إسْفافاً قارَبْتُ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ، وكلُّه مِنَ الإِلصاق والقُرب، وَكَذَلِكَ مِنْ غَيْرِ الْخُوصِ؛ وأَنشد: بَرَداً تُسَفُّ لِثاتُه بالإِثْمِدِ «2» وأَحْسَنُ اللِّثاتِ الحُمُّ. والسَّفِيفَةُ: بِطانٌ عَريضٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ. والسَّفِيفُ: حِزامُ الرَّحْل والهَوْدَج. والسَّفائِفُ مَا عَرُضَ مِنَ الأَغْراضِ، وَقِيلَ: هِيَ جَمِيعُهَا. وأَسَفَّ الطائِرُ والسَّحابةُ وغيرُهما: دَنا من الأَرض؛

_ (2). هذا الشطر للنابغة وهو في ديوانه: تَجْلُو بِقَادِمَتَيْ حمامةِ أيكةٍ ... برداً أُسِفّ لِثاته بالإِثمدِ

قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر أَو عَبِيدُ بْنُ الأَبرص يَصِفُ سَحَابًا قَدْ تَدلى حَتَّى قَرُب مِنَ الأَرض: دانٍ مُسِفٍّ، فَوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه، ... يكادُ يَدْفَعُه مَنْ قامَ بالرَّاحِ وأَسَفَّ الفَحلُ: أَمال رأْسَه للعَضِيضِ. وأَسَفَّ إِلَى مَداقِّ الأُمور وأَلائمها: دَنا. وَفِي الصِّحَاحِ: أَسَفَّ الرجلُ أَي تَتَبَّعَ مَداقَّ الأُمور، وَمِنْهُ قِيلَ للَّئيم العَطِيّةِ مُسَفْسِفٌ، وَفِي نُسْخَةٍ مُسَفِّف؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وسامِ جَسِيماتِ الأُمور، وَلَا تكنْ ... مُسِفّاً، إِلَى مَا دَقَّ منهنَّ، دانِيا وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا ؛ أَسَفَّ الطَّائِرُ إِذَا دَنَا مِنَ الأَرض فِي طَيَرَانِهِ. وأَسَفَّ الرَّجل الأَمر إِذَا قَارَبَهُ. وأَسَفَّ: أَحَدَّ النَّظَرَ، زَادَ الْفَارِسِيُّ: وَصَوَّبَ إِلَى الأَرض. وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنه كَرِهَ أَن يُسِفَّ الرجلُ النَّظَرَ إِلَى أُمّه أَو ابْنَتِهِ أَو أُخته أَي يُحِدَّ النَّظَرَ إِلَيْهِنَّ ويُديمه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِسْفاف شِدَّة النَّظَرِ وحِدّته؛ وكلُّ شَيْءٍ لَزِمَ شَيْئًا ولَصِقَ بِهِ، فَهُوَ مُسِفٌّ، وأَنشد بَيْتَ عَبِيدٍ. وَالطَّائِرُ يُسِفُّ إِذَا طَارَ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وسَفِيفُ أُذُنَي الذِّئْبِ: حِدَّتُهما؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ فِي صِفَةِ الذِّئْبِ: فرأَيت سَفِيفَ أُذُنيه، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. ابْنُ الأَعرابي: والسُّفُّ والسِّفُّ مِنَ الْحَيَّاتِ الشُّجَاعُ. شَمِرٌ وَغَيْرُهُ: السّفُّ الْحَيَّةُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: جَمِيلَ المُحَيّا مَاجِدًا وَابْنَ ماجِدٍ ... وسُفّاً [سِفّاً]، إِذَا مَا صَرَّحَ المَوْتُ أَفْرعا والسُّفُّ والسِّفُّ: حَيَّةٌ تَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وَحَتَّى لَو انَّ السُّفَّ [السِّفَ] ذَا الرِّيشِ عَضَّني، ... لمَا ضَرَّني منْ فِيهِ نابٌ وَلَا ثَعْرُ قَالَ: الثَّعْرُ السُّمُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا خُصَّ بِهِ الأَرْقَمُ؛ وَقَالَ الدَّاخِلُ بْنُ حرامٍ الهُذَلي: لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْلَمْت خِرْقاً مُبرَّأً ... وسُفّاً، إِذَا مَا صَرَّحَ المَوْتُ أَرْوَعا أَراد: وَرَجُلًا مِثْلَ سفٍّ إِذَا مَا صرَّح الموتُ. والمُسَفْسِفَةُ والسَّفْسَافَةُ: الرِّيح الَّتِي تَجْرِي فُوَيْقَ الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وسَفْسَفَتْ مُلَّاحَ هَيْفٍ ذابِلا أَي طَيّرَتْه عَلَى وَجْهِ الأَرض. والسَّفْسَافُ: مَا دَقَّ مِنَ التُّرَابِ. والمُسَفْسِفَةُ: الرِّيحُ الَّتِي تُثِيرُه. والسَّفْسَافُ: التُّرَابُ الْهَابِي؛ قَالَ كثيِّر: وَهَاجَ بِسَفْسَافِ التُّرَابِ عَقِيمها والسَّفْسَفَةُ: انْتِخالُ الدَّقِيق بالمُنخُل وَنَحْوِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ ... سَفْسَفْنَ فِي أَرْجاء خاوٍ مُزْمِنِ وسَفْسافُ الشِّعْر: رَدِيئُه. وشِعْر سَفْسافٌ: رَدِيء. وسَفْسَافُ الأَخْلاقِ: رَديئُها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ ويُبْغِضُ سَفْسَافَها ؛ أَرادَ مداقَّ الأُمورِ ومَلائمَها، شُبِّهَتْ بِمَا دَقَّ مِنْ سَفْسَاف التُّرَابِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:

وإذا دَفَنْتَ أَباكَ، فاجْعَلْ ... فَوْقَه خَشَباً وطِينَا لِيَقِينَ وَجْه الأَمْرِ سَفْسَافَ ... التُّرابِ، ولنْ يَقِينا والسَّفْسَافُ: الرَّدِيء مِنْ كُلِّ شيءٍ، والأَمرُ الحقِير وكلُ عَمَل دُونَ الإِحْكام سَفْسَاف، وَقَدْ سَفْسَفَ عَمَله. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إنَّ اللَّهَ رَضِيَ لَكُمْ مَكارِمَ الأَخْلاقِ وَكَرِهَ لكم سَفْسَافَها ؛ السَفْسَاف: الأَمرُ الحَقِير والرَّديء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ ضِدُّ الْمَعَالِي والمَكارِم، وأَصله مَا يَطِيرُ مِنْ غُبَارِ الدَّقيق إِذَا نُخِلَ والترابِ إِذَا أُثير. وَفِي حَدِيثِ فاطمةَ بِنْتِ قَيس: إِنِّي أَخافُ عليكِ سَفَاسِفَه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى فِي السِّينِ وَالْفَاءِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَقَالَ: ذَكَرَهُ الْعَسْكَرِيُّ بِالْفَاءِ وَالْقَافِ، وَلَمْ يُورِدْهُ أَيضاً فِي السِّينِ وَالْقَافِ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ الْمَحْفُوظُ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ إِنَّمَا هو: إِنِّي أَخاف عَلَيْكَ قَسْقاسَتَه ، بِقَافَيْنِ قَبْلَ السِّينَيْنِ، وَهِيَ الْعَصَا؛ قَالَ: فأَما سَفاسِفُه وسَقاسِقُه بِالْفَاءِ وَالْقَافِ فَلَا أَعرفه إِلَّا أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ لِطَرَائِقِ السَّيْفِ سَفاسِقُه، بِفَاءٍ بَعْدَهَا قَافٌ، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الفِرِنْدُ، فَارِسِيَّةٌ معرَّبة. والمُسَفْسِفُ: اللئيمُ الطبيعةِ. والسَّفْسَفُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. والسَّفِيفُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء إِبْلِيسَ، وَفِي نُسْخَةٍ: السَّفْسَفُ مِنْ أَسماء إِبْلِيسَ. وسَفْ تَفْعَلُ، سَاكِنَةُ الْفَاءِ، أَي سَوْفَ تَفْعَلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ثعلب. سقف: السَّقْفُ: غِماءُ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ سُقُفٌ وسُقُوفٌ، فأَما قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لبُيوتهم سَقْفاً مِنْ فِضَّة. فَهُوَ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ، أَي لَجَعْلِنَا لِبَيْتِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سَقْفاً مِنْ فِضّة، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ وَاحِدَتَهَا سَقِيفةً، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا جَمْعَ الْجَمْعِ كأَنك قُلْتَ سَقْفاً وسُقُوفاً ثُمَّ سُقُفاً كَمَا قَالَ: حَتَّى إِذَا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سُقُفاً إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ سَقِيفٍ كَمَا تَقُولُ كَثِيبٌ وكُثُبٌ، وَقَدْ سَقَفَ البيتَ يَسْقَفُه سَقْفاً وَالسَّمَاءُ سَقْفٌ عَلَى الأَرض، وَلِذَلِكَ ذكِّر فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ، وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً . والسَّقِيفةُ: كُلُّ بِنَاءٍ سُقِفَتْ بِهِ صُفَّةٌ أَو شِبْهُها مِمَّا يَكُونُ بارِزاً، أُلْزِمَ هَذَا الاسمَ لِتَفْرِقةِ مَا بين الأَشياء. والسَّقْفُ: السَّمَاءُ. والسّقيفَةُ: الصُّفَّةُ، وَمِنْهُ سَقِيفةُ بَنِي ساعِدةَ. وَفِي حَدِيثِ اجْتِمَاعِ الْمُهَاجِرِينَ والأَنصار فِي سَقيفِة بَنِي ساعدةَ: هِيَ صُفّة لَهَا سَقْف ، فَعيلةٌ بِمَعْنَى مفعُولة. ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ طريقةٍ دقيقةٍ طويلةٍ مِنَ الذَّهَبِ والفِضة وَنَحْوِهِمَا مِنَ الْجَوْهَرِ سَقِيفَةٌ. والسّقِيفَةُ: لَوْحُ السّفينةِ، وَالْجَمْعُ سَقَائِفُ، وكلُّ ضريبةٍ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِذَا ضُرِبَتْ دَقِيقَةً طَوِيلَةً سَقِيفَةٌ؛ قَالَ بِشر بْنُ أَبي خازم يصفُ سَفِينَةً: مُعَبَّدةِ السَّقَائِف ذَاتُ دُسْرٍ، ... مُضَبّرَةٍ جوانِبُها رداحِ والسّقَائِفُ: طوائفُ ناموسِ الصَّائِدِ؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: فَلاقَى عَلَيْهَا، مِنْ صباحَ، مُدمِّراً، ... لِنامُوسِه مِنَ الصّفِيحِ سَقَائِفُ

وَهِيَ كُلُّ خشَبة عَرِيضةٍ أَو حَجر سُقِفَتْ بِهِ قُتْرة. غَيْرُهُ: والسَّقِيفَةُ كلُّ خَشَبَةٍ عَرِيضَةٍ كَاللَّوْحِ أَو حَجَرٍ عَرِيضٍ يُستطاع أَن يُسَقّفَ بِهِ قترةٌ أَو غَيْرُهَا، وأَنشد بَيْتُ أَوس بْنِ حَجَرٍ، والصادُ لُغَةٌ فِيهَا. والسّقَائِفُ: عِيدانُ المُجَبِّر كلُّ جِبارةٍ مِنْهَا سَقِيفة؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَكُنْتُ كَذِي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُها، ... إِذَا انْقَطَعَتْ عَنْهَا سُيُورُ السَّقَائِفِ اللَّيْثُ: السَّقِيفَةُ خَشَبَةٌ عريضةٌ طَوِيلَةٌ تُوضَعُ، يُلَفُّ عَلَيْهَا البَوارِي، فَوْقَ سُطوحِ أَهل الْبَصْرَةِ. والسَّقَائِفُ: أَضْلاعُ الْبَعِيرِ. التَّهْذِيبِ: وأَضلاعُ الْبَعِيرِ تُسَمَّى سَقَائِفَ جَنْبَيْه، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَقِيفَةٌ. والسَّقَفُ: أَن تَمِيلَ الرِّجلُ عَلَى وحْشِيّها. والسَّقَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: طُولٌ فِي انْحِنَاءٍ، سَقِفَ سَقَفاً، وَهُوَ أَسْقَفُ. وَفِي مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَقبل رَجُلٌ مُسَقَّفٌ بالسِّهامِ فأَهْوَى بِهَا إِلَيْهِ، أَي طَوِيلٌ، وَبِهِ سمِّي السَّقْفُ لِعُلُوِّه وَطُولِ جِدارِه. والمُسَقَّفُ: كالأَسْقَفِ وَهُوَ بَيِّنُ السَّقَفِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النَّصَارَى لأَنه يَتَخاشعُ؛ قَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ يَذْكُرُ غَوّاصاً: فانصَب أَسْقف رأْسه لبدٌ ... نزعَتْ رَبَاعِيَتَاهُ الصَّبِرْ «1» ونَعامة سَقْفَاء: طَوِيلَةُ العُنق. والأَسْقَفُ: المُنْحني. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: والسَّقْفَاء مِنْ صِفَةِ النَّعَامَةِ؛ وأَنشد: والبَهْوُ بَهْوُ نَعامةٍ سَقْفَاء والأُسْقُفُّ: رَئِيسُ النَّصَارَى فِي الدِّين، أَعجمي تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا أُسْرُبٌّ، وَالْجَمْعُ أَسَاقِفُ وأَسَاقِفَةٌ. وفي التهذيب: والأَسْقُفُّ رأْس من رؤوس النَّصَارَى. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيان وهِرَقْل: أَسْقَفَه عَلَى نَصَارَى الشَّامِ أَي جَعَلَهَ أُسْقُفاً عَلَيْهِمْ وَهُوَ الْعَالِمُ الرَّئِيسُ مِنْ عُلماء النَّصَارَى، وَهُوَ اسْمٌ سُرْيانيّ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ سُمِّي بِهِ لخُضُوعه وانحنائِه فِي عِبادتِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أُسقُفٌّ من سقِّيفاهُ ؛ هو مَصْدَرٌ كالخِلِّيفَى مِنَ الخِلافةِ، أَي لَا يُمْنع مِنْ تَسَقُّفِه وَمَا يُعانيه مِنْ أَمر دِينِهِ وتقْدِمَته. وَيُقَالُ: لَحْيٌ سَقْفٌ أَي طَوِيلٌ مُسْتَرْخٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَسْقُفُ اسْمُ بَلَدٍ، وَقَالُوا أَيضاً: أُسْقُفُ نَجْرانَ. وأَما قَوْلُ الْحَجَّاجِ: إيايَ وَهَذِهِ السُّقَفاء، فَلَا يُعْرَفُ مَا هُوَ، وَحَكَى ابْنُ الأَثير عَنِ الزَّمَخْشَرِيَّ قَالَ: قِيلَ هُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ: وَالصَّوَابُ شُفَعاء جَمْعُ شَفِيعٍ لأَنهم كَانُوا يَجْتَمِعُونَ إِلَى السُّلْطَانِ فَيَشْفَعُون فِي أَصحاب الجَرائِم، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ لأَن كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَشْفَعُ لِلْآخَرِ كَمَا نَهَاهُمْ عَنِ الِاجْتِمَاعِ فِي قَوْلِهِ: إيايَ وَهَذِهِ الزَّرافاتِ. وسُقْفٌ: موضع. سكف: الأُسْكُفَّةُ والأَسْكُوفَةُ: عَتَبةُ البابِ الَّتِي يُوطَأُ عَلَيْهَا، والسَّاكِفُ أَعلاه الَّذِي يَدُورُ فِيهِ الصائرُ، والصائرُ أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الَّذِي يَدُور أَعلاه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ أَو الْفَرَزْدَقِ، والشكُّ مِنْهُ: مَا بالُ لَوْمِكَها وجِئْتَ تَعْتِلُها، ... حَتَّى اقْتَحَمْتَ بِهَا أُسْكُفَّةَ البابِ كِلاهما حِينَ جَدَّ الجَرْيُ بَيْنَهُمَا ... قَدْ أَقْلَعا، وكِلا أَنْفَيْهِما رابي «2»

_ (1). هكذا بالأَصل. (2). هذان البيتان للفرزدق، قالهما في أُمِّ غَيْلَانَ بِنْتِ جَرِيرٍ، وكان جرير زوّجها الأَبلق الأَسدي.

وَجَعَلَهُ أَحمد بْنُ يَحْيَى مِنْ اسْتَكَفَّ الشيءُ أَي انْقبَض. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُنادَى وَلِيدُه. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لَا أَتَسَكَّفُ لَكَ بَيْتًا مأْخوذ مِنَ الأَسْكُفَّةِ أَي لَا أَدخل لَهُ بَيْتًا. والأُسْكُفُّ: مَنابِتُ الأَشْفار، وَقِيلَ: شَعَرُ الْعَيْنِ نفسُه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تُخِيلُ عَيْناً حالِكاً أُسْكُفُّها، ... لَا يُعْزِبُ الكحلَ السَّحِيقَ ذَرْفُها أُسْكُفُّهَا: منابتُ أَشفارها، وَقَوْلُهُ لَا يُعزبُ الكحلَ السَّحِيقَ ذَرْفُها يَقُولُ: هَذَا خِلْقة فِيهَا وَلَا كُحْل ثَمّ، وذَرْفُها: دَمْعُها؛ وأَنشد أَيضاً: حَوْراء، فِي أُسْكُفِّ عَيْنَيها وَطَفْ، ... وَفِي الثَّنايا البِيض منْ فِيها رَهَفْ الرَّهَفُ: الرِّقَّةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِسكافُ وَاحِدُ الأَسَاكِفَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والسَّيْكَفُ والأَسْكَفُ والأُسْكُوفُ والإِسْكَافُ كُلُّهُ الصانعُ، أَيّاً كَانَ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ النَّجّارَ؛ قَالَ: لَمْ يَبْقَ إِلَّا مِنْطَقٌ وأَطْرافْ، ... وبُرْدَتانِ وقَمِيصٌ هَفْهافْ، وشُعْبَتا مَيْسٍ بَراها إسْكافْ المِنْطَقُ والنِّطاقُ وَاحِدٌ، وَيُرْوَى مَنْطِقٌ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، يُرِيدُ كَلَامَهُ وَلِسَانَهُ، وأَراد بالأَطْرافِ الأَصابعَ، وجعلُ النجّارِ إسْكافاً عَلَى التَّوَهُّمِ، أَراد بَرَّاهَا النَّجار؛ كَمَا قَالَ ابْنُ أَحمر: لَمْ تَدْرِ مَا نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ... ودِراسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ الْيَرَنْدَجُ: الجِلد الأَسود يُعْمَلُ مِنْهُ الخِفافُ، وَظَنُ ابْنُ أَحمر أَنه يُنْسَج، وأَراد أَنها غِرَّة نشأَت فِي نَعْمة، وَلَمْ تَدْرِ عَوِيصَ الْكَلَامِ، وَقَالَ الأَصمعي: يَقُولُ خَدَعْتها بِكَلَامٍ حَسَنٍ كأَنه أَرَنْدَجٌ مَنْسُوجٌ، وَقَوْلُهُ دارِس مُتَخَدِّدِ أَي يَغْمَضُ أَحْياناً وَيَظْهَرُ أَحياناً؛ وَقَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: بَرِّيّة لَمْ تأْكلِ المُرَقّقا، ... وَلَمْ تَذُقْ مِن البُقُولِ فُسْتُقا «1» وَقَالَ زُهَيْرٌ: فَتُنْتَجْ لَكُمْ غِلمانَ أَشأَم، كلُّهُمْ ... كأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ وَقَالَ آخَرُ: جائِفُ القَرْعة أَصْنَع حَسِبَ أَنَّ القَرْعة معمولةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مَثَلٌ يُقَالُ لِمَنْ عَمِلَ عَمَلًا وظنَّ أَنه لَا يَصْنع أَحد مِثْله، فَيُقَالُ: جائفُ القرعةِ أَصنعُ منكَ، وحِرْفةُ الإِسْكافِ السِّكَافَةُ والأُسْكُفَّةُ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ عَنِ الْفَرَّاءِ. اللَّيْثُ: الإِسْكاف مَصْدَرُهُ السِّكَافَةُ، وَلَا فِعْل لَهُ، ابْنُ الأَعرابي: أَسْكَفَ الرجلُ إِذَا صَارَ إسْكَافاً. والإِسْكَافُ عِنْدَ الْعَرَبِ: كلُّ صانعٍ غيرِ مَن يَعْمَلُ الخِفاف، فَإِذَا أَرادوا مَعْنَى الإِسْكَاف فِي الحضَر قَالُوا هُوَ الأَسْكَفُ؛ وأَنشد: وَضَعَ الأَسْكَفُ فِيهِ رُقَعاً، ... مِثْلَ مَا ضَمّدَ جَنْبَيْه الطَّحَلْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قولُ مَنْ قَالَ كلُّ صَانِعٍ عِنْدَ الْعَرَبِ إسْكافٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الأَعشى: أَرَنْدَج إسْكاف خطا «2»

_ (1). قوله [برية] المشهور: جارية. (2). هكذا بالأَصل.

خطأٌ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الفَقْعَسيّ يَقُولُ: إِنَّكَ لإِسْكَافٌ بِهَذَا الأَمر أَي حاذِقٌ؛ وأَنشد يَصِفُ بِئْرًا: حَتَّى طَوَيْناها كَطَيِّ الإِسْكَافْ قال: والإِسْكَافُ الحاذِقُ، قَالَ: وَيُقَالُ رَجُلٌ إسْكَافٌ وأُسْكُوف للخَفّاف. سلف: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً: تقدَّم؛ وَقَوْلُهُ: وَمَا كلُّ مُبْتاعٍ، وَلَوْ سَلْفَ صَفْقُه، ... بِراجِعِ مَا قَدْ فاتَه برَدادِ إِنَّمَا أَراد سَلَفَ فأَسكن لِلضَّرُورَةِ، وَهَذَا إِنَّمَا أَجازه الْكُوفِيُّونَ «1» ...... فِي الْمَكْسُورِ وَالْمَضْمُومِ كَقَوْلِهِ فِي عَلِم عَلْمَ وَفِي كَرُمَ كَرْمَ، فأَما فِي الْمَفْتُوحِ فَلَا يَجُوزُ عِنْدَهُمْ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلا تَرَى أَن الَّذِي يَقُولُ فِي كَبِدٍ كَبْدٍ. وَفِي عْضُدٍ عَضْدٍ لَا يَقُولُ فِي جَمَلٍ جَمْل؟ وأَجاز الْكُوفِيُّونَ ذَلِكَ وَاسْتَظْهَرُوا بِهَذَا الْبَيْتِ الَّذِي تَقَدَّمَ إِنْشَادُهُ. والسَّالِفُ: المتقدمُ. والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ: الجماعَةُ الْمُتَقَدِّمُونَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ، ويُقرأُ: سُلُفاً وسُلَفاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: سُلُفاً جَمْعُ سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قَدْ مَضَى، وَمَنْ قرأَ سُلَفاً فَهُوَ جَمْعُ سُلْفَةٍ أَي عُصبة قَدْ مَضَتْ. والتَّسْلِيفُ: التَّقديم؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ جَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً مُتَقَدِّمِينَ لِيَتَّعِظَ بِهِمُ الآخِرون، وقرأَ يَحْيَى بْنُ وثّابٍ: سُلُفاً مَضْمُومَةً مُثقلة، قَالَ: وَزَعَمَ الْقَاسِمُ أَنه سَمِعَ وَاحِدَهَا سَلِيفاً، قَالَ: وَقُرِئَ سُلَفاً كأَن وَاحِدَتَهُ سُلْفَةٌ أَي قِطْعة مِنَ النَّاسِ مِثْلَ أُمّةٍ. اللَّيْثُ: الأُمم السَّالِفَةُ الْمَاضِيَةُ أَمام الْغَابِرَةِ وتُجْمع سَوالِفَ؛ وأَنشد فِي ذَلِكَ: ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ، ... كَذَلِكَ تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ الْجَوْهَرِيُّ: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً مِثَالُ طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مَضَى. والقومُ السُّلَّافُ: الْمُتَقَدِّمُونَ. وسَلَفُ الرَّجُلِ: آباؤُه الْمُتَقَدِّمُونَ، وَالْجَمْعُ أَسْلاف وسُلَّافٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُلَّافٌ لَيْسَ بِجَمْعٍ لسَلَفٍ وَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ سَالِفٍ لِلْمُتَقَدِّمِ، وَجَمْعُ سَالِفٍ أَيضاً سَلَفٌ، وَمِثْلُهُ خالفٌ وخَلَفٌ، وَيَجِيءُ السَّلَفُ عَلَى مَعَانٍ: السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم، وَمَصْدَرُ سَلَفَ سَلَفاً مَضَى، والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، والسَّلَفُ الْقَوْمُ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: لَوْ عَرّجُوا سَاعَةً نُسائِلُهُمْ، ... رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ والسَّلُوفُ: الناقةُ تَكُونُ فِي أَوائل الإِبل إِذَا وَرَدَتِ الْمَاءَ. وَيُقَالُ: سَلَفَتِ الناقةُ سُلُوفاً تَقَدَّمَتْ فِي أَول الوِرْد. والسَّلُوفُ: السَّرِيعُ مِنَ الخيل. وأَسْلَفَه مالًا وسَلَّفَه: أَقْرَضه؛ قَالَ: تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً، وَهِيَ حائمةٌ، ... والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم وأَسْلَفَ فِي الشَّيْءِ: سَلَّم، وَالِاسْمُ مِنْهُمَا السَّلَفُ. غَيْرُهُ: السَّلَفُ نَوْعٌ مِنَ الْبُيُوعِ يُعَجَّل فِيهِ الثَّمَنُ وَتُضْبَطُ السِّلْعةُ بِالْوَصْفِ إِلَى أَجل مَعْلُومٍ، وَقَدْ أَسْلَفْتُ فِي كذا، واسْتَسْلَفْت منه دراهم وتَسَلَّفْت فأَسْلَفَنِي. اللَّيْثُ: السَّلَفُ القَرْضُ، وَالْفِعْلُ أَسْلَفْت. يُقَالُ: أَسْلَفْتُه مالًا أَي

_ (1). هكذا بياض في الأصل.

أَقْرَضْتُه. قَالَ الأَزهري: كلُّ مالٍ قدَّمته فِي ثَمَنِ سِلْعَةٍ مَضْمونة اشْتَرَيْتَهَا لِصِفَةٍ، فَهُوَ سَلَف وسَلَم. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَن سَلَّفَ فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجل مَعْلُومٍ ؛ أَراد مَنْ قدَّم مَالًا ودفَعه إِلَى رَجُلٍ فِي سِلْعَةٍ مَضْمُونَةٍ. يُقَالُ سلَّفْتُ وأَسْلَفْتُ تَسْلِيفاً وإسْلافاً وأَسْلَمْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالِاسْمُ السَّلَف، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ عوامُّ النَّاسِ عِنْدَنَا السَّلَم. قَالَ: والسَّلَفُ فِي المُعاملات لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما القَرْضُ الَّذِي لَا مَنْفَعَةَ للمُقْرِض فِيهِ غَيْرُ الأَجر وَالشُّكْرِ وَعَلَى المُقْتَرِض ردُّه كَمَا أَخذه، والعربُ تُسَمِّي القَرْض سَلَفاً كَمَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي فِي السَّلَفِ هُوَ أَن يُعْطِي مَالًا فِي سِلعة إِلَى أَجل مَعْلُومٍ بِزِيَادَةٍ فِي السِّعْر الْمَوْجُودِ عِنْدَ السَّلَف، وَذَلِكَ مَنْفعة للمُسْلِفِ، وَيُقَالُ لَهُ سلَم دُونَ الأَول قَالَ: وَهُوَ فِي الْمَعْنَيَيْنِ مَعًا اسْمٌ مَنْ أَسلفت، وَكَذَلِكَ السلَم اسْمٌ مِنْ أَسْلَمْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اسْتَسْلَفَ مِنْ أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحِلُّ سَلَفٌ وبَيْعٌ ؛ هُوَ مِثْلُ أَن يَقُولَ بعتُك هَذَا الْعَبْدَ بأَلف عَلَى أَن تُسْلِفَني أَلفاً فِي مَتاع أَو عَلَى أَن تُقْرِضَني أَلفاً، لأَنه إِنَّمَا يُقْرِضُه لِيُحابيَه فِي الثَّمَنِ فَيَدْخُلُ فِي حَدِّ الجهَالة، ولأَنَّ كُلَّ قَرْض جَرَّ مَنْفعةً فَهُوَ رِباً، ولأَنَّ فِي العقْد شَرْطًا وَلَا يَصِحُّ. وللسَّلَف مَعْنيان آخَرَانِ: أَحدهما أَن كُلَّ شَيْءٍ قدَّمه العبدُ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ أَو وَلَدٍ فَرَط يُقَدِّمه، فَهُوَ لَهُ سَلَفٌ، وَقَدْ سَلَفَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ، والسَّلَفُ أَيضاً: مَنْ تقدَّمَك مِنْ آبَائِكَ وَذَوِي قَرابَتِك الَّذِينَ هُمْ فوقَك فِي السنِّ والفَضْل، وَاحِدُهُمْ سَالِفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طُفيل الغَنَوي يَرْثي قَوْمَهُ: مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ، ... وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ أَراد أَنهم تَقَدَّمُونَا وقصدُ سَبيلِنا عَلَيْهِمْ أَي نَمَوْتُ كَمَا مَاتُوا فَنَكُونُ سَلَفاً لِمَنْ بَعْدَنَا كَمَا كَانُوا سَلَفًا لَنَا. وَفِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ: وَاجْعَلْهُ سَلَفاً لَنَا ؛ قِيلَ: هُوَ مِنْ سَلَفِ الْمَالِ كأَنه قَدْ أَسْلَفَه وَجَعَلَهُ ثَمَنًا للأَجر وَالثَّوَابِ الَّذِي يُجازى عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: سَلَفُ الإِنسان مَن تقدَّمه بِالْمَوْتِ مِنْ آبَائِهِ وَذَوِي قَرابته، وَلِهَذَا سُمِّيَ الصدْر الأَول مِنَ التَّابِعِينَ السَّلَف الصَّالِحَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثَ مَذْحِجٍ: نَحْنُ عُبابُ سَلَفِها أَي مُعْظَمها وَهُمُ الْمَاضُونَ مِنْهَا. وجاءَني سَلَفٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. أَبو زَيْدٍ: جَاءَ الْقَوْمُ سُلْفَةً سُلْفَةً إِذَا جَاءَ بَعْضُهُمْ فِي إِثْر بَعْضٍ. وسُلَّافُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم. وسَلَفْتُ الْقَوْمَ وأَنا أَسْلُفُهم سَلَفاً إِذَا تقدَّمْتهم. والسَّالِفَةُ: أَعلى العُنُق، وَقِيلَ: ناحيةُ مُقدَّمِ الْعُنُقِ مِنْ لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ. والسَّالِفُ: أَعلى الْعُنُقِ، وَقِيلَ: هِيَ نَاحِيَتُهُ مِنْ مُعَلَّقِ الْقُرْطِ إِلَى الْحَاقِنَةِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهَا لوَضّاحةُ السَّوالِفِ، جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا سَالِفَةً ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: لأُقاتِلَنَّهم عَلَى أَمْري حَتَّى تَنْفَرد سَالِفَتي ؛ هِيَ صَفْحة الْعُنُقِ، وَهُمَا سَالِفَتَانِ مِنْ جانِبَيه، وكَنى بانْفِرادِها عَنِ الْمَوْتِ لأَنها لَا تَنْفَرِدُ عَمَّا يَلِيهَا إِلَّا بِالْمَوْتِ، وَقِيلَ: أَراد حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رأْسي وجَسدي. وسَالِفَةُ الفرَس وَغَيْرِهِ: هادِيتُه أَي مَا تقدَّم مِنْ عُنقه. وسُلافُ الْخَمْرِ وسُلافَتُها: أَوَّل مَا يُعْصَر مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَا سَالَ مِنْ غَيْرِ عَصْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَنْزِلُ مِنْهَا، وَقِيلَ: السُلافَةُ أَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ

عُصِر، وَقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَا يُرفع مِنَ الزَّبِيبِ، والنَّطْلُ مَا أُعِيدَ عَلَيْهِ الْمَاءُ. التَّهْذِيبِ: السُّلافَةُ مِنَ الْخَمْرِ أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وَذَلِكَ إِذَا تَحَلَّب مِنَ الْعِنَبِ بِلَا عَصْرٍ وَلَا مَرْثٍ، وَكَذَلِكَ مَنَّ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ مَا لَمْ يُعَدْ عَلَيْهِ الْمَاءُ بَعْدَ تَحَلُّب أَوَّله. والسلافُ: مَا سَالَ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ قَبْلَ أَن يُعْصَرَ، وَيُسَمَّى الْخَمْرُ سُلافاً. وسُلافةُ كلِّ شَيْءٍ عصرْتَه: أَوَّلُه، وَقِيلَ: السلافُ والسلافةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خالِصُه. والسَّلْفُ، بِالتَّسْكِينِ: الجِرابُ الضَخْمُ، وَقِيلَ: هُوَ الْجِرَابُ مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ أَدِيمٌ لَمْ يُحْكَمْ دَبْغُه، وَالْجَمْعُ أَسْلُفٌ وسُلُوفٌ؛ قَالَ بَعْضُ الْهُذَلِيِّينَ: أَخَذْتُ لَهُمْ سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا، ... وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ أَراد جِرَابَيْ حَتِيٍّ، وَهُوَ سَوِيقُ المُقْلِ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: وَمَا لَنَا زَادٌ إِلَّا السَّلْفُ مِنَ التَّمْرِ ؛ هُوَ بِسُكُونِ اللَّامِ، الجِرابُ الضخْمُ، وَيُرْوَى: إِلَّا السّفُّ مِنَ التَّمْرِ، وَهُوَ الزَّبيلُ مِنَ الْخُوصِ. والسَّلِفُ: غُرْلةُ الصَّبِيِّ. اللَّيْثُ: تُسَمَّى غُرْلةُ الصَّبِيِّ سُلْفَةً، والسُّلفَةُ: جِلْدٌ رَقِيقٌ يُجْعَلُ بِطانةً للخِفافِ وَرُبَّمَا كَانَ أَحمرَ وأَصفر. وسَهْم سَلُوفٌ: طويلُ النصْلِ. التَّهْذِيبِ: السّلُوفُ مِنْ نِصالِ السِّهامِ مَا طالَ؛ وأَنشد: شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَفَها: حَوَّلها للزرْعِ وسَوَّاها، والمِسْلَفَةُ: مَا سَوَّاها بِهِ مِنْ حِجَارَةٍ وَنَحْوِهَا. وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَرض الْجَنَّةِ مَسْلُوفَةٌ ؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ المستَوية أَو المُسَوَّاةُ، قَالَ: وَهَذِهِ لُغَةُ أَهل الْيَمَنِ وَالطَّائِفِ يَقُولُونَ سَلَفْتُ الأَرضَ أَسْلُفُها سَلْفاً إِذَا سَوَّيتها بالمِسْلَفَةِ، وَهِيَ شَيْءٌ تُسَوَّى بِهِ الأَرضُ، وَيُقَالُ لِلْحَجَرِ الَّذِي تسوَّى بِهِ الأَرضُ مِسْلَفَةٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَحْسَبُه حَجَرًا مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ بِهِ عَلَى الأَرض لتَسْتَوي، وأَخرج ابْنُ الأَثير هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ: مَسْلوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ نَاعِمَةٌ، وَقَالَ: هَكَذَا أَخرجه الْخَطَّابِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ، وأَخرجه أَبو عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ وأَخرجه الأَزهري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ أَنه أَنشده بَيْتَ سَعْدٍ القَرْقَرَةِ: نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعْلَمُنا ... مِنَّا بِركْضِ الجِيادِ فِي السُّلَفِ «1» قَالَ: السُّلَفُ جَمْعُ السُّلْفةِ مِنَ الأَرض وَهِيَ الكَرْدة المُسَوَّاةُ. والسَّلِفانِ والسِّلْفان: مُتَزَوِّجا الأُختين، فَإِمَّا أَن يَكُونَ السَّلِفانِ مُغَيَّراً عَنِ السِّلْفانِ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ وَضْعًا؛ قَالَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مُعاتَبةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً، ... فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا وَالْجَمْعُ أَسْلافٌ، وَقَدْ تَسَالَفَا، وَلَيْسَ فِي النِّسَاءِ سِلْفةٌ إِنَّمَا السِّلْفانِ الرَّجلانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ كُرَاعٌ: السِّلْفَتَان المرأَتان تَحْتَ الأَخَوين. التَّهْذِيبِ: السِّلْفانِ رَجُلَانِ تزوَّجا بأُختين كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا سِلْفُ صَاحِبِهِ، والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إِذَا تزوَّج أَخَوان بامرأَتين. الْجَوْهَرِيُّ:

_ (1). ورد هذا البيت في صفحة 147 وفيه السَّدَف بدل السَّلف.

وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، وَكَذَلِكَ سِلْفه مِثْلَ كَذِبٍ وكِذْبٍ. والسُّلَفُ: وَلَدُ الحَجَلِ؛ وَقِيلَ: فَرْخُ القَطاةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه ... وَطَافُوا حَوْلَهُ، سُلَفٌ يَتِيمُ وَيُرْوَى: سُلَكٌ يَتِيمُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي حَرْفِ الْكَافِ، وَالْجَمْعُ سِلْفَانٌ وسُلْفانٌ مِثْلَ صُرَدٍ وصِرْدانٍ، وَقِيلَ: السّلْفانُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ فَلَمْ يُعَيَّن. قَالَ أَبو عَمْرٍو: لَمْ نَسْمَعْ سُلَفةً للأُنثى، وَلَوْ قِيلَ سُلَفةٌ كَمَا قِيلَ سُلَكَةٌ لِوَاحِدِ السِّلْكانِ لَكَانَ جيِّداً؛ قَالَ الْقُشَيْرِيُّ: أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ، ... إِذَا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا يُرِيدُ أَولاده، شَبَّهَهُمْ بأَولاد الْحَجَلِ لِصِغَرِهم؛ وَقَالَ آخَرُ: خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ السُّلَفْ غَيْرُهُ: والسُّلَفُ والسُّلَكُ مِنْ أَولاد الحَجل، وَجَمْعُهُ سِلْفانٌ وسِلْكانٌ؛ وَقَوْلُ مُرَّةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اللِّحْيَانِيِّ: كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ، ... حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ قَالَ: وَاحِدُ السِّلْفان سُلَف وَهُوَ الفَرْخُ، قَالَ: وسُلَكٌ وسِلْكانٌ فِراخُ الحَجل. والسُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: الطعامُ الَّذِي تَتَعَلَّلُ بِهِ قَبْلَ الغِذاء، وَقَدْ سَلَّفَ القومَ تَسْلِيفاً وسَلَّفَ لَهُمْ، وَهِيَ اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ قَبْلَ الْغَذَاءِ. والسُّلفةُ: مَا تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ بِهِ مَن زارَها. والمُسْلِفُ مِنَ النِّسَاءِ: النَّصَفُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بَلَغَتْ خَمْسًا وأَربعين وَنَحْوَهَا وَهُوَ وصْف خُصّ بِهِ الإِناثُ؛ قَالَ عُمَرُ بنُ أَبي ربيعةَ: فِيهَا ثَلاثٌ كالدُّمَى ... وكاعِبٌ ومُسْلِفُ والسَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَهَا سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ، ... حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإِفالا حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لَا يَدْنُو مِنْهَا فَحْلٌ سِوَاهُ. واشْتَهَرَ الإِفالا: جَاءَ بِهَا تُشبهُه، يَعْنِي بالإِفالِ صِغارَ الإِبل. وسُولاف: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ: لَمَّا الْتَقَوْا بِسُولاف. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قيْس الرُّقيّات: تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، ... وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ غَيْرُهُ: سُولافُ مَوْضِعٌ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ: فَإِنْ تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّى تَتابعَتْ، ... فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا مِنْ قَماقِمِ غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ ... بِسُولافَ، يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ سلحف: الذكَرُ مِنَ السَّلاحِف: الغَيلَمُ، والأُنثى، فِي لُغَةِ بَنِي أَسد: سُلَحْفَاةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: السُّلَحْفَاةُ

والسُّلَحْفَاءُ والسُّلَحْفَا والسُّلَحْفِيَةُ والسِّلَحْفَاةُ، بِفَتْحِ اللَّامِ، وَاحِدَةُ السَّلاحِفِ مِنْ دَوَابِّ الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الأُنثى مِنَ الغيالِمِ. الْجَوْهَرِيُّ: سُلَحْفِيَةٌ مُلْحقٌ بِالْخُمَاسِيِّ بأَلف، وَإِنَّمَا صَارَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا مِثَالُ بُلَهْنِيةٍ، والله أَعلم. سلخف: التَّهْذِيبِ: أَبو تُرَابٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَعراب قيس: الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ المُضْطرِبُ الخَلق. سلعف: الأَزهري: سَلْعَفْتُ الشيءَ إِذَا ابْتَلَعْتَه. والسِّلَعْفُ والسِّلَّعْفُ: الرجل المضطرب الخلق. سلغف: سلغَفَ الشيءَ: ابْتَلَعَهُ. والسِّلَّغْفُ: التَّارُّ الحادِرُ؛ وأَنشد: بِسَلْغَفٍ دَغْفَلٍ يَنْطَحُ الصخْرَ ... برأْس مُزْلَعِبّ وَبَقَرَةٌ سَلْغَفةُ: تارَّةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَبَقَرَةٌ سَلْغَفٌ. سنف: السِّنافُ: خَيْطٌ يُشَدُّ مِنْ حَقَبِ البَعير إِلَى تَصْدِيره ثُمَّ يُشَدُّ فِي عُنُقِه إِذا ضَمَرَ، وَالْجَمْعُ سُنُفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْخَلِيلُ السِّنافُ لِلْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ اللّبَبِ لِلدَّابَّةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ هِميانَ بْنِ قحافَةَ: أَبْقى السِّنَافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ، ... قَريبةٍ نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهْ وسَنَفَ البعيرَ يَسْنُفُه ويَسْنِفُه سَنْفاً وأَسْنَفَه: شدَّه بالسِّنافِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَبى الأَصمعي إِلَّا أَسْنَفْتُ. الأَصمعي: السِّنَافُ حَبْلٌ يُشَدُّ مِنَ التَّصْديرِ إِلَى خَلْفِ الكِرْكِرةِ حَتَّى يَثْبُتَ التصْديرُ فِي موضِعِه. وأَسْنَفْتُ الْبَعِيرَ: جَعَلْتُ لَهُ سِنافاً وَإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا خَمُصَ بطنهُ واضْطَرَبَ تصدِيرُه، وَهُوَ الحِزامُ. وَهِيَ إِبِلٌ مُسْنَفاتٌ إِذَا جُعِلَ لَهَا أَسْنِفَةٌ تُجْعَلُ وَرَاءَ كراكِرها. ابْنُ سِيدَهْ: السِّنَاف سَيْرٌ يُجْعَلُ من ورا اللَّبَبِ أَو غيرُ سَيْرٍ لِئَلَّا يَزِلَّ. وَخَيْلٌ مُسْنَفَاتٌ: مُشْرِفاتُ المَناسِج، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ فِيهَا لأَنه لَا يَعْتَري إِلَّا خِيارَها وكِرامَها، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَإِنَّ السُّروجَ تتأَخَّر عَنْ ظُهورها فيُجْعل لَهَا ذَلِكَ السِّنَافُ لتَثْبُتَ بِهِ السُّروج. والسَّنِيف: ثَوْبٌ يُشدُّ عَلَى كَتف الْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ سُنُفٌ. أَبو عَمْرٍو: السُّنُفُ ثِيَابٌ تُوضَعُ عَلَى أَكْتاف الإِبل مثلُ الأَشِلَّةِ عَلَى مآخِيرها. وَبَعِيرٌ مِسْنَافٌ: يؤخِّر الرَّحْلَ فيُجْعل لَهُ سِنَافٌ، وَالْجُمَعُ مَسَانِيفُ. وَنَاقَةٌ مِسْنَافٌ ومُسْنِفَةٌ: مُتقدِّمة فِي السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. التهذيب: المُسْنِفَاتُ، بِكَسْرِ النُّونِ، المُتقدِّمات فِي سَيْرِهَا؛ وَقَدْ أَسْنَفَ البعيرُ إِذَا تَقَدَّمَ أَو قدَّم عُنُقه لِلسَّيْرِ؛ وَقَالَ كثيِّر فِي تَقْدِيمِ الْبَعِيرِ زِمَامَهُ: ومُسْنِفَة فَضْلَ الزِّمام، إِذَا انْتَحى ... بِهِزَّةِ هَادِيهَا عَلَى السَّوْمِ بازِل وَفُرْسٌ مُسْنِفةٌ إِذَا كَانَتْ تَتَقَدَّمُ الخيلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ كُلْثُوم: إِذَا مَا عَيَّ بالإِسْنَاف حَيٌّ ... عَلَى الأَمْر المُشَبّه أَن يَكونا أَي عَيُّوا بالتقدُّم؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ إِذَا مَا عَيَّ بالإِسْناف أَن يَدْهَش فَلَا يَدْري أَينَ يُشَدُّ السِّنافُ بِشَيْءٍ هُوَ بَاطِلٌ، إِنَّمَا قَالَهُ اللَّيْثُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَسْنَفَ الفَرَسُ أَي تقدَّمَ الخيلَ، فَإِذَا سَمِعْتَ فِي الشِّعْرِ مُسْنِفةً، بِكَسْرِ النُّونِ، فَهِيَ مِنْ هَذَا، وَهِيَ الْفَرَسُ تتقدَّم الْخَيْلَ فِي

سَيْرِهَا، وَإِذَا سَمِعْتَ مُسْنَفَةً، بِفَتْحِ النُّونِ، فَهِيَ النَّاقَةُ مِنَ السِّنَاف أَي شُدَّ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَرُبَّمَا قَالُوا أَسْنَفُوا أَمْرَهم أَي أَحْكَمُوه، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ مِنْ هَذَا. قَالَ: وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ لِمَنْ تَحَيَّر فِي أَمره: عَيَّ بالإِسْنَاف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: فَإِذَا سَمِعْتَ فِي الشِّعْرِ مُسْنِفة، بِكَسْرِ النُّونِ، فَهُوَ مِنْ هَذَا، قَالَ: قَالَ ثَعْلَبٌ المَسانيفُ المتقدِّمة؛ وأَنشد: قَدْ قُلْتُ يَوْمًا للغُرابِ، إذ حَجَلْ: ... عليكَ بالإِبْلِ المَسانيفِ الأُوَلْ قَالَ: والمُسنِفُ المتقدِّمُ، والمُسْنَفُ: الْمَشْدُودُ بالسِّنَافِ؛ وأَنشد الأَعشى فِي الْمُتَقَدِّمِ أَيضاً: وَمَا خِلْت أَبْقى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدَّةٍ ... عِراض المَذاكي المُسْنَفَات القَلائصا ابْنُ شُمَيْلٍ: المِسْنَافُ مِنَ الإِبل الَّتِي تُقَدِّم الحِمْلَ، قَالَ: وَالْمِجْنَاةُ الَّتِي تؤخِّر الْحِمْلَ، وعُرِضَ عَلَيْهِ قولُ اللَّيْثِ فأَنكره. وَنَاقَةٌ مُسْنِفٌ ومِسْنَافٌ: ضامِرٌ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وأَسْنَفَ الأَمْرَ: أَحْكَمَه. والسِّنْفُ، بِالْكَسْرِ: ورَقةُ المَرْخِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: السَّنْفُ الورقةُ، وَقِيلَ: وِعَاءُ ثَمَرِ المَرْخِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تُقَلْقِلُ منْ ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَها، ... تَقَلْقُلُ سِنْفِ المَرْخِ فِي جَعْبةٍ صِفْرِ وَالْجَمْعُ سِنَفةٌ وَتُشَبَّهُ بِهِ آذانُ الْخَيْلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي السَنْفِ وِعاء ثَمَرِ الْمَرْخِ، قَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ أَهل الْمَعْرِفَةِ بالمَرْخ، قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ لَيْسَ للمَرْخِ وَرَقٌ وَلَا شَوْك وَإِنَّمَا لَهُ قُضْبان دِقَاقٌ تَنْبُتُ فِي شُعَب، وأَما السِّنفُ فَهُوَ وِعَاءُ ثَمَرِ الْمَرْخِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَهل اللُّغَةِ، وَالَّذِي حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو مِنْ أَن السَّنْفَ وَرَقَةُ الْمَرْخِ مَرْدُودٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ؛ وَقَالَ فِي الْبَيْتُ الَّذِي أَنشده ابْنُ سِيدَهْ بِكَمَالِهِ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ وَنَسَبَاهُ لِابْنِ مُقْبِلٍ وَهُوَ: تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ فِي جَعْبةٍ صِفْرِ هَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِ الجَعْدِيِّ، قَالَ: وَكَذَا هِيَ الرِّوَايَةُ فِيهِ عُودِ الْمَرْخِ؛ قَالَ: وأَما السِّنْفُ فَفِي بَيْتِ ابْنِ مُقْبِلٍ وَهُوَ: يُرْخي العِذارَ، وَلَوْ طالَتْ قبائلُه ... عَنْ حَشْرةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصِّفْرِ الحَشْرةُ: الأُذُنُ اللَّطِيفَةُ المُحَدَّدةُ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السِّنْفَةُ وِعاء كُلِّ ثَمَرٍ، مُسْتَطِيلًا كَانَ أَو مُسْتَدِيرًا، وَجَمْعُهَا سِنْفٌ وَجَمْعُ السِّنْفِ سِنَفَةٌ وَيُقَالُ لأَكِمَّةِ الباقِلاء واللُّوبياء والعَدَس وَمَا أَشبهها: سُنُوفٌ، وَاحِدُهَا سِنْفٌ. والسِّنْفُ: العُود المُجَرَّدُ مِنَ الْوَرَقِ. والمَسَانِفُ: السِّنُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بالسنينَ السِّنِينَ الْمُجْدِبَةَ كأَنهم شنَّعُوها فَجَمَعُوهَا؛ قَالَ القُطامي: ونَحْنُ نَرُودُ الخَيْلَ، وَسْطَ بُيوتِنا، ... ويُغْبَقْنَ مَحْضاً، وَهِيَ مَحْلٌ مَسانِفُ الْوَاحِدَةُ مُسْنِفةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَسْنَفَتِ الرِّيحُ: سافَتِ الترابَ. سنحف: السَّنْحَفُ: العظيمُ الطويلُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: إنَّك لَسِنَّحْفٌ أَي عَظِيمٌ طَوِيلٌ، والسِّنْحَافُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي السِّينِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَفِي كِتَابِ الْجَوْهَرِيِّ وأَبي مُوسَى بِالشِّينِ وَالْخَاءِ المعجمتين. وسيأْتي ذكره.

سنهف: سَنْهفٌ: اسم. سهف: السَّهَفُ والسُّهافُ: شِدَّةُ العَطَش، سَهِفَ سَهَفاً، وَرَجُلٌ سَاهِفٌ ومَسْهُوفٌ: عَطْشَانُ. وَرَجُلٌ سَاهِفٌ وسافِهٌ: شديدُ العطَشِ. وناقةٌ مِسْهافٌ: سَرِيعَةُ الْعَطَشِ. والسَّهْفُ: تَشَحُّط الْقَتِيلِ فِي نَزْعِه واضْطِرابُه؛ قَالَ الهُذَليّ: مَاذَا هنالِكَ مِنْ أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، ... وسَاهِفٍ ثَمِلٍ فِي صَعْدَةٍ قَصِمِ؟ وسَهَفَ القتيلُ سَهْفاً: اضْطَرَب. وسَهَفَ الدُّبُّ سَهِيفاً: صَاحَ. وسَهَفَ الإِنسان سَهَفاً: عَطِشَ وَلَمْ يَرْوَ، وَإِذَا كَثُرَ: سُهافاً. والسَّهْفُ: حَرْشَفُ السَّمَكِ خاصَّة. والمَسْهَفَةُ: المَمَرُّ كالمَسْهَكَةِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: بِمَسْهَفَةِ الرِّعاء إِذَا ... هُمُ راحُوا، وَإِنْ نَعَقوا ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ طعامٌ مَسْفَهَةٌ وطعامٌ مَسْهَفَةٌ إِذَا كَانَ يَسْقي الْمَاءَ كَثِيرًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَرى قَوْلَ الْهُذَلِيِّ وسَاهِفٍ ثَمِلٍ مِنْ هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. الأَصمعي: رَجُلٌ سَاهِفٌ إِذَا نُزِفَ فأُغْمِي عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي أَخذه الْعَطَشُ عِنْدَ النَّزْعِ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحه؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ سَاهِفُ الْوَجْهِ وساهِمُ الْوَجْهِ مُتَغَيِّره؛ وأَنشد لأَبي خِرَاشٍ الهُذَليّ: وَإِنْ قَدْ تَرى مِنِّي، لِما قَدْ أَصابَني ... مِنَ الحُزْنِ، أَني سَاهِفُ الْوَجْهِ ذُو هَمِ وسَيْهَف: اسم. سوف: سَوْفَ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا التَّنْفِيسُ والتأْخير؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَوْفَ كَلِمَةُ تَنْفِيسٍ فِيمَا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ سَوَّفْتُه إِذَا قُلْتَ لَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة سَوْفَ أَفْعل؟ وَلَا يُفْصل بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَفعل لأَنها بِمَنْزِلَةِ السِّينِ فِي سيَفْعَل. ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ، اللَّامُ دَاخِلَةٌ فِيهِ عَلَى الْفِعْلِ لَا عَلَى الْحَرْفِ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ حَرْفٌ واشتقُّوا مِنْهُ فِعْلًا فَقَالُوا سَوَّفْتُ الرَّجُلَ تَسْوِيفاً، قَالَ: وَهَذَا كَمَا تَرَى مأْخوذ مِنَ الْحَرْفِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِابْنِ مُقْبِلٍ: لَوْ سَاوَفَتْنا بِسَوْف مِنْ تَجَنُّبِها ... سَوْفَ العَيُوفِ لراحَ الرَّكْبُ قَدْ قَنِعُوا انْتَصَبَ سَوْفَ العَيُوفِ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَحْذُوفِ الزِّيَادَةِ. وَقَدْ قَالُوا: سَو يَكُونُ، فَحَذَفُوا اللَّامَ، وسَا يَكُونُ، فَحَذَفُوا اللَّامَ وأَبدلوا الْعَيْنَ طَلَبَ الخِفَّةِ، وسَفْ يَكُونُ، فَحَذَفُوا الْعَيْنَ كَمَا حَذَفُوا اللَّامَ. التَّهْذِيبُ: والسَّوْفُ الصَّبْرُ. وَإِنَّهُ لَمُسَوِّفٌ أَي صَبُور؛ وأَنشد الْمُفَضَّلُ: هَذَا، ورُبَّ مُسَوِّفينَ صَبَحْتُهُمْ ... مِنْ خَمْرِ بابِلَ لَذَّة للشارِبِ أَبو زَيْدٍ: سَوَّفْت الرَّجُلَ أَمْري تَسْويفاً أَي ملَّكته، وَكَذَلِكَ سَوَّمْته. والتَّسْويف: التأْخير مِنْ قَوْلِكَ سَوْفَ أَفعل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَنَ المُّسَوِّفَة مِنَ النِّسَاءِ وَهِيَ الَّتِي لَا تُجِيبُ زوجَها إِذَا دَعَاهَا إِلَى فِرَاشِهِ وتُدافِعُه فِيمَا يُرِيدُ مِنْهَا وَتَقُولُ سَوْفَ أَفْعَلُ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَقْتاتُ السَّوْفَ أَي يَعِيشُ بالأَماني. والتَسْوِيفُ: المَطْلُ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: سَوَّفْت الرجلَ أَمري إِذَا ملَّكته أَمرَك وحَكَّمته فِيهِ يَصْنَعُ مَا يَشَاءُ. وسَافَ الشيءَ يَسُوفُه ويَسافُه سَوْفاً وسَاوَفَه

واسْتَافَه، كلُّه: شَمَّه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: إِذَا مَا اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنْهُ ... مكانَ الرُّمْحِ مِنْ أَنْفِ القَدُوعِ والاسْتِيافُ: الاشْتِمامُ. ابْنُ الأَعرابي: سَافَ يَسُوفُ سَوْفاً إِذَا شمَّ؛ وأَنشد: قَالَتْ وَقَدْ سافَ مِجَذَّ المِرْوَدِ قَالَ: المِرْوَدُ المِيلُ، ومِجَذُّه طرَفُه، وَمَعْنَاهُ أَن الْحَسْنَاءَ إِذَا كَحَلت عَيْنَيْهَا مَسَحَتْ طَرَفَ الْمَيْلِ بِشَفَتَيْهَا لِيَزْدَادَ حُمَّةً أَي سَوَادًا. والمَسَافَة: بُعْدُ المَفازةِ وَالطَّرِيقِ، وأَصله مِنَ الشَّمِّ، وَهُوَ أَن الدَّلِيلَ كَانَ إِذَا ضَلَّ فِي فَلَاةٍ أَخذ التُّرَابَ فَشَمَّهُ فَعَلِمَ أَنه عَلَى هِدْية؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا الدليلُ اسْتافَ أَخْلاقَ الطُّرُقْ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى سَمَّوُا الْبُعْدَ مَسَافَةً، وَقِيلَ: سُمِّيَ مَسَافَة لأَن الدَّلِيلَ يَسْتَدِلُّ عَلَى الطَّرِيقِ فِي الْفَلَاةِ الْبَعِيدَةِ الطَّرَفَيْنِ بِسَوْفِه تُرابَها لِيَعْلَمَ أَعَلى قَصْدٍ هُوَ أَم عَلَى جَوْرٍ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَلَى لاحِبٍ لَا يُهْتَدى بِمَنارِه، ... إِذَا سَافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وَقَوْلُهُ لَا يُهْتَدى بِمَناره يَقُولُ: لَيْسَ بِهِ مَنار فَيُهْتَدى بِهِ، وَإِذَا سَافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً مِنْ بُعْده وَقِلَّةِ مَائِهِ. والسَّوْفَةُ والسَّائِفَةُ: أَرض بَيْنَ الرَّمل والجَلَد. قَالَ أَبو زِيَادٍ: السَّائِفَةُ: جانِبٌ مِنَ الرَّمْلِ أَلينُ مَا يَكُونُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ سَوَائِفُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وتَبْسِم عَنْ أَلْمَى اللِّثاتِ، كأَنه ... ذَرا أُقْحُوانٍ مِنْ أَقاحي السَّوَائِفِ وَقَالَ جَابِرُ بْنُ جَبَلَةَ: السَّائِفَة الْحَبْلُ مِنَ الرَّمْلِ. غَيْرُهُ: السَّائِفَة الرَّمْلَةُ الرَّقِيقَةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِراخَ النَّعَامَةِ: كأَنَّ أَعْنَاقَها كُرَّاثُ سَائِفَةٍ، ... طارَتْ لَفَائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ الهَيْشَرَةُ: شَجَرَةٌ لَهَا ساقٌ وَفِي رأْسها كُعْبُرة شَهْباء، والسُّلُبُ: الَّذِي لَا وَرَقَ عَلَيْهِ، والسَّائِفَة: الشَّطُّ مِنَ السَّنام؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مِنَ الْوَاوِ لِكَوْنِ الأَلف عَيْنًا. والسَّوافُ والسُّوافُ: الموتُ فِي الناسِ وَالْمَالِ، سَافَ سَوْفاً وأَسَافَه اللَّهُ، وأَسَافَ الرجلُ: وقَع فِي مَالِهِ السَّوَافُ أَي الْمَوْتُ؛ قَالَ طُفَيْل: فأَبَّلَ واسْتَرْخى بِهِ الخَطْبُ بعد ما ... أَسَافَ. وَلَوْلَا سَعْيُنا لَمْ يُؤَبَّلِ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَسَافَ الرجلُ فَهُوَ مُسِيفٌ إِذَا هلَك مالُه. وَقَدْ سَافَ الْمَالُ نَفْسُه يَسُوفُ إِذَا هلَك. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بالسَّوَاف، كَذَا رَوَاهُ بِفَتْحِ السِّينِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ هِشاماً المَكْفُوفَ يَقُولُ لأَبي عَمْرٍو: إنَّ الأَصمعي يَقُولُ السُّواف، بِالضَّمِّ، وَيَقُولُ: الأَدْواء كُلُّهَا جَاءَتْ بِالضَّمِّ نَحْوُ النُّحازِ والدُّكاعِ والزُّكامِ والقُلابِ والخُمالِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَا، هُوَ السَّوافُ، بِالْفَتْحِ، وَكَذَلِكَ قَالَ عُمارة بْنُ عَقِيل بْنِ بِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَرْوِهِ بِالْفَتْحِ غَيْرُ أَبي عَمْرٍو وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وسافَ يَسُوفُ أَي هلَك مَالُهُ. يُقَالُ: أَسافَ حَتَّى مَا يَتَشَكى السُّوافَ إِذَا تعوَّد الحوادثَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ

مِنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قولُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: فَيَا لَهما مِنْ مُرسَلَيْنِ لِحاجَةٍ ... أَسافا مِنَ المالِ التِّلادِ وأَعْدَما وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للمَرَّارِ شَاهِدًا عَلَى السُّوَافِ مَرَضِ المالِ: دَعا بالسُّوَافِ لَهُ ظَالِمًا، ... فَذَا العَرْشِ خَيْرَهما أَن يَسُوفَا أَي احْفَظْ خَيْرهما مِنْ أَن يَسُوف أَي يَهْلِك؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الأَسود العِجْلي: لَجَذْتَهُمُ، حَتَّى إِذَا سافَ مالُهُمْ، ... أَتَيْتَهُمُ فِي قابِلٍ تَتَجَدَّفُ والتَّجَدُّفُ: الافتِقارُ. وَفِي حَدِيثِ الدُّؤلي: وَقَفَ عَلَيْهِ أَعرابي فَقَالَ: أَكلَني الفَقْرُ ورَدَّني الدهرُ ضَعِيفًا مُسِيفاً ؛ هُوَ الَّذِي ذَهَبَ مالُه مِنَ السُّوافِ وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ الإِبل فَيُهْلِكُها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تُفْتَحُ سِينُهُ خَارِجًا عَنْ قِياس نَظائِره، وَقِيلَ: هُوَ بِالْفَتْحِ الفَناءُ. أَبو حَنِيفَةَ: السُّوافُ مَرَضُ المالِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَرَضُ الإِبل، قَالَ: والسَّوَافُ، بِفَتْحِ السِّينِ، الفَناء. وأَسَافَ الخارِزُ يُسِيفُ إِسَافَةً أَي أَثْأَى فانْخَرَمَتِ الخُرْزَتانِ. وأَسَافَ الخَرَزَ: خَرمَه؛ قَالَ الراعي: مَزَائِدُ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ، ... أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا وَجَدْنَاهُ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ مَزَائِدُ، مَهْمُوزٌ. وَإِنَّهَا لَمُسَاوِفَةُ السَّيْر أَي مُطِيقَتُه. والسَافُ فِي الْبِنَاءِ: كلُّ صَفٍّ مِنَ اللَّبِن؛ يُقَالُ: سَافٌ مِنَ الْبِنَاءِ وسَافَانِ وَثَلَاثَةُ آسُف وَهِيَ السُّفُوفُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السَّافُ مَا بَيْنَ سَافَاتِ الْبِنَاءِ، أَلفه وَاوٌ فِي الأَصل، وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ سَطْر مِنَ اللَّبِن وَالطِّينِ فِي الجدارِ سَافٌ ومِدْماكٌ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّافُ كلُّ عَرَقٍ مِنَ الْحَائِطِ. والسَّافُ: طَائِرٌ يَصِيدُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضينا عَلَى مَجْهُولِ هَذَا الْبَابِ بِالْوَاوِ لِكَوْنِهَا عَيْنًا. والأَسْوَافُ: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ بِعَيْنِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اصْطَدْتُ نُهَساً بالأَسْوافِ. ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمٌ لحَرَمِ الْمَدِينَةِ الَّذِي حَرَّمه سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والنُّهَسُ: طَائِرٌ يُشْبِهُ الصُّرَدَ، مَذْكُورٌ في موضعه. سيف: السَّيْفُ: الَّذِي يُضربُ بِهِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَسْيَافٌ وسُيُوفٌ وأَسْيُفٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد الأَزهري فِي جَمْعِ أَسْيُفٍ: كأَنهم أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيةٌ، ... عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بِهَا الأُثُرُ واسْتَافَ القومُ وتَسايَفُوا: تَضَارَبُوا بِالسُّيُوفِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: اسْتَافُوا تَناولوا السُّيوفَ كَقَوْلِكَ امْتَشَنُوا سُيُوفَهم وامْتَخَطوها، قَالَ: فأَما تَفْسِيرُ أَهل اللُّغَةِ أَنَّ اسْتَافَ القومُ فِي مَعْنَى تَسايَفُوا فَتَفْسِيرُهُ عَلَى الْمَعْنَى كَعَادَتِهِمْ فِي أَمثال ذَلِكَ، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا فِي قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: مِنْ ماءٍ دافِقٍ، إِنَّهُ بِمَعْنَى مَدْفُوق؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَهَذَا لَعَمْرِي مَعْنَاهُ غَيْرَ أَن طَرِيقَ الصَّنْعة فِيهِ أَنه ذُو دَفْق كَمَا حَكَاهُ الأَصمعي عَنْهُمْ، مِنْ قَوْلِهِمْ نَاقَةٌ ضَارِبٌ إِذَا ضُرِبَت، وَتَفْسِيرُهُ أَنها ذاتُ ضَرْب أَي ضُربت، وَكَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: لَا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، أَي لَا ذَا عِصْمة، وَذُو الْعِصْمَةِ يَكُونُ مَفْعُولًا فَمِنْ هُنَا قِيلَ: إِنَّ مَعْنَاهُ لَا مَعْصُومَ.

فصل الشين المعجمة

وَيُقَالُ لِجَمَاعَةِ السُّيوف: مَسْيَفَةٌ، وَمِثْلُهُ مَشْيَخَةٌ. الْكِسَائِيُّ: المُسِيفُ المُتَقَلِّدُ بِالسَّيْفِ فَإِذَا ضَرَبَ بِهِ فَهُوَ سَائِفٌ، وَقَدْ سِفْتُ الرَّجُلَ أَسِيفه. الْفَرَّاءُ: سِفْتُه ورَمَحْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: سافَه يَسِيفُه ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ. وَرَجُلٌ سائفٌ أَي ذُو سَيْف، وسَيَّافٌ أَي صاحبُ سَيْفٍ، وَالْجَمْعُ سَيَّافَةٌ. والمُسِيفُ: الَّذِي عَلَيْهِ السَّيْفُ. والمُسايَفَةُ: المُجالَدَةُ. وَرِيحٌ مِسْيَافٌ: تَقْطَعُ كالسَّيْفِ؛ قَالَ: أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لَا تَزَالُ تَهُجُّهُ ... شَمالٌ، ومِسْياف العَشِيِّ جَنُوب؟ وبُرْد مُسَيَّفٌ: فِيهِ كصُوَر السُّيُوفِ. وَرَجُلٌ سَيْفَانٌ: طَوِيلٌ مَمْشُوقٌ كالسَّيْفِ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: ضامرُ الْبَطْنِ، والأَنثى سَيْفَانَةٌ. اللَّيْثُ: جاريةٌ سَيْفانةٌ وَهِيَ الشِّطْبَةُ كأَنها نَصْل سَيْفٍ، قَالَ: وَلَا يُوصَفُ بِهِ الرَّجُلُ. والسَّيْفُ، بِفَتْحِ السِّينِ: سَيْبُ الفَرَس. والسِّيفُ: مَا كَانَ مُلْتَزِقاً بأُصول السَّعَفِ كاللِّيف وَلَيْسَ بِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابٍ مِنْ غَيْرِ سَماعٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والسِّيفُ مَا لزِقَ بأُصول السَّعَفِ مِنْ خِلال اللِّيفِ وَهُوَ أَرْدَؤُه وأَخْشَنُه وأَجْفاه، وَقَدْ سَيِفَ سَيَفاً وانْسَافَ، التَّهْذِيبُ: وَقَدْ سَيِفَتِ النخلةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ أَذْنابَ اللِّقاحِ: كأَنَّما اجْتُثَّ عَلَى حلابِها ... نَخْلُ جُؤاثَى نِيل مِنْ أَرْطابِها، والسِّيفُ واللِّيفُ عَلَى هُدّابِها والسِّيفُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ أَسْيَاف. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: أَسَافَ القومُ أَتوا السِّيفَ، ابْنُ الأَعرابي: الْمَوْضِعُ النَّقِيُّ مِنَ الْمَاءِ، وَمِنْهُ قِيلَ: دِرْهَمٌ مُسَيَّفٌ إِذَا كَانَتْ لَهُ جوانبُ نَقِيَّة مِنَ النَّقْشِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فأَتينا سِيفَ الْبَحْرِ أَي سَاحِلَهُ. والسِّيفُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَلَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ، ... بِعَدانِ السِّيفِ، صَبري ونَقَلْ وأَسَفْتُ الخَرَزَ أَي خَرمْتُه؛ قال الراعي: مَزائِدُ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ، ... أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا وَقَدْ تقدَّم فِي سَوْفَ أَيضاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: أَي حَمَلَهُمَا عَلَى الإِسراع، ومزائدُ: كَانَ قياسُها مَزاوِدَ لأَنها جَمْعُ مَزادة، وَلَكِنْ جَاءَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِفَعَالَةَ، وَمِثْلُهُ مَعائش فِيمَنْ هَمَزَهَا. ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُسِيفُ الْفَقِيرُ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ للقِيطِ بْنِ زُرَارَةَ: فأَقْسَمْتُ لَا تأتِيكَ مِني خُفارَةٌ ... عَلَى الكُثْرِ، إنْ لاقَيْتَني، ومُسِيفَا والسائِفَةُ مِنَ الأَرض: بَيْنَ الجَلَد والرَّمل. والسَّائِفَة: اسم رمل. فصل الشين المعجمة شأف: شَئِفَ صدرُه عليَّ شَأَفاً: غَمِرَ. والشَّأْفَةُ: قَرْحةٌ تَخْرُجُ فِي القَدم، وَقِيلَ: فِي أَسْفل الْقَدَمِ، وَقِيلَ: هُوَ ورَمٌ يَخْرُجُ فِي الْيَدِ وَالْقَدَمِ مِنْ عُود يَدْخُلُ فِي البَخَصة أَو بَاطِنِ الْكَفِّ فَيَبْقَى فِي جَوْفِهَا فَيَرِمُ الْمَوْضِعُ ويعظُم. وَفِي الدُّعاء: استأْصَل اللهُ شَأْفَتَهُم ، وذلك أَنَّ الشَّأْفَةَ تُكْوَى فَتَذْهَبُ فَيُقَالُ: أَذهبهم اللَّهُ كَمَا أَذهب ذَلِكَ. وَقِيلَ:

شَأْفَةُ الرَّجُلِ أَهلُه ومالُه. وَيُقَالُ: شَئِفَتْ رجلُه شَأَفاً مِثَالُ تَعِبَ تَعَباً إِذَا خَرَجَتْ بِهَا الشَّأْفَةُ فيُكْوَى ذَلِكَ الدَّاء فَيَذْهَبُ، فَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ: أَذهبك اللَّهُ كَمَا أَذهب ذَلِكَ الدَّاءَ بالكَيّ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَرجَتْ بآدمَ شَأْفَةٌ في رجله ، قَالَ: والشَّأْفَةُ جَاءَتْ بِالْهَمْزِ وغير الهمز، وهي قَرْحة تَخْرُجُ بِبَاطِنِ الْقَدَمِ فتُقْطَع أَو تُكْوَى فَتَذْهَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه قُطِعَت رجلُه مِنْ شَأْفَةٍ بِهَا ؛ الهُجَيْمِيُّ: الشَّأْفَةُ الأَصلُ. واسْتأْصَل اللَّهُ شَأْفَته أَي أَصلَه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: قَالَ لَهُ أَصحابُه لَقَدِ استأْصَلْنا شَأْفَتَهم ، يَعْنِي الخوارِجَ. والشَّأْفَةُ: العداوةُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمْ نَفْتأْ كَذَلِكَ كلَّ يومٍ، ... لِشَأْفَةِ واغِرٍ، مُسْتَأْصِلِينا وَفِي التَّهْذِيبِ: اسْتأْصَلَ اللَّهُ شَأْفَتَه إِذَا حَسَمَ الأَمرَ مِنْ أَصله. وشَئِفَ الرَّجلُ «2» إِذَا خِفْتَ حِينَ تَرَاهُ أَن تُصيبه بِعَيْنٍ أَو تَدُلّ عَلَيْهِ مَن يَكْرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: شَئِفْت مِنْ فُلَانٍ «3» شَأْفاً، بِالتَّسْكِينِ، إِذَا أَبْغَضْتَه. ابْنُ سِيدَهْ: وشَئِفَتْ يَدُهُ شَأْفاً شَعِثَ مَا حولَ أَظْفارِها وتَشَقَّق؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ تشقُّق يَكُونُ فِي الأَظفار. أَبو زَيْدٍ: شَئِفَت أَصابعه شَأْفاً إِذَا تَشَقَّقَتْ. ابْنُ الأَعرابي: شَئِفَتْ أَصابعُه وسَئِفَتْ وسَعِفَت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ التشعُّثُ حَوْلَ الأَظفار والشُّقاقُ. واسْتَشْأَفَت الْقَرْحَةُ: خَبُثَتْ وعَظُمَت وَصَارَ لَهَا أَصل. وَرَجُلٌ شَأَفَةٌ: عزيزٌ مَنِيعٌ. وشُئِفَ شَأْفاً: فَزِعَ. أَبو عُبَيْدٍ: شُئِفَ فُلَانٌ شَأْفاً، فهو مَشْؤُوف، مِثْلُ جُئِثَ وزُئِدَ إِذَا فَزِعَ وذُعِرَ. والشَّآفَةُ: العداوةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي نَهْشَل بْنِ دَارِمٍ: إِذَا مَولاكَ كَانَ عليكَ عَوْناً، ... أَتاكَ القومُ بالعَجَبِ العَجِيبِ فَلَا تَخْتَعْ عَلَيْهِ وَلَا تُرِدْه، ... ورامِ بِرأْسِه عُرْضَ الجَنُوبِ وَمَا لِشَآفةٍ فِي غَيْرِ شَيءٍ، ... إِذَا وَلَّى صَديقُكَ. مِنْ طَبِيبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ شَآفَةً وشَأَفاً أَيضاً، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَكَذَا قَالَ الْقَالِي فِي كِتَابِهِ الْبَارِعِ. وَفِي الأَفعال: شَئِفْتُ الرَّجُلَ شَآفَةً، بِالْمَدِّ، أَبغضْته، وَقَلْبٌ شَئِفٌ؛ وأَنشد: يَا أَيُّها الجاهلُ، أَلَّا تَنْصَرِفْ، ... وَلَمْ تُداوِ قَرْحَةَ القلبِ الشَّئِفْ أَبو زَيْدٍ: شَئِفْت لَهُ شأْفاً إِذَا أَبغضْته. شحف: الشَّحْفُ: قَشْرُ الجِلد، يمانية. شخف: الشِّخافُ: اللبنُ، حِمْيَرِيّةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الشَّخْفُ صَوْتُ اللبَن عِنْدَ الحَلْب، يُقَالُ: سَمِعْتُ لَهُ شَخْفاً؛ وأَنشد: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها ذِي الشَّخْفِ ... كشِيشُ أَفْعَى فِي يَبِيسِ قُفِ قَالَ: وَبِهِ سُمِّي اللَبن شِخَافاً. شدف: الشُّدْفَةُ: القِطْعة مِنَ الشَّيْءِ. وشَدَفَه يَشْدِفُه شَدْفاً: قَطَعه شُدْفةً شُدْفَة. والشَّدْفةُ

_ (2). قوله [وشَئِفَ الرجل إلخ] كذا بالأصل، وعبارة القاموس وشرحه: أو شَئِفته خفت أن يصيبني بعين أو دللت عليه من يكره، قاله ابن الأَعرابي. (3). قوله [الْجَوْهَرِيُّ شَئِفْتَ مِنْ فُلَانٍ] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي فيما بأيدينا من نسخ الجوهري: شئفت فلاناً.

والشُّدْفَةُ مِنَ اللَّيْلِ: كالسُّدْفة، بالسين المهملة، وهي الظلمة. والشَّدَفُ: كالشَّدْفةِ الَّتِي هِيَ الظُّلْمَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالسِّينُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ؛ عَنْ يعقوب. الفراء واللحياني: خَرَجْنَا بسُدْفة وشُدْفة، وَتُفْتَحُ صُدُورُهُمَا، وَهُوَ السَّوَادُ الْبَاقِي. أَبو عُبَيْدَةَ وَالْفَرَّاءُ: أَسْدَفَ وأَشْدَفَ إِذَا أَرْخَى سُتوره وأَظلم. والشَّدَف، بِالتَّحْرِيكِ: شَخْصُ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وأَنشد الأَصمعي: وَإِذَا أَرى شَدَفاً أَمامِي خِلْتُه ... رَجُلًا، فَجُلْتُ كأَنَّني خُذْرُوف وَالْجَمْعُ شُدُوف؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤية الْهُذَلِيُّ: مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصْومِ يَرْقُبُها ... مِنَ المَغارِبِ، مَخْطُوفُ الحَشى زَرِمُ قَالَ يَعْقُوبُ: إِنَّمَا يَصِفُ الْحِمَارَ إِذَا وَرَدَ الْمَاءَ فعينُه نَحْوَ الشَّجَرِ لأَن الصَّائِدَ يكْمُن بَيْنَ الشَّجَرِ فَيَقُولُ: هَذَا الحِمارُ مِنْ مَخافة الشُّخوص كأَنه مُوَكَّلٌ بِالنَّظَرِ إِلَى شُخُوصِ هَذِهِ الأَشجار مِنْ خَوْفِهِ مِنَ الرُّماة يَخَافُ أَن يَكُونَ فِيهِ نَاسٌ؛ وكلُّ مَا وَارَاكَ، فَهُوَ مَغْرِبٌ. الْجَوْهَرِيُّ فِي الشَّدَفِ الشخصِ قَالَ: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْعَيْنِ بِالسِّينِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ تَصْحِيفٌ، والصوْم: شَجَرٌ قِيامٌ كَالنَّاسِ، وَمِنَ المَغارِب يَعْنِي مِنَ الفَرَق لَيْسَ مِنَ الْجُوعِ. وَفَرَسٌ أَشْدَفُ: عَظِيمُ الشَّخْصِ. والشَّدَف: الْتِوَاءُ رأْس الْبَعِيرِ، وَهُوَ عَيْبٌ. وناقةٌ شَدْفَاء: تَمِيلُ فِي أَحد شِقَّيْها. والشَّدَفُ فِي الْخَيْلِ والإِبل: إِمَالَةُ الرأْس مِنَ النَّشاطِ، الذَّكَرُ أشْدَفُ. وشَدِفَ الفَرسُ شَدَفاً إِذَا مَرِحَ، وَهُوَ أَشدَفُ، وشَدِفَ: مَرِحَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بذاتِ لَوْثٍ أَو نُباجٍ أَشْدَفا وفرَس أَشْدَفُ: وَهُوَ الْمَائِلُ فِي أَحد شِقَّيه بَغْياً؛ قَالَ المرَّار: شُنْدُف أَشدَف مَا وَرَّعْته، ... وَإِذَا طُوطِئَ طَيَّارٌ طِمِرْ قال: والشُّنْدُوفُ مِثْلُ الأَشْدَفِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ فِيهِ. والأَشْدَفُ: الَّذِي فِي خدِّه صَعَر، وشَدِفَ يَشْدَفُ شَدَفاً مِثْلُهُ. الأَصمعي: يُقَالُ للقِسِيّ الْفَارِسِيَّةِ شُدُفٌ؛ وَاحِدَتُهَا شَدْفَاء. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: يَرْمُونَ عَنْ شُدُف ؛ هِيَ جَمْعُ شَدْفاء، وَهِيَ العَوْجاء يَعْنِي القوسَ الفارِسِيّةَ. ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى: أَكثر الرِّوَايَاتِ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَلَا مَعْنَى لها. شرف: الشَّرَفُ: الحَسَبُ بِالْآبَاءِ، شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً وشَرْفَةً وشَرَافَةً، فَهُوَ شَرِيفٌ، وَالْجَمْعُ أَشْرافٌ. غَيْرُهُ: والشَّرَفُ والمَجْدُ لَا يكونانِ إِلَّا بِالْآبَاءِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ شريفٌ وَرَجُلٌ ماجدٌ لَهُ آباءٌ متقدِّمون فِي الشرَف. قَالَ: والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آبَاءٌ لَهُمْ شَرَفٌ. والشَّرَفُ: مَصْدَرُ الشَّريف مِنَ النَّاسِ. وشَرِيفٌ وأَشْرَافٌ مِثْلُ نَصِيرٍ وأَنْصار وشَهِيد وأَشْهادٍ، الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ شُرَفَاء وأَشْرَافٌ، وَقَدْ شَرُفَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ شَرِيف الْيَوْمَ، وشَارِفٌ عَنْ قَلِيلٍ أَي سَيَصِيرُ شَرِيفًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: قِيلَ للأَعمش: لمَ لمْ تَسْتَكْثِر مِنَ الشَّعْبِيِّ؟ قَالَ: كَانَ يَحْتَقِرُني كُنْتُ آتِيه مَعَ إِبْرَاهِيمَ فَيُرَحِّبُ بِهِ وَيَقُولُ لِيَ: اقْعُدْ ثَمَّ أَيُّها العبدُ ثُمَّ يَقُولُ:

لَا نَرْفَعُ العبدَ فَوْقَ سُنَّته، ... مَا دامَ فِينا بأَرْضِنا شَرَفُ أَي شَرِيفٌ. يُقَالُ: هُوَ شَرَفُ قَوْمِهِ وكَرَمُهم أَي شَريفُهُم وكَريمهم، وَاسْتَعْمَلَ أَبو إِسْحَاقَ الشَّرَفَ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ: أَشْرَفُ آيةٍ فِي الْقُرْآنِ آيةُ الْكُرْسِيِّ. والمَشْرُوفُ: الْمَفْضُولُ. وَقَدْ شَرَفه وشَرَفَ عَلَيْهِ وشَرَّفَه: جَعَلَ لَهُ شَرَفاً؛ وَكُلُّ مَا فَضَلَ عَلَى شَيْءٍ، فَقَدْ شَرَفَ. وشارَفَه فَشَرَفَه يَشْرُفه: فاقَه فِي الشرفِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَشَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَي غَلَبْته بالشرَفِ، فَهُوَ مَشْرُوف، وَفُلَانٌ أَشْرَفُ مِنْهُ. وشارَفْتُ الرَّجُلَ: فَاخَرْتُهُ أَيُّنا أَشْرَفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا ذِئبان عادِيانِ أَصابا فَريقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَرْءِ المالَ والشَّرَفَ لِدِينه ؛ يُرِيدُ أَنه يَتَشَرَّفُ للمُباراةِ والمُفاخَرةِ والمُساماةِ. الْجَوْهَرِيُّ: وشَرَّفَه اللَّهُ تَشْريفاً وتَشَرَّفَ بِكَذَا أَي عَدَّه شَرَفاً، وشَرَّفَ العظْمَ إِذَا كَانَ قَلِيلَ اللَّحْمِ فأَخذ لحمَ عَظْمٍ آخرَ ووضَعَه عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: إِذَا مَا تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً، فَشَرِّفُوا ... جَحِيشاً، إِذَا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عِيرُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى أَنَّ مَعْنَاهُ إِذَا عَظُمَتْ فِي أَعينكم هَذِهِ الْقَبِيلَةُ مِنْ قَبَائِلِكُمْ فَزِيدُوا مِنْهَا فِي جَحِيش هَذِهِ الْقَبِيلَةِ الْقَلِيلَةِ الذَّلِيلَةِ، فَهُوَ عَلَى نَحْوِ تَشْريفِ العظْمِ باللَّحم. والشُّرْفَةُ: أَعلى الشَّيْءِ. والشَّرَفُ: كالشُّرْفةِ، وَالْجَمْعُ أَشْرَافٌ؛ قَالَ الأَخطل: وَقَدْ أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا، ... وأُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا: لَكَ الشُّرْفةُ فِي فُؤَادي عَلَى النَّاسِ. شَمِرٌ: الشَّرَفُ كُلُّ نَشْزٍ مِنَ الأَرض قَدْ أَشْرَفَ عَلَى مَا حَوْلَهُ، قادَ أَو لَمْ يَقُد، سَوَاءٌ كَانَ رَمْلًا أَو جَبَلًا، وَإِنَّمَا يَطُولُ نَحْوًا مِنْ عشْر أَذرُع أَو خمس، قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كَثُرَ. وَجَبَلٌ مُشْرِفٌ: عالٍ. والشَّرَفُ مِنَ الأَرض: مَا أَشْرَفَ لَكَ. وَيُقَالُ: أَشْرَفَ لِي شَرَفٌ فَمَا زِلْتُ أَرْكُضُ حَتَّى عَلَوْتُهُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: إِذَا مَا اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه ... وواكَظَ، أَوْشَكَ مِنْهُ اقْتِرابا الْجَوْهَرِيُّ: الشَّرَفُ العُلُوُّ وَالْمَكَانُ الْعَالِي؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: آتِي النَّدِيَّ فَلَا يُقَرَّبُ مَجْلِسي، ... وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري يَقُولُ: إِنِّي خَرِفْت فَلَا يُنتفع برَأْيي، وكبِرْت فَلَا أَستطيع أَن أَركب مِنَ الأَرض حِمَارِي إِلَّا مِنْ مَكَانٍ عَالٍ. اللَّيْثُ: المُشْرَفُ الْمَكَانُ الَّذِي تُشْرِفُ عَلَيْهِ وَتَعْلُوهُ. قَالَ: ومَشارِفُ الأَرض أَعاليها. وَلِذَلِكَ قِيلَ: مَشارِفُ الشَّامِ. الأَصمعي: شُرْفَةُ الْمَالِ خِيارُه، وَالْجَمْعُ الشُّرَفُ. وَيُقَالُ: إِنِّي أَعُدُّ إتْيانَكم شُرْفةً وأَرى ذَلِكَ شُرْفةً أَي فَضْلًا وشَرَفاً. وأَشْرافُ الإِنسان: أُذُناه وأَنْفُه؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: كَقَصِير إِذْ لَمْ يَجِدْ غَيْرَ أَنْ جَدَّع ... أَشْرافَه لمَكْر قَصِير

ابْنُ سِيدَهْ: الأَشْرافُ أَعلى الإِنسانِ، والإِشرافُ: الانتصابُ. وَفَرَسٌ مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الخَلْق. وَفَرَسٌ مُشْتَرِفٌ: مُشْرِفُ أَعالي الْعِظَامِ. وأَشْرَف الشيءَ وَعَلَى الشَّيْءِ: عَلاه. وتَشَرَّفَ عَلَيْهِ: كأَشْرَفَ. وأَشْرَفَ الشيءُ: عَلَا وَارْتَفَعَ. وشَرَفُ الْبَعِيرِ: سَنامه، قَالَ الشَّاعِرُ: شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ وأُذُن شَرْفَاء أَي طَوِيلَةٌ. والشَّرْفَاء مِنَ الْآذَانِ: الطَّوِيلَةُ القُوفِ الْقَائِمَةُ المُشْرِفةُ وَكَذَلِكَ الشُّرافِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ الْمُنْتَصِبَةُ فِي طُولٍ، وَنَاقَةٌ شَرْفَاء وشُرافِيَّةٌ: ضَخْمةُ الأُذنين جَسِيمَةٌ، وضَبٌّ شُرافيٌّ كَذَلِكَ، ويَرْبُوعٌ شُرافيّ؛ قَالَ: وَإِنِّي لأَصْطادُ اليَرابيعَ كُلَّها: ... شُرافِيَّها والتَّدْمُريَّ المُقَصِّعا وَمَنْكِبٌ أَشْرَفُ: عَالٍ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ ارْتِفَاعٌ حَسَنٌ وَهُوَ نقِيض الأَهدإِ. يُقَالُ مِنْهُ: شَرِفَ يَشْرَفُ شَرَفاً، وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: جَزى اللهُ عَنَّا جَعْفَراً، حِينَ أَشْرَفَتْ ... بِنَا نَعْلُنا فِي الواطِئين فَزَلَّتِ لَمْ يُفَسِّرْهُ وَقَالَ: كَذَا أَنشدَناه عُمَرُ بْنُ شَبَّة، وقال: وَيُرْوَى حِينَ أَزْلَفَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ هَكَذَا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ مِنَ الرِّوَايَةِ. والشُّرْفةُ: مَا يُوضَعُ عَلَى أَعالي القُصور والمدُن، وَالْجَمْعُ شُرَفٌ. وشَرَّفَ الحائطَ: جُعِلَ لَهُ شُرْفةً. وَقَصْرٌ مُشَرَّفٌ: مطوَّل. والمَشْرُوف: الَّذِي قَدْ شَرَفَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، يُقَالُ: قَدْ شَرَفَه فَشَرَفَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أُمِرْنا أَن نَبْني المَدائِنَ شُرَفاً والمساجِدَ جُمّاً ؛ أَراد بالشُّرَفِ الَّتِي طُوّلت أَبْنِيَتُها بالشُّرَفِ، الْوَاحِدَةُ شُرْفةٌ، وَهُوَ عَلَى شَرَفِ أَمر أَي شَفًى مِنْهُ. والشَّرَفُ: الإِشْفاء عَلَى خَطَر مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وأَشْرَفَ لَكَ الشيءُ: أَمْكَنَك. وشارَفَ الشيءَ: دَنَا مِنْهُ وقارَبَ أَن يَظْفَرَ بِهِ. وَيُقَالُ: سَارُوا إِلَيْهِمْ حَتَّى شَارَفُوهم أَي أَشْرَفُوا عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: مَا يُشْرِفُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا أَخذه، وَمَا يُطِفُّ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا أَخذه، وَمَا يُوهِفُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا أَخذه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أُمِرْنا فِي الأَضاحي أَن نَسْتَشْرفَ الْعَيْنَ والأُذن ؛ مَعْنَاهُ أَي نتأَمل سَلَامَتَهُمَا مِنْ آفةٍ تَكُونُ بِهِمَا، وآفةُ الْعَيْنِ عَوَرُها، وَآفَةُ الأُذن قَطْعها، فَإِذَا سَلِمَت الأُضْحِية مِنَ العَوَر فِي الْعَيْنِ والجَدْعِ فِي الأُذن جَازَ أَن يُضَحَّى بها، إذا كَانَتْ عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو خَرْقاء أَو شَرْقاء لَمْ يُضَحَّ بِهَا، وَقِيلَ: اسْتِشْرافُ الْعَيْنِ والأُذن أَن يَطْلُبَهُمَا شَريفَيْن بِالتَّمَامِ وَالسَّلَامَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الشُّرْفةِ وَهِيَ خِيارُ الْمَالِ أَي أُمِرْنا أَن نَتَخَيَّرَهَا. وأَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ وأَشْفى: قارَبَ. وتَشَرَّفَ الشيءَ واسْتَشْرَفه: وَضَعَ يَدَهُ عَلَى حاجِبِه كَالَّذِي يَسْتَظِلُّ مِنَ الشَّمْسِ حَتَّى يُبْصِرَه ويَسْتَبِينَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُطَيْر: فَيا عَجَباً للناسِ يَسْتَشْرِفُونَني، ... كأَنْ لَمْ يَرَوا بَعْدي مُحِبّاً وَلَا قبْلي وَفِي حَدِيثِ أَبي طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ حسَنَ الرمْي فَكَانَ إِذَا رَمَى اسْتَشْرَفَه النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، لِيَنْظُرَ إِلَى مَواقِعِ نَبْله أَي يُحَقِّقُ نَظَرَهُ ويَطَّلِعُ عَلَيْهِ. والاسْتِشْرافُ: أَن تَضَع يَدَكَ عَلَى حَاجِبِكَ وَتَنْظُرَ، وأَصله مِنَ الشَّرَف العُلُوّ

كأَنه يَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَوْضِعٍ مُرْتَفِع فَيَكُونُ أَكثر لإِدراكه. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لَمَّا قَدِمَ الشامَ وَخَرَجَ أَهلُه يَسْتَقْبِلُونَهُ: مَا يَسُرُّني أَن أَهلَ هَذَا الْبَلَدِ اسْتَشْرَفُوك أَي خَرَجُوا إِلَى لِقَائِكَ، وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ ذَلِكَ لأَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ مَا تَزَيَّا بِزِيِّ الأُمراء فَخَشِيَ أَن لَا يَسْتَعْظِمُوه. وَفِي حَدِيثِ الفِتَن: مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا اسْتَشْرَفَتْ لَهُ أَي مَنْ تَطَلَّعَ إِلَيْهَا وتَعَرَّضَ لَهَا واتَتْه فَوَقَعَ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُشْرِفْ يُصِبْك سَهْمٌ أَي لَا تَتَشَرَّفْ مِنْ أَعْلى الْمَوْضِعِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حَتَّى إِذَا شارَفَتِ انْقِضَاءَ عِدَّتَهَا أَي قَرُبَت مِنْهَا وأَشْرَفَت عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبيه: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعْطِي عُمَر الْعَطَاءَ فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ: يَا رسولَ اللَّهِ أَعْطِه أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْه فتَمَوَّلْه أَو تَصَدَّقْ بِهِ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ لَهُ وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْه نفسَك ، قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا وَلَا يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَه؛ وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ وأَنت غَيْرُ مُشْرِفٍ لَهُ قَالَ: مَا تُشْرِفُ عَلَيْهِ وتَحَدَّثُ بِهِ نَفْسَكَ وَتَتَمَنَّاهُ؛ وأَنشد: لَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَا الإِشْرافُ مِنْ طَمَعي، ... أَنَّ الَّذِي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني «4» وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِشْرافُ الحِرْصُ. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ لَهُ أَو مُشارِفٍ فَخُذْهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اسْتَشْرَفَني حَقّي أَي ظَلمَني؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقاع: وَلَقَدْ يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ، ... غيرَ مُسْتَشْرَفٍ وَلَا مَظْلوم قَالَ: غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مَظْلُومٍ. وَيُقَالُ: أَشْرَفْتُ الشيءَ عَلَوْتُه، وأَشْرَفْتُ عَلَيْهِ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ، أَراد مَا جَاءَكَ مِنْهُ وأَنت غيرُ مُتَطَلِّع إِلَيْهِ وَلَا طامِع فِيهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ إِذَا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تَنْظُرُ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يَرْفَعُ الناسُ أَبصارهم لِلنَّظَرِ إِلَيْهَا ويَسْتَشْرفونها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَشَرَّفُوا «5» لِلْبَلَاءِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: التَّشَرُّف لِلشَّيْءِ التَّطَلُّعُ والنظرُ إِلَيْهِ وحديثُ النفْسِ وتَوَقُّعُه؛ وَمِنْهُ: فَلَا يَتَشَرَّفُ إبلَ فُلَانٍ أَي يَتَعَيَّنُها. وأَشْرَفْت عَلَيْهِ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مُشْرَفٌ. وشارَفْتُ الشَّيْءَ أَي أَشْرَفْت عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَشْرَفَ لَهُمْ ناسٌ أَي رَفَعُوا رؤُوسَهم وأَبصارَهم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي حَدِيثِ سَالِمٍ: مَعْنَاهُ وأَنت غَيْرُ طَامِعٍ وَلَا طامِحٍ إِلَيْهِ ومُتَوَقِّع لَهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بإشرافِ نفْس لَمْ يُبارَك لَهُ فِيهَا، وَمَنْ أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك لَهُ فِيهَا ، أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ. وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُه أَي عَلَوْتُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا، ... أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَفى قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بِلَا شَفًى أَي حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ مِنَ الشَّمْسِ بقِيّة. يُقَالُ عند

_ (4). قوله [من طمعي] في شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خلقي. (5). قوله [لا تشرفوا] كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا تستشرفوا.

غُرُوبِ الشَّمْسِ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا شَفًى. واسْتَشْرَفَ إبلَهم: تَعَيَّنَها ليُصِيبها بِالْعَيْنِ. والشارِفُ مِنَ الإِبل: المُسِنُّ والمُسِنَّةُ، وَالْجَمْعُ شَوَارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ، وَقَدْ شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً. والشارِفُ: الناقةُ الَّتِي قَدْ أَسَنَّتْ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشَّارِفُ النَّاقَةُ الهِمّةُ، وَالْجَمْعُ شُرْفٌ وشَوَارِفُ مِثْلُ بازِلٍ وبُزْلٍ، وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ شارِفٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: نَجاة مِنَ الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة، ... كُمَيْت عَلَيْهَا كَبْرةٌ، فَهِيَ شَارِفُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وحَمْزة، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَلا يَا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء، ... فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هِيَ جَمْعُ شَارِفٍ وتضمُّ راؤُها وَتُسَكَّنُ تَخْفِيفًا، وَيُرْوَى ذَا الشَّرَف، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، أَي ذَا العَلاء والرِّفْعةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل: وَإِذَا أَمام ذَلِكَ ناقةٌ عَجْفاء شَارِفٌ ؛ هِيَ المُسِنّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا أَنى أَن يَخْرُجَ بِكُمُ الشُّرْفُ الجُونُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشُّرْفُ الجُون؟ قَالَ: فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: الشُّرْفُ جَمْعُ شارِفٍ وَهِيَ النَّاقَةُ الهَرِمةُ، شبَّه الفِتَنَ فِي اتِّصالها وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود، والجُونُ: السُّودُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِسُكُونِ الرَّاءِ «1» وَهِيَ جَمْعٌ قَلِيلٌ فِي جَمْعِ فَاعِلٍ لَمْ يَردْ إِلَّا فِي أَسماء مَعْدُودَةٍ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: الشُّرْقُ الجُون ، بِالْقَافِ، وَهُوَ جَمْعُ شارِق وَهُوَ الَّذِي يأْتي مِنْ نَاحِيَةِ المَشْرِق، وشُرْفٌ جَمْعُ شَارِفٍ نَادِرٌ لَمْ يأْت مثلَه إِلَّا أَحرف مَعْدُودَةٌ: بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ. وَسَهْمٌ شَارِفٌ: بَعِيدُ الْعَهْدِ بالصِّيانةِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه، وقيل: هُوَ الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ. غَيْرُهُ: وَسَهْمٌ شَارِفٌ إِذَا وُصِف بالعُتْق والقِدَم؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ... ظُهار لُؤامٍ، فَهُوَ أَعْجَفُ شَارِفُ اللَّيْثُ: يُقَالُ أَشْرَفَتْ عَلَيْنَا نفْسُه، فَهُوَ مُشْرِفٌ عَلَيْنَا أَي مُشْفِقٌ. والإِشْرَافُ: الشَّفَقة؛ وأَنشد: وَمِنْ مُضَرَ الحَمْراء إشْرَافُ أَنْفُسٍ ... عَلَيْنَا، وحَيّاها إِلَيْنَا تَمَضُّرا ودَنٌّ شَارِفٌ: قدِيمُ الخَمْر؛ قَالَ الأَخطل: سُلافةٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ، ... كأَنَّما فارَ مِنْهَا أَبْجَرٌ نَعِرُ وَقَوْلُ بِشْرٍ: وطائرٌ أَشْرَفُ ذُو خُزْرةٍ، ... وطائرٌ لَيْسَ لَهُ وَكْرُ قَالَ عَمْرٌو: الأَشْرَفُ مِنَ الطَّيْرِ الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً ظَاهِرًا، وَهُوَ مُنْجَرِدٌ مِنَ الزِّفِّ والرِّيش، وَهُوَ يَلِدُ وَلَا يَبِيضُ، وَالطَّيْرُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَكْرٌ طَيْرٌ يُخبِر عَنْهُ الْبَحْرِيُّونَ أَنه لَا يَسْقط إِلَّا رَيْثَمَا يَجْعَلُ لبَيْضِه أُفْحُوصاً مِنْ تُرَابٍ ويُغَطِّي عَلَيْهِ ثُمَّ يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ وَبَيْضُهُ يتفَقَّس مِنْ نَفْسِهِ عِنْدَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ، فَإِذَا أَطاق فَرْخُه الطيَران كَانَ كأَبوَيه فِي عَادَتِهِمَا. والإِشْرَافُ: سُرعةُ عَدْوِ الخيل.

_ (1). قوله [يروى بسكون الراء] في القاموس: وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين.

وشَرَّفَ الناقةَ: كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: جَمَعْتُها مِنْ أَيْنُقٍ غِزارِ، ... مِنَ اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ أَراد مِنَ اللَّوَاتِي، وَإِنَّمَا يُفعل بِهَا ذَلِكَ ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها فيُحْمَل عَلَيْهَا فِي السَّنَةِ المُقْبلة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَ مِنَ الشَّرَف وَلَكِنْ مِنَ التَّشْرِيفِ، وَهُوَ أَن تَكادَ تُقْطَعُ أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر فِي أَخْلافِها؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ يَذْكُرُ عَيْراً يَطْرُد أُتُنه: وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا، ... رَفَّهَ عَنْ أَنْفاسِه وَمَا رَبا حَداها: سَاقَهَا، شَرَفًا أَي وجْهاً. يُقَالُ: طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين، يُرِيدُ وجْهاً أَو وجْهَين؛ مُغَرِّباً: مُتَباعداً بَعِيدًا؛ رَفَّهَ عَنْ أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ. وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أَوْ شَرَفين ؛ عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَيْن. والمَشارِفُ: قُرًى مِنْ أَرض الْيَمَنِ، وَقِيلَ: مِنْ أَرض الْعَرَبِ تَدْنُو مِنَ الرِّيف، والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إِلَيْهَا. يُقَالُ: سَيفٌ مَشْرَفيّ، وَلَا يُقَالُ مَشارِفيٌّ لأَن الْجَمْعَ لَا يُنسب إِلَيْهِ إِذَا كَانَ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ، لَا يُقَالُ مَهالِبيّ وَلَا جَعَافِرِيٌّ وَلَا عَباقِرِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: يَسْكُنُ مَشَارِفَ الشَّامِ ؛ هِيَ كُلُّ قَرْيَةٍ بَيْنَ بِلَادِ الرِّيفِ وَبَيْنَ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، قِيلَ لَهَا ذَلِكَ لأَنها أَشْرَفَتْ عَلَى السَّوَادِ، وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً المَزارِعُ والبَراغِيلُ، وَقِيلَ: هِيَ الْقُرَى الَّتِي تَقْرُب مِنَ الْمُدُنِ. ابْنُ الأَعرابي: العُمَرِيَّةُ ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بالشَّرَفِ، وَهُوَ طِينٌ أَحمر. وَثَوْبٌ مُشَرَّفٌ: مَصْبُوغٌ بالشَّرَف؛ وأَنشد: أَلا لَا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ، ... عَلَى غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها وَيُقَالُ شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّرَفُ لَهُ صِبْغٌ أَحمر يُقَالُ لَهُ الدّارْبَرْنَيان؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي المُشَرَّفِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها سُئِلَتْ عَنِ الخِمار يُصْبَغُ بالشَّرْف فَلَمْ ترَ بِهِ بأْساً ؛ قَالَ: هُوَ نَبْتٌ أَحمر تُصْبَغ بِهِ الثِّيَابُ. والشُّرافيُّ: لَوْنٌ مِنَ الثِّيَابِ أَبيض. وشُرَيفٌ: أَطولُ جَبَلٍ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والشُّرَيْف جَبَلٌ تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنه أَطول جَبَلٍ فِي الأَرض. وشَرَفٌ: جَبَلٌ آخرُ يَقْرُبُ مِنْهُ. والأَشْرَفُ: اسْمُ رَجُلٍ: وشِرَافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً: اسْمُ مَاءٍ بِعَيْنِهِ. وشَراف: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَقَدْ غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ، ... ويومَ الْتَقَيْنا مِنْ وَرَاءِ شَرافِ «1» التَّهْذِيبُ: وشَرافِ مَاءٌ لَبَنِي أَسد. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، قَالَ: وَكَانَتِ الْمُلُوكُ مِنْ بَنِي آكِل المُرار تَنزِلُها، وَفِيهَا حِمَى ضَرِيّةَ، وضرِيّة بِئْرٌ، وَفِي الشَّرَفِ الرَّبَذةُ وَهِيَ الحِمَى الأَيمنُ، والشُّرَيْفُ إِلَى جَنْبِهِ، يَفْرُق بَيْنَ الشَّرَف والشُّرَيْفِ وادٍ يُقَالُ لَهُ التَّسْرِيرُ، فَمَا كَانَ مُشَرِّقاً فَهُوَ الشُّرَيْف، وَمَا كَانَ مغرِّباً، فَهُوَ الشَّرَفُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وقولُ ابْنِ السِّكِّيتِ في الشَّرَف والشُّرَيْف

_ (1). قوله [غظتني بالحزم حزم] في معجم ياقوت: عضني بالجوّ جوّ.

صَحِيحٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يُوشِكُ أَن لَا يكونَ بَيْنَ شَرَافِ وأَرضِ كَذَا جَمَّاءُ وَلَا ذاتُ قَرْن ؛ شَرَافِ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَاءٌ لَبَنِي أَسد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ حَمَى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رُوِيَ بِالشِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ فِي الصَّلَاةِ وأَن لِي مَمَرَّ الشَّرَفِ. والشُّرَيْفُ، مُصَغّر: مَاءٌ لَبَنِي نُمير. والشَّارُوفُ: جَبَلٌ، وَهُوَ موَلَّد. والشَّارُوفُ: المِكْنَسةُ، وَهُوَ فارسيٌّ معرَّب. وأَبو الشَّرْفَاء: مِنْ كُناهم؛ قَالَ: أَنا أَبو الشَّرْفَاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر. شرحف: الشِّرْحَافُ: القَدَم الغَلِيظةُ. وقَدَمٌ شِرْحَافٌ: عَرِيضَةٌ. وَرَجُلٌ شِرْحَافٌ: عريضُ صَدْرِ الْقَدَمِ. وشِرْحَافٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْهُ. واشْرَحَفَّ الرجلُ لِلرَّجُلِ والدابةُ للدابةِ: تَهَيَّأَ لِقِتَالِهِ مُحَارِبًا؛ قَالَ: لمَّا رأَيتُ الْعَبْدَ مُشرَحِفّا ... للشَّرِّ لَا يُعْطِي الرجالَ النِّصْفا، أَعْدَمْتُه عُضاضَه والكَفّا العُضاضُ: مَا بَيْنَ رَوْثةِ الأَنف إِلَى أَصله؛ قَالَ أَبو دُوَادَ: وَلَقَدْ غَدَوْتُ بِمُشْرَحِفِّ ... الشدِّ فِي فِيهِ اللِّجام الأَزهري: وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ شِرْحَافاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ التَّشَرْحُف؛ قَالَ: لَمَّا رأَيت الْعَبْدَ قَدْ تَشَرْحَفَا والشِّرْحَافُ والمُشْرَحِفُّ: السريعُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَرْدِي بَشِرْحَافِ المَغاوِرِ، بعدَ ما ... نَشَرَ النهارُ سَوادَ لَيْلٍ مُظْلِم ابْنُ الأَعرابي: الشُّرْحُوفُ المُسْتَعِدّ للحَمْلة عَلَى العَدُوِّ. شرسف: الشُّرْسُوفُ: غُضْرُوفٌ مُعَلَّق بِكُلِّ ضِلَعٍ مِثْلُ غُضْروفِ الكَتِف. ابْنُ سِيدَهْ: الشُّرْسُوف ضِلْعٌ عَلَى طَرَفِهَا الغُضْروفُ الرَّقِيقُ. وشاةٌ مُشَرْسَفَةٌ: بِجَنْبَيْهَا بَيَاضٌ قَدْ غَشَّى شَرَاسِيفَها. وَفِي التَّهْذِيبِ: شاةٌ مُشَرْسَفَةٌ إِذَا كَانَ عَلَيْهَا بَيَاضٌ قَدْ غَشَّى الشَّرَاسِيفَ والشَّواكِلَ. الأَصمعي: الشَّراسِيفُ أَطْرافُ أَضْلاعِ الصدْرِ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى الْبَطْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَقاطُّ الأَضْلاعِ، وَهِيَ أَطْرافُها. ابْنُ الأَعرابي: الشُّرْسُوفُ رأْسُ الضِّلَع مِمَّا يَلِي الْبَطْنَ. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث: فَشَقَّ مَا بَيْنَ ثُغْرَةِ نَحْري إِلَى شُرْسُوفِي. والشُّرْسُوفُ أَيضاً: الْبَعِيرُ المُقَيَّدُ، وَهُوَ أَيضاً الأَسير الْمَكْتُوفُ، وَهُوَ الْبَعِيرُ الَّذِي قَدْ عُرْقِبَتْ إِحْدَى رِجْلَيْهِ. شرعف: الشِّرْعَافُ والشُّرْعَاف، بِكَسْرِ الشِّينِ وَضَمِّهَا: كافُور طَلْعَةِ الفُحَّال، أَزْدِيَّةٌ. والشُّرْعُوف: نَبْتٌ أَو ثمر نبت. شرنف: الشِّرنَافُ: وَرَقُ الزَّرْعِ إِذَا كَثُرَ وَطَالَ وخُشِيَ فسادُه فقُطِع، يُقَالُ حِينَئِذٍ: شَرْنَفْتُ الزرعَ إِذَا قَطَعْتَ شِرْنَافَه. قَالَ الأَزهري: وَهِيَ كَلِمَةٌ يَمَانِيَّةٌ. والشِّرْنَافُ: عَصْفُ الزَّرْعِ العريضُ؛ يُقَالُ: قَدْ شَرْنَفُوا زرعَهم إِذَا جَزُّوا عَصْفَه.

شسف: شَسَفَ الشيءُ يَشْسُفُ وشَسُفَ شُسُوفاً وشسَافَةً لُغَتَانِ: يَبِسَ. وسِقاء شَسِيفٌ: يابسٌ؛ قَالَ: وأَشْعَثَ مَشْحُوبٍ شَسِيفٍ، رَمَتْ بِهِ ... عَلَى الْمَاءِ إحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسِ اللَّيْثُ: اللَّحْمُ الشَّسِيفُ الَّذِي كَادَ يَيْبَسُ وَفِيهِ نُدُوّةٌ بَعْدُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَفْوَه: وَقَدْ غَدَوْتُ أَمامَ الحَيِّ يَحْمِلُني، ... والفَضَلَتَيْنِ وسَيْفِي، مُحْنِقٌ شَسِفُ والشَّاسِفُ: القاحِلُ الضامِرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الشاسِفُ اليابسُ مِنَ الضُّمْرِ والهُزالِ مِثْلُ الشاسِبِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَقَدْ شَسَفَ البعيرُ يَشْسُفُ شُسُوفاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِذَا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عِنْدَ مَغْرِضِها، ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذْ شَسَفا والشَّسَفُ: البُسْر الَّذِي يُشَقَّقُ ويُجَفَّفُ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. والشَّسِيفُ: كالشَّسَف؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَدْ شَسَّفه. التَّهْذِيبُ: الشَّسِيفُ البُسر المُشَقَّق. شطف: شَطَفَ عَنِ الشَّيْءِ: عَدل عَنْهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَصمعي: شَطَفَ وشَطَبَ إِذَا ذَهب وَتَبَاعَدَ؛ وأَنشد: أَحانَ مِنْ جِيرانِنا حُفُوفُ، ... وأَقْلَقَتْهُم نِيّةٌ شَطُوفُ؟ وَفِي النَّوَادِرِ: رَمْيَةٌ شَاطِفَةٌ وشاطِبةٌ وصائفةٌ إِذَا زَلَّت عَنِ المقتل: شظف: الشَّظَفُ: يُبْس الْعَيْشِ وشِدَّتُه؛ قال عديّ ابن الرِّقاعِ: وَلَقَدْ أَصَبْتُ مِنَ المَعِيشَةِ لَذَّةً، ... وأَصَبتُ مِنْ شَظَفِ الأُمور شِدادَها الشَّظَفُ: الشِّدَّةُ والضِّيقُ مِثْلُ الضَّفَفِ، وَجَمْعُهُ شِظَافٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عَنْ شِظَافٍ [شَظَافٍ]، ... كمُتَّدنِ الصَّفا كَيْما يَلِينَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَن الشَّظَافَ لُغَةٌ فِي الشَّظَفِ وأَن بَيْتَ الكُمَيْتِ قَدْ رُوِيَ بِالْفَتْحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ شِظَاف، بِالْكَسْرِ؛ ووَدَنْتُ الشيءَ واتَّدَنْتُه: بَلَلْتُه. وَقَدْ شَظِفَ شَظَفاً، فَهُوَ شَظِفٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: الشِّظْفُ يابسُ الخُبز. والشَّظْفُ: أَن يَشْظُفَ الإِنسان عَنِ الشَّيْءِ يَمْنعُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَشْبَعْ مِنْ طَعَامٍ إِلَّا عَلَى شَظَفٍ ؛ الشَّظَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الْعَيْشِ وضِيقُه. وشَظُفَ الشَّجَرُ، بِالضَّمِّ؛ يَشْظُفُ شَظَافَةً، فَهُوَ شَظِيفٌ: لَمْ يُصِبْ مِنَ الْمَاءِ ريَّه فَخَشُنَ وصَلُبَ مِنْ غَيْرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوّتُه. وأَرض شَظِفَةٌ إِذَا كَانَتْ خَشِنةً يَابِسَةً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وانْعاجَ عُودي كالشَّظِيف الأَخْشَنِ، ... بعَدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ وَفَحْلٌ شَظِفُ الخِلاطِ: يخالِط الإِبل خِلاطاً شَدِيدًا. والشَّظَفُ: انْتِكاثُ اللَّحْمِ عَنْ أَصل إكلِيل الظُّفُرِ. والشَّظْف: أَن تَضُمّ الخُصْيَتَينِ بَيْنَ عُودَين وَتَشُدَّهُمَا بعَقَبٍ حَتَّى تَذْبُلا. والشَّظْفُ: شِقَّةُ

الْعَصَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَنتَ أَرَحْت الحَيَّ مِنْ أُمّ الصَّبي، ... كَبْداء مِثْلَ الشَّظْفِ أَو شَرّ العِصي عَنَى بأُمّ الصَّبِيِّ القَوْسَ، وَبِالصَّبِيِّ السهمَ لأَن الْقَوْسَ تَحْتَضِنُه كَمَا تَحْتَضِنُ الأُم الصَّبِيَّ، وَقَوْلُهُ كَبداء أَي كَبْدَاءَ عَظِيمَةِ الْوَسَطِ وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ مَهْزُولَةٌ يَابِسَةٌ مِثْلُ شِقّة الْعَصَا. وشَظِفَ السهمُ إِذَا دَخَلَ بين الجلد واللحم. شعف: شَعَفَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه. وشَعَفَةُ الْجَبَلِ، بِالتَّحْرِيكِ: رأْسُه، وَالْجَمْعُ شَعَفٌ وشِعَافٌ وشُعُوفٌ وهي رؤوس الْجِبَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ خَيرِ النَّاسِ رجلٌ فِي شَعَفةٍ مِنَ الشِّعَافِ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ حَتَّى يأْتيَه الموتُ وَهُوَ مُعْتَزِلُ النَّاسِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يريدُ بِهِ رأْسَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ وَيُجْمَعُ شَعَفَات، وَمِنْهُ قِيلَ لأَعْلى شَعَرِ الراْس شَعَفَة، وَمِنْهُ حَدِيثُ يأْجوج ومأْجوجَ: فَقَالَ عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ العُيون شُهْبُ الشِّعَافِ مِنْ كُلِّ حدَب يَنْسِلُون ؛ قَوْلُهُ صُهْبُ الشِّعَاف يُرِيدُ شعور رؤوسهم، وَاحِدَتُهَا شَعَفَة، وَهِيَ أَعْلى الشَّعَرِ. وشَعَفَاتُ الرأْس: أَعالي شَعَرِهِ، وَقِيلَ: قَنازِعُه، وَقَالَ رَجُلٌ: ضَرَبَنِي عُمَرُ بدِرَّتِه فَسَقَطَ البُرْنُسُ عَنْ رأْسي فأَغاثني اللَّهُ بشُعَيْفَتَيْنِ فِي رأْسي أَي ذُؤابَتين عَلَى رأْسه مِنْ شَعَرِهِ وَقَتَاهُ الضَّرْبَ، وَمَا عَلَى رأْسه إِلَّا شُعَيْفَاتٌ أَي شُعَيرات مِنَ الذُّؤَابَةِ. وَيُقَالُ لِذُؤَابَةِ الْغُلَامِ شَعَفَةٌ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: مِنْ فَوْقِه شَعَفٌ قَرٌّ، وأَسْفلُه ... حيٌّ يُعانَقُ بالظَّيّانِ والعُتُمِ قَالَ قَرَّ لأَن الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلَّا بِالْهَاءِ يَجُوزُ تأْنيثه وَتَذْكِيرُهُ. والشَّعَفُ: شِبْه رؤوس الكَمْأَةِ والأَثافي تَسْتَدير فِي أَعلاها. وَقَالَ الأَزهري: الشَّعَفُ رأْسُ الكمأَة والأَثافي المستديرةُ. وشَعَفَاتُ الأَثافي والأَبنية: رؤوسُها؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: دواخِساً فِي الأَرض إلَّا شَعَفا وشَعَفَةُ القلبِ: رأْسُه عِنْدَ مُعَلَّقِ النِّياطِ. والشَّعَفُ: شِدّة الحُبِّ. قَالَ الأَزهريّ: مَا عَلِمْتُ أَحداً جَعَلَ لِلْقَلْبِ شَعَفة غَيْرَ اللَّيْثِ، والحُبُّ الشَّدِيدُ يَتَمَكَّنُ مِنْ سَوادِ الْقَلْبِ لَا مِنْ طَرفه. وشَعَفَني حُبُّها: أَصابَ ذَلِكَ مِنِّي. يُقَالُ: شَعَفَ الهِناءُ البعيرَ إِذَا بلَغ مِنْهُ أَلَمُه. وشَعَفْتُ البعِيرَ بالقَطِرانِ إِذَا شَعَلْتَه بِهِ. والشَّعْفُ: إحْراقُ الحُبِّ القلبَ مَعَ لَذَّةٍ يَجِدُهَا كَمَا أَن الْبَعِيرَ إِذَا هُنِئَ بِالْقَطْرَانِ يَجِدُ لَهُ لَذَّةً مَعَ حُرْقة؛ قَالَ إمْرُؤ الْقَيْسِ: لِتَقتُلَني، وَقَدْ شَعَفْتُ فُؤادَها، ... كَمَا شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي يَقُولُ: أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كَمَا أَحرق الطَّالِي هَذِهِ المَهْنوءة، فَفُؤَادُهَا طَائِرٌ مِنْ لَذَّةِ الهِناء لأَن الْمَهْنُوءَةَ تَجِدُ للهِناء لَذَّةً مَعَ حُرْقة، وَالْمَصْدَرُ الشَّعَفُ كالأَلم؛ وأَما قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: ومَطافُه لَكَ ذِكْرةٌ وشُعُوف قَالَ: فَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ جَمْعَ شَعْف، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا وَهُوَ الظَّاهِرُ. والشَّعَافُ: أَن يذهَب الحُبُّ بِالْقَلْبِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قَدْ شَعَفَها حُبّاً ، قُرِئتْ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، فَمَنْ قرأَها بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ فَمَعْنَاهُ تَيَّمها، وَمَنْ قرأَها بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ أَي أَصاب شَغافَها. وشَعَفَه الهَوى إِذَا بَلَغَ مِنْهُ، وَفُلَانٌ مَشْعُوفٌ

بِفُلَانَةَ، وقراءةُ الْحَسَنِ شَعَفَها ، بالعين المهملة، هو مِنْ قَوْلِهِمْ شُعِفْتُ بِهَا كأَنه ذَهَبَ بِهَا كُلَّ مَذهب، وَقِيلَ: بطَنَها حُبّاً. وشَعَفَه حُبُّها يَشْعَفُه إِذَا ذَهَبَ بِفُؤَادِهِ مِثْلُ شَعَفَهُ المرضُ إِذَا أَذابَه. وشَعَفَه الحُبُّ: أَحرق قلبَه، وَقِيلَ: أَمرضه. وَقَدْ شُعِفَ بِكَذَا، فَهُوَ مَشْعُوفٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي الْعَلَاءِ: الشَّعَفُ، بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، أَن يَقَعَ فِي الْقَلْبِ شَيْءٌ فَلَا يَذْهَبُ. يُقَالُ: شَعَفَنِي يَشْعَفُنِي شَعَفاً؛ وأَنشد للحرث بْنِ حِلِّزَة اليَشْكُري: ويَئِسْتُ مِمَّا كَانَ يَشْعَفُنِي ... مِنْهَا، وَلَا يُسْلِيك كَالْيَاسِ وَيُقَالُ: يَكُونُ بِمَعْنَى عَلا حُبها عَلَى قَلْبِهِ. والمَشْعُوفُ: الذاهِبُ الْقَلْبِ، وأَهل هجرَ يَقُولُونَ لِلْمَجْنُونِ مَشْعُوفٌ. وَبِهِ شُعَافٌ أَي جُنون؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ الطُّهَويُّ: وغَيْر عَدْوى مِنْ شُعَافٍ وحَبَنْ والحبنُ: الْمَاءُ الأَصفر. وَمَعْنَى شُعِفَ بِفُلَانٍ إِذَا ارْتَفَعَ حُبُّه إِلَى أَعلى الْمَوَاضِعِ مِنْ قَلْبِهِ، قال: وَهَذَا مَذْهَبُ الفرَّاء، وَقَالَ غَيْرُهُ: الشَّعَفُ الذُّعْر، فَالْمَعْنَى هُوَ مَذْعُورٌ خَائِفٌ قَلِقٌ. والشَّعَفُ: شَعَفُ الدَّابَّةِ حِينَ تُذْعَر ثُمَّ نَقَلَتْهُ الْعَرَبُ مِنَ الدَّوَابِّ إِلَى النَّاسِ؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: لِتَقْتُلَني، وَقَدْ شَعَفْتُ فُؤادَها، ... كَمَا شَعَفَ المَهْنوءةَ الرجلُ الطَّالي فالشَّعَفُ الأَوَّلُ مِنَ الْحُبِّ، وَالثَّانِي مِنَ الذُّعْر. وَيُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ شَعَفَه وشَغَفَه ومَلَقَه وحُبَّه وحُبَّته، بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَفِي حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ: فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا جَلَسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ ؛ الشَّعَفُ: شِدَّةُ الفَزَع حَتَّى يَذْهَبَ بِالْقَلْبِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: شَعَفَ الكِلابُ الضارياتُ فُؤادَه، ... فَإِذَا يَرى الصُّبحَ المُصَدَّقَ يَفْزَعُ فَإِنَّهُ اسْتَعْمَلَ الشَّعْفَ فِي الْفَزَعِ؛ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِقَلْبِهِ الْكِلَابُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَى الصُّبْحِ تَرَقَّبَ الكلابَ أَن تأْتيه. والشَّعْفَةُ: المَطْرةُ الهَيِّنةُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا تَنْفَعُ الشَّعْفَةُ فِي الْوَادِي الرُّغُبِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي يُعْطيك قَلِيلًا لَا يَقَعُ مِنْكَ مَوْقِعاً وَلَا يَسُدُّ مَسَدّاً، وَالْوَادِي الرغُبُ: الواسِعُ الَّذِي لَا يَمْلَؤُه إِلَّا السيلُ الجُحاف. والشَّعْفَةُ: القَطْرة الْوَاحِدَةُ مِنَ الْمَطَرِ. والشَّعْفُ: مطْرة يَسِيرَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَلَا غَرْوَ إلَّا نُرْوِهِمْ مِنْ نِبالِنا، ... كَمَا اصْعَنْفَرَتْ مِعْزى الحِجازِ مِنَ الشَّعْفِ وشُعَيْفٌ: اسْمٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطَّوِيلِ: شِنْعَافٌ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وشَعْفَيْنِ: مَوْضِعٌ، فَفِي المَثَل: لَكِنَّ بشَعْفَيْنِ «2» أَنتِ جَدُودٌ؛ يُضْرَب مَثَلًا لِمَنْ كَانَ فِي حَالٍ سيِّئةٍ فحَسُنَتْ حالُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: وشَعْفَانِ جَبلانِ بِالْغَوْرِ، وَذَكَرَ الْمَثَلَ؛ قَالَهُ رَجُلٌ الْتَقَطَ مَنْبُوذةً وَرَآهَا يَوْمًا تُلاعِبُ أَتْرابَها وَتَمْشِي عَلَى أَربع وَتَقُولُ: احْلُبُوني فإني خَلِفةٌ. شغف: الشُّغافُ: دَاءٌ يأْخذ تَحْتَ الشَّراسِيفِ مِنَ الشِّقِّ الأَيمن؛ قال النابغة:

_ (2). قوله [بشَعْفَيْنِ] هو بلفظ المثنى كما في القاموس تبعاً للأزهري؛ وفي معجم ياقوت مغلطاً للجوهري في كسره الفاء بلفظ الجمع.

وَقَدْ حالَ هَمٌّ دونَ ذَلِكَ والِجٌ ... مَكانَ الشُّغافِ تَبْتَغِيه الأَصابِعُ «1» يَعْنِي أَصابع الأَطِبّاء، وَيُرْوَى وُلُوج الشُّغَاف. والشَّغَافُ: غِلافُ القَلْب، وَهُوَ جِلْدَةٌ دُونَه كَالْحِجَابِ وسُوَيْداؤه. التَّهْذِيبُ: الشَّغَافُ مَوْلِجُ البَلْغم، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ غِشَاءُ الْقَلْبِ. وشَغَفَه الحُبُّ يَشْغَفُه شَغْفاً وشَغَفاً: وصَل إِلَى شَغَافِ قَلْبِهِ. وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ شَغَفَها حُبًّا ، قَالَ: دَخَلَ حُبُّه تَحْتَ الشَّغاف، وَقِيلَ: غَشَّى الحبُّ قَلْبَها، وَقِيلَ: أَصاب شَغافها؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: شَغَافُ الْقَلْبِ وشَغَفُه غِلافُه؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: إِنِّي لأَهْواكِ غيْرَ ذِي كَذِبٍ، ... قَدْ شَفَّ منِّي الأَحْشاءُ والشَّغَفُ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لحجابِ الْقَلْبِ وَهِيَ شَحْمة تَكُونُ لِباساً لِلْقَلْبِ الشَّغَافُ، وإذا وَصَلَ الدَّاءُ إِلَى الشَّغَاف فلازَمه مَرِضَ الْقَلْبُ وَلَمْ يصِحّ، وَقِيلَ: شُغِفَ فُلَانٌ شَغْفاً. أَبو عُبَيْدٍ: الشَّغَفُ أَن يَبْلُغَ الْحُبُّ شَغاف الْقَلْبِ، وَهِيَ جِلْدَةٌ دُونَهُ. يُقَالُ: شَغَفَه الحُبُّ أَي بَلغ شَغافَه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فِي قَوْلِهِ شَغَفَها حُبًّا ثَلَاثَةُ أَقوال: قِيلَ الشَّغَاف غِلاف الْقَلْبِ، وَقِيلَ: هُوَ حَبّة الْقَلْبِ وَهُوَ سُوَيْداء الْقَلْبِ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يَكُونُ فِي الْجَوْفِ فِي الشَّراسِيف، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَ الدَّاءُ شَغَافاً بِاسْمِ شَغَاف الْقَلْبِ، وَهُوَ حِجَابُهُ وَرَوَى الأَصمعي أَن الشَّغَافَ دَاءٌ فِي الْقَلْبِ إِذَا اتَّصَلَ بالطِّحال قَتَلَ صَاحِبَهُ، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ، وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْحَسَنِ في قوله قَدْ شَغَفَها حُبًّا ، قَالَ: الشَّغَفُ أَن يَكْوِي بَطنَها حُبُّه. وَرُوِيَ عَنْ يُونُسَ قَالَ: شَغَفَها أَصاب شَغافها مِثْلُ كَبَدَها. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّغَاف هُوَ الخِلْبُ وَهِيَ جُليدة لَاصِقَةٌ بِالْقَلْبِ، وَمِنْهُ قِيلَ خَلبَه إِذَا بَلَغَ شَغَافَ قلبِه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شَغَفَها حُبًّا أَي خَرَقَ شَغَافَ قَلْبِهَا وَوَصَلَ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنْشَأَه فِي ظُلَمِ الأَرْحامِ وشُغُفِ الأَسْتار ؛ اسْتَعَارَ الشُّغُفَ جَمْعَ شَغاف الْقَلْبِ لِمَوْضِعِ الْوَلَدِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي تَشَغَّفَتِ الناسَ أَي وَسْوَسَتْهم وفَرَّقَتهم كأَنها دَخَلَتْ شَغاف قُلُوبِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ الفَقِير: كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي رأْيٌ مِنْ رأْيِ الخوارجِ. وشُغِفَ بالشي، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: أُولِعَ بِهِ. وشَغِفَ بِالشَّيْءِ شَغَفاً، عَلَى صِيغَةِ الْفَاعِلِ: قَلِقَ. والشَّغَفُ: قِشْرُ شَجَرِ الغافِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وشَغَفٌ: مَوْضِعٌ بِعُمانَ يُنْبِتُ الغافَ الْعِظَامَ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: حَتَّى أَناخَ بذاتِ الغافِ مِنْ شَغَفٍ، ... وَفِي الْبِلَادِ لَهُمْ وُسْعٌ ومُضْطَرَبُ شفف: شَفَّهُ الحُزْنُ والحُبُّ يَشُفُّه شَفّاً وشُفُوفاً: لذَعَ قَلْبَه، وَقِيلَ أَنحَلَه، وَقِيلَ أَذْهَبَ عَقْلَهُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَهُ: وَلَكِنْ رَآنَا سَبعْة لَا يَشُفُّنَا ... ذَكاء، وَلَا فِينا غُلامٌ حَزَوّرُ وشَفَّ كَبِدَه: أَحْرَقَها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريمِ، ... قَدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الْهَوَى وشَفَّهُ الحُزْنُ: أَظهر مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَزَعِ: وشَفَّهُ الهمُّ أَي هَزَلَه وأَضْمَرَه حَتَّى رَقَّ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ شَفَّ الثوبُ إِذَا رَقَّ حَتَّى يَصِف جِلْدَ لابِسِه. والشُّفُوفُ: نُحُولُ الجِسْم من الهَمِّ والوَجْدِ.

_ (1). في ديوان النابغة: شاغل بدل والج.

وشَفَّ جِسمُه يَشِفُّ شُفُوفاً أَي نَحَلَ. الْجَوْهَرِيُّ: شَفَّهُ الهَمُّ يَشُفُّهُ، بِالضَّمِّ، شَفّاً هزَله وشَفْشَفَه أَيضاً؛ وَمِنْهُ قول الفرزدق: مَوانِع للأَسْرارِ إِلَّا لأَهلِها، ... ويُخْلِفْنَ مَا ظَنَّ الغَيُورُ المُشَفْشَفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى المُشَفْشِفُ وَهُوَ المُشْفِقُ. يُقَالُ: شَفْشَفَ عَلَيْهِ إِذَا أَشْفَقَ. والشَّفُّ والشِّفُّ: الثوبُ الرقيقُ، وَقِيلَ: السِّتْر الرَّقِيقُ يُرى مَا وَرَاءَهُ، وَجَمْعُهُمَا شُفُوفٌ. وشَفَّ السترُ يَشِفُّ شُفُوفاً وشَفِيفاً واسْتَشَفَّ: ظَهَرَ مَا وَرَاءَهُ. واسْتَشَفَّه هُوَ: رأَى مَا وَرَاءَهُ. اللَّيْثُ: الشَّفُ ضَرْبٌ مِنَ السُّتور يُرى مَا وَرَاءَهُ، وَهُوَ سِتْرٌ أَحمر رَقِيقٌ مِنْ صُوف يُسْتَشَفُّ ما وراءه، وَجَمْعُهُ شُفُوفٌ؛ وأَنشد: زانَهُنَّ الشُّفُوفُ ينْضَخْنَ بالمِسكِ، ... وعَيْشٌ مُفانِقٌ وحَريرُ واسْتَشَفَّتْ مَا وَرَاءَهُ إِذَا أَبْصَرَتْه. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: يُؤْمَرُ بِرَجُلَيْنِ إِلَى الْجَنَّةِ فَفُتِحَت الأَبوابُ وَرُفِعَتِ الشُّفُوفُ ؛ قَالَ: هِيَ جمعُ شِفّ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السُّتُورِ. وشَفَّ الثوبُ عَنِ المرأَة يَشِفُّ شُفُوفاً: وَذَلِكَ إِذَا أَبدى مَا وَرَاءَهُ مِنْ خَلْقِها. وَالثَّوْبُ يَشِفُّ فِي رِقَّتِه، وَقَدْ شَفَّ عَلَيْهِ ثوبُه يَشِفُّ شُفوفاً وشَفِيفاً أَيضاً؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ، أَي رَقَّ حَتَّى يُرَى مَا خَلْفَهُ. وَثَوْبٌ شَفّ وشِفّ أَي رَقِيقٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُلْبِسوا نِسَاءَكُمُ القَباطِيَّ فَإِنَّهُ إِنْ لَا يَشِفَّ فَإِنَّهُ يَصِفُ ؛ وَمَعْنَاهُ أَنَّ قَباطِيَّ مِصْرَ ثِيَابٌ رِقاقٌ، وَهِيَ مَعَ رِقَّتِها صَفِيقَةُ «1» النَّسْج، فَإِذَا لَبِسَتْها المرأَة لَصِقَتْ بأَرْدَافِها فَوَصَفَتْهَا فنَهى عَنْ لُبْسِها وأَحبّ أَن يُكْسَيْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَعَلَيْهَا ثَوْبٌ قَدْ كَادَ يَشِفُّ. وَتَقُولُ للبزازِ: اسْتَشِفَّ هَذَا الثوبَ أَي اجْعَلْهُ طَاقًا وارْفَعْه فِي ظِلٍّ حَتَّى أَنظرَ أَكثيفٌ هُوَ أَم سَخِيفٌ. وَتَقُولُ: كَتَبْتُ كِتَابًا فاسْتَشِفَّه أَي تَأَمَّلْ مَا فِيهِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ، وَهِيَ لاهِيَةٌ، ... كأَنَّما شَفَّ وَجْهها نُزْفُ وشَفَّ الماءَ يَشُفُّه شَفّاً واشْتَفَّه واسْتَشَفَّه وتَشَافَّه وتَشَافَاه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الأَخيرة مِنْ مُحَوّل التَّضْعِيفِ لأَن أَصله تَشافَّه، كُلُّ ذَلِكَ: تَقَصَّى شُرْبَهُ. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لِابْنِهِ فِي وَصاتِه: أَقْبَحُ طاعِمٍ المُقْتَفُّ، وأَقبحُ شاربٍ المُشْتَفّ؛ وَاسْتَعَارَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرَةَ الجُرَشِيّ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: ساقَيْتُه الموتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِرَه، ... فَمَا اسْتَكانَ لِمَا لاقَى وَلَا ضَرَعا أَي حَتَّى شَرِبَ آخِرَ الْمَوْتِ، وَإِذَا شَرِبَ آخِرَهُ فَقَدْ شَرِبَهُ كُلَّهُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَيْسَ الرِّيُّ عَنِ التَّشَافِّ أَي لأَن القَدْر الَّذِي يُسْئِرُه الشاربُ لَيْسَ مِمَّا يُرْوي، وَكَذَلِكَ الاسْتِقْصاء فِي الأُمور والاسْتِشْفَافُ مِثْلُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَيْسَ مَنْ لَا يَشْرَبُ جَمِيعِ مَا فِي الإِناء لَا يَرْوَى. وَيُقَالُ: تَشَافَفْتُ مَا فِي الإِناء واسْتَشْفَفْتُه إِذَا شربتَ جَمِيعَ مَا فِيهِ وَلَمْ تُسْئِر فِيهِ شَيْئًا. ابْنُ الأَعرابي: تَشافَيْتُ مَا فِي الإِناء تَشافِياً إِذَا أَتيت عَلَى مَا فِيهِ، وتَشافَفْتُه أَتَشافُّه تَشافّاً مثله. ويقال

_ (1). قوله [صفيقة] في النهاية ضعيفة.

لِلْبَعِيرِ إِذَا كَانَ عَظِيمَ الجُفْرةِ: إِنَّ جَوْزَه ليَشْتَفُّ حِزامه أَي يَسْتَغْرِقُهُ كُلَّهُ حَتَّى لَا يَفْضُلَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهير: لَهُ عُنُقٌ تَلْوِي بِمَا وُصِلَتْ بِهِ، ... ودَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كلَّ ظِعانِ وهو حَبْلٌ يُشدّ بِهِ الهَوْدَجُ عَلَى الْبَعِيرِ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَ أَي شُرْبُ جَمِيعِ مَا فِي الإِناء، وتَشَافَفَ مِثْلُهُ إِذَا شَرِبْتَهُ كُلَّهُ وَلَمْ تُسْئره. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خطَب أَصحابَه يَوْمًا وَقَدْ كَادَتِ الشمسُ تَغْرُب وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا شِفٌ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ إِلَّا شَيْءٌ يَسِيرٌ. وشُفَافَةُ النَّهَارِ: بَقِيَّتُه، وَكَذَلِكَ الشَّفَى؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: شُفَافُ الشَّفَى أَو قَمْشةُ الشمسِ أَزْمَعا ... رَواحاً، فمدَّا مِنْ نِجاءٍ مَهادِبِ والشُّفَافَةُ: بقِيَّةُ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ فِي الإِناء؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَ بَعْضُ المتأَخرين أَنه رُوِيَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَفَسَّرَهُ بالإِكثار مِنَ الشُّرْبِ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: سَفِفْتُ الماءَ إِذَا أَكثرتَ مِنْ شُرْبِهِ وَلَمْ تَرْوَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رَدِّ السَّلَامِ: قَالَ إِنَّهُ تَشافَّها أَي اسْتَقْصاها، وَهُوَ تَفاعَلَ مِنْهُ. والشَّفُّ والشِّفُّ: الفضْل والرِّبْحُ والزيادةُ، والمعروفُ بِالْكَسْرِ، وَقَدْ شَفَّ يَشِفُّ شَفّاً مِثْلُ حَمَلَ يَحْمِلُ حَملًا، وَهُوَ أَيضاً النُّقصانُ، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد؛ يُقَالُ: شَفَّ الدرْهَمُ يَشِفُّ إِذَا زَادَ وَإِذَا نقَص، وأَشَفَّه غَيْرُهُ يُشِفُّه. والشفِيفُ: كالشَّفِّ والشِّفِّ، يَكُونُ لِلزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَقَدْ شَفَّ عَلَيْهِ يَشِفُّ شُفُوفاً وشَفَّفَ واسْتَشَفَّ. وشَفَفْتُ فِي السِّلْعَةِ: رَبِحْتُ. الفراءُ: الشَّفُّ الفضلُ. وَقَدْ شَفَفْتَ عَلَيْهِ تَشِفُّ أَي زِدْتَ عَلَيْهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كانُوا كَمُشْتَرِكينَ لَمَّا بايَعُوا ... خَسِروا، وشَفَّ عليهمُ واسْتَوْضَعُوا «1» وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ شِفِّ مَا لَمْ يُضْمَنْ ؛ الشِّفُّ: الرِّبْحُ وَالزِّيَادَةُ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ نَهَى عَنْ رِبْح مَا لَمْ يُضمن ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَمَثَلُه «2» كمثَل مَا لَا شِفَّ لَهُ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الرِّبا: وَلَا تُشِفُّوا أَحدهما عَلَى الْآخَرِ أَي لَا تُفَضِّلُوا. وَفُلَانٌ أَشَفُّ مِنْ فُلَانٍ أَي أَكبر مِنْهُ قَلِيلًا؛ وقولُ الجَعْدِيّ يَصِفُ فَرَسَيْنِ: واسْتَوَتْ لِهْزِمَتا خَدَّيْهِما، ... وجَرى الشِّفُّ سَواءً فاعْتَدَلْ يَقُولُ: كَادَ أَحدُهما يسْبِقُ صاحِبَه فاسْتَويَا وَذَهَبَ الشِّفُّ. وأَشَفَّ عَلَيْهِ: فضَلَه فِي الحُسْن وفاقَه. وأَشَفَّ فُلَانٌ بعضَ وَلَدِهِ عَلَى بَعْضٍ: فَضَّله. وَفِي الْحَدِيثِ: قُلْتُ قَوْلًا شِفّاً أَي فَضْلًا. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الصَّرْفِ: فَشَفَّ الخَلْخالان نَحْواً مِنْ دانِقٍ فقَرَضَه ؛ قَالَ شَمِرٌ أَي زَادَ، قَالَ: والشِّفُّ أَيضاً النَّقْصُ، يُقَالُ: هَذَا دِرْهَمٌ يَشِفُّ قَليلًا أَي يَنْقُصُ؛ وأَنشد: وَلَا أَعْرِفَنْ ذَا الشِّفِّ يَطْلُبُ شِفَّه، ... يُداويه منْكم بالأَديمِ المُسَلَّمِ أَراد: لَا أَعرفِن وَضِيعاً يَتَزَوَّجُ إِلَيْكُمْ لِيَشْرُفَ بِكُمْ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: تَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَلا أَنَلْتَني مِمَّا كَانَ عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ: إِنَّهُ شَفَّ عَنْكَ أَي قَصُرَ

_ (1). في ديوان جرير: بُنِيَ شفّ واستوضعوا بناءَ مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ. (2). قوله [فمثله إلخ] صدره كما في النهاية: من صلى المكتوبة ولم يتم ركوعها ولا سجودها ثم يكثر التطوع فمثله إلخ ... وبعده حتى يؤدي رأس المال.

عَنْكَ. وشَفَّ عَنْهُ الثَّوْبُ يَشِفُّ: قَصُرَ. وشَفَّ لَكَ الشيءُ: دامَ وَثَبَتَ. والشَّفَفُ: الرِّقّة والخِفّة، وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ رِقَّةُ الْحَالِ شَفَفاً. والشَّفِيفُ: شِدَّةُ الحَرِّ، وَقِيلَ: شِدةُ لَذْعِ الْبَرْدِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: ونَقْري الضَّيْفَ مِنْ لَحْمٍ غَريضٍ، ... إِذَا مَا الكَلْبُ أَلْجأَه الشَّفِيفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِصَخْرِ الغَيّ: كمِثْلِ السَّبَنْتى يَراحُ الشَّفِيفا وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ: فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ ظُلْمة وشِفافٍ ؛ الشِّفافُ: جَمْعُ شَفيفٍ، هُوَ لَذْعُ الْبَرْدِ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلَّا بَرْدَ رِيحٍ مَعَ نَداوةٍ. ووجَدَ فِي أَسنانه شَفيفاً أَي بَرْداً، وَقِيلَ: الشَّفيفُ بَرْدٌ مَعَ نُدُوَّةٍ. وَيُقَالُ: شَفَّ فَمُ فُلَانٍ شَفِيفًا، وَهُوَ وجَع يَكُونُ مِنَ الْبَرْدِ فِي الأَسنان واللِّثات. وَفُلَانٌ يَجِدُ فِي أَسنانه شَفِيفاً أَي بَرْدًا. أَبو سَعِيدٍ: فُلَانٌ يَجِد فِي مَقْعَدَته شَفِيفًا أَي وجَعاً. والشَّفَّانُ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ مَعَ الْمَطَرِ؛ قَالَ: إِذا اجتمعَ الشَّفَّانُ والبلَدُ الجَدْبُ وَيُقَالُ: إِنَّ فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ شَفَّاناً شَديداً أَي بَرْدًا، وَهَذِهِ غَداةٌ ذاتُ شَفّانٍ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: فِي كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه، ... مِنْ عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ «3» أَي مِنَ الشّفَّانِ. والشَّفْشَافُ: الرِّيحُ اللينةُ الْبَرْدُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: ويَعُوذُ بالأَرْطى إِذَا مَا شَفَّه ... قَطْرٌ، وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ إِنَّمَا يُرِيدُ شَفَّتْ عَلَيْهِ وقَبَّضَتْه لبَرْدِها، وَلَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ شَفَّه الهَمُّ والحُزْن لأَنه فِي صِفَةِ الرِّيحِ وَالْمَطَرِ. والشِّفُّ: المَهْنَأُ، يُقَالُ: شِفٌّ لَكَ يَا فُلَانُ إِذَا غَبَطْتَه بِشَيْءٍ قُلْتَ لَهُ ذَلِكَ. وتَشَفْشَفَ النباتُ: أَخذ فِي اليُبْسِ. وشَفْشَفَ الحَرُّ النباتَ وَغَيْرَهُ: أَيْبَسَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: وشَفْشَفَ الحَرُّ والبردُ الشيءَ إِذَا يَبَّسه. والشَّفْشَفَةُ: تَشْويطُ الصَّقِيعِ نبتَ الأَرضِ فيُحْرِقُه أَو الدَواء تَذُرُّه عَلَى الجُرْح. ابْنُ بُزُرْجٍ قَالَ: يَقُولُونَ مِنْ شُفُوفِ الْمَالِ قَدْ شَفَّ يَشِفُّ مِنَ المَمْنوع» ، وَكَذَلِكَ الوَجَعُ يَشُفُّ صاحِبَه، مَضْمُومَةٌ؛ قَالَ: وَقَالُوا أَشَفَّ الفَمُ يُشِفُّ، وَهُوَ نَتْنُ ريحِ فِيهِ. والشَّفُّ: بَثْر يَخْرُجُ فيُرْوِح، قَالَ: والمَحْفوفُ مِثْلُ المَشْفُوفِ مِنَ الحَفَفِ والحَفِّ. والمُشَفْشِفُ والمُشَفْشَفُ: السَّخِيفُ السَّيِءُ الخُلُقِ، وَقِيلَ: الغَيُورُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ نِسَاءً: ويُخْلِفْنَ مَا ظَنَّ الغَيور المُشَفْشَفُ وَيُرْوَى المُشَفْشِفُ؛ الْكَسْرِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَراد الَّذِي شَفَّت الغَيْرةُ فُؤاده فأَضْمَرته وهزَلَتْه، وَقَدْ تقدَّمَ فِي صَدْرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَكَرَّرَ الشِّينَ وَالْفَاءَ تَبْلِيغًا كَمَا قَالُوا مُجَثْجِثٌ، وتَجَفْجَفَ الثَّوْبُ، وَقِيلَ: الشَّفْشَفُ الَّذِي كأَنَّ بِهِ رِعْدةً واخْتِلاطاً

_ (3). قوله [الشفان هداب] كذا ضبط في الأصل. وفيما بأيدينا من نسخ الصحاح في غير موضع أَيْ يَسْتُرُهُ هُدَّابُ الْفَنَنِ من فوقه يستره من الشفان. (4). قوله [من الممنوع] هكذا في الأَصل، ولعله أراد أنّ يشِفّ مكسور الشين بدليل قوله بعد ذلك يشُفّ صاحبه، مضمومة.

مِنْ شِدّة الغَيْرةِ. والشَفْشَفَة: الارْتِعادُ والاخْتلاط. والشَّفْشَفَةُ: سُوء الظنِّ مع الغَيْرة. شقف: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: الشَّقَفُ الخَزَفُ المُكَسَّر. شلخف: التَّهْذِيبِ: أَبو تُرَابٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَعراب قَيسٍ: الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ الْمُضْطَرِبُ الخلْقِ. شلغف: ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَعراب قِيْسٍ يَقُولُونَ: الشِّلَّغْفُ والشِّلَّعْفُ الْمُضْطَرِبُ، بالعين والغين. شنف: الشَّنْفُ: الَّذِي يُلْبَسُ فِي أَعْلَى الأُذن، بِفَتْحِ الشِّينِ، وَلَا تَقُلْ شُنْفٌ، وَالَّذِي فِي أَسفلها القُرْطُ، وَقِيلَ الشنْفُ وَالْقُرْطُ سَوَاءٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وبَياضُ وجْهِك لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه ... مِثْل الوَذيلةِ، أَو كَشَنْفِ الأَنْضُر وَالْجَمْعُ أَشْنافٌ وشُنُوفٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّنْفُ، بِفَتْحِ الشِّينِ، فِي أَعلى الأُذن والرَّعْثةُ فِي أَسفل الأُذن. وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّنْفُ مِعْلاقٌ فِي قُوفِ الأُذن. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّنْفُ القُرْط الأَعلى. وشَنَّفْتُ المرأَة تَشْنِيفاً فَتَشَنَّفَتْ: هِيَ مِثْلُ قَرَّطْتُها فَتقَرَّطَتْ هِيَ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: كُنْتُ أَختلف إِلَى الضَّحَّاكِ وعليَّ شَنْفُ ذَهب ؛ الشَّنْفُ: مِنْ حُلِيِّ الأُذن. والشَّنَفُ: شِدّة البِغْضةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَنْ أَزالَ، وَإِنْ جامَلْتُ مُحْتَسِباً ... فِي غَيْرِ نائرةٍ، صَبّاً لَهَا شَنِفا أَي مُتَغَضِّباً. والشَّنَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: البُغْضُ والتنكُّر، وَقَدْ شَنِفْت لَهُ، بِالْكَسْرِ، أَشْنَفُ شَنَفاً أَي أَبغضْتُه؛ حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَهُوَ مِثْلُ شئِفْتُه، بِالْهَمْزِ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: أَزْمان غَرّاءِ تَرُوقُ الشَّنَفا أَي تُعْجِبُ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا. أَبو زَيْدٍ: الشَّفَنُ أَن يرفع الإِنسان طَرْفَه ناطراً إِلَى الشَّيْءِ كالمُتَعَجِّب مِنْهُ أَو كالكارِه لَهُ، وَمِثْلُهُ شَنَفٌ. أَبو زَيْدٍ: مِنَ الشِّفاه الشَّنْفاء، وَهِيَ الشَّفَةُ العُليا المُنْقَلِبَةُ مِنْ أَعلى. وَالِاسْمُ الشَّنَفُ، يُقَالُ: شَفة شَنْفاء. وشَنَفْتُ إِلَى الشَّيْءِ، بِالْفَتْحِ: مِثْلُ شَفَنْت، وَهُوَ نَظَرٌ فِي اعْتِراضٍ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ يَصِفُ خَيْلًا: يَشْنِفنَ للنظَرِ البَعِيدِ، كأَنَّما ... إرْنانُها بِبَوائِنِ الأَشْطانِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلْفَرَزْدَقِ يُفَضِّلُ الأَخطل وَيَمْدَحُ بَنِي تَغْلِبَ وَيَهْجُو جَرِيرًا؛ وَقَبْلَهُ: يَا ابنَ المَراغَةِ، إنَّ تَغْلِبَ وائلٍ ... رَفَعُوا عِناني فَوْقَ كلِّ عِنانِ والبَوائِنُ: جَمْعُ بَائِنَةٍ، وَهِيَ الْبِئْرُ البعيدةُ القَعْر كأَنها تَصْهِلُ مِنْ آبارٍ بَوائنَ، وَكَذَا فِي شِعْرِهِ يَصْهِلْنَ لِلنَّظَرِ الْبَعِيدِ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو عَلِيٍّ فِي مِثْلِهِ: وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَناكِبُه، ... إِذَا تَداكأَ مِنْهُ دَفْعُه شَنَفا وشَنِفَه شَنَفاً: أَبْغَضَه. والشَّنِفُ: المُبْغِضُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: لمَّا رأَتْني أُم عَمْرٍو صَدَفَتْ، ... ومَنَعَتْني خَيْرَها وشَنِفَتْ وأَنشد لِآخَرَ: ولَنْ تُداوَى عِلَّةُ القَلْبِ الشَّنِفْ

وَفِي إِسْلَامِ أَبي ذرٍّ: فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنِفُوا لَهُ أَي أَبْغَضوه. وشَنِفَ لَهُ شَنَفاً إِذَا أَبْغَضه. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل: قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لِي أَرى قومَك قَدْ شَنِفوا لَكَ؟ وشَنِفَ لَهُ شَنَفاً: فَطِنَ، وشَنِفْتُ: فَطِنْتُ؛ قَالَ: وتَقُول: قَدْ شَنِفَ العَدُوُّ، فَقُلْ لَهَا: ... مَا للعَدُوِّ بغيرِنا لَا يَشْنَفُ؟ وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: شَنِفَ لَهُ وَبِهِ فِي البِغْضَةِ والفِطْنةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَن شَنِفَ فِي البِغْضةِ مُتَعَدِّيَةٌ بِغَيْرِ حَرْفٍ، وَفِي الْفِطْنَةِ مُتَعَدِّيَةٌ بِحَرْفَيْنِ مُتَعَاقِبَيْنِ كَمَا تتعدَّى فَطِنَ بِهِمَا إِذَا قُلْتَ: فَطِنَ لَهُ وفَطِنَ بِهِ. وشَنَفَ إِلَيْهِ يَشْنِفُ شَنْفاً وشُنُوفاً: نَظَرَ بِمُؤَخَّرِ الْعَيْنِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نَظَرٌ فِيهِ اعْتراضٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِذَا تداكأَ مِنْهُ دَفْعُه شَنَفا الكسائي: شَفَنْتُ إلى الشيء وشَنَفْتُ إِلَيْهِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: شَنَفْتُ لَهُ وَعَدَّيْتُ «1» لَهُ إِذَا أَبغضته. وَيُقَالُ: مَا لِي أَراك شَانِفاً عَنِّي وخانِفاً، وَقَدْ خَنَفَ عَنِّي وجهَه أَي صرَفه. شنحف: شَنْحَفٌ: طَوِيلٌ، وَهِيَ بالخاء أعلى. شنخف: بَعِيرٌ شِنْخَافٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ. وَرَجُلٌ شِنَّخْفٌ مِثْلُ جِرْدَحْلٍ أَي طَوِيلٌ. والشَّنْخَافُ والشِّنَّخْفُ: الطَّوِيلُ، وَالْجَمْعُ شِنَّخْفون وَلَا يُكَسّر. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّكَ مِنْ قَوْمٍ شِنَّخْفِينَ ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَعْجَبها، فيمنْ يَسُوجُ، عِصابةٌ ... مِنَ القَومِ، شِنَّخْفونَ جِدَّ طوالِ «2» شندف: الشُّنْدُفُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي يَمِيلُ رأْسه مِنَ النَّشاط وَفَرَسٌ شُنْدُفٌ أَي مُشْرِف؛ قَالَ المرَّار يَصِفُ الْفَرَسَ: شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَه، ... وَإِذَا طُوطِئ طَيّارٌ طِمِرّ شنعف: الشَّنْعَفَةُ: الطُّولُ. والشِّنْعَافُ والشِّنْعابُ: الطويلُ الرِّخْوُ الْعَاجِزُ، رَجُلٌ شِنْعَافٌ؛ وأَنشد: تَزَوَّجْتِ شِنْعافاً فآنَسْتِ مُقْرِفاً، ... إِذَا ابْتَدَرَ الأَقْوامُ مَجْداً تَقَبَّعا والشِّنْعافُ والشُّنْعُوفُ: رأْس يَخْرُجُ مِنَ الْجَبَلِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. الأَصمعي: الشَّنَاعِيفُ رؤوس تخرج من الجبال. شنغف: التَّهْذِيبُ: الشِّنْغافُ الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ مِنَ الأَرْشِية والأَغصان، قَالَ: والشُّنْغُوفُ عِرْق طَوِيلٌ مِنَ الأَرض دَقِيقٌ. قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ الْبِكْرِيَّ يَقُولُ: الشِّنَّعْفُ والشِّنَّغْفُ والهِلَّغْفُ: المضطرب الخَلْقِ. شنقف: الشُّنْقُفُ والشِّنْقَافُ: ضَرْبٌ من الطير. شوف: شافَ الشيءَ شَوْفاً: جَلَاهُ. والشَّوْفُ: الجَلْوُ. والمَشُوفُ: المَجْلُوُّ. وَدِينَارٌ مَشُوفٌ أَي مَجْلُوٌّ؛ قال عنترة: ولقد شَرِبْتُ من المُدامةِ بَعْد ما ... ركدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ

_ (1). قوله [وعديت] كذا بالأصل على هذه الصورة. (2). قوله [جد إلخ] كذا ضبط في الأصل. وتقدم بدله في مادة سوج: غير قضاف، ولعله حذ جمع الأحذ الخفيف اليد.

يَعْنِي الدِّينَارَ المَجْلُوَّ، وأَراد بِذَلِكَ دِينَارًا شافَه ضاربُه أَي جَلَاهُ، وَقِيلَ: عَنَى بِهِ قَدَحاً صَافِيًا مُنَقَّشاً. والمَشُوفُ مِنَ الإِبل: المَطْلِيُّ بالقَطران لأَن الْهَنَاءَ يَشُوفُه أَي يَجْلُوهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المَشُوف الْهَائِجُ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ يَكُونُ الْفَاعِلُ عِبَارَةً عَنِ الْمَفْعُولِ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: بِخَطِيرةٍ تُوفي الجَدِيلَ سَرِيحَةٍ، ... مِثْلِ المَشُوفِ هَنَأْته بِعصِيمِ «1» يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَشُوفُ الْجَمَلُ الهائجُ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ، وَيُرْوَى المسُوفُ، بِالسِّينِ، يَعْنِي الْمَشْمُومَ إِذَا جَرِبَ الْبَعِيرُ فطُلِيَ بالقَطِران شمَّتْه الإِبل، وَقِيلَ: المَشُوف الْمُزَيَّنُ بالعُهُون وَغَيْرِهَا. والمُشَوَّفةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُظْهِر نَفسَها لِيَرَاهَا الناسُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ. وتَشَوَّفَتِ المرأَةُ: تَزَيَّنَتْ. وَيُقَالُ: شِيفتِ الجاريةُ تُشافُ شَوْفاً إِذَا زُيِّنَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: أَنها شَوَّفَتْ جَارِيَةً فطافَتْ بِهَا وَقَالَتْ لعلَّنا نَصِيدُ بِهَا بعضَ فِتْيان قُريش ، أَي زَيَّنَتْها. واشْتَافَ فُلَانٌ يَشْتَافُ اشْتِيَافاً إِذَا تَطاوَلَ وَنَظَرَ. وتَشَوَّفْتُ إِلَى الشَّيْءِ أَي تطَلَّعْتُ. ورأَيت نِسَاءً يَتَشَوَّفْن مِنَ السُّطُوح أَي يَنْظرن ويَتطاوَلْنَ. وَيُقَالُ: اشْتَافَ البرقَ أَي شامَه، وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: واشْتَافَ مِنْ نحوِ سُهَيْلٍ بَرْقا وتَشَوَّفَ الشيءُ وأَشَافَ: ارْتَفَعَ. وأَشَافَ عَلَى الشَّيْءِ وأَشْفى: أَشْرَفَ عَلَيْهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ قَلْبٌ أَشْفى عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى ورَعِه إِذَا أَشَافَ أَي أَشْرَفَ عَلَى الشَّيْءِ، وَهُوَ بِمَعْنَى أَشْفى؛ وَقَالَ طُفَيْل: مُشيفٌ عَلَى إحْدى ابْنَتَيْنِ بِنَفْسِهِ، ... فُوَيْتَ العَوالي بَيْنَ أَسْرٍ ومَقْتَلِ «2» وَتَمَثَّلَ المخْتارُ لِمَا أُحِيطَ بِهِ بِهَذَا الْبَيْتِ: إِمَّا مُشِيف عَلَى مجْدٍ ومَكْرُمةٍ، ... وأُسْوةٌ [إسْوةٌ] لَكَ فِيمَنْ يَهْلِكُ الوَرَقُ والشَّيِّفَةُ: الطَّلِيعةُ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ عَيزارة: ورَدْنا الفُضاضَ، قَبْلَنا شَيِّفَاتُنَا، ... بأَرْعَنَ يَنْفي الطيرَ عَنْ كلِّ مَوْقِعِ وشَيِّفَةُ الْقَوْمِ: طَلِيعَتُهم الَّذِي يَشْتافُ لَهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: بَعَثَ القومُ شَيِّفَةً أَي طَليعةً. قَالَ: والشَّيِّفَانُ الدَّيْدَبانُ. وَقَالَ أَعرابي: تَبَصَّرُوا الشَّيِّفَانَ فَإِنَّهُ يَصُوكُ عَلَى شَعَفَةِ المَصادِ أَي يَلْزَمُهَا. واشْتَافَ الفرسُ والظَّبْيُ وتَشَوَّفَ: نَصَب عُنُقَه وَجَعَلَ يَنْظُرُ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: تَشَوَّفَ مِنْ صَوْتِ الصَّدى كلَّ مَا دَعا، ... تَشَوُّفَ جَيْداء المُقَلَّدِ مُغْيِبِ اللَّيْثُ: تشوَّفتِ الأَوْعالُ إِذَا ارْتَفَعَتْ عَلَى معاقِلِ الْجِبَالِ فأَشْرفت؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَشْتَفْنَ للنظرِ الْبَعِيدِ، كأَنما ... إرنانُها ببَوائِن الأَشْطانِ «3»

_ (1). قوله [بخطيرة] في شرح القاموس: الخطيرة التي تخطر بذنبها نشاطاً، والسريحة: السريعة السهلة السير. (2). قوله [ابنتين] في شرح القاموس اثنتين. (3). راجع هذا البيت في صفحة 183 فقد ورد فيه يَشنَفْن بدل يشتفن.

فصل الصاد المهملة

يَصِفُ خَيْلًا نَشِيطة إِذَا رأَتْ شَخْصًا بَعِيدًا طَمَحَتْ إِلَيْهِ ثُمَّ صَهَلَت، فكأَنَّ صَهِيلها فِي آبَارٍ بَعِيدَةِ الْمَاءِ لسعَةِ أَجْوافها. وَفِي حَدِيثِ سُبَيْعةَ: أَنها تَشَوَّفت للخُطّاب أَي طَمَحَتْ وتَشَرَّفَتْ. واسْتَشافَ الجُرحُ، فَهُوَ مُسْتَشِيفٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ إِذَا غَلُظَ. وفي الحديث: خرجت بآدم شافةٌ في رجله ؛ قال: والشافةُ جَاءَتْ بِالْهَمْزِ وَغَيْرِ الهمز، وهي قُرحة تخرج بِبَاطِنِ الْقَدَمِ وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي شأَف، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الصاد المهملة صحف: الصَّحِيفَةُ: الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا، وَالْجَمْعُ صَحَائِفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ؛ يَعْنِي الْكُتُبَ الْمُنَزَّلَةَ عَلَيْهِمَا، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما صَحَائِفُ فَعَلَى بَابِهِ وصُحُفٌ دَاخِلٌ عَلَيْهِ لأَن فُعُلًا فِي مِثْلِ هَذَا قَلِيلٌ، وَإِنَّمَا شَبَّهُوهُ بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جَمَعُوا صَحِيفاً حِينَ عَلِمُوا أَن الْهَاءَ ذَاهِبَةٌ، شَبَّهُوهَا بحفرةٍ وحِفارٍ حِينَ أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ وجِماد. قَالَ الأَزهري: الصُّحُفُ جَمْعُ الصَّحِيفَة مِنَ النَّوَادِرِ وَهُوَ أَن تَجْمع فَعِيلةً عَلَى فُعُل، قَالَ: وَمِثْلُهُ سَفينة وسُفُنٌ، قَالَ: وَكَانَ قِيَاسُهُمَا صَحَائِف وسفائِنَ. وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا أَقبل عَلَيْكَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ صَحِيفٌ؛ وَقَوْلُهُ: إِذَا بَدا منْ وجْهِك الصَّحِيفُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ صَحِيفَةٍ الَّتِي هِيَ بَشَرَةُ جِلْدِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالصَّحِيف الصَّحِيفَةَ. والصَّحِيف: وجْه الأَرض؛ قَالَ: بَلْ مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ وَكِلَاهُمَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِالصَّحِيفَةِ الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا. والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمٌ تَكْسِرُهَا وَقَيْسٌ تَضُمُّهَا، وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ يَفْتَحُهَا وَلَا أَنها تُفْتَحُ إِنَّمَا ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كَمَا يُقَالُ مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ مُصْحف مِنْ أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُفُ وأُطْرِفَ جُعِلَ فِي طَرَفَيْه العَلَمان، اسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ الضَّمَّةَ فِي حُرُوفٍ فَكَسَرَتِ الْمِيمَ، وأَصلها الضَّمُّ، فَمَنْ ضَمَّ جَاءَ بِهِ عَلَى أَصله، وَمَنْ كَسَرَهُ فَلِاسْتِثْقَالِهِ الضَّمَّةَ، وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل مُغْزَلٌ مِنْ أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَمِيمٌ تَقُولُ المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وَقَيْسٌ تَقُولُ المُطْرَفُ والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أُصحِفَ جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُف، وأُطْرِفَ جُعِل فِي طَرَفَيْهِ عَلَمَانِ، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أُلْصِقَ بالجِسادِ وَهُوَ الزَّعْفرانُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والصَّحِيفَة الْكِتَابُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَتَبَ لعُيَيْنَةَ بْنِ حِصنٍ كِتَابًا فَلَمَّا أَخذه قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتُراني حامِلًا إِلَى قَوْمِي كِتَابًا كصَحِيفَة المُتَلَمِّس؟ الصَّحِيفَة: الْكِتَابُ، وَالْمُتَلَمِّسُ: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ وَاسْمُهُ عَبْدُ المَسيح بْنُ جَرير، وَكَانَ قَدِمَ هُوَ وطرَفةُ الشَّاعِرُ عَلَى الْمَلِكِ عَمْرِو بنِ هِنْدٍ، فَنَقَمَ عَلَيْهِمَا أَمراً فَكَتَبَ لَهُمَا كِتَابَيْنِ إِلَى عَامِلِهِ بِالْبَحْرَيْنِ

يأْمُرُه بِقَتْلِهِمَا، وَقَالَ: إِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَكُمَا بِجَائِزَةٍ، فَاجْتَازَا بِالْحِيرَةِ فأَعطى المتلمسُ صَحِيفَتَهُ صَبِيًّا فقرأَها فَإِذَا فِيهَا يأْمر عامِلَه بِقَتْلِهِ، فأَلقاها فِي الْمَاءِ وَمَضَى إِلَى الشَّامِ، وَقَالَ لِطَرَفَةَ: افْعَلْ مِثْلَ فِعْلِي فَإِنَّ صَحِيفَتَكَ مِثْلُ صَحِيفَتِي، فأَبى عَلَيْهِ وَمَضَى إِلَى عَامِلِهِ فَقَتَلَهُ، فضُرب بِهِمَا الْمَثَلُ. والمُصَحِّف والصَّحَفِيُّ: الَّذِي يَرْوي الخَطَأَ عَنْ قِرَاءَةِ الصُّحُفِ بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة «4». والصَّحْفَة: كالقَصْعةِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ عَرِيضَةٍ وَهِيَ تُشْبِع الخمسةَ وَنَحْوَهُمْ، وَالْجَمْعُ صِحَافٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ ؛ وأَنشد: والمَكاكِيكُ والصِّحافُ مِنَ الفِضَّةِ ... والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ والصُّحَيْفَةُ أَقلّ مِنْهَا، وَهِيَ تُشْبِعُ الرجلَ، وكأَنه مُصَغَّرٌ لَا مكَبَّر لَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثُمَّ القَصْعةُ تَلِيهَا تُشْبِعُ الْعَشْرَةَ، ثُمَّ الصَّحْفَةُ تُشْبِعُ الخَمسة وَنَحْوَهُمْ، ثُمَّ المِئْكلةُ تُشْبِعُ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، ثُمَّ الصُّحَيْفَةُ تُشْبِعُ الرَّجُلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسْأَلِ المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ مَا فِي صَحْفَتِها ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَهَذَا مَثَلٌ يُرِيدُ بِهِ الاستِئْثارَ عَلَيْهَا بحَظِّها فتكونُ كَمَنِ استفرغَ صَحْفَة غَيْرِهِ وقَلَب مَا فِي إِنَائِهِ. والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ فِي الصَّحِيفةِ. صَخْفٌ: الصَّخْفُ: حَفْرُ الأَرضِ. والمِصْخَفَةُ: المِسْحاةُ، يمانية. صدف: الصُّدُوفُ: المَيْلُ عَنِ الشَّيْءِ. وأَصْدَفَني عَنْهُ كَذَا وَكَذَا أَي أَمالَني. ابْنُ سِيدَهْ: صَدَفَ عَنْهُ يَصْدِفُ صَدْفاً وصُدُوفاً: عَدَلَ. وأَصْدَفَه عَنْهُ: عَدَل بِهِ، وصَدَفَ عَنِّي أَي أَعْرَضَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ ، أَي يُعْرِضون. أَبو عُبَيْدٍ: صَدَفَ ونكَبَ إِذَا عَدلَ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ الأَعشى: وَلَقَدْ سَاءَهَا الْبَيَاضُ فَلَطَّتْ ... بِحِجابٍ، مِنْ بَيْنِنا، مَصْدُوفِ أَي بِمَعْنَى مَسْتُور. وَيُقَالُ: امرأَة صَدُوفٌ لِلَّتِي تَعْرِضُ وَجْهَهَا عَلَيْكَ ثُمَّ تَصْدِفُ. ابْنُ سِيدَهْ: والصَّدُوفُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي تَصْدِفُ عَنْ زَوجها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: الَّتِي لَا تَشْتَهِي الْقُبَلَ، وَقِيلَ: الصَّدُوفُ البَخْراء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً. والصَّدَفُ: عَوَجٌ فِي الْيَدَيْنِ، وَقِيلَ: مَيَلٌ فِي الْحَافِرِ إِلَى الْجَانِبِ الوحْشِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَمِيل خُفُّ الْبَعِيرِ مِنَ الْيَدِ أَو الرِّجْلِ إِلَى الْجَانِبِ الْوَحْشِيِّ، وَقِيلَ: الصَّدَفُ مَيل فِي الْقِدَمِ؛ قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري أَعن يَمِينٍ أَو شَمَالٍ، وَقِيلَ: هُوَ إقْبالُ إِحْدَى الرُّكْبَتين عَلَى الأُخرى، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْخَيْلِ خَاصَّةً إقْبالُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخرى، وَقَدْ صَدِفَ صَدَفاً، فَإِنْ مالَ إِلَى الْجَانِبِ الإِنسيّ، فَهُوَ القَفَدُ، وَقَدْ قَفِدَ قَفَداً، وَقِيلَ: الصَّدَفُ تَداني العُجايَتَين وتباعُدُ الْحَافِرَيْنِ فِي التِواءٍ مِنَ الرُّسْغَينِ، وَهُوَ مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً، وَقَدْ صَدِفَ صَدَفاً، وَهُوَ أَصْدَفُ. الْجَوْهَرِيُّ: فَرَسٌ أَصْدَفُ بَيِّنُ الصَّدَفِ إِذَا كَانَ مُتَدانيَ الفَخْذين مُتَباعِد الْحَافِرَيْنِ فِي الْتِوَاءٍ مِنَ الرُّسْغَيْنِ. الأَصمعي: الصدفُ كُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِيمٍ كالهدَف وَالْحَائِطِ وَالْجَبَلِ. والصَّدَفُ والصَّدَفَةُ: الجانِبُ

_ (4). في القاموس: الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة الصحف.

والناحِيةُ. والصَّدَفُ والصُّدُفُ: مُنْقَطَعُ الْجَبَلِ المرتفِع. ابْنُ سِيدَهْ: والصَّدَفُ جَانِبُ الْجَبَلِ، وَقِيلَ الصَّدَفُ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، والصُّدُفُ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الصُّدُفَانِ، بِضَمِّ الدَّالِّ، ناحِيتا الشِّعْب أَو الْوَادِي كالصَّدَّيْنِ. وَيُقَالُ لِجَانِبَيِ الْجَبَلِ إِذَا تَحاذيا: صُدُفَانِ وصَدَفَانِ لتَصادُفِهما أَي تَلاقِيهما وتَحاذي هَذَا الجانِبِ الجانِبَ الَّذِي يُلاقيه، وَمَا بَيْنَهُمَا فَجٌّ أَو شِعْب أَو وادٍ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: صَادَفْتُ فُلَانًا أَي لاقَيْتُه ووجَدْتُه. والصَّدَفانِ والصُّدُفانِ: جَبَلَانِ مُتلاقِيانِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ يأْجوجَ ومأْجوجَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى إِذا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ ؛ قُرِئَ الصَّدَفَيْنِ والصُّدُفَيْنِ والصُّدَفَيْنِ «1». وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا مرَّ بصَدَفٍ أَو هَدَفٍ مَائِلٍ أَسْرَع الْمَشْيَ ؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ وَضَمَّتَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّدَفُ والهَدَفُ وَاحِدٌ، وَهُوَ كلُّ بِنَاءٍ مُرْتَفِعٍ عَظِيمٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مِثْلُ صَدَفِ الْجَبَلِ شَبَّهه بِهِ وَهُوَ مَا قَابَلَكَ مِنْ جَانِبِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: مَنْ نامَ تحتَ صَدَفٍ مائلٍ يَنْوِي التوكُّلَ فَليَرْمِ نَفْسَه مِنْ طَمارِ ؛ وَهُوَ يَنْوِي التَّوكلَ يَعْنِي أَنَّ الاحْتِرازَ مِنَ المَهالِك وَاجِبٌ وَإِلْقَاءُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ إِلَيْهَا والتَّعَرُّضُ لَهَا جَهْلٌ وخَطأٌ. والصَّوادِفُ: الإِبل الَّتِي تأْتي عَلَى الحَوْض فتَقِف عِنْدَ أَعْجازها تَنْتَظِرُ انْصِرافَ الشارِبةِ لتَدخل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: النَّاظِراتُ العُقَبَ الصَّوَادِفُ «2» وَقَوْلُ مَلِيحٍ الهُذَلي: فَلَمَّا اسْتَوَتْ أَحْمالُها، وتصَدَّفَتْ ... بِشُمِّ المَراقي بارِداتِ المَداخِلِ قَالَ السُّكَّرِيُّ: تَصَدَّفَتْ تَعَرَّضَتْ. والصَّدَفُ: المَحارُ، وَاحِدَتُهُ صَدَفَةٌ. اللَّيْثُ: الصَّدَفُ غِشاء خَلْقٍ فِي الْبَحْرِ تَضُمُّهُ صَدَفَتانِ مَفْرُوجَتانِ عَنْ لَحْمٍ فِيهِ رُوحٌ يُسَمَّى المَحارَةَ، وَفِي مِثْلِهِ يَكُونُ اللُّؤْلُؤُ. الْجَوْهَرِيُّ: وصَدَفُ الدرَّةِ غِشاؤها، الْوَاحِدَةُ صَدَفَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ فَتَحتِ الأَصْدافُ أَفْواهَها ؛ الأَصْدَافُ: جَمْعُ الصَّدَفِ، وَهُوَ غِلافُ اللُّؤلؤِ وَهُوَ مِنْ حَيَوَانِ الْبَحْرِ. والصَّدَفَةُ: مَحارةُ الأُذن. والصَّدَفتانِ: النُّقْرَتانِ اللتانِ فِيهِمَا مَغْرِزُ رأْسَيِ الفَخِذَين وَفِيهِمَا عَصَبةٌ إِلَى رأْسهما. والمُصادَفةُ: المُوافَقَةُ. والصُّدَفُ: سَبْعٌ مِنَ السِّباعِ، وَقِيلَ طَائِرٌ. والصَّدِفُ: قَبِيلَةٌ مِنْ عَرب الْيَمَنِ؛ قَالَ: يومٌ لهَمْدانَ ويَوْمٌ للصَّدِفْ ابْنُ سِيدَهْ: والصَّدَفِيُّ ضَرْبٌ مِنَ الإِبل، قَالَ: أُراه نُسِبَ إِلَيْهِمْ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَدَى صَدَفِيٍّ كالحَنِيّةِ بارِك وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّدِفُ بَطْن مِنْ كِنْدة وَالنِّسَبُ إِلَيْهِ صَدَفِيّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَوْمٌ لهمْدان وَيَوْمِ للصَّدِفْ، ... ولِتَمِيمٍ مِثْلُه أَو تَعْترِفْ قَالَ: وقال طرفة:

_ (1). قوله [قرئ الصدفين إلخ] بقيت رابعة الصَّدُفَيْن كعضدين كما في القاموس. (2). قوله [الناظرات إلخ] صدره كما في شرح القاموس: لا ريَّ حتى تنهل الروادف

يَرُدُّ عليَّ الرِّيحُ ثَوْبِي قَاعِدًا، ... لَدَى صَدَفِيّ كالحنِيَّةِ بازِلِ وصَيْدَفَا وتَصْدَفُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكةِ: إِذَا أَسْهَلَتْ خَبَّتْ، وَإِنْ أَحْزَنتْ مَشَتْ، ... ويُغْشَى بِهَا بَيْنَ البُطونِ وتَصْدَفِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قُضِيَتْ بِزِيَادَةِ التَّاءِ فِيهِ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جعفر. صرف: الصَّرْفُ: رَدُّ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ. وصَارَفَ نفْسَه عَنِ الشَّيْءِ: صَرَفَها عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ انْصَرَفُوا ؛ أَي رَجَعوا عَنِ الْمَكَانِ الَّذِي استمعُوا فِيهِ، وَقِيلَ: انْصَرَفُوا عَنِ الْعَمَلِ بِشَيْءٍ مِمَّا سَمِعُوا. صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أَي أَضلَّهُم اللَّهُ مُجازاةً عَلَى فِعْلِهِمْ؛ وصَرفْتُ الرَّجُلَ عَنِّي فانْصَرَفَ، والمُنْصَرَفُ: قَدْ يَكُونُ مَكَانًا وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرًا، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ ؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم الإِضْلالَ عَنْ هِدَايَةِ آيَاتِي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً أَي مَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يَصْرِفُوا عَنْ أَنفسهم العَذابَ وَلَا أَن يَنْصُروا أَنفسَهم. قَالَ يُونُسُ: الصَّرْفُ الحِيلةُ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان: قَلَبْتُهم. وصَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ الأَذى، واسْتَصْرَفْتُ اللَّهَ المَكارِهَ. والصَّريفُ: اللَّبَنُ الَّذِي يُنْصَرَفُ بِهِ عَنِ الضَّرْعِ حَارًّا. والصَّرْفانِ: الليلُ والنهارُ. والصَّرْفَةُ: مَنْزِل مِنْ مَنازِلِ الْقَمَرِ نَجْمٌ وَاحِدٌ نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يُقَالُ: إِنَّهُ قَلْبُ الأَسد إِذَا طَلَعَ أَمام الْفَجْرِ فَذَلِكَ الخَريفُ، وإِذا غابَ مَعَ طُلُوع الْفَجْرِ فَذَلِكَ أَول الرَّبِيعِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الصَّرْفَةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عَنِ الْبَرْدِ أَو عَنِ الحَرّ فِي الْحَالَتَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ كُناسةَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْصراف الْبَرْدِ وَإِقْبَالِ الْحَرِّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يُقَالَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْصراف الحرِّ وَإِقْبَالِ الْبَرْدِ. والصَّرْفةُ: خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر فِي الأُخَذِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُسْتَعْطَفُ بِهَا الرِّجَالُ يُصْرَفون بِهَا عَنْ مَذاهِبهم وَوُجُوهِهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وقولُ الْبَغْدَادِيِّينَ فِي قَوْلِهِمْ: مَا تَأْتينا فتُحَدِّثَنا، تَنْصِبُ الجوابَ عَلَى الصَّرْف، كَلَامٌ فِيهِ إِجْمَالٌ بَعْضُهُ صَحِيحٌ وَبَعْضُهُ فَاسِدٌ، أَما الصَّحِيحُ فَقَوْلُهُمُ الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثَّانِي عَنْ مَعْنَى الْفِعْلِ الأَول، قَالَ: وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِنَا إِنَّ الْفِعْلَ الثَّانِيَ يُخَالِفُ الأَوّل، وأَما انْتِصَابُهُ بالصَّرْف فخطأٌ لأَنه لَا بُدَّ لَهُ مِنَ نَاصِبٍ مُقْتَض لَهُ لأَن الْمَعَانِيَ لَا تَنْصِبُ الأَفعال وَإِنَّمَا تَرْفَعُهَا، قَالَ: وَالْمَعْنَى الَّذِي يَرْفَعُ الْفِعْلَ هُوَ وُقُوعُ الِاسْمِ، وَجَازَ فِي الأَفعال أَن يَرْفَعَهَا الْمَعْنَى كَمَا جَازَ فِي الأَسماء أَن يَرْفَعَهَا الْمَعْنَى لمُضارعَة الْفِعْلِ لِلِاسْمِ، وصَرْفُ الْكَلِمَةِ إجْراؤها بِالتَّنْوِينِ. وَصَرَّفْنَا الْآياتِ أَي بيَّنَّاها. وتَصْريفُ الْآيَاتِ تَبْيينُها. والصَّرْفُ: أَن تَصْرِفَ إِنْسَانًا عَنْ وجْهٍ يُرِيدُهُ إِلَى مَصْرِفٍ غَيْرِ ذَلِكَ. وصَرَّفَ الشيءَ: أَعْمله فِي غَيْرِ وَجْهٍ كأَنه يَصرِفُه عَنْ وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ، وتَصَرَّفَ هُوَ. وتَصارِيفُ الأُمورِ: تَخالِيفُها، وَمِنْهُ تَصارِيفُ الرِّياحِ والسَّحابِ. اللَّيْثُ: تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ، وَكَذَلِكَ تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور وَالْآيَاتِ، وتَصْرِيفُ الرياحِ: جعلُها جَنُوباً وشَمالًا وصَباً ودَبُوراً فَجَعَلَهَا ضُروباً فِي أَجْناسِها. وصَرْفُ الدَّهْرِ:

حِدْثانُه ونَوائبُه. والصَّرْفُ: حِدْثان الدَّهْرِ، اسْمٌ لَهُ لأَنه يَصْرِفُ الأَشياء عَنْ وجُوهها؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الغَيّ: عاوَدَني حُبُّها، وَقَدْ شَحِطَتْ ... صَرْفُ نَواها، فإنَّني كَمِدُ أَنَّث الصَّرْف لتَعْلِيقه بالنَّوى، وَجَمْعُهُ صُرُوفٌ. أَبو عَمْرٍو: الصَّرِيف الفضّةُ؛ وأَنشد: بَني غُدانةَ، حَقّاً لَسْتُمُ ذَهَباً ... وَلَا صَرِيفاً، وَلَكِنْ أَنْتُمُ خَزَفُ وَهَذَا البيتُ أَورَدَه الْجَوْهَرِيُّ: بَنِي غُدانَةَ، مَا إِنْ أَنتُمُ ذَهَباً ... وَلَا صَرِيفاً، وَلَكِنْ أَنتُمُ خزَفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إنشاده: مَا إِن أَنْتُمُ ذَهبٌ، لأَن زِيَادَةَ إنْ تُبْطِل عَمَلَ مَا. والصَّرْفُ: فَضْلُ الدِرهم عَلَى الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ عَلَى الدِّينار لأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُصْرَفُ عَنْ قِيمةِ صاحِبه. والصَّرْفُ: بَيْعُ الذَّهَبِ بِالْفِضَّةِ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يُنْصَرَفُ بِهِ عَنْ جَوْهر إِلَى جَوْهر. والتَّصْرِيفُ فِي جَمِيعِ البِياعاتِ: إنْفاق الدَّراهم. والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفِيُّ: النقّادُ مِنَ المُصارفةِ وَهُوَ مِنَ التَّصَرُّفِ، وَالْجَمْعُ صَيارِفُ وصَيارِفةٌ. وَالْهَاءُ لِلنِّسْبَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الصَّيَارِفُ؛ فأَما قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: تَنْفِي يَداها الحَصى فِي كلِّ هاجِرَةٍ، ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ فَعَلَى الضَّرُورَةِ لَمَّا احْتَاجَ إِلَى تَمَامِ الْوَزْنِ أَشْبع الْحَرَكَةَ ضَرُورَةً حَتَّى صَارَتْ حَرْفًا؛ وَبِعَكْسِهِ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العطامِسا وَيُقَالُ: صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير. وَبَيْنَ الدِّرهمين صَرْفٌ أَي فَضْلٌ لجَوْدةِ فِضَّةِ أَحدهما. وَرَجُلٌ صَيْرَفٌ: مُتَصَرِّفٌ فِي الأُمور؛ قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ: قَدْ كُنْتُ خَرَّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً، ... لَمْ تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّيْرَفُ والصَّيْرَفِيُّ الْمُحْتَالُ المُتقلب فِي أُموره المُتَصَرِّفُ فِي الأُمور المُجَرّب لَهَا؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ اليَشْكُرِيّ: ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً، ... كحُسامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ قَطَعْ والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَصْرِفُ ويَتَصَرَّفُ ويَصْطَرِفُ لِعِيَالِهِ أَي يَكتسب لَهُمْ. وَقَوْلُهُمْ: لَا يُقبل لَهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ؛ الصَّرْفُ: الحِيلة، وَمِنْهُ التَّصَرُّفُ فِي الأَمور. يُقَالُ: إِنَّهُ يَتَصَرَّفُ فِي الأُمور. وصَرَّفْتُ الرَّجُلَ فِي أَمْري تَصْرِيفاً فتَصَرَّفَ فِيهِ واصْطَرَفَ فِي طلَبِ الكسْب؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: قَدْ يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الْجَافِي، ... بغَيْرِ مَا عَصْفٍ وَلَا اصْطِرافِ والعَدْلُ: الفِداء؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ، وَقِيلَ: الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ، وَقِيلَ: الصَّرْفُ التوبةُ وَالْعَدْلُ الفِدْيةُ، وَقِيلَ: الصَّرْفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ، وَقِيلَ: الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ، وأَصلُه فِي الفِدية، يُقَالُ: لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُمْ صَرْفاً وَلَا عَدلًا أَي لَمْ يأْخذوا

مِنْهُمْ دِيَةً وَلَمْ يَقْتُلُوا بقَتيلهم رَجُلًا وَاحِدًا أَي طَلَبُوا مِنْهُمْ أَكثر مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقْتُلُ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ بِالرَّجُلِ الْوَاحِدِ، فَإِذَا قَتَلُوا رَجُلًا بِرَجُلٍ فَذَلِكَ الْعَدْلُ فِيهِمْ، وَإِذَا أَخذوا دِيَةً فَقَدِ انْصَرَفُوا عَنِ الدَّمِ إِلَى غَيْرِهِ فَصَرَفوا ذَلِكَ صرْفاً، فَالْقِيمَةُ صَرْف لأَن الشَّيْءَ يُقَوّم بِغَيْرِ صِفته ويُعَدَّل بِمَا كَانَ فِي صِفَتِهِ، قَالُوا: ثُمَّ جُعِل بعدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى صَارَ مَثَلًا فِيمَنْ لَمْ يُؤْخَذْ مِنْهُ الشَّيْءُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ، وأُلزِمَ أَكثر مِنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً ، أَي مَعْدِلًا؛ قَالَ: أَزُهَيْرُ، هلْ عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَصْرِفِ؟ أَي مَعْدِل؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصَّرْف المَيْلُ، والعَدْلُ الاسْتِقامةُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الصَّرْفُ مَا يُتَصَرَّفُ بِهِ والعَدْل الْمَيْلُ، وَقِيلَ الصَّرْف الزِّيادةُ وَالْفَضْلُ وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ: مَنْ أَحْدثَ فِيهَا حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لَا يُقبل مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ ؛ قَالَ مَكْحُولٌ: الصَّرْفُ التوبةُ والعدْلُ الفِدية. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقِيلَ الصَّرْف النَّافِلَةُ وَالْعَدْلُ الْفَرِيضَةُ. وَقَالَ يُونُسُ: الصَّرْف الحِيلة، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ يَتَصَرَّفُ أَي يَحْتالُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً . وصَرْفُ الْحَدِيثِ: تَزْيِينُه والزيادةُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي إدْرِيسَ الخَوْلاني أَنه قَالَ: مَنْ طَلَبَ صَرْفَ الحديثِ يَبْتَغِي بِهِ إقبالَ وجوهِ الناسِ إليه ؛ أُخِذَ مِنْ صَرفِ الدراهمِ؛ والصَّرْفُ: الْفَضْلُ، يُقَالُ: لِهَذَا صَرْفٌ عَلَى هَذَا أَي فضلٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بصَرْفِ الْحَدِيثِ مَا يَتَكَلَّفُهُ الإِنسان مِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ عَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ، وَإِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَا يَدْخُلُهُ مِنَ الرِّياء والتَّصَنُّع، وَلِمَا يُخالِطُه مِنَ الْكَذِبِ والتَّزَيُّدِ، والحديثُ مَرْفُوعٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُحْسنُ صَرْفَ الْكَلَامِ أَي فضْلَ بعضِه عَلَى بَعْضٍ، وَهُوَ مِنْ صَرْفِ الدّراهمِ، وَقِيلَ لِمَنْ يُمَيِّز: صَيْرَفٌ وصَيْرَفِيٌّ. وصَرَفَ لأَهله يَصْرِفُ واصْطَرَفَ: كَسَبَ وطَلَبَ واخْتالَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والصِّرَافُ: حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ، صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوفاً وصِرَافاً، وَهِيَ صَارِفٌ. وكلبةٌ صَارِفٌ بيِّنة الصِّرَافِ إِذَا اشْتَهَتِ الْفَحْلَ. ابْنُ الأَعرابي: السباعُ كُلُّهَا تُجْعِلُ وتَصْرِفُ إِذَا اشْتَهَتِ الْفَحْلَ، وَقَدْ صَرَفَت صِرَافاً، وَهِيَ صَارِفٌ، وأَكثر مَا يُقَالُ ذَلِكَ كلُّه للكلْبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّرَافُ حِرْمةُ الشَّاءِ وَالْكِلَابِ والبقَرِ. والصَّرِيفُ: صَوْتُ الأَنيابِ والأَبوابِ. وصَرَفَ الإِنسانُ والبعيرُ نابَه وبنابِه يَصْرِفُ صَرِيفاً: حَرَقَه فَسَمِعْتَ لَهُ صَوْتًا، وَنَاقَةٌ صَرُوفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ. وصَرِيفُ الْفَحْلِ: تَهَدُّرُه. وَمَا فِي فَمِهِ صَارِفٌ أَي نابٌ. وصَرِيفُ القَعْوِ: صَوْتُهُ. وصَريفُ البكرةِ: صوتها عند الِاسْتِقَاءِ. وصَرِيفُ الْقَلَمِ وَالْبَابِ وَنَحْوِهِمَا: صَرِيرُهُمَا. ابْنُ خَالَوَيْهِ: صَرِيفُ نابِ الناقةِ يَدُلُّ عَلَى كلالِها ونابِ الْبَعِيرِ عَلَى قَطَمِه وغُلْمَتِه؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: مَقْذُوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها، ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ هُوَ وَصْفٌ لَهَا بالكَلالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ حَائِطًا مِنْ حَوائطِ المدينةِ فَإِذَا فِيهِ جَمَلانِ يَصْرِفَان ويوعِدانِ فَدَنا مِنْهُمَا فَوَضَعَا جُرُنَهما ؛ قَالَ الأَصمعي: إِذَا كَانَ الصَّرِيفُ مِنَ الفُحولةِ، فَهُوَ مِنَ النَّشاطِ،

وَإِذَا كَانَ مِنَ الإِناث، فَهُوَ مِنَ الإِعْياء. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَا يَرُوعُه مِنْهَا «3» إِلَّا صَرِيفُ أَنيابِ الحِدْثان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ أَي صوتَ جَرَيانِها بِمَا تكتُبه مِنْ أَقْضِيةِ اللَّهِ ووَحْيِه، وَمَا يَنْسَخُونه مِنَ اللوحِ الْمَحْفُوظِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه كَانَ يَسْمَعُ صَرِيف القَلم حِينَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ التَّوْرَاةَ ؛ وَقَوْلُ أَبي خِراشٍ: مُقابَلَتَيْنِ شَدَّهما طُفَيْلٌ ... بِصَرَّافَينِ، عَقْدُهما جَمِيلُ عَنَى بالصَّرَّافَيْنِ شراكَيْنِ لَهُمَا صَرِيفٌ. والصِّرْفُ: الخالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وشَرابٌ صِرْفٌ أَي بَحْتٌ لَمْ يُمْزَجْ، وَقَدْ صَرَفَه صُرُوفاً؛ قَالَ الهذَلي: إِنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُوفَةٍ ... مِنْهَا بريٍّ وَعَلَى مِرْجَلِ وصَرَّفَه وأَصْرَفَه: كَصَرفَه؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. وصَرِيفون: مَوْضِعٌ بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ الأَعشى: وَتُجْبَى إِلَيْهِ السَّيْلَحُونَ، ودونَها ... صَرِيفُونَ فِي أَنهارِها والخَوَرْنَقُ قَالَ: والصَّرِيفِيَّةُ مِنَ الْخَمْرِ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ. والصَّرِيفُ: الْخَمْرُ الطيبةُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الأَعشى: صَرِيفِيّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُها، ... لَهَا زبدٌ بَيْنَ كُوبٍ ودَنّ «4» قَالَ بَعْضُهُمْ: جَعَلَهَا صَرِيفِيّةً لأَنها أُخِذت مِنَ الدَّنِّ ساعَتئذٍ كَاللَّبَنِ الصَّرِيف، وَقِيلَ: نُسِبَ إِلَى صَرِيفَين وَهُوَ نَهْرٌ يتخلَّجُ مِنَ الفُراتِ. والصَّرِيفُ: الْخَمْرُ الَّتِي لَمْ تُمْزَجْ بِالْمَاءِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شئ لَا خِلْطَ فِيهِ؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ الْمُتَنَخِّلِ: إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمصْرُوفةٍ قَالَ: بمَصْرُوفَة أَي بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً، عَلَى مِرْجَلٍ أَي عَلَى لحمٍ طُبخ فِي مِرجل، وَهِيَ القِدْر. وتَصْرِيفُ الْخَمْرِ: شُرْبُها صِرْفاً. والصَّرِيفُ: اللبن الذي ينصرف عَنِ الضَّرْع حَارًّا إِذَا حُلِبَ، فإِذا سَكَنَتْ رَغْوَتُه، فَهُوَ الصَّريحُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الغارِ: ويَبيتانِ فِي رِسْلِها وصَرِيفِها ؛ الصَّرِيفُ: اللَّبَنُ سَاعَةَ يُصْرَفُ عَنِ الضرْع؛ وَفِي حَدِيثِ سَلمَة بْنِ الأَكوع: لَكِنْ غَذاها اللبَنُ الخَريفُ: ... ألمَحْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ وَحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ معديكَرِبَ: أَشْرَبُ التِّبْنَ مِنَ اللَّبَنِ رَثِيئةً أَو صَرِيفاً. والصِّرْفُ، بِالْكَسْرِ: شَيْءٌ يُدْبَغُ بِهِ الأَديمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: صِبْغ أَحمر تُصْبَغُ بِهِ شُرُكُ النِّعالِ؛ قَالَ ابْنُ كَلْحَبَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، وَاسْمُهُ هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ مَناف، وَيُقَالُ سَلَمة بْنُ خُرْشُبٍ الأَنْماري، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ أَنه هُبيرة بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَلَحْبَةُ اسْمُ أُمه، فَهُوَ ابْنُ كَلَحْبَةَ أَحدُ بَنِي عُرَيْن بْنِ ثَعْلبة بْنِ يَرْبُوعٍ، وَيُقَالُ لَهُ الْكَلْحَبَةُ، وَهُوَ لَقَبٌ لَهُ، فَعَلَى هَذَا يُقَالُ؛ وَقَالَ الْكَلْحَبَةُ الْيَرْبُوعِيُّ: كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكنْ ... كلَوْنِ الصِّرفِ عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ يَعْنِي أَنها خَالِصَةُ الكُمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ، وفي المحكم:

_ (3). قوله [لا يروعه منها] الذي في النهاية: لا يروعهم منه. (4). قوله [صَرِيفِيَّة الخ] قبله كما في شرح القاموس: تعاطي الضجيع إذا أقبلت ... بعيد الرقاد وعند الوسن

خالصةُ اللونِ لَا يُحلف عَلَيْهَا أَنها لَيْسَتْ كَذَلِكَ. قَالَ: والكُمَيْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ والأَحْوَى، وَهُمَا يَشْتَبِهَانِ حَتَّى يَحْلِفَ إِنْسَانٌ أَنه كَمَيْتٌ أَحمُّ، وَيَحْلِفَ الْآخَرُ أَنه كُميت أَحْوَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ ؛ هُوَ بِالْكَسْرِ، شَجَرٌ أَحمر. وَيُسَمَّى الدمُ والشرابُ إِذَا لَمْ يُمْزَجا صِرْفاً. والصِّرْفُ: الخالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَغَيَّر وجْهُه حَتَّى صارَ كالصِّرْف. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَديمِ الصِّرْفِ أَي الأَحمر. والصَّرِيفُ: السَّعَفُ اليابِسُ، الْوَاحِدَةُ صَرِيفَةٌ، حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَالَ مُرَّةُ: هُوَ مَا يَبِسَ مِنَ الشَّجَرِ مِثْلَ الضَّريع، وَقَدْ تقدَّم. ابْنُ الأَعرابي: أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ يُصْرِفُه إصرَافاً إِذَا أَقوى فِيهِ وَخَالَفَ بَيْنَ القافِيَتَين؛ يُقَالُ: أَصْرَفَ الشاعرُ القافيةَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجِئْ أَصْرَفَ غَيْرَهُ؛ وأَنشد: بِغَيْرِ مُصْرِفَة القَوافي «1» ابْنُ بُزُرْجَ: أَكْفأْتُ الشعرَ إِذَا رَفَعْتَ قافِيةً وَخَفَضْتَ أُخرى أَو نَصَبْتَهَا، وَقَالَ: أَصْرَفْتُ فِي الشِّعْرِ مِثْلَ الإِكفاء، وَيُقَالُ: صَرَفْت فُلَانًا وَلَا يُقَالُ أَصْرَفْته. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الشُفعة: إِذَا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فَلَا شُفْعةَ أَي بُيِّنَتْ مَصارِفُها وشوارِعُها كأَنه مِنَ التَّصَرُّفِ والتَّصْريفِ. والصَّرَفَانُ: ضربٌ مِنَ التَّمْرِ، وَاحِدَتُهُ صَرَفَانَةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّرَفَانَةُ تَمْرَةٌ حَمْرَاءُ مِثْلُ البَرْنِيّةِ إِلَّا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكةٌ، قَالَ: وَهِيَ أَرْزَن التَّمْرِ كُلِّهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للنّجاشِيّ: حَسِبْتُمْ قِتالَ الأَشْعَرينَ ومَذْحِجٍ ... وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ وَقَالَ عِمْران الْكَلْبِيُّ: أَكُنْتُمْ حَسِبْتُمْ ضَرْبَنا وجِلادَنا ... عَلَى الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفَانِ «2» وَفِي حَدِيثِ وفْد عَبْدِ الْقَيْسِ: أَتُسَمُّون هَذَا الصَّرفان؟ هُوَ ضَرْبٌ مِنْ أَجود التَّمْرِ وأَوْزَنه. والصَّرَفَانُ: الرَّصاصُ القَلَعِيُّ؛ والصَّرَفَانُ: الموتُ؛ وَمِنْهُمَا قَوْلُ الزَّبّاء الملِكة: مَا لِلْجِمالِ مَشْيُها وَئِيدًا؟ ... أَجَنْدَلًا يَحْمِلْنَ أَم حَديدا؟ أَمْ صَرَفَاناً بارِداً شَديدا؟ ... أَم الرِّجال جُثَّماً قُعُودا؟ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يَكُنْ يُهْدَى لَهَا شَيْءٌ أَحَبّ إِلَيْهَا مِنَ التَّمْرِ الصَّرَفَان؛ وأَنشد: وَلَمَّا أَتَتْها العِيرُ قَالَتْ: أَبارِدٌ ... مِنَ التمرِ أَمْ هَذَا حَديدٌ وجَنْدَلُ؟ والصَّرَفِيُّ: ضَرْب مِنَ النَّجائب مَنْسُوبَةٌ، وَقِيلَ بِالدَّالِ وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. صطف: قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ يُسَمِّي المِصْطَبَةَ المَصْطَفَة، بِالْفَاءِ. صعف: الصَّعْفُ والصَّعَفُ: شَرَابٌ لأَهل الْيَمَنِ، وصِناعَتُه أَن يُشْدَخَ الْعِنَبُ ثُمَّ يُلْقى في الأَوْعِيةِ

_ (1). قوله [بغير مصرفة] كذا بالأصل. (2). قوله [الحجر] في معجم ياقوت: الحجر، بالكسر وبالفتح وبالضم، أسماء مواضع.

حَتَّى يَغْلي، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وجُهّالُهم لَا يَرَوْنَهُ خَمْرًا لِمَكَانِ اسْمه، وَقِيلَ: هُوَ شَرَابُ الْعِنَبِ أَول مَا يُدْرِكُ، وَقِيلَ: هُوَ شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الْعَسَلِ. والصَّعْفَانُ: المُولَعُ بِشَرَابِ الصَّعْفِ، وَهُوَ الْعَصِيرُ. والصَّعْفُ: طَائِرٌ صَغِيرٌ، وَجَمْعُهُ صِعافٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْعَفَ الزَّرْعُ أَفْرَكَ، وَهُوَ الصَّعِيفُ؛ عَنْ أَبي عمرو. صفف: الصَّفُّ: السَّطْرُ المُسْتَوي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ معروفٌ، وَجَمْعُهُ صُفُوفٌ. وصَفَفْتُ الْقَوْمَ فاصْطَفُّوا إِذَا أَقمتهم فِي الْحَرْبِ صَفّاً. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الخَوْفِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مُصَافَّ العَدُوِّ بعُسْفانَ أَي مُقابِلهم. يُقَالُ: صَفَّ الجيشَ يَصُفُّه صَفّاً وصافَّهُ، فَهُوَ مُصَافٌّ إِذَا رَتَّبَ صُفُوفَه فِي مُقابِل صُفُوفِ الْعَدُوِّ، والمَصَافُّ، بِالْفَتْحِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ: جَمْعُ مَصَفٍّ وَهُوَ مَوْضِعُ الْحَرْبِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الصُّفُوفُ. وصَفَّ الْقَوْمُ يَصُفُّونَ صَفّاً واصْطَفُّوا وتَصافُّوا: صَارُوا صَفّاً. وتَصافُّوا عَلَيْهِ: اجْتَمَعُوا صَفّاً. اللِّحْيَانِيُّ: تَصافُّوا عَلَى الْمَاءِ وتَضافُّوا عَلَيْهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وَمِثْلُهُ تَضَوَّكَ فِي خُرْئِهِ، وتَصَوَّكَ إِذَا تَلَطَّخَ بِهِ، وصلاصِلُ الْمَاءِ وضَلاضِلُه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ؛ قِيلَ: الصَّافَّاتِ الملائكةُ مُصْطَفُّونَ فِي السَّمَاءِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَى؛ وَمِثْلُهُ: وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ؛ قَالَ: وَذَلِكَ لأَنَّ لَهُمْ مَراتِبَ يَقُومُونَ عَلَيْهَا صُفُوفاً كَمَا يَصْطَفُّ المُصَلُّون. وَقَوْلُ الأَعرابية لِبَنِيهَا: إِذَا لَقِيتُمُ العَدُوَّ فدَغَرى وَلَا صَفّاً أَي لَا تَصُفُّوا صَفّاً. والصَّفُّ: مَوْقِفُ الصُّفوفِ. والمَصَفُّ: الموْقفُ فِي الْحَرْبِ، وَالْجَمْعُ المَصَافُّ، وصَافُّوهم القِتالَ. والصَّفُّ فِي الْقُرْآنِ المُصَلَّى وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الناس يَصْطَفُّون هنالك. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا؛ مُصْطَفّين فَهُوَ عَلَى هَذَا حَالٌ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ ثُمَّ ائْتُوا الْمَوْضِعَ الَّذِي تَجْتَمِعُونَ فِيهِ لِعِيدِكُمْ وصلاتِكم. يُقَالُ: ائْتِ الصَّفَّ أَي ائْتِ المُصَلَّى، قَالَ: وَيَجُوزُ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا أَي مصطفِّين لِيَكُونَ أَنْظَم لكمْ وأَشدّ لهَيْبَتِكم. اللَّيْثُ: الصَّفُّ وَاحِدُ الصُّفُوف مَعْرُوفٌ. وَالطَّيْرُ الصَّوَافُّ: الَّتِي تَصُفُّ أَجْنِحتَها فَلَا تُحَرِّكُهَا. وقوله تعالى: عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: يَجُوزُ أَن يَكُونُوا كُلُّهُمْ صَفّاً وَاحِدًا وَيَجُوزُ أَن يُقَالُ فِي مِثْلِ هَذَا صَفَّاً يُرَادُ بِهِ الصُّفُوفُ فَيُؤَدِّي الواحدُ عَنِ الْجَمِيعِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ: كأَنهما حِزْقانِ مِنْ طَيْر صَوَافَّ باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها فِي الطَّيَرَانِ ، والصَّوَافُّ: جَمْعُ صَافَّةٍ. وَنَاقَةٌ صَفُوفٌ: تَصُفُّ يَدَيْهَا عِنْدَ الحَلَبِ. وصَفَّت النَّاقَةُ تَصُفُّ، وَهِيَ صَفُوفٌ: جَمَعَتْ بَيْنَ مِحْلَبَيْن أَو ثَلَاثَةً فِي حَلْبة. والصَّفُّ: أَن تَحْلُبَ الناقةَ فِي مِحْلبين أَو ثَلَاثَةٍ تَصُفُّ بَيْنَهَا؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: ناقةُ شَيْخٍ للإِلهِ راهِبِ ... تَصُفُّ فِي ثلاثةِ المَحالِب: فِي اللَّهْجَمَيْنِ والهَنِ المُقارِب اللَّهْجَمُ: العُسُّ الْكَبِيرُ، وعَنى بالهَنِ المُقارِبِ العُسَّ بَيْنَ العُسَّيْنِ. الأَصمعي: الصَّفُوفُ الناقةُ الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبة وَاحِدَةٍ، والشَّفُوع والقَرُون مِثْلُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نَاقَةٌ صَفُوفٌ لِلَّتِي تَصُفُّ أَقْداحاً مِنْ لَبَنِهَا إِذَا حُلِبتْ، وَذَلِكَ من كَثْرَةُ لَبَنِهَا، كَمَا يُقَالُ قَرُونٌ وشَفُوعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ، ... تَخْلِطُ بَينَ وَبَرٍ وصُوفِ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ فِي فُرْقانِ هُوَ جَمْعُ فَرْقٍ. والفَرْقُ: مِكْيالٌ لأَهل الْمَدِينَةِ يسَعُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطلًا. والصَّفُّ: القَدحانِ لإِقرانِهما. وصَفَّها: حَلَبَها. وصَفَّتِ الطيرُ فِي السَّمَاءِ تَصُفُّ: صَفَّتْ أَجنحتها وَلَمْ تُحَرِّكْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ؛ باسِطاتٍ أَجْنِحَتها. والبُدْنُ الصَّوَافُّ: الْمَصْفُوفَةُ لِلنَّحْرِ الَّتِي تُصَفَّفُ ثُمَّ تُنحر. وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَ ؛ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْحَالِ أَي قَدْ صَفَّتْ قَوائمها فَاذْكُرُوا اللَّهَ عَلَيْهَا فِي حالِ نحْرها صَوَافَّ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهَا أَنها مُصْطَفّةٌ فِي مَنْحَرِها. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى صَوافَّ، قَالَ: قِيَامًا. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ صَوافَّ قَالَ: تُعْقَلُ وَتَقُومُ عَلَى ثَلَاثٍ ، وقرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ صَوافِنَ وَقَالَ: مَعْقُولَةً، يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ. الْجَوْهَرِيُّ: صَفَّتِ الإِبلُ قَوائِمها، فَهِيَ صَافَّةٌ وصَوَافُّ. وصَفَّ اللحمَ يَصُفُّه صَفّاً، فَهُوَ صَفِيفٌ: شَرَّحَه عِراضاً، وَقِيلَ: الصَّفِيفُ الَّذِي يُغْلى إغْلاءَةً ثُمَّ يُرْفَعُ، وَقِيلَ: الَّذِي يُصَفُّ عَلَى الْحَصَى ثُمَّ يُشْوَى، وَقِيلَ: القَدِيدُ إِذَا شُرِّرَ فِي الشَّمْسِ يُقَالُ صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ منْ بَينِ مُنْضِجٍ ... صَفِيفَ شِواء، أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّصْفِيف نَحْوُ التَّشْريحِ وَهُوَ أَن تُعرِّض البَضْعةَ حَتَّى تَرِقّ فَتَرَاهَا تَشِفُّ شَفِيفاً. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: الصَّفِيفُ أَن يُشَرَّحَ اللحمُ غَيْرَ تَشْرِيحِ القَدِيدِ، وَلَكِنْ يُوَسَّعُ مِثْلَ الرُّغْفان، فَإِذَا دُقَّ الصفِيفُ لِيُؤْكَلَ، فَهُوَ قَدِيرٌ، فَإِذَا تُرِك وَلَمْ يُدَقَّ، فَهُوَ صَفِيفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّفِيفُ مَا صُفَّ مِنَ اللَّحْمِ عَلَى الْجَمْرِ لِيَنْشَويَ، تَقُولُ مِنْهُ: صَفَفْتُ اللحمَ صَفّاً. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: كَانَ يَتَزَوَّدُ صَفِيف الوَحْشِ وَهُوَ مُحْرِم أَي قَدِيدَها. يُقَالُ: صَففتُ اللحمَ أَصُفُّه صَفًّا إِذَا تَرَكْتَهُ فِي الشَّمْسِ حَتَّى يجِفَّ. وصُفَّةُ الرَّحْلِ والسَّرْجِ: الَّتِي تَضُمّ العَرْقُوَتَينِ والبِدادَينِ مِنْ أَعْلاهما وأَسفلهما، وَالْجَمْعُ صُفَفٌ عَلَى الْقِيَاسِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: وصَفَّ الدابةَ وصَفَّ لَهَا عَمِلَ لَهَا صُفَّةً. وصَفَفْتُ لَهَا صُفَّة أَي عَمِلْتُها لَهَا. وصَفَفْت السرْجَ: جَعَلْتُ لَهُ صُفَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ صُفَفِ النُّمُورِ ؛ هِيَ جَمْعُ صُفَّة وَهِيَ لِلسَّرْجِ بِمَنْزِلَةِ المِيثرَة مِنَ الرَّحْل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: نَهى عَنْ رُكوبِ جُلُودِ النُّمُورِ. وصُفَّةُ الدارِ: وَاحِدَةُ الصُّفَفِ؛ اللَّيْثُ: الصُّفَّةُ مِنَ البُنْيانِ شِبْهُ البَهْو الواسِع الطويلِ السَّمْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ أَهْلِ الصُّفّة، قَالَ: هُمْ فُقراء الْمُهَاجِرِينَ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْهُمْ مَنْزِلٌ يَسْكُنُهُ فَكَانُوا يَأْوُون إِلَى مَوْضِعٍ مُظَلَّل فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ يَسْكُنُونَهُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَاتَ رجلٌ مِنْ أَهل الصُّفَّة ؛ هُوَ مَوْضِعٌ مظلَّل مِنَ الْمَسْجِدِ كَانَ يأْوي إِلَيْهِ المساكينُ وصُفَّةُ البُنْيانِ: طُرَّته. والصُّفَّةُ: الظُّلَّةُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَعَذَابُ يَوْمِ الصُّفَّة كَعَذَابِ يَوْمِ الظُّلَّة. التَّهْذِيبِ: اللَّيْثُ وَعَذَابُ يَوْمِ الصُّفَّة كَانَ قومٌ عَصَوْا رسُولَهم فأَرسل اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَرّاً وغَمّاً غَشِيَهم مِنْ فَوْقِهِمْ حَتَّى هَلَكُوا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ لَا عذابُ يَوْمِ الصُّفَةِ، وعُذِّبَ قَوْمُ شُعَيب بِهِ، قَالَ: وَلَا أَدْري مَا عذابُ يَوْمِ الصُّفَّة.

وأَرض صَفْصَفٌ: مَلْساء مُسْتَوِية. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَيَذَرُها قَاعًا صَفْصَفاً ؛ الْفَرَّاءُ الصَّفْصَفُ الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصَّفْصَف القَرْعاء، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: قَاعًا صَفْصَفاً ، مُسْتَوِيًا. أَبو عَمْرٍو: الصَفْصَف الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ صَفَاصِفُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا رَكِبَتْ داوِيَّةً مُدْلَهِمّةً، ... وغَرَّدَ حادِيها لَهَا بالصَّفَاصِفِ والصَّفْصَفَةُ كالصَّفْصَفِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، والصَفْصَفُ: الفَلاةُ. والصُّفْصُفُ: العُصْفور، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والصَّفْصَافُ: الخِلافُ، وَاحِدَتُهُ صَفْصَافَةٌ، وَقِيلَ: شَجَرُ الخِلاف شامِيّة. والصَّفْصَفَةُ دُوَيْبّة، وَهِيَ دَخِيلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: هِيَ الدويبَّة الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَجَمُ السِّيسَكُ، وَرُوِيَ أَن الْحَجَّاجَ قَالَ لِطبّاخِه: اعْمَلْ لَنَا صَفْصَافَةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها ، قَالَ: الصَّفْصَافَةُ لُغَةٌ ثَقِيفِيّةٌ، وَهِيَ السِّكْباجة. أَبو عَمْرٍو: الصَّفْصَفَةُ السِّكباجة والفَيْجَنُ السَّدابُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَصْبَحْتُ لَا أَملِك صُفَّةً وَلَا لُفَّةً ؛ الصفَّةُ: مَا يُجْعَلُ عَلَى الرَّاحة مِنَ الحُبُوبِ، واللُّفّةُ اللُّقْمَة. وصَفْصَفَةُ الغَضَا: مَوْضِعٌ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ صِفُّونَ، قَالَ: وَهُوَ مَوْضِعٌ كَانَتْ فِيهِ حَرْب بَيْنَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبَيْنَ مُعَاوِيَةَ؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بْنِ حُصَيْنٍ الأَسدي: وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ، ... مِنَ البَحْرِ، مَوقُوفٌ عَلَيْهَا سَفِينُها قَالَ: وَتَقُولُ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ رأَيت صِفِّينَ وَمَرَرْتُ بِصِفِّين، وَمَنْ أَعرب النُّونَ قَالَ هَذِهِ صِفِّينُ ورأَيت صِفِّينَ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ صَفَنَ عِنْدَ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى صِفِّين، قَالَ: حَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ صَفَفَ لأَن نُونَهُ زَائِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ صِفُّونَ فيمن أعربه بالحروف. صقف: التَّهْذِيبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصُّقُوفُ المَظالُّ؛ قَالَ الأَزهري: والأَصل فِيهِ السُّقُوف. صلف: الصَّلَفُ: مُجاوَزَةُ القَدْر فِي الظَّرْف وَالْبَرَاعَةِ والادِّعاءُ فَوْقَ ذَلِكَ تَكَبُّرًا، صَلِفَ صَلَفاً، فَهُوَ صَلِفٌ مِنْ قَوْمٍ صَلافَى، وَقَدْ تَصَلَّفَ، والأُنثى صَلِفَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ مُوَلَّد. ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ آفةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ: هُوَ الغُلُوّ فِي الظَّرْف والزِّيادةُ عَلَى المِقْدار مَعَ تَكَبُّرٍ. وصَلِفَتِ المرأَةُ صَلَفاً، فَهِيَ صَلِفَةٌ: لَمْ تَحْظَ عِنْدَ قَيِّمها وَزَوْجِهَا، وَجَمْعُهَا صَلائِفُ نَادِرٌ؛ قَالَ القُطامِيُّ وَذَكَرَ امرأَة: لَهَا رَوْضَةٌ فِي القَلْبِ، لَمْ تَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ، وَلَا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ وَرُوِيَ وَلَا المُسْتعبَراتُ. وأَصْلَفَ الرَّجلُ: صَلِفَتِ امرأَتُه فَلَمْ تَحْظَ عِنْدَهُ، وأَصْلَفَها وصَلَفَها يَصْلِفُها، فَهُوَ صَلِفٌ: أَبغضها؛ قَالَ مُدْرِكُ بْنُ حُصَيْنٍ الأَسَدي: غَدَتْ ناقَتي مِنْ عِنْد سَعْدٍ، كأَنَّها ... مُطَلّقةٌ كَانَتْ حَلِيلةَ مُصْلِفِ وطعامٌ صَلِفٌ: مَسِيخُ لا طَعْم فِيهِ. ابْنُ الأَنباري: صَلِفَتِ المرأَةُ عِنْدَ زَوْجِهَا أَبْغَضَها، وصَلَفَها يَصْلِفُها أَبْغَضها؛ وأَنشد: وَقَدْ خُبِّرْتُ أَنَّكِ تَفْرَكِيني، ... فأَصْلِفُكِ الغَداةَ وَلَا أُبالي

والمُصْلِفُ: الَّذِي لَا يَحْظى عِنْدَهُ امرأَة، والمرأَة صَلِفةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَن امرأَة لَا تَتَصَنَّعُ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ أَي ثَقُلَتْ عَلَيْهِ وَلَمْ تَحْظ عِنْدَهُ، ووَلّاها صَلِيفَ عُنُقِه أَي جانبَه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تَنْطَلِقُ إحداكُنَّ فتُصانِعُ بمالِها عَنِ ابْنَتِها الحَظِيّةِ وَلَوْ صانَعَتْ عَنِ الصَّلِفَةِ كَانَتْ أَحَقَّ. الشَّيْبانيُّ: يُقَالُ للمرأَة أَصْلَفَ اللَّهُ رُفْغَكِ أَي بَغَّضَكِ إِلَى زَوْجِكِ. وَمِنْ أَمثالهم فِي التَّمَسُّكِ بالدِّين وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير حَدِيثًا: مَنْ يَبْغِ فِي الدِّينِ يَصْلَفْ أَي لَا يَحْظَ عِنْدَ النَّاسِ وَلَا يُرْزَق مِنْهُمُ المَحَبةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ مُطْلقاً: مَنْ يَبْغِ فِي الدِّينِ يَصْلَفْ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَي مَنْ يَطْلُبْ فِي الدِّينِ أَكثر مِمَّا وُقِفَ عَلَيْهِ يَقِلَّ حَظُّه. والصَّلَفُ: قِلَّةُ نَزَلِ الطَّعَامِ. وطَعامٌ صَلِفٌ وصَلِيفٌ: قَلِيلُ النَّزَل والرَّيْعِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ، وَقَالُوا: مَنْ يَبْغِ فِي الدينِ يَصْلَفْ أَي يَقِلَّ نَزَلُه فِيهِ. وَإِنَاءٌ صَلِفٌ: قَلِيلُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنَاءٌ صَلِفٌ خالٍ لَا يأْخذ مِنَ الْمَاءِ شَيْئًا، وسَحابٌ صَلِفٌ لَا مَاءَ فِيهِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: سَحَابٌ صَلِفٌ قَلِيلُ الْمَاءِ كَثِيرُ الرَّعْد، وَقَدْ صَلِفَ صَلَفاً. وَفِي الْمَثَلِ فِي الواجِدِ وَهُوَ بَخِيلٌ مَعَ جِدَتِه: رُبَّ صَلِفٍ تَحْتَ الرَّاعِدةِ؛ وَقِيلَ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الَّذِي يُكْثِر الْكَلَامَ والمَدْحَ لِنَفْسِهِ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ. والصَّلَفُ: قِلَّةُ النَّزَلِ وَالْخَيْرِ؛ أَرادوا أَن هَذَا مَعَ كَثْرَةِ مَالِهِ مَعَ الْمَنْعِ كالغَمامة كَثِيرَةُ الرَّعْدِ مَعَ قِلَّةِ مَطَرِهَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَتَوَعَّدُ ثُمَّ لَا يقومُ بِهِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير حَدِيثًا، وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ لِمَنْ يُكْثِرُ قَوْلَ مَا لَا يَفْعَلُ أَي تحتَ سَحاب يرْعَدُ وَلَا يَمْطُرُ. وتَصَلَّفَ الرَّجُلُ: قَلَّ خيره. التهذيب: قالوا أَصْلَفُ مِنْ ثَلْجٍ فِي مَاءٍ وَمِنْ ملحٍ فِي مَاءٍ. والصَّلَفُ: قلةُ الْخَيْرِ. وامرأَة صَلِفَة: قَلِيلَةُ الْخَيْرِ لَا تَحْظى عِنْدَ زَوْجِهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ قَوْمٌ الصَّلَفُ مأْخوذ مِنَ الإِناء الْقَلِيلِ الأَخذِ لِلْمَاءِ فَهُوَ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَاءٌ صَلِفٌ إِذَا كَانَ ثَخِيناً ثَقِيلًا، فالصَّلِفُ بِهَذَا الْمَعْنَى وَهَذَا الِاخْتِيَارِ والعامَّةُ وضَعَتِ الصَّلَفَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي الصَّلِف الإِناء الصَّغِيرُ، والصَّلِفُ الإِناء السائلُ الَّذِي لَا يَكَادُ يُمْسِكُ الْمَاءَ. وأَصْلَفَ الرَّجُلُ إِذَا قَلَّ خَيْرُهُ، وأَصْلَفَ إِذَا ثَقُلَ رُوحه. وَفُلَانٌ صَلِفٌ: ثَقِيلُ الرُّوح. وأَرض صَلِفَةٌ: لَا نَبات فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: الصَّلْفَاء المَكان الغَلِيظُ الجَلَدُ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الصَّلِفَةُ الأَرض الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. وَكُلُّ قُفٍّ صَلِفٌ وظَلِفٌ، وَلَا يَكُونُ الصَّلَفُ إِلَّا فِي قُفٍّ أَو شَبَهِهِ، والقاعُ القَرَقُوسُ صَلِفٌ، زَعَم. قَالَ: ومَرْبَدُ البصرةِ صَلِفٌ أَسِيفٌ لأَنه لَا يُنْبِتُ شَيْئًا. الأَصمعيّ: الصَّلْفَاء والأَصْلَفُ مَا اشتَدّ مِنَ الأَرض وصَلُبَ؛ وَقَالَ أَوْس بْنُ حَجَرٍ: وخَبَّ سَفا قُرْبَانِهِ وتَوَقَّدَتْ، ... عَلَيْهِ من الصَّمَّانتين الأَصَالِفُ «3» والمكانُ أَصْلَفُ. وَالْمَكَانُ الأَصْلَفُ: الَّذِي لا يُنْبِتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرمَّة:

_ (3). قوله [وخب سفا قربانه] كذا بالأصل على هذه الصورة.

نَحُوصٌ مِنِ اسْتِعْراضِها البِيدَ كُلَّما ... حَزى الآلَ حَرُّ الشمسِ، فَوْقَ الأَصَالِف والأَصْلَفُ والصَّلْفَاء: الصُّلْبُ مِنَ الأَرض فِيهِ حِجَارَةٌ، وَالْجَمْعُ صَلافٍ لأَنه غلَب غَلَبةَ الأَسماء فأَجْرَوه فِي التَّكْسِيرِ مُجْرى صَحْراء وَلَمْ يُجروه مُجْرى ورْقاء قَبْلَ التَّسْمِيَةِ. والصَّلِيفُ: نَعْتٌ لِلذَّكَرِ. أَبو زَيْدٍ: الصَّلِيفَانِ رأْسا الفَقْرة الَّتِي تَلِي الرأْسَ مِنْ شِقَّيْها. والصَّلِيفَان: عُودان يُعَرَّضانِ عَلَى الغَبِيطِ تُشَدُّ بهما المَحامِلُ؛ ومنه قَوْلِ الشَّاعِرِ: أَقَبُّ كأَنَّ هادِيَه الصَّلِيفُ «1» والصَّلِيفَانِ: جَانِبَا العُنق، وَقِيلَ: هُمَا مَا بَيْنُ اللَّبَّةِ والقَصَرةِ. والصَّلِيفُ: عُرْضُ العُنُق، وَهُمَا صَلِيفَانِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ. وصَلِيفَا الإِكافِ: الخَشَبَتان اللَّتَانِ تُشَدّان فِي أَعْلاه. ورَجُل صَلَنْفَى وصَلَنْفَاء: كَثِيرُ الْكَلَامِ. والصُّلَيْفَاء: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: لَوْلَا فَوارِسُ مِنْ نُعْمٍ وأُسْرَتِهِمْ، ... يَوْمَ الصُّلَيْفَاء، لَمْ يُوفُونَ بالجارِ قَالَ: لَمْ يُوفُونَ، وَهُوَ شاذٌّ، وإنما جاز على تشبيه لم بلا إِذْ مَعْنَاهُمَا النَّفْيُ فَأَثْبَتَ النُّونَ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: أَنْ تَهْبِطِينَ بِلادَ قَوْمٍ ... يَرْتَعُونَ مِنَ الطِّلاحِ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: فَهَذَا عَلَى تشبيه أَن بما الَّتِي بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ فِي قَوْلِ الْكُوفِيِّينَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَأَمَّا عَلَى قَوْلِنَا نَحْنُ فَإِنَّهُ أَراد أَنَّ الثَّقِيلَةَ وَخَفَّفَهَا ضَرُورَةً، وَتَقْدِيرُهُ أَنك تَهْبِطِين. ابْنُ الأَعرابي: الصَّلْفُ خَوافي قَلْب النَّخْلَةِ، الواحدةُ صَلْفَةٌ. الأَصمعي: خُذْهُ بِصَلِيفِه وبصَلِيفَتِه بِمَعْنَى خُذ بِقَفاه. وَفِي حَدِيثِ ضُمَيْرة: قَالَ يَا رسولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحالِفُ مَا دَامَ الصَّالِفانِ مكانَه «2»، قَالَ: بَلْ مَا دَامَ أُحُدٌ مكانَه ؛ قِيلَ: الصَّالِفُ جَبَلٌ كَانَ يتحالَفُ أَهل الجاهَليّة عِنْدَهُ، وَإِنَّمَا كَرِه ذَلِكَ لِئَلَّا يُساوي فعلَهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ فعلُهم في الإِسلام. صنف: الصِّنْفُ والصَّنْفُ: النَّوْعُ والضَّرْبُ مِنَ الشَّيْءِ. يُقَالُ: صَنْفٌ وصِنْفٌ مِنَ المَتاع لُغَتَانِ، وَالْجَمْعُ أَصْنَافٌ وصُنُوفٌ. والتَّصْنِيفُ: تَمْيِيزُ الأَشياء بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ. وصَنَّفَ الشيءَ: مَيَّز بعضَه مِنْ بَعْضٍ. وتَصْنِيفُ الشَّيْءِ: جعْلُه أَصْنَافاً. والصِّنْفُ: الصِّفَةُ. وصَنِفَةُ الإِزارِ، بِكَسْرِ النُّونِ: طُرَّتُه الَّتِي عَلَيْهَا الهُدْبُ، وَقِيلَ: هِيَ حَاشِيَتُهُ، أَيَّةً كَانَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: صِنْفَةُ الإِزارِ، بِالْكَسْرِ، طُرَّتُه، وَهِيَ جَانِبُهُ الَّذِي لَا هُدْبَ لَهُ، وَيُقَالُ: هِيَ حَاشِيَةُ الثَّوْبِ، أَيَّ جَانِبٍ كَانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فليَنْفُضْه بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْهِ. وصَنِفَةُ الثَّوْبِ: زَاوِيَتُهُ، وَالْجَمْعُ صَنِفٌ، وَلِلثَّوْبِ أَربع صَنِفاتٍ، وسُمِّي الإِزارُ إِزَارًا لِحِفْظِهِ صاحِبَه وصِيانتِه جَسَده، أُخذَ مِنْ آزَرْتُه أَي عاوَنْتُه، وَيُقَالُ إِزَارٌ وإزارةٌ. اللَّيْثُ: الصَّنِفَةُ والصِّنْفَةُ قِطعةٌ مِنَ الثَّوْبِ؛ وَقَوْلُ الْجَعْدِيِّ: عَلَى لاحِبٍ كحَصيرِ الصَّناعِ، ... سَوَّى لَهَا الصِّنْفُ إرمالُها

_ (1). قوله [أقب إلخ] صدره كما في شرح القاموس: ويحمل بزة في كل هيجا (2). قوله [الصَّالِفَانِ مكانه إلخ] كذا هو في الأَصل تبعاً للنهاية.

قَالَ شَمِرٌ: الصِّنْفُ والصِّنْفَةُ الطرَفُ وَالزَّاوِيَةُ مِنَ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ. والصِّنْفَةُ طَائِفَةٌ مِنَ الْقَبِيلَةِ. اللَّيْثُ: الصِّنْفُ طائفَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَكُلُّ ضَرْبٍ مِنَ الأَشياء صِنْفٌ عَلَى حِدَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يُعاطِي القُورَ بالصَّنِفاتِ مِنْهُ، ... كَمَا تُعْطِي رَواحِضَها السُّبُوبُ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنَّمَا يَصِفُ سَراباً يُعاطِي بِجَوَانِبِهِ الجبالَ كأَنه يُفِيضُ عَلَيْهَا كَمَا تُعطي السُّبُوبُ غَواسِلَها مِنْ بَيَاضٍ وَنَقَاءٍ، فالصَّنِفَاتُ عَلَى هَذَا جَوَانِبُ السَّرَابِ، وَإِنَّمَا الصَنِفَات فِي الْحَقِيقَةِ للمُلاء، فَاسْتَعَارَهُ للسَّراب مِنْ حَيْثُ شُبِّه السرابُ بالمُلاء فِي الصِّفَةِ والنَّقاء؛ قَالَ: تُقَطِّعُ غِيطاناً كأَنَّ مُتُونَها، ... إِذَا أَظْهَرَتْ، تُكْسَى مُلاءً مُنَشَّرا وَرَوَى سلمة أَنَّ الفراء أَنشده لِابْنِ أَحمر: سَقْياً لحُلْوانَ ذِي الكُرومِ، وَمَا ... صُنِّفَ مِنْ تِينه وَمِنْ عِنَبِهْ أَنشده الْفَرَّاءُ صُنِّفَ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ صَنَّفَ؛ وَيُقَالُ: صُنِّفَ مُيِّزَ، وصَنَّفَ خَرَجَ ورَقُه، وصَنَّفَتِ العِضاهُ اخْضَرَّتْ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: رَآهَا فؤادِي أُمَّ خِشْفٍ خَلا لَهَا، ... بقُورِ الوِراقَينِ، السَّراءُ المُصَنِّف قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: صَنَّفَ الشجرُ إِذَا بَدَا يُورِقُ فَكَانَ صِنْفَيْنِ صِنْفٌ قَدْ أَوْرَقَ وَصِنْفٌ لَمْ يورِقْ، وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ، وَكَذَلِكَ تَصَنَّفَ؛ قَالَ مُلَيْح: بِهَا الجازِئاتُ العِينُ تُضْحِي وكَوْرُها ... فِيالٌ، إِذَا الأَرْطَى لَهَا تَتَصَنَّف وظَلِيمٌ أَصْنَفُ السَّاقَيْنِ: مُتَقَشِّرُهُما؛ قَالَ الأَعلم الْهُذَلِيُّ: هِزَفٌّ أَصْنَفُ الساقَيْنِ هِقْلٌ، ... يُبادِر بَيْضَه بَرْدُ الشَّمالِ أَصْنَفُ: مُتَقَشِّرٌ. تَصَنَّفَتْ ساقُه إِذَا تَشَقَّقَتْ. وتَصَنَّفَتْ شَفَتُه إِذا تَشَقَّقَتْ. وعودٌ صَنْفِيٌّ، بِالْفَتْحِ: لِضَرْبٍ مِنْ عُودِ الطِّيبِ لَيْسَ بِجَيِّدٍ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: عُودٌ صَنْفِيٌّ، بِالْفَتْحِ، للبَخُورِ لا غيرُ. صوف: الصُّوفُ للضأْن وَمَا أَشبهه؛ الْجَوْهَرِيُّ: الصُّوف لِلشَّاةِ والصُّوفَةُ أَخص مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الصُّوفُ لِلْغَنَمِ كالشَّعَر للمَعَزِ والوَبَرِ للإِبل، وَالْجَمْعُ أَصْوَافٌ، وَقَدْ يُقَالُ الصُّوف لِلْوَاحِدَةِ عَلَى تَسْمِيَةِ الطَّائِفَةِ بِاسْمِ الْجَمِيعِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ: حَلْبَانَةٍ رَكْبانةٍ صَفُوفِ، ... تَخْلِطُ بَيْنَ وبَرٍ وصُوفِ قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي مَعْنَى قَوْلِهِ تَخْلِطُ بَيْنَ وَبَرٍ وصُوف أَنها تُبَاعُ فَيُشْتَرَى بِهَا غَنَمٌ وَإِبِلٌ، وَقَالَ الأَصمعي: يَقُولُ تُسْرِعُ فِي مِشْيَتِها، شَبَّهَ رَجْع يَدَيْهَا بقَوْسِ الندَّافِ الَّذِي يَخْلِط بَيْنَ الْوَبَرِ والصُّوف، وَيُقَالُ لِوَاحِدَةِ الصُّوف صُوفَةٌ، وَيُصَغَّرُ صُوَيْفَة. وَكَبْشٌ أَصْوَفُ وصَوِفٌ عَلَى مِثَالِ فَعِل، وصَائَفٌ وصَافٌ وصَافٍ، الأَخيرة مَقْلُوبَةٌ، وصُوفَانِيٌّ، كُلُّ ذَلِكَ: كَثِيرُ الصُّوفِ، تَقُولُ مِنْهُ: صَافَ الكَبْشُ بعد ما زَمِرَ يَصُوفُ صَوْفاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ صَوِف الكَبْشُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ كَبْشٌ صَوِفٌ بَيِّنُ الصَّوَفِ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ، والأُنثى صَافَةٌ وصُوفَانَةٌ. ولِيّةٌ صَافَةٌ: يُشْبِه شعرُها

الصُّوفَ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: إِذَا أَفْزَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّينِ، نَفَّضُوا ... غَفارِيَّ شُعْثاً، صَافَةً لَمْ تُرَجَّلِ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ كَبْشٌ صُوفَانٌ وَنَعْجَةٌ صُوفَانَة. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي الْمَالِ يَمْلِكُهُ مَنْ لَا يستأْهِلُه: خَرْقاءُ وَجَدَتْ صُوفاً؛ يُضْرَبُ للأَحمق يُصِيبُ مَالًا فيُضَيِّعُه فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. وصُوفُ الْبَحْرِ: شَيْءٌ عَلَى شَكْلِ هَذَا الصُّوفِ الحيواني، واحدته صُوفَةٌ. ومن الأَبَدِيَّات قَوْلُهُمْ: لَا آتِيكَ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا بَلَّ البحرُ صُوفَةً. والصُّوفَانَةُ: بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ زغْباء قَصِيرَةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ذَكَرَ أَبو نَصْرٍ أَنه مِنَ الأَحْرار وَلَمْ يُحلِّه، وأَخَذَ بصُوفَةِ رَقَبَتِه وصُوفِها وصَافِها: وهي زَغَبات فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ مَا سَالَ فِي نُقْرَتِها، التَّهْذِيبُ: وَتُسَمَّى زَغَباتُ القَفا صُوفَةَ القَفا. ابْنُ الأَعرابي: خُذْ بصُوفَةِ قَفَاهُ وبصُوف قَفَاهُ وبقَرْدَتِه وبكَرْدَتِه. وَيُقَالُ: أَخذه بصُوفِ رقَبَتِه وبطُوف رَقَبَتِه وبطافِ رَقَبَتِه وبظُوفِ رَقَبَتِه وبظافِ رقبتِه وبقُوفِ رَقَبَتِهِ وبقافِ رَقَبَتِهِ أَي بِجِلْدِ رَقَبَتِهِ؛ وَقَالَ أَبو السَّميدع: وَذَلِكَ إِذَا تَبِعَهُ وَظَنَّ أَن لَنْ يُدْرِكَهُ فلَحِقَه، أَخذ بِرَقَبَتِهِ أَم لَمْ يأْخذ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَي بِشَعْرِهِ المتدَلي فِي نُقْرةِ قَفَاهُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ إِذَا أَخذه بِقَفَاهُ جمعاء، وقال أَبو الْغَوْثِ أَي أَخذه قَهْرًا، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً أَعطاه بصُوف رَقَبَتِهِ كَمَا يُقَالُ أَعطاه برُمَّته. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَعْطاه مَجّاناً وَلَمْ يأْخذ ثَمَنًا. وصَوَّفَ الكرْمُ: بَدَتْ نوامِيه بَعْدَ الصِّرام. والصُّوفَةُ: كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ عَمَلِ الْبَيْتِ، وَهُمُ الصُّوفَان. الْجَوْهَرِيُّ: وصُوفَةُ أَبو حَيّ مِنَ مُضَرَ وَهُوَ الْغَوْثُ بْنُ مُرّ بْنِ أُدِّ بْنُ طابخةَ بْنِ إلياسَ بْنِ مُضَرَ، كَانُوا يَخْدِمُون الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيُجِيزُونَ الحاجَّ أَي يُفِيضون بِهِمْ. ابْنُ سِيدَهْ: وصُوفَةُ حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ وَكَانُوا يُجِيزون الْحَاجَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ مِنًى، فَيَكُونُونَ أَوّل مَنْ يَدْفَعُ. يُقَالُ فِي الْحَجِّ: أَجِيزي صُوفَةُ، فَإِذَا أَجازت قِيلَ: أَجِيزي خِنْدِفُ، فَإِذَا أَجازت أُذِنَ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ فِي الإِجازة، وَهِيَ الإِفاضة؛ وَفِيهِمْ يَقُولُ أَوْسُ بْنُ مَغْراء السَّعْدِيُّ: وَلَا يَريمُونَ فِي التَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ ... حَتَّى يقالَ: أَجِيزُوا آلَ صُوفَانَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَانَتِ الإِجازة بِالْحَجِّ إِلَيْهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا حَجَّتْ وَحَضَرَتْ عرفةَ لَا تَدْفَعُ مِنْهَا حَتَّى يَدْفَعَ بِهَا صوفَةُ، وَكَذَلِكَ لَا يَنْفِرُون مِنْ مِنًى حَتَّى تَنْفِرَ صُوفةُ، فَإِذَا أَبطأَتْ بِهِمْ قَالُوا: أَجيزي صوفةُ؛ وَقِيلَ: صُوفَةُ قَبِيلَةٌ اجْتَمَعَتْ مِنْ أَفْناء قَبَائِلَ. وصَافَ عَنِّي شَرُّه يصُوفُ صَوْفاً: عَدَلَ. وصَافَ السهْمُ عَنِ الهَدَفِ يَصُوفُ ويَصِيفُ: عَدَلَ عَنْهُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْيَاءِ أَيضاً لأَنها كَلِمَةٌ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: صَافَ عَنِّي شرُّ فُلَانٍ، وأَصَافَ الله عني شَرَّه. صيف: الصَّيْفُ: مِنَ الأَزمنةِ مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَصْيَافٌ وصُيُوفٌ. ويومٌ صَائِفٌ أَي حارٌّ، وَلَيْلَةٌ صَائِفَة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا يَوْمٌ صَافٌ بِمَعْنَى صَائِفٍ كَمَا قَالُوا يَوْمٌ راحٌ ويومٌ طانٌ وَمَطَرٌ صَائِفٌ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: والصَّيِّفُ الْمَطَرُ الَّذِي يَجِيءُ فِي الصيفِ والنباتُ الَّذِي يَجِيءُ فِيهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّيْفُ الْمَطَرُ الَّذِي يَجِيءُ فِي الصَّيْفِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ الصَّيِّف، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وصِفْنَا أَي أَصابنا

مَطَرُ الصَّيْفِ، وَهُوَ فُعِلْنا عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ مِثْلُ خُرِفْنا ورُبِعْنا. وَفِي حَدِيثِ عُبادة: أَنه صَلَّى فِي جُبّةٍ صَيِّفةٍ أَي كَثِيرَةِ الصُّوف. يُقَالُ: صافَ الكَبْشُ يَصُوفُ صَوْفاً، فَهُوَ صَائِفٌ وصَيِّفٌ إِذَا كَثُرَ صُوفُه، وَبِنَاءُ اللَّفْظَةِ صَيْوِفة فَقُلِبَتْ يَاءً وأُدْغِمت. وصَيَّفَنِي هَذَا الشَّيْءُ أَي كَفَانِي لِصَيْفتي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: مَنْ يَكُ ذَا بَتٍّ فَهَذَا بَتِّي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي وصِيفَتِ الأَرضُ، فَهِيَ مَصِيفةٌ ومَصْيُوفَةٌ: أَصابها الصَّيِّفُ، وصُيِّفْنَا كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: وَلَقَدْ وَرَدْتُ الْمَاءَ لَمْ يَشْرَبْ بِهِ ... حَدَّ الرَّبيعِ إِلَى شُهور الصَّيِّفِ يَعْنِي بِهِ مَطَرَ الصَّيْفِ، الْوَاحِدُ صَيِّفةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفَاعِلُ يَشْرَبُ فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ وَهُوَ: أَلَا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ، ... بالليلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّف وَيُقَالُ: أَصابَتْنا صَيِّفة غَزيرة، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وتَصَيَّفَ: مِنَ الصَّيْف كَمَا يُقَالُ تَشَتَّى مِنَ الشِّتاء. وأَصَافَ القومُ: دَخَلُوا فِي الصَّيْفِ، وصَافُوا بِمَكَانِ كَذَا: أَقاموا فِيهِ صَيْفَهُم، وصِفْتُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وصِفْتُه وتَصَيَّفْتُه وصَيَّفْتُه؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَصَيَّفا مَاءً بِدَحْلٍ ساكِناً، ... يَسْتَنُّ فَوْقَ سَراتِه العُلْجُومُ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: تَصَيَّفْت نَعْمانَ واصَّيَّفَتْ وصَافَ بِالْمَكَانِ أَي أَقام بِهِ الصَّيْفَ، واصْطَافَ مثلُه، وَالْمَوْضِعُ مَصِيفٌ ومُصْطَافٌ. التَّهْذِيبُ: صَافَ القومُ إِذَا أَقاموا فِي الصّيفِ بِمَوْضِعٍ فَهُمْ صَائِفُون، وأَصَافُوا فَهُمْ مُصِيفُون إِذَا دَخَلُوا فِي زَمَانِ الصَّيف، وأَشْتَوا إِذَا دَخَلُوا فِي الشِّتاء. وَيُقَالُ: صُيِّفَ القومُ ورُبِعوا إِذَا أَصابهم مَطَر الصَّيْفِ وَالرَّبِيعِ، وَقَدْ صِفْنا ورُبِعْنا، كَانَ فِي الأَصل صُيِفْنا، فَاسْتُثْقِلَتِ الضَّمَّةُ مَعَ الْيَاءِ فَحُذِفَتْ وَكُسِرَتِ الصَّادُ لِتَدُلَّ عَلَيْهَا. وصَافَ فلانٌ بِبِلَادِ كَذَا يَصِيفُ إِذَا أَقام بِهِ فِي الصَّيف، والمَصِيفُ: اسْمُ الزَّمَانِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أُجري مُجرى الْمَكَانِ وَعَامِلِهِ مُصَايَفَةً وصِيافاً. وَالصَّائِفَةُ: أَوانُ الصَّيف. والصائفةُ: الغَزْوةُ فِي الصَّيْفِ. والصائفةُ والصَّيْفِيّةُ: المِيرةُ قُبُلِ الصَّيْفِ، وَهِيَ المِيرة الثَّانِيَةُ، وَذَلِكَ لأَن أَوَّلَ المِيَرِ الرِّبْعِيَّة ثُمَّ الصَّيْفِيَّة ثُمَّ الدَّفَئِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: وصائفةُ الْقَوْمِ مِيرَتُهم فِي الصَّيْفِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّيْفُ وَاحِدُ فُصُول السَّنَةِ وَهُوَ بعد الربيع الأَول وَقَبْلَ القَيْظِ. يُقَالُ: صَيْفٌ صَائِفٌ، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهُ كَمَا يُقَالُ لَيْلٌ لائلٌ وهَمَج هامِجٌ. وَفِي حَدِيثِ الكَلالة حِينَ سُئل عَنْهَا عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: تَكْفِيكَ آيةُ الصَّيف أَي الَّتِي نَزَلَتْ فِي الصَّيْفِ وَهِيَ الْآيَةُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ وَالَّتِي فِي أَوَّلِها نَزَلَتْ فِي الشِّتَاءِ. وأَصافَتِ الناقةُ، وَهِيَ مُصِيفٌ ومِصْيافٌ: نُتِجَتْ فِي الصَّيْف وولدُها صَيْفِيّ. وأَصافَ الرجلُ، فَهُوَ مُصِيفٌ: وُلد لَهُ فِي الكِبَرِ، وَوَلَدُهُ أَيضاً صَيْفيّ وصَيْفِيُّون، وَشَيْءٌ صَيْفِيٌّ؛ وَقَالَ أَكثمُ بْنُ صَيْفِيّ، وَقِيلَ هِيَ لسعد بن مالك

ابن ضُبَيْعَةَ: إنَّ بَنيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ، ... أَفْلَحَ مَنْ كَانَ له رِبْعِيُّونْ في حَدِيثِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: لمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ أَي وُلدوا عَلَى الكِبَر. يُقَالُ: أَصَافَ الرَّجُلُ يُصِيف إِصَافَةً إِذَا لَمْ يُولَدْ لَهُ حَتَّى يُسِنّ ويَكْبَرَ، وأَوْلاده صَيْفِيُّون. والرِّبْعِيُّون: الَّذِينَ وُلدوا فِي حَدَاثَتِهِ وأَوّل شَبابه، قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لأَنه لَمْ يَكُنْ فِي أَبنائه مَنْ يُقَلِّده الْعَهْدَ بَعْدَهُ. وأَصافَ: تَرَكَ النِّسَاءَ شَابًّا ثُمَّ تزوَّج كَبِيرًا. اللَّيْثُ: الصَّيْفُ رُبُع مِنْ أَرْباع السَّنَةِ، وَعِنْدَ الْعَامَّةِ نِصْفُ السَّنَةِ. قَالَ الأَزهري: الصَّيْفُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْفَصْلُ الَّذِي تُسَمِّيهِ عوامُّ النَّاسِ بِالْعِرَاقِ وخُراسان الربيعَ، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَشهر، والفَصْل الَّذِي يَليه عِنْدَ الْعَرَبِ القَيْظ، وَفِيهِ يَكُونُ حَمْراء القَيْظِ، ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الخَريف، ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الشِّتَاءِ. والكَلأُ الَّذِي يَنْبُتُ فِي الصَّيْف صَيْفِيٌّ، وَكَذَلِكَ الْمَطَرُ الَّذِي يَقَعُ فِي الرَّبِيعِ ربيعِ الكَلإِ صَيِّفٌ وصَيْفِيّ. وَقَالَ ابْنُ كُناسة: اعْلَمْ أَن السَّنَةَ أَربعة أَزمِنة عِنْدَ الْعَرَبِ: الربيعُ الأَول وَهُوَ الَّذِي تسمِّيه الفُرْسُ الْخَرِيفُ ثُمَّ الشِّتَاءُ ثُمَّ الصَّيْف، وَهُوَ الرَّبِيعُ الآخِر، ثُمَّ القَيْظ، فَهَذِهِ أَربعةُ أَزمِنةٍ. وسُميت غَزْوَة الرُّومِ الصائفةَ لأَن سُنَّتَهم أَن يُغْزَوا صَيْفًا، ويُقْفَلَ عَنْهُمْ قَبْلَ الشِّتَاءِ لِمَكَانِ البردِ وَالثَّلْجِ. أَبو عُبَيْدٍ: استأْجرته مُصَايَفةً ومُرابعةً ومُشاتاةً ومُخارفةً مِنَ الصَّيفِ والرَّبيعِ وَالشِّتَاءِ والخَرِيفِ مِثْل المُشاهرَةِ والمُياومَةِ والمُعاومَةِ. وَفِي أَمثالهم فِي إِتْمَامِ قَضاء الحاجةِ: تمامُ الرَّبيع الصيفُ، وأَصله فِي الْمَطَرِ، فَالرَّبِيعُ أَوَّله وَالصَّيْفُ الَّذِي بَعْدَهُ، فَيَقُولُ: الْحَاجَةُ بِكَمَالِهَا كَمَا أَنَّ الرَّبِيعَ لَا يَكُونُ تَمَامُهُ إِلَّا بالصيفِ. وَمِنْ أَمثالهم: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللبنَ إِذَا فَرَّطَ فِي أَمره فِي وَقْتِهِ، مَعْنَاهُ طلْبتِ الشَّيْءَ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ، وَذَلِكَ أَن الأَلبان تَكْثُرُ فِي الصَّيْفِ فيُضْرَب مَثَلًا لِتَرْكِ الشَّيْءِ وَهُوَ مُمْكِنٌ وطَلَبِه وَهُوَ مُتَعَذِّر، قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الأَنباري وأَوّلُ مَنْ قَالَهُ عَمْرُو بْنُ عَمْرِو بْنِ عُدَسَ لِدَخْتَنُوسَ بِنْتِ لقِيطٍ، وَكَانَتْ تَحْتَه فَفَرِكَتْه وَكَانَ مُوسراً. فَتَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ مَعْبَد وَهُوَ ابْنُ عمِّها وَكَانَ شَابًّا مُقتراً، فمرَّت بِهِ إِبِلُ عَمْرٍو فسألتْه اللَّبَنَ فَقَالَ لَهَا ذَلِكَ. وصَافَ عَنْهُ صَيْفاً ومَصِيفاً وصَيْفُوفَةً: عَدَلَ. وصَافَ السَّهْمُ عَنِ الهَدَفِ يَصِيفُ صَيفاً وصَيْفوفة: كَذَلِكَ عَدَلَ بِمَعْنَى ضافَ، وَالَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ ضافَ، بِالضَّادِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: كلَّ يومٍ تَرْميهِ مِنْهَا بِرَشْقٍ، ... فمَصِيفٌ أَو صَافَ غَيرَ بَعِيدِ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: جَوارِسُها تأْوِي الشُّعُوفَ دَوائِباً، ... وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفاً كِرابُها أَي مَعْدُولًا بِهَا مُعْوَجَّةً غَيْرَ مُقَوَّمَةٍ، وَيُرْوَى مَضِيفاً، وَقَدْ تقدَّم؛ والكِرابُ: مَجارِي الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا كَرَبَةٌ، واللِّهْبُ: الشّقُّ فِي الْجَبَلِ أَي تَنْصَبُّ إِلَى اللِّهْبِ لِكَوْنِهِ بارِداً، ومَصِيفاً أَي مُعْوَجّاً مِنْ صافَ إِذَا عَدلَ. الْجَوْهَرِيُّ: المَصِيفُ المُعْوَجُّ مِنْ مَجاري الْمَاءِ، وأَصله مِنْ صافَ أَي عدلَ كالمَضِيقِ مِنْ ضاقَ. وصافَ الفَحْلُ عَنْ طَرُوقَتِه: عَدَلَ عَنْ ضِرابها. وَفِي حَدِيثِ أَنس أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، شاوَرَ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمَ

فصل الضاد المعجمة

بَدْر فِي الأَسْرَى فَتَكَلَّمَ أَبو بَكْرٍ فصَافَ عَنْهُ ؛ قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ صَافَ يَصِيفُ إِذَا عدَلَ عَنِ الهَدف؛ الْمَعْنَى: عَدَلَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِوَجْهِهِ عَنْهُ ليُشاور غَيْرَهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: صَافَ أَبو بَكْرٍ عَنْ أَبي بُرْدَةَ ، وَيُقَالُ: أَصَافَه اللَّهُ عَنِّي أَي نَحَّاه، وأَصَافَ اللَّهُ عَنِّي شرَّ فُلَانٍ أَي صَرَفه وعدَل بِهِ. والصَّيْفُ: الأُنثى مِنَ البُوم؛ عَنْ كُرَاعٍ. وصائفٌ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: فَفَدْفَدُ عَبُّودٍ فَخَبْراء صائفٍ، ... فَذُو الحَفْرِ أَقْوَى منهمُ فَفَدافِدُهْ وصَيفِيٌّ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ صَيْفِيُّ بْنُ أَكْثَمَ. فصل الضاد المعجمة ضرف: ابْنُ سِيدَهْ: الضَّرِفُ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ يُشْبِهُ الأَثْأَب فِي عِظَمِه وَوَرَقِهِ إِلَّا أَن سُوقه غُبْرٌ مِثْلُ سُوق التِّينِ، وَلَهُ جَنًى أَبيض مُدَوَّرٌ مِثْلُ تِينِ الحَماطِ الصِّغَارِ، مُرٌّ مُضَرِّسٌ، ويأْكله الناسُ وَالطَّيْرُ وَالْقُرُودُ، وَاحِدَتُهُ ضَرِفَةٌ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبَ: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الضَّرِفُ شَجَرُ التِّينِ وَيُقَالُ لِثَمَرِهِ البَلَسُ، الْوَاحِدَةُ ضَرِفة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا غريب. ضعف: الضَّعْفُ والضُّعْفُ: خِلافُ القُوّةِ، وَقِيلَ: الضُّعْفُ، بِالضَّمِّ، فِي الْجَسَدِ؛ والضَّعْف، بِالْفَتْحِ، فِي الرَّأْي والعَقْلِ، وَقِيلَ: هُمَا مَعًا جَائِزَانِ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَخَصَّ الأَزهريُّ بِذَلِكَ أَهل الْبَصْرَةِ فَقَالَ: هُمَا عِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ سِيّانِ يُسْتعملان مَعًا فِي ضَعْفِ الْبَدَنِ وَضَعْفِ الرَّأْي. وَفِي التَّنْزِيلِ: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكم مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَل مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قوَّةٍ ضُعْفاً ؛ قَالَ قَتَادَةُ: خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ قَالَ مِنَ النُّطْفَةِ أَي مِنَ المنِيّ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفاً ، قَالَ: الهَرَمَ؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: قرأْت عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ؛ فأَقرأَني مِنْ ضُعْف، بِالضَّمِّ ، وقرأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ: وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ، بِالْفَتْحِ، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِالضَّمِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ؛ أَي يَسْتَمِيلُه هَواه. والضَّعَفُ: لُغَةٌ فِي الضَّعْفِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ومَنْ يَلْقَ خَيراً يَغْمِزِ الدَّهْر عَظْمَه، ... عَلَى ضَعَفٍ مِنْ حالهِ وفُتُورِ فَهَذَا فِي الْجِسْمِ؛ وأَنشد فِي الرَّأْي وَالْعَقْلِ: وَلَا أُشارِكُ فِي رَأْيٍ أَخا ضَعَفٍ، ... وَلَا أَلِينُ لِمَنْ لَا يَبْتَغِي لِينِي وَقَدْ ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفاً وضُعْفاً وضَعَفَ؛ الْفَتْحُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ ضَعِيفٌ، وَالْجَمْعُ ضُعَفاء وضَعْفَى وضِعافٌ وضَعَفةٌ وضَعَافَى؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ وأَنشد: تَرَى الشُّيُوخَ الضَّعَافَى حَوْلَ جَفْنَتِه، ... وتَحْتَهُم مِنْ مَحَانِي دَرْدَقٍ شَرَعَهْ وَنِسْوَةٌ ضَعِيفاتٌ وضَعَائِفُ وضِعَافٌ؛ قَالَ: لَقَدْ زادَ الحياةَ إليَّ حُبّاً ... بَناتي، إنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ وأَضْعَفَه وضَعَّفَه: صيَّره ضَعِيفًا. واسْتَضْعَفَه وتَضَعَّفَه: وَجَدَهُ ضَعِيفًا فَرَكِبَهُ بسُوء؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: عَلَيْكُمْ بِرِبْعِيِّ الطِّعانِ، فَإِنَّهُ ... أَشَقُّ عَلَى ذِي الرَّثْيَةِ المُتَضَعِّفِ

رِبْعِيُّ الطِّعانِ: أَوَّله وأَحَدُّه. وَفِي إِسلام أَبي ذَّرّ: لَتَضَعَّفْتُ «3» رَجُلًا أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: قَدْ تَدْخُلُ اسْتَفْعَلْتُ فِي بَعْضِ حُرُوفِ تَفَعَّلْت نَحْوَ تَعَظَّم واسْتَعْظَم وَتَكَبَّرَ واسْتكبر وتَيَقَّن واسْتَيْقَنَ وتَثَبَّتَ واسْتَثْبَتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْلُ الجَنّة كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تَضَعَّفْتُه واسْتَضْعَفْتُه بِمَعْنًى لِلَّذِي يَتَضَعَّفُه النَّاسُ ويَتَجَبَّرُون عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا لِلْفَقْرِ ورَثاثَةِ الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: غَلَبني أَهل الْكُوفَةِ، أَسْتَعْمِلُ عَلَيْهِمُ المؤمنَ فيُضَعَّفُ، وأَستعمل عَلَيْهِمُ القَوِيَّ فيُفَجَّر. وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ الْجَنَّةِ: مَا لِي لَا يدخُلني إِلَّا الضُّعَفاء؟ قِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يُبَرِّئُون أَنْفُسَهم مِنَ الحَوْل وَالْقُوَّةِ؛ وَالَّذِي فِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا اللَّهَ فِي الضَّعِيفين : يَعْنِي المرأَة وَالْمَمْلُوكَ. والضَّعْفةُ: ضَعْفُ الْفُؤَادِ وقِلَّةُ الفِطْنةِ. وَرَجُلٌ مَضْعُوفٌ: بِهِ ضَعْفةٌ. ابْنُ الأَعرابي: رجل مَضْعُوفٌ ومَبْهُوتٌ إِذَا كَانَ فِي عَقْلِهِ ضَعْفٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: رَجُلٌ مَضْعُوفٌ وضَعُوفٌ وضَعِيفٌ، وَرَجُلٌ مَغْلُوبٌ وغَلُوبٌ، وَبَعِيرٌ مَعْجوفٌ وعَجُوفٌ وعَجِيفٌ وأَعْجَفُ، وَنَاقَةٌ عَجوفٌ وعَجِيفٌ، وَكَذَلِكَ امرأَة ضَعُوفٌ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّرِيرِ الْبَصَرِ ضَعِيفٌ. والمُضَعَّفُ: أَحد قِداح الميْسِر الَّتِي لَا أَنْصباء لَهَا كأَنه ضَعُفَ عَنْ أَن يَكُونَ لَهُ نصيبٌ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً: المُضَعَّفُ الثَّانِي مِنَ القِداحِ الغُفْل الَّتِي لَا فُرُوضَ لَهَا وَلَا غُرْم عَلَيْهَا، إِنَّمَا تُثَقَّل بِهَا القِداحُ كَراهِيةَ التُهَمَةِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، واشْتَقَّه قَوْمٌ مِنَ الضَّعْفِ وَهُوَ الأَوْلى. وشِعر ضَعِيف: عَليل، اسْتَعْمَلَهُ الأَخفش فِي كِتَابِ القَوافي فَقَالَ: وَإِنْ كَانُوا قَدْ يُلزمون حَرْفَ اللِّينِ الشِّعْرَ الضعيفَ العليلَ لِيَكُونَ أَتَمَّ لَهُ وأَحسن. وضِعْفُ الشَّيْءِ: مِثْلاه، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: ضِعْفُ الشَّيْءِ مِثْلُه الَّذِي يُضَعِّفُه، وأَضْعَافُه أَمثالُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ؛ أَي ضِعف الْعَذَابِ حَيًّا وَمَيِّتًا، يَقُولُ: أَضْعَفْنَا لَكَ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: جَزَيْتُكَ ضِعْفَ الوِدِّ، لَمَّا اسْتَبَنْتُه، ... وَمَا إنْ جَزاكَ الضِّعْفَ مِنْ أَحَدٍ قَبْلي مَعْنَاهُ أَضْعَفْت لَكَ الْوِدَّ وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ ضِعْفَي الوِدِّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ ؛ أَي عَذَابًا مُضاعَفاً لأَن الضِّعْفَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما المِثل، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى تَضْعِيفِ الشَّيْءِ. قَالَ تَعَالَى: لِكُلٍّ ضِعْفٌ أَي لِلتَّابِعِ وَالْمَتْبُوعِ لأَنهم قَدْ دَخَلُوا فِي الْكُفْرِ جَمِيعًا أَي لكلٍّ عَذَابٌ مُضاعَفٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَزَاءُ الضِّعف هَاهُنَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، تأْويله: فأُولئك لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ الَّذِي قَدْ أَعلمناكم مِقْداره، وَهُوَ قَوْلُهُ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها؛ قَالَ: وَيَجُوزُ فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ أَي أَن نُجَازِيَهُمُ الضِّعْفَ، وَالْجَمْعُ أَضْعَاف، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وأَضْعَفَ الشيءَ وضَعَّفَه وضَاعَفَه: زَادَ عَلَى أَصل الشَّيْءِ وَجَعَلَهُ مِثْلَيْهِ أَو أَكثر، وَهُوَ التَّضْعِيف والإِضْعَافُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ضَاعَفْت الشَّيْءَ وضَعَّفْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَمِثْلُهُ امرأَة مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ، وصاعَر المُتَكَبِّر خَدَّه وَصَعَّرَهُ، وعاقَدْت وعقّدْت. وعاقَبْتُ

_ (3). قوله [لَتَضَعَّفْتُ] هكذا في الأصل، وفي النهاية: فَتَضَعَّفْت.

وعَقَّبْتُ. وَيُقَالُ: ضَعَّفَ اللَّهُ تَضْعِيفاً أَي جَعَلَهُ ضِعْفاً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ؛ أَي يُضاعَفُ لَهُمُ الثَّوَابُ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ الدَّاخِلُونَ فِي التَّضْعِيف أَي يُثابُون الضِّعْف الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا ؛ يَعْنِي مَنْ تَصدَّق يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ جُوزيَ بِهَا صاحِبُها عَشَرَةَ أَضْعافها، وَحَقِيقَتُهُ ذَوُو الأَضْعَافِ. وتَضَاعِيفُ الشَّيْءِ: مَا ضُعِّفَ مِنْهُ وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ، وَنَظِيرُهُ فِي أَنه لَا وَاحِدَ لَهُ تَباشِيرُ الصُّبْحِ لِمُقَدِّمَاتِ ضِيائه، وتَعاشِيبُ الأَرض لِمَا يَظْهَرُ مِنْ أَعْشابِها أَوَّلًا، وتَعاجِيبُ الدَّهْرِ لِمَا يأْتي مِنْ عَجائِبه. وأَضْعَفْتُ الشيءَ، فَهُوَ مَضْعُوفٌ، والمَضْعُوفُ: مَا أُضْعِفَ مِنْ شَيْءٍ، جَاءَ عَلَى غَيْرِ قِياس؛ قَالَ لَبِيدٌ: وعالَيْنَ مَضْعُوفاً ودُرّاً، سُمُوطُه ... جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا «1» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا هُوَ عِنْدِي عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ كأَنهم جاؤوا بِهِ عَلَى ضُعِفَ. وضَعَّفَ الشيءَ: أَطْبَقَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ وثَناه فَصَارَ كأَنه ضِعْفٌ، وَقَدْ فُسِّرَ بَيْتُ لَبِيدٍ بِذَلِكَ أَيضاً. وعَذابٌ ضِعْفٌ: كأَنه ضُوعِفَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ، وقرأَ أَبو عَمْرٍو: يُضَعَّف ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ يُجْعَلُ الْوَاحِدُ ثَلَاثَةً أَي تُعَذَّبْ ثلاثةَ أَعْذِبَةٍ، وَقَالَ: كَانَ عَلَيْهَا أَن نُعَذَّبَ مَرَّةً فَإِذَا ضُوعِفَ ضِعْفَيْن صَارَ العذابُ ثَلَاثَةَ أَعْذِبةٍ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ هُوَ مَا تَسْتَعْمِلُهُ النَّاسُ فِي مَجازِ كَلَامِهِمْ وَمَا يَتَعارَفونه فِي خِطابهم، قَالَ: وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ مَا يُقارِبُ قَوْلَهُ فِي رَجُلٍ أَوْصى فَقَالَ: أَعْطُوا فُلَانًا ضِعْفَ مَا يُصِيبُ وَلَدِي، قَالَ: يُعْطى مِثْلَهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: وَلَوْ قَالَ ضِعْفَيْ مَا يُصيبُ وَلَدِي نظرتَ، فَإِنْ أَصابه مِائَةٌ أَعطيته ثَلَاثَمِائَةٍ، قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ شَبِيهًا بِقَوْلِهِمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ، قَالَ: وَالْوَصَايَا يُسْتَعْمَلُ فِيهَا العُرْفُ الَّذِي يَتَعارَفُه المُخاطِبُ والمُخاطَبُ وَمَا يَسْبِقُ إِلَى أَفْهام مَنْ شاهَدَ المُوصي فِيمَا ذَهَبَ وهْمُه إِلَيْهِ، قَالَ: كَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ، فأَما كِتَابِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ يُرَدُّ تَفْسِيرُهُ إِلَى مَوْضُوعِ كَلَامِ الْعَرَبِ الَّذِي هُوَ صِيغَةُ أَلسِنتها، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِيهِ الْعُرْفُ إِذَا خَالَفَتْهُ اللُّغَةُ؛ والضِّعْفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَصله المِثْلُ إِلَى مَا زَادَ، وَلَيْسَ بِمَقْصُورٍ عَلَى مِثْلَيْنِ، فَيَكُونُ مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ صَوَابًا، يُقَالُ: هَذَا ضِعف هَذَا أَي مِثْلُهُ، وَهَذَا ضِعْفاه أَي مِثْلَاهُ، وَجَائِزٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن تَقُولَ هَذَا ضِعْفُهُ أَي مِثْلَاهُ وَثَلَاثَةُ أَمثاله لأَن الضِّعف فِي الأَصل زِيَادَةٌ غَيْرُ مَحْصُورَةٍ، أَلا تَرَى قَوْلَهُ تَعَالَى: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا؟ لَمْ يُرِدْ بِهِ مِثْلًا وَلَا مِثْلَيْنِ وَإِنَّمَا أَراد بِالضِّعْفِ الأَضْعَافَ وأَوْلى الأَشياء بِهِ أَن نَجْعَلَه عشرةَ أَمثاله لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها؛ فأَقل الضِّعْفِ مَحْصُورٌ وَهُوَ الْمِثْلُ، وأَكثره غيرُ مَحْصُورٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَضْعُفُ صلاةُ الجماعةِ عَلَى صَلَاةِ الفَذِّ خَمساً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً أَي تَزِيدُ عَلَيْهَا. يُقَالُ: ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إِذَا زَادَ وضَعَّفْتُه وأَضعَفْتُه وضَاعَفْتُه بِمَعْنًى. وَقَالَ أَبو بكر: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ ؛ المُضاعَفةِ، فأَلْزَمَ الضِّعْفَ

_ (1). قوله [ودراً] كذا بالأصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس: وفرداً.

التوحيدَ لأَنَّ المصادِرَ لَيْسَ سبيلُها التَّثْنِيَةَ وَالْجَمْعَ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّحْداح وَشِعْرِهِ: إِلَّا رَجاء الضِّعْفِ فِي المَعادِ أَي مِثْلَيِ الأَجر؛ فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ، فَإِنَّ سِياق الْآيَةِ والآيةِ الَّتِي بَعْدَهَا دلَّ عَلَى أَن المرادَ مِنْ قَوْلِهِ ضِعْفَيْنِ مَرَّتَانِ، أَلا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ ذِكْرِ الْعَذَابِ: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ؟ فَإِذَا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لأُمهات الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الأَجْر مِثْلَيْ مَا لِغَيْرِهِنَّ تَفْضِيلًا لهنَّ عَلَى سَائِرِ نِسَاءِ الأُمة فَكَذَلِكَ إِذَا أَتَتْ إحداهنَّ بِفَاحِشَةٍ عُذِّبَتْ مِثْلَيْ مَا يُعَذَّبُ غَيْرُهَا، وَلَا يَجُوزُ أَن تُعْطى عَلَى الطَّاعَةِ أَجرين وتُعَذَّب عَلَى المعصِية ثَلَاثَةَ أَعذبة؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قولُ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ وَقَوْلُ أَهلِ التَّفْسِيرِ، وَالْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بالضِّعف مُثَنًّى فَيَقُولُونَ: إِنْ أَعطيتني دِرهماً فَلَكَ ضِعفاه أَيْ مِثْلَاهُ، يُرِيدُونَ فَلَكَ دِرْهَمَانِ عِوَضًا مِنْهُ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا أَفردوا الضِّعْف وَهُمْ يُرِيدُونَ مَعْنَى الضِّعْفَيْنِ فَقَالُوا: إِنْ أَعطيتني دِرْهَمًا فَلَكَ ضِعفه، يُرِيدُونَ مِثْلَهُ، وَإِفْرَادُهُ لَا بأْس بِهِ إِلَّا أَن التَّثْنِيَةَ أَحسن. وَرَجُلٌ مُضْعِفٌ: ذُو أَضْعافٍ فِي الْحَسَنَاتِ. وضَعَفَ القومَ يَضْعَفُهُم: كَثَرَهم فَصَارَ لَهُ ولأَصحابه الضِّعْفُ عَلَيْهِمْ. وأَضْعَفَ الرَّجلُ: فَشَتْ ضَيْعَتُه وكثُرت، فَهُوَ مُضعِف. وَبَقَرَةٌ ضَاعِفٌ: فِي بَطْنِهَا حَمْل كأَنَّها صَارَتْ بِوَلَدِهَا مُضاعَفَةً. والأَضْعافُ: العِظامُ فَوْقَهَا لَحْمٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: واللهُ بَينَ القَلْبِ والأَضْعافِ قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَضعَاف الْجَسَدِ عِظامه، الْوَاحِدُ ضِعْفٌ، وَيُقَالُ: أَضْعافُ الجَسد أَعْضاؤه. وَقَوْلُهُمْ: وقَّع فُلَانٌ فِي أَضْعَافِ كِتَابِهِ؛ يُرَادُ بِهِ توقِيعُه فِي أَثناء السُّطور أَو الْحَاشِيَةِ. وأُضْعِفَ القومُ أَي ضُوعِفَ لَهُمْ. وأَضْعَفَ الرَّجلُ: ضَعُفَتْ دابّتُه. يُقَالُ هُوَ ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ، فالضَّعِيفُ فِي بَدَنِهِ، والمُضعِفُ الَّذِي دَابَّتُهُ ضَعِيفَةٌ كَمَا يُقَالُ قَويٌّ مُقْوٍ، فَالْقَوِيُّ فِي بَدَنِهِ والمُقْوي الَّذِي دَابَّتُهُ قَوِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ فِي غَزْوة خَيْبَر: مَنْ كَانَ مُضْعِفاً فَلْيَرْجع أَي مَنْ كَانَتْ دابّتُه ضَعِيفةً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: المُضْعِفُ أَميرٌ عَلَى أَصحابه يَعْنِي فِي السَّفَرِ يُرِيدُ أَنهم يَسيرُون بِسَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: الضَّعِيفُ أَمير الركْب. وضَعَّفَه السَّيْرُ أَي أَضْعَفَه. والتضْعِيف: أَن تَنْسُبَه إِلَى الضَّعْفِ: والمُضاعَفةُ: الدِّرْع الَّتِي ضُوعِفَ حَلَقُها ونُسِجَتْ حَلْقَتَيْن حلقتين. ضغف: الضَّغِيفةُ: الرَّوضةُ الناضِرةُ مِنْ بَقْل وعُشب؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَالَ: بِفَاءٍ بَعْدَ غَيْنٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ عَنْ يَعْقُوبَ ضَفِيفة، والله أَعلم. ضفف: الضَّفُّ: الحَلَبُ بالكفِّ كلِّها وَذَلِكَ لِضِخَم الضَّرْع؛ وأَنشد: بَضَفِّ القَوادِمِ ذاتِ الفُضُولِ، ... لَا بالبِكاء الكِماشِ اهْتِصارا وَيُرْوَى امْتِصاراً، بِالْمِيمِ، وَهِيَ قليلةُ اللبَنِ؛ وَقِيلَ: الضَّفُّ جَمْعُك خِلْفَيْها بِيَدِكَ إِذَا حَلَبْتَها؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يَقْبِضَ بأَصابعِه كُلِّهَا عَلَى الضَّرْع. وَقَدْ ضَفَفْتُ الناقةَ أَضُفُّها، وَنَاقَةٌ ضَفُوفٌ، وَشَاةٌ ضَفُوف: كَثِيرَتَا اللَّبَنِ بَيِّنَتا الضِّفَافِ. وَعَيْنٌ ضَفُوفٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ وأَنشد: حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ ضَفُوفِ

وَقَالَ الطِّرمّاح: وتَجُودُ مِنْ عينٍ ضَفُوفِ ... الغَرْبِ، مُتْرَعَةِ الجَداوِلْ التَّهْذِيبُ عَنِ الْكِسَائِيِّ: ضَبَبتُ النَّاقَةَ أَضُبُّها ضَبّاً إِذَا حَلَبْتَها بالكفِّ، قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ هَذَا هُوَ الضَّفُّ، بِالْفَاءِ، فأَما الضَّبُّ فأَنْ تَجْعَلَ إبهامَك عَلَى الخِلْفِ ثُمَّ تَرُدَّ أَصابِعَك عَلَى الإِبهامِ والخِلْفِ جَمِيعًا، وَيُقَالُ مِنَ الضَّفِّ: ضَفَفْتُ أَضُفُّ. الْجَوْهَرِيُّ: ضَفَّ الناقةَ لُغَةٌ فِي ضَبّها إِذَا حَلبَها بِالْكَفِّ كُلِّهَا. أَبو عَمْرٍو: شَاةٌ ضَفَّةُ الشَّخْبِ أَي وَاسِعَةُ الشخْب «2». وضَفَّةُ الْبَحْرِ: ساحِلُه. والضِّفَّةُ، بِالْكَسْرِ: جَانِبُ النَّهْرِ الَّذِي تَقَعُ عَلَيْهِ النَّبائتُ. والضَّفَّةُ: كالضِّفَّةِ، وَالْجَمْعُ ضِفافٌ؛ قَالَ: يَقْذِفُ بالخُشْبِ عَلَى الضِّفافِ وضَفَّةُ الْوَادِي وضِيفُه: جَانِبُهُ، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الصَّوَابُ ضِفَّة، بِالْكَسْرِ، وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصَّوَابُ ضَفَّة، بِالْفَتْحِ، وَالْكَسْرُ لُغَةٌ فِيهِ. وضَفّتا الوادِي: جانِباه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّاب مَعَ الْخَوَارِجِ: فقدَّمُوه عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ فضَربوا عُنُقه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجهه: فيَقِف ضَفَّتَيْ جُفُونِه أَي جَانِبَيْهَا؛ الضفَّةُ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: جانِبُ النَّهْرِ فَاسْتَعَارَهُ للجَفْن. وضَفَّتا الحَيْزُومِ: جَانِبَاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزومه «3» وضَفَّةُ الْمَاءِ: دُفْعَتُه الأُولى. وضَفَّةُ النَّاسِ: جماعَتهم. والضَّفَّةُ والجَفَّةُ: جماعةُ القومِ. قَالَ الأَصمعي: دَخَلْتُ فِي ضَفَّةِ الْقَوْمِ أَي فِي جماعَتهم. وَقَالَ اللَّيْثُ: دَخَلَ فُلَانٌ فِي ضَفَّةِ الْقَوْمِ وضَفْضَفَتِهم أَي فِي جماعَتهم. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ مِنْ لَفِيفِنا وضَفِيفنا أَي مِمَّنْ نَلُفُّه بِنَا ونَضُفُّه إِلَيْنَا إِذَا حَزَبَتْنا الأُمُور. أَبو زَيْدٍ: قَوْمٌ مُتضافُّون خَفيفةٌ أَموالُهم. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: قَوْمٌ مُتَضَافُّون أَي مُجْتَمِعُون؛ وأَنشد: فَراحَ يَحْدُوها عَلَى أَكْسائها، ... يَضُفُّها ضَفّاً عَلَى انْدِرائها أَي يَجْمَعُها؛ وَقَالَ غَيْلَانُ: مَا زِلْتُ بالعُنْفِ وفوقَ العُنْفِ، ... حَتَّى اشْفَتَرَّ الناسُ بَعْدَ الضَّفِ أَي تفرَّقوا بَعْدَ اجْتِمَاعٍ. والضَّفَفُ: ازْدِحام النَّاسِ عَلَى الْمَاءِ. والضَّفَّةُ: الفَعْلةُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُ. وتَضَافُّوا عَلَى الْمَاءِ إِذَا كَثُرُوا عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: تَضَافُّوا عَلَى الْمَاءِ تَضَافُواً «4»؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُمْ لَمُتَضَافُّون عَلَى الْمَاءِ أَي مُجْتَمِعُون مُزْدَحِمُون عَلَيْهِ. وَمَاءٌ مَضْفُوفٌ: كَثِيرٌ عَلَيْهِ الناسُ مِثْلُ مَشْفُوهٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَاؤُنَا الْيَوْمَ مَضْفُوف كَثِيرُ الغاشِيةِ مِنَ الناسِ وَالْمَاشِيَةِ؛ قَالَ: لَا يَسْتَقِي فِي النَّزَحِ المَضْفُوفِ ... إِلَّا مُدارةُ الغُروبِ الجُوفِ قَالَ: المُدار المُسَوَّى إِذَا وَقَعَ فِي الْبِئْرِ اجْتَحَفَ ماءَها. وَفُلَانٌ مَضْفُوف مِثْلُ مثْمود إِذَا نفِد مَا عِنْدَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَى أَبو عَمْرٍو الشَّيباني هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ المَظْفُوف بِالظَّاءِ، وَقَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ وَرَدْتُ ماء

_ (2). قوله [الشخب] بالفتح ويضم كما في القاموس. (3). قوله [يدعه] كذا ضبط الأصل، وعليه فهو من دع بمعنى دفع لا من ودع بمعنى ترك. (4). قوله [تَضَافُّوا عَلَى الْمَاءِ تَضَافُوًا] كذا بالأصل.

مَظْفُوفاً أَي مَشْغُولًا؛ وأَنشد الْبَيْتَيْنِ: لَا يَسْتَقِي فِي النَّزَحِ المَظْفُوفِ وَذَكَرَهُ ابْنُ فَارِسٍ بِالضَّادِ لَا غَيْرُ، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ اللَّيْثُ، وَفُلَانٌ مَضْفُوفٌ عَلَيْهِ كَذَلِكَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مَضْفُوفٌ، بِغَيْرِ عَلَى. شِمْرٌ: الضَّفَفُ مَا دُونَ مِلْء المِكْيالِ ودونَ كُلِّ مَمْلُوء، وَهُوَ الأَكل دُونَ الشِّبَعِ. ابْنُ سِيدَهْ: الضَّفَفُ قِلَّةُ المأْكول وَكَثْرَةُ الأَكَلة. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الضَّفَفُ أَن تَكُونَ الْعِيَالُ أَكثر مِنَ الزَّادِ، والحَفَفُ أَن تَكُونَ بِمقْدارِه، وَقِيلَ: الضَّفَفُ الغاشِيةُ والعِيالُ، وَقِيلَ الحشَم؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والضَّفَفُ: كَثْرَةُ الْعِيَالِ؛ قَالَ بُشَيْرُ بْنُ النِّكث: قدِ احْتَذى مِنَ الدِّمَاءِ وانْتَعَلْ، ... وكبَّرَ اللَّهَ وسمَّى ونَزَلْ بِمَنْزِلٍ يَنْزِلُه بَنُو عَمَلْ، ... لَا ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَلْ أَي لَا يَشْغَلُه عَنْ نُسُكِه وحَجِّه عِيال وَلَا مَتاعٌ. وأَصابهم مِنَ العَيْشِ ضَفَفٌ أَي شدَّة. وَرَوَى مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من خُبْز وَلَحْمٍ إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ ؛ قَالَ مَالِكٌ: فسأَلت بَدَوّياً عَنْهَا، فَقَالَ: تَناوُلًا مَعَ النَّاسِ، وَقَالَ الْخَلِيلُ: الضَّفَفُ كَثْرَةُ الأَيْدي عَلَى الطَّعَامِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الضَّفَف الضِّيق وَالشِّدَّةُ، وَابْنُ الأَعرابي مِثْلُهُ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمُ الْحَدِيثَ، وَقِيلَ: يَعْنِي اجْتِمَاعَ النَّاسِ أَي لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَحْمًا وَحْدَهُ وَلَكِنْ مَعَ النَّاسِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يَشْبَعْ إِلَّا بِضِيقٍ وَشِدَّةٍ، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ ضَفُّ الْحَالِ، وَقَالَ الأَصمعي: أَن يَكُونَ الْمَالُ قَلِيلًا وَمَنْ يأْكله كَثِيرًا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: شَظَف، وَهُوَ الضِّيقُ وَالشِّدَّةُ أَيضاً، يَقُولُ: لَمْ يَشْبَعْ إِلَّا بضيقٍ وقِلَّةٍ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: الضَّفَفُ أَن تَكُونَ الأَكَلةُ أَكثر مِنْ مِقْدار الْمَالِ، والحَفَفُ أَن تَكُونَ الأَكلة بِمِقْدَارِ الْمَالِ، وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَكل كَانَ مَنْ يأْكل مَعَهُ أَكثر عَدَدًا مِنْ قَدْرِ مَبْلَغِ المأْكول وكَفافِه. ابْنُ الأَعرابي: الضَّفَفُ القِلةُ، والحَفَفُ الحاجةُ. ابْنُ العُقَيلي: وُلِدَ للإِنسان عَلَى حَفَفٍ أَي عَلَى حاجةٍ إِلَيْهِ، وَقَالَ: الضَّفَفُ والحَفَفُ وَاحِدٌ. الأَصمعي: أَصابهم مِنَ العَيش ضَفَفٌ وحَفَفٌ وشَظَفٌ كُلُّ هَذَا مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ. وَمَا رُؤيَ عَلَيْهِ ضَفَفٌ وَلَا حَفَفٌ أَي أَثَر حاجةٍ. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: تُوُفي أَبو صِبْيَانِي فَمَا رُؤيَ عَلَيْهِمْ حَفَفٌ وَلَا ضَفَفٌ أَي لَمْ يُر عَلَيْهِمْ حُفُوفٌ وَلَا ضِيقٌ. الْفَرَّاءُ: الضَّفَفُ الحاجةُ. سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ ضَفِفُ الْحَالِ وَقَوْمٌ ضَفِفُو الْحَالِ، قَالَ: وَالْوَجْهُ الإِدْغام وَلَكِنَّهُ جَاءَ عَلَى الأَصل. والضَّفَفُ: العَجَلَةُ فِي الأَمر؛ قَالَ: وَلَيْسَ فِي رَأْيه وَهْنٌ وَلَا ضَفَفُ وَيُقَالُ: لقِيتُه عَلَى ضَفَفٍ أَي عَلَى عَجَلٍ مِنَ الأَمر. والضُّفُّ، وَالْجَمْعُ الضِّفَفَةُ: هُنَيَّة تُشْبِهُ القُراد إِذَا لَسَعَتْ شَريَ الجِلْدُ بَعْدَ لَسْعَتِها، وَهِيَ رَمْداء في لونها غَبْراء. ضوف: ضَافَ عَنِ الشَّيْءِ ضَوْفاً: عَدَل كصافَ صَوْفاً؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَاللَّهُ أَعلم. ضيف: ضِفْتُ الرَّجُلَ ضَيْفاً وضِيَافَةً وتَضَيَّفْتُه: نزلتُ بِهِ ضَيْفاً ومِلْتُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: نَزَلْتُ بِهِ

وصِرْت لَهُ ضَيفاً. وضِفْتُه وتَضَيَّفْتُه: طَلَبْتُ مِنْهُ الضِّيافةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وجَدْت الثَّرى فِينَا إِذَا التُمِسَ الثَّرى، ... ومَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهِد ضِفْتُ الرَّجُلَ قولُ الْقَطَامِيِّ: تَحَيَّزُ عَني خَشْيَةً أَن أَضِيفَها، ... كَمَا انْحازَتِ الأَفْعى مَخافةَ ضارِب وَقَدْ فُسِّرَ فِي تَرْجَمَةِ حَيَزَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ضَافَها ضَيْفٌ فأَمَرَتْ لَهُ بمِلْحَفَةٍ صَفْرَاءَ ؛ هُوَ مِنْ ضِفْتُ الرَّجُلَ إِذَا نَزَلْتَ بِهِ فِي ضِيافَتهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّهْديِّ: تَضَيَّفْتُ أَبا هُرَيْرَةَ سَبْعاً. وأَضَفْتَه وضَيَّفْتَه: أَنْزَلْتَه عَلَيْكَ ضَيْفاً وأَمَلْتَه إِلَيْكَ وقَرَّبْتَه، وَلِذَلِكَ قِيلَ: هُوَ مُضافٌ إِلَى كَذَا أَي مُمالٌ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَضافَ فُلَانٌ فُلَانًا فَهُوَ يُضيفُه إِضَافَةً إِذَا أَلجأَه إِلَى ذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ لأَسماء بْنِ خَارِجَةَ الْفَزَارِيِّ يَصِفُ الذِّئْبَ: ورأَيتُ حَقّاً أَن أُضَيِّفَه، ... إذْ رامَ سِلْمِي واتَّقى حَرْبي اسْتَعَارَ لَهُ التضييفَ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنه أَمَّنَه وَسَالَمَهُ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ رَجَاءَ بْنَ سَلَمَة الْكُوفِيَّ يَقُولُ: ضَيَّفْتُه إِذَا أَطْعَمْتَه، قَالَ: والتَّضْيِيفُ الإِطعام، قَالَ: وأَضَافَه إِذَا لَمْ يُطْعِمْه، وَقَالَ رَجَاءٌ: فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما : يُطْعِمُوهما. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَضَافَه وضَيَّفَه عِنْدَنَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَقَوْلِكَ أَكْرَمَه اللَّهُ وكرَّمه، وأَضَفْته وضَيَّفْتُه. قَالَ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما ، سأَلاهم الإِضافةَ فَلَمْ يَفْعَلُوا، وَلَوْ قُرِئت أَن يُضِيفُوهما كَانَ صَوَابًا. وتَضَيَّفْتُه: سأَلته أَن يُضِيفَني، وأَتيتُه ضَيْفاً؛ قَالَ الأَعشى: تَضَيَّفْتُه يَوْماً، فأَكْرَمَ مَقْعَدي، ... وأَصْفَدَني عَلَى الزَّمانةِ قَائِدَا وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَمِنَّا خَطِيبٌ لَا يُعابُ، وقائلٌ ... ومَنْ هُوَ يَرْجو فَضْلَه المُتَضَيِّفُ وَيُقَالُ: ضَيَّفْتُه أَنزلته مَنْزِلَةَ الأَضياف. والضَّيْفُ: المُضَيَّفُ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ كعدلٍ وخَصْمٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ، وَفِيهِ: هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ ؛ عَلَى أَن ضَيْفاً قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاهُنَا جَمْعَ ضَائِف الَّذِي هُوَ النَّازِلُ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ زَوْرٍ وصَوْمٍ، فَافْهَمْ، وَقَدْ يكسَّر فَيُقَالُ أَضْيافٌ وضُيُوفٌ وضِيفَانٌ؛ قَالَ: إِذَا نَزَلَ الأَضْيافُ، كَانَ عَذَوَّراً ... عَلَى الحَيِّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الأَضْيَافُ هُنَا بِلَفْظِ القِلَّة وَمَعْنَاهَا أَيضاً، وَلَيْسَ كَقَوْلِهِ: وأَسْيافُنا مِنْ نَجْدَةٍ تَقْطُرُ الدَّمَا فِي أَنْ الْمُرَادَ بِهَا مَعْنَى الْكَثْرَةِ، وَذَلِكَ أَمْدَحُ لأَنه إِذَا قَرَى الأَضْيافَ بمراجِلِ الْحَيِّ أَجمعَ، فَمَا ظنُّك لَوْ نَزَلَ بِهِ الضيِّفانُ الْكَثِيرُونَ؟ التَّهْذِيبِ: قَوْلُهُ هؤُلاءِ ضَيْفِي أَي أَضيافي، تَقُولُ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي وأَضْيافي وضُيُوفِي وضِيَافي، والأُنثى ضَيْفٌ وضَيْفَةٌ، بِالْهَاءِ؛ قَالَ البَعيث:

لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه، وَهِيَ ضَيْفَةٌ، ... فجاءَت بِيَتْنٍ للضِّيَافَة أَرْشَما وحرَّفه أَبو عبيدة فَعَزَاهُ إِلَى جَرِيرٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد بالضَّيْفَة فِي الْبَيْتِ أَنها حملتْه وَهِيَ حَائِضٌ. يُقَالُ: ضَافَتِ المرأةُ إِذَا حَاضَتْ لأَنها مَالَتْ مِنَ الطُّهر إِلَى الحَيض، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ وَهِيَ ضَيْفَة أَي ضَافَتْ قَوْمًا فحبِلت فِي غَيْرِ دَارِ أَهلها. واسْتَضَافَه: طَلَبَ إِلَيْهِ الضِّيافة؛ قَالَ أَبو خِراشٍ: يَطِيرُ إِذَا الشَّعْراء ضَافَتْ بِحَلْبِه، ... كَمَا طارَ قِدْحُ المُسْتَضِيفِ المُوَشَّمُ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَراد أَن يَسْتَضِيف دَارَ بِقدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلم أَنه مُسْتَضِيف. والضَّيْفَن: الَّذِي يَتْبَعُ الضَّيْفَ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ عِنْدَ غَيْرِ سِيبَوَيْهِ، وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ ضَفَنَ وسيأْتي ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّيْفَن الَّذِي يَجِيءُ مَعَ الضَّيْفِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ فَعْلَن وَلَيْسَ بفَيْعَلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا جَاءَ ضَيْفٌ، جَاءَ للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ، ... فأَوْدَى بِمَا تُقْرى الضُّيُوفُ الضَّيافِنُ وضَافَ إِلَيْهِ: مَالَ ودَنا، وَكَذَلِكَ أَضَافَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَحَابًا: حَتَّى أَضافَ إِلَى وادٍ ضَفادِعُه ... غَرْقَى رُدافَى، تَرَاهَا تَشْتَكي النَّشَجا وضَافَنِي الهمُّ كَذَلِكَ. والمُضَاف: المُلْصَق بِالْقَوْمِ المُمال إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ. وكلُّ مَا أُمِيلَ إِلَى شَيْءٍ وأُسْنِد إِلَيْهِ، فَقَدْ أُضِيفَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَلَمَّا دخَلْناه، أَضَفْنَا ظُهورَنا ... إِلَى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ أَي أَسْنَدْنا ظُهورَنا إِلَيْهِ وأَملْناها؛ وَمِنْهُ قِيلَ للدّعيِّ مُضَاف لأَنه مُسْنَدٌ إِلَى قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مُضِيفٌ ظهرَه إِلَى القُبَّة أَي مُسْنِدُه. يُقَالُ: أَضَفْتُه إِلَيْهِ أُضِيفُه. والمُضَاف: المُلْزَق بِالْقَوْمِ. وضَافَه الهمُّ أَي نزَلَ بِهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَخُلَيْدُ، إنَّ أَباك ضَافَ وِسادَهُ ... هَمَّانِ، بَاتَا جَنْبَةً ودَخِيلا أَي بَاتَ أَحدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه، وباتَ الآخرُ داخِلَ جَوْفِه. وإضَافَةُ الِاسْمِ إِلَى الِاسْمِ كَقَوْلِكَ غُلَامُ زَيْدٍ، فَالْغُلَامُ مُضَاف وَزَيْدٌ مُضَاف إِلَيْهِ، والغَرَض بالإِضَافَة التَّخْصِيصُ وَالتَّعْرِيفُ، وَلِهَذَا لَا يَجُوزُ أَن يُضافَ الشَّيْءُ إِلَى نَفْسِهِ لأَنه لَا يُعَرِّفُ نَفْسَهُ، فَلَوْ عرَّفها لَمَا احْتِيجَ إِلَى الإِضافة. وأَضَفْتُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ أَي أَمَلْتُه، وَالنَّحْوِيُّونَ يُسَمُّونَ الْبَاءَ حَرْفَ الإِضَافَة، وَذَلِكَ أَنك إِذَا قُلْتَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ فَقَدْ أَضَفْتَ مرورَك إِلَى زَيْدٍ بِالْبَاءِ. وضَافَت الشَّمْسُ تَضِيفُ وضَيَّفَتْ وتَضَيَّفَتْ: دَنَتْ لِلْغُرُوبِ وقرُبت. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصَّلَاةِ إِذَا تَضَيَّفَتِ الشمسُ لغروب ؛ تَضَيَّفَتْ: مَالَتْ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الضَّيْفُ ضَيْفاً مِنْ ضَافَ عَنْهُ يَضِيف؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ثلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنهانا أَن نُصَلِّي فِيهَا: إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذَا تضَيَّفت لِلْغُرُوبِ، ونصفَ النَّهَارِ. وضَافَ السهمُ: عَدَل عَنِ الهَدَف أَو الرميَّة، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى لَيْسَتْ فِي الْحَدِيثِ: صافَ السَّهْمُ بِمَعْنَى ضافَ، وَالَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ ضافَ، بِالضَّادِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ قَالَ لَهُ ابْنُهُ: ضِفْتُ عَنْكَ يَوْمَ بَدرٍ أَي

مِلْتُ عنكَ وعدَلْتُ؛ وَقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: جَوارِسُها تَأْوِي الشعُوفَ دَوائِباً، ... وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَضِيفاً كِرابُها أَراد ضَائِفاً كِرابُها أَي عادِلةً مُعْوَجَّةً فَوَضَعَ اسْمَ الْمَفْعُولِ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. والمُضَافُ: الْوَاقِعُ بَيْنَ الْخَيْلِ والأَبْطال وَلَيْسَتْ بِهِ قوَّة؛ وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: أَنت تُجِيبُ دَعْوةَ المَضُوفِ فَإِنَّمَا اسْتَعْمَلَ الْمَفْعُولَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، كَمَا فُعل ذَلِكَ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ نَحْوِ قَوْلِهِ: يَخْرُجْن مِنْ أَجْوازِ ليلٍ غاضِي وبُنِيَ المَضُوف عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ فِي بِيع بُوعَ. والمُضَاف: المُلْجَأُ المُحْرَجُ المُثْقَلُ بِالشَّرِّ؛ قَالَ البُرَيْق الْهُذَلِيُّ: ويَحْمِي المُضافَ إِذَا مَا دَعَا، ... إِذَا مَا دَعَا اللِّمّة الفَيْلَمُ «5» هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بالإِطلاق مَرْفُوعًا، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ بالإِطلاق أَيْضًا مَجْرُورًا عَلَى الصِّفَةِ للِّمّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ إِنَّمَا هِيَ الإِسكان عَلَى أَنه مِنَ الضَّرْبِ الرَّابِعِ مِنَ المُتَقارَب لأَنك إِنْ أَطلقتها فَهِيَ مُقْواة، كَانَتْ مَرْفُوعَةً أَو مَجْرُورَةً؛ أَلا تَرَى أَن فِيهَا: بَعَثْتُ إِذَا طَلَعَ المِرْزَمُ وَفِيهَا: والعَبدَ ذَا الخُلُق الأَفْقَمَا وَفِيهَا: وأَقضي بِصَاحِبِهَا مَغْرَمِي فَإِذَا سَكَّنْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَقُلْتَ المِرْزَمْ الأَفقمْ مغرمْ، سَلِمت القِطعةُ مِنَ الإِقواءِ فَكَانَ الضرْب فلْ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ حُكْمِ المتقارَب. وأَضَفْتُه إِلَى كَذَا أَي أَلجأْته؛ وَمِنْهُ المُضَاف فِي الْحَرْبِ وَهُوَ الَّذِي أُحيط بِهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُحَنَّباً، ... كَسِيدِ الغَضَا، نَبَّهْتَه، المُتَوَرِّدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُسْتَضَاف أَيضاً بِمَعْنَى الْمُضَافِ؛ قَالَ جوَّاس بْنُ حَيّان الأَزْدِيّ: وَلَقَدْ أُقْدِمُ في الرَّوْعِ، ... وأَحْمِي المُسْتَضَافَا ثُمَّ قَدْ يحْمَدُني الضَّيْفُ، ... إِذَا ذَمَّ الضِّيَافَا واسْتَضَافَ مِنْ فُلَانٍ إِلَى فُلَانٍ: لجأَ إِلَيْهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ومارَسَني الشَّيْبُ عَنْ لِمَّتي، ... فأَصبحْتُ عَنْ حقِّه مُسْتَضِيفا وأَضَافَ مِنَ الأَمر: أَشْفَقَ وحَذِر؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أَقامتْ ثَلَاثًا بَيْنَ يومٍ وليلةٍ، ... وَكَانَ النَّكيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا وَإِنَّمَا غَلَّبَ التَّأْنِيثَ لأَنه لَمْ يَذْكُرِ الأَيام. يُقَالُ: أَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثًا بَيْنَ يومٍ وليلةٍ، غلَّبوا التأْنيث. والمَضُوفَةُ: الأَمر يُشْفَقُ مِنْهُ ويُخافُ؛ قال أَبو

_ (5). قوله [إِذَا مَا دَعَا اللِّمَّةَ إلخ] هكذا في الأصل، وأنشده الجوهري في مادة ف ل م: إِذَا فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الْفَيْلَمُ

فصل الطاء المهملة

جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ: وكُنْتُ إِذا جَارِي دَعا لِمَضُوفةٍ، ... أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري يَعْنِي الأَمْر يُشْفِقُ مِنْهُ الرَّجُل؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَهَذَا الْبَيْتُ يُرْوَى عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: عَلَى المَضُوفَةِ، والمَضِيفَةِ، والمُضَافَةِ؛ وَقِيلَ: ضَافَ الرَّجلُ وأَضَافَ خَافَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: أَنَّ ابْنَ الكَوَّاء وقَيْسَ بْنَ عَبادٍ «1» جَاآهُ فَقَالَا لَهُ: أَتَيْناكَ مُضَافَين مُثْقَلَيْنِ ؛ مُضَافَين أَي خائفَين، وَقِيلَ: مُضَافَين مُلْجَأَيْن. يُقَالُ: أَضَافَ مِنَ الأَمر إِذَا أَشْفَق. وحَذِر مِنْ إضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ إِذَا ضَمَّه إِلَيْهِ. يُقَالُ: أَضَافَ مِنَ الأَمر وضَافَ إِذَا خَافَهُ وأَشْفَقَ مِنْهُ. والمَضُوفَة: الأَمر الَّذِي يُحذَرُ مِنْهُ ويُخافُ، وَوَجْهُهُ أَن تَجْعَلَ المُضَافَ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الإِضَافَة كالمُكْرَم بِمَعْنَى الإِكْرام، ثُمَّ تصفَ بِالْمَصْدَرِ، وَإِلَّا فَالْخَائِفُ مُضِيف لَا مُضاف. وَفُلَانٌ فِي ضِيفِ فُلَانٍ أَي فِي نَاحِيَتِهِ. والضِّيفُ: جَانِبَا الْجَبَلِ وَالْوَادِي، وَفِي التَّهْذِيبِ: الضِّيفُ جانِبُ الْوَادِي؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الأَغْفالِ الضِّيفَ للذَّكر فَقَالَ: حَتَّى إِذَا وَرَّكْت مِنْ أُتَيْرِ ... سَوَادَ ضِيفَيْهِ إِلَى القُصَيْرِ وتَضَايَفَ الوادب: تضايَقَ. أَبو زَيْدٍ: الضِّيفُ، بِالْكَسْرِ، الجَنْبُ؛ قَالَ: يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكي الأَظَلَّا، ... إِذَا تَضَايَفْنَ عَلَيْهِ انْسَلَّا يَعْنِي إِذَا صِرْنَ مِنْهُ قَرِيبًا إِلَى جَنْبِه، وَالْقَافُ فِيهِ تَصْحِيفٌ. وتَضايَفَه الْقَوْمُ إِذَا صَارُوا بِضِيفَيْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ العَدُوَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَمَنُوا فِي أَحناء الْوَادِي ومَضايفه. والضِّيفُ: جانِبُ الْوَادِي. وناقةٌ تُضِيفُ إِلَى صَوْتِ الْفَحْلِ أَي إِذَا سَمِعَتْهُ أَرادت أَن تأْتيه؛ قَالَ البُرَيْقُ الْهُذَلِيُّ: منَ المُدَّعِينَ إِذَا نُوكِروا، ... تُضِيفُ إِلَى صَوْتِه الغَيْلَمُ الْغَيْلَمُ: الجاريةُ الحَسْناء تَسْتأْنِسُ إِلَى صَوْتِهِ؛ وَرِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ: تُنِيفُ إِلَى صَوته الْغَيْلَمُ فصل الطاء المهملة طحف: الأَزهري: اللَّيْثُ الطَّحْفُ حَبٌّ يَكُونُ بِالْيَمَنِ يُطْبخ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الطَّهْفُ، بِالْهَاءِ، وَلَعَلَّ الْحَاءَ تُبْدَلُ من الهاء. طخف: الطَّخْفُ والطَّخَافُ: السَّحابُ المُرْتَفِع الرقيقُ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: أَعَيْنَيَّ، لَا يَبْقى عَلَى الدَّهْر قادِرٌ ... بِتَيْهُورةٍ، تَحْتَ الطَّخَافِ العصائبِ وَرُوِيَ الطِّخَاف عَلَى أَنه جَمْعُ طَخْفٍ، والطَّخْفُ: شَيْءٌ مِنَ الْهَمِّ يَغْشى الْقَلْبَ. ووجَدَ عَلَى قَلْبِهِ طَخْفاً وطَخَفاً أَي غَمّاً. والطَّخْفُ وطِخْفَةُ، بِالْكَسْرِ «2»: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ: خُدارِيّة صَقْعاء أَلْصَقَ رِيشَها، ... بِطِخْفَةَ، يومٌ ذُو أَهاضِيبَ ماطِرُ

_ (1). قوله [عباد] كذا بالأصل، والذي في النهاية عبادة. (2). قوله [طِخْفَة بالكسر] اقتصر عليه تبعاً للجوهري. والذي في القاموس وسبقه ياقوت: زيادة الْفَتْحَ.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للحَرِث بْنِ وَعْلَة الجَرْمِيّ؛ وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: خُدارِيّة صَقْعاء لَبَّدَ رِيشَها، ... مِنَ الطَّلِّ، يومٌ ذُو أَهاضِيبَ مَاطِرُ وَقَالَ جَرِيرٌ: بطِخْفَةَ جالَدْنا المُلُوكَ وخَيْلُنا، ... عَشِيَّةَ بِسْطامٍ، جَرَيْنَ عَلَى نَحْبِ وَقَالَ الحذْلَمي: كأَنَّ فوقَ المَتن مِنْ سَنامِها ... عَنْقاء، مِنْ طِخْفَةَ أَو رِجامِها وَمِنْهُ يَوْمُ طِخْفَةَ لِبَنِي يَرْبُوعٍ عَلَى قابُوسَ بْنِ الْمُنْذِرُ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ. وضرْب طِلَخْفٌ، بِزِيَادَةِ اللَّامِ، مِثْلُ حِبَجْرٍ أَي شَديد؛ قَالَ حَسَّانُ: أَقَمْنا لَكُمْ ضَرْباً طِلَخْفاً مُنَكِّلًا، ... وحُزناكُمُ بالطَّعْنِ منْ كلِّ جانِب وَقَالَ آخَرُ: ضَرْباً طِلَخْفاً فِي الطُّلى سَخِينا والطَّخْفُ: اللَّبَنُ الحامِضُ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: لَمْ تُعالِجْ دَمْحقاً بَائِتًا، ... شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعِ اللَّدْمُ: اللَّعْقُ. والدَّعاعُ: عِيالُ الرَّجل. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: الطَّخِيفَة واللَّخيفةُ الخَزيرةُ؛ رَوَاهُ أَبُو تُرَابٍ، وَقِيلَ: الطخْفُ اللبَن الحامِض. طرف: الطَّرْفُ: طرْفُ الْعَيْنِ. والطَّرْفُ: إطْباقُ الجَفْنِ عَلَى الجفْن. ابْنُ سِيدَهْ: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وَقِيلَ: حَرَّكَ شُفْره ونَظَرَ. والطَّرْفُ: تَحْرِيكُ الجُفُون فِي النَّظَرِ. يُقَالُ: شَخَصَ بصرُه فَمَا يَطْرِفُ. وطَرَفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفَه كِلَاهُمَا إِذَا أَصاب طرْفَه، وَالِاسْمُ الطُّرْفَةُ. وَعَيْنٌ طَرِيفٌ: مَطْروفة. التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ: الطَّرْفُ اسْمٌ جَامِعٌ لِلْبَصَرِ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجمع لأَنه فِي الأَصل مَصْدَرُ فَيَكُونُ وَاحِدًا وَيَكُونُ جَمَاعَةً. وَقَالَ تَعَالَى: لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ . والطَّرْفُ: إصابَتُك عَيناً بِثَوْبٍ أَو غَيْرِهِ. يُقَالُ: طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفَةٌ وطَرَفَها الحزنُ بِالْبُكَاءِ. وَقَالَ الأَصمعي: طُرِفَتْ عينُه فَهِيَ تُطْرَفُ طَرْفاً إِذَا حُرِّكَتْ جُفونُها بِالنَّظَرِ. وَيُقَالُ: هُوَ بِمَكَانٍ لَا تَرَاهُ الطَّوَارِفُ، يَعْنِي الْعُيُونَ. وطَرَفَ بصَره يَطْرِفُ طَرْفاً إِذَا أطْبَقَ أَحدَ جَفْنيهِ عَلَى الْآخَرِ، الْوَاحِدَةُ مِنْ ذَلِكَ طَرْفَةٌ. يُقَالُ: أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمة: قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: حُمادَياتُ النِّسَاءِ غَضُّ الأَطْرَافِ ؛ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرَافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عَنِ الحَركةِ والسيْر، تَعْنِي تَسْكِينَ الأَطْرَافِ وَهِيَ الأَعْضاء؛ وَقَالَ القُتيبي: هِيَ جَمْعُ طَرْف الْعَيْنِ، أَرادت غَضَّ الْبَصَرِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الطَّرْف لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنه مَصْدَرٌ، وَلَوْ جُمِعَ لَمْ يُسْمَعْ فِي جَمْعِهِ أَطْرافٌ، قَالَ: وَلَا أَكاد أَشُكُّ فِي أَنه تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ غَضُّ الإِطْراق أَي يَغْضُضْن مِنْ أَبْصارِهن مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إِلَى الأَرض. وَجَاءَ مِنَ الْمَالِ بطَارِفَةِ عَيْنٍ كَمَا يُقَالُ بعائرةِ عَيْنٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ جَاءَ فُلَانٌ بطَارِفَة عَيْنٍ أَي جَاءَ

بِمَالٍ كَثِيرٍ. والطِّرْف، بِالْكَسْرِ، مِنَ الْخَيْلِ: الكريمُ العَتِيقُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الْقَوَائِمِ والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ مِنْ نِتاجك وَالْجَمْعُ أَطرافٌ وطُرُوفٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ. يُقَالُ: فَرَسٌ طِرْفٌ مِنْ خَيْلٍ طُرُوفٍ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَهُوَ نَعْتٌ لِلذُّكُورِ خَاصَّةً. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: فَرَسٌ طِرْفَةٌ، بِالْهَاءِ للأُنثى، وصارمةٌ وَهِيَ الشَّدِيدَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ الأَطرافِ يَعْنِي الْآبَاءَ والأُمّهات. وَيُقَالُ: هُوَ المُسْتَطْرِفُ لَيْسَ مِنْ نِتَاجِ صاحِبه، والأُنثى طِرْفَةٌ؛ وأَنشد: وطِرفَة شَدَّتْ دِخالًا مُدْمَجا والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخِرْقُ الْكَرِيمُ مِنَ الفِتْيان وَالرِّجَالِ، وَجَمْعُهُمَا أَطْرَاف؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِابْنِ أَحمر: عليهنَّ أَطْرَافٌ مِنَ القوْمِ لَمْ يَكُنْ ... طَعامُهُمُ حَبّاً، بِزُغْمَةَ، أَسْمَرا يَعْنِي العَدَس لأَن لَوْنَهُ السُّمْرَةُ. وزُغْمَةُ: مَوْضِعٌ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَبْيَض مِنْ غَسّانَ فِي الأَطْرَافِ الأَزهري: جَعَلَ أَبو ذُؤَيْبٍ الطِّرْفَ الْكَرِيمَ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: وإنَّ غُلَامًا نِيلَ فِي عَهْدِ كاهلٍ ... لَطِرْفٌ، كنَصْلِ السَّمهَرِيِّ صريحُ «1» وأَطْرَفَ الرجلَ: أَعْطاه مَا لَمْ يُعْطِه أَحداً قَبْلَهُ. وأَطْرَفْتُ فُلَانًا شَيْئًا أَي أَعطيته شَيْئًا لَمْ يَمْلِك مِثْلَهُ فأَعجبه، وَالِاسْمُ الطُّرْفَةُ؛ قَالَ بَعْضُ اللُّصوص بَعْدَ أَن تابَ: قُلْ للُّصُوص بَني اللَّخْناء يَحْتَسِبُوا ... بُرَّ العِراق، ويَنْسَوْا طُرْفَةَ اليَمنِ وَشَيْءٌ طَرِيفٌ: طَيِّب غَرِيبٌ يَكُونَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ خيرُ الكلامِ مَا طَرُفَتْ مَعَانِيهِ، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذّه آذانُ سامعِيه. وأَطْرَفَ فُلَانٌ إِذَا جَاءَ بطُرْفةٍ. واسْتَطْرَفَ الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً. واسْتَطْرَفْت الشيءَ: اسْتَحْدَثْتُهُ. وَقَوْلُهُمْ: فَعَلْتُ ذَلِكَ فِي مُسْتَطْرَفِ الأَيام أَي فِي مُسْتَأْنَف الأَيام. واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفَه واطَّرَفَه: اسْتفادَه. والطَّرِيفُ والطَّارِفُ مِنَ الْمَالِ: المُسْتَحْدثُ، وَهُوَ خِلافُ التَّالِد والتَّلِيدِ، وَالِاسْمُ الطُّرْفَةُ، وَقَدْ طَرُفَ، بِالضَّمِّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطَّارِفُ الْمَالُ المُسْتَفاد؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: فِدًى لِفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ ... وزِمَّانَ التِّلادُ مَعَ الطِّرَافِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ طَرِيف كظَريفٍ وظِرافٍ، أَو جَمْعَ طَارِفٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِي الطَّرِيف، وَهُوَ أَقيس لِاقْتِرَانِهِ بِالتِّلَادِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لَهُ طَارِفٌ وَلَا تالدٌ وَلَا طَرِيفٌ وَلَا تليدٌ؛ فالطَّارِفُ والطَّرِيفُ: مَا اسْتَحْدَثْت مِنَ المالِ واسْتَطْرَفْته، والتِّلادُ والتلِيدُ ما ورِئْتَه عَنِ الْآبَاءِ قَدِيمًا. وَقَدْ طَرُفَ طَرَافَةً وأَطْرَفَه: أَفاده ذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

_ (1). قوله [صريح] هو بالصاد المهملة هنا، وأَنشده في مادة قرح بالقاف، وفسره هناك، والقريح والصريح واحد.

تَئِطُّ وتَأْدُوها الإِفال مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفَاتِ الحَمائِل «1» مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غَنِيمَةً مِنْ غَيْرِهِمْ. وَرَجُلٌ طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لَا يَثْبُتُ عَلَى أَمْرٍ. وامرأَة مَطْرُوفَةٌ بِالرِّجَالِ إِذَا كَانَتْ لَا خَيْرَ فِيهَا، تَطْمَحُ عَيْنُها إِلَى الرِّجَالِ وتَصْرف بَصَرَها عَنْ بَعْلِهَا إِلَى سِوَاهُ. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ فِي خُطبته: إنَّ الدُّنْيَا قَدْ طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إِلَيْهَا وَإِلَى زُخْرُفِها وَزِينَتِهَا. وامرأَة مَطْرُوفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَي لَا تَثْبُت عَلَى وَاحِدٍ، وُضِع الْمَفْعُولُ فِيهِ مَوْضِعَ الْفَاعِلِ؛ قَالَ الحُطيئة: وَمَا كنتُ مِثْلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه، ... بَغَى الودَّ مِنْ مَطْرُوفَةِ العينِ طامِح وَفِي الصِّحَاحِ: مِنْ مَطْرُوفَة الْوُدِّ طَامِحِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ مُخَالِفٌ لأَصل الْكَلِمَةِ. والمَطْروفَة مِنَ النِّسَاءِ: التَّيِ قَدْ طَرَفَها حبُّ الرِّجال أَي أَصاب طَرْفَها، فَهِيَ تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لِكُلِّ مَنْ أَشْرَفَ لَهَا وَلَا تَغُضُّ طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طَرْفَها طُرفَةٌ أَو عُود، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ مَطْرُوفَة؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَرَجُلٌ طَرْفٌ «2» لَا يَثبتُ عَلَى امرأَة وَلَا صَاحِبٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: ومَطْرُوفَةِ العَيْنَينِ خَفَّاقةِ الحَشَى، ... مُنَعَّمةٍ كالرِّيمِ طابتْ فَطُلَّتِ وَقَالَ طَرَفَة يَذْكُرُ جَارِيَةً مُغَنِّية: إِذَا نحنُ قُلْنَا: أَسْمِعِينا، انْبَرَتْ لَنَا ... عَلَى رِسْلِها مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّدِ «3» قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَطرُوفَةُ الَّتِي أَصابتها طُرفة، فَهِيَ مَطْرُوفَة، فأَراد كأَنَّ فِي عَيْنَيْهَا قَذًى مِنِ اسْتِرْخائها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَطْرُوفَة مُنْكَسِرَةُ الْعَيْنِ كأَنها طُرِفَتْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ تَنْظُرُ إِلَيْهِ. وطَرَفْتُ عَيْنَهُ إِذَا أَصَبْتها بِشَيْءٍ فَدَمِعَتْ، وَقَدْ طُرِفَتْ عَيْنُهُ، فَهِيَ مَطْرُوفَة. والطَّرْفَةُ أَيضاً: نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ مِنَ الدَّمِ تحدُث فِي الْعَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وَغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ فُضَيْلٍ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَصْلع فَطُرِفَ لَهُ طرْفة ؛ أَصل الطَّرْفِ: الضَّرْبُ عَلَى طرَف الْعَيْنِ ثُمَّ نُقِلَ إِلَى الضَّرْبِ عَلَى الرأْس. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ طَرَفْتُ فُلَانًا أَطْرِفُه إِذَا صَرَفْتَه عَنْ شَيْءٍ، وطَرَفَه عَنْهُ أَي صَرفه وَرَدَّهُ؛ وأَنشد لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: إِنَّكَ، واللهِ، لَذُو مَلَّةٍ، ... يَطْرِفُك الأَدنى عَنِ الأَبْعَدِ أَي يَصْرِفك؛ الْجَوْهَرِيُّ: يَقُولُ يَصْرِفُ بصرَك عَنْهُ أَي تَسْتَطرِفُ الجَديد وتَنْسى الْقَدِيمَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ: يَطْرِفك الأَدنى عَنِ الأَقْدَمِ قَالَ: وَبَعْدَهُ: قلتُ لَهَا: بَلْ أَنت مُعْتَلّةٌ ... فِي الوَصْلِ، يَا هِند، لِكَيْ تَصْرِمي وَفِي حَدِيثِ نَظَرِ الفجأَة: وَقَالَ اطْرِفْ بَصَرَكَ أَي

_ (1). قوله [تئط] هو في الأصل هنا بهمز ثانيه مضارع أط، وسيأتي تفسيره في أدي. (2). قوله [ورجل طَرْف] أورده في القاموس فيما هو بالكسر، وفي الأصل ونسخ الصحاح ككتف، قال في شرح القاموس: وهو القياس. (3). قوله [مَطْرُوفَة] تقدم إنشاده في مادة شدد: مطروقة بالقاف تبعاً للأصل.

اصْرِفْه عَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِ وامْتَدَّ إِلَيْهِ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَرَجُلٌ طَرِفٌ وامرأَة طَرِفَةٌ إِذَا كَانَا لَا يَثْبُتَانِ عَلَى عَهْدٍ، وكلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ آخَرَ غَيْرَ صَاحِبِهِ ويَطَّرِفَ غَيْرَ مَا فِي يَدِهِ أَي يَسْتَحْدِثَ. واطَّرَفْتُ الشَّيْءَ أَي اشْتَرَيْتُهُ حَدِيثًا، وَهُوَ افْتَعَلْت. وَبَعِيرٌ مُطَّرَفٌ: قَدِ اشْتُرِيَ حَدِيثًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّني مِنْ هَوى خَرْقاء مُطَّرَفٌ، ... دَامِي الأَظلِّ بعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ أَراد أَنه مِنْ هَواها كَالْبَعِيرِ الَّذِي اشتُري حَدِيثًا فَلَا يَزَالُ يَحِنُّ إِلَى أُلَّافِه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُطَّرَف الَّذِي اشْتُرِيَ مِنْ بَلَدٍ آخَرَ فَهُوَ يَنْزِعُ إِلَى وَطَنِهِ، والسَّأْوُ: الهِمّة، ومَهْيُومٌ: بِهِ هُيامٌ. وَيُقَالُ: هَائِمُ الْقَلْبِ. وطَرَفَه عَنَّا شُغل: حَبَسَهُ وصَرَفه. وَرَجُلٌ مَطْرُوف: لَا يَثْبُتُ عَلَى وَاحِدَةٍ كالمَطْرُوفَةِ مِنَ النِّسَاءِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وَفِي الحَيِّ مَطْرُوفٌ يُلاحظُ ظِلّه، ... خَبُوطٌ لأَيْدي اللَّامِساتِ، رَكُوضُ والطِّرْفُ مِنَ الرِّجَالِ: الرَّغِيبُ الْعَيْنِ الَّذِي لَا يَرَى شَيْئًا إِلَّا أَحَبَّ أَن يَكُونَ لَهُ. أَبو عَمْرٍو: فُلَانٌ مَطْرُوف الْعَيْنِ بِفُلَانٍ إِذَا كَانَ لَا يَنْظُرُ إِلَّا إِلَيْهِ. واسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَع: اختارتْه، وَقِيلَ: اسْتأْنَفَتْه. وَنَاقَةٌ طَرِفَةٌ ومِطْرَافٌ: لَا تَكاد تَرْعى حَتَّى تَسْتَطْرِفَ. الأَصمعي: المِطْرَافُ الَّتِي لَا تَرْعى مَرْعًى حَتَّى تَسْتَطْرِفَ غيرَه. الأَصمعي: نَاقَةٌ طَرِفَةٌ إِذَا كَانَتْ تُطْرِفُ الرِّياضَ رَوْضةً بَعْدَ رَوْضةٍ؛ وأَنشد: إِذَا طَرِفَتْ فِي مَرْتَعٍ بَكَراتُها، ... أَو اسْتَأْخَرَتْ عَنْهَا الثِّقالُ القَناعِسُ وَيُرْوَى: إِذَا أَطْرَفَتْ. والطَّرَفُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ طَرِفَتِ النَّاقَةُ، بِالْكَسْرِ، إِذَا تَطَرَّفَت أَي رَعَتْ أَطرافَ الْمَرْعَى وَلَمْ تَخْتَلِطْ بِالنُّوقِ. وَنَاقَةٌ طَرِفَة: لَا تَثْبُتُ عَلَى مَرْعًى وَاحِدٍ. وسِباعٌ طَوَارِفُ: سوالِبُ. والطَّرِيفُ فِي النَّسَبِ: الْكَثِيرُ الْآبَاءِ إِلَى الْجَدِّ الأَكبر. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيف كَثِيرَ الْآبَاءِ إِلَى الْجَدِّ الأَكبر لَيْسَ بِذِي قُعْدُدٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: نَقِيضُ القُعدد، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْآبَاءِ فِي الشَّرَفِ، وَالْجَمْعُ طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ؛ الأَخيران شَاذَّانِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي الكثير الآباء في الشرَف للأَعشى: أَمِرُونَ ولَّادُونَ كلَّ مُبارَكٍ، ... طَرِفُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ وَقَدْ طَرُفَ، بِالضَّمِّ، طَرَافةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُمْدَحُ بِهِ. والإِطْرَافُ: كَثْرَةُ الْآبَاءِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَطْرَفُهم أَي أَبْعَدُهم مِنَ الْجَدِّ الأَكبر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والطُّرْفَى فِي النَّسَبِ مأْخوذ مِنَ الطَّرَفِ، وَهُوَ البُعْدُ، والقُعْدى أَقرب نَسَبًا إِلَى الْجَدِّ مِنَ الطُّرفَى، قَالَ: وصحَّفه ابْنُ ولَّاد فَقَالَ: الطُّرْقَى، بِالْقَافِ. والطَرَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّاحِيَةُ مِنَ النواحي والطائفة من الشي، وَالْجَمْعُ أَطْرَاف. وَفِي حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ: كَانَ لَا يَتَطَرَّفُ مِنَ البَوْلِ أَي لَا يَتباعَدُ؛ مِنَ الطَرَف: النَّاحِيَةُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ؛ يَعْنِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فأَحدُ طَرَفَي النَّهَارِ

صَلَاةُ الصُّبْحِ والطَّرَفُ الْآخَرُ فِيهِ صَلَاتَا العَشِيِّ، وَهُمَا الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ، وَقَوْلُهُ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ يَعْنِي صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ ؛ أَراد وَسَبِّحْ أَطراف النَّهَارِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَطْرَافُ النَّهَارِ الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ، وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: أَطْرَاف النَّهَارِ سَاعَاتُهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَراد طَرَفَيْهِ فَجَمَعَ. وَيُقَالُ: طَرَّفَ الرجلُ حَوْلَ الْعَسْكَرِ وَحَوْلَ الْقَوْمِ، يُقَالُ: طَرَّفَ فُلَانٌ إِذَا قَاتَلَ حَوْلَ الْعَسْكَرِ لأَنه يَحْمِلُ عَلَى طَرَف مِنْهُمْ فيردُّهم إِلَى الجُمْهور. ابْنُ سِيدَهْ: وطَرَّفَ حَوْلَ الْقَوْمِ قاتَل عَلَى أَقصاهم وَنَاحِيَتِهِمْ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ مُطَرِّفاً. وتَطَرَّفَ عَلَيْهِمْ: أَغار، وَقِيلَ: المُطَرِّف الَّذِي يأْتي أَوائل الْخَيْلِ فيردُّها عَلَى آخِرِهَا، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي يُقاتِل أَطراف النَّاسِ؛ وَقَالَ ساعِدةُ الْهُذَلِيُّ: مُطَرِّف وَسْطَ أُولى الخَيْلِ مُعْتَكِر، ... كالفَحْلِ قَرْقَرَ وَسْطَ الهَجْمةِ القَطِم وَقَالَ المفضَّل: التَّطْرِيفُ أَن يَرُدَّ الرَّجُلُ عَنْ أُخْريات أَصحابه. وَيُقَالُ: طَرَّفَ عَنَّا هَذَا الفارسُ؛ وَقَالَ مُتَمِّمٌ: وَقَدْ عَلِمَتْ أُولى المغِيرة أَنَّنا ... نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقصاتِ السَّوابقا وَقَالَ شَمِرٌ: أَعْرِفُ طَرَفَه إِذَا طَرَدَه. ابْنُ سِيدَهْ: وطَرَفُ كل شي مُنتهاه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَالطَّائِفَةُ مِنْهُ طَرَفٌ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: عَلَيْكُمْ بالتَّلْبِينةِ، وَكَانَ إِذَا اشْتكى أَحدُهم لَمْ تُنْزَلِ البُرمة حَتَّى يأْتي عَلَى أَحد طَرَفَيْه أَي حَتَّى يُفِيق مِنْ عِلَّتِه أَو يَمُوتَ، وَإِنَّمَا جَعَل هَذَيْنِ طَرَفَيْهِ لأَنهما مُنْتَهَى أَمر الْعَلِيلِ فِي عِلَّتِهِ فَهُمَا طَرَفَاه أَي جَانِبَاهُ. وَفِي حَدِيثِ أَسماء بِنْتِ أَبي بَكْرٍ: قَالَتْ لِابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ: مَا بِي عَجَلة إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى آخُذَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ: إِمَّا أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عَيْنِي، وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك. وتَطَرَّفَ الشيءُ: صَارَ طَرَفاً. وشاةٌ مُطَرَّفَةٌ: بَيْضَاءُ أَطرافِ الأُذنين وَسَائِرُهَا أَسود، أَو سَوْداؤها وَسَائِرُهَا أَبيض. وَفَرَسٌ مُطَرَّف: خالَفَ لونُ رأْسِه وَذَنَبِهِ سَائِرَ لَونه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَنْ الْخَيْلِ أَبْلَقُ مُطَرَّف، وَهُوَ الَّذِي رأْسه أَبيض، وَكَذَلِكَ إِنْ كَانَ ذَنَبُهُ ورأْسه أَبيضين، فَهُوَ أَبلق مُطَرَّف، وَقِيلَ: تَطْرِيفُ الأُذنين تأْلِيلُهما، وَهِيَ دِقّة أَطْرافهما. الْجَوْهَرِيُّ: المُطَرَّف مِنَ الْخَيْلِ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، هُوَ الأَبيض الرأْس وَالذَّنَبِ وَسَائِرُهُ يُخَالِفُ ذَلِكَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ أَسود الرأْس وَالذَّنَبِ، قَالَ وَيُقَالُ لِلشَّاةِ إِذَا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وَسَائِرُهَا أَبيض مُطرَّفة. والطَّرَفُ: الشَّواةُ، وَالْجَمْعُ أَطْرَاف. والأَطْرَافُ: الأَصابع، وَفِي التَّهْذِيبِ: اسْمُ الأَصابع، وَكِلَاهُمَا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَلَا تُفْرَدُ الأَطْرَافُ إِلَّا بالإِضافة كَقَوْلِكَ أَشارت بِطَرَفِ إصبَعِها؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: يُبْدِينَ أَطْرَافاً لِطافاً عَنَمَهْ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الأَطْرَاف بِمَعْنَى الطرَف الْوَاحِدِ وَلِذَلِكَ قَالَ عَنَمَه. وَيُقَالُ: طَرَّفَت الْجَارِيَةُ بَنانَها إِذَا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء، وَهِيَ مُطَرَّفَة، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، جُعل فِي سَرَبٍ وَهُوَ طِفْل وجُعِل رِزْقه فِي أَطْرَافِه أَي كَانَ يَمَصُّ أَصابعه فَيَجِدُ فِيهَا مَا يُغَذِّيه. وأَطرافُ العَذارَى: عِنب أَسود طِوَالٌ كأَنه البَلُّوط يشبَّه

بأَصابع الْعَذَارَى المُخَضَّبة لِطُولِهِ، وعُنقودُه نَحْوُ الذِّرَاعِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ عِنَبِ الطَّائِفِ أَبيض طِوَالٌ دِقَاقٌ. وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفَه: اخْتاره؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُرَاعٍ العُكلِيُّ: أُطَرِّفُ أَبكاراً كأَنَّ وُجوهَها ... وجُوهُ عَذارى، حُسِّرَتْ أَن تُقَنَّعا وطَرَفُ القومِ: رَئِيسُهُمْ، والجمعُ كَالْجَمْعِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ موتُ عُلَمَائِهَا، وَقِيلَ: مَوْتُ أَهلها ونقصُ ثِمَارِهَا، وَقِيلَ: معناه أَوَلم يَرَوْا أَنَّا فَتَحْنَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الأَرض مَا قَدْ تبيَّن لَهُمْ، كَمَا قَالَ: أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ ؛ الأَزهري: أَطْرَافُ الأَرض نواحِيها، الْوَاحِدُ طَرَف ونَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَي مِنْ نواحِيها نَاحِيَةً نَاحِيَةً، وَعَلَى هَذَا مَنْ فَسَّرَ نقْصَها مِنْ أَطرافها فُتوح الأَرضين، وأَما مَنْ جَعَلَ نَقْصَهَا مِنْ أَطرافها مَوْتَ عُلَمَائِهَا، فَهُوَ مِنْ غَيْرِ هَذَا، قَالَ: وَالتَّفْسِيرُ عَلَى الْقَوْلِ الأَوَّل. وأَطراف الرِّجَالِ: أَشرافُهم، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ بِالتَّفْسِيرِ الْآخَرِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: عليهنَّ أَطرافٌ مِنَ القومِ لَمْ يكنْ ... طَعامهُمُ حَبّاً، بِزغْبةَ أَغْبَرَا وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: واسْأَلْ بِنَا وَبِكُمْ، إِذَا ورَدَتْ مِنًى، ... أَطْرَافَ كلِّ قَبِيلةٍ مَنْ يُمْنَعُ يُرِيدُ أَشْراف كُلِّ قَبِيلَةٍ. قَالَ الأَزهري: الأَطراف بِمَعْنَى الأَشراف جَمْعُ الطَّرَفِ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: هُمُ الطُّرُفُ البادُو العدوِّ، وأَنتُمُ ... بقُصْوَى ثلاثٍ تأْكلون الرَّقائِصا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطُّرُفُ فِي هَذَا الْبَيْتِ بَيْتِ الأَعشى جَمْعُ طَرِيفٍ، وَهُوَ المُنْحَدِر فِي النَّسَبِ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَهُمْ أَشرف مِنَ القُعْدُد. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ فُلَانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ والطَّرَافَة فِيهِ بَيِّنة وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْآبَاءِ إِلَى الْجَدِّ الأَكبر، وَفِي الْحَدِيثِ: فَمَالَ طَرَفٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي قِطعة مِنْهُمْ وَجَانِبٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا . وكلُّ مُخْتَارٍ طَرَف، وَالْجَمْعُ أَطْرَاف؛ قَالَ: ولمَّا قَضَيْنا مِنْ مِنًى كلَّ حاجةٍ، ... ومَسَّحَ بالأَرْكانِ منْ هُوَ ماسِحُ أَخَذْنا بأَطْرافِ الأَحاديثِ بَينَنا، ... وسالتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأَباطِحُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها، وَهُوَ مَا يَتَعَاطَاهُ الْمُحِبُّونَ ويتَفاوَضُه ذَوُو الصَّبَابَةِ المُتَيَّمون مِنَ التَّعْرِيضِ والتَّلْوِيحِ والإِيماء دُونَ التَّصْرِيحِ، وَذَلِكَ أَحْلى وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ مِنْ أَن يكونَ مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وَجَهْرًا. وطَرَائِفُ الْحَدِيثِ: مُختاره أَيضاً كأَطرافه؛ قَالَ: أَذْكُرُ مِن جارَتي ومَجْلِسِها ... طَرَائِفاً مِنْ حَدِيثِهَا الحَسَنِ وَمِنْ حديثٍ يَزِيدُني مِقَةً، ... مَا لِحَدِيثِ المَوْموقِ مِنْ ثَمَنِ أَراد يَزِيدُني مِقة لَهَا. والطَّرَفُ: اللحمُ. والطَّرَفُ: الطائفةُ مِنَ النَّاسِ. تَقُولُ: أَصَبْتُ طَرَفاً مِنَ الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ؛ أَيْ طَائِفَةً. وأَطرافُ الرجلِ: أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ قَرِيبٍ لَهُ مَحْرَمٍ. وَالْعَرَبُ

تَقُولُ: لَا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ، وَمَعْنَاهُ لَا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف؛ قَالَ: هَكَذَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وَيُقَالُ: لَا يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا يَدرِي فُلَانٌ أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول، أَلطَّرَفُ الأَسفل مِنَ الطَّرَف الأَعلى، فَالنِّصْفُ الأَسفلُ طَرَف، والأَعْلى طَرَف، والخَصْرُ مَا بَيْنَ مُنْقَطع الضُّلُوع إِلَى أَطراف الوَرِكَيْنِ وَذَلِكَ نِصْفُ الْبَدَنِ، والسّوْءةُ بَيْنَهُمَا، كأَنه جَاهِلٌ لَا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ نفسِه أَطولُ. ابْنُ سِيدَهْ: مَا يَدْرِي أَي طَرَفَيْه أَطول يَعْنِي بِذَلِكَ نسَبه مِنْ قِبَل أَبيه وأُمه، وَقِيلَ: طرَفاه لِسانُه وفَرجُه، وَقِيلَ: اسْتُه وفمُه لَا يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ؛ ويُقَوِّيه قَوْلُ الرَّاجِزِ: لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ، ... فِي صَدْرِه، مِثْلُ قَفا الكَبْشِ الأَجَمّ يَقُولُ: لَوْلَا أَنه سَلَحَ وَقَاءَ لقامَ فِي صَدْرِه مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكل مَا هُوَ أَغْلظُ وأَضْخَمُ مِنْ قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ. وَفِي حَدِيثِ طاووسٍ: أَنَّ رَجُلًا واقَعَ الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فَلَقَدْ رأْيتُه فِي النِّطَع وَمَا أَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَسْرَعُ ؛ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي أَصابه القَيْء والإِسْهال فَلَمْ أَدرِ أَيهما أَسرع خُرُوجًا مِنْ كَثْرَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ قَبِيصةَ بْنِ جَابِرٍ: مَا رأَيتُ أَقْطَعَ طَرَفاً مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ؛ يُرِيدُ أَمْضَى لِسَانًا مِنْهُ. وطَرَفَا الإِنسان: لِسَانُهُ وذَكرُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا يُدرى أَيُّ طَرَفَيْه أَطول. وَفُلَانٌ كَرِيمُ الطرَفين إِذَا كَانَ كَرِيمَ الأَبوَيْن، يُرَادُ بِهِ نسَبُ أَبيه وَنَسَبُ أُّمه؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لعَوْن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبة بْنِ مَسْعُودٍ: فكيفَ بأَطرافي، إِذَا مَا شَتَمْتَني، ... وَمَا بعدَ شَتْمِ الوالِدِينَ صُلُوحُ «4» جَمَعَهُمَا أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه وَمَنِ اتَّصَلَ بِهِمَا مِنْ ذَوِيهِمَا، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ بأَطرافي قَالَ: أَطْرافُه أَبواه وَإِخْوَتُهُ وأَعمامه وَكُلُّ قَرِيبٍ لَهُ مَحْرَمٌ؛ الأَزهري: وَيُقَالُ فِي غَيْرِ هَذَا فُلَانٌ فَاسِدُ الطَرَفَيْن إِذَا كَانَ خَبيثَ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ، وَقَدْ يَكُونُ طَرَفَا الدابةِ مُقدّمَها وَمُؤَخَّرَهَا؛ قَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ ذِئْبًا وسُرعته: تَرى طَرَفَيْه يَعْسِلانِ كِلاهُما، ... كَمَا اهْتَزَّ عُودُ الساسَمِ المتتابِعُ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ فُلَانٌ لَا يَملِك طرَفَيه، يَعْنُونَ اسْته وَفَمَهُ، إِذَا شَرِب دَوَاءً أَو خَمْرًا فَقَاءَ وسَكِر وسَلَحَ. والأَسودُ ذُو الطَّرَفين: حَيّة لَهُ إِبْرَتَانِ إِحْدَاهُمَا فِي أَنفه والأُخرى فِي ذَنَبِهِ، يُقَالُ إِنَّهُ يَضْرِبُ بِهِمَا فَلَا يُطْني الأَرض. ابْنُ سِيدَهْ: والطَرَفَانِ فِي المَديد حَذْفُ أَلف فَاعِلَاتُنْ ونونِها؛ هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ وَإِنَّمَا حُكْمُهُ أَن يَقُولَ: التَّطْرِيفُ حَذْفُ أَلف فَاعِلَاتُنْ وَنُونِهَا، أَو يَقُولُ الطرَفانِ الأَلف وَالنُّونُ الْمَحْذُوفَتَانِ مِنْ فَاعِلَاتُنْ. وتَطَرَّفَتِ الشمسُ: دَنَت لِلْغُرُوبِ؛ قَالَ: دَنا وقَرْنُ الشَّمْسِ قَدْ تَطَرَّفا والطِّرافُ: بَيْت مِنْ أَدَم لَيْسَ لَهُ كِفاء وَهُوَ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ عَمرو لِمُعَاوِيَةَ كالطِّراف المَمدود. والطَّوَارِفُ مِنَ الخِباء: مَا رَفَعْت مِنْ نواحيه لتنظر

_ (4). قوله [فكيف بأطرافي إلخ] تقدم في صلح كتابته بأطراقي بالقاف والصواب ما هنا.

إِلَى خَارِجُ، وَقِيلَ: هِيَ حِلَقٌ مُرَكَّبَةٌ فِي الرُّفوف وَفِيهَا حِبال تُشدُّ بِهَا إِلَى الأَوتاد. والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ: وَاحِدُ المَطارِفِ وَهِيَ أَرْدِية مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعة لَهَا أَعْلام، وَقِيلَ: ثَوْبٌ مُرَبَّعٌ مِنْ خَزٍّ لَهُ أَعلام. الْفَرَّاءُ: المِطْرَفُ مِنَ الثِّيَابِ مَا جُعِلَ فِي طَرَفَيْه عَلمانِ، والأَصل مُطرَف، بِالضَّمِّ، فَكَسَرُوا الْمِيمَ لِيَكُونَ أَخف كَمَا قَالُوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل مِنْ أُغْزِلَ أَي أُدير، وَكَذَلِكَ المِصْحَفُ والمِجْسَد؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَصله الضَّمُّ لأَنه فِي الْمَعْنَى مأْخوذ مَنْ أُطرِفَ أَي جُعل فِي طرَفه العَلَمان، وَلَكِنَّهُمُ اسْتَثْقَلوا الضَّمَّةَ فَكَسَرُوهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِطْرَفَ خزٍّ ؛ هُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا وَضَمِّهَا، الثَّوْبُ الَّذِي فِي طَرَفَيْهِ عَلَمَانِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِآخَرَ قَدِمَ مِنْ سفَر: هَلْ وَرَاءَكَ طَريفةُ خَبَرٍ تُطْرِفُناه؟ يَعْنِي خبراً جديداً، ومُغَرَّبةُ [مُغَرِّبةُ] خبَرٍ مِثْلُهُ. والطُّرْفةُ: كُلُّ شَيْءٍ استحدَثْته فأَعجبك وَهُوَ الطَّرِيفُ وَمَا كَانَ طَريفاً، وَلَقَدْ طَرُفَ يَطْرُفُ. والطَّرِيفَةُ: ضَرب مِنَ الكلإِ، وَقِيلَ: هُوَ النَّصِيُّ إِذَا يَبِسَ وابْيَضَّ، وَقِيلَ: الطَّرِيفَةُ الصِّلِّيانُ وَجَمِيعُ أَنواعهما إِذَا اعْتَمَّا وتَمَّا، وَقِيلَ: الطَّرِيفَة مِنَ النَّبَاتِ أَوَّل شَيْءٍ يَسْتَطرِفه المالُ فَيَرْعَاهُ، كَائِنًا مَا كَانَ، وَسُمِّيَتْ طَرِيفَةً لأَن المالَ يَطَّرِفُه إِذَا لَمْ يَجِدْ بَقْلًا. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِكَرَمِهَا وطَرافَتِها واسْتطراف الْمَالِ إِيَّاهَا. وأُطْرِفَتِ الأَرضُ: كَثُرَتْ طَرِيفَتُهَا. وأَرض مَطْرُوفَة: كَثِيرَةُ الطَّرِيفَةِ. وَإِبِلٌ طَرِفَةٌ: تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر، وَرَجُلٌ طَرِيفٌ بَيِّنُ الطَّرافة: ماضٍ هَشٌّ. والطَّرَفُ: اسْمٌ يُجْمع الطَّرْفَاء وَقَلَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْكَلَامِ إِلَّا فِي الشِّعْرِ، وَالْوَاحِدَةُ طَرَفةٌ، وَقِيَاسُهُ قَصَبة وقصَب وقَصْباء وَشَجَرَةٌ وَشَجَرٌ وشَجْراء. ابْنُ سِيدَهْ: والطَرَفةُ شَجَرَةٌ وَهِيَ الطَّرَفُ، والطَّرْفَاء جماعةُ الطَّرَفَةِ شجرٌ، وَبِهَا سُمِّيَ طَرَفَةُ بْنُ العَبْد، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاء وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، والطَّرْفَاء اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهَا طَرْفَاءَة. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: مَنْ قَالَ طَرْفَاء فَالْهَمْزَةُ عِنْدَهُ لِلتَّأْنِيثِ، وَمَنْ قَالَ طَرْفَاءَة فَالتَّاءُ عِنْدَهُ للتأْنيث، وأَما الْهَمْزَةُ عَلَى قَوْلِهِ فَزَائِدَةٌ لِغَيْرِ التأْنيث قَالَ: وأَقوى الْقَوْلَيْنِ فِيهَا أَن تَكُونَ هَمْزَةً مُرْتَجَلَةً غَيْرَ مُنْقَلِبَةٍ، لأَنها إِذَا كَانَتْ مُنْقَلِبَةً فِي هَذَا الْمِثَالِ فَإِنَّهَا تَنْقَلِبُ عَنْ أَلف التأْنيث لَا غَيْرَ نَحْوَ صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ عَنْ حَرْفِ عِلَّةٍ لِغَيْرِ الإِلحاق فَتَكُونُ فِي الأَلف لَا فِي الإِلحاق كأَلف عِلباء وحِرْباء، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا يؤكِّد عِنْدَكَ حالَ الْهَاءِ، أَلا تَرَى أَنها إِذَا أَلحَقت اعتَقَدت فِيمَا قَبْلَهَا حُكماً مَا فَإِذَا لَمْ تُلْحِقْ جَازَ الْحُكْمُ إِلَى غَيْرِهِ؟ والطَّرْفَاء أَيضاً: مَنْبِتُها، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطَّرْفَاء مِنَ العِضاه وهُدْبُه مِثْلُ هُدْبِ الأَثْلِ، وَلَيْسَ لَهُ خَشَبٌ وَإِنَّمَا يُخرج عِصِيّاً سَمْحة فِي السَّمَاءِ، وَقَدْ تَتَحَمَّضُ بِهَا الإِبل إِذَا لَمْ تَجِدْ حَمْضاً غَيْرَهُ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الطَّرْفَاء مِنَ الحَمْض، قَالَ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ طَرَفَة. والطَّرْفُ مِنْ مَنازِل الْقَمَرِ: كَوْكَبَانِ يَقْدُمانِ الجَبهةَ وَهُمَا عَينا الأَسد يَنْزِلُهُمَا الْقَمَرُ. وَبَنُو طَرَفٍ: قَوْمٌ مِنَ الْيَمَنِ. وطَارِفٌ وطَرِيفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ: أَسماء. وطُرَيْف: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ الطُّرَيْفاتُ؛ قَالَ: رَعَتْ سُميراء إِلَى إرْمامِها، ... إِلَى الطُّرَيْفات، إِلَى أَهْضامِها

وَكَانَ يُقَالُ لَبَنِي عَدِيّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ، أَسماؤهم: طَرِيفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ. طرخف: الطِّرْخِفُ: مَا رَقَّ مِنَ الزُّبْد وَسَالَ، وَهُوَ الرَّخْفُ أَيضاً، وَزَادَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ شَرّ الزُّبْدِ. والرَّخْفُ كأَنه سَلْح طَائِرٍ. طرهف: المُطْرَهِفُّ: الحسَن التامُّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُحِبُّ مِنا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدا، ... عِجْزة شَيْخَينِ غُلاماً أَمْرَدا طعسف: طَعْسَفَ: ذَهَبَ فِي الأَرض، وَقِيلَ: الطَّعْسَفَة الخَبْطُ بِالْقَدَمِ. الأَزهري: الطَّعْسَفَة لُغَةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا. يُقَالُ: مَرَّ يُطَعْسِفُ فِي الأَرض أَي مَرَّ يَخْبِطُها. طفف: طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طَفّاً وأَطَفَّ واسْتَطَفَّ: دَنا وتَهيَّأً وأَمكن، وَقِيلَ: أَشرف وَبَدَا لِيُؤْخَذَ، والمَعْنيانِ مُتجاوران، تَقُولُ الْعَرَبَ: خُذْ مَا طفَّ لَكَ وأَطفَّ واستَطَفَّ أَي مَا أَشرف لَكَ، وَقِيلَ: مَا ارْتَفَعَ لَكَ وأَمكن، وَقِيلَ: مَا دَنَا وقرُب، وَمِثْلُهُ: خُذْ مَا دَقَّ لَكَ واسْتَدقَّ أَي مَا تهيَّأَ. قَالَ الْكِسَائِيُّ فِي بَابِ قَنَاعَةِ الرَّجُلِ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ: يُحْكَى عَنْهُمْ خُذْ مَا طَفَّ لَكَ ودَعْ مَا استطفَّ لَكَ أَي ارْضَ بِمَا أَمكنك مِنْهُ. اللَّيْثُ: أَطَفَّ فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذَا طَبَنَ لَهُ وأَراد خَتْله؛ وأَنشد: أَطَفَّ لَهَا شَثْنُ البَنان جُنادِف قَالَ: واسْتطَفَّ لَنَا شَيْءٌ أَي بَدَا لَنَا لِنَأْخُذَهُ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيمًا: يَظَلُّ فِي الحَنْظَلِ الخُطْبانِ يَنْقُفُه ... وَمَا اسْتَطَفَّ مِن التَّنُّومِ مَحْذُومُ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه أَنشد بَيْتَ عَلْقَمَةَ قَالَ: الظَّلِيمُ يَنْقُف رأْس الْحَنْظَلَةِ لِيَسْتَخْرِجَ هَبيدَه ويَهْتَبِده ، وهبيدُه شَحمُه، ثُمَّ قَالَ: وَالْهَبِيدُ شَحْمُ الْحَنْظَلِ يُسْتَخْرَجُ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي الْمَاءِ وَيُتْرَكُ فِيهِ أَياماً، ثُمَّ يُضرب ضَرْباً شَدِيدًا ثُمَّ يُخْرَجُ وَقَدْ نقَصَت مَرَارَتُهُ، ثُمَّ يُشَرَّر فِي الشَّمْسِ ثُمَّ يُطْحَنُ وَيَسْتَخْرَجُ دُهنه فيُتداوى به؛ وأَنشد: خذي جَجَرَيْك فادَّقي هَبيدا، ... كِلا كلْبَيْكِ أَعْيَا أَن يَصِيدا وأَطَفَّه هُوَ: مَكَّنه. وَيُقَالُ: أَطَفَّ لأَنفِه المُوسَى فَصَبَرَ أَي أَدناه مِنْهُ فَقَطَعَهُ. والطَّفُّ: مَا أَشْرَفَ مِنْ أَرض الْعَرَبِ عَلَى رِيف الْعِرَاقِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وطفُّ الْفُرَاتِ: شَطُّه، سُمِّيَ بِذَلِكَ لدُنُوِّه؛ قَالَ شُبْرمة بْنُ الطُّفَيْل: كأَنَّ أَبارِيقَ المُدامِ عليهِمُ ... إوَزٌّ، بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحَناجِرِ وَقِيلَ: الطَّفُّ سَاحِلُ الْبَحْرِ وفِناء الدَّارِ. والطَّفُّ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتل الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه يُقتل بالطَّفِ ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه طرَفُ الْبَرِّ مِمَّا يَلِي الفُرات وَكَانَتْ تَجْرِي يَوْمَئِذٍ قَرِيبًا مِنْهُ. والطَّفُّ: سَفْحُ الجبَل أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَرْضِ نَفْسِهِ عَلَى الْقَبَائِلِ: أَما أَحدهما فطُفُوفُ الْبَرِّ وأَرض الْعَرَبِ ؛ الطُّفُوف: جَمْعُ طَفٍّ، وَهُوَ سَاحِلُ الْبَحْرِ وَجَانِبُ الْبَرِّ. وأَطَفَّ لَهُ بِحَجَرٍ: رَفَعَه ليرميَه. وطَفَّ لَهُ بِحَجَرٍ: أَهوى إِلَيْهِ لِيَرْمِيَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الطُّفَافُ والطُّفَافَة، بِالضَّمِّ، مَا فَوْقَ الْمِكْيَالِ. وطَفُّ المَكُّوكِ وطَفَفُه وطَفَافُه وطِفَافُه مِثْلُ

جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: مَا مَلأَ أَصْباره، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَا بَقِيَ فِيهِ بَعْدَ الْمَسْحِ عَلَى رأْسه فِي بَابِ فَعالٍ وفِعال، وَقِيلَ: هُوَ مِلْؤه، وَكَذَلِكَ كلُّ إِنَاءٍ، وَقِيلَ: طفافُ الإِناء أَعْلاه. والتَّطْفِيفُ: أَن يُؤْخَذَ أَعلاه وَلَا يُتَمَّ كيلُه، فَهُوَ طَفَّانُ. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة: أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فَحَذَفَهُ بِهِ، فنَكَّس الدِّهْقانُ وطَفَّفَه القدَحُ أَي عَلا رأْسه وَتَعَدَّاهُ، وَتَقُولُ مِنْهُ: طَفَّفْتُه. وَإِنَاءٌ طَفَّان: بلغ المِلءُ طِفافَه [طَفافَه]، وَقِيلَ: طَفَّان مَلآن؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَطَفَّه وطَفَّفَه: أَخذ مَا عَلَيْهِ، وَقَدْ أَطْفَفْتُه. وَيُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكيال وطَفَافه وطِفَافه إِذَا قارَب مِلأَه ولمَّا يُمْلأَ، وَلِهَذَا قِيلَ لِلَّذِي يُسيء الْكَيْلَ وَلَا يُوَفِّيه مُطَفِّف، يَعْنِي أَنه إِنَّمَا يَبْلُغُ بِهِ الطَّفاف. والطُّفَافَةُ: مَا قَصُرَ عَنْ مِلْءِ الإِناء مِنْ شَراب وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّكم بَنُو آدَمَ طَفُّ الصاعِ لَمْ تَمْلَؤُوه ، وَهُوَ أَن يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فَلَا يفعلَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَعْنَى كلُّكم فِي الانتِساب إِلَى أَبٍ وَاحِدٍ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي النقْص والتقاصُر عَنْ غايةِ التَّمامِ، وشَبَّههم فِي نُقْصانهم بِالْكَيْلِ الَّذِي لَمْ يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ، ثُمَّ أَعلمهم أَن التفاضُل لَيْسَ بِالنَّسَبِ وَلَكِنْ بالتقْوى. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كلُّكم بَنُو آدَمَ طفُّ الصاعِ بِالصَّاعِ أَي كُلُّكُمْ قريبٌ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ فَلَيْسَ لأَحد فضْلٌ عَلَى أَحد إِلَّا بِالتَّقْوَى لأَنَّ طَفَّ الصَّاعِ قَرِيبٌ مِنْ مِلْئِهِ فَلَيْسَ لأَحد أَن يقرُب الإِناء مِنَ الِامْتِلَاءِ، وَيُصَدِّقُ هَذَا قَوْلُهُ: الْمُسْلِمُونَ تتكافأُ دِمَاؤُهُمْ. والتَّطْفِيفُ فِي المِكيال: أَن يقرب الإِناء من الامتلاء. يُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكيال وطَفافُه وطِفافه. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ إسرافيلَ: حَتَّى كأَنه طِفافُ الأَرض أَي قُرْبَها. وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ: سوادُه؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. والطَّفاف: سَوَادُ اللَّيْلِ؛ وأَنشد: عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا ... صَيداً، وَقَدْ عايَنَتِ الأَسْدافا، فَهِيَ تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا وطَفَّفَ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا أَعطاه أَقلَّ مِمَّا أَخذ مِنْهُ. والتَّطْفِيفُ: البَخْسُ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ونقصُ المِكيال، وهو أَن لا تملأَه إِلَى أَصْبارِه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ حِينَ ذَكَرَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبَّقَ بَيْنَ الخيلِ: كنتُ فَارِسًا يَوْمَئِذٍ فسبَقْت النَّاسَ حَتَّى طَفَّفَ بِي الفرسُ مسجدَ بَنِي زُرَيْقٍ حَتَّى كَادَ يُساوي المسجدَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَن الْفَرَسَ وثَبَ بِي حَتَّى كَادَ يُساوي الْمَسْجِدَ. يُقَالُ: طفَّفْتُ بِفُلَانٍ موضعَ كَذَا أَي دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ وَحَاذَيْتُهُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: إناءٌ طَفَّانُ وَهُوَ الَّذِي قَرُب أَن يَمْتَلِئَ وَيُسَاوِي أَعْلى المِكيال، وَمِنْهُ التَّطْفِيفُ فِي الْكَيْلِ. فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، فَقِيلَ: التطفيفُ نَقْصٌ يَخُونُ بِهِ صَاحِبُهُ فِي كَيْلٍ أَو وَزْنٍ، وَقَدْ يَكُونُ النقصُ لِيَرْجِعَ إِلَى مِقْدَارِ الْحَقِّ فَلَا يُسَمَّى تَطْفِيفاً، وَلَا يُسَمَّى بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ مُطَفِّفاً عَلَى إِطْلَاقِ الصِّفَةِ حَتَّى يصيرَ إِلَى حَالٍ تَتَفَاحَشُ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: المُطفِّفون الَّذِينَ يَنْقُصون المِكيالَ وَالْمِيزَانَ، قَالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْفَاعِلِ مُطَفِّفٌ لأَنه لَا يَكَادُ يَسْرِقُ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إِلَّا الشَّيْءَ الخفِيفَ الطَّفِيفَ، وَإِنَّمَا أُخذ مِنْ طَفِّ الشَّيْءِ، وَهُوَ جَانِبُهُ، وَقَدْ فَسَّرَهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَي يَنْقُصون. والطِّفافُ والطَّفاف: الجِمام. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ: مَا حَبَسك عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ؟ فَذَكَرَ لَهُ عُذْراً فَقَالَ عُمَرُ: طَفَّفْتَ أَي نَقَصْتَ. والتَّطْفِيفُ يَكُونُ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ وَالنَّقْصِ.

والطفَفُ: التَّقْتِيرُ، وَقَدْ طَفَّفَ عَلَيْهِ. والطَّفِيفُ: الْقَلِيلُ. والطَّفِيفُ: الْخَسِيسُ الدونُ الحقيرُ. وطَفَّ الحائطَ طَفّاً: عَلَاهُ. والطَّفْطَفةُ والطِّفْطِفَةُ: كُلُّ لَحْمٍ أَو جِلْدٍ، وَقِيلَ: هِيَ الخاصرةُ، وَقِيلَ: هِيَ مَا رَقَّ مِنْ طَرَفِ الْكَبِدِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَسَوْدَاءُ مِثل التُّرْسِ نازَعْتُ صُحْبَتي ... طَفاطِفَها، لَمْ نَسْتَطِعْ دونَها صَبْرا التَّهْذِيبُ: الطَّفْطَفةُ والطِّفْطفَةُ مَعْرُوفَةٌ وَجَمْعُهَا طَفاطِفُ؛ وأَنشد: وَتَارَةً يَنْتَهِسُ الطَّفاطِفا قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَجْعَلُ كلَّ لَحْمٍ مُضْطَرِبٍ طَفْطَفة وطِفطِفة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: قَلِيلٌ لحمُها إِلَّا بَقَايَا ... طَفَاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوضٍ مَشِيقِ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الطَّفْطَفَةُ والطِّفْطِفَةُ والخَوْشُ والصُّقْلُ وَالسَّوْلَا «5» والأَفَقةُ كُلُّهُ الْخَاصِرَةُ. أَبو زَيْدٍ: أَطَلَّ عَلَى مَالِهِ وأَطفَّ عَلَيْهِ مَعْنَاهُ أَنه اشْتَمَلَ عَلَيْهِ فَذَهَبَ بِهِ. والطَّفطَافُ: النَّاعِمُ الرَّطْبُ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ رِئالًا: أَوَيْنَ إِلَى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ، ... مآكِلُهُنَّ طَفْطَافُ الرُّبولِ يَعْنِي فِراخَ النَّعام وأَنهنَّ يَأْوِين إِلَى أُم مُلاطِفة تُكسِّر لَهُنَّ أَطْرافَ الرُّبُول، وهي شَجَرٌ. المفضَّل: الطَّفْطَافُ وَرَقُ الغُصون؛ وأَنشد: تَحْدُمُ طَفْطافاً مِنَ الرُّبُولِ «6» وَقِيلَ: الطَّفْطَاف أَطراف الشجر. طلف: ذَهَب مالُه ودمُه طَلْفاً وطَلَفاً وطَلِيفاً أَي هَدَراً بَاطِلًا؛ قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ: حَكمَ الدَّهْرُ عَلَيْنَا أَنه ... طَلَفٌ مَا نَالَ مِنَّا وجُبار قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُهُ بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ، وَقَدْ أُطْلِفَ. وذهَبت سِلْعتي طلَفاً أَي بِغَيْرِ ثَمَنٍ. والطَّليفُ والطَّلَفُ: المَجَّان. الأَصمعي: لَا تَذْهَب بِمَا صَنَعْت طَلَفاً وَلَا ظَلَفاً أَيْ بَاطِلًا. والطَّلِيفُ: الهَيِّنُ، وَقِيلَ: هُوَ ضِدّ الثَّمِينِ. وطَلَّف عَلَى الْخَمْسِينَ: زَادَ، وَالظَّاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. والطَّلَنْفى والمُطْلَنْفي: اللَّازِقُ بالأَرض، وَقَدْ يُهْمَزَانِ؛ قَالَ غَيْلانُ الرَّبَعي: مُطْلَنْفِئينَ عِنْدَهَا كالأَطْلا وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَسْلَفْتُه كَذَا أَي أَقْرَضْته، وأَطْلَفْتُه كَذَا أَي وَهَبْتُهُ. والطَّلَفُ: الْعَطَاءُ وَالْهِبَةُ يُقَالُ: أَطْلَفَني وأَسْلفني، والسلَفُ مَا يُقْتَضى. وأَطْلَفه أَي أَهْدَرَه. طلحف: ضرَبه ضَرْباً طَلَحْفاً وطِلَحْفاً وطِلَّحْفاً وطِلْحافاً وطِلْحِيفاً أَي شَدِيدًا. شَمِرٌ: جُوعٌ طِلَحْفٌ وطِلَّحْفٌ شديد. طلخف: الطِّلَخْفُ والطِّلَّخْفُ والطَّلَخْفُ والطِّلْخافُ: الشَّدِيدُ مِنَ الضَّرْبِ والطعْن. وضرب

_ (5). قوله [والسولا] كذا بالأصل، ورُسم في شرح القاموس: بألف ممدودة. (6). قوله [تحدم] كذا بالأصل.

طِلَخْف وَجُوعٌ طِلَخْف: شَدِيدٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْحَاءِ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا اجْتَمَعَ الجُوعُ الطِّلَخْفُ وحُبُّها، ... عَلَى الرَّجُلِ المَضْعوف، كَادَ يَمُوتُ طَنَفَ: الطنَفُ: التُّهَمةُ. وَرَجُلٌ مُطَنَّفٌ أَي مُتَّهَم. وطَنَّفه: اتَّهَمَه. وطَنَّفَ للأَمر: قَارَفَهُ. وطَنَّفَ فُلَانٌ للظِّنَّة إِذَا قارَفَ لَهَا، يُقَالُ: طَنَّفَ فُلَانٌ للأَمر فَاسْلُوهُ «1». والطَّنِفُ: المُتَّهَم بالأَمر كأَنه عَلَى النَّسَب، وَفُلَانٌ يُطَنَّفُ بِهَذِهِ السَّرِقَةِ، وَإِنَّهُ لَطَنِفٌ بِهَذَا الأَمر أَي مُتَّهَمٌ. وَفِي حَدِيثِ جُرَيْجٍ: كَانَتْ سُنّتُهم إِذَا تَرَهَّب الرجلُ مِنْهُمْ ثُمَّ طُنِّفَ بالفُجُور لَمْ يَقبلوا مِنْهُ إِلَّا القتلَ ، أَي اتُّهم. يُقَالُ: طَنَّفْتُه فَهُوَ مُطَنَّفٌ أَي اتَّهَمْتُه فَهُوَ مُتَّهم. والطَّنِفُ: الفاسدُ الدِّخْلةِ، طَنِفَ طَنَفاً وطَنافةً وطُنُوفةً. والطَّنَفُ والطَّنْفُ والطُّنُفُ والطُّنْفُ: مَا نَتأَ مِنَ الْجَبَلِ، وَهُوَ نَحْوٌ مِنَ الحَيْد، وَقِيلَ: هُوَ شَاخِصٌ يَخْرُجُ مِنَ الْجَبَلِ فيتقدَّم كأَنه جَناح. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَنْ هَذَا يُقَالُ طَنَّفَ فُلَانٌ جِدارَ دَارِهِ إِذَا جَعَلَ فَوْقَهُ شَجَرًا أَو شَوْكاً يَصْعُبُ تَسَلُّقُه لمُجاورة أَطراف الْعِيدَانِ المُشَوِّكةِ رأْسَه، وَقِيلَ: هُوَ بِالتَّحْرِيكِ الحَيْد مِنَ الْجَبَلِ ورأْس من رؤوسه، والمُطْنِفُ الَّذِي يَعْلُوهُ؛ قَالَ الشنفَري: كأَنَّ حَفيفَ النَّبْلِ منْ فَوْقِ عَجْسها ... عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطأَ الغارَ مُطْنِفِ والطَّنَفُ: إفْريزُ الْحَائِطِ. والطَّنَف والطُّنُفُ: السَّقِيفَةُ تُشْرَعُ فَوْقَ بَابِ الدَّارِ، وَهِيَ الكُنَّةُ وَجَمْعُهَا الكِنانُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَشْرَفَ خَارِجًا عَنِ الْبِنَاءِ. وطَنَّفَ حائطَه: جَعَلَ لَهُ بِرْزيناً وَهُوَ الإِفريز. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ للجَناح يُشْرَعُ فَوْقَ بَابِ الدَّارِ طُنُفٌ أَيضاً، شُبِّهَ بِطُنُفِ الْجَبَلُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ خَلِيّة عسَل فِي طَنْفِ الْجَبَلِ: فَمَا ضَرَبٌ بَيْضاء يأْوي مَليكُها ... إِلَى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ الطُّنُف: حَيْد يَنْدُر من الجبل قَدْ أَعْيا بِمَنْ يَرْقى ومَن يَنْزِلُ. والطُّنُفُ: السُّيُور؛ قَالَ الأَفْوَه الأَوْدِيّ: سُود غَدائِرُها، بُلْج مَحاجِرُها، ... كأَنَّ أَطْرافَها، لمَّا اجْتَلى، الطُّنُفُ والطَّنَفُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي عُبيد وَيُرْوَى: كأَنَّ أَطرافها فِي الْجِلْوَةِ؛ وَقِيلَ: الطَّنْفُ الْجُلُودُ الحُمْر الَّتِي تَكُونُ عَلَى الأَسفاط، وَقِيلَ: الطَّنْفُ شَجَّرٌ أَحمر يُشْبِهُ العَنَمَ. طهف: الطَّهْفُ: نَبْتٌ يُشْبِه الدُّخْنَ إِلَّا أَنه أَرَقّ مِنْهُ وأَلطف. وَالطُّهْفُ: طَعَامٌ يُخْتبز مِنَ الذَّرَّةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ لَهُ طَعْم يُجْنى وَيُخْتَبَزُ فِي المَحْل، وَاحِدَتُهُ طُهْفَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّهْفُ الذَّرَّةُ وَهِيَ شَجَرَةٌ كأَنها الطَّريفةُ لَا تَنْبُت إِلَّا فِي السَّهْلِ وشِعاب الْجِبَالِ. وَالطَّهْفُ، بِسُكُونِ الْهَاءِ: عُشبة حِجَازِيَّةٌ ذَاتُ غِصَنة وَوَرَقٌ كأَنه وَرَقُ القصَب ومَنْبِتُها الصحْراء وَمُتُونُ الأَرض، وَثَمَرَتُهَا حَبّ فِي أَكمام حَمْراء تُخْتَبز وتُؤكل نَحْوُ القَتِّ. وَفِي الأَرض طِهْفة مِنْ كلإٍ: لِلشَّيْءِ الرَّقِيقِ مِنْهُ. والطَّهْفة: أَعالي الصِّلِّيان. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا حَسُن أَعالي النَّبْتُ وَلَمْ يَكُنْ بأَثِّ الأَسافِل فَتِلْكَ الطَّهْفة. وأَطْهَفَ الصِّلِّيانُ: نَبت نَباتاً حسَناً. ابن بري:

_ (1). قوله [فاسلوه] كذا بالأصل.

الطَّهْفَةُ التِّبْنةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَعَمْرُ أَبيكَ، ما مالي بنَخْلٍ، ... وَلَا طَهْفٍ يَطِيرُ بِهِ الغُبارُ والطَّهَف، بِفَتْحِ الْهَاءِ: الحِرْز. والطَّهافُ: السَّحَابُ الْمُرْتَفِعُ. والطُّهافة، بِالضَّمِّ: الذُّؤابة. والطَّهْفُ وطَهَفٌ وطِهِفٌ: أَسماء. طوف: طافَ بِهِ الخَيالُ طَوْفاً: أَلَمَّ بِهِ فِي النَّوْمِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي طَيْفٍ أَيضاً لأَن الأَصمعي يَقُولُ طَافَ الْخَيَالُ يَطيف طَيْفاً، وَغَيْرُهُ يَطوف. وَطَافَ بِالْقَوْمِ وَعَلَيْهِمْ طَوْفاً وطَوَفَاناً ومَطافاً وأَطَافَ: اسْتدار وَجَاءَ مِنْ نواحِيه. وأَطَاف فُلَانٌ بالأَمر إِذَا أَحاط بِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ . وَقِيلَ: طافَ بِهِ حامَ حَوْله. وأَطَافَ بِهِ وَعَلَيْهِ: طَرَقَه لَيْلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ . وَيُقَالُ أَيضاً: طَافَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ قَالَ: لَا يَكُونُ الطَّائِف إِلَّا لَيْلًا وَلَا يَكُونُ نَهَارًا، وَقَدْ تَتَكَلَّمُ بِهِ الْعَرَبُ فَيَقُولُونَ أَطَفتُ بِهِ نَهَارًا وَلَيْسَ موضعُه بِالنَّهَارِ، وَلَكِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ لَوْ تُرِك القَطَا لَيْلًا لَنَامَ لأَنَّ القَطا لَا يَسْري لَيْلًا؛ وأَنشد أَبو الجَرّاح: أَطَفْتُ بِهَا نَهَارًا غَيْرَ لَيْلٍ، ... وأَلْهَى رَبَّها طَلبُ الرِّجالِ وطَافَ بِالنِّسَاءِ لَا غَيْرُ. وطَافَ حَوْلَ الشَّيْءِ يَطُوفُ طَوْفاً وطَوَفَاناً وتَطَوَّفَ واسْتَطَافَ كلُّه بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ طَافٌ: كَثِيرُ الطَّواف. وتَطَوَّفَ الرجلُ أَي طافَ، وطَوَّفَ أَي أَكثر الطَّوافَ، وطَافَ بِالْبَيْتِ وأَطَافَ عَلَيْهِ: دارَ حَوْله؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: تُطِيفُ عَلَيْهِ الطَّيرُ، وَهُوَ مُلَحَّبٌ، ... خِلافَ البُيوتِ عِنْدَ مُحْتَملِ الصُّرْم وَقَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ، هُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَن الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النحْر فَرْض. واسْتَطافَه: طافَ بِهِ. وَيُقَالُ: طَافَ بِالْبَيْتِ طَوَافاً واطَّوَّفَ اطِّوَّافاً، والأَصل تَطَوَّفَ تَطَوُّفاً وطَافَ طَوْفاً وطَوَفَاناً. والمَطَافُ: موضِعُ المَطافِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ الطَّوَاف بِالْبَيْتِ، وَهُوَ الدَّوران حَوْلَهُ، تَقُولُ: طُفْتُ أَطُوفُ طَوْفاً وطَوَافاً، وَالْجَمْعُ الأَطْوَاف. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ المرأَةُ تَطُوف بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيانةٌ تَقُولُ: مَنْ يُعِيرُني تَطْوافاً؟ تَجْعَلُهُ عَلَى فَرجها. قَالَ: هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذَا تَطْوافٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِكَسْرِ التَّاءِ، قَالَ: وَهُوَ الثَّوْبُ الَّذِي يُطافُ بِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا. والطَّائِفُ: مَدِينَةٌ بالغَوْرِ، يُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ طَائِفاً لِلْحَائِطِ الَّذِي كَانُوا بنَوْا حَوْلها فِي الْجَاهِلِيَّةِ المُحْدِق بِهَا الَّذِي حَصَّنُوها بِهِ. والطَّائِفُ: بِلَادُ ثَقِيفَ. والطَّائِفيّ: زَبِيبٌ عَناقِيدُه مُتراصِفةُ الْحَبِّ كأَنه مَنْسُوبٌ إِلَى الطَّائِف. وأَصابه طَوْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وطَائِفٌ وطَيِّف وطَيْفٌ، الأَخيرة عَلَى التَّخْفِيفِ، أَي مَسٌّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ ، وطَيْفٌ؛ وَقَالَ الأَعشى: وتُصْبِحُ عَنْ غِبِّ السُّرى، وكأَنما ... أَطَافَ بِهَا مِنْ طَائِفِ الجِنّ أَوْلَقُ قَالَ الْفَرَّاءُ: الطَّائِفُ والطَّيْف سَوَاءٌ، وَهُوَ مَا كَانَ كالخَيال وَالشَّيْءُ يُلِمّ بِكَ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ الهُذلي:

ومَنَحْتَني جَدَّاء، حينَ مَنَحْتَني، ... فَإِذَا بِهَا، وأَبيكَ، طَيْفُ جُنُونِ وأَطَافَ بِهِ أَي أَلمّ بِهِ وقارَبه؛ قَالَ بِشْر: أَبُو صِبْيةٍ شُعْثٍ يُطِيفُ بشَخْصه ... كَوالِحُ، أَمْثال اليعاسِيب، ضُمَّرُ وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ قَالَ: الغَضَبُ ، وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الطَّيْفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الجُنُون، رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَحمر، قَالَ: وَقِيلَ لِلْغَضَبِ طيفٌ لأَن عَقْلَ مَنِ اسْتَفزَّه الغضبُ يَعْزُب حَتَّى يَصِيرَ فِي صُورَةِ المَجْنون الَّذِي زَالَ عَقْلُهُ، قَالَ: وَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ إِذَا أَحسَّ مِنْ نَفْسِهِ إِفْرَاطًا فِي الْغَضَبِ أَن يَذْكُرَ غضَب اللَّهِ عَلَى المُسْرِفين، فَلَا يَقْدَم عَلَى مَا يُوبِقُه ويَسأَل اللَّهَ تَوْفِيقَه لِلْقَصْدِ فِي جَمِيعِ الأَحوال إِنَّهُ المُوَفِّق لَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ كُلُّ شَيْءٍ يَغْشَى الْبَصَرَ مِنْ وَسْواس الشَّيْطَانِ، فَهُوَ طَيْفٌ، وَسَنَذْكُرُ عَامَّةً ذَلِكَ فِي طَيَفَ لأَن الْكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وَطَافَ فِي الْبِلَادِ طَوْفاً وتَطْوَافاً وطَوَّفَ: سَارَ فِيهَا. والطَّائِفُ: العاسُّ بِاللَّيْلِ. والطَّائِفُ: العَسَسُ. والطَّوَّافُون: الخَدَم والمَمالِيك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ ، قَالَ: هَذَا كَقَوْلِكَ فِي الْكَلَامِ إِنَّمَا هُمْ خَدَمُكم وطَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ، قَالَ: فَلَوْ كَانَ نَصْبًا كَانَ صَوَابًا مَخْرَجُه مِنْ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الطَّائِفُ هُوَ الخادمُ الَّذِي يخدُمك برفْق وَعِنَايَةٍ، وَجَمْعُهُ الطَّوَّافُونَ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فِي الهِرَّةِ: إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافَاتِ فِي الْبَيْتِ أَي مِنْ خَدَمِ الْبَيْتِ، وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ والطَّوَّافَاتِ ، والطَّوَّاف فَعَّال، شَبَّهَهَا بِالْخَادِمِ الَّذِي يَطُوف عَلَى مَوْلاه وَيَدُورُ حولَه أَخذاً من قوله: لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ ، وَلَمَّا كَانَ فِيهِمْ ذُكُورٌ وَإِنَاثٌ قَالَ: الطَّوَّافِين والطَّوَّافَاتِ ، قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ لَقَدْ طَوَّفْتُمَا بِي اللَّيْلَةَ. يُقَالُ: طَوَّفَ تَطْوِيفاً وتَطْوَافاً. والطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ: جُزْءٌ مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: الطَّائِفَةُ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ إِلَى الأَلف، وَقِيلَ: الرَّجُلُ الْوَاحِدُ فَمَا فَوْقَهُ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيضاً أَنه قَالَ: أَقَلُّه رَجُلٌ ، وَقَالَ عَطَاءٌ: أَقله رَجُلَانِ. يُقَالُ: طَائِفَة مِنَ النَّاسِ وطَائِفَة مِنَ اللَّيْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تزالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمتي عَلَى الْحَقِّ ؛ الطَّائِفَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَتَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ كأَنه أَراد نَفْسًا طَائِفَةً؛ وَسُئِلَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ عَنْهُ فَقَالَ: الطَّائِفَةُ دُونَ الأَلف وسَيبْلُغ هَذَا الأَمرُ إِلَى أَن يَكُونَ عَدَدَ الْمُتَمَسِّكِينَ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَصحابه أَلفاً يُسَلِّي بِذَلِكَ أَن لَا يُعْجِبهم كثرةُ أَهل الْبَاطِلِ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن وغُلامه الآبِقِ: لأَقْطَعَنَّ مِنْهُ طَائِفًا ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، أَي بَعْضَ أَطرافه، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ وَالْقَافِ. والطَّائِفَةُ: القِطعةُ مِنَ الشَّيْءِ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: تَقَعُ السُّيوفُ عَلَى طَوَائِفَ مِنهمُ، ... فيُقامُ مِنهمْ مَيْلُ مَن لَمْ يُعْدَلِ قِيلَ: عَنَى بالطَّوَائِف النواحِيَ، الأَيدِيَ والأَرجلَ. والطَّوَائِفُ مِنَ القَوْسِ: مَا دُونَ السِّيَةِ، يَعْنِي بالسِّية مَا اعْوَجَّ مِنْ رأْسها وَفِيهَا طَائِفَان، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: طَائِفُ الْقَوْسِ مَا جاوَزَ كُلْيَتَها مِنْ فَوْقٍ وأَسفل إِلَى مُنحنَى تَعْطيف القوسِ مِنْ طرَفها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقضَيْنا عَلَى هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ بِالْوَاوِ لِكَوْنِهَا عَيْنًا مع أَن ط وف أَكثر مِنْ ط ي ف. وطَائِفُ الْقَوْسِ:

مَا بَيْنَ السِّيةِ والأَبْهر، وَجَمْعُهُ طَوَائِفُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: ومَصُونَةٍ دُفِعَتْ، فَلَمَّا أَدْبَرَتْ، ... دَفَعَتْ طَوَائِفُها عَلَى الأَقْيالِ وطَافَ يَطُوفُ طَوْفاً. واطَّافَ اطِّيَافاً: تَغَوَّط وَذَهَبَ إلى البَراز. والطَّوْفُ: النَّجْوُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَتناجى اثْنَانِ عَلَى طَوْفِهما. وَمِنْهُ: نُهِيَ عَنْ مُتَحَدِّثَيْن عَلَى طَوْفِهما أَي عِنْدِ الْغَائِطِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وَهُوَ يُدافع الطَّوْف مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ الرِّضَاعِ الأَحمر. يُقَالُ لأَول مَا يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ الصَّبي: عِقْيٌ فَإِذَا رَضِع فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قِيلَ: طَافَ يَطُوف طَوْفاً، وَزَادَ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: اطَّافَ يَطَّافُ اطِّيَافاً إِذَا أَلقى مَا فِي جَوْفه؛ وأَنشد: عَشَّيْتُ جَابَانَ حَتَّى اسْتَدّ مَغْرِضُه، ... وكادَ يَنْقَدُّ إِلَّا أَنه اطَّافَا» جَابَانُ: اسْمُ جَمَلٍ «3». وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: مَا يَبْسُطُ أَحدُكم يدَه إِلَّا وَقَع عَلَيْهَا قَدَحٌ مُطهِّرَةٌ مِنَ الطَّوْف والأَذى ؛ الطَّوْفُ: الْحَدَثُ مِنَ الطَّعَامِ، الْمَعْنَى مِنْ شُرْبِ تِلْكَ الشَّرْبَةِ طهُر مِنَ الْحَدَثِ والأَذى، وأَنث القَدَح لأَنه ذَهَبَ بِهَا إِلَى الشرْبة. والطَّوْفُ: قِرَبٌ يُنْفَخُ فِيهَا ويُشَدُّ بعضُها ببعْض فتُجْعل كَهَيْئَةِ سَطْحٍ فَوْقَ الْمَاءِ يُحمل عَلَيْهَا المِيرةُ والناسُ، ويُعْبَر عَلَيْهَا ويُرْكَب عَلَيْهَا فِي الْمَاءِ وَيُحْمَلُ عَلَيْهَا، وَهُوَ الرَّمَث، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ خَشب. والطَّوْفُ: خَشَبٌ يشدُّ وَيُرْكَبُ عَلَيْهِ فِي الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ أَطْوَاف، وَصَاحِبُهُ طَوَّافٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الطَّوْفُ الَّتِي يُعْبَرُ عَلَيْهَا فِي الأَنهار الْكِبَارِ تُسَوَّى مِنَ القَصَبِ والعِيدانِ يُشدُّ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ ثُمَّ تُقَمَّطُ بالقُمُط حَتَّى يُؤْمنَ انْحِلالُها، ثُمَّ تُرْكَبُ ويُعبر عَلَيْهَا وَرُبَّمَا حُمل عَلَيْهَا الجَملُ عَلَى قَدْرِ قُوَّته وَثَخَانَتِهِ، وتسمَّى العامَةَ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ. وَيُقَالُ: أَخذه بِطُوفِ رَقَبَتِهِ وبطَافِ رَقَبَتِهِ مِثْلُ صُوف رَقَبَتِهِ. والطَّوْفُ: القِلْدُ. وطَوْفُ القصَب: قدرُ مَا يُسقاه. والطَّوف والطَّائِفُ: الثَّوْرُ الَّذِي يَدُور حَوْلَه البَقَرُ فِي الدِّياسة. والطُّوفَانُ: الْمَاءُ الَّذِي يَغْشى كُلَّ مَكَانٍ، وَقِيلَ: الْمَطَرُ الْغَالِبُ الَّذِي يُغْرِقُ مِنْ كَثْرَتِهِ، وَقِيلَ: الطُّوفَان الْمَوْتُ الْعَظِيمُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الطُّوفَان الْمَوْتُ ، وَقِيلَ الطُّوفَان مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَا كَانَ كَثِيرًا مُحِيطاً مُطيفاً بِالْجَمَاعَةِ كُلِّهَا كالغَرَق الَّذِي يَشْتَمِلُ عَلَى الْمُدُنِ الْكَثِيرَةِ. والقتلُ الذَّرِيعُ والموتُ الجارفُ يُقَالُ لَهُ طُوفَان، وَبِذَلِكَ كُلِّهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ ؛ وَقَالَ: غَيَّر الجِدّةَ مِنْ آيَاتِهَا ... خُرُقُ الرِّيحِ، وطُوفَانُ المَطر وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: وذُكر الطاعونُ فَقَالَ لَا أَراه إِلَّا رِجْزاً أَو طُوفَاناً ؛ أَراد بالطُّوفَانِ البَلاء، وَقِيلَ الْمَوْتُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ الأَخفش الطُّوفَانُ جَمْعُ طُوفَانَةٍ، والأَخفش ثِقة؛ قَالَ: وَإِذَا حَكَى الثِّقَةُ شَيْئًا لَزِمَ قَبُولُهُ، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَهُوَ مِنْ طَافَ يَطُوفُ، قَالَ: والطُّوفَانُ مَصْدَرٌ مِثْلُ الرُّجْحان والنقْصان وَلَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى أَن يُطْلَبَ

_ (2). استدّ أي انسد. (3). قوله [اسم جمل] عبارة القاموس اسم رجل.

فصل الظاء المعجمة

لَهُ وَاحِدًا. وَيُقَالُ لشدَّة سَوَادِ اللَّيْلِ: طُوفَان. والطُّوفَانُ: ظَلام اللَّيْلِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُها تَصَبْصَبا، ... وعَمَّ طُوفَانُ الظَّلَامِ الأَثْأَبا عَمَّ: أَلبس، والأَثأَب: شَجَرٌ شِبْهُ الطَّرْفَاءِ إِلَّا أَنه أَكبر مِنْهُ. وطَوَّفَ الناسُ والجرادُ إذا ملؤوا الأَرض كالطُّوفان؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: عَلَى مَن وَراء الرَّدْمِ لَوْ دُكَّ عنهمُ، ... لَماجُوا كَمَا ماجَ الجرادُ وطَوَّفُوا التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: أَرسل اللَّهُ عَلَيْهِمُ السماءَ سَبْتاً فَلَمْ تُقْلِع لَيْلًا وَلَا نَهَارًا فَضَاقَتْ بِهِمُ الأَرض فسأَلوا مُوسَى أَن يُرْفع عَنْهُمْ فَرُفِع فلم يتوبوا. طيف: طَيْفُ الْخَيَالِ: مَجِيئُهُ فِي النَّوْمِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: أَلا يَا لَقَوْمِي لِطَيْفِ الخيالِ، ... أَرَّقَ مِنْ نازِحٍ ذِي دَلال وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً ومطَافاً: أَلَمَّ فِي النَّوْمِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: أَنَّى أَلمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ، ... ومطافُه لَكَ ذكْرةٌ وشُعُوفُ وأَطافَ لُغَةٌ. والطَّيْفُ والطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. والطَّيْفُ: المَسّ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقُرِئَ: إِذَا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشيطان، وطَائِف مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَهُمَا بِمَعْنًى؛ وَقَدْ أَطاف وتَطَيَّف. وَقَوْلُهُمْ طَيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ كَقَوْلِهِمْ لَمَم مِنَ الشَّيْطَانِ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي العِيال الْهُذَلِيِّ: فَإِذَا بِهَا وأَبيك طَيْفُ جُنونِ وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: قَدْ أَصاب هَذَا الغلامَ لَممٌ أَو طَيْفٌ مِنَ الْجِنِّ أَي عَرضَ لَهُ عارِضٌ مِنْهُمْ، وأَصل الطَّيف الْجُنُونُ ثُمَّ استعْمل فِي الْغَضَبِ ومَسِّ الشَّيْطَانِ. يُقَالُ: طَافَ يَطِيفُ ويَطُوفُ طَيْفاً وطَوْفاً، فَهُوَ طَائِف، ثُمَّ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ وَمِنْهُ طَيْفُ الْخَيَالِ الَّذِي يَرَاهُ النَّائِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَطَافَ بِي رَجُلٌ وأَنا نَائِمٌ. والطِّيافُ: سَوادُ اللَّيْلِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: عِقْبان دَجْنٍ بادَرَت طِيَافا فصل الظاء المعجمة ظأف: ظَأَفَه ظَأْفاً: طَرَدَه طَرْداً مُرْهِقاً له. ظرف: الظَّرف: البَراعةُ وَذَكَاءُ الْقَلْبِ، يُوصَف بِهِ الفِتْيانُ الأَزْوالُ والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ وَلَا يُوصَفُ بِهِ الشَّيْخُ وَلَا السَّيِّدُ، وَقِيلَ: الظَّرْفُ حسنُ العِبارة، وَقِيلَ: حُسْنُ الْهَيْئَةِ، وَقِيلَ: الحِذْقُ بِالشَّيْءِ، وَقَدْ ظَرُفَ ظَرْفاً وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ ظَرَافَة. والظَّرْفُ: مَصْدَرُ الظَّرِيف، وَقَدْ ظَرُف يَظْرُف، وَهُمُ الظُّرَفاء، وَرَجُلٌ ظَرِيفٌ مِنْ قَوْمٍ ظِرَاف وظُرُوف وظُرَاف، عَلَى التَّخْفِيفِ مِنْ قَوْمٍ ظُرَفَاء؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وظُرَّافٌ مِنْ قَوْمٍ ظُرَّافِين. وَتَقُولُ: فِتْية ظُرُوف أَي ظُرَفاء، وَهَذَا فِي الشعْر يَحسن. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنهم جَمَعُوا ظَرْفاً بَعْدَ حَذْفِ الزِّيَادَةِ، قَالَ: وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنه بِمَنْزِلَةِ مَذاكِير لَمْ يكسْر عَلَى ذَكَرٍ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَنَّ الْجَوْهَرِيَّ قَالَ: وَقَوْمٌ ظُرَفَاء وظِرَاف، وَقَدْ قَالُوا ظُرُفٌ، قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ

ظُرُوف، قَالَ: كأَنه جَمْعُ ظَرْف. وتَظَرَّفَ فُلَانٌ أَي تكلَّف الظَّرْف؛ وامرأَة ظَرِيفَة مِنْ نِسوة ظَرَائِفَ وظِرافٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَافَقَ مُذكَّره فِي التَّكْسِيرِ يَعْنِي فِي ظِرَاف، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ اظْرُفْ إِنْ كُنْتَ ظَارِفاً، وَقَالُوا فِي الْحَالِ: إِنَّهُ لَظَرِيف. الأَصمعي وَابْنُ الأَعرابي: الظَّرِيف البَلِيغ الجَيِّد الْكَلَامِ، وَقَالَا: الظَّرْف فِي اللِّسَانِ، وَاحْتَجَّا بِقَوْلِ عُمَرَ فِي الْحَدِيثِ: إِذَا كَانَ اللِّصُّ ظَريفاً لَمْ يُقْطع ؛ مَعْنَاهُ إِذَا كَانَ بَلِيغاً جيِّد الْكَلَامِ احْتَجَّ عَنْ نَفْسِهِ بِمَا يُسقط عَنْهُ الحَدَّ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: الظَّريف الحسَنُ الْوَجْهِ وَاللِّسَانِ، يُقَالُ: لِسَانٌ ظَرِيف وَوَجْهٌ ظَرِيف، وأَجاز: مَا أَظْرَفُ زيدٍ، فِي الِاسْتِفْهَامِ: أَلسانه أَظْرَفُ أَم وَجْهُهُ؟ والظَّرْفُ فِي اللِّسَانِ البلاغةُ، وَفِي الْوَجْهِ الحُسْنُ، وَفِي الْقَلْبِ الذَّكاء. ابْنُ الأَعرابي: الظَّرْفُ فِي اللسانِ، والحَلاوةُ فِي الْعَيْنَيْنِ، والملاحةُ فِي الْفَمِ، والجمالُ فِي الأَنف. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: الظَّرِيفُ مُشْتَقٌّ مِنَ الظَّرْف، وَهُوَ الوِعاء، كأَنه جَعَلَ الظَّرِيفَ وِعَاءً للأَدَب ومَكارِم الأَخلاق. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَظَرَّفُ وَلَيْسَ بظَرِيف. والظَّرْف: الكِياسة. وَقَدْ ظَرُف الرجلُ، بِالضَّمِّ، ظَرَافَةً، فَهُوَ ظَرِيف. وَفِي حَدِيثِ مَعاوية قَالَ: كَيْفَ ابنُ زِيَادٍ؟ قَالُوا: ظَريف عَلَى أَنه يَلْحَن، قَالَ: أَوليس ذَلِكَ أَظرَفَ لَهُ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرين: الكلامُ أَكثرُ مِنْ أَن يَكْذِبَ ظَرِيف أَي أَنَّ الظَّرِيف لَا تَضِيق عَلَيْهِ مَعاني الْكَلَامِ، فَهُوَ يَكْني ويُعَرِّض وَلَا يَكْذِبُ. وأَظْرَفَ بالرجل: ذكره بظَرْف. وأَظْرَفَ الرجُلُ: وُلد لَهُ أَولاد ظُرَفاء. وظَرْفُ الشَّيْءِ: وِعاؤه، وَالْجَمْعُ ظُرُوف، وَمِنْهُ ظُرُوف الأَزمنة والأَمكنة. اللَّيْثُ: الظَّرْف وِعَاءُ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِنَّ الإِبْريق ظَرْفٌ لِمَا فِيهِ. اللَّيْثُ: وَالصِّفَاتُ فِي الْكَلَامِ الَّتِي تَكُونُ مَوَاضِعَ لِغَيْرِهَا تُسَمَّى ظُرُوفاً مِنْ نَحْوِ أَمام وقدَّام وأَشباه ذَلِكَ، تَقُولُ: خَلْفَك زَيْدٌ، إِنَّمَا انْتَصَبَ لأَنه ظَرْفٌ لِمَا فِيهِ وَهُوَ مَوْضِعٌ لِغَيْرِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْخَلِيلُ يُسَمِّيهَا ظُرُوفاً، وَالْكِسَائِيُّ يُسَمِّيهَا المَحالّ، وَالْفَرَّاءُ يُسَمِّيهَا الصِّفَاتِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَقَالُوا: إِنَّكَ لَغَضِيضُ الطَّرْف نَقِيُّ الظَّرْف، يَعْنِي بالظَّرْف وِعَاءَهُ. يُقَالُ: إِنَّكَ لَسْتَ بِخَائِنٍ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَكِنَّة النَّبَاتِ كُلُّ ظَرْف فِيهِ حَبَّةٌ فجعل الظَّرْفَ للحبة. ظلف: الظَّلْف والظِّلْف: ظفُرُ كُلِّ مَا اجْتَرَّ، وَهُوَ ظِلْف البَقرة وَالشَّاةِ والظبْي وَمَا أَشبهها، وَالْجَمْعُ أَظْلَاف. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رِجل الإِنسان وَقَدَمُهُ، وَحَافِرُ الْفَرَسِ، وخُفّ الْبَعِيرِ وَالنَّعَامَةِ، وظِلْف الْبَقَرَةِ وَالشَّاةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ الأَخطل فِي الإِنسان فَقَالَ: إِلَى مَلِكٍ أَظْلَافه لَمْ تُشَقَّق قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْتُعِيرَ للإِنسان؛ قَالَ عُقْفانُ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: سأَمْنَعُها أَو سَوْفَ أَجْعَلُ أَمْرَها ... إِلَى مَلِكٍ، أَظْلافُه لَمْ تُشَقَّق سَواء عَلَيْكُمْ شُؤْمُها وهِجانُها، ... وَإِنْ كَانَ فِيهَا واضِحُ اللَّوْنِ يَبْرُق الشُّؤْمُ: السُّودُ مِنَ الإِبل، والهجانُ: بِيضُهَا؛ وَاسْتَعَارَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ للأَفراس فَقَالَ: وخَيْلٍ تَطأْكُمْ بأَظْلافِها وَيُقَالُ: ظُلُوف ظُلَّفٌ أَي شِداد، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا؛

قَالَ الْعَجَّاجُ: وَإِنْ أَصابَ عَدَواء احْرَوْرَفا ... عَنْهَا، وَوَلّاها ظُلُوفاً ظُلَّفا وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فتَطؤه بأَظْلافِها ؛ الظِّلْف لِلْبَقَرِ وَالْغَنَمِ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ وَالْبَغْلِ والخُفّ لِلْبَعِيرِ، وَقَدْ يطلقُ الظِّلْف عَلَى ذَاتِ الظِّلف أَنفسها مَجَازًا. وَمِنْهُ حَدِيثُ رُقَيْقة: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جَدْب أَقْحَلَت الظِّلْف أَي ذَاتَ الظِّلف. وَرَمَيْتُ الصَّيْدَ فظَلَفْته أَي أَصبت ظِلْفه، فَهُوَ مَظْلُوف؛ وظَلَفَ الصيدَ يَظْلِفُه ظَلْفاً. وَيُقَالُ: أَصاب فُلَانٌ ظِلفه أَي مَا يُوَافِقُهُ وَيُرِيدُهُ. الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ وجدَت الدابةُ ظِلْفَها؛ يُضرب مَثَلًا لِلَّذِي يَجِدُ مَا يُوَافِقُهُ وَيَكُونُ أَراد بِهِ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ دَابَّةٍ وَافَقَتْ هَواها. وبَلدٌ مِنْ ظِلْف الْغَنَمِ أَي مِمَّا يُوَافِقُهَا. وَغَنَمُ فُلَانٍ عَلَى ظِلْف وَاحِدٍ وظَلَف وَاحِدٍ أَي قَدْ ولَدت كُلُّهَا. الْفَرَّاءُ: الظَّلَفُ مِنَ الأَرض الَّذِي تَسْتَحِبّ الخيلُ العَدْوَ فِيهِ. وأَرض ظَلِفَةٌ بَيِّنَةُ الظَّلَف أَي غَلِيظَةٌ لَا تُؤَدِّي أَثراً وَلَا يَسْتَبِينُ عَلَيْهَا المَشي مِنْ لِينها. ابْنُ الأَعرابي: الظَّلَفُ مَا غلُظ مِنَ الأَرض وَاشْتَدَّ؛ وأَنشد لعَوْف بْنِ الأَحْوص: أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراء عِرْضِي، ... كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراع؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ سَلَّ إِبِلًا فأَخَذ بِهَا فِي كُراع مِنَ الأَرض لِئَلَّا تَستبين آثَارُهَا فتُتَّبع، يَقُولُ: أَلم أَمنعهم أَن يُؤَثِّرُوا فِيهَا؟ والوَسِيقَةُ: الطَّريدة، وَقَوْلُهُ ظُلِفَ أَي أُخذ بِهَا فِي ظَلَف مِنَ الأَرض كَيْ لَا يُقْتَصَّ أَثرها، وَسَارَ والإِبلَ يَحملها عَلَى أَرض صُلبة لِئَلَّا يُرى أَثرها، والكُراع مِنَ الحَرَّة: مَا اسْتَطَالَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الْفَرَّاءُ الظَّلَفَ مَا لَانَ مِنَ الأَرض، وَجَعَلَهُ ابْنُ الأَعرابي مَا غلُظ مِنَ الأَرض، وَالْقَوْلُ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي: الظَّلَفُ مِنَ الأَرض مَا صَلُب فَلَمْ يُؤدّ أَثراً وَلَا وُعُوثة فِيهَا، فَيَشْتَدُّ عَلَى الْمَاشِي الْمَشْيُ فِيهَا، وَلَا رَمْلَ فَترْمَض فِيهَا النَّعَمُ، وَلَا حِجَارَةَ فَتَحْتفِي فِيهَا، وَلَكِنَّهَا صُلْبة التُّرْبَةِ لَا تُؤَدِّي أَثراً. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الظَّلِفَة الأَرض الَّتِي لَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا أَثر، وَهِيَ قُفّ غَلِيظٌ، وهي الظلف؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الحكَم يَصِفُ جَارِيَةً: تَشْكو، إِذَا مَا مَشَتْ بالدِّعْصِ، أَخْمَصَها، ... كأَنّ ظَهْر النَّقا قُفٌّ لَهَا ظَلَفُ الْفَرَّاءُ: أَرض ظَلِفٌ وظَلِفة إِذَا كَانَتْ لَا تُؤَدِّي أَثراً كأَنها تَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ. والأُظْلُوفَة مِنَ الأَرض: القِطْعة الحَزْنة الخَشِنة، وَهِيَ الأَظَالِيف. وَمَكَانٌ ظَلِيف: حَزْن خَشن. والظَّلْفَاء: صَفاة قَدِ اسْتَوَتْ فِي الأَرض، مَمْدُودَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: مَرَّ عَلَى رَاعٍ فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ الظَّلَف مِنَ الأَرض لَا تُرَمِّضْها ؛ هُوَ، بِفَتْحِ الظَّاءِ وَاللَّامِ، الْغَلِيظُ الصُّلْبُ مِنَ الأَرض مِمَّا لَا يَبِينُ فِيهِ أَثر، وَقِيلَ: اللَّيِّن مِنْهَا مِمَّا لَا رَمْلَ فِيهِ وَلَا حِجَارَةَ، أَمره أَن يَرْعَاهَا فِي الأَرض الَّتِي هَذِهِ صِفَتُهَا لِئَلَّا تَرْمَض بحرِّ الرَّمْلِ وخُشُونة الْحِجَارَةِ فَتَتْلَفَ أَظلافها، لأَن الشَّاءَ إِذا رُعِيَت فِي الدِّهاس وحَميت الشمس عليه أَرْمَضَتها، وَالصَّيَّادُ فِي الْبَادِيَةِ يَلبَس مِسْماتَيْه وَهُمَا جَوْرَباه فِي الهاجِرة الْحَارَّةِ فيُثير الوحْش عَنْ كُنُسها، فَإِذَا مَشَتْ فِي الرّمْضاء تَسَاقَطَتْ أَظْلافُها. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّلَفُ والظَّلِفُ مِنَ الأَرض الغَليظ الَّذِي لَا يُؤَدِّي أَثراً. وَقَدْ ظَلِفَ

ظَلَفاً وظَلَفَ أَثره يَظْلُفُه ويَظْلِفُه ظَلْفاً وأَظْلَفَهُ إِذَا مَشَى فِي الحُزونة حَتَّى لَا يُرى أَثره فِيهَا، وأَنشد بَيْتُ عَوْفِ بْنِ الأَحوص. والظَّلَف: الشِّدَّةُ والغِلَظُ فِي المَعيشة مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: كَانَ يُصِيبنا ظَلَفُ الْعَيْشِ بِمَكَّةَ أَي بؤسُه وشدَّته وخُشونته مِنْ ظَلَفِ الأَرضِ. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمير: لَمَّا هَاجَرَ أَصابه ظَلَف شَدِيدٌ. وأَرض ظَلِفَة بيِّنة الظلَف: نَاتِئَةٌ لَا تُبين أَثراً. وظَلَفَهُم يَظْلِفُهم ظلْفاً: اتَّبع أَثرهم. وَمَكَانٌ ظَلِيف: خَشِنٌ فِيهِ رَمْلٌ كَثِيرٌ. والأُظْلُوفَة: أَرض صُلْبة حَدِيدَةُ الْحِجَارَةِ عَلَى خِلقة الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ أَظَالِيف؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمَح الصُّقُورِ عَلَتْ فَوْقَ الأَظَالِيفِ «4» وأَظْلَفَ القومُ: وَقَعُوا فِي الظَّلَف أَو الأُظْلُوفةِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الصُّلْبُ. وشرٌّ ظَلِيف أَي شَدِيدٌ. وظَلَفَه عَنِ الأَمر يَظْلِفُه ظَلْفاً: مَنَعَهُ؛ وأَنشد بَيْتُ عَوْفِ بْنِ الأَحوص: أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراءِ عِرْضي، ... كَمَا ظُلِفَ الوسيقةُ بِالْكُرَاعِ؟ وظَلَفَه ظلْفاً: مَنَعَهُ عَمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ. وظَلَفَ نفسَه عن الشي: مَنَعَهَا عَنْ هَوَاهَا، وَرَجُلٌ ظَلِفُ النفْس وظَلِيفُها مِنْ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: ظَلَفَ نفسَه عَنِ الشَّيْءِ يَظْلِفُها ظَلفاً أَي مَنَعَهَا مِنْ أَن تَفْعَلَهُ أَو تأْتيه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ أَظْلِفُ النفْسَ عَنْ مَطْعَمٍ، ... إِذَا مَا تهافَتَ ذِبَّانُه وظَلِفَتْ نَفْسِي عَنْ كَذَا، بِالْكَسْرِ، تَظْلَف ظلَفاً أَي كَفّت. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: ظلَف الزُّهْدُ شَهَواتِه أَي كفَّها وَمَنَعَهَا. وامرأَة ظَلِفَة النفْس أَي عَزِيزَةٌ عِنْدَ نَفْسِهَا. وَفِي النَّوَادِرِ: أَظْلَفتُ فُلَانًا عَنْ كَذَا وَكَذَا وظَلَّفْته وشَذَّيْته وأَشْذَيْتُه إِذَا أَبْعَدْته عَنْهُ؛ وكلُّ مَا عَسُر عَلَيْكَ مطلَبُه ظَلِيف. وَيُقَالُ: أَقامَه اللَّهُ عَلَى الظَّلَفَات أَي عَلَى الشِّدَّةِ والضِّيق؛ وَقَالَ طُفَيل: هُنالِكَ يَرْويها ضَعِيفي وَلَمْ أُقِمْ، ... عَلَى الظَّلَفات، مُقْفَعِلَّ الأَنامِل والظَلِيفُ: الذَّليل السيِء الْحَالِ فِي مَعِيشته، وَيُقَالُ: ذهَب بِهِ مَجّاناً وظَلِيفاً إِذَا أَخذه بِغَيْرِ ثَمَنٍ، وَقِيلَ: ذَهَبَ بِهِ ظَلِيفاً أَي بَاطِلًا بِغَيْرِ حَقٍّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَيأْكُلُها ابنُ وعْلةَ فِي ظَلِيفٍ، ... ويأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنا سِنانِ؟ أَي يأْكلها بِغَيْرِ ثَمَنٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: فقلتُ: كلُوها فِي ظَلِيفٍ، فَعَمُّكمْ ... هُوَ اليومَ أَوْلى منكمُ بالتَّكَسُّبِ وذهَب دمُه ظَلْفاً وظَلَفاً وظَلِيفاً، بِالظَّاءِ وَالطَّاءِ جَمِيعًا، أَي هدَراً لَمْ يُثأَر بِهِ. وَقِيلَ: كلُّ هَيِّن ظَلَفٌ. وأَخَذ الشَّيْءُ بظَلِيفته «5» وظَلِفَته أَي بأَصله وَجَمِيعِهِ وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. والظِّلْفُ: الحاجةُ. والظِّلْف: المُتابَعةُ فِي الشيء.

_ (4). قوله [لمح الصقور] كذا في الأَصل بتقديم اللام وتقدم للمؤلف في مادة ملح ما نصه: مَلْحُ الصُّقُورِ تَحْتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ قُلْتُ لِلْأَصْمَعِيِّ: أَتَرَاهُ مَقْلُوبًا مِنَ اللَّمْحِ؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا يُقَالُ لَمَحَ الْكَوْكَبُ وَلَا يُقَالُ مَلَحَ فَلَوْ كَانَ مَقْلُوبًا لَجَازَ أَنْ يقال ملح. (5). قوله [بظليفته إلخ] كذا في الأصل مضبوطاً، وعبارة القاموس: وأخذه بظَلِيفه وظَلَفه محركة.

فصل العين المهملة

اللَّيْثُ: الظَّلِفَةُ طرَفُ حِنْوِ القتَب وحِنو الإِكاف وأَشباه ذَلِكَ مِمَّا يَلِي الأَرض مِنْ جَوانبها. ابْنُ سِيدَهْ: والظَّلِفَتَان مَا سَفُلَ مِنْ حنْوي الرَّحْل، وَهُوَ مِنْ حِنْوِ القتَب مَا سَفَل عَنِ الْعَضُدِ. قَالَ: وَفِي الرَّحْلِ الظَّلِفَاتُ وَهِيَ الْخَشَبَاتُ الأَربع اللَّوَاتِي يكنَّ عَلَى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ تُصِيبُ أَطْرافُها السُّفْلى الأَرض إِذَا وُضِعت عَلَيْهَا، وَفِي الْوَاسِطِ ظَلِفَتان، وَكَذَلِكَ فِي المؤْخِرةِ، وَهُمَا مَا سَفَلَ مِنِ الجنْوين لأَن مَا عَلَاهُمَا مِمَّا يَلِي العَراقيَ هُمَا العضُدان، وَأَمَّا الْخَشَبَاتُ الْمُطَوَّلَةُ عَلَى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ فَهِيَ الأَحناء وَوَاحِدَتُهَا ظَلِفةٌ؛ وَشَاهِدُهُ: كأَنَّ مَواقعَ الظَّلِفاتِ مِنْهُ ... مَواقعُ مَضْرَحِيَّاتٍ بِقارِ يُرِيدُ أَن مَوَاقِعَ الظَّلِفاتِ مِنْ هَذَا الْبَعِيرِ قَدِ ابْيَضَّتْ كَمَوَاقِعِ ذَرْقِ النَّسر. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: كَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى ظَلِفات أَقتاب مُغَرَّزةٍ فِي الْجِدَارِ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لأَعلى الظَّلِفَتَيْنِ مِمَّا يَلِي العَراقيَ العضُدان وأَسفلهما الظَّلِفتان. وَهُمَا مَا سَفُلَ مِنَ الحِنْوين الْوَاسِطُ والمؤْخِرة. ابْنُ الأَعرابي: ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ وظَلَّفْتُ ورمَّدْتُ «1» وطلَّثْتُ ورمَّثْتُ، كُلُّ هَذَا إِذَا زِدْتَ عَلَيْهَا. ظفف: الْكِسَائِيُّ: ظَفَفْتُ قوائَم الْبَعِيرِ وغيرِه أَظُفُّها ظَفّاً إِذَا شَدَدْتَها كلَّها وَجَمَعْتَهَا. وَفِي تَرْجَمَةِ ضَفَفَ: ماءٌ مَضْفوف إِذَا كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا يَستقي فِي النَّزَحِ المَضْفوفِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ الْمَظْفُوفِ، بِالظَّاءِ، وَقَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ مَاءً مَظْفوفاً أَي مَشْغُولًا؛ وأَنشد: لَا يَستقي فِي النَّزَحِ المَظْفُوفِ وَقَالَ أَيضاً: المَظْفُوف المقارَبُ بَيْنَ الْيَدَيْنِ فِي القَيْد؛ وأَنشد: زَحْفَ الكَسِير، وَقَدْ تَهَيَّضَ عَظْمُه، ... أَو زَحْف مَظْفُوفِ الْيَدَيْنِ مُقيَّدِ وَابْنُ فَارِسٍ ذَكَرَهُ بِالضَّادِ لَا غَيْرُ، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ الليث. ظوف: أَخذ بظُوفِ رَقَبَتِهِ وبظَافِ رَقَبَتِهِ: لُغَةٌ فِي صُوف رَقَبَتِهِ أَي بِجَمِيعِهَا أَو بِشِعْرِهَا السَّابِلِ فِي نُقرتها. فصل العين المهملة عتف: ابْنُ الأَعرابي: العُتُوفُ النَّتْفُ «2». وَيُقَالُ: مَضَى عِتَفٌ مِنَ اللَّيْلِ وعِدْفٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي قِطْعَةٌ. عترف: العِتْرِيف: الْخَبِيثُ الْفَاجِرُ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ، وَجَمْعُهُ عَتارِيف. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ الْخُلَفَاءَ بَعْدَهُ فَقَالَ: أَوَّهْ لفِراخِ مُحَمَّدٍ مِنْ خَلِيفةٍ يُسْتَخلَف عِتْرِيفٍ مُتْرَف، يَقْتُلُ خَلَفِي وخَلَفَ الخَلَف ؛ العِتْرِيفُ: الْغَاشِمُ الظَّالِمُ، وَقِيلَ: الدَّاهِي الْخَبِيثُ، وَقِيلَ: هُوَ قَلْبُ العِفريت الشَّيْطَانِ الْخَبِيثِ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَوْلُهُ خَلْفِي يُتأَوَّل عَلَى مَا كَانَ مِنَ يَزِيدَ ابن مُعَاوِيَةَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ وأَولاده، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ؛ وخَلَفُ الخَلفِ: مَا تَمَّ «3» يَوْمَ الحَرَّةِ عَلَى أَولاد الْمُهَاجِرِينَ والأَنصار.

_ (1). قوله [ورمدت] كذا بالأصل ولم نجده بهذا المعنى في مادة رمد. نعم في القاموس في مادة زند وما يزدنك أحد عليه وما يزندك أي ما يزيدك. (2). قوله [العُتُوف النتف] كذا بالأصل، والذي في القاموس: العتف. (3). قوله [ما تم] عبارة النهاية: ما كان منه.

وجَمَل عِترِيفٌ وَنَاقَةٌ عِتْرِيفَة: شَدِيدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: مِنْ كُلِّ عِتْرِيفَةٍ لَمْ تَعْدُ أَنْ بَزَلَتْ ... لَمْ يَبْغِ دِرَّتَها داعٍ وَلَا رُبَعُ الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ عِتْرِيف وعُترُوف أَي خَبِيثٌ فَاجِرٌ جَرِيءٌ ماضٍ. والعُتْرُفَانُ، بِالضَّمِّ: الدِّيكُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَدِيِّ ابن زَيْدٍ: ثلاثةَ أَحْوال وَشَهْرًا مُحَرَّماً، ... تُضِيءُ كعَينِ العُتْرُفان المُحارب وَيُقَالُ لِلدِّيكِ: العُتْرُفانُ والعُتْرُفُ والعُتْرُسان والعَتْرَس؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوَادَ فِي العُتْرُفَان الدِّيكِ: وكأَنَّ أَسآدَ الجِيادِ شَقائق، ... أَو عُتْرُفانٌ قَدْ تَحَشْحَشَ للبِلى يُرِيدُ دِيكًا قَدْ يَبِسَ وَمَاتَ. والعُتْرُفَانُ: نَبْتٌ عَريضٌ من نبات الربيع. عجف: عَجَفَ نَفسَه عَنِ الطَّعَامِ يَعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوفاً وعَجَّفَها: حبَسها عَنْهُ وَهُوَ لَهُ مُشْتَهٍ ليؤثِرَ بِهِ غيرَه وَلَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى الْجُوعِ وَالشَّهْوَةِ، وَهُوَ التَّعْجِيف أَيْضًا؛ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكوع: لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ، ... وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّعْجِيف أَن يَنْقُلَ قُوتَه إِلَى غَيْرِهِ قَبْلَ أَن يَشْبَعَ مِنَ الجُدوبة. والعُجُوفُ: تركُ الطَّعَامِ. والتَّعْجِيفُ: الأَكلُ دونَ الشِّبَعِ. والعُجُوفُ: منعُ النَّفْسِ عَنِ الْمَقَابِحِ. وعَجَفَ نفسَه عَلَى الْمَرِيضِ يَعْجِفُها عَجْفاً: صَبَّرها عَلَى تَمْريضه وأَقام عَلَى ذَلِكَ. وعَجَفْتُ نَفْسِي عَلَى أَذى الخليلِ إِذَا لَمْ تَخْذُلْه. وعَجَفَ نفسَه عَلَى فُلَانٍ، بِالْفَتْحِ، إِذَا آثَرَهُ بِالطَّعَامِ عَلَى نَفْسِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنِّي، وَإِنْ عَيَّرتِني نُحولي، ... أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولي لأَعْجِفُ النفسَ عَلَى الخليلِ، ... أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ أَراد أَعرض الْوِدَّ وَالتَّنْوِيلَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ. وعَجَفْتُ نَفْسِي عَنْهُ عَجْفاً إِذَا احْتملتَ غيَّه وَلَمْ تُؤَاخِذْهُ. وعَجَفَ نَفْسَهُ يَعْجِفُها: حلَّمها. والتَّعْجِيف: سُوء الْغِذَاءِ والهزالُ. والعَجَفُ: ذَهَابُ السِّمَنِ والهُزالُ، وَقَدْ عَجِفَ، بِالْكَسْرِ، وعَجُفَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَعْجَفُ وعَجِفٌ، والأُنثى عَجْفَاء وعَجِفٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا عِجَافٌ حَمَلُوهُ عَلَى لَفْظِ سِمانٍ، وَقِيلَ: هُوَ كَمَا قَالُوا أَبْطُحُ وبِطاح وأَجرب وجِراب وَلَا نَظِيرَ لعَجْفَاء وعِجَاف إِلَّا قولُهم حَسْناء وحِسان؛ كَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَنهم قَدْ كسَّروا بطْحاء عَلَى بِطاحٍ وبَرْقاء عَلَى بِراقٍ. ومُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: صِفْرُ المَباءة ذُو هِرْسَينِ مُنْعَجِفٌ، ... إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ، قلتَ: قَدْ فَرَجا «1» قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَفعل وفَعْلاء جَمْعًا عَلَى فِعالٍ غَيْرَ أَعْجَفَ وعَجْفَاء، وَهِيَ شَاذَّةٌ، حَمَلُوهَا عَلَى لَفْظِ سِمان فَقَالُوا سِمان وعِجَاف، وَجَاءَ

_ (1). قوله [ذو] هو في الأصل هنا بالواو وفي مادتي فرج وهرس: بالياء.

أَفْعلُ وفَعْلاء عَلَى فَعُل يَفْعُل فِي أَحرف مَعْدُودَةٍ مِنْهَا: عَجُفَ يَعْجُفُ، فَهُوَ أَعْجَفُ، وأَدُم يأْدُمُ، فَهُوَ آدمُ، وسَمُرَ يَسْمُر، فَهُوَ أَسمرُ، وحَمُق يَحْمُق، فَهُوَ أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق، فَهُوَ أَخرق. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: عَجُفَ وعَجِفَ وحَمُق وحَمِقَ ورَعُن ورَعِن وخَرُق وخَرِق. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ أَعْجَف وعَجْفَاء مِنَ الهُزال عِجَاف، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن أَفعلَ وفَعْلاء لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ وَلَكِنَّهُمْ بَنَوْهُ عَلَى سِمانٍ، وَالْعَرَبُ قَدْ تَبْنِي الشَّيْءَ عَلَى ضِدِّهِ كَمَا قَالُوا عَدُوّةٌ بِنَاءً عَلَى صَدِيقَةٍ، وَفَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ؛ قَالَ مِرْداسُ بْنُ أَذَنَةَ: وإنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَواري، ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَنْ كَرَمٍ عِجَافِ وأَعْجَفَه أَي هَزَله. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ* ؛ هِيَ الهَزْلَى الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَيْهَا وَلَا شَحْمَ ضُرِبت مَثَلًا لِسَبْعِ سِنين لَا قَطْر فِيهَا وَلَا خِصْبَ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَد: يَسُوق أَعْنُزاً عِجَافاً ؛ جَمْعُ عَجْفَاء، وَهِيَ المَهْزولةُ مِنَ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى إِذَا أَعْجَفَها ردَّها فِيهِ أَي أهْزَلها. وَسَيْفٌ مَعْجُوف إِذَا كَانَ دَاثِرًا لَمْ يُصْقَلْ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها مِنْ صُلْبِها ... سَيْفٌ، تَقَادَمَ عَهْدُه، مَعْجُوفُ ونَصْلٌ أَعْجَفُ أَي رقِيق. والتَّعَجُّفُ: الجهْد وشِدَّة الْحَالِ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِد: إِذَا مَا ظَعَنَّا، فانْزِلوا فِي دِيارِنا، ... بَقِيَّةَ مَنْ أَبقَى التَّعَجُّفُ مِنْ رُهْمِ وَرُبَّمَا سَمَّوا الأَرض المُجْدبةَ [عِجَافاً]؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَحَابًا: لَقِحَ العِجَافُ لَهُ لِسابعِ سَبْعةٍ، ... فَشَرِبْن بَعْد تَحلِّئٍ فَرَوِينا هَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ وَالصَّوَابُ بَعْدَ تَحَلُّؤٍ؛ يُقَالُ: أَنْبَتَتْ هَذِهِ الأَرضون المُجدبة لِسَبْعَةِ أَيام بَعْدَ الْمَطَرِ. والعَجَفُ: غِلظُ العِظام وعَراؤُها مِنَ اللَّحْمِ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: أَشدّ الرِّجَالِ الأَعْجَفُ الضخْم. ووجهٌ عَجِفٌ وأَعْجَفُ: كالظمْآن. ولثةٌ عَجْفَاء: ظَمْأَى؛ قَالَ: تَنْكَلُّ عن أَظْمى اللِّثاتِ صافِ، ... أَبْيَضَ ذِي مَناصِبٍ عِجَافِ وأَعْجَفَ القومُ: حبَسُوا أَموالهم مِنْ شِدّة وتَضْييق. وأَرض عَجْفَاء: مَهزولة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّائِدِ: وجدْت أَرضاً عَجْفَاء وَشَجَرًا أَعْشَمَ أَي قَدْ شارَفَ اليُبْس والبُيود. والعُجَافُ: التمْر. وَبَنُو العُجَيْفِ: بَطْن من العرب. عجرف: العَجْرَفَةُ والعَجْرَفِيَّة: الجَفْوة فِي الْكَلَامِ، والخُرْق فِي العمَل، وَالسُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ، وَقِيلَ: العَجْرَفِيَّة أَن تأْخذ الإِبل فِي السَّيْرِ بخُرق إِذَا كلَّت؛ قَالَ أُميَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ: وَمِنْ سَيْرها العَنَق المُسْبَطِرّ ... والعَجْرَفِيَّة بَعْد الكَلال الأَزهري: العَجْرَفِيَّةُ الَّتِي لَا تَقصِد فِي سَيرها مِنْ نَشاطها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعَجْرَفِيَّةُ ضَبّةَ أَراها تقعُّرَهم فِي الْكَلَامِ. وَجَمَلٌ عَجْرَفِي: لَا يَقصد فِي مَشيْه مِنْ نَشاطه، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَقَدْ عَجْرَفَ

وتَعَجْرَف. الأَزهري: يَكُونُ الْجَمَلُ عَجْرَفِيَّ الْمَشْيِ لِسُرْعَتِهِ. وَرَجُلٌ فِيهِ عَجَرَفِيَّة وَبَعِيرٌ ذُو عَجَارِيفَ. الْجَوْهَرِيُّ: جَمَلٌ فِيهِ تَعَجْرُفُ وعَجْرَفَةُ وعَجْرَفِيَّة كأَنّ فِيهِ خُرْقاً وقِلّة مُبالاة لِسُرْعَتِهِ. الأَزهري: العَجْرَفِيَّة مِنْ سَيْرِ الإِبل اعْتِراضٌ فِي نَشاط، وأَنشد بَيْتَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ. والعَجْرَفَةُ: ركُوبكَ الأَمْرَ لَا تُرَوِّي فِيهِ، وَقَدْ تَعَجْرَفَه. وَفُلَانٌ يَتَعَجْرَفُ عَلَى فُلَانٍ إِذَا كَانَ يَرْكَبُهُ بِمَا يَكْرَهُ وَلَا يَهابُ شَيْئًا. وعَجَارِفُ الدَّهْرِ وعَجَارِيفُه: حَوادِثُه، وَاحِدُهَا عُجْرُوف؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمْ تُنْسِني أُمَّ عَمَّارٍ نَوًى قَذَفٌ، ... وَلَا عَجَارِيفُ دَهْرٍ لَا تُعَرِّيني وتَعَجْرَفَ فُلَانٌ عَلَيْنَا إِذَا تكبَّر؛ وَرَجُلٌ فِيهِ تَعَجْرُفٌ. والعُجْرُوف: دويبَّةٌ ذَاتُ قَوَائِمَ طِوالٍ، وَقِيلَ: هِيَ النَّمْلُ ذُو الْقَوَائِمِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَعظم مِنَ النَّمْلَةِ. الأَزهري: يُقَالُ أَيضاً لِهَذَا النَّمْلِ الَّذِي رفعَته عَنِ الأَرض قوائمه عُجْرُوف. عدف: العَدْفُ: الأَكل. عَدَفَ يَعْدِفُ عدْفاً: أَكل. والعَدُوفُ: الذَّواقُ أَعني مَا يُذاق؛ قَالَ: وحَيْفٌ بالقَنِيِّ فهُنَّ خُوصٌ، ... وقِلَّةُ مَا يَذُقْن مِنَ العَدُوفِ عَدُوفٍ مِنْ قَضامٍ غَيْرِ لَوْنٍ، ... رَجِيعِ الفَرْتِ أَو لَوْكِ الصَّريفِ أَراد غَيْرَ ذِي لَوْنٍ أَي غَيْرَ متلَوّن. ورَجِيع الْفَرْثِ: بَدَلٌ مِنْ قَضام بدَل بَيَانٍ، ولَوْك: فِي مَعْنَى مَلُوك، وَمَا ذاقَ عَدْفاً وَلَا عَدُوفاً وَلَا عُدَافاً أَي شَيْئًا، وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. وَلَا عَلُوساً وَلَا أَلُوساً؛ قَالَ أَبو حَسَّانَ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ مَا ذُقْت عَدُوفاً وَلَا عَدُوفَة؛ قَالَ: وَكُنْتُ عِنْدَ يزيدَ بْنِ مِزْيد الشيْباني فأَنشدته بَيْتَ قَيْس بْنِ زُهَيْرٍ: ومُجَنَّباتٍ مَا يَذُقْن عَدُوفَةً، ... يَقْذِفْن بالمُهَراتِ والأَمْهارِ بِالدَّالِ، فَقَالَ لِي يَزِيدُ: صَحَّفت أَبا عَمْرٍو، إِنَّمَا هِيَ عَذُوفة بِالذَّالِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ لَمْ أُصحف أَنا وَلَا أَنت، تَقُولُ رَبيعة هَذَا الْحَرْفُ بِالذَّالِ، وَسَائِرُ الْعَرَبِ بِالدَّالِ، وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ مَنْسُوبٌ إِلَى قَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ كَمَا أَوردته، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه وَنَسَبُهُ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ. والعَدْفُ: نَوْلٌ قَلِيلٌ مِنْ إِصَابَةٍ. والعَدْفُ: الْيَسِيرُ مِنَ العلَف. وَبَاتَتِ الدابّةُ عَلَى غَيْرِ عَدُوف أَي عَلَى غَيْرِ علَف؛ هَذِهِ لُغَةُ مُضر. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا ذُقْت عَدُوفاً أَي ذَواقاً. وَمَا عَدَفْنا عِنْدَهُمْ عَدُوفاً أَي مَا أَكلنا. والعِدْفَةُ والعِدَفَةُ: كالصَّنِفة مِنَ الثَّوْبِ. واعتَدَفَ الثوبَ: أَخذ مِنْهُ عِدَفَةً. واعْتَدَفَ العِدْفَة: أَخذها. وَمَا عَلَيْهِ عِدْفةٌ أَي خِرْقة، لُغَةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا. وعِدْفُ كُلِّ شَيْءٍ وعِدْفَتُه: أَصله الذاهبُ فِي الأَرض؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: حَمّال أَثقالِ دِياتِ الثَّأَى، ... عَنْ عِدَفِ الأَصْلِ وكُرّامِها وَفِي التَّهْذِيبِ: عِدْفَةُ كُلِّ شَجَرَةٍ أَصلُها، وَجَمْعُهَا عِدَفٌ. قَالَ: وَيُقَالُ بَلْ هُوَ عَنْ عَدَفِ الأَصل اشتِقاقه مِنَ العَدْفَة أَي يَلُمُّ مَا تَفَرَّقَ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: العَدَفُ والعائرُ والغِضابُ [الغُضابُ] قَذى العينِ.

والعِدْفَةُ: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْخَمْسِينَ، وَخَصَّصَهُ الأَزهري فَقَالَ: العِدْفَةُ مِنَ الرِّجَالِ مَا بَيْنَ العَشرة إِلَى الْخَمْسِينَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَاهُ كُرَاعٌ فِي الْمَاشِيَةِ وَلَا أَحقُّها. والعِدْفَة: التجمُّع، وَالْجَمْعُ عِدْفٌ، بِالْكَسْرِ، وعِدَفٌ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَن الْمَعْنِيَّ هَاهُنَا بِالتَّجَمُّعِ الْجَمَاعَةُ لأَن التجمِيع عرَض، وَإِنَّمَا يَكُونُ مِثْلُ هَذَا فِي الْجَوَاهِرِ الْمَخْلُوقَةِ كسِدْرة وسِدَر، وَرُبَّمَا كَانَ فِي الْمَصْنُوعِ، وَهُوَ قَلِيلٌ. والعِدْف: القِطْعة مِنَ اللَّيْلِ. يُقَالُ: مَرَّ عِدْفٌ مِنَ اللَّيْلِ وعِتْفٌ أَي قِطْعَةٌ. والعَدَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: القَذى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ حِماراً وأُتُنَه: أَوْرَدَها أَمِيرُها مَعَ السَّدَفْ، ... أَزْرَقَ كالمِرآة طَحَّارَ العَدَفْ أَي يَطْحَر القَذى ويَدْفَعُه. وَيُقَالُ: عَدَفَ لَهُ عِدْفَةً مِنْ مَالٍ أَي قطَع لَهُ قِطْعة مِنْهُ، وأَعطاه عدْفةً مِنْ مَالٍ أَي قِطعة. عذف: عَذفَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ يَعْذِفُ عذْفاً: أَصاب مِنْهُ شَيْئًا. والعَذُوفُ والعُذَافُ: مَا أَصَابَهُ. وعَذَفَ نفسَه: كعَزَفها. وَسُمٌّ عُذَاف: مَقْلُوبٌ عَنْ ذُعاف؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَاللِّحْيَانِيُّ. والعُذُوف: السُّكُوتُ. والعُذُوف: المَراراتُ. والعَذْفُ: الأَكل، وَقَدْ عَذَفَ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ؛ هَذِهِ لُغَةُ رَبِيعَةَ. يُقَالُ: مَا ذُقْتُ عَذْفاً وَلَا عَذُوفاً وَلَا عُذافاً أَي شَيْئًا، وَكَذَلِكَ يُقَالُ وَلَا عَدُوفاً، بِالدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَبَاتَتِ الدابةُ عَلَى غير عَذُوف. عرف: العِرفَانُ: الْعَلَمِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ويَنْفَصِلانِ بتَحْديد لَا يَليق بِهَذَا الْمَكَانِ، عَرَفَه يَعْرِفُه عِرْفَة وعِرْفَاناً وعِرِفَّاناً ومَعْرِفةً واعْتَرَفَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحاباً: مَرَتْه النُّعامَى، فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى مِنَ الشامِ رِيحا وَرَجُلٌ عَرُوفٌ وعَرُوفَة: عَارِفٌ يَعْرِفُ الأُمور وَلَا يُنكِر أَحداً رَآهُ مَرَّةَ، وَالْهَاءُ فِي عَرُوفَة لِلْمُبَالَغَةِ. والعَرِيف والعارِفُ بِمَعْنًى مِثْلُ عَلِيم وَعَالِمٍ؛ قَالَ طَرِيف بْنِ مَالِكٍ العَنْبري، وَقِيلَ طريف بن عمرو: أَوَكُلّما ورَدَت عُكاظَ قَبيلةٌ، ... بَعَثُوا إليَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ؟ أَي عَارِفَهم؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَقَوْلِهِمْ ضَرِيبُ قِداح، وَالْجَمْعُ عُرَفَاء. وأَمر عَرِيفٌ وعَارِف: مَعروف، فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع أَمْرٌ عَارِف أَي مَعْرُوفٌ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَالَّذِي حصَّلناه للأَئمة رَجُلٌ عَارِف أَي صَبور؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ. والعِرْف، بِالْكَسْرِ: مِنْ قَوْلِهِمْ مَا عَرَفَ عِرْفي إِلَّا بأَخَرةٍ أَي مَا عَرَفَني إِلَّا أَخيراً. وَيُقَالُ: أَعْرَفَ فُلَانٌ فُلَانًا وعَرَّفَه إِذَا وقَّفَه عَلَى ذَنْبِهِ ثُمَّ عَفَا عَنْهُ. وعَرَّفَه الأَمرَ: أَعلمه إِيَّاهُ. وعَرَّفَه بيتَه: أَعلمه بِمَكَانِهِ. وعَرَّفَه بِهِ: وسَمه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عَرَّفْتُه زَيْدًا، فذهَب إِلَى تَعْدِيَةِ عَرَّفَت بِالتَّثْقِيلِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ، يَعْنِي أَنك تَقُولُ عَرَفَت زَيْدًا فيتعدَّى إِلَى وَاحِدٍ ثُمَّ تُثْقِلُ الْعَيْنَ فيتعدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، قَالَ: وأَما عَرَّفْته بِزَيْدٍ فَإِنَّمَا تُرِيدُ عَرَّفْته بِهَذِهِ الْعَلَامَةِ وأَوضَحته بِهَا فَهُوَ سِوى الْمَعْنَى الأَوَّل، وَإِنَّمَا عَرَّفْته بِزَيْدٍ كَقَوْلِكَ سمَّيته بِزَيْدٍ، وَقَوْلُهُ أَيضاً إِذَا أَراد أَن يُفضِّل شَيْئًا مِنَ النحْو أَو اللُّغَةِ عَلَى شَيْءٍ: والأَول

أَعْرَف؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه عَلَى تَوَهُّمِ عَرُفَ لأَن الشَّيْءَ إِنَّمَا هُوَ مَعْرُوف لَا عَارِف، وَصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنَّمَا هِيَ مِنْ الْفَاعِلِ دُونَ الْمَفْعُولِ، وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَبْغَضه إليَّ أَي أَنه مُبْغَض، فتعَجَّب مِنَ الْمَفْعُولِ كَمَا يُتعجّب مِنَ الْفَاعِلِ حَتَّى قَالَ: مَا أَبْغضَني لَهُ، فَعَلَى هَذَا يصْلُح أَن يَكُونَ أَعْرَف هُنَا مُفاضلة وتعَجُّباً مِنَ الْمَفْعُولِ الَّذِي هُوَ الْمَعْرُوفُ. والتعريفُ: الإِعْلامُ. والتَّعريف أَيضاً: إِنْشَادُ الضَّالَّةِ. وعَرَّفَ الضالَّة: نَشَدها. واعْتَرَفَ القومَ: سأَلهم، وَقِيلَ: سأَلهم عَنْ خَبر لِيَعْرِفَهُ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِم: أَسائِلةٌ عُمَيرَةُ عَنْ أَبيها، ... خِلالَ الجَيْش، تَعْتَرِفُ الرِّكابا؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويأْتي تَعَرَّفَ بِمَعْنَى اعْتَرَفَ؛ قَالَ طَرِيفٌ العَنْبريُّ: تَعَرَّفُونِي أَنَّني أَنا ذاكُمُ، ... شاكٍ سِلاحي، فِي الفوارِس، مُعْلَمُ وَرُبَّمَا وَضَعُوا اعتَرَفَ مَوْضِعَ عَرَفَ كَمَا وَضَعُوا عَرَفَ مَوْضِعَ اعْتَرَفَ، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ السَّحَابَ وَقَدْ تقدَّم فِي أَوَّل التَّرْجَمَةِ أَي لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَ الجَنُوب لأَنها أَبَلُّ الرِّياح وأَرْطَبُها. وتَعَرَّفْت مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي تَطلَّبْت حَتَّى عَرَفت. وَتَقُولُ: ائْتِ فُلَانًا فاسْتَعْرِفْ إِلَيْهِ حَتَّى يَعْرِفَكَ. وَقَدْ تَعَارَفَ القومُ أَي عَرَفَ بعضهُم بَعْضًا. وأَما الَّذِي جَاءَ فِي حَدِيثِ اللُّقَطةِ: فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْتَرِفُها فَمَعْنَاهُ معرفتُه إِيَّاهَا بِصِفَتِهَا وَإِنْ لَمْ يرَها فِي يَدِكَ. يُقَالُ: عرَّف فُلَانٌ الضالَّة أَي ذكرَها وطلبَ مَنْ يَعْرِفها فَجَاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُها أَي يَصِفُهَا بِصِفَةٍ يُعْلِم أَنه صَاحِبُهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَيُقَالُ لَهُمْ هَلْ تَعْرِفُون ربَّكم؟ فَيَقُولُونَ: إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاه أَي إِذَا وصَف نَفْسَهُ بِصِفَةٍ نُحَقِّقُه بِهَا عَرَفْنَاهُ. واسْتَعْرَفَ إِلَيْهِ: انْتَسَبَ لَهُ ليَعْرِفَه. وتَعَرَّفَه المكانَ وَفِيهِ: تأَمَّله بِهِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا: تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِن مِنًى، ... وَمَا كلُّ مَنْ وافَى مِنًى أَنا عَارِفُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ، وَقُرِئَ: عَرَفَ بَعْضَهُ ، بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ عَرَّفَ بِالتَّشْدِيدِ فَمَعْنَاهُ أَنه عَرَّفَ حَفْصةَ بعْضَ الْحَدِيثِ وترَك بَعْضًا، قَالَ: وكأَنَّ مَنْ قرأَ بِالتَّخْفِيفِ أَراد غَضِبَ مِنْ ذَلِكَ وَجَازَى عَلَيْهِ كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُسيء إليك: والله لأَعْرِفَنَّ لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: وَقَدْ لعَمْري جازَى حفصةَ بطلاقِها، وَقَالَ الفرَّاء: وَهُوَ وَجْهٌ حَسَنٌ، قرأَ بِذَلِكَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، قَالَ الأَزهري: وقرأَ الْكِسَائِيُّ والأَعمش عَنْ أَبي بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَرَفَ بعضَه ، خَفِيفَةً، وقرأَ حَمْزَةُ وَنَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ اليَحْصُبي عَرَّفَ بَعْضَهُ ، بِالتَّشْدِيدِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَوْف بْنِ مَالِكٍ: لتَرُدَّنّه أَو لأُعَرِّفَنَّكَها عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي لأُجازِينَّك بِهَا حَتَّى تَعرِف سُوءَ صَنِيعِكَ، وَهِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ. وَيُقَالُ للحازِي عَرَّافٌ وللقُناقِن عَرَّاف وللطَبيب عَرَّاف لِمَعْرِفَةِ كُلٍّ مِنْهُمْ بعلْمِه. والعَرَّافُ: الْكَاهِنُ؛ قَالَ عُرْوة بْنُ حِزام: فَقُلْتُ لعَرَّافِ اليَمامة: داوِني، ... فإنَّكَ، إِنْ أَبرأْتَني، لَطبِيبُ

وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَتى عَرَّافاً أَو كاهِناً فَقَدْ كفَر بِمَا أُنزل عَلَى مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَراد بالعَرَّاف المُنَجِّم أَو الحازِيَ الَّذِي يدَّعي عِلْمَ الْغَيْبِ الَّذِي استأْثر اللَّهُ بِعِلْمِهِ. والمَعارِفُ: الوجُوه. والمَعْرُوف: الْوَجْهُ لأَن الإِنسان يُعرف بِهِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: مُتَكَوِّرِين عَلَى المَعارِفِ، بَيْنَهم ... ضَرْبٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ والمِعْرَاف وَاحِدٌ. والمَعَارِف: مَحَاسِنُ الْوَجْهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وامرأَة حَسَنةُ المَعَارِف أَي الْوَجْهُ وَمَا يَظْهَرُ مِنْهَا، وَاحِدُهَا مَعْرَف؛ قَالَ الرَّاعِي: مُتَلفِّمِين عَلَى مَعَارِفِنا، ... نَثْني لَهُنَّ حَواشِيَ العَصْبِ ومَعَارِفُ الأَرض: أَوجُهها وَمَا عُرِفَ مِنْهَا. وعَرِيفُ الْقَوْمِ: سَيِّدُهُمْ. والعَرِيفُ: الْقَيِّمُ وَالسَّيِّدُ لِمَعْرِفَتِهِ بِسِيَاسَةِ الْقَوْمِ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ بَيْتَ طَرِيف العَنْبري، وَقَدْ تقدَّم، وَقَدْ عَرَفَ عَلَيْهِمْ يَعْرُف عِرَافَة. والعَرِيفُ: النَّقِيب وَهُوَ دُونَ الرَّئِيسِ، وَالْجَمْعِ عُرَفاء، تَقُولُ مِنْهُ: عَرُفَ فُلَانٌ، بِالضَّمِّ، عَرَافَة مِثْلَ خَطُب خَطابة أَي صَارَ عَرِيفًا، وَإِذَا أَردت أَنه عَمِلَ ذَلِكَ قُلْتَ: عَرَفَ فُلَانٌ عَلَيْنَا سِنين يَعْرُفُ عِرَافَة مِثَالُ كتَب يكتُب كِتابة. وَفِي الْحَدِيثِ: العِرَافَةُ حَقٌّ والعُرَفَاء فِي النَّارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العُرَفَاء جَمْعُ عَرِيف وَهُوَ القَيِّم بأُمور الْقَبِيلَةِ أَو الْجَمَاعَةِ مِنَ النَّاسِ يَلي أُمورهم ويَتَعَرَّفُ الأَميرُ مِنْهُ أَحوالَهُم، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ، والعِرَافَةُ عَملُه، وَقَوْلُهُ العِرَافَة حَقٌّ أَي فِيهَا مَصلحة لِلنَّاسِ ورِفْق فِي أُمورهم وأَحوالهم، وَقَوْلُهُ العُرَفَاء فِي النَّارِ تَحْذِيرٌ مِنَ التعرُّض للرِّياسة لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْفِتْنَةِ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَقُمْ بِحَقِّهِ أَثمَ وَاسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ، وَمِنْهُ حديث طاووس: أَنَّهُ سأَل ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا مَعْنَى قَوْلِ النَّاسِ: أَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاء أَهل الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: رُؤساء أَهل الْجَنَّةِ ؛ وَقَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَة: بَلْ كلُّ حَيٍّ، وَإِنْ عَزُّوا وَإِنْ كَرُموا، ... عَرِيفُهم بأَثافي الشَّرِّ مَرْجُومُ والعُرْف، بِالضَّمِّ، والعِرْف، بِالْكَسْرِ: الصبْرُ؛ قَالَ أَبو دَهْبَل الجُمَحِيُّ: قُلْ لابْن قَيْسٍ أَخي الرُّقَيَّاتِ: ... مَا أَحْسَنَ العِرْفَ [العُرْفَ] فِي المُصِيباتِ وعَرَفَ للأَمر واعْتَرَفَ: صَبَر؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيح: فَيَا قَلْبُ صَبْراً واعْتِرَافاً لِما تَرى، ... وَيَا حُبَّها قَعْ بِالَّذِي أَنْتَ واقِعُ والعَارِفُ والعَرُوف والعَرُوفَةُ: الصَّابِرُ. ونَفْس عَرُوف: حامِلة صَبُور إِذا حُمِلَتْ عَلَى أَمر احتَمَلَتْه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فآبُوا بالنِّساء مُرَدَّفاتٍ، ... عَوارِفَ بَعْدَ كِنٍّ وابْتِجاحِ أَراد أَنَّهن أَقْرَرْن بِالذُّلِّ بَعْدَ النعْمةِ، وَيُرْوَى وابْتِحاح مِنَ البُحبُوحةِ ، وَهَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: نَزَلَتْ بِهِ مُصِيبة فوُجِد صَبوراً عَرُوفاً؛ قَالَ الأَزهري: وَنَفْسُهُ عَارِفَة بِالْهَاءِ مِثْلُهُ؛ قَالَ عَنْترة: وعَلِمْتُ أَن مَنِيَّتي إنْ تَأْتِني، ... لَا يُنْجِني مِنْهَا الفِرارُ الأَسْرَعُ

فصَبَرْتُ عَارِفَةً لِذَلِكَ حُرَّةً، ... تَرْسُو إِذَا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ تَرْسو: تَثْبُتُ وَلَا تَطلَّع إِلَى الخَلْق كنفْس الْجَبَانِ؛ يَقُولُ: حَبَسْتُ نَفْساً عَارِفَةً أَي صَابِرَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمُزاحِم العُقَيْلي: وقفْتُ بِهَا حَتَّى تَعالَتْ بيَ الضُّحى، ... ومَلَّ الوقوفَ المُبْرَياتُ العَوَارِفُ المُبرياتُ: الَّتِي فِي أُنوفِها البُرة، والعَوَارِفُ: الصُّبُر. وَيُقَالُ: اعْتَرَفَ فُلَانٌ إِذَا ذَلَّ وانْقاد؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَتَضْجَرينَ والمَطِيُّ مُعْتَرِفْ أَي تَعْرِف وتصْبر، وذكَّر مُعْتَرِفْ لأَن لَفْظَ الْمَطِيِّ مُذَكَّرٌ. وعَرَفَ بذَنْبه عُرْفاً واعْتَرَفَ: أَقَرَّ. وعَرَفَ لَهُ: أَقر؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: عَرَفَ الحِسانُ لَهَا غُلَيِّمةً، ... تَسْعى مَعَ الأَتْرابِ فِي إتْبِ وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا أَعْرِفُ لأَحد يَصْرَعُني أَي لَا أُقِرُّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَطْرَدْنا المعترِفين ؛ هُمُ الَّذِينَ يُقِرُّون عَلَى أَنفسهم بِمَا يَجِبُ عليهم فيه الحدّ والتعْزيز. يُقَالُ: أَطْرَدَه السُّلْطَانُ وطَرَّده إِذَا أَخرجه عَنْ بَلَدِهِ، وطرَدَه إِذَا أَبْعَده؛ وَيُرْوَى: اطْرُدُوا الْمُعْتَرِفِينَ كأَنه كَرِهَ لَهُمْ ذَلِكَ وأَحبّ أَن يَسْتُرُوهُ عَلَى أَنفسهم. والعُرْفُ: الِاسْمُ مِنَ الاعْتِرافِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَهُ عَلَيَّ أَلْفٌ عُرْفاً أَي اعتِرافاً، وَهُوَ تَوْكِيدٌ. وَيُقَالُ: أَتَيْتُ مُتنكِّراً ثُمَّ اسْتَعْرَفْتُ أَي عرَّفْته مَنْ أَنا؛ قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلي: فاسْتَعْرِفَا ثُمَّ قُولا: إنَّ ذَا رَحِمٍ ... هَيْمان كَلَّفَنا مِنْ شأْنِكُم عَسِرا فإنْ بَغَتْ آيَةً تَسْتَعْرِفانِ بِهَا، ... يَوْمًا، فقُولا لَهَا العُودُ الَّذِي اخْتُضِرا والمَعْرُوف: ضدُّ المُنْكَر. والعُرْفُ: ضِدُّ النُّكْر. يُقَالُ: أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً. والمَعْرُوف والعَارِفَةُ: خِلَافُ النُّكر. والعُرْفُ والمَعْرُوف: الجُود، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَا تبْذُلُه وتُسْديه؛ وحرَّك الشَّاعِرُ ثَانِيهِ فَقَالَ: إِنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْمِلًا ... للخَيْرِ، يُفْشِي فِي مِصْرِه العُرُفا والمَعْرُوف: كالعُرْف. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ، أَي مُصَاحَبًا مَعْرُوفًا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: المَعْرُوف هُنَا مَا يُستحسن مِنَ الأَفعال. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ، قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: المَعْرُوف الكسْوة والدِّثار، وأَن لَا يُقَصِّرَ الرَّجُلُ فِي نَفَقَةِ المرأَة الَّتِي تُرْضع وَلَدَهُ إِذَا كَانَتْ وَالِدَتَهُ، لأَن الْوَالِدَةَ أَرْأَفُ بِوَلَدِهَا مِنْ غَيْرِهَا، وحقُّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَن يأْتمر فِي الْوَلَدِ بِمَعْرُوفٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ؛ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِيهَا: إِنَّهَا أُرْسِلَت بالعُرف والإِحسان، وَقِيلَ: يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ أُرسلوا لِلْمَعْرُوفِ والإِحسان. والعُرْفُ والعَارِفَة والمَعرُوفُ وَاحِدٌ: ضِدُّ النُّكْرِ، وَهُوَ كلُّ مَا تَعْرِفه النَّفْسُ مِنَ الخيْر وتَبْسَأُ بِهِ وتَطمئنّ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ أُرسلت مُتتابعة. يُقَالُ: هُوَ مُستعار مِنْ عُرْف الْفَرَسِ أَي يتتابَعون كعُرْف الْفَرَسِ. وَفِي حَدِيثِ

كعْب بْنِ عُجْرةَ: جَاؤُوا كأَنَّهم عُرْف أَي يتْبَع بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَقُرِئَتْ عُرْفاً وعُرُفاً وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَقِيلَ: الْمُرْسَلَاتُ هِيَ الرُّسُل. وَقَدْ تكرَّر ذِكْرُ المَعْرُوف فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا عُرف مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ والإِحسان إِلَى النَّاسِ، وَكُلِّ مَا ندَب إِلَيْهِ الشرعُ وَنَهَى عَنْهُ مِنَ المُحَسَّنات والمُقَبَّحات وَهُوَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ أَي أَمْر مَعْروف بَيْنَ النَّاسِ إِذَا رأَوْه لَا يُنكرونه. والمَعْرُوف: النَّصَفةُ وحُسْن الصُّحْبةِ مَعَ الأَهل وَغَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ، والمُنكَر: ضِدُّ ذَلِكَ جَمِيعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهل المَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهل المَعْرُوف فِي الْآخِرَةِ أَي مَن بَذَلَ مَعْرُوفَهُ لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا آتَاهُ اللَّهُ جَزَاءَ مَعروفه فِي الْآخِرَةِ، وَقِيلَ: أَراد مَن بَذَلَ جاهَه لأَصحاب الجَرائم الَّتِي لَا تبلُغ الحُدود فيَشفع فِيهِمْ شفَّعه اللَّهُ فِي أَهل التَّوْحِيدِ فِي الْآخِرَةِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي مَعْنَاهُ قَالَ: يأْتي أَصحاب الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيُغْفر لَهُمْ بِمَعْرُوفِهِمْ وتَبْقى حسناتُهم جَامَّةً، فيُعطونها لِمَنْ زَادَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ فَيُغْفَرُ لَهُ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَجْتَمِعُ لَهُمُ الإِحسان إِلَى النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وَمَا خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى فِي شَبابِه، ... إِذَا لَمْ يَزِدْه الشَّيْبُ، حِينَ يَشِيبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَكُونُ مِنَ الْمَعْرُوفِ الَّذِي هُوَ ضِد الْمُنْكَرِ وَمِنَ الْمَعْرُوفِ الَّذِي هُوَ الْجُودُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا ولَّى عَنْكَ بِوده: قَدْ هَاجَتْ مَعَارِفُ فُلَانٍ؛ ومَعَارِفُه: مَا كُنْتَ تَعْرِفُه مِنْ ضَنِّه بِكَ، وَمَعْنَى هَاجَتْ أَي يبِست كَمَا يَهيج النَّبَاتُ إِذَا يَبِسَ. والعَرْفُ: الرِّيحُ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةً. يُقَالُ: مَا أَطْيَبَ عَرْفَه وَفِي الْمَثَلِ: لَا يعْجِز مَسْكُ السَّوْء عَنْ عَرْفِ السَّوْء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهِ: العَرف الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ والمُنْتِنة؛ قَالَ: ثَناء كعَرْفِ الطِّيبِ يُهْدَى لأَهْلِه، ... وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا بَنِي خالِدٍ أَهْلُ وَقَالَ البُرَيق الهُذلي فِي النَّتن: فَلَعَمْرُ عَرْفِك ذِي الصُّماحِ، كَمَا ... عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبَةِ اللِّهْمِ وعَرَّفَه: طَيَّبَه وزَيَّنَه. والتَّعْرِيفُ: التطْييبُ مِنَ العَرْف. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ ، أَي طَيَّبها؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ رَجُلًا: عَرُفْتَ كإتْبٍ عَرَّفَتْه اللطائمُ يَقُولُ: كَمَا عَرُفَ الإِتْبُ وَهُوَ البقِيرُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُعَرِّفُونَ مَنازِلهم إِذَا دَخَلُوهَا حَتَّى يَكُونَ أَحدهم أَعْرَف بِمَنْزِلِهِ إِذَا رَجَعَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى أَهله؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ عَرَّفَها لَهُمْ أَي طيَّبها. يُقَالُ: طَعَامٌ معرَّف أَي مُطيَّب؛ قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ يَهْجُوَ عِقَالَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُفين: فتُدْخلُ أَيْدٍ فِي حَناجِرَ أُقْنِعَتْ ... لِعادَتِها مِنَ الخَزِيرِ المُعَرَّفِ قَالَ: أُقْنِعَتْ أَي مُدَّت ورُفِعَت لِلْفَمِ، قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: عَرَّفَها لَهُمْ ؛ قَالَ: هُوَ وَضْعُكَ الطَّعَامَ بعضَه عَلَى بَعْضٍ. ابْنُ الأَعرابي: عَرُفَ الرجلُ إِذَا أَكثر مِنْ الطِّيب، وعَرِفَ إِذَا ترَكَ الطِّيب. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا لَمْ يَجِدْ عَرْف الْجَنَّةِ أَي ريحَها الطيِّبة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله

عَنْهُ: حبَّذا أَرض الْكُوفَةِ أَرضٌ سَواء سَهلة مَعْرُوفَةٌ أَي طَيِّبَةُ العَرْفِ، فأَما الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخاء يَعْرِفْك فِي الشدَّة ، فإنَّ معناه أَي اجْعَلْهُ يَعْرِفُكَ بطاعتِه والعَمَلِ فِيمَا أَوْلاك مِنْ نِعمته، فَإِنَّهُ يُجازِيك عِنْدَ الشدَّة وَالْحَاجَةِ إِلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وعَرَّفَ طَعامه: أَكثر أُدْمَه. وعَرَّفَ رأْسه بالدُّهْن: رَوَّاه. وطارَ القَطا عُرْفاً عُرْفاً: بعضُها خلْف بَعْضٍ. وعُرْف الدِّيك والفَرَس وَالدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا: مَنْبِتُ الشَّعْرِ والرِّيش مِنَ العُنق، وَاسْتَعْمَلَهُ الأَصمعي فِي الإِنسان فَقَالَ: جَاءَ فُلَانٌ مُبْرَئلًّاًّ للشَّرِّ أَي نافِشاً عُرفه، وَالْجَمْعُ أَعْرَاف وعُرُوف. والمَعْرَفة، بِالْفَتْحِ: مَنْبِت عُرْف الْفَرَسِ مِنَ النَّاصِيَةِ إِلَى المِنْسَج، وَقِيلَ: هُوَ اللَّحْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ العُرْف. وأَعْرَفَ الفَرسُ: طَالَ عُرفه، واعْرَوْرَفَ: صَارَ ذَا عُرف. وعَرَفْتُ الْفَرَسَ: جزَزْتُ عُرْفَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَير: مَا أَكلت لَحْمًا أَطيَبَ مِنْ مَعْرَفة البِرْذَوْن أَي مَنْبت عُرْفه مِنْ رَقَبته. وسَنام أَعْرَفُ: طَوِيلٌ ذُو عُرْف؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعور الشَّنِّيِّ: مُسْتَحْملًا أَعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى وَنَاقَةٌ عَرْفَاء: مُشْرِفةُ السَّنام. وَنَاقَةٌ عَرْفَاء إِذَا كَانَتْ مذكَّرة تُشبه الْجِمَالَ، وَقِيلَ لَهَا عَرْفاء لطُول عُرْفها. والضَّبُع يُقَالُ لَهَا عَرْفَاء لِطُولِ عُرفها وَكَثْرَةِ شَعْرِهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للشنْفَرَى: وَلِي دُونكم أَهْلون سِيدٌ عَمَلَّسٌ، ... وأَرْقَطُ زُهْلُولٌ وعَرْفَاء جَيأَلُ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: لَهَا راعِيا سُوءٍ مُضِيعانِ مِنْهُمَا: ... أَبو جَعْدةَ العادِي، وعَرْفَاء جَيْأَلُ وضَبُع عَرْفَاء: ذَاتُ عُرْف، وَقِيلَ: كَثِيرَةُ شَعْرٍ الْعُرْفِ. وَشَيْءٌ أَعْرَفُ: لَهُ عُرْف. واعْرَوْرَفَ البحرُ والسيْلُ: تراكَم مَوْجُه وارْتَفع فَصَارَ لَهُ كالعُرف. واعْرَوْرَفَ الدَّمُ إِذَا صَارَ لَهُ مِنَ الزبَد شِبْهُ الْعُرْفِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ طَعْنَة فارتْ بِدَمِ غَالِبٍ: مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوّ مرِشّة، ... تَنْفِي التُّرابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ «2» واعْرَوْرَفَ فُلَانٌ لِلشَّرِّ كَقَوْلِكَ اجْثَأَلَّ وتَشَذَّرَ أَي تهيَّا. وعُرْف الرمْل والجبَل وَكُلِّ عالٍ ظَهْرُهُ وأَعاليه، وَالْجَمْعُ أَعْراف وعِرَفَة «3» وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ ؛ الأَعْرَاف فِي اللُّغَةِ: جَمْعُ عُرْف وَهُوَ كُلُّ عَالٍ مُرْتَفِعٍ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الأَعْرَافُ أَعالي السُّور؛ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الأَعْرَاف أَعالي سُور بَيْنَ أَهل الْجَنَّةِ وأَهل النَّارِ، وَاخْتُلِفَ فِي أَصحاب الأَعْرَاف فَقِيلَ: هُمْ قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ فَلَمْ يَسْتَحِقُّوا الْجَنَّةَ بِالْحَسَنَاتِ وَلَا النَّارَ بِالسَّيِّئَاتِ، فَكَانُوا عَلَى الحِجاب الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، عَلَى الأَعراف عَلَى مَعْرِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ وأَهل النَّارِ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ، فَقَالَ قَوْمٌ: ما ذكرنا أَن اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، وَقِيلَ: أَصحاب الأَعراف أَنبياء، وَقِيلَ: مَلَائِكَةٌ وَمَعْرِفَتُهُمْ كُلًّا بسيماهم أَنهم يَعْرِفُونَ أَصحاب الْجَنَّةِ بأَن سِيمَاهُمْ إِسْفَارُ الوجُوه وَالضَّحِكُ وَالِاسْتِبْشَارُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ؛ ويعرِفون أَصحاب النَّارِ

_ (2). قوله [الفلوّ] بالفاء المهر، ووقع في مادتي قحز ورشّ بالغين. (3). قوله [وعرفة] كذا ضبط في الأصل بكسر ففتح.

بِسِيمَاهُمْ، وَسِيمَاهُمْ سَوَادُ الْوُجُوهِ وغُبرتها كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعُهُ عَلَى الأَعراف عَلَى أَهل الْجَنَّةِ وأَهل النَّارِ. وجبَل أَعْرَفُ: لَهُ كالعُرْف. وعُرْفُ الأَرض: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ أَعْرَاف. وأَعْرَاف الرِّياح وَالسَّحَابِ: أَوائلها وأَعاليها، وَاحِدُهَا عُرْفٌ. وحَزْنٌ أَعْرَفُ: مُرْتَفِعٌ. والأَعْرَافُ: الحَرْث الَّذِي يَكُونُ عَلَى الفُلْجانِ والقَوائدِ. والعَرْفَةُ: قُرحة تَخْرُجُ فِي بَيَاضِ الْكَفِّ. وَقَدْ عُرِفَ، وَهُوَ مَعْروف: أَصابته العَرْفةُ. والعُرْفُ: شَجَرُ الأُتْرُجّ. والعُرْف: النَّخْلُ إِذَا بَلَغَ الإِطْعام، وَقِيلَ: النَّخْلَةُ أَوَّل مَا تُطْعَمُ. والعُرْفُ والعُرَفُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ بالبحرَيْن. والأَعْرَاف: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ أَيضاً، وَهُوَ البُرْشُوم؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: نَغْرِسُ فِيهَا الزَّادَ والأَعْرَافَا، ... وَالنَّائِحي مسْدفاً اسْدافا «1» وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذَا كَانَتِ النَّخْلَةُ بَاكُورًا فَهِيَ عُرْف. والعَرْفُ: نَبْت لَيْسَ بِحَمْضٍ وَلَا عِضاه، وَهُوَ الثُّمام. والعُرُفَّانُ والعِرِفَّانُ: دُوَيْبّةٌ صَغِيرَةٌ تَكُونُ فِي الرَّمْل، رمْلِ عالِج أَو رِمَالِ الدَّهْناء. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُرُفَّان جُنْدَب ضَخْمٌ مِثْلُ الجَرادة لَهُ عُرف، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي رِمْثةٍ أَو عُنْظُوانةٍ. وعُرُفَّانُ: جَبَلٌ. وعِرِفَّان والعِرِفَّانُ: اسْمٌ. وعَرَفَةُ وعَرَفَاتٌ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، مُعَرَّفَةٌ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهَا عرفةَ، ويومُ عَرَفَةَ غَيْرُ مُنَوَّنٍ وَلَا يُقَالُ العَرفةُ، وَلَا تَدْخُلُهُ الأَلف وَاللَّامُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: عَرَفَاتٌ مَصْرُوفَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَهِيَ مَعْرِفَةٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: هَذِهِ عَرفاتٌ مُبارَكاً فِيهَا، وَهَذِهِ عَرَفَاتٌ حسَنةً، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى مَعْرِفَتِهَا أَنك لَا تُدخل فِيهَا أَلفاً وَلَامًا وَإِنَّمَا عَرَفَاتٌ بِمَنْزِلَةِ أَبانَيْنِ وَبِمَنْزِلَةِ جَمْعٍ، وَلَوْ كَانَتْ عَرَفَاتٌ نَكِرَةً لَكَانَتْ إِذًا عرفاتٌ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، قِيلَ: سُمِّيَ عَرَفَةَ لأَن النَّاسَ يَتَعَارَفُونَ بِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ عَرَفَةَ لأَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، طَافَ بِإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَكَانَ يُرِيهِ المَشاهِد فَيَقُولُ لَهُ: أَعرفْتَ أَعرفت؟ فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: عَرِفْتُ عَرِفْتُ، وَقِيلَ: لأَنّ آدَمَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا هَبَطَ مِنَ الْجَنَّةِ وَكَانَ مِنْ فِرَاقِهِ حوَّاء مَا كَانَ فَلَقِيَهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَرَفها وعرَفَتْه. والتَّعْرِيفُ: الْوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ دُرَيْد: ثُمَّ أَتى التَّعْرِيفَ يَقْرُو مُخْبِتاً تَقْدِيرُهُ ثُمَّ أَتى مَوْضِعَ التَّعْرِيفِ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ. وعَرَّفَ القومُ: وَقَفُوا بِعَرَفَةَ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ مَغْراء: وَلَا يَريمون للتَّعْرِيفِ مَوْقِفَهم ... حَتَّى يُقال: أَجيزُوا آلَ صَفْوانا «2» وَهُوَ المُعَرَّفُ للمَوْقِف بعَرَفات. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَذَلِكَ بَعْدَ المُعَرَّفِ ، يُرِيدُ بَعْدَ الوُقوف بعرفةَ. والمُعَرَّفُ فِي الأَصل: مَوْضِعُ التعْريف وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعَرَفَات موضع بِمنًى

_ (1). قوله [والنائحي إلخ] كذا بالأصل. (2). قوله [صفوانا] هو هكذا في الأصل، واستصوبه المجد في مادة صوف راداً على الجوهري.

وَهُوَ اسْمٌ فِي لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمع، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَا وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةِ، وَقَوْلُ النَّاسِ: نَزَلْنَا بعَرَفَة شَبيه بمولَّد، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْض، وَهِيَ مَعْرِفَة وَإِنْ كَانَ جَمْعًا لأَن الأَماكن لَا تَزُولُ فَصَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، وَخَالَفَ الزيدِين، تَقُولُ: هَؤُلَاءِ عَرَفَاتٌ حسَنةً، تَنْصِب النعتَ لأَنه نكِرة وَهِيَ مَصْرُوفَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ ؛ قَالَ الأَخفش: إِنَّمَا صُرِفَتْ لأَن التَّاءَ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ فِي مُسلِمين وَمُسْلِمُونَ لأَنه تَذْكِيرُهُ، وَصَارَ التَّنْوِينُ بِمَنْزِلَةِ النُّونِ، فَلَمَّا سُمِّيَ بِهِ تُرِك عَلَى حَالِهِ كَمَا تُرِك مُسْلِمُونَ إِذَا سُمِّيَ بِهِ عَلَى حَالِهِ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي أَذْرِعاتٍ وعاناتٍ وعُرَيْتِنات والعُرَفُ: مَواضِع مِنْهَا عُرفةُ ساقٍ وعُرْفةُ الأَملَحِ وعُرْفةُ صارةَ. والعُرُفُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ جَبَلٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ، ... وَمَا أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ «1» وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى قَوْلِهِ العُرْف. والعُرُفُ: الرَّمْلُ الْمُرْتَفِعُ؛ قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ عُسْر وعُسُر، وَكَذَلِكَ العُرْفَةُ، وَالْجَمْعُ عُرَف وأَعْرَاف. والعُرْفَتَانِ: بِبِلَادِ بَنِي أَسد؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ: وَمَا كنْت ممّنْ عَرَّفَ الشَّرَّ بَيْنَهُمْ، ... وَلَا حِينَ جَدّ الجِدُّ مِمَّنْ تَغَيَّبا فَلَيْسَ عرَّف فِيهِ مِنْ هَذَا الْبَابِ إِنَّمَا أَراد أَرَّث، فأَبدل الأَلف لِمَكَانِ الْهَمْزَةِ عيْناً وأَبدل الثَّاءَ فَاءً. ومَعْرُوف: اسْمُ فَرَسِ الزُّبَيْر بْنِ الْعَوَّامِ شَهِدَ عَلَيْهِ حُنَيْناً. ومَعْرُوف أَيضاً: اسْمُ فَرَسِ سلمةَ بْنِ هِند الغاضِريّ مِنْ بَنِي أَسد؛ وَفِيهِ يَقُولُ: أُكَفِّئُ مَعْرُوفاً عَلَيْهِمْ كأَنه، ... إِذَا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسِنَّةِ أَحْرَدُ ومَعْرُوف: وادٍ لَهُمْ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: وَحَتَّى سَرَتْ بَعْدَ الكَرى فِي لَوِيِّهِ ... أَساريعُ مَعْرُوفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ عزف: أَن جَارِيَتَيْنِ كَانَتَا تُغَنِّيان بِمَا تَعازَفَت الأَنصار يَوْمَ بُعاث، قَالَ: وَتُرْوَى بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ أَي تَفاخَرَتْ. عرصف: العِرْصافُ: العَقَبُ المُسْتَطِيل وأَكثر مَا يُعْنَى بِهِ عقَبُ المتْنين والجَنْبَيْن، وَكُلُّ خُصْلة مِنْ سَرَعان المتْنَيْن عِرْصَاف وعِرْفاص؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ. وعَرْصَفَ الشيءَ: جَذَبه. والعَرَاصِيفُ فِي الرَّحْل: كالعَصافِير، وَالْوَاحِدُ عُرْصُوف؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَمِنْهُ يُقَالُ اقْطَعْ عَراصيفه، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وعِرْصَافُ الإِكاف وعُرْصُوفُه وعُصْفُوره: قِطْعَةُ خَشَبٍ مشدودةٌ بَيْنَ الحِنْوَين المُقَدَّمين. والعِرْصَافُ: الخصْلةُ مِنَ العَقَب الَّتِي يُشَدُّ بِهَا عَلَى قُبة الْهَوْدَجِ. والعِرْصَاف والعِرفاص: السَّوط مِنَ العقَب. والعَراصِيفُ: مَا عَلَى السَّناسِن كالعَصافير. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى العرافِيص فِيهِ لُغَةً. الأَزهري: العَرَاصِيفُ أَربعة أَوتاد يجمعن بين رؤوس أَحناء الرَّحل، فِي رأْس كُلِّ حِنْو مِنْ ذَلِكَ وَتَدَانِ مَشْدودان بعَقب أَو بِجُلُودِ الإِبل، وَفِيهِ الظَّلِفات، يَعْدِلون الحنْو بالعُرصُوفِ. وعَرَاصِيفُ الْقَتَبِ: عَصافِيرُه. والعَراصِيف: الْخَشَبُ الذي تشدّ به رؤوس الأَحْناء وَتُضَمُّ بِهِ؛ قَالَ

_ (1). قوله [أهاجك] في الصحاح ومعجم ياقوت أأبكاك.

الأَصمعي: فِي الرَّحْلِ العَرَاصِيفُ وَهِيَ الخَشبتانِ اللَّتَانِ تُشدَّان بَيْنَ وَاسِطِ الرحْل وأَخَرَته يميناً وشمالًا. عزف: عَزَفَ يَعْزُفُ عَزْفاً: لَهَا. والمَعَازِفُ: المَلاهي، وَاحِدُهَا مِعْزَف ومِعْزَفَة. وعَزَفَ الرَّجُلُ يَعزِفُ إِذَا أَقام فِي الأَكل وَالشُّرْبِ، وَقِيلَ: وَاحِدُ المَعَازِف عَزْفٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَنَظِيرُهُ ملامحُ ومَشابِهُ فِي جَمْعِ شَبه ولمْحَة، والمَلاعبُ الَّتِي يُضْرب بِهَا، يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ عَزْف، وَالْجَمْعُ مَعَازِفُ رِوَايَةٌ عَنِ الْعَرَبِ ، فَإِذَا أُفرد المِعْزَفُ، فَهُوَ ضَرْب مِنَ الطَّنابير وَيَتَّخِذُهُ أَهل الْيَمَنِ وغيرُهم، يَجْعَلُ العُود مِعْزَفاً. وعَزْفُ الدُّفِّ: صوتُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه مرَّ بعَزْف دُفٍّ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: خِتان، فَسَكَتَ ؛ العَزْفُ: اللَّعِبُ بالمَعازِف، وَهِيَ الدُّفُوف وَغَيْرُهَا مِمَّا يُضرب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: للخَوْتَعِ الأَزرَقِ فِيهَا صاهلْ، ... عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجلاجِلْ وَكُلُّ لَعِب عَزْفٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: إِذَا سَمِعْنَ صوتَ المعازِف أَيْقَنَّ أَنهنَّ هَوالِكُ. والعَازِفُ: اللاعِبُ بِهَا والمُغَني، وَقَدْ عَزَفَ عَزْفاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ جارِيَتَين كَانَتَا تُغَنِّيان بِمَا تَعَازَفَت الأَنصار يَوْمَ بُعاثَ أَي بِمَا تَنَاشَدَتْ مِنَ الأَراجيز فِيهِ، وَهُوَ مِنَ العَزِيف الصوْت، وَرُوِيَ بِالرَّاءِ، أَي تَفاخَرَتْ، وَيُرْوَى تَقاذفَت وتَقارَفَت. وعَزَفتِ الجنُّ تَعزِفُ عَزْفاً وعَزِيفاً: صوَتت ولَعِبَت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَزِيف كتَضْرابِ المُغَنِّين بالطَّبْل وَرَجُلٌ عَزُوفٌ عَنِ اللَّهْو إِذَا لَمْ يَشْتَهه، وعَزُوف عَنِ النِّسَاءِ إِذَا لَمْ يَصْبُ إليهنَّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يُخاطب نَفْسَهُ: عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وَمَا كِدْتَ تَعْزِفُ، ... وأَنْكَرْتَ مِن حَدْراء مَا كنتَ تعرِفُ وَقَوْلُ مَلِيحٍ: هِرْكَوْلة ليسَتْ مِنَ العَشانِقِ. ... وَلَا العَزِيفاتِ وَلَا المَعانِقِ وعَزَفَتِ القوْسُ عَزْفاً وعَزِيفاً: صوَّتت؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والعَزِيفُ: صَوَّتَ الرِّمال إِذَا هَبَّت بِهَا الرِّياح. وعَزْفُ الرِّياح: أَصواتها. وأَعزَفَ: سَمِعَ عَزيفَ الرِّياح والرِّمال. وعَزِيفُ الرياحِ: مَا يُسْمَعُ مِنْ دوِيِّها. والعَزْفُ والعَزِيفُ: صَوْتٌ فِي الرَّمْلِ لَا يُدْرَى مَا هُوَ، وَقِيلَ: هُوَ وُقوعُ بعضِه عَلَى بَعْضٍ. وَرَمْلٌ عَازِف وعَزَّاف: مُصوِّت، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ العَزِيف أَصوات الجِنّ؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ: وَإِنِّي لأَجْتابُ الفَلاةَ، وبَينها ... عَوازِفُ جِنّانٍ، وهامٌ صَواخِدُ وَهُوَ العزفُ أَيضاً. وَقَدْ عَزَفَتِ الْجِنُّ تَعْزِفُ، بِالْكَسْرِ، عَزِيفاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَتْ الجنُّ تَعزِفُ الليلَ كُلَّهُ بَيْنَ الصَّفا وَالْمَرْوَةِ ؛ عَزِيفُ الْجِنِّ: جَرْسُ أَصواتها، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ يُسْمَعُ بِاللَّيْلِ كَالطَّبْلِ، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُ الرِّياح فِي الجوِّ فتَوهَّمَه أَهل الْبَادِيَةِ صوتَ الْجِنِّ. والعَزَّاف: رَمْلٌ لِبَنِي سَعْدٍ صِفَةٌ غَالِبَةٌ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ وَيُسَمَّى أَبْرَقَ العَزَّاف. وسَحاب عَزَّاف: يُسمع مِنْهُ عَزِيفُ الرَّعْد وَهُوَ دَوِيُّه؛ وأَنشد الأَصمعي لجَندل بْنِ المُثَنَّى:

يَا رَبُّ رَبَّ المُسلِمِين بالسُّوَرْ، ... لَا تَسْقِه صَيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ قَالَ: ومطَر عزَّاف مُجَلْجِل، وَرَوَى الْفَارِسِيُّ هَذَا الْبَيْتَ عَزَّاف، بِالزَّايِ ، وَرِوَايَةُ ابْنِ السِّكِّيتِ غَرّاف. وعَزَفَت نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ تَعْزِفُ وتَعْزُف عَزْفاً وعُزُوفاً: تركَتْه بَعْدَ إعْجابها وزَهِدَتْ فِيهِ وانْصرفت عَنْهُ. وعَزَفَت نفْسُه أَي سَلَتْ، وَفِي حَدِيثِ حارثةَ: عَزَفَتْ نفسِي عَنِ الدُّنيا أَي عافتْها وكَرِهَتها، وَيُرْوَى عَزَفْتُ ، بِضَمِّ التَّاءِ، أَي منعتُها وصَرَفْتها؛ وقولُ أَمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: وقِدْماً تَعَلَّقْتُ أُمَّ الصَّبِيِّ ... مِنِّي عَلَى عُزُفٍ واكْتِهال أَراد عُزوف فَحَذَفَ. والعَزُوف: الَّذِي لَا يَكَادُ يَثْبُت عَلَى خُلَّة؛ قَالَ: أَلم تَعْلَمِي أَني عَزُوفٌ عَلَى الهَوى، ... إِذَا صَاحِبِي فِي غَيْرِ شَيْءٍ تَعَصَّبا؟ واعْزَوْزَفَ للشرِّ: تهيّأَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعزَّافُ: جبَل مِنْ جِبال الدَّهْناء. والعُزْف: الْحَمَامُ الطُّورانِيَّة فِي قَوْلِ الشماخ: حتى استَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ، ... يَدْعُو هَديلًا بِهِ العُزْفُ العَزاهِيلُ وَهِيَ المُهْمَلةُ. والعُزْف: الَّتِي لَهَا صوت وهَدير. عسف: العَسْفُ: السَّير بِغَيْرِ هِدَايَةٍ والأَخْذُ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ، وَكَذَلِكَ التَّعَسُّفُ والاعْتِسافُ، والعَسْف: رُكوب المَفازَةِ وقطْعُها بِغَيْرِ قَصْد وَلَا هِداية وَلَا تَوَخِّي صَوْب وَلَا طَريق مَسْلوك. يُقَالُ: اعْتسف الطريقَ اعتِسافاً إِذَا قَطَعَه دُونَ صوْب تَوَخّاه فأَصابه. والتَّعْسِيفُ: السَّيْرُ عَلَى غَيْرِ عَلَم وَلَا أَثرٍ. وعَسَفَ المَفازةَ: قَطَعَها كَذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُلٌ عَسُوفٌ إِذَا لَمْ يَقْصِد قَصْدَ الحقِّ؛ وَقَوْلُ كثيِّر: عَسُوف بأَجْواز الفَلا حِمْيَريّة العَسُوف: الَّتِي تَمُرُّ عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ فَتَرْكَبُ رأْسها فِي السَّيْرِ وَلَا يَثْنيها شَيْءٌ. والعَسْفُ: رُكُوبُ الأَمر بِلَا تَدْبِيرٍ وَلَا رَويّة، عَسَفَه يَعْسِفُه عَسْفاً وتَعَسَّفَه واعْتَسَفه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَدْ أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُه ... فِي ظِلِّ أَغْضَفَ، يَدْعُو هامَه البُومُ وَيُرْوَى: فِي ظِلٍّ أَخْضَر ، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وعَسَفَتْ مَعاطِناً لَمْ تَدْثُر مَدَحَ إِبِلًا فَقَالَ: إِذَا ثَبَتَتْ ثَفناتُها فِي الأَرض بَقِيَت آثارُها فِيهَا ظَاهِرَةٌ لَمْ تدْثُر، قَالَ: وَقِيلَ تَرِدُ الظِّمء الثَّانِي، وأَثَرُ ثَفِنَاتِهَا الأَوَّل فِي الأَرض ومَعاطِنُها لَمْ تدْثُر؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورَدْتُ اعْتِسافاً، والثُّرَيّا كأَنها، ... عَلَى هامةِ الرأْس، ابْنُ ماءٍ مُحَلِّقُ وَقَالَ أَيضاً: يَعْتَسِفانِ الليلَ ذَا الحُيودِ ... أَمّاً بكلِّ كوْكَبٍ حَريدِ «2» وعَسَفَ فُلَانٌ فُلَانًا عَسْفاً: ظلَمه. وعَسَفَ السلطانُ

_ (2). قوله [الحيود] كذا في الأصل هنا، وتقدم للمؤلف في مادة حرد: السدود.

يَعْسِفُ واعْتَسَفَ وتَعَسَّفَ: ظلَم، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تبلُغ شَفَاعَتِي إِمَامًا عَسُوفاً أَي جَائِرًا ظلُوماً. والعَسْف فِي الأَصل: أَن يأْخذ الْمُسَافِرُ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ وَلَا جَادَّةٍ وَلَا عَلَم فَنَقَلَ إِلَى الظُّلم والجَوْر. وتعسَّف فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا رَكِبَهُ بِالظُّلْمِ وَلَمْ يُنْصِفه. وَرَجُلٌ عَسُوف إِذَا كَانَ ظَلُومًا. والعَسِيفُ: الأَجيرُ المُسْتهانُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إنَّ ابْني كَانَ عَسِيفاً عَلَى رَجُلٍ كَانَ مَعَهُ وإنه زنى بامرأَته ، أَي كَانَ أَجيراً. والعُسَفاء: الأُجَراء، وَقِيلَ: العَسِيفُ الممْلوك المُسْتهان بِهِ؛ قَالَ نَبِيهُ بن الحجّاج: أَطَعْتُ النفْسَ فِي الشَّهَواتِ حَتَّى ... أَعادَتْني عَسِيفاً، عَبدَ عَبْدِ وَيُرْوَى: أَطعت العِرْس ، وَهُوَ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كأَسير أَو بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَعَلِيمٍ مِنَ العَسْف الجَوْر وَالْكِفَايَةُ. يُقَالُ: هُوَ يَعْسِفُهم أَي يَكْفِيهم. وَكَمْ أَعْسِفُ عَلَيْكَ أَي كَمْ أَعْمَل لَكَ، وَقِيلَ: كُلُّ خَادِمٍ عَسِيف. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقْتُلُوا عَسِيفاً وَلَا أَسيفاً. والأَسِيفُ: العَبْدُ، وَقِيلَ: الشَّيْخُ الْفَانِي، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَشْتَرِيهِ بمالِه، وَالْجَمْعُ عُسَفاء عَلَى الْقِيَاسِ، وعِسَفةٌ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعث سَرِيّة فنَهى عَنْ قَتْلِ العُسَفاء والوُصَفاء ، وَيُرْوَى الأُسَفاء. واعْتَسَفَه: اتّخَذه عَسِيفاً. وعَسَفَ البعيرُ يَعْسِفُ عَسْفاً وعُسُوفاً: أَشرف عَلَى الْمَوْتِ مِنَ الغُدّة، فَهُوَ عَاسِف، وَقِيلَ: العَسْف أَن يَتَنَفّس حَتَّى تَقْمُصَ حَنْجَرتُه أَي تَنْتفخ؛ وأَما قَوْلِ أَبي وجْزة السعْديّ: واسْتَيْقَنَت أَنّ الصَّلِيفَ مُنْعَسِفْ فَهُوَ مِنْ عَسْفِ الحَنْجرة إِذَا قَمَصَت لِلْمَوْتِ. وأَعْسَف الرجلُ إِذَا أَخذ بعيرَه العَسْفُ، وَهُوَ نفَسُ الْمَوْتِ؛ وَنَاقَةٌ عاسِفٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: أَصابها ذَلِكَ. والعُسَاف للإِبل: كالنِّزاع للإِنسان. قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: مَا العُسَاف؟ قَالَ: حِينَ تَقمُص حَنجرتُه أَي تَرْجُفُ مِنَ النفَس؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ فِي قُرْزُل يَوْمَ الرَّقَم: ونِعْم أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه ... بتَضْرُعَ، يَمْري باليدينِ ويَعْسِف وأَعْسَفَ الرجلُ إِذَا أَخذ غلامَه بعمَل شَدِيدٍ، وأَعْسَفَ إِذَا سَارَ بِاللَّيْلِ خَبطَ عَشْواء. والعَسْفُ: القَدَحُ الضخْم. والعُسُوفُ: الأَقْداح الكِبار. وعُسْفانُ: مَوْضِعٌ وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ قَرْية جَامِعَةٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْهلة مِنْ مَناهِل الطَّرِيقِ بَيْنَ الجُحفة وَمَكَّةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا واسْتَخْبِرا ... رَسْماً بعُسْفَانْ والعَسّاف: اسْمُ رجل. عسقف: العَسْقَفَةُ: نَقِيضُ الْبُكَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ جُمود الْعَيْنِ عن البكاء إذ أَراده أَوْ هَمَّ بِهِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: بَكَى فُلَانٌ وعَسْقَفَ فُلَانٌ إِذَا جَمَدَت عينُه فَلَمْ يَقدِر على البكاء. عشف: ابْنُ الأَعرابي: العُشُوف الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا جِيءَ بِهِ أَوَّل مَا يُجاء بِهِ لَا يأْكل القَتَّ وَلَا النَّوى: إِنَّهُ لمُعْشِف، والمُعْشِف: الَّذِي عرِض عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يأْكل فَلَمْ يأْكله. وأَكلْت طَعاماً فأَعْشَفْت عَنْهُ وَلَمْ يَهْنَأْني، وَإِنِّي

لأَعْشِفُ هَذَا الطَّعَامَ أَي أَقْذَرُه وأَكرهه. وو الله مَا يُعْشَفُ لِيَ الأَمْر القَبيح أَي مَا يُعْرَفُ لِي؛ وَقَدْ رَكِبْتَ أَمراً مَا كَانَ يُعْشَفُ لَكَ أَي مَا كَانَ يُعْرَفُ لك. عصف: العَصْفُ والعَصْفَة والعَصِيفَة والعُصَافَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا كَانَ عَلَى سَاقِ الزَّرْعِ مِنَ الْوَرَقِ الَّذِي يَيْبَسُ فَيَتَفَتَّتُ، وَقِيلَ: هُوَ وَرَقَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يُعَيَّن بيُبْس وَلَا غَيْرِهِ، وَقِيلَ: وَرَقُهُ وَمَا لَا يُؤْكَلُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ؛ يَعْنِي بالعَصْف وَرَقَ الزَّرْعِ وَمَا لَا يُؤْكَلُ مِنْهُ، وأَمّا الرَّيْحانُ فَالرِّزْقُ وَمَا أُكل مِنْهُ، وَقِيلَ: العَصف والعَصِيفةُ والعُصافة التّبْن، وَقِيلَ: هُوَ مَا عَلَى حَبِّ الحِنطة وَنَحْوِهَا مِنَ قُشور التِّبْنِ. وَقَالَ النَّضِرُ: العَصْف القَصِيل، وَقِيلَ: الْعَصْفُ بَقْلُ الزَّرْعِ لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ خَرُجْنَا نَعْصِفُ الزَّرْعَ إِذَا قَطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا قَبْلَ إدْراكه فَذَلِكَ العَصْفُ. والعَصْفُ والعَصِيفَةُ: وَرَقُ السُّنْبُل. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذُو الْعَصْفِ ، يُرِيدُ المأْكول مِنَ الْحَبِّ، والرَّيْحانُ الصَّحِيحُ الَّذِي يُؤْكَلُ، والعصْفُ والعَصِيف: مَا قُطِع مِنْهُ، وَقِيلَ: هُمَا وَرَقُ الزَّرْعِ الَّذِي يَمِيلُ فِي أَسفله فتَجُزّه لِيَكُونَ أَخفّ لَهُ، وَقِيلَ: العصْفُ مَا جُزَّ مِنْ وَرَقِ الزَّرْعِ وَهُوَ رَطْب فأُكل. والعَصِيفَةُ: الْوَرَقُ المُجْتَمِع الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّنْبُلُ. والعَصف: السُّنْبل، وَجَمْعُهُ عُصُوف. وأَعْصَفَ الزرعُ: طَالَ عَصْفُه. والعَصِيفةُ: رؤوس سُنْبُلِ الحِنْطة. وَالْعَصْفُ والعَصِيفة: الْوَرَقُ الَّذِي يَنْفَتح عَنِ الثَّمَرَةِ والعُصَافة: مَا سَقَطَ مِنَ السُّنْبُلِ كَالتِّبْنِ وَنَحْوِهِ. أَبو الْعَبَّاسِ: العَصْفانِ التِّبْنانِ، والعُصُوفُ الأَتْبانُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الْعَصْفُ الَّذِي يُعصف مِنَ الزَّرْعِ فَيُؤْكَلُ، وَهُوَ العَصِيفَة؛ وأَنشد لعَلْقَمة بْنِ عَبْدَة: تَسقِي مذانِبَ قَدْ مالَتْ عَصِيفَتُها وَيُرْوَى: زَالَتْ عَصِيفَتُهَا أَي جُزَّ ثُمَّ يُسْقَى لِيَعُودَ وَرَقُهُ. وَيُقَالُ: أَعْصَفَ الزَّرْعُ حَانَ أَن يجزَّ. وعَصَفْنَا الزَّرْعَ نَعْصِفُه أَي جَزَزْنَا وَرَقَهُ الَّذِي يَمِيلُ فِي أَسفله لِيَكُونَ أَخَفَّ لِلزَّرْعِ، وَقِيلَ: جَزَزْنا وَرَقَهُ قَبْلَ أَن يُدْرِك، وَإِنْ لَمْ يُفعل مالَ بِالزَّرْعِ، وَذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَول هَذِهِ السُّورَةِ مَا دلَّ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ مِنْ خَلْقِه الإِنسان وتَعْلِيمه البيانَ، وَمِنْ خَلْقِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالسَّمَاءِ والأَرض وَمَا أَنبت فِيهَا مِنْ رزقِ مَنْ خَلَقَ فِيهَا مِنْ إِنْسِيٍّ وَبَهِيمَةٍ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحسن الْخَالِقِينَ. واسْتَعْصَفَ الزرعُ: قَصَّب. وعَصَفَه يَعْصِفُه عَصْفاً: صرمَه مِنْ أَقْصابه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ، لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنه جَعَلَ أَصحاب الْفِيلِ كَوَرَقٍ أُخذ مَا فِيهِ مِنَ الْحَبِّ وَبَقِيَ هُوَ لَا حَبَّ فِيهِ، وَالْآخَرُ أَنه أَراد أَنه جَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ قَدْ أَكله الْبَهَائِمُ. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ، قَالَ: هُوَ الهَبُّور وَهُوَ الشَّعِيرُ النَّابِتُ، بِالنَّبَطِيَّةِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ كَعَصْفٍ قَالَ: يُقَالُ فُلَانٌ يَعْتَصِفُ إِذَا طَلَبَ الرِّزْقَ، وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه الزَّرْعُ الَّذِي أُكل حَبُّهُ وَبَقِيَ تِبْنه ؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: فصُيِّروا مِثْلَ كعَصْفٍ مأْكولْ أَراد مِثْلَ عَصْفٍ مأْكول، فَزَادَ الْكَافَ لتأْكيد الشَّبَهِ كَمَا أَكده بِزِيَادَةِ الْكَافَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ فِي الْآيَةِ أَدخل الْحَرْفَ عَلَى الِاسْمِ وَهُوَ سَائِغٌ، وَفِي الْبَيْتِ أَدخل الِاسْمَ وَهُوَ مِثْلَ عَلَى الْحَرْفِ وَهُوَ الْكَافُ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ بِمَاذَا جُرَّ عَصْف أَبالكاف الَّتِي تُجاوِرُه أَم بِإِضَافَةِ مِثْلَ إِلَيْهِ عَلَى أَنه فَصَلَ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ؟ فَالْجَوَابُ أَن الْعَصْفَ فِي الْبَيْتِ لَا يَجُوزُ

أَن يَكُونَ مَجْرُورًا بِغَيْرِ الْكَافِ وَإِنْ كَانَتْ زَائِدَةً، يدُلّك عَلَى ذَلِكَ أَن الْكَافَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ تَقَعُ فِيهِ زَائِدَةً لَا تَكُونُ إِلَّا جارَّة كَمَا أَنَّ مِنْ وَجَمِيعَ حُرُوفِ الْجَرِّ فِي أَي مَوْضِعٍ وقَعْن زَوَائِدَ فَلَا بُدَّ مِنْ أَن يَجْرُرْنَ مَا بَعْدَهُنَّ، كَقَوْلِكَ مَا جَاءَنِي مِنْ أَحد وَلَسْتُ بِقَائِمٍ، فَكَذَلِكَ الْكَافُ فِي كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ هِيَ الجارَّة لِلْعَصْفِ وَإِنْ كَانَتْ زَائِدَةً عَلَى مَا تقدَّم، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمِنْ أَيْنَ جَازَ لِلِاسْمِ أَن يَدْخُلَ عَلَى الْحَرْفِ فِي قَوْلِهِ مِثْلَ كَعَصْفٍ مأْكول؟ فَالْجَوَابُ أَنه إِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ لِمَا بَيْنَ الْكَافِ وَمِثْلَ مِنَ المُضارَعة فِي الْمَعْنَى، فَكَمَا جَازَ لَهُمْ أَن يُدخلوا الْكَافَ عَلَى الْكَافِ فِي قَوْلِهِ: وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَينْ لِمُشَابَهَتِهِ لِمِثْلَ حَتَّى كأَنه قَالَ كَمَثَلِ مَا يُؤْثَفْيَنِ كَذَلِكَ أَدخلوا أَيضاً مِثْلًا عَلَى الْكَافِ فِي قَوْلِهِ مِثْلَ كَعَصْفٍ، وَجَعَلُوا ذَلِكَ تَنْبِيهًا عَلَى قوَّة الشَّبَهِ بَيْنَ الْكَافِ وَمِثْلَ. ومَكان مُعْصِفٌ: كَثِيرُ الزَّرْعِ، وَقِيلَ: كَثِيرُ التِّبْنِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد: إِذَا جُمادَى مَنَعَت قَطْرها، ... زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ «1» هَكَذَا رَوَاهُ، وَرِوَايَتُنَا مُغْضِف ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لأَبي قَيْسِ بْنِ الأَسلت الأَنصاري؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لأُحَيْحةَ بْنِ الجُلاح لَا لأَبي قَيْسٍ. وعَصَفَتِ الرِّيحُ تَعْصِفُ عَصْفاً وعُصُوفاً، وَهِيَ رِيحٌ عَاصِف وعَاصِفَةٌ ومُعْصِفَة وعَصُوف، وأَعْصفت، فِي لُغَةِ أَسد، وَهِيَ مُعصِف مِنْ رِيَاحٍ مَعاصِفَ ومَعاصِيفَ إِذَا اشتدَّت، والعُصوف للرِّياح. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ، يَعْنِي الرِّيَاحَ، والرّيحُ تَعْصِفُ مَا مَرَّت عَلَيْهِ مِنْ جَوَلان التُّرَابِ تَمْضِي بِهِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ العَصْف الَّذِي هُوَ التِّبْن مُشْتَقٌّ مِنْهُ لأَن الرِّيحَ تَعْصِفُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا عَصَفَتِ الريحُ أَي إِذَا اشتدَّ هُبوبُها. وَرِيحٌ عَاصِف: شَدِيدَةُ الهُبوب. والعُصَافَةُ: مَا عَصَفَت بِهِ الرِّيحُ عَلَى لَفْظِ عُصافة السُّنْبُل. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ ، قَالَ: فَجَعَلَ العُصوف تَابِعًا لِلْيَوْمِ فِي إِعْرَابِهِ، وَإِنَّمَا العُصُوف لِلرِّيَاحِ، قَالَ: وَذَلِكَ جَائِزٌ عَلَى جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا أَن العُصُوف وَإِنْ كَانَ لِلرِّيحِ فَإِنَّ الْيَوْمَ قَدْ يُوصَفُ بِهِ لأَن الرِّيحَ تَكُونُ فِيهِ، فَجَازَ أَن يُقَالَ يَوْمٌ عَاصِفٌ كَمَا يُقَالُ يَوْمٌ بَارِدٌ وَيَوْمٌ حَارٌّ وَالْبَرْدُ وَالْحَرُّ فِيهِمَا، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن يُرِيدَ فِي يَوْمٍ عَاصِف الريحِ فَتُحْذَفُ الرِّيحُ لأَنها قَدْ ذُكِرَتْ فِي أَوَّل كَلِمَةٍ كَمَا قَالَ: إِذَا جَاءَ يومٌ مُظْلِمُ الشمسِ كاسِفُ يُرِيدُ كاسِف الشَّمْسِ فَحَذَفَهُ لأَنه قَدَّمَ ذِكْرَهُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَوْمٌ عَاصِف أَي تَعْصِف فِيهِ الرِّيحُ، وَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِيهِ، مِثْلَ قَوْلِهِمْ لَيْلٌ نائمٌ وهَمٌّ ناصبٌ، وَجَمْعُ العَاصِف عَوَاصِفُ. والمُعْصِفاتُ: الرِّياحُ الَّتِي تُثير السَّحاب والوَرَق وعَصْفَ الزَّرعِ. والعَصْفُ والتعصُّف: السُّرعة، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. وأَعْصَفَتِ الناقةُ فِي السَّيْرِ: أَسْرَعتْ، فَهِيَ مُعْصفة؛ وأَنشد: وَمِنْ كلِّ مِسْحاجٍ، إذا ابْتَلَّ لِيتُها، ... تَخَلَّبَ منها ثائبٌ مُتَعَصِّفُ

_ (1). قوله [جنابي] بالجيم مفتوحة وبالباء هو الفناء وعطن بالنون، وتقدم البيت في مادة جمد بلفظ زان جناني جمع الجنة، ولعلّ الصواب ما هنا.

يَعْنِي العَرَق. وأَعْصَفَ الفَرسُ إِذَا مرَّ مَرًّا سَريعاً، لُغَةٌ فِي أَحْصَف. وَحَكَى أَبو عُبَيْدَةَ: أَعْصَف الرَّجُلُ أَي هَلَك. والعَصيفةُ: الوَرقُ الْمُجْتَمِعُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ السُّنْبُل. والعَصُوف: السَّرِيعَةُ مِنَ الإِبل. قَالَ شَمِرٌ: نَاقَةٌ عَاصِف وعَصُوفٌ سَرِيعَةٌ؛ قَالَ الشمَّاخ: فأَضْحَت بصَحْراء البَسِيطةِ عَاصِفًا، ... تُوالي الحَصى سُمْرَ العُجاياتِ مُجْمِرَا وتُجْمَعُ الناقةُ العَصوفُ عُصُفاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ يَعْنِي الأَمعاء. وَقَالَ النَّضْرُ: إعْصَافُ الإِبل اسْتِدارتها حَوْلَ البِئر حِرْصاً عَلَى الْمَاءِ وَهِيَ تطحنُ التُّرَابَ حَوْلَهُ وتُثِيره. ونَعامة عَصُوفٌ: سَرِيعَةٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَهِيَ الَّتِي تَعْصِفُ بِرَاكِبِهَا فتَمضي بِهِ. والإِعصَاف: الإِهْلاك. وأَعْصَف الرجلُ: هلَك. والحَرب تَعْصِف بِالْقَوْمِ: تَذهَب بِهِمْ وتُهْلِكُهم؛ قَالَ الأَعشى: فِي فَيْلَقٍ جَأْواء مَلْمُومةٍ ... تَعْصِف بالدَّارِعِ والحاسِر أَي تُهْلِكهما. وأَعْصَفَ الرجلُ: جَارَ عَنِ الطَّرِيقِ. قَالَ المُفَضَّل: إِذَا رَمَى الرَّجُلُ غَرَضاً فَصَافَ نبلُه قِيلَ إِنَّ سَهْمَكَ لعاصِفٌ، قَالَ: وكلُّ مَائِلٍ عَاصِفٌ؛ وَقَالَ كثِّير: فَمَرّت بلَيْلٍ، وَهِيَ شَدْفاء عَاصِفٌ ... بمُنْخَرَقِ الدَّوداة، مَرَّ الخَفَيدَدِ «2» قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ يَعْصِفُ ويَعْتَصِفُ ويَصْرِفُ ويَصْطَرِف أَي يَكْسِبُ. وعَصَفَ يَعْصِفُ عَصْفاً واعتَصَفَ: كسَب وطلَب واحْتالَ، وَقِيلَ: هُوَ كَسْبُه لأَهله. والعَصْفُ: الْكَسْبُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجُ: قَدْ يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الْجَافِي، ... بغَير مَا عَصْفٍ وَلَا اصْطِرافِ والعُصُوفُ: الكَدُّ «3». والعُصُوفُ: الخُمور. عطف: عَطَفَ يَعْطِفُ عَطْفاً: انصرفَ. وَرَجُلٌ عَطوف وعَطَّاف: يَحْمِي المُنْهَزِمين. وعَطَفَ عَلَيْهِ يَعْطِفُ عَطَفاً: رَجَعَ عَلَيْهِ بِمَا يَكْرَهُ أَو لَهُ بِمَا يُرِيدُ. وتَعَطَّفَ عَلَيْهِ: وصَلَه وبرَّه. وتعطَّف عَلَى رَحِمه: رَقَّ لَهَا. والعاطِفةُ: الرَّحِم، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَرَجُلٌ عَاطِف وعَطُوف: عَائِدٌ بِفَضْلِهِ حَسَنُ الخُلُق. قَالَ اللَّيْثُ: العَطَّاف الرَّجُلُ الحسَن الخُلُق الْعَطُوفُ عَلَى النَّاسِ بِفَضْلِهِ؛ وَقَوْلُ مُزاحم العُقَيْلي أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وجْدِي بِهِ وجْد المُضِلِّ قَلُوصَه ... بنَخْلةَ، لَمْ تَعْطِفْ عَلَيْهِ العواطِفُ لَمْ يُفَسِّرِ الْعَوَاطِفَ، وَعِنْدِي أَنه يُرِيدُ الأَقْدار العَواطِفَ عَلَى الإِنسان بِمَا يُحِبُّ. وعَطَفْت عَلَيْهِ: أَشْفَقْت. يُقَالُ: مَا يَثْنيني عَلَيْكَ عاطِفةٌ مِنْ رَحِم وَلَا قَرابة. وتَعَطَّفَ عَلَيْهِ: أَشْفَقَ. وتَعَاطَفُوا أَي عطَف بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. واسْتَعطَفَه فعَطَفَ. وعَطَفَ الشيءَ يَعْطِفُه عَطْفاً وعُطُوفاً فانعطَفَ وعطَّفه فتعطَّف: حَناه وأَمالَه، شدِّد للكثرة.

_ (2). قوله [الدوداة] كذا بالأصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس، وهي الجلبة والأَرجوحة كما في القاموس وغيره. وفي معجم ياقوت: الدوداء، بالمدّ، موضع قرب المدينة انتهى. وشكلت الدوداء فيه بالضم. (3). قوله [والعصوف الكد] عبارة القاموس وشرحه: قال ابن الأعرابي: العصوف الكدرة، هكذا في سائر النسخ، وفي العباب: الكدر، وفي اللسان: الكد.

وَيُقَالُ: عطفْت رأْس الخشَبة فانْعطفَ أَي حَنَيْتُه فانْحنى. وعطفْت أَي مِلْت. والعَطائف: القِسِيُّ، وَاحِدَتُهَا عَطِيفةٌ كَمَا سَمَّوْها حَنِيّة. وَجَمْعُهَا حَنيٌّ. وَقَوْسٌ عَطوفٌ ومُعطَّفةٌ: مَعْطوفةُ إِحْدَى السِّيَتَين عَلَى الأُخرى. والعطيفةُ والعِطَافَةُ: الْقَوْسُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي العَطائف: وأَشْقَرَ بَلَّى وَشْيَه خَفَقانُه، ... عَلَى البِيضِ فِي أَغمادِها والعَطائِفِ يَعْنِي بُرْداً يُظَلَّل بِهِ، والبيضُ: السُّيوف، وَقَدْ عَطَفَها يَعْطِفُها. وَقَوْسٌ عَطْفَى: مَعْطوفة؛ قَالَ أُسامةُ الْهُذَلِيُّ: فَمَدَّ ذِراعَيْه وأَجْنَأَ صُلْبَه، ... وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِدُ «1» وَكُلُّ ذَلِكَ لتَعَطُّفِها وانحِنائها، وقِسِيٌّ مُعطَّفة وَلِقَاحٌ مُعطَّفة، وَرُبَّمَا عَطَفُوا عِدَّة ذَوْدٍ عَلَى فَصِيلٍ وَاحِدٍ فاحْتَلَبُوا أَلْبانهن عَلَى ذَلِكَ ليَدْرِرْن. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْقَوْسُ المعْطوفة هِيَ هَذِهِ الْعَرَبِيَّةُ. ومُنْعَطَفُ الْوَادِي: مُنْعَرَجُه ومُنْحَناه؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: مِنْ كلِّ مُعْنِقةٍ وكلِّ عِطافةٍ ... مِنها، يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَب يَعْنِي بعِطافة هُنَا مُنْحَنًى، يَصِفُ صَخْرَةً طَوِيلَةً فِيهَا نحْل. وَشَاةٌ عَاطِفَةٌ بيِّنةُ العُطوف والعَطْف: تَثني عُنقها لِغَيْرِ عِلَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَيْسَ فِيهَا عَطْفاء أَي مُلْتَوِيةُ الْقَرْنِ وَهِيَ نَحْوُ العَقْصاء. وظَبْية عاطِفٌ: تَعْطِفُ عُنُقَهَا إِذَا رَبَضَت، وَكَذَلِكَ الحاقِفُ مِنَ الظِّباء. وتعاطَف فِي مَشْيه: تَثنَّى. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَعَاطَفُ فِي مِشْيته بِمَنْزِلَةِ يتَهادى ويَتمايلُ مِنَ الخُيلاء والتبَخْتُر. والعَطَفُ: انثِناء الأَشْفار؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ أَعلى. وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَد: وَفِي أَشفاره عَطَفٌ أَي طُولٌ كأَنه طَالَ وانعطَف، وَرُوِيَ الْحَدِيثُ أَيضاً بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. وعَطَفَ الناقةَ عَلَى الحُوار وَالْبَوِّ: ظأَرَها. وَنَاقَةٌ عَطُوفٌ: عاطِفةٌ، وَالْجَمْعُ عُطُفٌ. قَالَ الأَزهري: نَاقَةٌ عَطُوف إِذَا عُطِفَت عَلَى بَوٍّ فرَئمَتْه. والعَطُوف: المُحِبَّة لِزَوْجِهَا. وامرأَة عَطِيفٌ: هَيِّنة لَيِّنَةٌ ذَلول مِطْواع لَا كِبر لَهَا، وَإِذَا قُلْتَ امرأَة عَطُوف، فَهِيَ الحانيةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ عَطوف. وَيُقَالُ: عَطَفَ فُلَانٌ إِلَى نَاحِيَةِ كَذَا يَعْطِفُ عَطْفاً إِذَا مَالَ إِلَيْهِ وَانْعَطَفَ نَحْوَهُ. وعَطَفَ رأْسَ بَعِيرِهِ إِلَيْهِ إِذَا عاجَه عَطْفاً. وعَطَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِقَلْبِ السُّلْطَانِ عَلَى رَعِيّته إِذَا جَعَلَهُ عَاطِفًا رَحِيماً. وعَطَفَ الرَّجُلُ وِساده إِذَا ثَنَاهُ ليرْتَفِقَ عَلَيْهِ ويَتّكِئ؛ قَالَ لَبِيَدٍ: ومَجُودٍ مِنْ صُباباتِ الكَرَى، ... عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ والعَطُوفُ والعَاطُوفُ وَبَعْضٌ يَقُولُ العأْطُوف: مِصْيَدةٌ فِيهَا خَشَبَةٌ مَعطوفة الرأْس، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْعِطَافِ خَشَبَتِهَا. والعَطْفَةُ: خَرَزَة يُعَطِّفُ بِهَا النِّسَاءُ الرجالَ، وأَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى العِطْفَةَ، بِالْكَسْرِ. والعِطْفُ: المَنْكِب. قَالَ الأَزهري: مَنكِب الرَّجُلِ عِطْفُهُ، وإبْطُه عِطْفُهُ. والعُطُوف: الآباطُ. وعِطْفَا الرَّجُلِ وَالدَّابَّةِ: جَانِبَاهُ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وشِقَّاه مِنْ لَدُنْ رأْسه إِلَى وَرِكه، وَالْجَمْعُ أَعْطَاف وعِطاف وعُطُوف. وعِطْفا كُلِّ شَيْءٍ:

_ (1). قوله [مرير إلخ] أنشده المؤلف في مادة لكد ممرّ وضبطناه وما بعده هناك بالجر والصواب رفعهما.

جَانِبَاهُ. وعَطَفَ عَلَيْهِ أَي كَرَّ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لأَبي وَجْزَةَ: العَاطِفُون، تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ، ... والمُطْعِمُون، زَمان أَيْنَ المُطْعِمُ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرْتِيبُ إِنْشَادِ هَذَا الشِّعْرِ: العَاطِفُون، تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ، ... والمُنْعِمُون يَدًا، إِذَا مَا أَنْعَمُوا واللَّاحِقُون جِفانَهم قَمعَ الذُّرَى، ... والمُطْعِمُون، زَمَانَ أَينَ المُطعِمُ؟ وثنَى عِطْفَه: أَعْرض. ومرَّ ثانيَ عِطْفِه أَي رَخِيَّ البالِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ؛ قَالَ الأَزهري: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن مَعْنَاهُ لاوِياً عُنقَه، وَهَذَا يُوصَفُ بِهِ المتكبِّر، فَالْمَعْنَى ومِن النَّاسِ مَنْ يُجادِل فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ثَانِيًا عِطْفَه أَي مُتَكَبِّرًا، ونَصْبُ ثانيَ عِطْفِه عَلَى الْحَالِ، وَمَعْنَاهُ التَّنْوِينُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ؛ أَي بالِغاً الكعبةَ؛ وَقَالَ أَبو سَهْمٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ حِماراً: يُعالِج بالعِطْفَينِ شَأْواً كأَنه ... حَريقٌ، أُشِيعَتْه الأَباءَةُ حاصِدُ أَراد أُشِيعَ فِي الأَباءة فَحَذَفَ الْحَرْفَ وقلَب. وحاصِدٌ أَي يَحْصِدُ [يَحْصُدُ] الأَباءة بإِحْراقه إِيَّاهَا. ومرَّ ينظُر فِي عِطفَيْه إِذَا مرَّ مُعجَباً. والعِطَافُ: الإِزار. والعِطَافُ: الرِّداء، وَالْجَمْعُ عُطُفٌ وأَعْطِفَة، وَكَذَلِكَ المِعْطَفُ وَهُوَ مِثْلُ مِئْزَر وإِزَار ومِلْحَف ولِحَاف ومِسْرَد وسِرادٍ، وَكَذَلِكَ مِعْطَف وعِطَافٌ، وَقِيلَ: المَعَاطِفُ الأَرْدِيَةُ لَا وَاحِدَ لَهَا، واعْتَطَفَ بِهَا وتَعَطَّفَ: ارْتدى. وَسُمِّيَ الرِّداء عِطَافاً لوقُوعه عَلَى عِطْفَي الرَّجُلِ، وَهُمَا نَاحِيَتَا عُنُقِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبحان مَن تَعَطَّفَ بالعِزِّ وَقَالَ بِهِ ، وَمَعْنَاهُ سُبْحَانَ مَنْ تَرَدَّى بِالْعِزِّ؛ والتَّعَطُّفُ فِي حقِّ اللَّهِ مَجازٌ يُراد بِهِ الِاتِّصَافُ كأَنَّ الْعِزَّ شَمِله شُمولَ الرِّداء؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَثير، وَلَا يُعْجِبُنِي قَوْلُهُ كأَنّ الْعِزَّ شَمله شمولَ الرِّداء، وَاللَّهُ تَعَالَى يَشْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ الأَزهري: الْمُرَادُ بِهِ عِزُّ اللَّهِ وجَماله وجَلاله، وَالْعَرَبُ تَضَعُ الرِّداء مَوْضِعَ البَهْجة والحُسن وتَضَعُه مَوْضِعَ النَّعْمة وَالْبَهَاءِ. والعُطُوفُ: الأَرْدِيةُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: حَوَّل رِداءه وَجَعَلَ عِطَافَه الأَيمنَ عَلَى عَاتِقِهِ الأَيسر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنَّمَا أَضاف العِطَاف إِلَى الرِّداء لأَنه أَراد أَحد شِقَّي العِطَاف، فَالْهَاءُ ضَمِيرُ الرِّدَاءِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لِلرَّجُلِ، وَيُرِيدُ بالعِطَافِ جانبَ رِدَائِهِ الأَيمن؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا: خَرَجَ مُتَلَفِّعاً بعِطَاف. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَنَاوَلْتُهَا عِطَافاً كَانَ عليَّ فرأَت فِيهِ تَصْلِيباً فَقَالَتْ: نَحِّيه عَنِّي. والعِطَاف: السَّيْفُ لأَن الْعَرَبَ تُسَمِّيهِ رِدَاءً؛ قَالَ: وَلَا مالَ لِي إِلَّا عِطَافٌ ومِدْرَعٌ، ... لَكُمْ طَرَفٌ مِنْهُ حَديدٌ، وَلِي طَرَفْ الطَّرَفْ الأَوَّلُ: حَدُّه الَّذِي يُضرب بِهِ، والطرَف الثَّانِي: مَقْبِضُه؛ وَقَالَ آخَرُ: لَا مالَ إِلَّا العِطَافُ، تُؤْزِرهُ ... أُمُّ ثَلَاثِينَ وابنةُ الجَبَلِ لَا يَرْتَقي النَّزُّ فِي ذَلاذِلِه، ... وَلَا يُعَدِّي نَعْلَيْه مِنْ بَلَلِ عُصْرَتُه نُطْفةٌ، تَضَمَّنَها ... لِصْبٌ تَلَقَّى مَواقِعَ السَّبَلِ

أَو وَجْبةٌ مِن جَناةِ أَشْكَلةٍ، ... إِنْ لَمْ يُرِعْها بِالْمَاءِ لَمْ تُنَلِ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا وصَف صُعْلوكاً فَقَالَ لَا مالَ لَهُ إِلَّا العِطَافُ، وَهُوَ السَّيْفُ، وأُم ثَلَاثِينَ: كِنَانَةٌ فِيهَا ثَلَاثُونَ سَهْمًا، وابنةُ الْجَبَلِ: قَوسُ نَبْعةٍ فِي جَبَلٍ وَهُوَ أَصْلَبُ لعُودها وَلَا يَنَالُهُ نزٌّ لأَنه يأْوي الْجِبَالَ، والعُصرة: المَلْجأُ، والنُّطفة: الْمَاءُ، واللِّصْب: شَقُّ الْجَبَلِ، والوَجْبة: الأَكْلة فِي الْيَوْمِ، والأَشْكَلة: شَجَرَةٌ. واعْتَطَفَ الرِّداءَ والسيفَ وَالْقَوْسَ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ومَن يَعْتَطِفْه عَلَى مِئْزرِ، ... فنِعْم الرِّداء عَلَى المئْزرِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: لَبِسْتَ عليكَ عِطافَ الحَياء، ... وجَلَّلَكَ المَجْدُ ثِنْيَ العَلاء إِنَّمَا عَنَى بِهِ رِدَاءَ الحَياء أَو حُلَّته استِعارةً. ابْنُ شُمَيْلٍ: العِطَاف تَرَدِّيك بِالثَّوْبِ عَلَى مَنكِبيك كَالَّذِي يَفْعَلُ النَّاسُ فِي الحرِّ، وَقَدْ تَعَطَّفَ بِرِدَائِهِ. والعِطَافُ: الرِّداء والطَّيْلَسان؛ وَكُلُّ ثَوْبٍ تَعَطَّفَه أَي تَردَّى بِهِ، فَهُوَ عِطَاف. والعَطْفُ: عَطْفُ أَطراف الذَّيْل مِنَ الظِّهارة عَلَى الْبِطَانَةِ. والعَطَّاف: فِي صِفَةِ قِداح المَيْسِر، وَيُقَالُ العَطُوف، وَهُوَ الَّذِي يَعْطِفُ عَلَى الْقِدَاحِ فَيَخْرُجُ فَائِزًا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّه، ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا وَقَالَ القُتيبي فِي كِتَابِ المَيْسِر: العَطوف القِدْح الَّذِي لَا غُرْم فِيهِ وَلَا غُنْم لَهُ، وَهُوَ وَاحِدُ الأَغْفال الثَّلَاثَةِ فِي قِداح الْمَيْسِرِ، سُمِّيَ عَطُوفاً لأَنه فِي كُلِّ رِبابة يُضرب بِهَا، قَالَ: وَقَوْلُهُ قِدحاً وَاحِدٌ فِي مَعْنَى جَمِيعٍ؛ وَمِنْهُ قَوله: حَتَّى تَخَضْخَض بالصُّفْنِ السَّبيخ، كَمَا ... خاضَ القِداحَ قَمِيرٌ طامِع خَصِلُ السَّبِيخُ: مَا نَسَل مِنْ رِيشِ الطَّيْرِ الَّتِي تَرِدُ الْمَاءَ، والقَمِيرُ: المَقْمُور، والطامِعُ: الَّذِي يَطْمَعُ أَن يَعُود إِلَيْهِ مَا قُمِر. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَيْسَ يَكُونُ أَحد أَطمع مِنْ مَقْمُور، وخَصِلٌ: كَثُرَ خِصال قَمْرِه؛ وأَما قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذَا راحَ رَبُّه، ... غَدَا ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ فَإِنَّهُ أَراد بالعَطَّاف قِدْحاً يَعْطِف عَنْ مآخِذِ القِداح وَيَنْفَرِدُ، وَرُوِيَ عَنِ الْمُؤَرِّجِ أَنه قَالَ فِي حَلْبة الْخَيْلِ إِذَا سُوبق بَيْنَهَا ، وَفِي أَساميها: هُوَ السابِقُ والمُصَلِّي والمُسَلِّي والمُجَلِّي وَالتَّالِي والعَاطِفُ والحَظِيُّ والمؤَمَّلُّ واللَّطِيمُ والسِّكِّيتُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُعرف مِنْهَا إِلَّا السَّابِقُ والمصلِّي ثُمَّ الثَّالِثُ وَالرَّابِعُ إِلَى الْعَاشِرِ، وَآخِرُهَا السكِّيت والفِسْكل [الفُسْكل]؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَجد الرِّوَايَةَ ثَابِتَةً عَنِ الْمُؤَرِّجِ مِنْ جِهَةِ مَنْ يُوثَقُ بِهِ، قَالَ: فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ فَهُوَ ثِقَةٌ. والعِطْفَة: شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا العَصْبةُ وَقَدْ ذُكِرَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمي ولَحْمِي، ... تَلَبُّسَ عِطْفة بفُروع ضالِ

وَقَالَ مَرَّةً: العَطَف، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالطَّاءِ، نَبْتٌ يَتَلَوَّى عَلَى الشَّجَرِ لَا وَرَقَ لَهُ وَلَا أَفنان، تَرْعَاهُ الْبَقَرُ خَاصَّةً، وَهُوَ مُضِرّ بِهَا، وَيَزْعُمُونَ أَن بَعْضَ عُرُوقِهِ يُؤْخَذُ ويُلْوى ويُرْقى ويُطْرَح عَلَى المرأَة الْفَارِكِ فتُحب زَوْجَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَطَفَةُ اللَّبْلَابُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَلَوِّيهِ عَلَى الشَّجَرِ. قَالَ الأَزهري: العِطْفَةُ والعَطْفَة هِيَ الَّتِي تَعَلَّقُ الحَبَلَةُ بِهَا مِنَ الشَّجَرِ، وأَنشد الْبَيْتَ الْمَذْكُورَ وَقَالَ: قَالَ النَّضْرُ إِنَّمَا هِيَ عَطَفَةٌ فَخَفَّفَهَا لِيَسْتَقِيمَ لَهُ الشِّعْرُ. أَبو عَمْرٍو: مِنْ غَرِيبِ شَجَرِ الْبَرِّ العَطَف، وَاحِدَتُهَا عَطَفَة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تَنَحَّ عَنْ عِطْفِ الطَّريق وعَطْفِه وعَلْبِه ودَعْسِه وقَرْيِه وقارِعَتِه: وعَطَّافٌ وعُطَيْفٌ: اسْمَانِ، والأَعرف غُطَيْف، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ عن ابن سيدة. عفف: العِفّة: الكَفُّ عَمَّا لَا يَحِلّ ويَجْمُلُ. عَفَّ عَنِ المَحارِم والأَطْماع الدَّنِية يَعِفُّ عِفَّةً وعَفّاً وعَفافاً وعَفافة، فَهُوَ عَفِيفٌ وعَفٌّ، أَي كَفَّ وتَعَفَّفَ واسْتَعْفَفَ وأَعَفَّه اللَّهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكاحاً ؛ فسَّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: ليَضْبِطْ نَفْسَهُ بِمِثْلِ الصَّوْمِ فَإِنَّهُ وِجاء. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يَسْتَعْفِف يُعِفّه اللَّهُ ؛ الاسْتِعْفاف: طلَبُ العَفَافِ وَهُوَ الكَفُّ عَنِ الْحَرَامِ وَالسُّؤَالِ مِنَ النَّاسِ، أَي مَنْ طَلَبَ العِفّة وتكلَّفها أَعطاه اللَّهُ إِيَّاهَا، وَقِيلَ: الاسْتِعْفَاف الصبْر والنَّزاهة عَنِ الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك العِفَّة والغِنى ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَإِنَّهُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُر ؛ جَمْعُ عَفِيف. وَرَجُلٌ عَفٌّ وعَفِيف، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَجَمْعُ العَفِيف أَعِفَّة وأَعِفَّاء، وَلَمْ يُكَسِّروا العَفَّ، وَقِيلَ: العَفِيفَة مِنِ النِّسَاءِ السَّيِّدَةُ الخَيْرةُ. وامرأَة عَفِيفة: عَفّة الفَرج، وَنِسْوَةٌ عَفَائِف، وَرَجُلٌ عَفِيف وعَفٌّ عَنِ المسأَلة والحِرْصِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ وَوَصَفَ قَوْمًا: أَعِفَّة الفَقْرِ أَي إِذَا افْتَقَرُوا لَمْ يغْشَوُا المسأَلة الْقَبِيحَةَ. وَقَدْ عَفَّ يَعِفُّ عِفَّة واسْتَعَفَّ أَي عَفَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ؛ وَكَذَلِكَ تَعَفَّفَ، وتَعَفَّفَ أَي تكلَّف العِفَّة. وعَفَّ واعْتَفَّ: مِنَ العِفَّة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الأَهتم: إنَّا بَنُو مِنْقَرٍ قومٌ ذَوُو حَسَبٍ، ... فِينا سَراةُ بَني سَعْدٍ وَنَادِيهَا جُرْثُومةٌ أُنُفٌ، يَعْتَفُّ مُقْتِرُها ... عَنِ الخَبِيثِ، ويُعْطِي الخَيْرَ مُثْريها وعَفيفٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْهُ. والعُفَّةُ والعُفَافَةُ: بقيَّة الرَّمَثِ فِي الضَّرْع، وَقِيلَ: العُفَافَةُ الرَّمَث يَرْضَعُه الفَصِيلُ. وتَعَفَّفَ الرَّجُلُ: شَرِبَ العُفافة، وَقِيلَ: العُفَافَة بَقِيَّةُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْعِ بَعْدَ ما يُمتَكُّ أَكثره، قَالَ: وَهِيَ العُفَّة أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: لَا تُحَرِّمُ العُفَّةُ ؛ هِيَ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ فِي الضَّرْع بَعْدَ أَن يُحْلَب أَكثر مَا فِيهِ، وَكَذَلِكَ العُفَافَة، فَاسْتَعَارَهَا للمرأَة، وَهُمْ يَقُولُونَ العَيْفة؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ ظَبْيَةً وَغَزَالَهَا: وتَعادى عَنْهُ النهارَ، فَمَا تَعْجُوه ... إِلَّا عُفَافَةٌ أَو فُواقُ نَصَبَ النَّهَارَ عَلَى الظَّرْفِ، وتَعادى أَي تَباعدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ كَذَا وَرَدَ فِي الصِّحَاحِ وَهُوَ فِي شِعْرِ الأَعشى: مَا تُعَادَى عَنْهُ النَّهَارَ، ولا تعجُوه ... إِلَّا عُفَافَةٌ أَو فُواقُ أَي مَا تَجاوزُه وَلَا تُفارِقُه، وتَعْجُوه تَغْذُوه،

والفُواق اجْتِمَاعُ الدِّرّة؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَب: بأَغَنَّ طِفْلٍ لَا يُصاحِبُ غَيْرَهُ، ... فَلَهُ عُفَافَةُ دَرِّها وغِزارُها وَقِيلَ: العُفَافَة الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ فِي الضرْع قَبْلَ نُزُولِ الدِّرّة. وَيُقَالُ: تَعَافَّ ناقتكَ يَا هَذَا أَي احْلُبْها بَعْدَ الْحَلْبَةِ الأُولى. وَجَاءَ فُلَانٌ عَلَى عِفَّانِ ذَلِكَ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، أَي وقْتِه وأَوانه، لُغَةٌ فِي إفَّانه، وَقِيلَ: العُفَافَة أَن تُترك الناقةُ عَلَى الْفَصِيلِ بَعْدَ أَن يَنْقُص مَا فِي ضَرْعِهَا فَيَجْتَمِعَ لَهُ اللَّبَنُ فُواقاً خَفِيفًا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: العُفَافَة أَن تأْخذ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ فأَنت تَعْتَفُّه. والعَفْعَفُ: ثَمَرُ الطَّلْحِ، وَقِيلَ: ثَمَرُ العِضاه كُلُّهَا. وَيُقَالُ لِلْعَجُوزِ: عُفَّة وعُثّة. والعُفَّة: سَمَكَةٌ جَرْداء بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ إِذَا طُبِخت فَهِيَ كالأَرُزّ فِي طَعْمِهَا. عقف: العَقْفُ: العَطْف والتلْوِيةُ. عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً وعَقَّفَه وانْعَقَف وتَعَقَّف أَي عطَفَه فانْعَطَفَ. والأَعْقَفُ: المنْحَني المُعْوَجّ. وظبْي أَعْقَفُ: مَعْطُوفُ القُرون. والعَقْفَاء مِنَ الشِّيَاهِ: الَّتِي الْتَوَى قرْناها عَلَى أُذنيها. والعُقَّافَة: خَشَبة فِي رأْسها حُجْنة يُمَدُّ بِهَا الشَّيْءُ كالمِحْجَن. والعَقْفَاء: حَدِيدَةٌ قَدْ لُوِيَ طَرَفُها. وَفِي حَدِيثِ القيامةِ: وَعَلَيْهِ حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عَقِيفةٌ أَي مَلْوِيَّةٌ كالصِّنَّارة. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرة: أَنه سُئل عَنِ العُصْرةِ للمرأَة فَقَالَ: لَا أَعلم رُخِّص فِيهَا إِلَّا لِلشَّيْخِ المَعْقُوفِ أَي الَّذِي انْعَقَفَ مِنْ شدَّة الكِبَر فانْحنى واعْوجّ حَتَّى صَارَ كالعُقَّافَةِ، وَهِيَ الصَّوْلَجانُ. والعُقَاف: دَاءٌ يأْخذ الشَّاةَ فِي قَوَائِمِهَا فتعوَجُّ، وَقَدْ عُقِفَتْ، فَهِيَ مَعْقُوفَة. والتَّعْقِيفُ: التَّعْويج. وَشَاةٌ عَاقِفٌ: مَعْقُوفة الرِّجل، وَرُبَّمَا اعْتَرى كُلَّ الدوابِّ. والأَعْقَف: الْفَقِيرُ الْمُحْتَاجُ؛ قَالَ: يَا أَيُّها الأَعْقَفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه، ... لَا نِعْمةً تَبْتَغي عِنْدِي وَلَا نَشَبا وَالْجَمْعُ عُقْفَان. وعُقْفَان: جِنْسٌ مِنَ النَّمْلِ. وَيُقَالُ: لِلنَّمْلِ جَدّان: فازِرٌ وعُقْفَانُ، ففازِرٌ جَدُّ السُّود، وعُقْفَان جَدُّ الحُمْر، وَقِيلَ: النَّمْلُ ثَلَاثَةُ أَصناف: النَّمْلُ والفازِرُ والعُقَيْفَانُ، والعُقَيْفَانُ: الطويلُ الْقَوَائِمِ يَكُونُ فِي المَقابِر والخَراباتِ؛ وأَنشد: سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَيْفَانُ، ... فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ قَالَ: والذَّرّ الَّذِي يَكُونُ فِي الْبُيُوتِ يُؤْذِي النَّاسَ، والفازِرُ: المُدوَّر الأَسود يَكُونُ فِي التَّمْرِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ دَغْفَلٌ النسَّابة: يُنْسبُ النملُ إِلَى عُقْفَان وَالْفَازِرِ، فعُقْفَان جَدُّ السُّودِ، والفازِر جَدّ الشُّقْر. وعُقْفَانُ: حَيٌّ مِنْ خُزاعةَ. والعَقْفَاء والعَقَفُ: ضَرْبٌ مِنَ النبْت. حَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: والعَقْفَاء ضَرْبٌ مِنَ الْبُقُولِ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَالَّذِي أَعرفه فِي الْبُقُولِ القَفْعاء، وَلَا أَعرف العَقْفَاء. والعَيْقُفَانُ: نَبْتٌ كالعَرْفَجِ لَهُ سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرَّةُ: العُقَيْفَاء نبْتة وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ السَّذاب لَهَا زهْرة حَمْرَاءُ وَثَمَرَةٌ عَقْفَاء كأَنها شِصٌّ فِيهَا حَبٌّ، وَهِيَ تَقْتُلُ الشَّاءَ وَلَا تَضُرُّ الإِبل؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر الهِلالي: كأَنه عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ، ... مِنْ أَكْلُب يَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ فَيُقَالُ: هُوَ الثَّعْلَبُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الرَّجَزُ

لحُميد الأَرقط لَا لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْر. وأَعرابي أَعْقَفُ أي جافٍ. عكف: عَكَف عَلَى الشَّيْءِ يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكُوفاً: أَقبل عَلَيْهِ مُواظِباً لَا يَصْرِفُ عَنْهُ وَجْهَهُ، وَقِيلَ: أَقَامَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ ، أَي يُقيمون؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً ، أَي مُقيماً. يُقَالُ: فُلَانٌ عَاكِفٌ عَلَى فَرْجٍ حَرام؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصِفُ ثَوْرًا: فهُنَّ يَعْكُفْن بِهِ إِذَا حَجَا، ... عَكْفَ النَّبيطِ يَلْعَبون الفَنْزَجا أَي يُقْبِلْن عَلَيْهِ؛ وقومٌ عُكَّفٌ وعُكُوفٌ. وعَكفَتِ الخيلُ بِقَائِدِهَا إِذَا أَقبَلَت عَلَيْهِ، وعَكَفَتِ الطيرُ بالقَتِيل، فَهِيَ عُكُوف؛ كَذَلِكَ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَذُبُّ عَنْهُ كَفٌّ بِهَا رَمَقٌ طَيْرًا ... عُكُوفاً، كَزُوّرِ العُرُسِ يَعْنِي بِالطَّيْرِ هُنَا الذِّبّان فجعلهنَّ طَيْرًا، وشبَّه اجْتِمَاعَهُنَّ للأَكل بِاجْتِمَاعِ النَّاسِ للعُرْس. وعَكَفَ يَعْكُف ويَعْكِفُ عَكْفاً وعُكوفاً: لَزِمَ الْمَكَانَ. والعُكُوفُ: الإِقامةُ فِي الْمَسْجِدِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: عاكِفُونَ مُقيمون فِي الْمَسَاجِدِ لَا يُخْرُجون مِنْهَا إِلَّا لِحَاجَةِ الإِنسان يُصلّي فِيهِ ويقرأُ الْقُرْآنَ. وَيُقَالُ لِمَنْ لازَمَ الْمَسْجِدَ وأَقام عَلَى العِبادة فِيهِ: عَاكِف ومُعْتَكِفٌ. والاعْتِكَافُ والعُكُوف: الإِقامةُ عَلَى الشَّيْءِ وَبِالْمَكَانِ ولزُومهما. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْمَسْجِدِ. والاعْتِكَافُ: الاحْتِباس وعَكَفُوا حولَ الشَّيْءِ: اسْتَدَارُوا. وَقَوْمٌ عُكُوف: مُقِيمون؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الأَثافيّ: فَهُنَّ عُكُوفٌ، كنَوْحِ الكَرِيمِ، ... قَدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوَى وعَكَفَه عَنْ حَاجَتِهِ يَعْكُفه ويَعْكِفُه عَكْفاً: صَرَفَه وحَبَسه. وَيُقَالُ: إِنَّكَ لتَعْكِفُني عَنْ حَاجَتِي أَي تَصْرفُني عَنْهَا. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ عَكَفْته عَكْفاً فَعَكَفَ يَعْكُفُ عُكوفاً، وَهُوَ لازمٌ وواقعٌ كَمَا يُقَالُ رَجَعْتُه فرَجَعَ، إِلَّا أَن مَصْدَرَ اللَّازِمِ العُكوف، وَمَصْدَرَ الْوَاقِعِ العَكْف. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً ، فإنَّ مُجَاهِدًا وَعَطَاءً قَالَا مَحْبوساً. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ عَكَّفْتُهُ أَعْكَفَه عَكْفاً إِذَا حَبَسْتَهُ. وَقَدْ عَكَّفْتُ القومَ عَنْ كَذَا أَي حَبَسْتُهُمْ. وَيُقَالُ: مَا عَكَفَكَ عَنْ كَذَا؟ وعُكِّفَ النظمُ: نُضِّدَ فِيهِ الجوهرُ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنَّ السُّموطَ عَكَّفَها السِّلْكُ ... بعِطْفَيْ جَيْداء أُمِّ غَزالِ أَي حَبَسها وَلَمْ يَدَعْها تَتَفَرَّقُ. والمُعَكَّف: المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ. وعُكَيْفٌ: اسم. عَلَفَ: العَلَفُ لِلدَّوَابِّ، وَالْجَمْعُ عِلافٌ مِثْلَ جبَل وجِبال. وَفِي الْحَدِيثِ: وتأْكلون عِلافَها ؛ هُوَ جَمْعُ عَلَف، وَهُوَ مَا تأْكله الْمَاشِيَةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ، عَلَفَهَا يَعْلِفُها عَلْفاً، فَهِيَ مَعْلُوفَة وعَلِيفٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: عَلَفْتُها تِبْناً وَمَاءً بارِداً، ... حَتَّى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها أَي وسَقَيْتُها مَاءً؛ وَقَوْلُهُ:

يَعْلِفُها اللحمَ، إِذَا عزَّ الشجَرْ، ... والخَيْلُ فِي إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ إِنَّمَا يَعْنِي أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إِذَا أَجدَبت الأَرض فَيُقِيمُها مُقامَ العَلَف. والمِعْلَفُ: مَوْضِعُ العلَف. والدابةُ تَعْتَلِف: تأْكل، وتَسْتَعْلِفُ: تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة. والعَلُوفَةُ: مَا يَعْلِفُون، وَجَمْعُهَا عُلُفٌ وعَلائِفُ؛ قَالَ: فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِلًا، ... قَدْ عُدْنَ مِثْلَ عَلائِفِ المِقْضابِ وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: كَبْشٌ عَلِيفٌ فِي كِباش عَلائِفَ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مَا رُبِط فعُلِف وَلَمْ يُسَرَّحْ وَلَا رُعِيَ، قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الْهَاءَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ فَعُولة مِنْ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الأَسماء، إِنْ شِئْتَ حذَفت مِنْهُ الْهَاءَ، نَحْوَ الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفَةُ، جَمِيعًا: النَّاقَةُ أَو الشَّاةُ تُعْلَفُ للسِّمَنِ وَلَا تُرْسَل للرَّعْي. قَالَ الأَزهري: تُسَمَّن بِمَا يُجْمَع مِنَ العَلَف، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلِيفَةُ المَعْلوفة، وَجَمْعُهَا عَلائِفُ فَقَطْ. وَقَدْ عَلَّفْتُها إِذَا أَكثرت تَعَهُّدها بِإِلْقَاءِ الْعَلَفِ لَهَا. والعُلْفَى، مَقْصُورٌ: مَا يَجْعَلُهُ الإِنسان عِنْدَ حَصاد شَعِيرِهِ لِخَفير أَو صَدِيقٍ وَهُوَ مِنَ العلَف؛ عَنِ الهَجَريّ. والعُلَّفُ: ثمَر الطلْح، وَقِيلَ: أَوْعِيةُ ثمَره. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُلَّفَةُ ثَمَرَةُ الطَّلْحِ كأَنها هَذِهِ الخَرُّوبة الْعَظِيمَةُ السامِيةُ إِلَّا أَنها أَعْبَلُ، وَفِيهَا حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السَّائِمَةُ وَلَا يأْكله النَّاسُ إِلَّا المضْطر، الْوَاحِدَةُ عُلَّفةٌ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. والعُلَّف: ثَمَرُ الطَّلْحِ وَهُوَ مِثْلُ الباقِلاء الغَضِّ يَخْرُجُ فَتَرْعَاهُ الإِبل، الْوَاحِدَةُ عُلَّفة مِثَالُ قُبَّر وقُبَّرة. ابْنُ الأَعرابي: العُلَّف مِنْ ثَمَرِ الطَّلْحِ مَا أخَلف بَعْدَ البَرَمة، وَهُوَ شَبِيهُ اللُّوبياء، وَهُوَ الحُلْبةُ مِنَ السَّمُر وَهُوَ السّنْفُ مِنَ المَرْخ كالإِصبع؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا وأَعْلَفَ الطلْحُ: بَدَا عُلَّفُه وَخَرَجَ. والعِلْف: الْكَثِيرُ الأَكل. والعَلْفُ: الشّرْب الْكَثِيرُ. والعِلْفُ: شَجَرٌ يَكُونُ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ وَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الْعِنَبِ يُكبَس فِي المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف وَيُرْفَعُ، فَإِذَا طُبِخَ اللَّحْمُ طُرِحَ مَعَهُ فَقَامَ مَقام الْخَلِّ. وعِلافٌ: رَجُلٌ مِنَ الأَزد، وَهُوَ زَبّانُ أَبو جَرْمٍ مِنْ قُضاعة كَانَ يَصْنعُ الرِّحَالَ، قِيلَ: هُوَ أَول مَنْ عَمِلها فَقِيلَ لَهَا عِلافِيّة لِذَلِكَ، وَقِيلَ: العِلافيّ أَعظم الرِّحَالِ أَخَرَةً وَوَاسِطًا، وَقِيلَ: هِيَ أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ الرِّحَالِ وَلَيْسَ بِمَنْسُوبٍ إِلَّا لَفْظًا كعُمَرِيّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صارِم، ... وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد وَقَالَ الأَعشى: هِيَ الصاحِبُ الأَدْنَى، وبَيني وَبَيْنَهَا ... مَجُوفٌ عِلافِيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ وَالْجَمْعُ عِلافِيَّاتٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ بَنِي ناجِيةَ: أَنهم أَهْدَوْا إِلَى ابْنِ عَوْفٍ رِحالًا عِلافِيَّةً ؛ وَمِنْهُ شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا «2»

_ (2). قوله [ترى العليفي إلخ] صدره: فحمل اللهم كنازاً جلعدا الكناز، بالزاي: الناقة المكتنزة اللحم الصلبته؛ فما تقدم في جلعد كباراً بالياء والراء خطأ.

العُلَيْفِيّ: تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ للعِلافِيّ وَهُوَ الرَّحْلُ الْمَنْسُوبُ إِلَى عِلاف. وَرَجُلٌ عُلْفُوف: جافٍ كَثِيرُ اللَّحْمِ وَالشَّعْرِ. وَتَيْسٌ عُلْفوف: كَثِيرُ الشَّعْرِ. وَشَيْخٌ عُلْفُوف: كَبِيرُ السِّنِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: مَأْوى اليَتِيم، ومأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ ... تَأْوي إِلَى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْجَعْدِ الخُزاعي: يَسَرٍ، إِذَا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا فِي القَوْمِ، غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت أَورده الْجَوْهَرِيُّ يسرٌ وَصَوَابُهُ يَسَرٍ، بِالْخَفْضِ، وَكَذَلِكَ غَيْر؛ وَقَبْلُهُ: أَأُمَيْمُ، هَلْ تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ ... فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ؟ قَالَ: يومُ خَشاشٍ يومٌ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ هُذَيل قَتَلَتْهُمْ فِيهِ هُذَيْلٌ وَمَا سَلِم إِلَّا عُمَير بْنُ الْجَعْدِ «1»، وأُميم: تَرْخِيمُ أُميمة، وَقَوْلُهُ يَسَر أَي ياسِر، والعُلْفُوف: الْجَافِي مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ غِرّة وتَضْيِيع؛ قَالَ الأَعشى: حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلّات، ... لَا جَهْمة وَلَا عُلْفُوف علهف: المُعَلْهِفَةُ، بِكَسْرِ الْهَاءِ: الفَسِيلة الَّتِي لَمْ تَعْلُ؛ عن كراع. عنف: العُنْف الخُرْقُ بالأَمر وَقِلَّةُ الرِّفْق بِهِ، وَهُوَ ضِدُّ الرِّفْقِ. عَنُفَ بِهِ وَعَلَيْهِ يَعْنُفُ عُنْفاً وعَنَافة وأَعْنَفَه وعَنَّفَه تَعْنِيفاً، وَهُوَ عَنِيفٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ رَفيقاً فِي أَمره. واعْتَنَفَ الأَمرَ: أَخذه بعُنف. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي عَلَى الرِّفْق مَا لَا يُعطي عَلَى الْعُنْفِ ؛ هُوَ، بِالضَّمِّ، الشِّدَّةُ والمَشَقّة، وكلُّ مَا فِي الرِّفْقِ مِنَ الْخَيْرِ فَفِي الْعُنْفِ مِنَ الشَّرِّ مِثْلُهُ. والعَنِفُ والعَنِيفُ: المُعتَنِف؛ قَالَ: شَدَدْت عليه الوَطْء لَا مُتظالِعاً، ... وَلَا عَنِفاً، حَتَّى يَتِمَّ جُبُورُها أَي غَيْرَ رَفِيق بِهَا وَلَا طَبّ بِاحْتِمَالِهَا، وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذَا قادَني يومَ القِيامة قائدٌ ... عَنِيفٌ، وسَوَّاقٌ يَسوقُ الفَرَزْدَقا والأَعْنَفُ: كالعَنِيف والعَنِفِ كَقَوْلِكَ اللَّهُ أَكبر بِمَعْنَى كَبِيرٍ؛ وَكَقَوْلِهِ: لعَمْرُك مَا أَدْري وَإِنِّي لأَوْجَلُ بِمَعْنَى وَجِل؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَرَفَّقْتَ بالكِيرَينِ قَيْنَ مُجاشعٍ، ... وأَنت بهَزِّ المَشْرَفِيّةِ أَعْنَفُ والعَنِيفُ: الَّذِي لَا يُحسن الرُّكُوبَ وَلَيْسَ لَهُ رِفْقٌ بِرُكُوبِ الْخَيْلِ، وَقِيلَ: الَّذِي لَا عَهْدَ لَهُ بِرُكُوبِ الْخَيْلِ، وَالْجَمْعُ عُنُفٌ؛ قَالَ: لَمْ يَرْكَبُوا الخيلَ إِلَّا بعدَ ما هَرِمُوا، ... فَهُمْ ثِقالٌ عَلَى أَكْتافِها عُنُف وأَعْنَف الشيءَ: أَخذه بشدَّة. واعْتَنَفَ الشيءَ: كَرِهَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَمْ يَخْتَرِ البيتَ عَلَى التَّعَزُّبِ، ... وَلَا اعْتِنَافَ رُجْلةٍ عن مَرْكَبِ

_ (1). قوله [عمير بن الجعد] كذا هو هنا بالتصغير وقدّمه قريباً مكبراً.

يَقُولُ: لَمْ يَخْتَرْ كراهةَ الرُّجْلة فَيَرْكَبَ ويدَع الرُّجلة وَلَكِنَّهُ اشْتَهَى الرُّجْلَةَ. واعْتَنَفَ الأَرضَ: كَرِهَها واسْتَوخَمها. واعْتَنَفَتْه الأَرضُ نفْسُها: نَبَتْ عَلَيْهَا «1»؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي مَعْنَى الْكَرَاهَةِ: إِذَا اعْتَنَفَتْنِي بَلْدةٌ، لَمْ أَكن لَهَا ... نَسِيّاً، وَلَمْ تُسْدَدْ عليَّ المَطالِبُ أَبو عُبَيْدٍ: اعْتَنَفْتُ الشَّيْءَ كَرهْتُه وَوَجَدْتُ لَهُ عليَّ مشقَّة وعُنْفاً. واعْتَنَفْت الأَمر اعْتِنَافاً: جَهِلْته؛ وأَنشد قَوْلَ رُؤْبَةَ: بأَرْبعٍ لَا يَعْتَنِفْنَ العَفْقا أَي لَا يَجْهَلن شِدَّةَ العَدْو. قَالَ: واعْتَنَفْتُ الأَمْر اعْتِنَافاً أَي أَتَيْتُه وَلَمْ يَكُنْ لِي بِهِ عِلْمٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلةَ: نَعَيْتُ امْرَأً زَيْناً إِذَا تُعْقَدُ الحُبى، ... وَإِنْ أُطْلِقَتْ، لَمْ تَعْتَنِفْه الوَقائعُ يُرِيدُ: لَمْ تَجِدْه الوقائعُ جَاهِلًا بِهَا. قَالَ الْبَاهِلِيُّ: أَكلت طَعاماً فاعْتَنَفْتُه أَي أَنكرْتُه، قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُوافِقْه. وَيُقَالُ: طَرِيقٌ مُعْتَنِفٌ أَي غيرُ قاصِدٍ. وَقَدِ اعْتَنَفَ اعْتِنَافاً إِذَا جارَ وَلَمْ يَقْصِد، وأَصله مِنِ اعْتَنَفْتُ الشيءَ إِذَا أَخَذْتَه أَو أَتَيْتَه غَيْرَ حَاذِقٍ بِهِ وَلَا عَالِمٍ. وَهَذِهِ إِبِلٌ مُعْتَنِفَة إِذَا كَانَتْ فِي بَلَدٍ لَا يُوافِقُها. والتَّعْنِيفُ: التَّعْيير واللَّوم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا زَنت أَمةُ أَحدكم فليَجْلدْها وَلَا يُعَنِّفْها التَّعْنِيفُ: التوْبيخُ والتقْريعُ واللَّوم؛ يُقَالُ: أَعْنَفْتُه وعَنَّفْتُه، مَعْنَاهُ أَي لَا يجمَع عَلَيْهَا بَيْنَ الحَدّ والتوْبيخ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَراد لَا يَقْنَعُ بتَوْبيخها عَلَى فِعْلها بَلْ يُقيم عَلَيْهَا الْحَدَّ لأَنهم كَانُوا لَا يُنْكِرُونَ زِنا الإِماء وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ عَيْباً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده اللِّحْيَانِيُّ: فقَذَفَتْ ببيْضةٍ فِيهَا عُنُفْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: فِيهَا غِلَظٌ وصَلابة. وعُنْفُوانُ كلِّ شَيْءٍ: أَوّله، وَقَدْ غَلب عَلَى الشَّبَابِ وَالنَّبَاتِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الَّذِي ضَيَّعْتَه ... فِي عُنْفُوانِ شَبابِك المُتَرَجْرجِ قَالَ الأَزهري: عُنْفُوَان الشَّبَابِ أَوّلُ بَهْجته، وَكَذَلِكَ عُنْفُوَان النَّبَاتِ. يُقَالُ: هُوَ فِي عُنْفُوَان شَبَابِهِ أَي أَوَّله؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَتْ غُلاماً قَدْ صَرَى فِي فِقْرَتِهْ ... ماءَ الشَّبابِ عُنْفُوَانَ سَنْبَتِه «2» وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: عُنْفُوَانَ المَكْرَعِ أَي أَوَّلَه. وعُنْفُوَان: فُعْلوان مِنَ العُنْف ضِدُّ الرِّفْقِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَصل فِيهِ أُنْفُوان مِنِ ائتَنَفْت الشَّيْءَ واسْتَأْنَفْته إِذَا اقْتَبَلْتَه فأَقبل إِذَا ابْتَدأْتَه، فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ عَيْنًا فَقِيلَ عُنْفُوَان، قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ تَمِيمٍ يَقُولُ اعْتَنَفْت الأَمر بِمَعْنَى ائتَنَفْته. واعْتَنَفْنا المَراعِيَ أَي رَعَينا أُنُفَها، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: أَعن تَرَسّمْت، فِي مَوْضِعِ أَأَن تَرَسمت. وعُنْفُوانُ الخَمر: حِدَّتُها. والعُنْفُوَان: مَا سَالَ مِنَ الْعِنَبِ مِنْ غَيْرِ اعْتِصار. والعُنْفُوَة: يبِيس النَّصيّ وَهُوَ قِطْعَةٌ مِنَ الحَليّ.

_ (1). قوله [نبت عليها إلخ] كذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: واعْتَنَفَتْنِي الأَرض نفسها: نبت ولم توافقني. (2). قوله [رأت غلاماً] كذا بالأصل، والذي في الصحاح في مادة صرى: رب غلام قد إلخ.

عنجف: العُنْجُفُ والعُنْجُوفُ جَمِيعًا: اليابسُ مِنْ هُزال أَو مَرَضٍ. والعُنْجُوف: القَصير المتداخِل الخَلْق، وَرُبَّمَا وُصفت بِهِ العجوز. عوف: العَوْفُ: الضَّيْفُ. والعَوْفُ: ذَكَرُ الرَّجُلِ. والعَوف: البالُ. والعَوْف: الحالُ، وَقِيلَ: الْحَالُ أَيّاً كَانَ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الشَّرَّ؛ قَالَ الأَخطل: أَزَبُّ الحاجِبَينِ بعَوْفِ سَوْء، ... مِنَ النَّفَر الَّذِينَ بأَزْقُبانِ والعَوْفُ: الكادُّ عَلَى عِياله. وَفِي الدُّعَاءِ: نَعِمَ عَوْفُك أَي حالُك، وَقِيلَ: هُوَ الضيْف، وَقِيلَ: الذَّكَرُ وأَنكره أَبو عَمْرٍو، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنكر الأَصمعي قَوْلَ أَبِي عَمْرٍو فِي نَعِم عَوْفُك. وَيُقَالُ: نَعم عوفُك إِذَا دَعَا لَهُ أَن يُصِيبَ الْبَاءَةَ الَّتِي تُرْضِي، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا تزوَّج هَذَا. وعَوفُه: ذَكَرَهُ؛ وَيُنْشِدُ: جارِيةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ، ... مُلَمْلَمٍ تَسْترُه بِحَوْفِ، يَا لَيْتَني أَشِيمُ فِيهَا عَوْفِي أَي أُولِجُ فِيهَا ذَكَرِي، والنَّوْفُ: السَّنام. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِذَكَرِ الْجَرَادِ أَبو عُوَيْف «3». وَفِي حَدِيثِ جُنادَةَ: كَانَ الْفَتَى إِذَا كَانَ يَوْمُ سُبُوعه دَخَلَ عَلَى سِنان بْنِ سَلَمَة، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وعليَّ ثوبانِ مُوَرَّدانِ فَقَالَ: نَعِمَ عَوْفُك يَا أَبا سَلمة فَقُلْتُ: وعوفُك فنَعِمَ أَي نعمَ بَخْتُك وجَدُّك، وَقِيلَ: بالُك وشأْنُك. والعَوْف أَيضاً: الذَّكَرُ، قَالَ: وكأَنه أَليق بِمَعْنَى الْحَدِيثِ لأَنه قَالَ يَوْمَ سُبوعه يَعْنِي مِنَ العُرس. والعَوْفُ: مِنْ أَسماء الأَسد لأَنه يَتَعوَّفُ بِاللَّيْلِ فيَطْلب. والعَوْف: الذِّئْبُ. وتَعَوَّف الأَسدُ: التَمَس الفَرِيسةَ بِاللَّيْلِ، وعُوافَتُه: مَا يَتعوَّفه بِاللَّيْلِ فيأْكله. والعُوافُ والعُوافةُ: مَا ظَفِرْت بِهِ لَيْلًا. وعُوَافة الطَّالِبِ: مَا أَصابه مِنْ أَي شَيْءٍ كَانَ. وَيُقَالُ: كُلُّ مَنْ ظَفِرَ بِاللَّيْلِ بِشَيْءٍ فَذَلِكَ الشَّيْءُ عُوَافَته. وَإِنَّهُ لحسَنُ العَوْف فِي إِبِلِهِ أَي الرِّعْيةِ. والعَوْف: نبتٌ، وَقِيلَ: نَبْتٌ طيِّب الرِّيحِ. وأُمُّ عَوْف: الجَرادةُ؛ وأَنشد أَبو الْغَوْثِ لأَبي عَطَاءٍ السِّنْدي، وَقِيلَ لِحَمَّادٍ الرَّاوِيَةِ: فَمَا صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ، ... كأَنَّ رُجَيْلَتَيها مِنْجلانِ؟ وَقِيلَ: هِيَ دُويبّة أُخرى؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: تُنفِّض بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، وَلَمْ يَطِرْ ... لَنَا بارقٌ، بَخْ للوعيدِ وللرَّهَبْ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَبو عُوَيْف ضَرْبٌ مِنَ الجِعْلان، وَهِيَ دُويبة غَبْرَاءُ تحفِر بِذَنَبِهَا وَبِقَرْنَيْهَا لَا تَظْهَرُ أَبداً. قَالَ: وَمِنْ ضُرُوبِ الجِعْلان الجُعَل وَالسُّفُنُ والجلَعْلَع والقَسْوَرِي. والعَوْف: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ يُقَالُ: قَدْ عَافَ إِذَا لَزِمَ ذَلِكَ الشَّجَر. وعَوْف وعُوَيْف: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. والعُوفَانِ فِي سَعْدٍ: عوفُ بنُ سَعْدٍ وعوفُ بنُ كعبِ بنِ سعدٍ. وعوفٌ: جَبَلٌ؛ قَالَ كثيِّر: وَمَا هَبَّتِ الأَرْواحُ تَجْري، وَمَا ثَوَى ... مُقِيماً بنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها وتِعار: جَبَلٌ هُنَاكَ أَيضاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَبَنُو عَوْفٍ وَبَنُو عُوافَة: بَطْنٌ. قَالَ الجوهري: وكان بعض

_ (3). قوله [أَبو عويف] كذا في الأصل، والذي في القاموس: أبو عوف مكبراً.

النَّاسِ يتَأَول العَوْفَ الفَرْجَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لأَبي عَمْرٍو فأَنكره. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الرَّجُلِ الْعَزِيزِ الْمَنِيعِ الَّذِي يَعِزُّ بِهِ الذليلُ ويَذِلُّ بِهِ العزيزُ قَوْلُهُمْ: لَا حُرَّ بوادِي عَوْفٍ أَي كُلُّ مَنْ صَارَ فِي نَاحِيَتِهِ خَضَعَ لَهُ، وَكَانَ الْمُفَضَّلُ يُخْبِرُ أَن المَثَل للمنذر ابن مَاءِ السَّمَاءِ قَالَهُ فِي عَوْف بْنُ مُحَلِّم بْنِ ذُهْل بْنِ شَيْبَانَ، وَذَلِكَ أَن الْمُنْذِرَ كَانَ يَطلُبُ زُهَير بْنَ أُميّة الشَّيْباني بذَحْل، فَمَنَعَهُ عوفُ بنُ مُحَلِّمٍ وأَبى أَن يُسَلِّمَهُ، فعندها قَالَ الْمُنْذِرُ: لَا حُرَّ بوادِي عَوْفٍ أَي أَنَّهُ يَقْهَر مَنْ حلَّ بِوَادِيهِ، فَكُلُّ مَنْ فِيهِ كَالْعَبْدِ لَهُ لِطَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ. وعُوَافَةُ، بالضم: اسم رجل. عيف: عَافَ الشيءَ يَعَافه عَيْفاً وعِيافةً وعِيافاً وعَيَفاناً: كَرِهه فَلَمْ يَشْربه طَعَامًا أَو شَرَابًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ غَلَبَ عَلَى كَرَاهِيَةِ الطَّعَامِ، فَهُوَ عَائِف؛ قَالَ أَنس بْنَ مُدْرِكة الْخَثْعَمِيَّ: إِنِّي، وَقَتْلِي كُليباً ثُمَّ أَعْقِلَه، ... كالثَّور يُضْرَبُ لمَّا عَافَت البَقَرُ «1» وَذَلِكَ أَن الْبَقَرَ إِذَا امْتَنَعَتْ مِنْ شُرُوعِهَا فِي الْمَاءِ لَا تُضْرَب لأَنها ذَاتُ لَبَنٍ، وَإِنَّمَا يُضْرَبُ الثَّوْرُ لتَفزع هِيَ فَتَشْرَبَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الْعِيَافُ الْمَصْدَرُ وَالْعِيَافَةُ الِاسْمُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كالثَّور يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه، ... وَجَبَ العِيافُ، ضَرَبْتَ أَو لَمْ تَضْرِب وَرَجُلٌ عَيُوفٌ وعَيْفان: عَائِفٌ، وَاسْتَعَارَهُ النَّجَاشِيُّ لِلْكِلَابِ فَقَالَ يَهْجُو ابْنَ مُقْبِلٍ: تَعافُ الكِلابُ الضارِياتُ لحُومَهُمْ، ... وتأْكل مِنْ كَعْبِ بنِ عَوْفٍ ونَهْشَل وَقَوْلُهُ: فإنْ تَعافُوا العَدْلَ والإِيمانا، ... فإنَّ فِي أَيْمانِنا نِيرانا فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنِّيرَانِ سُيُوفًا أَي فَإِنَّا نَضْرِبُكُمْ بِسُيُوفِنَا، فَاكْتَفَى بِذِكْرِ السُّيُوفِ عَنْ ذِكْرِ الضَّرْبِ بِهَا. والعَائِف: الْكَارِهُ لِلشَّيْءِ المُتَقَذِّر لَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أُتي بضَبّ مَشْوِي فَلَمْ يأْكله، وَقَالَ: إِنِّي لأَعَافُه لأَنه لَيْسَ مِنْ طَعَامِ قَوْمِي أَي أَكرهه. وعَافَ الماءَ: تَرَكَهُ وَهُوَ عطشانُ. والعَيُوف مِنَ الإِبل: الَّذِي يَشَمُّ الْمَاءَ، وَقِيلَ الَّذِي يَشُمُّهُ وَهُوَ صَافٍ فيدَعُه وَهُوَ عطشانُ. وأَعَافَ القومُ إِعَافَةً: عافَتْ إبلُهُم الْمَاءَ فَلَمْ تَشْرَبْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَذِكْرِهِ إِبْرَاهِيمَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِسْكَانِهِ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ وأُمه مَكَّةَ وأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فجَّر لَهُمَا زَمْزَمَ قَالَ: فمرَّتْ رُفقةٌ مِنْ جُرْهُمٍ فرأَوا طَائِرًا وَاقِعًا عَلَى جَبَلٍ فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَعَائِفٌ عَلَى مَاءٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: العَائِف هُنَا هُوَ الَّذِي يَتَرَدَّدُ عَلَى الْمَاءِ ويحُوم وَلَا يَمْضِي. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ أُم إِسْمَاعِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: ورأَوا طَيْرًا عَائِفاً عَلَى الْمَاءِ أَي حَائِمًا ليَجِد فُرْصة فَيَشْرَبَ. وعَافَت الطَّيْرُ إِذَا كَانَتْ تَحُومُ عَلَى الْمَاءِ وَعَلَى الْجِيَفِ تَعِيفُ عَيْفاً وَتَتَرَدَّدُ وَلَا تَمْضِي تُرِيدُ الْوُقُوعَ، فَهِيَ عَائِفَة، وَالِاسْمُ العَيْفَةُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ عَافَت الطيرُ إِذَا اسْتَدَارَتْ عَلَى شَيْءٍ تَعُوف أَشدّ العَوْف. قَالَ الأَزهري وَغَيْرُهُ: يُقَالُ عَافَت تَعِيفُ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: ويُصْبِحُ لِي مَنْ بَطْنُ نَسْرٍ مَقِيلُهُ ... دويْنَ السَّمَاءِ فِي نُسُورٍ عَوَائِف وَهِيَ الَّتِي تَعِيف عَلَى الْقَتْلَى وَتَتَرَدَّدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:

_ (1). قَوْلُهُ [كليباً] كذا في الأصل، ورواية الصحاح وشارح القاموس: سليكاً، وهي المشهورة فلعلها رواية أخرى.

وَعَافَ الطَّائِرُ عَيَفاناً حَامَ فِي السَّمَاءِ، وَعَافَ عَيْفاً حَامَ حَوْلَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْد: كأَن أَوبَ مَساحي القومِ فوقهُمُ ... طَيْرٌ، تَعِيف عَلَى جُونٍ مَزاحِيف وَالِاسْمُ العَيْفَة، شَبَّهَ اخْتِلاف المَساحي فوق رؤوس الْحَفَّارِينَ بأَجنحة الطَّيْرِ، وأَراد بالجُون الْمَزَاحِيفِ إِبِلًا قَدْ أَزْحَفَت فَالطَّيْرُ تَحُومُ عَلَيْهَا. والعَائِف: الْمُتَكَهِّنُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَن شُرَيْحًا كَانَ عَائِفاً ؛ أَراد أَنه كَانَ صَادِقَ الحَدْس وَالظَّنِّ كَمَا يُقَالُ لِلَّذِي يُصِيبُ بِظَنِّهِ: مَا هُوَ إِلَّا كَاهِنٌ، وَلِلْبَلِيغِ فِي قَوْلِهِ: مَا هُوَ إِلَّا سَاحِرٌ، لَا أَنه كَانَ يَفْعَلُ فِعْلَ الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْعِيَافَةِ. وعَافَ الطائرَ وغيرَه مِنَ السَّوانِح يَعيفُه عِيافة: زجَره، وَهُوَ أَن يَعتبر بأَسمائها وَمَسَاقِطِهَا وأَصواتها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَصل عِفْتُ الطيرَ فَعَلْتُ عَيَفْتُ، ثُمَّ نُقِلَ مِنْ فَعَلَ إِلَى فِعَلَ، ثُمَّ قُلِبَتِ الْيَاءُ فِي فَعِلتُ أَلفاً فصارَ عافْتُ فَالْتَقَى سَاكِنَانِ: العينُ الْمُعْتَلَّةُ وَلَامُ الْفِعْلِ، فَحُذِفَتِ العينُ لِالْتِقَائِهِمَا فَصَارَ التَّقْدِيرُ عَفْتُ، ثُمَّ نُقِلَتِ الْكَسْرَةُ إِلَى الْفَاءِ لأَن أَصلها قَبْلَ الْقَلْبِ فَعِلْت، فَصَارَ عِفْتُ، فَهَذِهِ مُرَاجَعَةُ أَصل إِلَّا أَن ذَلِكَ الأَصل الأَقربُ لَا الأَبعدُ، أَلا تَرَى أَن أَولَ أَحوالِ هَذِهِ الْعَيْنِ فِي صِيغَةِ الْمِثَالِ إِنَّمَا هُوَ فتحةُ الْعَيْنِ الَّتِي أُبدِلت مِنْهَا الكسرةُ؟ وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي أَشباه هَذَا مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَمَلُوهُ عَلَى فِعالة كراهيةَ الفُعول، وَقَدْ تَكُونُ العِيَافَة بالحدْس وَإِنْ لَمْ تَرَ شَيْئًا؛ قَالَ الأَزهري: العِيَافَة زَجْرُ الطَّيْرِ وَهُوَ أَن يَرَى طَائِرًا أَو غُرَابًا فَيَتَطَيَّرَ وَإِنْ لَمْ يَرَ شَيْئًا فَقَالَ بِالْحَدْسِ كَانَ عِيَافة أَيضاً، وَقَدْ عَافَ الطيرَ يَعِيفُه؛ قَالَ الأَعشى: مَا تَعِيف اليومَ فِي الطَّيْر الرَّوَحْ ... مِنْ غُرابِ البَيْنِ، أَو تَيْسٍ بَرَحْ «1» والعَائِف: الَّذِي يَعِيفُ الطَّيْرَ فيَزْجُرُها وَهِيَ العِيَافَة. وَفِي الْحَدِيثِ: العِيَافَة والطَّرْق مِنَ الجِبْتِ ؛ العِيَافَة: زجْرُ الطَّيْرِ وَالتَّفَاؤُلُ بأَسمائها وأَصواتها ومَمَرِّها، وَهُوَ مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ كَثِيرًا وَهُوَ كَثِيرٌ فِي أَشعارهم. يُقَالُ: عَافَ يَعِيف عَيْفاً إِذَا زجَرَ وحدَس وَظَنَّ، وَبَنُو أَسْد يُذْكَرون بالعِيَافة ويُوصَفون بِهَا، قِيلَ عَنْهُمْ: إِنَّ قَوْمًا مِنَ الْجِنِّ تَذَاكَرُوا عِيَافَتَهم فأَتَوْهم فَقَالُوا: ضَلَّتْ لَنَا ناقةٌ فَلَوْ أَرسلتم مَعَنَا مَنْ يَعِيف، فَقَالُوا لغُلَيِّم مِنْهُمُ: انطَلِقْ مَعَهُمْ فاستردَفَه أَحدُهم ثُمَّ سَارُوا، فلقِيَهُم عُقابٌ كاسِرَةٌ أَحد جناحَيْها، فاقشَعَرّ الْغُلَامُ وَبَكَى فَقَالُوا: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: كسَرَتْ جَناحاً، ورَفَعَتْ جَناحاً، وحَلَفَتْ بِاللَّهِ صُراحاً: مَا أَنت بِإِنْسِيٍّ وَلَا تَبْغِي لِقاحاً. وَفِي الْحَدِيثُ: أَن عبدَ اللَّهِ بنَ عبدِ الْمُطَّلِبِ أَبا النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرَّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ فَدَعَتْهُ إِلَى أَن يَسْتَبْضِعَ مِنْهَا فأَبى. وَقَالَ شِمْرٌ: عَيافٌ والطَّريدةُ لُعْبَتان لصِبْيانِ الأَعراب؛ وَقَدْ ذَكَرَ الطِّرِمَّاحُ جَواريَ شَبَبْن عَنْ هَذِهِ اللُّعَب فَقَالَ: قَضَتْ مِنْ عَيافٍ والطَريدَة حاجَةً، ... فَهُنَّ إِلَى لَهْو الْحَدِيثِ خُضُوعُ وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سمعت المغيرةَ بن

_ (1). قوله [برح] كتب بهامش الأصل في مادة روح في نسخة سنح.

فصل الغين المعجمة

شُعْبة يَقُولُ: لَا تُحَرِّمُ «1» العَيْفَةُ، قُلْنَا: وَمَا العَيْفَة؟ قَالَ: المرأَة تَلِدُ فيُحْصَرُ لبَنُها فِي ثَدْيِهَا فتَرْضَعُه جارَتُها المرَّة وَالْمَرَّتَيْنِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا نَعْرِفُ العَيْفَةَ فِي الرَّضَاعِ وَلَكِنْ نُراها العُفَّةَ، وَهِيَ بقِيَّة اللَّبَنِ فِي الضَرْع بَعْدَ ما يُمْتَكُّ أَكثرُ مَا فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي هُوَ أَصح عِنْدِي أَنه العَيْفَةُ لَا العُفَّة، وَمَعْنَاهُ أَن جَارَتَهَا ترضَعُها الْمَرَّةَ وَالْمَرَّتَيْنِ لِيَتَفَتَّحَ مَا انسدَّ مِنْ مَخَارِجِ اللَّبَنِ، سُمِّيَ عَيْفَة لأَنها تَعافُه أَي تقذَرُه وتكرَهُه. وأَبو العَيُوف: رَجُلٌ؛ قَالَ: وَكَانَ أَبو العَيُوف أَخاً وَجَارًا، ... وَذَا رَحِمٍ، فقلتَ لَهُ نِقاضا وَابْنُ العيِّف العَبْديّ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. فصل الغين المعجمة غترف: التَّغَتْرُفُ مِثْلُ التَّغَطْرُفِ: الْكِبْرُ؛ وأَنشد الأَحمر: فَإِنَّكَ إِنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحَصى ... عَلَيْكَ، وَذُو الجَبُّورةِ المُتَغَتْرِفُ وَيُرْوَى: المتغَطْرِفُ، قَالَ: يَعْنِي الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا يَجُوزُ أَن يوصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بالتَّغَتْرُف، وَإِنْ كَانَ مَعْنَاهُ تَكَبُّرًا، لأَنه عَزَّ وَجَلَّ لَا يوصَف إِلَّا بِمَا وصَفَ بِهِ نَفْسَهُ لَفْظًا لا معنى. غدف: الغُداف: الغُراب، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ غُراب الْقَيْظِ الضخْمَ الوافِرَ الْجَنَاحَيْنِ، وَالْجَمْعُ غُدْفانٌ، وَرُبَّمَا سُمّي النَّسْرُ الكثيرُ الريشِ غُدَافاً، وَكَذَلِكَ الشَّعْرُ الأَسود الطَّوِيلُ وَالْجَنَاحُ الأَسود. وشعرٌ غُدَاف: أَسود وَافِرٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرِّجَالِ بفاحِم ... غُدَافٍ، وتَصْطادين عُثّاً وجُدْجُدا «2» وَقَالَ رُؤْبَةُ: رُكِّب فِي جناحِك الغُدافي ... مِنَ القُدامى وَمِنَ الخَوافي وجَناح غُداف: أَسود طَوِيلٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليمَ وبَيْضَه: يَكْسُوه وحْفاً غُدافاً مِنْ قَطيفته ... ذاتِ الفُضُولِ مَعَ الإِشفاق والحَدَب وَيُقَالُ: أَسود غُدافيٌّ إِذَا كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ نُسبَ إِلَى الغُدَاف، وَقِيلَ: كُلُّ أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ. واغدَوْدَفَ الليلُ وأَغْدَفَ: أَقْبَل وأَرخى سُدُولَه. وأَغْدَفَ الليلُ سُتُورَهُ إِذَا أَرسل سُتُورَ ظُلَمه؛ وأَنشد: حَتَّى إِذَا الليلُ البَهِيمُ أَغْدَفا وأَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها: أَرسلته. وأَغْدَف قِناعَه: أَرسله عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ، فَإِنَّنِي ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم وأَغْدَفَ عَلَيْهِ سِتْراً: أَرْسله. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَغْدَفَ عَلَى عَلِيٍّ وفاطِمة، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، سِتراً أَي

_ (1). قوله [لا تحرم إلخ] هكذا بضم التاء وشد الراء المكسورة في النهاية والأصل، وضبط في القاموس: بفتح التاء وضم الراء. وقوله [المرة والمرتين] هكذا بالراء في الأصل والقاموس، وقال شارحه: الصواب المزة والمزتين بالزاي كما في النهاية والعباب. (2). قوله [عثاً] بالثاء المثلثة كما في مادة عثت فما وقع فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي مادة جدد عشاً بالشين المعجمة تبعاً للأصل خطأ.

أَرسله؛ رُوِيَ أَنه حِينَ قِيلَ لَهُ هَذَا عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ قائمينِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا، فأَغْدَفَ عَلَيْهِمَا خَمِيصةً سَوْدَاءَ أَي أَرسلها. وأَغْدَفَ بِالطَّائِرِ وأَغْدَفَ عَلَيْهِ: أَرسل عَلَيْهِ الشَّبَكَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ قلْب الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ اضْطِراباً مِنَ الخَطيئة يُصيبُها مِنَ الطَّائِرِ حِينَ يُغْدَفُ بِهِ ؛ أَراد حِينَ تُطْبَقُ الشِّباكُ عَلَيْهِ فَيَضْطَرِبُ ليُفْلَتَ؛ وأَغْدَفَ الصيادُ الشَّبَكَةَ عَلَى الصَّيْدِ. والغِدْفَةُ: لِباسُ المَلِك. والغِدْفَةُ والغَدَفَةُ: لِبَاسُ الْفُولِ «1» والدَّجْر وَنَحْوِهِمَا. وعَيْش مُغْدِف: مُلْبس وَاسِعٌ. والقومُ فِي غِدَافٍ مِنْ عِيشَتِهِمْ أَي فِي نَعْمة وخصْب وسعَة. وأَغْدَفَ فِي خِتان الصَّبِيِّ: استأْصَله؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن أَغْدَف تَرَكَ مِنْهُ وأَسْحَتَ استأْصله. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَغْدَف فِي خِتان الصَّبِيِّ إِذَا لَمْ يُسْحِت، وأَسْحَت إِذَا استأْصل. وَيُقَالُ: إِذَا خَتَنْت فَلَا تُسحت، وَمَعْنَى لَمْ يُغْدف أَي لَمْ يُبْق شَيْئًا كَبِيرًا مِنَ الْجِلْدِ، وَلَمْ يَطْحر: لَمْ يَسْتأْصل. وأَغْدَفَ الْبَحْرُ اعْتَكرَت أَمْواجه. والغَادِفُ: المَلَّاح، يَمَانِيَّةٌ. والغَادِفُ والمِغْدَفَةُ والغَادُوف والمِغْدَفُ: المِجْدافُ، يَمَانِيَّةٌ. واغْتَدَفَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ اغْتِدَافاً إِذَا أَخذ مِنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا. غذف: الغَذُوف: لُغَةٌ فِي العَذُوف؛ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ وأَنكرها السيرافي. غذرف: التَّغَذْرُف: الحَلِف؛ عَنْ ثعلب. غرف: غَرَفَ الماءَ والمَرَقَ وَنَحْوَهُمَا يَغْرُفُه غَرْفاً واغْتَرَفَه واغْتَرَفَ مِنْهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: غَرَفتُ الْمَاءَ بِيَدِي غَرْفاً. والغَرْفَةُ والغُرْفَة: مَا غُرِف، وَقِيلَ: الغَرْفة المرَّة الْوَاحِدَةُ، والغُرْفة مَا اغْتُرِف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَا مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَة، وغُرْفَةً ؛ أَبو الْعَبَّاسِ: غُرْفَةً قِرَاءَةُ عُثْمَانَ وَمَعْنَاهُ الْمَاءُ الَّذِي يُغْترَفُ نَفْسُهُ، وَهُوَ الِاسْمُ، والغَرْفة المرَّة مِنَ الْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ: الْغُرْفَةُ، بِالضَّمِّ، مِلء الْيَدِ. قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ لَوْ كَانَ موضعُ اغْتَرَفَ غَرَفَ اخْتَرْتُ الْفَتْحَ لأَنه يخرُج عَلَى فَعْلة، وَلَمَّا كَانَ اغْتَرَفَ لَمْ يَخْرُجْ عَلَى فَعْلة. وَرُوِيَ عَنْ يُونُسَ أَنه قَالَ: غَرْفَة وغُرْفَة عَرَبِيَّتَانِ ، غَرَفْت غَرفة، وَفِي القدْر غُرْفة، وحَسَوْتُ حَسْوةً، وَفِي الإِناء حُسْوة. الْجَوْهَرِيُّ: الغُرْفَة، بِالضَّمِّ، اسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْهُ لأَنك مَا لَمْ تَغْرِفه لَا تُسَمِّيهِ غُرفة، وَالْجَمْعُ غِراف مِثْلَ نُطْفة ونِطاف. والغُرافَة: كالغُرْفة، وَالْجَمْعُ غِرافٌ. وَزَعَمُوا أَن ابْنةَ الجُلَنْدَى وضَعَتْ قِلادتها عَلَى سُلَحْفاة فانْسابت فِي الْبَحْرِ فَقَالَتْ: يَا قَوْمِ، نَزافِ نَزَافِ لَمْ يَبْقَ فِي الْبَحْرِ غَيْرَ غِراف. والغِرَافُ أَيضاً: مِكيال ضَخْم مثْل الجِراف، وَهُوَ القَنْقَل. والمِغْرفةُ: مَا غُرِفَ بِهِ، وَبِئْرٌ غَرُوف: يُغْرَف مَاؤُهَا بِالْيَدِ. وَدَلْوٌ غَرِيفٌ وغَرِيفَة: كَثِيرَةُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغَرْف غَرْفُك الْمَاءَ بِالْيَدِ أَو بالمِغْرفة، قَالَ: وغَرْبٌ غَرُوفٌ كَثِيرُ الأَخذ لِلْمَاءِ. قَالَ: ومَزادةٌ غَرْفِيَّةٌ وغَرَفِيَّةٌ، فالغَرْفِيَّة رَقيقةٌ مِنْ جُلود يُؤتى بها من الْبَحْرَيْنِ، وغَرَفِيَّة دُبغت بالغَرَف. وَسِقَاءٌ غَرْفَى أَي مَدْبوغ بالغَرف. وَنَهْرٌ غَرَّافٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ. وَغَيْثٌ غَرَّاف: غَزِيرٌ؛ قَالَ: لَا تَسْقِه صَيِّبَ غَرَّافٍ جُؤَرْ وَيُرْوَى عزَّاف، وقد تقدم.

_ (1). قوله [والغدفة لباس الفول] كذا ضبط في الأصل.

وغَرَفَ الناصِيةَ يَغْرِفُها غَرْفاً: جزَّها وحلَقها. وغَرَفْتُ ناصيةَ الفَرس: قطعتُها وجَزَزْتُها، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْغَارِفَةِ ، قَالَ الأَزهري: هُوَ أَن تُسَوِّي نَاصِيَتَهَا مَقْطُوعة عَلَى وسَط جَبينِها. ابْنُ الأَعرابي: غَرَف شَعْرَهُ إِذَا جَزَّه، وملَطه إِذَا حلَقه. وغَرَفْتُ العَوْدَ: جَزَزْته والغُرْفةُ: الخُصلةُ مِنَ الشَّعْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْسٍ: تَكادُ تَنْغَرِفُ أَي تَنْقَطِعُ. قَالَ الأَزهري: والغارفةُ فِي الْحَدِيثِ اسْمٌ مِنَ الغَرْفَة جَاءَ عَلَى فَاعِلَةٍ كَقَوْلِهِمْ سَمِعْتُ راغِيةَ الإِبل، وَكَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: لَا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً، أَي لَغْواً، وَمَعْنَى الغَارِفَةِ غَرْفُ الناصيةِ مُطَرَّزَةً عَلَى الْجَبِينِ: والغَارِفَة فِي غَيْرِ هَذَا: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ السَّيْرِ، سُمِّيَتْ غَارِفَة لأَنها ذَاتُ قَطْع؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُرِيدُ بالغَارِفَة الَّتِي تَجُزُّ نَاصِيَتَهَا عِنْدَ المُصِيبة. وغَرَفَ شعَره إِذَا جَزَّه، وَمَعْنَى الغَارِفَة فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعولة ك عِيشَةٍ راضِيَةٍ*. وَنَاقَةٌ غَارِفَة: سَرِيعَةُ السَّيْرِ. وإبلٌ غَوَارِفُ وَخَيْلٌ مَغارِف: كأَنها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفاً، وَفَرَسٌ مِغْرَفٌ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ: بأَيدي اللَّهامِيم الطِّوالِ المَغَارِف ابْنُ دُرِيدٍ «2»: فَرَسٌ غَرَّافٌ رَغيبُ «3» الشَّحْوةِ كَثِيرُ الأَخذ بِقَوَائِمِهِ مِنَ الأَرض. وغَرَفَ الشيءَ يَغْرِفُه غَرْفاً فانغرَفَ: قَطَعَه فانْقَطَعَ. ابْنُ الأَعرابي: الغَرْفُ التَّثَني والانقصافُ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: تَنامُ عَنْ كِبْر شأْنِها، فَإِذَا ... قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ قَالَ يَعْقُوبُ: مَعْنَاهُ تتثَنَّى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَنْقصِف مِنْ دِقَّة خَصْرها. وانْغَرَف الْعَظْمُ: انْكَسَرَ، وَقِيلَ: انْغَرَفَ العُود انْفَرَضَ إِذَا كُسِر وَلَمْ يُنْعم كَسْرُه. وانْغَرَفَ إِذَا مَاتَ. والغُرْفة: العِلِّيّةُ، وَالْجَمْعُ غُرُفَات وغُرَفَات وغُرْفَات وغُرَف. والغُرْفَة: السَّمَاءُ السَّابِعَةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: سَوَّى فأَغلَقَ دونَ غُرْفةِ عَرْشِهِ، ... سَبْعاً طباقاً، وفوق فَرْع المَنْقَلِ كَذَا ذُكِرَ فِي الصِّحَاحِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فَوْقَ فَرْعِ المَعْقِل؛ قَالَ: وَيُرْوَى المَنْقل ، وَهُوَ ظَهْرُ الْجَبَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ: دُونَ عِزَّة عَرشه. والمَنْقلُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. والغُرْفَةُ: حَبْل معْقود بأُنْشوطةٍ يُلقَى فِي عُنُق الْبَعِيرِ. وغَرَف البعيرَ يَغرِفُه ويَغْرُفه غَرْفاً: أَلقى فِي رأْسه الغُرفة، يَمَانِيَةٌ. والغَرِيفَةُ: النعْلُ بِلُغَةِ بَنِي أَسَد، قَالَ شمر: وطيِء تَقُولُ ذَلِكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغَرِيفَةُ النعْلُ الخَلَقُ. والغَرِيفَة: جِلْدةٌ مُعَرَّضةٌ فَارِغَةٌ نَحْوٌ مِنَ الشِّبْر مِنْ أَدَم مُرَتَّبة فِي أَسفَلِ قِراب السَّيْفِ تَتَذَبْذَب وَتَكُونُ مُفَرَّضة مُزَيَّنة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ وَذَكَرَ مِشْفرَ الْبَعِيرِ: تُمِرُّ عَلَى الوِراكِ، إِذَا المَطايا ... تَقايَسَتِ النِّجادَ مِنَ الوَجينِ خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِب النَّواحي، ... كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذِي غُضُونِ «4»

_ (2). قوله [ابن دريد] بهامش الأصل: صوابه أَبو زيد. (3). قوله [رغيب] هو في الأصل بالغين المعجمة وفي القاموس بالحاء المهلة. (4). قوله [ذي غضون] كذا بالأصل، قال الصاغاني: الرواية ذا.

وخَريع مَنصوب بِتُمِرُّ أَي تُمِرُّ عَلَى الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛ والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وَجَعْلُهُ خَلَقاً لنعُومته. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغَرِيفَة فِي هَذَا الْبَيْتِ النعْل الْخَلَقُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِنَعْلِ السَّيْفِ إِذَا كَانَ مِنْ أَدَم غَرِيفَة أَيضاً. والغَرِيفَةُ والغَرِيفُ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ، وَقِيلَ: الأَجَمَةُ مِنَ البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنَ السَّلَمِ والضَّالِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: يأْوي إِلَى عُظْمِ الغَرِيف، ونَبْلُه ... كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الَّذِي فِي الأَجَمة؛ قَالَ الأَعشى: كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطَ الغَرِيف، ... قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّريرا السَّريرُ: سَاقُ البَرْديّ. قَالَ الأَزهري: أَما مَا قَالَ اللَّيْثُ فِي الغَرِيف إِنَّهُ مَاءُ الأَجَمةِ فَهُوَ بَاطِلٌ. والغَرِيفُ: الأَجمة نفْسُها بِمَا فِيهَا مِنْ شَجَرِهَا. والغَرِيف: الجماعةُ مِنَ الشَّجَرِ المُلْتفّ مِنْ أَي شَجَرٍ كَانَ؛ قَالَ الأَعشى: كَبَرْدِيَّةِ الغِيل، وَسْطَ الغَرِيف، ... ساقَ الرِّصافُ إِلَيْهِ غَديرا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَجُزُ بَيْتِ الأَعشى لِصَدْرٍ آخَرَ غَيْرِ هَذَا وَتَقْرِيرُ الْبَيْتَيْنِ: كَبَرْدِيَةِ الْغِيلِ، وَسْطَ الغَرِيف، ... إِذَا خَالَطَ الْمَاءُ مِنْهَا السُّرورا وَالْبَيْتُ الْآخَرُ بَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ بِبَيْتَيْنِ وَهُوَ: أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقادِ، ... ساقَ الرِّصافُ إِلَيْهِ غَدِيرًا والغَرْفُ والغَرَفُ: شَجَرٌ يُدْبَغُ بِهِ، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الثُّمام، وَقِيلَ: الغَرَف مِنْ عِضاه الْقِيَاسِ وَهُوَ أَرَقُّها، وَقِيلَ: هُوَ الثُّمَامُ مَا دَامَ أَخضر، وَقِيلَ: هُوَ الثُّمَامُ عَامَّةً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لَا أَنِيسَ بِهِ ... غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف سقامٌ: اسْمُ وَادٍ، وَيُرْوَى غَيْرُ السِّبَاعِ ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: يَا حَبّذا الخَرْجُ بَيْنَ الدَّامِ والأُدَمى، ... فالرِّمْثُ مِنْ بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ الأَزهري: الغَرْف، سَاكِنُ الرَّاءِ، شجرةٌ يُدْبَغُ بِهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الغَرْفُ وَالْغُلْفُ، وأَمّا الغَرَفُ فَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الثُّمام لَا يُدبغ بِهِ. والثُّمام أَنواع: مِنْهُ الغَرَف وَهُوَ شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ مِنْهُ المَكانس وَيُظَلَّلُ بِهِ المزادُ فيُبَرِّد الْمَاءَ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ لَجإٍ فِي الغَرْف: تَهْمِزهُ الكَفُّ عَلَى انْطِوائها، ... هَمْز شَعِيب الغَرفِ مِنْ عَزْلائها يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف. وَقَالَ الباهِليُّ فِي قَوْلُ عَمْرِو بْنِ لَجَإٍ: الغَرْف جُلُودٌ لَيْسَتْ بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وَهُوَ أَن يُؤْخَذَ لَهَا هُدْب الأَرْطى فَيُوضَعُ فِي مِنْحاز ويُدَقّ، ثُمَّ يُطرح عَلَيْهِ التَّمْرُ فَتَخْرُجُ لَهُ رَائِحَةُ خَمْرة، ثُمَّ يُغْرَفُ لِكُلِّ جِلْدٍ مِقْدَارٌ ثُمَّ يُدْبَغُ بِهِ، فَذَلِكَ الَّذِي يُغرف يُقَالُ لَهُ الغَرْف، وكلُّ مِقدار جِلْدٍ مِنْ ذَلِكَ النَّقِيعِ فَهُوَ الغَرْف، وَاحِدُهُ وَجَمِيعُهُ سَوَاءٌ، وأَهل الطَّائِفِ يُسَمُّونَهُ النَّفْس. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يَكُونُ ذَلِكَ قَدْرَ كَفٍّ مِنَ

الغَرْفة وَغَيْرِهِ مِنْ لِحاء الشَّجَرِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والغَرْف الَّذِي يُدْبغ بِهِ الْجُلُودُ مَعْرُوفٌ مِنْ شَجَرِ الْبَادِيَةِ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته، قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الْجُلُودَ الغَرْفِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلَى الغَرْف الشَّجر لَا إِلَى مَا يُغْرف بِالْيَدِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بِعَيْنِهِ لَا يُدبغ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي صَحِيحٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا جَفَّ الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رَائِحَتَهُ بِرَائِحَةِ الْكَافُورِ. وَقَالَ مَرَّةً: الغَرْف، سَاكِنَةُ الرَّاءِ، مَا دُبغ بِغَيْرِ القَرَظ، وَقَالَ أَيضاً: الغَرْف، سَاكِنَةُ الرَّاءِ ضُرُوبٌ تُجمع، فَإِذَا دُبِغَ بِهَا الْجِلْدُ سُمِّيَ غَرْفاً. وَقَالَ الأَصمعي: الغرْف، بِإِسْكَانِ الرَّاءِ، جُلُودٌ يُؤْتَى بِهَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ. وَقَالَ أَبو خَيْرة: الغَرْفِيَّة يَمَانِيَةٌ وبَحْرانية، قَالَ: والغَرَفِيَّة، مُتَحَرِّكَةُ الرَّاءِ، مَنْسُوبَةٌ إِلَى الغَرَف. وَمَزَادَةٌ غَرْفِيَّة: مَدْبُوَغَةٌ بالغَرْف؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَفْراء غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَهَا الكُتَبُ يَعْنِي مُزَادَةً دُبِغَتْ بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: مِنْ نَعْتِ السَّرَب فِي قَوْلِهِ: مَا بالُ عَيْنِكَ مِنْهَا الْمَاءُ يَنْسَكبُ، ... كأَنَّه مِنْ كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟ قَالَ ابْنُ دُرِيدٍ: السرَبُ الْمَاءُ يُصَبُّ فِي السِّقاء لِيَدْبُغَ فتغْلُظ سُيوره؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ وَقَالَ: مَنْ رَوَى سَرِبُ، بِالْكَسْرِ، فَقَدْ أَخطأَ وَرُبَّمَا جَاءَ الغَرَف بِالتَّحْرِيكِ؛ وأَنشد: ومَرِّ الرِّيحِ بالغَرَف قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَة قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغَرْف ضُرُوبٌ تُجْمَعُ، فَإِذَا دُبِغَ بِهَا الْجِلْدُ سُمِّيَ غَرْفاً. أَبو حَنِيفَةَ: والغَرَف شَجَرٌ تُعمل مِنْهُ القِسِيّ وَلَا يدبُغ بِهِ أَحد. وَقَالَ الْقَزَّازُ: يَجُوزُ أَن يُدْبَغَ بِوَرَقِهِ وَإِنْ كَانَتِ القِسِيُّ تُعمل مِنْ عِيدَانِهِ. وَحَكَى أَبو مُحَمَّدٍ عَنِ الأَصمعي: أَن الغَرْف يُدْبَغُ بِوَرَقِهِ وَلَا يُدْبَغُ بِعِيدَانِهِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ: وفْراء غَرْفِيَّة؛ وَقِيلَ: الغَرْفِيَّة هَاهُنَا المَلأَى، وَقِيلَ: هِيَ الْمَدْبُوغَةُ بِالتَّمْرِ والأَرْطى والملحِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَزَادَةٌ غَرَفِيَّة وقرْبة غَرَفِيَّة؛ أَنشد الأَصمعي: كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيَّاتِ الوُسُعْ ... نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتٍ هُمُعْ وغَرَفْت الْجِلْدَ: دَبَغْته بِالْغَرَفِ. وغَرِفَتِ الإِبل، بِالْكَسْرِ، تَغْرَفُ غَرَفاً: اشْتَكَتْ مِنْ أَكل الغَرَف. التَّهْذِيبُ: وأَما الغَرِيف فَإِنَّهُ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وَهِيَ الْقَصَبُ والغَضا وَسَائِرُ الشَّجَرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها ... بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي وأَما الغِرْيَفُ فَهِيَ شَجَرَةٌ أُخرى بِعَيْنِهَا. والغِرْيَفُ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ وَتَسْكِينِ الرَّاءِ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: مِنْ نَبَاتِ الْجَبَلِ؛ قَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاحِ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: إِذَا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها، ... زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره، ... بِحافَتَيْهِ، الشُّوعُ والغِرْيَفُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو نَصْرٍ الغِرْيَفُ شَجَرٌ خَوّار مِثْلُ الغَرَبِ، قَالَ: وَزَعَمَ غَيْرُهُ أَن الغِرْيَفَ البرْدِيّ؛

وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لِحَاتِمٍ: رَوَاءٌ يَسِيل الماءُ تَحْتَ أُصولِهِ، ... يَمِيلُ بِهِ غِيلٌ بأَدْناه غِرْيَفُ والغِرْيَفُ: رَمْلٌ لِبَنِي سَعْدٍ. وغُرَيْفٌ وغَرَّافٌ: اسْمَانِ. والغَرَّافُ: فَرَسُ خُزَزَ بْنِ لُوذان. غرضف: الغُرضُوف: كُلُّ عَظم ليّنٍ رَخْص فِي أَي مَوْضِعٍ كَانَ، زَادَ التَّهْذِيبُ: يُؤْكَلُ، قَالَ: وداخلُ القُوفِ غُرْضوف، والغُرْضُوف: الْعَظْمُ الَّذِي عَلَى طَرف المَحالة، والغُضْروف لُغَةٌ فِيهِمَا. والغُرْضُوفَان مِنَ الْفَرَسِ: أَطراف الْكَتِفَيْنِ مِنْ أَعاليهما مَا دَقَّ عَنْ صَلَابَةِ العظمِ، وَهُمَا عصَبتان فِي أَطراف العَيْرين مِنْ أَسافلهما. وغُرْضُوف الأَنف: مَا صَلُب مِنْ مَارِنِهِ فَكَانَ أَشَدَّ مِنَ اللَّحْمِ وأَلينَ مِنَ الْعَظْمِ، ومارِنُ الأَنف غُرْضُوف، ونُغْضُ الْكَتِفِ غُرْضُوف. غرنف: الغِرْنِفُ، بِكَسْرِ النُّونِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: الياسِمُون؛ وَرَوَى بَيْتَ حَاتِمٍ: رَوَاءٌ يَسِيلُ الْمَاءُ تَحْتَ أُصوله، ... يَمِيلُ بِهِ غِيل بأَدْناه غِرْنِفُ وَيُرْوَى غِرْيف ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ غرف. غسف: الغَسَفُ: السَّواد؛ قَالَ الأَفوه: حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشمْسِ أَو كَرَبَتْ، ... وظَنَّ أَنْ سَوْفَ يُولي بَيْضَه الغَسَفُ ابْنُ بَرِّيٍّ: والغَسَفُ الظُّلْمة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَتَّى إِذَا الليلُ تَجَلَّى وانْكَشَفْ، ... وزال عن ذلك الرُّبى حَتَّى انغَسَفْ وقرأَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْ شَرِّ غَاسِفٍ إِذَا وَقَب ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَفوه: وظَنَّ أَن سَوْفَ يولي بيضه الغَسَف غضف: غَضَفَ العُودَ والشيءَ يَغْضِفُه غَضْفاً فانغضَفَ وغَضَّفَه فَتَغَضَّفَ: كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ وَلَمْ يُنْعِم كَسْرَهُ. وتغضَّف عَلَيْهِ أَي مالَ وتَثنَّى وتكسَّر، وتَغَضَّفت الحَيّة: تلَوّت وَتَكَسَّرَتْ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذلي: إِلَّا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ، ... باللَّيلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ وكلُّ مُتَثَنٍّ مُتَكَسِّرٍ مُسترْخ أَغْضَفُ، والأُنثى غَضْفاء. وغَضِفت الأُذن غَضَفاً وَهِيَ غَضْفاء: طَالَتْ واسْترخت وَتَكَسَّرَتْ، وَقِيلَ: أَقبلت عَلَى الْوَجْهِ، وَقِيلَ: أَدبرت إِلَى الرأْس وَانْكَسَرَ طرَفُها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَتَثَنَّى أَطرافها عَلَى بَاطِنِهَا، وَهِيَ فِي الْكِلَابِ إِقْبَالُ الأُذن عَلَى الْقَفَا. وكلبٌ أَغْضَفُ وَكِلَابٌ غُضْف، وَقَدْ غَضِفَ، بِالْكَسْرِ، إِذَا صَارَ مُسْتَرْخِيَ الأُذن. التَّهْذِيبُ: التَّغَضُّفُ والتغَضُّنُ والتغيُّفُ وَاحِدٌ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْكِلَابِ غُضْفٌ إِذَا اسْتَرْخَتْ آذَانُهَا عَلَى الْمَحَارَةِ مِنْ طُولِهَا وسَعتها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغَاضِفُ مِنَ الْكِلَابِ الْمُتَكَسِّرُ أَعلى أُذنه إِلَى مقدَّمه، والأَغْضَفُ إِلَى خَلْفِهِ. والغُضْفُ: كِلَابُ الصيْد مِنْ ذَلِكَ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وغَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً وغَضَفَاناً وغَضْفَاناً: لَواها، وَكَذَلِكَ إِذَا لوتْها الرِّيح، وَقِيلَ: غَضَفَها أَرخاها وَكَسَرَهَا. والغَضَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: اسْتِرْخاء فِي الأُذن، وَفِي التَّهْذِيبِ: الغَضَف اسْتِرْخَاءُ أَعلى الأُذن عَلَى مَحَارَتِهَا مِنْ سَعتها وعِظَمها. والغَضْفَاء مِنَ الْمَعْزِ: المُنْحَطَّةُ أَطراف الأُذنين مِنْ طُولِهِمَا. والمُغْضِفُ: كالأَغضف. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَضَفُ فِي الأُسْد اسْتِرْخَاءُ أَجفانها العُلا عَلَى أَعينها، يَكُونُ ذَلِكَ مِنَ الغَضَب والكِبَر،

قَالَ: وَمِنْ أَسماء الأَسد الأَغْضَفُ، وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الأُسد: ومُخْدِرات تأْكل الطَّوّافا، ... غُضْف تَدُقُّ الأَجَمَ الحَفَّافا قَالَ: وَيُقَالُ الغَضَفُ فِي الأُسُد كَثْرَةُ أَوبارها وتثنِّي جُلُودِهَا؛ وَقَالَ القُطامي: غُضْف الجِمامِ تَرَحَّلُوا وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَغْضَف مِنَ السِّبَاعِ الَّذِي انْكَسَرَ أَعلى أُذنه واستَرخَى أَصله، وأُذنٌ غَضْفاء وأَنا أَغْضِفُها، وانْغَضَفَت أُذنه إِذَا انْكَسَرَتْ مِنْ غَيْرِ خِلْقة، وغَضِفت إِذَا كَانَتْ خِلْقة، والغَضَفُ انْكِسَارُهَا خِلْقَةً؛ وَقَوْلُهُ: لَمَّا تآزَيْنا إِلَى دِفء الكُنُفْ، ... فِي يَوْمِ ريحٍ وضَبابٍ مُنْغَضِفْ إِنَّمَا عَنَى بالمنُغَضِف الضَّبَابَ الَّذِي بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وَيُقَالُ لِلسَّمَاءِ أَغْضَفَت إِذَا أَخالَت لِلْمَطَرِ، وَذَلِكَ إِذَا لَبِسها الغَيم، كَمَا يُقَالُ لَيْلٌ أَغْضَفَ إِذَا أُلبِسَ ظَلامه. وَيُقَالُ: فِي أَشفاره غَضَفٌ وغَطَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَنَخْلَةٌ مُغْضِفٌ ومُغْضِفَة: كَثُرَ سَعَفُها وساءَ ثَمَرُهَا. وَثَمَرَةٌ مُغْضِفَة: لَمْ يَبْدُ صَلاحُها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه ذَكَرَ أَبواب الرِّبا ثُمَّ قَالَ: وَمِنْهُ الثَّمَرَةُ تُباع وَهِيَ مُغْضِفَة ؛ قَالَ شَمِرٌ: ثمَرَة مُغْضِفَة إِذَا تَقَارَبَتْ مِنَ الإِدْراك ولمَّا تُدْرِك. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُغْضِفَة المُتدَلِّية فِي شَجَرِهَا مُسْتَرْخِيَةً، وكلُّ مُسترخ أَغْضَف؛ رَوَاهُ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا أَراد عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنها تُبَاعُ وَلَمْ يَبْدُ صَلاحُها فَلِذَلِكَ جَعَلَهَا مُغْضِفَة. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَتْ لِيَ الحَنظلِيّة أَغْضَفَتِ النَّخْلَةُ إِذَا أُوقِرَتْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه قَدِمَ خَيْبر بأَصحابه وَهُمْ مُسْعِنُون والثمرةُ مُغضفة. وَيُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ فِي الْبِئْرِ فانْغَضَفَت عَلَيْهِ أَي انْهَارَتْ عَلَيْهِ. وتَغَضَّفَتِ الْبِئْرُ إِذَا تهدَّمت أَجْوالُها. وانْغَضَفَتْ عَلَيْهِ الْبِئْرُ: انْحَدرت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وانْغَضَفَتْ فِي مُرْجَحِنّ أَغْضَفا شَبَّهَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ بالغُبار. وانْغَضَفَ الْقَوْمُ فِي الْغُبَارِ: دَخَلُوا فِيهِ. وغَضَفَ يَغْضِفُ غُضُوفاً: نَعِم بالُه، فَهُوَ غَاضِفٌ. والغَاضِفُ: الناعمُ الْبَالِ؛ وأَنشد: كَمِ اليومَ مَغْبُوطٌ بخَيْرِك بائسٌ، ... وآخَرُ لَمْ يُغْبَطْ بخَيْرِك غَاضِفُ وعَيْشٌ أَغْضَفُ وغَاضِف: وَاسِعٌ ناعِم رَغَدٌ بَيِّنُ الغَضَف. ابْنُ الأَعرابي: سَنَةٌ غَضْفَاء إِذَا كَانَتْ مخْصِبة. وَقَالَ مَعْن بْنُ سَوادةَ: عيشٌ أَغْضَف إِذَا كَانَ رَخِيّاً خَصِيباً. وَيُقَالُ: تَغَضَّفت عَلَيْهِ الدُّنْيَا إِذَا كَثُرَ خَيْرُهَا وأَقبلت عَلَيْهِ. وعَطَنٌ مُغْضِفٌ إِذَا كثُر نَعَمُه وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ مُعْصِف ، وَقَالَ: هُوَ مِنَ العَصْف وَهُوَ وَرَقُ الزَّرْعِ وَإِنَّمَا أَراد خُوص سعَف النَّخْلِ؛ وَقَالَ أُحَيحةُ بْنُ الْجُلَاحِ: إِذَا جُمادى مَنَعَتْ قَطْرَها، ... زانَ جَنابي عَطنٌ مُغْضِفُ أَراد بالعَطَن هَاهُنَا نَخِيلَهُ الرّاسخةَ فِي الْمَاءِ الكثيرةَ الْحَمْلِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ عصف أَيضاً، وَذَكَرْنَا هُنَاكَ مَا فِيهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ. وغَضَف الفرسُ وَغَيْرُهُ يَغْضِفُ غَضْفاً: أَخذ مِنَ الجَرْي بِغَيْرِ حِسَابٍ. والغَضَفُ: شَجَرٌ بِالْهِنْدِ يُشْبِهُ النَّخْلَ وَيُتَّخَذُ مِنْ خوصِه

جِلال، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ كَهَيْئَةِ النَّخْلِ سَوَاءٌ مِنْ أَسفله إِلَى أَعْلاه سعَفٌ أَخضر مُغَشًّى عَلَيْهِ وَنَوَاهُ مقشَّر بِغَيْرِ لِحاء؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَضَفُ خُوصٌ جَيِّدٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِفاع الَّتِي يُحمل فِيهَا الْجِهَازُ كَمَا يُحْمَلُ فِي الْغَرَائِرِ، تُتَّخَذُ أَعْدَالًا فَلَهَا بَقَاءٌ، وَنَبَاتُ شَجَرِهِ كَنَبَاتِ النَّخْلِ وَلَكِنْ لَا يَطُولُ ويُخرج في رؤوسها بُسْراً بَشِعاً لَا يُؤْكَلُ، قَالَ: وَتُتَّخَذُ مِنْ خُوصِهِ حُصْر أَمثال البُسط تُسَمَّى السِّمام، الْوَاحِدَةُ سُمَّةٌ، وتُفْتَرش السُّمّة عِشرين سَنَةً. الدَّيْنَوَرِيُّ: وأَجود اللِّيف لِلْحِبَالِ الكِنْبارُ، وَهُوَ لِيفُ النّارَجِيل، وأَجْود الْكِنْبَارِ الصِّيني، وَهُوَ أَسود يُسَمُّونَهُ القَطِيّا، والغُضْفُ القَطا الجُونُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ والغَضَفُ القَطا الجُوني. غَيْرُهُ: والغَضَفة ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ قِيلَ إِنَّهَا القَطاة الْجُونِيَّةُ، وَالْجَمْعُ غَضَفٌ وغُضَيْفٌ: مَوْضِعٌ. وسَهم أَغْضَفُ أَي غَلِيظُ الرِّيش، وَهُوَ خِلَافُ الأَصْمع. وأَغْضَف الليلُ أَي أَظلم واسْودَّ. وَلَيْلٌ أَغْضَفُ وَقَدْ غَضِف غَضَفاً. وتَغَضَّفَ عَلَيْنَا اللَّيْلُ: أَلبسنا؛ وأَنشد: بأَحْلامِ جُهّال إِذَا مَا تَغَضَّفُوا التَّهْذِيبُ: والأَغْضَف اللَّيْلُ؛ وأَنشد: فِي ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَه البُوم الأَصمعي: خَضَفَ بِهَا وغَضَفَ بِهَا إِذَا ضَرطَ. غضرف: الغُضْرُوف: كلُّ عَظم رَخْص لَيِّنٍ فِي أَيّ مَوْضِعٍ كَانَ. والغُضْرُوف: العَظم الَّذِي عَلَى طَرَفِ المَحالةِ، والغُرْضُوفُ لُغَةٌ فِيهِمَا. وَفِي حَدِيثِ صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْرفه بِخَاتَمِ النُّبوة أَسْفَل مِنْ غُضْرُوف كتِفه ؛ غُضْرُوفُ الكتِف: رأْس لَوْحِه. وامرأَة غَنْضَرِفٌ وغَنْضفِير إِذَا كَانَتْ ضَخْمة لَهَا خَواصِر وَبُطُونٌ وغُضون مِثْلَ خَنْضرف وخَنْضفير. غطف: الغَطَفُ: كالوطَفِ، وَهُوَ كَثْرَةُ الهُدْبِ وطُولُه، وَقِيلَ: الغَطَفُ قلَّةُ شَعَرِ الْحَاجِبِ وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي قِلَّةِ الهُدْب، وَقِيلَ: الغَطَف انْثِنَاءُ الأَشفار، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْعَيْنِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ غَطِفَ غَطَفاً فَهُوَ أَغْطَفُ. وَفِي حَدِيثِ أُم معبَد: وَفِي أَشفاره غَطَفٌ ؛ هُوَ أَن يَطُولَ شَعَرُ الأَجفان ثُمَّ يَتَعَطَّفَ، وَرَوَاهُ الرُّوَاةُ: وَفِي أَشفاره عَطَفٌ ، بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: سأَلت الرِّياشي فَقَالَ لَا أَدري مَا العَطَف، قَالَ: وأَحسبه الغَطَف، بِالْغَيْنِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ غُطَيْفاً؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الأَوْطَفُ والأَغْطَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الأَشفار؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَطَف الوطَف، والغَطَفُ: سَعةُ العَيش. وعَيْشٌ أَغْطَف مِثْلَ أَغْضَف: مُخْصب. وغُطَيْفٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: لتَجدَنِّي بالأَمير بَرّا، ... وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا، إِذَا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرّا وَبَنُو غُطَيْف: حَيّ. وغَطَفَانُ: حَيٌّ مِنْ قَيْس عَيْلان وَهُوَ غَطَفَان بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْس عَيْلان؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ لَمْ تكُنْ غَطَفانُ لَا ذُنُوبَ لَهَا ... إِلَيَّ لامَتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمرا قَالَ الأَخفش: قَوْلُهُ لَا زَائِدَةٌ، يُرِيدُ لَوْ لَمْ تَكُنْ لَهَا ذنوب. غطرف: الغِطْرِيف والغُطَارِف: السَّيِّدُ «5» الشريفُ

_ (5). قوله [والغطارف السيد] كذا بالأصل مضبوطاً، والذي في القاموس: الغِطْراف، بالكسر.

السخِيّ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ؛ وأَنشد: ومَن يَكُونوا قوْمه تَغَطْرَفا وَالَّذِي فِي حَدِيثِ سَطِيح: أَصَمَّ أَم يَسْمَعُ غِطْرِيفُ اليَمن الغِطْرِيف: السيِّد، وَجَمْعُهُ الغَطَارِيف، وَقِيلَ: الغِطْرِيف الْفَتَى الْجَمِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ السخِيّ السَّريُّ الشابُّ، وَمِنْهُ يُقَالُ: بازٌ غِطْرِيف. والغِطْرِيف والغِطْرَاف: الْبَازِي الَّذِي أُخذ مِنْ وكْره. والغِطرِيف: فَرْخُ الْبَازِي. وأُمّ الغِطرِيف: امرأَة مِنْ بَلْغَنْبَر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وعنَقٌ غِطْرِيف وخِطْريف: وَاسِعٌ. والتَّغَطْرُف: التكَبُّر، قَالَ: فإنْ يَكُ سَعْدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فإنَّما، ... بِغَيْرِ أَبِيه مِنْ قُرَيْشٍ، تَغَطْرَفا يَقُولُ: إِنَّمَا تَغَطْرَفَ مِنْ وِلَايَتِهِ وَلَمْ يكُ أَبوه شَرِيفًا، وَقَدْ قِيلَ فِي ذَلِكَ التَّغَتْرُف أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: الغَطْرَفَةُ والتَّغَطْرُف والتَّغَتْرُف التَّكَبُّرُ؛ وأَنشد الأَحمر لمُغلس بْنِ لَقِيط: فإنَّك، إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحصَى ... عليْكَ، وَذُو الجَبُّورةِ المُتَغَطْرِفُ وَيُرْوَى المُتَغَتْرِفُ ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَدْ شَرَّفا ... قوْمي، وأَعْطاهمْ مَعًا وغَطْرَفا قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الطَّيْفانِيّة: وَإِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ زُرارةُ منهمُ، ... وعَمْرو وقَعْقاعٌ أُلاكَ الغَطَارِفُ قَالَ: وَقَالَ جَعْونة الْعِجْلِيُّ: وتَمْنَعُها مِنْ أَن تُسَلَّ، وَإِنْ تُخَفْ ... تَحُلْ دُونها الشُّمُّ الغَطارِيفُ مِنْ عجْلِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّغَطْرُف الاخْتيال فِي المَشي خاصّة. غفف: الغُفَّةُ: البُلْغَةُ مِنَ العَيْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا خَيرَ فِي طَمَعٍ يُدْني إِلَى طَبَعٍ، ... وغُفَّةٌ مِنْ قَوامِ العَيشِ تَكْفِيني والفَأْرةُ غُفَّة الهِرّ أَي قُوتُه، وَقِيلَ: الغُفَّة الفأْرة فَلَمْ يُسَقْ؛ قَالَ: يُدِيرُ النَّهارَ بجَشْءٍ لَهُ، ... كَمَا عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ. الخَيْطلُ: السِّنَّوْر، وَهَذَا بَيْتٌ يُعايا بِهِ، يَصِفُ صَبِيًّا يُدِيرُ نَهاراً أَي فَرْخَ حُبارَى بجَشء فِي يَدِهِ، وَهُوَ سَهْم خَفِيف أَو عُصيّةٌ صَغِيرَةٌ، وَيُرْوَى بحَشْر لَهُ. والغُفَّة والغُبّةُ: الْقَلِيلُ مِنَ الْعَيْشِ. والغُفَّة: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنَ الرَّبيع. واغْتَفَّتِ الْفَرَسُ وَالْخَيْلُ وتَغَفَّفَت: نَالَتْ غُفَّة مِنَ الرَّبيع وَلَمْ تُكْثِر، وَقِيلَ: إِذَا سَمِن بَعْضَ السِّمَن. والاغْتِفَافُ: تناوُل العلَف. وَقِيلَ: الغُفَّة كَلَأٌ قَدِيمٌ بالٍ وَهُوَ شرُّ الكلإِ. وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وغُفَّة الإِناء والضرْع: بَقِيَّةُ مَا فِيهِ. وتَغَفَّفَه: أَخذ غُفَّته. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: اغْتَفَّتِ المالُ اغْتِفَافَاً، قَالَ: وَهُوَ الكلأَ المُقارِبُ والسِّمنُ المُقارِب؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيّ: وكُنّا إِذَا مَا اغْتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً، ... تَجَرَّدَ طَلَّابُ التِّراتِ مُطَلَّب يَقُولُ: تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرة وَهُوَ مَطلوب مَعَ ذَلِكَ،

فرفَعه بِإِضْمَارِ هُوَ أَي هُوَ مُطَلَّبٌ؛ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: ومَنْهَلٍ فِيهِ الغُرابُ مَيْتُ، ... كأَنه مِنَ الأُجُونِ زَيْتُ، سَقَيْتُ مِنْهُ القومَ واستقَيْتُ فِيهِ الْغُرَابُ مَيْتُ أَي هُوَ مَيِّتٌ، والغُفَّةُ: كالخُلْسةِ أَيضاً، وَهُوَ مَا تَناوَله الْبَعِيرُ بفِيه عَلَى عَجَلَةٍ مِنْهُ. وَيُقَالُ لِمَا يَبس مِنْ وَرَقِ الرُّطْب: غَفٌّ وقَفٌّ. غلف: الغِلاف: الصِّوان وَمَا اشْتَمَلَ عَلَى الشَّيْءِ كقَمِيص القَلْب وغِرْقِئِ الْبَيْضِ وكِمام الزَّهْر وساهُور القَمر، وَالْجَمْعُ غُلُفٌ. والغِلافُ: غِلَافُ السَّيْفِ وَالْقَارُورَةِ، وَسَيْفٌ أَغْلَف وَقَوْسٌ غَلْفَاء، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلاف: وغَلَف القارُورة وَغَيْرَهَا وغَلَّفَها وأَغْلَفَها: أَدخلها فِي الغِلاف أَو جَعَلَ لَهَا غِلَافًا، وَقِيلَ: أَغْلَفَها جَعَلَ لَهَا غِلافاً، وَإِذَا أَدخلها فِي غِلَافٍ قِيلَ: غَلَفها غَلْفاً. وَقَلْبٌ أَغْلَفُ بيِّن الغُلْفة: كأَنه غُشِّي بِغِلَافٍ فَهُوَ لَا يَعِي شَيْئًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صُمٌّ، وَمَنْ قرأَ غُلُفٌ أَراد جَمْعَ غِلاف أَي أَن قُلُوبَنَا أَوْعِية للعِلم كَمَا أَن الغِلاف وِعاء لِمَا يُوعَى فِيهِ، وَإِذَا سَكَنَتِ اللَّامُ كَانَ جَمْعَ أَغْلف وَهُوَ الَّذِي لَا يَعِي شَيْئًا. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَفْتَح قُلوباً غُلْفاً أَي مُغَشَّاة مُغَطَّاةً، وَاحِدُهَا أَغْلَف. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ والخُدريّ: الْقُلُوبُ أَربعة فَقَلْبٌ أَغلف أَي عَلَيْهِ غِشاء عَنْ سَماع الْحَقِّ وَقَبُولِهِ، وَهُوَ قَلْبُ الْكَافِرِ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ غُلُف جَمْعَ أَغْلَف لأَنَّ فُعُلًا، بِالضَّمِّ، لَا يَكُونُ جَمْعَ أَفعل عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلَّا أَن يُضْطَرَّ شَاعِرٌ كَقَوْلِهِ: جَرَّدُوا مِنْهَا وِراداً وشُقُرْ قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا كَانَ جَمْعَ فِعال وفَعُول وفَعِيل، فَهُوَ عَلَى فُعُلٍ مُثْقَلٌ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جنْبة: الأَغْلَف فِيمَا نَرَى الَّذِي عَلَيْهِ لِبْسة لَمْ يدَّرِعْ مِنْهَا أَي لَمْ يُخرِج مِنْهَا. وَتَقُولُ: رأَيت أَرْضاً غَلْفَاء إِذَا كَانَتْ لَمْ تُرع قَبْلَنَا فَفِيهَا كلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مِنَ الكلإِ، كَمَا يُقَالُ غُلَامٌ أَغْلَف إِذَا لَمْ تُقطع غُرْلَتُه، وغَلَّفْت السرْج والرحْل؛ وأَنشد: يَكادُ يرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا وَرَجُلٌ مُغَلَّف: عَلَيْهِ غِلاف مِنْ هذا الأَدَم وَنَحْوِهَا. والغُلْفَتان: طَرفا الشَّارِبَيْنِ مِمَّا يَلِي الصِّماغين، وَهِيَ الغُلْفة والقُلْفة. وَغُلَامٌ أَغْلَف: لَمْ يَخْتَتِنْ كأَقْلَف. والغَلَفُ: الخِصْب الْوَاسِعٌ. وعامٌ أَغْلَف: مُخْصِب كَثِيرٌ نَبَاتُهُ. وَعَيْشٌ أَغْلَف: رَغَدٌ وَاسِعٌ. وَسَنَةٌ غَلْفَاء: مُخْصِبة. وغَلَف لِحْيَته بِالطِّيبِ والحِنَّاء وَالْغَالِيَةِ وغَلَّفها: لَطَّخَهَا، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ غَلَّاها. وتَغَلَّفَ الرجلُ بِالْغَالِيَةِ وَسَائِرِ الطِّيبِ واغْتَلَفَ؛ الأَوّل عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَغَلَّفَ بِالْغَالِيَةِ وتَغَلَّلَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَغَلَّفَ بِالْغَالِيَةِ إِذَا كَانَ ظَاهِرًا، فَإِذَا كَانَ دَاخِلًا فِي أُصول الشَّعْرِ قِيلَ تَغَلَّلَ، وغَلَفَ لِحْيَته بِالْغَالِيَةِ غَلْفاً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُنْتُ أُغَلِّفُ لِحْيَتَهُ بِالْغَالِيَةِ أَي أُلَطِّخُهَا؛ وأَكثر مَا يُقال غَلَفَ بِهَا لِحْيَتَهُ غَلْفاً وغَلَّفَها تَغْلِيفاً. وَالْغَالِيَةُ: ضَرْبٌ مركَّب مِنَ الطِّيب. والغَلْفُ: شَجَرٌ يُدْبَغُ بِهِ مِثْلُ الغَرْف، وَقِيلَ: لَا يُدْبغُ بِهِ إِلَّا مَعَ الْغَرْفِ. والغَلِفُ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ: نَبْتٌ شَبِيهٌ بالحَلق وَلَا يأْكله شَيْءٌ إِلَّا القُرود؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ.

والغُلْفَة وغَلْفَانُ: مَوْضِعَانِ. وَبَنُو غَلْفَانَ: بَطْنٌ. والغَلْفَاء: لَقَب سَلَمَة عَمِّ امْرِئِ الْقَيْسِ ومعديكَرِبَ بن الحرث بْنِ عَمْرو أَخي شَراحِيل» بن الحرث، يُلَقَّب بالغَلْفَاء لأَنه أَوَّل مَنْ غَلَّفَ بالمِسْك، زَعَمُوا؛ وَابْنُ غَلْفَاء: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، يَقُولُ: أَلا قَالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غَوْلٍ: ... تَقَطَّعَ بِابْنِ غَلْفَاء الحِبالُ غنف: الغَيْنَف: غَيْلَم الْمَاءِ فِي مَنْبَع الْآبَارِ والأَعْين. وبَحْرٌ ذُو غَيْنَف أَي مَادَّةٍ؛ قَالَ رُؤبة: نَغْرِف مِنْ ذِي غَيْنَفٍ ونُوزِي وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: نَغْرِف مِنْ ذِي غَيِّفٍ ونُوزِي قَالَ: كَذَلِكَ رُوِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَالْقِيَاسُ نُؤْزِي، بِالْهَمْزِ، لأَن أَوّل هَذَا الرَّجَزِ: يَا أَيها الْجَاهِلُ ذُو التَّنَزِّي قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع الغَيْنَف بِمَعْنَى غَيْلَم الْمَاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنشده لرؤبة رَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ الإِيادِيّ: بِئْرٌ ذَاتُ غَيِّثٍ أَي لَهَا ثائِبٌ مِنْ مَاءٍ؛ وأَنشد: نَغْرِفُ مِنْ ذِي غَيِّثٍ ونُوزي قَالَ: وَمَعْنَى نُوزِي أَي نُضْعِفُ، قَالَ: وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ غَيْنَفٌ تَصْحِيفًا وَكَانَ غَيّثاً فصُيِّر غَيْنفاً، قَالَ: فَإِنْ رَوَاهُ ثقةٌ وَإِلَّا فَهُوَ غَيِّثٌ وهو صواب. غنضف: غَنْضَفٌ: اسم. غنطف: غَنْطَفٌ: اسم. غيف: تَغَيَّفَ: تَبَخْتَر. وتَغَيَّفَ: مَشَى مِشْية الطِّوال، وَقِيلَ: تَغَيَّف مَرَّ مَرّاً سَهْلًا سَرِيعًا. وتَغَيَّفَ الفَرَسُ إِذَا تَعطَّفَ وَمَالَ فِي أَحد جَانِبَيْهِ. الأَصمعي: مَرَّ البعيرُ يَتَغَيَّفُ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ يُسْرِع، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ التَّغَيُّفُ أَن يَتَثَنَّى ويَتَمايَلَ فِي شِقَّيْه مِنْ سَعَة الخَطْوِ ولِين السَّيْر؛ كَمَا قَالَ العِجاج: يكادُ يَرْمي الفاتِرَ المُغَلَّفا ... مِنْهُ احارِيّ، إِذَا تَغَيَّفا والغَيْفَان: مَرَحٌ فِي السَّيْر. وتَغَيَّفَ إِذَا اخْتَالَ فِي مِشْيَته؛ قَالَهُ الْمُفَضَّلُ. والمُغَيَّف: فَرَسٌ لأَبي فَيْد بْنِ حَرْمَلٍ صِفَةٌ غَالِبَةٌ مِنْ ذَلِكَ. والتَّغَيُّفُ: التَّمَيُّل فِي العَدْوِ. وغَافَت الشجرةُ غَيَفَاناً وأَغْيَفت وتَغَيَّفَت: مَالَتْ بأَغصانها يَمِينًا وشِمالًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لنُصَيْب: فظَلَّ لَهَا لَدْنٌ مِنَ الأَثْل مُورِق، ... إِذَا زَعْزَعَتْه سَكْبَةٌ يَتَغَيَّفُ وأَغَافَ الشجرةَ: أَمالها مِنَ النَّعْمة والغُضُوضة. وَشَجَرَةٌ غَيْفاء وَشَجَرٌ أَغْيَفُ وغَيْفَانِيٌّ يَمْؤودٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وهَدَبٌ أَغْيَفُ غَيْفَانِيُ والأَغْيَف: كالأَغْيَد إِلَّا أَنه فِي غَيْرِ نُعاسٍ. والغَافُ: شَجَرٌ عِظَامٌ تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ مَعَ الأَراك وتَعْظُم، وَوَرَقُهُ أَصغر مِنْ وَرَقِ التُّفّاح، وَهُوَ فِي خِلْقَتِهِ، وَلَهُ ثَمَر حُلْو جِدًّا وَثَمَرُهُ غَلِفٌ يُقَالُ له

_ (1). قوله [أخي شراحيل إلخ] عبارة الصحاح: أخي شرحبيل بن الحرث إلخ.

فصل الفاء

الحُنْبُل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه مِنْ ذَلِكَ، وَإِلَّا فَهُوَ مِنْ غَوَفَ بِالْوَاوِ. والتهذيب: الغَاف يَنْبُوت عِظَامٌ كَالشَّجَرِ يَكُونُ بعُمان، الْوَاحِدَةُ غَافة. أَبو زَيْدٍ: الغَاف مِنَ العِضاه وَهِيَ شَجَرَةٌ نَحْوُ القَرَظ شَاكَّةٌ حِجَازِيَّةٌ تَنْبُت فِي القِفاف. الْجَوْهَرِيُّ: الغَاف ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِقَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ: أَلفَيْتُهُمْ يَوْمَ الهِياجِ، كأَنهُمْ ... أُسْدٌ بِبِيشَةَ أَو بِغَافِ رَوافِ ورَواف: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِلَيْكَ نَأَشْتُ يَا ابنَ أَبي عَقِيلٍ، ... ودُوني الغَافُ غَافُ قُرى عُمانِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلَى ابنِ أَبي الْعَاصِي هشامٍ تَعَسَّفَتْ ... بِنا العِيسُ، مِنْ حيثُ الْتقى الغَافُ والرملُ وَيُقَالُ: حَمَل فُلَانٌ فِي الْحَرْبِ فَغَيَّفَ أَي كَذَبَ وجَبُنَ. وغَيَّفَ إِذَا فرَّ وعَرَّد وتَغَيَّفَ عَنِ الأَمر وغَيَّفَ: نَكَل؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد القطامي: وحَسِبْتنا نَزَعُ الكَتيبةَ غُدْوَةً ... فيُغَيِّفونَ، ونَرْجِعُ السَّرَعانا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ: فيُغَيِّفُون ونُوزِعُ السَّرَعانا وغَيْفَان: موضع. فصل الفاء فلسف: الفَلْسَفَة: الحِكْمة، أَعجمي، وَهُوَ الفَيْلسوف وَقَدْ تَفَلْسَفَ. فوف: الفُوفُ: الْبَيَاضِ الَّذِي يَكُونُ فِي أَظفار الأَحْداث، وَكَذَلِكَ الفَوْفُ، وَاحِدَتُهُ فُوفَةٌ يَعْنِي بِوَاحِدِهِ الطَّائِفَةَ مِنْهُ، وَمِنْهُ قِيلَ: بُرْدٌ مُفَوَّفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُوفُ الحَبَّة الْبَيْضَاءُ فِي بَاطِنِ النَّوَاةِ الَّتِي تنْبُت مِنْهَا النَّخْلة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ الجُبَّة الْبَيْضَاءُ. والفُوف: جَمْعُ فُوفَة. والفُوفَة والفُوف: الْقِشْرَةُ الَّتِي عَلَى حَبَّة الْقَلْبِ والنواةِ دُونَ لَحْمة التَّمْرة، وَكُلُّ قِشْرَة فُوفٌ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الفُوفَة القِشْرة الرَّقِيقَةُ تَكُونُ عَلَى النَّواة، قَالَ: وَهِيَ القِطْمير أَيضاً، وَسُئِلَ ابْنُ الأَعرابي عَنْ الفُوف فَلَمْ يَعْرِفْهُ؛ وأَنشد: أَمْسى غُلامي كَسِلًا قَطُوفا، ... يَسْقِي مُعِيداتِ العِراق جُوفا باتَتْ تَبَيّا حَوضَها عُكُوفا، ... مِثْلَ الصُّفوف لاقَتِ الصُّفُوفَا وأَنتِ لَا تُغْنِينَ عنِّي فُوفَا العِراق: عِراق القرْبة، وَمَعْنَاهُ لَا تُغْنِي عَنِّي شَيْئًا، وَاحِدَتُهُ فُوفة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَرْسَلْتُ إِلَى سَلْمى ... بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ فَمَا جادَتْ لَنَا سَلْمى ... بزِنْجِيرٍ، وَلَا فُوفَهْ وَمَا أَغْنى عَنْهُ فُوفاً أَي قَدْرَ فُوفٍ. والفُوفُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرود اليَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: خَرَج وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ أَفْوَافٌ ؛ الأَفْوَاف: جَمْعُ فُوفٍ وَهُوَ القُطْن، وَوَاحِدَةُ الفُوف فُوفَةٌ، وَهِيَ فِي الأَصل الْقِشْرَةُ الَّتِي عَلَى النَّوَاةِ. يُقَالُ: بُرْدُ أَفْوَافٍ وحُلَّةُ أَفوافٍ بالإِضافة. اللَّيْثُ: الأَفْوَاف ضَرْب

مَنْ عَصْبِ البُرود. ابْنُ الأَعرابي: الفُوفُ ثِياب رِقاقٌ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ مُوَشَّاة، وَهُوَ الفُوف، بِضَمِّ الْفَاءِ، وبُرْدٌ مُفَوَّفٌ أَي رَقِيقٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُوفُ قِطَع القُطْن، وبُرْد فُوفِيٌّ وثُوثيٌّ عَلَى الْبَدَلِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وبُرْدُ أَفْوَافٍ ومُفَوَّف: بَيَاضٌ وَخُطُوطٌ بِيضٌ «2». وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: تُرْفَع لِلْعَبْدِ غُرْفةٌ مُفَوَّفَة، وتَفْوِيفها لَبِنةٌ مِنْ ذَهَبٍ وأُخرى مِنْ فِضة. والفَوْف: مَصْدَرُ الفُوفَة. يُقَالُ: مَا فَافَ عَنِّي بخَيْرٍ وَلَا زَنْجَرَ فَوْفاً، وَالِاسْمُ الفُوفَة، وَهُوَ أَن يسأَل رَجُلًا فيقولَ بظُفُر إِبْهَامِهِ عَلَى سَبّابته: وَلَا مثْلَ ذَا؛ وأَما الزَّنْجَرَة فَمَا يأْخُذُ بطْنُ الظُّفُرِ مِنْ بَطْنِ الثَّنْيَةِ إِذَا أَخَذْتَها بِهِ وقُلْتَ: وَلَا هَذَا؛ وَقِيلَ: الزَّنْجَرةُ أَن يَقُولَ بظُفُر إِبْهَامِهِ عَلَى ظُفُر سَبَّابَتِهِ: وَلَا هَذَا؛ وَقَوْلُ ابْنُ أَحمر: والفُوفُ تَنْسِجُه الدَّبورُ، وأَتْلالٌ ... مُلَمَّعَةُ القَرَا شُقْرُ الفُوف: الزَّهر شَبَّهَهُ بالفُوف مِنَ الثِّيَابِ تنسِجُه الدَّبُورُ إِذَا مَرَّتْ بِهِ، وأَتلال: جَمْعُ تَلٍّ، وَالْمُلَمَّعَةُ: مِنَ النَّوْر والزَّهْر. وَمَا ذَاقَ فُوفًا أَي مَا ذَاقَ شَيْئًا. فولف: التَّهْذِيبُ فِي الثُّنائيّ المُضاعَف: الفَوْلَفُ كُلُّ شَيْءٍ يُغَطِّي شَيْئًا، فَهُوَ فَوْلَفٌ لَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَصَارَ رَقْراقُ السَّراب فَوْلَفا ... لِلْبيد، واعْرَورَى النِّعافَ النُّعَّفا فَوْلَفاً لِلْبِيدِ: مُغطِّياً لأَرضها. قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ فَوْلَفٍ قَوْقَلٌ للحَجَل، وشَوْشَب اسْمٌ لِلْعَقْرَبِ، ولولَبٌ لَوْلَبُ الْمَاءِ. وحديقةٌ فَوْلَفٌ: مُلْتَفَّة. والفَوْلَفُ: بِطانُ الهَودَج، وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ تُغَطَّى بِهِ الثِّيَابُ، وَقِيلَ: ثَوْبٌ رَقِيقٌ. فيف: الفَيْفُ والفَيْفَاة: المَفازة لَا مَاءَ فِيهَا؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. وبالفَيْفِ اسْتَدَلَّ سِيبَوَيْهِ عَلَى أَن أَلف فَيْفَاة زَائِدَةٌ، وَجَمْعُ الفَيْف أَفْيَافٌ وفُيُوفٌ، وَجَمْعُ الفَيْفَى فَيافٍ. اللَّيْثُ: الفَيْفُ الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا مَعَ الِاسْتِوَاءِ والسَّعة، وَإِذَا أُنِّثَت فَهِيَ الفَيْفاة، وَجَمْعُهَا الفَيَافِي. والفَيْفَاء: الصَّحْرَاءُ المَلساء وهنَّ الفَيَافِي. المُبَرّد: أَلف فَيْفَاء زَائِدَةٌ لأَنهم يَقُولُونَ فَيْفٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى. الْمُؤَرِّجُ: الفَيْف مِنَ الأَرض مُخْتَلَف الرِّياح. وبالدَّهْناء مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ فَيْف الرِّيح؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ معديكرب: أَخْبَرَ المُخْبِرُ عنكُمْ أَنَّكُم، ... يَوْمَ فَيْفِ الرِّيح، أُبْتُمْ بالفَلَجْ أَي رجَعْتُم بالفَلاحِ والظَّفَر؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والرَّكْب، يَعْلُو بِهِم صُهْبٌ يَمانِيَةٌ ... فَيْفاً، عَلَيْهِ لِذَيْل الرِّيح نِمْنِيمُ وَيُقَالُ: فَيْفُ الرِّيحِ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: فَيْف الرِّيحِ «3» يَوْمٌ مِنْ أَيام الْعَرَبِ؛ وأَنشد بَيْتَ عَمْرِو بْنِ معديكرب. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكر فَيْفِ الخَبارِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنزله سيدُنا رسولُ الله؛ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفراً مِنْ عُرَيْنة عِنْدَ لِقاحِهِ. والفَيْفُ: الْمَكَانُ المُسْتَوِي، والخَبارُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ وَتَخْفِيفِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ: الأَرض الليِّنة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ

_ (2). قوله [وبرد أَفْوَاف ومُفَوَّف إلخ] عبارة القاموس: وبرد مُفَوَّف كمعظم رقيق أو فيه خطوط بيض وبرد أَفْوَاف مضافة رقيق انتهى. فلعل في عبارة اللسان سقطاً والأصل وبرد أَفْوَاف وبرد مُفَوَّف أي ذو بياض إلخ أو فيه بياض. (3). قوله [الجوهري فيف الريح إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وقول الجوهري وفيف الرِّيحِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ غلط، والصواب: ويوم فَيْفُ الرِّيحِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ.

فصل القاف

بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْبَاءِ الْمُشَدَّدَةِ. وَفِي غَزْوَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ذِكْر فَيْفَاء مَدَانٍ. أَبو عَمْرٍو: كُلُّ طَرِيقٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَيْفٌ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: مَهِيلُ أَفْيافٍ لَها فُيُوفُ والمَهِيل: المَخُوف «1». وَقَوْلُهُ لَهَا أَي مِنْ جَوَانِبِهَا صَحارى؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُغْبَرَّة الأَفْيَافِ مَسْحُولة الْحَصَى، ... دَيامِيمُها مَوْصُولةٌ بالصَّفاصِفِ وَقَالَ أَبو خَيْرَة: الفَيْفَاء الْبَعِيدَةُ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ شَمِرٌ: وَالْقَوْلُ فِي الفَيْف والفَيْفَاء مَا ذكَر الْمُؤَرِّجُ مِنْ مُخْتَلَف الرِّياح. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: يُصَبُّ عَلَيْكُمُ الشّرُّ حَتَّى يَبْلُغ الفَيَافِي ؛ هِيَ الْبَرَارِي الْوَاسِعَةُ جَمْعُ فَيْفَاةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: فَيْف الرِّيحِ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وفَيْفَان: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: فَحَثْحَثْتُ مَشْغُوفَ الفؤادِ فَراعَني ... أُناسٌ بِفَيْفَانٍ، فَمِرْتُ الفَرانيا فصل القاف قَحَفَ: القِحْف: الْعَظْمُ الَّذِي فَوْقَ الدِّماغ مِنَ الجُمجمة، وَالْجُمْجُمَةُ الَّتِي فِيهَا الدِّمَاغُ، وَقِيلَ: قِحْفُ الرَّجُلِ مَا انْفَلَقَ مِنْ جُمْجُمته فبانَ وَلَا يُدْعى قِحْفاً حَتَّى يَبِينَ، وَلَا يَقُولُونَ لِجَمِيعِ الْجُمْجُمَةِ قِحْفاً إِلَّا أَن يَتَكَسَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ، فِيقَالَ لِلْمُتَكَسِّرِ قِحْفٌ، وَإِنْ قُطِعَت مِنْهُ قِطْعة فَهُوَ قِحْفٌ أَيضاً. والقَحْفُ: قَطْعُ القِحْف أَو كَسْره. وقَحَفَه قَحْفاً: ضَرَبَ قِحْفَه وأَصاب قِحْفه، وَقِيلَ: القِحْف الْقَبِيلَةُ مِنْ قَبَائِلِ الرأْس، وَهِيَ كُلُّ قِطْعَةٍ مِنْهَا، وَجَمْعُ كُلِّ ذَلِكَ أَقْحَافٌ وقُحُوفٌ وقِحَفَةٌ. والقِحْف: مَا ضُرِب مِنَ الرأْس فَطاحَ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: تَهْوَى بِذِي العَقْرِ أَقْحافاً جَماجِمُهُمْ، ... كأَنها حَنْظَلُ الخُطْبانِ يُنْتَقَفُ «2» وضَرَبه فاقْتَحَف قِحْفاً مِنْ رأْسه أَي أَبان قِطْعَةً مِنَ الْجُمْجُمَةِ، وَالْجُمْجُمَةُ كُلُّهَا تُسَمَّى قِحْفاً وأَقْحافاً. أَبو الْهَيْثَمِ: المُقاحفة شِدَّةُ المُشاربةِ بالقِحف، وَذَلِكَ أَن أَحدهم إِذَا قَتَل ثأْرَه شَرب بقِحْف رأْسه يَتَشَفَّى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ سُلافَة بنتِ سَعدٍ: كَانَتْ نَذَرَت لَتَشرَبَنَّ فِي قِحف رأْس عَاصِمِ بْنِ ثابتٍ الخَمْرَ، وَكَانَ قَدْ قَتَل ابْنَيْها نافِعاً وخِلاباً. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: يأْكل العِصابةُ يَوْمئذٍ مِنَ الرُّمانة ويَسْتظلُّون بقِحْفِها ؛ أَراد قِشْرَهَا تَشْبِيهًا بقِحف الرأْس، وَهُوَ الَّذِي فَوْقَ الدِّمَاغِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا انْطبَق «3» مِنْ جُمْجُمَتِهِ وَانْفَصَلَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ فِي يَوْمِ اليَرْمُوك: فَمَا رُئيَ مَوْطِنٌ أَكثرَ قِحْفاً سَاقِطًا أَي رأْساً فَكَنى عَنْهُ بِبَعْضِهِ أَو أَراد القِحْف نَفْسَهُ. وَرَمَاهُ بأَقْحَاف رأْسه إِذَا رَمَاهُ بالأُمور الْعِظَامِ، مَثَلٌ بِذَلِكَ. وَمِنْ أَمثالهم فِي رَمْي الرَّجُلِ صاحِبَه بالمعضِلاتِ أَو بِمَا يُسْكِتُه: رَمَاهُ بأَقْحَاف رأْسه؛ قِيلَ إِذَا أَسْكَتَه بِدَاهِيَةٍ يُوردها عَلَيْهِ، وقَحَفَه يَقْحَفُه قَحْفاً: قَطع قِحْفه؛ قَالَ: يَدَعْنَ هامَ الجُمْجُمِ المَقحُوفِ ... صُمَّ الصَّدى كالحَنظَلِ المَنْقُوفِ

_ (1). قوله [والمهيل المخوف إلخ] هذا نص الصحاح، وفي التكملة: هو تصحيف قبيح وتفسير غير صحيح، والرواية مهبل بسكون الهاء وكسر الباء الموحدة وهو مَهْوَاةُ مَا بَيْنَ كُلِّ جبلين، وزاد فساداً بتفسيره فإنه لو كان من الهول لقيل مهول بالواو انتهى. شارح القاموس. (2). قوله [تهوى إلخ] أَنشده شارح القاموس هكذا: تَهْوَى بِذِي الْعَقْرِ أَقْحَافًا جماجمها كأنها الحنظل الخطبان ينتقف (3). قوله [ما انطبق إلخ] عبارة النهاية: ما انفلق إلخ.

وَرَجُلٌ مَقْحُوفٌ: مَقْطُوعُ القِحْفِ. والقِحْفُ: القَدَح. والقِحف: الكِسْرة مِنَ القَدَح، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. قَالَ الأَزهري: القِحْف عِنْدَ الْعَرَبِ الفِلْقَة مِنْ فِلَق القَصْعة أَو الْقَدَحِ إِذَا انْثَلَمَتْ، قَالَ: ورأَيت أَهل النَّعَم إِذَا جَرِبَتْ إبلُهُم يَجْعَلُونَ الخَضْخاض فِي قِحْفٍ ويَطْلون الأَجرب بالهِناء الَّذِي جَعَلُوهُ فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَظنهم شَبَّهُوهُ بِقِحْف الرأْس فسَمَّوه بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: القِحْف إِنَاءٌ مِنْ خَشَبٍ عَلَى مِثَالِ القِحْف كأَنه نِصْفُ قَدَح. يُقَالُ: مَا لَهُ قِدٌّ وَلَا قِحْفٌ، فالقِدٌّ قَدَح مِنْ جِلْدٍ والقِحْف مِنْ خَشَبٍ. وقَحَفَ مَا فِي الإِناء يَقْحَفُه قَحْفاً واقْتَحَفَه: شَرِبَهُ جَمِيعَهُ. وَيُقَالُ: شَرِبْتُ بالقِحْف. والاقْتِحَافُ: الشُّرْب الشَّدِيدُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَزَّازُ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ: القَحْفُ جَرْفك مَا فِي الإِناء مِنْ ثَريد وَغَيْرِهِ. ويقال: قَحَفْتُه أَقْحَفُه قَحْفاً، والقُحَافَة مَا جَرَفْتَه مِنْهُ، وَقِيلَ لأَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتُقَبِّل وأَنت صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ وأَقْحَفُها ، يَعْنِي أَشْرَبُ ريقَها وأَتَرشَّفُه، وَهُوَ مِنَ الاقْتِحَاف الشُّرْبُ الشَّدِيدُ. والقَحْفُ والقِحافُ: شِدَّةُ الشُّرْب. وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ عَلَى الشَّرَابِ حِينَ قِيلَ لَهُ قَتَلَ أَبوك قَالَ: اليَوْم قِحافٌ وغَداً نِقافٌ. وَقِحَافُ الشَّيْءِ ومُقاحَفَته واقْتِحَافُه: أَخْذُه وَالذَّهَابُ بِهِ. والقَاحِف مِنَ الْمَطَرِ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ كالقاعِف إِذَا جَاءَ مفاجأَة، واقْتَحَفَ سَيْلُه كلَّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ قِيلَ: سَيْل قُحافٌ وقُعافٌ وجُحاف كَثِيرٌ يَذْهَب بِكُلِّ شَيْءٍ. وكلُّ مَا اقْتُحِفَ مِنْ شَيْءٍ واستُخرج قُحَافَةٌ، وَبِهِ سُمّي الرَّجُلُ. وعَجاجَة قَحْفَاء: وَهِيَ الَّتِي تَقْحَف الشَّيْءَ وتَذْهَب بِهِ. والقُحُوف: المَغارِف. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمِقْحَفَة الخَشَبة الَّتِي يُقْحَفُ بِهَا الحَبُّ. وقَحَفَ يَقْحف قُحافاً: سَعَل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَبَنُو قُحَافَة: بَطْنٌ. وقُحَيْفٌ الْعَامِرِيُّ: أَحد الشُّعَرَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ قُحَيْفٌ العُقَيْليّ كَذَلِكَ نَسبَه أَبو عُبَيْدٍ في مُصَنَّفه. قحلف: قَحْلَفَ مَا فِي الإِناء وقَحْفَله: أَكَله أَجْمع. قدف: القَدْف: غَرْف الْمَاءِ مِنَ الْحَوْضِ أَو مِنْ شيءٍ تَصُبُّه بِكَفِّكَ، عُمانيّة، والقُداف: الغُرْفة مِنْهُ. وَقَالَتِ العُمانية بِنْتُ جُلَنْدى حَيْثُ أَلْبَسَت السُّلَحْفاةَ حُلِيَّهَا فَغَاصَتْ فأَقبلت تَغْتَرِفُ مِنَ الْبَحْرِ بِكَفِّهَا وتَصبّه عَلَى السَّاحِلِ وَهِيَ تُنَادِي: يَا لَقَوْمِي، نَزافِ نَزافِ لَمْ يَبق فِي الْبَحْرِ غيرُ قُداف أَي غَيْرُ حَفْنَة. ابْنُ دُرَيْدٍ وَذَكَرَ قِصَّةَ هَذِهِ الْحَمْقَاءِ ثُمَّ قَالَ: والقُداف جَرَّةٌ مِنْ فَخّار. والقَدْف: الكَرَبُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الرَّفُوج مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَهُوَ أَصل العِذْق. والقَدْفُ: الصَّبُّ. والقَدْفُ: النَّزْح. والقَدْف: أَن يَثْبُت للكَرَب أَطراف طِوال بَعْدَ أَن تُقْطَعَ عَنْهُ الْجَرِيدُ، أَزْدِيّةٌ. وَذُو الْقُدَافِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: كأَنه بِذِي القدافِ سِيدُ، ... وبالرِّشاء مُسْبِل وَرودُ «1» قذف: قذَفَ بِالشَّيْءِ يَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف: رَمَى. والتَّقاذُفُ: التَّرَامِي؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: فقَذَفْتُها فأَبَتْ لَا تَنْقذِفْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ؛

_ (1). قوله [وبالرشاء] هو بالكسر والمدّ موضع فضبطه بالفتح في مادة ورد خطأ.

قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ يأْتي بِالْحَقِّ ويرْمي بِالْحَقِّ كَمَا قَالَ تَعَالَى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانُوا يَرْجُمون الظُّنون أَنهم يُبْعَثون. وقَذَفَه بِهِ: أَصابه، وقَذَفَه بِالْكَذِبِ كَذَلِكَ. وقَذَفَ الرَّجُل أَي قَاءَ. وقَذَفَ المُحْصَنَةَ أَي سَبَّها. وَفِي حَدِيثِ هِلَالِ بْنِ أُميّة: أَنه قَذَفَ امرأَته بِشَريكٍ ؛ القَذْف هَاهُنَا رَمْيُ المرأَة بِالزِّنَا أَو مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ، وأَصله الرّمْيُ ثُمَّ استُعْمل فِي هَذَا الْمَعْنَى حَتَّى غَلب عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: وَعِنْدَهَا قَيْنَتان تغَنِّيان بِمَا تَقاذَفَتْ بِهِ الأَنْصارُ يوْمَ بُعاثَ أَي تَشاتَمتْ فِي أَشعارها وأَراجيزها الَّتِي قالتْها فِي تِلْكَ الحَرْب. والقَذْف: السَّبُّ وَهِيَ القَذيفة. والقَذْفُ بِالْحِجَارَةِ: الرَّمْيُ بِهَا. يُقَالُ: هُمْ بَيْنَ حاذِفٍ وقاذِفٍ وحاذٍ وقاذٍ عَلَى التَّرْخِيمِ، فالحاذفُ بِالْحَصَى، وَالْقَاذِفُ بِالْحِجَارَةِ. ابْنُ الأَعرابي: القَذْف بِالْحَجَرِ والحَذْف بِالْحَصَى. اللَّيْثُ: القذْف الرَّمْيُ بالسَّهْم والحَصى وَالْكَلَامِ وَكُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القِذافُ مَا قَبَضْتَ بيَدك مِمَّا يَمْلأُ الْكَفَّ فرَمَيْتَ بِهِ. قَالَ: وَيُقَالُ نِعْم جُلْمود القِذاف هَذَا. قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْحَجَرِ نفسِه نِعْم القِذاف. أَبو خَيْرة: القِذافُ مَا أَطَقْتَ حَمْلَهُ بِيَدك ورمَيْته؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَهُوَ لأَعْدائِك ذُو قِرافِ، ... قَذّافة بِحَجَر القِذافِ والقَذَّافة والقَذَّاف جَمْعٌ: هُوَ الَّذِي يُرْمى بِهِ الشيءُ فَيَبْعُدُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمَّا أَتاني الثَّقَفِيُّ الفَتَّانْ، ... فنَصَبوا قَذَّافةً بلْ ثِنْتانْ والقَذَّاف: المَنْجَنِيقُ وَهُوَ الْمِيزَانُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والقَذيفة: شَيْءٌ يُرْمى بِهِ؛ قَالَ المُزَرِّد: قَذيفةُ شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمى بِهَا، ... فصارَتْ ضَواةً فِي لهَازِمِ ضِرْزم وَفِي الْحَدِيثِ: إِنِي خَشِيتُ أَن يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرّاً أَي يلقيَ ويُوقعَ. والقَذْفُ: الرَّمْيُ بقُوَّة. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: فتَنْقَذِفُ عَلَيْهِ نِساء الْمُشْرِكِينَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فتَتَقَصَّفُ ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: مَقْذوفةٍ بدَخِيسِ النَّحْض بازلُها، ... لَهُ صَريف صَريفَ القَعْو بالمَسَد أَي مَرْميّة بِاللَّحْمِ. وَرَجُلٌ مُقَذَّفُ أَي كَثِيرُ اللَّحْمِ كأَنه قُذِف بِاللَّحْمِ قَذْفاً. يُقَالُ: قُذِفَت الناقةُ بِاللَّحْمِ قَذْفاً ولُدِسَتْ بِهِ لَدْساً كأَنها رُمِيَتْ بِهِ رَمْياً فأَكْثَرَتْ مِنْهُ؛ والمُقَذَّف: المُلَعَّن فِي بَيْتِ زُهَيْرٍ وَهُوَ: لَدى أَسَدٍ شَاكِي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ، ... لَهُ لِبَدٌ، أَظْفارُه لَمْ تُقَلَّمِ وَقِيلَ: المُقَذَّف الَّذِي قَدْ رُمِيَ بِاللَّحْمِ رَمْياً فَصَارَ أَغْلَبَ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ قِذِّيفَى أَي سِبابٌ ورَمْيٌ بِالْحِجَارَةِ أَيضاً. وَمَفَازَةٌ قَذَفٌ وقُذُفٌ وقَذُوفٌ: بَعِيدَةٌ. وَبَلْدَةٌ قَذُوفٌ أَي طَروحٌ لبُعْدها، وسَبْسَبٌ كَذَلِكَ. وَمَنْزِلٌ قَذَفٌ وقَذِيفٌ أَي بَعِيدٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وشَطَّ وَلْيُ النَّوى، إنَّ النَّوى قَذَفٌ، ... تَيَّاحةٌ غَرْبَةٌ بِالدَّارِ أَحْيانا أَبو عَمْرٍو: المِقْذَفُ والمِقذَاف مِجْذاف السَّفِينَةِ،

والقَذَّاف المَرْكَب. والقُذْفُ والقُذْفَةُ: النَّاحِيَةُ، وَالْجَمْعُ قِذَافٌ. اللَّيْثُ: القُذَف النَّوَاحِي، وَاحِدَتُهُا قُذْفَةٌ. غَيْرُهُ: قَذَفا الْوَادِي وَالنَّهْرِ جَانِبَاهُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: طَلِيعَةُ قَومٍ أَو خَميسٌ عَرَمْرَمٌ، ... كَسَيْلِ الأَتيّ ضَمَّه القَذَفانِ الْجَوْهَرِيُّ: القُذْفَةُ وَاحِدَةُ القُذَف والقُذُفاتِ، وَهِيَ الشُّرَف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ القُذَف قَوْلُ ابْنُ مُقْبل: عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولةً وقِلًا، ... عَلَى تُراثِ أَبيه يَتْبَعُ القُذَفا قَالَ: وَيُرْوَى القَذَفا ، وَقَدْ ضعَّفه الأَعلم. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: وقُذُفاتُ الْجِبَالِ وقُذَفها مَا أَشْرَفَ مِنْهَا، وَاحِدَتُهُا قُذْفةٌ، وَهِيَ الشُّرَف؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وكُنْتُ إِذَا مَا خِفْتُ يَوْمًا ظُلامَةً، ... فإنَّ لَهَا شِعْباً بِبُلْطَةِ زَيْمَرَا مُنِيفاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عَنْ قُذُفاتِه، ... يَظَلُّ الضَبابُ فَوْقَه قَدْ تَعَصَّرا وَيُرْوَى نِيافاً تَزِلُّ الطَّيرُ. والنِّياف: الطَّوِيلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لبِشر بْنِ أَبي خَازِمٍ: وصَعْب تَزِلُّ الطيرُ عَنْ قُذُفاتِه، ... لِحافاتِه بانٌ طوالٌ وعَرْعَر وكلُّ ما أَشرف من رؤوس الْجِبَالِ، فَهِيَ القُذُفات. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فِي مَسْجِدٍ فِيهِ قُذُفات. والأَقْذَاف: كالقُذُفَات. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ لَا يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ فِيهِ قُذُفاتٌ ؛ هَكَذَا يُحَدِّثونه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قُذُفاتٌ صَحِيحٌ لأَنه جَمْعُ سَلَامَةٍ كغُرْفة وغُرُفات، وَجَمْعُ التَّكَسِيرِ قُذَفٌ كغُرَف، وكِلاهما قَدْ رُوِي، ورُوِي: فِي مَسْجِدٍ فِيهِ قِذَاف ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ جَمْعُ قُذْفَة، وَهِيَ الشُّرْفَة كبُرْمَةٍ وبِرام وبُرْقة وبِراقٍ، وَقَالَ الأَصمعي: إِنَّمَا هِيَ قُذَفٌ وأَصلها قُذْفَة، وَهِيَ الشُّرَف، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ لِصِحَّةِ الرِّوَايَةِ وَوُجُودِ النَّظِيرِ. وَنَاقَةٌ قِذَافٌ وقَذُوفٌ وقُذُفٌ: وَهِيَ الَّتِي تَتقدَّم مِنْ سُرْعتها وتَرمي بِنَفْسِهَا أَمام الإِبل فِي سَيْرِهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: جَعَلْتُ القِذَافَ لِلَيْلِ التَّمام ... إِلَى ابْنِ الوَليد أبانٍ سِبارا «2» قَالَ: جعلتُ نَاقَتِي هَذِهِ لِهَذَا اللَّيْلِ حَشْوًا. وَنَاقَةٌ قِذَافٌ ومُتَقَاذِفَةٌ: سَرِيعَةٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. وفرسٌ مُتَقَاذِفٌ: سَريع العَدْوِ. وسَير مُتَقَاذِفٌ: سَرِيعٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: بِحَيَّ هَلَا يُزْجونَ كلَّ مَطِيَّةٍ، ... أَمام المَطايا سَيرُها المُتَقَاذِفُ والقِذَافُ: سُرعة السَّير. والقَذُوف والقَذَّاف مِنَ القِسِيّ، كِلَاهُمَا: الْمُبْعِدُ السهمَ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ بَراء: ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ، ... وعاصِماً عَنْ مَنْعَةٍ قَذَّافِ ونِيَّةٌ قَذَفٌ، بِالتَّحْرِيكَ، وَفَلَاةٌ قَذَفٌ وقُذُفٌ أَيضاً مِثْلُ صَدَفٍ وصُدُف وطَنَفٍ وطُنُفٍ أَي بَعِيدَةُ تَقاذَفُ بمَنْ يَسْلُكها؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نِيَّة قَذَفٌ، بِالتَّحْرِيكَ، وَوَقَعَ فِي أُخرى نِيَّةٌ قَذَفٌ،

_ (2). قوله: إِلَى ابْنِ الْوَلِيدِ أبانٍ سبارا؛ هكذا في الأَصل.

بِالنُّونِ وَالْيَاءِ. ورَوْضُ القِذافِ: مَوْضِعٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَذاف الْمَاءُ الْقَلِيلُ. وَفِي الْمَثَلِ: نَزافِ نزافِ لَمْ يَبْقَ غيرُ قَذاف «1»، وَذَلِكَ لأَن امرأَة كَانَتْ تُحمَّق فأَتت عَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ فرأَت غَيْلَمةً فأَلْبَسَتها حُلِيَّهَا، فانْسابَتِ الغَيْلمة فِي الْبَحْرِ، فَقَالَتْ لِجَوَارِيهَا: نزافِ نزافِ أَي انْزِفْنَ الْبَحْرَ لَمْ يَبق غيرُ قَذافٍ أَي قَلِيلٍ. قرف: القِرْف: لِحاء الشَّجَرِ، وَاحِدَتُهُ قِرْفةٌ، وَجَمْعُ القِرْف قُروفٌ. والقُرافة: كالقِرْف. والقِرْف: القِشْر. والقِرْفة: القِشرة. والقِرفة: الطَّائِفَةُ مِنَ القِرْف، وَكُلُّ قِشْرٍ قِرف، بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قِرْف الرُّمَّانة وقِرف الخُبْز الَّذِي يُقْشَر وَيُبْقَى فِي التَّنُّور. وَقَوْلُهُمْ: تَرَكْتُه عَلَى مِثل مَقرِف الصَّمْغة وَهُوَ مَوْضِعُ القِرْف أَي مَقْشِر الصَّمْغَةِ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِهِمْ تَرَكْتُه عَلَى مِثل لَيْلَةِ الصَّدَر. وَيُقَالُ: صَبَغ ثَوْبَهُ بقِرْفِ السِّدْر أَي بقِشره؛ وقِرفُ كُلِّ شَجَرَةٍ: قِشرها. والقِرْفَة: دَوَاءٌ مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والقِرْف قِشْر شَجَرَةٍ طَيِّبَةِ الرِّيحِ يُوضَعُ فِي الدَّوَاءِ وَالطَّعَامِ، غَلَبَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ عَلَيْهَا غَلَبة الأَسماء لِشَرَفِهَا. والقِرْف مِنَ الخُبْز: مَا يُقْشر مِنْهُ. وقَرَفَ الشَّجَرَةَ يقرِفُها قَرْفاً: نَحَتَ قِرْفَها، وَكَذَلِكَ قَرَف القَرْحة فَتَقَرَّفَتْ أَي قَشَرَها، وَذَلِكَ إِذَا يبِسَتْ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: عُلالَتُنا فِي كُلِّ يومِ كريهةٍ ... بأَسْيافِنا، والقَرْحُ لَمْ يَتَقَرَّفِ أَي لَمْ يَعُلْهُ ذَلِكَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ: والجُرْحُ لَمْ يَتَقَرَّف وَالصَّحِيحُ مَا أَوردناه. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: إِذَا رأَيتموهم فاقْرِفوهم وَاقْتُلُوهُمْ ؛ هُوَ مِنْ قَرَفْتُ الشَّجَرَةَ إِذَا قَشَرْتَ لِحَاءَهَا. وقَرَفتُ جِلْدَ الرَّجُلِ إِذَا اقْتَلَعْته، أَراد استأْصلوهم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْبَادِيَةِ: مَتَى تَحِلُّ لَنَا المَيْتة؟ قَالَ: إِذَا وجَدْتَ قِرْف الأَرض فَلَا تَقْرَبْها ؛ أَراد مَا تَقْتَرِف مِنْ بَقْل الأَرض وعُروقه أَي تَقْتَلِع، وأَصلها أَخذ الْقِشْرِ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: مَا عَلَى أَحدكم إِذَا أَتى المسجدَ أَن يُخرج قِرْفَةَ أَنفه أَي قِشْرَته، يُرِيدُ المُخاط الْيَابِسَ الَّذِي لَزِق بِهِ أَي يُنَقّي أَنفه مِنْهُ. وتَقَرَّفَتِ القَرْحة أَي تقشَّرَت. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَرْف مَصْدَرُ قَرَفْتُ القَرْحة أَقرِفُها قَرْفاً إِذَا نَكَأْتَها. وَيُقَالُ للجُرح إِذَا تَقَشَّر: قَدْ تَقَرَّفَ، وَاسْمُ الجِلْدة القِرْفَة. والقَرْف: الأَديم الأَحمر كَأَنَّهُ قُرِفَ أَي قُشِرَ فبَدتْ حُمْرَتُه، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَحمر كالقَرْف؛ قَالَ: أَحْمر كالقَرْف وأَحْوى أَدْعَج وأَحمر قَرِفٌ: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَراك أَحمَرَ قَرِفاً ؛ القَرِف، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ كأَنه قُرِف أَي قُشِر. وقَرَفَ السِّدْرَ: قَشَرَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: اقْتَرِبوا قِرْفَ القِمَعْ يَعْنِي بالقِمَع قِمَع الوَطْب الَّذِي يُصَب فِيهِ اللَّبَنُ، وقِرْفُه مَا يَلْزَق بِهِ مِنْ وسَخ اللَّبَنِ، فأَراد أَنّ هَؤُلَاءِ الْمُخَاطَبِينَ أَوساخ وَنَصْبُهُ عَلَى النِّدَاءِ أَي يَا قِرْفَ القِمَع. وقَرف الذَّنْبَ وَغَيْرَهُ يَقْرِفُه قَرْفاً واقْتَرَفَه:

_ (1). قوله [لم يبق غير قذاف] كذا في الأصل بدون لفظة في البحر الواقعة في مادتي قدف وغرف.

اكتَسبه. والاقْتِرَاف: الِاكْتِسَابُ. اقْتَرَفَ أَي اكتَسب، واقْتَرَفَ ذَنْبًا أَي أَتاه وفَعَلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: رَجُلٌ قَرَف عَلَى نَفْسِهِ ذنُوباً أَي كَسَبَها. وَيُقَالُ: قَرَفَ الذنبَ واقْتَرَفَهُ إِذَا عَمِلَهُ. وقَارَفَ الذنبَ وغيرَه: داناهُ ولاصَقَهُ. وقَرَفَه بِكَذَا أَي أَضافه إِلَيْهِ واتَّهَمه بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ . واقْتَرَفَ المالَ: اقْتَناه. والقِرْفَة: الكَسْب. وَفُلَانٌ يَقْرِفُ لِعِيَالِهِ أَي يَكْسِب. وبَعير مُقْتَرَفٌ: وَهُوَ الَّذِي اشْتُرِيَ حَديثاً. وَإِبِلٌ مُقتَرَفَة ومُقْرَفَةٌ: مُسْتَجَدَّة. وقَرَفْتُ الرَّجُلَ أَي عِبْتُه. وَيُقَالُ: هُوَ يُقْرَفُ بِكَذَا أَي يُرْمى بِهِ ويُتَّهم، فَهُوَ مَقْرُوفٌ. وقَرَفَ الرجلَ بِسُوءٍ: رَمَاهُ، وقَرَفْته بِالشَّيْءِ فاقْتَرَفَ بِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَرَفْتُ الرجلَ بِالذَّنْبِ قَرْفاً إِذَا رَمَيْتَه. الأَصمعي: قَرَفَ عَلَيْهِ فَهُوَ يَقْرِفُ قَرْفاً إِذَا بَغى عَلَيْهِ. وقَرَفَ فلانٌ فُلَانًا إِذَا وَقَع فِيهِ، وأَصل القَرْف القَشْر. وقَرَفَ عَلَيْهِ قَرْفاً: كَذَبَ. وقَرَفَه بِالشَّيْءِ: اتَّهَمَهُ. والقِرْفَة: التُّهَمَة. وَفُلَانٌ قِرْفَتِي أَي تُهَمَتي، أَو هُوَ الَّذِي أَتَّهِمُه. وَبَنُو فُلَانٍ قِرْفَتِي أَي الَّذِينَ عِنْدَهُمْ أَظُنّ طَلِبَتي. وَيُقَالُ: سَلْ بَني فُلَانٍ عَنْ نَاقَتِكَ فَإِنَّهُمْ قِرْفَةٌ أَي تَجِدُ خَبَرَها عِنْدَهُمْ. وَيُقَالُ أَيضاً: هُوَ قَرَفٌ مِنْ ثَوْبي لِلَّذِي تَتَّهِمُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ لَا يأْخذ بالقَرَف أَي التُّهْمَةِ، وَالْجَمْعُ القِرَاف. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها بِي عَنْ قِرَافِي أَي عَنْ تُهَمَتي بِالْمُشَارَكَةِ فِي دَمِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ قَرَفٌ أَن يَفْعل وقَرِفٌ أَي خَلِيق، وَلَا يُقَالُ: مَا أَقْرَفَه وَلَا أَقْرِفْ بِهِ، وأَجازهما ابْنُ الأَعرابي عَلَى مِثْلِ هَذَا. وَرَجُلٌ قَرَفٌ مِنْ كَذَا وقَرَفٌ بِكَذَا أَي قَمِن؛ قَالَ: والمرءُ مَا دامَتْ حُشاشَتُه، ... قَرَفٌ مِنَ الحِدْثانِ والأَلَمِ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَا يُقَالُ قَرِفٌ وَلَا قَرِيفٌ. وقَرَفَ الشيءَ: خَلَطَهُ. والمُقَارَفَةُ والقِرَافُ: المخالَطة، وَالِاسْمُ القَرَف. وقَارَفَ فلانٌ الْخَطِيئَةَ أَي خَالَطَهَا. وقَارَفَ الشيءَ: دَاناه؛ وَلَا تَكُونُ المُقَارَفَةُ إِلَّا فِي الأَشياء الدَّنِيَّةِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وقِرَافُ مَنْ لَا يَسْتَفِيقُ دَعارَةً ... يُعْدي، كَمَا يُعْدي الصحيحَ الأَجْرَبُ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وقَارَفَتْ، وهْيَ لَمْ تَجْرَبْ، وباعَ لَهَا ... مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ أَي قارَبَتْ أَنْ تَجْرَب. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: إنْ كُنْتِ قَارَفْتِ ذَنْبًا فَتُوبِي إِلَى اللَّهِ ، وَهَذَا رَاجِعٌ إِلَى المُقاربة والمُداناة. وقَارَفَ الجَرَبُ البعيرَ قِرَافاً: دَانَاهُ شَيْءٌ مِنْهُ. والقَرَفُ: العَدْوى. وأَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ: أَعْداها. والقَرَف: مُقَارَفَة الوَباء. أَبو عَمْرٍو: القَرَف الوَباء، يُقَالُ: احذَر القَرَفَ فِي غَنَمِكَ. وَقَدِ اقْتَرَفَ فُلَانٌ مِنْ مَرَضِ آلِ فُلَانٍ، وَقَدْ أَقْرَفُوه إِقْرَافاً: وَهُوَ أَن يأْتيهم وَهُمْ مَرْضَى فيُصيبَه ذَلِكَ. وقَارَفَ فُلَانٌ الْغَنَمَ: رَعَى بالأَرض الْوَبِيئَةِ. والقَرَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: مُدَانَاةُ الْمَرَضِ. يُقَالُ: أَخْشى عَلَيْكَ القَرَف مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ قَرِف، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا شكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَباء أَرضهم، فَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَحوَّلوا فإن

مِنَ القَرَف التَّلَفَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: القَرَف مُلَابَسَةُ الدَّاءِ وَمُدَانَاةُ الْمَرَضِ، والتَّلَف الْهَلَاكُ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ العَدْوى وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ الطِّبِّ، فَإِنَّ اسْتِصْلَاحَ الْهَوَاءِ مِنْ أَعون الأَشياء عَلَى صِحَّةِ الأَبدان، وَفَسَادُ الْهَوَاءِ مِنْ أَسرع الأَشْياء إِلَى الأَسقام. والقِرْفَة: الهُجْنة. والمُقْرِفُ: الَّذِي دَانَى الهُجْنة مِنَ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ الَّذِي أُمه عَرَبِيَّةٌ وأَبوه لَيْسَ كَذَلِكَ لأَن الإِقْرَاف إِنَّمَا هُوَ مِنْ قِبَل الفَحْل، والهُجْنَة مِنْ قِبَل الأُم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَكِبَ فَرَسًا لأَبي طَلْحَةَ مُقْرِفاً ؛ المُقْرِفُ مِنَ الْخَيْلِ الهَجين وَهُوَ الَّذِي أُمه بِرْذَوْنةٌ وأَبوه عَربي، وَقِيلَ بالعكْس، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي دَانَى الْهُجْنَةَ مِنْ قِبَل أَبيه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي دَانَى الْهُجْنَةَ وقارَبَها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كتَبَ إِلَى أَبي مُوسَى فِي البَراذين: مَا قَارَفَ العِتاق مِنْهَا فَاجْعَلْ لَهُ سَهْمًا وَاحِدًا ، أَي قارَبَها وَدَانَاهَا. وأَقْرَفَ الرجلُ وَغَيْرُهُ: دَنا مِنَ الهُجْنَة. والمُقْرِف أَيضاً: النَّذْل؛ وَعَلَيْهِ وُجّه قَوْلِهِ: فَإِنْ يَكُ إقْرَافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ وَقَالُوا: مَا أَبْصَرَتْ عَيْني وَلَا أَقْرَفَتْ يَدِي أَي مَا دنَتْ مِنْهُ، وَلَا أَقْرَفْتُ لِذَلِكَ أَي مَا دانيتُه وَلَا خَالَطْتُ أَهله. وأَقْرَفَ لَهُ أَي دَانَاهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: نَتوج، وَلَمْ تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى لَهُ، ... إِذَا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها لَمْ تُقْرِفْ: لَمْ تُدانِ ما له مُنْية. والمُنْية: انتِظار لَقْح النَّاقَةِ مِنْ سَبْعَةِ أَيام إِلَى خمْسة عَشَر يَوْمًا. وَيُقَالُ: مَا أَقْرَفَتْ يَدِي شَيْئًا مِمَّا تَكرَه أَي مَا دانَت وَمَا قَارَفَتْ. ووَجْه مُقْرِفٌ: غيرُ حَسَن؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُريكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ، ... مَلْساءَ، لَيْسَ بِهَا خالٌ وَلَا نَدَبُ والمُقَارَفَة والقِراف: الْجِمَاعُ. وقَارَفَ امرأَته: جَامَعَهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إنْ كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لَيُصْبِح جُنُباً مِنْ قِرَافٍ غَيْرِ احْتِلَامٍ ثُمَّ يصومُ ، أَي مِنْ جِمَاعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي دَفْن أُم كُلثوم: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَمْ يُقَارِفْ أَهله اللَّيْلَةَ فليَدْخُل قبرَها. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذافة: قَالَتْ لَهُ أُمه: أَمِنْتَ أَن تَكُونَ أُمُّك قَارَفَتْ بَعْضَ مَا يُقَارِفُ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ ، أَرادت الزِّنَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِقْرَافٌ لِلذُّنُوبِ أَي كَثِيرُ الْمُبَاشَرَةِ لَهَا، ومِفْعالٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. والقَرْف: وِعاء مِنْ أَدَمٍ، وَقِيلَ: يُدبَغُ بالقِرْفَة أَي بقُشور الرُّمَّانِ ويُتَّخذ فِيهِ الخَلْع. وَهُوَ لَحْمٌ يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فِيهِ، وَجَمْعُهُ قُرُوف؛ قَالَ مُعقِّر بْنُ حِمار البارِقيّ: وذُبْيانيَّة وصَّت بَنِيهَا: ... بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ أَي عَلَيْكُمْ بالقَراطِف والقُرُوف فاغْنموها. وَفِي التَّهْذِيبِ: القَرْف شَيْءٌ مِنْ جُلود يُعمل فِيهِ الخَلْع، والخَلع: أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ بِشَحْمِهِ ثُمَّ تُجعل فِيهِ توابلُ ثُمَّ تُفْرغ فِي هَذَا الْجِلْدِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ كذَب الْقَرَاطِفُ وَالْقُرُوفُ قَالَ: القَرْف الأَديم، وَجَمْعُهُ قُرُوفٌ. أَبو عَمْرٍو: القُرُوف الأَدَم الحُمر، الْوَاحِدُ قَرْف. قَالَ: والقُرُوف والظُّروف بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِكُلِّ عَشْر مِنَ السَّرَايَا مَا

يَحْمِل القِرَافُ مِنَ التَّمْر ؛ القِرَاف: جَمْعُ قَرْف، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَهُوَ وِعاء مِنْ جِلْدٍ يُدْبَغ بالقِرْفة، وَهِيَ قُشُورُ الرُّمان. وقِرْفَةُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: أَلا أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي سُوَيدٍ، ... وقِرْفَةَ، حِينَ مالَ بِهِ الولاءُ وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَمْنَعُ مِنْ أُم قِرْفَة؛ هِيَ اسْمُ امرأَة. التَّهْذِيبُ: وَفِي الْحَدِيثِ أَن جَارِيَتَيْنِ كَانَتَا تُغَنِّيان بِمَا تَقَارَفَتْ بِهِ الأَنصارُ يَوْمَ بُعاثٍ ؛ هَكَذَا رُوي فِي بَعْضِ طُرُقِهِ. قرصف: ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ أَنه خَرَج عَلَى أَتانٍ وَعَلَيْهَا قَرْصَفٌ لَمْ يبْقَ مِنْهُ إِلَّا قَرْقَرُها ؛ القَرْصَف: الْقَطِيفَةُ، هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى بِالرَّاءِ، وَيُرْوَى بالواو. قرضف: ابْنُ الأَعرابي: القُرْضُوف الْقَاطِعُ، والقُرضُوف الْكَثِيرُ الأَكل. قرطف: القَرْطَفَة: القَطِيفة المُخْمَلة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بأَن كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُروفُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ قَطَفَ: القَرَاطِف فُرُش مُخْمَلة. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي فِي قَوْلِهِ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ: أَنه كَانَ مُتَدَثّراً فِي قَرْطَف ؛ هُوَ القَطِيفة التي لها خَمْل. قرعف: تَقَرْعَفَ الرَّجُلُ واقْرَعَفَّ وتَقَرفَع: تَقَبَّض. قرقف: القَرْقَفَة: الرِّعْدة، وَقَدْ قَرْقَفَه الْبَرْدُ مأْخوذ مِنَ الإِرْقاف، كرِّرت الْقَافُ فِي أَولها. وَيُقَالُ: إِنِّي لأُقَرْقِف مِنَ الْبَرْدِ أَي أُرْعَدُ. وَفِي حَدِيثِ أُم الدَّرْدَاءِ: كَانَ أَبو الدَّرْدَاءِ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَيَجِيءُ وَهُوَ يُقَرْقِف فأَضُمّه بَيْنَ فخِذَيّ ، أَي يُرْعَدُ مِنَ الْبَرْدِ. والقَرْقَف: الْمَاءُ الْبَارِدُ المُرْعِد. والقَرْقَف: الْخَمْرُ، وَهُوَ اسْمٌ لَهَا، قِيلَ: سُمِّيَتْ قَرْقَفاً لأَنها تُقَرْقِفُ شارِبَها أَي تُرْعِده، وأَنكر بَعْضُهُمْ أَنها تُقَرْقِفُ النَّاسَ. قَالَ اللَّيْثُ: القَرْقَف اسْمٌ لِلْخَمْرِ وَيُوصَفُ بِهِ الْمَاءُ الْبَارِدُ ذُو الصَّفَاءِ؛ وَقَالَ: وَلَا زَادَ إِلَّا فَضْلتانِ: سُلافةٌ، ... وأَبيضُ مِنْ مَاءِ الغمامةِ قَرْقَفُ أَراد بِهِ الْمَاءَ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُ اللَّيْثِ إِنَّهُ يُوصَفُ بالقَرْقَف الْمَاءُ الْبَارِدُ وهَم. وأَوهَمه بَيْتُ الْفَرَزْدَقِ، وَفِي الْبَيْتِ مُؤَخَّرٌ أُريد بِهِ التَّقْدِيمُ، وَذَلِكَ الَّذِي شَبّه عَلَى اللَّيْثِ، وَالْمَعْنَى فضْلتانِ سلافةٌ قَرْقَفٌ وأَبيضُ مِنْ مَاءِ الغَمامة. والقَرْقُوف: الدِّرهم، وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنه قَالَ: أَبيضُ قَرْقُوف، بِلَا شَعر وَلَا صُوفٍ، فِي الْبِلَادِ يَطوف؛ يَعْنِي الدِّرْهَمَ الأَبيض. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: وَفِي الْحَدِيثِ أَن الرَّجل إِذَا لَمْ يَغَرْ عَلَى أَهله بعَثَ اللَّهُ طَائِرًا يُقَالُ لَهُ القَرْقَفَنَّةُ فَيَقَعُ عَلَى مِشْريق بَابِهِ، وَلَوْ رأَى الرِّجالَ مَعَ أَهله لَمْ يُبْصِرهم وَلَمْ يُغَيِّر أَمرَهم. الْفَرَّاءُ: مِنْ نَادِرِ كَلَامِهِمُ القَرْقَفَنَّة الكَمَرَة. غَيْرُهُ: القَرْقَف طَيْرٌ صغار كأَنها الصِّعاء. قشف: القَشَفُ: قَذَر الْجِلْدِ. قَشِفَ يَقْشَفُ قَشَفًا وتَقَشَّفَ: لَمْ يَتَعَهَّد الغَسْل والنَّظافة، فَهُوَ قَشِفٌ. وَرَجُلٌ مُتَقَشِّف: تَارِكُ النَّظَافَةِ والتَّرَفُّه. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَى رَجُلًا قَشِفَ الْهَيْئَةِ أَي تَارِكًا لِلْغَسْلِ والتنْظِيف. وقَشِفَ قشَفاً لَا غَيْرَ: تَغَيَّر مِنْ تَلْوِيحِ الشَّمْسِ أَو الفَقْر. والقَشَفُ: يُبْس العَيْش، وَرَجُلٌ قَشِفٌ. وَقِيلَ: القَشَفُ رَثاثة الْهَيْئَةِ وسُوء الْحَالِ وَضِيقُ الْعَيْشِ. يُقَالُ: أَصابهم مِنَ الْعَيْشِ ضَفَفٌ

وحَفَف وقَشَفٌ، كُلُّ هَذَا مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ. والمُتَقَشِّف: الَّذِي يَتَبَلَّغ بِالْقُوتِ وبالمُرَقَّع. الْفَرَّاءُ: عامٌ أَقْشفُ أَقْشر شَدِيدٌ. قصف: القَصْف: الْكَسْرُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كَسَرَ القَناة وَنَحْوَهَا نِصفين. قَصَفَ الشيءَ يَقْصِفه قَصْفاً: كَسَرَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِف أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَلَا قَصَفُوا لَهُ قَناة أَي كَسَرُوا. وَقَدْ قَصِفَ قَصَفاً، فَهُوَ قَصِفٌ وقَصِيفٌ وأَقْصَفُ. وانْقَصَفَ وتَقَصَّفَ: انْكَسَرَ، وَقِيلَ: قَصِفَ انْكَسَرَ وَلَمْ يَبِن. وانْقَصَفَ: بَانَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَسْمَرٌ غيرُ مَجْلُوزٍ عَلَى قَصَفِ «2» وقَصَفَتِ الرِّيحُ السَّفِينَةَ. والأَقْصَفُ: لُغَةٌ فِي الأَقْصَم، وَهُوَ الَّذِي انْكَسَرَتْ ثَنِيّته مِنَ النِّصْفِ. وقَصِفَتْ ثنِيّتُه قَصَفاً، وَهِيَ قَصْفَاء: انْكَسَرَتْ عَرْضاً؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي نَعْرِفُهُ فِي الَّذِي انْكَسَرَتْ ثَنِيَّتُهُ مِنَ النِّصْفِ الأَقصم. والقَصْفُ: مَصْدَرُ قصَفْتُ العُود أَقْصِفُه قَصْفاً إِذَا كَسَرْتَهُ. وقَصِفَ العودُ يَقْصَف قَصَفاً، وَهُوَ أَقْصَفُ وقَصِفٌ إِذَا كَانَ خَوّاراً ضَعِيفاً، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ رَجُلٌ قَصِف سَرِيعُ الِانْكِسَارِ عَنِ النَّجْدةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ قَيس بْنِ رِفاعة: أُولو أَناةٍ وأَحْلامٍ إِذَا غَضِبُوا، ... لَا قَصِفُونَ وَلَا سُودٌ رَعابيبُ وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا خَلَوْا عَنْ شَيْءٍ فَترةً وخِذلاناً: انْقَصَفُوا عَنْهُ. وَرَجُلٌ قَصِفُ البَطن عَنِ الْجُوعِ: ضَعِيف عَنِ احْتِمَالِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرِيحٌ قَاصِف وقَاصِفَة: شَدِيدَةٌ تُكَسِّر مَا مرَّت بِهِ مِنَ الشَّجَرِ وَغَيْرِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: الرِّياحُ ثَمَانٍ: أَربعٌ عَذَابٌ وأَربع رَحْمَةٌ، فأَما الرَّحمة فالناشِراتُ والذَّارِياتُ والمُرْسَلاتُ والمُبَشِّرات، وأَما الْعَذَابُ فالعاصِفُ والقَاصِفُ وَهُمَا فِي الْبَحْرِ، والصَّرْصَر والعَقيمُ وَهُمَا فِي البرِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ ؛ أَي رِيحًا تَقْصِف الأَشياء تَكْسِرُها كَمَا تُقْصَف العِيدان وَغَيْرُهَا. وَثَوْبٌ قَصِيف: لَا عَرْض لَهُ. والقَصْفُ والقَصَفَة: هَدِيرُ الْبَعِيرِ وَهُوَ شِدَّةُ رُغائه. قَصَفَ البعيرُ يَقْصِفُ قَصْفاً وقُصُوفاً وقَصِيفاً: صَرَفَ أَنيابه وهَدر فِي الشِّقْشِقة. ورَعْدٌ قَاصِفٌ: شَدِيدُ الصَّوْتِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا بلَغ الرَّعد الْغَايَةَ فِي الشدَّة فَهُوَ القَاصِف، وَقَدْ قَصَفَ يَقْصِفُ قَصْفاً وقَصِيفاً. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وضَرْبه الْبَحْرَ: فانتَهى إِلَيْهِ وَلَهُ قَصِيف مَخافة أَن يَضْرِبه بعَصاه ، أَي صَوْتٌ هَائِلٌ يُشبه صَوْتَ الرَّعْد؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَعْد قَاصِف أَي شَدِيدٌ مُهْلك لِصَوْتِهِ. والقَصْف: اللَّهْو واللَّعِب، وَيُقَالُ: إِنَّهَا مُولَّدة. والقَصْفُ: الجَلَبة والإِعْلان بِاللَّهْوِ. وقَصَفَ عَلَيْنَا بالطَّعام يَقْصِفُ قَصْفاً: تابَعَ. ابْنُ الأَعرابي: القُصُوف الإِقامة فِي الأَكل وَالشُّرْبِ. والقَصْفَة: دَفْعة الْخَيْلِ عِنْدَ اللِّقاء. والقَصْفةُ: دَفْعة النَّاسِ وقَضَّتُهم وزَحْمتهم، وَقَدِ انْقَصَفوا، وَرُبَّمَا قَالُوهُ فِي الْمَاءِ. وقَصْفَة الْقَوْمِ: تَدافُعُهم وَازْدِحَامُهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ نَابِغَةُ بَنِي جَعدةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَنا وَالنَّبِيُّونَ فُرَّاطٌّ لقَاصِفِينَ، وَذَلِكَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُمُ الَّذِينَ يَزْدَحِمُونَ حَتَّى يَقْصِف بَعْضُهُمْ بَعْضًا، مِنَ القَصْف الكسرِ والدَّفْعِ الشديد، لفَرْط

_ (2). قوله [وأسمر إلخ] صدره كما في شرح القاموس: سيفي جريء وفرعي غير مؤتشب

الزِّحام؛ يُرِيدُ أَنهم يتقدَّمون الأُممَ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُمْ عَلَى إِثْرِهِمْ بِداراً مُتدافعين ومُزْدَحِمين. وَقَالَ غَيْرُهُ: الانْقِصَافُ الانْدِفاع. يُقَالُ: انْقَصَفُوا عَنْهُ إِذَا تَرَكُوهُ ومرُّوا؛ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَن النَّبِيِّينَ يَتَقَدَّمُونَ أُممهم فِي الْجَنَّةِ والأُمم عَلَى أَثرهم يُبَادِرُونَ دُخُولَهَا فيَقْصِفُ بعضُهم بَعْضًا أَي يَزْحَمُ بعضُهم بَعْضًا بِداراً إِلَيْهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَاهُ أَنا وَالنَّبِيُّونَ مُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّفَاعَةِ كَثِيرِينَ مُتَدَافِعِينَ مُزْدَحِمين. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ قَصْفَة الناسِ أَي دَفْعَتهم وزَحْمتَهم؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كقَصْفَةِ الناسِ مِنَ المُحْرَنْجِمِ وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لما يَهُمُّني مِنِ انْقِصَافِهِم عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شفاعَتي ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي أَنّ اسْتِسْعادَهم بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وأَن يَتِمَّ لَهُمْ ذَلِكَ أَهمُّ عِنْدِي مِنْ أَن أَبلغ أَنا مَنْزِلَةَ الشَّافِعِينَ المُشَفَّعين، لأَن قَبُولَ شَفَاعَتِهِ كَرَامَةٌ لَهُ، فَوُصُولُهُمْ إِلَى مُبْتَغَاهُمْ آثَرُ عِنْدَهُ مِنْ نَيل هَذِهِ الْكَرَامَةِ لفَرْط شفَقته، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى أُمته. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يُصَلِّي ويَقرأُ الْقُرْآنَ فتَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وأَبناؤهم أَي يَزْدَحِمون. وَفِي حَدِيثِ الْيَهُودِيِّ: لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: تَرَكْتُ بَنِي قَيْلة يَتَقَاصَفُون عَلَى رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنه نَبِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَيَّبَتْني هُود وأَخواتُها قَصَّفْن عليَّ الأُمم أَي ذُكر لِي فِيهَا هَلَاكُ الأُمم وقُصَّ عليَّ فِيهَا أَخبارهم حَتَّى تَقَاصَفَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ، كأَنَّها ازْدَحَمَتْ بِتتابُعها. وَرَجُلٌ صَلِفٌ قَصِفٌ: كأَنه يُدافع بِالشَّرِّ. وانْقَصَفُوا عَلَيْهِ: تتابَعُوا. والقَصْفَةُ: رِقَّةٌ تَخْرُجُ فِي الأَرْطى، وَجَمْعُهَا قَصْفٌ، وَقَدْ أَقْصَفَ، وَقِيلَ: القَصْفَة قِطعة مِنْ رَمْلٍ تَتَقَصَّفُ مِنْ مِعْظَمِه؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَالْجَمْعُ قَصْف وقُصْفانٌ مِثْلَ تَمْرة وتَمْر وتُمْران، والقَصْفَة: مِرْقاة الدَّرَجَةِ مِثْلُ القَصْمة، وَتُسَمَّى المرأَة الضَّخْمة القِصَاف. وَفِي الْحَدِيثِ: خَرَجَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى صَعْدةٍ يَتْبَعُهَا حُذاقيٌّ عَلَيْهَا قَوْصَفٌ لَمْ يَبق مِنْهُ إِلَّا قَرْقَرُها ؛ قَالَ: والصَّعْدة الأَتانُ، والحُذاقيُّ الجَحْش، والقَوصَفُ القَطِيفة، والقَرْقر ظَهْرُهَا. والقَصِيف: هَشيم الشَّجَرِ. والتَّقَصُّفُ: التكسُّر. وَيُقَالُ: قَصِفَ النبْتُ يَقْصَفُ قَصَفاً، فَهُوَ قَصِفٌ إِذَا طَالَ حَتَّى انْحَنَى مِنْ طُوله؛ قَالَ لَبِيدٍ: حَتَّى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ ... قَصِفٍ، كأَلوان الرِّجال، عَميم أَي نَبْتٍ فاخِر. والبَرْدِيُّ إِذَا طَالَ يُقَالُ لَهُ القَصِيفُ. وبنو قِصَافٍ: بطن. قضف: القَضَافَةُ: قِلَّة اللَّحْمِ. والقَضَفُ: الدِّقة. والقَضِيفُ: الدَّقيق الْعَظْمِ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ قُضَفَاء وقِضَاف. وَقَدْ قَضُفَ، بِالضَّمِّ: يَقْضُفُ قَضَافَة وقَضَفاً، فَهُوَ قَضِيف أَي نَحِيف. وَقَدْ جَاءَ القَضَفُ فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: بينَ شُكولِ النِّسَاءِ خِلْقَتُها ... قَصْد، فَلَا جَبْلة وَلَا قَضَفُ وَجَارِيَةٌ قَضِيفَة إِذَا كَانَتْ مَمْشوقة، وَجَمْعُهَا قِضَاف.

والقَضَفَةُ: أَكمة كأَنها حَجَرٌ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ قَضَفٌ وقِضَاف وقِضْفَان وقُضْفَانٌ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الزَّائِدِ. قَالَ: والقِضاف لَا يَخْرُجُ سَيْلُهَا مِنْ بَيْنِهَا. الأَصمعي: القِضْفَانُ والقُضْفَان أَماكن مُرْتَفِعَةٌ بَيْنَ الْحِجَارَةِ وَالطِّينِ، وَاحِدَتُهَا قَضَفَة. ابْنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي خَيْرة: القَضَفُ آكامٌ صِغار يَسيل الْمَاءُ بَيْنَهَا وَهِيَ فِي مُطْمئن مِنَ الأَرض وَعَلَى جِرَفة الْوَادِي، الْوَاحِدَةُ قَضَفَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغَرَّقَتْ ... جَواريه جُذْعانَ القِضَافِ البَراتِكِ قَالَ: الجُذْعانُ الصِّغَارُ والبَراتِك الصِّغَارُ. وَقَالَ أَبو خَيرة: القَضَفَة أَكمة صَغِيرَةٌ بَيْضَاءُ كأَن حِجَارَتَهَا الجِرْجِسُ، وَهِيَ هَناة أَصغر مِنَ البَعُوض، والجِرْجِسُ يُقَالُ لَهُ الطَّيْرُ الأَبيض كأَنه الجَصُّ بَيَاضًا؛ قَالَ الأَزهري: حَكَى ذَلِكَ كُلُّهُ شَمِرٌ فِيمَا قرأَت بِخَطِّهِ، والقِضَفَةُ: قِطعة مِنَ الرَّمْلِ تَنْكَسِرُ مِنْ مُعْظمه. والقَضَفَة: القَطاة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَهُ أَبو مَالِكٍ، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ ذلك أَحد سواه. قطف: قطَف الشيءَ يَقْطِفُه قَطْفاً وقَطفاناً وقَطَافاً وقِطَافاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: قَطعه. والقِطْف: مَا قُطِف مِنَ الثَّمَرِ، وَهُوَ أَيضاً العُنْقود سَاعَةَ يُقْطَف. والقِطْف: اسْمُ الثِّمَارِ الْمَقْطُوفَةِ، وَالْجَمْعُ قُطوف، والقِطْف، بِالْكَسْرِ: العُنْقود، وَبِجَمْعِهِ جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ قَالَ سُبْحَانَهُ: قُطُوفُها دانِيَةٌ ؛ أَي ثِمَارُهَا قَرِيبَةُ التَّنَاوُلِ يَقْطِفها الْقَاعِدُ وَالْقَائِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَجْتَمِعُ النفَر عَلَى القِطف فيُشبِعهم ؛ القِطْف، بِالْكَسْرِ: الْعُنْقُودُ، وَهُوَ اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُقْطَف كالذِّبْح والطِّحْن وَيُجْمَعُ عَلَى قِطَاف وقُطُوف، وأَكثر الْمُحَدِّثِينَ يَرْوُونَهُ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَإِنَّمَا هُوَ بِالْكَسْرِ. والقَطَاف والقِطَاف: أَوانُ قَطْفِ الثَّمَرِ، التَّهْذِيبُ: القِطَافُ اسْمُ وَقْتِ القَطْف. قال الْحَجَّاجُ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَرى رؤوساً قَدْ أَينعت وَحَانَ قِطافها؛ قَالَ الأَزهري: القِطاف اسْمُ وَقْتِ القَطف، قَالَ: والقَطَاف، بِالْفَتْحِ، جَائِزٌ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ أَيضاً، وقال: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ القِطَاف مَصْدَرًا. وأَقْطَفَ العِنْبُ: حَانَ أَن يُقْطَف. وأَقْطَفَ الْقَوْمُ: آنَ قِطافُ كُرومهم، وأَجْززوا مِنَ الجَزاز فِي النَّخْلِ إِذَا أَصْرَمُوا. وأَقْطَفَ الكَرْمُ: دَنا قِطافه. التَّهْذِيبُ: القَطْف قَطعُك العِنب، وكلُّ شَيْءٍ تَقطعه عَنْ شَيْءٍ، فَقَدْ قطَفْته حَتَّى الْجَرَادَ تَقْطِف رؤوسها. والمِقْطَف: المِنْجَل الَّذِي يُقْطف بِهِ. والمِقْطَفُ: أَصل العُنقود. وقُطَافَة الشَّجَرِ: مَا قُطِفَ مِنْهُ: والقُطَافَة، بِالضَّمِّ: مَا يَسْقُطُ مِنَ الْعِنَبِ إِذَا قُطِف كالجُرامة مِنَ التَّمْرِ. ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ: يَقْذِفون فِيهِ مِنَ القَطِيف ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَديفون القَطِيف : المَقطوف مِنَ الثَّمَرِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والقَطفُ فِي الْوَافِرِ: حَذْفُ حَرْفَيْنِ مِنْ آخِرِ الجُزْء وَتَسْكِينُ مَا قبلها كَحَذْفِكَ تُن مِنْ مُفَاعَلَتُنْ وَتَسْكِينِ اللَّامِ فَيَبْقَى مُفَاعَلْ فَيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيعِ إِلَى فَعُولُنْ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي عَرُوضٍ أَو ضَرْبٍ، وَلَيْسَ هَذَا بِحَادِثٍ لِلزِّحَافِ، إِنَّمَا هُوَ الْمُسْتَعْمَلُ فِي عَرُوضِ الْوَافِرِ وَضَرْبِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ مَقْطُوفاً لأَنك قَطَفْتَ الْحَرْفَيْنِ وَمَعَهُمَا حَرَكَةٌ قَبْلَهُمَا، فَصَارَ نَحْوَ الثَّمَرَةِ الَّتِي تَقْطَعُهَا فيَعْلق بِهَا شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرَةِ.

والقَطِيفَةُ: القَرْطفةُ، وَجَمْعُهَا القَطَائِفُ، والقراطِف «1» فُرش مُخْمَلَة. والقَطِيفَة: دِثار مُخْمل، وَقِيلَ: كِسَاءٌ لَهُ خَمْل، وَالْجَمْعُ القَطَائِفُ، وقُطُف مِثْلُ صَحيفة وصُحُف كأَنها جَمْعُ قَطيف وصَحِيف. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعِس عَبْدُ القَطيفة ؛ هِيَ كِسَاءٌ لَهُ خَمْل، أَي الَّذِي يَعمل لَهَا ويَهْتَمّ بِتَحْصِيلِهَا؛ وَمِنْهُ القَطَائِف الَّتِي تُؤْكَلُ. التَّهْذِيبُ: القَطَائِف طَعَامٌ يُسَوَّى مِنَ الدَّقِيقِ المُرَقِّ بِالْمَاءِ، شُبِّهَتْ بخَمْل القَطَائِف الَّتِي تُفْترش. والقَطُوف مِنَ الدَّواب: الْبَطِيءُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ الضّيِّق المشْي. وقَطَفَت الدَّابَّةُ تَقْطِف قَطْفاً وتَقْطُفُ قِطَافاً وقُطُوفاً وقَطُفَتْ، وَهِيَ قَطُوف: أَساءَتِ السَّيرَ وأَبطأَت، وَالْجَمْعُ قُطُفٌ، وَالِاسْمُ القِطَاف؛ وَمِنْهُ قَوْلَ زُهَيْرٍ: بآرِزَةِ الفَقارةِ لَمْ يَخُنْها ... قِطَافٌ فِي الرِّكَابِ، وَلَا خِلاء التَّهْذِيبُ: والقِطَافُ مَصْدَرُ القَطُوف مِنَ الدَّوَابِّ، وَهُوَ المتقارِب الخَطو البطِيء. وفَرس قَطُوف: يَقْطِف فِي عَدْوه، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الإِنسان؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَمْسَى غُلامْي كَسِلًا قَطُوفا، ... مُوَصَّباً تَحْسَبُه مَجُوفا وأَقْطَفَ الرَّجُلُ وَالْقَوْمُ إِذَا كَانَتْ دابَّته أَو دوابُّهم قُطُفاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جَرَادًا: كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، ... إِذَا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْه تَرنِيمُ بَرَدَاهُ: جَناحاه؛ يَقُولُ: تَضْرِبُ رِجْلاه جناحَيه فَيُسْمَعُ لَهُمَا صُوَيْتٌ كأَنه تَرْنيم. والقَطْفُ: ضَرْبٌ مِنْ مَشْيِ الْخَيْلِ، وَفَرَسٌ قَطُوف. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَبَيْنَا أَنا عَلَى جَمَلِي أَسِير وَكَانَ جَمَلِي فِيهِ قِطَاف ، وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَى جَمَلٍ لِي قَطُوفٍ ؛ القِطافُ: تقارُب الخَطْو فِي سُرْعة مِنَ القَطف وَهُوَ القَطع؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: رَكِب عَلَى فَرَسٍ لأَبي طَلحَة تَقْطُف ، وَفِي رِوَايَةٍ: قَطُوفٍ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَقْطَفُ القومِ دَابَّةَ أَمِيرُهم أَي أَنهم يَسِيرُونَ بسَيْر دابَّته فيَتَّبعُونه كَمَا يُتَّبع الأَمير. والقَطْف: الخَدْشُ، وَجَمْعُهُ قُطُوفٌ. قَطَفَه يَقْطِفُه قَطْفاً وقَطَّفَه: خدَشه؛ قَالَ حَاتِمٌ: سِلاحُك مَرْقَى فَمَا أَنت ضائرٌ ... عَدُوًّا، ولكنْ وَجْه مَوْلَاكَ تَقْطِفُ «2» وأَنشد الأَزهري: وهنَّ إِذَا أَبْصَرْنه مُتَبَذِّلًا، ... خَمَشْنَ وُجُوهاً حُرَّةً لَمْ تُقَطَّف أَي لَمْ تُخَدَّش. وقَطَّفَ الماءَ فِي الخَمْر: قطَّره؛ قَالَ جرانُ العَوْد: ونِلنا سُقاطاً مِن حَدِيثٍ كأَنه ... جَنَى النحلِ، فِي أَبْكارِ عُودٍ تُقَطَّفُ والقِطْفَةُ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَإِسْكَانِ الطَّاءِ، مِنَ السُّطَّاح: وَهِيَ بَقْلَةٌ رِبْعِية تسْلَنْطِح وتَطولُ وَلَهَا شَوْكٌ كالحَسَك، وجَوْفُه أَحْمر وَوَرَقُهُ أَغْبر. والقَطَفُ: بقْلة، وَاحِدَتُهَا قَطَفَةٌ. والقَطْفُ:

_ (1). قوله [وجمعها القَطَائِف والقراطف إلى قوله وفي الحديث] كذا بالأصل. (2). قوله [مرقى] كذا في الأصل براء، والذي في شرح القاموس بواو، وَوَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ همزها.

نَبَاتٌ رَخْص عَرِيض الورَق يُطْبَخُ، الْوَاحِدَةُ قَطفة، يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ سَرْنك، كَذَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ القَطْف، بِالتَّسْكِينِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ القَطف، بِفَتْحِ الطَّاءِ، الْوَاحِدَةُ قَطَفَة، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ قَطَفَة. والقَطَفُ: ضَرب مِنَ العِضاه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَطَف مِنْ شَجَرِ الْجَبَلِ وَهُوَ مِثْلُ شَجَرِ الإِجّاص فِي القَدْر، وَرَقَتُهُ خَضْراء مُعْرَضَّة حَمْرَاءُ الأَطراف خَشْناء، وَخَشَبُهُ صُلب مَتِينٌ. وقَطِيفٌ والقَطِيف جَمِيعًا: قَرْيَةٌ بِالْبَحْرَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: القَطِيفُ اسْمُ موضع. قعف: القَعْفُ: شِدَّةُ الوَطْء واجْترافُ التُّرَابِ بِالْقَوَائِمِ، قَعَفَ يَقْعَفُ قَعْفاً؛ قَالَ: يَقْعَفْنَ باعاً، كفَراش الغِضْرِمِ، ... مَظْلُومةً، وضاحِياً لَمْ يُظْلَمِ الغِضْرم: الْمَاءُ. وقَعَفَ مَا فِي الإِناء: أَخذ جَمِيعَهُ واشْتَفَّه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَعْفُ لُغَةٌ فِي القَحْف، وَهُوَ اشْتِفافُك مَا فِي الإِناء أَجمع. والقَاعِفُ مِنَ الْمَطَرِ: الشديدُ مِثْلُ القاحِف. وسَيْل جُحاف وقُعاف وجُراف وقُحاف بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وقَعَفَ المطرُ الْحِجَارَةَ يَقْعَفُها: أَخذها بِشِدَّتِهِ وجَرفها. وَسَيْلٌ قُعَاف: كَثِيرُ الْمَاءِ يَذْهَبُ بِمَا يَمُرُّ بِهِ. وانْقَعَف الشَّيْءُ: انقَلَع مِنْ أَصله. وقَعَفْتُ النَّخْلَةَ: اقْتَلَعْتها مِنْ أَصلها. أَبو عُبَيْدٍ: انْقَعَفَ الجُرُف إِذَا انهارَ وانْقَعر؛ وأَنشد: واقْتَعَفَ الجَلْمةَ مِنْهَا واقْتَثَثْ، ... فَإِنَّمَا تَقدَحُها لِمَنْ يَرِثْ «1» قَوْلُهُ مِنْهَا أَي مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؛ اقْتَعَفَ الجَلْمة أَي اقْتَلِعِ اللَّحْمَ بجُمْلته، وَقَوْلُهُ اقتَثَثَ أَي اجْتَثَّ، يُقَالُ: اقْتُثَّ واجْتُثَّ إِذَا قُلِعَ مِنْ أَصله، وانْقَعَصَ وانْقَعَفَ وانْغَرَفَ إِذَا مَاتَ. والقَعْفُ: السُّقوط فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: القَعْف سُقوط الْحَائِطِ. انْقَعَفَ الحائطُ: انقلَع مِنْ أَصله؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: شُدَّا عليَّ سُرَّتي لَا تَنْقَعِفْ، ... إِذَا مَشَيْتُ مِشْيةَ العَوْدِ النَّطِفْ قفف: القُفَّة: الزَّبيل، والقُفَّة: قَرعة يَابِسَةٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: كهيْئةِ القَرْعَة تُتَّخذ مِنْ خُوصٍ وَنَحْوِهِ تَجْعَلُ فِيهَا المرأَةُ قُطنها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ القُفَّة القَرعة الْيَابِسَةُ لِلرَّاجِزِ: رُبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ ... تَمْشي بخُفٍّ، مَعَهَا هِرْشَفَّهْ وَيُرْوَى كالكُفّه. وَيُرْوَى: تَحْمِلُ خُفًّا ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍةَ: القُفْعة مِثْلُ القُفَّة مِنَ الْخُوصِ. قَالَ الأَزهري: ورأَيت الأَعراب يَقُولُونَ القُفعة القُفَّة وَيَجْعَلُونَ لَهَا مَعاليق يُعَلّقونها بِهَا مِنْ آخِرَةِ الرَّحْلِ، يُلْقِي الرَّاكِبُ فِيهَا زَادَهُ وَتَمْرَهُ، وَهِيَ مُدوَّرة كالقَرْعة، وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: وضَعي قُفَّتَكَ ؛ القُفَّة: شِبْهُ زَبيل صَغِيرٍ مِنْ خُوصٍ يُجْتَنى فِيهِ الرُّطب وتضَع فِيهِ النِّسَاءُ غَزْلَهُنَّ وَيُشَبَّهُ بِهِ الشَّيْخُ وَالْعَجُوزُ. والقُفَّة: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ. وَقِيلَ: القُفَّة الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الْقَصِيرُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ شَيْخٌ كالقُفَّة وَعَجُوزٌ كالقُفَّةِ؛ وأَنشد: كلُّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّهْ واسْتَقَفَّ الشَّيْخُ: تَقَبَّض وَانْضَمَّ وَتَشَنَّجَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ رَقِيقَةَ: فأَصْبَحْتُ مَذْعورة وقد قَفَ

_ (1). قوله [تقدحها] كذا في الأصل بقاف، والذي في شرح القاموس: تكدحها بكاف.

جِلْدِي أَي تَقَبَّض كأَنه يَبس وتَشَنَّج، وَقِيلَ: أَرادت قَفَّ شَعْرِي فَقَامَ مِنَ الفزَع؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِشَيْءٍ قَفَّ لَهُ شَعْرِي. والقُفَّة: الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ الْبَالِيَةُ، يُقَالُ: كَبِرَ حَتَّى صَارَ كأَنه قُفّة. الأَزهري: القُفَّة شَجَرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ تَرْتَفِعُ عَنِ الأَرض قَدْرَ شِبْرٍ وَتَيْبَسُ فَيُشَبَّهُ بِهَا الشَّيْخُ إِذَا عَسَا فَيُقَالُ: كأَنه قُفَّة. وَرُوِيَ عَنْ أَبي رَجاء العُطارِديّ أَنه قَالَ: يأْتونني فيَحْمِلونني كأَنني قُفَّة حَتَّى يَضَعُوني فِي مَقام الإِمام، فأَقرأُ بِهِمُ الثَّلَاثِينَ والأَربعين فِي رَكْعَةٍ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: كَبِرَ حَتَّى صَارَ كأَنه قُفَّة أَي شَجَرَةٌ بَالِيَةٌ يَابِسَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يُشَبَّهَ الشَّيْخُ بقُفَّةِ الْخُوصِ. وَحَكَى ابْنُ الأَثير: القَفَّة الشَّجَرَةُ، بِالْفَتْحِ، والقُفَّة: الزَّبيل، بِالضَّمِّ. وقَفَّتِ الأَرض تَقِفُّ قَفّاً وقُفوفاً: يَبِسَ بَقْلُهَا، وَكَذَلِكَ قَفَّ البَقل. والقَفُّ والقَفِيفُ: مَا يَبِسَ مِنَ الْبَقْلِ وَسَائِرِ النَّبْتِ، وَقِيلَ مَا تَمَّ يُبْسُهُ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ وَذُكُورِهَا؛ قَالَ: صافَتْ يَبيساً وقَفِيفاً تَلْهَمُهْ وَقِيلَ: لَا يَكُونُ القَفُّ إِلَّا مِنَ البقْل والقَفْعاء، وَاخْتَلَفُوا فِي الْقَفْعَاءِ فَبَعْضٌ يبَقِّلها وَبَعْضٌ يُعَشِّبُها؛ وكلُّ مَا يَبِسَ فَقَدْ قَفَّ. وَقَالَ الأَصمعي: قَفَّ العُشب إِذَا اشْتَدَّ يُبْسه. يُقَالُ الإِبل فِيمَا شَاءَتْ مِنْ جَفيف وقَفِيف. الأَزهري: القَفّ، بِفَتْحِ الْقَافِ، مَا يَبس مِنَ البُقول وَتَنَاثَرَ حَبُّهُ وَوَرَقُهُ فَالْمَالُ يَرْعَاهُ ويَسْمَنُ عَلَيْهِ، يُقَالُ: لَهُ القَفّ والقَفِيف والقَمِيم. وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ إِذَا جَفَّ بَعْدَ الغَسل: قَدْ قَفَّ قُفُوفاً. أَبو حَنِيفَةَ: أَقَفَّتِ السائمةُ وَجَدَتِ الْمَرَاعِيَ يَابِسَةً، وأَقَفَّتْ عينُ الْمَرِيضِ إِقْفَافاً وَالْبَاكِي: ذَهَبَ دمعُها وَارْتَفَعَ سَوَادُهَا. وأَقَفَّتِ الدَّجَاجَةُ إِقْفَافاً، وَهِيَ مُقِفٌّ: انْقَطَعَ بَيْضُهَا، وَقِيلَ: جَمَعت الْبَيْضَ فِي بَطْنِهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَقَفَّتِ الدَّجَاجَةُ إِذَا أَقطعت وَانْقَطَعَ بَيْضُهَا. والقَفَّة مِنَ الرِّجَالِ، بِفَتْحِ الْقَافِ: الصَّغِيرُ الجُثَّة الْقَلِيلُ. والقُفَّة: الرِّعدة، وَعَلَيْهِ قُفَّةٌ أَي رِعدة وقُشَعْريرة. وقَفَّ يَقِفُّ قُفُوفاً: أَرْعَدَ واقْشَعَرَّ. وقَفَّ شَعْرِي أَي قَامَ مِنَ الفزَع. الْفَرَّاءُ: قَفَّ جِلْدُهُ يَقِفُّ قُفُوفاً يُرِيدُ اقْشَعَرَّ؛ وأَنشد: وَإِنِّي لَتَعْرُوني لذِكْراكِ قُفَّةٌ، ... كَمَا انْتَفَضَ العُصعفُور مِنْ سَبَل القَطْرِ وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْف: فأَخذته قَفْقَفَة أَي رِعْدة. يُقَالُ: تَقَفْقَفَ مِنَ البَرد إِذَا انْضَمَّ وَارْتَعَدَ. وقُفُّ الشَّيْءِ: ظَهْرُه. والقُفَّة والقُفُّ: مَا ارْتَفَعَ مِنْ مُتون الأَرض وصلُبت حِجَارَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ كَالْغَبِيطِ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ النَشْزَيْن وَهُوَ مَكْرَمة، وَقِيلَ: القُفُّ أَغلظ مِنَ الجَرْم والحَزْن، وَقَالَ شَمِرٌ: القُفُّ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وَغَلُظَ وَلَمْ يَبْلُغْ أَن يَكُونَ جَبَلًا. والقَفْقَفَة: الرِّعدة مِنْ حُمَّى أَو غَضَبٍ أَو نَحْوِهِ، وَقِيلَ: هِيَ الرِّعْدة مَغْمُوماً، وَقَدْ تَقَفْقَفَ وقَفْقَفَ؛ قَالَ: نِعْمَ ضَجِيعُ الْفَتَى، إِذَا بَرَدَ الليلُ ... سُحَيْراً، فقَفْقَفَ الصُّرَدُ وسُمع لَهُ قَفْقَفَةٌ إِذَا تَطَهّر فسُمع لأَضراسه تَقَعْقُع مِنَ الْبَرْدِ. وَفِي حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ أَخذته قَفْقَفَةٌ ؛ اللَّيْثُ: القَفقفة اضْطِرَابُ الْحَنَكَيْنِ واصْطِكاك الأَسْنان مِنَ الصرْدِ أَو مِنْ

نافِضِ الحُمَّى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: قَفْقَاف أَلحِي الواعِساتِ العُمَّه «2» الأَصمعي: تَقَفْقَف مِنَ الْبَرْدِ وتَرَفْرف بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القُفَّة رِعْدة تأْخذ مِنَ الحُمَّى. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: القُفُّ حِجَارَةٌ غاصٌّ بعضُها بِبَعْضٍ مُترادِف بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ حُمْرٌ لَا يُخَالِطُهَا مِنَ اللِّين وَالسُّهُولَةِ شَيْءٌ، وَهُوَ جَبَلٌ غَيْرُ أَنه لَيْسَ بِطَوِيلٍ فِي السَّمَاءِ فِيهِ إِشْرَافٌ عَلَى مَا حَوْلَهُ، وَمَا أَشرف مِنْهُ عَلَى الأَرض حِجَارَةٌ، تَحْتَ الْحِجَارَةِ أَيضاً حِجَارَةٌ، وَلَا تُلْقَى قُفّاً إِلَّا وَفِيهِ حِجَارَةٌ متقلِّعةٌ عِظام مِثْلَ الإِبل البُروك وأَعْظم وصِغار، قَالَ: ورُبّ قُفّ حِجَارَتُهُ فَنَادِيرُ أَمثال الْبُيُوتِ، قَالَ: وَيَكُونُ فِي القُفِّ رِياض وَقِيعَانٌ، فَالرَّوْضَةُ حِينَئِذٍ مِنَ الْقُفِّ الَّذِي هِيَ فِيهِ وَلَوْ ذهبْت تَحْفِرُ فِيهِ لغَلبتك كَثْرَةُ حِجَارَتِهَا، وَهِيَ إِذَا رأَيتها رأَيتها طِينًا وَهِيَ تُنبت وتُعشِب، قَالَ: وَإِنَّمَا قُفُّ القفِّ حِجَارَتُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وقُفّ أَقْفَافٍ ورَمْلٍ بَحْوَنِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وقِفَافُ الصَّمَّانِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ، وَهِيَ بِلَادٌ عَرِيضَةٌ واسِعة فِيهَا رِياض وقِيعان وسُلْقان كَثِيرَةٌ، وَإِذَا أَخصبت رَبَّعت الْعَرَبُ جَمِيعًا لسعَتها وَكَثْرَةِ عُشب قِيعانها، وَهِيَ مِنْ حُزون نَجْدٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رأْس الْبِئْرِ وَقَدْ تَوَسَّط قُفّها ؛ قُفُّ الْبِئْرِ: هُوَ الدَّكَّة الَّتِي تُجْعل حَوْلَهَا. وأَصل القُفِّ مَا غلُظ مِنَ الأَرض وَارْتَفَعَ، أَو هُوَ مِنَ القَفِّ الْيَابِسِ لأَنَّ مَا ارْتَفَعَ حَوْلَ الْبِئْرِ يَكُونُ يَابِسًا فِي الْغَالِبِ. والقُفّ أَيضاً: وادٍ مِنْ أَودية الْمَدِينَةِ عَلَيْهِ مَالٌ لأَهلها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: أُعيذك بِاللَّهِ أَن تَنْزِلَ وَادِيًا فتدَع أَوله يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُ أَي يَيْبَس، وَقِيلَ: القُفُّ آكَامٌ ومَخارِمُ وبِراق، وَجَمْعُهُ قِفَاف وأَقْفَاف؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ فِي بَابِ مَعْدُولِ النَّسَبِ الَّذِي يَجِيءُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: إِذَا نَسَبْتَ إِلَى قِفَاف قُلْتَ قُفِّيٌّ، فَإِنْ كَانَ عَنَى جَمْعَ قُفّ فَلَيْسَ مِنْ شَاذِ النِّسَبِ إِلَّا أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ اسْمَ مَوْضِعٍ أَو رَجُلٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ إِذَا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ قِفافي لأَنه لَيْسَ بِجَمْعٍ فَيُرَدُّ إِلَى وَاحِدٍ لِلنَّسَبِ. والقِفَّةُ، بِالْكَسْرِ: أَوَّل مَا يَخْرُجُ مِنَ بَطْنِ الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ: اللَّيْثُ: القُفَّة بُنّة الفأْس؛ قَالَ الأَزهري: بُنّة الفأْس أَصلها الَّذِي فِيهِ خُرْتها الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ فَعَّالها، وَالْقُفَّةُ: الأَرنب؛ عَنْ كُرَاعٍ،. وقَيْسُ قُفَّةَ: لَقَبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يَكُونُ فِي قُفَّةَ التَّنْوِينُ لأَنك أَردت الْمَعْرِفَةَ الَّتِي أَردتها حِينَ قُلْتَ قَيْسُ، فَلَوْ نَوَّنْتَ قُفَّة كَانَ الِاسْمُ نَكِرَةً كأَنك قُلْتَ قُفَّة مَعْرِفَةٌ ثُمَّ لَصقت قَيْسًا إِلَيْهَا بَعْدَ تَعْرِيفِهَا. والقُفَّانِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ البُرْجميّ: خَرَجْنا مِنَ القُفَّينِ، لَا حَيّ مِثْلنا، ... بِآيَتِنَا نُزْجي اللِّقاح المَطافِلا والقَفَّانُ: الْجَمَاعَةُ. وقَفَّانُ كُلِّ شَيْءٍ: جُمّاعُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ لَهُ: إِنَّكَ تَسْتَعِينُ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ فَقَالَ: إِنِّي لأَستعين بِالرَّجُلِ لِقُوَّتِهِ ثُمَّ أَكون عَلَى قَفَّانه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَفَّان كُلِّ شَيْءٍ جُمّاعه واستقصاء معرفته، يقول: أَكون عَلَى تَتَبُّعِ أَمره حَتَّى أَستَقصِيَ عِلْمَهُ وأَعرفه، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَحسب هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان، ومنه قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ قبّانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا كَانَ

_ (2). قوله [الواعسات] كذا في الأصل بالواو ولعله بالراء.

بِمَنْزِلَةِ الأَمين عَلَيْهِ وَالرَّئِيسِ الَّذِي يتتَبع أَمره وَيُحَاسِبُهُ، وَلِهَذَا قِيلَ لِلْمِيزَانِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ القَبّان قَبّان. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ أَتيته عَلَى قَفَّان ذَلِكَ وَقَافِيَتِهِ أَي عَلَى أَثره، وَقِيلَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ يَقُولُ: أَستعين بِالرَّجُلِ الْكَافِي الْقَوِيُّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ الثقةِ، ثُمَّ أَكون مِنْ وَرَائِهِ وَعَلَى إِثْرِهِ أَتَتَبَّع أَمره وأَبحث عَنْ حَالِهِ، فَكِفَايَتُهُ لِي تَنْفَعُنِي ومُراقبتي لَهُ تَمْنَعُهُ مِنَ الْخِيَانَةِ. وقَفَّانٌ: فَعَّالٌ مِنْ قَوْلِهِمْ فِي القَفا القَفَنّ، وَمَنْ جَعَلَ النُّونَ زَائِدَةً فَهُوَ فَعْلان، قَالَ: وذكره الهروي والأَزهري فِي قفف عَلَى أَن النُّونَ زَائِدَةٌ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي قفن، وَقَالَ: القَفَّان القَفا وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: هو معرَّب قَبَّان الذي يُوزَنُ بِهِ. وَجَاءَ عَلَى قَفَّان ذَلِكَ أَي عَلَى أَثره. والقَفَّاف: الَّذِي يَسرِق الدَّرَاهِمَ بَيْنَ أَصابعه، وَقَدْ قَفَّ يَقُفُّ، وأَهل الْعِرَاقِ يَقُولُونَ للسُّوقي الَّذِي يَسرِق بِكَفَّيْهِ إِذَا انْتَقَدَ الدَّرَاهِمَ: قَفَّاف. وَقَدْ قَفَّ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا؛ وَقَالَ: فَقَفَّ، بِكَّفِّه، سَبْعِينَ مِنْهَا ... مِنَ السُّود المُرَوَّقةِ الصِّلابِ وَفِي الْحَدِيثِ أَن بَعْضَهُمْ ضَرَبَ مَثَلًا فَقَالَ: إِنَّ قَفَّافاً ذَهَبَ إِلَى صَيرَفيّ بِدَرَاهِمَ ؛ القَفَّافُ: الَّذِي يَسْرِق الدَّرَاهِمَ بِكَفِّهِ عِنْدَ الِانْتِقَادِ. يُقَالُ: قَفَّ فُلَانٌ دِرْهماً. والقَفَّان: القرسْطون؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ لَا وَضْعَ لَهُ فِي الْعَجَمِيَّةِ، فَعَلَى هَذَا تَكُونُ فِيهِ النُّونُ زَائِدَةً لأَن مَا فِي آخِرِهِ نُونٌ بَعْدَ أَلِفٍ فَإِنَّ فَعْلاناً فِيهِ أَكثر مِنْ فَعَّال. وقدِم وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ أَنتم؟ فَقَالُوا: بَنُو غَيّانَ، فَقَالَ: بَلْ بَنُو رَشْدان ، فَلَوْ تَصَوَّرَتْ عِنْدَهُ غَيّان فَعَّالًا مِنَ الْغَيْنِ وَهُوَ النُّو «1» وَالْعَطَشُ لَقَالَ بَنُو رَشَّاد، فَدَلَّ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن فَعْلاناً مِمَّا آخِرُهُ نُونٌ أَكثر مِنْ فَعَّالٍ مِمَّا آخِرُهُ نُونٌ. وأَما الأَصمعي فَقَالَ: قَفَّان قپَّان بالپاء الَّتِي بَيْنَ الْبَاءِ وَالْفَاءِ، أُعربت بِإِخْلَاصِهَا فَاءً، وَقَدْ يَجُوزُ إِخْلَاصُهَا بَاءً لأَن سِيبَوَيْهِ قَدْ أَطلق ذَلِكَ في الپاء الَّتِي بَيْنَ الْفَاءِ وَالْبَاءِ. وقَفْقَفَا الظَّلِيم: جَنَاحَاهُ؛ وَقَوْلُ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الظَّلِيم وَالْبَيْضَ: فَظَلَّ يَحُفُّهنَّ بِقَفْقَفَيْه، ... ويَلْحَفُهنَّ هَفْهافاً ثَخِينا يَصِفُ ظَلِيمًا حَضَنَ بَيْضَهُ وقَفْقَفَ عَلَيْهِ بِجَنَاحَيْهِ عِنْدَ الحِضان فَيُرِيدُ أَنه يحُفُّ بَيْضَهُ وَيَجْعَلُ جَنَاحَيْهِ لَهُ كَاللِّحَافِ وَهُوَ رَقِيقٌ مَعَ ثِخَنِهِ. وقَفْقَفَا الطَّائِرِ: جَنَاحَاهُ. والقَفْقَفَان: الفَكَّان. وقَفْقَفَ النَّبْتُ وتَقَفْقَفَ وهو قَفْقَاف: يبس. قلف: القُلْفَة، بِالضَّمِّ: الغُرلة؛ أَنشد أَبو الْغَوْثِ: كأَنَّما حِثْرِمةُ بنِ غابِنِ ... قُلْفَةُ طِفْلٍ، تَحتَ مُوسى خاتنِ ابْنُ سِيدَهْ: القُلْفَة والقَلَفَة جِلْدَةُ الذَّكَرِ الَّتِي أُلبِسَتها الحشَفة، وَهِيَ الَّتِي انْقَطَعَ مِنْ ذَكَرِ الصَّبِيِّ. وَرَجُلٌ أَقْلَفُ بيِّن القلَف: لَمْ يُختَن. والقَلَف: مَصْدَرُ الأَقْلَف، وَقَدْ قَلِف قَلَفاً. والقَلْفُ، بِالْجَزْمِ: قَطْعُ القُلْفَة وَاقْتِلَاعُ الظُّفر مِنْ أَصلها؛ وأَنشد: يَقْتَلِفُ الأَظْفارَ عَنْ بَنانِه الْجَوْهَرِيُّ: وقَلَفَها الْخَاتِنُ قَلْفاً قطَعها، قَالَ: وَتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَن الْغُلَامَ إِذَا وُلِدَ فِي القمْراء فَسحَت قُلْفَته

_ (1). قوله [النو] كذا بالأصل.

فَصَارَ كَالْمَخْتُونِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ وَقَدْ كَانَ دَخَلَ مَعَ قَيْصَرَ الْحَمَّامَ فَرَآهُ أَقْلَف: إِنِّي حَلَفْتُ يَميناً غيرَ كَاذِبَةٍ: ... لأَنت أَقْلَفُ، إِلَّا مَا جَنَى القَمَرُ إِذَا طَعَنْت بِهِ، مالَتْ عِمامَتُه، ... كَمَا تجَمَّع تحتَ الفَلْكةِ الوَبَرُ والقَلَفَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، مِنَ الأَقْلَف كالقَطَعَةِ مِنَ الأَقطع، وقَلَفَ الشَّجَرَةَ: نزَع عَنْهَا لِحاءها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: قلَفْت الحَصَى عَنْهُ الَّذِي فوقَ ظَهْره ... بأَحْلامِ جُهَّالٍ، إِذَا مَا تَغَضَّفُوا وقَلَف الدَّنَّ يَقْلِفُه قَلفْاً، فَهُوَ مَقْلوف وقَليف: نَزَعَ عَنْهُ الطِّينَ. ابْنُ بَرِّيٍّ: القَلِيف دَنُّ الْخَمْرِ الَّذِي قُشر عَنْهُ طِينُهُ؛ وأَنشد: وَلَا يُرى فِي بَيْتِهِ القَلِيفُ وقَلَفَ الشرابُ: أَزْبد. وسُمِع أَحمد بن صالح يقول فِي حَدِيثِ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْعَصِيرَ مَا لَمْ يَقْلِفْ، قَالَ: مَا لَمْ يُزْبِدْ. قَالَ الأَزهري: أَحمد بْنُ صَالِحٍ صَاحِبُ لُغَةٍ إِمَامٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ. والقِلْفُ والقُلافَة: القِشْر. والقِلْف: قِشر الرُّمان. وقَلَفَ الشيءَ قَلْفاً: كقَلَبه قلْباً؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقُلْفَتَانِ: طرَفا الشَّارِبَيْنِ مِمَّا يَلِي الصِّماغين. وَشَفَةٌ قَلِفَة: فِيهَا غِلَظ. وَسَيْفٌ أَقْلَفُ: لَهُ حَدٌّ وَاحِدٌ وَقَدْ حُزِّزَ طَرف ظُبَتِه. وَعَامٌ أَقْلَف: مُخْصب كَثِيرُ الْخَيْرِ. وَعَيْشٌ أَقْلَف: نَاعِمٌ رَغَد. وقَلَفَ السَّفِينَةَ: خَرَزَ أَلواحها بِاللِّيفِ وَجَعَلَ فِي خَلَلِها القارَ. والقَلِيفُ: جِلال التَّمْرِ، وَاحِدَتُهَا قَلِيفَة؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَالَ كُرَاعٌ: القَلِيف الجُلَّةُ الْعَظِيمَةُ. النَّضْرُ: القِلْف الجِلال الْمَمْلُوءَةُ تَمْرًا، كلُّ جُلَّةٍ مِنْهَا قِلْفَة، وَهِيَ المَقْلُوفَة أَيضاً. وَثَلَاثُ مَقْلُوفَات: كُلُّ جُلَّة مَقْلُوفَة، وَهِيَ الْجِلَالُ الْبَحْرَانِيَّةُ. واقْتَلَفْت مِنْ فُلَانٍ أَربع قِلْفَات وأَربع مَقْلُوفَات: وَهُوَ أَن تأْتي الجُلَّةَ عِنْدَ الرَّجُلِ فتأْخذها بقوله مِنْهُ وَلَا تَكِيلها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يأْكلُ البَقْلَ وَلَا يَرِيفُ، ... وَلَا يُرَى فِي بيتِه القَلِيفُ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَلِيف التَّمْرُ الْبَحْرِيُّ يَتَقَلَّفُ عَنْهُ قِشْرُهُ، قَالَ: والقَلِيف مَا يُقْلَفُ مِنَ الْخُبْزِ أَي يُقَشَّرُ. قَالَ: والقَلِيف أَيضاً يَابِسُ الْفَاكِهَةِ. والقَلِيف: الذَّكَرُ الَّذِي قُطِعَتْ قُلْفته. والقِلْفَة، بِالْكَسْرِ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ أَخضر لَهُ ثَمَرَةٌ صَغِيرَةٌ وَالْمَالُ حَرِيصٌ عَلَيْهَا، يَعْنِي بِالْمَالِ الإِبل. والقِلَّف: لُغَةٌ فِي القِنَّفِ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: القِلَّف والقِنَّف وَاحِدٌ وَهُوَ الغِرْيَنُ واليَفَنُ إِذَا يَبِسَ، وَيُقَالُ لَهُ غِرْيَنٌ إِذَا كَانَ رَطْباً وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِثْلُهُ حِمَّص وقِنَّب. وَرَجُلٌ خِنَّبٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِلَّف يابس طين الغِرْيَن. قلعف: اقْلَعَفَّ الشيءُ اقْلِعْفَافاً: تَقَبَّض. واقْلَعَفَّت أَنامله: تشَنَّجت مِنْ بَرْد أَو كِبَر. واقْلَعَفَّ الشيءَ: مَدَّه ثُمَّ أَرسله فَانْضَمَّ. واقْفَعَلَّت أنامِله: كاقْلَعَفَّت، وَقِيلَ: المُقْفَعِلّ المُتَشَنِّج مِنْ بَرْد أَو كِبَر فلم يُخص به الأَنامل. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ يَتَمَدَّدُ ثُمَّ يَنْضَمُّ إِلَى نفْسه وَإِلَى شَيْءٍ: قَدِ اقْلَعَفَّ إِلَيْهِ. الأَزهري: وَالْبَعِيرُ إِذَا ضَرَبَ النَّاقَةَ فَانْضَمَّ إِلَيْهَا يَقْلَعِفُّ فَيَصِيرُ عَلَى عُرْقوبيه مُعتمداً عَلَيْهِمَا، وَهُوَ

فِي ضِرَابِهِ يُقَالُ اقْلَعَفَّها، قَالَ: وَهَذَا لَا يُقلب. قَالَ الأَزهري: قَالَ النَّضْرُ: يُقَالُ لِلرَّاكِبِ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى مَرْكَبٍ وَطِيءٍ مُتَقَلْعِف. قنف: القَنَفُ: عِظَمُ الأُذن وَإِقْبَالُهَا عَلَى الْوَجْهِ وَتَبَاعُدُهَا مِنَ الرأْس، وَقِيلَ: انْثِنَاءُ طرَفها وَاسْتِلْقَاؤُهَا عَلَى ظَهْرِ الأُخرى، وَقِيلَ: انْثِنَاءُ أَطرافها عَلَى ظَاهِرِهَا، وَقِيلَ: انْتِشَارُ الأُذنين وَإِقْبَالُهُمَا عَلَى الرأْس، وَقِيلَ: صِغَرُهَا وَلُصُوقُهَا بالرأْس، أُذن قَنْفَاء. غَيْرُهُ: القَنَف صِغَرُ الأُذنين وغِلَظُهما، وَقِيلَ: عِظَم الأُذن وَانْقِلَابُهَا، وَالرَّجُلُ أَقْنَف والمرأَة قَنْفَاء. ابْنُ سِيدَهْ: والقَنَفُ فِي الشَّاةِ انْثِنَاءُ أُذنها إِلَى رأْسها حَتَّى يَظْهَرَ بَطْنُهَا؛ وَقِيلَ: القَنَفُ فِي أُذن الإِنسان انْثِنَاؤُهَا وَفِي أُذن المِعْزى غِلَظُهَا كأَنها رأْس نَعْل مَخْصُوفَةٍ، وَهِيَ أُذن قَنْفَاء، وَمِنَ الإِنسان إِذَا كَانَتْ لَا أُطُرَ لَهَا. وأَقْنَفَ الرَّجُلُ إِذَا اسْتَرْخَتْ أُذنه. وأَقْنَفَ الرَّجُلُ واسْتَقْنَفَ: اجْتَمَعَ لَهُ رأْيه وأَمره فِي مَعَاشِهِ، وكمرَة قَنْفَاء عَلَى التَّشْبِيهِ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: وأُمّ مَثْوايَ تُدرِّي لِمَّتي، ... وتَغْمِزُ القَنْفَاء ذَاتَ الفرْوةِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الرَّجَزُ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ: وتمْسَحُ القَنْفَاء، قَالَ: وَصَوَابُهُ وَتَغْمِزُ القَنْفَاء، قَالَ: وَفَسَّرَهُ الْجَوْهَرِيُّ بأَنه الذَّكَرُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَنْفَاء لَيْسَتْ مِنْ أَسماء الذَّكَرِ وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ أَسماء الكمَرة، وَهِيَ الحَشَفة والفَيْشة والفَيْشَلة، وَيُقَالُ لَهَا ذاتُ الحُوق، والحُوقُ: إطارُها المُطِيف بِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: غَمْزَكَ بالقَنْفاء ذاتِ الحُوقِ، ... بَيْنَ سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ وأَنشد الأَخفش: قَدْ وَعَدَتْني أُمُّ عَمْرو أَن تَا ... تَمْسح رأْسي وتُفَلِّيني وَا وتَمْسَح القَنْفَاء حَتَّى تَنْتا أَرَادَ حَتَّى تنتأَ فَخَفَّفَ وأَبدل، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ وَذَكَرَ قِصَّةً لهمَّام بْنِ مُرّة وبناتِه يَفْحُش ذِكْرُهَا فَلَمْ يَذْكُرْهَا. الأَزهري: والأَقْنَف الأَبيض الْقَفَا مِنَ الْخَيْلِ. وَفَرَسٌ أَقْنَف: أَبيض الْقَفَا وَلَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ، وَالْمَصْدَرُ القَنَف. والقُنَافُ والقِنَافُ: الْكَبِيرُ الأَنف. وَرَجُلٌ قُنَافٌ وقِنَاف: ضَخْمُ الأَنف، وَقِيلَ: عَظِيمُ الرأْس وَاللِّحْيَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الْجِسْمِ الْغَلِيظُهُ. والقَنِيبُ والقَنِيفُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَفِي الصِّحَاحِ: جماعاتُ النَّاسِ، وَجَمْعُهُ قُنُف. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ السِّيرَافِيِّ: القَنِيف الطَّيْلَسان؛ وأَنشد لِقَيْسِ بْنِ رِفاعة: إنْ تَرَيْنا قُلَيِّلين كما ذيدَ ... عَنِ المُجْرِبين ذَوْدٌ صِحاحُ، فَلَقَدْ نَنْتَدِي، ويَجْلِسُ فِينَا ... مَجْلِسٌ كالقَنِيفِ فَعْمٌ رَداحُ وَيُقَالُ: اسْتَقْنَفَ الْمَجْلِسُ إِذَا اسْتَدَارَ. والقَنِيف: السَّحَابُ ذُو الْمَاءِ الْكَثِيرِ. وَمَرَّ قَنِيفٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي قِطعة مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. والقِنَّفُ: مَا يَبِس مِنَ الغَدير فتَقَلَّع طِينُهُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: القِنَّفُ والقِلَّفُ مَا تَطَايَرَ مِنْ طِينِ السَّيْلِ عَنْ وَجْهِ الأَرض وتشقَّقَ. أَبو عَمْرٍو: القَنَفُ واللَّخْنُ الْبَيَاضُ الَّذِي عَلَى جُرْدان الحمار. وقُنَافَةُ: اسم. قنصف: القِنْصِفُ: طُوطُ البَرْديِّ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ البرديُّ إذا طال.

فصل الكاف

قوف: قُوفُ الرَّقَبَةِ وقُوفَتُها: الشَّعَرُ السَّائِلُ فِي نُقْرتها. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ خُذْ بقُوف قَفاه وبقُوفَة قَفَاهُ وبقَافِيةِ قَفاه وَبِصُوفِ قَفاه وَصُوفَتِهِ وبظَليفه وبصَلِيفه وبصَلِيفَتِه كُلُّهُ بِمَعْنَى قَفَاهُ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ أَخذته بِقُوفِ رَقَبَتِهِ وَصُوفِ رَقَبَتِهِ أَي أَخذته كُلَّهُ، وَقِيلَ: أَخذت بِقُوفِ رَقَبَتِهِ وَقَافِ رَقَبَتِهِ وَصُوفِ رَقَبَتِهِ؛ مَعْنَاهُ أَن يأْخذ بِرَقَبَتِهِ جَمْعاء، وَقِيلَ يأْخذ بِرَقَبَتِهِ فيعْصِرها؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِكَ. غَيْر أَني ... إخالُ بأَنْ سَيَيْتَمُ أَو تَئيمُ أَي نَجَوْتَ بِنَفْسِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي سَيَيْتَمُ ابْنُكَ وتَئيم زَوْجَتُكَ، قَالَ: وَالْبَيْتُ غُفل لَا يُعْرَفُ قَائِلُهُ. وقُوفُ الأُذن: أَعْلاها، وَقِيلَ: قُوف الأُذن مُسْتدار سَمِّها. والقَائِفُ: الَّذِي يَعرف الْآثَارَ، وَالْجَمْعُ القَافَةُ. يُقَالُ: قُفْت أَثره إِذَا اتَّبعْته مِثْلَ قَفَوْت أَثَره؛ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ: كذَبْت عَلَيْكَ لَا تَزالُ تَقُوفُني، ... كَمَا قَافَ آثارَ الوَسِيقةِ قَائِفُ فأغْراه بنفْسه أَي عَلَيْكَ بِي. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للأَسْود بْنِ يَعْفُر. وَحَكَى أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي: أَن قَوْلَهُ لَا تَزَالُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى تَقْدِيرِ أَن تَقْدِيرَهُ أَن لَا تَزَالَ، فَلَمَّا سَقَطَتْ أَن ارْتَفَعَ الْفِعْلُ وَجَعَلَهُ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ كذَب عَلَيْكَ الْحَجُّ، وَكَذَبَ زَائِدَةٌ، وَكَذَلِكَ كَذَبْتُ فِي الْبَيْتِ زَائِدَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَهَذَا قَوْلُ الأَصمعي، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ كَذَبَ. وَيُقَالُ: هُوَ أَقْوف النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُجَزِّزاً كَانَ قَائِفاً ؛ القَائِف الَّذِي يتَتبع الْآثَارَ وَيَعْرِفُهَا وَيَعْرِفُ شبَه الرَّجُلِ بأَخيه وأَبيه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يقُوف الأَثر ويَقْتَافُه قِيَافَة مِثْلَ قَفَا الأَثر وَاقْتَفَاهُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَافَ الأَثر قِيَافَة واقْتَافَه اقْتِيَافاً وقَافَه يَقُوفُه قَوْفاً وتَقَوَّفُه تتَبَّعه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مُحَلًّى بأَطواق عِتاق يَبينُها، ... عَلَى الضَّزْنِ، أَغْبى الضأْن، لَوْ يَتَقَوَّفُ الضَّزْنُ هُنَا: سُوء الْحَالِ مِنَ الْجَهْلِ؛ يَقُولُ: كرمُه وَجُودُهُ يَبِينُ لِمَنْ لَا يَفْهَمُ الخَبر فَكَيْفَ مَنْ يَفْهَمُ؟ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى شَبَهِ الْوَلَدِ بأَبيه: قَائِف، والقِيَافَة: المَصْدر. وَفُلَانٌ يَتَقَوَّفُ عليَّ مَالِي أَي يَحْجُر عَلَيَّ فِيهِ، وَهُوَ يَتَقَوَّفُنِي فِي الْمَجْلِسِ أَي يأْخذ عَلَيَّ فِي كَلَامِي، وَيَقُولُ قُلْ كَذَا وَكَذَا. والقَفْوُ: القَذْف، والقَوْف مِثْلُ القَفْو؛ وأَنشد: أَعوذُ بِاللَّهِ الجَلِيل الأَعْظمِ ... مِنْ قَوْفِيَ الشَّيْءَ الَّذِي لَمْ أَعلمِ والقَاف: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن مَجَازَ قَافَ مَجاز الْحُرُوفِ الَّتِي تَكُونُ فِي أَوائل السُّوَرِ نَحْوَ: ن، والر*؛ وَقِيلَ: مَعْنَى ق قُضِي الأَمر، كَمَا قِيلَ حم*، حُمَّ الأَمر؛ وَجَاءَ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ أَن قَافاً جَبَلٌ مُحِيطٌ بِالدُّنْيَا مِنْ يَاقُوتَةٍ خَضْراء، وأَن السَّمَاءَ بَيْضَاءُ وَإِنَّمَا اخضرَّت مِنْ خُضْرته؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا أَنَّ أَلفها مِنَ الْوَاوِ لأَن الأَلف إِذَا كَانَتْ عَيْنًا فَإِبْدَالُهَا مِنَ الْوَاوِ أَكثر مِنْ إِبْدَالِهَا مِنَ الْيَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الكاف كأف: أَكْأَفَت النَّخْلَةُ: انْقَلَعَت مِنْ أَصلها؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَبدلوا فَقَالُوا أَكْعَفَتْ.

كتف: الكَتِفُ والكِتْفُ مِثْلُ كَذِبٍ وكِذْبٍ: عَظْمٌ عَرِيضٌ خَلْفَ المَنْكِب، أُنثى وَهِيَ تَكُونُ لِلنَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب لَكُمْ كِتَابًا ، قَالَ: الْكَتِفُ عَظْمٌ عَرِيضٌ يَكُونُ فِي أَصل كَتِفِ الْحَيَوَانِ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ كَانُوا يكتُبون فِيهِ لقِلة القَراطِيس عِنْدَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لِي أَراكم عَنْهَا مُعْرِضين؟ وَاللَّهُ لأَرْمِيَنَّها بَيْنَ أَكْتَافِكم يُرْوَى بِالتَّاءِ وَالنُّونِ، فَمَعْنَى التَّاءِ أَنها كَانَتْ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَبَيْنَ أَكتافهم لَا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عَنْهَا لأَنهم حَامِلُوهَا فَهِيَ مَعَهُمْ لَا تُفارِقهم، وَمَعْنَى النُّونِ أَنه يَرْمِيهَا فِي أَفْنِيتهم ونواحِيهم فَكُلَّمَا مَرُّوا فِيهَا رأَوها فَلَا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها. والكَتِفُ مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ وَغَيْرِهَا: مَا فَوْقَ العَضُد، وَقِيلَ: الْكَتِفَانِ أَعلى الْيَدَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَكْتَاف؛ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهِ كِتَفَةً. والأَكْتَف مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَشْتَكِي كَتِفَهُ. وَرَجُلٌ أَكْتَف بيّنُ الكَتَفِ أَي عَرِيضُ الكَتِف، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَظِيمُ الْكَتِفِ. وَرَجُلٌ أَكْتَف: عَظِيمُ الْكَتِفِ كَمَا يُقَالُ أَرْأَسُ وأَعْنَقُ، وَمَا كَانَ أَكْتَفَ وَلَقَدْ كَتِف كَتَفاً: عظُمت كَتِفُه. وَإِنِّي لأَعلم مِنْ أَين تُؤْكَلُ الكَتِفُ؛ تضربه كل شيء عَلِمْتَهُ. والكُتاف: وَجَعٌ فِي الكتِف. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بِالدَّابَّةِ كُتافٌ شَدِيدٌ أَي دَاءٌ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ. والكَتَفُ: عَيْب يَكُونُ فِي الكَتِف. والكتَف: انْفِراجٌ فِي أَعالي كَتِفِ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِمَّا يَلِي الكاهِل، وَقِيلَ: الكَتَفُ فِي الْخَيْلِ انْفِرَاجُ أَعالي الكَتِفَين مِنْ غَراضِيفها مِمَّا يَلِي الْكَاهِلَ، وَهُوَ مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقة. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ أَكْتَف وَهُوَ الَّذِي فِي فُروع كَتِفيه انْفِرَاجٌ فِي غَرَاضِيفِهَا مِمَّا يَلِي الْكَاهِلَ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَكْتَفُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي فِي أَعالي غَراضِيف كَتِفَيْهِ انْفِرَاجٌ. والكَتَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: نُقْصَانٌ فِي الْكَتِفِ، وَقِيلَ: هُوَ ظَلَع يأْخذ مِنْ وَجَعِ الكَتِفِ، كَتِفَ كَتَفاً وَهُوَ أَكْتَف. وكَتِفَ الْبَعِيرِ كَتَفاً وَهُوَ أَكْتَفُ إِذَا اشْتَكَى كَتِفه وظَلع مِنْهَا. اللِّحْيَانِيُّ: بِالْبَعِيرِ كَتَفٌ شَدِيدٌ إِذَا اشْتَكَى كَتِفه. يُقَالُ جَمَلٌ أَكْتَف وَنَاقَةٌ كَتْفَاء. وكَتَفَه يَكْتِفُه كَتْفاً: أَصاب كَتِفه أَو ضَرَبَهُ عَلَيْهَا. والكَتَف: مَصْدَرُ الأَكْتَف وَهُوَ الَّذِي انْضَمَّتْ كَتِفاه عَلَى وَسَطِ كَاهِلِهِ خِلْقة قَبِيحَةً. وكَتَفَت الخيلُ تَكْتِفُ كَتْفاً وكَتَّفَت وتكَتَّفَت: ارْتَفَعَتْ فُروع أَكتافها فِي الْمَشْيِ، وعُرِضَت عَلَى ابْنِ أُقَيْصِرٍ أَحد بَنِي أَسد بْنِ خُزَيْمَةَ خَيْلٌ فأَوْمأَ إِلَى بَعْضِهَا وَقَالَ: تَجِيءُ هَذِهِ سَابِقَةً، فسأَلوه: مَا الَّذِي رأَيت فِيهَا؟ فَقَالَ: رأَيتها مَشَتْ فكَتَفَتْ، وخبَّت فوجَفَت، وعدَت فنَسَفَت فَجَاءَتْ سَابِقَةً. والكَتِفَان: اسْمُ فَرْسٍ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَتْ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ زَيْدٍ تَرِثِيهِ: إِذَا سَجَعَتْ، بالرَّقْمَتَيْنِ، حَمَامَةٌ، ... أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفَانِ وكَتَفَتِ المرأَة تَكتِفُ: مَشَتْ فحرَّكت كَتِفَيْهَا. قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُهُمْ مَشَتْ فكَتَفَتْ أَي حَرَّكَتْ كتِفيْها يَعْنِي الْفَرَسَ. والكِتَافُ: مصدرُ المِكْتَافِ مِنَ الدَّوَابِّ، والمِكْتَافُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي يَعقِر السرجُ كتفَه، وَالِاسْمُ الكِتَاف، والكَتَّافُ: الَّذِي يَنْظُرُ فِي الأَكتاف فيُكَهِّنُ فِيهَا. والكَتْف: الْمَشْيُ الرُّوَيْد؛ قَالَ الأَعشى:

فأَفْحَمْته حَتَّى اسْتَكان كأَنَّه ... قريحُ سِلاح، يَكْتِف الْمَشْيَ، فاترُ أَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ. ابْنُ سِيدَهْ: كَتَفَ يَكْتِفُ كَتْفاً وكَتِيفاً مَشَى مَشْياً رُوَيْداً؛ قَالَ لَبِيدٌ: وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه ... قَرِيحُ سِلَاحٍ، يَكْتِفُ الْمَشْيَ، فَاتِرُ والكُتْفَان والكِتْفَان: الْجَرَادُ بَعْدَ الغَوْغاء، وَقِيلَ: هُوَ كُتْفَان وكِتْفَان إِذَا بَدَا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً، وَإِنْ مسَسْتَه وَجَدْتَ حَجْمه، وَاحِدَتُهُ كِتْفَانَة، وَقِيلَ: وَاحِدُهُ كَاتِف والأُنثى كَاتِفَة. أَبو عُبَيْدَةَ: يَكُونُ الْجَرَادُ بَعْدَ الْغَوْغَاءِ كِتْفَانًا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْكُتْفَانِ مِنَ الْجَرَادِ الَّتِي ظَهَرَتْ أَجنحتها وَلَمَّا تَطِرْ بَعْدُ، فَهِيَ تَنْقُزُ فِي الأَرض نَقَزاناً مِثْلَ المَكْتُوف الَّذِي لَا يَستعين بِيَدَيْهِ إِذَا مَشَى. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا كَثُرَ: مثلُ الدَّبى والكُتفان [الكِتفان]. والغَوْغاء مِنَ الْجَرَادِ: مَا قَدْ طَارَ وَنَبَتَتْ أَجنحته. الأَصمعي: إِذَا اسْتَبَانَ حَجْمُ أَجنحة الْجَرَادِ فَهُوَ كُتْفَانٌ، وَإِذَا احْمَرَّ الْجَرَادُ فَانْسَلَخَ مِنَ الأَلوان كُلِّهَا فَهِيَ الغَوْغاء. الْجَوْهَرِيُّ: الكُتفان الْجَرَادُ أَوّل مَا يَطِيرُ مِنْهُ، وَيُقَالُ: هِيَ الْجَرَادُ بَعْدَ الْغَوْغَاءِ أَولها السِّرْو ثُمَّ الدَّبى ثُمَّ الْغَوْغَاءُ ثُمَّ الْكُتْفَانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُثَقَّلُ فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ صَخْرٌ أَخو الخَنْساء: وحَيّ حَرِيدٌ قَدْ صَبَحْتُ بِغارةٍ، ... كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ والكَتْفُ والكَتَفانُ: ضَرْبٌ مِنَ الطيَران كأَنه يَرُدُّ جَنَاحَيْهِ وَيَضُمُّهُمَا إِلَى مَا وَرَاءَهُ. والكَتْفُ: شَدُّكَ الْيَدَيْنِ مِنْ خَلْفٍ. وكَتَفَ الرجلَ يَكْتِفُهُ كَتْفاً وكَتَّفَه: شدَّ يَدَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ بالكِتاف. والكِتافُ: مَا شُدَّ بِهِ؛ قَالَتْ بَعْضِ نِسَاءِ الأَعراب تَصِفُ سَحَابًا: أَناخَ بِذِي بَقَرٍ بَرْكَه، ... كأَنَّ عَلَى عضُدَيْه كِتَافا وَجَاءَ بِهِ فِي كِتَاف أَي فِي وِثاق. والكِتَافُ: الحَبل الَّذِي يُكتف بِهِ الإِنسان. وَفِي الْحَدِيثِ: الَّذِي يُصَلِّي وَقَدْ عقَص شَعْرَهُ كَالَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوف ؛ هُوَ الَّذِي شُدَّتْ يَدَاهُ مِنْ خَلْفِهِ يُشَبَّهُ بِهِ الَّذِي يَعْقِد شَعْرَهُ مِنْ خَلْفِهِ. والكِتَافُ: وِثَاقٌ فِي الرحْل والقَتَب وَهُوَ إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إِلَى الْآخَرِ. والكتْف: أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما عَلَى الْآخَرِ. وكَتَّفَ اللَّحْمَ تَكْتِيفاً: قطَّعه صِغَارًا، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ، وكَتَّفَه بِالسَّيْفِ كَذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: والكَتِيفَةُ ضبَّة الْبَابِ وَهِيَ حَدِيدَةٌ عَرِيضَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والكَتِيفُ والكَتِيفَة حَدِيدَةٌ عَرِيضَةٌ طَوِيلَةٌ وَرُبَّمَا كَانَتْ كأَنها صَحِيفَةٌ، وَقِيلَ: الكَتِيف الضَّبَّةُ؛ قَالَ الأَعشى: بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبَّةِ ... سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ أَو كَقِدْحِ النُّضار لأَّمَه القَين، ... وَدَانَى صُدوعه بالكَتِيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل، حَتَّى ... عادَ مِنْ بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ قَوْلُهُ بالكَتِيف يَعْنِي كَتَائِفَ رِقاقاً مِنَ الشَبه؛ وَقِيلَ: الكَتِيفة الضبَّة، وَقِيلَ: الضَّبَّةُ مِنَ الْحَدِيدِ، وَجَمْعُهَا

كَتِيف وكُتُفٌ. وكَتَفَ الإِناء يَكْتِفُه كَتْفاً وكَتَّفَه: لأَمَه بالكَتِيف؛ قَالَ جَرِيرٌ: ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه، ... ويَعْرِفُ كفَّيْه الإِناءُ المُكَتَّفُ شِمْرٌ: وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ الصَّفِيحِ كَتِيف؛ قَالَ أَبو دُواد: فَوَدِدْتُ لَوْ أَني لَقِيتُك خالِياً، ... أَمْشِي، بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ أَراد سَيْفًا صَفِيحاً فَسَمَّاهُ كَتِيفاً. قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: كَتِيفَةُ الرحْل وَاحِدَةُ الكَتَائِف، وَهِيَ حَدِيدَةٌ يُكْتَفُ بِهَا الرحْل. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أُخذ المَكْتُوف مِنْ هَذَا لأَنه جَمع يَدَيْهِ. والكَتِيفَة: كلْبَة الحدَّاد. والكَتِيفَةُ: السَّخِيمةُ والحِقْد وَالْعَدَاوَةُ وَتُجْمَعُ عَلَى الكَتَائِف؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: أَخُوك الَّذِي لَا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه، ... وتَرْفضُّ عِنْدَ المُخْطِفاتِ الكَتَائِفُ وَيُرْوَى المُحْفِظات. وكِتَافُ القَوْس: مَا بَيْنَ الطَّائِفِ والسِّيةِ، وَالْجَمْعُ أَكْتِفَةٌ وكُتُفٌ. كثف: الكَثَافَةُ: الْكَثْرَةُ والالتِفافُ، وَالْفِعْلُ كَثُفَ يَكْثُفُ كَثَافَة، والكَثِيف اسْمُ كَثْرته يُوصَفُ بِهِ الْعَسْكَرُ وَالْمَاءُ وَالسَّحَابُ؛ وأَنشد: وتحتَ كَثِيفِ الْمَاءِ، فِي بَاطِنِ الثَّرَى، ... ملائكةٌ تَنْحَطُّ فِيهِ وتَصْعَدُ وَيُقَالُ: اسْتَكْثَفَ الشيءُ اسْتِكْثَافاً، وَقَدْ كَثَّفْتُه أَنا تَكْثِيفاً. ابْنُ سِيدَهْ: والكَثِيفُ والكُثاف الْكَثِيرُ، وَهُوَ أَيضاً الْكَثِيرُ المُتراكِبُ المُلْتَفُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، كَثُفَ كَثَافَة وتَكَاثَفَ. وكَثَّفَه: كثَّره وغلَّظه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه انْتَهَى إِلَى عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَوْمَ صِفِّين وَهُوَ فِي كثْف أَي فِي حَشْد وَجَمَاعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ طُليحةَ: فاسْتَكْثَفَ أَمرُه أَي ارْتَفَعَ وَعَلَا. والكَثَافَةُ: الغِلَظُ. وكَثُفَ الشَّيْءُ، فَهُوَ كَثِيف، وتَكَاثَفَ الشَّيْءُ. وَفِي صِفَةِ النَّارِ: لسُرادِق النَّارِ أَربعَةُ جُدُرٍ كُثُفٌ ؛ الكُثُفُ: جَمْعُ كَثِيف، وَهُوَ الثَّخِينُ الغَليظ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: شَقَقْن أَكْثَفَ مُروطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ بِهِ ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ فِيهِ بِالنُّونِ، وَسَيَجِيءُ. وامرأَة مُكَثَّفَة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ المرأَة الْمَخْزُومِيَّةِ: إِنِّي أَنا المُكَثَّفَة المؤثَّفة؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْ المكثَّفة ولا المؤثَّفة، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هِيَ المُكَثَّفَة المؤنَّفة، قَالَ: فالمُكَثَّفَة المُحْكمة الفَرْج، والمؤَنَّفة الَّتِي قَدِ استؤنِفت بِالنِّكَاحِ أَوّلًا. والكَثِيفُ: السَّيْفُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا حَقِيقَتُهُ، والأَقرب أَن تَكُونَ تَاءً لأَن الكَتِيف من الحديد. كحف: الأَزهري خَاصَّةً: ابْنُ الأَعرابي الكُحُوفُ الأَعضاء، وَهِيَ القُحوف. كدف: فِي نَوَادِرِ الأَعراب: سَمِعْتُ كَدَفَتْهم وَحَدَفَتَهُمْ وهَدْفتهم وحَشكتهم وهذأَتهم وَوَيْدَهُمْ وَأَوْيَدَهُمْ وأَزَّهم وأَزيزَهم، وَهُوَ الصَّوْتُ تَسْمَعُهُ مِنْ غَيْرِ مُعَايِنَةٍ. كرف: كَرَفَ الشيءَ: شَمَّه. وكَرَفَ الحِمارُ إِذَا شمَّ بَوْلَ الأَتان ثُمَّ رفَع رأْسه وقلَب شفَته؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَغلب العِجْلي: تَخالُه مِنْ كَرْفِهِنَّ كالِحا، ... وافْترَّ صَابًا ونَشُوقاً مَالِحَا

وكرَف الحِمارُ والبِرْذَوْنُ يَكْرُفُ ويَكْرِفُ كَرْفاً وكِرَافاً وكَرَّفَ: شَمَّ الرَّوْثَ أَو الْبَوْلَ أَو غَيْرَهُمَا ثُمَّ رَفَعَ رأْسه، وَكَذَلِكَ الفحلُ إِذَا شَمَّ طَرُوقته ثُمَّ رَفَعَ رأْسه نَحْوَ السَّمَاءِ وكشَّر حَتَّى تَقْلُص شَفتاه؛ وأَنشد: مُشاخِصاً طَوراً، وطَوراً كارِفا وَحِمَارٌ مِكْرَاف: يَكْرف الأَبوال. والكَرَّافُ: مُجَمِّش الْقُحَابِ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الكَرَّافُ الَّذِي يَسْرِق النَّظَرَ إِلَى النِّسَاءِ. والكِرْفُ: الدَّلْو «2» مِنْ جِلْدٍ وَاحِدٍ كَمَا هُوَ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: أَكلَّ يَوْمٍ لَكَ ضَيْزَنانِ، ... عَلَى إِزَاءِ الحَوْضِ مِلهزانِ، بكِرْفَتَينِ يَتَواهَقانِ؟ يَتَواهَقانِ: يَتَباريانِ. والكِرْفِئُ: قِطَع مِنَ السَّحَابِ مُتراكمة صِغَارٌ، وَاحِدَتُهَا كِرْفِئَة؛ قَالَ: كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبير، ... ترْمِي السَّحابَ ويُرْمَى لَهَا وَهِيَ الكِرْثِئ أَيضاً، بِالثَّاءِ. وتَكَرْفَأَ السحابُ: تراكبَ، وَجَعَلَهُ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ رُباعيّاً. والكِرْفِئ: قِشْرَةُ الْبَيْضَةِ العُليا الْيَابِسَةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا القَيْض. كرسف: الكُرْسُف: القُطن وَهُوَ الكُرْسُوف، وَاحِدَتُهُ كُرْسُفَة، وَمِنْهُ كُرْسُف الدَّواةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كُفِّن فِي ثَلَاثَةِ أَثواب يَمانِيةٍ كُرْسُفٍ ؛ الكُرْسُفُ: القُطن، قَالَ ابْنُ الأَثير: جَعَلَهُ وَصْفًا لِلثِّيَابِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُشْتَقًّا كَقَوْلِهِمْ مَرَرْتُ بحَيّة ذِرَاعٍ وَإِبِلٍ مِائَةٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمُسْتَحَاضَةِ: أَنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ. وتَكَرْسَفَ الرَّجُلُ: دَخَلَ بعضُه فِي بَعْضٍ. أَبو عَمْرٍو: المُكَرْسَف الجمل المُعَرْقَب. كرشف: أَبو عَمْرٍو: الكَرْشَفَةُ الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَهِيَ الخَرْشَفةُ، وَيُقَالُ: كِرْشِفَةٌ وخِرْشِفَةٌ وكِرْشَافٌ وخِرْشافٌ؛ وأَنشد: هَيَّجها مِنْ أَحْلب الكِرْشَافِ، ... ورُطُبٍ مِنْ كلإٍ مُجْتافِ «3» أَسْمَرَ للوَغْدِ الضَّعيف نَافِي، ... جَراشِع جَباجِب الأَجوافِ حُمْر الذُّرى مُشْرِفة الأَفْوافِ كرنف: الكِرْنَافُ والكُرْنَاف: أُصول الكَرَب الَّتِي تَبْقى فِي جِذْعِ السعَفِ، وَمَا قُطِع مِنَ السَّعَفِ فَهُوَ الكرَب، الْوَاحِدَةُ كُرْنَافَة وكِرْنَافَة، وَجَمْعُ الكُرْنَاف والكِرْنَاف كَرَانِيف. ابْنُ سِيدَهْ: الكُرْنَافَة والكِرْنَافَة والكُرْنُوفَة أَصل السَّعَفَةِ الْغَلِيظُ المُلتزِقُ بجِذْعِ النَّخْلَةِ، وَقِيلَ: الكَرَانِيف أُصول السعَفِ الغِلاظ العِراض الَّتِي إِذَا يَبِسَتْ صَارَتْ أَمثال الأَكتاف. وَفِي حَدِيثِ الواقِميّ: وَقَدْ ضَافَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَتى بِقربَتِه نَخلةً فعَلّقها بكرْنافة ، وَهِيَ أَصل السَّعَفَةِ الْغَلِيظَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِلَّا بُعِثَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سعفَها وكَرَانِيفها أَشاجِع تَنْهَشه. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: وَالْقُرْآنُ فِي الكَرَانِيف ، يَعْنِي أَنه كَانَ مَكْتُوبًا عَلَيْهَا قَبْلَ جَمْعِهِ فِي الصُّحف. وكَرْنَفَ النَّخْلَةَ: جَرَدَ جِذْعَها مِنْ كَرَانِيفه.

_ (2). قوله [والكِرْف الدلو] كذا هو في الأصل ونقله شارح القاموس بدون هاء تأنيث والشاهد مذكور فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ اللسان بهاء. (3). قوله [أَحلب] كذا هو في الأَصل بالحاء وبالجيم في شرح القاموس.

والمُكَرْنِف: الَّذِي يَلْقُط التَّمْرَ مِنْ أُصول الكَرَانِيف؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: قَدْ تَخِذَتْ سَلْمَى بقَرْنٍ حَائِطًا، ... واستأْجَرَت مُكَرْنِفاً ولاقِطا وكَرْنَفَه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ بِهَا؛ قَالَ بَشِيرٌ الْقَرِيرِيُّ: لَمَّا انْتَكَفْت لَهُ فوَلَّى مُدْبِراً، ... كَرْنَفْته بِهِراوةٍ عَجراء وانْتَكَفْت: مِلْتُ. وَفِي النَّوَادِرِ: خَرْنَفْته بِالسَّيْفِ وكَرْنَفْتُه إِذَا ضَرَبْتُهُ، وَقِيلَ: كَرْنَفَه بالسيف إذا قَطعه. كرهف: المُكْرَهِفُّ: الذَّكَرُ الْمُنْتَشِرُ المُشْرِف. واكْرَهَفَّ الذَّكَرُ: انْتَشَرَ؛ وأَنشد: قَنْفاء فَيْش مُكْرَهِفّ حُوقُها، ... إِذَا تَمَأّتْ، وَبَدَا مَفْلُوقُها الاكْرِهْفَافُ: الانْتِشار. والمُكْرَهِفّ: لُغَةٌ فِي المُكْفَهِرّ أَو مَقْلُوبٌ عَنْهُ؛ وَبَيْتُ كثيِّر يُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَهُوَ قَوْلُهُ: نَشِيمُ عَلَى أَرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيلَةً، ... عَرِيضاً سَناها مُكْفَهِرًّا صَبيرُها قَالَ الأَزهري: المُكْفَهرُّ مِنَ السَّحَابِ الَّذِي يَغْلُظُ وَيَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، قَالَ: والمكرهفُّ مِثْلُهُ. كسف: كَسَفَ القمرُ يَكْسِفُ كُسُوفاً، وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ كَسَفَتْ تَكْسِف كُسُوفاً: ذَهَبَ ضوءُها واسْوَدَّت، وَبَعْضٌ يَقُولُ انْكَسَفَ وَهُوَ خطأٌ، وكَسَفَها اللَّهُ وأَكْسَفَها، والأَول أَعلى، وَالْقَمَرُ فِي كُلِّ ذَلِكَ كَالشَّمْسِ. وَكَسَفَ الْقَمَرُ: ذَهَبَ نُورُهُ وتغيَّر إِلَى السَّوَادِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي حَدِيثِ طَوِيلٍ؛ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: انْكَسَفت. وكَسَفَ الرجلُ إِذَا نكَّس طَرْفه. وكَسَفَتْ حالُه: سَاءَتْ، وكَسَفَتْ إِذَا تغيَّرت. وكَسَفَتِ الشَّمْسُ وخسَفت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الكُسُوف والخُسُوف لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمَا بِالْكَافِ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِيهِمَا بِالْخَاءِ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِي الشَّمْسِ بِالْكَافِ وَفِي الْقَمَرِ بِالْخَاءِ، وَكُلُّهُمْ روَوا أَن الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكسفان لِمَوْتِ أَحد وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَالْكَثِيرُ فِي اللُّغَةِ وَهُوَ اخْتِيَارُ الْفَرَّاءِ أَن يَكُونَ الكُسُوف لِلشَّمْسِ وَالْخُسُوفُ لِلْقَمَرِ، يُقَالُ: كَسَفَت الشَّمْسُ وكَسَفَها اللَّهُ وانْكَسَفت، وَخَسَفَ الْقَمَرُ وخسَفه اللَّهُ وَانْخَسَفَ؛ وَوَرَدَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحد وَلَا لِحَيَاتِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: خَسَفَ الْقَمَرُ بِوَزْنِ فَعَل إِذَا كَانَ الْفِعْلُ لَهُ، وخُسِف عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، قَالَ: وَقَدْ وَرَدَ الْخُسُوفُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا لِلشَّمْسِ وَالْمَعْرُوفُ لَهَا فِي اللُّغَةِ الكُسُوف لَا الْخُسُوفُ، قَالَ: فأَما إِطْلَاقُهُ فِي مِثْلِ هَذَا فَتَغْلِيبًا لِلْقَمَرِ لِتَذْكِيرِهِ عَلَى تأَنيث الشَّمْسِ يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا فِيمَا يَخُصُّ الْقَمَرَ، وَلِلْمُعَارَضَةِ أَيضاً لِمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الأُولى لَا يَنْكَسِفَان ، قَالَ: وأَما إِطْلَاقُ الْخُسُوفِ عَلَى الشَّمْسِ مُنْفَرِدَةً فَلِاشْتِرَاكِ الْخُسُوفِ والكُسُوف فِي مَعْنَى ذَهَابِ نُورِهِمَا وَإِظْلَامِهِمَا. والانخِساف: مُطَاوِعُ خسَفْته فانخَسَف، وَقَدْ تَقَدَّمَ عَامَّةُ ذَلِكَ فِي خَسَفَ. أَبو زَيْدٍ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ إِذَا اسْودَّت بِالنَّهَارِ، وكَسَفَتِ الشمسُ النجومَ إِذَا غَلَبَ ضوءُها عَلَى النُّجُومِ فَلَمْ يبدُ منها شي، فَالشَّمْسُ حِينَئِذٍ كَاسِفَة النُّجُومِ، يتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ قَالَ جَرِيرٌ:

فالشمسُ طالعةٌ لَيْسَتْ بكَاسِفَةٍ، ... تَبكي عَلَيْكَ، نُجومَ الليلِ والقَمرا قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنها طَالِعَةٌ تَبْكِي عَلَيْكَ وَلَمْ تكسِف ضَوْءَ النُّجُومِ وَلَا الْقَمَرِ لأَنها فِي طُلُوعِهَا خَاشِعَةً بَاكِيَةً لَا نُورَ لَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَسَفَ القمرُ إِلَّا أَن الأَجود فِيهِ أَن يُقَالَ خسَف القَمرُ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: وَتَقُولُ خشَعَت الشَّمْسُ وكَسَفَتْ وخسَفت بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَرَوَى اللَّيْثُ الْبَيْتَ: الشمسُ كَاسِفَةٌ لَيْسَتْ بطالعةٍ، ... تُبْكِي عَلَيْكَ نجومَ الليلِ والقَمرا فَقَالَ: أَراد مَا طَلَعَ نَجْمٌ وَمَا طَلَعَ قَمَرٌ، ثُمَّ صَرَفَهُ فَنَصَبَهُ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: لَا آتِيكَ مطْرَ السَّمَاءِ أَي مَا مَطَرَت السَّمَاءُ، وطُلوعَ الشمسِ أَي مَا طَلعت الشمسُ، ثُمَّ صَرَفْتَهُ فَنَصَبْتَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ تُبْكِي عَلَيْكَ نجومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا أَي مَا دَامَتِ النُّجُومُ وَالْقَمَرُ، وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ مِثْلُهُ، قَالَ: وَقُلْتُ لِلْفَرَّاءِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِيهِ إِنَّهُ عَلَى مَعْنَى الْمُغَالَبَةِ بَاكَيْتُهُ فَبَكَيْتُهُ فَالشَّمْسُ تَغْلِبُ النُّجُومَ بُكَاءً، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْوَجْهَ حَسَنٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِحَسَنٍ وَلَا قَرِيبٍ مِنْهُ. وكَسَفَ بالُه يَكْسف إِذَا حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِالشَّرِّ، وأَكْسَفَه الحزنُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْرِفُه ... مُغْضٍ، كَمَا كَسَفَ المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ وَقِيلَ: كُسُوف بَالِهِ أَن يَضِيق عَلَيْهِ أَمله. وَرَجُلٌ كَاسِفُ الْبَالِ أَي سيِء الْحَالِ. وَرَجُلٌ كَاسِفُ الْوَجْهِ: عابسُه مِنْ سُوءِ الْحَالِ؛ يُقَالُ: عبَس فِي وَجْهِي وكَسَفَ كُسُوفاً. والكُسُوف فِي الْوَجْهِ: الصُّفْرَةُ وَالتَّغَيُّرُ. وَرَجُلٌ كَاسِف: مَهْمُومٌ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وهُزل مِنَ الْحُزْنِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَكَسْفاً وإمْساكا؟ أَي أَعبوساً مَعَ بُخل. والتَّكْسِيف: التَّقْطِيعُ. وكَسَفَ الشيءَ يَكْسِفُه كَسْفاً وكَسَّفَه، كِلَاهُمَا: قَطَعَهُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الثَّوْبَ والأَديم. والكِسْف والكِسْفَةُ والكَسِيفَة: القِطْعة مِمَّا قطَعْت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه جَاءَ بِثَرِيدَةِ كِسْفٍ أَي خُبْزٍ مُكَسَّرٍ، وَهِيَ جَمْعُ كِسْفَة لِلْقِطْعَةِ مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ بَعْضُهُمْ رأَيته وَعَلَيْهِ كِسَافٌ أَي قِطْعَةُ ثَوْبٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وكأَنها جَمْعُ كِسْفة أَو كِسْف. وكِسْف السَّحَابِ وكِسَفُه: قِطَعُه، وَقِيلَ إِذَا كَانَتْ عَرِيضَةً فَهِيَ كِسْف. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ؛ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً ، قَالَ: الكِسْفُ والكِسَفُ وَجْهَانِ، والكِسْفُ: الجِماعُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ أَعطني كِسْفَة مِنْ ثَوْبِكَ يُرِيدُ قِطْعة، كَقَوْلِكَ خِرْقة، وكُسِفَ فِعْلٌ، وَقَدْ يَكُونُ الكِسْف جِمَاعًا للكِسفة مِثْلَ عُشْبة وعُشْب؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئَ كِسْفاً وكِسَفاً، فَمَنْ قرأَ كِسَفاً جَعَلَهَا جَمْعَ كِسْفة وَهِيَ القِطْعة، وَمَنْ قرأَ كِسْفاً جَعَلَهُ وَاحِدًا، قَالَ: أَو تُسْقِطَهَا طَبَقاً عَلَيْنَا، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ كسَفْت الشَّيْءَ إِذَا غطَّيته. وَسُئِلَ أَبو الْهَيْثَمِ عَنْ قَوْلِهِمْ كسَفْت الثوبَ أَي قَطَعْتُهُ فَقَالَ: كلُّ شَيْءٍ قطعتَه فَقَدْ كَسَفْتَهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لخِرَق الْقَمِيصِ قَبْلَ أَن تؤلَّف الكسَفُ والكِيَف والحِذَف، وَاحِدَتُهَا كِسْفة وكِيفةٌ وحِذْفةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ كَسَفَ أَملُه فَهُوَ كَاسِف إِذَا انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِمَّا كَانَ يأْمل وَلَمْ يَنْبَسِطْ، وكَسَفَ بالُه يَكْسِفُ حدَّثته نَفْسُهُ بِالشَّرِّ.

والكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب وَهُوَ مَصْدَرُ كَسَفْتُ الْبَعِيرَ إِذَا قَطَعْتَ عُرْقوبه. وكَسَفَ عُرْقُوبَهُ يكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دُونَ سَائِرِ الرِّجل. وَيُقَالُ: استدبَر فرَسَه فكسَف عُرْقُوبَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن صفْوان كَسَفَ عُرقوبَ راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف. كشف: الكشْفُ: رفعُك الشَّيْءَ عَمَّا يُواريه وَيُغَطِّيهِ، كَشَفَه يَكُشِفه كَشْفاً وكَشَّفَه فانْكَشَفَ وتَكَشَّفَ. ورَيْطٌ كَشِيفٌ: مَكْشُوف أَو مُنْكَشِف؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: أَجَشَّ رِبَحْلًا، لَهُ هَيْدَبٌ ... يُرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفا قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَعْنِي أَن الْبَرْقَ إِذْ لَمَع أَضاء السحابَ فَتَرَاهُ أَبيض فكأَنه كَشَفَ عَنْ رَيْطٍ. يُقَالُ: تَكَشَّفَ الْبَرْقُ إِذَا ملأَ السَّمَاءَ. والمَكْشُوف فِي عَروض السَّرِيعِ: الجُزء الَّذِي هُوَ مَفْعُولُنْ أَصله مفْعولات، حُذِفَتِ التَّاءُ فَبَقِيَ مَفْعُولًا فَنُقِلَ فِي التَّقْطِيعِ إِلَى مَفْعُولُنْ. وكَشَفَ الأَمر يَكْشِفُه كَشْفاً: أَظْهَرَهُ. وكَشَّفَه عَنِ الأَمر: أَكرهه عَلَى إِظْهَارِهِ. وكَاشَفَه بالعَداوة أَي بادأَه بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ تَكَاشَفْتم مَا تَدافَنْتم أَي لَوِ انْكَشَفَ عَيبُ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي لَوْ عَلِمَ يعضُكم سَريرةَ بَعْضٍ لَاسْتَثْقَلَ تَشْيِيع جنازَتِه ودَفْنَه. والكَاشِفَةُ: مَصْدَرٌ كالعافِية والخاتِمة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ ؛ أَي كَشْف، وَقِيلَ: إِنَّمَا دَخَلَتِ الْهَاءُ لِيُسَاجِعَ قَوْلَهُ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ، وَقِيلَ: الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ أَي لَا يَكْشِفُ الساعةَ إِلَّا ربُّ الْعَالَمِينَ، فَالْهَاءُ عَلَى هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ كَمَا قُلْنَا. وأَكْشَفَ الرجلُ إِكْشَافاً إِذَا ضَحِكَ فَانْقَلَبَتْ شفَته حَتَّى تَبْدُوَ دَرادِرُه. والكَشَفةُ: انقِلاب مِنْ قُصاص الشعَر اسْمٌ كالنَّزَعَةِ، كَشِفَ كَشَفاً، وَهُوَ أَكْشَفُ. والكَشَفُ فِي الجَبْهة: إِدْبَارُ نَاصِيَتِهَا مِنْ غَيْرِ نَزَعٍ، وَقِيلَ: الكَشَفُ رُجُوعُ شَعْرِ القُصّة قِبَلَ الْيَافُوخِ. والكشَف: مَصْدَرُ الأَكْشَفِ. والكَشَفَةُ: الِاسْمُ وَهِيَ دَائِرَةٌ فِي قُصاص النَّاصِيَةِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ شَعَرَاتٍ تَنْبُت صُعُداً وَلَمْ تَكُنْ دَائِرَةً، فَهِيَ كَشَفَةٌ، وَهِيَ يُتشاءم بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الكَشَفُ، بِالتَّحْرِيكِ، انْقِلَابٌ مِنْ قُصاص النَّاصِيَةِ كأَنها دَائِرَةٌ، وَهِيَ شُعيرات تَنْبُتُ صُعُداً، وَالرَّجُلُ أَكْشَف وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ كَشَفَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الطُّفَيل: أَنه عَرَض لَهُ شَابٌّ أَحمر أَكْشَفُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَكْشَفَ الَّذِي تَنْبُتُ لَهُ شَعَرَاتٌ فِي قُصاص نَاصِيَتِهِ ثَائِرَةً لَا تَكَادُ تسْترسِل، وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ. وتَكَشَّفَتِ الأَرض: تَصَوَّحت مِنْهَا أَماكن وَيَبِسَتْ. والأَكْشَفُ: الَّذِي لَا تُرْس مَعَهُ فِي الْحَرْبِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَثْبُتُ فِي الْحَرْبِ. والكُشُفُ: الَّذِينَ لَا يَصْدُقون القِتال، لَا يُعْرف لَهُ وَاحِدٌ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: زَالُوا فَمَا زالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ قَالَ ابْنُ الأَثير: الكُشُفُ جَمْعُ أَكْشَف. وَهُوَ الَّذِي لَا تُرْسَ مَعَهُ كأَنه مُنْكشِف غَيْرُ مَسْتُورٍ. وكَشِفَ القومُ: انْهَزَمُوا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَمَا ذُمَّ حاديهمْ، وَلَا فالَ رأْيُهُم، ... وَلَا كَشِفُوا، إِنْ أَفزَعَ السِّرْبَ صَائِحُ وَلَا كَشِفُوا أَي لَمْ يَنْهَزِمُوا.

والكِشَافُ: أَن تَلْقَح الناقةُ فِي غَيْرِ زَمَانِ لَقاحها، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَضْرِبها الْفَحْلُ وَهِيَ حَائِلٌ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُحْمَل عَلَيْهَا سَنَتَيْنِ مُتَوَالِيَتَيْنِ أَوْ سِنِينَ مُتَوَالِيَةً، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُحْمَل عَلَيْهَا سَنَةً ثُمَّ تُتْرَكَ اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، كَشَفَت النَّاقَةُ تَكْشِف كِشافاً، وَهِيَ كَشُوف، وَالْجَمْعُ كُشُفٌ، وأَكْشَفَتْ. وأَكْشَفَ القومُ: لَقِحَت إبلُهم كِشَافاً. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ والكَشُوف مِنَ الإِبل الَّتِي يَضْرِبُهَا الْفَحْلُ وَهِيَ حَامِلٌ، وَمَصْدَرُهُ الكِشَافُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ هَذَا التَّفْسِيرُ خطأٌ، والكِشَافُ أَن يُحمل عَلَى النَّاقَةِ بَعْدَ نِتَاجِهَا وَهِيَ عائذ قد وضَعت حَدِيثًا، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: إِذَا حُمِلَ عَلَى النَّاقَةِ سَنَتَيْنِ مُتَوَالِيَتَيْنِ فَذَلِكَ الكِشَاف ، وَهِيَ نَاقَةٌ كَشُوف. وأَكْشَفَ الْقَوْمُ أَي كَشفَت إبلُهم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَجودُ نِتَاجِ الإِبل أَن يَضْرِبَهَا الْفَحْلُ، فَإِذَا نُتِجَت تُركت سَنَةً لَا يَضْرِبُهَا الْفَحْلُ، فَإِذَا فُصِل عَنْهَا فَصِيلُهَا وَذَلِكَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ مِنْ يَوْمِ نِتاجها أُرسل الْفَحْلُ فِي الإِبل الَّتِي هِيَ فِيهَا فَيَضْرِبُهَا، وَإِذَا لَمْ تَجِمّ سَنَةً بَعْدَ نِتاجها كَانَ أَقلَّ لِلَبَنِهَا وأَضعفَ لِوَلَدِهَا وأَنْهَك لقوَّتها وطِرْقِها؛ ولَقِحت الحربُ كِشَافاً عَلَى الْمِثْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٌ: فَتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بثِفالِها، ... وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فتُتْئمِ فَضَرَبَ إِلْقَاحَهَا كِشافاً بحِدْثان نِتاجها وإتْآمها مَثَلًا لِشِدَّةِ الْحَرْبِ وَامْتِدَادِ أَيامها، وَفِي الصِّحَاحِ: ثُمَّ تُنْتِجُ فتَفْطِم. وأَكْشَفَ القومُ إِذَا صَارَتْ إِبِلُهُمْ كُشُفاً، الْوَاحِدَةُ كَشُوف فِي الْحَمْلِ. والكَشَفُ فِي الْخَيْلِ: الْتِوَاءٌ فِي عَسِيب الذنَب. واكْتَشَفَ الكبْشُ النَّعْجَةَ: نزَا عليها. كعف: أَكْعَفَتِ النخلةُ: انْقَلَعَت مِنْ أَصلها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَزَعَمَ أَن عَيْنَهَا بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ أَكْأَفَت. كفف: كَفَّ الشيءَ يَكُفُّه كَفّاً: جَمَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ بِهِ جِراحة فسأَله: كَيْفَ يتوضأُ؟ فَقَالَ: كُفَّه بخِرْقة أَي اجمَعها حَوْلَهُ. والكَفُّ: الْيَدُ، أُنثى. وَفِي التَّهْذِيبِ: والكَفُّ كَفُّ الْيَدِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَذِهِ كَفٌّ وَاحِدِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد الْفَرَّاءُ: أُوَفِّيكما مَا بلَّ حَلْقيَ رِيقتي، ... وَمَا حَمَلَت كَفَّايَ أَنْمُلِيَ العَشْرا قَالَ: وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: لَهُ كَفَّانِ: كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ، ... وكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها وَقَالَ زُهَيْرٌ: حَتَّى إِذَا مَا هَوَتْ كَفُّ الولِيدِ لَهَا، ... طارَتْ، وَفِي يدِه مِنْ ريشِها بِتَكُ قَالَ: وَقَالَ الأَعشى: يَداكَ يَدا صِدْقٍ: فكَفٌّ مُفِيدةٌ، ... وأُخرى، إِذَا مَا ضُنَّ بِالْمَالِ، تُنْفِق وَقَالَ أَيضاً: غَرَّاءُ تُبْهِجُ زَوْلَه، ... والكفُّ زَيَّنها خِضابه قَالَ: وَقَالَ الْكُمَيْتُ: جَمَعْت نِزاراً، وَهِيَ شَتَّى شُعوبها، ... كَمَا جَمَعَت كَفٌّ إِلَيْهَا الأَباخِسا

وَقَالَ ذُو الإِصبع: زَمان بِهِ للهِ كَفٌّ كَريمةٌ ... عَلَيْنَا، ونُعْماه بِهِنَّ تَسِير وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فَمَا بَلَغَتْ كَفُّ امْرِئٍ مُتَناوِلٍ ... بِهَا المَجْدَ، إِلَّا حَيْثُ مَا نِلتَ أَطْولُ وَمَا بَلَغَ المُهْدُون نَحْوَكَ مِدْحَةً، ... وإنْ أَطْنَبُوا، إِلَّا وَمَا فيكَ أَفضَلُ وَيُرْوَى: وَمَا بَلَغَ الْمُهْدُونَ فِي الْقَوْلِ مِدْحَةً فأَما قَوْلِ الأَعشى: أَرَى رجُلًا مِنْهُمْ أَسِيفاً، كأَنما ... يضمُّ إِلَى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا فَإِنَّهُ أَراد السَّاعِدَ فذكَّر، وَقِيلَ: إِنَّمَا أَراد العُضو، وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ يَضُمُّ أَو مِنْ هَاءِ كَشْحَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَكُفٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوِزُوا هَذَا الْمِثَالَ، وَحَكَى غَيْرُهُ كُفُوف؛ قَالَ أَبو عمارةَ بن أَبي طرفَة الهُذلي يَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: فصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ، ... حَتَّى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحوفِ بكلِّ لَينٍ صارِمٍ رهِيفِ، ... وذابِلٍ يَلَذّ بالكُفُوفِ أَبو لَطِيفٍ يَعْنِي أَخاً لَهُ أَصغر مِنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ أَحمر: يَداً مَا قَدْ يَدَيْتُ عَلَى سُكَيْنٍ ... وعبدِ اللَّهِ، إِذْ نُهِشَ الكُفُوفُ وأَنشد لِلَيْلَى الأَخْيَلِيّة: بقَوْلٍ كَتَحْبير الْيَمَانِي ونائلٍ، ... إِذَا قُلِبَتْ دُونَ العَطاء كُفُوفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ فِي جَمْعِ كفٍّ أَكْفَاف؛ وأَنشد عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: يُمسون مِمَّا أَضْمَرُوا فِي بُطُونهم ... مُقَطَّعَةً أَكْفَافُ أَيديهمُ اليُمْن وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: كأَنما يَضَعُها فِي كفِّ الرَّحْمَنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ مَحَلِّ القَبول والإِثابة وَإِلَّا فَلَا كَفَّ لِلرَّحْمَنِ وَلَا جارِحةَ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ المُشَبِّهون عُلُوّاً كَبِيرًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ اللَّهَ إِنْ شَاءَ أَدخل خلْقه الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ عُمَرُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْكَفِّ والحفْنة وَالْيَدِ فِي الْحَدِيثِ وكلُّها تَمْثِيلٌ مِنْ غَيْرِ تَشْبِيهٍ، وَلِلصَّقْرِ وَغَيْرِهِ مِنْ جَوَارِحِ الطَّيْرِ كَفَّانِ فِي رِجْليه، وَلِلسَّبْعِ كَفَّان فِي يَدَيْهِ لأَنه يَكُفُّ بِهِمَا عَلَى مَا أَخذ. والكَفُّ الخَضيب: نَجْمٌ. وكَفُّ الْكَلْبِ: عُشْبة مِنَ الأَحرار، وسيأْتي ذِكْرُهَا. واسْتَكَفَّ عينَه: وَضَعَ كَفَّه عَلَيْهَا فِي الشَّمْسِ يَنْظُرُ هَلْ يَرَى شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ قِدْحاً لَهُ: خَرُوجٌ مِنَ الغُمَّى، إِذَا صُكَّ صَكّةً ... بَدَا، والعُيونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ الْكِسَائِيُّ: اسْتَكْفَفْت الشَّيْءَ واسْتَشْرَفْته، كِلَاهُمَا: أَن تَضَعَ يَدَكَ عَلَى حَاجِبِكَ كَالَّذِي يَسْتَظِل مِنَ الشَّمْسِ حَتَّى يَستبين الشَّيْءُ. يُقَالُ: اسْتَكَفَّت عينه إذا نظرت تَحْتَ الْكَفِّ. الْجَوْهَرِيُّ: اسْتَكْفَفْت الشَّيْءَ

اسْتَوْضَحْته، وَهُوَ أَن تَضَعَ يَدَكَ عَلَى حَاجِبِكَ كَالَّذِي يَستظل مِنَ الشَّمْسِ تَنْظُرُ إِلَى الشَّيْءِ هَلْ تَرَاهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اسْتَكَفَّ القومُ حَوْلَ الشَّيْءِ أَي أَحاطوا بِهِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: إِذَا رَمَقَتْه مِنْ مَعَدٍّ عِمارةٌ ... بَدَا، والعُيونُ المُسْتَكِفَّة تَلْمَحُ واسْتَكَفَّ السَّائِلُ: بَسط كفَّه. وتكَفَّفَ الشيءَ: طَلَبَهُ بكَفِّه وتَكَفَّفَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا رأَى فِي الْمَنَامِ كأَن ظُلَّة تَنْطِف عَسلًا وَسَمْنًا وكأَنَّ النَّاسَ يَتَكَفَّفُونه ؛ التَّفْسِيرُ لِلْهَرَوِيِّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَالِاسْمُ مِنْهَا الكَفَف. وَفِي الْحَدِيثِ: لأَن تَدَعَ ورَثتَك أَغنياء خَيْرٌ مِنْ أَن تَدعهم عَالَةً يَتَكَفَّفُون النَّاسَ ؛ مَعْنَاهُ يسأَلون النَّاسَ بأَكُفِّهم يمدُّونها إِلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: تَكَفَّفَ واسْتَكَفَّ إذا أَخذ الشي بكفِّه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَا تُطْمِعوا فِيهَا يَدًا مُسْتَكِفَّةً ... لغيركُمُ، لَوْ تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها الْجَوْهَرِيُّ: واسْتَكَفَّ وتَكَفَّفَ بِمَعْنًى وَهُوَ أَن يَمُدَّ كفَّه يسأَل النَّاسَ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ، وَفِي الْحَدِيثِ: يتصدَّق بِجَمِيعِ مَالِهِ ثُمَّ يَقْعُد يَسْتَكِفُّ الناسَ. ابْنُ الأَثير: يُقَالُ اسْتَكَفَّ وتَكَفَّفَ إِذَا أَخذ بِبَطْنِ كَفِّهِ أَو سأَل كَفًّا مِنَ الطَّعَامِ أَو مَا يكُفُّ الْجُوعَ. وَقَوْلُهُمْ: لَقِيتُهُ كَفَّةَ كَفَّةَ، بِفَتْحِ الْكَافِ، أَي كِفَاحًا، وَذَلِكَ إِذَا استقْبلته مُواجهة، وَهُمَا اسْمَانِ جُعلا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَفَّةَ كَفَّةَ أَي مُواجهة كأَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَدْ كَفَّ صَاحِبَهُ عَنْ مُجَاوَزَتِهِ إِلَى غَيْرِهِ أَي مَنَعَه. والكَفَّة: الْمَرَّةُ مِنَ الكَفَّ. ابْنُ سِيدَهْ: ولَقِيتُه كَفَّةَ كفَّةَ وكفَّةَ كفَّةٍ عَلَى الإِضافة أَي فُجاءة مُوَاجَهَةً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الْآخَرَ مَجْرُورٌ أَنَّ يُونُسَ زَعَمَ أَن رُؤْبَةَ كَانَ يَقُولُ لَقِيتُهُ كِفَّةً لِكفّةٍ أَو كِفَّةً عَنْ كفّةٍ، إِنَّمَا جَعَلَ هَذَا هَكَذَا فِي الظَّرْفِ وَالْحَالِ لأَن أَصل هَذَا الْكَلَامِ أَن يَكُونَ ظَرْفًا أَو حَالًا. وكفَّ الرجلَ عَنِ الأَمر يكُفُّه كَفّاً وكَفْكَفَه فكَفَّ واكْتَفَّ وتَكَفَّفَ؛ اللَّيْثُ: كَفَفْتُ فُلَانًا عَنِ السُّوءِ فكَفَّ يَكُفُّ كَفّاً، سَوَاءٌ لفظُ اللَّازِمِ والمُجاوز. ابْنُ الأَعرابي: كَفْكَفَ إِذَا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عَنْهُ مَنْ يُؤْذِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: كَفَفْتُ الرَّجُلَ عَنِ الشَّيْءِ فكَفَّ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَالْمَصْدَرُ وَاحِدٌ. وكَفْكَفْت الرَّجُلَ: مِثْلَ كفَفْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: أَلم تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُم، ... وكَفْكَفْتُ عَنْكُمْ أَكْلُبي، وَهِيَ عُقَّر؟ واسْتَكَفَّ الرجلُ الرجلَ: مِنَ الكفِّ عَنِ الشَّيْءِ. وتَكَفَّفَ دمعُه: ارْتَدَّ، وكَفْكَفَه هُوَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله عِنْدِي مِنْ وكَفَ يَكِفُ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ لَا تعِظيني وتَعظْعَظي. وَقَالُوا: خَضْخضتُ الشيءَ فِي الْمَاءِ وأَصله مِنْ خُضْت. وَالْمَكْفُوفُ: الضَّرير، وَالْجَمْعُ المَكَافِيفُ. وَقَدْ كُفَّ بصرُه وكَفَّ بصرُه كَفّاً: ذهَب. وَرَجُلٌ مَكْفُوف أَي أَعمى، وَقَدْ كُفَّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَفَّ بصرُه وكُفَّ. والكَفْكَفَة: كَفُّك الشَّيْءَ أَي ردُّك الشَّيْءَ عَنِ الشَّيْءِ، وكَفْكَفْت دمْع الْعَيْنِ. وَبَعِيرٌ كَافٌّ: أُكلت أَسنانه وقَصُرَت مِنَ الكِبَر حَتَّى تَكَادَ تَذْهَبُ، والأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ كُفَّتْ أَسنانها، فَإِذَا ارْتَفَعَ عَنْ ذَلِكَ

فَهُوَ ماجٌّ. وَقَدْ كَفَّتْ النَّاقَةُ تَكُفُّ كُفُوفاً. والكَفُّ فِي العَرُوض: حَذْفُ السَّابِعِ مِنَ الْجُزْءِ نَحْوَ حَذْفِكَ النُّونَ مِنْ مَفَاعِيلُنْ حَتَّى يَصِيرَ مفاعيلُ وَمِنْ فَاعِلَاتُنْ حَتَّى يَصِيرَ فَاعِلَاتٍ، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا حُذف سَابِعُهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بكُفَّة الْقَمِيصِ الَّتِي تَكُونُ فِي طَرَفِ ذَيْلِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ إِسْحَاقَ. والمَكْفُوف فِي عِلل الْعَرُوضِ مفاعيلُ كَانَ أَصله مَفَاعِيلُنْ، فَلَمَّا ذَهَبَتِ النُّونُ قَالَ الْخَلِيلُ هُوَ مَكْفُوف. وكِفَافُ الثَّوْبِ: نَواحِيه. ويُكَفُّ الدِّخْريصُ إِذَا كُفَّ بَعْدَ خِياطة مَرَّةً. وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حَاشِيَتَهُ، وَهِيَ الخِياطةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ الشَّلِّ. وعَيْبةٌ مَكْفُوفَة أَي مُشْرَجةٌ مَشْدودة. وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالحديْبِية لأَهل مَكَّةَ: وإنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ عَيبةً مَكْفُوفَةً ؛ أَراد بالمَكْفُوفَة الَّتِي أُشْرِجَت عَلَى مَا فِيهَا وقُفِلت وضَربها مَثَلًا لِلصُّدُورِ أَنها نَقِيَّة مِنِ الغِلِّ والغِشّ فِيمَا كَتَبُوا واتَّفَقُوا عَلَيْهِ مِنَ الصُّلْح والهُدْنة، وَالْعَرَبُ تُشَبِّهُ الصُّدُورَ الَّتِي فِيهَا الْقُلُوبُ بالعِياب الَّتِي تُشْرَج عَلَى حُرِّ الثِّيَابِ وفاخِر الْمَتَاعِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العِياب المُشْرجة عَلَى مَا فِيهَا مَثَلًا لِلْقُلُوبِ طُوِيَت عَلَى مَا تَعَاقَدُوا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وكادَت عِيابُ الوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، ... وَإِنْ قِيلَ أَبْناءُ العُمومةِ، تَصْفَرُ فَجَعَلَ الصُّدور عِياباً للوُدِّ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ: وإنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ عَيبةً مَكْفُوفَة: مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ مَكْفُوفًا كَمَا تُكَفُّ العَيبة إِذَا أُشْرِجَت عَلَى مَا فِيهَا مِنَ مَتاع، كَذَلِكَ الذُّحُول الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ قَدِ اصْطَلَحُوا عَلَى أَن لَا يَنْشُروها وأَن يَتَكَافُّوا عَنْهَا، كأَنهم قَدْ جَعَلُوهَا فِي وِعاء وأَشرجوا عَلَيْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: كُفَّةُ القَمِيص، بِالضَّمِّ، مَا اسْتَدَارَ حَوْلَ الذَّيل، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ: كلُّ مَا اسْتَطَالَ فَهُوَ كُفَّة، بِالضَّمِّ، نَحْوَ كُفَّة الثَّوْبِ وَهِيَ حَاشِيَتُهُ، وكُفَّةِ الرَّمْلِ، وَجَمْعُهُ كِفَافٌ، وكلُّ مَا اسْتَدَارَ فَهُوَ كِفّة، بِالْكَسْرِ، نَحْوَ كِفَّةِ الْمِيزَانِ وكِفَّةِ الصَّائِدِ، وَهِيَ حِبالته، وكِفَّةِ اللِّثةِ، وَهُوَ مَا انحدرَ مِنْهَا. قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً كَفَّة الْمِيزَانِ، بِالْفَتْحِ، وَالْجَمْعُ كِفَفٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ كِفَّةِ الحابِل قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ، وَهِيَ عَرِيضةٌ ... عَلَى الخائفِ المَطْلوبِ، كِفَّةُ حابِلِ وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: الكِفَّةُ والشَّبكةُ أَمرهما وَاحِدٌ ؛ الكِفَّة، بِالْكَسْرِ: حِبالة الصَّائِدِ. والكِفَفُ فِي الوَشْم: داراتٌ تَكُونُ فِيهِ. وكِفَافُ الشَّيْءِ: حِتارُه. ابْنُ سِيدَهْ: والكِفَّة، بِالْكَسْرِ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَدِيرٍ كَدَارَةِ الْوَشْمِ وعُود الدُّفّ وَحِبَالَةِ الصيْد، وَالْجَمْعُ كِفَفٌ وكِفَافٌ. قَالَ: وكفَّة الْمِيزَانِ الْكَسْرُ فِيهَا أَشهر، وَقَدْ حُكِيَ فِيهَا الْفَتْحُ وأَباها بَعْضُهُمْ. والكُفَّة: كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطِيلٍ ككُفَّة الرَّمْلِ وَالثَّوْبِ وَالشَّجَرِ وكُفَّة اللِّثةِ، وَهِيَ مَا سَالَ مِنْهَا عَلَى الضِّرس. وَفِي التَّهْذِيبِ: وكِفَّة اللِّثَةِ مَا انْحَدَرَ مِنْهَا عَلَى أُصول الثغْر، وأَمّا كُفَّةُ الرمْل وَالْقَمِيصِ فطُرّتهما وَمَا حَوْلَهُمَا. وكُفَّة كُلِّ شَيْءٍ، بِالضَّمِّ: حَاشِيَتُهُ وطرَّته. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم الله وَجْهَهُ، يَصِفُ السَّحَابَ: والتَمع بَرْقُه فِي كُفَفِه أَي فِي حَوَاشِيهِ؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إِذَا غَشِيكم الليلُ فَاجْعَلُوا الرِّماح كُفَّة أَي فِي حَوَاشِي الْعَسْكَرِ وأَطرافه. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ إنَّ برِجْلي شُقاقاً، فَقَالَ: اكْفُفه بخِرْقة أَي اعْصُبْه بِهَا وَاجْعَلْهَا حَوْلَهُ. وكُفَّة الثَّوْبِ: طُرَّته

الَّتِي لَا هُدب فِيهَا، وَجَمْعُ كُلِّ ذَلِكَ كُفَف وكِفَافٌ. وَقَدْ كَفَّ الثوبَ يَكُفُّه كَفّاً: تَرَكَهُ بِلَا هُدب. والكِفَافُ مِنَ الثَّوْبِ: مَوْضِعُ الْكَفِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أَلبس الْقَمِيصَ المُكَفَّف بِالْحَرِيرِ أَي الَّذِي عُمِل عَلَى ذَيْله وأَكمامه وجَيْبه كِفَاف مِنْ حَرِيرٍ، وكلُّ مَضَمِّ شَيْءٍ كِفَافُه، وَمِنْهُ كِفَافُ الأُذن والظفُر وَالدُّبُرِ، وكِفَّة الصَّائِدِ، مَكْسُورٌ أَيضاً. والكِفَّة: حِبَالَةُ الصَّائِدِ، بِالْكَسْرِ. والكِفَّةُ: مَا يُصاد بِهِ الظِّباء يُجْعَلُ كالطوْق. وكُفَفُ السَّحَابِ وكِفَافُه: نَوَاحِيهِ. وكُفَّة السَّحَابِ: نَاحِيَتُهُ. وكِفافُ السَّحَابِ: أَسافله، وَالْجَمْعُ أَكِفَّةٌ. والكِفَافُ: الْحَوْقَةُ والوَتَرَةُ. واسْتَكَفُّوه: صَارُوا حَواليْه. والمُسْتَكِفّ: الْمُسْتَدِيرُ كالكِفَّة. والكَفَفُ: كالكِفَفِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الوَشم. واسْتَكَفَّت الحيَّة إِذَا ترَحَّتْ كالكِفَّةِ. واسْتَكَفَّ بِهِ الناسُ إِذَا عَصبوا بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: المنفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كالمسْتَكِفّ بِالصَّدَقَةِ أَي الباسطِ يدَه يُعطِيها، مِنْ قَوْلِهِمُ استكفَّ بِهِ الناسُ إِذَا أَحدَقوا بِهِ، واستكَفُّوا حَوْلَهُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ كِفاف الثَّوْبِ، وَهِيَ طُرَّته وحَواشِيه وأَطرافُه، أَو مِنَ الكِفّة، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ كَكِفَّةِ الْمِيزَانِ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَة: فاسْتَكَفُّوا جَنابَيْ عبدِ الْمُطَّلِبِ أَي أَحاطوا بِهِ وَاجْتَمَعُوا حَوْلَهُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أُمرتُ أَن لَا أَكُفَّ شَعراً وَلَا ثَوْبًا ، يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى الْمَنْعِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي لَا أَمنَعهما مِنْ الِاسْتِرْسَالِ حَالَ السُّجُودِ ليَقَعا عَلَى الأَرض، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ أَي لَا يَجْمَعُهُمَا وَلَا يَضُمُّهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُؤْمِنُ أَخو الْمُؤْمِنِ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَته أَي يَجْمَعُ عَلَيْهِ مَعِيشتَه ويَضُمُّها إِلَيْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَكُفُّ مَاءَ وَجْهِهِ أَي يصُونُه وَيَجْمَعُهُ عَنْ بَذْلِ السُّؤَالِ وأَصله الْمَنْعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم سَلَمَةَ: كُفِّي رأْسي أَي اجمعِيه وضُمِّي أَطرافه، وَفِي رِوَايَةٍ: كفِّي عَنْ رأْسي أَي دَعيه وَاتْرُكِي مَشْطَه. والكِفَفُ: النُّقَر الَّتِي فِيهَا الْعُيُونُ؛ وَقَوْلُ حُمَيْدٍ: ظَلَلْنا إِلَى كَهْفٍ، وظلَّت رِحالُنا ... إِلَى مُسْتَكِفَّاتٍ لهنَّ غُروبُ قِيلَ: أَراد بالمُسْتَكِفّات الأَعين لأَنها فِي كِفَفٍ، وَقِيلَ: أَراد الإِبل الْمُجْتَمِعَةَ، وَقِيلَ: أَراد شَجَرًا قَدِ اسْتَكَفَّ بعضُها إِلَى بَعْضٍ، وَقَوْلُهُ لهنَّ غُروب أَي ظِلال. والكَافَّةُ: الْجَمَاعَةُ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: لَقِيتهم كَافَّةً أَي كلَّهم. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ، قَالَ: كَافَّةً بِمَعْنَى الْجَمِيعِ والإِحاطة، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كلِّه أَي فِي جَمِيعِ شَرَائِعِهِ، وَمَعْنَى كَافَّةً فِي اشْتِقَاقِ اللُّغَةِ: مَا يَكُفُّ الشَّيْءَ فِي آخِرِهِ، مِنْ ذَلِكَ كُفَّة الْقَمِيصِ وَهِيَ حَاشِيَتُهُ، وكلُّ مُسْتَطِيلٍ فَحَرْفُهُ كُفَّة، وَكُلُّ مُسْتَدِيرٍ كِفَّة نَحْوَ كِفَّة الْمِيزَانِ. قَالَ: وَسُمِّيَتْ كُفَّة الثَّوْبِ لأَنها تَمْنَعُهُ أَن يَنْتَشِرَ، وأَصل الكَفّ الْمَنْعُ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لطَرف الْيَدِ كَفٌّ لأَنها يُكَفُّ بِهَا عَنْ سَائِرِ الْبَدَنِ، وَهِيَ الرَّاحَةُ مَعَ الأَصابع، وَمِنْ هَذَا قِيلَ رَجُلٌ مَكْفُوف أَي قَدْ كُفَّ بصرُه مِنْ أَن يَنْظُرَ، فَمَعْنَى الْآيَةِ ابْلُغوا فِي الإِسلام إِلَى حَيْثُ تَنْتَهِي شَرَائِعُهُ فَتُكَفُّوا مِنْ أَن تعدُو شَرَائِعُهُ وَادْخُلُوا كلُّكم حَتَّى يُكَفَّ عَنْ عَدَدٍ وَاحِدٍ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً ، مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَهُوَ مَصْدَرٌ عَلَى فَاعِلَةٍ كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ مُحِيطِينَ، قَالَ: فَلَا يَجُوزُ أَن

يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعَ لَا يُقَالُ قَاتِلُوهُمْ كَافَّات وَلَا كَافِّين، كَمَا أَنك إِذَا قُلْتَ قاتِلْهم عَامَّةً لَمْ تثنِّ وَلَمْ تُجْمَعْ، وَكَذَلِكَ خَاصَّةً وَهَذَا مَذْهَبُ النَّحْوِيِّينَ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ ابْنِ رَوَاحَةَ الأَنصاري: فسِرْنا إِلَيْهِمْ كَافَّةً فِي رِحالِهِمْ ... جَمِيعًا، عَلَيْنَا البَيْضُ لَا نَتَخَشَّعُ فَإِنَّمَا خَفَّفَهُ ضَرُورَةً لأَنه لَا يَصِحُّ الْجَمْعُ بَيْنَ ساكِنين فِي حَشْوِ الْبَيْتِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ: جَزى اللهُ الروابَ جَزَاءَ سَوْءٍ، ... وأَلْبَسَهُنّ مِنْ بَرَصٍ قَمِيصا وَهُوَ جَمْعُ رَابَّةٍ. وأَكافِيفُ الْجَبَلِ: حُيوده، قَالَ: مُسْحَنْفِراً مِنْ جبالِ الرُّومِ يَسْتُره ... مِنْهَا أَكَافِيفُ، فِيمَا دُونها زَوَرُ «4» يَصِفُ الفُرات وجَرْيَه فِي جِبَالِ الرُّوم المُطلَّة عَلَيْهِ حَتَّى يشُق بِلَادَ الْعِرَاقِ. أَبُو سَعِيدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ لَحْمُهُ كَفَافٌ لأَدِيمه إِذا امْتَلأ جِلْدُهُ مِنْ لَحْمِهِ، قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب: فُضُولٌ أَراها فِي أَديميَ بعدَ ما ... يَكُونُ كَفَافَ اللحمِ، أَو هُوَ أَجمَلُ أَراد بِالْفُضُولِ تَغَضُّن جلده لكِبره بعد ما كَانَ مُكْتَنِزَ اللَّحْمِ، وَكَانَ الْجِلْدُ مُمْتَدًا مَعَ اللَّحْمِ لَا يَفْضُل عَنْهُ، وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: نَجُوسُ عِمارةً ونَكُفُّ أُخرى ... لَنَا، حَتَّى يُجاوزَها دَلِيلُ رَامَ تَفْسِيرَهَا فَقَالَ: نَكُفُّ نأْخذ فِي كِفاف أُخرى، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِتَفْسِيرٍ لأَنه لَمْ يُفَسِّرِ الْكَفَافَ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: يَقُولُ نطأُ قَبِيلَةً ونتخلَّلها ونَكُفُّ أُخرى أَي نأْخذ فِي كُفَّتها، وَهِيَ نَاحِيَتُهَا، ثُمَّ ندَعها وَنَحْنُ نَقْدِرُ عَلَيْهَا. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ نفقَتُه الكَفَافُ أَيْ لَيْسَ فِيهَا فَضْلٌ إِنما عِنْدَهُ مَا يكُفُّه عَنِ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: ابْدَأْ بِمَنْ تعُولُ وَلَا تُلامُ عَلَى كَفَاف ، يَقُولُ: إِذا لَمْ يَكُنِ عِنْدَكَ فَضْل لم تُلَمْ على أَن لَا تُعْطِيَ أَحداً. الْجَوْهَرِيُّ: كَفَاف الشَّيْءِ، بِالْفَتْحِ، مِثْلُهُ وقَيْسُه، والكَفَاف أَيضاً مِنَ الرِّزق: الْقُوتُ وَهُوَ مَا كفَّ عَنِ النَّاسِ أَي أَغنى. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اجْعَل رِزقَ آلِ محمدٍ كَفَافاً. والكَفَافُ مِنَ الْقُوتِ: الَّذِي عَلَى قدْر نَفَقَتِهِ لَا فَضْلَ فِيهَا وَلَا نَقْصَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الأُبَيْرِد اليَرْبوعِيّ: أَلا لَيتَ حَظِّي مِنْ غُدانةَ أَنه ... يَكُونُ كَفَافاً: لَا عليَّ وَلَا لِيا وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَدِدْت أَني سَلِمت مِنَ الخِلافة كَفَافاً: لَا عَلَيَّ ولا ليَ ، الْكَفَافُ: هُوَ الَّذِي لَا يفضُل عَنِ الشَّيْءِ وَيَكُونُ بقدْر الْحَاجَةِ إِليه، وَهُوَ نَصْب عَلَى الْحَالِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ مَكْفُوفًا عَنِّي شرُّها، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن لَا تنالَ مِنِّي وَلَا أَنالَ مِنْهَا أَي تكُفَّ عَنِّي وأَكُفَّ عَنْهَا. ابْنُ بَرِّيٍّ: والكِفَافُ الطَّورُ، قَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاس: أَحارِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ ... ، يُضِيء كِفَافاً، ويَخْبُو كِفَافا وقال رؤبة: «5»

_ (4). هذا البيت للأخطل من قصيدته: خف القطين إلخ. (5). قوله [وَقَالَ رُؤْبَةُ فَلَيْتَ حَظِّي إلخ] في هامش النهاية: وقد يبنى على الكسر فيقال دعني كفاف، أنشد أبو زيد لرؤبة: فليت حظي (البيت).

فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ نَداكَ الضَّافي ... ، وَالنَّفْعَ أَنْ تَتْرُكَني كَفَافِ والكَفُّ: الرِّجلة، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ يَعْنِي بِهِ البَقْلة الحمقاء. كلف: الكَلَف: شَيْءٌ يَعْلُو الْوَجْهَ كالسِّمسم. كَلِفَ وجهُه يَكْلَفُ كَلَفاً، وَهُوَ أَكلف: تغيَّر. والكلَف والكُلْفَةُ: حُمْرة كَدرة تَعْلُو الْوَجْهَ، وَقِيلَ: لَوْنٌ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ سَوَادٌ يَكُونُ فِي الْوَجْهِ، وَقَدْ كَلِفَ. وَبَعِيرٌ أَكْلَف وَنَاقَةٌ كَلْفَاء وَبِهِ كُلْفَة، كلُّ هَذَا فِي الْوَجْهِ خَاصَّةً، وَهُوَ لَوْنٌ يَعْلُو الْجِلْدَ فَيُغَيِّرُ بَشَرَتَهُ. وَثَوْرٌ أَكْلَف وَخَدٌّ أَكْلَفُ: أَسفَع؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ: عَنْ حَرْفِ خَيْشومٍ وخَدٍّ أَكْلَفا وَيُقَالُ للبَهَق الكَلَف. والبعير الأَكْلَف: يَكُونُ فِي خَدَّيْهِ سَوَادٌ خَفيّ. الأَصمعي: إِذَا كَانَ الْبَعِيرُ شَدِيدَ الْحُمْرَةِ يخلِط حُمرته سَوَادٌ لَيْسَ بِخَالِصٍ فَتِلْكَ الْكُلْفَةُ. وَيُقَالُ: كُمَيْت أَكْلَف لِلَّذِي كَلِفَت حُمرته فَلَمْ تَصْفُ وَيُرَى فِي أَطراف شَعْرِهِ سَوَادٌ إِلَى الِاحْتِرَاقِ مَا هُوَ. والكَلْفَاء: الْخَمْرُ الَّتِي تَشْتَدُّ حُمرتها حَتَّى تَضْرِبَ إِلَى السَّوَادِ. شَمِرٌ وَغَيْرُهُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ الكَلْفَاء والعَذْراء. وكَلِف بِالشَّيْءِ كَلَفاً وكُلْفَة، فَهُوَ كَلِفٌ ومُكَلَّف: لهِج بِهِ. أَبو زَيْدٍ: كَلِفْت مِنْكَ أَمْراً كَلَفاً. وكَلِفَ بِهَا أَشَدَّ الكَلَفِ أَي أَحَبَّها. وَرَجُلٌ مِكْلَاف: مُحِبّ لِلنِّسَاءِ. والمُكَلَّف والمُتَكَلِّف: الوقّاعُ فِيمَا لَا يَعْنيه. والمُتَكَلِّف: العِرِّيض لِمَا لَا يَعْنِيهِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ كَلِفْت هَذَا الأَمْر وتَكَلَّفْتُه. والكُلْفَةُ: مَا تكلَّفْت مِنْ أَمر فِي نَائِبَةٍ أَو حَقٍّ. وَيُقَالُ: كَلِفْتُ بِهَذَا الأَمر أَي أُولِعْتُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطيقون ، هُوَ مِنْ كَلِفْت بالأَمر إِذَا أُولِعْت بِهِ وأَحْبَبْته. وَفِي الْحَدِيثِ: عُثْمَانُ كَلِفٌ بأَقاربه أَي شديدُ الْحُبِّ لَهُمْ. والكَلَف: الوُلوع بِالشَّيْءِ مَعَ شَغْلِ قَلْبٍ ومَشقة. وكَلَّفَه تَكْلِيفاً أَي أَمره بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ. وتَكَلَّفْت الشيءَ: تجشَّمْته عَلَى مشقَّة وَعَلَى خِلَافِ عَادَتِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ أَراك كَلِفْت بِعِلْمِ الْقُرْآنِ ، وكَلِفْته إِذَا تحمَّلته. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَكَلَّفُ لإِخوانه الكُلَف والتَّكَالِيف. وَيُقَالُ: حَمَلْت الشَّيْءَ تَكْلِفَة إِذَا لَمْ تُطقه إِلَّا تكلُّفاً، وَهُوَ تَفْعِلةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا وأُمتي بُرَاءٌ مِنَ التَّكَلُّف. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نُهِينا عَنِ التَّكَلُّفِ ؛ أَراد كَثْرَةَ السُّؤَالِ والبحثَ عَنِ الأَشياء الْغَامِضَةِ الَّتِي لَا يَجِبُ الْبَحْثُ عَنْهَا والأَخذَ بِظَاهِرِ الشَّرِيعَةِ وقبولَ مَا أَتت بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: كَلِفَ الأَمرَ وكَلَفَه تجشَّمه «6» عَلَى مشقَّة وعُسْرة؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: أَزُهَيْرُ، هَلْ عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَصْرِفِ، ... أَم لَا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟ وَهِيَ الكُلَف والتَّكَالِف، وَاحِدَتُهَا تَكْلِفَة؛ وَقَوْلُهُ: وهُنَّ يَطْوِينَ عَلَى التَّكَالِف ... بالسَّوْمِ، أَحياناً، وبالتقاذُف قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ تَكْلفة؛ وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي: وَهُنَّ يَطْوِينَ عَلَى التَّكَالُف

_ (6). قوله [وكَلَفَه تجشمه] كذا بالأصل مخففاً، ولعله كَلفَ الأَمر وتَكَلَّفَه تَجَشَّمَهُ كما يرشد إليه الشاهد بعد.

جَاءَ بِهِ فِي السِّنَادِ لأَن قَبْلَ هَذَا: إِذَا احْتَسَى، يومَ هَجِيرٍ هَائِفٍ، ... غُرورَ عِيدِيَّاتِها الخَوانِف قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَرَ أَحداً رَوَاهُ التَّكَالُف، بِضَمِّ اللَّامِ، إِلَّا ابْنَ جِنِّي. والكُلَافِيّ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ أَبيض فِيهِ خُضرة وَإِذَا زُبِّب جَاءَ زَبِيبُهُ أَكلف وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الكُلافِيّ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى كُلاف، بَلَدٌ فِي شَقِّ الْيَمَنِ مَعْرُوفٌ. وَذُو كُلافٍ وكُلْفَى: مَوْضِعَانِ. التَّهْذِيبُ: وَذُو كُلاف اسْمُ وَادٍ فِي شِعْرِ ابْنِ مُقْبِلٍ. كنف: الكَنَفُ والكَنَفَةُ: نَاحِيَةُ الشَّيْءِ، وناحِيتا كلِّ شَيْءٍ كَنَفَاه، وَالْجَمْعُ أَكْنَاف. وَبَنُو فُلَانٍ يَكْنُفُون بَنِي فُلَانٍ أَي هُمْ نُزول فِي نَاحِيَتِهِمْ. وكَنَفُ الرَّجل: حِضْنه يَعْنِي العَضُدين والصدْرَ. وأَكْنَاف الْجَبَلِ وَالْوَادِي: نواحِيه حَيْثُ تَنْضَمُّ إِلَيْهِ، الْوَاحِدُ كَنَفٌ. والكَنَفُ: الْجَانِبُ وَالنَّاحِيَةُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَهُ أَين مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: بأَكْنَافِ بِيشةَ أَي نَوَاحِيهَا. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: مَا كشَفْتُ مِنْ كَنَفِ أُنثى ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالْكَسْرِ مِنَ الكِنْفِ، وَبِالْفَتْحِ مِنَ الكَنَفَ. وكَنَفَا الإِنسان: جانِباه، وكَنَفَاه ناحِيتاه عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، وَهُمَا حِضْناه. وكَنَفُ اللَّهِ: رَحْمَتُهُ. واذْهَبْ فِي كَنَفِ اللَّهِ وحِفظه أَي فِي كَلاءته وحِرْزه وحِفظه، يَكْنُفُه بالكَلاءة وحُسن الوِلاية. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي النْجوى: يُدْنى المؤمنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يضَع عَلَيْهِ كَنَفَه ؛ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَعْنِي يَسْتُرُهُ، وَقِيلَ: يَرْحَمُهُ ويَلْطُف بِهِ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يضَعُ اللَّهُ عَلَيْهِ كَنَفَه أَي رَحْمَتَهُ وبِرّه وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِجَعْلِهِ تَحْتَ ظِلِّ رَحْمَتِهِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَفِي حَدِيثٍ أَبي وَائِلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نشَر اللَّهُ كَنَفَه عَلَى الْمُسْلِمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا، وتعطَّفَ بِيَدِهِ وكُمه. وكَنَفَه عَنِ الشَّيْءِ: حَجَزه عَنْهُ. وكَنَفَ الرجلَ يَكْنُفُه وتَكَنَّفَه واكْتَنَفَه: جَعَلَهُ فِي كنَفِه. وتَكَنَّفُوه واكْتَنَفُوه: أَحاطوا بِهِ، والتَّكْنِيفُ مِثْلُهُ. يُقَالُ: صِلاء مُكَنَّف أَي أُحيط بِهِ مِنْ جَوانِبه. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: مَضَوْا عَلَى شَاكِلَتِهِمْ مُكَانِفِين أَي يكنُف بعضُهم بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ: فاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَيْ أَحطْنا بِهِ مِنْ جانِبَيْه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَتَكَنَّفَه النَّاسُ. وكَنَفَه يَكْنُفُه كَنْفاً وأَكْنَفَه: حَفِظه وأَعانه؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَنَفَه ضَمَّهُ إِلَيْهِ وَجَعَلَهُ فِي عِياله. وَفُلَانٌ يَعِيش فِي كَنَفَ فُلَانٍ أَيْ فِي ظِلِّه. وأَكْنَفْت الرَّجُلَ إِذَا أَعَنْتَه، فَهُوَ مُكْنَف. الْجَوْهَرِيُّ: كَنَفْت الرَّجلَ أَكْنُفُه أَي حُطْتُه وصُنْتُه، وكَنَفْتُ بِالرَّجُلِ إِذَا قُمْتَ بِهِ وَجَعَلْتَهُ فِي كَنَفِك. والمُكَانَفَة: الْمُعَاوَنَةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَلا أَكون لَكَ صَاحِبًا أَكْنُفُ راعِيَكَ وأَقْتَبِس مِنْكَ؟ أَي أُعِينُه وأَكون إِلَى جَانِبِهِ وَأَجْعَلُهُ فِي كنَف. وأَكْنَفَه: أَتاه فِي حَاجَةٍ فَقَامَ لَهُ بِهَا وأَعانه عَلَيْهَا. وكَنَفَا الطَّائِرِ: جَنَاحَاهُ. وأَكْنَفَه الصيدَ وَالطَّيْرَ: أَعانه عَلَى تَصَيُّدِهَا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. ويُدْعى عَلَى الإِنسان فَيُقَالُ: لَا تَكْنُفُه مِنَ اللَّهِ كَانِفَة أَيْ لَا تَحْفَظُهُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ للإِنسان الْمَخْذُولِ لَا تَكْنُفُه مِنَ اللَّهِ كَانِفة أَي لَا تحْجُزه. وَانْهَزَمُوا فَمَا كَانَتْ لَهُمْ كَانِفَة دُونَ الْمَنْزِلِ أَو الْعَسْكَرِ أَي مَوْضِعٍ يلجَؤُون إِلَيْهِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي، وَفِي التَّهْذِيبِ:

فَمَا كَانَ لَهُمْ كَانِفَة دون العسكر أَي حاجز يحجُز عَنْهُمُ العدوَّ. وتَكَنَّفَ الشَّيْءَ واكْتَنَفَه: صَارَ حَوَالَيْهِ. وتَكَنَّفُوه مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَيِ احْتَوَشُوه. وَنَاقَةٌ كَنُوف: وَهِيَ الَّتِي إِذَا أَصابها الْبَرْدُ اكْتَنَفَتْ فِي أَكناف الإِبل تَسْتَتِرُ بِهَا مِنَ الْبَرْدِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والكَنُوف مِنَ النُّوقِ الَّتِي تبرُك فِي كنَفة الإِبل لِتَقِيَ نَفْسَهَا مِنَ الرِّيحِ وَالْبَرْدِ، وَقَدِ اكْتَنَفت، وَقِيلَ: الكَنُوف الَّتِي تَبْرُكُ نَاحِيَةً مِنَ الإِبل تَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ لِصِحَّتِهَا: واطْلُب نَاقَتَكَ فِي كَنَفِ الإِبل أَي فِي نَاحِيَتِهَا. وكَنَفَةُ الإِبل: نَاحِيَتُهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ نَاقَةٌ كَنُوف تَبْرُكُ فِي كَنَفَة الإِبل مِثْلَ القَذُور إِلَّا أَنها لَا تَسْتبعد كَمَا تَسْتَبْعِدُ القَذور. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: شَاةٌ كَنْفَاء أَي حَدْباء. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: نَاقَةٌ كَنُوف تَبِيتُ فِي كَنَف الإِبل أَي نَاحِيَتِهَا؛ وأَنشد: إِذَا اسْتَثارَ كَنُوفاً خِلْت مَا بَرَكَت ... عَلَيْهِ يُنْدَفُ، فِي حافاتِه، العُطُبُ والمُكَانِفُ: الَّتِي تبرُك مِنْ وَرَاءِ الإِبل؛ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والكَنَفَانِ: الجَناحانِ؛ قَالَ: سِقْطانِ مِنْ كَنَفَيْ نَعامٍ جافِلِ وكلُّ مَا سُتر، فَقَدْ كُنِفَ. والكَنِيفُ: التُّرْس لسَتْره، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: تُرْس كَنِيف، وَمِنْهُ قِيلَ للمَذْهب كَنِيف، وَكُلُّ سَاتِرٍ كَنِيف؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَريماً حِينَ لَمْ يَمْنَعْ حَريماً ... سُيوفُهمُ، وَلَا الحَجَفُ الكَنِيفُ والكَنِيفُ: السَّاتِرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَلَا يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ كَانِفَةٌ أَي سَاتِرَةٌ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: شَقَقْن أَكْنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمَرْن بِهِ أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والكَنِيفُ: حَظيرة مِنْ خشَب أَوْ شَجَرٍ تُتَّخَذُ للإِبل، زَادَ الأَزهري: وَلِلْغَنَمِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: كَنَفْتُ الإِبل أَكْنُفُ وأَكنِفُ. واكْتَنَفَ القومُ إِذَا اتَّخَذُوا كَنِيفاً لإِبلهم. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ كَنُوف ، قَالَ: هِيَ الشَّاةُ الْقَاصِيَةُ الَّتِي لَا تَمْشِي مَعَ الْغَنَمِ، وَلَعَلَّهُ أَراد لإِتْعابها المصدِّق بِاعْتِزَالِهَا عَنِ الْغَنَمِ، فَهِيَ كالمُشَيِّعةِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا فِي الأَضاحي، وَقِيلَ: نَاقَةٌ كَنُوف إِذَا أَصابها الْبَرْدُ فَهِيَ تَسْتَتِرُ بالإِبل. ابْنُ سِيدَهْ: والكَنِيف حَظيرة مِنْ خَشَبٍ أَو شَجَرٍ تُتَّخَذُ للإِبل لتقِيَها الرِّيحَ وَالْبَرْدَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَكْنِفُها أَيْ يَسْتُرُهَا وَيَقِيهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيفِ وَالْجَمْعُ كُنُفٌ؛ قَالَ: لَمّا تَآزَيْنا إِلَى دِفْء الكُنُفْ وكَنَفَ الكَنِيفَ يَكْنُفُه كَنْفاً وكُنُوفاً: عَمِلَهُ. وكَنَفْتُ الدارَ أَكْنُفُها: اتَّخَذَتْ لَهَا كَنِيفًا. وكَنَفَ الإِبلَ والغنمَ يَكْنُفُها كَنْفاً: عَمِلَ لَهَا كَنيفاً. وكَنَفَ لإِبله كَنِيفاً: اتَّخَذَهُ لَهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكَنفَ الكَيّالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسناً: وَهُوَ أَن يَجْعَلَ يَدَيْهِ عَلَى رأْس القَفِيز يُمْسِك بِهِمَا الطَّعَامَ، يُقَالُ: كِلْه كَيْلًا غَيْرَ مَكْنُوف. وتَكَنَّفَ القومُ بالغِثاث: وَذَلِكَ أَن تَمُوتَ غَنَمُهُمْ هُزالًا فيَحْظُروا بِالَّتِي مَاتَتْ حَوْلَ الأَحْياء الَّتِي بَقِين فتسْتُرها مِنَ الرِّياح. واكْتَنَفَ كَنِيفاً: اتَّخَذَهُ. وكَنَفَ القومُ:

حبَسوا أَموالهم مِنْ أَزْلٍ وتَضْييق عَلَيْهِمْ. والكَنِيف: الكُنّة تُشْرَع فَوْقَ بَابِ الدَّارِ. وكَنَفَ الدَّارَ يَكْنُفُها كَنْفاً: اتَّخَذَ لَهَا كَنِيفاً. والكَنِيف: الخَلاء وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلَى السَّتر، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَ مَا أَشرعوا مِنْ أَعالي دُورهم كَنِيفاً، وَاشْتِقَاقُ اسْمِ الكَنِيف كأَنه كُنِفَ فِي أَستر النَّوَاحِي، والحظيرةُ تُسَمَّى كَنِيفاً لأَنها تَكْنفُ الإِبلَ أَي تَسْتُرُهَا مِنَ الْبَرْدِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه أَشرف مِنْ كَنِيف فكلَّمهم أَي مِنْ سُتْرة؛ وكلُّ مَا سَتر مِنْ بِنَاءٍ أَو حَظِيرَةٍ، فَهُوَ كَنِيف؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَالِكٍ والأَكوع: تَبِيتُ بَيْنَ الزِّرْبِ والكَنِيف أَي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَكْنُفُهَا وَيَسْتُرُهَا. والكِنْفُ: الزَّنْفَلِيجة يَكُونُ فِيهَا أَداة الرَّاعِي ومَتاعه، وَهُوَ أَيضاً وِعاء طَوِيلٌ يَكُونُ فِيهِ مَتاع التِّجار وأَسْقاطهم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ فِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كُنَيْفٌ مُلِئ عِلْماً أَي أَنه وِعَاءٌ لِلْعِلْمِ بِمَنْزِلَةِ الْوِعَاءِ الَّذِي يَضَعُ الرَّجُلُ فِيهِ أَداته، وَتَصْغِيرُهُ عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ لَهُ، وَهُوَ تَصْغِيرُ تَعْظِيمٍ للكِنْف كَقَوْلٍ حُباب بْنُ المُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجّب؛ شَبَّهَ عُمَرُ قَلْبَ ابْنِ مَسْعُودٍ بِكِنْف الرَّاعِي لأَن فِيهِ مِبْراتَه ومِقَصَّه وشَفْرته فَفِيهِ كلُّ مَا يُرِيدُ؛ هَكَذَا قلبُ ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ جُمع فِيهِ كلُّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ الْعُلُومِ، وَقِيلَ: الكِنْف وِعَاءٌ يَجْعَلُ فِيهِ الصَّائِغُ أَدواته، وَقِيلَ: الكِنْف الْوِعَاءُ الَّذِي يكْنُف مَا جُعل فِيهِ أَي يَحْفَظُهُ. والكِنْفُ أَيضاً: مِثْلُ العَيْبة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بكِنْف فِيهِ مَتَاعٌ، وَهُوَ مِثْلُ الْعَيْبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه توضَّأَ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِناء فكَنَفَها وَضَرَبَ بِالْمَاءِ وَجْهَهُ أَي جَمَعها وَجَعَلَهَا كالكِنْف وَهُوَ الْوِعَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنه أَعطى عِيَاضًا كِنْف الرَّاعي أَي وِعَاءَهُ الَّذِي يَجْعَلُ فِيهِ آلَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو وَزَوْجَتِهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: لَمْ يُفَتِّش لَنَا كِنْفاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يُدْخِلْ يَدَهُ مَعَهَا كَمَا يُدْخِلُ الرَّجُلُ يَدَهُ مَعَ زَوْجَتِهِ فِي دَوَاخِلِ أَمرها؛ قَالَ: وأَكثر مَا يُرْوَى بِفَتْحِ الْكَافِ وَالنُّونِ مِنَ الكَنَف، وَهُوَ الْجَانِبُ، يَعْنِي أَنه لَمْ يَقْرَبها. وكَنَف الرجلُ عَنِ الشَّيْءِ: عَدَلَ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فَصالوا وصُلْنا، واتَّقَونا بماكِرٍ، ... ليُعْلَمَ مَا فِينا عَنِ البيْع كَانِفُ قَالَ الأَصمعي: وَيُرْوَى كَاتِفُ ؛ قَالَ: أَظن ذَلِكَ ظَنًّا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: ليُعلَمَ هَلْ مِنّا عَنِ الْبَيْعِ كَانِف قَالَ: وَيَعْنِي بِالْمَاكِرِ الْحِمَارَ أَي لَهُ مَكر وخَديعة. وكَنِيف وكَانِف ومُكْنِف، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ النُّونِ: أَسماء. ومُكْنِف بْنُ زَيد الْخَيْلِ كَانَ لَهُ غَناء فِي الرِّدّة مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَهُوَ الَّذِي فتَح الرَّيَّ، وأَبو حَمَّادٍ الرَّاوِيَةُ من سَبْيه. كهف: الكَهْف: كالمَغارة فِي الْجَبَلِ إِلَّا أَنه أَوسع مِنْهَا، فَإِذَا صَغُرَ فَهُوَ غَارٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: الكَهْف كَالْبَيْتِ الْمَنْقُورِ فِي الْجَبَلِ، وَجَمْعُهُ كُهُوف. وتَكَهَّفَ الجبلُ: صَارَتْ فِيهِ كُهُوف، وتَكَهَّفَتِ الْبِئْرُ: صَارَ فِيهَا مِثْلُ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَهْف فُلَانٍ أَي مَلْجَأٌ. الأَزهري: يُقَالُ فُلَانٌ كَهْف أَهل

الرِّيَبِ إِذَا كَانُوا يَلُوذون بِهِ فَيَكُونُ وزَراً ومَلْجأ لَهُمْ. وأُكَيْهِفٌ: مَوْضِعٌ. وكَهْفَةُ: اسْمُ امرأَة، وَهِيَ كَهْفَةُ بِنْتُ مَصاد أَحد بَنِي نَبهان. كوف: كَوَّفَ الأَدِيم: قَطَعه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ككَيَّفه، وكَوَّفَ الشيءَ: نَحَّاهُ، وكَوَّفَه: جَمَعَهُ. والتَّكَوُّفُ: التَّجَمُّعُ. والكُوفَة: الرَّمَلَةُ الْمُجْتَمِعَةُ، وَقِيلَ: الكُوفَة الرَّمَلَةُ مَا كَانَتْ، وَقِيلَ: الكُوفَة الرَّمَلَةُ الْحَمْرَاءُ وَبِهَا سُمِّيَتِ الكُوفَة. الأَزهري: اللَّيْثُ كُوفَانُ اسْمُ أَرض وَبِهَا سُمِّيَتِ الكُوفَة. ابْنُ سِيدَهْ: الكُوفَة بَلَدٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن سَعْدًا لَمَّا أَراد أَن يَبْنِيَ الْكُوفَةَ ارْتَادَهَا لَهُمْ وَقَالَ: تَكَوَّفُوا فِي هَذَا الْمَكَانِ أَي اجْتَمِعُوا فِيهِ، وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: إِنَّمَا قَالَ كَوِّفُوا هَذَا الرَّمْلَ أَيْ نَحُّوه وَانْزِلُوا، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الكُوفَة. وكُوفَان: اسْمُ الكُوفَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَبِهَا كَانَتْ تُدْعَى قَبْلُ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: كَانَتِ الكُوفَة تُدْعى كُوفَانَ. وكَوَّفَ القومُ: أَتوا الْكُوفَةَ؛ قَالَ: إِذَا مَا رأَتْ يَوْمًا مِنَ النَّاسِ رَاكِبًا ... يُبَصِّر مِنْ جِيرانها، ويُكَوِّفُ وكَوَّفْتُ تَكْوِيفاً أَي صِرْتُ إِلَى الْكُوفَةِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وتَكَوَّفَ الرجلُ أَي تَشَبَّهَ بأَهل الْكُوفَةِ أَو انْتَسَبَ إِلَيْهِمْ. وتَكَوَّفَ الرملُ والقومُ أَي اسْتَدَارُوا. والكُوفانُ والكُوَّفَان: الشرُّ الشَّدِيدُ. وتَرك القومَ في كُوفَان أَي فِي أَمر مُسْتَدِيرٍ. وإنَّ بَنِي فُلَانٍ مِنْ بَنِي فُلَانٍ لَفِي كُوفان وكَوَّفان أَي فِي أَمر شَدِيدٍ، وَيُقَالُ فِي عَناء ومَشَقَّة ودَوَران؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَمَا أَضْحى وَمَا أَمْسَيْتُ إِلَّا ... وَإِنِّي منكُم فِي كَوَّفَانِ وَإِنَّهُ لَفِي كُوفَان مِنْ ذَلِكَ أَي حِرْز ومَنَعة. الْكِسَائِيُّ: وَالنَّاسُ فِي كُوفَان مِنْ أَمرهم وَفِي كُوَّفَان وكَوْفَان أَي فِي اخْتِلَاطٍ. والكُوفَانُ: الدَّغَل بَيْنَ القصَب وَالْخَشَبِ. والكَاف: حَرْفٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ سَائِرُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَشاقَتْكَ أَطْلالٌ تَعَفَّتْ رُسُومُها، ... كَمَا بَيَّنَتْ كَافٌ تلُوح ومِيمها؟ والكَافُ أَلفها وَاوٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا وَزَائِدًا وَيَكُونُ اسْمًا، فَإِذَا كَانَتِ اسْمًا ابْتُدِئَ بِهَا فَقِيلَ كَزَيْدٍ جَاءَنِي، يُرِيدُ مِثْلَ زَيْدٍ جَاءَنِي، وَكَبَكْرٍ غلامٌ لِزَيْدٍ، يُرِيدُ مِثْلَ بَكْرٍ غُلَامٌ لِزَيْدٍ، فَإِنْ أَدخلت إنَّ عَلَى هَذَا قُلْتَ إنَّ كَبَكْرٍ غلامٌ لِمُحَمَّدٍ فَرَفَعَتِ الْغُلَامَ لأَنه خَبَرُ إنَّ، والكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لأَنها اسْمُ إِنَّ، وَتَقُولُ إِذَا جَعَلْتَ الكَافَ خَبَرًا مُقَدَّمًا إنَّ كَبَكْرٍ أَخاك تُرِيدُ إِنَّ أَخاك كَبَكْرٍ كَمَا تَقُولُ إِنَّ مِنَ الْكِرَامِ زَيْدًا، وَإِذَا كَانَتْ حَرْفًا لَمْ تَقَعْ إِلَّا مُتَوَسِّطَةً فَتَقُولُ مَرَرْتُ بِالَّذِي كَزَيْدٍ، فَالْكَافُ هُنَا حَرْفٌ لَا مَحَالَةَ، وَاعْلَمْ أَن هَذِهِ الكَاف الَّتِي هِيَ حَرْفُ جَرٍّ كَمَا كَانَتْ غَيْرَ زَائِدَةٍ فِيمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا، فَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً مُؤَكِّدَةً بِمَنْزِلَةِ الْبَاءِ فِي خَبَرِ لَيْسَ وَفِي خَبَرِ مَا ومِن وَغَيْرِهَا مِنَ الْحُرُوفِ الْجَارَّةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ؛ تَقْدِيرُهُ وَاللَّهُ أَعلم: لَيْسَ مثلَه شَيْءٌ، وَلَا بُدَّ مِنِ اعْتِقَادِ زِيَادَةِ الْكَافِ لِيَصِحَّ الْمَعْنَى لأَنك إِنْ لَمْ تَعْتَقِدْ ذَلِكَ أَثبتَّ لَهُ عَزَّ اسْمُهُ مِثْلًا،

وَزَعَمْتَ أَنه لَيْسَ كَالَّذِي هُوَ مِثْلُهُ شَيْءٌ، فَيَفْسُدُ هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما مَا فِيهِ مِنْ إِثْبَاتِ الْمِثْلِ لِمَنْ لَا مِثْلَ لَهُ عَزَّ وَعَلَا عُلُوًّا كَبِيرًا، وَالْآخَرُ أَن الشَّيْءَ إِذَا أَثبَتَّ لَهُ مِثْلًا فَهُوَ مِثل مِثْلِهِ لأَن الشَّيْءَ إِذَا مَاثَلَهُ شَيْءٌ فَهُوَ أَيضاً مُماثل لِمَا مَاثَلَهُ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ عَلَى فَسَادِ اعْتِقَادِ مُعْتَقِدِهِ لَمَا جَازَ أَن يُقَالَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لأَنه تَعَالَى مِثلُ مِثله وَهُوَ شَيْءٌ لأَنه تَبَارَكَ اسْمُهُ قَدْ سَمَّى نَفْسَهُ شَيْئًا بِقَوْلِهِ: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ؛ وَذَلِكَ أَن أَيّاً إِذَا كَانَتِ اسْتِفْهَامًا لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَوَابُهَا إِلَّا مِنْ جِنْسِ مَا أُضيفت إِلَيْهِ، أَلا تَرَى أَنك لَوْ قَالَ لَكَ قَائِلٌ أيُّ الطَّعَامِ أَحب إِلَيْكَ لَمْ يَجُزْ أَن تَقُولَ لَهُ الرُّكُوبَ وَلَا الْمَشْيَ وَلَا غَيْرَهُ مِمَّا لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الطَّعَامِ؟ فَهَذَا كُلُّهُ يُؤَكِّدُ عِنْدَكَ أَن الكَافَ فِي كَمِثْلِهِ لَا بدَّ أَن تَكُونَ زَائِدَةً؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ والمَقَقُ: الطُّول، وَلَا يُقَالُ فِي هَذَا الشَّيْءِ كَالطُّولِ إِنَّمَا يُقَالُ فِي هَذَا الشَّيْءِ طُولٌ، فكأَنه قَالَ فِيهَا مَقَق أَي طُولٌ، وَقَدْ تَكُونُ الكَاف زَائِدَةً فِي نَحْوِ ذَلِكَ وَذَاكَ وتِيك وَتِلْكَ وأُولئك، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَيْسَكَ زَيْدًا أَي لَيْسَ زَيْدًا والكَاف لِتَوْكِيدِ الْخِطَابِ، وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إِذَا قِيلَ لأَحدهم كَيْفَ أَصبحت أَن يَقُولَ كخيرٍ، وَالْمَعْنَى عَلَى خَيْرٍ، قَالَ الأَخفش: فَالْكَافُ فِي مَعْنَى عَلَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ فِي مَعْنَى الْبَاءِ أَي بِخَيْرٍ، قَالَ الأَخفش وَنَحْوٌ مِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَنَ كَمَا أَنت. الْجَوْهَرِيُّ الكَافُ حَرْفُ جَرٍّ وَهِيَ لِلتَّشْبِيهِ؛ قَالَ: وَقَدْ تَقَعُ مَوْقِعَ اسْمٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْهَا حَرْفُ الْجَرِّ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا: ورُحْنا بِكَابْنِ الْمَاءِ يُجْنَبُ وسْطَنا، ... تَصَوَّبُ فِيهِ العَيْنُ طَوراً وتَرْتَقي قَالَ:؛ وَقَدْ تَكُونُ ضَمِيرًا للمُخاطب الْمَجْرُورِ وَالْمَنْصُوبِ كَقَوْلِكَ غُلَامُكَ وضَربك، وَتَكُونُ لِلْخِطَابِ وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب كَقَوْلِكَ ذَلِكَ وَتِلْكَ وأُولئك ورُوَيْدَك، لأَنها لَيْسَتْ بِاسْمٍ هَاهُنَا وَإِنَّمَا هِيَ لِلْخِطَابِ فَقَطْ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ. وكوَّفَ الكَافَ: عَمِلها. وكوَّفْتُ كَافاً حَسَنًا أَي كَتَبْتُ كَافًا. وَيُقَالُ: لَيْسَتْ عَلَيْهِ تُوفة وَلَا كُوفَةً، وَهُوَ مِثْلُ المَزْرِيةِ. وَقَدْ تافَ وكَافَ. والكُوَيْفَةُ: مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ كُوَيْفَة عَمْرٍو، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ مِنَ الأَزْد كَانَ أَبْرويز لَمَّا انْهَزَمَ مِنْ بَهرام جُور نَزَلَ بِهِ فَقَرَاهُ وَحَمَلَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُلْكِهِ أَقطعه ذلك الموضع. كيف: كَيَّفَ الأَدِيمَ: قَطَّعه، والكِيفَةُ: القِطْعة مِنْهُ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ للخِرْقة الَّتِي يُرْقَع بِهَا ذَيْل الْقَمِيصِ القُدَّامُ: كِيفَة، وَالَّذِي يُرَقَّعُ بِهَا ذَيْلُ الْقَمِيصِ الخَلفُ: حيفةٌ. وكَيْفَ: اسْمٌ مَعْنَاهُ الِاسْتِفْهَامُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَإِنْ ذكِّرت جَازَ، فأَما قَوْلُهُمْ: كَيَّفَ الشيءَ فَكَلَامٌ مُوَلَّدٌ. الأَزهري: كَيْفَ حَرْفُ أَداة ونصْبُ الْفَاءِ فِرَارًا بِهِ مِنَ الْيَاءِ السَّاكِنَةِ فِيهَا لِئَلَّا يَلْتَقِيَ سَاكِنَانِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً «7»: تأَويل كَيْفَ اسْتِفْهَامٌ فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ، وَهَذَا التَّعَجُّبُ إِنَّمَا هُوَ لِلْخَلْقِ وَالْمُؤْمِنِينَ أَي اعجَبوا مِنْ هَؤُلَاءِ كَيْفَ يَكْفُرُونَ وَقَدْ ثَبَتَتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ فِي مَصْدَرِ كَيْفَ: الكَيْفِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: كَيْفَ اسْمٌ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ وَإِنَّمَا حُرِّكَ آخِرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَبُنِي على الفتح

_ (7). الآية

فصل اللام

دُونَ الْكَسْرِ لِمَكَانِ الْيَاءِ وَهُوَ لِلِاسْتِفْهَامِ عَنِ الأَحوال، وَقَدْ يَقَعُ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ، وَإِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهِ مَا صَحَّ أَن يُجَازِيَ بِهِ تَقُولُ: كَيْفَما تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْمَكَانِ لَا يُجَازَى بكَيْفَ وَلَا بكَيْفَمَا عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ، وَمِنَ الْكُوفِيِّينَ مَنْ يُجازي بكَيْفَمَا. فصل اللام لَأَفَ: التَّهْذِيبُ: ابْنُ السِّكِّيتِ فُلَانٌ يَلْأَفُ الطَّعَامَ لَأْفاً إِذَا أَكله أَكلًا جَيِّدًا. لجف: اللَّجَفُ مِثْلُ البُعْثُط: وَهُوَ سُرَّةُ الْوَادِي. واللَّجَفُ: النَّاحِيَةُ مِنَ الْحَوْضِ أَو الْبِئْرِ يأْكله الْمَاءُ فَيَصِيرُ كالكَهْف؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: مُتَبَهِّرات بالسِّجالِ مِلاؤُها ... يَخْرُجْن مِنْ لَجَفٍ لَهَا مُتَلَقَّمِ وَالْجَمْعُ أَلْجَاف. واللَّجْفُ: الحَفْرُ فِي أَصل الكِناس، وَقِيلَ: فِي جَنْبِ الكِناس وَنَحْوِهِ، وَالِاسْمُ اللَّجَفُ. والمُلَجِّف: الَّذِي يَحْفِر فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْبِئْرِ. والتَّلَجُّف: التحفُّر فِي نَوَاحِي الْبِئْرِ. ولَجَّفْت الْبِئْرَ تَلْجِيفاً: حَفَرْتُ فِي جَوَانِبِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه حَفَر حَفِيرة فَلَجَّفَها أَي حفَر فِي جَوَانِبِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا: بِسَلْهَبَيْنِ فَوْق أَنْفٍ أَدْلَفا، ... إِذَا انْتَحَى مُعْتَقِماً أَو لَجَّفَا قَوْلُهُ بِسَلْهَبَيْنِ أَي بقرْنين طَوِيلَيْنِ. وَيُقَالُ: بِئْرُ فُلَانٍ مُتَلَجِّفَة؛ وأَنشد: لَوْ أَنَّ سَلْمَى ورَدَتْ ذَا أَلجَافْ، ... لقَصَّرَت ذَناذِنَ الثَّوْبِ الضَّافْ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَلْجَافُ الرَّكيّة مَا أَكل الْمَاءُ مِنْ نَوَاحِي أَصلها، وَإِنْ لَمْ يأْكلها وَكَانَتْ مُسْتَوِيَةَ الأَسفل فَلَيْسَتْ بلَجف. وَقَالَ يُونُسُ: لَجَف، ويقال: اللَّجَف مَا حَفَر الماءُ مِنْ أَعلى الرَّكِيَّةِ وأَسفلها فَصَارَ مِثْلَ الْغَارِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّجَف حَفْر فِي جَانِبِ الْبِئْرِ. ولَجِفَتِ الْبِئْرُ لَجَفاً، وَهِيَ لَجْفَاء، وتَلَجَّفَت، كِلَاهُمَا: تَحفَّرت وأُكلت مِنْ أَعلاها وأَسفلها؛ وقد اسعتير ذَلِكَ فِي الجُرح كَقَوْلِ عِذَارُ بْنُ دُرة الطَّائِيُّ: يَحُجُّ مأْمُومةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ، ... فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغاريدِ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي: تَلجَّفَت الْبِئْرُ أَي انْخسفتْ؛ وَبِئْرُ فُلَانٍ مُتَلَجِّفَة. واللَّجَفُ: مَلْجأُ السَّيْلِ وَهُوَ مَحْبِسُه. واللِّجَافُ: مَا أَشْرَفَ عَلَى الْغَارِ مِنْ صَخْرٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ ناتٍ مِنَ الْجَبَلِ، وَرُبَّمَا جَعَلَ ذَلِكَ فَوْقَ الْبَابِ. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّجَفَةُ الْغَارِ فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ لَجَفَات، قَالَ: وَلَا أَعلمه كُسِّر. ولَجَّفَ الشيءَ: وسَّعه مِنْ جَوَانِبِهِ. والتَّلْجِيفُ: إِدْخَالُ الذَّكَرِ فِي جَوَانِبِ الْفَرْجِ؛ قَالَ البَوْلانيُّ: فاعْتَكَلا وأَيُّما اعْتِكالِ، ... ولُجِّفَت بمِدسَرٍ مُخْتالِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ الدَّجَّالَ وَفِتْنَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَانْتَحَبَ الْقَوْمُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصواتهم فأَخذ بلَجَفَتَي الْبَابِ فَقَالَ مَهْيَمْ ؛ لَجَفَتَا الْبَابِ عِضادتاه وَجَانِبَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ لجَوانب الْبِئْرِ أَلْجَاف جَمْعُ لَجَف، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالْبَاءِ، قَالَ: وَهُوَ وهَمٌ. واللَّجِيفُ مِنَ السِّهام: الْعَرِيضُ؛ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي بِاللَّامِ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ النجِيف وَقَدْ رَوَى اللَّخيف ، وَهُوَ قَوْلُ السُّكَّرِيِّ، وسيأْتي ذِكْرُهُ.

وَفِي التَّهْذِيبُ: اللَّجِيفُ مِنَ السِّهَامِ الَّذِي نَصْله عَرِيضٌ، شَكَّ أَبو عُبَيْدٍ فِي اللَّجِيفِ. قَالَ الأَزهري: وَحَقٌّ لَهُ أَن يَشُكَّ فِيهِ لأَن الصَّوَابَ النَّجِيفُ، وَهُوَ مِنَ السِّهَامِ الْعَرِيضِ النَّصْلِ، وَجَمْعُهُ نُجُفٌ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّجِيف. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْجِيمِ، فَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنَ السُّرْعَةِ ولأَن اللَّجِيف سهم عريض النصل. لحف: اللِّحَاف والمِلْحَفُ والمِلْحَفَة: اللِّباس الَّذِي فَوْقَ سَائِرِ اللِّبَاسِ مِنْ دِثار الْبَرْدِ وَنَحْوِهِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ تغطَّيت بِهِ فَقَدِ الْتَحَفْتُ بِهِ. واللِّحَاف: اسْمُ مَا يُلْتَحف بِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنا وَلَا فِي لُحُفِنَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللِّحَاف كلُّ مَا تغطَّيت بِهِ. ولَحَفْت الرَّجل أَلْحَفُه إِذَا فعلْت بِهِ ذَلِكَ يَعْنِي إِذَا غطَّيته؛ وَقَوْلُ طرَفة: ثُمَّ راحُوا عَبِقَ المِسْكُ بِهِمْ، ... يَلْحَفُون الأَرضَ هُدَّابَ الأُزُرْ أَي يُغَطُّونها ويُلْبِسونها هدّابَ أُزُرهم إِذَا جرُّوها فِي الأَرض. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الثَّوْبُ لِحَاف ومِلْحَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَمَا يُقَالُ إِزَارٌ ومِئْزَر وقِرام ومِقْرَم، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ مِلْحَفَة ومِقْرمة وَسَوَاءٌ كَانَ الثَّوْبُ سِمْطاً أَو مُبَطَّناً، وَيُقَالُ لَهُ لِحَاف. ولَحَفَه لِحَافاً: أَلبسه إِيَّاهُ. وأَلْحَفَه إِيَّاهُ: جَعَلَهُ لَهُ لِحَافًا. وأَلْحَفَه: اشْتَرَى لَهُ لِحافا؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ولَحَفْتُ لِحَافاً وَهُوَ جَعْلُكَهُ. وتَلَحَّفْتُ لِحَافاً إِذَا اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْتَحَفْتُ؛ وأَنشد لطَرَفة: يَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّابَ الأُزر أَي يَجُرُّونَهَا عَلَى الأَرض، وَرُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ لَحَفْتُه وأَلْحَفْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ أَيضاً. وأَلْحَفَ الرجلُ ولَحَّفَ إِذَا جَرَّ إِزَارَهُ عَلَى الأَرض خُيَلاءً وبطَراً، وأَنشد بيت طرفة أَيضاً. والمِلْحَفَة عِنْدَ الْعَرَبِ هِيَ المُلاءة السِّمْط، فَإِذَا بُطِّنت بِبِطَانَةٍ أَو حُشيت فَهِيَ عِنْدَ الْعَوَامِّ مِلْحَفَة، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: المِلْحَفَة وَاحِدَةُ المَلاحِف. وتَلَحَّفَ بالمِلْحَفَة واللِّحَاف والْتَحَفَ ولَحَفَ بِهِمَا: تغطَّى بِهِمَا، لُغيّة، وَإِنَّهَا لحَسَنة اللِّحْفَة مِنَ الالْتِحَاف. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فُلَانٌ حسَن اللِّحْفَة وَهِيَ الْحَالَةُ الَّتِي تَتَلَحَّفُ بِهَا. واللَّحْفُ: تغْطِيتُك الشَّيْءَ بِاللِّحَافِ؛ قَالَ الأَزهري: أَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنِ الحرَّاني عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَنه أَنشده لجرير: كَمْ قَدْ نَزَلْتُ بِكُمْ ضَيْفاً فتَلْحَفُنِي ... فَضْلَ اللِّحَاف، ونِعم الفَضْلُ يُلْتَحَفُ قَالَ: أَراد أَعطيتني فضْل عَطَائِكَ وَجُودِكَ. وَقَدْ لَحَفَه فضلَ لِحَافَه إِذَا أَناله مَعْرُوفَهُ وفَضْلَه وزَوَّده. التَّهْذِيبُ: وأَلْحَفَ الرجلُ ضَيْفَهُ إِذَا آثَره بفِراشه وَلِحَافِهِ فِي الحَلِيت، وَهُوَ الثَّلج الدَّائِمُ والأَرِيزُ الْبَارِدُ. ولاحَفْت الرَّجُلَ مُلاحَفة: كانَفْته. والإِلْحَاف: شِدَّةُ الإِلْحاح فِي المسأَلة. وَفِي التَّنْزِيلِ: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً ؛ وَقَدْ أَلْحَفَ عَلَيْهِ؛ وَيُقَالُ: وَلَيْسَ للمُلحِفِ مِثْلُ الرَّدّ وأَلْحَفَ السائلُ: أَلَحَّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ بَشَّارِ بْنِ بُرْد: الحُرُّ يُلْحى، والعَصا للعَبْدِ، ... وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مِثْلُ الردِّ

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يُلْحِفُ شَارِبَهُ أَي يُبَالِغُ فِي قُصِّه. التَّهْذِيبُ عَنِ الزَّجَّاجِ: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ سأَل وَلَهُ أَربعون دِرْهَمًا فَقَدْ أَلْحَفَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَدْ سأَل النَّاسَ إِلْحَافاً ، قَالَ: وَمَعْنَى أَلْحَفَ أَي شَمِل بالمسأَلة وَهُوَ مُستغْن عَنْهَا. قَالَ: واللِّحَاف مِنْ هَذَا اشتقاقُه لأَنه يَشْمَلُ الإِنسان فِي التغْطية؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ لَا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً أَي لَيْسَ مِنْهُمْ سُؤَالٌ فَيَكُونُ إِلْحَافٌ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَلَى لاحِبٍ لَا يُهْتَدى بمَناره الْمَعْنَى لَيْسَ بِهِ مَنار فيُهْتَدى بِهِ. ولُحِفَ فِي مَالِهِ لَحْفةً «1» إِذَا ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ الخَصِيبي يَقُولُ: هُوَ أَفْلَسُ مِنْ ضارِبِ قِحْفِ اسْتِه وَمِنْ ضَارِبِ لِحْف اسْتِهِ، قَالَ: وَهُوَ شِقُّ الاسْت، وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لأَنه لَا يَجِدُ شَيْئًا يلبَسه فتقَع يَدُهُ عَلَى شُعَب اسْتِهِ. ولَحُفَ القمرُ إِذَا جَاوَزَ النِّصْفَ فنقَص ضوءُه عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ. ولِحَافٌ واللَّحِيف: فُرْسَانٌ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّحِيف لِطُولِ ذَنَبِهِ ، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ، كأَنه يَلْحَفُ الأَرض بِذَنَبِهِ أَي يُغَطِّيها به. لخف: اللَّخْف: الضرْب الشَّدِيدُ. لَخَفَه بِالْعَصَا لَخْفاً: ضرَبه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَفِي الحَراكِيلِ نُحور جُزَّل، ... لَخْفٌ كأَشْداقِ القِلاصِ الهُزَّل ولَخَفَ عيْنَه: لطَمها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. واللِّخَاف: حِجَارَةٌ بِيضٌ عَرِيضَةٌ رِقَاقٌ، وَاحِدَتُهَا لَخْفَة. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حِينَ أَمَره أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَن يَجْمَعَ الْقُرْآنَ قَالَ: فجعلتُ أَتَتبَّعه مِنَ الرِّقَاعِ واللِّخَاف والعُسُب. وَفِي حَدِيثِ جَارِيَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَخذَت لِخَافَةً مِنْ حَجَرٍ فَذَبَحَتْهَا بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ اسْمُ فَرَسِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّخِيف ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَلِمَ يَتَحَقَّقْهُ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَرُوِيَ بِالْجِيمِ. واللَّخْفُ مِثْلُ الرَّخْفِ: وَهُوَ الزُّبْد الرَّقِيق. السُّلَمي: الوَخِيفةُ واللَّخِيفَةُ والخَزِيرة وَاحِدٌ. لصف: لَصَفَ لونُه يَلْصِفُ لَصْفاً ولُصُوفاً ولَصِيفاً برَق وتلأْلأَ؛ وأَنشد لِابْنِ الرِّقاع: مُجَلِّحة من بنات النّعامِ، ... بَيْضَاءُ واضِحة تَلْصِفُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمَّا وفَد عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَقُرَيْشٌ إِلَى سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَن فأَذن لَهُمْ فَإِذَا هُوَ مُتَضَمّخٌ بِالْعَبِيرِ يَلْصِفُ وبيصُ الْمِسْكِ مِنَ مَفْرَقه أَي يَبْرُق ويَتلألأ. واللَّاصِف: الإِثْمِد المُكتَحَل بِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه سُمِّيَ بِهِ مِنْ حَيْثُ وُصِف بالتَّأَلُّل وَهُوَ البرِيق. واللَّصْفُ واللَّصَفُ: شَيْءٌ يَنْبُتُ فِي أَصل الكَبَر رَطْب كأَنه خِيار، قَالَ الأَزهري: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وأَما ثَمَرُ الكَبَر فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّيهِ الشَّفَلَّح إِذَا انْشَقَّ وتفتَّح كالبُرعُومة، وَقِيلَ: اللَّصَف الكبَر نفسُه، وَقِيلَ: هُوَ ثَمَرَةٌ حَشِيشَةٌ تُطبخ وَتُوضَعُ فِي الْمَرَقَةِ فتُمْرِئها ويُصْطَبَغ بعُصارتها، وَاحِدَتُهَا لَصْفَةٌ ولَصَفَةٌ، قَالَ: والأَعرف فِي جَمِيعِ ذَلِكَ فَتْحُ الصاد، وإنما

_ (1). قوله [لَحْفَة] كذا ضبطت اللام في الأصل بالفتح وفي القاموس بالضم.

الإِسكان عَنْ كُرَاعٍ وَحْدَهُ، فلَصْفٌ عَلَى قَوْلِهِ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. اللَّيْثُ: اللَّصَف لُغَةٌ فِي الأَصَف، وَهِيَ ثَمَرَةُ شَجَرَةٍ تُجْعَلُ فِي المَرق وَلَهُ عُصَارَةٌ يُصْطَبَغُ بِهِ يُمرئ الطَّعَامَ وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الثَّمَرِ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو الْغَوْثِ. ولَصَفَ البعيرُ، مُخَفَّفٌ: أَكَلَ اللَصَفَ. ولَصَافٌ ولَصَافِ مِثْلَ قطامِ: مَوْضِعٌ مِنْ مَنَازِلِ بَنِي تَمِيمٍ، وَقِيلَ: أَرض لِبَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ أَبو المُهَوِّس الأَسَدِي: قَدْ كُنْتُ أَحسَبُكم أُسُودَ خَفِيّةٍ، ... فَإِذَا لَصَافِ تَبيضُ فِيهِ الحُمَّرُ وَإِذَا تَسُرُّكَ مِنْ تميمٍ خَصْلةٌ، ... فلمَا يسُوءُك مِنْ تميمٍ أَكْثرُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يُعربه وَيُجْرِيهِ مَجْرَى مَا لَا يَنْصَرِفُ مِنَ الأَسماء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهَدُهُ: نَحْنُ ورَدْنا حاضِري لَصَافا، ... بسَلَفٍ يَلْتَهِم الأَسلافا ولَصَاف وثَبْرَةُ: ماءَان بِنَاحِيَةِ الشَّواجِن فِي دِيَارِ ضَبّة بْنِ أُدّ؛ وإيَّاها أَراد النَّابِغَةُ بِقَوْلِهِ: بمُصْطَحِباتٍ مِنْ لَصافِ وثَبْرَةٍ ... يَزُرْنَ أَلَالًا، سَيْرُهنَّ التَّدافُعُ لطف: اللَّطِيف: صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَاسْمٌ مِنْ أَسمائه، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ ، وَفِيهِ: وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ* ؛ وَمَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: اللَّطِيف الَّذِي يُوصِلُ إِلَيْكَ أَربك فِي رِفْق، واللُّطفُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى: التَّوْفِيقُ والعِصمة، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: اللَّطِيف هُوَ الَّذِي اجْتَمَعَ لَهُ الرِّفق فِي الْفِعْلِ والعلمُ بِدَقَائِقَ الْمَصَالِحِ وَإِيصَالُهَا إِلَى مَنْ قَدَّرَهَا لَهُ مِنْ خَلْقِهِ. يُقَالُ: لَطَفَ بِهِ وَلَهُ، بِالْفَتْحِ، يَلْطُفُ لُطْفاً إِذَا رَفَقَ بِهِ. فأَما لَطُفَ، بِالضَّمِّ، يَلْطُفُ فَمَعْنَاهُ صغُر ودقَّ. ابْنُ الأَعرابي: لَطف فُلَانٌ يَلْطُفُ إِذَا رَفَق لُطْفاً، وَيُقَالُ: لَطَفَ اللَّهُ لَكَ أَي أَوْصَل إِلَيْكَ مَا تُحِب برِفْق. وفي حَدِيثِ الإِفك: وَلَا أَرَى مِنْهُ اللُّطف الَّذِي كُنْتُ أَعرفه أَي الرِّفق وَالْبِرَّ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ اللَّامِ وَالطَّاءِ، لُغَةٌ فِيهِ. واللُّطْف واللَّطَف: الْبِرُّ والتَّكْرمة والتحَفِّي. لَطف بِهِ لُطْفاً ولَطافة وأَلْطَفَهُ وأَلْطَفْتُهُ: أَتحَفْته. وأَلْطَفَه بِكَذَا أَي بَرَّه بِهِ، وَالِاسْمُ اللَّطَفُ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: جَاءَتْنَا لَطَفَةٌ مِنْ فُلَانٍ أَي هَدية. وَهَؤُلَاءِ لَطَفُ فُلَانٍ أَي أَصحابه وأَهله الَّذِينَ يُلطفونه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَلَا لَطَفٌ يَبْكي عَلَيْكَ نَصيح حَمَلَ الْوَصْفَ عَلَى اللَّفْظِ لأَن لَفْظَ لَطَفٍ لَفْظُ الْوَاحِدِ، فَلِذَلِكَ سَاغَ لَهُ وَصْفُ الْجَمْعِ بِالْوَاحِدِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بلَطَفٍ وَاحِدٌ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ اللَّطَف مَصْدَرًا فَيَكُونُ مَعْنَاهُ وَلَا ذُو لَطَف، وَالِاسْمُ اللُّطف. وَهُوَ لَطِيف بالأَمر أَي رَفِيق، وَقَدْ لَطَف بِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء: فاجْمَعْ لَهُ الأَحِبّة الأَلَاطِف ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ الأَلْطَفِ، أَفعل مِنَ اللُّطف الرِّفْق، قَالَ: وَيُرْوَى الأَظالف، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ. واللَّطِيفُ مِنَ الأَجْرام وَالْكَلَامِ: مَا لَا خَفاء فِيهِ، وَقَدْ لَطُفَ لَطَافَة، بِالضَّمِّ، أَي صغُر، فَهُوَ لَطِيف. وَجَارِيَةٌ لَطِيفَة الخَصْر إِذَا كَانَتْ ضَامِرَةَ الْبَطْنِ. واللَّطِيفُ مِنَ الْكَلَامِ: مَا غَمُض مَعْنَاهُ وخَفي. واللُّطْف فِي الْعَمَلِ: الرِّفْقُ فِيهِ. ولَطُف الشيءُ يَلْطُف: صَغُرَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

وهمْ سبعة كعَوالي الرِّماحِ، ... بِيضُ الوُجوهِ لِطَافُ الأُزُرْ إِنَّمَا عَنَى أَنهم خِماص الْبُطُونِ لِطَافُ مواضِع الأُزر؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: ولَلَّهُ أَدْنَى مِن وَرِيدي وأَلْطَفُ إِنَّمَا يُرِيدُ وأَلطف اتِّصالًا. ولَطُفَ عَنْهُ: كصغُر عَنْهُ. وأَلْطَفَ الرجلُ البعيرَ وأَلْطَفَ لَهُ أَدخل قَضِيبَهُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يهتدِ لِمَوْضِعِ الضِّراب. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْجَمَلِ إِذَا لَمْ يَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعي قَضِيبَهُ فِي حَيَائِهَا: قَدْ أَخْلطه إخْلاطاً وأَلْطَفَه إلْطَافاً، وَهُوَ يُخْلِطه ويُلطِفه. واسْتخْلط الْجَمَلُ واسْتَلْطَفَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ تِلقاء نَفْسِهِ وأَدخله فيها بنفسه، وأَخلطه غَيْرَهُ. أَبو صاعِد الكِلابيّ: يُقَالُ أَلْطَفْتُ الشيءَ بِجَنْبِي واسْتَلْطَفْتُه إِذَا أَلصقته وَهُوَ ضِدٌّ جَافَيْتُهُ عَنِّي؛ وأَنشد: سَرَيْتُ بِهَا مُسْتَلْطِفاً، دونَ ريْطَتي ... ودُونَ رِدائي الجَرْدِ، ذَا شُطَبٍ عَضْبا والتَّلَطُّفُ للأَمر: الترفُّق لَهُ، وأُمٌّ لَطِيفَة بِوَلَدِهَا تُلْطِفُ إِلطَافاً. واللَّطَفُ أَيضاً مِنْ طُرَف التُّحَف: مَا أَلطَفْتُ بِهِ أَخاك ليَعْرِفَ بِهِ بِرَّك. والمُلاطَفَةُ: المُبارَّة. وأَبو لَطِيف: مِنْ كُناهم؛ قَالَ عُمارة بْنُ أَبي طَرفة: فَصِلْ جَناحي بأَبي لَطِيف لعف: قَالَ الأَزهري: أَهملها اللَّيْثُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ وَلَمْ أَجده لِغَيْرِهِ: تَلَعَّفَ الأَسدُ وَالْبَعِيرُ إِذَا نظَر ثُمَّ أَغضى ثُمَّ نَظَرَ، قَالَ: وَإِنْ وُجِدَ شَاهِدٌ لِمَا قاله فهو صحيح. لغف: لَغِفَ مَا فِي الإِناء لَغْفاً: لَعِقَه. ولَغَفَ الرجلُ والأَسد لَغْفاً وأَلْغَفَ: حدَّد نَظَرَهُ، وَفِي النَّوَادِرِ: أَلْغَفْتُ فِي السيْر وأَوْغَفْت فِيهِ. وتَلَغَّفْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَسرعت أَكله بِكَفِّكَ مِنْ غَيْرِ مضْغ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ قَطَاةً: لَهَا مِلْغَفَانِ إِذَا أَوْغَفا، ... يَحُثَّان جُؤْجُؤَها بالوَحى يَعْنِي جَنَاحَيْهَا. ولَغِفْتُ الإِناء لَغْفاً ولَغَفْتُه لَغْفاً: لَعِقْته. أَبو الْهَيْثَمِ: اللَّغِيف خاصّةُ الرَّجُلِ مأْخوذ مِنَ اللَّغْف. يُقَالُ: لَغِفْتُ الإِدامَ أَي لَقِمْتُه؛ وأَنشد: يُلْصِقُ باللِّينِ ويَلْغَفُ الأُدُمْ ولَغَفَ وأَلْغَفَ: جارَ. وأَلْغَفَ بِعَيْنِهِ: لَحَظ، وَعَلَى الرَّجُلِ: أَكثر مِنَ الْكَلَامِ الْقَبِيحِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ عَيْنَيه إِذَا مَا لَغَّفَا وَيُرْوَى: أَلْغَفَا. ولَاغَفَ الرجلَ: صادَقه. واللَّغِيفُ: الصَّدِيق، وَالْجَمْعُ لُغَفَاء. واللَّغِيف أَيضاً: الَّذِي يأْكل مَعَ اللُّصوص، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، زَادَ غَيْرُهُ: وَيَشْرَبُ مَعَهُمْ. وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُمْ وَلَا يَسْرِقُ مَعَهُمْ. يُقَالُ: فِي بَنِي فُلَانٍ لُغَفَاء. واللَّغِيف أَيضاً: الَّذِي يَسْرِقُ اللُّغَةَ مِنَ الْكُتُبِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فُلَانٌ لَغِيفُ فُلَانٍ وخُلْصانه ودُخْلُلهُ، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: دَلَغْت الطَّعَامَ وذَلَغْته أَي أَكلته، وَمِثْلُهُ اللَّغْف. لفف: اللَّفَف: كثرةُ لَحْمِ الفَخذين، وَهُوَ فِي النِّسَاءِ نَعْتٌ، وَفِي الرِّجَالِ عَيْبٌ. لَفَّ لَفّاً ولَفَفاً، وَهُوَ

أَلَفُّ. وَرَجُلٌ أَلَفُّ: ثَقِيلٌ. ولَفَّ الشَّيْءَ يَلُفُّه لَفّاً: جَمَعُهُ، وَقَدِ الْتَفَّ، وجمعٌ لَفِيفٌ: مُجْتَمِعٌ مُلتَفٌّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جؤيَّة: فالدَّهْر لَا يَبْقى عَلَى حَدَثانِه ... أَنَسٌ لَفِيفٌ، ذُو طَرائفَ، حَوْشَبُ واللُّفُوف: الْجَمَاعَاتُ؛ قَالَ أَبو قِلَابَةَ: إذْ عارَتِ النَّبْلُ والْتَفُّوا اللُّفُوف، وإذْ ... سَلُّوا السيوفَ عُراةً بَعْدَ أَشْجانِ وَرَجُلٌ أَلَفُّ: مَقْرون الْحَاجِبَيْنِ. وامرأَة لَفَّاء: مُلْتَفَّةُ الْفَخْذَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ضَخْمَةُ الْفَخْذَيْنِ مُكْتَنِزَةٌ؛ وَفَخْذَانِ لَفَّاوَان؛ قَالَ الحكَم الخُضْري: تَساهَم ثَوْباها، فَفِي الدِّرْعِ رَأْدةٌ، ... وَفِي المِرْطِ لَفَّاوَانِ، رِدْفُهما عَبْلُ قَوْلُهُ تَساهم أَي تَقارع. وَفِي حَدِيثِ أَبي المَوالي: إِنِّي لأَسمع بَيْنَ فَخِذَيها مِنْ لَفَفِها مِثْلَ قَشِيشِ الحَرابش ؛ اللَّفُّ واللَّفَفُ: تَداني الْفَخْذَيْنِ مِنَ السِّمَن. وَجَاءَ الْقَوْمُ بلَفِّهم ولَفَّتِهِم ولَفِيفِهم أَي بِجَمَاعَتِهِمْ وأَخلاطهم، وَجَاءَ لِفُّهم ولَفُّهم ولَفِيفُهم كَذَلِكَ. واللَّفِيفُ: الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى لَيْسَ أَصلهم واحداً. وجاؤوا أَلفافاً أَي لَفِيفاً. وَيُقَالُ: كَانَ بَنُو فُلَانٍ لَفّاً وَبَنُو فُلَانٍ لِقَوْمٍ آخَرين لَفّاً إِذَا تَحَزَّبُوا حِزْبين. وقولهم: جاؤوا ومَن لَفَّ لَفَّهم [لِفَّهم] أَي ومَن عُدَّ فِيهِمْ وتأَشَّب إِلَيْهِمْ. ابْنُ سِيدَهْ: جَاءَ بَنُو فُلَانٍ ومَن لَفَّ لَفَّهم ولِفَّهم وَإِنْ شِئْتَ رفَعت «2»، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي: وَمَنْ أَخذ إخْذهم وأَخْذهم. واللَّفِيفُ: مَا اجْتَمَعَ مِنَ النَّاسِ مِنْ قبائلَ شتَّى. أَبو عَمْرٍو: اللَّفِيف الْجَمْعُ الْعَظِيمُ مِنْ أَخْلاط شتَّى فِيهِمُ الشَّرِيفُ والدَنيء وَالْمُطِيعُ وَالْعَاصِي وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً ، أَي أَتينا بِكُمْ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مُجْتَمِعِينَ مُخْتَلِطِينَ. يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا اخْتَلَطُوا: لَفٌّ ولَفِيفٌ. واللِّفّ: الصِّنف مِنَ النَّاسِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وَفِي حَدِيثِ نَابِلٍ: قَالَ سافرتُ مَعَ مَوْلَايَ عُثْمَانَ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ فَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ وَابْنِ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، لِفّاً، وَكُنْتُ أَنا وَابْنُ الزُّبَيْرِ فِي شَبَبة مَعَنَا لِفّاً، فَكُنَّا نَتَرَامَى بِالْحَنْظَلِ فَمَا يَزِيدُنَا عُمَرُ عَنْ أَن يَقُولَ كَذَاكَ لَا تَذْعَرُوا عَلَيْنَا ؛ اللِّفُّ: الحِزْب وَالطَّائِفَةُ مِنَ الالْتِفَاف، وَجَمْعُهُ أَلْفَاف؛ يَقُولُ: حسْبُكم لَا تُنَفِّرُوا عَلَيْنَا إِبِلَنَا. والْتَفَّ الشَّيْءُ: تَجَمَّعَ وتكاثَف. الْجَوْهَرِيُّ: لَفَفْتُ الشَّيْءَ لَفّاً ولَفَّفْتُه، شُدّد لِلْمُبَالَغَةِ، ولَفَّه حَقَّهُ أَي مَنَعَهُ. وَفُلَانٌ لَفِيف فُلَانٍ أَي صَديقه. وَمَكَانٌ أَلَفَّ: مُلْتَفٌّ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤيَّة: ومُقامِهنّ، إِذَا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدَّهنَّ الأَخْشَبُ واللَّفِيف: الْكَثِيرُ مِنَ الشَّجَرِ. وَجَنَّةٌ لَفَّة ولَفٌّ: مُلْتَفَّةٌ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: لَمْ نَسْمَعْ شَجَرَةً لَفَّة لَكِنْ وَاحِدَتُهَا لَفَّاء، وَجَمْعُهَا لُفٌّ، وَجَمْعُ لِفٍّ أَلْفَاف مِثْلُ عِدّ وأَعْداد. والأَلْفَاف: الأَشجار يَلْتَفُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وجنَّاتٌ أَلْفَاف، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلْفَاف جَمْعَ لُفٍّ فَيَكُونَ جَمْعُ الْجَمْعِ، قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَهُوَ جَمْعُ لَفِيف كنَصِير وأَنصار. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً أَي وَبَسَاتِينَ ملتفَّة. والْتِفَافُ النبْت: كَثْرَتُهُ. الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً : واحدها لِفٌّ،

_ (2). قوله [رفعت] يريد ضممت اللام كما يفيده المجد.

بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ كُنَّا لِفّاً أَي مُجْتَمِعِينَ فِي مَوْضِعٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْتَفَّ الشَّجَرُ بِالْمَكَانِ كَثُرَ وَتَضَايَقَ، وَهِيَ حَدِيقَةٌ لَفَّةٌ وَشَجَرٌ لَفٌّ، كِلَاهُمَا بِالْفَتْحِ، وَقَدْ لَفَّ يَلَفُّ لَفّاً. واللَّفِيف: ضُرُوبُ الشَّجَرِ إِذَا الْتَفَّ وَاجْتَمَعَ. وَفِي أَرض بَنِي فُلَانٍ تَلافِيفُ مِنْ عُشب أَي نَبَاتٍ مُلْتَفٍّ. قَالَ الأَصمعي: الأَلَفُّ الْمَوْضِعُ الْمُلْتَفُّ الْكَثِيرُ الأَهل، وأَنشد بَيْتَ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: ومُقامِهن، إِذَا حُبِسْن بمأْزمٍ ... ضَيْقٍ أَلفَّ، وصدَّهنَّ الأَخشبُ التَّهْذِيبُ: اللُّفُّ الشَّوابِل مِنَ الْجَوَارِي وَهُنَّ السِّمانُ الطِّوَالُ. واللَّفُّ: الأَكل. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ وذَواتِها: قَالَتِ امرأَة: زَوْجِي إِنْ أَكل لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفّ أَي قَمَش وخلَط مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّفُّ فِي المَطعم الإِكثار مِنْهُ مِنَ التَّخْلِيطِ مِنْ صُنُوفِهِ لَا يُبقي مِنْهُ شَيْئًا. وَطَعَامٌ لَفِيف إِذَا كَانَ مَخْلُوطًا مِنْ جِنْسَيْنِ فَصَاعِدًا. ولَفْلَفَ الرجلُ إِذَا اسْتَقْصَى الأَكل والعلَف. واللَّفَفُ فِي الأَكل: إِكْثَارٌ وَتَخْلِيطٌ، وَفِي الْكَلَامِ: ثِقَل وعِيٌّ مَعَ ضَعْف. وَرَجُلٌ أَلَفَّ بيِّن اللَفَف أَي عَييٌّ بَطِيءُ الْكَلَامِ إِذَا تَكَلَّمَ ملأَ لسانُه فَمَهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وِلايةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنه، ... مِنَ الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنُّوكِ، أَثْوَل وَقَدْ لَفَّ لَفَفاً وَهُوَ أَلفُّ، وكذلك اللَّفْلَفُ واللَّفْلافُ، وَقَدْ لَفْلَفَ. أَبو زَيْدٍ: الأَلَفُّ العَيِيُّ، وَقَدْ لَفِفْت لَفَفاً؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ الثَّقِيلُ اللِّسَانِ. الصِّحَاحُ: الأَلَفُّ الرَّجُلُ الثَّقِيلُ الْبَطِيءُ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: اللَّفَف إِدْخَالُ حَرْفٍ فِي حَرْفٍ. وَبَابٌ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ يُقَالُ لَهُ اللَّفِيف لِاجْتِمَاعِ الْحَرْفَيْنِ الْمُعْتَلَّيْنِ فِي ثَلَاثِيهِ نَحْوُ دَوِيّ وحَيِيّ. ابْنُ بَرِّيٍّ: اللَّفِيف مِنَ الأَفعال المُعْتَلّ الْفَاءِ وَاللَّامِ كوَقَى وودَى. اللَّيْثُ: اللَّفِيف مِنَ الْكَلَامِ كُلُّ كَلِمَةٍ فِيهَا معتلَّان أَو مُعْتَلٌّ وَمُضَاعَفٌ، قَالَ: واللَّفَفُ مَا لفَّفوا مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا كَمَا يُلَفِّفُ الرَّجُلُ شَهَادَةَ الزُّورِ. وأَلَفَّ الرَّجُلُ رأْسه إِذَا جَعَلَهُ تَحْتَ ثَوْبِهِ، وتَلَفَّفَ فُلَانٌ فِي ثَوْبِهِ والْتَفَّ بِهِ وتَلَفْلَفَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَإِنْ رَقد الْتَفَ أَي إِذَا نَامَ تلفَّف فِي ثَوْبٍ وَنَامَ نَاحِيَةً عَنِّي. واللِّفَافَة: مَا يُلفّ عَلَى الرِّجل وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ اللَّفَائِف. واللَّفِيفَة: لَحْمُ المَتن الَّذِي تَحْتَهُ العقَب مِنَ الْبَعِيرِ؛ وَالشَّيْءُ المُلَفَّف فِي الْبِجَادِ وَطْبُ اللَّبَنِ فِي قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذَا مَا مَاتَ مَيْتٌ مِنْ تميمٍ، ... وسَرَّكَ أَن يعِيشَ، فَجئْ بزادِ بخُبْزٍ أَو بسمْن أَو بتمْرٍ، ... أَو الشَّيْءُ المُلَفَّف فِي البِجادِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ إِنَّ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لأَبي المُهَوِّس الأَسدي، وَيُقَالُ إِنَّهُمَا لِيَزِيدَ بْنُ عَمْرِو بْنِ الصَّعِق، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ: وَقَالَ أَوس بْنُ غَلفاء يَرُدُّ عَلَى ابْنِ الصَّعِق: فإنَّك، فِي هِجاء بَنِي تميمٍ، ... كمُزْدادِ الغَرامِ إِلَى الغَرامِ وَهُمْ ترَكُوكَ أَسْلَح مِنْ حُبارى ... رأَتْ صَقْراً، وأَشْرَدَ مِنْ نَعامِ وأَلَفَّ الطائرُ رأْسه: جَعَلَهُ تَحْتَ جَنَاحِهِ؛ قَالَ أُميَّة

ابن أَبي الصلْت: وَمِنْهُمْ مُلِفٌّ رأْسَه فِي جَناحِه، ... يَكادُ لذِكرى رَبّه يتفَصَّدُ «1» الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَمَتَ: يُقَالُ فُلَانٌ يَعْمِتُ أَقرانه إِذَا كَانَ يَقهَرهم ويَلُفهم، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْحَرْبِ وجَوْدة الرأْي وَالْعِلْمِ بأَمر الْعَدُوِّ وَإِثْخَانِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ للَفَائِف الصُّوفِ عُمُتٌ لأَنها تُعْمَت أَي تُلَفّ؛ قَالَ الهذلي: يَلُفُّ طَوائفَ الفُرْسانِ، ... وَهُوَ بلَفِّهِم أَرِبُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ؛ إِنَّهُ لفُّ ساقَي الْمَيِّتِ فِي كفَنه، وَقِيلَ: إِنَّهُ اتِّصال شِدَّةِ الدُّنْيَا بِشِدَّةِ الْآخِرَةِ. والميّتُ يُلَفُّ فِي أَكفانه لَفّاً إِذَا أُدْرِجَ فِيهَا. والأَلَفَّان: عِرْقان يستبطِنان العضُدين وَيُفْرَدُ أَحدهما مِنَ الْآخَرِ؛ قَالَ: إنْ أَنا لَمْ أُرْوِ فشَلَّتْ كَفِّي، ... وانْقطَع العِرْقُ مِنَ الأَلَفِ ابْنُ الأَعرابي: اللَّفَف أَن يَلتوِي عِرْق فِي سَاعِدِ الْعَامِلِ فيُعَطِّله عَنِ الْعَمَلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الأَلَفُّ عِرق يَكُونُ بَيْنَ وَظِيف الْيَدِ وَبَيْنَ العُجاية فِي بَاطِنِ الوَظِيف؛ وأَنشد: يَا رِيَّها، إِنْ لَمْ تَخُنِّي كفِّي، ... أَو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ مِنَ الأَلَفّ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَفْلَفَ الرجلُ إِذَا اضْطَرب ساعِدُه مِنَ التِواء عِرْق فِيهِ، وَهُوَ اللَّفَفُ؛ وأَنشد: الدَّلْوُ دَلْوِي، إنْ نَجَتْ مِنَ اللَّجَفْ، ... وَإِنْ نَجَا صاحبُها مِنَ اللَّفَفْ واللَّفِيفُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. ولَفْلَف: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْقَتَّالُ: عَفا لَفْلَفٌ مِنْ أَهله فالمُضَيَّحُ، ... فَلَيْسَ بِهِ إِلَّا الثعالِبُ تَضْبَحُ لقف: اللَّقْفُ: تناوُل الشَّيْءِ يُرْمَى بِهِ إِلَيْكَ. تَقُولُ: لَقَّفَني تَلْقِيفاً فلَقِفْته. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّقْفُ سُرْعَةُ الأَخذ لِمَا يُرْمَى إِلَيْكَ بِالْيَدِ أَو بِاللِّسَانِ. لَقِفَه، بِالْكَسْرِ، يَلْقَفه لَقْفاً ولَقَفاً والْتَقَفَه وتَلَقَّفَه: تناوَله بِسُرْعَةٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فِي صِفَةِ ثَوْرٍ وحْشِيّ وحَفْره كِناساً تَحْتَ الأَرْطاةِ وتَلَقُّفُه مَا يَنْهار عَلَيْهِ ورمْيه بِهِ: مِنَ الشَّمالِيل وَمَا تَلَقَّفَا أَي مَا يَكَادُ يَقَعُ عَلَيْهِ مِنَ الْكِنَاسِ حِينَ يَحفِره تَلَقَّفَه فرَمى بِهِ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: تَلَقَّفْتُ التلْبية مِن فِي رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي تلقَّيتُها وحفِظتها بِسُرْعَةٍ. وَرَجُلٌ ثَقِفٌ لَقِفٌ وثَقْفٌ لَقْف أَي خَفِيف حاذِق، وَقِيلَ: سريعُ الفَهْم لِما يُرمى إِلَيْهِ مِنْ كَلَامٍ بِاللِّسَانِ وَسَرِيعُ الأَخذ لِمَا يُرْمَى إِلَيْهِ بِالْيَدِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَ ضَابِطًا لِمَا يَحْويه قَائِمًا بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَاذِقُ بصِناعته؛ وَقَدْ يُفْرَدُ اللَّقَف فَيُقَالُ: رَجُلٌ لَقف يَعْنِي بِهِ مَا تقدَّم. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِامْرَأَةٍ إِنَّكِ لَقُوفٌ صَيُود ؛ اللَّقُوف: التي إذا مسَّها

_ (1). قوله [يتفصد] هو بالدال في الأصل وشرح القاموس لكن كتب بإزائه في الأصل يتفصل باللام.

الرَّجُلُ لَقِفَتْ يَدَهُ سَرِيعًا أَي أَخذتها. اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لثَقْف لَقْف وثَقِف لَقِف وثَقِيف لَقيف بيِّن الثَّقافة وَاللَّقَافَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنَّهُمْ لَيُلَقِّفُون الطعامَ أَي يأْكلونه وَلَا تَقُولُ يتلَقَّفونه؛ وأَنشد: إِذَا مَا دُعِيتُم للطَّعامِ فلَقِّفُوا، ... كَمَا لَقَّفَتْ زُبٌّ شآمِيةٌ حُرْدُ والتَّلْقِيف: شدَّة رَفْعِها يَدَهَا كأَنما تَمُدُّ مَدّاً؛ وَيُقَالُ: تَلْقِيفها ضَرْبها بأَيديها لَبّاتها يَعْنِي الْجَمَالَ فِي سَيْرِهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعلٍ وفَعَلٍ بِاخْتِلَافِ الْمَعْنَى: اللَّقْف مَصْدَرُ لَقِفْتُ الشَّيْءَ أَلْقَفُه لَقْفاً إِذَا أَخذته فأَكلته أَو ابْتَلَعتَه. والتَلَقُّف: الِابْتِلَاعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذَا هِيَ تَلَقَّفُ مَا يَأْفِكون، وَقُرِئَ: فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ* ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَقِفْتُ الشيءَ أَلْقَفُه لَقْفاً ولَقَفَاناً، وَهِيَ فِي التَّفْسِيرِ تَبْتَلِع. وَحَوْضٌ لَقِفٌ ولَقِيفٌ: مَلآن، وَقِيلَ: هُوَ الْحَوْضُ الَّذِي لَمْ يُمْدَر وَلَمْ يُطيَّن فَالْمَاءُ يَتَفَجَّرُ مِنْ جَوَانِبِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كَمَا يَتهدَّم الْحَوْضُ اللَّقِيف وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ الَّذِي يَتَلَجَّف مِنْ أَسفله فيَنْهار، وتَلَجّفُه أَكل الْمَاءُ نواحِيَه. وتَلَقَّفَ الحوضُ: تَلجَّف مِنْ أَسافله. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: اللَّقِيف بِالْمَلْآنِ أَشبه مِنْهُ بِالْحَوْضِ الَّذِي لَمْ يُمْدَر. يُقَالُ: لَقِفْتُ الشيءَ أَلْقَفُه لَقْفاً، فأَنا لاقِف ولَقِيفٌ، فالحوضُ لَقِفَ الْمَاءَ، فَهُوَ لاقِفٌ ولَقِيف؛ وَإِنْ جَعَلْتَهُ بِمَعْنَى مَا قَالَ الأَصمعي: إِنَّهُ تَلَجَّفَ وتَوَسَّعَ أَلْجَافه حَتَّى صَارَ الْمَاءُ مِجْتَمِعًا إِلَيْهِ فامتلأَت أَلْجَافُه، كَانَ حَسَنًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: التَّلْقِيف أَن يَخْبِطَ الْفَرَسُ بِيَدَيْهِ فِي اسْتنانه لَا يُقِلُّهما نَحْوَ بَطْنِهِ، قَالَ: والكَرْوُ مِثْلُ التَّوقِيفِ. وَبَعِيرٌ مُتَلَقِّفٌ: يَهْوِي بخُفَّي يَدَيْهِ إِلَى وحْشِيّه فِي سَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: واللَّقَفُ، بِالتَّحْرِيكِ، سقُوط الْحَائِطِ، قَالَ: وَقَدْ لَقِفَ الْحَوْضُ لَقَفاً تَهوَّر مِنْ أَسفله واتَّسع، وَحَوْضٌ لَقِفٌ؛ قَالَ خُويْلِد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لأَبي خِرَاشٍ الهُذَلي: كَابِي الرَّمادِ عَظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، ... حِينَ الشِّتَاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ قَالَ: واللَّقِيفُ مِثْلُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَلَمْ تَر غيرَ عادِيةٍ لِزاماً، ... كَمَا يَتَفَجَّر الحَوْضُ اللَّقِيفُ قَالَ: وَيُقَالُ المَلآن، والأَوّل هُوَ الصَّحِيحُ. والعادِيةُ: الْقَوْمُ يَعْدُون عَلَى أَرجلهم، أَي فَحَمْلَتُهُم لِزام كأَنهم لَزِموه لَا يُفارقون مَا هُمْ فِيهِ. والأَلْقَاف: جَوانِب الْبِئْرِ والحوضِ مِثْلُ الأَلجاف، الْوَاحِدُ لَقَفٌ ولجَف. ولَقْف أَو لِقْف: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لعنَ اللَّهُ بطْنَ لَقْفٍ مَسِيلًا ... ومَجاحاً، فَلَا أُحِبُّ مَجاحا لَقِيَتْ ناقَتي بِهِ وبِلَقْفٍ ... بَلَداً مُجْدِباً، وَمَاءً شَحاحا لهف: اللَّهْف واللَّهَف: الأَسى وَالْحُزْنُ والغَيْظ، وَقِيلَ: الأَسى على شيء يفُوتُك بعد ما تُشرف عَلَيْهِ؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده الأَخفش وَابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُمَا: فلَسْتُ بمُدْرِكٍ مَا فَاتَ مِني ... بِلَهْفَ، وَلَا بلَيْتَ، وَلَا لوَ انِّي فَإِنَّمَا أَراد بأَن أَقول وا لهَفا فَحَذَفَ الأَلف. الْجَوْهَرِيُّ:

لَهِفَ، بِالْكَسْرِ، يَلْهَفُ لَهَفاً أَي حَزِن وتحسَّر، وَكَذَلِكَ التَّلَهُّف عَلَى الشَّيْءِ. وَقَوْلُهُمْ: يَا لَهْفَ فُلَانٍ كَلِمَةٌ يُتحسَّر بِهَا عَلَى مَا فَاتَ؛ وَرَجُلٌ لَهِف ولَهِيف؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤية: صَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بطَغْيةٍ ... تُنْبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ اللَّهِيف فَاعِلًا بصَبَّ، وأَن يَكُونَ خَبَرَ مبتدإٍ مُضْمَرٍ كأَنه قَالَ: صُبَّ السُّبُوبُ بطَغية، فَقِيلَ: مَن هُوَ؟ قَالَ: هُوَ اللَّهِيف، وَلَوْ قَالَ اللَّهِيفَ فَنَصَبَ عَلَى التَّرَحُّمِ لَكَانَ حَسناً، قَالَ: وَهَذَا كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّهُ المسكينَ أَحقُّ؛ وَكَذَلِكَ رَجُلٌ لَهْفَانُ وامرأَة لَهْفَى مِنْ قَوْمٍ وَنِسَاءٍ لَهَافَى ولُهُفٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُلَهِّفُ نفْسَه وأُمّه إذا قال: وا نَفْساه وا أُمِّياه وا لَهْفَتَاه وا لَهْفَتِياهْ، واللَّهْفَانُ: المتَحسِّر. واللَّهْفَانُ واللَّاهِفُ: المَكْروب. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا دعْوة اللَّهْفَان ؛ هُوَ الْمَكْرُوبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفان. وَمِنْ أَمثالهم: إِلَى أُمّه يَلْهَف اللَّهْفَان؛ قَالَ شَمِرٌ: يَلْهَفُ مِنْ لَهِفَ. وبأُمه يَستَغيث اللَّهِفُ، يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنِ اضْطُرّ فَاسْتَغَاثَ بأَهل ثِقَته. قَالَ: وَيُقَالُ لَهَّفَ فُلَانٌ أُمَّه وأُمَّيْه، يُرِيدُونَ أَبويه؛ قَالَ الجَعْدي: أَشْكى ولَهَّفَ أُمّيْه، وَقَدْ لَهِفَتْ ... أُمّاه، والأُم فِيمَا تُنْحِلُ الْخَبَلَا يُرِيدُ أَباه وأُمه. وَيُقَالُ: لَهِفَ لَهْفاً، فَهُوَ لَهْفَان، ولُهِفَ، فَهُوَ مَلْهُوف أَي حَزين قَدْ ذَهَبَ لَهُ مَالٌ أَو فُجع بحَميم؛ وَقَالَ الزَّفَيان: يَا ابْن أَبي العاصِي إليكَ لَهَّفَت، ... تَشْكُو إِلَيْكَ سَنةً قَدْ جَلَّفَتْ لَهَّفَت أَي استغاثتْ. وَيُقَالُ: نادَى لَهَفَه إِذَا قَالَ يَا لَهَفي، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِمْ يَا لَهْفا عَلَيْهِ: أَصله يَا لهْفي، ثُمَّ جُعِلَتْ يَاءَ الإِضافة أَلفاً كَقَوْلِهِمْ: يَا ويْلي عَلَيْهِ وَيَا ويْلا عَلَيْهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَنا لَهِيفُ الْقَلْبِ ولَاهِفٌ ومَلهُوف أَي مُحْتَرِق الْقَلْبِ. واللَّهِيف: الْمُضْطَرُّ. والمَلْهُوف: الْمَظْلُومُ يُنَادِي وَيَسْتَغِيثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَجِب المَلْهُوفَ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: تُعِين ذَا الْحَاجَةِ المَلْهُوفَ ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ للرُّبَعِ مِنَ الإِبل فَقَالَ: إِذَا دَعَاهَا الرُّبَعُ المَلْهُوفُ، ... نَوَّه مِنْهَا الزَّجِلاتُ الحُوفُ كأَنَّ هَذَا الرُّبَعَ ظُلِم بأَنه فُطِم قَبْلَ أَوانه، أَو حِيل بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمه بأَمر آخَرَ غَيْرِ الفِطام. واللَّهُوف: الطَّوِيلُ. لوف: اللُّوف: نَبَاتٌ يَخْرُجُ لَهُ ورَقات خُضْر رِواء جَعْدَة تَنْبَسِطُ عَلَى الأَرض وَتَخْرُجُ لَهُ قَصَبَةٌ مِنْ وَسَطِهَا، وَفِي رأِسها ثَمَرَةٌ، وَلَهُ بَصَلٌ شَبِيهٌ بِبَصَلِ العُنصُل وَالنَّاسُ يَتَداوَوْن بِهِ، وَاحِدَتُهُ لُوفَة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مِنْ عَرَبِ الْجَزِيرَةِ: ونباتُه يَبْدأُ فِي الرَّبِيعِ، قَالَ: ورأَيت أَكثر مَنابته مَا قَارَبَ الْجِبَالَ، وَقِيلَ: أَكثر مَنَابِتِهِ الجبال. ليف: اللَّيف: لِيف النَّخْلِ مَعْرُوفٌ، الْقِطْعَةُ مِنْهُ لِيفَةٌ. ولَيَّفَتِ الفَسِيلة: غَلُظت وَكَثُرَ لِيفها وَقَدْ لَيَّفَه المُلَيِّف تَلْيِيفاً، وأَجود اللِّيفِ لِيفُ النارَجِيل، وَهُوَ جَوْز الهِند، تَجِيءُ الجَوزة مَلْفُوفَةً فِيهِ وَهِيَ بَائِنَةٌ مِنْ قِشْرِهَا يُقَالُ لَهَا الكِنْبار، وأَجود الكِنبار يَكُونُ أَسود شَدِيدَ السَّوَادِ، وَذَلِكَ أَجود اللِّيف وأَقواه مَسَداً وأَصْبره عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ وأَكثره ثَمَنًا.

فصل النون

فصل النون نأف: أَبو عَمْرٍو: نَئِفَ يَنْأَفُ إِذَا أَكل، وَيَصْلُحُ فِي الشُّرْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: نَئِفَ الشيءَ نأْفاً ونَأَفاً أَكله، وَقِيلَ: هُوَ أَكل خِيار الشَّيْءِ وأَوّله. ونَئِفَتِ الراعيةُ المَرْعَى: أَكلتْه. وَزَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَنه عَلَى تأَخير الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. ونَئِفَ مِنَ الشَّرَابِ نَأَفاً ونَأْفاً: رَوِي. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: نَئِفَ فِي الشُّرْبِ إِذَا ارْتوى. الْجَوْهَرِيُّ: نَئِفْت مِنَ الطَّعَامِ أَنْأَفُ نَأْفاً إِذَا أَكلت منه. نتف: نَتَفَه يَنْتِفُه نَتْفاً ونَتَّفَهُ فانْتَتَفَ وتَنَتَّفَ وتَنَاتَفَ ونَتَّفْتُ الشُّعور، شُدّد لِلْكَثْرَةِ، والنَّتْفُ: نَزْعُ الشَّعَرِ وَمَا أَشبهه. والنُّتَاف والنُّتَافَة: مَا انْتَتَفَ وَسَقَطَ مِنَ الشَّيْءِ المَنْتُوف. ونُتَافَةُ الإِبط: مَا نُتف مِنْهُ. والمِنْتَاف: مَا نُتِف بِهِ. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: أَنْتَفَ الكَلأُ أَمكن أَن يُنْتَف. والنُّتْفَة: مَا نَتَفْتَه بأَصابعك مِنْ نَبْتٍ أَو غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ النُّتَف. وَرَجُلٌ نُتَفَة، مِثَالُ هُمَزة: يَنْتِف مِنَ الْعِلْمِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَقْصِيه. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ إِذَا ذُكِر الأَصمعي قَالَ: ذَلِكَ رَجُلٌ نُتَفَة؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَراد أَنه لَمْ يستقْصِ كَلَامَ الْعَرَبِ إِنَّمَا حَفِظَ الوَخْز والخَطيئة مِنْهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: هذا رجل مِنْتَاف إِذَا كَانَ غَيْرَ وَساعٍ، يُقَارِبُ خَطْوه إِذَا مَشَى، وَالْبَعِيرُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ غَيْرَ وَطِيء. والنَّتَفُ: مَا يتَقَلَّع مِنَ الإِكلِيل الَّذِي حَوالَي الظُّفْرِ. نجف: النَّجْفَة: أَرض مُستديرة مشْرِفة، وَالْجَمْعُ نَجَفٌ ونِجَافٌ. والجوهري: النَّجَفُ والنَّجَفَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، مَكَانٌ لَا يَعْلُوهُ الْمَاءُ مُستطيل مُنقاد. ابْنُ سِيدَهْ: النَّجَفُ والنِّجَافُ شَيْءٌ «2» يَكُونُ فِي بَطْنِ الْوَادِي شَبِيهٌ بنِجَاف الغَبيط جِدًّا، وَلَيْسَ بِجِدٍّ عَرِيضٍ، لَهُ طُولُ مُنقاد مِنْ بَيْنِ مُعْوَجّ وَمُسْتَقِيمٍ لَا يعلوهُ الْمَاءُ وَقَدْ يَكُونُ فِي بَطْنِ الأَرض، وَقِيلَ: النِّجَاف شِعاب الحَرّة الَّتِي يُسكب فِيهَا. يُقَالُ: أَصابنا مَطَرٌ أَسال النِّجَاف. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن حَسَّانُ بْنِ ثَابِتٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهَا فأَكرمته ونَجَّفَتْه أَي رَفَعَت مِنْهُ. والنَّجَفَةُ: شِبْهُ التلِّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه جَلَسَ عَلَى مِنْجَافِ السَّفِينَةِ ؛ قِيلَ: هُوَ سُكَّانُها الَّذِي تُعَدَّلُ بِهِ، سُمِّيَ بِهِ لِارْتِفَاعِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ شَيْئًا أَعتمده. ونَجَفَةُ الكَثِيب: إبْطه وَهُوَ آخِرُهُ الَّذِي تُصَفِّقه الرِّيَاحُ فتَنْجُفُه فَيَصِيرُ كأَنه جَرْف مَنْجوف؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَكُونُ فِي أَسافلها سُهولة تَنْقَادُ فِي الأَرض لَهَا أَودية تَنْصبّ إِلَى لِينٍ مِنَ الأَرض؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّجَفَةُ تَكُونُ فِي بَطْنِ الْوَادِي شِبْهِ جِدار لَيْسَ بِعَرِيضٍ. وَيُقَالُ لإِبْط الْكَثِيبِ: نَجَفَة الْكَثِيبِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّجَفَةُ المُسَنَّاةُ، والنَّجَف التَّلُّ. قَالَ الأَزهري: والنَّجَفَة الَّتِي بِظَهْرِ الْكُوفَةِ، وَهِيَ كالمُسَنَّاة تَمْنَعُ مَاءَ السَّيْلِ أَن يَعْلُوَ مَنَازِلَ الْكُوفَةِ وَمَقَابِرَهَا. ابْنُ الأَعرابي: النِّجَاف هُوَ الدَّرَوَنْدُ والنَّجْرانُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النِّجَاف الَّذِي يُقَالُ لَهُ الدَّوَّارَةُ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَقْبِلُ الْبَابَ مِنْ أَعلى الأُسْكُفَّةِ، والنِّجَافُ العَتبة وَهِيَ أُسْكُفَّة الْبَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَيَقُولُ أَي رَبِّ قَدِّمني إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فأَكون تَحْتَ نِجَافِ الْجَنَّةِ ؛ قِيلَ: هُوَ أُسْكفّة الْبَابِ، وَقَالَ الأَزهري:

_ (2). قوله [النَّجَف والنِّجَاف شيء إلخ] كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: والنَّجفة تَكُونُ فِي بَطْنِ الْوَادِي شِبْهِ جِدَارٍ لَيْسَ بِعَرِيضٍ له طول إلى آخر ما هنا.

هُوَ دَرَوَنْدُه يَعْنِي أَعلاه. ابْنُ الأَعرابي: والنِّجَافُ أَيضاً شِمالُ الشَّاةِ الَّذِي يُعَلَّق عَلَى ضَرْعِهَا. وَقَدْ أَنْجَفَ الرَّجُلُ إِذَا شدَّ عَلَى شَاتِهِ النِّجَاف. والنَّجَفُ: قُشُورُ الصِّلِّيان. الْفَرَّاءُ: نِجَافُ الإِنسان مَدْرَعَته. وَقَالَ اللَّيْثُ: نِجَافُ التَّيْسِ جِلد يشدُّ بَيْنَ بَطْنِهِ وَالْقَضِيبِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى السِّفاد، يُقَالُ: تَيْسٌ مَنْجُوف. الْجَوْهَرِيُّ: نِجَاف التَّيْسِ أَن يُرْبَط قَضِيبه إِلَى رِجْلِهِ أَو إِلَى ظَهْرِهِ، وَذَلِكَ إِذَا أَكثر الضِّراب يُمنع بِذَلِكَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو الْغَوْثِ: يُعْصب قَضِيبُهُ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى السِّفاد. والنِّجَافُ: الْبَابُ وَالْغَارُ وَنَحْوَهُمَا. وَغَارٌ مَنْجُوفٌ أَي موسَّع. والمَنْجُوف: المَحْفُور مِنَ القُبور عَرْضاً غَيْرَ مَضْرُوح؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَرْثي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا لَهْفَ نَفْسيَ، إِنْ كَانَ الَّذِي زعَمُوا ... حَقّاً وَمَاذَا يَرُدُّ اليومَ تَلْهِيفِي؟ إِنْ كَانَ مأْوَى وُفُودِ الناسِ راحَ بِهِ ... رَهْطٌ إِلَى جَدَثٍ، كالغارِ، مَنْجُوفِ وَقِيلَ: هُوَ المحفُور أَيَّ حفْر كَانَ. وَقَبْرٌ مَنْجُوف وَغَارٌ مَنْجُوف: موسَّع. وَإِنَاءٌ مَنْجُوف: وَاسِعُ الأَسفل. وقدَح مَنْجُوف: وَاسِعُ الْجَوْفِ؛ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مَنْجُوبٌ، بِالْبَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ إِنَّمَا الْمَنْجُوبُ الْمَدْبُوغُ بالنَّجَب. ونَجَفَ السَّهمَ يَنْجُفُه نَجْفاً: عَرَّضَه؛ وكلُّ مَا عُرِّضَ فَقَدْ نُجِفَ. والنَّجِيف: النَّصْلُ الْعَرِيضُ. والنَّجِيف مِنَ السِّهَامِ: الْعَرِيضِ النَّصْلِ. وسهْم نَجِيف: عَرِيضٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الْعَرِيضُ الْوَاسِعُ الجُرْح، وَالْجَمْعُ نُجُفٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: نُجُفٌ بَذَلْتُ لَهَا خَوافي ناهِضٍ، ... حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاع الأَطْحَلِ اللِّفاع: اللِّحاف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ نُجُفٍ لأَن قَبْلَهُ: بمَعابِلٍ صُلْعِ الظُّباتِ، كأَنها ... جَمْرٌ بمَسْهَكةٍ يُشَبُّ لِمُصْطَلي قَالَ: وَرَوَاهُ الأَصمعي ومَعابلًا ، بِالنَّصْبِ، وَكَذَلِكَ نَجَفًا؛ وَقَوْلُهُ كاللِّفاع الأَطحل أَي كأَنّ لَوْنَ هَذَا النِّسر لَوْنُ لِحاف أَسود. ونَجَفَ القِدْحَ يَنْجُفُه نَجْفاً: بَراه. وانْتَجَفَ الشيءَ: اسْتَخْرَجَهُ. وانْتِجَاف الشَّيْءِ: اسْتِخْرَاجُهُ. يُقَالُ: انْتَجَفت إِذَا اسْتَخْرَجْتَ أَقصى مَا فِي الضَّرْع مِنَ اللَّبَنِ. وانْتَجَفَتِ الريحُ السحابَ إِذَا استفْرغَتْه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ سَحَابًا: مَرَتْه الصَّبا ورَفَته الجَنُوبُ، ... وانْتَجَفَتْه الشَّمالُ انْتِجَافا ابْنُ سِيدَهْ: النِّجَافُ كِسَاءٌ يُشَدُّ عَلَى بَطْنِ العَتُود لِئَلَّا يَنْزَوِ، وعَتودٌ مَنْجُوف. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا. والنَّجْفُ: الحلَب الْجَيِّدُ حَتَّى يُنْفِضَ الضْرعَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَاقَةً غَزِيرَةً: تَصُفُّ أَو تُرْمي عَلَى الصَّفُوف، ... إِذَا أَتاها الحالِبُ النَّجُوف والمِنْجَفُ: الزَّبيل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِنْجَفَة. والنَّجَفَةُ: مَوْضِعٌ بين البصْرة والبحرين. نحف: النَّحَافَةُ: الهُزال. نَحُفَ الرَّجُلُ نَحَافَةً، فَهُوَ نَحِيف: قَضِيف ضَرْبٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ؛ وأَنشد قَوْلَهُ:

تَرى الرجلَ النَّحِيفَ فتَزْدرِيه، ... وتحتَ ثِيابه رجُل مَريرُ عاقلٌ «1». وأَنْحَفَه غَيْرَهُ. وَرَجُلٌ نَحِفٌ ونَحِيفٌ: دَقيق مِنَ الأَصل لَيْسَ مِنَ الهُزال، وَالْجَمْعُ نُحَفَاء ونِحَاف، وَقَدْ نَحُفَ ونَحِفَ. والنَّحِيف: اسْمُ فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نخف: النَّخْف: النِّكاح. والنَّخَفَةُ: الصَّوْتُ مِنَ الأَنف إِذَا مَخَط، يُقَالُ: أَنْخَفَ الرَّجُلُ كَثُرَ صَوْتُ نَخِيفِه، وَهُوَ مِثْلُ الخَنِين مِنَ الأَنف. ونَخَفَت الْعَنْزُ تَنْخَف نَخْفاً، وَهُوَ نَحْوَ نَفْخِ الهِرَّة، وَقِيلَ: هُوَ شَبِيهٌ بالعُطاس. ونَخْف: اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. والنِّخَاف: الخُفُّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَجَمْعُهُ أَنْخِفَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي: جَاءَنَا فُلَانٌ فِي نِخَافَين مُنَظَّمَين، وَفِي التَّهْذِيبِ: مُلَكَّمَين، أَي فِي خُفَّيْن مُرَّقَعَين. ندف: النَّدْفُ: طَرْق القُطن بالمِنْدَف. نَدَفَ القُطنَ يَنْدِفُه نَدْفاً: ضَرَبَهُ بالمِنْدَف، فَهُوَ نَدِيف؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ فِي غَيْرِهِ؛ قَالَ الأَعشى: جالِس عِنْدَهُ النَّدامى، فما يَنْفَكُّ ... يُؤتى بمِزْهَرٍ مَنْدُوف وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَذَفَ قَالَ: وَالْمَحْذُوفُ الزِّقُّ؛ وأَنشد: قَاعِدًا حَوْلَهُ النَّدامى، فَمَا ينفك ... يُؤْتَى بمُوكَرٍ مَحْذُوف وَرَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مَجْدوف ومَجْذوف، بِالْجِيمِ وَبِالدَّالِ أَو بِالذَّالِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُمَا الْمَقْطُوعُ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْدُوف، وأَما مَحْذُوفٌ فَمَا رَوَاهُ غَيْرُ اللَّيْثِ. والنَّدِيفُ: الْقُطْنُ المَنْدوف. والمِنْدَفُ والمِنْدَفَةُ: مَا نُدِفَ بِهِ. والنَّدَّاف: نادِف الْقُطْنِ، عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ. والنَّدِيف: الْقُطْنُ الَّذِي يُباع فِي السُّوقِ مَنْدوفاً. والنَّدْفُ: شُرْبُ السِّباع الماءَ بأَلسنتها. والنَّدَّاف: الضاربُ بِالْعُودِ؛ وَقَالَ الأَعشى: وصَدُوح إِذَا يُهَيِّجُها الشُّرْبُ، ... تَرَقَّتْ فِي مِزْهَرٍ مَنْدُوف أَراد بالصَّدُوح جَارِيَةً تُغَنِّي. وَقَالَ الأَصمعي: رَجُلٌ نَدَّاف كَثِيرُ الأَكل. والنَّدْف: الأَكل. ابْنُ الأَعرابي: أَنْدَفَ الرجلُ إِذَا مَالَ إِلَى النَّدْف، وَهُوَ صَوْتُ الْعُودِ فِي حِجْر الكَرينة. ونَدَفَت السَّمَاءُ بالثَّلْج أَي رمَت بِهِ. ونَدَفَت السحابةُ البَرَدَ نَدْفاً عَلَى الْمَثَلِ. ونَدَفَت الدَّابَّةُ تَنْدِف فِي سَيْرِهَا نَدْفاً ونَدِيفاً ونَدَفَاناً، وَهُوَ سُرْعة رجْع اليدين. نزف: نَزَفْتُ مَاءَ الْبِئْرِ نَزْفاً إِذَا نزحْته كُلَّهُ، ونَزَفَت هِيَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، ونُزِفَت أَيضاً، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: نَزَفَ البئرَ يَنْزِفُه انَزْفاً وأَنْزَفُها بِمَعْنًى وَاحِدٍ، كِلَاهُمَا: نزَحها. وأَنزَفَت هِيَ: نزَحت وَذَهَبَ مَاؤُهَا؛ قَالَ لَبِيَدٌ: أَرَبَّتْ عَلَيْهِ كلُّ وطْفاء جَوْنةٍ ... هَتُوفٍ، مَتَى يُنْزَفْ لَهَا الْمَاءُ تَسْكُبِ قَالَ: وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ: نَزَفْت الْبِئْرَ وأَنْزَفَت هِيَ فَإِنَّهُ جَاءَ مُخَالِفًا لِلْعَادَةِ، وَذَلِكَ أَنك تَجد فِيهَا فعَل مُتَعَدِّيًا، وأَفعَل غَيْرَ مُتَعَدٍّ، وَقَدْ ذَكَرَ عِلَّةَ ذَلِكَ فِي شَنَق البعيرَ وجَفَلَ الظَّلِيمَ. وأَنْزَفَ القومُ: نَفِدَ شرابُهم. الْجَوْهَرِيُّ: أَنْزَفَ القومُ إِذَا انْقَطَعَ شَرَابُهُمْ، وَقُرِئَ: وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزِفُون ، بكسر الزاي.

_ (1). قوله: عاقلٌ تفسير للفظة مرير الواردة في البيت.

وأَنْزَفَ الْقَوْمُ إِذَا ذَهَبَ مَاءُ بِئْرِهِمْ وَانْقَطَعَ. وَبِئْرٌ نَزِيفٌ ونَزُوف: قَلِيلَةُ الْمَاءِ مَنزُوفَة. ونَزَفْت الْبِئْرَ أَي استقَيْت مَاءَهَا كلَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: زَمْزَمُ لَا تُنْزَفُ وَلَا تُذَمُ أَي لَا يَفْنى مَاؤُهَا عَلَى كَثْرَةِ الِاسْتِقَاءِ. أَبو عُبَيْدَةَ: نَزِفَت عَبْرتُه، بِالْكَسْرِ، وأَنْزَفَها صَاحِبُهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ، ... وأَنْزَفَ العَبْرةَ مَنْ لَاقَى العِبَرْ ذمَره: زجَره أَي قَالَ لَهُ جِدَّ فِي الأَمْر؛ وَقَالَ أَيضاً: وَقَدْ أَراني بالدِّيارِ مُنْزَفا، ... أَزْمانَ لَا أَحْسَبُ شَيْئًا مُنْزَفَا والنُّزْفَةُ، بِالضَّمِّ: الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ وَالْخَمْرِ مِثْلَ الغُرْفة، وَالْجَمْعُ نُزَفٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُقَطِّعُ مَوضُونَ الحديثِ ابتِسامُها، ... تَقَطُّعَ مَاءِ المُزْن فِي نُزَفِ الخَمْر «1» وَقَالَ الْعَجَّاجُ: فشَنَّ فِي الإِبرِيق مِنْهَا نُزَفا والمِنْزَفَةُ: مَا يُنْزَف بِهِ الْمَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ دُلَيَّة تُشَدُّ فِي رأْس عُودٍ طَوِيلٍ، ويُنْصب عَوْدٌ ويُعَرَّض ذَلِكَ الْعَوْدُ الَّذِي فِي طرَفه الدَّلْو عَلَى الْعَوْدِ الْمَنْصُوبِ ويُستقى بِهِ الْمَاءُ. ونَزَفَه الحجَّام يَنْزِفُه ويَنْزُفُه: أَخرج دَمَهُ كُلَّهُ. ونُزِفَ دَمُهُ نَزْفاً، فَهُوَ مَنْزُوف ونَزِيف: هُرِيق. ونَزَفَ فُلَانٌ دَمَه يَنْزِفُه نَزْفاً إِذَا اسْتَخْرَجَهُ بحِجامة أَو فَصْد، ونزَفه الدمُ يَنْزِفُه نَزْفاً، قَالَ: وَهَذَا هُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ الَّذِي يُعرف مَعْنَاهُ، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ النُّزْف. وَيُقَالُ: نَزَفَه الدَّمُ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ كَثِيرًا حَتَّى يَضْعُف. والنُّزْف: الضعْف الْحَادِثُ عَنْ ذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُ قَيس بْنِ الخَطِيم: تَغْتَرِقُ الطرْفَ، وَهِيَ لاهِيةٌ، ... كأَنَّما شَفَّ وجْهَها نُزْفُ فَإِنَّ ابْنَ الأَعرابي قَالَ: يَعْنِي مِنَ الضعْفِ والانْبِهار، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ غَيْرُهُ: النُّزف هُنَا الْجُرْحُ الَّذِي ينْزِفُ عَنْهُ دَمُ الإِنسان؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد أَنها رَقِيقة المَحاسن حَتَّى كأَنَّ دَمَهَا مَنْزُوف. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَدركه النُّزْف فَصَرَعَهُ مِنْ نَزْفِ الدَّمِ. ونَزَفَه الدمُ والفَرَقُ: زَالَ عقْلُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ أَنْزَفَه. ونَزَّفت المرأَة تَنْزِيفاً إِذَا رأَت دَمًا عَلَى حَمْلِهَا، وَذَلِكَ يَزيد الْوَلَدَ ضَعفاً وحَمْلَها طُولًا. ونُزِفَ الرجلُ دَمًا إِذَا رَعَف فَخَرَجَ دَمُهُ كُلُّهُ. وَفِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ أَجْبَنُ من المَنْزُوف ضَرِطاً [ضَرَطاً] وأَجبن مِنَ المَنْزُوف خَضْفاً؛ وَذَلِكَ أَن رَجُلًا فَزِع فضَرطَ حَتَّى مَاتَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ رَجُلٌ كَانَ يَدَّعِي الشَّجَاعَةَ، فَلَمَّا رأَى الْخَيْلَ جَعَلَ يَفْعل حَتَّى مَاتَ هَكَذَا، قَالَ: يَفْعَلُ يَعْنِي يَضْرَطُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا نُبِّه لشُرب الصَّبوح قَالَ: هلَّا نَبَّهْتني لِخَيْلٍ قَدْ أَغارت؟ فَقِيلَ لَهُ يَوْمًا عَلَى جِهَةِ الِاخْتِبَارِ: هَذِهِ نَوَاصِي الْخَيْلِ فَمَا زَالَ يَقُولُ الْخَيْلَ الخيلَ ويَضْرَط حَتَّى مَاتَ؛ وَقِيلَ: المَنْزُوف هُنَا دَابَّةٌ بَيْنَ الْكَلْبِ وَالذِّئْبِ تَكُونُ بِالْبَادِيَةِ إِذَا صِيحَ بِهَا لَمْ تَزَلْ تَضْرَط حَتَّى تَمُوتَ. والنَّزِيفُ والمَنْزُوفُ: السكرانُ المنزوفُ العقْلِ، وَقَدْ نُزِفَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ

_ (1). قوله [موضون الحديث] كذا بالأصل هنا، وقدم المؤلف في مادة قطع: موضوع الحديث بدل ما هنا، وقال في التفسير: موضوع الحديث محفوظه.

أَي لَا يَسكَرون؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للأُبَيْرِد: لَعَمْرِي لئنْ أَنْزَفْتُمُ أَو صَحَوتُمُ، ... لبئسَ النَّدامَى كنتمُ، آلَ أَبْجَرا شرِبتم ومَدَّرْتُمْ، وَكَانَ أَبوكُمُ ... كَذاكمْ، إِذَا مَا يَشْرَبُ الكاسَ مَدَّرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ أَبجرُ بْنُ جَابِرٍ العِجليّ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا. قَالَ: وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ المُنْزِف مِثْلَ المَنْزُوف الَّذِي قَدْ نُزِفَ دمُه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نُزِف الرَّجُلُ، فَهُوَ مَنْزُوف ونَزِيف، أَي سَكِر فَذَهَبَ عقلُه. الأَزهري: وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْخَمْرِ الَّتِي فِي الْجَنَّةِ: لَا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ؛ قِيلَ أَي لَا يَجدون عَنْهَا سُكْراً، وَقُرِئَتْ: يُنْزِفُون؛ قَالَ الْفَرَّاءُ وَلَهُ مَعْنَيَانِ: يُقَالُ قَدْ أَنْزَفَ الرَّجلُ فَنِيت خَمْرُهُ، وأَنزَفَ إِذَا ذهبَ عَقْلُهُ مِنَ السُّكْرِ، فَهَذَانِ وَجْهَانِ فِي قِرَاءَةِ مَن قرأَ يُنْزِفُون، وَمَنْ قرأَ يُنْزَفُونَ فَمَعْنَاهُ لَا تَذْهَبُ عُقولهم أَي لَا يسْكرون؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي أَنْزَف: لعَمْرِي لَئِنْ أَنْزَفْتُمُ أَو صحَوْتمُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي عَطِشَ حَتَّى يَبِست عُروقه وجَفَّ لِسانه نَزِيف ومَنْزُوف؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ مَاءِ الحَشْرَجِ أَبو عَمْرٍو: النَّزِيفُ السَّكْرَانُ، والسكرانُ نَزِيف إِذَا نُزِفَ عَقْلُهُ. والنَّزِيف: المَحْمُوم؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الحَشْرَجُ النُّقْرة فِي الْجَبَلِ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ فيصْفُو. ونَزَف عَبْرتَه وأَنْزَفَها: أَفناها. وأَنْزَفَ الشيءَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: أَيامَ لَا أَحْسَبُ شَيْئًا مُنْزَفا وأَنْزَفَ القومُ: لَمْ يبقَ لَهُمْ شَيْءٌ. وأَنْزَفَ الرَّجُلُ: انْقَطَعَ كَلَامُهُ أَو ذَهَبَ عَقْلُهُ أَو ذَهَبَتْ حُجَّتُهُ فِي خُصومة أَو غَيْرِهَا؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا كَانَ فَاعِلًا، فَهُوَ مُنْزِف، وَإِذَا كَانَ مَفْعُولًا، فَهُوَ مَنْزُوف، كأَنه عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ أَو كأَنه وُضِع فِيهِ النَّزْف. الْجَوْهَرِيُّ: ونُزِفَ الرَّجُلُ فِي الْخُصُومَةِ إِذَا انْقَطَعَتْ حُجته. اللَّيْثُ: قَالَتْ بِنْتُ الجَلَنْدى مَلِكُ عُمان حِينَ أَلبست السُّلَحْفاةَ حُلِيَّها وَدَخَلَتِ الْبَحْرَ فَصَاحَتْ وَهِيَ تَقُولُ: نَزَافِ نَزَاف، وَلَمْ يبقَ فِي الْبَحْرِ غَيْرَ قَذاف؛ أَرادت انْزِفْن الْمَاءَ وَلَمْ يَبْقَ غير غرفة. نسف: نَسَفَتِ الريحُ الشَّيْءَ تَنْسِفُه نَسْفاً وانْتَسَفَته: سلبَتْه، وأَنْسَفَتِ الريحُ إنْسَافاً وأَسَافَت الترابَ وَالْحَصَى. والنَّسْف: نَقْر الطَّائِرِ بمِنْقاره، وَقَدِ انْتَسَفَ الطَّائِرُ الشَّيْءَ عَنْ وَجْهِ الأَرض بمِخْلَبه وَنَسَفَهُ. والنُّسَّافُ والنَّسَّاف؛ الأَول عَنْ سِيبَوَيْهِ والأَخير عَنْ كُرَاعٍ: طَائِرٌ لَهُ مِنْقار كَبِيرٌ. ونَسَفَ البعيرُ الكلأَ يَنْسِفُه، بِالْكَسْرِ، إِذَا اقْتَلَعَهُ بأَصله. وانْتَسَفْتُ الشَّيْءَ: اقْتَلَعْته؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وانْتَسَفَ الجالِبَ مِنْ أَنْدابه ... إغباطُنا المَيْسَ عَلَى أَصْلابه والنَّسْف: انْتِسَافُ الريحِ الشيءَ كأَنَها تَسْلُبه. ونَسَفَتِ الراعيةُ الكلأَ تَنْسِفُه نَسْفاً: أَخذته بأَفواهها وأَحْناكها. وَبَعِيرٌ نَسُوف: يأَكل بمُقدَّم فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: بَعِيرٌ نَسُوف يَقْتَلِع الكلأَ مِنْ أَصله بمقدَّم فِيهِ، وَنَاقَةٌ نَسُوف كَذَلِكَ، وَهِيَ المَنَاسِيف كأَنها جَمْعُ مِنْسَاف وَهِيَ مِنْ بَابِ مَلامِحَ ومَذاكير.

وَفَرَسٌ نَسُوف: يستَغْرِق الحِزام لإِجْفار جَنْبَيْهِ. وَفَرَسٌ نَسُوف السُّنْبُكِ إِذَا أَدناه مِنَ الأَرض فِي عَدْوِه. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إِنَّهُ لنَسُوف السُّنْبُكِ مِنَ الأَرض، وَذَلِكَ إِذَا أَدنى طرَف الْحَافِرِ مِنَ الأَرض فِي عدْوه، وَكَذَلِكَ إِذَا أَدنى الفرسُ مِرْفقيه مِنَ الْحِزَامِ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ لِتَقَارُبِ مِرفقيه، وَهُوَ مَحْمُودٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فِي مِرْفَقَيْه تَقارُبٌ، وَلَهُ ... بِرْكةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَبْأَةُ خشَبةُ الحَذّاء، شبَّه بِهَا صَدْرَ فَرَسِهِ فِي استِدارتها. وَقِيلَ: النَّسُوف مِنَ الْخَيْلِ الْوَاسِعُ الْخَطْوِ. ونَسَفَه بسُنبكه أَو ظِلْفه يَنْسِفُه وأَنْسَفَه: نَحَّاهُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: قِياماً عَجِلْنَ عَلَيْهِ النَّباتَ، ... يَنْسِفْنَه بالظُّلوفِ انْتِسَافا عَجِلْنَ عَلَيْهِ: عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ؛ ينْسِفْنه: يَنْسِفْن هَذَا النَّبَاتَ، يقْلَعْنه بأَرجلهن قَبْلَ أَن يبلُغ. والنَّسْفُ: القَلْع. ونَسَفَ نَسْفاً: خَطا. وَنَاقَةٌ نَسُوف: تنْسف التُّرَابَ فِي عدْوها. وانْتَسَفَ البِناءَ: استأْصله. أَبو زَيْدٍ: نَسَفْت الْبِنَاءَ نَسْفاً إِذَا قلَعْته، وَالَّذِي يُنْسَفُ بِهِ الْبِنَاءُ يُسَمَّى مِنْسَفَة، والمِنْسَفَة آلَةٌ يُقْلَعُ بِهَا الْبِنَاءُ. ونَسَفَ البعيرُ الكلأَ نَسْفاً إِذَا اقْتَلَعَهُ بمقدَّم فِيهِ. ونَسَفَ الْبَعِيرُ بِرِجْلِهِ إِذَا ضَرَبَ رِجْلَهُ بمقدَّم «2» .... وَكَذَلِكَ الإِنسان. وَيُقَالُ: بَيْنَنَا عَقَبَة نَسُوف وعقَبة نَاشِطَةٌ أَي طَوِيلَةٌ شَاقَّةٌ. اللِّحْيَانِيُّ: انْتُسِفَ لونُه وانتُشِفَ لَوْنُهُ والتُمع لَوْنُهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ يَصِفُ فَرَسًا فِي حُضْرها: نَسُوفٌ للحِزام بمِرْفَقَيْها، ... يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبارُ يَقُولُ: إِذَا استَفْرغَت جَرْياً نَسَفَت حِزامها بمِرْفَقَيْ يَدَيْهَا، وَإِذَا ملأَت فُروجها عدْواً سَدَّ الغُبار مَا بَيْنَ طُبْيَيْها، وَهُوَ خَواؤه. ونَسَفَ البعيرَ حِمْلُه نَسْفاً إِذَا مرَط حِملُه الْوَبَرَ عَنْ صَفْحَتِي جَنْبَيْهِ. ونَسَفَ الشَّيْءَ، وَهُوَ نَسِيف: غَرْبله. والنُّسَّافَة: مَا سَقَطَ مِنَ الشَّيْءِ يَنْسِفُه، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ نُسَافَة السَّويق. والنَّسْف: تَنْقِية الْجَيِّدِ مِنَ الرَّديء، وَيُقَالُ لمُنْخُل مُطوَّل المِنْسف. ونَسَفَ الطَّعَامَ يَنْسِفُه نَسْفاً إِذَا نفَضه. وَيُقَالُ: اعْزِل النُّسافة وكلْ مِنَ الْخَالِصِ. ونَسْفُ الطعامِ: نَفْضُه. والمِنْسَف: هَنٌ طَوِيلٌ أَعلاه مُرْتَفِعٌ وَهُوَ مُتَصَوِّب الصَّدْرِ يَكُونُ عِنْدَ الْقَاشِرِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: أَتانا فلانٌ كأَنّ لِحْيَتَهُ مِنْسَف؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَكَاهَا أَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ. والمِنْسَفَة: الغِرْبال. وَكَلَامٌ نَسِيف: خَفِيٌّ، هُذلية؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فأَلْفَى القومَ قَدْ شَرِبُوا فضَمُّوا، ... أَمامَ الْقَوْمِ، مَنْطِقُهم نَسِيفُ قَالَ الأَصمعي: أَي يَنْتَسِفُون الْكَلَامَ انْتِسَافاً لَا يُتِمُّونه مِنَ الفَرَق، يَهْمِسون بِهِ رُوَيْدًا مِنَ الْفَرَقِ فَهُوَ خَفِيٌّ لِئَلَّا يُنْذَر بِهِمْ ولأَنهم فِي أَرض عَدُوٍّ، وَقَوْلُهُ فَضَمُّوا أَي اجْتَمَعُوا وَضَمُّوا إِلَيْهِمْ دَوَابَّهُمْ وَرِحَالَهُمْ. وَيُقَالُ: هُمَا يَتَنَاسَفان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ فضَمّوا أَي كفُّوا عَنِ الْكَلَامِ، وَقِيلَ: اجْتَمَعُوا أَمام قَوْمٍ آخَرِينَ. وانْتَسَفُوا الْكَلَامَ بَيْنَهُمْ: أَخْفَوه وقلَّلُوه. ومِنْسَفُ الحِمار: فَمُه. نَسَفَ الأَتان

_ (2). كذا بياض بالأَصل.

بفِيه يَنْسِفُها نَسْفاً ومَنْسَفاً ومَنْسِفاً: عضَّها فَتَرَكَ فِيهَا أَثراً؛ الأَخيرة كمَرْجِع مِنْ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ*. وَتَرَكَ فِيهَا نَسِيفاً أَي أَثراً مِنْ عَضِّه، أَو انْحِصاصَ وبَرٍ؛ قَالَ المُمَزَّق: وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلي، لَدي جَنْبِ غَرْزِها، ... نَسِيفاً كأُفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّق والنَّسِيفُ: أَثر كَدْم الحِمار وأَثر رَكْض الرِّجل بِجَنْبَيِ الْبَعِيرِ إِذَا انْحَصَّ عَنْهُ الْوَبَرُ. وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ: بِهِ نَسِيفٌ، وَذَلِكَ إِذَا أَخذ الْفَحْلُ مِنْهُ لَحْمًا أَو شَعْرًا فَبَقِيَ أَثره. وَيُقَالُ: اتَّخَذَ فُلَانٌ فِي جَنْبِ نَاقَتِهِ نَسِيفاً إِذَا انْجَرَدَ وبَر مَرْكَضَيْه بِرِجْلَيْهِ، وأَنشد بَيْتَ الممزَّق أَيضاً. وَيُقَالُ لِفَمِ الْحِمَارِ: مِنْسَف، وَقِيلَ: مَنْسِف. ونَسَفَ الحِملُ ظهرَ الْبَعِيرِ نَسْفاً وانْتَسَفَه: حَصَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْوَبَرِ. وَمَا فِي ظَهْرِهِ مَنْسَف: كَقَوْلِكَ مَا فِي ظَهْرِهِ مَضْرَب. والنَّسْفَة: حِجارة يُنْسَف بِهَا الوَسَخ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهَا صَاحِبُ الْعَيْنِ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ بِالشِّينِ. التَّهْذِيبُ: وَضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ يُشبه الخُطَّاف يَنْتَسِف ويسمى النُّسَّاف، وبالسين. النِّسْفَة: مِنْ حِجَارَةِ الحَرَّة، تَكُونُ نَخِرة ذَاتَ نَخاريب يُنسف بِهَا الوسَخُ عَنِ الأَقدام فِي الْحَمَّامَاتِ. وانْتُسِفَ لونُه: انْتُقِع، وَسَيُذْكَرُ فِي الشِّينِ. ونَسَفَ البعيرُ بِرِجْلِهِ نَسْفاً: ضَرَبَ بِهَا قُدُماً. ونَسَفَ الإِناءُ يَنْسِفُ: فَاضَ. والنَّسْفُ الطعْن مِثْلَ النزْع. ونَسَفٌ: كُورة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِنَّهُ لَكَثِيرُ النَّسِيف، وَهُوَ السِّرارُ. يُقَالُ: أَطال نَسِيفه أَي سِراره، والله أَعلم. نشف: نَشِفَ الماءُ: يَبس، ونَشِفَتْه الأَرضُ نَشْفاً، وَالِاسْمُ النَّشَف. ونَشَف الماءَ يَنْشِفُه نَشْفاً ونَشِفَه: أَخذه مِنْ غَدِيرٍ أَو غَيْرِهِ بِخِرْقَةٍ أَو غَيْرِهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّشْفُ مَصْدَرُ نَشِفَ الحوضُ الْمَاءَ يَنْشَفُه نَشْفاً. ونَشِفَ الثوبُ العَرَقَ، بِالْكَسْرِ، يَنْشَفُه نَشْفاً: شَرِبَهُ، وتَنَشَّفه كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ طَلْق: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لَنَا اكْسِروا بِيعتَكم وانْضَحُوا مَكَانَهَا واتَّخِذوه مَسْجِدًا، قُلْنَا: الْبَلَدُ بَعِيدٌ وَالْمَاءُ يَنْشَفُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصل النَّشْف دُخُولُ الْمَاءِ فِي الأَرض وَالثَّوْبِ؛ يُقَالُ: نَشِفَتِ الأَرضُ الْمَاءِ تَنْشَفه نَشْفاً شَرِبَتْهُ. والنُّشافَةُ: مَا نَشِف مِنَ الْمَاءِ. وأَرض نَشِفة بيِّنة النَّشَف، بِالتَّحْرِيكِ، إِذَا كَانَتْ تَنْشَفُ الماءَ، وَقِيلَ يَنْشَفُ مَاؤُهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعِلَ وَهُوَ الْفَصِيحُ الَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ بِغَيْرِهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَفْتَحُ نَشَف الحوضَ مِنَ الْمَاءِ يَنْشُفه ونَفَدَ الشيءُ يَنْفُدُ لَا غَيْرَ. ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا نَشِفَت جَرَّتُك الماءَ ونَشَفت تَنْشَفُ وتَنْشُفُ. والنُّشْفَةُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ يَبْقى فِي الإِناء مِثْلُ الجُرْعة؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وانْتَشَفَ الوسَخَ: أَذْهبه مَسْحاً وَنَحْوَهُ. والنَّشْفَةُ والنِّشْفَةُ: الْحَجَرُ الَّذِي يُتَدَلَّك بِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لانْتِشَافِه الْوَسَخَ فِي الْحَمَّامَاتِ، وَالْجَمْعُ نِشَفٌ ونِشَافٌ، فَأَمَّا النَّشَفُ فَاسْمُ الْجَمْعِ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ لأَن فَعْلَة وفِعْلة لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فَعَلَ، وَنَظِيرُهُ فلْكةٌ وفلَك وحَلْقة وحَلَق؛ كُلُّهُ عَنْ سِيبَوَيْهِ. اللَّيْثُ: النَّشَف دُخول الْمَاءِ فِي الأَرض، والنَّشَفُ حِجَارَةٌ عَلَى قدْر الأَفْهار وَنَحْوِهَا سُودٌ كأَنها مُحْتَرِقَةٌ تُسَمَّى نَشْفَةً ونَشَفاً، وَهُوَ الَّذِي يُنَقَّى بِهِ الْوَسَخُ فِي الحمَّامات، سُمِّيَتْ نَشْفَة لتَنَشُّفِها الْمَاءَ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ نَشَفَةً لانْتِشَافِها الوسَخَ عَنْ مَوَاضِعِهِ.

الأَصمعي: النَّشْف، بِالتَّسْكِينِ، والنَّشَف، بِالتَّحْرِيكِ، حِجَارَةُ الحَرَّة وَهِيَ سُودٌ كأَنها مُحْتَرِقَةٌ، الْوَاحِدَةُ نَشْفَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَنَظِيرُهُ حَلْقة وحَلَق وفَلْكة وفلَك وحَمْأَة وحَمَأٌ وبكْرة وبَكَر لبَكْرة الَّتِي فِي لُغَةِ مَنْ أَسكن بكْرة ولزْبة ولَزَبَ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّشْفَة الْحِجَارَةُ الَّتِي تُدلَك بِهَا الأَقدام؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طُوبى لِمَنْ كَانَتْ لَهُ هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفَةٌ يملأَ مِنْهَا كَفَّهْ وَقَالَ الأُمويُّ: النِّشْفَة، بِكَسْرِ النُّونِ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّارٍ: أَتَى النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأَى بِهِ صُفرة فَقَالَ اغْسِلْهَا، فذهبْتُ فأَخذْت نَشَفَةً لَنَا فدَلَكْت بِهَا عَلَى تلك الصُّفرة حَتَّى ذَهَبَتْ ؛ قَالَ: النَّشَفَة، بِالتَّحْرِيكِ وَقَدْ تُسَكَّنُ، وَاحِدَةُ النَّشَف وَهِيَ حِجَارَةٌ سُودٌ كأَنها أُحْرقت بِالنَّارِ وَإِذَا تُرِكَتْ عَلَى رأْس الْمَاءِ طفَت وَلَمْ تغُص فِيهِ، وَهِيَ الَّتِي يُحَكُّ بِهَا الْوَسَخُ عَنِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ: أَظلَّتكم الفِتن تَرْمِي بالنَّشَف ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا تَرْمِي بالرَّضْف ، يَعْنِي أَنَّ الأُّولى مِنَ الفِتَن لَا تؤثِّر فِي أَديان النَّاسِ لخِفَّتِها، وَالَّتِي بَعْدَهَا كَهَيْئَةِ حِجَارَةٍ قَدْ أُحميت بِالنَّارِ فَكَانَتْ رضْفاً، فَهِيَ أَبلغ فِي أَديانهم وأَثْلَم لأَبدانهم. والنَّشْفَة: الصُّوفة الَّتِي يُنَشَّف بِهَا الْمَاءُ مِنَ الأَرض. الصِّحَاحُ: والنَّشَّافَة الَّتِي يُنَشَّف بِهَا الْمَاءُ: وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَشَّافَةٌ يُنَشِّفُ بِهَا غُسالة وَجْهِهِ يَعْنِي مِنْدِيلًا يَمْسَحُ بِهِ وَضُوءه. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: فَقُمْتُ أَنا وأُم أَيوب بقَطِيفة مَا لَنَا غيرُها نُنَشِّفُ بِهَا الْمَاءَ. والنُّشَافَة: الرَّغْوة، وَهِيَ الحُفالة. ابْنُ سِيدَهْ: النُّشْفَة والنُّشَافَة الرَّغْوة الَّتِي تَعْلُو اللَّبَنَ لَبَنَ الإِبل وَالْغَنَمِ إِذَا حُلب وَهُوَ الزَّبَد، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ رَغْوة اللَّبَنِ، وَلَمْ يَخُصَّ وَقْتَ الْحَلْبِ. وانْتَشَفَ النُّشَافَة: أَخذها. وأَنْشَفَهُ: أَعطاه النُّشافة. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ: أَنْشِفْني أَي أَعْطِنِي النُّشافة أَشربها. ونَشَّفَت الإِبل أَي صَارَتْ لأَلبانها نُشَافة. وَيُقَالُ: انْتَشَفَ إِذَا شَرِبَ النِّشَافَة. حَكَى يَعْقُوبُ: أَمست إِبِلُكُمْ تُنَشِّفُ وتُرَغِّي أَي لَهَا نُشافة ورَغْوة مِنَ التَّنْشِيف وَالتَّرْغِيَةِ. النَّضْرُ: نَشَّفْتُ النَّاقَةُ تَنْشِيفاً، وَهِيَ نَاقَةٌ مُنَشِّفٌ، وَهُوَ أَن تَرَاهَا مَرَّةً حَافِلًا وَمَرَّةً لَيْسَ فِي ضَرْعِهَا لَبَنٌ، وَإِنَّمَا تَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَدْنُو نِتاجها. والنُّشَافَة والنُّشْفَة: مَا أَخذت بمغْرفة مِنَ القدْر وَهُوَ حَارٌّ فتحسَّيْتَه. والنَّشْفُ: اللَّون؛ وَيُرْوَى بَيْتُ أَبي كَبِيرٍ: وبَياضُ وجْهِك لَمْ تَحُلْ أَسرارُه ... مِثْلُ الوَذِيلةِ، أَو كنَشْفِ الأَنْضُرِ وانتُشِفَ لَوْنُهُ: انتُقع؛ حَكَاهُ يَعْقُوبَ، قَالَ: وَالسِّينُ لُغَةٌ. نصف: النِّصْفُ: أَحد شقَّي الشَّيْءِ. ابْنُ سِيدَهْ: النِّصْفُ والنُّصف، بِالضَّمِّ، والنَّصِيفُ والنَّصْفُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي: أَحد جزأَي الْكَمَالِ، وقرأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: فَلَهَا النُّصْف. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّبْرُ نِصْف الإِيمان ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بِالصَّبْرِ الوَرَع لأَن الْعِبَادَةَ قِسمان: نُسُك وورَعٌ، فالنُّسُك مَا أَمَرَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ، والورَعُ مَا نَهَت عَنْهُ، وَإِنَّمَا يُنْتَهى عَنْهُ بِالصَّبْرِ فَكَانَ الصبرُ نِصْفَ الإِيمانِ، وَالْجَمْعُ أَنْصَاف. ونَصَفَ الشيءَ يَنْصُفُه نَصْفاً وانْتَصَفَه وتَنَصَّفَه ونَصَّفَه: أَخذ نِصْفَه. والمُنَصَّفُ مِنَ الشَّرَابِ: الَّذِي يُطبَخ حَتَّى يَذْهَبَ نِصْفُه. ونَصَفَ القَدَحَ يَنْصفُه نَصْفاً: شَرِبَ نِصْفَه. ونَصَفَ الشيءُ الشيءَ يَنْصُفُه: بَلَغَ نِصْفَه. ونَصَفَ النهارُ يَنْصُف

وينصِف وانْتَصَفَ وأَنْصَفَ: بَلَغَ نِصْفه، وَقِيلَ: كلُّ مَا بَلغ نِصْفه فِي ذَاتِهِ فَقَدْ أَنْصَفَ؛ وكلُّ مَا بَلَغَ نِصْفَهُ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ نَصَفَ؛ وَقَالَ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَلَسٍ يَصِفُ غَائِصًا فِي الْبَحْرِ عَلَى دُرَّة: نَصَفَ النهارُ، الماءُ غامِرُه، ... ورَفِيقُه بالغَيْبِ لَا يَدْرِي أَراد انْتَصَفَ النهارُ والماءُ غَامِرُهُ فانْتَصَفَ النهارُ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْمَاءِ، فَحَذَفَ وَاوَ الْحَالِ، ونَصَفْتُ الشيءَ إِذَا بَلَغْتُ نِصْفَه؛ تَقُولُ: نَصَفْتُ الْقُرْآنَ أَي بَلَغْتُ النِّصْفَ؛ ونَصَفَ عُمُرَه ونَصَفَ الشيبُ رأْسَه. وَيُقَالُ: قَدْ نَصَفَ الإِزارُ ساقَه يَنْصُفُها إِذَا بَلَغَ نِصفها؛ وأَنشد لأَبي جُنْدَب الْهُذَلِيُّ: وكنتُ، إِذَا جارِي دَعا لِمَضُوفةٍ، ... أُشَمِّر حَتَّى يَنْصُف الساقَ مِئْزَرِي وَقَالَ ابنُ مَيَّادةَ يَمْدَحُ رَجُلًا: ترَى سَيْفَه لَا يَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُه، ... أَجَلْ لَا، وَإِنْ كَانَتْ طِوالًا مَحامِلُهْ الْيَزِيدِيُّ: وَنَصَفَ الماءُ الْبِئْرَ والحُبَّ والكُوزَ وَهُوَ يَنصُفه نَصفاً ونُصوفاً، وَقَدْ أَنْصَفَ الماءُ الْحُبَّ إِنْصَافاً؛ وَكَذَلِكَ الْكُوزُ إِذَا بَلَغَ نِصْفَهُ، فَإِنْ كُنْتَ أَنت فعَلْت بِهِ قُلْتَ: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ وَالْكُوزَ إِنْصَافاً، وَتَقُولُ: أَنْصَفَ الشيبُ رأْسه ونَصَّفَ تَنْصِيفاً، وَإِذَا بَلَغْتَ نصْف السِّنِّ قُلْتَ: قَدْ أَنصَفْتُه ونَصَّفْتُه إِنْصَافاً وتَنْصِيفاً وأَنْصَفْتُه مِنْ نَفْسِي. وَإِنَاءٌ نَصْفَان، بِالْفَتْحِ: بَلَغَ الكيلُ أَو الْمَاءُ نِصْفَه، وجُمْجُمةٌ نَصْفَى، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ النِّصْف مِنَ الأَجزاء أَعني أَنَّهُ، لَا يُقَالُ ثَلْثان وَلَا رَبْعان وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَقْتَضِي هَذِهِ الأَجزاء، وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ونَصَّفَ البُسْرُ: رطَّب نصفُه؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ومَنْصَفُ القَوْسِ والوتَر: مَوْضِعُ النِّصف مِنْهُمَا. ومَنْصَفُ الشَّيْءِ: وسَطُه. والمَنْصَفُ مِنَ الطَّرِيقِ وَمِنَ النَّهَارِ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ: وَسَطُهُ. والمَنْصَفُ: نِصْفُ الطَّرِيقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى إِذَا كَانَ بالمَنْصَف أَي الْمَوْضِعِ الوسَط بَيْنَ الْمَوْضِعَيْنِ. ومُنْتَصَفُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ: وسَطُه. وانْتَصَفَ النهارُ ونَصَفَ، فَهُوَ يَنْصُفُ. وَيُقَالُ: أَنْصَفَ النَّهَارُ أَيضاً أَي انْتَصَفَ، وَكَذَلِكَ نَصَّفَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وإنْ نَبَّهَتْهُنَّ الولائدُ بعد ما ... تصعَّد يومُ الصَّيْف، أَو كاد يَنْصُفُ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى إِذَا الليلُ التَّمامُ نَصَّفَا وَكُلُّ شَيْءٍ بلَغ نِصْفَ غَيْرِهِ فَقَدْ نَصَفَه؛ وَكُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ نِصْف نفْسِه فَقَدْ أَنْصَفَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: نَصَفَ النهارُ إِذَا انْتَصَفَ؛ وأَنْصَفَ النهارُ إِذَا انْتَصَفَ. ونَصَّفْتُ الشيءَ؛ إِذَا أَخذت نِصفه. وتَنْصِيفُ الشَّيْءِ: جَعْلُهُ نِصْفَين. ونَاصَفْتُه الْمَالَ: قاسَمْته عَلَى النِّصْفِ. والنَّصَفُ: الكَهْل كأَنه بَلَغَ نِصف عُمُره. وَقَوْمُ أَنْصَاف ونَصَفُون، والأُنثى نَصَفٌ ونَصَفَة كَذَلِكَ أَيضاً: كأَنَّ نِصفَ عُمُرِهَا ذَهَبَ؛ وَقَدْ بيَّن ذَلِكَ الشَّاعِرُ فِي قَوْلِهِ: لَا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطلَّقةً، ... وَلَا يَسُوقَنَّها فِي حَبْلِك القَدَرُ وَإِنْ أَتَوْكَ فَقَالُوا: إِنَّهَا نَصَفٌ، ... فإنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْها الَّذِي غَبَرا «3»

_ (3). في هذا البيت إقواء.

أَنشده ابْنُ الأَعرابي. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنَّ فُلَانَةً لَعَلَى نَصَفِها أَي نِصْف شَبَابِهَا؛ وأَنشد: إنَّ غُلاماً، غَرَّه جَرْشَبِيَّةٌ ... عَلَى نَفْسِها مِنْ نفْسِه، لَضَعِيف الجَرْشَبِيّة: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ الهَرِمة، وَقِيلَ: النَّصَف، بِالتَّحْرِيكِ، المرأَة بَيْنَ الحَدَثة والمُسِنّة، وَتَصْغِيرُهَا نُصَيْف بِلَا هَاءٍ لأَنها صِفَةٌ؛ وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبٍ: شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ النَّصَف، بِالتَّحْرِيكِ: الَّتِي بَيْنَ الشابَّة والكهْلة، وَقِيلَ: النَّصَف مِنَ النِّسَاءِ التَّيِ قَدْ بَلَغَتْ خَمْسًا وأَربعين وَنَحْوَهَا، وَقِيلَ: الَّتِي قَدْ بَلَغَتْ خَمْسِينَ، وَالْقِيَاسُ الأَول لأَنه يَجُرُّهُ اشْتِقَاقٌ وَهَذَا لَا اشْتِقَاقَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أَنْصَاف ونُصُفٌ ونُصْفٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ يَكُونُ النَّصَف لِلْجَمْعِ كَالْوَاحِدِ، وَقَدْ نَصَّفَ. والنَّصِيف: مِكيال. وَقَدْ نَصَفَهم: أَخَذَ مِنْهُمُ النِّصف يَنْصُفُهم نَصْفاً كَمَا يُقَالُ عشَرَهم يَعْشُرُهم عَشْراً. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تسُبُّوا أَصحابي فَإِنَّ أَحدكم لَوْ أَنفق مَا فِي الأَرض جَمِيعًا مَا أَدرك مُدَّ أَحدِهم وَلَا نَصِيفَه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْعَرَبُ تُسَمِّي النِّصْف النَّصِيف كَمَا يَقُولُونَ فِي العُشر العَشِير وَفِي الثُّمن الثَّمِين؛ وأَنشد لسلَمة بْنُ الأَكوع: لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ، ... وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تعْجِيفُ لكنْ غَذَّاهَا اللَّبَن الخَريفُ: ... المَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ والنَّصِيف: الخِمار، وَقَدْ نَصَّفَتِ المرأَةُ رأْسها بِالْخِمَارِ. وانْتَصَفَت الْجَارِيَةُ وتَنَصَّفَت أَي اخْتَمَرَتْ، ونَصَّفْتُها أَنا تَنْصِيفاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ الْحُورِ الْعِينِ: ولَنَصِيفُ إِحْدَاهُنَّ عَلَى رأْسها خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فيها ؛ هو الخِمار، وَقِيلَ المِعْجَر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ يَصِفُ امرأَة: سقَطَ النَّصِيف، وَلَمْ تُرِد إسقاطَه، ... فَتناوَلَتْه واتَّقَتْنا باليَدِ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: النَّصِيف ثَوْبٌ تتجلَّل بِهِ المرأَة فَوْقَ ثِيَابِهَا كُلِّهَا، سُمِّيَ نَصِيفاً لأَنه نَصَفٌ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهَا فحَجز أَبصارهم عَنْهَا، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: سَقَطَ النَّصِيف، لأَن النَّصِيف إِذَا جُعِلَ خِماراً فَسَقَطَ فَلَيْسَ لستْرِها وجهَها مَعَ كشفِها شعَرها مَعْنًى، وَقِيلَ: نَصِيف المرأَة مِعْجَرُها. والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ والإِنْصَاف: إِعْطَاءُ الْحَقِّ، وَقَدِ انْتَصَفَ مِنْهُ، وأَنْصَفَ الرجلُ صَاحِبَهُ إِنْصَافاً، وَقَدْ أَعطاه النَّصَفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْصَفَ إِذَا أَخذ الْحَقَّ وأَعطى الْحَقَّ. والنَّصَفَة: اسْمُ الإِنْصَاف، وَتَفْسِيرُهُ أَن تُعْطِيَهُ مِنْ نَفْسِكَ النَّصَف أَي تُعْطيه مِنَ الْحَقِّ كَالَّذِي تَسْتَحِقُّ لِنَفْسِكَ. وَيُقَالُ: انْتَصَفْتُ مِنْ فُلَانٍ أَخذْت حَقِّي كَمَلًا حَتَّى صِرْتُ أَنا وَهُوَ عَلَى النَّصَف سَواءً. وتَنَصَّفْتُ السُّلْطَانَ أَي سأَلته أَن يُنْصِفَني. والنِّصْفُ: الإِنْصافُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ولكنَّ نِصْفاً، لَوْ سَبَبْتُ وسَبَّني ... بنُو عَبْدِ شَمسٍ مِنْ مَنافٍ وهاشِمِ وأَنْصَفَ الرجلُ أَي عَدَلَ. وَيُقَالُ: أَنْصَفَه مِنْ نفْسه وانْتَصَفْتُ أَنا مِنْهُ وتَنَاصَفُوا أَي أَنصف بعضُهم بَعْضًا مِنْ نَفْسِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ مَعَ زِنْباع بْنِ رَوْح: مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بْنَ رَوْحٍ ببلدةٍ، ... لِيَ النِّصْفُ مِنْهَا، يَقْرَع السِّنَّ مِنْ نَدَمْ

النِّصْف، بِالْكَسْرِ: الانْتِصَاف، وَقَدْ أَنْصَفَه مِنْ خَصْمِهِ يُنْصِفُه إِنْصَافاً ونَصَفَه يَنْصِفُه ويَنْصُفُه نَصْفاً ونِصَافَةً ونَصَافاً ونِصَافاً وأَنْصَفَه وتَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه. الْجَوْهَرِيُّ: تَنَصَّفَ أَي خَدم؛ قَالَتِ الحُرَقة بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ: فبَيْنا نَسُوسُ الناسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نحنُ فِيهِمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ فأُفٍّ لدُنيا لَا يدُوم نَعيمُها؛ ... تقَلَّبُ تاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ وَيُقَالُ: تنصَّفْتُه بِمَعْنَى خدَمْته وعبَدْته؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فإنَّ الإِلَه تَنَصَّفْتُه، ... بأَنْ لَا أَعُقَّ وأَن لَا أَحُوبا قَالَ: وَعَلَيْهِ بَيْتُ الحُرَقة بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ: إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ ونَصَفَ القومَ أَيضاً: خَدَمُهُمْ؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَهَا غَلَلٌ مِنْ زازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاوِلا قَوْلُهُ لَهَا أَي لظُروف الْخَمْرِ. والنَّاصِفُ والمِنْصَف، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الْخَادِمُ. وَيُقَالُ لِلْخَادِمِ: مِنْصَف ومَنْصَفٌ. والنَّصِيفُ: الْخَادِمُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه ذَكَرَ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: دَخَلَ المِحراب وأَقعد مِنْصفاً عَلَى الْبَابِ ، يَعْنِي خَادِمًا، وَالْجَمْعُ مَنَاصِف؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المِنْصَف، بِكَسْرِ الْمِيمِ، الْخَادِمُ، وَقَدْ تُفْتَحُ الْمِيمُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلام، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَجَاءَنِي مِنْصَف فرَفع ثِيَابِي مِنْ خَلْفي. وَيُقَالُ: نَصَفْتُ الرجلَ فأَنا أَنْصُفُه وأَنْصِفُه نِصَافَة ونَصَافَة أَي خَدَمْتُهُ. والنَّصَفَةُ: الخُدَّام، وَاحِدُهُمْ نَاصِفٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: والنَّصَف الخدَّام. وتَنَصَّفَه: طلَب مَعْرُوفه؛ قَالَ: فَإِنَّ الإِله تَنَصَّفْتُه، ... بأَنْ لَا أَخُونَ وأَنْ لَا أُخانا وَقِيلَ: تَنَصَّفْتُه أَطعْته وانْقَدْت لَهُ؛ وَقَوْلُ ابْنِ هَرْمَةَ: مَنْ ذَا رسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عنَّي عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ أَني غَرِضْتُ إِلَى تَنَاصُف وجْهِها، ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلَى الحبيبِ الغائِبِ أَي اشْتَقْت، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ خِدْمة وَجْهِهَا بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: إِلَى مَحَاسِنِهِ الَّتِي تقَسَّمت الْحُسْنَ فتَنَاصَفَتْه أَي أَنصفَ بعضُها بَعْضًا فَاسْتَوَتْ فِيهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَنَاصُفُ وجهِها مَحَاسِنُهَا أَنها كُلَّهَا حَسَنة يُنْصِفُ بَعْضُهَا بَعْضًا، يُرِيدُ أَن أَعضاءها مُتَسَاوِيَةٌ فِي الْجَمَالِ وَالْحُسْنِ فكأَنَّ بَعْضَهَا أَنْصَفَ بَعْضًا فتَنَاصَفَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي اسْتِوَاءَ الْمَحَاسِنِ كأَنَّ بَعْضَ أَعضاء الْوَجْهِ أَنصف بَعْضًا فِي أَخذ القِسْط مِنَ الْجَمَالِ؛ وَرَجُلٌ مُتَنَاصِف: مُتساوي الْمَحَاسِنِ، وأَنْصَفَ إِذَا خَدَمَ سَيِّدَهُ. وأَنْصَفَ إِذَا سَارَ بِنِصْفِ النَّهَارِ. والمَنَاصِف: أَودية صِغَارٌ، والنَّوَاصِف: صُخُورٌ فِي مَناصِف أَسناد الْوَادِي وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ المَسايِل؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء: بَيْنَ القِرانِ السَّوْء والنَّوَاصِف جَمْعُ نَاصِفَة وَهِيَ الصَّخْرَةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى التَّراصُف. والنَّوَاصِفُ: مَجَارِي الْمَاءِ فِي الْوَادِي،

وَاحِدَتُهَا نَاصِفَة: وأَنشد: خَلايا سَفِينٍ بالنَّوَاصِف مِنْ دَدِ والنَّاصِفَة مِنَ الأَرض: رَحَبة بِهَا شَجَرٌ لَا تَكُونُ نَاصِفَةً إِلَّا وَلَهَا شَجَرٌ. والنَّاصِفَة: الأَرض الَّتِي تُنبت الثُّمام وَغَيْرَهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّاصِفَة مَوْضِعٌ مِنبات يتَّسع مِنَ الْوَادِي؛ قَالَ الأَعشى: كخَذُولٍ تَرْعى النَّواصِفَ من تَثْلِيثَ ... قَفْراً، خَلا لَهَا الأَسْلاقُ والنَّاصِفَة: مَجْرَى الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ النَّوَاصِف، وَقِيلَ: النَّوَاصِف أَماكن بَيْنَ الغِلَظ واللِّين؛ وأَنشد قَوْلَ طَرَفَةُ: كأَنَّ حُدُوجَ المالِكِيّةِ، غُدْوةً، ... خَلايا سَفِينٍ بالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ وَقِيلَ: النَّوَاصِف رِحاب مِنَ الأَرض. ونَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: بنَاصِفَةِ الجَوَّيْن أَو بمُحَجِّر نضف: النَّضَفُ: الصَّعْتر، الْوَاحِدَةُ نَضَفَة؛ وأَنشد: ظَلَّا بأَقْريَةِ التُّفَّاحِ، يَوْمَهُما، ... يُنَبِّشانِ أُصولَ المَغْدِ والنَّضَفَا ابْنُ الأَعرابي: أَنْضَفَ الرجلُ إِذَا دَامَ عَلَى أَكل النَّضَف وَهُوَ الصَّعتر. ومرَّ بِنَا قَوْمٌ نَضِفُون نَجِسُون بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَضَفَ الفَصِيلُ جَمِيعَ مَا فِي ضَرْع أُمه يَنْضِفُه ويَنْضُفُه وانْتَضَفَه: شَرِبَهُ جَمِيعَهُ. وانْتَضَفَ مَا فِي الإِناء: شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ. وانْتَضَفَتِ الإِبل مَاءَ حَوْضِهَا: شَرِبَتْهُ أَجمع، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ بِالصَّادِ، ونَضَفْتُ مَا فِي الإِناء مِثْلُهُ. وانْتَضَفْتُه: مِثْلَ لَعِقْته. وانْتَضَفَ الفَصيلُ مَا فِي بَطْنِ أُمه أَي امْتَكَّه، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَذَلِكَ نَضِفَه، بِالْكَسْرِ، نَضَفاً. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ عَنِ الْخَصِيبِيِّ: أَنْضَفَتُ النَّاقَةُ وأَوضَفَت إِذَا خَبَّت، وأَوْضَفْتُها فوضَفَتْ إِذَا فَعَلَتْ. ابْنُ الأَعرابي: النَّضَفُ إِبْدَاءُ الحُصاص. وَقَالَ غَيْرُهُ: رَجُلٌ نَاضِف ومِنْضَف وخاضفٌ ومِخْضَفٌ إِذَا كَانَ ضَرّاطاً؛ وأَنشد: وأَيْنَ مَوَالِينا الضِّعافُ المَنَاضِفُ نطف: النطَفُ والوحَرُ: العَيْب. يُقَالُ: هُمْ أَهل الرَّيْب والنَّطَف. ابْنُ سِيدَهْ: نَطَفَه نَطْفاً ونَطَّفَه لطَّخه بِعَيْبٍ وقَذَفَه بِهِ. وَقَدْ نَطِفَ، بِالْكَسْرِ، نَطَفاً ونَطَافَةً ونُطُوفَة، فَهُوَ نَطِفٌ: عابَ وأَرابَ. وَيُقَالُ: مرَّ بِنَا قَوْمٌ نَطِفُون نَضِفون وحَرُون نَجِسُون كفَّار. والنَّطَف: التَّلَطُّخ بِالْعَيْبِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَدَعْ مَا لَيْسَ مِنْكَ ولستَ مِنْهُ، ... هُمَا رِدْفَين مِنْ نَطَفٍ قَرِيبُ قَالَ رِدْفين عَلَى أَنهما اجْتَمَعَا عَلَيْهِ مُتَرَادِفَيْنِ فَنَصَبَهُمَا عَلَى الْحَالِ. وَفُلَانٌ يُنْطَف بسُوء أَي يُلَطَّخ. وَفُلَانٌ يُنْطَف بفُجور أَي يُقْذَف بِهِ. وَمَا تَنَطَّفْت بِهِ أَي مَا تلطَّخْت. وَقَدْ نَطِفَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، إِذَا اتُّهِمَ بِرِيبَةٍ، وأَنطفه غَيْرُهُ. والنَّطِفُ: الرَّجُلُ المُرِيب. وَإِنَّهُ لَنَطِفٌ بِهَذَا الأَمر أَي متَّهَم، وَقَدْ نَطِفَ ونُطِفَ نَطَفاً فِيهِمَا. وَوَقَعَ فِي نَطَفٍ أَي شَرٍّ وَفَسَادٍ. ونَطِفَ الشيءُ أَي فَسَدَ. ونَطِفَ الْبَعِيرُ نَطَفاً، فَهُوَ نَطِفٌ: أَشرفت دَبَرَتُه عَلَى جَوْفِهِ ونَقَّبت عَنْ فُؤاده، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَصابته الغُدّة

فِي بَطْنِهِ، والأُنثى نَطَفَة. والنَّطَفُ: إِشْرَافُ الشجَّة عَلَى الدِّمَاغِ والدبَرة عَلَى الْجَوْفِ، وَقَدْ نَطِفَ الْبَعِيرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَوْسَ الهِبَلِّ النَّطِفِ المَحْجوزِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: شُدَّا عَلَيَّ سُرَّتي لَا تَنْقَعِفْ ... إِذَا مَشَيْتُ مِشْيَةَ العَوْدِ النَّطِفْ وَرَجُلٌ نَطِفٌ: أَشرفت شَجَّته عَلَى دِماغه. ونَطِفَ مِنَ الطَّعَامِ يَنْطَفُ نَطَفاً: بَشِم. والنَّطَف: عِلَّةٌ يُكوى مِنْهَا الرَّجُلُ، ورجُل نَطِفٌ: بِهِ ذَلِكَ الدَّاءُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: واسْتَمَعُوا قَوْلًا بِهِ يُكْوى النَّطِفْ، ... يَكادُ مَنْ يُتْلَى عَلَيْهِ يُجْتأَفْ «1» والنَّطْفُ: عَقْر الجُرح. ونَطَفَ الجَرْحَ والخُراجَ نَطْفاً: عَقَرَهُ. والنَّطَفُ والنُّطَفُ: اللُّؤْلُؤُ الصَّافِي اللَّوْنِ، وَقِيلَ: الصِّغَارُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ القِرَطةُ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نَطَفَة ونُطَفَة، شُبِّهَتْ بقَطْرة الْمَاءِ. والنَّطَفَة، بِالتَّحْرِيكِ: القُرط. وَغُلَامٌ مُنَطَّف: مُقَرَّط. وَوَصِيفَةٌ مُنَطَّفَة ومُتَنَطِّفَة أَي مُقَرَّطة بتُومَتَيْ قُرْط؛ قَالَ: كأَنَّ ذَا فَدّامةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّف مِنْ أَعْنابه مَا قَطَّفا وَقَالَ الأَعشى: يَسْعى بِهَا ذُو زُجاجاتٍ لَهُ نَطَفٌ، ... مُقَلِّصٌ أَسْفَلَ السِّربالِ مُعْتَمِلُ وتَنَطَّفَتِ المرأَة أَي تَقَرَّطت. والنُّطْفَة والنُّطَافَة: الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبقى فِي القِربة، وَقِيلَ: هِيَ كالجُرْعة وَلَا فِعل للنُّطفة. والنُّطْفَة: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي الدَّلْو؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ الْمَاءُ الصَّافِي، قلَّ أَو كَثُرَ، وَالْجَمْعُ نُطَف ونِطَاف، وَقَدْ فَرَّقَ الْجَوْهَرِيُّ بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّفْظَيْنِ فِي الْجَمْعِ فَقَالَ: النُّطفة الْمَاءُ الصَّافِي، وَالْجَمْعُ النِّطَاف، والنُّطفة مَاءُ الرَّجُلِ، وَالْجَمْعُ نُطَف. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للمُويْهة الْقَلِيلَةِ نُطفة، وَلِلْمَاءِ الْكَثِيرِ نُطفة، وَهُوَ بِالْقَلِيلِ أَخص، قَالَ: ورأَيت أَعرابيّاً شَرِبَ مِنْ رَكِيّة يُقَالُ لَهَا شَفِيَّة وَكَانَتْ غَزِيرَةَ الْمَاءِ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَنُطْفَةٌ بَارِدَةٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فَجَعَلَ الْخَمْرَ نُطفة: تَقَطُّعَ مَاءِ المُزْنِ فِي نُطَفِ الخَمْرِ وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لأَصحابه: هَلْ مِنْ وَضوء؟ فَجَاءَ رَجُلٌ بنُطفة فِي إِدَاوَةٍ ؛ أَراد بِهَا هَاهُنَا الْمَاءَ الْقَلِيلَ، وَبِهِ سُمِّيَ المنيُّ نُطفة لِقِلَّتِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى . وَفِي الْحَدِيثِ: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكم ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا تَجْعَلُوا نُطَفَكم إِلَّا فِي طَهارة ، وَهُوَ حَثٌّ عَلَى اسْتِخَارَةِ أُم الْوَلَدِ وأَن تَكُونَ صَالِحَةً، وَعَنْ نِكَاحٍ صَحِيحٍ أَو مِلْكِ يَمِينٍ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا يزالُ الإِسلامُ يَزِيدُ وأَهله ويَنْقُصُ الشِّرك وأَهله حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ النُّطْفَتَيْنِ لَا يَخْشَى إِلَّا جَوْرًا ؛ أَراد بالنُّطْفَتَيْنِ بِحْرَ الْمَشْرِقِ وَبَحْرَ الْمَغْرِبِ، فأَما بَحْرُ الْمَشْرِقِ فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ عِنْدَ نَوَاحِي الْبَصْرَةِ، وأَما بَحْرُ الْمَغْرِبِ فمُنْقَطَعُه عِنْدَ القُلْزم؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد بالنُّطْفَتَيْنِ ماء الفُرات وماء البحر الَّذِي يَلِي جُدّة وَمَا وَالَاهَا فكأَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَراد أَن الرَّجُلَ يَسِيرُ فِي أَرض الْعَرَبِ بَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ وَمَاءِ الْبَحْرِ لَا يَخَافُ في طريقه غير

_ (1). ورد هذا البيت في مادة جأف وفيه يجتئف بدل يجتأف.

الضَّلال والجَوْر عَنِ الطَّرِيقِ، وَقِيلَ: أَراد بالنُّطْفَتَيْنِ بَحْرَ الرُّومِ وَبَحْرَ الصِّينِ لأَن كُلَّ نُطْفَةٍ غَيْرُ الأُخرى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَراد؛ وَفِي رِوَايَةٍ : لَا يَخْشَى جَوْرًا أَي لَا يَخَافُ فِي طَرِيقِهِ أَحداً يَجُورُ عَلَيْهِ وَيَظْلِمُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قطَعْنا إِلَيْهِمْ هَذِهِ النُّطفةَ أَي الْبَحْرَ وَمَاءَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: وليُمْهِلْها عِنْدَ النِّطَاف والأَعْشاب ، يَعْنِي الإِبل وَالْمَاشِيَةَ، النِّطَاف: جَمْعُ نُطفة، يُرِيدُ أَنها إِذَا وَرَدَتْ عَلَى الْمِيَاهِ والعُشب يدَعُها لتَرِد وَتَرْعَى. والنُّطْفَة: الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا الْوَلَدُ. والنَّطْفُ: الصبُّ. والنَّطْفُ: القَطْر. ونَطَفَ الماءُ ونَطَفَ الحُبُّ وَالْكُوزُ وَغَيْرُهُمَا يَنْطِفُ ويَنْطُف نَطْفاً ونُطُوفاً ونِطَافاً ونَطَفَاناً: قَطَر. والقِرْبة تَنْطُف أَي تقْطُر مِنْ وَهْيٍ أَو سَرْبٍ أَو سُخْف. ونَطَفَانُ الْمَاءِ: سَيَلانُه. ونَطَفَ الماءُ يَنْطُفُ ويَنْطِفُ إِذَا قَطَرَ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي صِفَةِ السَّيِّدِ الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: يَنْطِفُ رأْسه مَاءً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: دَخَلْتُ على حفصة ونَوْساتُها تَنْطِفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رأَيتُ ظُلَّة تَنْطِفُ سَمْنًا وَعَسَلًا أَي تقطُر. والنُّطَافَةُ: القُطارة. والنَّطُوف: القَطُور. وَلَيْلَةٌ نَطُوف: قَاطِرَةٌ تُمْطِرُ حَتَّى الصَّبَاحِ. ونَطَفَت آذَانُ الْمَاشِيَةِ وتَنَطَّفَت: ابتلَّت بِالْمَاءِ فقطَرت؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الأَعراب وَوَصَفَ لَيْلَةً ذَاتَ مَطَرٍ: تَنْطف آذَانَ ضأْنها حَتَّى الصَّبَاحِ. والنَّاطِفُ: القُبَّيط لأَنه يَتَنَطَّف قَبْلَ استِضْرابه أَي يقْطُر قَبْلَ خُثورته؛ وَجَعَلَ الْجَعْدِيُّ الْخَمْرَ نَاطِفاً فَقَالَ: وَبَاتَ فَريق يَنْضَحُون كأَنما ... سُقُوا نَاطِفاً، مِنْ أَذْرِعاتٍ، مُفَلْفَلا والتَّنَطُّف: التَّقَزُّزُ. وأَصاب كَنْزَ النَّطِف، وَلَهُ حَدِيثٌ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ لَوْ كَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ النَّطِف مَا عَدَا؛ قَالَ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبوعٍ كَانَ فَقِيرًا فأَغار عَلَى مَالٍ بَعَثَ بِهِ باذانُ إِلَى كِسرى مِنَ الْيَمَنِ، فأَعطى مِنْهُ يَوْمًا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَضَرَبَتْ بِهِ الْعَرَبُ الْمَثَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الرَّجُلُ هُوَ النَّطِفُ بْنُ الخَيْبَري أَحد بَنِي سَلِيط بن الحرث بْنِ يَرْبُوعٍ، وَكَانَ أَصاب عَيْبَتَيْ جَوْهَرٍ مِنَ اللَّطِيمة الَّتِي كَانَ باذانُ أَرسَل بِهَا إِلَى كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، فَانْتَهَبَهَا بَنُو حَنظلةَ فقُتِلت بِهَا تمِيم يَوْمَ صَفْقة المُشَقَّر، ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِ الِاشْتِقَاقِ: النَّطِف اسْمُهُ حِطَّانُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ النُّطَفُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ كَانَ فَقِيرًا يَحْمِلُ الْمَاءَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَنْطِفُ أَي يَقْطُرُ، وَكَانَ أَغَارَ عَلَى مَالٍ بَعَثَ بِهِ بَاذَانُ إِلَى كِسْرَى. نظف: النَّظافة: النَّقاوة. والنَّظَافَة: مَصْدَرُ التَّنْظِيف وَالْفِعْلُ اللَّازِمُ مِنْهُ نَظُفَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، نَظَافَة، فَهُوَ نَظِيف: حَسُن وبَهُوَ. ونَظَّفَه يُنَظِّفُه تَنْظِيفاً أَي نَقَّاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَظِيف يُحب النَّظافة. قَالَ ابْنُ الأَثير: نَظافةُ اللَّهِ كِنَايَةٌ عَنْ تَنَزُّهِهِ مِنْ سِمات الْحَدَثِ وتَعاليه فِي ذَاتِهِ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ، وحُبُّه النَّظَافَة مِنْ غَيْرِهِ كِنَايَةٌ عَنْ خُلُوصِ الْعَقِيدَةِ وَنَفْيِ الشِّرْكِ ومجانبةِ الأَهواء، ثُمَّ نَظَافَةُ الْقَلْبِ عَنِ الغِلِّ والحِقد وَالْحَسَدِ وأَمثالها، ثُمَّ نَظَافَةُ المَطعم والمَلبس عَنِ الْحَرَامِ والشُّبَه، ثُمَّ نَظَافَةُ الظَّاهِرِ بِمُلَابَسَةِ الْعِبَادَاتِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: نَظِّفُوا أَفواهكم فَإِنَّهَا طُرق الْقُرْآنِ أَي صُونوها عَنِ اللَّغو والفُحْش والغِيبة وَالنَّمِيمَةِ وَالْكَذِبِ وأَمثالها، وَعَنْ أَكل الْحَرَامِ وَالْقَاذُورَاتِ وَالْحَثُّ عَلَى تَطْهِيرِهَا مِنَ النَّجَاسَاتِ وَالسُّؤَالِ. والتَّنَظُّف:

تكلُّف النَّظَافَةِ. واسْتَنْظَفْتُ الشيءَ أَي أَخذته نَظِيفًا كُلَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ أَي تَسْتَوْعِبهم هَلَاكًا، مِنِ اسْتَنْظَفْت الشَّيْءَ إِذَا أَخذته كُلَّهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: اسْتَنْظَفْتُ مَا عِنْدَهُ وَاسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ. والمِنْظَفَة: سُمَّهة تُتخذ مِنَ الْخُوصِ. واسْتَنْظَفَ الْوَالِي مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَرَاجِ: اسْتَوْفَاهُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ التَّنْظيف فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ اسْتَنْظَفْتُ الْخَرَاجَ وَلَا يُقَالُ نَظَّفْته. ونَظَفَ الفصِيلُ مَا فِي ضَرْع أُمه وانْتَظَفَه: شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ، وانْتَظَفْتُه أَنا كَذَلِكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتَّنَظُّف عِنْدَ الْعَرَبِ التَّنَطُّس والتَّقَزُّز وطلَبُ النَّظافةِ مِنْ رَائِحَةِ غَمَرٍ أَو نَفْي زُهومة وَمَا أَشبهها، وَكَذَلِكَ غَسْل الوسَخ والدَّرَن والدَّنَس. وَيُقَالُ للأُشْنان وَمَا أَشبهه: نَظِيف، لِتَنْظِيفِهِ الْيَدَ وَالثَّوْبَ مِنْ غَمَر المَرق وَاللَّحْمِ ووضَر الودَك وَمَا أَشبهه. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ نَظِيف السَّرَاوِيلِ: مَعْنَاهُ أَنه عَفِيفُ الفَرْج، يُكَنَّى بِالسَّرَاوِيلِ عَنِ الْفَرْجِ كَمَا يُقَالُ هُوَ عَفِيفُ المِئزر والإِزار؛ قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَة يَرْثِي أَخاه: حُلْو شَمائلُه عَفِيفُ المِئزَر أَي عَفِيفُ الْفَرْجِ. قَالَ: وَفُلَانٌ نَجِس السَّرَاوِيلِ إِذَا كَانَ غَيْرَ عَفِيفِ الْفَرْجِ. قَالَ: وَهُمْ يَكنون بِالثِّيَابِ عَنِ النفْس وَالْقَلْبِ، وبالإِزار عَنِ الْعَفَافِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: فَشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: فسُلِّي ثِيابي مِنْ ثِيابكِ تَنْسُلِ فِي الثِّيَابِ ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ قَوْمٌ الثِّيَابُ هَاهُنَا كِنَايَةٌ عَنِ الأَمر؛ الْمَعْنَى اقْطَعِي أَمري مِنْ أَمرِك، وَقِيلَ: الثِّيَابُ كِنَايَةٌ عَنِ الْقَلْبِ؛ الْمَعْنَى سُلِّي قَلْبِي مِنْ قَلْبِكِ، وَقَالَ قَوْمٌ: هَذَا الْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَنِ الصَّرِيمَةِ، يَقُولُ الرَّجُلُ لامرأَته ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ حَرَامٌ، وَمَعْنَى الْبَيْتِ إِنِّي فِي خُلُق لَا تَرْضَيْنه فاصْرِميني، وَقَوْلُهُ تنسُل تَبِين وتُقْطَع، ونسَلتِ السنُّ إِذَا بَانَتْ، ونسَل رِيش الطَّائِرِ إِذَا سَقَطَ. نعف: النَّعْفُ مِنَ الأَرض: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ فِي اعْتِرَاضٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا انْحَدَر عَنِ السَّفْح وغَلُظ وَكَانَ فِيهِ صُعود وهُبوط، وَقِيلَ: هُوَ نَاحِيَةٌ مِنَ الْجَبَلِ أَو نَاحِيَةٌ مِنْ رأْسه، وَقِيلَ: النَّعْف مَا انْحَدَرَ عَنْ غِلَظ الْجَبَلِ وَارْتَفَعَ عَنْ مَجْرى السيْل، وَمِثْلُهُ الخَيْفُ، وَقِيلَ: النَّعْفُ مَا ارْتَفَعَ عَنِ الْوَادِي إِلَى الأَرض وَلَيْسَ بِالْغَلِيظِ، وَكَذَلِكَ نَعْف التَّلِّ؛ قَالَ: مِثْل الزَّحالِيفِ بنَعْفِ التَّلِ وَقِيلَ: النَّعْفُ مَا انْحَدَرَ مِنْ حُزونة الْجَبَلِ وَارْتَفَعَ عَنْ مُنْحَدَر الْوَادِي فَمَا بَيْنَهُمَا نَعْف وسَرْوٌ وخَيْفٌ، وَالْجَمْعُ نِعَافٌ. ونَعْفُ الرَّمْلَةِ: مُقدَّمها وَمَا استَرَقَّ مِنْهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلةَ العِدالا يُرِيدُ مَا استرقَّ مِنْ رَمْله، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نِعاف. ونِعافٌ نُعَّفٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ: كبِطاحٍ بُطَّح. وَفِي النَّوَادِرِ: أَخذت نَاعِفَةَ القُنَّةِ وراعِفَتها وَطَارِفَتَهَا وَرَعَّافَهَا وَقَائِدَتَهَا، كُلُّ هَذَا مُنْقادها. وانتَعَفَ الرَّجُلُ: ارْتَقَى نَعْفاً. والنَّعْفَةُ: ذُؤَابَةُ النعْل. والنَّعْفَةُ: أَدَم يَضْرِب خلْف شَرْخ الرَّحْل. والنَّعَفَةُ والنَّعْفَةُ: أَدَمة تضْطَرِبُ خلْف آخِرة الرَّحْل مِنْ أَعلاه، وَهِيَ العَذَبةُ والذُّؤابة. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: رأَيت الأَسود بْنَ يَزِيدَ قَدْ تَلفَّف فِي قطِيفة ثُمَّ عقَد هُدبة

القَطِيفة بنَعَفَةِ الرَّحْل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّعَفَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، جلْدة أَو سَير يُشدّ فِي آخِرَةِ الرحْل يعلَّق فِيهِ الشَّيْءُ يَكُونُ مَعَ الرَّاكِبِ، وَقِيلَ: هِيَ فَضْلَةٌ مِنْ غِشاء الرحْل تُشقَّق سُيُورًا وَتَكُونُ عَلَى آخِرَتِهِ. وانتَعَفْت الشَّيْءَ: تركتُه إِلَى غَيْرِهِ. وناعفْتُ الطريقَ: عارَضْتُه. والنعْفة فِي النَّعْلِ: السَّير الَّذِي يَضْرِبُ ظْهرَ القَدَم مِنْ قِبَلِ وحْشِيِّها. وَيُقَالُ: ضَعِيف نَعِيفٌ إِتْبَاعٌ لَهُ. والانْتِعَاف: وضُوح الشَّخْصِ وظُهوره. وَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ انْتَعَفَ الرَّاكِبُ أَي مِنْ أَين وضَح وَمِنْ أَين ظَهَرَ. والمُنْتَعَفُ: الحَدّ بَيْنَ الحَزْن والسَّهْل؛ قَالَ البَعِيث: بمُنْتَعَفٍ بين الحُزونةٍ والسَّهْلِ نغف: النَّغَفُ، بِالتَّحْرِيكِ وَالْغَيْنُ مُعْجَمَةٌ: دُودٌ يَسْقُطُ مِنْ أُنوف الْغَنَمِ والإِبل، وَفِي الصِّحَاحِ: الدُّودُ الَّذِي يَكُونُ فِي أُنوف الإِبل وَالْغَنَمِ، وَاحِدَتُهُ نَغَفَة. ونَغِفَ البعيرُ: كَثُرَ نَغَفُه. والنَّغَفُ: دُودٌ طِوال سُودٌ وغُبر، وَقِيلَ: هِيَ دُودٌ طِوَالٌ سُودٌ وَغُبْرٌ وَخُضْرٌ تَقْطَعُ الحَرث فِي بُطُونِ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ دُودٌ عُقْف، وَقِيلَ: غُضْف تَنْسَلِخُ عَنِ الْخَنَافِسِ وَنَحْوِهَا، وَقِيلَ: هِيَ دُودٌ بِيضٌ يَكُونَ فِيهَا مَاءٌ، وَقِيلَ: دُودٌ أَبيض يَكُونُ فِي النَّوَى إِذَا أُنْقِع، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الدُّودِ فَلَيْسَ بنَغَف. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن يأْجُوج ومأْجوج يُسَلّط اللَّهُ عَلَيْهِمْ فيُهْلِكُهم النَّغَف فيأْخذ فِي رِقَابِهِمْ ؛ وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إِذَا كَانَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سُلِّطَ عَلَى يأْجوج ومأْجوج النَّغَفُ فيُصبحون فَرْسَى أَي مَوْتى؛ النَّغَف، بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ الدُّودُ الَّذِي يَكُونُ فِي أُنوف الإِبل والغَنم. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: دَعُوا مُحَمَّدًا وأَصحابه حَتَّى يَمُوتُوا موتَ النَّغَف ؛ والنَّغَفُ عِنْدَ الْعَرَبِ: دِيدان تَولَّدُ فِي أَجوافِ الْحَيَوَانِ وَالنَّاسِ وُفِي غراضِيف الخياشِيم، قَالَ: وَقَدْ رأَيتها فِي رؤوس الإِبل وَالشَّاءِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ ذَلِيلٍ حَقِيرٍ: مَا هُوَ إِلَّا نَغَفَة، تشبِّه بِهَذِهِ الدُّودَةِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي تَحْتَقِرُهُ: يَا نَغَفَةُ، وَإِنَّمَا أَنت نَغَفَة. والنَّغَفَتَان: عظمان في رؤوس الوَجْنَتَين وَمِنْ تَحَرُّكِهِمَا يَكُونُ العُطاس. التَّهْذِيبُ: وَفِي عظْمَي الوَجْنتين لِكُلِّ رأْس نَغَفَتَان أَي عَظْمَانِ، وَالْمَسْمُوعُ مِنَ الْعَرَبِ فِيهِمَا النَّكَفَتان، بِالْكَافِ، وَهُمَا حدَّا اللَّحْيَين مِنْ تَحْتُ، وسيأْتي ذِكْرُهُمَا قَالَ الأَزهري: وأَما النَّغَفَتَان بِمَعْنَاهُمَا فَمَا سَمِعْتُهُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. والنَّغَفُ: مَا يُخرجه الإِنسان مِنْ أَنفه مِنْ مُخاط يَابِسٍ. والنَّغَفَةُ: المُسْتحقَر، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. والنَّغَفَة أَيضاً: مَا يبِس مِنَ الذَّنِين الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الأَنف، فَإِذَا كَانَ رَطْبًا فَهُوَ ذَنين؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِمَنِ استقذروه: يا نَغَفَةُ نفف: التَّهْذِيبُ: رَوَى الأَزهري عَنِ الْمُؤَرِّجِ قَالَ: نَفَفْتُ السَّوِيقَ وسَفِفْتُهُ وَهُوَ النَّفِيفُ والسَّفِيف لِسَفِيفِ السّوِيق؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ أَزْد شنُوءةَ: وَكَانَ نَصِيرِي مَعْشَراً فطَحا بِهِمْ ... نَفِيفُ السّوِيق، والبُطونُ النواتِقُ وقال: إذا عظُم الْبَطْنُ وَارْتَفَعَ المعَدُّ يقال لصاحبه ناتِق. نفنف: النَّفْنَف: الْهَوَاءُ، وَقِيلَ: الْهَوَاءُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرض مَهْوًى، فَهُوَ نَفْنَفٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

ترَى قُرْطَها مِنْ حُرَّةِ اللِّيتِ مُشْرِفاً، ... عَلَى هَلَكٍ، فِي نَفْنَفٍ يَتطوَّحُ الأَصمعي: النَّفْنَف مهْواة مَا بَيْنَ جَبَلَيْنِ. والنَّفْنَف: المَفازة. والنَّفْنَاف: الْبَعِيدُ؛ عَنِ كُرَاعٍ. ونَفَانِفُ الكَبِدِ: نَوَاحِيهَا. ونَفَانِفُ الدارِ: نَوَاحِيهَا؛ وصُقْعُ الْجَبَلِ الَّذِي كأَنه جِدَارٌ مَبْنِيٌّ مسْتوٍ نَفْنَف، والرَّكية مِنْ شَفَتِهَا إِلَى قَعْرِهَا نَفْنَف. والنَّفْنَفُ: أَسناد الْجَبَلِ الَّتِي تَعْلوه مِنْهَا وتَهْبِط مِنْهَا فَتِلْكَ نَفَانِفُ، وَلَا تُنبت النَّفَانِف شَيْئًا لأَنها خَشِنة غَلِيظَةٌ بَعِيدَةٌ مِنَ الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: النَفْنَفُ مَا بَيْنَ أَعلى الْحَائِطِ إِلَى أَسفل، وَبَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، وأَعلى البئر إلى أَسفل. نقف: اللَّيْثُ: النَّقْف كَسْر الْهَامَّةِ عَنِ الدِّمَاغِ وَنَحْوِ ذَلِكَ كَمَا يَنْقُف الظَّلِيمُ الحنْظل عَنْ حَبِّهِ. والمُنَاقَفَة: الْمُضَارَبَةُ بِالسُّيُوفِ عَلَى الرُّؤوس. ونَقَفَ رأْسه يَنْقُفُه نَقْفاً ونقَحه: ضَرَبَهُ عَلَى رأْسه حَتَّى يَخْرُجَ دِمَاغُهُ، وَقِيلَ: نَقَفَه ضَرْبَهُ أَيسر الضَّرْبِ، وَقِيلَ: هُوَ كَسْرُ الرأْس عَلَى الدِّمَاغِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبُكَ إِيَّاهُ برُمْح أَو عَصًا، وَقَدْ نَاقَفْت الرَّجُلَ مُنَاقَفَةً ونِقَافاً. يُقَالُ: الْيَوْمَ قِحافٌ وَغَدًا نِقَافٌ أَي الْيَوْمَ خَمْر وَغَدًا أَمْر، وَمَنْ رَوَاهُ وَغَدًا ثِقاف فَقَدْ صحَّف. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو: اعْدُدْ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ثُمَّ يَكُونُ النَّقْفُ والنِّقَافُ أَي القتْل والقِتال؛ والنَّقْفُ: هشْم الرأْس، أَي تَهِيجُ الْفِتَنُ وَالْحُرُوبُ بَعْدَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبة المُرِّي: لَا يَكُونُ إِلَّا الوِقافُ ثُمَّ النِّقَافُ ثُمَّ الانْصراف أَي المُواقَفة فِي الْحَرْبِ ثُمَّ المُناجَزةُ بِالسُّيُوفِ ثُمَّ الِانْصِرَافُ عَنْهَا. وتَنَقَّفْتُ الْحَنْظَلَ أَي شَقَقْتُهُ عَنِ الهَبِيد؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَني، غَداة البيْن يَوْمَ تحمَّلُوا ... لَدَى سَمُراتِ الحَيِّ، نَاقِفُ حَنْظَلِ وَيُقَالُ: حنظلٌ نَقِيف أَي مَنْقُوف؛ وَفِي رَجَزِ كَعْبٍ وَابْنِ الأَكوع: لكنْ غَذاها حَنْظَلٌ نَقِيفُ أَي مَنْقوف، وَهُوَ أَن جَانِيَ الْحَنْظَلِ يَنْقُفُها بظُفُره أَي يَضْرِبُهَا، فَإِنْ صَوَّتَتْ عَلِمَ أَنها مُدركة فَاجْتَنَاهَا. ونَقَفَ الظَّلِيمُ الحنظلَ يَنْقُفُه وانْتَقَفَه: كَسَرَهُ عَنْ هَبِيدِهِ. ونَقَفَ الرُّمانة إِذَا قَشَّرَهَا ليستخرجَ حَبّها. وانْتَقَفْتُ الشيءَ: اسْتَخْرَجْتُهُ. ونَقَفَ البيضةَ: نقَبها. ونَقَفَ الفرْخُ البيضةَ: نقَبها وَخَرَجَ مِنْهَا. والنَّقْف: الفرْخ حِينَ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْضَةِ، سُمِّيَ بِاسْمِ الْمَصْدَرِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلرَّجُلَيْنِ جاءَا فِي ثِقاف وَاحِدٍ ونِقَاف وَاحِدٍ إِذَا جاءَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ؛ أَبو سَعِيدٍ: إِذَا جاءَا مُتساوِيين لَا يتقدَّم أَحدهما الْآخَرَ، وأَصله الفَرْخانِ يَخْرُجَانِ مِنْ بَيْضَةٍ وَاحِدَةٍ. وأَنْقَفَ الجرادُ: رَمَى بِبَيْضِهِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا تَكُونُوا كَالْجَرَادِ رَعَى وَادِيًا وأَنْقَفَ وَادِيًا أَي أَكثر بَيْضَهُ فِيهِ. والنَّقَفَة كالنَّجَفة، وَهِيَ وُهَيْدة صَغِيرَةٌ تَكُونُ فِي رأْس الْجَبَلِ أَو الأَكَمة. وجِذْع نَقِيف ومَنْقُوف: أَكلته الأَرَضةُ. وأَنقَفْتُك المُخَّ أَي أَعطيتك الْعَظْمَ تَسْتَخْرِجُ مُخَّه. والمَنْقُوف: الرَّجُلُ الخفيفُ الأَخْدَعيْنِ القليلُ اللَّحْمِ. ومِنْقَافُ الطَّائِرِ: مِنقارُه فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والمِنْقَاف: عَظْمُ دُوَيْبَّة تَكُونُ فِي الْبَحْرِ فِي وَسَطِهِ مَشَقٌّ تُصْقل بِهِ الصُّحف، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْب مِنَ الودَع. وَرَجُلٌ نَقَّاف: ذُو نَظر فِي الأَشياء وتدْبير.

والنَّقَّاف: السَّائِلُ، وَخُصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ سَائِلَ الإِبل وَالشَّاءِ؛ قَالَ: إِذَا جَاءَ نَقَّافٌ يَعُدُّ عِيالَه ... طَويل الْعَصَا، نَكَّبْته عَنْ شِياهِها «2» التَّهْذِيبُ: وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ خَمْرًا: لَذيذاً ومَنْقُوفاً بِصَافِي مَخِيلةٍ، ... مِنَ النَّاصِعِ المَحْمُودِ مِنْ خَمْر بَابِلَا أَراد مَمْزُوجًا بماءٍ صَافٍ مِنْ ماءِ سَحَابَةٍ، وَقِيلَ: المَنْقُوف المَبْزُول من الشراب، نَقَفْتُه نَقْفاً أَي بَزَلْته. وَيُقَالُ: نَحَتَ النَّحَّاتُ العُود فَتَرَكَ فِيهِ مَنْقَفاً إِذَا لَمْ يُنْعِم نَحْته وَلَمْ يُسوِّه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كِلْنا عليهِنَّ بمُدٍّ أَجْوَفَا، ... لَمْ يَدَعِ النَّقَّافُ فِيهِ مَنْقَفَا، إِلَّا انْتَقى مِنْ حَوْفِه ولَجَّفا يُرِيدُ أَنه أَنعم نَحْتَهُ. والنَّقَّاف: النحّات للخشب. نكف: النَّكْفُ: تنحِيتُك الدَّمْع عَنْ خدَّيك بإصْبعك؛ قَالَ: فبانُوا فُلُولًا مَا تذَكَّر منهمُ ... مَنِ الحِلْفِ، لَمْ يُنْكَفْ لعَينيك مَدمَعُ وَفِي التَّهْذِيبِ: فماتُوا. ونَكَفْتُ الدمعَ أَنْكُفُه نَكْفاً إِذَا نَحَّيْتَهُ عَنْ خَدِّكَ بِإِصْبَعِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: جعَلَ يضرِب بالمِعْول حَتَّى عَرِقَ جَبينُه وانْتَكَفَ العَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ أَي مسَحَه وَنَحَّاهُ. وَفِي حَدِيثِ حُنيْن: قَدْ جَاءَ جَيْشٌ لَا يُكَتُّ وَلَا يُنْكَفُ أَي لَا يُحْصَى وَلَا يُبلَغ آخِرُهُ، وَقِيلَ: لَا يَنقطِع آخِرُهُ كأَنه مِنْ نَكَفَ الدمعَ. والنَّكْفُ: مَصْدَرُ نَكَفْت الغيثَ أَنْكُفُه نَكْفاً أَي أَقْطَعته وَذَلِكَ إِذَا انْقَطَعَ عَنْكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ أَي أَقطعته قَالَ كَذَا فِي إِصْلَاحِ المَنْطِق، وَقَالَ: يُقَالُ أَقطعْت الشَّيْءَ إِذَا انْقَطَعَ عَنْكَ. وَيُقَالُ: هَذَا غَيْثٌ لَا يُنْكَفُ، وَهَذَا غَيْثٌ مَا نَكَفْناه أَي مَا قطعْناه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ قَطَعْنَاهُ بِغَيْرِ أَلف، وَقَدْ نَكَفْنَاه نَكْفاً. وَغَيْثٌ لَا يُنْكُفُ: لَا ينْقطِع. وقَلِيب لَا يُنْكَفُ: لَا يُنْزَح. وَهَذَا غَيْثٌ لَا يَنْكُفُه أَحد أَي لَا يَعْلَمُ أَحد أَين أَقصاه. ورأَينا غَيثاً مَا نَكَفَه أَحد سَارَ يَوْمًا وَلَا يَوْمَيْنِ أَي مَا أَقطعه. وَفُلَانٌ بَحْرٌ لَا يُنْكَفُ أَي لَا يُنْزَحُ. التَّهْذِيبُ: وَمَاءٌ لَا يُنْكَفُ وَلَا يُنْزَحُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَكَفَ البئرَ ونكَشَها أَي نزَحَها، وَعِنْدَهُ شَجاعة لَا تُنْكَفُ وَلَا تُنكش أَي لَا تُدرك كُلُّهَا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَنَاكَفَ الرجلانِ الْكَلَامَ إِذَا تَعاوَراه. ونَكِفَ الرجلُ عَنِ الأَمر، بِالْكَسْرِ، نَكَفاً واسْتَنْكَفَ: أَنِف وَامْتَنَعَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ . وَرَجُلٌ نِكْفٌ: يُسْتَنْكَفُ مِنْهُ. الأَزهري: سَمِعْتُ الْمُنْذِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبا الْعَبَّاسِ وَسُئِلَ عَنِ الاسْتِنْكَاف فِي قوله تعالى: نْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ ، فَقَالَ: هُوَ أَن يَقُولَ لَا، وَهُوَ مِنَ النَّكَفِ والوَكَفِ. يُقَالُ: مَا عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الأَمر نَكَفٌ وَلَا وَكَفٌ، فالنَّكَفُ: أَن يُقَالَ لَهُ سُوء. واسْتَنْكَفَ ونَكِفَ إِذَا دَفَعَه وَقَالَ: لَا، وَالْمُفَسِّرُونَ يَقُولُونَ الاسْتِنْكَاف والاسْتكبار وَاحِدٌ، وَالِاسْتِكْبَارُ: أَن يَتَكَبَّرَ ويتعظَّم، والاسْتِنْكَاف: مَا قُلْنَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي ذَلِكَ: أَي لَيْسَ يَسْتَنْكِفُ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنه إِلَهٌ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ المقرّبون وهم أَكبر

_ (2). قوله [يعد] في شرح القاموس: يسوق، وقوله: [شياهها] في الشرح المذكور: عياليا.

مِنَ الْبَشَرِ، قَالَ: وَمَعْنَى نْ يَسْتَنْكِفَ أَي لَنْ يأْنَف، وأَصله مِنْ نَكَفْتُ الدمعَ إِذَا نَحَّيْتَهُ بِإِصْبَعِكَ عَنْ خدك، قال: فتأْويل نْ يَسْتَنْكِفَ لَنْ يَنْقَبِض وَلَنْ يَمْتَنِعَ مِنْ عُبُودَةِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: نَكِفْتُ مِنْ ذَلِكَ الأَمر أَنْكَفُ نَكَفاً إِذَا اسْتَنْكَفْت مِنْهُ. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: ونَكَفْتُ، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ. ونَكَفْتُ عَنِ الشَّيْءِ أَي عدَلت مِثْلُ كنَفْت. وَيُقَالُ: ضَرب هَذَا فانْتَكَفَ فضَرب هَذَا. والانْتِكَاف: مِثْلُ الانْتِكاث؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: مَا بالُ قلبٍ راجعَ انْتِكَافَا، ... بَعْدَ التَّعَزِّي، اللَّهْوَ والإِيجافا؟ ونَكِفَ نَكَفاً وانْتَكَفَ: تَبرَّأَ وَهُوَ نَحْوُ الأَوَّل. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَسُئِلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَوْلِهِمْ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ: هُوَ الانْتِكَاف ، ثُمَّ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: هُوَ التَّبَرُّؤُ مِنَ الأَولاد وَالصَّوَاحِبِ، وَفِي النِّهَايَةِ: فَقَالَ إِنْكَافُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ سُوء أَي تَنْزِيهُهُ وتقْديسه. يُقَالُ: نَكِفْتُ مِنَ الشَّيْءِ واسْتَنْكَفْتُ مِنْهُ أَي أَنفْت مِنْهُ، وأَنْكَفْتُه أَي نزَّهْته عَمَّا يُسْتَنْكَف. اللِّحْيَانِيُّ: النَّكَفُ ذِرْبة تَحْتَ اللُّغْدَين مِثْلُ الغُدد. والنَّكَفَةُ: الداغصةُ. والنَّكْفَةُ والنَّكَفَةُ: مَا بَيْنَ اللَّحيين والعُنُق مِنْ جانبَي الحُلقوم مِنْ قُدُم مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ. وَقِيلَ: هِيَ غُدَدةٌ صَغِيرَةٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: غُدَدَةٌ فِي أَصل اللَّحْي بَيْنَ الرَّأْد وَشَحْمَةِ الأُذن، وَقِيلَ: هُوَ حَدُّ اللَّحْي، وَقِيلَ: النكَفَتانِ غُدَّتان تَكْتَنِفان الْحُلْقُومَ فِي أَصل اللَّحْيِ، وَقِيلَ: النَّكَفَتَان لُحْمَتَانِ مُكْتنِفتا عَكَدة اللِّسَانِ مِنْ بَاطِنِ الْفَمِ فِي أُصول الأُذنين دَاخِلَتَانِ بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ، وَقِيلَ: هُمَا عُقْدتان رُبَّمَا سَقَطَتَا مِنْ وَجَعِ الْحَلْقِ فَظَهَرَ لَهُمَا حَجْم. ونَكِفَ الرَّجُلُ نَكَفاً: أَصابه ذَلِكَ، وَقِيلَ: النَّكَفَتَانِ العظمان الناتئان عند شَحْمَةِ الأُذنين يَكُونُ فِي النَّاسِ وَفِي الإِبل، وَقِيلَ: هُمَا عَنْ يَمِينِ العَنْفَقة وَشَمَالِهَا، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا يَنبُتُ عَلَيْهِ شَعْرٌ، وَقِيلَ: النَّكَفَتَانِ مِنَ الإِنسان غُدَّتان فِي الْحَلْقِ بَيْنَهُمَا الْحُلْقُومُ، وَهُمَا مِنَ الْفَرَسِ طرَفا اللَّحْيَيْنِ الدَّاخِلَانِ فِي أُصول الأُذنين، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ: نَكَفَ، بِالتَّحْرِيكِ. ابْنُ الأَعرابي: النَّكَفُ اللُّغدان اللَّذَانِ فِي الْحَلْقِ وَهُمَا جَانِبَا الْحُلْقُومِ؛ وأَنشد: فطَوَّحَتْ ببَضْعَةٍ والبَطْنُ خِفّ، ... فقَذَفَتها، فأَبَتْ لَا تَنْقَذِفْ، فخرَفتها فَتَلقَّاها النَّكَفْ قَالَ: والمَنْكُوف الَّذِي يَشْتَكِي نَكَفَتُه، وَهُوَ أَصل اللِّهْزِمة. ونَكَّفَتُ الإِبل، فَهِيَ مُنَكِّفَة إِذَا ظَهَرَتْ نَكَفاتُها. والنَّكَفَتَان: اللِّهْزمتان. والنَّكَفَةُ: وَجَعٌ يأْخذ فِي الأُذن. اللَّيْثُ: النَّفَكة لُغَةٌ فِي النكَفَةِ. والنُّكافُ والنُّكاثُ، عَلَى الْبَدَلِ: الغُدَدةُ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ فِي النكَفَتين، وَهُوَ أَحد الأَدْواء الَّتِي اشْتُقَّتْ مِنَ العُضْو، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حَرْفِ القافِ. وَإِبِلٌ مُنَكَّفَةٌ: أَصابها ذَلِكَ. والنُّكَاف: ورَم يأَخذ نَكَفَتَي الْبَعِيرِ، قَالَ: وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُهَا فِي حلوقِها فَيَقْتُلُهَا قَتْلًا ذَرِيعًا، وَالْبَعِيرُ مَنْكُوف وَالنَّاقَةُ مَنْكُوفَة. والنَّكَف: وَجَعٌ يَأْخُذُ فِي الْيَدِ، وَقَدْ نَكِفَ نَكَفاً. ونَكَفَ أَثَرَه يَنْكُفُه نَكْفاً، وانْتَكَفَه: اعْتَرَضَهُ فِي مَكَانٍ سَهْلٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ إِذَا عَلَا ظَلَفاً مِنَ الأَرض غَلِيظًا لَا يُؤَدِّي الأَثر فَاعْتَرَضَهُ فِي مَكَانٍ سَهْلٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

ثُمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا، ... نَكَفْت حيثُ مَثْمَثَ المِثْماثا والانْتِكَاف: الْمَيْلُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: انْتَكَفْتُ لَهُ فَضَرَبْتُهُ انْتِكَافاً أَي مِلْت عَلَيْهِ؛ وأَنشد: لمَّا انْتَكَفْتُ لَهُ فَوَلَّى مُدْبِراً، ... كَرْنَفْتُه بِهِراوةٍ عَجْراء ويَنْكَفُ: اسْمُ ملِك مِنْ مُلُوكِ حِمْير. ويَنْكفُ: مَوْضِعٌ. وَذَاتُ نَكِيف: مَوْضِعٌ. ويومُ نَكِيف: وَقْعَةٌ كَانَتْ بَيْنَ قُريش وَبَيْنَ بَنِي كِنانة. نهف: أَهمله اللَّيْثُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّهْفُ التَّحَيُّر. نوف: نَافَ الشيءُ نَوْفاً: ارْتَفَعَ وأَشْرف. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ذَاكَ طَوْد مُنيفٌ أَي عالٍ مُشْرِف. يُقَالُ: نَافَ الشيءُ يَنُوفُ إِذَا طَالَ وَارْتَفَعَ. وأَنَافَ الشيءُ عَلَى غَيْرِهِ: ارْتَفَعَ وأَشرف. وَيُقَالُ لِكُلِّ مُشرف عل غَيْرِهِ: إِنَّهُ لمُنِيف، وَقَدْ أَنَافَ إِنَافَة، قَالَ طَرَفَةُ: وأَنَافَتْ بهَوادٍ تُلُعٍ، ... كجُذُوعٍ شُذِّبَتْ عَنْهَا القُشُرْ وَمِنْهُ يُقَالُ: عِشْرُونَ ونَيِّف لأَنه زَائِدٌ عَلَى الْعَقْدِ. الأَزهري: ومِن نَافَ يُقَالُ هَذِهِ مِائَةٌ ونَيِّفٌ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، أَي زِيَادَةٌ، وَهِيَ كَلَامُ الْعَرَبِ، وعوامُّ النَّاسِ يُخَفِّفُونَ فَيَقُولُونَ: ونَيْف، وَهُوَ لَحْنٌ عِنْدَ الْفُصَحَاءِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الَّذِي حَصَّلْنَاهُ مِنْ أَقاويل حُذَّاق الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ أَنّ النَّيِّف مِنْ وَاحِدَةٍ إِلَى ثَلَاثٍ، والبِضْع مِنْ أَربع إِلَى تِسْعٍ. وَيُقَالُ: نَيَّفَ فُلَانٌ عَلَى السِّتِّينَ وَنَحْوِهَا إِذَا زَادَ عَلَيْهَا؛ وكلُّ مَا زَادَ عَلَى العَقْد، فَهُوَ نَيِّفٌ، بِالتَّشْدِيدِ، وَقَدْ يُخَفَّفُ حَتَّى يَبْلُغَ العَقْد الثَّانِي. ابْنُ سِيدَهْ: النَّيِّف الْفَضْلُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَحَكَى الأَصمعي: ضَعِ النَّيِّف فِي مَوْضِعِهِ أَي الفضْل؛ وَقَدْ نَيَّفَ العددُ عَلَى مَا تَقُولُ. قَالَ: والنَّيْفُ والنَّيِّفُ، كميْت وميِّت، الزِّيَادَةُ. والنِّيفُ والنِّيفَة: مَا بَيْنَ العَقْدين لأَنها زِيَادَةٌ، يُقَالُ: لَهُ عَشْرَةٌ ونَيِّف، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْعُقُودِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ عِشْرُونَ ونَيِّفٌ وَمِائَةٌ ونَيِّف وأَلف ونَيِّف، وَلَا يُقَالُ نَيِّفٌ إِلَّا بَعْدَ عَقْد، قَالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ نَيِّفٌ لأَنه زَائِدٌ عَلَى الْعَدَدِ الَّذِي حَوَاهُ ذَلِكَ العَقْد. وأَنَافَت الدَّرَاهِمُ عَلَى كَذَا: زَادَتْ. وأَنَافَ الْجَبَلُ وأَنَافَ البِناء، فَهُوَ جَبَلٌ مُنِيف وَبِنَاءٌ مُنِيف أَي طَوِيلٌ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْمُعْرِبِ: وأَنت تَرَاهُمْ قَدِ اسْتَحْدَثُوا فِي حَبْله مِنْ قَوْلِهِ: لَمَّا رأَيت الدَّهْر جَهْماً حَبْلُهو حَرْفَ مَدٍّ أَنَافُوه عَلَى وَزْنِ الْبَيْتِ، فَعُدِّيَ أَنَافُوه وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ، وَإِنَّمَا عَدَّاهُ لأَنه فِي مَعْنَى زَادَ. ونَيَّفَ العَدَد عَلَى مَا تَقُولُ: زَادَ، وأَورد الْجَوْهَرِيُّ النَّيِّفُ الزِّيَادَةُ، والنِّياف فِي تَرْجَمَةِ نَيِّفٍ، قَالَ: وأَصله الْوَاوَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ابن الرِّقاع: ولدت ترابيه رأْسُها، ... عَلَى كلِّ رابيةٍ، نَيِّف «1» وامرأَة مُنِيفَة وَنِيَافٌ: تَامَّةُ الطُّولِ والحُسن. وَجَمَلٌ نِيَاف وَنَاقَةٌ نِيَاف: طَوِيلَا السَّنَامِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ زِيَادٍ المِلْقَطِيّ: والرَّحْل فَوْقَ ذاتِ نَوْفٍ خامس»

_ (1). قوله [ولدت ترابيه] كذا بالأصل، ولعله ولدت برابية، واحدة الروابي. (2). قوله [خامس] كذا في الأَصل بالخاء، ولعله بالجيم.

قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَاءُ كُلِّ ذَلِكَ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لأَنه مِنَ النَّوْفِ الَّذِي هُوَ العُلُوُّ والارْتفاع، قُلِبَتْ فِيهِ الْوَاوُ تَخْفِيفًا لَا وُجُوبًا، أَلا تَرَى إِلَى صِحَّةِ صِوان وخِوان وصِوار؟ عَلَى أَنه قَدْ حَكَى صِيان وصِيار، وَذَلِكَ عَنْ تَخْفِيفٍ لَا عَنْ صَنْعة وَوُجُوبٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ نِيَاف مَصْدَرًا جَارِيًا عَلَى فِعْلٍ مُعْتَلٍّ مُقَدَّرٍ، فيُجْرى حِينَئِذٍ مُجرى قِيام وصِيام، وَوُصِفَ بِهِ كَمَا يُوصَفُ بِالْمَصَادِرِ، وقصْر نِيافٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَنَاقَةٌ نِيَاف وَجَمَلٌ نِيَاف أَي طَوِيلٌ فِي ارْتِفَاعٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أُفْرُغْ لأَمْثالِ مِعًى أُلَّافِ، ... يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ والوَخْيُ: حُسْن صَوْتِ مَشْيِهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَقُّ النِّيَاف أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ نَوَفَ. يُقَالُ: نَافَ يَنُوفُ أَي طَالَ، وَإِنَّمَا قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً عَلَى جِهَةِ التَّخْفِيفِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: صِوَانٌ وَصِيَانٌ وطِوال وطِيال؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: رَآهَا الفُؤاد، فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، ... نِيَافاً مِنَ البِيض الحِسان العَطابِل وَقَالَ جَرِيرٌ: والخيلُ تَنْحِطُ بالكُماة، وَقَدْ رأَى ... لَمْعَ الربِيثةِ بالنِّيَاف العيْطَلِ أَراد بِالْجَبَلِ الْعَالِي الطَّوِيلِ؛ وَقَالَ آخَرُ: كُلُّ كِنازٍ لَحْمُه نِيَافِ، ... كالعَلَم المُوفي عَلَى الأَعْرافِ وَقَالَ آخَرُ: يأْوي إِلَى طائِقه الشِّنْعافِ، ... بَيْنَ حَوامي رَتَبٍ نِيَافِ الطائقُ: الأَنْفُ يَنْدُرُ مِنَ الْجَبَلِ. والرتَبُ: العتَبُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي الرَّبِيعِ: والرحْلُ فوقَ جَسْرةٍ نِيَافِ ... كَبْداء جَسْر، غَيْرُ مَا ازْدِهافِ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: نِيَافاً تَزِلُّ الطيرُ عَنْ قُذُفاتِه، ... يَظَلُّ الضَّبابُ فوقَه قَدْ تَعَصَّرا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَمَلٌ نَيَّافٌ، عَلَى فَيْعال، إِذَا ارْتَفَعَ فِي سَيْرِهِ؛ وأَنشد: يَتْبعْنَ نَيَّافَ الضُّحى عُزاهِلا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رَوَاهُ غَيْرُهُ: يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العَزاهِلُ التامُّ الخَلْقِ. وفَلاةٌ نِيَافٌ: طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ؛ قَالَ: إِذَا اعْتَلى عَرْضَ نِيَافٍ فِلِّ، ... أَذْرى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلِّ، بعَطْفِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِ وَيُرْوَى: بأَوْب. والنَّوْفُ: أَسفل الذَّيْل لِزِيَادَتِهِ وَطُولِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والنَّوْفُ: السَّنام الْعَالِي، وَالْجَمْعُ أَنواف، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ سَنَامَ الْبَعِيرِ، وَبِهِ سُمِّيَ نَوْفٌ البِكاليّ. والنَّوْفُ: البَظْر، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي مَعْنَى الزِّيَادَةِ وَالِارْتِفَاعِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: النوْف البظْر، وَقِيلَ الفَرج؛ قَالَ هَمَّامُ بْنُ قَبِيصةَ الْفَزَارِيُّ حِينَ قَتَلَهُ وَازِعُ بْنُ ذُؤَالةَ: تَعِسْتَ ابنَ ذاتِ النَّوْفِ أَجْهِزْ عَلَى امْرِئٍ ... يَرَى المَوْتَ خَيْراً مِن فِرارٍ وأَكْرَما

فصل الهاء

وَلَا تَتْرُكَنِّي كالخُشاشةِ، إنَّني ... صَبُورٌ، إِذا مَا النِّكْسُ مِثْلُك أَحْجَما وَرُوِيَ عَنِ الْمُؤَرِّجِ قَالَ: النَّوْفُ المَصُّ مِنَ الثَّدْي، والنَّوْفُ الصَّوْتُ. يُقَالُ: نَافَت الضَّبُعة تَنُوفُ نَوْفاً. ونَوْف: اسْمُ رَجُلٍ. ويَنُوفُ: عقَبة مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهَا؛ وأَنشد أَحمد بْنُ يَحْيَى: عُقابُ يَنُوفُ لَا عُقابُ القَواعِلِ وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي: تَنُوفُ، قَالَ: وَهُوَ تَفْعُل مِنَ النَّوْف، وَهُوَ الِارْتِفَاعُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِعُلُوِّهَا؛ الْجَوْهَرِيُّ: ويَنُوفُ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ هَضْبة في جبل طيِء، وَبَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ هُوَ قَوْلُهُ: كأَنّ دِثاراً حَلَّقَت بلَبُونِه ... عُقَابُ يَنُوفُ، لَا عِقَابُ الْقَوَاعِلِ قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ فِي شِعْرِهِ تَنُوفُ، بِالتَّاءِ، وَيُرْوَى تَنُوفِيَ «1» أَيضاً. وَعَبْدُ مَنَافٍ: بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ. الْجَوْهَرِيُّ: عَبْدُ مَنَافٍ أَبو هَاشِمٍ وَعَبْدِ شَمْسٍ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ مَنَافِيّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِمَّا وَقَعَتْ فِيهِ الإِضافة إِلَى الثَّانِي دُونَ الأَول لأَنه لَوْ أُضيف إِلَى الأَول لَالْتَبَسَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ الْقِيَاسُ عَبْدِيٌّ «2» إِلَّا أَنهم عَدَلُوا عَنِ القياس لإِزالة اللبس. فصل الهاء هتف: الهَتْفُ والهُتَافُ الصَّوْتُ الْجَافِي الْعَالِي، وَقِيلَ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ. وَقَدْ هَتَفَ بِهِ هُتَافاً أَي صَاحَ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هَتَفْتُ بِفُلَانٍ أَي دعَوْتُه، وهَتَفْتُ بِفُلَانٍ أَي مدَحْته. وَفُلَانَةٌ يُهْتَفُ بِهَا أَي تُذكر بجَمال. وَفِي حَدِيثِ حُنين: قَالَ اهْتِفْ بالأَنصار أَي نادِهم وادعُهم، وَقَدْ هَتَفَ يَهْتِفُ هَتْفاً. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ أَي يَدْعُوهُ ويُناشِده. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ هَتَفَ يَهْتِفُ هَتْفاً، وَالْحَمَامَةُ تَهْتِفُ، وَسَمِعْتُ هَاتِفاً يَهْتِفُ إِذَا كُنْتَ تَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا تُبْصِر أَحداً. وهَتَفتِ الحَمامة هَتْفاً: ناحَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ هَتَّفْتُ الْحَمَامَةُ؛ وأَنشد لنُصَيْب: وَلَا أنَّني ناسِيكَ بِاللَّيْلِ، مَا بَكَتْ، ... عَلَى فَننٍ، ورْقاء ظَلَّتْ تُهَتِّفُ وحَمامة هَتُوف: كَثِيرَةُ الهُتاف. وَقَوْسٌ هَتُوف وهَتَفَى: مُرِنّةٌ مصَوِّتة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلشَّمَّاخِ: هَتُوفٌ إِذَا مَا جَامَعَ الظبيَ سَهْمُها، ... وَإِنَّ رِيعَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوافِرُ وَرِيحٌ هَتُوف: حَنَّانَةٌ، وَالْاسْمُ الهَتَفَى. وَقَوْسٌ هَتَّافَة: ذَاتُ صَوْتٍ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ هَمَزَ: قَوْسٌ هَمَزى شَدِيدَةُ الهَمْز إِذَا نُزع فِيهَا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَنْحَى شِمالًا هَمَزَى نَضُوحا، ... وهَتَفَى مُعْطِيةً طَرُوحا «3» وَقَوْسٌ هَتَفَى: تهتف بالوتَر. هجف: الهِجَفُّ: الطَّوِيلُ الضخْم؛ التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ جُرْهُمٍ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ عَمْرٌو الْهُذَلِيُّ: فَلَا تَتَمَنَّنِي، وتمَنَّ جِلْفاً ... جُراهِمَةً، هِجَفّاً كَالْجِبَالِ جُراهِمة: ضَخماً. هِجَفّاً: ثَقِيلًا طويلًا كالجبال

_ (1). في الفاء من تنوفي روايتان: الفتح والكسر كما في معجم ياقوت. (2). قوله [عبدي] كذا هو في الأصل تبعاً للجوهري. (3). قوله [نضوحا] أي شديدة الحفز للسهم.

لَا غَناء عِنْدَهُ. والهِجَفُّ: الظَّلِيمُ الْجَافِي الكثيرُ الزِّفِّ، والهِزَفُّ مِثْلُهُ، وَقِيلَ: الهِجَفّ الظَّلِيمُ المُسِنُّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَمَا بَيْضاتُ ذِي لِبَدٍ هِجَفٍّ ... سُقِينَ بزاجَلٍ، حَتَّى رَوِينا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وسأَلت أَبا حَاتِمٍ عَنْ قَوْلِ الرَّاجِزِ: وجَفَرَ الفَحْلُ فأَضْحى قَدْ هَجَفْ، ... واصْفَرَّ مَا اخْضَرَّ مِنَ البقْل وجفْ فَقُلْتُ: مَا هَجَف؟ فَقَالَ: لَا أَدري، فسأَلت التَّوَّزِيّ فَقَالَ: هَجَف لَحِقَتْ خَاصِرَتَاهُ بِجَنْبَيْهِ؛ وأَنشد فِيهِ بَيْتَنَا. الْجَوْهَرِيُّ: الهِجَفُّ مِنَ النَّعَامِ وَمِنَ النَّاسِ الْجَافِي الثَّقِيلُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: هُوَ الأَضْبَط الهوّاسُ فِينَا شَجاعةً، ... وفِيمَنْ يُعاديه الهِجَفُّ المُثقَّلُ وانْهَجَفَ الظبْي والإِنسان وَالْفَرَسُ: انْغرفَ مِنَ الْجُوعِ وَالْمَرَضِ وَبَدَتْ عِظامه مِنَ الهُزال وانْعَجَف. وهَجِفَ هَجَفاً إِذَا جَاعَ، وَقِيلَ: هَجَفَ إِذَا جَاعَ وَاسْتَرْخَى بَطْنُهُ. أَبو سَعِيدٍ: العَجْفةُ والهَجْفَةُ «1» وَاحِدٌ وَهُوَ مِنَ الْهُزَالِ؛ وأَنشد لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: مُصَعْلَكاً مُغْرَباً أَطرافُه هَجْفا ابْنُ بَرِّيٍّ: والأَهْجَفُ الضَّامِرُ، والأُنثى هَجْفاء قَالَ: تَضْحَكُ سَلْمى، أَن رأَتْني أَهْجَفَا ... نِضْواً، كأَشلاء اللِّجام أَهْيَفا والهِجَفُّ والهَجَفْجَفُ: الرَّغِيبُ البطْن؛ قَالَ: قَدْ عَلِمَ القومُ بَنُو طَريف، ... أَنك شيخٌ صَلِفٌ ضَعِيف، هَجَفْجَفٌ لضِرْسه حَفِيف هجنف: ظَليم هَجَنَّفٌ: جافٍ. هدف: الأَزهري: رَوَى شِمْرٌ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَن الزُّبَيْرَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ اجْتَمَعَا فِي الحِجْر فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كنتَ أَهْدَفْتَ لِي يَوْمَ بَدْر وَلَكِنِّي استَبْقَيْتك لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، فَقَالَ عَمْرٌو: وأَنت والله لقد كنت أَهدفت لِي وَمَا يسُرُّني أَنَّ لِي مِثْلَك بفَرَّتي مِنْكَ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ أَهْدَفْت لِي، الإِهْدَافُ الدُّنو مِنْكَ وَالْاسْتِقْبَالُ لَكَ وَالْانْتِصَابُ. يُقَالُ: أَهْدَفَ لِي الشيءُ، فَهُوَ مُهْدِفٌ، وأَهْدَفَ لَكَ السحابُ وَالشَّيْءُ إِذَا انْتَصَبَ؛ وأَنشد: ومِنْ بَنِي ضَبّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ، ... إنْ سَالَ يَوْمًا جَمْعُهم وأَهْدَفُوا وَقَالَ: الإِهْدَافُ الدُّنُوُّ. أَهْدَفَ الْقَوْمُ أَي قَرُبوا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ وَالْفَرَّاءُ: يُقَالُ لَمَّا أَهْدَفَتْ لِي الكُوفة نزلْت، وَلَمَّا أَهْدَفَتْ لَهُمْ تقَرَّبوا. وَكُلُّ شَيْءٍ رأَيته قَدِ استقْبلك اسْتِقْبَالًا، فَهُوَ مُهْدِفٌ ومُسْتَهْدِفٌ. وَقَدِ اسْتَهْدَفَ أَي انْتَصَبَ، وَمِنْ ذَلِكَ أُخذ الهَدَفُ لِانْتِصَابِهِ لِمَنْ يَرْمِيه؛ وَقَالَ الزَّفَيان السَّعدي يَذْكُرُ نَاقَتَهُ: تَرْجُو اجْتِبارَ عَظْمِها، إذْ أَزْحَفَتْ ... فأَمْرَعَتْ، لَمَّا إِلَيْكَ أَهْدَفَتْ أَي قَرُبَتْ ودَنَت. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَقَدْ أَهدفْت لِي يوم بدر فضِفْت

_ (1). قوله [العجفة والهجفة إلخ] كذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة القاموس: والهجفة، كفرحة، العجفة، قال شارحه: وهو من الهزال، قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ إلخ.

عَنْكَ، فَقَالَ أَبو بَكْرٍ: لَكِنَّكَ لَوْ أَهدفْت لِي لَمْ أَضِف عَنْكَ أَي لَوْ لجَأْت إليَّ لَمْ أَعْدِل عَنْكَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَمْرٌو يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ؛ وضِفْتُ عَنْكَ أَي عَدَلْت ومِلْت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبٍ: عَظِيمُ رَمادِ البيْتِ يَحْتَلُّ بيتَه، ... إِلَى هَدَفٍ لَمْ يَحْتَجِبْه غُيوب وغُيوب: جَمْعُ غَيْب، وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. والهَدَفُ: المُشْرِفُ مِنَ الأَرض وَإِلَيْهِ يُلْجأُ؛ وَيُرْوَى: عظيمُ رَمَادِ القِدْرِ رَحْبٌ فِناؤه يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ دَنَا مِنْكَ وَانْتَصَبَ لَكَ وَاسْتَقْبَلَكَ: قَدْ أَهْدَف لَكَ الشَّيْءُ واسْتَهْدَفَ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ جَاءَتْ هَادِفَةٌ مِنْ نَاسٍ وداهِفة وجاهِشةٌ وهاجِشةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: هَلْ هَدَفَ إِلَيْكُمْ هَادِفٌ أَو هبَش هابِشٌ؟ يَسْتَخْبِرُهُ هَلْ حدَث ببلَده أَحد سِوَى مَن كَانَ بِهِ. والهَدَفُ: الغَرض المُنْتَضَلُ فِيهِ بِالسِّهَامِ. والهَدَفُ: كُلُّ شَيْءٍ عَظِيمٍ مُرْتَفِعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا مرَّ بهَدَفٍ مائلٍ أَو صَدَفٍ مَائِلٍ أَسرع المشْيَ ؛ الهَدَفُ كُلُّ بِناء مُرْتَفِعٍ مُشْرِف، والصدَفُ نحْو مِنَ الهَدَف؛ قَالَ النَّضْرُ: الهَدَفُ مَا رُفِع وبُنِي مِنَ الأَرض للنِّضال، والقِرْطاسُ مَا وُضع فِي الهَدَف ليُرمى، والغرَض مَا يُنصب شِبْه غِرْبال أَو حَلْقة؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْغَرَضُ الْهَدَفُ. وَيُسَمَّى الْقِرْطَاسُ هَدَفاً وغرَضاً، عَلَى الْاسْتِعَارَةِ. يُقَالُ: أَهْدَفَ لَكَ الصيدُ فارْمِه، وأَكْثب وأغْرَض مِثْلُهُ. والهَدَف: حَيْد مُرْتَفِعٌ مِنَ الرَّمْلِ، وَقِيلَ هُوَ كلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ كحُيود الرَّمْلِ الْمُشْرِفَةِ. وَالْجَمْعُ أَهْدَاف، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَدَف كُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ مِنْ بِنَاءٍ أَو كَثِيب رَمْل أَو جَبَلٍ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ الغرَضُ هَدَفاً وَبِهِ شُبِّهَ الرَّجُلُ الْعَظِيمُ. ابْنُ سِيدَهْ: والهَدَفُ مِنَ الرِّجَالِ الْجَسِيمُ الطَّوِيلُ الْعُنُقِ الْعَرِيضُ الأَلواح، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، وقيل: هو الثَّقِيلُ النَّؤُومُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذَا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّب رأْسَه، ... وأَعْجَبه ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْلِ قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ الهَدَف المعْزابُ قَالَ: هَذَا رَاعِي ضأْن فَهُوَ لضَأْنِه هَدَف تأْوي إِلَيْهِ، وَهَذَا ذَمٌّ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ راعِيَ الضأْن. وَيُقَالُ: أَحمقُ مِنْ رَاعِي الضأْن، قَالَ: وَلَمْ يُرد بالخَطَل اسْتِرْخاء آذَانِهَا، أَرَادَ بالخُطْل الْكَثِيرَةُ تَخْطَل عَلَيْهِ وتَتْبعه. قَالَ: وَقَوْلُهُ الهَدَف الرَّجُلُ الْعَظِيمُ خطأٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهَدَفُ الثقِيلُ الوَخِمُ، وَيُرْوَى المِعْزال، والمِعْزال: الَّذِي يَرْعَى مَاشِيَتَهُ بمَعْزِل عَنِ النَّاسِ، والمِعْزابُ: الَّذِي عَزَب بإبلِه. وضَفْو: اتِّسَاعٌ مِنَ الْمَالِ. والخُطْل: الطَّوِيلَةُ الْآذَانِ. وأَهْدَفَ عَلَى التَّلِّ أَي أَشرَف. وامرأَة مُهْدِفَة أَي لَحِيمة. ورَكَبٌ مُسْتَهْدِفٌ أَي عَريض مُرْتَفِعٌ؛ قَالَ «1»: وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فِي مُسْتَهْدِفٍ، ... رَابِي المَجَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ أَي مُرتفع منتصِب. وامرأَة مُهْدِفَة: مُرْتَفِعَةُ الجَهاز. وأَهْدَفَ لَكَ الشيءُ واسْتَهْدَفَ: انْتَصَبَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَحَتَّى سَمِعْنا خَشْف بَيْضاء جَعْدةٍ، ... عَلَى قَدمَيْ مُسْتَهْدِفٍ متقاصِر

_ (1). النابغة الذبياني.

يَعْنِي بالمُسْتَهْدِفِ الْحَالِبُ يَتقاصَر للحَلب؛ يَقُولُ: سَمِعْنَا صوتَ الرَّغْوة تَتَسَاقَطُ عَلَى قدَم الْحَالِبِ. والهِدْفَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ والبُيوت؛ قَالَ عُقْبة: رأَيت هِدْفةً مِنَ النَّاسِ أَي فِرْقة. الأَصمعي: غِدْفةٌ وغِدَفٌ وهِدْفة وهِدَفٌ بِمَعْنَى قِطْعة. ابْنُ الأَعرابي: الدَّافِه الْغَرِيبُ، قَالَ الأَزهري: كأَنه بِمَعْنَى الدَّاهِف والهادِف، وَقِيلَ: الهِدفة الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ يُقيمون ويَظْعَنون. وهَدَفَ إِلَى الشَّيْءِ: أَسْرَعَ، وأَهْدَفَ إليه لَجَأَ. هذف: سائقٌ هَذَّافٌ: سَريع؛ قَالَ: تُبْطِرُ ذَرْعَ السائقِ الهَذَّافِ ... بعَنَقٍ مِنْ فَوْرِه زَرَّافِ وَقِيلَ: الهَذَّافُ السَّرِيعُ مِنْ غَيْرِ أَن يُشْتَرَطَ فِيهِ سَوْق، وَقَدْ هَذَفَ يَهْذِفُ إِذَا أَسرع، وَجَاءَ مُهْذِفاً مُهْذِباً مُهْذِلًا بِمَعْنًى واحد. هرف: الهَرْفُ: مُجاوزةُ القَدْر فِي الثَّناء والمدْح والإِطْناب فِي ذَلِكَ حَتَّى كأَنه يَهْدِر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رُفْقة جَاءَتْ وَهُمْ يَهْرِفُون بصاحِب لَهُمْ وَيَقُولُونَ: مَا رأَينا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِثْلَ فُلَانٍ، مَا سِرنا إلَّا كَانَ فِي قِرَاءَةٍ وَلَا نَزَلْنَا إلَّا كَانَ فِي صَلَاةٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَهْرِفُون بِهِ أَي يَمدحونه ويُطْنِبون فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَهْرِفْ بِمَا لَا تَعْرِف، وَفِي رِوَايَةٍ: قَبْلَ أَن تَعْرِفَ ، أَي لَا تَمْدَحْ قَبْلَ التَّجْرِبَةِ، وَهُوَ أَن تَذْكُرَهُ فِي أَول كَلَامِكَ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي حَمْدٍ وَثَنَاءٍ. التَّهْذِيبِ: الهَرْف شِبْه الهَذَيان مِنَ الإِعجاب بِالشَّيْءِ. يُقَالُ: هُوَ يَهْرِفُ بِفُلَانٍ نهارَه كُلَّهُ هَرْفاً. وَيُقَالُ لِبَعْضِ السِّبَاعِ يَهْرِفُ لِكَثْرَةِ صَوْتِهِ. وَيُقَالُ: هَرَفْتُ بِالرَّجُلِ أَهْرِفُ هَرْفاً. ابْنُ الأَعرابي: هَرَفَ إِذَا هَذَى؛ والهَرْفُ: مدْحُ الرَّجُلِ عَلَى غَيْرِ مَعْرِفَةٍ. والهَرْفُ: الأَوّل. والهَرْفُ: ابْتِدَاءُ النَّبَاتِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وهَرَفَ السَّبُع يَهْرِفُ هَرْفاً: تَابَعَ صَوْتَهُ. وأَهْرَفَ الرجلُ مِثْلُ أَحرَفَ أَي نَما مالُه. وأَهْرَفَتِ النَّخْلَةُ أَي عَجَّلت إِتَاءَهَا. هرشف: الهِرْشَفُّ والهِرْشَفَّةُ: الْعَجُوزُ الْبَالِيَةُ الْكَبِيرَةُ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمة: هِرْشَفَّة وهِرْدَشّة. وَعَجُوزٌ هِرْشَفَّة وهِرْشَبَّة، بِالْفَاءِ وَالْبَاءِ. ودلْوٌ هِرْشَفَّة: بَالِيَةٌ متشنِّجة، وَقَدِ اهْرَشَّفَتْ. والهِرْشَفَّة: خِرقة يُنشَّف بِهَا الْمَاءُ؛ قَالَ: كلُّ عَجُوزٍ، رأْسُها كالكِفّهْ، ... تَسْعى بجُفٍّ مَعَهَا هِرْشَفَّهْ والهِرْشَفَّة: صُوفَةُ الدَّوَاةِ، وَهِيَ أَيضاً صُوفَةٌ أَو خِرْقة يُنَشَّف بِهَا الْمَاءُ؛ وَفِي نُسْخَةٍ: مَاءُ الْمَطَرِ مِنَ الأَرض، ثُمَّ تُعْصَرُ فِي الإِناء، وَإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا قَلَّ الْمَاءُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: طُوبى لِمَن كَانَتْ لَهُ هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفةٌ يَمْلأُ مِنْهَا كَفَّهْ أَبو عُبَيْدٍ: الهِرشَفَّة قِطْعَةٌ خَرِقَةٌ يُحْمَلُ بِهَا الْمَاءُ أَو قِطْعَةُ كِسَاءٍ أَو نَحْوُهُ ينشَّف بِهَا مَاءُ الْمَطَرِ مِنَ الأَرض ثُمَّ تُعْصَرُ فِي الجُفّ وَذَلِكَ مِنْ قِلَّة الْمَاءِ. وَيُقَالُ لِصُوفَةِ الدَّوَاةِ إِذَا يَبست هِرْشَفَّة، وَقَدْ هَرْشَفَت واهْرَشَّفَتْ. والهِرْشَفُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْكَبِيرُ الْمَهْزُولُ. والهِرْشَفّ: الْكَثِيرُ الشُّرْبِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. أَبو خَيرة: التَّهَرْشُفُ التحَسِّي قليلًا قليلًا. هزف: هَزَفَتْه الرِّيحُ تَهْزِفُه هَزْفاً. اسْتَخَفَّتْه. والهِزَفُّ: الْجَافِي مِنَ الظِّلْمان؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ

الْجَافِي الْغَلِيظُ مِثْلُ الهِجَفِّ، وَقِيلَ: الهِزَفّ الطَّوِيلُ الرِّيشِ. هزرف: الهُزْرُوفُ والهِزْرَاف: الظَّلِيم. والهِزْرَاف: الخفيفُ السَّرِيعُ وَرُبَّمَا نُعِتَ بِهِ الظَّلِيمُ. وظَلِيم هِزْرَوْفٌ: سَرِيعٌ خَفيف، وَقَدْ هَزْرَف فِي عَدْوه هَزْرَفةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهِزْرِفيّ الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ، والهُزْرُوف السَّرِيعُ؛ قَالَ تأَبَّطَ شَرًّا يصِف ظَليماً: مِنَ الحُصِّ هُزْرُوفٌ يَطِير عِفاؤه، ... إِذَا اسْتَدْرَجَ الفَيْفاء مَدَّ المَغابِنا أَزَجُّ زَلُوجٌ هِزْرِفيٌّ زفازِفٌ، ... هِزَفٌّ يَبُذُّ النَّاجِياتِ الصَّوافِنا قَالَ: وَقِيلَ الهُزْرُوفُ الْعَظِيمُ الخَلْق؛ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هزف. هطف: الهَطِفُ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ كَانُوا أَول مَنْ نَحت الجِفانَ؛ وَقَالَ الأَزهري: بَنُو الهَطِف حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ ذَكَرَهُ أَبو خِراش الْهُذَلِيُّ فَقَالَ: لَوْ كَانَ حَيّاً لغاداهُم بمُتْرَعةٍ ... مِنَ الرَّواويق، مِنْ شِيزى بَني الهَطِف والهَطَفَى: اسم. هفف: الهَفِيف: سُرْعة السَّيْرِ. هَفَّ يَهِفُّ هَفِيفاً: أَسرع فِي السَّيْرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا مَا نعَسْنا نَعْسةً قُلْتُ غَنِّنا ... بَخَرْقاء، وارْفَعْ مِنْ هَفِيف الرَّواحِل وهَفَّت هَافَّةٌ مِنَ النَّاسِ أَي طَرأَت عَنْ جَدْب. وغيمٌ هِفٌّ: لَا مَاءَ فِيهِ. والهِفُّ، بِالْكَسْرِ: السَّحَابُ الرَّقِيقُ لَا مَاءَ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أُميّة: وشَوَّذتْ شَمْسُهم، إِذَا طَلَعَتْ ... بالجُلْب، هِفّاً كأَنه كَتَمُ «1» شوَّذت: ارْتَفَعَتْ، أَراد أَن الشَّمْسَ طَلَعَتْ فِي قُتْمة فكأَنما عَمَّمَتْها. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ مَا فِي بَيْتِكَ هُفَّة وَلَا سُفّة ؛ الهُفَّة: السَّحَابُ لَا مَاءَ فِيهِ، والسُّفّة: مَا يُنْسَج مِنَ الْخُوصِ كالزَّبيل، أَي لَا مَشروب فِي بَيْتِكَ وَلَا مأْكول. وشُهْدة هِفٌّ: لَا عسَل فِيهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: شُهدة هِفَّة. وَعَسَلٌ هَفٌّ: رَقِيقٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ: لتَكَشَّفَتْ عَنْ ذِي مُتُونٍ نَيِّرٍ، ... كالرَّيْطِ لَا هِفٍّ، وَلَا هُوَ مُخْرَبُ مُخْرَبٌ: تُرك لَمْ يُعَسَّلْ فِيهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْهِفُّ، بِغَيْرِ هَاءٍ، الشُّهْدَةُ الرَّقِيقَةُ الْخَفِيفَةُ الْقَلِيلَةُ الْعَسَلِ. قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ شُهدة هِفٌّ لَيْسَ فِيهَا عَسَلٌ، فَوِصِفَ بِهِ. والهَفَّاف: الْبَرَّاقُ. وَجَاءَنَا عَلَى هَفَّانِ ذَاكَ أَي وَقْتِهِ وحِينه. وَثَوْبٌ هَفَّاف وهَفْهَاف: يَخِفُّ مَعَ الرِّيحِ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي رَقِيقٌ شَفّاف. وَرِيحٌ هَفَّافَة وهَفْهَافَة: سَرِيعَةُ المَرّ. وهَفَّتْ تَهِفُّ هَفّاً وهَفِيفاً إِذَا سَمِعْتَ صَوْتَ هُبوبها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فِي تَفْسِيرِ السَّكِينة: هِيَ رِيحٌ هَفَّافَة أَي سَرِيعَةُ المُرور فِي هُبوبها. والريحُ الهَفَّافَة: السَّاكِنَةُ الطَّيِّبةُ. الأَزهري فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه،

_ (1). قوله [بالجلب] بالجيم هو الصواب وقد تقدم في شوذ بالخاء المعجمة في البيت وتفسيره وهو خطأ. راجع مادتي جلب وخلب.

أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، قَالَ: لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنسان، وَهِيَ بعدَ رِيحٍ أَحمر. وَرَجُلٌ هَفَّاف الْقَمِيصِ إِذَا نُعِت بالخِفّة؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الغازنته «1»: وأَبْيَضَ هَفَّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُه، ... فجئْتُ بِهِ للقَوم مُغْتَصباً قَسْرا أَراد بالأَبيض قَلْباً عَلَيْهِ شَحْمٌ أَبيض، وقَمِيص الْقَلْبِ: غِشاؤه مِنَ الشَّحْمِ، وَجَعَلَهُ هَفَّافاً لرقَّته؛ وأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر: كبَيْضةِ أُدْحِيٍّ بوَعْثِ خَميلةٍ، ... يُهَفْهِفُها هَيْقٌ بجُؤْشُوشِه صَعْلُ فَمَعْنَى يُهَفْهِفُها أَي يُحرِّكها ويَدْفَعها لتُفْرِخ عَنِ الرَّأْل. والهَفْهَافَان: الجَناحان لخِفَّتِهما؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ ظَليماً وبيضَه: يَبِيت يَحُفُّهن بقَفْقَفَيْهِ، ... ويَلْحَفُهُنَّ هَفْهَافاً ثَخِينا أَي يُلْبِسُهن جَناحاً، وَجَعَلَهُ ثَخِينًا لِتَرَاكُبِ الرِّيش. وظِلٌّ هَفْهَفٌ: بَارِدٌ تَهِفّ فِيهِ الرِّيحُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَبطَحَ حَيَّاشاً وظِلًّا هَفْهَفَا وغُرْفة هَفَّافَة وهَفْهَافَة: مُظِلّة بَارِدَةٌ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ الهَيْفاء: مُهَفَّفَةٌ ومُهَفْهَفَةٌ وَهِيَ الخَمِيصةُ البطنِ الدَّقِيقَةُ الخَصْر، وَرَجُلٌ هَفْهَاف ومُهَفْهَف كَذَلِكَ؛ وأَنشد: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غيرُ مُفاضةٍ وامرأَة مُهَفْهَفَة أَي ضَامِرَةُ الْبَطْنِ. ابْنُ الأَعرابي: هَفْهَفَ الرَّجل إِذَا مُشِقَ بَدَنُهُ فَصَارَ كأَنه غُصْن يَميد مَلاحة. والهِفُّ: الزرْع الَّذِي يُؤَخَّرُ حَصاده فيَنْتَثِر حُبُّهُ والهَفَّاف: الْخَفِيفُ، وَقَدْ هَفَّ هَفِيفاً. وَرِيشٌ هَفَّاف. واليَهْفُوف: الجَبان. ابْنُ سِيدَهْ: اليَهْفُوف الحديدُ الْقَلْبِ، وَزَادَ غَيْرُهُ مِنَ الرِّجَالِ، وَهُوَ أَيضاً الأَحمق. واليَهْفُوف: القَفْر مِنَ الأَرض. ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو عَمْرٍو اليَهْفُوف: الْقَلْبُ الْحَدِيدُ؛ وأَنشد: طَائِرُهُ حَدَا بقَلْبٍ يَهْفُوف وَرَجُلٌ هِفٌّ: خفيفٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وذكَر الحَجاج: هَلْ كَانَ إلَّا حِمَارًا هِفّاً؟ أَي طَيَّاشًا خَفِيفًا. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: كَانَتِ الأَرضُ هِفّاً عَلَى الْمَاءِ أَي قَلِقةً لَا تَستقِرُّ، مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ هِفٌّ أَي خَفِيفٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا أَحسَنَ هِفَّة الورَق ورِقَّته، وَهِيَ إبْرِدَتُه. وظِلٌّ هَفْهَافٌ: بَارِدٌ، والظلُّ الهَفَّافُ. وزُقاقُ الهَفَّةِ: مَوْضِعٌ مِنَ البَطِيحة كَثِيرُ القَصْباء فِيهِ مُخْتَرَق للسُّفُن. والهِفُّ، بِالْكَسْرِ: جِنْسٌ مِنَ السَّمَكِ صِغَارٌ. ابْنُ الأَعرابي: الهِفُّ الهازِبَى، مَقْصُورٌ، وَهُوَ السَّمَكُ، وَاحِدَتُهُ هِفَّة. وَقَالَ عُمارة: يُقَالُ لِلْهِفِّ الحُساسُ، قَالَ: والهازِبى جنس من السمك مَعْرُوفٌ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: كَانَ بعضُ العُبّادِ يُفْطِر كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَى هِفَّة يَشْوِيها ؛ هُوَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، نَوْعٌ مِنَ السَّمَكِ، وَقِيلَ: هُوَ الدُّعْمُوص وَهِيَ دُويبة تَكُونُ فِي مُسْتَنْقَع الْمَاءِ. هقف: الهَقَفُ: قِلَّةُ شَهْوة الطَّعام؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بثبت.

_ (1). قوله [الغازنته] كذا في الأصل.

هكف: الهَكَفُ: السُّرْعَةُ فِي العَدْوِ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ فِعْل مُمَاتٌ. وهَنْكَفٌ: مَوْضِعٌ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ رباعيّاً. هلف: الهِلَّوفَةُ والهِلَّوْف: اللِّحْية الضَّخْمَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْرِ الْمُنْتَشِرَةُ. والهِلَّوْف مِنَ الإِبل: المُسنّ الْكَبِيرُ الْكَثِيرُ الوَبَر، وَهُوَ مِنَ الرِّجَالِ الشَّيْخُ الْقَدِيمُ الهَرِم الْمُسِنُّ، وَقِيلَ: الْكَذَّابُ. وَإِذَا كَبِرَ الرَّجُلُ وهَرِم فَهُوَ الهِلَّوْف. وَرَجُلٌ هُلْفُوف: كَثِيرُ شَعْرِ الرأْس وَاللِّحْيَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الهِلَّوْف الثَّقِيلُ الْجَافِي الْعَظِيمُ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهِلَّوف الثَّقِيلُ الْبَطِيءُ الَّذِي لَا غَناء عِنْدَهِ؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ وَهِيَ تُرَقِّص ابْنًا لَهَا: أَشْبِه أَبا أُمِّك، أَو أَشْبه عَمَلْ ... وَلَا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ، يُصْبِحُ فِي مَضْجَعِه قَدِ انْجَدَلْ، ... وارْقَ إِلَى الخَيراتِ زَنأً فِي الجَبَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المرأَة الَّتِي ذَكَرَ هِيَ مَنْفُوسَةُ بِنْتُ زَيْدِ الْفَوَارِسِ، قَالَ: وَالشِّعْرُ لِزَوْجِهَا قَيْس بْنِ عَاصِمٍ، وعَمل اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ خَالُهُ؛ يَقُولُ: لَا تُجاوِزْنا فِي الشَّبه، فَرَدَّتْ عَلَيْهِ: أَشْبِه أَخِي أَو أَشبِهَنْ أَباكا، ... أَمّا أَبي فلَن تَنالَ ذَاكَا، تَقْصُر أَن تَنالَه يَدَاكَا وَقَالَ آخَرُ: هِلَّوْفة كأَنها جُوالِقُ، ... لَهَا فضولٌ وَلَهَا بَنائِقُ والهِلَّوْفة: الْعَجُوزُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ بْنُ الأَخرس: إعْمِدْ إِلَى أَفْصَى وَلَا تأَخَّرِ، ... فكُنْ إِلَى ساحَتِهم ثُمَّ اصْفِرِ، تأْتِكَ مِنْ هِلَّوْفَةٍ أَو مُعْصِرِ يَصِفُهُمْ بالفُجُور وأَنك مَتَى أَردت ذَلِكَ مِنْهُمْ فَاقْرِبْ مِنْ بُيُوتِهِمْ وَاصْفِرْ تأْتك مِنْهُمُ الْكَبِيرَةُ والصغيرة. هنف: الإِهْنَافُ: ضَحِكٌ فِيهِ فُتُور كَضَحِك الْمُسْتَهْزِئِ، وَكَذَلِكَ المُهَانَفَة والتَهَانُف؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَينِ بَيْضاءُ كاعِبُ، ... تُهَانِفُ للجُهَّالِ مِنّا، وتَلْعَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: إِذَا هُنَّ فَصَّلْن الحَدِيثَ لأَهْلِه، ... حَدِيث الرَّنا، فَصَّلْنَه بالتَّهَانُف وَقَالَ آخَرُ: وهُنَّ فِي تَهَانُفٍ وَفِي قَهٍ ابْنُ سِيدَهْ: الهُنُوف والهِنَافُ ضَحِك فَوْقَ التَّبَسم، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ضَحِكَ النِّسَاءِ. وتَهَانَفَ بِهِ: تَضاحَك؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: مِنَ اللُّفِّ أَفْخاذاً تَهَانَفُ للصِّبا، ... إِذَا أَقْبَلَتْ كَانَتْ لَطِيفاً هَضِيمُها وَقِيلَ: تَهَانَفَ بِهِ تَضاحَكَ وتعَجَّب؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: هُوَ الضحِكُ الخَفِيُّ. اللَّيْثُ: الهنافُ مُهَانَفَةُ الجَوارِي بِالضَّحِكِ وَهُوَ التَّبَسُّمُ؛ وأَنشد: تَغُضُّ الجُفونَ عَلَى رِسْلِها ... بحُسْنِ الهِنَافِ، وخَونِ النَّظَرْ

والمُهَانَفَةُ: المُلاعَبة أَيضاً. قِيلَ: أَقبل فُلَانٌ مُهْنِفاً أَي مُسْرعاً لِيَنَالَ مَا عِنْدِي؛ قَالَ: وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ الْكَامِلِ لِلْمُبَرِّدِ: التَّهَانُف الضَّحِكُ بالسُّخْرية. والمُهَانَفَة: المُلاعبة. وأَهْنَفَ الصبيُّ إهْنَافاً: مِثْلُ الإِجْهاش، وَهُوَ التَّهَيُّؤُ لِلْبُكَاءِ. والتَّهَنُّف: الْبُكَاءُ؛ وأَنشد لعَنْتَرة بْنِ الأَخْرس: تَكُفُّ وتَسْتَبْقِي حَيَاءً وهَيْبَةً ... لَنَا، ثُم يَعْلُو صَوْتُها بالتَّهَنُّفِ وأَهنَف الصبيُّ وتَهَانَفَ: تَهيّأَ لِلْبُكَاءِ كأَجْهَشَ، وَقَدْ يَكُونُ التَّهَانُف بُكَاءَ غَيْرِ الطِّفْلِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ وَالشِّعْرُ لأَعرابي «2»: تَهَانَفْتَ واستبكاكَ رسْمُ المَنازِلِ ... بسُوقةِ أَهْوى، أَو بِقارةِ حائلِ فهذا هاهنا إِنَّمَا هُوَ لِلرِّجَالِ دُونَ الأَطفال لأَنَّ الأَطفال لَا تَبْكِي عَلَى الْمَنَازِلِ والأَطْلال؛ وَقَدْ يَكُونُ قَوْلُهُ تَهَانَفْت: تشبَّهت بالأَطفال فِي بُكَائِكَ كَقَوْلِ الْكُمَيْتُ: أَشَيخاً، كالوَلِيدِ برَسْم دارٍ، ... تُسائلُ مَا أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَصمّ أَي صَمَّ. هوف: رَجُلٌ هُوفٌ: لَا خَيْرَ عِنْدَهُ. والهُوفُ مِنَ الرِّيَاحِ: كالهَيْفِ، وَهِيَ الباردةُ الهُبوب، وَفِي الصِّحَاحِ: الْهَوْفُ الرِّيحُ الْحَارَّةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُم تأَبَّط شَرًّا: وَا ابْناه لَيْسَ بعُلْفُوف تَلُفُّه هُوف حَشيّ مِنْ صُوف، وَقِيلَ: لَمْ يُسْمَعْ هَذَا إلَّا فِي كَلَامِ أُم تأَبط شَرًّا، وَإِنَّمَا قَالَتْهُ لأَن فِقَر كَلَامِهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى هَذَا، أَلا تَرَى أَن قَبْلَ هَذَا مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ قَوْلِهَا لَيْسَ بعُلْفُوف وَبُعْدَهْ حَشِيٌّ مِنْ صُوفٍ؟ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ هَيَفَ، وَسَنَذْكُرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. هيف: هَافَ ورَقُ الشَّجَرِ يَهِيف: سَقَطَ. والهَيْفُ والهُوف: رِيحٌ حارَّة تأْتي مِنْ قِبَل الْيَمَنِ، وَهِيَ النَّكْباء الَّتِي تَجْرِي بَيْنَ الجَنُوب والدَّبُور مِنْ تَحْتِ مَجْرَى سُهَيْل يَهيف مِنْهَا وَرَقُ الشَّجَرِ. ابْنُ الأَعرابي: نَكْباء الصَّبا والجَنوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ مِيباسٌ لِلْبَقْلِ، وَهِيَ الَّتِي تَجِيءُ بَيْنَ الرِّيحين، وَقَالَ الأَصمعي: الهَيْف الْجَنُوبُ إِذا هَبَّت بِحَرٍّ، وَقِيلَ: الْهَيْفُ رِيحٌ بَارِدَةٌ تَجِيءُ مِنْ قِبَلِ مَهَبِّ الْجَنُوبِ، قَالَ: وَهَذَا لَا يُوَافِقُ الِاشْتِقَاقَ؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ إِنَّ الهيْف رِيحٌ بَارِدَةٌ لَمْ يَقُلْهُ أَحد، وَالْهَيْفُ لَا تَكُونُ إِلَّا حَارَّةً. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الْهَيْفُ كُلُّ رِيحٍ ذاتِ سَمُوم تُعَطِّش الْمَالَ وتُيَبِّس الرّطْب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وصَوَّحَ البَقْلَ نأْآجٌ تَجِيء بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيةٌ، فِي مَرِّها نَكَبُ وَفِي الْمَثَلِ: ذَهَبَتْ هَيف لأَديانها أَي لِعَادَاتِهَا لأَنها تُجَفِّف كُلَّ شَيْءٍ وتُيَبِّسه وتَهَيَّفَ الرَّجُلُ مِنَ الهَيْف كَمَا يُقَالُ تَشتَّى مِنَ الشِّتاء. والهُوف مِنْ قَوْلُ أُم تأَبَّط شَرًّا: تَلُفُّه هُوف، إِنَّمَا بَنَتْهُ عَلَى فُعْل لِما قَبْلَهُ مِنْ قَوْلِهَا: لَيْسَ بعُلْفُوف، وَمَا بَعْدَهُ مِنْ قَوْلِهَا: حَشِيّ مِنْ صُوفٍ، وَقِيلَ: هِيَ لُغَةٌ فِي الهَيْف. وهَافَ واسْتَهَافَ: أَصابته الهَيْفُ فَعَطِش؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَقَدَّمْتهنّ عَلَى مِرْجَمٍ ... يلُوكُ اللِّجامَ، إِذَا مَا اسْتَهَافَا

_ (2). قوله [لأعرابي] في معجم ياقوت: قال الراعي تَهَانَفت إلخ.

فصل الواو

وَرَجُلٌ هَيُوفٌ ومِهْيَافٌ وهَافٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لَا يَصْبِرُ عَلَى الْعَطَشِ. وَيُقَالُ لِلْعَطْشَانِ: إِنَّهُ لهَافٌ، والأُنثى هَائِفَة. وَنَاقَةٌ مِهْيَافٌ وهَافَةٌ وَإِبِلٌ هَافَة، كَذَلِكَ: تعطَش سَرِيعًا. واهْتَافَ أَي عَطِش. قَالَ الأَصمعي: رَجُلٌ هَيْفان. والمِهْيَاف: السَّرِيعُ العطَشِ، وَقَدْ هَافَ يَهَاف هِيَافاً، وَهَافَتِ الإِبل تَهافُ هِيافاً وهُيافاً إِذَا اشتدَّت الهيْفُ مِنَ الجَنوب واستقبلَتْها بِوُجُوهِهَا فَاتِحَةً أَفواهَها مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ. وأَهَافَ الرجلُ: عَطِشت إِبِلُهُ؛ قَالَ: فَقَدْ أَهَافُوا، زَعَمُوا، وأَنْزَعُوا الأَصمعي: الهَافَة النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ الْعَطَشِ، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، وَهِيَ المِهْياف والمِهْيامُ. والهِيفُ: جَمْعُ أَهْيَف وهَيْفاء، وَهُوَ الضَّامِرُ الْبَطْنِ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ فوه: فاهاهُ إِذَا فاخَره وناطَقَه، وَهَافَاهُ إِذَا مايَله إِلَى هَواه. والهَيَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: رقَّة الْخَصْرِ وضُمور الْبَطْنِ، هَيِفَ هَيَفاً وهَافَ هَيْفاً، فَهُوَ أَهْيَف، وَلُغَةُ تَمِيمٍ: هَافَ يَهَافُ هَيْفاً، وامرأَة هَيْفَاء وَقَوْمٌ هِيف. وَفَرَسٌ هَيْفَاء: ضَامِرَةٌ. وهَيْفَاء: فَرَسُ طَارِقِ بن حَصَبةَ. فصل الواو وثف: حَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: وَثَفَه مِنْ ثَفاه، وَبِذَلِكَ اسْتُدِلَّ عَلَى أَن أَلف ثَفا وَاوٌ وَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ فَاءً وَهَذِهِ لَامًا، وَهُوَ مِمَّا يَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا إِذَا عَدَمَ الدَّلِيلَ مِنْ ذَاتِ الشيء. وجف: الوَجْفُ: سُرْعة السَّيْرِ. وَجَفَ البعيرُ وَالْفَرَسُ يَجِف وَجْفاً ووَجِيفاً: أَسْرعَ. والوَجِيف: دُونَ التَّقْرِيبِ مِنَ السَّيْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَجِيفُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل وَالْخَيْلِ، وَقَدْ وَجَفَ الْبَعِيرُ يَجِفُ وَجْفاً ووَجِيفاً. وأَوْجَف دابته إذا حثَّها، وأَوْجَفْتُهُ أَنا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ البِرُّ بالإِيجاف. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وأَوْجَفَ الذِّكْرَ بِلِسَانِهِ أَي حرَّكه، وأَوْجَفَه راكبُه. وَحَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَهونُ سيرِها فِيهِ الوَجِيف ؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ سَرِيعٌ. وَنَاقَةٌ مِيجَاف: كَثِيرَةُ الْوَجِيفِ. وَرَاكِبُ الْبَعِيرِ يُوضِع وَرَاكِبُ الْفَرَسِ يُوجِف. قَالَ الأَزهري: الوَجِيف يَصْلُحُ لِلْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ. ووَجَفَ الشيءُ إِذَا اضْطَرَبَ. ووَجَفَ الْقَلْبُ وَجِيفاً: خَفَق، وَقَلْبٌ وَاجِف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: شَدِيدَةُ الِاضْطِرَابِ؛ قَالَ قَتَادَةُ: وَجَفَت عَمَّا عَايَنَتْ، وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: خَائِفَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ؛ أَي مَا أَعملتم يَعْنِي مَا أَفاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَموال بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا لَمْ يُوجف الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ خَيْلًا وَلَا رِكاباً، والرِّكاب الإِبل. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يُوجِفوا عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ؛ الإِيجَاف: سُرعة السَّيْرِ؛ وَيُقَالُ أَوْجَفَ فأَعجَف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِمَّا وَجَفا، ... طَيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا، سَماوَةَ الهِلالِ حَتَّى احْقَوْقَفا وَيُقَالُ: اسْتَوْجَفَ الحُبُّ فُؤاده إِذَا ذَهَبَ بِهِ؛ وأَنشد: وَلَكِنَّ هَذَا القلبَ قلبٌ مُضَلَّلٌ، ... هَفا هَفْوةً فاسْتَوْجَفَتْهُ المَقادِرُ وحف: الأَزهري: الوَحْف الشَّعْرُ الأَسود، وَمِنَ النَّبَاتِ الرَّيّان. وعُشب وَحْف ووَاحِف أَي كَثِيرٌ.

وَشَعْرٌ وَحْف أَي كَثِيرٌ حسَن، ووَحَفٌ أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْس: تَناهى وَحْفُها ، هُوَ مِنَ الشَّعْرِ الْوَحْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: الْوَحْفُ مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّعْرِ مَا غَزُر وأَثَّتْ أُصوله وَاسْوَدَّ، وَقَدْ وَحِفَ ووَحُفَ يَوْحَفُ وَحَافَةً ووُحُوفَةً، والوَاحِفُ كالوَحْف؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَمادَتْ عَلَى رَغْمِ المَهاري، وأَبْرَقَتْ ... بأَصْفَرَ مِثْلِ الوَرْسِ فِي وَاحِفٍ جَثْلِ والوَحْفَاء: الأَرض السَّوداء، وَقِيلَ: الحَمراء، وَالْجَمْعُ وَحَافَى. والوَحْفَةُ: أَرض مُستديرةٌ مُرْتفِعة سَوْدَاءُ، وَالْجَمْعُ وِحَافٌ. والوَحْفَةُ: صَخْرَةٌ فِي بَطْنِ وادٍ أَو سَنَدٍ نَاتِئَةٍ فِي مَوْضِعِهَا سَوْدَاءُ، وَجَمْعُهَا وِحَاف؛ قَالَ: دَعَتْها التَّناهي برَوْضِ القَطا، ... فنَعْفِ الوِحَافِ إِلَى جُلْجُلِ والوَحْفَاء: الحَمراء مِنَ الأَرض، والمَسْحاء: السَّوْدَاءُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الوَحْفَاء السَّوْدَاءُ، وَالْمَسْحَاءُ الْحَمْرَاءُ. وَالصَّخْرَةُ السَّوْدَاءُ وَحْفَة. أَبو خَيْرَةَ: الوَحْفَة القارةُ مِثْلَ القُنَّة غَبْرَاءُ وَحَمْرَاءُ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ. والوِحَافُ: جِماعُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وعَهْد أَطْلالٍ، بِوَادِي الرَّضْمِ، ... غَيَّرها بَيْنَ الوِحَافِ السُّحْمِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الوِحَافُ مَا بَيْنَ الأَرضين مَا وَصَلَ بعضَها بَعْضًا؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: مِنْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَو طِلْحامُها والوَحْفَاء مِنَ الأَرض: فِيهَا حِجَارَةٌ سُودٌ وَلَيْسَتْ بِحَرَّةٍ، وَجَمْعُهَا وَحَافَى. ومَوَاحِفُ الإِبل: مبارِكها. وزُبْدة وَحْفَةٌ: رَقِيقَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا احْتَرَقَ اللَّبَنُ ورقَّت الزُّبْدَةُ، وَالْمَعْرُوفُ رَخْفة. والوَحْفَةُ: الصَّوْتُ. وَيُقَالُ: وَحَفَ الرَّجلُ ووَحَّفَ تَوْحِيفاً إِذَا ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرض، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. ووَحَفَ فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ إِذَا قَصَدَهُ وَنَزَلَ بِهِ؛ وأَنشد: لَا يَتَّقي اللَّهَ فِي ضَيْفٍ إِذَا وَحَفَا ووَحَفَ وأَوْحَفَ ووَحَّفَ وأَوْحَفَ كُلُّهُ إِذَا أَسْرَعَ. ووَحَفَ إِلَيْهِ وَحْفاً: جلَس، وَقِيلَ: دَنا. ووَحَفَ الرجلُ والليلُ: تَدانَيا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ووَحَفَ إِلَيْهِ: جَاءَهُ وغَشِيَه؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: لمَّا تآزَيْنا إِلَى دِفء الكُنُفْ، ... أَقبلَتِ الخودُ إِلَى الزَّادِ تَحِفْ ووَحَفَ البعيرُ وَالرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَحْفاً: رَمَى. والمَوْحِف: الْمَكَانُ الَّذِي تَبْرُك فِيهِ الإِبل. وَنَاقَةٌ مِيحَاف إِذَا كَانَتْ لَا تُفَارِقُ مَبْرَكها، وَإِبِلٌ مَوَاحِيف. ومَوْحِف الإِبل: مَبْرَكُهَا. والمَوْحِف: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ وِحَافٌ ووَاحِف. والوَحْف: الْجَنَاحُ الْكَثِيرُ الرِّيشِ؛ ووِحَافُ القَهْرِ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ فِي قَوْلِهِ: فصُوائق إِنْ أَلْيَنَتْ فمِظَنَّةٌ، ... مِنْهَا وِحَاف الْقَهْرِ أَو طِلْخَامُهَا «1» والمُوَحَّف: الْبَعِيرُ المَهْزول؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جَوْنٍ تَرى فِيهِ الجِبال خُشَّفا، ... كَمَا رأَيتَ الشارِفَ المُوَحَّفَا

_ (1). قوله [فصوائق] ضبط بضم الصاد في الأصل ومعجم ياقوت، وقوله [ألينت] في شرح القاموس: أيمنت، وقوله [طلخامها] كذا في الأصل بالمعجمة، وهو بالمهملة في ياقوت، وقال: لا تلتفتن إلى قول من قال بالخاء معجمة. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ في معلقة لبيد عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ.

ووَحْفةُ: فَرَسُ عُلاثةَ بْنِ الجُلاس الحَنظلي؛ وَفِيهِ يَقُولُ: مَا زِلْتُ أَرْميهم بوَحْفَةَ ناصِبا والتوْحِيفُ: الضَّرْبُ بِالْعَصَا. وخف: الوَخْفُ: ضَرْبُكَ الخِطْمِيّ فِي الطَّشْتِ يُوخَفُ ليَختلط. وَخَفَ الخطميَّ والسويقَ وَخْفاً ووَخَّفَهُ وأَوْخَفَهُ: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ وبلَّه لِيَتَلَجَّن ويتلزَّج وَيَصِيرَ غَسُولًا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَسمَع للأَصواتِ مِنْهَا خَفْخَفا، ... ضَرْبَ البَراجِيمِ اللَّجِينَ المُوخَفا كَذَلِكَ أَنشده الْبَرَاجِيمُ، بِالْيَاءِ، وَذَلِكَ لأَن الشَّاعِرَ أَراد أَن يوفِّيَ الْجُزْءَ فأَثبت الْيَاءَ لِذَلِكَ، وإلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ، تَقُولُ: أَما عِنْدَكَ وَخِيفٌ أَغسل بِهِ رأْسي؟ والوَخِيفُ والوَخِيفَةُ: مَا أَوْخَفْت مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حِمَارًا وأُتُناً: كأَنَّ عَلَى أَكسائها، مِنْ لُغامِه، ... وَخِيفَةَ خِطْمِيّ بِمَاءٍ مُبَحْزَج وَفِي حَدِيثُ سَلْمَانَ: لَمَّا احتُضِر دَعَا بِمِسْكٍ ثُمَّ قَالَ لامرأَته: أَوْخِفِيه فِي تَورٍ وانْضَحِيه حَوْلَ فِرَاشِي أَي اضْرِبِيهِ بِالْمَاءِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْخَطْمِيِّ الْمَضْرُوبِ بِالْمَاءِ: وَخِيف. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: يُوخَفُ لِلْمَيِّتِ سِدْر فيُغسل بِهِ ، وَيُقَالُ للإِناء الَّذِي يُوخَفُ فِيهِ: مِيخَف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: اكْشِف لِي عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يُقَبِّلُهُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْكَ، فَكَشَفَ عَنْ سُرَّته كأَنها مِيخَفُ لُجَين أَي مُدْهُن فِضة، قَالَ: وأَصله مِوْخَف فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ القُلاخِ: وأَوْخَفَتْ أَيدي الرجالِ الغِسْلا قَالَ: أَراد خَطَرانَ الْيَدِ بالفَخار وَالْكَلَامِ كأَنه يضرِب غِسْلًا. والوَخِيفَة: السَّوِيقُ الْمَبْلُولُ. وَيُقَالُ: أَتاه بِلَبَنٍ مِثْلِ وِخَاف الرأْس. والوَخِيفةُ مِنْ طَعَامِ الأَعراب: أَقِط مطحونٌ يُذَرُّ عَلَى مَاءٍ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ السَّمْنُ وَيُضْرَبُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ثُمَّ يُؤْكَلُ. والوَخِيفَة: التَّمْرُ يُلْقَى عَلَى الزُّبْدِ فَيُؤْكَلُ. وَصَارَ الْمَاءُ وَخِيفَة إِذَا غَلَبَ الطِّينُ عَلَى الْمَاءِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبِي طَيْبَةَ. وَيُقَالُ للأَحمق الَّذِي لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ: إِنَّهُ ليُوخَف فِي الطِّينِ، مِثْلَ يُوخِف الخِطْميّ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً: إِنَّهُ لمُوخِف أَي يُوخِف زِبْله كَمَا يُوخَف الخِطميُّ، ويقال له العَجّان أَيضاً، وَهُوَ مِنْ كِنَايَاتِهِمْ. والوَخْفَة والوَخَفَة: شِبْهُ الخَرِيطة من أَدم. ودف: وَدَفَ الإِناءُ: قطَر. والوَدْفَةُ: الشَّحْمَةُ. ووَدَفَ الشحْمُ وَنَحْوُهُ يَدِفُ: سالَ وقطَر. واسْتَوْدَفْتُ الشَّحْمَةَ أَيِ اسْتَقْطرْتها فَوَدَفْتُ. واسْتَوْدَفَتِ المرأَةُ مَاءَ الرَّجُلِ إِذَا اجْتَمَعَتْ تَحْتَهُ وتقبَّضت لئلَّا يَفْتَرِقَ الْمَاءُ فَلَا تَحْمِلُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والأُدافُ: الذَّكَرُ لقَطَرانه، الْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهُوَ مِمَّا لَزِمَ فِيهِ الْبَدَلُ إِذْ لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا وُدَاف. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الأُدَاف الدِّيَةُ ، يَعْنِي الذَّكَرَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: سَمَّاهُ بِمَا يَقْطُر مِنْهُ مَجَازًا وقلَب الْوَاوَ هَمْزَةً. التَّهْذِيبُ: والأُدَاف والأُذاف، بِالدَّالِ وَالذَّالِ، فَرْجُ الرَّجُلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَوْلَجَ فِي كعثَبِها الأُدَافَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قِيلَ لَهُ أُدَاف لِمَا يَدِفُ مِنْهُ أَي

يقطُر مِنَ الْمَنِيِّ والمَذي وَالْبَوْلِ، وَكَانَ فِي الأَصل وُدافاً، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً لِانْضِمَامِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، وَهُوَ فِي الأَصل وُقِّتت. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لبُظارة المرأَة الوَدَفَةُ والوَذَفَةُ والوَذَرَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو الطَّيِّبِ اللُّغَوِيُّ أَن الْمَنِيَّ يُسَمَّى الوَدْف والوُداف، بِضَمِّ الْوَاوِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الْوُدَافِ الغُسل ؛ الوُدَاف الَّذِي يَقْطُرُ مِنَ الذَّكَرِ فَوْقَ الْمَذْيِ. وَفُلَانٌ يَسْتوْدِفُ مَعْرُوفَ فُلَانٍ أَي يسأَله. واسْتَوْدَفَ اللَّبَن: صَبَّهُ فِي الإِناء. والوَدْفَة والوَدِيفَة: الرَّوْضة النَّاضِرَةُ المُتَخيِّلة. وَقَالَ أَبو حَازِمٍ: الوَدَفَة، بِفَتْحِ الدَّالِّ، الرَّوْضَةُ الْخَضْرَاءُ مِنْ نَبْتٍ، وَقِيلَ الْخَضْرَاءُ الْمَمْطُورَةُ اللَّيِّنَةُ العُشبِ، وَقَالُوا: أَصبحت الأَرض كُلُّهَا وَدَفَة وَاحِدَةً خِصْباً إِذَا اخْضَرَّتْ كُلُّهَا. قَالَ أَبو صَاعِدٍ: يُقَالُ وَدِيفَة مِنْ بَقْلٍ وَمِنْ عُشب إِذَا كَانَتِ الرَّوْضَةُ نَاضِرَةً مُتَخَيَّلَةً يُقَالُ: حَلُّوا فِي وَدِيفَة مُنْكَرة وَفِي غَذِيمة مُنْكَرَةٍ. ووَدْفَةُ الأَسدي: مِنْ شُعرائهم. وذف: الوَذْفُ والوَذَفَانُ: مِشْية فِيهَا اهْتِزاز وتَبَخْتُر، وَقَدْ وَذَفَ وتَوَذَّفَ. والتَّوَذُّفُ: الإِسْراع. وفَعلَ ذَلِكَ وَذْفَان كَذَا أَي حِدثانه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، نَزَلَ بأُم مَعْبَد وَذْفَان مَخْرجِه إِلَى الْمَدِينَةِ أَي عِنْدِ مَخْرَجِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ حِدثانَ مَخْرَجِهِ وسُرْعانه. والتَّوذُّف: مُقَارَبَةُ الْخَطْوِ وَالتَّبَخْتُرُ فِي الْمَشْيِ، وَقِيلَ: الإِسراع. ووَذْفَة: مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: الأُداف والأُذاف فَرْجُ الرَّجُلِ. والوَذَفَة والوَذَرةُ بُظارة المرأَة؟ وَرُوِيَ أَن الْحَجَّاجَ قَامَ يَتَوَذَّفُ بِمَكَّةَ فِي سِبْتَيْنِ لَهُ بَعْدَ قَتْلِهِ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَسماء بِنْتَ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّوَذُّف التَّبَخْتُرُ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: التَّوَذُّف الإِسراع؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: يُعطي النَّجائبَ بالرِّحال كأَنَّها ... بَقَرُ الصَّرائم، والجِيادَ تَوَذَّفُ أَراد وَيُعْطِي الجِيادَ، وَيُقَالُ: مرَّ يَتَوَذَّف، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ، إِذَا مَرَّ يُقارب الْخَطْوَ ويحرك مَنكِبيه. ورف: ورَفَ النبتُ وَالشَّجَرُ يَرِفُ وَرْفاً ووَرَفاً ووَريفاً ووُروفاً: تنعَّم واهتزَّ. ورأَيت لخُضرته بَهْجة مِنْ ريِّه ونَعْمته، وَهُوَ وَارِفٌ أَي نَاضِرٌ رَفّاف شَدِيدُ الْخُضْرَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا لُغَتَانِ رَفَّ يَرِفُّ ووَرَفَ يَرِفُ، وَهُوَ الرَّفِيف والوَرِيف. ووَرَفَ الظلُّ: اتَّسع. ابْنُ الأَعرابي: أَوْرَف الظلُّ ووَرَفَ ووَرَّفَ إِذَا طَالَ وامتدَّ، والظلُّ وَارِفٌ أَي وَاسِعٌ مُمْتَدُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ زِمَامَ النَّاقَةِ: وأَحْوى كأَيمِ الضالِ أَطْرَقَ بعدَ ما ... حَبا تحتَ فَيْنانٍ، مِنَ الظِّلِّ، وَارِف وَارِف: نَعْتٌ لفَينان، والفَينانُ: الطَّوِيلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمُعَقِّر بْنِ حِمَارٍ الْبَارِقِيِّ: مِنَ اللَّائي سَنابِكُهُنَّ شُمٌّ، ... أَخَفَّ مُشاشَها لَيْنٌ وَرِيفُ وَقَدْ وَرَفَ الظلُّ يَرِفُ وَرْفاً ووَرِيفاً أَي اتَّسع. وزف: وَزَفَ البعيرُ وَغَيْرُهُ وَزْفاً ووَزِيفاً ووَزْفَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَهِيَ مُسْترابة: أَسرعَ الْمَشْيَ، وَقِيلَ: قارَب خُطاه كزفَّ. ابْنُ الأَعرابي: وَزَفَ وأَوْزَفَ إَذا أَسرع. والوَزِيف: سُرعة السيرِ مِثْلُ الزَّفِيف. وَفِي بَعْضِ

الْقِرَاءَاتِ: فأَقْبلوا إِلَيْهِ يَزِفُون ، بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ، مِنْ وَزَفَ يَزِفُ إِذَا أَسرع مِثْلُ زَفَّ يَزِفُّ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قرأَ بِهِ حَمْزَةُ عَنِ الأَعمش عَنِ ابْنٍ وثَّاب؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا أَعرف وَزَفَ يَزِفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَقَدْ قُرِئَ بِهِ؛ قَالَ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُهَا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عَرَفَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ يَزِفُون، بِالتَّخْفِيفِ، بِمَعْنَى يُسرعون. ووَزَفَه وَزْفاً: اسْتَعْجَلَهُ، يَمَانِيَّةٌ. ووَزَفَ إِلَيْهِ: دَنَا. وتَوَازَف الْقَوْمُ: دَنَا بعضُهم مِنْ بَعْضٍ؛ كِلْتَاهُمَا عَنْ ثَعْلَبٍ. والتَوَازُف: المُناهدة فِي النفَقات. يُقَالُ: تَوَازَفُوا بَيْنَهُمْ، وَقَالَ: هِيَ صَحِيحَةٌ؛ وأَنشد: عِظام الجِفانِ بالعشيّةِ والضُّحى، ... مَشايِيط للأَبْدانِ عند التَّوَازُفِ «2» وسف: الوَسْف: تَشَقُّقٌ يبْدو فِي الْيَدِ وَفِي فَخِذِ الْبَعِيرَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الوَسْف تَشَقُّقٌ يَبْدُو فِي مقدَّم فَخِذِ الْبَعِيرِ وَعَجُزِهِ عِنْدَ مؤخَّر السِّمَن والاكْتناز، ثُمَّ يَعُم جَسَدَهُ فيَتقشَّر جلدُه ويَتَوَسَّفُ، وَقَدْ تَوَسَّفَ، وَرُبَّمَا تَوَسَّفَ الْجِلْدُ مِنْ دَاءٍ وقُوباء، وتَوَسَّفَتِ التَّمْرَةُ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يعفُر: وكنتُ، إِذَا مَا قُرِّبَ الزادُ، مُولَعاً ... بكلِّ كُمَيْتٍ جَلْدةٍ لَمْ تُوَسَّفِ كُمَيْتٌ: تَمرة حَمْرَاءُ إِلَى السَّوَادِ. وجَلْدة: صُلبة. لَمْ تُوَسَّف: لَمْ تُقَشَّر. وتَوَسَّفَتْ أَوبار الإِبل: تَطَايَرَتْ عَنْهَا وَافْتَرَقَتْ. الْفَرَّاءُ: وَسَّفْتُه إِذَا قَشَرْتَهُ. وَتَمْرَةٌ مُوَسَّفَة: مَقْشُورَةٌ. أَبو عَمْرٍو: إِذَا سَقَطَ الْوَبَرُ أَو الشَّعَرِ مِنَ الْجِلْدِ وَتَغَيَّرَ قِيلَ تَوَسَّفَ. والتَوَسُّفُ: التقشُّر؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَهَذَا ابنُ قَيْنٍ جِلْدُه يَتَوَسَّفُ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للقَرْح والجُدَرِيّ إِذَا يَبِس وتقَرَّف وَلِلْجَرَبِ أَيضاً فِي الإِبل إِذَا قفَل: قَدْ تَوَسَّفَ جِلْدُهُ وَتَقَشْقَشَ جِلْدُهُ، كله بمعنى. وصف: وَصَفَ الشيءَ لَهُ وَعَلَيْهِ وَصْفاً وصِفَةً: حَلَّاه، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وَقِيلَ: الوَصْف الْمَصْدَرُ والصِّفَةُ الحِلْية، اللَّيْثُ: الوَصْف وَصْفُكَ الشَّيْءَ بحِلْيته ونَعْته. وتَوَاصَفُوا الشيءَ مِنَ الْوَصْفِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى مَا تَصِفُونَ ؛ أَراد مَا تَصِفُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ. واسْتَوْصَفَهُ الشيءَ: سأَله أَن يَصفه لَهُ. واتَّصَفَ الشيءُ: أَمكن وصْفُه؛ قَالَ سُحَيْمٌ: وَمَا دُمْيةٌ مِنْ دُمى مَيْسَنانَ، ... مُعْجِبةً نَظَراً واتِّصَافا «3» اتَّصَفَ مِنَ الْوَصْفِ. واتَّصَفَ الشَّيْءُ أَي صَارَ مُتَوَاصِفاً؛ قَالَ طرَفة بْنُ الْعَبْدِ: إِنِّي كَفانيَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ ... جارٌ، كَجَارِ الحُذاقيِّ الَّذِي اتَّصَفَا أَي صَارَ مَوْصُوفًا بحُسْن الجِوار. ووَصَفَ المُهْرُ: توجَّه لحُسْنِ السَّيْرِ كأَنه وصَف الشَّيْءَ. وَيُقَالُ لِلْمَهْرِ إِذَا تَوَجَّهَ لِشَيْءٍ مِنْ حُسن السَّيْرِ: قَدْ وَصَفَ مَعْنَاهُ أَنه قَدْ وصفَ الْمَشْيَ. يُقَالُ: مَهُر حِينَ وَصَفَ. ووَصَفَ المُهرُ إِذَا جَادَ مشْيُه؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: إِذَا مَا أَدْلَجَتْ، وَصَفَتْ يَدَاهَا ... لَهَا الإِدْلاجَ، لَيلةَ لا هُجوع

_ (2). قوله [عند] كتب بإزائه في طرة الأصل غير وهو الذي في شرح القاموس. (3). قوله [دمية من دمى] أَنشده في مادة ميس: قرية من قرى، وأراد الشاعر مَيْسَانَ فَاضْطَرَّ فَزَادَ النُّونَ كما نبه عليه المؤلف هناك.

يُرِيدُ أَجادت السَّيْرَ. وَقَالَ الأَصمعي: أَي تَصِف لَهَا إدلاجَ اللَّيْلَةَ الَّتِي لَا تَهْجَعُ فِيهَا؛ قَالَ القُطامي: وقِيدَ إِلَى الظَّعِينةِ أَرْحَبيٌّ، ... جُلالٌ هَيْكَلٌ يَصِفُ القِطارا أَي يَصِفُ سِيرةَ القِطار. وبَيْعُ المُوَاصَفَةِ: أَن يَبِيعَ الشَّيْءَ مِنْ غَيْرِ رُؤية. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ أَنه كَرِهَ المُوَاصَفَةَ فِي الْبَيْعِ ؛ قَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا بَاعَ شَيْئًا عِنْدَهُ عَلَى الصِّفَةِ لَزِمَهُ الْبَيْعُ؛ وَقَالَ إِسْحَاقُ كَمَا قَالَ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا بَيْعٌ عَلَى الصِّفَةِ الْمَضْمُونَةِ بِلَا أَجل يُميَّز لَهُ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وأَهلُ مَكَّةَ لَا يُجِيزُونَ السَّلَم إِذَا لَمْ يَكُنْ إِلَى أَجل مَعْلُومٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: بَيْعُ المُوَاصَفَة هُوَ أَن يَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ ثُمَّ يَبتاعَه فيدفَعَه إِلَى الْمُشْتَرِي، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه بَاعَ بِالصِّفَةِ مِنْ غَيْرِ نَظر وَلَا حِيازَة مِلك. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِنْ لَا يَشِفّ فَإِنَّهُ يَصِفُ أَي يَصِفُهَا، يُرِيدُ الثَّوْبَ الرَّقِيقَ إِنْ لَمْ يَبِنْ مِنْهُ الجَسد فَإِنَّهُ لرقَّته يَصِفُ الْبَدَنَ فَيَظْهَرُ مِنْهُ حَجْم الأَعضاء، فَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالصِّفَةِ كَمَا يَصِفُ الرَّجُلُ سِلْعَته. وَغُلَامٌ وَصِيف: شَابٌّ، والأُنثى وَصِيفَة. وَفِي حَدِيثُ أُم أَيمن: أَنها كَانَتْ وَصِيفَة لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَي أَمة، وَقَدْ أَوْصَفَ ووَصُفَ وَصَافَةً. ابْنُ الأَعرابي: أَوْصَفَ الوصِيفُ إِذَا تمَّ قَدُّه، وأَوْصَفَتِ الْجَارِيَةُ، ووَصِيفٌ ووُصَفَاء ووَصِيفَة ووَصَائِفُ. وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَقَالَ: وَصِيفٌ بَيِّنُ الوَصَافَةِ، وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: بيِّن الإِيصَافِ، وأَدْخلاه فِي الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنت وموتٌ يُصِيب الناسَ حَتَّى يَكُونَ البيتُ بالوَصِيف؟ الوَصِيف: الْعَبْدُ، والأَمة وَصِيفَةٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ أَن الْمَوْتَ يَكْثُرُ حَتَّى يَصِيرَ موضعُ قَبْرٍ يُشترى بِعَبْدٍ مِنْ كَثْرَةِ الْمَوْتِ، مِثْلُ المُوتان الَّذِي وَقَعَ بِالْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا. وَبَيْتُ الرَّجُلِ: قَبَرُهُ، وَقَبْرُ الْمَيِّتِ: بَيْتُهُ. والوَصِيف: الْخَادِمُ، غُلَامًا كَانَ أَو جَارِيَةً. وَيُقَالُ وَصُفَ الغلامُ إِذَا بَلَغَ الخِدمة، فَهُوَ وَصِيف بَيِّنُ الوَصَافَة، وَالْجَمْعُ وُصَفَاء. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْجَارِيَةِ وَصِيفَة بَيِّنَةُ الوَصَافَة والإِيصَاف، وَالْجَمْعُ الوَصَائِف. واسْتَوْصَفْت الطبيبَ لِدَائِي إِذَا سأَلته أَن يَصِفَ لَكَ مَا تَتعالج بِهِ. والصِّفَة: كالعِلْم وَالسَّوَادِ. قَالَ: وأَما النَّحْوِيُّونَ فَلَيْسَ يُرِيدُونَ بِالصِّفَةِ هَذَا لأَن الصِّفَةَ عِنْدَهُمْ هِيَ النَّعْتُ، وَالنَّعْتُ هُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ نَحْوُ ضَارِبٍ، وَالْمَفْعُولِ نَحْوُ مَضْرُوبٍ وَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ الْمَعْنَى نَحْوُ مِثْلٍ وَشِبْهٍ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَى ذَلِكَ، يَقُولُونَ: رأَيت أَخاك الظَّريفَ، فالأَخ هُوَ الْمَوْصُوفُ، وَالظَّرِيفُ هُوَ الصِّفَةُ، فَلِهَذَا قَالُوا لَا يَجُوزُ أَن يُضَافَ الشَّيْءُ إِلَى صِفَتِهِ كَمَا لَا يَجُوزُ أَن يُضَافَ إِلَى نَفْسِهِ لأَن الصِّفَة هِيَ الْمَوْصُوفُ عِنْدَهُمْ، أَلا تَرَى أَن الظريف هو الأَخ؟ وطف: الوَطَفُ: كَثْرَةُ شَعْرِ الْحَاجِبَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ والأَشفار مَعَ اسْترخاء وَطُولٍ، وَهُوَ أَهون مِنَ الزَّبَب، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الأُذُن؛ رَجُلٌ أَوْطَفُ بيِّن الوَطَف وامرأَة وَطْفَاء إِذَا كَانَا كَثِيرَيْ شَعْرِ أَهداب الْعَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ فِي أَشفاره وَطَفٌ ؛ الْمَعْنَى أَنه كَانَ فِي هُدْب أَشفار عَيْنَيْهِ طُولٌ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّهُ كَانَ أَهْدَب الأَشْفار أَي طويلَها، وَقَدْ وَطِفَ يَوْطَفُ، فَهُوَ أَوْطَفُ. وَبَعِيرٌ أَوْطَف: كَثِيرُ الوبَر سَابِغُهُ. وَعَيْنٌ وَطْفَاء: فَاضِلَةُ الشُّفْر مُسْتَرخية النَّظَرِ. وَظَلَامٌ أَوْطَفُ: مُلْبِس دانٍ، وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الشِّعْرِ. وسَحاب

أَوْطَفُ: فِي وَجْهِهِ كالحِمل الثَّقِيلِ، وَسَحَابَةٌ وَطْفَاء بَيِّنَةُ الوَطَف كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ اسْتِرْخَاءٌ فِي جَوَانِبِهِ لِكَثْرَةِ الْمَاءِ. أَبو زَيْدٍ: الوَطْفَاء الدِّيمة السَّحُّ الحَثيثةُ، طَالَ مَطَرُهَا أَو قصُر، إِذَا تَدلَّت ذُيُولُها؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: دِيمة هَطْلاء فِيهَا وَطَف وعامٌ أَوْطَفُ: مُخْصِب كَثِيرُ الْخَيْرِ. وعَيْش أَوْطَفُ: نَاعِمٌ وَاسِعٌ رَخِيٌّ. وَخُذْ مَا أَوْطَفَ لَكَ أَي مَا أَشرفَ وَارْتَفَعَ، كَقَوْلِهِمْ: خُذْ مَا طَفَّ لَكَ. ووَطَفَ وطْفاً: طَرَد الطَّرِيدة وَكَانَ فِي أَثرها. ووَطَفَ الشيءَ عَلَى نَفْسِهِ وَطْفاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وظف: الوَظِيفَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يُقدَّر لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رِزق أَو طَعَامٍ أَو علَف أَو شَراب، وَجَمْعُهَا الوَظَائِفُ والوُظُفُ. ووَظَفَ الشيءَ عَلَى نَفْسِهِ ووَظَّفَه تَوْظِيفاً: أَلزمها إِيَّاهُ، وَقَدْ وَظَّفْت لَهُ تَوْظِيفاً عَلَى الصَّبِيِّ كُلَّ يَوْمٍ حِفْظَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والوَظِيفُ لِكُلِّ ذِي أَربع: مَا فَوْقَ الرُّسْغ إِلَى مَفْصِل السَّاقِ. ووَظِيفا يَدَيِ الْفَرَسِ: مَا تَحْتَ رُكْبَتَيْه إِلَى جَنْبَيْهِ، ووَظِيفَا رِجْلَيْهِ: مَا بَيْنَ كَعْبَيْهِ إِلَى جَنْبَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الوَظِيفُ مِنْ رُسْغَي الْبَعِيرِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ فِي يَدَيْهِ، وأَما فِي رِجْلَيْهِ فَمِنْ رُسغيه إِلَى عُرقوبيه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَوْظِفَة ووُظُف. ووَظَفْت الْبَعِيرَ أَظِفُه وَظْفاً إِذَا أَصبت وَظِيفَه. الْجَوْهَرِيُّ: الوَظِيف مُسْتدَقُّ الذِّراع وَالسَّاقِ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل وَنَحْوِهِمَا، وَالْجَمْعُ الأَوْظِفَة. وَفِي حَدِيثِ حَدِّ الزِّنَا: فَنَزَعَ لَهُ بوَظِيف بَعِيرٍ فَرَمَاهُ بِهِ فَقَتَلَهُ ؛ قَالَ: وَظِيف الْبَعِيرِ خُفُّه وَهُوَ لَهُ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ. وَقَالَ الأَصمعي: يُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَن تَعْرُض أَوْظِفَة رِجْلَيْهِ وتَحْدَب أَوْظِفَة يَدَيْهِ. ووَظَفْت البعيرَ إِذَا قصَّرت قَيْده. وجاءَت الإِبل عَلَى وَظِيف وَاحِدٍ إِذَا تَبِع بعضُها بَعْضًا كأَنها قِطار، كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه عِنْدَ ذَنْبِ صَاحِبِهِ. وَجَاءَ يَظِفُه أَي يَتبَعُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: وَظَفَ فُلَانٌ فُلَانًا يَظِفُه وَظْفاً إِذَا تَبِعَهُ، مأْخوذ مِنَ الوَظِيف. وَيُقَالُ: إِذَا ذَبَحْتَ ذَبِيحَةً فاسْتَوْظِفْ قطعَ الحُلقوم والمَرِيء والوَدَجَيْن أَي اسْتَوْعِب ذَلِكَ كُلَّهُ؛ هَكَذَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ؛ وَقَوْلُهُ: أَبْقَتْ لَنَا وقَعاتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَةً، ... مَا هَبّتِ الرِّيحُ والدُّنيا لَهَا وُظُف أَي دُوَل. وَفِي التَّهْذِيبِ: هِيَ شِبْهُ الدُّوَل مرَّة لِهَؤُلَاءِ وَمَرَّةً لِهَؤُلَاءِ، جَمْعُ الوَظِيفَة. وعف: ابْنُ الأَعرابي: الوُعُوف، بِالْعَيْنِ، ضَعْفُ الْبَصَرِ. قَالَ الأَزهري: جَاءَ بِهِ فِي بَابِ الْعَيْنِ وَذَكَرَ مَعَهُ العُوُوف، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ أَصحابه الوَغْف، بِالْغَيْنِ، ضَعْف الْبَصَرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي بَابٍ آخَرَ: أَوْعَفَ الرجلُ إِذَا ضعُف بَصَرُهُ، وكأَنهما لُغَتَانِ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. والوَعْفُ: مَوْضِعٌ غَلِيظٌ، وَقِيلَ: مَنْقَعُ مَاءٍ فِيهِ غِلَظ، وَالْجَمْعُ وِعَافٌ. وغف: الوَغْفُ والإِيغَافُ: ضَعف الْبَصَرِ؛ الأَزهري: رأَيت بِخَطِّ الإِياديِّ فِي الوغْف قَالَ: فِي كِتَابِ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ لأَبي سَعْدٍ المَعْني: لعَيْنَيْك وَغْفٌ، إِذْ رأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُها بفَرْقَمٍ يَتَزَبَّدُ

قَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ بِفَرْقَمٍ، يُرِيدُ الحَشفةَ بِالْفَاءِ وَالْقَافِ: إِذَا انْتَشَرَتْ حَسِبْتَها ذاتَ هَضْبةٍ، ... تَرَمَّزُ فِي أَلغازِها وتَرَدَّدُ وَرَوَى عَرْقم قَالَ: وأَنا وَاقِفٌ فِيهِ. والقَسْبرة: النِّكَاحُ. والوَغْف: السُّرْعة، وَقِيلَ: سُرْعَةُ العدْو؛ وأَنشد: وأَوْغَفَتْ شَوارِعاً وأَوْغَفَا وَقَدْ أَوْغَفَ إِذَا سَارَ سَيْرًا مُتْعِباً. وأَوْغَفَ إِذَا عَمِشَ. وأَوْغَفَ إِذَا أَكل مِنَ الطَّعَامِ مَا يَكْفِيهِ. والإِيغَافُ: سُرعة ضَرب الْجَنَاحَيْنِ. والإِيغَاف: سُرْعَةُ العَدو. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِيغَاف التحرُّك. وأَوْغَفَتِ المرأَة إِيغَافاً إِذَا ارْتَهَزَت عِنْدَ الجِماع تَحْتَ الرَّجُلِ؛ وأَنشد لرِبْعي الدُّبَيْريّ: لَمَّا دَحاها بمِتَلٍّ كالصَّقْب، ... وأَوْغَفَتْ لِذَاكَ إِيغَافَ الكلْب قَالَتْ: لَقَدْ أَصبحْتَ قَرْماً ذَا وَطْب، ... لِمَا يُديمُ الحُبَّ مِنْهُ فِي القَلْب والوَغْف: قِطْعة أَدم أَو كِساء أَو شَيْءٌ يُشدّ عَلَى بَطْنِ التيْس لئلَّا يَنْزُو أَو يشرَب بوله. وَقَفَ: الوُقُوف خِلَافُ الجُلوس، وَقَفَ بِالْمَكَانِ وَقْفاً ووُقُوفاً، فَهُوَ وَاقِف، وَالْجَمْعُ وُقْف ووُقُوف، وَيُقَالُ: وَقَفَتِ الدابةُ تَقِفُ وُقُوفاً، ووَقَفْتُها أَنا وَقْفاً. ووَقَّفَ الدابةَ: جَعَلَهَا تَقِف؛ وَقَوْلُهُ: أَحْدَثُ مَوْقِفَ مِنْ أُم سَلْمٍ ... تَصَدِّيها، وأَصْحابي وُقُوفُ وُقُوفٌ فوقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ، ... بَراهُنَّ الإِناخةُ والوَجِيفُ إِنَّمَا أَراد وُقُوف لإِبلهم وَهُمْ فَوْقَهَا؛ وَقَوْلُهُ: أَحدث مَوْقِف مِنْ أُم سَلْمِ إِنَّمَا أَراد أَحدث مَوَاقِفَ هِيَ لِي مِنْ أُم سلْم أَو مِنْ مَوَاقِفِ أُم سلْم، وَقَوْلُهُ تَصَدِّيها إِنَّمَا أَراد مُتصدّاها، وَإِنَّمَا قُلْتُ هَذَا لأُقابل المَوْقِف الَّذِي هُوَ الْمَوْضِعُ بالمُتصدَّى الَّذِي هُوَ الْمَوْضِعُ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مُقَابَلَةَ اسْمٍ بَاسِمٍ، وَمَكَانٍ بِمَكَانٍ، وقد يكون مَوْقِفِي هاهنا وُقُوفي، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَالتَّصَدِّي عَلَى وَجْهِهِ أَي أَنه مَصْدَرٌ حِينَئِذٍ، فَقَابَلَ الْمَصْدَرَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِمَّا جَاءَ شَاهِدًا عَلَى أَوْقَفْتُ الدَّابَّةَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَقَوْلُهَا، والرِّكابُ مُوقَفَةٌ: ... أَقِمْ عَلَيْنَا أَخي، فَلَمْ أُقِمِ وَقَوْلُهُ: قُلْتُ لَهَا: قِفِي لَنَا، قَالَتْ: قافْ إِنَّمَا أَراد قَدْ وَقَفْتُ فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْقَافِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَوْ نَقَلَ هَذَا الشَّاعِرُ إِلَيْنَا شَيْئًا مِنْ جُمْلَةِ الْحَالِ فَقَالَ مَعَ قَوْلِهِ قَالَتْ قَافْ: وأَمسكَت زِمَامَ بَعِيرِهَا أَو عاجَته عَلَيْنَا، لَكَانَ أَبين لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ وأَدل، عَلَى أَنها أَرادت قِفِي لَنَا قِفِي لَنَا أَي تَقُولُ لِي قِفِي لَنَا مُتَعَجِّبَةً مِنْهُ، وَهُوَ إِذَا شاهَدها وَقَدْ وقَفَتْ عَلِمَ أَن قَوْلَهَا قَافْ إجابةٌ لَهُ لَا رَدّ لِقَوْلِهِ وتعَجُّب مِنْهُ فِي قَوْلِهِ قِفِي لَنَا. اللَّيْثُ: الوَقْف مَصْدَرُ قَوْلِكَ وَقَفْتُ الدابةَ ووَقَفْت الْكَلِمَةَ وَقْفاً، وَهَذَا مُجاوِز، فَإِذَا كَانَ لَازِمًا قُلْتُ وَقَفَتْ وُقوفاً. وَإِذَا وَقَّفْتَ الرجلَ عَلَى كَلِمَةٍ قُلْتُ: وَقَّفْتُه تَوْقِيفاً. ووَقَفَ الأَرض عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَفِي الصِّحَاحِ لِلْمَسَاكِينِ، وَقْفاً: حبسَها، ووَقَفْتُ الدابةَ والأَرضَ وكلَّ شَيْءٍ، فأَما أَوْقَفَ فِي جَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الدَّوَابِّ والأَرضين وَغَيْرِهِمَا فَهِيَ

لُغَةٌ رَديئة؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: إِلَّا أَني لَوْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ وَاقِف فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَوْقَفَك هاهنا، لرأَيته حسَناً. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا أَوْقَفَك هاهنا وأَيُّ شيء أَوْقَفَك هاهنا أَي أَيُّ شَيْءٍ صيَّرك إِلَى الوُقُوف، وَقِيلَ: وَقَفَ وأَوْقَفَ سَوَاءٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَوْقَفْت إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوقَفْت عَنِ الأَمر الَّذِي كُنْتُ فِيهِ أَي أَقْلَعْت؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: قَلَّ فِي شَطِّ نَهْروانَ اغْتِماضِي، ... ودَعاني هَوى العُيونِ المِراضِ جامِحاً فِي غَوايَتي، ثم أَوقَفْتُ ... رِضاً بالتُّقَى، وذُو البِرِّ رَاضِي قَالَ: وَحَكَى أَبو عَمْرٍو كَلِمَتَهُمْ ثُمَّ أَوْقَفْت أَي سكتُّ، وَكُلُّ شَيْءٍ تُمسك عَنْهُ تَقُولُ أَوْقَفت، وَيُقَالُ: كَانَ عَلَى أَمْر فأَوْقَفَ أَي أَقصَر. وَتَقُولُ: وَقَفْت الشَّيْءَ أَقِفه وَقْفاً، وَلَا يُقَالُ فِيهِ أَوقفت إِلَّا عَلَى لُغَةٍ رَدِيئَةٍ. وَفِي كِتَابِهِ لأَهل نجْرانَ: وَأَنْ لَا يُغيَّرَ وَاقِف مِنْ وِقِّيفَاه؛ الوَاقِف: خَادِمُ البِيعة لأَنه وقَف نفسَه عَلَى خِدْمتها، والوِقِّيفَى، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ: الْخِدْمَةُ، وَهِيَ مَصْدَرٌ كالخِصِّيصى والخِلِّيفى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ، يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَوجه: جَائِزٌ أَن يَكُونُوا عَايِنُوهَا، وَجَائِزٌ أَن يَكُونُوا عَلَيْهَا وَهِيَ تَحْتُهُمْ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَجود أَن يَكُونَ مَعْنًى وُقِفُوا عَلَى النَّارِ أُدخلوها فعرَفوا مِقدار عَذَابِهَا كَمَا تَقُولُ: وَقَفْت عَلَى مَا عِنْدَ فُلَانٍ تُرِيدُ قَدْ فَهِمته وتبيَّنْته. وَرَجُلٌ وَقَّاف: مُتَأَنٍّ غَيْرُ عَجِل؛ قَالَ: وَقَدْ وَقَّفَتْني بينَ شكٍّ وشُبْهةٍ، ... وَمَا كُنْتُ وَقَّافاً عَلَى الشُّبُهات وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنَّ الْمُؤْمِنَ وَقَّاف مُتَأَنٍّ وَلَيْسَ كحاطِب اللَّيْلِ ؛ والوَقَّاف: الَّذِي لَا يَسْتَعْجِلُ فِي الأُمور، وَهُوَ فَعّال مِنَ الوُقُوف. والوَقَّاف: المُحْجِم عَنِ الْقِتَالِ كأَنه يَقِف نَفْسَهُ عَنْهُ وَيَعُوقُهَا؛ قَالَ دُرَيْدٌ: وإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خلَّى مكانَه، ... فَمَا كَانَ وَقَّافاً، وَلَا طائشَ اليدِ ووَاقَفَه مُوَاقَفَةً ووِقَافاً: وقفَ مَعَهُ فِي حَرْبٍ أَو خُصومة. التَّهْذِيبُ: أَوْقَفْت الرجلَ عَلَى خِزْيِه إِذَا كُنْتُ لَا تَحْبِسُهُ بِيَدِكَ، فأَنا أُوقِفُه إيقَافاً، قَالَ: وَمَا لَكَ تَقِف دَابَّتَكَ تَحْبِسُهَا بِيَدَكَ. والمَوْقِفُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تقِف فِيهِ حَيْثُ كَانَ. وتَوْقِيفُ النَّاسِ فِي الْحَجِّ: وُقوفهم بالمواقِف. والتَّوْقِيف: كالنَّصّ، وتَوَاقَفَ الْفَرِيقَانِ فِي القِتال. ووَاقَفْتُه عَلَى كَذَا مُوَاقَفَةً ووِقَافاً واسْتَوْقَفْتُه أَي سأَلته الوقُوف. والتَّوَقُّف فِي الشَّيْءِ: كالتلَوُّم فِيهِ. وأَوْقَفْت الرَّجُلَ عَلَى كَذَا إِذَا لَمْ تَحْبِسْهُ بِيَدِكَ. والوَاقِفَة: القدَم، يَمَانِيَةٌ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والمِيقَف والمِيقَاف: عُود أَو غَيْرُهُ يسكَّن بِهِ غلَيان القِدر كأَنّ غَلَيَانَهَا يُوقف بِذَلِكَ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَوْقُوف مِنْ عَروض مَشْطُور السَّريع والمُنْسَرِح: الْجُزْءُ الَّذِي هُوَ مَفْعُولَانِ، كَقَوْلِهِ: يَنْضَحْنَ فِي حافاتِها بالأَبْوالْ فَقَوْلُهُ بالأَبوال مفعولانْ أَصله مفعولاتُ أُسكنت التَّاءُ فَصَارَ مفعولاتْ، فَنُقِلَ فِي التَّقْطِيعِ إِلَى مَفْعُولَانِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن حَرَكَةَ آخِرِهِ وُقِفَت فَسُمِّي مَوْقُوفاً، كَمَا سَمَّيْتُ مِنْ وقَطْ وَهَذِهِ الأَشياء الْمَبْنِيَةُ عَلَى سُكُونِ

الأَواخِر مَوْقُوفاً. ومَوْقِفُ المرأَةِ: يَدَاهَا وَعَيْنَاهَا وَمَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إِظْهَارِهِ. الأَصمعي: بَدَا مِنَ المرأَة مَوقِفُها وَهُوَ يَدَاهَا وَعَيْنَاهَا وَمَا لَا بدَّ لَهَا مِنْ إِظْهَارِهِ. وَيُقَالُ للمرأَة: إِنَّهَا لحسَنة المَوْقِفَين، وَهُمَا الْوَجْهُ والقدَم. الْمُحْكَمُ: وَإِنَّهَا لِجَمِيلَةُ مَوْقِف الراكِب يَعْنِي عَيْنَيْهَا وَذِرَاعَيْهَا، وَهُوَ مَا يَرَاهُ الرَّاكِبُ مِنْهَا. ووقَّفَتِ المرأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاء إِذَا نقَّطت فِي يَدَيْهَا نُقَطاً. ومَوْقِفُ الْفُرْسِ: مَا دخَل فِي وسَط الشَّاكِلَةِ، وَقِيلَ: مَوْقِفَاه الهَزْمتان اللَّتَانِ فِي كَشْحَيه. أَبو عُبَيْدٍ: المَوْقِفَان مِنَ الْفَرَسِ نُقْرتا خَاصِرَتَيْهِ. يُقَالُ: فَرَسٌ شَدِيدُ المَوْقِفَين كَمَا يُقَالُ شَديدُ الجَنْبَين وحَبِطُ الموْقِفَينِ إِذَا كَانَ عَظِيمَ الْجَنْبَيْنِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: شدِيدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأَنما ... بِهِ نَفَسٌ، أَو قَدْ أَراد ليَزْفِرَا وَقَالَ: فَلِيق النَّسا حَبِط المَوْقِفَيْنِ، ... يَسْتَنُّ كالصدَعِ الأَشْعَبِ وَقِيلَ: مَوْقِف الدَّابَّةِ مَا أَشرف مِنْ صُلبه عَلَى خَاصِرَتِهِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ بَعْضُهُمْ فَرَسٌ مُوَقَّف وَهُوَ أَبرشُ أَعلى الأُذنين كأَنهما مَنْقُوشَتَانِ بِبَيَاضٍ وَلَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ. والوَقِيفَةُ: الأُروِيَّةُ تُلْجِئها الْكِلَابُ إِلَى صَخْرَةٍ لَا مَخلَص لَهَا مِنْهَا فِي الْجَبَلِ فَلَا يُمْكِنُهَا أَن تَنْزِلَ حَتَّى تُصَادَ؛ قَالَ: فَلَا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً مِنْ وَقِيفَةٍ ... مُطَرَّدةٍ مِمَّا تَصيدُكَ سَلْفَعُ وَفِي رِوَايَةٍ: تَسَرَّطُها مِمَّا تَصِيدُكَ. وسَلْفَعُ: اسْمُ كَلْبَةٍ، وَقِيلَ: الوَقِيفَة الطَّريدة إِذَا أَعْيَت مِنْ مُطاردة الْكِلَابِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الوَقِيفَة الوَعِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ الوَقِيفَة الأُرْوِيّة. وكلُّ مَوْضِعٍ حبسَته الْكِلَابُ عَلَى أَصحابه، فَهُوَ وَقِيفَة. ووَقَّفَ الْحَدِيثَ: بيَّنه. أَبو زَيْدٍ: وَقَّفْتُ الْحَدِيثَ تَوْقِيفاً وبيَّنته تَبْيِينًا، وَهُمَا وَاحِدٌ. ووَقَّفْتُه عَلَى ذَنْبِهِ أَي أَطلعته عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: وَقَّفْتُهُ عَلَى الْكَلِمَةِ تَوْقِيفاً. والوَقْف: الخَلْخال مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِضَّةِ والذَّبْل وَغَيْرِهِمَا، وأَكثر مَا يَكُونُ مِنَ الذَّبْلِ، وَقِيلَ: هُوَ السِّوار مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ السُّوَارُ مِنَ الذَّبل وَالْعَاجُ، وَالْجَمْعُ وُقُوف. والمَسَكُ إِذَا كَانَ مِنْ عَاجٍ فَهُوَ وَقْف، وَإِذَا كَانَ مِنْ ذَبْل فَهُوَ مَسَك، وَهُوَ كَهَيْئَةِ السِّوار. يُقَالُ: وَقَّفَتِ المرأَة تَوْقِيفاً إِذَا جَعَلَتْ فِي يَدَيْهَا الوقْف. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَمْرٍو: أَوْقَفَتِ الجاريةُ، جُعِلَتْ لَهَا وقْفاً مِنْ ذَبْل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى الوقْف السُّوَارُ مِنَ الْعَاجِ لِابْنِ مُقْبل: كأَنه وَقْفُ عاجٍ بَاتَ مَكْنُونا «4» والتَّوْقِيف: الْبَيَاضُ مَعَ السَّوَادِ. ووُقُوف القوسِ: أَوتارُها الْمَشْدُودَةُ فِي يَدِهَا وَرِجْلِهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّوْقِيف عقَب يُلْوَى عَلَى الْقَوْسِ رَطباً لَيّناً حَتَّى يَصِيرَ كالحَلْقة، مُشْتَقٌّ مِنَ الوَقْف الَّذِي هُوَ السُّوَارُ مِنَ الْعَاجِ؛ هَذِهِ حِكَايَةُ أَبي حَنِيفَةَ، جَعَلَ التَّوْقِيف اسْمًا كالتَّمْتين والتنْبيت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَبو حَنِيفَةَ لَا يُؤَمِّنُ عَلَى هَذَا، إِنَّمَا الصَّحِيحُ أَن يَقُولَ: التَّوْقِيف أَن يُلْوى العَقَبُ عَلَى الْقَوْسِ رَطْبًا حَتَّى يَصِيرَ كَالْحَلْقَةِ، فيُعَبَّر عَنِ الْمَصْدَرِ بِالْمَصْدَرِ، إلَّا أَنْ

_ (4). قوله [مكنونا] كذا بالأصل وكتب بإزائه: منكفتاً، وهو الذي في شرح القاموس.

يُثْبِتَ أَن أَبا حَنِيفَةَ مِمَّنْ يَعْرِفُ مِثْلَ هَذَا، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه لَيْسَ مِنْ أَهل الْعِلْمِ بِهِ وَلِذَلِكَ لَا آمَنُهُ عَلَيْهِ وأَحمله عَلَى الأَوسع الأَشيع. والتَّوْقِيف أَيضاً: لَيُّ العَقَب عَلَى الْقَوْسِ مِنْ غَيْرِ عيب. ابن شميل: والتَّوْقِيف أَن يُوَقِّف عَلَى طائفَي الْقَوْسِ بِمَضَائِغَ مِنْ عَقَب قَدْ جَعَلَهُنَّ فِي غِراء مِنْ دِمَاءِ الظِّباء فَيَجِئْنَ سوداً، ثم يُغْلى عَلَى الغِراء بصَدإِ أَطراف النَّبْل فَيَجِيءُ أَسود لَازِقًا لَا يَنْقَطِعُ أَبداً. ووَقْفُ التُّرْسِ: الْمُسْتَدِيرُ بِحَافَّتِهِ، حَدِيدًا كَانَ أَو قَرْناً، وَقَدْ وَقَّفَه. وضَرع مُوَقَّف: بِهِ آثَارُ الصِّرار؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إبْلُ أَبي الحَبْحاب إبْلٌ تُعْرَفُ، ... يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مُجَفَّفٌ، بِالْجِيمِ، أَي ضَرْع كأَنه جُفٌّ وَهُوَ الوَطْب الخَلَقُ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ محفَّف، بِالْحَاءِ، أَي مُمْتَلِئٍ قَدْ حَفَّت بِهِ. يُقَالُ: حَفَّ الْقَوْمُ بِالشَّيْءِ وحفَّفوه أَحدقوا بِهِ. والتَّوْقِيفُ: الْبَيَاضُ مَعَ السَّوَادِ. وَدَابَّةٌ مُوَقَّفَة تَوْقِيفاً وَهُوَ شِيَتُها. وَدَابَّةٌ مُوَقَّفَة: فِي قَوَائِمِهَا خُطوط سُودُ؛ قَالَ الشَّمَّاخِ: وَمَا أَرْوَى، وإنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا، ... بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَة حَرُونِ وَاسْتَعْمَلَ أَبو ذُؤَيْبٍ التَّوْقِيف فِي العُقاب فَقَالَ: مُوَقَّفَة القَوادِم والذُّنابَى، ... كأَنَّ سَراتها اللَّبَن الحَلِيبُ أَبو عُبَيْدٍ: إِذَا أَصاب الأَوْظِفَة بَيَاضٌ فِي مَوْضِعِ الوَقْف وَلَمْ يعْدها إِلَى أَسفل وَلَا فَوْقَ فَذَلِكَ التَّوْقِيف. وَيُقَالُ: فَرَسٌ مُوَقَّف. اللَّيْثُ: التَّوْقِيف فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ وَبَقَرَ الْوَحْشِ خُطوط سود؛ وأَنشد: شَيْباً مُوَقَّفاً. وَقَالَ آخَرُ: لَهَا أُمٌّ مُوَقَّفَةٌ رَكُوبٌ، ... بحيثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُها البَريرُ وَرَجُلٌ مُوَقَّفٌ: أَصابته البَلايا هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ مُوَقَّفٌ عَلَى الْحَقِّ: ذَلول بِهِ. وَحِمَارٌ مُوَقَّفٌ؛ عَنْهُ أَيضاً: كُوِيتْ ذِرَاعَاهُ كَيّاً مُسْتَدِيرًا؛ وأَنشد: كَوَيْنا خَشْرَماً فِي الرأْس عَشْراً، ... ووَقَّفْنَا هُدَيْبةَ، إِذْ أَتانا اللِّحْيَانِيُّ: المِيقَفُ والمِيقَافُ العُودُ الَّذِي تُحرّك بِهِ القِدر ويسكَّن بِهِ غَلَيَانُهَا، وَهُوَ المِدْوَمُ والمِدْوامُ؛ قَالَ: والإِدامة تَرْكُ القِدْر عَلَى الأَثافي بَعْدَ الْفَرَاغِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ وغَزوة حُنَيْن: أَقبلت مَعَهُ فَوَقَفَتْ حَتَّى اتَّقَفَ الناسُ كُلُّهُمْ أَي حَتَّى وقَفُوا؛ اتَّقَفَ مُطَاوِعٌ وَقَفَ، تَقُولُ: وَقَفْتُهُ فاتَّقَفَ مِثْلَ وعدْته فاتَّعَد، والأَصل فِيهِ اوْتَقف، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِسُكُونِهَا وَكَسْرٍ مَا قَبِلَهَا، ثُمَّ قُلِبَتِ الْيَاءُ تَاءً وأُدْغمت فِي تَاءِ الِافْتِعَالِ. ووَاقِفٌ: بَطْنٌ مِنَ الأَنصار مِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَوْس. ابْنُ سِيدَهْ: ووَاقِفٌ بَطْنٌ مِنْ أَوس اللَّاتِ. والوَقَّاف: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ. وَكَفَ: وَكَفَ الدمعُ وَالْمَاءُ وَكْفاً ووَكِيفاً ووُكُوفاً ووَكَفَاناً: سَالَ. ووَكَفَتِ العينُ الدمْعَ وَكْفاً ووَكِيفاً: أَسالته. اللِّحْيَانِيُّ: وَكَفَتِ العينُ تَكِفُ وَكْفاً ووَكِيفاً، وَسَحَابٌ وَكُوفٌ إِذَا كَانَتْ تَسِيل قَلِيلًا قَلِيلًا. ووَكَفَتِ الدلْوُ وَكْفاً ووَكِيفاً: قُطِّرَتْ، وَقِيلَ: الوَكْف الْمَصْدَرُ، والوَكِيفُ الْقَطْرُ نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، توضأَ فاسْتَوْكَفَ ثَلَاثًا ؛ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَعْنَاهُ أَنه غَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا وَبَالَغَ فِي صَبِّ الْمَاءِ عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى وَكَفَ الماءُ مِنْ يَدَيْهِ أَي قَطَرَ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يصف الخَمر: إِذَا اسْتَوْكَفَتْ باتَ الغَوِيُّ يَسُوفُها، ... كَمَا جَسَّ أَحْشاءَ السَّقِيمِ طَبِيبُ أَراد إِذَا استقْطرتْ. واسْتَوْكَفْت الشيءَ: استَقْطَرْته: ووَكَفَ البيتُ وَكْفاً ووَكِيفاً ووُكُوفاً ووَكَفَاناً وتَوْكَافاً وأَوْكَفَ وتَوَكَّفَ: هَطَلَ وقطَر، وَكَذَلِكَ السطْح، وَمَصْدَرُهُ الوَكِيف والوَكْف. وَشَاةٌ وَكُوفٌ: غَزيرة اللَّبَنِ وَكَذَلِكَ مِنْحةٌ وَكُوفٌ وَنَاقَةٌ وَكُوفٌ أَي غَزِيرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ مَنَحَ مِنْحة وَكُوفاً فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَكُوف الْغَزِيرَةُ الْكَثِيرَةُ الدَّرِّ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ: وَكَفَ البيتُ بِالْمَطَرِ، ووَكَفَتِ العينُ بِالدَّمْعِ إِذَا تقاطَر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْوَكُوفُ الَّتِي لَا يَنْقَطِعُ لِبَنُهَا سنَتها جَمْعاء. وأَوْكَفَتِ المرأَة: قارَبت أَن تَلِدَ. والوَكْف: النِّطَعُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه ... بجَرْداء، مِثْلِ الوَكْفِ، يَكْبُو غُرابها بجَرْداء يَعْنِي أَرضاً مَلْساء لَا تُنبت شَيْئًا يَكْبُو غُرَابَ الفأْس عَنْهَا لصَلابتها إِذَا حُفِرت؛ وَالْبَيْتُ الَّذِي أَورده الْجَوْهَرِيُّ: تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطةٍ ... بِجَرْدَاءَ مِثْلِ الْوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُهَا والوَكَفُ: وَكَفُ الْبَيْتِ مِثْلَ الجَناح فِي الْبَيْتِ يَكُونُ عَلَى الكُنَّةِ أَو الكَنِيف. وَفِي الْحَدِيثِ: خيارُ الشُّهداء عِنْدَ اللَّهِ أَصحابُ الوَكَف؛ قِيلَ: وَمَنْ أَصحابُ الوَكَف؟ قَالَ: قَوْمٌ تُكْفأُ عَلَيْهِمْ مَرَاكِبُهُمْ فِي الْبَحْرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الوَكَفُ فِي الْبَيْتِ مِثْلُ الْجَنَاحِ يَكُونُ عَلَيْهِ الكَنِيف؛ الْمَعْنَى أَن مَرَاكِبَهُمُ انْقَلَبَتْ بِهِمْ فَصَارَتْ فَوْقَهُمْ مِثْلَ أَوْكَاف الْبُيُوتِ، قَالَ: وأَصل الوَكَف فِي اللُّغَةِ المَيْل والجَوْرُ. والوَكَف، بِالتَّحْرِيكِ: الإِثم، وَقِيلَ: الْعَيْبُ والنقْص. وَقَدْ وَكِفَ الرَّجُلُ يَوْكَفُ وَكَفاً إِذَا أَثِمَ. وَقَدْ وَكِفَ يَوْكَفُ وأَوْكَفَه: أَوقعه فِي إثْم. وَيُقَالُ: مَا عَلَيْكَ فِي هَذَا وَكَفٌ. والوَكَفُ: الْعَيْبُ؛ أَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِعَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَيُقَالُ لِقَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ: الحَافِظُو عَوْرَةِ العشيرةِ، لَا يَأْتيهِمُ ... مِنْ ورائهمْ وَكَفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ أَن يَكُونَ الوَكَف بِمَعْنَى الإِثم، وَقَالَ: هُوَ بِمَعْنَى العَيْب فَقَطْ. وَلَيْسَ فِي هَذَا الأَمر وَكْف وَلَا وَكَف أَي فَسَادٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: ليَخْرُجَنَّ ناسٌ مِنْ قُبورهم فِي صُورَةِ «1» القِرَدة بِمَا داهَنُوا أَهل الْمَعَاصِيَ ثُمَّ وَكَفُوا عَنْ عِلْمهم وَهُمْ يَستطيعون ؛ قَالَ الزَّجَاجُ: وَكَفُوا عَنْ عِلمهم أَي قصَّروا عَنْهُ ونقَصُوا. يُقَالُ: عَلَيْكَ فِي هَذَا الأَمر وَكَف أَي نقص. ويقال: ليس عَلَيْكَ فِي هَذَا الأَمر وَكَف أَي لَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ مَكْرُوهٌ وَلَا نَقْصٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: البَخيل فِي غَيْرِ وَكَفٍ ؛ الوَكَفُ: الْوُقُوعُ فِي المأْثَم وَالْعَيْبِ. وَفِي عَقْلِهِ ورأْيِه وَكَفٌ أَي فَسَادٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ إِنِّي لأَخشى عَلَيْكَ وَكَفَ فُلَانٌ أَي

_ (1). قوله [في صورة] في النهاية: على صورة.

جَوْرَه ومَيْله؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بكَ يَعْتَلي وَكَفَ الأُمُور، ... ويَحْمِلُ الأَثْقالَ حامِلْ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الوَكَفُ الثِّقلُ والشدَّةُ. وَقَالَتِ الكِلابية: يُقَالُ فُلَانٌ عَلَى وَكَفٍ مِنْ حَاجَتِهِ إِذَا كَانَ لَا يَدْرِي عَلَى مَا هُوَ مِنْهَا، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا لَيْسَ بِخَارِجٍ مِمَّا جَاءَ مفسَّراً فِي الْحَدِيثِ لأَن التَّكَفِّيَ «2» هُوَ المَيْل. والوَكَفُ مِنَ الأَرض: مَا انْهَبَطَ عَنِ الْمُرْتَفَعِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا: يَعْلو الدَّكاديكَ ويَعْلُو الوَكَفا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ سَفْح الْجَبَلِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمَكَانُ الغَمْضُ فِي أَصل شَرف. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَكَفُ مِنَ الأَرض القِنْع يتَّسع وَهُوَ جَلَد طِينٍ وَحَصَى، وَجَمْعُهُ أَوْكَاف. وتَوَكَّفَ الأَثَر: تتبَّعه. والتَّوَكُّف: التوقُّع وَالِانْتِظَارُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَيْرٍ: أَهلُ الْقُبُورِ يَتَوَكَّفُون الأَخْبار أَي يَنْتَظِرُونَهَا ويسأَلون عَنْهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي يَتَوَقَّعُونَهَا، فَإِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ سأَلوه: مَا فَعَلَ فُلَانٌ وَمَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ يُقَالُ: هُوَ يَتَوَكَّفُ الْخَبَرَ أَي يتوقَّعه. وَتَقُولُ: مَا زِلْتُ أَتَوَكَّفُه حَتَّى لقِيته. وَيُقَالُ: وَاكَفْت الرَّجُلَ مُوَاكَفَةً فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا إِذَا واجَهْتَه وعارَضْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَتَّى مَا يُوَاكِفْها ابْنُ أُنْثَى، رَمَتْ بِهِ ... مَعَ الجَيْشِ يَبْغِيها المَغانِمَ، تَنْكُلُ «3» وتَوَكَّفَ عيالَه وحشَمه: تعهَّدهم، وَهُوَ يَتَوَكَّفُهم: يتعهَّدهم وَيَنْظُرُ فِي أُمورهم. والوُكَاف والوِكَاف والأُكَاف والإِكَاف: يَكُونُ لِلْبَعِيرِ وَالْحِمَارِ وَالْبَغْلِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ وَكَانَ رُؤْبَةُ يَنْشُدُ: كالكَوْدَن المَشدُودِ بِالْوِكَافِ وَالْجَمْعُ وُكُف؛ وأَوْكَفَ الدابةَ، حِجازيّة. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ آكَفْت الْبَغْلَ وأَوْكَفْته. ووَكَّفَ الدابةَ: وَضَعَ عَلَيْهَا الْوِكَافَ. ووَكَّفَ وَكَافًا: عَمَلُهُ، اللِّحْيَانِيُّ: أَوْكَفْت الْبَغْلَ أُوكِفُه إِيكَافاً، وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ وتميم، تَقُولُ: آكَفْتُهُ أُوكِفُه إِيكَافاً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَكَّفْته تَوْكِيفاً وأَكَّفْته تَأْكِيفاً، وَالِاسْمُ الْوِكَافُ والإِكاف. وَلَفَّ: الوَلْف والوِلافُ والوَلِيفُ: ضَرْب مِنَ العَدْو، وَهُوَ أَن تَقَعَ الْقَوَائِمُ مَعًا، وَكَذَلِكَ أَن تَجِيءَ الْقَوَائِمُ مَعًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ووَلَّى بِإِجْرِيّا وِلافٍ كأَنه، ... عَلَى الشَّرف الأَقصَى، يُساطُ ويُكْلبُ أَي مُؤتَلِفةٌ. والإِجْرِيّا: الجَرْيُ وَالْعَادَةُ بِمَا يأْخذ بِهِ نفسَه فِيهِ، ويُساط: يَضْرِبُ بِالسَّوْطِ، ويُكلبُ: يَضْرِبُ بالكُّلَّاب وَهُوَ المِهْماز. ووَلَفَ الفرسُ يَلِفُ وَلْفاً ووَلِيفاً: وَهُوَ ضَرْب مِنْ عَدوه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ويَومَ رَكْضِ الْغَارَةِ الوِلافِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد بالوِلافِ الاعْتزاء والاتِّصال؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَأَنَّ عَلَى مَعْنَاهُ فِي الأَصل إِلَافًا فصيَّر الْهَمْزَةَ وَاوًا؛ وكلُّ شَيْءٍ غطَّى شَيْئًا وأَلبَسه فَهُوَ مُولِفٌ لَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَصَارَ رَقْراقُ السَّرابِ مُولِفا لأَنه غطَّى الأَرض. الْجَوْهَرِيُّ: الوِلافُ مِثْلُ الإِلاف، وَهُوَ المُوالَفَةُ. وبَرْق وِلاف وإلاف

_ (2). قوله التكفي: هكذا في الأَصل ولعلها الوَكْف. (3). قوله [تنكل] كذا في الأصل بالنون، وفي شرح القاموس: بثاء مثلثة.

فصل الياء المثناة تحتها

إِذَا بَرَقَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَخْطَف خَطْفَتين فِي وَاحِدَةٍ وَلَا يَكَادُ يُخلف، وَزَعَمُوا أَنه أَصدَقُ المُخِيلةِ؛ وَإِيَّاهُ عنَى يعقوبُ بِقَوْلِهِ الوِلاف والإِلاف قَالَ: وَهُوَ مِمَّا يُقَالُ بِالْوَاوِ وَالْهَمْزَةِ، وبَرق وَلِيفٌ: كوِلاف. الأَصمعي: إِذَا تتابَع لَمَعانُ الْبَرْقِ فَهُوَ وَلِيف ووِلافٌ وَقَدْ وَلَفَ يَلِفُ وَلِيفاً، وَهُوَ مُخِيل لِلْمَطَرِ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَا يَكَادُ يُخْلِف. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الوَلِيفُ أَن يَلْمَعَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ؛ قال صخر الغيّ: لبما بَعُدَ شَتات النَّوَى، ... وَقَدْ بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيفا «1» وأَخْيَلْتُ الْبَرْقَ أَي رأَيته مُخِيلًا. وَبَرْقٌ وَلِيف أَي مُتتابع. وتَوَالَفَ الشَّيْءُ مُوَالَفَةً ووِلافاً، نَادِرٌ ائْتَلَفَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَلَيْسَ مِنْ لفظه. وَهَفَ: الوَهْفُ مِثْلُ الوَرْفِ: وَهُوَ اهْتِزَازُ النَّبْتِ وَشِدَّةُ خُضرته. وَهَفَ النبتُ يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيفاً: اخْضَرَّ وأَورق وَاهْتَزَّ مِثْلَ ورَف ورْفاً. يُقَالُ: يَهِفُ ويَرِفُ وَهِيفاً ووَرِيفاً. وأَوْهَفَ لَكَ الشَّيْءُ: أَشرفَ وسُنَّته الوِهَافَة [الوَهَافَة] «2». وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَا يُزالَنّ وَاهِفٌ عَنْ وِهَافَتِه. وَفِي كِتَابِ أَهل نَجْرانَ: لَا يُمْنع وَاهِف عَنْ وَهْفِيَّتِه، وَيُرْوَى وَهَافَته ووِهافته. قَالَ: الوَاهِفُ فِي الأَصل قيِّم البِيعةِ، وَيُرْوَى وافِهٌ عَنْ وَفْهِيَّته ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: مَا يُوهِفُ لَهُ شَيْءٌ إلَّا أَخذه أَي مَا يَرْتَفِعُ لَهُ شَيْءٌ إِلَّا أَخذه. وَكَذَلِكَ مَا يُطِفُّ لَهُ شَيْءٌ وَمَا يُشْرِف إِيهَافًا وَإِشْرَافًا. وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ أَنه قَالَ فِي كَلَامٍ: كُلَّمَا وَهَفَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا أَخذوه ؛ مَعْنَاهُ كُلَّمَا بَدَا لَهُمْ وعرَض. وَقَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَكَانِ: يُقَالُ وَهَفَ الشَّيْءُ يَهِفُ وَهْفاً إِذَا طارَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: سَائِلَةُ الأَصْداغ يَهْفو طاقُها أَي يَطِيرُ كِسَاؤُهَا، وَمِنْهُ قِيلَ للزَّلة هَفْوة، وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ فِي تَرْجَمَةٍ هَفَا. المفضَّل: الوَاهِف قيِّم البِيعة، وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ فِي صِفَةِ أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قلَّده رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهْف الأَمانةِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَهْف الدِّين ، أَي قلَّده القِيامَ بشرَف الدِّين بَعْدَهُ، كأَنما عنَتْ أَمرَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إِيَّاهُ أَن يصليَ بِالنَّاسِ فِي مرَضه، وَقِيلَ: وَهْفُ الأَمانة ثِقَلُها. ووَهْفٌ وهَفْو: وَهُوَ المَيْل مِنْ حَقٍّ إِلَى ضعْف، قَالَ: وَكِلَا الأَمرين مَدْحٌ لأَبي بَكْرٍ: أَحدهما الْقِيَامُ بالأَمر، وَالْآخَرُ رَدُّ الضَّعْفِ إِلَى قوّة الحق. فصل الياء المثناة تحتها يَرِفَ: يَرْفأ: حَيٌّ مِنَ العَرب. ويَرْفأ أَيضاً: غُلَامٌ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهِ أَعلم.

_ (1). قوله [لبما بعد] كذا بالنسخ على هذه الصورة، وأما الأصل المعول عليه ففيه أكل أرضة. (2). قوله [وسنته الوهافة] كذا بالأصل، ولعل هذه الجملة مقدمة من تأخير وحق التركيب: الوَاهِف، فِي الْأَصْلِ، قَيِّمُ البيعة وسنته الوهافة أي طريقته خدمة البيعة والقيام بأمرها.

ق

الجزء العاشر ق حرف القاف ق: التَّهْذِيبِ: الْقَافُ وَالْكَافُ لهَوِيَّتان. وَقَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: تأْليفهما مَعْقُومٌ فِي بناءِ الْعَرَبِيَّةِ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا إلَّا أَن تجيءَ كَلِمَةٌ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ معرَّبة، وَالْقَافُ أَحد الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ، وَمَخْرَجُ الْجِيمِ وَالْقَافِ وَالْكَافِ بَيْنَ عَكَدة اللِّسَانِ وَبَيْنَ اللَّهاة فِي أَقصى الْفَمِ، وَالْقَافُ وَالْجِيمُ كَيْفَ قُلِبَتَا لَمْ يَحْسُنْ تأْليفهما إلَّا بِفَصْلٍ لَازِمٍ، وَقَدْ جاءَت كَلِمَاتٌ معرَّبات فِي الْعَرَبِيَّةِ لَيْسَتْ مِنْهَا، وَسَيَأْتِي ذَلِكَ فِي مَكَانِهِ. التَّهْذِيبِ: وَالْعَيْنُ وَالْقَافُ لَا تَدْخُلَانِ عَلَى بناءٍ إلَّا حسَّنتاه لأَنهما أَطلق الْحُرُوفِ، أَما الْعَيْنُ فأَنصع الْحُرُوفِ جَرْساً وأَلذها سَمَاعًا، وأَما الْقَافُ فأَمتن الْحُرُوفِ وأَصحها جَرْسًا، فَإِذَا كَانَتَا أَو إِحْدَاهُمَا فِي بناءٍ حسُن لنَصاعتهما، فَإِنْ كَانَ البناءُ اسْمًا لَزِمَتْهُ السِّينُ وَالدَّالُ مَعَ لزوم العين والقاف. فصل الألف أبق: الإِباقُ: هرَبُ الْعَبِيدِ وذَهابهم مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا كدِّ عَمَلٍ، قَالَ: وَهَذَا الْحُكْمُ فِيهِ أَن يُردّ، فَإِذَا كَانَ مِنْ كَدِّ عَمَلٍ أَو خَوْفٍ لَمْ يُرَدَّ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: كَانَ يَرُدُّ العبدَ مِنَ الإِباق الباتِ أَيِ الْقَاطِعِ الَّذِي لَا شُبهة فِيهِ. وَقَدْ أَبَقَ أَيْ هربَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَبْدًا لِابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَبَق فلحِق بِالرُّومِ. ابْنُ سِيدَهْ: أَبَقَ يَأْبِق ويأْبُق أَبْقاً وَإِبَاقًا، فَهُوَ آبِقٌ، وَجَمْعُهُ أُبَّاقٌ. وأَبَقَ وتأَبَّقَ: اسْتَخْفَى ثُمَّ ذَهَبَ؛ قَالَ الأَعشى: فَذَاكَ وَلَمْ يَعْجِزْ مِنَ الموتِ رَبُّه، ... ولكنْ أَتاه الموتُ لَا يتَأَبَّقُ الأَزهري: الإِباقُ هرَبُ الْعَبْدِ مِنْ سَيِّدِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي يُونُسَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حِينَ نَدَّ فِي الأَرض مُغاضِباً لِقَوْمِهِ: إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . وتأَبَّق: استترَ، وَيُقَالُ احْتَبَسَ؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَنَّ ابْنَ الأَعرابي أَنشده: أَلا قالتْ بَهانِ وَلَمْ تأَبَّقْ: ... كَبِرْتَ وَلَا يَلِيقُ بِكَ النَّعيمُ قَالَ: لَمْ تأَبَّق إِذَا لَمْ تأَثَّم مِنْ مَقَالَتِهَا، وَقِيلَ: لَمْ تأَبَّق لَمْ تأْنَف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لعامر بْنِ كَعْبِ

بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: وَلَا يَلِيطُ، بِالطَّاءِ، وَكَذَلِكَ أَنشده أَبو زَيْدٍ؛ وَبَعْدَهُ: بَنُون وهَجْمةٌ كأَشاء بُسٍّ، ... صَفايا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سأَلت الأَصمعي عَنْ قَوْلِهِ وَلَمْ تأَبَّق فَقَالَ: لَا أَعرفه؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَمْ تأَبَّق لَمْ تَبْعُدْ مأْخوذ مِنَ الإِباق، وَقِيلَ لَمْ تستخفِ أَي قَالَتْ عَلَانِيَةً. والتأَبُّق: التَّوَارِي، وَكَانَ الأَصمعي يَرْوِيهِ: أَلا قالتْ حَذامِ وجارَتاها وتأَبَّقت النَّاقَةُ: حبَست لَبَنَهَا. والأَبَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: القِنَّب، وَقِيلَ: قِشْرُهُ، وَقِيلَ: الْحَبْلُ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: القائدَ الخيلِ مَنْكُوباً دوابرُها، ... قَدْ أُحْكِمَت حَكماتِ القِدِّ والأَبَقا والأَبَقُ: الكتَّان؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَبَّاق: رَجُلٌ مِنْ رُجَّازهم، وَهُوَ يُكَنَّى أَبا قَرِيبَةَ. أرق: الأَرَقُ: السَّهَرُ. وَقَدْ أَرِقْت، بِالْكَسْرِ، أَي سَهِرْت، وَكَذَلِكَ ائتَرَقْت عَلَى افْتَعَلْت، فأَنا أَرِقٌ. التَّهْذِيبُ: الأَرَقُ ذَهَابُ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: ذَهَابُ النَّوْمِ لِعِلَّةٍ. يُقَالُ: أَرِقْت آرَقُ. وَيُقَالُ: أَرِقَ أَرَقاً، فَهُوَ أَرِقٌ وآرِقٌ وأَرُقٌ وأُرُقٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فبِتُّ بليلِ الآرِقِ المُتَمَلِّلِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ عَادَتَهُ فَبِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ لَا غَيْرُ. وَقَدْ أَرَّقه كَذَا وَكَذَا تأْريقاً، فَهُوَ مؤَرَّق، أَي أَسهَره؛ قَالَ: مَتَّى أَنامُ لَا يُؤَرِّقْني الكَرى قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَزَمَهُ لأَنه فِي مَعْنَى إِنْ يَكُنْ لِي نَوْمٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الْحَالِ لا يؤَرقني الكرى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا يَدُلُّكَ مِنْ مَذَاهِبِ الْعَرَبِ عَلَى أنَّ الإِشمام يقرُب مِنَ السُّكُونِ وأَنه دُونَ رَوْم الْحَرَكَةِ، قَالَ: وَذَلِكَ لأَن الشعر من الرجز ووزنه: مَتَى أَنا: مَفَاعِلُنْ، مُ لَا يُؤَرْ: مَفَاعِلُنْ، رقْني الْكَرَى: مُسْتَفْعِلُنْ؛ وَالْقَافُ مِنْ يؤَرقني بِإِزَاءِ السِّينِ مِنْ مستفعلن، والسين كما ترى سَاكِنَةٌ؛ قَالَ: وَلَوِ اعْتَدَدْتَ بِمَا فِي الْقَافِ مِنَ الإِشمام حَرَكَةَ لَصَارَ الْجُزْءُ إِلَى مُتَفَاعِلُنْ، وَالرَّجَزُ لَيْسَ فِيهِ مُتَفَاعِلُنْ إِنَّمَا يأْتي فِي الْكَامِلِ، قَالَ: فَهَذِهِ دَلَالَةٌ قَاطِعَةٌ عَلَى أَن حَرَكَةَ الإِشمام لِضِعْفِهَا غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهَا، وَالْحَرْفُ الَّذِي هِيَ فِيهِ سَاكِنٌ أَو كَالسَّاكِنِ، وأَنها أَقل فِي النِّسْبَةِ وَالزِّنَةِ مِنَ الْحَرَكَةِ المُخفاة فِي هَمْزَةٍ بَيْنَ بَيْنَ وَغَيْرِهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يُشمُّها الرَّفْعَ كأَنه قَالَ غَيْرُ مؤَرَّق، وأَراد الكَرِيّ فَحَذَفَ إِحْدَى الياءَين. والأَرْقانُ والأَرَقانُ والإِرْقانُ: داءٌ يُصيب الزَّرْعَ وَالنَّخْلَ؛ قَالَ: ويَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، ... كأَنَّ فِي رَيْطَتَيْه نَضْحَ إرْقانِ وَقَدْ أَرقَ؛ وَمَنْ جَعَلَ هَمْزَتَهُ بَدَلًا فَحُكْمُهُ الْيَاءُ، وزَرْع مأْرُوق ومَيْرُوق وَنَخْلَةٌ مأْرُوقة. واليرَقانُ والأَرَقان أَيضاً: آفَةٌ تُصيب الإِنسان يُصِيبه مِنْهَا الصُّفار فِي جَسَدِهِ. الصِّحَاحُ: الأَرَقانُ لُغَةٌ فِي اليرَقان وَهُوَ آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ وداءٌ يُصِيبُ النَّاسَ. والإِرْقانُ: شَجَرٌ بِعَيْنِهِ وَقَدْ فُسِّر بِهِ الْبَيْتُ.

وَقَوْلُهُمْ: جاءَنا بأُمِّ الرُّبَيْق عَلَى أُرَيْقٍ تَعْنِي بِهِ الدَّاهيَة؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصله مِنَ الحيَّات؛ قَالَ الأَصمعي: تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنه مِنْ قَوْلِ رَجُلٍ رأَى الْغُولَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حقُّ أُريق أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ وَرِقَ لأَنه تَصْغِيرُ أَورق تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ كَقَوْلِهِمْ فِي أَسود سُويد، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَن أَصل الأُريق مِنَ الْحَيَّاتِ، كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، قَوْلُ الْعَجَّاجِ: وَقَدْ رَأَى دُونيَ مِنْ تَهَجُّمِي ... أُمَّ الرُّبَيْقِ والأُرَيْقِ الأَزْنَمِ «3» . بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ الأَزنم وَهُوَ الَّذِي لَهُ زَنَمة مِنَ الحيَّات. وأُراقُ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كأَنَّ عَلَى الجِمالِ، أَوانَ حُفَّتْ، ... هَجائنَ مِنْ نعاجِ أُراقَ عِينا أزق: الأَزْقُ: الأَزْلُ وَهُوَ الضَّيِّقُ فِي الْحَرْبِ، أَزَق يأْزِقُ: أَزْقاً. والمَأْزِق: الْمَوْضِعُ الضيِّق الَّذِي يَقْتَتِلُونَ فِيهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ مَأْزِق الْعَيْشِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ مَوْضِعُ الْحَرْبِ مَأْزِقاً، وَالْجَمْعُ المَآزِق، مفْعِل مِنَ الأَزْق. الْفَرَّاءُ: تأَزَّق صَدْرِي وتَأَزَّل أَي ضاق. أسق: المِئْساق: الطَّائِرُ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا طَارَ. استبرق: قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ، قَالَ: هُوَ الدِّيباج الصَّفِيقُ الْغَلِيظُ الحسَن، قَالَ: وَهُوَ اسْمٌ أَعجمي أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ اسْتَقْره وَنُقِلَ مِنَ الْعَجَمِيَّةِ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ كَمَا سُمي الدِّيباجُ وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَا غلُظ مِنَ الْحَرِيرِ والإِبْرَيْسَم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي الْبَاءِ مِنَ الْقَافِ فِي بَرَقَ عَلَى أَن الْهَمْزَةَ وَالتَّاءَ وَالسِّينَ مِنَ الزَّوَائِدِ، وَذَكَرَهَا أَيضاً فِي السِّينِ وَالرَّاءِ، وَذَكَرَهَا الأَزهري فِي خُمَاسِيِّ الْقَافِ عَلَى أَن هَمْزَتَهَا وَحْدَهَا زَائِدَةٌ، وَقَالَ: إِنَّهَا وأَمثالَها مِنَ الأَلفاظ حُرُوفٌ غَرِيبَةٌ وَقَعَ فِيهَا وِفاق بَيْنَ الْعَجَمِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ، وَقَالَ: هَذَا عندي هو الصواب. أشق: الأُشَّق: دَوَاءٌ كَالصَّمْغِ وَهُوَ الأُشَّج، دَخِيلٌ فِي العربية. أفق: الأُفْق والأُفُق مِثْلُ عُسْر وعسُر: مَا ظَهَرَ مِنْ نَوَاحِي الفَلَك وأَطراف الأَرض، وَكَذَلِكَ آفَاقُ السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا، وَكَذَلِكَ أُفْق الْبَيْتِ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب نَوَاحِيهِ مَا دُونَ سَمْكه، وَجَمْعُهُ آفَاقُ، وَقِيلَ: مَهابُّ الرِّيَاحِ الأَربعة: الجَنُوب والشَّمال والدَّبور والصَّبا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ نُرِي أَهل مَكَّةَ كَيْفَ يُفتح عَلَى أَهل الْآفَاقِ ومَن قرُب مِنْهُمْ أَيضاً. وَرَجُلٌ أُفُقِيّ وأَفَقِيّ: مَنْسُوبٌ إِلَى الْآفَاقِ أَو إِلَى الأُفُق، الأَخيرة مِنْ شَاذِ النَّسَبِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ أَفَقِيّ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْفَاءِ، إِذَا كَانَ مِنْ آفَاقِ الأَرض أَي نَوَاحِيهَا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ أُفُقي، بِضَمِّهِمَا، وَهُوَ القياس؛ قال الكميت: الفاتِقُون الراتِقُون ... الآفِقُون عَلَى المعاشِرْ وَيُقَالُ: تأَفَّق بِنَا إِذَا جَاءَنَا مِنْ أُفُق؛ وَقَالَ أَبو وَجْزة: أَلا طَرَقَتْ سُعْدَى فكيْف تأَفَّقَتْ ... بِنَا، وَهِيَ مَيْسانُ اللَّيالي كَسُولُها؟

_ (3). قوله [تهجمي] كذا بالأَصل وشرح القاموس، ولعله: تجهمي بتقديم الجيم

قالوا: تأَفَّقت بِنَا أَلمَّت بِنَا وأَتَتْنا. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ حِينَ وَصَفَ أَخاه فَقَالَ: صَفّاقٌ أَفّاق ؛ قوله أَفَّاق أَي يَضْرِبُ فِي آفَاقِ الأَرض أَي نَوَاحِيهَا مُكْتَسِباً؛ وَمِنْهُ شِعْرُ الْعَبَّاسِ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأَنتَ لمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَرضُ، ... وضاءتْ بنُورِكَ الأُفُقُ وأَنَّث الأُفق ذِهَابًا إِلَى النَّاحِيَةِ كَمَا أَنث جَرِيرٌ السُّورَ فِي قَوْلِهِ: لَمَّا أَتى خَبَرُ الزُّبَيْرِ، تَضَعْضَعَتْ ... سُور المَدينةِ، والجبالُ الخُشَّعُ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الأُفُقُ وَاحِدًا وَجَمْعًا كالفُلْك؛ وَضَاءَتْ: لُغَةٌ فِي أَضاءت. وَقَعَدَتْ عَلَى أَفَق الطَّرِيقِ أَي عَلَى وَجْهِهِ، وَالْجَمْعُ آفَاقٌ. وأَفَق يأْفِق: رَكِبَ رأْسَه فِي الْآفَاقِ. والأُفُق: مَا بَيْنَ الزِّرَّيْنِ المقدَّمين فِي رُواق الْبَيْتِ. والآفِق، عَلَى فَاعِلٍ: الَّذِي قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الْعِلْمِ وَالْكَرَمِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخَيْرِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَفِق، بِالْكَسْرِ، يأْفَقُ أَفَقاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ القَزّاز أَنّ الآفِق فِعْلُهُ أَفَق يأْفِق، وَكَذَا حُكِيَ عَنْ كُرَاعٍ، وَاسْتَدَلَّ الْقَزَّازُ عَلَى أَنه آفِق عَلَى زِنَةِ فاعِل بِكَوْنِ فِعْلِهِ عَلَى فَعَلَ؛ وأَنشد أَبو زِيَادٍ شَاهِدًا عَلَى آفِقٍ بِالْمَدِّ لِسِرَاجِ بْنِ قُرَّةَ الْكِلَابِيِّ: وَهِيَ تَصَدَّى لِرِفَلٍّ آفِقِ، ... ضَخْمِ الحُدولِ بائنِ المَرافِقِ وأَنشد غَيْرُهُ لأَبي النَّجْمِ: بَيْنَ أَبٍ ضَخْمٍ وخالٍ آفِقِ، ... بَيْنَ المُصَلّي والجَوادِ السابِقِ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: تَعْرِفُ، فِي أَوْجُهِها البَشائرِ، ... آسانَ كلِّ آفِقٍ مُشاجِرِ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: أَفِق مُشاجر بِالْقَصْرِ، لا غير، قال: والأَبيات الْمُتَقَدِّمَةُ تَشْهَدُ بِفَسَادِ قَوْلِهِ. وأَفَقَ يأْفِق أَفْقاً: غلَب يغلِب. وأَفَق عَلَى أَصحابه يأْفِق أَفْقاً: أَفضلَ عَلَيْهِمْ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وَلَا المَلِكُ النُّعْمانُ، يومَ لَقِيتُه ... بغِبْطَتِه، يُعْطِي القُطوطَ ويأْفِقُ أَراد بالقُطوط كُتُبَ الْجَوَائِزِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يُفْضِل، وَقِيلَ: يأْخذ مِنَ الْآفَاقِ. وَيُقَالُ: أَفَقَه يأْفِقُه إِذَا سبَقَه فِي الْفَضْلِ. وَيُقَالُ: أَفَقَ فُلَانٌ إِذَا ذَهَبَ فِي الأَرض، وأَفَق فِي العَطاء أَي فَضَّل وأَعطى بَعْضًا أَكثر مِنْ بَعْضٍ. الأَصمعي: بَعِيرٌ آفِق وَفَرَسٌ آفِق إِذَا كَانَ رَائِعًا كَرِيمًا وَالْبَعِيرُ عَتِيقًا كَرِيمًا. وَفَرَسٌ آفِق قُوبِل مِنْ آفِق وآفِقة إِذَا كَانَ كَرِيمَ الطَّرَفَيْنِ. وَفَرَسٌ أُفُقٌ، بِالضَّمِّ: رَائِعٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ قِنْعاس: وكنتُ إِذَا أَرَى زِفّاً مَرِيضًا ... يُناحُ عَلَى جَنازَتِهِ، بَكَيْتُ «1». أُرَجِّلُ جُمَّتي وأَجُرُّ ثَوْبِي، ... وتَحْمِلُ بِزَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ والأَفِيقُ: الْجِلْدُ الَّذِي لَمْ يُدبغ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وقيل:

_ (1). قوله [زفاً] كذا في الأَصل مضبوطاً بزاي مكسورة وفاء ومثله في شرح القاموس

هُوَ الَّذِي لَمْ تَتِمَّ دِباغته. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ أَفيق ؛ قَالَ: هُوَ الْجِلْدُ الَّذِي لَمْ يَتِمَّ دِباغُه، وَقِيلَ: هُوَ مَا دُبِغ بِغَيْرِ القَرظ مِنْ أَدْبِغة أَهل نَجْدٍ مِثْلُ الأَرْطى والحُلَّبِ والقَرْنُوة والعِرْنةِ وأَشياء غَيْرِهَا، فَالَّتِي تُدْبَغُ بِهَذِهِ الأَدْبِغة فَهِيَ أَفَقٌ حَتَّى تُقدّ فيُتَّخذ مِنْهَا مَا يُتَّخَذُ. وَفِي حَدِيثِ غَزْوان: فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرَيْتُ أَفِيقةً أَي سِقاء مِنْ أَدَم، وأَنثه عَلَى تأْويل الْقِرْبَةِ والشَّنّة، وَقِيلَ: الأَفِيق الأَديم حِينَ يَخْرُجُ مِنَ الدِّباغ مَفْرُوغًا مِنْهُ وَفِيهِ رَائِحَتُهُ، وَقِيلَ: أَوّل مَا يَكُونُ مِنَ الْجِلْدِ فِي الدَّبَّاغِ فَهُوَ مَنِيئة ثُمَّ أَفِيق ثُمَّ يَكُونُ أَديماً، وَالْمَنِيئَةُ: الْجِلْدُ أَول مَا يُدْبَغُ ثُمَّ هُوَ أَفيق، وَقَدْ مَنَأْته وأَفَقْته، وَالْجَمْعُ أَفَق مِثْلُ أَدِيم وأَدَم. والأَفَقُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ لأَن فَعِيلًا لَا يُكَسَّرُ عَلَى فعَل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى ثَعْلَبًا قَدْ حَكَى فِي الأَفِيق الأَفِقَ عَلَى مِثَالِ النَّبِق وَفَسَّرَهُ بِالْجِلْدِ الذي لم يدبغ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَا يُقَالُ فِي جَمْعِهِ أُفُق البَتّةَ وَإِنَّمَا هُوَ الأَفَقُ، بِالْفَتْحِ، فأَفِيق عَلَى هَذَا لَهُ اسْمُ جَمْعٍ وَلَيْسَ لَهُ جَمْعٌ؛ وأَفَق الأَدِيمَ يأْفِقه أَفْقاً: دَبَغَهُ إِلَى أَن صَارَ أَفيقاً. الأَصمعي: يُقَالُ للأَديم إِذَا دُبِغَ قَبْلَ أَن يُخرز أَفيق، وَالْجَمْعُ آفِقة مِثْلُ أَدِيم وآدِمة وَرَغِيفٍ وأَرغفة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والأَفِيق مِنَ الإِنسان وَمِنْ كُلِّ بَهِيمَةٍ جِلْدُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَشْقَى بِهِ صَفْحُ الفَرِيصِ والأَفَقْ وأَفَقُ الطَّرِيقِ: سَنَنُه. والأَفَقةُ: المَرقةُ مِنْ مَرَق الإِهاب. والأَفقة: الْخَاصِرَةُ، وَجَمْعُهَا أَفَق؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الآفِقة مِثْلُ فَاعِلَةٍ. وأُفاقةُ: مَوْضِعٌ ذَكَرَهُ لَبِيَدٌ فَقَالَ: وشَهِدْتُ أَنْجِيَةَ الأُفاقةِ عالِياً ... كَعْبي، وأَرْدافُ المُلوكِ شُهودُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْجَعْدِيِّ: ونحنُ رَهَنَّا بالأُفاقةِ عامِراً، ... بِمَا كَانَ فِي الدِّرْداء رَهْناً فأُبْسِلا وَقَالَ العَوّامُ بْنُ شَوْذَب: «1». قَبَحَ الإِلَهُ عِصابةً مِنْ وائلٍ يومَ ... الأُفاقةِ أَسْلَمُوا بِسْطاما ألق: الأَلْقُ والأُلاقُ والأَوْلَقُ: الجُنُون، وَهُوَ فَوْعل، وَقَدْ أَلَقَه اللهُ يأْلِقُه أَلْقاً. وَرَجُلٌ مأْلُوق ومُأَوْلَقٌ عَلَى مِثَالِ مُعَوْلَقٍ مِنَ الأَوْلَق؛ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: أَنشدني أَبو عُبَيْدَةَ: كأَنَّما بِي مِن أَرَانِي أَوْلَقُ وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ: مُأَوْلَق، عَلَى وَزْنِ مُفَوْعل؛ وقال الشَّاعِرُ: ومُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيّةَ رأْسِه، ... فتركْتُه ذَفِراً كريحِ الجَوْرَبِ هُوَ لِنَافِعِ بْنِ لَقِيط الأَسدي، أَي هَجْوتُه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الأَولق أَفعل لأَنه يُقَالُ أُلِق الرجلُ فَهُوَ مَأْلُوق عَلَى مَفعول؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قولُ الْجَوْهَرِيِّ هَذَا وهَم مِنْهُ، وَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ وَلَق الرجلُ يَلِقُ، وأَما أُلِقَ فَهُوَ يَشْهَدُ بِكَوْنِ الْهَمْزَةِ أَصلًا لَا زَائِدَةً. أَبو زَيْدٍ: امرأَة أَلَقى، بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ وَهِيَ السَّرِيعَةُ الوَثْبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قول الشاعر:

_ (1). قوله [العوام بن شوذب] كذا في الأَصل وشرح القاموس؛ وعبارة ياقوت: العوام أخو الحرث بن همام

ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْنِ، ... مُحْرَفةُ الساقِ، ظَمْأَى القَدَمْ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: شَمَرْدَل غَيْر هُراء مِئْلَق قَالَ: المِئلَق مِنَ المأْلُوق وَهُوَ الأَحمق أَو المَعْتُوه. وأُلِقَ الرَّجُلُ يُؤْلَق أَلْقاً، فَهُوَ مأْلوق إِذَا أَخذه الأَوْلَق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الأَوْلق الْجُنُونُ قَوْلُ الأَعشى: وتُصْبِح عَنْ غِبِّ السُّرى وكأَنّها ... أَلَمَّ بِهَا، مِنْ طائِف الجِنِّ، أَوْلَقُ وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ يَهْجُو وَلَدَ يَعْصُر وَهُمْ غَنِيٌّ وباهِلةُ والطُّفاوةُ: أَباهِل، مَا أَدْرِي أَمِنْ لُؤْمِ مَنْصِبي ... أُحِبُّكُمُ، أَم بِي جُنونٌ وأَوْلَقُ؟ والمأْلُوق: اسْمُ فَرَسِ المُحَرِّش «1». بْنِ عَمْرٍو صِفَةٌ غَالِبَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ. والأَولَقُ: الأَحمق. وأَلَقَ البرقُ يأْلِق أَلْقاً وتأَلَّق وائْتلَق يَأْتَلق ائْتلاقاً: لمَعَ وأَضاء؛ الأَول عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ وَقَدْ عَدَّى الأَخير ابْنُ أَحمر فَقَالَ: تُلَفِّفُها بِدِيباجٍ وخَزٍّ ... ليَجْلُوها، فَتَأْتَلِقُ العُيونا وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَدَّاهُ بِإِسْقَاطِ حَرْفٍ أَو لأَنَّ مَعْنَاهُ تَخْتَطِفُ. والائتلاقُ: مِثْلُ التأَلُّق. والإِلَّق: المُتأَلِّق، وَهُوَ عَلَى وَزْنِ إمَّع. وبرقٌ أَلّاق: لَا مَطَرَ فِيهِ. والأَلْقُ: الْكَذِبُ. وأَلَق البرقُ يأْلِقُ أَلْقاً إِذَا كَذَبَ. والإِلاق: الْبَرْقُ الْكَاذِبُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ. وَرَجُلٌ إلاقٌ: خَدَّاعٌ مُتَلَوِّنٌ شُبِّهَ بِالْبَرْقِ الأُلَّق؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ولسْت بِذِي مَلَقٍ كاذِبِ ... إلاقٍ، كَبَرْقٍ مِنَ الخُلَّبِ فَجُعِلَ الكَذوب إِلَاقًا. وَبَرْقٌ أُلَّق: مِثْلُ خُلَّب. والأَلوقةُ: طَعَامٌ يُصلَح بالزُّبد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَدِيثُك أَشْهَى عِنْدَنَا مِنْ أَلُوقةٍ، ... يُعَجِّلها طَيّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ الأَلوقة هُوَ الزُّبْدُ بالرُّطَب، وَفِيهِ لُغَتَانِ أَلُوقة ولُوقة؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ عُذْرة: وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ، ... وإنِّي لِمَنْ عاديتُمُ سَمُّ أَسْوَد ابْنُ سِيدَهْ: والأَلوقة الزُّبْدَةُ؛ وَقِيلَ: الزُّبْدَةُ بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَي بَرِيقها، قَالَ: وَقَدْ تَوَهَّمَ قَوْمٌ أَن الأَلوقة «2». لَمَّا كَانَتْ هِيَ اللُّوقة فِي الْمَعْنَى وَتَقَارَبَتْ حُرُوفُهُمَا مِنْ لَفْظِهِمَا، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، لأَنها لَوْ كَانَتْ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ لَوَجَبَ تَصْحِيحُ عَيْنِهَا إِذْ كَانَتِ الزِّيَادَةُ فِي أَولها مِنْ زِيَادَةِ الْفِعْلِ، وَالْمِثَالُ مِثَالُهُ، فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَن تَكُونَ أَلْوُقَةً، كَمَا قَالُوا فِي أَثْوُب وأَسْوق وأَعْيُن وأَنْيُب بِالصِّحَّةِ ليُفْرق بِذَلِكَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْفِعْلِ. وَرَجُلٌ إلْقٌ: كَذُوب سيِء الخُلُق. وامرأَة إِلْقَةٌ: كَذُوب سَيِّئَةُ الْخُلُقِ. والإِلْقة السِّعْلاة، وَقِيلَ الذِّئْبُ. وامرأَة إلْقةٌ: سَرِيعَةُ الْوَثْبِ. ابْنُ الأَعرابي: يقال للذئب سِلْقٌ

_ (1). قوله [المحرش] بالشين المعجمة، وفي القاموس بالقاف (2). قوله [أن الأَلوقة لما إلخ] كذا بالأَصل، ولعله أن الأَلوقة من لوق لما كانت أي لكونها

وإلْق. قَالَ اللَّيْثُ: الإِلقة تُوصَفُ بِهَا السِّعلاة وَالذِّئْبَةُ والمرأَة الجَريئة لخُبْثهن. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الأَلْس والأَلْقِ ؛ هُوَ الْجُنُونُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَحسَبه أَراد بالأَلْق إِلَّا الأَوْلَقَ وَهُوَ الْجُنُونُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ الْكَذِبَ، وَهُوَ الأَلْق والأَوْلَق، قَالَ: وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: أَلْق وإلْق، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا، ووَلْق، وَالْفِعْلُ مِنَ الأَول أَلَقَ يأْلِقُ، وَمِنَ الثَّانِي ولَقَ يلِقُ. وَيُقَالُ: بِهِ أُلاق وأُلاس، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، أَي جُنُونٌ مِنَ الأَوْلَق والأَلْس. وَيُقَالُ مِنَ الأَلْق الَّذِي هُوَ الْكَذِبُ فِي قَوْلِ الْعَرَبِ: أَلَقَ الرجلُ فَهُوَ يأْلِقُ أَلْقاً فَهُوَ آلِق إِذَا انْبَسَطَ لِسَانُهُ بالكذب؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ مِنَ الوَلْق الْكَذِبِ فأَبدل الْوَاوَ هَمْزَةً، وَقَدْ أَخذه عَلَيْهِ ابْنُ الأَنباري لأَن إِبْدَالَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ الْمَفْتُوحَةِ لَا يُجْعَلُ أَصلًا يُقَاسُ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا يُتَكَلَّمُ بِمَا سُمِعَ مِنْهُ. وَرَجُلٌ إِلَاقٌ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، أَي كَذُوبٌ، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ بَرْقٌ إِلَاقٌ أَي لَا مَطَرَ مَعَهُ. والأَلَّاق أَيضاً: الْكَذَّابُ، وَقَدْ أَلَق يأْلِق أَلْقاً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بِهِ أُلاق وأُلاس مِنَ الأَوْلق والأَلْس، وَهُوَ الْجُنُونُ. والإِلق، بِالْكَسْرِ: الذِّئْبُ، والأُنثى إلْقة، وَجَمْعُهَا إلَقٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا للقِردة إِلَقَةٌ وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ إلْق، وَلَكِنْ قِرْدٌ ورُبّاح؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ المُعتمِر: تبارَكَ اللهُ وسبحانَه، ... مَن بيَدَيهِ النفْعُ والضَّرُّ مَن خَلْقُه فِي رِزْقه كلُّهم: ... الذِّيخُ والثًيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوّ إِذَا مَا عَلا ... فِيهِ، ومَن مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ فِي شاهِقٍ، ... وجَأْبةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيّةُ الصَّمّاء فِي جُحْرِها، ... والتُّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ وهِقْلةٌ تَرْتاعُ مِن ظِلِّها، ... لَهَا عِرارٌ وَلَهَا زَمْرُ تَلْتَهِمُ المَرْوَ عَلَى شَهْوةٍ، ... وحَبُّ شَيْءٍ عِنْدَهَا الجَمْرُ وظَبْيةٌ تخْضِم فِي حَنْظَلٍ، ... وعقربٌ يُعْجِبها التمْرُ وإلْقةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَها، ... والسَّهْلُ والنوْفَلُ والنَّضْرُ أمق: أَمْقُ الْعَيْنِ: كمُؤْقها. أَنَقَ: الأَنَقُ: الإِعْجابُ بِالشَّيْءِ. تَقُولُ: أَنِقْت بِهِ وأَنا آنَق بِهِ أنَقاً وأَنا بِهِ أَنِق: مُعْجَب. وَإِنَّهُ لأَنِيقٌ مُؤَنَّقٌ: لِكُلِّ شَيْءٍ أَعجبَك حُسْنه. وَقَدْ أَنِق بِالشَّيْءِ وأَنِق لَهُ أَنَقاً، فَهُوَ بِهِ أَنِقٌ: أُعْجِبَ. وأَنا بِهِ أَنِق أَيْ مُعْجَب؛ قَالَ: إِنَّ الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ، ... جاءتْ بِهِ عَنْسٌ مِنَ الشامِ تَلِق، لَا أَمِنٌ جَلِيسُه وَلَا أَنِقْ أَي لَا يأْمَنُه وَلَا يأْنَق بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَنِقْت بِالشَّيْءِ أَي أُعْجِبت بِهِ. وَفِي حَدِيثِ قزَعةَ مَوْلَى زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبا سَعِيدٍ يحدِّث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأَربع فآنقَتْني أَي أَعجبتْني؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ أَيْنَقْنَني. وَلَيْسَ بِشَيْءٍ؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: لَا أَيْنَقُ بِحَدِيثِهِ أَي لَا

أُعْجَب، وَهِيَ هَكَذَا تُرْوَى. وآنقَني الشَّيْءُ يُؤْنِقُني إِينَاقًا: أَعجبني. وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: أَنِقْت الشَّيْءَ أَحببْته؛ وَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَوْلُهُمْ: رَوضة أَنيق، فِي مَعْنَى مأْنُوقة أَي مَحْبُوبَةٍ، وَأَمَّا أَنِيقة فَبِمَعْنَى مُؤْنِقة. يُقَالُ: آنقَني الشَّيْءُ فَهُوَ مُؤْنِق وأَنِيق، وَمِثْلُهُ مؤْلم وأَلِيم ومُسمِع وَسَمِيعٌ؛ وَقَالَ: أَمِنْ رَيْحانةَ الدّاعِي السميعُ وَمِثْلُهُ مُبدِع وَبَدِيعٌ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ*؛ ومُكِلٌّ وكَلِيل؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: حَتَّى شَآهَا كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ، ... باتَتْ طِراباً، وباتَ الليلَ لَمْ يَنَمِ والأَنَقُ: حُسْن المَنْظر وإعْجابه إِيَّاكَ. والأَنَقُ: الفرَحُ والسُّرور، وَقَدْ أَنِقَ، بِالْكَسْرِ، يأْنَقُ أَنَقاً. والأَنَقُ: النباتُ الحسَن الْمُعْجَبُ، سمِّي بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَتْ أَعرابية: يَا حَبَّذَا الخَلاء آكلُ أَنَقي وأَلبَس خَلَقي وَقَالَ الرَّاجِزُ: جَاءَ بَنُو عَمِّك رُوّادُ الأَنَقْ وَقِيلَ: الأَنَق اطِّراد الخُضْرة فِي عَيْنَيْكَ لأَنها تُعجِب رَائِيَهَا. وَشَيْءٌ أَنيقٌ: حَسَنٌ مُعجِب. وتأنَّق فِي الأَمر إِذَا عَمِلَهُ بِنِيقةٍ مِثْلَ تَنَوَّقَ، وَلَهُ إناقةٌ وأَناقةٌ ولَباقةٌ. وتأَنَّقَ فِي أُموره: تجوَّد وَجَاءَ فِيهَا بِالْعَجَبِ. وتأَنَّقَ المَكانَ: أعجَبه فعَلِقَه لَا يُفَارِقُهُ. وتأَنَّق فُلَانٌ فِي الرَّوضة إِذَا وَقَعَ فِيهَا مُعْجَبًا بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا وقعتُ فِي آلِ حم وقعتُ فِي رَوْضاتٍ أَتأَنَّقُهنّ ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وقعتُ فِي روْضاتٍ دَمِثاتٍ أَتأَنَّقُ فِيهِنَّ؛ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ أَتأَنق فِيهِنَّ أَتَتبَّع مَحَاسِنَهُنَّ وأُعْجَبُ بِهِنَّ وأَستلذُّ قِرَاءَتَهُنَّ وأَتمتَّعُ بِمَحَاسِنِهِنَّ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: مَنْظَرٌ أَنيق إِذَا كَانَ حَسَنًا مُعْجِبًا، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: مَا مِنْ عاشِية أَشدُّ أَنَقاً وَلَا أَبعدُ شِبَعاً مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ أَي أَشد إِعْجَابًا وَاسْتِحْسَانًا ومحَبَّة ورَغْبة. والعاشِيةُ مِنَ العَشاء: وَهُوَ الأَكل بِاللَّيْلِ. وَمِنْ أَمثالهم: لَيْسَ المُتعلِّق كالمُتأَنِّق؛ مَعْنَاهُ لَيْسَ الْقَانِعُ بالعُلْقة وَهِيَ البُلْغة مِنَ الْعَيْشِ كَالَّذِي لَا يَقْنَع إِلَّا بآنَق الأَشياء وأَعجبها. وَيُقَالُ: هُوَ يتأَنّق أَي يَطلُب آنَق الأَشياء. أَبو زَيْدٍ: أَنِقْت الشَّيْءَ أَنَقاً إِذَا أَحببْته؛ وَتَقُولُ: روْضة أَنِيق وَنَبَاتٌ أَنيق. والأَنُوقُ عَلَى فَعُول: الرَّخَمة، وَقِيلَ: ذَكَرُ الرَّخَمِ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْوقَ الرَّجُلُ إِذَا اصْطَادَ الأَنُوق وَهِيَ الرَّخَمَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوق لأَنها تُحْرِزه فَلَا يَكَادُ يُظْفَر بِهِ لأَن أَوْكارها فِي رؤوس الْجِبَالِ والأَماكن الصعْبة الْبَعِيدَةِ، وَهِيَ تُحمَّق مَعَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ترقَّيتُ إِلَى مَرْقاةٍ يقْصُر دُونَهَا الأَنُوق ؛ هِيَ الرَّخَمَةُ لأَنها تَبِيضُ في رؤُوس الْجِبَالِ والأَماكن الصَّعْبَةِ؛ وَفِي الْمَثَلِ: طَلبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ، فَلَمَّا ... لَمْ يَجِدْهُ، أَرادَ بيضَ الأَنُوقِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ الرَّخَمَةُ الأُنثى وأَن يُعْنَى بِهِ الذَّكَرُ لأَن بَيْضَ الذَّكَرِ مَعْدُومٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُضَافَ الْبَيْضُ إِلَيْهِ لأَنه كَثِيرًا مَا يحضُنها، وَإِنْ كَانَ ذَكَرًا، كَمَا يحضُن الظَّلِيمُ بَيْضَهُ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ أَو أَبو حَيَّة النُّمَيْري:

فَمَا بَيْضةٌ باتَ الظَّلِيمُ يَحُفُّها، ... لَدَى جُؤْجُؤٍ عَبْلٍ، بمَيْثاءِ حَوْمَلا وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: افْرِضْ لِي، قَالَ نَعَمْ، قَالَ وَلِوَلَدِي، قَالَ لَا، قَالَ وَلِعَشِيرَتِي، قَالَ لَا؛ ثُمَّ تَمَثَّلَ: طَلبَ الأَبلقَ العَقوقَ، فَلَمَّا ... لَمْ يَجِدْهُ، أَراد بَيضَ الأَنوق العَقُوقُ: الْحَامِلُ مِنَ النُّوق، والأَبلق: مِنْ صِفَاتِ الذُّكُورِ، وَالذَّكَرُ لَا يَحْمِلُ فكأَنه قَالَ طَلَب الذَّكَرَ الْحَامِلَ. وبَيضُ الأَنوق مثَل لِلَّذِي يطلبُ المُحال الممتنِع، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: أَعَزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوق والأَبلقِ الْعَقُوقِ، وَفِي الْمَثَلِ السَّائِرِ فِي الرَّجُلِ يُسأَل مَا لَا يَكُونُ وَمَا لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ: كلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقُوق؛ وَمِثْلُهُ: كلَّفتني بَيْضَ الأَنوق. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِرَجُلٍ أَرَادَهُ عَلَى حَاجَةٍ لَا يُسأَل مِثْلَهَا وَهُوَ يَفْتِل لَهُ فِي الذِّرْوة والغاربِ: أَنا أَجَلُّ مِنَ الحَرْشِ ثُمَّ الخَديعةِ، ثُمَّ سَأَلَهُ أُخْرَى أَصْعبَ مِنْهَا فأَنشد الْبَيْتَ المَثَلَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وبيضُ الأَنوق عَزِيزٌ لَا يُوجَدُ، وَهَذَا مَثَلٌ يُضرب لِلرَّجُلِ يَسأَل الهَيِّنَ فَلَا يُعْطَى، فيَسأَل مَا هُوَ أَعز مِنْهُ. وَقَالَ عُمارةُ: الأَنوقُ عِنْدِي العُقاب وَالنَّاسُ يَقُولُونَ الرخَمة، والرخمةُ تُوجَدُ فِي الخَرابات وَفِي السهْل. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَنوق طَائِرٌ أَسود لَهُ كالعُرْف يُبعِد لِبَيْضِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِيهِ مُوقُ الأَنُوق لأَنها تُحمَّق؛ وَقَدْ ذَكَرَهَا الْكُمَيْتُ فَقَالَ: وذاتِ اسْمَينِ، والأَلوانُ شَتَّى، ... تُحَمَّقُ، وَهْيَ كَيِّسةُ الحَوِيلِ يَعْنِي الرَّخَمَةَ. وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا ذَاتُ اسْمَيْنِ لأَنها تسمَّى الرَّخَمَةَ والأَنُوقَ، وَإِنَّمَا كَيِسَ حَوِيلُها لأَنها أَوَّل الطَّيْرِ قِطاعاً، وَإِنَّمَا تَبِيضُ حَيْثُ لَا يَلْحَق شَيْءٌ بَيْضَهَا، وَقِيلَ: الأَنوق طَائِرٌ يُشْبِهُ الرَّخَمَةَ فِي القَدِّ والصَّلَعِ وصُفْرة المِنقار، وَيُخَالِفُهَا أَنها سَوْدَاءُ طَوِيلَةُ المِنْقار؛ قَالَ العُدَيْلُ بْنُ الفَرْخ: بَيْضُ الأَنُوقِ كسِرِّهِنَّ، ومَن يُرِدْ ... بَيْضَ الأَنوقِ، فإنه بمَعاقِل أهق: الأَيْهُقانُ: الجَرْجِيرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْجَرْجِيرُ الْبَرِّيُّ، وَهُوَ فَيْعُلان. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ ساعِدَة: ورَضِيع أَيْهُقان ؛ هُوَ الْجَرْجِيرُ الْبَرِّيُّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَعَلا فُروع الأَيْهُقانِ، وأَطفَلَت ... بالجَلْهَتَينِ ظِباؤُها ونَعامُها إِنْ نَصَبْتَ فروعَ جَعَلْتَ الأَلف الَّتِي فِي فَعلا لِلتَّثْنِيَةِ أَي الجَوْدُ والرِّهامُ هُمَا فَعَلَا فُروعَ الأَيهقان وأَنْبتاها، وَإِنْ رَفَعْتَهُ جَعَلْتَهَا أَصْلِيَّةً مِنْ عَلا يَعْلُو، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يُشْبِهُ الْجَرْجِيرُ وَلَيْسَ بِهِ؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مِنَ الْعُشْبِ الأَيهقان وَإِنَّمَا اسْمُهُ النَّهَقُ، قَالَ: وَإِنَّمَا سَمَّاهُ لَبِيدٌ الأَيْهُقان حَيْثُ لَمْ يَتَّفِقْ لَهُ فِي الشِّعْرِ إِلَّا الأَيهقان، قَالَ: وَهِيَ عُشبة تَطُولُ فِي السَّمَاءِ طُولًا شَدِيدًا، وَلَهَا وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ وَوَرَقَةٌ عَرِيضَةٌ، وَالنَّاسُ يأْكلونه، قَالَ: وسأَلت عَنْهُ بَعْضَ الأَعراب فَقَالَ: هُوَ عُشْبَةٌ تَسْتَقِلُّ مِقْدَارَ السَّاعِدِ، وَلَهَا وَرَقَةٌ أَعظم مِنْ وَرَقَةِ الحُوَّاءة وَزَهْرَةٌ بَيْضَاءُ، وَهِيَ تُؤْكَلُ وَفِيهَا مَرَارَةٌ، وَاحِدَتُهُ أَيْهُقانة، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي زِيَادٍ مِنْ أَن الأَيْهُقان مُغَيَّرٌ عَنِ النهَق مَقْلُوبٌ مِنْهُ خطأٌ، لأَن سِيبَوَيْهِ قَدْ حَكَى الأَيْهُقان فِي الأَمثلة الصَّحِيحَةِ الْوَضْعِيَّةِ الَّتِي لم يُعْنَ بها غيرها، فَقَالَ: وَيَكُونُ عَلَى فَيْعُلان فِي الِاسْمِ وَالصِّفَةِ نَحْوِ الأَيْهُقانِ والصَّيْمُرانِ والزَّيْبُدان

والهَيْرُدانِ، وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى فَيْعُلان دُونَ أَفْعُلان، وَإِنْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ تَقَعُ أَولًا زَائِدَةً، لِكَثْرَةِ فيْعُلان كالخَيْزُران والحَيْسُمان وقلة أَفعُلان. أوق: الأُوقةُ: هَبْطة يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَجَمْعُهَا أُوَق. والأَوْقُ: الثِّقَلُ. وأَلقى عَلَيْهِ أَوْقَه أَي ثِقَلَه؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إليكَ حَتَّى قلَّدُوكَ طوْقَها، ... وحَمَّلُوكَ عِبْأَها وأَوْقَها وآقَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَوْقاً أَي أَشْرَفَ؛ وأَنشد: آقَ عَلَيْنَا، وَهُوَ شَرُّ آيِقِ، ... وجاءَنا مِن بَعْدُ بالبَهالِقِ وَيُقَالُ: آقَ عَلَيْنَا مالَ بأَوْقِه، وَهُوَ الثِّقَلُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: آقَ عَلَيْنَا أَتانا بالأَوْقِ، وَهُوَ الشُّؤْمُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ بَيْتٌ مؤَوَّقُ، والمؤوَّقُ: المَشْؤُوم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وبَيْت يَفُوحُ المِسْكُ فِي حَجَراتِه، ... بعيدٌ مِنَ الآفاتِ غَيْرُ مُؤَوَّقِ أَي غير مَشْؤُوم. وَيُقَالُ: آقَ فُلَانٌ عَلَيْنَا يؤُوق أَي مَالَ عَلَيْنَا. والأَوْقُ: الثِّقَلُ. وَقَدْ أَوَّقْته تأْويقاً أَي حمَّلته المَشقَّة وَالْمَكْرُوهَ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى الطُّهَوِيُّ: عَزَّ عَلَى عَمِّكِ أَن تُؤَوَّقي، ... أَو أَنْ تَبِيتي لَيْلةً لَمْ تُغْبَقِي، أَو أَن تُرَيْ كأْباء لَمْ تَبْرَنْشِقي وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَوَّقْتُه تأْوِيقاً، وَهُوَ أَن تُقلِّل طعامَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عزَّ عَلَى عَمِّكِ أَن تؤَوَّقي والمُؤَوِّقُ: الَّذِي يؤخِّرُ طعامَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ كَانَ حُتْرُوشُ بْنُ عَزَّةَ راضِياً ... سِوَى عَيْشِه هَذَا بعَيْشٍ مُؤَوَّقِ ابْنُ شُمَيْلٍ: والأُوقةُ الرَّكِيَّة مِثْلُ البالُوعةِ هُوَّةٌ فِي الأَرض خَلِيقة فِي بُطُونِ الأَودِية وَتَكُونُ فِي الرِّياض أَحياناً أُسَمِّيها إِذَا كَانَتْ قَامَتَيْنِ أُوقةً، فَمَا زَادَ وَمَا كَانَ أقلَّ مِنْ قَامَتَيْنِ فَلَا أَعُدُّها أُوقة، وَفَمُهَا مِثْلُ فَمِ الرَّكِيَّة وأَوسع أَحياناً، وَهِيَ الْهُوَّةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وانْغَمَسَ الرَّامي لَهَا بينَ الأُوَقْ ... فِي غِيلِ قَصباء وخِيسٍ مُخْتَلَقْ والأُوقِيَّةُ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ: زِنةُ سبْعةِ مَثَاقِيلَ، وَقِيلَ: زِنَةُ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، فَإِنْ جَعَلَتْهَا أُفعُولة فَهِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ. والأَوْقُ: اسْمُ مَوْضِعٍ: قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهابِ ... فالمُلْجِ فالأَوْقِ فالمِيثَبِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَمَتَّعْ من السِّيدانِ والأَوْقِ نظْرةً، ... فقلْبُك للسِّيدانِ والأَوْقِ آلِفُ فَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ. أيق: الأَيْقُ: الوَظِيفُ، وَقِيلَ عظمه، وقال أَبُو عُبَيْدٍ: الأَيْقان مِنَ الوَظيفين مَوْضِعَا القَيْد وَهُمَا القَيْنان؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وقامَ المَها يَعْقِلْنَ كلَّ مُكَبَّلٍ، ... كما رُضَّ أيْقَا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الأَيْقُ هُوَ المَرِيطُ بَيْنَ الثُّنَّةِ وأُمّ القِرْدان مِنْ بَاطِنِ الرُّسْغ.

فصل الباء

فصل الباء بثق: البَثْقُ: كسْرُك شطَّ النَّهْرِ لِيَنْشَقَّ الْمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: بَثَق شِقَّ النَّهْرِ يَبْثُقه بَثْقاً كسَره ليَنبَعِث ماؤُه، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ البَثْقُ والبِثْقُ، وَقِيلَ: هَمَا مُنْبَعَثُ الْمَاءِ، وَجَمْعُهُ بُثوق. وَقَدْ بَثَقَ الماءُ وانْبَثَقَ عَلَيْهِمْ إِذَا أَقبل عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَظُنُّوا بِهِ، وَانْبَثَقَ عَلَيْهِمُ الأَمرُ: هجَم مِنْ غَيْرِ أَن يشعرُوا بِهِ. وبَثَق السيلُ مَوْضِعَ كَذَا يبثُق بَثْقاً وبِثْقاً؛ عَنْ يَعْقُوبَ، أَي خَرَقه وشقَّه فَانْبَثَقَ لَهُ أَي انفجَر؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ بَثْقُ السَّيْلِ، بِفَتْحِ الْبَاءِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ المُمتلِئة مَاءً بَاثِقَةٌ وَقَدْ بثَقت تبثُق بثُوقاً، وَهِيَ الطَّامِيَةُ. وَفُلَانٌ باثِقُ الكَرْمِ أَي غَزِيرُه. والبثَق: دَاءٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، وَقَدْ بثِقَ. بخق: البَخَق: أَقبح مَا يَكُونُ مِنَ العَوَر وأَكثرُه غَمَصاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَمَا بعَيْنَيْه عواوِيرُ البَخَقْ وَقَالَ شَمِرٌ: البَخَق أَن تَخْسِف العينُ بَعْدَ العَوَر. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: فِي الْعَيْنِ الْقَائِمَةِ إِذَا بُخِقَتْ مائةُ دِينَارٍ ؛ أَرَادَ إِذَا كَانَتِ الْعَيْنُ صَحِيحَةَ الصُّورَةِ قَائِمَةً فِي مَوْضِعِهَا إِلَّا أَن صَاحِبَهَا لَا يُبصِر ثُمَّ بُخِقَتْ بعدُ فَفِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَراد زَيْدٌ أَنها إِنْ عَوِرت وَلَمْ تَنْخَسف وَهُوَ لَا يُبصر بِهَا إِلَّا أَنها قَائِمَةٌ ثُمَّ فُقِئت بَعْدُ فَفِيهَا مِائَةُ دِيَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَخَق أَن يذهَب بصرُه وَتَبْقَى عَيْنُهُ مُنْفتحة قَائِمَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَخِقَت عينُه إِذَا ذَهَبَتْ، وأَبْخَقْتُها إِذَا فقأْتها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ نَهْيه عَنِ البَخْقاء فِي الأَضاحي، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ يَصِفُ الأَحنَف: كَانَ ناتئَ الوَجْنة باخِقَ الْعَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: بخَقَت عينُه وبَخِقَت: عارَتْ أشدَّ العوَر، وَالْفَتْحُ أَعلى. وَعَيْنٌ بَخْقاء وبَخِيق وبَخِيقة: عوْراء، وَقَدْ بَخَقَها يَبْخَقُها بَخْقاً وأَبْخَقَها: عوَّرها. وَرَجُلٌ بَخِيق وأَبْخَقُ: مَبْخُوق الْعَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: البَخَق، بِالتَّحْرِيكِ.، العَوَر بانْخِساف العين. بخدق: بُخْدُقٌ: الحَب الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ [اسْفيُوش] «3». قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الْبَخْدَقُ نَبْتٌ وَلَمْ يُعْرَفْ إِلَّا مِنْ أُم الهيثم. بخنق: اللَّيْثُ: البُخْنُق بُرْقُع يُغَشِّي العُنق وَالصَّدْرَ، والبُرْنُس الصَّغِيرُ يُسَمَّى بُخْنَقاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَيْهِ مِنَ الظَّلْماء جُلٌّ وبُخْنَقُ ابْنُ سِيدَهْ: البُخْنُق الْبُرْقُعُ الصَّغِيرُ. والبُخْنُق: خِرْقَةٌ تَلْبَسُهَا المرأَة فَتُغَطِّي رأْسها مَا قبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَر غَيْرَ وسَط رأْسها، وَقِيلَ: هِيَ خِرْقَةٌ تَقَنَّع بِهَا وتَخِيطُ طَرَفَيْها تَحْتَ حَنَكِهَا وتَخِيط مَعَهَا خِرْقة عَلَى مَوْضِعِ الْجَبْهَةِ. يُقَالُ: تَبَخْنَقَت، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ المِحْنك. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البُخْنُقُ والبُخْنَقُ أَن تُخاط خِرْقَةٌ مَعَ الدِّرع فَيَصِيرُ كأَنه تُرْس فَتَجْعَلُهُ المرأَة عَلَى رأْسها. الصِّحَاحُ فِي تَرْجَمَةِ بَخَقَ: الْبُخْنُقُ خِرْقَةٌ تَقَنَّع بِهَا الْجَارِيَةُ وَتَشُدُّ طرفيْها تَحْتَ حَنَكِهَا لتُوقِّي الخِمار مِنَ الدُّهْن أَو الدُّهْنَ مِنَ الغُبار. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الْبُخْنُقُ أَصل عُنُقِ الْجَرَادَةِ، وبُخْنق الجَرادة: الجِلْباب الَّذِي عَلَى أَصْلِ عُنقها، وَجَمْعُهُ بَخانِقُ، وَبَعْضُ بَنِي عُقَيْل يَقُولُ بُحْنق. والمُبَخْنَق مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي أَخَذت غُرَّتُه لِحْيَيْهِ إِلَى أُصول أُذنيه.

_ (3). قوله [اسفيوش] كذا في الأَصل بالشين المعجمة، وفي شرح القاموس بالمهملة

بذق: الباذِقُ والباذَقُ: الْخَمْرُ الأَحمر. وَرَجُلٌ حاذِقٌ باذِق: إِتْبَاعٌ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ الباذِقِ فَقَالَ: سبقَ مُحَمَّدٌ الباذِقَ، وَمَا أَسكر فَهُوَ حَرَامٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الباذِقُ والباذَق كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ عُرِّبت فَلَمْ نَعرفها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ تَعْرِيبُ باذَه، وَهُوَ اسْمُ الْخَمْرِ بِالْفَارِسِيَّةِ، أَي لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ أَو سَبَقَ قَوْلُهُ فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنْ جِنْسِهِ، وَمِمَّا أُعرب البَياذِقة الرجَّالة، وَمِنْهُ بَيْذَقُ الشِّطْرَنج؛ وَحَذَفَ الشَّاعِرُ الْيَاءَ فَقَالَ: وللشَّرِّ سُوَّاقٌ خِفافٌ بُذُوقُها أَراد خفافٌ بياذِقُها كأَنه جَعَلَ الْبَيْذَقَ بَذْقاً؛ قَالَ ذَلِكَ ابْنُ بُزُرْجَ. وَفِي غَزوة الْفَتْحِ: وجعلَ أَبا عُبَيْدَةَ عَلَى البياذِقةِ؛ هُمُ الرَّجَّالَةُ، وَاللَّفْظَةُ فَارِسِيَّةٌ مُعْرِبَةٌ، سُمُّوا بِذَلِكَ لِخِفَّةِ حَرَكَتِهِمْ وأَنهم لَيْسَ مَعَهُمْ ما يُثقلهم. بذرق: الْمُحْكَمُ: البَذْرَقَةُ فَارِسِيٌّ معرَّب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البَذْرقة الخُفارة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَنَبِّي: أُبَذْرَقُ وَمَعِي سَيْفِي؛ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتل. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَيْسَتِ البَذْرقة عَرَبِيَّةٌ وَإِنَّمَا هِيَ فَارِسِيَّةٌ فعرَّبتها الْعَرَبُ. يُقَالُ: بعَثَ السُّلْطَانُ بَذْرَقة مَعَ الْقَافِلَةِ، بِالذَّالِ مُعْجَمَةً. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ فِي فَصْلِ عَصَمَ مِنْ كِتَابِهِ الْغَرِيبَيْنِ: إِنَّ الْبَذْرَقَةَ يُقَالُ لَهَا عِصْمة أَيْ يُعْتَصَمُ بها. برق: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: البَرْقُ سَوط مِنْ نُورٍ يَزجرُ بِهِ الملَكُ السَّحَابَ. والبَرْقُ: وَاحِدُ بُروق السَّحَابِ. والبَرقُ الَّذِي يَلمع فِي الْغَيْمِ، وَجَمْعُهُ بُروق. وبرَقت السَّمَاءُ تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ: المِقْدار مِنَ البَرْق، وَقُرِئَ: يَكَادُ سنَا بُرَقِه ، فَهَذَا لَا مَحَالَةَ جَمْعُ بُرْقة. وَمَرَّتْ بِنَا الليلةَ سَحَابَةٌ بَرَّاقَةٌ وبارقةٌ أَي سَحَابَةٌ ذَاتُ بَرْق؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَبْرَق الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِي البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قَالَ طُفَيْل: ظَعَائِنُ أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه، ... وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ قَالَ الْفَارِسِيُّ: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. وَيُقَالُ: أَبرقَ الرَّجُلُ إِذَا أَمَّ البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سَحَابٌ ذُو بَرْق. وَالسَّحَابَةُ بارقةٌ، وسحابةٌ بَارِقَةٌ: ذَاتُ بَرق. وَيُقَالُ: مَا فَعَلَتِ الْبَارِقَةُ الَّتِي رأَيتَها الْبَارِحَةَ؟ يَعْنِي السَّحَابَةَ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا بَرق؛ عَنِ الأَصمعي. بَرَقَت السَّمَاءُ ورعَدَت بَرَقاناً أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إِذَا تَهَدَّدَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: يَا جَلَّ مَا بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا ... وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ وبرَق الرَّجُلُ وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، كأَنه أَراه مَخِيلةَ الأَذى كَمَا يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا خَشِيَتْ مِنْهُ الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ ... لَهُ بَرْقةً مِنْ خُلَّبٍ غَيْرِ ماطِرِ جَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى برَقَ لإِن أَبْرَقَ وبرَق سَوَاءٌ، وَكَانَ الأَصمعي يُنْكِرُ أَبْرق وأَرعد وَلَمْ يَكُ يَرَى ذَا الرُّمة حُجةً؛ وَكَذَلِكَ أَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ: أَبْرِقْ وأَرْعِد يَا يزيدُ، ... فَمَا وَعِيدُك لِي بِضائرْ فَقَالَ: هُوَ جُرْمُقانِيّ. اللَّيْثُ: البَرق دخِيل فِي الْعَرَبِيَّةِ وَقَدِ اسْتَعْمَلُوهُ، وَجَمْعُهُ البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَي رأَينا الْبَرْقَ وَالرَّعْدَ. وَيُقَالُ: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإِضافة،

وبرقٌ خُلَّبٌ بِالصِّفَةِ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إِذَا لَمَع بِالْبَرْقِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إِذَا ابْتَسَمَتْ، ... لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ وَفِي صِفَةِ أَبي إدريسَ: دخلْت مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا فَتًى بَرّاقُ الثَّنَايَا؛ وصَف ثَنَايَاهُ بالحُسن والضِّياء «1» وَأَنَّهَا تَلْمَع إِذَا تبسَّم كَالْبَرْقِ، أَراد صِفَةَ وَجْهِهِ بالبِشْر والطَّلاقة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تَلْمَعُ وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق. بَرق السيفُ وَغَيْرُهُ يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، وَالِاسْمُ البَريق. وسيفٌ إبْريق: كَثِيرُ اللَّمَعان وَالْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً ... ليُهْلِكَ حَيّاً ذَا زُهاء وجامِلِ والإِبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: سُمِّيَ بِهِ لِفِعْلِهِ، وأَنشد الْبَيْتَ الْمُتَقَدِّمَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الإِبريق السَّيْفُ هَاهُنَا، سُمِّيَ بِهِ لبَرِيقِه، وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِبريق هَاهُنَا قَوْس فِيهِ تَلامِيعُ. وجاريةٌ إبريقٌ: بَرَّاقَةُ الْجِسْمِ. والبارِقةُ: السيوفُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِهَا لِبَيَاضِهَا. ورأَيت البارِقةَ أَيْ بريقَ السِّلَاحِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رأْسه فِتْنَةً أَيْ لَمَعانِها. وَفِي حَدِيثِ عَمّار، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الجنةُ تَحْتَ الْبَارِقَةِ أَيْ تَحْتَ السُّيُوفِ. يُقَالُ لِلسِّلَاحِ إِذَا رَأَيْتَ برِيقَه: رأيتُ الْبَارِقَةَ. وأبرَق الرَّجُلُ إِذَا لَمَعَ بِسَيْفِهِ وبَرق بِهِ أَيْضًا، وأبرَق بِسَيْفِهِ يُبْرق إِذَا لَمَعَ بِهِ. وَلَا أَفعله مَا برَق فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ أَي مَا طَلَعَ، عَنْهُ أَيضاً، وَكُلُّهُ مِنَ الْبَرْقِ. والبُراق: دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، مُشْتَقَّةٌ مِنَ البَرْق، وَقِيلَ: الْبُرَاقُ فَرَسُ جِبْرِيلَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الْجَوْهَرِيُّ: الْبُرَاقُ اسْمُ دَابَّةٍ رَكِبَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ المِعْراج، وذُكر فِي الْحَدِيثِ قَالَ: وَهُوَ الدَّابَّةُ الَّتِي رَكِبَهَا لَيْلَةَ الإِسْراء ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لنُصوع لَوْنِهِ وشدَّة بَرِيقِهِ، وَقِيلَ: لسُرعة حَرَكَتِهِ شَبَّهَهُ فِيهَا بالبَرْق. وشيءٌ برّاقٌ: ذُو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة «2» الْبَرِيقِ. وَرَجُلٌ بُرْقانٌ: بَرَّاقُ الْبَدَنِ. وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ بِهِ. اللَّيْثُ: برَّق فُلَانٌ بِعَيْنَيْهِ تَبْريقاً إِذَا لأْلأَ بِهِمَا مِنْ شدَّة النَّظَرِ؛ وأَنشد: وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا ... نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا وبرَّقَ عَيْنَيْهِ تَبْرِيقًا إِذَا أَوسَعَهما وأَحدَّ النَّظَرَ. وبرَّق: لوَّح بِشَيْءٍ لَيْسَ لَهُ مِصْداق، تَقُولُ الْعَرَبُ: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت. وعَمِل رَجُلٌ عَمَلًا فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: عرَّقْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بِشَيْءٍ لَيْسَ لَهُ مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: دَهِشَ فَلَمْ يُبْصِرْ، وَقِيلَ: تحيَّر فَلَمْ يَطْرِفْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَوْ أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ ... لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ، وبَرَقَ، قُرئ بِهِمَا جَمِيعًا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ عَاصِمٌ وأَهل الْمَدِينَةِ بَرِقَ ،

_ (1). قوله [والضياء] الذي في النهاية: والصفاء (2). قوله [والبرقانة دفعة] ضبطت في الأَصل الباء بالضم.

بِكَسْرِ الرَّاءِ، وقرأَها نَافِعٌ وَحْدَهُ برَق، بِفَتْحِ الرَّاءِ، مِنَ البَريق أَي شخَص، وَمَنْ قرأَ بَرِقَ فَمَعْنَاهُ فَزِع؛ وأَنشد قَوْلَ طرَفة: فنَفْسَكَ فانْعَ وَلَا تَنْعَني، ... وداوِ الكُلومَ وَلَا تَبْرَقِ يَقُولُ: لَا تَفزَعْ مِنْ هَوْل الجِراح الَّتِي بِكَ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ بَرَق يَقُولُ فَتَحَ عَيْنَيْهِ مِنَ الفزَع، وبرَقَ بصرُه أَيْضًا كَذَلِكَ. وأَبرَقَه الفزَعُ. والبَرَقُ أَيْضًا: الْفَزَعُ. وَرَجُلٌ بَرُوقٌ: جَبان. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ الْعَيْنُ المُنْفتحة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عَنْهُمَا: لِكُلِّ دَاخِلٍ بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ: الدهَشُ. وَفِي حَدِيثِ عَمرو: أَنه كَتَبَ إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إنَّ الْبَحْرَ خَلْق عَظِيمٌ يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود عَلَى عُود بَيْنَ غرَق وبَرَق ؛ البَرَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحَيْرة والدهَش. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: إِذَا بَرِقَتِ الأَبصار ، يَجُوزُ كَسْرُ الرَّاءِ وَفَتْحُهَا، فَالْكَسْرُ بِمَعْنَى الحَيْرة، وَالْفَتْحُ بِمَعْنَى الْبَرِيقِ اللُّموع. وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيّ: فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى إِذَا برِقَت قَدَمَاهُ رمَى بِهِ أَي ضَعُفتا وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ برَق بَصَرُهُ أَي ضَعُفَ. وَنَاقَةٌ بَارِقٌ: تَشَذَّرُ بِذَنَبِهَا مِنْ غَيْرِ لقَح؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَبرَقَت الناقةُ بذَنبها، وَهِيَ مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شَاذَّةٌ: شَالَتْ بِهِ عِنْدَ اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ إِذَا شالَت بِذَنَبِهَا وتلقَّحت وَلَيْسَتْ بِلَاقِحٍ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: دَعْني مِنْ تَكْذابِك وتأْثامك شَوَلانَ البَرُوق؛ نَصْبُ شَوَلَانَ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي أَنك بِمَنْزِلَةِ النَّاقَةِ الَّتِي تُبْرِق بِذَنَبِهَا أَيْ تشولُ بِهِ فَتُوهِمُكَ أَنها لَاقِحٌ، وَهِيَ غَيْرُ لَاقِحٍ، وَجَمْعُ البَرُوق بُرْقٌ. وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ ذَكَرَ شهرَزُورَ: قَبَّحَهَا اللَّهُ إِنَّ رِجَالَهَا لنُزْق وإنَّ عَقَارِبَهَا لبُرْق أَي أَنها تَشُولُ بأَذنابها كَمَا تَشُولُ النَّاقَةُ البَروق. وأَبرقت المرأَة بِوَجْهِهَا وَسَائِرِ جِسْمِهَا وبرَقت؛ الأَخيرة «3» عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وبرَّقَت إِذَا تعرَّضت وتحسَّنت، وَقِيلَ: أَظْهرته عَلَى عَمْد؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تَفْعَلُ ذَلِكَ. اللِّحْيَانِيُّ: امرأَة إِبْرِيقٌ إِذَا كَانَتْ برَّاقة. ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت. والبُرْقانةُ: الجَرادة الْمُتَلَوِّنَةُ، وَجَمْعُهَا بُرْقانٌ. والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غَلِيظَةٌ مُخْتَلِطَةٌ بِحِجَارَةٍ وَرَمْلٍ، وَجَمْعُهَا بُرَقٌ وبِراقٌ، شَبَّهُوهُ بِصِحاف لأَنه قَدِ اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ الأَسماء، فَإِذَا اتَّسَعَتِ البُرقة فَهِيَ الأَبْرَقُ، وَجَمْعُهُ أَبارق، كسِّر تَكْسِيرَ الأَسماء لِغَلَبَتِهِ. الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فِيهِ حِجَارَةٌ وَرَمْلٌ وَطِينٌ مُخْتَلِطَةٌ، وَكَذَلِكَ البُرْقة، وَجَمْعُ البَرقاء بَرْقاوات، وَتُجْمَعُ البُرقة بِراقاً. وَيُقَالُ: قُنْفُذُ بُرْقةٍ كَمَا يُقَالُ ضَبُّ كُدْية، وَالْجَمْعُ بُرَقٌ. وتَيْسٌ أَبرقُ: فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مِنَ الْغَنَمِ أَبرق وبَرقاء للأُنثى، وَهُوَ مِنَ الدَّوَابِّ أَبلَق وبَلْقاء، وَمِنَ الْكِلَابِ أَبقَع وبَقْعاء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ دَمِ سَوْداوين ، أَي ضَحُّوا بِالْبَرْقَاءِ، وَهِيَ الشَّاةُ الَّتِي فِي خِلال صُوفِهَا الأَبيض طَاقَاتٌ سود، وقيل: معناه

_ (3). قوله [الأَخيرة إلخ] ضبطت في الأَصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت مشددة للحياني.

اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، مِنْ بَرَقْت لَهُ إِذَا دسَّمْتَ طَعَامَهُ بالسمْن. وجبَل أَبرقُ: فِيهِ لونانِ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ، وَيُقَالُ للجبَل أَبرقُ لبُرْقة الرَّمْلِ الَّذِي تَحْتَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَبرقُ الْجَبَلُ مَخْلُوطًا بِرَمْلٍ، وَهِيَ البُرْقةُ ذاتُ حِجَارَةٍ وَتُرَابٍ، وَحِجَارَتُهَا الْغَالِبُ عَلَيْهَا الْبَيَاضُ وَفِيهَا حِجَارَةٌ حُمر وَسُودٌ، والترابُ أَبيض وأَعْفر وَهُوَ يَبْرُقُ لَكَ بلوْن حِجَارَتِهَا وَتُرَابِهَا، وَإِنَّمَا بَرْقُها اختلافُ أَلْوَانِهَا، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها البقْلَ وَالشَّجَرَ نَبَاتًا كَثِيرًا يَكُونُ إِلَى جَنْبِهَا الرَّوضُ أَحْيَانًا؛ وَيُقَالُ لِلْعَيْنِ بَرْقاء لِسَوَادِ الحَدقة مَعَ بَيَاضِ الشحْمة؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: بمُنْحَدِرٍ مِنْ رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه ... تذَكُّرُ بَيْنٍ مَنْ حَبِيبٍ مُزايِلِ «1» . يَعْنِي دَمْعاً انحدَرَ مِنَ الْعَيْنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَراد الْعَيْنَ لِاخْتِلَاطِهَا بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ. ورَوْضة بَرْقاء: فِيهَا لَوْنَانِ مِنَ النبْت؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَدَى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها، ... مِنَ الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ وَيُقَالُ لِلْجَرَادِ إِذَا كَانَ فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شَيْءٍ اجْتَمَعَ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، فَهُوَ أَبْرق. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ للجَنادِب البُرْقُ؛ قَالَ طَهْمان الْكِلَابِيُّ: قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ، ... ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ والنَّقِيق: الصَّرِير. أَبُو زَيْدٍ: إِذَا أَدَمْتَ الطَّعَامَ بدَسَم قَلِيلٍ قُلْتَ بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم فِي الطَّعَامِ. وبَرَقَ الأُدْمَ بِالزَّيْتِ والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جَعَلَ فِيهِ شَيْئًا يَسِيرًا، وَهِيَ البَريقة، وَجَمْعُهَا بَرائقُ، وَكَذَلِكَ التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ يبرُقه إِذَا صَبَّ فِيهِ الزَّيْتَ. والبَريقةُ: طَعَامٌ فِيهِ لَبَنٌ وَمَاءٌ يُبْرَقُ بالسمْن والإِهالةِ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبي صَاعِدٍ: البَرِيقةُ وَجَمْعُهَا بَرائقُ وَهِيَ اللَّبَنُ يُصَبُّ عَلَيْهِ إهالةٌ أَوْ سَمْنٌ قَلِيلٌ. وَيُقَالُ: ابْرُقوا الْمَاءَ بِزَيْتٍ أَيْ صبُّوا عَلَيْهِ زَيْتًا قَلِيلًا. وَقَدْ بَرَقُوا لَنَا طَعَامًا بِزَيْتٍ أَوْ سمْن برْقاً: وَهُوَ شَيْءٌ مِنْهُ قَلِيلٌ لَمْ يُسَغْسِغُوه أَي لَمْ يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فُلَانٌ تَبْرِيقًا إِذَا سَافَرَ سَفَرًا بَعِيدًا، وبَرَّقَ مَنْزِلَهُ أَيْ زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فُلَانٌ فِي الْمَعَاصِي إِذَا أَلَحَّ فِيهَا، وبَرَّق لِي الأَمْرُ أَيْ أعْيا علَيَّ. وبَرَق السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أَصَابَهُ حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فَلَمْ يَجْتَمِعْ. يُقَالُ: سِقاء بَرِقٌ. والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة. والبَرَقُ: الحَمَلُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَجَمْعُهُ أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَنَّ صاحِبَ رايتِه فِي عَجْب ذَنبه مِثْلَ أَلْيةِ البَرَقِ وَفِيهِ هُلْباتٌ كهُلْبات الْفَرَسِ ؛ الْبَرَقُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالرَّاءِ: الحمَل، وَهُوَ تَعْرِيبُ بَرَهْ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ الكَسِير أَيِ الْمَكْسُورِ القَوائم يَعْنِي تَسُوقُهُمُ النَّارُ سَوْقاً رَفِيقاً كَمَا يُساق الحَمَل الظَّالِعُ. والإِبْرِيقُ: إِنَاءٌ، وَجَمْعُهُ أبارِيقُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: ودَعا بالصَّبُوحِ، يَوْمًا، فجاءَتْ ... قَيْنةٌ فِي يَمينِها إبْرِيقُ وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ الكُوز. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ مَرَّةً:

_ (1). قوله [تذكر] في الصحاح: مخافة

هُوَ الْكُوزُ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مِثْلُ الْكُوزِ وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِكَ فَارِسِيٌّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ ؛ وأَنشد أَبُو حَنِيفَةَ لشُبْرُمةَ الضَّبِّي: كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً ... إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ وَالْعَرَبُ تُشَبِّهُ أبارِيقَ الْخَمْرِ بِرِقَابِ طَيْرِ الْمَاءِ؛ قَالَ أَبُو الهِنْدِيّ: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها ... رِقابُ بناتِ الْمَاءِ أَفْزَعَها الرَّعْد وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الماءِ ... قَدْ جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ وَيُشَبِّهُونَ الإِبْرِيق أَيْضًا بِالظَّبْيِ؛ قَالَ عَلْقَمةُ بْنُ عَبْدة: كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ عَلَى شَرَفٍ، ... مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ وَقَالَ آخَرُ كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ ... ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ وَشَبَّهَ بعضُ بَنِي أَسَدٍ أُذن الكُوز بِيَاءِ حطِّي؛ فَقَالَ أَبُو الْهِنْدِيِّ اليَرْبوعِيّ: وصُبِّي فِي أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ، ... كأنَّ الأُذْن مِنْهُ رَجْعُ حُطِّي والبَرْوَقُ: مَا يكْسُو الأَرض مِنْ أَوّل خُضْرة النَّبَاتِ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: البَرْوَقُ شَجَرٌ ضَعِيفٌ لَهُ ثَمَرٌ حبٌّ أَسْوَدُ صِغَارٌ، قَالَ: أَخبرني أَعرابي قَالَ: البَرْوَقُ نَبْتٌ ضَعِيفٌ رَيّانُ لَهُ خِطَرةٌ دِقاقٌ، في رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مِثْلَ الحِمَّص، فِيهَا حَبٌّ أَسْوَدُ وَلَا يَرْعَاهَا شَيْءٌ وَلَا تُؤْكَلُ وَحْدَهَا لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ بَقْلَةُ سَوْء تَنْبُت فِي أَوَّلِ الْبَقْلِ لَهَا قَصبة مِثْلَ السِّياط وَثَمَرَةٌ سَوْداء، وَاحِدَتُهُ بَرْوَقة. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: هُوَ أشكَرُ مِنْ بَرْوقٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَعِيشُ بأدْنى نَدًى يَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: لأَنه يَخْضَرُّ إِذَا رَأَى السَّحَابَ. وبَرِقَت الإِبل وَالْغَنَمُ، بِالْكَسْرِ، تَبْرَق بَرَقاً إِذَا اشْتَكت بُطونها مِنْ أَكْلِ البَرْوَق؛ وَيُقَالُ أَيْضًا: أضْعفُ مِنْ بَرْوقةٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ، ... إِذَا نُضِيَت عَنْهَا لحَرْبٍ جُفُونُها وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء. وَبَنُو أبارِقَ: قَبِيلَةٌ. وبارِقٌ: مَوْضِعٌ إِلَيْهِ تُنسب الصِّحافُ الْبَارِقِيَّةُ؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: فَمَا إنْ هُما فِي صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ ... جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ أَراد وبالمِصْقلة، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا عطَف العرَض عَلَى الجَوْهَر. وبِراقٌ: مَاءٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ: فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ، ... وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ وَبَارِقٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْهُمْ مُعَقَّر بْنُ حِمار البارِقي الشَّاعِرُ. وبارِقٌ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْكُوفَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أسْود بْنِ يَعْفُرَ: أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ، ... والقَصْرِ ذِي الشُّرفاتِ مِنْ سِنْدادِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ الأَسود: أَهلِ الْخَوَرْنَقِ بِالْخَفْضِ؛ وَقَبْلَهُ: مَاذَا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ، ... تَرَكُوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟ أهلِ الْخَوَرْنَقِ ... الْبَيْتَ، وخفضُه عَلَى الْبَدَلِ مِنْ آلِ، وَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بأَرض فَيَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ مَنْصُوبَةً بَدَلًا مِنْ منازِلَهم. وتُبارِقُ: اسْمُ مَوْضِعٍ أَيْضًا؛ عَنْ أَبِي عَمْرٍو؛ وَقَالَ عِمْران بْنُ حِطَّانَ: عَفا كَنَفا حَوْرانَ مِنْ أُمِّ مَعْفَسٍ، ... وأقْفَر مِنْهَا تُسْتَرٌ وتُبارِقُ «1» . وبُرْقة: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بُرْقةَ، وَهُوَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ بِهِ مَالٌ كَانَتْ صدَقاتُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهَا. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا: الإِسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فَارِسِيٌّ معرَّب، وتصغيره أُبَيْرِق. برزق: البَرازِيقُ: الْجَمَاعَاتُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَماعاتُ النَّاسِ، وَقِيلَ: جماعات الخيل، وقيل: هم الفُرسان، وَاحِدُهُمْ بِرْزِيق، فَارِسِيٌّ معرَّب، وَقَدْ تُحْذَفُ الْيَاءُ فِي الْجَمْعِ؛ قَالَ عُمارة: أَرْض بِهَا الثِّيرانُ كالبَرازِقِ، ... كأَنما يَمْشِينَ فِي اليَلامِقِ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقوم السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ الناسُ بَرازِيقَ يَعْنِي جماعاتٍ، وَيُرْوَى بَرازِقَ، وَاحِدُهُ بِرْزاق وبَرْزَقٌ. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: أَلَمْ تَكُنْ مِنْكُمْ نُهاةٌ يَمْنَعُونَ الناسَ عَنْ كَذَا وَكَذَا وَهَذِهِ البَرازِيق ؛ وَقَالَ جُهَيْنة بْنُ جُنْدَب بْنِ العَنْبر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ: رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم ... بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ ... بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أَوْ تُغِيرُ يَعْنِي جَمَاعَاتِ الْخَيْلِ. وَقَالَ زِيَادٌ: مَا هَذِهِ البَرازِيقُ الَّتِي تَتَرَدَّدُ؟ وتَبَرْزَق القومُ: اجْتَمَعُوا بِلَا خَيْلٍ وَلَا رِكاب؛ عَنِ الهَجَرِيّ. والبَرْزَق: نَبَاتٌ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: هَذَا مُنْكَرٌ وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر. برشق: التَّهْذِيبُ فِي رُبَاعِيِّ الْقَافِ: الأَصمعي رَجُلٌ مُبْرَنْشِقٌ فَرِحٌ مَسرور، قَالَ: وحدَّثت الرشيدَ هرونَ بِحَدِيثٍ فابْرَنْشَق أَيْ فَرِح وسُرَّ؛ وَرُبَّمَا قَالُوا: ابرنْشقَ الشَّجَرُ إِذَا أزْهَر؛ وَقَالَ فِي آخِرِ الْخُمَاسِيِّ مِنْ حَرْفِ الْعَيْنِ: اقْرَنْشَعَ الرَّجُلُ إِذَا سُرّ، وابْرَنْشَق مِثْلُهُ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى الطُّهَوي: أَوْ أنْ تُرَيْ كَأْباء لم تَبْرَنْشِقي برنق: البِرْنِيقُ: مِنْ أَسْمَاءِ الكَمْأَة؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بِرْنيق ضَرْبٌ مِنَ الْكَمْأَةِ صِغَارٌ أَسْوَدُ. وَبَنُو بِرْنِيق: بُطَيْن مِنَ العرب. بزق: البَزْقُ والبَصْق: لُغَتَانِ فِي البُزاق والبُصاق، بَزَق يَبْزُق بَزْقاً. وبَزَقَ الأَرضَ: بذَرها. التَّهْذِيبُ: لُغَةٌ فِي الْيَمَنِ بزَقُوا الأَرضَ أَيْ بذَرُوها، وبزَقَت الشمسُ كبَزَغَتْ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ:

_ (1). قوله [حوران] كذا هو في الأَصل وشرح القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت ولعلها أنسب لقوله تستر

أَتينا أَهلَ خَيْبَرَ حِينَ بزَقت الشَّمْسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِساحةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رُوِيَ بِالْقَافِ وَالْمَعْرُوفُ بزَغَت، بَالْغَيْنِ، أَيْ طَلَعَتْ، قَالَ: وَلَعَلَّ بَزَقَتْ لُغَةٌ، وَالْغَيْنُ وَالْقَافُ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَأَحْسَبُ الرِّوَايَةَ برقَت، بالراء. بسق: بسَقَ الشَّيْءَ يَبْسُق بُسوقاً: تَمَّ طُولُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ ؛ الْفَرَّاءُ: باسقاتٍ طُولًا؛ يُقَالُ: بَسَق طُولًا فَهُنَّ طِوال النخلِ. وبَسق النخلُ بُسوقاً أَيْ طَالَ. وَفِي حَدِيثِ قُطْبةَ بْنِ مَالِكٍ: صَلَّى بِنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى قرأَ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ ؛ الباسِقُ: الْمُرْتَفِعُ فِي عُلُوّه. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ السَّحَابَةِ: كَيْفَ تَرَوْن بواسِقَها ؟ أَيْ مَا اسْتَطَالَ مِنْ فُروعها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسٍّ: مِنْ بواسِقِ أُقْحُوان ، وَحَدِيثُ ابْنِ الزُّبير: وارْجَحَنّ بَعْدَ تبَسُّق أَيْ ثَقُل ومالَ بعد ما ارْتَفَعَ ذِكْرُهُ دُونَهُمْ. وَبَسَقَ عَلَى قَوْمِهِ: عَلاهم فِي الْفَضْلِ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي نَوْفَلٍ: يَا ابْنَ الَّذِينَ بفَضْلِهم ... بسَقَت عَلَى قَيْسٍ فَزاره وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الحَنَفِيّةِ: كَيْفَ بسَق أَبُو بَكْرٍ أصحابَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَيْ كَيْفَ ارْتَفَعَ ذِكْرُهُ دُونَهُمْ. والبُسوقُ: عُلوُّ ذِكر الرَّجُلِ فِي الفَضل. وبَسق بَسْقاً: لُغَةٌ فِي بصَق. وبُساقة الْقَمَرِ: حَجَرٌ أَبْيَضُ صَافٍ يتلأْلأَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الصَّادِ أَيْضًا. التَّهْذِيبُ: بصَق وبسَق وبزَق وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البُساق البُصاق. وَفِي حَدِيثِ الحُديْبِية: فَقَعَدَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى جَبا الرَّكِيّة فَإِمَّا دَعا وَإِمَّا بَسق فِيهَا ؛ لُغَةٌ فِي بَصَق. وبَواسِقُ السَّحَابِ: أَوَائِلُهُ؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وأبْسقت الناقةُ والشاةُ، وَهِيَ مُبْسِق ومِبْساق وبَسُوق؛ الأَخيرة عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ: وقَع اللِّبَأُ فِي ضَرْعِهَا قَبْلَ النِّتاج، ونُوق مَباسِيق، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَةُ البِكر إِذَا جَرَى اللَّبَنُ فِي ثَدْيِهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أبْسَقت النَّاقَةُ إِذَا أَنْزَلَتِ اللَّبَنَ قَبْلَ الْوِلَادَةِ بِشَهْرٍ أَوْ أَكْثَرَ فتُحلَب، قَالَ: وَرُبَّمَا أَبْسَقَتْ وَلَيْسَتْ بِحَامِلٍ فأَنزلت اللَّبَنَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَنَّ الْجَارِيَةَ تُبْسِق وَهِيَ بِكْرٌ، يَصِيرُ فِي ثَدْيِهَا لَبَنٌ. الْيَزِيدِيُّ: أَبْسقت النَّاقَةُ وأَبْزقت إِذَا أَنزلت اللَّبَنَ. الأَصمعي: إِذَا أَشْرَقَ ضَرْع النَّاقَةِ وَوَقَعَ فِيهِ اللَّبَنُ فَهِيَ مُضْرع، فَإِذَا وَقَعَ فِيهِ اللبأُ قَبْلَ النِّتَاجِ فَهِيَ مُبسِق. والبَسْقةُ: الحَرّةُ، وَجَمْعُهَا بِساقٌ؛ قَالَ كُثيّر عَزّةَ: قَضَيْتُ لُبانَتي وصَرَمْتُ أَمْرِي، ... وعَدَّيْتُ المَطِيّةَ فِي بِساقِ وبُساق: بَلد. وَقَالَ اللَّيْثُ: بُسَاقٌ جَبَلٌ بِالْحِجَازِ مِمَّا يَلي الغَوْر. بستق: التَّهْذِيبُ: قَدِم أَعْرَابِيٌّ مِنْ نَجْدٍ بعضَ القُرى فَقَالَ: سَقَى نَجْداً وساكِنَه هَزِيمٌ ... حَثِيثُ الوَدْقِ، مُنْسَكِبٌ يَماني بلادٌ لَا يُحَسُّ البَقُّ فِيهَا، ... وَلَا يُدْرَى بِهَا مَا البَسْتَقاني وَلَمْ يُسْتَبَّ ساكِنُها عِشاء ... بكَشْخانٍ، وَلَا بالقَرْطبانِ قِيلَ: البَسْتَقاني صَاحِبُ البُستان، وَقِيلَ: هُوَ الناطُور.

بشق: الباشَقُ: اسْمُ طَائِرٍ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. التَّهْذِيبُ: فِي نَوَادِرِ الأَعراب بَشَقْته بِالْعَصَا وفشَخْتُه. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: بَشِقَ المسافرُ ومُنِع الطريقُ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَي انْسَدَّ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: بَشِقَ أَي أَسْرع مِثْلَ بَشِكَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تأَخَّر، وَقِيلَ: حُبِس، وَقِيلَ: مَلَّ، وَقِيلَ: ضَعُف. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: بَشِقَ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا هُوَ لَثِق مِنَ اللَّثَق وَهُوَ الوَحَلُ، وَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَشِقَ أَي صَارَ مزِلّةً وزَلَقاً، وَالْمِيمُ وَالْبَاءُ مُتقارِبان؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا هُوَ بالباءِ مِنْ بشَقْت الثَّوْبَ وبَشَكْته إِذَا قَطَعْتَهُ فِي خِفّةٍ؛ أَيْ قُطِع الْمُسَافِرُ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ بِالنُّونِ مِنْ قَوْلِهِمْ نَشِقَ الظبْيُ فِي الحِبالة إِذَا عَلِقَ فِيهَا. وَرَجُلٌ بَشِقٌ إِذَا كَانَ يَدْخُلُ فِي أُمور لَا يَكَادُ يَخْلُص منها. بصق: البُصاقُ: لُغَةٌ فِي البُزاق، بَصَق يَبْصُق بَصْقاً. اللَّيْثُ: بصَق لُغَةٌ فِي بزَق وبسَقَ. وبُصاقةُ الْقَمَرِ وبُصاقُه: حَجَرٌ أَبْيَضُ مُتَلأْلئٌ. وبُصاقُ الإِبل: خِيارُها، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي كُلِّ ذَلِكَ سَوَاءٌ. وبُصاقٌ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ لَا يَدْخُلُهُ اللَّامُ. والبُصاق: جِنس مِنَ النَّخْلِ. أَبُو عَمْرٍو: البَصْقةُ حَرّة فِيهَا ارْتِفاعٌ، وَجَمْعُهَا بِصاقٌ. والبَصُوقُ: أبْكَاءُ الْغَنَمِ. بطق: البِطاقةُ: الوَرقةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: البِطاقة رُقْعة صَغِيرَةٌ يُثْبَتُ فِيهَا مِقْدار مَا تَجْعَلُ فِيهِ، إِنْ كَانَ عَيْنًا فوزْنُه أَو عَدَدُهُ، وَإِنْ كَانَ مَتَاعًا فقِيمته. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ لِامْرَأَةٍ سَأَلَتْهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ: اكتُبِيها فِي بِطَاقَةٍ أَيْ رُقْعة صَغِيرَةٍ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَهُوَ غَرِيبٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْبِطَاقَةُ رُقْعَةٌ صَغِيرَةٌ وَهِيَ كَلِمَةٌ مُبْتَذَلَةٌ بِمِصْرَ وَمَا وَالَاهَا، يَدْعُونَ الرُّقْعَةَ الَّتِي تَكُونُ فِي الثَّوْبِ وَفِيهَا رقْمُ ثَمنِه بِطَاقَةً؛ هَكَذَا خُصِّصَ فِي التَّهْذِيبِ، وعمَّ الْمُحْكَمُ بِهِ وَلَمْ يُخصِّص بِهِ مِصْرَ وَمَا وَالَاهَا وَلَا غَيْرَهَا فَقَالَ: البِطاقة الرُّقْعَةُ الصَّغِيرَةُ تَكُونُ فِي الثَّوْبِ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: يُؤتى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فتُخرج لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجلًّا فِيهَا خَطَايَاهُ، ويُخرج لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا شهادةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فترْجَح بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْبِطَاقَةُ الرُّقْعَةُ الصَّغِيرَةُ تَكُونُ فِي الثَّوْبِ وَفِيهَا رَقْمُ ثَمَنِهِ بِلُغَةِ مِصْرَ؛ حَكَى هَذِهِ شَمِرٌ وَقَالَ: لأَنها تَشُدُّ بطاقةٍ مِنْ هُدْب الثَّوْبِ، قَالَ: وَهَذَا الِاشْتِقَاقُ خطأٌ لأَن الْبَاءَ عَلَى قَوْلِهِ بَاءُ الْجَرِّ فَتَكُونُ زَائِدَةً، قَالَ: وَالصَّحِيحُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي وَهِيَ كَلِمَةٌ كَثِيرَةُ الِاسْتِعْمَالِ بِمِصْرَ، حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى. بطرق: البِطْريقُ بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ وَالرُّومِ: هُوَ القَائدُ، معرَّب، وَجَمْعُهُ بطَارِقةٌ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْل: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ بَطارِقتُه مِنَ الرُّوم ؛ هُوَ جَمْعُ بِطْريق، وَهُوَ الْحَاذِقُ بالحَرْب وأُمورها بِلُغَةِ الرُّوم، وَهُوَ ذُو مَنْصِب وتقدُّمٍ عِنْدَهُمْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَلَا تُنْكِرُوني، إنَّ قَوْمي أَعِزَّةٌ ... بَطارِقةٌ، بِيضُ الوُجوهِ كِرامُ وَيُقَالُ: إِنَّ البِطْريق عَرَبِيٌّ وَافَقَ الْعَجَمِيَّ وَهِيَ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ وَقَالَ أُميّة بْنُ أَبِي الصَّلْتِ: مِنْ كُلِّ بِطْريقٍ لبطريقٍ ... نَقِيّ الوجْهِ واضِحْ ابْنُ سِيدَهْ: البِطْرِيق الْعَظِيمُ مِنَ الرُّوم، وَقِيلَ: هُوَ الوَضِيء المُعْجب وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأَة؛ قَالَ

أَبُو ذُؤَيْبٍ: هُمُ رَجَعُوا بالعَرْجِ، والقَومُ شُهَّدٌ ... هَوازِنُ، تَحْدُوها حُماةٌ بَطارِقُ أَرَادَ بَطارِيق فَحَذَفَ. والبِطْرِيقانِ: مَا عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنَ الشِّراك. بعق: البُعاقُ: شِدَّةُ الصَّوْتِ، وَقَدْ بَعَقَ الرجلُ وَغَيْرُهُ وانْبَعَقَ وبعَقَت الإِبلُ بُعاقاً. والباعِقُ: المُؤَذن، وَقَدْ بَعَقَ بُعاقاً؛ وَأَنْشَدَ: تَيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْنِ كَيْ لَا يَفُوتَني، ... مِنَ المَقْلةِ البَيْضاء، تَقْرِيظُ باعِق قَالَ: يَعْنِي تَرْجِيعَ الْمُؤَذِّنِ إِذَا رجَّع فِي أَذَانِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ غَيْرُهُ تَفْرِيطُ نَاعِقِ، مِنْ نَعَق الرَّاعِي بِغَنَمِهِ، وَلَعَلَّهُمَا لُغَتَانِ. وانْبَعَق الشَّيْءُ: اندَرأَ مُفاجأَة وأَنت لَا تشعُر مِنْ حَيْثُ لَمْ تَحْتَسِبْهُ، وَهُوَ الانْبِعاق؛ وأَنشد: بَيْنما المَرْء آمِناً راعَه رائعُ ... حَتْفٍ، لَمْ يَخْشَ مِنْهُ انْبِعاقَهْ والباعِقُ: الْمَطَرُ يُفاجِئ بِوَابِلٍ. وَمَطَرٌ بُعاقٌ وبِعاقٌ: مُنْدفِع بِالْمَاءِ، وَقَدْ تَبَعَّق يتَبَعَّق وانْبَعَقَ يَنْبَعِق. وسيْلٌ بُعاق وبِعاق: شَدِيدُ الدفْعة؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ الَّذِي يَجْرُف كُلَّ شَيْءٍ. وَأَرْضٌ مَبْعُوقة: أَصَابَهَا البُعاق. والبعاقُ: الْمَطَرُ الَّذِي يَتبَعَّق بِالْمَاءِ تبعُّقاً؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تبَعَّقَ فِيهِ الوابِلُ المُتَهَطِّلُ وبعَقَ الناقةَ: نَحَرَها وأسالَ دمَها. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة أَنَّهُ قَالَ: مَا بَقِيَ مِنَ المُنافقين إِلَّا أَرْبَعَةً، فَقَالَ رَجُلٌ: فأَين الَّذِينَ يُبَعِّقُون لِقاحَنا ويَنقُبون بُيُوتَنَا؟ فَقَالَ حُذيْفةُ: أُولئك هُمُ الْفَاسِقُونَ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يُبَعِّقُونَ لِقَاحَنَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ينْحَرون إِبِلَنَا ويُسيلون دِماءها. يُقَالُ: انْبَعَقَ المطرُ إِذَا سَالَ لِكَثْرَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسقاء: جَمُّ البُعاق ؛ هُوَ بِالضَّمِّ، الْمَطَرُ الْكَثِيرُ الْغَزِيرُ الْوَاسِعُ. وبعقْت الإِبلَ: نحرْتُها، وتَبعَّقَت: أفاضَتْ بِهَا «2». قَالَ الأَزهري: وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب انْبعَق فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا انْبِعاقاً إِذَا أَخذه مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، فَهُوَ مُنْبعِق. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: الِانْبِعَاقُ فِيمَا لَا يَنْبَغِي مِنْ شقاشِق الشَّيْطَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يَكْرَهُ الانْبِعاقَ فِي الْكَلَامِ، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرأً أوجَز فِي كَلَامِهِ ؛ أَي التوسُّعَ فِيهِ والتكثُّر مِنْهُ، وَيُرْوَى: التبعُّقَ فِي الْكَلَامِ. والبُعاق، بِالضَّمِّ: سَحَابٌ يَتَصَبَّبُ بِشِدَّةٍ. وَقَدِ انْبعَقَ المُزْن إِذَا انْبعَجَ بِالْمَطَرِ، وتَبَعَّق مِثْلُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَجُود مَرْوانَ، إِذَا تَدَفَّقا، ... جُودٌ كجُودِ الغَيْثِ، إِذْ تَبَعَّقا والبَعْقُ والبَعْجُ: الشَّقُّ. وبعَّقْت زِقَّ الْخَمْرِ تَبْعِيقاً أَيْ شققْتُه. بعثق: البَعْثَقةُ: خُروج الْمَاءِ مِنْ غائِل حَوْضٍ أَوْ جابِيةٍ. وتَبَعْثَقَ إِذَا انْكَسَرَتْ مِنْهُ نَاحِيَةٌ ففاضَ مِنْهَا، والله أَعلم. بعنق: عُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وقَعَنْباة وبَعَنْقاةٌ: حَديدة الْمَخَالِبِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّرِيعَةُ الخَطْف المُنكَرة؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ كَمَا قَالُوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكَلْبٌ كَلِبٌ. الأَزهري: اعْبَنْقَى وابْعَنْقَى إِذَا سَاءَ خلقُه.

_ (2). قوله [وتبعقت أفاضت بها] كذا بالأصل ورمز له بعلامة وقفة

بغنق: البُغْنُوق: موضع. بقق: البَقُّ: البَعُوض، وَاحِدَتُهُ بَقَّة. وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَكَم، وقيل لزُفَر بن الحرث: أَلا إنَّما قَيْسُ بْنُ عَيْلانَ بَقّةٌ، ... إِذَا وَجَدَتْ رِيحَ العصيرِ تَغَنَّتِ وَقِيلَ: هِيَ عِظامُ البعُوض؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَغَرّ مِنَ البُلْقِ العِتاقِ يَشُقُّه ... أَذى البَقِّ، إِلَّا مَا احْتَوَى بالقَوائِم وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَمْصَعْنَ بالأَذْناب مِنْ لَوحٍ وبَقْ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبَعْضِ الأَعراب يَهْجُو قَوْمًا قصَّروا فِي ضِيافتِه: يَا حاضِرِي الماءِ، لَا مَعْروفَ عندكمُ، ... لَكِنَّ أَذاكمْ عَلَيْنَا رائحٌ غادِي بِتْنا عُذُوباً، وَبَاتَ البَقُّ يَلْسَبُنا، ... نَشْوِي القَراحَ كأَن لَا حَيَّ بالوادِي إنِّي لَمِثْلُكُمُ فِي مِثلِ فِعْلِكُمُ، ... إنْ جِئْتُكمْ، أبَداً، إِلَّا مَعِي زَادِي وَمَعْنَى نَشْوِي الْقِرَاحَ أَي نسخِّن الماءَ الْبَارِدَ بِالنَّارِ لأَن الْبَارِدَ مُضِرّ عَلَى الجُوع، وَيُقَالُ: البقُّ الدَّارِجُ فِي حِيطان الْبُيُوتِ، وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّة مِثْلُ الْقَمْلَةِ حَمْرَاءُ مُنْتِنَةُ الرِّيحِ تَكُونُ فِي السُّرُر والجُدُر، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا بَنَاتُ الْحَصِيرِ إِذَا قَتَلْتَهَا شمَمت لَهَا رَائِحَةَ اللَّوْز المُرّ؛ قَالَ: إِلَى بَلَدٍ لَا بَقَّ فِيهِ وَلَا أَذًى، ... وَلَا نبَطِيَّاتٍ يُفَجِّرْنَ جَعْفَرا وبَقَّ المكانُ وأبقَّ: كَثُرَ بقُّه. وأَرضٌ مُبِقَّةٌ: كَثِيرَةُ الْبَقِّ. وبَقَّ النَّبْتُ بُقوقاً، وَذَلِكَ حِينَ يَطلُع. وأَبقَّ الْوَادِي إِذا أَخرج نَبَاتَهُ؛ قَالَ الرَّاعِي: رَعَتْ مِنْ خُفافٍ حِينَ بَقَّ عِيابَه، ... وحَلَّ الرَّوايا كلُّ أسْحَمَ ماطِرِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بقَّ عِيابَه أَيْ نَشَرَهَا. وبقَّ الرجلُ يَبِقُّ ويَبُقُّ بَقّاً وبَقَقاً وبَقِيقاً وأبَقَّ وبَقْبَقَ: كثُرَ كلامُه. وبقَّ عَلَيْنَا كلامَه: أَكثره، وبقَّ كَلَامًا وبقَّ بِهِ. وَرَجُلٌ مِبَقٌّ وبَقاقٌ وبَقْباقٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ، أَخطأ أَو أَصاب، وَقِيلَ: كَثِيرُ الْكَلَامِ مُخلِّط. وَيُقَالُ: بَقْبَقَ عَلَيْنَا الْكَلَامَ أَيْ فرَّقه. وبقَّت المرأَة وأبقَّت: كثُر ولدُها. قَالَ سِيبَوَيْهِ: بقَّت وَلَدًا وبقَّت كَلَامًا كَقَوْلِكَ نثَرتْ وَلَدًا ونثَرتْ كَلَامًا. وامرأَة مِبَقَّةٌ: مِفْعَلةٌ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: إنَّ لَنَا لَكَنَّهْ ... مِبَقَّةً مِفَنَّهْ، مِنْتِيجةً مِعَنَّهْ، ... سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ كَالذِّئْبِ وَسْطَ القُنَّهْ، ... إلَّا تَرَهْ تَظُنَّهْ «1» . وأَبقَّ ولدُ فُلَانٍ إبْقاقاً إِذَا كَثُرُوا. وَرَجُلٌ بَقاقٌ وبَقاقةٌ أَي كَثِيرُ الْكَلَامِ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وَكَذَلِكَ بَقْباق وبقْباقةٌ وفَقْفاق وفَقْفاقةٌ وذَقْذاقٌ وذَقْذاقةٌ وثَرْثارٌ وثَرْثارةٌ وبَرْبارٌ وبَرْبارةٌ،

_ (1). قوله [كالذئب وسط القنة] هو في الأَصل هنا وشرح القاموس بالقاف، وقدمه المؤلف في مادة سمع بالعين، والعنة؛ بالضم، الحظيرة من الخشب كما في القاموس

كُلُّ ذَلِكَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ. وَرَجُلٌ بَقْباقٌ: هَذِرٌ؛ قَالَ: وَقَدْ أَقُودُ بالدَّوَى المُزَمَّلِ، ... أَخْرَسَ فِي السَّفْرِ بَقاقَ المَنْزِلِ وَكَذَلِكَ البَقْباقُ؛ يَقُولُ: إِذا سَافَرَ فَلَا بَيان لَهُ، وإِذا أَقام بِالْمَنْزِلِ كثُر كَلَامُهُ، والدَّوَى: الرَّجُلُ الأَحمق، والمُزَمَّل: المُدَثَّر، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ أَقود الْبَعِيرَ بالدَّوى، وأَخرسَ حَالٌ مِنَ الدَّوى، وَكَذَلِكَ بَقَاقَ، يَصِفُهُ بِكَثْرَةِ كَلَامِهِ فِي بَيْتِهِ وعِيِّه فِي الْمَجَالِسِ. وبقَّت السماءُ بَقّاً وأبقَّت: كَثُرَ مَطَرُهَا وَتَتَابَعَ وجاءَت بِمَطَرٍ شَدِيدٍ. وبقَّ يَبُقُّ بَقّاً: أَوْسَعَ مِنَ العطيَّة. وبَقَّ لَنَا العَطاءَ: أَوسَعه؛ قَالَ: وبَسطَ الخيْرَ لَنَا وبَقَّه، ... فالخلقُ طُرّاً يأْكلون رِزقَه وبقَّ فُلَانٌ مالَه أَيْ فرَّقه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَم كتَم الفَضْلَ الَّذِي قَدْ بقَّه، ... فِي المسلِمين، جِلَّه ودِقَّه والبَقُّ: الواسعُ الْعَرِيضُ: قَالَ الأَخطل: تَجِدْ أثَراً بَقّاً وعِزّاً خُنابِسا وبقَّ الشيءَ يبُقُّه: أَخرج مَا فِيهِ؛ وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي: رَعَتْ بِخُفَافٍ حِينَ بقَّ عِيَابَهُ، ... وحلَّ الرَّوَايَا كُلُّ أَسحمَ هاطِلِ والبَقاقُ: أَسقاط مَا فِي الْبَيْتِ مِنَ المَتاع. قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: بَلَغَنَا أنَّ عَالِمًا مِنْ علماءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَضَعَ لِلنَّاسِ سَبْعِينَ كِتَابًا مِنَ الأَحكام وصُنوف الْعِلْمِ، فأَوحى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنبيائهم أَنْ قُلْ لِفُلَانٍ إِنَّكَ قَدْ ملأْت الأَرض بَقاقاً، وإِن اللَّهَ لَمْ يَقبل مِنْ بَقاقِك شَيْئًا ؛ قَالَ الأَزهري: البَقاق كَثْرَةُ الْكَلَامِ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقْبَلْ مِمَّا أَكثرت شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ لأَبي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لِي أَراك لَقّاً بَقًّا؟ كَيْفَ بِكَ إِذا أَخرجوك مِنَ الْمَدِينَةِ ؟ يُقَالُ: رَجُلٌ لَقاقٌ بقَاقٌ أَي كَثِيرُ الْكَلَامِ، وَيُرْوَى لَقاً بَقاً ، بِوَزْنِ عَصا، وهو تبع للقا المَرْمِيّ المَطْرُوح. وَيُقَالُ لِلْكَثِيرِ الْكَلَامِ: بَقْباقٌ. ابْنُ الأَعرابي: البَقَقةُ الثَّرْثارُون. وبَقَّ الخبرَ بَقّاً: نَشَره وَأَرْسَلَهُ. والبَقْبَقةُ: حِكَايَةُ صَوْتٍ كَمَا يُبَقْبِق الكوزُ فِي الْمَاءِ. يُقَالُ: بَقْبَقَ الكوزُ بالماءِ أَي صوَّت. وبَقْبَقَتِ القِدر: غَلَت. وبَقَّةُ: مَوْضِعٌ بِالْعِرَاقِ قَرِيبٌ مِنَ الحِيرة كَانَ بِهِ جَذِيمة الأَبرش قِيلَ إِنه عَلَى شَاطِئِ الفُرات؛ قَالَ عَديّ بْنُ زَيْدٍ: دَعا بالبَقَّةِ الأُمراءَ يَوْماً ... جَذِيمةُ، يَسْتَشِير النَّاصِحِينا وَمِنْهُ الْمَثَلُ: خلَّفْتَ الرأْيَ ببقَّةَ، وَهَذَا قَوْلُ قَصِير بْنِ سَعْد اللَّخْمِيّ لجَذِيمة الأَبْرشِ حِينَ أَشار عَلَيْهِ أَن لَا يَسِير إِلَى الزَّبَّاء، فَلَمَّا نَدِم عَلَى سَيْرِهِ قَالَ قَصِيرٌ ذَلِكَ. وبَقَّة: اسْمُ امْرَأَةٍ؛ وَأَنْشَدَ الأَحمر: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أفْضَلُ مِنْ يومِ احْلِقِي وقُومِي أَراد بُقُولِهِ احْلِقِي وَقَوْمِي فِي الشدَّة. ورقَّصَت امرأَة

طِفْلها فَقَالَتْ: حُزُقَّةٌ حُزُّقَّه تَرَقَّ عيْنَ بَقَّه؛ قِيلَ: بقَّة اسْمُ حِصْن، أَرادت اصعَد عينَ بقَّة أَي اعلُها، وَقِيلَ: إِنها شبَّهت طِفْلَها بالبَقَّة لصِغر جُثَّته؛ وَقَوْلُهُ: أَلم تَسْمَعا بالبَقَّتَيْنِ المُنادِيا أَراد بقَّةَ الحِصْن وَمَكَانًا آخَرَ مَعَهَا كَمَا قَالَ: ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ ... قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لَا بالسَّمْتَيْنْ بلق: البلَق: بلَقُ الدَّابَّةِ. والبَلَقُ: سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَكَذَلِكَ البُلْقة، بِالضَّمِّ. ابْنِ سِيدَهْ: البَلَق والبُلْقة مَصْدَرُ الأَبلق ارتفاعُ التَّحْجِيلِ إِلَى الْفَخِذَيْنِ، وَالْفِعْلُ بَلِقَ يَبْلَقُ بلَقاً وبَلَقَ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وابْلَقَّ، فَهُوَ أَبْلَقُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا يُعْرَفُ فِي فِعْلِهِ إِلا ابْلاقَّ وابْلَقَّ. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ أَبْلَقُ وبَلْقاء، وَالْعَرَبُ تَقُولُ دَابَّةٌ أَبلَق؛ وَجَبَلٌ أَبْرَق، وَجَعَلَ رُؤْبَةُ الْجِبَالَ بُلْقاً فَقَالَ: بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقا، ... وظُلْمَة الليلِ نِعافاً بُلْقا وَيُقَالُ: ابْلَقَّ الدابةُ يَبْلَقُّ ابْلِقاقاً وابْلاقَّ ابْلِيقاقاً وابْلَوْلَق ابْلِيلاقاً، فَهُوَ مُبْلَقٌّ ومُبْلاقٌّ وأَبلَقُ، قَالَ: وقلَّما تَرَاهُمْ يَقُولُونَ بَلِقَ يَبْلَقُ كَمَا أَنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ دَهِمَ يَدْهَم وَلَا كَمِتَ يَكْمَت؛ وَقَوْلُهُمْ: ضَرَطَ البَلْقاء جالَتْ فِي الرَّسَنْ يُضرب لِلْبَاطِلِ الَّذِي لَا يَكُونُ، وَلِلَّذِي يَعِد الْبَاطِلَ. وأَبلَق: وُلِد لَهُ وُلْد بُلْق. وَفِي الْمَثَلِ: طلَب الأَبْلَقَ العَقُوقَ؛ يُضرب لِمَنْ يَطلُب مَا لَا يُمْكِنُ، وَقَدْ مَضَى ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ أَنق. والبَلَقُ: حَجَرٌ بِالْيَمَنِ يُضيء مَا وَرَاءَهُ كَمَا يُضيء الزُّجاج. والبلَق: البابُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وبلَقه يَبْلُقُه بَلْقاً وأَبلَقه: فَتَحَهُ كُلَّهُ، وَقِيلَ: فَتَحَهُ فَتْحًا شَدِيدًا وأَغلقه، ضِدٌّ. وانْبَلَقَ الْبَابُ: انْفَتَحَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنْبَلِق وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ: فبُلِقَ الْبَابُ أَي فُتح كُلُّهُ. يُقَالُ: بلَقْتُه فانْبلَق. والبَلَق: الفُسْطاط؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فلْيأْتِ وسْطَ قِبابه بَلَقِي، ... ولْيأْتِ وسطَ قَبِيلِه رَجْلي وَفِي رِوَايَةٍ: وليأْت وَسَطَ خَمِيسه. والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ، وَالْفَتْحُ أَعْلى: رَمَلَةٌ لَا تُنْبِت إِلَّا الرُّخامَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي صِفَةِ ثَوْرٍ: يَرُودُ الرُّخامَى لَا يَرَى مُسْتظامه ... ببَلُّوقةٍ، إلَّا كَبِيرُ المَحافِرِ «1» . أَراد أَنه يَسْتَثِيرُ الرُّخَامَى. والبَلُّوقة: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ بُقْعَةٌ لَيْسَ بِهَا شَجَرٌ وَلَا تُنْبِتُ شَيْئًا، وَقِيلَ: هِيَ قَفر مِنَ الأَرض لَا يَسْكُنُهَا إِلا الْجِنُّ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. اللَّيْثُ: البلُّوقة وَالْجَمْعُ البَلالِيقُ، وَهِيَ مَوَاضِعُ لَا ينبُت فِيهَا الشَّجَرُ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّبارِيتُ الأَرَضون الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَكَذَلِكَ البَلالِيقُ والمَوامِي. وَقَالَ أَبو خَيْرةَ: البلُّوقة مَكَانٌ صُلب بَيْنَ الرِّمَالِ كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه مِنْ مَسَاكِنِ الْجِنِّ. الْفَرَّاءُ: الْبَلُّوقَةُ أَرض وَاسِعَةٌ مُخصبة لَا يُشاركك فيها

_ (1). قوله [يرود إلخ] كذا بالأَصل، وبين السطور بخط ناسخ الأَصل فوق مستظامه مستراده، وفي شرح القاموس بدل الراء زاي

أَحد؛ يُقَالُ: تَرَكَتُهُمْ فِي بَلُّوقَةٍ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: الْبَلُّوقَةُ مَكَانٌ فَسِيحٌ مِنَ الأَرض بَسِيطة تُنبِت الرُّخامَى لَا غيرَها. والأَبْلَقُ الفَرْد: قَصْرُ السَّمَوْأَل بْنِ عادِياء الْيَهُودِيِّ بأَرض تَيْماء؛ قَالَ الأَعشى: بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْماء، مَنْزِلُه ... حِصْنٌ حَصينٌ، وجارٌ غيرُ خَتّارِ» . وَفِي الْمَثَلِ: تمرّدَ مارِدٌ وعزَّ الأَبْلَقُ، وَقَدْ يُقَالُ أبْلَقُ؛ قَالَ الأَعشى: وحِصْنٌ بِتَيْماء اليَهودِيِّ أبْلَقُ أَبدل أَبلق مِنْ حِصْنٍ، وَقِيلَ: ماردٌ والأَبلقُ حِصنانِ قَصَدَتْهُمَا زَبّاء ملِكة الْجَزِيرَةِ فَلَمَّا لَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِمَا قَالَتْ ذَلِكَ. والبَلالِيقُ: المَوامِي، الواحد بَلُّوقة وَهِيَ الْمَفَازَةُ؛ وَقَالَ عُمارة فِي الْجَمْعِ: فورَدَتْ مِنْ أيمَنِ البَلالِقِ وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُر: ثُمَّ ارْتَعَيْنَ البَلالِقا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: البالُوقة لُغَةٌ فِي البالُوعة. والبَلْقاء: أَرض بِالشَّامِ، وَقِيلَ مَدِينَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحَسَّانَ: انظُرْ خَليلي، ببابِ جِلَّقَ، هَلْ ... تُؤْنِسُ دونَ البَلْقاء مِنْ أحَدِ؟ والبُلْقُ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ: رَعَتْ بمُعَقِّب فالبُلْق نَبْتاً، ... أَطارَ نَسِيلَها عَنْهَا فَطَارَا وبُلَيْق: اسْمُ فَرَسٍ. وَفِي الْمَثَلِ: يَجْرِي بُلَيْقٌ ويُذَمّ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَجْتَهِدُ ثُمَّ يُلام، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ فَرَسٍ كَانَ يَسبِق مَعَ الخيلِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُعَابُ. أَبُو عَمْرٍو: البَلْقُ فَتْحُ كُعْبة الْجَارِيَةِ؛ قَالَ: وأَنشدني فَتًى مِنَ الْحَيِّ: رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ، ... كَانَ مَخْتوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهُ والبَلَقُ: الحُمْقُ الَّذِي لَيْسَ بِمُحْكَمٍ بعد. بلثق: البَلاثِق: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، وَقِيلَ: البَلاثِقُ المِياه المُسْتَنْقِعاتُ. وعينٌ بلاثقُ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ. والبَلاثِقُ: الْآبَارُ المَيِّهةُ الغزيرةُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَوْرَدها مِنْ آخِر الليلِ مَشْرَباً ... بَلاثِقَ خُضْراً، ماؤهنَّ قَلِيصُ أَي كَثِيرٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: مَاؤُهُنَّ فَضِيض؛ وَإِنَّمَا قَالَ خُضْرًا لأَن الْمَاءَ إِذَا كَثُرَ يُرَى أَخْضَرُ. وَنَاقَةٌ بَلْثَق: غَزِيرة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بَلاثِقٌ نعْمَ قِلاصُ المُحْتَلَبْ بلعق: البَلْعَقُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنْ أَجودِ تَمْرِهِمْ؛ وَأَنْشَدَ: يَا مُقْرِضاً قَشّاً ويُقْضَى بَلْعَقا قَالَ: وَهَذَا مثلٌ ضَرَبَهُ لِمَنْ يَصْطَنِعُ مَعْرُوفًا ليجتَرَّ أَكثر مِنْهُ. قَالَ الأَصمعي: أَجودُ تَمْرِ عُمان الفَرْض والبَلْعَقُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَلعق الْجَيِّدُ مِنْ جَمِيعِ أَصناف التُّمور؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْحَارِثِيِّ: لَا يَحْسَبَنْ أَعْداؤنا حَرْبَنا ... كالزُّبْدِ، مأْكولًا به البَلْعَقُ

_ (2). وفي رواية أخرى: غيرُ غدّار

بلهق: البَلْهَقُ: الداهيةُ. وامرأَة بِلْهِقٌ: حَمْقاء كَثِيرَةُ الْكَلَامِ، وَفِيهَا بَلْهَقةٌ، وَهِيَ أَيضاً الْحَمْرَاءُ الشَّدِيدَةُ. وبَلْهَقٌ: مَوْضِعٌ. والبَلْهَقَةُ: البَهْلَقةُ، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي تَرْجَمَةِ بَهْلَقَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ الْكِلَابِيَّ يَقُولُ: البُلْهُق والبِلْهِقُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، الْكَثِيرَةُ الْكَلَامِ وَهِيَ الَّتِي لَا صَيُّورَ لَهَا. قَالَ: ولقينَا فُلَانٌ فبَلْهَقَ لَنَا فِي كَلَامِهِ وعِدتِه فَيَقُولُ السَّامِعُ لَا يَغرّكم بَلْهَقَتُه فَمَا عِنْدَهُ خَيْرٌ. اللَّيْثُ: البِلْهِقُ الضَّجُور الْكَثِيرُ الصَّخَب، وَتَقُولُ بِلْهِق، وَالْجَمْعُ بَلاهِقُ. ابْنُ الأَعرابي: فِي كَلَامِهِ طَرْمَذةٌ وبَلْهَقة ولَهْوَقةٌ أَي كِبْر، قَالَ: وَفِي النوادر كذلك. بنق: بَنَّقَ الكِتابَ: لُغَةٌ فِي نَبَّقه. وبَنَّق كلامَه: جمعَه وَسَوَّاهُ، وَمِنْهُ بَنائقُ القَميصِ أَي جَمْعُ شَيْءٍ «1». وَقَدْ بَنَّق كِتَابَهُ إِذَا جوَّده وجمعَه. والبِنَقة والبَنِيقةُ: رُقْعة تَكُونُ فِي الثَّوْبِ كاللَّبِنةِ وَنَحْوِهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: البَنِيقة لَبِنة الْقَمِيصِ، وَالْجَمْعُ بَنائقُ وبَنِيقٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ مُعَاذٍ الْمَجْنُونُ: يَضُمُّ إليَّ الليلُ أَطْفالَ حُبِّها، ... كَمَا ضَمَّ أزْرارَ القَمِيصِ البَنائقُ وَيُرْوَى: أَثْناء حُبِّهَا؛ وَيُرْوَى: أَبناء حُبِّهَا؛ وَأَرَادَ بالأَطفال الأَحزان الْمُتَوَلِّدَةَ عَنِ الْحُبِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ لأَن الأَزرار هِيَ الَّتِي تضُم البَنائقَ، وَلَيْسَتِ البنائقُ هِيَ الَّتِي تَضُمُّ الأَزرارَ، وَكَانَ حَقُّ إِنْشَادِهِ: كَمَا ضمَّ أزرارُ القميصِ الْبَنَائِقَا إِلَّا أَنه قَلَبَهُ، وَفَسَّرَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ الْبَنَائِقَ هُنَا بالعُرى الَّتِي تُدخَل فِيهَا الأَزْرار، وَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا وَاضِحٌ بيِّن لَا يُحتاج مَعَهُ إِلَى قَلْب وَلَا تعسُّف إِلا أَن الْجُمْهُورَ عَلَى الْوَجْهِ الأَول؛ وَذَكَرَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ أَنه رَوَى بَعْضَهُمْ: كَمَا ضَمَّ أَزرارُ الْقَمِيصِ الْبَنَائِقَا قَالَ: وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ لأَن الْقَصِيدَةَ مَرْفُوعَةٌ، وأَولها: لَعَمْرُكِ إنَّ الحُبَّ، يَا أُمَّ مالِكٍ، ... بِجسْمي، جَزاني اللهُ، مِنْكِ لَلائقُ وَبَعْدَ قَوْلِهِ: يَضُمُّ إليَّ الليلُ أَطْفالَ حُبها قَوْلُهُ: وَمَاذَا عَسَى الواشُونَ أَن يَتحدَّثُوا ... سِوَى أَن يقُولوا: إنَّني لكِ عاشِقُ؟ نَعَمْ صدَقَ الواشُونَ أَنتِ حَبيبةٌ ... إليَّ، وإنْ لَمْ تَصْفُ منكِ الخَلائقُ وَقَالَ أَبو الحَجاج الأَعلم: البَنِيقة اللَّبِنة. وَكُلُّ رُقْعة تُزَادُ فِي ثَوْبٍ أَو دَلو ليتَّسِع، فَهِيَ بنِيقة؛ ويقوِّي هَذَا الْقَوْلَ قَوْلُ الأَعشى: قَوافِيَ أَمْثالًا يُوَسِّعْنَ جِلْدَه، ... كَمَا زِدْتَ فِي عَرْضِ الأَدِيمِ الدَّخارِصا فَجَعَلَ الدِّخْرِصةَ رُقعة فِي الْجِلْدِ زِيدَت ليتَّسع بِهَا؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: والدِّخرِصةُ أَطول مِنَ اللَّبِنة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَإِذَا ثَبَتَ أَن بَنِيقة الْقَمِيصِ هِيَ جُرُبَّانُه فُهِم مَعْنَاهُ، لأَن جُرُبّانه مَعْرُوفٌ، وَهُوَ طَوْقُه الَّذِي فِيهِ الأَزْرارُ مَخِيطةً، فَإِذَا أُريد ضَمُّهُ أُدخلت أَزراره فِي العُرى فضَمَّ الصدْر إِلَى النَّحر، وَعَلَى ذَلِكَ فَسَّرَ بَيْتَ قَيْسِ بْنِ مُعَاذٍ الْمُتَقَدِّمَ؛ قَالَ: وَيُبَيِّنُ صِحَّةَ

_ (1). كذا بالأصل

ذَلِكَ مَا أَنشده الْقَالِي فِي نَوَادِرِهِ وَهُوَ: لَهُ خَفَقانٌ يَرْفَعُ الجَيْبَ والحَشَى، ... يُقَطِّعُ أَزْرارَ الجِرِبّانِ ثائرُهْ هَكَذَا أَنشده، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالرَّاءِ، وَزَعَمَ أَنه وَجَدَهُ كذا بخط إِسحق بْنِ إِبراهيم المَوْصليّ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ وَمَنْ تَابَعَهُ يَضُمُّ الْجِيمَ وَالرَّاءَ؛ وَمِثْلُ هَذَا بَيْتُ ابْنِ الدُّمَيْنة: رَمَتْني بطَرفٍ، لَوْ كَمِيًّا رَمَتْ بِهِ، ... لَبُلَّ نَجيعاً نَحْرُه وبَنائقُه لأَن البَنِيقة طَوْقُ الثَّوْبِ الَّذِي يَضُم النَّحْرَ وَمَا حولَه، وَهُوَ الجُرُبّان؛ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ العُرى عَلَى تَفْسِيرِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: وَمِمَّا يدلُّك عَلَى أَن البَنيقة هِيَ الجُرُبَّان قَوْلُ جَرِيرٍ: إِذَا قِيلَ هَذَا البَيْنُ، راجعْتُ عَبْرةً ... لَهَا بِجُرُبّانِ البَنيقةِ واكِفُ وإِنما أَضاف الْجُرُبَّانَ إِلَى الْبَنِيقَةِ وإِن كَانَ إِيَّاهَا فِي الْمَعْنَى ليُعلم أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهَذَا مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْعَامِّ إِلَى الْخَاصِّ، كَقَوْلِهِمْ عِرْقُ النَّسا، وَإِنْ كَانَ الْعِرْقُ هُوَ النَّسَا مِنْ جِهَةِ أَنّ النَّسَا خَاصٌّ والعِرق عَامٌّ لَا يخصُّ النَّسَا مِنْ غَيْرِهِ، وَمِثْلُ ذَلِكَ حبْل الوَرِيد وَحَبُّ الحَصِيد وثابتُ قُطْنةَ لأَن قُطنة لَقَبُهُ، وَكَانَ يَجْعَلُ فِي أَنْفِهِ قُطْنَةً فَيَصِيرُ أَعرف مِنْ ثَابِتٍ، وَلَمَّا كَانَ الْجُرُبَّانُ عَامَّا يَنْطَلِقُ عَلَى الْبَنِيقَةِ وَعَلَى غِلاف السَّيْفِ وأُريد بِهِ الْبَنِيقَةُ أضافَه إِلَى الْبَنِيقَةِ ليُخصِّصة بِذَلِكَ؛ قَالَ: وَمِثْلُ بَيْتِ جَرِيرٍ قَوْلُ ابْنُ الرِّقاع: كأَنَّ زُرُورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ ... بَنادِكُها مِنْهُ بِجِذْعٍ مُقَوَّمِ والبَنادِكُ: الْبَنَائِقُ، وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ أَيضاً لمِلْحة الجَرْمِي، وَيُرْوَى: عُلِّقَت بَنَائِقُهَا، وَقِيلَ: هِيَ هُنَا عُراها فَيَكُونُ حُجَّةً لأَبي عَمرو الشَّيباني. قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الأَحول: وَالْبَنِيقَةُ الدِّخْرِصة؛ وَعَلَيْهِ فُسِّرَ بَيْتُ ذِي الرُّمَّةِ يَهْجو رَهْط إمرئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ: عَلَى كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافِعٍ، ... مِنَ اللُّؤْمِ، سِرْبالٌ جَديدُ البنائِقِ فَقَالَ: البنائقُ الدَّخارِصُ، وإِنما خَصَّ الْبَنَائِقَ بالجِدَّة لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ أنَّ اللؤْم فِيهِمْ ظَاهِرٌ بيِّن كَمَا قَالَ طرَفة: تَلَاقَى، وأَحياناً تَبِينُ كأَنها ... بَنائقُ غرٌّ فِي قَمِيصٍ مُقَدَّدِ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذُو بَنِيقِ جَعَلَ لَهُ بَنِيقاً عَلَى التَّشْبِيهِ ببَنيقةِ القَميص لِبَيَاضِهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الرَّجَزُ: والصبحُ ذُو بَنائق وَقَالَ: شَبَّهَ بَيَاضَ الصُّبْحِ بِبَيَاضِ الْبَنِيقَةِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ نُصَيْب: سَوِدْتُ فَلَمْ أَمْلِكْ سَوادِي، وتَحْتَه ... قَمِيصٌ مِنَ القُوهِيِّ، بِيضٌ بنَائقُهْ وأَراد بِقَوْلِهِ سودتُ أَنه عَوِرَتْ عينُه؛ وَاسْتَعَارَ لَهَا تَحْتَ السَّوَادِ مِنْ عَيْنِهِ قَمِيصًا بِيضاً بنائقُه كَمَا اسْتَعَارَ الفرزذق لِلثَّلْجِ مُلاء بِيضِ البَنائق فقال يصف ناقته: تَظَلُّ بعيْنَيْها إِلَى الجَبَلِ الَّذِي ... عَلَيْهِ مُلاء الثَّلْجِ، بِيضُ البَنائِق

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بَنائقُ وبِنَقٌ، وَزَعَمَ أنَّ بِنَقاً جَمْعُ الْجَمْعِ، وَهَذَا مَا لَا يُعقل؛ وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ: قَدْ أغْتدِي والصبحُ ذُو بَنيقِ قَالَ: شَبَّهَ بَيَاضَ الصُّبْحِ بِبَيَاضِ الْبَنِيقَةِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا اعْتفاها صَحْصَحانٌ مَهْيَعُ ... مُبَنَّقٌ بآلِه مُقَنَّعُ قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُ مُبنَّق يَقُولُ السَّرابُ فِي نواحِيه مُقَنِّعٌ قَدْ غَطَّى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَعْلَمُ أَن الْبَنِيقَةَ قَدِ اخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِهَا فَقِيلَ: هِيَ لَبِنة الْقَمِيصِ، وَقِيلَ جُرُبَّانه، وَقِيلَ دِخْرِصَتُه، فَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْبَنِيقَةُ وَالدِّخْرِصَةُ وَالْجُرُبَّانُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَسُمِّيَتْ بِنِيقَةً لِجَمْعِهَا وَتَحْسِينِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: أَرض مَبْنُوقةٌ مَوْصُولَةٌ بأُخرى كَمَا تُوصَل بَنِيقَةُ الْقَمِيصِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُغْبَرّة الأَفْيافِ مَحْلُولة الحَصَى، ... دَيامِيمُها مَبْنُوقةٌ بالصّفاصِفِ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَرَوَى غَيْرُهُ مَوْصُولَةٌ. والبَنِيقةُ: الزَّمَعة مِنَ العِنب إِذا عَظُمَتْ. والبَنِيقة: السَّطْر مِنَ النَّخْلِ. ابْنُ الأَعرابي: أَبْنَق وبَنَّق ونَبَّق وأنْبَقَ كُلَّهُ إِذَا غَرَسَ شِراكاً وَاحِدًا مِنَ الوَدِيّ فَيُقَالُ نَخْلٌ مُبَنَّقٌ ومنَبَّقٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: بَنَّق فُلَانٌ كِذْبةً حَرْشاء وبَوَّقها وبَلَّقها إِذَا صنَعَها وزوَّقَها. وبَنَّقْته بِالسَّوْطِ وبَلَّقْته وقَوَّبْتُه وجَوَّبْتُه وفتَّقْته وفلَّقْتُه إِذَا قطَّعْته. وبَنيقةُ الْفَرَسِ: الشَّعْرُ الْمُخْتَلِفُ فِي وَسَطِ مِرْفَقِه، وَقِيلَ: فِي وَسَطِ مِرْفَقه مِمَّا يَلي الشاكِلةَ. والبَنيقتانِ: دائرتانِ فِي نَحْر الْفَرَسِ. والبنيقتانِ: عُودان فِي طَرَفَي المِضْمَدةِ. بندق: البُنْدُق: الجِلَّوْزُ، وَاحِدَتُهُ بُنْدُقةٌ، وَقِيلَ: البُندق حَمْلُ شَجَرٍ كالجلَّوْز. وبُنْدُقةُ: بَطن، قِيلَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ بُنْدُقةُ بْنُ مَظَّةَ بْنِ سَعد العَشيرة، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حِدَأ حِدَأ وراءكِ بُنْدقةُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. والبُنْدُقُ: الَّذِي يُرْمَى بِهِ، وَالْوَاحِدَةُ بُنْدُقة وَالْجَمْعُ البنَادِقُ. بهق: البَهَقُ: بَيَاضٌ دُونَ الْبَرَصِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِيهِ خُطوطٌ مِنْ سَوادٍ وبَلَقْ، ... كأَنها فِي الجِسْمِ تَوْليعُ البَهَق «1» . البَهَقُ: بَيَاضٌ يَعْتَرِي الْجَسَدَ بِخِلَافِ لَوْنِهِ لَيْسَ مِنَ البَرَص. وبَيْهَق: مَوْضِعٌ. بهلق: البِهْلِقُ: الزَّرِيُّ الخُلُقِ. والبُهْلُقُ والبِهْلِقُ: الكثيرةُ الْكَلَامِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا صَيُّورٌ. والبِهْلِقُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَاللَّامِ: المرأَة الْحَمْرَاءُ الشَّدِيدَةُ الحُمْرة، وَقِيلَ: هِيَ المرأَة الضَّجُور الشَّدِيدَةُ الحُمْرة. والبِهْلِقُ: الصَّخِبُ. والبَهْلَقُ: الداهيةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى تَرَى الأَعْداءُ منِّي بَهْلَقا، ... أَنكرَ مِمَّا عِندهم وأقْلَقا أَي داهِيةً. والبَهْلَقَة: شِبْه الطَّرْمذةِ، وَقَدْ بَهْلَق. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ البَلْهقة، بِتَقْدِيمِ اللَّامِ، فَرَدَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ وَقَالَ: إِنما هِيَ البَهْلقة، بِتَقْدِيمِ الْهَاءِ عَلَى اللَّامِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وقد تقدم.

_ (1). قوله [فيه خطوط] الذي في مادة ولع: فيها

والبَهَالِقُ: الأَباطيلُ. أَبو عَمْرٍو: جاءَ بالبَهالِق وَهِيَ الأَباطِيلُ؛ وأَنشد: آقَ عَلَيْنَا وَهُوَ شَرُّ آيِقِ، ... وَجَاءَنَا مِنْ بعْدُ بالبَهالِقِ غَيْرُهُ: يُوَلْوِلُ من جَوْبِهِنَّ الدليلُ، ... باللَّيْلِ، ولْولةَ البَهْلَقِ وَيُقَالُ: جَاءَ بِالْكَلِمَةِ بَهْلَقاً وبِهلِقاً أَي مُواجهةً لَا يَسْتَتِرُ بِهَا، والبَهالِقُ: الدَّوَاهِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تأْتي إِلَى البَهالِق بوق: البائقةُ: الداهِيةُ. وداهيةٌ بَؤُوق: شَدِيدَةٌ. باقَتْهم الداهِيةُ تَبُوقُهم بَوْقاً، بالفتح، وبُؤوقاً: أصابتهم، وكذلك باقَتهم، بَؤوقٌ عَلَى فَعُول. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ بمؤْمِن مَنْ لَا يأْمَنُ جارُه بوائقَه ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يدخُل الجنةَ مَنْ لَا يأْمَن جارُه بَوائقَه ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: بوائقُه غَوائلُه وشرُّه أَوْ ظُلْمه وغَشَمُه. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: يَنامُ عَنِ الحَقائق ويَسْتَيْقِظ للبَوائقِ. وَيُقَالُ للداهِية والبَلِيّة تَنْزِلُ بِالْقَوْمِ: أَصابتهم بَائِقَةٌ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: اللَّهُمَّ إِنيِ أَعوذ بِكَ مِنْ بَوائقِ الدَّهْرِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: باقَتْهم الْبَائِقَةُ تَبُوقهم بَوْقاً أَصَابَتْهُمْ، وَمِثْلُهُ فَقَرَتْهم الفاقِرةُ، وكذلك باقَتهم بَؤوق، عَلَى فَعَوْلٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لزُغْبةَ الباهِليّ وكُنْيته أَبو شَفِيقٍ، وَقِيلَ جَزْء بْنُ ربَاحٍ الباهِليّ: تَراها عِنْدَ قُبَّتِنا قَصيراً، ... ونَبْذُلُها إذا باقَتْ بَؤُوقُ وأَول الْقَصِيدَةِ: أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ وَيُقَالُ: باقُوا عَلَيْهِ قَتَلُوهُ، وانْباقُوا بِهِ ظلَموه. ابْنُ الأَعرابي: باقَ إِذَا هجَم عَلَى قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذنهم، وباقَ إِذا كَذَّبَ، وَبَاقَ إِذا جَاءَ بالشَّر والخُصومات. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ باقَ يَبُوق بَوْقاً إِذَا جاءَ بالبُوقِ، وَهُوَ الكذبُ السُّماقُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أنَّ الْبَاطِلَ يُسَمَّى بُوقاً، والبُوقُ: الْبَاطِلُ؛ قَالَ حسَّان بْنُ ثَابِتٍ يَرْثي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: يَا قاتَلَ اللهُ قَوْماً كَانَ شأْنُهُمُ ... قَتْلَ الإِمامِ الأَمين المُسْلمِ الفَطِنِ مَا قَتَلُوه عَلَى ذَنْب ألمَّ بِهِ، ... إلَّا الَّذِي نطَقُوا بُوقاً، وَلَمْ يَكُنِ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع البُوق فِي الباطِل إِلَّا هُنَا وَلَمْ يُعْرَف بيتُ حسَّان. وباقَ الشيءُ بُوقاً: غَابَ، وباقَ بُوقاً: ظَهَرَ، ضِدٌّ. وَبَاقَتِ السفينة بَوْقاً وبُؤُوقاً: غَرِقَت، وَهُوَ ضِدٌّ. والبَوْقُ والبُوق والبُوقةُ: الدُّفْعة المُنكَرة مِنَ الْمَطَرِ، وَقَدِ انْباقَتْ. الأَصمعي: أَصابتْنا بُوقة مُنْكَرَةٌ وبُوقٌ وَهِيَ دُفعة مِنَ الْمَطَرِ انْبَعَجَتْ ضَرْبةً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ باكِر الوَسْميِّ نَضّاحِ البُوَقْ وَيُقَالُ: هِيَ جَمْعُ بُوقةٍ مِثْلُ أَوقةٍ وأُوَقٍ، وَيُقَالُ: أَصابهم بُوق مِنَ الْمَطَرِ، وَهُوَ كَثْرَتُهُ. وانْباقتْ عَلَيْهِمْ بائقةُ شَرٍّ مِثْلُ انْباجَت أَي انفَتَقَتْ. وانباقَ عَلَيْهِمُ الدَّهرُ أَي هجَم عَلَيْهِمْ بالدَّاهية كَمَا يَخْرُجُ الصوتُ مِنَ البُوق. وَتَقُولُ: دَفَعْت عَنْكَ بائقةَ فُلَانٍ. والبَوْقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: أَشدُّه. وَفِي الْمَثَلِ: مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباقَ أَي ليَنْدَفِع فيُظهِر مَا فِي نفْسه.

فصل التاء

والباقةُ مِنَ البَقْل: حُزمة مِنْهُ. والبُوقة: ضَرْب مِنَ الشَّجَرِ دَقِيق شَدِيدُ الِالْتِوَاءِ. اللَّيْثُ: البُوقةُ شَجَرَةٌ مِنْ دِقّ الشَّجَرِ شَدِيدَةُ الِالْتِوَاءِ. والبُوقُ: الَّذِي يُنْفَخ فِيهِ ويُزْمَر؛ عَنْ كَرَاعٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: زَمْرَ النصارَى زَمَرَتْ فِي البُوقِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للعَرْجِيّ: هَوَوْا لَنَا زُمَراً مِنْ كُلِّ ناحِيةٍ، ... كأنَّما فَزِعُوا مِنْ نَفْخةِ البُوقِ والبُوقُ: شِبه مِنْقافٍ مُلْتَوِي الخَرْق يَنْفخ فِيهِ الطَّحَّانُ فَيَعْلُو صَوْتُهُ فيُعلم المُراد بِهِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. وَيُقَالُ للإِنسان الَّذِي لَا يكتُم السِّر: إِنما هو بُوق. بيق: البِيقِيَةُ: «1». حُبٌّ أَكبر مِنَ الجُلْبان أَخضر يُؤْكَلُ مَخْبُوزًا وَمَطْبُوخًا وتُعْلَفُه البقَر وَهُوَ بِالشَّامِ كَثِيرٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ الفُقهاء في القَطاني. فصل التاء تأق: التَّأَقُ: شدَّة الامْتِلاء. ابْنُ سِيدَهْ: تَئِقَ السِّقاء يَتْأَق تَأَقاً، فَهُوَ تَئِقٌ: امْتَلأَ، وأَتْأَقَه هُوَ إتْآقاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أتْأَقُ الحِياضَ بمواتِحه ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أتْأَقَها ... شَدُّ الرُّواةِ بِمَاءٍ، غَيْرِ مَشْرُوبِ مَاءٍ غَيْرِ مَشْرُوبِ يَعْنِي العرَق، أَراد ينضَحن بِمَاءٍ غَيْرِ مَشْرُوبٍ نضحَ المَزادِ الوُفْر. وَرَجُلٌ تَئِقٌ: مَلآن غَيْظاً أَوْ حُزْنًا أَوْ سُرُورًا، وَقِيلَ: هُوَ الضَّيِّقُ الخُلق، وَقِيلَ: تَئقَ إِذَا امتلأَ حُزْنًا وَكَادَ يَبْكِي. أَبو عَمْرٍو: التَّأَقةُ شِدَّةُ الغضَب والسُّرْعةُ إِلَى الشَّرِّ، والمَأَقُ شِدَّةُ الْبُكَاءِ. ومُهْر تَئِقٌ: سريعٌ. وأتأَقَ القوسَ: شدَّ نَزْعها وأَغرق فِيهَا السهمَ. وَفَرَسٌ تَئِقٌ: نشِيط مُمْتلئ جَرْياً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وَذَا خُصَلٍ، ... مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً تَئِقَا أَريَحِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى أرْيَحَ أَرْضٍ بِالْيَمَنِ؛ إِيَّاهَا عَنَى الهُذلي بِقَوْلِهِ: فلَوْتُ عَنْهُ سُيوفَ أَرْيَحَ، إذْ ... بَاءَ بكَفِّي، فَلَمْ أَكَدْ أَجِدُ وَقَدْ تَئقَ تأَقاً، وتَئق الصبيُّ وَغَيْرُهُ تأَقاً وتأَقةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، فَهُوَ تَئِقٌ إِذَا أَخذه شِبْهُ الفُواق عِنْدَ الْبُكَاءِ. وَمِنْ كَلَامِ أُم تأَبّط شَرًّا أَو غَيْرِهَا: وَلَا أبتُّه تَئِقاً. أَبُو عَمْرٍو: التأَقة، بِالتَّحْرِيكِ، شِدَّةُ الغضَب والسرعةُ إلى الشر، وَهُوَ يَتْأقُ وَبِهِ تأَقةٌ؛ وَفِي مَثَلٍ لِلْعَرَبِ: أَنتَ تَئقٌ وأَنا مَئقٌ فَكَيْفَ نَتَّفِق؟ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قِيلَ مَعْنَاهُ أَنت ضَيِّقٌ وأَنا خَفِيفٌ فَكَيْفَ نَتَّفِقُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَنت سَرِيعُ الغَضَب وأَنا سَرِيعُ الْبُكَاءِ فَكَيْفَ نَتَّفِقُ، وَقَالَ أَعرابي مِنْ عَامِرٍ: أَنت غَضْبانُ وأَنا غَضْبَانُ فَكَيْفَ نَتَّفِقُ؟ الأَصمعي: فِي هَذَا الْمَثَلِ تَقُولُ الْعَرَبُ أَنا تَئِقٌ وأَخي مَئِقٌ فَكَيْفَ نَتَّفِقُ؛ يَقُولُ: أَنَا مُمْتَلِئٌ مِنَ الغيْظ وَالْحُزْنِ وأَخي سَرِيعُ الْبُكَاءِ فَلَا يَقَعُ بَيْنَنَا وِفاق. وَقَالَ الأَصمعي: التَّئق السَّرِيعُ إِلَى الشَّرِّ وَالْمَئِقُ السَّرِيعُ الْبُكَاءِ، وَيُقَالُ: الْمُمْتَلِئُ مِنَ الْغَضَبِ، وَقَالَ الأَصمعي: هو الحديدُ؛

_ (1). قوله [البيقية] كذا ضبط في الأَصل بياء مخففة، وعبارة القاموس: البيقة، بالكسر، حب إلى آخر ما هنا. وفيه البيقية بياء بعد القاف مضبوطة بالتشديد قال: البيقية، بالكسر، نبات أطول من العدس

قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ كَلْبًا: أَصْمَعُ الكَعْبَين مَهْضُوم الحَشا، ... سَرْطَمُ اللَّحْيَيْن مَعَّاجٌ تَئِقْ والمِتْأَقُ أَيضاً: الحادُّ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مَسْعُودٍ الضَّبِّي يَصِفُ فَرَسًا: ضَافِي السَّبِيب أسِيلُ الخَدِّ مُشْتَرِفٌ، ... حَابِي الضُّلوعِ شَدِيدٌ أَسْرُه تَئِقُ الأَصمعي: وتَئِقَ الرَّجُلُ إِذَا امتلأَ غضَباً وغَيْظاً، ومَئِقَ إِذَا أَخَذَهُ شِبه الفُواق عِنْدَ الْبُكَاءِ قَبْلَ أَنْ يَبْكِيَ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: كأنَّما عَوْلَتُها، مِنَ التَّأَقْ، ... عَوْلةُ ثَكلى ولْوَلَتْ بَعْدَ المأَقْ والمَأَقُ: نَشْيجُ الْبُكَاءِ أَيضاً، والتأَق: الامْتِلاء. والمَأَقُ: نَشِيجُ الْبُكَاءِ الَّذِي كأَنه نفَس يقْلَعه مِنْ صَدْرِهِ. وَقَالَ أَبو الْجَرَّاحِ: التَّئِق المَلآن شِبَعاً ورِيّاً، والمَئِقُ الْغَضْبَانُ؛ وَقِيلَ: التَّئِقُ هُنَا الْمُمْتَلِئُ حُزْنًا، وَقِيلَ: النشِيط، وقيل: السّيِء الْخُلُقِ. وَفِي حَدِيثِ السِّراط: فيمُرّ الرجُل كَشَدِّ الْفَرَسِ التئِق الجَواد أَي الْمُمْتَلِئِ نَشاطاً. ترق: التِّرَقُ: شَبِيه بالدُّرْج؛ قَالَ الأَعشى: ومارِد مِنْ غُواةِ الْجِنِّ، يَحْرُسها ... ذُو نِيقةٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَهَا تَرَقا دُونَهَا: يَعْنِي دُونَ الدُّرَّة. والتَّرْقُوَتانِ: الْعَظْمَانِ المُشْرِفان بَيْنَ ثُغْرة النحْر والعاتِق تَكُونُ لِلنَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ قَطَاةٍ: قَرَتْ نُطْفةً بَيْنَ التَّراقي، كأنَّها ... لدَى سَفَط بَيْنَ الجَوانِح مُقْفَلِ وَهِيَ التَّرْقُوَةُ، فَعْلُوَةٌ، وَلَا تَقُلْ تُرقوة، بِالضَّمِّ، وَقِيلَ: هِيَ عَظْمٌ وَصَلَ بَيْنَ ثُغرة النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ، وَجَمْعُهَا التَّرَاقِي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ: همُ أَوْرَدُوكَ الموتَ حينَ أَتيتَهم، ... وجاشَتْ إليكَ النفْسُ بَيْنَ التَّرائقِ إِنَّمَا أَراد بَيْنَ التَّرَاقِي فقَلَب. وتَرْقاهُ: أَصابَ تَرْقُوتَه، وتَرْقَيْتُه أَيضاً تَرْقاةً: أَصبْتُ تَرْقُوته. وَفِي حَدِيثِ الخوارج: يقرأُون الْقُرْآنَ لَا يُجاوز حَناجِرهم وتَراقِيَهم ؛ وَالْمَعْنَى أَن قراءَتهم لَا يَرْفَعُهَا اللَّهُ وَلَا يَقْبَلُهَا فَكَأَنَّهَا لَمْ تُجاوز حُلوقهم، وَقِيلَ: الْمَعْنَى لَا يَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ وَلَا يُثَابُونَ عَلَى قِرَاءَتِهِ وَلَا يَحْصُلُ لَهُمْ غَيْرُ الْقِرَاءَةِ. والتِّرياق، بِكَسْرِ التَّاءِ: مَعْرُوفٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، هُوَ دَواء السُّموم لُغَةٌ فِي الدِّرْياق، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَمْرَ تِرياقاً وتِرْياقة لأَنها تذهَب بالهَمّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى، وَقِيلَ الْبَيْتُ لِابْنِ مُقبل: سَقَتْني بصَهْباءَ تِرْياقةٍ، ... مَتَى مَا تُلَيِّنْ عِظامي تَلِنْ وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ فِي عَجْوةِ العاليةِ تِرْياقاً ؛ الترياقُ: مَا يُستعمل لدَفع السَّمّ مِنَ الأَدْوية والمَعاجِين، وَيُقَالُ دِرْياق، بِالدَّالِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمر: مَا أُبالي مَا أَتيتُ إِنْ شَرِبْتُ تِرْيَاقًا ؛ إِنَّمَا كَرَّهَهُ مِنْ أَجل مَا يقَع فِيهِ مِنْ لُحوم الأَفاعي والخَمْر وَهِيَ حَرَامٌ نَجِسة، قَالَ: وَالتِّرْيَاقُ أَنواع فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَلَا بأْس بِهِ، وَقِيلَ: الْحَدِيثُ مُطْلَقٌ فالأَولى اجْتِنَابُهُ كلُّه.

فصل الثاء

ترنق: التَّرْنُوق: الْمَاءُ الْبَاقِي فِي مَسِيل الْمَاءِ. شَمِرٌ: التُّرْنُوق الطِّينُ الَّذِي يرسُب فِي مَسَايِلِ الْمِيَاهِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تُرنوق الْمَسِيلِ، بِضَمِّ التَّاءِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. تقق: التَّقْتَقةُ: الهُويُّ مِنْ فَوقُ إِلَى أَسْفَلَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ، وَقَدْ تَتَقْتَقَ. وتَتَقْتَقَ مِنَ الْجَبَلِ وَفِي الْجَبَلِ: انْحدر؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّقْتَقةُ: سُرعة السَّيْرِ وَشِدَّتُهُ. الْفَرَّاءُ: الذَّوْحُ سَيْر عَنِيفٌ؛ وَكَذَلِكَ الطَّمْلُ والتَّقْتَقةُ. ابْنُ الأَعرابي: التقْتَقةُ الْحَرَكَةُ. ابْنُ الأَعرابي: تَقْتَقَ هبَط وتتَقْتَقت عَيْنُهُ غارَت؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، وَالصَّحِيحُ نَقْنَقَت، بِالنُّونِ، وأُنْكِر عَلَى أَبي عُبَيْدَةَ ذَلِكَ؛ كَذَا ذَكَرَ ابْنُ الأَعرابي وأَنشد: خُوصٌ ذواتُ أَعْين نَقانِقِ، ... جُبْتُ بها مَجْهولةَ السَّمالِقِ توق: التَّوْقُ: تُؤُوق النَّفْسِ إِلَى الشَّيْءِ وَهُوَ نِزاعها إِلَيْهِ. تاقَت نفْسي إِلَى الشَّيْءِ تَتُوق توْقاً وتُؤوقاً: نزَعَت وَاشْتَاقَتْ، وتاقَت الشيءَ كَتَاقَتْ إِلَيْهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فالحمدُ لِله عَلَى مَا وفَّقا ... مَرْوانَ، إذْ تاقُوا الأُمورَ التُّوَّقا والمُتَوَّقُ: المُتَشَهَّى. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَا لَكَ تَتَوَّقُ فِي قُريش وتَدعُنا ؟ تَتَوَّقُ، تفعَّل مِنَ التَّوْقِ: وَهُوَ الشَّوقُ إِلَى الشَّيْءِ والنُّزوعُ إِلَيْهِ، والأَصل تَتَتوّق بِثَلَاثِ تَاءَاتٍ فَحَذَفَ تَاءَ الأَصل تَخْفِيفًا، أَرَادَ لِمَ تتزوّجُ فِي قُرَيْشٍ غَيْرَنَا وتدعُنا يَعْنِي بَنِي هَاشِمٍ، وَيُرْوَى تَنَوَّقُ، بِالنُّونِ، مِنَ التنوُّقِ فِي الشَّيْءِ إِذَا عُمل عَلَى اسْتِحْسَانٍ وَإِعْجَابٍ بِهِ. يُقَالُ: تنوَّق وتأَنَّق. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَا لَكَ تَتَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وتدعُ سَائِرَهُمْ. والمُتَوَّقُ: الْكَلَامُ الْبَاطِلُ. ونفْس توَّاقةٌ: مُشْتاقةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: جَاءَ الشِّتاء وقَميصي أَخْلاقْ ... شَراذِمٌ يَضْحَكُ مِنِّي التَّوّاقْ قِيلَ: التَّوّاق اسْمُ ابْنِهِ، وَيُرْوَى النَّوَّاق بِالنُّونِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: المرْء تَوَّاقٌ إِلَى مَا لَمْ ينَل. وَقِيلَ: التَّوَّاقُ الَّذِي تَتُوق نفْسُه إِلَى كُلِّ دَناءة. ابْنُ الأَعرابي: التَّوَقةُ الخُسَّفُ جَمْعُ خاسِفٍ وَهُوَ الناقِهُ، والتَّوْقُ نفْس النزْع، والتُّوقُ العَوَج فِي الْعَصَا وَنَحْوِهَا. وتاقَ الرجلُ يتُوق: جَادَ بنفْسه عِنْدَ الْمَوْتِ. وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَتْ ناقةُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتوّقةً ؛ كَذَا رَوَاهُ بِالتَّاءِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا الْمُتَوَّقَةُ؟ فَقَالَ: مِثْلُ قَوْلِكَ فَرَسٌ تَئِقٌ أَي جَوَادٌ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: وَتَفْسِيرُهُ أَعْجبُ مِنْ تَصحِيفه، وإِنما هِيَ مُنَوَّقة، بِالنُّونِ، هِيَ الَّتِي قَدْ رِيضَت وأُدِّبَت. فصل الثاء ثبق: ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَبَقَت العينُ تَثْبِقُ أَسرَع دمعُها. وثَبَق النهرُ: أَسرع جَرْيُه وكثُر مَاؤُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا بالُ عَيْنِك عاوَدَت تَعْشاقَها؟ ... عينٌ تَثَبَّقَ دَمْعُها تَثْباقَها ثدق: ثدَق المطرُ: خَرَجَ مِنَ السَّحَابِ خُروجاً سَرِيعًا وجَدَّ نَحْوَ الوَدْق. وَسَحَابٌ ثَادِقٌ ووادٍ ثَادِقٌ أَي سَائِلٌ. ابْنُ الأَعرابي: الثَّدْق والثادِق النَّدى الظَّاهِرُ. يُقَالُ: تباعَد مِنَ الثَّادِقِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: سَأَلْتُ الرِّياشي وَأَبَا حَاتِمٍ عَنِ اشْتِقَاقِ ثَادِقٍ فَقَالَا: لَا نَعْرِفُهُ،

فسأَلت أَبا عُثْمَانَ الْأَشْتَانَذَانِيَّ فَقَالَ: ثدَقَ الْمَطَرُ مِنَ السَّحَابِ إِذا خَرَجَ خُرُوجًا سَرِيعًا. وثادقٌ: اسْمُ فَرَسِ حَاجِبِ بْنِ حَبيب الأَسدي؛ وَقَوْلُ حَاجِبٍ: وباتَتْ تَلُومُ عَلَى ثادِقٍ ... ليُشْرى، فَقَدْ جَدَّ عِصْيانُها أَلا إنَّ نَجْواكِ فِي ثادِقٍ ... سَوَاءٌ عليَّ وإعلانُها وقلتُ: أَلم تَعْلَمي أَنه ... كرِيمُ المَكَبّةِ مِبدانُها؟ فَهُوَ اسْمُ فُرْسٍ. وَقَوْلُهُ عِصيانُها أَي عِصياني لَهَا، وَصَوَابُ إِنشاده: بَاتَتْ تَلُومُ عَلَى ثَادِقٍ بِغَيْرِ وَاوٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: ثَادِقٌ فَرَسٌ كَانَ لمُنْقِذ بْنِ طَريف بْنِ عَمْرِو بن قُعَين بن الحرث بن ثَعلبةَ وأَنشد لَهُ هَذَا الشِّعْرَ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنه لِحَاجِبٍ وَهُوَ أَيضاً مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فَوادِي البَدِيِّ فالطَّوِيّ فثادِق، ... فوادِي القَنانِ جِزْعُه فأَثاكِلُهْ وَقَدْ ذَكَرَهُ لَبِيدٌ فَقَالَ: فأَجمادَ ذِي رَقْدٍ فأَكْنافَ ثادِقٍ، ... فصارةَ تُوفي فوقَها فالأَعابِلا ثفرق: الأَصمعي: الثُّفْرُوق قِمَع البُسْرة وَالتَّمْرَةِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: قُراد كثُفْرُوقِ النَّواة ضَئيل وَقَالَ العَدَبّس: الثُّفْرُوقُ هُوَ مَا يَلْزَقُ بِهِ القِمع مِنَ التَّمْرَةِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الثَّفارِيقُ أَقماع البُسر. والثُّفروق: عِلاقة مَا بَيْنَ النَّوَاةِ وَالْقِمَعِ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ، قَالَ: يُلْقى لَهُمْ مِنَ الثَّفاريق وَالتَّمْرِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: العُنقود إِذا أُكل مَا عَلَيْهِ فَهُوَ ثُفروق وعُمْشُوش؛ وأَراد مُجَاهِدٌ بِالثَّفَارِيقِ الْعَنَاقِيدُ يُخْرط مَا عَلَيْهَا فَتَبْقَى عَلَيْهَا التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالثَّلَاثُ يُخْطِئها المِخْلب فتُلقى لِلْمَسَاكِينِ. اللَّيْثُ: الثُّفْرُوق غِلاف مَا بَيْنَ النَّواة والقِمَع. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: إِذَا حَضَرَ المساكينُ عِنْدَ الجَداد أُلقي لَهُمْ مِنَ الثَّفاريق وَالتَّمْرِ ؛ الأَصل فِي الثَّفَارِيقِ الأَقْماع الَّتِي تَلْزَق بالبُسر، وَاحِدَتُهَا ثُفروق وَلَمْ يُرِدْهَا هَاهُنَا، وإِنما كَنَّى بِهَا عَنْ شَيْءٍ مِنَ البُسر يُعْطَوْنه؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: كَأَنَّ الثُّفروق عَلَى مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ شُعبة مِنْ شِمْرَاخِ العِذْق. ابْنُ سِيدَهْ: الذُّفْروق لُغَةٌ فِي الثُّفْروق. ثقق: الثقْثَقةُ: الإِسْراع، وَقَدْ حُكِيَتَ بِتَاءَيْنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ. ج ق: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْجِيمُ وَالْقَافُ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَلَا مُعرَبًا أَو حِكَايَةَ صَوْتٍ مِثْلَ كَلِمَاتٍ ذَكَرَهَا هُوَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَنُفَرِّقُهَا نَحْنُ هُنَا بِتَرَاجِمَ فِي أَماكنها وَنَشْرَحُ فِيهَا مَا ذَكَرَهُ هُوَ وَغَيْرُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الْجَوَالِيقِيِّ فِي الْمُعَرَّبِ: لَمْ تَجْتَمِعِ الْجِيمُ وَالْقَافُ فِي كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ إِلا بِفَاصِلٍ نَحْوَ جَلَوْبَق وجَرَنْدَق، وَقَالَ اللَّيْثُ: الْقَافُ وَالْجِيمُ جَاءَتَا فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ أَكثرها مُعَرَّبٌ، قَالَ وأُهملا مَعَ الشِّينِ وَالصَّادِ وَالضَّادِ وَاسْتُعْمِلَا مَعَ السِّينِ فِي الجَوْسَقِ خَاصَّةً، وَهُوَ دَخِيلٌ معرّب

جبلق: التَّهْذِيبُ: جابَلَقُ «2». وجابَلَصُ مَدِينَتَانِ إِحْدَاهُمَا بالمشرِق والأُخرى بِالْمَغْرِبِ لَيْسَ وَرَاءَهُمَا إِنْسِيٌّ؛ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه ذَكَرَ حَدِيثًا ذَكَرَ فيه هاتين المدينتين. جبنثق: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ بِخَطِّ أَبي هَاشِمٍ فِي هَذَا الْبَيْتِ: الجَبْنَثْقةُ مرأَة السُّوءِ، وَقَالَ: بَني جَبْنَثْقةٍ ولدتْ لِئَامًا، ... عَلَيَّ بلُؤْمِكُم تَتَوَثَّبُونا قَالَ: وَالْكَلِمَةُ خُمَاسِيَّةٌ، قَالَ: وَمَا أَراها عَرَبِيَّةً. جرق: ابْنُ الأَعرابي: الجَوْرَقُ الظَّليم؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَمَنْ قَالَهُ جَوْرف، بِالْفَاءِ، فَقَدْ صَحَّفَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ هَزِيلٌ جُراقة غَلْق، قَالَ: والجُراقة والغَلْق الخَلَق، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: رَجُلٌ جُلاقة وجُراقة وَمَا عليه جُلاقةُ لحم. جردق: الجَرْدَقةُ: مَعْرُوفَةٌ الرَّغيف، فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كَانَ بعِيراً بالرَّغِيفِ الجَرْدَق وجَرَنْدق: اسْمٌ. والجَرْذَقُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ: لُغَةٌ فِي الجَرْدق، كِلَاهُمَا مُعَرَّبٌ، وَيُقَالُ لِلرَّغِيفِ جَرْدَقٌ، وَهَذِهِ الْحُرُوفُ كُلُّهَا مُعَرَّبَةٌ لَا أُصول لَهَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ ذكره الأَزهري. جرذق: الجَرْذَق، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، لُغَةٌ فِي الْجَرْدَقِ؛ زَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَنه سَمِعَهَا من رجل فصيح. جَرْمَقَ: الجُرْمُوق: خُفّ صَغِيرٌ، وَقِيلَ خُفٌّ صَغِيرٌ يُلبس فَوْقَ الْخُفِّ. وجَرامِقةُ الشَّامِ: أَنباطها، وَاحِدُهُمْ جُرْمُقانيٌّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَصمعي فِي الكُميت: هُوَ جُرْمُقانِيٌّ. التَّهْذِيبُ: الجَرامِقةُ جِيلٌ مِنَ النَّاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَرَامِقَةُ قَوْمٌ بالمَوْصِل أَصلهم مِنَ الْعَجَمِ. أَبو تُرَابٍ: قَالَ شُجَاعٌ الجِرْماقُ والجِلْماقُ مَا عُصِبَ بِهِ القَوسُ مِنَ العَقَب، وَهُوَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُعَرَّبَةِ وَلَا أَصل لَهَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. جَرَنْدَقُ: جَرَنْدَقٌ هُوَ اسْمٌ. جَزَقَ: استُعمل الجَوْزَقُ وَهُوَ معرب. جَسَقَ: الجَوْسَقُ: الحِصْن، وَقِيلَ: هُوَ شَبِيهٌ بِالْحِصْنِ، مُعَرَّبٌ وأَصله كُوشك بِالْفَارِسِيَّةِ. والجَوْسَق: الْقَصْرُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الْجَوْسَقُ الْحِصْنُ قَوْلُ النُّعْمَانِ مِنْ بَنِي عدِيّ: لعلَّ أَميرَ المؤمِنين يَسُوءُه ... تَنادُمُنا فِي الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ جَعْثَقَ: جَعْثَق: اسْمٌ، وَلَيْسَ بثبت. جَعْفَقَ: جَعْفَقَ القومُ: رَكِبُوا وتَهَيَّأُوا. جَعْفَلَقَ: الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرٍو الجَعْفَلِيقُ الْعَظِيمَةُ مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ أَبو حَبِيبة الشَّيْبَانِيُّ: قامَ إِلَى عَذْراء جَعْفَلِيقِ، ... قَدْ زُيِّنَتْ بكَعْثَبٍ مَحْلُوقِ يَمْشِي بمثلِ النخلةِ السَّحُوقِ، ... مُعَجَّرٍ مُبَجَّرٍ مَعْرُوقِ هامَتُه كصخْرةٍ فِي نِيقِ، ... فشَقَّ مِنْهَا أَضْيَقَ المَضِيقِ طَرَّقَه لِلْعَمَلِ المَوْمُوقِ، ... يَا حَبَّذا ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ

_ (2). قوله [جابلق] ضبطت اللام في القاموس بالفتح. وقال في معجم ياقوت بسكون اللام وأما جابلص فحكي في القاموس في اللام السكون والفتح

جَقَقَ: الجقّةُ: النَّاقَةُ الهَرِمة؛ عن ابن الأَعرابي. جَلَقَ: جِلَّق وجِلِّق: مَوْضِعٌ؛ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: بجِلّق تَسْطُو بامرئٍ مَا تَلَعْثَما أَي مَا نَكَص؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: لئنْ كَانَ للقَبْرَيْنِ قَبْرٍ بجِلّقٍ، ... وقبْرٍ بصَيْداء الَّذِي عِنْدَ حارِب التَّهْذِيبُ: جِلَّقٌ، بِالتَّشْدِيدِ وَكَسْرِ الْجِيمِ، مَوْضِعٌ بِالشَّامِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَلَقَ اسْمُ دِمَشق؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: للهِ دَرُّ عِصابةٍ نادَمْتُهمْ، ... يَوْمًا، بجلقَ فِي الزمانِ الأَوّلِ والجُوالِقُ والجُوالَق، بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وِعَاءٌ مِنَ الأَوعية مَعْرُوفٌ مُعَرَّبٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ: أُحِبُّ ماوِيَّةَ حُبًّا صادِقا، ... حُبَّ أَبي الجُوالِقِ الجُوالِقا أَي هُوَ شَدِيدُ الْحُبِّ لِمَا فِي جَوَالِقِهِ مِنَ الطَّعَامِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ جَوالِق، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وجَوالِيق، وَلَمْ يَقُولُوا جَوالِقات، اسْتَغْنَوْا عَنْهُ بجَوالِيق، وَرُبَّ شَيْءٍ هَكَذَا وَبِعَكْسِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا حَبَّذا مَا فِي الجَوالِيقِ السُّودْ ... مِنْ خَشْكِنانٍ وسَوِيقٍ مَقْنُودْ وَرُبَّمَا جَوَّزَ الجوالِقات غَيْرُ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ قَدْ جَمَعَتِ الْعَرَبُ أَسماء مُذَكَّرَةً بالأَلف وَالتَّاءِ لِامْتِنَاعِ تَكْسِيرِهَا نَحْوَ سِجِلّ وإسْطبْل وحَمّام فَقَالُوا سِجِلَّات وَحَمَّامَاتٌ وإسْطَبْلات، وَلَمْ يَقُولُوا فِي جَمْعِ جُوالِق جُوالِقات لأَنهم قَدْ كسَّروه فَقَالُوا جَوالِيق. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لِلَبِيدٍ قَاتِلِ أَخيه زَيْدٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بَعْدَ أَن أَسلم: أَنت قَاتِلُ أَخي يَا جوالِق؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ ؛ الجوالِق، بِكَسْرِ اللَّامِ: هُوَ اللَّبِيدُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ لَبِيداً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ونازِلةٍ بالحَيِّ، يَوْمًا، قَرَيْتُها ... جَوالِيقَ أَصْفاراً وَنَارًا تُحَرِّقُ قَالَ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ أَصفاراً جَراداً خَالِيَةَ الأَجواف مِنَ البَيْض وَالطَّعَامِ. وجَوْلَق: اسْمٌ؛ قَالَ الرَّاوِي: وأَنا أَظنه جَلَوْبَقاً. ابْنُ الأَعرابي: جَلقَ رأْسَه وجَلَطَه إِذَا حَلَقَه. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ جُلاقةٌ وجُراقةٌ، وَمَا عَلَيْهِ جُلاقة لَحْمٍ، قَالَ: وَيُقَالُ للمَنْجَنِيق المنْجَلِيقُ. جَلْبَقَ: جَلَوْبَق: اسْمٌ، وَكَذَلِكَ الجَلَوْفَق، قَالَ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ؛ وفيه يقول الفرزذق: رأَيتُ رِجالًا يَنْفَحُ المِسْكُ مِنهمُ، ... ورِيحُ الخُرُوءِ مِنْ ثِيابِ الجَلَوْبَقِ جَلْفَقَ: أَتان جَلَنْفَقٌ: سَمِينة. وجَلَوْبَق: اسْمٌ، وَكَذَلِكَ الجَلَوْفَقُ. جَلْمَقَ: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ أَبو تُرَابٍ قَالَ شُجَاعٌ: الجِرْماقُ والجِلْماقُ مَا عُصِب بِهِ القَوْس مِنَ العَقَبِ. جَلَنْبَلَقْ: الصِّحَاحُ: حِكَايَةُ صَوْتِ بَابٍ ضَخْم فِي حَالِ فَتْحِهِ وإِصْفاقِه، جَلَنْ عَلَى حِدَةٍ، وبَلَقْ عَلَى حِدَةٍ؛ أَنشد الْمَازِنِيُّ: فتَفْتَحُه طَوْراً، وطَوْراً تُجِيفُه، ... فتسمَعُ فِي الحالَينِ مِنْهُ جَلَنْبَلَقْ

فصل الحاء

جَلْهَقَ: الجُلاهِقُ: البُنْدُقُ، وَمِنْهُ قَوْسُ الجُلاهِقِ، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ جُلَهْ، وَهِيَ كُبّة غَزْلٍ، وَالْكَثِيرُ جُلَها، وَبِهَا سُمِّيَ الْحَائِكُ. النَّضْرُ: الجُلاهِقُ الطينُ المُدَوَّر المُدَمْلَقُ، وجُلاهِقة وَاحِدَةٌ وجُلاهِقَتانِ. وَيُقَالُ: جَهْلَقْتُ جُلاهِقاً، قدَّم الهاء وأَخّر اللام. جنق: الجُنُق، بِضَمِّ الْجِيمِ وَالنُّونِ: حِجَارَةُ المَنْجَنِيق. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجُنُقُ أَصحاب تَدْبِيرِ المَنْجَنِيق. يُقَالُ: جَنَقُوا يَجْنِقُون جَنْقاً. حَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: جَنَّقُونا بالمَنْجَنِيق تَجْنِيقاً أَي رَمَوْنا بأَحجارها. وَيُقَالُ: مَجْنَقَ المنجنيقَ وجَنَّق. وَقِيلَ لأَعرابي: كَيْفَ كَانَتْ حُروبكم؟ قَالَ: كَانَتْ بَيْنَنَا حُروب عُون، تُفْقأُ فِيهَا الْعُيُونُ، فَتَارَةً نُجْنَق، وأُخرى نُرْشَق. جنبق: امرأَة جُنْبُقة: نَعْتٌ مكروه. جنفلق: الجَنْفَلِيقُ: الضَّخْمَةُ مِنَ النِّسَاءِ وَهِيَ الْعَظِيمَةُ، وَكَذَلِكَ الشَّفْشَلِيقُ، خماسي. جهلق: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ جَلْهَقَ: الجُلاهِقُ الطِّينُ المُدَوَّر المُدَمْلَق. وَيُقَالُ: جَهْلَقت جُلاهِقاً، قدَّم الْهَاءَ وأَخّر اللَّامَ. جوق: الجَوْقُ «3». كُلُّ خَلِيطٍ مِنَ الرِّعاء أَمرهم وَاحِدٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الجَوْقُ كُلُّ قطيعٍ مِنَ الرُّعاةِ أَمرهم وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الْجَوْقُ القَطيعُ مِنَ الرِّعاء، والجوْقُ أَيضاً: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَحسَبه دخِيلًا. والأَجْوَقُ: الْغَلِيظُ العُنق. الْجَوْهَرِيُّ: الجَوَقُ مَيَلٌ فِي الْوَجْهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فِي وَجْهِهِ شَدَفٌ وجَوَقٌ أَي مَيَلٌ، وَقَدْ جَوِقَ يَجْوَقُ، فَهُوَ أَجْوَقُ وجَوِقٌ. وَيُقَالُ: عدوٌّ أَجْوَقُ الفكِّ أَي مائلُ الشقِّ، وجمعه جُوقةٌ. فصل الحاء حبق: الحَبْقُ والحَبِقُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، والحُباقُ: الضُّراطُ؛ قَالَ خِداشُ بْنُ زُهَيْرٍ الْعَامِرِيُّ: لَهُمْ حَبِقٌ، والسَّوْدُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، ... يَدِيَّ لَكُمْ والعادِياتِ المُحَصَّبا «4» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّوْدُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ ويَدِيٌّ: جَمَعُ يَدٍ مِثْلُ قَوْلِهِ: فإنَّ لَهُ عِندي يَدِيّاً وأَنْعُما وأَضافها إِلَى نَفْسِهِ، وَرَوَاهُ أَبو سَهْلٍ الْهَرَوِيُّ: يَدِيّ لَكُمْ، وَقَالَ: يُقَالُ يَدِيَّ لَكَ أَن يَكُونَ كَذَا كَمَا تَقُولُ علَيَّ لَكَ أَن يَكُونَ كَذَا؛ وَرَوَاهُ الْجَرْمِيُّ: يَدِي لَكُمْ، سَاكِنَةَ الْيَاءِ، والعادياتِ مَخْفُوضٌ بِوَاوِ الْقَسَمِ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الإِبل وَالْغَنَمِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَبِقُ ضُراطُ المَعز، تَقُولُ: حبَقَت تَحْبِقُ حَبْقاً، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّاسِ: حبَق يحبِق حبْقاً وحَبِقاً وحُباقاً، لَفْظُ الِاسْمِ وَلَفْظُ الْمَصْدَرِ فِيهِ سَوَاءٌ، وأَفعال الضَّرِطِ تجيءُ كَثِيرًا مُتَعَدِّيَةً بِحَرْفٍ كَقَوْلِهِمْ عفَق بِهَا وحَطَأَ بِهَا ونفَخ بِهَا إِذَا ضَرطَ. وَفِي حَدِيثِ المُنْكَر الَّذِي كَانُوا يأْتُونه فِي نادِيهم قَالَ: كَانُوا يَحْبِقُون فِيهِ ؛ الحَبِق، بِكَسْرِ الْبَاءِ: الضُّراط. وَيُقَالُ للأَمة: يَا حَباقِ كَمَا يُقَالُ يَا دَفارِ. الأَزهري: الحبَقُ دَواءٌ مِنْ أَدْوِيةِ الصَّيادِلة، والحَبَقُ الفُوذَنْج. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَبَقُ نَبَاتٌ

_ (3). قوله [الجوق] كذا بالأصل. والذي في نسخ الجوهري بأيدينا: الجوقة الجماعة من الناس (4). قوله [والعاديات] في مادة سود والزائرات وفيها ضبط حبق بفتح الباء والصواب كسرها

طَيِّبُ الرِّيحِ مُرَبَّعُ السُّوقِ وَوَرَقُهُ نَحْوُ وَرَقِ الخِلافِ مِنْهُ سُهْلِيّ وَمِنْهُ جَبَلي وَلَيْسَ بمَرْعًى. ابْنُ خَالَوَيْهِ: الحبقُ الباذَرُوجُ، وَجَمْعُهُ حِباقٌ؛ وأَنشد: فأَتَوْنا بدَرْمَقٍ وحِباقٍ، ... وشِواء مُرَعْبَلٍ وصِنابِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَباقَى الحَنْدَقُوقَى لُغَةٌ حِيرِيّةٌ؛ أَنْشَدَ الأَصمعي لِبَعْضِ الْبَغْدَادِيِّينَ: لَيْتَ شِعْري، مَتَى تَخُبُّ بي الناقةُ، ... بَيْنَ العُذَيْبِ فالصِّنَّيْنِ مُحْقباً زُكْرةً وخُبْزاً رِقَاقًا، ... وحَباقى وقِطْعةً مِنْ نُونِ وَمَا فِي النِّحْيِ حَبَقةٌ أَي لطْخُ وضَرٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، كَقَوْلِكَ مَا فِي النَّحْيِ عَبَقة. وعِذْقُ الحُبَيْق: ضرْب مِنَ الدَّقَل رَديء، وَهُوَ مُصَغَّرٌ، هُوَ نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ رَدِيءٌ مَنْسُوبٌ إِلَى ابْنِ حُبَيْق، وَهُوَ تَمْرٌ أَغبر صَغِيرٌ مَعَ طُولٍ فِيهِ. يُقَالُ: حُبَيْقٌ ونُبَيْقٌ وَذَوَاتُ العُنيق لأَنواع مِنَ التَّمْرِ، وَالنُّبَيْقُ أَغبر مدوَّر، وَذَوَاتُ العُنيق لَهَا أَعناق مَعَ طُولٍ وغُبرة، وَرُبَّمَا اجْتَمَعَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي عِذْق وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ لَوْنَين مِنَ التَّمْرِ: الجُعْرُورِ ولون الحُبَيْق ، يَعْنِي أَن تؤْخذ فِي الصَّدَقَةِ. أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ يَمْشِي الدِّفِقَّى والحِبِقَّى وَهِيَ دُونَ الدفقَّى. ابْنُ خَالَوَيْهِ: الحُبَيْبِيق الأَحمق، والحُباق لَقَبُ بَطْنٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ: يُنادِي الحُباقَ وخَمّانَها، ... وَقَدْ شيَّطُوا رأْسَه فالتَهَبْ حبطقطق: هَذَا مَذْكُورٌ فِي السُّدَاسِيِّ، وَقَالَ: حَبَطِقْطِقْ حِكَايَةُ صَوْتِ قَوَائِمِ الْخَيْلِ إِذَا جَرَتْ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ: جرَتِ الخيلُ فقالتْ: ... حَبَطِقْطِقْ حَبَطِقْطق حبقنق: حُبَقْنِيقٌ: سيءُ الخلُق. حبلق: الحَبَلَّق: الصَّغِيرُ القَصير؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُحابي بِنَا فِي الحَقِّ كُلَّ حَبَلَّقٍ، ... لَنَا البَول عَنْ عِرْنِينِه يتفرَّقُ والحَبَلَّقُ: غَنَمٌ صِغَارٌ لَا تكْبُر؛ قَالَ الأَخطل: واذْكُرْ غُدانةَ عِدّاناً مُزَنَّمةً ... مِنَ الحَبَلَّقِ، يُبْنى حَوْلَها الصِّيَرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ حبق: غُدانةُ بْنُ يَرْبُوع بْنِ حَنْظَلةَ، وعِدّانٌ جَمْعُ عَتُود مِثْلُ عِتْدان، وَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَهُ عَلَى الذَّمِّ. والحَبلَّقةُ: غَنَمٌ بجُرَش. حثرق: الأَزهري: ابْنُ دُرَيْدٍ الحَثْرَقَةُ خُشونة وحُمرة تَكُونُ في العين. حدق: حدَقَ بِهِ الشيءُ وأَحدقَ: اسْتَدارَ؛ قَالَ الأَخطل: المُنْعِمُون بنُو حَرْبٍ، وَقَدْ حَدَقَتْ ... بيَ المَنِيّةُ، واسْتَبْطأْتُ أَنصارِي وَقَالَ سَاعِدَةُ: وأُنْبِئْتُ أنَّ القومَ قَدْ حَدَقُوا بِهِ، ... فَلَا رَيْبَ أنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحيمُ وَكُلُّ شَيْءٍ اسْتَدار بِشَيْءٍ وأَحاطَ بِهِ، فَقَدْ أَحدَقَ بِهِ. وَتَقُولُ: عَلَيْهِ شامةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أحدقَ بِهَا بَيَاضٌ. والحَدِيقة مِنَ الرِّياض: كلُّ أَرض اسْتَدَارَتْ وأَحدق

بِهَا حاجزٌ أَوْ أَرض مُرْتَفِعَةٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: جادَتْ عَلَيْهَا كلُّ بِكْرٍ حُرًةٍ، ... فتَرَكْنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِّرْهمِ وَيُرْوَى: كلَّ قَرارةٍ؛ وَقِيلَ: الحَدِيقةُ كُلُّ أَرض ذَاتِ شَجَرٍ مُثمر وَنَخْلٍ، وَقِيلَ: الحديقةُ البُسْتانُ وَالْحَائِطُ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الجَنةَ مِنَ النَّخْلِ وَالْعِنَبِ؛ قَالَ: صُورِيّةٌ أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ... ناصِلةُ الحِقْوَيْنِ مِنْ إزارِها يُطْرِقُ كلبُ الحَيِّ مِنْ حِذارِها، ... أَعْطَيْتُ فِيهَا طائِعاً أَو كارِها حَدِيقةً غَلْباء فِي جِدارِها، ... وفرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها أَراد أَنه أَعطاها نَخْلًا وكَرْماً مُحْدَقاً عَلَيْهَا، وَذَلِكَ أَفْخَم لِلنَّخْلِ وَالْكَرْمِ لأَنه لَا يُحْدَق عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ مَضْنُون بِهِ مُنْفِسٌ، وَإِنَّمَا أَراد أَنه غالَى بِمَهْرِهَا عَلَى مَا هِيَ بِهِ مِنَ الاشْتِهار وَخَلَائِقِ الأَشرار، وَقِيلَ: الحَدِيقةُ حُفرة تَكُونُ فِي الْوَادِي تَحْبِسُ الْمَاءَ، وكلُّ وَطِيءٍ يَحْبس الْمَاءَ فِي الْوَادِي وإِن لَمْ يَكُنِ الْمَاءُ فِي بَطْنِهِ، فَهُوَ حديقةٌ. والحدِيقةُ: أَعْمقُ مِنَ الغَديِر. والحديقةُ: القِطعة مِنَ الزَّرْعِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَكُلُّهُ فِي مَعْنَى الِاسْتِدَارَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَحَدائِقَ غُلْباً . وكلُّ بُستان كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ، فَهُوَ حَدِيقَةٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَائِطٌ لَمْ يُقَل لَهُ حَدِيقَةٌ. الزَّجَّاجُ: الحدائقُ البَساتين وَالشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ. وحدِيقُ الرَّوْضِ: مَا أَعشب مِنْهُ والتَفَّ. يُقَالُ: رَوْضة بَنِي فُلَانٍ مَا هِيَ إِلَّا حَدِيقَةٌ مَا يَجُوزُ فِيهَا شَيْءٌ. وَقَدْ أَحدقت الرَّوْضةُ عُشْباً، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا عُشْبٌ فَهِيَ رَوْضة. وَفِي الْحَدِيثِ: سَمِعَ مِنَ السَّحَابِ صَوْتًا يَقُولُ اسْقِ حَدِيقةَ فُلَانٍ. والحَدَقةُ: السَّوَادُ الْمُسْتَدِيرُ وَسَطَ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ فِي الظَّاهِرِ سَوَادُ الْعَيْنِ وَفِي الْبَاطِنِ خَرَزَتها. الْجَوْهَرِيُّ: حدَقةُ الْعَيْنِ سَوَادُهَا الأَعظم، وَالْجَمْعُ حَدَقٌ وأَحداقٌ وحِداقٌ؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: فالعَيْنُ بَعْدهمُ كأَنَّ حِداقَها ... سُمِلَتْ بشوكٍ، فَهِيَ عُورٌ تَدْمَعُ قَالَ: حِداقَها أَرَادَ الحدَقةَ وَمَا حولَها كَمَا يُقَالُ لِلْبَعِيرِ ذُو عَثانِين وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الحدَقُ جَمَاعَةُ الحدَقةِ، وَهِيَ فِي الظَّاهِرِ سَوَادُ الْعَيْنِ وَفِي الْبَاطِنِ خَرَزَتها، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ السَّوَادُ الأَعظم فِي الْعَيْنِ هُوَ الْحَدَقَةُ والأَصغر هُوَ النَّاظِرُ، وَفِيهِ إِنْسَانُ الْعَيْنِ، وَإِنَّمَا النَّاظِرُ كالمِرآة إِذَا اسْتَقْبَلْتَهَا رأيتَ فِيهَا شَخْصَكَ. وَقَوْلُهُمْ فِي حَدِيثِ الأَحنف: نَزَلُوا فِي مِثْلِ حدَقةِ الْبَعِيرِ أَي نَزَلُوا فِي خِصْب، وشبَّهه بِحَدَقَةِ الْبَعِيرِ لأَنها رَيّا مِنَ الْمَاءِ، وَقِيلَ: إِنما أَراد أنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ دَائِمٌ لأَن النِّقْي لَا يَبقى فِي جَسَدِ الْبَعِيرِ بقاءَه فِي الْعَيْنِ والسُّلامَى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: شبَّه بِلَادَهُمْ فِي كَثْرَةِ مَائِهَا وخِصْبها بِالْعَيْنِ لأَنها تُوصَفُ بِكَثْرَةِ الْمَاءِ والنَّداوة، ولأَن المُخ لَا يَبْقَى فِي شيءٍ مِنَ الأَعضاء بَقَاءَهُ فِي الْعَيْنِ. والحُنْدُوقةُ والحِنْدِيقةُ: الحَدقةُ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا. والتَّحْدِيقُ: شِدَّةُ النَّظَرِ بِالْحَدَقَةِ؛ وقولُ مُليحٍ الْهُذَلِيِّ: أَبي نَصَبَ الرَّاياتِ بَيْنَ هَوازِنٍ ... وَبَيْنَ تَمِيمٍ، بعدَ خَوْفٍ مُحَدِّقِ

أَراد أَمراً شَدِيدًا تُحَدِّقُ مِنْهُ الرِّجَالُ. وَفِي حَدِيثُ مُعاوية بْنِ الحكَم: فحدَّقني القومُ بأَبصارهم أَي رَمَوْني بحَدَقِهم، جَمْعُ حدَقة. وحدَقَ فُلَانٌ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ يَحْدِقُه حَدْقاً إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ. وحدَق الميتُ إِذَا فتَح عَيْنَيْهِ وطرَف بِهِمَا، والحُدوق الْمَصْدَرُ. ورأَيتُ الميتَ يَحْدِقُ يَمْنةً ويَسْرة أَي يَفْتَحُ عَيْنَيْهِ وَيَنْظُرُ. والحَدْلَقَةُ، بِزِيَادَةِ اللَّامِ: مِثْلُ التَّحْديق، وَقَدْ حَدْلَقَ الرَّجُلُ إِذَا أَدار حَدَقَته فِي النَّظَرِ. والحَدَقُ: الباذِنْجانُ، وَاحِدَتُهَا حَدَقة، شُبِّهَ بحدَق المَها؛ قَالَ: تَلْقَى بِهَا بَيْضَ القَطا الكُدارِي، ... تَوَائِمًا كالحَدَقِ الصِّغارِ وَوَجَدْنَا بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ: الحذَقُ الْبَاذِنْجَانُ، بِالذَّالِ الْمَنْقُوطَةِ، وَلَا أَعرفها. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْبَاذِنْجَانِ الْحَدَقُ والمَغْد، وَقَدْ ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ الحَنْدَقُوق، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ حندق لأَن النُّونَ أَصلية، وَوَزْنَهُ فَعْلَلول، وَكَذَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وَهُوَ عِنْدَهُ صفة. حدرق: الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه كَتَبَ عَنْ أَعرابي قَالَ: السَّخِينة دقِيقٌ يُلْقَى عَلَى ماءٍ أَو عَلَى لَبَنٍ فَيُطْبَخُ ثُمَّ يؤْكل بِتَمْرٍ أَو يُحْسَى وَهُوَ الحَساء، قَالَ: وَهِيَ السَّخونة أَيضاً وَهِيَ النَّفِيتةُ والحُدْرُقَّةُ والخَزِيرةُ والحَرِيرةُ أَرقُّ مِنْهَا، قَالَ: وَقَالَتْ جَارِيَةٌ لأُمِّها: يَا أُمّياه أَنَفِيتَة تُتَّخَذُ أَم حُدْرُقَّة؟ والحُدرقَّة: مِثْلُ زَرْق الطَّيْرِ فِي الرِّقَّة. حدلق: الحُدَلِقةُ، مِثَالُ الهُدَبِد: الحَدقةُ الْكَبِيرَةُ. وَعَيْنٌ حُدَلِقةٌ: جاحظةٌ. والحُدَلِقةُ: الْعَيْنُ الْكَبِيرَةُ. وَقَالَ كُرَاعٌ: أَكل الذِّئْبُ مِنَ الشَّاةِ الحُدَلِقةَ أَي الْعَيْنَ. وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ شيءٌ مِنْ جَسَدِهَا لَا أَدري مَا هُوَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي سَعْدٍ يَقُولُ: شدَّ الذئبُ عَلَى شَاةِ فُلَانٍ فأَخذ حُدَلِقَتها وَهُوَ غَلْصَمَتُها. والحَدَوْلَق: القصير المجتمع. حذق: الحِذْقُ والحَذاقةُ: المَهارة فِي كُلِّ عَمَلٍ، حذَق الشيءَ يَحْذِقُه وحَذِقَه حَذْقاً وحِذْقاً وحَذاقاً وحِذاقاً وحَذاقة وحِذاقة، فَهُوَ حَاذِقٌ مِنْ قَوْمٍ حُذَّاق. الأَزهري: تَقُولُ حَذَق وحَذِق فِي عَمَلِهِ يَحْذِق ويَحْذَق، فَهُوَ حَاذِقٌ مَاهِرٌ، والغلامُ يَحْذِق القرآنَ حِذْقاً وحِذاقاً، وَالِاسْمُ الحِذاقة. أَبو زَيْدٍ: حذَقَ الغلامُ الْقُرْآنَ وَالْعَمَلَ يَحذِقُ حِذْقاً وحَذْقاً وحِذاقاً وحَذاقاً وحِذاقة وحَذاقة مهرَ فِيهِ، وَقَدْ حَذِقَ يحذَق لُغَةً. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: فَمَا مرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْته وعرَفْته وأتقَنْته ، وَالِاسْمُ الْحَذْقَةُ مأْخوذ مِنَ الحَذْق الَّذِي هُوَ الْقَطْعُ. وَيُقَالُ لِلْيَوْمِ الَّذِي يَختم فِيهِ الصبيُّ الْقُرْآنَ: هَذَا يَوْمُ حِذاقِه. وَفُلَانٌ فِي صَنْعَتِهِ حَاذِقٌ بَاذِقٌ، وَهُوَ إِتْبَاعٌ لَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وحذَق الشيءَ يَحْذِقه حَذْقاً، فَهُوَ مَحْذوق وحَذِيقٌ، مدَّه وَقَطَعَهُ بِمِنْجَل وَنَحْوِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ، وَالْفِعْلُ اللَّازِمُ الِانْحِذَاقُ؛ وَأَنْشَدَ: يكادُ مِنْهُ نِياطُ القَلبِ يَنحذِقُ والحَذِيقُ: الْمَقْطُوعُ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيتِ لزُغْبةَ الباهِلي: أنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَرُوقُ؟ ... وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكِثٌ حَذِيقُ أَيْ مَقْطُوعٌ. والحاذِقُ: الْقَاطِعُ؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

يُرى ناصِحاً فِيمَا بَدَا، فَإِذَا خَلَا، ... فَذَلِكَ سِكِّينٌ عَلَى الحَلْقِ حاذِقُ وحَبْل أحْذاق أخْلاق: كَأَنَّهُ حُذِق أَيْ قُطِع، جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهُ حَذِيقاً؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ؛ وَقِيلَ: الحَذْق القَطْع مَا كَانَ. وانْحَذَق الشيءُ: انقطَع. وحذقَ الرِّباطُ يدَ الشَّاةِ: أثَّر فِيهَا بقَطْع. الأَزهري: حذقْت الْحَبْلَ أحْذِقُه حَذْقاً إِذَا قَطَعْتَهُ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ. وحذَق الخَلُّ يَحْذِقُ حُذوقاً: حَمُض. وحذَق اللَّبَنُ وَالنَّبِيذُ وَنَحْوُهُمَا يَحْذِق حُذوقاً: حذَى اللسانَ. والحاذِقُ أَيْضًا: الْخَبِيثُ الْحُمُوضَةِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْحَاذِقُ مِنَ الشَّرَابِ المُدْرِكُ الْبَالِغُ؛ وَأَنْشَدَ: يُفِخْن بَوْلًا كالشَّرابِ الحاذِقِ، ... ذَا حَرْوةٍ يَطِير فِي المَناشِقِ وحذَق الخلُّ فَاهَ: حَمَزَه. والحُذاقيُّ: الفصيحُ اللسانِ البيِّنُ اللَّهجة؛ قَالَ طرَفةُ: إِنِّي كفانيَ، مِنْ أمرٍ هَمَمْتُ بِهِ، ... جارٌ كجارِ الحُذاقيِّ الَّذِي اتَّصفا يَعْنِي أَبَا دُواد الإِياديّ الشَّاعِرَ، وَكَانَ أَبُو دُوادٍ جاوَرَ كعْبَ بْنَ مامةَ، وَقَوْلُهُ اتَّصَفَا أَيْ صَارَ مُتواصِفاً؛ وَقَالَ أَبُو دُوَادَ: ودارٍ يقولُ لَهَا الرَّائدُونَ: ... وَيْلُ امِّ دارِ الحُذاقيّ دَارَا يَعْنِي بالحُذاقي نفْسَه، وحُذاقٌ: رهطُ أَبِي دُوَادَ؛ وَقَالَ أَيضاً: ورِجال مِنَ الأَقارِبِ كَانُوا ... مِن حُذاقٍ، همُ الرؤُوسُ الخِيار قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ الْآخَرِ: وقولُ الحُذاقيّ قَدْ يُستَمَعْ، ... وقَوْليَ ذُرَّ عَلَيْهِ الصَّبِرْ فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ وَاحِدًا بِعَيْنِهِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ الرَّجُلَ الْفَصِيحَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ عَلَى صَعْدةٍ يَتْبَعُها حُذاقيٌ ؛ هُوَ الجَحش، والصَّعْدةُ الأَتان. وَمَا فِي رَحْلِهِ حُذاقةٌ أَيْ شيءٌ مِنْ طَعَامٍ. وأَكَل الطَّعَامَ فَمَا تَرَكَ مِنْهُ حُذاقةً وحُذافةً، بِالْفَاءِ. واحتَمل رحلَه فَمَا تَرَكَ مِنْهُ حُذاقةً. وَبَنُو حُذاقةَ: بَطْنٌ مِنْ إِيَادٍ، وكلٌّ مِنَ الْعَرَبِ حُذافة، بِالْفَاءِ، غَيْرَ هَذَا فَإِنَّهُ بِالْقَافِ. وَوَرَدَ فِي شِعْرِ أَبِي دُواد حُذاق بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيْتُهُ آنِفًا: كَانُوا مِنْ حُذاق. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ حدق: الحدَق الباذِنْجان، وَوَجَدْنَا بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الحذَق الْبَاذِنْجَانُ، بِالذَّالِ مَنْقُوطَةً، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُهَا. حذلق: الحَذْلَقةُ: التصرُّف بالظَّرْف. والمُتَحَذْلِق: المُتَكَيِّس، وَقِيلَ: المُتحذلق هُوَ الْمُتَكَيِّسُ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَزْدَادَ عَلَى قَدْرِهِ. وَإِنَّهُ ليَتَحَذْلَق فِي كَلَامِهِ ويَتَبَلْتَع أَيْ يتظرَّف ويَتكيَّسُ. وَرَجُلٌ حِذْلقٌ: كثيرُ الْكَلَامِ صَلِفٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيْءٌ. والحِذْلاقُ: الشيءُ المُحَدَّد، وَقَدْ حُذْلِقَ. وَيُقَالُ: حَذْلَقَ الرجلُ وتَحَذْلَق إِذَا أَظهر الحِذْق وادَّعى أَكثر مِمَّا عنده. حرق: الحَرَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّارُ. يُقَالُ: فِي حَرَقِ اللَّهِ؛ قَالَ: شَدًّا سَريعاً مِثلَ إضرامِ الحَرَقْ

وَقَدْ تَحرَّقَتْ، والتحريقُ: تأْثيرها فِي الشَّيْءِ. الأَزهري: والحَرَقُ مِنْ حَرَق النَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شَهَادَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: حرَقُ النَّارِ لهَبُه، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُهُ ضالَّةُ المُؤمِن حرَقُ النارِ أَيْ لَهَبُها؛ قَالَ الأَزهري: أَراد أَن ضالةَ الْمُؤْمِنِ إِذَا أَخذها إِنْسَانٌ ليتملَّكها فإنها تُؤَدِّيهِ إِلَى حرَق النَّارِ، والضالةُ مِنَ الْحَيَوَانِ: الإِبل وَالْبَقَرُ وَمَا أَشْبَهَهَا مِمَّا يُبْعِد ذَهَابُهُ فِي الأَرض وَيَمْتَنِعُ مِنَ السِّباع، لَيْسَ لأَحد أَن يَعْرِض لَهَا لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْعَدَ مَن عَرَضَ لَهَا ليأْخذها بِالنَّارِ. وأحْرقَه بِالنَّارِ وحَرَّقه: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَرِقُ شَهِيدٌ ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَفِي رِوَايَةٍ: الحَريقُ أَيِ الَّذِي يقَع فِي حرَق النَّارِ فيَلْتَهِب. وَفِي حَدِيثِ المُظاهِر: احْتَرَقْت أَيْ هلكْت؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المُجامِع: فِي نَهَارِ رَمَضَانَ احْترقْت ؛ شَبَّهَا مَا وقَعا فِيهِ مِنَ الجِماع فِي المُظاهرة والصَّوْم بالهَلاك. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّهُ أُوحي إليَّ أَنْ أُحْرِقَ قُرَيْشًا أَي أُهْلِكَهم، وَحَدِيثُ قِتَالِ أَهل الرِّدَّةِ: فَلَمْ يَزَلْ يُحَرِّقُ أعْضاءهم حَتَّى أَدْخَلَهُمْ مِنَ الْبَابِ الَّذِي خَرجوا مِنْهُ ، قَالَ: وأُخذ مِنْ حَارِقَةِ الوَرِك، وأَحرقته النَّارُ وحَرّقَتْه فَاحْتَرَقَ وتحرّقَ، والحُرْقةُ: حَرارتها. أَبُو مَالِكٍ: هَذِهِ نارٌ حِراقٌ وحُراق: تُحْرِق كُلَّ شَيْءٍ. وأَلقى اللَّهُ الْكَافِرَ فِي حارِقَتِه أَيْ فِي نارِه؛ وتحرّقَ الشيءُ بِالنَّارِ واحْترقَ، وَالِاسْمُ الحُرْقةُ والحَريقُ. وَكَانَ عَمْرُو بْنُ هِند يلقَّب بالمُحَرِّق، لأَنه حرَّق مِائَةً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِنْ بَنِي دارِم، وَوَاحِدًا مِنَ البَراجِم، وشأْنه مَشْهُورٌ. ومُحَرِّق أَيضاً: لقب الحرث بْنِ عَمْرٍو ملِك الشَّامِ مِنْ آلِ جَفْنةَ، وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه أَوّل مَنْ حرَّق الْعَرَبَ فِي دِيَارِهِمْ، فَهُمْ يُدْعَوْن آلَ مُحَرِّق؛ وأَما قَوْلُ أسودَ بْنِ يَعْفُر: مَاذَا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ، ... تَرَكُوا منازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟ فَإِنَّمَا عَنَى بِهِ إمرأَ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيّ اللخْمِيّ لأَنه أَيضاً يُدعَى مُحَرِّقًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: محرِّق لَقَبُ ملِك، وَهُمَا مُحرِّقان: مُحَرِّقُ الأَكبر وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ اللَّخْمِيُّ، وَمُحَرِّقُ الثَّانِي وَهُوَ عَمرو بْنُ هِنْدٍ مُضَرِّطُ الْحِجَارَةِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَحْرِيقِهِ بَنِي تَمِيمٍ يَوْمَ أوارةَ، وَقِيلَ: لِتَحْرِيقِهِ نَخْلَ مَلْهَمٍ. والحُرْقةُ: مَا يَجِدُهُ الإِنسان مِنْ لَذْعةِ حُبّ أَوْ حُزْنٍ أَوْ طَعْمِ شَيْءٍ فِيهِ حَرَارَةٌ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الحُرقة مَا تَجِدُ فِي الْعَيْنِ مِنَ الرمَد، وَفِي الْقَلْبِ مِنَ الوجَع، أَوْ فِي طَعْمِ شَيْءٍ مُحرِق. والحَرُوقاء والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ: مَا يُقْدَح بِهِ النَّارُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ هِيَ الخِرَقُ المُحرَّقة الَّتِي يَقَعُ فِيهَا السّقْط؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الَّذِي تُورَى فِيهِ النارُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَرُوقُ والحَرُّوقُ والحُراقُ مَا نَتَقَتْ بِهِ النَّارُ مِنْ خِرْقة أَوْ نَبْجٍ، قَالَ: والنَّبْجُ أصُول البَرْدِيّ إِذَا جَفَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُراق والحُراقة مَا تَقَعُ فِيهِ النارُ عِنْدَ القَدْح، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبُو عُبَيْدٍ فِي الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ فِي بَابِ فَعُولاء عَنِ الْفَرَّاءِ: أَنَّهُ يُقَالُ الحَرُوقاء لِلَّتِي تُقْدَحُ مِنْهُ النَّارُ والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ، قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ الحُراقُ والحُراقةُ فعدَّتها سِتُّ لُغَاتٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والحَرّاقاتُ سفُن فِيهَا مَرامِي نِيران، وَقِيلَ: هِيَ المَرامِي أنفُسها. الْجَوْهَرِيُّ: الحَرّاقة، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ، ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ فِيهَا مَرَامِي نِيرَانٍ يُرمى بِهَا الْعَدُوُّ فِي الْبَحْرِ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ إِبِلًا:

حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ، ... وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتَقِلِّ، فَمَا تكادُ نِيبُها تُوَلِّي يَعْنِي عَطَّشها، والغَتْم: شِدَّةُ الْحَرِّ، وَيُرْوَى: وغَيم نَجْمٍ، والغَيْم: العطَش. والحَرّاقات: مَوَاضِعُ القَلَّايِينَ والفَحّامِين. وأَحْرِقْ لَنَا فِي هَذِهِ القصَبَةِ نَارًا أَيْ أقْبِسْنا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ونارٌ حِراقٌ: لَا تُبْقي شَيْئًا. وَرَجُلٌ حُراق وحِراق: لَا يُبْقِي شَيْئًا إِلَّا أَفْسَدَهُ، مَثَّلَ بِذَلِكَ، ورَمْيٌ حِراقٌ: شَدِيدٌ، مَثَّلَ بِذَلِكَ أَيْضًا. والحَرَقُ: أَنْ يُصيب الثوبَ احْتِراقٌ مِنَ النَّارِ. والحَرَقُ: احْتراق يُصِيبُه مِنْ دَقِّ القَصّار. ابْنُ الأَعرابي: الحَرَق النَّقْب فِي الثَّوْبِ مِنْ دَقِّ القَصّار، جَعَلَهُ مِثْلَ الحرَق الَّذِي هُوَ لهَب النَّارِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يسكَّن. وعِمامة حَرَقانِيّة: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الوَشْي فِيهِ لَوْنٌ كأَنه مُحْترِق. والحرَقُ والحَريقُ: اضْطِرام النَّارِ وتَحَرُّقها. والحَرِيقُ أَيضاً: اللَّهَب؛ قَالَ غَيْلانُ الرِّبْعِيُّ: يُثِرْنَ، مِنْ أَكْدَرِها بالدَّقْعاء، ... مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْباء وَفِي الْحَدِيثِ: شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَاءُ المُحْرقَ مِنَ الخاصِرةِ ؛ الْمَاءُ المُحرَقُ: هُوَ المُغْلى بالحَرَق وَهُوَ النَّارُ، يُرِيدُ أَنَّهُ شَرِبَهُ مِنْ وجَع الخاصِرةِ. والحَرُوقةُ: الْمَاءُ يُحْرَق قَلِيلًا ثُمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ دقِيق قَلِيلٌ فيتنافَت أَيْ يَنتفخ ويتقافَز عِنْدَ الغَليانِ. والحَرِيقةُ: النَّفِيتةُ، وَقِيلَ: الحَرِيقةُ الْمَاءُ يُغْلى ثُمَّ يذرُّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ فيُلْعَق وَهُوَ أَغْلَظُ مِنَ الحَساء، وَإِنَّمَا يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي شِدَّةِ الدهْر وغَلاء السِّعر وعجَفِ الْمَالِ وكلَب الزَّمَانِ. الأَزهري: ابْنُ السِّكِّيتِ الحَرِيقة والنَّفِيتة أَن يُذرّ الدَّقِيقُ عَلَى مَاءٍ أَو لَبَنٍ حَلِيبٍ حَتَّى يَنْفِت ويُتحسَّى مِنْ نَفْتها، وَهُوَ أَغلظ مِنَ السَّخينة، فَيُوَسِّعَ بِهَا صَاحِبُ العِيال عَلَى عِياله إِذَا غَلَبَهُ الدَّهْرُ. وَيُقَالُ: وَجَدْتُ بَنِي فُلَانٍ مَا لَهُمْ عَيْشٌ إلَّا الحَرائقُ. والحَرِيقُ: مَا أَحرقَ النباتَ مِنْ حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو رِيحٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآفَاتِ، وَقَدِ احترقَ النَّبات. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ. وَهُوَ يَتحرَّقُ جُوعاً: كَقَوْلِكَ يَتضرَّم. ونَصل حَرِقٌ حَدِيدٌ: كأَنه ذُو إِحْرَاقٍ، أَراه عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: فأَدْرَكَه فأَشْرَعَ فِي نَساه ... سِناناً، نَصْلُه حَرِقٌ حَدِيدُ وَمَاءٌ حُراقٌ وحُرّاقٌ: مِلْح شديدُ المُلُوحةِ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ. ابْنُ الأَعرابي: مَاءٌ حُراق وقُعاعٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَلَيْسَ بَعْدَ الحُراقِ شَيْءٌ، وَهُوَ الَّذِي يُحَرِّق أَوْبَارَ الإِبل. وأَحْرَقَنا فُلَانٌ: بَرَّح بِنَا وَآذَانَا؛ قَالَ: أَحْرَقَني الناسُ بتَكْلِيفِهمْ، ... مَا لَقِيَ الناسُ مِنَ الناسِ؟ والحُرْقانُ: المَذَحُ وَهُوَ اصْطِكاكُ الفخِذين. الأَزهري: اللَّيْثُ الحَرْقُ حَرْق النابَيْن أَحدهما بِالْآخَرِ؛ وَأَنْشَدَ: أَبَى الضَّيْمَ، والنُّعمانُ يَحرِق نابَه ... عَلَيْهِ، فأفْصى، والسيوفُ مَعاقِلُه وحَريقُ النابِ: صَريفُه. والحَرْقُ: مَصْدَرٌ حَرَقَ نابُ الْبَعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَحْرقُون أَنيابهم

غَيْظاً وحَنَقاً أَيْ يَحُكُّون بَعْضَهَا بِبَعْضٍ. ابْنُ سِيدَهْ: حرَق نابُ الْبَعِيرِ يَحْرُقُ ويَحْرِقُ حرْقاً وحَريقاً صرَف بِنابِه، وحرَق الإِنسانُ وغيرُه نابَه يَحرُقه ويَحْرِقُه حرْقاً وحَرِيقاً وحُروقاً فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ غَيْظ وغضَبٍ، وَقِيلَ: الحُروق مُحْدَث. وحرَق نابَه يَحْرُقه أَيْ سحَقه حَتَّى سُمع لَهُ صَريفٌ؛ وَفُلَانٌ يحرُق عَلَيْكَ الأُرَّمَ غَيظاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نُبِّئْتُ أحْماء سُلَيْمى إِنَّمَا ... باتُوا غِضاباً، يَحْرُقون الأُرَّما وسَحابٌ حَرِقٌ أَيْ شَدِيدُ البرْقِ. وفَرس حُراقُ العَدْوِ إِذَا كَانَ يحتَرِقُ فِي عَدْوه. والحارِقةُ: العصَبةُ الَّتِي تَجْمع بَيْنَ رأْس الْفَخِذِ والوَرِك؛ وَقِيلَ: هِيَ عَصَبَةٌ مُتَّصِلَةٌ بَيْنَ وابلَتَي الْفَخِذِ والعَضُد الَّتِي تَدُورُ فِي صدَفة الْوَرِكِ وَالْكَتِفِ، فَإِذَا انْفَصَلَتْ لَمْ تَلْتَئِمْ أَبَدًا، يُقَالُ عِنْدَهَا حُرِقَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَحْروق، وَقِيلَ: الحارقةُ فِي الخُرْبة عَصَبَةٌ تُعلِّق الْفَخِذَ بِالْوَرِكِ وَبِهَا يَمْشِي الإِنسان، وَقِيلَ: الحارِقَتانِ عصَبتان في رؤوس أَعَالِي الْفَخِذَيْنِ فِي أَطرافها ثُمَّ تَدْخُلَانِ فِي نُقْرتي الْوَرِكَيْنِ مُلْتَزِقَتَيْنِ نَابِتَتَيْنِ فِي النُّقْرَتَيْنِ فِيهِمَا مَوْصِل مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ وَالْوَرِكِ، وَإِذَا زَالَتِ الحارقةُ عَرِجَ الَّذِي يُصيبه ذَلِكَ، وَقِيلَ: الْحَارِقَةُ عَصَبَةٌ أَو عِرْق فِي الرِّجل، وحَرِقَ حَرَقاً وحُرِقَ حَرْقاً: انْقَطَعَتْ حَارِقَتُهُ. الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي الْحَارِقَةُ الْعَصَبَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْوَرِكِ، فَإِذَا انْقَطَعَتْ مَشَى صَاحِبُهَا عَلَى أَطراف أَصابعه لَا يَسْتَطِيعُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: وَإِذَا مَشَى عَلَى أَطراف أَصَابِعِهِ اخْتِيَارًا فَهُوَ مُكتامٌ؛ وَقَدِ اكْتامَ الرَّاعِي عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ «5» ... أَنْ يُرِيدَ أَنْ يَنَالَ أَطْرَافَ الشَّجَرِ بِعَصَاهُ ليَهُشَّ بِهَا عَلَى غَنَمِهِ؛ وَأَنْشَدَ لِلرَّاجِزِ يَصِفُ رَاعِيًا: تَراهُ، تحتَ الفَننِ الوَريقِ، ... يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي أَخْبَرَ أَنَّهُ يَقُومُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ حَتَّى يَتَنَاوَلَ الْغُصْنَ فيُميله إِلَى إِبِلِهِ، يَقُولُ: فَهُوَ يَرْفَعُ رِجْلَهُ لِيَتَنَاوَلَ الغُصن الْبَعِيدَ مِنْهُ فيَجْذِبه؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: يَقُولُ إِنَّهُ يَقُومُ عَلَى فَرْد رَجُلٍ يَتَطَاوَلُ للأَفنان وَيَجْتَذِبُهَا بِالْمِحْجَنِ فينفُضها للإِبل كَأَنَّهُ مَحْروق. والحَرَقُ فِي الناسِ والإِبل: انْقِطَاعُ الْحَارِقَةِ. وَرَجُلٌ حَرِقٌ: أَكْثَرُ مِنْ مَحْروق؛ وَبَعِيرٌ مَحْروقٌ: أَكْثَرُ مِنْ حَرِقٍ، وَاللُّغَتَانِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ فَصِيحَتَانِ. والحارقةُ أَيْضًا: عصَبة أَوْ عِرْق فِي الرِّجل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمَحروق الَّذِي انْقَطَعَتْ حَارِقَتُهُ، وَيُقَالُ: الَّذِي زَالَ وَرِكُه؛ قَالَ آخَرُ: همُ الغِرْبانُ فِي حُرُماتِ جارٍ، ... وَفِي الأَدْنَيْنَ حُرَّاقُ الوُرُوكِ يَقُولُ: إِذَا نَزَلَ بِهِمْ جَارٌ ذُو حُرمة أَكَلُوا مَالَهُ كَالْغُرَابِ الَّذِي لَا يَعاف الدَّبر وَلَا القَذَر، وَهُمْ فِي الظُّلم والجَنَف عَلَى أدانِيهم كالمَحروق الَّذِي يَمْشِي مُتجانِفاً ويَزهَد فِي مَعُونتهم والذبِّ عَنْهُمْ. والحَرْقُوَةُ: أَعْلَى الحَلق أَوِ اللَّهاة. وحَرِقَ الشعرُ حَرَقاً، فَهُوَ حَرِقٌ: قَصُر فَلَمْ يَطُلْ أَوِ انْقَطَعَ؛ قَالَ أَبُو كَبير الهُذلي: ذَهَبَت بَشاشَته فأَصْبَح خامِلًا، ... حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الأَعْفَرِ البُراء: البُرايةُ وَهِيَ النُّحاتةُ، والأَعفرُ: الأَبيضُ

_ (5). كذا بياض بالأصل.

الَّذِي تَعْلُوهُ حُمرة. وحَرِقَ رِيشُ الطَّائِرِ، فَهُوَ حَرِقٌ: انْحصّ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ يَصِفُ غُرَابًا: حَرِقُ الجَناحِ، كأنَّ لَحْيَيْ رأسِه ... جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ والحَرَقُ فِي الناصيةِ: كَالسَّفَى، والفعلُ كَالْفِعْلِ. وحَرِقَت اللِّحية فَهِيَ حَرِقةٌ: قصُر شَعَرُ ذقَنها عَنْ شَعَرِ العارِضين. أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا انْقَطَعَ الشَّعَرُ ونَسَل قِيلَ حَرِق يحرَقُ، وَهُوَ حَرِق، وَفِي الصِّحَاحِ: فَهُوَ حَرِقُ الشَّعَرِ وَالْجَنَاحِ؛ قَالَ الطِّرمّاح يَصِفُ غُرَابًا: شَنِجُ النِّسا حَرِقُ الجَناح كأنَّه، ... فِي الدَّارِ إثْرَ الظَّاعِنينَ، مُقَيَّدُ وحَرَقَ الحديدَ بالمِبْرَد يحْرُقه ويَحْرِقُه حَرْقاً وحَرَّقه: بردَه وحَكَّ بعضَه بِبَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَنُحَرِّقَنَّهُ «1». وَقُرِئَ لنُحَرِّقَنَّه ولنَحْرُقَنَّه ، وَهُمَا سَوَاءٌ فِي الْمَعْنَى؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَرَأَ لنحرُقنّه لنَبْرُدَنَّه بِالْحَدِيدِ بَرْداً مِنْ حرَقْتُه أحْرُقه حَرْقاً؛ وَأَنْشَدَ المُفَضَّل لِعَامِرِ بْنِ شَقِيق الضَّبي: بذِي فَرْقَيْنِ، يَومَ بَنُو حَبيبٍ ... نُيوبَهُم عَلَيْنَا يَحْرُقُونا قَالَ: وَقَرَأَ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لنحرُقنَّه أَيْ لنبرُدَنَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَهَى عَنْ حَرْق النَّوَاةِ ؛ هُوَ بَرْدها بالمِبرد. يُقَالُ: حرَقه المِحْرقِ أَيْ بَرَدَهُ بِهِ؛ وَمِنْهُ الْقِرَاءَةُ لَنُحَرِّقَنَّهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِحْرَاقَهَا بِالنَّارِ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ إِكْرَامًا لِلنَّخْلَةِ أَوْ لأَن النَّوَى قُوتُ الدَّواجِن فِي الْحَدِيثِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَرَّقَهُ مُكَثَّرَةٌ عَنْ حَرَقه كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الزَّجَّاجُ مِنْ أَنَّ لنُّحَرِّقَنَّه بِمَعْنَى لنبرُدنَّه مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، لأَن الْجَوْهَرَ الْمَبْرُودَ لَا يَحْتَمِلُ ذَلِكَ، وَبِهَذَا رَدَّ عَلَيْهِ الْفَارِسِيُّ قَوْلَهُ. والحِرْقُ والحُراقُ والحِراقُ والحَرُوقُ، كُلُّهُ: الكُشُّ الَّذِي يُلْقَح بِهِ النَّخْلُ، أَعْنِي بالكُشّ الشِّمْراخَ الَّذِي يُؤْخَذُ مِنَ الْفَحْلِ فيُدَسُّ فِي الطَّلْعة. والحارِقةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُكثر سَبَّ جارتِها. والحارِقةُ والحارُوق مِنَ النِّسَاءِ: الضيّقةُ الْفَرْجِ. ابْنُ الأَعرابي: وَامْرَأَةٌ حارِقةٌ ضَيِّقَةُ المَلاقي، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَغْلِبها الشَّهْوَةُ حَتَّى تَحْرُقَ أنيابَها بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ أَيْ تحُكّها، يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَا «2» وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وجدْتُها حارِقةً طارِقةً فَائِقَةً. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: دخلَ مكةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوداء حَرَقانِيّةٌ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّهَا السَّوْدَاءُ وَلَا يُدرَى مَا أصلُه؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هِيَ الَّتِي عَلَى لَوْنِ مَا أَحْرَقَتْهُ النَّارُ كَأَنَّهَا مَنْسُوبَةٌ بِزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ إِلَى الحرَق، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ، قَالَ: وَيُقَالُ الحَرْقُ بِالنَّارِ والحَرَقُ مَعًا. والحَرَقُ مِنَ الدّقِّ: الَّذِي يَعْرِض لِلثَّوْبِ عِنْدَ دَقِّهِ، مُحَرَّكٌ لَا غَيْرُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَرَادَ أَنْ يَستبدل بعُمَّاله لِما رَأَى مِنْ إِبْطَائِهِمْ فَقَالَ: أَمَّا عَدِيُّ بْنُ أرْطاة فَإِنَّمَا غرَّني بِعمامته الحَرَقانِيَّة السَّوْدَاءِ.

_ (1). قوله [وفي التنزيل لَنُحَرِّقَنَّهُ إلخ] كذا بالأصل مضبوطاً. وعبارة زاده على البيضاوي: والعامة على ضم النون وكسر الراء مشدّدة من حرقه يحرقه، بالتشديد، بمعنى أحرقه بالنار، وشدّد للكثرة والمبالغة، أو برده بالمبرد عَلَى أَنْ يَكُونَ مِنْ حرق الشيء يحرقه ويحرقه، بضم الراء وكسرها، إذا برده بالمبرد، ويؤيد الاحتمال الأَول قراءة لنحرقنه بضم النون وسكون الحاء وكسر الراء من الإحراق، ويعضد الثاني قراءة لنحرقنه بفتح النون وكسر الراء وضمها خفيفة أي لنبردنه انتهى. فتلخص أن فيه أربع قراءات (2). قوله [يقول عليكم بها] كذا بالأَصل هنا، وأورده ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ حديث الإِمام علي: خير النساء الحارقة ، وفي رواية: كذبتكم الحارقة.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: خَيْرُ النِّسَاءِ الحارِقةُ ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْحَارِقَةُ هِيَ الَّتِي تُقام عَلَى أَرْبَعٍ، قَالَ: وَقَالَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا صَبَر عَلَى الحارِقةِ إِلَّا أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ ؛ هَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ الْحَارِقَةَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، هَذَا إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ لِهَذَا الضّرْب مِنَ الْجِمَاعِ. والمُحارَقةُ: المُباضَعةُ عَلَى الجَنب؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المُحارَقة المُجامَعة. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: كذَبَتْكم الْحَارِقَةُ مَا قَامَ لِي بِهَا إِلَّا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُميس ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحارقةُ الإِبْراكُ؛ قَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَأَمَّا قَوْلُ جَرِيرٍ: أَمَدَحْتَ، ويْحَكَ مِنْقَراً أَن ألزَقُوا ... بالحارِقَيْنِ، فأرْسَلُوها تَظْلَعُ وَلَمْ يَقُلْ فِي تَفْسِيرِهِ شَيْئًا. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْحَارِقَةِ مِنَ النِّسَاءِ فَمَا ثَبَتَ لِي مِنْهُنَّ إِلَّا أَسْمَاءُ ؛ قَالَ الأَزهري: كَأَنَّهُ قَالَ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْجِمَاعِ مَعَهُنَّ. قَالَ والحارقةُ مِنَ السُبع اسْمٌ لَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْحَارِقَةُ السَّبُعُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَرْق الأَكل المُسْتَقْصى. والحُرْقُ: الغَضابى مِنَ النَّاسِ. وحَرَقَ الرجلُ إِذَا «1» سَاءَ خُلقُه. والحُرْقَتانِ: تَيْمٌ وسَعد ابْنَا قَيْسِ بْنِ ثَعْلبة بْنِ عُكابةَ بْنِ صَعْب وَهُمَا رَهط الأَعشى؛ قَالَ: عجبتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ، كَأَنَّمَا ... رأوْني نَفِيّاً مِنْ إيادٍ وتُرْخُمِ وحَراقٌ وحُرَيْقٌ وحُرَيْقاء: أَسْمَاءٌ. وحُرَيْقٌ: ابْنُ النُّعْمَانِ بْنُ الْمُنْذِرِ، وحُرَقةُ: بِنْتُهُ؛ قَالَ: نُقْسِمُ باللهِ: نُسْلِمُ الحَلَقَهْ، ... وَلَا حُرَيْقاً، وأخْتَه الحُرَقَهْ قَوْلُهُ نُسَلِّمُ أَيْ لَا نُسلم. والحُرَقةُ أَيْضًا: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ الحَرُوقةُ. والمُحَرّقةُ: بَلَدٌ. حربق: حَرْبَقَ عَمَلَهُ: أَفْسَدَهُ. حرزق: هي لُغَةٌ فِي حَزْرقَ، وَسَيَأْتِي ذكرها. حزق: حزَقه حَزْقاً: عَصَبه وضغَطه. والحَزْقُ: شِدَّةُ جَذْبِ الرِّباط والوَترِ. حَزقه يَحْزِقُه حَزْقاً وحزَقه بالحبْل يَحْزِقه حَزْقاً: شَدَّهُ. وحَزق القوسَ يَحزِقُها حَزْقاً: شَدَّ وَتَرَهَا، وكلُّ رِباط حِزاقٌ. وَرَجُلٌ حَزُقّةٌ وحُزُقّةٌ ومُتَحَزِّق: بَخِيلٌ مُتَشدِّد عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ ضَنّاً بِهِ، وَالِاسْمُ الحَزَقُ؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الحُزُقُ والحُزُقةُ والحَزَقُ مِثْلُهُ؛ وَأَنْشَدَ: فَهِيَ تَعادَى مِنْ حَزازٍ ذِي حَزَقْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنْ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَطَبَ أَصْحَابَهُ فِي أمرِ المارِقينَ وحضَّهم عَلَى قِتَالِهِمْ فَلَمَّا قَتَلُوهُمْ جاؤوا فَقَالُوا: أبْشِر يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدِ استأْصَلْناهم فَقَالَ عليّ: حَزقُ عيرٍ قَدْ بَقِيت مِنْهُمْ بَقِيّة ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ: فِي قَوْلِهِ حزقُ عيرٍ هَذَا مَثَلٌ تَقُولُهُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ المُخْبِر بخَبَر غَيْرِ تَامٍّ وَلَا مُحصَّلٍ، حَزْقُ عيْرٍ أَيْ حُصاصُ حِمار أَيْ لَيْسَ الأَمر كَمَا زَعَمْتُمْ؛ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ: وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: أَرَادَ عَلِيٌّ أَنَّ أَمْرَهُمْ مُحكَم بعدُ كحَزْقِ حِمل الْحِمَارِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْحِمَارَ يضْطرب بِحِمْلِهِ، فَرُبَّمَا أَلْقَاهُ فيُحْزَقُ حَزْقاً شَدِيدًا، يَقُولُ عَلِيٌّ: فأمرُهم بعدُ مُحكَم؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الحزْقُ الشَّدُّ الْبَلِيغُ والتضْييقُ؛ يُقَالُ: حزَقَه بِالْحَبْلِ إِذَا قوَّى شدَّه؛ أَرَادَ أَنَّ أمرهم

_ (1). قوله [وحرق الرجل كذا إلخ] كذا ضبط في الأَصل بفتح الراء ولعله بضمها كما هو المعروف في أفعال السجايا.

بعدُ فِي إِحْكَامِهِ كَأَنَّهُ حِمْلُ حِمَارٍ بُولِغ فِي شدِّه، وتقديرُه حزْقُ حِمل عَير، فَحَذَفَ الْمُضَافَ وَإِنَّمَا خَصَّ الْحِمَارَ بإحكامِ الحِمل لأَنه رُبَّمَا اضْطَرَبَ فَأَلْقَاهُ، وَقِيلَ: الحَزْقُ الضُّراط، أَيْ أَنَّ مَا فَعَلْتُمْ بِهِمْ فِي قِلَّةِ الاكْتِراث لَهُ هُوَ ضُرَاطُ حِمَارٍ. وَرَجُلٌ حُزُقٌّ وحَزُقٌّ وحُزُقَّة: قَصِيرٌ يقارِب الخَطْو؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأعْجَبَني مَشْيُ الحُزُقّةِ خالِدٍ، ... كمَشْيِ أتانٍ حُلِّئتْ بالمَناهِلِ وَفِي كَلَامِهِمْ: حُزُقَّةٌ حُزُقّهْ، ترَقَّ عينَ بَقّهْ؛ ترَقَّ أَيِ ارْقَ مِنْ قَوْلِكَ رَقِيتُ فِي الدَّرجة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُرقِّص الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ وَيَقُولُ: حُزقة حُزُّقَّهْ، ترَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ ؛ الْحُزُقَّةُ: الضَّعِيفُ الَّذِي يُقَارِبُ خَطوه مِنْ ضَعف فَكَانَ يَرْقى حَتَّى يضَع قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهَا لَهُ عَلَى سَبِيلِ المُداعَبة والتأْنيس لَهُ، وترقَّ: بِمَعْنَى اصْعَد، وَعَيْنَ بَقَّةٍ: كِنَايَةٌ عَنْ صِغَرِ الْعَيْنِ، وحزقةٌ مَرْفُوعٌ عَلَى خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ أَنْتَ حُزُقَّةٌ، وَحُزُقَّةُ الثَّانِي كَذَلِكَ، أَوْ أَنَّهُ خَبَرٌ مُكَرَّرٌ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ حُزُقَّةُ أَرَادَ يَا حُزُقَّةُ، فَحَذَفَ حَرْفَ النِّدَاءِ، وَهُوَ فِي الشُّذُوذِ كَقَوْلِهِمْ أطْرِقْ كَرًا لأَن حَرْفَ النِّدَاءِ إِنَّمَا يُحْذَفُ مِنَ العَلم الْمَضْمُومِ أَوِ الْمُضَافِ، وَقِيلَ: الحُزُقّة الْقَصِيرُ الضخْمُ البطنِ الَّذِي إِذَا مَشَى أَدَارَ اسْتَه. والحُزُقّ والحُزُقّة أَيْضًا: السيء الخُلق الْبَخِيلُ؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي كِلَابٍ: وَلَيْسَ بحَوّازٍ لأَحْلاسِ رَحْلِه ... ومِزْوَدِه كَيْساً مِنَ الرَّأْيِ أَوْ زُهْدا حُزُقّ، إِذَا مَا القومُ أبْدَوْا فُكاهةً، ... تَذَكَّرَ آإِيَّاهُ يَعْنونَ أمْ قِرْدا قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبُو تُرَابٍ سَمِعْتُ شَمِرًا وَأَبَا سَعِيدٍ يَقُولَانِ: رَجُلٌ حُزُقَّةٌ وحُزُمّةٌ إِذَا كَانَ قَصِيرًا. وَقَالَ شَمِرٌ: الْحَزْقُ الضَّيق القُدرة وَالرَّأْيِ الشحِيحُ، قَالَ: فَإِنْ كَانَ قَصِيرًا دَمِيماً فَهُوَ حُزُقَّةٌ أَيْضًا. الأَصمعي: رَجُلٌ حُزُقة وَهُوَ الضيقُ الرَّأْيِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ وَقَدْ تقدَّم. والحِزْقةُ: القِطعة مِنَ الجَراد، وَقِيلَ: الحِزقة القِطعة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الرِّيحُ، وَالْجَمْعُ حِزَقٌ؛ قَالَ: غَيَّرَ الجِدَّةَ مِنْ عِرْفانِها ... حِزَقُ الريحِ وطُوفانُ المَطَرْ وَهِيَ الحَزِيقةُ، وَالْجَمْعُ حَزائقُ وحَزِيقٌ وحُزُقٌ. الأَصمعي: الحَزِيقُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ورَقاق عَصِب ظِلْمانُه، ... كحَزِيقِ الحَبَشِيِّينَ الزُّجلْ الْجَوْهَرِيُّ: الحِزْقُ والحِزْقةُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَالطَّيْرِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ فِي فَضْل الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرانَ: كَأَنَّهُمَا حِزْقانِ مِنْ طيرٍ صوافَ ، وَالْجَمْعُ الحِزَق مِثْلُ فِرْقة وفِرَق؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: تأْوي لَهُ حِزَقُ النَّعامِ، كَمَا أوَتْ ... قُلُصٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ «1» . وَيُرْوَى حِزَقٌ. والحِزْقُ والحَزِيقةُ: الْجَمَاعَةُ من

_ (1). قوله [تأوي له إلخ] رواية الجوهري والزوزني: تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ، كَمَا أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمَانِيَةٌ لأَعجم طمطم

كُلِّ شَيْءٍ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ «1» وَالرَّاءِ وَسَنَذْكُرُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ: لَمْ يَكُنْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتحزِّقِين وَلَا مُتَماوِتِين أَيْ مُتَقَبِّضين وَمُجْتَمِعِينَ. وَقِيلَ لِلْجَمَاعَةِ حِزْقةٌ لِانْضِمَامِ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحازِقةُ والحَزَّاقةُ العِير، طَائِيَّةٌ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْحَازِقَةِ وَجَمْعُهُ حَوازِقُ: ومَنْهَلٍ لَيْسَ بِهِ حَوازِقُ قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ جَمْعُ حَوْزَقة لُغَةٌ فِي حَازِقَةٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الحازِقة والحَزِيقُ والحَزِيقةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حُمُر الْوَحْشِ: كأنَّه، كلَّما ارْفَضَّت حَزِيقَتُها ... بالصُّلْبِ مِنْ نَهْسِه أكْفالَها، كَلِبُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رَأْي لحازِقٍ ؛ الحازِقُ الَّذِي ضاقَ عَلَيْهِ خُفُّه فَحَزَقَ رِجْلَهُ أَيْ عَصَرها وضَغَطَها، وَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يصلِّي وَهُوَ حاقِنٌ أَوْ حاقِبٌ أَوْ حازِقٌ. الأَزهري: يُقَالُ أحْزَقْته إِحْزَاقًا إِذَا مَنَعْتُهُ؛ قَالَ أَبُو وَجْزةَ: فَمَا المالُ إِلَّا سُؤْرُ حَقِّك كلِّه، ... وَلَكِنَّهُ عَمَّا سِوى الحقِّ مُحْزَقُ والحَزِيقةُ: كالحَدِيقة. وحازِقٌ وحازُوقٌ وحِزَاقٌ: أَسْمَاءٌ؛ قَالَ: أقَلِّبُ طَرْفي فِي الفوارِسِ لَا أرَى ... حِزاقاً، وعيْنِي كالحَجاة مِن القَطْرِ فَلَوْ بِيَدِي مُلْكُ اليَمامةِ، لَمْ تَزَلْ ... قَبَائلُ يَسْبِينَ العَقائلَ مِنْ شَكْرِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حازُوق اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الخَوارج جَعَلَتْهُ امْرَأَتُهُ حِزاقاً وَقَالَتْ تَرْثِيه ... وَأَنْشَدَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: أُقلب طَرْفِي ... وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لخِرْنِق تَرْثِي أَخَاهَا حازُوقاً، وَكَانَ بَنُو شَكْر قَتَلُوهُ وَهُمْ مِنَ الأَزْد، وَقِيلَ: الْبَيْتُ لِلْحَنَفِيَّةِ تَرْثِي أَخَاهَا حازُوقاً، قَتَلَهُ بَنُو شَكْر عَلَى مَا تقدَّم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ إِنَّمَا أَرَادَ حَازُوقًا أَوْ حَازِقًا فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الشِّعْرُ فغيَّره، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: اجْتَمَعَ جَوارٍ فأرِنَّ وأشِرْنَ ولَعِبْن الحُزُقَّةَ ؛ قِيلَ: هِيَ لُعْبة مِنَ اللُّعَب أُخذت مِنَ التَّحَزُّق التجمُّع. حزرق: حَزْرَقَ الرجلُ: انضمَّ وخضَع، وَفِي لُغَةٍ: حُزْرِقَ الرَّجل فُعِلَ بِهِ إِذَا انضمَّ وخضَع. والمُحَزْرَقُ: السَّريعُ الغضَبِ، وَأَصْلُهُ بالنَّبَطِية هُزْرُوقَى. والحَزْرَقةُ: الضيِّقُ. وحَزْرَقَ الرجلَ وحرْزَقَه: حبَسه وضيَّق عَلَيْهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَبَسَهُ فِي السِّجْنِ؛ قَالَ الأَعشى: فَذاكَ وَمَا أنْجَى مِنَ الموْت رَبَّه، ... بِساباطَ، حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُحَزْرَقُ ومُحَرْزَقُ؛ يَقُولُ: حبَس كِسْرى النُّعمانَ بْنَ المُنذِر بساباطِ الْمَدَائِنِ حَتَّى ماتَ وَهُوَ مُضَيَّقٌ عَلَيْهِ؛ وَرَوَى ابْنُ جِنِّي عَنِ التَّوَّزِيّ قَالَ قُلْتُ لأَبي زَيْدٍ الأَنصاري: أَنْتُمْ تُنْشِدُونَ قَوْلَ الأَعشى: حَتَّى مَاتَ وَهُوَ مُحَزْرَقٌ وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ يُنْشِدُهُ مُحَرْزَقٌ، بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، فقال: إنها نَبَطِيَّة وأُم أَبِي عَمْرٍو نَبَطِيَّةٌ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا مِنَّا. الْمُؤَرَّجُ: النبَطُ تُسَمِّي الْمَحْبُوسَ المُهَزْرَقَ، بِالْهَاءِ، قَالَ: وَالْحَبْسُ يُقَالُ له الهُزْرُوقَى؛

_ (1). قوله [ويروى بالخاء إلخ] أي قوله حزقان في الحديث المتقدم.

وَأَنْشَدَ شَمِرٌ: أرِيني فَتًى ذَا لوْثةٍ، وَهُوَ حازِمٌ، ... ذَرِيني، فإنِّي لَا أَخَافُ المُحَزْرَقا الأَزهري: رَأَيْتُ فِي نُسْخَةٍ مَسْمُوعَةٍ قَالَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وَلَسْتُ بِحِزْراقةٍ، الزَّايُ قَبْلَ الرَّاءِ، أَيْ بضيِّق الْقَلْبِ جَبان، قَالَ: وَرَوَاهُ شَمِرٌ: وَلَسْتُ بِخَزْرَاقَةٍ، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً، قَالَ: وَهُوَ الأَحمق. حفلق: ابْنُ سِيدَهْ: الحَفَلَّقُ الضعيف الأَحمق. حقق: الحَقُّ: نَقِيضُ الْبَاطِلِ، وَجَمْعُهُ حُقوقٌ وحِقاقٌ، وَلَيْسَ لَهُ بِناء أَدْنَى عدَد. وَفِي حَدِيثِ التَّلْبِيَةِ: لبَّيْك حَقّاً حَقًّا أَيْ غَيْرَ بَاطِلٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِغَيْرِهِ أَيْ أَنَّهُ أكَد بِهِ مَعْنَى ألزَم طاعتَك الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ لَبَّيْكَ، كَمَا تَقُولُ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ حَقًّا فتؤَكِّد بِهِ وتُكرِّرُه لِزِيَادَةِ التأْكيد، وتَعَبُّداً مَفْعُولٌ لَهُ «1» وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: لَحَقُّ أَنَّهُ ذَاهِبٌ بِإِضَافَةِ حَقٍّ إِلَى أَنَّهُ كَأَنَّهُ قَالَ: لَيقِينُ ذَاكَ أمرُك، وَلَيْسَتْ فِي كَلَامِ كُلِّ الْعَرَبِ، فَأَمْرُكَ هُوَ خَبَرُ يقينُ لأَنه قَدْ أَضَافَهُ إِلَى ذَاكَ وَإِذَا أَضَافَهُ إِلَيْهِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا عَنْهُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَمِعْنَا فُصَحَاءَ الْعَرَبِ يَقُولُونَهُ، وَقَالَ الأَخفش: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنَ الْعَرَبِ إِنَّمَا وَجَدْنَاهُ فِي الْكِتَابِ وَوَجْهُ جوازِه، عَلَى قِلَّته، طُولُ الْكَلَامِ بِمَا أُضِيفَ هَذَا الْمُبْتَدَأُ إِلَيْهِ، وَإِذَا طَالَ الْكَلَامُ جَازَ فِيهِ من الحذف ما لا يَجُوزُ فِيهِ إِذَا قصُر، أَلَا تَرَى إِلَى مَا حَكَاهُ الْخَلِيلُ عَنْهُمْ: مَا أَنَا بِالَّذِي قَائِلٌ لَكَ شَيْئًا؟ وَلَوْ قُلْتَ: مَا أَنَّا بِالَّذِي قَائِمٌ لقَبُح. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ ؛ قَالَ أَبُو إسحق: الْحَقُّ أَمْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَتَى بِهِ مِنَ الْقُرْآنِ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ . وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ حَقّاً وحُقوقاً: صَارَ حَقّاً وثَبت؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ وجَب يَجِب وجُوباً، وحَقَّ عَلَيْهِ القولُ وأحْقَقْتُه أَنَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ؛ أَيْ ثَبَتَ، قَالَ الزَّجَّاجُ: هُمُ الجنُّ وَالشَّيَاطِينُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ ؛ أَيْ وَجَبَتْ وَثَبَتَتْ، وَكَذَلِكَ: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ ؛ وحَقَّه يَحُقُّه حَقًّا وأحَقَّه، كِلَاهُمَا: أَثْبَتَهُ وَصَارَ عنده حقّاً لا يشكُّ فِيهِ. وأحقَّه: صَيَّرَهُ حَقًّا. وحقَّه وحَقَّقه: صدَّقه؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: صدَّق قائلَه. وحقَّق الرجلُ إِذَا قَالَ هَذَا الشَّيْءُ هُوَ الحقُّ كَقَوْلِكَ صدَّق. وَيُقَالُ: أحقَقْت الأَمر إِحْقَاقًا إِذَا أَحْكَمْتَهُ وصَحَّحته؛ وَأَنْشَدَ: قَدْ كنتُ أوْعَزْتُ إِلَى العَلاء ... بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حَقًّا وأحقَّه: كَانَ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ؛ تَقُولُ: حَقَقْت الأَمر وأحْقَقْته إِذَا كُنْتَ عَلَى يَقِينٍ مِنْهُ. وَيُقَالُ: مَا لِي فِيكَ حقٌّ وَلَا حِقاقٌ أَيْ خُصومة. وحَقَّ حَذَرَ الرَّجُلِ يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره وأحقَقْته أَيْ فَعَلْتُ مَا كَانَ يَحذَره. وحقَقْت الرَّجُلَ وأحقَقْته إِذَا أتيتَه؛ حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ. قَالَ الأَزهري: وَلَا تَقُلْ حَقَّ حذَرَك، وَقَالَ: حقَقْت الرَّجُلَ وأحقَقْته إِذَا غلَبته عَلَى الْحَقِّ وأثبَتَّه عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحقَّه عَلَى الْحَقِّ وأحقَّه غلبَه عَلَيْهِ، واستَحقَّه طلَب مِنْهُ حقَّه. واحْتَقّ القومُ: قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: الحقُّ فِي يَدِي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قُرَّاء الْقُرْآنِ: مَتَى مَا تَغْلوا فِي الْقُرْآنِ تَحْتَقُّوا ، يَعْنِي المِراء فِي الْقُرْآنِ، وَمَعْنَى تحتقُّوا تَخْتَصِمُوا فَيَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: الحقُّ بِيَدِي

_ (1). قوله [وتعبداً مفعول له] كذا هو في النهاية أيضاً.

وَمَعِي؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَضانةِ: فجاءَ رَجُلَانِ يَحْتَقّانِ فِي ولَد أَيْ يختصِمان ويطلُب كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَقَّهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ يحاقُّني فِي وَلَدِي ؟ وَحَدِيثُ وهْب: كَانَ فِيمَا كلَّم اللَّهُ أيُّوبَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أتحاقُّني بِخِطْئِك ؛ وَمِنْهُ كِتَابُهُ لحُصَين: إنَّ لَهُ كَذَا وَكَذَا لَا يُحاقُّه فِيهَا أَحَدٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ خَرَجَ فِي الْهَاجِرَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لَهُ: مَا أَخْرَجَكَ؟ قَالَ: مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا مَا أجِدُ مِنْ حاقِّ الجُوع أَيْ صادِقه وشدَّته، وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ مِنْ حاقَ بِهِ يَحِيقُ حَيْقاً وَحَاقًا إِذَا أَحْدَقَ بِهِ، يُرِيدُ مِنَ اشْتِمَالِ الْجُوعِ عَلَيْهِ، فَهُوَ مَصْدَرٌ أَقَامَهُ مُقَامَ الِاسْمِ، وَهُوَ مَعَ التَّشْدِيدِ اسْمُ فَاعِلٍ مَنْ حقَّ يَحِقُّ. وَفِي حَدِيثِ تَأْخِيرِ الصَّلَاةِ: وتَحْتَقُّونها إِلَى شَرَقِ الموتَى أَيْ تضيِّقُون وقتَها إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ. يُقَالُ: هُوَ فِي حاقٍّ مِنْ كَذَا أَيْ فِي ضِيقٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ وشرَحه، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالنُّونِ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ. وَالْحَقُّ: مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقِيلَ مِنْ صِفَاتِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْمَوْجُودُ حَقِيقَةً المُتحققُ وُجُودُهُ وإلَهِيَّتُه. والحَق: ضِدُّ الْبَاطِلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الْحَقُّ هُنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ هُنَا التَّنْزِيلَ أَيْ لو كن الْقُرْآنُ بِمَا يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ؛ مَعْنَاهُ جاءَت السكرةُ الَّتِي تَدُلُّ الإِنسان أَنَّهُ مَيِّتٌ بالحقِّ بِالْمَوْتِ الَّذِي خُلق لَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الحقِ أي بِالْمَوْتِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَقِيلَ: الْحَقُّ هُنَا اللَّهُ تَعَالَى. وقولٌ حقٌّ: وُصِف بِهِ، كَمَا تَقُولُ قولٌ بَاطِلٌ. وقال الليحاني: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِ ، إِنَّمَا هُوَ عَلَى إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ؛ قَالَ الأَزهري: رَفَعَ الْكِسَائِيُّ الْقَوْلَ وَجَعَلَ الْحَقَّ هُوَ اللَّهَ، وَقَدْ نصَب قولَ قومٌ مِنَ الْقُرَّاءِ يُرِيدُونَ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلًا حَقًّا، وَقَرَأَ مَنْ قَرَأَ: فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ بِرَفْعِ الْحَقِّ الأَول فَمَعْنَاهُ أَنَا الحقُّ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ، قَرَأَ الْقُرَّاءُ الأَول بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، رُوِيَ الرَّفْعُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، الْمَعْنَى فالحقُّ مِنِّي وَأَقُولُ الحقَّ، وَقَدْ نَصَبَهُمَا مَعًا كَثِيرٌ مِنَ القُرَّاء، مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الأَول عَلَى مَعْنَى الحقَّ لأَمْلأَنَّ، ونَصب الثَّانِي بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ قَرَأَ فالحقَّ وَالْحَقَّ أَقُولُ بِنَصْبِ الْحَقِّ الأَول، فَتَقْدِيرُهُ فأحُقُّ الْحَقَّ حَقًّا؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: تَقْدِيرُهُ فَأَقُولُ الحقَّ حَقًّا؛ وَمَنْ قَرَأَ فالحقِ ، أَرَادَ فَبِالْحَقِّ وَهِيَ قَلِيلَةٌ لأَن حُرُوفَ الْجَرِّ لا تُضْمَرُ. وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ ، فَالنَّصْبُ فِي الْحَقِّ جَائِزٌ يُرِيدُ حَقًّا أَيْ أُحِقُّ الحقَّ وأحُقُّه حَقّاً، قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ خَفَضْتَ الْحَقَّ فَجَعَلْتَهُ صِفَةً لِلَّهِ، وَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَهُ فَجَعَلْتَهُ مِنْ صِفَةِ الْوَلَايَةِ هُنَالِكَ الولايةُ الحقُّ لِلَّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الحقَ أَيْ رُؤْيَا صَادِقَةً لَيْسَتْ مِنْ أضْغاث الأَحْلام، وَقِيلَ: فَقَدْ رَآنِي حَقِيقَةً غَيْرَ مُشَبَّهٍ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أمِيناً حقَّ أمِينٍ أَيْ صِدْقاً، وَقِيلَ: وَاجِبًا ثَابِتًا لَهُ الأَمانةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أتدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَيْ ثوابُهم الَّذِي وعدَهم بِهِ فَهُوَ واجبُ الإِنْجازِ ثَابِتٌ بوعدِه الحقِّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الحقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ. ويَحُقُّ عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا: يَجِبُ، وَالْكَسْرُ لُغَةٌ، ويَحُقُّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ ويَحُقُّ لَكَ تَفْعل؛ قَالَ:

يَحُقُّ لِمَنْ أَبُو موسَى أَبُوه ... يُوَفِّقُه الَّذِي نصَب الجِبالا وَأَنْتَ حَقيِقٌ عَلَيْكَ ذَلِكَ وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله؛ قَالَ شَمِرٌ: تَقُولُ الْعَرَبُ حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذَلِكَ وحُقَّ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خَيْرًا، وَهُوَ حَقِيق بِهِ ومَحقُوق بِهِ أَي خَلِيق لَهُ، وَالْجَمْعُ أَحِقاء ومَحقوقون. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حُقَّ لَكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ وحَقَّ، وإِني لَمَحْقُوقٌ أَن أَفعل كَذَا، فإِذا قُلْتَ حُقَّ قُلْتَ لَكَ، وَإِذَا قُلْتَ حَقَّ قُلْتَ عَلَيْكَ، قَالَ: وَتَقُولُ يَحِقُّ عَلَيْكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا وحُقَّ لَكَ، وَلَمْ يَقُولُوا حَقَقْتَ أَن تَفْعَلَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ* ؛ أَي وحُقَّ لَهَا أنَ تَفْعَلَ. وَمَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ حَقَّ عَلَيْكَ أَن تَفْعَلَ وجَب عَلَيْكَ. وَقَالُوا: حَقٌّ أَن تَفْعَلَ وحَقِيقٌ أَن تَفْعَلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ . وحَقِيقٌ فِي حَقَّ وحُقَّ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول، كَقَوْلِكَ أَنت حَقِيق أَن تَفْعَلَهُ أَي مَحْقُوقٌ أَن تَفْعَلَهُ، وَتَقُولَ: أَنت مَحْقوق أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق وَفِي التَّنْزِيلِ: فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا . وَيُقَالُ للمرأَة: أَنت حقِيقة لِذَلِكَ، يَجْعَلُونَهُ كَالِاسْمِ، وَأَنت مَحْقوقة لِذَلِكَ، وأَنت مَحْقوقة أَن تَفْعَلِي ذَلِكَ؛ وأَما قَوْلُ الأَعشى: وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ، ودونَه ... مِنَ الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه، ... وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، يَعْنِي بالخُلّة الخَلِيلَ، وَلَا تَكُونُ الْهَاءُ فِي مَحْقُوقَةٍ لِلْمُبَالَغَةِ لأَن الْمُبَالَغَةَ إِنَّمَا هِيَ فِي أَسْمَاءِ الفاعلين دون المَفْعُولين، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ لَمَحْقُوقَةٌ أَنْتِ، لأَن الصِّفَةَ إِذَا جَرَتْ عَلَى غَيْرِ مَوْصُوفِهَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الأَخفش بُدٌّ مِنْ إِبْرَازِ الضَّمِيرِ، وَهَذَا كُلُّهُ تَعْلِيلُ الْفَارِسِيِّ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: إِذَا قَالَ عاوٍ مَنْ مَعَدٍّ قَصِيدةً، ... بِهَا جَرَبٌ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها، ... فَهَذَا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا أَيْ حُقَّ لَهُ. والحَقُّ وَاحِدُ الحُقوق، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ مِنْهُ، وَهُوَ فِي مَعْنَى الحَق؛ قَالَ الأَزهري: كَأَنَّهَا أوجَبُ وَأَخَصُّ، تَقُولُ هَذِهِ حَقَّتي أَيْ حَقِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ أَعْطَى كلَّ ذِي حَقّ حَقَّهُ وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ أَيْ حظَّه ونَصِيبَه الَّذِي فُرِضَ لَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا طُعِنَ أُوقِظَ لِلصَّلَاةِ فَقَالَ: الصلاةُ وَاللَّهِ إِذَنْ وَلَا حقَ أَيْ وَلَا حَظَّ فِي الإِسلام لِمَن تركَها، وَقِيلَ: أَرَادَ الصلاةُ مقْضِيّة إِذَنْ وَلَا حَقَّ مَقْضِيٌّ غَيْرَهَا، يَعْنِي أَنَّ فِي عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يَجِبُ عَلَيْهِ الْخُرُوجُ عَنْ عُهْدتها وَهُوَ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَيْهِ، فهَبْ أَنَّهُ قَضَى حَقَّ الصَّلَاةِ فَمَا بالُ الحُقوق الأُخر؟ وَفِي الْحَدِيثِ: ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فَمَنْ أَصْبَحَ بفِنائه ضَيْف فَهُوَ عَلَيْهِ دَيْن ؛ جَعَلَهَا حَقّاً مِنْ طَرِيقِ الْمَعْرُوفِ والمُروءة وَلَمْ يَزَلْ قِرى الضَّيفِ مِنْ شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مَذْمُومٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَيُّما رجُل ضافَ قَوْمًا فَأَصْبَحَ مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَتَّى يأْخذ قِرى لَيْلَتِهِ مِنْ زَرعه وَمَالِهِ ؛ وَقَالَ الْخَطَابِيُّ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا فِي الَّذِي يَخَافُ التَّلَفَ عَلَى نَفْسِهِ ولا يجد مَا يأْكل فَلَهُ أَنْ

يَتناول مِنْ مَالِ أَخِيهِ مَا يُقيم نَفْسَهُ، وَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ مَا يأْكله هَلْ يَلْزَمُهُ فِي مُقَابَلَتِهِ شَيْءٌ أَمْ لَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا هَذَا الْعَالِمُ حَقُّ الْعَالِمِ؛ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ التَّناهي وَأَنَّهُ قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ فِيمَا يَصِفُهُ مِنَ الخِصال، قَالَ: وَقَالُوا هَذَا عَبْدُ اللَّهِ الحَقَّ لَا الْبَاطِلَ، دَخَلَتْ فِيهِ اللَّامُ كَدُخُولِهَا فِي قَوْلِهِمْ أَرْسَلَها العِراكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ تُسْقَطُ مِنْهُ فَتَقُولُ حَقًّا لَا بَاطَلًا. وحُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ وحُقِقْتَ أَنْ «2» تَفْعَلَ وَمَا كَانَ يَحُقُّك أَنْ تَفْعَلَهُ فِي مَعْنَى مَا حُقَّ لَكَ. وأُحِقَّ عَلَيْكَ القَضاء فحَقَّ أَيْ أُثْبِتَ فَثَبَتَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَقَقْت عَلَيْهِ الْقَضَاءَ أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه أُحِقُّه إحْقاقاً أَيْ أَوْجَبْتُهُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَلَا أَعْرِفُ مَا قَالَ الْكِسَائِيُّ فِي حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أَيْ غَلَبْتُهُ عَلَى الْحَقِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ، مَنْصُوبٌ عَلَى مَعْنَى حَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَقًّا؛ هَذَا قَوْلُ أَبِي إسحق النَّحْوِيِّ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي نَصْبِ قَوْلِهِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ وَمَا أَشْبَهَهُ فِي الْكِتَابِ: إِنَّهُ نَصْب مِنْ جِهَةِ الْخَبَرِ لَا أَنَّهُ مِنْ نَعْتِ قَوْلِهِ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا ، قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِكَ عبدُ اللهِ فِي الدَّارِ حَقًّا، إِنَّمَا نَصْبُ حَقًّا مِنْ نِيَّةِ كَلَامِ المُخبِر كَأَنَّهُ قَالَ: أُخْبِركم بِذَلِكَ حَقًّا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْقَوْلُ يَقْرُبُ مِمَّا قاله أبو إسحق لأَنه جَعَلَهُ مَصْدَرًا مؤكِّداً كَأَنَّهُ قَالَ أُخبركم بِذَلِكَ أحُقُّه حَقّاً؛ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْفَرَّاءُ: وكلُّ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ نَكِرات الْحَقِّ أَوْ مَعْرِفَتِهِ أَوْ مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ مَصْدَرًا، فَوَجْهُ الْكَلَامِ فِيهِ النَّصْبُ كَقَوْلِ اللَّهِ تعالى: وَعْدَ الْحَقِّ* ووَعْدَ الصِّدْقِ؛ والحَقِيقَةُ مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ حَقُّ الأَمر ووجُوبُه. وَبَلَغَ حقيقةَ الأَمر أَيْ يَقِينَ شأْنه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يبلُغ الْمُؤْمِنُ حقيقةَ الإِيمان حَتَّى لَا يَعِيب مُسْلِمًا بِعَيْب هُوَ فِيهِ ؛ يَعْنِي خالِصَ الإِيمان ومَحْضَه وكُنْهَه. وحقيقةُ الرَّجُلِ: مَا يَلْزَمُهُ حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عَلَيْهِ الدِّفاعُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ [يَنْسُلُ] الوَدِيقةَ ويَحْمي الْحَقِيقَةَ، فالوَسيقةُ الطريدةُ مِنَ الإِبل، سُمِّيَتْ وَسِيقَةً لأَن طَارِدَهَا يَسِقُها إِذَا ساقَها أَيْ يَقْبِضها، والوَديقةُ شِدَّةُ الْحَرِّ، والحقيقةُ مَا يَحِقّ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمِيه، وَجَمْعُهَا الحَقائقُ. والحقيقةُ فِي اللُّغَةِ: مَا أُقِرّ فِي الِاسْتِعْمَالِ عَلَى أَصْلِ وضْعِه، والمَجازُ مَا كَانَ بِضِدِّ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَقَعُ الْمَجَازُ ويُعدَل إِلَيْهِ عَنِ الْحَقِيقَةِ لمعانٍ ثَلَاثَةٍ: وَهِيَ الاتِّساع وَالتَّوْكِيدُ وَالتَّشْبِيهُ، فَإِنْ عُدِم هَذِهِ الأَوصافُ كَانَتِ الْحَقِيقَةُ البتَّةَ، وَقِيلَ: الْحَقِيقَةُ الرَّايَةُ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: لَقَدْ عَلِمَتْ عَلْيا هَوازِنَ أَنَّني ... أَنا الفارِسُ الْحَامِي حَقِيقةَ جَعْفَرِ وَقِيلَ: الْحَقِيقَةُ الحُرْمة، والحَقيقة الفِناء. وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ، بِالْكَسْرِ، حَقًّا أَيْ وَجَبَ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: مَا حَقَّ القولُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ بالنساءِ أَيْ وجَب ولَزِم. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي . وأحقَقْت الشئ أَيْ أَوْجَبْتُهُ. وَتَحَقَّقَ عِنْدَهُ الخَبَرُ أَيْ صحَّ. وحقَّقَ قَوْلَهُ وظنَّه تَحْقِيقًا أَيْ صدَّقَ. وكلامٌ مُحَقَّقٌ أَيْ رَصِين؛ قَالَ الرَّاجِزُ: دَعْ ذَا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا والحَقُّ: صِدْق الحديثِ. والحَقُّ: اليَقين بعد الشكِّ.

_ (2). قوله [وحققت أن إلخ] كذا ضبط في الأَصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس بفتح فكسر.

وأحقَّ الرجلُ: قَالَ شَيْئًا أَوِ ادَّعَى شَيْئًا فَوَجَبَ لَهُ. واستحقَّ الشيءَ: اسْتَوْجَبَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً ، أَيِ اسْتَوْجَبَاهُ بالخِيانةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فَإِنِ اطُّلِعَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَوْجَبَا إِثْمًا أَيْ خِيَانَةً بِالْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ الَّتِي أقْدما عَلَيْهَا، فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها مِنْ وَرَثَةِ المُتوفَّى الَّذِينَ استُحِقَّ عَلَيْهِمْ أَيْ مُلِك عَلَيْهِمْ حقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ بِتِلْكَ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَى عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ، وَإِذَا اشتَرَى رَجُلٌ دَارًا مِنْ رَجُلٍ فَادَّعَاهَا رَجُلٌ آخَرُ وأقامَ بيِّنةً عَادِلَةً عَلَى دَعْوَاهُ وَحَكَمَ لَهُ الحاكمُ بِبَيِّنَتِهِ فَقَدِ اسْتَحَقَّهَا عَلَى الْمُشْتَرِي الَّذِي اشْتَرَاهَا أَيْ مَلَكَها عَلَيْهِ، وَأَخْرَجَهَا الْحَاكِمُ مِنْ يَدِ الْمُشْتَرِي إِلَى يَدِ مَن استحقَّها، وَرَجَعَ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ بِالثَّمَنِ الَّذِي أدَّاه إِلَيْهِ، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قَرِيبَانِ مِنَ السَّوَاءِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، وَيَكُونُ إِذْ ذَاكَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ مِنَ اسْتَحقَّ أَعْنِي السِّينَ وَالتَّاءَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أثْبَتُ مِنْ شَهَادَتِهِمَا مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ حَقَّ الشيءُ إِذَا ثَبَتَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا حقُّ امرئٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا ووَصِيَّتُه عِنْدَهُ ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَعْنَاهُ مَا الحَزْمُ لامرئٍ وَمَا الْمَعْرُوفُ فِي الأَخلاق الحسَنة لامرئٍ وَلَا الأَحْوطُ إِلَّا هَذَا، لَا أَنَّهُ وَاجِبٌ وَلَا هُوَ مِنْ جِهَةِ الْفَرْضِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ حَكَمَ عَلَى عِبَادِهِ بِوُجُوبِ الْوَصِيَّةِ مُطْلَقًا ثُمَّ نَسخ الْوَصِيَّةَ لِلْوَارِثِ فَبَقِيَ حَقُّ الرَّجُلِ فِي مَالِهِ أَنْ يُوصي لِغَيْرِ الْوَارِثِ، وَهُوَ مَا قدَّره الشَّارِعُ بِثُلُثِ مَالِهِ. وحاقَّهُ فِي الأَمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً: ادَّعَى أَنَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْهُ، وَأَكْثَرُ مَا اسْتَعْمَلُوا هَذَا فِي قَوْلِهِمْ حاقَّني أَيْ أَكْثَرُ مَا يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي فِعْلِ الْغَائِبِ. وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه: غَلبه، وَذَلِكَ فِي الْخُصُومَةِ وَاسْتِيجَابِ الْحَقِّ. وحاقَّهُ أَيْ خاصَمه وادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَقَّ، فَإِذَا غَلَبَهُ قِيلَ حَقَّه. والتَّحَاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الِاخْتِصَامُ. وَيُقَالُ: احْتَقَّ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، وَلَا يُقَالُ لِلْوَاحِدِ كَمَا لَا يُقَالُ اخْتَصَمَ لِلْوَاحِدِ دُونَ الْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: إِذَا بَلَغَ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: نَصَّ الحَقائِقِ ، فالعَصَبة أوْلى؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نَصُّ كُلِّ شَيْءٍ مُنتهاه ومَبْلَغ أَقْصَاهُ. والحِقاقُ: المُحاقَّةُ وَهُوَ أَنْ تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة فِي الْجَارِيَةِ فَتَقُولَ أَنَا أحَقُّ بِهَا، وَيَقُولُونَ بَلْ نَحْنُ أحَقُّ، وَأَرَادَ بِنَصِّ الحِقاق الإِدْراكَ لأَن وَقْتَ الصِّغَرِ يَنْتَهِي فَتَخْرُجُ الْجَارِيَةُ مِنْ حَدِّ الصِّغَرِ إِلَى الْكِبَرِ؛ يَقُولُ: مَا دَامَتِ الجاريةُ صَغِيرَةً فأُمُّها أوْلى بِهَا، فَإِذَا بَلَغَت فَالْعَصَبَةُ أوْلى بِأَمْرِهَا مِنْ أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لَهَا مِثْلَ الْآبَاءِ والإِخْوة والأَعمام؛ وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: نَصُّ الحِقاق بُلُوغُ الْعَقْلِ، وَهُوَ مِثْلُ الإِدراك لأَنه إِنَّمَا أَرَادَ مُنْتَهَى الأَمر الَّذِي تَجِبُ بِهِ الْحُقُوقُ والأَحكام فَهُوَ الْعَقْلُ والإِدراك. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بُلُوغُ الْمَرْأَةِ إِلَى الْحَدِّ الَّذِي يَجُوزُ فِيهِ تَزْوِيجُهَا وتصَرُّفها فِي أَمْرِهَا، تَشْبِيهًا بالحِقاقِ مِنَ الإِبل جَمْعُ حِقٍّ وحِقَّةٍ، وَهُوَ الَّذِي دَخَلَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يُتمكَّن مِنْ رُكُوبِهِ وَتَحْمِيلِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ نَصَّ الحَقائِقِ فَإِنَّهُ أَرَادَ جَمْعَ الحَقيقة، وَهُوَ مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ حَقُّ الأَمر ووجوبُه، أَوْ جَمْعُ الحِقَّة مِنَ الإِبل؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ حَامي الحَقِيقة إِذَا حَمَى مَا يَجِبُ عَلَيْهِ حمايتُه. وَرَجُلٌ نَزِقُ الحِقاقِ إِذَا خَاصَمَ فِي صِغَارِ الأَشياء. والحاقَّةُ: النَّازِلَةُ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ أَيْضًا. وَفِي التَّهْذِيبِ:

الحَقَّةُ الدَّاهِيَةُ والحاقَّةُ الْقِيَامَةُ، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ؛ الْحَاقَّةُ: السَّاعَةُ وَالْقِيَامَةُ، سُمِّيَتْ حاقَّةً لأَنها تَحُقُّ كلَّ إِنْسَانٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ؛ قَالَ ذَلِكَ الزَّجَّاجُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سُمِّيَتْ حاقَّةً لأَن فِيهَا حَواقَّ الأُمور والثوابَ. والحَقَّةُ: حَقِيقَةُ الأَمر، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لَمَّا عرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ، والحَقَّةُ والحاقَّةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقِيلَ: سَمِّيَتِ الْقِيَامَةُ حاقَّةً لأَنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ فِي دِين اللَّهِ بِالْبَاطِلِ أَيْ كُلَّ مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أَيْ تَغْلِبه وتَخْصِمه، مِنْ قَوْلِكَ حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه أَيْ غَلَبْتُهُ وفَلَجْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَقَ فِي قَوْلِهِ الْحَاقَّةُ : رُفِعَتْ بِالِابْتِدَاءِ، ومَا رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ أَيْضًا، والْحَاقَّةُ الثَّانِيَةُ خَبَرُ مَا، وَالْمَعْنَى تَفْخِيمُ شَأْنِهَا كَأَنَّهُ قَالَ الحاقَّةُ أَيُّ شيءٍ الحاقَّةُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ، مَعْنَاهُ أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ مَا الحاقَّةُ، وَمَا موضعُها رَفْعٌ وَإِنْ كَانَتْ بَعْدَ أَدْراكَ؛ الْمَعْنَى مَا أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ. وَمِنْ أَيْمَانِهِمْ: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ لَحَقُّ لَا آتِيكَ هُوَ يَمِينٌ لِلْعَرَبِ يَرْفَعُونَهَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ اللَّامِ، وَإِذَا أَزَالُوا عَنْهَا اللَّامَ قَالُوا حَقّاً لَا آتِيك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ لَحَقُّ اللَّهِ فنَزَّلَه مَنْزِلَةَ لَعَمْرُ اللهِ، وَلَقَدْ أُوجِبَ رفعُه لِدُخُولِ اللَّامِ كَمَا وَجب فِي قَوْلِكَ لَعَمْرُ اللَّهِ إِذَا كَانَ بِاللَّامِ. والحَقُّ: المِلْك. والحُقُقُ: الْقَرِيبُو الْعَهْدِ بالأُمور خَيْرِهَا وَشَرِّهَا، قَالَ: والحُقُقُ المُحِقُّون لِمَا ادّعَوْا أَيْضًا. والحِقُّ مِنْ أَوْلَادِ الإِبل: الَّذِي بَلَغَ أَنْ يُرْكب ويُحمَل عَلَيْهِ ويَضْرِب، يَعْنِي أَنْ يَضْرِبَ الناقةَ، بيِّنُ الإِحقاقِ والاسْتحقاق، وَقِيلَ: إِذَا بَلَغَتْ أمُّه أوَانَ الحَمْل مِنَ الْعَامِ المُقْبِل فَهُوَ حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ بَعِيرٌ حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقِيلَ: إِذَا بَلَغَ هُوَ وأُخته أَنْ يُحْمَل عَلَيْهِمَا ويُركبا فَهُوَ حِقٌّ؛ الْجَوْهَرِيُّ: سُمِّي حِقّاً لِاسْتِحْقَاقِهِ أَنْ يُحْمل عَلَيْهِ وَأَنْ يُنتفع بِهِ؛ تَقُولُ: هُوَ حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَقِيلَ: الحِقُّ الَّذِي اسْتَكْمَلَ ثَلَاثَ سِنِينَ وَدَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ؛ قَالَ: إِذَا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَعْ، ... فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ والحِقُّ جَذَعْ وَالْجَمْعُ أحُقٌّ وحِقاقٌ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أَيْضًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ، وَإِنَّمَا حُكْمُهُ بَيِّنة الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَبنية الْمُخَالِفَةِ لِلصِّفَةِ لأَن الْمَصْدَرَ فِي مِثْلِ هَذَا يُخَالِفُ الصِّفَةَ، وَنَظِيرُهُ فِي مُوَافَقَةِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمَصَادِرِ لِلِاسْمِ فِي الْبِنَاءِ قَوْلُهُمْ أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد. قَالَ أَبُو مَالِكٍ: أحَقَّت البَكْرَة إِذَا اسْتَوْفَتْ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَإِذَا لَقِحَت حِينَ تُحِقّ قِيلَ لَقِحت عليَّ كَرْهًا. والحِقَّةُ أَيْضًا: النَّاقَةُ الَّتِي تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ إِذَا جَازَتْ عِدَّتُها خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ ذِكْرُ الحِقِّ والحِقَّة، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حُقُقٌ وحَقائق؛ وَمِنْهُ قَوْلِ المُسَيَّب بْنِ عَلَس: قَدْ نالَني مِنْهُ عَلَى عَدَمٍ ... مثلُ الفَسِيل، صِغارُها الحُقُقُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الضَّمِيرُ فِي مِنْهُ يَعُودُ عَلَى الْمَمْدُوحِ وَهُوَ حَسَّانُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَخُو النُّعْمَانِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا تُجْمَعُ عَلَى حَقائقَ مِثْلَ إفَالٍ وَأَفَائِلَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ نَادِرٌ؛ وَأَنْشَدَ لعُمارةَ بْنِ طَارِقٍ:

ومَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيانِقِ، ... لَسْنَ بأَنْيابٍ وَلَا حَقائِقِ وَهَذَا مِثْلُ جَمْعهم امرأَة غِرَّة عَلَى غَرائر، وَكَجَمْعِهِمْ ضَرَّة عَلَى ضَرائر، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقياس مُطَّرِد. والحِقُّ والحِقَّة فِي حَدِيثِ صَدَقَاتِ الإِبل وَالدِّيَاتِ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْبَعِيرُ إِذا اسْتَكْمَلَ السَّنَةَ الثَّالِثَةَ وَدَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ فَهُوَ حِينَئِذٍ حِقٌّ، والأُنثى حِقَّة. والحِقَّة: نَبْزُ أُم جَرِير بْنِ الخَطَفَى، وَذَلِكَ لأَن سُوَيْدَ بْنَ كُرَاعٍ خَطَبَهَا إِلَى أَبيها فَقَالَ لَهُ: إِنها لَصَغِيرَةٌ صُرْعةٌ، قَالَ سُوَيْدٌ: لَقَدْ رأَيتُها وَهِيَ حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة مِنَ الإِبل فِي عِظَمها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمِنْ وَراء حِقاقِ العُرْفُطِ أَي صِغَارِهَا وشَوابِّها، تَشْبِيهًا بِحقاق الإِبل. وحَقَّتِ الحِقَّةُ تَحِقُّ وأَحَقَّت، كِلَاهُمَا: صَارَتْ حِقَّةً؛ قَالَ الأَعشى: بِحِقَّتِها حُبِسَتْ في اللَّجينِ، ... حَتَّى السَّديِسُ لَهَا قَدْ أَسَنّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَسَنَّ سدِيسُ النَّاقَةِ إِذا نبَت وَذَلِكَ فِي الثَّامِنَةِ، يَقُولُ: قِيمَ عَلَيْهَا مِنْ لَدُنْ كَانَتْ حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت، وَالْجَمْعُ حِقاقٌ وحُقُقٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يُرد بحقَّتها صِفَةً لَهَا لأَنه لَا يُقَالُ ذَلِكَ كَمَا لَا يُقَالُ بجَذَعَتها فُعِلَ بِهَا كَذَا وَلَا بثنيَّتها وَلَا بِبَازِلِهَا، وَلَا أَراد بِقَوْلِهِ أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لَا يُقَالُ أَسَنَّ السِّنُّ، وإِنما يُقَالُ أَسنَّ الرَّجُلُ وأَسنَّت المرأَة، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت فِي اللَّجين وَقْتًا كَانَتْ حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت، وَجَمْعُ الحِقاق حُقُق مِثْلُ كِتاب وكتُب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الحِقَّة هُنَا الْوَقْتَ، وأَتت الناقةُ عَلَى حِقَّتها أَي عَلَى وَقْتِهَا الَّذِي ضَربها الْفَحْلُ فِيهِ مِنْ قَابِلٍ، وَهُوَ إِذا تَمَّ حَملها وَزَادَتْ عَلَى السَّنَةِ أَياماً مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي ضُربت فِيهِ عَامًا أَوّل حَتَّى يَسْتَوْفِيَ الجَنين السنةَ، وَقِيلَ: حِقُّ النَّاقَةِ واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَفانين مَكْتوب لَهَا دُون حِقِّها، ... إِذا حَمْلُها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ أَي إِذا نبَت الشَّعْرُ عَلَى وَلَدِهَا أَلْقَتْهُ ميِّتاً، وَقِيلَ: مَعْنَى الْبَيْتِ أَنه كُتِبَ لِهَذِهِ النَّجَائِبِ إِسقاطُ أَولادها قَبْلَ أَناء نِتاجها، وَذَلِكَ أَنها رُكبت فِي سفَر أَتعبها فِيهِ شِدَّةُ السَّيْرِ حَتَّى أَجْهَضَتْ أَولادها؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُمِّيَتِ الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ، وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً، بِالْكَسْرِ، أَي حِينَ ثَبَتَ ذَلِكَ فِيهَا. الأَصمعي: إِذا جَازَتِ النَّاقَةُ السَّنَةَ وَلَمْ تَلِدْ قِيلَ قَدْ جَازَتِ الحِقَّ؛ وقولُ عَدِيّ: أَي قَوْمِي إِذا عَزَّتِ الْخَمْرُ ... وَقَامَتْ رِفَاقُهُمْ بِالْحِقَاقِ وَيُرْوَى: وَقَامَتْ حِقَاقُهُمْ بِالرِّفَاقِ، قَالَ: وحِقاقُ الشَّجَرِ صِغَارُهَا شُبِّهَتْ بِحِقَاقِ الإِبل. وَيُقَالُ: عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذَنْبًا استوْجب بِهِ عُقوبة؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَهْلِكُ الناسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنفسهم. وصبَغْتُ الثوبَ صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً. وَثَوْبٌ مُحقَّق: عَلَيْهِ وَشْيٌ عَلَى صُورَةِ الحُقَق، كَمَا يُقَالُ بُرْدٌ مُرَجَّلٌ. وَثَوْبٌ مُحَقَّقٌ إِذا كَانَ مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك، إِنّا ... كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرِّقاقا

وأَنا حَقِيقٌ عَلَى كَذَا أَي حَريصٌ عَلَيْهِ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ ، فِي قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ بِهِ، وَقُرِئَ حَقِيقٌ عَلَيَّ أَن لَا أَقول ، وَمَعْنَاهُ وَاجِبٌ عَلَيَّ تَرْكُ الْقَوْلِ عَلَى اللَّهِ إِلَّا بِالْحَقِّ. والحُقُّ والحُقَّةُ، بِالضَّمِّ: مَعْرُوفَةٌ، هَذَا المَنْحوت مِنَ الْخَشَبِ وَالْعَاجِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَصْلُحُ أَن يُنحت مِنْهُ، عربيٌّ مَعْرُوفٌ قَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ تُسوّى الحُقة مِنَ الْعَاجِ وَغَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمرو بْنِ كُلْثُوم: وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً، ... حَصاناً مِنْ أَكُفِّ اللَّامِسِينا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ حُقٌّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَمْعُ الحُقّ أَحْقاقٌ وحِقاقٌ، وَجَمْعُ الحُقَّة حُقَقٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ وصَفَ حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ، وَقَدْ قَالُوا فِي جَمْعِ حُقَّةٍ حُقّ، فَجَعَلُوهُ مِنْ بَابِ سِدْرة وسِدْر، وَهَذَا أَكثره إِنما هُوَ فِي الْمَخْلُوقِ دُونَ الْمَصْنُوعِ، وَنَظِيرُهُ مِنَ الْمَصْنُوعِ دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين. والحُقُّ مِنَ الْوَرِكِ: مَغْرِزُ رأْس الْفَخِذِ فِيهَا عصَبة إِلى رأْس الْفَخِذِ إِذا انْقَطَعَتْ حَرِقَ الرِّجْلُ، وَقِيلَ: الحُق أَصل الْوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ رأْس الْفَخِذِ. والحُق أَيضاً: النُّقْرة الَّتِي فِي رأْس الْكَتِفِ. والحُقُّ: رأْس العَضُد الَّذِي فِيهِ الوابِلةُ وَمَا أَشْبهها. وَيُقَالُ: أَصبت حَاقَّ عَيْنِهِ وَسَقَطَ فُلَانٌ عَلَى حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه، وَجِئْتُهُ فِي حاقِّ الشِّتَاءِ أَي فِي وَسَطِهِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لنُقْبة مِنَ الجرَب ظهَرت بِبَعِيرٍ فشكُّوا فِيهَا فَقَالَ: هَذَا حاقُّ صُمادِحِ الجَرَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ لِلنِّسَاءِ أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ ؛ هُوَ أَن يَركبن حُقَّها وَهُوَ وسَطها مِنْ قَوْلِكَ سقَط عَلَى حاقِّ القَفا وحُقِّه. وَفِي حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ عمر: إِنَّ عامِلًا مِنْ عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍ ؛ الحُق: الأَرض الْمُطَمْئِنَةُ، واللُّق: الْمُرْتَفِعَةُ. وحُقُّ الكَهْوَل: بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمرو بْنِ الْعَاصِ أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ فِي مُحاوَراتٍ كَانَتْ بَيْنَهُمَا: لَقَدْ رأَيْتك بِالْعِرَاقِ وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ فِي الضَّعْف فَمَا زِلت أَرُمُّه حَتَّى اسْتَحكم ، فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ، قَالَ: أَي واهٍ. وحُقُّ الكَهول: بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رَوَى ابْنُ قُتَيْبَةَ هَذَا الْحَرْفَ بِعَيْنِهِ فصحَّفه وَقَالَ: مِثْلُ حُق الكَهْدَلِ، بِالدَّالِّ بَدَلَ الْوَاوِ، قَالَ: وخبَطَ فِي تَفْسِيرِهِ خَبْط العَشْواء، وَالصَّوَابُ مِثْلُ حُق الكَهول، والكَهول الْعَنْكَبُوتُ، وحُقُّه بَيْتُهُ. وحاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ الْقَفَا. وَيُقَالُ: استحقَّت إِبلُنا رَبِيعًا وأَحَقَّت رَبِيعًا إِذا كَانَ الرَّبِيعُ تَامًّا فرعَتْه. وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم. واحتقَّ الْقَوْمُ احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وَانْتَهَى سِمَنُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَحقَّ القومُ مِنَ الرَّبِيعِ إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، يُرِيدُ سَمِنت مَواشِيهم. وحقَّت النَّاقَةُ وأَحقَّت واستحقَّت: سَمِنَتْ. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ أَنه قَالَ: أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب فَقَالَ أَبو صَفْوَانَ؛: مِمَّنْ أَنت؟ وَكَانَ أَعرابيّاً فأَراد أَن يَمْتَحِنَهُ، قُلْتُ: مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: مِنْ أَيّ تميم؟ قلت:

رباني، قَالَ: وَمَا صنعتُك؟ قُلْتُ: الإِبل، قَالَ: فأَخبرني عَنْ حِقَّة حَقَّت عَلَى ثَلَاثِ حِقاق، فَقُلْتُ: سأَلت خَبِيرًا: هَذِهِ بَكْرة كَانَ مَعَهَا بَكْرتان فِي رَبِيعٍ وَاحِدٍ فارْتَبَعْنَ فسَمِنَت قَبْلَ أَن تَسْمَنَا فَقَدْ حقَّت وَاحِدَةً، ثُمَّ ضَبَعَت وَلَمْ تَضْبَعا فَقَدْ حقَّت عَلَيْهِمَا حِقَّة أُخرى، ثُمَّ لَقِحَت وَلَمْ تَلْقَحا فَهَذِهِ ثَلَاثُ حِقَّات، فَقَالَ لِي: لعَمْري أَنت مِنْهُمْ واسْتَحَقَّت النَّاقَةُ لَقاحاً إِذا لَقِحت وَاسْتَحَقَّ لَقاحُها، يُجْعَل الْفِعْلُ مَرَّةً لِلنَّاقَةِ وَمَرَّةً للَّقاح. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: مَحاقُّ المالِ يَكُونُ الحَلْبة الأُولى، وَالثَّانِيَةُ مِنْهَا لِبَأٌ. والمَحاقُّ: اللَّاتِي لَمْ يُنْتَجْن فِي الْعَامِ الْمَاضِي وَلَمْ يُحلَبن فِيهِ. واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر. وَيُقَالُ: لَا يحقُّ مَا فِي هَذَا الوِعاء رِطْلًا، مَعْنَاهُ أَنه لا يَزِنُ رِطْلًا. وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لَا زَيْغَ فِيهَا وَقَدْ نَفَذَت. وَيُقَالُ: رمَى فُلَانٌ الصيدَ فاحتقَّ بَعْضًا وشَرَم بَعْضًا أَي قتَل بَعْضًا وأُفْلِتَ بَعْضٌ جَريحاً؛ والمُحْتقُّ مِنَ الطعْن: النافِذُ إِلى الْجَوْفِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الهذلي: هَلَّا وَقَدْ شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها، ... مَا بينَ مُحْتَقٍّ بِهَا ومُشَرِّمِ أَراد مِنْ بَيْنِ طَعْن نافذٍ فِي جَوْفِهَا وآخَرَ قَدْ شرَّمَ جلدَها وَلَمْ ينفُذ إِلى الْجَوْفِ. والأَحقُّ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَق، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يَضَعُ حَافِرَ رِجْلِهِ مَوْضِعَ حَافِرِ يَدِهِ، وَهُمَا عَيْبٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ خَرَشةَ الخَطْمِيّ: بأَجْرَدَ مِنْ عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ ... جَوادٍ، لَا أَحقُّ وَلَا شئيتُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ رِوَايَةُ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَرِوَايَةُ أَبي عبيد: وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ، ... كُمَيْتٌ، لَا أَحقُّ وَلَا شَئِيتُ الأَقدرُ: الَّذِي يَجُوزُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ حافِريْ يَدَيْهِ، والأَحقُّ: الَّذِي يُطَبِّقُ حَافِرَا رِجْلَيْهِ حافريْ يَدَيْهِ، والشَّئيتُ: الَّذِي يقْصُر موقِعُ حَافِرِ رِجْلِهِ عَنْ مَوْقِعِ حَافِرِ يَدِهِ، وَذَلِكَ أَيضاً عَيْبٌ، وَالِاسْمُ الحَقَق. وَبَنَاتُ الحُقَيْقِ: ضرْب مِنْ رَدِيء التَّمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الشِّيص، قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ بَنَاتُ الْحُقَيْقِ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ، وَالصَّوَابُ لَوْن الحُبَيق ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ رَدِيءٌ. وَبَنَاتُ الْحُقَيْقِ فِي صِفَةِ التَّمْرِ تَغْيِيرٌ، ولَوْنُ الحُبيق مَعْرُوفٌ. قَالَ: وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهى عَنْ لوْنين مِنَ التَّمْرِ فِي الصَّدَقَةِ: أَحدهما الجُعْرُور، وَالْآخَرُ لَوْنُ الْحُبَيْقِ ، وَيُقَالُ لِنَخْلَتِهِ عَذْقُ ابْنِ حُبَيْقٍ «3» وَلَيْسَ بشِيص وَلَكِنَّهُ رَدِيءٌ مِنَ الدَّقَلِ؛ وَرَوَى الأَزهري حَدِيثًا آخَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبيه قَالَ: لَا يُخرَج فِي الصَّدَقَةِ الجُعرور وَلَا لَوْنُ حُبيْق ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَهَذَا تَمْرٌ رديء والسس «4» تَمْرٍ وَتُؤْخَذُ الصَّدَقَةُ مِنْ وَسَطِ التَّمْرِ. والحَقْحقةُ: شدَّة السَّيْرِ. حَقْحقَ القومُ إِذا اشْتَدُّوا فِي السَّيْرِ. وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ مِنْهُ. وتعَبَّدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّف بْنِ الشِّخِّير فَلَمْ يَقتصِد فَقَالَ لَهُ أَبوه: يَا عَبْدَ اللَّهِ، العلمُ أَفضلُ مِنَ الْعَمَلِ، والحسَنةُ بَيْنَ السَّيِّئتين، وخيرُ الأُمور أَوساطُها، وشرُّ السَّيْرِ الحَقْحقةُ؛ هُوَ إِشارة إِلَى الرِّفق فِي العبادة، يعني عليك

_ (3). قوله [عذق ابن حبيق] ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو كأن التمر سمي باسم النخلة لأَنه منها انتهى. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ. (4). قوله [والسس] كذا بالأصل ولعله وأيبس.

بالقَصْد فِي الْعِبَادَةِ وَلَا تَحْمِل عَلَى نَفْسِكَ فتَسأَم؛ وخيرُ الْعَمَلِ مَا دِيمَ وإِن قلَّ، وإِذا حَمَلْتَ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لَا تُطيِقُه انْقَطَعْتَ بِهِ عَنِ الدَّوام عَلَى الْعِبَادَةِ وبَقِيت حَسيراً، فتكلَّفْ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا تُطيقُه وَلَا يَحْسِرُك. والحَقحقةُ: أَرفع السَّيْرِ وأَتْعَبُه للظَّهر. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْحَقْحَقَةُ سَيْرُ اللَّيْلِ فِي أَوّله، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْحَقْحَقَةُ فِي السَّيْرِ إِتعابُ سَاعَةٍ وكفُّ سَاعَةٍ؛ قَالَ الأَزهري: فَسَّرَ اللَّيْثُ الْحَقْحَقَةَ تَفْسِيرَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ لَمْ يُصِبِ الصَّوَابَ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَالْحَقْحَقَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ أَن يُسار البعيرُ ويُحمل عَلَى مَا يُتْعِبُهُ وَمَا لَا يُطِيقُهُ حَتَّى يُبْدِعَ بِرَاكِبِهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُتعِب مِنَ السَّيْرِ، قَالَ: وأَما قَوْلُ اللَّيْثِ إِنّ الْحَقْحَقَةَ سَيْرُ أَول اللَّيْلِ فَهُوَ بَاطِلٌ مَا قَالَهُ أَحد، وَلَكِنْ يُقَالُ فَحِّمُوا عَنِ اللَّيْلِ أَي لَا تَسِيرُوا فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ السَّيْرَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شَدِيدٌ، وَقَدْ حَقْحَقَ وهَقْهَقَ عَلَى الْبَدَلِ، وقَهْقَهَ عَلَى الْقَلْبِ بَعْدَ الْبَدَلِ. وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كَانَ السَّيْرُ فِيهِ شَدِيدًا مُتعِباً. وأُمّ حِقّة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْس: فَقَدْ أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّة حادِثاً، ... وأَنْكَرها مَا شئت، والودُّ خادِعُ حلق: الحَلْقُ: مَساغ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فِي المَريء، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَحْلاقٌ؛ قَالَ: إِنَّ الَّذِينَ يَسُوغُ فِي أَحْلاقِهم ... زادٌ يُمَنُّ عليهمُ، للِئامُ وأَنشده الْمُبَرِّدُ: فِي أَعْناقِهم، فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ حَمزَة، وَالْكَثِيرُ حُلوق وحُلُقٌ؛ الأَخيرة عَزِيزة؛ أَنشد الْفَارِسِيُّ: حَتَّى إِذا ابْتَلَّتْ حلاقِيمُ الحُلُقْ الأَزهري: مَخْرَجُ النَّفَسِ مِنَ الحُلْقُوم وَمَوْضِعُ الذَّبْحِ هُوَ أَيضاً مِنَ الحَلْق. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْحَلْقُ مَوْضِعُ الغَلْصَمة والمَذْبَح. وحَلَقه يَحْلُقُه حَلْقاً: ضَرَبَهُ فأَصاب حَلْقَه. وحَلِقَ حَلَقاً: شَكَا حَلْقَه، يَطَّرِدُ عَلَيْهِمَا بَابٌ. ابْنُ الأَعرابي: حلَق إِذا أَوجَع، وحَلِقَ إِذا وجِعَ. والحُلاقُ: وجَعٌ فِي الحَلْق والحُلْقُوم كالحَلْق، فُعْلُوم عند الْخَلِيلِ، وفُعْلُول عِنْدَ غَيْرِهِ، وسيأْتي. وحُلُوق الأَرض: مَجارِيها وأَوْدِيتها عَلَى التَّشْبِيهِ بالحُلوق الَّتِي هِيَ مَساوِغُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَكَذَلِكَ حُلوق الْآنِيَةِ والحِياض. وحَلَّقَ الإِناءُ مِنَ الشَّرَابِ: امْتلأَ إِلَّا قَلِيلًا كأَنَّ مَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ انْتَهَى إِلى حَلْقِه، ووَفَّى حلْقَةَ حَوْضِهِ: وَذَلِكَ إِذا قَارَبَ أَن يملأَه إِلَى حَلْقه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ وفَّيْت حَلْقة الْحَوْضِ تَوفِيةً والإِناء كَذَلِكَ. وحَلْقةُ الإِناء: مَا بَقِيَ بَعْدَ أَن تَجْعَلَ فِيهِ مِنَ الشَّرَابِ أَو الطَّعَامِ إِلى نِصْفِهِ، فَمَا كَانَ فَوْقَ النِّصْفِ إِلى أَعلاه فَهُوَ الْحَلْقَةُ؛ وأَنشد: قامَ يُوَفِّي حَلْقَةَ الحَوْضِ فَلَجْ قَالَ أَبو مَالِكٍ: حَلْقة الْحَوْضِ امْتِلاؤُه، وَحَلْقَتُهُ أَيضاً دُونَ الِامْتِلَاءِ؛ وأَنشد: فَوافٍ كَيْلُها ومُحَلِّقُ والمُحلِّق: دُونَ المَلْء؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَخافُ بأَن أُدْعَى وحَوْضِي مُحَلِّقٌ، ... إِذا كَانَ يومُ الحَتْف يومَ حِمامِي «5»

_ (5). وفي قصيدة الفرزدق: إِذا كان يوم الوِردِ يومَ خِصامِ

وحَلَّق ماءُ الْحَوْضِ إِذا قلَّ وَذَهَبَ. وحلَّق الحوضُ: ذَهَبَ ماؤُه؛ قَالَ الزَّفَيانُ: ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ خيْفَقُ، ... نَائِي الْمِيَاهِ، ناضبٌ مُحَلِّقُ «1» . وحَلَّقَ المكُّوكُ إِذا بَلَّغَ مَا يُجعل فِيهِ حَلْقَه. والحُلُق: الأَهْوِية بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، وَاحِدُهَا حالِقٌ. وَجَبَلٌ حَالِقٌ: لَا نَبَاتَ فِيهِ كأَنه حُلِق، وَهُوَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ كَقَوْلِ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: ذَكَرْتُ بِهَا سَلْمَى، فبِتُّ كأَنَّني ... ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ أَراد مَفْقوداً، وَقِيلَ: الْحَالِقُ مِنَ الْجِبَالِ المُنِيفُ المُشْرِف، وَلَا يَكُونُ إِلا مَعَ عَدَمِ نَبَاتٍ. وَيُقَالُ: جَاءَ مِنْ حَالِقٍ أَي مِنْ مَكَانٍ مُشرف. وَفِي حَدِيثِ المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بِنَفْسِي مِنْ حالِق أَي جَبَلٍ عالٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ كُنَّا نَعْمِد إِلى الحُلْقانةِ فنَقْطَع مَا ذَنَّبَ مِنْهَا ؛ يُقَالُ للبُسر إِذا بَدَا الإِرْطاب فِيهِ مِنْ قِبل ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بَلَغَ نِصْفَهُ فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ؛ يُرِيدُ أَنه كَانَ يَقْطَعُ مَا أَرطب مِنْهَا وَيَرْمِيهِ عِنْدَ الِانْتِبَاذِ لِئَلَّا يَكُونَ قَدْ جَمع فِيهِ بَيْنَ البُسْر والرُّطب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ بَكَّار: مَرَّ بِقَوْمٍ يَنالُون مِنَ الثَّعْد والحُلْقان. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بُسرة حُلْقانة بَلَغَ الإِرْطاب حَلْقَهَا وَقِيلَ هِيَ الَّتِي بَلَغَ الإِرْطاب قَرِيبًا مِنَ الثُّفروق مِنْ أَسْفَلِهَا وَالْجَمْعُ حُلْقانٌ ومُحَلْقِنة وَالْجَمْعُ مُحَلْقِنٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ حلَّق البُسر وَهِيَ الحَواليقُ، بِثَبَاتِ الْيَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا الْبِنَاءُ عِنْدِي عَلَى النَّسَبِ إِذ لَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ لَقَالَ: مَحاليق، وأَيضاً فإِني لَا أَدري مَا وَجْهُ ثَبَاتِ الْيَاءِ فِي حَواليق. وحَلْق التَّمْرَةِ والبُسرة: مُنْتَهَى ثُلثيها كأَن ذَلِكَ مَوْضِعُ الْحَلْقِ مِنْهَا. والحَلْقُ: حَلْقُ الشَّعْرِ. والحَلْقُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَلق رأْسه. وحَلَّقوا رؤُوسهم: شَدَّدَ لِلْكَثْرَةِ. والاحْتِلاقُ: الحَلْق. يقال: حَلق مَعَزه، ولا يقال: جَزَّه إِلا فِي الضأْن، وَعَنْزٌ مَحْلوقة، وحُلاقة المِعزى، بِالضَّمِّ: مَا حُلِق مِنْ شَعْرِهِ. وَيُقَالُ: إِن رأْسه لَجيِّد الحِلاق. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَلْق فِي الشَّعْرِ مِنَ النَّاسِ وَالْمَعْزِ كالجَزّ فِي الصُّوفِ، حلَقه يَحلِقه حَلْقاً فَهُوَ حالقٌ وحلاقٌ وحلَقَه واحْتَلَقه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا هُمَّ، إِن كَانَ بنُو عَمِيرهْ ... أَهْلُ [أَهْلِ] التِّلِبِّ هَؤُلَا مَقْصُورهْ «2»، فابْعَثْ عَلَيْهِمْ سَنةً قاشُورة، ... تَحْتَلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّورهْ وَيُقَالُ: حَلق مِعْزاه إِذا أَخذ شَعْرَهَا، وجزَّ ضأْنَه، وَهِيَ مِعْزى مَحْلُوقة وحَلِيقة، وَشَعْرٌ مَحْلوق. وَيُقَالُ: لِحْيَةٌ حَليق، وَلَا يُقَالُ حَلِيقة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورأْس حَلِيقٌ مَحْلُوقٌ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: وَلَكِنِّي رأَيتُ الصبْر خَيْراً ... مِنَ النَّعْلَينِ والرأْسِ الحَلِيق والحُلاقةُ: مَا حُلِقَ مِنْهُ يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَالْمَعْزِ. والحَلِيقُ: الشَّعْرُ الْمَحْلُوقُ، والجمع حِلاقٌ.

_ (1). قوله [مسراها] كذا في الأَصل، والذي في شرح القاموس مرآها (2). قوله [مقصورة] فسره المؤلف في مادة قصر عن ابن الأَعرابي فقال: مَقْصُورَةً أَيْ خَلَصُوا فَلَمْ يخالطهم غيرهم

واحْتلقَ بالمُوسَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ . وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ صَلَق أَو حَلق أَي لَيْسَ مِنْ أَهل سُنَّتنا مَنْ حلَق شَعْرَهُ عِنْدَ المُصيبة إِذا حلَّت بِهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لُعِنَ مِنَ النِّسَاءِ الْحَالِقَةُ والسالِقةُ والخارِقةُ. وَقِيلَ: أَراد بِهِ الَّتِي تَحلِق وَجْهَهَا لِلزِّينَةِ؛ وَفِي حَدِيثٍ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ سلَق أَو حلَق أَو خَرق أَي لَيْسَ مِنْ سنَّتنا رَفْعُ الصَّوْتِ فِي المَصائب وَلَا حلْقُ الشَّعْرِ وَلَا خَرْقُ الثِّيَابِ. وَفِي حَدِيثِ الحَجّ: اللهمَّ اغْفر للمُحَلِّقِين قَالَهَا ثَلَاثًا؛ المحلِّقون الَّذِينَ حلَقوا شُعُورَهُمْ فِي الْحَجِّ أَو العُمرة وخصَّهم بِالدُّعَاءِ دُونَ الْمُقَصِّرِينَ، وَهُمُ الَّذِينَ أَخذوا مِنْ شُعُورِهِمْ وَلَمْ يَحلِقوا لأَن أَكثر مَنْ أَحرم مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ هَدْيٌ، وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْ سَاقَ الهَدْيَ، ومَن مَعَهُ هَدْيْ لَا يَحلِق حَتَّى يَنْحَر هديَه، فَلَمَّا أَمرَ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ أَن يَحْلِقَ ويحِلَّ، وجَدُوا فِي أَنفسهم مِنْ ذَلِكَ وأَحبُّوا أَن يأَذَن لَهُمْ فِي المُقام عَلَى إِحرامهم حَتَّى يُكْمِلُوا الْحَجَّ، وَكَانَتْ طاعةُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَولى بِهِمْ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بُدٌّ مِنَ الإِحْلال كَانَ التَّقْصِيرُ فِي نُفوسهم أَخفّ مِنَ الْحَلْقِ، فَمَالَ أَكثرهم إِليه، وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ بَادَرَ إِلى الطَّاعَةِ وَحَلَقَ وَلَمْ يُراجِع، فَلِذَلِكَ قدَّم المحلِّقين وأَخَّر المقصِّرين. والمِحْلَقُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الكِساءُ الَّذِي يَحْلِق الشَّعْرَ مِنْ خِشونته؛ قَالَ عُمارة بْنُ طارِقٍ يَصِفُ إِبلًا تَرِدُ الماءَ فَتَشْرَبُ: يَنْفُضْنَ بالمَشافِر الهَدالِقِ، ... نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ والمَحاشِئُ: أَكْسِية خَشِنةٌ تَحْلِقُ الْجَسَدَ، وَاحِدُهَا مِحْشأ، بِالْهَمْزِ، وَيُقَالُ: مِحْشاة، بِغَيْرِ هَمْزٍ، والهَدالِقُ: جَمْعُ هِدْلق وَهِيَ المُسْتَرْخِيَةُ. والحَلَقةُ: الضُّروعُ المُرْتَفعةُ. وضَرْعٌ حالقٌ: ضخْم يَحْلِقُ شَعْرَ الْفَخْذَيْنِ مِنْ ضِخَمِه. وَقَالُوا: بَيْنَهُمُ احْلِقِي وقُومي أَي بَيْنَهُمْ بَلاءٌ وشدَّة وَهُوَ مِنْ حَلْق الشَّعْرِ كَانَ النساءُ يَئمْن فيَحلِقْن شُعورَهنَّ؛ قَالَ: يومُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أَفضلُ مِنْ يومِ احْلِقي وقُومِي ابْنُ الأَعرابي: الحَلْقُ الشُّؤْم. وَمِمَّا يُدعَى بِهِ عَلَى المرأَة: عَقْرَى حَلْقَى، وعَقْراً حَلْقاً فأَمّا عقرَى وَعَقْرًا فَسَنَذْكُرُهُ فِي حَرْفِ الْعَيْنِ، وأَما حلْقَى وَحَلْقًا فَمَعْنَاهُ أَنه دُعِيَ عَلَيْهَا أَن تَئِيمَ مِنْ بَعْلِهَا فتَحْلِق شَعْرَهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَوجع اللَّهُ حَلْقها، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ معناه أَنها مَشْؤُومةٌ، وَلَا أَحُقُّها. وَقَالَ الأَزهري: حَلْقَى عقْرى مشؤُومة مُؤْذِية. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لصَفِيَّة بِنْتِ حُيَيٍّ حِينَ قِيلَ لَهُ يَوْمَ النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حَاضَتْ فَقَالَ: عَقْرَى حَلْقَى مَا أَراها إِلَّا حابِسَتنا ؛ مَعْنَاهُ عَقَر اللَّهُ جَسدَها وحلَقها أَي أَصابها بِوَجَعٍ فِي حَلْقها، كَمَا يُقَالُ رأَسَه وعضَده وصَدَره إِذا أَصاب رأْسَه وعضُدَه وصَدْره. قَالَ الأَزهري: وأَصله عَقْرًا حَلْقًا، وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَ عقرَى حلقَى بِوَزْنِ غَضْبَى، حَيْثُ هُوَ جارٍ عَلَى المؤَنث، وَالْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ التَّنْوِينُ عَلَى أَنه مَصْدَرُ فَعل مَتْرُوكِ اللَّفْظِ، تَقْدِيرُهُ عقَرها اللَّهُ عقْراً وحلَقها اللَّهُ حَلْقًا. وَيُقَالُ للأَمر تَعْجَبُ مِنْهُ: عقْراً حَلْقًا، وَيُقَالُ أَيضاً للمرأَة إِذا كانت مؤْذِية مشؤُومة؛ وَمِنْ مَوَاضِعِ التَّعَجُّبِ قولُ أُمّ الصَّبِيِّ الَّذِي تكلَّم: عَقْرَى أَوَكان هَذَا مِنْهُ قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ عِنْدَ الأَمر تَعْجَبُ مِنْهُ: خَمْشَى وعَقْرى وحَلْقى كأَنه مِنَ العَقْر والحَلْق

والخَمْش؛ وأَنشد: أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحَلْقَى ... لِما لاقَتْ سَلامانُ بْنُ غَنْمِ وَمَعْنَاهُ قَومِي أُولُو نساءٍ قَدْ عَقَرْن وجُوههن فخدَشْنَها وحَلَقْن شُعُورَهُنَّ مُتَسَلِّباتٍ عَلَى مَنْ قُتل مِنْ رِجَالِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ رَوَاهُ ابْنُ القطَّاع: أَلا قَومي أُولو عَقْرَى وحَلْقَى يُرِيدُونَ أَلا قَوْمِي ذَوو نساءٍ قَدْ عَقَرْنَ وجوهَهنَّ وحلقن رؤُوسهن، قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الهَرَوِيّ فِي الْغَرِيبَيْنِ قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَلا قُومِي إِلى عقْرى وحلْقى قَالَ: وفسَّره عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي فَقَالَ: قَوْلُهُمْ عَقْرَى حَلْقَى، الأَصل فِيهِ أَن المرأَة كَانَتْ إِذا أُصِيب لَهَا كَرِيمٌ حلَقَت رأْسها وأَخذت نَعْلين تَضْرِبُ بِهِمَا رأْسَها وتعقِره؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْخَنْسَاءِ: فَلَا وأَبِيكَ، مَا سَلَّيْتُ نَفْسِي ... بِفاحِشةٍ أَتَيتُ، وَلَا عُقوقِ ولكنِّي رأَيتُ الصَّبْر خَيراً ... مِنَ النَّعلين والرأْسِ الحَليقِ يُرِيدُ إِن قَوْمِي هَؤُلَاءِ قَدْ بَلَغَ بِهِمْ مِنَ البَلاء مَا يبلُغ بالمرأَة الْمَعْقُورَةِ الْمَحْلُوقَةِ، وَمَعْنَاهُ أَنهم صَارُوا إِلى حَالِ النساءِ المَعْقُورات الْمَحْلُوقَاتِ. قَالَ شَمِرٌ: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَقْرًا حَلْقًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَمْ أَسمع هَذَا إِلا عقرَى حلقَى، فَقَالَ: لَكِنِّي لَمْ أَسمع فَعْلى عَلَى الدُّعَاءِ، قَالَ شَمِرٌ: فَقُلْتُ لَهُ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ إِن صِبيانَ الْبَادِيَةِ يَلْعَبُونَ وَيَقُولُونَ مُطَّيْرَى عَلَى فُعَّيْلى، وَهُوَ أَثقل مِنْ حَلْقَى، قَالَ: فَصَيَّرَهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى وَجْهَيْنِ: مُنَوَّنًا وَغَيْرَ منوَّن. وَيُقَالُ: لَا تَفعل ذَلِكَ أُمُّك حالِقٌ أَي أَثْكلَ اللَّهُ أُمَّك بِكَ حَتَّى تَحلِق شَعْرَهَا، والمرأَةُ إِذا حلَقت شَعْرَهَا عِنْدَ الْمُصِيبَةِ حالِقةٌ وحَلْقَى. ومثَلٌ لِلْعَرَبِ: لأُمّك الحَلْقُ وَلِعَيْنِكَ العُبْرُ. والحَلْقَةُ: كلُّ شيءٍ اسْتَدَارَ كحَلْقةِ الْحَدِيدِ والفِضّة وَالذَّهَبِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي النَّاسِ، وَالْجَمْعُ حِلاقٌ عَلَى الْغَالِبِ، وحِلَقٌ عَلَى النَّادِرِ كهَضْبة وهِضَب، والحَلَقُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ لأَن فَعْلة لَيْسَتْ مِمَّا يكسَّر عَلَى فَعَلٍ، وَنَظِيرُ هَذَا مَا حَكَاهُ مِنْ قَوْلِهِمْ فَلْكَةٌ وفَلَكٌ، وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ فِي الحَلْقة فَتْحَ اللَّامِ وأَنكرها ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ، فَعَلَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ حلَقٌ جَمْعُ حلَقة وَلَيْسَ حِينَئِذٍ اسْمَ جَمْعٍ كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي حلَق الَّذِي هُوَ اسْمُ جَمْعٍ لحَلْقة، وَلَمْ يَحمِل سِيبَوَيْهِ حلَقاً إِلا عَلَى أَنه جَمْعُ حَلْقة وإِن كَانَ قَدْ حَكَى حلَقة بِفَتْحِهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَلْقة الْبَابِ وحلَقته، بإِسكان اللَّامِ وَفَتْحِهَا، وَقَالَ كُرَاعٌ: حلْقةُ الْقَوْمِ وحلَقتهم، وَحَكَى الأُمَوِيُّ: حِلْقة الْقَوْمِ، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ بَنِي الحرت بْنِ كَعْبٍ، وَجَمْعُ الحِلْقةِ حِلَقٌ وحَلَق وحِلاقٌ، فأَما حِلَقٌ فَهُوَ بابُه، وأَما حَلَقٌ فإِنه اسْمٌ لِجَمْعِ حِلْقة كَمَا كَانَ اسْمًا لِجَمْعِ حَلْقةٍ، وأَما حِلاقٌ فَنَادِرٌ لأَن فِعالًا لَيْسَ مِمَّا يَغْلِبُ عَلَى جَمْعِ فِعْلة. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ الحَلْقةُ، بالتخفِيف، مِنَ الْقَوْمِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَلَقة، وَقَالَ الأَصمعي: حَلْقة مِنَ النَّاسِ وَمِنْ حَدِيدٍ، وَالْجَمْعُ حِلَقٌ مِثْلَ بَدْرةٍ وبِدَر وقَصْعة وقِصَعٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَختار فِي حلَقة الْحَدِيدِ فَتْحَ اللَّامِ وَيَجُوزُ الْجَزْمُ، وأَختار فِي حلْقة الْقَوْمِ الْجَزْمَ وَيَجُوزُ التَّثْقِيلُ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَختار فِي حلْقة الْحَدِيدِ وحلْقة

النَّاسِ التَّخْفِيفَ، وَيَجُوزُ فِيهِمَا التَّثْقِيلُ، وَالْجَمْعُ عِنْدَهُ حَلَقٌ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ حلْقة الْبَابِ وحلْقة الْقَوْمِ، وَالْجَمْعُ حِلَق وحِلاق. وَحَكَى يُونُسُ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ حلَقة فِي الْوَاحِدِ، بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ حَلَقٌ وحَلَقات؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كُلُّهُمْ يُجِيزُهُ عَلَى ضَعْفِهِ وأَنشد: مَهْلًا بَني رُومانَ، بعضَ وَعيدكم ... وإِيّاكُم والهُلْبَ منِّي عَضارِطا أَرِطُّوا، فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكمْ، ... عسَى أَن تَفُوزوا أَن تَكُونُوا رَطائطا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ قَدِ اضْطَرَبَ أَمرُكم مِنْ بَابِ الجِدِّ وَالْعَقْلِ فتَحامَقُوا عَسَى أَن تفُوزوا؛ والهُلْبُ: جَمْعُ أَهْلَبَ، وَهُوَ الْكَثِيرُ شَعْرِ الأُنثيين، والعِضْرِطُ: العِجانُ، وَيُقَالُ: إِن الأَهلَبَ العِضرِطِ لَا يُطاق؛ وَقَدِ اسْتَعْمَلَ الْفَرَزْدَقُ حَلَقة فِي حلْقةِ الْقَوْمِ قَالَ: يَا أَيُّها الجالِسُ، وسْطَ الحَلَقهْ، ... أَفي زِناً قُطِعْتَ أَمْ فِي سَرِقَهْ؟ وَقَالَ الرَّاجِزُ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ نُسْلِمُ الحَلَقهْ ... وَلَا حُرَيْقاً، وأُخْتَه الحُرَقهْ وَقَالَ آخَرُ: حَلَفْتُ بالمِلْحِ والرَّمادِ وبالنارِ ... وَبِاللَّهِ نُسْلِمُ الحَلَقهْ حَتَّى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً، ... ويَخْضِبَ القَيْلُ عُرْوَةَ الدَّرَقهْ ابْنُ الأَعرابي: هُمْ كالحَلَقةِ المُفْرَغة لَا يُدْرَى أَيُّها طَرَفُها؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْقَوْمِ إِذا كَانُوا مُجتمعين مؤتَلِفين كلمتهُم وأَيديهم واحدة لا يَطْمَعُ عَدوُّهم فِيهِمْ وَلَا يَنال مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عَنِ الحِلَقِ قَبْلَ الصَّلاةِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: عَنِ التَّحَلُّقِ ؛ أَراد قَبْلَ صَلَاةِ الجُمعة؛ الحِلَقُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ: جَمْعُ الحَلْقة مِثْلَ قَصْعة وقِصَعٍ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ مُسْتَدِيرُونَ كحلْقة الْبَابِ وَغَيْرِهَا. والتَّحَلُّق، تفَعُّل مِنْهَا: وَهُوَ أَن يتَعمَّدوا ذَلِكَ. وتَحلَّق القومُ: جَلَسُوا حَلْقة حَلْقة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُصَلُّوا خَلْف النيِّام وَلَا المُتَحَلِّقين أَي الجُلوسِ حِلَقاً حِلَقاً. وَفِي الْحَدِيثِ: الْجَالِسُ وسْط الحلَقة مَلْعُونٌ لأَنه إِذا جَلَسَ فِي وسَطِها اسْتَدْبَرَ بعضَهم بِظَهْرِهِ فيُؤذيهم بِذَلِكَ فيَسبُّونه ويلْعَنُونه ،؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا حِمَى إِلا فِي ثَلَاثٍ ، وَذَكَرَ حَلْقة الْقَوْمِ أَي لَهُمْ أَن يَحْمُوها حَتَّى لَا يَتَخَطَّاهم أَحَد وَلَا يَجلس فِي وَسَطِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ حِلَقِ الذَّهَبِ ؛ هِيَ جَمْعُ حَلْقةٍ وَهِيَ الخاتمُ بِلَا فَصّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: مَنْ أَحَبّ أَن يُحَلِّق جَبِينَهُ حَلْقة مِنْ نَارٍ فلْيُحَلِّقْه حَلْقة مِنْ ذَهَبٍ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ يأْجُوج ومأْجُوج: فُتِحَ اليومَ مِنْ رَدْمِ يأْجوجَ ومأْجوجَ مِثْلُ هَذِهِ وحَلَّق بإِصْبَعِه الإِبْهام وَالَّتِي تَلِيهَا وعقَد عَشْراً أَي جَعَلَ إِصْبَعيْه كالحَلْقة، وعَقْدُ الْعَشْرَةِ: مِنْ مُواضَعات الحُسّاب، وَهُوَ أَن يَجْعَلَ رأْس إِصْبَعه السَّبَّابَةِ فِي وَسَطِ إِصبعه الإِبهام ويَعْملهما كالحَلْقة. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو يُوسُفَ سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ حلَقة، بِالتَّحْرِيكِ، إِلا فِي قَوْلِهِمْ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ حَلَقةٌ لِلَّذِينِ يَحلِقون الشَّعْرَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لِلَّذِينِ يحلقونَ المِعْزى، جَمْعُ حالِقٍ. وأَما قَوْلُ الْعَرَبِ: التَقَتْ حلَقتا البِطان، بِغَيْرِ حَذْفِ أَلف حلْقتا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ اللَّامِ، فإِنهم جَمَعُوا فِيهَا بَيْنَ سَاكِنَيْنِ فِي الْوَصْلِ غَيْرَ مُدْغَمٍ أَحدهما فِي الْآخَرِ، وَعَلَى هَذَا قِرَاءَةُ

نَافِعٍ: مَحْيايْ ومَماتي، بِسُكُونِ يَاءِ مَحيايْ، وَلَكِنَّهَا مَلْفُوظٌ بِهَا مَمْدُودَةٌ وَهَذَا مَعَ كَوْنِ الأَوّل مِنْهُمَا حَرْفَ مَدٍّ؛ وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ بِغَيْرِ حَرْفِ لِينٍ، وَهُوَ شاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، قَوْلُهُ: رَخِّينَ أَذْيالَ الحِقِيِّ وارْتَعْنْ ... مَشْيَ حَمِيّات كأَنْ لَمْ يُفْزَعْنْ، إِنْ يُمْنَعِ اليومَ نِساء تُمْنَعْنْ قَالَ الأَخفش: أَخبرني بَعْضُ مَنْ أَثق بِهِ أَنه سَمِعَ: أَنا جَريرٌ كُنْيَتي أَبو عَمْرْ، ... أَجُبُناً وغَيْرةً خَلْفَ السِّتْرْ قَالَ: وَسَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ: أَنا ابنُ ماوِيّة إِذا جَدَّ النَّقْرْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي لِهَذَا ضَرْبٌ مِنَ الْقِيَاسِ، وَذَلِكَ أَنّ السَّاكِنَ الأَوّل وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَدًّا فإِنه قَدْ ضارَع لِسُكُونِهِ الْمَدَّةَ، كَمَا أَن حَرْفَ اللِّينِ إِذا تَحَرَّكَ جَرَى مَجرى الصَّحِيحِ، فَصَحَّ فِي نَحْوِ عِوَضٍ وحِولٍ، أَلا تَرَاهُمَا لَمْ تُقْلب الحركةُ فِيهِمَا كَمَا قُلِبَتْ فِي رِيحٍ ودِيمة لِسُكُونِهَا؟ وَكَذَلِكَ مَا أُعِلّ لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهُ نَحْوَ مِيعاد ومِيقات، وَالضَّمَّةِ قَبْلَهُ نَحْوَ مُوسر ومُوقن إِذا تَحَرَّكَ صَحَّ فَقَالُوا مَواعِيدُ ومَواقيتُ ومَياسيرُ ومَياقِينُ، فَكَمَا جَرَى الْمَدُّ مَجْرَى الصَّحِيحِ بِحَرَكَتِهِ كَذَلِكَ يَجْرِي الْحَرْفُ الصَّحِيحُ مَجْرَى حَرْفِ اللِّينِ لِسُكُونِهِ، أَوَلا تَرَى مَا يَعرِض لِلصَّحِيحِ إِذا سَكَنَ مِنَ الإِدغام وَالْقَلْبِ نَحْوَ مَنْ رأَيت وَمَنْ لقِيت وَعَنْبَرٍ وامرأَة شَنْباء؟ فإِذا تَحَرَّكَ صَحَّ فَقَالُوا الشنَب وَالْعَنْبَرُ وأَنا رأَيت وأَنا لقِيت، فَكَذَلِكَ أَيضاً تَجْرِي الْعَيْنُ مِنِ ارتعْن، وَالْمِيمُ مِنْ أَبي عمْرو، وَالْقَافُ مِنَ النقْر لِسُكُونِهَا مَجْرَى حَرْفِ الْمَدِّ فَيَجُوزُ اجْتِمَاعُهَا مَعَ السَّاكِنِ بَعْدَهَا. وَفِي الرَّحِمِ حَلْقتانِ: إِحداهما الَّتِي عَلَى فَمِ الفرْج عِنْدَ طرَفه، والأُخرى الَّتِي تنضمُّ عَلَى الْمَاءِ وَتَنْفَتِحُ لِلْحَيْضِ، وَقِيلَ: إِنما الأُخرى الَّتِي يُبالُ مِنْهَا. وحَلَّق القمرُ وتحلَّق: صَارَ حولَه دارةٌ. وَضَرَبُوا بُيُوتَهُمْ حِلاقاً أَي صَفًّا وَاحِدًا حَتَّى كأَنها حَلْقة. وحلَّقَ الطائرُ إِذا ارْتَفَعَ فِي الْهَوَاءِ واسْتدارَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِذا مَا التَقَى الجَمْعانِ، حَلَّقَ فوقَهمْ ... عَصائبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعصائبِ «3» وَقَالَ غَيْرُهُ: ولوْلا سُليْمانُ الأَمِيرُ لحَلَّقَتْ ... بِهِ، مِن عِتاقِ الطيْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِب وإِنما يُرِيدُ حلَّقت فِي الهَواء فَذَهَبَتْ بِهِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فحَيَّتْ فحيَّاها، فهَبَّتْ فحَلَّقَتْ ... مَعَ النجْمِ رُؤْيا، فِي المَنامِ، كذُوبُ وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ المُحلِّقاتِ أَي بيعِ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ. وَرَوَى أَنس بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي الْعَصْرَ والشمسُ بَيْضَاءُ مُحَلِّقةٌ فأَرجِع إِلى أَهلي فأَقول صلُّوا ؛ قَالَ شَمِرٌ: مُحلِّقة أَي مُرْتَفِعَةٌ؛ قَالَ: تَحْلِيقُ الشَّمْسِ مِنْ أَوَّل النَّهَارِ ارْتِفَاعُهَا مِنَ المَشرِق وَمِنْ آخِرِ النَّهَارِ انْحِدارُها. وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَدري التَّحْلِيقَ إِلا الارتفاعَ فِي الْهَوَاءِ. يُقَالُ: حلَّق النجمُ إِذا ارْتَفَعَ، وتَحْلِيقُ الطائرِ ارْتِفَاعُهُ فِي طَيَرانه، وَمِنْهُ حَلَّقَ الطائرُ فِي كَبِد السَّمَاءِ إِذا ارْتَفَعَ وَاسْتَدَارَ؛ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الأَسَدي

_ (3). وفي ديوان النابغة: إِذا ما غَزَوا بالجيش، حلَّق فوقهم

فِي النَّجْمِ: رُبَّ مَنْهَلٍ طاوٍ ورَدْتُ، وَقَدْ خَوَى ... نَجْمٌ، وحَلَّقَ فِي السَّمَاءِ نُجومُ خَوى: غابَ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الطَّائِرِ: ورَدْتُ احْتِسافاً والثُّرَيَّا كأَنَّها، ... عَلَى قِمّةِ الرأْسِ، ابنُ مَاءٍ مُحَلِّقُ وَفِي حَدِيثٍ: فحلَّقَ بِبَصَرِهِ إِلى السَّمَاءِ كَمَا يُحلِّقُ الطَّائِرُ إِذا ارْتَفَعَ فِي الْهَوَاءِ أَي رفَعه؛ وَمِنْهُ الحالِقُ: الْجَبَلُ المُنِيفُ المُشْرِف. والمُحلَّقُ: مَوْضِعُ حَلْقِ الرأْسِ بِمنًى؛ وأَنشد: كلَّا ورَبِّ البيْتِ والمُحلَّقِ والمُحلِّق، بِكَسْرِ اللَّامِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ بَكْر بْنِ كِلاب مِنْ بَنِي عَامِرٍ مَمْدُوحِ الأَعشى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُحلِّق اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن فَرَسَهُ عضَّته فِي وَجْهِهِ فتركَتْ بِهِ أَثراً عَلَى شَكْلِ الحَلقة؛ وإِياه عَنَى الأَعشى بِقَوْلِهِ: تُشَبُّ لِمَقْرورَيْنِ يَصْطَلِيانِها، ... وباتَ عَلَى النارِ النَّدَى والمُحَلِّقُ وَقَالَ أَيضاً: تَرُوحَ عَلَى آلِ المُحَلِّقِ جَفْنةٌ، ... كجابِيةِ الشيخِ العِراقِيِّ تَفْهَقُ وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ الجَعْدِي: وذكَرْتَ مِنْ لبَنِ المُحَلَّق شَرْبَةً، ... والخَيْلُ تَعْدُو بالصَّعِيدِ بَدادِ فَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ أَنه عَنَى نَاقَةً سمَتُها عَلَى شَكْلِ الحَلْقة وذكَّر عَلَى إِرادةِ الشَّخْصِ أَن الضَّرْع؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ، وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ وَقَالَ: قَالَ عَوْقُ بْنُ الخَرِع يُخَاطِبُ لَقيطَ بْنِ زُرارةَ، وأَيده ابْنُ بَرِّيٍّ فَقَالَ: قَالَهُ يُعيِّره بأَخيه مَعْبَدٍ حِينَ أَسَرَه بَنُو عَامِرٍ فِي يَوْمِ رَحْرَحان وفرَّ عَنْهُ؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: هَلَّا كَرَرْتَ عَلَى ابنِ أُمِّك مَعْبَدٍ، ... والعامِرِيُّ يَقُودُه بصِفادِ «1» والمُحَلَّقُ مِنَ الإِبل: المَوْسوم بحلْقة فِي فَخْذِهِ أَو فِي أَصل أُذنه، ويقال للإِبل المُحَلَّقة حلَقٌ؛ قال جَنْدل الطُّهَوي: قَدْ خَرَّبَ الأَنْضادَ تَنْشادُ الحَلَقْ ... مِنْ كلَ بالٍ وجْهُه بَلْيَ الخِرَقْ يَقُولُ: خَرَّبوا أَنْضادَ بُيُوتِنَا مِنْ أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ. الْجَوْهَرِيُّ: إِبل مُحلَّقة وسْمُها الحَلَقُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وجْزة السَّعْدِيِّ: وذُو حَلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بَيْنَهَا، ... تَرُوحُ بأَخْطارٍ عِظامِ اللَّقائحِ «2» . ابْنُ بَرِّيٍّ: العَواذِيرُ جَمْعُ عاذُور وَهُوَ وَسْم كالخَطّ، وَوَاحِدُ الأَخْطار خِطْر وَهِيَ الإِبل الْكَثِيرَةُ، وسكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ أَي حَدِيد. والدُّرُوع تُسَمَّى حَلْقةً؛ ابْنُ سِيدَهْ: الحَلْقَةُ اسْمٌ لجُملة السِّلاح والدُّروع وَمَا أَشبهها وإِنما ذَلِكَ لِمَكَانِ الدُّرُوعِ، وغلبَّوا هَذَا النَّوْعَ مِنَ السِّلَاحِ، أَعني الدُّرُوعَ،

_ (1). قوله [هلا كررت إلخ] أورد المؤلف هذا البيت في مادة صفد: هلا مننت على أخيك معبد ... والعامريّ يقوده أصفاد والصواب ما هنا؛ والصفاد، بالكسر: حبل يوثق به. (2). قوله [تقضي] أي تفصل وتميز، وضبطناه في مادة عذر بالبناء للمفعول

لشدَّة غَنائه، ويدُلك عَلَى أَن الْمُرَاعَاةَ فِي هَذَا إِنما هِيَ للدُّروع أَن النُّعْمَانَ قَدْ سمَّى دُروعه حَلْقة. وَفِي صُلْحِ خَيْبَرَ: وَلِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الصفْراء والبيْضاء والحلْقةُ ؛ الحلْقةُ، بِسُكُونِ اللَّامِ: السلاحُ عَامًّا، وَقِيلَ: هِيَ الدُّرُوعُ خَاصَّةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وإِن لَنَا أَغْفالَ الأَرض والحَلْقَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: الحِلْق الْخَاتَمُ مِنَ الْفِضَّةِ بِغَيْرِ فَصّ، والحِلق، بِالْكَسْرِ، خَاتَمُ المُلْك. ابْنُ الأَعرابي: أُعْطِيَ فُلَانٌ الحِلْقَ أَي خاتمَ المُلك يَكُونُ فِي يَدِهِ؛ قَالَ: وأُعْطِيَ مِنّا الحِلْقَ أَبيضُ ماجِدٌ ... رَدِيفُ مُلوكٍ، مَا تُغبُّ نَوافِلُهْ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِجَرِيرٍ: ففازَ، بِحِلْقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ. ... فَتًى منهمُ رَخْوُ النِّجاد كرِيمُ والحِلْقُ: الْمَالُ الْكَثِيرُ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالحِلْق والإِحْرافِ. وَنَاقَةٌ حالِقٌ: حافِل، وَالْجَمْعُ حوَالِقُ وحُلَّقٌ. والحالِقُ: الضَّرْعُ المُمْتلئ لِذَلِكَ كأَنَّ اللبَن فِيهِ إِلى حَلْقه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْحَالِقُ الضَّرْعُ، وَلَمْ يُحَلِّه، وَعِنْدِي أَنه المُمْتلئ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَصِفُ الإِبل بالغَزارة: وإِن لَمْ يكنْ إِلَّا الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ ... لَهَا حُلَّقٌ ضَرّاتُها، شَكِراتِ حُلَّقٌ: جَمْعُ حالِق، أَبدل ضراتُها مِنْ حُلَّق وَجَعَلَ شَكِرَاتِ خَبَرَ أَصبحت، وشَكِرات: مُمتلِئة مِنَ اللَّبَنِ؛ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: إِذا لَمْ يَكُنْ إِلا الأَمالِيسُ رُوِّحَتْ، ... مُحَلّقةً، ضَرّاتُها شَكِراتِ وَقَالَ: مُحلّقة حُفَّلًا كَثِيرَةُ اللَّبَنِ، وَكَذَلِكَ حُلَّق مُمتلئة. وَقَالَ النَّضْرُ: الْحَالِقُ مِنَ الإِبل الشَّدِيدَةُ الحَفْل الْعَظِيمَةُ الضَّرّة، وَقَدْ حَلَقَت تحْلِقُ حَلْقاً. قَالَ الأَزهري: الْحَالِقُ مِنْ نَعْتِ الضُّروع جَاءَ بِمَعْنَيَيْنِ مُتضادَّين، وَالْحَالِقُ: الْمُرْتَفِعُ الْمُنْضَمُّ إِلى الْبَطْنِ لِقِلَّةِ لَبَنِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: حَتَّى إِذا يَبِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ، ... لَمْ يُبْلِه إِرْضاعُها وفِطامُها «1» . فَالْحَالِقُ هُنَا: الضَّرْعُ الْمُرْتَفِعُ الَّذِي قلَّ لَبَنُهُ، وإِسْحاقُه دَلِيلٌ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى. وَالْحَالِقُ أَيضاً: الضَّرْعُ الْمُمْتَلِئُ وَشَاهِدُهُ مَا تقدَّم مِنْ بَيْتِ الْحُطَيْئَةِ لأَن قَوْلَهُ فِي آخِرِ الْبَيْتِ شَكِرَاتِ يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةِ اللَّبَنِ. وَقَالَ الأَصمعي: أَصبحت ضرةُ النَّاقَةِ حَالِقًا إِذا قَارَبَتِ المَلْء وَلَمْ تَفْعَلْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حلَّق اللَّبَنُ ذَهَبَ، وَالْحَالِقُ الَّتِي ذَهَبَ لَبَنُهَا؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وحلَق الضرعُ: ذَهَبَ لَبَنُهُ يَحْلِق حُلوقاً، فَهُوَ حَالِقٌ، وحُلوقُه ارْتِفَاعُهُ إِلى الْبَطْنِ وانضمامُه، وَهُوَ فِي قَوْلٍ آخَرَ كَثْرَةُ لَبَنِهِ. وَالْحَالِقُ: الضَّامِرُ. والحالقُ السَّرِيعُ الْخَفِيفُ. وحَلِقَ قَضِيبُ الْفُرْسِ وَالْحِمَارِ يَحْلَق حَلَقاً: احمرَّ وتقشَّر؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ ثَوْرٌ النَّمِرِي يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ دَاءٍ لَيْسَ لَهُ دَواء إِلا أَن يُخْصَى فَرُبَّمَا سَلِمَ وَرُبَّمَا مَاتَ؛ قَالَ: خَصَيْتُكَ يَا ابنَ حَمْزَةَ بالقَوافي، ... كَمَا يُخْصَى مِنَ الحَلَقِ الحِمارُ قَالَ الأَصمعي: يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ كَثْرَةِ السِّفاد. وحَلِقَ الفرسُ وَالْحِمَارُ، بِالْكَسْرِ، إِذا سَفَد فأَصابه فَساد فِي قَضِيبه مِنْ تقشُّر أَوِ احْمرار فيُداوَى بالخِصاء. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشُّعَرَاءُ يَجْعَلُونَ الهِجاء

_ (1). في معلقة لبيد: يَئِسَت بدل يبست

والغَلَبة خِصاء كأَنه خَرَجَ مِنَ الفُحول؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: خُصِيَ الفَرَزْدَقُ، والخِصاءُ مَذَلَّةٌ، ... يَرْجُو مُخاطَرَةَ القُرومِ البُزَّلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحُلاقُ صِفَةُ سُوءٍ وَهُوَ مِنْهُ كأَنّ مَتاعَ الإِنسان يَفْصُد فتعُود حَرارتُه إِلى هُنَالِكَ. والحُلاقُ فِي الأَتان: أَن لَا تشبَع مِنَ السِّفاد وَلَا تَعْلَقُ مَعَ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ أَتانٌ حَلَقِيّةً إِذا تداولَتْها الحُمُر فأَصابها دَاءٌ فِي رحِمها. وحلَق الشيءَ يَحْلِقُه حَلْقاً: قشَره، وحَلَّقَتْ عينُ الْبَعِيرِ إِذا غارَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن فَكَّ حَلْقةً فكَّ اللَّهُ عَنْهُ حَلْقة يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنه مَنْ أَعْتق مَمْلُوكًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَكُّ رَقَبَةٍ. والحالِقُ: المَشْؤوم عَلَى قَوْمِهِ كأَنه يَحْلِقهم أَي يَقْشِرُهم. وَفِي الْحَدِيثِ رُوِيَ: دَبَّ إِليكم دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ البَغْضاء، وَهِيَ الحالِقةُ أَي الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تَحْلق أَي تُهْلِك وتَسْتَأْصِل الدِّينَ كَمَا تَسْتأْصِل المُوسَى الشَّعْرَ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: الحالِقةُ قَطِيعة الرَّحمِ والتَّظالُمُ والقولُ السَّيِّءُ. وَيُقَالُ: وقَعَت فِيهِمْ حالِقةٌ لَا تدَعُ شَيْئًا إِلا أَهْلكَتْه. والحالِقةُ: السَّنَةُ الَّتِي تَحلِق كُلَّ شَيْءٍ. وَالْقَوْمُ يَحلِق بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِذا قَتل بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والحالِقةُ: المَنِيّة، وَتُسَمَّى حَلاقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَلاقِ مِثْلَ قَطامِ المنيّةُ، مَعدُولة عَنِ الحالقةِ، لأَنها تَحلِق أَي تَقْشِرُ [تَقْشُرُ]؛ قَالَ مُهَلْهل: مَا أُرَجِّي بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى، ... قَدْ أَراهم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ وَبُنِيَتْ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه حَصَلَ فِيهَا الْعَدْلُ والتأْنيث وَالصِّفَةُ الْغَالِبَةُ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: لَحِقَتْ حَلاقِ بِهِمْ عَلَى أَكْسائهم، ... ضَرْبَ الرِّقابِ، وَلَا يُهِمُّ المَغْنَمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للأَخْزم بْنِ قاربٍ الطَّائِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ للمُقْعَد بْنِ عَمرو؛ وأَكساؤهم: مآخِرُهم، الْوَاحِدُ كسْء وكُسْء، بِالضَّمِّ أَيضاً. وحَلاقِ: السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النَّبَاتَ، والحالُوق: الْمَوْتُ، لِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فبَعَثْتُ إِليهم بقَميص رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانْتَحَبَ الناسُ فحلَّق بِهِ أَبو بَكْرٍ إِليّ وَقَالَ: تزوَّدِي مِنْهُ واطْوِيه ، أَي رَمَاهُ إِليّ. والحَلْقُ: نَبات لِوَرَقِهِ حُموضة يُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب، الْوَاحِدَةُ حَلْقة. والحالقُ مِنَ الكَرْم والشَّرْي وَنَحْوِهِ: مَا التَوى مِنْهُ وتعلَّق بالقُضْبان. والمَحالِقُ والمَحاليقُ: مَا تعلَّق بالقُضْبان. مِنْ تَعَارِيشِ الْكَرَمِ؛ قَالَ الأَزهري: كلُّ ذَلِكَ مأْخوذ مِنِ اسْتِدَارَتِهِ كالحَلْقة. والحَلْقُ: شَجَرٌ يُنْبِتُ نَبَاتَ الكَرْم يَرْتَقي فِي الشَّجَرِ وَلَهُ وَرَقٌ شَبِيهٌ بِوَرَقِ الْعِنَبِ حَامِضٌ يُطبخ بِهِ اللَّحْمُ، وَلَهُ عَناقيدُ صِغَارٌ كَعَنَاقِيدِ الْعِنَبِ الْبَرِّيِّ الَّذِي يَخْضَرُّ ثُمَّ يَسودُّ فَيَكُونُ مُرًّا، وَيُؤْخَذُ وَرَقُهُ وَيُطْبَخُ وَيُجْعَلُ مَاؤُهُ فِي العُصْفُر فَيَكُونُ أَجود لَهُ مِنْ حَبِّ الرُّمَّانِ، وَاحِدَتُهُ حَلْقة؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ويومُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ: يومٌ لتَغْلِب عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ لأَن الحَلْقَ كَانَ شِعارهم يَوْمَئِذٍ. والحَوْلَقُ والحَيْلَقُ: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ. والحَلائقُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو الزُّبَيْرِ التَّغْلَبيّ:

أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلي بِهِ، ... وَذَا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزْعَ الحَلائقِ وَيُقَالُ: قَدْ أَكثرت مِنَ الحَوْلقة إِذا أَكثر مِنْ قَوْلِ: لَا حولَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد ابْنُ الأَنباري شَاهِدًا عَلَيْهِ: فِداكَ مِنَ الأَقْوامِ كلُّ مُبَخَّلٍ ... يُحَوْلِقُ، إِمّا سالَه العُرْفَ سائلُ وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ الحَوْلَقةِ ، هي لَفْظَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، كَالْبَسْمَلَةِ مِنْ بِسْمِ اللَّهِ، والحمدَلةِ مِنَ الْحَمْدِ لِلَّهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ بِتَقْدِيمِ اللَّامِ عَلَى الْقَافِ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ الحوْقلةُ، بِتَقْدِيمِ الْقَافِ عَلَى اللَّامِ، وَالْمُرَادُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ إِظهار الْفَقْرِ إِلى اللَّهِ بِطَلَبِ المَعُونة مِنْهُ عَلَى مَا يُحاوِلُ مِنَ الأُمور وَهِيَ حَقِيقة العُبودِيّة؛ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ لَا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلا بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلا بمعونته. حلفق: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو الحُلْفُقُ الدَّرابزين، وَكَذَلِكَ التَّفاريجُ. حمق: الحُمْقُ: ضِدُّ العَقْل. الْجَوْهَرِيُّ: الحُمْقُ والحُمُقُ قِلَّةُ الْعَقْلِ، حَمُقَ يَحْمُق حُمْقاً وحُمُقاً وحَماقةً وحمِقَ وانْحَمَقَ واسْتَحْمَقَ الرَّجُلُ إِذا فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى. وَرَجُلٌ أَحمقُ وحَمِقٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بِالرَّاعِي الحَمِقْ الْجَوْهَرِيُّ: حَمِقَ، بِالْكَسْرِ، يَحْمَقُ حُمْقاً مَثَلَ غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً، فَهُوَ حَمِقٌ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الحكَم الثَّقَفي: قَدْ يُقْتِرُ الحُوَلُ التَّقِيُّ، ... ويُكْثِرُ الحَمِقُ الأَثِيمُ «1» . وعَمرو بْنُ الحَمِق الخُزاعِيّ، وقومٌ ونِسوة حُمُق وحَمْقى وحَماقى. ابْنُ سِيدَهْ: حَمْقَى بَنَوْه عَلَى فَعْلى لأَنه شَيْءٌ أُصِيبوا بِهِ كَمَا قَالُوا هَلْكَى، وإِن كَانَ هالِك لفظَ فَاعِلٍ، وَقَالُوا: مَا أَحْمقَه، وَقَعَ التَّعَجُّبُ فِيهَا بِمَا أَفْعلَه وإِن كَانَتْ كالخُلُقِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ حُمْقان، قَالَ: فَلَا أَدري أَهي صِيغَةٌ بَنَاهَا كخَبَط فرَقَدَ أَم لَفْظَةٌ عَرَبِيَّةٌ. وأَتاه فأَحْمَقَه: وَجَدَهُ أَحمقَ. وأَحمقَ بِهِ: ذَكَرَهُ بحُمق. وحَمَّقْتُ الرَّجُلَ تَحْمِيقاً: نسبتُه إِلَى الحُمْقِ، وحامَقْتُه إِذا ساعدْته عَلَى حُمْقِه، واستحمقْته أَي عَدَدْتُهُ أَحمَقَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي طَلَاقِ امرأَته: أَرأَيتَ إِن عَجَز وَاسْتَحْمَقَ ؛ يُقَالُ: اسْتَحْمَقَ الرَّجُلُ إِذا فعَل فِعل الحَمْقَى. واستحمقْتُه: وَجَدْتُهُ أَحمق، فَهُوَ لَازِمٌ ومُتعدّ مِثْلَ اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ وَيُرْوَى: اسْتُحْمِقَ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، والأَوّل أَولى ليُزاوِجَ عَجَز: وتَحامقَ فُلَانٌ إِذا تكلَّف الحَماقة؛ الأَزهري: وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: إِنَّ للحُمْقِ نِعْمةً في رِقابِ النّاس ... تَخْفَى عَلَى ذَوي الأَلبْابِ قَالَ: وَسُئِلَ بَعْضُ البُلغاء عَنِ الحُمق فَقَالَ: أَجْوَدُه حَيْرةٌ؛ قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنَّ الأَحْمق الَّذِي فِيهِ بُلْغةٌ يُطاوِلُك بحُمْقه فَلَا تَعْثُر عَلَى حُمْقه إِلا بَعْدَ مِراسٍ طَوِيلٍ. والأَحمقُ: الَّذِي لَا مَلاوِمَ فِيهِ ينكشِف حُمْقُه سَرِيعًا فتستريحُ مِنْهُ وَمِنْ صُحْبته، قَالَ: وَمَعْنَى

_ (1). قوله [الحول] في القاموس: رجل حول كصرد: كثير الاحتيال

الْبَيْتِ مُقدَّم ومؤخَّر كأَنه قَالَ إِن للحُمْقِ نِعْمَةً فِي رِقَابِ العُقلاء تَغِيب وَتَخْفَى عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ لأَنهم أَفْطَن وأَذْكَى مِنْ غَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يَنطَلِقُ أَحدكم فَيَرْكَبُ الحَمُوقةَ ؛ هِيَ فَعولةٌ مِنَ الحُمْقِ، أَي خَصْلةً ذَاتُ حُمْقٍ. وَحَقِيقَةُ الحُمق: وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ مَعَ الْعِلْمِ بقُبْحه. وَفِي الْحَدِيثِ الآخَر مَعَ نَجْدة الحَرُوريّ: لوْلا أَن يقعَ فِي أُحْموقةٍ مَا كَتَبْتُ إِليه ، هُوَ مِنْهُ. وأَحمقَ الرَّجُلُ والمرأَة: ولَدا الحَمْقَى؛ وامرأَة مُحْمِقٌ ومُحْمِقة، الأَخيرة عَلَى الفعْل؛ قَالَ بَعْضُ نِسَاءِ الْعَرَبِ: لَسْتُ أُبالي أَن أَكُونَ مُحْمِقَهْ، ... إِذا رأَيتُ خُصْيةً مُعَلَّقهْ تَقُولُ: لَا أُبالي أَن أَلد أَحْمَقَ بَعْدَ أَن يَكُونَ الوَلد ذَكَرًا لَهُ خُصية مُعلَّقة، وَقَدْ قِيلَ فِي هَذَا الْمَعْنَى حَمِقةٌ عَلَى النَّسَبِ كطَعِمٍ وعَمِلٍ، والأَكثر مَا تقدَّم، وإِن كَانَ مِنْ عَادَةِ المرأَة أَن تَلِدَ الحَمْقَى فَهِيَ مِحْماقٌ. والأُحْموقةُ: مأْخوذ مِنَ الحُمق. والمُحْمِقاتُ مِنَ اللَّيَالِي: الَّتِي يَطلعُ الْقَمَرُ فِيهَا لَيْلَهُ كلَّه فَيَكُونُ فِي السَّمَاءِ وَمِنْ دُونِهِ سَحاب، فَتَرَى ضَوءاً وَلَا تَرَى قَمَرًا، فتظُنُّ أَنك قَدْ أَصبحت وَعَلَيْكَ لَيْلٌ، مُشْتَقٌّ مِنَ الحُمْق. وَفِي الْمَثَلِ: غَرُّوني غُرُورَ المُحْمِقات. وَيُقَالُ: سِرْنا فِي لَيَالٍ مُحمِقات إِذا اسْتَتَرَ الْقَمَرُ فِيهَا بِغَيْمٍ أَبيض فَيَسِيرُ الرَّاكِبُ وَيَظُنُّ أَنه قَدْ أَصبح حَتَّى يَملَّ، قَالَ: وَمِنْهُ أُخذ اسْمُ الأَحْمق لأَنه يغُرك فِي أَول مَجْلِسِهِ بتَعاقُلِه، فإِذا انْتَهَى إِلى آخِرِ كَلَامِهِ تبيَّن حُمْقُهُ فَقَدْ غَرَّكَ بأَول كَلَامِهِ. والبَقْلة الحَمْقاء: هِيَ الفَرْفَخةُ؛ ابْنُ سِيدَهْ؛ البَقْلةُ الْحَمْقَاءُ الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَامَّةُ الرِّجْلة لأَنها مُلْعِبةٌ، فشُبِّهت بالأَحمق الَّذِي يَسيل لُعابُه، وَقِيلَ: لأَنها تَنْبُت فِي مَجْرَى السُّيول. والحُمَيْقاء: الْخَمْرُ لأَنها تُعْقب شَارِبَهَا الحُمْق. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ الأَنباري أَنه يُقَالُ: حَمَّقَ الرجلُ إِذا شرِب الحُمْقَ، وَهِيَ الْخَمْرُ؛ وأَنشد للنَّمِر بْنِ تَوْلَب: لُقَيْمُ بْنُ لُقْمانَ مِن أُخْتِه، ... وَكَانَ ابنَ أُخْتٍ لَهُ وابْنَما عَشِيّةَ حَمَّقَ فاسْتَحْضَنَتْ ... إِليه، فَجامَعها مُظْلِما قَالَ: وأَنكر أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ ذَلِكَ، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَحد أَن الحُمقِ مِنْ أَسماء الخَمر، قَالَ: والوراية فِي الْبَيْتِ حُمِّقَ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: حَمَّقَتْه الهَجْعةُ أَي جَعلته كالأَحْمق؛ وأَنشد: كُفِيتُ زَمِيلًا حَمَّقَتْه بهَجْعةٍ، ... عَلَى عَجَلٍ، أَضْحَى بِهَا، وَهُوَ ساجِدُ وَالْبَاءُ فِي بِهَجْعة زَائِدَةٌ وَمَوْضِعُهَا رَفْعٌ. وَفَرَسٌ مُحْمِقٌ: نِتاجُها لَا يُسْبَق؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف المُحمِق بِهَذَا الْمَعْنَى، والأَحْمقُ مأْخوذ مِنَ انْحِماق السُّوق إِذا كَسَدت فكأَنه فَسَدَ عقلُه حَتَّى كَسَدَ. وحَمُقَت السوقُ بِالضَّمِّ، وانْحَمَقَتْ: كسَدتْ. ابْنُ الأَعرابي: الحُمْقُ أَصله الكَسادُ. وَيُقَالُ: الأَحمقُ الكاسِدُ العقْلِ، قَالَ: والحُمق أَيضاً الْغُرُورُ. وانْحَمق الثوبُ: أَخْلَق. ونامَ الثوبُ فِي الحُمْق: أَخْلَقَ. وانْحَمق الرَّجُلُ: ضعُف عَنِ الأَمر؛ قَالَ: والشيْخُ يُضْرَبُ أَحْياناً فيَنْحَمِقُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ الكِناني: يَا كَعْبُ، إِنَّ أَخاكَ مُنْحمِقٌ، ... فاشْدُدْ إِزارَ أَخِيكَ يَا كَعْبُ والحَمِقُ: الخَفيفُ اللِّحيةِ، وَبِهِ سُمِّيَ عَمرو بْنُ الحَمِق، قَتَلَهُ أَصحاب مُعاوِيةَ ورأْسُه أَوَّلُ رأْس حُمِل فِي الإِسلام. والحُماقُ والحَماق والحُمَيْقاء: مِثْلَ الجُدَرِيِّ الَّذِي يُصِيب الإِنسان يَتَفَرَّقُ فِي الْجَسَدِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ شَيْءٌ يَخْرُجُ بِالصِّبْيَانِ وَقَدْ حُمِقَ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُماقُ مِثْلَ السُّعال كالجُدَرِيّ يُصيب الإِنسان، وَيُقَالُ مِنْهُ رَجُلٌ مَحْمُوقٌ. والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ: نَبْتٌ. الأَزهري: الحُماق نَبْتٌ ذكرتْه أُمّ الْهَيْثَمِ، قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن الحَمَقِيقَ نَبْتٌ، وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ الهَمَقِيقُ. الأَزهري: انْحَمَقَ الطَّعام انْحِماقاً ومأَقَ مُؤُوقاً إِذا رَخُص. والحُمَيْمِيقُ: طَائِرٌ يَصِيدُ العَظاء والجَنادِب وَنَحْوَهُمَا. حملق: الحِمْلاقُ والحُمْلاقُ والحُمْلوقُ: مَا غَطَّت الجُفُونُ مِنْ بَياضِ المُقْلةِ؛ قَالَ: قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قَدْ كادَ يُجَنّ وَقَالَ عَبِيدٌ: يَدِبُّ مِنْ خَوْفِها دَبِيباً، ... والعينُ حِمْلاقُها مَقْلوبُ والحِملاق [الحُملاق]: مَا لَزِقَ بِالْعَيْنِ مِنْ مَوْضِعِ الكُحْل مِنْ بَاطِنٍ، وَقِيلَ: الحملاقُ بَاطِنُ الْجَفْنِ الأَحمر الَّذِي إِذا قُلب للكَحْل بدَتْ حُمرته. وحَمْلَقَ الرَّجل إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وَقِيلَ: الحَمالِيقُ مِنَ الأَجفان مَا يَلي المُقلة مِنْ لَحْمِهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَا فِي الْمُقْلَةِ مِنْ نَواحِيها، وَقِيلَ: الْحِمْلَاقُ مَا وَلِي المقلةَ مِنْ جِلْدِ الجَفن. الْجَوْهَرِيُّ: حملاقُ الْعَيْنِ بَاطِنُ أَجفانها الَّذِي يُسوِّده الكُحْل. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ مُتَلَثِّماً لَا يُظْهِرُ مَنْ حُسْنِ وَجْهِهِ إِلا حَمالِيقُ حَدَقتيه. وحَمْلَق الرَّجُلُ إِذا انْقَلَبَ حِمْلَاقُ عَيْنَيْهِ مِنَ الفزَع؛ وأَنشد: رأَتْ رجُلًا أَهْوَى إِليها، فحَمْلَقَت ... إِليه بِمَاقِي عَيْنِها المُتَقَلِّب والمُحَمْلِقُ مِنَ الأَعين: الَّتِي حَولَ مُقْلَتَيْها بَيَاضٌ لَمْ يُخالِطها سَوَادٌ، وَعَيْنٌ مُحَمْلِقة مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: حَمالِيقُ الْعَيْنِ بَيَاضُهَا أَجمعُ مَا خَلَا السوادَ. وحَمْلَق إِليه: نَظَرَ، وَقِيلَ: نظرَ نَظَرًا شَدِيدًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: والليْثُ إِن أَوْعَدَ يَوماً، حَمْلَقا ... بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصًّا أَزْرقا التَّهْذِيبُ: حَمالِيقُ المرأَة مَا انْضَمَّ عَلَيْهِ شُفْرا عَوْرَتِها؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: وَيْحَكِ يَا عِرَابُ لَا تُبَرْبِري، ... هلْ لكِ فِي ذَا العَزَبِ المُخَصَّرِ؟ يَمشِي بعَرْدٍ كالوَظِيفِ الأَعْجَرِ، ... وفَيْشةٍ مَتَى تَراها تشْفرِي، تَقْلِبُ أَحْياناً حَمالِيقَ الحِرِ حنق: الحَنَقُ: شِدَّةُ الاغْتياظِ؛ قَالَ: ولَّى جَمِيعاً يُنادي ظِلَّه طَلَقاً، ... ثُمَّ انْثَنى مَرِساً قَدْ آدَه الحَنَقُ أَي أَثْقَلَه الغضَبُ. حَنِقَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، يَحْنَقُ

حَنَقاً وحَنِقاً، فَهُوَ حَنِقٌ وحَنِيقٌ؛ قَالَ: وبعضُهُم عَلَى بعضٍ حَنِيقُ وَقَدْ أَحْنَقه. والحنَقُ: الغيْظُ، وَالْجَمْعُ حِناقٌ مِثْلَ جبَل وجِبال. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَا يَصْلُح هَذَا الأَمْرُ إِلا لِمَنْ لَا يُحْنِقُ عَلَى جِرَّتِه أَي لَا يَحْقِدُ عَلَى رَعِيَّتِه؛ والحَنَقُ: الغيظُ، والجِرَّةُ: مَا يُخرجه الْبَعِيرُ مِنْ جَوْفِهِ ويَمْضَغُه. والإِحْناقُ: لُحوقُ الْبَطْنِ والتِصاقُه، وأَصل ذَلِكَ أَن الْبَعِيرَ يَقْذِف بجِرّته، وإِنما وُضع مَوْضِعَ الكَظم مِنْ حَيْثُ إِنّ الاجْترار يَنْفُخ الْبَطْنَ والكظمُ بِخِلَافِهِ، فَيُقَالُ: مَا يُحْنِق فُلَانٌ عَلَى جِرّة وَمَا يَكْظِم عَلَى جِرة إِذا لَمْ يَنطو عَلَى حِقد ودَغَل؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ لِلرَّاعِي جِرّة، وَجَاءَ عُمَرُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَضَرَبَهُ مَثَلًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي جَهْلٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا نَزَلَ يَثْرِبَ وَهُوَ حَنِقٌ عَلَيْكُمْ ؛ وأَحْنقَه غَيْرُهُ، فَهُوَ مُحْنَقٌ؛ قَالَتْ قُتَيلةُ بِنْتُ النضْر بْنِ الحرث «2»: مَا كَانَ ضَرَّك لَوْ مَنَنْتَ، ورُبَّما ... مَنَّ الفَتَى، وَهُوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ وأَحْنقَ الرَّجل إِذا حقَدَ حِقْداً لَا يَنْحلُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ حَنِيق بِمَعْنَى مُحْنَق؛ قَالَ المُفضَّل النُّكْرِيُّ: تَلاقَيْنا بغِينةِ ذِي طُرَيْفٍ، ... وبعضهُمُ عَلَى بَعْضٍ حنيقُ والإِحْناقُ: لزُوقُ البَطْنِ بالصُّلْب؛ قَالَ لَبِيدٌ: بطَلِيح أَسْفارٍ تَركْنَ بَقِيّة ... مِنْهَا، فأَحنَقَ صُلْبُها وسَنامُها والمُحْنِقُ: الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، واللاحِقُ مِثْلُهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: المُحنق الضَّامِرُ؛ وَأَنْشَدَ: قَدْ قالَتِ الأَنْساعُ للبطْنِ الْحَقي ... قِدْماً، فآضَتْ كالفَنِيقِ المُحْنِقِ وأَحْنقَ الزَّرْع، فَهُوَ مُحْنق إِذا انتشَرَ سَفى سُنْبِله بَعْدَ مَا يُقَنْبِع؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الرُّكَّابَ فِي السَّفَر: مَحانِيق تَضْحَى، وَهِيَ عُوجٌ كأَنَّها ... حوز .... مُستأْجَرات نَوائحُ «3» قَالَ: والمَحانِيقُ الإِبل الضُّمَّر. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحُنُقُ السِّمانُ مِنَ الإِبل. وأَحْنقَ إِذا سَمِن فَجَاءَ بِشَحْمٍ كَثِيرٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ الأَضداد. وأَحْنَقَ سَنام الْبَعِيرِ أَي ضَمُر ودَقَّ. ابْنُ سِيدَهْ: المُحْنِقُ مِنَ الإِبل الضامِر مِنْ هِياجٍ أَو غَرْثٍ، وَحِمَارٌ مُحْنِق: ضَمُر مِنْ كَثْرَةِ الضِّراب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنَّني ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا ... أَقْتادَ رَحْلي، أَو كُدُرًّا مُحْنِقا وإِبل مَحانِيقُ: كَأَنَّهُمْ توهَّموا وَاحِدَهُ مِحْناقاً؛ قَالَ ذُو الرُّمة: مَحانيق يَنْفُضْنَ الخِدامَ كأَنَّها ... نَعامٌ، وحادِيهنَّ بالخَرْقِ صادِحُ أَي رَافِعٌ صوتَه بالتطْريب، وَقِيلَ: الإِحْناق لِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الخُفّ وَالْحَافِرِ. والمُحْنِق أَيضاً مِنَ الْحَمِيرِ: الضَّامِرُ اللَّاحِقُ الْبَطْنِ بِالظَّهْرِ لِشِدَّةِ الغَيرة؛ وفي ترجمة

_ (2). قوله [بنت النضر] في النهاية: أخته انتهى. والخلاف في كتب السير معروف (3). قوله [حوز] كذا بالأَصل على هذه الصورة مع بياض بعده، ولم نجد هذا البيت في ديوان ذي الرمة

عقم قَالَ خُفافٌ: وخَيْل تَهادَى لَا هَوادةَ بَيْنَهَا، ... شَهِدْتُ بمدلوكِ المَعاقِم مُحْنِقِ المُحنِق: الضامر. حندق: الحَنْدَقوقَى والحَنْدَقُوقُ والحِنْدَقُوقُ: بَقْلَةٌ أَو حَشِيشة كالفَثِّ الرَّطْب، نبَطِيّة مُعرَّبة، وَيُقَالُ لَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ الذُّرَقُ، قَالَ: وَلَا تَقُلِ الحَنْدَقوقى. والحَنْدَقوقُ: الطَّوِيلُ المُضْطرب، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَنْدقُوق وَهُوَ الذُّرَقُ نبَطي مُعَرَّبٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ حدق: صَوَابُ حَنْدَقُوقَ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ حندق لأَن النُّونَ أَصلية، وَوَزْنُهُ فَعْلَلُول، قَالَ: وكذا ذكره سيبوبه وَهُوَ عِنْدَهُ صِفَةٌ، وَفَسَّرَهُ ابْنُ السَّرَّاجِ بأَنه الطَّوِيلُ الْمُضْطَرِبُ شِبْهُ الْمَجْنُونِ. الأَزهري: أَبو عُبَيْدَةَ الحَنْدَقوق الرَّأْراء الْعَيْنِ؛ وأَنشد: وهَبْتُه لَيْسَ بِشَمْشَلِيقِ، ... وَلَا دَحوقِ العَينِ حَنْدَقُوقِ والشَّمْشَلِيقُ: الخَفِيفُ. والدَّحُوقُ: الرَّأْراء. حوق: الحُوقُ والحَوْقُ: لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا استدارَ بالكَمَرة مِن حُروفها؛ قَالَ: غَمْزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوق وَقِيلَ: حُوقُها حَرْفُهَا؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الْحُوقُ اسْتِدارة فِي الذَّكَرِ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ: قَدْ وجَبَ المَهْرُ إِذَا غابَ الحُوق وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. وكَمَرةٌ حَوْقاء وفَيْشَلة حَوقاء: مُشْرِفة. وأَيْرٌ أحْوَقُ: عَظِيمُ الحُوق. وحَوْقُ الحِمار: لَقَبُ الْفَرَزْدَقِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: ذَكَرْتَ بناتِ الشمْسِ، والشمسُ لَمْ تَلِدْ، ... وهَيْهاتَ مِنْ حَوْقِ الحِمارِ الكَواكِبُ «1» . وحاقَه حَوْقاً: دلَكَه. وَحَاقَ الْبَيْتَ يَحُوقه حَوقاً: كنَسَه. والمِحْوَقةُ: المِكْنَسةُ. والحَوْقُ: الكَنْسُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ حِينَ بَعث الجندَ إِلى الشَّامِ: كَانَ فِي وَصِيَّتِهِ: سَتَجِدُونَ أَقواماً مُحَوّقةً رؤوسُهُم ؛ أَراد أَنهم حَلَقوا وَسَطَ رؤوسهم فَشَبَّهَ إِزالة الشَّعْرِ مِنْهُ بالكَنْس، قَالَ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الحُوق وَهُوَ الإِطار المُحيط بِالشَّيْءِ المُسْتَدِير حَوله. والحُواقةُ: الكُناسةُ. الْكِسَائِيُّ: الحُواقة القُماش. وأَرض مَحُوقةٌ: قَلِيلَةُ النَّبْتِ جِدًّا لِقِلَّةِ الْمَطَرِ. وحَوَّقَ عَلَيْهِ كَلَامَهُ: عَوَّجَه. وحُوَّاقة: مَوْضِعٌ. الأَزهري: أَبو عَمْرٍو الحَوْقةُ الْجَمَاعَةُ المُمَخْرِقةُ. والحَوْقُ: الحَوْقلةُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَوْقُ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ، والله أَعلم. حيق: اللَّيْثُ: الحَيْقُ مَا حاقَ بالإِنسان مِنْ مَكْر أَو سُوء عَمَلٍ يَعْمَلُهُ فَيَنْزِلُ ذَلِكَ بِهِ، تَقُولُ: أَحاق اللَّهُ بِهِمْ مَكْرَهُمْ. وحاقَ بِهِ الشَّيْءُ يَحِيق حَيْقاً: نزَل بِهِ وأَحاطَ بِهِ، وَقِيلَ: الحَيْقُ فِي اللُّغَةِ هُوَ أَن يَشْتَمِلَ عَلَى الإِنسان عاقبةُ مَكْرُوهٍ فَعَلَهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ* . قَالَ ثَعْلَبٌ: كَانُوا يَقُولُونَ لَا عَذاب وَلَا آخِرةَ فحاقَ بِهِمُ الْعَذَابُ الَّذِي كذَّبوا بِهِ، وأَحاقهُ اللَّهُ بِهِ: أَنزله، وَقِيلَ: حاقَ بِهِمُ العذابُ أَي أَحاط بِهِمْ وَنَزَلَ كأَنه وَجَبَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: حَاقَ يَحِيق، فَهُوَ حَائِقٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَحاقَ بِهِمْ مَا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ* ، أَي أَحاط بِهِمُ الْعَذَابُ الَّذِي هُوَ جَزَاءُ مَا كَانُوا يستهزئُون كَمَا تَقُولُ أَحاطَ بِفُلَانٍ عمَلُه وأَهلكَه

_ (1). في ديوان جرير: وأيهات بدل وهيهات، والمعنى واحد

فصل الخاء

كَسْبُه أَي أَهلَكه جَزَاءُ كَسْبِه؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ أَبو إِسحق حاقَ بِمَعْنَى أَحاطَ، قَالَ: وأَراه أَخذه مِنَ الحُوق وَهُوَ مَا اسْتدارَ بالكَمَرة، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الحُوق فُعْلًا مِنْ حاقَ يَحِيق، كَانَ فِي الأَصل حُيْقٌ فَقُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِانْضِمَامِ الْحَاءِ، وَقَدْ تَدْخُلُ الْوَاوُ عَلَى الْيَاءِ مِثْلَ طَوبي أَصلُه طيْبَى، وَقَدْ تَدْخُلُ الْيَاءُ عَلَى الْوَاوِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، يُقَالُ: تَصَوَّح النَّبْتُ وتَصَيَّح وتَوَّهَه وتَيَّهَه وطَوَّحَه وطَيَّحَه، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وحاقَ بِهِمْ: فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عادَ عَلَيْهِمْ مَا استهزؤوا بِهِ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَحاط بِهِمْ نَزَلَ بِهِمْ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ، أَي لَا يَرجِع عاقبةُ مَكْرُوهِهِ إِلا عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَخرَجني مَا أَجِد مِنْ حاقِ الجُوع ؛ هُوَ مِنْ حاقَ يحيقُ حَيْقاً وَحَاقًا أَي لَزمَه ووجَب عَلَيْهِ. والحَيْقُ: مَا يَشتمل عَلَى الإِنسان مِنْ مَكْرُوهٍ، وَيُرْوَى بِالتَّشْدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: تخَوَّف مِنَ الساعةِ الَّتِي مَن سارَ فِيهَا حاقَ بِهِ الضُّرُّ. وَشَيْءٌ مَحِيقٌ ومَحْيُوقٌ: مَدْلوكٌ. وَحَاقَ فِيهِ السيفُ حَيْقاً: كحاكَ. وحَيْقٌ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: جبَلُ الحَيْقِ جَبَلُ قاف. فصل الخاء خبق: الخِبَقُّ مِثْلُ الهِجَفِّ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ الْبَاءَ إِتباعاً لِلْخَاءِ، وَفِي الصِّحَاحِ: طَوِيلٌ وَلَمْ يُخصِّص. وَفَرَسٌ خِبَقٌّ وخِبِقٌّ: سَرِيعٌ. وَنَاقَةٌ خِبِقّةٌ وخِبِقٌّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراها السَّرِيعَةَ. وَنَاقَةٌ خِبِقَّى: وَساعٌ؛ عَنْهُ أَيضاً. والخَبْق: صَوْتُ الحَياء عِنْدَ الجِماع، وامرأَة خَبُوقٌ: يُسْمَعُ مِنْهَا ذَلِكَ. والخَبْقةُ: الأَرض الواسِعة. فَرَسٌ أَشَقٌّ خِبَقٌّ فِي العَدْوِ: مِثْلُ الدِّفِقَّى؛ وَيُنْشَدُ: يَعْدُو الخِبِقَّى والدِّفِقَّى مِنْعَب وَرُوِيَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ رُؤبة أَنه سُمِع يَصِفُ فَرَسًا يَقُولُ: أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ، قَالَ: وَقِيلَ: خِبَقّ إِتباع الأَشَقِّ الأَمَقِّ، والقولُ إِنه يُفْرَدُ بِالنَّعْتِ لِلطَّوِيلِ. ابْنُ الأَعرابي: خُبَيْقٌ تَصْغِيرُ خَبْق، وَهُوَ الطُّول. وَيُقَالُ: حَبَقَ وخَبَقَ إِذا ضَرط؛ قَالَ أَبو عُبيدةَ: الدِّفِقَّى هُوَ التَّدَفُّق فِي المَشْي وَمِثْلُهُ الخِبِقَّى. ابْنُ الأَعرابي: نَاقَةٌ خبِقَّة وخِبِقٌّ وخِبقَّى ودِفِقَّى ودِفقَّة أَي وساعٌ، قَالَ: وَفَرَسٌ خِبَقّ ورجل خِبَقٌّ وثّابٌ. خبرق: خَبْرَقَ الثوبَ: شَقَّه. خدنق: الخَدَنَّقُ والخَذَنَّقُ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ: ذَكَرُ العَناكِب؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، والأَعرف الخَدَرْنَقُ، وسنذكره. خدرنق: الخَدَرْنَقُ والخَذَرْنق، بِالدَّالِ وَالذَّالِ: ذِكْرُ العَناكِب، وَفِي الصِّحَاحِ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ للزَّفَيانِ السَّعْدِي: ومَنْهَلٍ طامٍ عَلَيْهِ الغَلْفَقُ، ... يُنِيرُ أَو يُسْدِي بِهِ الخَدَرْنَقُ فإِذا جَمَعْتَ حَذَفْتَ آخِرَهُ فَقُلْتَ خَدارِن، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ الخدَرْنقُ العَنْكَبوت وَلَمْ يَخُصَّ بِهِ الذِّكْرَ، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الْعَنْكَبُوتُ الضخْمة. خذق: خذَق البازِي خَذْقاً، قَالَ: وسائرُ الطيرِ، ذَرَقَ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَذْق للبازِي خاصَّة كالذَّرْقِ

لِسَائِرِ الطَّيْرِ، وَعَمَّ بِهِ بَعْضَهُمُ. الأَصمعي: ذَرَق الطَّائِرُ وَخَذَقَ ومَزَق وزَرَقَ يَخْذُق ويَخْذِق. الْجَوْهَرِيُّ: خَذْقُ الطائِر ذَرْقُه. وَقِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: أَتذكر الفِيلَ؟ قَالَ: أَذكُر خَذْقة يَعْنِي رَوْثه. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْهَرَوِيِّ وَالزَّمَخْشَرِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَفِيهِ نَظَرٌ لأَن مُعَاوِيَةَ يَصْبُو عَنْ ذَلِكَ لأَنه وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بأَكثر مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً فَكَيْفَ يَبقى رَوْثُه حَتَّى يَرَاهُ؟ وإِنما الصَّحِيحُ قُباثُ «1» بْنُ أَشْيَمَ قِيلَ لَهُ: أَنت أَكبَرُ أَم رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: هُوَ أَكبر مِنِّي وأَنا أَقدمُ مِنْهُ فِي الْمِيلَادِ، وأَنا رأَيت خَذْق الفِيل أَخضَر مُحِيلًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُكْرِمٍ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَا رَوَاهُ الْهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ صَحِيحًا أَيضاً وَيَكُونُ مُعَاوِيَةُ لَمَّا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: أَذكر خَذْقه، وَيَكُونُ كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ إِثَارَةِ السَّيِّئَةِ وَمَا جَرَى مِنْهُ عَلَى النَّاسِ وَمَا جَرَى عَلَيْهِ مِنَ البَلاء كَمَا تَقُولُ النَّاسُ عَنْ خَطَأِ مَنْ تَقَدَّمَ وزَلَل مَنْ مَضَى: هَذِهِ غلَطات زَيْدٍ وَهَذِهِ سَقَطات عَمْرٍو، وَرُبَّمَا قَالُوا فِي أَلفاظهم: نَحْنُ إِلَى الْآنِ فِي خَرياتِ فُلَانٍ أَو هَذِهِ مِنْ خَرْيَاتِ فُلَانٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثمَّ خُرْء، وَاللَّهُ أَعلم. والمِخْذَقةُ، بِالْكَسْرِ: الاسْتُ. وَيُقَالُ للأَمة: يَا خَذاقِ، يُكَنُّونَ بِهِ عَنْ ذَلِكَ. وَابْنُ خَذَّاقِ، من شُعرائهم. خذرق: الخِذراقُ والمُخَذْرِقُ: السَّلَّاحُ. خذرنق: الخَذَرْنَقُ والخَدَرْنق: ذَكَرُ العَناكِب. خذنق: الخَذَنَّقُ والخَدَنَّقُ: ذكَر الْعَنَاكِبِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. خرق: الخَرْق: الفُرجة، وَجَمْعُهُ خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه [يَخْرُقُه] خَرْقاً وخرَّقه واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ. التَّهْذِيبُ: الْخَرْقُ الشَّقُّ فِي الْحَائِطِ وَالثَّوْبِ وَنَحْوِهِ. يُقَالُ: فِي ثَوْبِهِ خَرق وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. والخِرْقة: القِطعة مِنْ خِرَقِ الثَّوْبِ، والخِرْقة المِزْقةُ مِنْهُ. وخَرَقْت الثَّوْبَ إِذَا شَقَقْتَه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المُتمزِّق الثِّيَابِ: مُنْخَرِق السِّرْبال. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ: كأَنهما خرْقان مِنْ طَيْرٍ صَوافَ ؛ هَكَذَا جاءَ فِي حَدِيثِ النَّوّاسِ، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا بِالْفَتْحِ فَهُوَ مِنَ الخَرْق أَي مَا انْخرقَ مِنَ الشَّيْءِ وبانَ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ بِالْكَسْرِ فَهُوَ مِنَ الخِرْقة القِطعة مِنَ الجَراد، وَقِيلَ: الصَّوَابُ حِزْقانِ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايِ، مِنَ الحِزْقةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَالطَّيْرِ وَغَيْرِهِمَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَرْيَمَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: فَجَاءَتْ خِرْقةٌ مِنْ جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ ؛ وأَمّا قَوْلُهُ: إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ، ... بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ فَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَنه عَنَى أَنَّ سُيُوفَهُمْ تَأْكُلُ أَغمادَها مِنْ حِدّتها، فخُرُق عَلَى هَذَا جَمْعُ خارِق أَو خَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة. وانْخرَقت الرِّيحُ: هبَّت عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ. وريحٌ خَرِيقٌ: شَدِيدَةٌ، وَقِيلَ: لَيِّنَةٌ سَهْلَةٌ، فَهُوَ ضِدٌّ، وَقِيلَ: رَاجِعَةٌ غَيْرُ مُسْتَمِرَّةِ السَّيْرِ، وَقِيلَ: طويلةُ الهُبوب. التَّهْذِيبُ: والخَرِيقُ مِنْ أَسماء الرِّيحِ الباردةِ الشَّدِيدَةِ الهُبوبِ كَأَنَّهَا خُرِقَت، أَماتوا الْفَاعِلَ بِهَا؛ قال الأَعلم الهذلي:

_ (1). قوله [قباث] ضبط بنسخة من النهاية يوثق بها في غير موضع بضم القاف، وفي القاموس: وقباث كسحاب بن أشيم صحابي.

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِجَفّ، ... يَعِنُّ مَعَ العَشِيَّةِ للرِّئالِ كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ ... خَرِيقٍ، بَيْنَ أَعْلامٍ طِوالِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ شاذٌّ وَقِيَاسُهُ خَرِيقةٌ، وَهَكَذَا أَنشد الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: كأَنَّ جناحَه خَفقانُ رِيحٍ يَصِفُ ظَلِيمًا؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه ... قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ وأَنشد أَيضاً لِزُهَيْرٍ: مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه ... رِيحٌ خَريقٌ، لِضَاحِي مَائِهِ حُبُكُ وَيُقَالُ: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إِذَا اشْتَدَّ هُبوبُها وتخلُّلها المواضعَ. والخَرْقُ: الأَرض الْبَعِيدَةُ، مُستوية كَانَتْ أَو غَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ. يُقَالُ: قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً. والخَرْقُ: الْفَلَاةُ الْوَاسِعَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْخِراق الرِّيحِ فِيهَا، وَالْجَمْعُ خُرُوقٌ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُوَيْلِد الهُذلي: وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ، ... وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي والنُّطف: جَمْعُ نُطْفة وَهُوَ الْمَاءُ الصَّافِي، وَالطَّوَامِي: الْمُرْتَفِعَةُ. والخَرْقُ: البُعْد، كَانَ فِيهَا مَاءٌ أَو شَجَرٌ أَو أَنِيس أَو لَمْ يَكُنْ، قَالَ: وبُعدُ مَا بَيْنَ الْبَصْرَةِ وحَفَرِ أَبي مُوسَى خَرْقٌ، وَمَا بَيْنَ النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ. وَقَالَ الْمُؤَرَّجُ: كُلُّ بَلَدٍ وَاسِعٍ تَتخرَق بِهِ الرِّيَاحُ، فَهُوَ خَرْق. والخِرْقُ مِنَ الفِتْيان: الظَّرِيفُ فِي سَماحة ونَجْدة. تخرَّق فِي الكَرَم: اتَّسع. والخِرْقُ، بِالْكَسْرِ: الْكَرِيمُ المُتَخرِّقُ فِي الكرَم، وَقِيلَ: هُوَ الفَتى الْكَرِيمُ الخَليقةِ، وَالْجَمْعُ أَخراقٌ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتخرَّقُ فِي السَّخَاءِ إِذَا توسَّع فِيهِ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي: فَتًى، إنْ هُوَ اسْتَغْنى تخَرَّقَ فِي الغِنى، ... وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لَمْ يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ وَقَوْلُ ساعِدةَ بْنِ جُؤيَّةَ: خِرْق مِنَ الخَطِّيِّ أُغْمِضَ حَدُّه، ... مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ جَعَلَ الخِرْقَ مِنَ الرِّماحِ كالخِرْق مِنَ الرِّجَالِ. والخِرِّيقُ مِنَ الرِّجَالِ. كالخِرْق عَلَى مِثَالِ الفِسِّيق؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ رَجُلًا صَحِبَه رَجُلٌ كَرِيمٌ: أُتِيحَ لَهُ مِنَ الفِتْيان خِرْقٌ ... أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشُوفُ وَجَمْعُهُ خِرِّيقُون؛ قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ كسَّروه لأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يَكَادُ يُكْسَرُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. والمِخْراقُ: الْكَرِيمُ كالخِرْق؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه ... سَلِيمُ رِماحٍ لَمْ تَنَلْه الزَّعانِفُ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ أَي سَخِيّ، قَالَ: وَلَا جَمْعَ للخِرْق.

وأُذُن خَرْقاء: فِيهَا خَرْق نَافِذٌ. وَشَاةٌ خَرْقاء: مَثْقُوبَةُ الأُذن ثَقْباً مُسْتَدِيرًا، وَقِيلَ: الخرْقاء الشَّاةُ يُشَقُّ فِي وَسَطِ أُذنها شَقٌّ وَاحِدٌ إِلَى طَرَفِ أُذنها وَلَا تُبان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء ؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قَالَ الأَصمعي: الشرْقاءُ فِي الْغَنَمِ المَشقُوقة الأُذن بِاثْنَيْنِ، والخرقاءُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي يَكُونُ فِي أُذنها خَرق، وَقِيلَ: الْخَرْقَاءُ أَن يَكُونَ فِي الأُذن ثَقْب مُسْتَدِيرٌ. والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابْنُ سِيدَهْ: والاخْتِراقُ المَمَرُّ فِي الأَرض عَرْضاً عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ. واختِراقُ الرِّياح: مُرورها. ومنْخَرَقُ الرِّيَاحِ: مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ فِي الأَرض. وَرِيحٌ خَرقاء: شَدِيدَةٌ. واخترَقَ الدَّار أَوْ دَارَ فلانٍ: جَعَلَهَا طَرِيقًا لِحَاجَتِهِ. واخْترقَتِ الخيلُ مَا بَيْنَ القُرى وَالشَّجَرِ: تَخَلَّلَتْها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ مِنْ حَيْثُ انْخَرَقْ وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها. وخرقَ الأَرض يخرُقها: قَطَعَهَا حَتَّى بَلَغَ أَقْصاها، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الثَّوْرُ مِخْراقاً. وَفِي التَّنْزِيلِ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ . والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وَهَذَا كَمَا قِيلَ لَهُ ناشِطٌ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ مِخراقاً لقطْعِه البلادَ الْبَعِيدَةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيٍّ: كالنَّابِئِ المِخْراقِ والتخَرُّق: لُغَةٌ فِي التخلُّق مِنَ الْكَذِبِ. وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه، وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ ؛ قرأَ نَافِعٌ وَحْدَهُ: وخرَّقوا لَهُ ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ قَرَؤُوا: وخَرَقُوا ، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى خَرقُوا افْتَعلوا ذَلِكَ كَذِبًا وكُفراً، وَقَالَ: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا وَاحِدٍ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الاخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ وَاحِدٌ. وَيُقَالُ: خَلق الْكَلِمَةَ واخْتَلَقها وخَرَقها وَاخْتَرَقَهَا إِذَا ابْتدَعها كَذِبًا، وتَخَرَّق الْكَذِبَ وتَخَلَّقه. والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مَصْدَرُهُ، وَصَاحِبُهُ أَخْرَقُ. وخَرِقَ بِالشَّيْءِ يَخْرَقُ: جَهِلَهُ وَلَمْ يُحسن عَمَلَهُ. وَبَعِيرٌ أَخْرَقُ: يَقَعُ مَنْسِمه بالأَرض قَبْلَ خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة. وَنَاقَةٌ خَرْقاء: لَا تَتَعَهَّد مَوَاضِعَ قَوَائِمِهَا. وَرِيحٌ خَرْقاء: لَا تَدُوم عَلَى جِهتها فِي هُبُوبها؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَيْت أَطافَتْ بِهِ خَرْقاء مَهْجُوم وَقَالَ الْمَازِنِيُّ فِي قَوْلِهِ أَطافت بِهِ خَرْقَاءُ: امرأَة غَيْرُ صَناع وَلَا لَهَا رِفق، فَإِذَا بَنت بَيْتًا انْهدم سَرِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ شُؤم ؛ الخُرق، بِالضَّمِّ: الجهل والحمق. وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لِجَاهِلٍ بِمَا يَجِب أَن يَعْمَله وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدَيْهِ صَنْعة يكتسِب بِهَا. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَكَرِهْتُ أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مِثْلِهِنَّ أَي حَمْقاء جَاهِلَةٍ، وَهِيَ تَأْنِيثُ الأَخْرقِ. ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بَعِيدَةٌ. والخَرْقُ: المَفازةُ الْبَعِيدَةُ، اخْتَرَقَتْهُ الرِّيحُ، فَهُوَ خَرْق أَملس. والخُرْق: الحُمق؛ خَرُق خُرْقاً، فَهُوَ أَخرق، والأُنثى خَرْقَاءُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَعْدَمُ الخَرْقاء عِلَّة، وَمَعْنَاهُ أَنَّ العِلَل كَثِيرَةٌ مَوْجُودَةٌ تُحسِنها الخَرقاء فَضلًا عَنِ الكَيِّس. الْكِسَائِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ مِنْ بَابِ أَفْعلَ وفعْلاء، سِوَى الأَلوان، فَإِنَّهُ يُقَالُ فِيهِ فَعِلَ يَفْعَل مِثْلَ عَرِج

يَعْرَج وَمَا أَشبهه إِلَّا سِتَّةَ أَحرف «2» فَإِنَّهَا جاءَت عَلَى فَعُلَ: الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ .... يُقَالُ: خَرُق الرَّجُلُ يَخْرُق، فَهُوَ أَخرق، وَكَذَلِكَ أَخواته. والخَرَق، بِالتَّحْرِيكِ: الدَّهَشُ مِنَ الفَزَع أَو الحَياء. وَقَدْ أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته. وَقَدْ خَرِق، بِالْكَسْرِ، خرَقاً، فَهُوَ خَرِق: دَهِش. وخَرِق الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى النُّهوض، وَكَذَلِكَ الطَّائِرُ، إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الطَّيَرَانِ جَزعاً، وَقَدْ أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قَالَ شَمِرٌ: وأَقرأني ابْنُ الأَعرابي لِبَعْضِ الهُذليين يَصِفُ طَرِيقًا: وأَبْيَض يَهْدِيني، وَإِنْ لَمْ أُنادِه، ... كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ توائمُه فِي جانِبَيه كأنها ... شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لَمْ يُفَلَّقِ فَقَالَ: غَيْرُ مُخرِق أَي لَا أَخرَقُ فِيهِ وَلَا أَحارُ وَإِنْ طَالَ عليَّ وبعُد، وَتَوَائِمُهُ: أَراد بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ. وَفِي حَدِيثِ تَزْوِيجِ فاطمةَ، رضوانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فَلَمَّا أَصبح دَعَاهَا فجاءَت خَرِقةً مِنَ الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة، مِنَ الخَرَقِ التحيُّر؛ وَرُوِيَ أَنها أَتته تَعثُر فِي مِرْطِها مِنَ الخَجَل. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: فوَقع فَخَرِق ؛ أَراد أَنه وَقَعَ مَيِّتًا. ابْنُ الأَعرابي: الغزالُ إِذَا أَدركه الْكَلْبُ خَرِقَ فلَزِق بالأَرض. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخرَقُ شِبْه البَطر مِنَ الْفَزَعِ كَمَا يَخْرَقُ الخِشْفُ إِذَا صِيدَ. قَالَ: وخَرِق الرَّجُلُ إِذَا بَقِيَ متحيِّراً مِنْ هَمّ أَو شِدَّةٍ؛ قَالَ: وخَرِق الرَّجُلُ فِي البيْت فَلَمْ يَبْرَحْ فَهُوَ يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ. والخرَق مَصْدَرُ الأَخْرق، وَهُوَ ضِدُّ الرَّفِيقِ. وخَرِقَ يَخْرَقُ خَرَقًا، فَهُوَ أَخْرَقُ إِذَا حَمُق: وَالِاسْمُ الخُرْق، بِالضَّمِّ، وَرَمَادٌ خَرِق: لازِقٌ بالأَرض. ورَحِم خَريق إِذَا خَرَقها الْوَلَدُ فَلَا تَلْقَح بَعْدَ ذَلِكَ. والمَخارِيقُ، وَاحِدُهَا مِخْراق: مَا تَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ مِنَ الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلثوم: كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا وَمِنْهُمْ ... مَخاريقٌ بأَيدي لَاعِبِينَا ابْنُ سِيدَهْ: والمِخْراقُ مِنديل أَو نَحْوُهُ يُلوى فيُضرب بِهِ أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ بِهِ، وَهُوَ لُعْبة يَلْعب بِهَا الصِّبْيَانُ؛ قَالَ: أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً، ... كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب وَهُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: البَرْقُ مخارِيقُ الْمَلَائِكَةِ ، وأَنشد بَيْتَ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ، وَقَالَ: هُوَ جَمْعُ مِخْراق، وَهُوَ فِي الأَصل عِنْدَ الْعَرَبِ ثَوْبٌ يُلَفّ وَيَضْرِبُ بِهِ الصبيانُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، أَراد أَنها آلَةٌ تزجُر بِهَا الْمَلَائِكَةُ السَّحَابَ وتسُوقه؛ وَيُفَسِّرُهُ حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ: البَرْقُ سَوْط مِنْ نُورٍ تَزْجُر بِهِ الْمَلَائِكَةُ السَّحَابَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً مَعَهُ حَلُّوا أُزُرَهم وَجَعَلُوهَا مخارِيقَ واجْتلدوا بِهَا فَرَآهُمُ النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لَا مِنَ اللَّهِ اسْتَحْيَوْا وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَروا، وأمُّ أَيْمن تَقُولُ: استَغْفِر لَهُمْ. والمِخْراقُ: السَّيْفُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَلَّيتُ حَدَّه

_ (2). قوله [ستة أحرف] بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم عجمة فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله [والأسمن] كذا بالأَصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.

وَقَالَ كُثيّر فِي المخَاريق بِمَعْنَى السُّيُوفِ: عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ ... يُعَدُّ كَرِيماً، لَا جَباناً وَلَا وَغْلا وَقَوْلُ أَبِي ذُؤيب يَصِفُ فَرَسًا: أرِقْتُ لَهُ ذاتَ العِشاء كأنَّه ... مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ جَمْعُهُ، كَأَنَّهُ جَعَلَ كُلَّ دُفْعة مِنْ هَذَا البَرق مِخْراقاً، لَا يَكُونُ إِلَّا هَذَا لأَن ضَمِيرَ الْبَرْقِ وَاحِدٌ، والمَخاريقُ جَمْعٌ. والمِخْراقُ: الطَّوِيلُ الحَسن الْجِسْمِ؛ قَالَ شَمِرٌ: المِخراقُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَقَعُ فِي أَمْرٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ، قَالَ: والثَّور البَرِّي يُسَمَّى مِخْراقاً لأَن الْكِلَابَ تطلبُه فيُفْلت مِنْهَا. وَقَالَ أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بَيْنَا هُم بأَرضٍ إِذَا هُمْ بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرِّجَالُ الَّذِينَ يتخرَّقون ويتصرَّفون فِي وجُوه الْخَيْرِ. والمَخْروق: المَحْروم الَّذِي لَا يقَع فِي يَدِهِ غِنى. وخَرَق فِي الْبَيْتِ خُروقاً: أَقام فَلَمْ يَبرَح. والخِرْقة: القِطْعة مِنَ الْجَرَادِ كالحِزْقة؛ قَالَ: قَدْ نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ، ... خِرْقةُ رِجْلٍ مِنْ جَرادٍ نازِلِ وَجَمْعُهَا خِرَق. والخُرَّقُ: ضَرْب مِنَ الْعَصَافِيرِ، وَاحِدَتُهُ خُرَّقةٌ، وَقِيلَ: الخُرَّق وَاحِدٌ. التَّهْذِيبُ: والخُرَّق طَائِرٌ. والخَرْقاء: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو، ... وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب ومِخْراقٌ ومُخارق: اسْمَانِ. وَذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جَاهِلِيٌّ مِنْ شُعرائهم لَقَبٌ، وَاسْمُهُ قُرْطٌ، لُقِّب بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها، ... جاءتْ عِجافاً عَلَيْهَا الرِّيشُ والخِرَقُ الْجَوْهَرِيُّ: الخَرِيق المُطمئنّ مِنَ الأَرض وَفِيهِ نَبَاتٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَرَرْتُ بخَرِيق مِنَ الأَرض بَيْنَ مَسْحاوَيْن. والمَسْحاء: أَرض لَا نَبَاتَ فِيهَا. والخَرِيقُ: الَّذِي توسَّط بَيْنَ مَسْحَاوَيْنِ بِالنَّبَاتِ، وَالْجَمْعُ الخُرُق؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي: تَرْعَى سَمِيراءُ إِلَى أَهْضامِها ... إِلَى الطُّرَيْفاتِ إِلَى أَرْمامِها، فِي خُرُقٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرامِها «1» . وَفُلَانٌ مِخْراقُ حَرْب أَي صَاحِبُ حُروب يَخِفّ فِيهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ قَوْمًا: لَمْ أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ، ... تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ أَجَلَّ جَلَالَةً وأَعَزَ فَقْداً، ... وأَقْضَى للحُقُوقِ، وَهُمْ قُعودُ وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ، ... يُعِين عَلَى السِّيادةِ أَو يَسُودُ يَقُولُ: لَمْ أَر مَعْشَرًا أَكْثَرَ فِتْيان حَرْب مِنْهُمْ. والخَرْقاء: صَاحِبَةُ ذِي الرُّمَّة وَهِيَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبيعةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعة. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي

_ (1). قوله [سميراء] في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الْمِيمِ

يَدوُر عَلَى الإِبل فَيحمِلها عَلَى مَكْرُوهِهَا؛ وأَنشد: خَلْفَ المَطِيّ رجُلًا مخْرَوْرِقا، ... لَمْ يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ كأَنه لوَاها ثُمَّ كَوَّرها كَمَا يَفْعَلُهُ أَهل الرَّساتِيق ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَتْ فِي رِوَايَةٍ وَقَدْ رُوِيَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالضَّمِّ وَبِالْفَتْحِ وَغَيْرِ ذلك. خربق: الخَرْبَقُ «1». نَبْتٌ كالسمِّ يُغْشَى عَلَى آكِلِهِ وَلَا يَقْتُلُهُ. وَامْرَأَةٌ مُخرْبَقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سَرِيعَةُ الْمَشْيِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ الطَّوِيلَةِ الْعَظِيمَةِ خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة ولُباخِيَّةٌ. وخَرْبَقَ الشَّيْءَ: قطَّعه مِثْلَ خَرْدَلَه، وَرُبَّمَا قَالُوا خَبْرَقْت مِثْلَ جذَب وجَبَذَ. وخَرْبَقْت الثَّوْبَ أَي شقَقْته. وخَرْبَق عَمَله: أَفسده. وجدَّ فِي خِرْباق أَي فِي ضَرِطٍ. وَرَجُلٌ خِرْباق: كَثِيرُ الضَّرِط. وخَرْبَق النبتُ: اتَّصَلَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. والخِرْباقُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ يُقَالُ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ. والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ السَّاكِتُ الكافُّ. وَفِي الْمَثَلِ: مُخْرَنْبِقٌ ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إِذَا أَصَابَ فُرْصة، فَمَعْنَاهُ أَنه سَكَتَ لِدَاهِيَةٍ يُرِيدُهَا. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ يُطيل الصْمت حَتَّى يُحْسَب مُغَفّلًا وَهُوَ ذُو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، وَلِيَنْبَاعَ ليَنْبَسط، وَقِيلَ: هُوَ المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب عَلَى عَدُوِّهِ أَو حَاجَتِهِ إِذَا أَمكنه الْوُثُوبُ، وَمِثْلُهُ مُخْرَنْطِمٌ لِيَنْبَاعَ، وَقِيلَ: الْمُخْرَنْبِقُ الَّذِي لَا يُجِيب إِذَا كُلِّم. وَيُقَالُ: اخْرنبق الرَّجُلُ وَهُوَ انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد: صَاحِبُ حانُوتٍ، إِذَا مَا اخْرنْبقا ... فِيهِ، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا يُقَالُ: رَجُلٌ مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلَّاح. واخْرنْبقَ: مِثْلُ اخْرَنْفَقَ إِذَا انْقَمَعَ. واخْرنبقَ: لَطِئ بالأَرض. والمُخْرَنْبِق: اللَّاصِق بالأَرض. والخَرْبَق: ضَرْبٌ مِنَ الأَدْوِية. خردق: فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَعَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عبدٌ كَانَ يَبِيعُ الخُردِيق ؛ الخُرْديق: المَرَق، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، أَصله خُورْدِيك؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: قَالَتْ سُلَيْمَى: اشْتَرْ لَنَا دَقِيقا، ... واشْتَرْ شُحَيْماً، نَتَّخِذْ خُرْدِيقا خرفق: اخْرَنْفَق: انقَمَع. خرمق: امرأَة مُخْرَمِّقة: لَا تَتَكَلَّمُ إِنْ كُلمت. خرنق: الخِرْنِق: وَلَدُ الأَرنب، يَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى؛ وأَنشد اللَّيْثُ: ليَّنةِ المَسِّ كَمَسِّ الخِرْنِقِ وَقِيلَ: هُوَ الفَتِيّ مِنَ الأَرانب؛ وأَنشد اللَّيْثُ: كأنَّ تَحتي قَرِماً سُوذانِقا، ... وبازِياً يَخْتَطِفُ الخَرانِقا وأَرض مُخَرْنِقةٌ: كَثِيرَةُ الخَرانِق، وخَرْنَقتِ الناقةُ إِذَا رأَيتَ الشحمَ فِي جَانِبَيْ سنَامِها فِدَراً كالخَرانِق. اللَّيْثُ: الخِرْنِقُ اسْمُ حَمَّةٍ؛ وأَنشد: بينَ عُنَيْزاتٍ وَبَيْنَ الخِرْنِق والخِرْنِقُ: مَصْنَعةُ الْمَاءِ. والخِرنق: اسْمُ حَوْض.

_ (1). قوله [الخربق] في القاموس الخربق كجعفر. وقوله [ولا يقتله] في ابن البيطار: الإفراط منه يقتل

وخِرْنِقُ والخِرنقُ، جَمِيعًا: اسْمُ أُخت طَرفة بْنِ الْعَبْدِ، وَقِيلَ: هِيَ امرأَة شَاعِرَةٌ، وَهِيَ خِرنق بِنْتُ هَفَّانَ [هِفَّانَ] مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ ضُبَيْعة رهطِ الأَعشى. والخَوَرْنَقُ: نَهْرٌ، والخَوَرْنق: الْمَجْلِسُ الَّذِي يَأْكُلُ فِيهِ الْمَلِكُ وَيَشْرَبُ، فَارِسِيٌّ مُعرب، أَصله، خُرَنْكاه، وَقِيلَ: خُرَنْقاه مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الأَعشى: ويُجْبَى إِلَيْهِ السَّيْلحون، ودُونها ... صَريفُونَ فِي أَنْهارِها، والخَوَرْنَق والخَورْنقُ: نَبْتٌ. والخَورْنق: اسْمُ قَصْرٍ بِالْعِرَاقِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، بِنَاهُ النُّعْمَانُ الأَكبر الَّذِي يُقَالُ لَهُ الأَعور، وَهُوَ الَّذِي لَبِس المُسُوح فساحَ فِي الأَرض؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَذْكُرُهُ: وتَبَيَّنْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ، إذ أَشرفَ ... يَوْمًا، وللهُدَى تَفْكِيرُ سَرَّه حالُه، وكثرةُ مَا يَمْلِكُ، ... والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ فارْعَوى قلْبُه فقال: وما غِبْطةُ ... حَيٍّ إِلَى المماتِ يَصيرُ؟ خزق: الخَزْقُ: الطعْنُ. وَفِي حَدِيثِ عدِيّ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْمي بالمِعْراضِ، فَقَالَ: كُل مَا خَزَق وَمَا أَصاب بَعَرْضه فَلَا تأْكل ، خَزَق السهمُ وخَسَق إِذَا أَصاب الرَّمِيَّة ونفَذ فِيهَا؛ ابْنُ سِيدَهْ: خَزق السَّهْمُ يَخْزِق خَزْقاً وخُزوقاً كخَسق؛ وَالسَّهْمُ إِذَا قَرْطَسَ، فَقَدْ خَسَق وخَزق، وَسَهْمٌ خاسِقٌ وَخَازِقٌ، وَهُوَ المُقَرْطِسُ النَّافِذُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: لَا تَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ المَعراض إلَّا أَن يَخزِق ؛ مَعْنَاهُ يَنْفُذُ وَيَسِيلُ الدَّمُ لأَنه رُبَّمَا قُتِلَ بعَرضه وَلَا يَجُوزُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْخَازِقُ مِنَ السِّهام المُقرطِس؛ وَيُقَالُ: خزَقْتهم بِالنَّبْلِ أَي أَصبتهم بِهَا. وَفِي حَدِيثِ سَلَمَة بْنِ الأَكوع: فَإِذَا كنتُ فِي الشَّجْراء خَزَقْتُهم بِالنَّبْلِ أَي أَصبتهم بِهَا. وخَزَقه بِالرُّمْحِ يَخْزِقه: طعَنه بِهِ طعْناً خَفِيفًا، وَهُوَ أَمضى مِنْ خَازِقٍ يَعْنِي السِّنانَ. ومن أَمثاله فِي بَابِ التَّشْبِيهِ: أَنفَذُ مِنْ خَازِقٍ؛ يَعْنون السَهمَ النَّافِذَ، والخازِقُ: السِّنَانُ. والمِخْزَقةُ: الحَرْبة. والمِخْزَقُ: عُودٌ فِي طرَفه مِسْمار مُحدَّد يَكُونُ عِنْدَ بَيَّاعِ البُسْر. وانْخَزق الشيءُ: ارْتَزَّ فِي الأَرض. اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ حَادٍّ رَزَزْتَه فِي الأَرض وَغَيْرِهَا فارْتَزَّ، فَقَدْ خزَقْته. والخَزْقُ: مَا يَثبُت. والخَزْق: مَا ينفُذ. وَيُقَالُ: يوشِكُ أَن يَلْقَى خازِقَ ورَقِه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الجَرِيء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنَّهُ لخازِقُ ورقِه إِذَا كَانَ لَا يُطمَع فِيهِ. وخزَقَه بِعَيْنِهِ: حَدَّدَها إِلَيْهِ وَرَمَاهُ بِهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَرض خُزُقٌ: لَا يَحْتَبِس عَلَيْهَا مَاؤُهَا وَيَخْرُجُ تُرَابُهَا. وخزَق الطائرُ والرَّجل يَخْزِق خَزْقاً: أَلقى مَا فِي بَطْنِهِ. وَيُقَالُ للأَمةِ: يَا خَزاقِ يُكَنَّى بِهِ عَنِ الذَّرْق. ابْنُ بَرِّيٍّ: خُزاقُ اسْمُ قَرْيَةٍ مِنْ قُرى راوَنْدَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلم تَعْلَما مَا لِي بِراوَنْد كلِّها، ... وَلَا بخُزاقٍ، مِنْ صَدِيقٍ سِواكُما خزرق: الخِزْراقةُ: الضَّعِيف. الأَزهري: رأَيت فِي نُسْخَةٍ مَسْمُوعَةٍ قَالَ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ولستُ بِحِزْراقةٍ؛ الزَّايُ قَبْلَ الرَّاءِ، أَي بِضَيِّقِ الْقَلْبِ جَبان، قَالَ: وَرَوَاهُ شَمِرٌ وَلَسْتُ بِخَزْرَاقَةٍ، بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً، قَالَ:

وَهُوَ الأَحمق. والخُزْرِيقُ: طَعَامٌ شَبِيهٌ بالحَساء أَو الحَرِيرة. خزرنق: الخَزَرْنَقُ: ذَكَرُ العَناكِب. والخُزْرانِقُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ فارسي. خسق: إِذَا رُمي بِالسِّهَامِ فَمِنْهَا الخاسِقُ وَهُوَ المُقَرْطِس، وَهُوَ لُغَةٌ فِي الْخَازِقِ. خَسَق السهمُ يَخْسِق خَسقاً وخُسوقاً: قَرْطَس، وخَسَق أَيضاً: لَمْ ينفُذ نَفاذاً شَدِيدًا. الأَزهري: رَمى فخَسق إِذَا شَقَّ الْجِلْدَ. وخَسَقَت النَّاقَةُ الأَرض تَخْسِقُها خَسْقاً: خَدَّتْهَا. وَنَاقَةٌ خَسُوق: سَيِّئَةُ الخُلُق تَخْسِق الأَرض بمنَاسِمها إِذَا مَشَتِ انْقَلَبَ مَنْسِمها فخَدَّ فِي الأَرض. وخَيسَقٌ: اسْمٌ. التَّهْذِيبُ: خَيْسَقٌ اسْمُ لابةٍ مَعْرُوفَةٍ. وَبِئْرٌ خَيْسَقٌ: بعيدةُ القعْر. وَقَبْرٌ خَيْسَق أَيضاً: قَعِير. خشق: الخَوْشق: مَا يَبقى في العِذْق بعد ما يُلْقَط مَا فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والخَوْشَق مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الرَّدِيء؛ عَنِ الهَجَرِيّ. خفق: الخَفْقُ: اضْطِراب الشَّيْءِ العَرِيض. يُقَالُ: راياتُهم تَخْفِق وتَخْتَفِقُ، وَتُسَمَّى الأَعلامُ الخَوافِقَ والخافِقاتِ. ابْنُ سِيدَهْ: خَفَقَ الفؤَاد والبرْق والسيفُ والرايةُ وَالرِّيحُ وَنَحْوُهَا يَخْفِقُ ويَخْفُقُ خَفْقاً وخُفوقاً وخَفَقاناً وأَخْفقَ واخْتفَق، كُلُّهُ: اضْطَرب، وَكَذَلِكَ القَلب والسَّراب إِذَا اضْطَربا. التَّهْذِيبُ: خَفقت الرِّيحُ خَفَقاناً، وَهُوَ حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها، قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ ... خَرِيقٍ، بينَ أَعْلامٍ طِوالِ وأَخْفَقَ بِثَوْبِهِ: لَمع بِهِ. والخَفْقة: مَا يُصيب القلبَ فيَخفِق لَهُ، وَفُؤَادٌ مَخْفوق. التَّهْذِيبُ: الخَفقانُ اضْطِرَابُ الْقَلْبِ وَهِيَ خِفّة تَأْخُذُ الْقَلْبَ، تَقُولُ: رَجُلٌ مَخْفوق. وخفَق بِرَأْسِهِ مِنَ النُّعاس: أَمالَه، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا نَعس نَعْسةً ثُمَّ تَنَبَّهَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كانت رؤوسهم تَخْفِق خَفْقة أَو خَفْقَتَيْنِ. وَيُقَالُ: سَيَّرَ اللَّيْلُ الخَفْقتان وَهُمَا أَوّله وَآخِرُهُ، وَسَيْرُ النَّهَارِ البَرْدانِ أَي غُدْوة وَعَشِيَّةٌ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي كِتَابِهِ: خفَق خُفوقاً إِذَا نَامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا يَنْتَظِرُونَ العِشاء حَتَّى تَخْفِق رؤوسهم أَي يَنامون حَتَّى تسقُط أَذْقانهم عَلَى صُدُورِهِمْ وَهُمْ قُعود، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخُفوق الِاضْطِرَابِ. وَيُقَالُ: خفَق فُلَانٌ خَفْقة إِذَا نَامَ نَومة خَفِيفَةً. وخَفَق الرَّجُلُ أَي حَرَّكَ رَأْسَهُ وَهُوَ نَاعِسٌ. وخفَق الآلُ خَفْقاً: اضْطَرب؛ فأَمّا قَوْلُ رُؤْبَةَ: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ، ... مُشْتَبِهِ الأَعلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ فَإِنَّهُ حُرِّك لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ: فَلَمْ يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ وأَرض خَفَّاقَةٌ: يَخْفِق فِيهَا السَّرَابُ. التَّهْذِيبُ: السَّراب الخَفُوق والخافِقُ الْكَثِيرُ الِاضْطِرَابِ. والخَفْقة: المَفازة ذَاتُ الْآلِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وخَفْقة لَيْسَ بِهَا طُوئِيّ يَعْنِي لَيْسَ بِهَا أَحد. وخفَق الشيءُ: غَابَ، وَقِيلَ لعَبِيدةَ «2». السَّلْمانِيّ: مَا يُوجِبُ الغُسل؟ فَقَالَ: الخَفْقُ والخِلاط؛ يُرِيدُ بِالْخَفْقِ مَغِيب الذَّكَرِ فِي الْفَرْجِ؛ التَّفْسِيرُ للأَزهري، مِنْ خَفَق النجمُ إذا

_ (2). قوله [عبيدة] قال النووي كسفينة وضبط في النهاية أيضاً بفتح العين

انْحطَّ فِي الْمَغْرِبِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَفْق الضرْبِ. وخفَقَ النجمُ يَخْفِقُ وأَخْفَقَ: غَابَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: عيْرانة كفُقودِ الرَّحْلِ ناجِية، ... إِذَا النجومُ تَوَلَّتْ بَعْدَ إخْفاقِ «1» . وَقِيلَ: هُوَ إِذَا تلأَلأَ وأَضاء؛ وأَنشد الأَزهري: وأَطْعُنُ بالقَومِ شَطْرَ المُلوكِ، ... حَتَّى إِذَا خَفَقَ المِجْدَحُ وخَفقَ النجمُ وَالْقَمَرُ: انْحطّ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَخْفقَ إِذا تَوَلَّى للمَغِيب. يُقَالُ: ورَدْتُ خُفوقَ النَّجْمِ أَي وَقْتَ خُفوق الثُّريا، تَجْعَلُهُ ظَرْفًا وَهُوَ مَصْدَرٌ. وَرَأَيْتُ فُلَانًا خَافِقَ الْعَيْنِ أَي خاشِعَ الْعَيْنِ غَائِرَهَا، وَكَذَلِكَ مَاكِلَ الْعَيْنِ «2» ومُرَنَّقُ الْعَيْنِ. وخفَق الليلُ: سَقَطَ عَنِ الأُفق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وخفَق السهمُ: أَسرع. ورِيح خَيْفَقٌ: سَرِيعَةٌ. وَفَرَسٌ خَيْفَق وَنَاقَةٌ خَيْفَق: سَرِيعَةٌ جِدًّا، وَقِيلَ: هِيَ الطَّوِيلَةُ الْقَوَائِمِ مَعَ إخْطاف، وَقَدْ يَكُونُ لِلذَّكَرِ والتأنيثُ عَلَيْهِ أَغلب، وَقِيلَ: فَرَسٌ خَيْفَق مُخْطَفةُ البطنِ قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. الكلابيُّ: امرأَة خَيْفق وَهِيَ الطَّوِيلَةُ الرُّفْعين الدَّقِيقَةُ الْعِظَامِ الْبَعِيدَةُ الْخَطْوِ. وَفَرَسٌ خَيْفق أَي سَرِيعَةٌ جِدًّا. وَظَلِيمٌ خَيْفق: سَرِيعٌ، وَهُوَ الخَنْفَقِيقُ فِي النَّاقَةِ وَالْفَرَسِ وَالظَّلِيمِ، وَهُوَ مَشْيٌ فِي اضْطِرَابٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ خَفِق والأُنثى خَفِقة مِثْلُ خَرِب وخَرِبة، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ خُفَق والأُنثى خُفقَة مِثْلُ رُطَب ورُطبَة، وَالْجِمْعُ خَفِقاتٌ وخُفَقَاتٌ وخِفاقٌ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الأَقَبّ، وَرُبَّمَا كَانَ الْخُفُوقُ مِنْ خِلْقة الْفَرَسِ، وَرُبَّمَا كَانَ مِنَ الضُّمور والجَهْد، وَرُبَّمَا أُفرد وَرُبَّمَا أُضيف؛ وأَنشد فِي الإِفراد: ومُكْفِت فَضْلِ سابغةٍ دلاصٍ، ... عَلَى خَيْفانةٍ خَفِقٍ حَشاها وأَنشد فِي الإِضافة: بِشَنجٍ مُوَتَّرِ الأَنساء، ... حَابِي الضُّلُوعِ خَفِق الأَحْشاء وَيُقَالُ: فرسٌ خَفِقُ الحشَا. والخيْفَق: فَرَسُ سَعْد بْنِ مُشْهِبٍ. وَامْرَأَةٌ خَنْفَقٌ: سَرِيعَةٌ جَرِيئة. والخَنْفَقُ والخَنْفَقِيقُ: الدَّاهِيَةُ؛ يُقَالُ: دَاهِيَةٌ خَنْفَقِيقُ، وَهُوَ أَيْضًا الخَفِيفةُ مِنَ النِّسَاءِ الجَرِيئة، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، جَعَلَهَا مِنْ خَفْقِ الرِّيحِ. والخَنْفقِيق: حِكَايَةُ أَصوات حَوَافِرِ الْخَيْلِ. والخَنْفقِيقُ: الناقِصُ الخَلْقِ؛ قَالَ شُيَيْمُ بْنُ خُوَيْلِد: قلتُ لَسيِّدنا: يا حكيمُ، ... إنَّكَ لَمْ تأسُ أَسْواً رَفِيقا أَعَنْتَ عَدِيًّا عَلَى شَأوِها، ... تُعادِي فَرِيقاً وتَنْفِي فَريقا أَطَعْتَ اليَمِينَ عِنادَ الشِّمالِ، ... تُنَحِّي بِحَدّ المَواسِي الحُلُوقا زَحَرْتَ بِهَا لَيْلَةً كلَّها، ... فجِئتَ بِهَا مُؤْيَداً خَنْفَقِيقا وَهَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ:

_ (1). قوله [كفقود الرحل] كذا بالأَصل مضبوطاً ومثله شرح القاموس ولعله كقعود الرحل (2). قوله [ما كل العين] كذا بالأَصل مرموزاً له بعلامة وقفة، والحرف الأَخير يحتمل أن يكون كافاً أو لاماً، ولعله ماذل العين أي مسترخيها وفاترها.

وَقَدْ طَلقَتْ لَيْلَةً كلَّها، ... فجاءتْ بِهِ مُؤْدَناً خَنْفَقِيقا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ: زحرت بها ليلة كلها كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَقَوْلُهُ: يَا حَكِيمُ، هُزْء مِنْهُ أَيْ أَنت الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ حَكِيمٌ وتُخطئ هَذَا الخَطأ، وَقَوْلُهُ: أَطَعْتَ الْيَمِينَ عِناد الشَّمَالِ، مِثْلُ ضَرَبَهُ، يُرِيدُ فَعَلَتْ فِعْلًا أَمكنت بِهِ أَعداءنا مِنَّا كَمَا أَعلمتك أَن الْعَرَبَ تَأْتِي أَعداءها مِنْ مَيامِنهم؛ يَقُولُ: فجِئتنا بداهيةٍ مِنَ الأَمر وجئتَ بِهِ مُؤْيَداً خَنْفَقِيقًا أَي نَاقِصًا مُقَصِّراً. وخفَقَه بِالسَّيْفِ وَالسَّوْطِ والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً: ضَرَبَهُ بِهَا ضرْباً خَفِيفًا. والمِخْفقةُ: الشَّيْءُ يُضْرَبُ به نحو سير أو دِرّة التَّهْذِيبُ: والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جَزْمٌ، هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يضرب به نحو سير أَوْ دِرَّة. ابْنُ سِيدَهْ: والمِخفقة سَوْطٌ مِنْ خَشَبٍ. وَسَيْفٌ مِخْفَقٌ: عَرِيض. قَالَ الأَزهري: والمِخْفَقُ مِنْ أَسْمَاءِ السَّيْفِ الْعَرِيضِ. اللَّيْثُ: الخَفْقُ ضَرْبُكَ الشَّيْءُ بالدِّرَّة أَو بِشَيْءٍ عَرِيضٍ، والمِخْفقة الدِّرَّةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: فَضَرَبَهُمَا بالمِخفقة ؛ هِيَ الدِّرَّةُ. وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب حَاجَةً فَلَمْ يَظْفَر بِهَا كَالرَّجُلِ إِذَا غَزَا وَلَمْ يَغْنَمْ، أَو كَالصَّائِدِ إِذَا رَجَعَ وَلَمْ يَصْطَدْ، وطلَب حَاجَةً فأخْفَقَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كَانَ لَهَا أَجرها مَرَّتَيْنِ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الإِخْفاقُ أَنْ يغزُو فَلا يَغْنَمَ شَيْئًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ فَرَسًا لَهُ: فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى، ... ويَفْجَع ذَا الضَّغائن بالأَرِيب «1» يَقُولُ: يَغْزُو عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَيَغْنَمُ مَرَّةً وَلَا يَغْنَمُ أُخرى؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كَلُّ طَالِبِ حَاجَةٍ إِذَا لَمْ يَقْضِهَا فَقَدْ أَخْفق إِخْفَاقًا، وَأَصْلُ ذَلِكَ فِي الْغَنِيمَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصْلُهُ مِنَ الخَفْق التحرُّك أَيْ صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غَيْرَ ثَابِتَةٍ مُسْتَقِرَّةٍ. اللَّيْثُ: أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قَلَّ مَالُهُ. والخَفْقُ: صَوْتُ النَّعْلِ وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الأَصوات. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حِينَ يُولُّون عَنْهُ ، يَعْنِي الميتَ يَسْمَعُ صَوْتَ نِعَالِهِمْ عَلَى الأَرض إِذَا مشَوْا. وَرَجُلٌ خَفّاقُ الْقَدَمِ عَرِيضُ بَاطِنِ الْقَدَمِ، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضَرْبٍ بِشَيْءٍ عَرِيضٍ خَفْقٌ؛ وَقَوْلُهُ: مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَفِيفٌ عَلَى الأَرض لَيْسَ بِثَقِيلٍ وَلَا بَطيء، وَقِيلَ: خَفَّاقُ الْقَدَمِ إِذَا كَانَ صَدْرُ قَدَمَيْهِ عَرِيضًا؛ قَالَ أَبو زُغْبةَ الْخَزْرَجِيُّ: قَدْ لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ، ... خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم وَقِيلَ: هَذَا الرَّجَزُ للحُطَم القَيْسِيّ. وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة؛ وَقَوْلُهُ: أَلَا يَا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى، ... مِنَ الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ إِنَّمَا عَنَى بِأَنَّهَا ضَامِرَةُ الْبَطْنِ خَميصة، وَإِذَا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ: المَفازة المَلْساء ذَاتُ الآلِ. والخافِقُ: الْمَكَانُ الْخَالِي مِنَ الأَنِيس، وَقَدْ خَفَقَ إِذَا خَلَا؛ قَالَ الرَّاعِي: عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لَمَّا لَقِيتَنا ... بِثَهْلانَ، مِنْ خَوْف الفُروجِ الخَوافِق

_ (1). قوله [ويصيد] في الأَساس: ويفيد، وقوله [ويفجع] ويفجأ. وهو في ديوانه: فيخفق تارة وَيَصِيدُ أُخرى ... وَيَفْجَعُ ذَا الضغائن بالأَريب

وخَفَق فِي الْبِلَادِ خُفوقاً: ذَهَبَ. والخافِقان: قُطْرا الْهَوَاءِ. والخَافِقانِ: أُفُق الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لأَن الليل والنهار يَحْفِقان فِيهِمَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَخْفِقَانِ بَيْنَهُمَا؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْخَافِقَانِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَغْرِبَ يُقَالُ لَهُ الخافِقُ وَهُوَ الْغَائِبُ، فغَلَّبُوا الْمَغْرِبَ عَلَى الْمَشْرِقِ فَقَالُوا الْخَافِقَانِ كَمَا قَالُوا الأَبوان. شَمِرٌ: الخافقانِ طرَفا السَّمَاءِ والأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ: واللهْب لهبُ الخافِقَيْن يَهْذِمهُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَهْذِمه يَأْكُلُهُ. كِلَاهُمَا فِي فَلَكٍ يستلْحِمُه أَي يَرْكَبُهُ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جنْبةَ: الخافقانِ مُنْتَهَى الأَرض وَالسَّمَاءِ. يُقَالُ: أَلحق اللَّهُ فُلَانًا بِالْخَافِقِ، قَالَ: والخافقانِ هَواءان مُحيطانِ بِجَانِبَيِ الأَرض. قَالَ: وخَوافِقُ السَّمَاءِ الجِهات الَّتِي تَخرج مِنْهَا الرِّيَاحُ الأَربع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ مِيكَائِيلَ مَنْكِباه يَحُكّان الخافِقَيْنِ يَعْنِي طرَفي السَّمَاءِ، وَفِي النِّهَايَةِ: مَنْكِبا إِسْرَافِيلَ يَحُكّانِ الْخَافِقَيْنِ ، قَالَ: وَهُمَا طَرَفَا السَّمَاءِ والأَرض؛ وَقِيلَ: الْمَغْرِبُ وَالْمَشْرِقُ. والخَفّاقةُ: الاسْت. وخفَقت الدَّابَّةُ تَخْفِق إِذَا ضَرطَت، فَهِيَ خَفُوق. والمَخْفُوق: الْمَجْنُونُ؛ وأَنشد: مَخْفُوقة تَزَوَّجَتْ مَخْفُوقا وَرَوَى الأَزهري بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسيد قَالَ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقة مِنَ الدِّين وَسَوْدَابِ الدِّينِ «2»، وَفِي رِوَايَةِ جَابِرٍ: وإدْبار مِنَ الْعِلْمِ ؛ أَراد أَن خُرُوجَ الدَّجَّالِ يَكُونُ عِنْدَ ضَعف الدِّينِ وقِلّة أَهله وظُهور أَهل الْبَاطِلِ عَلَى أَهل الْحَقِّ وفُشُوّ الشَّرِّ وأَهله، وَهُوَ مِنْ خَفق الليلُ إِذَا ذَهَبَ أَكْثَرَهُ، أَو خَفقَ إِذَا اضْطربَ، أَو خَفقَ إِذَا نَعَس. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخَفْقةُ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ النَّعْسةُ هاهنا، يَعْنِي أَنَّ الدِّينَ ناعِسٌ وَسْنانُ فِي ضَعفه، مِنْ قَوْلِكَ خَفقَ خَفْقة إِذَا نامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: ظَلَمَ ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وَقِيلَ: كَانَ اسْمُهُ سَيّاراً خَرَجَ يُرِيدُ الشّحْر هَارِبًا مِنْ عَوْف بْنِ إِكْلِيلِ بْنِ سَيَّارٍ، وَكَانَ قَتَلَ أَخاه عُوَيْفًا، فَلَقِيَهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ وَمَعَهُ نَاقَتَانِ وزادٌ، فَقَالَ لَهُ: أَين تُرِيدُ؟ قَالَ: الشَّحْرُ لِئَلَّا يَقْدِر عليَّ عَوْفٌ فَقَدْ قَتَلْتُ أَخاه عُوَيْفاً، فَقَالَ: خُذْ إِحْدَى النَّاقَتَيْنِ، وشاطَرَه زادَه، فَلَمَّا ولَّى عَطَفَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ فَسُمِّيَ صَرِيعَ الظُّلْمِ؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْقَائِلُ: أُعَلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ، ... فَلَمَّا اسْتَدَّ ساعِدُه رَماني تَعَالَى اللَّهُ هَذَا الجَوْرُ حَقّاً، ... وَلَا ظُلمٌ كَظُلْم الخَيْفَقانِ والخَفَقانُ: اضْطِرابُ الْجَنَاحِ. وخَفَقَ الطَّائِرُ أَي طَارَ، وأَخْفَقَ إِذَا ضَرَبَ بِجَنَاحَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنها إخْفاقُ طيرٍ لَمْ يَطِرْ وَفَلَاةٌ خَيْفَقٌ أَيْ وَاسِعَةٌ يَخْفِق فِيهَا السَّراب؛ قَالَ الزَّفَيان: أَنَّى أَلَمَّ طَيْفُ لَيلى يَطْرُقُ، ... ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهقُ، تِيهٌ مَرَوْراة وفَيْفٌ خَيْفَقُ

_ (2). قوله [وسوداب الدين] كذا بالأَصل ورمز له بعلامة وقفة

الأَصمعي: المَخْفَقُ الأَرض الَّتِي تَسْتَوِي فَيَكُونُ فِيهَا السرابُ مضْطَرِباً. ومُخَفِّقٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ولامِعاً مخَفِّقٌ فَعَيْهَمُه خقق: خقَّت الأَتانُ تخِقُّ خَقِيقاً، وَهِيَ خقُوق: صوَّتَ حَياؤها عِنْدَ الْجِمَاعِ مِنَ الهُزال والاسْتِرْخاء، وَكَذَلِكَ كَلُّ أُنْثَى مِنَ الدَّوَابِّ. وخَقَّ الفَرج يَخِقُّ خقِيقاً، وَكَذَلِكَ قُنْبُ الفرَس إِذَا صَوَّتَ، وخقَّت الْمَرْأَةُ وَهِيَ خَقوق وخَقَّاقة كَذَلِكَ، وَهُوَ نَعْتٌ مَكْرُوهٌ؛ قَالَ: لَوْ نِكْتَ مِنهنَّ خقُوقاً عَرْدا، ... سَمِعْت رِزّاً ودَوِيّاً إِدَّا أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: الخِقاقُ صَوْتٌ يَكُونُ فِي ظَبْية الأُنثى مِنَ الْخَيْلِ مِنْ رَخاوة خِلْقتها وارْتِفاع مُلْتَقاها، فَإِذَا تَحَرَّكَتْ لعَنَقٍ أَو غَيْرِهِ احْتَشَتْ رَحمُها الريحَ فصوَّتت فَذَلِكَ الخِقاق، وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ مِنْ ذَلِكَ الخاقُّ. والخَقُوق والخَقَّاقةُ مِنَ الأُتُن وَالنِّسَاءِ: الْوَاسِعَةُ الدُبر. وَيُقَالُ فِي السِّباب: يَا ابْنَ الخَقُوق والخَقَّاقةُ: الاسْتُ؛ وَمِنَ الأَحْراح مُخِقٌّ، وإخْقاقُه: صَوْتُهُ عِنْدَ النَّخْجِ. وحِرٌ مُخِقّ: مُصَوِّتٌ عِنْدَ النَّخْجِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذَا اتَّسعت البَكْرةُ أَو اتَّسع خَرْقُها عَنْهَا قِيلَ: أَخَقَّت إخْقاقاً فانخَسُوها نَخْساً، وَهُوَ أَن يُسدَّ مَا اتَّسَعَ مِنْهَا بِخَشَبَةٍ أَو بِحَجَرٍ أَو بِغَيْرِهِ. وخَقَّت الْبَكَرَةُ: اتَّسع خَرْقُها عَنِ المِحْوَر أَو اتَّسَعَتِ النّعامةُ عَنْ مَوْضِعِ طَرفها مِنَ الزُّرْنُوق. والخَقِيقُ والخَقْخَقةُ: زُعاقُ قُنْب الدَّابَّةِ، وَقَدْ خَقَّ وخَقْخقَ. قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ الخَقيقُ زُعاقُ قُنب الدابَّة فَإِذَا ضُوعِفَ مُخَفَّفًا قِيلَ: خَقْخَق. والخَقْخقة: صَوْتُ الْقَنْبِ والفرجِ إِذَا ضُوعف. وخَقَّ القارُ وَمَا أَشبهه خَقّاً وخقَقاً وخَقِيقاً وخَقخق: غَلى وسُمع لَهُ صَوْتٌ. والخَقُّ: الْغَدِيرُ الْيَابِسُ إِذَا جَفَّ وتَقَلْفَع؛ قَالَ: كأَنَّما يَمْشِين فِي خَقّ يَبَسْ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَالَ أَهل اللُّغَةِ الخقُّ شِبْهُ حُفْرَةٍ غَامِضَةٍ فِي الأَرض مِثْلُ اللُّخْقُوق، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والخَقُّ والأُخْقوق: قَدْرُ مَا يَخْتَفِي فِيهِ الدَّابَّةُ أَو الرَّجُلُ، لُغَةٌ فِي اللُّخْقوق؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَمَنْ قَالَ اللُّخْقُوقُ فَإِنَّمَا هُوَ غَلَطٌ مِنْ قِبَلِ الْهَمْزَةِ مَعَ لَامِ الْمَعْرِفَةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ يَتكلم بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَبِهَذِهِ اللُّغَةِ قَرَأَ نَافِعٌ، يَقُولُونَ قَالَ الأَحمر، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَالَ لَحْمر، وَقَالَ ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلُ؛ حَكَاهُ الزَّجَّاجُ. وَقِيلَ: الأَخاقِيقُ فُقَرٌ فِي الأَرض وَهِيَ كُسور فِيهَا فِي مُنْعَرَج الْجَبَلِ وَفِي الأَرض المتَفقِّرة، وَهِيَ الأَودية. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ وَاقِفًا مَعَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَوَقَصَت بِهِ نَاقَتُهُ فِي أَخاقِيقِ جِرْذان فَمَاتَ ؛ وَهِيَ شُقوق فِي الأَرض، وَاحِدُهَا أُخْقُوق، وَلَا يَعْرِفُهُ الأَصمعي إِلَّا بِاللَّامِ؛ قَالَ الأَصمعي: إِنَّمَا هُوَ لخَاقِيق جِرْذانٍ، وَاحِدُهَا لُخْقوق، وَهِيَ شُقُوقٌ فِي الأَرض؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَقَالَ غَيْرُهُ: الأَخاقِيقُ صَحِيحَةٌ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، وَاحِدُهَا أُخْقُوق مِثْلُ أُخدود وأَخادِيدَ. والخَقُّ والخَدُّ: الشَّقُّ فِي الأَرض. يُقَالُ: خَدَّ السيلُ فِيهَا خَدّاً وخَقَّ فِيهَا خَقّاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: خَقَّ السَّيْلُ فِي الأَرض خَقًّا إِذَا حَفر فِيهَا حَفْراً عَمِيقًا.

وَكَتَبَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوانَ إِلى وَكِيلٍ لَهُ عَلَى ضَيْعة: أَمَّا بَعْدُ فَلَا تَدَعْ خَقّاً مِنَ الأَرض وَلَا لَقًّا إِلا سَوَّيْته وزرَعْتَه؛ فاللَّقُّ: الشَّقُّ الْمُسْتَطِيلُ وَهُوَ الصَّدْعُ، والخَقُّ: حُفْرة غامضة في الأَرض وَهُوَ الجُحْر؛ وأَنشد شَمِرٌ لِلَّعين المِنْقَريّ يَصِفُ ذَكَرَ فَرَسٍ: وقاسِحٍ كَعمُودِ الأَثْلِ يَحْفِزُه ... دَرْكاً حِصان، وصُلْب غَيْر مَعْرُوقِ مِثْل الهِراوة مِيثام، إِذا وقَبَتْ ... فِي مَهْبِلٍ، صادَفَتْ دَاءَ اللَّخاقِيقِ «1» . ابْنُ الأَعرابي: الخِقَقةُ الرَّكَواتُ المُتلاحِماتُ، والخِقَقةُ أَيضاً الشُّقوق الضيِّقةُ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ استخَقَّ الفرَسُ وأَخَقَّ وامْتَخَض إِذا اسْتَرْخى سُرْمُه، يُقَالُ ذلك في الذكر. خلق: اللَّهُ تَعَالَى وتقدَّس الخالِقُ والخَلَّاقُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ ؛ وَفِيهِ: بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ؛ وإِنما قُدّم أَوَّل وَهْلة لأَنه مِنْ أَسماء اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ. الأَزهري: وَمِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الْخَالِقُ والخلَّاق وَلَا تَجُوزُ هَذِهِ الصِّفَةُ بالأَلف وَاللَّامِ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ الَّذِي أَوجد الأَشياء جَمِيعَهَا بَعْدَ أَن لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً، وأَصل الْخَلْقِ التَّقْدِيرُ، فَهُوَ باعْتبار تَقْدِيرِ مَا مِنْهُ وجُودُها وَبِالِاعْتِبَارِ للإِيجادِ عَلَى وَفْقِ التَّقْدِيرِ خالقٌ. والخَلْقُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: ابتِداع الشَّيْءِ عَلَى مِثال لَمْ يُسبق إِليه: وَكُلُّ شَيْءٍ خلَقه اللَّهُ فَهُوَ مُبْتَدِئه عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سُبق إِليه: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ... فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ . قَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: الْخَلْقُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما الإِنْشاء عَلَى مِثَالٍ أَبْدعَه، وَالْآخَرُ التَّقْدِيرُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ، مَعْنَاهُ أَحسن المُقدِّرين؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً ؛ أَي تُقدِّرون كَذِبًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ خَلْقه؛ تَقْدِيرُهُ، وَلَمْ يَرِدْ أَنه يُحدِث مَعْدُومًا. ابْنُ سِيدَهْ: خَلق اللَّهُ الشَّيْءَ يَخلُقه خَلْقًا أَحدثه بَعْدَ أَن لَمْ يَكُنْ، والخَلْقُ يَكُونُ الْمَصْدَرَ وَيَكُونُ المَخْلُوقَ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ؛ أَي يخلُقكم نُطَفاً ثُمَّ عَلَقاً ثُمَّ مُضَغاً ثُمَّ عِظاماً ثُمَّ يَكسُو العِظام لَحْمًا ثُمَّ يُصوّر ويَنفُخ فِيهِ الرُّوح، فَذَلِكَ مَعْنَى خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ فِي البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وَقَدْ قِيلَ فِي الأَصلاب وَالرَّحِمِ وَالْبَطْنِ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي أَحسَنَ كلَّ شَيْءٍ خَلْقَه ؛ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ بِهِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوجه: فَقَالَ خَلْقاً مِنْهُ، وَقَالَ خَلْقَ كلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ عَلَّم كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَه؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ دِينَ اللَّهِ لأَن اللَّهَ فَطَر الخَلْقَ عَلَى الإِسلام وخلَقهم مِنْ ظَهْرِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه رَبُّهُمْ وَآمَنُوا، فَمَنْ كَفَرَ فَقَدْ غيَّر خَلْقَ اللَّهِ، وَقِيلَ: هُوَ الخِصاء لأَنَّ مَنْ يَخْصِي الْفَحْلَ فَقَدْ غيَّر خَلْقَ اللَّهِ، وَقَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ، أَي دِينَ اللَّهِ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: ذَهَبَ قَوْمٌ إِلى أَن قولهما حُجَّةٌ لِمَنْ قَالَ الإِيمان مَخْلُوقٌ وَلَا حَجَّةَ لَهُ، لأَن قَوْلَهُمَا دِين اللَّهِ أَرادا حُكْمَ اللَّهِ، والدِّينُ الحُكْم، أَي فَلَيُغَيِّرُنَّ حُكْمَ اللَّهِ والخَلْق الدِّينُ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: لدِين اللَّهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ الصَّحِيحُ لَا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ

_ (1). قوله [مثل الهراوة إلخ] سيأتي للمؤلف في مادة لخق على غير هذا الوجه

مَعْنَى صِحَّةِ الدِّينِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ؛ أَي قُدرتُنا عَلَى حَشْركم كَقُدْرَتِنَا عَلَى خَلْقِكم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَخلَّق لِلنَّاسِ بِمَا يَعلم اللهُ أَنه لَيْسَ مِنْ نَفسه شانَه اللَّهُ ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: قَوْلُهُ تخلَّق أَي أَظهر فِي خُلُقِه خِلَافَ نِيَّتِهِ. ومُضْغةٌ مُخلَّقة أَي تَامَّةُ الْخَلْقِ. وَسُئِلَ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ قَوْلِهِ تَعَالَى: مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ، فَقَالَ: النَّاسُ خُلِقوا عَلَى ضَرْبَيْنِ: مِنْهُمْ تَامُّ الخَلق، وَمِنْهُمْ خَدِيجٌ نَاقِصٌ غَيْرُ تَامٍّ، يدُلُّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ مَا نَشاءُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُخَلَّقَةٌ قَدْ بَدَا خَلْقُها، وَغَيْرُ مُخَلَّقَةٍ لَمْ تُصوَّر. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ: لَا وَالَّذِي خَلَق الخُلُوق مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ يُرِيدُ جَمْعَ الخَلْقِ. وَرَجُلٌ خَلِيقٌ بَيِّنُ الخَلْق: تامُّ الخَلْق مُعْتَدِلٌ، والأُنثى خَلِيق وخَلِيقة ومُخْتَلَقةٌ، وَقَدْ خَلُقَت خَلاقة. والمُخْتلَق: كالخَليق، والأُنثى مُخْتلَقة. وَرَجُلٌ خَلِيق إِذا تَمَّ خَلقُه، وَالنَّعْتُ خَلُقت المرأَة خَلاقة إِذا تَمَّ خَلْقها. وَرَجُلٌ خَلِيق ومُخْتلَق: حسَنُ الخَلْقِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: امرأَة خَلِيقة ذَاتُ جِسْمٍ وخَلْق، وَلَا يُنْعَتُ بِهِ الرَّجُلُ. والمُخْتلَق: التامُّ الخَلْق والجَمالِ المُعتدِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ البُرْج بْنِ مُسْهِر: فَلَمَّا أَن تَنَشَّى، قامَ خِرْقٌ ... مِنَ الفِتْيانِ، مُختَلَقٌ هَضِيمُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وقَتلِه أَبا جَهْلٍ: وَهُوَ كالجَمل المُخَلَّقِ أَي التامِّ الخَلْقِ. والخَلِيقةُ: الخَلْقُ والخَلائقُ، يُقَالُ: هُمْ خَلِيقةُ اللَّهِ وَهُمْ خَلْق اللَّهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهَا الْخَلَائِقُ. وَفِي حَدِيثِ الخَوارِج: هُمْ شَرُّ الخَلْقِ والخَلِيقةِ ؛ الخَلْقُ: النَّاسُ، والخَليقةُ: الْبَهَائِمُ، وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَيُرِيدُ بِهِمَا جَمِيعَ الْخَلَائِقِ. والخَلِيقةُ: الطَّبِيعة الَّتِي يُخلَق بِهَا الإِنسان. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هَذِهِ خَلِيقتُه الَّتِي خُلق عَلَيْهَا وخُلِقَها وَالَّتِي خُلِق؛ أَراد الَّتِي خُلِق صَاحِبُهَا، وَالْجَمْعُ الخَلائق؛ قَالَ لَبِيدٌ: فاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنَّما ... قَسَمَ الخلائقَ، بَيْنَنَا، عَلَّامُها والخِلْقةُ: الفِطْرة. أَبو زَيْدٍ: إِنه لَكَرِيمُ الطَّبِيعة والخَلِيقةِ والسَّلِيقةِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والخَلِيقُ: كالخَلِيقة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: وَقَالَ القَنانِي فِي الْكِسَائِيِّ: وَمَا لِي صَدِيقٌ ناصِحٌ أَغْتَدِي لَهُ ... ببَغْدادَ إِلَّا أَنتَ، بَرٌّ مُوافِقُ يَزِينُ الكِسائيَّ الأَغرَّ خَلِيقُه، ... إِذا فَضَحَتْ بعْضَ الرِّجالِ الخَلائقُ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الخَلِيقُ جَمْعَ خَلِيقة كَشَعِيرٍ وَشَعِيرَةٍ، قَالَ: وَهُوَ السابِق إِليّ، والخُلُق الخَلِيقة أَعني الطَّبِيعة. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ، وَالْجَمْعُ أَخْلاق، لَا يُكسّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. والخُلْق والخُلُق: السَّجِيّة. يُقَالُ: خالِصِ المُؤْمنَ وخالِقِ الْفَاجِرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ شَيْءٌ فِي الْمِيزَانِ أَثْقلَ مِنْ حُسن الخُلُق ؛ الخُلُقُ، بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِهَا: وَهُوَ الدِّين والطبْع وَالسَّجِيَّةُ، وَحَقِيقَتُهُ أَنه لِصورة الإِنسان الْبَاطِنَةِ وَهِيَ نفْسه وأَوصافها وَمَعَانِيهَا المختصةُ بِها بِمَنْزِلَةِ الخَلْق لِصُورَتِهِ الظَّاهِرَةِ وأَوصافها وَمَعَانِيهَا، وَلَهُمَا أَوصاف حسَنة وَقَبِيحَةٌ، والثوابُ وَالْعِقَابُ

يَتَعَلَّقَانِ بأَوصاف الصُّورَةِ الْبَاطِنَةِ أَكثر مِمَّا يَتَعَلَّقَانِ بأَوصاف الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ، وَلِهَذَا تَكَرَّرَتِ الأَحاديث فِي مَدح حُسن الْخُلُقِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ كَقَوْلِهِ: مِن أَكثر مَا يُدخل الناسَ الجنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وحُسْنُ الْخُلُقِ ، وقولِه: أَكملُ المؤْمنين إِيماناً أَحْسنُهم خلُقاً ، وَقَوْلُهُ: إِنَّ الْعَبْدَ ليُدرك بحُسن خُلقه درجةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، وَقَوْلُهُ: بُعِثت لأُتَمِّم مَكارِم الأَخلاق ؛ وَكَذَلِكَ جَاءَتْ فِي ذَمِّ سُوءِ الْخُلُقِ أَيضاً أَحاديث كَثِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ خُلُقه القرآنَ أَي كَانَ مُتَمَسِّكًا بِهِ وَبِآدَابِهِ وأَوامره وَنَوَاهِيهِ وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَكَارِمِ وَالْمَحَاسِنِ والأَلطاف. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ تخلَّق لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنه لَيْسَ مِنْ نَفْسه شانَه اللَّهُ ، أَي تكلَّف أَن يُظهر مِنْ خُلُقه خِلاف مَا يَنطوِي عَلَيْهِ، مِثْلُ تصَنَّعَ وتجَمَّل إِذا أَظهر الصَّنِيع وَالْجَمِيلَ. وتَخلَّق بخلُق كَذَا: اسْتَعْمَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ مَخْلُوقًا فِي فِطْرته، وَقَوْلُهُ تخلَّق مِثْلَ تَجمَّل أَي أَظهر جَمالًا وَتَصَنَّعَ وتَحسَّن، إِنَّما تأْوِيلُه الإِظْهار. وَفُلَانٌ يَتخلَّق بِغَيْرِ خُلقه أَي يَتكلَّفه؛ قَالَ سَالِمُ بْنُ وابِصةَ: يَا أَيُّها المُتحلِّي غيرَ شِيمَتِه، ... إِن التَّخَلُّق يأْتي دُونه الخُلُقُ أَراد بِغَيْرِ شِيمته فَحَذَفَ وأَوصَل. وخالَقَ الناسَ: عاشَرهم عَلَى أَخلاقِهم؛ قَالَ: خالِقِ الناسَ بخُلْقٍ حَسَنٍ، ... لَا تَكُنْ كلْباً عَلَى الناسِ يَهِرّ والخَلْق: التَّقْدِيرُ؛ وخلَق الأَدِيمَ يَخْلُقه خَلْقاً: قدَّره لما يريد قَبْلَ الْقَطْعِ وَقَاسَهُ لِيَقْطَعَ مِنْهُ مَزادةً أَو قِربة أَو خُفّاً؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ رَجُلًا: ولأَنتَ تَفْري مَا خَلَقْتَ، وبعضُ ... القومِ يَخْلُقُ، ثُمَّ لَا يَفْري يَقُولُ: أَنت إِذا قدَّرت أَمراً قَطَعْتَهُ وأَمضيتَه وغيرُك يُقدِّر مَا لَا يَقطعه لأَنه لَيْسَ بِمَاضِي العَزْم، وأَنتَ مَضّاء عَلَى مَا عَزَمْتَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَرادُوا أَن تُزايِلَ خالِقاتٌ ... أَدِيمَهُمُ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا يَصِفُ ابْنَيْ نِزار مِنْ مَعدّ، وَهُمَا رَبِيعةُ ومُضَر، أَراد أَن نسَبهم وأَدِيمهم وَاحِدٌ، فإِذا أَراد خالقاتُ الأَديم التفْرِيقَ بَيْنَ نسَبهم تبيَّن لَهُنَّ أَنه أَديم وَاحِدٌ لَا يَجُوزُ خَلْقُه لِلْقَطْعِ، وضرَب النِّسَاءَ الخالِقاتِ مَثَلًا لِلنَّسَّابِينَ الَّذِينَ أَرادوا التَّفْرِيقَ بَيْنَ ابْنَيْ نِزار، وَيُقَالُ: زايَلْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وزيَّلْتُ إِذا فَرَّقْت. وَفِي حَدِيثِ أُخت أُمَيَّةَ بْنُ أَبي الصَّلْت قَالَتْ: فدخَلَ عليَّ وأَنا أَخلُقُ أَدِيماً أَي أُقَدِّره لأَقْطَعه. وَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا خَلَقْتُ إِلَّا فَرَيْتُ، وَلَا وَعَدْتُ إِلَّا وَفَيْتُ. والخَلِيقةُ: الحَفِيرة المَخْلوقة فِي الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَا ماءَ فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ النُّقْرة فِي الْجَبَلِ يَسْتَنقِع فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ: الْخَلِيقَةُ الْبِئْرُ سَاعَةَ تُحْفَر. ابْنُ الأَعرابي: الخُلُق الآبارُ الحَدِيثاتُ الحَفْر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رأَيت بِذِرْوة الصَّمّان قِلاتاً تُمْسِك ماءَ السَّمَاءِ فِي صَفاةٍ خَلَقها اللَّهُ فِيهَا تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ خَلائقَ، الْوَاحِدَةُ خَلِيقةٌ، ورأَيت بالخَلْصاء مِنْ جِبَالِ الدَّهْناء دُحْلاناً خَلَقَهَا اللَّهُ فِي بُطُونِ الأَرض أَفواهُها ضَيِّقَةٌ، فإِذا دَخَلَهَا الدَّاخِلُ وَجَدَهَا تَضِيقُ مَرَّةً وتَتَّسِعُ أُخرى، ثُمَّ يُفْضي المَمَرُّ فِيهَا إِلى قَرار لِلْمَاءِ وَاسِعٍ لَا يُوقَفُ عَلَى أقْصاه،

وَالْعَرَبُ إِذا تَرَبَّعوا الدَّهْنَاءَ وَلَمْ يَقَعَ رَبِيعٌ بالأَرضِ يَمْلأُ الغُدْرانَ استَقَوْا لِخَيْلِهِمْ وَشِفَاهِهِمْ «2» مِنْ هَذِهِ الدُّحْلان. والخَلْقُ: الْكَذِبُ. وخلَق الكذبَ والإِفْكَ يخلُقه وتخَلَّقَه واخْتَلَقَه وافْتراه: ابتدَعه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً . وَيُقَالُ: هَذِهِ قَصِيدَةٌ مَخْلوقة أَي مَنْحولة إِلى غَيْرِ قَائِلِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ، فَمَعْنَاهُ كَذِبُ الأَولين، وخُلُق الأَوَّلين قِيلَ: شِيمةُ الأَولين، وَقِيلَ: عادةُ الأَوَّلين؛ ومَن قرأَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ فَمَعْنَاهُ افْتِراءُ الأَوَّلين؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ أَراد اختِلاقهم وَكَذِبَهُمْ، وَمَنْ قرأَ خُلُق الأَولين ، وَهُوَ أَحبُّ إِليَّ، الْفَرَّاءُ: أَراد عَادَةَ الأَولين؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ حدَّثنا فُلَانٌ بأَحاديث الخَلْق، وَهِيَ الخُرافات مِنَ الأَحاديث المُفْتَعَلةِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ أَي تَخَرُّص. وَفِي حَدِيثِ أَبي طَالِبٍ: إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ أَي كَذِبٌ ، وَهُوَ افْتِعال مِنَ الخَلْق والإِبْداع كأَنَّ الْكَاذِبَ تخلَّق قَوْلَهُ، وأَصل الخَلق التَّقْدِيرُ قَبْلَ الْقَطْعِ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ خالِقٌ أَي صَانِعٌ، وهُنَّ الخالقاتُ لِلنِّسَاءِ. وخلَق الشيءُ خُلوقاً وخُلوقةً وخَلُقَ خَلاقةً وخَلِق وأَخْلَق إِخْلاقاً واخْلَوْلَق: بَلِيَ؛ قَالَ: هاجَ الهَوى رَسْمٌ، بذاتِ الغَضَا، ... مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ خَلُقَ قَوْلُ الأَعشى: أَلا يَا قَتْل، قَدْ خَلُقَ الجَديدُ، ... وحُبُّكِ مَا يَمِحُّ [يَمُحُ] وَلَا يَبِيدُ وَيُقَالُ أَيضاً: خَلُق الثوبُ خُلوقاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَضَوْا، وكأَنْ لَمْ تَغْنَ بالأَمسِ أَهْلُهُم، ... وكُلُّ جَدِيدٍ صائِرٌ لِخُلُوقِ وَيُقَالُ: أَخْلَقَ الرَّجُلُ إِذا صَارَ ذَا أَخْلاق؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: عَجِبَتْ أُثَيْلةُ أَنْ رأَتْني مُخْلِقاً؛ ... ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذَاكَ يَرُوعُ؟ قَدْ يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى، ورِداؤه ... خَلَقٌ، وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ وأَخْلَقْته أَنا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وشيءٌ خَلَقٌ: بالٍ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ لأَنه فِي الأَصل مَصْدَرُ الأَخْلَقِ وَهُوَ الأَمْلَس. يُقَالُ: ثَوْبٌ خَلَق ومِلْحفة خَلَق وَدَارٌ خَلَقٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا خَلَقة فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ. وجِسْمٌ خَلَقٌ ورِمّة خَلَق؛ قَالَ لَبِيدٌ: والثِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلَقاً، ... بعدَ المَماتِ، فإِني كنتُ أَتَّئِرُ وَالْجَمْعُ خُلْقانٌ وأَخْلاق. وَقَدْ يُقَالُ: ثَوْبٌ أَخلاق يَصِفُونَ بِهِ الْوَاحِدَ، إِذا كَانَتِ الخلُوقة فِيهِ كلِّهِ كَمَا قَالُوا بُرْمةٌ أَعْشار وَثَوْبٌ أَكْياشٌ وحبْل أَرْمامٌ وأَرضٌ سَباسِبٌ، وَهَذَا النَّحْوُ كَثِيرٌ، وَكَذَلِكَ مُلاءَة أَخْلاق وبُرْمة أَخْلاق؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي نَوَاحِيهَا أَخْلاق، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّقَ ثُمَّ جُمِع، قَالَ: وَكَذَلِكَ حَبْل أَخلاق وقِرْبة أَخلاق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ ثَوْبٌ أَخلاق يُجمع

_ (2). قوله [لخيلهم وشفاههم] كذا بالأَصل، وعبارة ياقوت في الدحائل عن الأَزهري: أَنْ دُحْلَانَ الْخَلْصَاءِ لَا تَخْلُو مِنَ الْمَاءِ وَلَا يُسْتَقَى مِنْهَا إِلَّا لِلشِّفَاءِ والخبل لتعذر الاستسقاء مِنْهَا وَبُعْدِ الْمَاءِ فِيهَا من فوهة الدحل

بِمَا حَوْلَهُ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: جاءَ الشِّتاءُ، وقَمِيصي أَخْلاقْ ... شَراذِمٌ، يَضْحَكُ مِنْهُ التَّوَّاقْ والتَّوّاقُ: ابْنُهُ. وَيُقَالُ جُبّة خَلَق، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَجَدِيدٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ أَيضاً، وَلَا يَجُوزُ جُبَّة خلَقة وَلَا جَديدة. وَقَدْ خَلُق الثَّوْبُ، بِالضَّمِّ، خُلوقة أَي بَلِيَ، وأَخلَق الثَّوْبُ مِثْلُهُ. وَثَوْبٌ خَلَقٌ: بالٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: كأَنَّهما، والآلُ يَجْرِي عَلَيْهِمَا ... مِنَ البُعْدِ، عَيْنا بُرْقُعٍ خَلَقانِ قَالَ الْفَرَّاءُ: وإِنما قِيلَ لَهُ خَلقٌ بِغَيْرِ هَاءٍ لأَنه كَانَ يُسْتَعْمَلُ فِي الأَصل مُضَافًا فَيُقَالُ أَعطِني خَلَقَ جُبَّتك وخَلَقَ عِمامتِك، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الإِفراد كَذَلِكَ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الزَّجَّاجِيُّ فِي شَرْحِ رِسَالَةِ أَدب الْكَاتِبِ: لَيْسَ مَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ بِشَيْءٍ لأَنه يُقَالُ لَهُ فلمَ وَجَبَ سُقوط الْهَاءِ فِي الإِضافة حَتَّى حُمل الإِفراد عَلَيْهَا؟ أَلا تَرَى أَن إِضافة الْمُؤَنَّثِ إِلى الْمُؤَنَّثِ لَا تُوجِبُ إسقاط العلاقة مِنْهُ، كقولهِ مخدّةُ هِند ومِسْوَرةُ زَينب وَمَا أَشبه ذَلِكَ؟ وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: أَصبحت ثِيَابُهُمْ خُلْقاناً وخَلَقُهم جُدُداً، فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ الَّذِي هُوَ الخُلقان. ومِلْحفة خُلَيْقٌ: صغَّروه بِلَا هَاءٍ لأَنه صِفَةٌ وَالْهَاءُ لَا تَلْحَقُ تَصْغِيرَ الصِّفَاتِ، كَمَا قَالُوا نُصَيف فِي تَصْغِيرِ امرأَة نَصَف. وأَخْلق الدّهرُ الشيءَ: أَبلاه؛ وَكَذَلِكَ أَخْلَق السائلُ وجهَه، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وأَخلقَه خَلَقاً: أَعطاه إِياها. وأَخلَق فُلَانٌ فُلَانًا: أَعطاه ثَوْبًا خَلقاً. وأَخلقْته ثَوْبًا إِذا كسَوْته ثَوْبًا خَلَقًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى أَخْلَق الثوبُ لأَبي الأَسود الدُّؤَلِيِّ: نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُه، ... كنَبذِكَ نعْلًا أَخْلَقَتْ مِنْ نِعالِكا وَفِي حَدِيثِ أُم خَالِدٍ: قَالَ لَهَا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْلي وأَخْلِقِي ؛ يُرْوَى بِالْقَافِ وَالْفَاءِ، فَبِالْقَافِ مِنْ إِخلاق الثَّوْبِ وَتَقْطِيعِهِ مِنْ خَلُق الثوبُ وأَخلَقه، وَالْفَاءُ بِمَعْنَى العِوَض والبَدَل، قَالَ: وَهُوَ الأَشبه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: باعَه بيْع الخلَق، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وأَنشد: أَبْلِغْ فَزارةَ أَنِّي قَدْ شَرَيْتُ لَهَا ... مَجْدَ الحياةِ بِسَيْفِي، بَيْعَ ذِي الخَلَقِ والأَخْلَقُ: الليِّن الأَملسُ المُصْمَتُ. والأَخلَق: الأَملس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وهَضْبة خَلْقاء: مُصمتة مَلْساء لَا نَبَاتَ بِهَا. وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ إِنما الْفَقِيرُ الأَخْلَقُ الكَسْبِ ؛ يَعْنِي الأَملس مِنَ الحَسنات الَّذِي لَمْ يُقدِّم لِآخِرَتِهِ شَيْئًا يُثَابُ عَلَيْهِ؛ أَراد أَن الْفَقْرَ الأَكبر إِنما هُوَ فَقْرُ الْآخِرَةِ وأَنّ فَقْرَ الدُّنْيَا أَهون الْفَقْرَيْنِ، وَمَعْنَى وَصْفِ الْكَسْبِ بِذَلِكَ أَنه وَافِرٌ مُنْتظِم لَا يَقَعُ فِيهِ وَكْسٌ وَلَا يَتحيَّفُه نَقْص، كَقَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَيْسَ الرَّقُوب الَّذِي لَا يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ وإِنما الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقدِّم مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، هَذَا مثَل لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي مَالِهِ، وَلَا يُصاب بِالْمَصَائِبِ، وَلَا يُنكَب فيُثاب عَلَى صَبْرِهِ فِيهِ، فإِذا لَمْ يُصَبْ وَلَمْ يُنكب كَانَ فَقِيرًا مِنَ الثَّوَابِ؛ وأَصل هَذَا أَن يُقَالَ لِلْجَبَلِ الْمُصْمَتِ الَّذِي لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ شَيْءٌ أَخلَقُ. وَفِي حَدِيثِ فاطمةَ بِنْتِ قَيْسٍ: وأَما مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ أَخلَقُ مِنَ الْمَالِ أَي خِلْوٌ عارٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَجر أَخلَقُ أَي أَمْلَسُ مُصْمَت لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ شَيْءٌ.

وَصَخْرَةٌ خَلْقاء إِذا كَانَتْ مَلْساء؛ وأَنشد للأَعشى: قَدْ يَتْرُك الدهْرُ فِي خَلْقاءَ راسيةٍ ... وَهْياً، ويُنْزِلُ مِنْهَا الأَعْصَمَ الصَّدَعا فأَراد عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن الفَقْر الأَكبر إِنما هُوَ فقرُ الْآخِرَةِ لِمَنْ لَمْ يُقدِّم مِنْ مَالِهِ شَيْئًا يُثَابُ عَلَيْهِ هُنَالِكَ. والخَلْق: كُلُّ شَيْءٍ مُمَلَّس. وَسَهْمٌ مُخَلَّق: أَملَسُ مُستوٍ. وَجَبَلٌ أَخلقُ: ليِّن أَملس. وَصَخْرَةٌ خَلْقاء بيِّنة الخَلَق: لَيْسَ فِيهَا وَصْم وَلَا كَسْرٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ فَرَسًا: بمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِيدةِ، مَتْنُه ... كصَفا الخَلِيقةِ بالفَضاءِ المُلْبِدِ والخَلِقةُ: السحابةُ الْمُسْتَوِيَةُ المُخِيلةُ لِلْمَطَرِ. وامرأَة خُلَّقٌ وخَلْقاء: مِثْلُ الرَّتْقاء لأَنها مُصْمَتة كالصَّفاة الخَلْقاء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مَثَل بالهَضْبة الخَلْقاء لأَنها مُصمتة مِثْلُهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كُتب إِليه فِي امرأَة خَلْقاء تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فكتَب إِليه: إِن كَانُوا عَلِمُوا بِذَلِكَ، يَعْنِي أَولياءها، فأَغْرمْهم صَداقَها لِزَوْجِهَا ؛ الخَلْقاء: الرَّتْقاء مِنَ الصخْرة الملْساء المُصمتة. والخَلائق: حَمائرُ الْمَاءِ، وَهِيَ صُخور أَربع عِظام مُلْس تَكُونُ عَلَى رأْس الرَّكِيّة يَقُومُ عَلَيْهَا النازعُ والماتِحُ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَغَادَرْنَ مَرْكُوّاً أَكَسَّ عَشِيّة، ... لدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بادٍ خَلائقُهْ وخَلِق الشيءُ خَلَقاً واخْلَوْلَق: امْلاسَّ ولانَ وَاسْتَوَى، وخَلَقه هُوَ. واخْلَوْلَق السحابُ: اسْتَوَى وارْتَتقَتْ جَوَانِبُهُ وصارَ خَلِيقاً لِلْمَطَرِ كأَنه مُلِّس تَمْلِيسًا؛ وأَنشد لمُرقِّش: مَاذَا وُقُوفي عَلَى رَبْعٍ عَفا، ... مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ؟ واخْلَولَق الرَّسْمُ أَي اسْتَوَى بالأَرض. وسَحابة خَلْقاء وخَلِقة؛ عَنْهُ أَيضاً، وَلَمْ يُفسر. ونشأَتْ لَهُمْ سَحَابَةٌ خَلِقة وخَلِيقةٌ أَي فِيهَا أَثر الْمَطَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا رَعَدَتْ رَعْدةٌ وَلَا بَرَقَتْ، ... لكنَّها أُنْشِئتْ لَنَا خَلِقَهْ وقِدْحٌ مُخلَّق: مُستوٍ أَملس مُلَيَّن، وَقِيلَ: كُلُّ مَا لُيِّن ومُلِّس، فَقَدْ خُلِّق. وَيُقَالُ: خَلَّقْته مَلَّسته؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ الهِلالي: كأَنَّ حَجاجَيْ عَيْنِها فِي مُثَلَّمٍ، ... مِنَ الصَّخْرِ، جَوْنٍ خَلَّقَتْه المَوارِدُ الْجَوْهَرِيُّ: والمُخلَّق القِدْح إِذا لُيِّن؛ وَقَالَ يَصِفُهُ: فخَلَّقْتُه حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتوَى، ... كَمُخّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ، قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثاً، فَلَمْ يَزِغْ ... عَنِ القَصْدِ حَتَّى بُصِّرتْ بدِمامِ والخَلْقاء: السَّمَاءُ لمَلاستها واستِوائها. وخَلْقاء الجَبْهة والمَتْن وخُلَيْقاؤُهما: مُستَواهما وَمَا امْلاسَّ مِنْهُمَا، وَهُمَا بَاطِنَا الْغَارِ الأَعلى أَيضاً، وَقِيلَ: هُمَا مَا ظَهَرَ مِنْهُ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ لَفْظُ التَّصْغِيرِ. وخَلْقاء الْغَارِ الأَعلى: بَاطِنُهُ. وَيُقَالُ: سُحِبُوا عَلَى خَلْقاواتِ جِباهِهم. والخُلَيْقاءُ مِنَ الْفَرَسِ: حَيْثُ لَقِيت جَبهته قَصبة أَنفه مِنْ مُسْتدَقِّها، وَهِيَ كالعِرْنين مِنَ الإِنسان. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي وَجْهِ الْفَرَسِ خُلَيْقاوانِ وَهُمَا حَيْثُ لقِيت جبهتُه قَصبة أَنفه، قَالَ: وَالْخَلَيْقَانِ عَنْ يَمِينِ الخُلَيْقاء وَشِمَالِهَا يَنْحَدِر إِلى

الْعَيْنِ، قَالَ: والخُلَيْقاء بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الخَلْقاء. والخَلُوقُ والخِلاقُ: ضَرب مِنَ الطِّيب، وَقِيلَ: الزَّعْفران؛ أَنشد أَبو بَكْرٍ: قَدْ عَلِمَتْ، إِنْ لَمْ أَجِدْ مُعِينا، ... لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينا يَعْنِي امْرَأَتَهُ، يَقُولُ: إِنْ لَمْ أَجد مَنْ يُعينني عَلَى سَقْيِ الإِبل قَامَتْ فَاسْتَقَتْ مَعِي، فَوَقَعَ الطِّينُ عَلَى خَلُوق يَدَيْهَا، فَاكْتَفَى بالمُسبَّب الَّذِي هُوَ اخْتِلَاطُ الطِّينِ بِالْخَلُوقِ عَنِ السَّبَبِ الَّذِي هُوَ الِاسْتِقَاءُ مَعَهُ؛ وأَنشد اللحياني: ومُنْسَدِلًا كقُرونِ العَرُوسِ ... تُوسِعُه زَنْبَقاً أَو خِلاقا وَقَدْ تَخلَّق وخَلَّقْته: طَلَيْته بالخَلُوق. وخَلَّقَت المرأَة جِسْمَهَا: طَلته بالخَلوق؛ أَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ: يَا ليتَ شِعْري عنكِ يَا غَلابِ، ... تَحْمِلُ معْها أَحسنَ الأَرْكابِ، أَصفر قَد خُلِّقَ بالمَلابِ وَقَدْ تخلَّقت المرأَة بِالْخَلُوقِ، والخلوقُ: طِيبٌ مَعْرُوفٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنواع الطِّيبِ، وتَغلِب عَلَيْهِ الْحُمْرَةُ وَالصُّفْرَةُ، وَقَدْ وَرَدَ تَارَةً بِإِبَاحَتِهِ وَتَارَةً بِالنَّهْيِ عَنْهُ، وَالنَّهْيُ أَكثر وأَثبت، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لأَنه مِنْ طِيبِ النِّسَاءِ، وَهُنَّ أَكثر اسْتِعْمَالًا لَهُ مِنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَحَادِيثَ النَّهْيِ نَاسِخَةٌ. والخُلُق: المُرُوءَة. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَخْلَقةٌ لِلْخَيْرِ كَقَوْلِكَ مَجْدَرةٌ ومَحْراةٌ ومَقْمَنةٌ. وَفُلَانٌ خَلِيق لِكَذَا أَيْ جَدِيرٌ بِهِ. وأَنت خَليق بِذَلِكَ أَي جَدِيرٌ. وَقَدْ خَلُق لِذَلِكَ، بِالضَّمِّ: كأَنه مِمَّنْ يُقدَّر فِيهِ ذَاكَ وتُرى فِيهِ مَخايِلهُ. وَهَذَا الأَمر مخْلَقة لَكَ أَيْ مَجْدَرة، وَإِنَّهُ مَخلقة مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَإِنَّهُ لخَلِيق أَن يَفعل ذَلِكَ، وبأَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، ولأَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، ومِن أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ إِنَّهُ لمَخلَقة، يُقَالُ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ كُلِّهَا؛ كلُّ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: إنَّ أَخْلَقَ بِكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَ: أَرادوا إنَّ أَخلق الأَشياء بِكَ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ يَا خليقُ بِذَلِكَ فَتَرْفَعُ، وَيَا خليقَ بِذَلِكَ فَتَنْصِبُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف وَجْهَ ذَلِكَ. وَهُوَ خَلِيقٌ لَهُ أَي شَبِيهٌ. وَمَا أَخْلَقَه أَي مَا أَشْبَهَهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِخَلِيقٌ أَيْ حَرِيٌّ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلشَّيْءِ الَّذِي قَدْ قَرُب أَنْ يَقَعَ وَصَحَّ عِنْدَ مَنْ سَمِعَ بِوُقُوعِهِ كونُه وَتَحْقِيقُهُ. وَيُقَالُ: أَخْلِقْ بِهِ، وأَجْدِرْ بِهِ، وأَعْسِ بِهِ، وأَحْرِ بِهِ، وأَقْمِنْ بِهِ، وأَحْجِ بِهِ؛ كلُّ ذَلِكَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ. وَاشْتِقَاقُ خَلِيق وَمَا أَخْلَقه مِنَ الخَلاقة، وَهِيَ التَّمْرينُ؛ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولَ لِلَّذِي قَدْ أَلِفَ شَيْئًا صَارَ ذَلِكَ لَهُ خُلُقاً أَيْ مَرَنَ عَلَيْهِ، وَمِنْ ذَلِكَ الخُلُق الحسَن. والخُلوقة: المَلاسةُ، وأَمّا جَدِير فمأْخوذ مِنَ الإِحاطة بِالشَّيْءِ وَلِذَلِكَ سمِّي الْحَائِطُ جِداراً. وأَجدرَ ثَمَرُ الشَّجَرَةِ إذا بدت تَمرتُه وأَدَّى مَا فِي طِباعه. والحِجا: الْعَقْلُ وَهُوَ أَصل الطَّبْعِ. وأَخْلَق إخْلاقاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَما قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ومُخْتَلَقٌ للمُلْك أَبيضُ فَدْغَمٌ، ... أَشَمُّ أَبَجُّ العينِ كالقَمر البَدْرِ فَإِنَّمَا عَنَى بِهِ أَنه خُلِق خِلْقةً تصلحُ للمُلك. واخلَوْلَقَت السماءُ أَن تمطرُ أَي قارَبتْ وشابهَت، واخْلَوْلَق أَن تَمطُر عَلَى أَن الفِعل لَانَ «1».؛ حكاه

_ (1). قوله: عَلَى أَن الْفِعْلَ لَانَ، هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً

سِيبَوَيْهِ. واخْلَوْلَق السَّحَابُ أَي اسْتَوَى؛ وَيُقَالُ: صَارَ خَلِيقاً لِلْمَطَرِ. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ السَّحَابِ: واخْلَوْلَق بَعْدَ تَفرُّقٍ أَي اجْتَمَعَ وتهيَّأ لِلْمَطَرِ. وَفِي خُطبة ابْنِ الزُّبَيْرِ. إِنَّ الموتَ قَدْ تَغَشَّاكم سحابُه، وأَحْدَق بِكُمْ رَبابُه، واخْلوْلَقَ بَعْدَ تَفرُّق ؛ وَهَذَا الْبِنَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ وَهُوَ افْعَوْعَل كاغْدَوْدَنَ واغْشَوْشَبَ. والخَلاقُ: الحَظُّ والنَّصِيب مِنَ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ. يُقَالُ: لَا خَلاق لَهُ فِي الْآخِرَةِ. وَرَجُلٌ لَا خَلَاقَ لَهُ أَي لَا رَغْبة لَهُ فِي الْخَيْرِ وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَلَا صَلاح فِي الدِّينِ. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ؛ الْخَلَاقُ: النَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا خلاق لهم لا نَصِيبَ لَهُمْ فِي الْخَيْرِ، قَالَ: والخَلاق الدِّينُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْخَلَاقُ النَّصِيبُ المُوفَّر؛ وأَنشد لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: فَمَنْ يَكُ مِنْهُمْ ذَا خَلاق، فإنَّه ... سَيَمْنَعُه مِنْ ظُلْمِه مَا تَوَكَّدا وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ؛ الخَلاق، بِالْفَتْحِ: الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: إِنما تأْكل مِنْهُ بخَلاقك أَي بِحَظِّكَ وَنَصِيبِكَ مِنَ الدِّينِ؛ قَالَ لَهُ ذَلِكَ فِي طَعَامِ مَنْ أَقرأَه الْقُرْآنَ. خمق: الخَمْقُ: الأَخذ فِي خُفْية [خِفْية]؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحسَبه عربيّاً. خنق: الخَنِق، بِكَسْرِ النُّونِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ خَنَقَه يَخْنُقُه خَنْقاً وخَنِقاً، فَهُوَ مَخْنُوق وخَنِيق، وَكَذَلِكَ خَنَّقه، وَمِنْهُ الخُنَّاق وَقَدِ انْخَنقَ واخْتنقَ وانْخنقت الشَّاةُ بِنَفْسِهَا، فَهِيَ مُنْخَنِقة، فأَما الانْخناق فَهُوَ انعصار الخِناق [الخُناق] فِي خَنْقه، والاخْتِناق فِعْلُهُ بِنَفْسِهِ. وَرَجُلٌ خَنِق: مَخْنُوق. وَرَجُلٌ خانِق فِي مَوْضِعِ خَنِيق: ذُو خِنَاقٍ؛ وَأَنْشَدَ: وخانِقٍ ذِي غُصَّة جِرَّاضِ «2» . والخِناق الحَبل الَّذِي يُخنَق بِهِ. والخِناق: مَا يُخَنق بِهِ. والخَنَّاق: نَعْتٌ لِمَنْ يَكُونُ ذَلِكَ شأْنَه وفعلَه بِالنَّاسِ. والخِناق والمِخْنقة: القِلادة الْوَاقِعَةُ عَلَى المُخَنَّق. والخُناقُ والخُناقيَّةُ: دَاءٌ أَو رِيحٌ يأْخذ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ فِي الحُلوق وَيَعْتَرِي الْخَيْلَ أَيضاً وَقَدْ يأْخذ الطَّيْرَ في رؤوسها وحُلُقها، وأَكثر مَا يَظْهَرُ فِي الْحَمَامِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ غَيْرُ مُشْتَقٍّ لأَن الخَنق إِنَّمَا هُوَ فِي الْحَلْقِ. يُقَالُ خُنق الْفَرَسُ، فَهُوَ مَخْنوق. أَبُو سَعِيدٍ: المُخْتَنِق مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي أَخذت غُرّتُه لَحْيَيْه إِلَى أُصول أُذنيه، فَإِذَا أَخذ البياضُ وجْهه وأُذنيه فَهُوَ مُبَرْنَسٌ. وخَنَّقْت الحوضَ تخْنِيقاً إِذَا شدَدْت مَلأَه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: ثُمّ طَبَّاهَا ذُو حبابٍ مُتْرَعُ، ... مُخَنَّقٌ بِمَائِهِ مُدَعْدَعُ ابْنُ الأَعرابي: الخُنُق الفُروج الضَّيقة مِنْ فُروج النِّسَاءِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: فَلْهَمٌ خِنَاقٌ ضَيِّق حُزُقّةٌ قَصِير السَّمْك. والمُخْتَنَقُ: المَضِيق. ومُختَنق الشِّعْب: مَضِيقُه. والخانِقُ: مَضيق فِي الْوَادِي. وَالْخَانِقُ: شِعْب ضَيِّقٌ فِي الْجَبَلِ، وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الزُّقاق خَانِقًا. وخَانِقين وخانِقُونَ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ، وَفِي النصب

_ (2). قوله [وخانق ذي إلخ] عبارة المؤلف في مادة جرض: وَالْجَرِيضُ وَالْجِرْيَاضُ الشَّدِيدُ الْهَمِّ؛ وَأَنْشَدَ: وَخَانِقٍ ذِي غُصَّةٍ جِرْيَاضِ ... قَالَ خَانِقٍ مَخْنُوقٍ ذي خنق

وَالْخَفْضِ خَانِقِينَ. الْجَوْهَرِيُّ: انْخنقَت الشَّاةُ بِنَفْسِهَا فَهِيَ مُنخَنقة، وَمَوْضِعُهُ مِنَ الْعُنُقِ مُخَنَّق، بِالتَّشْدِيدِ، يُقَالُ: بَلَغَ مِنْهُ المُخَنَّق. وأَخذت بِمُخَنَّقه أَي مَوْضِعِ الخِناق؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ: والنفْسُ قَدْ طارَتْ إِلَى المُخنَّق وَكَذَلِكَ الخِناق والخُناق. يُقَالُ: أَخَذ بِخُناقه؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّتِ المِخْنقة مِنَ الْقِلَادَةِ. والمُختَنق: المَضِيقُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمراء يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مِيقاتها ويَخْنُقونها إِلى شَرق الْمَوْتَى أَي يُضيِّقُون وَقْتَهَا بتأْخيرها. يُقَالُ: خنقْت الْوَقْتَ أَخْنُقه إِذَا أَخَّرته وضيَّقْته. وَهُمْ فِي خُناق مِنَ الْمَوْتِ أَي في ضيق. خنبق: الخُنْبُقُ: البَخِيل الضيِّقُ، والخِنْبِق: الرَّعْناء. خندق: الخَنْدَقُ: الْوَادِي. والخَندق: الحَفير. وخَنْدَقَ حَوْلَهُ: حَفَرَ خَنْدقاً. والخَندق: الْمَحْفُورُ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تحْسَبَنَّ الخَنْدَقَ المَحْفُورا، ... يَدْفَعُ عَنْكَ القَدَر المَقْدُورا وَهُوَ أَيضاً اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: كعَناء لَيْلَتِنا الَّتِي جُعِلَتْ لَنَا، ... بالقَرْيَتَيْن، ولَيلةٍ بالخَنْدَقِ والخَنْدَقُوق: الطَّوِيلُ. وخَنْدَقُ بْنُ زِيَادٍ: رجل من العرب. خنعق: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ شُمَيْلٍ قَالَ أَبو الْوَلِيدِ الأَعرابي: قُلْتُ لأَبي الذِّئْبِ رأَيت فُلَانًا مُخَنْعِقاً، فَقَالَ أَبو الذِّئْبِ: مُخَعْنِقاً يَعْنِي ذَاهِبًا بِسُرعة مَشْيٍ، ورأَيته فِي بَعْضِ النُّسَخِ مُخَنعِقاً، فَقَالَ لَهُ أَبو الذِّئْبِ: مخنْعِقاً، بِتَقْدِيمِ النُّونِ فيهما. خنفق: اللَّيْثُ: الخَنْفَقِيق والعَنْقَفِير وَهُوَ الدَّاهِيَةُ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: سَهِرْتَ بِهِ لَيْلَةً كلَّها، ... فجئتَ بِهِ مُؤْدَناً خَنْفَقِيقا «1» . يَقُولُ: ولدْتَ للرَّأْي لَيْلَةً كُلَّهَا فَجِئْتَ بِدَاهِيَةٍ. خوق: الخَوْقُ: الحَلْقة مِنَ الذَّهَبِ والفِضة، وَقِيلَ هِيَ حَلْقة القُرط والشَّنْف خاصَّة؛ قَالَ سَيّار الأَباني: كَأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ ... عَلَى دَباةٍ، أَوْ عَلَى يَعْسُوبِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الخَوْق حَلقة فِي الأُذن، وَلَمْ يَقُلْ مِنْ ذَهَبٍ وَلَا مِنْ فِضَّةٍ، يُقَالُ: مَا فِي أُذنها خُرْصٌ وَلَا خَوْق. ابْنُ الأَعرابي: الحادُور القُرط، وخَوْقه حَلْقته؛ قَالَ: والمُخَوَّقُ الحادُور الْعَظِيمُ الخَوْقِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: خُقْ خُقْ أَي حَلِّ جَارِيَتَكَ بِالْقُرْطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَما تَستطيع إِحداكُنّ أَن تأْخذ خَوْفاً مِنْ فِضَّةٍ فتَطلِيَه بِزَعْفَرَانٍ؟ الخَوْقُ: الحَلْقة. وخاقُ المفازِة: طُولُهَا، وخَوَقُها: سَعَتُها، وَيُقَالُ: خَوَقها طُولُهَا وعَرْض انْبِسَاطِهَا وسَعة جَوْفها، وخَرْقٌ أَخْوقُ؛ قَالَ سَالِمُ بْنُ قِحْفَانَ: تَرَكْت كُلَّ صَحْصحانٍ أَخْوَقا ومَفازَة خَوْقاء: وَاسِعَةُ الجَوْف، ومُنْخاقةٌ؛ وأَنشد: خَوْقاء مَفضاها إِلَى مُنخاقِ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: عَنْ طامِسِ الأَعْلامِ أَو تَخَوَّقا

_ (1). ورد هذا البيت في الصفحتين 81 و 82 في روايتين تختلفان عما روي عليه هنا

فصل الدال المهملة

قَالَ: تخوَّق تباعَدَ عَنْهُ؛ وَقَالَ: وجَرْداء خَوْقاء المسارِحِ هَوْجَل، ... بِهَا لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ وَقِيلَ: مَفازة خَوْقاء لَا مَاءَ فِيهَا وَقَدِ انْخاقَت المَفازة. وَبَلَدٌ أَخْوَقُ: وَاسِعٌ بَعِيدٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي العَين مَهْوًى ذِي حِدابٍ أَخْوَقا، ... إِذَا المَهارِي اجْتَبْنَه تخَرَّقا والخَوْقاء: الرَّكِيَّة الْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ الْوَاسِعَةُ مِنَ الرَّكايا بيِّنة الخَوَق. والخَوَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرٌ قَوْلُكَ مَفازة خَوْقاء، وَبِئْرٌ خَوْقاء أَيْ وَاسِعَةٌ. والخَوْقاء مِنَ النِّسَاءِ: الْوَاسِعَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا حِجَابَ بَيْنَ فَرْجِهَا ودُبرها، وَقِيلَ: هِيَ المُفْضاة. وَيُقَالُ لِلْفَرْجِ: خاقِ باقِ لخَوَقِها أَيْ لسَعتها كأَنها حِكَايَةُ صَوْتِ سَعَتِهِ؛ قَالَ: قَدْ أَقْبَلَتْ عَمْرةُ مِنْ عِراقِها، ... تَضْرِب قُنْبَ عَيْرِها بِساقها، تَسْتَقبِلُ الريحَ بِخاق باقِها، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَجَعَلَ الرَّاجِزُ خاقِ باقِ فَلْهَم المرأَة حَيْثُ يَقُولُ: مُلْصِقةَ السَّرْجِ بخاقِ باقِها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خَاقِ بَاقِ صَوْتُ الْفَرْجِ عِنْدَ النِّكَاحِ فَسُمِّيَ الْفَرْجُ بِهِ، قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ الْخَاقِ بَاقِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ مِثْلُ الخَازِ بازِ. والخَوْقاء: الحَمْقاء مِنَ النِّسَاءِ. والخَوْقاء مِنَ النِّسَاءِ: الطَّوِيلَةُ الدقيقةُ، وَنِسَاءٌ خُوقٌ. وخاقَ الرجلُ المرأَةَ إِذَا فَعل بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: خاقِ باقِ صَوْتُ حَرَكَةِ أَبي عُمَيْر فِي زَرْنَبِ الفَلْهَمِ، والزَّرْنَب الكَيْن. وخاقَ الشيءَ: اسْتأْصَله وذهَب بِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَقَدْ خاقَتْ بحُوري أَصْلَ تَيْمٍ، ... فَقَدْ غَرِقُوا بمُنْتَطَحِ [بمُنْتَطِحِ] السُّيُولِ والخَوَقُ: الجرَب؛ عَنِ الأُموِيّ. يُقَالُ: بَعِيرٌ أَخْوقُ، وَنَاقَةٌ خَوْقاء أَيْ جَربْاء، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الجرَب؛ وأَنشد ابْنُ شُمَيْلٍ: لَا تأْمَنَنَّ سُلَيْمى أَن أُفارِقَها ... صَرْمي ظَعائنَ هِنْدٍ، يَوم سُعْفوقِ لَقَدْ صَرَمْتُ خَلِيلًا كَانَ يأْلَفُني، ... والآمِناتُ فِراقي بعدهَ خُوقِ «1» . وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: خُوقُ الْفَرَسِ جِلْدة ذَكَرِهِ الَّذِي يَرْجِعُ فيه مِشْوارهُ. فصل الدال المهملة دبق: الدِّبْق: حَمْلُ شَجَرٍ فِي جَوْفه كالغِراء لَازِقٌ يَلْزَق بِجَنَاحِ الطَّائِرِ فيُصاد بِهِ. ودَبَّقْتها تَدْبِيقاً إِذَا صِدتها بِهِ؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا أُلزق بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ دِبْق مِثْلُ طِبْق، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الدِّبق شَيْءٌ يَلْتَزِق كالغِراء يُصَادُ بِهِ الطَّيْرُ، دبَقَه يَدْبِقُه دَبْقاً ودَبَّقَه. والدَّبُوقاء: العَذِرة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والمِلْغُ يَلْكى بالكَلام الأَمْلَغِ، ... لَوْلَا دَبُوقاء اسْتِه لَمْ يَبْطَغِ المِلغ: الْخَبِيثُ، وَيُقَالُ النَّذْل الساقِط؛ يَلكَى بسَقَط الْكَلَامِ أَي يَجِيءُ بِسَقَطِ الْقَوْلِ وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَجَعَلَ مَا يَخرج مِنْ كَلَامِهِ وَفِيهِ كَالْعَذِرَةِ الَّتِي تَخْرُجُ مِنِ اسْتِهِ؛ ويَبْطَغ: يتلطَّخ فَكَلَامُهُ إِذَا ظَهَرَ بِمَنْزِلَةِ

_ (1). قوله: خوقِ، بالكسر، هكذا في الأَصل، ولعلّ فيه إقواء

سَلْحِه إِذَا تَلطَّخ بِهِ، وَقِيلَ هُوَ كُلُّ مَا تمَطَّط وتلَزَّج. وَعَيْشٌ مُدبَّقٌ لَيْسَ بِتَامٍّ. ودَبَقَ فِي مَعِيشته، خَفِيفَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لَزِق، لَمْ يُفَسِّرْهُ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا. ودابِقٌ، ودابَقٌ، مَصْرُوفٌ: مَوْضِعٌ أَو بَلَدٌ؛ قَالَ غَيْلانُ بْنُ حُريْث، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ لِلْهَدَّارِ: ودابِق وأَيْنَ مِنّي دابِق اسْمُ بَلَدٍ، والأَغلب عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ وَالصَّرْفُ لأَنه فِي الأَصل اسْمُ نَهْرٍ، وَقَدْ يُؤَنَّثُ وَلَا يُصرف. والدَّبُّوق: لُعبة يَلعب بِهَا الصِّبْيَانُ مَعْرُوفَةٌ. والدَّبِيقيُّ: مِنْ دِقِّ ثِيَابِ مِصْرَ مَعْرُوفَةٌ تُنْسَبُ إلى دَبِيق. دثق: رُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الدَّثْقُ صَبُّ الْمَاءِ بالعجَلة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مِثْلُ الدَّفْق سَوَاءٌ، وأَهمله اللَّيْثُ. دحق: الْعَرَبُ تُسَمِّي العَيْر الَّذِي غُلِب عَلَى عانَته دَحِيقاً. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: الدَّحْقُ أَنْ تَقصُر يَدُ الرَّجُلِ عَنِ الشَّيْءِ، تَقُولُ: دَحَقَتْ يدُ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ. ابْنُ سِيدَهْ: دحَقَتْ يدِي عَنِ الشَّيْءِ تَدْحَق دَحْقاً: قصُرت عَنْ تناوُله. والدَّحْقُ: الدَّفْع. وَقَدْ أَدْحقه اللَّهُ أَيْ باعَده عَنْ كُلِّ خَيْرٍ. وَرَجُلٌ دَحِيقٌ مُدْحَقٌ: مُنَحًّى عَنِ الْخَيْرِ والناسِ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. ودحَقَت الرَّحِمُ إِذَا رَمتْ بِالْمَاءِ فَلَمْ تَقْبَلْهُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: دحَقَتْ عَلَيْكَ بِناتِقٍ مِذْكارِ ودحَقت النَّاقَةُ وَغَيْرُهَا بِرَحِمِهَا تَدْحَق دَحْقاً ودُحوقاً، وَهِيَ دَاحِقٌ ودَحُوق: أَخرجَتها بَعْدَ النِّتاج فَمَاتَتْ. وانْدحَقت رَحِمُ النَّاقَةِ أَي انْدَلَقت. ودَحقَت المرأَة بِوَلَدِهَا دَحْقاً: وَلَدَتْ بعضَهم فِي إِثْرِ بَعْضٍ. ابْنُ هَانِئٍ: الدَّاحِقُ مِنَ النِّسَاءِ المُخرجة رَحِمُهَا شَحْماً وَلَحْمًا. الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ قبَّحه اللَّهُ وأُمًّا رَمَعَتْ بِهِ ودَحَقَت بِهِ ودَمَصَتْ بِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي وَلَدَتْهُ. أَبو عَمْرٍو: الدَّحُوق مِنَ النِّسَاءِ ضِدُّ المَقاليت، وَهُنَّ المُتْئمات. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: سَيَظْهَرُ بَعْدِي عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مُنْدَحِقُ الْبَطْنَ أَي وَاسْعُهَا كأَن جوانِبها قَدْ بَعُد بعضُها مِنْ بَعْضٍ فاتَّسعتْ. والدَّحِيقُ: الْبَعِيدُ المُقْصى، وَقَدْ دَحقَه النَّاسُ أَي لَا يُبالى بِهِ. والدَّاحِق: الغَضْبان. وَيُقَالُ: أَدْحَقه اللَّهُ وأَسْحَقه وَفِي حَدِيثِ عَرَفَةَ: مَا مِنْ يومٍ إبليسُ فِيهِ أَدْحَرُ وَلَا أَدْحَقُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عرَفةَ ؛ الدحْقُ: الطرْدُ والإِبعادُ. وَفِي الْحَدِيثِ حِينَ عَرَضَ نَفْسه عَلَى أَحْياء الْعَرَبِ: عَمَدْتم إِلى دَحِيقِ قومٍ فأَجَرْتُموه أي طَرِيدِهم. دحلق: الدَّحْلَقةُ: انتفاخُ الْبَطْنِ. دحمق: الدُّحْموق والدُّمْحُوق: الْعَظِيمُ البطن. ددق: الدَّوْدَقُ: الصَّعِيدُ الأَملس؛ عَنِ الْهِجْرِيِّ؛ وأَنشد: تَتْرُكُ مِنْهُ الوَعْثَ مِثلَ الدَّوْدَق درق: الدَّرَقُ: ضَرْبٌ مِنَ التِّرَسةِ، الْوَاحِدَةُ دَرَقة تُتَّخَذُ مِنَ الْجُلُودِ. غَيْرُهُ: الدَّرَقَةُ الحَجَفة وَهِيَ تُرْس مِنْ جُلُودٍ لَيْسَ فِيهِ خَشَبٌ وَلَا عَقَب، وَالْجَمْعُ دَرَقٌ وأَدراق ودِراقٌ. ودَوْرَق: مَدِينَةٌ أَو مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَقَدْ كنتُ رَمْلِيّاً، فأَصبَحْت ثاوِياً ... بدَوْرَقَ، مُلْقًى بينكُنَّ أَدُورُ

والدَّوْرق: مِقدار لِمَا يُشرب يُكتال بِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والدِّرَّاقُ والدِّرْياقُ والدِّرْياقةُ، كُلُّهُ التِّرْياق، مُعَرَّبٌ أَيْضًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ كنتُ قَبْل الكِبَرِ الطِّلْخَمِّ، ... وقبْل نَحْضِ العَضَلِ الزِّيَمِّ، رِيقِي ودِرْياقي شِفاء السّمِ النَّحْضُ: ذَهاب اللَّحْمِ، والزِّيَمُّ: المُكْتَنز. وَحَكَى الْهِجْرِيُّ دَرياق، بِالْفَتْحِ. وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ أَنَّهُ يُقَالُ طِرْياق، بَالطَّاءِ، لأَن الطَّاءَ وَالدَّالَ وَالتَّاءَ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَمِثْلُهُ مدَّه ومطَّه ومَتَّه. وَقَالُوا: طَرَنْجَبِين فِي التَّرَنْجَبِينَ، وطَفْليس فِي تَفْليس، والمِطْرَس فِي الْمِتْرَسِ. وَيُقَالُ لِلْخَمْرِ دِرْياقةٌ عَلَى النَّسَب؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: سَقَتْني بصَهْباء دِرْياقةٍ، ... مَتَى مَا تُلَيِّنْ عظامِي تَلِنْ أَبو تُرَابٍ عَنْ مُدْرِك السُّلَمي: يُقَالُ مَلَّسني الرَّجُلُ بِلِسَانِهِ ومَلَّقَني ودَرَّقَني أَي ليَّنني وأَصلح مِنِّي يُدَرِّقُني ويُمَلِّسُني ويُمَلِّقُني. ابْنُ الأَعرابي: الدَّرْقُ الصُّلْبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. دردق: الدَّرْدَقُ: الصِّبْيان الصِّغار. يُقَالُ: وِلْدانٌ دَرْدَقٌ ودَرادِقُ. والدَّرْدَق: الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَصله الصِّغَارُ مِنَ الْغَنَمِ، وَالْجَمْعُ الدَّرادق. والدَّرْداقُ: دكٌّ صَغِيرٌ مُتَلبِّد، فَإِذَا حَفَرْتَ كشفْتَ عَنْ رَمْلٍ؛ وَأَنْشَدَ الأَعشى: وتَعادَى عَنْهُ، النَّهارَ، تُوارِيهِ ... عِراضُ الرِّمالِ والدَّرْداقِ قَالَ الأَزهري: أَما الدَّرْداقُ فَإِنَّهَا حِبال صِغَارٌ مِنْ حِبال الرَّمْلِ الْعَظِيمَةِ. والدَّرْدَقُ: صِغَارُ الإِبل وَالنَّاسِ؛ قَالَ الأَعشى: يهبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْتانِ، ... تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفالِ درشق: دَرْشَقَ الشيءَ: خلَطه. درفق: المُدْرَنْفِقُ: المُسْرِع فِي سَيْرِهِ. يُقَالُ: ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلًّا أَي امْضِ رَاشِدًا. ودَرْفَقَ فِي مَشْيِه: أَسرع. وادْرَنْفَقَتِ النَّاقَةُ إِذَا مَضَتْ فِي السَّيْرِ فأَسرعت. وادْرنفَق: تقدَّم. وادْرَنْفَقَت الإِبل إِذَا تقدَّمت الإِبلُ. اللَّيْثُ: ادْرَنْفَقَ أَي اقْتَحم قُدُماً. أَبو تُرَابٍ: مرَّ مَرًّا دَرَنْفَقاً ودَلَنْفَقاً، وَهُوَ مَرٌّ سَرِيعٌ شَبِيهٌ بالهَمْلَجة. درمق: الدَّرْمَقُ: لُغَةٌ فِي الدَّرْمك وَهُوَ الدَّقِيقُ المُحَوَّرُ. وَذُكِرَ عَنْ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ أَنه وَصَفَ الدِّرْهَمَ فقال: يُطعِم الدَّرْمق ويَكْسُو النَّرْمقَ، فأَبدل الْكَافَ قَافًا؛ أَرَادَ بالنَّرمق «1» بِالْفَارِسِيَّةِ نَرْم. دسق: الدَّسَقُ: امْتِلاءُ الحَوْضِ حَتَّى يَفِيض. ودَسِقَ الحوضُ دَسَقاً: امْتلأَ وساحَ ماؤُه، وأَدْسقه هُوَ؛ قَالَ رؤْبة: يَرِدْنَ تَحْتَ الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَّسَقْ والدَّسَقُ: الْبَيَاضُ، يُرِيدُ أَنَّ الماءَ أَبيض. والدَّيْسَق: اسْمُ الْحَوْضِ. والدَّيْسَق: الْحَوْضُ الْملآن مَاءً. وملأْتُ الحوضَ حَتَّى دَسِق أَي ساحَ ماؤُه. وغَدِير دَيْسَق: أَبيض مُطَّرِد. والدَّيْسَقُ: الْبَيَاضُ والحُسن والنُّور. والدَّيْسقُ: الْخُبْزُ الأَبيض،

_ (1). قوله [أراد بالنرمق إلخ] عبارة النهاية: وهو فارسي معرب أصله النرم.

قَالَ الأَعشى: لَهُ دَرْمَكٌ فِي رأْسِه ومَشارِبٌ، ... وقِدْرٌ وطَبَّاخٌ وكأْسٌ ودَيْسَقُ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وحُورٌ كأَمْثالِ الدُّمَى ومَنَاصِفٌ، ... وقِدْرٌ وطَبَّاخٌ وصاعٌ ودَيْسَقُ وفسَّره ابْنُ بَرِّيٍّ فَقَالَ: الصَّاعُ مِشْرَبةٌ، والدَّيْسَقُ خِوان مِنْ فضَّة. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: والدَّيْسَقُ الفَلاة، والدَّيْسق التُّرَابُ، والديْسقُ تَرَقْرُقُ السَّراب وبياضُه، والماءُ المُتَضَحْضِحُ، قَالَ الشَّاعِرُ: يَعُطُّ رَيْعانَ السَّرابِ الدَّيْسَقا وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْحَوْضَ المَلآن بِذَلِكَ. وسَرابٌ دَيْسق: جارٍ. والسَّرابُ يُسَمَّى دَيْسقاً إِذا اشتدَّ جرْيُه، قَالَ رؤْبة: هَابِي العَشِيِّ دَيْسَق ضحاؤُه أَبو عمرو: دَيْسَقٌ أَبيض وَقْتَ الْهَاجِرَةِ. والدَّيْسقُ: المُمْتَلئُ يَعْنِي مِنَ السَّرَابِ. أَبو عَمْرٍو: الدَّيْسقُ الصحراءُ الْوَاسِعَةُ. والدَّيْسق: الطَّسْتُ. والدَّيْسق: الخِوانُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْفِضَّةِ خَاصَّةً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الدَّيْسَقُ مُعَرَّبٌ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ طَشْتُخْوان. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الديسقُ الطَّشْتخان هُوَ الْفَابُورُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ شيءٍ يُنِير ويُضِيءُ: دَيْسَقٌ. ويوم دَيْسَقةَ: يَوْمٌ مِنْ أَيام الْعَرَبِ مَشْهُورٌ وكأَنه اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَ الْجَعْدِيُّ: نحنُ الفَوارِسُ، يومَ دَيْسَقَةَ، ... المُغْشُو الكُماةِ غَوارِبَ الأَكَمِ والدَّيْسَقُ: مِكيال أَو إِناء. والدَّيْسقُ: الشيخُ. ودَيسَقٌ: مَوْضِعٌ. وَابْنُ دَيْسَقٍ: رَجُلٌ. وبيتٌ دَوْسَقٌ، عَلَى مِثَالِ فَوْعَلٍ: بَيْنَ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، عَنْ كُرَاعٍ. والدَّسْقانُ: الرَّسُولُ، حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ. دشق: أَبُو عُبَيْدَةَ: بيتٌ دَوْشَقٌ إِذَا كَانَ ضَخْماً؛ وَجَمَلٌ دَوْشَقٌ إِذَا كَانَ ضَخْمًا، فَإِذَا كَانَ سَرِيعًا فَهُوَ دَمْشَقٌ، وَاللَّهُ أَعلم. دعق: الدَّعْقُ: شِدَّةُ وَطْءِ الدَّابَّةِ. دَعَقت الدوابُّ الأَرضَ تَدْعَقُها دَعْقاً: أَثَّرت فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَكَرَ فِتْنَةً فَقَالَ: حَتَّى تَدْعقَ الخيلُ فِي الدِّماءِ أَي تَطَأَ فِيهِ. وطريقٌ دعْقٌ ومَدْعُوق أَيْ مَوْطُوءٌ، وَطَرِيقٌ مَدْعُوسٌ وَمَدْعُوقٌ. ودُعِقَ الطريقُ: كثُر عَلَيْهِ الْوَطْءُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَرْكَبْن ثِنْيَ لاحبٍ مَدْعُوقِ، ... نَائِي القَراديدِ مِنَ البُثُوق «1» . وَقَدْ دَعقَه الناسُ. وَطَرِيقٌ دَعْق وعْثٌ أَي مَوطوء كَثِيرُ الْآثَارِ، وَطَرِيقٌ دَعِق «2». قَالَ رُؤْبَةُ: زَوْراً تَجَافَى عَنْ أَشاآتِ العُوَقْ ... فِي رَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ وَيُقَالُ دعقَت الإِبلُ الحوضَ دعْقاً إِذَا وَرَدَتْ فَازْدَحَمَتْ عَلَى الْحَوْضِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَانَتْ لَنَا كدَعْقةِ الوِرْدِ الصَّدِي

_ (1). قوله [نائي إلخ] تقدم في مادة قرد: نابي القراديد من البؤوق (2). قوله [دعق] كذا ضبط في الأَصل وقال شارح القاموس ككتف وشاهده قول رؤبة زوراً تجافى إلخ كدعق بالسكون انتهى ملخصاً فانظره، وضبط في مادة دعس بفتحتين تبعاً لما وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ

والدَّعْقُ: الدَّقُّ. وَقَالَ بَعْضُ ضعَفَة أَهل اللُّغَةِ: الدعْقُ الدَّقُّ، وَالْعَيْنُ زَائِدَةٌ كأَنها بَدَلٌ مِنَ الْقَافِ الأُولى، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. ودعَقَت الإِبلُ الْحَوْضَ إِذَا خبَطَتْه حَتَّى تُثَلِّمه مِنْ جَوَانِبِهِ. ودَعَق الْمَاءَ دَعْقاً. فَجَّره؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَضْرِبُ عِبْرَيْه ويَغْشَى المَدْعَقا ودَعَقه يَدْعَقُه دَعْقاً: أَجهز عَلَيْهِ. والدَّعْقة: الدُّفْعة. وَيُقَالُ: أَصابتْنا دَعقة مِنْ مَطَرٍ أَي دُفْعة شَدِيدَةٌ. وَدَعَقَ عَلَيْهِمُ الخيلَ يَدْعَقُها دَعْقاً إِذَا دفَعها عَلَيْهِمْ فِي الْغَارَةِ. ودعَقوا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ دَعْقاً: دَفَعُوهَا، وَالِاسْمُ الدَّعْقة، وَقِيلَ: الدَّعْقة المَصْبوب عَلَيْهِمُ الْغَارَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والدَّعْقة: جَمَاعَةٌ مِنَ الإِبل. وَخَيْلٌ مَداعِيقُ: متقدِّمة في الغارة تدُوس الْقَوْمَ فِي الْغَارَاتِ. وأَدْعَقَ إِبِلَهُ: أَرسلها. وشَلٌّ دَعْقٌ: شَدِيدٌ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَداعِقُ الْوَادِي ومَثادِقُه ومَذابِحُه ومَهارِقُه مَدافِعُه. والدَّعْقُ: الهَيْج والتَّنْفِير، وَقَدْ دَعَقَه دَعْقاً وَلَا يُقَالُ أَدعَقَه؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ: فِي جَمِيعٍ حافِظي عَوْراتِهمْ، ... لَا يَهُمُّونِ بِإِدْعاقِ الشَّلَلْ فَيُقَالُ: هُوَ جَمْعُ دَعْق وَهُوَ مَصْدَرٌ فتوهَّمه اسْمًا، أَيْ أَنهم إِذَا فزِعوا لَا يُنَفِّرون إِبِلَهُمْ، وَلَكِنْ يَجْمَعُونَهَا وَيُقَاتِلُونَ دونها لعِزِّهم؛ قال الأَصعمي: أَساءَ لَبِيدٌ فِي قَوْلِهِ: لَا يَهُمُّونَ بإِدعاق الشَّلَلْ وَقَالَ غَيْرُهُ: دعَقها وأَدعَقها لغتان. دعسق: لَيْلَةٌ دُعْسُقَّةٌ: شَدِيدَةُ الظُّلْمة؛ قَالَ: باتَتْ لهنَّ لَيْلةٌ دُعْسُقَّه، ... مِنْ غائرِ العينِ بَعِيدِ الشُّقَّهْ دعشق: الدُّعْشُوقة: دويبَّة كالخُنْفُساء، وَرُبَّمَا قِيلَ للصبيَّة والمرأَة الْقَصِيرَةِ: يَا دُعْشُوقة تَشْبِيهًا بِتِلْكَ الدُّوَيْبَّةِ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: دُوَيْبَّةٌ وَلَمْ يُحلِّها. وَدَعْشَقٌ: اسم. دعفق: الدَّعْفَقةُ: الحُمْق. دعلق: قَالَ الأَزهري: دَعْلَقْت فِي هَذَا الْوَادِي اليومَ وأعْلَقْت ودَعْلَقْت فِي المسأَلة عَنِ الشَّيْءِ وأَعْلَقت فِيهَا أَي أَبْعَدْت فيها. دغرق: الدَّغْرَقة: إلباسُ اللَّيْلِ كلَّ شَيْءٍ. والدَّغْرَقة: إسْبالُ السِّتْر عَلَى الشَّيْءِ، وَقَدْ ذُكِرَا فِي التَّهْذِيبِ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ غَرْدَقَ. والدَّغْرَقةُ: كدُورة فِي الْمَاءِ، وَقَدْ دَغْرَقَ الْمَاءُ. والدَّغْرقةُ: غَرْفُ الحَمْأَة والكَدِر بالدُّلِيِّ عَلَى رؤُوس الإِبل؛ عَنْ أَبي زِيَادٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا أَخَوَيَّ مِنْ سَلامانَ ادْفِقا، ... قَدْ طالَ مَا صَفَّيْتُما فَدغْرِقا والدَّغْرَقُ: الماءُ الكَدِر. ودَغْرَقه القَدمُ والتَّخوِيضُ. ودَغْرَقَ عَلَيْهِ الماءَ: صبَّه عَلَيْهِ ودَغْرَقَ الْمَاءَ: صبَّه صَبًّا شَدِيدًا. ودَغْرقَ مالَه: كأَنه صبَّه فأَنفقه. وعَيْشٌ دَغْرَقٌ: وَاسِعٌ. ودَغْفَقَ الماءَ: صَبَّهُ كدَغْرقَه. دغفق: الدَّغْفَقُ: الماءُ الْمَصْبُوبُ. دَغْفَقَ الماءَ دَغْفَقَةً: صَبَّهُ كدَغْرَقَه. وَفِي الْحَدِيثِ: فتوضأْنا كلُّنا مِنْهَا وَنَحْنُ أَربع عَشْرةَ مِائَةً نُدَغْفِقُها دَغْفَقةً ؛ دَغْفقَ الماءَ إِذَا دفَقه وصبَّه صَبّاً كَثِيرًا وَاسِعًا. ودغْفقَ مالَه دَغْفقةً ودِغْفاقاً: صَبَّهُ فأَنفَقه وفرَّقه وبذَّره وعيشٌ دغْفقٌ: واسعٌ مخْصِب مِثْلُ دَغْفلٍ. وَفُلَانٌ فِي عَيش دَغْفَقٍ أَي واسعٍ. وعامٌ دغْفَقٌ ودغْفَلٌ إِذَا كان مخصباً.

دفق: دفَق الماءُ والدَّمْعُ يَدْفِق ويدْفُق دَفْقاً ودُفُوقاً وانْدفَق وتدَفَّق واستَدْفَقَ: انْصبَّ، وَقِيلَ: انصبَّ بمرَّة فَهُوَ دَافِقٌ أَيْ مَدْفُوقٌ كَمَا قَالُوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مكتُوم، لأَنه مِنْ قَوْلِكَ دُفِق الْمَاءُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ وَمِنْهُمْ مَن قَالَ: لَا يُقَالُ دفَق الماءُ. وكلُّ مُراقٍ دافِقٌ ومُنْدَفِق، وَقَدْ دفَقَه يدْفِقُه ويَدْفُقُه دَفْقاً ودَفَّقَه. والانْدِفاقُ: الانْصِباب. والتدفُّق: التَّصَبُّبُ. التَّهْذِيبُ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى دَافِقٌ مَدْفُوقٌ، قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ أَفْعلُ لِهَذَا مِنْ غَيْرِهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا الْمَفْعُولَ فَاعِلًا إِذَا كَانَ فِي مَذْهَبِ نَعْتٍ، كَقَوْلِ الْعَرَبِ: هَذَا سرٌّ كاتمٌ وهمٌّ ناصبٌ وَلَيْلٌ نَائِمٌ، قَالَ: وأَعان عَلَى ذَلِكَ أَنها وَافَقَتْ رؤُوس الْآيَاتِ الَّتِي هِيَ مَعَهُنَّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مِنْ ماءٍ دافِقٍ ، مَعْنَاهُ مِنْ ماءٍ ذِي دَفْق، قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، وَكَذَلِكَ سرٌّ كَاتِمٌ ذُو كِتْمان. وَانْدَفَقَ الْكُوزُ إِذَا دُفِق ماؤُه. وَيُقَالُ فِي الطِّيرَة عِنْدَ انْصِبَابِ الإِناء: دَافِقُ خَيْرٍ وَقَدْ أَدْفَقْت الكوزَ إِذَا بَدَّدْت مَا فِيهِ بمرَّة. قَالَ الأَزهري: الدَّفْق فِي كَلَامِ الْعَرَبِ صَبُّ الْمَاءِ، وَهُوَ مُتَعَدٍّ. يُقَالُ: دَفَقْتُ الْكُوزَ فَانْدَفَقَ وَهُوَ مَدفُوق، قَالَ: وَلَمْ أَسمع دفَقْت الماءَ فدَفَق لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وأَحسبه ذَهَبَ إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ، وَهَذَا جَائِزٌ فِي النُّعُوتِ، وَمَعْنَى دافِقٍ ذِي دَفْق كَمَا قَالَ الخليل وسيبويه. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ أَدفَقُ إِذَا انْحَنَى صُلْبُه مِنْ كِبَر أَوْ غَمٍّ؛ وَأَنْشَدَ المفضَّل: وَابْنُ مِلاطٍ مُتَجافٍ أَدفَق وَفِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان بِالْمَوْتِ: دَفَق اللهُ روحَه أَي أَفاظه. ودفَّقتْ كَفَّاه النَّدَى أَيْ صبَّتا، شَدَّدَ لِلْكَثْرَةِ. ودفَق النهرُ وَالْوَادِي إِذَا امتلأَ حَتَّى يَفيض الماءُ مِنْ جَوَانِبِهِ. وسَيْلٌ دُفاق، بِالضَّمِّ: يملأُ جَنَبَتَيِ الوادِي. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسقْاء: دُفاق العَزائلِ ؛ الدُّفاقُ: الْمَطَرُ الْوَاسِعُ الْكَثِيرُ، والعَزائل: مَقْلُوبُ العَزالي، وَهِيَ مَخارج الْمَاءِ مِنَ المَزاد. وفَمٌ أَدْفقُ إِذَا انْصبَّت أَسنانه إِلى قُدَّام. ودَفِقَ البعيرُ دَفَقاً وَهُوَ أَدْفَقُ: مالَ مِرْفَقه عَنْ جَانِبِهِ. وَبَعِيرٌ أَدفَق بيِّن الدفَقِ إِذَا كَانَتْ أَسنانه مُنتصِبةً إِلَى خارج. وَرَجُلٌ أَدْفقُ: فِي نِبْتة أَسنانِه «3» ... وتدفَّقتِ الأُتُن: أَسرعَت. وَسَيْرٌ أَدفقُ: سَرِيعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بَيْن الدِّفِقَّى والنَّجاءِ الأَدْفَقِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ أَقصى العَنَق. يُقَالُ: سَارَ القومُ سيْراً أَدفقَ أَيْ سَرِيعًا. وَجَمَلٌ دِفَقٌّ، مِثْلُ هِجَفّ: سَرِيعٌ يَتدفَّق فِي مَشيه، والأُنثى دَفُوق ودِفاق ودِفَقَّةٌ ودِفِقَّى ودِفَقَّى. وَهُوَ يَمْشِي الدِّفِقَّى إِذَا أَسرعَ وباعَدَ خَطْوَه، وَهِيَ مِشْية يتدفَّق فِيهَا ويُسْرِع؛ وأَنشد: تَمْشِي العُجَيْلى مِنْ مَخافةِ شَدْقَمٍ، ... يَمْشِي الدِّفِقَّى والخَنِيف ويَضْبِرُ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ: عَلَى دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجورِ فَسَّرَهُ بأَن الدِّفِقَّى هُنَا الْمَشْيُ السَّرِيعُ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ لأَن الدِّفقَّى إِنَّمَا هِيَ هُنَا صِفَةٌ لِلنَّاقَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَيْسجور، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقانِ: أَبْغضُ كَنائني إِليَّ الَّتِي تَمْشي الدِّفِقَّى ؛ هِيَ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ: الإِسراع فِي الْمَشْيِ. وَنَاقَةٌ دِفاقٌ، بِالْكَسْرِ:

_ (3). قوله [في نبتة أسنانه إلخ] كذا في الأَصل ولعله في نبتة أسنانه انصباب إلى قدام كما يؤخذ من قوله وفم أدفق أو نحو ذلك.

وَهِيَ المُتدفِّقة فِي سَيْرِهَا مُسْرِعةً. وَقَدْ يُقَالُ جَمَلٌ دِفاقٌ وَنَاقَةٌ دفْقاءُ وَجَمَلٌ أَدْفقُ، وَهُوَ شدَّةُ بَيْنونةِ المِرْفَق عَنِ الْجَنْبَيْنِ؛ وأَنشد: بعَنْتَرِيسٍ تَرَى فِي زَوْرِها دَسَعاً، ... وَفِي المَرافِقِ مِن حَيْزُومِها دَفَقا وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتدفَّق فِي الْبَاطِلِ تدفُّقاً إِذَا كَانَ يُسارع إِلَيْهِ؛ قَالَ الأَعشى: فَمَا أَنا عَمَّا تَصْنَعُون بغافِلٍ، ... وَلَا بسَفِيهٍ حِلْمُه يَتدفَّقُ وجاؤوا دُفْقة وَاحِدَةً، بِالضَّمِّ، أَيْ دُفْعةً وَاحِدَةً ودُفاقٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ساعدةُ: وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاء يَسْقِي دَبُوبَها ... دُفاقٌ فعُرْوانُ الكَراثِ فَضِيمُها وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ وادٍ. وَيُقَالُ: هِلَالٌ أَدفقُ إِذَا رَأَيْتَهُ مَرْقوناً أَعْقَفَ وَلَا تَرَاهُ مُسْتَلْقِيًا قَدِ ارْتَفَعَ طرَفاه؛ وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ: هِلَالٌ أَدفق خَيْرٌ مِنْ هِلَالٍ حاقِن؛ قَالَ: الأَدفق الأَعوج، وَالْحَاقِنُ الَّذِي يَرْتَفِعُ طرَفاه ويَستلقي ظهرُه. وَفِي النوادرِ: هلالٌ أَدفقُ أَيْ مُستوٍ أَبيض ليس يمُتَنَكِّب عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْهِ، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تَسْتَحِبُّ أَنْ يَهِلَّ الهلالُ أَدفقَ، وَيَكْرَهُونَ أَن يَكُونَ مُسْتَلْقِيًا قَدِ ارْتَفَعَ طَرَفَاهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: ودَوفَقُ قَبِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ كُنْت مِنْ دَوْفَقَ أَو بنِيها، ... قَبِيلة قَدْ عَطِبَتْ أَيْدِيها، مُعَوِّدِينَ الحَفْرَ حافِرِيها دقق: الدَّقُّ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ دَقَقْت الدَّواءَ أَدُقُّه دَقًّا، وَهُوَ الرَّضُّ. والدَّقُّ: الكَسر والرَّضُّ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَضْرِبَ الشيءَ بِالشَّيْءِ حَتَّى تَهْشِمَه، دَقَّه يَدُقُّه دَقّاً ودقَقْتُه فانْدَقَّ. والتَّدْقيقُ: إنعامُ الدَّقّ. والمِدَقُّ والمِدَقَّةُ والمُدُقُّ: مَا دقَقْتَ بِهِ الشيءَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا المُدُقُّ لأَنهم جَعَلُوهُ اسْمًا لَهُ كالجُلْمُود، يَعْنِي أَنه لَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ لَكَانَ قِيَاسُهُ المِدَقَّ أَوِ المِدَقَّة لأَنه مِمَّا يُعتمل بِهَا، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الأَدوات الَّتِي يُعتمل بِهَا عَلَى مُفعُل بِالضَّمِّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الحِمار والأُتُن: يَتْبَعْنَ جأْباً كَمُدُقِّ المِعْطِيرْ يَعْنِي مِدْوَكَ العَطّار، حَسِب أَنه يُدَقُّ بِهِ، وَتَصْغِيرُهُ مُدَيْق، وَالْجَمْعُ مَداقُّ. التَّهْذِيبُ: والمُدق حَجَرٌ يُدّق بِهِ الطِّيبُ، ضُمَّ الْمِيمُ لأَنه جُعِلَ اسْمًا، وَكَذَلِكَ المُنْخُل، فَإِذَا جُعِلَ نَعْتًا رُدَّ إِلَى مِفْعل؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ: يَرْمي الجَلامِيدَ بِجُلْمُود مِدَقّ اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى أَنَّ المِدقّ ما دققت به الشيء، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَمِدَقٌّ بَدَلٌ مِنْ جُلْمُودٍ، والسابقُ إِلَيَّ مِنْ هَذَا أَنَّهُ مِفعل مِنْ قَوْلِكَ حَافِرٌ مدَق أَي يدُقُّ الأَشياء، كَقَوْلِكَ رَجُلٌ مِطْعَن، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ هُنَا صِفَةٌ لِجُلْمُودٍ؛ قَالَ الأَزهري: مُدُقٌّ وأَخواته وَهِيَ مُسْعُط ومُنخل ومُدْهُن ومُنْصُلٌ ومُكْحُلةٌ جَاءَتْ نوادِرَ، بِضَمِّ الْمِيمِ، وَمَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنْ مفعُل، وَسَائِرُ كَلَامِ الْعَرَبِ جَاءَ عَلَى مِفْعل ومفْعلة فِيمَا يُعْتَمَلُ بِهِ نَحْوَ مِخْرَز ومِقْطَع ومسَلّة وَمَا أَشبهها. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي الكَيل قَالَ: لَا دَقَّ وَلَا زَلْزَلةَ ؛ هُوَ أَنْ يَدُقَّ مَا فِي الْمِكْيَالِ مِنَ المَكيل حَتَّى يَنْضَمَّ بعضُه إِلَى بَعْضٍ. والدَّقّاقةُ: شَيْءٌ يُدَقُّ بِهِ الأَرزُّ.

والدَّقوقةُ والدَّواقُّ: الْبَقَرُ وَالْحُمُرُ الَّتِي تَدُوس البُرَّ. والدُّقاقةُ والدُّقاقُ: مَا انْدَقَّ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُوَ التُّرَابُ اللَّيِّن الَّذِي كَسَحَته الرِّيحُ مِنَ الأَرض. ودُقَقُ التُّرَابِ: دُقاقهُ، وَاحِدَتُهَا دُقَّة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَبْدو لَنَا أَعْلامُه بَعْدَ الغَرَقْ، ... فِي قِطَعِ الآلِ وهَبْوات الدُّقَقْ والدُّقاقُ: فُتات كُلِّ شَيْءٍ دُقَّ. والدُّقَّةُ والدُّقَقُ: مَا تَسْهَك بِهِ الرِّيحُ مِنَ الأَرض؛ وَأَنْشَدَ: بساهِكاتٍ دُقَقٍ وجَلْجالْ وَفِي مُنَاجَاةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: سَلْنِي حَتَّى الدُّقّة ؛ هِيَ بِتَشْدِيدِ الْقَافِ: المِلح الْمَدْقُوقُ. وَهِيَ أَيضاً مَا تسحَقه الرِّيحُ مِنَ التُّرَابِ. والدّقّةُ: مَصْدَرُ الدَّقِيق، تَقُولُ: دَقَّ الشَّيْءُ يدِقّ دِقّة، وَهُوَ عَلَى أَربعة أَنْحَاءٍ فِي الْمَعْنَى. والدَّقِيقُ: الطَّحِينُ. وَالرَّجُلُ الْقَلِيلُ الْخَيْرِ هُوَ الدَّقِيق. والدَّقِيق: الأَمر الْغَامِضُ. وَالدَّقِيقُ: الشَّيْءُ لَا غِلَظَ لَهُ. وأَهل مَكَّةَ يُسَمُّونَ توابِل القِدْر كُلَّهَا دُقّة؛ ابْنُ سِيدَهْ: الدُّقّة التَّوَابِلُ وَمَا خُلط بِهِ مِنَ الْأَبْزَارِ نَحْوَ القِزْح وَمَا أَشبهه. والدُّقة: الْمِلْحُ وَمَا خُلِطَ بِهِ مِنَ الأَبزار، وَقِيلَ: الدُّقَّةُ الْمِلْحُ الْمَدْقُوقُ وَحْدَهُ. وَمَا لَهُ دُقة أَي مَا لَهُ مِلْح. وامرأَة لَا دُقة لَهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ مَلِيحة. وَإِنَّ فُلَانَةَ لَقَلِيلَةُ الدُّقَّةِ إِذَا لَمْ تَكُنْ مَلِيحَةً، وَقَالَ كُرَاعٌ: رَجُلٌ دَقِمٌ مَدْقوق الأَسنان عَلَى المثَل مُشْتَقٌّ مِنَ الدقِّ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهَذَا يُبْطِلُهُ التَّصْرِيفُ. والدِّقُّ: كُلُّ شَيْءٍ دَقَّ وصغُر؛ تَقُولُ: مَا رَزأْتُه دِقّاً وَلَا جِلًّا. والدِّقُّ: نَقِيضُ الجِلِّ، وَقِيلَ: هُوَ صِغَارُهُ دُونَ جَلّه وجِلّه، وَقِيلَ: هُوَ صِغَارُهُ ورَدِيئه، شَيْءٌ دِقٌّ ودَقِيق ودُقاق. ودِقُّ الشَّجَرِ: صِغَارُهُ، وَقِيلَ: خِساسه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدِّق مَا دَقّ عَلَى الإِبل مِنَ النَّبْتِ ولانَ فيأْكله الضَّعِيفُ مِنَ الإِبل وَالصَّغِيرُ والأَدْرَد وَالْمَرِيضُ، وَقِيلَ: دِقُّه صِغَارُ ورَقه؛ قَالَ جُبَيْها الأَشجعي: فَلَوْ أَنَّها قامَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ، ... نَفَى الجَدْبُ عَنْهُ دِقّه، فَهْوَ كالِحُ «1» . وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: فَلَوْ أَنها طَافَتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، ... نَفَى الدِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، فَهْوَ كالحُ المُشرشَر: الَّذِي قَدْ شَرْشَرتْه الْمَاشِيَةُ أَي أَكلته. والدَّقيق: الطِّحْن. والدَّقِيقيُّ: بَائِعُ الدَّقِيقِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَالُ دَقّاق. ورجلْ دَقِيقٌ بيِّن الدِّقّ: قَلِيلُ الْخَيْرِ بَخِيلٌ؛ قَالَ: وَإِنْ جَاءَكُمْ مِنّا غَرِيبٌ بأَرضكم، ... لَوَيْتُم لَهُ، دِقّاً، جُنوبَ المَناخرِ وَشَيْءٌ دَقِيق: غَامِضٌ. وَالدَّقِيقُ: الَّذِي لَا غِلظَ لَهُ خِلَافُ الْغَلِيظِ، وَكَذَلِكَ الدُّقاقُ بِالضَّمِّ. والدِّق، بِالْكَسْرِ، مِثْلُهُ، وَمِنْهُ حُمّى الدِّقّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَرْقُ بَيْنَ الدَّقيق والرّقِيق أَن الدقِيق خِلَافُ الْغَلِيظِ، وَالرَّقِيقَ خِلَافُ الثَّخين، وَلِهَذَا يُقَالُ حَساء رَقيق وحَساء ثَخِينٌ، وَلَا يُقَالُ فِيهِ حَسَاءٌ دَقِيقٌ. وَيُقَالُ: سَيْفٌ دَقِيقُ المَضْرِب، ورُمْح دَقِيق، وغُصن دَقِيقٌ كَمَا تَقُولُ رُمح غَلِيظٌ وَغُصْنٌ غَلِيظٌ، وَكَذَلِكَ حَبْلٌ دَقِيقٌ وَحَبْلٌ غَلِيظٌ، وَقَدْ يُوقَع الدَّقِيقُ مِنْ صِفَةِ

_ (1). قوله [بظنب إلخ] هذا البيت أوردوه شاهداً على الظنب بالكسر أصل الشجرة، ووقع في مادة بجج بطاء مهملة مضمومة في البيت وتفسيره وهو خطأ

الأَمر الْحَقِيرِ الصَّغِيرِ فَيَكُونُ ضِدَّهُ الْجَلِيلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإنَّ الدَّقِيقَ يهِيجُ الجَلِيلَ، ... وإنَّ الغَرِيب إِذَا شَاءَ ذَلْ وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ قَالَ: اسْتَدِقَّ الدُّنْيَا واجْتَهِد رأْيَك أَي احْتقِرها واستصغِرْها، وَهُوَ استَفْعل مِنَ الشَّيْءِ الدَّقِيقِ. وَقَوْلُهُمْ: أَخذتُ جِلّه ودِقَّه كَمَا يُقَالُ أَخذت قَلِيلَهُ وَكَثِيرِهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كلَّه: دِقَّه وجِلَّه. وَمَا لَهُ دَقِيقة وَلَا جَلِيلة أَي مَا لَهُ شاةٌ وَلَا نَاقَةٌ. وأَتيته فَمَا أَدَقَّني وَلَا أَجلَّني أَي مَا أَعطاني إِحْدَاهُمَا، وَقِيلَ أَي مَا أَعطاني دَقِيقًا وَلَا جَلِيلًا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَهْجُو قَوْمًا: إذا اصْطَكَّت الحَرْبُ إمْرأَ القَيْسِ، أَخْبَروا ... عَضارِيطَ، إِذْ كَانُوا رِعاء الدَّقائقِ أَراد أَنهم رِعَاءُ الشَّاءِ والبَهْم. ودقَّقْت الشيءَ وأَدْقَقْته: جَعَلْتُهُ دَقيقاً. وَقَدْ دَقَّ يَدِقُّ دِقَّةً: صَارَ دَقِيقًا، وأَدقَّه غَيْرُهُ ودقَّقَه. المُفَضَّل: الدَّقْداقُ صِغَارُ الأَنْقاء الْمُتَرَاكِمَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّقَقةُ المُظهرون أقْذالَ النَّاسِ أَي عُيوبهم، وَاحِدُهَا قَذَلٌ. ودَقَّ الشيءَ يدُقُّه إِذَا أَظْهَرَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: ودَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ أَيْ أَظهروا العُيوب والعَداوات. وَيُقَالُ فِي التَّهَدُّدِ: لأَدُقَّنَّ شُقورَك أَيْ لأُظهِرنَّ أُمورَك. ومُسْتَدَقُّ السَّاعِدِ: مُقَدَّمه مِمَّا يَلِي الرُّسْغَ. ومستدَقُّ كُلِّ شَيْءٍ: مَا دَقَّ مِنْهُ واسْترَقَّ. واستَدَقَّ الشيءُ أَيْ صَارَ دَقِيقًا؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ للحَشْو مِنَ الإِبل الدُّقَّة. والمِدَقُّ: الْقَوِيُّ. والدَّقْدَقةُ: حِكَايَةُ أَصْوَاتِ حَوَافِرِ الدَّوَابِّ فِي سُرعة تردُّدها مِثْلَ الطَّقْطَقةِ. والمُداقَّةُ فِي الأَمر: التَّداقُّ. والمُداقَّة: فِعْلٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ، يُقَالُ: إنه ليُداقُّه الحِساب. دلق: الانْدِلاقُ: التقدُّم. وَكُلُّ مَا نَدَرَ خَارِجًا، فَقَدِ انْدلَق. اللَّيْثُ: الدَّلْقُ، مَجْزُومٌ، خُرُوجُ الشَّيْءِ مِنْ مَخْرجه سَرِيعًا. يُقَالُ: دَلَق السيفُ مِنْ غِمْده إِذَا سَقَطَ وَخَرَجَ مِنْ غَيْرِ أَن يُسَلَّ؛ وأَنشد: كالسيْفِ، مِنْ جَفْنِ السِّلاح، الدَّالِق ابْنُ سِيدَهْ: دَلَق السيفُ مِنْ غِمده دَلْقاً ودُلوقاً وانْدلَق، كِلَاهُمَا: استرْخى وَخَرَجَ سَرِيعًا مِنْ غَيْرِ اسْتِلال، وَكَذَلِكَ إِذَا انشقَّ جَفْنُه وَخَرَجَ مِنْهُ. وأَدْلَقَه هُوَ ودلَقْته أَنَا دَلْقاً إِذَا أَزْلَقْته مِنْ غِمْدِهِ. وسيفٌ دالِقٌ ودَلوق إِذَا كَانَ سَلِسَ الْخُرُوجِ مِنْ غِمْدِهِ يَخْرُجُ مِنْ غَيْرِ سَلّ، وَهُوَ أَجْودُ السُّيوف وأخلصُها؛ وكلُّ سَابِقٍ متقدِّم، فَهُوَ دَالِقٌ. وانْدلَق بَيْنَ أَصحابه: سبَقَ فَمَضَى. وانْدلق بطنُه: اسْتَرْخَى وَخَرَجَ متقدِّماً. وطعَنَه فاندَلَقَتْ أَقتاب بَطْنِهِ: خَرَجَتْ أَمعاؤه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فيُلقى فِي النَّارِ فتَنْدَلِقُ أَقتابُ بَطْنِهِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الِانْدِلَاقُ خُرُوجُ الشَّيْءِ مِنْ مَكَانِهِ، يُرِيدُ خُرُوجَ أَمعائه مِنْ جَوْفه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: جِئْتُ وَقَدْ أَدْلقَني البَرْد أَي أَخرجني. واندلقَ السيْلُ عَلَى الْقَوْمِ أَيْ هَجَمَ، وَانْدَلَقَتِ الْخَيْلُ. وخَيْلٌ دُلُقٌ أَي مُنْدَلِقة شَدِيدَةُ الدُّفْعة؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ خَيْلًا: دُلُقٌ فِي غارةٍ مَسْفُوحةٍ، ... كرِعالِ الطَّيْرِ أَسْراباً تَمُرّ «2».

_ (2). في ديوان طرفة روي صدرُ البيت على هذه الصورة: ذُلُقُ الغارةِ في إفزاعهم

وانْدلَق البابُ إِذَا كَانَ يَنْصَفِق إِذَا فُتح لَا يَثْبُتُ مَفْتُوحًا. ودَلَق بابَه دَلْقاً: فَتَحَهُ فَتْحاً شَدِيدًا. وغارةٌ دُلُقٌ ودَلوقٌ: شَدِيدَةُ الدفْعِ؛ والغارةُ: الْخَيْلُ المُغيِرة، وَقَدْ دَلَقُوا عَلَيْهِمُ الغارةَ أَيْ شنُّوها. وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ: وَقَدِ انْدلَقت إِذَا خَرَجَتْ فَأَسْرَعَتِ السَّيْرَ. وَيُقَالُ: دَلَقتِ الخيلُ دُلوقاً إِذَا خَرَجَتْ مُتَتابِعةً، فَهِيَ خَيْلٌ دُلُقٌ، وَاحِدُهَا دَالِقٌ ودَلوق؛ وَكَانَ يُقَالُ لعُمارةَ بْنِ زَيْدٍ العَبْسي أَخِي الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ دالِق لِكَثْرَةِ غَارَاتِهِ. ودَلَقَ الغارةَ إِذَا قدَّمها وبَثَّها. ويقال: بَيْناهم آمِنون إِذْ دلَق عَلَيْهِمُ السيلُ. وَيُقَالُ: أدْلَقْت المُخَّةَ مِنْ قَصَبة الْعَظْمِ فانْدَلَقت. وَيُقَالُ: دلَق البعيرُ شِقْشِقَته يَدْلقُها دَلْقاً إِذَا أَخْرَجَهَا فَانْدَلَقَتْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ جَمَلًا: يَدْلُق مِثْل الحَرَمِيِّ الوافِرِ، ... مِنْ شَدْقَمِيٍّ سَبِطِ المَشافِرِ أَيْ يُخرج شِقشقته مِثْلَ الحَرَمِيّ، وَهُوَ دَلْو مستوٍ مَنْ أدَم الحرَم. والدَّلُوق والدَّلْقاء: النَّاقَةُ الَّتِي تَتَكَسَّرُ أَسْنَانُهَا مِنَ الكِبَر فتَمُجُّ الْمَاءَ؛ أَنْشَدَ يَعْقُوبُ: شارِف دَلْقاء لَا سِنَّ لَهَا، ... تَحْمِلُ الأَعْباء مِنْ عَهْدِ إرَمْ وَفِي حَدِيثِ حَليمة: مَعَهَا شَارِفٌ دَلْقَاءُ أَيْ مُتَكَسِّرَةُ الأَسنان لِكِبَرِهَا، فَإِذَا شَرِبَتِ الْمَاءَ سَقَطَ مِنْ فِيها، وَهِيَ الدِّلْقِمُ والدِّلْقَمُ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ لِلذَّكَرِ؛ قال: لاهُمَّ إنْ كنتَ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ، ... فَلَا يَزالُ شاحِجٌ يأْتيكَ بِجْ أقْمَرُ نَهَّازٌ يُنَزِّي وفْرَتِجْ، ... لَا دِلْقِمُ الأَسْنانِ بَلْ جَلْدٌ فَتِجْ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ بَعْدَ البُزول شارِف ثُمَّ عَوْزَمٌ ثُمَّ لِطْلِطٌ ثُمَّ جَحْمَرِشٌ ثُمَّ جَعْماء ثُمَّ دِلْقِمٌ إِذَا سَقَطَتْ أضْراسُها هَرَماً؛ وَالدِّلْقِمُ، بِالْكَسْرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، كَمَا قَالُوا للدَّقْعاء دِقْعِم وللدَّرْداء دِرْدِمٌ. وَجَاءَ وَقَدْ دَلَق لجامَه أَيْ وَهُوَ مَجْهُودٌ مِنَ الْعَطَشِ والإِعياء. والدَّلَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: دويبَّة، فارسي معرب. دلفق: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبُو تُرَابٍ مَرَّ مَرّاً درَنْفَقاً ودَلَنْفَقاً، وَهُوَ مَرٌّ سَرِيعٌ شَبِيهٌ بالهَمْلجة؛ قَالَ: وَأَنْشَدَ عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ الْغَطَفَانِيُّ: فَراحَ يُعاطِيهِنَّ مَشْياً دَلَنْفَقاً، ... وهنَّ بعِطْفَيهِ لهنَّ خَبِيبُ دمق: دَمَقه يَدْمُقُه دَمْقاً: كَسَرَ أَسْنَانَهُ كدَقَمه؛ وَأَنْشَدَ الأَصمعي: ويأْكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتا، ... ويَدْمُقُ الأَقْفالَ والتَّابوتا ويَخْنُق العَجُوزَ أَوْ تَمُوتا، ... أَوْ تُخْرِجَ المأْقُوطَ والمَلْتوتا ودقَمَ فَاهَ ودَمقَه دَقْماً ودَمْقاً إِذَا كَسَرَ أَسْنَانَهُ. ودَمقَه فِي الْبَيْتِ يَدْمِقُه ويَدْمُقُه دَمْقاً فَهُوَ مَدْموق ودَميق، وأدْمقَه: أَدْخَلَهُ فِيهِ. وانْدمقَ عَلَيْهِمْ بَغْتة: دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَكَذَلِكَ دمَقَ أَيْضًا دُمُوقًا. وَالِانْدِمَاقُ: الانخِراط. واندمَق الصيّادُ فِي قُترته وَانْدَمَقَ مِنْهَا أَيْضًا إِذَا خَرَجَ. ودَمَق الصيّادُ فِي قُترته وَانْدَمَقَ فِيهَا:

دَخَلَ، وَانْدَمَقَ مِنْهَا: خَرَجَ، ضِدٌّ؛ وأدْمقْته إِدْمَاقًا. وَفِيهِمْ دَمْقٌ إِذَا كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى الْقَوْمِ بِغَيْرِ إِذْنٍ فيأْكلون طَعَامَهُمْ؛ وَرَوَى شِمْرٌ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ خَالِدًا كَتَبَ إِلَى عُمر: إنَّ الناسَ قَدْ دَمَقُوا فِي الخَمْر وتَزاهَدُوا فِي الحَدِّ؛ أَيْ أَنَّهُمْ تهافَتُوا فِي شُربها وَانْبَسَطُوا وَأَكْثَرُوا مِنْهُ. قَالَ شِمْرٌ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي دَمَقَ الرجلُ عَلَى الْقَوْمِ ودَمَر إِذَا دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ دَمَقُوا فِي الْخَمْرِ أَيْ دَخَلُوا واتَّسعوا؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الصائدَ وَدُخُولَهُ فِي قُتْرته: لَمّا تَسَوَّى فِي خَفِيِّ المُنْدَمَقْ قَالَ: مُنْدَمَقُه مَدْخَلُه؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: المُندَمق المُتَّسِع. والدمَق، بِالتَّحْرِيكِ: الثَّلْجُ مَعَ الرِّيحِ يَغْشَى الإِنسان مَنْ كُلِّ أوْب حَتَّى يكادَ يَقْتُلُ مَن يُصيبه، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ويومٌ داموقٌ: ذُو وَعْكةٍ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ لأَن [الدَّمَهْ] بِالْفَارِسِيَّةِ النَّفْسُ فَهُوَ دَمَهْكِر أَيْ آخِذٌ بِالنَّفْسِ. والدُّمَّيْقُ: اسْمٌ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّمْقُ السَّرِقة. وَيُقَالُ: أَخَذَ فُلَانٌ مِنَ الْمَالِ حَتَّى دَقِمَ «1». وَحَتَّى فَقِمَ أي حتى احْتَشَى. دمحق: الدَّمْحَقُ مِنَ الأَطعمة: مَعْرُوفٌ. والدُّحْموقُ والدُّمْحُوقُ: الْعَظِيمُ البطن. دمخق: دَمْخَقَ فِي مَشْيه وحَدِيثه يُدَمْخِق دَمْخقةً: تَثاقل؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: وَهُوَ الثَّقِيلُ فِي مَشْيِهِ الْحَدِيدِ فِي تَكَلُّفِهِ؛ وَمِثْلُهُ اشْتِقَاقُ الْفِعْلِ، فَمَا كَانَ مِنَ الْفِعْلِ الرُّبَاعِيِّ نَحْوَ دَمْخقَ وشَيْطنَ بِوَزْنِ فَعْلَل قُلْتُ شَيْطنَ فُلَانٌ، وَإِذَا قُلْتَ شيطنَ فَإِنَّهُ مِنْهُ تَحْوِيلٌ إِلَى حَالِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا قُدّم الْفِعْلُ فَهُوَ وَاحِدٌ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَذَلِكَ أَنَّكَ تَقُولُ فَعَلُوا قَالُوا، وَلِلِاثْنَيْنِ فَعَلَا قَالَا، فَلَمَّا أظهَرت الِاسْمَ قُلْتَ فَعَلَ الْقَوْمُ، فَإِذَا قدَّمْتَ الأَسماء قُلْتَ الْقَوْمُ فَعَلُوا وَإِنَّمَا فَعَلُوا خَبَرُ الأَسماء وَلَمْ تَجْعَلْ لِلْقَوْمِ فِعلًا لأَنك تَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ ضَرَبْتُهُ، فَالْهَاءُ هِيَ لِعَبْدِ اللَّهِ؛ وَكَذَلِكَ الْوَاوُ الَّتِي فِي فَعَلُوا هِيَ لِلْقَوْمِ، فَافْهَمْ ذَلِكَ وَنَحْوَهُ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: لَمْ أَجِدْ دَمْخقَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا. دمشق: دَمْشَقَ عَمَلَه: أسْرَع فِيهِ. ودَمْشَقَ الشيءَ: زَيَّنَه؛ قَالَ أَبُو نُخَيْلةَ: دُمْشِقَ ذاكَ الصَّخَرُ المُصَخَّرُ والدَّمْشقُ: النَّاقَةُ الخَفِيفة السَّرِيعَةُ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَوْلَ الزَّفَيَانِ: ومَنْهَلٍ طامٍ عَلَيْهِ الغَلْفَقُ ... يُنِيرُ، أَوْ يُسْدِي بِهِ الخَوَرْنَقُ وَرَدْتهُ، والليلُ داجٍ أبْلَقُ، ... وصاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، كأنَّها بعدَ الكَلالِ زَوْرقُ قَالَ: وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ دِمَشْقٌ مثالُ حِضَجْر. ودِمَشْقُ: مَدِينَةٌ، مِنْ هَذَا أُخِذَ، قِيلَ: فَدَمْشِقُوها أَيِ ابنُوها بِالْعَجَلَةِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: دِمَشْقُ قَصَبَةُ الشَّامِ؛ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِرِ المُعَنَّى ... تُهَدِّر فِي دِمَشْقَ، وَمَا تَرِيمُ وَيُرْوَى: تُهدّد. التَّهْذِيبُ: دِمَشْق اسْمُ جُند من

_ (1). قوله [حتى دقم] كذا في الأصل، والذي في شرح القاموس: حتى دمق

أجْناد الشَّامِ. ودَمْشَقْت فِي الشَّيْءِ: أسْرَعْت. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَشَقَ: جَمَلٌ دَوْشق إذا كان صخماً، فَإِنْ كَانَ سَرِيعًا فَهُوَ دَمْشَق. دملق: المُدَمْلَق مِنَ الْحَجَرِ وَمِنَ الحافرِ: الأَملس المُدَوَّر مِثْلُ المُدَمْلَك والمُدَمْلَج؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِكُلّ موْقُوعِ النُّسورِ أخْلَقا ... لأْمٍ يَدُقُّ الحجَر المُدَمْلَقا قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحَافِرُ؛ قَالَ: وحافِرٌ صُلْب العُجَى مُدَمْلَقُ، ... وساقُ هَيْقٍ أنْفُها مُعَرَّقُ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ: وَكُلُّ هِنْدِيّ حَديدِ الرَّوْنَقِ، ... يَفْلِقُ رأسَ البيضةِ المُدَمْلَقِ وَحَجَرٌ دُمَلِقٌ ودُمْلُوقٌ ودُمالِقٌ مُدَمْلَقٌ دُمْلُوقٌ: شديدُ الاسْتدارة؛ وَأَنْشَدَ: وعَضَّ بِالنَّاسِ زَمانٌ عارقُ، ... يَرْفَضُّ مِنْهُ الحَجرُ الدُّمالِقُ أَبُو خَيْرَةَ: الدُّمْلُوق والدُّمالق الْحَجَرُ الأَملس مِثْلُ الْكَفِّ. وَفِي حَدِيثِ ثَمُودَ: رَمَاهُمُ اللَّهُ بالدَّمالِق أَي بِالْحِجَارَةِ المُلْسِ، وَجَمْعُ دَمالِق دَمالِيقُ، وَقَدْ دُمْلِقَ؛ وَقِيلَ: الدُّمَلِقُ الْحَجَرُ الأَملس الصُّلب؛ يُقَالُ: دَمْلَقَه ودَمْلَكه إِذَا مَلَّسه وسَوّاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيانَ وَذِكْرُ ثَمُودًا فَقَالَ: رَمَاهُمُ اللَّهُ بالدَّمالِق وأَهلكهم بالصَّواعِق ؛ التَّفْسِيرُ الأَخير لِابْنِ قُتَيْبَةَ. وفَرج دُمالِقٌ: وَاسِعٌ عَظِيمٌ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى: جاءتْ بِهِ مِن فَرجها الدُّمالِقِ وَشَيْخٌ دُمالِقٌ: أصلعُ. وَرَجُلٌ دُمالق الرأسِ: محلوقُه. وَرَجُلٌ دَمَلَّقُ الْوَجْهِ: مُحَدَّده. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الدُّمالِقُ مِنَ الكَمأة أَصْغَرُ مِنَ العُرْجون وَأَقْصَرُ مَا يَكُونُ فِي الرَّوْضِ، وَهُوَ طَيِّبٌ، وقلَّما يَسودّ، وَهُوَ الَّذِي كَأَنَّ رأسه مِظَلّة. دنق: الدّانِق والدّانَقُ: مِنَ الأَوزان، وَرُبَّمَا قِيلَ داناقٌ كَمَا قَالُوا للدِّرْهمِ درْهام، وَهُوَ سُدُسُ الدِّرْهَمِ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا قَوْمِ، مَن يَعْذِرُ مَنْ عَجْرَد ... القاتِلِ الْمَرْءِ عَلَى الدانِق؟ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَعَنَ الله الدانَقَ [الدانِقَ] وَمَنْ دَنَّق ؛ الدَّانق، بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِهَا: هُوَ سُدُسُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ كأَنه أَراد النَّهْيَ عَنِ التَّقْدِيرِ وَالنَّظَرِ فِي الشَّيْءِ التَّافِهِ الْحَقِيرِ، وَالْجَمْعُ دوانِق ودَوانِيقُ؛ الأَخيرة شَاذَّةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَصَّلَهُ فَقَالَ: جَمْعُ دانِق دوانِق، وَجَمْعُ دانَق دَوَانِيقُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ جَمْعٍ جَاءَ عَلَى فَواعِل ومَفاعِل فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُمَدَّ بِيَاءٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمَّا الَّذِينَ قَالُوا دَوَانِيقُ فَإِنَّمَا جَعَلُوهُ تَكْسِيرَ فَاعَالٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كَلَامِهِمْ كَمَا قَالُوا مَلَامِيحُ، وَتَصْغِيرُهُ دُويْنيق وَهُوَ شَاذٌّ أَيْضًا. ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبِي المكارِم قَالَ: الدَّنيقُ والكِيصُ والصُّوصُ الَّذِي يَنْزِلُ وَحْدَهُ وَيَأْكُلُ وَحْدَهُ بِالنَّهَارِ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَكَلَ فِي ضَوْء الْقَمَرِ لِئَلَّا يَرَاهُ الضيْفُ. وتَدْنِيقُ الشَّمْسِ للغُروب: دُنُوّها. ودَنَّقت الشمسُ تَدْنِيقاً: مَالَتْ لِلْغُرُوبِ. وتَدْنِيقُ الْعَيْنِ: غُؤورها. ودَنَّقَت عينُه تَدْنِيقاً: غارتْ. ودَنَّق وجهُه: هُزِل، وَقِيلَ: دَنَّق وجههُ إِذَا اصْفَرَّ مِنَ

الْمَرَضِ. ودنَّق الرَّجلُ: مَاتَ، وَقِيلَ: دنَّق لِلْمَوْتِ تَدْنِيقًا دَنَا مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الأَوزاعي: لَا بأْس للأَسِير إِذا خَافَ أَن يُمَثَّل بِهِ أَن يُدَنِّق لِلْمَوْتِ أَي يَدنُو مِنْهُ؛ يُرِيدُ لَهُ أَن يُظهر أَنه مُشْفٍ عَلَى الْمَوْتِ لِئَلَّا يُمَثَّل بِهِ. وَيُقَالُ للأَحْمق دانِقٌ ودائقٌ ووادِقٌ وهِرْطٌ. والدانِقُ: السَّاقِطُ المَهزُول مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: مريضٌ دانِقٌ إِذا كَانَ مُدْنَفاً مُحَرَّضاً؛ وَأَنْشَدَ: إنَّ ذواتِ الدَّلِّ والبَخانِقِ ... يَقْتُلْن كلَّ وامقٍ وعاشِقِ، حتَّى تَراه كالسَّليمِ الداَّنِقِ اللَّيْثُ: دنَّق وَجْهَ الرَّجُلِ تدْنِيقاً إِذا رأَيت فِيهِ ضُمْر الهُزَال مَنْ مرَض أَوْ نصَب. والدَّنْقةُ: حَبة سَوْدَاءُ مُسْتَدِيرَةٌ تَكُونُ فِي الحِنطة. والدَّنْقة: الزُّؤان؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمُدَنِّق: المُستقْصِي. يُقَالُ: دنَّق إِلَيْهِ النظَرَ ورنَّقَ، وَكَذَلِكَ النَّظَرُ الضَّعِيفُ. قَالَ الْحَسَنُ: لَا تُدَنِّقوا فيُدَنَّقَ عَلَيْكُمْ. والتَّدْنِيقُ مِثْلُ الترْنِيق: وَهُوَ إِدامة النَّظَرِ إِلى الشَّيْءِ، وأَهل العِراق يَقُولُونَ فُلَانٌ مُدَنِّق إِذا كَانَ يُداقّ النَّظَرُ فِي مُعامَلاته ونَفقاته ويَسْتَقْصِي. الأَزهري: وَالتَّدْنِيقُ والمُداقّة والاسْتقصاء كِنَايَاتٌ عَنِ الْبُخْلِ والشُّحِّ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّنُقُ المُقَتِّرُون عَلَى عِيالهم وَأَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ لَمْ يُدَنِّقْ زَرْنَق، والزَّرْنَقةُ العِينة؛ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مِنَ الْعُيُونِ الجاحِظةُ والظاهِرة والمُدَنِّقة، وَهُوَ سَوَاءٌ، وَهُوَ خروج العين وظهورها؛ قال الأَزهري: وَقَوْلُهُ أَصَحُّ مِمَّنْ جعل تدنيق العين غؤوراً. دنشق: دَنْشَقٌ: اسم. دهق: الدَّهْقُ: شِدَّةُ الضَّغْط. والدهْق أَيْضًا: مُتابعة الشَّدِّ. ودَهَق الماءَ وأدْهَقه: أفْرَغه إِفْرَاغًا شَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: نُطْفةً دِهاقاً وعَلَقةً مُحاقاً أَي نُطْفَةً قَدْ أَفْرغت إِفراغاً شَدِيدًا، مِنْ قَوْلِهِمْ أَدْهَقْت الْمَاءَ أَفْرَغته إِفراغاً شَدِيدًا، فَهُوَ إِذاً مِنَ الأَضداد. وَأَدْهَقَ الكأسَ: شدَّ ملأَها. وكأسٌ دِهاق: مُتْرعة مُمْتَلِئَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَكَأْساً دِهاقاً ، قِيلَ: مَلأَى؛ وَقَالَ خِداش بْنُ زُهير: أَتَانَا عامرٌ يَرْجُو قِرانا، ... فأَتْرَعْنا لَهُ كأْساً دِهاقا وَيُقَالُ: أدْهَقْتُ الكأْسَ إِلَى أصْبارها أَيْ ملأْتها إِلَى أعالِيها. وَفِي التَّهْذِيبِ: دهقْت الكأْس أَيْ ملأْتها، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ دِهاقاً مُتتابعة عَلَى شارِبِيها مِنَ الدهْق الَّذِي هُوَ مُتَابَعَةُ الشَّدِّ، والأَوّل أَعْرَفُ، وَقِيلَ: دِهاقاً صَافِيَةً؛ وَأَنْشَدَ: يَلَذُّه بكَأْسِه الدِّهاق قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَمَّا صِفَتُهم الكأْسَ وَهِيَ أُنْثَى بالدِّهاق وَلَفْظُهُ لَفْظُ التَّذْكِيرِ فَمِنْ بَابِ عَدْل ورِضا. أَعْنِي أَنَّهُ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ وَهُوَ مَوْضُوعُ مَوْضِعَ إِدْهَاقٍ، وَقَدْ كَانَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ هِجانٍ ودِلاصٍ إِلَّا أَنا لَمْ نَسْمَعْ كأْسان دِهاقانِ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا حَمَلَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يَجْعَلَ دِلاصاً وَهِجَانًا فِي حَدِّ الْجَمْعِ تَكْسِيرًا لهِجانٍ ودِلاص فِي حَدِّ الإِفراد قولُهم هِجانانِ ودِلاصانِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَحَمَلَهُ عَلَى بَابِ رِضاً لأَنه أَكْثَرُ، فَافْهَمْهُ. ودَهَقَ لِي مِنَ الْمَالِ دَهْقةً: أَعْطَانِي مِنْهُ صَدْراً. والدَّهَقُ: خَشَبَتَانِ يُغْمَزُ بِهِمَا السَّاقُ. وادَّهَقَتِ

الْحِجَارَةُ: اشْتَدَّ تَلازُبها وَدَخَلَ بعضُها فِي بَعْضٍ مَعَ كَثْرَةٍ؛ وَأَنْشَدَ الأَزهري: يَنصاحُ مِن جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ والدِّهْقانُ والدُّهقان: التَّاجِرُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنْ جَعَلْتَ دِهقان مِنَ الدَّهْق لَمْ تَصْرِفْهُ. هَكَذَا قَالَ مِنَ الدَّهْقِ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَقَالَهُ عَلَى أَنَّهُ مَقُولٌ أَمْ هُوَ تَمْثِيلٌ مِنْهُ لَا لَفْظٌ مَعْقُولٌ، قَالَ: والأَغلب عَلَى ظَنِّي أَنَّهُ مَقُولٌ وَهُمُ الدَّهاقِنةُ والدَّهاقِين؛ قَالَ: إِذَا شِئتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ، ... وصَنَّاجةٌ تَحْدُو عَلَى كُلِّ مَنْسِم وَقَبْلَهُ: أَلَا أبْلِغا الحَسْناء أَنَّ حَلِيلَها، ... بِمَيْسانٍ، يُسْقى مِنْ زُجاجٍ وحَنْتَمِ وَبَعْدَهُ: لعَلَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسُوءُه ... تَنادُمنا بالجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ إِذَا كنتَ ندْماني فبالأَكبَرِ اسْقِني، ... وَلَا تَسْقِني بالأَصْغَرِ المُتَثَلِّمِ يَعْنِي بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، لأَنه هُوَ الَّذِي وَلَّاهُ. والدَّهَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: ضَرْبٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ [أَشْكَنْجَه]. ودَهَقْت الشيءَ: كسَرْته وقطَعْته، وَكَذَلِكَ دَهْدَقْتَه؛ وَأَنْشَدَ الحُجْر بْنُ خَالِدٍ أَحَدُ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلبةَ: نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للباعِ والنَّدى، ... وبَعْضُهم تَغْلي بِذَمٍّ مَناقِعُهْ ونحلب ضِرْسَ الضَّيْفِ فِينَا، إِذَا شَتا، ... سَدِيفَ السَّنامِ تَشْتَرِيهِ أصابِعُهْ المَناقِعُ: القُدور الصِّغَارُ، وَاحِدُهَا مَنْقَع، ومَنْقَعة؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ: قدِ اسْتَحلُّو القتْلَ فاقْتُلْ وادْهَقِ والدَّهْدَقة: دَوَرانُ البِضَعِ الْكَثِيرِ فِي القِدر إذا غلت تَرَاهَا تَعلُو مرَّة وتَسْفُل أُخْرَى؛ وَأَنْشَدَ: تَقَمَّصَ دَهْداقَ البَضِيعِ، كأنَّه ... رُؤُوسُ قَطاً كُدْرٍ دِقاقٍ الحَناجِر دهدق: الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: زَهْزَقَ فِي ضَحِكِهِ زَهْزَقَةً ودَهْدَقَ دَهْدَقةً. دهمق: الدُّهامِقُ: التُّراب اللَّيِّن. وَأَرْضٌ دَهامِيق: ليِّنة دَقِيقَةٌ؛ أَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كأنَّما فِي تُرْبِهِ الدُّهامِقِ ... مِنْ ألِّه تَحْتَ الهَجِيرِ الوادِقِ ودَهْمَقَ الطَّحِينَ: دقَّقَه وليَّنه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ شِئْتُ أَن يُدَهْمَقَ لِي لفعلْتُ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَابَ قَوْمًا فَقَالَ: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها ؛ مَعْنَاهُ لَوْ شِئْتُ أَن يُلَيَّنَ لِيَ الطعامُ ويُجَوَّدَ. ودَهْمَقْتُ اللحمَ: مِثْلُ دَهْدَقْتُه. والدَّهْمَقَةُ: لِينُ الطعامِ وَطِيبُهُ ورِقَّتُه، وَكَذَلِكَ كُلَّ شيءٍ ليِّن؛ قَالَ اللَّيْثُ: وأَنشدني خَلَفٌ الأَحمر فِي نَعْتِ أَرض: جَوْنٌ رَوابي تُرْبِه دَهامِقُ يَعْنِي تُرْبة ليِّنة. أَبو عُبَيْدٍ: الدَّهْمَقة والدَّهْقَنة سَوَاءٌ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا سَوَاءٌ لأَن لِينَ الطَّعَامِ مِنَ الدهْقنة.

والمُدَهْمَقُ: المُدَقَّق. وَسَمِعَ ابْنُ الْفَقْعَسِيِّ يَقُولُ: المُدَهْمَق الجيِّد مِنَ الطَّعَامِ؛ قَالَ وَأَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ: إِذَا أرَدْتَ عَمَلًا سُوقِيّا ... مُدَهْمَقاً، فادْعُ لَهُ سِلْمِيّا قَالَ: والمُدَهْمَق الَّذِي لَمْ يُجوّد، وَهَذَا ضِدُّ الأَول. التَّهْذِيبُ: أَبُو حَاتِمٍ بعد ما ذَكَرَ أنَّ قَوْمًا غَلِطوا فَقَالُوا لِلشَّيْءِ المُجوَّد مُدهْمَق، وَالَّذِي يُشفَق عَلَيْهِ أَيْضًا مُدهْمَق؛ وَاحْتَجَّ بِمَا أَنْشَدَهُ ابْنُ الأَعرابي: إِذَا أَرَدْتَ عَمَلًا سُوقِيًّا فَظَنُّوا أَنَّ السُّوقِيَّ الرَّدِيءُ؛ قَالَ: وَأَصْحَابُ المَرائي يُعطُون عَلَى جِلاء المِرآة فَإِذَا اشْتَرَطُوا عَمَلًا سُوقِياً أضْعفُوا الْكِرَاءَ، قَالَ: وَهُوَ أجْودُ الْعَمَلِ. ابْنُ سَمْعَانَ: المُدَهْمَق المُستوي؛ وَأَنْشَدَ: كَأَنَّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ، ... إِذَا مَطاها، هَزمٌ مِنْ فَرَقِ ودَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إِذَا جَاءَ بِهِ مُسْتَوِيًا مِنْ أوَّله إِلَى آخِرِهِ، وَأَنْشَدَ: دَهْمَقَه الفاتِلُ بينَ الكَفَّيْن، ... فَهُوَ أمِينٌ مَتْنُه يُرْضي العَيْن التَّهْذِيبُ: ودَهْمَقْت فِي الشَّيْءِ أَيْ أَسْرَعْتُ. قَالَ أَعْرَابِيٌّ: كَانَ مُدْرِك الفَقْعَسِيّ يسمَّى مُدَهْمِقاً لِبَيَانِ لِسَانِهِ وجَوْدة شِعره؛ تَقُولُ: هُوَ مُدَهْمِق مَا يُطاق لسانُه لتَجْويدِه الْكَلَامَ وتَحْبيرِه إيّاه. دَوَقَ: الدُّوقُ، بِالضَّمِّ: المُوقُ والحُمْقُ. والدّائقُ: الهالِك حُمْقاً. يُقَالُ: هُوَ أحْمقُ مائقٌ دائقٌ؛ وَقَدْ ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوقُ مَواقةً وَدَوَاقَةً ودَوْقاً ومُؤُوقاً ودُؤُوقاً. وَرَجُلٌ مُدَوَّق: مُحَمَّق. أَبُو سَعِيدٍ: داقَ الرَّجلُ فِي فِعْلِهِ وداكَ يَدُوقُ ويَدُوك إِذَا حَمُق. ومالٌ دَوْقى ورَوبَى «2» أي هَزْلَى. ذحق: ابْنُ سِيدَهْ: ذَحَقَ اللِّسانُ يَذْحَقُ ذَحْقاً انْسلَق وانْقشَر مِنْ دَاءٍ يُصيبه، والله أعلم. ذرق: ذَرْقُ الطائرِ: خُرْؤُه. وذَرقَ الطائرُ يَذْرُق ويَذْرِقُ ذَرْقاً، وأذْرَقَ: خَذَق بِسَلْحه وذَرَقَ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ فِي السبُع والثعلب؛ أَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ: إِلَّا تِلكَ الثَّعالِبُ قَدْ تَوَالَتْ ... عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لهُنَّ لَحْمي، ... فأذْرَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتَاعَا وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الذُّراق؛ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ لَمَّا سَأَلَهُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ هِجَاءِ الْحُطَيْئَةِ للزِّبْرِقان بِقَوْلِهِ: دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها، ... واقْعُدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي مَا هَجاه بَلْ ذَرق عَلَيْهِ. والذَّرْقُ: ذَرْقُ الحُبارَى بِسَلْحِهِ، والخَذْقُ أشدُّ مِنَ الذَّرْق. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَذَرَّقَتْ فُلَانَةُ بالكُحل وأذْرَقَتْ إِذَا اكْتحلت. والذُّرَقُ: نَبَاتٌ كالفِسْفِسة تُسَمِّيهِ الحاضرةُ الحَنْدَقُوقى. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الذُّرَق الْحَنْدَقُوقِيُّ؛ غَيْرُهُ: وَاحِدَتُهَا ذُرَقة، وَيُقَالُ لَهَا: حَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقَى؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهَا

_ (2). قوله [دوقى ورَوبَى] كذا في الأصل.

نُفَيْحة طَيِّبَةٌ فِيهَا شَبه مِنَ الفَثِّ تَطُولُ فِي السَّمَاءِ كَمَا ينبُت الفَثُّ، وَهُوَ يَنْبُتُ فِي القِيعان ومَناقِع الْمَاءِ. وَقَالَ مُرّة: الذُّرَقُ نَبَاتٌ مِثْلُ الكُرّاث الْجَبَلِيِّ الدِّقاق لَهُ فِي رَأْسِهِ قَماعِل صِغَارٌ فِيهَا حبٌّ أَغْبَرُ حُلو، يؤْكلُ رَطباً تُحبه الرِّعاء وَيَأْتُونَ بِهِ أَهْلِيهِمْ فَإِذَا جفَّ لَمْ تَعرِض لَهُ، وَلَهُ نِصال صِغار لَهَا قِشْرَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا قُشرت قُشرت عَنْ بَيَاضٍ، قَالَ: وَهِيَ صادِقةُ الحَلاوة كَثِيرَةُ الْمَاءِ يَأْكُلُهَا النَّاسُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذَا مَا هاجَ حِيرانُ الذُّرَقْ ... وأهْيَجَ الخَلْصاء مِنْ ذاتِ البُرَقْ «1» . وأذْرَقَت الأَرض: أنْبَتت الذُّرَق. وَفِي الْحَدِيثِ: قَاعٌ كَثِيرُ الذُّرَق ، بِضَمِّ الذَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، الْحِنْدَقَوْقُ وَهُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: لَبَنٌ مُذَرَّق أي مَذيق. ذرفق: اذْرَنْفَقَ: تَقدَّم كادْرَنْفَقَ؛ حكاه نصير. ذعق: الذُّعاق بِمَنْزِلَةِ الزُّعاق: المُرّ. مَاءٌ ذُعاقٌ: كزُعاقٍ. قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ عَرَبِيٍّ فَلَا أَدْرِي أَلُغَةٌ أَمْ لُثْغة. وذَعَق بِهِ ذَعْقاً: صَاحَ كَزَعَق. ابْنُ دُرَيْدٍ: وذَعقَه وزَعَقَه إِذَا صَاحَ بِهِ فأَفْزعَه؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ أَبَاطِيلِ ابْنِ دُرَيْدٍ. ذعلق: الذُّعْلُوق والذُّعلُوقة: نَبْتٌ يشبه الكُرّات يَلتوي طيِّبُ الأَكل وَهُوَ يَنْبُتُ فِي أَجْوَافِ الشَّجَرِ؛ وذُعلُوقٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ لِحْيةُ التَّيْس. وكلُّ نَبْتٍ دَقَّ ذُعْلُوق، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ نَبْتٌ يَسْتَطِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَقَوْلُهُ: يَا رُبَّ مُهرٍ مَزْعُوقْ، ... مُقَيَّل أَوْ مَغْبُوقْ مِن لَبنِ الدُّهْم الرُّوقْ، ... حتَّى شَتا كالذُّعْلُوقْ فسَّره فَقَالَ أَيْ فِي خِصْبه وسِمنَه ولِينه. قَالَ الأَزهري: يُشبَّه بِهِ الْمُهْرُ النَّاعِمُ، وَقِيلَ: هُوَ القَضِيب الرَّطب، وَقَدْ يَتَّجِهُ تَفْسِيرُ الْبَيْتِ عَلَى هَذَا. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ نَبْتٌ أدقُّ مِنَ الْكُرَّاثِ وَلَهُ لبَن. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: الذُّعْلُوقُ مِنْ أَسْمَاءِ الكمأَة. والذُّعلوق: طَائِرٌ صَغِيرٌ. ذفرق: الذُّفْروق: لُغَةٌ فِي الثُّفْروق. ذلق: أَبُو عَمْرٍو: الذَّلَقُ حِدَّة الشَّيْءِ. وحَدُّ كُلِّ شَيْءٍ ذَلْقُه، وذَلْقُ كُلِّ شَيْءٍ حَدُّه. وَيُقَالُ: شَباً مُذَلَّقٌ أَيْ حادٌّ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: وَالْبِيضُ فِي أيْمانِهم تأَلَّقُ، ... وذُبَّل فِيهَا شَباً مُذَلَّقُ وذَلْقُ السِّنان: حَدُّ طرَفه، والذلْقُ: تَحْديدك إِيَّاهُ. تَقُولُ: ذَلَقْته وأذْلقْته. ابْنُ سِيدَهْ: ذَلْقُ كُلِّ شَيْءٍ وذَلَقُه وذَلْقَتُه حِدَّته، وَكَذَلِكَ ذَوْلَقُه، وَقَدْ ذَلَقه ذَلْقاً وأذْلقه وذَلَّقه؛ وَقَوْلُ رؤْبة: حتَّى إِذَا تَوقَّدَتْ مِن الزَّرَقْ ... حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ مِنْ سَنِّ الذَّلَقْ «2» . يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ ذَالِقٍ كَرَائِحٍ وروَح وعازِب وعَزَب، وَهُوَ المُحدَّد النَّصْلِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مِنْ سَنِّ الذلْق فَحُرِّكَ لِلضَّرُورَةِ وَمِثْلُهُ في الشعر

_ (1). قوله [الذرق] تقدم لنا هذا البيت في مادتي حجر وحير بلفظ الدرق بدال مهملة مفتوحة وهو خطأ والصواب ما هنا (2). قوله [من سن الذلق] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة حجر بلفظ الدلق بدال مهملة تبعاً للأَصل وهو خطأ والصواب ما هنا

كَثِيرٌ. وذلَقُ اللِّسَانِ وذَلَقَته: حِدَّته، وذَوْلقُه طَرَفُهُ. وكلُّ محدَّد الطرَف مُذَلَّق، ذَلُقَ ذَلَاقَةً، فَهُوَ ذَلِيق وذَلْق وذُلَق وذُلُق. وذَلِقَ اللسانُ، بِالْكَسْرِ، يَذْلَقُ ذلَقاً أَيْ ذَرِبَ وَكَذَلِكَ السِّنَانُ، فَهُوَ ذَلِقٌ وأذْلَقُ. وَيُقَالُ أَيْضًا: ذَلُقَ السِّنَانُ، بِالضَّمِّ، ذَلْقاً، فَهُوَ ذَلِيق بيِّن الذَّلاقة. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْع: عَلَى حدِّ سِنان مُذلَّقٍ أَي مُحَدَّدٍ؛ أَرادت أَنها مَعَهُ عَلَى حَدِّ السِّنَانِ المحدَّد فَلَا تَجد مَعَهُ قَراراً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فكسرتُ حَجَرًا وحسَرْتُه فانْذَلَق أَي صَارَ لَهُ حَدٌّ يَقطَع. ابْنُ الأَعرابي: لِسان ذَلْقٌ طَلْقٌ، وذَلِيقٌ طَلِيق، وذُلُقٌ طُلُقٌ، وذُلَقٌ طُلَقٌ، أَربع لُغَاتٍ فِيهَا. والذَّلِيق: الفصيحُ اللسانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ يومُ الْقِيَامَةِ جاءَت الرَّحِم فَتَكَلَّمَتْ بِلِسَانٍ ذُلَقٍ طُلَقٍ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَن وصَلني واقْطَع مَن قَطَعَنِي. الْكِسَائِيُّ: لِسَانٌ طُلَقٌ ذُلَقٌ كَمَا جاءَ فِي الْحَدِيثِ أَي فَصِيحٌ بَلِيغٌ، ذُلَق عَلَى فُعَل بِوَزْنِ صُرَد؛ وَيُقَالُ: طُلُقٌ ذُلُقٌ وطَلْق ذَلْق وطَلِيق ذَلِيق، وَيُرَادُ بِالْجَمِيعِ المَضاء والنَّفاذ. أَبُو زَيْدٍ: المُذَلَّق مِنَ اللَّبَنِ الحليبُ يُخلط بِالْمَاءِ. وعَدْوٌ ذَلِيق: شَدِيدٌ. قَالَ الْهُذَلِيُّ: أَوَائِلُ بالشَّدِّ الذَّليقِ وحَثَّني، ... لَدى المتْنِ، مَشْبُوحُ الذِّراعَيْن خَلْجَم «1» . وذَلَّقْتُ الْفَرَسَ تَذليقاً إِذَا ضَمَّرْته؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: فَذَلَّقْتُه حَتَّى تَرَفَّع لحمُه، ... أُداوِيهِ مَكْنوناً وأركَبُ وادِعا أَيْ ضمَّرته حَتَّى ارْتَفَعَ لحمُه إلى رؤُؤس الْعِظَامِ وَذَهَبَ رَهَلُه. وَفِي حَدِيثِ حَفْر زَمزمَ: أَلم نسقِ الحَجِيج وَنَنْحَرِ المِذْلاقةَ ؛ هِيَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ السَّيْرِ. وَالْحُرُوفُ الذُّلْقُ: حُرُوفُ طَرف اللسانِ. التَّهْذِيبُ: الْحُرُوفُ الذُّلْق الرَّاءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ سُمِّيَتْ ذُلْقاً لأَنَّ مَخَارِجَهَا مِنْ طَرَفٍ اللِّسَانِ. وذَلَقُ كُلِّ شَيْءٍ وذَوْلَقُه: طرَفُه. ابْنُ سِيدَهْ: وَحُرُوفُ الذَّلاقة سِتَّةٌ: الراءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ وَالْفَاءُ وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ لأَنه يُعتَمد عَلَيْهَا بذَلَقِ اللِّسَانِ، وَهُوَ صَدْرُهُ وطرَفه، وَقِيلَ: هِيَ حُرُوفُ طَرَفِ اللِّسَانِ وَالشَّفَةِ وَهِيَ الْحُرُوفُ الذُّلْق، الْوَاحِدُ أذْلق، ثَلَاثَةٌ مِنْهَا ذوْلَقِيَّة: وَهِيَ الرَّاءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ، وثلاثة شفظوِية: وَهِيَ الْفَاءُ وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ، وَإِنَّمَا سمِّيت هَذِهِ الْحُرُوفُ ذُلْقًا لأَن الذَّلَاقَةَ فِي المَنطِق إِنَّمَا هِيَ بِطَرَفِ أسَلةِ اللِّسَانِ وَالشَّفَتَيْنِ، وَهُمَا مَدْرجتا هَذِهِ الْحُرُوفِ السِّتَّةِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِي هَذِهِ الْحُرُوفِ السِّتَّةِ سِرٌّ ظَريف يُنتفع بِهِ فِي اللُّغَةِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مَتَى رَأَيْتَ اسْمًا رُبَاعِيًّا أَوْ خُمَاسِيًّا غَيْرَ ذِي زَوَائِدَ فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنْ حَرْفٍ مِنْ هَذِهِ السِّتَّةِ أَوْ حَرْفَيْنِ وَرُبَّمَا كَانَ ثَلَاثَةٌ، وَذَلِكَ نَحْوُ جَعْفَرٍ فِيهِ الرَّاءُ وَالْفَاءُ، وقَعْضَب فِيهِ الْبَاءُ، وسَلْهَب فِيهِ اللَّامُ وَالْبَاءُ، وسَفَرْجل فِيهِ الْفَاءُ وَالرَّاءُ وَاللَّامُ، وفَرَزْدق فِيهِ الْفَاءُ وَالرَّاءُ، وهَمَرْجَل فِيهِ الْمِيمُ وَالرَّاءُ وَاللَّامُ، وقِرْطَعْب فِيهِ الرَّاءُ وَالْبَاءُ، وَهَكَذَا عامَّة هَذَا الْبَابِ، فَمَتَى وَجَدْتَ كَلِمَةً رُبَاعِيَّةً أَوْ خُمَاسِيَّةٌ مُعَرَّاة من بَعْضِ هَذِهِ الأَحرف السِّتَّةِ فَاقْضِ بِأَنَّهُ دَخِيلٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَيْسَ مِنْهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْحُرُوفُ غَيْرَ هَذِهِ السِّتَّةِ المُصْمَتةَ أَيْ صُمِت عَنْهَا أَنْ يُبْنَى مِنْهَا كَلِمَةٌ رُبَاعِيَّةٌ أَوْ خُمَاسِيَّةٌ مُعَرَّاةٌ مِنْ حُرُوفِ الذَّلاقة. والذَّلْق، بِالتَّسْكِينِ: مَجْرى المِحْور فِي البَكرة. وذَلْقُ السَّهْمِ: مُسْتَدَقُّه. والإِذْلاقُ: سُرعة

_ (1). قوله [لدى المتن] في الأساس: بذا المتن

الرَّمْيِ، والذَّلَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: القَلَقُ، وَقَدْ ذَلِق، بِالْكَسْرِ. وأَذلقْته أَنا وأَذْلَق الضَّبَّ واسْتذْلَقه إِذا صبَّ عَلَى جُحْرِهِ الماءَ حَتَّى يَخْرُجَ. التَّهْذِيبُ: وَالضَّبُّ إِذا صُب الماءُ فِي جُحْرِهِ أَذْلقه فَيَخْرُجُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَلِقَ يومَ أُحُد مِنَ الْعَطَشِ ؛ أَي جَهَده حَتَّى خَرَجَ لسانُه. وذَلقه الصَّوْمُ وَغَيْرُهُ وأَذْلقه: أَضْعفه وأَقْلَقه. وَفِي حَدِيثِ ماعِزٍ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمرَ برَجْمه فَلَمَّا أَذْلقَتْه الحِجارة جَمَزَ وفَرَّ أَي بَلَغَتْ مِنْهُ الجَهْدَ حَتَّى قَلِق. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى أَذْلَقها الصوْمُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَذلقها أَي أَذابَها، وَقِيلَ: أَذلقها الصَّوْمُ أَي جهَدها وأَذابها وأَقلقها. وأَذْلَقه الصومُ وذَلَقَه وذَلَّقه أَي أَضعفه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَذلقها الصَّوْمُ أَحرجها، قَالَ: وتَذْلِيق الضِّباب تَوْجِيهُ الْمَاءِ إِلى جِحَرَتها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكامِ، ... يَمْنَعُ مِن ذِي الوِجارِ الوِجارا يَعْنِي الْغَيْثَ أَنه يَسْتَخْرِجُ هَوَامَّ الإِكام. وَقَدْ أَذْلَقَني السَّمُوم أَي أَذابني وهزَلَني. وَفِي حَدِيثِ أَيوب، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه قَالَ فِي مُناجاته: أَذْلَقني الْبَلَاءُ فتكلمْتُ أَي جَهَدني، وَمَعْنَى الإِذْلاق أَن يَبْلُغَ مِنْهُ الجَهْدُ حَتَّى يَقْلَقَ ويَتَضَوَّر. وَيُقَالُ: قَدْ أَقلقني قولُك وأَذْلقَني. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِية: يَكْسَعُها بِقَائِمِ السَّيْفِ حَتَّى أَذْلقَه أَي أَقْلقَه. وخطِيب ذَلِقٌ وذَلِيقٌ، والأُنثى ذَلِقةٌ وذَلِيقة. وأَذْلقْتُ السراجَ إِذلاقاً أَي أَضأْته. وَفِي أَشراط السَّاعَةِ ذِكْرُ ذُلَقْيَة؛ هِيَ بِضَمِّ الذَّالِ وَسُكُونِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تحتها: مدينة. ذوق: الذَّوْقُ: مَصْدَرُ ذاقَ الشيءَ يذُوقه ذَوقاً وذَواقاً ومَذاقاً، فالذَّواق والمَذاق يَكُونَانِ مَصْدَرَيْنِ وَيَكُونَانِ طَعْماً، كَمَا تَقُولُ ذَواقُه ومذاقُه طَيِّبٌ؛ والمَذاق: طَعْمُ الشَّيْءِ. والذَّواقُ: هُوَ المأْكول وَالْمَشْرُوبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَواقاً ، فَعال بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الذَّوْقِ، وَيَقَعُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالِاسْمِ؛ وَمَا ذُقْتُ ذَواقاً أَي شَيْئًا، وَتَقُولُ: ذُقْتُ فُلَانًا وذُقْتُ مَا عِنْدَهُ أَي خَبَرْته، وَكَذَلِكَ ما نَزَلَ بالإِنسان مِنْ مَكروه فَقَدْ ذاقَه. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات ؛ يَعْنِي السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ؛ قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ أَن لَا يَطْمئنّ وَلَا تَطْمَئِنُّ كُلَّمَا تَزَوَّجَ أَو تَزَوَّجَتْ كَرِها ومدَّا أَعينهما إِلى غَيْرِهِمَا. والذَّوَّاق: المَلُول. وَيُقَالُ: ذُقت فُلَانًا أَي خبَرْته وبُرْتُه. واسْتَذَقْت فُلَانًا إِذا خَبَرْتَهُ فَلَمْ تَحْمَد مَخْبَرَته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نَهْشل بْنِ حرِّيٍّ: وعَهْدُ الغانِياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ، ... وَنَتْ عَنْهُ الجَعائلُ، مسْتَذاقِ كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ، ... وَلَا يَشْفِي الحَوائم مِنْ لَماقِ يُرِيدُ أَنّ القَيْنَ إِذا تأَخَّر عَنْهُ أَجرُه فسدَ حَالُهُ مَعَ إِخوانه، فَلَا يَصِل إِلَى الِاجْتِمَاعِ بِهِمْ عَلَى الشَّراب وَنَحْوِهِ. وتَذَوَّقْته أَي ذُقْته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وأَمر مُستَذاقٌ أَي مُجَرَّبٌ مَعْلُومٌ. والذَّوْقُ: يَكُونُ فِيمَا يُكره ويُحمد. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ؛ أَي ابْتَلاها بسُوء مَا خُبِرت مِنْ عِقاب الْجُوعِ والخَوْف. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ لَا يَتفرَّقون إِلا عَنْ ذَواق ؛ ضَرب الذَّوَاقُ مَثَلًا لِمَا يَنالون عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ أَي لَا

فصل الراء

يَتفرقون إِلا عَنْ عِلْمٍ وأَدب يَتعلَّمونه، يَقوم لأَنفسهم وأَرواحهم مَقام الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لأَجسامهم. وَيُقَالُ: ذُقْ هَذِهِ القوس أَي انْزَعْ فيها لتَخْبُر لِينها مِنْ شِدَّتِهَا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَذَاقَ فأَعْطَتْه مِنَ اللِّينِ جانِباً، ... كَفَى ولَها أَن يُغْرِقَ النَّبْل حاجِزُ «1» . أَي لَهَا حَاجِزٌ يَمنع مِنْ إِغراقٍ أَي فِيهَا لِينٌ وَشِدَّةٌ؛ وَمِثْلُهُ: فِي كَفِّه مُعْطِيةٌ مَنُوع وَمِثْلُهُ: شِرْيانة تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وذُقْتُ القوسَ إِذا جذَبْت وترَها لِتَنْظُرَ مَا شَدَّتُهَا. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: فَذُوقُوا الْعَذابَ* ، قَالَ: الذَّوْق يَكُونُ بِالْفَمِ وَبِغَيْرِ الْفَمِ. وَقَالَ أَبو حَمْزَةَ: يُقَالُ أَذاق فُلَانٌ بَعْدَكَ سَرْواً أَي صَارَ سَرِيّاً، وأَذاقَ بعدَك كَرَماً، وأَذاق الفرَسُ بَعْدَكَ عَدْواً أَي صَارَ عَدّاء بَعْدَكَ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها ، أَي خبَرت؛ وأَذاقَه اللهُ وَبَالَ أَمره؛ قَالَ طُفَيْلٌ: فذوقُوا كَمَا ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ ... مِنَ الغَيْظِ، فِي أكْبادِنا، والتَّحَوُّبِ «2» . وذاقَ الرَّجُلُ عُسَيْلَةَ المرأَة إِذا أَوْلَج فيها إِذاقةً حَتَّى خَبر طِيب جِماعها، وذاقَت هِيَ عُسَيْلَته كَذَلِكَ لَمَّا خالَطها. وَرَجُلٌ ذَوّاق مِطْلاق إِذا كَانَ كَثِيرَ النِّكَاحِ كَثِيرَ الطَّلَاقِ. ويومٌ مَا ذُقْته طَعَامًا أَي مَا ذُقْتُ فِيهِ، وذاقَ الْعَذَابَ وَالْمَكْرُوهَ وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَهُوَ مثَل: وَفِي التَّنْزِيلِ: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ . وَفِي حَدِيثِ أُحُد: أَن أَبا سُفْيَانَ لَمَّا رأَى حَمْزَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مقْتولًا قَالَ لَهُ: ذُقْ عُقَقُ أَي ذُقْ طعْمَ مُخالَفَتِك لَنَا وتَرْكِكَ دِينَك الَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ يَا عاقَّ قَوْمِهِ؛ جَعَلَ إِسلامَه عُقوقاً، وَهَذَا مِنَ الْمَجَازِ أَن يُسْتَعْمَلَ الذَّوْق وَهُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بالأَجسام فِي الْمَعَانِي كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ، وقوله: فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ . وأَذَقْته إِياه، وتَذاوقَ القومُ الشَّيْءَ كذاقُوه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالًا مُنعَّمةً، ... هَزَّ الشَّمالِ ضُحًى عَيْدانَ يَبْرِينا أَو كاهْتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَذاوَقَه ... أَيدي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا «3» . والمعروفُ تَدَاوُلُهُ. وَيُقَالُ: مَا ذُقت ذَواقاً أَي شَيْئًا، وَهُوَ مَا يُذاق من الطعام. فصل الراء ربق: اللَّيْثُ: الرِّبْقُ الخَيْط، الْوَاحِدَةُ رِبْقة. ابْنُ سِيدَهْ: الرِّبْقةُ والرَّبْقةُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، والرِّبْقُ، بِالْكَسْرِ، كُلُّ ذَلِكَ: الحبْلُ والحَلْقةُ تُشَدُّ بِهَا الْغَنَمُ الصِّغَارُ لِئَلَّا تَرْضَع، وَالْجَمْعُ أَرْباقٌ ورِباقٌ ورِبَقٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَكُمُ العَهْدُ «4» مَا لَمْ تأْكُلوا الرِّباقَ ؛ شبَّه مَا يَلزم الأَعناقَ مِنَ العَهْدِ بالرِّباق وَاسْتَعَارَ الأَكل لنقْض الْعَهْدِ، فإِن الْبَهِيمَةَ إِذا أَكلت الرِّبق خلَصت مِنَ الشَّدّ. وَفِي حَدِيثِ عُمر:

_ (1). قوله [كفى ولها إلخ] كذا بالأَصل والذي في الأَساس: لها ولها أن يغرق السهم حاجز (2). قوله [محجر] قال الأَصمعي بِكَسْرِ الْجِيمِ وَغَيْرُهُ يَفْتَحُ (3). قوله [التجار] في الأَساس: الكماة (4). قوله [لكم العهد] هو كذلك في الصحاح، والذي في النهاية: لكم الوفاء بالعهد

وتَذَرُوا أَرْباقَها فِي أَعناقها ؛ شبَّه مَا قُلِّدَتْه أَعناقُها مِنَ الأَوْزار وَالْآثَامِ أَو مِنْ وُجُوبِ الْحَجِّ بالأَرباق اللَّازِمَةِ لأَعناق البَهْم. وأَخرج رَبْقةَ [رِبْقةَ] الإِسلام مِنْ عُنقه: فارَق الْجَمَاعَةَ؛ وَيُرْوَى عَنْ حُذَيْفَةَ: مَن فارَق الجماعةَ قِيدَ شِبْر فَقَدْ خَلع رِبقةَ الإِسلام مِنْ عُنقه ؛ الرِّبقة فِي الأَصل: عُروة فِي حَبْل تُجعل فِي عُنق الْبَهِيمَةِ أَو يَدِهَا تُمسكها، فَاسْتَعَارَهَا للإِسلام، يَعْنِي مَا يَشدّ الْمُسْلِمُ بِهِ نفسَه مِنْ عُرى الإِسلام أَي حُدُودِهِ وأَحكامه وأَوامره وَنَوَاهِيهِ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ أَراد بِرِبْقَةِ الإِسلام عَقْد الإِسلام؛ قَالَ: وَمَعْنَى مُفارقة الْجَمَاعَةِ تَركُ السُّنة واتِّباع البِدْعة. وَفِي الصِّحَاحِ: الرِّبْقُ، بِالْكَسْرِ، حَبْلٌ فِيهِ عِدَّةُ عُرى تُشدُّ بِهِ البَهْم، الْوَاحِدَةُ مِنَ العُرى رِبْقة؛ وفرَّجَ عَنْهُ رِبْقَته أَي كُرْبته، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى المثَل والأَصل مَا تقدَّم. والرَّبْق، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَبَقْت الشاةَ والجَدْي أَرْبُقُها وأَرْبِقُها رَبْقاً ورَبَّقها شدَّها فِي الرَّبْقَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: جَعَلَ رأْسه فِي الرِّبقة فارْتَبقَ. وَيُقَالُ: ارْتَبَقَ الظَّبْيُ فِي حِبالتي أَي عَلِقَ، وَالْعَرَبُ تقول: رَمَّدَت الضأْنُ فَرَبِّق رَبِّقْ. والرَّبِيقةُ: البَهْمةُ المرْبوقة فِي الرِّبْق. وَشَاةٌ رَبِيقةٌ ورَبِيقٌ ومُرَبَّقةٌ: مَرْبوقة؛ شَاةٌ مَرْبوقة وَشَاءٌ مُربَّقة. وَقَدْ قِيلَ: إِن التَّرْبِيقَ أَيضاً الْحَلْقَةُ وَالْحَبْلُ تشدُّ بِهِ الْغَنَمُ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فالتَّرْبيقُ اسْمٌ كالتنْبِيت الَّذِي هُوَ النَّبَاتُ، والتمْتِين الَّذِي هُوَ خَيْط مِنْ خُيوط الفُسطاط. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: واضطَرَب حَبْل الدِّينِ فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّق لَكُمْ أَثناءه ؛ تُرِيدُ لمَّا اضْطَرَبَ الأَمر يَوْمَ الرِّدة أَحاطَ بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ وضَمَّه فَلَمْ يَشِذّ مِنْهُمْ أَحد وَلَمْ يَخْرُجْ عمَّا جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ تَرْبيق البَهم شدِّه فِي الرِّباق. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ انْطَلِق إِلى الْعَسْكَرِ، فَمَا وجدْت مِنْ سِلَاحٍ أَو ثَوْبٍ ارْتُبِقَ فاقْبِضْه واتَّق اللَّهَ وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ ؛ رَبَقْتُ الشَّيْءَ وارْتَبَقْته لِنَفْسِي كرَبَطْته وارْتَبَطْتُه، وَهُوَ مِنَ الرِّبقة أَي مَا وجدتَ مِنْ شَيْءٍ أُخذ مِنْكُمْ وأُصيب فاستَرْجِعه، وَكَانَ مِنْ حُكمه فِي أَهْلِ الْبَغْيِ أَنَّ مَا وُجد مِنْ مَالِهِمْ فِي يَدِ أَحد يُسترجَع مِنْهُ. الأَزهري: الرِّبْق مَا تُرْبَق بِهِ الشَّاةُ، وَهُوَ خَيْطٌ يُثنى حَلْقة ثُمَّ يُجعل رأْسُ الشَّاةِ فِيهِ ثُمَّ يُشدّ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ أَعْرَابِ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّةً وَقَدْ عَمدت إِلى حَبْل فعَقدت فِيهِ أَربع عُرى وَجَعَلَتْ أَعناق صِبيان أَربعة فِيهَا، وَهِيَ تَقُولُ: أَربع مُربَّقات، تسأَل لَهُمْ، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُصنع بالسِّخال. وَيُقَالُ: رَبَّق الرَّجُلُ أَثناء حَبْلِهِ وربَّق أَرْباقه إِذا هيَّأَها لِسِخَالِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَمَّدَتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ أَي هيِء الأَرْباق فَإِنَّهَا تَلِدُ عَنْ قُرب لأَنها تُضْرِعُ عَلَى رأْس الْوِلَادَةِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ المِعزى، فَلِذَلِكَ قَالُوا فِيهَا رَنِّقْ رَنِّقْ، بِالنُّونِ؛ وَجَعَلَ زُهَيْرٌ الجَوامِع رِبَقاً فَقَالَ يُمْدَحُ رَجُلًا: أَشَمّ أَبْيَض فَيّاض، يُفَكِّكُ عَنْ ... أَيْدِي العُناةِ وَعَنْ أَعْناقِها الرِّبَقا التَّهْذِيبُ: والرِّبْقة نَسْج مِنَ الصُّوفِ الأَسود عَرْضُه مِثْلُ عَرْضِ التِّكَّة، وَفِيهِ طَريقة حَمْرَاءُ مِنْ عِهْن تُعقَد أَطرافُها، ثُمَّ تُعلَّق فِي عُنق الصَّبِيِّ وتُخرج إِحدى يَدَيْهِ مِنْهَا كَمَا يُخرِج الرَّجُلُ إِحدى يَدَيْهِ مِنْ حَمائل السَّيْفِ، وإِنما تُعلِّق الأَعرابُ الرِّبَقَ فِي أَعناق صِبْيَانِهِمْ مِنَ الْعَيْنِ. ورَبَقَ فُلَانًا فِي هَذَا الأَمر يَرْبُقُه رَبْقاً فارْتَبَقَ: أَوْقَعه فِيهِ فَوَقَعَ. وارتَبَق فِي الحِبالةِ: نَشِبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.

وأُمُّ الرُّبَيْق: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: جَاءَ بأُمِّ الرُّبَيْق عَلَى أُرَيْق. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لَقِيتُ مِنْهُ أُمّ الرُّبيق عَلَى وُرَيْق وَيُقَالُ أُرَيْق. اللَّيْثُ: أُم الرُّبيق مِنْ أَسْمَاءِ الْحَرْبِ وَالشَّدَائِدِ؛ وأَنشد: أُمُّ الرُّبَيْقِ والوُرَيْقِ الأَزْنَم ربرق: الرَّبْرَقُ: عِنَبُ الثَّعْلب. رتق: الرَّتْقُ: ضِدُّ الفَتْق. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّتْقُ إِلحام الفَتْق وإِصلاحُه. رَتَقَه يَرْتُقُه ويَرْتِقُه رَتْقاً فارْتَتَق أَي التأَم. يُقَالُ: رَتَقْنا فَتْقَهم حَتَّى ارْتَتَق، والرَّتْق: المَرْتوق. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ؛ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: كَانَتِ السموات رتْقاً لَا يَنْزِلُ مِنْهَا رَجْع، وَكَانَتِ الأَرض رتْقاً لَيْسَ فِيهَا صَدْع فَفَتَقَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى بِالْمَاءِ وَالنَّبَاتِ رِزْقاً لِلْعِبَادِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: فُتِقت السَّمَاءُ بالقَطر والأَرض بالنبْت، قَالَ: وَقَالَ كَانَتَا رَتْقًا وَلَمْ يَقُلْ رَتْقَيْنِ لأَنه أُخذ مِنَ الْفِعْلِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ رَتْقًا لأَن الرَّتْقَ مَصْدَرٌ؛ الْمَعْنَى كَانَتَا ذَوَاتَيْ رَتْق فَجُعِلَتَا ذَوَاتَيْ فَتْق. وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه سُئِلَ عَنِ اللَّيْلِ: هَلْ كَانَ قَبْلَ النَّهَارِ؟ فَتَلَا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً ، قَالَ: والرَّتْق الظُّلمة. وَرُوِيَ أَيضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ اللَّيْلَ قَبْلَ النَّهَارِ، وقرأَ: كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ، قَالَ: هَلْ كَانَ إِلَّا ظُلَّة أَو ظُلْمة؟ وَالرَّاتِقُ: المُلْتَئم مِنَ السَّحَابِ؛ وَبِهِ فَسَّرَ أَبو حَنِيفَةَ قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ: يُضِيء سَناه راتِقٌ مُتَكشِّفٌ، ... أَغرُّ، كمِصْباحِ اليَهُود، أَجُوجُ وَيُرْوَى: دَلوج أَي يَدْلُج بِالْمَاءِ. والرَّتَق، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَتِقَت المرأَة رَتَقاً، وَهِيَ رَتْقاء بيِّنة الرَّتَقِ: الْتَصَقَ خِتانُها فَلَمْ تُنَل لارْتِتاق ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنْهَا، فَهِيَ لَا يُستطاع جِماعها. أَبُو الْهَيْثَمِ: الرَّتْقاء المرأَة المُنضَمّة الْفَرْجِ الَّتِي لَا يَكَادُ الذَّكَرُ يَجُوزُ فرجَها لشدَّة انْضِمَامِهِ. وفرجٌ أَرْتَقُ: ملتزِق، وَقَدْ يَكُونُ الرتَقُ فِي الإِبل. والرِّتاقُ: ثَوْبَانِ يُرْتَقانِ بِحَوَاشِيهِمَا؛ قَالَ: جارِية بَيْضاء فِي رِتاقِ، ... تُدِيرُ طَرْفاً أَكْحَلَ المَآقِي والرُّتْقُ والرَّتَقُ: خَلَلُ مَا بين الأَصابع. رحق: الرَّحِيقُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنْ أَعْتَقِها وأَفضَلها، وَقِيلَ: الرَّحِيقُ صَفُوة الْخَمْرِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ، قَالَ: الرَّحِيق الشَّرَابُ الَّذِي لَا غِشّ فِيهِ، وَقِيلَ: الرَّحِيقُ السَّهل مِنَ الْخَمْرِ. والرَّحِيقُ والرُّحاقُ: الصَّافِي وَلَا فِعْلَ لَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ الرحيقُ والرّاحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما مؤمِنٍ سقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ المَخْتوم ؛ الرحيقُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ يُرِيدُ خَمْرَ الْجَنَّةِ، والمختومُ: المَصُونُ الَّذِي لَمْ يُبتذَل لأَجل خِتامه. ردق: الرَّدَقُ: لُغَةٌ فِي الرَّدَج، وَهُوَ عِقيُ الجَدْي، كَمَا أَن الشَّيْرَق لُغَةٌ فِي الشيْرَج؛ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: لَهَا رَدَقٌ فِي بَيْتِها تسْتَعِدُّه، ... إِذا جَاءَهَا يَوماً مِنَ الناسِ خاطِبُ والمعروف رَدَجٌ. ررق: ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّيْرَقُ عنب الثَّعْلب.

رزق: الرازقُ والرّزَّاقُ: فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى لأَنه يَرزُق الْخَلْقَ أَجمعين، وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ الأَرْزاق وأَعطى الْخَلَائِقَ أَرزاقها وأَوصَلها إِلَيْهِمْ، وفَعّال مِنْ أَبنية المُبالغة. والرِّزْقُ: مَعْرُوفٌ. والأَرزاقُ نوعانِ: ظَاهِرَةٌ للأَبدان كالأَقْوات، وَبَاطِنَةٌ لِلْقُلُوبِ والنُّفوس كالمَعارِف وَالْعُلُومِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها. وأَرزاقُ بَنِي آدَمَ مَكْتُوبَةٌ مُقدَّرة لَهُمْ، وَهِيَ وَاصِلَةٌ إِليهم. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ؛ يَقُولُ: بَلْ أَنا رَازِقُهُمْ مَا خَلَقْتُهُمْ إِلا ليَعبدون. وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ. يُقَالُ: رَزَقَ الخلقَ رَزْقاً ورِزْقاً، فالرَّزق بِفَتْحِ الرَّاءِ، هُوَ الْمَصْدَرُ الْحَقِيقِيُّ، والرِّزْقُ الِاسْمُ؛ وَيَجُوزُ أَن يُوضَعَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. ورزَقه اللَّهُ يرزُقه رِزقاً حَسَنًا: نعَشَه. والرَّزْقُ، عَلَى لَفْظِ الْمَصْدَرِ: مَا رَزقه إِيّاه، وَالْجَمْعُ أَرزاق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً ؛ قِيلَ: رِزْقًا هَاهُنَا مَصْدَرٌ فَقَوْلُهُ شَيْئًا على هذا منصوب برزقاً، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ اسْمٌ فَشَيْئًا عَلَى هَذَا بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ رِزْقًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن اللَّهَ تَعَالَى يَبعث المَلَك إِلى كُلِّ مَن اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ رَحِم أُمه فَيَقُولُ لَهُ: اكْتُبْ رِزْقَه وأَجلَه وعملَه وَشَقِيٌّ أَو سَعِيدٌ، فيُختم لَهُ عَلَى ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ؛ قِيلَ: هُوَ عِنَبٌ فِي غَيْرِ حِينِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ أَنه رِزق الْجَنَّةِ ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وأَرى كَرَامَتَهُ بَقاءه وسَلامته مِمَّا يَلحَق أَرزاقَ الدُّنْيَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى؛ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ ؛ انْتِصَابُ رِزْقاً عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما عَلَى مَعْنَى رَزقْناهم رِزْقًا لأَن إِنْباتَه هَذِهِ الأَشياء رِزق، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَفْعُولًا لَهُ؛ الْمَعْنَى فأَنبتنا هَذِهِ الأَشياء للرِّزْق. وارْتَزقَه واسْتَرْزقَه: طَلَبَ مِنْهُ الرِّزق. وَرَجُلٌ مَرْزُوق أَي مجْدود؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: رُزِقَتْ مَرابِيعَ النُّجومِ وصابَها ... وَدْقُ الرّواعِدِ: جَوْدُها فَرِهامُها جَعَلَ الرِّزْق مَطَرًا لأَن الرِّزْق عَنْهُ يَكُونُ. والرِّزْقُ: مَا يُنْتَفعُ بِهِ، وَالْجَمْعُ الأَرْزاق. والرَّزق: العَطاء وَهُوَ مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَزَقه اللَّهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ عُوَيْفِ القَوافي فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سُمِّيتَ بالفارُوقِ، فافْرُقْ فَرْقَه، ... وارْزُقْ عِيالَ المسلمِينَ رَزْقَه وَفِيهِ حَذْفُ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ سُمِّيتَ بَاسِمِ الفارُوق، وَالِاسْمُ هُوَ عُمر، والفارُوقُ هُوَ الْمُسَمَّى، وَقَدْ يُسَمَّى الْمَطَرُ رِزْقًا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها . وَقَالَ تَعَالَى: وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْمَطَرُ وَهَذَا اتِّسَاعٌ فِي اللُّغَةِ كَمَا يُقَالُ التَّمْرُ فِي قَعْر القَلِيب يَعْنِي بِهِ سَقْيَ النَّخْلِ. وأَرزاقُ الْجُنْدِ: أَطماعُهم، وَقَدِ ارْتَزقُوا. والرَّزقة، بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَالْجَمْعُ الرَّزَقاتُ، وَهِيَ أَطماع الْجُنْدِ. وارْتزقَ الجُندُ: أَخذوا أَرْزاقَهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ، أَي شُكْرَ رِزْقِكُمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ: مُطِرنا بنَوْءِ الثُّريا، وهو كقوله: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ، يَعْنِي أَهلها. ورَزَقَ الأَميرُ جُنْدَهُ فارْتَزقُوا ارْتِزاقاً، وَيُقَالُ: رُزِق الجندُ رَزْقة وَاحِدَةً لَا غَيْرَ، ورُزِقوا رَزْقتين أَي مَرَّتَيْنِ.

ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لتَيْس بَنِي حِمّانَ أَبو مَرْزُوقٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَعْدَدْت للجارِ وللرَّفِيقِ، ... والضَّيْفِ والصاحِبِ والصَّدِيقِ ولِلْعِيالِ الدَّرْدقِ اللُّصُوقِ، ... حَمْراء مِنْ نَسْلِ أَبي مَرْزُوقِ تَمْسَحُ خَدَّ الحالِبِ الرَّفِيقِ، ... بِلَبنِ المَسِّ قَلِيلِ الرِّيقِ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: حَمْراء مِنْ مَعْزِ أَبي مَرْزُوقِ والرَّوازِقُ: الجَوارِحُ مِنَ الْكِلَابِ وَالطَّيْرِ، ورَزق الطائرُ فرْخَه يَرْزُقه رَزْقاً كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنَّما تَبِعَ الصِّوارَ بِشَخْصها ... عَجْزاءُ تَرْزُقُ بالسُّلِيِّ عِيالَها والرَّازِقِيّةُ والرّازِقِيُّ: ثِياب كتَّانٍ بِيضٌ، وَقِيلَ: كُلُّ ثَوْبٍ رَقِيقٍ رازِقيٌّ، وَقِيلَ: الرازِقيُّ الكتَّان نَفْسُهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ ظُروف الْخَمْرِ: لَهَا غَلَلٌ مِنْ رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ، يَنْصُفُون المَقاوِلا أَي يَخْدمُون الأَقْيال؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَوْفِ بن الخَرِعِ: كأَنَّ الظِّباء بِها والنِّعاجَ ... يُكْسَيْنَ، مِنْ رازِقِيٍّ، شِعارا وَفِي حَدِيثِ الجَوْنِيّةِ الَّتِي أَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يتزوَّجها قَالَ: اكْسُها رازِقِيَّيْنِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: رازقيّتَين ؛ هِيَ ثِيَابُ كِتَّانٍ بِيضٌ. والرَّازِقِيّ: الضَّعيفُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، والرازقيُّ: ضَرْبٌ مِنْ عِنَبِ الطَّائِفِ أَبيض طَوِيلُ الْحَبِّ. التَّهْذِيبِ: العِنب الرازِقِيُّ هُوَ المُلاحِيُّ. ورُزَيْقٌ: اسم. رزتق: اللِّحْيَانِيُّ: الرُّزْتاقُ والرُّسْتاقُ واحد. رزدق: الرُّزْداقُ: لُغَةٌ فِي الرُّسْداقِ، تَعْرِيبُ الرُّسْتاق، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ، وَلَا تَقُلْ رُستاق؛ وَكَانَ اللَّيْثُ يَقُولُ لِلَّذِي يقول له الناس الرَّسْتقُ، وهو الصف: رَزْدَقٌ، وهو دَخِيلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّزْدقُ السَّطْر مِنَ النَّخْلِ والصَّفُّ مِنَ الناسِ، وَهُوَ مُعرّب، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ [رَسْتَهْ]، قَالَ رُؤْبَةُ: والعِيسُ يَحْذَرْنَ السِّياطَ المُشَّقَا ... ضَوابِعاً نَرْمي بِهِنَّ الرَّزْدَقا رستق: اللِّحْيَانِيُّ: الرُّزتاق والرُّستاق وَاحِدٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، أَلحقوه بقُرْطاس. وَيُقَالُ: رُزْداق ورُستاق، وَالْجَمْعُ الرَّساتِيقُ وَهِيَ السَّوَادُ؛ وَقَالَ ابْنُ مَيّادةَ: تقولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرّاقْ: ... هَلَّا اشْتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراء مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: رُسداق ورُزداق، وَلَا تَقُلْ رُستاق. رسدق: الرُّسْداق والرُّزْداق، فَارِسِيٌّ: بُيُوتٌ مُجْتَمِعَةٌ، وَلَا تَقُلْ رُسْتَاقٌ. وَكَانَ اللَّيْثُ يَقُولُ لِلَّذِي يَقُولُ لَهُ النَّاسُ الرَّسْتق، وهو الصف: رَزْدَق، وهو دخيل. رشق: الرَّشْق: الرَّمْيُ؛ وَقَدْ رَشَقَهم بالسَّهم والنَّبْل يرشُقُهم رَشقاً: رَماهم، وكلُّ شَوْط ووجْهٍ مِنْ

ذَلِكَ رِشْق. والرِّشْقُ، بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ، وَهُوَ الْوَجْهُ مِنَ الرَّمْيِ. التَّهْذِيبِ: الرَّشْق والخَزْقُ بِالرَّمْيِ، قَالَ: وَإِذَا رَمى أَهلُ النِّضال مَا مَعَهُمْ مِنَ السِّهام كُلِّهَا ثُمَّ عَادُوا فكلُّ شوْط مِنْ ذَلِكَ رِشْقٌ. أَبو عُبَيْدٍ: الرِّشْقُ الوَجْهُ مِنَ الرَّمْي إِذا رمَوْا بأَجْمعهم وجْهاً بِجَمِيعِ سِهامهم فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ قَالُوا: رمَيْنا رِشْقاً وَاحِدًا، وَرَمَوْا رِشْقاً وَاحِدًا أَو عَلَى رشقٍ وَاحِدٍ أَي وَجْهًا وَاحِدًا بِجَمِيعِ سِهامهم؛ قَالَ أَبو زُبَيْد: كلَّ يَوْمٍ تَرْمِيهِ مِنْهَا بِرِشْقٍ، ... فَمُصِيبٌ أَوصافَ غيرَ بَعِيدِ والرَّشْقُ: الْمَصْدَرُ، يُقَالُ: رَشقْت رَشْقًا. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هِجائه لِلْمُشْرِكِينَ: لهُو أَشدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ ؛ الرشْق: مَصْدَرُ رشَقه يَرْشُقُهُ رَشْقاً إِذا رَماه بالسِّهام؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سلَمَة: فأَلْحَقُ رَجلًا فأَرْشُقُه بسَهم ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فرشَقُوهم رَشْقاً ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاهُنَا بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْوَجْهُ مِنَ الرَّمْيِ. والرِّشْقُ أَيضاً: أَن يَرْمِيَ الرَّامِي بالسِّهام كُلِّهَا، ويُجمع عَلَى أَرشاق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ فَضالَة: أَنه كَانَ يَخْرُجُ فيَرمِي الأَرْشاق. وَيُقَالُ للقَوْس: مَا أَرْشَقَها أَي مَا أَخفَّها وأَسرَع سهمَها. ورشَقَهم بِنظْرة: رَماهم. والإِرْشاقُ: إحدادُ النَّظَرِ؛ وأَرشَقَتِ المرأَة والمَهاةُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: وَلَقَدْ يَرُوقُ قُلوبَهُنَّ تَكلُّمِي، ... ويَرُوعُني مُقَلُ الصِّوارِ [الصُّوارِ] المُرْشِقِ أَبو عُبَيْدٍ: أَرْشقْتُ إِليه النَّظَر إِذا أَحْدَدْته. ورَشقْت الْقَوْمَ بِبَصَرِي وأَرشقْت أَي طمَحْت بِبَصَرِي فَنَظَرْتُ. والمُرْشِق مِنَ الظِّبَاءِ: الَّتِي تَمُدُّ عنقَها وَتَنْظُرُ فَهِيَ أَحسن مَا تَكُونُ. والمُرْشِق مِنَ النِّسَاءِ وَالظِّبَاءِ: الَّتِي مَعَهَا وَلَدَهَا؛ وَقِيلَ: الإِرْشاقُ امْتدادُ أَعناقها وانتصابُها. وأَرْشقَت الظبْيةُ أَي مدَّت عُنقها، وَلَا يُقَالُ لِلْبَقَرِ مُرشِقات لِقصَر أَعناقِهن؛ قَالَ أَبو دُواد: وَلَقَدْ ذَعَرْتُ بَناتِ عمِّ ... المُرْشِقاتِ لَهَا بَصابِصْ أَراد ذَعرتُ بَقَر الوحْش بناتِ عَمِّ الظِّبَاءِ، والبَصابِصُ: حركاتُ الأَذناب، وبَصْبَصَ: حَرَّكَ ذنَبَه؛ قَالَ المُسيَّب بْنُ عَلَس: وكأَنَّ غِزْلانَ الصَّرِيمة، إِذْ ... مَتَعَ النهارُ وأَرْشَقَ الحَدَقُ وجِيدٌ أَرشَقُ: منتصِب؛ قَالَ رُؤبة: بِمُقْلَتَيْ رِئمٍ وجِيدٍ أَرْشقا والرِّشْق والرَّشْقُ، لُغَتَانِ: صَوْتُ الْقَلَمِ إِذا كُتب بِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كأَني برَشْقِ الْقَلَمِ فِي مسامِعي حِينَ جَرى عَلَى الأَلواح بكَتْبه التوراةَ. والمُرْشِقُ والرَّشِيقُ مِنَ الغِلمان والجَواري: الخَفِيفُ الحسنُ القَدّ اللَّطِيفهُ، وَقَدْ رَشُق، بِالضَّمِّ، رَشاقة. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْغُلَامِ وَالْجَارِيَةِ إِذا كَانَا فِي اعْتِدال: رَشيقٌ ورَشِيقةٌ، وَقَدْ رَشُقا رَشاقة. وَنَاقَةٌ رَشِيقة: خَفِيفَةٌ سَرِيعَةٌ. وتَرشَّق فِي الأَمر: احْتَدَّ. والرَّشانِيقُ: بَطْنٌ من السودان.

رصق: التَّهْذِيبِ: قَالُوا جَوْزٌ مُرْصَقٌ إِذا تَعذَّر خُروج لُبّه، وجَوْز مُرْتَصِقٌ. والتصقَ الشيءُ وارْتَصق والتَزقَ بِمَعْنًى واحد. رعق: الرُّعاقُ: صَوْتٌ يُسمع مِنْ قُنْب الدَّابَّةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ صَوْتُ بَطْنِ المُقْرِف «5»، رَعَقَ يَرْعَقُ رُعاقاً؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَيْسَ للرُّعاق وَلَا لأَخواته كالضَّغِيبِ والوَعِيق والأَزْمَلِ فِعْل؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: [الرَّعيقُ] والرُّعاقُ والوَعِيقُ والوُعاقُ الصَّوْتُ الَّذِي يُسمع مِنْ بَطْنِ النَّاقَةِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ صَوْتُ جُرْدانه إِذا تَقَلْقَلَ فِي قُنْبه. اللَّيْثُ: الرُّعاقُ صوت يسمع من قنب الدَّابَّةِ كَمَا يَسْمَعُ الوَعِيقُ مَنْ ثَفْرِ الأُنثى. يُقَالُ: وعَقَ يَعِقُ وُعاقاً، فَفَرَّقَ بَيْنَ الرَّعيق والوَعِيق، وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّعيقُ والرُّعاق والوَعِيقُ والوُعاقُ بِمَعْنًى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ صَوْتُ الْبَطْنِ مِنَ الحِجْر وجُرْدان الْفَرَسَ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الرُّعاق صَوْتُ بَطْنِ الْفَرَسِ إِذا جَرَى، وَيُقَالُ له الوَقِيبُ والخَضِيعةُ. رفق: الرِّفْق: ضِدُّ العنْف. رَفَق بالأَمر وَلَهُ وَعَلَيْهِ يَرْفُق رِفْقاً ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ: لطَفَ. ورفَقَ بِالرَّجُلِ وأَرْفَقه بِمَعْنًى. وَكَذَلِكَ تَرفَّق بِهِ. وَيُقَالُ: أَرْفقْته أَي نَفَعْته، وأَوْلاه رافِقةً أَي رِفْقاً، وَهُوَ بِهِ رَفِيق لَطِيف، وَهَذَا الأَمر بكَ رَفِيقٌ ورافِقٌ، وَفِي نُسْخَةٍ: ورافِقٌ عَلَيْكَ. اللَّيْثُ: الرِّفق لِين الْجَانِبِ ولَطافةُ الْفِعْلِ، وَصَاحِبُهُ رَفِيق وَقَدْ رَفَقَ يَرفُقُ، وإِذا أَمرت قُلْتَ: رِفْقاً، وَمَعْنَاهُ ارفُق رِفقاً. ابْنُ الأَعرابي: رَفقَ انْتَظر، ورَفُق إِذا كَانَ رَفِيقًا بِالْعَمَلِ. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ رَفَق بِهِ ورَفُقَ بِهِ وَهُوَ رافِقٌ بِهِ ورَفِيق بِهِ. أَبو زَيْدٍ: رَفق اللَّهُ بِكَ ورفَق عَلَيْكَ رِفْقاً ومَرْفِقاً وأَرفقَك اللَّهُ إِرْفاقاً. وَفِي حَدِيثِ المُزارعة: نَهَانَا عَنْ أَمرٍ كَانَ بِنَا رَافِقًا أَي ذَا رِفْق؛ والرِّفْقُ: لِينُ الْجَانِبِ خِلاف العنف. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا كَانَ الرِّفْق فِي شَيْءٍ إِلَّا زانَه أَي اللّطفُ، وَفِي الْحَدِيثِ: في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدّه خَلَّتهم أَي إِيصال الرِّفْق إِليهم؛ والحديثِ الْآخَرِ: أَنت رَفِيق واللهُ الطَّبِيبِ أَي أَنت تَرفُق بِالْمَرِيضِ وتُلَطِّفُه وَاللَّهُ الَّذِي يُبْرئه ويُعافِيه. وَيُقَالُ للمُتَطَبِّب: مُترفِّق ورَفِيق، وَكُرِهَ أَن يُقَالَ طَبِيبٌ فِي خَبَرٍ وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. والرِّفْقُ والمِرْفَقُ والمَرْفِقُ والمَرفَقُ: مَا اسْتُعِينَ بِهِ، وَقَدْ تَرَفَّقَ بِهِ وارْتفَق. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً ؛ مَن قرأَه مِرفَقاً جَعَلَهُ مِثْلَ مقْطَع، وَمَنْ قرأَه مَرْفِقاً جَعَلَهُ اسْمًا مِثْلَ مَسْجِدٍ، وَيَجُوزُ مَرْفَقاً أَي رِفْقاً مِثْلُ مَطْلَع وَلَمْ يُقرأْ بِهِ؛ التَّهْذِيبُ: كَسَرَ الحسنُ والأَعمش الْمِيمَ مِنْ مِرْفَق، ونصبَها أَهل الْمَدِينَةِ وَعَاصِمٌ، فكأَن الَّذِينَ فَتَحُوا الْمِيمَ وَكَسَرُوا الْفَاءَ أَرادوا أَن يَفْرقُوا بَيْنَ المَرفِق مِنَ الأَمر وَبَيْنَ المِرْفَق مِنَ الإِنسان، قَالَ: وأَكثر الْعَرَبِ عَلَى كَسْرِ الْمِيمِ مِنَ الأَمر وَمِنْ مِرفَق الإِنسان؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ أَيضاً تَفْتَحُ الْمِيمَ مِنْ مَرفِق الإِنسان، لُغَتَانِ فِي هَذَا وَفِي هَذَا. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً : وَهُوَ مَا ارتفَقْت بِهِ، وَيُقَالُ مَرفِق؛ وَقَالَ يُونُسُ: الَّذِي أَخْتَارُهُ المَرْفِقُ فِي الأَمر، والمِرْفَقُ فِي الْيَدِ، والمِرْفَقُ المُغْتَسَلُ. ومَرافِقُ الدَّارِ: مَصابُّ الْمَاءِ ونحوُها. التَّهْذِيبُ: والمِرْفَقُ مِنْ مَرافِق الدَّارِ مِنَ الْمُغْتَسَلِ وَالْكَنِيفِ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيُّوب: وجدْنا مَرافِقَهم قَدِ اسْتُقْبِل بِهَا

_ (5). قوله [المقرف] كذا هو في الأَصل هنا بالفاء، وسيأتي له في مادة وعق بالباء الموحدة، وقلد شارح القاموس الأَصل في المادتين

القِبْلةُ ، يُرِيدُ الكُنُفَ والحُشُوشَ، وَاحِدُهَا مِرْفَق، بِالْكَسْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: والمِرْفَق والمَرْفِقُ مَوْصِلُ الذِّرَاعِ فِي العَضُد، وَكَذَلِكَ المِرفَق والمَرفِقُ مِنَ الأَمر وَهُوَ مَا ارتفقْت وانْتفعْت بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: المِرفَق والمَرفِق مِنَ الإِنسان وَالدَّابَّةِ أَعلى الذِّراع وأَسفلُ العَضُد. والمِرفَقةُ، بِالْكَسْرِ، والمِرْفَقُ: المُتَّكأُ والمِخَدَّةُ. وَقَدْ تَرفَّق عَلَيْهِ وارْتَفَقَ: تَوَكَّأَ، وَقَدْ تَمَرْفَقَ إِذا أَخذَ مِرْفَقةً. وَبَاتَ فُلَانٌ مُرتَفِقاً أَي مُتَّكِئاً عَلَى مِرفَق يَدِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَعشى باهِلةَ: فبِتُّ مُرْتَفِقاً، والعينُ ساهِرةٌ، ... كأَنَّ نَوْمي عليَّ، اللَّيلَ، مَحْجُورُ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أُنِّثَ الْفِعْلُ عَلَى مَعْنَى الْجَنَّةِ، وَلَوْ ذُكِّرَ كَانَ صَوَابًا؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: مرتفَقاً أَي مُتَّكأً. يُقَالُ: قَدِ ارْتفَق إِذا اتَّكأَ عَلَى مِرْفَقةٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المِرفق مَكْسُورٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ المُتَّكَأِ وَمِنَ الْيَدِ وَمِنَ الأَمر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّكم ابنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالُوا: هُوَ الأَبيضُ المُرتفِق أَي المتكِئُ عَلَى المِرفَقة، وَهِيَ كالوِسادة، وأَصله مِنَ المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ مِرفقه واتَّكأَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: اشْرَبْ هَنيئاً عليكَ التَّاجُ مُرْتَفِقا وَقِيلَ: المِرْفَقُ مِنَ الإِنسان وَالدَّابَّةِ، والمَرْفِقُ الأَمر الرَّفيقُ، ففُرِقَ بَيْنَهُمَا بِذَلِكَ. والرَّفَقُ: انْفِتالُ المِرْفَقِ عَنِ الْجَنْبِ، وَقَدْ رَفِقَ وَهُوَ أَرْفَقُ، وَنَاقَةٌ رَفْقاء؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي حَفِظْتُهُ بِهَذَا الْمَعْنَى نَاقَةٌ دَفْقاء وَجَمَلٌ أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عَنْ جَنْبِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَبَعِيرٌ مَرْفوقٌ: يَشْتَكِي مِرفَقه. وَنَاقَةٌ رَفقاء: استَدَّ إِحليل خِلْفها فحلَبت دَمًا، ورَفِقةٌ: وَرِمَ ضَرْعُها، وَهُوَ نَحْوُ الرَّفْقاء؛ وَقِيلَ: الرَّفِقةُ الَّتِي تُوضع التَّوْدِيةُ عَلَى إِحليلها فيَقْرَح؛ قَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوَةَ: إِذا انْسَدَّت أَحالِيل النَّاقَةِ قِيلَ: بِهَا رَفَقٌ، وَنَاقَةٌ رَفِقة؛ قَالَ: وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. اللَّيْثُ: المِرْفاقُ مِنَ الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار، فإِذا حُلِبت خَرَجَ مِنْهَا دَمٌ، وهي الرَّفِقةُ: وناقة رَفِقة أَيضاً: مُذْعِنة. والرِّفاق: حَبْلٌ يُشَدُّ مِنَ الوَظِيف إِلى الْعَضُدِ، وَقِيلَ: هُوَ حَبْلٌ يُشَدُّ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ إِلى رُسْغه؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: فإِنَّكَ والشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ، ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي فِي الرِّفاقِ والجمعُ رُفُقٌ. وذاتُ الضِّغْنِ: نَاقَةٌ تَنْزِعُ إِلى وَطَنِها، يَعْنِي أَنَّ ذَاتَ الضِّغْنِ لَيْسَتْ بمُستقيمة الْمَشْيِ لِمَا فِي قَلْبِهَا مِنَ النِّزاع إِلَى هَواها، وَكَذَلِكَ أَنا لَسْتُ بِمُسْتَقِيمٍ لِآلِ لأْم لأَن فِي قَلْبِي عَلَيْهِمْ أَشياء؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِير، ... كأَنَّ، عَلَى عَضُدَيْهِ، رِفاقا ورَفَقها يرفُقها رَفْقاً: شدَّ عَلَيْهَا الرِّفاق، وَذَلِكَ إِذا خِيف أَن تنزِع إِلى وطَنِها فَشَدَّها. الأَصمعي: الرِّفاقُ أَن يُخْشَى عَلَى النَّاقَةِ أَن تَنزع إِلى وَطَنِهَا فيُشدَّ عضُدُها شَدًّا شَدِيدًا لتُخْبَل عَنْ أَن تُسْرِعَ، وَذَلِكَ الْحَبْلُ هُوَ الرِّفاق؛ وَقَدْ يَكُونُ الرِّفاق أَيضاً أَن تَظلَع مِنْ إِحدى يَدَيْهَا فيَخْشون أَن تُبْطِرَ اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيَصيرَ الظَّلَعُ كَسْراً، فيُحزَّ عضُد الْيَدِ الصحيحةِ لِكَيْ تَضْعُفَ

فَيَكُونُ سَدْوُهما وَاحِدًا. وَجَمَلٌ مِرْفاق إِذا كَانَ مِرْفَقُه يُصيب جَنْبَهُ. ورافَق الرجلَ: صاحَبَه. ورَفِيقُك: الَّذِي يُرافِقُك، وَقِيلَ: هُوَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ خَاصَّةً، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ مِثْلُ الصَّدِيق. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ؛ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى رُفَقاء، وَقِيلَ: إِذا عَدا الرَّجلان بِلَا عَمَلٍ فَهُمَا رَفِيقانِ، فإِن عَمِلا عَلَى بَعِيرَيْهما فَهُمَا زَمِيلانِ. وتَرافَق الْقَوْمُ وارْتفَقُوا: صَارُوا رُفَقاء. والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ والرِّفْقة وَاحِدٌ: الْجَمَاعَةُ المُترافِقون فِي السَّفَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الرِّفْقةَ جَمْعُ رَفِيق، والرُّفْقة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَالْجَمْعُ رِفَقٌ ورُفَقٌ ورِفاقٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الرِّفاقُ جَمْعُ رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ، ... رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا قَالُوا فِي تَفْسِيرِ الرِّفاق: جَمْعُ رُفْقة، وَيُجْمَعُ رُفَق أَيضاً، ومَن قَالَ رِفْقة قَالَ رِفَقٌ ورِفاقٌ، وَقَيْسٌ تَقُولُ: رِفْقة، وَتَمِيمٌ: رُفْقة. ورِفاقٌ أَيضاً: جَمْعُ رَفِيق كَكَرِيمٍ وكِرام. والرِّفاقُ أَيضاً: مَصْدَرُ رافَقْتُه. اللَّيْثُ: الرِّفْقَةُ يُسمون رِفْقَةً مَا دَامُوا مُنْضَمِّينَ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ ومَسير وَاحِدٍ، فإِذا تفرَّقوا ذَهَبَ عَنْهُمُ اسْمُ الرّفْقة؛ والرّفْقة: الْقَوْمُ يَنْهَضُونَ فِي سَفَر يَسِيرُونَ مَعًا وَيَنْزِلُونَ مَعًا وَلَا يَفْترِقون، وأَكثرُ مَا يُسمَّوْن رِفْقَةً إِذا نَهَضُوا مُيّاراً، وَهُمَا رَفِيقانِ وَهُمْ رُفقاء. ورَفِيقُك: الَّذِي يُرافِقُك فِي السَّفَرِ تَجْمَعُك وإِيّاه رِفْقَةٌ وَاحِدَةٌ، وَالْوَاحِدُ رَفِيق وَالْجَمْعُ أَيضاً رَفِيق، تَقُولُ: رافَقْته وتَرافَقْنا فِي السَّفَرِ. والرَّفِيق: المُرافِقُ، وَالْجَمْعُ الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذَهَبَ اسْمُ الرِّفْقَةِ وَلَا يَذْهَبُ اسْمُ الرفيق. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي معنى قوله: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، قَالَ: يَعْنِي النَّبِيِّينَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين، لأَنه قَالَ: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ، يَعْنِي المُطِيعين مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، يَعْنِي الأَنبياء ومَن مَعَهُمْ، قَالَ: ورَفِيقاً مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ يَنُوبُ عَنْ رُفقاء؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَا يَجُوزُ أَن يَنُوبَ الْوَاحِدُ عَنِ الْجَمْعِ إِلا أَن يَكُونَ مِنَ أَسماء الْفَاعِلِينَ، لَا يَجُوزُ حسُن أُولئك رَجُلًا، وأَجازه الزَّجَّاجُ وَقَالَ: هُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه خُيِّرَ عِنْدَ مَوْتِهِ بَيْنَ البَقاء فِي الدُّنْيَا والتوسِعة عَلَيْهِ فِيهَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ: بَلْ مَعَ الرفيقِ الأَعلى ، وَذَلِكَ أَنه خُيِّر بَيْنَ الْبَقَاءِ فِي الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ، وكأَنه أَراد قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَلَمَّا كَانَ الرَّفِيقُ مُشْتَقًّا مِنْ فِعْلٍ وَجَازَ أَن يَنُوبَ عَنِ الْمَصْدَرِ وُضع مَوْضع الْجَمِيعِ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَثْقُل فِي حَجْري [حِجْري]، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَنظر فِي وَجْهِهِ فإِذا بصرهُ قد شَخَص وهو يَقُولُ: بَلِ الرفِيقَ الأَعْلى مِنَ الْجَنَّةِ، وقُبِضَ ؛ قَالَ أَبو عَدْنانَ: قَوْلُهُ فِي الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى ، سَمِعْتُ أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يَقُولُ: إِنه تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ وَفِيقٌ، فكأَن مَعْنَاهُ أَلحقني بالرَّفيق أَي بِاللَّهِ، يُقَالُ: اللهُ رَفيق بِعِبَادِهِ، مِنَ الرِّفْق والرأْفة، فَهُوَ فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعُلَمَاءُ عَلَى أَن مَعْنَاهُ أَلحقني بِجَمَاعَةِ الأَنبياء الَّذِينَ يَسْكُنُونَ أَعلى عِلِّيِّين، وَهُوَ اسْمٌ جَاءَ عَلَى فَعِيل، وَمَعْنَاهُ الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعلم بِمَا أَراد؛ قَالَ: وَلَا أَعرف الرَّفِيقَ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. وَرَوَى الأَزهري مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ

رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا ثَقُل إِنسان مِنْ أَهله مسَحَه بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ: أَذْهِبِ الباسَ ربَّ الناسِ، واشْفِ أَنتَ الشَّافِي، لَا شِفاء إِلا شِفاؤُك، شِفاءٌ لَا يُغادِرُ سَقَماً؛ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا ثَقُلَ أَخذت بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُه وأَقولهن، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنِّي وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مِنَ الرَّفيق ؛ وَقَوْلُهُ مِنَ الرَّفيق يَدُلُّ عَلَى أَن الْمُرَادَ بِالرَّفِيقِ جَمَاعَةُ الأَنبياء. والرفيقُ: ضدُّ الأَخْرَق. ورَفِيقةُ الرَّجُلِ: امرأَته؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ فِي حَدِيثِهِ سأَلني رَفيقي ؛ أَراد زَوْجَتِي، قَالَ: ورَفيقُ المرأَة زَوْجُهَا؛ قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يُنشد بَيْتَ عَبِيدٍ: مِنْ بَين مُرْتَفِقٍ مِنْهَا ومُنْصاحِ وَفَسَّرَ المُنْصاحَ الفائضَ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض. والمُرْتَفِقُ: المُمْتلِئ الْوَاقِفُ الثَّابِتُ الدَّائِمُ، كَرَبَ أَن يَمتلئ أَو امْتلأَ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ وَقَالَ: الْمُنْصَاحُ المُنْشَقُّ. والرَّفَقُ: الماءُ الْقَصِيرُ الرِّشاء. وماءٌ رَفَقٌ: قَصِيرُ الرِّشَاءِ. ومَرْتَعٌ رَفِيق: لَيْسَ بِكَثِيرٍ. ومَرْتَعٌ رَفَقٌ: سَهْلُ المَطْلَبِ. وَيُقَالُ: طلبْتُ حَاجَةً فَوَجَدْتُهَا رَفَق البُغْيةِ إِذا كَانَتْ سَهْلة. وَفِي مَالِهِ رَفَقٌ أَي قِلَّةٌ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ رَقَقٌ، بِقَافَيْنِ. والرَّافِقةُ: مَوْضِعٌ أَو بَلَدٌ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ فِي رِوَايَةٍ: مَا لَمْ تُضْمِرُوا الرِّفاق ، وفُسِّرَ بالنِّفاق. ومَرْفَقٌ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَتَلَتْهُ بَنُو فَقْعَسٍ؛ قَالَ المَرّارُ الفَقعسِيُّ: وغادَرَ مَرْفَقاً، والخَيْلُ تَرْدي ... بسَيْلِ العِرْضِ، مُسْتَلَباً صَرِيعا رقق: الرَّقِيقُ: نَقِيضُ الغَلِيظ والثَّخِينِ. والرِّقَّةُ: ضدُّ الغِلَظ؛ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فَهُوَ رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى رَقيقةٌ ورُقاقةٌ؛ قَالَ: مِنْ ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ، ... تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ مَعْنَى قَوْلِهِ رَقِيقَةٌ أَنَّهَا لَا تَغْزُر الناقةُ حَتَّى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف وتَرِقَّ، وَيَتَّسِعَ مَجرى مُخِّها ويَطِيب لَحْمُهَا وَيَكِرَ مُخُّها؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ رِقاق ورَقائق. وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه: جَعَلَهُ رَقِيقًا. واسْترقَّ الشيءُ: نَقِيضُ استغلظَ. وَيُقَالُ: مَالٌ مُترقْرِقُ السِّمَن وَمُتَرَقْرِقُ الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِء لَهُ تَرَاهُ قَدْ دَنا مِنْ ذَلِكَ، الرَّمْدُ: الهَلاكُ؛ وَمِنْهُ عامُ الرَّمادةِ، والرِّقُّ: الشَّيْءُ الرَّقيقُ. وَيُقَالُ للأَرض اللَّيِّنَةِ: رِقٌّ؛ عَنِ الأَصمعي. ورَقَّ جِلد العِنب: لَطُفَ. وأَرَقَّ العنبُ: رَقَّ جِلْدُهُ وَكَثُرَ ماؤُه، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ الْعِنَبَ الأَبيض. ومُسْتَرَقُّ الشَّيْءِ: مَا رَقَّ مِنْهُ. ورَقِيقُ الأَنف: مُسْتَرَقُّه حَيْثُ لانَ مِنْ جَانِبِهِ؛ قَالَ: سالَ فَقَدْ سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ أَي سَالَ مُخاطُه؛ وَقَالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْري: مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ، ... لَمْ يُسْتَمَلْ ذُو رَقِيقَيْها عَلَى وَلَدِ قَوْلُهُ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ: يَقُولُ ذَهَبَ طُولًا وعَرْضاً؛ وَقَوْلُهُ: لَمْ يُسْتَمل ذُو رقيقيْها عَلَى وَلَدٍ فتَشُمَّه. ومَرَقَّا الأَنْفِ: كَرَقيقَيْه، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مَرَّةً بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ خطأٌ لأَن هَذَا إِنما هُوَ مِنَ الرِّقة كَمَا بَيَّنَّا. الأَصمعي: رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما؛ وأَنشد: ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى

نَدَى: فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ. ومَراقُّ الْبَطْنِ: أَسفله وَمَا حَوْلَهُ مِمَّا اسْتَرَقَّ مِنْهُ، وَلَا وَاحِدَ لَهَا. التَّهْذِيبُ: والمَراقُّ مَا سَفَل مِنَ الْبَطْنِ عِنْدَ الصِّفاق أَسفل مِنَ السُّرَّةِ. ومَراقُّ الإِبِلِ: أَرْفاغُها. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ مِنَ الجنابةِ بَدأَ بِيَمِينِهِ فغَسلها، ثُمَّ غَسَلَ مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عَلَيْهَا بِيَمِينِهِ، فإِذا أَنْقاها أَهْوى بِيَدِهِ إِلى الْحَائِطِ فدَلَكَها ثُمَّ أَفاضَ عَلَيْهَا الْمَاءَ ؛ أَراد بمراقِّه مَا سَفَلَ مِنْ بَطْنِهِ ورُفْغَيْه ومَذاكيره وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي تَرِقُّ جُلُودُهَا كنَى عَنْ جَمِيعِهَا بالمَراقِّ، وَهُوَ جَمْعُ المَرَقِّ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَاحِدُهَا مَرَقٌّ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا وَاحِدَ لَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اطَّلى حَتَّى إِذا بَلَغَ المَراقّ وليَ هُوَ ذَلِكَ بنفْسه. وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الرِّقَّة فِي الأَرض فَقَالَ: أَرض رَقيقة. وَعَيْشٌ رَقيق الحَواشي: ناعِم. والرَّقَقُ: رِقَّة الطَّعَامِ. وَفِي مَالِهِ رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وَقَدْ أَرَقَّ؛ وَذَكَرَهُ الفرَّاءُ بِالنَّفْيِ فَقَالَ: يُقَالُ مَا فِي مَالِهِ رَقَقٌ أَي قِلَّةٌ. والرَّقَقُ: الضَّعْفُ. وَرَجُلٌ فِيهِ رَقَقٌ أَي ضَعف؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَمْ تَلْقَ فِي عَظْمِها وَهْناً وَلَا رَقَقا والرِّقَّةُ: مَصْدَرُ الرَّقِيقِ عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يُقَالَ: فُلَانٌ رَقيقُ الدِّين. وَفِي حَدِيثٍ: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يَعْنِي أَنه لَيْسَ لَهُ صَبْرُ الضأْن عَلَى الجَفاء وَفَسَادِ العَطَن وشِدَّة البَرْد، وَهُمْ يَضْرِبُونَ الْمَثَلَ فَيَقُولُونَ: أَصْرَدُ مِنْ عَنْز جَرْباء. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلٌ رَقيقٌ أَي ضَعِيفٌ هَيِّن؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَهلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا أَي أَليَن وأَقبل للمَوْعِظة، وَالْمُرَادُ بالرِّقَّة ضِدُّ القَسوة والشدَّة. وتَرَقَّقته الْجَارِيَةُ: فَتَنتْه حَتَّى رَقَّ أَي ضَعُف صَبْرُهُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه، ... فَرَقَّ، وَلَا خَلالةَ للرَّقِيقِ ابْنِ الأَعرابي فِي قَوْلِ السَّاجِعِ حِينَ قَالَتْ لَهُ المرأَة: أَين شَبابُكَ وجَلَدُكَ؟ فَقَالَ: مَن طَالَ أَمَدُه، وَكَثُرَ ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذَهَبَ جَلَدُه؛ قَوْلُهُ رَقَّ عَدَدُهُ أَي سِنُوه الَّتِي يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثرُها وَبَقِيَ أَقلُّها، فَكَانَ ذَلِكَ الأَقل عِنْدَهُ رَقِيقاً. والرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد: حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضٍ لَا يُبَلِّغُها، ... إِلا صَمُوتُ السُّرَى لَا تَسأَم العَنَقا خَطَّارةٌ بَعْدَ غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ، ... لَمْ تَلْقَ فِي عَظْمِها وَهْناً وَلَا رَقَقا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الْهَيْثَمِ الثَّعْلَبِيِّ: لَهَا مسائحُ زورٌ فِي مَراكِضها ... لِينٌ، وَلَيْسَ بِهَا وَهْنٌ وَلَا رَقَقُ «6» . وَيُقَالُ: رقَّت عظامُ فُلَانٍ إِذا كَبِر وأَسَنَّ. وأَرَقَّ فُلَانٌ إِذا رَقَّتْ حالُه وقلَّ مَالُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: كَبِرَتْ سِنِّي ورَقَّ عَظْمِي أَي ضَعُفت. والرِّقَّةُ: الرَّحْمَةُ. ورقَقْت لَهُ أَرِقُّ: رحِمْتُه. ورَقَّ وجهُه: اسْتَحْيَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ ... وهَكَّ الخَلايا، لَمْ تَرِقَّ عُيُونُها

_ (6). قوله [لها] كذا بالأَصل، وصوب ابن بري كما في مادة مسح: لنا

لَمْ ترِقّ عُيُونُهَا أَي لَمْ تَستَحْيِ. والرَّقاق، بِالْفَتْحِ: الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِية الليِّنةُ الترابِ تَحْتَ صَلَابَةٍ؛ قَصَرَهُ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ فِي قَوْلِهِ: كأَنَّها، وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ ... مِنْ ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذِي عَمَقْ «1» . الأَصمعي: الرَّقاقُ الأَرض اللَّيِّنَةُ مِنْ غَيْرِ رَمْلٍ، وأَنشد: كأَنَّها بَيْنَ الرَّقاقِ والخَمَرْ، ... إِذا تَبارَيْنَ، شَآبِيبُ مَطَرْ وَقَالَ الرَّاجِزُ: ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ أَي يَذْرُو فِي الرَّقاقِ وَيَثِبُ فِي الجَراثِيمِ مِنَ الرَّمْلِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لإِبراهيم بْنِ عِمران الأَنصاري: رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ، ... ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ والرُّقاقُ، بِالضَّمِّ: الْخُبْزُ الْمُنْبَسِطُ الرَّقِيقُ نَقِيضُ الغَلِيظ. يُقَالُ: خُبْز رُقاق ورَقِيق. تَقُولُ: عِنْدِي غُلَامٌ يَخْبِز الْغَلِيظَ وَالرَّقِيقَ، فإِن قُلْتَ يَخْبِزُ الجَرْدَقَ قُلْتَ: والرُّقاق، لأَنهما اسْمَانِ، والرُّقاقة الْوَاحِدَةُ، وَقِيلَ: الرُّقاق المُرَقَّق. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه مَا أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ ؛ هُوَ الأَرْغِفة الْوَاسِعَةُ الرَّقِيقة. يُقَالُ: رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال. والرُّقُّ: الماءُ الرَّقيق فِي الْبَحْرِ أَو فِي الْوَادِي لَا غُزْرَ لَهُ. والرَّقُّ: الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ؛ غَيْرُهُ: الرَّق، بِالْفَتْحِ: مَا يُكتب فِيهِ وَهُوَ جِلْد رَقِيق، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ؛ أَي فِي صُحُفٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الرَّقُّ الصَّحَائِفُ الَّتِي تُخرج إِلى بَنِي آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فآخِذٌ كتابَه بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ، قَالَ الأَزهري: وَمَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَكْتُوبَ يُسَمَّى رَقّاً أَيضاً، وقوله: وَكِتابٍ مَسْطُورٍ؛ الْكِتَابُ هَاهُنَا مَا أُثْبِت عَلَى بَنِي آدَمَ مِنَ أَعمالهم. والرَّقَّةُ: كُلُّ أَرض إِلى جَنب وادٍ يَنْبَسِطُ عَلَيْهَا الْمَاءُ أَيَّام المَدِّ ثُمَّ يَنْحَسِرُ عَنْهَا الْمَاءُ فَتَكُونُ مَكْرُمةً لِلنَّبَاتِ، وَالْجَمْعُ رِقاقٌ. أَبو حَاتِمٍ: الرَّقَّة الأَرض الَّتِي نَضَب عَنْهَا الْمَاءُ، والرَّقَّةُ الْبَيْضَاءُ مَعْرُوفَةٌ مِنْهُ،. والرَّقَّةُ: اسْمُ بَلَدٍ. والرَّقُّ: ضَرْبٌ مِنْ دوابِّ الْمَاءِ شِبه التِّمْساح. والرَّق: الْعَظِيمُ مِنَ السَّلاحِف، وَجَمْعُهُ رُقُوق. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ يَشْتَرُونَ الرَّقَّ فيأْكلونه ؛ قَالَ الحَربي: هُوَ دُوَيْبة مَائِيَّةٌ لَهَا أَربع قَوَائِمَ وأَظفار وأَسنان تُظهرها وتُغيِّبها. والرِّقُّ، بِالْكَسْرِ: المِلك والعُبودِيَّةُ. ورَقَّ: صَارَ فِي رِقٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: يُحَطُّ عَنْهُ بقَدْر مَا عَتَق ويَسْعَى فِيمَا رَقَّ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر مَا رَقَّ مِنْهُ دِيةَ العَبْدِ وَبِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيةَ الحُرِّ ؛ وَمَعْنَاهُ أَن المكاتَب إِذا جُنِيَ عَلَيْهِ جِنايةٌ وَقَدْ أَدَّى بعضَ كِتَابَتِهِ فإِنَّ الْجَانِيَ عَلَيْهِ يَدْفَع إِلى وَرَثَتِهِ بِقَدْرِ مَا كَانَ أَدَّى مِنْ كِتَابَتِهِ دِيةَ حُرٍّ، وَيَدْفَعُ إِلَى مَوْلَاهُ بِقَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ كِتَابَتِهِ دِيةَ عبدٍ كأَن كاتَب عَلَى أَلف وقِيمتُه مِائَةٌ ثُمَّ قُتِل وَقَدْ أَدَّى خَمْسَمِائَةٍ فَلِوَرَثَتِهِ خَمْسَةُ آلَافٍ نصفُ

_ (1). قوله [تهاوى بالرقق] كذا في الأَصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى وقافين في الرفق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق بدال بدل الواو وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين

دِيَةِ حُرّ، وَلِسَيِّدِهِ خَمْسُونَ نِصْفُ قِيمَتِهِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ خَرّجه أَبو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مَذْهَبُ النَّخَعِيِّ، وَيُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ شَيْءٌ مِنْهُ، وأَجمع الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنّ المُكاتَب عَبْدٌ مَا بَقِي عَلَيْهِ دِرْهم. وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ ورَقيقٌ، وَجَمْعُ الرَّقيق أَرِقَّاء. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة مِنْ إِماء رقائقَ فَقَطْ، وَقِيلَ: الرَّقِيقُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ: أَدخله فِي الرِّقِّ. واسْترقَّ مملوكَه وأَرَقَّه: وَهُوَ نَقِيضُ أَعْتقَه. والرَّقيقُ: الْمَمْلُوكُ، وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَقَدْ يُطلق عَلَى الْجَمَاعَةِ كالرَّفيق، تَقُولُ مِنْهُ رَقَّ العبدَ وأَرَقَّه واسْترقَّه. اللَّيْثُ: الرِّقُّ العُبودة، والرَّقيق الْعَبْدُ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهُ عَلَى بِنَاءِ الِاسْمِ. وَقَدْ رَقَّ فُلَانٌ أَي صَارَ عَبْدًا. أَبو الْعَبَّاسِ: سُمِّيَ الْعَبِيدُ رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لِمَالِكِهِمْ ويَذِلُّون ويَخْضَعون، وَسُمِّيَتِ السُّوق سُوقًا لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها، والسَّوْقُ: مَصْدَرٌ، والسُّوقُ: اسْمٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمر: فَلَمْ يَبْقَ أَحد مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا لَهُ فِيهَا حَظٌّ وحَقٌّ إِلّا بعضَ مَن تَمْلِكُونَ مِن أَرِقّائكم أَي عَبِيدُكُمْ؛ قِيلَ: أَراد بِهِ عَبِيدًا مَخْصُوصِينَ، وَذَلِكَ أَنّ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ يُعطي ثَلَاثَةَ مَماليك لِبَنِي غِفَارٍ شَهِدُوا بَدْراً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي كُلِّ سَنَةٍ ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، فأَراد بِهَذَا الِاسْتِثْنَاءِ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ، وَقِيلَ: أَراد جَمِيعَ الْمَمَالِيكِ، وإِنما اسْتَثْنَى مِنْ جُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضًا مِنْ كُلٍّ، فَكَانَ ذَلِكَ مُنْصَرِفًا إِلَى جِنْسِ الْمَمَالِيكِ، وَقَدْ يُوضَعُ الْبَعْضُ مَوْضِعَ الْكُلِّ حَتَّى قِيلَ إِنه مِنَ الأَضداد. والرِّقُّ أَيضاً: الشَّيْءُ الرَّقيق، وَيُقَالُ للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ؛ عَنِ الأَصمعي. والرِّقُّ: ورَق الشَّجَرِ؛ وَرَوَى بَيْتَ جُبَيها الأَشجعي: نَفى الجَدْبُ عَنْهُ رِقَّه فَهُوَ كالِحُ والرِّقُّ: نَبَاتٌ لَهُ عُود وشَوْك وورَق أَبيض. ورَقْرَقْت الثَّوْبَ بالطِّيب: أَجْريته فِيهِ؛ قَالَ الأَعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُوس ... بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فِيهِ العَبِيرا ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم: آدَمَه بِهِ، وَقِيلَ: كثَّره. ورَقْراقُ السَّحَابِ: مَا ذهَب مِنْهُ وَجَاءَ. والرَّقراقُ: تَرَقْرُق السَّراب. وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ بَصيص وتلأْلُؤ، فَهُوَ رَقْراق؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ ... بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِ رَقْرقان: مَا تَرَقْرَق مِنَ السَّرَابِ أَي تحرَّك، والمَسْجُور هَاهُنَا: المُوقد مِنْ شدَّة الحَرّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي تَدُور تَجِيءُ وَتَذْهَبُ وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنْ ظُهور حَرَكَتِهَا عِنْدَ طُلُوعِهَا، فإِنها تُرى لَهَا حركةٌ مُتَخَيَّلة بِسَبَبِ قُربها مِنَ الأُفُق وأَبْخِرته المُعْتَرِضة بَيْنَهَا وَبَيْنَ الأَبصار، بِخِلَافِ مَا إِذا علَتْ وَارْتَفَعَتْ. وَسَرَابٌ رَقْراقٌ ورَقرقانٌ: ذُو بَصيصٍ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلًا. وترَقْرق الشيءُ: تلأْلأَ أَي جَاءَ وذهبَ. ورقْرقْت الْمَاءَ فترقْرقَ أَي جَاءَ وَذَهَبَ، وَكَذَلِكَ الدَّمعُ إِذا دَارَ فِي الحِملاق. وسيفٌ رُقارِقٌ: بَرَّاقٌ. وَثَوْبٌ رُقارِق: رَقيق. وَجَارِيَةٌ رَقْراقة: كأَنّ الْمَاءَ يَجْرِي فِي وَجْهِهَا. وَجَارِيَةٌ رَقْراقةُ البشَرة: بَرَّاقَةُ البياضِ. وترَقْرقَت عَيْنُهُ: دَمَعت، ورَقْرَقَها هُوَ. ورَقْراقُ الدَّمْعِ: مَا ترَقْرقَ مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِنْ لَمْ تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ، ... سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها

ورَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها. وتَرْقِيقُ الْكَلَامِ: تَحْسِينُهُ. وَفِي الْمَثَلِ: عَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ يَقُولُ: تُرَقِّق كَلَامَكَ وتُلطِّفه لِتُوجِبَ الصَّبُوح، قَالَهُ رَجُلٌ لِضَيْفٍ لَهُ غَبَقَه، فَرَقَّقَ الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه؛ وَرُوِيَ هَذَا الْمَثَلُ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنه قَالَ لِرَجُلٍ سأَله عَنْ رَجُلٍ قبَّل أُمَّ امرأَته فَقَالَ: حَرُمت عَلَيْهِ امرأَته، أَعن صَبوح تُرَقِّق؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اتَّهمه بِمَا هُوَ أَفْحش مِنَ القُبلة، وَهَذَا مَثَلٌ لِلْعَرَبِ يُقَالُ لِمَنْ يُظهر شَيْئًا وَهُوَ يُرِيدُ غَيْرَهُ، كأَنه أَراد أَن يَقُولَ جامَع أُمَّ امرأَته فَقَالَ قَبَّل، وأَصله أَن رَجُلًا نَزَلَ بِقَوْمٍ فَبَاتَ عِنْدَهُمْ فَجَعَلَ يُرقّق كَلَامَهُ وَيَقُولُ: إِذا أَصبحت غَدًا فاصْطبحت فَعَلْتُ كَذَا، يُرِيدُ إِيجاب الصَّبُوح عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي تُعرّض بالصَّبُوح، وَحَقِيقَتُهُ أَنّ الغَرض الَّذِي يَقْصِده كأَنّ عَلَيْهِ مَا يستُره فَيُرِيدُ أَن يَجْعَلَهُ رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ عَلَى مَا وَراءه، وكأَنَّ الشَّعْبِيَّ اتَّهم السَّائِلَ وَتَوَهَّمَ أَنه أَراد بالقُبلة مَا يَتْبَعُها فغَلّظ عَلَيْهِ الأَمرَ. وَفِي الْحَدِيثِ وَتَجِيءُ فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها. وترقَّقْتَ لَهُ إِذا رَقَّ لَهُ قلبُك. والرَّقاقُ: السَّيْر السَّهل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: باقٍ عَلَى الأَيْنِ يُعْطي، إِن رَفَقْتَ بِهِ، ... مَعْجاً رَقاقاً، وإِن تَخْرُقْ بِهِ يَخِدِ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مُرِقٌّ إِذا كَانَ حَافِرُهُ خَفِيفًا وَبِهِ رَقَقٌ. وحِضْنا الرَّجُلِ: رَقيقاه؛ وَقَالَ مُزاحِم: أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه ... شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ رمق: الرَّمَقُ: بَقِيَّةُ الحياةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: بَقِية الرُّوح، وَقِيلَ: هُوَ آخِر النفْس. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتيت أَبا جَهل وَبِهِ رَمَقٌ ، وَالْجَمْعُ أَرْماقٌ. وَرَجُلٌ رامِق: ذُو رَمَقٍ؛ قَالَ: كأَنَّهمْ مِنْ رامِقٍ ومُقْصَدِ ... أَعجَازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ ورَمَّقه: أَمْسكَ رَمَقه. يُقَالُ: رَمَّقُوه وَهُمْ يَرمِّقُونه بِشَيْءٍ أَي قَدرِ مَا يُمْسِك رَمَقَه. وَيُقَالُ: مَا عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَا وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، ... وَلَا مُؤاخاتُك بالمِذاقِ أَي لَيْسَ بِمَحْضٍ خالصٍ، والرَّمَقُ والرُّمْقةُ والرِّماقُ والرَّماقُ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ: الْقَلِيلُ مِنَ العَيْش الَّذِي يُمْسِكُ الرَّمَقَ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ موتٌ لَا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير مِنْ عَيْشٍ فِي رِماق. والمُرْمَقُّ مِنَ العَيش: الدُّون اليَسِير. وعَيْشٌ مُرْمَقٌّ: قَلِيلٌ يَسير؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَرانا عَلَى حُبِّ الحَياةِ وطُولِها، ... يُجَدُّ بِنا، فِي كلِّ يَوْمٍ، ونَهْزِل «1». نُعالِجُ مُرْمَقًّا مِنَ العَيْشِ فَانِيًا، ... لَهُ حارِكٌ لَا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ وَعَيْشٌ رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق. وَمَا فِي عَيْشِ فُلَانٍ إِلا رُمْقة ورِماق أَي بِلُغَةٍ. والرُّمُق: الفُقراء الَّذِينَ يتَبلَّغون بالرِّماق وَهُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَيْشِ؛ التَّهْذِيبُ: وأَنشد المُنذِري لأَوْس: صَبَوْتَ، وَهَلْ تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ، ... وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامَقِ [المُرامِقِ] زَيْنَبُ؟

_ (1). قوله [يجد] رواه الجوهري في مادة هزل بالبناء للفاعل ونقل المؤلف عن ابن بري فيها أنه بالبناء للمفعول وقال: قَالَ وَهُوَ الصَّحِيحُ

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الرَّهْن المُرامَق، وَيُرْوَى المُرامِق، وَهُوَ الرَّهن الَّذِي لَيْسَ بِمَوْثُوقٍ بِهِ وَهُوَ قَلْبُ أَوْس. والمُرامِقُ: الَّذِي بآخِر رَمَقٍ؛ وَفُلَانٌ يُرامِقُ عيْشَه إِذا كَانَ يُدارِيه؛ فارَقَتْه زَيْنَبُ وقلبُه عِنْدَهَا فأَوْسٌ يُرامِقُه أَي يُدارِيه. والمُرامِقُ: الَّذِي لَمْ يبقَ فِي قَلْبِهِ مِنْ مودَّتك إِلا قَلِيلٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه، ... دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه، عَلَى بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه ورامَقْتُ الأَمر إِذا لَمْ تُبرمه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والأَمْرُ مَا رامَقْتَه مُلَهْوَجا ... يُضْوِيك، مَا لَمْ تَجْنِ مِنْهُ مُنْضَجا وَنَخْلَةٌ تُرامِقُ بعِرْق أَي لَا تَحْيا وَلَا تَمُوتُ. والرُّمَّقُ: الضعيفُ مِنَ الرِّجال. وحَبْل مُرْماقٌّ: ضَعِيفٌ، وَقَدِ ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً. وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف. وَحَبْلٌ أَرْماقٌ: ضَعِيفٌ خَلَقٌ .. وارْمَقَّ العيْشُ: ضَعُف. وترمَّقَ الرجلُ الماءَ وَغَيْرَهُ: حَسا مِنْهُ حُسْوةً بَعْدَ أُخرى. والرَّمَقُ: القَطيعُ مِنَ الْغَنَمِ. فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ يُرِيدُ الأَرْباقَ وَهِيَ خُيوط تُطرَح فِي أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها، والمِعزى تُنزل قَبْلَ نِتاجها بأَيام، يَقُولُ: فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قَلِيلًا قليلًا. ورجل مُرامِق: سَيِء الخُلُق عَاجِزٌ. ورامَقَه: دَارَاهُ مَخافة شَرِّهِ. والرِّماقُ: النِّفاق. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: مَا لَمْ تُضْمِروا الرِّماق ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ هَذَا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بِالْكَذِبِ؛ حَكَاهُ الهَرويّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. يُقَالُ: رامَقْته رِماقاً وَهُوَ أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة، يَعْنِي مَا لَمْ تَضِق قلوبُكم عَنِ الْحَقِّ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَرْمُق فَدْفَدَها أَي أَنظُر نَظَرًا طَوِيلًا شَزْراً. والمُرَمِّقُ فِي الشَّيْءِ: الَّذِي لَا يُبالِغ فِي عَمَله. والتَّرْمِيقُ: العَمل يعمَلُه الرَّجُلُ لَا يُحْسِنه وَقَدْ يَتبلَّغ بِهِ. يُقَالُ: رَمِّقْ عَلَى مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بِهِمَا. ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه: نَظَرَ إِليه. ورمقْتُه بِبَصَرِي ورامَقْتُه إِذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وَتَنْظُرُ إِليه وتَرقُبه. ورمَّقَ تَرْمِيقاً: أَدامَ النَّظَرَ مِثْلُ رَنَّقَ. وَرَجُلٌ يَرْموقٌ: ضَعِيفُ الْبَصَرِ. والرُّمُقُ: الحسَدةُ، وَاحِدُهُمْ رامِق ورَمُوقٌ. والرَّامِقُ والرَّامِجُ: هُوَ المِلْواحُ الَّذِي تُصاد بِهِ البُزاةُ والصُّقور، وَهُوَ أَن تُشَدَّ رِجل الْبُومَةِ فِي شَيْءٍ أَسود وتُخاطَ عَيْنَاهَا ويُشدّ فِي ساقها خَيْطٌ طَوِيلٌ، فإِذا وَقَعَ الْبَازِي عَلَيْهَا صَادَهُ الصَّيَّادُ مِنْ قُترته؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا صَحِيحًا. وارْمقّ الطريقُ: امْتَدَّ وَطَالَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَرَفْتُ مِنْ ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا ... فِيهِ، إِذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَقّا الأَصمعي: ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إِذا رَقَّ، وَمِنْهُ ارْمِقاقُ الْعَيْشِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: وَلَمْ يَدْبُغُونا عَلَى تِحْلِئٍ، ... فيَرْمَقُّ أَمْرٌ وَلَمْ يَعْمَلُوا والمُرْمَقُّ: الْفَاسِدُ مِنْ كُلِّ شيء. رنق: الرَّنْق: تُرَابٌ فِي الْمَاءِ مِنَ القَذى وَنَحْوِهِ. والرَّنَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَنِقَ الماءُ، بِالْكَسْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: رَنَقَ الماءُ رَنْقاً ورُنُوقاً

ورَنِقَ رَنَقاً، فَهُوَ رَنِقٌ ورَنْقٌ، بِالتَّسْكِينِ، وتَرَنَّقَ: كَدِرَ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ لزُهَير: شَجَّ السُّقاةُ عَلَى ناجُودِها شَبِماً ... مِن مَاءِ لِينَة، لَا طَرْقاً وَلَا رَنَقا كَذَا أَنشده بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالنُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَاءٌ رَنْق، بِالتَّسْكِينِ، أَي كَدِر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جُمِعَ رَنْقٌ عَلَى رَنائق كأَنه جَمْعُ رَنِيقة؛ قَالَ الْمَجْنُونُ: يُغادِرْنَ بالمَوْماةِ سَخْلًا، كأَنه ... دَعامِيصُ مَاءٍ نَشَّ عَنْهَا الرّنائقُ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: وَسُئِلَ أَيَنْفُخ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ؟ فَقَالَ: إِن كَانَ مِنْ رَنَقٍ فَلَا بأْس أَي مِنْ كَدَرٍ. يُقَالُ: مَاءٌ رَنْق، بِالسُّكُونِ، وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ مَصْدَرٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «2»: لَيْسَ للشارِبِ إِلّا الرَّنْقُ والطَّرْقُ. ورَنَّقَه هُوَ وأَرْنَقه إِرناقاً وَتَرْنِيقًا: كدَّرَه. والرَّنْقة: الْمَاءُ الْقَلِيلُ الكَدِر يَبْقَى فِي الْحَوْضِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَصَارَ الطِّينُ رَنْقة وَاحِدَةً إِذا غلَب الطِّينُ عَلَى الْمَاءِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّرْنوق الطِّينُ الَّذِي فِي الأَنهار والمَسِيل. ورَنِقَ عيشُه رَنَقاً: كَدِرَ. وَعَيْشٌ رَنِقٌ: كَدِرٌ. وَمَا فِي عيشِه رَنَقٌ أَي كَدَرٌ. ابْنُ الأَعرابي: التَّرْنِيقُ يَكُونُ تَكْدِيراً وَيَكُونُ تَصْفِية، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَضْداد. يُقَالُ: رَنَّق اللَّهُ قَذاتَك أَي صَفّاها. والتَّرْنِيقُ: كَسْر الطَّائِرِ جناحَه مِنْ دَاءٍ أَو رَمْي حَتَّى يَسْقُطَ، وَهُوَ مُرَنَّقُ الجَناحِ؛ وأَنشد: فيَهْوِي صَحِيحاً أَو يُرَنِّقُ طائرُهْ وتَرْنِيقُ الطَّائِرِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما صَفُّه جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ لَا يُحرِّكهما، وَالْآخَرُ أَن يَخْفِقَ بِجَنَاحَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا ضَرَبَتْنا الرِّيحُ رَنَّق فَوْقَنا ... عَلَى حَدِّ قَوْسَيْنا، كَمَا خَفَقَ النَّسْرُ ورَنَّق الطائرُ: رَفْرَفَ فَلَمْ يَسْقُطْ وَلَمْ يَبْرَحْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ وتَحْتَ كُلِّ خافِقٍ مُرَنِّقِ، ... مِن طيِءٍ، كلُّ فَتًى عَشَنَّقِ وَفِي الصِّحَاحِ: رَنَّق الطائرُ إِذا خفَق بِجَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ وَثَبَتَ فَلَمْ يَطِرْ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: احْشُروا الطيرَ إِلا الرَّنْقاء ؛ هِيَ الْقَاعِدَةُ عَلَى الْبَيْضِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه ذَكَر النَّفْخَ فِي الصُّوَرِ فَقَالَ: تَرْتَجُّ الأَرضُ بأَهلها فَتَكُونُ كالسَّفِينة المُرَنِّقة فِي الْبَحْرِ تَضْرِبُهَا الأَمواجُ. يُقَالُ: رَنَّقت السَّفِينَةُ إِذا دارَتْ فِي مَكانها وَلَمْ تَسِر. ورنَّق: تحيَّر. والتَّرْنِيقُ: قِيام الرَّجل لَا يَدْرِي أَيذهب أَم يَجِيءُ؛ ورَنَّق اللِّواءُ كَمَا يُقَالُ رَنَّق الطَّائِرُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَضْرِبُهم، إِذا اللِّواء رنَّقا، ... ضَرْباً يُطِيح أَذْرُعاً وأَسْوُقا وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ إِذا قَارَبَتِ الْغُرُوبَ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: ورَنَّقَتِ المَنِيّة، فهْي ظِلٌّ، ... عَلَى الأَبْطال، دانِيةُ الجَناحِ «3» . ابْنُ الأَعرابي: أَرْنَقَ الرجلُ إِذا حرَّك لِواءه للحَمْلة، وأَرْنَق اللواءُ نفسُه ورَنَّقَ فِي الْوَجْهَيْنِ مِثْلُهُ.

_ (2). قوله [حديث ابن الزبير] هو هنا في النسخة المعول عليها من النهاية كذلك وفيها من مادة طرق حديث معاوية (3). قوله [قَالَ أَبُو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ ورنقت إلخ] عبارة الأَساس: ورنقت منه المنية دنا وقوعها، قال: ورنقت المنية إلخ البيت

ورَنَّقَ النظَرَ: أَخفاه مِنْ ذَلِكَ. ورَنَّقَ النومُ فِي عَيْنِهِ: خالَطها؛ قَالَ عدِيّ بْنُ الرِّقاعِ: وَسْنان أَقْصده النعاسُ، فرَنَّقَتْ ... فِي عَيْنِه سِنةٌ، وَلَيْسَ بِنائم ورَنَّق النظَرَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: رَمَّدَتِ المِعْزى فَرَنِّقْ رَنِّق، ... ورَمَّدَ الضَّأْنُ فَرَبِّقْ رَبِّق أَي انْتَظِر وِلَادَتَهَا فإِنه سَيَطُولُ انْتِظَارُكَ لَهَا لأَنها تُرْئي وَلَا تَضع إِلا بَعْدَ مُدَّةٍ، وَرُبَّمَا قِيلَ بِالْمِيمِ «1». وَبِالدَّالِ أَيضاً، وتَرْنِيقها: أَن تَرِمَ ضُروعها وَيَظْهَرَ حَملُها، والمِعزى إِذا رمَّدت تأَخَّر وِلَادُهَا، والضأْن إِذا رَمَّدَتْ أَسرع وِلادها عَلَى أَثر تَرْمِيدها. والتَّرْبِيقُ: إِعداد الأَرْباق للسِّخال. ولَقِيت فُلَانًا مُرَنِّقة عَيْنَاهُ أَي مُنْكَسِرُ الطرْف مِنْ جُوع أَو غَيْرِهِ. والترْنِيقُ: إِدامة النَّظَرِ، لُغَةٌ فِي التَّرْمِيق والتَّدْنِيق. ورَنَّقَ الْقَوْمُ بِالْمَكَانِ: أَقاموا بِهِ واحْتَبَسوا بِهِ. والترْنِيق: الِانْتِظَارُ لِلشَّيْءِ. والترْنيق: ضَعْفٌ يَكُونُ فِي الْبَصَرِ وَفِي الْبَدَنِ وَفِي الأَمر. يُقَالُ: رَنَّق الْقَوْمُ فِي أَمر كَذَا أَي خَلطُوا الرأْي. والرَّنْقُ: الْكَذِبُ. والرَّوْنَقُ: مَاءُ السَّيْفِ وصَفاؤه وحُسنه. ورَوْنَقُ الشَّبَابِ: أَوّله وَمَاؤُهُ، وَكَذَلِكَ رَوْنَقُ الضُّحى. يُقَالُ: أَتيته رَوْنَقَ الضُّحَى أَي أَوَّلها؛ قَالَ: أَلم تَسْمَعِي، أَيْ عَبْدَ، فِي رَوْنَقِ الضُّحى ... بُكاء حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ؟ رهق: الرَّهَقُ: الْكَذِبُ؛ وأَنشد: حَلَفَتْ يَمِيناً غَيْرَ مَا رَهَقٍ ... باللهِ، ربِّ محمدٍ وبِلالِ أَبو عَمْرٍو: الرَّهَقُ الخِفّةُ والعَرْبَدةُ؛ وأَنشد فِي وَصْفِ كَرْمةٍ وَشَرَابِهَا: لَهَا حَلِيبٌ كأنَّ المِسْكَ خالَطَه، ... يَغْشى النَّدامى عَلَيْهِ الجُودُ والرَّهَقُ، أَراد عَصِيرَ الْعِنَبِ. والرَّهَقُ: جَهْلٌ فِي الإِنسان وخِفَّة فِي عَقْلِهِ؛ تَقُولُ: بِهِ رَهَق. وَرَجُلٌ مُرَهَّقٌ: مَوْصُوفٌ بِذَلِكَ وَلَا فِعل لَهُ. والمُرَهَّقُ: الفاسِد. والمُرَهَّقُ: الْكَرِيمُ الجَوَاد. ابْنُ الأَعرابي: إِنه لَرَهِقٌ نَزِلٌ أَي سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ سَرِيعُ الحِدَّة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وِلايةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كأَنَّه، ... مِنَ الرَّهَقِ المَخْلُوط بالنُّوك، أَثْوَلُ قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: فِيهِ رَهَق أَي حِدَّة وخِفَّة. وإِنه لَرَهِقٌ أَي فِيهِ حِدَّةٌ وسفَه. والرَّهَق: السَّفَه والنُّوكُ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَسْبُكَ مِنَ الرَّهَق وَالْجَفَاءِ أَن لَا يُعرَفَ بيتُك ؛ مَعْنَاهُ لَا تَدْعو الناسُ إِلى بَيْتِكَ لِلطَّعَامِ، أَراد بالرهَق النُّوكَ والحُمق. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه وعَظ رَجُلًا فِي صُحبة رَجُلٍ رَهِقٍ أَي فِيهِ خِفَّة وحِدَّة. يُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ رَهَق إِذا كَانَ يَخِفّ إِلى الشَّرِّ ويَغشاه، وَقِيلَ: الرَّهَقُ فِي الْحَدِيثِ الأَوّل الحُمق وَالْجَهْلُ؛ أَراد حسبُك مِنْ هَذَا الخُلُق أَن يُجهل بيتُك وَلَا يُعرف، وَذَلِكَ أَنه كَانَ اشْتَرَى إِزاراً مِنْهُ فَقَالَ للوَزّان: زِنْ وأَرْجِحْ، فَقَالَ: مَن هَذَا؟ فَقَالَ المسؤول: حَسْبُكَ جَهلًا أَن لَا يُعْرَفَ بَيْتُكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الْهَرَوِيُّ، قال:

_ (1). قوله [بالميم] أي بدل النون في رنق وبالدال أي بدل الراء. وقوله [وترنيقها أن إلخ] المناسب وترميدها

وَهُوَ وَهَم وإِنما هُوَ حَسْبُكَ مِنَ الرَّهَق والجَفاء أَن لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ أَي أَنه لَمَّا سأَل عَنْهُ حَيْثُ قَالَ لَهُ: زِنْ وأَرجح، لَمْ يَكُنْ يعرفه فقال له المَسؤول: حَسْبُكَ جَهْلًا أَن لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ؛ قَالَ: عَلَى أَني رأَيته فِي بَعْضِ نُسَخِ الْهَرَوِيِّ مُصْلَحاً، وَلَمْ يَذْكر فِيهِ التعْليل والطَّعامَ والدُّعاء إِلى الْبَيْتِ. والرَّهَقُ: التُّهمَةُ. والمُرَهَّقُ: المُتَّهم فِي دِينه. والرَّهَقُ: الإِثْمُ. والرَّهْقةُ: المرأَةُ الْفَاجِرَةُ. ورَهِقَ فُلَانٌ فُلَانًا: تَبِعه فقارَب أَن يَلْحَقه. وأَرْهَقْناهم الخيْل: أَلحقْناهم إِياها. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ، أَي لَا تُغْشني شَيْئًا؛ وَقَالَ أَبُو خِراش الهُذلي: ولوْلا نَحْنُ، أَرْهَقَه صُهَيْبٌ ... حُسامَ الحَدِّ مَطْرُوراً خَشِيبا وَرُوِي: مذْرُوباً خَشِيبا؛ وأَرْهَقه حُساماً: بِمَعْنَى أَغْشاه إِيّاه؛ وَعَلَيْهِ يَصِحُّ الْمَعْنَى. وأَرْهقَه عُسْراً أَي كَلَّفه إِياه؛ تَقُولُ: لَا تُرْهِقْني لَا أَرهَقك اللهُ أَي لَا تُعْسِرْني لَا أَعْسَرَك اللهُ؛ وأَرْهَقَه إِثماً أَو أَمراً صَعْباً حَتَّى رَهِقه رَهَقاً، والرَّهَق: غِشْيان الشَّيْءِ؛ رَهِقَه، بِالْكَسْرِ، يَرْهَقُه رهَقاً أَي غَشِيَه. تَقُولُ: رَهِقه مَا يَكْره أَي غَشِيَهُ ذَلِكَ. وأَرْهَقْت الرَّجل: أَدْركْته، ورَهِقْته: غَشِيته. وأَرْهَقه طُغْياناً أَي أَغْشاه إِيّاه، وأَرْهَقْته إِثماً حَتَّى رَهِقه رَهَقاً: أَدركه. وأَرْهَقَني فُلان إِثماً حَتَّى رَهِقْته أَي حَمَّلَني إِثماً حَتَّى حَمَلته لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِن رَهِقَ سَيِّدَه دَيْن أَي لَزِمه أَداؤه وضُيِّقَ عَلَيْهِ. وَحَدِيثُ سَعْدٍ: كَانَ إِذا دخَل مَكَّةَ مُراهِقاً خرَج إِلى عَرَفَةَ قَبل أَن يَطُوف بِالْبَيْتِ أَي إِذا ضَاقَ عَلَيْهِ الْوَقْتُ بالتأْخير حَتَّى يَخَافَ فَوْتَ الْوُقُوفِ كأَنه كَانَ يَقْدَم يَوْمَ التَّرْوِية أَو يَوْمَ عرفةَ. الْفَرَّاءُ: رَهِقَني الرَّجلُ يَرْهَقُني رَهَقاً أَي لَحِقَني وغَشِيني، وأَرْهقْته إِذا أَرْهَقْته غيرَك. يُقَالُ: أَرْهقناهم الْخَيْلَ فَهُمْ مُرْهَقون. وَيُقَالُ: رَهِقه دَيْنٌ فَهُوَ يَرْهَقُه إِذا غَشِيه. وإِنه لعَطُوبٌ عَلَى المُرْهَق أَي عَلَى المُدْرَكِ. والمُرْهَقُ: المَحْمول عَلَيْهِ فِي الأَمرِ مَا لَا يُطِيق. وَبِهِ رَهْقة شَدِيدَةٌ: وَهِيَ العَظَمة والفَساد. ورَهِقَت الكلابُ الصَّيْدَ رَهَقاً: غَشِيَتْهُ ولَحِقَتْه. والرَّهَق: غِشْيان الْمَحَارِمِ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ. تَقُولُ: فِي فُلَانٍ رهَق أَي يَغْشَى الْمَحَارِمَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَمدح النُّعمان بْنَ بَشِير الأَنصاري: كالكَوْكَبِ الأَزهَرِ انْشَقَّتْ دُجُنَّتُه، ... فِي النّاسِ، لَا رَهَقٌ فِيهِ وَلَا بَخَلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ فُسِّرَ الرَّهق فِي شِعر الأَعشى بأَنه غِشيان المَحارم وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ فِي قَوْلِهِ: لَا شَيْءَ يَنْفَعُني مِنْ دُونِ رُؤيَتِها، ... هَلْ يَشْتَفِي وامِقٌ مَا لَمْ يُصِبْ رَهَقا؟ والرَّهَقُ: السَّفَه وغشيانُ الْمَحَارِمِ. والمُرْهَق: الَّذِي أُدْرِك ليُقتل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه ... لَمْ يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاه فَرَّجْتُ عَنْهُ بصَرْعَيْنِ لأَرْملةٍ، ... وبائسٍ جَاءَ مَعْناه كمَعْناه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشده أَبو عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ غَيْث بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ لِبَعْضِ الْعَرَبِ يَصِفُ رَجُلًا شَرِيفًا ارْتُثّ فِي بَعْضِ المَعارِك، فسأَلهم أَن يُمْتِعوه بأُصْدته، وَهِيَ ثَوْبٌ صَغِيرٌ يُلبس تَحْتَ الثِّيَابِ أَي لَا يُسْلَب؛

وَقَوْلُهُ لَمْ يَستَعن لَمْ يَحلِق عانَته وَهُوَ فِي حَالِ الْمَوْتِ، وَقَوْلُهُ: فرّجْت عَنْهُ بصرعيْن، الصرْعانِ: الإِبلان تَرِدُ إِحداهما حِينَ تَصْدُر الأُخرى لِكَثْرَتِهَا، يَقُولُ: افْتَدَيْتُهُ بِصَرْعَيْنِ مِنَ الإِبل فأَعتقته بِهِمَا، وإِنما أَعددتهما للأَرامِل والأَيْتام أَفْدِيهم بِهَا؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: تَنْدَى أَكُفُّهُمُ، وَفِي أَبياتِهمْ ... ثِقةُ المُجاوِر، والمُضافِ المُرْهَقِ والمُرَهَّق: الَّذِي يَغْشَاهُ السؤَّالُ والضِّيفانُ؛ قَالَ ابْنُ هَرَمَةَ: خَيْرُ الرِّجال المُرَهَّقُون، كَمَا ... خَيْرُ تِلاعِ البِلادِ أَكْلَؤها وَقَالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ رَجُلًا: ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُحْمَد فِي اللَّأْوَاءِ، ... غيرُ مُلَعَّن القِدْر وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ ؛ أَي لَا يَغشاها وَلَا يَلحقُها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا صلَّى أَحدكم إِلى شَيْءٍ فليَرْهَقْه أَي فلْيَغْشه ولْيدْنُ مِنْهُ وَلَا يَبعُد مِنْهُ. وأَرْهقَنا الليلُ: دَنَا مِنَّا. وأَرهقْنا الصلاةَ: أَخَّرناها حَتَّى دَنَا وَقْتُ الأُخرى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: وأَرهقْنا الصلاةَ وَنَحْنُ نتوضَّأ أَي أَخَّرناها عَنْ وَقْتِهَا حَتَّى كِدْنَا نُغْشِيها ونُلْحِقُها بِالصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا. ورهِقَتْنا الصَّلَاةُ رَهَقاً: حَانَتْ. وَيُقَالُ: هُوَ يَعْدُو الرَّهَقَى وَهُوَ أَن يُسرِعَ فِي عدْوه حَتَّى يَرْهَقَ الَّذِي يطلبُه. والرَّهُوق: النَّاقَةُ الوَساعُ الجَواد الَّتِي إِذا قُدْتَها رَهِقَتك حَتَّى تَكَادَ تطؤُك بخُفَّيها؛ وأَنشد: وقلتُ لَهَا: أَرْخِي، فأَرْخَتْ برأْسِها ... غَشَمْشَمةٌ للقائدِينَ رَهُوقُ وَرَاهَقَ الغلامُ، فَهُوَ مراهِق إِذا قَارَبَ الِاحْتِلَامَ. والمُراهِق: الْغُلَامُ الَّذِي قَدْ قَارَبَ الحُلُم، وَجَارِيَةٌ مراهِقة. وَيُقَالُ: جَارِيَةٌ راهِقة وَغُلَامٌ راهِق، وَذَلِكَ ابْنُ الْعَشْرِ إِلى إِحدى عَشْرَةَ؛ وأَنشد: وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها ... فِي عَلاليَّ طِوالٍ وظُلَلْ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ؛ قِيلَ: كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِذا مرَّت رُفقة مِنْهُمْ بوادٍ يَقُولُونَ: نعُوذ بعَزِير هَذَا الْوَادِي مِنْ مَرَدة الْجِنِّ، فَزادُوهُمْ رَهَقاً أَي ذِلة وضَعفاً، قَالَ: وَيَجُوزُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن الإِنسان الَّذِي عَاذُوا بِهِ مِنَ الْجِنِّ زَادَهُمْ رَهَقًا أَي ذِلّة، وَقَالَ قَتَادَةُ: زَادُوهُمْ إِثماً، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: زَادُوهُمْ غَيّاً، وَقَالَ الأَزهري: فَزادُوهُمْ رَهَقاً هُوَ السُّرْعَةُ إِلى الشَّرِّ، وَقِيلَ: فِي قَوْلِهِ فَزادُوهُمْ رَهَقاً أَي سَفَهاً وطُغياناً، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الرهَق: الظُّلم، وَقِيلَ الطُّغْيَانُ، وَقِيلَ الْفَسَادُ، وَقِيلَ العظَمة، وَقِيلَ السَّفَهُ، وَقِيلَ الذِّلَّةُ. ويقال: الرهق الكِبْر. يقال: رَجُلٌ رَهِق أَي مُعْجَبٌ ذُو نَخْوة، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُ حُذَيْفَةَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنك لرَهِق ؛ وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنه أُنزلت آيَةُ الكَلالة عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأْسُ نَاقَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، عِنْدَ كَفَل نَاقَةِ حُذَيْفَةَ فلَقَّنها رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حذيفةَ وَلَمْ يُلَقِّنْها عمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بَعَثَ إِلى حُذَيْفَةَ

يسأَله عَنْهَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: إِنك لرَهِق، أَتظنُّ أَنِّي أَهابُك لأُقرئك؟ فَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَعْدَ ذَلِكَ إِذا سَمِعَ إِنساناً يقرأُ: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا؛ قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ إِنك بَيَّنتها وكَتمها حذيفةُ. والرهَق: الْعَجَلَةُ؛ قَالَ الأَخطل: صُلْب الحَيازِيم، لَا هَدْر الْكَلَامِ إِذا ... هَزَّ القَناةَ، وَلَا مستعجِل رَهِقُ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن فِي سَيف خالدٍ رَهَقاً أَي عَجَلَةً. والرهَق: الْهَلَاكُ أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حُمُراً وَرَدَتِ الماءَ: بَصْبَصْن واقْشَعْرَرْن مِنْ خَوْفِ الرَّهَق أَي مِنْ خَوْفِ الْهَلَاكِ. والرَّهَق أَيضاً: اللَّحاق. وأَرهقني الْقَوْمُ أَن أُصلي أَي أَعجلوني. وأَرهقْته أَن يُصَلِّيَ إِذا أَعجلتَه الصَّلَاةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ارْهَقوا القِبلةَ أَي ادْنُوا مِنْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: غُلَامٌ مُراهِق أَي مُقارِب للحُلُم، وراهَق الحلُم: قَارَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ: فَلَوْ أَنه أَدركَ أَبَوَيه لأَرْهقَهما طُغياناً وكُفراً أَي أَغشاهما وأَعجلهما. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً. وَيُقَالُ: طَلَبْتُ فُلَانًا حَتَّى رهِقته أَي حَتَّى دنوتُ مِنْهُ، فَرُبَّمَا أَخذه وَرُبَّمَا لَمْ يأْخُذْه. ورَهِق شُخوصُ فُلَانٍ أَي دَنَا وأَزِف وأَفِد. والرهَق: العَظَمة، والرهَق: العيْب، وَالرَّهَقُ: الظُّلْمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ؛ أَي ظُلماً؛ وَقَالَ الأَزهري: فِي هَذِهِ الْآيَةِ الرَّهَقُ اسْمٌ مِنَ الإِرهاق وَهُوَ أَن يَحْمِلَ عَلَيْهِ مَا لَا يُطيقه. ورجُل مُرَهَّق إِذا كَانَ يُظن بِهِ السوءُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، صَلَّى عَلَى امرأَة كَانَتْ تُرَهَّق أَي تُتَّهم وتُؤَبَّن بِشَرٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَلك رَجُلَانِ مَفازة: أَحدهما عَابِدٌ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَق ؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فُلَانٌ مُرَهَّق أَي مُتَّهَم بِسُوءٍ وسَفَه، وَيُرْوَى مُرَهِّق أَي ذُو رَهَق. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ رُهاق مِائَةٍ ورِهاق مِائَةٍ، بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا، أَي زُهاء مِائَةٍ وَمِقْدَارُ مِائَةٍ؛ حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والرَّيْهُقان: الزَّعْفَرَانُ؛ وأَنشد ابْنُ بريد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: فأَخْلسَ مِنْهَا البَقْلُ لَوْناً، كأَنَّه ... عَلِيل بِمَاءِ الرَّيْهُقانِ ذَهِيب وَقَالَ آخَرُ: التارِك القِرْن عَلَى المِتانِ، كأَنّما عُلَّ برَيْهُقانِ روق: الرَّوْق: القَرْن مِنْ كُلِّ ذِي قَرن، وَالْجَمْعُ أَرْواق؛ وَمِنْهُ شِعْرُ عَامِرِ بْنِ فُهيرة: كالثَّور يَحْمِي أَنْفَه برَوْقِه وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: تِلْكُم قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَنِي، ... فَلَا وربِّك، مَا بَرُّوا وَلَا ظَفِروا فإِن هَلَكْتُ، فَرَهْنٌ ذِمَّتِي لهمُ ... بِذَاتِ رَوْقَيْنِ، لَا يَعْفُو لَهَا أَثرُ الرَّوْقانِ: تَثْنِيَةُ الرَّوْقِ وَهُوَ القَرْنُ، وأَراد بِهَا هَاهُنَا الحَربَ الشديدةَ، وَقِيلَ الدَّاهِيَةَ، وَيُرْوَى بِذَاتِ وَدْقَينِ وَهِيَ الْحَرْبُ الشَّدِيدَةُ أَيضاً. ورَوْقُ الإِنسان: هَمُّه ونَفْسه، إِذا أَلقاه عَلَى الشَّيْءِ حِرْصاً قِيلَ: أَلقَى عَلَيْهِ أَرْواقَه؛ كَقَوْلِ رُؤْبَةَ: والأَرْكُبُ الرامُون بالأَرواقِ

وَيُقَالُ: أَكل فلانٌ رَوْقَه وَعَلَى روْقهِ إِذا طَالَ عُمُره حَتَّى تَتَحاتّ أَسنانُه. وأَلقى عَلَيْهِ أَرواقَه وشَراشِره: وَهُوَ أَن يُحبه حُبّاً شَدِيدًا حَتَّى يَسْتَهْلِك فِي حُبه. وأَلقى أَرْواقَه إِذا عَدا واشتدَّ عَدْوُه؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: نَجوتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلةَ، إِذْ ... أَلْقَيْتُ، لَيلةَ جَنْبِ الجَوِّ، أَرْواقي أَي لَمْ أَدَعْ شَيْئًا مِنَ العدْوِ إِلّا عدَوْته، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَلقى أَرْواقَه إِذا أَقام بِالْمَكَانِ واطمأَن بِهِ كَمَا يُقَالُ أَلقى عَصاه. وَرَمَاهُ بأَرْواقه إِذا رَماه بثِقْلِه. وأَلْقَت السحابةُ عَلَى الأَرض أَرواقها: أَلَحَّتْ بِالْمَطَرِ والوَبْل، وإِذا أَلحت السَّحَابَةُ بِالْمَطَرِ وَثَبَتَتْ بأَرض قِيلَ: أَلْقت عَلَيْهَا أَرواقَها؛ وأَنشد: وَبَاتَتْ بأَرواقٍ عَلَينا سَوارِيا وأَلقت أَرواقها إِذا جَدَّتْ فِي الْمَطَرِ. وَيُقَالُ: أَسْبَلَت أَرواقُ العَيْن إِذا سَالَتْ دموعُها؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَيْناك غَرْبا شَنَّةٍ أَسبَلَتْ ... أَرواقُها من كَيْن أَخْصامِها وَيُقَالُ: أَرْخَت السماءُ أَرواقَها وعَزاليَها. ورَوْقُ السحابِ: سَيْلُه؛ وأَنشد: مِثْل السحابِ إِذا تَحدَّر رَوْقُه ... ودَنا أُمِرَّ، وَكَانَ ممَّا يُمْنَع أَي أُمِرَّ عَلَيْهِ فمرَّ وَلَمْ يُصبه مِنْهُ شَيْءٌ بعد ما رَجَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَلْقَتِ السَّمَاءُ بأَرواقِها أَي بِجَمِيعِ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ؛ والأَرْواقُ: الأَثْقالُ؛ أَراد مِياهَها المُثْقِلة لِلسَّحَابِ. والأَرْواقُ: جَمَاعَةُ الجِسم، وَقِيلَ: الرَّوْق الْجِسْمُ نَفْسُهُ. وإِنه ليركَبُ الناسَ بأَرواقه، وأَرواقُ الرَّجُلِ: أَطرافه وجسَدُه. وأَلقى عَلَيْنَا أَرواقَه أَي غَطّانا بِنَفْسِهِ. ورمَوْنا بأَرْواقِهم أَي رَمَوْنَا بأَنفسهم؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَا أَعرف قَوْلَهُ أَلقى أَرواقَه إِذا اشْتَدَّ عدْوُه، قَالَ: وَلَكِنِّي أَعرفه بِمَعْنَى الجِدّ فِي الشَّيْءِ؛ وأَنشد بَيْتَ تأَبط شَرًّا: نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بجيلةَ، إِذ ... أَرْسَلْتُ، لَيْلةَ جَنْب الرَّعْنِ، أَرواقي وَيُقَالُ: أَرسل أَرواقَه إِذا عَدَا، وَرَمَى أَرواقه إِذا أَقام وَضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرضَ. وَيُقَالُ: رَمَى فُلَانٌ بأَرواقِه عَلَى الدَّابَّةِ إِذا رَكِبَهَا، وَرَمَى بأَرواقه عَنِ الدَّابَّةِ إِذا نَزَلَ عَنْهَا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَوْقُ الْمَطَرِ وروْق الجَيش وروْقُ البيتِ وروْقُ الْخَيْلِ مُقدَّمُه، وروْق الرَّجُلِ شَبَابُهُ، وَهُوَ أَوّل كُلِّ شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْتُهُ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا رَوْقُ بَنِي فُلَانٍ أَي جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ، كَمَا يُقَالُ: جَاءَنَا رأْسٌ لِجَمَاعَةِ الْقَوْمِ. ابْنُ سِيدَهْ: رَوْقُ الشَّبَابِ وَغَيْرُهُ ورَيْقُه ورَيِّقُه كُلُّ ذَلِكَ أَوله؛ قَالَ البَعِيث: مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّباب، فعارَضتْ ... جَناب الصِّبا فِي كاتِمِ السِّرّ أَعْجَما وَيُقَالُ: فعَله فِي رَوْق شَبَابِهِ وريِّق شَبَابِهِ أَي فِي أَوّله. وريِّقُ كُلِّ شَيْءٍ: أَفضله، وَهُوَ فَيْعِل، فأُدغم. ورَوْقُ الْبَيْتِ: مقدَّمه، ورِواقه ورُواقه: مَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقِيلَ سَماوَتُه، وَهِيَ الشُّقّة الَّتِي دُونَ العُلْيا، وَالْجَمْعُ أَرْوِقة، ورُوقٌ فِي الْكَثِيرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يَجُزْ ضَمُّ الْوَاوِ كَرَاهِيَةَ الضَّمَّةِ قَبْلَهَا وَالضَّمَّةُ فِيهَا، وَقَدْ رَوَّقَه. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّوْقُ والرِّواقُ سَقْفٌ فِي مقدَّم الْبَيْتِ، والرِّواق سِتْر يُمدّ دُونَ السَّقْفِ. يُقَالُ: بَيْتٌ مُرَوَّقٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

فظَلَّتْ لَدَيْهِم فِي خِباءٍ مُرَوَّقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَيْتُ الأَعشى هُوَ قَوْلُهُ: وَقَدْ أَقْطَعُ الليلَ الطويلَ بفتْيةٍ ... مَسامِيحَ تُسْقَى، والخِباءُ مُرَوَّقُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رِواق الْبَيْتِ مُقدَّمه. ابْنُ سِيدَهْ: رِواقا اللَّيْلِ مُقَدَّمُهُ وجَوانِبُه؛ قَالَ: يَرِدْنَ، والليلُ مُرِمٌّ طائرُهْ، ... مُرْخًى رِواقاه، هُجودٌ سامِرُهْ وَيُرْوَى: مُلْقًى رِواقاه، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وليلٌ مُرَوَّقٌ مُرْخَى الرِّواق؛ قَالَ ذُو الرُّمّة يَصِفُ اللَّيْلَ، وَقِيلَ يَصِفُ الْفَجْرَ: وَقَدْ هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِيُّ كِفاءهُ، ... وَلَكِنَّهُ جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُ ومضَى رَوْقٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي طَائِفَةٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُجْمَعُ رَوْق عَلَى أَرْوُق؛ قَالَ: خُوصاً إِذا مَا الليلُ أَلْقى الأَرْوُقا، ... خَرَجْنَ مِنْ تحتِ دُجاه مُرَّقا قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ جمعَ رِواقٍ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ مَكان وأَمْكُنٌ، قَالَ: وَكَذَا فَسَّرَهُ أَبو عَمْرٍو الشَّيباني فَقَالَ: هُوَ جَمْعُ رِواق، وَرُبَّمَا قَالُوا: رَوَّقَ الليلُ إِذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمته وأَلقى أَرْوِقَته. ابْنُ الأَعرابي: الرَّوْقُ السَّيِّد، والرَّوْقُ الصَّافِي مِنَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، والرَّوْقُ العُمُر. يُقَالُ: أَكل رَوْقَه. والرَّوْقُ نفْس النَّزْع، والرَّوْق المُعجِب. يُقَالُ: رَوْقٌ ورَيْقٌ؛ وأَنشد الْمُفَضَّلُ: عَلَى كُلِّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً، ... يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأَجْرَبِ قَالَ: الرَّيْقُ هَاهُنَا الفرَس الشَّرِيفُ. والرَّوْقُ: الحُبُّ الخالِص. والأَرْواقُ: الفَساطِيطُ؛ اللَّيْثُ: بَيْتٌ كالفُسطاط يُحمل عَلَى سِطاعٍ وَاحِدٍ فِي وسَطه، وَالْجَمْعُ أَرْوِقةٌ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ فُلَانٌ رَوْقَه بِمَوْضِعِ كَذَا إِذا نَزَلَ بِهِ وَضَرَبَ خَيْمَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجّال: فَيَضْرِبُ رواقَه فَيَخْرُجُ إِليه كُلُّ مُنافِق ، أَي يَضْرِبُ فُسطاطه وقُبَّته وموضعَ جُلُوسِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي حَدِيثٍ لَهَا: ضرَب الشيطانُ رَوْقَه ومَدّ أَطْنابَه ؛ قيل: الرَّوْقُ الرِّواق وَهُوَ مَا بَيْنَ يَدَيِ الْبَيْتِ. قَالَ الأَزهري: رَوْقُ الْبَيْتِ ورواقُه وَاحِدٌ، وَهِيَ الشُّقة الَّتِي دُونَ الشُّقَّةِ العُليا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ومَيِّتة فِي الأَرضِ إِلَّا حُشاشةً، ... ثَنَيْتُ بِهَا حَيًّا بمَيْسورِ أَرْبعِ بثِنْتَيْنِ، إِن تَضرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِي، ... لكِلَتَيْهِما رَوْق إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ قَالَ الْبَاهِلِيُّ: أَراد بالمَيتة الأُثْرة، ثَنَيتُ بِهَا حَيّاً أَي بَعِيراً؛ يَقُولُ: اتَّبَعْت أَثَره حَتَّى رَدَدْته. والأُثْرة: مِيسَم فِي خُفّ الْبَعِيرِ مَيِّتَةٌ خَفِيّة، وَذَلِكَ أَنها تَكُونُ بيِّنة ثُمَّ تَثبُت مَعَ الْخُفِّ فَتَكَادُ تَسْتَوِي حَتَّى تُعادَ، إِلّا حُشاشة: إِلَّا بَقِيّة مِنْهَا، بمَيْسُور أَي بِشقٍّ مَيْسُورٍ، يَعْنِي أَنه رأَى النَّاحِيَةَ اليُسرى فَعَرَفَهُ بِثنتين يَعْنِي عَينين، رَوْق يَعْنِي رِواقاً، وَهُوَ حِجَابُهَا الْمُشْرِفُ عَلَيْهَا، وأَراد بالمِخْدع دَاخِلَ الْبَعِيرِ. ابْنُ الأَعرابي: مِنَ الأَخْبِية مَا يُرَوَّقُ، وَمِنْهَا مَا لَا يروَّق؛ فإِذا كَانَ بَيْتًا ضَخْماً جُعِلَ لَهُ رِواق وَكِفَاءٌ، وَقَدْ يَكُونُ الرِّواقُ مِنْ شُقّة وشُقَّتين وَثَلَاثِ شُقق. الأَصمعي: رِواقُ الْبَيْتِ ورُواقه

سَماوتُه وهي الشُّقَّ الَّتِي دُونَ العُليا. أَبو زَيْدٍ: رِواق الْبَيْتِ سُتْرةُ مُقدَّمِه مِنْ أَعلاه إِلى الأَرض، وكِفاؤه سُترة أَعلاه إِلى أَسفله مِنْ مُؤَخَّرِهِ، وسِتْر الْبَيْتِ أَصغر مِنَ الرِّواق، وَفِي الْبَيْتِ فِي جَوفه سِتر آخَر يُدْعَى الحَجَلةَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رِوَاقُ الْبَيْتِ مُقدَّمه، وكِفاؤه مؤخَّره، سُمِّيَ كِفاء لأَنه يُكافئ الرِّواق، وخالِفتاه جَانِبَاهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَكِنَّهُ جَوْنُ السَّراة مُرَوَّقُ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ؛ شَبَّهَ مَا بَدَا مِنَ الصُّبْحِ وَلَمَّا ينْسَفِر وَهُوَ يَسوق نَفْسَهُ. والرّوْقُ: مَوْضِعُ الصَّائِدِ مُشبّه بِالرِّوَاقِ. والرَّوْقُ: الإِعْجاب. وراقَني الشيءُ يَرُوقُني رَوْقاً ورَوَقاناً: أَعجبني، فَهُوَ رَائِقٌ وأَنا مَرُوق، واشْتُقّت مِنْهُ الرُّوقة وَهُوَ مَا حَسُن مِنَ الوَصائفِ والوُصَفاء. يُقَالُ: وَصِيفٌ رُوقةٌ وَوُصَفاء رُوقة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وُصَفَاءُ رُوق؛ وَقَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي رَاقَ: راقَتْ عَلَى مُقْلَتَيْ سُوذانِقٍ خَرِصٍ، ... طاوٍ تَنَفَّضَ مِنْ طَلٍّ وأَمْطارِ وَصْفَ عَيْنَ نَفْسِهِ أَنها زَادَتْ عَلَى عَيْنَيْ سُوذانِق. وَيُقَالُ: راقَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا زَادَ عَلَيْهِ فَضْلًا، يَرُوق عَلَيْهِ، فَهُوَ رَائِقٌ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ جَارِيَةً: راقَتْ على البِيضِ الحِسانِ ... بحُسْنِها وَبهائها وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْواقُ الليلِ أَثناء ظُلَمه؛ وأَنشد: ولَيْلةٍ ذاتِ قَتامٍ أَطْباقْ، ... وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناء الطّاقْ والرُّوقةُ: الجَميل جِدًّا مِنَ النَّاسِ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى رُوَقٍ، ورُبّما وُصفت بِهِ الْخَيْلُ والإِبل فِي الشِّعْرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَه إِلا أَنه قَالَ رُوقة هَاهُنَا جَمْعُ رَائِقٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَمّا الْهَاءُ عِنْدِي فلتأْنيث الْجَمْعِ، وَلَمْ يَقُلِ ابْنِ الأَعرابي إِن هَذَا إِنما يُوصَفُ بِهِ الْخَيْلُ والإِبل فِي الشِّعْرِ بَلْ أَطلقه فَلَمْ يَخُصَّ شِعْرًا مِنْ غَيْرِهِ. والرُّوق: الغِلمان الْمِلَاحُ، الْوَاحِدُ رَائِقٌ. وَيُقَالُ: غِلمان رُوقة أَي حِسان، وَهُوَ جَمْعُ رَائِقٍ مِثْلُ فارِه وفُرْهة وَصَاحِبٍ وصُحْبة، ورُوقٌ أَيضاً مِثْلُ بازِل وبُزْلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزُ: يَا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ، ... مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ مِنْ لبَن الدُّهْم الرُّوقْ، ... حَتَّى شَتا كالذُّعْلُوقْ، أَسْرَع مِنْ طَرْف المُوقْ وَفِي حَدِيثِ ذِكْرِ الرُّومِ: فيَخرج إِليهم رُوقة الْمُؤْمِنِينَ أَي خِيارُهم وسَراتُهم، وَهِيَ جَمْعُ رَائِقٍ. راقَ الشيءُ إِذا صَفا، وَيَكُونُ لِلْوَاحِدِ. يُقَالُ: غُلامٌ رُوقةٌ وغِلمان رُوقة. والرُّوقة: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ، يَمانية. والرَّاوُوقُ: المِصْفاةُ، وَرُبَّمَا سَمَّوُا الباطِيةَ راوُوقاً. اللَّيْثُ: الرَّاوُوقُ ناجُود الشَّراب الَّذِي يُرَوَّق بِهِ فيُصَفَّى، وَالشَّرَابُ يَتروَّقُ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ عَصْرٍ. وراقَ الشرابُ والماءُ يَرُوقان رَوْقاً وتَرُّوقاً: صَفَوَا؛ ورَوَّقه هُوَ تَرْوِيقاً، وَاسْتَعَارَ دُكَينٌ الراوُوقَ للشَّباب فَقَالَ: أُسْقَى بِراووق الشَّباب الخاضِلِ

وإِراقةُ الْمَاءِ وَنَحْوِهِ: صَبُّه. وأَراقَ الْمَاءَ يُرِيقه وهَراقَه يُهَرِيقُه بدَل، وأَهْراقَه يُهْرِيقُه عِوَضٌ: صبَّه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُضِيَ عَلَى أَن أَصل أَراق أَرْوَقَ لأَمرين: أَحدهما أَنّ كَوْنَ عَيْنِ الْفِعْلِ وَاوًا أَكْثَرُ مِنْ كَوْنِهَا يَاءً فِيمَا اعْتلَّت عَيْنُهُ، وَالْآخَرُ أَنّ الْمَاءَ إِذا هُرِيقَ ظَهَرَ جَوْهرُه وصَفا فَراقَ رائيَه يَرُوقُه، فَهَذَا يقوِّي كَوْنَ الْعَيْنِ مِنْهُ وَاوًا، عَلَى أَنّ الْكِسَائِيَّ قَدْ حَكَى راقَ الماءُ يَرِيقُ إِذا انْصبّ، وَهَذَا قَاطِعٌ بِكَوْنِ الْعَيْنِ يَاءً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَرَقْت الْمَاءَ مَنْقُولٌ مِنْ راقَ الْمَاءَ يَرِيقُ رَيْقاً إِذا تَرَدَّدَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، فَعَلَى هَذَا كَانَ حَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ رِيقَ لَا فِي فَصْلِ رَوَقَ. وأَراقَ الرَّجُلُ مَاءَ ظَهرِه وهَراقه، عَلَى الْبَدَلِ، وأَهْراقه عَلَى الْعِوَضِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِمْ أَسْطاعَ، وَقَالُوا فِي مَصْدَرِهِ إِهراقة كَمَا قَالُوا إِسْطاعة؛ قَالَ ذُو الرُّمّة: فلَمّا دَنَتْ إِهْراقةُ الْمَاءِ أَنْصَبَتْ ... لأَعْزِلَه عَنْهَا، وَفِي النَّفْس أَن أَثْني وَرَجُلٌ مُرِيقٌ وَمَاءٌ مُراقٌ عَلَى أَرَقْت، وَرَجُلٌ مُهَرِيقٌ وماء مُهَراقٌ على هَرَقْت، وَرَجُلٌ مُهْريقٌ وَمَاءٌ مُهْراقٌ عَلَى أَهْرَقْت؛ والإِراقةُ: مَاءُ الرَّجُلِ وَهِيَ الهِراقة، عَلَى الْبَدَلِ، والإِهْراقة، عَلَى العِوَض. وَهُمَا يتَراوقانِ الْمَاءَ: يتَداوَلانِ إِراقَته. ورَوَّق السَّكْران: بالَ فِي ثِيَابِهِ؛ هَذِهِ وَحْدَهَا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَذَلِكَ جَمِيعُهُ مَذْكُورٌ فِي الْيَاءِ لأَن الْكَلِمَةَ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. والرَّوَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: طُولٌ وانْثِناء فِي الأَسنان، وَقِيلَ: الرَّوَقُ طُولُ الأَسنان وإِشْرافُ العُلْيا عَلَى السُّفْلى، رَوِقَ يَرْوَقُ رَوَقاً فَهُوَ أَرْوَقُ إِذا طَالَتْ أَسنانه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ أَسْهُماً: فرَمَيْت القوْمَ رِشْقاً صَائِبًا، ... ليْسَ بالعُصْلِ وَلَا بالمُقْتَعِلّ رَقَمِيَّاتٌ عَلَيْهَا ناهِضٌ، ... تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ والرُّوق: الطِّوالُ الأَسنان، وَهُوَ جَمْعُ الأَرْوَق، وَالنَّعْتُ أَرْوَقُ ورَوْقاء، وَالْجَمْعُ رُوقٌ؛ وأَنشد: إِذا مَا حالَ كُسُّ القَومِ رُوقا والتَّرْويقُ: أَن تَبيع شَيْئًا لَكَ لِتَشْتَرِيَ أَطْول مِنْهُ وأَفضل، وَقِيلَ: التَّرْوِيقُ أَن تَبِيعَ بَالِيًا وَتَشْتَرِيَ جَدِيدًا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: التَّرْوِيقُ أَن يَبِيعَ الرَّجُلُ سِلْعته ويَشتري أَجْودَ مِنْهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: باعَ سِلْعَتَهُ فروَّق أَي اشْتَرَى أَحسن مِنْهَا. ريق: راقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً: انْصَبَّ؛ حَكَاهُ الْكِسَائِيُّ، وأَراقَه هُوَ إِراقة وهَراقَه عَلَى الْبَدَلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ: هِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ ثم فشَت في مصر، وَالْمُسْتَقْبَلُ أُهَرِيقُ، وَالْمَصْدَرُ الإِراقهُ والهِراقهُ. وَقَالَ مَرَّةً: أُرِيقَتْ عينُه دَمْعاً وهُرِيقت. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنَّما تُهْرَاقُ الدِّماء. وراقَ السَّرابُ يَرِيقُ رَيْقاً: جَرَى وتضَحْضَحَ فَوقَ الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا جَرى، مِنْ آلِهَا الرَّقْراقِ، ... رَيْقٌ وضَحْضاحٌ عَلَى القَياقِي والرَّيْقُ: تَردُّد الْمَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْ الضَّحْضاح وَنَحْوِهِ إِذا انْصَبَّ الْمَاءُ. اللَّيْثُ: الرِّيقُ مَاءُ الفَم غُدْوة قَبْلَ الأَكل ويؤَنث فِي الشِّعْرِ فَيُقَالُ ريقَتُها؛ غَيْرُهُ: والرِّيق الرُّضابُ، والرِّيقة أَخصّ مِنْهُ. ورِيقةُ الْفَمِ ورِيقُه: لعابُه،

وَجَمْعُ الرِّيق أَرْياقٌ ورِياق؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: وكأَنَّ طَعْم مُدامةٍ عانِيّةٍ ... شَمِلَ الرِّياقَ، وخالَطَ الأَسْنانا وَرَجُلٌ رَيِّقٌ، عَلَى فَيْعِل، وَعَلَى الرِّيق أَي لَمْ يُفْطِر. وَقَوْلُهُمْ: أَتيتُه عَلَى رِيقِ نفْسي أَي لَمْ أَطْعَم شَيْئًا. وَيُقَالُ: أَتيته رَيِّقاً وأَتيته رَائِقًا أَي عَلَى رِيقٍ لَمْ أَطعم شَيْئًا؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وَالْمَاءُ الرائقُ: الَّذِي يُشرب عَلَى الرِّيق غُدْوة، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ إِلَّا لِلْمَاءِ؛ وأَكلت خُبْزًا رَيْقاً أَي بِغَيْرِ إِدام؛ وجاءَ فُلَانٌ رَائِقًا عَثَرِيّاً أَي فارِغاً بِلَا شَيْءٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ جاءَ غَيْرَ مَحْمُودِ المَجِيء، وَيُقَالُ: شَرِبْتُ الماءَ رَائِقًا وَهُوَ أَن يشرَبه شارِبه غُدوة بِلَا ثُفْل، وَلَا يُقَالُ إِلَّا لِلْمَاءِ. وراقَ الرَّجلُ يَرِيقُ إِذا جادَ بنفْسه عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ يَرِيق بِنَفْسِهِ رُيُوقاً أَي يَجُود بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ. ورَيِّقُ كُلِّ شَيْءٍ أَفضلهُ وأَوَّله، تَقُولُ: رَيِّقُ الشَّباب ورَيِّقُ الْمَطَرِ وَقَدْ يخفَّف فَيُقَالُ رَيْقٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مَدَحْنا لَهَا رَيْقَ الشَّبابِ، فعارَضَتْ ... جَناب الصِّبا فِي كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَيِّقُ الشَّبَابِ فيْعِل مِنْ راقَني الشيءُ يَرُوقني أَي أَعجبني، قَالَ: فَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي تَرْجَمَةِ رَوَقَ لَا رَيَقَ، فأَما قَوْلُهُمْ رجُل رَيِّق إِذا كَانَ عَلَى رِيقِه، فَهُوَ مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: والرَّيْقُ تَخْفِيفُ الرَّيِّق؛ وأَنشد المُفَضَّل: عَلَى كُلِّ رَيْقٍ ترَى مُعْلَماً ... يُهَدِّرُ، كالجمَلِ الأَجْرَب أَي رَيْق مُعْجب يَعْنِي فَرَسًا؛ وَقِيلَ: رَيِّقُ الْمَطَرِ ناحِيته وطرفهُ؛ يُقَالُ: كَانَ رَيِّقُهُ عَلَيْنَا وحِمِرُّه عَلَى بَنِي فُلَانٍ؛ وحِمِرُّه: مُعظَمُه، وَيُقَالُ: رَيِّق الْمَطَرِ أَوَّل شُؤْبُوبه؛ ابْنُ سِيدَهْ: ورَيِّقُ الشَّبَابِ أَوله، وَقِيلَ: إِنَّمَا أَصله الْوَاوُ، ورَيِّقُ اللَّيْلِ أَوله؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَلجَأَه رَعْدٌ مِنَ الأَشْراطِ، ... ورَيِّقُ الليلِ إِلى أَراطِ وَقَوْلُهُ: فأَدْنى حِمارَيْكِ ازْجُرِي، إِنْ أَرَدْتِنا، ... وَلَا تَذْهَبي فِي رَيْقِ ليْلٍ مُضَلَّل يَجُوزُ أَن يُعْنَى بالرَّيْقِ أَوَّل الشَّيْءِ وأَن يُعْنَى بِهِ السَّراب لأَنه مِمَّا يَكْنُون بِهِ عَنِ الْبَاطِلِ. وراقَ السَّرابُ يَرِيقُ رَيْقاً إِذا لمَعَ فَوْقَ الأَرض، وتَرَيَّقَ مِثْلُهُ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ رَيْقاً أَي بَاطِلًا؛ وأَنشد: حِمارَيْكِ سُوقي وازْجُري، إِن أَطعْتِني، ... وَلَا تَذْهَبي فِي رَيْق لُبٍّ مُضَلَّلِ «2» وَيُقَالُ: أَقصِرْ عَنْ رَيْقك أَي عَنْ باطِلك. ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّيْقُ الْبَاطِلُ؛ قَالَ حَسَّان بنُ يَعْلى العَنْبري: أَقُولُ لِمَنْ أَرْجُو نَصِيحةَ صَدْرِه: ... لَعَنَّك مِن صَهْباءَ فِي رَيْقِ باطِلِ التَّهْذِيبُ: التِّرْياقُ اسْمٌ تِفْعالٌ سُمِّيَ بالرِّيق لِمَا فِيهِ مِنْ رِيق الحيَّات، وَلَا يُقَالُ تَرْياقٌ، وَيُقَالُ دِرْياقٌ. وَيُقَالُ: كَانَ هَذَا الأَمْر وَبِنَا رَيْقٌ أَي قُوَّة، وَكَذَلِكَ كَانَ هَذَا الأَمر وَبِنَا رَمَقٌ وبُلَّةٌ كله

_ (2). قوله [في ريق] تقدم في مادة حمر: في رنق بالنون والصواب ما هنا

فصل الزاي

الرَّخاء والرِّفْق؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّة يَصِفُ ثَوْرًا: حتَّى إِذا شَمَّ الصَّبا وأَبْرَدا، ... سَوْفَ العَذَارَى الرَّائقَ المُجَسَّدا قِيلَ: أَراد بالرائِق ثَوْبًا قَدْ عُجِن بالمِسْك، والمُجَسَّد المُشْبَع صِبْغاً؛ وَقِيلَ: الرَّائقُ الشَّباب الَّذِي يَرُوقُها حُسْنُه وشَبابه؛ وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فإِذا بِرَيْقِ سَيْفٍ ، يُرْوَى بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، مِنْ راقَ السَّرابُ إِذا لمَعَ، وَلَوْ رُوِيَ بِفَتْحِهَا عَلَى أَنها أَصلية مِنْ برَق السيفُ لَكَانَ وَجْهًا بَيِّناً؛ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمْ أَسمع أَحداً إِلَّا يَقُولُ: بِرَيْقِ سيفٍ مِنْ ورَائي يَعْنِي بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ. فصل الزاي زبق: زَبَقَهُ فِي السِّجْن زَبْقاً: حبَسه. وزَبقَه زَبْقاً: ضَيَّقَ عَلَيْهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ومَوْضِع زَبْقٍ لَا أُرِيدُ مَبِيتَه، ... كأَنّي بِهِ، مِن شدَّةِ الرَّوْعِ، آنِسُ وزَبَقَ الشعَرَ يَزْبِقُهُ ويزبُقُه زَبْقاً: نَتَفَه، وَفِي الْمُصَنَّفِ: يَزْبِقُه بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. وَلِحْيَةٌ زَبِيقةٌ: مَزْبوقة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ شَمِرُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الصَّوَابُ عِنْدِي زَنَقَه يَزْنِقُه، بِالنُّونِ. وَقَالَ الْوَزِيرُ ابن الْمَغْرِبِيِّ: الأَزْبَقُ الَّذِي يَنْتِف شَعَرَ لِحْيَتِهِ لِحَمَاقَتِهِ؛ يُقَالُ: أَحْمَقُ أَزْبَقُ، فَهَذَا الْقَوْلُ يُصَحِّحُ قولَ الْجَوْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ. وانْزَبَقَ: دَخَلَ، لُغَةً فِي انْزَقَبَ. وانْزَبَقَ فِي الحِبالة: نشِبَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ابْنُ بُزُرْجَ: زَبَقَت المرأَةُ بِوَلَدِهَا أَي رَمَتْ بِهِ. والزابُوقَةُ: شِبْه دَغَلٍ فِي بِنَاءٍ أَو بَيْتٍ يَكُونُ لَهُ زَوَايَا مُعْوَجَّة. وزابُوقةُ الْبَيْتِ: ناحيتُه. وانْزَبَقَ فِي الْبَيْتِ: انْكَرَس فِيهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَقَدْ بَنى بَيْتاً خَفِيَّ المُنْزَبَقْ الانْزِباقُ: الاستخفاءُ. والزابوقةُ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْبَصْرَةِ كَانَتْ فِيهِ الْوَقْعَةُ يَوْمَ الْجَمَلِ أَول النَّهَارِ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ زَبَقَ إِلا فِي ثَلَاثَةِ أَشياء: زَبَقْت فُلَانًا فِي الشَّيْءِ أَدْخَلْته فِيهِ، وزَبَقْتُه فِي الْبَيْتِ وانْزَبَق هُوَ، وزَبَقْتُ الشاةَ والبَهْمَ مِثْلَ رَبَقْتُه بِحَبْل، وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: زَبَقْتُه فِي السِّجْنِ حَبَسْته؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ صاحِبُه: ثُمَّ قرأْناه عَلَيْهِ بعدُ فَقَالَ: رَبَقْتُه، بِالرَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: هَذَا غَلَطٌ مِنْ أَبي عُبَيْدٍ، إِنما رَبَقْته شَدَدْتُهُ بالرِّبْقِ أَي بِالْحَبَلِ، فأَما إِذا حَبَسْتُهُ فزَبقْته، بِالزَّايِ، كَمَا رُوِيَ عَنِ الأَصمعي. وزَبَقَ الشيءَ: كَسَرَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ويَزْبِقُ الأَقْفالَ والتابُوتا والزَّنْبَقُ: دُهْنُ الْيَاسَمِينِ. والزئبَقُ: الزاوُوق؛ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ أُعرب بِالْهَمْزِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُهُ زِئبِق، بِكَسْرِ الْبَاءِ، فيُلْحِقه بالزِّئْبِر والضئْبِل. ودِرْهم مُزَأْبَقٌ: مَطْلِيّ بالزِّئْبق، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مُزَبَّق، ورأَيت فِي نُسْخَةٍ: الزئْبُقُ الزاوُوق، وَنَظِيرُهُ زِئْبُرُ الثَّوْبِ لُغَةٌ فِي زِئْبِره. زبرق: الزِّبْرِقانُ: ليلةَ خَمْسَ عَشْرة. والزِّبْرِقانُ: الْقَمَرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُضِيءُ لَهُ المَنابِرُ حِينَ يَرْقَى ... عَلَيْهَا، مِثْلَ ضَوْءِ الزِّبْرِقان

وَقَالَ اللَّيْثُ: الزِّبْرِقان لَيْلةَ خَمْسَ عَشْرة مِنَ الشَّهْرِ. يُقَالُ: لَيْلَةُ الزِّبْرِقان وليلةُ البَدْر ليلةُ أَرْبَعَ عَشْرة. والزِّبْرِقانُ: مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ وَهُوَ الزِّبْرِقان بنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَسْمِيَتِهِمْ أَباه بَدْراً، وَلَمَّا لَقِيَ الزِّبْرِقانُ الحُطَيئة فسأَله عَنْ نَسَبِهِ فَانْتَسَبَ لَهُ أَمَرَه بالعُدولِ إِلى حِلَّته وَقَالَ لَهُ: اسْأَلْ عَنِ القَمَرِ ابْنِ الْقَمَرِ أَي الزِّبْرِقان بْنِ بَدْرٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بالزِّبْرِقان لصُفْرةِ عمامَتِه وَاسْمُهُ حُصَين، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه كَانَ يُصَفِّرُ اسْته؛ حَكَاهُ قُطْرُبٌ وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ؛ قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيُّ: وأَشهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلولًا كَثِيرةً، ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا قِيلَ: يَعْنِي بسِبِّه اسْتَه، وَقِيلَ: يَعْنِي بِهِ عِمَامَتَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: وأَشهدَ، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: أَلم تَعْلَمي، يَا أُمَّ عَمْرة، أَنَّني ... تَخَطَّأَني رَيْبُ المَنونِ لأَكْبَرا وَقَدْ زَبْرَقَ ثَوْبَه إِذا صفَّره. والزِّبْرِقانُ: الخَفِيف اللِّحْيَةِ. وأَراهُ زَبارِيقَ المَنِيّة أَي لمَعانَها، جَمَعُوهَا عَلَى التَّشْنِيعِ لشأْنها والتعظيم لها. زبعق: رَجُلٌ زَبَعْبَقٌ وزَبَعْبَقِيٌّ وزِبِعْباق إِذا كَانَ سيِءَ الخُلق؛ وأَنشد: شِنْفِيرةٍ ذِي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ وأَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ: فَلَا تُصَلِّ بِهِدانٍ أَحْمَقِ ... شِنْظِيرةٍ ذِي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ زحلق: الزُّحْلوقة: آثارُ تَزَلُّجِ الصِّبْيَانِ مِنْ فَوْقَ إِلَى أَسفل، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ آثَارُ تَزَلُّج الصِّبْيَانِ مِنْ فَوْقَ طِينٍ أَو رَمْلٍ إِلى أَسفل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ووَصْلهُن الصِّبا، إِن كُنْتَ فاعلَه، ... وَفِي مَقَامِ الصِّبَا زُحْلوقةٌ زَلَلُ يَقُولُ: مَقَامُ الصِّبَا بِمَنْزِلَةِ الزُّحْلُوقَةِ. وتَزَحْلَقُوا عَلَى الْمَكَانِ: تزلَّقُوا عَلَيْهِ بأَسْتاهِهم. والمُزَحْلَقُ: الأَمْلسُ. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّحاليقُ لُغَةٌ فِي الزَّحَالِيفِ، الْوَاحِدَةُ زُحْلوقة؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ مُلاعِبُ الأَسِنَّة: لَمَّا رأَيت ضِرَاراً فِي مُلَمْلَمةٍ، ... كأَنما حافَتاها حافَتا نِيقِ، يَمَّمْتُه الرُّمْحَ شَزْراً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ... هذِي المُروءَةُ لَا لعْبُ الزَّحاليقِ يَعْنِي ضِرَارَ بْنَ عَمْرٍو الضَّبِّيَّ. والزَّحْلقَةُ: كالدَّحْرَجَةِ، وَقَدْ تَزَحْلَق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَمَّا رأَيتُ الشرَّ قَدْ تأَلّقا، ... وفِتْنةً تَرْمي بِمَنْ تَصَعَّقا، مَن خَرَّ فِي طَحْطاحِها تَزَحْلقا زدق: التَّهْذِيبِ: أَبو زَيْدٍ الزِّدْقُ الصِّدْقُ. وَهُوَ أَزْدَقُ مِنْهُ أَي أَصدق مِنْهُ. قَالَ: وَقَدْ قَالُوا القَزْدُ لِلْقَصْدِ، وَحَكَى النَّضْرُ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: خيرُ الْقَوْلِ أَزْدَقُه؛ وأَنشد الأَصمعي: فَلاة فَلًى لَمّاعة، مَنْ يَجُرْ بِهَا ... عَنِ القَزْدِ تُجْحِفْه المَنايا الجَواحِفُ قَالَ: هَكَذَا أَنشده أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي، بِالزَّايِ، لِمُزَاحِمٍ الْعُقَيْلِيِّ. زرق: التَّهْذِيبِ: الزُّرْقةُ فِي الْعَيْنِ، تَقُولُ: زَرِقَتْ عَيْنُهُ، بِالْكَسْرِ، تَزْرَقُ زَرَقاً. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّرْقة الْبَيَاضُ حَيْثُمَا كَانَ، والزُّرْقة: خُضْرَةٌ فِي سَوَادِ الْعَيْنِ،

وَقِيلَ: هُوَ أَن يتغشَّى سوادَها بياضٌ، زَرِقَ زَرَقاً فَهُوَ أَزْرَقُ وأَزْرَقِيٌّ؛ قَالَ الأَعشى: تتبَّعَه أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ وَقَدْ زَرِقَت عينُه، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ زَرِقَتْ عَيْناكَ يَا ابْنَ مُكَعْبَرٍ، ... كَمَا كلُّ ضَبِّيٍّ مِنَ اللُّؤْمِ أَزْرَقُ وازْرَقَّت عينُه ازْرِقاقاً وازْراقَّت عَيْنُهُ ازْرِيقاقاً، وَهُوَ أَزْرَقُ الْعَيْنِ. ونَصْلٌ أَزْرَقُ بيِّنُ الزَّرَق: شَدِيدُ الصَّفاء؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذا تَوَقَّدت مِنَ الزَّرَقْ ... حَجْرِيّةٌ كالجَمْر مِنْ سَنِّ الذَّلَقْ وَتُسَمَّى الأَسِنَّةُ زُرْقاً لِلَوْنِهَا. أَبو عُبَيْدَةَ: الزَّرَقُ تَحْجيل يَكُونُ دُون الأَشاعِر، وَقِيلَ: الزَّرَقُ بَيَاضٌ لَا يُطِيفُ بالعَظْم كُلِّهِ وَلَكِنَّهُ وضَحٌ فِي بَعْضِهِ. أَبو عَمْرٍو: الزَّرْقاءُ الخَمْرُ. وماءٌ أَزْرَقُ: صافٍ؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي. ونُطْفة زَرْقاء. والزُّرْقُم: الأَزْرَقُ الشَّدِيدُ الزَّرَق، والمرأَة زُرقُم أَيضاً، وَالذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ليسَتْ بِكَحْلاءَ، وَلَكِنْ زُرْقُمُ، ... وَلَا بِرَسْحاءَ، وَلَكِنْ سُتْهُمُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ أزْرَقُ ورُزْقُم وامرأَة زَرْقاء بيِّنة الزَّرَقِ وزُرْقُمَةٌ. والأَزارِقهُ مِنَ الحَرُوريّة: صِنْف مِنَ الْخَوَارِجِ، وَاحِدُهُمْ أَزْرَقِيّ، يُنْسَبُونَ إِلى نَافِعِ بْنِ الأَزْرَق وَهُوَ مِنَ الدُّول بْنِ حَنِيفَةَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ عِطاش؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن هَذَا لَيْسَ عَلَى الْقَصْدِ الأَول، إِنما مَعْنَاهُ ازْرَقَّت أَعينُهم مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، وَقِيلَ: عُمْياً يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ بُصَراء كَمَا خُلِقوا أَوَّلَ مَرَّةٍ ويَعْمَوْن فِي الْمَحْشَرِ، وإِنما قِيلَ زُرْقاً لأَن السَّوَادَ يَزْرَقُّ إِذا ذَهَبَتْ نواظِرُهم، وَيُقَالُ: زُرْقاً طامِعينَ فِيمَا لَا يَنَالُونَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الزُّرْقُ المِياهُ الصَّافِيَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: فَلَمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه، ... وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضرِ المُتَخَيِّم وَالْمَاءُ يَكُونُ أَزْرَقَ وَيَكُونُ أَسْجَرَ وَيَكُونُ أَخضرَ وَيَكُونُ أَبيضَ. والزُّرْقُ: أَكْثِبَةٌ بالدَّهْناء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وقَرَّبْن بالزُّرْقِ الحَمائِلَ، بَعْدَ مَا ... تَقَوَّبَ عَنْ غِرْبانِ أَوْراكِها الخَطْرُ والزُّرَيْقاءُ: ثَرِيدةٌ تُدَسَّمُ بِلَبَنٍ وزَيْت. والمِزْراقُ مِنَ الرِّماح: رُمْحٌ قَصِيرٌ وَهُوَ أَخف مِنَ العَنَزَة. وَقَدْ زَرَقَه بالمِزْراقِ زَرْقاً إِذا طعنَه أَو رَمَاهُ بِهِ. والبازِي يَكُونُ أَزرق وَهِيَ الزُّرْقُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ الزُّرْق أَو صُقْع كأَن رُؤُوسها وزَرَقَه بِعَيْنِهِ وَبِبَصَرِهِ زَرْقاً: أَحَدَّهُ نحوَه وَرَمَاهُ بِهِ. وزَرَقَتْ عينُه نَحْوِي إِذا انْقَلَبَت وظهرَ بياضُها. وزَرَقَت الناقةُ الرَّحْلَ أَي أَخَّرته إِلى وَرَاءٍ فانْزَرَق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَزْعُمُ زيدٌ أَنَّ رَحْلي مُنْزَرقْ، ... يَكْفِيكَه اللَّهُ، وحَبْلٌ فِي العُنُقْ يَعْنِي اللبَبَ. والمُنْزَرِقُ: المُسْتَلْقِي وَرَاءَهُ.

وانْزَرَقَ الرجُل انْزِراقاً إِذا اسْتَلْقَى عَلَى ظَهْرِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلْبَعِيرِ الَّذِي يُؤَخِّرُ حَمْلَهُ إِلَى مؤخَّره مِزْراقٌ، ورأَيت جَمَلًا عِنْدَهُمْ يُسَمَّى مِزْراقاً لتأْخيره أَداته وَمَا حُمِلَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ زَرّاقٌ: خَدَّاعٌ. والزَّرْقة: خَرزة يؤَخَّذُ بِهَا الرِّجَالُ. وزَرَقَ الطائرُ وغَيْرُه وذَرَقَ إِذا حَذَفَ بِهِ حَذْفاً. والزُّرَّقُ: طَائِرٌ بَيْنَ الْبَازِي والباشَق يُصادُ بِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ الْبَازِي الأَبيض، وَالْجَمْعُ الزَّرارِيقُ. والزُّرَّقُ: شَعَرَاتٌ بِيضٌ تَكُونُ فِي يَدِ الْفَرَسِ أَو رِجْلِهِ. والزُّرَّقُ: بَيَاضٌ فِي نَاصِيَةِ الْفَرَسِ أَو قَذالِه. والزُّرَّقُ: الحَديد النَّظَرِ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. والزَّوْرَقُ مِنَ السُّفُن دُونَ الخُلُج، وَقِيلَ: هُوَ الْقَارِبُ الصَّغِيرُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة، ... دَعائمَ الزَّورِ نِعْمَت زَورَق البَلدِ يَعْنِي نِعْمَت سَفِينةُ الْمَفَازَةِ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ أَنشده مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: تَزَوْرَقتَ، يَا ابْنَ القَيْنِ، مِنْ أَكل فِيرةٍ ... وأَكْلِ عُوَيثٍ، حِينَ أَسْهَلَك البَطْنُ وَيُقَالُ: تَزَوْرَقَ الرجلُ إِذا رَمَى مَا فِي بَطْنِهِ. والزَّوْرَقُ مأْخوذ مِنْهُ، وَقَدْ سَمَّتْ زَرَقاناً. وزُرَيْقٌ وزُرْقان: اسْمَانِ. والزَّرْقاء: فَرَسُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى. والزَّرْنُوقانِ، بِفَتْحِ الزَّايِ: مَنارتان تُبْنَيانِ عَلَى رأْس البئْر؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فَعْنُول وَهُوَ غَرِيبٌ، فأَما الزُّرْنُوق، بِضَمِّ الزَّايِ، فرُباعيّ، وسيذكر. زربق: زَرْبَقَ الثوبَ: فَصَّله. زردق: الزَّرْدق: خَيْط يُمَدُّ. والزَّرْدَقُ: الصَّفُّ القيامُ مِنَ النَّاسِ. والزَّرْدَق: الصفُّ مِنَ النَّخْلِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَرَدَهُ. زرفق: الزَّرْفَقةُ: السُّرْعة. وَسَيْرٌ مُزْرَنْفِقٌ وَبَعِيرٌ مُزْرَنْفِقٌ: سَرِيعٌ. والأَعْرَفُ فِيهِمَا مُدْرَنْفِقٌ. وزَرْفَقَ وهَزْرَقَ: أَسرع. زرمق: الزُّرْمانِقةُ: جُبَّة مِنْ صُوفٍ، وَهِيَ عَجَمِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَتْ عَلَيْهِ زُرْمانِقةُ صُوفٍ لَمَّا قَالَ لَهُ ربُّه: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ. وَفِي الصِّحَاحِ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَمَّا أَتى فِرْعونَ أَتاه وَعَلَيْهِ زُرْمانِقةٌ يَعْنِي جبَّة صُوفٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراها عِبْرَانِيَّةً، قَالَ: وَالتَّفْسِيرُ هُوَ فِي الْحَدِيثِ، وَيُقَالُ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وأَصله أُشْتُرْبانَهْ أَي مَتاع الجَمّال، وَفِي النِّهَايَةِ: أَي متاع الجمل. زرنق: الزُّرْنُوقانِ: حَائِطَانِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَنارتانِ تُبْنَيانِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ مِنْ جَانِبَيْهَا فتُوضع عَلَيْهِمَا النَّعامةُ، وَهِيَ خَشَبَةٌ تُعَرَّض عَلَيْهِمَا ثُمَّ تُعَلِّقُ فِيهَا البَكْرة فيُسْتَقى بِهَا وَهِيَ الزَّرانِيق، وَقِيلَ: هُمَا خَشَبَتَانِ أَو بِنَاءَانِ كالمِيلَين عَلَى شَفِير الْبِئْرِ مِنْ طِينٍ أَو حِجَارَةٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: فإِن كَانَ الزُّرْنُوقان مِنْ خَشَبٍ فَهُمَا دِعامَتانِ، وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: إِذا كَانَا مِنْ خَشَبٍ فَهُمَا النَّعامَتانِ والمُعْتَرِضة عَلَيْهِمَا هِيَ العَجلة، والغَرْب مُعَلَّق بالعَجَلة، وَقِيلَ: الزَّرانِيقُ دُعُم البِئر، وَاحِدُهَا زُرْنوق، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ زَرْنُوق؛ رَوَاهُ كُرَاعٍ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا بَنُو صَعْفوق خوَلٌ بِالْيَمَامَةِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الزَّرْنوق، بفتح

الزاء، فَعْنُول وَهُوَ غَرِيبٌ. وَيُقَالُ: الزّرْنوق بِفَتْحِ الزَّايِ وَضَمِّهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَا أَدَعُ الحَجّ وَلَوْ تَزَرْنَقْتُ أَي وَلَوْ خَدَمْت زَرانِيقَ الآبارِ فَسَقَيْت لأَجْمَعَ نَفَقَةَ الحجِّ. والزُّرْنُوقُ: النَّهْرُ الصَّغِيرُ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنه قِيلَ لَهُ: الجُنُب يَنْغَمِسُ فِي الزُّرْنوق أَيُجْزئه مِنْ غُسْل الجَنابة؟ قَالَ: نَعَمْ ؛ قَالَ شَمِرٌ: الزُّرْنوقُ النَّهْرُ الصَّغِيرُ هَاهُنَا كأَنه أَراد السَّاقِيَةَ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ الَّذِي يُسْتَقى بالزُّرْنوقِ لأَنه مِنْ سَببِه. والزَّرْنقَة: العِينة؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لَا أَدَعُ الحجَّ وَلَوْ تَزَرْنَقْت أَي لَوْ أَخَذْت الزادَ بالعِينَة؛ حَكَى ذَلِكَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَقِيلَ فِي مَعْنَاهُ: لَوِ اسْتَقَيْت عَلَى الزُّرْنوق بالأُجرة، وَهِيَ الْآلَةُ الَّتِي تَقَدَّمَ وَصْفَهَا آنِفًا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَلَوْ تَعَيَّنْتُ عِينةَ الزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ؛ والعِينةُ: أَن يَشْتَرِيَ الشيءَ بأَكثر مِنْ ثَمَنِهِ إِلى أَجل ثم يبيعه مِنْهُ أَو مِنْ غَيْرِهِ بأَقل مِمَّا اشْتَرَاهُ، كأَنه مُعَرَّبٌ زَرْنَه أَي لَيْسَ الذَّهَبُ مَعِي؛ وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تأْخذ الزَّرْنَقَةَ أَي العِينةَ، فَقِيلَ لَهَا: تأْخُذِين الزَّرْنَقة وعَطاؤُك مِنْ قِبَل مُعَاوِيَةَ كُلَّ سَنَةٍ عَشَرة آلَافِ دِرْهم؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فِي نِيَّته أَداؤُه كانَ فِي عَوْنِ اللَّهِ، فأَحْبَبْتُ أَن آخُذَ الشيءَ يَكُونُ مِنْ نِيَّتي أَداؤُه فأَكون فِي عَوْنِ اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: لَا بَأْسَ بالزَّرْنَقةِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَ مِنَ الأَسماء عَلَى فُعْلول فَهُوَ مَضْمُومُ الأَول مِثْلُ بُهْلول وقُرْقُور إِلا أَحرفاً جَاءَتْ نَوَادِرَ مِنْهَا بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، يُقَالُ لِحَيٍّ مِنَ الْيَمَنِ صَعْفوق وصُعْفوق، وَيُقَالُ زَرْنُوق وزُرنوق لِبِناءَيْن عَلَى شَفير الْبِئْرِ، وَيُقَالُ تَرَكْتُهُمْ فِي بُعْكُوكة الْقَوْمِ وبُعْكوكة الشرِّ، وَهُوَ وَسَطُهُ، وَيُقَالُ للزِّرْنيخ زِرْنيق وَهُمَا دَخِيلان؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُعَنَّز الْوَجْهِ فِي عِرْنِينِه شَمم، ... كأَنما لِيطَ ناباهُ بِزِرْنِيق قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ الزَّرْنَقةِ فَقَالَ: الزَّرْنَقة الحُسن التَّامُّ، والزَّرْنَقة العِينة، والزَّرْنَقة السَّقْيُ بالزُّرْنوقِ، والزَّرْنقة الزيادةُ، يُقَالُ: لَا يُزَرْنِقُك أَحدٌ عَلَى فَضْلٍ. زَيْدُ بْنُ الأَنباري: تَزَرْنَق فِي الثِّياب إِذا لَبِسها؛ وأَنشد: ويُصْبِحُ مِنْهَا اليومَ فِي ثوبِ حائضٍ، ... كَثِير بِهِ نَضْحُ الدِّماءِ مُزَرْنَقا اللَّيْثُ: الزُّرْنوق ظَرْفٌ يُسْتَقى بِهِ الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يعرف اللَّيْثُ تَفْسِيرَ الزُّرْنوقِ فغيَّره تَخْمِيناً وحَدْساً. زعق: مَاءٌ زُعاقٌ: مرٌّ غَلِيظٌ لَا يُطاق شربُه مِنْ أُجُوجَتِه، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. وأَزْعَقَ: أَنْبَط مَاءً زُعاقاً. وأَزْعَقَ القومُ إِذا حَفَروا فهَجَموا عَلَى ماءٍ زُعاقٍ؛ قَالَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كرم اللَّهُ وَجْهَهُ: دُونَكها مُتْرَعةً دِهاقا ... كأْساً زُعافاً مُزِجَتْ زُعاقا وَبِئْرٌ زَعِقة: مُرّة. والزُّعاقُ: الْمَاءُ الْمُرُّ. وَطَعَامٌ زُعاقٌ: كَثِيرُ الملْح. وَطَعَامٌ مَزْعوقٌ: أُكْثِر مِلْحُه. وزَعَقَ القِدْرَ يَزْعَقُها زَعْقاً وأَزْعَقَها: أَكثر مِلْحَها. وزَعِقَ زَعَقاً، فَهُوَ زَعِقٌ، وانْزَعَقَ: فزِعَ بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ فِي التَّهْذِيبِ بِاللَّيْلِ. وزَعَقَه وزَعَق به وأَزْعَقَه، وَهُوَ مَزْعوقٌ وزَعِيقٌ:

أَفْزَعه؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَمَعْنَاهُ فَهُوَ مَذْعُورٌ؛ قَالَ: يَا ربَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ، ... مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ، مِنْ لبَن الدُّهْمِ الرُّوقْ، ... حَتَّى شَتا كالذُّعْلُوقْ، أَسْرَع مِنْ طَرْف المُوقْ، ... وطائرٍ وَذِي فُوقْ، وكلِّ شَيْءٍ مَخْلوقْ مَزْعوق أَي مَذْعُورٌ ذَكِيُّ الفُؤاد، وَقِيلَ: مَزْعُوق هنا مُبالَغ فِي غِذائه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن قِيلَ مَا بَالُ هَذَا وَنَحْوِهِ مِنْ أَفْعَلَه فَهُوَ مَفْعول خالَف فِيهِ الفعلُ مُسْنَدًا إِلى الْفَاعِلِ صورتَه مُسْنَدًا إِلى الْمَفْعُولِ، وعادةُ الِاسْتِعْمَالِ غيرُ هَذَا، وَهُوَ أَن يَجِيءَ الضَّرْبانِ مَعًا فِي عِدَّةٍ وَاحِدَةٍ نَحْوَ ضَرَبته وضُرِبَ وأَكْرَمْتُه وأُكْرِمَ، وَكَذَلِكَ مَقاد هَذَا الْبَابِ، قِيلَ: إِن الْعَرَبَ لَمَّا قَوِيَ فِي أَنفسها أَمرُ الْمَفْعُولِ حَتَّى كَادَ أَن يُلْحَق عِنْدَهُمْ بِرُتْبَةِ الْفَاعِلِ، وَحَتَّى قَالَ سِيبَوَيْهِ فِيهِمَا، وإِن كَانَا جَمِيعًا يَهُمَّانِهم ويَعْنِيانِهم خصُّوا الْمَفْعُولَ إِذا أُسْنِدَ الفعلُ إِليه بضَرْبَين مِنَ الصِّيغَةِ: أَحدهما تَغْيير صِيغَةِ الْمِثَالِ مُسْنَدًا إِلى الْمَفْعُولِ عَنْ صُورَتِهِ مُسْنَدًا إِلى الْفَاعِلِ وَالْعِدَّةُ وَاحِدَةٌ وَذَلِكَ ضَرَب زَيْدٌ وضُرِب وقَتَل وقُتِل، وَالْآخَرُ أَنهم لَمْ يَقْنَعُوا بِهَذَا القَدْر مِنَ التَّغْيِيرِ حَتَّى تَجَاوَزُوهُ إِلى أَن غَيّروا عِدَّةَ الْحُرُوفِ مَعَ ضَمِّ أَوله، كَمَا غَيَّرُوا فِي الأَول الصُّورَةَ والصيغةَ وحْدَها، وَذَلِكَ قَوْلُهُ أَحْبَبْتُه وحُبَّ وأَزْكَمَه اللَّهُ وزُكِمَ وأَضْأَدَه وضُئِدَ وأَمْلأَه ومُلِئَ. والزَّعِقُ والمَزْعوق: النَّشِيط الَّذِي يفْزَع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وهَوْلٌ زَعِقٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ: مِنْ غائِلاتِ الليلِ والهَوْلِ الزَّعِقْ والزَّعَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ زَعِقَ يَزْعَقُ، فَهُوَ زَعِقٌ، وَهُوَ النشِيط الَّذِي يَفْزَع مَعَ نشاطِه، وَقَدْ أَزْعَقَه الخوفُ حَتَّى زُعِقَ وانْزَعَقَ. وزَعَقَ دوابَّه: طرَدَها مُسْرِعًا؛ قَالَ: إِنَّ عَلَيْهَا، فاعْلَمَنّ، سَائِقَا ... لَبّاً بأَعْجازِ المَطِيِّ لاحِقا، لَا مُتْعِباً وَلَا عَنِيفاً زاعِقا وَقِيلَ: الزاعِقُ الَّذِي يَسُوق ويَصِيحُ بِهَا صِيَاحًا شَدِيدًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَرَّ يَزْعَق بِدَوَابِّهِ زَعْقاً أَي يَطْرُدُهَا مُسْرِعًا وَيَصِيحُ فِي آثَارِهَا، وَهُوَ رَجُلٌ ناعِقٌ وزَعّاقٌ ونَعَّارٌ. وزَعْقةُ الْمُؤَذِّنُ: صوتُه. والزَّعْقُ: الصِّيَاحُ، وَقَدْ زَعَقْت بِهِ زَعْقاً. وزَعَقَتْه العقربُ تزْعَقُه زَعْقاً: لَدَغَتْه. والزُّعْقوقُ: فَرْخُ القَبْج وَهُوَ الحَجَل والكَرَوان، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ الزَّعاقِيق. وَقَالَ الأَزهري: الزُّعْقوقةُ فَرْخُ القَبْج؛ وأَنشد: كأَنَّ الزَّعاقِيقَ والحَيْقُطان ... يُبادِرْن فِي المَنْزِل الضَّيْوَنا وفي نوارد الْعَرَبِ: أَرض مَزْعوقة ومَدْعُوقة وممْعوقةٌ ومَبْعوقة وَمَشْحُوذَةٌ ومَسْحورة ومَسْنِيّة إِذا أَصابها مطرٌ وابلٌ شَدِيدٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وزَعَقَت الريحُ الترابَ أَمارَتْه. زعبق: الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: تَزَعْبَقَ الشيءُ مِنْ يَدِي أَي تبذَّر وتفرَّق.

زعفق: الزُّعْفوقُ والزُّعافِقُ: البَخِيل السَّيِّءُ الخُلُق، وَالِاسْمُ الزَّعْفَقة. وَقَوْمٌ زَعافِق: بُخَلاء؛ وأَنشد أَبو مَهْدِيٍّ: إِني إِذا مَا حَمْلَقَ الزَّعافقُ ... واضطرَبَتْ من تحتِها العَنافِقُ زفلق: الزَّرْفَقةُ: السُّرْعة، وَكَذَلِكَ الزَّفْلَقة؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. زقق: الزَّقّ: مَصْدَرُ زَقَّ الطائرُ الفَرخَ يزُقُّه زَقّاً وزَقْزَقَه غَرّه، وزَقَّه: أَطعمه بفِيه، وزَقَّ بسَلْحه يَزُقُّ زَقّاً وزَقْزَقَ: حذَف، وأَكثر ذَلِكَ فِي الطَّائِرِ؛ قَالَ: يزُقّ زَقّ الكَرَوانِ الأَوْرق والزَّقُّ: رَمْيُ الطَّائِرِ بذَرْقِه. الأَصمعي: الزِّقّ الَّذِي يُسَوَّى سِقاءً أَو وَطْباً أَو حَمِيتاً. والزِّقّ: السِّقاءُ، وَجَمْعُ الْقِلَّةِ أَزْقاق، وَالْكَثِيرُ زِقاقٌ وزُقّان مِثْلُ ذِئْب وذُؤْبان. والزِّقّ مِنَ الأُهُبِ: كلُّ وَعَاءٍ اتُّخِذَ لِشَرَابٍ وَنَحْوِهِ. وَقِيلَ: لَا يُسَمَّى زِقّاً حَتَّى يُسْلَخ مِنْ قِبَل عنُقِه، وتَزْقِيقُه سَلْخُه مِنْ قِبَل رأْسه عَلَى خِلَافِ مَا يَسْلُخُ النَّاسَ الْيَوْمَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزِّقُّ هُوَ الَّذِي يُنْقَل فِيهِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ تُنْقل فِيهِ أَي الَّذِي تُنْقَلُ فِيهِ الْخَمْرُ، وَالْجَمْعُ أَزْقاقٌ وأَزُقٌّ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ،. كنِطْع وأَنْطُع؛ قَالَ: سَقِيّ يُسَقِّي الخمرَ مِنْ دَنِّ قَهْوةٍ، ... بِجَنْب أَزُقٍّ شاصِيات الأَكارِع وزِقاقٌ وزُقَّان؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. وزقَّقْت الإِهابَ إِذا سَلَخْته مِنْ قِبَل رأْسِه لِتَجْعَلَ مِنْهُ زِقّاً. اللِّحْيَانِيُّ: كَبْشٌ مَزْقوقٌ ومُزَقَّقٌ للَّذي يُسْلَخ مِنْ رأْسه إِلى رِجلِه، فإِذا سُلِخَ مِنْ رِجْلِهِ فَهُوَ مَرْجول. الْفَرَّاءُ: الْجِلْدُ المُرَجِّل الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ رِجْل واحدةٍ، والمُزَقَّق الَّذِي يُسْلخ مِنْ قِبَل رأْسه. ابْنُ الأَعرابي: الزَّقَقَة المائِلُون برَحماتِهم إِلى صَنانيرهم وَهُمُ الصِّبْيَانُ الصِّغَارُ. والزَّقَقةُ أَيضاً: الصَّلاصِل الَّتِي تَزُقُّ زُكَّها أَي فراخَها وَهِيَ الْفَوَاخِتُ، وَاحِدُهَا صُلْصُل. النَّضْرُ: مِنَ الإِبل المُزَقَّقةُ وَهِيَ الَّتِي امتلأَ جلدُها بَعْدَ لَحْمِهَا شَحْمًا. وَقَالَ سَلَامٌ: أَرسلني أَهلي وأَنا غُلَامٌ إِلى عَلِيٍّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا لِي أَراك مُزَقَّقاً؟ أَي محذوفَ شَعَرِ الرأْس كُلِّهِ، وَهُوَ مِنَ الزِّقّ: الْجِلْدُ يُجَزُّ شَعَرُهُ وَلَا يُنْتَفُ نَتْفَ الأَديم، يَعْنِي مَا لِي أَراك مطمومَ الرأْس كَمَا يُطَمُّ الزِّقُّ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ مُزَقَّقٌ طُمَّ رأْسُهُ طَمَّ الزِّقّ، وَهُوَ التَّزْقيق؛ قَالَ الأَزهري: الْمَعْنَى أَنه حَذَفَ شَعَرَهُ كُلَّهُ مِنْ رأْسه كَمَا يُزَقَّقُ الْجِلْدُ إِذا سُلِخ مِنَ الرأْس كُلِّهِ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أَنه رُؤيَ مَطمومَ الرأْس مُزَقَّقاً. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: أَنه حَلَقَ رأْسه زُقِّيّة أَي حَلْقة مَنْسُوبَةً إِلى التَّزْقِيق، وَيُرْوَى بِالطَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: السِّقاء وَالْوَطْبُ مَا تُرِكَ فَلَمْ يُحَرَّكْ بِشَيْءٍ، والزِّقُّ مَا زُفِّتَ أَوْ قُيِّرَ؛ يُقَالُ: زِقُّ مُزَفَّتٌ ومُقَيَّرٌ والنِّحْيُ مَا رُبَّ، يُقَالُ: نِحْيٌ مَرْبوب، والحَمِيت المُمَتَّنُ بالرُّبّ. والزُّقاقُ: السِّكَّة، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ قَالَ الأَخفش: أَهل الْحِجَازِ يؤنِّثون الطَّرِيقَ وَالسِّرَاطَ وَالسَّبِيلَ والسُّوق والزُّقاقَ والكَلَّاء، وَهُوَ سُوق الْبَصْرَةِ، وَبَنُو تَمِيمٍ يذكِّرون هَذَا كُلَّهُ؛ وَقِيلَ: الزُّقاق الطَّرِيقُ

الضيِّق دُونَ السِّكَّة، وَالْجَمْعُ أَزِقَّة وزُقَّان؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، مِثْلُ حُوار وحُوران. والزُّقاقُ: طَرِيقٌ نَافِذٌ وَغَيْرُ نَافِذٍ ضَيِّقٌ دُونَ السِّكة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: فَلَمْ تَرَ عَيْني مثلَ سِرْبٍ رأَيتُه، ... خَرَجْنَ عَلَيْنَا مِنْ زُقاقِ ابنِ واقِف وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَنَح مِنْحة لبَنٍ أَو هَدَى زُقاقاً ؛ الزُّقاق، بِالضَّمِّ: الطَّرِيقُ، يُرِيدُ مَنْ دلَّ الضَّالَّ أَو الأَعمى عَلَى طَرِيقِهِ، وَقِيلَ: أَراد مَنْ تصدَّق بزُقاقٍ مِنَ النَّخْل وَهِيَ السِّكّة مِنْهَا، والأَول أَشبه لأَن هُدَى مِنَ الْهِدَايَةِ لَا مِنَ الْهَدِيَّةِ. والزُّقَّةُ: طَائِرٌ صَغِيرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ يُمْكِنُ حَتَّى يَكَادَ يُقْبَضُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَغُوصُ فَيَخْرُجُ بَعِيدًا، وَهِيَ الزُّقُّ. والزَّقْزَقةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الطَّائِرِ. والزَّقْزَقةُ والزِّقْزاقُ: تَرْقِيصُ الصَّبِيِّ. زلق: الزَّلَقُ: الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هُوَ. والزَّلَقُ: الْمَكَانُ المَزْلَقة. وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا قَدَمُ، وَكَذَلِكَ الزَّلَّاقة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً ؛ أَي أَرْضاً مَلْساء لَا نَبَاتَ فِيهَا أَو مَلْسَاءَ لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ؛ قَالَ الأَخفش: لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا الْقَدَمَانِ. والزَّلَقُ: صَلا الدَّابَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَقْ، ... أَو حادِرُ اللِّيتَينِ مَطويّ الحبق «3» والزَّلَقُ: العَجُز مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الْحَمَامَةُ ؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هَدَرَ الذَّكَرُ وَدَارَ حَوْلَ الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها. وَمَكَانُ زَلَقٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي دَحْضٌ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ قَوْلِكَ زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عَنْهُ السِّلَاحُ فَلَا يَخْرقه. وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَزْلَقَه وزَلَّقَه تَزْلِيقًا ثَلَاثُ لُغَاتٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ إِنما هُوَ زَبَقَه، بِالْبَاءِ، والزَّبْقُ النَّتْفُ لَا الحَلْق. والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ حَتَّى يَصِيرَ كالمَزْلَقةِ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَاءٌ. الْفَرَّاءُ: يَقُولُ لِلَّذِي يحلِقُ الرأْس قَدْ زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تُرَابٍ: تَزَلَّقَ فُلَانٌ وتَزَيَّقَ إِذا تزَيَّن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَلِيًّا رأَى رجُلين خَرَجَا مِنَ الْحَمَّامِ مُتزلِّقَين فَقَالَ: مَنْ أَنتما؟ قَالَا: مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: كَذَبْتُمَا وَلَكِنَّكُمَا مِنَ المُفاخِرين تَزَلَّق الرَّجُلُ إِذا تَنَعَّمَ حَتَّى يَكُونَ لِلَوْنِهِ بَرِيقٌ وبَصِيص. والتزلُّق: صِبْغةُ الْبَدَنِ بالأَدهان وَنَحْوِهَا. وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وَهِيَ مُزْلِق، أَلْقَتْ لِغَيْرِ تَمَامٍ، فإِن كَانَ ذَلِكَ عَادَةً لَهَا فَهِيَ مِزلاق، وَالْوَلَدُ السَّقْطُ زَلِيق؛ وَفَرَسٌ مِزْلاقٌ: كَثِيرُ الإِزْلاق. اللَّيْثُ: أَزْلَقَت الفرسُ إِذا أَلقَتْ ولدَها تَامًّا. الأَصمعي: إِذا أَلقت النَّاقَةُ وَلَدَهَا قَبْلَ أَن يَسْتَبين خَلْقُه وَقَبْلَ الْوَقْتِ قِيلَ أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وَهِيَ مُزْلِق ومُجْهِض، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ فِي الإِزْلاق مَا قَالَهُ الأَصمعي لَا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ. وَنَاقَةٌ زَلوق وزَلوجٌ: سَرِيعَةٌ. وريحٌ زَيْلَقٌ: سَرِيعَةُ الْمَرِّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الْبَابِ أَو لُغَةٌ فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي يُغْلق بِهِ الْبَابُ وَيُفْتَحُ بِلَا مفتاح. وأَزْلَقَه ببصره:

_ (3). قوله [الحبق] هكذا في الأَصل

أَحدَّ النَّظَرَ إِليه، وَكَذَلِكَ زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه؛ عَنِ الزُّجَاجِيِّ. وَيُقَالُ: زَلَقَه وأَزْلَقَه إِذا نَحَّاهُ عَنْ مَكَانِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ ؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عَنْ مَقَامِكَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَكَ، قرأَ أَهل الْمَدِينَةِ ليَزْلِقونك ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، مِنْ زَلَقْت وسائرُ الْقُرَّاءِ قَرَؤُوهَا بِضَمِّ الْيَاءِ؛ الْفَرَّاءُ: لَيُزْلِقُونَكَ أَي لَيَرْمون بِكَ ويُزيلونك عَنْ مَوْضِعِكَ بأَبصارهم، كَمَا تَقُولُ كَادَ يَصْرَعُني شدَّةُ نَظَرِهِ وَهُوَ بيِّن مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ؛ قَالَ أَبو إِسحق: مَذْهَبُ أَهل اللُّغَةِ فِي مِثْلِ هَذَا أَن الْكُفَّارَ مِنْ شدةِ إِبْغاضِهم لَكَ وَعَدَاوَتِهِمْ يَكَادُونَ بِنَظَرِهِمْ إِليك نَظَرَ البُغَضاء أَن يَصْرَعُوكَ؛ يُقَالُ: نَظَرَ فُلَانٌ إِليَّ نَظَرًا كَادَ يأْكلني وَكَادَ يَصْرَعُني، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَراد أَنهم يَنْظُرُونَ إِليك إِذا قرأْت الْقُرْآنَ نَظَرًا شَدِيدًا بِالْبَغْضَاءِ يَكَادُ يُسْقِطك؛ وأَنشد: يَتقارَضونَ، إِذا الْتَقَوْا فِي مَوْطِنٍ، ... نَظَرًا يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ وَبَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ يَذْهَبُ إِلى أَنهم يُصِيبُونَكَ بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ المَعِينَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ يجُوع ثَلَاثًا ثُمَّ يعرِض لِذَلِكَ الْمَالِ، فَقَالَ: تَاللَّهِ مَا رأَيت مَالًا أكثرَ وَلَا أَحسنَ فَيَتَسَاقَطُ، فأَرادوا بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالُوا: مَا رأَينا مِثْلَ حُجَجه، وَنَظَرُوا إِليه ليَعِينوه. وَرَجُلٌ زَلِقٌ وزُمَلِقٌ مِثَالُ هُدَبِد وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ: وَهُوَ الَّذِي يُنْزِل قَبْلَ أَن يجامِعَ؛ قَالَ القُلاخ بْنُ حَزْن المِنْقَري: إِن الحُصَيْنَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ، ... كذنبِ العَقْربِ شَوّال غَلِقْ، جاءَت بِهِ عنْسٌ مِنَ الشَّأْم تَلِقْ وَقَوْلُهُ إِن الْحُصَيْنَ، صَوَابُهُ إِن الجُلَيد وَهُوَ الجُلَيد الْكِلَابِيُّ؛ وَفِي رَجَزِهِ: يُدْعَى الجُلَيْدَ وَهُوَ فِينَا الزُّمَّلِقْ، ... لَا آمِنٌ جلِيسهُ وَلَا أَنِقْ، مُجَوَّعُ البَطْنِ كِلابيُّ الخُلُقْ التَّهْذِيبِ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ رَجُلٌ زَلِقٌ وزُمَّلِق، وَهُوَ الشَّكَّاز الَّذِي يُنْزِل إِذا حَدَّثَ المرأَة مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ، وأَنشد الْفَرَّاءُ هَذَا الرَّجَزَ أَيضاً، وَالْفِعْلُ مِنْهُ زَمْلَقَ زَمْلَقة، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الرَّجَزَ فِي بَابِ فُعَّلِل. وَيُقَالُ لِلْخَفِيفِ الطَّيَّاشِ: زُمَّلِق وزُمْلوق وزُمالِقٌ. والزُّلَّيْقُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: ضَرْبٌ مِنَ الخَوخ أَمْلَس، يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ شَبْتَهْ رَنْك. زمق: الزَّمْق: لُغَةٌ فِي الزَّبْقِ؛ زمَقَ لِحْيَته كزَبَقَها. زمعلق: رَجُلٌ زَمَعْلَق: سيّءُ الخُلُق. زملق: الزُّمَّلِقُ: الْخَفِيفُ الطَّائِشُ؛ وأَنشد: إِن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ. والزُّمَّلِق مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي إِذا أَراد امرأَة أَنزل قَبْلَ أَن يمسَّها، وَهُوَ الزُّمالِق والاسم الزَّمْلَقة. الأَزهري: والزِّهْلِقُ الْحِمَارُ وَهُوَ الزُّمَّلِق، وَقَدْ ذُكِرَ عَامَّةُ ذَلِكَ فِي زَلَقَ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلْغُلَامِ النّزِّ

الخَفِيفِ زُمْلوق وزُمالِق، لَا يَكَادُ يَقْبِضُ عَلَيْهِ مَن طلَبه لخفّتِه فِي عَدْوِه ورَوَغانِه. زنق: الزِّناقُ: جبل تَحْتَ حَنَكِ الْبَعِيرِ يُجْذَب بِهِ. والزِّناقة: حَلْقَةٌ تُجْعَلُ فِي الجُلَيدة هُنَاكَ تَحْتَ الْحَنَكِ الأَسفل، ثُمَّ يُجْعَلُ فِيهَا خَيْطٌ يُشَدُّ فِي رأْس الْبَغْلِ الجَمُوح، زَنَقه يَزْنُقه زَنْقاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِن يَظْهَرْ حَدِيثك، يُؤْتَ عَدْواً ... برأْسِك فِي زِناقٍ أَو عِران الزِّناقُ تَحْتَ الْحَنَكِ. وَكُلُّ رِباط تَحْتَ الْحَنَكِ فِي الْجِلْدِ فَهُوَ زِناقٌ، وَمَا كَانَ فِي الأَنف مثْقوباً فَهُوَ عِران؛ وَبَغْلٌ مَزْنوق. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وإِن جَهَنَّمَ يُقادُ بِهَا مَزْنوقة ؛ المَزْنوقُ: الْمَرْبُوطُ بالزِّناق وَهُوَ حَلْقَةٌ تُوضَعُ تَحْتَ حَنَكِ الدَّابَّةِ ثُمَّ يُجْعَلُ فِيهَا خَيْطٌ يُشَدُّ برأْسه يُمْنَعُ بِهَا جِمَاحُهُ. والزِّناقُ: الشِّكالُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا، قَالَ: شِبْه الزِّناق. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه ذَكَرَ المَزْنوق فَقَالَ: الْمَائِلُ شقُّه لَا يَذْكُرُ اللَّهَ ؛ قِيلَ: أَصله مِنَ الزَّنَقةِ وَهُوَ مَيْلٌ فِي جِدارٍ فِي سِكَّة أَو عُرْقوب وادٍ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: مَنْ يَشْتَرِي هَذِهِ الزَّنَقَةَ فَيَزِيدَها فِي الْمَسْجِدِ؟ وزَنَقَ الفَرسَ يَزْنِقُه ويَزْنُقه: شكَّله فِي أَربعة. والزَّنَقُ: مَوْضِعُ الزِّناق؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: أَو مُقْرَع مِن رَكْضِها دَامِي الزَّنَقْ، ... كأَنه مُسْتَنْشِقٌ مِنَ الشَّرَقْ، حَرًّا مِنَ الخَرْدَل مَكْروه النَّشَقْ مُقْرَع: رافِع رأْسه. يُقَالُ: أَقْرَعْت الدَّابَّةَ بِاللِّجَامِ إِذا كبَحْته بِهِ فرفَع رأْسه. ورَأْيٌ زَنِيقٌ: مُحْكَم رَصِينٌ. وأَمر زَنِيق: وَثِيق. ابْنُ الأَعرابي: الزُّنُق العقولُ التَّامَّةُ. وَيُقَالُ: أَزْنَقَ وزَنَقَ وزَنَّقَ وزَهَدَ وأَزْهَدَ وزهَّدَ وقاتَ وقَوَّتَ وأَقاتَ وأَقْوَتَ كلُّه إِذا ضَيَّقَ عَلَى عِيَالِهِ، فَقْرًا أَو بُخْلًا. والزِّناقُ: ضَرْبٌ مِنَ الحُلِيّ وَهُوَ المِخْنقة. وزَنِيق: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الأَخطل: ومِنْ دُونِه يَخْتاطُ أَوْسُ بنُ مُدْلجٍ، ... وإِيّاه يَخْشَى طارِقٌ وزَنِيقُ والزَّنَقةُ: السِّكَّة الضَّيِّقَةُ. والمَزْنوقُ: اسْمُ فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ؛ وَقَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: وَقَدْ عَلِمَ المَزْنوقُ أَني أَكُرُّه، ... عَلَى جَمْعِهم، كَرَّ المَنِيحِ المُشَهَّر والزَّنَقة: مَيْلٌ فِي جِدَارٍ أَو سِكَّةٍ أَو نَاحِيَةِ دَارٍ أَو عُرْقوب وادٍ، يَكُونُ فِيهِ الْتِوَاءٌ كالمَدْخَل، وَالِالْتِوَاءُ اسْمٌ لِذَلِكَ بلا فعل. زنبق: الزَّنْبَقُ: دُهْنُ الْيَاسَمِينِ، وَخَصَّصَهُ الأَزهري بِالْعِرَاقِ قَالَ: وأَهل الْعِرَاقِ يَقُولُونَ لدُهْن الْيَاسَمِينِ دُهْنَ الزَّنْبَق؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَارَةَ: ذُو نَمَشٍ لَمْ يَدَّهِنْ بالزَّنْبَقِ وَقَالَ الأَعشى: لَهُ مَا اشْتَهى راحٌ عتِيقٌ وزَنْبَقُ التَّهْذِيبِ: أَبو عَمْرٍو الزَّنْبَقُ الزَّمَّارة. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الزَّنْبَقُ المِزْمار؛ وأَنشد للمَعْلوط: وحَنَّتْ بِقاعِ الشأْمِ، حَتَّى كأَنَّما ... لأَصْواتِها فِي مَنْزِل الْقَوْمِ زَنْبَقُ

ابْنُ الأَعرابي: أُمّ زَنْبَق مِنْ كُنى الخَمْر، وَهِيَ الزرْقاءُ والقِنْدِيد. زندق: الزِّنْدِيقُ: الْقَائِلُ بِبَقَاءِ الدَّهْرِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: زَنْدِ كِرَايْ، يَقُولُ بِدَوَامِ بَقَاءِ الدَّهْرِ. والزَّنْدَقةُ: الضِّيقُ، وَقِيلَ: الزِّنْدِيقُ مِنْهُ لأَنه ضَيَّقَ عَلَى نَفْسِهِ. التَّهْذِيبِ: الزِّنْدِيقُ مَعْرُوفٌ، وزَنْدَقَتُه أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ ووَحْدانيّة الْخَالِقِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: لَيْسَ زِنْدِيق وَلَا فَرْزِين مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، ثُمَّ قَالَ؛ وَلَكِنَّ البَياذِقةُ هُمُ الرَّجَّالَةُ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ زِنْدِيق، وَإِنَّمَا تَقُولُ الْعَرَبُ رَجُلٌ زَنْدَق وزَنْدَقِيّ إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْبُخْلِ، فَإِذَا أَرَادَتِ الْعَرَبُ مَعْنَى مَا تَقُولُهُ الْعَامَّةُ قَالُوا: مُلْحِد ودَهْرِيّ، فَإِذَا أَرَادُوا مَعْنَى السِّنِّ قَالُوا: دُهْرِيّ، قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ الْهَاءَ فِي زَنادِقة وفَرازِنة عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ فِي زِنْدِيق وفَرْزِين، وَأَصْلُهُ الزَّنادِيق. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّنْدِيقُ مِنَ الثَّنَوِيَّة وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ الزَّنادِقة، وَقَدْ تَزَنْدَقَ، والاسم الزَّنْدَقة. زهق: زهَقَ الشيءُ يَزْهَقُ زُهوقاً، فَهُوَ زاهِقٌ وزَهوقٌ: بطَل وهلَك واضْمَحَلّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً . وزهَقَ الباطلُ إِذَا غَلَبَه الْحَقُّ، وَقَدْ زاهَقَ الحقُّ الباطلَ. وزَهَق الباطِلُ أي اضْمَحَلّ، وأزْهَقَه اللَّهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ، أَيْ باطِلٌ ذاهِبٌ. وزُهوقُ النفسِ: بُطْلانُها. وَقَالَ قَتَادَةُ: وزَهَقَ الْباطِلُ يَعْنِي الشَّيْطَانَ، وزَهَقَتْ نفسُه تَزْهَقُ زُهُوقاً وزَهِقَت، لُغَتَانِ: خَرَجَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ النحرَ فِي الحَلْق واللَّبّة وأقِرُّوا الأَنْفُسَ حَتَّى تَزْهَقَ أَيْ حَتَّى تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الذَّبيحة وَلَا يَبْقَى فِيهَا حَرَكَةٌ، ثُمَّ تُسْلَخُ وَتُقَطَّعُ. وَقَالَ تَعَالَى: وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ* ؛ أَيْ تَخْرُج. وَفِي الْحَدِيثِ: دُونَ اللَّهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وظُلمة وَمَا تَسْمَع نفسٌ مِنْ حِسِّ تِلْكَ الحجُب شَيْئًا إِلَّا زَهَقَتْ أَيْ هَلَكَتْ وَمَاتَتْ. وزَهَقَ فلانٌ بَيْنَ أَيْدِينَا يَزْهَقُ زَهْقاً وزُهوقاً وانْزَهقَ، كِلَاهُمَا: سَبَقَ وَتَقَدَّمَ أَمَامَ الْخَيْلِ، وَكَذَلِكَ زهَق الدابّةُ، وَالْمُنْهَزِمُ زَاهقٌ. ابْنُ السكيت: زَهَقَ الفرسُ وذَهَقَتِ الرَّاحِلَةُ تَزْهَقُ زُهُوقًا إِذَا سَبَقت وتقدَّمت، وَالْجَمْعُ زُهَّق. وزَهَقَ مُخُّه، فَهُوَ زاهِق إِذَا اكْتَنَزَ، وَهُوَ زاهِقُ المُخِّ. وفَرَسٌ زَهَقى إِذَا تقدَّم الْخَيْلَ؛ وَأَنْشَدَ: عَلى قَراً مِنْ زَهَقى مِزَلِ والزَّاهِقُ مِنَ الدوابِّ: السَّمِينُ المُمِخُّ. وزَهَقَتِ الدابَّةُ والناقةُ تَزْهَقُ زُهوقاً: انْتَهَى مُخُّ عَظْمِها واكْتَنَزَ قَصَبُها. وزَهِقَتْ عِظَامُهُ وأزْهَقَتْ: سَمِنت؛ قَالَ: وأزْهَقَتْ عِظامُه وأخْلَصا وَقِيلَ: الزاهِق والزَّهِقُ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَ سِمَنهِ سِمَنٌ، وَقِيلَ: الزاهِقُ المُنْقي وَلَيْسَ بِمُتَناهي السِّمَن، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الهُزال الَّذِي تَجِد زُهومةَ غُثوثةِ لحمهِ، وَقِيلَ: هُوَ الرَّقِيقُ المُخّ. الأَزهري: الزاهِق الَّذِي اكْتَنَزَ لحمُه ومُخُّه. الأَزهري: الزاهِقُ مِنَ الأَضداد، يُقَالُ الْهَالِكُ زاهقٌ، والسمِينُ مِنَ الدَّوَابِّ زَاهِقٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: القائدُ الخيلِ مَنْكُوباً دوابِرُها، ... مِنْهَا الشَّنُونُ وَمِنْهَا الزاهِقُ الزَّهِمُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزاهِق السَّمينُ والزَّهِمُ أسمَنُ مِنْهُ.

والزُّهومةُ فِي اللَّحْمِ: كَرَاهِيَةُ رائحتِه مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ وَلَا نَتْنٍ. وزَهَقَ العظمُ زُهوقاً إِذَا اكْتَنَزَ مُخُّه. وزَهَقَ المُخُّ إِذَا اكْتَنَزَ، فَهُوَ زاهِق؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ وَأَمَّا قَوْلُ عُثْمَانَ بْنِ طَارِقٍ «4». ومَسَدٍ أمِرَّ مِنْ أيانِقِ، ... لَسْنَ بأنْيابٍ وَلَا حَقائِقِ، وَلَا ضِعافٍ مُخُّهُنَّ زاهِقُ فإنَّ الْفَرَّاءَ يَقُولُ: هُوَ مرفوعٌ وَالشِّعْرُ مُكْفَأٌ، يَقُولُ: بَلْ مُخُّهنَّ مُكتَنِزٌ، رفَعَه عَلَى الِابْتِدَاءِ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ وَلَا ضِعافٍ زاهقٍ مُخُّهنَّ كَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبُوهُ قائمٍ بالخفضِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَرْفَعَ مُخَّهن بزاهِق فتُقدم الْفَاعِلَ عَلَى فِعْلِهِ، وَعَلَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ ذَلِكَ عَنِ الْكُوفِيِّينَ، مِنْ ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ؛ وَقَوْلُ الزَّبَّاءِ: مَا للجِمال مشيُها وَئِيدا؟ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَقِلْ فِي مَقِيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبِ وَقِيلَ: الزاهِق هَاهُنَا بِمَعْنَى الذَّاهِبِ كَأَنَّهُ قَالَ: وَلَا ضِعافٍ مُخُّهنّ، ثُمَّ رَدَّ الزاهِق عَلَى الضِّعاف؛ وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ عُثْمَانَ: عِيسٌ عِتاقٌ ذاتُ مُخٍّ زاهِقِ وَالَّذِي أَنْشَدَهُ أَبُو زَيْدٍ: لَقَدْ تَعَلَّلت عَلَى أيانِقِ ... صُهْبٍ، قليلاتِ القُرادِ اللّازِقِ، وذاتِ ألْياطٍ ومُخٍّ زاهِقِ وبئرٌ زهوقٌ وزاهِقٌ: بعيدةُ القَعْرِ، وَكَذَلِكَ فَجُّ الجبَل المُشْرِفُ؛ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مُشْتار الْعَسَلِ: وأشْعَثَ مالُه فَضَلاتُ ثوْلٍ ... عَلَى أَرْكَانِ مَهْلكَةٍ زَهُوقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ وَأَشْعَثَ مخفوضٌ بِوَاوِ رُبَّ، وَالْبَيْتُ أَوَّلَ الْقَصِيدَةِ، وجوابُ ربَّ فِيمَا بَعْدَهُ وَهُوَ قَوْلُهُ: تأبَّطَ خافَةً فِيهَا مسابٌ، ... فأضْحى يقْتري مَسَداً بِشِيقِ والثَّوْلُ: جَمَاعَةُ النَّحْلِ، وَكَذَلِكَ المَفازة النَّائِيَةُ المَهْواةِ. والزَّهْقُ والزَّهَقُ: الوَهْدةُ وَرُبَّمَا وَقَعَتْ فِيهَا الدَّوَابُّ فَهَلَكَتْ. يُقَالُ: أزْهَقَت أَيْدِيهَا فِي الحُفَر؛ وقال رُؤْبَةُ: تَكادُ أَيْدِيهَا تَهاوى فِي الزَّهَقْ وَأَنْشَدَ أَيْضًا: كأنَّ أيديهنَّ تَهْوي فِي الزَّهَقْ، ... أيْدي جَوارٍ يتَعاطَيْنَ الوَرَقْ وَقِيلَ: مَعْنَى الزَّهَق التقدمُ فِي هَذَا الْبَيْتِ. وانْزَهَقَتِ الدابةُ: تردَّتْ. وَرَجُلٌ مَزْهوقٌ: مضيَّق عَلَيْهِ. والقومُ زُهاقُ مِائَةٍ وزِهاق مِائَةٍ أَيْ هُمْ قريبٌ مِنْ ذَلِكَ فِي التَّقْدِيرِ، كَقَوْلِهِمْ زُهاءُ مِائَةٍ وزِهاءُ مِائَةٍ. وَقَالَ الْمُؤَرِّجُ: المُزْهِقُ القاتِل، والمُزْهَقُ الْمَقْتُولُ. وزَهَقَ السهمُ أَيْ جَاوَزَ الهَدَف؛ وأزْهَقَه صاحبُه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ تَكَلَّمَ يَوْمَ الشُّورى فَقَالَ:

_ (4). قوله [عثمان بن طارق] في هامش الأَصل هنا وفيما يأتي قريباً ما نصه صوابه: عمارة بن طارق انتهى. وكذلك نسبه في الصحاح لعمارة في مادة مسد

إن جابِياً خيرٌ مِنْ زاهِقٍ ؛ فالزاهِقُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي وقَع وراءَ الهَدَف دُونَ الإِصابة وَلَا يُصيب، وَالْحَابِي: الَّذِي وقَع دُونَ الهَدَف ثُمَّ زحَفَ إِلَى الهَدَف فَأَصَابَهُ، فَأَخْبَرَ أنَّ الضَّعِيفَ الَّذِي يُصيب الْحَقَّ خيرٌ مِنَ الْقَوِيِّ الَّذِي لَا يُصيبه، وضَرَبَ الزَّاهِقَ وَالْحَابِيَ مِنَ السِّهام لهما مثلًا. وأزْهَقْتُ الإِناء: قَلبتُه. ورأيتُ فُلَانًا مُزْهِقاً أَيْ مُغِذّاً فِي سَيرِهِ. وفرسٌ ذاتُ أزاهيقَ أَيْ ذاتُ جَرْيٍ سريعٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي المصنَّف: وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهُ زَهِقَ، بِالْكَسْرِ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ زَهِقَت نَفْسُهُ، بِالْكَسْرِ، تَزْهَقُ زُهوقاً لُغَةٌ فِي زَهَقَت. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْهَرَوِيُّ زَهِقَت نفسُه، بِالْكَسْرِ، وَقَالَ ابْنُ القُوطِيّة: زهِقت نفسُه، بِالْكَسْرِ، وَالْفَتْحِ لُغَةٌ. وَفُلَانٌ زَهِقٌ أَيْ نَزِقٌ. والزَّهَقُ: المُطْمئن مِنَ الأَرض. وأزهقَت الدابةُ السَّرْجَ إِذَا قدَّمته وألقتْه عَلَى عُنُقها، وَيُقَالُ بِالرَّاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَخَافُ أَنْ تُزْهِقَه أَوْ يَنْزرِقْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أنشدَنيه أَبُو الْغَوْثِ بِالزَّايِ. وانزهقَتِ الدابةُ أَيْ طَفَرت مِنَ الضرْب أَوِ النِّفارِ. والزُّهْلُوقُ، بِزِيَادَةِ اللَّامِ: السَّمينُ. قَالَ الأَصمعي فِي إِنَاثِ حُمُرِ الوَحْشِ إِذَا اسْتَوَتْ مُتونُها مِنَ الشَّحْمِ قِيلَ حُمُر زهالِقُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ الزَّهالِقُ وَاحِدُهَا زِهْلِق وَهُوَ الأَمْلَس؛ قَالَ عُمارة: مِثْل مُتون الحُمُر الزَّهالِق أَبُو عُبَيْدٍ: جَاءَتِ الْخَيْلُ أزاهِقَ وأزاهيقَ، وَهِيَ جماعات في تَفْرِقة. زهزق: الزَّهْزَقَةُ: شدَّةُ الضحِك، والزَّهْزَقَة كالقَهْقَهة؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإنْ نَأَتْ عَنِّيَ لَمْ تزَهْزِقِ أَيْ لَمْ تضحَك. وأهْزَقَ فُلَانٌ فِي الضَّحِكِ وزَهْزَق وأنْزَقَ وكَوْكَبَ إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: زَهْزَقَ فِي ضَحِكِهِ زَهْزَقةً ودَهْدَقَ دَهْدقةً. والزَّهْزقةُ: تَرْقيصُ الأُمّ الصبيَّ، والزِّهْزاقُ: اسْمُ ذَلِكَ الْفِعْلِ. والزَّهْزَقة: كلام لا يُفْهَمُ مِثْلُ الهَيْنَمَة؛ عَنِ ابن خالويه. زهلق: زَهْلَق الشيءَ: ملَّسه. وَحِمَارٌ زِهْلِق: أمْلَسُ الْمَتْنِ. الأَصمعي: يُقَالُ للحُمُر إِذَا اسْتَوَتْ مُتُونُهَا مِنَ الشَّحْمِ حُمُر زَهالِق. غَيْرُهُ: صَفاً زِهْلِق أَمْلَسُ؛ وَأَنْشَدَ: فِي زِهْلِقٍ زَلِقٍ مِنْ فَوْق أطوارِ والزِّهْلِق: الحمارُ الهِمْلاج، وَهُوَ أَيْضًا الْحِمَارُ السَّمِينُ الْمُسْتَوِي الظَّهْرِ مِنَ الشَّحم، وَكَذَلِكَ الزِّهْلِقيّ، وَلَمْ يَخُصَّهُ اللِّحْيَانِيُّ بالهِملاج وَلَا بِغَيْرِهِ، قَالَ: وَهُوَ الزُّمَّلِق. ابْنُ الأَعرابي: الزِّهْلِق الْحِمَارُ الْخَفِيفُ. التَّهْذِيبِ: فِي النَّوَادِرِ زهلَجَ لَهُ الْحَدِيثَ وزَهْلَقه وزَهْمَجَه؛ الثَّعَالِبِيُّ: الزَّهلَقة فِي الْحُمُرِ مِثْلُ الهَمْلجة فِي الْفُرُسِ. وَقَالَ الْقَزَّازُ: يُقَالُ للحِمار الهِمْلاج زِهْلِق. والزِّهْلِق: مَوْضِعُ النَّارِ مِنَ الفَتيل. والزِّهْليقُ: السراج فِي الْقِنْدِيلِ. اللَّيْثُ: الزِّهْلِق السِّراج مَا دَامَ فِي الْقِنْدِيلِ، وَكَذَلِكَ النِّبْراس والقِراطُ؛ وَأَنْشَدَ: زِهْلِقٌ لاحَ مُسْرَج قَالَ: شبَّه بَياض الثَّوْرِ بِضِيَاءِ السِّرَاجِ لَيْسَ بِالَّذِي عَلَيْهِ سَرْج. ابْنُ الأَعرابي: القِراط السِّراج وَهُوَ الهِزْلِق، الْهَاءُ قَبْلَ الزَّايِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الزِّهْلِق. اللَّيْثُ: الزِّهْلِقِيُّ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي إِذَا أَرَادَ امْرَأَةً

أَنْزَلَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، وَهُوَ الزُّمَّلِق، قَالَ: وَنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو. والزِّهْلِقيّ: فَحْلٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ كِرام الْخَيْلِ؛ وَأَنْشَدَ: فَمَا يَني أوْلادُ زِهْلِقِيّ، ... بناتُ ذِي الطَّوْقِ وأعْوَجِيّ، يَشْجُجْن بالليل على الوَنِيّ زهمق: الزَّهْمَقَة: نَتْن العِرْض، وَقِيلَ: هُوَ خُبث الرِّيحِ عَامَّةً، وَقِيلَ: أَيْ خَبيثُها مُنْتِنُها. الأَزهري: الزَّهْمَقة الزُّهومة السيِّئة تَجِدُهَا مِنَ اللَّحْمِ الغَثِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ اللَّيْثُ: وَهِيَ النَّمسة، وَقِيلَ: الزَّهْمَقة النَّتْنُ. وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ مُزَهْمِقة أَيْ مُنْتِنة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا رِيَّها إِذَا علَتْني زَهْمَقه، ... كأنَّني جَانِي كِناب البَرْوَقهْ أَبُو زَيْدٍ: صَئِكَ الرجلُ إِذَا فاحَتْ مِنْهُ رِيحٌ مُنْتِنة عَنْ عَرَقٍ، وَهِيَ الزَّهْمَقة، فَهِيَ عَلَى هَذَا الصُّنان، وَيَشْهَدُ بِصِحَّتِهِ الرجز المتقدم. زوق: الزَّاوُوق: الزِّئْبَق؛ قَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَ الزِّئْبَق الزَّاووق، وَيَدْخُلُ الزِّئبَق فِي التَّصَاوِيرِ، وَلِذَلِكَ قَالُوا لِكُلِّ مُزَيَّنٍ مُزَوَّق؛ الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ يَقَعُ فِي التَّزاوِيق لأَنه يُجْعَل مَعَ الذَّهَبِ عَلَى الْحَدِيدَةِ، ثُمَّ يُدْخَل فِي النَّارِ فَيَذْهَبُ مِنْهُ الزِّئبَق وَيَبْقَى الذَّهَبُ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ مُنَقَّش مُزوَّق وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ الزِّئبَق. والمُزَوَّق: المزيَّن بِهِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّيَ كُلُّ مُزَيَّنٍ بِشَيْءٍ مُزَوَّقاً. وَكَلَامٌ مُزَوَّق: مُحَسَّن؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ لِي وَلِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقاً أَيْ مُزَيَّناً؛ قِيلَ: أَصْلُهُ مِنَ الزاوُوق وَهُوَ الزِّئبَق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: إِذَا رأيتَ قُرَيشاً قَدْ هَدَموا الْبَيْتَ ثُمَّ بَنَوْه فزَوَّقوه فَإِنِ اسْتَطعْتَ أَنْ تَمُوتَ فمُتْ ؛ كَرِهَ تَزْوِيقَ الْمَسَاجِدِ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّرْغِيبِ فِي الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا أَوْ لشَغْلِها الْمُصَلِّيَ، وَجَمْعُ الزَّاوُوقُ زَوَق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَأَنْشَدَ الْقَزَّازُ: قَدْ حصَّل الجَدَّ مِنَّا كلُّ مُؤتَشِبٍ، ... كَمَا يُحَصِّلُ مَا فِي التِّبْرة الزَّوَقُ والتِّبْرة: تُرَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ التِّبْر. وزَوَّقْتُ الكلامَ والكتابَ إِذَا حسَّنْته وقوَّمْته. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ هَذَا كِتَابٌ مُزَوَّرٌ مُزَوَّق، وَهُوَ المُقَوَّم تَقْوِيمًا؛ وَقَدْ زَوَّر فُلَانٌ كتابه وزوَّقَه إِذَا قوَّمه تَقْوِيمًا. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَثْقَلُ مِنَ الزَّاوُوقِ. وَفِي حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: أَنْتَ أثْقلُ مِنَ الزَّاوُوقِ ، يَعْنِي الزِّئبَق، كَذَا يُسمّيه أَهْلُ الْمَدِينَةِ. ودِرْهم مُزَوَّق ومُزَأبق بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبُو عَمْرٍو: الزَّوَقةُ نقَّاشو سَمّانِ الرَّوافِد، والسَّمّان: تَزاوِيقُ السُّقوف، وَفِي نُسْخَةٍ: الزَّوَقةُ الَّذِينَ يُزَوِّقون السُّقُوفَ والطَّوَقةُ الطُّيور والغَوَقة الغربان والقَوَقةُ الدُّيوك وَالْهَوْقَةُ الْهَلْكَى. وَرُوِيَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: أبْصر أَبُو الدَّرْداء قَدْ زُوِّق ابْنُهُ، فَقَالَ: زوِّقوهم ما شئتم فذاك أغْوى لهم. زيق: تَزَيَّقَت المرأةُ تَزيُّقاً وتزَيَّغَت تزَيُّغاً إِذَا تَزَيَّنَتْ وَتَلَبَّسَتْ وَاكْتَحَلَتْ. وزِيقُ الشيطانِ: لُعابُ الشَّمْسَ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ رِيقُ الشَّمْسِ، بِالرَّاءِ، وَمَعْنَاهُ لُعَابُ الشَّمْسِ، قَالَ: هَكَذَا حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وذابَ للشَّمْسِ لُعابٌ فنزَلْ والزِّيقُ: زِيقُ الجَيْب الْمَكْفُوفِ. والزِّيقُ: مَا

فصل السين المهملة

كُفَّ مِنْ جَانِبِ الْجَيْبِ. وزِيقُ القَميص: مَا أَحَاطَ بالعُنُق. وزِيقٌ: ابْنُ بَسْطام بْنِ قَيْسٍ مِنْ شَيبان. وزِيقٌ: اسْمٌ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ: يَا زِيقُ وَيْحَك مَنْ أنْكَحْت يَا زِيقُ؟ فصل السين المهملة سبق: السَّبْق: القُدْمةُ فِي الجَرْي وَفِي كُلِّ شَيْءٍ؛ تَقُولُ: لَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ سُبْقةٌ وسابِقةٌ وسَبْقٌ، وَالْجَمْعُ الأَسْباق والسَّوابِقُ. والسَّبْقُ: مَصْدَرُ سَبَقَ. وَقَدْ سَبَقَه يَسْبُقُه ويَسْبِقُه سَبْقاً: تقدَّمه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَا سابِقُ الْعَرَبِ، يَعْنِي إِلَى الإِسلام، وصُهَيْبٌ سابقُ الرُّوم، وبِلالٌ سابقُ الحبَشة، وسلْمانُ سابقُ الفُرْس ؛ وسابَقْتُه فسَبَقْتُه. واسْتَبَقْنا فِي العَدْوِ أَيْ تَسابَقْنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ؛ رُوِيَ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: سابِقُنا سابِقٌ، ومقْتصِدُنا ناجٍ، وظالِمُنا مغفورٌ لَهُ ، فدلَّك ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ مَغْفُورٌ لمقْتَصدهم وَلِلظَّالِمِ لِنَفْسِهِ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: لَهُ سابِقةٌ فِي هَذَا الأَمر إِذَا سَبَق الناسَ إِلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ الْخَيْلُ، وَقِيلَ السَّابِقَاتُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ تَخْرُجُ بِسُهُولَةٍ، وَقِيلَ: السَّابِقَاتُ النُّجُومُ، وَقِيلَ: الْمَلَائِكَةُ تَسْبِق الشَّيَاطِينَ بِالْوَحْيِ إِلَى الأَنبياء، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَسْبِق الجنَّ باستماع الوحي. ولا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ : لَا يَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ حَتَّى يُعَلِّمهم؛ وسابَقَه مُسابَقَةً وسِباقاً. وسِبْقك: الَّذِي يُسابِقُك، وَهُمْ سِبْقي وأسْباقي. التَّهْذِيبِ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِي يَسْبِقُ مِنَ الْخَيْلِ سابِقٌ وسَبُوق، وَإِذَا كَانَ يُسْبَق فَهُوَ مُسَبَّق؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: مِنَ المُحْرِزينَ المَجْدَ يومَ رِهانِه، ... سَبُوقٌ إِلَى الغاياتِ غَيْرُ مُسَبَّق وسَبَقَت الخيلُ وسابَقْتُ بَيْنَهَا إِذَا أَرْسَلْتَهَا وَعَلَيْهَا فُرْسانُها لِتَنْظُرَ أَيُّهَا يَسْبِق. والسُّبَّق مِنَ النَّخْلِ: المبَكِّرة بِالْحَمْلِ. والسَّبْق والسابِقةُ: القُدْمة. وأسْبَقَ القومُ إِلَى الأَمر وتَسابَقوا: بَادَرُوا. والسَّبَق، بِالتَّحْرِيكِ: الخطَرُ الَّذِي بوضع بَيْنَ أَهْلِ السِّباق، وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي يُوضَعُ فِي النِّضال والرِّهان فِي الْخَيْلِ، فَمَنْ سبَق أَخَذَهُ، وَالْجَمْعُ أَسْبَاقٌ. واسْتَبَق القومُ وتَسابَقوا: تَخاطَرُوا. وتَسابَقُوا: تَنَاضَلُوا. وَيُقَالُ: سَبَّق إِذَا أَخَذَ السَّبَق، وسَبَّقَ إِذَا أَعْطَى السَّبَق، وَهَذَا مِنَ الأَضداد، وَهُوَ نَادِرٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا سبَق إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ نَصْل أَوْ حَافِرٍ ، فَالْخُفُّ للإِبل، وَالْحَافِرُ لِلْخَيْلِ، وَالنِّصَالُ للرَّمْي. والسَّبَق، بِفَتْحِ الْبَاءِ: مَا يُجْعَلُ مِنَ الْمَالِ رَهْناً عَلَى المُسابَقةِ، وَبِالسُّكُونِ: مَصْدَرُ سَبَقْت أسْبِق؛ الْمَعْنَى لَا يَحِلُّ أَخْذُ الْمَالِ بالمُسابَقةِ إِلَّا فِي هَذِهِ الثَّلَاثَةِ، وَقَدْ أَلْحَقَ بِهَا الْفُقَهَاءُ مَا كَانَ بِمَعْنَاهَا وَلَهُ تَفْصِيلٌ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ أدْخَلَ فَرَساً بَيْنَ فَرَسَيْنِ فَإِنْ كَانَ يْؤْمَنُ أَنْ يُسْبَق فَلَا خَيْرَ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ لَا يؤمَن أَنْ يُسْبَق فَلَا بأْس بِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الأَصل أَنْ يَسْبِقَ الرجلُ صاحبَه بِشَيْءٍ مُسَمًّى عَلَى أَنَّهُ إِنْ سَبَق فَلَا شَيْءَ لَهُ، وَإِنْ سَبَقه صاحبُه أَخَذَ الرَّهْنَ، فَهَذَا هُوَ الْحَلَالُ لأَن الرَّهْنَ مِنْ أَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ، فَإِنْ جَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ رَهْنًا أَيُّهُمَا سَبَق أَخَذَهُ فَهُوَ القِمارُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ، فَإِنْ أرادا تَحْلِيلَ ذَلِكَ جَعَلَا مَعَهُمَا فَرَساً ثَالِثًا لِرَجُلٍ سِوَاهُمَا، وَتَكُونُ فَرَسُهُ

كُفُؤاً لفرسَيْهما، وَيُسَمَّى المُحَلِّلَ والدَّخِيلَ، فَيَضَعُ الرَّجُلَانِ الأَوّلان رَهْنَيْنِ مِنْهُمَا وَلَا يَضَعُ الثَّالِثُ شَيْئًا، ثُمَّ يُرْسِلون الأَفْراسَ الثَّلَاثَةَ، فَإِنْ سَبَقَ أحدُ الأَوّلين أَخَذَ رَهْنَه ورَهْنَ صَاحِبِهِ فَكَانَ طَيِّباً لَهُ، وَإِنْ سَبَقَ الدخيلُ أَخَذَ الرَّهْنَيْنِ جَمِيعًا، وَإِنْ سُبِق هُوَ لَمْ يَغْرَمْ شَيْئًا، فَهَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ أمَرَ بِإِجْرَاءِ الْخَيْلِ وسَبَّقَها ثَلَاثَةَ أعْذُقٍ مِنْ ثَلَاثِ نَخَلَاتٍ ؛ سَبَّقَها: بِمَعْنَى أَعْطَى السَّبَق، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى أَخَذَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد، وَيَكُونُ مُخَفَّفًا وَهُوَ الْمَالُ المُعَيّن. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ نتَناضَل، وَقِيلَ: هُوَ نَفْتَعِلُ مِنَ السَّبْق. وَاسْتَبَقَا الْبابَ : يَعْنِي تَسابَقا إِلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِكَ اقْتَتَلَا بِمَعْنَى تَقاتلا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ* ؛ أَيْ بادِرُوا إِلَيْهَا؛ وَقَوْلُهُ: فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ ؛ أَيْ جاوَزُوه وَتَرَكُوهُ حَتَّى ضَلُّوا؛ وَهُمْ لَها سابِقُونَ ، أَيْ إِلَيْهَا سابِقون كَمَا قَالَ تَعَالَى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها، أَيْ إِلَيْهَا. الأَزهري: جَاءَ الاسْتباق فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى بِثَلَاثَةِ مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ: أَحَدُهَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مَعْنَاهُ نَنْتَضل فِي الرَّمْيِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاسْتَبَقَا الْبابَ ؛ مَعْنَاهُ ابْتَدَرا البابَ يَجْتَهِدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يَسْبِقَ صَاحِبَهُ، فَإِنْ سَبَقَها يوسفُ فَتَحَ البابَ وَخَرَجَ وَلَمْ يُجِبْها إِلَى مَا طَلَبَتْهُ مِنْهُ، وَإِنْ سَبَقَتْ زَلِيخا أغْلَقَت الْبَابَ دُونَهُ لتُراوِدَه عَنْ نَفْسِهِ، وَالْمَعْنَى الثَّالِثُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ؛ مَعْنَاهُ فَجَازَوُا الصِّرَاطَ وخَلّفوه، وَهَذَا الاسْتباق فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ وَاحِدٍ وَالْوَجْهَانِ الأَولان مِنِ اثْنَيْنِ، لأَن هَذَا بِمَعْنَى سَبَقُوا والأَوّلان بِمَعْنَى المُسابَقة. وَقَوْلُهُ: اسْتَقِيموا فَقَدْ سَبَقْتُم سَبْقاً بَعيداً؛ يُرْوَى بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، والأَول أَوْلَى لِقَوْلِهِ بَعْدَهُ: وَإِنْ أخَذْتم يَمِينًا وَشِمَالًا فَقَدْ ضلَلْتم. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: سَبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ أَيْ مرَّ سَرِيعًا فِي الرمِيّة وَخَرَجَ مِنْهَا لَمْ يَعْلَقْ مِنْهَا بِشَيْءٍ مِنْ فَرْثِها ودَمِها لِسُرْعَتِهِ؛ شبَّه خروجَهم مِنَ الدِّين وَلَمْ يَعْلَقوا بِشَيْءٍ مِنْهُ بِهِ. وسَبَقَ عَلَى قومِه: عَلَاهُمْ كَرَماً. وسِبَاقا الْبَازِي: قيْداه، وَفِي الْمُحْكَمِ: والسِّبَاقانِ قَيْدانِ فِي رِجْل الْجَارِحِ مِنَ الطَّيْرِ مِنْ سَيْرٍ أَوْ غَيْرِهِ. وسَبَّقْت الطَّير إِذَا جَعَلْتَ السِّبَاقَيْنِ فِي رِجْلَيْهِ. ستق: دِرْهَمٌ سَتُّوق وسُتوق: زَيْفٌ بَهْرَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، وَكُلُّ مَا كَانَ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ فَهُوَ مَفْتُوحُ الأَول إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءَتْ نَوَادِرَ: وَهِيَ سُبّوح وقُدّوس وذُرُّوح وسُتّوق، فَإِنَّهَا تُضَمُّ وَتُفْتَحُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ كَلْبٍ: دِرْهَمٌ تُسْتُوق. والمَساتقُ: فِراءٌ طِوَالُ الأَكمام، وَاحِدَتُهَا مُسْتَقَة بِفَتْحِ التَّاءِ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَصْلُهَا بِالْفَارِسِيَّةِ مُشْتَهْ فعُرّبت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذَا لبِسَتْ مَساتِقَها غَنِيٌّ، ... فَيَا وَيْحَ المَساتِق مَا لَقِينا سحق: سَحَقَ الشيءَ يَسْحَقُه سَحْقاً: دقَّه أَشَدَّ الدَّقِّ، وَقِيلَ: السَّحْق الدقُّ الرَّقِيقُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّقُّ بَعْدَ الدَّقِّ، وَقِيلَ: السَّحْق دُونَ الدَّقِّ. الأَزهري: سَحَقَت الريحُ الأَرض وسَهَكَتها إِذَا قَشَرَتْ وَجْهَ الأَرض بِشِدَّةِ هُبُوبِهَا، وسَحَقْت الشَّيْءَ فانْسَحَق إِذَا سَهَكْته. ابْنُ سِيدَهْ: سَحَقَت الريحُ

الأَرض تَسْحَقُها سَحْقاً إِذَا عَفَّت الْآثَارُ وانْتَسَفَت الدِّقاقَ. والسَّحْق: أَثَرُ دَبَرة الْبَعِيرِ إذا بَرَأَت وابْيَضَّ موضعها. والسَّحْق: الثَّوْبُ الخلَق الْبَالِي؛ قَالَ مُزَرِّد: وَمَا زَوَّدُوني غيرَ سَحْقِ عِمامة، ... وخَمْسِ مِئٍ مِنْهَا قَسِيٌّ وزائفُ وَجَمْعُهُ سُحوق؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَإِنَّكَ، إِنْ تَهْجو تَمِيماً وتَرْتَشِي ... بِتَأْبِينِ قَيْسٍ، أَوْ سُحوق العَمائم وَالْفِعْلُ: الانْسِحاق. وانْسَحَق الثوبُ وأسْحَق إِذَا سَقَطَ زئْبِرُه وَهُوَ جديد، وسَحَقَه البِلى سَحْقاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: سَحْقَ البِلى جدَّته فأَنْهَجا وَقَدْ سَحَقَه البِلى ودَعْكُ اللُّبْس. وَثَوْبٌ سَحْق: وَهُوَ الخلَق؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الَّذِي انْسَحَق ولانَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ زافَت عَلَيْهِ دَراهِمُه فَليَأْت بِهَا السُّوقَ ولْيَشْتَرِ بِهَا ثَوْبَ سَحْقٍ وَلَا يُحالفِ الناسَ أَنَّهَا جِيادٌ ؛ السَّحْق: الثَّوْبُ الخلَق الَّذِي انْسَحَق وبَليَ كَأَنَّهُ بَعُدَ مِنَ الِانْتِفَاعِ بِهِ. وانْسَحَقَ الثوبُ أَيْ خلَق؛ قَالَ أَبُو النَّجْمِ: مِنْ دِمْنةٍ كالمَرْجَليِّ [كالمِرْجَليِ] المِسْحَق وأسْحَق خفُّ الْبَعِيرِ أَيْ مَرَنَ. والإِسْحاق: ارْتِفَاعُ الضَّرْعُ وَلُزُوقُهُ بِالْبَطْنِ. وأسْحَقَ الضرعُ: يَبِسَ وبَلي وَارْتَفَعَ لَبَنُهُ وَذَهَبَ مَا فِيهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذَا يَبِسَت وأسْحَقَ حالقٌ، ... لَمْ يُبْلِه إرْضاعُها وفِطامُها وأسْحَقَت ضَرّتُها: ضَمَرت وَذَهَبَ لبنُها. وَقَالَ الأَصمعي: أسْحَق يَبِسَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أسْحَقَ الضَّرْع ذَهَبَ وَبَلِيَ. وانْسَحَقت الدلوُ: ذَهَبَ مَا فِيهَا. الأَزهري: ومُساحَقةُ النساءِ لَفْظٌ مولَّد. والسَّحْق فِي العَدْوِ: دُونَ الحُضْر وَفَوْقَ السَّحْج؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَهِيَ تَعَاطِي شدَّه المُكايَلا ... سَحْقاً مِنَ الجِدّ وسَحْجاً بَاطِلَا وَأَنْشَدَ الأَزهري لِآخَرَ: كَانَتْ لَنَا جَارَةٌ، فأزْعَجها ... قَاذُورَةٌ تَسْحَق النَّوى قُدُما والسَّحْق فِي العَدْوِ: فَوْقَ الْمَشْيِ وَدُونَ الحُضْر. وسَحَقت العينُ الدمعَ تَسْحَقه سَحْقاً فانْسَحَق: حَدَرَتْه، ودُموع مَساحِيق؛ وَأَنْشَدَ: قِتْب وغَرْب إِذَا مَا أُفْرِغ انْسَحقا والسُّحُق: البُعْد، وَكَذَلِكَ السُّحْق مِثْلُ عُسْر وعُسُر. وَقَدْ سَحُق الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ سَحِيق أَيْ بَعِيدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ سَحِيق وأسْحق؛ قَالَ أَبُو النَّجْمِ: تَعْلُو خَناذِيذَ البَعيد الأَسْحَقِ وَفِي الدُّعَاءِ: سُحْقاً لَهُ وبُعْداً، نَصَبُوهُ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ غَيْرِ الْمُسْتَعْمَلِ إظهارُه. وسَحَقَه اللهُ وأسْحَقه اللَّهُ أَيْ أَبْعَدَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: قَاذُورَةٌ تَسْحَقُ النَّوَى قُدُما وأسْحَق هو وانْسَحَق: بَعُد. وَمَكَانٌ سَحِيق: بَعِيد: وَفِي التَّنْزِيلِ: أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ

سَحِيقٍ؛ وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ ساحِقٌ. وسُحُقٌ ساحِقٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، فَإِنْ دَعَوْتَ فَالْمُخْتَارُ النَّصْبُ. الأَزهري: لُغَةُ أَهْلِ الحجاز بُعْدٌ له وسُحْقٌ لَهُ، يَجْعَلُونَهُ اسْمًا، والنصبُ عَلَى الدُّعَاءِ عَلَيْهِ يُرِيدُونَ بِهِ أبْعَدَه اللَّهُ؛ وأسْحَقَه سُحْقاً وبُعداً وَإِنَّهُ لَبَعِيد سَحِيق. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ فسُحْقاً لأَصحاب السَّعِير: اجْتَمَعُوا عَلَى التَّخْفِيفِ، وَلَوْ قُرِئَتْ فسُحُقاً كَانَتْ لُغَةً حَسَنَةً؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فسُحْقاً مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ أسْحَقَهم اللَّهُ سُحْقاً أَيْ باعَدَهم مِنْ رَحْمَتِهِ مُباعَدة. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: فَأَقُولُ سُحْقاً سُحْقاً أَيْ بُعْداً بُعْداً. ومَكانٍ سَحِيقٍ : بَعِيدٌ. وَنَخْلَةٌ سَحُوق: طَوِيلَةٌ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُفَضَّلِ النُّكْرِي: كَانَ جِذْعٌ سَحُوق وَفِي حَدِيثِ قُسّ: كَالنَّخْلَةِ السَّحُوق أَيِ الطَّوِيلَةِ الَّتِي بَعُد ثمرُها عَلَى الْمُجْتَنِي؛ قَالَ الأَصمعي: لَا أَدْرِي لَعَلَّ ذَلِكَ مَعَ انْحِنَاءٍ يَكُونُ، وَالْجَمْعُ سُحُق؛ فَأَمَّا قَوْلُ زُهَيْرٌ: كأنَّ عَيْنَيّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلة، ... مِنَ النَّوَاضِحِ، تَسْقِي جَنّةً سُحُقا فَإِنَّهُ أَرَادَ نخلَ جَنّة فَحَذَفَ إِلَّا أَنْ يَكُونُوا قَدْ قَالُوا جَنَّةَ سُحُق، كَقَوْلِهِمْ نَاقَةٌ عُلُطٌ وَامْرَأَةٌ عُطُلٌ. الأَصمعي: إِذَا طَالَتِ النَّخْلَةُ مَعَ انْجِرَادٍ فَهِيَ سَحُوق، وَقَالَ شِمْرٌ: هِيَ الْجَرْدَاءُ الطَّوِيلَةُ الَّتِي لَا كَرَب لَهَا؛ وأنشد: وسالِفة كسَحُوق اللِّيان، ... أضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ شَبَّهَ عُنُقَ الْفَرَسِ بِالنَّخْلَةِ الْجَرْدَاءِ. وَحِمَارٌ سَحُوق: طَوِيلٌ مُسِنّ، وَكَذَلِكَ الأَتان، وَالْجَمْعُ سُحُقٌ؛ وَأَنْشَدَ لِلَبِيدٍ فِي صِفَةِ النَّخْلِ: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّه، ... عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنّ كُرومُ وَاسْتَعَارَ بَعْضُهُمُ السَّحُوق لِلْمَرْأَةِ الطَّوِيلَةِ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: تُطِيف بِهِ شَدَّ النَّهَارِ ظَعِينةٌ، ... طَويلةُ أنْقاء اليدَيْنِ سَحُوقُ والسَّوْحَق: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الأَخطل: إِذَا قلتُ: نالَته العَوالي، تَقاذَفَتْ ... بِهِ سَوْحَقُ الرِّجْلَيْنِ سانحةُ الصَّدْرِ الأَصمعي: مِنَ الأَمطار السَّحائِقُ، الْوَاحِدَةُ سَحيقة، وَهُوَ الْمَطَرُ الْعَظِيمُ القَطْر الشَّدِيدُ الوَقْع القليلُ العَرِمُ، قَالَ: وَمِنْهَا السَّحِيفة، بِالْفَاءِ، وَهِيَ الْمَطَرَةُ تجرُف مَا مرَّت بِهِ. وَسَاحُوقٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَلَمَةُ الْعَبْسِيُّ: هَرَقْن بِساحُوقٍ دِماءً كَثِيرة، ... وغادَرْن قَبْلي مِنْ حَلِيب وحازِر عَنَى بِالْحَلِيبِ الرفيعَ، وَبِالْحَازِرِ الْوَضِيعِ، فَسَّرَهُ يَعْقُوبُ؛ وَأَنْشَدَ الأَزهري: وهُنَّ بِساحوقٍ تَدَارَكْنَ ذالِقا ويومُ سَاحُوقٌ: مِنْ أَيَّامِهِمْ. وَمَسَاحِقٌ: اسْمٌ. وإسْحَق: اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: ألحقوه ببناء إعْصار. وإسْحَق: اسْمُ رَجُلٍ، فَإِنْ أَرَدْتَ بِهِ الِاسْمَ الأَعجمي لَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ لأَنه غُيِّر عَنْ جِهَتِهِ فَوَقَعَ

فِي كَلَامِ الْعَرَبِ غَيْرَ مَعْرُوفِ الْمَذْهَبِ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْمَصْدَرَ مِنْ قَوْلِكَ أسْحَقَه السفرُ إسْحاقاً أَيْ أَبْعَدَهُ صَرَفَتْهُ لأَنه لَمْ يُغَيَّرْ. والسُّمْحوق مِنَ النَّخْلِ: الطويلةُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والسِّمْحاق: قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ فَوْقَ عَظْمِ الرَّأْسِ بِهَا سُمِّيَتِ الشَّجّة إِذَا بَلَغَتْ إِلَيْهَا سِمْحاقاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالسِّمْحَاقُ أَثَرُ الْخِتَانِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَضْبُط، بَيْنَ فَخْذِه وساقِه، ... أيْراً بَعِيدَ الأَصْلِ منْ سِمْحاقه وسَماحيق السَّمَاءِ: القِطعُ الرِّقاقُ مِنَ الغَيْم؛ وَعَلَى ثَرْب الشَّاة سَماحِيقُ مِنْ شَحْم؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَأَرَى أَنَّ الْمِيمَاتِ فِي هَذِهِ الْكَلِمَاتِ زوائد. سدق: السِّيداقُ، بِكَسْرِ السِّينِ: شَجَرٌ ذُو ساقٍ واحدةٍ قويَّةٍ، لَهُ وَرَق مِثْلَ ورَق الصَّعْتَر وَلَا شَوْكَ لَهُ، وَقِشْرُهُ حَرَّاق عجيبٌ. سذق: السَّوْذَق والسُّوذَق؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ: الصَّقر، وَيُقَالُ الشَّاهِينُ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ سَوْدَناه. والسَّوْذَنِيق أَيْضًا: الصَّقْرُ، وَرُبَّمَا قَالُوا سَيْذَنُوق؛ وَأَنْشَدَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ لِحُمَيْدٍ الأَرقط: وحادِياً كالسَّيْذَنُوقِ الأَزْرَقِ، ... لَيْسَ عَلَى آثَارِهَا بِمُشْفِقِ وَكَذَلِكَ السُّوذانِق، بِضَمِّ السِّينِ وَكَسْرِ النون؛ قَالَ لَبِيدٌ: وكأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً ... أجْدَلِيّاً، كَرُّهُ غير وَكَلْ والسَّذَق: لَيْلَةُ الوَقُود، وَجَمِيعُ ذَلِكَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. التَّهْذِيبِ: والسَّذَق عِنْدَ الْعَجَمِ مَعْرُوفٌ. والسِّيذاقُ: نَبْت يُبَيَّض الغَزْل بِرَمَادِهِ. والسَّوْذَق، بِالْفَتْحِ: السِّوارُ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو: تَرَى السَّوْذَقَ الوَضَّاحَ فِيهَا بِمِعْصَمٍ ... نَبِيلٍ، ويأبى الحَجْلُ [الحِجْلُ] أن يَتَقَدَّما سرق: سَرَق الشَّيْءَ يسْرِقه سَرَقاً وسَرِقاً واستَرَقَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ: بِعْتُكَها زانِيةً أَوْ تَسْتَرِقْ، ... إنَّ الخبيثَ للخبيثِ يَتَّفِقْ اللَّامُ هُنَا بِمَعْنَى مَعَ، وَالِاسْمُ السَّرِق والسَّرِقة، بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا، وَرُبَّمَا قَالُوا سَرَقَهُ مَالًا، وَفِي الْمَثَلِ: سُرِقَ السارقُ فانتحَر. والسَّرَق: مَصْدَرُ فِعْلِ السَّارِقِ، تَقُولُ: بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ الإِباق والسَّرَق فِي بَيْعِ الْعَبْدِ. وَرَجُلٌ سارِق مَنْ قَوْمٍ سَرَقةٍ وسُرَّاقٍ، وسَرُوقٌ مِنْ قَوْمٍ سُرُقٍ، وسَرُوقةٌ، وَلَا جَمْعَ لَهُ إِنَّمَا هُوَ كصَرورة، وَكَلْبٌ سَروقٌ لَا غَيْرَ؛ قَالَ: وَلَا يَسْرِق الكلبُ السَّروقُ نِعالَها وَيُرْوَى السَّرُوُّ، فَعولٌ مِنَ السُّرى، وهي السَّرِقة. وسَرَّقه: نَسَبَهُ إِلَى السَّرَق، وقُرئ: إن ابنك سُرِّق. واسْتَرق السمْعَ أَيِ استَرَق مُستخفِياً. وَيُقَالُ: هُوَ يُسارِق النظَر إِلَيْهِ إِذَا اهْتَبَل غَفلتَه لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عدِيّ: مَا نَخاف عَلَى مَطيَّتها السَّرَق ؛ هُوَ بِمَعْنَى السَّرِقَةِ وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَسْتَرِق الجِنُّ السَّمْع ؛ هُوَ تَفْتَعِلُ مِنَ السَّرِقة أَيْ أَنَّهَا تسمعُه مختفِيةً كَمَا يَفْعَلُ السارِق، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ فِعْلًا وَمَصْدَرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ سَرَّق فِي مَعْنَى سَرَق؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

لا تَحْسَبَنَّ [تَحْسِبَنَ] دَراهِماً سَرَّقْتَها ... تَمْحُو مَخازيَكَ الَّتِي بعُمانِ أَيْ سَرَقْتها، قَالَ: وَهَذَا فِي الْمَعْنَى كَقَوْلِهِمْ إِنَّ الرِّقِينَ تُغَطِّي أفْنَ الأَفِينَ أَيْ لَا تحسَبْ كَسْبَك هَذِهِ الدَّرَاهِمَ مِمَّا يُغَطِّي مَخَازِيكَ. والاسْتِراق: الخَتْل سِرًّا كَالَّذِي يَسْتَمِعُ، والكَتَبةُ يَسْتَرِقُون مِنْ بَعْضِ الْحِسَابَاتِ. ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ، قَالَ: السَّارِقُ عِنْدَ الْعَرَبِ مَنْ جَاءَ مُسْتَتِراً إِلَى حِرْزٍ فَأَخَذَ مِنْهُ مَا لَيْسَ لَهُ، فَإِنْ أَخْذَ مَنْ ظَاهِرٍ فَهُوَ مُخْتَلِس ومُسْتَلِب ومُنْتَهِب ومُحْتَرِس، فَإِنْ مَنَعَ مِمَّا فِي يَدَيْهِ فَهُوَ غَاصِبٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ، يَعْنُونَ يُوسُفَ، وَيُرْوَى أَنَّهُ كَانَ أَخَذَ فِي صِغَره صُورَةً، كَانَتْ تُعْبَد لِبَعْضِ مَنْ خَالَفَ ملَّة الإِسلام، مِنْ ذَهَبٍ عَلَى جِهَةِ الإِنكار لِئَلَّا تُعَظَّم الصورةُ وتُعْبَد. والمُسارَقة والاسْتِراق والتَّسَرُّق: اخْتِلَاسُ النَّظَرِ وَالسَّمْعِ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: بَخِلَتْ عَلَيْكَ، فَمَا يَجُودُ بِنَائِلٍ ... إِلَّا اخْتِلاس حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ وَقَوْلَ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: فأَما سُراقاتُ الهِجاءِ، فَإِنَّهَا ... كلامٌ تَهاداه اللئامُ تَهادِيا جَعَلَ السُّرَاقَةَ فِيهِ اسمَ مَا سُرِق، كَمَا قِيلَ الخُلاصة والنُّقاية لِمَا خُلِّص ونُقِّيَ. وسَرِقَ الشيءُ سَرَقاً: خَفِيَ. وسَرِقَت مفاصلُه وانْسَرَقتْ: ضَعُفت؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ الظبْيَ: فاتِرَ الطَّرْف فِي قُواه انْسِراقُ والانْسِراق: أَنْ يَخْنُس إِنْسَانٌ عَنْ قَوْمٍ لِيَذْهَبَ؛ قَالَ وَقِيلَ فِي قَوْلِ الأَعشى: فَهِيَ تَتْلو رَخْصَ الظُّلوف ضَئيلًا ... فاتِرَ الطَّرْف، فِي قُواه انْسِراق إِنَّ الانْسِراقَ الْفُتُورُ وَالضَّعْفُ؛ وَقَالَ الأَعشى أَيْضًا: فِيهِنَّ مَحْروقُ النَّواصِف مَسْروقُ ... البُغام وشادِنٌ أكْحل أَرَادَ أَنَّ فِي بُغامه غُنّة فَكَأَنَّ صَوْتَهُ مَسْرُوقٌ. والسَّرَق: شِقاقُ الْحَرِيرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَجْوَدُهُ، وَاحِدَتُهُ سَرَقة؛ قَالَ الأَخطل: يَرْفُلْن فِي سَرَقِ الفِرِنْدِ وقَزِّه، ... يَسْحَبْنَ مِنْ هُدَّابِه أذْيالا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ أَصْلُهُ سَرَهْ أَيْ جَيِّدٌ، فَعَرَّبُوهُ كَمَا عُرِّبَ بَرَقٌ للْحَمَل وَأَصْلُهُ بَرَه، ويَلْمَق لِلْقَباء وَأَصْلُهُ يَلْمَه، وإسْتَبْرَق لِلْغَلِيظِ مِنَ الدِّيبَاجِ وَأَصْلُهُ اسْتَبْرَهْ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ سِتَبْرَهْ أَيْ جَيِّدٌ، فَعَرَّبُوهُ كَمَا عَرَّبُوا بَرَق ويَلْمَق، وَقِيلَ: إِنَّهَا البِيضُ مِنْ شُقَق الْحَرِيرِ؛ وَأَنْشَدَ لِلْعَجَّاجِ: ونَسَجَت لَوامِعُ الحَرُورِ، ... مِنْ رَقْرَقانِ آلِها المسْجورِ، سَبائِباً كسَرَق الحَرِيرِ وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عمرو: أَنَّ سَائِلًا سَأَلَهُ عَنْ بَيْعِ سَرَقِ الْحَرِيرِ قَالَ: هَلَّا قُلْتَ شُقَق الْحَرِيرِ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَرَقُ الحَرِير هِيَ الشُّقَقُ إِلَّا أَنَّهَا البِيضُ خَاصَّةً، وصَرَقُ الْحَرِيرِ بِالصَّادِّ أَيْضًا؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ للأَخطل: كَأَنَّ دَجائجاً، فِي الدَّارِ، رُقطاً ... بَناتُ الرُّوم فِي سَرَقِ الحَرِير

وَقَالَ آخَرُ: يَرْفُلْنَ فِي سَرَقِ الحريرِ وقزِّه، ... يَسْحَبْن مِنْ هُدّابه أَذْيَالَا وَفِي حَدِيثُ عَائِشَةَ: قَالَ لَهَا رَأيْتُكِ يَحْمِلُكِ الملَكُ فِي سَرَقةٍ مِنْ حَرير أَيْ قِطْعة مِنْ جَيِّد الْحَرِيرِ، وَجَمْعُهَا سَرَق. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: رأيتُ كَأَنَّ بِيَدِي سَرَقةً مِنْ حَرِيرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا بِعْتُم السَّرَقَ فَلَا تَشْتَروه أَيْ إِذَا بِعْتُموه نَسِيئة، وَإِنَّمَا خَصَّ السَّرَق بِالذِّكْرِ لأَنه بلَغَه أَنَّ تُجّاراً يَبِيعُونَهُ نَسِيئَةً ثُمَّ يَشْتَرُونَهُ بِدُونِ الثَّمَنِ، وَهَذَا الْحُكْمُ مطَّرد فِي كُلِّ المَبِيعات، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى العِينَة. والسَّوارق: الْجَوَامِعُ، وَاحِدَتُهُ سَارِقَةٌ؛ قَالَ أَبُو الطَّمَحان: وَلَمْ يَدْعُ داعٍ مِثْلُكُمْ لِعَظيمة، ... إِذَا أزَمَت بالساعِدَيْنِ السَّوارِقُ وَقِيلَ: السَّوارِق مَسامير فِي الْقُيُودِ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاعِي: وأزْهَر سخَّى نَفْسَه عَنْ بِلادِه ... حَنايا حَديدٍ مُقْفَل وسَوارِقه وسارِقٌ وسَرَّاق ومَسْروق وسُراقة، كُلُّهَا: أَسْمَاءٌ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه، ... والمرءُ عِنْدَ الرُّشا إِنْ يَلْقَها ذِيبُ ومَسْرُقان: مَوْضِعٌ أَيْضًا «5». قَالَ يَزِيدَ بْنِ مُفَرِّغ الحِمْيَري وَجَمَعَ بَيْنَ الْمَوْضِعَيْنِ: سَقَى هزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرَى ... مَنازِلَها مِنْ مَسْرُقان وسُرَّقا وسُراقة بْنُ جَعْشَمَ: مِنَ الصَّحَابَةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وسُراقة بْنُ مَالِكٍ المُدْلِجي أَحَدُ الصَّحَابَةِ. وسُرَّقُ: إِحْدَى كُوَرِ الأَهوازِ وَهُنَّ سَبْعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وسُرَّق اسْمُ مَوْضِعٍ فِي العِراق؛ قَالَ أَنَسُ بْنُ زُنَيم يخاطب الحرث بْنَ بَدْر الغُداني حِينَ ولّاه عبد الله بْنُ زِياد سُرَّق: أحارِ بْنَ بَدْر، قَدْ وَلِيتَ إِمَارَةً، ... فكُنْ جُرَذاً فِيهَا تَخُون وتَسْرِقُ وَلَا تَحْقِرَنْ، يَا حارِ، شَيْئًا أصَبْتَه، ... فحَظُّك مِنْ مُلْك العِراقين سُرَّقُ فإنَّ جميعَ الناسِ إِمَّا مكذَّبٌ ... يَقُولُ بِمَا يَهْوَى، وَإِمَّا مصدَّقُ يَقُولُونَ أَقْوَالًا وَلَا يَعْلَمُونَهَا، ... وَإِنْ قِيلَ: هَاتُوا حَقِّقوا، لَمْ يُحَقِّقوا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لسارِق الشِّعْر سُراقة، وَلِسَارِقِ النظَر إِلَى الغِلمان الشَّافِن. سردق: السُّرادِق: مَا أَحَاطَ بِالْبِنَاءِ، وَالْجَمْعُ سُرادِقات؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمَعُوهُ بِالتَّاءِ وَإِنْ كَانَ مُذَكَّرًا حِينَ لَمْ يُكَسِّرْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها ، فِي صِفَةِ النَّارِ أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: صَارَ عَلَيْهِمْ سُرادِقٌ مِنَ الْعَذَابِ. والسُّرادِقُ: كُلُّ مَا أحاطَ بشيءٍ نَحْوَ الشُّقَّة فِي المِضْرَب أَوِ الْحَائِطِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الشَّيْءِ. ابْنُ الأَثير: وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ السُّرادِق فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَهُوَ كُلُّ مَا أَحَاطَ بشيءٍ مِنْ حَائِطٍ أَوْ مِضْرَب أَوْ خِبَاءٍ. وَقَالَ بعض أهل

_ (5). قوله [ومسرقان موضع أيضاً] هكذا في الأصل

التَّفْسِيرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ؛ هُوَ مِنْ سُرادِقِ أَهْلِ النَّارِ. وَبَيْتٌ مُسَرْدَق: وَهُوَ أَنْ يَكُونَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلُهُ مَشْدُودًا كُلُّهُ؛ وَقَدْ سَرْدَقَ الْبَيْتُ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ يَذْكُرُ قَتْلَ كِسْرى لِلنُّعْمَانِ: هُوَ المُدْخِل النُّعْمان بَيْتاً، سَماؤه ... صُدورُ الفُيولِ، بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ الْجَوْهَرِيُّ: السُّرادِق وَاحِدٌ السُّرادِقات الَّتِي تُمَدُّ فَوْقَ صَحْنِ الدَّارِ. وَكُلُّ بَيْتٍ مِنْ كُرْسُف فَهُوَ سُرادِق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَا حَكَمُ بنَ المُنْذِر بْنِ الجارودْ، ... أنتَ الجوادُ ابنُ الْجَوَادِ المحمودْ، سُرادِقُ المَجْد عَلَيْكَ ممدودْ وَقِيلَ: الرَّجَزُ لِلْكَذَّابِ الحِرْمازي، وَأَنْشَدَ بَيْتًا للأَعشى وَقَالَ فِي سَبَبِهِ: يَذْكُرُ ابْنَ وَبْر وقَتْلَه النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ تَحْتَ أَرْجُلِ الفِيَلة، وَأَنْشَدَ الْبَيْتَ الَّذِي تَقَدَّمَتْ نِسْبَتُهُ لِسَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ. والسُّرادِقُ: الْغُبَارُ السَّاطِعُ؛ قَالَ لَبِيدٍ يَصِفُ حُمُراً: رَفَعْنَ سُرادِقاً فِي يَوْمِ رِيحٍ، ... يُصَفِّقُ بَينَ مَيْلٍ واعْتِدال وَهُوَ أَيْضًا الدُّخَّانُ الشَّاخِصُ الْمُحِيطُ بِالشَّيْءِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ عَيْرًا يَطْرُدُ عَانَةً، وَأَنْشَدَ الْبَيْتَ. سرمق: السَّرْمَق، بِالْفَتْحِ: ضَرْبٌ من النبت. سعبق: السَّنَعْبُقُ: نَبْتٌ خَبِيثُ الرِّيحِ يَنْبُتُ فِي أَعْرَاضِ الْجِبَالِ الْعَالِيَةِ حِبالًا بِلَا وَرَق وَلَا يَأْكُلُهُ شَيْءٌ، وَلَهُ نَوْرٌ وَلَا يَجْرِسه النَّحْلُ أَلْبَتَّةَ، وَإِذَا قُصِف مِنْهُ عُودٌ سَالَ مِنْهُ مَاءٌ صَافٍ لَزِجٌ لَهُ سَعابِيب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَكَمْتُ بِأَنَّهُ رُبَاعِيٌّ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلْلُلٌ. سعسلق: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّعْسَلِق أُمُّ السَّعالي؛ قَالَ الأَعور بْنُ بَرَاءٍ: مُسْتَسْعِلات كسَعالي سَعْسَلِقْ سعفق: قَالَ الأَزهري: كَلُّ مَا جَاءَ عَلَى فُعْلول فَهُوَ مَضْمُومُ الأَول مِثْلَ زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، إِلَّا حَرْفًا جاءَ نَادِرًا وَهُوَ بَنُو سَعْفوق لِخَوَل بِالْيَمَامَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ سُعْفوق، بِالضَّمِّ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ شُمَيْلٍ لِطَرِيفِ بْنِ تَمِيمٍ: لَا تَأْمَنَنَّ سُلَيْمَى أَنْ أُفارِقها، ... صَرْمي ظَعائِنَ هِنْدٍ، يَوْمَ سُعْفوق لَقَدْ صَرَمْتُ خَلِيلًا كَانَ يأْلَفُني، ... والآمِناتُ فِراقي بعدَه خُوق وَقَالَ: سُعْفوق ابْنِهِ، والخَوْقاء: الحَمْقاء مِنَ النِّسَاءِ. سفق: السَّفْق: لُغَةٌ فِي الصَّفْق. وَثَوْبٌ سَفِيق أَيْ صَفيق، وسَفُقَ الثوبُ يَسْفُق سَفاقةً، فَهُوَ سَفِيق: كَثُف، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذَا لَمْ يَكُنْ سَخِيفاً وَكَانَ سَفِيقاً إِذَا رَدَدْته، وأسْفَقَه الحائكُ. وَرَجُلٌ سَفِيقُ الْوَجْهِ: قليلُ الْحَيَاءِ وَقِحٌ. وسَفَقَ البابَ سَفْقاً وأسْفَقَه فانْسَفَق أَيْ أغْلَقه، وَالصَّادُ لُغَةٌ أَوْ مضارِعة، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ. أَبُو زَيْدٍ: سَفَقْتُ البابَ وأسْفَقْته إِذَا رَدَدْتَهُ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُمَا أجَفْته. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: كَانَ يَشْغَلُهم السَّفْقُ بالأَسْواق ، يُرْوَى بِالسِّينِ وَالصَّادِ،

يُرِيدُ صَفْقَ الأَكُفّ عِنْدَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، والسينُ والصادُ يَتَعَاقَبَانِ مَعَ الْقَافِ وَالْخَاءِ، إِلَّا أَنَّ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ يَكْثُرُ فِي الصَّادِ وَبَعْضُهَا يَكْثُرُ فِي السِّينِ، وَهَكَذَا يُرْوَى حَدِيثُ البَيْعة: أعْطاه صَفْقةَ يمينِه ، بِالسِّينِ وَالصَّادِ، وخصَّ اليَمينَ لأَنّ البَيْعَ والبَيْعةَ يَقَعُ بِهَا. وسَفَقَ وَجْهَ الرَّجُلِ: لَطَمَه. وأسْفَقَ الغنمَ: لَمْ يَحْلُبْها فِي الْيَوْمِ إِلَّا مَرَّةً. وَالسَّفْقَتِينُ «1». ذُبَابٌ عَظِيمٌ يَلْزَمُ الدَّوَابَّ وَالْبَقَرَ، وَالصَّادُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. سَفْسَقَ: سِفْسِقة السَّيْفِ: طريقتُه، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الشُّطْبَتَينِ عَلَى صَفْح السَّيْفِ طُولًا، وسَفاسِقُه: طَرَائِقُهُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الفِرِنْد، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذِي سَفاسِقَ مَيْلَه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مُسَمَّط وَهُوَ: ومُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه، ... أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه فَجَعْتُ بِهِ فِي مُلْتَقَى الحيِّ خيْلَه، ... تركتُ عِتاقَ الطير تَحْجِلُ حَوْلَه كأنَّ عَلَى سِرْبالهِ نَضْحَ جِرْيالِ وَقَالَ عِمَارَةُ: ومِحْوَرٍ أخْضَرَ ذِي سَفاسِق وَالْوَاحِدَةُ سِفْسِقة، وَهِيَ شُطْبة السَّيْفِ كأنَّها عَمُودٌ فِي مَتْنِهِ مَمْدُودٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ جَالِسًا إِذْ سَفْسَقَ عَلَى رأسِه عُصْفور فنَكَتَه بيدِه ، أَيْ ذَرَقَ. يُقَالُ: سَفْسَقَ وزَقْزَقَ وسَقَّ وزَقَّ إِذَا حَذَفَ بذَرْقِه. وسَفْسَقَ الطَّائِرُ إِذَا رَمَى بِسَلْحِهِ. وَحَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ سَفاسِفَه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فِي السِّينِ وَالْفَاءِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْعَسْكَرِيُّ بِالْفَاءِ وَالْقَافِ وَلَمْ يُورِدْهُ فِي السِّينِ وَالْقَافِ، وَالْمَشْهُورُ الْمَحْفُوظُ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ إِنَّمَا هُوَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ قَسْقاسَتَه ، بقافين قبل السِّينَيْنِ، وَهِيَ الْعَصَا، فَأَمَّا سَفاسِفه وَسَفَاسِقُهُ بِالْقَافِ وَالْفَاءِ فَلَا نَعْرِفُهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ لِطَرَائِقِ السَّيْفِ سَفاسِقه، بِفَاءٍ بَعْدَهَا قَافٌ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا الفِرِنْد، فَارِسِيَّةٌ معرَّبة. أَبُو عَمْرٍو: فِيهِ سَفْسُوقةٌ مِنْ أَبِيهِ ودُبَّةٌ «2». أَيْ شَبَهٌ. والسَّفْسُوقة: المحجَّة الواضحة. سقق: سَقَّ العصفورُ وسَقْسَقَ الطائرُ: ذَرَقَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: السُّقُق الْمُغْتَابُونَ. وَرَوَى أَبُو عُثْمَانَ النَّهدي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يُجالِسُه إذْ سَقْسَق عَلَى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ ثُمَّ قَذَفَ خُرْءَ بطنِه عَلَيْهِ فنَكَتَه بِيَدِهِ ؛ قَوْلُهُ سَقْسَقَ أَيْ ذَرَق. وَيُقَالُ: سَقَّ وزَقَّ وزَخَّ وتَرَّ وهَكَّ إِذَا حَذَفَ بِهِ. وسَقْسَقَ الْعُصْفُورُ: صَوَّت بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمْ قَرْيةٍ سَقْسَقْتَها وبَعَرْتَها، ... فجعلْتُها لَكَ كلَّها إقْطاعا وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ شقشق، بالشين. سلق: السَّلْقُ: شِدَّةُ الصَّوْتِ، وسَلَق لُغَةٌ فِي صَلَق أَيْ صاحَ. الأَصمعي: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ وَغَيْرُهُ بِالسِّينِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ أَو حَلَقَ ، أَبو عُبَيْدٍ: سَلَق

_ (1). قوله [والسفقتين إلخ] هكذا في الأصل (2). قوله [ودبة] هكذا هو في الأَصل مضبوطاً

يَعْنِي رفَعَ صَوْتَهُ عِنْدَ مَوْتِ إِنسان أَو عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ تَصُكَّ المرأَةُ وجْهها وتَمْرُسَه، والأَول أَصح، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَعَنَ اللَّهُ السالقةَ والحالِقةَ ، وَيُقَالُ بِالصَّادِ، وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَنْ سَلَق أَي خَمَشَ وَجْهَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، ومِنَ السَّلْقِ رَفْعِ الصَّوْتِ قولُهم: خَطِيب مِسْلَق. وسَلَقَه بِلِسَانِهِ يَسْلقه سلْقاً: أَسمعه ما يكره فأَكثر. وسَلَقه بِالْكَلَامِ سَلْقاً إِذا آذَاهُ، وَهُوَ شِدَّةُ الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ ، أَي بالَغُوا فِيكُمْ بِالْكَلَامِ وخاصَمُوكم فِي الْغَنِيمَةِ أَشَدَّ مخاصمةٍ وأَبْلَغَها، أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ، أَي خَاطَبُوكُمْ أَشَدَّ مُخاطبة وَهُمْ أَشِحَّة عَلَى الْمَالِ وَالْغَنِيمَةِ، الْفَرَّاءُ: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ مَعْنَاهُ عَضُّوكم، يَقُولُ: آذَوكم بِالْكَلَامِ فِي الأَمر بأَلْسِنة سَلِيطة ذَرِبَة، قَالَ: وَيُقَالُ صَلَقوكم وَلَا يَجُوزُ فِي القراءَة. ولسان مِسْلَقٌ: حديد ذَلِقٌ. وَلِسَانٌ مِسْلَق وسَلَّاق: حَدِيدٌ. وخَطِيب سَلَّاق: بَلِيغٌ فِي الخُطبة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ: ذَاكَ الخَطِيب المِسْلَق ، يُقَالُ: مِسْلَق ومِسْلاق إِذا كَانَ نِهَايَةً فِي الخِطابة، قَالَ الأَعشى: فيهمُ الحَزْمُ والسَّماحةُ، والنَّجْدةُ ... فيهمْ، والخَاطِبُ السَّلَّاقُ وَيُرْوَى المِسْلاق. وَيُقَالُ: خَطِيبٌ مِسْقَع مِسْلَق، وَالْخَطِيبُ المِسْلاق: الْبَلِيغُ وَهُوَ مِنْ شِدَّةِ صَوْتِهِ وَكَلَامِهِ. والسَّلْق: الضَّرْبُ. وسلَقَه بالسَّوْط ومَلَقه أَي نَزَعَ جِلْدَهُ، وَيُفَسِّرُ ابنُ الْمُبَارَكِ قولَه: لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَق، مِنْ هَذَا. وسَلَق الشيءَ بالماءِ الْحَارِّ يَسْلُقه سَلْقاً: ضَرَبَه. وسَلَقَ البَيْضَ والبَقل وغيرَه بِالنَّارِ: أَغلاه، وَقِيلَ: أَغلاه إِغلاءَةً خَفِيفَةً. وسَلَقَ الأَدِيمَ سَلْقاً: دَهَنَهُ، وَكَذَلِكَ المَزادة، قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّهما مَزادتا مُتَعَجِّلٍ ... فَرِيَّان لَمَّا يُسْلَقَا بِدِهان وسَلَقَ ظهرَ بَعِيره يَسْلُقه سَلْقاً: أَدْبَره. والسَّلْق والسَّلَق: أَثر دَبَرة البعير إِذا بَرَأَتْ وابيضَّ موضِعُها. والسَّلِيقة: أَثر النِّسْع فِي الْجَنْبِ. ابْنُ الأَعرابي: أَبْرأَ الدبَرُ إِذا بَرَأَ وَابْيَضَّ، قَالَ: وأَسْلَق الرجلُ إِذا ابْيَضَّ ظهْرُ بَعِيره بَعْدَ بُرْئِهِ مِنَ الدَّبَرِ. يُقَالُ: مَا أَبْيَنَ سَلْقَه! يَعْنِي بِهِ ذَلِكَ الْبَيَاضُ. أَبُو عُبَيْدٍ: السَّحْر والسَّلْق أَثر دَبْرَةِ البعير إذا برأَت وابيض مَوْضِعُهَا. وَيُقَالُ: لأَثر الأَنْساع فِي بَطْنِ الْبَعِيرِ يَنْحَصُّ عَنْهُ الْوَبَرُ: سَلائِق، شبِّهت بِسلائِق الطُّرُقات فِي المحجَّة. والسَّلائِقُ: الشَّرَائِحُ مَا بَيْنَ الْجَنْبَيْنِ، الْوَاحِدَةُ سَلِيقة. اللَّيْثُ: السَّلِيقةُ مَخْرَج النِّسْع فِي دَفِّ الْبَعِيرِ، وأَنشد: تبرُقُ فِي دَفِّها سَلائِقُها قَالَ: اشتقَّ مِنْ قَوْلِكَ سَلَقْت شَيْئًا بالماءِ الْحَارِّ، وَهُوَ أَن يَذْهَبَ الْوَبَرُ وَيَبْقَى أَثره، فَلَمَّا أَحرقته الْحِبَالُ شُبِّهَ بِذَلِكَ فسُمِّيَت سَلائِقَ، والسَّلائق: مَا سُلِقَ مِنَ الْبُقُولِ، الأَزهري: مَعْنَاهُ طُبِخ بِالْمَاءِ مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ وأُكِل فِي الْمَجَاعَاتِ. وكلُّ شيءٍ طَبَخْتَهُ بالماءِ بَحْتاً، فَقَدْ سَلَقْتَه، وَكَذَلِكَ البَيْض يُطْبَخُ بِالْمَاءِ بِقِشْرِهِ الأَعلى، قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فَرِيَّانِ لمَّا يُسْلَقا بدِهان شَبَّهَ عَيْنَيْهَا وَدُمُوعَهَا بِمَزَادَتَيْ ماءٍ لَمْ تُدْهَنا، فقَطَرانُ مَائِهِمَا أَكثر، وَمَعْنَى لَمْ يُسْلَقا لَمْ يُدْهَنا وَلَمْ يُرْوَيَا

بِالدُّهْنِ كَمَا يُسْلَق كلُّ شَيْءٍ يُطْبَخُ بِالْمَاءِ مِنْ بَقْلٍ وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: رَكِبْتُ دَابَّةَ فُلَانٍ فسَلَقَتْني أَي سَحَجَتْ باطنَ فَخِذِي. والسَّلِيقة: الطَّبِيعَةُ والسجيَّة. وَفُلَانٌ يقرأُ بالسَّلِيقة أَي بِطَبِيعَتِهِ لَا بتعلُّم، وَقِيلَ: يقرأُ بالسَّلِيقِيَّة وَهِيَ مَنْسُوبَةٌ أَي بِالْفَصَاحَةِ مِنْ قَوْلِهِمْ سَلَقُوكم، وَقِيلَ: بالسَّلِيقِيَّة أَي بطَبْعِه الَّذِي نشأَ عَلَيْهِ وَلُغَتِهِ. أَبو زَيْدٍ: إِنه لَكَرِيمُ الطَّبِيعَةِ والسَّلِيقة، الأَزهري: الْمَعْنَى أَن القراءَة سُنَّة مأْثورة لَا يَجُوزُ تعدِّيها، فإِذا قرأَ البَدَوِيّ بِطَبْعِهِ وَلُغَتِهِ وَلَمْ يَتْبَعْ سُنَّة قُرَّاءِ الأَمصار قِيلَ: هُوَ يقرأُ بالسَّلِيقِيَّة أَي بطبيعتِه لَيْسَ بِتَعْلِيمٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالنَّسَبُ إِلَى السَّلِيقة سَلِيقيٌّ نَادِرٌ، وَقَدْ أَبَنْتُ وَجْهَ شُذُوذِهِ فِي عَمِيرَةَ كَلْبٍ، وَهَذِهِ سَلِيقتُه الَّتِي سُلِق عَلَيْهَا وسُلِقَها. ابْنُ الأَعرابي: والسَّلِيقةُ المحَجَّة الظَّاهِرَةُ. والسَّلِيقة: طَبْعُ الرَّجُلِ. والسَّلَق: الْوَاسِعُ مِنَ الطُّرُقَاتِ. اللَّيْثُ: السَّلِيقيّ مِنَ الْكَلَامِ مَا لَا يُتَعَاهَدُ إِعرابُه وَهُوَ فَصِيحٌ بَلِيغٌ فِي السَّمْعِ عُثُورٌ فِي النَّحْوِ. غَيْرُهُ: السَّلِيقيّ مِنَ الْكَلَامِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الْبَدَوِيُّ بِطَبْعِهِ وَلُغَتِهِ، وَإِنْ كَانَ غيرُه مِنَ الْكَلَامِ آثرَ وأَحسنَ، وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَسود: أَنه وَضَعَ النَّحْوَ حِينَ اضْطِرَابِ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَغَلَبَتِ السَّلِيقِيَّة أَي اللُّغَةُ الَّتِي يَسْتَرْسِلُ فِيهَا الْمُتَكَلِّمُ عَلَى سَلِيقته أَي سَجِيَّتِهِ وَطَبِيعَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَعَمُّدِ إِعراب وَلَا تَجَنُّبِ لَحْنٍ، قَالَ: ولستُ بنحويٍّ يلُوك لِسانَه، ... وَلَكِنْ سَلِيقيٌّ أَقولُ فأُعْرِب أَي أَجري عَلَى طَبِيعَتِي وَلَا أَلحن. والسَّلِيقَة: شَيْءٌ يَنْسُجُه النَّحْلُ فِي الْخَلِيَّةِ طُولًا التَّهْذِيبِ النَّضِرُ السِّلْق الجُكَندَر «3» والسَّلِيقة: الذُّرة تُدَقُّ وَتُصْلَحُ وَتَطْبَخُ بِاللَّبَنِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وسَلَق البَرْدُ النباتَ: أَحرقه. والسَّلِيق مِنَ الشَّجَرِ: الَّذِي سَلَقَه البردُ فأَحرقه. الأَصمعي: السَّلِيق الشَّجَرُ الَّذِي أَحرقه حرٌّ أَو بَرْدٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السَّلِيق مَا تَحَاتَّ مِنْ صِغَارِ الشَّجَرِ، قَالَ: تَسْمَعُ مِنْهَا، فِي السَّلِيق الأَشْهَبِ، ... مَعْمَعةً مِثْلَ الضِّرام المُلْهَبِ الأَصمعي: السَّلَق الْمُسْتَوِي الليِّن مِنَ الأَرض، والفَلَقُ الْمُطَمْئِنُ بَيْنَ الرَّبْوَتين. ابْنُ سِيدَهْ: السَّلَق الْمَكَانُ الْمُطَمْئِنُ بَيْنَ الرَّبْوَتَيْنِ يَنْقَادُ، وَقِيلَ: هُوَ مَسيل الماءِ بَيْنَ الصَّمْدَيْنِ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ أَسْلاق وسُلْقان وسِلْقان وأَسالِقُ، قَالَ جَنْدَلٌ: إنِّي امْرُؤ أُحْسِنُ غَمْزَ الفائِق، ... بَيْنَ اللَّهَا الْوَالِجِ والأَسالِق وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ ابْنُ سِيدَهْ عَلَى أَعالي الْفَمِ كَمَا نَذْكُرُهُ فِيمَا بَعْدُ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّلَق القاعُ الْمُطَمْئِنُ الْمُسْتَوِي لَا شَجَرَ فِيهِ. أَبو عَمْرٍو: السَّلِيق اليابسُ مِنَ الشَّجَرِ. قَالَ الأَزهري: شَهِدْتُ رِيَاضَ الصَّمَّان وقِيعانَها وسِلْقانَها [سُلْقانَها]، فالسَّلَق مِنَ الرِّيَاضِ مَا اسْتَوَى فِي أَعالي قِفافها وأَرضُها حُرَّة الطِّينِ تُنْبِت الكِرْشَ والقُرَّاصَ والمُلَّاحَ والذُّرَقَ، وَلَا تُنْبِتُ السدرَ وعظامَ الشَّجَرِ، وأَما القِيعانُ فَهِيَ الرِّيَاضُ الْمُطَمْئِنَةُ تُنْبِتُ السِّدْرَ وَسَائِرَ نَبَاتِ السَّلَق تَسْتَرْبِضُ سيولُ الْقِفَافِ حَوَالَيْهَا، والمُتونُ الصُّلْبةُ الْمُحِيطَةُ. والسَّلَقُ: القاعُ الصفصف، وجمعه سُلْقان

_ (3). 1 قوله" الجكندر" هكذا في الإصل بهذا الضبط، وبهامشه هكذا رأيته وكتب عليه السيد مرتضى ما نصه: قلت هو بالفارسية ويقال أيضا جغندر وهو صحيح انتهى. محمد مرتضى.

مِثْلُ خَلَق وخُلْقان، وَكَذَلِكَ السَّمْلَق بِزِيَادَةِ الْمِيمِ، وَالْجَمْعُ السَّمالِق، قَالَ أَبو النَّجْمِ فِي جَمْعِ سُلْقان: حَتَّى رَعَى السُّلْقانَ فِي تَزْهِيرها وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَسلاق، قَالَ الأَعشى: كخَذولٍ تَرعَى النَّواصِفَ من تَثْلِيثَ ... قَفْراً، خَلا لَهَا الأَسْلاقُ تَنْفُض المَرْدَ والكَباثَ بِحِمْلاجٍ ... لَطِيفٍ، فِي جَانِبَيْهِ انْفِرَاقُ الخَذُول: الظَّبْيَةُ الْمُتَخَلِّفَةُ عَنِ الظِّبَاءِ، والنَّواصِفُ: جَمْعُ ناصِفة وَهِيَ المَسِيل الضَّخْمُ، وَخَلَا: أَنبت لَهَا الْخَلَى، والمَرْد والكَباثُ: ثمرُ الأَراك، وأَراد بالحِمْلاج يدَها، وَانْفِرَاقُ: يَعْنِي انْفِرَاقَ ظِلْفَيها، وأَما قَوْلُ الشَّمَّاخِ: إِن تُمسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... مِنَ الأَسالِق، عَارِي الشَّوْك مَجْرُودِ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ سَلَق كَمَا قَالُوا رَهْط وأَراهط، وإِن اخْتَلَفَا بِالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَسْلاقٍ الَّذِي هُوَ جَمْعُ سَلَق، فَكَانَ يَنْبَغِي عَلَى هَذَا أَن يَكُونَ مِنْ الأَسالِيق إِلا أَنه حَذَفَ الْيَاءَ لأَن فَعِلن هُنَا أَحسن فِي السَّمْعِ مِنْ فاعِلُن. وسَلَقَ الجُوالق يَسْلُقه سَلْقاً: أَدخل إِحدى عُرْوَتَيْهِ فِي الأُخرى، قَالَ: وحَوْقل ساعِدُه قَدِ انْمَلَقْ ... يَقُولُ: قَطْباً ونِعِمّا، إِن سَلَقْ أَبو الْهَيْثَمِ: السَّلْقُ إِدخال الشِّظاظ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي عُرْوَتَيِ الجُوَالِقَين إِذا عُكِما عَلَى الْبَعِيرِ، فإِذا ثَنَيْتَهُ فَهُوَ القَطْب، قَالَ الرَّاجِزُ: يَقُولُ: قَطْباً ونِعمَّا، إِن سَلَقْ ... بحَوْقَل ذِراعُه قَدِ انْمَلَقْ ابْنُ الأَعرابي: سَلَقَ العُودَ فِي عُرَى العِدْلين وأَسْلَقه، قَالَ: وأَسْلَقَ صادَ سِلْقة، وَيُقَالُ: سَلَقْت اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ إِذا انْتَجَيْتَه عَنْهُ، وَمِنْهُ قِيلَ للذِّئْبَة سِلْقة، والسِّلْقة: الذِّئْبَةُ، وَالْجَمْعُ سِلَق وسِلْق. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ سِلْق بِتَكْسِيرٍ أَنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ سِدْرة وسِدْر، وَالذَّكَرُ سِلْق، وَالْجَمْعُ سِلْقان وسُلْقان، وَرُبَّمَا قِيلَ للمرأَة السَّلِيطَةِ سِلْقة. وامرأَة سِلْقة: فَاحِشَةٌ. والسِّلْقة: الْجَرَادَةُ إِذا أَلقت بَيْضَهَا. والسِّلْق: بَقْلَةٌ. غَيْرُهُ: السِّلْق نَبْتٌ لَهُ ورقٌ طُوال وأَصلٌ ذَاهِبٌ فِي الأَرض، وورقُه رَخْص يُطْبَخُ. غَيْرُهُ: السِّلْق النَّبْتُ الَّذِي يُؤْكَلُ. والانْسِلاقُ فِي العين: حمرة تعتريها فتقَشّرُ. والسُّلاق: حَبٌّ يثُورُ عَلَى اللِّسَانِ فَيَتَقَشَّرُ مِنْهُ أَو عَلَى أَصل اللِّسَانِ، وَيُقَالُ: تقَشُّرٌ فِي أُصول الأَسنان، وَقَدِ انْسَلَق. وَفِي حَدِيثُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ: لَقَدْ رأَيتُني تاسِعَ تِسْعة قَدْ سُلِقَت أَفواهُنا مِنْ أَكل وَرَقِ الشَّجَرِ، مَا مِنَّا رَجُلٌ اليومَ إِلا عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأَمصار ، سُلِقَت: مِنَ السُّلَاق وَهُوَ بَثَرٌ يَخْرُجُ مِنْ بَاطِنِ الْفَمِ، أَي خَرَجَ فِيهَا بُثُورٌ. والأَسالِق: أَعالي بَاطِنِ الْفَمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَعالي الْفَمِ، وَزَادَ غَيْرُهُ: حَيْثُ يَرْتَفِعُ إِليه اللِّسَانُ، وَهُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ، قَالَ جَرِيرٌ: «1» إِني امْرِؤٌ أُحْسِنُ غَمْزَ الْفَائِقِ، ... بَيْنَ اللَّهَا الداخلِ والأَسالِق وسَلَقَه سَلْقاً وسَلْقاه: طَعَنَهُ فأَلقاه عَلَى جَنْبِهِ. يُقَالُ: طَعَنْتُهُ فسَلَقْتُه إِذا أَلقيته عَلَى ظَهْرِهِ، وربما قالوا

_ (1). 1 روي هذا البيت في الصفحة السابقة لجندل، ثم روي هنا لجرير، وفيه لفظة الداخل بدل الوالج، ولم نجد له في ديوان جرير أَثراً.

سَلْقَيْتُه سِلْقاءً، يَزِيدُونَ فِيهِ الْيَاءَ كَمَا قَالُوا جَعْبَيْتُه جِعْباءً مِنْ جَعَبْته أَي صَرَعْتُهُ، وَقَدْ تَسَلَّقَ. واسْلَنْقَى: نَامَ عَلَى ظَهْرِهِ، عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَهُوَ افْعَنْلى. وَفِي حَدِيثٍ: فإِذا رَجُلٌ مُسْلَنْقٍ أَي عَلَى قَفَاهُ. يُقَالُ: اسْلَنْقَى يَسْلَنْقي اسْلِنْقَاءً، وَالنُّونُ زائدة. وسَلَق المرأَة وسَلْقاها إِذا بَسَطَهَا ثُمَّ جَامَعَهَا. وَيُقَالُ: سَلَق فلانٌ جَارِيَتَهُ إِذا أَلقاها عَلَى قَفَاهَا ليُبَاضِعَها، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ سَلَقْتُها عَلَى قَفَاهَا. وَقَدِ اسْتَلْقَى الرَّجُلُ عَلَى قَفَاهُ إِذَا وَقَعَ عَلَى حَلاوة الْقَفَا. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتاني جِبْرِيلُ فسَلَقَني لِحلاوة القَفَا أَي أَلقاني عَلَى الْقَفَا. وقد سَلَقْته وسَلْقَيْتُه عَلَى وَزْنِ فَعْلَيْتُه: مأْخوذ مِنَ السَّلْق وَهُوَ الصَّدْم وَالدَّفْعُ، قَالَهُ شَمِرٌ. الْفَرَّاءُ: أَخذه الطَّبِيبُ فسَلْقاه عَلَى ظهره أَي مدَّه. والأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: اسْلَنْقى عَلَى قَفَاهُ وَقَدْ سَلْقَيْتُه عَلَى قَفَاهُ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: فانْطَلَقا بِي إِلى مَا بَيْنَ الْمَقَامِ وَزَمْزَمَ فسَلَقاني عَلَى قفايَ أَي أَلْقَياني عَلَى ظَهْرِي. يُقَالُ: سَلَقَه وسَلْقاه بِمَعْنًى، وَيُرْوَى بِالصَّادِ، وَالسِّينُ أَكثر وأَعلى. والتَّسَلُّق: الصعودُ عَلَى حَائِطٍ أَملس. وتَسَلَّق الْجِدَارَ أَي تَسوَّرَا. وَبَاتَ فُلَانٌ يَتَسَلَّقُ عَلَى فِرَاشِهِ ظَهْرًا لِبَطْنٍ إِذا لَمْ يَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ مِنْ همٍّ أَو وَجَعٍ أَقلقه، الأَزهري: الْمَعْرُوفُ بِهَذَا الْمَعْنَى الصَّادُ. ابْنُ سِيدَهْ: وسَلَقَ يَسْلُق سَلْقاً وتَسَلَّقَ صَعِد عَلَى حَائِطٍ، وَالِاسْمُ السَّلْق. والسُّلَّاقُ: عِيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، مِنْ تَسَلُّقِ الْمَسِيحِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلى السَّمَاءِ. وَنَاقَةٌ سَيْلَقٌ: مَاضِيَةٌ فِي سَيْرِهَا، قَالَ الشَّاعِرُ: وسَيْري مَعَ الرُّكْبان، كلَّ عَشِيَّةٍ، ... أُبارِي مَطاياهم بأَدماءَ سَيْلَقِ وسَلُوق: أَرض بِالْيَمَنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَرْيَةٌ بِالْيَمَنِ، وَهِيَ بِالرُّومِيَّةِ سَلَقْيَةُ، قَالَ الْقُطَامِيُّ: مَعَهُمْ ضَوارٍ مِنْ سَلُوقَ، كأَنَّها ... حُصُنٌ تَجُولُ، تُجَرِّرُ الأَرْسانا وَالْكِلَابُ السَّلُوقِيَّةُ: مَنْسُوبَةٌ إِليها، وَكَذَلِكَ الدُّرُوعُ، قَالَ النَّابِغَةُ: تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه، ... وتوقِد بالصُّفُّاحِ نارَ الحُباحِب وَيُقَالُ: سَلُوقُ مَدِينَةِ اللَّان تُنْسَبُ إِليها الْكِلَابُ السَّلُوقِيَّة. والسَّلُوقِيُّ أَيضاً: السَّيْفُ، أَنشد ثَعْلَبٌ: تَسُورُ بَيْنَ السَّرْج واللِّجامِ، ... سَوْرَ السَّلُوقِيِّ إِلى الأَجْذامِ والسَّلُوقِيّ مِنَ الْكِلَابِ والدُّروع: أَجودُها. والسَّلَقْلَقِيّة: المرأَة الَّتِي تَحِيضُ مِنْ دُبُرِها. سلمق: أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْعَجُوزِ سَلْمَق وسَمْلَق وشَمْلَق وشَلْمَق، كله مقول. سمق: السَّمْقُ: سَمْقُ النَّبَاتِ إِذَا طَالَ، سمَق النبتُ وَالشَّجَرُ وَالنَّخْلُ يَسْمُق سَمْقاً وسُموقاً، فَهُوَ سامِق وسَمِيقٌ: ارْتَفَعَ وَعَلَا وَطَالَ. وَنَخْلَةٌ سَامِقَةٌ: طَوِيلَةٌ جِدًّا. والسَّمِيقان: عُودانِ فِي النِّير قَدْ لُوقِيَ بَيْنَ طَرَفَيْهِمَا يُحِيطَانِ بعُنق الثَّوْرِ كَالطَّوْقِ لُوقِيَ بَيْنَ طَرَفَيْهِمَا تَحْتَ غَبْغَب الثَّورْ وأُسِرا بِخَيْطٍ، وَالْجَمْعُ الأَسْمِقة: خَشَبَاتٌ يَدْخُلْنَ فِي الْآلَةِ الَّتِي يُنْقَل عَلَيْهَا اللِّبِنُ. والسِّمِقُّ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ عَنْ كُرَاعٍ.

وكذِبٌ سماقٌ: خَالِصٌ بَحْت؛ قَالَ القُلاخ بْنُ حَزْنٍ: أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِياقِ، ... إِنْ لَمْ تُنَجِّينَ مِنَ الوِثاقِ، بأرْبَعٍ مِنْ كَذِبٍ سُماقِ وَيُقَالُ: أُحِبُّك حُبّاً سُمَاقًا أَي خَالِصًا، وَالْمِيمُ مُخَفَّفَةٌ. والسمَّاق، بِالتَّشْدِيدِ: مِنْ شَجَرِ القِفاف وَالْجِبَالِ وَلَهُ ثَمَرٌ حَامِضٌ عناقيدُ فِيهَا حَبُّ صِغَارٌ يُطْبَخُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَلَا أَعلمه يَنْبُتُ بِشَيْءٍ مِنْ أَرض الْعَرَبِ إِلَّا مَا كَانَ بِالشَّأْمِ، قَالَ: وَهُوَ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ. التَّهْذِيبِ: وَأَمَّا الحبَّة الْحَامِضَةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا العَبْرَب فَهُوَ السُّمّاق، الْوَاحِدَةُ سُمّاقة. وقِدر سُمّاقِيّة وَتَصْغِيرُهَا سُمَيْمِقَة وعَبْرَبِيّة وعَرَبْرَبِيّة بمعنى واحد. سمحق: السِّمْحاق: جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ فَوْقَ قِحْف الرَّأْسِ إِذَا انْتَهَتِ الشَّجَّةُ إِلَيْهَا سُمِّيَتْ سِمْحاقاً، وَكُلُّ جِلْدَةٍ رَقِيقَةٍ تُشْبِهُهَا تُسَمَّى سِمْحاقاً نَحْوَ سَماحِيق السَّلا عَلَى الْجَنِينِ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّمْحاق مِنَ الشِّجاج الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَظْمِ قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ، وَكُلُّ قِشْرَةٍ رَقِيقَةٍ سِمْحاق، وَقِيلَ: السِّمْحاق مِنَ الشِّجاج الَّتِي بَلَغَتِ السِّحاءة بَيْنَ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ، وَتِلْكَ السَّحاءة تُسَمَّى السِّمْحاق، وَقِيلَ: السِّمْحاق الْجِلْدَةُ الَّتِي بَيْنَ الْعَظْمِ وَبَيْنَ اللَّحْمِ فَوْقَ الْعَظْمِ وَدُونَ اللَّحْمِ، وَلِكُلِّ عَظْمٍ سِمْحَاقٌ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّجَّةُ الَّتِي تَبْلُغُ تِلْكَ القِشرة حَتَّى لَا يَبْقَى بَيْنَ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ غَيْرُهَا، وَفِي السَّمَاءِ سَماحيقُ مَنْ غَيْمٍ، وَعَلَى ثَرْب الشَّاةِ سماحيقُ مِنْ شَحْمٍ أَيْ شَيْءٌ رَقِيقٌ كَالْقِشْرَةِ، وَكِلَاهُمَا عَلَى التَّشْبِيهِ. والسِّمْحاق: أَثَرُ الْخِتَانِ. اللَّيْثُ: والسُّمْحوق الطَّوِيلُ الدَّقِيقُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ فِي بَابِ الطَّوِيلِ لغيره. سمسق: السَّمْسَق: السِّمْسِم، وَقِيلَ: المَرْزَنْجوشْ. والسَّمْسَق: الْيَاسَمِينُ، وَقِيلَ الآسُ، وَقَالَ الليْثُ: سَمْسَق. سملق: السَّمْلَق: الأَرض الْمُسْتَوِيَةِ، وَقِيلَ: القَفْر الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ؛ قَالَ عِمَارَةُ: يَرْمِي بهِنَّ سَمْلَقٌ عَنْ سَمْلَقِ وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي سَلَقَ. والسَّمْلَق: الْقَاعُ الْمُسْتَوِي الأَملس والأَجْرَد لَا شَجَرَ فِيهِ وَهُوَ القَرِق؛ قَالَ جَمِيلٌ: أَلَمْ تَسَلِ الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُ؟ ... وَهَلْ تخْبِرَنْكَ اليومَ بَيْدارُ سَمْلقُ؟ وَقَالَ رُؤْبَةُ: ومَخْفِق أَطْرافُه فِي مَخْفِقِ، ... أخْوَق مِنْ ذاكَ البَعِيد الأَخْوَقِ إِذَا انْفأَت أجوافُه عَنْ سَمْلقِ، ... مَرَّت كجِلدِ الصَّرصَرانِ الأَمْهَقِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ويَصير معْهدُها قَاعًا سَمْلَقاً ؛ هُوَ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ الْجَرْدَاءُ الَّتِي لَا شَجَرَ بِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: فَإِلَى الوَلِيدِ اليومَ حنَّتْ نَاقَتِي، ... تَهْوي بمُغْبَرّ المُتونِ سَمالِقِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَراد بمُغْبَرّات الْمُتُونِ فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ وَوَصَفَهُ بِالْجَمْعِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَراد سَمْلَقاً فَجَعَلَهُ سَمالِقَ كأَنَّ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ سَمْلَقٌ. وَامْرَأَةٌ سَمْلَقٌ: لَا تَلِد، شُبَّهت بالأَرض الَّتِي لَا تُنْبِتُ؛ قَالَ: مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا

وهو مذكورفي الشِّينِ. والسَّمْلَق والسَّمْلَقة: الرَّدِيئة فِي البُضْع. والسَّمْلَقةُ: الَّتِي لَا إسْكتين لَهَا. وكذِبٌ سَمَلّقٌ: خَالِصٌ بَحْت؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَقْتَضِبُونَ الكذبَ السَّمَلَّقا أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْعَجُوزِ سَمْلَق وسَلْمَق وشمْلَق وشَلْمَق. وَعَجُوزٌ سَمْلَق: سيئة الخلق. سنق: السَّنَقُ: البَشَمُ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّنِقُ الشَّبْعان كالمُتَّخِم. سَنِقَ الرجلُ سَنَقاً، فَهُوَ سَنِقٌ وسَنق: بَشِم، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ؛ يُقَالُ: شَرِبَ الْفَصِيلُ حَتَّى سَنِقَ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ كالتُّخَمَة. اللَّيْثُ: سَنِقَ الحمارُ وَكُلُّ دَابَّةٍ سَنَقاً إِذَا أَكَلَ مِنَ الرُّطْب حَتَّى أَصابه كالبَشَم، وَهُوَ الأَحمّ بِعَيْنِهِ غَيْرَ أَنَّ الأَحمّ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّاسِ، والفصيلُ إِذَا أَكْثَرَ مِنَ اللَّبَنِ يَكَادُ يَمْرَضُ؛ قَالَ الأَعشى: ويأمُرُ لليَحْموم، كلَّ عَشِيّة، ... بِقَتّ وتَعْلِيقٍ، فَقَدْ كَادَ يَسْنَقُ وأَسْنَقَ فُلَانًا النعيمُ إِذَا قَرَّفَه، وَقَدْ سَنِقَ سَنَقاً؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ فَرَسًا: فَهُوَ سَحّاجٌ مُدِلٌّ سنِقٌ، ... لاحِقُ البَطْنِ إِذَا يَعْدُو زَمَلْ والسُّنَّيْقُ: الْبَيْتُ المُجَصَّص. والسُّنَّيْقُ: الْبَقَرَةُ؛ وَلَمْ يُفَسِّرْ أَبو عَمْرٍو قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: وسِنّ كسُنَّيْقٍ سَناءً وسُنَّماً، ... دَغَرْتُ بمِزْلاج الْهَجِيرِ نَهوضِ وَيُرْوَى سَناماً وسُنَّماً، وَفَسَّرَهُ غَيْرُهُ فَقَالَ: هُوَ جَبَلٌ. التَّهْذِيبُ: وسُنَّيْق اسْمُ أَكَمَةٍ مَعْرُوفَةٍ؛ وأَورد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ. شَمِرٌ: سُنَّيْقٌ جُمِعَ سُنَّيْقاتٍ وسَنانِيقَ وَهِيَ الْآكَامُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا أَدْرِي مَا سُنَّيْق. الأَزهري: جَعَلَ شَمِرٌ سُنَّيقاً اسْمًا لِكُلِّ أَكَمَةٍ وَجَعَلَهُ نَكِرَةً مَصْرُوفَةً، قَالَ: وَإِذَا كَانَ سُنَّيْق اسْمَ أَكَمَةٍ بِعَيْنِهَا فَهِيَ عِنْدِي غَيْرُ مُجْرَاةٍ لأَنها مَعْرِفَةٌ، وَقَدْ أَجْرَاهَا إمرؤُ الْقَيْسِ وَجَعَلَهَا كَالنَّكِرَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ كَالْبَقَرَةِ، عَلَى أَنَّ الشَّاعِرَ إِذَا اضْطُرَّ أَجْرَى الْمَعْرِفَةَ الَّتِي لَا تَنْصَرِفُ. سندق: الْفَرَّاءُ: سُنْدوق وصُنْدوق، ويجمع سَنادِيقَ وصَنادِيقَ. سنسق: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ الْمُبَرِّدُ رُوِيَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ صَفْوَانَ دَخَلَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ، الغداءَ فَقَالَ أَيُّهَا الأَمير، لَقَدْ أَكَلْتُ أَكْلَةً لستُ ناسِيَهَا، أتيتُ ضَيْعَتي إبّانَ العِمارةِ فَجُلْتُ فِيهَا جَوْلَةً، ثُمَّ مِلْت إِلَى غُرْفة هَفّافةٍ تَخْتَرِقُهَا الرِّيَاحُ فُرِشَت أرضُها بِالرَّيَاحِينِ: مِنْ بَيْنِ ضَيْمَرَانٍ نافحٍ، وسَنْسَقٍ فائِحٍ، وأُتِيتُ بخُبزِ أرْزٍ كَأَنَّهُ قِطَع الْعَقِيقِ، وَسَمَكٍ بَنَانِيٍّ بِيض الْبُطُونِ سُودِ الْمُتُونِ عِرَاضِ السّرَر غِلَاظِ القَصَر، ودُقَّة وَخَلٍّ ومُرِّيّ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: السْنسَقُ صِغَارُ الآس، والدُّقَّة المِلْح. سهق: السَّهْوَق والسَّوْهَق: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَنْسِج العَجاجَ أَي تَسْفي؛ الأَخيرة عَنْ كراع. والسَّهْوَق: الرِّيّان مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ النَّمَاءِ. اللَّيْثُ: السَّهْوَق كُلُّ شَيْءٍ تَرَّ وارْتوَى مِنْ سُوق الشَّجَرِ؛ وأَنشد: وَظِيف أَزجّ الخطْوِ رَيْان سَهْوَق أَزجّ الْخَطْوِ: بَعيد مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ مُقَوَّس. والسَّهْوَق: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ وَيُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِهِمْ؛

قَالَ المرَّار الأَسدي: كأَنَّني فوقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ ... جَأبٍ، إِذَا عَشَّرَ، صَاتِي الإِرْنان وَأَنْشَدَ يَعْقُوبُ: فَهِيَ تُباري كلَّ سارٍ سَهْوَقِ، ... أَبَدَّ بَيْنَ الأُذُنَيْنِ أَفْرَقِ مؤجَّدِ المَتْنِ مِتَلّ مُطْرِقِ، ... لَا يُؤدِمُ الحيَّ إِذَا لَمْ يُغْبَقِ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الطَّوِيلَ الرِّجْلَيْنِ. والسَّهَوَّق كالسَّهْوق؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: مِنْهُنَّ ذَاتُ عُنُقٍ سَهَوَّق وَشَجَرَةٌ سَهْوَق: طَوِيلَةُ السَّاقِ. وَرَجُلٌ قَهْوَسٌ: طَوِيلٌ ضَخْمٌ، والأَلفاظ الثَّلَاثَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الطُّولِ والضِّخَم، وَالْكَلِمَةُ وَاحِدَةٌ، إِلَّا أَنَّهَا قُدِّمَت وأخِّرت كَمَا قَالُوا فِي كَلَامِهِمْ عَبَنْقاة وعَقَنْباة وبَعَنْقاة. والسَّوْهَق: الطَّوِيلُ كالسَّهْوَقِ. والسَّهْوَق: الكَذّاب. وساهُوق: موضع. سوق: السَّوق: مَعْرُوفٌ. ساقَ الإِبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً، وهو سائقٌ وسَوَّاق، شدِّد لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الْخَطْمُ الْقَيْسِيُّ، وَيُقَالُ لأَبي زغْبة الْخَارِجِيِّ: قَدْ لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: سائقٌ يَسُوقها إِلَى مَحْشَرِهَا، وشَهِيد يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا، وَقِيلَ: الشَّهِيدُ هُوَ عملها نفسه، وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: لَوْلَا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ، ... واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ وسَوَّقَها: كساقَها؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَنَا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ، ... كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطان يَسُوق النَّاسَ بعَصاه ؛ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ استقامةِ النَّاسِ وانقيادِهم إِلَيْهِ واتِّفاقِهم عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرِدْ نَفْسَ الْعَصَا وَإِنَّمَا ضَرَبَهَا مَثَلًا لِاسْتِيلَائِهِ عَلَيْهِمْ وَطَاعَتِهِمْ لَهُ، إِلَّا أَنَّ فِي ذِكْرِهَا دَلَالَةً عَلَى عَسْفِه بِهِمْ وخشونتِه عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: وسَوَّاق يَسُوق بِهِنَّ أَيْ حادٍ يَحْدُو الإِبلَ فَهُوَ يسُوقهن بحُدائِه، وسَوَّاق الإِبل يَقْدُمُها؛ وَمِنْهُ: رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير. وَقَدِ انْساقَت وتَساوَقَت الإِبلُ تَساوُقاً إِذَا تَتَابَعَتْ، وَكَذَلِكَ تقاوَدَت فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: فَجَاءَ زَوْجُهَا يَسُوق أعْنُزاً مَا تَساوَقُ أَيْ مَا تتابَعُ. والمُساوَقة: المُتابعة كَأَنَّ بعضَها يَسُوقُ بَعْضًا، والأَصل فِي تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ. وساقَ إِلَيْهَا الصَّداق والمَهرَ سِياقاً وأَساقَه، وَإِنْ كَانَ دراهمَ أَو دَنَانِيرَ، لأَن أَصل الصَّداق عِنْدَ الْعَرَبِ الإِبلُ، وَهِيَ الَّتِي تُساق، فَاسْتَعْمَلَ ذَلِكَ فِي الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ وَغَيْرِهِمَا. وساقَ فلانٌ مِنِ امْرَأَتِهِ أَيْ أَعْطَاهَا مَهْرَهَا. والسِّياق: الْمَهْرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ رَأَى بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَضَراً مِنْ صُفْرة فَقَالَ: مَهْيَمْ، قَالَ: تزوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنصار، فَقَالَ: مَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟ أَي مَا أَمْهَرْتَها، قِيلَ لِلْمَهْرِ سَوْق لأَن الْعَرَبَ كَانُوا إِذَا تَزَوَّجُوا سَاقُوا الإِبل وَالْغَنَمَ مَهْرًا لأَنها كَانَتِ الغالبَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَضَعَ السَّوق مَوْضِعَ

الْمَهْرِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِبِلًا وَغَنَمًا؛ وَقَوْلُهُ فِي رِوَايَةٍ: مَا سُقْتُ مِنْهَا ، بِمَعْنَى الْبَدَلِ كَقَوْلِهِ: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ؛ أَيْ بَدَلَكُمْ. وأَساقه إِبِلًا: أَعطاه إِيَّاهَا يسُوقها. والسَّيِّقةُ: مَا اختَلَس مِنَ الشَّيْءِ فساقَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنَّمَا ابنُ آدَمَ سَيِّقةٌ يسُوقُه اللَّهُ حَيْثُ شَاءَ وَقِيلَ: السَّيِّقةُ الَّتِي تُساقُ سوْقاً؛ قَالَ: وَهَلْ أَنَا إِلَّا مثْل سَيِّقةِ العِدا، ... إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، وَإِنْ جَبأَتْ عَقْرُ؟ وَيُقَالُ لِمَا سِيقَ مِنَ النَّهْبِ فطُرِدَ سَيِّقة، وأَنشد الْبَيْتَ أَيْضًا: وَهَلْ أَنَا إِلَّا مِثْلُ سيِّقة الْعِدَا الأَزهري: السَّيِّقة مَا اسْتاقه العدوُّ مِنَ الدَّوَابِّ مِثْلُ الوَسِيقة. الأَصمعي: السَّيِّقُ مِنَ السَّحَابِ مَا طَرَدَتْهُ الرِّيحُ، كَانَ فِيهِ مَاءٌ أَو لَمْ يَكُنْ، وَفِي الصِّحَاحِ: الَّذِي تَسوقه الرِّيحُ وَلَيْسَ فِيهِ مَاءٌ. وساقةُ الجيشِ: مؤخَّرُه. وَفِي صِفَةِ مَشْيِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ يَسُوق أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم وَيَمْشِي خَلْفَهُمْ تواضُعاً وَلَا يَدع أَحَدًا يَمْشِي خَلْفَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الأَولياء: إِنْ كَانَتِ الساقةُ كَانَ فِيهَا وَإِنْ كَانَ فِي الْجَيْشِ «2». كَانَ فِيهِ الساقةُ ؛ جَمْعُ سَائِقٍ وَهُمُ الَّذِينَ يَسُوقون جَيْشَ الغُزاة وَيَكُونُونَ مِنْ وَرَائِهِ يَحْفَظُونَهُ؛ وَمِنْهُ ساقةُ الْحَاجِّ. والسَّيِّقة: النَّاقَةُ الَّتِي يُسْتَتَرُ بِهَا عَنِ الصَّيْدِ ثُمَّ يُرْمَى؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمِسْوَق: بَعِير تَسْتَتِرُ بِهِ مِنَ الصَّيْدِ لتَخْتِلَه. والأَساقةُ: سيرُ الرِّكابِ لِلسُّرُوجِ. وساقَ بِنَفْسِهِ سِيَاقًا: نَزَع بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ. تَقُولُ: رَأَيْتُ فلاناً يَسُوق سُوُوقاً أَيْ يَنْزِع نَزْعاً عِنْدَ الْمَوْتِ، يَعْنِي الْمَوْتَ؛ الْكِسَائِيُّ: تَقُولُ هُوَ يَسُوق نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وَقَدْ فَاظَتْ نفسُه وأَفاظَه اللَّهُ نفسَه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي السِّياق أَيْ فِي النَّزْع. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَأَيْتُ فُلَانًا بالسَّوْق أَيْ بِالْمَوْتِ يُساق سَوْقًا، وَإِنَّهُ نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نَزْعُ الرُّوحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ سَعِيدٌ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ فِي السَّوْق أَيِ النَّزْعِ كأَنّ رُوحَهُ تُساق لِتَخْرُجَ مِنْ بدَنه، وَيُقَالُ لَهُ السِّياق أَيْضًا، وأَصله سِواق، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ السِّينِ، وَهُمَا مَصْدَرَانِ مِنْ ساقَ يَسُوق. وَفِي الْحَدِيثِ: حَضَرْنا عَمْرَو بْنَ العاصِ وَهُوَ فِي سِياق الْمَوْتِ. والسُّوق: مَوْضِعُ الْبِيَاعَاتِ. ابْنُ سِيدَهْ: السُّوق الَّتِي يُتعامل فِيهَا، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي التَّذْكِيرِ: أَلم يَعِظِ الفِتْيانَ مَا صارَ لِمَّتي ... بِسُوقٍ كثيرٍ ريحُه وأَعاصِرُهْ عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه ... سَحيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُهْ المَعْصوب: السَّوْطُ، وسَحِيفُه صَوْتُهُ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: إنِّي إِذَا لَمْ يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه، ... ورَكَدَ السَّبُّ فَقَامَتْ سُوقُه، طَبٌّ بِإهْداء الْخَنَا لبِيقُه وَالْجَمْعُ أَسْوَاقٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ ؛ والسُّوقة لُغَةٌ فِيهِ. وتَسَوَّق القومُ إِذَا بَاعُوا واشتَروا. وَفِي حَدِيثِ الجُمعة: إِذَا جَاءَتْ سُوَيْقة أَى تِجَارَةٌ، وَهِيَ تصغير

_ (2). قوله [في الجيش] الذي في النهاية: في الحرس، وفي ثابتة في الروايتين

السُّوق، سُمِّيَتْ بِهَا لأَن التِّجَارَةَ تُجْلَبُ إِلَيْهَا وتُساق المَبيعات نحوَها. وسُوقُ القتالِ والحربِ وسوقَتُه: حَوْمتُه، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ مِنْ سَوْقِ النَّاسِ إِلَيْهَا. اللَّيْثُ: الساقُ لِكُلِّ شَجَرَةٍ وَدَابَّةٍ وَطَائِرٍ وَإِنْسَانٍ. والساقُ: ساقُ الْقَدَمِ. والساقُ مِنَ الإِنسان: مَا بَيْنَ الرُّكْبَةِ وَالْقَدَمِ، وَمِنَ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ والإِبل: مَا فَوْقَ الوَظِيف، وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالظِّبَاءِ: مَا فَوْقَ الكُراع؛ قَالَ: فَعَيْناكِ عَيْناها، وجِيدُك جِيدُها، ... وَلَكُنَّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ وَامْرَأَةٌ سوْقاء: تارّةُ السَّاقَيْنِ ذَاتُ شَعَرٍ. والأَسْوَق: الطَّوِيلُ عَظْمِ الساقِ، وَالْمَصْدَرُ السَّوَق؛ وأَنشد: قُبٌّ مِنَ التَّعْداءِ حُقْبٌ فِي السَّوَقْ الْجَوْهَرِيُّ: امْرَأَةٌ سَوْقاء حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطَّوِيلُ السَّاقَيْنِ؛ وَقَوْلُهُ: للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ، ... حَيْثُ تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِنِ اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أَنَّهُ عَاقِلٌ، وَإِنِ اهْتَدَى لِغَيْرِ رشدٍ عُلِمَ أَنه عَلَى غَيْرِ رُشْد. والساقُ مُؤَنَّثٌ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْل: فَإِذَا قامَتْ إِلَى جاراتِها، ... لاحَت الساقُ بِخَلْخالٍ زَجِلْ وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: يَكْشِفُ عَنْ ساقِه ؛ الساقُ فِي اللُّغَةِ الأَمر الشَّدِيدُ، وكَشْفُه مَثَلٌ فِي شِدَّةِ الأَمر كَمَا يُقَالُ لِلشَّحِيحِ يدُه مَغْلُولَةٌ وَلَا يدَ ثَمَّ وَلَا غُلَّ، وَإِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ فِي شِدَّةِ الْبُخْلِ، وَكَذَلِكَ هَذَا. لَا ساقَ هُنَاكَ وَلَا كَشْف؛ وأَصله أَن الإِنسان إِذَا وَقَعَ فِي أَمْرٍ شَدِيدٍ يُقَالُ: شمَّر ساعِدَه وكشفَ عَنْ ساقِه للإِهتمام بِذَلِكَ الأَمر الْعَظِيمِ. ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ، إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ شِدَّةَ الأَمر كَقَوْلِهِمْ: قَامَتِ الحربُ عَلَى سَاقٍ، وَلَسْنَا نَدْفَعُ مَعَ ذَلِكَ أَنَ السَّاقَ إِذَا أُريدت بِهَا الشِّدَّةُ فَإِنَّمَا هِيَ مشبَّهة بِالسَّاقِ هَذِهِ الَّتِي تَعْلُو الْقَدَمَ، وأَنه إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لأَن الساقَ هِيَ الْحَامِلَةُ للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لَهَا فذُكِرت هُنَا لِذَلِكَ تَشْبِيهًا وَتَشْنِيعًا؛ وَعَلَى هَذَا بَيْتُ الْحَمَاسَةِ لِجَدِّ طَرَفَةَ: كَشَفَتْ لَهُمْ عَنْ ساقِها، ... وَبَدَا مِنَ الشرِّ الصُّراحْ وَقَدْ يَكُونُ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ لأَن النَّاسَ يَكِشفون عَنْ ساقِهم ويُشَمِّرون لِلْهَرَبِ عِنْدَ شدَّة الأَمر؛ وَيُقَالُ للأَمر الشَّدِيدِ ساقٌ لأَن الإِنسان إِذَا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لَهَا عَنْ ساقَيْه، ثُمَّ قِيلَ للأَمر الشَّدِيدِ ساقٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ دُرَيْدٍ: كَمِيش الإِزار خارِج نصْفُ ساقِه أَراد أَنه مُشَمِّرٌ جادٌّ، وَلَمْ يُرِدْ خُرُوجَ السَّاقِ بِعَيْنِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ساوَقَه أَيْ فاخَره أَيُّهم أَشدّ. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَكْشِفُ الرحمنُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ ساقِه فَيَخِرّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّداً، وَتَكُونُ ظهورُ الْمُنَافِقِينَ طَبَقاً طَبَقًا كَأَنَّ فِيهَا السَّفافيد. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ، فالسُّوق جَمْعُ ساقٍ مِثْلُ دارٍ ودُورٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ سُوق، مِثْلَ أَسَدٍ وأُسْد، وسِيقانٌ وأَسْوقٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ:

كَأَنَّ مُناخاً، مِنْ قُنونٍ ومَنْزلًا، ... بِحَيْثُ الْتَقَيْنا مِنْ أَكُفّ وأَسْوُقِ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: أَبَعْدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَظْلَمَتْ ... لَهُ الأَرضُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ؟ فأَقْسَمْتُ لَا أَنْساك مَا لاحَ كَوكَبٌ، ... وَمَا اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يسْتَخرجُ كنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ ؛ هُمَا تَصْغِيرُ السَّاقِ وهي مؤنثة فذلك ظَهَرَتِ التَّاءُ فِي تَصْغِيرِهَا، وَإِنَّمَا صَغَّر السَّاقَيْنِ لأَن الْغَالِبَ عَلَى سُوق الْحَبَشَةِ الدقَّة والحُموشة. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقان: الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ ؛ هُوَ الطَّوِيلُ السَّاقِ والعُنُقِ. وساقُ الشجرةِ: جِذْعُها، وَقِيلَ مَا بَيْنَ أَصلها إِلَى مُشَعّب أَفنانها، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَسْوُقٌ وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، تَوَهَّمُوا ضَمَّةَ السِّينِ عَلَى الْوَاوِ وَقَدْ غَلَبَ ذَلِكَ عَلَى لُغَةِ أَبِي حيَّة النُّمَيْرِيِّ؛ وهَمَزَها جَرِيرٌ فِي قَوْلِهِ: أَحَبُّ المُؤقدانِ إِلَيْكَ مُؤسي وَرُوِيَ أَحَبُّ الْمُؤْقِدَيْنِ وَعَلَيْهِ وَجَّهَ أَبو عَلِيٍّ قراءةَ مَنْ قرأَ: عَادًا الأُؤْلى. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ رَجُلٌ خَاصَمْتُ إِلَيْهِ ابنَ أَخِي فَجَعَلْتُ أَحُجُّه، فَقَالَ: أَنتَ كَمَا قَالَ: أَنَّى أُتيحُ لَهُ حِرْباء تَنْضُبَةٍ، ... لَا يُرْسِلُ الساقَ إِلَّا مُمْسِكاً سَاقَا «1». أَراد بِالسَّاقِ هَاهُنَا الْغُصْنَ مِنْ أَغصان الشَّجَرَةِ؛ الْمَعْنَى لَا تَنْقضِي لَهُ حُجّة إِلَّا تَعَلَّق بأُخرى، تَشْبِيهًا بالحِرْباء وَانْتِقَالِهِ مِنْ غُصنٍ إِلَى غُصْنٍ يَدُورُ مَعَ الشَّمْسِ. وسَوَّقَ النَّبتُ: صَارَ لَهُ ساقٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَهَا قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ، كَأَنَّهُ ... مُسَوِّقُ بَرْدِيّ عَلَى حائرٍ غَمْرِ وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أَصَبْتُ ساقَه. والسَّوَقُ: حُسْن الساقِ وَغِلَظُهَا، وسَوِق سَوَقاً وَهُوَ أَسْوَقُ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: بِمُخْدِرٍ مِنَ المَخادِير ذَكَرْ، ... يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ، هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ الحَصاد: بَقْلَةٌ يُقَالُ لَهَا الحَصادة. والسَّوَّاقُ: الطَّوِيلُ السَّاقِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا سَوَّقَ وَصَارَ عَلَى ساقٍ مِنَ النَّبْتِ؛ والمُخْدِرُ: الْقَاطِعُ خِدْرَه، وخَضَرَه: قَطَعه؛ قَالَ ذَلِكَ كُلَّهُ أَبو زَيْدٍ، سَيْفٌ مُخْدِر. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ وَلَدَتْ فلانةُ ثلاثةَ بَنِينَ عَلَى ساقٍ وَاحِدَةٍ أَيْ بَعْضُهُمْ عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ لَيْسَ بَيْنَهُمْ جَارِيَةٌ؛ ووُلِدَ لِفُلَانٍ ثلاثةُ أَوْلَادٍ سَاقًا عَلَى ساقٍ أَيْ وَاحِدٌ فِي إِثْرِ وَاحِدٍ، وولَدَتْ ثَلَاثَةً عَلَى ساقٍ وَاحِدَةٍ أَيْ بعضُهم فِي إِثْرِ بَعْضٍ لَيْسَتْ بَيْنَهُمْ جَارِيَةٌ، وَبَنَى الْقَوْمُ بيوتَهم عَلَى ساقٍ وَاحِدَةٍ، وَقَامَ فلانٌ عَلَى ساقٍ إِذَا عُنِيَ بالأَمر وتحزَّم بِهِ، وَقَامَتِ الحربُ عَلَى ساقٍ، وَهُوَ عَلَى المَثَل. وَقَامَ الْقَوْمُ عَلَى ساقٍ: يُرَادُ بِذَلِكَ الْكَدُّ وَالْمَشَقَّةُ. وَلَيْسَ هُنَاكَ ساقٌ، كَمَا قالوا: جاؤوا عَلَى بَكْرة أَبيهم إِذَا جاؤوا عَنْ آخرِهم، وَكَمَا قَالُوا: شرٌّ لَا يُنادى وَليدُه. وأَوهت بِسَاقٍ أَيْ كِدْت أَفعل؛ قَالَ قُرْطٌ يَصِفُ الذِّئْبَ:

_ (1). قوله [إِني أُتيح له إلخ] هو هكذا بهذا الضبط في نسخة صحيحة من النهاية

ولكِنّي رَمَيْتُك منْ بَعِيدٍ، ... فَلَمْ أَفْعَلْ، وَقَدْ أَوْهَتْ بِساقِ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ هُنَا قَرُبَتِ الْعِدَّةُ. وَالسَّاقُ: النَّفْسُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي حَرْبِ الشُّراة: لَا بُدَّ لِي مِنْ قِتَالِهِمْ وَلَوْ تَلِفَت سَاقِي ؛ التَّفْسِيرُ لأَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ. والساقُ: الْحَمَامُ الذَّكَرُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: تغْريد ساقٍ عَلَى ساقٍ يُجاوِبُها، ... مِنَ الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل عَنَى بالأَول الوَرَشان وَبِالثَّانِي ساقَ الشَّجَرَةِ، وساقُ حُرّ: الذَّكَرُ مِنَ القَمارِيّ، سُمِّيَ بِصَوْتِهِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وَمَا هاجَ هَذَا الشَّوْقَ إِلَّا حمامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحةً وتَرنُّما وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا السَّاق؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: كَادَتْ تُساقِطُني والرَّحْلَ، إِذْ نَطَقَتْ ... حمامةٌ، فَدَعَتْ سَاقًا عَلَى ساقِ وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمُ الساقُ الْحَمَامُ وحُرٌّ فَرْخُها. وَيُقَالُ: ساقُ حُرّ صَوْتُ القُمْريّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: السُّوقة بِمَنْزِلَةِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي تَسُوسُها الْمُلُوكُ، سُمُّوا سُوقة لأَن الْمُلُوكَ يَسُوقُونَهُمْ فَيَنْسَاقُونَ لَهُمْ، يُقَالُ لِلْوَاحِدِ سُوقة وَلِلْجَمَاعَةِ سُوقة. الْجَوْهَرِيُّ: والسُّوقة خِلَافُ المَلِك، قَالَ نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيّ: ولَمْ تَرَ عَيْني سُوقةً مِثْلَ مالِكٍ، ... وَلَا مَلِكاً تَجْبي إِلَيْهِ مَرازِبُهْ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْمُذَكَّرُ؛ قَالَتْ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ: فَبينا نَسُوس الناسَ والأَمْرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نحنُ فِيهِمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ أَي نخْدُم النَّاسَ، قَالَ: وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى سُوَق. وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ الجَوْنيَّة الَّتِي أَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يَدْخُلَ بِهَا: فَقَالَ لَهَا هَبي لِي نَفْسَك، فَقَالَتْ: هَلْ تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة؟ السُّوقةُ مِنَ النَّاسِ: الرَّعِيَّةُ ومَنْ دُونَ الملِك، وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَظُنُّونَ أَن السُّوقة أَهل الأَسْواق. والسُّوقة مِنَ النَّاسِ: مَنْ لَمْ يَكُنْ ذَا سُلْطان، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَالْجَمْعُ السُّوَق، وَقِيلَ أَوساطهم؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يَطْلُب شَأو امْرأَين قَدَّما حَسَناً، ... نَالَا المُلوكَ وبَذَّا هَذِهِ السُّوَقا والسَّوِيق: مَعْرُوفٌ، وَالصَّادُ فِيهِ لُغَةٌ لِمَكَانِ الْمُضَارَعَةِ، وَالْجَمْعُ أَسْوِقة. غَيْرُهُ: السَّوِيق مَا يُتَّخذ مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ. وَيُقَالُ: السَّويقُ المُقْل الحَتِيّ، والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ، والسَّوِيق الْخَمْرُ، وسَوِيقُ الكَرْم الْخَمْرُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِزِيَادٍ الأَعْجَم: تُكَلِّفُني سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ، ... وَمَا جَرْمٌ، وَمَا ذاكَ السَّويقُ؟ وَمَا عَرَفَتْ سَوِيق الكَرْمِ جَرْمٌ، ... وَلَا أَغْلَتْ بِهِ، مُذْ قَامَ، سُوقُ فَلَمَّا نُزِّلَ التحريمُ فِيهَا، ... إِذَا الجَرْميّ مِنْهَا لَا يُفِيقُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السُّوقةُ مِنَ الطُّرْثوث مَا تَحْتَ النُّكَعة وَهُوَ كأَيْرِ الْحِمَارِ، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَطيب مِنْ سُوقتِه وَلَا أَحلى، وَرُبَّمَا طَالَ وَرُبَّمَا قَصُرَ.

فصل الشين المعجمة

وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حَائِلٍ: مَوْضِعَانِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَهانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ، ... بسُوقةِ أَهْوى أَو بِسُوقةِ حائِلِ وسُوَيْقة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: هَيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ، ... كَانَتْ مُباركةً مِنَ الأَيّام وَسَاقَانِ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والسُّوَق: أَرض مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَرْمِي ذِراعَيْه بجَثْجاثِ السُّوَقْ وسُوقة: اسم رجل. سوذق: السَّوْذَق والسَّوْذَنِيق والسُّوذانِق: الصَّقر، وَقِيلَ الشَّاهِينُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وكأنِّي مُلْجِمٌ سُوذانِقاً ... أجْدَلِيّاً، كَرُّه غير وَكِلْ والسَّوْذَق والسَّوْذَنِيق، وَالسِّينُ فِيهِمَا بِالْفَتْحِ، وَرُبَّمَا قَالُوا سَيْذَنوق؛ وأَنشد النَّضْرُ بْنُ الشُّمَيْلِ: وحادِياً كالسَّيْذَنوق الأَزْرَقِ والسُّوذانِق، بِضَمِّ السِّينِ وَكَسْرِ النُّونِ. أَبو عَمْرٍو: السَّوْذَق الشَّاهِينُ، والسَّوْذَق السِّوار؛ وأَنشد: تَرَى السَّوْذَقَ الوضَّاح مِنْهَا بِمِعْصَمٍ ... نَبِيل، ويأبى الحَجْلُ أن يَتَقَدَّما ابْنُ الأَعرابي: السَّوْذَقيّ النَّشِيطُ الحَذِر الْمُحْتَالُ. والسَّذَق: لَيْلَةُ الوَقود، وَجَمِيعُ ذَلِكَ فارسي معرب. فصل الشين المعجمة شبق: الشَّبَقُ: شِدَّةُ الغُلْمة وطلبُ النِّكَاحِ. يُقَالُ: رَجُلٌ شَبِقٌ وَامْرَأَةٌ شَبِقةٌ. وشَبِقَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، شَبَقاً، فَهُوَ شَبِقٌ: اشْتَدَّتْ غُلْمَتُهُ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ لرَجل مُحْرِم وَطِئَ امرأَتَه قَبْلَ الإِفاضة شَبَقٌ شَدِيدٌ ، وَقَدْ يَكُونُ الشَّبَقُ فِي غَيْرِ الإِنسان؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِمَارًا: لَا يَتْرُك الغَيْرةَ مِنْ عَهْدِ الشَّبَقْ شبرق: ثَوْبٌ مُشَبْرَق وشَبْرَقٌ وشِبْراق وشُبارِق وشَبارِق وشَبارِيق: مقطَّع ممزَّق. وَقَدْ شَبْرَقَه شَبْرَقة وشِبْراقاً وشَرْبَقه شَرْبَقةً؛ الْمَصْدَرُ عَنْ كُرَاعٍ: مزَّقه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَدْرَكْنَه يأخُذْن بِالسَّاقِ والنَّسا، ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المُقَدَّسِ والمُقَدَّسُ: الرَّاهِبُ يَنْزِلُ مِنْ صَوْمَعتِه إِلَى بَيْتِ المَقْدِس فيمزِّق الصبيانُ ثيابَه تبرُّكاً بِهِ. اللَّيْثُ: ثَوْبٌ مُشَبْرَق أُفْسِدَ نَسْجاً وسَخافةً. وَصَارَ الثَّوْبُ شَبارِيقَ أَيْ قِطَعاً؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: فجاءتْ كنَسجِ العَنْكَبُوت كأَنَّه، ... عَلَى عَصَوَيْها، سابِريٌّ مُشَبْرَقُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ: لَهَوْتُ بِسِرْبالِ الشَّبابِ مُلاوةً، ... فأَصْبَحَ سِرْبالُ الشَّبابِ شَبارِقا والمُشَبْرَقُ مِنَ الثِّيَابِ: الرقيقُ الرَّدِيءُ النَّسْجِ،

وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ مِنَ الْكَتَّانِ مِثْلُ السَّبَنِيّة مُشَبرَق. وشَبْرَقْت اللحمَ وشَرْبَقْتُه أَيْ قطَّعْته. وشَبرَقَ الْبَازِي اللَّحْمَ: نَهَسَه. وشَبْرَقَت الدابةُ فِي مَشْيها: باعَدَتْ خَطْوَها. والشِّبْراق: شِدَّة تباعُدِ مَا بَيْنَ الْقَوَائِمِ؛ قَالَ: كأنَّها، وَهِيَ تَهادَى فِي الرُّفَقْ ... مِنْ ذَرْوِها، شبْراق شَدّ ذِي عَمَقْ وَرُوِيَ: مِنْ جَذْبِها شِبْراق شَدٍّ ذِي مَعَقْ وَالدَّابَّةُ يُشَبرِق فِي عَدْوِه: وَهُوَ شدَّة تَباعُد قوائِمه. والشِّبْرِقُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ غضٌّ، وَقِيلَ: شَجَرٌ مَنْبِته نَجْدٌ وَتِهَامَةُ وثمرتُه شَاكَةٌ صَغِيرَةُ الْجِرْمِ حَمْرَاءُ مِثْلُ الدَّمِ مَنْبِتُهَا السِّباخ والقِيعان، وَاحِدَتُهُ شِبْرِقة؛ وَقَالُوا: إِذَا يَبِس الضَّرِيع فَهُوَ الشِّبْرِق، وَهُوَ نَبْتٌ كَأَظْفَارِ الهِرِّ. الْفَرَّاءُ: الشِّبْرِق نَبْتٌ وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهُ الضَّريعَ إِذَا يَبِسَ، وَغَيْرُهُمْ يُسَمِّيهِ الشّبْرِقَ. الزَّجَّاجُ: الشِّبْرِق جِنْسٌ مِنَ الشَّوْكِ إِذَا كَانَ رَطْبًا فَهُوَ شِبْرِق، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الضَّريع. أَبو زَيْدٍ: الشِّبْرِق يُقَالُ لَهُ الحِلَّة، ومَنْبِتُه نَجْدٌ وَتِهَامَةُ، وَثَمَرَتُهُ حَسَكة صِغار، وَلَهَا زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ. والشِّبْرِقةُ: الشَّيْءُ السَّخِيفُ الْقَلِيلُ مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ؛ هَكَذَا حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ مؤثناً بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ: فِي الأَرض شِبْرِقة مِنْ نَبَاتٍ وَهِيَ المُنْتَثِرة. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشِّبرِق الشَّيْءُ السخِيف مِنْ نَبْتٍ أَوْ بَقْلٍ أَو شَجَرٍ أَو عِضاهٍ، والشِّبْرِقة مِنَ الجَنَبة، وَلَيْسَ فِي الْبَقْلِ شِبْرِقة وَلَا يَخْرُجُ إِلَّا فِي الصَّيْفِ. والشِّبْرِق، بِالْكَسْرِ: نَبْتٌ وَهُوَ رَطْب الضَّريع؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَتْبَعْتُهم طَرْفي، وَقَدْ حالَ دُونَهم ... عَوازِبُ رَمْلٍ ذِي أَلاءٍ وشِبْرِق وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: لَا بَأْسَ بالشِّبْرِق والضَّغابيس مَا لَمْ تَنْزِعْه مِنْ أَصله ؛ الشِّبْرِق: نَبْتٌ حِجَازِيٌّ يُؤْكَلُ وَلَهُ شَوْكٌ، وَإِذَا يَبِس سُمِّي الضَّرِيعُ؛ مَعْنَاهُ لَا بَأْسَ بِقَطْعِهِمَا مِنَ الْحَرَمِ إِذَا لَمْ يُسْتَأصَلا؛ وَمِنْهُ فِي ذِكْرِ الْمُسْتَهْزِئِينَ: فأَما العاصُ بْنُ وَائِلٍ فَإِنَّهُ خَرَجَ عَلَى حِمَارٍ فَدَخَلَ فِي أَخْمَصِ رِجْلِه شِبْرِقةٌ فَهَلَكَ؛ أَبو عَمْرٍو: المُشَبْرَق الرَّقِيقُ مِنَ الثِّيَابِ، وَالْمَقْطُوعُ أَيضاً مُشَبْرَق. اللِّحْيَانِيُّ: ثوبٌ شَبارِق وشَمارِق ومُشَبْرَق ومُشَمْرَق، والشِّبْرقة الْقِطْعَةُ مِنَ الثَّوْبِ، والشَّبارق أَلوان اللَّحْمِ الْمَطْبُوخَةِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ أَلحقوه بعُذافِر. وشِبْرِقٌ: اسْمٌ عَرَبِيٌّ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَقَالَ: لا أَعرفه. شبزق: قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْمُنْذِرِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ يَقُولُ: الشَّبْزَق هَكَذَا سَمِعْتُهُ دِيوْكَدْ خَزِيدَهْ كَرْدَهْ؛ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي الأَصل فَنَقَلْتُهُ عَلَى صُورَتِهِ وأَوهمني فِيهِ «2» نُقْطَةٌ عَلَى الرَّاءِ فِي لَفْظَةِ الشَّبْرَق، فَلَسْتُ أَدري أَهي سَهْوٌ مِنَ النَّاسِخِ أَو أَن تَكُونَ اللَّفْظَةُ شَبْزَق، بالزاي، والله أعلم. شدق: الشِّدْق: جَانِبُ الْفَمِ. ابْنُ سِيدَهْ: الشِّدْقان والشَّدْقانِ طِفْطِفَةُ الْفَمِ مِنْ بَاطِنِ الخَدَّينِ. يُقَالُ نَفْخٌ فِي شِدْقَيه. وشِدْقا الْفَرَسِ: مَشَقُّ فَمِه إِلَى مُنْتَهَى حدِّ اللِّجَامِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَشْداق وشُدوق. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَواسعُ الأَشْداقِ،

_ (2). قوله [وأوهمني فيه إلخ] عبارة القاموس: الشبزق كجعفر: من يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، وفسره أبو الهيثم بالفارسية إلخ

وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّق فَجَعَلَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُ جُزْءًا، ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا. وشَفةٌ شَدْقاء: واسعةُ مَشَقِّ الشِّدْقَيْنِ. والأَشْدَق: الْعَرِيضُ الشِّدْق الواسعُه المائلُه، أَيَّ ذَلِكَ كَانَ. وشِدْقا الْوَادِي: نَاحِيَتَاهُ. وَرَجُلٌ أَشْدَق: وَاسِعُ الشِّدْق، والأُنثى شَدْقاء. والشَّدَق، بِالتَّحْرِيكِ: سَعة الشِّدْق، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَعة الشِّدْقَيْنِ وَقَدْ شَدِقَ شَدَقاً. وخَطِيبٌ أَشْدَق بَيِّنُ الشَّدَقِ: مُجِيد. والمُتَشَدِّق: الَّذِي يَلْوي شِدْقَه للتَّفَصُّح. وَرَجُلٌ أَشْدَق إِذَا كَانَ مُتَفَوِّهاً ذَا بيانٍ، وَرِجَالٌ شُدْقٌ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الأَشْدَق لأَنه كَانَ أَحدَ خُطباء الْعَرَبِ. وَيُقَالُ: هُوَ مُتَشَدِّق فِي مَنْطِقِهِ إِذَا كَانَ يَتَوَسَّعُ فِيهِ ويَتَفَيْهَق. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَفْتَتِح الْكَلَامَ ويختَتِمه بأَشْداقِه ؛ الأَشْداقُ: جَوَانِبُ الْفَمِ وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ لرُحْبِ شِدْقيه، وَالْعَرَبُ تَمْتَدِح بِذَلِكَ، وَرَجُلٌ أَشْدَق بَيِّنُ الشَّدَق. فأَما حَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَبْغَضُكم إلىَّ الثّرْثارون المُتَشَدِّقون ، فَهُمُ الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ، وَقِيلَ: أَراد بالمُتَشَدِّق المُسْتهزئ بِالنَّاسِ يَلْوي شِدْقه بِهِمْ وَعَلَيْهِمْ. وتَشَدَّق فِي كَلَامِهِ: فَتَحَ فَمَهُ وَاتَّسَعَ. والشِّداقُ مِنْ سِماتِ الإِبل: رَسْمٌ عَلَى الشِّدْق؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ فِي تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. والشَّدْقَم والشَّدْقَميّ: الأَشْدَق، زادُوا فِيهِ الْمِيمَ كَزِيَادَتِهِمْ لَهَا فِي فُسْحُمٍ وسُتْهُم، وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي رُباعِيّاً مِنْ غَيْرِ لَفْظِ الشِّدْق. وشِدقٌ شَدْقَم: عَرِيضٌ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: حدَّثَه رَجُلٌ بِشَيْءٍ فَقَالَ: مِمَّنْ سمعتَ هَذَا؟ فَقَالَ: مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مِنَ الشَّدقَم؟ أَيِ الْوَاسِعِ الشِّدْق، وَيُوصَفُ بِهِ المِنْطِيق الْبَلِيغُ المُفَوَّه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وشَدْقَم: اسْمُ فَحْلٍ. والأَشْدق: سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. شذق: التَّهْذِيبُ: السَّوْذَق والشَّوْذَقُ السِّوار. قَالَ أَبو تُرَابٍ: وَيُقَالُ لِلصَّقْرِ سُوذانِق وشُوذانِق. ابْنُ سِيدَهْ: الشُّوذانِق؛ عَنْ يَعْقُوبَ، والشَّيْذَقانُ لُغَةٌ فِي الشُّوذانِق؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: كالشَّيْذَقانِ خاضِب أَظْفارَه، ... قَدْ ضَرَبَتْه شَمْأَلٌ فِي يومِ طَلّ والشَّوْذَق: لُغَةٌ فِيهِ أَيْضًا. التَّهْذِيبُ: وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب الشَّوْذقةُ والتَّزْخيف أَخذُ الإِنسانِ عَنْ صَاحِبِهِ بأَصابِعه الشيْذَقَ. قَالَ الأَزهري: أَحسب الشَّوْذَقة مُعَرَّبَةً أَصلها الشَّيْذَقُ. شرق: شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً: طَلَعَتْ، وَاسْمُ الْمَوْضِعِ المَشْرِق، وَكَانَ الْقِيَاسُ المَشْرَق وَلَكِنَّهُ أَحَدُ مَا نَدَرَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ. يُقَالُ: شَرَقَت الشمسُ إِذَا طَلَعَتْ، وأشْرَقَت إِذَا أَضَاءَتْ، فَإِنْ أَرَادَ الطُّلُوعَ فَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَإِنْ أَرَادَ الإِضاءة فَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ، والإِضاءة مَعَ الارتفاع. وقوله تعالى: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ [الْمَشْرِقَيْنِ] فَبِئْسَ الْقَرِينُ؛ إِنَّمَا أَراد بُعْدَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَلَمَّا جُعِلا اثْنَيْنِ غَلَّب لفظَ الْمَشْرِقِ لأَنه دَالٌّ عَلَى الْوُجُودِ وَالْمَغْرِبُ دَالٌّ عَلَى الْعَدَمِ، والوجودُ لَا مَحَالَةَ أشرفُ، كَمَا يُقَالُ الْقَمَرَانِ للشمس وَالْقَمَرُ؛ قَالَ: لَنَا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ أَراد الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ فغَلّب الْقَمَرَ لِشَرَفِ التَّذْكِيرِ، وَكَمَا قَالُوا سُنَّة العُمَرين يُرِيدُونَ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ،

رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، فَآثَرُوا الخِفَّة. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ وبِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ، فَقَدْ ذَكَرَ فِي فَصْلِ الْغَيْنِ مِنْ حَرْفِ الْبَاءِ فِي تَرْجَمَةِ غَرَبَ. والشَّرْق: المَشْرِق، وَالْجَمْعُ أَشراق؛ قَالَ كُثَيِّر عَزَّةَ: إِذَا ضَرَبُوا يَوْمًا بِهَا الْآلُ، زيَّنُوا ... مَساندَ أَشْراقٍ بِهَا ومَغاربا والتَّشْرِيقُ: الأَخذ فِي نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ. يُقَالُ: شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ ومُغرِّبٍ. وشَرَّقوا: ذَهَبُوا إِلَى الشَّرْق أَو أَتَوُا الشَّرْقَ. وَكُلُّ مَا طلَع مِنَ الْمَشْرِقِ فَقَدْ شَرَّق، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَسْتَقْبلوا القِبْلة وَلَا تَسْتَدْبروها، وَلَكِنْ شَرِّقوا أَو غَرِّبوا ؛ هَذَا أَمر لأَهل الْمَدِينَةِ وَمَنْ كَانَتْ قِبْلته عَلَى ذَلِكَ السَّمْتِ ممن هُوَ فِي جِهَةِ الشَّمَالِ وَالْجَنُوبِ، فَأَمَّا مَنْ كَانَتْ قِبْلَتُهُ فِي جِهَةِ المَشْرِق أَوِ الْمَغْرِبِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَن يُشَرِّق وَلَا يُغَرِّب إِنَّمَا يَجْتَنِب ويَشْتَمِل. وَفِي الْحَدِيثِ: أناخَتْ بِكُمُ الشُّرْق الجُونُ ، يَعْنِي الفِتَن الَّتِي تَجِيءُ مِنْ قِبَل جِهَةِ الْمَشْرِقِ جَمْعُ شارِق، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والشَّرْقيّ: الْمَوْضِعُ الذي تُشْرِق فيه الشمس مِنَ الأَرض. وأَشْرَقَت الشمسُ إشْراقاً: أضاءت وانبسطت عَلَى الأَرض، وَقِيلَ: شَرَقَت وأَشْرَقت طَلَعَتْ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت. وشَرِقَت، بِالْكَسْرِ: دَنَتْ لِلْغُرُوبِ. وآتِيك كلَّ شارقٍ أَيْ كلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، وَقِيلَ: الشارِقُ قَرْن الشَّمْسِ. يُقَالُ: لَا آتِيك مَا ذَرَّ شارِقٌ. التَّهْذِيبُ: وَالشَّمْسُ تُسَمَّى شَارِقًا. يُقَالُ: إِنِّي لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أَيْ كُلَّمَا طَلَعَ الشَّرْقُ، وَهُوَ الشَّمْسُ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الشَّرْق الضَّوْءُ والشَّرْق الشَّمْسُ. وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه أَنه قَالَ: الشَّرْق الشَّمْسُ، بِفَتْحِ الشِّينِ، والشِّرْق الضَّوْءُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ شِقِّ الْبَابِ، وَيُقَالُ لَهُ المِشْرِيق. وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه: أَسفَر وَأَضَاءَ وتلأْلأَ حُسْناً. والمَشْرقة: مَوْضِعُ الْقُعُودِ لِلشَّمْسِ، وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: مَشْرُقة ومَشْرَقة، بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا، وشَرْقة، بِفَتْحِ الشِّينِ وَتَسْكِينِ الرَّاءِ، ومِشْراق. وتَشَرَّقْت أَيْ جَلَسَتْ فِيهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الْمَوْضِعُ الَّذِي تَشْرُق عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الشِّتَاءَ؛ قَالَ: تُرِيدين الفِراقَ، وأنْتِ منِّي ... بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ وَيُقَالُ: اقعُد فِي الشَّرْق أَي فِي الشَّمْسِ، وَفِي الشَّرْقة والمَشْرَقة والمَشْرُقة. والمِشْرِيقُ: المَشْرِقُ، عَنِ السِّيرَافِيِّ. ومِشْرِيقُ الْبَابِ: مدْخَلُ الشَّمْسِ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ طَائِرًا يُقَالُ لَهُ القَرْقَفَنَّة يَقَعُ عَلَى مِشْرِيق بَابِ مَنْ لَا يَغار عَلَى أَهْلِهِ فَلَوْ رأَى الرِّجَالَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهَا مَا غَيَّر ؛ قِيلَ فِي المِشْرِيق: إِنَّهُ الشَّقُّ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ ضِحُّ الشَّمْسِ عِنْدَ شُرُوقِهَا؛ وَفِي الرِّوَايَةِ الأُخرى فِي حَدِيثِ وَهْبٍ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَا ينكرُ عَمَل السُّوءِ عَلَى أَهْلِهِ، جاءَ طَائِرٌ يقال له الفَرْقَفَنَّة فَيَقَعُ عَلَى مِشْرِيق بَابِهِ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ أَنْكَرَ طَارَ، وَإِنْ لَمْ يُنْكر مَسَحَ بِجَنَاحَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ فَصَارَ قُنْذُعاً دَيُّوثاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي السَّمَاءِ بابٌ لِلتَّوْبَةِ يُقَالُ لَهُ المِشْرِيق وَقَدْ رُدَّ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا شَرْقُه أَي الضوءُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ شقِّ الْبَابِ.

وَمَكَانٌ شَرِقٌ ومُشْرِق، وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق: أَشْرَقَت عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَأَضَاءَ. وَيُقَالُ: أَشْرَقَت الأَرض إِشْرَاقًا إِذَا أَنَارَتْ بإشْراق الشَّمْسِ وضِحِّها عَلَيْهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها . والشَّرْقة: الشَّمْسُ، وَقِيلَ: الشَّرَق والشَّرْق، بِالْفَتْحِ. والشَّرْقة الشَّرِقة والشارِقُ والشَّرِيق: الشَّمْسُ، وَقِيلَ: الشَّمْسُ حِينَ تَشرُق. يُقَالُ: طَلَعَتِ الشَّرَق والشَّرْق، وَفِي الصِّحَاحِ: طَلَعَ الشَّرْق وَلَا يُقَالُ غرَبت الشَّرْق وَلَا الشَّرَق. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّرَق الشَّمْسُ، والشَّرْق، بِسُكُونِ الرَّاءِ، الْمَكَانُ الَّذِي تَشْرُق فِيهِ الشَّمْسُ. يُقَالُ: آتِيكَ كُلَّ يَوْمٍ طَلْعَةَ شَرَقِه. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداوانِ بَيْنَهُمَا شَرَقٌ ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ وَهُوَ الشَّمْسُ، والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة مَوْضِعُ الشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ، فَأَمَّا فِي الصَّيْفِ فَلَا شَرقة لَهَا، والمَشْرِقُ مَوْقِعُهَا فِي الشِّتَاءِ عَلَى الأَرض بَعْدَ طُلُوعِهَا، وشَرْقَتُها دَفاؤُها إِلَى زَوَالِهَا. وَيُقَالُ: مَا بَيْنَ المَشْرِقَيْنِ أَي مَا بَيْنَ المَشْرِق وَالْمَغْرِبِ. وأَشْرَق الرجلُ أَي دَخَلَ فِي شروقِ الشَّمْسِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ؛ أَي مُصْبِحين. وأَشْرَقَ القومُ: دَخَلُوا فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ كَمَا تَقُولُ أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا، فَأَمَّا شَرَّقُوا وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق وَالْمَغْرِبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ، أَيْ لَحِقوهم وَقْتَ دُخُولِهِمْ فِي شُرُوقِ الشَّمْسِ وَهُوَ طُلُوعُهَا. يُقَالُ: شَرَقَت الشمسُ إِذَا طَلَعَتْ، وأَشْرَقَت أَضاءت عَلَى وَجْهِ الأَرض وصَفَتْ، وشَرِقْت إِذَا غَابَتْ. والمَشْرِقان: مَشْرِقا الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ فِي النِّدَاءِ عَلَى الباقِلَّا شَرْقُ الْغَدَاةِ طَرِيّ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ قَطْعُ الْغَدَاةِ أَي مَا قُطِع بِالْغَدَاةِ والْتُقِط؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا فِي الباقلَّا الرَّطْب يُجْنَى مِنْ شَجَرِهِ. يُقَالُ: شَرَقْتُ الثمرةَ إِذَا قَطَعْتَهَا. وَقَالَ الفراءُ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ؛ يَقُولُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ لَيْسَتْ مِمَّا تطْلع عَلَيْهَا الشمسُ فِي وَقْتِ شُروقِها فَقَطْ أَو فِي وَقْتِ غُرُوبِهَا فَقَطْ، وَلَكِنَّهَا شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشَّمْسُ بِالْغَدَاةِ والعشيَّة، فَهُوَ أَنْضَر لَهَا وأَجود لِزَيْتُونِهَا وزيتِها، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهل التَّفْسِيرِ؛ وَقَالَ الْحَسَنُ: لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ شَجَرِ أَهل الدُّنْيَا أَي هِيَ مِنْ شَجَرِ أَهل الْجَنَّةِ، قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ الأَول أَولى؛ قَالَ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الهيثم في قول الحرث بْنِ حِلِّزة: إِنَّهُ شارِق الشَّقِيقة، إذ جاءَت ... مَعَدٌّ، لِكُلِّ حَيٍّ لِوَاءُ قَالَ: الشَّقِيقة مَكَانٌ مَعْلُومٌ، وَقَوْلُهُ شَارِقُ الشَّقِيقة أَي مِنْ جَانِبِهَا الشَّرْقي الَّذِي يَلِي المَشْرِق فَقَالَ شَارِقٌ، وَالشَّمْسُ تَشْرُق فِيهِ، هَذَا مَفْعُولٌ فَجَعَلَهُ فَاعِلًا. وَتَقُولُ لِما يَلِي المَشْرِق مِنَ الأَكَمَةِ وَالْجَبَلِ: هَذَا شارِقُ الْجَبَلِ وشَرْقِيُّه وَهَذَا غاربُ الْجَبَلِ وغَربِيُّه؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: والفُتُن الشَّارِقُ والغَرْبيّ أَراد الفُتُنَ الَّتِي تَلِي المَشْرِق وَهُوَ الشَّرْقيُّ؛ قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا جَازَ أَن يَفْعَلَهُ شَارِقًا لأَنه جَعَلَهُ ذَا شَرْقٍ كَمَا يُقَالُ سِرُّ كاتمٌ ذُو كِتْمان وَمَاءٌ دافِقٌ ذُو دَفْقٍ.

وشَرَّقْتُ اللَّحْمَ: شَبْرَقْته طُولًا وشَرَرْته فِي الشَّمْسِ ليجِفَّ لأَن لُحُومَ الأَضاحي كَانَتْ تُشَرَّق فِيهَا بِمِنًى؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَغَدَا يُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا لَهُ ... أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ يَعْنِي الثَّوْرَ يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه لِلشَّمْسِ ليجِف مَا عَلَيْهِ مِنْ نَدَى اللَّيْلِ فَبَدَا لَهُ سوابقُ الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ. وتَشْريق اللَّحْمِ: تَقْطِيعُه وتقدِيدُه وبَسْطُه، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ. وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ: ثَلَاثَةُ أَيام بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ لأَن لَحْمَ الأَضاحي يُشَرَّق فِيهَا لِلشَّمْسِ أَي يُشَرَّر، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أَشْرِقْ ثَبِير كَيْمَا نُغِير؛ الإِغارةُ: الدَّفْعُ، أَي نَدْفَعُ للنَّفْر؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن الهَدْيَ وَالضَّحَايَا لَا تُنْحَر حَتَّى تَشْرُق الشمسُ أَي تَطْلُعَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِيهِ قَوْلَانِ: يُقَالُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا يُشَرِّقون فِيهَا لُحوم الأَضاحي، وَقِيلَ: بَلْ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها كلَّها أَيام تَشْرِيقٍ لِصَلَاةِ يومِ النَّحْرِ، يَقُولُ فَصَارَتْ هَذِهِ الأَيام تَبَعًا لِيَوْمِ النَّحْرِ، قَالَ: وَهَذَا أَعجب الْقَوْلَيْنِ إليَّ، قَالَ: وَكَانَ أَبو حَنِيفَةَ يَذْهَبُ بالتَّشْرِيقِ إِلَى التَّكْبِيرِ وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ غَيْرُهُ، وَقِيلَ: أَشْرِق ادْخُلْ فِي الشُّرُوقِ، وثَبِيرٌ جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ أَشْرِق ثبِير: كَيْما نُغِير: يُرِيدُ ادْخل أَيُّهَا الْجَبَلُ فِي الشُّرُوقِ وَهُوَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، كَمَا تَقُولُ أَجْنَب دَخَلَ فِي الْجَنُوبِ وأَشْمَلَ دَخَلَ فِي الشِّمال، كَيْمَا نُغِير أَي كَيْمَا نُدْفَعُ لِلنَّحْرِ، وَكَانُوا لَا يُفِيضون حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَخَالَفَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُقَالُ كَيْمَا نَدْفَعُ فِي السَّيْرِ مِنْ قَوْلِكَ أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي أَسْرع وَدَفَعَ فِي عَدْوِه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ ذَبَح قَبْلَ التَّشْرِيقِ فلْيُعِدْ ، أَي قَبْلَ أَن يصلِّيَ صَلَاةَ الْعِيدِ وَيُقَالُ لِمَوْضِعِهَا المُشَرَّق. وَفِي حَدِيثِ مَسْروق: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى مُشَرَّقِكم يَعْنِي المُصَلَّى. وَسَأَلَ أَعرابي رَجُلًا فَقَالَ: أَين مَنْزِل المُشَرَّق؟ يَعْنِي الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ الْعِيدُ، وَيُقَالُ لِمَسْجِدِ الخَيْف المُشَرَّق وَكَذَلِكَ لِسُوقِ الطَّائِفِ. والمُشَرَّق: الْعِيدُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الصَّلَاةَ فِيهِ بَعْدَ الشَّرْقةِ أَي الشَّمْسِ، وَقِيلَ: المُشَرَّق مُصَلَّى الْعِيدِ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: مُصَلَّى الْعِيدِ وَلَمْ يُقَيَّدْ بِمَكَّةَ وَلَا غَيْرِهَا، وَقِيلَ: مُصَلَّى الْعِيدَيْنِ، وَقِيلَ: المُشَرَّق الْمُصَلَّى مُطْلَقًا؛ قَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مِنْ تَشْرِيقِ اللَّحْمِ؛ وَرَوَى شُعْبَةُ أَنَّ سِماك بْنَ حَرْب قَالَ لَهُ يَوْمَ عِيدٍ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى المُشَرَّق يَعْنِي الْمُصَلَّى؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الأَخطل: وبالهَدايا إِذَا احْمَرَّتْ مَدارِعُها، ... فِي يَوْمِ ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْحارِ والتَّشْرِيق: صَلَاةُ الْعِيدِ وَإِنَّمَا أُخذ مِنْ شُرُوقِ الشَّمْسِ لأَن ذَلِكَ وقتُها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا ذَبْحَ إِلَّا بَعْد التَّشْرِيق أَي بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَقَالَ شُعْبَةُ: التَّشْرِيق الصَّلَاةُ فِي الْفِطْرِ والأَضحى بالجَبّانِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا جُمْعة وَلَا تَشْرِيقَ إِلَّا فِي مِصْرٍ جَامِعٍ ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ لِسَعْدٍ وَهُوَ بالأَزارِق: ... عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ عَلَيْكَ بِالشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ فانْعَمْ بِهَا ولَذَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ المَشارِق هُنَا جَمْعُ لحمٍ مُشَرَّق، وهو هذا المَشْرُور عِنْدَ الشَّمْسِ، يُقَوِّي ذَلِكَ قولُه بِالْمَحْضِ لأَنهما مَطْعُومَانِ؛ يَقُولُ:

كُلِ اللَّحْمَ واشْرَب اللَّبَنَ الْمَحْضَ. والتَّشْريق: الجمالُ وإشْراقُ الْوَجْهِ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي فِي بَيْتِ الْمَرَّارِ: ويَزِينُهنَّ مَعَ الجمالِ مَلاحةٌ، ... والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ «3» . والشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة. وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت مِنْ أَطرافها وَلَمْ يَبِنْ مِنْهَا شَيْءٌ. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولًا وَلَمْ تَبِنْ، وَقِيلَ: الشَّرْقاءُ الشَّاةُ يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها مِنْ جَانِبِ الأُذن شَقّاً بَائِنًا وَيُتْرَكُ وَسَطُ أُذُنِها صَحِيحًا، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: الشَّرْقاءُ الَّتِي شُقَّت أُذناها شَقَّين نَافِذَيْنِ فَصَارَتْ ثَلَاثَ قِطَعٍ مُتَفَرِّقَةٍ. وشَرَقْتُ الشَّاةَ أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها. وشَرِقت الشاةُ، بِالْكَسْرِ، فَهِيَ شَاةٌ شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو جَدْعاء. الأَصمعي: الشَّرْقاء فِي الْغَنَمِ الْمَشْقُوقَةُ الأُذن بِاثْنَيْنِ كَأَنَّهُ زنَمة، وَاسْمُ السِّمَةِ الشَّرَقة، بِالتَّحْرِيكِ، شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها شَرْقاً إِذَا شَقَّها؛ والخَرْقاء: أَن يَكُونَ فِي الأُذن ثُقْبٌ مُسْتَدِيرٌ. وَشَاةٌ شَرْقاء: مَقْطُوعَةُ الأُذن. والشَّرِيقُ مِنَ النِّسَاءِ: المُفْضاة. والشَّرِقُ مِنَ اللَّحْمِ: الأَحمر الَّذِي لَا دَسَم لَهُ. والشَّرَقُ: الشَّجَا والغُصّة. والشَّرَقُ بِالْمَاءِ والرِّيق وَنَحْوِهِمَا: كالغَصَص بِالطَّعَامِ؛ وشَرِقَ شَرَقاً، فَهُوَ شَرِقٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: لَوْ بِغَيْرِ الْمَاءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ... كنتُ كالغَصّانِ بِالْمَاءِ اعْتِصاري اللَّيْثُ: يُقَالُ شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وَكَذَلِكَ غَصَّ بِرِيقِهِ، وَيُقَالُ: أَخذَتْه شَرْقة فَكَادَ يَمُوتُ. ابْنُ الأَعرابي: الشُّرُق الغَرْقَى. قَالَ الأَزهري: والغَرَقُ أَن يَدْخُلَ الماءُ فِي الأَنف حَتَّى تَمْتَلِئَ منافذُه. والشَّرَقُ: دخولُ الْمَاءِ الحَلْقَ حَتَّى يَغَصَّ بِهِ، وَقَدْ غَرِقَ وشَرِقَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا بَلَغَ ذِكْرَ مُوسَى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أَيْ أَخذته سُعْلة مَنَعَتْهُ عَنِ الْقِرَاءَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قرأَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذكرِ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فَرَكَعَ ؛ الشَّرْقة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الشّرَقِ، أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بِالْقِرَاءَةِ، وَقِيلَ: أَراد أَنه شَرِقَ بِرِيقِهِ فَتَرَكَ الْقِرَاءَةَ وَرَكَعَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الحَرَقُ والشَّرَقُ شهادةٌ ؛ هُوَ الَّذِي يَشْرَقُ بِالْمَاءِ فَيَمُوتُ. وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ: لقد اصطلح أَهل هذه الْبَلْدَةِ عَلَى أَن يُعَصِّبُوه فشَرِقَ بِذَلِكَ أَي غَصَّ بِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ فِيمَا نَالَهُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَلّ بِهِ حَتَّى كأَنه شَيْءٌ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ بِهِ. وشَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فَضَاقَ، وشَرِقَ الجسدُ بِالطِّيبِ كَذَلِكَ؛ قَالَ المخبَّل: والزَّعْفَرانُ عَلَى تَرائِبها ... شَرِقاً بِهِ اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فَهُوَ شَرِقٌ: اخْتَلَطَ؛ قَالَ المسيَّب بْنُ عَلَسٍ: شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه ... للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ والتَّشْريق: الصَّبغ بِالزَّعْفَرَانِ غَيْرِ المُشْبَع وَلَا يَكُونُ بالعُصْفُر. والتَّشْريق: المُشْبَع بِالزَّعْفَرَانِ. وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فَهُوَ شَرِقٌ: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ بِدَمٍ أَو

_ (3). قوله [والفخر] كذ بالأَصل، وفي شرح القاموس: والعذم، بالذال، وفسره عن الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام

بِحُسْنِ لَوْنٌ أَحمر؛ قَالَ الأَعشى: وتَشْرَقُ بالقولِ الَّذِي قَدْ أَذَعْته، ... كَمَا شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ مِنَ الدَّمِ وَمِنْهُ حَدِيثُ عِكْرِمَةَ: رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ مُشْرَقة أَي مُحَمَّرَةٌ. يُقَالُ شَرِقَ الشيءُ إِذَا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ، وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إِذَا بالَغْت فِي حُمْرَتِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: سُئِل عَنْ رَجُلٍ لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت بِالدَّمِ وَلَمَّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فَقَالَ: لَهَا أَمْرُها، حَتَّى إِذَا مَا تَبَوَّأَتْ ... بأَخْفافِها مَأْوًى، تَبَوَّأ مَضْجَعا الضَّمِيرُ فِي لَهَا للإِبل يُهْمِلها الرَّاعِي حَتَّى إِذَا جَاءَتْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَعجبها فَأَقَامَتْ فِيهِ مالَ الرَّاعِي إِلَى مَضْجَعِه؛ ضَرَبَهُ مَثَلًا لِلْعَيْنِ أَي لَا يُحْكَم فِيهَا بِشَيْءٍ حَتَّى تأتيَ عَلَى آخِرِ أمْرِها وما تؤول إِلَيْهِ، فَمَعْنَى شَرِقَت بِالدَّمِ أَي ظَهَرَ فِيهَا وَلَمْ يَجْرِ مِنْهَا. وصَرِيع شَرِقٌ بِدَمِهِ: مُخْتَضِب. وشَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ مِنَ الخَجَلِ. والشَّرْقِيّ: صِبْغ أَحمر. وشَرِقَتْ عينُه واشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، وشَرِقَ الدمُ فِيهَا: ظَهَرَ. الأَصمعي: شَرِقَ الدَّمُ بِجَسَدِهِ يَشْرَقُ شَرَقاً إِذَا ظَهَرَ وَلَمْ يَسِلْ، وَقِيلَ إِذَا مَا نَشِبَ، وَكَذَلِكَ شَرِقت عينُه إِذَا بَقِي فِيهَا دمٌ؛ قَالَ: وَإِذَا اخْتَلَطَتْ كُدورةٌ بِالشَّمْسِ ثُمَّ قُلْتَ شَرِقَت جَازَ ذَلِكَ كَمَا يَشْرَق الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ يَنْشَبُ فِيهِ وَيَخْتَلِطُ. يُقَالُ: شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إِذَا مَا دَخَلَ الماءُ حَلْقَه فشَرِقَ أَيْ نَشِبَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ فِي النَّاقَةِ المُنْكَسرة: وَلَا هِيَ بفَقِيٍّ فتشْرَق عُرُوقُهَا أَي تَمْتَلِئَ دَمًا مِنْ مَرَضٍ يَعْرِضُ لَهَا فِي جَوْفِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُخْرِج يَدَيْهِ فِي السُّجُودِ وَهُمَا مُتَفَلِّقَتان قَدْ شَرِق بَيْنَهُمَا الدَّمُ. وشَرِقَ النَّخْلُ وأَشْرَق وأَزْهَقَ «1» لوَّنَ بِحُمْرَةٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ ظُهُورُ أَلوان البُسْر. ونَبْتٌ شَرِقٌ أَي رَيَّان؛ قَالَ الأَعشى: يُضاحِك الشمسَ مِنْهَا كوكَبٌ شَرِقٌ، ... مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وأَما مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ: لَعَلَّكُمْ تُدْرِكون قَوْمًا يُؤَخِّرون الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ لِلْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفون ثُمَّ صَلّوا مَعَهُمْ ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَنْ يَشْرَقَ الإِنسانُ بريقِه عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقَالَ: أَراد أَنهم يُصَلُّونَ الْجُمُعَةَ وَلَمْ يَبْقَ مِنَ النَّهَارِ إِلَّا بِقَدْرِ مَا بَقِي مِنْ نَفْس هَذَا الَّذِي قَدْ شَرِق بِرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، أَراد فَوْتَ وقْتِها وَلَمْ يُقَيِّدِ الصَّلَاةَ فِي الصِّحَاحِ بِجُمُعَةٍ وَلَا بِغَيْرِهَا، وَسُئِلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَلم ترَ الشمسَ إِذَا ارْتَفَعَتْ عَنِ الْحِيطَانِ وَصَارَتْ بَيْنَ الْقُبُورِ كَأَنَّهَا لُجّة؟ فَذَلِكَ شَرَقُ الْمَوْتَى ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَن طُلُوعَهَا وشُروقَها إِنَّمَا هُوَ تِلْكَ السَّاعَةُ لِلْمَوْتَى دُونَ الأَحياء. أَبو زَيْدٍ: تُكْرَه الصَّلَاةُ بشَرَقِ الْمَوْتَى حِينَ تصفرُّ الشَّمْسُ، وَفَعَلْتُ ذَلِكَ بشَرَقِ الْمَوْتَى: فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: إِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا كشَرَقِ الْمَوْتَى ؛ لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنه أَراد بِهِ آخِرَ النَّهَارِ لأَن الشَّمْسَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إِنَّمَا تَلْبَث قَلِيلًا ثُمَّ تَغِيبُ فشبَّه مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِبَقَاءِ الشَّمْسِ تِلْكَ السَّاعَةَ، والآخَرُ مِنْ قَوْلِهِمْ شَرِقَ الْمَيِّتُ بَرِيقِهِ إِذَا غَصَّ بِهِ، فشبَّه قِلَّةَ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا بَقِيَ مِنْ حَيَاةِ الشَّرِق بِرِيقِهِ إِلَى أَن تَخْرُجَ نَفْسُهُ. وَسُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْهُ فَقَالَ: أَلم تَرَ إِلَى الشَّمْسِ إِذَا ارْتَفَعَتْ عَنِ الْحِيطَانِ

_ (1). قوله [وأزهق] هكذا في الأَصل ولعله وأزهى.

فَصَارَتْ بَيْنَ الْقُبُورِ كَأَنَّهَا لُجّة؟ فَذَلِكَ شَرَقُ الْمَوْتَى. يُقَالُ: شَرِقَت الشَّمْسُ شَرَقاً إِذَا ضَعُفَ ضوءُها، قَالَ: ووَجّه قولَه حِينَ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ إِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا كشَرَقِ الْمَوْتَى إِلَى مَعْنَيَيْنِ: أَحدهما أَن الشَّمْسَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إِنَّمَا تَلْبَثُ سَاعَةً ثُمَّ تَغِيبُ فشبَّه قِلَّة مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِبَقَاءِ الشَّمْسِ تِلْكَ السَّاعَةَ مِنَ الْيَوْمِ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ فِي شَرَقِ الْمَوْتَى شَرَقُ الْمَيِّتِ برِيقِه عِنْدَ خُرُوجِ نَفَسِهِ. وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: وَاجْعَلُوا صلاتَكم مَعَهُمْ سُبْحَة أَي نَافِلَةً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: المُشَرَّق جَبَلٌ بِسُوقِ الطَّائِفِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: المُشَرَّق سُوقُ الطَّائِفِ؛ وَقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: حَتَّى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ، ... بصَفا المُشَرَّق، كلَّ يومٍ تُقْرَعُ يُفَسَّر بِكِلَا ذَيْنِك، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: بِصَفَا المُشَقَّر؛ قَالَ: وَهُوَ صَفَا المُشَقَّر الَّذِي ذَكَرَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ فَقَالَ: دُوَيْنَ الصَّفا اللَّائي يَلِينَ المُشَقَّرا والشارِقُ: الكِلْسُ، عَنْ كُرَاعٍ. والشَّرْقُ: طَائِرٌ، وَجَمْعُهُ شُروق، وَهُوَ مِنْ سِباع الطَّيْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذُو بَرِيقِ، ... بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ، أَجْدَلَ أَوْ شَرْقٍ مِنَ الشُّروقِ قَالَ شِمْرٌ: أَنشدني أَعرابي فِي مَجْلِسِ ابْنِ الأَعرابي وَكَتَبَهَا ابْنُ الأَعرابي: انْتَفِخي، يَا أَرْنَبَ القِيعان، ... وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ، أَوْ ضَرْبَةٍ مِنْ شَرْقِ شَاهِيَانِ، ... أَوْ تَوِّجِي جَائِعَ غَرْثَانَ «1» . قَالَ: الشَّرْق بَيْنَ الحِدَأَة وَالشَّاهِينِ وَلَوْنُهُ أَسود. والشارِق: صَنَمٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وعبد الشارِق: اسْمٌ وَهُوَ مِنْهُ. والشَّرِيقُ: اسْمُ صَنَمٍ أَيْضًا. والشَّرْقِيُّ: اسْمُ رَجُلٍ راوِية أَخبار. ومِشْرِيق: موضع. وشَرِيق: اسم رجل. شربق: شَرْبَقَه شَرْبَقةً: لُغَةٌ فِي شَبْرَقه، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الْفَرَّاءُ: شَرْبَقْت الثَّوْبَ، فَهُوَ مُشَرْبَق أَي قطَّعته مِثْلُ شَبْرَقْت. شرشق: الشِّرْشِق: طائر. شرنق: أَبو عَمْرٍو: ثِيابٌ شَرانِقُ متخرِّقة لَا وَاحِدَ لَهَا؛ وأَنشد: مِنْهُ وأَعلى جِلْدِه شَرانِقُ وَيُقَالُ لسَلْخِ الحَيَّة إِذَا أَلْقَتْه شَرانِقُ وَيُقَالُ لسَلْخِ الحَيَّة إِذَا أَلْقَتْه شَرانِق. شرقرق: اللَّيْثُ: الشِّقِرّاق والشَّقِرَّاق والشَّرَقْراق والشِّرَقْراق، لُغَتَانِ: طَائِرٌ يَكُونُ فِي أَرْضِ الحَرَم فِي مَنَابِتِ النَّخِيلِ كَقَدْرِ الهُدْهد مرقَّط بحُمْرة وَخُضْرَةٍ وبياض وسواد. شفق: الشّفَق والشَّفَقة: الِاسْمُ مِنَ الإِشْفاق. والشَّفَق: الخِيفة. شَفِقَ شَفَقاً، فَهُوَ شَفِقٌ، وَالْجَمْعُ شَفِقُون؛ قَالَ الشَّاعِرُ إسحق بْنُ خَلَفٍ، وَقِيلَ هُوَ لِابْنِ المُعَلَّى: تَهْوى حَياتي، وأَهْوَى مَوْتَها شَفَقاً، ... والمَوْتُ أكْرَمُ نزّالٍ عَلَى الحُرَمِ وأشْفَقْت عَلَيْهِ وأَنا مُشْفِق وشَفِيق، وَإِذَا قُلْتَ: أَشْفَقْت مِنْهُ، فَإِنَّمَا تَعْنِي حذِرْته، وأَصلهما واحد، ولا

_ (1). قوله [أَوْ ضَرْبَةٍ مِنْ شَرْقِ إلى آخر البيت] هكذا في الأَصل

يُقَالُ شَفَقْت. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: شَفَقْت وأَشْفَقْت بِمَعْنًى، وأَنكره أَهْلُ اللُّغَةِ. اللَّيْثُ: الشَّفَقُ الْخَوْفُ. تَقُولُ: أَنَا مُشْفِق عَلَيْكَ أَيْ أَخاف. والشَّفَقُ أَيْضًا الشَّفَقة وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الناصِحُ مِنْ بُلوغِ النُّصْح خَائِفًا عَلَى المَنْصوح. تَقُولُ: أَشْفَقْت عَلَيْهِ أَنْ يَنالَه مَكْرُوهٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأشْفَق عَلَيْهِ حَذِرَ، وأشْفَق مِنْهُ جَزِع، وشَفَق لُغَةٌ. والشَّفَق والشَّفقة: الخيفةُ مِنْ شِدَّةِ النُّصْحِ. والشَّفِيق: الناصِحُ الْحَرِيصُ عَلَى صَلَاحِ الْمَنْصُوحِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ ، أَيْ كُنَّا فِي أَهْلِنَا خَائِفِينَ لِهَذَا الْيَوْمِ. وشَفِيق: بِمَعْنَى مُشْفِق مِثْلُ أَليم ووَجِيع وداعٍ «1» وسَميع. والشَّفَق والشَّفَقة: رقَّة مِنْ نُصْحٍ أَوْ حُبّ يؤدِّي إِلَى خَوْفٍ. وشَفِقْت مِنَ الأَمر شَفَقَةً: بِمَعْنَى أَشْفَقْت؛ وَأَنْشَدَ: فإنِّي ذُو مُحافَظَةٍ لِقَوْمي، ... إِذَا شَفِقَتْ عَلَى الرِّزْقِ العِيالُ وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: وَإِنَّمَا كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ شَفَقاً مِنْ أَن يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ ؛ الشَّفَق والإِشْفاق: الْخَوْفُ، يُقَالُ: أَشْفَقْت أُشْفِق إِشْفَاقًا، وَهِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ. وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ: شَفِقْت أَشْفَق شَفَقاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: قَالَ عُبَيْدة أَتَيْناه فازْدحَمْنا عَلَى مَدْرَجةٍ رَثّةٍ فَقَالَ: أَحسنوا مَلأَكم أَيُّها المَرْؤون وَمَا عَلَى البِناء، شَفَقاً وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ ؛ انْتَصَبَ شَفَقاً بفعل مضمر وتقديره وَمَا أُشْفِقُ عَلَى الْبِنَاءِ شَفَقاً وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ؛ وَقَوْلُهُ: كَمَا شَفِقَت عَلَى الزَّادِ العِيالُ أَرَادَ بَخِلت وضَنّت، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الْبَخِيلَ بِالشَّيْءِ مُشْفِق عَلَيْهِ. والشَّفَق: الرَّدِيءُ مِنَ الأَشياء وَقَلَّمَا يُجْمَعُ. وَيُقَالُ: عَطَاءٌ مُشَفَّق أَي مُقَلَّل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مَلِك أَغرُّ مِنَ الْمُلُوكِ، تَحَلّبَت ... لِلسَّائِلِينَ يَدَاهُ، غَيْرُ مُشَفِّق وَقَدْ أَشْفَق الْعَطَاءُ. ومِلْحفة شَفَقُ النَّسْجِ: رَدِيئَةٌ. وشَفَّق المِلْحَفة: جَعَلَهَا شَفَقاً فِي النَّسْجِ. والشَّفَقُ: بَقِيَّةُ ضَوْءِ الشَّمْسِ وحمرتُها فِي أَول اللَّيْلِ تُرَى فِي الْمَغْرِبِ إِلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ. والشَّفَق: النَّهَارُ أَيضاً؛ عن الزَّجَّاجِ، وَقَدْ فُسِّرَ بِهِمَا جَمِيعًا قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ . وَقَالَ الْخَلِيلُ: الشَّفَقُ الْحُمْرَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الْعِشَاءِ الأَخيرة، فَإِذَا ذَهَبَ قِيلَ غابَ الشَّفَق، وَكَانَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَقُولُ: الشَّفَق الْبَيَاضُ لأَن الْحُمْرَةَ تَذْهَبُ إِذَا أَظلمت، وَإِنَّمَا الشَّفَق البياضُ الَّذِي إِذَا ذَهَبَ صُلِّيَت العشاءُ الأَخيرة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصَوَابِ ذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مَصْبُوغٌ كَأَنَّهُ الشَّفَق، وَكَانَ أَحمر، فَهَذَا شاهِدُ الْحُمْرَةِ. أَبُو عَمْرٍو: الشَّفَقُ الثَّوْبُ الْمَصْبُوغُ بِالْحُمْرَةِ. «2» .... فِي السَّمَاءِ. وأَشْفَقَنْا: دَخَلْنَا فِي الشَّفَق. وأَشْفَق وشَفَّق: أَتَى بشَفَقٍ وَفِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ حَتَّى يَغِيبَ الشَّفَقُ؛ هُوَ مِنَ الأَضداد يَقَعُ عَلَى الْحُمْرَةِ الَّتِي تُرى بَعْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ، وَبِهِ أَخَذَ الشَّافِعِيُّ، وَعَلَى الْبَيَاضِ الْبَاقِي فِي الأُفُق الْغَرْبِيِّ بَعْدَ الْحُمْرَةِ الْمَذْكُورَةِ، وَبِهِ أَخذ أَبو حَنِيفَةَ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَنَا فِي أَشْفَاقٍ مِنْ هَذَا الأَمر أَي فِي نواحٍ مِنْهُ، وَمِثْلُهُ: أَنا عَروض مِنْهُ وَفِي أَعْراضٍ مِنْهُ أَيْ فِي نواحٍ. شفشلق: الشَّفْشَلِيق والشَّمْشَلِيق: المُسِنّة. يُقَالُ: عَجُوزٌ شَفْشَلِيق وشَمْشَلِيق إذا استرخى لحمها.

_ (1). قوله [وداع] هكذا في الأَصل. (2). كذا بياض بالأَصل.

اللَّيْثُ: الجَنْفَلِيق مِنَ النِّسَاءِ العظيمة، وكذلك الشَّفْشَليق. شفلق: ابْنُ الأَعرابي: الشَّفَلَّقة لُعْبة لِلْحَاضِرَةِ وَهُوَ أَن يَكْسَعَ الإِنسان مِنْ خَلْفِه فيَصْرَعَه وَهُوَ الأَسْنُ عِنْدَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَيُقَالُ سَاتاهُ إِذَا لَعِب مَعَهُ الشَّفَلَّقة. شقق: الشَّقُّ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ شَقَقْت العُود شَقّاً والشَّقُّ: الصَّدْع الْبَائِنُ، وَقِيلَ: غَيْرُ الْبَائِنِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّدْعُ عَامَّةً. وَفِي التَّهْذِيبِ: الشَّقُّ الصَّدْعُ فِي عُودٍ أَو حَائِطٍ أَوْ زُجاجة؛ شَقَّه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ وشقَّقَه فتَشَقَّقَ؛ قَالَ: أَلَا يَا خُبْزَ يَا ابْنةَ يَثْرُدانٍ، ... أَبَى الحُلْقومُ بَعْدَكِ لَا يَنامُ وبَرْقاً للعَصِيدة لاحَ وَهْناً، ... كَمَا شَقَّقْت فِي القِدْرِ السَّناما «1» . والشَّقُّ: الْمَوْضِعُ الْمَشْقُوقُ كأَنه سُمِّي بِالْمَصْدَرِ، وَجَمْعُهُ شُقوق. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الشَّقُّ الْمَصْدَرُ، والشِّقُّ الِاسْمُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَعرفها عَنْ غَيْرِهِ. والشِّقُّ: اسْمٌ لِمَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ، وَالْجَمْعُ الشُّقوق. وَيُقَالُ: بِيَدِ فُلَانٍ وَرِجْلِهِ شُقوق، وَلَا يُقَالُ شُقاق، إِنَّمَا الشُّقاق دَاءٌ يَكُونُ بِالدَّوَابِّ وَهُوَ يُشِقِّق يأْخذ فِي الْحَافِرِ أَوِ الرُّسغ يَكُونُ فِيهِمَا مِنْهُ صُدوع وَرُبَّمَا ارْتَفَعَ إِلَى أوْظِفَتِها. وشُقَّ الحافرُ وَالرُّسْغُ: أَصابَهُ شُقاقٌ. وَكُلُّ شَقٍّ فِي جِلْدٍ عَنْ داء شُقاق، جاؤوا بِهِ عَلَى عَامَّةِ أَبنية الأَدواء. وَفِي حَدِيثِ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ: أَصَابَنَا شُقاق وَنَحْنُ مُحْرمون فسأَلنا أَبا ذَرٍّ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بالشَّحْمِ ؛ هُوَ تَشَقُّقُ الْجِلْدِ وَهُوَ مِنَ الأَدواء كالسُّعال والزُّكام والسُّلاق. والشَّقُّ: وَاحِدُ الشُّقوق وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. الأَزهري: والشُّقاق تَشَقُّق الْجِلْدِ مِنْ بَرْدٍ أَو غَيْرِهِ فِي الْيَدَيْنِ وَالْوَجْهِ. وَقَالَ الأَصمعي: الشُّقاق فِي الْيَدِ وَالرَّجْلِ مِنْ بَدَنِ الإِنس وَالْحَيَوَانِ. وشَقَقْت الشَّيْءَ فانْشَقَّ. وشَقَّ النبتُ يَشُقُّ شُقوقاً: وَذَلِكَ فِي أَول مَا تَنْفَطِر عَنْهُ الأَرض. وشقَّ نابُ الصَّبِيِّ يَشُقُّ شُقُوقًا: فِي أَوّل مَا يَظْهَرُ. وشقَّ نابُ الْبَعِيرِ يَشُقُّ شُقُوقًا: طَلَعَ، وَهُوَ لُغَةٌ فِي شَقا إِذَا فَطَرَ نابُه. وشَقَّ بَصَرُ الميِّت شَقُوقًا: شخَص وَنَظَرَ إِلَى شَيْءٍ لَا يرتدُّ إِلَيْهِ طرْفُه وَهُوَ الَّذِي حَضَرَهُ الْمَوْتُ، وَلَا يُقَالُ شَقَّ بَصَرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلم تَرَوْا إِلَى الميِّت إِذَا شَقَّ بَصَرُه أَيِ انْفَتَحَ، وضَمُّ الشِّينِ فِيهِ غيرُ مُخْتَارٍ. والشَّقُّ: الصُّبْحُ. وشَقَّ الصبحُ يَشُقُّ شَقّاً إِذَا طَلَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا شَقَّ الفَجْران أمَرنا بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ ؛ يُقَالُ: شَقَّ الفجرُ وانْشَقَّ إِذَا طَلَعَ كَأَنَّهُ شَقَّ موضعَ طلوعِه وَخَرَجَ مِنْهُ. وانْشقَّ البرقُ وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ، وشَقِيقة البَرْق: عَقِيقته. ورأَيت شقِيقةَ البَرْق وعَقِيقته: وَهُوَ مَا اسْتَطَارَ مِنْهُ فِي الأُفق وَانْتَشَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنْ سَحَائِبَ مَرَّت وَعَنْ بَرْقِها فَقَالَ: أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً أَم يَشُقُّ شَقّاً؟ فَقَالُوا: بَلْ يَشُقُّ شَقّاً، فَقَالَ: جَاءَكُمُ الحَيا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى شَقَّ البرقُ يَشُقُّ شَقّاً هُوَ الْبَرْقُ الَّذِي تَرَاهُ يَلْمَعُ مُسْتَطِيلًا إِلَى وَسَطِ السَّمَاءِ وَلَيْسَ لَهُ اعْتِرَاضٌ، ويَشقّ مَعْطُوفٌ عَلَى الْفِعْلِ الَّذِي انْتَصَبَ عَنْهُ الْمَصْدَرَانِ تَقْدِيرُهُ أَيَخْفِي أَمْ يُومض أَم يَشُقُّ. وشَقائِقُ النُّعْمَانِ: نَبْتٌ، وَاحِدَتُهَا شَقيقةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِحُمْرَتِهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بشَقِيقةِ البَرْق، وقيل:

_ (1). قوله [ألا يا خبز إلخ] في هذين البيتين عيب الإصراف. وقوله: وبرقاً تقدم في مادة ث ر د وبرق

واحدهُ وجمعهُ سَوَاءٌ وَإِنَّمَا أُضيف إِلَى النُّعْمَانِ لأَنه حَمَى أَرْضًا فَكَثُرَ فِيهَا ذَلِكَ. غَيْرُهُ: ونَوْرٌ أَحْمَرُ يُسَمَّى شَقائِق النُّعمان، قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ وأُضيف إِلَى النُّعْمَانِ لأَن النُّعْمَانَ بنَ الْمُنْذِرِ نَزَلَ عَلَى شَقائِقِ رَمْلٍ قَدْ أَنْبَتَتِ الشَّقِرَ الأَحمرَ، فَاسْتَحْسَنَهَا وأَمر أَن تُحْمَى، فَقِيلَ للشَّقِر شَقائِق النُّعْمَانِ بمَنْبِتِها لَا أَنها اسْمٌ للشَّقِر، وَقِيلَ: النُّعْمان اسْمُ الدَّمِ وشَقائِقُه قِطَعهُ فشُبِّهت حُمْرَتُهَا بِحُمْرَةِ الدَّمِ، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الزهرةُ شَقائِقَ النُّعْمان وغلَب اسمُ الشَّقَائِقِ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجرةً تَحْمِل كُسْوة أَهلِها أَشدَّ حُمْرَةً مِنَ الشَّقائِق ؛ هُوَ هَذَا الزَّهْرُ الأَحمر الْمَعْرُوفُ، وَيُقَالُ لَهُ الشَّقِرُ وَأَصْلُهُ مِنَ الشَّقِيقة وَهِيَ الفُرْجة بَيْنَ الرِّمَالِ. قَالَ الأَزهري: والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأَمطار الغَدِقة؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا نُعْمُ إِلَّا كَرَوضةٍ ... دَمِيثِ الرُّبى، جادَت عَلَيْهَا الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ: المَطرةُ المُتَّسعة لأَن الْغَيْمَ انْشَقَّ عَنْهَا؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدُّمَيْنة: ولَمْح بعَيْنَيْها، كأَنَّ ومِيضَه ... وَمِيضُ الحَيا تُهْدَى لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وَقَالُوا: المالُ بَيْنَنَا شَقَّ وشِقَّ الأَبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أَيِ الخُوصِة أَيْ نَحْنُ مُتَسَاوُونَ فِيهِ، وَذَلِكَ أَن الخُوصةَ إِذَا أُخذت فشُقَّت طُولًا انْشَقّت بِنِصْفَيْنِ، وَهَذَا شَقِيقُ هَذَا إِذَا انْشَقَّ بِنِصْفَيْنِ، فَكُلٌّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَقِيقُ الْآخَرِ أَي أَخوه، وَمِنْهُ قِيلَ فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ وَقَدْ صغره: يا ابنَ أُمّي، وَيَا شُقَيِّقَ نَفْسِي، ... أَنتَ خَلَّيْتَني لأَمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ: مَا بَيْنَ الشُّفْرَين مِنْ حَيا المرأَة. والشَّواقُّ مِنَ الطَّلْع: مَا طَالَ فَصَارَ مقدارَ الشِّبْر لأَنها تَشُقُّ الكِمامَ، واحدتُها شاقَّةٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُواءةَ: أَشَقَّ النخلُ طَلَعَتْ شَواقُّه. والشِّقَّةُ: الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ مِنْ لَوْحٍ أَوْ خَشَبٍ أَو غَيْرِهِ. وَيُقَالُ للإِنسان عِنْدَ الْغَضَبِ: احْتَدَّ فَطَارَتْ مِنْهُ شِقَّةٌ فِي الأَرض وشِقَّةٌ فِي السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: مَا كَانَ لِيُخْنِيَ بابِنه فِي شِقّة مِنْ تَمْرٍ أَي قطعةٍ تُشَقُّ مِنْهُ؛ هكذا ذكره الزمخشري وأَبو مُوسَى بَعْدَهُ فِي الشِّينِ ثُمَّ قَالَ: وَمِنْهُ أَنه غَضِبَ فَطَارَتْ مِنْهُ شِقَّةٌ أَي قِطْعَةٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُ المتأَخرين بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَطَارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السَّمَاءِ وشِقَّة فِي الأَرض ؛ هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي الْغَضَبِ وَالْغَيْظِ. يُقَالُ: قَدِ انْشَقَّ فُلَانٌ مِنَ الْغَضَبِ كَأَنَّهُ امتلأَ باطنُه؛ بِهِ حَتَّى انْشَقَّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ. وشَقَّقْتُ الحطبَ وَغَيْرَهُ فتَشَقَّقَ. والشِّقُّ والشِّقَّة، بِالْكَسْرِ: نِصْفُ الشَّيْءِ إِذَا شُقَّ، الأَخيرة عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. يُقَالُ: أَخذت شِقَّ الشَّاةِ وشِقّةَ الشاةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خُذْ هَذَا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ. وَيُقَالُ: الْمَالُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشَّعْرَةِ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ، فَإِذَا قَالُوا شَقَقْتُ عَلَيْكَ شَقّاً نَصَبُوا. قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ غَيْرَهُ. والشِّق: النَّاحِيَةُ مِنَ الْجَبَلِ. والشِّقُّ: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ مِنَ الشَّقِّ أَيضاً. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا وَالَّذِي جَعَلَ الْجِبَالَ وَالرِّجَالَ حِفْلَةً وَاحِدَةً ثُمَّ خَرَقَهَا فَجَعَلَ الرِّجَالَ لِهَذِهِ وَالْجِبَالَ لِهَذَا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَجَدَنِي فِي

أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقٍّ [بِشَقٍ] ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِعَيْنِهِ وَهَذَا يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، فَالْكَسْرُ مِنَ المَشَقّةِ؛ وَيُقَالُ: هُمْ بِشِقٍّ مِنَ الْعَيْشِ إِذَا كَانُوا فِي جَهْدٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ، وأَصله مِنَ الشِّقِّ نِصْف الشَّيْءِ كأَنه قَدْ ذَهَبَ بِنِصْفِ أَنْفُسِكم حَتَّى بَلَغْتُموه، وَأَمَّا الْفَتْحُ فَمِنَ الشَّقِّ الفَصْلِ فِي الشَّيْءِ كأَنها أَرادت أَنَّهُمْ فِي مَوْضِعٍ حَرِجٍ ضَيّقٍ كالشَّقِّ فِي الْجَبَلِ، وَمِنَ الأَول: اتَّقُوا النارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرةٍ أَيْ نصفِ تَمْرَةٍ؛ يُرِيدُ أَن لَا تَسْتَقلّوا مِنَ الصَّدَقَةِ شَيْئًا. والمُشاقَّةُ وَالشِّقَاقُ: غَلَبَةُ العداوةِ وَالْخِلَافِ، شاقَّهُ مُشاقَّةً وشِقاقاً: خالَفَه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تعالى: إِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ ؛ الشِّقاقُ: العدواةُ بَيْنَ فَرِيقَيْنِ والخلافُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، سُمِّيَ ذَلِكَ شِقاقاً لأَن كُلَّ فَرِيقٍ مِنْ فِرْقَتَي العدواة قَصَدَ شِقًّا أَي نَاحِيَةً غَيْرَ شِقِّ صَاحِبِهِ. وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقًّا فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وَتَبَدَّدَ اخْتِلَافًا. وشَقَّ فلانٌ الْعَصَا أَيْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وشَقَّ عَصَا الطَّاعَةِ فانْشَقَّت وَهُوَ مِنْهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: شَقَّ الخوارجُ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، فَمَعْنَاهُ أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم، وَهُوَ مِنَ الشَّقِّ الَّذِي هُوَ الصَّدْع. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخارجيُّ يَشُقُّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ ويُشاقُّهم خِلَافًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ شَقَّهم الْعَصَا والمُشاقَّةَ وَاحِدًا، وَهُمَا مُخْتَلِفَانِ عَلَى مَا مَرَّ مِنْ تَفْسِيرِهِمَا آنِفًا. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ انْشَقَّت عَصَاهُمَا بَعْدَ الْتِئامِها إِذا تَفَرَّق أَمْرُهم وانْشَقَّت الْعَصَا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت الْعَصَا ... بِبَيْنٍ، كَمَا شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ وانْشَقَّت الْعَصَا أَي تَفَرَّقَ الأَمرُ. وشَقَّ عليَّ الأَمرُ يَشقُّ شَقًّا ومَشقّة أَي ثَقُل عَلَيَّ، وَالِاسْمُ الشِّقُّ، بِالْكَسْرِ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلَا أَن أَشُقَّ عَلَى أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عِنْدَ كلِّ صَلَاةٍ ؛ الْمَعْنَى لَوْلَا أَن أُثَقِّلَ عَلَى أُمتي مِنَ المَشَقّة وَهِيَ الشِّدَّةُ. والشِّقُّ: الشقيقُ الأَخُ. ابْنُ سِيدَهْ: شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أَخُوهُ، وَجَمْعُ الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ. يُقَالُ: هُوَ أَخي وشِقِّ نَفْسِي، وَفِيهِ: النساءُ شَقائِقُ الرِّجَالِ أَي نظائرُهم وَأَمْثَالُهُمْ فِي الأَخْلاقِ والطِّباع كَأَنَّهُنَّ شُقِقْنَ مِنْهُمْ ولأَن حَوّاء خلقتْ مِنْ آدَمَ. وشَقِيقُ الرَّجُلِ: أَخوه لأُمّه وأَبيه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنتم إخوانُنا وأَشِقَّاؤنا. والشَّقِيقةُ: دَاءٌ يأْخذ فِي نِصْفِ الرأْس وَالْوَجْهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: صُداع يأْخذ فِي نِصْفِ الرأْس وَالْوَجْهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: احْتَجَم وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ شَقِيقةٍ ؛ هُوَ نَوْعٌ مِنْ صُداعٍ يَعْرِض فِي مُقَدَّمِ الرأْس وَإِلَى أَحد جَانِبَيْهِ. والشِّقُّ والمَشَقَّةُ: الْجَهْدُ وَالْعَنَاءُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ؛ وَأَكْثَرُ الْقُرَّاءِ عَلَى كَسْرِ الشِّينِ مَعْنَاهُ إِلَّا بِجَهْدِ الأَنفس، وَكَأَنَّهُ اسْمٌ وكأَن الشَّقَّ فِعْلٌ، وَقَرَأَ أَبو جَعْفَرٍ وَجَمَاعَةٌ: إِلَّا بشَقّ الأَنفُس ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهُمَا بِمَعْنًى؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ مِلْقَطٍ وَزَعَمَ أَنه فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ: والخَيْل قَدْ تَجْشَمُ أَرْبابُها الشقَّ، ... وَقَدْ تَعْتَسِفُ الرَّاوِيهْ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَذْهَبَ فِي قَوْلِهِ إِلَى أَن الْجَهْدَ يَنْقُص مِنْ قُوَّةِ الرَّجُلِ وَنَفْسِهِ حَتَّى يَجْعَلَهُ قَدْ ذَهَبَ بِالنِّصْفِ مِنْ قُوَّتِهِ، فَيَكُونُ الْكَسْرُ عَلَى أَنه كَالنِّصْفِ. والشِّقُّ:

المَشَقَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ؛ شَاهِدُ الْكَسْرِ قَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: وَذِي إبِلٍ يَسْعَى ويحْسِبُها لَهُ، ... أَخي نَصَبٍ مِنْ شِقِّها ودُؤُوبِ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: أَصْبَحَ مَسْحولٌ يُوازِي شِقّا مَسْحولٌ: يَعْنِي بَعِيره، ويُوازي: يُقاسي. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِيهِ الشَّقّ، بِالْفَتْحِ، شَقَّ عَلَيْهِ يَشُقُّ شَقًّا. والشُّقَّةُ، بِالضَّمِّ: مَعْرُوفَةٌ مِنَ الثِّيَابِ السبِيبةُ الْمُسْتَطِيلَةُ، وَالْجَمْعُ شِقاقٌ وشُقَقٌ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه أَرسل إِلَى امرأَة بشُقَيْقةٍ ؛ الشُّقّة: جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ وتصغيرُها شُقَيْقةٌ، وَقِيلَ: هي نصب ثَوْبٍ. والشُّقَّة والشِّقّةُ: السَّفَرُ الْبَعِيدُ، يُقَالُ: شُقَّةٌ شاقَّةٌ وَرُبَّمَا قَالُوهُ بِالْكَسْرِ. الأَزهري: والشُّقَّةُ بُعْدُ مَسيرٍ إِلَى الأَرض الْبَعِيدَةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ . وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: إنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ أَي مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ. والشُّقَّةُ أَيضاً: السفرُ الطَّوِيلُ. وَفِي حَدِيثِ زُهَير: عَلَى فَرسٍ شَقَّاءَ مَقَّاءَ أَي طَوِيلَةٍ. والأَشَقُّ: الطويلُ مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ، وَالِاسْمُ الشَّققُ والأُنثى شَقَّاء؛ قَالَ جَابِرٌ أَخو بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ التَّغْلِبِيِّ: ويومَ الكُلابِ اسْتَنْزَلَتْ أَسَلاتُنا ... شُرَحْبِيلَ، إذْ آلَى أَلِيَّة مُقْسِمِ لَيَنْتَزِعَنْ أَرماحَنا، فأَزالَه ... أَبو خَنَشٍ عَنْ ظَهْرِ شَقّاءَ صِلْدِمِ وَيُرْوَى: عَنْ سَرْج؛ يَقُولُ: حَلَفَ عَدُوُّنَا لينتزعَنْ أَرماحَنا مِنْ أَيدينا فَقَتَلْنَاهُ. أَبو عُبَيْدٍ: تَشَقَّقَ الفرسُ تَشَقُّقاً إِذَا ضمَرَ؛ وأَنشد: وبالجِلالِ بَعْدَ ذاكَ يُعْلَيْن، ... حَتَّى تَشَقَّقْنَ ولَمَّا يَشْقَيْن واشْتِقاقُ الشَّيْءِ: بُنْيانُه مِنَ المُرتَجَل. واشِتِقاقُ الْكَلَامِ: الأَخذُ فِيهِ يَمِينًا وَشِمَالًا. واشْتِقاقُ الْحَرْفِ مِنَ الْحَرْفِ: أَخْذُه مِنْهُ. وَيُقَالُ: شَقَّقَ الكلامَ إِذَا أَخرجه أَحْسَنَ مَخْرَج. وَفِي حَدِيثِ الْبَيْعَةِ: تَشْقِيقُ الْكَلَامِ عَلَيْكُمْ شديدٌ أَيِ التطلُّبُ فِيهِ لِيُخْرِجَه أَحسنَ مَخْرَجٍ. واشْتَقَّ الْخَصْمَانِ وتَشاقَّا: تَلَاحَّا وأَخذا فِي الْخُصُومَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا مَعَ تَرْكِ الْقَصْدِ وَهُوَ الاشتِقاق. والشَّقَقةُ: الأَعْداءُ. واشْتَقَّ الفرسُ فِي عَدْوِه: ذَهَبَ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَفَرَسٌ أَشَقُّ وَقَدِ اشْتَقَّ فِي عَدْوِه: كأَنه يَمِيلُ فِي أَحد شِقَّيْه؛ وأَنشد: وتَبارَيْت كَمَا يمْشِي الأَشَقّ الأَزهري: فَرَسٌ أَشَقُّ لَهُ مَعْنَيَانِ، فالأَصمعي يَقُولُ الأَشَقُّ الطَّوِيلُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ رُؤْبَةَ يَصِفُ فَرَسًا فَقَالَ أَشَقُّ أَمَقُّ خِبَقٌّ فَجَعَلَهُ كُلَّهُ طُولًا. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الأَشَقُّ مِنَ الْخَيْلِ الواسعُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ. والشَّقَّاءُ المَقَّاءُ مِنَ الْخَيْلِ: الْوَاسِعَةُ الأَرْفاغِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يسُبُّ أَمَةً فَقَالَ لَهَا: يَا شَقَّاء مقَّاءُ، فسأَلتْهُ عن تفسيرهما فأَشار إِلَى سَعة مَشَقِّ جَهازها. والشّقِيقةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ بَيْنَ كُلِّ حَبْلَي رَمْلٍ وَهِيَ مَكْرُمةٌ لِلنَّبَاتِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا فَسَّرَهُ لِي أَعْرابيٌّ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي صِفَةِ الدَّهْناء وشقائِقها: وَهِيَ سَبْعَةُ أَحْبُلٍ بَيْنَ كُلِّ حَبْلَيْنِ شَقِيقةٌ

وعَرْضُ كُلِّ حبلٍ مِيلٌ، وَكَذَلِكَ عرضُ كلِّ شَيْءٍ شَقِيقةٌ، وَأَمَّا قَدْرُهَا فِي الطول فما بَيْنَ يَبْرين إِلَى يَنْسوعةِ القُفّ، فَهُوَ قَدْرُ خَمْسِينَ مِيلًا. والشَّقِيقةُ: الْفُرْجَةُ بَيْنَ الْحَبْلَيْنِ مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ تُنْبِتُ الْعُشْبَ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّقِيقة لَيِّنٌ مِنْ غِلَظ الأَرض يَطُولُ مَا طَالَ الْحَبْلُ، وَقِيلَ: الشَّقِيقةُ فُرْجة فِي الرِّمَالِ تُنْبِتُ الْعُشْبَ، وَالْجَمْعُ الشَّقائِقُ؛ قَالَ شَمْعَلة بْنُ الأَخضر: ويومَ شَقِيقة الحسَنَيْنِ لاقَتْ ... بَنُو شَيْبانَ آجَالًا قِصارا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جِماد وشَرْقيّات رَمْلِ الشَّقائِق والحَسَنانِ: نَقَوانِ مِنْ رَمْلِ بَنِي سَعْدٍ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ لِي أَعرابي هُوَ مَا بَيْنَ الأَمِيلَينِ يَعْنِي بالأَمِيل الحبلَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: فِي الأَرض الْخَامِسَةِ حيَّاتٌ كالخَطائِط بَيْنَ الشَّقائِق ؛ هِيَ قِطَعٌ غِلَاظٌ بَيْنَ حِبَالِ الرَّمْلِ، واحدتُها شَقِيقةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الرِّمَالُ نَفْسُهَا. والشَّقِيقةُ والشَّقُوقةُ: طائرٌ. والأَشَقُّ: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ الأَخطل: فِي مُظْلِمٍ غَدِقِ الرَّبابِ، كأَنَّما ... يَسْقِي الأَشَقَّ وعالِجاً بِدَوالي والشِّقْشِقةُ: لَهاةُ الْبَعِيرِ وَلَا تَكُونُ إِلَّا لِلْعَرَبِيِّ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ كالرِّئة يُخْرِجُهَا الْبَعِيرُ مِنْ فِيهِ إِذَا هَاجَ، وَالْجَمْعُ الشَّقاشِقُ، وَمِنْهُ سُمّي الْخُطَبَاءُ شَقاشِقَ، شَبَّهوا المِكْثار بِالْبَعِيرِ الْكَثِيرِ الهَدْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الخُطَبِ مِنْ شقاشِق الشَّيْطَانِ ، فَجَعَلَ لِلشَّيْطَانِ شَقاشِقَ ونسبَ الخطبَ إِلَيْهِ لِما يَدْخُلُ فِيهَا مِنَ الْكَذِبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: شَبَّهَ الَّذِي يَتَفَيْهَقُ فِي كَلَامِهِ ويَسْرُده سَرْداً لَا يُبَالِي مَا قَالَ مِنْ صِدْقٍ أَوْ كَذِبٍ بِالشَّيْطَانِ وإسْخاطه رَبَّهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْخَطِيبِ الجَهِرِ الصَّوْتِ الْمَاهِرِ بِالْكَلَامِ: هُوَ أَهْرَتُ الشِّقْشِقة وهَرِيتُ الشّدْق؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ قَوْمًا بالخَطابة: هُرْتُ الشَّقاشِقِ ظَلَّامُون للجُزُرِ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ للشِّقْشِقة شِمْشِقةٌ، وَحَكَاهُ شَمِرٌ عَنْهُمْ أَيضاً. وشَقْشَقَ الفحلُ شَقْشَقةً: هدَر، والعصفورُ يُشَقْشِقُ فِي صَوْتِهِ، وَإِذَا قَالُوا لِلْخَطِيبِ ذو شِقْشِقةٍ قإنما يُشَبَّهُ بِالْفَحْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: واقْنَ فَإِنِّي فَطِنٌ عالمٌ، ... أَفْطَعُ مِنْ شِقْشِقةِ الهادرِ وَقَالَ النَّضْرُ: الشِّقْشِقةُ جِلْدَةٌ فِي حَلْقِ الْجَمَلِ الْعَرَبِيِّ يَنْفُخُ فِيهَا الرِّيحَ فَتَنْتَفِخُ فَيَهْدِرُ فِيهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: الشِّقْشِقةُ الجلدةُ الْحَمْرَاءُ الَّتِي يُخْرِجُهَا الْجَمَلُ مِنْ جَوْفِهِ يَنْفُخُ فِيهَا فَتَظْهَرُ مِنْ شِدْقِه، وَلَا تَكُونُ إِلَّا لِلْجَمَلِ الْعَرَبِيِّ، قَالَ: كَذَا قَالَ الْهَرَوَيُّ، وَفِيهِ نَظَرٌ؛ شَبَّهَ الفصيحَ المِنْطِيقَ بِالْفَحْلِ الْهَادِرِ ولِسانَه بشِقْشِقَتهِ ونسَبها إِلَى الشَّيْطَانِ لِمَا يَدْخُلُ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ وكونِه لَا يُبالي بِمَا قَالَ، وأَخرجه الْهَرَوِيُّ عَنْ عَلِيٍّ، وَهُوَ فِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجمعين. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي خُطْبَةٍ لَهُ: تِلْك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ ؛ وَيُرْوَى لَهُ فِي شِعْرٍ: لِساناً كشِقْشِقةِ الأَرْحَبيِّ، ... أَو كالحُسامِ اليَماني الذَّكَرْ وَفِي حَدِيثِ قُسّ: فَإِذَا أَنا بالفَنِيق يُشَقْشِقُ النُّوقَ ؛

قِيلَ: إِنَّهُ بِمَعْنَى يُشَقِّقُ، وَلَوْ كَانَ مأْخوذاً مِنَ الشِّقْشقة لَجَازَ كأَنه يَهْدِر وَهُوَ بَيْنَهَا. وَفُلَانٌ شِقْشِقة قَوْمِهِ أَي شريفُهم وفَصِيحُهم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَن أَباهم نَهْشَلٌ، أَوْ كأَنَّه ... بشِقْشِقةٍ مِنْ رَهْطِ قَيْسِ بنِ عاصمِ وأَهلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ للمُطَرْمِذ الصَّلِفِ: شَقَّاق، وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَا يَعْرِفُونَهُ. وشِقٌّ: اسْمُ كَاهِنٍ مِنْ كُهَّان الْعَرَبِ. وشَقِيقٌ أَيضاً: اسْمٌ. والشَّقِيقةُ: اسْمُ جَدَّةِ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَهِيَ بِنْتُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ ذُهْل بْنِ شَيْبَانَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يَهْجُو النُّعْمَانَ: حَدِّثوني، بَنِي الشَّقِيقةِ، مَا يمنع ... فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَنْ يَزولا؟ شقرق: الشِّقِرَّاقُ والشَّقِرَّاقُ: طَائِرٌ يُسَمَّى الأَخْيَلَ، وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ، وَرُبَّمَا قَالُوا شِرِقْراق مِثْلُ سِرِطْراط. قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَخْيَلُ الشِّقِرَّاق عِنْدَ الْعَرَبِ بِكَسْرِ الشِّينِ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أنه قَالَ: الأَخْطَب هُوَ الشَّقرَّاق بِفَتْحِ الشِّينِ. اللِّحْيَانِيُّ: شِقِرَّاق ذَكَرَهُ فِي بَابِ فِعِلَّال. اللَّيْثُ: الشِّقِرَّاق والشّرَقْراق، لُغَتَانِ، طَائِرٌ يَكُونُ فِي أَرض الحَرَم فِي مَنَابِتِ النَّخِيلِ كَقَدْرِ الْهُدْهُدِ مرقَّط بِحُمْرَةٍ وَخُضْرَةٍ وَبَيَاضٍ وَسَوَادٍ، وَاللَّهُ أَعلم. شلق: الشِّلْقُ: شَيْءٌ عَلَى خِلْقة السَّمَكة صَغِيرٌ لَهُ رِجْلان عِنْدَ ذَنَبِهِ كرِجْل الضُّفْدَعِ لَا يُدَانُ لَهُ، يَكُونُ فِي أَنْهار الْبَصْرَةَ، وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. ابْنُ الأَعرابي: الشِّلْقُ الأَنْكَلِيسُ مِنَ السَّمَك وَهُوَ الجِرِّيُّ والجِرِّيت، وَقِيلَ: الشِّلْق مِنْ سَمَكِ الْبَحْرَيْنِ. والشَّلْقُ: الضَّرْبُ والبَضْعُ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. وشَلَقَه يَشْلقُه شَلْقاً: ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ أَو غَيْرِهِ. والشَّوْلَقيُّ: الَّذِي يَبِيعُ الحلاوةَ بلُغة رَبِيعَةَ، والفُرْس تسمِّيه الرسَّ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الشَّلَقَةُ الرَّاضَةُ. والشِّلْقَاءُ: السِّكِّينُ عَلَى وزنِ الحِرْباء، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: الضَّبُّ المَكُونُ إِذا بَاضَتِ «2» البيضةَ قِيلَ سَرَأَت، وَبَيْضُهَا سَرْءٌ، وإِذا أَلْقَت بيضَها فهي شَلَقَةٌ. شلمق: أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْعَجُوزِ شَمْلَق وشَلْمَق وسَمْلَق وسَلْمَق. شمق: الشَّمَقُ: مَرَحُ الْجُنُونِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: شبْهُ مَرَحِ الْجُنُونِ، شَمِقَ شَمَقاً وشَماقةً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّه إِذْ راحَ مَسْلُوسُ الشَّمَقْ وَقَدْ شَمِقَ يَشْمَقُ شَمَقاً إِذَا نَشِط. والشَّمَقُ: النَّشَاطُ. والأَشْمَق: اللُّغام المختلط بِالدَّمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لُغام الْجَمَلِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَنْفُخْن مَشْكولَ اللُّغامِ أَشْمَقا يَعْنِي جِمَالًا يَتَهادَرْنَ. والشِّمِقُّ والشَّمَقْمَقُ: الطويلُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الطويلُ الْجَسِيمُ مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: الشَّمَقْمَقُ النَّشِيطُ. وَثَوْبٌ شَمِقٌ: مُخَرَّقٌ. ومَرْوان بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاعِرُ يُكَنَّى بأَبى الشَّمَقْمَق. شمرق: ثَوْبٌ مُشَمْرَق وشُمارِق: كمُشَبْرق وشُبارِق؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه بَدَلٌ، وشُمارِق كشُبارِق. شمشلق: الشَّمْشَلِيقُ والشَّفْشَلِيقُ: المُسِنّةُ. الأَزهري: الشَّمْشَلِيقُ مِنَ النِّسَاءِ السريعةُ المشي

_ (2). 1 قوله: والضب المكون إذا باضت، هكذا في الأَصل.

الصَّخَّابةُ؛ وأَنشد: بضَرّةٍ تَشُلُّ فِي وَسِيِقها، ... نَأْآجةِ العَدْوَةِ شَمْشَلِيقِها، صَلِيبةِ الصَّيْحة صَهْصَلِيقِها والشَّمْشَلِيقُ: الْخَفِيفُ؛ وَأَنْشَدَ لأَبي مُحِصَّةَ: «1». وهَبْتُه لَيْسَ بشَمْشَلِيقِ، ... وَلَا دَحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ، وَلَا يُبالي الجَوْرَ فِي الطَّرِيقِ والشَّمْشَليقُ: الطَّوِيلُ السَّمِينُ: شملق: الشَّمْلَقُ: السَّيِّئَةُ الْخُلُقِ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَجُوزُ الهَرِمة؛ قَالَ: أَشْكو إِلَى اللَّهِ عِيالًا دَرْدَقا، ... مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً شَمْلَقا وَقِيلَ: إِنَّمَا هِيَ سَمْلَق، وَأَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ صحّفه. شنق: الشَّنَقُ: طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً؛ وأَنشد: كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو فِي الشَّنَقْ «2» . وشَنَقَ البَعيرَ يَشْنِقُه ويَشْنُقُه شَنْقاً وأَشْنَقَه إِذَا جَذَبَ خِطَامَهُ وكفَّه بِزِمَامِهِ وَهُوَ رَاكِبُهُ مِنْ قِبَل رأْسِه حَتَّى يُلْزِقَ ذِفْراه بِقَادِمَةِ الرَّحْلِ، وَقِيلَ: شَنَقَه إِذَا مَدَّهُ بِالزِّمَامِ حَتَّى يَرْفَعَ رأْسه. وأَشْنَقَ البعيرُ بِنَفْسِهِ: رَفع رأْسَه، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. قَالَ ابْنُ جِنِّي: شَنَقَ البعيرَ وأَشْنَق هُوَ جَاءَتْ فِيهِ الْقَضِيَّةُ مَعْكُوسَةً مُخَالِفَةً لِلْعَادَةِ، وَذَلِكَ أَنك تَجِدُ فِيهَا فَعَلَ مُتَعَدِّيًا وأَفْعَلَ غَيْرَ مُتَعَدٍّ، قَالَ: وَعِلَّةُ ذَلِكَ عِنْدِي أَنه جَعَلَ تعدِّي فَعَلْت وَجُمُودَ أَفْعَلْت كَالْعِوَضِ لِفَعَلْت مِنْ غَلَبَةِ أَفْعَلْت لَهَا عَلَى التَّعَدِّي نَحْوَ جَلَسَ وأَجلست، كَمَا جُعِلَ قَلْبُ الْيَاءِ وَاوًا فِي البَقْوَى والرَّعْوَى عِوَضًا لِلْوَاوِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا، وأُنْشِدَ طلحةُ قَصِيدَةً فَمَا زَالَ شانِقاً راحلتَه حَتَّى كَتَبَتْ لَهُ، وَهُوَ التَّيْمِيُّ لَيْسَ الْخُزَاعِيَّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ أَيْ إن بالع فِي إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها. وَيُقَالُ: شَنَقَ لَهَا وأَشْنَقَ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوّلَ طَالِعٍ فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت وشَنَقَ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: سأَله رَجُلٌ مُحْرِمٌ فَقَالَ عَنَّت لِي عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بجَبُوبة أَي رَمَيْتُهَا حَتَّى كَفَّت عَنِ العدوِ. والشِّناقُ حَبْلٌ يُجْذَبُ بِهِ رأْس الْبَعِيرِ والناقةِ، وَالْجَمْعُ أَشْنِقةٌ وشُنُقٌ. وشَنَقَ البعيرَ والناقةَ يَشْنِقُه شَنْقاً: شَدَّهُمَا بالشِّناق. وشَنَقَ الخلِيّةَ يَشْنِقها شَنْقاً وشَنَّقها: وَذَلِكَ أَن يَعمِد إِلَى عُودٍ فيَبْرِيه ثُمَّ يأْخذ قُرْصاً مِنْ قِرَصةِ الْعَسَلِ فيُثْبت ذَلِكَ العودَ فِي أَسفل القُرْص ثُمَّ يُقِيمُهُ فِي عرْضِ الْخَلِيَّةِ فَرُبَّمَا شَنَقَ فِي الْخَلِيَّةِ القُرْصَين وَالثَّلَاثَةَ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ هَذَا إِذَا أَرْضعت النحلُ أولادهَا، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الشَّنِيقُ. وشَنَقَ رأْسَ الدَّابَّةِ: شدَّه إِلَى أَعلى شَجَرَةٍ أَوْ وَتَدٍ مُرْتَفِعٍ حَتَّى يَمْتَدَّ عُنُقُهَا وَيَنْتَصِبَ. والشِّناقُ: الطَّوِيلُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ قَرنَوني بامْرِئٍ شِناقِ، ... شَمَرْدلٍ يابسِ عَظْمِ السّاقِ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ وَيَزِيدَ بْنِ المهلب:

_ (1). قوله [محصة] كذا بالأَصل، وفي شرح القاموس: محيصة (2). قوله [كأنها كبداء تنزو إلخ] في شرح القاموس ما نصه: هكذا في اللسان وهو لرؤبة يصف صائداً، والرواية: سوّى لها كبداء

وَفِي الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَيْنِ شِناق أَيْ طَوِيلٌ. النَّضْرُ: الشَّنَقُ الْجَيِّدُ مِنَ الأَوتار وَهُوَ السَّمْهَرِيّ الطَّوِيلُ. والشَّنَقُ: طُولُ الرأْس. ابْنُ سِيدَهْ: والشَّنَقُ الطولُ. عُنُقٌ أَشْنَقُ وَفَرَسٌ أَشْنَقُ ومَشْنُوقٌ: طَوِيلُ الرأْس، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ، والأُنثى شَنْقاء وشِناق. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الطويلِ شِناقٌ ومَشْنوقٌ؛ وأَنشد: يَمَّمْتُه بأَسِيلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ، ... خاظِي البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ شِناقٌ أَي طَوِيلَةٌ سَطْعاء، وَجَمَلٌ شِناقٌ طَوِيلٌ فِي دِقّةٍ، وَرَجُلٌ شِناقٌ وامرأَة شِناقٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ، وَمِثْلُهُ ناقةٌ نِيافٌ وَجَمَلٌ نِيافٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. وشَنِقَ شَنَقاً وشَنَقَ: هَوِيَ شَيْئًا فَبَقِيَ كأَنه مُعلّقٌ. وقَلْبٌ شَنِقٌ: هيْمان. وَالْقَلْبُ الشَّنِقُ المِشْناقُ: الطامحُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: يَا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق وَرَجُلٌ شَنِقٌ: مُعَلَّقُ الْقَلْبِ حَذِرٌ؛ قَالَ الأَخطل: وَقَدْ أَقولُ لِثُوْرٍ: هَلْ تُرَى ظُعُناً، ... يَحْدو بِهِنَّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ؟ وشِناقُ القِربةِ: علاقتُها، وَكُلُّ خَيْطٍ عَلَّقْتَ بِهِ شَيْئًا شِناقٌ. وأَشْنَقَ الْقِرْبَةَ إشْناقاً: جَعَلَ لَهَا شِناقاً وشدَّها بِهِ وَعَلَّقَهَا، وَهُوَ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، قَالَ: فَقَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فحَلَّ شِناقَ الْقِرْبَةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: شِناقُ الْقِرْبَةِ هُوَ الْخَيْطُ وَالسَّيْرُ الَّذِي تُعلّق بِهِ القربةُ عَلَى الْوَتِدِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ فِي الشِّناق إِنَّهُ الْخَيْطُ الَّذِي تُوكِئُ بِهِ فمَ الْقِرْبَةِ أَو الْمَزَادَةِ، قَالَ: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى هَذَا لأَن العِصامَ الَّذِي تُعَلَّق بِهِ الْقِرْبَةُ لَا يُحَلّ إِنَّمَا يُحَلُّ الْوِكَاءُ لِيُصَبَّ الْمَاءُ، فالشِّناقُ هُوَ الْوِكَاءُ، وَإِنَّمَا حَلَّهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيَتَطَهَّرَ مِنْ مَاءِ تِلْكَ الْقِرْبَةِ. وَيُقَالُ: شَنَقَ القربةَ وأَشْنَقَها إِذَا أَوكأَها وَإِذَا عَلَّقَهَا. أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الشِّناقُ أَنْ تُغَلَّ الْيَدُ إِلَى العُنُقِ؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: ساءَها مَا بِنَا تَبَيَّنَ في الأَيْدي، ... وإشْناقُها إِلَى الأَعْناقِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِشْناقُ أَن تَرْفَعَ يدَه بالغُلّ إِلَى عُنُقِهِ. أَبو سَعِيدٍ: أَشْنَقْتُ الشَّيْءَ وشَنَقْتُه إِذَا علَّقته؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ قَوْسًا وَنَبْلًا: شَنَقْت بِهَا مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ، ... مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ قَالَ: شَنَقْتُ جَعَلْتُ الْوَتَرَ فِي النَّبْلِ، قَالَ: والقِراطُ شُعْلة السِّراج. والشِّناق والأَشْناقُ: مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ فَمَا زَادَ عَلَى العَشْر لَا يُؤْخَذُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تَتِمَّ الْفَرِيضَةُ الثَّانِيَةُ، وَاحِدُهَا شَنَقٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالأَشْناق الإِبلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا شِناقَ أَي لَا يُؤْخَذُ مِنَ الشَّنَقِ حَتَّى يَتِمَّ. والشِّناقُ أَيضاً: مَا دُونَ الدِّيَةِ، وَقِيلَ: الشَّنَقُ أَن تَزِيدَ الإِبل عَلَى الْمِائَةِ خَمْسًا أَوْ سِتًّا فِي الحَمالة، قِيلَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَرَبِ إِذَا حَمَلَ حَمالةً زَادَ أَصحابَها لِيَقْطَعَ أَلسنتهم ولِيُنْسَبَ إِلَى الْوَفَاءِ. وأَشْناقُ الدِّيَةِ: دياتُ جِرَاحَاتٍ دُونَ التَّمَامِ، وَقِيلَ: هِيَ زِيَادَةٌ فِيهَا وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ تَعْلِيقِهَا بِالدِّيَةِ الْعُظْمَى، وَقِيلَ: الشَّنَقُ

مِنَ الدِّيَةِ مَا لَا قَوَدَ فِيهِ كالخَدْش وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أشْناقٌ. والشَّنَقُ فِي الصَّدَقَةِ: مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ. والشَّنَقُ أَيضاً: مَا دُونَ الدِّيَةِ، وَذَلِكَ أَن يَسُوقَ ذُو الحَمالةِ مِائَةً مِنَ الإِبل وَهِيَ الدِّيَةُ كَامِلَةً، فَإِذَا كَانَتْ مَعَهَا دِيَاتُ جِرَاحَاتٍ لَا تَبْلُغُ الدِّيَةَ فَتِلْكَ هِيَ الأَشْناقُ كأَنها مُتَعَلِّقَةٌ بِالدِّيَةِ الْعُظْمَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: بأَشْناقِ الدِّياتِ إِلَى الكُمول قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشِّناقُ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ. قَالَ: وَكَذَلِكَ أَشْناقُ الدِّيَاتِ، ورَدّ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَلَيْهِ وَقَالَ: لَمْ أَر أَشْناقَ الدياتِ مِنْ أَشناقِ الْفَرَائِضِ فِي شَيْءٍ لأَنّ الدِّيَاتِ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ يَزِيدُ عَلَى حَدٍّ مِنْ عَدَدِهَا أَوْ جِنْسٍ مِنْ أَجْنَاسِهَا. وأَشْناقُ الدِّيَاتِ: اخْتِلَافُ أَجناسها نَحْوُ بَنَاتِ الْمَخَاضِ وَبَنَاتِ اللَّبُونِ وَالْحِقَاقِ وَالْجِذَاعِ، كلُّ جِنْسٍ مِنْهَا شَنَقٌ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَالصَّوَابُ مَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ لأَن الأَشْناقَ فِي الدِّيَاتِ بِمَنْزِلَةِ الأَشناقِ فِي الصَّدَقَاتِ، إِذَا كَانَ الشَّنَقُ فِي الصَّدَقَةِ مَا زَادَ عَلَى الْفَرِيضَةِ مِنَ الإِبل. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي والأَصمعي والأَثرم: كَانَ السَّيِّدُ إِذَا أَعطى الدِّيَةَ زَادَ عَلَيْهَا خَمْسًا مِنَ الإِبل لِيُبَيِّنَ بِذَلِكَ فَضْلَهُ وَكَرَمَهُ، فالشَّنَقُ مِنَ الدِّيَةِ بِمَنْزِلَةِ الشَّنَقِ فِي الْفَرِيضَةِ إِذَا كَانَ فِيهَا لَغْوًا، كَمَا أَنَّهُ فِي الدِّيَةِ لَغْوٌ لَيْسَ بِوَاجِبٍ إِنَّمَا تَكرُّمٌ مِنَ الْمُعْطِي. أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الشَّنَقُ فِي خَمْسٍ مِنَ الإِبل شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَربع شِيَاهٍ، فَالشَّاةُ شَنَقٌ وَالشَّاتَانِ شَنَقٌ وَالثَّلَاثُ شِيَاهٍ شَنَقٌ والأَربع شِيَاهٍ شَنَقٌ، وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ فَرِيضَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَن الشَّنَقَ مَا دُونَ الْفَرِيضَةِ مُطْلَقًا كَمَا دُونَ الأَربعين مِنَ الْغَنَمِ. وَفِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِوَائِلِ بْنِ حُجْر: لَا خِلاطَ وَلَا وِراطَ وَلَا شِناقَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ لا شِناقَ فَإِنَّ الشَّنَقَ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ وَهُوَ مَا زَادَ مِنَ الإِبل عَلَى الْخَمْسِ إِلَى الْعَشْرِ، وَمَا زَادَ عَلَى الْعَشْرِ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ؛ يَقُولُ: لَا يُؤْخَذُ مِنَ الشَّنَقِ حَتَّى يَتِمَّ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الأَشْناقِ؛ وَقَالَ الأَخطل يَمْدَحُ رَجُلًا: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الديات بِهِ، ... إِذَا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّيات بِهِ يَقُولُ: يَحْتَمِلُ الدِّيَاتِ وَافِيَةً كَامِلَةً زَائِدَةً. وَقَالَ غيرُ ابْنِ الأَعرابي فِي ذَلِكَ: إِنَّ أَشْناقَ الدِّيَاتِ أَصنافُها، فدِيَةُ الخطإِ الْمَحْضِ مائةٌ مِنَ الإِبل تَحْمِلُهَا العاقلةُ أَخْماساً: عِشْرُونَ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ ابْنَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعةً، وَهِيَ أَشْناقٌ أَيضاً كَمَا وصَفْنا، وَهَذَا تَفْسِيرُ قَوْلِ الأَخطل يَمْدَحُ رَئِيسًا يَتَحَمَّلُ الدِّيَاتِ وَمَا دُونَ الدِّيَاتِ فيُؤَدِّيها ليُصْلِحَ بَيْنَ الْعَشَائِرِ ويَحْقُنَ الدِّماء؛ وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ الأَخطل: ضَخْمٍ تعلَّق، بِالْخَفْضِ عَلَى النَّعْتِ لِمَا قَبْلَهُ وَهُوَ: وفارسٍ غَيْرُ وَقَّافٍ برايتهِ، ... يومَ الكرَيهة، حَتَّى يَعْمَل الأَسَلا والأَشْناقُ: جَمْعُ شَنَق وَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَن يَزِيدَ مُعْطي الحَمالةِ عَلَى الْمِائَةِ خَمْساً أَوْ نَحْوَهَا ليُعْلَم بِهِ وَفَاؤُهُ وَهُوَ الْمُرَادُ فِي بَيْتِ الأَخطل، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَن يُرِيدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها عَلَى مَا

فَسَّرَهُ الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ الشَّنَقُ مَا بَيْنَ الخَمْس إِلَى الْعَشْرِ مُحالٌ، إِنَّمَا هُوَ إِلَى تِسْعٍ، فَإِذَا بَلَغَ العَشْرَ فَفِيهَا شَاتَانِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى خَمْس عَشْرةَ، وَكَانَ حقُّه أَن يَقُولَ إِلَى أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إِذَا بَلَغَتْ خَمْسَ عَشْرةَ فَفِيهَا ثلاثُ شِياه. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لَمْ يُؤْخَذْ منه شيء. وشْنَقَ إِلَى مَا يَلِيهِ مِمَّا أُخذ مِنْهُ أَي أُضِيفَ وجُمِعَ؛ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا شِناقَ أَي لَا يُشْنِقُ الرَّجُلُ غَنَمَهُ وَإِبِلَهُ إِلَى غَنَمِ غَيْرِهِ لِيُبْطِلَ عَنْ نَفْسِهِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الصَّدَقَةِ، وَذَلِكَ أَن يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَربعون شَاةً فَيَجِبُ عَلَيْهِمَا شَاتَانِ، فَإِذَا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إِلَى غَنَمِ الْآخَرِ فَوَجَدَهَا المُصَدِّقُ فِي يَدِهِ أَخَذَ مِنْهَا شَاةً، قَالَ: وَقَوْلُهُ لَا شِناقَ أَيْ لَا يُشْنِقُ الرجلُ غَنَمَهُ أَوْ إِبِلَهُ إِلَى مَالِ غَيْرِهِ لِيُبْطِلَ الصَّدَقَةَ، وَقِيلَ: لَا تَشانَقُوا فَتَجْمَعُوا بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ وَلَا خِلاطَ ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَلِلْعَرَبِ أَلفاظ فِي هَذَا الْبَابِ لَمْ يَعْرِفْهَا أَبو عُبَيْدٍ، يَقُولُونَ إِذَا وَجَبَ عَلَى الرَّجُلِ شَاةٌ فِي خَمْسٍ مِنَ الإِبل: قَدْ أَشْنَقَ الرجلُ أَي وَجَبَ عَلَيْهِ شَنَقٌ فَلَا يَزَالُ مُشْنِقاً إِلَى أَنْ تَبْلُغَ إِبِلُهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ، فَكُلُّ شَيْءٍ يؤدِّيه فِيهَا فَهِيَ أَشْناقٌ: أَربَعٌ مِنَ الْغَنَمِ فِي عِشْرِينَ إِلَى أَربع وَعِشْرِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بنتُ مَخاضٍ مُعَقَّلٍ أَيْ مُؤَدًّى لِلْعِقَالِ، فَإِذَا بَلَغَتْ إبلُه سِتًّا وَثَلَاثِينَ إِلَى خَمْسٍ وأَربعين فَقَدْ أَفْرَضَ أَيْ وَجَبَتْ فِي إِبِلِهِ فَرِيضَةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: حَكَى الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: الشَّنَقُ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ والشَّنَقُ مَا لَمْ تَجِبْ فِيهِ الْفَرِيضَةُ؛ يُرِيدُ مَا بَيْنَ خَمْسٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ، عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ أَطلق أَبو سَعِيدٍ الضريرُ لِسانَه فِي أَبي عُبَيْدٍ ونَدَّدَ بِهِ بِمَا انْتَقَده عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ أَوّلًا إِنَّ قَوْلَهُ الشَّنَقُ مَا بَيْنَ الخَمْسِ إِلَى العَشْرِ مُحالٌ إِنَّمَا هُوَ إِلَى تِسْعٍ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ مَا بَيْنَ العَشْرِ إِلَى خَمْسَ عَشْرةَ كَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ إِلَى أَربعَ عَشْرَةَ، ثُمَّ بِقَوْلِهِ ثَانِيًا إِنَّ لِلْعَرَبِ أَلفاظاً لَمْ يَعْرِفْهَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَهَذِهِ مشاحَّةٌ فِي اللَّفْظِ واستخفافٌ بِالْعُلَمَاءِ، وأَبو عُبَيْدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، لَمْ يَخْفَ عَنْهُ ذَلِكَ وَإِنَّمَا قَصَدَ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ فَاحْتَاجَ إِلَى تَسْمِيَتِهِمَا، وَلَا يَصِحُّ لَهُ قَوْلُ الْفَرِيضَتَيْنِ إِلَّا إِذَا سَمَّاهُمَا فَيَضْطَرُّ أَنْ يقول عشر أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَهُوَ إِذَا قَالَ تِسْعًا أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ فَلَيْسَ هُنَاكَ فَرِيضَتَانِ، وَلَيْسَ هَذَا الِانْتِقَادُ بِشَيْءٍ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا حَكَاهُ الْفَرَّاءُ عَنِ الكسائي عن بعض العرب: الشَّنَقُ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ؟ وَتَفْسِيرُهُ بِأَنَّهُ يُرِيدُ مَا بَيْنَ الْخَمْسِ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، وَكَانَ عَلَى زَعْمِ أَبِي سَعِيدٍ يَقُولُ: الشَّنَقُ إِلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، لأَنها إِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ، وَلَمْ يَنْتَقِدْ هَذَا الْقَوْلَ عَلَى الْفَرَّاءِ وَلَا عَلَى الْكِسَائِيِّ وَلَا عَلَى الْعَرَبِيِّ الْمَنْقُولِ عَنْهُ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لأَنه قَصَدَ حَدَّ الْفَرِيضَتَيْنِ، وَهَذَا انْحِمال مِنْ أَبِي سَعِيدٍ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. والأَشْناقُ: الأُروشُ أَرْش السِنُّ وأَرْشُ المُوضِحة والعينِ الْقَائِمَةِ وَالْيَدِ الشلَّاء، لَا يَزَالُ يُقَالُ لَهُ أَرْشٌ حَتَّى يكونَ تكملَة ديةٍ كَامِلَةٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنّ الدِّياتِ، إِذَا عُلِّقَتْ ... مِئُوها به، والشَّنَقُ الأَسْفَلُ وَهُوَ مَا كَانَ دُونَ الدِّية مِنَ المَعاقِل الصِّغارِ. قَالَ الأَصمعي: الشَّنَقُ مَا دُونُ الدِّيَةِ والفَضْلةُ تَفْضُل، يَقُولُ: فَهَذِهِ الأَشْناقُ عَلَيْهِ مِثْلُ العَلائِق عَلَى الْبَعِيرِ لَا يَكْتَرِثُ بِهَا، وَإِذَا أُمِرَّت الْمَئُونَ فوقَه حَمَلها، وأُمِرَّت: شُدَّت فَوْقَهُ بمرارٍ، والمِرارُ الحَبْلُ. وَقَالَ غَيْرُهُ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ الْكُمَيْتِ: الشَّنَقُ شَنَقانِ:

الشَّنَقُ الأَسْفَلُ والشَّنَقُ الأَعلى، فالشَّنَقُ الأَسفل شاةٌ تَجِبُ فِي خَمْس مِنَ الإِبل، والشَّنَقُ الأَعلى ابنةُ مَخَاضٍ تَجِبُ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإِبل؛ وَقَالَ آخَرُونَ: الشَّنَقُ الأَسْفلُ فِي الدِّيَاتِ عِشْرُونَ ابْنَةَ مخاضٍ، والشَّنَقُ الأَعلى عِشْرُونَ جَذَعَةً، وَلِكُلٍّ مقالٌ لأَنها كلَّها أَشْناقٌ؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَنَّهُ يستَخِفُّ الحمالاتِ وإعطاءَ الدِّيَاتِ، فكأَنه إِذَا غَرِمَ دِياتٍ كَثِيرَةً غَرِمَ عِشْرِينَ بَعِيرًا لِاسْتِخْفَافِهِ إِيَّاهَا. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أَيْ يُعْطِي الأَشْناقَ، وَهِيَ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ مِنَ الإِبل، فَإِذَا كَانَتْ مِنَ الْبَقَرِ فَهِيَ الأَوْقاص، قَالَ: ويكون يُشْنِقُ يعطي الشُّنُقَ وَهِيَ الْحِبَالُ، وَاحِدُهَا شِناقٌ، ويكون يُشْنِقُ يعطي الشَّنَقَ وَهُوَ الأَرْش؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَشْنق الرجلُ إِذَا أَخَذَ الشَّنَقَ يَعْنِي أَرْشَ الخَرْقِ فِي الثَّوْبِ. وَلَحْمٌ مُشَنَّقٌ أَيْ مُقَطَّعٌ مأْخوذ مِنْ أشْناق الدِّيَةِ. والشِّناقُ: أَنْ يَكُونَ عَلَى الرَّجُلِ وَالرَّجُلَيْنِ أَوِ الثلاثةِ أشْناقٌ إِذَا تَفَرَّقَتْ أَموالهم، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: شانِقْني أَيِ اخْلِطْ مَالِي ومالَك، فَإِنَّهُ إِنْ تَفَرَّقَ وَجَبَ عَلَيْنَا شَنَقانِ، فَإِنِ اخْتَلَطَ خَفَّ عَلَيْنَا؛ فالشِّناقُ: الْمُشَارَكَةُ فِي الشَّنَقِ والشَّنَقَينِ. والمُشَنَّقُ: الْعَجِينُ الَّذِي يُقطَّع وَيُعْمَلُ بِالزَّيْتِ. ابْنُ الأَعرابي: إِذَا قُطِّع الْعَجِينُ كُتَلًا عَلَى الخِوانِ قَبْلَ أَنْ يُبْسَطَ فَهُوَ الفَرَزْدَق والمُشَنَّقُ والعَجاجير. ورجل شِنِّيقٌ: سَيءُ الخُلُق. وَبَنُو شَنوقٍ: بَطْنٌ. والشَّنِيق: الدَّعِيّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنَا الدَّاخِلُ الْبَابَ الَّذِي لَا يَرومُه ... دَنيٌّ، وَلَا يُدْعَى إِلَيْهِ شَنِيقُ وَفِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامِ: احْشُروا الطيرَ إِلَّا الشَّنْقاءَ ؛ هِيَ التي تزُقُّ فِراخَها. شنتق: الشُّنْتُقةُ: خِرْقةٌ تَكُونُ عَلَى رأْس المرأَة تَقِي بِهَا الخِمارَ مِنَ الدُّهْن. شندق: شَنْدَق: اسْمٌ أَعجمي معرب. شنفلق: الشَّنْفَلِيق: الضَّخْمَةُ مِنَ النساء. شهق: الشَّهِيقُ: أَقِبحُ الأَصوات، شَهِقَ وشَهَقَ يَشْهَقُ ويَشْهِقُ شَهِيقاً وشُهاقاً، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ شُهوقاً: ردَّد الْبُكَاءَ فِي صَدْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: شَهِقَ يَشْهَقُ ارْتَفَعَ. وشَهِيقُ الْحِمَارِ: آخِرُ صَوْتِهِ، وَزَفِيرُهُ أوَّله، وَقِيلَ: شَهِيقُ الْحِمَارِ نَهيقه. وَيُقَالُ: الشَّهِيق ردُّ النفَس والزَّفِيرُ إِخْرَاجُهُ. اللَّيْثُ: الشَّهِيقُ ضِدُّ الزَّفِيرِ، وَالزَّفِيرُ إِخْرَاجُ النَّفَسِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ أَهْلِ النَّارِ: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّفِير والشَّهِيق مِنْ أَصوات الْمَكْرُوبِينَ، قَالَ: وَالزَّفِيرُ مِنْ شَدِيدِ الأَنِين وَقَبِيحِهِ، والشَّهِيقُ الأَنِينُ الشَّدِيدُ الْمُرْتَفِعُ جِدًّا، قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ أَنَّ الزَّفِيرَ بِمَنْزِلَةِ ابْتِدَاءِ صَوْتِ الْحِمَارِ مِنَ النَّهِيقِ، وَالشَّهِيقُ بِمَنْزِلَةِ آخِرِ صَوْتِهِ فِي الشَّهِيق، وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ فِي قوله لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ، قَالَ: الزَّفِيرُ فِي الْحَلْقِ والشَّهِيق فِي الصَّدْرِ. وَرَجُلُ ذُو شاهقٍ: شديدُ الْغَضَبِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا اشْتَدَّ غَضَبُهُ: إِنَّهُ لَذُو شاهقٍ وَأَنَّهُ لَذُو صاهلٍ. وَفَحْلٌ ذُو شاهقٍ وَذُو صاهلٍ إِذَا هاجَ وصالَ فَسَمِعْتَ لَهُ صَوْتًا يَخْرُجُ مِنْ جَوْفِهِ. الأَصمعي: يُقَالُ شَهَقت وشَهِقَت عَيْنُ النَّاظِرِ عَلَيْهِ إِذَا أَصابه بِعَيْنٍ؛ وَقَالَ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ: إِذَا شَهِقت عَيْنٌ عَلَيْهِ، عَزَوْتُه ... لِغَيْرِ أَبيه، أَوْ تَسَنَّيْتُ راقِيا

أَخبر أَنه إِذَا فَتَحَ إِنْسَانٌ عَيْنَهُ عَلَيْهِ فَخَشِيتُ أَنْ يُصِيبَهُ بِعَيْنِهِ، قُلْتُ: هُوَ هجِين لأَرُدَّ عينَ النَّاظِرِ عَنْهُ وإعجابَه بِهِ. والشَّهْقة: كَالصَّيْحَةِ، يُقَالُ: شَهَقَ فلانٌ وشَهِقَ شَهْقةً فَمَاتَ. والتَّشْهاقُ: الشَّهِيق؛ وَقَالَ حَنْظَلَةُ بْنُ شَرْقيّ وَكُنْيَتُهُ أَبو الطَّمَحان: بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَنْ سَكِناتِه، ... وطَعْنٍ كتَشْهاق العَفَا [العِفَا] هَمَّ بالنَّهْقِ وَيُقَالُ: ضَحِكٌ تَشْهاق؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: تَقُولُ خَوْدٌ ذاتُ طَرْفٍ بَرَّاقْ، ... مَزَّاحةٌ تَقْطعُ هَمَّ المُشْتاقْ، ذاتُ أَقاويلَ وضَحْكٍ تَشْهاقْ، ... هلَّا اشتَرَيْتَ حِنْطةً بالرُّسْتاقْ، سَمْراءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ؟ والشاهِقُ: الْجَبَلُ الْمُرْتَفِعُ. وَجَبَلٌ شاهِقٌ: طَوِيلٌ عالٍ، وَقَدْ شَهَق شُهوقاً. وَكُلُّ مَا رُفِعَ مِنْ بِنَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ وَطَالَ فَهُوَ شاهِقٌ، وَقَدْ شَهَقَ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: شَهِقَ يَشْهَقُ إِذَا تَنفَّس تنفُّساً، وَمِنْهُ الْجَبَلُ الشاهِقُ. وَجَبَلٌ شاهِقٌ: مُمْتَنِعٌ طُولًا، وَالْجَمْعُ شَوَاهِقُ. وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الْوَحْيِ: ليتَرَدَّى من رُؤوس الْجِبَالِ أَيْ شواهِق الْجِبَالِ أي عواليها. شهرق: الشَّهْرقُ: الْقَصَبَةُ الَّتِي يُدير حَوْلَهَا الحائكُ الغزلَ، كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ قَدِ اسْتَعْمَلَهَا الْعَرَبُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: رأَيتُ فِي جَنْبِ القَتامِ الأَبْرقا، ... كفِلْكةِ الطاوِي أَدارَ الشَّهْرَقا وَكَذَلِكَ شَهْرقُ الحائِك وَالْخَارِطِ وَالْحَفَّارِ؛ كُلُّهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. شوق: الشَّوْقُ والاشْتياقُ: نِزاعُ النَّفْسِ إِلَى الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَشْواقٌ، شاقَ إِلَيْهِ شَوْقاً وتَشَوَّق واشتاقَ اشْتياقاً. والشَّوْقُ: حَرَكَةُ الْهَوَى. والشُّوق: العُشّاق. وَيُقَالُ: شُقْ شُقْ إِذَا أَمرته أَن يُشَوِّقَ إِنْسَانًا إِلَى الْآخِرَةِ. وَيُقَالُ: شاقَني الشيءُ يَشُوقُني، فَهُوَ شائِقٌ وَأَنَا مَشوقٌ؛ وَقَوْلُهُ: يَا دارَ سَلمى بِدَكادِيك البُرَقْ، ... صَبْراً فَقَدْ هَيَّجْتِ شَوقَ المُشْتَئِقْ إِنَّمَا أَراد الْمُشْتَاقَ فأَبدل الأَلف هَمْزَةً، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَمَزَ مَا لَيْسَ بِمَهْمُوزٍ ضَرُورَةً، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ عِنْدِي أَنه اضَطَرَّ إِلَى حَرَكَةِ الأَلف الَّتِي قَبْلَ الْقَافِ مِنَ المُشتاق لأَنها تُقَابِلُ لَامَ مُسْتَفْعِلُنْ، فَلَمَّا حَرَّكَهَا انْقَلَبَتْ هَمْزَةً إِلَّا أَنه اخْتَارَ لَهَا الْكَسْرَ لأَنه أَراد الْكَسْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاوِ الَّتِي انْقَلَبَتِ الأَلف عَنْهَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ مُفْتَعِلن مِنَ الشَّوْق، وَأَصْلُهُ مُشْتَوِق ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفًا لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، فَلَمَّا احْتَاجَ إِلَى حَرَكَةِ الأَلف حَرَّكَهَا بِمِثْلِ الْكَسْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاوِ الَّتِي هِيَ أَصْلُ الأَلف. وشاقَني شَوْقاً وشَوَّقَنى: هَاجَنِي فَتَشوَّقْت إِذَا هَيَّجَ شَوقَك، وَيُقَالُ مِنْهُ: شاقَني حُسْنُها وذِكْرُها يَشُوقني أَيْ هُيِّجَ شَوْقي؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِلَى ظُعُنٍ لِلْمَالِكِيَّةِ غُدْوةً، ... فَيَا لَكَ مِنْ مَرْأًى أَشاقَ وأَبعدا فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ وَجَدْنَاهُ شَائِقًا بَعِيدًا. وشاقَ الطُّنُبَ إِلَى الْوَتِدِ شَوْقاً: مدَّه إِلَيْهِ فأَوثقه به. ابن بزرج: شُقْتُ الْقِرْبَةَ أَشُوقُها نَصَبْتُها مُسْنَدة إِلَى الْحَائِطِ، فَهِيَ مَشُوقة. والشِّيقُ والشِّيَاقُ: كالنِّياط انْقَلَبَتِ الْوَاوُ فِيهَا يَاءً لِلْكَسْرَةِ. وَرَجُلٌ أَشْوَقُ: طَوِيلٌ.

فصل الصاد المهملة

شيق: الشِّيقُ: شَعَرُ ذَنَبِ الدَّابَّةِ. والشِّيقُ البُرَكُ، وَاحِدَتُهُ شِيقةٌ: طَائِرٌ. والشِّيق: الشَّقُّ فِي الْجَبَلِ، والشِّيق مَا جُذِبَ، والشِّيقُ مَا لَمْ يَزَلْ، والشِّيقُ رأْسُ الأُدافِ، والشِّيقُ شَعْرُ الْفَرَسِ، والشِّيقُ الْجَانِبُ، يُقَالُ: امتلأَ مِنَ الشِّيقِ إِلَى الشِّيقِ. والشِّيقُ سُقْعٌ مستوٍ دَقِيقٌ فِي لِهْب الْجَبَلِ لَا يُسْتَطَاعُ ارْتِقَاؤُهُ وأَنشد: إحْلِيلُها شَقُّ كشَقِّ الشِّيقِ وَقِيلَ: هُوَ أَعلى الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَلُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: تأَبَّط خَافَةً فِيهَا مِسابٌ، ... فأَصبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ أَرَادَ يَقْتَرِي شِيقاً بِمَسَدٍّ فَقَلَبَهُ؛ وَيُقَالُ: هُوَ أَصْعَبُ مَوْضِعٍ فِي الْجَبَلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَغْواءُ تُوطِنُ بَيْنَ الشِّيقِ والنِّيقِ وَقَوْلُهُ يَقْتَري مَسَداً، أَراد أَنه يَتْبَعُ هَذَا الْحَبْلَ الْمَرْبُوطَ فِي الشِّيق عِنْدَ نُزُولِهِ إِلَى مَوْضِعِ تَعْسِيلِ النَّحْلِ، فَيَكُونُ شِيق فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لمسَدٍ، وَلَا يُحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُجْعَلَ مَقْلُوبًا. والمِسابُ: سِقَاءُ الْعَسَلِ وأَصله الْهَمْزُ فَخَفَّفَهُ. والشِّيقُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ. والشِّياقُ: مِثْلُ النِّياط. يُقَالُ: شِقْتُ الطُّنُبَ إِلَى الْوَتَدِ مِثْلُ نُطْته؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ يَرْثِي أَخَاهُ: فجئتُ إِلَيْهِ، والرِّماحُ يَشِقْنَه ... كوَقْعِ الصَّياصِي فِي النَّسيجِ المُمَدَّدِ وَيُرْوَى: تَنُوشُه. فصل الصاد المهملة صدق: الصِّدْق: نَقِيضُ الْكَذِبِ، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً. صَدَّقه: قَبِل قولَه. وصدَقَه الْحَدِيثَ: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قَالَ الأَعشى: فصدَقْتُها وكَذَبْتُها، ... والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ وَيُقَالُ: صَدَقْتُ القومَ أَيْ قُلْتُ لَهُمْ صِدْقاً، وَكَذَلِكَ مِنَ الْوَعِيدِ إِذَا أَوقعت بِهِمْ قُلْتَ صَدَقْتُهم. وَمِنْ أَمثالهم: الصِّدقُ ينبئُ عَنْكَ لَا الوَعِيد. وَرَجُلٌ صَدُوقٌ: أَبْلَغُ مِنَ الصَّادِقِ. وَفِي الْمَثَلِ: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وأَصله أَنَّ رَجُلًا أَراد بَيْعَ بَكْرٍ لَهُ فَقَالَ لِلْمُشْتَرِي: إِنَّهُ جَمَلٌ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: بَلْ هُوَ بَكْرٌ، فينما هُمَا كَذَلِكَ إِذْ ندَّ الْبَكْرُ فَصَاحَ بِهِ صاحِبُه: هِدَعْ وَهَذِهِ كَلِمَةٌ يسكَّن بِهَا صِغَارُ الإِبل إِذَا نَفَرَتْ، وَقِيلَ: يُسَكَّنُ بِهَا البَكارة خاصَّة، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: صدقَني سِنَّ بَكْرِه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه. ؛ وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلصَّادِقِ فِي خَبَرِهِ. والمُصَدِّقُ: الَّذِي يُصَدِّقُك فِي حَدِيثِكَ. وكَلْبٌ تَقْلِبُ الصَّادَ مَعَ الْقَافِ زَايًا، تَقُولُ ازْدُقْني أَيِ اصْدُقْني، وَقَدْ بيَّن سِيبَوَيْهِ هذا الضرب من المضارعة فِي بَابِ الإِدغام. وَقَوْلُهُ تعالى: لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ؛ تأْويله لِيَسْأَلَ المُبَلِّغين مِنَ الرُّسُلِ عَنْ صِدْقِهم فِي تَبْلِيغِهِمْ، وتأْويل سُؤَالِهِمُ التبكيتُ لِلَّذِينِ كَفَرُوا بِهِمْ لأَن اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ أَنهم صادِقُون. وَرَجُلٌ صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بِالْمَصْدَرِ، وصِدْقٌ صادِقٌ كَقَوْلِهِمْ شِعْرٌ شاعِرٌ، يُرِيدُونَ الْمُبَالَغَةَ والإِشارة. والصِّدِّيقُ، مِثَالُ الفِسِّيق: الدائمُ التَّصْدِيقِ، وَيَكُونُ الَّذِي يُصَدِّقُ قولَه بِالْعَمَلِ؛ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وَلَقَدْ أَساء التَّمْثِيلَ بالفِسِّيق فِي هَذَا الْمَكَانِ. والصِّدِّيقُ: المُصَدِّقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ أَيْ مُبَالَغَةٌ فِي الصِّدْق والتَّصْدِيقِ عَلَى النَّسَبِ أَيْ ذَاتُ تَصْدِيق. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِي جاءَ

بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ. رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنَّهُ قَالَ: الَّذِي جَاءَ بالصِّدْق محمدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي صَدَّقَ بِهِ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وقيل: جبرئيل وَمُحَمَّدٌ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقِيلَ: الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ محمدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ. اللَّيْثُ: كُلُّ مَنْ صَدَّقَ بِكُلِّ أَمر اللَّهِ لَا يَتخالَجُه فِي شَيْءٍ مِنْهُ شكٌّ وصَدَّقَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ صِدِّيقٌ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ . والصِّدِّيقُ: الْمُبَالِغُ فِي الصِّدْق. وَفُلَانٌ لَا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَه كَذِباً أَيْ إِذَا قِيلَ لَهُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ فَلَمْ يَصْدُقْ. ورجلٌ صَدْقٌ: نَقِيضُ رَجُلٍ سَوْءٌ، وَكَذَلِكَ ثوبٌ صَدْقٌ وَخِمَارٌ صَدْقٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَيُقَالُ: رجُلُ صِدْقٍ، مُضَافٌ بِكَسْرِ الصَّادِ، وَمَعْنَاهُ نِعم الرَّجُلُ هُوَ، وامرأَةُ صِدْقٍ كَذَلِكَ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ نَعْتًا قُلْتَ هُوَ الرَّجُلُ الصَّدْقُ، وَهِيَ صَدْقةٌ، وَقَوْمٌ صَدْقون وَنِسَاءٌ صَدْقات؛ وأَنشد: مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ أَيْ نَافِذَاتُ الْحَدَقِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَرَسًا: وَالْمَرَّايَ الصِّدْقَ يُبْلِي الصَّدَقَا «3» . وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ؛ قُرِئَ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ ونصْبِ الظَّنِّ أَي صَدَقَ عَلَيْهِمْ فِي ظَنِّهِ، وَمَنْ قرأَ: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبليسُ ظنَّه ؛ فَمَعْنَاهُ أَنه حَقَّقَ ظَنَّهُ حِينَ قَالَ: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ، لأَنه قَالَ ذَلِكَ ظَانًّا فَحَقَّقَهُ فِي الضَّالِّينَ. أَبو الْهَيْثَمِ: صَدَقَني فلانٌ أَيْ قَالَ لِيَ الصِّدْقَ، وكَذَبَني أَيْ قَالَ لِيَ الْكَذِبَ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: صَدَقْتُ اللَّهَ حَدِيثًا إِنْ لَمْ أَفعل كَذَا وَكَذَا؛ الْمَعْنَى لَا صَدَقْتُ اللهَ حَدِيثًا إِنْ لَمْ أَفعل كَذَا وَكَذَا. والصَّداقةُ والمُصادَقةُ: المُخالّة. وصَدَقَه النصيحةَ والإِخاء: أَمْحَضه لَهُ. وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَلْتُه، وَالِاسْمُ الصَّداقة. وتصادَقا فِي الْحَدِيثِ وَفِي الْمَوَدَّةِ، والصَّداقةُ مَصْدَرُ الصَّدِيق، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ. والصَّدِيقُ: المُصادِقُ لَكَ، وَالْجَمْعَ صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ؛ قَالَ عُمَارَةُ بْنُ طَارِقٍ: فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلَ غَرْبِ طارِقِ، ... يُبْذَلُ للجيرانِ والأَصادِقِ وَقَالَ جَرِيرٌ: وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ وَالْبِلَادَا وَقَدْ يَكُونُ الصَّدِيقُ جَمْعًا وَفِي التَّنْزِيلِ: فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ؛ أَلَا تَرَاهُ عَطَفَهُ عَلَى الْجَمْعِ؟ وَقَالَ رُؤْبَةُ: دعْها فَمَا النَّحْويُّ مِنْ صَدِيِقها والأُنثى صَدِيقٌ أَيضاً؛ قَالَ جَمِيلٌ: كأنْ لَمْ نُقاتِلْ يَا بُثَيْنُ لَوَ انَّها ... تُكَشَّفُ غُمَّاها، وأنتِ صَديق وَقَالَ كُثَيّر فِيهِ: لَياليَ مِنْ عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه ... زَماناً، وسُعْدى لِي صَدِيقٌ مُواصِلُ وَقَالَ آخَرُ: فَلَوْ أَنَّكِ فِي يَوْمِ الرَّخاء سَأَلْتِني ... فِراقَكِ، لَمْ أَبْخَلْ، وأنتِ صَدِيقُ وَقَالَ آخَرُ في جمع المذكر:

_ (3). قوله [المراي الصدق إلخ] هكذا في الأَصل، وفي نسخة المؤلف من شرح القاموس: والمري إلخ

لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم عَلَى النَّأْيِ والنَّوى ... بِكُم مِثْلُ مَا بِي، إِنّكم لَصَدِيقُ وَقِيلَ صَدِيقةٌ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ والأَصمعي لَقَعْنَب بْنِ أُمّ صَاحِبٍ: مَا بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ لَيْسَ لَهُمْ ... دِينٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا؟ وَيُقَالُ: فُلَانٌ صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يُصَغَّرُ عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ كَقَوْلٍ حُبَابِ بْنُ الْمُنْذِرِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وَقَدْ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ والمؤنث صَدِيقٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: نَصَبْنَ الهَوى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا ... بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وهُنَّ صَدِيقُ أَوانِس، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه ... فعانٍ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ فِي مِثْلِهِ: ويَهْجُرْنَ أَقْواماً، وهُنَّ صَدِيقُ والصَّدْقُ: الثَّبْتُ اللِّقَاءِ، وَالْجَمْعُ صُدْق، وَقَدْ صَدَقَ اللقاءَ صَدْقاً؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: صلَّى الإِلهُ عَلَى ابنِ عَمْروٍ إِنِّه ... صَدَقَ اللِّقاءَ، وصَدْقُ ذَلِكَ أَوفقُ وَرَجُلٌ صَدْقُ اللِّقَاءِ وصَدْقُ النَّظَرِ وَقَوْمٌ صُدْقٌ، بِالضَّمِّ: مِثْلَ فَرَسٌ وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون. وصَدَقُوهم القِتالَ: أَقدموا عَلَيْهِمْ، عادَلُوا بِهَا ضِدَّها حِينَ قَالُوا كَذَبَ عَنْهُ إِذا أَحجم، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كَمَا قَالُوا لَيْسَتْ لَهَا مَكْذُوبَةٌ؛ فأَما قَوْلُهُ: يَزِيد زادَ اللَّهُ فِي حَيَاتِهِ، ... حامِي نزارٍ عِنْدَ مَزْدُوقاتِه فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فَقَلْبُ الصَّادِ زَايًا لِضَرْبٍ مِنَ الْمُضَارَعَةِ. وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حَمَلْتَ عَلَيْهِ فَعَدَا وَلَمْ يَلْتَفِتْ. وَهَذَا مِصْداقُ هَذَا أَي مَا يُصَدِّقُه. وَرَجُلٌ ذُو مَصْدَقٍ، بِالْفَتْحِ، أَي صادقُ الحَمْلةِ، يُقَالُ ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ، وصادِقُ الجَرْي: كأَنه ذُو صِدْقٍ فِيمَا يَعِدُكَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ: إِذا مَا استْحَمَّتْ أَرْضُه مِنْ سَمائِهِ ... جَرى، وَهُوَ مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يَقُولُ: إِذا ابتلَّت حَوَافِرُهُ مِنْ عَرق أَعاليه جَرَى وَهُوَ مَتْرُوكٌ لَا يُضرب وَلَا يُزْجَرُ وَيُصَدِّقُكَ فِيمَا يَعِدُكَ الْبُلُوغَ إِلَى الْغَايَةِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: نَماه مِنَ الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ ... لُيوثٌ، غداةَ البَأْس، بيضٌ مَصادِقُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ صَدْق عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كمَلامح ومَشابِه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذو مَصادِق فَحُذِفَ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الرأْي. والمَصْدَق أَيضاً: الجِدُّ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ دُرَيْدٍ: وتُخْرِجُ مِنْهُ ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقاً، ... وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ وَيُرْوَى ذَرِّيّ. والمَصْدَق: الصَّلَابَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ومِصْداق الأَمر: حقيقتُه. والصَّدْق، بِالْفَتْحِ: الصُّلْبُ مِنَ الرِّمَاحِ وَغَيْرِهَا.

وَرُمْحٌ صَدْقٌ: مستوٍ، وَكَذَلِكَ سَيْفٌ صَدْق؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنِ الأَسلت السُّلَمِيِّ: صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه، ... ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَظَنَّ أَبو عُبَيْدٍ الصَّدْقَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الرمحَ فَغَلِطَ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه أَنشده لِكَعْبٍ: وَفِي الحِلْم إِدْهانٌ، وَفِي العَفُو دُرْسةٌ، ... وَفِي الصِّدْق مَنْجاةٌ مِنَ الشرِّ، فاصْدُقِ قَالَ: الصِّدْقُ هاهنا الشَّجَاعَةُ وَالصَّلَابَةُ؛ يَقُولُ: إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انْهَزَمَ عَنْكَ مَنْ تَصْدُقه، وإِن ضَعُفْتَ قَوي عَلَيْكَ وَاسْتَمَكْنَ مِنْكَ؛ رَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرُسْتَوَيْهِ قَالَ: لَيْسَ الصِّدق مِنَ الصَّلَابَةِ فِي شَيْءٍ، وَلَكِنْ أَهل اللُّغَةِ أَخذوه مِنْ قَوْلِ النَّابِغَةِ: فِي حالِك اللَّوْن صَدْق غَيْرُ ذِي أَوَد قَالَ: وإِنما الصَّدْقُ الْجَامِعُ للأَوصاف الْمَحْمُودَةِ، وَالرُّمْحُ يُوصَفُ بِالطُّولِ وَاللِّينِ وَالصَّلَابَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ الْخَلِيلُ: الصَّدْقُ الْكَامِلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة؛ قَالَ ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ؛ وإِنما هَذَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ رَجُلٌ صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق مِنَ الصِّدْق بِعَيْنِهِ، وَالْمَعْنَى أَنه يَصْدُق فِي وَصْفِهِ مِنْ صَلَابَةٍ وَقُوَّةٍ وَجَوْدَةٍ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ الصَّدْق الصُّلْبَ لَقِيلَ حَجَرٌ صَدْقٌ وَحَدِيدٌ صَدْق، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يُقَالُ. وصَدَقاتُ الأَنعامِ: أَحدُ أَثمان فَرَائِضِهَا الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْكِتَابِ. والصَّدَقة: مَا تصَدَّقْت بِهِ عَلَى الْفُقَرَاءِ. والصَّدَقة: مَا أَعطيته فِي ذَاتِ اللَّهِ لِلْفُقَرَاءِ. والمُتَصَدِّق: الَّذِي يُعْطِي الصِّدَقَةَ. والصَّدَقة: مَا تصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَقَدْ تَصَدَّق عَلَيْهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا ، وَقِيلَ: معنى تَصَدَّقْ هاهنا تفَضَّلْ بِمَا بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ كأَنهم يَقُولُونَ اسْمَحْ لَنَا قبولَ هَذِهِ الْبِضَاعَةِ عَلَى رَدَاءَتِهَا أَو قلَّتها لأَن ثعلب فَسَرَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا ، فَقَالَ: مُزْجاةٍ فِيهَا إِغْمَاضٌ وَلَمْ يَتِمَّ صلاحُها، وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا قَالَ: فَصِّل مَا بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ. وصَدَّق عَلَيْهِ: كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل فِي مَعْنَى تَفَعَّل. والمُصَدِّق: الْقَابِلُ للصَّدقة، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ يسأَل وَلَا تَقُلْ بِرَجُلٍ يَتَصَدَّق، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ، إِنما المُتَصَدِّق الَّذِي يُعْطِي الصَّدَقة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ ، بِتَشْدِيدِ الصَّادِ، أَصله المُتَصَدِّقِين فَقُلِبَتِ التَّاءُ صَادًا فأُدغمت فِي مِثْلِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ ابْنُ الأَنباري أَنه جَاءَ تَصَدَّق بِمَعْنَى سأَل؛ وأَنشد: ولَوَ انَّهم رُزِقُوا عَلَى أَقْدارِهِم، ... لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ وَفِي الْحَدِيثِ لَمَّا قَرَأَ: وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ، قَالَ: تصَدَّق رَجُلٌ مِنْ دينارِه وَمِنْ دِرْهمِه وَمِنْ ثَوْبِهِ أَي لِيَتَصَدَّقْ، لَفْظُهُ الْخَبَرُ وَمَعْنَاهُ الأَمر كَقَوْلِهِمْ أَنجز حُرٌّ مَا وَعَدَ أَي ليُنْجِزْ. والمُصَدِّقُ: الَّذِي يأْخذ الحُقوقَ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ. يُقَالُ: لَا تَشْتَرِي الصدَقَةُ حَتَّى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يَقْبِضُهَا، وَالْمُعْطِي مُتَصَدِّق وَالسَّائِلُ مُتَصَدِّق هُمَا سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَزهري: وحُذَّاق النَّحْوِيِّينَ يُنْكِرُونَ أَن يُقَالَ لِلسَّائِلِ مُتَصَدِّق وَلَا يُجِيزُونَهُ؛ قَالَ ذَلِكَ الْفَرَّاءُ والأَصمعي وَغَيْرُهُمَا. والمُتصَدِّق: الْمُعْطِي؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي

الْمُتَصَدِّقِينَ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَقْبِضُ الصَّدَقات وَيَجْمَعُهَا لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق، بِتَخْفِيفِ الصَّادِ، وَكَذَلِكَ الَّذِي يَنْسُبُ المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق، بِالتَّخْفِيفِ قَالَ الله تعالى: أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ، الصَّادُ خَفِيفَةٌ وَالدَّالُ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ مِنْ تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك؛ وأَما المُصَّدِّق، بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالدَّالِ، فَهُوَ المُتَصَدِّق أُدغمت التَّاءُ فِي الصَّادِ فَشُدِّدَتْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ أَيِ المُتَصَدِّقين والمُتَصَدِّقاتِ وَهُمُ الَّذِينَ يُعْطون الصَّدَقات. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقةِ هَرِمةٌ وَلَا تَيْسٌ إِلَّا أَن يشاءَ المُصَدَّقُ ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِفَتْحِ الدَّالِ وَالتَّشْدِيدِ، يُرِيد صاحبَ الْمَاشِيَةِ الَّذِي أُخذت صَدقةُ مَالِهِ، وخالَفه عَامَّةُ الرُّواة فَقَالُوا بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ عَامِلُ الزَّكَاةِ الَّذِي يَسْتَوْفِيهَا مِنْ أَربابها، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم، فَهُوَ مُصَدِّقٌ؛ وَقَالَ أَبو مُوسَى: الرِّوَايَةُ بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالدَّالِ مَعًا وَكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ صَاحِبُ الْمَالِ، وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التَّاءُ فِي الصَّادِ، والاستثناءُ مِنَ التَّيْسِ خَاصَّةً، فإِنَّ الهَرِمة وَذَاتَ العُوَّار لا يجوز أَخذها فِي الصَّدَقَةِ إِلَّا أَن يَكُونَ الْمَالُ كُلُّهُ كَذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، وَهَذَا إِنما يَتَّجِهُ إِذا كَانَ الْغَرَضُ مِنَ الْحَدِيثِ النَّهْيَ عَنْ أَخذ التَّيْسِ لأَنه فَحْلُ المَعَز، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ أَخذ الْفَحْلِ فِي الصَّدَقَةِ لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ الْمَالِ لأَنه يَعِزُّ عَلَيْهِ إِلَّا أَن يَسْمَحَ بِهِ فيؤْخذ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي شَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِمِ أَن المُصَدِّق، بِتَخْفِيفِ الصَّادِ، العاملُ وأَنه وَكِيلُ الْفُقَرَاءِ فِي الْقَبْضِ فَلَهُ أَن يَتَصَرَّفَ لَهُمْ بِمَا يَرَاهُ مِمَّا يؤَدِّي إِليه اجْتِهَادُهُ. والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ، بِالضَّمِّ وَتَسْكِينِ الدَّالِ، والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ: مَهْرُ المرأَة، وَجَمْعُهَا فِي أَدنى الْعَدَدِ أَصْدِقةٌ، وَالْكَثِيرِ صُدُقٌ، وَهَذَانَ البناءَان إِنما هُمَا عَلَى الْغَالِبِ. وَقَدْ أَصْدَق المرأَةَ حِينَ تزوَّجها أَي جَعَلَ لَهَا صَداقاً، وَقِيلَ: أَصْدَقَها سمَّى لَهَا صَداقاً. أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً ؛ الصَّدُقات جَمْعُ الصَّدُقةِ، وَمَنْ قَالَ صُدْقة قَالَ صُدْقاتِهنَّ، قَالَ: وَلَا يقرأُ مِنْ هَذِهِ اللُّغَاتِ بِشَيْءٍ لأَن القراءَة سنَّة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُغالُوا فِي الصَّدُقاتِ ؛ هِيَ جَمْعُ صَدُقة وَهُوَ مَهْرُ المرأَة؛ وَفِي رِوَايَةٍ: لَا تُغالُوا فِي صُدُق النِّسَاءِ ، جَمْعُ صَداقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَيْسَ عِنْدَ أَبَوَيْنا مَا يُصْدِقانِ عَنَّا أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ. والصَّيْدَقُ، عَلَى مِثَالِ صَيْرف: النجمُ الصَّغِيرُ اللَّاصِقُ بالوُسْطَى مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ الْكُبْرَى؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: الصَّيْدقُ الأَمِينُ؛ وأَنشد قَوْلَ أُمية: فِيهَا النجومُ تُطِيعُ غَيْرَ مُراحةٍ، ... مَا قَالَ صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّيْدَقُ الْقُطْبُ، وَقِيلَ المَلِك، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق. صرق: الصَّريقةُ: الرُّقاقةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْمَعْرُوفُ الصَّلِيقة، وَيُجْمَعُ عَلَى صَرائِقَ وصُرُق وصُرُوق وصَرِيق؛ عَنِ الْفَرَّاءِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بِاللَّامِ وَهُوَ بِالرَّاءِ. وَرُوِيَ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ شِئتُ لَدَعَوْت بِصَرائِقَ وصِنابٍ ، والأَعْرف بِصَلائِقَ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كان يأْكل يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَن يَخْرُجَ إِلى المُصَلَّى مِنْ طَرَفِ الصَّريقة وَيَقُولُ: إِنه سُنّةٌ. وَرَوَى الْخَطَّابِيُّ فِي غَرِيبِهِ عَنْ عَطَاءٍ كَانَ يَقُولُ: لَا أَغْدُو حَتَّى آكُلَ مِنْ طَرَفِ الصَّرِيفةِ ، وَقَالَ: هَكَذَا رُوِيَ بِالْفَاءِ وَهُوَ بِالْقَافِ؛ قَالَ الأَزهري:

وَعَوَامُّ النَّاسِ يَقُولُونَ الصَّلائِقَ للرِّقاق، قَالَ: وَالصَّوَابُ مَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كلُّ شَيْءٍ رَقِيقٍ فَهُوَ صَرَقٌ. وسَرَقُ الْحَرِيرِ: جَيّدُه. ابْنُ شُمَيْلٍ: وصرَقُ الْحَرِيرِ، بالصاد. صعق: صَعِقَ الإِنسان صَعْقاً وصَعَقاً، فَهُوَ صَعِقٌ: غُشِيَ عَلَيْهِ وَذَهَبَ عَقْلُهُ مِنْ صَوْتٍ يَسْمَعُهُ كالهَدَّة الشَّدِيدَةِ. وصَعِقَ صَعَقاً وصَعْقاً وصَعْقةً وتَصْعاقاً، فَهُوَ صَعِقٌ: ماتَ، قَالَ مُقَاتِلٌ فِي قَوْلِهِ أَصابته صاعِقةٌ: الصاعِقةُ الْمَوْتُ، وَقَالَ آخَرُونَ: كلُّ عَذَابٍ مُهْلِك، وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: صاعِقة وصَعْقة وصاقِعة؛ وَقِيلَ: الصاعِقةُ الْعَذَابُ، والصَّعْقة الغَشْية، والصَّعْقُ مِثْلُ الْغِشْيِ يأْخذ الإِنسان مِنَ الحرِّ وَغَيْرِهِ، ومثلُ الصاعِقة الصوتُ الشَّدِيدُ مِنَ الرِّعْدَةِ يُسْقَطُ مَعَهَا قطْعةُ نارٍ، وَيُقَالُ إِنها المِخْراقُ الَّذِي بِيَدِ المَلَك لَا يأْتي عَلَيْهِ شَيْءٌ إِلا أَحْرَقَه. وَيُقَالُ: أَصْعَقَتْه الصَّاعِقَةُ تُصْعِقُه إِذا أَصابته، وَهِيَ الصَّواعِقُ والصَّواقِعُ. وَيُقَالُ للبَرْق إِذا أَحرق إِنساناً: أَصابته صاعِقةٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ أَخاه أَرْبَد: فَجَعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بالفارِس، ... يَوْمَ الكَريهةِ، النَّجِدِ أَبو زَيْدٍ: الصاعِقةُ نَارٌ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ فِي رَعْدٍ شَدِيدٍ، والصاعِقةُ صَيْحةُ الْعَذَابِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّعْقةُ الصَّوْتُ الَّذِي يَكُونُ عَنِ الصاعقةِ، وَبِهِ قرأَ الْكِسَائِيُّ: فأَخذتهم الصَّعْقة ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لاحَ سَحابٌ فرأَينا برقَه، ... ثُمَّ تدلَّى فَسَمِعْنَا صَعْقَه وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ وذكَر السحابَ: فإِذا زَجَرَ رَعَدَتْ وإِذا رَعَدَتْ صَعَقَتْ أَي أَصابت بصاعِقةٍ. والصَّاعِقةُ: النَّارُ الَّتِي يُرْسِلُهَا اللَّهُ مَعَ الرَّعْدِ الشَّدِيدِ. يُقَالُ: صَعِق الرجلُ وصُعِق. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: يُنْتَظرُ بالمَصْعوقِ ثَلاثاً مَا لَمْ يَخَافُوا عَلَيْهِ نَتْناً ؛ هُوَ المغْشِيّ عَلَيْهِ أَو الَّذِي يَمُوتُ فجأَة لَا يعجَّل دَفْنُهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ قَالَ أَبو إِسحق الصاعِقةُ مَا يَصْعَقون مِنْهُ أَي يَمُوتُونَ؛ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ذِكْرُ الْبَعْثِ بَعْدَ مَوْتٍ وَقَعَ فِي الدُّنْيَا مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ؛ فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ، فإِنما هُوَ غَشْيٌ لَا مَوْتٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا أَفاقَ، وَلَمْ يَقُلْ فَلَمَّا نُشِرَ، ونَصَب صَعِقاً عَلَى الْحَالِ، وَقِيلَ: إِنه خَرَّ مَيّتاً، وَقَوْلُهُ فَلَمَّا أَفاقَ دَلِيلٌ عَلَى الغَشْي لأَنه يُقَالُ لِلَّذِي غُشِيَ عَلَيْهِ، وَالَّذِي يَذْهَبُ عَقْلُهُ: قَدْ أَفاق. وَقَالَ تَعَالَى فِي الَّذِينَ مَاتُوا: ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ. والصاعِقةُ والصَّعْقةُ: الصيحةُ يُغْشَى مِنْهَا عَلَى مَنْ يَسْمَعُهَا أَو يَمُوتُ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ؛ يَعْنِي أَصوات الرَّعْدِ وَيُقَالُ لَهَا الصَّواقِعُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا مُوسَى باطِشٌ بالعَرْش فَلَا أَدري أَجُوزِيَ بالصَّعْقةِ أَم لَا ؛ الصَّعْقُ: أَن يُغشى عَلَى الإِنسان مِنْ صَوْتٍ شَدِيدٍ يَسْمَعُهُ وَرُبَّمَا مَاتَ مِنْهُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْمَوْتِ كَثِيرًا، والصَّعْقة المرَّة الْوَاحِدَةُ منه؛ وأَما قوله: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ ، فَقَالَ ثَعْلَبٌ: يَكُونُ الموتَ وَيَكُونُ ذهابَ الْعَقْلِ، والصَّعْقُ يَكُونُ مَوْتًا وغَشْياً. وأَصْعَقَه: قتَله؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ترَى النُّعَراتِ الخُضْرَ، تَحْتَ لبَانِه، ... فُرادَى ومَثْنى أَصْعَقَتْها صَواهِلُهْ أَي قتَلَتها. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا

يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ، وَقُرِئَتْ: يُصْعَقُون ، أَي فَذَرْهُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ فيَصْعَق الخلقُ أَي يَمُوتُونَ. والصَّعِقُ: الشديدُ الصَّوْتِ بَيِّنُ الصَّعَقِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا تَتَلَّاهنَّ صَلْصالُ الصَّعَقْ قَالَ الأَزهري: أَراد الصَّعْقَ فَثَقَّلَهُ وَهُوَ شَدَّةُ نَهِيقِهِ وَصَوْتِهِ. وصَعَقَ الثَّوْرُ يَصْعَقُ صُعاقاً: خَارَ خُواراً شَدِيدًا. والصّاعِقةُ: العذابُ، وَقِيلَ: قِطْعَةٌ مِنْ نَارٍ تَسْقُطُ بإِثْرِ الرَّعْدِ لَا تأْتي عَلَى شَيْءٍ إِلا أَحرقته. وصَعِقَ الرجلُ، فَهُوَ صَعِقٌ، وصُعِق: أَصابته صاعِقةٌ قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: الإِنسانُ يَكْرَه صوتَ الصاعِقة وإِن كَانَ عَلَى ثِقَةٍ من السلام مِنَ الإِحراق، قَالَ: وَالَّذِي نشاهِد الْيَوْمَ الأَمْرَ عَلَيْهِ أَنه مَتَى قَرُب مِنَ الإِنسان قتَلَه؛ قَالَ: وَلَعَلَّ ذَلِكَ إِنما هُوَ لأَنّ الشَّيْءَ إِذا اشتدَّ صَدْمُه فَسَخَ القُوّة، أَو لَعَلَّ الْهَوَاءَ الَّذِي فِي الإِنسان والمحيطَ بِهِ أَنه يَحْمَى وَيَسْتَحِيلُ نَارًا قَدْ شَارَكَ ذَلِكَ الصَّوْتَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَهُمْ لَا يَجِدُونَ الصَّوْتَ شَدِيدًا جَيِّدًا إِلا مَا خَالَطَ مِنْهُ النَّارَ. وصَعَقَتهم السماءُ وأَصْعَقَتْهم أَلْقَتْ عَلَيْهِمْ صاعِقةً. والصَّعِقُ الكِلابيّ: أَحدُ فُرْسان الْعَرَبِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه أَصابته صاعِقةٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن بَنِي تَمِيمٍ ضَرَبُوهُ عَلَى رأْسه فأَمُّوه، فَكَانَ إِذا سَمِعَ الصوتَ الشَّدِيدَ صَعِقَ فَذَهَبَ عَقْلُهُ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ: كَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ فِي الْجَدْبِ بِتِهَامَةَ فهبّت الريحُ فهالَ الترابَ فِي قصاعِه، فسَبَّ الرِّيحَ فأَصابته صاعِقةٌ فَقَتَلَتْهُ، وَاسْمُهُ خُوَيْلِد؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْقَائِلُ: بِأَنَّ خُوَيْلِداً، فابْكِي عَلَيْهِ، ... قَتِيلُ الرَّيحِ فِي البَلَد التِّهامِي قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا فُلَانُ ابْنُ الصَّعِق، والصَّعِقُ صِفَةٌ تَقَعُ عَلَى كُلِّ مَنْ أَصابه الصَّعقِ، وَلَكِنَّهُ غَلَبَ عَلَيْهِ حَتَّى صَارَ بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ وَعَمْرٍو عِلْمًا كَالنَّجْمِ، وَالنَّسَبُ إِليه صَعَقِيّ عَلَى الْقِيَاسِ، وصِعَقِيٌّ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ لأَنهم يَقُولُونَ فِيهِ قَبْلَ الإِضافة صِعِق، عَلَى مَا يطَّرد فِي هَذَا النَّحْوِ مِمَّا ثَانِيهِ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ فِي الِاسْمِ وَالْفِعْلِ وَالصِّفَةِ فِي لُغَةِ قَوْمٍ. وصَعِقَت الرَّكِيَّةُ صَعَقاً: انْقاضَتْ فانهارَتْ. وصُواعق: مَوْضِعٌ. والصَّعِقُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ العَمَرّد وَكَانَ العَمَرّد طعَن يزيدَ بْنَ الصَّعِقِ فأَعْرَجَه: أَبي الَّذِي أَخْنَبَ رجْلَ ابنِ الصَّعِقْ، ... إِذْ كَانَتِ الخيلُ كعِلْباء العُنُقْ وَيُرْوَى لِابْنِ أَحمر، وَمَعْنَى أَخنب رجله: أَوهَنها. صعفق: الصَّعْفَقةُ: ضَآلةُ الْجِسْمِ. والصَّعافِقةُ: قَوْمٌ يَشْهَدُونَ السُّوقَ وليست عندهم رؤُوس أَموال وَلَا نَقْدَ عِنْدَهُمْ، فإِذا اشْتَرَى التُّجَّارُ شَيْئًا دَخَلُوا مَعَهُمْ فِيهِ، وَاحِدُهُمْ صَعْفَقٌ وصَعْفَقِيّ وصَعْفُوق، وَهُوَ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ لَيْسَ لَهُ رأْس مَالٍ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: مَا جَاءَكَ عَنْ أَصحاب مُحَمَّدٍ فخُذْه ودَعْ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الصَّعافِقةُ ؛ أَراد أَن هَؤُلَاءِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ فِقْهٌ وَلَا عِلْمٌ بِمَنْزِلَةِ أُولئك التُّجَّارِ الذين ليس لهم رؤوس أَموال؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرُ: أَنه سُئِلَ عَنِ رَجُلٍ أَفطر يَوْمًا مِنْ رمضانَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيهِ الصَّعافِقةُ؟ الأَزهري: وَقَالَ أَعرابي مَا هَؤُلَاءِ الصَّعافِقة حوْلَك؟ وَيُقَالُ: هُمْ بِالْحِجَازِ مَسْكَنُهُمْ. والصَّعْفُوق: اللئيمُ مِنَ الرِّجَالِ، والصَّعافِقةُ: رُذالةُ النَّاسِ. والصَّعافِقةُ: قومٌ كَانَ آبَاؤُهُمْ عَبيداً فاسْتَعْرَبُوا، وَقِيلَ: هُمْ قَوْمٌ بِالْيَمَامَةِ مِنْ بَقَايَا الأُمَم

الْخَالِيَةِ ضَلَّتْ أَنسابهم، وَاحِدُهُمْ صَعْفَقِيّ، وَقِيلَ: هُمْ خَوَلٌ هُنَاكَ، وَيُقَالُ لَهُمْ بَنُو صَعْفوق وَآلُ صَعْفوق؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ آلِ صَعْفُوق وأَتْباعٍ أُخَرْ، ... مِنْ طامِعِين لَا يَنالون الغَمَرْ «4» . وَقِيلَ: إِنه أَعجمي لَا يَنْصَرِفُ لِلْعُجْمَةِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَلَمْ يَجِئْ عَلَى فَعْلول شيءٌ غَيْرَهُ، وأَما الخَرْنوب فإِن الْفُصَحَاءَ يَضُمُّونَهُ وَيُشَدِّدُونَهُ مَعَ حَذْفِ النُّونِ وإِنما يَفْتَحُهُ الْعَامَّةُ؛ وَقَالَ الأَزهري: كَلُّ مَا جَاءَ عَلَى فُعْلول فَهُوَ مَضْمُومُ الأَول مِثْلَ زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وَمَا أَشبه ذَلِكَ، إِلا حَرْفًا جَاءَ نَادِرًا وَهُوَ بَنُو صَعْفوق لِخوَلٍ بِالْيَمَامَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ صُعْفوق، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيت بِخَطِّ أَبي سَهْلٍ الْهَرَوِيِّ عَلَى حَاشِيَةِ كِتَابٍ: جَاءَ عَلَى فَعْلول صَعْفوق وصَعْقول لِضَرْبٍ مِنَ الكمأَة وبَعْكُوكة الْوَادِي لِجَانِبِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما بَعْكُوكَةُ الْوَادِي وَبَعْكُوكَةُ الشَّرِّ فَذَكَرَهَا السِّيرَافِيُّ وَغَيْرُهُ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ، أَعني بِضَمِّ الْبَاءِ، وأَما الصَّعْقُولُ لِضَرْبٍ مِنَ الكمأَة فَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَلَوْ كَانَ مَعْرُوفًا لَذَكَرَهُ أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ وأَظنه نَبَطِيًّا أَو أَعجميّاً. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّعَافِقَةُ «5». جَمْعُ صَعْفَقِيّ وصَعافيق؛ قال أَبو النَّجْمِ: يومَ قَدرْنا، والعزيزُ مَنْ قَدَر، ... وآبَتِ الخيلُ وقَضَّيْنَ الوَطَرْ مِنَ الصَّعافيقِ، وأَدْرَكْنا المِئَرْ أَراد بِالصَّعَافِيقِ أَنهم ضُعَفَاءُ لَيْسَتْ لَهُمْ شَجَاعَةٌ وَلَا سِلَاحٌ وقوة على قتالنا. صفق: الصَّفْق: الضَّرْبُ الَّذِي يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، وَكَذَلِكَ التَّصْفِيقُ. وَيُقَالُ: صَفَّقَ بِيَدَيْهِ وصفَّح سَوَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: التسبيحُ لِلرِّجَالِ والتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ ؛ الْمَعْنَى إِذا نَابَ الْمُصَلِّي شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فأَراد تَنْبِيهَ مَنْ بِحِذَائِهِ صَفَّقَت المرأَة بِيَدَيْهَا وسبَّح الرَّجُلُ بِلِسَانِهِ. وصفَقَ رأْسَه يَصفِقه صفْقاً: ضَرَبَهُ، وصَفَقَ عَيْنَهُ كَذَلِكَ أَي ردَّها وغمَّضها. وصفَقه بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنها بَصْرِية صَوَافِقُ واصْطَفَقَ القومُ: اضْطَرَبُوا. وتصافَقُوا: تَبَايَعُوا. وصَفَقَ يَده بِالْبَيْعَةِ وَالْبَيْعِ وَعَلَى يَدِهِ صَفْقاً: ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ، وَذَلِكَ عِنْدَ وُجُوبِ الْبَيْعِ، وَالِاسْمُ مِنْهَا الصَّفْقُ والصِّفِقَّى؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ اسْماً؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ صَفْقِ الكفِّ عَلَى الأُخرى، وَهُوَ التَّصْفاقُ يَذْهَبُ بِهِ إِلى التَّكْثِيرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ مَا يَكْثُرُ فِيهِ الْمَصْدَرُ مِنْ فَعَلْت فتُلْحِق الزَّوَائِدَ وتَبْنيه بِنَاءً آخَرَ، كَمَا أَنك قُلْتَ فِي فَعَلت فَعَّلت حِينَ كثَّرت الْفِعْلَ ثُمَّ ذَكَرْتَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى التَّفْعال كالتَّصْفاقِ وأَخواتها، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مَصْدَرُ فَعَلْت وَلَكِنْ لَمَّا أَردت التَّكْثِيرَ بَنَيْتَ الْمَصْدَرَ عَلَى هَذَا كَمَا بَنَيْتَ فَعَلت عَلَى فَعَّلت، وتَصافَقَ القومُ عِنْدَ البَيعة. وَيُقَالُ: رَبِحَت صَفْقَتُك، للشِّراء، وصَفْقةٌ رابحةٌ وصَفْقةٌ خاسِرةٌ. وصَفَقْت لَهُ بِالْبَيْعِ وَالْبَيْعَةِ صَفْقاً أَي ضَرَبْتُ يَدِي عَلَى يَدِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: صَفْقَتانِ فِي صَفْقةٍ رِباً ؛ أَراد بَيْعتانِ فِي بَيْعَةٍ، وَهُوَ مِثْلُ حَدِيثِ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَقُولَ الْبَائِعُ لِلْمُشْتَرِي بِعْتُك عَبْدِي هَذَا بِمِائَةِ دِرْهَمٍ عَلَى أَن تَشْتَرِيَ مِنِّي هذا

_ (4). قوله [مِنْ طَامِعِينَ لَا يَنَالُونَ] هكذا فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ، وفي بعضها: طاعمين لا يبالون انتهى. من هامش الصحاح (5). قوله [الجوهري الصعافقة إلخ] عبارة الجوهري: صعفوق وجمعه صعافقة وصعافيق

الثوبَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَقُولَ بِعْتُك هَذَا الثوبَ بِعِشْرِينَ درْهَماً عَلَى أَن تَبِيعني سِلعة بِعَيْنِهَا بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، وإِنما قِيلَ لِلْبَيْعَةِ صَفْقَةٌ لأَنهم كَانُوا إِذا تبايَعوا تَصافَقُوا بالأَيدي. وَيُقَالُ: إِنه لَمُبارَكُ الصَّفْقةِ أَي لَا يَشْتَرِي شَيْئًا إِلَّا رَبِحَ فِيهِ؛ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ الْيَوْمَ صَفْقةً صَالِحَةً. والصَّفْقةُ تَكُونُ لِلْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَلْهاهُم الصَّفْقُ بالأَسواق أَي التبايُعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَكْبَرَ الكبائِر أَن تقاتِلَ أَهلَ صَفْقَتِكَ ؛ هُوَ أَن يُعْطِيَ الرجلَ عهدَه وميثاقَه ثُمَّ يُقَاتِلُهُ، لأَن الْمُتَعَاهِدَيْنِ يَضَعُ أَحدهما يَدَهُ فِي يَدِ الْآخَرِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُتَبَايِعَانِ، وَهِيَ المرَّة مِنَ التَّصْفِيق بِالْيَدَيْنِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَعْطاه صَفْقَة يدِه وثمرةَ قَلَبه. والتَّصْفِيقُ بِالْيَدِ: التَّصْوِيتُ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الصَّفْقِ وَالصَّفِيرِ ؛ كأَنه أَراد مَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً؛ كَانُوا يُصَفِّقونَ ويُصفِّرونَ ليَشْغَلوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُسْلِمِينَ فِي الْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد الصَّفْقَ عَلَى وَجْهِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ. وأَصْفَقَتْ يدُه بِكَذَا أَي صادَفَتْه ووافَقَتْه؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ جَزَّارًا: حَتَّى إِذا طُرِحَ النَّصِيبُ، وأَصْفَقَتْ ... يدُه بِجِلْدةِ ضَرْعِها وحُوارِها وأَنشد أَبو عَمْرٍو: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى، ... نَضْحَ الأَداوَى الصَّفَقَ المُصْفَرّا أَي كأَنّ عَرَقَها الصَّفَقُ المُسَرّى المنضوحُ. يُقَالُ: هُوَ يُسَرِّي العَرَقَ عَنْ نَفْسِهِ؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: أَحَلا وإِن يُصْفَقْ لأَهل حَظِيرة، ... فِيهَا المُجَهْجهُ والمنَارةُ تُرزِمُ إِن يُصْفَق أَي يُقْدَر ويُتاح. يُقَالُ: أُصْفِقَ لِي أَي أُتِيحَ لِي؛ يَقُولُ: إِن قُدِرَ لأَهل حَظِيرة متَحَرِّزين الأَسد كَانَ الْمَقْدُورُ كَائِنًا، وأَراد بِالْمَنَارَةِ تَوَقُّد عَيْنَيِ الأَسد كَالنَّارِ، أَراد وَذُو الْمَنَارَةِ يُرْزِمُ. وصَفَق الطائرُ بِجَنَاحَيْهِ يَصْفِقُ وصَفَّق: ضَرَبَ بِهِمَا. وانْصَفَقَ الثوبُ: ضربَتْه الرِّيحُ فَنَاسَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ الثَّوْبُ الْمُعَلَّقُ تُصَفِّقه الرِّيحُ كُلَّ مُصَفَّق فيَنْصَفِقُ؛ وأَنشد: وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ رِيحٍ ... سَرِيعٍ، لدَى الجَوْرِ، إِرْغانُها والصَّفْقةُ: الاجتماعُ عَلَى الشَّيْءِ. وأَصْفَقُوا عَلَى الأَمر: اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وأَصْفَقُوا عَلَى الرجلِ كَذَلِكَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: رأَيت بَنِي آلِ إمرِئِ القَيْس أَصْفَقُوا ... عَلَيْنَا، وَقَالُوا: إِنَّنا نَحْنُ أَكثرُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فأَصْفَقَتْ لَهُ نِسْوانُ مَكَّةَ أَي اجْتَمَعَتْ إِليه، وَرُوِيَ فانْصَفَقَتْ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فنَزَعْنا فِي الحَوْضِ حَتَّى أَصْفَقْناه أَي جَمَعْناه فِيهِ الْمَاءَ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَالْمَحْفُوظُ أَفْهَقْناه أَي ملأْناه. وأَصْفَقُوا لَهُ: حَشَدُوا. وصَفَقَتْ عَلَيْنَا صافِقةٌ مِنَ النَّاسِ أَي قومٌ. وانْصَفَقوا عَلَيْهِ يَمِينًا وَشِمَالًا: أَقبلوا. وأَصْفَقُوا عَلَى كَذَا أَي أَطبقوا عَلَيْهِ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيّة: أَثِيبي أَخا ضارُورة أَصْفَقَ العِدى ... عَلَيْهِ، وقَلَّتْ فِي الصَّديقِ أَواصِرُهْ وَيُقَالُ: اصْفِقْهُم عَنْكَ أَي اصْرِفْهُم عَنْكَ؛

وَقَالَ رُؤْبَةُ: فَمَا اشْتَلاها صَفْقَةً فِي المُنْصَفَق، ... حَتَّى تردَّى أَربعٌ فِي المُنْعَفَق وانصَفَقُوا: رَجَعُوا. وَيُقَالُ: صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صَرَفَهَا. والصَّفْقُ والصَّفَقُ: الجانبُ وَالنَّاحِيَةُ؛ قَالَ: لَا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا وَجَاءَ أَهل ذَلِكَ الصَّفَق أَي أَهل ذَلِكَ الْجَانِبِ. وصَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه وناحِيَتُه؛ قَالَ أَبو صَعْترةَ البَوْلاني: وَمَا نُطْفَةٌ فِي رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ ... بعَنْقاءَ مِنْ صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وَغَمَّضَهَا. وصافَقَت الناقةُ: نَامَتْ عَلَى جَانِبٍ مَرَّةً وَعَلَى جَانِبٍ أُخرى، فاعَلَتْ مِنَ الصفْق الَّذِي هُوَ الْجَانِبُ. وتَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب وَتَرَدَّدَ مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ، ... وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقِ وتَصَفَّقَتِ النَّاقَةُ إِذا انْقَلَبَتْ ظَهْرًا لِبَطْنٍ عِنْدَ الْمَخَاضِ. وتَصَفَّقَ فُلَانٌ للأَمر أَي تَعَرَّضَ لَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَمّا رأَيْتُ الشَّرَّ قَدْ تَأَلَّقا، ... وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا، هَنَّا وهَنَّا عَنْ قِذافٍ أَخْلَقا قَالَ شَمِرٌ: تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد. والمُصَافِقُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَنَامُ عَلَى جَنْبِهِ مَرَّةً وَعَلَى الْآخَرِ مَرَّةً، وإِذا مخَضَت النَّاقَةُ صافَقَت؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الدَّجَاجَةَ وَبَيْضَهَا: وحامِلة حَياً، ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ ... إِذا مخَضَتْ يَوْمًا بِهِ لَمْ تُصَافِق وصَفْقَا العُنُقِ: نَاحِيَتَاهُ. وَصَفَقَا الْفَرَسِ: خَدَّاهُ. وصَفْقُ الْجَبَلِ: وَجْهُهُ فِي أَعلاه. وَهُوَ فَوْقَ الْحَضِيضِ. وصَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فَهُوَ مُصَفَّقٌ. وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه: حوَّله مِنْ إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو؛ قَالَ حَسَّانُ: يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ، ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ وَقَالَ الأَعشى: وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ، إِذا ... صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ الْفَرَّاءُ: صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته. والتَّصْفِيقُ: تحويلُ الشَّرَابِ مِنْ دَنٍّ إِلى دَنٍّ فِي قَوْلِ الأَصمعي؛ وأَنشد: إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها وصَفَقَت الريحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تَضْطَرِبُ. وصَفَّقَت الرِّيحُ الشَّيْءَ إِذا قَلَبَتْه يَمِينًا وَشِمَالًا وردَّدَتْه. يُقَالُ: صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه. وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه وَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ، ... بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ فِي آخِرِ كِتَابِ سِيبَوَيْهِ مِنْ بَابِ الإِدغام بِنَصْبِ زُلال، وَهُوَ غَلَطٌ لأَن الْقَصِيدَةَ

مَخْفُوضَةُ الرَّوِيِّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضْطَرَبَ وانْتَشَر الضَّوءُ، وَهُوَ افْتَعَل مِنَ الصَّفْق، كَمَا تَقُولُ اضْطَرَبَ الْمَجْلِسُ بِالْقَوْمِ. وصِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الْبَاطِنَةُ الَّتِي تَلِي السَّوَادَ سوادَ الْبَطْنِ وَهُوَ حَيْثُ يُنَقِّبُ الْبَيْطَارُ مِنَ الدَّابَّةِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَمين صَفاة لَمْ يُخَرَّق صِفاقه ... بِمِنْقَبِه، وَلَمْ تُقَطَّعْ أَباجِلُهْ وَالْجَمْعُ صُفُقٌ، لَا يُكسَّر عَلَى غَيْرِ ذلك؛ قال زهير: حتى يَؤُوبَ بِهَا عُوجاً مُعَطَّلةً، ... تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا وَبَعْضٌ يَقُولُ: جِلْدُ الْبَطْنِ كُلِّهِ صِفاقٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصِّفاقُ مَا بَيْنَ الْجِلْدِ والمُصْرانِ، ومَراقُّ الْبَطْنِ: صفاقٌ أَجمع مَا تَحْتَ الْجِلْدِ مِنْهُ إِلى سَوَادِ الْبَطْنِ، قَالَ: ومَراقُّ الْبَطْنِ كُلُّ مَا لَمْ يَنْحَنِ عَلَيْهِ عَظْمٌ. وَقَالَ الأَصمعي: الصِّفاقُ الْجِلْدُ الأَسْفل الَّذِي دُونَ الْجِلْدِ الَّذِي يُسْلخ، فإِذا سُلِخَ المَسْك بَقِيَ ذَلِكَ مُمْسِكَ الْبَطْنِ، وَهُوَ الَّذِي إِذا انْشَقَّ كَانَ مِنْهُ الفَتْقُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصِّفاقُ مَا حَوْلَ السُّرَّةِ حَيْثُ يَنْقُبُ البَيْطارُ؛ وَقَالَ بِشْرٌ: مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ مِنْهَا، ... عَلَى ذِي عانةٍ، وَافِي الصِّفاقِ وَافِي الصِّفَاقِ أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ. وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الْفَرَسِ: الصِّفاقُ الْجِلْدُ الأَسفل الَّذِي تَحْتَ الْجَلْدِ الَّذِي عَلَيْهِ الشَّعْرُ؛ وأَنشد لِلْجَعْدِيِّ: لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفاق ... مِنْ خَشَبِ الجَوْزِ لَمْ يُثْقَب يَقُولُ: ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنْهُ كأَنه تُرْس وَهُوَ شَدِيدُ الصِّفاق. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه سُئِلَ عَنِ امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ وَلَمْ تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فَقَضَى بِنِصْفِ ثُلُثِ الدِّيَةِ ؛ الصِّفاقُ: جِلدة رَقِيقَةٌ تَحْتَ الْجِلْدِ الأَعلى وَفَوْقَ اللَّحْمِ. والصَّفَقُ: الأَدِيمُ الْجَدِيدُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ مَاءٌ أَصفر وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ الصَّفْقُ والصَّفَقُ. والصَّفَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْمَاءُ الَّذِي يُصَبُّ فِي الْقِرْبَةِ الْجَدِيدَةِ فَيُحَرَّكُ فِيهَا فَيَصْفَرُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرَّى، ... نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا والمُسَرّى: المُسْتَسِرُّ فِي الْبَدَنِ. وَيُقَالُ: وَرَدْنَا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ، وَهُوَ أَول مَا يُصَبُّ فِي الْقِرْبَةِ الْجَدِيدَةِ فَيَخْرُجُ الْمَاءُ أَصفر؛ وصَفَّق الْقِرْبَةَ: فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصَّفَقُ رِيحُ الدِّبَاغِ وَطَعْمُهُ. وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها: ملأَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وصَفَقَ البابَ يَصْفِقُه صَفْقاً وأَصْفَقَه، كِلَاهُمَا: أَغْلَقَه وَرَدَّهُ مِثْلَ بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه، ... يسْعَى عَلَيْهِ العبْدُ بالكُوبِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُمَا بِمَعْنَى الْفَتْحِ. وَقَالَ النَّضْرُ: سَفَقْت الْبَابَ وصَفَقْته، قَالَ: وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فَتَحْتَهُ؛ وَتَرَكْتَ بابَه مَصْفوقاً أَي مَفْتُوحًا، قَالَ: وَالنَّاسُ يَقُولُونَ صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ يُقَالُ هَذَا كُلُّهُ. وَبَابٌ مَبْلوقٌ أَي مَفْتُوحٌ. وَرَوَى

أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: أَصْفَقْتُ البابَ وأَصْمَقْته بِمَعْنَى أَغْلَقْته، وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الإِجافةُ دُونَ الإِغْلاق. الأَصمعي: صَفَقْت الْبَابَ أَصْفِقُه صَفْقاً، وَلَمْ يَذْكُرْ أَصْفَقْته. ومِصْراعا الْبَابِ: صَفْقاه. والصَّفْقُ: الرَّدُّ والصَّرْفُ، وَقَدْ صَفَقْته فانْصَفَقَ. وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلى مَلِكِ الرُّومِ: لأَنْزِعَنَّكَ مِنَ المُلْكِ نَزْعَ الأَصْفَقانِيّة ؛ هُمُ الخَولُ بِلُغَةِ الْيَمَنِ. يُقَالُ: صَفَقَهم مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ أَي أَخرجهم مِنْهُ قَهْراً وذُلًا. وصَفَقَهم عَنْ كَذَا أَي صرَفَهم. والتَّصْفيق: أَن يَكُونَ نَوَى نِيَّة عَزَمَ عَلَيْهَا ثُمَّ رَدَّ نِيَّتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وزَللِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ وَفِي النَّوَادِرِ: والصَّفُوق الْحِجَابُ الْمُمْتَنِعُ مِنَ الجِبال، والصُّفُقُ الْجَمْعُ. والخَريقُ مِنَ الْوَادِي: شاطئُه، وَالْجَمْعُ خُرُقٌ. وَنَاقَةٌ خَرِيقٌ: غَزِيرَةٌ. وَثَوْبٌ صَفِيق: مَتِين بَيِّنُ الصَّفاقة، وَقَدْ صَفُقَ صَفاقةً: كثُف نَسْجُهُ، وأَصْفَقَه الْحَائِكُ. وَثَوْبٌ صَفِيق وسَفِيق: جيّدُ النَّسْجِ. والصَّفِيقُ: الجَلْدُ. والصَّفُوق: الصَّعُود المُنْكرة، وَجَمْعُهَا صَفائِقُ وصُفُقٌ. وصافَقَ بَيْنَ قَمِيصَيْنِ: لَبِس أَحدَهما فَوْقَ الْآخَرِ. والدِّيكُ الصَّفّاقُ: الَّذِي يَضْرِبُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا صَوَّتَ. وصَفَقَ ماشِيَته صَفْقاً: صرَفها. وصَفَقَ الرجلُ صَفْقاً: ذَهَبَ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ أَنه قَالَ: خذِي مِنِّي أَخِي ذَا العِفاقِ صَفّاقاً أَفّاقاً ؛ قَالَ الأَصمعي: الصَّفّاق الَّذِي يَصْفِقُ عَلَى الأَمر الْعَظِيمِ، والأَفّاق الَّذِي يَتَصَرَّفُ ويضرِب إِلى الْآفَاقِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رُوِيَ هَذَا ابْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ أَبي سُفْيَانَ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: وَالَّذِي أَراه فِي تَفْسِيرِ الأَفّاق الصّفّاقِ غيرُ مَا حَكَاهُ، إِنَّما الصَّفّاق الْكَثِيرُ الأَسفار وَالتَّصَرُّفِ فِي التِّجَارَاتِ، والصَّفْقُ والأَفْقُ قَرِيبَانِ مِنَ السَّواء، وَكَذَلِكَ الصَّفّاقُ والأَفّاقُ مَعْنَاهُمَا مُتَقَارِبٌ، وَقِيلَ: الأَفّاقُ مِنْ أُفُقِ الأَرض أَي نَاحِيَتِهَا. وانْصَفَقَ القومُ إِذا انْصَرَفُوا. وصَفَقَ القومُ فِي الْبِلَادِ إِذا أَبْعَدُوا فِي طَلَبِ الْمَرْعَى؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الحَذلمِيّ: إِنّ لَهَا فِي العامِ ذِي الفُتُوقِ، ... وزَلَلِ النِّيَّةِ والتَّصْفِيقِ، رِعْيةَ مَوْلًى ناصِحٍ شَفيقِ وتَصفِيقُ الإِبل: أَن تحوّلَها مِن مَرْعًى قَدْ رَعَتْه إِلى مَكَانٍ فِيهِ مَرْعًى. وأَصْفَقَ الغَنَمَ إِصْفاقاً: حَلَبَهَا فِي الْيَوْمِ مَرَّةً؛ قَالَ: أَوْدَى بَنُو غَنْمٍ بأَلْبانِ العُصُمْ ... بالمُصْفقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَقَالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً يُعْتَصَمْ بِهِ، ... رُوَيْدَك حَتَّى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ أَراد أَنه لَا خَيْرَ عِنْدَهُ وأَنه مَشْغُولٌ بِغَنَمِهِ؛ والإِصْفاق: أَن يحلُبَها مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَصْفَقْتُ الغنمَ إِذا لَمْ تَحْلُبْها فِي الْيَوْمِ إِلا مَرَّةً. والصافِقةُ: الداهيةُ؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْس التَّغْلبِي: قِفِي تُخْبِرينا، أَو تَعُلِّي تَحِيّةً ... لَنَا، أَو تُشِيبي قَبْلَ إحْدَى الصَّوافق

والصَّفائِقُ: صَوارِفُ الْخُطُوبِ وَحَوَادِثُهَا، الْوَاحِدَةُ صَفيقة؛ وَقَالَ كثيِّر: وأَنْتِ المُنَى، يَا أُمَّ عَمْروا، لَوَ انَّنا ... نَنالُك، أَو تُدْنِي نَواكِ الصَّفائِقُ وَهِيَ الصَّوافِقُ أَيضاً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَخ لكَ مَأْمون السَّجِيّاتِ خِضْرِم، ... إِذا صَفَقَتْه فِي الحُروب الصَّوافِقُ وصَفَقْتُ الْعُودَ إِذا حَرَّكْتَ أَوْتارَه فاصْطَفَقَ. واصْطَفَقَت المَزاهِرُ إِذا أَجابَ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ ابْنُ الطَّثَرِيّة: وَيَوْمٍ كظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَه ... دَمُ الزِّقِّ عَنَّا، واصْطفاقُ المَزاهِرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِيَزِيدَ بْنِ الطَّثريّة، وَصَوَابُهُ لِشُبْرُمة بن الطفيل. صفرق: الصُّفْروقُ: نَبْتٌ «6». مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: هُوَ الفالوذ. صلق: الصَّلْقةُ والصَّلْق والصَّلَقُ: الصياحُ والوَلْوَلةُ وَالصَّوْتُ الشَّدِيدُ، وَقَدْ صَلَقُوا وأَصْلَقُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ شَعْرَهُ ؛ الصّلْقُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ يُرِيدُ رَفْعَه عِنْدَ الْمَصَائِبِ وَعِنْدَ الْمَوْتِ وَيَدْخُلُ فِيهِ النَّوْح؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنا بَرِيءٌ مِنَ الصّالِقةِ والحالِقةِ ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: فصَلَقْنا فِي مُرادٍ صَلْقةً، ... وُصَداء أَلْحَقَتْهم بالثَّلَل أَي وَقَعْنَا بِهِمْ وَقْعَةً فِي مُرادٍ. قَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ وَلَا حَلَقَ وَلَا صَلَقَ: يُقَالُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ يَعْنِي رفعَ الصَّوْتِ، وَقَدْ أَصْلَقوا إِصْلاقاً، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِنه رَوَاهُ بِالسِّينِ ذَهَبَ بِهِ إِلى قَوْلِهِ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ. وتَصَلَّقَت المرأَةُ إِذا أَخذَها الطَّلْقُ فَصَرخَتْ. ابْنُ الأَعرابي: صَلَقْتُ الشَّاةَ صَلْقاً إِذا شَوَيْتها عَلَى جَنْبَيْهَا، قَالَ: فكأَنه أَراد عَلَى مَذْهَبِ ابْنِ الأَعرابي مَا شُوِيَ مِنَ الشَّاةِ وَغَيْرِهَا يَعْنِي قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: لَيْسَ مِنّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ أَي رَفَعَ صَوْتَهُ فِي الْمَصَائِبِ. وضَرْبٌ صَلَّاقٌ ومِصْلاقٌ: شَدِيدٌ. وخطيبٌ صَلَّاقٌ ومِصْلاقٌ: بَلِيغٌ. والصَّلْقُ: صوتُ أَنياب الْبَعِيرِ إِذا صَلَقَها وضرَب بَعْضها بِبَعْضٍ، وقد صَلَقَا أَنيابُه. وصَلَقاتُ الإِبلِ: أَنْيابُها الَّتِي تَصْلِقُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمْ تَبْك حَوْلكَ نِيبُها، وتَقاذَفَتْ ... صَلَقاتُها كمَنابِتِ الأَشْجارِ وصَلَقَ نابَهُ يَصْلِقُه صَلْقاً: حَكّه بالآخَر فَحَدَثَ بَيْنَهُمَا صوتٌ، وأَصْلَقَ البابُ نفسُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِنْ زَلَّ فُوه عَنْ أَتانٍ مِئْشِيرْ، ... أَصْلَقَ نَابَاهُ صِياحَ العُصْفورْ يُرِيدُ إِن زلَّ فُو الْعِيرِ عَنْ هَذِهِ الأَتان أَصْلَقَ نَابَاهُ لِفَوْت ذَلِكَ؛ وَقَالَ رؤْبة: أَصَلَقَ نابِي عِزّة وصَلْقما وأَصْلَقَ الفحلُ: صَرَف أَنيابه؛ قَالَ: أَصْلَقَها العِزُّ بنابٍ فاصْلَقَمّ

_ (6). قوله [الصفروق نبت] الذي في القاموس: الصفرق بالضمات وشد الراء

وَالْفَحْلُ يَصْطَلِقُ بِنَابِهِ: وَذَلِكَ صَرِيفُه. والصَّلْقَمُ: الشَّدِيدُ الصُّراخِ، مِنْهُ. وصَلَقه بِلِسَانِهِ يَصْلِقُه صَلْقاً: شَتَمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: صَلَقوكم بأَلْسِنةٍ حدادٍ؛ وسَلَقُوكُمْ لغةٌ فِي صَلَقُوكم؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: جَائِزٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ صَلَقُوكم وَالْقِرَاءَةُ سنَّة. اللَّيْثُ: الحاملُ إِذا أَخذها الطَّلْقُ فأَلْقت نَفْسَهَا عَلَى جَنْبَيْهَا مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا قِيلَ تَصَلَّقتْ تَصَلُّقاً، وَكَذَلِكَ كُلُّ ذِي أَلَم إِذا تَصَلَّق على جنببيه، يُقَالُ بِالصَّادِ تَصَلَّقت تَصَلُّقاً؛ وتَصَلَّقَت المرأَة إِذا أَخذها الطَّلْقُ فصَرَخَتْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَنه تَصَلَّقَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الجُوع أَي تقَلَّب. ويقال: تَصَلَّقَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الجُوع أَي تقَلَّب. وَيُقَالُ: تَصَلَّقَ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ إِذا تقلَّب وتلوَّى. وصَلَقَه بِالْعَصَا يَصْلِقُه صَلْقاً وصَلَقاً: ضَرَبَهُ عَلَى أَي مَوْضِعٍ كَانَ مِنْ يَدَيْهِ. وصَلَقَتِ الخيلُ إِذا صَدَمَتْ بِغَارَتِهَا. والصَّلْقةُ: الصَّدْمةُ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ: مِنْ بَعْدِ مَا صَلَقَتْ فِي جَعْفَرٍ يَسَراً، ... يَخْرُجْنَ فِي النَّقْع مُحْمرّاً هوادِيها جَعْفَرٌ هُنَا يَعْنِي جَعْفَرَ بْنَ كِلَابٍ، واليَسْرُ الطَّعْنُ حِذاءَ الْوَجْهِ، وإِنما حرَّكه ضَرُورَةً. والصَّلَقُ: القاعُ الْمُطْمَئِنُّ اللَّيِّنُ الْمُسْتَدِيرُ الأَمْلس وَشَجَرُهُ قَلِيلٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: مِنَ الأَصالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرود قَالَ الأَزهري: والسَّلَقُ بِالسِّينِ أَكثر، وَالْجَمْعُ صُلْقانٌ وأَصالِقُ. والصَّلَقُ مِثْلُ السَّلَقِ: القاعُ الصَّفْصَفُ؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ: تَرى فَاهُ، إِذا أَقْبَلَ، ... مثْلَ الصَّلَقِ الجَدْبِ لَهُ، بَيْنَ حَوامِيه، ... نُسورٌ كنَوَى القَسْبِ والمُتَصَلِّقُ: المُتَمرِّغ عَلَى جَنْبَيْهِ مِنَ الأَلم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه تَصَلَّقَ ذَاتَ ليلةٍ عَلَى فِراشِه أَي تَلوَّى وتَقلَّب، مِنْ تَصَلَّقَ الحوتُ فِي الْمَاءِ إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ. وَحَدِيثُ أَبي مُسْلِمٍ الخَوْلانيّ: ثُمَّ صَبَّ فِيهِ مِنَ الماءِ وَهُوَ يتَصَلَّقُ. والصَّلِيقةُ: الخُبْزة الرَّقِيقَةُ وَالْقِطْعَةُ المُشْواة مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فإِن تَفْرَكَّ عِلْجةُ آلِ زيدٍ، ... وتُعْوِزْكَ الصَّلائِقُ والصِّنابُ فقِدْماً كانَ عَيْشُ أَبِيكَ مُرّاً، ... يَعيِشُ بِمَا تَعِيشُ بِهِ الكِلابُ وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: أَما وَاللَّهِ مَا أَجْهلُ عَنْ كَراكِرَ وأَسْنِمةٍ وَلَوْ شِئْتُ لدعَوتُ بِصلاءٍ وصِنابٍ وصَلائِقَ ؛ قِيلَ: هِيَ الرِّقاقُ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: السَّلائق، بِالسِّينِ، كُلُّ مَا سُلِق مِنَ البُقول وَغَيْرِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الحُمْلان المَشْوِيّة مِنْ صَلَقْت الشَّاةَ إِذا شَوَيْتَها. وَقَالَ غَيْرُ أَبي عَمْرٍو: الصَّلائق، بِالصَّادِ، الخُبز الرَّقِيقُ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: تكلِّفني مَعيشة آلِ زيدٍ، ... ومَنْ لِي بِالصَّلَائِقِ والصِّنَاب؟ وَقَالَ غَيْرُ هَؤُلَاءِ: هِيَ الصَّرائقُ، بِالرَّاءِ، الرِّقاقُ؛ وَقِيلَ: الصَّلَائِقُ اللَّحْمُ المَشوِيّ النَّضِيج. والصَّلِيقاء، ممدودٌ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ. والصَّلْقَم: الشَّدِيدُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَالْجَمْعُ صَلاقِمُ وصَلاقِمة؛ قَالَ طَرَفَةُ: جَمادٌ بِهَا البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها ... بَناتِ المُخاضِ، والصَّلاقِمةَ الحُمْرا

والصَّلْقمُ: السَّيِّدُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ أَيضاً وَبَنُو المُصْطَلِق: حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ. صملق: الصَّمْلَقُ: لُغَةٌ فِي السَّمْلَقِ وَهُوَ الْقَاعُ الأَملس، وَهِيَ مُضَارِعَةٌ وَذَلِكَ لِمَكَانِ الْقَافِ وَهِيَ فَرْعٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ صمالِيق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا كَسَّر إِلا أَن يَكُونُوا قَدْ قَالُوا صَملَقة فِي هَذَا الْمَعْنَى فعوَّض مِنَ الْهَاءِ كَمَا حَكَى مَواعِيظ. قَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: قاعٌ صَمْلَقٌ، وَيُقَالُ: تَرَكْتُهُ بِقَاعٍ صَمْلَقٍ. صمق: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَصحابه: أَصْمَقْت البابَ أَغلقته. وَفِي النَّوَادِرِ: مَا زَالَ فُلَانٌ صامِقاً مُنْذُ الْيَوْمِ وَصَامِيًا وصابِياً أَي عطشانَ أَو جَائِعًا، وَقَالَ: هَذِهِ صَمَقةٌ مِنَ الحَرَّة أَي غَلِيظَةٌ. صنق: ابْنُ الأَعرابي: الصُّنُقُ الأَصِنَّةُ فِي التَّهْذِيبِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الصَّنَقُ شِدَّة ذَفَرِ الإِبْطِ وَالْجَسَدِ، صَنِقَ صَنَقاً، فَهُوَ صَنِقٌ، وأَصْنَقَه العرَقُ؛ وأَصْنَقَ الرجلُ فِي مَالِهِ إِصْناقاً إِذا أَحسن الْقِيَامَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ مِصْناقٌ ومِيصابٌ إِذا لَزم مالَه وأَحسن الْقِيَامَ عَلَيْهِ. والصَّنَقُ: الْحَلْقَةُ مِنَ الْخَشَبِ تَكُونُ فِي طَرَفِ الْمَرِيرِ، وَالْجَمْعُ أَصْناقٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: أَمِرَّة اللِّيف وأَصْناق القَطَفْ الأَمِرَّة: الحبالُ جَمْعُ مِرارٍ، والأَصْناقُ جَمْعُ الصَّنَق وَهُوَ الْحَلْقَةُ مِنَ الْخَشَبَةِ تَكُونُ فِي طَرَفِ الْمَرِيرَةِ، والقَطَفُ: ضرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ مَتِينُ الْقُضْبَانِ تُتَّخَذُ مِنْهُ الأَصْناق. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ جَمَلٌ صَنَقةٌ وَصَنَخَةٌ وقَبصاة وقبصةٌ إِذا كَانَ ضَخْمًا كَبِيرًا. وصَنَقةٌ مِنَ الحِرار وصَمَقةٌ وَصَمْغَةٌ: وَهُوَ مَا غَلُظَ. صندق: الصُّنْدوق: الجُوالِق. التَّهْذِيبُ: الصُّنْدوق لُغَةٌ فِي السُّنْدوق ويُجْمع صَنادِيق، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ الصُّنْدوق بالصاد. صهصلق: صَوْتٌ صَهْصَلِقٌ أَي شَدِيدٌ؛ وأَنشد: قَدْ شَيَّبَتْ رأْسِي بصَوْتٍ صَهْصَلِقْ وَرَجُلٌ صَهْصَلِقُ الصوتِ: شديدُه. وامرأَة صَهصِلقٌ وصَهْصَليقٌ: شَدِيدَةُ الصَّوْتِ صَخَّابة، وَمِنْهُمْ مَنْ قَيّد فَقَالَ: الصَّهْصَلِقُ الْعَجُوزُ الصَّخَّابَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أُمُّ حُوَارٍ ضَنْؤُها غيرُ أَمِرْ، ... صَهْصَلِقُ الصوتِ بعَينَيْهَا الصَّبِرْ سَائِلَةٌ أَصْداغُها لَا تَخْتَمِرْ، ... تَعْدو عَلَى الذِّئْبِ بِعود مُنْكَسِرْ تُبادِرُ الذئبَ بعَدْوٍ مُشْفَتِرْ، ... يَفِرُّ مَنْ قاتَلها، وَلَا تَفِرّ لَوْ نُحِرَتْ فِي بيتِها عَشْرُ جُزُرْ، ... لأَصْبَحَتْ مِنْ لَحمِهنَّ تَعْتَذِرْ قَالَ: وَكَذَلِكَ الصَّهْصَلِيقُ؛ وأَنشد للعُلَيكم الْكِنْدِيِّ: نأْآجة العَدْوةِ شَمْشَلِيقها، ... شَدِيدة الصَّيْحةِ صَهْصَليقها، تُسامِرُ الضِّفْدَعَ فِي نَقِيقِها والشَّمْشَلِيقُ: السريعة المشي. صوق: الصّاقُ: لُغَةٌ فِي السّاقِ، عَنْبريّة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه ضَرْباً مِنَ الْمُضَارَعَةِ لِمَكَانِ الْقَافِ. والصَّويقُ: لُغَةٌ فِي السَّويق الْمَعْرُوفِ لمكان المضارعة.

فصل الضاد المعجمة

صيق: الصّيقُ والصِّيقةُ: الغبارُ الجائلُ فِي الْهَوَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لِي كلَّ يَوْمٍ صِيقةٌ ... فَوْقِي، تَأَجَّلُ كالظُّلالَهْ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: بوادِي جُدُودَ، وَقَدْ بُوكِرَت ... بِصيقِ السَّنابِك أَعْطانُها وقال آخَرُ: كَمَا انْقَضَّ تحْتَ الصِّيقِ عُوَّارُ وَالْجَمْعُ صِيَقٌ مِثْلُ جِيفةٍ وجِيَف؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ ضَبَحَ لِرُؤْبَةَ يَصِفُ أُتُناً وَفَحْلَهَا: يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرْضِ مَجْنون الصِّيَقْ، ... والمَرْوَ ذَا القَدَّاحِ مَضْبوحَ الفِلَقْ وَقَالَ: الصِّيقُ الْغُبَارُ، وجُنونه تَطَايُرُهُ. والصِّيقُ: الصوتُ. والصِّيقُ: الرِّيحُ المُنْتِنة مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ؛ عَنِ اللَّيْثِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ كَلِمَةٌ مُعَرَّبَةٌ أَصلها زِيقًا، بِالْعِبْرَانِيَّةِ. أَبو عَمْرٍو: الصّائِقُ والصائِكُ اللَّازِقُ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: أَسْوَد جَعْد ذِي صُنانٍ صائِق والصِّيقُ: بَطْنٌ منهم «1». فصل الضاد المعجمة ضفق: الضَّفْقُ: الوَضْع بمرَّة وكذلك الضَّفْعُ. ضيق: الضِّيقُ: نَقِيضُ السَّعَةِ، ضاقَ الشيءُ يَضِيقُ ضِيقاً وضَيْقاً وتَضَيَّقَ وتَضايَقَ وضَيَّقَه هُوَ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي أَضاقَه، وَهُوَ أَمر ضَيِّقٌ. أَبو عَمْرٍو: الضَّيْقُ الشَّيْءُ الضَّيِّقُ، والضِّيقُ الْمَصْدَرُ، والمَضايِق: جَمْعُ المَضِيق. والضَّيْقُ أَيضاً: تَخْفِيفُ الضَّيِّق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ، ... لَا ضَيْقةُ المَجْرَى وَلَا مَرُوسُ والضَّيْقُ: جمع الضَّيقاة والضِّيقة وَهِيَ الْفَقْرُ وَسُوءُ الْحَالِ، وَقَدْ ضاقَ عَنْكَ الشَّيْءُ. يُقَالُ: لَا يَسَعُني شَيْءٌ ويَضِيق عَنْكَ. وضاقَ الرجلُ أَي بَخِلَ، وضَيَّقْت عَلَيْكَ الْمَوْضِعَ. وَقَوْلُهُمْ: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً أَي ضاقَ ذرْعي بِهِ. وتَضايَقَ القومُ إِذا لَمْ يتوسَّعوا فِي خُلُق أَو مَكَانٍ. والضُّوقى والضِّيقى: تأْنيث الأَضْيَق، صَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِسُكُونِهَا وَضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا. وَيُقَالُ: ضاقَ المكانُ، فَهُوَ ضَيِّق، فَرْقٌ بَيْنَهُمَا، وَيُقَالُ فِي جَمْعِ ضائِقٍ ضاقَة؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يَكْرَهها الجُبَناءُ الضاقةُ العَطَنِ فَهَذَا جَمْعُ ضائِقٍ، وَمِثْلُهُ سادَةٌ جَمْعُ سائِدٍ لَا سيِّد؛ وَمَكَانٌ ضَيِّقٌ وضَيْقٌ وضائِقٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ . وَهُوَ فِي ضِيقٍ مِنْ أَمره وضَيْقٍ أَي فِي أَمر ضَيِّقٍ، وَالنَّعْتُ ضَيِّقٌ، وَالِاسْمُ ضَيْق. وَيُقَالُ: فِي صَدْرِ فُلَانٍ ضِيقٌ عَلَيْنَا وضَيْقٌ. والضَّيْق: الشَّكُّ يَكُونُ فِي الْقَلْبِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ . وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الضَّيْقُ مَا ضَاقَ عَنْهُ صدرُك، والضِّيقُ مَا يَكُونُ فِي الَّذِي يتَّسع وَيَضِيقُ مِثْلُ الدَّارِ وَالثَّوْبِ؛ وإِذا رأَيت الضَّيْقَ قَدْ وَقَعَ فِي مَوْضِعِ الضِّيق كَانَ عَلَى أَمرين: أَحدهما أَن يَكُونَ جَمْعًا للضَّيْقةِ كَمَا قَالَ الأَعشى: فَلَئِنْ رَبُّك، مِنْ رَحْمَتِهِ، ... كَشَفَ الضَّيْقةَ عنا وفَسَح

_ (1). قوله بطن منهم: هكذا في الأَصل

فصل الطاء المهملة

وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن يُرَادَ بِهِ شَيْءٌ ضَيِّق فَيَكُونُ ضَيق مُخَفَّفًا، وأَصله التَّشْدِيدُ، وَمِثْلُهُ هَيْن ولَيْن. وأَضاقَ الرجلُ، فَهُوَ مُضِيق إِذا ضاقَ عَلَيْهِ مَعاشُه. وأَضاقَ أَي ذَهَبَ مالُه. التَّهْذِيبِ: والضَّيَقُ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، الشَّكُّ، والضَّيْقُ بِهَذَا الْمَعْنَى أَكثرُ. والضِّيقةُ: مِثْلُ الضِّيق. والمَضِيقُ: مَا ضاقَ مِنَ الأَماكن والأُمور؛ قَالَ: مَنْ شَا يُدَلِّي النفسَ فِي هُوَّة ... ضَنْكٍ، وَلَكِنْ مَنْ لَهُ بالمَضِيق؟ أَي بِالْخُرُوجِ مِنَ المَضيق. وَقَالُوا: هِيَ الضِّيقى والضُّوقى عَلَى حَدِّ مَا يَعْتَوِرُ هَذَا النَّوْعَ مِنَ المُعاقَبة. وَقَالَ كُرَاعٌ: الضُّوقى جمع ضَيِّقة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ لأَن فُعْلى لَيْسَتْ مِنْ أَبنية الْجُمُوعِ إِلا أَن يَكُونَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ كبُهْماة وبُهْمى؛ وَقَالَتِ امرأَة لضَرَّتها وَهِيَ تُسامِيها: مَا أَنت بالخُورَى وَلَا الضُّوقى حِرَا الضُّوقى: فُعْلى مِنَ الضِّيق وَهِيَ فِي الأَصل الضُّيْقى، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا مِنْ أَجل الضَّمَّةِ، والخُورَى فُعْلى مِنَ الْخَيْرِ، وَكَذَلِكَ الْكُوسَى مِنَ الكَيْس. والضِّيقةُ: مَا بَيْنَ كُلِّ نَجْمَيْنِ. والضِّيقةُ: كَوْكَبَانِ كالمُلْتَزِقَينِ صغِيران بَيْنَ الثُّرَيا والدَّبَران. وضِيقة: مَنْزِلَةٌ لِلْقَمَرِ بِلِزْقِ الثُّرَيَّا مِمَّا يَلِي الدَّبَرَانِ وَهُوَ مَكَانٌ نحْسٌ عَلَى مَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ؛ قَالَ الأَخطل: فهلَّا زَجَرْتِ الطَّيْرَ، لَيلة جِئْتِه، ... بِضِيقةَ بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبَرانِ يَذْكُرُ امرأَة وَسِيمةً تزوَّجها رَجُلٌ دَمِيمٌ، والمرأَة هِيَ بَرَّة أَبي هَانِئٍ التَّغْلِبِيِّ وَالرَّجُلُ سَعِيدُ بْنُ بَنَانٍ التَّغْلِبِيُّ، وَقَالَ الأَخطل فِي ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَرُبَّمَا قَصُر الْقَمَرُ عَنِ الدَّبَرانِ فَنَزَلَ بالضِّيقة وَهُمَا النَّجْمَانِ الصَّغِيرَانِ الْمُتَقَارِبَانِ بَيْنَ الثُّرَيَّا والدَّبران؛ حُكِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ أَبي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ ضِيقةَ مَعْرِفَةً لأَنه جَعَلَهُ اسْمًا عَلَمًا لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْهُ، وأَنشده أَبو عَمْرٍو بِضِيقةِ بِكَسْرِ الْهَاءِ، جَعَلَهُ صِفَةً وَلَمْ يَجْعَلْهُ اسْمًا لِلْمَوْضِعِ؛ أَراد بضِيقَةِ مَا بَيْنَ النَّجْمِ والدبران. والضَّيْقة والضِّيقة: القمر فصل الطاء المهملة طبق: الطَّبَقُ غِطَاءُ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَطْباق، وَقَدْ أَطْبَقَه وطَبَّقَه انْطَبَقَ وتَطَبَّقَ: غَطَّاه وَجَعَلَهُ مُطَبَّقاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَوْ تَطَبَّقَت السَّمَاءُ عَلَى الأَرض مَا فَعَلْتُ كَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ حِجابُه النُّورُ لَوْ كُشِفَ طَبَقُه لأَحْرَقت سُبحاتُ وَجهِه كلَّ شَيْءٍ أَدْرَكه بصرُه ؛ الطَّبَقُ: كلُّ غِطَاءٍ لَازِمٍ عَلَى الشَّيْءِ. وطَبَقُ كلِّ شَيْءٍ: مَا سَاوَاهُ، وَالْجَمْعُ أَطْباقٌ؛ وَقَوْلُهُ: ولَيْلة ذَاتِ جَهامٍ أَطْباق مَعْنَاهُ أَن بعضَه طَبَقٌ لِبَعْضٍ أَي مُساوٍ لَهُ، وجَمَع لأَنه عَنَى الْجِنْسِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ نَعْتِ اللَّيْلَةِ أَي بعضُ ظُلَمِها مُساوٍ لِبَعْضٍ فَيَكُونُ كجُبَّةٍ أَخْلاق وَنَحْوِهَا. وَقَدْ طابَقَهُ مطابَقةً وطِباقاً. وتَطابَقَ الشيئَان: تساوَيا. والمُطابَقةُ: المُوافَقة. والتَّطابُق: الِاتِّفَاقُ. وطابَقْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ إِذا جَعَلْتَهُمَا عَلَى حَذْو وَاحِدٍ وأَلزقتهما. وَهَذَا الشَّيْءُ وَفْقُ هَذَا ووِفاقُه وطِباقُه وطابَقُهُ وطِبْقُه وطَبِيقُه ومُطْبِقُه وقالَبُه وقالِبُه

بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه. وطابَقَ بَيْنَ قَمِيصَيْنِ. لَبِسَ أَحدهما على الآخر. والسمواتُ الطِّباقُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لمُطابَقة بَعْضِهَا بَعْضًا أَي بَعْضِهَا فَوْقَ بَعْضٍ، وَقِيلَ: لأَن بَعْضَهَا مُطْبَق عَلَى بَعْضٍ، وَقِيلَ: الطِّباقُ مَصْدَرُ طوبقَتْ طِباقاً. وَفِي التَّنْزِيلِ. أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى طِباقاً مُطْبَقٌ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، قَالَ: وَنَصَبَ طِباقاً عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما مطابَقة طِباقاً، وَالْآخَرُ مِنْ نَعْتِ سَبْعٍ أَي خَلَقَ سَبْعًا ذَاتَ طِباقٍ. الليث: السمواتُ طِباقٌ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطِّبَاقِ طَبَقة، ويذكَّر فَيُقَالُ طَبَقٌ؛ ابْنُ الأَعرابي: الطَّبَقُ الأُمّة بَعْدَ الأُمّة. الأَصمعي: الطِّبْقُ، بِالْكَسْرِ، الجماعةْ مِنَ النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: والطَّبَق الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يَعْدِلون جَمَاعَةً مِثْلَهُمْ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَمَاعَةُ مِنَ الْجَرَادِ وَالنَّاسِ. وَجَاءَنَا طَبَقٌ مِنَ النَّاسِ وطِبْقٌ أَي كَثِيرٌ. وأَتى طَبَقٌ مِنَ الْجَرَادِ أَي جَمَاعَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مَرْيَمَ جاعَتْ فجاءَها طَبَقٌ مِنْ جَرادٍ فصادَتْ مِنْهُ ، أَي قَطيعٌ مِنَ الْجَرَادِ. والطَّبَقُ: الَّذِي يُؤْكَلُ عَلَيْهِ أَو فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَطْباقٌ. وطَبَّقَ السَّحابُ الجَوَّ: غَشّاه، وسَحابةُ مُطَبِّقةٌ. وطَبَّقَ الماءُ وَجْهَ الأَرض: غَطَّاهُ. وأَصبحت الأَرض طَبَقاً وَاحِدًا إِذا تَغَشَّى وجهُها بِالْمَاءِ. وَالْمَاءُ طَبَقٌ للأَرض أَي غِشاء؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: دِيمةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفٌ، ... طَبَقُ الأَرْضِ تَحَرَّى وتَدُرّ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً طَبَقاً أَي مالِئاً للأَرض مُغَطِّيًا لَهَا. يُقَالُ: غَيْثٌ طَبَقٌ أَي عامٌّ وَاسِعٌ،. يُقَالُ: هَذَا مَطَرٌ طَبَقُ الأَرض إِذا طَبَّقها؛ وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: طَبَقُ الأَرض تَحَرَّى وَتَدُرْ وَمَنْ رَوَاهُ طَبَقَ الأَرضِ نصبَه بِقَوْلِهِ تحَرَّى. الأَصمعي فِي قَوْلِهِ غَيْثًا طَبَقاً: الْغَيْثُ الطَبق الْعَامُّ، وَقَالَ الأَصمعي فِي الْحَدِيثِ: قُرَيش الكَتَبَة الحَسَبة مِلْحُ هَذِهِ الأُمّة، عِلْمُ عالِمهم طِباقُ الأَرض ؛ كأَنه يعُمّ الأَرض فَيَكُونُ طَبَقاً لَهَا، وَفِي رِوَايَةٍ: عِلْمُ عالمِ قُرَيْش طَبَقُ الأَرض. وطَبَّقَ الغيثُ الأَرضَ: ملأَها وَعَمَّهَا. وغيثٌ طَبَقٌ: عامٌّ يُطَبِّق الأَرض. وطَبَّقَ الغيمُ تَطْبيقاً: أَصاب مطرُه جميعَ الأَرض. وطِباقُ الأَرض وطِلاعُها سَوَاءٌ: بِمَعْنَى مِلْئها. وَقَوْلُهُمْ: رَحْمَةٌ طِباقُ الأَرضِ أَي تُغَشِّي الأَرض كُلَّهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لِلَّهِ مائةُ رَحْمةٍ كلُّ رَحْمةٍ مِنْهَا كطِباقِ الأَرض أَي تُغَشِّي الأَرضَ كُلَّهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: لَوْ أَنَّ لِي طِباقَ الأَرض ذهَباً أَي ذَهَبًا يعُمّ الأَرض فَيَكُونُ طَبَقاً لَهَا. وطَبَّقَ الشيءُ: عَمَّ. وطَبَقُ الأَرض: وجهُها. وطِباقُ الأَرض: مَا عَلاها. وطَبَقاتُ النَّاسِ فِي مَرَاتِبِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي أَشراط السَّاعَةِ: تُوصَلُ الأَطْباقُ وتُقْطَعُ الأَرْحامُ ؛ يَعْنِي بالأَطْباقِ البُعَداءَ والأَجانِبَ لأَن طَبَقاتِ النَّاسِ أَصناف مُخْتَلِفَةٌ. وطابَقَه عَلَى الأَمر: جامَعَه وأَطْبَقوا عَلَى الشَّيْءِ: أَجمعوا عَلَيْهِ. وَالْحُرُوفُ المُطْبَقة أَربعة: الصَّادُ وَالضَّادُ وَالطَّاءُ وَالظَّاءُ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَمَفْتُوحٌ غَيْرُ مُطْبَق. والإِطْباقُ: أَن تَرْفَعَ ظهرَ لِسَانِكَ إِلى الْحَنَكِ الأَعلى مُطْبِقاً لَهُ، وَلَوْلَا الإِطْباقُ لَصَارَتِ الطَّاءُ دَالًّا وَالصَّادُ سِينًا وَالظَّاءُ ذَالًا وَلَخَرَجَتِ الضَّادُ مِنَ الْكَلَامِ لأَنه لَيْسَ مِنْ مَوْضِعِهَا شَيْءٌ غَيْرُهَا، تَزُولُ الضَّادُ إِذا عُدِمَ الإِطْباق الْبَتَّةَ. وطابَقَ

لِي بحقِّي وطابَقَ بحقِّي: أَذْعَنَ وأَقرَّ وبَخَعَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وخَيْل تُطابقُ بِالدَّارِعِينَ، ... طِباقَ الكِلاب يَطَأْنَ الهَراسا وَيُقَالُ: طابَقَ فلانٌ فُلَانًا إِذَا وافَقه وعاوَنَه. وطابَقَت المرأَةُ زوْجهَا إِذَا واتتْه. وطابَقَ فلانٌ: بِمَعْنَى مَرَنَ. وطابَقَت الناقةُ والمرأَةُ: انْقادت لِمُرِيدِهَا. وطابَقَ عَلَى الْعَمَلِ: مارَنَ. التَّهْذِيبِ: والمُطَبَّقُ شِبْه اللُّؤْلُؤ، إِذَا قُشر اللُّؤْلُؤُ أخِذ قشرهُ ذَلِكَ فأُلزِق بِالْغِرَاءِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَصِيرُ لُؤْلُؤًا أَو شبْهَه. والانْطِباقُ: مُطاوعة مَا أَطْبَقْتَ. والطِّبْقُ والمُطَبَّقُ: شَيْءٌ يُلْصَقُ بِهِ قشرُ اللُّؤْلُؤِ فَيَصِيرُ مِثْلَهُ، وَقِيلَ: كُلُّ مَا أُلْزِقَ بِهِ شَيْءٌ فَهُوَ طِبْقٌ. وطَبِقَت يدُه، بِالْكَسْرِ، طَبَقاً، فَهِيَ طَبِقةٌ: لزِقت بِالْجَنْبِ وَلَا تَنْبَسِطُ. والتَّطْبِيقُ فِي الصَّلَاةِ: جعْلُ الْيَدَيْنِ بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ فِي الرُّكُوعِ، وَقِيلَ: التَّطْبِيق فِي الرُّكُوعِ كَانَ مِنْ فِعْلِ الْمُسْلِمِينَ فِي أوَّل مَا أمِروا بِالصَّلَاةِ، وَهُوَ إطْباقُ الْكَفَّيْنِ مَبْسُوطَتَيْنِ بَيْنَ الرُّكْبَتَيْنِ إِذَا رَكَعَ، ثُمَّ أُمِروا بإلْقام الكفَّين رأُس الرُّكْبَتَيْنِ، وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ اسْتَمَرَّ عَلَى التَّطْبِيق لأَنه لَمْ يَكُنْ عَلِم الأَمْرَ الْآخَرَ ؛ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنِ الحَرّبيّ قَالَ: التَّطْبِيقُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ يَضَع كفَّه الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى. يُقَالُ: طابَقْتُ وطَبَّقْت. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يُطَبِّقُ فِي صَلَاتِهِ وَهُوَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ وَيَجْعَلَهُمَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ فِي الرُّكُوعِ وَالتَّشَهُّدِ. وَجَاءَتِ الإِبل طَبَقاً وَاحِدًا أَيْ عَلَى خُفٍّ. وَمَرَّ طَبَقٌ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ بَعْضُهُمَا، وَقِيلَ مُعْظَمُهُمَا؛ قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: وتواهَقَتْ أخْفافُها طَبَقاً، ... والظِّلُّ لَمْ يَفْضُل وَلَمْ يُكْرِ وَقِيلَ: الطَّبَقة عِشْرُونَ سَنَةً؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ كِتَابِ الْهَجَرِيِّ. وَيُقَالُ: مَضى طَبَقٌ مِنَ النَّهَارِ وطَبَق مِنَ اللَّيْلِ أَيْ سَاعَةٌ، وَقِيلَ أَيْ مُعْظَم مِنْهُ؛ وَمِثْلُهُ: مَضَى طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. وطَبِقَت النجومُ إِذَا ظَهَرَتْ كُلُّهَا، وفلانَ يَرْعى طَبَقَ النُّجوم؛ وَقَالَ الرَّاعِي: أَرى إِبِلًا تكالأَ راعِياها، ... مَخافَة جارِها طَبَقَ النُّجوم والطَّبَق: سَدُّ الجَراد عينَ الشَّمْسِ. والطَّبَق: انْطِبَاقُ الغَيْم فِي الْهَوَاءِ. وَقَوْلُ الْعَبَّاسِ فِي النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَضى عالَمٌ بَدا طَبَقٌ ؛ فإِنه أَراد إِذا مَضَى قَرْن ظَهَر قَرْن آخَرُ، وإِنما قِيلَ للقَرْن طَبَقٌ لأَنهم طَبَق للأَرض ثُمَّ يَنْقرضِون ويأْتي طَبَق للأَرض آخَرُ، وَكَذَلِكَ طَبَقات النَّاسِ كُلُّ طَبَقة طَبَقت زَمَانَهَا. والطَّبَقة: الْحَالُ، يُقَالُ: كَانَ فُلَانٌ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى طَبَقات شَتَّى أَيْ حَالَاتٍ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّبَقُ الْحَالُ عَلَى اخْتِلَافِهَا. والطَّبَقُ والطَّبَقة: الْحَالُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ؛ أَيْ حَالًا عَنْ حَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. التَّهْذِيبِ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَتَرْكَبُنَّ، وفسَّر لتَصِيرنَّ الأُمور حَالًا بَعْدَ حَالٍ فِي الشِّدَّةِ ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ وَقَعَ فُلَانٌ فِي بَنَاتِ طَبَق إِذَا وَقَعَ فِي الأَمر الشَّدِيدِ؛ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَتَرْكَبُنَّ السَّمَاءَ حَالًا بَعْدَ حَالٍ. وَقَالَ مَسروق: لَتَرْكَبُنَّ يَا مُحَمَّدُ حَالًا بَعْدَ حَالٍ ، وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ لتَرْكَبُنَّ طَبَقاً ، يَعْنِي النَّاسَ عامَّة، وَالتَّفْسِيرُ الشِّدَّة؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لتركَبْنَّ حَالًا بَعْدَ حَالٍ حَتَّى تَصِيرُوا إِلَى اللَّهِ

مِنْ إِحْياء وإِماتَةٍ وبَعْثٍ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ لتركَبَنَ أَرَادَ لتركَبَنَّ يَا مُحَمَّدُ طَبَقاً عَنْ طَبَق مِنْ أطبْاق السَّمَاءِ؛ قَالَهُ أَبُو عَلِيٍّ، وفسَّروا طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ بِمَعْنَى حَالًا بَعْدَ؛ حَالٍ؛ ونظيرُ وُقُوعٍ عَنْ مَوْقع بَعْدَ قَوْلِ الأَعشى: وكابِر تَلَدوُك عَنْ كَابِرِ أَيْ بَعْدَ كَابِرٍ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: بَقيّة قِدْر مِنْ قُدُورٍ تُوُورِثَتْ ... لآلِ الجُلاحِ، كَابِرًا بَعْدَ كابِرِ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنِّي كُنْتُ عَلَى أطبْاقٍ ثلاثٍ أَيْ أحْوالٍ، وَاحِدُهَا طَبَق. وأَخبر الْحَسَنُ بأَمْرٍ فَقَالَ: إحْدى المُطْبِقات ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُريد إحْدى الدواهي والشدائد الَّتِي تُطْبِقُ عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ لِلسَّنَةِ الشَّدِيدَةِ: المُطْبِقة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَهْلُ السَّماحَة فِي المُطْبِقات، ... وأَهل السَّكينةِ فِي المَحْفَلِ قَالَ: وَيَكُونُ المُطْبَق بِمَعْنَى المُطْبِق. وولدتِ الْغَنَمُ طَبَقاً وطَبْقاً إِذا نُتِجَ بعضُها بَعْدَ بَعْضٍ، وَقَالَ الأُموي: إِذا ولدتِ الغنمُ بَعْضُهَا بَعْدَ بَعْضٍ قِيلَ: قَدْ وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، وولَّدتها طَبَقاً وطَبَقَةً. والطَّبَق والطَّبَقة: الفَقْرة حَيْثُ كَانَتْ، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الْفَقْرَتَيْنِ، وَجَمْعُهَا طِباق. والطَّبَقة: الْمَفْصِلُ، وَالْجَمْعُ طَبَق، وَقِيلَ: الطَّبَق عُظَيْم رَقيق يَفْصِلُ بَيْنَ الفَقارَيْن؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا ذهبَ الخِداعُ فَلَا خِداعا، ... وأَبْدى السَّيفُ عَنْ طَبَقٍ نُخاعا وقيل: الطَّبَق فَقال الصُّلْبِ أَجمع، وَكُلُّ فَقار طَبَقة. وَفِي الْحَدِيثِ: وتَبْقى أصْلابُ الْمُنَافِقِينَ طَبَقاً وَاحِدًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي الطَّبَقُ فَقار الظَّهْرِ، وَاحِدَتُهُ طَبَقَة وَاحِدَةٌ؛ يَقُولُ: فَصَارَ فَقارُهم كلُّه فَقارةً وَاحِدَةً فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى السُّجُودِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ وايْمُ اللَّهِ لَئِنْ مَلَكَ مَرْوانُ عِنان خَيْلٍ تَنْقَادُ لَهُ فِي عُثْمَانَ ليَرْكَبَنَّ مِنْكَ طَبَقاً تَخَافُهُ ، يُرِيدُ فَقار الظَّهْرِ، أَيْ ليَرْكبن مِنْكَ مَرْكباً صَعْبًا وَحَالًا لَا يُمْكِنُكَ تَلافِيها، وَقِيلَ: أَراد بالطَّبَق الْمَنَازِلَ وَالْمَرَاتِبَ أَيْ لِيَرْكَبَنَّ مِنْكَ مَنْزِلَةً فَوْقَ مَنْزِلَةٍ فِي الْعَدَاوَةِ. وَيُقَالُ: يدُ فلانٍ طَبَقَةٌ وَاحِدَةٌ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُنْبَسِطَةً ذَاتَ مَفَاصِلَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: فَقَالَ لِرَجُلٍ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الأَسير فَقَالَ: إِن يَدِي طَبِقَةٌ ؛ هِيَ الَّتِي لَصِقَ عَضُدُها بِجَنْبِ صَاحِبِهِ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُحَرِّكَهَا. وَفِي حَدِيثِ عمْران بْنِ حُصَيْن: أَن غُلَامًا لَهُ أَبَقَ فَقَالَ لَئِنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ لأَقطعن منه طابَقَاً [طابِقَاً] ، قَالَ: يُرِيدُ عُضْوًا. الأَصمعي: كُلُّ مفصِل طَبَقٌ، وَجَمْعُهُ أَطبْاق، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلَّذِي يُصِيبُ الْمَفْصِلَ مُطَبِّقٌ؛ وَقَالَ: ويَحْمِيكَ باللِّين الحُسام المُطَبِّق وَقِيلَ فِي جَمْعِهِ طَوابِق. قَالَ ثَعْلَبٌ: الطَّابِقُ والطَّابَقُ الْعُضْوُ مِنْ أَعْضَاءِ الإِنسان كَالْيَدِ وَالرِّجْلِ وَنَحْوِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِنما أَمر فِي السَّارِقِ بِقَطْعِ طابِقِه أَيْ يَدِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَخَبَزْتُ خُبْزًا وَشَوَيْتُ طابَقاً مِنْ شَاةٍ أَي مِقْدَارَ مَا يأْكل مِنْهُ اثْنَانِ أَو ثَلَاثَةٌ. والطَّبَقَةُ مِنَ الأَرض: شِبْهُ المَشارَة، وَالْجَمْعُ الطَّبَقات تَخْرُجُ بَيْنَ السُّلَحْفاة والهِرْهِرِ «2». والمطَبِّقُ مِنَ السُّيُوفِ: الَّذِي يُصِيبُ المَفْصِل فيُبينُه

_ (2). قوله [تَخْرُجُ بَيْنَ السُّلَحْفَاةِ وَالْهِرْهِرِ] هكذا هو بالأَصل، ولعل قبله سقطاً تقديره ودويبة تخرج بين السلحفاة إلخ أَو نَحْوُ ذَلِكَ

يُقَالُ طَبَّق السيفُ إِذا أَصاب المَفْصل فأَبان الْعُضْوَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَيْفًا: يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ إِذَا أَصاب الْحُجَّةَ: إِنه يُطَبِّقُ الْمَفْصِلَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَلِيغِ مِنَ الرِّجَالِ: قَدْ طَبَّقَ الْمَفْصِلَ وردَّ قالَبَ الْكَلَامِ وَوَضَعَ الهِناء مَوَاضِعَ النُّقَب. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سأَل أَبا هُرَيْرَةَ عَنِ امرأَة غَيْرِ مَدْخُولٍ بِهَا طُلِّقَتْ ثَلَاثًا، فَقَالَ: لَا تحلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: طَبَّقْتَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ طَبَّقْتَ أَراد أَصبتَ وَجْهَ الفُتْيا، وأَصله إِصابة الْمَفْصِلِ وَهُوَ طَبَقُ العظمينِ أَي مُلْتَقَاهُمَا فَيَفْصِلُ بَيْنَهُمَا، وَلِهَذَا قِيلَ لأَعضاء الشَّاةِ طَوابِقُ، وَاحِدُهَا طابَقٌ، فإِذا فَصَّلها الرَّجُلُ فَلَمْ يُخْطِئِ الْمَفَاصِلَ قِيلَ قَدْ طَبَّقَ؛ وأَنشد أَيضاً: يُصمِّم أَحياناً وحِيناً يُطَبِّقُ وَالتَّصْمِيمُ: أَنْ يَمْضِيَ فِي الْعَظْمِ، والتَّطْبِيقُ: إِصابة الْمَفْصِلِ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلًا: وطَبَّقْنَ عُرْضَ القُفِّ لَمَّا عَلَوْنَهُ، ... كَمَا طَبَّقَتْ فِي الْعَظْمِ مُدْيَةُ جازِرِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَقَدْ خَطَّ رُوميّ وَلَا زَعَماتِهِ ... لعُتْبَةَ خَطًّا، لَمْ تُطَبَّقْ مفاصلُه وطَبَّقَ فُلَانٌ إِذَا أَصاب فَصَّ الْحَدِيثِ. وطَبَّقَ السيفُ إِذا وَقَعَ بَيْنَ عَظْمَيْنِ. والمُطَبِّقُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُصِيبُ الأُمور برأْيه، وأَصله من ذلك. المُطابِقُ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل: الَّذِي يَضَعُ رِجْلَهُ مَوْضِعَ يَدِهِ. وتَطْبِيقُ الْفَرَسِ: تَقْرِيبُهُ فِي العَدْو. الأَصمعي: التَّطْبِيقُ أَن يَثِبَ البعيرُ فَتَقَعَ قَوَائِمُهُ بالأَرض مَعًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً نَجِيبَةً: حَتَّى إِذا مَا اسْتَوى طَبَّقَتْ، ... كَمَا طَبَّقَ المِسْحَلُ الأَغْبَرُ يَقُولُ: لَمَّا اسْتَوَى الرَّاكِبُ عَلَيْهَا طَبَّقَتْ؛ قَالَ الأَصمعي: وأَحسن الرَّاعِي فِي قَوْلِهِ: وهْيَ إِذا قَامَ فِي غَرْزها، ... كمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَر لأَن هَذَا مِنْ صِفَةِ النَّجَائِبِ، ثُمَّ أَساء فِي قَوْلِهِ طَبَّقَتْ لأَن النَّجِيبَةَ يُسْتَحَبُّ لَهَا أَن تُقَدِّمَ يَدًا ثُمَّ تُقَدِّمَ الأُخرى، فإِذا طَبَّقَتْ لَمْ تُحْمَد؛ قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: حَتَّى إِذَا مَا استْوى فِي غَرْزها تَثِبُ والمُطابَقَة: الْمَشْيُ فِي الْقَيْدِ وَهُوَ الرَّسْفُ. والمُطابَقَةُ: أَن يَضَعَ الفرسُ رجلَه فِي مَوْضِعِ يَدِهِ، وَهُوَ الأَحَقُّ مِنَ الْخَيْلِ. ومُطابَقَةُ الفرسِ فِي جَرْيِهِ: وَضْعُ رِجْلَيْهِ مَوَاضِعَ يَدَيْهِ. والمُطابَقَةُ: مَشْيُ المقيَّد. وبنَاتُ الطَّبَقِ: الدواهي، يقال لِلدَّاهِيَةِ إِحْدَى بَنَاتُ طَبَقٍ، وَيُقَالُ لِلدَّوَاهِي بَنَاتُ طَبَقٍ، وَيُرْوَى أَن أَصلها الْحَيَّةُ أَي أَنها اسْتَدَارَتْ حَتَّى صَارَتْ مِثْلَ الطَّبَقِ، وَيُقَالُ إِحْدَى بناتِ طَبَق شَرُّك عَلَى رأْسك، تَقُولُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا رأَى مَا يَكْرَهُهُ؛ وَقِيلَ: بنتُ طَبَقٍ سُلَحْفاةٌ، وتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنها تَبِيضُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ بَيْضَةً كُلُّهَا سَلاحِفُ، وَتَبِيضُ بَيْضَةً تَنْقُفُ عَنْ أَسود، يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ طَبَقٍ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ. الأَصمعي: يُقَالُ جَاءَ بإِحدى بناتِ طَبَقٍ وأَصلها مِنَ الحيَّات، وَذَكَرَ الثَّعَالِبِيُّ أَن طَبَقاً حيَّة صَفْرَاءُ؛ ولمَّا نُعي المنصورُ إِلى خَلَف الأَحمر

أَنشأَ يَقُولُ: قَدْ طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ، ... فَذَمَّرُوهَا وَهْمَةً ضَخْم العُنُقْ، موتُ الإِمامِ فِلْقَةٌ مِن الفِلَقْ وَقَالَ غَيْرُهُ: قِيلَ لِلْحَيَّةِ أمُّ طَبَقٍ وبنتُ طَبَقٍ لتَرَحِّيها وتحَوّيها، وأَكثر التَّرحِّي للأَفْعى، وَقِيلَ: قِيلَ لِلْحَيَّاتِ بناتُ طَبَقٍ لإِطْبَاقها عَلَى مَنْ تَلْسَعُهُ، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهَا بناتُ طَبَقٍ لأَن الحَوَّاء يُمْسِكُهَا تَحْتَ أَطْبَاق الأَسْفاط المُجَلّدة. وَرَجُلٌ طَبَاقَاءُ: أَحمق، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي لَا يَنْكِحُ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. جَمَلٌ طَبَاقَاءُ: لِلَّذِي لَا يَضْرب. والطَّبَاقاء: العَيِيُّ الثَّقِيلُ الَّذِي يُطْبِقُ عَلَى الطَّرُوقة أَو المرأَة بِصَدْرِهِ لِصِغَرِهِ؛ قَالَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ: طَبَاقَاءُ لَمْ يَشْهد خُصُومًا، وَلَمْ يُنِخْ ... قِلاصاً إِلَى أَكْوارها، حِينَ تُعْكَفُ وَيُرْوَى عَيَاياءُ، وَهُمَا بِمَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: طَبَاقَاءُ لَمْ يَشْهَد خُصُومًا، وَلَمْ يَعِشْ ... حَميداً، وَلَمْ يَشْهَدْ حَلَالًا وَلَا عَطِرَا وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: أَن إِحْدَى النِّسَاءِ وَصَفَتْ زَوْجَهَا فَقَالَتْ: زَوْجِي عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ وكل دَاءٍ له دَوَاءٌ ؛ قَالَ الأَصمعي: الطَّبَاقاء الأَحمق الفَدْم؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ المُطْبَقُ عَلَيْهِ حُمْقاً، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أُموره مُطْبَقَةٌ عَلَيْهِ أَي مُغَشَّاة، وقيل: هُوَ الَّذِي يَعْجِزُ عَنِ الْكَلَامِ فَتَنْطَبق شَفَتَاهُ. والطَّابَقُ والطَّابِقُ: ظَرْف يُطْبَخُ فِيهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ طَوَابِق وطَوابِيق. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما الَّذِينَ قَالُوا طَوابيق فإِنما جَعَلُوهُ تَكْسِيرَ فَاعَال، وإِن لَمْ يَكُنْ فِي كَلَامِهِمْ، كَمَا قَالُوا مَلامِحُ. والطَّابَقُ: نِصْفُ الشَّاةِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ طابِق وطابَق، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ عَنَى. وَقَوْلُهُمْ: صَادَفَ شَنٌّ طَبَقَه؛ هُمَا قَبِيلَتَانِ شنُّ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ وطَبَقٌ حَيٌّ مِنْ إِياد، وَكَانَتْ شَنّ لَا يُقَامُ لَهَا فَوَاقَعَتْهَا طَبَقٌ فَانْتَصَفَتْ مِنْهَا، فَقِيلَ: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وَافَقَهُ فَاعْتَنَقَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقِيَتْ شَنًّا إِيادٌ بالقَنَا ... طَبَقاً، وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ الشَّنُّ هُنَا القِربَة لأَن الْقِرْبَةَ لَا طَبَقَ لَهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي هَذَا الْمَثَلِ: الشَّنُّ الْوِعَاءُ الْمَعْمُولُ مِنْ أَدَمٍ، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ شَنّ، وَكَانَ قَوْمٌ لَهُمْ مِثْلُهُ فَتَشَنَّنَ فَجَعَلُوا لَهُ غِطَاءً فَوَافَقَهُ. وَفِي كِتَابُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: كَمَا وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَه ؛ قَالَ: هَذَا مَثَلٌ لِلْعَرَبِ يُضْرَبُ لِكُلِّ اثْنَيْنِ أَو أَمْرَيْنِ جَمَعَتْهُما حالةٌ وَاحِدَةٌ اتَّصف بِهَا كلٌّ مِنْهُمَا، وأَصله أَن شَنًّا وطَبَقَة حيَّان اتَّفَقَا عَلَى أَمر فَقِيلَ لَهُمَا ذَلِكَ، لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قِيلَ ذَلِكَ لَهُ لَمَّا وَافَقَ شَكْلَهُ وَنَظِيرَهُ، وَقِيلَ: شَنٌّ رَجُلٌ مِنْ دُهَاة الْعَرَبِ وَطَبَقَةُ امْرَأَةٌ مِنْ جِنْسِهِ زُوجَتْ مِنْهُ وَلَهُمَا قِصَّةٌ. التَّهْذِيبِ: والطَّبَقُ الدَّرَكُ مِنْ أَدراك جَهَنَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: الطِّبْقُ الدِّبْقُ. والطَّبْق، بِفَتْحِ الطَّاءِ: الظُّلْمُ بِالْبَاطِلِ. والطِّبْقُ: الْخُلُقُ الْكَثِيرُ: وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كَأَنَّ أَيدِيَهُنَّ بالرَّغَامِ ... أَيْدي نَبِيط، طَبَقَى اللِّطَامِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مُدَارِكُوهُ حَاذِقُونَ بِهِ، وَرَوَاهُ

ثَعْلَبٌ طَبِقِي اللِّطَامِ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ لَازِقِي اللِّطَامِ بِالْمَلْطُومِ. وأَتانا بَعْدَ طَبَقٍ مِنَ اللَّيْلِ وطَبيقٍ: أَراه يَعْنِي بَعْدَ حِينٍ، وَكَذَلِكَ مِنَ النَّهَارِ؛ وَقَوْلُ ابْنُ أَحمر: وتَوَاهَقَتْ أَخفافها طَبَقاً، ... والظلُّ لَمْ يَفْضُلْ وَلَمْ يُكْرِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه مِنْ هَذَا. والطِّبْق: حَمْلُ شَجَرٍ بِعَيْنِهِ. والطُّبَّاقُ: نَبْتٌ أَوْ شَجَرٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطُّبَّاقُ شَجَرٌ نَحْوُ الْقَامَةِ يَنْبُتُ مُتَجَاوِرًا لَا يَكَادُ يُرَى مِنْهُ وَاحِدَةٌ مُنْفَرِدَةً، وَلَهُ وَرَقٌ طِوَالٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ، وَلَهُ نَوْرٌ أَصفر مُجْتَمِعٌ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: كأَنما حَثْحَثُوا حُصًّا قَوَادِمُهُ، ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذِي شَثٍّ وطُبَّاقِ وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنه وَصَفَ مَنْ يَلي الأَمر بَعْدَ السُّفْيَانِيِّ فَقَالَ: يَكُونُ بَيْنَ شَثّ وطُبَّاقٍ ؛ والشَثُّ والطُّبَّاق: شَجَرَتَانِ معروفتان بناحية الحجار. والحُمَّى المُطْبِقةُ: هِيَ الدَّائِمَةُ لَا تُفَارِقُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا. والطَّابَق والطَّابِق: الْآجُرُّ الْكَبِيرُ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ تحلَّبوا عَلَى ذَلِكَ الإِنسان طبَاقَاءَ، بِالْمَدِّ، أَي تَجَمَّعُوا كُلُّهُمْ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ: يَشْتَجِرُون اشْتِجَار أَطْباق الرأْس أَي عِظَامِهِ فإِنها مُتَطابقة مُشْتبكة كَمَا تَشْتَبِكُ الأَصابع؛ أَراد التِحَام الْحَرْبِ وَالِاخْتِلَاطَ فِي الْفِتْنَةِ. وَجَاءَ فُلَانٌ مُقْتَعِطًّا إِذا مُتَعَمِّمًا طَابِقِيًّا، وَقَدْ نُهِيَ عنها. طرق: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الطَّرْق والعِيَافَةُ مِنَ الجِبْتِ ؛ والطَّرْقُ: الضَّرْبُ بِالْحَصَى وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكَهُّنِ. والخَطُّ فِي التُّرَابِ: الكَهانَةُ. والطُّرَّاقُ: المُتكَهِّنُون. والطَّوارِقُ: الْمُتَكَهِّنَاتُ، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً؛ قَالَ لَبِيَدٌ: لَعَمْرُكَ مَا تَدْري الطَّوَارِقُ بِالْحَصَى، ... وَلَا زَاجِراتُ الطَّيْرِ مَا اللهُ صَانِعُ واسْتَطْرَقَهُ: طَلَبَ مِنْهُ الطَّرْقَ بِالْحَصَى وأَن يَنْظُرَ لَهُ فِيهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ وأَصل الطَّرْقِ الضَّرْبُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ مِطْرقَة الصَّائِغِ وَالْحَدَّادِ لأَنه يَطْرقُ بِهَا أَي يَضْرِبُ بِهَا، وَكَذَلِكَ عَصَا النَّجَّاد الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الصوفَ. والطَّرقُ: خَطٌّ بالأَصابع فِي الْكَهَانَةِ، قَالَ: والطَّرْقُ أَن يَخْلِطَ الْكَاهِنُ القطنَ بِالصُّوفِ فَيَتَكهَّن. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا بَاطِلٌ وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي تَفْسِيرِ الطَّرْقِ أَنه الضَّرْبُ بِالْحَصَى، وَقَدْ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الطَّرْقُ أَن يَخُطَّ الرَّجُلُ فِي الأَرض بإِصبعين ثُمَّ بإِصبع وَيَقُولُ: ابْنَيْ عِيانْ، أَسْرِعا الْبَيَانَ؛ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ مِنَ الجِبْتِ ؛ الطرقُ: الضَّرْبُ بِالْحَصَى الَّذِي تَفْعَلُهُ النِّسَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ الخَطُّ فِي الرَّمْلِ. وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بِالْعُودِ يَطْرُقُه طَرْقاً: ضَرَبَهُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْعُودِ الَّذِي يُضْرَبِ بِهِ المِطْرَقةُ، وَكَذَلِكَ مِطْرَقَةُ الْحَدَّادِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى عَجُوزًا تَطْرُقُ شَعراً ؛ هُوَ ضَرْبُ الصُّوفِ وَالشَّعْرِ بِالْقَضِيبِ ليَنْتفشا. والمِطْرَقة: مِضْربة الْحَدَّادِ وَالصَّائِغِ وَنَحْوِهِمَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

عَاذِل قَدْ أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ ... إِليَّ سِرًّا، فاطْرُقي ومِيشِي التَّهْذِيبُ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ الَّتِي تُضْرَبُ لِلَّذِي يَخْلِطُ فِي كَلَامِهِ وَيَتَفَنَّنُ فِيهِ قَوْلُهُمْ: اطْرُقي ومِيشِي. والطَّرْق: ضَرْبُ الصُّوفِ بِالْعَصَا. والمَيْشُ: خَلْطُ الشَّعْرِ بِالصُّوفِ. والطَّرْق: الْمَاءُ الْمُجْتَمِعُ الَّذِي خيضَ فِيهِ وبِيل وبُعِرَ فكَدِر، وَالْجَمْعُ أَطْرَاق. وطَرَقَت الإِبل الْمَاءَ إِذا بَالَتْ فِيهِ وَبَعَرَتْ، فَهُوَ مَاءٌ مَطْرُوق وطَرْقٌ. والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً: مَاءُ السَّمَاءِ الَّذِي تَبُولُ فِيهِ الإِبل وتَبْعَرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: ودَعَوْا بالصَّبُوح يَوْمًا، فجاءَتْ ... قَيْنَةٌ فِي يَمِينِهَا إِبْريقُ قدَّمَتْهُ على عُقارٍ، كعَيْن الدّيكِ، ... صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ مُزَّةٍ قَبْلَ مَزْجِها، فإِذا مَا ... مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ وطَفَا فَوْقَهَا فَقَاقِيعُ، كالياقوت، ... حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ ثُمَّ كَانَ المِزَاجُ ماءَ سَحَابٍ ... لَا جَوٍ آجِنٌ، وَلَا مَطْرُوقُ وَمِنْهُ قَوْلُ إِبراهيم فِي الْوُضُوءِ بِالْمَاءِ: الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ مِنَ التَّيَمُّم؛ هُوَ الْمَاءُ الَّذِي خَاضَتْ فِيهِ الإِبل وَبَالَتْ وَبَعَرَتْ. والطَّرْق أَيضاً: مَاءُ الفحلِ. وطرَقَ الفحلُ النَّاقَةَ يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا عَلَيْهَا وَضَرَبَهَا. وأَطْرَقه فَحْلًا: أَعطاه إِياه يَضْرِبُ فِي إِبله، يُقَالُ: أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فَحْلَكَ لِيَضْرِبَ فِي إِبلي. الأَصمعي: يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي مَاءَهُ وضِرابَهُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ [طِرْقٍ]. وَفِي الْحَدِيثِ: ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي إِعارته لِلضِّرَابِ، واسْتطْراق الْفَحْلِ إِعارته لِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَطْرَقَ مُسْلِمًا فَعَقّتْ لَهُ الفرسُ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: مَا أُعْطيَ رجلٌ قَطُّ أَفضلَ مِنَ الطَّرْقِ، يُطْرِق الرجلُ الْفَحْلَ فيُلْقِح مِائَةً فَيَذْهبُ حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يَحْوِي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ، ويُطْرِقُ أَي يُعِيرُ فَحْلَهُ فَيَضْرِبُ طَرُوقَة الَّذِي يَستَطْرِقه. والطَّرْقُ فِي الأَصل: مَاءُ الْفَحْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الضِّرابُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: وَالْبَيْضَةُ مَنْسُوبَةٌ إِلى طَرْقِها أَي إِلى فَحْلِهَا. واسْتَطْرَقَهُ فَحْلًا: طَلَبَ مِنْهُ أَن يُطْرِقَهُ إِياه لِيَضْرِبَ فِي إِبله. وطَرُوقَةُ الْفَحْلِ: أُنثْاه، يُقَالُ: نَاقَةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ لِلَّتِي بَلَغَتْ أَن يَضْرِبَهَا الْفَحْلُ، وَكَذَلِكَ المرأَة. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثُمَّ ائتِها. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ طَرُوقَةٍ أَي زَوْجَةٍ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ طَرُوقَةُ زَوْجِهَا، وَكُلُّ نَاقَةٍ طَرُوقَةُ فَحْلِهَا، نَعْتٌ لَهَا مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى ذَلِكَ مُسْتَعَارًا لِلنِّسَاءِ كَمَا اسْتَعَارَ أَبو السِّمَاكِ الطَّرْق فِي الإِنسان حِينَ قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: مَا تَسْقِيني؟ قَالَ: شَرَابٌ كالوَرْس، يُطَيّب النَّفَسَ، ويُكْثر الطَّرْق، وَيَدِرُّ فِي العِرْق، يشدُّ العِظام، وَيُسَهِّلُ للفَدْم الْكَلَامَ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الطَّرْقُ وَضْعاً فِي الإِنسان فَلَا يَكُونُ مُسْتَعَارًا. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ فِي فَرَائِضِ صدَقات الإِبل: فإِذا بَلَغَتِ الإِبل كَذَا فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ ؛ الْمَعْنَى فِيهَا نَاقَةٌ حِقَّةٌ يَطْرُقُ الفحلُ مِثْلَهَا أَي يَضْرِبُهَا وَيَعْلُو مِثْلَهَا فِي

سِنِّهَا، وَهِيَ فَعُولَةٌ بِمَعْنَى مَفْعولة أَي مَرْكُوبَةٌ لِلْفَحْلِ. وَيُقَالُ للقَلُوصِ الَّتِي بَلَّغَتِ الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بِالْفَحْلِ فَاخْتَارَهَا مِنَ الشُّوَّل: هِيَ طَرْوقَتُه. وَيُقَالُ لِلْمُتَزَوِّجِ: كَيْفَ وجدتَ طَرُوقَتَك؟ وَيُقَالُ: لَا أَطْرَقَ اللهُ عَلَيْكَ أَي لَا صَيَّر لَكَ مَا تَنكْحِه. وفي حديث طِرَاقٌ إِذا كَانَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ؛ قَالَ يَصِفُ قَطَاةً: أَمّا القَطاةُ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها ... نعْتاً، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ مَا فِيهَا: سَكَّاءُ مخطومَةٌ، فِي رِيشِهَا طَرَقٌ، ... سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافيها تَقُولُ مِنْهُ: اطَّرقَ جناحُ الطَّائِرِ عَلَى افْتَعَلَ أَي الْتَفَّ. وَيُقَالُ: اطَّرَقَت الأَرض إِذا رَكِبَ التُّرَابُ بَعْضُهُ بَعْضًا. والإِطْراقُ: اسْتِرْخَاءُ الْعَيْنِ. والمُطْرِقُ: الْمُسْتَرْخِي الْعَيْنِ خِلقةً. أَبو عُبَيْدٍ: وَيَكُونُ الإِطْراقُ الاسترخاءَ فِي الْجُفُونِ؛ وأَنشد لمُزَرِّدٍ يَرْثِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ: وَمَا كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه ... بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ

والإِطْراقُ: السُّكُوتُ عَامَّةً، وَقِيلَ: السُّكُوتُ مِنْ فَرَقٍ. وَرَجُلٌ مُطْرِقٌ ومِطْراقٌ وطِرِّيق: كَثِيرُ السُّكُوتِ. وأَطْرَقَ الرَّجُلُ إِذا سَكَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، وأَطْرَقَ أَيْضًا أَي أَرخى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ إِلى الأَرض. وَفِي حَدِيثِ نَظَرِ الفجأَة: أَطْرِق بصَرك ، الإِطْراقُ: أَن يُقْبل بِبَصَرِهِ إِلى صَدْرِهِ وَيَسْكُتَ سَاكِنًا؛ وَفِيهِ: فأَطْرَقَ سَاعَةً أَي سَكَتَ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله وأَسكنه. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: حَتَّى انْتَهَكُوا الحَرِيمَ ثُمَّ أَطْرَقُوا وَرَاءَكُمْ أَي اسْتَتَرُوا بِكُمْ. والطِّرِّيقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه يُقَالُ أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط مُطْرِقاً فيُؤخذ. التَّهْذِيبُ: الكَرَوان الذَّكَرُ اسْمُهُ طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى الرَّجُلَ سَقَطَ وأَطْرَق، وَزَعَمَ أَبو خَيْرَةَ أَنهم إِذا صَادُوهُ فرأَوه مِنْ بَعِيدٍ أَطافوا بِهِ، وَيَقُولُ أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لَا تُرى، حَتَّى يتَمَكن مِنْهُ فيُلقي عَلَيْهِ ثَوْبًا ويأْخذه؛ وَفِي الْمَثَلِ: أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا ... إِنَّ النَّعامَ فِي القُرَى يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْمُعْجَبِ بِنَفْسِهِ كَمَا يُقَالُ فَغُضَّ الطرْفَ، وَاسْتَعْمَلَ بَعْضُ الْعَرَبِ الإِطراق فِي الْكَلْبِ فَقَالَ: ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها، ... يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنَّ تَحْتَ طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً؛ يُقَالُ ذَلِكَ للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بِدَاهِيَةٍ ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّقٍ، وَقِيلَ معناه أَي إِن فِي لينِه وانْقيادِه أَحْياناً بعضَ العُسْرِ وَيُقَالُ أَي إِنَّ تَحْتَ سُكُوتِكَ لَنَزْوةً وطِماحاً، والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي، وَقِيلَ: هُوَ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والطُّرْقةُ: الرَّجُلُ الأَحْمَق. يُقَالُ: إِنه لَطُرْقةٌ مَا يُحْسِنُ يُطَاقُ مِنْ حُمْقِهِ. وطارَقَ الرجلُ بَيْنَ نَعْلَيْنِ وَثَوْبَيْنِ: لَبِس أَحدَهما عَلَى الْآخَرِ. وطارَقَ نَعْلَيْنِ: خَصَفَ إِحدَاهما فَوْقَ الأُخرى، وجِلْدُ النَّعْلِ طِراقُها. الأَصمعي: طارَقَ الرجلُ نَعْلَيْهِ إِذا أَطبَقَ نَعْلًا عَلَى نَعْلٍ فخُرِزَتا، وَهُوَ الطَّرّاق، والجلدُ الَّذِي يَضْرِبُهَا بِهِ الطِّراقُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وطِرَاقٌ مِنْ خَلْفِهِنّ طِراقٌ، ... ساقِطاتٌ تَلْوي بِهَا الصحراءُ يَعْنِي نِعَالَ الإِبل. وَنَعْلٌ مُطارَقة أَي مَخْصُوفَةٌ، وَكُلُّ خَصِيفَةٍ طِراقٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه ... تَطَخْطُخُ الغيمِ، حَتَّى مَا لَه جُوَبُ وطِرَاقُ النَّعْلِ: مَا أُطْبِقَت عَلَيْهِ فخُرِزَتْ بِهِ، طَرَقَها يَطْرُقُها طَرْقاً وطارَقَها؛ وَكُلُّ مَا وَضَعَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ فَقَدْ طُورِقَ وأَطْرقَ. وأَطْراقُ الْبَطْنِ: مَا رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا وتَغَضَّنَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فلِبْسْتُ خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ وَاحِدًا فَوْقَ الْآخَرِ. يُقَالُ: أَطْرَقَ النعلَ وطارَقَها. وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس: طبقاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. وأَطراقُ الْقِرْبَةِ: أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ، وَاحِدُهَا طَرَقٌ. والطَّرَقُ ثِنْيُ الْقِرْبَةِ، وَالْجَمْعُ أَطرْاقٌ وَهِيَ أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ. ابْنُ الأَعرابي: فِي فُلَانٍ طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كَانَ فِيهِ تخنُّث.

والمَجَانّ المُطْرَقَة: الَّتِي يُطْرَق بعضُها عَلَى بَعْضٍ كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة. وَيُقَالُ: أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت، وتُرْس مُطْرَق. التَّهْذِيبُ: المَجانُّ المُطْرَقة مَا يَكُونُ بَيْنَ جِلْدين أَحدهما فَوْقَ الْآخَرِ، وَالَّذِي جاءَ فِي الْحَدِيثِ: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس الَّتِي أُلْبِسَتِ العَقَب شَيْئًا فَوْقَ شَيْءٍ؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛ وَمِنْهُ طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طَاقًا فَوْقَ طاقٍ وركَّب بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ لِلتَّكْثِيرِ، والأَول أَشهر. والطِّراق: حَدِيدٌ يعرَّض ويُدار فَيُجْعَلُ بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فَكُلُّ طَبَقَةٍ عَلَى حِدَة طِراق. وَطَائِرٌ طِراق الرِّيشِ إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَازِيًا: طِرَاق الخَوافي، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ، ... نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ وأَطْرَق جَناح الطَّائِرِ: لَبِسَ الرِّيشُ الأَعلى الرِّيشَ الأَسفل. وأَطْرَق عَلَيْهِ اللَّيْلُ: رَكِبَ بعضُه بَعْضًا؛ وَقَوْلُهُ: ...... وَلَمْ ... تُطْرِقْ عَلَيْكَ الحُنِيُّ والوُلُجُ «3» أَي لَمْ يوضَع بعضُه عَلَى بَعْضٍ فتَراكَب. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ ؛ قَالَ الزجاج: أَراد السمواتِ السَّبْعَ، وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتراكُبها، والسموات السَّبْعُ والأَرضون السَّبْعُ طَرائِقُ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سبْعَ طَرَائِقَ يَعْنِي السموات السَّبْعَ كلُّ سَمَاءٍ طَرِيقة. واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يَعْنِي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ، وأَنا آتِيهِ فِي النَّهَارِ طَرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو مرَّتين. وأَطْرَق إِلى اللهْو: مَالَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والطَّرِيقُ: السَّبِيلُ، تذكَّر وَتُؤَنَّثُ؛ تَقُولُ: الطَّريق الأَعظم والطَّريق العُظْمَى، وَكَذَلِكَ السَّبِيلُ، وَالْجَمْعُ أَطْرِقة وطُرُق؛ قَالَ الأَعشى: فَلَمَّا جَزَمتُ بِهِ قِرْبَتي، ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا وَفِي حَدِيثِ سَبْرة: أَن الشَّيْطَانَ قَعَد لِابْنِ آدَمَ بأَطْرِقة ؛ هِيَ جَمْعُ طَرِيقٍ عَلَى التَّذْكِيرِ لأَن الطَّرِيقَ يذكَّر وَيُؤَنَّثُ، فَجَمْعُهُ عَلَى التَّذْكِيرِ أَطْرِقة كَرَغِيفٍ وأَرْغِفة، وَعَلَى التأْنيث أَطْرُق كَيَمِينٍ وأَيْمُن. وَقَوْلُهُمْ: بَنُو فُلَانٍ يَطَؤُهم الطريقُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما هُوَ عَلَى سَعَة الْكَلَامِ أَي أَهلُ الطَّرِيقِ، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ هُنَا السابِلةُ فَعَلَى هَذَا لَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ كَمَا هُوَ فِي الْقَوْلِ الأَول، وَالْجَمْعُ أَطْرِقة وأَطْرِقاء وطُرُق، وطُرُقات جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله، ... والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ فَجَعَلَ الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ الطَّرِيق. وأُمُّ الطَّرِيق: الضَّبُع؛ قَالَ الكُمَيْت: يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ، ... تَخُصُّ بِهِ أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها اللَّيْثُ: أُمُّ طَريق هِيَ الضَّبُع إِذا دَخَلَ الرَّجُلُ عَلَيْهَا وِجارَها قَالَ أَطْرِقي أُمَّ طرِيق لَيْسَتِ الضَّبُع هاهنا.

_ (3). قوله [ولم تطرق إلخ] تقدم إنشاده في مادة سلطح: أَنْتَ ابْنُ مُسْلَنْطِحِ الْبِطَاحِ وَلَمْ ... تَعْطِفْ عَلَيْكَ الْحُنِيُّ والولج

وبناتُ الطَّرِيق: الَّتِي تَفْتَرِقُ وتختلِف فتأْخذ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ؛ قَالَ أَبو الْمُثَنَّى بْنُ سَعلة الأَسدي: أَرْسَلْت فِيهَا هَزِجاً أَصْواتُهُ، ... أَكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ، مُقاتِلًا خَالَاتُهُ عَمّاتُهُ، ... آباؤُه فِيهَا وأُمَّهاتُهُ، إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر: ابْتَغَى إِليه طَريقاً. وَالطَّرِيقُ: مَا بَيْنَ السِّكَّتَينِ مِنَ النَّخْل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ الرَّاشْوان. والطَّرِيقة: السِّيرة. وَطَرِيقَةُ الرَّجُلِ: مَذْهبه. يُقَالُ: مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقة وَاحِدَةٍ أَي عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ. وَفُلَانٌ حَسَنُ الطَّرِيقة، والطَّرِيقة الْحَالُ. يُقَالُ: هُوَ عَلَى طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة؛ وأَما قَوْلُ لَبِيد أَنشده شَمِرٌ: فإِنْ تُسْهِلوا فالسَّهْل حظِّي وطُرْقَتي، ... وإِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بِهِمْ كلَّ مَرْكبِ قَالَ: طُرْقَتي عادَتي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ؛ أَراد لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقة الهُدى، وَقِيلَ، عَلَى طَريقة الكُفْر، وَجَاءَتْ معرَّفة بالأَلف وَاللَّامِ عَلَى التَّفْخِيمِ، كَمَا قَالُوا العُودَ للمَنْدَل وإِن كَانَ كُلُّ شَجَرَةٍ عُوداً. وطَرائقُ الدَّهْرِ: مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ تَقَلُّبه؛ قَالَ الرَّاعِي: يَا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ، ... ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بِمَا شَاءَ خالِقُهْ كَذَا أَنشده سِيبَوَيْهَ يَا عَجَبًا مُنَوَّنًا، وَفِي بَعْضِ كُتُبِ ابْنِ جِنِّي: يَا عَجَبَا، أَراد يَا عَجَبي فَقَلَبَ الْيَاءَ أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَسَفى عَلى يُوسُفَ. وقولُه تَعَالَى: وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الطَّرِيقَةِ الرجالُ الأَشراف، مَعْنَاهُ بجَماعِتكم الأَشراف، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الْفَاضِلِ: هَذَا طَرِيقَة قومِه، وطَرِيقَة الْقَوْمِ أَماثِلُهم وخِيارُهُم، وَهَؤُلَاءِ طَرِيقةُ قومِهم، وإِنَّما تأْويلُه هَذَا الَّذِي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً وَيَسْلُكُوا طَرِيقَته. وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً: الرجالُ الأَشراف. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عِنْدِي، وَاللَّهُ أَعلم، أَن هَذَا عَلَى الْحَذْفِ أَي ويَذْهَبا بأَهْل طَريقَتِكم المُثْلى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ؛ أَي أَهل الْقَرْيَةِ؛ الْفَرَّاءُ: وَقَوْلُهُ طَرائِقَ قِدَداً مِنْ هَذَا. وَقَالَ الأَخفش: بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى أَي بسُنَّتكم وَدِينِكُمْ وَمَا أَنتم عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً ؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مُخْتَلِفَةً أَهْواؤنا. وَالطَّرِيقَةُ: طَرِيقة الرَّجُلِ. والطَّرِيقة: الخطُّ فِي الشَّيْءِ. وطَرائِقُ البَيْض: خطُوطُه الَّتِي تُسمَّى الحُبُكَ. وطَريقة الرَّمْلِ والشَّحْم: مَا امتدَّ مِنْهُ. والطَّرِيقة: الَّتِي عَلَى أَعلى الظَّهْرِ. وَيُقَالُ لِلْخَطِّ الَّذِي يَمْتَدُّ عَلَى مَتْن الْحِمَارِ طَرِيقة، وَطَرِيقَةُ المَتْن مَا امتدَّ مِنْهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ حِمَارَ وَحْش: فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلًا اللَّيْثُ: كلُّ أُخْدُودٍ مِنَ الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شَيْءٍ مُلْزَق بَعْضُهُ بِبَعْضٍ فَهُوَ طَرِيقة، وَكَذَلِكَ مِنَ الأَلوان. اللِّحْيَانِيُّ: ثَوْبٌ طَرائقُ ورَعابِيلُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وإِذا وُصِفَتِ القَناة بالذُّبُول قِيل قَناة ذَاتُ طَرائق، وَكَذَلِكَ الْقَصَبَةُ إِذا قُطِعَتْ رَطْبة فأَخذت تَيْبَس رأَيت فِيهَا طَرائق قَدِ اصْفَرَّت حِينَ أَخذت فِي اليُبْس

وَمَا لَمْ تَيْبَس فَهُوَ عَلَى لوْن الخُضْرة، وإِن كَانَ فِي القَنا فَهُوَ عَلَى لَوْن القَنا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ قَناة: حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ، ... فِيهَا طرائقُ لَدْناتٌ عَلَى أَوَدِ والطَّرِيقَةُ وَجَمْعُهَا طَرائق: نَسِيجة تُنْسَج مِنْ صُوفٍ أَو شعَر عَرْضُها عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، وَطُولُهَا أَربع أَذرُع أَو ثَمَانِي أَذرُع عَلَى قَدْرِ عِظَم الْبَيْتِ وصِغَره، تُخَيّط فِي مُلتْقَى الشِّقاق مِنَ الكِسْر إِلى الكِسْر، وَفِيهَا تكون رؤوس العُمُد، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الطَّرائقِ أَلْبادٌ تَكُونُ فِيهَا أُنُوف العُمُد لِئَلَّا تَخْرِقَ الطَّرائق. وطَرَّقوا بَيْنَهُمْ طَرائِق، والطَّرائق: آخرُ مَا يَبْقى مِنَ عَفْوةِ الكَلإِ. والطَّرائق: الفِرَق. وَقَوْمٌ مَطارِيق: رَجَّالة، وَاحِدُهُمْ مُطْرِق، وَهُوَ الرَّاجِل؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وَهُوَ نَادِرٌ إِلا أَن يَكُونَ مَطارِيق جَمْعَ مِطْراق. والطَّرِيقة: العُمُد، وَكُلُّ عَمُود طَرِيقة. والمُطْرِق: الوَضيع. وتَطارق الشيءُ تَتَابَعَ. واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت: تَبِع بعضُها بَعْضًا وَجَاءَتْ عَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جاءتْ مَعًا، واطَّرَقَتْ شَتِيتا، ... وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا يَعْنِي الغُبار الْمُرْتَفِعَ؛ يَقُولُ: جَاءَتْ مجتمِعة وَذَهَبَتْ متفرِّقة. وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا وَيُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل مَطارِيق يَا هَذَا إِذا جَاءَ بعضُها فِي إِثْر بَعْضٍ، وَالْوَاحِدُ مِطْراق. وَيُقَالُ: هَذَا مِطراق هَذَا أَي مِثْلُهُ وشِبْهه، وَقِيلَ أَي تِلْوُه ونظيرهُ؛ وأَنشد الأَصمعي: فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً؛ ... وَلَمْ يُغادِر لَهُ فِي النَّاسِ مِطْراقا وَالْجَمْعُ مَطارِيق. وتَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بَعْضًا. وَيُقَالُ: هَذِهِ النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ وَاحِدٍ أَي صَنْعَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ. والطَّرَق: آثَارُ الإِبل إِذا تَبِعَ بعضُها بَعْضًا، وَاحِدَتُهَا طَرَقة، وَجَاءَتْ عَلَى طَرَقة وَاحِدَةٍ كَذَلِكَ أَي عَلَى أَثر وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل مَطارِيقَ إِذا جَاءَتْ يَتْبع بعضُها بَعْضًا. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي كِلَابٍ: مَرَرْتُ عَلَى عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها أَي عَلَى أَثرها؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ والرَّزْدَقُ. واطَّرَق الحوْضُ، عَلَى افْتَعل، إِذا وَقَعَ فِيهِ الدِّمْنُ فَتَلَبَّد فِيهِ. والطَّرَق، بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ طَرَقة وَهِيَ مِثَالُ العَرَقة. والصَّفّ والرَّزْدَق وحِبالةُ الصَّائِدِ ذَاتُ الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بَعْضُهَا فِي إِثْر بَعْضٍ: طَرَقة. يُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل عَلَى طَرَقة وَاحِدَةٍ وَعَلَى خُفّ وَاحِدٍ أَي عَلَى أَثر وَاحِدٍ. واطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بِالْمَطَرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: واطَّرَقت إِلَّا ثَلَاثًا عُطَّفا والطُّرَق والطُّرق: الجوادُّ وآثارُ الْمَارَّةِ تَظْهَرُ فِيهَا الْآثَارُ، وَاحِدَتُهَا طُرْقة. وطُرَق الْقَوْسِ: أَسارِيعُها والطَّرائقُ الَّتِي فِيهَا، وَاحِدَتُهَا طُرْقة، مِثْلَ غُرْفة وغُرَف. والطُّرَق: الأَسارِيعُ. والطُّرَق أَيضاً: حِجَارَةٌ مُطارَقة بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. والطُّرْقة: العادَة. وَيُقَالُ: مَا زَالَ ذَلِكَ طُرْقَتَك

أَي دَأْبك. والطِّرْق: الشَّحْم، وَجَمْعُهُ أَطْراق؛ قَالَ المَرَّار الفَقْعَسي: وَقَدْ بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّى ... أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ وَمَا بِهِ طِرْق، بِالْكَسْرِ، أَي قُوَّة، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فَكَنَّى بِهِ عَنْهَا لأَنها أَكثر مَا تَكُونُ عَنْهُ؛ وَكُلُّ لُحْمَةٍ مُسْتَطِيلَةٍ فَهِيَ طَرِيقة. وَيُقَالُ: هَذَا بَعِيرٌ مَا بِهِ طِرْق أَي سِمَن وشَحْم. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطِّرْق السِّمَن، فَهُوَ عَلَى هَذَا عَرَض. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أَرى أَحداً بِهِ طِرْقٌ يتخلَّف ؛ الطِّرْق، بِالْكَسْرِ: القوَّة، وَقِيلَ: الشَّحْمُ، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النَّفْيِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «1»: وَلَيْسَ للشَّارِب إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ وطَرَّقَتِ المرأَة وَالنَّاقَةُ: نَشِب ولدُها فِي بَطْنِهَا وَلَمْ يسهُل خروجه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: لَهَا صَرْخة ثُمَّ إِسْكاتةٌ، ... كَمَا طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ «2» . اللَّيْثُ: طَرَّقَتِ المرأَة، وكلُّ حَامِلٍ تُطَرِّقُ إِذا خَرَجَ مِنَ الْوَلَدِ نِصْفُهُ ثُمَّ نَشِب فَيُقَالُ طَرَّقَت ثُمَّ خَلُصت؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَغَيْرُهُ يَجْعَلُ التَّطْرِيق للقَطاة إِذا فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تَجْعَلُ لَهُ طَريقاً؛ قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ، وَجَائِزٌ أَن يُستْعار فيُجعَل لِغَيْرِ القَطاة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: قَدْ طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ يَعْنِي الدَّاهِيَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: وطَرَّقت الْقَطَاةُ وَهِيَ مُطَرِّق: حَانَ خُرُوجُ بَيْضها؛ قَالَ المُمَزِّق العَبْدي: وَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ مَزِقَ، بِكَسْرِ الزَّايِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ المُمَزَّق، بِالْفَتْحِ، كَمَا حُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ وَاسْمُهُ شَأْسُ بْنُ نَهار: وَقَدْ تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أَنشده أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الْقَطَاةِ. وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً: جَحَدَه ثُمَّ أَقرَّ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ. وضَرَبَه حَتَّى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب. وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً: حَبَسها عَنْ كَلإٍ أَو غَيْرُهُ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ إِلا أَن يُستعار؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَا أعَرف مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي طَرَّقْت، بِالْقَافِ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ الأَعَرابي طَرَّفْت، بِالْفَاءِ، إِذا طَرَده. وطَرَّقْت لَهُ مِنَ الطَّرِيق. وطَرْقاتُ الطَّرِيق: شَرَكُها، كُلُّ شَرَكة مِنْهَا طَرْقَة، والطَّرِيق: ضرْب مِنَ النَّخْل؛ قَالَ الأَعشى: وَكُلِّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيقِ، ... يَجْري عَلَى سَلِطاتٍ لُثُمْ وَقِيلَ: الطَّرِيقُ أَطول مَا يَكُونُ مِنَ النَّخْلِ بِلُغَةِ الْيَمَامَةِ، وَاحِدَتُهُ طَرِيقة؛ قَالَ الأَعشى: طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ، ... عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُنال بِالْيَدِ. وَنَخْلَةٌ طَرِيقة: مَلْساء طَوِيلَةٌ. والطَّرْق: ضرْب مِنْ أَصوات العُودِ. الليث: كل

_ (1). قوله [وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ إلخ] عبارة النهاية: وفي حديث النخعي الوضوء بالطرق أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّيَمُّمِ ، الطرق الماء الذي خاضته الإِبل وبالت فيه وبعرت، ومنه حديث معاوية: وليس للشارب إلخ (2). قوله [لها] في الصحاح لنا

صَوْتٍ مِنَ العُودِ وَنَحْوِهِ طَرْق عَلَى حِدَة، تَقُولُ: تضرِبُ هَذِهِ الْجَارِيَةُ كَذَا وَكَذَا طَرْقاً. وَعِنْدَهُ طُرُوق مِنَ الْكَلَامِ، واحِدُه طَرْق؛ عَنْ كُرَاعٍ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وأَراه يَعْنِي ضُرُوباً مِنَ الْكَلَامِ. والطَّرْق: النَّخْلَةُ فِي لغة طيّء؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: كأَنه لَمَّا بَدَا مُخايِلا ... طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا والطَّرْق والطِّرْق: حِبالة يُصاد بِهَا الْوَحْشُ تتَّخذ كَالْفَخِّ، وقيل: الطَّرْقُ [الطِّرْقُ] الفَخّ .. وأَطرق الرَّجُلُ الصَّيْدَ إِذا نصَب لَهُ حِبالة. وأَطْرَق فُلَانٌ لِفُلَانٍ إِذا مَحَل بِهِ ليُلْقِيه فِي وَرْطة، أُخِذ مِنَ الطَّرْق [الطِّرْق] وَهُوَ الْفَخُّ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق. والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ: نخْلة حِجَازِيَّةٌ تبكِّر بالحَمْل صَفْراء التَّمْرَةِ والبُسْرة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: الأُطَيْرِق ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ وَهُوَ أَبْكَر نَخْلِ الْحِجَازِ كُلِّهِ؛ وَسَمَّاهَا بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الطُّرَيْقِين والأُطَيْرِقِين، قَالَ: أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ ... مِنَ الطُّرَيْقِين وأُمِّ جِرْذانْ؟ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُرِيدُ بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ. والطَّارِقيّة: ضرْب مِنَ الْقَلَائِدِ. وَطَارِقٌ: اسْمٌ والمِطْرَقُ: اسْمُ نَاقَةٍ أَو بَعِيرٍ، والأَسبق أَنه اسْمُ بَعِيرٍ؛ قَالَ: يَتْبَعْنَ جَرْفاً مِنْ بَناتِ المِطْرَقِ ومُطْرِق: مَوْضِعٌ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ وأَطْرِقا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَلَى أَطْرِقا بالياتُ الخيامِ، ... إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ رَوَى الثُّمَامَ بِالنَّصْبِ جَعَلَهُ اسْتِثْنَاءً مِنَ الْخِيَامِ، لأَنها فِي الْمَعْنَى فَاعِلَةٌ كأَنه قَالَ بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كَانُوا يظلّلُون بِهِ خِيامَهم، ومَنْ رَفَعَ جَعَلَهُ صِفَةً لِلْخِيَامِ كأَنه قَالَ باليةٌ خيامُها غيرُ الثُّمام عَلَى الْمَوْضِعِ، وأَفْعِلا مَقْصُورٌ بناءٌ قَدْ نَفَاهُ سِيبَوَيْهِ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ إِن أَطْرِقا فِي هَذَا الْبَيْتِ أَصله أَطْرِقاء جَمْعُ طَرِيقٍ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ ثُمَّ قَصَرَ الْمَمْدُودَ؛ وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِ الْآخَرِ: تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا ذَهَبَ هَذَا المعلِّل إِلى أَن الْعَلَامَتَيْنِ تَعْتَقِبان؛ قَالَ الأَصمعي: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ أَطْرِقا عَلَى لَفْظِ الِاثْنَيْنِ بَلد، قَالَ: نَرَى أَنه سُمِّيَ بِقَوْلِهِ أَطْرِق أَي اسْكُتْ وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا ثَلَاثَةَ نَفَر بأَطْرِقا، وَهُوَ مَوْضِعٌ، فسَمِعُوا صَوْتًا فَقَالَ أَحدُهم لصاحِبَيْه: أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي بِهِ الْبَلَدُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فَسُمِّيَ بِهِ الْمَكَانُ؛ وَفِيهِ يَقُولُ أَبو ذؤَيب: عَلَى أَطْرِقا بالياتُ الخِيام وأَما مَنْ رَوَاهُ أَطْرُقاً، فَعَلى هَذَا: فِعْلٌ مَاضٍ. وأَطْرُق: جَمْعُ طَرِيق فِيمَنْ أَنَّث لأَن أَفْعُلًا إِنما يكسَّر عَلَيْهِ فَعِيل إِذا كَانَ مُؤَنَّثًا نَحْوَ يَمِينٍ وأَيْمُن. والطِّرْياقُ: لُغَةٌ فِي التِّرْياقِ؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وطارِقَةُ الرَّجُلِ: فَخْذُه وعَشِيرتُه؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها، ... وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ

النَّضْرُ: نَعْجة مَطْرُوقة وَهِيَ الَّتِي تُوسَم بِالنَّارِ عَلَى وَسَط أُذُنها مِنْ ظَاهِرٍ، فَذَلِكَ الطِّراقُ، وإِنما هُوَ خَطٌّ أَبيض بنارٍ كأَنما هُوَ جَادَّةٌ، وَقَدْ طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، والمِيسَمُ الَّذِي فِي مَوْضِعِ الطِّراق لَهُ حُروف صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فَهُوَ مِيسَمُ الفَرائضِ، يُقَالُ: طَبَعَ الشَّاة. طرمق: ابْنُ دُرَيْدٍ: الطُّرْمُوقُ الخُفَّاش، وَقِيلَ طُمْرُوق، وسيأْتي ذكره. طسق: الطَّسْق: مَا يُوضَع مِنَ الوَظِيفة عَلَى الجُرْبانِ مِنَ الخَراج المقرَّر عَلَى الأَرض، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَكَتَبَ عُمَرُ إِلى عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ فِي رَجُلين مِنْ أَهل الذِّمَّةِ أَسْلَما: ارْفَعِ الجزية عن رؤوسهما وخُذِ الطَّسْقَ مِنْ أَرْضَيْهِما. وَفِي التَّهْذِيبِ: الطَّسْق شِبْه الخَرَاج لَهُ مِقْدَارٌ مَعْلُومٌ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ خَالِصٍ. والطَّسْقُ: مِكيال معروف. طفق: طَفِقَ طَفَقاً: لَزِمَ. وطَفِق يَفْعَلُ كَذَا يَطْفَق طَفَقاً: جَعَلَ يَفْعَل وأَخذ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ. * وَفِي الْحَدِيثِ: فطَفِقَ يُلْقِي إِليهم الجَبُوبَ ، وَهُوَ مِنْ أَفعال الْمُقَارَبَةِ، والجَبُوب المَدَر. اللَّيْثُ: طَفِق بِمَعْنَى عَلِق يَفْعَلُ كَذَا، وَهُوَ يَجْمَعُ ظَلَّ وَبَاتَ، قَالَ وَلُغَةٌ رَدِيئَةٌ طَفَق. ابْنُ سِيدَهْ: طَفَق، بِالْفَتْحِ، يَطْفِق طُفُوقاً لُغَةٌ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ والأَخفش. أَبو الْهَيْثَمِ: طَفِقَ وعَلِقَ وجَعَل وكادَ وكَرَب لَا بُدَّ لهنَّ مِنْ صَاحِبٍ يَصْحَبُهُنَّ يُوصَفُ بِهِنَّ فَيَرْتَفِعُ، ويطلُبْنَ الْفِعْلَ الْمُسْتَقْبَلَ خَاصَّةً، كَقَوْلِكَ كادَ زَيْدٌ يَقُولُ ذَلِكَ؛ فإِن كَنَيْت عَنِ الِاسْمِ قلتَ كَادَ يَقُولُ ذَاكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ ؛ أَراد طَفِق يمسَح مَسْحاً. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الأَعراب يَقُولُونَ طَفِق فُلَانٌ بِمَا أَراد أَي ظَفِر، وأَطْفَقَه اللَّهُ بِهِ إِطْفاقاً إِذا أَظفره اللَّهُ بِهِ، وَلَئِنْ أَطْفَقَنِي اللَّهُ بِفُلَانٍ لأَفعلَنّ به. طقق: طَقْ: حِكَايَةُ صْوت حَجَرٍ وَقَعَ عَلَى حَجر، وإِن ضَوعف فَيُقَالُ طَقْطَق. ابْنُ سِيدَهْ: طَقْ حِكَايَةُ صوْت الْحَجَرِ وَالْحَافِرِ، والطَّقْطَقة فِعْلُهُ مِثْلُ الدَّقْدقَة. ابْنُ الأَعرابي: الطَّقْطَقة صوْت قَوَائِمِ الْخَيْلِ عَلَى الأَرض الصُّلبْة، وَرُبَّمَا قَالُوا حَبَطَقْطَقْ كأَنهم حَكَوا صَوْتَ الجَرْي؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ: جَرَتِ الخيلُ فقالتْ: ... حَبَطَقْطَقْ حَبَطَقْطَقْ الْجَوْهَرِيُّ: لَمْ أَر هَذَا الْحَرْفَ إِلا فِي كِتَابِهِ. وطِقْ: صوْت الضِّفْدع إِذا وثَب مِنْ حاشية النهر؛ يقال: لا يساوي طِقْ. طلق: الطَّلْق: طَلق الْمَخَاضِ عِنْدَ الوِلادة. ابْنُ سِيدَهْ: الطَّلْق وجَع الْوِلَادَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَجُلًا حَجَّ بأُمّه فَحملها عَلَى عاتِقه فسأَله: هَلْ قَضَى حَقَّها؟ قَالَ: وَلَا طَلْقَة وَاحِدَةً ؛ الطَّلْق: وَجَعُ الْوِلَادَةِ، والطَّلْقَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَقَدْ طُلِقَت المرأَة تُطْلَق طَلْقاً، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وطَلُقت، بِضَمِّ اللَّامِ. ابْنُ الأَعرابي: طَلُقَت مِنَ الطَّلَاقِ أَجود، وطَلَقَت بِفَتْحِ اللَّامِ جَائِزٌ، وَمِنَ الطَّلْق طُلِقَت، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ: امرأَة طالِق بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وأَما قَوْلُ الأَعشى: أَيا جارَتا بِيِني، فإِنك طالِقَه فإِن اللَّيْثَ قَالَ: أَراد طالِقة غَدًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَالَ طالِقة عَلَى الْفِعْلِ لأَنها يُقَالُ لَهَا قَدْ طَلَقَت فَبُنِيَ النَّعْتُ

عَلَى الْفِعْلِ، وطَلاقُ المرأَة: بَيْنُونَتُهَا عَنْ زَوْجِهَا. وامرأَة طالِق مِنْ نِسْوَةٍ طُلَّق وطالِقة مِنْ نِسْوَةٍ طَوَالِق؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: أَجارَتنا بِيني، فإِنك طَالِقَهْ ... كذاكِ أُمور النَّاسِ غادٍ وطارِقَه وطَلَّق الرَّجُلُ امرأَته وطَلَقت هِيَ، بِالْفَتْحِ، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت، والضم أَكثر؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها. وَقَالَ الأَخفش: لَا يُقَالُ طَلُقت، بِالضَّمِّ. وَرَجُلٌ مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة، عَلَى مِثَالِ هُمَزة: كَثِيرُ التَّطْليق لِلنِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: إِنك رَجُلٌ طلِّيق أَي كَثِيرُ طَلاق النِّسَاءِ، والأَجود أَن يُقَالَ مِطْلاق ومِطْلِيق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه. وطَلَّق البلادَ: تَرَكَهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مُرَاجعُ نَجْد بَعْدَ فِرْكٍ وبِغْضَةٍ، ... مُطَلِّقُ بُصْرَى، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه قَالَ: وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ وَسَأَلَهُ الْكِسَائِيُّ فَقَالَ: أَطَلّقْت امرأَتك؟ فَقَالَ: نَعَمْ والأَرض مِنْ وَرَائِهَا وطَلَّقت الْبِلَادَ: فارقْتها. وطَلّقْت الْقَوْمَ: تركتُهم؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً، ... إِذا مَا طَلَّقَ البَرِمُ العِيالا أَي تَرَكَهُمْ كَمَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ المرأَة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ وَزَيْدٍ: الطَّلاقُ بِالرِّجَالِ والعِدَّة بِالنِّسَاءِ ، هَذَا مُتَعَلِّقٌ بِهَؤُلَاءِ وَهَذِهِ مُتَعَلِّقَةٌ بهؤلاء، فالرجال يُطَلِّق والمرأَة تعتدُّ؛ وَقِيلَ: أَراد أَن الطَّلَاقَ يَتَعَلَّقُ بِالزَّوْجِ فِي حُرِّيَّتِهِ ورقِّه، وَكَذَلِكَ الْعِدَّةُ بالمرأَة فِي الْحَالَتَيْنِ، وَفِيهِ بَيْنَ الْفُقَهَاءُ خِلَافٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِن الْحُرَّةَ إِذا كَانَتْ تَحْتَ الْعَبْدِ لَا تَبين إِلا بِثَلَاثٍ وتَبِين الأَمة تَحْتَ الْحُرِّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِن الحرة تَبِين تَحْتَ الْعَبْدِ بِاثْنَتَيْنِ وَلَا تَبِينُ الأَمة تَحْتَ الْحُرِّ بأَقلّ مِنْ ثَلَاثٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِذا كَانَ الزَّوْجُ عَبْدًا وَهِيَ حُرَّةٌ أَو بِالْعَكْسِ أَو كَانَا عبدَين فإِنها تَبِين بِاثْنَتَيْنِ، وأَما الْعِدَّةُ فإِن المرأَة إِن كَانَتْ حُرَّةً اعتدَّت لِلْوَفَاةِ أَربعة أَشهر وَعَشْرًا، وَبِالطَّلَاقِ ثَلَاثَةَ أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض، تَحْتَ حُرٍّ كَانَتْ أَو عبدٍ، فإِن كَانَتْ أَمة اعْتَدَّتْ شَهْرَيْنِ وَخَمْسًا أَو طُهْرين أَو حَيْضتين، تَحْتَ عَبْدٍ كَانَتْ أَو حُرٍّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَالرَّجُلِ الَّذِي قَالَ لِزَوْجَتِهِ: أَنتِ خليَّة طالِقٌ ؛ الطالِقُ مِنَ الإِبل: الَّتِي طُلِقت فِي المرعَى، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا قَيْد عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الخليَّة. وطَلاقُ النِّسَاءِ لِمَعْنَيَيْنِ: أَحدهما حَلُّ عُقْدة النِّكَاحِ، وَالْآخَرُ بِمَعْنَى التَّخْلِيَةِ والإِرْسال. وَيُقَالُ للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ أَي صَارَ حُرًّا. وأَطْلَق النَّاقَةَ مِنْ عِقَالها وطَلَّقَها فطَلَقَت: هِيَ بِالْفَتْحِ، وَنَاقَةٌ طَلْق وطُلُق: لَا عِقال عَلَيْهَا، وَالْجَمْعُ أَطْلاق. وَبَعِيرٌ طَلْق وطُلُق: بِغَيْرِ قَيْد. الْجَوْهَرِيُّ: بَعِيرٌ طُلُق وناقة طُلُق، بِضَمِّ الطَّاءِ وَاللَّامِ، أَي غَيْرُ مقيَّد. وأَطْلَقْت النَّاقَةَ مِنَ العِقال فطَلَقَت. والطالِق مِنَ الإِبل: الَّتِي قَدْ طَلَقت فِي الْمَرْعَى. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الطَّالِقُ الَّتِي تَنْطَلق إِلى الْمَاءِ وَيُقَالُ الَّتِي لَا قَيْد عَلَيْهَا، وَهِيَ طُلُق وطالِق أَيضاً وطُلُق أَكثر؛ وأَنشد: مُعَقَّلات الْعِيسِ أَو طَوالِقِ أَي قَدْ طَلَقَت عَنِ الْعِقَالِ فَهِيَ طالِق لَا تحبَس عَنِ الإِبل. وَنَعْجَةٌ طالِق: مُخَلَّاة ترعَى وحْدَها، وحبَسُوه فِي السِّجْن طَلْقاً أَي بِغَيْرِ قَيْدٍ وَلَا كَبْل. وأَطْلَقَه،

فَهُوَ مُطْلَق وطَلِيق: سَرَّحَهُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: طَلِيق اللَّهِ، لَمْ يَمْنُنْ عَلَيْهِ ... أَبُو داودَ، وابنُ أَبي كَبِير وَالْجَمْعُ طُلقَاء، والطُّلَقاء: الأُسراء العُتَقاء. والطَّليق: الأَسير الَّذِي أُطْلِق عَنْهُ إِسارُه وخُلِّيَ سبِيلُه. والطَّلِيقُ: الأَسِير يُطْلَق، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وتَبْسِمُ عَنْ نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ ... بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ وتُطْلَقُ تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر، وتُطْلَق إِذا انْجَلَى عَنْهَا الْغَيْمُ، يَعْنِي الأَقاحي إِذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيْهَا فَقَدْ طُلِقَت. وأَطْلَقْت الأَسير أَي خليَّته. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: خَرَجَ وَمَعَهُ الطُّلَقاء ؛ هُمُ الَّذِينَ خَلَّى عَنْهُمْ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وأَطْلَقَهم فَلَمْ يَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِيق وَهُوَ الأَسِير إِذا أُطْلِق سَبِيلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الطِّلَقاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ مِنْ ثَقِيف ، كأَنَّه ميَّز قُرَيْشًا بِهَذَا الِاسْمِ حَيْثُ هُوَ أَحسن مِنَ العُتَقاء. والطُّلَقاء: الَّذِينَ أُدخِلوا فِي الإِسلام كَرْهًا؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، فإِما أَن يَكُونَ مِنْ هَذَا، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ غيره. وَنَاقَةٌ طالِقٌ: بِلَا خِطَامٍ، وَهِيَ أَيضاً الَّتِي تُرْسَلُ فِي الْحَيِّ فَتَرْعَى مِنْ جَنابِهم حَيْثُ شاءَت لَا تُعْقَل إِذا رَاحَتْ وَلَا تُنَحَّى فِي الْمَسْرَحِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: غَدَتْ وَهِيَ مَحْشوكةٌ طالِق وَنَعْجَةٌ طالِق أَيضاً: مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَحْتَبِسُ الرَّاعِي لَبَنها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُتْرَك لَبَنُهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ يُحْلب. والطَّالِق مِنَ الإِبل: الَّتِي يَتْرُكُهَا الرَّاعِي لِنَفْسِهِ لَا يَحْتَلِبُهَا عَلَى الْمَاءِ، يُقَالُ: اسْتَطْلق الرَّاعِي نَاقَةً لِنَفْسِهِ، والطَّالِقُ: النَّاقَةُ يُحَلُّ عَنْهَا عِقالُها؛ قَالَ: مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً لإِبراهيم بْنِ هَرْمَةَ: تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقاً، ... ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا أَبو عَمْرٍو: الطَّلَقَة النُّوقُ الَّتِي تُحْلب فِي الْمَرْعَى. ابْنُ الأَعرابي: الطالِقُ النَّاقَةُ تُرْسَلُ فِي الْمَرْعَى. الشَّيْبَانِيُّ: الطالِقُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي يَتْرُكُهَا بِصِرارِها؛ وأَنشد لِلْحُطَيْئَةِ: أَقيموا عَلَى المِعْزَى بِدَارِ أَبيكُمُ، ... تَسُوفُ الشِّمالُ بَيْنَ صَبْحَى وطالِقِ قَالَ: الصَّبْحَى الَّتِي يَحْلِبُهَا فِي مَبْرَكِهَا يَصْطَبِحُها، والطَّالِقُ الَّتِي يَتْرُكُهَا بِصِرَارِهَا فَلَا يَحْلِبُهَا فِي مَبْرَكِهَا، وَالْجَمْعِ المَطالِيق والأَطْلاق «3». وَقَدْ أُطْلِقَت النَّاقَةُ فطَلَقت أَي حُلَّ عقالُها؛ وَقَالَ شَمِرٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِهِ: ساهِم الوَجْه مِنْ جَدِيلةَ أَو نَبْهانَ، ... أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ قَالَ: هَذَا يَكُونُ بِمَعْنَى الْحَلِّ والإِرسال، قَالَ: وإِطْلاقُه إِيَّاها إِرسالها عَلَى الصَّيْدِ أَفناها أَي بقَتْلِها. والطَّالِقُ والمِطْلاقُ: النَّاقَةُ الْمُتَوَجِّهَةُ إِلى الْمَاءِ، طَلَقَتْ تَطْلُق طَلْقاً وطُلوقاً وأَطْلَقَها؛ قال

_ (3). قوله [والجمع المطاليق والأَطلاق] عبارة القاموس وشرحه: وَنَاقَةٌ طَالِقٌ بِلَا خِطَامٍ أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب ومحاريب ومحراب، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب

ذُو الرُّمَّةِ: قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها، ... إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْلِق وليلةُ الطَّلَق: اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ لَيَالِي تَوَجُّهِهَا إِلى الْمَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا كَانَ بَيْنَ الإِبل وَالْمَاءِ يَوْمَانِ فأَول يَوْمٍ يُطْلب فِيهِ الْمَاءُ هُوَ القَرَب، وَالثَّانِي الطَّلَق؛ وَقِيلَ: لَيْلَةُ الطَّلَق أَن يُخَلِّيَ وُجوهَها إِلى الْمَاءِ، عبَّر عَنِ الزَّمَانِ بِالْحَدَثِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَطْلَقْتُ الإِبل إِلى الماءِ حَتَّى طَلَقَت طَلْقاً وطُلوقاً، وَالِاسْمُ الطَّلَق، بِفَتْحِ اللَّامِ. وَقَالَ الأَصمعي: طَلَقَت الإِبلُ فَهِيَ تَطْلُق طَلْقاً، وَذَلِكَ إِذا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَاءِ يَوْمَانِ، فَالْيَوْمُ الأَول الطَّلَق، وَالثَّانِي القَرَب، وَقَدْ أَطْلَقَها صاحُبها إِطْلاقاً، وَقَالَ: إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ وَتَرَكَهَا فِي ذَلِكَ تَرْعَى لَيْلَتَئذ فَهِيَ لَيْلَةُ الطَّلَق، وإِن كَانَتِ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَهِيَ لَيْلَةُ القَرَب، وَهُوَ السَّوق الشَّدِيدُ؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عَنْ نَاقَتِهِ قِيلَ طَلّقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثُمَّ خلَّى عَنْهَا قِيلَ طَلَّقها، وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْقَدْنَ لَهُ قِيلَ طَلَّقْنَه؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: طَلَّقْنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا وأُطْلِقَ القومُ، فَهُمْ مُطْلَقون إِذا طَلَقَت إِبلُهم، وَفِي الْمُحَكَمِ إِذا كَانَتْ إِبلهم طَوالِق فِي طَلَبِ الْمَاءِ، والطَّلَق: سَيْرُ اللَّيْلِ لوِرْدِ الغِبِّ، وَهُوَ أَن يَكُونَ بَيْنَ الإِبل وَبَيْنَ الْمَاءِ لَيْلَتَانِ، فَاللَّيْلَةُ الأُولى الطَّلَق يُخَلِّي الرَّاعِي إِبلَه إِلى الْمَاءِ وَيَتْرُكُهَا مَعَ ذَلِكَ تَرْعَى وَهِيَ تَسِيرُ، فالإِبل بَعْدَ التَّحويز طَوالِقُ، وَفِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ قَوارِبُ. والإِطْلاق فِي الْقَائِمَةِ: أَن لَا يَكُونَ فِيهَا وَضَحٌ، وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الإِطْلاق أَن يَكُونَ يَدٌ وَرِجْلٌ فِي شِقّ مُحَجَّلَتين، وَيَجْعَلُونَ الإِمْساك أَن يَكُونَ يَدٌ وَرِجْلٌ لَيْسَ بِهِمَا تَحْجِيلٌ. وَفَرَسٌ طُلُقُ إِحدى الْقَوَائِمِ إِذا كَانَتْ إِحدى قَوَائِمِهِ لَا تَحْجِيلَ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُلُقُ اليدِ الْيُمْنَى أَي مُطْلَقُها لَيْسَ فِيهَا تَحْجِيلٌ؛ وطَلُقَت يدُه بِالْخَيْرِ طَلاقةً وطَلَقَت وطَلَقَها بِهِ يَطْلُقها وأَطْلَقها؛ أَنشد أَحمد بْنُ يَحْيَى: أُطْلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يَا رَجُلْ ... بالرَّيْثِ مَا أَرْوَيْتَها، لَا بالعَجَلْ وَيُرْوَى: أَطْلِقْ. وَيُقَالُ: طَلَقَ يَدَهُ وأَطْلقَها فِي الْمَالِ وَالْخَيْرِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ وَرَوَاهُ الْكِسَائِيُّ فِي بَابِ فَعَلْت وأَفْعَلْت، ويدُه مَطْلوقة ومُطْلَقة. وَرَجُلٌ طَلْقُ الْيَدَيْنِ وَالْوَجْهِ وطَلِيقُهما: سَمْحُهما. وَوَجْهٌ طَلْقٌ وطِلْقٌ وطُلْقٌ؛ الأَخيرتان عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ضَاحِكٌ مُشْرِق، وجمعُ الطَّلْقِ طَلْقات. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ أَوْجُهٌ طَوالِق إِلَّا فِي الشِّعْرِ، وامرأَة طَلْقةُ الْيَدَيْنِ. وَوَجْهٌ طَلِيقٌ كطَلْق، والاسمُ مِنْهَا وَالْمَصْدَرُ جَمِيعًا الطَّلاقةُ. وَقَدْ طَلُق الرجلُ، بِالضَّمِّ طَلاقةً فَهُوَ طَلْقٌ وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر مُنْبَسِطُ الْوَجْهِ مُتَهَلِّلُه. وَوَجْهٌ مُنْطَلِق: كطَلْق، وَقَدِ انْطَلَق؛ قَالَ الأَخطل: يَرَوْنَ قِرًى سَهْلًا وَدَارًا رَحِيبةً، ... ومُنْطَلَقاً فِي وَجْهِ غيرِ بَسُورِ وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ مُنْطَلِقَ الْوَجْهِ إِذا أَسفر؛ وأَنشد:

يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، ... فانْطَلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِرٌ مُنْبَسِطُ الْوَجْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن تَلْقاه بِوَجْهٍ طَلِق. وتَطَلّقَ الشيءَ: سُرَّ بِهِ فَبَدَا ذَلِكَ فِي وَجِهِهِ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ طَلِيقُ الْوَجْهِ ذُو بِشْرٍ حَسَنٍ، وطَلْق الْوَجْهِ إِذا كَانَ سخِيّاً، وَمِثْلُهُ بَعِيرٌ طَلْقُ الْيَدَيْنِ غَيْرُ مُقَيَّدٍ، وَجَمْعُهُ أَطلاق. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ طُلُقٌ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ. وَيَوْمٌ طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لَا بَرْدَ فِيهِ وَلَا حَرَّ وَلَا مَطَرَ وَلَا قُرّ، وَقِيلَ: وَلَا شَيْءَ يُؤْذِي، وَقِيلَ: هُوَ الليِّنُ القُرِّ مِنْ أَيام طَلْقات، بِسُكُونِ اللَّامِ أَيضاً، وَقَدْ طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً. أَبو عَمْرٍو: لَيْلَةٌ طَلْقٌ لَا بَرْدَ فِيهَا؛ قَالَ أَوس: خَذَلْتُ عَلَى لَيْلةٍ ساهِرهْ، ... فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ وَلَا ساكِرهْ وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: وَإِنَّهَا لطَلْقةُ السَّاعَةِ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا عَلَتْه الشمسُ فِي يومِ طَلْقةٍ يُرِيدُ يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ لَيْسَ فِيهَا قُرٌّ وَلَا رِيحٌ، يُرِيدُ يَوْمَهَا الَّذِي بَعْدَهَا، وَالْعَرَبُ تبدأُ بِاللَّيْلِ قَبْلَ الْيَوْمِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ فِي بَيْتِ الرَّاعِي وَبَيْتٍ آخَرَ أَنشده لِذِي الرُّمَّةِ: لَهَا سُنَّةٌ كالشمسِ فِي يومِ طَلْقةٍ قَالَ: وَالْعَرَبُ تُضِيفُ الِاسْمَ إِلى نَعْتِهِ، قَالَ: وَزَادُوا فِي الطَّلْق الْهَاءَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْوَصْفِ كَمَا قَالُوا رَجُلٌ دَاهِيَةٌ، قَالَ: وَيُقَالُ ليلةٌ طَلْقٌ وَلَيْلَةٌ طَلْقةٌ أَي سَهْلَةٌ طْيبة لَا بَرْدَ فِيهَا، وَفِي صِفَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سَهْلَةٌ طَيِّبَةٌ. يُقَالُ: يَوْمٌ طَلْقٌ وَلَيْلَةٌ طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا حَرٌّ وَلَا بَرْدٌ يُؤْذِيَانِ، وَقِيلَ: لَيْلَةٌ طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة سَاكِنَةٌ مُضِيئة، وَقِيلَ: الطَّوالِق الطيبةُ الَّتِي لَا حَرَّ فِيهَا وَلَا بَرْدَ؛ قَالَ كثيِّر: يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه ... نَدًى، وليَالٍ بَعْد ذَاكَ طَوالِق وَزَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَن وَاحِدَةَ الطَّوالِق طَلْقة، وَقَدْ غَلِطَ لأَن فَعْلة لَا تُكسّر عَلَى فَوَاعِلَ إِلا أَن يَشِذَّ شَيْءٌ. وَرَجُلٌ طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق: فَصِيح، وَقَدْ طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وَفِيهِ أَربع لُغَاتٍ: لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ، وطَلِيق ذَلِيق، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطُلَقٌ ذُلَقٌ؛ وَمِنْهُ فِي حَدِيثِ الرَّحِم: تَكلَّم بِلِسَانٍ طَلْقٍ أَي مَاضِي الْقَوْلِ سَرِيعِ النُّطْقِ، وَهُوَ طَلِيق اللِّسَانِ وطِلْقٌ وطَلْقٌ، وَهُوَ طَلِيقُ الْوَجْهِ وطَلْقُ الْوَجْهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يُقَالُ طُلَقٌ ذُلَقٌ، وَالْكِسَائِيُّ يَقُولُهُمَا، وَهُوَ طَلْقُ الْكَفِّ وطَلِيقُ الْكَفِّ قَرِيبَانِ مِنَ السَّوَاءِ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: سُئِلَ الأَصمعي فِي طُلُقٍ أَو طُلَقٍ فَقَالَ: لَا أَدري لِسَانٌ طُلُقٍ أَو طُلَق؛ وقال شمر: طَلُقَت يدُه وَلِسَانُهُ طُلوقَةً وطُلوقاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هُوَ طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عَنْهُ، قَالَ: والتَّطْلِيقُ التَّخْلِيَةُ والإِرسال وحلُّ الْعَقْدُ، وَيَكُونُ الإِطلاقُ بِمَعْنَى التَّرْكِ والإِرسال، والطَّلَق الشَّأْوُ، وَقَدْ أَطْلَقَ رِجْلَه. واسْتَطْلَقَه: اسْتَعْجَلَهُ. واسْتَطْلَقَ بطنُه: مَشَى. واسْتِطلاقُ الْبَطْنِ: مَشْيُه، وَتَصْغِيرُهُ تُطَيْلِيق،

وأَطْلَقَه الدَّوَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا اسْتَطْلَق بطنُه أَي كَثُرَ خُرُوجُ مَا فِيهِ، يُرِيدُ الإِسهال. وَاسْتَطْلَقَ الظبيُ وتَطلَّق: اسْتَنَّ فِي عَدْوِه فَمَضَى وَمَرَّ لَا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ، وَهُوَ تَفَعَّلَ، وَالظَّبْيُ إِذا خَلَّى عَنْ قَوَائِمِهِ فَمَضَى لَا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ قِيلَ تَطَلَّقَ. قَالَ: والانطِلاقُ سُرْعَةُ الذَّهَابِ فِي أَصل المحْنة. وَيُقَالُ: مَا تَطَّلِقُ نَفْسِي لِهَذَا الأَمر أَي لَا تَنْشَرِحُ وَلَا تَسْتَمِرُّ، وَهُوَ تَطَّلِقُ تَفْتَعِلُ، وَتَصْغِيرُ الاطِّلاق طُتَيْلِيق، بِقَلْبِ الطَّاءِ تَاءً لِتَحَرُّكِ الطَّاءِ الأُولى كَمَا تَقُولُ فِي تَصْغِيرِ اضْطِرَابٍ ضُتَيرِيب، تُقْلَبُ الطَّاءُ تَاءً لِتُحَرَّكَ الضَّادُ، والانطِلاقُ: الذَّهَابُ. وَيُقَالُ: انْطُلِقَ بِهِ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، كَمَا يُقَالُ انقُطِع بِهِ. وَتَصْغِيرُ مُنْطَلِق مُطَيْلِق، وإَن شِئْتَ عَوَّضْتَ مِنَ النُّونِ وَقُلْتَ مُطَيْلِيق، وَتَصْغِيرُ الانطِلاق نُطَيْلِيق، لأَنك حَذَفْتَ أَلف الْوَصْلِ لأَن أَول الِاسْمِ يَلْزَمُ تَحْرِيكُهُ بِالضَّمِّ لِلتَّحْقِيرِ، فَتَسْقُطُ الْهَمْزَةُ لِزَوَالِ السُّكُونِ الَّذِي كَانَتِ الْهَمْزَةُ اجتُلِبت لَهُ، فَبَقِيَ نُطْلاق وَوَقَعَتِ الأَلف رَابِعَةً فَلِذَلِكَ وَجَبَ فِيهِ التَّعْوِيضُ، كَمَا تَقُولُ دُنَيْنِير لأَن حَرْفَ اللِّينِ إِذا كَانَ رَابِعًا ثَبَتَ الْبَدَلُ مِنْهُ فَلَمْ يَسْقُطْ إِلا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، أَو يَكُونُ بَعْدَهُ يَاءٌ كَقَوْلِهِمْ فِي جَمْعِ أُثْفِيّة أَثافٍ، فقِسْ عَلَى ذَلِكَ. وَيُقَالُ: عَدا الفرسُ طَلَقاً أَو طَلَقَين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين، وَلَمْ يُخصّص فِي التَّهْذِيبِ بِفَرَسٍ وَلَا غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: تَطلَّقَت الخيلُ إِذا مَضَتْ طَلَقاً لَمْ تُحْتبَس إِلى الْغَايَةِ، قَالَ: والطَّلَقُ الشَّوْطُ الْوَاحِدُ فِي جَرْي الْخَيْلِ. والتَّطَلُّقُ أَن يَبُولَ الْفَرَسُ بَعْدَ الْجَرْيِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فصادَ ثَلَاثًا كجِزْعِ النِّظامِ، ... لَمْ يَتَطَلَّقْ وَلَمْ يُغْسَل لَمْ يُغْسَل أَي لَمْ يَعْرَقْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فرَفَعْتُ فَرَسِي طَلَقاً أَو طَلَقَين ؛ هُوَ، بِالتَّحْرِيكِ، الشَّوْطُ وَالْغَايَةُ الَّتِي يَجْرِي إِليها الْفَرَسُ. والطَّلَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: قَيْدٌ مِنْ أَدَمٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَيْدٌ مِنْ جُلُودٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَوْدٌ عَلَى عَوْدٍ عَلَى عَوْدٍ خَلَقْ ... كأَنها، والليلُ يَرْمِي بالغَسَقْ، مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَق شَبَّهَ الرَّجُلَ بالمِشْجَبِ لِيُبْسهِ وَقِلَّةِ لَحْمِهِ، وشبَّه الْجَمَلَ بِفِلْقِ سَقْبٍ، والسَّقْب خَشَبَةٌ مِنْ خَشَبَاتِ الْبَيْتِ، وَشَبَّهَ الطَّرِيقَ بالطَّلَق وَهُوَ قَيْدٌ مِنْ أَدَمٍ. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: ثُمَّ انتزَع طَلَقاً مِنْ حَقَبه فقَيَّد بِهِ الجمَلَ ؛ الطَّلَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: قَيْدٌ مِنْ جُلُودٍ. والطَّلَق: الْحَبْلُ الشَّدِيدُ الْفَتْلِ حَتَّى يَقوم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُحَمْلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّلَقْ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان فِي طَلَقٍ ؛ الطَّلَقُ هَاهُنَا: حَبْلٌ مَفْتُولٌ شَدِيدُ الْفَتْلِ، أَي هُمَا مُجْتَمِعَانِ لَا يَفْتَرِقَانِ كأَنهما قَدْ شُدَّا فِي حَبْلٍ أَو قَيْدٍ. وطَلَق الْبَطْنِ «4»: جُدَّتُه، والجمع أَطلاق؛ وأَنشد: تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، وقارَبَ خَطْوَه ... عَنِ الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ، وهُنَّ حَبائِبُه أَبو عُبَيْدَةَ: فِي الْبَطْنِ أَطْلاق، واحدُها طَلَقٌ، مُتَحَرِّكٌ، وَهُوَ طَرَائِقُ الْبَطْنِ. والمُطَلَّقُ: المُلَقَّح مِنَ النَّخْلِ، وَقَدْ أَطْلَقَ

_ (4). قوله [وطلق البطن إلخ] عبارة الأساس: وأطلقت الناقة من عقالها فطلقت وهي طالق وطلق، وإبل أطلاق؛ قال ذو الرمة: تقاذفن إلخ

نَخْلَهُ وطَلَّقها إِذا كَانَتْ طِوالًا فأَلقحها. وأَطْلَقَ خَيْلَه فِي الحَلْبة وأَطْلَقَ عَدُوَّه إِذا سَقَاهُ سُمّاً. قَالَ: وطَلَق أَعطى، وطَلِقَ إِذا تَبَاعَدَ. والطِّلْقُ، بِالْكَسْرِ: الْحَلَالُ؛ يُقَالُ: هُوَ لَكَ طِلْقاً طلْقٌ أَي حَلَالٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الخيلُ طِلْقٌ ؛ يَعْنِي أَن الرِّهان عَلَى الْخَيْلِ حَلَالٌ. يُقَالُ: أَعطيته مِنْ طِلْقِ مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه. وأَنتَ طِلْقٌ مِنْ هَذَا الأَمر أَي خارجٌ مِنْهُ. وطُلِّقَ السليمُ، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ: رَجَعَتْ إِليه نفسهُ وَسَكَنَ وَجَعُهُ بَعْدَ العِداد، فَهُوَ مُطَلَّق؛ قَالَ الشَّاعِرَ: تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني، ... كَمَا تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَلَّقِ وَقَالَ النَّابِغَةُ: تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها، ... تُطَلِّقه طَورْاً، وطَوْراً تُراجِعُهْ والطَّلَقُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَدْوية، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ تُسْتَخْرَجُ عُصَارَتُهُ فيتطلَّى بِهِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي النَّارِ. الأَصمعي: يُقَالُ لِضَرْبٍ مِنَ الدَّوَاءِ أَو نَبْتٍ طَلَقٌ، مُتَحَرِّكٌ. وطَلْقٌ وطَلَق: اسمان. طمرق: الطُّمْروقُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء الخفَّاش. طهق: الطَّهْقُ: سُرْعَةُ الْمَشْيِ، يمانية زعموا. طوق: الطَّوْقُ: حَلْيٌ يُجْعَلُ فِي الْعُنُقِ. وَكُلُّ شَيْءٍ اسْتَدَارَ فَهُوَ طَوْقٌ كطَوْق الرَّحى الَّذِي يُدِير القُطْب وَنَحْوِ ذَلِكَ. والطَّوْقُ: واحدُ الأَطْواق، وَقَدْ طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَي أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه، وَقِيلَ: الطَّوْقُ مَا اسْتَدَارَ بِالشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَطْواقٌ. والمُطَوَّقةُ: الحمامةُ الَّتِي فِي عُنُقِهَا طَوْقٌ. والمُطَوَّقُ مِنَ الْحَمَامِ: مَا كَانَ لَهُ طَوْقٌ. وطَوَّقَه بِالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ وطَوَّقه إِيّاه: جَعَلَهُ لَهُ طَوْقاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ ؛ يَعْنِي مَانِعَ الزَّكَاةِ يُطَوَّقُ مَا بَخِلَ بِهِ مِنْ حَقِّ الْفُقَرَاءِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ. وَيُرْوَى فِي حَدِيثٍ: مَنْ غَصَبَ جارَه شِبْراً مِنَ الأَرض طُوِّقَه مِنْ سَبْعِ أَرَضِين ؛ يَقُولُ: جُعِل لَهُ طَوْقاً فِي عُنُقِهِ أَي يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِ الأَرض فَتَصِيرُ الْبُقْعَةُ الْمَغْصُوبَةُ مِنْهَا فِي عُنُقِهِ كالطَّوْق، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُطَوَّقَ حملَها يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَي يُكلَّف فَيَكُونُ مِنْ طَوْق التَّكْلِيفِ لَا مِنْ طَوْق التَّقْلِيدِ؛ وَمِنَ الأَول حَدِيثُ الزَّكَاةِ: يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يُجْعَلُ لَهُ كالطَّوْق فِي عُنُقِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: والنخلُ مُطَوقة بِثَمَرِهَا أَي صَارَتْ أَعذاقُها كالأَطْواق فِي الأَعناق؛ وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ أَبي قَتَادَةَ ومُراجعةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الصوم فَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ودِدْت أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ أَيْ لَيْتَهُ جُعِل دَاخِلًا فِي طاقَتي وَقُدْرَتِي، وَلَمْ يَكُنْ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَاجِزًا عَنْ ذَلِكَ غيرَ قَادِرٍ عَلَيْهِ لِضَعْفٍ مِنْهُ وَلَكِنْ يَحْتَمِلُ أَنه خافَ الْعَجْزَ عَنْهُ لِلْحُقُوقِ الَّتِي تلتزمه لِنِسَائِهِ، فإِن إِدامةَ الصَّوْمِ تُخِلّ بِحُظُوظِهِنَّ مِنْهُ. وتَطَوَّقَت الحيّةُ عَلَى عُنُقِهِ: صَارَتْ عَلَيْهِ كالطَّوْق. والطَّوْقة: أَرض سَهْلَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ فِي غِلَظ. وطائقُ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُ طَوْقِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: طَائِقُ كُلِّ شيءٍ مَا اسْتَدَارَ بِهِ مِنْ حَبْل أَو أَكمة، وَالْجَمْعُ الأَطْواق. ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ: وعلى الذين يُطَوَّقُونه، يَطَّوَّقُونه ويُطَيَّقُونه ويَطَّيَّقُونَهُ، فيُطَوَّقُونه يُجْعَلُ كالطَّوْق فِي أَعناقهم، ويَطَّوَّقونه أَصله يتطوَّقونه فقُلبَتْ التَّاءُ طَاءً وأُدغمتْ فِي الطَّاءِ، ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه

فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً كَمَا قلبتَها فِي سَيِّدٍ وَمَيِّتٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْقَلْبُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ كتَهوّر وَتَهَيَّرَ، عَلِيٍّ أَن أَبا الْحَسَنِ قَدْ حَكَى هارَ يَهير، فَهَذَا يُؤنِس أَن يَاءَ تَهَيَّرَ وضْعٌ وَلَيْسَتْ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، قَالَ: وَلَا تَحْمِلْنَ هارَ يَهِير عَلَى الْوَاوِ قِيَاسًا عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه الْخَلِيلُ فِي تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذَلِكَ قَلِيلٌ، وَمَنْ قرأَ يَطَّيَّقونه جَازَ أَن يَكُونَ يَتَفَيْعلونه، أَصله يَتَطَيْوَقونه فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً كَمَا تَقَدَّمَ فِي مَيِّتٍ وَسَيِّدٍ، وَتَجُوزُ فِيهِ الْمُعَاقَبَةُ أَيْضًا عَلَى تَهَيُّرٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يُطَوَّقُونه بِالْوَاوِ، وَصِيغَةُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ يُفَوْعَلونه إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر مِنْ بِنَاءِ فَوْعَلْت. وطَوَّقْتُك الشَّيْءَ أَي كلَّفْتكَه. وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي قَوّاني. وطوَّقتْ لَهُ نفسُه: لُغَةٌ فِي طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت؛ حَكَاهَا الأَخفش. والطَّائِقُ: حَجَرٌ أَو نَشَزٌ يَنْشُز فِي الْجَبَلِ نَادِرٌ، مِنْهُ، وَفِي الْبِئْرِ مِثْلُ ذَلِكَ مَا نَشَزَ مِنْ حَالِ الْبِئْرِ مِنْ صَخْرَةٍ نَاتِئَةٍ؛ وَقَالَ عِمَارَةُ بْنُ طَارِقٍ فِي صِفَةِ الْغَرْبِ: مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّساتِق، ... ذِي كِدْنةٍ عَلَى جِحافِ الطَّائِق، أَخْضَر لَمْ يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق أَي ذُو قُوَّةٍ عَلَى مُكاوَحةِ تِلْكَ الصَّخْرَةِ؛ وَقَالَ فِي جَمْعِهِ: عَلَى مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق والطائِقُ: مَا بَيْنَ كُلِّ خَشَبَتَيْنِ مِنَ السَّفِينَةِ. أَبو عُبَيْدٍ: الطَّائِقُ مَا بَيْنَ كُلِّ خَشَبَتَيْنِ. وَيُقَالُ: الطائِق إِحدى خَشَبَاتِ بطن الزَّوْرَق. أَبو عمرو الشَّيْبَانِيُّ: الطائِقُ وَسَطُ السَّفِينَةِ؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: فالْتامَ طائِقُها القديمُ، فأَصْبَحَتْ ... مَا إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ الأَصمعي: الطائِقُ مَا شَخَصَ مِنَ السَّفِينَةِ كالحَيْدِ الَّذِي يَنْحَدِرُ مِنَ الْجَبَلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ قَالَ: وَهُوَ حَرْفٌ نَادِرٌ فِي القُنّة. اللَّيْثُ: طائِقُ كُلِّ شَيْءٍ مَا اسْتَدَارَ بِهِ مِنْ حَبْل أَو أَكمة، وَجَمْعُهُ أَطْواقٌ، والطَّاقاتُ جَمْعُ طاقةٍ. وَيُقَالُ للكَرِّ الَّذِي يُصْعَد بِهِ إِلى النَّخْلَةِ الطَّوْق، وَهُوَ البَرْوَنْد بالفارسية؛ قال الشاعر يَصِفُ نَخْلَةً: ومَيّالة فِي رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى، ... وسائرُها خالٍ مِنَ الْخَيْرِ يابِسُ تَهَيَّبها الفِتْيانُ حَتَّى انْبَرَى لَهَا ... قَصِيرُ الخُطى، فِي طَوْقِه، مُتَقاعِسُ يَعْنِي الْبَرْوَنْدَ؛ التَّهْذِيبُ: أَنشد عُمَرُ بْنُ بَكْرٍ: بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا، ... يُغَنِّي، فِي طَوائِقه، الحَمامُ قَالَ: طَوائِقه عُقوده؛ قَالَ الأَزهري: وَصَفَ قَصْراً. والطَّوائِقُ: جَمْعُ الطَّاقِ الَّذِي يُعْقَد بالآجُرّ، وأَصله طائِقٌ وَجَمْعُهُ طَوائِقُ عَلَى الأَصل مِثْلُ الْحَاجَةِ جَمْعُهَا حَوَائِجُ لأَن أَصلها حَائِجَةٌ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ حَسَّانَ: أَجِدَّكَ هَلْ رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ، ... أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟ بَنَى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً، ... يُغَنِّي فِي طَوَائِقِهِ الحَمامُ قال: وَيُجْمَعُ أَيضاً أَطْواقاً. والطَّوْقُ والإِطاقةُ: الْقُدْرَةُ عَلَى الشَّيْءِ. والطَّوْقُ: الطَّاقةُ. وَقَدْ طاقَه

طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ الطَّاقةُ. وَهُوَ فِي طَوْقي أَي فِي وُسْعي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ عَمْرِو بْنِ أُمامة: لَقَدْ عَرَفْتُ الموتَ قَبْلَ ذَوْقِه، ... إِنّ الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه كلُّ امْرِئٍ مُقاتِلٌ عَنْ طَوْقِه، ... كالثَّوْرِ يَحْمي جِلْدَه بِرَوْقِه أَراد بالطَّوْق العُنق، وَرَوَاهُ اللَّيْثُ: كُلُّ امْرِئٍ مُجَاهِدٌ بِطَوْقِهِ قَالَ: والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غَايَتِهِ، وَهُوَ اسْمٌ لِمِقْدَارِ مَا يُمْكِنُ أَن يَفْعَلَهُ بمشقَّة مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ طُقْ طُقْ مَنْ طاقَ يَطُوق إِذا أَطاق. اللَّيْثُ: الطَّوْقُ مَصْدَرٌ مِنَ الطَّاقِة؛ وأَنشد: كُلُّ امْرِئٍ مُجاهِد بِطَوْقِهِ، ... وَالثَّوْرُ يَحْمِي أَنفه بِرَوْقِهِ يَقُولُ: كُلُّ امْرِئٍ مُكلّف مَا أَطاق؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ طاقَ يَطُوق طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً وَطَاقَةً، كَمَا يُقَالُ طاعَ يَطُوع طَوْعاً وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وَطَاعَةً. والطَّاقةُ والطاعةُ: اسْمَانِ يوضَعان مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا طَلَبْتَه طاقَتَك، أَضافوا الْمَصْدَرَ وإِن كَانَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، كَمَا أَدْخَلُوا فِيهِ الأَلف وَاللَّامَ حِينَ قَالُوا أَرسلَها العِراكَ، وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فَلَا يَكُونُ إِلا مَعْرِفَةً كَمَا أَن سبحانَ اللَّهِ لَا يَكُونُ إِلا كَذَلِكَ. والطاقةُ: شُعْبَةٌ مِنْ رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ مِنَ الْخَيْطِ أَو نَحْوَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ، والطاقُ: مَا عَطَفَ مِنَ الأَبنية، وَالْجَمْعُ الطَّاقات. والطَّيقان: فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالطَّاقُ: عَقْدُ الْبِنَاءِ حَيْثُ كَانَ، وَالْجَمْعُ أَطواق وطِيقانٌ. والطَّاقُ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَلَابِسِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الطَّيْلَسان، وَقِيلَ هُوَ الطَّيْلَسَانُ الأَخضر؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَوْ تَرَى، إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ، ... ولِمَّتي مِثْلُ جَناحِ غاقِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ ... تَمَشَّى بينَ خاتامٍ وطاقِ والطِّيقانُ جَمْعُ طَاقٍ: الطَّيْلَسان مِثْلُ سَاجٍ وسِيجان؛ قَالَ مَلِيحٌ الْهُذَلِيُّ: مِنَ الرَّيْطِ والطِّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم، ... كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ والطَّاقُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَكْفِيك، مِنْ طاقٍ كَثِيرِ الأَثْمان، ... جُمَّازَةٌ شُمِّرَ مِنْهَا الكُمَّان قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الطَّاقُ الْكِسَاءُ، والطَّاقُ الخِمارُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها، ... كأَنَّما ساقُ غُرابٍ ساقُها وَفَسَّرَهُ فَقَالَ أَي خِمَارُهَا يَطِيرُ وأَصداغها تَتَطَايَرُ مِنْ مُخَاصَمَتِهَا. ورأَيت أَرضاً كأَنَّها الطيقانُ إِذا كَثُرَ نَبَاتُهَا. وَشَرَابُ الأَطْواق: حَلَبُ النارَجِيل، وَهُوَ أَخبث مِنْ كُلِّ شَرَابٍ يُشْرَب وأَشدُّ إِفساداً لِلْعَقْلِ. وَذَاتُ الطُوَق: أَرض مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

فصل العين المهملة

تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ ... ضَرْحاً، وَقَدْ أَنْجَدْنَ مِنْ ذاتِ الطُّوَقْ والطَّوْقُ: أَرض سَهْلَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ. وطاقُ الْقَوْسِ: سِيَتُها، وقال ابْنُ حَمْزَةَ: طائِقُها لَا غَيْرَ، وَلَا يُقَالُ طاقُها. فصل العين المهملة عبق: عَبِقَ بِهِ عَبَقاً وعَباقيةً مِثْلَ ثَمَانِيَةٍ: لزِمَه، وعَسِقَ بِهِ كَذَلِكَ. وعَبِقَ الرَّدْع بِالْجِسْمِ والثوبِ: لَزِق، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ كِتَابِ النَّبَاتِ: تُعْبَقُ بِهِ الثيابُ، وَفِي بَعْضِهَا تُعَبَّقُ. وعَبِقَت الرائحةُ فِي الشيءِ عَبَقاً وعَباقِيةً: بَقيت؛ وعَبِق الشيُ بِقَلْبِي: كَذَلِكَ عَلَى الْمِثْلِ. وريحٌ عَبِقٌ: لاصقٌ. وَرَجُلٌ عَبِقٌ وامرأَة عَبِقةٌ إِذا تطيِّب وَتَعَلَّقَ بِهِ الطِّيب فَلَا يَذْهَبُ عَنْهُ رِيحُهُ أَيّاماً؛ قَالَ: عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْكُ بِهَا، فَهِيَ صفراءُ كعُرْجونِ القَمَرْ وَفِي نُسْخَةٍ: الْعُمُرْ. وامرأَة عَبِقةٌ لَبِقةٌ: يُشاكِلُها كلُّ لِبَاسٍ وَطِيبٍ. قَالَ الْخُزَاعِيُّونَ، وَهُمْ مِنْ أَعرب النَّاسِ: رَجُلٌ عَبِقٌ لَبِقٌ وَهُوَ الظَّرِيفُ. وَمَا بَقِيَتْ لَهُمْ عَبَقةٌ أَي بَقِيَّةٌ مِنْ أَموالهم. وَمَا فِي النِّحْي عَبَقة وعَبْقةٌ أَي شَيْءٍ مِنْ سَمْنٍ، وَقِيلَ: مَا فِي النِّحْي عَبَقة وعَمَقَة أَي لَطْخُ وضَرٍ مِنَ السَّمْنِ، وَقِيلَ: مَا فِيهِ لَطْخ وَلَا وضَرٌ وَلَا لَعُوق مِنْ رُبٍّ وَلَا سَمْنٍ، وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن مِيمَ عَمَقة بَدَلٌ مِنْ بَاءِ عَبَقه، وأَصل ذَلِكَ مِنْ عَبِقَ بِهِ الشَّيْءُ يَعْبَقُ عَبَقاً إِذا لَزِقَ بِهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: ثُمَّ رَاحُوا عَبقَ المِسْكُ بِهِمْ، ... يَلْحَفُونَ الأَرض هُدَّاب الأُزُرْ والعَباقيةُ: الدَّاهِيَةُ ذُو الشَّرِّ والنُّكر؛ وأَنشد: أَطَفَّ لَهَا عَباقيةٌ سَرنْدَى، ... جَرِيءٌ الصَّدْرِ مُنْبَسِطُ الْيَمِينِ والعَباقيةُ: اللِّصُّ الْخَارِبُ الَّذِي لَا يُحْجِمُ عَنْ شَيْءٍ. وَقَدِ اعْبَنْقى الرَّجُلُ أَي صَارَ دَاهِيَةً. وَبِهِ شَيْن عَباقِية أَي لَهُ أَثر بَاقٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَهِيَ أَثر جِرَاحَةٍ تَبْقَى فِي حُرِّ وَجْهِهِ. والعَباقِيةُ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ يُؤْذِي مَنْ عَلِقَ بِهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَباقِيةُ مِنَ الْعِضَاهِ، وَهِيَ شَجَرَةٌ لَمْ تُنْعَتْ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ الْعَجْلَانِ: غَدَاةَ شُواحِطٍ فَنَجَوْت شَدًّا، ... وثَوْبُك فِي عَباقيةٍ هَرِيدُ يَقُولُ: تَعَلَّقَتِ العَباقِيةُ بِهِ فَتَرَكَهُ بِهَا وَنَجَا. وغلامٌ مُعْبَنْق: سيِءُ الْخُلُقِ. الأَصمعي: رَجُلٌ عِبِقَّانةٌ رِبِقَّانة إِذا كَانَ سيِء الْخُلُقَ، والمرأَة كذلك. عبشق: العُبشوق: دُوَيْبَّة مِنْ أَحناش الأَرض. وَعَبْشَقُ: اسْمٌ. عبنق: عُقاب عَقَنْباة وعَبَنْقاة وقَعَنْباةٌ وبَعَنْقاة: حديدةُ الْمَخَالِبِ، وَقِيلَ هِيَ السَّرِيعَةُ الْخَطْفِ المُنْكَرة، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ كَمَا قَالُوا أَسَدٌ أَسِدٌ وكلْب كَلِبٌ. واعْبَنقى وابَعَنْقى إِذا سَاءَ خُلُقُهُ. عتق: العِتْقُ: خِلَافُ الرِّق وَهُوَ الْحَرِيَّةُ، وَكَذَلِكَ العَتاقُ، بِالْفَتْحِ، والعَتاقةُ؛ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً، فَهُوَ عَتيقٌ وعاتِقٌ، وَجَمْعُهُ عُتَقاء، وأَعْتَقْتُه أَنا، فَهُوَ مُعْتَقٌ وعَتيقٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ فِي إِماءٍ عَتائِق. وَفِي الْحَدِيثِ: لَنْ يَجْزي ولدٌ وَالِدَهُ إِلَّا

أَن يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فيَعْتِقَه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ فيَعْتِقَه لَيْسَ مَعْنَاهُ اسْتِئْنَافَ العِتْقِ فِيهِ بَعْدَ الشِّرَاءِ لأَن الإِجماع مُنْعَقِدٌ أَن الأَب يَعْتقُ عَلَى الِابْنِ إِذا مَلَكَهُ فِي الْحَالِ وإِنما مَعْنَاهُ أَنه إِذا اشْتَرَاهُ فَدَخَلَ فِي مِلْكِهِ عَتَقَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ الشِّراءُ سَبَبًا لعِتقِه أُضيف العِتقُ إِليه، وإِنما كَانَ هَذَا جَزاء لَهُ لأَن العِتْقَ أَفضل مَا يُنْعِم بِهِ أَحدٌ عَلَى أَحد، إِذ خَلَّصَهُ بِذَلِكَ مِنَ الرقِّ وجَبَر بِهِ النَّقْصَ الَّذِي لَهُ وَتَكْمُلُ لَهُ أَحكام الأَحرار فِي جَمِيعِ التَّصَرُّفَاتِ. وَفُلَانٌ مَولى عَتاقَةٍ ومَوْلىً عَتيقٌ ومَوْلاةٌ عتيقةٌ ومَوالٍ عُتَقاء وَنِسَاءٌ عَتائق: وَذَلِكَ إِذا أُعْتِقْنَ. وَحَلَفَ بالعَتاقِ أَي الإِعْتاق. وعَتيقٌ: اسْمُ الصدِّيق، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْتَقَه مِنَ النَّارِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ؛ رَوَتْ عَائِشَةُ أَن أَبا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا أَبا بَكْرٍ أَنت عَتيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ، فمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّي عَتيقاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سُمِّيَ عَتيقاً لأَنه أُعْتِقَ مِنَ النَّارِ ؛ سَمَّاهُ بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وَقِيلَ: كَانَ يُقَالُ لَهُ عَتيقٌ لِجَمَالِهِ. وعَتَقَتْ عَلَيْهِ يمينٌ تَعْتِقُ: سَبَقَتْ وَتَقَدَّمَتْ، وَكَذَلِكَ عَتُقَتْ، بِالضَّمِّ، أَي قَدُمت وَوَجَبَتْ كأَنه حَفِظَهَا فَلَمْ يَحْنَثْ. وعَتَقَتْ منِّي يَمِينٌ أَي سَبَقَتْ؛ وأَنشد لأَوس بْنِ حُجْرٍ: عَلَيَّ أَليَّةٌ عَتَقَتْ قَدِيمًا، ... فَلَيْسَ لَهَا، وإِن طُلِبَتْ، مَرامُ أَي لَزِمَتْنِي، وَقِيلَ أَي لَيْسَ لَهَا حِيلَةٌ وإِن طُلِبَتْ. أَبو زَيْدٍ: أَعْتَقَ يمينَه أَي لَيْسَ لَهَا كَفَّارَةٌ. وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ وعَتُقتْ عِتْقاً: سَبَقَتِ الْخَيْلَ فَنَجَتْ. وَفَرَسٌ عاتِقٌ: سَابِقٌ. وَرَجُلٌ مِعْتاقُ الوَسيقَة إِذا طَرَدَ طَريدةً سَبَقَ بِهَا، وَقِيلَ: سَبَقَ بِهَا وأَنجاها؛ قَالَ أَبو الْمُثَلَّمِ يَرْثِي صَخْرًا: حامِي الحَقيقَةِ نسَّالُ الوَدِيقة، مِعْتاقُ ... الوَسيقَةِ، لَا نِكْسٌ وَلَا وَانِي قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِعْناق.، والعاتِقُ: النَّاهِضُ مِنْ فِراخ الْقَطَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَنَرَى أَنه مِنَ السَّبْقِ عَلَى أَنه يَعْتقُ أَي يَسْبِقُ. يُقَالُ: هَذَا فَرْخُ قَطَاةٍ عاتِقٌ إِذا كَانَ قَدِ اسْتَقَلّ وَطَارَ. وعِتاقُ الطَّيْرِ: الْجَوَارِحُ مِنْهَا، والأَرْحَبِيَّاتُ العِتاقُ: النَّجَائِبُ مِنْهَا، وَقِيلَ: العاتِقُ مِنَ الطَّيْرِ فَوْقَ النَّاهِضِ، وَهُوَ فِي أَول مَا يَتَحَسَّرُ رِيشُهُ الأَول وَيَنْبُتُ لَهُ رِيشٌ جُلْذِيّ أَي شَدِيدٌ، وَقِيلَ: العاتِقُ مِنَ الْحَمَامِ مَا لَمْ يُسِنّ ويَسْتَحْكِم، وَالْجَمْعُ عُتَّق. وَجَارِيَةٌ عاتِقٌ: شَابَّةٌ، وَقِيلَ: العاتِقُ الْبِكْرُ الَّتِي لَمْ تَبِنْ عَنْ أَهلها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بَيْنَ الَّتِي أَدركت وَبَيْنَ الَّتِي عَنَسَتْ: والعاتِقُ: الْجَارِيَةُ الَّتِي قَدْ أَدركت وَبَلَغَتْ فخُدِّرَتْ فِي بَيْتِ أَهلها وَلَمْ تَتَزَوَّجْ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها عَتَقَتْ عَنْ خِدْمَةِ أَبويها وَلَمْ يَمْلِكْهَا زَوْجٌ بعدُ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَقِيدي دَماً، يَا أُمَّ عَمْرٍو، هَرَقْتِه ... بكفَّيْك، يَوْمَ السِّتْرِ، إِذ أَنْتِ عاتِقُ وَقِيلَ: العاتِقُ الْجَارِيَةُ الَّتِي قَدْ بَلَغَتْ أَن تَدَرَّعَ وعَتَقَتْ مِنَ الصِّبا وَالِاسْتِعَانَةِ بِهَا فِي مِهْنَةِ أَهلها، سمِّيت عاتِقاً بِهَا، وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ عَواتِق؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مَسْعُودٍ الضَّبِّيُّ: وَلَمْ تَثِقِ العَواتِقُ مِنْ غَيورٍ ... بغَيْرَتِه، وخَلَّيْنَ الحِجالا

وَفِي الْحَدِيثِ: خَرَجَتْ أُم كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ وَهِيَ عاتِقٌ قَبْلَ هِجْرَتِهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العاتِقُ الشَّابَّةُ أَول مَا تُدْرِكُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ تَبِنْ مِنْ وَالِدَيْهَا وَلَمْ تَتَزَوَّجْ وَقَدْ أَدركت وشَبَّت، وَيُجْمَعُ عَلَى العُتَّقِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم عَطِيَّةَ: أُمِرْنا أَن نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الحُيَّض والعُتَّق ، وَفِي رِوَايَةٍ: العَواتِق ؛ يُقَالُ: عَتَقَتِ الْجَارِيَةُ، فَهِيَ عاتِقٌ، مِثْلَ حاضَتْ، فَهِيَ حائضٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ إِناهُ فَقَدْ عَتَقَ. والعَتيقُ: الْكَرِيمُ الرَّائعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ والخيارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ التَّمْرُ وَالْمَاءُ وَالْبَازِي والشَّحْم. والعِتْقُ: الكَرَمُ؛ يُقَالُ: مَا أَبْيَنَ العِتْقَ فِي وَجْهِ فُلَانٍ يَعْنِي الْكَرَمَ. والعِتْقُ: الْجَمَالُ. وَفَرَسٌ عَتيقٌ: رَائِعٌ كَرِيمٌ بَيِّن العِتْقِ، وَقَدْ عَتُقَ عَتاقَةً، وَالِاسْمُ العِتْقُ، وَالْجَمْعُ العِتاقُ. وامرأَة عَتِيقةٌ: جَمِيلَةٌ كَرِيمَةٌ؛ وَقَوْلُهُ: هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ ... مِنَ الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِيقَ البَنائقِ يَعْنِي حَسَن الْبَنَائِقِ جَمِيلَهَا. والعُتُقُ: الشَّجَرُ الَّتِي يُتَّخَذُ مِنْهَا الْقِسِيُّ الْعَرَبِيَّةُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: يُرَادُ بِهِ كَرَمُ الْقَوْسِ لَا العِتْق الَّذِي هُوَ القِدَم. وَقَالَ مُرَّة عَنْ أَبي زِيَادٍ: العِتْق الشَّجَرُ الَّتِي تُعْمَلُ مِنْهَا القِسِيُّ، قَالَ: كَذَا بَلَغَنِي عَنْ أَبي زِيَادٍ وَالَّذِي نَعْرِفُهُ العُتُق. والعَتيقُ: فَحْلٌ مِنَ النَّخْلِ مَعْرُوفٌ لَا تَنْفُضُ نَخْلَتُهُ. وعَتيقُ الطَّيْرِ: الْبَازِي؛ قَالَ لَبِيدٌ: فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ، ... كعَتيقِ الطَّيْرِ يُغْضى ويُجَلّ ابْنُ سَلْمَى: النُّعْمَانُ، وإِنما ذَكَرَ مَقَامَتَهُ مَعَ الرَّبِيعِ بَيْنَ يَدَيِ النُّعْمَانِ. ابْنُ الأَعرابي: كلُّ شَيْءٍ بَلَغَ النِّهَايَةَ فِي جودةٍ أَو رَدَاءَةٍ أَو حُسْنٍ أَو قُبْحٍ، فَهُوَ عَتيقٌ، وَجَمْعُهُ عُتُقٌ. والعاتِقةُ مِنَ الْقَوْسِ: مِثْلُ العاتِكَةِ، وَهِيَ الَّتِي قَدُمت واحْمَرّت. والعَتيقُ: الْقَدِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى قَالُوا رَجُلٌ عَتيقٌ أَي قَدِيمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالأَمر العَتيقِ أَي الْقَدِيمِ الأَول، وَيُجْمَعُ عَلَى عِتاقٍ كَشَرِيفٍ وشِرافٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنهنَّ مِنَ العِتاقِ الأُوَلِ وهنِّ مِنْ تِلَادِي ؛ أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السُّوَرُ اللَّاتِي أُنْزِلت أَولًا بِمَكَّةَ وأَنها مِنْ أَول مَا تعلَّمه مِنَ الْقُرْآنِ. وَقَدْ عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وَصَارَ عَتيقاً، وَكَذَلِكَ عَتَقَ يَعْتُقُ مِثْلُ دَخَل يدخُل، فَهُوَ عاتِقٌ، وَدَنَانِيرُ عُتُقٌ، وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنما سَمَّى اللَّهُ البيتَ العَتيقَ لأَن اللَّهَ أَعْتَقَه مِنَ الْجَبَابِرَةِ فَلَمْ يَظْهر عَلَيْهِ جَبَّار قَطُّ ، وَالْبَيْتُ العَتيقُ بِمَكَّةَ لِقِدَمِهِ لأَنه أَول بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ؛ قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الْبَيْتُ الْقَدِيمُ ، دَلِيلُهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً؛ وَقِيلَ: لأَنه أُعْتِقَ مِنَ الْغَرَقِ أَيام الطُّوفَانِ، دَلِيلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ؛ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الْبَيْتَ رُفِع وَبَقِيَ مكانُه، وَقِيلَ: إِنه أُعْتِقَ مِنَ الْجَبَابِرَةِ وَلَمْ يَدَّعِهِ مِنْهُمْ أَحد، وَقِيلَ: سُمِّيَ عَتيقاً لأَنه لَمْ يَمْلِكْهُ أَحد، والأَول أَولى. وَقَالَ بَعْضُ حُذَّاق اللُّغَوِيِّينَ. العِتْقُ للمَوَات كَالْخَمْرِ وَالتَّمْرِ، والقِدَمُ للمَوَات والحيوانِ جَمِيعًا. وَخَمْرٌ عَتِيقةٌ: قَدِيمَةٌ حُبست زَمَانًا فِي ظَرْفِهَا؛ فأَما قَوْلُ الأَعشى: وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ مِنَ الإِسْفَنْطِ ... مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالِ

فإِنه قَدْ يُوَجَّه عَلَى تَذْكِيرِ الْخَمْرِ، فإِما أَن يَكُونَ تَذْكِيرُ الْخَمْرِ مَعْرُوفًا. وإِما أَن يَكُونَ وَجَّههَا عَلَى إِرادة الشَّرَابِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، أَعني الْحَمْلَ عَلَى الْمَعْنَى، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وإِن شِئْتَ جَعَلْتَ فَعيلًا هُنَا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ كَمَا تَقُولُ عينٌ كحيلٌ، فَتَكُونُ الْخَمْرُ مُؤَنَّثَةٌ عَلَى اللُّغَةِ الْمَشْهُورَةِ. وَيُقَالُ لجَيَّدِ الشَّرَابِ عاتقٌ، والعاتِقُ: الْخَمْرُ الْقَدِيمَةُ؛ قَالَ حَسَّانُ: كالمِسْكِ تَخْلِطُه بِمَاءِ سَحابةٍ ... أَو عاتِقٍ، كَدَمِ الذَّبيحِ مُدَامِ وَقَدْ عَتَقَت الخمرُ وعَتَّقَها. والمُعَتَّقَةُ: مِنْ أَسماء الطِّلاء وَالْخَمْرِ؛ قَالَ الأَعشى: وسَبيئَة مِمَّا تُعَتِّقُ بابِلٌ، ... كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها والمُعَتَّقَةُ: الْخَمْرُ الَّتِي عَتِّقَتْ زَمَانًا حَتَّى عَتُقَتْ. والعاتِقُ: كالعَتِيقَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ يَفُضَّ أَحدٌ خِتَامَهَا كَالْجَارِيَةِ العاتِقِ، وَقِيلَ: هِيَ لَمْ تُقْتَضَّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أُغْلي السِّباءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ، ... أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها وبَكْرَةٌ عَتيقَةٌ إِذا كَانَتْ نَجِيبَةً كَرِيمَةً. وَقَالَ أَعرابي: لَا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حَتَّى تَسْلم مِنَ القَرْحة والعُرَّة، فإِذا بَرِئَتْ مِنْهُمَا فَقَدْ عَتُقَتْ وَثَبَتَتْ، وَيُرْوَى نَبَتَتْ. وعَتُقت: قدُمت؛ وَكُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَدْ عَتَقَتْ، بِالْفَتْحِ، تَعْتِق عِتْقاً أَي نَجَتْ فَسَبَقَتْ. وأعْتقها صَاحِبُهَا أَي أَعجلها وأَنجاها. وعَتَق السَّمْنَ وعَتُق: يَعْنِي قَدُم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَتيقُ: الْمَاءُ، وَقِيلَ: الطِّلاء وَالْخَمْرُ، وَقِيلَ: اللَّبَنُ. وعَتَّقَ بِفِيه يُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ وَعَضَّ. والعِتْقُ: صَلَاحُ الْمَالِ. وعَتَقَ الْمَالُ عِتْقاً: صَلَحَ، وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق: أَصلحه فَصَلَحَ، وعَتُقَ فُلَانٌ بَعْدَ اسْتِعْلَاجٍ يَعْتُق، فَهُوَ عَتيقٌ: رقَّ وَصَارَ عَتيقاً، وَهُوَ رِقَّةُ الْجِلْدِ، أَي رَقَّت بَشَرته بَعْدَ الْغِلَظِ وَالْجَفَاءِ، وعَتَقَ التَّمْرُ وَغَيْرُهُ وعَتُقَ، فَهُوَ عَتيقٌ: رقَّ جِلْدُهُ، وعَتُقَ يَعْتُق إِذا صَارَ قَدِيمًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَتيقُ اسْمٌ لِلتَّمْرِ عَلَم؛ وأَنشد قَوْلَ عَنْتَرَةَ: كَذَب العَتيقُ وماءُ شَنّ باردٌ، ... إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فَاذْهَبِي قِيلَ: إِنه أَراد بالعَتيق التَّمْرَ الَّذِي قَدْ عَتُق؛ خَاطَبَ امرأَته حِينَ عَاتَبَتْهُ عَلَى إِيثار فَرَسِهِ بأَلبان إِبله فَقَالَ لَهَا: عَلَيك بِالتَّمْرِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ وذَرِي اللَّبَنَ لِفَرَسِي الَّذِي أَحميك عَلَى ظَهْرِهِ، وَقَالَ: هُوَ الْمَاءُ نَفْسُهُ؛ وَهَذِهِ الأَبيات قِيلَ إِنها لِعَنْتَرَةَ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: إِنها لخُزَز بْنِ لَوْذَان السَّدُوسِيِّ، وَهِيَ: كَذَب العتيقُ وَمَاءُ شَنٍّ باردٌ، ... إِن كُنْتِ سائِلَتي غَبوقاً فَاذْهَبِي لَا تُنْكِري فَرَسِي وَمَا أَطعمْتُه، ... فيكونَ لونُكِ مثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ إِني لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتي: ... هَذَا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ إِنَّ الرجالَ لهُمْ إِليك وسِيلةٌ ... أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبي وَيَكُونُ مَرْكَبُكِ القَلوصَ وظِلَّهُ، ... وابنُ النَّعامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبي قَالَ: والعَتيقُ التَّمْرُ الشهْريزُ، وَجَمْعُهُ عُتُق. والعاتِقُ: مَا بَيْنَ المَنْكب والعُنُقِ، مذكر وقد

أُنث وَلَيْسَ بِثَبْتٍ؛ وَزَعَمُوا أَن هَذَا الْبَيْتَ مَصْنُوعٌ وَهُوَ: لَا نَسَبَ اليومَ وَلَا خُلَّةٌ، ... اتِّسَعَ الفَتْقُ عَلَى الراتِقِ لَا صُلْحَ بَيْنِي، فاعْلَموهُ، وَلَا ... بينكُمُ، مَا حَمَلَتْ عاتِقي سَيْفِي وَمَا كنَّا بنَجْدٍ، وَمَا ... قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعاتِقُ مُؤَنَّثَةٌ، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذِهِ الأَبيات وَنَسَبَهَا لأَبي عَامِرٍ جدِّ الْعَبَّاسِ بنِ مِرْداس وَقَالَ: وَمَنْ رَوَى الْبَيْتَ الأَول: اتَّسَعَ الخرقُ عَلَى الراقِع فَهُوَ لأَنس بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، وَهُمَا عاتِقانِ وَالْجَمْعُ عُتْق وعُتَّق وعواتِقُ. وَرَجُلٌ أَمْيَلُ العاتِقِ: معْوَجُّ مَوْضِعِ الرِّدَاءِ. والعاتِقُ: الزِّقُّ الْوَاسِعُ الْجَيِّدُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ لَبِيدٌ: أَغْلى السِّباءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ العاتِقَ زِقًّا لَمَّا رَآهُ نَعْتًا للأَدْكن وإِنما أَرَادَ بالعاتِقِ جيّدَ الْخَمْرِ وَهُوَ كَقَوْلِهِ: أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، وإِنما قُدِحَ مَا فِيهَا، والجَونة: الْخَابِيَةُ، والقَدْح الغَرْف. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ الزِّقّ الَّذِي طَابَتْ رَائِحَتُهُ، وَقَوْلُهُ بِكُلّ يَعْنِي مِنْ كُلٍّ، والسِّباء: اشْتِرَاءُ الْخَمْرِ. والعاتِقُ أَيضاً: الْمَزَادَةُ الْوَاسِعَةُ. والمُعَتَّقةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِطْرِ. وأَبو عَتيقٍ: كُنْيَةٌ، وَمِنْهُ ابْنُ أَبي عَتيقٍ هَذَا الماجِنُ الْمَعْرُوفُ، وإِنما قِيلَ قَنْطرة عَتيقَةٌ، بِالْهَاءِ، وَقَنْطَرَةٌ جَديدٌ، بِلَا هَاءٍ، لأَن العَتيقَةَ بِمَعْنَى الْفَاعِلَةِ وَالْجَدِيدُ بِمَعْنَى الْمُفَعْوِلَةِ ليُفْرَقَ بَيْنَ مَا لَهُ الْفِعْلُ وَبَيْنَ مَا الْفِعْلُ واقع عليه. عثق: العَثَقُ: شَجَرٌ نَحْوُ الْقَامَةِ وَوَرَقُهُ شَبِيهٌ بِوَرَقِ الكَبَر إِلا أَنه كَثِيفٌ غَلِيظٌ، يَنْبُتُ فِي الشَّوَاهِقِ كَمَا يَنْبُتُ الكَتَمُ، لَا يأْكله شَيْءٌ ويُجَفَّفُ وَرَقُهُ ويُدَقُّ ويُوخَفُ بِالْمَاءِ كَمَا يُوخَفُ الخِطْمِيُّ فَيُطْلَى بِهِ فِي مَوْضِعٍ كَنينٍ، فإِذا جفَّ أُعيدَ فحَلَقَ الشَّعْرَ حَلْق النُّورة. أَبو عَمْرٍو: سَحَابٌ مُنْعَثِقٌ إِذا اخْتَلَطَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. وَفِي لُغَاتِ هُذَيْلٍ: أَعْثَقَت الأَرضُ إِذا أَخصبت. عدق: عَدَقَ يَعْدِقُ وأَعْدَقَ وعَوْدَقَ: أَدخل يَدَهُ فِي نَوَاحِي الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ كأَنه يَطْلُبُ شَيْئًا. وعَدَق الشيءَ يَعْدِقُه عَدْقاً: جَمَعَهُ. والعَوْدَقُ والعَوْدَقةُ: حَدِيدَةٌ ذَاتُ ثَلَاثِ شُعَبٍ يُستخرج بِهَا الدَّلْوُ مِنْ الْبِئْرِ. ابْنُ الأَعرابي: العَوْدَقةُ والعَدْوقة لخُطَّاف الْبِئْرِ، وَجَمْعُهَا عُدُقٌ، وَقَالَ: العَدَق الْخَطَاطِيفُ الَّتِي تُخْرج الدلاءُ بِهَا، وَاحِدَتُهَا عَدَقَةٌ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ اللُّبْجَةُ عَوْدَقةً، واللُّبْجة حَدِيدَةٌ لَهَا خَمْسَةُ مَخَالِبَ تُنْصَبُ لِلذِّئْبِ يُجْعَلُ فِيهَا اللَّحْمُ، فإِذا اجْتَذَبَهُ نَشِبَ فِي حَلْقِهِ. وَرَجُلٌ عادِقُ الرأْي: لَيْسَ لَهُ صَيِّور يَصِيرُ إِليه. يُقَالُ: عَدَقَ بِظَنِّهِ عَدْقاً إِذا رَجمَ بِظَنِّهِ ووجَّه الرأْي إِلى ما لا يَسْتَيْقنه. عذق: العَذْقُ: كُلُّ غُصْنٍ لَهُ شُعَب. والعَذْق أَيضاً: النَّخْلَةُ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ. والعِذْق: الكِباسة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَذْق، بِالْفَتْحِ، النَّخْلَةُ بحَمْلها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ السَّقيفة: أَنا عُذَيْقُها المُرْجَّبُ ، تَصْغِيرًا لعَذْق النَّخْلَةِ وَهُوَ تَصْغِيرُ تَعْظِيمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمْ مِنْ عذْقٍ مُذَلَّل فِي الْجَنَّةِ لأَبي الدَّحْدَاحِ ؛ العَذْق،

بِالْفَتْحِ: النَّخْلَةُ، وَبِالْكَسْرِ: العَرْجون بِمَا فِيهِ مِنَ الشَّمَارِيخِ، وَيُجْمَعُ عَلَى عِذاقٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنس: فردَّ رَسُولُ اللَّهِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى أُمْي عِذاقَها أَي نَخَلَاتِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَنس: لَا قَطْعَ فِي عِذْقٍ مُعَلَّقٍ لأَنه مَا دَامَ مُعَلَّقًا فِي الشَّجَرَةِ فَلَيْسَ فِي حِرْز. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا وَالَّذِي أَخرج العَذْق مِنَ الجريمةِ أَي النَّخْلَةَ مِنَ النَّوَاةِ؛ فأَما عَذْقُ بْنُ طابٍ فإِنما سَمَّوُا النَّخْلَةَ بِاسْمِ الْجِنْسِ فَجَعَلُوهُ مَعْرِفَةً، وَوَصَفُوهُ بِمُضَافٍ إِلى مَعْرِفَةٍ فَصَارَ كَزَيْدِ بْن عَمْرٍو، وَهُوَ تَعْلِيلُ الْفَارِسِيِّ. والعِذْق: القِنْوُ مِنَ النَّخْلِ وَالْعُنْقُودُ مِنَ الْعِنَبِ، وَجَمْعُهُ أَعْذاقٌ وعُذوق. وأَعْذَقَ الإِذْخِرُ إِذا أَخرج ثَمَرَهُ، وعَذَقَ أَيضاً كَذَلِكَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أُصَيْلٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ سأَله عَنْ مَكَّةَ: تركتُها وَقَدْ أَحْجَنَ ثُمامها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُصَيْلُ، دَع القلوبَ تَقِرّ ؛ وَلَمْ يُفَسِّرْ أَبو حَنِيفَةَ مَعْنَى قَوْلِهِ أَعْذَقَ إِذْخرها ؛ ابْنُ الأَثير: أَعْذق إِذخرها أَي صَارَتْ لَهُ عُذوق وشُعَب، وَقِيلَ: أَعْذق بِمَعْنَى أَزهر. ابْنُ الأَعرابي: عَذَقَ السَّخْبَرُ إِذا طَالَ نَبَاتُهُ وَثَمَرَتُهُ عَذَقُه. والعَذْقَةُ والعِذْقَة: الْعَلَامَةُ تُجْعَلُ عَلَى الشَّاةِ مُخَالِفَةً لِلَوْنِهَا تُعْرَفُ بِهَا، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْمَعْزَ. عَذَقَها يَعْذُقها عَذْقاً وأَعْذقها إِذا رَبَطَ فِي صُوفِهَا صُوفَةً تُخَالِفُ لَوْنَهَا يَعْرِفُهَا بِهَا. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ اعْتذَق فُلَانٌ بَكرة مِنْ إِبله إِذا أَعلم عَلَيْهَا لقبضها، وَالْعَلَامَةُ عَذْقة، بِالْفَتْحِ. وعَذَقَ الرجلَ بشرٍّ يَعْذِقُه عَذْقاً. وَسَمه بِالْقَبِيحِ وَرَمَاهُ بِهِ حَتَّى عُرف بِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه جَعَلَهُ لَهُ عَلَامَةً. والعَذْق: إِبداء الرَّجُلِ إِذا أَتى أَهله. وَيُقَالُ: فِي بَنِي فُلَانٍ عِذْقٌ كَهْلٌ أَي عِزّ قَدْ بَلَغَ غَايَتَهُ، وأَصله الكِباسة إِذا أَينعت، ضُرِبَتْ مَثَلًا للعِزّ الْقَدِيمِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَفِي غَطَفانَ عِذْقُ عِزّ مُمَنَّعُ، ... عَلَى رَغْم أَقوامٍ منَ النَّاسِ، يانِعُ فَقَوْلُهُ عِذْقٌ يانعٌ كَقَوْلِكَ عِزّ كَهْل وعِذْق كَهْل. والعِذْقُ: مَوْضِعٌ. وخَبْراء العِذَقِ: مَعْرُوفَةٌ بِنَاحِيَةِ الصَّمَّان. قَالَ الأَزهري: وَمِمَّا اعْتُقِبَ فِيهِ الْقَافُ وَالْبَاءُ انْزَرَبَ فِي بَيْتِهِ وانْزَرق، وابْتَشَرْت الشَّيْءَ واقْتَشَرْته. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَقُومُ بأُمور النَّخْلِ وتَأْبِيره وَتَسْوِيَةِ عُذُوقه وَتَذْلِيلِهَا للقِطاف عاذِقٌ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: تَنْجو، ويَقْطُر ذِفْراها عَلَى عُنُقٍ، ... كالجِذْعِ شَذَّب عَنْهُ عاذِقٌ سَعَفَا وَفِي الصِّحَاحِ: عَذَّقَ عَنْهُ عاذِقٌ سَعَفًا. وعَذَقْت النَّخْلَةَ: قَطَعْتُ سعَفَها، وعَذَّقَت، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اعْتَذَقَ الرجلُ واعْتَذَب إِذا أَسبْل لِعِمَامَتِهِ عَذَبَتَيْن مِنْ خَلْفٍ، وَقَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ عَرَّاماً يَقُولُ كذبت عَذَّاقَتُه وعَذَّابَتُه، وَهِيَ اسْتُهُ. وامرأَة عَقْذَانةٌ «5» وشَقْذانةٌ وعَذْقانة أَي بَذِيَّة سَلِيطَةٌ، وَكَذَلِكَ امرأَة سَلَطَانَةٌ وسَلَتانة. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ عَذِقٌ بِالْقُلُوبِ ولَبِقٌ وطِيب عَذِقٌ أَي ذَكِيُّ الريح. عذلق: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ الْحَادِّ الرأْس الْخَفِيفِ الرُّوحِ: عُسْلوج وعُذْلوق وغَيْدان وغَيْذان وشَمَيْذَر.

_ (5). قوله [وامرأة عقذانة إلخ] تقدم في مادة عقذ وشتقذ نقل هذه العبارة بعينها وفيها عدوانة بدل عذقانة وهو تحريف والصواب ما هنا.

عرق: العَرَق: مَا جَرَى مِنْ أُصول الشَّعْرِ مِنْ مَاءِ الْجَلْدِ، اسْمُ لِلْجِنْسِ لَا يَجْمَعُ، هُوَ فِي الْحَيَوَانِ أَصل وَفِيمَا سِوَاهُ مُسْتَعَارٌ، عَرِق عَرَقاً. وَرَجُل عُرَقٌ: كَثِيرُ العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فَبِنَاءٌ مُطَّرِدٌ فِي كُلِّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ كهُزَأَة، وربما غُلِّظ بِمِثْلِ هَذَا وَلَمْ يُشْعَر بِمَكَانِ اطِّرَادِهِ فَذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يُطْرَدُ، فَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ عُرَقٌ وعُرَقةٌ كَثِيرُ الْعَرَقِ، فَسَوَّى بَيْنَ عُرَقٍ وعُرَقةٍ، وعُرَقٌ غَيْرُ مُطَّرِدٍ وعُرَقةٌ مُطَّرِدٌ كَمَا ذَكَرْنَا. وأَعْرَقْتُ الْفَرَسَ وعَرَّقْتُه: أَجريته لِيَعْرَقَ. وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وَكَذَلِكَ الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فِيهَا النَّدَى حَتَّى يَلْتَقِيَ هُوَ وَالثَّرَى. وعَرَقُ الزجاجةِ: مَا نَتح بِهِ مِنَ الشَّرَابِ وَغَيْرِهِ مِمَّا فِيهَا. ولَبَنٌ عَرِقٌ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: فاسدُ الطَّعْمِ وَهُوَ الَّذِي يُحْقَن فِي السِّقَاءِ ويعلَّق عَلَى الْبَعِيرِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَنْبِ الْبَعِيرِ وِقَاءٌ، فيَعْرَقُ البعيرُ وَيَفْسُدُ طَعْمُهُ مِنْ عَرَقِه فَتَتَغَيَّرُ رَائِحَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَبِيثُ الحمضُ، وَقَدْ عَرِق عَرَقاً. والعرَقُ: الثَّوَابُ. وعَرَق الخِلال: مَا يُرْشِحُ لَكَ الرَّجُلُ بِهِ أَي يُعْطِيكَ لِلْمَوَدَّةِ؛ قَالَ الحرث بْنُ زُهَيْرٍ الْعَبْسِيُّ يَصِفُ سَيْفًا: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي، ... وَمَا أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ أَي لَمْ يَعْرَق لِي بِهَذَا السَّيْفِ عَنْ مَوَدَّةٍ إِنما أَخذته مِنْهُ غَصْبًا، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الثَّوَابِ شُبِّهَ بالعرقِ. قَالَ شَمِرٌ: العرَقُ النَّفْعُ وَالثَّوَابُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: اتَّخَذْتُ عِنْدَهُ يَدًا بَيْضَاءَ وأُخرى خَضْرَاءَ فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عَرَقاً أَي ثَوَابًا، وأَنشد بيت الحرث بْنِ زُهَيْرٍ وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ أُعْطَه للمُخالّة وَالْمَوَدَّةِ كَمَا يُعْطي الخليلُ خليلَه، وَلَكِنِّي أَخذته قَسْراً، وَالنُّونُ اسْمُ سَيْفِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ أَخذه مِنْ مَالِكٍ يَوْمَ قتَلَه، وأَخذه الحرث مِنْ حَمَلِ بْنِ بَدْرٍ يَوْمَ قَتَلَهُ، وَظَاهِرُ بَيْتِ الحرث يَقْضِي بأَنه أَخذ مِنْ مَالِكٍ «1». سَيْفًا غَيْرَ النُّونِ، بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: سأَجعله مَكَانَ النُّونِ أَي سأَجعل هَذَا السَّيْفَ الَّذِي اسْتَفَدْتُهُ مَكَانَ النُّونِ؛ وَالصَّحِيحُ فِي إِنشاده: ويُخْبِرُهم مَكَانَ النُّونِ مِنِّي لأَن قَبْلَهُ: سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بْنُ عَمْرٍو، ... إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال والعَرقُ فِي الْبَيْتِ: بِمَعْنَى الْجَزَاءِ: ومَعارِقُ الرَّمْلِ: أَلعْاطُه وآباطُه عَلَى التَّشْبِيهِ بمَعارِق الْحَيَوَانِ. والعرَق: اللَبنُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب فِي الْعُرُوقِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلى الضَّرْعِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً، ... منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطَّعْمِ مجهودِ وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ غُرَقاً جَمْعُ غُرْقة، وَهِيَ الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ وَالشَّرَابِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ خَاصَّةً؛ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: تُصْبح وَقَدْ ضَمِنَتْ، وَذَلِكَ أَن قَبْلَهُ: إِن تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه، ... مِنَ الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ تُصْبِحُ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً، فَهَذَا شَرْطٌ وَجَزَاءٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: تُضْحِ وَقَدْ ضَمِنَتْ، عَلَى احْتِمَالِ الطَّيِّ. وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نُتِحْ مِنْهُ اللَّبَنُ. وَيُقَالُ: إِنَّ بِغَنَمِكَ لعِرْقاً مِنْ لَبَنٍ، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا؛ ويقال:

_ (1). قوله [من مالك إلخ] كذا بالأَصل ولعله من حمل

عَرَقاً مِنْ لَبَنٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَمَا أَكثر عَرَق إِبلك وَغَنَمِكَ أَي لبَنها وَنِتَاجُهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَلا لَا تُغالوا صُدُقَ النِّسَاءِ فإِن الرِّجَالَ تُغالي بِصَدَاقِهَا حَتَّى تَقُولَ جَشِمْت إِليك عَرَق الْقِرْبَةِ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: عَرَقُ القِرْبة أَن يَقُولَ نَصِبْت لَك وَتَكَلَّفْتُ وَتَعِبْتُ حَتَّى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مَائِهَا؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تَكَلَّفْتُ إِليك مَا لَا يَبْلُغُهُ أَحد حَتَّى تجشَّمْت مَا لَا يَكُونُ لأَن الْقِرْبَةَ لَا تَعْرَق، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر، وَقِيلَ: أَراد بعَرقِ الْقِرْبَةِ عَرَقَ حامِلها مِنْ ثِقَلها، وَقِيلَ: أَراد إِني قَصَدْتُكَ وَسَافَرْتُ إِليك وَاحْتَجْتُ إِلى عَرَق الْقِرْبَةِ وَهُوَ مَاؤُهَا؛ قَالَ الأَصمعي: عَرق الْقِرْبَةِ مَعْنَاهُ الشِّدَّةِ وَلَا أَدري مَا أَصله؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، عَفْوُها ... عَرق السِّقاء عَلَى القَعود اللَّاغِبِ قَالَ: أَراد أَنه يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ تَغِيظه وَلَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ فيُؤاخِذ بِهَا صاحَبها وَقَدْ أُبْلِغتْ إِليه كعَرَق السِّقَاءِ عَلَى القَعُود اللَّاغِبِ، وأَراد بِالسِّقَاءِ الْقِرْبَةَ، وَقِيلَ: لَقِيت مِنْهُ عَرَقَ الْقِرْبَةِ أَي شدَّة وَمَشَقَّةً، وَمَعْنَاهُ أَن الْقِرْبَةَ إِذا عَرِقت وَهِيَ مَدْهُونَةٌ خبُث رِيحُهَا، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر: لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ، وَقَالَ: أَراد عَرَقَ الْقِرْبَةِ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الشِّعْرُ كَمَا قَالَ رُؤْبَةُ: كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ وإِنما يُقَالُ: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احْتِمَالَ الطَّيِّ لأَن قوله صاح من المفتعلن فَقَالَ نَادَى، فأَتمَّ الْجُزْءَ عَلَى مَوْضُوعِهِ فِي بَحْرِهِ لأَن نادى من المستفعلن، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ جَشِمْت إِليك النصَبَ وَالتَّعَبَ والغُرْمَ وَالْمُؤْونَةَ حَتَّى جَشِمْت إِليك عَرَقَ الْقِرْبَةِ أَي عِراقها الَّذِي يُخْرَزُ حَوْلَهَا، وَمَنْ قَالَ عَلَقَ الْقِرْبَةِ أَراد السُّيُورَ الَّتِي تعلَّق بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ الْقِرْبَةِ وعَلَق الْقِرْبَةِ، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بِهَا عَنْ جَهْد حَمْلِها وَذَلِكَ لأَن أَشدّ الأَعمال عِنْدَهُمُ السَّقْيُ، وأَما عَلَقُهَا فَمَا شُدَّت بِهِ ثُمَّ عُلِّقت؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَرَقُ الْقِرْبَةِ وعَلَقُها وَاحِدٌ، وَهُوَ مِعْلاق تُحْمَلُ بِهِ الْقِرْبَةُ، وأَبدلوا الرَّاءَ مِنَ اللَّامِ كَمَا قَالُوا لعَمْري ورَعَمْلي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَقيت مِنْ فُلَانٍ عَرَق الْقِرْبَةِ؛ العَرَقُ إِنما هُوَ لِلرَّجُلِ لَا لِلْقِرْبَةِ، وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزَّوَافِرُ ومَنْ لَا مُعِين لَهُ، وَرُبَّمَا افْتَقَرَ الرَّجُلُ الْكَرِيمُ وَاحْتَاجَ إِلى حَمْلِهَا بِنَفْسِهِ فيَعْرَقُ لِمَا يَلْحَقُهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالْحَيَاءِ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: تجشَّمْت لَكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ. وعَرَقُ التَّمْرِ: دِبْسه. وَنَاقَةٌ دَائِمَةُ العَرَقِ أَي الدِّرَّة، وَقِيلَ: دَائِمَةُ اللَّبَنِ. وَفِي غَنَمِهِ عَرَقٌ أَي نِتاج كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعِرْق كُلِّ شَيْءٍ: أَصله، وَالْجَمْعُ أَعْراق وعُروق، وَرَجُلٌ مُعْرِقٌ فِي الْحَسَبِ وَالْكَرَمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ قُتَيْلة بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ الحرث: أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ ... فِي قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق أَي عَرِيقُ النَّسَبِ أَصيل، وَيُسْتَعْمَلُ فِي اللُّؤْمِ أَيضاً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لَمُعْرَق لَهُ فِي الْكَرَمِ، وَفِي اللُّؤْمِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الِعَزِيزِ: إِنَّ امْرَأً لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق لَهُ فِي الْمَوْتِ أَي إِن لَهُ فِيهِ عِرْقاً وإِنه أَصيل فِي الْمَوْتِ. وَقَدْ عَرَّقَ فِيهِ أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فِيهِ إِعْراق الْعَبِيدِ والإِماء إِذا خَالَطَهُ ذَلِكَ وتخلَّق بأَخلاقهم.

وعَرَّق فِيهِ اللئامُ وأَعْرَقوا، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ إِنه لَمعْروقٌ لَهُ فِي الْكَرَمِ، عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الزَّائِدِ، وتَداركه أعْراقُ خَيْرٍ وأَعْراق شَرٍّ؛ قَالَ: جَرى طَلَقاً، حَتَّى إِذا قِيلَ سابقٌ، ... تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعْرَق الرَّجُلُ أَي صَارَ عَريقاً، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عُروق فِي الْكَرَمِ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْكَرَمِ وَاللُّؤْمِ جَمِيعًا. وَرَجُلٌ عَريق: كَرِيمٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ أَعْرَقَ. يُقَالُ: أَعْرَق الفرس كِذا صَارَ عَريقاً كَرِيمًا. والعَريق مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الْكَرَمِ. ابْنُ الأَعرابي: العُرُقُ أَهل الشَّرَفِ، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السَّلَامَةِ فِي الدِّينِ. وَغُلَامٌ عَريقٌ: نَحِيفُ الْجِسْمِ خَفِيفُ الرُّوحِ. وعُرُوقُ كلِّ شَيْءٍ: أَطْنَاب تَشَعَّبُ مِنْهُ، وَاحِدُهَا عِرْق. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن ماءَ الرَّجُلِ يَجْرِي مِنَ المرأَة إِذا وَاقَعَهَا فِي كُلِّ عِرْقٍ وعَصَبٍ ؛ العِرْق مِنَ الْحَيَوَانِ: الأَجْوَف الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الدَّمُ، والعَصَبُ غَيْرُ الأَجْوَف. والعُرُوقُ: عُروقُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ عِرْق. وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه فِي الأَرض. وَفِي الْمُحْكَمِ: امتدَّت عُروقه بِغَيْرِ تَقْيِيدٍ. والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الَّذِي يَذْهَبُ فِي الأَرض سُفْلًا وتَشَعَّبُ مِنْهُ العُروقُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فَجَمَعَ بِالتَّاءِ. وعِرْقاةُ كُلِّ شَيْءٍ وعَرْقاته: أَصله وَمَا يَقُومُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِ: استأْصل اللَّهُ عَرْقاتَهُ، يَنْصِبُونَ التَّاءَ لأَنهم يَجْعَلُونَهَا وَاحِدَةً مُؤَنَّثَةً. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: استأْصل اللَّهُ عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم، فعِرْقاتِهم. بِالْكَسْرِ، جَمْعُ عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسٍ وعِرْسات لأَن عِرْساً أُنثى فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْمُذَكَّرِ الَّذِي جُمِعَ بالأَلف وَالتَّاءِ كسِجِلّ وسِجِلَّاتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، وَمَنْ قَالَ عِرْقاتَهم أَجْراه مَجْرَى سِعْلاة، وَقَدْ يَكُونُ عِرْقاتَهُم جَمْعَ عِرْق وعِرْقة كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: رأَيت بناتَك، شَبَّهُوهَا بِهَاءِ التأْنيث الَّتِي فِي قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كَمَا أَن هَذِهِ لَهُ، وَالَّذِي سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ عِرْقاتِهِم، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: العِرْقاةُ مِنَ الشَّجَرِ أُرُومُهُ الأَوسط وَمِنْهُ تَتَشَعَّب العُروق وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فِعْلاةٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَنْ كَسَرَ التَّاءَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَجَعَلَهَا جَمْعَ عِرْقَةٍ فَقَدْ أَخطأَ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَل أَبو عَمْرٍو أَبا خَيْرَةَ عَنْ قَوْلِهِمُ استأْصل اللَّهُ عِرْقاتِهم فَنَصَبَ أَبو خَيْرَةَ التَّاءَ مِنْ عِرْقاتِهم، فَقَالَ لَهُ أَبو عَمْرٍو: هَيْهات أَبا خَيْرَةَ لانَ جِلْدُك وَذَلِكَ أَن أَبا عَمْرٍو اسْتَضْعَفَ النَّصْبَ بعد ما كَانَ سَمِعَها مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثُمَّ رَوَاهَا أَبو عَمْرٍو فِيمَا بَعْدُ بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ، فإِما أَن يَكُونَ سَمِعَ النَّصْبَ مِنْ غَيْرِ أَبي خَيْرَةَ مِمَّنْ تُرْضى عَرَبِيَّتُهُ، وإِما أَن يَكُونَ قَوِيَ فِي نَفْسِهِ مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبي خَيْرَةَ بِالنَّصْبِ، وَيَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ أَقام الضَّعْفَ فِي نَفْسِهِ فَحَكَى النصبَ عَلَى اعْتِقَادِهِ ضَعْفَهُ، قَالَ: وَذَلِكَ لأَن الأَعرابي يَنْطِقُ بِالْكَلِمَةِ يَعْتَقِدُ أَن غَيْرَهَا أَقوى في نفسه، أَلا تَرَى أَن أَبا الْعَبَّاسِ حَكَى عَنْ عُمَارة أَنه كَانَ يقرأُ وَلَا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فَقَالَ لَهُ: مَا أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: أَردتُ سابقُ النهارِ، فَقَالَ لَهُ: فَهَلَّا قُلْتَه؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتُه لَكَانَ أَوْزَنَ أَي أَقوى. والعِرْقُ: نَبَاتٌ أَصفر يُصْبَغُ بِهِ، وَالْجَمْعُ عُروقٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الأَزهري: والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تَكُونُ صُفْراً يُصْبَغُ بِهَا، وَمِنْهَا عُروق حُمْرٌ يُصْبَغُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: أَنه كَرِهَ العُروقَ للمُحْرم ؛ العُروقُ نَبَاتٌ أَصفر طَيِّبُ الرِّيحِ وَالطَّعْمِ يُعْمَلُ فِي الطَّعَامِ، وَقِيلَ:

هُوَ جَمْعٌ وَاحِدُهُ عِرْقٌ. وعُروقُ الأَرضِ: شَحْمَتُهَا، وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها. وَفِي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ: أَنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإِبلٍ مِنْ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ كأَنه عُروقُ الأَرْطى ؛ الأَرطى: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ وَاحِدَتُهُ أَرْطاةٌ. قَالَ الأَزهري: عُروقُ الأَرطى طِوال حُمْرٌ ذَاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمَالِ الْمَمْطُورَةِ فِي الشِّتَاءِ، تَرَاهَا إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِفُّ يَقطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّهَ الإِبل فِي حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وَحُسْنِهَا وَاكْتِنَازِ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا بعُرُوقِ الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ لانْسِرابها فِي رِيِّ الثَّرَى الَّذِي انْسابَتْ فِيهِ، والظباءُ وبقرُ الْوَحْشِ تجيءُ إِليها فِي حَمْراءِ القَيْظِ فَتَسْتَثِيرُهَا مِنْ مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ مَاءَهَا فتَجْزأُ بِهِ عَنْ وِرْدِ الماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا يَحْفِرُ أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فِيهِ مِنَ الحرِّ: تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حَتَّى كأَنَّما ... يُثِير الكُبابَ الجَعْد عَنْ مَتْنِ محْمَلِ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عُرُوقي قِيلَ: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بْنُ إِبراهيم، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. وَيُقَالُ: فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ. والعِرْقُ: الأَرض المِلْح الَّتِي لَا تُنْبِتُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العِرْقُ سَبَخَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ. واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذَلِكَ الْمَكَانَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رَعَتْ قُرْب الْبَحْرِ. وَكُلُّ مَا اتَّصَلَ بِالْبَحْرِ مِنْ مَرْعًى فَهُوَ عِراقٌ. وإِبل عِراقيَّة: مَنْسُوبَةٌ إِلى العِرْقِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والعِراقُ: بَقَايَا الحَمْض. وإِبل عِراقيَّةٌ: تَرْعَى بَقَايَا الْحَمْضِ. وَفِيهِ عِرْقٌ مِنْ ماءٍ أَي قَلِيلٌ. والمُعْرَقُ مِنَ الْخَمْرِ: الَّذِي يُمْزَجُ قَلِيلًا مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فِيهِ عِرْقٌ مِنَ الْمَاءِ؛ قَالَ البُرْجُ بْنُ مُسْهِرٍ: ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً ... سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عَنْهُ، ... بمُعْرَقة، ملامةَ مَنْ يَلومُ ابْنُ الأَعرابي: أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت مَاءَهَا؛ وأَنشد لِلقُطَامِيِّ: ومُصَرَّعينَ مِنَ الكَلالِ، كأَنَّما ... شَرِبوا الغَبُوقَ مِنَ الطِّلاءِ المُعْرَق وعَرَّقْتُ فِي السِّقاء وَالدَّلْوِ وأَعْرَقْتُ: جَعَلْتُ فِيهِمَا مَاءً قَلِيلًا؛ قَالَ: لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فِيهَا، ... أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟ حَبَار: اسْمُ نَاقَتِهِ، وَقِيلَ: الحَبَار هُنَا الأَثَر، وَقِيلَ: الحَبَار هَيْئَةُ الرَّجُلِ فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعُرَاقَةُ: النُّطْفة مِنَ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عُرَاق وَهِيَ العَرْقَاة. وَعَمِلَ رَجُلٌ عَمَلًا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصحابه: عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فَمَعْنَى بَرَّقْت لوَّحْت بِشَيْءٍ لَا مصْداق لَهُ، وَمَعْنَى عَرَّقْت قلَّلت، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: عَرَّقْت الكأْسَ مَزَجْتُهَا فَلَمْ يعيِّن بقلَّة مَاءٍ وَلَا كَثْرَةٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قَالَ: وَقَالَ أَبو صَفْوَانَ الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دُونَ المَلْءِ؛ وَبِهِ فسَّر قَوْلَهُ: لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فِيهَا

وَفِي النَّوَادِرِ: تَرَكْتُ الْحَقَّ مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً بيِّناً. وإِنه لَخَبِيثُ العَرْق أَي الْجَسَدِ، وَكَذَلِكَ السِّقاء. وَفِي حَدِيثِ إِحيْاء المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْق ظَالِمٍ حقٌ ؛ العِرْقُ الظَّالِمُ: هُوَ أَن يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلى أَرض قَدْ أَحياها رَجُلٌ قَبْلَهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا غَرْسًا غَصْبًا أَو يَزْرَعَ أَو يُحْدِثَ فِيهَا شَيْئًا لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الأَرضَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالرِّوَايَةُ لعِرْقٍ، بِالتَّنْوِينِ، وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَي لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ، فجعَلَ العِرْقَ نَفْسَهُ ظَالِمًا والحَقَّ لِصَاحِبِهِ، أَو يَكُونُ الظَّالِمُ مِنْ صِفَةِ صَاحِبِ الْعِرْقِ، وإِن رُوِيَ عِرْق بالإِضافة فَيَكُونُ الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وَهُوَ أَحد عُروق الشَّجَرَةِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هَذِهِ عِبَارَةُ اللُّغَوِيِّينَ وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ. وَمَا هُوَ عِنْدِي بعِرْقِ مَضِنَّة أَي مَا لَه قَدْر، وَالْمَعْرُوفُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَحْدِ وَحْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، سُمِّيَ عِلْقاً لأَنه عَلِقَ بِهِ لحبِّه إِياه، يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَا أَحبه. والعُرَاقُ: الْمَطَرُ الْغَزِيرُ: والعُراقُ: الْعَظْمُ بِغَيْرِ لَحْمٍ، فإِن كَانَ عَلَيْهِ لَحَمٌ فَهُوَ عَرْق؛ قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي العُرَاقِ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ: حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عَنْ عُرَاقِها أَي تَبْرِي اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ. وَقِيلَ: العَرْقُ الَّذِي قَدْ أُخِذَ أَكثر لَحْمِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُم سَلَمة وَتَنَاوَلَ عَرْقاً ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضأْ. وروي عن أُم إِسحق الْغَنَوِيَّةِ: أَنها دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِ حَفْصة وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَرِيدةٌ، قَالَتْ فَنَاوَلَنِي عَرْقاً ؛ العَرْقُ، بِالسُّكُونِ: الْعَظْمُ إِذا أُخذ عَنْهُ مُعْظَمُ اللَّحْمِ وهَبْرُهُ وَبَقِيَ عَلَيْهَا لُحُومٌ رَقِيقَةٌ طَيِّبَةٌ فَتُكْسَرُ وَتُطْبَخُ وتؤْخذ إِهالَتُها مِنْ طُفاحتها، وَيُؤْكَلُ مَا عَلَى الْعِظَامِ مِنْ لَحْمٍ دَقِيقٍ وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها مِنْ أَطيب اللُّحْمانِ عِنْدَهُمْ؛ وَجَمْعُهُ عُرَاقٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ جَمْعٌ نَادِرٌ. يُقَالُ: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللَّحْمَ عَنْهُ بأَسنانك نَهْشاً. وَعَظْمٌ مَعْروقٌ إِذَا أُلقي عَنْهُ لَحْمُهُ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يُخَاطِبُ امرأَته: وَلَا تُهْدِي الأَمَرَّ وَمَا يَليهِ، ... وَلَا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَرْقُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ عَرَقْتُ الْعَظْمَ أَعْرُقُه، بِالضَّمِّ، عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وَقَالَ: أَكُفُّ لِسَانِي عَنْ صَديقي، فإِن أُجَأْ ... إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ والعَرْق: الفِدْرة مِنَ اللَّحْمِ، وَجَمْعُهَا عُرَاقٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَمْ يَجِئْ شَيْءٌ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى فُعالٍ إِلا أَحرف مِنْهَا: تُؤَامٌ جَمْعُ تَوْأَمٍ، وَشَاةٌ رُبَّى وَغَنَمٌ رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ ذَكَرَ سِتَّةَ أَحرف أُخَر: وَهِيَ رُذَال جَمْعُ رَذْل، ونُذَال جَمْعُ نَذْلٍ، وبُسَاط جَمْعُ بُسْط لِلنَّاقَةِ تُخَلَّى مَعَ وَلَدِهَا لَا تُمْنَعُ مِنْهُ، وثُنَاء جَمْعُ ثِنْيٍ لِلشَّاةِ تَلِدُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وظُهار جَمْعُ ظَهْرٍ لِلرِّيشِ عَلَى السَّهْمِ، وبُرَاءٌ جَمْعُ بَرِيءٍ، فَصَارَتِ الْجُمْلَةُ اثْنَيْ عَشَرَ حَرْفًا. والعُرامُ: مِثْلُ العُراقِ، قَالَ: والعِظام إِذا لَمْ يَكُنْ

عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ تُسَمَّى عُرَاقاً، وإِذا جُرِّدَتْ مِنَ اللَّحْمِ «2» تُسَمَّى عُراقاً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ وَجَدَ أَحدُهم عَرْقاً سَمِينًا أَو مَرْمَاتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الأَطعمة: فَصَارَتْ عَرْقَهُ ، يَعْنِي أَن أَضلاع السِّلْق قَامَتْ فِي الطَّبِيخِ مَقَامَ قِطَعِ اللَّحْمِ؛ هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَفِي أُخرى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، يُرِيدُ المَرَق مِنَ الغَرْفِ. أَبو زَيْدٍ: وَقَوْلُ النَّاسِ ثَريدةٌ كَثِيرَةُ العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ الْعِظَامُ، وَلَكِنْ يُقَالُ ثَرِيدَةٌ كَثِيرَةُ الوَذَرِ؛ وأَنشد: وَلَا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ قَالَ: ومَعْروق الْعِظَامِ مِثْلُ العُراق، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي جَمْعِهِ عِراقٌ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس؛ وأَنشد: يَبِيت ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ، ... وَفِي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ أَي مُلْسٍ مِنَ الشَّحْمِ، والنَّحْسُ: الرِّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ. وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل مَا عَلَيْهِ. والمِعْرَقُ: حَدِيدَةٌ يُبْرَى بِهَا العُرَاق مِنَ الْعِظَامِ. يُقَالُ: عَرَقْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، وَاسْتَعَارَ بَعْضُهُمُ التَّعَرُّقَ فِي غَيْرِ الْجَوَاهِرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ إِبل وَرَكْبٍ: يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني ... مِنْهَا وَمِنْهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ أَي يَسْتَدِيمُونَ حَتَّى لَا تَبْقَى قُوَّةٌ وَلَا صَبْرٌ فَذَلِكَ خِلالهن، وَيَنْثَنِي أَي يَسْقُطُ مِنْهَا وَمِنْهُمْ أَي مِنْ هَذِهِ الإِبل. وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ وَرَجُلٌ مَعْروقٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَعْروقُ الْعِظَامِ، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرَّقٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الْخَدُّ. وَفَرَسٌ مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَى قَصَبِهِ لَحْمٌ، وَيُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَن يَكُونَ مَعْروقَ الْخَدَّيْنِ؛ قَالَ: قَدْ أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني ... جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ وَيُرْوَى: مَعْروقةُ الْجَنْبَيْنِ، وإِذا عَرِيَ لَحْياها مِنَ اللَّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ عِتْقها. وَفَرَسٌ مُعَرَّق إِذا كَانَ مُضَمَّراً يُقَالُ: عَرِّقْ فَرَسَكَ تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حَتَّى يَعْرَقَ ويَضْمُر وَيَذْهَبَ رَهَلُ لَحْمِهِ. والعَوارِقُ: الأَضراس، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والعَوارِقُ: السُّنُونَ لأَنها تَعْرُق الإِنسان، وَقَدْ عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، ... كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيمِ أَنث لأَن بَعْضَ السِّنِينَ سُنُونَ كَمَا قَالُوا ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصابعه، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت مِنْهُ؛ قَالَ: أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه ... حَوادثُ إِلَّا تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَيام أَعْرَقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ ذَهَبَ بِلَحْمِي، وَقَوْلُهُ عَامُ الْمَعَاصِيمِ، قَالَ: مَعْنَاهُ بَلَغَ الْوَسَخُ إِلى مَعاصِمي وَهَذَا مِنَ الجَدْب، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا التَّفْسِيرُ، وَزَادَ الْيَاءَ فِي المَعاصِمِ ضَرُورَةً. والعَرَقُ: كل

_ (2). قوله [جردت من اللحم] يعني من معظمه.

مضفورٍ مُصْطفّ، وَاحِدَتُهُ عَرَقَةٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: نَغْدُو فنَتْرك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوى، ... ونُقِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ يَعْنِي نأْسِرهم فَنَشُدُّهُمْ فِي العَرَقاتِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُظَاهِرِ: أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ زَبِيلٌ مَنْسُوجٌ مِنْ نَسَائِجِ الخُوص. وَكُلُّ شَيْءٍ مضفورٍ فَهُوَ عَرَقٌ وعَرَقَة، بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا؛ قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَرَق وأَصحاب الْحَدِيثِ يُخَفِّفُونَهُ. والعَرَقُ: السَّفِيفةُ الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوصِ قَبْلَ أَن تُجْعَلَ زَبِيلًا. والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ يَصْطَفّ. والعَرَقُ: الطَّيْرُ إِذا صَفَّتْ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ عَرَقة أَيضاً. والعَرَقُ: السَّطْرُ مِنَ الخيلِ والطيرِ، الْوَاحِدُ مِنْهَا عَرَقة وَهُوَ الصَّفُّ؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ يَصِفُ الْخَيْلَ: كأَنَّهُنَّ وَقَدْ صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ... سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ اللَّيْلِ، مَبْلولُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَرَقُ جَمْعُ عَرَقَةٍ وَهِيَ السَّطْرُ مِنَ الْخَيْلِ، وصَدَّرَ الفرسُ، فَهُوَ مُصَدِّر إِذا سَبَقَ الْخَيْلَ بصَدْره؛ قَالَ دُكَيْنٌ: مُصَدِّر لَا وَسَط وَلَا تالْ وصَدَّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن مِنَ الصَّفِّ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: صُدِّرْنَ مِنْ عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعد ما عَرِقْنَ، يَذْهَبُ إِلى العَرَق الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُنَّ إِذا أُجرين؛ يُقَالُ: فَرَسٌ مُصَدَّر إِذا كَانَ يَعْرَقُ صَدْرُه. ورفعتُ مِنَ الْحَائِطِ عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ أَي صَفًّا أَو صفَّين، وَالْجَمْعُ أَعْراقٌ. والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ وَتُخَاطُ عَلَى طَرَفِ الشُّقَّة، وَقِيلَ: هِيَ طُرَّةٌ تُنْسَجُ عَلَى جَوَانِبِ الفُسْطاط. والعَرَقةُ: خُشَيْبَةٌ تُعَرَّضُ عَلَى الْحَائِطِ بَيْنَ اللَّبِنِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الْخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ مُعْتَرِضة بَيْنَ سافَي الْحَائِطِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: أَنه رأَى فِي الْمَسْجِدِ عَرَقَةً فَقَالَ غَطُّوها عَنَّا ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: أَظنها خَشَبَةً فِيهَا صُورَةٌ. والعَرَقةُ: آثَارُ اتِّبَاعِ الإِبل بَعْضَهَا بَعْضًا، وَالْجَمْعُ عَرَقٌ؛ قَالَ: وَقَدْ نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا والعَرَقةُ: النِّسْعةُ. والعَرَقاتُ: النُّسوع. قَالَ الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُغَطَّى بِهَا عُيون الخُرَزِ، وعِراقُ الْمَزَادَةِ: الخَرْز المَثْنِيّ فِي أَسفلها، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَيِ الْجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أَسفل الْقِرْبَةِ، فإِذا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غَيْرَ مَثْنِيّ فَهُوَ طِباب؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَ الْجِلْدُ أَسفل الإِداوَةِ مَثْنيّاً ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ فَهُوَ عِراقٌ، وَالْجَمْعُ عُرُق، وقبل عِراقُ الْقِرْبَةِ الخَرْز الَّذِي فِي وَسَطِهَا؛ قَالَ: يَرْبوعُ ذَا القَنازِع الدِّقاقِ، ... والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ، بِي بِيَ أَرْياقكَ مِنْ أَرياقِ ... وَحَيْثُ خُصيْاكَ إِلى المَآقِ، وعارِض كَجَانِبِ العِراقِ هَذَا أَعرابي ذَكَرَهُ يُونُسُ أَنه رَآهُ يُرَقِّصُ ابْنَهُ وَسَمِعَهُ يُنْشِدُ هَذِهِ الأَبيات؛ قَوْلُهُ: وَعَارِضٌ كَجَانِبِ العِراقِ الْعَارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضراس، وَمِنْهُ قِيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها، وَقَوْلُهُ كَجَانِبِ العِراقِ، شبَّه أَسنانه فِي حُسْنِ نَبْتتها وَاصْطِفَافِهَا عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ بِعِراقِ الْمَزَادَةِ لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛

وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ وَذَكَرَ أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بِالصَّائِدِ فنفَرْن عَلَى تَتَابُعٍ وَاسْتِقَامَةٍ فَقَالَ: فَلَمَّا رأَينَ الماءَ قَدْ حالَ دونَه ... ذُعافٌ، عَلَى جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ عَلَى هُدًى، ... كَمَا شَكَّ فِي ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى: وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ، ... مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ عَنَى فَماً حَسَنَ نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كَتَنَاسُقِ الْخِيَاطَةِ فِي الثَّوْبِ، لأَن الْخَائِطَ يَضَعُ إِبرة إِلى أُخرى شَكَّة فِي إِثْرِ شَكَّةٍ، وَقَوْلُهُ شَكْسٍ طريقُه عَنَى صِغَرَهُ، وَقِيلَ: لِصُعُوبَةِ مَرَامِهِ، وَلَمَّا جَعَلَهُ شِعْباً لِصِغَرِهِ جَعَلَ لَهُ صُوحَيْن وَهُمَا جَانِبَا الْوَادِي كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه عَنَى فَماً قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا: تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لَمْ يَهْدِني لَهُ ... دليلٌ، وَلَمْ يَشْهَدْ لَهُ النَّعْتَ جابرُ أَبو عَمْرٍو: العِراقُ تُقَارُبُ الخَرْز؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَمر، يُقَالُ: لأَمره عِراق إِذا اسْتَوَى، وَلَيْسَ لَهُ عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها الْمُحِيطُ بِهَا. وعَرَقْت الْمَزَادَةَ وَالسُّفْرَةَ، فَهِيَ مَعْروقة: عَمِلْتُ لَهَا عِراقاً. وعِراقُ الظُّفْرِ: مَا أَحاط بِهِ مِنَ اللَّحْمِ. وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حَاشِيَتُهُ مِنْ أَدناه إِلى مُنْتَهَاهُ، والرَّكيبُ: النَّهْرُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الْمَاءُ الْحَائِطَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَعْرِقَةٌ وعُرُق. والعِراقُ: شَاطِئُ الْمَاءِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شَاطِئَ الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والعِراقُ: مِنْ بِلَادِ فَارِسَ، مُذَكَّرٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ عِراقاً لِقُرْبِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَ مَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْبَحْرِ عِراقاً، وَقِيلَ: سُمِّيَ عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض الْعَرَبِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لتَواشُج عُروق الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ بِهِ كأَنه أَراد عِرْقاً ثُمَّ جُمِعَ عَلَى عِراقٍ، وَقِيلَ: سَمَّى بِهِ العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، مَعْنَاهُ: كَثِيرَةُ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ، فعربَ فَقِيلَ عِراق؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ زَعَمَ الأَصمعي أَن تَسْمِيَتَهُمُ العِراقَ اسْمٌ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ إِنما هُوَ إِيرانْ شَهْر، فأَعربته الْعَرَبُ فَقَالَتْ عِراق، وإِيران شَهْر مَوْضِعُ الْمُلُوكِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: مانِعِي بابَة العِراقِ من الناسِ ... بِجُرْدٍ، تَغْدُو بِمِثْلِ الأُسُود وَيُرْوَى: باحَة العِراقِ، وَمَعْنَى بَابَةِ العِراقِ نَاحِيَتُهُ، وَالْبَاحَةُ السَّاحَةُ، وَمِنْهُ أَباح دَارِهِمْ. الْجَوْهَرِيُّ: العِراقُ بِلَادٌ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ العِراقُ اسْمًا لِفناء الدَّارِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَهَلْ بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ، ... وَمِنْ آيِهَا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟ واللِّحاظُ هنا: فِناء الدَّارِ أَيضاً، وَقِيلَ: سُمِّيَ بعِراقِ المَزادة وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَيِ الْجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أَسفلها لأَن العِراقَ بَيْنَ الرِّيف والبَرّ، وَقِيلَ: العِراقُ شَاطِئُ النَّهْرِ أَو الْبَحْرِ عَلَى طُولِهِ، وَقِيلَ لِبَلَدِ العِراقِ عِراقٌ لأَنه عَلَى شَاطِئِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً «3». حَتَّى يَتَّصِلَ بالبحر، وقيل:

_ (3). قوله [عداء] أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد مرتضى كذا بهامش الأَصل

العِراقُ مُعَرَّبٌ وأَصله إِيرَاق فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ فَقَالُوا عِرَاق. والعِرَاقانِ: الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ؛ وَقَوْلُهُ: أَزْمان سَلْمَى لَا يَرَى مِثْلَها الرَّاؤونَ ... فِي شَامٍ، وَلَا فِي عِرَاقْ إِنما نكَّره لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عِراقاً. وأَعْرَقْنا: أَخذنا فِي العِرَاقِ. وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛ قَالَ الممزَّق الْعَبْدِيُّ: فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خِلَافًا عليكُمُ، ... وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ وَحَكَى ثَعْلَبٌ اعْتَرقوا فِي هَذَا الْمَعْنَى، وأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ بِهِ ... عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ نُجْدٌ هَاهُنَا: جَمْعُ نَجْدِيّ كَفَارِسِيٍّ وفُرْس، فسره فَقَالَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى العِرَاقِ الَّذِي هُوَ شَاطِئُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَطْلُبُ الْمَاءَ فِي الْقَيْظِ. والعِرَاقُ: مِيَاهُ بَنِي سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَبَنِي مازِن، وَقَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَيُقَالُ هَذِهِ إِبل عِرَاقيَّة، وَلَمْ يُفَسِّرْ. وَيُقَالُ: أَعْرَقَ الرجلُ، فَهُوَ مُعْرِقٌ إِذا أَخذ فِي بَلَدِ العِرَاقِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُعْرِقةُ طَرِيقٌ كَانَتْ قريشٌ تَسْلُكُهُ إِذا سَارَتْ إِلى الشَّامِ تأْخذ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِيهِ سَلَكَتْ عِيرُ قريشٍ حِينَ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لِسَلْمَانَ أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم عَلَى الْمَدِينَةِ؟ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير المُعَرِّقَة وَقَالَ: هَكَذَا رُوِيَ مشدَّداً وَالصَّوَابُ التَّخْفِيفُ. وعِرَاقُ الدَّارِ: فِنَاءُ بَابِهَا، وَالْجَمْعُ أَعْرِقَة وعُرُق. وَجَرَى الْفَرَسُ عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقيْنِ. والعَرَقُ: الزَّبِيبُ، نَادِرٌ. والعَرَقةُ الدِّرَّةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا. والعَرْقُوَةُ: خَشَبَةٌ مَعْرُوضَةٌ عَلَى الدَّلْوِ، وَالْجَمْعُ عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ وَاوٌ قَبْلَهَا حَرْفٌ مَضْمُومٌ، إِنما تُخَصُّ بِهَذَا الضَّرْبِ الأَفْعال نَحْوُ سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هَذَا مَذْهَبُ سيبوبه وَغَيْرِهِ مِنَ النَّحْوِيِّينَ، فإِذا أَدى قِيَاسٌ إِلى مِثْلَ هَذَا فِي الأَسماء رُفِضَ فَعَدَلُوا إِلى إِبدال الْوَاوِ يَاءً، فكأَنهم حَوَّلُوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِيٍ ثُمَّ كَرِهُوا الْكَسْرَةَ عَلَى الْيَاءِ فأَسكنوها وَبَعْدَهَا النُّونُ سَاكِنَةٌ، فَالْتَقَى سَاكِنَانِ فَحَذَفُوا الْيَاءَ وَبَقِيَتِ الْكِسْرَةُ دَالَّةً عَلَيْهَا وَثَبَتَتِ النُّونُ إِشْعَارًا بِالصَّرْفِ، فإِذا لَمْ يَلْتَقِ سَاكِنَانِ رَدُّوا الْيَاءَ فَقَالُوا رأَيت عَرْقِيَها كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّصْرِيفِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: حَتَّى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِ والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قَالَ: احْذَرْ عَلَى عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ ... عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شَبَّهَهَا بِالْعُقَابِ فِي ثِقْلِهَا، وَقِيلَ: فِي سُرْعَةِ هُوِيِّها، وَالْكَاسِرُ، الَّتِي تَكْسِرُ مِنْ جَنَاحِهَا للانْقِضاضِ. وعَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقاةً: جَعَلْتُ لَهَا عَرْقُوَةً وَشَدَدْتُهَا عَلَيْهَا. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْخَشَبَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَعْتَرِضَانِ عَلَى الدَّلْوِ كَالصَّلِيبِ العَرْقُوَتانِ وَهِيَ العَراقي، وإِذا شَدَدْتَهُمَا عَلَى الدَّلْوِ قُلْتَ: قَدْ عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقاةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَلَا تَقُلْ عُرْقُوَة، وَإِنَّمَا يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كَانَ ثَانِيهِ نُونًا مِثْلَ عُنْصُوَة، وَالْجَمْعُ العَراقي؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:

فَحَمَلْنا فَارِسًا، فِي كَفِّهِ ... راعِبيٌّ فِي رُدَيْنيٍّ أَصَمُ وأَمَرْناه بهِ مِنْ بَيْنِها، ... بعد ما انْصاعَ مُصِرًّا أَو كَصَمْ فَهِيَ كالدَّلْوِ بِكَفِّ المُسْتَقِي، ... خُذِلَتْ مِنْهَا العَرَاقي فانْجَذَمْ أَراد بِقَوْلِهِ مِنْهَا: الدَّلْوَ، وَبِقَوْلِهِ انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بِحَذْفِ الْهَاءِ قُلْتَ عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا أَنه فَعَلَ بِهِ مَا فَعَلَ بِثَلَاثَةِ أَحْق فِي جَمْعِ حَقْوٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: رَأَيْتُ كأَن دَلْواً دُلِّيت مِنَ السَّمَاءِ فأَخذ أَبو بَكْرٍ بعَراقِيها فَشَرِبَ ؛ العَراقي: جَمْعُ عَرْقُوة الدَّلْوِ. وذاتُ العَراقي: الدَّاهِيَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن ذاتَ العَرَاقي هِيَ الدَّلْوُ وَالدَّلْوُ مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ. يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ العَرَاقي؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحوص: لَقِيتُمْ، مِنْ تَدَرُّئِكُمْ عَلَيْنَا ... وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي والعَرْقُوَتانِ مِنَ الرَّحْل والقَتَب: خَشَبَتَانِ تُضَمَّانِ مَا بَيْنَ الْوَاسِطِ والمُؤَخَّرةِ. والعَرْقُوَةُ: كُلُّ أَكَمة مُنْقَادَةٍ فِي الأَرض كأَنها جَثْوةُ قَبْرٍ مُسْتَطِيلَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: العَرْقُوَة أَكمة تَنْقَادُ لَيْسَتْ بِطَوِيلَةٍ مِنَ الأَرض فِي السَّمَاءِ وَهِيَ عَلَى ذَلِكَ تُشْرِفُ عَلَى مَا حَوْلَهَا، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَرض أَو غَيْرُ قَرِيبٍ، وَهِيَ مُخْتَلِفَةٌ، مكانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ ومكانٌ مِنْهَا غَلِيظٌ، وإِنما هِيَ جَانِبٌ مِنْ أَرض مُسْتَوِيَةٍ مُشْرِفٌ عَلَى مَا حَوْلَهُ. والعَرَاقي: مَا اتَّصَلَ مِنِ الإِكامِ وآضَ كأَنه جُرْف وَاحِدٌ طَوِيلٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تَكُونُ مَلْمُومة، وأَما العَرْقُوَةُ فَتَطُولُ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَظَهِرُهَا قَلِيلَةُ الْعَرْضِ، لَهَا سَنَد وَقَبْلَهَا نِجاف وبِرَاق لَيْسَ بسَهْل وَلَا غَلِيظٍ جِدًّا يُنْبِت، فأَما ظَهْرُهُ فَغَلِيظٌ خَشِنٌ لَا يُنْبتُ خَيراً. والعَرْقُوَةُ والعَراقي مِنَ الْجِبَالِ: الغليظُ الْمُنْقَادُ فِي الأَرض يَمْنَعُكَ مِنْ عُلْوِهِ وَلَيْسَ يُرتَقى لِصُعُوبَتِهِ وَلَيْسَ بِطَوِيلٍ، وَهِيَ العِرْقُ أَيضاً؛ قَالَ الأَزهري: وَبِهِ سمِّيت الدَّاهِيَةُ ذَاتَ العَراقي، وَقِيلَ: العِرْق جُبَيْل صَغِيرٌ مُنْفَرِدٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: مَا إِنْ يَزال لَهَا شَأْوٌ يقَدِّمُها ... مُجَرَّبٌ، مِثْلُ طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول وَقِيلَ: العِرْقُ الْجَبَلُ وَجَمْعُهُ عُرُوق. والعَراقي عِنْدَ أَهل الْيَمَنِ: التَّراقي. وعَرَقَ فِي الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذَهَبَ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ ابْنُ الأَكْوَعِ فَخَرَجَ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقاءَ وأَنا عَلَى رَحْلي فاعْتَرَقَها حَتَّى أَخَذَ بِخطامها ، يُقَالُ: عَرَقَ فِي الأَرض إِذا ذَهَبَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ وَهُوَ يَمْشِي فِي رِكَابِهِ: تَعَرَّقْ فِي ظِلِّ نَاقَتِي أَي امْشِ فِي ظِلِّهَا وَانْتَفِعْ بِهِ قَلِيلًا قَلِيلًا. والعَرَقُ: الْوَاحِدُ مِنْ أَعْرَاق الْحَائِطِ، وَيُقَالُ: عَرِّقْ عَرَقاً أَو عَرَقين. أَبو عُبَيْدٍ: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كَسِلَ. وصارَعَهُ فتَعَرَّقَهُ: وَهُوَ أَن تأْخذ رأْسه فَتَجْعَلَهُ تَحْتَ إِبطك تَصْرَعُهُ بَعْدُ. وعِرْقٌ وَذَاتُ عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كُلُّهَا: مَوَاضِعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَقَّت لأَهل العِراق ذَاتَ عِرْقٍ ؛ هُوَ مَنْزِلٌ مَعْرُوفٌ مِنْ مَنَازِلِ الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بِالْحَجِّ مِنْهُ، سمِّي بِهِ لأَن فِيهِ عِرْقاً وَهُوَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: العِرْقُ مِنَ الأَرض سَبَخَة تَنْبُتُ الطَّرْفاءَ؛ وعلِم النَّبِيُّ، صَلَّى الله عليه وسلم،

أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن مِيقَاتَهُمْ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا دُونَ الرَّمْلِ إِلى الرِّيفِ مِنِ العِراقِ يُقَالُ لَهُ عِراقٌ، وَمَا بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى الْبَحْرِ غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ مِنْ قِبَل الْحِجَازِ مَدَارِجُ العَرْج، وأَولها مِنْ قِبَلِ نَجْدٍ مَدَارِجُ ذَاتِ عِرْقٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَاتُ عِرْقٍ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: خَرَجُوا يَقُودون بِهِ حَتَّى لَمَّا كَانَ عِنْدَ العِرْقِ مِنَ الجبلِ الَّذِي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُصَلِّي إِلى العِرْقِ الَّذِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ. ابْنُ الأَعرابي: عُرَيْقة بِلَادُ باهِلَةَ بِيَذْبُل والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِءٍ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: لَئِنْ لَمْ تُغَيِّرْ بَعْضَ مَا قَدْ صَنَعْتُمُ، ... لأَنْتَحِيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لقَيْس بْنِ جِرْوَةَ. وَابْنُ عِرْقانَ: رجل من العرب. عزق: العَزْقُ: عِلَاجٌ فِي عَسَرٍ. وَرَجُلٌ عَزِقٌ ومُتَعَزِّقٌ وعَزْوَقٌ: فِيهِ شِدَّةٌ وَبُخْلٌ وَعُسْرٌ فِي خُلُقِهِ، مِنْ ذَلِكَ. والعُزُقُ: السِّيِّئُو الأَخلاقِ، وَاحِدُهُمْ عَزِقٌ. وَيُقَالُ: هُوَ عَزِقٌ نَزِقٌ زَعِقٌ زَنِقٌ. وعَزَقَ الأَرضَ يَعْزِقُها عَزْقاً: شَقَّهَا وكَرَبَها، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ الأَرض. والمِعْزَقةُ والمِعْزَقُ: المَرُّ مِنْ حديدٍ وَنَحْوِهِ مِمَّا يَحْفِرُ بِهِ، وَجَمْعُهُ المَعازِقُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نُثِيرُ بِهَا نَفْعَ الكُلابِ، وأَنْتُمُ ... تُثِيرون قِيعانَ القُرى بالمَعازِقِ وأَرض مَعْزوقة إِذا شَقَقْتَهَا بفأْسٍ أَو غَيْرِهِ، وَيُقَالُ لِتِلْكَ الأَداة الَّتِي تُشَقُّ بِهَا الأَرض مِعْزَقةٌ ومِعْزَقٌ وَهِيَ كالقَدُوم وأَكبر مِنْهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِعْزقة مَا تُعْزَقُ بِهِ الأَرضُ، فأْساً كَانَتْ أَو مِسْحاةً أَو شِكَّة؛ قَالَ: وَهِيَ الْبَيْلَةُ المُعَقَّفة، وقال بعضهم: هي الفؤوس وَاحِدَتُهَا مِعْزَقة، قَالَ: وَهِيَ فأْس لرأْسها طَرَفَانِ؛ وأَعْزَقَ إِذا عَمِلَ بالمِعْزَقَةِ، وَهِيَ المَرُّ الَّذِي يَكُونُ مَعَ الْحَفَّارِينَ؛ وأَنشد الْمُفَضَّلُ: يَا كَفُّ ذُوقِي نَزَوانَ المِعْزَقَه وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ: سأَله رَجُلٌ فَقَالَ تكارَيْتُ مِنْ فُلَانٍ أَرضاً فَعَزَقْتُها أَي أَخرجت الْمَاءَ مِنْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ لَا تَعْزِقُوا أَي لَا تَقْطَعُوا. وعَسِقَ بِهِ وعَزِقَ بِهِ إِذا لَصِقَ بِهِ. والعَزْوَقُ والعَزُوقُ، كُلُّهُ: حَمْلُ الفُسْتق فِي السَّنَةِ دُونَ لُبٍّ لَا يَنْعَقِدُ لُبُّه وَهُوَ دِبَاغُ، وعَزْوَقَتُه تَقَبُّضه؛ وأَنشد: مَا تَصْنَعُ العَنْزُ بِذِي عَزْوَقٍ، ... يُثِيبهُ العَزْوَقُ فِي جِلْدِهَا وَذَلِكَ لأَنه يُدْبَغُ جِلْدُهَا بالعَزْوَقِ. ابْنُ الأَعرابي: العَزْوَقُ الْفُسْتُقُ، وَقِيلَ: العَزْوَقُ حَمْل شَجَرٍ بَشِعُ الطَّعْمِ. وعَزَّقْتُ الْقَوْمَ تَعْزيقاً إِذا هَزَمْتَهُمْ وَقَتَلْتَهُمْ. والعَزِيقُ: مطمئِنٌّ مِنَ الأَرض، يَمَانِيَّةٌ. عسق: عَسِقَ بِهِ يَعْسَقُ عَسَقاً: لَزِقَ بِهِ وَلَزِمَهُ وأُولِعَ بِهِ، وَكَذَلِكَ تَعَسَّق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا تَرَى الدَّهْرَ عَنِيفاً أَرْفَقا ... مِنْهُ بِهَا فِي غَيْرِهِ وأَلْبَقا، إِلْفاً وحُبًّا طَالَمَا تَعَسَّقا وعَسِقَ بِهِ وعَسِكَ بِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ:

عَسِقَ بِي جُعَل فلانٍ إِذا أَلحّ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ يُطَالِبُهُ وعَسِقَت الناقةُ بِالْفَحْلِ: أَرَبَّتْ، وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ بالأَتان؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَعَفَّ عَنْ أَسْرارِها بَعْدَ العَسَقْ، ... وَلَمْ يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ وَفِي خُلُقه عَسَقٌ أَي الْتِوَاءٌ وَضِيقٌ. والعَسَقُ: الْعُرْجُونُ الرَّدِيءُ، أَسَدِيَّةٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: العُسُقُ عَرَاجِينُ النَّخْلِ، وَاحِدُهَا عَسَقٌ. والعَسَقُ: الظُّلْمَةُ كالغَسَقِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: إِنَّا لنَسْمو، للعَدُوِّ حَنَقا، ... بِالْخَيْلِ أَكْداساً تُثِيرُ عَسَقا كَنَّى بالعَسَقِ عَنْ ظُلْمَةِ الْغُبَارِ. والعَسَقُ: الشَّرَابُ «1» الرَّدِيءُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والعُسُق: الْمُتَشَدِّدُونَ عَلَى غُرَمَائِهِمْ فِي التَّقَاضِي. والعُسُق: اللقَّاحون؛ فأَما قَوْلُ سُحَيْم: فَلَوْ كُنْتُ وَرْداً لوْنَه لَعَسِقْنَني، ... ولكنَّ رَبي شَانَني بسَوادِيا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، إِنما قَلَبَ الشِّينَ سِينًا لِسَوَادِهِ وَضِعْفِ عِبَارَتِهِ عَنِ الشِّينِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِلُغَةٍ إِنما هُوَ كاللَّثَغِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ سِيدَهْ وَالْعَجَبُ مِنْهُ كَوْنُهُ لَمْ يَعْتَذِرْ عَنْ سَائِرِ كَلِمَاتِهِ بِالشِّينِ، وَعَنْ شَانَني فِي الْبَيْتِ نَفْسِهِ، أَو يَجْعَلْهَا مِنْ عَسِقَ بِهِ أَي لَزِمَهُ، وَقَدْ مَرَّ فِي كِتَابِهِ فِي تَرْجَمَةِ خَبَتْ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ ببيتِ شِعْرٍ للخَيْبَريّ الْيَهُودِيِّ: يَنْفَعُ الطيّبُ القليلُ مِنَ الرِّزْقِ، ... وَلَا يَنْفَعُ الكثيرُ الخَبِيتُ فَذَكَرَ فِيهِ مَا صُورَتُهُ: سأَل الخليلُ الأَصمعيَّ عَنِ الخَبِيتِ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَقَالَ له: أَراد الخَبِيتَ وَهِيَ لُغَةُ خَيْبَر، فَقَالَ لَهُ الْخَلِيلُ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ لغتَهم لَقَالَ الكَتِير، بِالتَّاءِ أَيضاً، وإِنما كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَن تَقُولَ إِنهم يَقْلِبُونَ الثَّاءَ تَاءً فِي بَعْضِ الْحُرُوفِ، وَمِنَ الْمُمْكِنِ أَن يَكُونَ ابْنُ سِيدَهْ، رَحِمَهُ اللَّهُ، تَرَكَ الِاعْتِذَارَ عَنْ كَلِمَاتِهِ بِالشِّينِ وَعَنْ لَفْظِهِ شانَني فِي الْبَيْتِ لأَنها لَا مَعْنَى لَهَا، وَاعْتَذَرَ عَنْ لَفْظَةٍ عَسِقْنَني لإِلْمامِها بِمَعْنَى لَزِقَ ولَزمَ، فأَراد أَن يُعْلِمَ أَنه لَمْ يَقْصد هَذَا الْمَعْنَى وإِنما هُوَ قَصَدَ العِشْقَ لَا غَيْرَ، وإِنما عُجْمته وَسَوَادُهُ أَنطقاه بِالسِّينِ فِي مَوْضِعِ الشِّينِ، وَاللَّهُ أَعلم. عسبق: العِسْبِقُ: شَجَرٌ مُرُّ الطعم. عسلق: العَسْلَقُ والعَسَلَّقُ: كلُّ سَبُعٍ جَرِيءٍ عَلَى الصَّيْدِ، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ عَسالِقُ. والعَسَلَّقُ: الْخَفِيفُ، وَقِيلَ: الطويلُ العنقِ. والعَسَلَّقُ: الظَّلِيمُ؛ قَالَ الرَّاعِي: بِحَيْثُ يُلاقي الآبداتِ العَسَلَّقُ والعَسَلَّقُ: الثَّعْلَبُ. والعَسْلَقُ: السَّرَابُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَسْلَقُ الذِّئْبُ، قَالَ: والعِسْلقُ والعُسالقُ والعَسَلَّقُ الطَّوِيلُ الْخَفِيفُ، والأُنثى عَسَلَّقَةٌ؛ قَالَ أَوس يَصِفُ النَّعَامَةَ: عَسَلَّقةٌ رَبْداءُ وهو عَسَلَّق عشق: العِشْقُ: فَرْطُ الْحُبِّ، وَقِيلَ: هُوَ عُجْب الْمُحِبِّ بِالْمَحْبُوبِ يَكُونُ فِي عَفاف الحُبّ ودَعارته؛ عَشِقَه يَعْشَقُه عِشْقاً وعَشَقاً وتَعَشَّقَهُ، وَقِيلَ: التَّعَشُّقُ، تَكَلُّفُ العِشْقِ، وَقِيلَ: العِشْقُ الِاسْمُ والعَشَقُ الْمَصْدَرُ، قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَمْ يُضِعْها بينَ فِرْكٍ وعَشَقْ

_ (1). قوله [والعسق الشراب إلخ] كذا هو بالأَصل مضبوظاً، والذي في القاموس: إنه العسيقة كسفينة.

وَرَجُلٌ عاشِقٌ مِنْ قَوْمٍ عُشَّاقٍ، وعِشِّيقٌ مِثَالُ فِسِّيقٍ: كَثِيرُ العِشْقِ. وامرأَة عاشِقٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وعاشِقةٌ. والعَشَقُ والعَسَقُ، بِالشِّينِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ: اللُّزُومُ لِلشَّيْءِ لَا يُفَارِقُهُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للكَلِف عاشِق لِلُزُومِهِ هَوَاهُ والمَعْشَقُ: العِشْقُ؛ قَالَ الأَعشى: وَمَا بيَ منْ سُقْمٍ وَمَا بيَ مَعْشَق وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ الحُبِّ والعِشْقِ: أَيّهما أَحمد؟ فَقَالَ: الحُب لأَن العِشْقَ فِيهِ إِفراط، وَسُمِّي العاشِقُ عاشِقاً لأَنه يَذْبُلُ مِنْ شِدَّةِ الْهَوَى كَمَا تَذْبُل العَشَقَةُ إِذا قُطِعَتْ، والعَشَقَةُ: شَجَرَةٌ تَخْضَرُّ ثُمَّ تَدِقُّ وتَصْفَرُّ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ، وَزَعَمَ أَن اشْتِقَاقَ الْعَاشِقِ مِنْهُ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ عِنْدَ المُوَلَّدين اللَّبْلابُ، وَجَمْعُهَا العَشَقُ، والعَشَقُ الأَراك أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: العُشُقُ المُصْلحون غُرُوس الرَّيَاحِينِ ومُسَوُّوها، قَالَ: والعُشُقُ مِنِ الإِبل الَّذِي يَلْزَمُ طَرُوقَتَه وَلَا يَحنّ إِلى غَيْرِهَا. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا اشْتَدَّتْ ضَبَعَتُها قَدْ هَدِمَتْ وهَوِسَتْ وبَلَمَتْ وتَهالَكَتْ وعَشِقَتْ وأَبْلَسَتْ، فَهِيَ مِبْلاسٌ، وأَرَبَّتْ مثله. عشرق: العِشْرِقُ: شَجَرٌ، وَقِيلَ نَبْتٌ، وَاحِدَتُهُ عِشْرِقَة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العِشْرِقُ مِنَ الأَغْلاثِ وَهُوَ شَجَرٌ يَنْفَرِشُ عَلَى الأَرض عَرِيضُ الْوَرَقِ وَلَيْسَ لَهُ شَوْكٌ وَلَا يَكَادُ يأْكله شَيْءٌ إِلا أَن يصيب المِعْزى مِنْهُ شَيْئًا قَلِيلًا؛ قَالَ الأَعشى: تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً إِذا انْصَرَفَتْ، ... كَمَا اسْتَعَانَ بريحٍ عِشْرِقٌ زَجلُ قَالَ: وأَخبرني بَعْضُ أَعراب رَبِيعَةَ أَن العِشْرِقَةَ تَرْتَفِعُ عَلَى سَاقٍ قَصِيرَةٍ ثُمَّ تَنْتَشِرُ شُعَباً كَثِيرَةً وتُثْمِر ثَمَرًا كَثِيرًا، وَثَمَرُهَا سِنْفُها، فِي كُلِّ سِنْفَةٍ سَطْرَانِ مِنْ حَبٍّ مِثْلِ عَجَمِ الزَّبِيبِ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ حَبِّ الحِمَّصِ وَهُوَ يُؤْكَلُ مَا دَامَ رَطْبًا وَيُطْبَخُ، وَهُوَ طَيِّبٌ؛ وَقَوْلُهُ: كأَن صَوْتَ حَلْيها المُناطِقِ ... تَهَزُّجُ الرِّياح بالعَشارِقِ إِما أَن يَكُونَ جَمْعَ عِشْرقَة، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ الْجِنْسِ الَّذِي هُوَ العِشْرِقُ، وَهَذَا لَا يطَّرد. وعُشارِق: اسْمٌ، وَقِيلَ مَكَانٌ. قَالَ الأَزهري: العِشْرِقُ مِنَ الْحَشِيشِ وَرَقه شَبِيهٌ بِوَرَقِ الغارِ إِلا أَنه أَعظم مِنْهُ وأَكبر، إِذا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ تَسْمَعُ لَهُ زَجلًا وَلَهُ حَمْل كحَمْل الغارِ إِلا أَنه أَعظم مِنْهُ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: العِشْرِقُ نَبَاتٌ أَحمر طَيِّبُ الرَّائِحَةِ يَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَائِسُ، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الأَصمعي: العِشْرِقُ شَجَرَةٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ لَهَا حَبٌّ صِغَارٌ إِذا جَفَّ صوتت بمَرِّ الريح. عشنق: العَشْنَقة: الطُّولُ. والعَشَنَّقُ: الطَّوِيلُ الْجِسْمِ. وامرأَة عَشَنَّقَةٌ: طَوِيلَةُ الْعُنُقِ، ونعامةٌ عَشَنَّقةٌ كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ العَشانِقُ والعَشانيقُ والعَشَنَّقُون. قَالَ الأَصمعى: العَشَنَّقُ الطَّوِيلُ الَّذِي لَيْسَ بمُثْقَلٍ وَلَا ضَخْمٍ مِنْ قَوْمٍ عَشانِقَة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وتحتَ كُلّ خافِقٍ مُرَنِّقِ ... مِنْ طَيِءٍ كلُّ فَتًى عَشَنَّقِ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: أَن إِحدى النِّسَاءِ قَالَتْ زَوجي العَشَنَّق، إِن أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وإِن أَسْكُتْ أُعَلَّق ؛ العَشَنَّقُ: هُوَ الطَّوِيلُ الْمُمْتَدُّ الْقَامَةِ، أَرادت أَن لَهُ مَنْظَراً بِلَا مَخْبَرٍ لأَن الطُّولَ فِي الْغَالِبِ دَلِيلُ

السَّفَه، وَقِيلَ: هُوَ السيِء الْخُلُقِ؛ قَالَ الأَزهري: تَقُولُ لَيْسَ عِنْدَهُ أَكثر مِنْ طُولِهِ بِلَا نَفْعٍ، فإِن ذكرتُ مَا فِيهِ مِنَ الْعُيُوبِ طلَّقني، وإِن سَكَتُّ تَرَكَنِي مُعَلَّقَةً لَا أَيّماً وَلَا ذات بَعْلٍ. عفق: عَفَقَ: الرجلُ يَعْفِقُ عَفْقاً: رَكِبَ رَأْسه فَمَضَى. وعَفَقَت الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفُوقاً: أُرْسلت فِي الْمَرْعَى فَمرَّت عَلَى وُجُوهِهَا، وعَفَقَتْ عَنِ المَرْعى إِلى الْمَاءِ: رَجَعَتْ. وَكُلُّ ذَاهِبٍ راجعٍ عافِقٌ، وَكُلُّ واردٍ صادرٍ راجعٍ مختلفٍ كَذَلِكَ. عَفَقَ يَعْفِق عَفْقاً وعَفَقاناً وعَفَقَتِ الإِبل تَعْفِقُ عَفْقاً إِذا كَانَ يَرْجِعُ إِلى الْمَاءِ كُلَّ يَوْمٍ أَو كُلَّ يَوْمَيْنِ. وإِنه لَيَعْفِقُ أَي يُكْثِرُ الرُّجُوعَ. وَيُقَالُ: إِنه لَيُعَفِّقُ الغنمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ تَعْفِيقاً أَي يَرُدُّهَا عَلَى وَجْهِهَا. والعَفْقُ: سُرْعَةُ الإِيرادِ وَكَثْرَتُهُ، يُقَالُ: إِنك لتَعْفِقُ أَي تُكْثِرُ الرُّجُوعَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَرْعى الغَضا مِنْ جانِبَيْ مُشَفِّقِ ... غِبًّا، ومَنْ يَرْعَ الحُموضَ يَعْفِقِ أَي مَنْ يَرْعَى الْحَمْضَ تَعْطَشُ مَاشِيَتُهُ سَرِيعًا فَلَا يَجِدُ بُدًّا مِنَ العَفْقِ، وَيُرْوَى يَغْفِقِ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لأَبي النَّجْمِ حَتَّى إِذا مَا انْصَرَفَتْ لَمْ تَعْفِقِ وانْعَفَقَ الْقَوْمُ فِي حَاجَتِهِمْ أَي مَضَوْا وأَسرعوا. عَفَقَ الرجلُ إِذا أَكثر الذَّهَابَ وَالْمَجِيءَ فِي غَيْرِ حَاجَّةٍ. وعافَقَ الذئبُ الغنمَ إِذا عاثَ فِيهَا ذَاهِبًا وَجَائِيًا. وَرَجُلٌ مِعْفاقُ الزِّيَارَةِ أَي لَا يَزَالُ يَجِيءُ وَيَذْهَبُ زَائِرًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا تَكُ مِعْفاقَ الزِّيَارَةِ واجْتَنِبْ، ... إِذا جِئْتَ، إِكْثارَ الكلامِ المُعَيَّبا وَفِي النَّوَادِرِ: والاعْتِفاقُ انثناءُ الشَّيْءِ بَعْدَ اتْلِئْبابِه وَهُوَ صَرْفُ «2» ..... عَنْ رأْيه. والعَفْقُ: الإِقبالُ والإِدبار والعَفَقُ: السُّرْعَةُ فِي العَدْوِ. والعُفُوق والعِفَاق: شِبْهُ الخُنُوس، عَفَقَ يَعْفِقُ أَي خَنِسَ وَارْتَدَّ وَرَجَعَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لُقْمَانَ فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُول: خُذِي مِني أَخي ذَا العِفاقِ، صَفّاقٌ أَفّاقٌ يُعْمِلُ البَكْرة وَالسَّاقَ ؛ يَصِفُهُ بِالسَّيْرِ فِي آفَاقِ الأَرض رَاكِبًا وَمَاشِيًا عَلَى سَاقِهِ. وَقَدْ عَفَقَ يَعْفق عَفْقاً وعِفَاقاً إِذا ذَهَبَ ذَهَابًا سَرِيعًا. والعَفْقَةُ: الغَيْبة، عَفَقَ الرَّجُلُ أَي غَابَ، يُقَالُ: لَا يَزَالُ فُلَانٌ يَعْفِقُ العَفْقَةَ أَي يَغِيبُ الْغَيْبَةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعِفاق السُّرْعَةُ؛ وَقَالَ: قَالَ ذُو الخِرَق الطُّهَويّ يُخَاطِبُ الذِّئْبَ: عَلَيْكَ الشَّاءَ، شَاءَ بَنِي تميمٍ، ... فَعَافِقْه، فإِنك ذُو عِفَاقِ والعَفْقُ: الْعَطْفُ. والمُنْعَفَقُ: المُنَعَطَفُ، وَيُقَالُ المُنْصَرَف عَنِ الْمَاءِ. وعَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً: ضَرَطَ، وَقِيلَ: هِيَ الضَّرْطَةُ الْخَفِيَّةُ يُقَالُ لِلرَّجُلِ وَغَيْرِهِ: عَفَقَ بِهَا وخَبَجَ بِهَا إِذا ضَرَطَ. والعُفُق: الضَّرَّاطُونَ فِي الْمَجَالِسِ. وَكَذَبَتْ عَفَّاقَتُهُ أَي اسْتُه إِذا حَبَقَ والعَفّاقة: الِاسْتُ. والعَفْقُ: الأَسْتاه. والعَفَّاقُ «3»: الْفَرَجُ لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ. وعَفَق الرَّجُلُ: نَامَ قَلِيلًا ثُمَّ اسْتَيْقَظَ ثُمَّ نَامَ. وعَفَقَهُ عَفَقَاتٍ: ضَرَبَهُ ضَرَبَاتٍ. واعْتَفَقَ القومُ بِالسُّيُوفِ إِذا اجْتَلَدُوا. وعَفَق الشيءَ يَعْفِقُه عَفْقاً: جَمَعَهُ أَو ضَمه إِليه. وعافَقَهُ معافَقَةً وعِفاقاً: عَالَجَهُ وَخَادَعَهُ؛ قَالَ قُرْطٌ يَصِفُ الذِّئْبَ:

_ (2). كذا بياض بالأَصل (3). قوله [والعفاق] هو بهذا الضبط في الأَصل، وفي شرح القاموس ككتاب

عَلَيْكَ الشاءَ، شاءَ بَنِي تميمٍ، ... فعافِقْهُ، فإِنك ذُو عِفاقِ وأَورد ابْنُ سِيدَهْ هَذَا الْبَيْتُ هُنَا عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ. والعُفُق: الذِّئَابُ الَّتِي لَا تَنَامُ وَلَا تُنِيم مِنَ الْفَسَادِ، واعْتَفَقَ الأَسد فَرِيستَه: عَطَفَ عَلَيْهَا فأَفرسها؛ وَقَالَ: وَمَا أَسَدٌ مِنْ أُسودِ العرينِ ... يَعْتَفِقُ السَّائِلِينَ اعْتِفاقَا وتَعَفّقَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذا لاذَ بِهِ. وتَعَفَّقَ الْوَحْشِيُّ بالأَكمَةِ لَاذَ بِهَا مِنْ خَوْفِ كَلْبٍ أَو طَائِرٍ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: تَعَفَّقُ بالأَرْطَى لَهَا، وأَرَادَها ... رجالٌ، فبَذَّتْ نَبْلَهمْ وكَلِيبُ أَي تَعَوَّذُ بالأَرْطى مِنَ الْمَطَرِ وَالْبَرْدِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلَّذِي يُثِيرُ الصَّيْدَ ناجِشٌ، وَلِلَّذِي يَثْني وَجْهُهُ وَيَرُدُّهُ عَافِقٌ. يُقَالُ: اعْفِقْ عَلَيَّ الصَّيْدَ أَي اثنِها وَاعْطِفْهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَمَا اشْتَلاها صَفْقَةً للمُنْصفَقَ، ... حَتَّى تَرَدَّى أَرْبعٌ فِي المُنْعَفَقْ يَعْنِي عَيْراً أَورد أُتنه الْمَاءَ فَرَمَاهَا الصيَّاد فصَفقَها العَيْر لِيَنْجُوَ بِهَا، فَرَمَاهَا الصَّيَّادُ فِي مُنْعَفَقها أَي فِي مَكَانِ عَفْقِ الْعَيْرِ إِياها. وعَفَقَ العَيْر الأَتانَ يَعْفِقُها عَفْقاً: سَفَدها، وعَفَقَها عَفْقاً إِذا أَتاها مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. يُقَالُ لِلْحِمَارِ: بَاكَهَا يَبُوكُها بَوْكاً، وَلِلْفَرَسِ كَامَها كَوْماً وعَفَقَ الرَّجُلُ جَارِيَتَهُ إِذا جَامَعَهَا. والعَفْقُ: كَثْرَةُ الضِّراب وعِفَاقٌ وعَفَّاقٌ ومِعْفَق: أَسماء. وعِفَاق اسْمُ رَجُلٍ أَكلته بَاهِلَةُ فِي قَحْطٍ أَصابهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَوْ كَانَ الْبُكَاءُ يَرُدّ شَيْئًا، ... بَكَيْتُ عَلَى يَزِيدٍ أَو عِفَاقِ هُمَا المَرْآن، إِذ ذَهَبَا جَمِيعًا ... لشأْنهما بحُزْنٍ واحْتِراقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتَانِ لُمتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَة، وَصَوَابُهُ بَكَيْتُ عَلَى بُجَيْرٍ، وَهُوَ أَخو عِفاقٍ، وَيُقَالُ غِفَاقٌ، بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ ابْنُ مُلَيْك، وَيُقَالُ ابْنُ أَبي مُلَيْكٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَرِثِ بْنِ عَاصِمٍ، وَكَانَ بِسْطامُ بْنُ قَيْسٍ أَغار عَلَى بَنِي يَرْبوع فَقَتَلَ عِفاقاً، وَقَتَلَ بُجَيْراً أُخاه بَعْدَ قَتْلِهِ عِفَاقًا فِي الْعَامِ الأَول وأَسر أَباهما أَبا مُلَيْكٍ، ثُمَّ أَعتقه وَشَرَطَ عَلَيْهِ أَن لَا يُغِيرَ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَوِّي قَوْلُ مَنْ قَالَ إِن بَاهِلَةَ أَكلته قَوْلُ الرَّاجِزِ: إِن عِفاقاً أَكَلَتْه باهِلَهْ، ... تَمَشَّشوا عِظامَه وكاهِلَهْ والعَفَقَةُ: لُعْبَةٌ يُجْمَعُ فِيهَا التُّرَابُ. والعَيْفَقَانُ: نبت يشبه العَرْفَجَ. عفلق: العَفْلَقُ، بِتَسْكِينِ الْفَاءِ: الضَّخْمُ الْمُسْتَرْخِي. ابْنُ سِيدَهْ: العَفْلَقُ والعَفَلَّقُ الْفَرْجِ الْوَاسِعُ الرَّخْوُ؛ قَالَ: كُلُّ مِشَانٍ مَا تشدُّ المِنْطَقا، ... وَلَا تزالُ تُخْرِجُ العَفَلَّقا المِشانُ: السَّليطة. وامرأَة عَفَلَّقةٌ وعَضَنَّكةٌ: ضَخْمَةُ الرَّكَبِ؛ وَقَالَ آخَرُ فِي العَفْلَقِ: يَا ابنَ رَطُومٍ ذاتِ فرجٍ عَفْلَقِ وَقَدْ رَوَاهُ قَوْمٌ غَلْفَق، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي الْفَرْجِ إِلّا عَفلَق، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَتَقْدِيمَ

الْفَاءِ عَلَى اللَّامِ، وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ «1». بِهَذَا الرَّجَزِ أَيضاً: وَيَا ابنَ رطومٍ ذاتِ فرجٍ عَفَلَّقِ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ الْفَرْجُ الْوَاسِعُ عَفْلَقاً، وَكَذَلِكَ المرأَة الْخَرْقَاءُ السَّيِّئَةُ الْمَنْطِقِ وَالْعَمَلِ، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والعُفْلوقُ الأَحمق. عقق: عَقَّه يَعُقُّه عَقًّا، فَهُوَ مَعْقوقٌ وعَقِيقٌ: شقَّه. والعَقِيقُ: وادٍ بِالْحِجَازِ كأَنه عُقَّ أَي شُقّ، غَلَبَتِ الصِّفَةُ عَلَيْهِ غَلَبَةَ الِاسْمِ وَلَزِمَتْهُ الأَلف وَاللَّامُ، لأَنه جَعَلَ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه الْخَلِيلُ فِي الأَسماء الأَعلام الَّتِي أَصلها الصفة كالحرث وَالْعَبَّاسُ. والعَقِيقَان: بُلْدَانٌ فِي بِلَادِ بَنِي عَامِرٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَنِ، فإِذا رأَيت هَذِهِ اللَّفْظَةَ مُثَنَّاةً فإِنما يُعْنى بِهَا ذَانِكَ الْبُلْدَانُ، وإِذا رأَيتها مُفْرَدَةً فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهَا العَقِيقُ الَّذِي هُوَ وَادٍ بِالْحِجَازِ، وأَن يُعْنى بِهَا أَحد هَذَيْنِ الْبَلَدَيْنِ لأَن مِثْلَ هَذَا قَدْ يُفْرَدُ كأَبَانَيْن؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فَأَفْرَدَ اللَّفْظَ بِهِ: كأَنّ أَبَاناً، فِي أَفَانِينِ وَدْقِهِ، ... كبيرُ أُناسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِن كَانَتِ التَّثْنِيَةُ فِي مِثْلِ هَذَا أَكثر مِنَ الإِفراد، أَعني فِيمَا تَقَعُ عَلَيْهِ التَّثْنِيَةُ مِنْ أَسماء الْمَوَاضِعِ لِتَسَاوِيهِمَا فِي الثَّبَاتِ والخِصْب والقَحْط، وأَنه لَا يُشَارُ إِلى أَحدهما دُونَ الْآخَرِ، وَلِهَذَا ثَبَتَ فِيهِ التَّعْرِيفُ فِي حَالِ تَثْنِيَتِهِ وَلَمْ يُجْعَلْ كزيدَيْن، فَقَالُوا هَذَانِ أَبانَان بَيِّنَيْن «2»، وَنَظِيرُ هَذَا إِفْرَادُهُمْ لَفْظَ عَرَفَاتٍ، فأَما ثَبَاتُ الأَلف وَاللَّامِ فِي العَقِيقَيْن فَعَلَى حدِّ ثَبَاتِهِمَا فِي العَقِيق، وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ مَوَاضِعُ كَثِيرَةٌ تُسَمَّى العَقِيقَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا شَقَّه مَاءُ السَّيْلِ فِي الأَرض فأَنهره ووسَّعه عَقِيق، وَالْجَمْعُ أَعِقَّةٌ وعَقَائِق، وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ أَربعةُ أَعِقَّةٍ، وَهِيَ أَودية شقَّتها السُّيُولُ، عادِيَّة: فَمِنْهَا عَقيقُ عارضِ اليمامةِ وَهُوَ وادٍ وَاسِعٌ مِمَّا يَلِي العَرَمة تَتَدَفَّقُ فِيهِ شِعابُ العارِض وَفِيهِ عُيُونٌ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَمِنْهَا عَقِيقٌ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ فِيهِ عُيُونٌ وَنَخِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيكم يُحِبُّ أَن يَغْدُوَ إِلى بُطْحانِ العَقِيقِ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ وادٍ مِنْ أَودية الْمَدِينَةِ مُسِيلٌ لِلْمَاءِ وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه وادٍ مُبَارَكٌ ، وَمِنْهَا عَقِيقٌ آخَرُ يَدْفُق ماؤُه فِي غَوْرَي تِهَامةَ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فَقَالَ: وَلَوْ أَهَلُّوا مِنَ العَقِيقِ كَانَ أَحَبَّ إِليّ ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَّتَ لأَهل العِراق بَطْنَ العَقِيقِ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد العَقِيقَ الَّذِي بِالْقُرْبِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ قَبْلَهَا بمَرْحلة أَو مَرْحَلَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْمَنَاسِكِ، وَمِنْهَا عَقِيق القَنَانِ تَجْرِي إِليه مِيَاهُ قُلَلِ نَجْدٍ وَجِبَالُهُ؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: قِفِي ودِّعِينَا، يَا هُنَيْدُ، فإِنَّني ... أَرى الحيَّ قَدْ شامُوا العَقِيقَ الْيَمَانِيَا فإِن بَعْضَهُمْ قَالَ: أَراد شَامُوا الْبَرْقَ مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَنِ. والعَقّ: حَفْرٌ فِي الأَرض مُسْتَطِيلٌ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. والعَقَّةُ: حُفْرَةٌ عَمِيقَةٌ فِي الأَرض، وَجَمْعُهَا عَقَّات. وانْعَقَّ الْوَادِي: عَمُقَ. وَالْعَقَائِقُ: النِّهَاء والغدرانُ فِي الأَخاديد المُنْعَقَّةِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِكُثَيِّرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيِّ يصف امرأَة:

_ (1). قوله [واستشهد الجوهري إلخ] لم نجد هذا الرجز في نسخ الصحاح التي بأيدينا (2). قوله [فقالوا هذان إلخ] فلفظ بينين مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ مِنْ أَبانان لأَنه نكرة وصف به معرفة، لأَن أَبانان وضع ابتداء علماً على الجبلين المشار إليهما، ولم يوضع أَولًا مفرداً ثم ثني كما وضع لفظ عرفات جمعاً على الموضع المعروف بخلاف زيدين فإنه لم يجعل علماً على معينين بل لإِنسانين يزولان، ويشار إِلَى أَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ فكأنه نكرة فإذا قُلْتَ هَذَانِ زَيْدَانِ حَسَنَانِ رفعت النَّعْتَ لأَنه نَكِرَةٌ وُصِفَتْ به نكرة، أفاده ياقوت

إِذا خرجَتْ مِنْ بَيْتِهَا راق عَيْنَها ... مُعَوَّذه [مُعَوِّذه]، وأَعْجَبَتْها العَقَائِقُ يَعْنِي أَن هَذِهِ المرأَة إِذا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا راقَها مُعَوَّذ النَّبْتِ حَوْلَ بَيْتِهَا، والمُعَوَّذ مِنَ النَّبْتِ: مَا يَنْبُتُ فِي أَصل شَجَرٍ أَوْ حَجَرٍ يَسْتُرُهُ، وَقِيلَ: الْعَقَائِقُ هِيَ الرِّمَالُ الْحُمْرُ. وَيُقَالُ: عَقَّت الريحُ المُزْنَ تَعُقُّه عَقاًّ إِذا استدَرَّتْه كأَنها تَشُقُّهُ شَقًّا؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ غَيْثًا: حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الريحُ، وانْقَارَ ... بِهِ العَرْضُ، وَلَمْ يُشْمَلِ حارَ: تحيَّر وَتَرَدَّدَ واستَدَرَّته رِيحُ الجَنوب وَلَمْ تَهُبَّ بِهِ الشَّمال فتَقْشَعَه، وانْقَارَ بِهِ العَرْضُ أَي كأَن عرضَ السَّحَابِ انْقارَ بهِ أَي وَقَعَتْ مِنْهُ قِطْعَةٌ وأَصله مِنْ قُرْتُ جَيْب الْقَمِيصِ فانْقار، وقُرْتُ عَيْنَهُ إِذا قَلَعْتَهَا. وَسَحَابَةٌ مَعْقُوقة إِذا عُقَّت فانْعَقَّت أَي تَبَعَّجت بِالْمَاءِ. وَسَحَابَةٌ عَقَّاقة إِذا دَفَعَتْ مَاءَهَا وَقَدْ عَقَّت؛ قَالَ عبدُ بَنِي الحَسْحاص يَصِفُ غَيْثًا: فمرَّ عَلَى الأَنهاء فانْثَجَّ مُزْنُه، ... فَعَقَّ طَوِيلًا يَسْكُبُ الماءَ ساجِيَا واعْتَقَّت السَّحَابَةُ بِمَعْنًى؛ قَالَ أَبو وَجْزة: واعْتَقَّ مُنْبَعِجٌ بالوَبْل مَبْقُور وَيُقَالُ للمُعْتذر إِذا أَفرط فِي اعْتِذَارِهِ: قَدِ اعْتَقَّ اعْتِقاقاً. وَيُقَالُ: سَحَابَةٌ عَقَّاقة مُنْشَقَّةٌ بِالْمَاءِ. وَرَوَى شَمِرٌ أَن المُعَقِّرَ بْنَ حِمَارٍ البارِقِيّ قَالَ لِبِنْتِهِ وَهِيَ تَقُوده وَقَدْ كُفَّ بصرُه وَسُمِعَ صَوْتُ رَعْدٍ: أَيْ بُنَيّةُ مَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرى سَحَابَةً سَحْماء عَقَّاقَة، كأَنها حِوَلاءُ [حُوَلاءُ] نَاقَةٍ، ذَاتِ هَيْدب دَانٍ، وسَيرٍ وَانٍ قَالَ: أَيْ بُنَيّة وَائِلِي إِلى قَفْلةٍ فإِنها لَا تَنْبُت إِلا بمنْجَاةٍ مِنَ السَّيْلِ؛ شَبَّه السَّحَابَةَ بِحِوَلاءِ النَّاقَةِ فِي تَشَقُّقِهَا بِالْمَاءِ كَتَشَقُّقِ الحِوَلاءِ، وَهُوَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْوَلَدُ، والقَفَلة الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ؛ كَذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِفَتْحِ الْفَاءِ، وأَسكنها سَائِرُ أَهل اللُّغَةِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: اهْتَلَبَ السيفَ مِنْ غِمْدِه وامْتَرَقه واعْتَقَّه واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛ قَالَ الْجُرْجَانِيُّ: الأَصل اخْتَرَطَه، وكأَنّ اللَّامَ مُبْدَلٌ مِنْهُ وَفِيهِ نَظَرٌ. وعَقَّ والدَه يَعُقُّه عَقّاً وعُقُوقاً ومَعَقَّةً: شقَّ عَصَا طَاعَتِهِ. وعَقَّ وَالِدَيْهِ: قَطَعَهُمَا وَلَمْ يَصِلْ رَحِمَه مِنْهُمَا، وَقَدْ يُعَمُّ بِلَفْظِ العُقُوقِ جَمِيعَ الرَّحِمِ، فَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وَرَجُلٌ عُقَقٌ وعُقُق وعَقٌّ: عاقٌّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي للزَّفَيان: أَنا أَبو المِقْدَامِ عَقّاًّ فَظّا ... بِمَنْ أُعادي، مِلْطَساً مِلَظّا، أَكُظُّهُ حَتَّى يموتَ كَظّا، ... ثُمَّتَ أُعْلِي رأْسَه المِلْوَظَّا، صَاعِقَةً مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى وَالْجَمْعُ عَقَقَة مِثْلُ كَفَرةٍ، وَقِيلَ: أَراد بِالْعَقِّ المُرَّ مِنَ الْمَاءِ العُقَاقِ، وَهُوَ القُعَاع، المِلْوَظّ: سوطٌ أَو عَصًا يُلْزِمُها رأْسَه؛ كَذَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَالصَّحِيحُ المِلْوَظُ، وإِنما شَدَّدَ ضَرُورَةً. والمَعَقَّةُ: العُقُوق؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَحْلامُ عادٍ وأَجْسادٌ مُطَهَّرَة ... مِنَ المَعَقَّةِ والآفاتِ والأَثَمِ وأَعَقَّ فلانٌ إِذا جاءَ بالعُقوق. وَفِي الْمَثَلِ: أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنما يُرِيدُ بِهِ الأُنثى، وعُقُوقُها أَنها تأْكل أَولادها؛ عَنْ غَيْرِ ابْنِ الأَعرابي؛

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الأَعشى: فإِني، وَمَا كَلَّفْتُموني بِجَهْلِكم، ... ويَعْلم رَبي مَنْ أَعَقَّ وأَحْوَبا قَالَ: أَعَقَّ جَاءَ بالعُقُوقِ، وأَحْوَبَ جَاءَ بالحُوبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ لِحَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمَ أُحد حِينَ مرَّ بِهِ وَهُوَ مَقْتُولٌ: ذُقْ عُقَقُ أَي ذُقْ جَزَاءَ فِعْلِكَ يَا عَاقُّ، وَذُقِ الْقَتْلَ كَمَا قَتَلْتَ مَن قتلتَ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ قَوْمِكَ، يَعْنِي كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وعُقَق: مَعْدُولٌ عَنْ عَاقٍّ لِلْمُبَالَغَةِ كغُدَر مِنْ غادرٍ وفُسَق مِنْ فاسقٍ. والعُقُق: الْبُعَدَاءُ مِنَ الأَعداء. والعُقُق أَيضاً: قَاطِعُو الأَرحام. وَيُقَالُ: عاقَقْتُ فُلَانًا أُعَاقُّه عِقاقاً إِذا خَالَفْتَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَقَّ والدَه يَعُقُّ عُقُوقًا ومَعَقَّةً؛ قَالَ هُنَا: وعَقَاقِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ مِثْلُ حَذَامِ ورَقَاشِ؛ قَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ دُرَيْدٍ تَرِثِيهِ: لَعَمْرُك مَا خشيتُ عَلَى دُرَيْد، ... بِبَطْنِ سُمَيْرةٍ، جَيْشَ العَنَاقِ جَزَى عَنَّا الإِلهُ بَنِي سُلَيْم، ... وعَقَّتْهم بِمَا فَعَلُوا عَقَاقِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمّهات ، وَهُوَ ضِدُّ البِرّ، وأَصله مِنَ العَقّ الشَّقّ وَالْقَطْعُ، وَإِنَّمَا خَصَّ الأُمهات وَإِنْ كَانَ عُقوقُ الْآبَاءِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ ذَوِي الْحُقُوقِ عَظِيمًا لأَن لِعُقوقِ الأُمهات مَزِيَّةً فِي الْقُبْحِ. وَفِي حَدِيثِ الْكَبَائِرِ: وعدَّ مِنْهَا عقوقَ الْوَالِدَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُكم ومَثَلُ عائشةَ مَثَلُ العينِ فِي الرأْس تُؤْذِي صَاحِبَهَا وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعُقَّها إِلا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهَا ؛ هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ. وعَقَّ البرقُ وانْعَقَّ: انْشَقَّ. والانْعِقاق: تَشَقُّقُ الْبَرْقِ، والتَّبَوُّجُ: تَكَشُّفُ البرقِ، وعَقِيقَتُهُ: شُعَاعُهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّيْفِ كالعَقِيقَة، وَقِيلَ: العَقِيقَةُ والعُقَقُ الْبَرْقُ إِذا رأَيته فِي وَسَطِ السَّحَابِ كأَنه سَيْفٌ مَسْلُولٌ. وعَقِيقةُ الْبَرْقِ: مَا انْعَقَّ مِنْهُ أَي تَسَرَّبَ فِي السَّحَابِ، يُقَالُ مِنْهُ: انْعَقَّ البرقُ، وَبِهِ سُمِّيَ السَّيْفُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وسَيْفي كالعَقِيقةِ، فَهُوَ كِمْعِي ... سِلاحِي، لَا أَفَلَّ وَلَا فُطَارَا وانْعَقَّ الْغُبَارُ: انْشَقَّ وَسَطَعَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا وانْعَقَّ الثوبُ: انْشَقَّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والعَقِيقةُ: الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ بِهِ الطِّفْلُ لأَنه يَشُقُّ الْجِلْدَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: يَا هندُ، لَا تَنْكِحي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُه، أَحْسَبَا وَكَذَلِكَ الوَبَرُ لِذي الوَبَرِ. والعِقَّة: كالعَقِيقةِ، وَقِيلَ: العِقَّةُ فِي النَّاسِ وَالْحُمُرِ خَاصَّةً وَلَمْ تُسْمَعْ فِي غَيْرِهِمَا كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ؛ قَالَ رؤبة: طَيَّرَ عنها النَّسْرُ حَوْلِيَّ العِقَق وَيُقَالُ لِلشَّعْرِ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى رأْس الْمَوْلُودِ فِي بَطْنِ أُمه عَقِيقةٌ لأَنها تُحْلق، وَجَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ الشعرَ أَصْلًا والشاةَ الْمَذْبُوحَةَ مُشْتَقَّةً مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُه فَرَقَ أَي شَعْرُهُ، سُمِّيَ عَقيقةً تَشْبِيهًا بِشَعْرِ الْمَوْلُودِ. وأَعَقَّت الْحَامِلُ: نَبَتَتْ عَقيقَةُ وَلَدِهَا فِي بَطْنِهَا. وأَعَقَّت الْفَرَسَ والأَتان، فَهِيَ مُعِقّ وعَقُوق: وَذَلِكَ إِذا نَبَتَتِ العَقيقةُ فِي بَطْنِهَا عَلَى الْوَلَدِ الَّذِي حَمَلَتْهُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:

قَدْ عَتَق الأَجْدعُ بَعْدَ رِقِّ، ... بقارحٍ أَو زَوْلَةٍ مُعِقِ وأَنشد أَيضاً فِي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ أَعَقَّتْ فَهِيَ عَقُوق وَجَمْعُهَا عُقُق: سِرًّا وَقَدْ أَوَّنَّ تَأْوِينَ العُقُقْ «3» أَوَّنَّ: شَرِبْنَ حَتَّى انْتَفَخَتْ بُطُونُهُنَّ فَصَارَ كُلُّ حِمَارٍ مِنْهُنَّ كالأَتان العَقُوق، وَهِيَ الَّتِي تَكَامَلَ حَمْلُهَا وَقَرُبَ وِلَادُهَا، وَيُرْوَى أَوَّنَّ عَلَى وَزْنِ فَعَّلْنَ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْجَمَاعَةَ مِنَ الْحَمِيرِ، ويروى أَوَّنَ على وزن فَعَّل، يُرِيدُ الْوَاحِدَ مِنْهَا. والعَقاقُ، بِالْفَتْحِ: الحَمْل، وَكَذَلِكَ العَقَقُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وتَرَكْت العَيْر يَدْمَى نَحْرُه، ... ونَحُوصاً سَمْحجاً فِيهَا عَقَقْ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَظهرت الأَتانُ عَقاقاً، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، إِذا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا، وَيُقَالُ لِلْجَنِينِ عَقاق؛ وَقَالَ: جَوانِحُ يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظِّباء، ... لَمْ يَتَّرِكْنَ لِبَطْنٍ عَقَاقا أَي جَنِيناً؛ هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ: العَقاق، بِهَذَا الْمَعْنَى فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّرْفِ، وأَما الأَصمعي فإِنه يَقُولُ: الْعُقَاقُ مَصْدَرُ العَقُوقِ، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: عَقَّتْ فَهِيَ عَقُوق. وأَعَقّتْ فَهِيَ مُعِقّ، وَاللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ أَعَقَّتْ فَهِيَ عَقُوق. وعَقَّ عَنِ ابْنِهِ يَعِقُّ ويَعُقُّ: حَلَقَ عَقِيقَتهُ أَو ذَبَحَ عَنْهُ شَاةً، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَوْمُ أُسبوعه، فقيَّده بِالسَّابِعِ، وَاسْمُ تِلْكَ الشَّاةِ العَقيقة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فِي العَقِيقَةِ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مِثْلَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ ؛ وَفِيهِ: إِنه عَقَّ عَنِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنه قَالَ: مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَتُه فأَهَريقُوا عَنْهُ دَمًا وأَميطوا عَنْهُ الأَذى. وَفِي الْحَدِيثِ: الْغُلَامُ مُرْتَهِنٌ بعَقِيقته ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن أَباه يُحْرَم شفاعةَ وَلَدِهِ إِذا لَمْ يعُقَّ عَنْهُ، وأَصل العَقِيقةِ الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رأْس الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ، وإِنما سُمِّيَتْ تِلْكَ الشاةُ الَّتِي تُذْبَحُ فِي تِلْكَ الْحَالِ عَقِيقةً لأَنه يُحْلق عَنْهُ ذَلِكَ الشَّعْرُ عِنْدَ الذَّبْحِ، وَلِهَذَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ: أَميطوا عَنْهُ الأَذى، يَعْنِي بالأَذى ذَلِكَ الشَّعْرَ الَّذِي يُحْلَقُ عَنْهُ، وَهَذَا مِنَ الأَشياء الَّتِي رُبَّمَا سُمِّيَتْ بِاسْمِ غَيْرِهَا إِذا كَانَتْ مَعَهَا أَو مِنْ سَبَبِهَا، فَسُمِّيَتِ الشَّاةُ عَقِيقَةً لَعَقِيقَةِ الشَّعْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَنِ العَقِيقةِ فَقَالَ: لَا أُحب العُقُوق ، لَيْسَ فِيهِ تَوْهِينٌ لأَمر العَقِيقَةِ وَلَا إِسقاط لَهَا، وإِنما كَرِهَ الِاسْمَ وأَحب أَن تُسَمَّى بأَحسن مِنْهُ كَالنَّسِيكَةِ وَالذَّبِيحَةِ، جَرْيًا عَلَى عَادَتِهِ فِي تَغْيِيرِ الِاسْمِ الْقَبِيحِ. والعَقِيقَةُ: صُوفُ الجَذَع، والجَنيبَة: صُوفُ الثَّنِيِّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الْبَهَائِمِ فإِن الشَّعْرَ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ حِينَ يُولَدُ عَقِيقَة وعَقِيقٌ وعِقَّةٌ، بِالْكَسْرِ؛ وأَنشد لِابْنِ الرِّقاع يَصِفُ الْعَيْرَ: تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهُ فأَنْسَلَها، ... واجْتابَ أُخْرَى جَدِيدًا بعد ما ابْتَقَلا مُوَلَّع بسوادٍ فِي أَسافِلِهِ، ... مِنْهُ احْتَذَى، وبِلَوْنٍ مِثلِهِ اكْتَحَلَا فَجَعَلَ العَقِيقةَ الشَّعْرَ لَا الشَّاةَ، يَقُولُ: لَمَّا تَرَبَّع وأَكل بُقول الرَّبِيعِ أَنْسَلَ الشَّعْرَ الْمَوْلُودَ معه وأَنبت

_ (3). قوله [سراً إلخ] صدره كما في الصحاح: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصًا رَبَّ الفلق

الْآخَرَ، فَاجْتَابَهُ أَي اكْتَسَاهُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الشَّعْرِ عَقِيقٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: أَطارَ عَقِيقَهُ عَنْهُ نُسَالًا، ... وأُدْمِجَ دَمْج ذِي شَطَنٍ بدِيعِ أَراد شَعْرَهُ الَّذِي يُوَلَّدُ عَلَيْهِ أَنه أَنْسَله عَنْهُ. قَالَ: والعَقُّ فِي الأَصل الشَّقُّ وَالْقَطْعُ، وَسُمِّيَتِ الشَّعْرَةُ الَّتِي يَخْرُجُ الْمَوْلُودُ مِنْ بَطْنِ أُمه وَهِيَ عَلَيْهِ عَقِيقةً، لأِنها إِن كَانَتْ عَلَى رأْس الإِنسي حُلِقَتْ فَقُطِعَتْ، وإِن كَانَتْ عَلَى الْبَهِيمَةِ فإِنها تُنْسِلُها، وَقِيلَ لِلذَّبِيحَةِ عَقِيقةٌ لأَنَّها تُذبَح فيُشقّ حلقومُها ومَريثُها وودَجاها قَطْعًا كَمَا سُمِّيَتْ ذَبِيحَةً بِالذَّبْحِ، وَهُوَ الشِّقُّ. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا نشأَ مَعَ حَيٍّ حَتَّى شَبَّ وَقَوِيَ فِيهِمْ: عُقَّتْ تميمتُه فِي بَنِي فُلَانٍ، والأَصل فِي ذَلِكَ أَن الصَّبِيَّ مَا دَامَ طِفْلًا تُعَلِّقُ أُمه عَلَيْهِ التَّمَائِمَ، وَهِيَ الْخَرَزُ، تُعَوِّذه مِنَ الْعَيْنِ، فإِذا كَبِرَ قُطعت عَنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: بلادٌ بِهَا عَقَّ الشّبابُ تَمِيمَتي، ... وأَوّلُ أَرضٍ مَسَّ جِلْدي تُرابُها وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَقِيقةُ الصَّبِيِّ غُرْلَتُه إِذا خُتِن. والعَقُوق مِنَ الْبَهَائِمِ: الْحَامِلُ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْحَافِرِ خَاصَّةً وَالْجَمْعُ عُقُقٌ وعِقاق، وَقَدْ أَعَقَّتْ، وَهِيَ مُعِقّ وعَقُوق، فمُعِقّ عَلَى الْقِيَاسِ وعَقوق عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ، وَلَا يُقَالُ مُعِقّ إِلا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ، وَهُوَ مِنَ النوادِر. وَفَرَسٌ عَقُوق إِذا انْعَقّ بطنُها وَاتَّسَعَ لِلْوَلَدِ؛ وَكُلُّ انْشِقَاقٍ هو انْعِقاقٌ؛ وكلُّ شِقٍّ وَخَرْقٍ فِي الرَّمْلِ وَغَيْرِهِ فَهُوَ عَقّ، وَمِنْهُ قِيلَ للبَرْقِ إِذا انْشَقَّ عَقِيقةٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي الأَضداد: زَعَمَ بَعْضُ شُيُوخِنَا أَن الْفَرَسَ الْحَامِلَ يُقَالُ لَهَا عَقوق وَيُقَالُ أَيضاً لِلْحَائِلِ عَقوق؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاه رَجُلٌ مَعَهُ فَرَسٌ عَقوق أَي حَائِلٌ، قَالَ: وأَظن هَذَا عَلَى التَّفَاؤُلِ كأَنهم أَرادوا أَنها ستَحْمِلُ إِن شَاءَ اللَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَطْرَقَ مُسْلِمًا فعَقَّتْ لَهُ فرسُه كَانَ كأَجر كَذَا ؛ عَقَّتْ أَي حَمَلت. والإِعْقاقُ بَعْدَ الإِقْصاصِ، فالإِقْصاص فِي الْخَيْلِ وَالْحُمُرِ أَوَّل ثُمَّ الإِعْقاقُ بَعْدَ ذَلِكَ. والعَقِيقةُ: المَزادة. والعَقِيقةُ: النَّهْرُ. والعَقِيقةُ: العِصابةُ ساعةَ تُشَقُّ من الثوب. والعَقِيقةُ: نَواقٌ رِخْوَةٌ كالعَجْوة تُؤْكَلُ. ونَوى العَقوقِ: نَوًى هَشّ لَيِّنٌ رِخْو المَمْضغة تأْكله الْعَجُوزُ أَو تَلوكه تُعْلَفُه النَّاقَةُ العَقوق إلْطافاً لَهَا، فَلِذَلِكَ أُضيف إِليها، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَصْرَةِ وَلَا تَعْرِفُهُ الأَعراب فِي بَادِيَتِهَا. وَفِي الْمَثَلِ: أَعَزُّ مِنْ الأَبْلِق العَقوقِ؛ يُضْرَبُ لِمَا لَا يَكُونُ، وَذَلِكَ أَن الأَبْلق مِنْ صِفَاتِ الذُّكُورِ، والعَقُوق الْحَامِلُ، وَالذَّكَرُ لَا يَكُونُ حَامِلًا، وإِذا طَلَبَ الإِنسان فَوْقَ مَا يَسْتَحِقُّ قَالُوا: طَلَب الأَبْلَق العَقوق، فكأَنه طَلَبَ أَمراً لَا يَكُونُ أَبداً؛ وَيُقَالُ: إِن رَجُلًا سأَل مُعَاوِيَةَ أَن يُزَوِّجَهُ أمَّه هَنْدًا فَقَالَ: أَمْرُها إِليها وَقَدْ قَعَدَتْ عَنِ الْوَلَدِ وأَبَتْ أَن تَتَزَوَّجَ، فَقَالَ: فَوَلِّنِي مَكَانَ كَذَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مُتَمِثِّلًا: طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقوقَ، فلمَّا ... لَمْ يَنَلْهُ أَراد بَيْضَ الأَنُوقِ والأَنوق: طَائِرٌ يَبِيضُ فِي قُنَنِ الْجِبَالِ فَبَيْضُهُ فِي حِرْزٍ إِلا أَنه مِمَّا لَا يُطْمَع فِيهِ، فَمَعْنَاهُ أَنه طَلب مَا لَا يَكُونُ، فَلَمَّا لَمْ يَجِدْ ذَلِكَ طَلَبَ مَا يَطْمَعُ فِي الْوُصُولِ إِليه، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ بَعِيدٌ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ

فِي الرَّجُلِ يسأَل مَا لَا يَكُونُ وَمَا لَا يُقْدر عَلَيْهِ: كَلَّفْتَني الأَبْلَقَ العَقوق، وَمِثْلُهُ: كَلَّفْتَني بَيْضَ الأَنوق؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَلَوْ قَبِلوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ ... بأَلْفٍ أُؤَدِّيه مِنَ المالِ أَقْرَعا يَقُولُ: لَوْ أَتيتهم بالأَبْلَق العَقوقِ مَا قَبِلُونِي، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَوْ قَبِلُونِي بالأَبيض العَقوق لأَتيتهم بأَلف، وَقِيلَ: العَقوق مَوْضِعٌ، وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَنشده ابْنُ الأَعرابي وَقَالَ: يُرِيدُ أَلف بَعِيرٍ. والعَقِيقةُ: سَهْمُ الِاعْتِذَارِ؛ قَالَتِ الأَعراب: إِن أَصل هَذَا أَن يُقْتَلَ رجلٌ مِنَ الْقَبِيلَةِ فيُطالَب القاتلُ بِدَمِهِ، فَتَجْتَمِعُ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّؤَسَاءِ إِلى أَولياء القَتِيل ويَعْرضون عَلَيْهِمُ الدِّيةَ ويسأَلون الْعَفْوَ عَنِ الدَّمِ، فإِن كَانَ وَلِيّهُ قَوِيًّا حَمِيًّا أَبى أَخذ الدِّيَةِ، وإِن كَانَ ضَعِيفًا شاوَرَ أَهل قَبِيلَتِهِ فَيَقُولُ لِلطَّالِبِينَ: إِن بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَالِقِنَا عَلَامَةً للأَمر وَالنَّهْيِ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْآخَرُونَ: مَا عَلَامَتُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نأْخذ سَهْمًا فَنُرَكِّبُهُ عَلَى قَوْس ثُمَّ نَرْمِي بِهِ نحْوَ السَّمَاءِ، فإِن رَجَعَ إِلَيْنَا مُلَطَّخًا بِالدَّمِ فَقَدْ نُهِينا عَنْ أَخذ الدِّيَةِ، وَلَمْ يَرْضَوْا إِلا بالقَوَدِ، وإِن رَجَعَ نِقيًّا كَمَا صَعِدَ فَقَدْ أُمِرْنا بأَخذ الدِّيَةِ، وَصَالَحُوا، قَالَ: فَمَا رَجَعَ هَذَا السهمُ قَطُّ إِلا نَقِيًّا وَلَكِنُ لَهُمْ بهذا غُذْرٌ عِنْدَ جُهَّالهم؛ وَقَالَ شَاعِرٌ مِنْ أَهل القَتِيل وَقِيلَ مِنْ هُذَيْلٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للأَشْعَر الجُعْفي وَكَانَ غَائِبًا عَنْ هَذَا الصُّلْحِ: عَقُّوا بِسَهْمٍ ثُمَّ قَالُوا: صالِحُوا ... يَا ليتَني فِي القَوْمِ، إِذ مَسَحوا اللِّحى قَالَ: وَعَلَامَةُ الصُّلْحِ مَسْحُ اللِّحى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَنشد الشَّافِعِيُّ لِلْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: عَقُّوا بسَهْم، وَلَمْ يَشْعُرْ بِه أَحَدٌ، ... ثُمَّ اسْتَفاؤوا وَقَالُوا: حَبَّذا الوَضَحُ أَخبر أَنهم آثَرُوا إِبل الدِّيَةِ وأَلبانها عَلَى دَمِ قَاتِلِ صَاحِبِهِمْ، والوَضَحُ هَاهُنَا اللَّبَنُ، وَيُرْوَى: عَقَّوْا بِسَهْمٍ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ. وعَقَّ بِالسَّهْمِ: رَمى بِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ. وَمَاءٌ عُقّ مِثْلُ قُعٍّ وعُقاقٌ: شَدِيدُ الْمَرَارَةِ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. وأَعَقَّتِ الأَرضُ الْمَاءَ: أَمَرَّتْه؛ وَقَوْلُ الْجَعْدِيِّ: بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ، مَا أَعَقَّهُ ... ربُّكَ، والمَحْرومُ مَنْ لَمْ يُسْقَهُ مَعْنَاهُ مَا أَمَرَّه، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: أَراد مَا أَقَعَّهُ مِنَ الْمَاءِ القُعِّ وَهُوَ المُرُّ أَو الْمِلْحُ فَقَلَبَ، وأَراه لَمْ يَعْرِفْ مَاءً عُقًّا لأَنه لَوْ عَرَفَهُ لحَمَلَ الفعلَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَحْتَجْ إِلى الْقَلْبِ. وَيُقَالُ: ماءٌ قُعاعٌ وعُقاق إِذا كَانَ مُرًّا غَلِيظًا، وَقَدْ أَقَعَّهُ اللهُ وأَعَقَّه. والعَقِيقُ: خَرَزٌ أَحمر يُتَّخَذُ مِنْهُ الفُصوص، الْوَاحِدَةُ عَقِيقةٌ؛ ورأَيت فِي حَاشِيَةِ بَعْضِ نُسَخِ التَّهْذِيبِ الْمَوْثُوقِ بِهَا: قَالَ أَبو الْقَاسِمِ سُئِلَ إِبراهيم الْحَرْبِيُّ عَنِ الْحَدِيثِ لَا تَخَتَّمُوا بالعَقِيقِ فَقَالَ: هذا تصحيف إِما هُوَ لَا تُخَيِّمُوا بالعَقِيق أَي لَا تُقِيمُوا بِهِ لأَنه كَانَ خَرَابًا والعُقَّةُ: الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ. وعَقْعَقَ الطَّائِرُ بِصَوْتِهِ: جَاءَ وَذَهَبَ. والعَقْعَقُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ مِنْ ذَلِكَ وَصَوْتُهُ العَقْعَقةُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى ثعلب عن إِسحق الْمَوْصِلِيِّ أَن العَقْعَقَ يُقَالُ لَهُ الشَّجَجَى. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: يَقْتُلُ المُحْرِمُ العَقْعَقَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ طَائِرٌ مَعْرُوفٌ ذُو لَوْنَيْنِ أَبيض وأَسود طَوِيلُ الذَّنَب، قَالَ: وإِنما أَجاز قَتْلَهُ لأَنه نَوْعٌ مِنَ الْغِرْبَانِ.

وعَقَّةُ: بَطْنٌ مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِطٍ؛ قَالَ الأَخطل: ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِهِ، ... مِنْ سُود عَقَّةَ أَو بَنِي الجَوَّالِ المُوقَّع: الَّذِي أَثَّر القَتَبُ فِي ظَهْرِهِ، وَبَنُو الجَوَّال: فِي بَنِي تَغْلِب. وَيُقَالُ للدَّلو إِذا طَلَعَتْ مِنَ الْبِئْرِ ملأَى: قَدْ عَقَّتْ عَقّاً، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: عَقَّتْ تَعْقِيةً، وأَصلها عَقَّقَتْ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ ثَلَاثَ قَافَاتٍ قَلَبُوا إِحداها يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ مِنَ الظَّنِّ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَقَّتْ كَمَا عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ شَبَّهَ الدَّلْوَ وَهِيَ تَشُقُّ هواءَ الْبِئْرِ طَالِعَةً بِسُرْعَةٍ بالعُقاب تَدْلِفُ فِي طَيَرانها نحوَ الصَّيْدِ. وعِقَّانُ النَّخِيلِ والكُروم: مَا يَخْرُجُ مِنْ أُصولها، وإِذا لَمْ تُقطع العِقَّانُ فَسَدت الأُصول. وَقَدْ أَعَقَّتِ النَّخْلَةُ والكَرْمة: أَخرجت عِقَّانها. وَفِي تَرْجَمَةِ قَعَعَ: القَعْقَعةُ والعَقْعَقَةُ حَرَكَةُ الْقِرْطَاسِ وَالثَّوْبِ الْجَدِيدِ. علق: عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ: نَشِب فِيهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا عَلِقَتْ مَخَالبُهُ بِقِرْنٍ، ... أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَلِقَت الأَعراب بِهِ أَي نَشِبوا وَتَعَلَّقُوا، وَقِيلَ طَفِقُوا؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ، ... رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا وَهُوَ عالِقٌ بِهِ أَي نَشِبٌ فِيهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلَقُ النُّشوب فِي الشَّيْءِ يَكُونُ فِي جَبَلٍ أَو أَرض أَو ما أَشبهها. وأَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصيدُ فِي حِبَالته أَي نَشِب. وَيُقَالُ لِلصَّائِدِ: أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ فِي حِبالتك. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِعْلاقُ وُقُوعُ الصَّيْدِ فِي الْحَبْلِ. يُقَالُ: نَصَب لَهُ فأَعْلقه. وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ بِهِ عَلاقَةً وعُلوقاً: لَزِمَهُ. وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ، فَهِيَ عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ: لَهِجَتْ بِهِ؛ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا، والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ ... عَلاقِيَةٌ تَهْوَى، هَوَاهَا المُضَلَّلُ وَيُقَالُ للأَمر إِذا وَقَعَ وَثَبَتَ عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ وَهُوَ كَمَا يُقَالُ: جفَّ الْقَلَمُ فَلَا تَتَعَنَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْمَثَلِ: عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدب يُضْرَبُ هَذَا لِلشَّيْءِ تأْخذه فَلَا تُرِيدُ أَن يُفْلِتَكَ. وَقَالُوا: عَلِقَتْ مَراسِيها بِذِي رَمْرامِ، وَبِذِي الرَّمْرَام؛ وَذَلِكَ حِينَ اطمأَنت الإِبل وقَرَّت عُيُونُهَا بِالْمَرْتَعِ، يُضْرَبُ هَذَا لِمَنِ اطمأَنَّ وقَرَّتْ عَيْنُهُ بِعَيْشِهِ، وأَصله أَنَّ رَجُلًا انْتَهَى إِلى بِئْرٍ فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثُمَّ صَارَ إِلى صَاحِبِ الْبِئْرِ فادَّعَى جِوارَه، فَقَالَ لَهُ: وَمَا سَبَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ، فأَبى صَاحِبُ الْبِئْرِ وأَمره أَن يَرْتَحِلَ؛ فقال: عَلِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب أَي جاءَ الحرُّ وَلَا يُمْكِنُنِي الرَّحِيلُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ: قَدْ عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ؛ جَمْعُ مِعْلَقٍ وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَلِقتْ مِنْهُ كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بِهَا.

يُقَالُ: عَلِقَ بِقَلْبِهِ عَلَاقَةً، بِالْفَتْحِ. وكلُّ شيءٍ وَقَعَ مَوْقِعه فَقَدْ عَلِقَ مَعَالِقَه، والعَلاقة: الْهَوَى والحُبُّ اللَّازِمُ لِلْقَلْبِ. وَقَدْ عَلِقَها، بِالْكَسْرِ، عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بِهَا عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بِهَا وعُلِّقَها وعلِّق بِهَا تَعْلِيقاً: أَحبها، وَهُوَ مُعَلَّقُ الْقَلْبِ بِهَا؛ قَالَ الأَعشى: عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّقَتْ رَجُلًا ... غَيْري، وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: تَعَلَّقَهُ مِنْهَا دَلالٌ ومُقْلَةٌ، ... تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها أَراد تَعَلَّقَ مِنْهَا دَلالًا ومُقْلةً فَقَلَبَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلَقُ الْهَوَى يَكُونُ لِلرَّجُلِ فِي المرأَة. وَإِنَّهُ لَذُو عَلَقٍ فِي فُلَانَةَ: كَذَا عدَّاه بِفِي. وَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: نَظْرةٌ مِنْ ذِي عَلَقٍ أَي مِنْ ذِي حُبّ قَدْ عَلِقَ بِمَنْ هَوِيَهُ؛ قَالَ كثيِّر: وَلَقَدْ أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ، فعاقَني ... عَلَقٌ بقَلْبي، مِنْ هَواكِ، قديمُ وعَلِقَ حبُّها بِقَلْبِهِ: هَوِيَها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: لَهَا فِي قَلْبِي عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ، قَالَ وَلَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي عِلْق حُبٍّ وَلَا عِلاقةَ حبٍّ، إِنما عَرَفَ عَلاقَةَ حُب، بِالْفَتْحِ، وعَلَق حبٍّ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَاللَّامِ، والعَلاقَةُ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الْمَرَّارُ الأَسدي: أَعَلاقَةً، أُمَّ الوُلَيِّدِ، بعد ما ... أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس؟ واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه. وَيُقَالُ: عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها، وعَلِقَتْ هِيَ بِقَلْبِي: تَشَبَّثَتْ بِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَقَدْ عَلِقَتْ مَيٌّ بِقَلْبِي عَلاقةً، ... بَطِيئاً عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي انْحِلالُها وَرَجُلٌ علاقِيَةٌ، مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ، إِذا عَلِقَ شَيْئًا لَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ. وأَعْلَقَ أَظفارَه فِي الشَّيْءِ: أَنشَبها. وعَلَّقَ الشيءَ بِالشَّيْءِ وَمِنْهُ وَعَلَيْهِ تَعْليقاً: ناطَهُ. والعِلاقةُ: مَا عَلَّقْتَه بِهِ. وتَعَلَّقَ الشيءَ: عَلقَهُ مِنْ نَفْسِهِ؛ قَالَ: تَعَلَّقَ إِبريقاً، وأَظْهَرَ جَعْبةً، ... ليُهْلِكَ حَيّاً ذَا زُهاءٍ وجَامِلِ وَقِيلَ: تَعَلَّق هُنَا لَزِمَهُ، وَالصَّحِيحُ الأَول، وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق بِهِ بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: تَعَلَّقْتُهُ بِمَعْنَى عَلَّقْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ لأَبي الأَسود: لَوْ تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لِئَلَّا تُصِيبَكَ عَيْنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَعَلَّق شَيْئًا وكِلَ إِليه أَي مَنْ عَلَّقَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ التَّعَاوِيذِ والتَّمائم وأَشباهها مُعْتِقِدًا أَنها تَجْلُب إِليه نَفْعًا أَو تَدْفَعُ عَنْهُ ضُرًّا. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: أَدُّوا العَلائِقَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا العَلائِقُ؟ وَفِي رِوَايَةٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا العَلائِقُ بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ أَهْلُوهُم ؛ العَلائِقُ: المُهُور، الْوَاحِدَةُ عَلاقَةٌ، قَالَ وكلُّ مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنَ الْعَيْشِ فَهُوَ عُلْقةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَكَانِ: والعِلْقةُ، بِالْكَسْرِ، الشَّوْذَرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا هِيَ إِلَّا فِي إزارٍ وعِلْقَةٍ، ... مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ عَلَى حَيِّ خَثْعَمَا

وَقَدْ تَقَدَّمَ الِاسْتِشْهَادُ بِهِ. وَيُقَالُ: لَمْ تَبْقَ لِي عِنْدَهُ عُلْقةٌ أَي شيءٌ. والعَلاقةُ: مَا يُتبلغ بِهِ مِنَ عَيْشٍ. والعُلْقةُ والعَلاقُ: مَا فِيهِ بُلْغة مِنَ الطَّعَامِ إِلى وَقْتِ الْغِذَاءِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا يأْكل فُلَانٌ إِلا عُلْقَةً أَي مَا يُمْسِكُ نَفْسَهُ مِنَ الطَّعَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتَجْتَزِئُ بالعُلْقَةِ أَي تَكْتَفِي بالبُلْغةِ مِنَ الطَّعَامِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ مِنَ الطَّعَامِ. قَالَ الأَزهري: والعُلْقةُ مِنَ الطَّعَامِ والمركبِ مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ وإِن لَمْ يَكُنْ تَامًّا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: ارْضَ مِنَ المَرْكب بالتَّعْلِيقِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُؤْمَرُ بأَن يَقْنَعَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ دُونَ تَمَامِهَا كَالرَّاكِبِ عَلِيقةً مِنَ الإِبل سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ؛ وَيُقَالُ: هَذَا الْكَلَامُ لَنَا فِيهِ عُلْقةٌ أَيْ بُلْغَةٌ، وَعِنْدَهُمْ عُلْقةٌ مِنْ مَتَاعِهِمْ أَي بَقِيَّةٌ. وعَلَقَ عَلاقاً وعَلوقاً: أَكل، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَحْدِ، يُقَالُ: مَا ذُقْتُ عَلاقاً وَلَا عَلوقاً. وَمَا فِي الأَرض عَلاقٌ وَلَا لَماقٌ أَي مَا فِيهَا مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنَ عَيْشٍ، وَيُقَالُ: مَا فِيهَا مَرْتَع؛ قَالَ الأَعشى: وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ، ... ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فِيهَا عَلاقُ الرَّجِيعُ: الجِرَّةُ؛ يَقُولُ لَا تَجِدُ الإِبل فِيهَا عَلاقاً إِلا مَا تردُّه مِنْ جِرَّتها. وَفِي الْمَثَلِ: لَيْسَ المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق؛ يُرِيدُ لَيْسَ مَنْ عَيشُه قَلِيلٌ يَتَعَلَّق بِهِ كَمَنْ عَيْشُهُ كَثِيرٌ يَخْتَارُ مِنْهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَيْسَ مَنْ يَتَبَلَّغ بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ كَمَنْ يتأَنَّق يأْكل مَا يَشَاءُ. وَمَا بِالنَّاقَةِ عَلُوق أَي شَيْءٌ مِنَ اللَّبَنِ. وَمَا تَرَكَ الْحَالِبُ بِالنَّاقَةِ عَلاقاً إِذا لَمْ يَدَعْ فِي ضَرْعِهَا شَيْئًا. والبَهْمُ تَعْلُق مِنَ الوَرَق: تُصِيبُ، وَكَذَلِكَ الطَّيْرُ مِنَ الثَّمَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَرواح الشُّهَدَاءِ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ؛ قَالَ الأَصمعي: تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها، يُقَالُ: عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ يَصِفُ نَاقَتَهُ: أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة، ... إِنْ تَدْنُ مِنْ فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق يَقُولُ: كأَن قُتُودي فَوْقَ بَقَرَةٍ وَحْشِيَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ فِي الأَصل للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فَنَقَلَ إِلى الطَّيْرِ، وَرَوَاهُ الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْرِيِّينَ تَعْلَق مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلْق أَكل الْبَهَائِمِ وَرَقَ الشَّجَرِ، عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً. وَالصَّبِيُّ يَعْلُقُ: يَمُصُّ أَصابعه. والعَلوقُ: مَا تَعْلُقه الإِبل أَي تَرْعَاهُ، وَقِيلَ هُوَ نَبْتٌ؛ قَالَ الأَعشى: هُوَ الوَاهِبُ الْمِائَةِ المُصْطَفاة، ... لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ وَقِيلَ: إِنه يَقُولُ رَعَيْنَ العَلُوقَ حِينَ لَاطَ بِهِنَّ الِاحْمِرَارُ مِنَ السِّمَن والخِصْب؛ وَيُقَالُ: أَراد بالعَلُوق الْوَلَدَ فِي بَطْنِهَا، وأَراد بِالِاحْمِرَارِ حُسْنَ لَوْنِهَا عِنْدَ اللَّقْحِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العَلُوق ماءُ الْفَحْلِ لأَن الإِبل إِذا عَلِقَتْ وَعَقَدَتْ عَلَى الْمَاءِ انْقَلَبَتْ أَلوانها واحْمَرَّت، فَكَانَتْ أَنْفَسَ لَهَا فِي نَفْسِ صَاحِبِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الَّذِي فِي شِعْرِ الأَعشى: بأَجْوَدَ مِنْهُ بِأُدْمِ الرِّكابِ، ... لاطَ العَلوقُ بِهِنَّ احْمِرَارَا قَالَ: وَذَلِكَ أَن الإِبل إِذا سَمِنَتْ صَارَ الآدمُ مِنْهَا أصْهبَ والأَصْهبُ أَحمر؛ وأَما عَجُزُ الْبَيْتِ الَّذِي صَدْرُهُ: هُوَ الواهبُ الْمِائَةَ المُصْطَفاة، ... لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا

فإِنه: إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا والعَلْقَى: شَجَرٌ تَدُومُ خُضْرَتُهُ فِي القَيْظ وَلَهَا أَفنان طُوَالٌ دِقاق وَوَرَقٌ لِطاف، بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ أَلفها لِلتَّأْنِيثِ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهَا للإِلحاق وَتُنَوَّنُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَلْقَى نَبْتٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: تَكُونُ وَاحِدَةً وَجَمْعًا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا: فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكورِ، ... بَيْنَ تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ وَفِي الْمُحْكَمِ: يَسْتَنُّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكورِ وَقَالَ: وَلَمْ يُنَوِّنْهُ رُؤْبَةُ، وَاحِدَتُهُ عَلْقاة، قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: الأَلف فِي عَلْقاة لَيْسَتْ للتأْنيث لِمَجِيءِ هَاءِ التأْنيث بَعْدَهَا، وإِنما هِيَ للإِلحاق بِبِنَاءِ جَعْفَرٍ وَسَلْهَبٍ، فإِذا حَذَفُوا الْهَاءَ مِنْ عَلْقاة قَالُوا عَلْقَى غَيْرَ مُنَوَّنٍ، لأَنها لَوْ كَانَتْ للإِلحاق لَنُوِّنَتْ كَمَا تُنَوِّنُ أَرْطًى، أَلا تَرَى أَن مَنْ أَلحق الْهَاءَ فِي عَلْقاةٍ اعْتَقَدَ فِيهَا أَن الأَلف للإِلحاق وَلِغَيْرِ التأْنيث؟ فإِذا نَزَعَ الْهَاءَ صَارَ إِلى لُغَةِ مَنِ اعْتَقَدَ أَن الأَلف للتأْنيث فَلَمْ ينوِّنها كَمَا لَمْ يُنَوِّنْهَا، وَوَافَقَهُمْ بَعْدَ نزعِهِ الهاءَ مِنْ عَلْقاة عَلَى مَا يَذْهَبُونَ إِليه مِنْ أَن أَلف عَلْقَى للتأْنيث. وَبَعِيرٌ عَالِقٌ: يَرْعَى العَلْقَى. والعالِقُ أَيضاً: الَّذِي يَعْلُقُ العِضاه أَي ينتِف مِنْهَا، سُمِّيَ عَالِقًا لأَنه يَعْلُق الْعِضَاهَ لِطُولِهَا. وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق، بِالضَّمِّ، عَلْقاً إِذا تَسنَّمتها أَي رَعَتْهَا مِنْ أَعلاها وَتَنَاوَلَتْهَا بأَفواهها، وَهِيَ إِبل عَوالق. وَرَجُلُ ذُو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بِكُلِّ شَيْءٍ أَصابه؛ قَالَ: أَخاف أَن يَعْلَقَها ذُو مَعْلَقَهْ وَجَاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أَي الدَّاهِيَةُ، وَقَدْ أَعْلَقَ وأَفْلَقَ. وعُلَقُ فُلَقُ: لَا يَنْصَرِفُ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ أَي جِئْتَ بعُلَقَ فُلَقَ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ، لَا يَجْرِي مَجْرَى عُمَرَ. وَيُقَالُ: العُلَقُ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ. والعَوْلَقُ: الغُول، وَقِيلَ: الْكَلْبَةُ الْحَرِيصَةُ، قَالَ: وَكَلْبَةٌ عَوْلَقٌ حَرِيصَةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَوْلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ، ... ساوَرَتْ فِيهِ سُؤورَ المُسامِي وَقَوْلُهُمْ: هَذَا حَدِيثٌ طَوِيلُ العَوْلَقِ أَي طَوِيلُ الذَّنَب. وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنه لَطَوِيلُ العَوْلَقِ أَي الذَّنْبُ، فَلَمْ يَخصَّ بِهِ حَدِيثًا وَلَا غَيْرَهُ. والعَليقةُ: الْبَعِيرُ أَو النَّاقَةُ يُوَجِّهُهُ الرَّجُلُ مَعَ الْقَوْمِ إِذا خَرَجُوا مُمْتارين وَيَدْفَعُ إِليهم دَرَاهِمَ يَمْتَارُونَ لَهُ عَلَيْهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرسلها عَلِيقةً، وَقَدْ عَلِمْ ... أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ يَعْنِي أَنهم يُودِعُون رِكَابَهُمْ وَيَرْكَبُونَهَا وَيَزِيدُونَ فِي حَمْلِهَا. وَيُقَالُ: عَلَّقْتُ مَعَ فُلَانٍ عَلِيقةً، وأَرسلت مَعَهُ عليقَةً، وَقَدْ عَلَّقها مَعَهُ أَرسلها؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ، ... فِيهَا شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ وَقِيلَ: يُقَالُ لِلدَّابَّةِ عَلوق. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَلِيقةُ والعَلاقةُ الْبَعِيرُ يَضُمُّهُ الرَّجُلُ إِلى الْقَوْمِ يَمْتَارُونَ لَهُ مَعَهُمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وقائلةٍ لَا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً، ... ومِنْ لذَّة الدُّنْيَا رُكوبُ العَلائِقِ شَمِرٌ: عَلاقةُ المَهْر مَا يَتَعَلَّقون بِهِ عَلَى الْمُتَزَوِّجِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: بِأَيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُونَ ... عَنْ دمِ عَمْرٍو، عَلَى مَرْثَدِ؟ «4» . قَالَ: العَلاقةُ النَّيْل، وَمَا تَعَلَّقُوا بِهِ عَلَيْهِمْ مثلَ عَلاقةِ الْمَهْرِ. والعِلاقةُ: المِعْلاق الَّذِي يُعَلَّقُ بِهِ الإِناء. والعِلاقةُ، بِالْكَسْرِ: عِلاقةُ السيفِ وَالسَّوْطِ، وعِلاقةُ السَّوْطِ مَا فِي مَقْبِضه مِنَ السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ عِلاقةُ القَدَحِ وَالْمُصْحَفِ وَالْقَوْسِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. وأَعْلَقَ السوطَ وَالْمُصْحَفَ وَالسَّيْفَ وَالْقَدَحَ: جَعَلَ لَهَا عِلاقةً، وعَلَّقهُ عَلَى الوَتِدِ، وعَلَّقَ الشيءَ خَلْفَهُ كَمَا تُعَلَّق الحقِيبةُ وَغَيْرُهَا مِنْ وَرَاءِ الرَّحل. وتَعَلَّقَ بِهِ وتَعَلَّقَه، عَلَى حَذْفِ الوَسيط، سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ فِي هَذِهِ الدَّارِ عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ، والدَّعْوى لَهُ عَلاقةٌ. وعَلِقَ الثوبُ مِنَ الشَّجَرِ عَلَقاً وعُلوقاً: بَقِيَ مُتَعِلِّقًا بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: رُئِيَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ عَلَقٌ وَقَدْ خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ ؛ العَلَقُ: الْخَرْقُ، وَهُوَ أَن يَمُرَّ بِشَجَرَةٍ أَو شَوْكَةٍ فتَعْلَقَ بِثَوْبِهِ فَتَخْرِقُهُ. والعَلْقُ: الْجَذْبَةُ فِي الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. والعَلَقُ: كُلُّ مَا عُلِّقَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ «5»: وَهِيَ العَلوق والمَعالِق بِغَيْرِ ياءٍ. والمِعْلاقُ والمُعْلوق: مَا عُلِّقَ مِنْ عِنَبٍ وَلَحْمٍ وَغَيْرِهِ، لَا نَظِيرَ لَهُ إِلا مُغْرود لِضَرْبٍ مِنَ الكمأَة، ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ فِي مُغْثور ومُزْمور لِوَاحِدِ مَزَامِيرِ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ للمِعْلاق مُعْلوق وَهُوَ مَا يُعَلَّق عَلَيْهِ الشَّيْءُ. قَالَ اللَّيْثُ: أَدخلوا عَلَى المُعلوقِ الضَّمَّةَ وَالْمَدَّةَ كأَنهم أَرادوا حَدَّ المُنْخُل والمُدْهُن، ثُمَّ أَدخلوا عَلَيْهِ الْمَدَّةَ. وكلُّ شَيْءٍ عُلِّقَ بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ مِعْلاقه. ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف: مَا يُجْعَلُ فِيهَا مِنْ كُلِّ مَا يحْسُن، وَفِي الْمُحْكَمِ: ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ يُجْعَلُ فِيهَا من كل ما يحسن فِيهِ. والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ، كِلَاهُمَا: مَا عُلِّقَ، وَلَا وَاحِدَ للأَعالِيقِ. وَكُلُّ شَيْءٍ عُلِّقَ مِنْهُ شَيْءٌ، فَهُوَ مِعْلاقه. ومِعْلاقُ الْبَابِ: شَيْءٌ يُعَلَّقُ بِهِ ثُمَّ يُدْفع المِعْلاقُ فَيَنْفَتِحُ، وَفَرْقُ مَا بَيْنَ المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يُفْتَحُ بالمِفْتاح، والمِعْلاق يُعَلَّقُ بِهِ البابُ ثُمَّ يُدْفع المِعْلاق مِنْ غَيْرِ مِفْتَاحٍ فَيَنْفَتِحُ، وَقَدْ عَلَّق الْبَابَ وأَعلَقه. وَيُقَالُ: عَلِّق الْبَابَ وأَزْلِجْهُ. وتَعْلِيق البابِ أَيضاً: نَصْبه وترْكِيبُه، وعَلَّق يدَه وأَعْلَقها؛ قَالَ: وكنتُ إِذا جاوَرْتُ، أَعْلَقْتُ فِي الذُّرى ... يَدَيَّ، فَلَمْ يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ والمِعْلَقة: بَعْضُ أَداة الرَّاعِي؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعُلَّيْقُ: نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ يتعلَّق بِالشَّجَرِ ويَلْتَوي عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُلَّيق شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ لَا يُعَظَّمُ، وإِذا نَشِب فِيهِ شَيْءٌ لَمْ يَكَدْ يتخلَّص مِنْ كَثْرَةِ شَوْكِهِ، وشَوكُه حُجَز شِدَادٌ، قَالَ: وَلِذَلِكَ سمِّي عُلَّيْقاً، قَالَ: وَزَعَمُوا أَنها الشَّجَرَةُ الَّتِي آنَسَ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فِيهَا النارَ، وأَكثر مَنَابِتِهَا الغِياضُ والأَشَبُ. وعَلِقَ بِهِ عَلَقاً وعُلوقاً: تَعَلَّقَ. والعَلوق: مَا يُعَلَّقُ بالإِنسان؛ والمنيّةُ عَلوق وعَلَّاقة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَلوق المنيَّة، صفة غالبة؛ قال

_ (4). قوله: عن دم عمرو؛ هكذا في الأَصل. وفي رواية أخرى: أَعَنْ، بإدخال همزة الاستفهام على عن (5). قوله [وقال اللحياني إلخ] عبارة شرح القاموس: والمعالق، بغير ياء، من الدواب: هي العلوق؛ عن اللحياني

الْمُفَضَّلُ الْبَكْرِيُّ: وَسَائِلَةٍ بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ، ... وَقَدْ عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ يُرِيدُ ثَعْلَبَةَ بْنَ سَيَّار فَغَيَّرَهُ لِلضَّرُورَةِ. والعُلُق: الدَّوَاهِي. والعُلُق: المَنايا. والعُلُق: الأَشغال أَيضاً. وَمَا بَيْنَهُمَا عَلاقةٌ أَي شيءٌ يتَعَلَّقُ بِهِ أَحدُهما عَلَى الْآخَرِ. وَلِي فِي الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض؛ فأَما قَوْلُهُ: عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بْنِ لُؤَيٍّ، ... عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلَّاقَهْ «1» . فإِنه عَنَى الْحَيَّةَ لتَعَلّقها لأَنها عَلِقَتْ زِمام نَاقَتِهِ فَلَدَغَتْهُ، وَقِيلَ: العَلَّاقة، بِالتَّشْدِيدِ الْمَنِيَّةُ وَهِيَ العَلوق أَيضاً. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ فِي هَذَا الأَمر عَلاقة أَي دَعْوَى ومُتعَلَّق؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: حَمَّلْتُ مِنْ جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي، ... كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ أَي مُسْتَقِلًّا بِمَا يُعَلَّقُ بِهِ مِنَ الدِّيات. والعَلَق: الَّذِي تُعَلَّق بِهِ البَكَرةُ مِنَ الْقَامَةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ يُقَالُ: أَعرني عَلَقَك، أَي أَداة بَكَرتك، وَقِيلَ: العَلَقُ البَكَرة، وَالْجَمْعُ أَعْلاق؛ قَالَ: عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ وَقِيلَ: العَلَقُ القامةُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَقِيلَ: العَلَق أَداة البَكَرة، وَقِيلَ: هُوَ البَكَرةُ وأَداتها، يَعْنِي الخُطَّاف والرِّشاءَ وَالدَّلْوَ، وَهِيَ العَلَقةُ. والعَلَق: الْحَبَلُ المُعَلَّق بالبَكَرة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كلَّا زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ، ... وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُ وَقِيلَ: العَلَقُ الْحَبْلُ الَّذِي فِي أَعلى البكَرة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ بالكرامهْ، ... مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ، وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ القامةُ مُعَلَّقة فِي الْحَبْلِ جُعِلَ الزُّقاء لَهُ وإِنما الزُّقاء للبَكرة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور والبَكرة؛ قَالَ: يَقُولُونَ أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذَلِكَ كُلَّهُ، قَالَ الأَصمعي: العَلَق اسْمٌ جَامِعٌ لِجَمِيعِ آلَاتِ الاسْتِقاء بِالْبَكَرَةِ، وَيَدْخُلُ فِيهَا الْخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُنْصَبَانِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ ويُلاقى بَيْنَ طَرَفَيْهِمَا الْعَالِيَيْنِ بِحَبَلٍ، ثُمَّ يُوتَدانِ عَلَى الأَرض بِحَبْلٍ آخَرَ يُمدّ طَرَفَاهُ للأَرض، ويُمَدَّان فِي وَتِدَينِ أُثْبتا فِي الأَرض، وتُعَلَّق القامةُ وَهِيَ البَكَرة فِي أَعلى الْخَشَبَتَيْنِ ويُسْتَقى عَلَيْهَا بِدَلْوَيْنِ يَنْزِع بِهِمَا سَاقِيَانِ، وَلَا يَكُونُ العَلَقُ إِلا السَّانِيَة، وَجُمْلَةُ الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وَحِبَالِهَا؛ كَذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ. وعَلَقُ الْقِرْبَةِ: سَيَّرٌ تُعَلَّقُ بِهِ، وَقِيلَ: عَلَقُها مَا بَقِيَ فِيهَا مِنَ الدُّهْنِ الَّذِي تُدْهَنُ بِهِ. وَيُقَالُ: كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ الْقِرْبَةِ، لُغَةٌ فِي عَرَق الْقِرْبَةِ، فأَما عَلَقُ الْقِرْبَةِ فَالَّذِي تُشَدُّ بِهِ ثُمَّ تُعَلَّق، وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق مِنْ جُهْدِهَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وإِنما قَالَ كَلِفْتُ إِليك عَلَق الْقِرْبَةِ لأَن

_ (1). قوله [مل أُسامة] هكذا هو بالأَصل مضبوطاً، وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر قصته

أَشد الْعَمَلِ عِنْدَهُمُ السَّقْيُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَطَبَنَا عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَيها النَّاسُ، أَلا لَا تُغَالوا بصَداق النساءِ، فإِنه لَوْ كَانَ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا وَتَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُم بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَصْدَقَ امرأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلَا أُصْدِقَت امرأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكثر مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقيّةً، وإِن الرَّجُلَ ليُغَالي بصَداق امرأَته حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ لَهَا فِي قَلْبِهِ عَدَاوَةً حَتَّى يَقُولَ قَدْ كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ ، وَفِي النِّهَايَةِ يَقُولُ: حَتَّى جَشِمْتُ إِليكِ عَلَقَ القربةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَلَقُها عِصَامُها الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ، فَيَقُولُ: تَكَلَّفْت لكِ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى عِصَامَ الْقِرْبَةِ. والمُعَلَّقة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي فُقِد زَوجُها، قَالَ تَعَالَى: فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقَالَ تَعَالَى فِي المرأَة الَّتِي لَا يُنْصِفُها زَوْجُهَا وَلَمْ يُخَلِّ سبيلَها: فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ ، فَهِيَ لَا أَيِّم وَلَا ذَاتُ بَعْل. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: إِن أَنْطق أُطَلَّقْ، وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لَا مُمْسَكةً وَلَا مُطَلَّقَةً. والعَلِيقُ: القَضِيمُ يُعَلَّق عَلَى الدَّابَّةِ، وعَلّقها: عَلَّق عَلَيْهَا. والعَليقُ: الشَّرَابُ عَلَى الْمَثَلِ. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلشَّرَابِ عَلِيق؛ وأَنشد لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ وأَظن أَنه لَبِيدٌ وإِنشاده مَصْنُوعٌ: اسْقِ هَذَا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ، ... لَا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا والعَلاقة: بِالْفَتْحِ: عَلاقة الْخُصُومَةِ. وعَلِقَ بِهِ عَلَقاً: خَاصَمَهُ. يُقَالُ: لِفُلَانٍ فِي أَرض بَنِي فُلَانٍ عَلاقةٌ أَي خُصُومَةٌ. وَرَجُلٌ مِعلاقٌ وَذُو مِعْلاق: خَصِيمٌ شَدِيدُ الْخُصُومَةِ يتعلَّق بِالْحُجَجِ ويستَدْركها؛ وَلِهَذَا قِيلَ فِي الْخَصِيمِ الجَدِل: لَا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا أَي لَا يَدَع حُجة إِلا وَقَدْ أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بِهَا. والمِعْلاق: اللِّسَانُ الْبَلِيغُ؛ قَالَ مِهَلْهِلٌ: إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً، ... وخَصِيماً أَلَدَّ ذَا مِعْلاقِ ومعْلاق الرَّجُلِ: لِسَانُهُ إِذا كَانَ جَدِلًا. والعَلاقَى، مَقْصُورٌ: الأَلقاب، وَاحِدَتُهَا عَلاقِيَة وَهِيَ أَيضاً العَلائِقُ، واحدَتها عِلاقةٌ، لأَنها تُعَلَّقُ عَلَى النَّاسِ. والعَلَقُ: الدَّمُ، مَا كَانَ وَقِيلَ: هُوَ الدَّمُ الْجَامِدُ الْغَلِيظُ، وَقِيلَ: الْجَامِدُ قَبْلَ أَن يَيْبَسَ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ عَلَقة. وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ: فإِذا الطَّيْرُ تَرْمِيهِمْ بالعَلَقِ أَي بِقِطَعِ الدَّمِ، الْوَاحِدَةُ عَلَقةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي أَوْفَى: أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثُمَّ مَضَى فِي صَلَاتِهِ أَي قِطْعَةَ دمٍ مُنْعَقِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِهَذِهِ الدَّابَّةِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمَاءِ عَلَقةٌ لأَنها حَمْرَاءُ كَالدَّمِ، وَكُلُّ دَمٍ غَلِيظٍ عَلَقٌ، والعَلَقُ: دُودٌ أَسود فِي الْمَاءِ مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ عَلَقةٌ. وعَلِق الدابةُ عَلَقاً: تعلَّقَتْ بِهِ العَلَقَة. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَلِقَت الدابةُ إِذا شَرِبَتِ الماءَ فعَلِقَت بِهَا العَلَقة. وعَلِقَتْ بِهِ عَلَقاً: لَزِمَتْهُ. وَيُقَالُ: عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدَّابَّةِ عَلَقاً إِذا عَضّ عَلَى مَوْضِعِ العُذْرة مِنْ حَلْقِهِ يَشْرَبُ الدَّمَ، وَقَدْ يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم مِنَ الإِنسان ويُرْسل عَلَيْهِ العَلَقُ حَتَّى يَمُصَّ دَمَهُ. والعَلَقَةُ: دُودَةٌ فِي الْمَاءِ تمصُّ الدَّمَ، وَالْجَمْعُ عَلَق. والإِعْلاقُ: إِرسال العَلَق عَلَى الْمَوْضِعِ لِيَمُصَّ الدَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللدُود أَحب إِليّ مِنَ الإِعْلاقِ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرٍ: خيرُ الدواءِ العَلَقُ وَالْحِجَامَةُ ؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حَمْرَاءُ تَكُونُ فِي الْمَاءِ تَعْلَقُ بِالْبَدَنِ وَتَمُصُّ الدَّمَ، وَهِيَ مِنْ أَدوية الْحَلْقِ

والأَورام الدَّمَوِيّة لِامْتِصَاصِهَا الدَّمَ الْغَالِبَ عَلَى الإِنسان. وَالْمَعْلُوقُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ: الَّذِي أَخَذ العَلَقُ بِحَلْقِهِ عِنْدَ الشُّرْبِ. والعَلوقُ: الَّتِي لَا تُحِبُّ زَوْجَهَا، وَمِنَ النُّوقِ الَّتِي لَا تأْلف الْفَحْلَ وَلَا تَرْأَمُ الْوَلَدَ، وَكِلَاهُمَا عَلَى الفأْل، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بأَنفها وَلَا تَدِرُّ، وَفِي الْمَثَلِ: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛ قَالَ: وبُدِّلْتُ مِنْ أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ ... عَلوقاً، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها وَقِيلَ: العَلوق الَّتِي عُطِفت عَلَى وَلَدٍ غَيْرِهَا فَلَمْ تَدِرَّ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي تَرْأَمُ بأَنفها وَتَمْنَعُ دِرَّتها؛ قَالَ أُفْنُون التَّغْلَبِيُّ: أَمْ كَيْفَ يَنْفَعُ مَا تأْتي العَلوقُ بِهِ ... رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا مَا ضُنَّ باللَّبَنِ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِلنَّابِغَةِ الجعدي: ومانَحَني كمِنَاح العَلُوقِ، ... مَا تَرَ مِنْ غِرّةٍ تَضْرِبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ تضربُ، بِرَفْعِ الْبَاءِ، وَصَوَابُهُ بِالْخَفْضِ لأَنه جَوَابُ الشَّرْطِ؛ وَقَبْلَهُ: وَكَانَ الخليلُ، إِذا رَابَني ... فعاتَبْتُه، ثُمَّ لَمْ يُعْتِبِ يَقُولُ: أَعطاني مِنْ نَفْسِهِ غَيْرَ مَا فِي قَلْبِهِ كَالنَّاقَةِ الَّتِي تُظْهر بشمِّها الرأْم وَالْعَطْفَ وَلَمْ تَرْأَمه. والمَعَالق مِنَ الإِبل: كالعَلُوق. وَيُقَالُ: عَلَّق فُلَانٌ رَاحِلَتَهُ إِذا فَسَخَ خِطَامها عَنْ خَطْمِها وأَلقاه عَنْ غَارِبِهَا ليَهْنِئَها. والعِلْق: الْمَالُ الْكَرِيمُ. يُقَالُ: عِلْقُ خَيْرٍ، وَقَدْ قَالُوا عِلْق شرٍّ، وَالْجُمَعُ أَعْلاق. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ. وَيُقَالُ: هَذَا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ بِهِ، وَجَمْعُهُ أَعْلاق. وَيُقَالُ: عِرْق مَضِنَّةٍ، بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العِلْقُ الثَّوْبُ الْكَرِيمُ أَو التُّرْس أَو السَّيْفُ، قَالَ: وَكَذَا الشيءُ الْوَاحِدُ الْكَرِيمُ مِنْ غَيْرِ الرُّوحَانِيِّينَ، وَيُقَالُ لَهُ العَلوق. والعِلْق، بِالْكَسْرِ: النَّفِيسُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ أَعْلاقَنا أَي نَفَائِسَ أَموالنا، الْوَاحِدُ عِلْق، بِالْكَسْرِ، سُمِّيَ بِهِ لتَعَلُّقِ الْقَلْبِ بِهِ. والعِلْقُ أَيضاً: الْخَمْرُ لِنَفَاسَتِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْقَدِيمَةُ مِنْهَا؛ قَالَ: إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُرِيدَ بِهِ قَيْلٌ، فَغُودِرَ فِي سَابِ أَراد سأْباً فَخَفَّفَ وأَبدل، وَهُوَ الزِّقّ أَو الدَّنّ. والعَلَق فِي الثَّوْبِ: مَا عَلِق بِهِ. وأَصاب ثَوْبِي عَلْقٌ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ مَا عَلِقَهُ فَجَذَبَهُ. والعِلْقُ والعِلْقةُ: الثَّوْبُ النَّفِيسُ يَكُونُ لِلرَّجُلِ. والعِلْقةُ: قَمِيصٌ بِلَا كُمَّيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ صَغِيرٌ يُتَّخَذُ لِلصَّبِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ أَول ثَوْبٍ يَلْبَسُهُ الْمَوْلُودُ؛ قَالَ: وَمَا هِيَ إِلَّا فِي إِزارٍ وعِلْقةٍ، ... مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ عَلَى حَيّ خَثْعَما وَيُقَالُ: مَا عَلَيْهِ عِلْقة، إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثِيَابٌ لَهَا قِيمَةٌ، وَيُقَالُ: العِلْقة للصُّدْرة تَلْبَسُهَا الْجَارِيَةُ تَبْتَذِلُ بِهَا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُون ... عَنْ دمِ عَمْروٍ عَلَى مَرْثَدِ؟ «2» . وَقَدْ تَقَدَّمَ الِاسْتِشْهَادُ بِهِ فِي الْمَهْرِ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: أَراد

_ (2). راجع الملاحظة المثبتة في صفحة 265.

أَيَّ عَلاقتنا ثُمَّ أَقحم الْبَاءَ، والعَلاقة: التَّبَاعُدُ؛ فأَراد أَيَّ ذَلِكَ تَكْرَهُونَ، أَتأْبون دم عمرو على مرثد وَلَا تَرْضَوْنَ بِهِ؟ قَالَ: والعَلاقةُ مَا كَانَ مِنْ مَتَاعٍ أَو مَالٍ أَو عِلْقةٌ أَيضاً، وعِلْق لِلنَّفِيسِ مِنَ الْمَالِ، وَقِيلَ: كَانَ مَرْثَدٌ قَتَلَ عَمْرًا فَدَفَعُوا مَرْثَدًا ليُقْتل بِهِ فَلَمْ يَرْضَوْا، وأَرادوا أَكثر مِنْ رَجُلٍ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: بأَيِّ ضَعْفٍ وَعَجْزٍ رأَيتم مِنَّا إِذ طَمَعْتُمْ فِي أَكْثَرَ مِنْ دَمٍ بِدَمٍ؟ والعُلْقة: نَبَاتٌ لَا يَلْبَثُ. والعُلْقةُ: شَجَرٌ يَبْقَى فِي الشِّتَاءِ تَتَبَلَّغُ بِهِ الإِبل حَتَّى تُدْرك الرَّبِيعَ. وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً، وتَعَلَّقت: أَكلت مِنْ عُلْقةِ الشَّجَرِ. والعَلَقُ: مَا تَتَبَلَّغُ بِهِ الْمَاشِيَةُ مِنَ الشَّجَرِ، وَكَذَلِكَ العُلْقةُ، بِالضَّمِّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلائِقُ الْبَضَائِعُ. وعَلِقَ فلانٌ يَفْعَلُ كَذَا، ظَلَّ، كَقَوْلِكَ طَفِقَ يفعل كذا؛ فال الرَّاجِزِ: عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ، ... إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُ أَي طَفِقَ يرِدهُ، وَيُقَالُ: أَحبه وَاعْتَادَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَلِقُوا وَجْهَهُ ضَرْبًا أَي طَفِقُوا وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ. والإِعْلاقُ: رَفْعُ اللَّهاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَعْلَقَتْ عَنْهُ مِنَ العُذْرةِ فَقَالَ: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بِهَذِهِ العُلُق؟ عَلَيْكُمْ بِكَذَا ، وَفِي حَدِيثِ: بِهَذَا الإِعْلاق ، وَفِي حَدِيثِ أُم قَيْسٍ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بابنٍ لِي وَقَدْ أَعلقتُ عَلَيْهِ ؛ الإِعْلاقُ: مُعَالَجَةُ عُذْرةِ الصَّبِيِّ، وَهُوَ وَجَعٌ فِي حَلْقِهِ وَوَرَمٌ تَدْفَعُهُ أُمه بأُصبعها هِيَ أَو غَيْرُهَا. يُقَالُ: أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ أُمُّه إِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ وغَمَزت ذَلِكَ الْمَوْضِعَ بأُصبعها وَدَفَعَتْهُ. أَبو الْعَبَّاسٍ: أَعْلَقَ إِذا غَمَزَ حَلْقَ الصَّبِيِّ المَعْذور وَكَذَلِكَ دَغَر، وَحَقِيقَةُ أَعْلقتُ عَنْهُ أَزلتُ العَلُوقَ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ أَعْلَقَت عَلَيْهِ وإِنما هُوَ أَعْلَقَتْ عَنْهُ أَي دفَعت عَنْهُ، وَمَعْنَى أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ أَوْرَدَتْ عَلَيْهِ العَلُوقَ أَي مَا عَذَّبَتْهُ بِهِ مِنْ دَغْرها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَعْلَقْتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يَدِي فِي حَلْقِي أَتَقَيَّأُ، وجاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ العِلاق، وإِنما الْمَعْرُوفُ الإِعْلاق، وَهُوَ مَصْدَرُ أَعْلَقْتُ، فإِن كَانَ العِلاقُ الاسمَ فيَجُوز، وأَما العُلُق فَجَمْعُ عَلُوق، والإِعْلاق: الدَّغْر. والمِعْلَقُ: العُلْبة إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً، ثُمَّ الجَنْبة أَكبر مِنْهَا تُعْمَلُ مِنْ جَنْب النَّاقَةِ، ثُمَّ الحَوْأَبة أَكبرهن. والمِعْلَقُ: قَدَحٌ يُعَلِّقُهُ الرَّاكِبُ مَعَهُ، وَجَمْعُهُ مَعَالق. والمَعَالقُ: العِلاب الصِّغَارُ، وَاحِدُهَا مِعْلَق؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا، ... إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ والمِعْلَقة: مَتَاعُ الرَّاعِي؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَو قَالَ: بَعْضُ مَتَاعِ الرَّاعِي. وعَلَقَه بِلِسَانِهِ: لَحاهُ كَسَلَقَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ويقال سَلَقَه بِلِسَانِهِ وعَلَقَه إِذا تَنَاوَلَهُ؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الأَعشى: نهارُ شَرَاحِيلَ بْنِ قَيْسَ يَرِيبنُي، ... ولَيْل أَبي عِيسَى أَمَرُّ وأَعَلق ومَعَاليق: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ يَذْكُرُ نَخْلًا: لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ ... مِنَ الدَّبَى، إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ والعُلَّاقُ: شَجَرٌ أَو نَبْتٌ. وَبَنُو عَلْقَةَ: رَهْطُ الصِّمَّةِ، وَمِنْهُمُ العَلَقاتُ، جَمَعُوهُ عَلَى حَدِّ الهُبَيْراتِ. وعَلَقَةُ:

اسْمٌ. وَذُو عَلاقٍ: جَبَلٌ. وَذُو عَلَقٍ: اسْمُ جَبَلٍ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ؛ وأَنشد ابْنِ أَحمر: مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجاء ذِي عَلَقٍ، ... يَنْفِي القَراميدَ عَنْهَا الأَعْصَمُ الوَقِلُ [الوَقُلُ] وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ: رَكِبْتُ أَتاناً لِي فَخَرَجْتُ أَمام الرَّكْبِ حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا أَحد مِنْهُمْ أَي مَا يَتَّصِلُ بِهَا وَيَلْحَقُهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إنَّ امرَأً بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ فَقَالَ: أَنَّى عَلِقَها فإِن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَفْعَلُهَا؟ أَي مِنْ أَين تعلَّمها وَمِمَّنْ أَخذها؟ وَفِي حَدِيثِ المِقْدام: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِن الرَّجُلَ مِنْ أَهل الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ المرأَة وَمَا يَعْلَقُ على يديها الخير وَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَماً ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: يَقُولُ مِنْ صِغَرِهَا وقلَّةِ رِفْقها فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا حَتَّى يَمُوتَا هَرَماً، وَالْمُرَادُ حثُّ أَصْحَابِهِ عَلَى الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ وَالصَّبْرِ عَلَيْهِنَّ أَي أَن أَهل الْكِتَابِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِنِسَائِهِمْ. وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ. وعَلِقَ الظَّبْيُ فِي الْحِبَالَةِ. والعُلَّيْقُ، مِثَالُ القُبَّيْط: نَبْتٌ يَتَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ [سَبرَنْد] «1». وَرُبَّمَا قَالُوا العُلَّيْقَى مِثَالُ القُبَّيْطَى. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَنَا حَقٌّ إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه، وإِن لَمْ نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلِهِ نَرْكَبْ أَعجاز الإِبل أَي نَرْضَى مِنَ الْمَرْكِبِ بالتَّعْلِيق، لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن مِنَ الظَّهْرِ رَضِيَ بعَجُزِ الْبَعِيرِ، وَهُوَ التَّعْليق، والأَولى بِهَذَا أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ عَجُزٍ، وقد تقدم. علفق: ابْنُ سِيدَهْ: العُلْفُوق الثقيل الوَخِمُ. عمق: العُمْق والعَمْق: الْبُعْدُ إِلى أَسفل، وَقِيلَ: هُوَ قَعْرُ الْبِئْرِ والفجِّ وَالْوَادِي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: وأَفْيح مِنْ رَوْضِ الرُّبابِ عَمِيق أَي بَعِيدٌ. وتَعْمِيقُ الْبِئْرِ وإِعْماقها: جَعْلُها عَمِيقةً. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: بِئْرٌ عَمِيقةٌ ومَعِيقةٌ بَعِيدَةٌ الْقَعْرِ، وَقَدْ عَمُقتْ ومَعُقَتْ وأَعْمَقْتُها وأَمْعَقْتُها، وإِنها لَبَعِيدَةُ العَمْقِ والمَعْق. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ عَمِيق، وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ مَعِيق. قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ : مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ بَعِيدٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ : وَيُقَالُ مَعيق، قَالَ: والعَمِيقُ أَكثر مِنَ المَعِيق فِي الطَّرِيقِ. وأَعْماقُ الأَرض: نَوَاحِيهَا. وَيُقَالُ لِي فِي هَذِهِ الدَّارِ عَمَقٌ أَي حَقٌّ، وَمَا لِي فِيهَا عَمَق أَي حَقٌّ. والعَمْق: البُسْر الْمَوْضُوعُ فِي الشَّمْسِ ليَنْضَجَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وأَنا فِيهِ شَاكٌّ. وَرَجُلٌ عُمْقِيُّ الْكَلَامِ: لِكَلَامِهِ غَوْرٌ. والعِمْقَى: نَبْتٌ. وَبَعِيرٌ عامِقٌ وإِبل عامِقةٌ: تأْكل العِمْقَى؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِمْقَى، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، شَجَرٌ بِالْحِجَازِ وَتِهَامَةَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ العِمْقَى أَمَرُّ مِنَ الحَنْظَلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأُقْسِمُ أَنَّ العيشَ حُلْوٌ إِذا دَنَتْ، ... وَهُوَ إِنْ نأَتْ عَنِّي أَمَرّ مِنَ العِمْقَى والعِمْقى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: لَمَّا ذَكَرْتُ أَخا العِمْقَى تَأَوَّبَني ... همٌّ، وأَفَردَ ظَهري الأَغْلَبُ الشِّيحُ «2»

_ (1). قوله [سبرند] كذا بالأصل، والذي في الصحاح: سرند مضبوطاً كفرند (2). قوله [أخا العمقى] قال الصاغاني فيه ثلاث روايات: بالكسر وبالضم وبالنون وبدل الميم انتهى. قلت أما الكسر فهي رواية الباهلي ورواه الأَخفش بفتح العين وقال هو اسم واد فتكون الروايات أربعاً انتهى. شرح القاموس.

والعُمَق، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْمِيمِ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: لما رأَى عَمْقاً ورَجَّعَ عُرْضُهُ ... هَدْراً، كَمَا هَدَر الفَنِيقُ المُصْعبُ أَراد العُمَق فغيَّر، وَقَدْ يَكُونُ عَمْقٌ بَلَدًا بِعَيْنِهِ غَيْرَ هَذَا. قَالَ الأَزهري: العُمَق مَوْضِعٌ عَلَى جادَّة طَرِيقِ مَكَّةَ بَيْنَ مَعْدن بَنِي سُلَيْم وَذَاتِ عِرْق، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ العُمُق، وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ: وعَمْق مَوْضِعٌ آخَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ العُمَقِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العُمَقُ، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، مُنْزِلٌ عِنْدَ النَّقِرَة لِحَاجِّ العِراقِ، فأَما بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ فوَادٍ مِنْ أَودية الطَّائِفِ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا حاصَرها. وعِمَاق: مَوْضِعٌ. وعَمْق: أَرْضٌ لمُزَيْنَة. وَمَا فِي النِّحْيِ عَمَقةٌ: كَقَوْلِكَ مَا بِهِ عَيْقَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي لَطْخ وَلَا وَضَرٌ وَلَا لَعُوق مِنْ رُبّ وَلَا سَمْن. وعَمَّق النَّظَرَ فِي الأُمور تَعْمِيقاً وتَعَمَّق فِي كَلَامِهِ أَي تَنَطَّع. وتَعَمَّق فِي الأَمر: تَنَوَّقَ فِيهِ، فَهُوَ مُتَعَمِّق. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ تَمادَى الشهرُ لواصَلْت وِصَالًا يَدَعُ المتَعَمّقونَ تَعَمُّقَهم ؛ المُتَعَمِّقُ: المُبالغ فِي الأَمر المتشدِّد فِيهِ الَّذِي يَطْلُبُ أَقصى غَايَتِهِ. والعَمْق والعُمْق: مَا بعُد مِنْ أَطْرَافِ المَفَاوِزِ. والأَعماق أَطراف المَفاوِز الْبَعِيدَةِ، وَقِيلَ الأَطراف وَلَمْ تقيَّد؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْترَقْ، ... مُشْتَبِه الأَعْلام، لَمّاعِ الخَفَق وَيُقَالُ الأَعْماقُ «3» ... الْمُطَمَئِنُّ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ بَعِيدَةَ الغَوْر. وأُعَامِق: مَوْضِعٌ «4»؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ كَانَ مِنّا مَنْزِلًا نَسْتَلذُّه ... أُعَامِقُ بَرْقاوَاتُهُ فأَجاوِلُه عمشق: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَمِشَ: العُمْشُوشُ العُنْقود يُؤْكَلُ مَا عَلَيْهِ وَيُتْرَكُ بَعْضُهُ، وَهُوَ العُمْشوق أَيضاً. عملق: العَمْلق: الْجَوْرُ وَالظُّلْمُ. والعَمْلَقةُ: اخْتِلَاطُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ وخُثُورته. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: العَملقُ الِاخْتِلَاطُ والخُثُورة، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ بِمَاءٍ وَلَا غَيْرِهِ. وعَمْلَقَ ماؤُهم: قلَّ. والعِمْلاقُ: الطَّوِيلُ، وَالْجَمْعُ عَمَالِيقُ وعَمَالِقةٌ وعَمالق، بِغَيْرِ يَاءٍ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وعَمْلَقٌ وعِمْلِقٌ وعِمْليق وعمْلاق: أَسماء. والعَمَالقةُ مِنْ عادٍ. وَهُمْ بَنُو عِمْلاقٍ. قَالَ الأَزهري: عِمْلاقٌ أَبو العَمالقة وَهُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ كَانُوا بِالشَّأْمِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ خَبَّابٍ: أَنه رأَى ابْنَهُ مَعَ قَاصٍّ فأَخذ السَّوْطَ وَقَالَ: أَمَعَ العَمَالقةِ؟ هَذَا قَرْنٌ قَدْ طَلَع ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَمَالقة الجبابرة الذين كانوا بالشأم مِنْ بَقِيَّةِ قَوْمِ عادٍ، قَالَ: وَيُقَالُ لِمَنْ يَخْدَعُ النَّاسَ ويَخْلُبهم عِمْلاق. قَالَ: والعَمْلَقة التَّعْمِيق فِي الْكَلَامِ، فشَبَّه القُصّاص بِهِمْ لِمَا فِي بَعْضِهِمْ مِنَ الْكِبْرِ وَالِاسْتِطَالَةِ عَلَى النَّاسِ، أَو بِالَّذِينِ يَخْدَعُونَهُمْ بِكَلَامِهِمْ وَهُوَ أَشبه. الْجَوْهَرِيُّ: العَمالِيق والعَمالِقة قَوْمٌ مِنْ وَلَدِ عِمْلِيق بْنِ لاوَذَ بْنِ إرَمَ بْنِ سامِ بْنِ نُوح، وَهُمْ أُمم تَفَرَّقُوا فِي البلاد. عنق: العُنْقُ والعُنُقُ: وُصْلة مَا بَيْنَ الرَّأْسِ وَالْجَسَدِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُمْ عُنُق هَنْعَاءُ

_ (3). كذا بياض بالأَصل. (4). قوله [وأعامق موضع] ضبطه شارح القاموس بضم الهمزة ومثله في ياقوت

وعُنُق سَطْعاءُ يَشْهَدُ بِتَأْنِيثِ العُنُق، وَالتَّذْكِيرُ أَغلب. يُقَالُ: ضَرَبْتُ عُنُقه، قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الآل والسَّراب: تَبْدُوا لَنا أعْلامُه، بعد القَرَقْ، ... خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ ذَكَرَ السَّرَابَ وانْقِماسَ الحِبال فِيهِ إِلَى أَعاليها، والمُعْتَنَقُ: مَخْرج أَعناق الحِبال مِنَ السَّرَابِ، أَي اعْتَنَقَتْ فأَخرجت أَعناقها، وَقَدْ يُخَفَّفُ العُنُق فَيُقَالُ عُنْق، وَقِيلَ: مَنْ ثَقَّل أَنَّث ومَن خَفَّف ذكَّر؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عُنْق مُخَفَّفٌ مِنْ عُنُق، وَالْجَمْعُ فِيهِمَا أَعناق، لَمْ يُجَاوِزُوا هَذَا الْبِنَاءَ. والعَنَقُ: طُولُ العُنُقِ وغِلظه، عَنِقَ عَنَقاً فَهُوَ أَعنق، والأْنثى عَنْقاء بيِّنة العَنَق. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا كَانَ أَعْنَقَ وَلَقَدْ عَنِقَ عَنَقاً يَذْهَبُ إِلَى النُّقْلَةِ. وَرَجُلٌ مُعْنِقٌ وَامْرَأَةٌ مُعْنِقَةٌ: طَوِيلَا العُنُقِ. وهَضْبة معْنقة وعَنْقاءُ: مُرْتَفِعَةٌ طَوِيلَةٌ؛ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ يَكُونُ أَنِيسُها ... وُرْقَ الحَمام، جَميمُها لَمْ يُؤكل ابْنُ شُمَيْلٍ: مَعَانيق الرِّمَالِ حِبَالٌ صِغَارٌ بَيْنَ أَيدي الرَّمْلِ، الْوَاحِدَةُ مُعْنِقة. وعانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً: الْتَزَمَهُ فَأَدْنَى عُنُقَه مِنْ عُنُقِه، وَقِيلَ: المُعَانقة فِي الْمَوَدَّةِ والاعْتِناقُ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ: يَطْعُنُهم، وَمَا ارْتَمَوْا، حَتَّى إِذَا اطَّعَنُوا ... ضارَبَ، حَتَّى إِذَا مَا ضَارَبُوا اعْتَنَقَا وَقَدْ يَجُوزُ الافتعالُ فِي مَوْضِعِ المُفاعلة، فَإِذَا خَصَصْتَ بِالْفِعْلِ وَاحِدًا دُونَ الْآخَرِ لَمْ تَقُلْ إِلَّا عانَقه فِي الْحَالَيْنِ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يَجُوزُ الاعتناقُ فِي المودَّةِ كالتَّعانُقِ، وكلٌّ فِي كُلٍّ جائزٌ. والعَنِيقُ: المُعانِقُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: وَمَا راعَني إلَّا زُهاءُ مُعانِقِي، ... فأَيُّ عَنِيقٍ بَاتَ لِي لا أَبالِيَا وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ قَالَتْ: دخَلَتْ شَاةٌ فأَخذت قُرْصاً تَحْتَ دَنّ لَنَا فَقُمْتُ فأَخذته مِنْ بَيْنِ لَحْييها فَقَالَ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لكِ أَن تُعَنِّقِيها أَي تَأْخُذِي بعُنُقِها وتَعْصِريها، وَقِيلَ: التَّعْنِيقُ التَّخْييبُ مِنَ العَنَاقِ وَهِيَ الْخَيْبَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لِنِسَاءِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ لِمَا مَاتَ: ابْكِينَ وإياكنَّ وتَعَنُّقَ الشَّيْطَانِ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد، وَجَاءَ فِي غَيْرِهِ: ونَعِيقَ الشَّيْطَانِ، فَإِنْ صَحَّت الأُولى فَتَكُونُ مِنْ عَنَّقَه إِذَا أَخذ بعُنُقِه وعَصَرَ فِي حَلْقِهِ لِيَصِيح، فَجَعَلَ صِيَاحَ النِّسَاءِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ مسبَّباً عَنِ الشَّيْطَانِ لأَنه الْحَامِلُ لهنَّ عَلَيْهِ. وَكَلْبٌ أَعْنَقُ: فِي عُنُقِه بَيَاضٌ. والمِعْنَقَةُ: قِلَادَةٌ تُوضَعُ فِي عُنُق الْكَلْبِ؛ وَقَدْ أَعْنَقَه: قلَّده إِيَّاهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: والمِعْنَقَةُ الْقِلَادَةُ، وَلَمْ يُخَصَّصْ. والمِعْنَقةُ: دُوَيبة. واعْتَنَقَت الدابةُ: وَقَعَتْ فِي الوَحْل فَأَخْرَجَتْ عُنقَها. والعانِقاءُ: جُحْرٌ مملوءٌ تُرَابًا رِخْواً يَكُونُ للأَرنب واليَرْبوع يُدْخِل فِيهِ عُنُقَه إِذَا خَافَ. وتَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء وتَعَنَّقَتْها كِلَاهُمَا: دَسَّتْ عُنقها فِيهِ وَرُبَّمَا غَابَتْ تَحْتَهُ، وَكَذَلِكَ الْيَرْبُوعُ، وخصَّ الأَزهري بِهِ الْيَرْبُوعَ فَقَالَ: العانقاءُ جُحْر مِنْ جِحَرة الْيَرْبُوعِ يَمْلَؤُهُ تُرَابًا، فَإِذَا خَافَ انْدَسَّ فِيهِ إِلَى عُنُقه فَيُقَالُ تَعَنَّقَ، وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: يُقَالُ لجِحَرة الْيَرْبُوعِ النّاعِقاءُ والعانِقاء والقاصِعاءُ والنافِقاءُ والرَّاهِطاءُ والدامّاءُ.

وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى عُنُق الدَّهْرِ أَي عَلَى قَدِيمِ الدَّهْرِ. وعُنُق كُلِّ شَيْءٍ: أَوله. وعُنُق الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ: أَولهما ومقدَّمتهما عَلَى الْمَثَلِ، وَكَذَلِكَ عُنُق السِّنّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ لأَعرابي كَمْ أَتى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَخَذْتُ بعُنُق السِّتِّينَ أَيْ أَولها، وَالْجَمْعُ أَعناق. وعُنُق الْجَبَلِ: مَا أَشرف مِنْهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والمُعْتنَق: مَخْرج أَعناق الْحِبَالِ «1» قَالَ: خَارِجَةٌ أَعْناقُها مِنْ مُعْتَنَقْ وعُنُق الرَّحِم: مَا اسْتدق مِنْهَا مِمَّا يَلِي الْفَرْجَ. والأَعناق: الرُّؤَسَاءُ. والعُنُق: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ، مذكَّر، وَالْجَمْعُ أَعْناق. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ؛ أَي جَمَاعَاتُهُمْ، عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ، وَقِيلَ: أَراد بالأَعناق هُنَا الرِّقاب كَقَوْلِكَ ذَلَّتْ لَهُ رِقَابُ الْقَوْمِ وأَعْناقهم، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْخَاضِعِينَ عَلَى التَّأْوِيلَيْنِ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. وَجَاءَ بِالْخَبَرِ عَلَى أَصْحَابِ الأَعناق لأَنه إِذَا خَضَعَ عُنُقُه فَقَدْ خَضَعَ هُوَ، كَمَا يُقَالُ قُطِع فُلَانٌ إِذَا قُطِعَتْ يَدُهُ. وجاءَ الْقَوْمُ عُنُقاً عُنُقاً أَي طَوَائِفَ؛ قال الأَزهري: إذا جاؤوا فِرَقاً، كُلُّ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ عُنُق؛ قَالَ الشَّاعِرُ يُخَاطِبُ أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين ... أَخَا العِراقِ، إِذَا أَتَيْتا أَن العِراقَ وأَهلَهُ ... عُنُقٌ إليكَ، فَهْيتَ هَيْتَا أَراد أَنهم أَقبلوا إِلَيْكَ بِجَمَاعَتِهِمْ، وَقِيلَ: هُمْ مَائِلُونَ إِلَيْكَ وَمُنْتَظِرُوكَ. وَيُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ عُنُقاً عُنُقاً أَي رَسَلًا رَسَلًا وقَطِيعاً قَطِيعًا؛ قَالَ الأَخطل: وَإِذَا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها، ... فاحْمِدْ هُناكَ عَلَى فَتًى حَمّالِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَعْناقُها جَمَاعَاتُهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: سادَاتها. وَفِي حَدِيثِ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ أَي تَخْرُجُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذَا خَرَجَ مِنَ النَّهْرِ مَاءٌ فَجَرَى فَقَدْ خَرَجَ عُنُق. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْناقُهم فِي طَلَبِ الدُّنْيَا أَي جَمَاعَاتٌ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: أَراد بالأَعناق الرُّؤَسَاءَ والكُبَرَاء كَمَا تَقَدَّمَ، وَيُقَالُ: هُمْ عُنُق عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ هُمْ إلْبٌ عَلَيْهِ، وَلَهُ عُنُق فِي الْخَيْرِ أَي سَابِقَةٌ. وَقَوْلُهُ: المؤذِّنون أَطول النَّاسِ أَعْناقاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَهُ عُنُق فِي الْخَيْرِ أَي سَابِقَةٌ، وَقِيلَ: إِنَّهُمْ أَكْثَرُ النَّاسِ أَعمالًا، وَقِيلَ: يُغْفَرُ لَهُمْ مَدَّ صَوْتِهِمْ، وَقِيلَ: يُزَادونَ عَلَى النَّاسِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِنْ طُولِ الأَعْناقِ أَيِ الرِّقَابِ لأَن النَّاسَ يَوْمَئِذٍ فِي الْكَرْبِ، وَهُمْ فِي الرَّوْح والنشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ أَراد أَنهم يَكُونُونَ يَوْمَئِذٍ رُؤَسَاءَ سَادَةً، وَالْعَرَبُ تَصِفُ السَّادَةَ بِطُولِ الأَعناق، وَرُوِيَ أَطولُ إعْناقاً ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، أَي أَكثر إِسْرَاعًا وأَعجل إِلَى الْجَنَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقاً صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا أَي مُسْرِعًا فِي طَاعَتِهِ مُنْبَسِطًا فِي عَمَلِهِ، وَقِيلَ: أَراد يَوْمَ الْقِيَامَةِ. والعُنُق: الْقِطْعَةُ مِنَ الْمَالِ. والعُنُق أَيضاً: الْقِطْعَةُ مِنَ الْعَمَلِ، خَيْرًا كَانَ أَو شَرًّا. والعَنَق مِنَ السَّيْرِ: الْمُنْبَسِطُ، والعَنِيقُ كَذَلِكَ. وَسَيْرٌ عَنَقٌ وعَنِيقٌ: مَعْرُوفٌ، وَقَدْ أَعْنَقَت الدابةُ، فَهِيَ مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق؛ وَاسْتَعَارَ أَبو ذُؤَيْبٍ الإِعْناق للنجوم فقال:

_ (1). قوله [أعناق الحبال] أي حبال الرمل.

بأَطْيَبَ مِنْهَا، إِذَا مَا النُّجُوم ... أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي «1» . وَفِي حَدِيثِ مُعاذٍ وأَبي مُوسَى: أَنهما كَانَا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ وَمَعَهُ أَصحابه فأناخُوا لَيْلَةً وتَوَسَّدَ كلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِذِرَاعِ رَاحِلَتِهِ، قَالَا: فَانْتَبَهْنَا وَلَمْ نَرَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عليهم وَسَلَّمَ، عِنْدَ رَاحِلَتِهِ فَاتَّبَعْنَاهُ؛ فأَخبرنا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه خُيِّرَ بَيْنَ أَن يَدْخُلَ نصفُ أُمته الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَأَنَّهُ اخْتَارَ الشَّفَاعَةَ فَانْطَلَقْنَا مَعَانِيقَ إِلَى النَّاسِ نُبَشِّرُهُمْ ، قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ مَعَانيق أَي مُسْرِعِينَ؛ يُقَالُ: أَعْنَقْتُ إِلَيْهِ أُعْنِقُ إعْناقاً. وَفِي حَدِيثِ أَصْحَابِ الغارِ: فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَانْطَلَقُوا مُعَانقينَ أَي مُسْرِعِينَ، مِنْ عانَقَ مِثْلُ أَعْنَقَ إِذَا سارَع وأَسرع، وَيُرْوَى: فَانْطَلَقُوا مَعانيقَ ؛ وَرَجُلٌ مُعْنِقٌ وَقَوْمٌ مُعْنِقون ومَعانيق؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا مِنْ مُطْرِق، ... مَا كُنْتُ أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ، ... بأَدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ؟ المُعْنِقات: الْمُتَقَدِّمَاتُ مِنْهَا. والعَنَقُ والعَنِيقُ مِنَ السَّيْرِ: مَعْرُوفٌ وَهُمَا اسْمَانِ مِنْ أَعْنَقَ إعْناقاً. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَعْلَقْتُ وأَعْنَقْتُ. وَبِلَادٌ مُعْلِقة ومُعْنِقة: بَعِيدَةٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: المَعانقُ هِيَ مُقَرِّضات الأَسَاقي لَهَا أَطواق فِي أَعناقها بِبَيَاضٍ. وَيُقَالُ عَنَقَت السحابةُ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ مُعْظَمِ الْغَيْمِ تَرَاهَا بَيْضَاءَ لإِشراق الشَّمْسِ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ: مَا الشُّرْبُ إِلَّا نَغَباتٌ فالصَّدَرْ، ... فِي يَوْمِ غَيْمٍ عَنَقَتْ فِيهِ الصُّبُرْ قَالَ: والعَنَقُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الدَّابَّةِ والإِبل، وَهُوَ سَيْرٌ مُسْبَطِرٌّ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَا ناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً، ... إِلَى سليمانَ، فَنَسْترِيحا ونَصب نَسْتريح لأَنه جَوَابُ الأَمر بِالْفَاءِ. وَفَرَسٌ مِعْناق أَيْ جَيِّدُ العَنَق. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ نَاقَةٌ مِعْناق تَسِيرُ العَنَق؛ قَالَ الأَعشى: قَدْ تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ، ... عنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ العَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجْوةً نَصَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ سَرِيّةً فَبَعَثُوا حَرَامَ بْنَ مِلْحان بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى بَنِي سُلَيْم فانْتَحَى لَهُ عامرُ بْنُ الطُّفَيْل فَقَتَلَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَتْلُه قَالَ: أَعْنَقَ لِيَمُوتَ ، أَي أَن الْمَنِيَّةَ أَسرعت بِهِ وَسَاقَتْهُ إِلَى مَصْرَعِهِ. والمُعْنِق: مَا صلُب وَارْتَفَعَ عَنِ الأَرض وَحَوْلَهُ سَهْل، وَهُوَ مُنْقَادٌ نَحْوَ مِيلٍ وأَقل مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ مَعانيقُ، تَوَهَّمُوا فِيهِ مِفْعالًا لِكَثْرَةِ مَا يَأْتِيَانِ مَعًا نَحْوَ مُتْئِم ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار. والعَنْقاءُ: أَكمة فوق الجبل مُشْرِفٍ. والعَناق: الحَرَّة. والعَناق: الأُنثى مِنَ المَعَز؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لقُريْطٍ يَصِفُ الذِّئْبَ: حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً، ... وَمَا هِيَ، وَيْبَ غَيرِك، بالعَناقِ فَلَوْ أَني رَمَيْتُك مِنْ قَرِيبٍ، ... لعاقَكَ عَنْ دُعاءِ الذِّئبِ عاقِ وَالْجَمْعُ أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق. قال سيبويه: أَمّا

_ (1). هكذا ورد عجز هذا البيت في الأَصل وهو مختل الوزن

تَكْسِيرُهُمْ إِيَّاهُ عَلَى أَفْعُل فَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ مِنَ الْمُؤَنَّثِ، وأَما تَكْسِيرُهُمْ لَهُ عَلَى فُعُول فَلِتَكْسِيرِهِمْ إِيَّاهُ عَلَى أَفْعُل، إِذْ كَانَا يَعْتَقِبَانِ عَلَى بَابِ فَعْل. وَقَالَ الأَزهري: العَنَاق الأُنثى مِنْ أَولاد المِعْزَى إِذَا أَتَتْ عَلَيْهَا سَنَةٌ، وَجَمْعُهَا عُنُوقٌ، وَهَذَا جَمْعٌ نَادِرٌ، وَتَقُولُ فِي الْعَدَدِ الأَقل: ثَلَاثُ أَعْنُقٍ وأَربع أَعْنُقٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: دَعْدِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم، إنَّني ... فِي باذِخٍ، يَا ابْنَ المَراغة، عالِ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ فِي الْجَمْعِ الْكَثِيرِ: يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ، ... لَهُ ظأبٌ كَمَا صَخِبَ الغَرِيمُ وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: عِنْدِي عَناقٌ جَذَعةٌ ؛ هِيَ الأُنثى مِنْ أَولاد الْمَعَزِ مَا لَمْ يَتِمَّ لَهُ سَنَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ مَنَعوني عَناقاً مِمَّا كَانُوا يؤدُّونه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقاتلتُهم عَلَيْهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الصَّدَقَةِ فِي السِّخَال وأَن وَاحِدَةً مِنْهَا تُجْزِئُ عَنِ الْوَاجِبِ فِي الأَربعين مِنْهَا إِذَا كَانَتْ كُلُّهَا سِخَالًا وَلَا يُكَلَّفُ صَاحِبُهَا مُسِنَّةً؛ قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا شَيْءَ فِي السِّخَالِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ حَوْل النِّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ، وَلَوْ كانَ يُستأنَف لَهَا الحَوْلُ لَمْ يُوجَدِ السبيلُ إِلَى أَخذ العَناق. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: نَحْنُ فِي العُنُوق وَلَمْ نَبْلُغِ النُّوق ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْمَثَلِ هَذِهِ العُنُوق بَعْدَ النُّوق؛ يَقُولُ: مالُكَ العُنُوق بَعْدَ النُّوقِ، يُضْرَبُ لِلَّذِي يَكُونُ عَلَى حَالَةٍ حَسَنة ثُمَّ يَرْكَبُ الْقَبِيحَ مِنَ الأَمر ويَدَعُ حَالَهُ الأُولى، وَيَنْحَطُّ مِنْ عُلْو إِلَى سُفل؛ قَالَ الأَزهري: يُضْرَبُ مثلَا لِلَّذِي يُحَطُّ عَنْ مَرْتَبَتِهِ بَعْدَ الرِّفْعَةِ، وَالْمَعْنَى أَنه صَارَ يرعى العُنُوق بعد ما كَانَ يَرْعَى الإِبل، وَرَاعِي الشّاءِ عِنْدَ الْعَرَبِ مَهِينٌ ذَلِيلٌ، وَرَاعِي الإِبل عَزِيزٌ شَرِيفٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا أَذَبحُ النّازِيَ الشّبُوبَ، وَلَا ... أَسْلُخُ، يومَ المَقامةِ، العُنُقَا لَا آكلُ الغَثَّ فِي الشِّتاءِ، وَلَا ... أَنْصَحُ ثَوْبِي إِذَا هُوَ انْخَرَقَا وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: أَبوكَ الَّذِي يَكْوي أُنُوف عُنُوقِه ... بأَظفارِهِ حَتَّى أَنَسَّ وأَمْحَقا وَشَاةٌ مِعْناق: تَلِدُ العُنُوق؛ قَالَ: لَهْفِي عَلَى شاةِ أَبي السَّبّاقِ ... عَتِيقةٍ مِنْ غنمٍ عِتَاقٍ، مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ والعَناقُ: شيءٌ مِنْ دوابِّ الأَرض كالفَهْد، وَقِيلَ: عَناق الأَرض دُوَيْبَّة أَصفر مِنَ الفَهْد طَوِيلَةُ الظَّهْرِ تَصِيدُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الطَّيْرَ؛ قَالَ الأَزهري: عَناقُ الأَرض دَابَّةٌ فَوْقَ الْكَلْبِ الصِّينِيِّ يَصِيدُ كَمَا يَصِيدُ الفَهْدُ، وَيَأْكُلُ اللَّحْمَ وَهُوَ مِنَ السِّبَاعِ؛ يُقَالُ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدَّوَابِّ يُؤَبِّرُ أَي يُعَقّي أَثرَه إِذَا عَدَا غَيْرَهُ وَغَيْرَ الأَرْنب، وَجَمْعُهُ عُنُوق أَيضاً، والفُرْسُ تُسَمِّيهِ سِيَاهْ كُوشَ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته بِالْبَادِيَةِ وَهُوَ أَسود الرَّأْسِ أَبيض سَائِرِهِ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: عَناقُ الأَرض مِنَ الْجَوَارِحِ ؛ هِيَ دَابَّةٌ وَحْشِيَّةٌ أَكبر مِنَ السِّنَّوْر وأَصغر مِنَ الْكَلْبِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: لَقِيَ عَنَاقَ الأَرض، وأُذُنَيْ عَنَاقٍ أَي دَاهِيَةً؛ يُرِيدُ أَنها مِنَ الْحَيَوَانِ الَّذِي يُصْطاد بِهِ إِذَا عُلِّم. والعَنَاقُ:

الدَّاهِيَةُ وَالْخَيْبَةُ؛ قَالَ: أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ ... سَبَاياكُمْ، وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ؟ القاريةُ: طَيْرٌ أَخضر تُحِبُّهُ الأَعراب، يُشَبِّهُونَ الرَّجُلَ السَّخِيَّ بِهَا، وَذَلِكَ لأَنه يُنْذِرُ بِالْمَطَرِ؛ وَصَفَهُمْ بالجُبْن فَهُوَ يَقُولُ: فَزِعتُمْ لمَّا سَمِعْتُمْ تَرْجِيعَ هَذَا الطَّائِرِ فَتَرَكْتُمْ سَبَايَاكُمْ وأُبْتُمْ بِالْخَيْبَةِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: العَنَاقُ فِي الْبَيْتِ المُنْكَرُ أَي وأُبْتُم بأَمر مُنْكَر. وأُذُنا عَناقٍ، وَجَاءَ بأُذنَيْ عَناق الأَرض أَي بِالْكَذِبِ الْفَاحِشِ أَو بِالْخَيْبَةِ؛ وَقَالَ: إِذَا تَمَطَّيْنَ عَلَى القَيَاقي، ... لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَنَاقِ يَعْنِي الشدَّة أَي مِنَ الْحَادِي أَو مِنَ الْجَمَلِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مِنْهُ لقيتُ أُذُنَيْ عَناقٍ أَي دَاهِيَةً وَأَمْرًا شَدِيدًا. وَجَاءَ فُلَانٌ بأُذني عنَاق إِذَا جَاءَ بِالْكَذِبِ الْفَاحِشِ. وَيُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ بالعَناق إِذَا رَجَعَ خَائِبًا، يُوضَعُ العَناق مَوْضِعَ الْخَيْبَةِ. والعنَاق: النَّجْمُ الأَوسط مِنْ بَنَاتِ نَعْش الكُبْرى: والعَنْقاءُ: الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ: يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا، ... وأُمَّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا، والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا وَكُلُّهُنَّ دَواهٍ، ونكَّر عَنْقاء وعَنْقَفِيراً، وَإِنَّمَا هِيَ العَنْقاء والعَنْقَفِير، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ تُحْذَفَ مِنْهُمَا اللَّامُ وَهُمَا بَاقِيَانِ عَلَى تَعْرِيفِهِمَا. والعَنْقاء: طَائِرٌ ضَخْمٌ لَيْسَ بالعُقاب، وَقِيلَ: العَنْقاءُ المُغْرِبُ كَلِمَةٌ لَا أَصل لَهَا، يُقَالُ: إِنَّهَا طَائِرٌ عَظِيمٌ لَا تُرَى إِلَّا فِي الدُّهُورِ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سُمُّوا الدَّاهِيَةَ عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً؛ قَالَ: وَلَوْلَا سليمانُ الخليفةُ، حَلَّقَتْ ... بِهِ، مِنْ يَدِ الحَجّاج، عَنْقاءُ مُغْرِب وَقِيلَ: سمِّيت عَنْقاء لأَنه كَانَ فِي عُنُقها بَيَاضٌ كَالطَّوْقِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: العَنْقاء فِيمَا يَزْعُمُونَ طَائِرٌ يَكُونُ عِنْدَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: العَنْقاءُ المُغْرِبُ طَائِرٌ لَمْ يَرَهُ أَحد، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى؛ طَيْراً أَبابِيلَ؛ هِيَ عَنْقاءُ مُغْرِبَة. أَبو عُبَيْدٍ؛ مِنْ أَمثال الْعَرَبِ طَارَتْ بِهِمُ العَنْقاءُ المُغْرِبُ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ لأَهل الرَّسِّ نبيٌّ يُقَالُ لَهُ حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوان، وَكَانَ بأَرضهم جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ دَمْخ، مِصْعَدُهُ فِي السَّمَاءِ مِيلٌ، فَكَانَ يَنْتابُهُ طَائِرَةٌ كأَعظم مَا يَكُونُ، لَهَا عُنُقٌ طَوِيلٌ مِنْ أَحسن الطَّيْرِ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، وَكَانَتْ تَقَعُ مُنْقَضَّةً فَكَانَتْ تنقضُّ عَلَى الطَّيْرِ فتأْكلها، فَجَاعَتْ وانْقَضَّت عَلَى صبيٍّ فَذَهَبَتْ بِهِ، فَسُمِّيَتْ عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب بِكُلِّ مَا أَخذته، ثُمَّ انْقَضَّت عَلَى جَارِيَةٍ تَرعْرَعَت وَضَمَّتْهَا إِلَى جَنَاحَيْنِ لَهَا صَغِيرَيْنِ سِوَى جَنَاحَيْهَا الْكَبِيرَيْنِ، ثُمَّ طَارَتْ بِهَا، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى نَبِيِّهِمْ، فَدَعَا عَلَيْهَا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهَا آفَةً فَهَلَكَتْ، فَضَرَبَتْهَا الْعَرَبُ مَثَلًا فِي أَشْعارها، وَيُقَالُ: أَلْوَتْ بِهِ العَنْقاءُ المُغْرِبُ، وَطَارَتْ بِهِ العَنْقاء. والعَنْقاء: العُقاب، وَقِيلَ: طَائِرٌ لَمْ يَبْقَ فِي أَيدي النَّاسِ مِنْ صِفَتِهَا غَيْرُ اسْمِهَا. والعَنْقاءُ: لَقَبُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَاسْمُهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرٍو. والعَنْقاءُ: اسْمُ مَلِكٍ، وَالتَّأْنِيثُ عِنْدَ اللَّيْثِ لِلَفْظِ العَنْقاءِ. والتَّعانِيقُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: صَحَا القلبُ عَنْ سَلْمَى، وَقَدْ كَادَ لَا يَسْلُو، ... وأَقْفَرَ، مِنْ سَلْمَى، التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ

قَالَ الأَزهري: ورأَيت بِالدَّهْنَاءِ شِبْهَ مَنارة عاديَّةٍ مَبْنِيَّةٍ بِالْحِجَارَةِ، وَكَانَ الْقَوْمُ الَّذِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ يُسَمُّونَهَا عَناقَ ذِي الرُّمَّةِ لِذِكْرِهِ إِيَّاهَا فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: وَلَا تَحْسَبي شَجِّي بِكِ البِيدَ، كلَّما ... تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ مَا بَيْنَ شارعٍ، ... إِلَى حيثُ حادَتْ عَنْ عَنَاق الأَواعِسُ قَالَ الأَصمعي: العَناق بالحِمَى وَهُوَ لَغَنِيٍّ وَقِيلَ: وَادِي العَناق بالحِمَى فِي أَرض غنِيّ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَحمَّلْنَ مِنْ وَادِي العَناق فثَهْمَدِ والأَعْنَق: فَحْلٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ، إِلَيْهِ تُنْسَبُ بَنَاتُ أَعْنَق مِنَ الْخَيْلِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ، ... لرؤيتِها يَرُحْنَ ويَغْتَدِينا وَيُرْوَى: مُسْرِجاتٍ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: اخْتَلَفُوا فِي أَعْنَق فَقَالَ قَائِلٌ: هم اسْمُ فَرَسٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ دُهْقان كَثِيرُ الْمَالِ مِنَ الدَّهَاقِين، فَمَنْ جَعَلَهُ رَجُلًا رَوَاهُ مُسْرِجات، وَمَنْ جَعَلَهُ فَرَسًا رَوَاهُ مُسْرَجات. وأَعْنَقَت الثُّرَيّا إِذَا غَابَتْ؛ وَقَالَ: كأنِّي، حِينَ أَعْنَقَتِ الثُّرَيّا، ... سُقِيتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا وأَعْنَقَتِ النجومُ إِذَا تَقَدَّمَتْ للمَغيب. والمُعْنِقُ: السَّابِقُ، يُقَالُ: جَاءَ الْفَرَسُ مُعْنِقاً، وَدَابَّةٌ مِعْناقٌ وَقَدْ أَعْنَق؛ وأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر: فِي رَأْسِ خَلْقاءَ مِنْ عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ، ... لَا يُبْتَغَى دُونَهَا سَهْلٌ وَلَا جَبَلُ فَإِنَّهُ يَصِفُ جَبَلًا، يَقُولُ: لَا يَنْبَغِي أَن يَكُونَ فَوْقَهَا سَهْلٌ وَلَا جَبَلٌ أَحصن مِنْهَا. وَقَدْ عَانَقه إِذَا جَعَلَ يَدَيْهِ عَلَى عُنُقه وضمَّه إِلَى نَفْسِهِ وتَعَانَقَا واعْتَنَقا، فَهُوَ عَنِيقُه؛ وَقَالَ: وباتَ خَيالُ طَيْفك لِي عَنِيقاً، ... إِلَى أَن حَيْعَل الدَّاعِي الفَلاحَا عنبق: العُنْبُقَةُ: مجتَمَع الْمَاءِ والطين. ورجل عُنْبُق: شيِء الخلق. عندق: العُنْدُقَة: ثُغْرة السرَّة، وَقِيلَ: العُنْدُقة مَوْضِعٌ فِي أَسفل الْبَطْنِ عِنْدَ السُّرَّةِ كَأَنَّهَا ثُغْرة النَّحْرِ فِي الْخِلْقَةِ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي العُنْقود مِنَ الْعِنَبِ وَفِي حَمْلِ الأَرَاكِ والبُطم وَنَحْوِهِ. عنزق: العَنْزَق السيِء الخُلُق؛ يُقَالُ عَنْزَقَ عَلَيْهِ عَنْزَقةً أَي ضيَّق عَلَيْهِ. عنشق: عَنْشَق: اسم. عنفق: العَنْفَقُ: خِفَّةُ الشَّيْءِ وَقِلَّتُهُ. والعَنْفَقةُ: مَا بَيْنَ الشَّفَةِ السُّفْلَى والذَّقَن مِنْهُ لِخِفَّةِ شَعْرِهَا، وَقِيلَ: العَنْفَقة مَا بَيْنَ الذَّقَن وَطَرَفِ الشَّفَةِ السُّفْلَى، كَانَ عَلَيْهَا شَعْرٌ أَو لَمْ يَكُنَّ، وَقِيلَ: العَنْفَقَةُ مَا نَبَتَ عَلَى الشَّفَةِ السُّفْلَى مِنَ الشَّعْرِ؛ قَالَ: أَعْرِفُ مِنْكُمْ جُدُلَ العَواتِقِ، ... وشَعَرَ الأَقْفاء والعَنَافِقِ قَالَ الأَزهري: هِيَ شَعَرَاتٌ مِنْ مُقَدِّمَةِ الشَّفَةِ السُّفْلَى. وَرَجُلٌ بَادِي العَنْفَقَةِ إِذَا عَرِيَ موضعُها مِنَ الشَّعْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ فِي عَنْفَقَتِه شعراتٌ بِيض. عهق: العَيْهَقة والعَيْهَق: النَّشاط والاسْتِنانُ؛ قَالَ: إِنَّ لرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقا

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنَ الثِّقَاتِ الْغَيْهَقُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، بِمَعْنَى النَّشَاطِ؛ وَأَنْشَدَ: كأنَّ مَا بِي مِنْ إرَاني أَوْلَقُ، ... وللشَّباب شِرَّةٌ وغَيْهَقُ قَالَ: فالغَيْهَق، بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً، مَحْفُوظٌ صَحِيحٌ؛ وَأَمَّا الْعَيْهَقَةُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمِلَةِ، فَإِنِّي لَا أَحْفَظُهَا لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَلَا أَدري أَهي مَحْفُوظَةٌ عَنِ الْعَرَبِ أَو تَصْحِيفٌ. والعَيْهقُ: السُّرْعَةُ. والعَيْهَقُ: طَائِرٌ، وَلَيْسَ بثَبت. والعَيْهق: الْغُرَابُ الأَسود، وَقِيلَ: الْغُرَابُ الأَسود الْجَسِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيرُ الأَسود الْجَسِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَسود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الثَّوْرُ الَّذِي لَوْنُهُ وَاحِدٌ إِلَى السَّوَادِ، وَقِيلَ: هُوَ الخُطَّاف الأَسود الْجَبَلِيُّ، وَقِيلَ: العَوْهق لَوْنُ ذَلِكَ الخُطَّاف. ابْنُ الأَعرابي: الغَقَقَةُ العَوَاهق، قَالَ: وَهِيَ الخَطَاطيف الجَبَليَّة، وَقِيلَ: العَوْهق هُوَ الطَّائِرُ الَّذِي يُسَمَّى الأَخْيَل، وَقِيلَ: العَوْهق لَوْنٌ كَلَوْنِ السَّمَاءِ مُشْرَب سَوَادًا؛ وعَوْهَقَ اللونُ: صَارَ كَذَلِكَ، وَقِيلَ: العَوْهق اللَّازْوَرد الَّذِي يُصْبَغُ بِهِ؛ قَالَ: وَهِيَ وُرَيْقاء كَلَوْنِ الْعَوْهَقِ والعَوْهق: لَوْنُ الرَّمَادِ. والعَوْهق: شَجَرٌ، وَقِيلَ: العوْهق مِنْ شَجَرِ النَّبْع الَّذِي تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيّ أَجوده؛ وأَنشد لِبَعْضِ الرُّجَّاز: إِنَّكَ لَوْ شاهَدْتَنَا بالأَبْرَقِ، ... يَوْمَ نُصَافِي كلَّ عَضْبٍ مِخْفَقِ وَكُلَّ صفراءَ طَرُوحٍ عَوْهَقِ، ... تضِجُّ ضَجَّ الحَامياتِ الزُّهَّقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَوْهَق لُباب النَّبْع وَخِيَارُهُ، وَقَالَ: كَذَا فَسَّرَهُ يَعْقُوبُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَتْبَعنَ خَرْقَا مِثْلَ قَوْسِ العَوْهَقِ، ... قَوْداءَ فاقتْ فَضْلة المُعَلِّق يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِالْقَوْسِ هَاهُنَا قَوْس قُزَحَ، فَيَكُونُ العَوْهقُ عَلَى هَذَا لونَ السَّمَاءِ لأَن لَوْنَهَا كَلَوْنِ اللَّازْوَرْد، وَاسْتَجَازَ أَن يُضِيفَ القَوْس إِلَى اللَّوْنِ لتشَبثه بالمتلوِّن الَّذِي هُوَ السَّمَاءُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ هَذَا الشَّجَرَ إِنْ كَانَتْ تُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَنه مثْلُ لَوْنِ العَوْهق لأَنه قَدْ تَقَدَّمَ أَن العَوْهق الخُطّافُ الْجَبَلِيُّ الأَسود، وأَنه الْغُرَابُ الأَسود، وأَنه الثَّوْرُ الَّذِي لَوْنُهُ وَاحِدٌ إِلَى السَّوَادِ؛ وَقَوْلُهُ: قَوْداء فاتَتْ فَضْلَةَ المُعَلِّق أَي فَاتَتْ أَنْ تُنال فيُعَلَّق عَلَيْهَا فَضْلٌ مِمَّا يُحْتاجُ إِلَيْهِ نَحْوُ القَعْب والقَدَح؛ وأَنشدهُ مَرَّةً أُخرى وَنُسِبَ لِسَالِمِ بْنِ قُحْفان: يتبعْنَ وَرْقاء كَلَوْنِ العَوْهق وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: يَعْنِي الطَّائِرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الأَخيل وَلَوْنُهُ أَخضر أوْرَقُ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الْعَوْهَقُ الصِّبْغ شِبْهُ اللَّازْوَرَد. والعَوْهَقانِ: نَجْمَانِ إِلَى جَنْبِ الفَرْقَدَيْنِ عَلَى نَسَقٍ، طَرِيقُهُمَا ممَّا يَلِي القُطْب؛ قَالَ: بِحَيْثُ بارَى الفَرْقَدَانِ العَوْهقا، ... عِنْدَ مَسَك القُطْب حَيْثُ اسْتَوْسَقَا وَقِيلَ: هُمَا كَوْكَبَانِ يَتَقَدَّمَانِ بَنَاتَ نَعْشٍ. والعَوْهق: الطَّوِيلُ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى؛ قَالَ الزَّفَيان: وَصَاحِبِي ذاتُ هِبابٍ دَمْشَقُ، ... خَطْباء وَرْقاء السَّراةِ عَوْهقُ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قُلْتُ لأَعرابي مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ: مَا العَوْهَقُ؟ فَقَالَ: الطَّوِيلُ مِنَ الرُّبْدِ؛ وأَنشد: كأَنني ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا ... أَقتادَ رَحْلي، أَو كُدُرّاً مُحْنِقا وَنَاقَةٌ عَوْهق: طَوِيلَةُ العُنق. والعَوْهق مِنَ النَّعَامِ: الطَّوِيلُ. والعَوْهق: فَحْلٌ كَانَ فِي الزَّمَانِ الأَول لِلْعَرَبِ تُنْسَبُ إِليه كِرَامُ النَّجَائِبِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فيهنَّ حَرْفٌ مِنْ بَنَاتِ العَوْهَقِ أَبو عَمْرٍو: العِيهَاقُ الضَّلَالُ؛ وَلَا أَدري مَا الَّذِي عَوْهَقَك أَي مَا الَّذِي رَمَى بِكَ فِي العِيهاقِ. والعَوْهَق: الخُطَّاف. والعَوْهق: الْغُرَابُ الْجَبَلِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ الشِّقِرَّاق؛ وأَنشد شِمْرٌ: ظَلَّت بيومٍ ذِي سَمومٍ مُفْلِقِ، ... بَيْنَ عُنَيْزاتٍ وَبَيْنَ الخِرْنِقِ تَلُوذُ مِنْهُ بِخِباءٍ مُلزَقِ ... بالأَرض لَمْ يُكْفَأْ، وَلَمْ يُرَوَّقِ إِليك تَشْكُو آزِباتٍ مُغْلق، ... وَحَادِيًا كالسِّيْذَنُوق الأَزْرَقِ يَتْبَعْنَ سَوْدَاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ، ... لاحقةَ الرِّجْل بَيُون المَرْفِقِ وَمِنْ تَرْجَمَةِ عَهَبَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ عَوْهَبهُ وعَوْهَقه أَي ضلَّله، وَهُوَ العِيهاب والعِيهاق. عوق: رَجُلٌ عَوْق: لَا خَيْرَ عِنْدَهُ، وَالْجَمْعُ أَعْواق. وَرَجُلٌ عُوَق: جَبَانٌ، هذَليَّة. وعاقَهُ عَنِ الشَّيْءِ يَعُوقه عَوْقاً: صَرَفَهُ وَحَبَسَهُ، وَمِنْهُ التَّعْويقُ والاعْتِياق، وَذَلِكَ إِذا أَراد أَمراً فَصَرَفَهُ عَنْهُ صارفٌ، وأَصل عاقَ عَوَق ثُمَّ نُقل مِنْ فَعَل إِلى فَعُلٍ، ثم قلبت الْوَاوُ فِي فَعُلْتُ أَلِفاً فصارَ عاقْتُ، فَالْتَقَى سَاكِنَانِ: الْعَيْنُ الْمُعْتَلَّةُ الْمَقْلُوبَةُ أَلِفاً وَلَامُ الْفِعْلِ، فَحُذِفَتِ الْعَيْنُ لِالْتِقَائِهِمَا، فَصَارَ التَّقْدِيرُ عَقْتُ، ثُمَّ نُقِلَتِ الضَّمَّةُ إِلى الْفَاءِ لأَن أَصله قَبْلَ الْقَلْبِ فَعُلت فَصَارَ عُقْت، فَهَذِهِ مُرَاجَعَةُ أَصل إِلَّا أَن ذَلِكَ الأَصل الأَقرب لَا الأَبعد، أَلا تَرَى أَن أَول أَحوال هَذِهِ الْعَيْنِ فِي صِيَغِه إِنما هُوَ فَتْحَةُ الْعَيْنِ الَّتِي أُبدلت مِنْهَا الضَّمَّةُ؟ وَهَذَا كُلُّهُ تَعْلِيلُ ابْنِ جِنِّي. وَتَقُولُ: عاقَني عَنِ الْوَجْهِ الَّذِي أَردتُ عائِقٌ وعاقَتْني العَوائِقُ، الْوَاحِدَةُ عائقةٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ عاقَني وعَقانِي بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والتَّعْويقُ: تَرْبيث النَّاسِ عَنِ الْخَيْرِ. وعَوَّقَه وتَعَوَّقه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، واعْتاقَه، كُلَّهُ: صَرَفَهُ وَحَبَسَهُ. وَرِجْلٌ عُوَقَة وعُوَق وعَوِق «2». أَي ذُو تَعْوِيقٍ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ أَي ذُو تَعْويقٍ لِلنَّاسِ عَنِ الْخَيْرِ وَتَرْبِيثٍ لأَصحابه لأَن عِلَلَ الأُمور تَحْبِسُهُ عَنْ حَاجَتِهِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَخطل: مُوطَّأُ البيتِ مَحْمودٌ شَمائلُه، ... عِنْدَ الحَمَالةِ، لَا كَزٌّ وَلَا عُوَقُ كذلك عَيّق، وَقِيلَ: عيِّق إِتْبَاعٌ لضَيّق. يُقَالُ: عَوِقٌ لَوِقٌ وضَيّق لَيّق عَيّق. وَرَجُلٌ عُوَّق: تَعْتاقُه الأُمور عَنْ حاجته؛ قال الهذلي: فِدًى لِبَني لِحْيان أُمي فإِنهم ... أَطاعوا رَئِيسًا منهمُ غَيْرَ عُوَّقِ والعَوْق: الرَّجُلُ الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ قال رؤبة:

_ (2). قوله [وعوق] هكذا بالأَصل مضبوطاً ككتف، وفي شرح القاموس: عوق كعنب عن ابن الأَعرابي، وضبطه بعض ككتف

فَداك مِنْهُمْ كلُّ عَوْقٍ أَصْلَدِ والعَوْق: الأَمر الشَّاغِلُ. وعَوائِقُ الدَّهْرِ: الشَّوَاغِلُ مِنْ أَحداثه. والتَّعَوُّق: التَّثَبُّط. والتَّعْوِيقُ: التَّثْبيط. وَفِي التَّنْزِيلِ: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ؛ المُعَوِّقون: قَوْمٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُثَبِّطون أَنصار النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَنهم قَالُوا لَهُمْ: مَا محمدٌ وأَصحابه إِلَّا أُكْلَةُ رأْسٍ، وَلَوْ كَانُوا لَحْماً لَالْتَقَمَهُمْ أَبو سُفْيَانَ وحِزْبُه، فخلُّوهم وَتَعَالَوْا إِلينا فَهَذَا تَعْويقُهم إِياهم عَنْ نُصْرة النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ تَفْعِيل مِنْ عَاقَ يَعُوق؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: فَلَوْ أَنِّي رَمَيْتُكَ مِنْ قريبٍ، ... لَعاقَك، عَنْ دُعاء الذِّئبِ، عَاقِ إِنما أَراد عَائِقٌ فَقَلَبَ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى توهُّم عَقَوْته، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والعَيُّوقُ: كَوْكَبٌ أَحمر مُضِيءٌ بِحِيالِ الثُّرَيّا فِي نَاحِيَةِ الشَّمال وَيَطْلُعُ قَبْلَ الْجَوْزَاءِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَعُوق الدَّبَران عَنْ لِقَاءِ الثُّرَيّا، قَالَ أَبو ذؤَيب: فَوَرَدْنَ، والعَيوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ، ... خَلْفَ النجمِ، لَا يَتَتَلَّعُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَزِمَتْهُ اللَّامُ لأَنه عِنْدَهُمُ الشَّيْءُ بِعَيْنِهِ، وكأَنه جُعِلَ مِنْ أُمَّةٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا عَيُّوقٌ، قَالَ: فإِن قُلْتَ هَلْ هَذَا الْبِنَاءُ لِكُلِّ مَا عَاقَ شَيْئًا؟ قِيلَ: هَذَا بناءٌ خُصَّ بِهِ هَذَا النجمُ كالدَّبَران والسِّمَاكِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَذَا عَيُّوق طَالِعًا، فَحَذَفَ الأَلف وَاللَّامَ وَهُوَ يَنْوِيهِمَا فَلِذَلِكَ يَبْقَى عَلَى تَعْرِيفِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ مِنْ أَسماء النُّجُومِ والدَّراري، فَلَكَ أَن تَحْذِفَهُمَا مِنْهُ وأَنت تَنْوِيهِمَا، فَيَبْقَى فِيهِ تَعْرِيفُهُ الَّذِي كَانَ مَعَ الأَلف وَاللَّامِ، وَقِيلَ: الدَّبَرانُ نَجْمٌ يَلِي الثرَيّا إِذا طَلَعَ عُلِمَ أَن الثُّرَيّا قَدْ طَلَعَتْ. قَالَ الأَزهري: عَيُّوق فَيْعُول يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ بِنَاؤُهُ مِنْ عَوْق وَمِنْ عَيْق لأَنَّ الْوَاوَ وَالْيَاءَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ وأَنشد: وعاندَت الثُّرَيّا، بَعْدَ هَدْءٍ، ... مُعاندةً لها العَيُّوقُ جَارَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَيُّوق نَجْمٌ أَحمر مُضِيءٌ فِي طَرَفٍ المَجَرَّة الأَيمن يَتْلُو الثُّرَيّا لَا يَتَقَدَّمُهُ، وأَصله فَيْعُول، فَلَمَّا الْتَقَى الْيَاءُ وَالْوَاوُ والأُولى سَاكِنَةٌ صَارَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً. وَتَقُولُ: مَا عَاقتِ المرأَةُ عِنْدَ زَوْجِهَا وَلَا لاقَتْ أَي مَا حَظِيَتْ عِنْدَهُ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ مَا لاقَتْ وَلَا عاقَتْ أَي لَمْ تَلْصَق بِقَلْبِهِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: لاقَتِ الدَّواةُ أَي لَصِقَتْ، وأَنا أَلَقْتُها، كأَن عَاقَتْ إِتباع للاقَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَاهُ عَلَى الْوَاوِ وإِن لَمْ نَعْرِفْ أَصله لأَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ، وَرَوَى شِمْرٌ عَنِ الأُموي: مَا فِي سِقَائِهِ عَيْقةٌ مِنَ الرُّبِّ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى قَوْلِهِ مَا لاقَتْ وَلَا عاقَتْ، قَالَ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ مَا فِي نِحْيه عَيقةٌ وَلَا عَمَقَة. والعُوَاق والعَوِيقُ: صَوْتُ قُنْبِ الْفَرَسِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: هُوَ العَوِيقُ والوَعيقُ؛ وأَنشد: إِذا مَا الرَّكْبُ حلَّ بدارِ قومٍ، ... سمعتَ لَهَا، إِذا هَدَرَتْ، عُوَاقَا قَالَ الأَزهري: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ سَمِعْتُ عَاقْ عَاقْ وعاقِ

فصل الغين المعجمة

عاقِ وغَاقْ غَاقْ وغاقِ غاقِ لِصَوْتِ الْغُرَابِ، قَالَ: وَهُوَ نُعَاقُه ونُغاقُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعُوق: اسْمٌ. قَالَ الأَزهري: العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق. وعُوق: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَعُوقٌ فَرُمَاحٌ فاللِوَى ... مِنْ أَهله قَفْرُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعُوق مَوْضِعٌ لَمْ يُعَيَّن. والعَوَقَةُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ؛ وأَنشد: إِنِّي امْرُؤٌ حَنْظَلِيٌّ فِي أَرُومَتِها، ... لَا مِنْ عَتِيكٍ، وَلَا أَخواليَ العَوَقَهْ ويَعُوقُ: اسْمُ صَنَمٍ كَانَ لِكنانَةَ عَنِ الزَّجَّاجِ، وَقِيلَ: كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ: كَانَ يُعْبد عَلَى زَمَنَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ إِنه كَانَ رَجُلًا مِنْ صَالِحِي زَمَانِهِ قَبْلَ نُوحٍ، فَلَمَّا مَاتَ جَزِعَ عَلَيْهِ قومُه فأَتاهم الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ إِنسان فَقَالَ: أُمَثِّله لَكُمْ فِي مِحْرابكم حَتَّى تَرَوْهُ كُلَّمَا صَلَّيْتُمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فتَمادَى ذَلِكَ بِهِمْ إِلى أَن اتَّخَذُوا عَلَى مِثَالِهِ صَنَمًا فَعَبَدُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَكَذَلِكَ يَغُوث؛ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، اسْمُ صَنَمٍ أَيضاً كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ، وَالْيَاءُ فِيهِمَا زَائِدَةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. عيق: العَيْقةُ: الفِناءُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: السَّاحَةُ. والعَيْقة: سَاحِلُ الْبَحْرِ وَنَاحِيَتُهُ، وَيُجْمَعُ عَيْقات؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمَانِيًا، ... يُلْوِي بعَيْقاتِ البحارِ ويُجْنَبُ السّادِي: المُهْمَل، ويَلْوي بِهَا: يَذْهَبُ بِهَا، ويُجْنَبُ: تُصِيبُهُ الجَنُوب. والعَيْق: النَّصِيبُ مِنَ الْمَاءِ. وعِيق: مِنْ أَصوات الزَّجْرِ. يُقَالُ: عَيَّق فِي صَوْتِهِ وَهُوَ يُعَيَّق فِي صَوْتِهِ. والعَيْقة: موضع. فصل الغين المعجمة غبق: الغَبْقُ والتَّغَبُّق والاغْتِباقُ: شُرْبُ الْعَشِيِّ. والغَبُوق: الشُّرْبُ بِالْعَشِيِّ. رَجُلٌ غَبْقانُ وامرأَة غَبْقَى كِلَاهُمَا عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ، لأَن افْتَعَل وتَفَعَّل لَا يُبْنى مِنْهُمَا فَعْلان. والغَبُوق: مَا اغْتُبِقَ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اللَّبَنَ الْمَشْرُوبَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَمسى عِنْدَ الْقَوْمِ مِنْ شَرَابِهِمْ فَشَرِبُوهُ، وَجَمْعُهُ غَبَائقُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ: مَا ليَ لَا أُسْقَى عَلَى عِلَّاتِي ... صَبَائِحِي، غَبائِقي، قَيْلاتي؟ أَراد وغَبائقي وقَيْلاتي فَحَذَفَ حَرْفَ الْعَطْفِ، وَحَذْفُهُ ضَعِيفٌ فِي الْقِيَاسِ مَعْدُومٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ، وَوَجْهُ ضَعْفِهِ أَن حَرْفَ الْعَطْفِ فِيهِ ضَرْبٌ مِنَ الِاخْتِصَارِ، وَذَلِكَ أَنه قَدْ أُقيم مُقَامَ الْعَامِلِ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ قَامَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو أَصله قَامَ زَيْدٌ وَقَامَ عَمْرٌو، فَحُذِفَتْ قَامَ الثَّانِيَةُ وَبَقِيَتِ الْوَاوُ كأَنها عِوَضٌ مِنْهَا، فإِذا ذهبتَ بِحَذْفِ الْوَاوِ النَّائِبَةِ عَنِ الْفِعْلِ، تجاوزتَ حدَّ الِاخْتِصَارِ إِلى مَذْهَبِ الِانْتِهَاكِ والإِجْحاف، فَلِذَلِكَ رُفِضَ ذَلِكَ. وغَبَقَ الرجلَ يَغْبُقه ويَغْبِقه غَبْقاً وغَبَّقَه: سَقَاهُ غَبُوقاً فاغْتَبق هُوَ اغْتِباقاً. وغَبَقَ الإِبلَ وَالْغَنَمَ: سَقَاهَا أَو حَلَبَهَا بِالْعَشِيِّ، وَاسْمُ مَا يُحْلَبُ مِنْهَا الغَبُوق، والغَبُوق: مَا اغْتُبِقَ حَارًّا مِنَ اللَّبَنِ بِالْعَشِيِّ.

وَيُقَالُ: هَذِهِ النَّاقَةُ غَبُوقي وغَبُوقتي أَي أَغتبق لَبَنَهَا، وَجَمْعُهَا الغَبائقُ، وَكَذَلِكَ صَبُوحي وصَبُوحتي، وَيُقَالُ: هِيَ قَيْلَتُه وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي يَحْتَلِبُهَا عِنْدَ مَقِيلِه؛ وأَنشد: صَبائحي غَبائقي قَيْلاتي والغَبُوق والغَبُوقة: النَّاقَةُ الَّتِي تُحْلَبُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وتَغَبَّقها واغْتَبَقها: حَلَبَهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ أَصحاب الْغَارِ: لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهلًا وَلَا مَالًا أَي مَا كُنْتُ أُقدِّم عَلَيْهِمَا أَحداً فِي شُرْبِ نَصِيبِهِمَا مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي يشربانِه. والغَبُوق: شُرْبُ آخِرِ النَّهَارِ مُقَابِلُ الصَّبُوح. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لَمْ تَصْطَبِحوا أَو تَغْتَبِقوا ، وَهُوَ تَفْتَعِلوا مِنَ الغَبُوق؛ وَحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ: لَا تُحَرِّم الغَبْقةُ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهِيَ الْمَرَّةُ مِنَ الغَبُوق شُرْبِ الْعَشِيِّ، وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالْيَاءِ وَالْفَاءِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ لِصَاحِبِهِ: إِن كُنْتَ كَاذِبًا فشربتَ غَبُوقاً بَارِدًا أَي لَا كَانَ لَكَ لَبَنٌ حَتَّى تَشْرَبَ الْمَاءَ القَراح، فَسَمَّاهُ غَبُوقاً عَلَى الْمَثَلِ، أَو أَراد قَامَ لَكَ ذَلِكَ مَقَامَ الغَبُوق؛ قَالَ أَبو سَهْم الهُذَلي: وَمَنْ تَقْلِلْ حَلُوبَتُه ويَنْكُلْ ... عَنِ الأَعداءِ، يَغْبُقه القَراحُ أَي يَغْبُقه الْمَاءُ الْبَارِدُ نَفْسُهُ. وَلَقِيتُهُ ذَا غَبُوقٍ وَذَا صَبوحٍ أَي بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، لَا يُسْتَعْمَلَانِ إِلا ظَرْفاً. والغَبَقةُ: خَيْطٌ أَو عَرَقةٌ تُشَدُّ فِي الْخَشَبَةِ الْمُعْتَرِضَةِ عَلَى سَنَامِ الْبَعِيرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: عَلَى سَنام الثَّوْرِ إِذا كَرَب يُثْبِتُ الْخَشَبَةَ عَلَى سَنَامِهِ؛ وَقَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الغَبَقة بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ ابن دريد. غبرق: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ أَبي لَيْلَى الأَعرابي قَالَ: امرأَة غُبْرُقةٌ إِذا كَانَتْ وَاسِعَةَ الْعَيْنَيْنِ شَدِيدَةَ سَوَادِ سَوَادِهِمَا. والغُبارِقُ: الَّذِي ذَهَبَ بِهِ الجَمالُ كلَّ مَذْهَب؛ قَالَ: يُبْغِضُ كُلَّ غَزِلٍ غُبارِقِ غدق: الغَدَق: الْمَطَرُ الْكَثِيرُ الْعَامُّ، وَقَدْ غَيْدَقَ المطرُ: كَثُرَ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثل الأَعرابي. والغَدَق أَيضاً: الْمَاءُ الْكَثِيرُ وإِن لَمْ يكُ مَطَرًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقَةِ الْكُفْرِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابَ اغْترارٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ. والماءُ الغَدَقُ: الْكَثِيرُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الغَدَقُ الْمَصْدَرُ، والغَدِقُ اسْمُ الْفَاعِلِ؛ يُقَالُ: غَدِقَ يَغْدَقُ غَدَقاً فَهُوَ غَدِقٌ إِذا كَثُرَ الندَى فِي الْمَكَانِ أَو الماءُ، قَالَ: ويقرأُ مَاءً غَدِقاً ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَقَوْلُهُ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً أَي لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبواب الْمَعِيشَةِ لِنَفْتِنَهُمْ بِالشُّكْرِ وَالصَّبْرِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ مِثْلُهُ يَقُولُ: لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقَةِ الْكُفْرِ لزِدْنا فِي أَموالهم فِتْنَةً عَلَيْهِمْ وَبَلِيَّةً، وَقَالَ غَيْرُهُ: وأَن لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى طَرِيقَةِ الهُدَى لأَسقيناهم مَاءً كَثِيرًا، وَدَلِيلُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ؛ أَراد بِالْمَاءِ الغَدَقِ الْمَاءَ الْكَثِيرَ. وأَرض غَدِقةٌ: فِي غَايَةِ الرِّيِّ وَهِيَ النَّدِيّة الْمُبْتَلَّةُ الرُّبى الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ، وعُشْبُها غَدِقٌ وغَدَقُهُ بلَلُه ورِيُّه، وَكَذَلِكَ عُشْبٌ غَدِقٌ بيِّن الغَدَق: مبتلٌّ رَيّان؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَعَزَاهُ إِلى النَّضِرِ. وغَدِقَتِ الأَرض غَدَقاً وأَغْدقَتْ: أَخصبت. وغَدِقَتِ الْعَيْنُ غَدَقاً، فَهِيَ غَدِقة، واغْدَوْدَقَتْ:

غَزُرَتْ وعذُبت. وماءٌ مُغْدَوْدِقٌ وغَيْداقٌ: غَزِيرٌ. وَمَطَرٌ مُغْدَوْدقٌ: كَثِيرٌ. وغَدِقَتْ عَيْنُ الْمَاءِ، بِالْكَسْرِ، أَي غَزُرت. وَعَامٌ غَيْداقٌ: مُخْصب، وَكَذَلِكَ السَّنَةُ بِغَيْرِ هَاءٍ. أَبو عَمْرٍو: غَيْثٌ غَيْداق كَثِيرُ الْمَاءِ، وَعَيْشٌ غَيْدَق وغَيْداقٌ وَاسِعٌ مُخْصِبٌ، وَقِيلَ: الغَيْداقُ اسْمٌ؛ وَهُمْ فِي غَدَقٍ مِنَ الْعَيْشِ وغَيْداقٍ. وغَيْدَقَ الرجلُ: كَثُرَ لُعابه عَلَى التَّشْبِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اسْقِنَا غَيْثاً غَدَقاً مُغْدِقاً ؛ الغَدَق، بِفَتْحِ الدَّالِ: الْمَطَرُ الْكِبَارُ القَطْرِ، والمُغْدِقُ مُفْعل مِنْهُ أَكَّده بِهِ؛ وأَغْدَقَ المطرُ يُغْدِق إِغْداقاً، فَهُوَ مُغْدِق. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نشأَت السَّحَابَةُ مِنْ قِبَل الْعَيْنِ فَتِلْكَ عينٌ غُدَيْقةٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا نشأَت بَحْرِيَّةً فَتَشَاءَمَتْ فَتِلْكَ عينٌ غُدَيْقةٌ أَي كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ هَكَذَا جَاءَتْ مُصَغَّرَةً وَهُوَ مِنْ تَصْغِيرِ التَّعْظِيمِ. وشابٌّ غَيْدَقٌ وغَيْداقٌ أَي نَاعِمٌ. والغَيْداقُ: الْكَرِيمُ الْجَوَادُ الْوَاسِعُ الْخَلْقِ الْكَثِيرُ الْعَطِيَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الْوَاسِعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وإِنه لغَيْداق الْجَرْيِ والعَدْوِ؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: حَتَّى نجَوْتُ، وَلَمَّا يَنزِعُوا سَلَبي، ... بوالهٍ مِنْ قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ وَشَدٌّ غَيْداق: وَهُوَ الحُضْر الشَّدِيدُ. والغَيْداق: الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والغَيْدَقُ والغَيْداق والغَيْدَقانُ: الرَّخْصُ النَّاعِمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَعْدَ التَّصابي والشَّبابِ الغَيْدَقِ وَقَالَ آخَرُ: رُبَّ خليلٍ ليَ غَيْداقٍ رَفِلْ وَقَالَ آخَرُ: جَعْد العَناصي غَيْدَقاناً أَغْيَدَا والغَيْدَاق مِنَ الْغِلْمَانِ: الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ، وَقِيلَ: هُوَ ذُو الرَّخاصة والنَّعْمة. والغَيْداقُ مِنَ الضِّباب: الرَّخْصُ السَّمِينُ، وَقِيلَ هُوَ مِنْ وَلَدِ الضِّباب فَوْقَ المُطَبِّخِ، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ المُطَبِّخِ وَفَوْقَ الحِسْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّبُّ بَيْنَ الضَّبَّيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّبُّ الْمُسِنُّ الْعَظِيمُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِوَلَدِ الضَّبِّ حِسْل ثُمَّ يَصِيرُ غَيْدَاقاً ثُمَّ يَصِيرُ مُطَبِّخاً ثُمَّ يَكُونُ ضَبّاً مُدْركاً، وَلَمْ يَذْكُرِ الخُضَرِمَ بَعْدَ المُطَبِّخ، وَذَكَرَهُ خَلَفٌ الأَحمر. والغَياديقُ: الْحَيَّاتُ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بِئْرِ غَدَق ، بِفَتْحَتَيْنِ، بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ، وَاللَّهُ أعلم. غرق: الغَرَقُ: الرُّسُوب فِي الْمَاءِ. وَيُشَبَّهُ الَّذِي رَكِبَهُ الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا، يُقَالُ: رَجُلٌ غَرِق وغَريق، وَقَدْ غَرِقَ غَرَقاً وَهُوَ غارِقٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فأَصبحُوا فِي الْمَاءِ والخَنادِقِ، ... مِنْ بَيْنِ مَقْتول وطَافٍ غارِقِ وَالْجَمْعُ غَرْقى، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل، أَغْرَقه اللَّهُ إِغْراقاً، فَهُوَ غَرِيقٌ، وَكَذَلِكَ مَرِيضٌ أَمْرضه اللَّهُ فَهُوَ مَرِيضٌ وَقَوْمٌ مَرْضَى، والنَّزِيفُ: السَّكْرَانُ، وَجَمْعُهُ نَزْفَى، والنَّزِيفُ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُول أَو مُفْعَل لأَنه يُقَالُ نَزَفَتْه الخمرُ وأَنزفَتْه، ثُمَّ يُرَدُّ مُفْعَل أَو مَفْعُولٌ إِلى فَعِيل فيُجْمَع فَعْلَى؛ وَقِيلَ: الغَرِقُ الرَّاسِبُ فِي الْمَاءِ، والغَرِيقُ الْمَيِّتُ فِيهِ، وَقَدْ أَغْرَقَهُ غَيْرُهُ وغَرَّقه، فَهُوَ مُغَرَّقٌ وغَرِيق. وَفِي الْحَدِيثِ الحَرَقُ وَالْغَرَقُ، وَفِيهِ: يأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَنْجُو فِيهِ إِلا مَنْ دَعَا دُعاء الغَرِقِ ؛ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: الغَرِقُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، الَّذِي قَدْ غَلَبَهُ الْمَاءُ ولمَّا يَغْرَقْ، فإِذا غَرِقَ فَهُوَ الغَرِيق

؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَتْبَعْتُهُمْ مُقْلةً إِنْسانُها غَرِقٌ، ... هَلْ مَا أَرى تاركٌ للعَينِ إِنْسانا؟ «3» . يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَرى مِنَ البَيْن وَالْبُكَاءِ غيرُ مُبْقٍ لِلْعَيْنِ إِنسانها، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ كأَنه أَراد إِلَّا مَنْ أَخلص الدُّعَاءَ لأَن مَنْ أَشفى عَلَى الْهَلَاكِ أَخلص فِي دُعَائِهِ طلبَ النجاةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الغَرَق والحَرَق ؛ الغَرَقُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ: الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيٍّ: أَنه مَاتَ غَرِقاً فِي الْخَمْرِ أَي مُتَنَاهِيًا فِي شُرْبِهَا والإِكثار مِنْهُ، مُسْتَعَارٌ مِنَ الغَرَقِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَذَكَرَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ فِي زَاوِيَتِهِ: فَار التَّنُّور وَفِيهِ هَلَكَ يَغُوثُ ويَعُوقُ وَهُوَ الغارُوق ؛ هُوَ فَاعُولٌ مِنَ الغَرق لأَن الغَرَق فِي زَمَانِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: وغُرَقاً فِيهِ دُبَّاء ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَالْمَعْرُوفُ ومَرَقاً، والغُرَق المَرَق. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها . والغرِقُ: الَّذِي غَلَبَهُ الدَّيْن. وَرَجُلٌ غَرِقٌ فِي الدَّين والبَلْوَى وغَرِيق وَقَدْ غَرِقَ فِيهِ، وَهُوَ مِثْلٌ بِذَلِكَ. والمُغْرَقُ: الَّذِي قَدْ أَغرقه قَوْمٌ فَطَرَدُوهُ وَهُوَ هَارِبٌ عَجْلان. والتَّغْريق: الْقَتْلُ. والغَرَق فِي الأَصل: دُخُولُ الْمَاءِ فِي سَمَّيِ الأَنف حَتَّى تَمْتَلِئَ مَنافذُه فيَهلك، والشَّرَق فِي الْفَمِ حَتَّى يُغَص بِهِ لِكَثْرَتِهِ. يُقَالُ: غَرِقَ فِي الْمَاءِ وشَرِقَ إِذا غَمَرَهُ الْمَاءُ فملأَ مَنافذَه حَتَّى يَمُوتَ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ غَرَّقَتِ الْقَابِلَةُ الْوَلَدَ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ تَرْفُقْ بِالْوَلَدِ حَتَّى تَدْخُلَ السّابِياءُ أَنفه فَتَقْتُلَهُ، وغَرَّقَتِ الْقَابِلَةُ الْمَوْلُودَ فِغَرِقَ: خَرُقت بِهِ فانْفَتَقَتِ السابياءُ فَانْسَدَّ أَنفه وَفَمُهُ وَعَيْنَاهُ فمات؛ قال الأَعشى يَعْنِي قيسَ بْنَ مَسْعُودٍ الشَّيْبَانِيَّ: أَطَوْرَيْن فِي عامٍ غَزَاةً ورِحْلَةً، ... أَلا لَيْتَ قَيْساً غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ وَيُقَالُ: إِن الْقَابِلَةَ كَانَتْ تُغَرِّقُ الْمَوْلُودَ فِي مَاءِ السَّلَى عَامَ الْقَحْطِ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، حَتَّى يَمُوتَ، ثُمَّ جُعِلَ كُلُّ قَتْلٍ تَغْريقاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا غَرَّقَتْ أَرْباضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ ... بتَيْهاءَ، لَمْ تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُها الأَرْباض: الحِبال، والبَكْرة: النَّاقَةُ الفَتِيّة، وثِنْيُها: بَطْنُهَا الثَّانِي، وإِنما لَمْ تَعْطِفْ عَلَى وَلَدِهَا لِمَا لَحِقَهَا مِنَ التَّعَبِ. التَّهْذِيبُ: والعُشَراءُ مِنَ النُّوق إِذا شدَّ عَلَيْهَا الرَّحْلُ بِالْحِبَالِ رُبَّمَا غُرِّقَ الْجَنِينُ فِي مَاءِ السَّابِيَاءِ فَتُسْقِطُهُ، وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ. وأَغْرَقَ النبلَ وغَرَّقه: بَلَغَ بِهِ غَايَةَ الْمَدِّ فِي الْقَوْسِ. وأَغْرَقَ النَّازِعُ فِي القَوْس أَي اسْتَوْفَى مَدَّهَا. والاسْتِغْراقُ: الِاسْتِيعَابُ. وأَغْرَقَ فِي الشَّيْءِ: جَاوَزَ الْحَدَّ وأَصله مِنْ نَزْعِ السَّهْمِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: ذُكِرَ أَنها الْمَلَائِكَةُ وأَن النَّزْعَ نزعُ الأَنفس مِنْ صُدُورِ الْكُفَّارِ، وَهُوَ قَوْلُكَ وَالنَّازِعَاتِ إِغْراقاً كَمَا يُغْرِقُ النازعُ فِي الْقَوْسِ؛ قَالَ الأَزهري: الغَرْقُ اسْمٌ أُقيم مَقَامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ مِنْ أَغْرَقْتُ إِغْراقاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ نَزَع فِي قَوْسِهِ فأَغْرَقَ، قَالَ: والإِغْراقُ الطرح وهو أَن يُبَاعِدَ السَّهْمُ مِنْ شِدَّةِ النَّزْعِ يُقَالُ إِنه لطَرُوح. أُسيد الْغَنَوِيُّ: الإِغْراق فِي النَّزْع أَن يَنْزِعَ حَتَّى يُشْرِبَ بالرِّصاف وَيَنْتَهِيَ إِلى كَبِدِ القَوْس وَرُبَّمَا قَطَعَ يَدَ الرَّامِي، قَالَ: وشُرْبُ القوسِ الرِّصافَ أَن يأْتي

_ (3). هذا البيت لجرير، ورواية ديوانه: هل ما ترى تارك؛ وفي رواية أخرى: هل يا ترى تارك

النَّزْعُ عَلَى الرِّصاف كُلِّهِ إِلى الْحَدِيدَةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للغُلُوِّ والإِفراط. واغْتَرَقَ الفرسُ الْخَيْلَ: خَالَطَهَا ثُمَّ سَبَقَهَا، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: وأَنا عَلَى رِجْلي فأَغْتَرِقُها. يُقَالُ: اغْتَرَقَ الْفَرَسُ الْخَيْلَ إِذا خَالَطَهَا ثُمَّ سَبَقَهَا، وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. واغْتِراقُ النَّفَس: اسْتِيعَابُهُ فِي الزَّفِير؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْفَرَسُ إِذا خَالَطَ الْخَيْلَ ثُمَّ سَبَقَهَا يُقَالُ اغْتَرَقها؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: يُغْرِقُ الثَّعلبَ، فِي شِرَّتِهِ، ... صَائِبُ الخَدْبة فِي غَيْرِ فَشَلْ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري بِمَ جَعَل قَوْلَهُ: يُغْرِقُ الثعلبَ فِي شِرَّتِه حُجَّةً لِقَوْلِهِ اغْتَرقَ الخيلَ إِذا سَبَقَهَا، وَمَعْنَى الإِغْراقِ غَيْرُ مَعْنَى الاغْتِرَاقِ، والاغْتِراقُ مِثْلَ الاسْتِغْراقِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا سَبَقَ الخيلَ قَدِ اغْتَرَقَ حَلْبة الْخَيْلِ الْمُتَقَدِّمَةِ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ لَبِيدٍ: يُغْرِقُ الثعلبَ فِي شِرَّتِه قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه يَعْنِي الْفَرَسَ يَسْبِقُ الثَّعْلَبَ بحُضْرِه فِي شِرَّتِه أَي نَشَاطِهِ فيُخَلِّفه، وَالثَّانِي أَن الثَّعْلَبَ هَاهُنَا ثَعْلَبُ الرُّمْحِ فِي السِّنان، فأَراد أَنه يَطْعُن بِهِ حَتَّى يُغَيِّبَهُ فِي الْمَطْعُونِ لِشِدَّةِ حُضْره. وَيُقَالُ: فُلَانَةُ تَغْتَرِقُ نَظَرَ النَّاسِ أَي تَشْغَلُهم بِالنَّظَرِ إِليها عَنِ النَّظَرِ إِلى غَيْرِهَا بِحُسْنِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيم: تَغْترقُ الطَّرْفَ، وَهِيَ لاهيةٌ، ... كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفُ قَوْلُهُ تغْتَرق الطَّرْف يَعْنِي امرأَة تَغْتَرِقُ وتَسْتَغْرِقُ وَاحِدٌ أَي تستغرِق عُيون النَّاسِ بالنظَر إِليها، وَهِيَ لاهِية أَي غَافِلَةٌ، كأَنما شَفَّ وَجْهَهَا نُزْفٌ: مَعْنَاهُ أَنها رَقِيقة المَحاسن وكأَن دَمَهَا وَدَمَ وجهِها نُزِفَ، والمرأَة أَحسن مَا تَكُونُ غِبَّ نِفَاسِهَا لأَنه ذَهَبَ تهيُّج الدَّمِ فَصَارَتْ رَقِيقَةَ المَحاسن، والطَّرْف هَاهُنَا: النَّظَرُ لَا الْعَيْنُ؛ وَيُقَالُ: طَرَف يَطْرف طَرْفاً إِذا نَظَرَ، أَراد أَنها تَسْتَمِيلُ نظَر النُّظَّار إِليها بِحُسْنِهَا وَهِيَ غَيْرُ مُحتَفِلة وَلَا عَامِدَةٍ لِذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا لَاهِيَةٌ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ حسنُها. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا أَجْفَرَ جَنْباه وضخُم بَطْنُهُ فَاسْتَوْعَبَ الحِزام حَتَّى ضَاقَ عَنْهَا: قَدِ اغْتَرَقَ التَّصْدير والبِطَان وَاسْتَغْرَقَهُ. والمُغْرِق مِنَ الإِبل: الَّتِي تُلْقي ولدَها لتمامٍ أَو لِغَيْرِهِ فَلَا تُظْأَرُ وَلَا تُحْلَب وَلَيْسَتْ مَرِيّة وَلَا خَلِفة. واغْرَوْرَقَت عَيْنَاهُ بالدُّموع: امتلأَتا، زَادَ التَّهْذِيبُ: وَلَمْ تَفِيضا، وَقَالَ: كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احمرَّ وَجْهُهُ واغْرَوْرَقَت عَيْنَاهُ أَي غَرِقتا بِالدُّمُوعِ، وَهُوَ افْعَوْعَلَت مِنَ الغَرَق. والغُرْقة، بِالضَّمِّ: الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ قدْر الْقَدَحِ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّرْبة مِنَ اللَّبَنِ، وَالْجَمْعُ غُرَق؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ الإِبل: تُضْحِ، وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتها غُرَقاً، ... مِنْ ناصِع اللَّوْنِ، حُلْو الطَّعْم مَجْهود وَرَوَاهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ: حُلْو غَيْرُ مَجْهُودِ، وَالرِّوَايَتَانِ تَصِحَّانِ، وَالْمَجْهُودُ: الْمُشْتَهَى مِنَ الطَّعَامِ، والمَجْهود مِنَ اللَّبَنُ: الَّذِي أُخرجَ زُبده، وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: تُصْبِحْ وَقَدْ ضَمِنَتْ؛ وَقَبْلَهُ:

إِنْ تُمْسِ فِي عُرْفُط صُلْعٍ جَماجِمهُ، ... مِنَ الأَسَالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ وَيُرْوَى مَخْضُودِ، والأَسالِقُ: العُرْفط الَّذِي ذَهَبَ وَرَقُهُ، والصُّلْع: الَّتِي أُكل رؤُوسها؛ يَقُولُ: هِيَ عَلَى قِلَّةِ رَعْيها وخُبْثِه غَزيرة اللَّبَنِ. أَبو عُبَيْدٍ: الغُرْقة مِثْلَ الشَّرْبة مِنَ اللَّبَنِ وَغَيْرِهِ مِنَ الأَشربة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَتَكُونُ أُصولُ السِّلْق غُرَقَه ، وَفِي أُخرى: فصارَتْ عَرْقَه ، وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ، أَي مِمَّا يُغْرَف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعماله أَي أَضاع أَعمالَه الصَّالِحَةَ بِمَا ارْتَكَبَ مِنَ الْمَعَاصِي. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَقَدْ أَغْرَقَ فِي النَّزْع أَي بَالَغَ فِي الأَمر وَانْتَهَى فِيهِ، وأَصله مِنْ نَزْعِ الْقَوْسِ ومَدِّها، ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِمَن بَالَغَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وأَغْرَقَه النَّاسُ: كَثُرُوا عَلَيْهِ فغلَبوه، وأَغْرَقَته السِّباع كَذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغِرْياق: طَائِرٌ. والغِرْقئُ: الْقِشْرَةُ المُلْتزقة بِبَيَاضِ الْبَيْضِ. النَّضْرُ: الغِرْقئُ الْبَيَاضُ الَّذِي يُؤْكَلُ. أَبو زَيْدٍ: الغِرْقئُ الْقِشْرَةُ القِيقيّةُ. وغرْقأَتِ البَيضة: خَرَجَتْ وَعَلَيْهَا قِشْرَةٌ رَقِيقَةٌ، وغَرْقأَت الدُّجاجة: فَعَلَتْ ذَلِكَ. وغَرْقَأَ الْبَيْضَةَ: أَزال غِرْقِئَها؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ أَبو إِسحق إِلى أَن هَمْزَةَ الغِرْقئ زَائِدَةٌ وَلَمْ يُعَلِّلْ ذَلِكَ بِاشْتِقَاقٍ وَلَا غَيْرِهِ، قَالَ: ولسْت أَرى لِلْقَضَاءِ بِزِيَادَةِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ وَجْهًا مِنْ طَرِيقِ الْقِيَاسِ، وَذَلِكَ أَنها ليس بأُولى فَنَقْضِي بِزِيَادَتِهَا وَلَا نَجِد فِيهَا مَعْنَى غَرِق، اللَّهُمْ إِلا أَن يَقُولَ إِنَّ الغِرْقئ يَحْتَوِي عَلَى جَمِيعِ مَا يُخفِيه مِنَ البَيْضة ويَغْترقُه، قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي فِيهِ بُعْدٌ، وَلَوْ جَازَ اعْتِقَادُ مِثْلِهِ عَلَى ضَعْفه لَجَازَ لَكَ أَن تَعْتَقِدَ فِي هَمْزَةِ كِرْفِئَة أَنها زَائِدَةٌ، وَتَذْهَبُ إِلى أَنها فِي مَعْنَى كَرَف الْحِمَارُ إِذا رَفَعَ رأْسه لشَمِّ البَوْل، وَذَلِكَ لأَن السَّحاب أَبداً كَمَا تَرَاهُ مُرْتَفِعٌ، وَهَذَا مَذْهَبٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَاتَّفَقُوا عَلَى هَمْزَةِ الغِرْقئ وأَن هَمْزَتَهُ لَيْسَتْ بأَصلية. ولجامٌ مُغَرَّق بِالْفِضَّةِ أَي مُحَلًّى، وَقِيلَ: هُوَ إِذا عَمَّتْه الحلية، وقد غُرِّق. غردق: التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ الغَرْدَقَة إِلْباسُ اللَّيْلِ يُلْبِس كُلَّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: غَرْدَقَت المرأَةُ سِتْرَهَا إِذا أَرسلته. والغَردقةُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. أَبو عَمْرٍو: الغَرْدَقة إِلْباس الغُبار النَّاسَ؛ وأَنشد: إِنا إِذا قَسْطَلُ يوم غَرْدَقا غرنق: الغُرْنُوق: الناعِم المُنتشِر مِنَ النَّبات. أَبو حَنِيفَةَ: الغُرْنُوق نَبْت ينبُت فِي أُصول العَوْسَجِ وَهُوَ الغُرَانِق أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: وَلَا زَالَ يُسْقَى سِدْرُه وغُرانِقُه والغُرْنُوقُ والغِرْنَوقُ والغِرْنَيْقُ والغِرْنِيقُ والغِرْناق والغُمرَانِق والغَرَوْنَق، كُلُّهُ: الأَبيض الشَّابُّ النَّاعِمُ الْجَمِيلُ؛ قَالَ: إِذْ أَنْت غِرْناقُ الشَّباب مَيّالْ، ... ذُو دَأْيَتَيْنِ يَنْفَحان السِّرْبالْ اسْتَعَارَ الدَّأْيَتَينِ لِلرَّجُلِ، وإِنما هُمَا لِلنَّاقَةِ والجَمل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فكأَني أَنظر إِلى غُرْنُوقٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَشَحَّط فِي دَمِه أَي شَابٍّ نَاعِمٍ. وَشَبَابٌ غُرانِق: تَامٌّ، وَشَابٌّ غُرَانِق؛ قَالَ: أَلا إِنَّ تَطْلابَ الصِّبَى مِنْكَ ضِلَّةٌ، ... وَقَدْ فاتَ رَيْعانُ الشَّبابِ الغُرانِق

وأَورده الأَزهري: أَلا إنَّ تَطْلابي لِمِثْلِك زَلَّةٌ وامرأَة غُرانِقة وغُرانِق: شابَّة مُمْتَلِئَةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قلتُ لسَعْدٍ، وَهُوَ بالأَزارِقِ: ... عليكَ بالمَحْضِ وبالمَشَارِقِ، واللَّهْوِ عِنْدَ بادِن غُرَانِقِ والغَرَانِقة: الرِّجَالُ الشبَاب، وَيُقَالُ لِلشَّابِّ نَفْسِهِ الغُرانِقُ والغُرْنُوق. والغُرانِقُ: الَّذِي فِي أَصْلِ العَوْسَج وَهُوَ لَيِّن النَّبات؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَكَذَلِكَ الغَرانِيق. والغُرْنُوق والغُرْنَيْق، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَفَتْحِ النُّونِ: طَائِرٌ أَبيض، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ أَسود مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ طَوِيلُ العُنُق؛ قَالَ أَبو ذَؤَيب الْهُذَلِيُّ يَصِفُ غَوَّاصًا: أَجَازَ إِلَيْنَا لُجَّةً بَعْدَ لُجّةٍ، ... أزَلَّ كغُرْنَيْق الضُّحُول عَمُوجُ أَزَلَّ: أَرْسَح، والضُّحُول: جَمْعُ ضَحْل وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، وعَمُوج: يَتَعَمَّج وَيَلْتَوِي؛ وَإِذَا وُصِفَ بِهَا الرَّجُلُ فَوَاحِدُهُمْ غِرْنَيق وغِرْنَوْق، بِكَسْرِ الْغَيْنِ وَفَتْحِ النُّونِ فِيهِمَا. وغُرْنوق، بِالضَّمِّ، وغُرانِق: وَهُوَ الشابُّ النَّاعِمُ، وَالْجَمْعُ الغَرانِق، بِالْفَتْحِ، والغَرانِيق والغَرانِقةُ. أَبو عَمْرٍو: الغُرْنُوق طَيْرٌ أَبيض مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ؛ ذَكَرَهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جِنَازَتَهُ لَمَّا أُتِيَ بِهِ الْوَادِيَ أَقبل طَائِرٌ أَبيض غُرْنوق كَأَنَّهُ قُبْطِيّة حَتَّى دَخَلَ فِي نَعْشِهِ، قَالَ: فرَمَقْتُه فَلَمْ أَرَهُ خَرَجَ حَتَّى دُفِنَ. الأَصمعي: الغُرْنَيْق الكُرْكيّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ طَائِرٌ طَوِيلُ الْقَوَائِمِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الغَرانِيقُ طَيْرٌ مِثْلُ الكَراكي، وَاحِدُهَا غُرْنوق؛ وأَنشد: أَو طَعْم غاديةٍ فِي جَوْف ذِي حَدَبٍ، ... مِنْ ساكِبِ المُزْن يجْري فِي الغَرانِيقِ أَراد بِذِي حَدَب سَيْلًا لَهُ عِرْق، وَقَوْلُهُ مِنْ سَاكِبِ المُزْن أَيْ مِمَّا كَانَ سَاكِبًا مِنَ الْمُزْنِ، وَقَوْلُهُ يَجْرِي فِي الْغَرَانِيقِ أَيْ يَجْرِي مَعَ الْغَرَانِيقِ فأَقام فِي مُقَامَ مَعَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَاحِدُ الغَرانِيق غُرْنَيْق وغِرْناق. وَفِي الْحَدِيثِ: تِلْكَ الغَرانِيقُ العُلا ؛ هِيَ الأَصنام، وَهِيَ فِي الأَصل الذُّكُورُ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. ابْنُ الأَنباري: الْغَرَانِيقُ الذُّكُورُ مِنَ الطَّيْرِ، وَاحِدُهَا غِرْنَوْق وغِرْنَيْق، سُمِّيَ بِهِ لِبَيَاضِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الكُرْكيّ، وَكَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ الأَصنام تُقَرِّبُهُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَشْفَعُ لَهُمْ إِلَيْهِ، فَشُبِّهَتْ بِالطُّيُورِ الَّتِي تَعْلُو وَتَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الغَرانيقُ فِي الْحَدِيثِ جَمْعُ الغُرانق وَهُوَ الْحَسَنُ، يُقَالُ: غُرانِق وغَرانِق وغَرانِيق، قَالَ وَقَدْ جَاءَتْ حُرُوفٌ لَا يُفْرَقُ بَيْنَ وَاحِدِهَا وَجَمْعِهَا إِلَّا بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: فَمِنْهَا عُذَافر وعَذافر، وعُراعر اسْمُ الملِك وعَراعر، وقُناقِن لِلْمُهَنْدِسِ، جَمْعُهُ قَناقن، وعُجاهن للعَرُوس وَجَمْعُهُ عَجاهن، وقُبَاقب لِلْعَامِ الثَّالِثِ «4». وَجَمْعُهُ قَبَاقب. وَقَالَ شَمِرٌ: لِمَّة غُرانقةٌ وغُرانِقيّة وَهِيَ النَّاعِمَةُ تُفَيِّئُها الريحُ، وَقَالَ: الغُرانق الشَّابُّ الْحَسَنُ الشَّعَرِ الجميلُ الناعمُ، وَهُوَ الغُرْنوق والغِرْناق والغِرْنَوْق، وَجَمْعُهُ غَرانِق وغَرانقة؛ وأَنشد: قِلى الفَتَاةِ مَفارِقَ الغِرْناقِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ الغُرْنَيْق فِي بَنَاتِ الأَربعة وَذَهَبَ إِلَى أَنَّ النُّونَ فِيهِ أَصل لا زائدة،

_ (4). قوله [للعام الثالث] أي ثالث العام الذي أنت فيه

فسأَلت أَبا عَلِيٍّ عَنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ أَين لَهُ ذَلِكَ وَلَا نَظِيرَ لَهُ مِنَ أُصول بَنَاتِ الأَربعة يُقَابِلُهَا، وَمَا أَنكَرْتُ أَن تَكُونَ زَائِدَةً لمَّا لَمْ نَجِدْ لَهَا أَصلًا يُقَابِلُهَا كَمَا قُلْنَا فِي خُنْثُعْبة وكَنَهْبَل وعُنْصُل وعُنْظُب وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَلَمْ يَزِدْ فِي الْجَوَابِ عَلَى أَنْ قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أُلحق بِهِ العُلَّيْق، والإِلحاقُ لَا يُوجَدُ إِلَّا بالأُصول، وَهَذِهِ دَعْوَى عَارِيَةٌ مِنَ الدَّلِيلِ، وَذَلِكَ أَنَّ العُلَّيْق وَزْنُهُ فُعَّيْل وَعَيْنُهُ مُضَعَّفَةٌ وَتَضْعِيفُ الْعَيْنِ لَا يُوجَدُ للإِلحاق، أَلَا تَرَى إِلَى قِلَّفٍ وإمَّعَة وسكِّين وكُلَّاب؟ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بِمُلْحَقٍ لأَن الإِلحاق لَا يَكُونُ مِنْ لَفْظِ الْعَيْنِ، وَالْعِلَّةُ فِي ذَلِكَ أَنَّ أَصل تضعيف العين إنما هُوَ لِلْفِعْلِ نَحْوَ قَطَّع وكَسَّر، فَهُوَ فِي الْفِعْلِ مُفِيدٌ لِلْمَعْنَى، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَسماء نَحْوَ سِكِّير وخِمِّير وشَرَّاب وقَطَّاع أَيْ يَكْثُرُ ذَلِكَ مِنْهُ وَفِيهِ، فَلَمَّا كَانَ أَصل تضعيف العين إنما هُوَ لِلْفِعْلِ عَلَى التَّكْثِيرِ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يُجْعَلَ للإِلحاق، وَذَلِكَ أَنَّ الْعِنَايَةَ بِمُفِيدِ الْمَعْنَى عِنْدَ الْعَرَبِ أَقوى مِنَ الْعِنَايَةِ بِالْمُلْحَقِ، لأَن صِنَاعَةَ الإِلحاق لَفْظِيَّةٌ لَا مَعْنَوِيَّةٌ، فَهَذَا يَمْنَعُ مِنْ أَنْ يَكُونَ العُلَّيق مُلْحَقًا بغُرْنَيْق، وَإِذَا بَطَلَ ذَلِكَ احْتَاجَ كَوْنُ النُّونِ أَصْلًا إِلَى دَلِيلٍ، وَإِلَّا كَانَتْ زَائِدَةً، قَالَ: وَالْقَوْلُ فِيهِ عِنْدِي أَنَّ هَذِهِ النُّونَ قَدْ ثَبَتَتْ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ أنَّى تَصَرَّفَتْ ثَباتَ بَقِيَّةِ أُصول الْكَلِمَةِ، وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ غُرْنَيْق وغِرْنَيْق وغُرْنوق وغُرَانق وغَرَونْق، وَثَبَتَتْ أَيْضًا فِي التَّكْسِيرِ فَقَالُوا غَرانِيق وغَرانقة، فَلَمَّا ثَبَتَتِ النُّونُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا ثَباتَ بَقِيَّةِ أُصُولِ الْكَلِمَةِ حُكِمَ بِكَوْنِهَا أَصلًا؛ وَقَوْلُ جُنَادَةَ بْنِ عَامِرٍ: بِذِي رُبَدٍ، تَخالُ الإِثْرَ فِيهِ ... مَدَبَّ غَرانِقٍ خاضَتْ نِقاعا أَرَادَ غَرانيق فَحَذَفَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغُرْنوق الخُصْلة المُفَتَّلة مِنَ الشَّعَرِ. ابْنُ الأَعرابي: جَذَبَ غُرْنوقه وَهِيَ نَاصِيَتُهُ، وَجَذَبَ نُغْرُوقه وهي شعر قفاه. غسق: غَسَقَتْ عَيْنُهُ تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً: دَمَعَتْ، وَقِيلَ: انصبَّت، وَقِيلَ: أَظلمت. والغَسَقان: الِانْصِبَابُ. وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انْصَبَّ مِنَ الضَّرْع. وغَسَقت السَّمَاءُ تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً: انصبَّت وأَرَشَّتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: حِينَ غَسَق اللَّيْلُ عَلَى الظِّراب أَيِ انْصَبَّ اللَّيْلُ عَلَى الْجِبَالِ. وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أَيْ سَالَ مِنْهُ مَاءٌ أَصفر؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْغَاسِقِ بِمَعْنَى السَّائِلِ: أَبْكِي لفَقْدِهمُ بعَينٍ ثَرَّة، ... تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أَيْ سَائِلٍ وَلَيْسَ مِنَ الظُّلْمَةِ فِي شَيْءٍ. أَبو زَيْدٍ: غَسَقت الْعَيْنُ تَغْسِق غَسْقاً، وَهُوَ هَمَلان الْعَيْنِ بالعَمَش وَالْمَاءِ. وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ: انْصَبَّ وأَظلم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الرُّقَيّات: إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ قَدْ غَسَقا، ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ حِينَ غَسق اللَّيْلُ عَلَى الظِّراب ؛ وغَسَقُ اللَّيْلِ: ظُلْمَتُهُ، وَقِيلَ أَول ظُلْمَتِهِ، وَقِيلَ غَسَقُه إِذَا غَابَ الشِّفَقُ. وأَغسَقَ المؤذِّن أَيْ أَخَّر الْمَغْرِبَ إِلَى غَسَق اللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ يَوْمَ الْغَيْمِ أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر الْمَغْرِبَ حَتَّى يَغْسِق اللَّيْلُ، وَهُوَ إِظْلَامُهُ، لَمْ نَسْمَعْ ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ ، هُوَ أَول ظُلْمَتِهِ، الأَخفش: غَسَقُ

اللَّيْلِ ظُلْمَتُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ؛ قِيلَ: الغاسِقُ هَذَا اللَّيْلَ إِذَا دَخَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ الْقَمَرُ إِذَا دَخَلَ فِي ساهورِه، وَقِيلَ إِذَا خَسَفَ. ابْنُ قُتَيْبَةَ: الغاسِقُ الْقَمَرُ سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أَيْ يَذْهَبُ ضوءُه وَيَسْوَدُّ ويُظلم. غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إِذَا أَظلم. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَخذ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِيَدَيَّ لَمَّا طَلَعَ الْقَمَرُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ أَيْ مِنْ شَرِّهِ إِذَا كُسِفَ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ، قَالَ: الثُّرَيّا ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي بِهِ اللَّيْلَ، وَقِيلَ لِلَّيل غاسِقٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لأَنه أَبرد مِنَ النَّهَارِ. والغاسِق: الْبَارِدُ. غَيْرُهُ: غَسَقُ اللَّيْلِ حِينَ يُطَخْطِخُ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: غَسَقُ اللَّيْلِ دُخُولُ أَوَّله؛ يُقَالُ: أَتيته حِينَ غَسَق اللَّيْلُ أَيْ حِينَ يَخْتَلِطُ وَيَعْتَكِرُ وَيَسُدُّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعد ما أَغْسَقَ أَيْ دَخَلَ فِي الغَسَق وَهِيَ ظُلْمَةُ اللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ: أَنه أَمر عَامِرَ بْنَ فُهَيْرة وَهُمَا فِي الْغَارِ أَن يُرَوِّح عَلَيْهِمَا غَنَمَهُ مُغْسِقاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حَتَّى يَغْشَى اللَّيْلُ بِظُلْمَتِهِ الْجِبَالَ الصِّغَارَ. والغاسِقُ: اللَّيْلُ؛ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ أَقبل الغَسَقُ. وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ: الغاسِقُ أَول اللَّيْلِ. والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وَكِلَاهُمَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ وَقَوْلُ أَبِي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: هِجانٌ فَلا فِي الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ، ... وَلَا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ قَالَ السُّكَّرِيُّ: الغَسِيقاتُ الشَّدِيدَاتُ الْحُمْرَةِ. والغَسَّاق: مَا يَغْسِقُ وَيَسِيلُ مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ وَصَدِيدِهِمْ مِنْ قَيْحٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ، وَقَدْ قرأَه أَبو عَمْرٍو بِالتَّخْفِيفِ، وقرأَه الْكِسَائِيُّ بِالتَّشْدِيدِ، ثَقَّلَهَا يَحْيَى بْنُ وَثَّاب وَعَامَّةُ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ، وَخَفَّفَهَا النَّاسُ بَعْدُ، وَاخْتَارَ أَبو حَاتِمٍ غَساق ، بِتَخْفِيفِ السِّينِ، وقرأَ حَفْصٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَغَسَّاقٌ مشدَّدة، وَمِثْلُهُ فِي عَمَّ يَتَساءَلُونَ، وقرأَ الْبَاقُونَ وغَسَاقاً ، خَفِيفًا فِي السُّورَتَيْنِ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ أَنهما قرآ غَسَّاقٌ ، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَوْ أَنَّ دَلْواً مِنْ غَساق يُهَراقُ فِي الدُّنْيَا لأَنْتَنَ أَهل الدُّنْيَا ؛ الغَساق، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ: مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيد أَهل النَّارِ وغُسالتهم، وَقِيلَ: مَا يَسِيلُ مِنْ دُمُوعِهِمْ، وَقِيلَ: الغَسَاق والغَسَّاق الْمُنْتِنُ الْبَارِدُ الشَّدِيدُ الْبَرْدِ الَّذِي يُحْرِقُ مِنْ بَرْدِهِ كَإِحْرَاقِ الْحَمِيمِ، وَقِيلَ: الْبَارِدُ فَقَطْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بِهَذَا مقدَّماً وَمُؤَخَّرًا، وَالْمَعْنَى هَذَا حَميم وغَسَّاق فَلْيَذُوقُوهُ. الْفَرَّاءُ: الغَسَق مِنْ قُماشِ الطَّعام. وَيُقَالُ: فِي الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بِالْهَمْزِ، وَفِيهِ غَسَقٌ وغَفاً، مَقْصُورٌ، وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه مِنْ قُماش الطَّعام. غفق: الغَفْقُ: الضَّرْبُ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا والدِّرَّةِ، غَفَقَهُ يغْفِقُهُ غَفْقاً: ضَرَبَهُ، وَالْغَفْقَةُ: المَرَّة مِنْهُ، وَقَدْ جَاءَ: عَفَقَهُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ؛ وَرُوِيَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبيه قَالَ: مَرَّ بِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَا قَاعِدٌ فِي السُّوقِ وَهُوَ مَارٌّ لِحَاجَةٍ لَهُ مَعَهُ

الدِّرَّةُ، فَقَالَ: هَكَذَا يَا سَلَمةُ، عَنِ الطَّرِيقِ فغَفَقَني بِهَا غَفْقَةً فَمَا أَصاب إِلَّا طَرَفها ثَوْبِي، قَالَ فأَمَطْتُ عَنِ الطَّرِيقِ فَسَكَتَ عَنِّي حَتَّى إِذَا كَانَ العامُ المُقْبل لَقِيَنِي فِي السُّوقِ فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ أَردتَ الْحَجَّ الْعَامَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فأَخذ يَدِي فَمَا فَارَقَ يَدُه يَدي حَتَّى أَدخلني بَيْتَهُ فأَخرج كِيسًا فِيهِ سِتُّمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ: يَا سَلَمَةُ خُذْهَا واسْتَعِنْ بِهَا عَلَى حَجِّك وَاعْلَمْ أَنَّهَا مِنَ الغَفْقَةِ الَّتِي غَفَقْتُك بِهَا عامَ أَوَّل قُلْتُ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُها حَتَّى ذَكَّرْتنيها، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا وَاللَّهِ مَا نسيتُها قَالَ الأَصمعي: غَفَقْتُه بِالسَّوْطِ أَغْفِقُه ومَتَنْتُه بِالسَّوْطِ أَمْتُنه وَهُوَ أَشد مِنَ الغَفْق، وَقَوْلُهُ أَمَطْتُ عَنِ الطَّرِيقِ أَيْ تَنَحَّيت عَنْهُ. والغَفْقُ: الْهُجُومُ عَلَى الشيءِ والأَوْب مِنَ الغَيْبة فجأَةً. والمَغْفِقُ: المَرْجِعُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: مِنْ بُعْد مَغْزايَ وبُعد المَغْفِقِ والغَفْقُ: كَثْرَةُ الشُّرْبِ، غَفَقَ يَغْفِقُ غَفْقاً. وتَغَفَّقَ الشرابَ: شَرِبَهُ سَاعَةً بَعْدَ أُخرى، وَقِيلَ شَرِبَهُ يَوْمَهُ أَجْمَعَ. ابْنُ الأَعرابي: إِذَا تَحَسَّى مَا فِي إِنَائِهِ فَقَدْ تَمَزَّزَه، وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَقَدْ تَفَوَّقَهُ، فَإِذَا أَكثر الشَّرَابَ فَقَدْ تَغَفَّق. وتَغَفَّقْت الشَّرَابَ تَغَفُّقاً إِذَا شَرِبْتَهُ. وظَلَّ يتَغَفَّقُ الشرابَ إِذَا شَرِبَهُ يومَه أَجمع، والغَفْقُ مِنْ صِفة الوِرْدِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: صَاحِبُ غاراتٍ مِنَ الوِرْدِ الغَفَقْ وَقِيلَ: الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإِبلُ كُلَّ سَاعَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرْعَى الغَضا مِنْ جانِبَيْ مُشَفِّقِ ... غِبّاً، وَمَنْ يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْفِقِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شَرِبَتِ الإِبل غَفْقاً وَهِيَ تَغْفِقُ إِذَا شَرِبَتْ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى وَهُوَ الشُّرْبُ الْوَاسِعُ. والتَّغْفِيقُ: النَّوْمُ وَأَنْتَ تَسمْع حَدِيثَ الْقَوْمِ. وَيُقَالُ: غَفَّقوا السَّلِيمَ تَغْفِيقاً إِذَا عَالَجُوهُ وسَهَّدُوه؛ وَقَالَ مُلَيْحٌ: وداوِيَّة مَلْساء تُمْسي سباعُها، ... بِهَا، مثلَ عُوَّادِ السَّلِيم المُغَفَّقِ وَجُمْلَةُ التَّغْفِيق نومٌ فِي أَرَق. أَبُو عَمْرٍو: الغَيْفَقَةُ الإِهراقُ، وَكَذَلِكَ الدَّغْرَقة. أَبو عَمْرٍو: غَفَقَ وعَفَقَ إِذَا خَرَجَتْ مِنْهُ رِيحٌ. والمُنْغَفَقُ: المُنْصَرَفُ، وقال الأَصعمي: المُنْعَطَفُ؛ وأنشد لرؤبة: حَتَّى تَرَدَّى أَربعٌ، فِي المُنْغَفَقْ، ... بأَربعٍ يَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَقْ وغافِق: قبيلة. غفلق: امرأَة غَفَلَّقَةٌ: عَظِيمَةُ الرَّكَب؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هِيَ عَفَلَّقَة، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكرها. غقق: غَقَّ القارُ وَمَا أَشبهه وغَقَّتِ القِدْرُ تَغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً: غَلَتْ فَسَمِعْتَ صَوْتَهَا. وغَقِيقُ الْقِدْرِ: صَوْتُ غَلَيانها، سُمِّيَ غَقِيقاً، وغِقْ غِقْ: لِحِكَايَةِ صَوْتِ الغَلَيان، وَكَذَلِكَ غَقْغَقَة صَوْتُ الصَّقْر حِكَايَةً؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْمَرْأَةِ الْوَاسِعَةِ الْمَتَاعِ الَّتِي يُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ عِنْدَ الخِلاط: غَقَّاقَة وغَقُوق وخَقَّاقَة وخَقُوق، وامرأَة غَقَّاقة: يُسْمَعُ لحَيائها صَوْتٌ عِنْدَ الْجِمَاعِ، وغَقَّ بطنُه يغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: إِنَّ الشَّمْسَ لتَقْرُبُ يوم القيامة من رؤوس النَّاسِ حَتَّى إِن بُطُونَهُمْ تَغِقّ غَقّاً ، وَفِي رِوَايَةٍ

حَتَّى إِن بُطُونَهُمْ لَتَقُولُ غِقْ غِقْ. وغَقّ الطَّائِرُ يَغِقّ غَقيقاً: صوَّت. وغَقَّ الصَّقر فِي صَوْتِهِ: رقَّقه، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْهُ، والصَّقر يُغَقْغِقُ فِي بَعْضِ أَصواته. وغَقّ الغُداف وَهُوَ حِكَايَةُ غِلَظِ صَوْتِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الغَقّ حِكَايَةُ صَوْتِ الغُداف إِذَا بَحّ صوتُه. وغَقُّ الْمَاءِ وغَقِيقُه: صَوْتِهِ إِذَا خَرَجَ مِنَ ضِيقٍ إِلَى سَعَةٍ أَو مِنْ سَعَةٍ إِلَى ضِيقٍ. ابْنُ الأَعرابي: الغَقَقَةُ الغَواهقُ، وَهِيَ الْخَطَاطِيفُ الجبليّة. غلق: غَلَقَ الْبَابَ وأَغْلَقه وغَلَّقه؛ الأُولى عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ عَزَاهَا إِلى أَبي زَيْدٍ وَهِيَ نَادِرَةٌ، فَهُوَ مُغْلَق، وَفِي التَّنْزِيلِ: وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: غَلَّقت الأَبواب لِلتَّكْثِيرِ، وَقَدْ يُقَالُ أَغْلَقت يُرَادُ بِهَا التَّكْثِيرُ، قَالَ: وَهُوَ عَرَبِيٌّ جَيِّدٌ. وَبَابٌ غُلُق: مُغْلَقٌ، وَهُوَ فُعُل بِمَعْنَى مَفْعول مِثْلُ قارُورَة، وَبَابٌ فُتُح أَي وَاسِعٌ ضَخْمٌ وجِذْع قُطُل، وَالِاسْمُ الغَلْقُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَبَابٍ إِذا مَا مالَ للغَلْقِ يَصْرِف وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ غَلَقْتُ الْبَابَ غَلْقاً، وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ مَتْرُوكَةٌ؛ قَالَ أَبو الأَسود الدُّؤَلِيُّ: ولا أَقولُ لقِدْرِ الْقَوْمِ قَدْ غَلِيَتْ، ... وَلَا أَقولُ لِبَابِ الدَّار مَغْلوقُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: مَا زِلْتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها، ... حَتَّى أَتَيْتُ أَبا عَمْرو بنَ عَمَّارِ قَالَ أَبو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: يُرِيدُ أَبا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ. وغَلِقَ البابُ وانْغَلقَ واسْتَغْلق إِذا عَسِرَ فَتْحُهُ. والمِغْلاقُ: المِرْتاجُ. والغَلَقُ: المِغْلاقُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مَا يُغْلَقُ بِهِ الْبَابُ وَيُفْتَحُ، وَالْجَمْعُ أَغْلاق؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ؛ وَاسْتَعَارَهُ الْفَرَزْدَقُ فَقَالَ: فبِتْنَ بجانِبَيَّ مُصَرَّعاتٍ، ... وبِتُّ أَفُضّ أَغْلاقَ الخِتامِ قَالَ الْفَارِسِيُّ: أَراد خِتام الأَغْلاقِ فقَلَب. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبي رَافِعٍ: ثُمَّ عَلَّقَ الأَغالِيقَ عَلَى وَدٍّ ؛ هِيَ الْمَفَاتِيحُ، وَاحِدُهَا إغْلِيقٌ، والغَلاقُ والمِغْلاق والمُغْلوق: كالغَلَق. واسْتَغْلَقَ عَلَيْهِ الْكَلَامُ أَي ارْتُتِجَ عَلَيْهِ. وَكَلَامٌ غَلِقٌ أَي مُشْكِلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا طَلَاقَ وَلَا عَتاق فِي إغْلاقٍ أَي فِي إِكْرَاهٍ، وَمَعْنَى الإِغْلاقِ الإِكراه، لأَن المُغْلَق مكرَهٌ عَلَيْهِ فِي أَمره ومضيَّق عَلَيْهِ فِي تَصَرُّفِهِ كأَنه يُغْلَقُ عَلَيْهِ الْبَابُ وَيُحْبَسُ وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ حَتَّى يطلِّق. وإغْلاقُ الْقَاتِلِ: إِسْلَامُهُ إِلى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ فيَحْكم فِي دَمِهِ مَا شَاءَ. يُقَالُ: أُغْلِق فُلَانٌ بجَرِيرتِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَسارى حديدٍ أُغْلِقَتْ بدِمائها وَالِاسْمُ مِنْهُ الغَلاقُ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَتَقُولُ العُداةُ: أَوْدَى عَدِيٌّ، ... وبَنُوهُ قَدْ أَيْقَنُوا بالغَلاقِ ابْنُ الأَعرابي: أَغْلَقَ زيدٌ عَمْرًا عَلَى شَيْءٍ يَفْعَلُهُ إِذَا أَكرهه عَلَيْهِ. والمِغْلَقُ والمِغْلاق: السَّهْمُ السَّابِعُ مِنْ قِداح المَيْسِر. والمَغالِقُ: الأَزْلام، وَكُلُّ سَهْمٍ فِي الميسِر مِغْلَق؛ قَالَ لبيد: وجَزُور أَيْسارٍ دَعَوْتُ، لحتْفِها، ... بمَغالِقٍ متشابِهٍ أَجْرامُها «5» . والمَغالقُ: قِداح الميْسر؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُر:

_ (5). فِي معلقة لبيد: أجسامها بدل أجرامها: وفي رواية التبريزي: أعلامها أي علاماتها

إِذَا قَحَطَتْ والزَّاجِرِين المَغالِقَا اللَّيْثُ: المِغْلَقُ السَّهْمُ السَّابِعُ فِي مُضَعَّفِ المَيْسِر، وَسُمِّيَ مِغْلَقاً لأَنه يَسْتَغْلِقُ مَا يَبْقَى مِنْ آخِرِ المَيسِر، ويُجْمَع مَغالِقَ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ لبيد: وجَزُور أَيْسارٍ دعوت لِحَتْفِهَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ بمَغالق، والمَغالقُ مِنْ نُعُوت قِداح المَيْسر الَّتِي يَكُونُ لَهَا الْفَوْزُ، وَلَيْسَتِ المَغالِقُ مِنْ أَسمائها، وَهِيَ الَّتِي تُغْلِقُ الخَطَر فَتُوجِبُهُ لِلْقَامِرِ الْفَائِزِ كَمَا يُغْلَقُ الرهنُ لِمُسْتَحَقِّهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ قَمِيئة: بأَيديهمُ مَقْرُومةٌ ومَغالِق، ... يَعُودُ بأَرْزاقِ العيالِ مَنِيحُها وَرَجُلٌ غَلِقٌ: سيء الْخُلُقِ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ احْتَدَّ فُلَانٌ فَغَلِقَ فِي حِدَّتِهِ أَيْ نَشِبَ؛ وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: وَقَدْ جَعَلَ الرِّكُّ الضعيفُ يُسِيلُني ... إِليك، ويُشْريك القليلُ فتَغْلَقُ قَالَ: الرِّكُّ الْمَطَرُ الضَّعِيفُ؛ يَقُولُ: إِذَا أَتاك عَنِّي شَيْءٌ قَلِيلٌ غَضِبْتَ وأَنا كَذَلِكَ فَمَتَى نَتَّفق؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَنت تَئِق وأَنا مَئِق فَكَيْفَ نَتَّفِقُ؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ يُسِيلني إِليك أَي يُغضبني فَيُغْرِينِي بِكَ، ويُشْرِيكَ أَي يُغْضِبُكَ فتَغْلق أَي تَغْضَبُ وَتَحْتَدُّ عَلَيَّ. وَيُقَالُ: أُغْلِقَ فُلَانٌ فَغَلِقَ غَلَقاً إِذَا أُغضب فَغَضِبَ وَاحْتَدَّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الغَلِقُ الْكَثِيرُ الْغَضَبِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شأْس: فأَغْلَقُ مِنْ دونِ امْرِئٍ، إِنْ أَجَرْتُهُ، ... فَلَا تُبْتَغَى عوراتهُ غَلَقَ البَعْلِ أَيْ أَغضب غَضَبًا شَدِيدًا. قَالَ: والغَلِقُ الضَّيِّقُ الخُلُق الْعَسِرُ الرِّضَا. وغَلِقَ فِي حِدَّته غَلَقاً: نَشِبَ، وَكَذَلِكَ الغَلِقُ فِي غَيْرِ الأَناسي. والغَلَقُ فِي الرَّهْنِ: ضِدُّ الْفَكِّ، فإِذا فَكَّ الراهنُ الرهنَ فَقَدْ أَطلقه مِنْ وِثاقه عِنْدَ مُرْتَهنه. وَقَدْ أَغْلَقْتُ الرَّهْنَ فَغَلِقَ أَيْ أَوْجَبْتُهُ فَوَجَبَ لِلْمُرْتَهِنِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَرَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَسًا ليُغالِقَ عَلَيْهَا أَيْ لِيُرَاهِنَ، وكأَنه كَرِهَ الرِّهان فِي الْخَيْلِ إِذْ كَانَ عَلَى رَسْمِ الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وغَلِقَ الرَّهْنُ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ يَغْلق غَلَقاً وغُلُوقاً، فَهُوَ غَلِقٌ، اسْتَحَقَّهُ الْمُرْتَهِنُ، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُفْتَكّ فِي الْوَقْتِ الْمَشْرُوطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يغْلَق الرَّهْنُ بِمَا فِيهِ ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَذْكُرُ امرأَة: وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لَا فكاكَ لَهُ، ... يَوْمَ الوَدَاع، فأَمْسَى الرَّهْنُ قَدْ غَلِقا يَعْنِي أَنَّهَا ارْتَهَنَتْ قَلْبَهُ وَرَهَنَتْ بِهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: هَلْ مِنْ نَجازٍ لمَوْعودٍ بَخِلْت بِهِ؟ ... أَوْ للرَّهين الَّذِي اسْتَغْلَقْت مِنْ فَادِي؟ وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي لأَوس بْنِ حَجَرٍ: عَلَيَّ العُمْرِ، واصطادَتْ فُؤَادًا كَأَنَّهُ ... أَبو غَلِقٍ، فِي لَيْلَتَيْنِ، مؤجَّل وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: أَبو غَلِقٍ أَيْ صَاحِبُ رَهْنٍ غَلِقَ، أَجله لَيْلَتَانِ أَنْ يُفَكّ، وغَلِقَ أَيْ ذَهَبَ. وَيُقَالُ: غَلِقَ الرهنُّ يَغْلَقُ غُلُوقاً إِذَا لَمْ يُوجَدْ لَهُ تَخَلُّصٌ وَبَقِيَ فِي يَدِ الْمُرْتَهِنِ لَا يَقْدِرُ رَاهِنُهُ عَلَى تَخْلِيصِهِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّهُ الْمُرْتَهِنُ إِذَا لَمْ يَسْتَفِكَّه صاحبُه. وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ أَنَّ الرَّاهِنَ إِذَا لَمْ يُؤدِّ مَا عَلَيْهِ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ مَلَكَ المرتهنُ الرَّهْنَ، فأَبطله الإِسلام. وَقَوْمٌ مَغَاليقُ: يَغْلَقُ الرَّهْنُ عَلَى أَيديهم. وَقَالَ

ابْنُ الأَعرابي فِي حَدِيثٍ داحسٍ وَالْغَبْرَاءِ: إِنَّ قَيْسًا أَتَى حُذَيْفَةَ بْنَ بدرٍ فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا غَدَا بِكَ؟ قَالَ: غَدَوْتُ لأَواضِعَك الرِّهانَ ؛ أَرَادَ بِالْمُوَاضَعَةِ إِبطال الرِّهان أَيْ أَضعه وتَضعه، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: بَلْ غدوتَ لتُغْلِقَهُ أَيْ لِتُوجِبَهُ وَتُؤَكِّدَهُ. وأَغْلَقْتُ الرَّهْنَ أَيْ أَوجبته فَغَلِقَ لِلْمُرْتَهِنِ أَيْ وَجَبَ لَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: غَلِقَ الرهنُ إِذَا اسْتَحَقَّهُ الْمُرْتَهِنُ غَلَقاً. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يغْلَقُ الرَّهْنُ أَيْ لَا يَسْتَحِقُّهُ الْمُرْتَهِنُ إِذَا لَمْ يَرُدَّ الرَّاهِنُ مَا رَهَنَهُ فِيهِ، وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فأَبطله النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْلِهِ: لَا يغْلَقُ الرهنُ. أَبو عَمْرٍو: الغَلَقُ الضَّجَر. وَمَكَانٌ غَلِقٌ وضَجِرٌ أَيْ ضَيِّقٌ، والضَّجْرُ الِاسْمُ، والضَّجَرُ الْمَصْدَرُ. والغَلَقُ: الْهَلَاكُ؛ وَمَعْنَى لَا يَغْلَق الرهنُ أَيْ لَا يَهْلِكُ. وَفِي كِتَابِ عُمَرُ إِلَى أَبي مُوسَى: إِيَّاكَ والغَلَقَ ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: الْغَلْقُ ضِيقُ الصَّدْرِ وَقِلَّةُ الصَّبْرِ. وأَغْلَقَ عَلَيْهِ الأَمرُ إِذَا لَمْ يَنْفسح. وغَلِقَ الأَسيرُ وَالْجَانِي، فَهُوَ غَلِقٌ: لَمْ يُفْدَ؛ قَالَ أَبو دَهْبَلٍ: مَا زِلْتَ فِي الغَفْرِ للذنوب وإطْلاقٍ ... لِعَانٍ، بجُرْمِه، غَلِق شَمِرٌ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ نَشِبَ فِي شَيْءٍ فَلَزِمَهُ قَدْ غَلِقَ، غَلِقَ فِي الْبَاطِلِ، وغَلِقَ فِي الْبَيْعِ، وغَلَق بَيْعُهُ فاسْتَغْلَقَ «1». واسْتَغْلَق الرجلُ إِذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَغْلَقَني فُلَانٌ فِي بَيْعي إِذَا لَمْ يَجْعَلْ لِي خِيَارًا فِي ردِّه، قَالَ: واسْتَغْلَقتُ عَلَى بَيْعَتِهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِلْفَرَزْدَقَ: وعَرَّد عَنْ بَنِيهِ الكَسْبَ مِنْهُ، ... وَلَوْ كَانُوا أُولي غَلَقٍ سِغَابا أُولي غَلَقٍ أَيْ قَدْ غَلِقُوا فِي الْفَقْرِ وَالْجُوعِ. جَمَلٌ غَلْق وغَلْقَةٌ إِذَا هَزَلَ وَكَبُرَ. النَّوَادِرُ: شيْخٌ غَلْقٌ وَجَمَلٌ غَلْقٌ، وَهُوَ الْكَبِيرُ الأَعْجَفُ. وغَلِقَ ظهرُ الْبَعِيرِ غَلَقاً، فَهُوَ غَلِقٌ: انْتَقَضَ دَبَرُه تَحْتَ الأَدَاةِ وكثُر غَلَقاً لَا يبرأُ. وَيُقَالُ: إِنَّ بَعِيرَكَ لغَلِقُ الظَّهْرِ، وَقَدْ غَلِقَ ظهرُه غَلَقاً، وَهُوَ أَن تَرَى ظَهْرَهُ أَجْمَعَ جُلْبَتَين آثَارَ دبَرٍ قَدْ برأَت فأَنت تَنْظُرُ إِلَى صَفْحَتَيْهِ تَبْرُقان. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَلَقُ شرُّ دَبَر الْبَعِيرِ لَا يَقْدِرُ أَنْ تُعادَى الأَداةُ عَنْهُ أَيْ تُرْفَعَ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ مُرْتَفِعًا، وَقَدْ عادَيْت عَنْهُ الأَداةَ: وَهُوَ أَنْ تَجُوبَ عَنْهُ القَتَب والحِلْس. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: شَفَاعَةُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لِمَنْ أَوثَقَ نفسَه وأَغْلَقَ ظهرَه. وغَلِقَ ظهرُ الْبَعِيرِ إِذَا دَبِرَ، وأَغْلَقَهُ صَاحِبُهُ إِذَا أَثقل حِمْلَهُ حَتَّى يَدْبَرَ؛ شَبَّهَ الذُّنُوبَ الَّتِي أَثقلت ظَهْرَ الإِنسان بِذَلِكَ. وغَلِقَت النَّخْلَةُ غَلَقاً، فَهِيَ غَلِقةٌ: دوَّدَتْ أُصول سَعَفها وَانْقَطَعَ حَمْلُها. والغِلْقةُ والغَلْقةُ: شَجَرَةٌ يَعْطِنُ بِهَا أَهلُ الطَّائِفِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَلْقة شَجَرَةٌ لَا تُطَاقُ حِدَّةً يَتَوَقَّعُ جَانِيهَا عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ بُخَارِهَا أَوْ مَائِهَا، وَهِيَ الَّتِي تُمَرَّطُ بِهَا الْجُلُودُ فَلَا تَتْرُكُ عَلَيْهَا شَعْرَةً وَلَا لُحْمَةً إلَّا حَلَقَتْهُ؛ قَالَ الْمَرَّارُ: جَرِبْنَ فَلَا يُهْنَأْنَ إلَّا بِغَلْقَةٍ ... عَطِينٍ، وأَبوالِ النِّساءِ القَواعِدِ وَأَوْرَدَ الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ وَنَسَبَهُ لمزَرّد. ابْنُ السِّكِّيتِ: إهَابٌ مَغْلُوق إِذَا جَعَلْتَ فِيهِ الغَلْقَة

_ (1). قوله [وغلق بيعه فاستغلق] هكذا هو بهذا الضبط في الأَصل

حِينَ يُعْطَنُ، وَهِيَ شَجَرَةٌ تَعْطِنُ [تَعْطُنُ] بِهَا أَهْلُ الطَّائِفِ، وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ عُشْبَةٌ تجفَّف وَتُطْحَنُ ثُمَّ تُضْرَبُ بِالْمَاءِ وَتُنْقَعُ فِيهَا الْجُلُودُ فَتُمَرَّطُ، وَرُبَّمَا خُلِطَتْ بِهَا شَجَرَةٌ تُسَمَّى الشَّرْجَبان، يُقَالُ مِنْهُ أَديم مَغْلوق. وَقَالَ مَرَّةً: الغَلْقةُ، بِالْفَتْحِ، عَنِ الْبَكْرِيِّ وَغَيْرِهِ، والغِلْقَةُ، بِالْكَسْرِ، عَنْ أَعرابي مِنْ رَبِيعَةَ، كِلَاهُمَا: شَجَرَةٌ تُشْبِهُ العِظْلِمَ مُرَّة جِدًّا وَلَا يأْكلها شَيْءٌ، وَالْحَبَشَةُ يَطْبُخُونَهَا ثُمَّ يَطْلُونَ بِمَائِهَا السِّلَاحَ فَلَا يُصِيبُ شَيْئًا إِلَّا قَتَلَهُ. وغَلَّاق: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. وغَلَّاق: قَبِيلَةٌ أَو حَيٌّ؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: إِذَا تَجَلَّيْتَ غَلَّاقاً لِتَعْرِقَها، ... لاحَتْ مِنَ اللُّؤْمِ فِي أَعْناقها الكُتبُ إنِّي وأَتْيَ ابنِ غَلَّاقٍ لِيَقْرِيَني، ... كَغَابِطِ الْكَلْبِ يَبْغي النِّقْيَ فِي الذَّنَبِ وَيُرْوَى: يَبْغِي الطِّرْقَ، ويروى: يرجو الطِّرْق. غلفق: الغَلْفَقُ: الطُّحْلُب وَهُوَ الْخُضْرَةُ عَلَى رأْس الْمَاءِ، وَيُقَالُ يَنْبُتُ فِي الْمَاءِ ذُو وَرَقٍ عِراضٍ؛ قَالَ الزَّفَيان: ومَنْهَل طامٍ عَلَيْهِ الغَلْفَقُ ... يُنيرُ، أَوْ يُسْدي بِهِ الخَدَرْنَقُ وَقَالَ آخَرُ: يَكْشِفْنَ عَنْهُ غَلْفَقَ العِرْمَاضِ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِوَرَقِ الكَرْم الغَلْفَقُ، والغَلْفَقُ الخُلَّبُ مَا دَامَ عَلَى شَجَرَتِهِ، أَعني بالخُلَّب وَرَقَ الكَرْم ولِيفَ النَّخْلِ. والغَلْفَقُ: الْقَوْسُ اللَّيِّنة جِدًّا حَتَّى يَكُونَ لِينُهَا رَخَاوَةً وَلَا خَيْرَ فِيهَا، قَالَ الرَّاجِزُ: تَحْمِلُ فَرْع شَوْحَطٍ لَمْ تُمْحَقِ، ... لَا كَزَّةِ العُودِ وَلَا بِغَلْفَقِ وَيُقَالُ: إِنَّ اللَّامَ فِي ذَلِكَ زَائِدَةٌ. وَقَوْسٌ غَلْفَق أَيْ رَخْوَةٌ. والغَلْفَقُ مِنَ النِّسَاءِ: الرطبةُ الهَنِ، وَقِيلَ: هِيَ الخَرْقاءُ السَّيِّئَةُ الْعَمَلِ وَالْمَنْطِقِ. وامرأَة غِلْفَاقُ الْمَشْيِ: سَرِيعَتُهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للمرأَة الطَّوِيلَةِ الْعَظِيمَةِ الْجِسْمِ غِلْفاق وخِرْباقٌ ومُزَنَّرَةٌ ولُبَاخِيَّة. وَدَلْوٌ غَلْفَقٌ: كَبِيرَةٌ. وغُلافِقُ: مَوْضِعٌ. والغَلْفَقِيقُ: الدَّاهِيَةُ، وَقِيلَ السَّرِيعُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَعَيْشٌ غَلْفَقٌ: رخيّ. غمق: غَمِقَ النباتُ يَغْمَقُ غَمَقاً، وَهُوَ نَبَاتٌ غَمِقٌ: فَسَدَ مِنْ كَثْرَةِ الأَنداءِ عَلَيْهِ فَوَجَدْتَ لِرِيحِهِ خَمَّةً وَفَسَادًا. وغَمِقَت الأَرض غَمَقاً، فَهِيَ غَمِقة: أَصَابَهَا نَدًى وَثِقَلٌ ووَخامةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَمَقُ الْبَحْرِ ومدُّه فِي الصَّفَرِيَّةِ. وَبَلَدٌ غَمِقٌ: كَثِيرُ الْمِيَاهِ رَطْبُ الْهَوَاءِ. وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بِالشَّامِ: إِنَّ الأُرْدُنَّ أَرض غَمِقَةٌ وَإِنَّ الجابِيَة أَرض نَزِهَةٌ فاظْهَرْ بِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهَا ؛ والنَّزِهة الْبَعِيدَةُ مِنَ الرِّيفِ، والغَمِقةُ الْقَرِيبَةُ مِنَ الْمِيَاهِ والخُضَر والنُّزوز، فَإِذَا كَانَتْ كَذَلِكَ قَارَبَتِ الأَوْبِيَةَ، والغَمَق فِي ذَلِكَ فَسَادُ الرِّيحِ وخُمومها مِنْ كَثْرَةِ الأَندَاء فَيَحْصُلُ مِنْهَا الوَباء. أَبو زَيْدٍ: غَمِقَ الزَّرْعُ غَمَقاً إِذَا أَصابه نَدًى فَلَمْ يَكَدْ يَجِفُّ. وَقَالَ الأَصمعي: الغَمَق النَّدَى، وَقِيلَ: الغَمَق، بِالتَّحْرِيكِ، رُكُوبُ النَّدَى الأَرض. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ مَكَانٌ غَمِقٌ قَدْ رُوِيَ حَتَّى لَا يَسُوغُ فِيهِ الْمَاءُ، وَلَيْلَةٌ غَمِقةٌ لَثِقَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً: إِذَا زَادَ النَّدَى فِي الأَرض حَتَّى لَا يَجِدَ مَسَاغًا فَهِيَ غَمِقَة، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُفْسِدِهَا مَا لَمْ تَقِئْهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

جَوارِناً يَخْبِطْنَ أَنداء الغَمَقْ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَرض غَمِقةٌ لَا تَجِفُّ بِوَاحِدَةٍ وَلَا يُخْلِفُهَا الْمَطَرُ. وعُشْب غَمِقٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ لَا يُقْلِع عنه المطر. غهق: الغَيْهق: الطَّوِيلُ مِنَ الإِبل وَغَيْرُهَا. وغَيْهَقَ الظلامُ: اشتدَّ. وغَيْهَقَتْ عينُه: ضَعُفَ بَصَرُهَا. وَقَالَ النَّضْرُ فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو تُرَابٍ: الغَوْهَقُ الْغُرَابُ؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ ورْقاء كلَوْنِ الغَوْهَقِ قَالَ الأَزهري: والثابت عندنا لابن الأَعرابي وَغَيْرِهِ العَوْهَقُ الْغُرَابُ، بِالْعَيْنِ، وَلَا أُنكر أَن تَكُونَ الْغَيْنُ لُغَةً، وَلَا أَحقه. وَقَالَ الأَزهري أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ عهق: أَبو عُبَيْدٍ الغَيْهق، بَالِغِينَ، النَّشَاطُ وَيُوصَفُ بِهِ العِظَم والتَّرارةُ؛ قَالَ الرِّيَاشِيُّ سَمِعْتُ أَبا عُبَيْدَةَ يُنْشِدُ: كأَنّ مَا بِي مِنْ إِراني أَوْلَقُ، ... وللشبَاب شِرَّة وغَيْهقُ ومَنْهَل طَامٍ عَلَيْهِ الغَلْفَقُ ... يُنير، أَو يُسْدِي بِهِ الخَدَرْنَقُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الإِرَانُ النَّشَاطُ، والأَولق الْجُنُونُ، وَكَذَلِكَ الغَيْهق والغَلْفَق الطُّحْلُبُ؛ قَالَ: فالغَيْهق، بِالْغَيْنِ، مَحْفُوظٌ صَحِيحٌ، قَالَ: وأَما العَيْهقَة، بِالْعَيْنِ، فَلَا أَحفظها لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَا أَدري أَهي لُغَةٌ مَحْفُوظَةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ أَو تَصْحِيفٌ، رَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: غَيْهَقَ الرجلُ غَيْهقَة تَبَخْتَرَ. غوق: الغَوِيق: الصَّوْتُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْعَيْنُ أَعلى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والغَاقُ والغَاقَة: مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. وغاقِ: حِكَايَةُ صَوْتِ الْغُرَابِ، فإِن نكَّرته نَوَّنته، وَهَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي غَيَقَ؛ قَالَ الْقُلَاخُ بْنُ حَزْن: مُعاوِدٌ للجُوع والإِمْلاقِ، ... يَغْضَب إِن قَالَ الغُراب: غاقِ أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِياقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده مُعاوداً لِلْجُوعِ لأَن قَبْلَهُ: انْفَدْ، هداكَ اللهُ، مِنْ خُناقِ، ... وصَعْدَةُ العاملُ للرُّسْتاقِ أَقْبَلَ مِنْ يَثْرِبَ فِي الرِّفاقِ، ... مُعاوِداً لِلْجُوعِ والإِمْلاقِ أَبْعدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِياقِ ... إِن لَمْ تُنَجّين مِنَ الوِثاقِ بأَربع مِنْ كَذِبٍ سُماقِ وأَنشد شَمِرٌ: عَنْهُ وَلَا قَوْل الغرابِ غَاقِ، ... وَلَا الطَّبِيبان ذَوَا التِّرْياق وَيُقَالُ: سَمِعْتُ غاقِ غاقِ وغاقٍ غاقٍ، ثُمَّ سُمِّيَ الْغُرَابُ غَاقاً فَيُقَالُ: سَمِعْتُ صَوْتَ الغَاقِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ الْغُرَابُ بِهِ لِصَوْتِهِ؛ قَالَ: وَلَوْ تَرَى، إِذ جُبَّتِي مِنْ طَاقِ، ... ولِمَّتي مِثْلُ جَناح غَاقِ أَي مِثْلُ جَنَاحِ غُرَابٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذا قلتَ حِكَايَةَ صَوْتِ الْغُرَابِ غاقٍ غاقٍ فكأَنك قلتَ بُعْداً بُعْداً وفِراقاً فِراقاً، وإِذا قُلْتَ غاقِ غاقِ فكأَنك قُلْتَ البُعْدَ البُعْدَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ وَتَرْكُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ. والوَغِيقُ: صَوْتُ قُنْبِ الدَّابَّةِ وَهُوَ وِعَاءُ جُرْدَانه؛

فصل الفاء

عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كأَنه مَقْلُوبٌ عَنِ الغَوِيقِ أَو لُغَةٌ فيه. غيق: غَيَّقَ فِي رأْيه تَغْييقاً: اخْتَلَطَ فَلَمْ يَثْبُتْ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ يَموج؛ قَالَ رُؤْبَةُ: غَيَّقْنَ، بالمكْحُولةِ السَّوَاجِي، ... شيطانَ كلِّ مُتْرَف سَدَّاجِ قَالَ الأَصمعي: غَيَّقْنَ مَوَّجن، وَالْمَعْنَى ضَلَّلْنَ. وغَيَّقَ ذَلِكَ الأَمر بَصَرِي: فَتَحَهُ فَجَاءَ بِهِ وَذَهَبَ وَلَمْ يَدَعْه فَيَثْبُتُ. وتَغَيَّقَ بَصَرُهُ: اسْمَهَرَّ وأَظلم. وغَيَّقَ بصرَه: عَطَفَهُ. وغَيَّقَ الشيءُ بَصَرَهُ إِذا حَيَّره، قَالَ الْعَجَّاجُ: أَذِيُّ أَوْرَادٍ يُغَيِّقْن البَصَرْ الْمُفَضَّلُ: غَيَّقَ فُلَانٌ مَالَهُ تَغْييقاً إِذا أَفسده. وغَيَّقَ الطَّائِرُ: رَفْرَفَ عَلَى رأْسه فَلَمْ يَبْرَحْ. وغَيْقة: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَيْقَة، بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الْيَاءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنْ بِلَادِ غِفَار، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ؛ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيح: فَغَيْقَةُ فالأَخْيافُ، أَخيافُ ظَبْيةٍ، ... بِهَا مِنْ لُبَيْنَى مَخْرفٌ ومَرابِعُ فصل الفاء فأق: الفائِقُ: عَظْمٌ فِي الْعُنُقِ. وفَئِق فَأَقاً، فَهُوَ فَئِقٌ مفئِقٌ: اشْتَكَى فَائِقَهُ. اللَّيْثُ: الفَأَقُ دَاءٌ يأْخذ الإِنسان فِي عَظْمِ عُنُقِهِ الْمَوْصُولِ بِدِمَاغِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْعَظْمِ الفَائِقُ؛ وأَنشد: أَو مُشْتَكِي فائِقَه مِنَ الفَأَقْ وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَشْتَكِي عَظْمَ فائِقِه يَعْنِي الْعَظْمَ الَّذِي فِي مُؤَخَّرِ الرأْس يَغْمِزُ مِنْ دَاخِلِ الْحَلْقِ إِذا سَقَطَ. والفُؤَاقُ: الرِّيحُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الْمَعِدَةِ، لُغَةٌ فِي الفُوَاقِ، وَقَدْ فَأَقَ يَفْأَقُ فُؤَاقاً. وتَفَأَّق الشَّيْءُ: تَفَرَّجَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَو فَكّ حِنْوَيْ قَتَبٍ تَفَأَّقا وإِكافٌ مُفَأَّق: مُفَرَّجٌ. ابْنُ الأَعرابي: الفائِقُ هُوَ الدُّرْدَاقِسُ. التَّهْذِيبُ: الفُؤَاقُ الْوَجَعُ، مَضْمُومٌ مَهْمُوزٌ لَا غَيْرُ، والفُوَاق بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، وَهُوَ السُّكُونُ، غير مهموز. فتق: الفَتْق: خِلَافَ الرَّتْق. فَتَقَهُ يَفْتُقُه ويَفْتِقُه فَتْقاً: شقه؛ قال: ترى جَوَابها بِالشَّحْمِ مَفْتُوقا إِنما أَراد مَفْتُوقَةً فأَوقع الْوَاحِدَ مَوْقِعَ الْجَمَاعَةِ. وفَتَّقهُ تَفْتِيقاً فانْفتَقَ وتَفَتَّق. والفَتْقُ: الخَلَّةُ مِنَ الْغَيْمِ، وَالْجَمْعُ فُتُوق؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيُّ: إِنَّ لَهَا فِي العامِ ذِي الفُتُوقِ، ... وزَلَلِ النيَّةِ والتَّصْفِيقِ، رِعْيةَ ربٍّ ناصحٍ شَفِيقِ، ... يَظَلُّ تَحْتَ الفَنَنِ الوَرِيقِ، يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْروقِ قَوْلُهُ لَهَا يَعْنِي للإِبل، ذُو الفُتُوق: الْقَلِيلُ الْمَطَرِ، وزَلَلُ النيَّة: أَن تَزِلَّ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ لِطَلَبِ الكلإِ، والنيَّةُ: حَيْثُ يُنْوى مِنْ نَوَاحِي الْبِلَادِ، والمِحْجَنُ: شَيْءٌ يُجْذَبُ بِهِ أَغصان الشَّجَرِ لِتَقْرُبَ مِنَ الإِبل فتأْكل مِنْهَا، فإِذا سَئِمَ رَبَطَ فِي أَسفل المِحْجَن عِقَالًا ثُمَّ جَعَلَهُ فِي رُكْبَتِهِ، والمَحْروق: الَّذِي انْقَطَعَتْ حَارِقَتُهُ. وأَفْتَقَ القومُ: تَفَتَّق عَنْهُمُ الْغَيْمُ. وأَفْتَقَ

قَرْنُ الشَّمْسِ: أَصاب فَتْقاً مِنَ السَّحَابِ فَبَدَا مِنْهُ؛ قَالَ الرَّاعِي: تُرِيكَ بياضَ لَبَّتِها ووَجْهاً، ... كقَرْنِ الشَّمْسِ، أَفْتَقَ ثُمَّ زَالا والفِتَاقُ: الشَّمْسُ حِينَ يُطْبقُ عَلَيْهَا ثُمَّ يَبْدُو مِنْهَا شَيْءٌ. والفَتَقَةُ: الأَرض الَّتِي يُصِيبُ مَا حَوْلَهَا الْمَطَرُ وَلَا يُصِيبُهَا. وأَفْتَقْنا: لَمْ تُمْطَر بلادُنا ومُطِرَ غيرُنا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَحُكِيَ: خَرَجْنَا فَمَا أَفْتَقْنا حَتَّى وَرَدْنَا الْيَمَامَةَ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، فَقَدْ يَكُونُ مِنْ قَوْلِهِ أَفْتَقَ الْقَوْمُ إِذا تَفَتَّقَ عَنْهُمُ الغيم، وقد يكون قَوْلِهِمْ أَفْتَقْنا إِذا لَمْ تُمْطَر بلادُنا ومُطِر غيرُها. والفَتْقُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي لَمْ يُمْطَرُ. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ: خَرَجَ حَتَّى أَفْتَقَ بَيْنَ الصَّدْمتين أَي خَرَجَ مِنْ مَضيق الْوَادِي إِلى المُتَّسع. وأَفْتَقَ السحابُ إِذا انْفَرَجَ. وأَفْتَقْنا: صَادَفْنَا فَتْقاً أَي مَوْضِعًا لَمْ يُمْطَرْ وَقَدْ مُطِرَ مَا حَوْلَهُ؛ وأَنشد: إِنَّ لَهَا فِي الْعَامِ ذِي الفُتوقِ والفَتَقُ: الصُّبْحُ. وَصُبْحٌ فَتِيقٌ: مُشرق. التَّهْذِيبُ: والفَتْق انْفِلَاقُ الصُّبْحِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ لاحَ للسَّارِي الَّذِي كَمَّل السُّرَى، ... عَلَى أُخْرَياتِ اللَّيْلِ، فَتْقٌ مُشَهَّرُ والفَتِيقُ اللسانِ: الحُذَاقيّ الْفَصِيحُ. وَرَجُلٌ فَتِيقُ اللِّسَانِ، عَلَى فَعِيلٍّ: فصيحُه حَدِيدُه. ونَصْلٌ فَتِيق: حَدِيدُ الشَّفْرتين جُعِلَ لَهُ شُعْبتان كأَنَّ إِحداهما فُتِقَتْ مِنَ الأَخرى؛ وأَنشد: فَتِيقَ الغِرَارَينِ حَشْراً سَنينَا وَسَيْفٌ فَتِيقٌ إِذا كَانَ حَادًّا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: كنَصْل الزَّاعِبيّ فَتِيق. وفَتَقَ فُلَانٌ الْكَلَامَ وبَجَّه إِذا قوَّمه ونقَّحه. وامرأَة فُتُق، بِضَمِّ الْفَاءِ وَالتَّاءِ: مُتَفَتِّقَة بِالْكَلَامِ. والفَتَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ امرأَة فَتْقاء، وَهِيَ المُنْفَتِقةُ الْفَرْجِ خِلَافُ الرَّتْقاء. أَبو الْهَيْثَمِ: الفَتْقاءُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي صَارَ مَسْلَكاها وَاحِدًا وَهِيَ الأَتُومُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: امرأَة فُتُق لِلَّتِي تَفْتُقُ فِي الأُمور؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: ليْسَت بشَوْشَاةِ الحديثِ، وَلَا ... فُتُق مُغَالبة عَلَى الأَمْرِ والفِتاقُ: انْفِتاقُ الْغَيْمِ عَنِ الشَّمْسِ فِي قَوْلِهِ: وفَتَاة بَيْضاء نَاعِمَةُ الجِسْمِ ... لَعُوب، ووَجْهُها كالفِتاق وَقِيلَ: الفِتاقُ أَصل اللِّيف والأَبيض يشبَّه بِهِ الْوَجْهُ لِنَقَائِهِ وَصَفَائِهِ، وَقِيلَ: الفِتاقُ أَصل اللِّيفِ الأَبيض الَّذِي لَمْ يَظْهَرْ. والفَتْق: انْشِقَاقُ العَصا وَوُقُوعُ الْحَرْبِ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ وتصدُّع الْكَلِمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ المسأَلة إِلَّا فِي حَاجَةٍ أَو فَتْق. التَّهْذِيبُ: والفَتْق شقُّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ مِنْ قِبَل حَرْب فِي ثَغْرٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ؛ وأَنشد: وَلَا أَرى فَتْقَهُمْ فِي الدِّينِ يَرْتَتِقُ وَفِي الْحَدِيثِ: يسأَل الرَّجُلُ فِي الجَائِحة أَو الفَتْق أَي الْحَرْبِ يَكُونُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَتَقَعُ فِيهَا الْجِرَاحَاتُ وَالدِّمَاءُ، وأَصله الشَّقُّ وَالْفَتْحُ، وَقَدْ يُرَادُ بالفَتْق نَقْضُ الْعَهْدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: اذْهَبْ فَقَدْ كَانَ فَتْقٌ بَيْنَ جُرَش. وأَفْتَقَ الرَّجُلُ إِذا أَلحت عَلَيْهِ الفُتُوق، وَهِيَ الْآفَاتُ مِنْ جُوعٍ وَفَقْرٍ ودَيْنٍ. والفَتْقُ: علَّة

أَو نُتُوٌّ فِي مَرَاقِّ الْبَطْنِ. التَّهْذِيبُ: الفَتْقُ يُصِيبُ الإِنسان فِي مَرَاقِّ بَطْنِهُ يَنْفَتِقُ الصِّفاق الدَّاخِلُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والفَتْق، هُوَ انْفِتَاقُ المثانةِ، وَيُقَالُ: هُوَ أَن يَنْفَتِقَ الصِّفاق إِلى دَاخِلٍ، وَكَانَ الأَزهري يَقُولُ: هُوَ الفَتَق، بِفَتْحِ التَّاءِ، وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: فِي الفَتَق الدِّيَةُ ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: هَكَذَا أَقرأَنيه الأَزهري بِفَتْحِ التَّاءِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ فِي خَاصِرَتَيْهِ انْفِتاق أَي اتِّسَاعٌ، وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الرِّجَالِ مَذْمُومٌ فِي النِّسَاءِ. والفَتْق: أَن تَنْشق الْجِلْدَةُ الَّتِي بَيْنَ الخُصْية وأَسفل الْبَطْنِ فَتَقَعُ الأَمْعاء فِي الْخُصْيَةِ. والفَتَقُ: الْخِصْبُ، سمِّي بِذَلِكَ لِانْشِقَاقِ الأَرض بِالنَّبَاتِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تأْوي إِلى سَفْعاءَ كَالثَّوْبِ الخَلَقْ، ... لَمْ تَرْجُ رِسْلًا بَعْدَ أَعوامِ الفَتَقْ أَي بَعْدَ أَعوام الخِصْب، تَقُولُ مِنْهُ: فَتِقَ، بِالْكَسْرِ. وَعَامُ الفَتَق: عَامُ الْخِصْبِ. وَقَدْ أَفْتَقَ الْقَوْمُ إِفْتاقاً إِذا سَمِنَتْ دَوَابُّهُمْ فَتَفَتَّقَت. وتَفَتَّقَت خَوَاصِرُ الْغَنَمِ مِنَ الْبَقْلِ إِذا اتَّسَعَتْ مِنْ كَثْرَةِ الرَّعْيِ. وَبَعِيرٌ فَتِيقٌ وَنَاقَةٌ فَتِيقٌ أَي تَفَتَّقَتْ فِي الْخِصْبِ، وَقَدْ فَتِقَتْ تَفْتَقُ فَتَقاً. وَعَامٌ فَتِقٌ: خَصِيبٌ. وانْفَتَقَت الْمَاشِيَةُ وتَفَتَّقَتْ: سَمِنَتْ. وَجَمَلٌ فَتِيقٌ إِذا تَفَتَّقَ سِمَنًا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فمُطِروا حَتَّى نَبَتَ العُشْب وَسَمِنَتِ الإِبل حَتَّى تَفَتَّقَتْ أَي انْتَفَخَتْ خَوَاصِرُهَا وَاتَّسَعَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَا رَعَتْ، فَسُمِّيَ عَامَ الفَتَقِ أَي الْخِصْبِ. الْفَرَّاءُ: أَفْتَقَ الحيُّ إِذا أَصاب إِبلهم الفَتَقُ، وَذَلِكَ إِذا انْفَتَقَتْ خَوَاصِرُهَا سِمَناً فَتَمُوتُ لِذَلِكَ وَرُبَّمَا سَلِمَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فُتُق، هُوَ بِضَمَّتَيْنِ: مَوْضِعٌ فِي طَرِيقِ تَبَالة، سَلَكَهُ قُطْبة بْنُ عَامِرٍ لَمَّا وَجَّهَهُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليُغير عَلَى خَثْعَم سَنَةَ تِسْعٍ. والفَتَقُ: داءٌ يأْخذ النَّاقَةَ بَيْنَ ضَرْعِهَا وَسُرَّتِهَا فَتَنْفَتِقُ وَذَلِكَ مِنَ السِّمَنِ. أَبو زَيْدٍ: انْفَتَقَت النَّاقَةُ انْفِتاقاً، وَهُوَ الفَتَقُ، وَهُوَ داءٌ يأْخذها مَا بَيْنَ ضَرْعِهَا وَسُرَّتِهَا، فَرُبَّمَا أَفْرَقَتْ وَرُبَّمَا مَاتَتْ وَذَلِكَ مِنَ السِّمَنِ، وَقِيلَ: الفَتَقُ انْفِتَاقُ الصِّفاق إِلى دَاخِلٍ فِي مراقِّ الْبَطْنِ وَفِيهِ الدِّيَةُ، وَقَالَ شُرَيْحٌ وَالشَّعْبِيُّ: فِيهِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَقَالَ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ: فِيهِ الِاجْتِهَادُ مِنَ الْحَاكِمِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: فِيهِ الحُكُومة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْقَطِعَ اللَّحْمُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الأُنْثَيَيْنِ. وفَتَق الْخِيَاطَةَ يَفْتِقُها. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ، قَالَ: فُتِقَتِ السماءُ بالقَطْر والأَرض بِالنَّبَاتِ، وَقَالَ الزجاج: المعنى أَن السموات كَانَتْ سَمَاءً وَاحِدَةً مُرْتَتِقةً لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَهَا اللَّهُ غَيْرَ وَاحِدَةٍ، ففَتَقَ اللَّهُ السَّمَاءَ فَجَعَلَهَا سَبْعًا وَجَعَلَ الأَرض سَبْعَ أَرضين، قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى أَنه يُرِيدُ بفَتْقِها كَوْنَ الْمَطَرِ قَوْلُهُ: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ. ابْنُ الأَعرابي: أَفْتَق القمرُ إِذا بَرَزَ بَيْنَ سَحَابَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ، وأَفْتَقَ الرَّجُلُ إِذا اسْتَاكَ بالفِتَاقِ، وَهُوَ عُرْجُونُ الكِباسَةِ، وفَتَقَ الطِّيبَ يَفْتُقه فَتْقاً: طيَّبه وَخَلَطَهُ بِعُودٍ وَغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ الدُّهْنُ؛ قَالَ الرَّاعِي: لَهَا فَأْرةٌ ذَفْرَاءُ كُلَّ عشيّةٍ، ... كَمَا فَتَقَ الكافورَ بالمِسْكِ فاتِقُه ذَكَرَ إِبلًا رَعَتِ الْعُشْبَ وزَهْرته وأَنها نَدِيَتْ جُلُودُهَا فَفَاحَتْ رَائِحَةُ الْمِسْكِ. والفِتاقُ: مَا فُتِقَ بِهِ. وفَتْقُ الْمِسْكِ بِغَيْرِهِ: اسْتِخْرَاجُ رَائِحَتِهِ بِشَيْءٍ تُدْخِلُهُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الفِتَاقُ أَخلاط مِنْ أَدوية مَدْقُوقَةٍ تُفْتَقُ أَي تُخْلَطُ بِدُهْنِ الزِئْبَقِ كَيْ تَفُوحَ رِيحُهُ،

والفِتاقُ: أَن تَفْتُق الْمِسْكَ بِالْعَنْبَرِ. وَيُقَالُ: الفِتاقُ ضَرْبٌ مِنَ الطِّيب، وَيُقَالُ طِيبُ الرَّائِحَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرَ: وكأَن الأَرْيَ المَشُورَ مَعَ الخَمْرِ ... بفِيها، يَشُوب ذَاكَ فِتاقُ وَقَالَ آخَرُ: علَّلَتْهُ الذَّكِيَّ والمِسْكَ طَوْراً، ... وَمِنَ الْبان مَا يَكُونُ فِتاقا والفِتاق: خَمِيرة ضَخْمَةٌ لَا يَلْبَثُ الْعَجِينُ إِذا جُعِلَ فِيهِ أَن يُدْرِكَ، تَقُولُ: فَتَقْتُ الْعَجِينَ إِذا جَعَلْتَ فِيهِ فِتاقاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والفِتاقُ خَمِيرُ الْعَجِينِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والفَيْتَقُ: النَجّار، وَهُوَ فَيْعَل؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا بدَّ مِنْ جَارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها، ... كَمَا سَلَك السَّكِّيَّ فِي الْبَابِ فَيْتَقُ والسَّكِّيّ: الْمِسْمَارُ. والفَيْتَقُ: الْبَوَّابُ، وَقِيلَ الحدّاد وقيل الملك؛ التَّهْذِيبُ: يُقَالُ للملِك فَيْتَق؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: رأَيت المَنَايَا لَا يُغَادِرْنَ ذَا غِنًى ... لِمالٍ، وَلَا يَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ فَيْتَقُ وفِتاق: اسم موضع؛ قال الحرب بْنُ حِلِّزَةَ: فمُحَيَّاة فالصِّفَاح، فأَعناق ... فِتَاق، فعَاذِب فالوَفَاء «2» فرِيَاض القَطَا فأَودية الشُرْبُب، ... فالشُّعْبَتان فالأَبْلاء فحق: ابْنُ سِيدَهْ: الفَحْقةُ رَاحَةُ الْكَلْبِ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. وأَفْحَقَ الشيءَ: ملأَه، وَقِيلَ؛ حاؤُه بَدَلٌ مِنْ هَاءِ أَفْهَقَ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ فُلَانٌ يَتَفَيْحَقُ فِي كَلَامِهِ ويَتَفَيْهقُ إِذا توسَّع فِيهِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: انْفَحَقَ بِالْكَلَامِ انْفِحاقاً. وَطَرِيقٌ مُنْفَحِقٌ: وَاسِعٌ؛ وأَنشد: والعِيسُ فَوْقَ لاحِبٍ مُعَبَّدِ، ... غُبْرِ الحَصى مُنْفَحِقٍ عَجَرَّدِ فرق: الفَرْقُ: خِلَافُ الْجَمْعِ، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وَقِيلَ: فَرَقَ لِلصَّلَاحِ فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشَّيْءُ وتَفَرَّق وافْتَرقَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّق خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ مَبْسُوطًا، وَذَهَبَ أَحمد أَن مَعْنَاهُ: لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ بِالْكُوفَةِ أَربعون شَاةً وَبِالْبَصْرَةِ أَربعون كَانَ عَلَيْهِ شَاتَانِ لِقَوْلِهِ لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتفرِّق ، وَلَوْ كَانَ لَهُ بِبَغْدَادَ عِشْرُونَ وَبِالْكُوفَةِ عِشْرُونَ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَلَوْ كَانَتْ لَهُ إِبل مُتَفَرِّقَةٌ فِي بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وَجَبَ فِيهَا الزَّكَاةُ، وإِن لَمْ تُجْمَعْ لَمْ تَجِبْ فِي كُلِّ بَلَدٍ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِيهَا شَيْءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: البَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا «3»؛ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي التَّفَرُّق الَّذِي يَصِحُّ وَيَلْزَمُ الْبَيْعُ بِوُجُوبِهِ فَقِيلَ: هُوَ بالأَبدان، وإِليه ذَهَبَ مُعْظَمُ الأَئمة وَالْفُقَهَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ وأَحمد، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا: إِذا تَعَاقَدَا صحَّ الْبَيْعُ وإِن لَمْ يَفْتَرِقَا، وَظَاهِرُ الْحَدِيثِ يَشْهَدُ لِلْقَوْلِ الأَول، فإِن رِوَايَةَ ابْنِ عُمَرَ فِي تَمَامِهِ: أَنه كَانَ إِذا بَايَعَ رَجُلًا فأَراد أَن يَتِمَّ البيعُ قَامَ فَمَشَى خَطَوات حَتَّى يُفارقه ، وإِذا لَمْ يُجْعَل التَّفَرُّق شَرْطًا فِي الِانْعِقَادِ لَمْ يَكُنْ لِذِكْرِهِ فَائِدَةٌ، فإِنه

_ (2). روي هذا البيت في معلقة الحرث بن حلّزة على هذه الصورة: فالمُحَيَّاةُ، فالصفاحُ، فأعْلى ... ذي فِتاقٍ، فعاذبٌ، فالوفاءُ (3). قوله [ما لم يفترقا] كذا في الأصل، وعبارة النهاية: ما لم يتفرقا ، وفي رواية: ما لم يفترقا

يُعْلَم أَن الْمُشْتَرِيَ مَا لَمْ يُوجَدْ مِنْهُ قَبُولُ الْبَيْعِ فَهُوَ بِالْخِيَارِ، وَكَذَلِكَ الْبَائِعُ خيارُه ثابتٌ فِي مِلْكِهِ قَبْلَ عَقْدِ الْبَيْعِ. والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سَوَاءٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ فِي الْكَلَامِ؛ يُقَالُ فَرَقْت بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ فافْترقَا، وفَرَّقْتُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَتَفَرّقا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَرِّقُوا عَنِ المَنِيَّة وَاجْعَلُوا الرأْس رأْسين ؛ يَقُولُ: إِذا اشْتَرَيْتُمُ الرَّقِيقَ أَو غَيْرَهُ مِنَ الْحَيَوَانِ فَلَا تُغَالوا فِي الثَّمَنِ وَاشْتَرُوا بِثَمَنِ الرأْس الْوَاحِدِ رأْسين، فإِن مَاتَ الْوَاحِدُ بَقِيَ الْآخَرُ فكأَنكم قَدْ فَرَّقتم مَالَكُمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يُفَرِّق بِالشَّكِّ وَيَجْمَعُ بِالْيَقِينِ ، يَعْنِي فِي الطَّلَاقِ وَهُوَ أَن يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى أَمر قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ وَلَا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ مِنْهُمْ فَكَانَ يُفَرِّق بَيْنَ الرَّجُلِ والمرأَة احْتِيَاطًا فِيهِ وَفِي أَمثاله مِنْ صُوَرِ الشَّكِّ، فإِن تَبَيَّنَ لَهُ بَعْدَ الشَّكِّ اليقينُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمِيتَتُه جَاهِلِيَّةٌ ؛ يَعْنِي أَن كُلَّ جَمَاعَةٍ عَقَدت عَقْداً يُوَافِقُ الْكِتَابَ والسنَّة فَلَا يَجُوزُ لأَحد أَن يُفَارِقَهُمْ فِي ذَلِكَ الْعَقْدِ، فإِن خَالَفَهُمْ فِيهِ اسْتَحَقَّ الْوَعِيدَ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ أَي يَمُوتُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الضَّلَالِ وَالْجَهْلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ ؛ مَعْنَاهُ شَقَقْنَاهُ. والفِرْقُ: القِسْم، وَالْجَمْعُ أَفْراق. ابْنُ جِنِّي: وَقِرَاءَةُ مَنْ قرأَ فَرَّقنا بِكُمُ الْبَحْرَ ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، شَاذَّةٌ، مِنْ ذَلِكَ، أَي جَعَلْنَاهُ فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حَقِّيَ مِنْهُ بالتَّفَارِيق. والفِرْقُ: الفِلْق مِنَ الشَّيْءِ إِذا انْفَلَقَ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . التَّهْذِيبُ: جاءَ تَفْسِيرُ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فِي آيَةٍ أُخرى وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ؛ أَراد فانْفَرَق البحرُ فَصَارَ كَالْجِبَالِ العِظام وَصَارُوا فِي قَرَاره. وفَرَق بَيْنَ الْقَوْمِ يَفْرُق ويَفْرِق. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ أَنه قرأَ فافْرِقْ بَيْنَنَا ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وفَرَّقَ بَيْنَهُمْ: كفَرَقَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَفَرَّق الْقَوْمُ تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: فَرَقْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق، قَالَ: وفَرَقْتُ أَفْرُق بَيْنَ الْكَلَامِ وفَرَّقْتُ بَيْنَ الأَجسام، قَالَ: وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا لَم يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يُقَالُ فَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا فَتَفَرَّقا. والفُرْقة: مَصْدَرُ الافْتِرَاقِ. قَالَ الأَزهري: الفُرْقة اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ مِنَ الافْتِرَاقِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: صلَّيت مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُرُق ، أَي ذَهَبَ كُلٌّ مِنْكُمْ إِلى مَذْهَبٍ ومَالَ إِلى قَوْلٍ وَتَرَكْتُمُ السُّنة. وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، وَالِاسْمُ الفُرْقة. وتَفَارق القومُ: فَارَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وفَارَقَ فُلَانٌ امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً: بايَنَها. والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ المُتَفَرِّق. والفِرْقةُ: طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، والفَرِيقُ أَكثر مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفارِيق الْعَرَبِ ، وَهُوَ جَمْعُ أَفْراقٍ، وأَفراقٌ جَمْعُ فِرْقةٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَرِيقُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ فِرْقة مِنْهُ، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَتَجْمعُ قَوْلًا بالعِراقِ فَرِيقُهُ، ... وَمِنْهُ بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟

قَالَ: وأَفْرَاق جَمْعُ فِرَقٍ، وفِرَقٌ جَمْعُ فِرْقةٍ، وَمِثْلُهُ فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق. والفِرْقُ: طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: وَقَالَ أَعرابي لِصِبْيَانٍ رَآهُمْ: هؤُلاء فِرْقُ سُوءٍ. والفَرِيقُ الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ وَهُمْ أَكثر مِنَ الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قَالَ: أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟ ... فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالَ فَرِيقٌ كَمَا تَقُولُ لِلْجَمَاعَةِ صَدِيق. وَفِي التَّنْزِيلِ: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَشهدُ بالمَرْوَةِ يَوْمًا والصَّفَا، ... أَنَّكَ خيرٌ مِنْ تَفارِيقِ العَصَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَصَا تُكْسَرُ فَيُتَّخَذُ مِنْهَا ساجُورٌ، فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت مِنْهُ الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتُّخِذَتْ مِنْهُ التَّوَادِي تُصَرُّ بِهَا الأَخْلاف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالرِّجْزُ لِغَنِيَّةِ الأَعرابية، وَقِيلَ لامرأَة قَالَتْهُمَا فِي وَلَدِهَا وَكَانَ شَدِيدَ العَرَامة مَعَ ضَعْفِ أَسْرٍ ودِقَّةٍ، وَكَانَ قَدْ وَاثَبَ فَتًى فَقَطَعَ أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثُمَّ وَاثَبَ آخَرَ فَقَطَعَ شَفَتَهُ فأَخذت أُمه دِيَتَهَا، فَصَلَحَتْ حَالُهَا فَقَالَتِ الْبَيْتَيْنِ تُخَاطِبُهُ بِهِمَا. والفَرْقُ: تَفْرِيقُ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ حِينَ يَتَفَرَّقان. والفَرْقُ: الْفَصْلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً: فَصَلَ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَالْفارِقاتِ فَرْقاً ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ تُزَيِّل بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ ، أَي فَصَّلْنَاهُ وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قَالَ بَيَّناه مِنْ فَرَقَ يَفْرُق، وَمَنْ شدَّد قَالَ أَنزلناه مُفَرَّقاً فِي أَيامٍ. التَّهْذِيبُ: قرئَ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ، أَنزل اللَّهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ جُمْلَةً إِلى سماءِ الدُّنْيَا ثُمَّ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فِي عِشْرِينَ سَنَةً، فَرَّقهُ اللَّهُ فِي التَّنْزِيلِ لِيَفْهَمَهُ النَّاسُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ أَحكمناه كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فِيهَا يُفَرَّقُ كُلُّ أَمر حَكِيمٍ ؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ مُخَفَّفًا، وَالْمَعْنَى أَحكمناه وَفَصَّلْنَاهُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَرَّقْناه، بِالتَّثْقِيلِ، يَقُولُ لَمْ يَنْزِلْ فِي يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ نَزَلَ مُتَفَرِّقاً ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيضاً فَرَقْناه مُخَفَّفَةٌ. وفَرَقَ الشعرَ بِالْمُشْطِ يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه. والفَرْقُ: مَوْضِعُ المَفْرِق مِنَ الرأْس. وفَرْقُ الرأْس: مَا بَيْنَ الْجَبِينِ إِلى الدَّائِرَةِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: ومَتْلَف مِثْلِ فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه ... مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ شَبَّهَهُ بفَرْقِ الرأْس فِي ضِيقِهِ، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كَذَلِكَ: وَسَطَ رأْسه. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُه فَرَقَ وإِلَّا فَلَا يَبْلُغُ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هُوَ وَفَّرَه أَي إِن صَارَ شَعَرُهُ فِرْقَيْن بِنَفْسِهِ فِي مَفْرقه تَرَكَهُ، وإِن لَمْ يَنْفَرِقْ لَمْ يَفْرِقْه؛ أَراد أَنه كَانَ لَا يَفْرُق شَعْرَهُ إِلَّا أَن يَنْفَرِق هُوَ، وهكذا كان أَول الأَمر ثُمَّ فَرَقَ. وَيُقَالُ لِلْمَاشِطَةِ: تُمَشِّطُ كَذَا وكذا فَرْقاً أَي كَذَا وَكَذَا ضَرْبًا. والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وَسَطُ الرأْس وَهُوَ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعَرُ، وَكَذَلِكَ مَفْرَق الطَّرِيقِ. وفَرَقَ لَهُ عَنِ الشَّيْءِ: بيَّنه لَهُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. ومَفْرِقُ الطَّرِيقِ ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الَّذِي يَتَشَعَّب مِنْهُ طَرِيقٌ آخَرُ، وَقَوْلُهُمْ للمَفْرِق مَفَارِق كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ مَفْرِقاً فَجَمَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ. وفَرَقَ لَهُ الطَّرِيقَ أَي اتَّجَهَ لَهُ طَرِيقَانِ.

والفَرَقُ فِي النَّبَاتِ: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً مِنْ قَوْلِهِمْ أَرض فَرِقَةٌ فِي نَبْتِهَا، فَرَق عَلَى النَّسَبِ لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ، إِذا لم تكن «4» واصبَةً مُتَّصِلَةَ النَّبَاتِ وَكَانَ مُتَفَرِّقاً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَبْتٌ فَرِقٌ صَغِيرٌ لَمْ يغطِّ الأَرض. وَرَجُلٌ أَفْرقُ: لِلَّذِي نَاصِيَتُهُ كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق «5»، وَكَذَلِكَ اللِّحْيَةُ، وَجَمْعُ الفَرَق أَفْراق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ، ... تَنْتِحُ ذِفْراهُ بِمِثْلِ الدِّرْياقْ اللَّيْثُ: الأَفْرقُ شِبْهُ الأَفْلَج إِلَّا أَن الأَفْلَج زَعَمُوا مَا يُفَلِّجُ، والأَفْرَقُ خِلْقة. والفرقاءُ مِنَ الشاءِ: الْبَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الْخُصْيَتَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَفْرقُ: الأَبْلَجُ، وَقِيلَ: الْبَعِيدُ مَا بَيْنَ الأَليتين. والأَفْرَقُ الْمُتَبَاعِدُ مَا بَيْنَ الثَّنِيَّتَيْنِ. وتَيْس أَفْرَقُ: بَعِيدُ مَا بَيْنَ القَرْنَيْن. وَبَعِيرٌ أَفْرَقُ: بَعِيدُ مَا بَيْنَ المَنْسِمَيْنِ. وَدِيكٌ أَفْرَقُ: ذُو عُرْفَيْنِ لِلَّذِي عُرْفُه مَفْروق، وَذَلِكَ لِانْفِرَاجِ مَا بَيْنَهُمَا. والأَفْرَقُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي نَاصِيَتُهُ كأَنها مَفْرُوقَةٌ، بيِّن الفَرَقِ، وَكَذَلِكَ اللِّحْيَةُ، وَمِنَ الْخَيْلِ الَّذِي إِحدى ورِكَيْهِ شَاخِصَةٌ والأُخرى مُطَمْئِنَّةٌ، وَقِيلَ: الَّذِي نَقَصَتْ إِحدى فَخِذَيْهِ عَنِ الأُخرى وَهُوَ يُكْرَهُ، وَقِيلَ: هُوَ النَّاقِصُ إِحدى الْوِرْكَيْنِ؛ قَالَ: ليسَتْ مِنِ الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ وأَنشده يَعْقُوبُ: مِنَ القِرْقِ الْبِطَاءِ، وَقَالَ: القِرْقُ الأَصل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذِهِ الرِّوَايَةُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَفْرَقُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شَاخِصَةٌ والأُخرى مُطْمَئِنَّةٌ. وَفَرَسٌ أَفْرَقُ: لَهُ خُصْيَةٌ وَاحِدَةٌ، وَالِاسْمُ الفَرَقُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ فَرِقَ فَرَقاً. والمَفْروقان مِنَ الأَسباب: هُمَا اللَّذَانِ يَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِنَفْسِهِ أَي يَكُونُ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ وَحَرْفٌ سَاكِنٌ وَيَتْلُوهُ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ نَحْوَ مُسْتَفْ مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ، وعِيلُنْ مِنْ مَفاعِيلُنْ. والفُرْقانُ: الْقُرْآنُ. وَكُلُّ مَا فُرِقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فَهُوَ فُرْقان، وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ . والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان وَنَظِيرُهُ الخُسْر والخُسْران؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: ومُشْرِكيّ كَافِرٍ بالفُرْقِ وَفِي حَدِيثِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ: مَا أُنزل فِي التَّوْرَاةِ وَلَا الإِنجيل وَلَا الزَّبُور وَلَا الفُرْقانِ مِثْلُها ؛ الفُرْقان: مِنْ أَسماء الْقُرْآنِ أَي أَنه فارِقٌ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ. وَيُقَالُ: فَرَقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَيُقَالُ أَيضاً: فَرَقَ بَيْنَ الْجَمَاعَةِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع: والدَّهْرُ يَفْرُقُ بَيْنَ كلِّ جماعةٍ، ... ويَلُفّ بَيْنَ تَباعُدٍ وَتَناءِ وَفِي الْحَدِيثِ: محمدٌ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ أَي يَفْرُقُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ بِتَصْدِيقِهِ وَتَكْذِيبِهِ. والفُرْقان: الحُجّة. والفُرْقان: النَّصْرُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ ، وَهُوَ يَوْمُ بَدْرٍ لأَن اللَّهَ أَظْهَرَ مِنْ نَصْره مَا كَانَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. التَّهْذِيبُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، قَالَ: يَجُوزُ أَن يكونَ الفُرْقانُ الْكِتَابَ بِعَيْنِهِ وَهُوَ التَّوْرَاةُ إِلا أَنه أُعِيدَ ذِكْرُهُ بِاسْمٍ غَيْرِ الأَول، وعنى به أَنه يَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِمُوسَى فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً ؛

_ (4). الضمير يعود إِلى الأَرض الفَرِقة. (5). بيّن الفرق أَي الرجل الأَفرق

أَراد التَّوْرَاةَ فسَمّى جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْكِتَابَ الْمُنَزَّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فُرْقاناً وَسَمَّى الْكِتَابَ الْمُنَزَّلَ على مُوسَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فُرْقاناً، وَالْمَعْنَى أَنه تَعَالَى فَرَقَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَآتَيْنَا مُحَمَّدًا الفُرْقانَ، قَالَ: وَالْقَوْلُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَبْلَهُ وَاحْتَجَجْنَا لَهُ مِنَ الْكِتَابِ بِمَا احْتَجَجْنَا هُوَ الْقَوْلُ. والفَارُوقُ: مَا فَرَّقَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ. وَرَجُلٌ فارُوقٌ: يُفَرِّقُ مَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. والفارُوقُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عنه، سماه الله بِهِ لتَفْريقه بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لأَنه ضَرَبَ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، وَقِيلَ: إِنه أَظهر الإِسلام بِمَكَّةَ فَفَرَّقَ بَيْنَ الْكُفْرِ والإِيمان؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَشْبَهْتَ مِنْ عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ، ... فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ بِهِ الأُمَمُ وَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ شِمَاسٍ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَيضاً: إِن أَوْلى بِالْحَقِّ فِي كُلِّ حَقٍّ، ... ثُمَّ أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا، مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوانَ، ... ومَنْ كَانَ جَدُّه الفارُوقا والفَرَقُ: مَا انْفَلَقَ مِنْ عَمُودِ الصُّبْحِ لأَنه فارَقَ سَوَادَ اللَّيْلِ، وَقَدِ انْفَرَقَ، وَعَلَى هَذَا أَضافوا فَقَالُوا أَبْين مِنْ فَرَق الصُّبْحِ، لُغَةٌ فِي فَلَق الصُّبْحِ، وَقِيلَ: الفَرَقُ الصُّبْحُ نَفْسُهُ. وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قَالَ: وَهُوَ الفَرَق والفَلَقُ لِلصُّبْحِ؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا انْشَقَّ عَنْ إِنسانه فَرَقٌ، ... هادِيهِ فِي أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ والفارِقُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وَحْدَهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَخذها المَخاض فَذَهَبَتْ نادَّةً فِي الأَرض، وَجَمْعُهَا فُرَّق وفَوارِق، وَقَدْ فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وَكَذَلِكَ الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بْنِ طَارِقٍ: اعْجَلْ بغَرْبٍ مِثْلَ غَرْبِ طارقِ، ... ومَنْجَنُون كالأَتان الْفَارِقِ، مِنْ أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ قَالَ: وَكَذَلِكَ السَّحَابَةُ الْمُنْفَرِدَةُ لَا تَخَلُّفَ وَرُبَّمَا كَانَ قَبْلَهَا رَعْدٌ وَبَرْقٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها ... تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا شَبَّهُوا السَّحَابَةَ الَّتِي تَنْفَرِدُ مِنَ السَّحَابِ بِهَذِهِ النَّاقَةِ فَيُقَالُ فَارِقٌ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سَحَابَةٌ فارِقٌ مُنْقَطِعَةٌ مِنْ مُعْظَمِ السَّحَابِ تُشَبَّهُ بالفارِقِ مِنَ الإِبل؛ قَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاسِ يَصِفُ سَحَابًا: لَهُ فُرَّقٌ مِنْهُ يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ، ... يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا فَجَعَلَ لَهُ سَوَابِيَ كَسَوَابِي الإِبل اتِّسَاعًا فِي الْكَلَامِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى فُرَّاق؛ قَالَ الأَعشى: أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْقِ ... رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ ابْنُ الأَعرابي: الفارقُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَشْتَدُّ ثُمَّ تُلْقي وَلَدَهَا مِنْ شِدَّةِ مَا يَمُرُّ بِهَا مِنَ الْوَجَعِ. وأَفْرَقَتِ النَّاقَةُ: أَخرجت وَلَدَهَا فكأَنها فارَقَتْه. وَنَاقَةٌ مُفْرق: فَارَقَهَا وَلَدُهَا، وَقِيلَ: فَارَقَهَا بِمَوْتٍ، وَالْجَمْعُ مَفارِيق. وَنَاقَةُ مُفْرِق: تَمْكُثُ سَنَتَيْنِ أَو ثَلَاثَا لَا تَلْقَح. ابْنُ

الأَعرابي: أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها فِي الْمَرْعَى والكلإِ لَمْ يُنْتِجوها وَلَمْ يُلْقِحوها. قَالَ اللَّيْثُ: وَالْمَطْعُونُ إِذا برأَ قِيلَ أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ عَليلٍ أَفاق مِنْ عِلَّتِهِ، فَقَدْ أَفْرَقَ. وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم: برأَ، وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ مَرَضٍ يُصِيبُ الإِنسان مَرَّةً وَاحِدَةً كالجُدَرِيّ والحَصْبة وَمَا أَشبههما. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ مُفِيقٍ مِنْ مَرَضِهِ مُفْرق فعَمّ بِذَلِكَ. قَالَ أَعرابي لِآخَرَ: مَا أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فَقَالَ: الرُّحَضاءُ؛ يَقُولُ: مَا عَلَامَةُ بُرْءِ الْمَحْمُومِ، فَقَالَ العَرَق. وَفِي الْحَدِيثِ: عُدّوا مَنْ أَفْرقَ مِنَ الْحَيِّ أَي مَنْ برأَ مِنَ الطَّاعُونِ. والفِرْقُ، بِالْكَسْرِ: الْقَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالظِّبَاءِ العظيمُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا دُونَ الْمِائَةِ مِنَ الْغَنَمِ؛ قَالَ الرَّاعِي: وَلَكِنَّمَا أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ ... بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ يَهْجُو بِهَذَا الْبَيْتِ رَجُلًا مِنْ بَنِي نُميرٍ اسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ النُّميري يُلَقَّبُ بالحَلالِ، وَكَانَ عَيَّره بإِبله فَهَجَاهُ الرَّاعِي وعَيَّره أَنه صَاحِبُ غَنَمٍ وَمَدَحَ إِبله، يَقُولُ أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حَظَّهُ بِالْغَنَمِ وَلَيْسَ لَهُ سِوَاهَا؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ: وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، وَلَمْ يَكُنْ ... ليَجْعَلَها لِابْنِ الخَبِيثَةِ خالقُه والفَريقةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ. وَيُقَالُ: هِيَ الْغَنَمُ الضَّالَّةُ؛ وهَجْهَجْ: زَجْرٌ لِلسِّبَاعِ والذِّئاب، وَالنَّاعِقُ: الرَّاعِي. والفَريقُ: كالفِرْقِ. والفِرْقُ والفَريقُ مِنَ الْغَنَمِ: الضَّالَّةُ. وأَفْرَقَ فلانٌ غَنَمَهُ: أَضلَّها وأَضاعها. والفَريقةُ مِنَ الْغَنَمِ: أَن تَتَفَرَّقَ مِنْهَا قِطْعَةٌ أَو شَاةٌ أَو شَاتَانِ أَو ثَلَاثُ شِيَاهٍ فَتَذْهَبَ تَحْتَ اللَّيْلِ عَنْ جَمَاعَةِ الْغَنَمِ؛ قَالَ كثيِّر: وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف، ... أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا وَفِي الْحَدِيثِ: مَا ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ ؛ الفَرِيقةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ تَشِذّ عَنْ مُعْظَمِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْغَنَمُ الضَّالَّةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: سُئِلَ عَنْ مَالِهِ فَقَالَ فِرْقٌ لَنَا وذَوْدٌ ؛ الفِرْقُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَنَمِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي بَيْتِ كثيِّر: والخَلِيفُ الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ وَصَوَابُ إِنشاده بِذِفْرَى لأَن قَبْلَهُ: تُوالي الزِّمامَ، إِذا مَا وَنَتْ ... ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا ابْنُ سِيدَهْ: والفِرْقَةُ مِنَ الإِبل، بِالْهَاءِ، مَا دُونَ الْمِائَةِ. والفَرَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْخَوْفُ. وفَرِقَ مِنْهُ، بِالْكَسْرِ، فَرَقاً: جَزِع؛ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فَرِقَه عَلَى حَذْفِ مِنْ؛ قَالَ حِينَ مَثَّلَ نَصْبَ قَوْلِهِمْ: أَو فَرَقاً خَيْرًا مِنْ حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً. وفَرِقَ عَلَيْهِ: فَزِعَ وأَشفق؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وَفَارُوقٌ وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شَدِيدُ الفَرَق؛ الْهَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لَيْسَتْ لتأْنيث الْمَوْصُوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ إِنما هِيَ إِشعار بِمَا أُريد مِنْ تأْنيث الْغَايَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً وَرُبَّ فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛ والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد: مَا زالَ عَنْهُ حُمْقُه ومُوقُه ... واللؤْمُ، حَتَّى انْتُهكتْ فَروقُه

وامرأَة فَرُوقة وَلَا جَمْعَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ رجلٌ فَرُوقَة لِلْكَثِيرِ الْفَزِعِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: بَعَثْتَ غُلَامًا مِنْ قريشٍ فَرُوقَةً، ... وتَتْرُك ذَا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا وَقَالَ مُوَيلك المَرْموم: إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جِدَّ فَرُوقة، ... بَلَدًا يمرُّ بِهِ الشجاعُ فَيَفْزَعُ قَالَ: وَيُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ فَرُوقٌ أَيضاً؛ شَاهِدُهُ قَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً، ... وَفِي الْخَيْلِ رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الْوَحْيِ: فَجُئِثْتُ مِنْهُ فَرَقاً ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ الْخَوْفُ وَالْجَزَعُ. يُقَالُ: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَباللهِ تُفَرِّقُني ؟ أَي تخوِّفني. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: فَرَقْتُ الصَّبِيَّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراها فَرَّقت، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، لأَن مِثْلَ هَذَا يأْتي عَلَى فَعَّلت كَثِيرًا كَقَوْلِكَ فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت. وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كُنْتُ أَشد فَرَقاً مِنْهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ حَكَاهُ عَنْ الْكِسَائِيِّ. وَتَقُولُ: فَرِقْتُ مِنْكَ وَلَا تَقُلْ فَرِقْتُكَ. وأَفْرَقَ الرجلُ وَالطَّائِرُ وَالسَّبُعُ وَالثَّعْلَبُ: سَلَحَ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: أَلا تِلْكَ الثَّعالبُ قَدْ تَوِالَتْ ... عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي، ... فأَفْرَقَ، مِنْ حِذَاري، أَو أَتاعا قَالَ: وَيُرْوَى فأَذْرَقَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمُفْرِقُ: الغاوِي عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ أَو لأَنه فارَق الرُّشد، والأَول أَصح؛ قَالَ رؤْبة: حَتَّى انْتَهَى شيطانُ كُلِّ مُفْرِق والفَريقةُ: أَشياء تُخْلَطُ لِلنُّفَسَاءِ مِنْ بُرّ وَتَمْرٍ وحُلْبة، وَقِيلَ: هُوَ تَمْرٌ يُطْبَخُ بِحُلْبَةٍ لِلنُّفَسَاءِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: ولقدْ ورَدْتُ الْمَاءَ، لَوْنُ جِمامِهِ ... لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وَلَقَدْ ورَدتَ الْمَاءَ، بِفَتْحِ التَّاءِ، لأَنه يُخَاطِبُ المُرِّيّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَصَفَ لِسَعْدٍ فِي مَرَضِهِ الفَريقةَ ؛ هي تمر يطبخ بِحُلْبَةٍ وَهُوَ طَعَامٌ يُعْمَلُ لِلنُّفَسَاءِ. والفَرُوقة: شَحْمُ الكُلْيَتَيْنِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ، ... يُضِيءُ لَنَا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى وأَنكر شَمِرٌ الفَروقة بِمَعْنَى شَحْمِ الْكُلْيَتَيْنِ. وأَفرقوا إِبلهم: تَرَكُوهَا فِي الْمَرْعَى فَلَمْ يُنْتِجوها وَلَمْ يُلقحوها. والفَرْقُ: الكتَّان؛ قَالَ: وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات ... كَحَبْلِ الفَرْقِ لَيْسَ لَهُ انتِصابُ والفَرْق والفَرَقُ: مِكْيَالٌ ضَخْمٌ لأَهل الْمَدِينَةِ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: هُوَ أَربعة أَرباع، وَقِيلَ: هُوَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا؛ قَالَ خِدَاشُ بْنُ زُهَيْرٍ: يأْخُذونَ الأَرْشَ فِي إِخْوَتِهِم، ... فَرَقَ السَّمْن وَشَاةً فِي الغَنَمْ وَالْجَمْعُ فُرْقان، وَهَذَا الْجَمْعُ قَدْ يَكُونُ لِلسَّاكِنِ

وَالْمُتَحَرِّكِ جَمِيعًا، مِثْلُ بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ فِي فُرْقان قَالَ: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ فِي مِحْلَبَيْنِ أَو ثَلَاثَةٍ تَصُفّ بَيْنَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يتوضأُ بالمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أَغتسل مَعَهُ مِنْ إِناء يُقَالُ لَهُ الفَرَقُ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والمحدِّثون يَقُولُونَ الفَرْق، وَكَلَامُ الْعَرَبِ الفَرَق؛ قَالَ ذَلِكَ أَحمد بْنُ يَحْيَى وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ إِناء يأْخذ سِتَّةَ عَشَرَ مُدّاً وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَصْوُعٍ. ابْنُ الأَثير: الفَرَقُ، بِالتَّحْرِيكِ، مِكْيَالٌ يَسَعُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ مُدّاً، وَثَلَاثَةُ آصُعٍ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ، وَقِيلَ: الفَرَق خَمْسَةُ أَقساط والقِسْط نِصْفُ صَاعٍ، فأَما الفَرْقُ، بِالسُّكُونِ، فَمِائَةٌ وَعِشْرُونَ رِطْلًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: مَا أَسْكَرَ مِنْهُ الفَرْقُ فالحُسْوةُ مِنْهُ حَرَامٌ ؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنْ اسْتَطَاعَ أَن يَكُونَ كَصَاحِبِ فَرْقِ الأَرُزّ فَلْيَكُنْ مِثْلَهُ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فِي كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ ؛ الأَفْرُق جَمْعُ قِلَّةٍ لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل. وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: بارَكَ اللَّهُ لَهُمْ فِي مَذْقِها وفِرْقِها ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَهُوَ مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ اللَّبَنُ «6». والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان، ... وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان، تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ فِي الفُرْقان أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الصَّفُّ أَن يصفَّ بَيْنَ الْقَدَحَيْنِ فيملأَهما. والفُرقان: قَدَحَانِ مُفْتَرِقَانِ، وَقَوْلُهُ بِمُشْرِفٍ شَبَحَانِ أَي بِعُنُقٍ طَوِيلٍ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: تَرْفِدُ بَعْدَ الصَّفِّ فِي الْفُرْقَانِ قَالَ: الفُرْقان جَمْعُ الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، وَالصَّفُّ أَن تصفَّ بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ أَو ثَلَاثَةً مِنَ اللَّبَنِ. ابْنُ الأَعرابي: الفِرْق الْجَبَلُ والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة. وَيُقَالُ: وَقَّفْتُ فُلَانًا عَلَى مَفارِقِ الْحَدِيثِ أَي عَلَى وُجُوهِهِ. وَقَدْ فارَقْتُ فُلَانًا مِنْ حِسَابِي عَلَى كَذَا وَكَذَا إِذا قطعتَ الأَمر بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَلَى أَمر وَقَعَ عَلَيْهِ اتِّفَاقُكُمَا، وَكَذَلِكَ صادَرْتُه عَلَى كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: فَرَقَ لِي هَذَا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تَبَيَّنَ وَوَضَحَ. والفَرِيقُ: النَّخْلَةُ يَكُونُ فِيهَا أُخرى؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والفَرُوق: مَوْضِعٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وَنَحْنُ مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ ... نُطَرِّف عَنْهَا مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا والفُرُوق: مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ؛ أَنشد رَجُلٌ مِنْهُمْ: لَا بارَكَ اللهُ عَلَى الفُرُوقِ، ... وَلَا سَقاها صائبَ البُرُوقِ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: قَالَ لخَيْفان كَيْفَ تركتَ أَفارِيق الْعَرَبِ؟ هُوَ جَمْعُ أَفْراق، وأَفْراقٌ جَمْعُ فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بِمَعْنًى. وفَرَقَ لِي رأْيٌ أَي بَدَا وَظَهَرَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَرَقَ لِي رأْيٌ أَي ظَهَرَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الرِّوَايَةُ فُرِقَ ، عَلَى

_ (6). قوله [يكال به اللبن] الذي في النهاية: البرّ

مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ. ومَفْروق: لَقَبُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَيضاً اسْمٌ. ومَفْرُوق: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ وذاتُ فِرقَيْن الَّتِي فِي شِعْرِ عَبيد بْنِ الأَبرص: هَضْبة بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ؛ وَالْبَيْتُ الَّذِي فِي شِعْرِ عَبِيدٍ هُوَ قَوْلُهُ: فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ، ... فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ وإِفْريقيَةُ: اسْمُ بِلَادٍ، وَهِيَ مُخَفَّفَةُ الْيَاءِ؛ وَقَدْ جَمَعَهَا الأَحوص عَلَى أَفارِيق فَقَالَ: أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لَا أَحُسُّهُمُ؟ ... كَانُوا عَلَيْنَا حَديثاً مِنْ بَنِي الحَكَمِ يَجْبُونَ مَا الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ ... إِلى الأَفارِيق مِنْ فُصْحٍ وَمِنْ عَجَمِ ومُفَرِّقُ الْغَنَمِ: هُوَ الظَّرِبان إِذا فَسا بَيْنَهَا وَهِيَ مُجْتَمِعَةٌ تَفَرَّقَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَن اسْمَهُ فِي الْكُتُبِ السَّالِفَةِ فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَأْتِي الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ كَأَنَّهُمَا فِرْقانِ مِنْ طَيْرٍ صَوافّ أَي قطعتان. فرزدق: الفَرَزْدَقُ: الرَّغِيفُ، وَقِيلَ: فُتات الْخُبْزِ، وَقِيلَ: قِطَع الْعَجِينِ. وَاحِدَتُهُ فَرَزْدَقَة، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ الفَرَزْدَق شُبِّهَ بِالْعَجِينِ الَّذِي يسوِّي مِنْهُ الرَّغِيفُ، وَاسْمُهُ هَمَّام، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ بَرأَزَدْه؛ قَالَ الأُموي: يُقَالُ لِلْعَجِينِ الَّذِي يُقَطَّعُ وَيُعْمَلُ بِالزَّيْتِ مُشَتَّقٌ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَاسْمُ كُلِّ قِطْعَةٍ مِنْهُ فَرَزْدَقة، وَجَمْعُهَا فَرَزْدَق. وَيُقَالُ للجَرْدَقِ الْعَظِيمِ الْحُرُوفِ: فَرَزْدَق. وَقَالَ الأَصمعي: الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الَّذِي يُفَتّ مِنَ الْخُبْزِ الَّذِي تَشْرَبُهُ النِّسَاءُ، قَالَ: وإِذا جَمَعْتَ قُلْتَ فَرازِق لأَن الِاسْمَ إِذا كَانَ عَلَى خَمْسَةِ أَحرف كُلُّهَا أُصول حَذَفْتَ آخِرَ حَرْفٍ مِنْهُ فِي الْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ فِي التَّصْغِيرِ، وإِنما حُذِفَتِ الدَّالُ مِنْ هَذَا الِاسْمِ لأَنها مِنْ مَخْرَجِ التَّاءِ والتاءُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ فَكَانَتْ بِالْحَذْفِ أَولى، وَالْقِيَاسُ فَرَازِد، وَكَذَلِكَ التَّصْغِيرُ فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، وإِن شِئْتَ عوضتَ فِي الْجَمْعُ وَالتَّصْغِيرُ، فَإِنْ كَانَ فِي الِاسْمِ الَّذِي عَلَى خَمْسَةِ أَحرف حَرْفٌ وَاحِدٌ زَائِدٌ كَانَ بِالْحَذْفِ أَولى، مِثَالُ مُدَحْرِج وجَحَنْفَل قُلْتَ دُحَيْرج وجُحَيْفِل، وَالْجَمْعُ دَحارج وجَحافل، وإِن شِئْتَ عَوَّضْتَ فِي الْجَمْعِ والتصغير. فرنق: الفُرانِقُ: مَعْرُوفٌ وَهُوَ دَخِيل. والفُرانق: البَرِيدُ وَهُوَ الَّذِي يُنْذِرُ قُدَّام الأَسد، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بَرْوانَهْ بِالْفَارِسِيَّةِ «1»؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: وإِني أَذِينٌ، إِن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً، ... بِسَيْرٍ تَرى مِنْهُ الفُرانِقَ أَزْوَرَا وَرُبَّمَا سَمَّوْا دَلِيلَ الْجَيْشِ فُرانِقاً. قَالَ ابْنُ الْجَوَالِيقِيِّ فِي الْمُعَرَّبِ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فُرانِقُ البَرِيدِ فَرْوَانه، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ سَبُعٌ يَصِيحُ بَيْنَ يَدَيِ الأَسد كأَنه يُنْذِرُ النَّاسَ بِهِ، وَيُقَالُ: إِنه شَبِيهٌ بِابْنِ آوَى يُقَالُ لَهُ فُرانِقُ الأَسد، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ إِنه الوَعْوَعُ، ومنه فُرانِقُ البَرِيدِ. فزرق: الفَزْرَقةُ: السُّرْعَةُ كالزَّرْفَقةِ.

_ (1). قوله [وهو براونه بالفارسية] في الصحاح بروانك، ومثله في القاموس ولكن نقل شارحه عن شيخه أَن الصواب ما قاله ابن الجواليقي هو ما سينقله المؤلف

فسق: الفِسْق: الْعِصْيَانُ وَالتَّرْكُ لأَمر اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْخُرُوجُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ. فسَق يَفْسِقُ ويَفْسُقُ فِسْقاً وفُسوقاً وفَسُقَ؛ الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي فَجَر، قَالَ: رَوَاهُ عَنْهُ الأَحمر، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفِ الْكِسَائِيُّ الضَّمَّ، وَقِيلَ: الفُسوق الْخُرُوجُ عَنِ الدِّينِ، وَكَذَلِكَ الْمَيْلُ إِلى الْمَعْصِيَةِ كَمَا فَسَقَ إِبليسُ عَنْ أَمر رَبِّهِ. وفَسَق عَنْ أَمر رَبِّهِ أَي جَارَ وَمَالَ عَنْ طَاعَتِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَواسِقاً عَنْ أَمره جَوَائِرَا الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ، خَرَجَ مِنْ طَاعَةِ رَبِّهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذا خَرَجَتِ الرُّطَبةُ مِنْ قِشْرِهَا: قَدْ فَسَقَت الرُّطَبةُ مِنْ قِشْرِهَا، وكأَن الْفَأْرَةَ إِنما سُمِّيَتْ فُويْسِقةً لِخُرُوجِهَا مِنْ جُحْرها عَلَى النَّاسِ. والفِسْقُ: الْخُرُوجُ عَنِ الأَمر. وفَسَقَ عَنْ أَمر رَبِّهِ أَي خَرَجَ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمُ اتّخَمَ عَنِ الطَّعَامِ أَي عَنْ مَأْكله. الأَزهري: عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: قَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ، قَالَ: عَنْ رَدِّهِ أَمر رَبِّهِ، نَحْوُ قَوْلِ الْعَرَبِ اتّخَمَ عَنِ الطَّعَامِ أَي عَنْ أَكله الطَّعَامَ، فَلَمَّا رَدّ هَذَا الأَمر فَسَقَ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَلَا حَاجَةَ بِهِ إِلى هَذَا لأَن الفُسُوقَ مَعْنَاهُ الْخُرُوجُ. فَسَقَ عَنْ أَمر رَبِّهِ أَي خَرَجَ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَمْ يُسْمع قَطُّ فِي كَلَامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا فِي شِعْرِهِمْ فاسِقٌ، قَالَ: وَهَذَا عَجَبٌ وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ؛ وَحَكَى شَمِرٌ عَنْ قُطْرُبٍ: فَسَقَ فُلَانٌ فِي الدُّنْيَا فِسْقاً إِذا اتَّسَعَ فِيهَا وهَوَّنَ عَلَى نَفْسِهِ وَاتَّسَعَ بِرُكُوبِهِ لَهَا وَلَمْ يُضَيِّقْهَا عَلَيْهِ. وفَسَقَ فُلَانٌ مالهُ إِذا أَهلكه وأَنفقه. وَيُقَالُ: إِنه لفِسْقٌ أَي خُرُوجٌ عَنِ الْحَقِّ. أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَدْ يَكُونُ الفُسُوق شِرْكاً وَيَكُونُ إِثماً. والفِسْقُ فِي قَوْلِهِ: أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ، رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنه الذَّبْحُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ، أَي بِئْسَ الِاسْمُ أَن تَقُولَ لَهُ يَا يَهُودِيُّ وَيَا نَصْرَانِيُّ بَعْدَ أَن آمن أَي لا تُعَيِّرهم بَعْدَ أَن آمَنُوا، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ كلَّ لَقب يَكْرَهُهُ الإِنسان، وإِنما يَجِبُ أَن يُخَاطِبَ المؤمنُ أَخاه بأَحبّ الأَسماء إِليه؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. وَرَجُلٌ فَاسِقٌ وفِسِّيقٌ وفُسَقُ: دَائِمُ الفِسْقِ. وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ: يَا فُسَق وَيَا خُبَث، وللأُنثى: يَا فَسَاقِ مِثْلُ قَطامِ، يُرِيدُ يَا أَيها الفَاسِقُ وَيَا أَيها الْخَبِيثُ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ يَا فُسَقُ الخبيثُ فَيَنْعَتُونَهُ بالأَلف وَاللَّامِ. وفَسَّقَه: نَسَبَهُ إِلى الفِسْقِ. والفوَاسِقُ مِنَ النِّسَاءِ: الفواجرُ. والفُوَيْسِقةُ: الْفَأْرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَمَّى الفأْرة فُوَيْسِقةً تَصْغِيرُ فاسِقَةٍ لِخُرُوجِهَا مِنْ جُحْرها عَلَى النَّاسِ وإِفسادها. وَفِي حَدِيثُ عَائِشَةَ: وسئِلَتْ عَنْ أَكل الغُراب قَالَتْ: وَمَنْ يأْكله بَعْدَ قَوْلِهِ فاسِق ، قَال الْخَطَّابِيُّ أَراد تَحْرِيمَ أَكلها بتَفْسِيقها. وَفِي الحديث: خَمْس فَوَاسِق يُقْتَلْنَ فِي الحِلّ وَالْحَرَمِ ، قَالَ: أَصل الفِسْقِ الْخُرُوجُ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ وَالْجَوْرِ، وَبِهِ سُمِّيَ الْعَاصِي فَاسِقًا، وإِنما سُمِّيَتْ هَذِهِ الْحَيَوَانَاتُ فَوَاسِقَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ لِخُبْثِهِنَّ، وَقِيلَ: لِخُرُوجِهِنَّ عَنِ الْحُرْمَةِ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ أَي لَا حُرْمَةَ لهن بحال. فستق: الفُسْتُق: مَعْرُوفٌ. قَالَ الأَزهري: الفُسْتُقَةُ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ وَهِيَ ثَمَرَةُ شَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يَبْلُغْنِي أَنه يَنْبُتُ بأَرض الْعَرَبِ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبو نُخَيْلَةَ فَقَالَ وَوَصَفَ امرأَة: دَسْتِيَّة لَمْ تأْكل المُرقَّقَا، ... وَلَمْ تَذُقْ مِنَ البُقُول الفُسْتُقَا سَمِعَ بِهِ فَظَنَّهُ من البقول.

فشق: الفَشَقُ، بِالتَّحْرِيكِ وَالشِّينِ مُعْجَمَةً: النَّشَاطُ، وَقِيلَ الفَشَقُ انْتِشَارُ النفْس مِنَ الحِرْص؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَذْكُرُ الْقَانِصَ: فَبَاتَ والحِرْص مِنَ النَّفْسِ الفَشَقْ وَيُرْوَى: والنَّفْسُ مِنَ الحِرْص الفَشَقْ وَقَدْ فَشِقَ بِالْكَسْرِ، فَشَقاً، فَهُوَ فَشِقٌ؛ وَقِيلَ: الفَشَقُ أَن يَتْرُكَ هَذَا وَيَأْخُذَ هَذَا رَغْبَةً فَرُبَّمَا فاتَاهُ جَمِيعًا. والفَشَقُ: المُبَاغَتَة؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: فَبَاتَ والنَّفْسُ مِنَ الحِرْصِ الفَشَقْ وَقِيلَ: الفَشَقُ الحِرْص؛ قَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ أَنه يُبَاغِتُ الوِرْدَ لئلَّا يَفْطِنَ لَهُ الصَّيَّادُ. وفاشَقَهُ أَي بَاغَتَه. والفَشَقُ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ القَرْنَيْن وَتَبَاعُدُ ما بين التَّوْأَبَانيّين؛ وأَنشد: لَهَا تَوْأَبانِيَّان لَمْ يَتَفَلْفَلا قادِمَتا الخِلْفِ «1» أَو آخرَتاهُ. والفَشْقَاءُ مِنَ الْغَنَمِ والظِّباء: الْمُنْتَشِرَةُ القَرْنين. وَظَبْيٌ أَفْشَقُ بَيِّنُ الفَشَق: بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْقَرْنَيْنِ. والفَشْقُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكل فِي شِدَّةٍ. وفَشَقَ الشَّيْءَ يَفْشِقُهُ فَشْقاً: كَسَرَهُ. والفَشَقُ: العَدْوُ وَالْهَرَبُ. فقق: فَقَّ النخلةَ: فَرَّج سَعَفَهَا لِيَصِلَ إِلى طَلْعها فيُلْقِحها. والفَقْفَقة: نُبَاح الْكَلْبِ عِنْدَ الفَرَق، وَفِي التَّهْذِيبِ: والفَقْفَقَةُ حِكَايَةُ عُوَاءَات الْكِلَابِ. والانْفِقاقُ: الانْفِراج، وَفِي الْمُحْكَمِ: الفَقُّ والانْفِقاق انفراجُ عُوَاء الْكَلْبِ، والفَقْفَقةُ حِكَايَةُ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ فَقَاقَةٌ، بِالتَّخْفِيفِ، وفَقْفَاقة: أَحمق مُخَلَّطٌ هُذَرَة، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِيهَا لِتَأْنِيثِ الْمَوْصُوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، وإِنما هِيَ أَمارة لِمَا أُريد مِنْ تَأْنِيثِ الْغَايَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. والفَقَقَة: الحَمْقى. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ فَقْفاقٌ مُخَلَّطٌ. والفَقَاقَة والفَقْفاق: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ الَّذِي لَا غَناءَ عِنْدَهِ. والفَقْفَقَة فِي الْكَلَامِ: كالفَيْهَقَة، وَقِيلَ: هُوَ التَّخْلِيطُ فِيهِ. وفَقَقْت الشَّيْءَ إِذا فَتَحْتَهُ. وانْفَقّ الشَّيْءُ انْفِقاقاً أَي انْفَرَجَ. وَيُقَالُ: انْفَقَّت عَوَّة الْكَلْبِ أَي انْفَرَجَتْ. شَمِرٌ: رِجْلٌ فَقَاقة أَي أَحمر. وفَقْفَقَ الرجلُ إِذا افْتَقَرَ فَقْرًا مُدْقعاً. فلق: الفَلْق: الشَّقُّ، والفَلْق مَصْدَرُ فَلَقَه يَفْلِقُه فَلْقاً شَقَّهُ، والتَّفْليقُ مِثْلُهُ، وفَلَّقَهُ فانْفَلَقَ وتَفَلَّقَ، والفِلَقُ: مَا تَفَلَّق مِنْهُ، وَاحِدَتُهَا فِلْقَةٌ، وَقَدْ يُقَالُ لَهَا فِلْقٌ، بِطَرْحِ الْهَاءِ. الأَصمعي: الفُلُوق الشُّقُوقُ، وَاحِدُهَا فَلَقٌ، مُحَرَّكٌ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَاحِدُهَا فَلْق، قَالَ: وَهُوَ أَصوب مِنْ فَلَق. وَفِي رِجْلِهِ فُلُوق أَي شُقُوقٌ. والفِلْقةُ: الكِسْرةُ مِنَ الجَفْنة أَو مِنَ الْخُبْزِ. وَيُقَالُ: أَعطني فِلْقةَ الْجَفْنَةِ وفِلقَ الْجَفْنَةِ وَهُوَ نِصْفُهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ أَحد شِقَّيْها إِذا انْفَلَقَتْ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: صَنَعْتُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَقة يُسَمِّيهَا أَهل الْمَدِينَةِ الفَلِيقةَ ؛ قِيلَ: هي قدر تطبخ وَيُثْرَدُ فِيهَا فِلَقُ الْخُبْزِ وَهِيَ كِسَرهُ، وفَلَقْت الْفُسْتُقَةَ وَغَيْرَهَا فانْفَلَقَت. والفِلْق: القَضيب يُشَق بِاثْنَيْنِ فَيُعْمَلُ مِنْهُ قَوْسَانِ، فَيُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ فِلْقٌ. والفَلْق: الشَّقُّ. يُقَالُ: مَرَرْتُ بحَرَّةٍ فِيهَا فُلُوق أَي شُقُوقٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

_ (1). قوله [قادمتا الخلف إِلخ] هكذا في الأَصل هنا، وعبارته كالصحاح في مادة فلل بعد أَن ساق هذا البيت: التوأَبانيان قادمتا الضرع.

يَا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أَي الَّذِي يَشُقّ حَبة الطَّعَامِ وَنَوَى التَّمْرِ للإِنبات. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبرأَ النَسَمَةَ ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُقْسِمُ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: إِن الْبُكَاءَ فالِقٌ كبدي. والفِلْق: القوس يشف مِنَ العودِ فِلْقة مَعَ أُخرى، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الْقَوْسَيْنِ فِلْقٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنْ القِسيّ الفِلْق، وَهِيَ الَّتِي شُقَّت خَشَبَتُهَا شَقَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثُمَّ عملتْ، قَالَ: وَهِيَ الفَلِيقُ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: وفَلِيقاً مِلْء الشِّمالِ من الشَّوْحَطِ ... تُعْطِي، وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا وَقَوْسٌ فِلْقٌ: وُصِفَ بِذَلِكَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وفِلْقَةُ الْقَوْسِ: قِطْعَتُهَا. وفُلاقةُ الآجُرّ: قِطْعَتُهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. يُقَالُ: كأَنه فُلاقة آجُرَّةٍ أَي قِطْعَةٌ. وفُلاق الْبَيْضَةِ: مَا تَفَلَّقَ مِنْهَا. وَصَارَ الْبَيْضُ فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً أَي مُتَفَلِّقاً. وفِلاقُ اللَّبَن: أَن يخثُر ويحمُض حَتَّى يتَفَلَّق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وإِن أَتاها ذُو فِلاقٍ وحَشَنْ، ... تُعارضُ الكلبَ، إِذا الكلبُ رَشَنْ وَجَمْعُهُ فُلُوق. وتَفَلَّق اللَّبَنُ: تَقَطَّعَ وَتَشَقَّقَ مِنْ شِدَّةِ الْحُمُوضَةِ؛ وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلَّبَنِ إِذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشَّمْسِ فَتَقَطَّعَ: قَدْ تَفَلَّق وامْزَقَرَّ، وَهُوَ أَن يَصِيرَ اللَّبَنُ نَاحِيَةً، وَهُمْ يَعافون شُرْبَ اللَّبَنِ المُتَفَلِّق. وفَلَقَ اللَّهُ الحَبَّ بِالنَّبَاتِ: شَقَّهُ. والفَلْقُ: الْخَلْقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وفالِق فِي مَعْنَى خَالِقٍ، وَكَذَلِكَ فَلَقَ الأَرضَ بِالنَّبَاتِ وَالسَّحَابِ بِالْمَطَرِ، وإِذا تأَملت الخَلْق تَبَيَّنَ لَكَ أَن أَكثره عَنِ انفِلاق، فالفَلَقُ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ، وفَلَقُ الصُّبْحِ مِنْ ذَلِكَ. وانْفَلَقَ الْمَكَانُ بِهِ: انْشَقَّ. وفَلَقَت النَّخْلَةُ، وَهِيَ فالِقٌ: انْشَقَّتْ عَنِ الطَّلْع وَالْكَافُورِ، وَالْجَمْعُ فُلْق. وفَلَقَ اللَّهُ الْفَجْرَ: أَبداه وأَوضحه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فالِقُ الأَصْباح ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ خَالِقَ الأَصْباح وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ شَاقُّ الأَصباح، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى خَالِقٍ. والفَلَق، بِالتَّحْرِيكِ: مَا انفَلَقَ مِنْ عَمُودِ الصُّبْحِ، وَقِيلَ: هُوَ الصُّبْحُ بِعَيْنِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَجْرُ، وكلٌّ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الشَّقِّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الفَلَق الصُّبْحُ. يُقَالُ: هُوَ أَبين مِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ وفَرَق الصُّبْحِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الفَلَق بَيَانُ الصُّبْحِ. وَيُقَالُ الفَلَقُ الخَلْق كُلُّهُ، والفَلَق بَيَانُ الْحَقِّ بَعْدَ إِشكال. وَيُقَالُ: فَلَقَ الصبحَ فالِقُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ: حَتَّى إِذا مَا انْجَلى عَنْ وَجْهه فَلَقٌ، ... هادِيهِ فِي أُخْرَياتِ اللَّيْلِ مُنْتَصبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ: حَتَّى إِذا مَا جَلَا عَنْ وَجْهِهِ شَفَقٌ لأَن بَعْدَهُ: أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كَانَ طارَقَهُ ... تَطَخْطُخُ الغيمِ، حَتَّى مَا لَهُ جُوَبُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَرَى الرُّؤْيَا فتأْتي مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ: ضوءُه وإِنارته. والفَلْق، بِالتَّسْكِينِ: الشَّقّ. كَلَّمَنِي فُلَانٌ مِنْ فَلْق فِيهِ وفِلْق فِيهِ وَسَمِعْتُهُ مِنْ فَلْق فِيهِ وفِلْق فِيهِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي شِقِّه، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وَالْفَتْحُ أَعْرَف. وَضَرَبَهُ عَلَى فَلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه وَوَسَطِهِ. والفَلَق

والفالِقُ: الشِّقُّ فِي الْجَبَلِ والشِّعب: الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والفَلَقُ: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض بَيْنَ الرَّبْوَتَينِ؛ وأَنشد: وبالأُدْمِ تَحْدي عَلَيْهَا الرِّحال، ... وبالشَّوْل فِي الفَلَقِ الْعَاشِبِ وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ بفالِق كَذَا وَكَذَا؛ يُرِيدُونَ الْمَكَانَ الْمُنْحَدِرَ بَيْنَ رَبْوَتَيْن، وَجَمْعُ الفَلَق فُلْقان مِثْلُ خَلَق وخُلْقان، وَهُوَ الفالِقُ، وَقِيلَ: الفالِق فَضَاءٌ بَيْنَ شَقِيقَتين مِنْ رَمْلٍ، وَجَمْعُهُمَا فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو خَيْرَةَ أَو غَيْرُهُ مِنَ الأَعراب: الفالِقَةُ، بِالْهَاءِ، تَكُونُ وَسَطَ الْجِبَالِ تُنْبِتُ الشَّجَرَ وتُنْزَلُ وَيَبِيتُ بِهَا الْمَالُ فِي اللَّيْلَةِ القَرَّة، فَجَعَلَ الفالِقَ مِنْ جَلَد الأَرض، قَالَ: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ مُمْكِنٌ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فأَشرق عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلاق الحَرَّة ؛ الفَلَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: المطمئِنُّ مِنَ الأَرض بَيْنَ رَبوَتَين. والفَلَقُ: جَهَنَّمُ، وَقِيلَ: الفَلَقُ وادٍ فِي جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. والفَلَقُ: المَقْطَرة، وَفِي الصِّحَاحِ: الفَلَق مَقْطرةُ السَّجَّان. والفَلَقة والفَلْقة: الْخَشَبَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والفِلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ والْمَفْلَقَةُ الفَيْلَقُ والفَلَقى، كُلُّهُ: الدَّاهِيَةُ والأَمر الْعَجَبُ؛ قَالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيُّ: وَقَالَتْ: إِنها الفَلَقى، فأَطْلِقْ ... عَلَى النَّقَدِ الَّذِي مَعَكَ الصِّرارا وَالْعَرَبُ تَقُولُ: يَا لَلْفَلِيقة. وكَتِيبة فَيْلَق: شَدِيدَةٌ شُبِّهَتْ بِالدَّاهِيَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الْكَثِيرَةُ السِّلَاحِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ اسْمٌ لِلْكَتِيبَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. التَّهْذِيبُ: الفَيْلَق الْجَيْشُ الْعَظِيمُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فِي حَوْمة الفَيْلَقِ الجَأْواءِ إِذ نزلتْ ... قَسْراً، وهَيْضَلُها الخَشْخاش إِذ نَزَلُوا وامرأَة فَيْلَق: دَاهِيَةٌ صَخَّابَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قلتُ: تَعَلَّقْ فَيْلَقاً هَوْجَلَّا، ... عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلَّا وَجَاءَ بالفِلْقِ أَي بِالدَّاهِيَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وجاءَ بعُلَقَ فُلَقَ أَي بِعَجَبٍ عَجِيبٍ. وَقَدْ أَعْلَقْت وأَفْلَقْت وافْتَلَقْت أَي جِئْتَ بعُلَق فُلَقَ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ، لَا تُجْرى. وأَفْلَقَ وافْتَلَقَ بِالْعَجَبِ: أَتى بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِسُوِيدِ بْنِ كُراع العُكْليّ، وَكُرَاعٌ اسْمُ أُمه وَاسْمُ أَبيه عُمَيْر: إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ، ... وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بِهَا فِلْقا قَالَ ابْنُ الأَنباري: أَراد عَمِلْنَ بِهَا سَيْرًا عَجَبًا. والفِلْق العَجَب أَي عَمِلْنَ بِهَا دَاهِيَةً مِنْ شِدَّةِ سَيْرِهَا، والفَرْيُ: الْعَمَلُ الْجَيِّدُ الصَّحِيحُ، والإِفراء الإِفساد، وغَرَّدَ: طرَّب فِي حُدائهِ، وعَرَّد: جَبُن عَنِ السَّيْرِ؛ قَالَ الْقَالِي: رِوَايَةُ ابْنِ دُرَيْدٍ غَرَّد، بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ، وَرِوَايَةُ ابْنِ الأَعرابي عَرَّد، بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ، وأَنكر ابْنُ دُرَيْدٍ هَذِهِ الرِّوَايَةَ. وَيُقَالُ: مَرَّ يَفْتَلِقُ بالعَجَب أَي يأْتي بِالْعَجَبِ. وَيُقَالُ: أَفْلَقَ فلانٌ الْيَوْمَ وَهُوَ يُفْلِقُ إِذا جَاءَ بعجَب. وَشَاعِرٌ مُفْلِقٌ: مُجِيدٌ، مِنْهُ، يَجِيءُ بِالْعَجَائِبِ فِي شِعْرِهِ. وأَفْلَقَ فِي الأَمر إِذا كَانَ حَاذِقًا بِهِ. ومرَّ يَفْتَلِقُ فِي عَدْوه أَي يأْتي بِالْعَجَبِ مِنْ شِدَّتِهِ. وقُتِلَ فُلَانٌ أَفْلَقَ قِتْلَةٍ أَي أَشدّ قِتْلَةٍ. وَمَا رأَيت سَيْرًا أَفْلَقَ مِنْ هَذَا أَي أَبعد؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.

ابْنُ الأَعرابي: جَاءَ فلانٌ بالفُلْقانِ أَي بِالْكَذِبِ الصُّرَاح، وَجَاءَ فُلَانٌ بالسُّمَاق مِثْلَهُ. والفَلِيقُ: عِرْق فِي العَضُد يَجْرِي عَلَى الْعَظْمِ إِلى نُغْضِ الْكَتِفِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُطَمْئِنُ فِي جِرَانِ الْبَعِيرِ عِنْدَ مَجْرى الْحُلْقُومِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: بِكُلِّ شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، ... فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ، جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ والفَليقُ: بَاطِنُ عُنُقِ الْبَعِيرِ فِي مَوْضِعِ الْحُلْقُومِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه، ... إِذا اجْتَازَ فِي جَوْف الفَلاة، فَلِيقُ وَقِيلَ: الفَلِيقُ ما بَيْنِ العِلْباوَيْنِ وَهُوَ أَن يَنْفَلِقَ الوَبَرُ بَيْنَ العِلْباوَيْن، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي الإِنسان. وَفِي النَّوَادِرِ: تَفَيْلَم الْغُلَامِ وتَفَيْلَقَ وتَفَلَّق وحَثِر إِذا ضَخُمَ وَسَمِنَ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ وَصِفَتِهِ: رَجُلٌ فَيْلَقٌ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ فِي كِتَابِهِ بِالْقَافِ، وَقَالَ: لَا أَعرف الفَيْلَقَ إِلا الكَتِيبة الْعَظِيمَةَ، قَالَ: فَإِنْ كَانَ جَعْلُهُ فَيْلَقاً لِعَظْمِهِ فَهُوَ وَجْهٌ إِن كَانَ مَحْفُوظًا، وإِلا فَهُوَ الفَيْلَمُ، بِالْمِيمِ، يَعْنِي الْعَظِيمُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والفَيْلَم والفَيْلَق الْعَظِيمُ مِنَ الرِّجَالِ، وَمِنْهُ تَفَيْلَقَ الْغُلَامِ وتَفَيْلَم بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَفِي رِوَايَةٍ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: رأَيته فإِذا رَجُلٌ فَيْلَق أَعور؛ الفَيْلَقُ الْعَظِيمُ وأَصله الْكَتِيبَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَرَجُلٌ مِفْلاق: دَنِيءٌ رَدِيءٌ فَسْلٌ رَذْلٌ قَلِيلُ الشَّيْءِ. وَخَلِيَّتُهُ بِفالقَةِ الوَرِكةِ: وَهِيَ رَمَلَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: خَلِيَّتُهُ بفَالِق الوَرْكاءِ وَهِيَ رَمَلَةٌ. والفُلَّيْقُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: ضَرْبٌ مِنَ الخَوْخ يتَفَلَّقُ عَنْ نَواهُ، والمفَلَّق مِنْهُ الْمُجَفَّفُ. والفَيْلِقُ: الْجَيْشُ، وَالْجَمْعُ الفَيَالِقُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: وَسُئِلَ عَنْ مسأَلة فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا هؤلاء المَفَاليقُ؟ هم الذي لَا مَالَ لَهُمْ ، الْوَاحِدُ مِفْلاق كالمَفَاليس، شَبَّهَ إِفْلاسهم مِنَ الْعِلْمِ وَعَدَمَهُ عِنْدَهُمْ بالمَفَاليس مِنَ الْمَالِ. وفَالِق: اسْمُ مَوْضِعٍ بِغَيْرِ تَعْرِيفٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والفَالِقُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ: حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ فنق: الفَنَقُ والفُناقُ والتَّفَنُّق، كُلُّهُ: النَّعْمة فِي الْعَيْشِ. والتَّفَنُّق: التَّنَعُّم كَمَا يُفَنِّقُ الصبيَّ المُتْرَفَ أَهلُه. وتَفَنَّق الرَّجُلُ أَي تَنَعَّمَ. وفَنَّقَهُ غَيْرُهُ تَفْنِيقاً وفَانَقهُ بِمَعْنًى أَي نَعّمه؛ وَعَيْشٌ مُفانِقٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ الْجَوَارِي بالنَّعْمة: زانَهُنَّ الشُّفُوف، يَنْضَحْنَ بالمِسْك، ... وعيشٌ مُفَانِقٌ وحَرِيرُ والمُفَنَّق: المُتْرَف؛ قَالَ: لَا ذَنْبَ لِي كُنْتُ امْرأً مُفَنَّقاً، ... أَغْيَدَ نَوَّامَ الضُّحى غَرَوْنَقَا الغَرَوْنَقُ: المُنَعَّم. وَجَارِيَةٌ فُنُق ومِفْناق: جَسِيمَةٌ حَسَنَةٌ فَتِيَّة مُنَعَّمة. الأَصعمي: وامرأَة فُنُق قَلِيلَةُ اللَّحْمِ، قال شَمِرٌ: لَا أَعرفه وَلَكِنَّ الفُنُق المُنَعَّمة. وفَنَّقها: نعَّمها؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها

قَالَ: لَا تَكُونُ دُرْمٌ مَرافقها وَهِيَ قَلِيلَةُ اللَّحْمِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَاقَةٌ فُنُق إِذا كَانَتْ فَتِيَّة لَحِيمةً سَمِينَةً، وَكَذَلِكَ امرأَة فُنُق إِذا كَانَتْ عَظِيمَةً حَسْنَاءَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَضْبُورةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ وَقِيلَ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: تَنَشَّطَتْهُ كلُّ هِرْجابٍ فُنُقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده عَلَى مَا فِي رَجَزِهِ: تَنَشَّطَتْهُ كلُّ مُغْلاةِ الوَهَقْ، ... مَضْبورَةٌ قَرْوَاءُ هرْجابٌ فُنُقْ، مائِرَةُ الضَّبْعَيْنِ مِصْلابُ العُنُقْ وَيُقَالُ: امرأَة مِفْناق أَيضاً؛ قَالَ الأَعشى: لَعُوب غَرِيرَة مِفْناق والفُنُق: الفَتِيّة الضَّخْمَةُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فُنُق كأَنها فَنِيقٌ أَي جَمَلٌ فَحْلٌ. والفَنِيقةُ: المرأَة المُنَعَّمة. أَبو عَمْرٍو: الفَنِيقةُ الغِرَارةُ، وَجَمْعُهَا فَنَائق؛ وأَنشد: كأَن تَحْتَ العُلْوِ والفَنَائِقِ، ... مِنْ طُولِهِ، رَجْماً عَلَى شَواهِقِ وَيُقَالُ: تَفَنَّقْت فِي أَمر كَذَا أَي تَأَنَّقْتُ وتَنَطَّعْت، قَالَ: وَجَارِيَةٌ فُنُق جَسِيمَةٌ حَسَنَةُ الخَلْق، وَجَمَلٌ فُنُق وفَنِيقٌ مُكْرَم مُودَع للفِحْلَة؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسمائه، وَالْجَمْعُ فُنُق وأَفْنَاق. وَفِي حَدِيثِ عُمَيْرِ بْنِ أَفْصَى ذِكْرُ الفَنِيق؛ هُوَ الْفَحْلُ الْمُكْرَمُ مِنَ الإِبل الَّذِي لَا يُرْكب وَلَا يُهَان لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِمْ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجَارُودِ: كَالْفَحْلِ الفَنِيقِ ؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ لَمَّا حَاصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ وَنَصَبَ المَنْجَنِيقَ: خَطَّارة كالجَمَل الفَنِيق وَالْجَمْعُ أَفْناق وفُنُقٌ وفِناقٌ، وَقَدْ فُنِّقَ. وَجَارِيَةٌ فُنُقٌ: مُفَنَّقة مُنَعّمة فَنَّقَها أَهلها تَفْنيقاً وفِناقاً. والفَنِيقُ: الْفَحْلُ المُقْرَم لَا يَرْكَبُ لِكَرَامَتِهِ عَلَى أَهله. والفَنِيقةُ: وِعَاءٌ أَصغر مِنَ الغِرارة، وَقِيلَ: هِيَ الغِرارةُ الصغيرة. فنتق: قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ قُضَاعَةَ يَقُولُ فُنْتُق للفُنْدقُ، وَهُوَ الْخَانُ. فندق: الفُنْدقُ: الْخَانُ فَارِسِيٌّ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: الفُنْدقُ حَمْل شَجَرَةٍ مُدَحْرَج كالبُنْدق يُكْسَرُ عَنْ لُبٍّ كالفُستق، قَالَ: والفُنْدقُ بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ خَانٌ مِنْ هَذِهِ الْخَانَاتِ الَّتِي يَنْزِلُهَا النَّاسُ مِمَّا يَكُونُ فِي الطُّرُق والمَدَائن. اللَّيْثُ الفُنْدَاقُ هُوَ صَحِيفَةُ الْحِسَابِ، قَالَ الأَصمعي: أَحسبه معرباً. فهق: الفَهْقةُ: أَول فَقْرة [فِقْرة] مِنَ الْعُنُقِ تَلِي الرأَس، وَقِيلَ: هِيَ مُرَكَّبُ الرأْس فِي الْعُنُقِ. ابْنُ الأَعرابي: الفَهْقة مَوْصِلُ الْعُنُقِ بالرأْس، وَهِيَ آخِرُ خَرَزةٍ فِي الْعُنُقِ. والفَهْقةُ: عَظْمٌ عِنْدَ فَائِقِ الرَّأْسِ مُشْرِفٌ عَلَى اللَّهاة، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ فِهَاقٌ، وَهُوَ الْعَظْمُ الَّذِي يَسْقُطُ عَلَى اللَّهَاةِ فَيُقَالُ فُهِقَ الصَّبِيُّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ يَجَأُ الفَهْقَةَ حَتَّى تَنْدَلِقْ أَي يَجَأُ القَفا حَتَّى تَسْقُطَ الفَهْقةُ مِنْ بَاطِنٍ. وَالْفَهْقَةُ: عَظْمٌ عِنْدَ مُرَكَّب الْعُنُقِ وَهُوَ أَول الفَقَار؛ قَالَ الْقُلَاخُ: وتُضرَبُ الفَهْقَةُ حَتَّى تَنْدلِقْ وفَهَقْتُ الرجلَ إِذا أَصبت فَهْقَتهُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ:

أَنشدني ابْنُ الأَعرابي: قَدْ تُوجَأُ الفَهْقةُ حَتَّى تَنْدَلِقُ، ... مِنْ مَوْصِلِ اللَّحْيين فِي خَيْط العُنُقْ وفُهِقَ الصبيُّ: سَقَطَتْ فَهْقتُه عَنْ لَهاته، قَالَ الأَصمعي: أَصل الفَهْقِ الِامْتِلَاءُ، فَمَعْنَى المُتَفَيْهق الَّذِي يَتَوَسَّعُ فِي كَلَامِهِ ويَفْهَقُ بِهِ فَمُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَبغضكم إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُون قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا المُتَفَيْهِقُون؟ قَالَ: المتكبرون ، وهو يَتَفَيْهقُ فِي كَلَامِهِ؛ وَتَفْسِيرُ الْحَدِيثِ هُمُ الَّذِينَ يَتَوَسَّعُونَ فِي الْكَلَامِ وَيَفْتَحُونَ بِهِ أَفواههم، مَأْخُوذٌ مِنَ الفَهْق وَهُوَ الِامْتِلَاءُ وَالِاتِّسَاعُ. يُقَالُ: أَفْهَقْتُ الإِناء فَفَهِقَ يَفْهَقُ فَهْقاً. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَنَزَعْنَا فِي الْحَوْضِ حَتَّى أَفْهَقْنا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِق وَجَوٍّ مُنْفَهِق ؛ وَقَالَ الأَعشى: تَرُوحُ عَلَى آلِ المُحَلّقِ جَفْنَةٌ، ... كجابِيةِ الشَّيْخِ العِراقيّ تَفْهَقُ يَعْنِي الِامْتِلَاءَ. الْفَرَّاءُ: بَاتَ صبِيُّها عَلَى فَهَقٍ إِذا امتلأَ مِنَ اللَّبَنِ. وتَفَيْهقَ فِي كَلَامِهِ: توسَّع وتنطَّع. وفَهِقَ الْغَدِيرُ بِالْمَاءِ يَفْهَقُ فَهْقاً: امتلأَ. وأَفْهَقَهُ: ملأَه. وأفْحقَهُ: كأفْهقَهُ عَلَى الْبَدَلِ؛ وَأَنْشَدَ يَعْقُوبُ لأَعرابي اخْتَلَعَتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ وَاخْتَارَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ فأَضرَّها وَضَيَّقَ عَلَيْهَا فِي الْمَعِيشَةِ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ يَهْجُوهَا وَيَعِيبُهَا بِمَا صَارَتْ إِلَيْهِ مِنَ الشَّقَاءِ: رَغْماً وتَعْساً للشَّريم الصَّهْصَلِقْ ... كَانَتْ لَدَيْنا لَا تَبيتُ ذَا أَرَقْ، وَلَا تَشَكَّى خَمَصاً فِي المُرْتَزَقْ، ... تُضْحي وتُمْسي فِي نعيمٍ وفَنَقْ لَمْ تَخْشَ عِنْدِي قَطُّ مَا إلَّا السَّنَقْ، ... فالرِّسْلُ دَرٌّ، والإِناءُ مُنْفَهِقْ الشَّرِيمُ: المُفْضاة، وَمَا هَاهُنَا زَائِدَةٌ؛ أَراد لَمْ تَخْشَ عِنْدِي قَطُّ إِلَّا السَّنَقَ وَهُوَ شِبْهُ البَشَم يَعْتَرِي مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ اللَّبَنِ، وَإِنَّمَا عيَّرها بِمَا صَارَتْ إِلَيْهِ بَعْدَهُ. والفَهَقُ والفَهْق: اتِّسَاعُ كُلِّ شيءٍ يَنْبُعُ مِنْهُ مَاءٌ أَوْ دَمٌ. وَطَعْنَةٌ فاهقَةٌ: تَفْهَقُ بِالدَّمِ. وتَفَيْهَقَ فِي الْكَلَامِ: تَوَسَّعَ، وَأَصْلُهُ الفَهْقُ وَهُوَ الِامْتِلَاءُ كَأَنَّهُ ملأَ بِهِ فَمَهُ. والفاهِقَةُ: الطَّعْنَةُ الَّتِي تَفْهَق بِالدَّمِ أَيْ تَتَصَبَّبُ وانْفَهَقت الطَّعْنَةُ وَالْعَيْنُ والمَثْعَبُ وتَفَهَّق، كُلُّهُ: اتَّسَعَ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْضٌ فَيْهق وفَيْحَقٌ، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَإِنْ عَلَوْا مِنْ فَيْفِ خَرْقٍ فَيْهقَا ... ألْقى بِهِ الآلُ غَدِيرًا دَيْسَقَا وانْفَهَقَ الشيءُ: اتَّسَعَ؛ وَأَنْشَدَ: وانْشَقَّ عَنْهَا صَحْصَحانُ المُنْفَهِقْ قَالَ: وَمِنْهُ يُقَالُ تَفَيْهقَ فِي الْكَلَامِ وتَفَهَّقَ أَيْ تَوَسَّعَ فِيهِ وتنطَّع؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَفَيْهَقَ بالعِراق أَبُو المُثَنَّى، ... وعَلَّم قومَهُ أكلَ الخَبِيصِ الأَزهري: انْفَهَقت الْعَيْنُ وَهِيَ أَرْضٌ تَنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأطْعَنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عَنْ عُرُضٍ، ... تَنْقي المَسابِيرَ بالإِرْباد والفَهَقِ والفَيْهَقُ: الْوَاسِعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَمَفَازَةٌ فَيْهَق: وَاسِعَةٌ. يُقَالُ: هُوَ يَتَفَيْهَقُ عَلَيْنَا بِمَالِ غَيْرِهِ. قَالَ

قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنِيٍّ عَنِ المُتَفَيْهِق فَقَالَ: هُوَ المُتَفَخّم الْمُتَفَتِّحُ الْمُتَبَخْتِرُ. وَفِي حَدِيثٍ: أَنَّ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ فيُدْنى مِنَ الْجَنَّةِ فَتَتَفَهَّق لَهُ أَيْ تتفتَّح وَتَتَّسِعُ. والفَيْهَقُ: الْبَلَدُ الْوَاسِعُ. وَرَجُلٌ مُتفَيْهق: مُتَفَتِّحٌ بالبَذَخ مُتَّسِعٌ. ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ شَيْءٍ تَوَسَّعَ فَقَدْ تَفَهّق. وَبِئْرٌ مفْهاق: كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ حَسَّانُ: عَلَى كُلِّ مِفْهاقٍ خَسِيفٍ غُرُوبُها، ... تُفَرِّغ فِي حَوْض مِنَ الْمَاءِ أسْجَلا الغُروب هَاهُنَا: مَاؤُهَا. وتَفَيْهق فِي مِشْيَتِهِ: تَبَخْتَرَ، وتَفَيْحق كَتَفَيْهق عَلَى الْبَدَلِ. والمُنْفَهِقُ: الْوَاسِعُ؛ وَأَنْشَدَ: والعِيسُ فَوْقَ لاحِب مُعَبَّدِ، ... غُبْرِ الحَصى مُنْفَهِقٍ عمَرَّدِ وفَهِقَ الإِناءُ بِالْكَسْرِ، يَفْهَقُ فَهْقاً وفَهَقاً إِذَا امتلأَ حَتَّى يَتَصَبَّبَ. وأفْهَقْت السِّقَاءَ: ملأْته. فوق: فَوْقُ: نَقِيضُ تَحْتٍ، يَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا، مَبْنِيٌّ، فَإِذَا أُضيف أُعرب، وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: أَفَوْقَ تَنَامُ أَم أَسفَلَ، بِالْفَتْحِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَتَرْكِ الْبِنَاءِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَمَا دُوَنَهَا، كَمَا تَقُولُ إِذَا قِيلَ لَكَ فُلَانٌ صَغِيرٌ تَقُولُ وفَوْقَ ذَلِكَ أَيْ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فَمَا فَوْقَها أَيْ أَعْظَمُ مِنْهَا، يَعْنِي الذُّباب والعَنْكبوت. اللَّيْثُ: الفَوْق نَقِيضُ التَّحْتِ، فَمَنْ جَعَلَهُ صِفَةً كَانَ سَبِيلُهُ النَّصْبَ كَقَوْلِكَ عَبْدُ اللَّهِ فَوْقَ زيدٍ لأَنه صِفَةٌ، فَإِنْ صَيَّرْتَهُ اسْمًا رَفَعْتَهُ فَقُلْتَ فوقُه رأسُه، صَارَ رَفْعًا هَاهُنَا لأَنه هُوَ الرَّأْسُ نَفْسُهُ، وَرَفَعْتَ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ الفَوْقُ بِالرَّأْسِ، والرأسُ بالفَوْقِ. وَتَقُولُ: فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ، نَصَبْتَ الفَوْقَ لأَنه صِفَةُ عَيْنِ القَلَنْسُوة، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ، لَا تَكَادُ تَظْهَرُ الْفَائِدَةُ فِي قَوْلِهِ مِنْ فَوْقِهِمْ لأَن عَلَيْهِمْ قَدْ تَنُوبُ عَنْهَا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَدْ يَكُونُ قَوْلُهُ مِنْ فَوْقِهِمْ هُنَا مُفِيدًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي الأَفعال الشَّاقَّةِ الْمُسْتَثْقَلَةِ عَلى، تَقُولُ قَدْ سِرْنا عشْراً وبَقيَتْ عَلَيْنَا لَيْلَتَانِ، وَقَدْ حَفِظْتُ الْقُرْآنَ وَبَقِيَتْ عَلَيَّ مِنْهُ سُورَتَانِ، وَقَدْ صُمْنَا عِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ وَبَقِيَ عَلَيْنَا عَشْرٌ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي الِاعْتِدَادِ عَلَى الإِنسان بِذُنُوبِهِ وقُبْح أَفْعَالِهِ: قَدْ أَخرب عَلَيَّ ضَيْعَتي وأَعْطَبَ عليَّ عَواملي، فَعَلَى هَذَا لَوْ قِيلَ فخرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ وَلَمْ يُقَلْ مِنْ فَوْقِهِمْ، لَجَازَ أَنْ يُظَنَّ بِهِ أَنَّهُ كَقَوْلِكَ قَدْ خَرِبَتْ عَلَيْهِمْ دَارُهُمْ، وَقَدْ هَلَكَتْ عَلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ وَغِلَالُهُمْ، فَإِذَا قَالَ مِنْ فَوْقِهِمْ زَالَ ذَلِكَ الْمَعْنَى الْمُحْتَمَلُ، وَصَارَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَقَطَ وَهُمْ مِنْ تَحْتِهِ، فَهَذَا مَعْنًى غيرُ الأَول، وَإِنَّمَا اطّردَتْ عَلَى فِي الأَفعال الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا مِثْلَ خَرِبَتْ عَلَيْهِ ضَيْعَتُه، وَبَطَلَتْ عَلَيْهِ عَواملهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ عَلى فِي الأَصل لِلِاسْتِعْلَاءِ، فَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الأَحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإِنسان وتَضَعُه وَتَعْلُوهُ وتَتَفَرَّعُه حَتَّى يَخْضَعَ لَهَا ويَخْنع لِمَا يَتَسَدَّاه مِنْهَا، كَانَ ذَلِكَ مِنْ مَوَاضِعِ عَلى، أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ هَذَا لَكَ وَهَذَا عَلَيْكَ؟ فتَسْتعمل اللَّامُ فِيمَا تُؤثِرهُ وَعَلَى فِيمَا تَكْرَهُهُ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: سَأحْمِلُ نَفْسي عَلَى آلَةٍ، ... فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها وَقَالَ ابْنُ حِلِّزَةَ: فلَهُ هنالِكَ، لَا عَلَيْهِ، إِذَا ... دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ

فمِنْ هنا دخلت على هَذِهِ فِي هَذِهِ الأَفعال. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ؛ أَرَادَ تَعَالَى: لأَكلوا مِنْ قَطْر السَّمَاءِ وَمِنْ نَبَاتِ الأَرض، وَقِيلَ: قَدْ يَكُونُ هَذَا مِنْ جِهَةِ التَّوْسِعَةِ كَمَا تَقُولُ فُلَانٌ فِي خَيْرٍ مِنْ فَرْقِهِ إِلَى قَدَمه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ؛ عَنى الأَحزاب وَهُمْ قُرَيْشٌ وغَطَفان وَبَنُو قُرَيظةَ قد جاءتهم من قَوقهم وَجَاءَتْ قُرَيْشٌ وغطَفان مِنْ نَاحِيَةِ مَكَّةَ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُمْ. وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً: علاهُ. وَتَقُولُ: فُلَانٌ يَفُوق قَوْمَهُ أَيْ يَعْلُوهُمْ، وَيَفُوقُ سَطْحًا أَيْ يَعْلُوهُ. وَجَارِيَةٌ فائِقةٌ: فاقَتْ فِي الْجَمَالِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ: إِنَّهُ قَسَم الْغَنَائِمَ يَوْمَ بَدْرٍ عَنْ فُواقٍ أَيْ قَسَّمَهَا فِي قَدْرِ فُواقِ ناقةٍ، وَهُوَ قَدْرُ ما بين الحلبتين من الرَّاحَةِ، تُضَمُّ فَاؤُهُ وَتُفْتَحُ، وَقِيلَ: أَرَادَ التَّفْضِيلَ فِي الْقِسْمَةِ كَأَنَّهُ جَعَلَ بَعْضَهُمْ أفْوقَ مِنْ بعضٍ عَلَى قَدْرِ غَنائهم وبَلائهم، وَعَنْ هَاهُنَا بِمَنْزِلَتِهَا فِي قَوْلِكَ أَعْطَيْتُهُ عَنْ رَغْبَةٍ وطِيبِ نَفْسٍ، لأَن الْفَاعِلَ وَقْتَ إِنْشَاءِ الْفِعْلِ إِذَا كَانَ مُتَّصِفًا بِذَلِكَ كَانَ الْفِعْلُ صَادِرًا عَنْهُ لَا مَحَالَةَ وَمُجَاوِزًا لَهُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْحَدِيثِ: أَرَادُوا التَّفْضِيلَ وَأَنَّهُ جَعَلَ بَعْضَهُمْ فِيهَا فَوْق بَعْضٍ عَلَى قَدْرِ غِنَائِهِمْ يَوْمَئِذٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كَأَنَّهُ أَرَادَ فَعَل ذَلِكَ فِي قَدْرِ فُواق نَاقَةٍ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: مِنْ فَواق وفُواق. وفاقَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ: عَلَاهُ وَغَلَبَهُ وفَضَلَهُ. وفاقَ الرَّجُلُ أَصْحَابَهُ يَفُوقهم أَيْ عَلَاهُمْ بِالشَّرَفِ. وَفِي الْحَدِيثِ حُبّب إِلَيَّ الْجَمَالُ حَتَّى مَا أُحب أَنْ يَفُوقني أَحَدٌ بشِراك نَعْلٍ ؛ فُقْت فُلَانًا أَيْ صِرْتُ خَيْرًا مِنْهُ وَأَعْلَى وَأَشْرَفَ كَأَنَّكَ صِرْتَ فَوْقه فِي الْمَرْتَبَةِ؛ وَمِنْهُ الشَّيْءُ الفائقُ وَهُوَ الْجَيِّدُ الْخَالِصُ فِي نَوْعِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حُنَيْنٍ: فَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقانِ مِرْدَاسَ فِي مَجْمَعِ وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إِذَا شَخَصَتِ الرِّيحُ مِنْ صَدْرِهِ. وَفُلَانٌ يَفُوق بِنَفْسِهِ فُؤوقاً إِذَا كَانَتْ نَفْسُهُ عَلَى الْخُرُوجِ مِثْلُ يَرِيقُ بِنَفْسِهِ. وفَاقَ بِنَفْسِهِ يَفُوق عِنْدَ الموت فَوقاً وفُؤوقاً: جَادَ، وَقِيلَ: مَاتَ. ابْنُ الأَعرابي: الفَوْق نَفْسُ الْمَوْتِ. أَبُو عَمْرٍو: الفُوق الطَّرِيقُ الأَول، وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي الدُّعَاءِ: رَجَعَ فُلَانٌ إِلَى فُوقه أَيْ مَاتَ؛ وَأَنْشَدَ: مَا بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها، ... ثُمَّتَ لَا يَرجِعْ لَهَا فِي فُوقِها؟ أَيْ لَا يَرْجِعُ رِيقُهَا إِلَى مجراه. وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً: أَخذه البَهَرُ. والفُواقُ: تَرْدِيدُ الشَّهْقة الْعَالِيَةِ. والفُواق: الَّذِي يَأْخُذُ الإِنسانِ عِنْدَ النَّزْعِ، وَكَذَلِكَ الرِّيحُ الَّتِي تَشْخَصُ مِنْ صَدْرِهِ، وَبِهِ فُواق؛ الْفَرَّاءُ: يُجْمَعُ الفُواق أفِيقَةً، والأَصل أفْوِقَة فَنُقِلَتْ كَسْرَةُ الْوَاوِ لِمَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا؛ وَمِثْلُهُ: أَقِيمُوا الصَّلاةَ*؛ الأَصل أقْوِمُوا فَأَلْقَوْا حَرَكَةَ الْوَاوِ عَلَى الْقَافِ فَانْكَسَرَتْ وَقَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِكَسْرَةِ الْقَافِ فقُرِئَتْ أَقِيمُوا*، كَذَلِكَ قَوْلُهُمْ أفِيقة. قَالَ: وَهَذَا مِيزَانٌ وَاحِدٌ، وَمِثْلُهُ مُصيبة كَانَتْ فِي الأَصل مُصْوبِة وأفْوِقَة مِثْلَ جَوَابٍ وأجْوِبة. والفُوَاق والفَوَاق: مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ مِنَ الْوَقْتِ لأَنها تُحْلَبُ ثُمَّ تُتْرَك سُوَيعةً يَرْضَعُهَا الفَصيل لتَدِرّ ثُمَّ تُحْلَبُ. يُقَالُ: مَا أَقَامَ عِنْدَهُ إِلَّا فُوَاقاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ لَهُ الأَسير يَوْمَ صفِّين: أنْظِرْني فُوَاق نَاقَةٍ أَيْ أخِّرني قدر ما بين الحلبتين. وفلان يفوق بنفسه فُؤوقاً إِذَا كَانَتْ نَفْسُهُ عَلَى الْخُرُوجِ.

وفُوَاق النَّاقَةِ وفَواقها: رُجُوعُ اللَّبَنِ فِي ضَرْعِهَا بَعْدَ حلبها. يقال: لا تَنْتَظِرُهُ فُوَاق نَاقَةٍ، وَأَقَامَ فُوَاق نَاقَةٍ، جَعَلُوهُ ظَرْفًا عَلَى السَّعَةِ. وفُوَاق النَّاقَةِ وفَواقها: مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ إِذَا فتحتَ يَدَكَ، وَقِيلَ: إِذَا قَبَضَ الْحَالِبُ عَلَى الضَّرْع ثُمَّ أَرْسَلَهُ عِنْدَ الْحَلْبِ. وفيقَتُها: دِرَّتُهَا مِنَ الفُواق، وَجَمْعُهَا فِيقٌ وفيَقٌ، وَحَكَى كُرَاعٌ فَيْقَةَ النَّاقَةِ، بِالْفَتْحِ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ. وفَاقَت النَّاقَةُ بدِرّتها إِذَا أرسلتْها عَلَى ذَلِكَ. وأفَاقَتِ النَّاقَةُ تُفِيق إِفَاقَةً أَيِ اجْتَمَعَتِ الفِيقةُ فِي ضَرْعِهَا، وَهِيَ مُفِيق ومُفِيقةٌ: دَرّ لَبَنُهَا، وَالْجَمْعُ مَفَاويق. وفَوّقَها أهلُها واسْتَفَاقوها: نَفَّسوا حَلْبَهَا؛ وَحَكَى أَبُو عَمْرٍو فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ نَوَادِرِهِ بَعْدَ أَنْ أَنْشَدَ لأَبي الْهَيْثَمِ التَّغْلِبِيِّ يَصِفُ قِسيًّا: لَنَا مسائحُ زُورٌ، فِي مَراكِضِها ... لِينٌ، وَلَيْسَ بِهَا وَهْيٌ وَلَا رَقَقُ شُدَّت بِكُلِّ صُهَابيّ تَئِطُّ بِهِ، ... كَمَا تَئِطُّ إِذَا مَا رُدَّتِ الفُيُقُ قَالَ: الفُيُق جَمْعُ مُفِيق وَهِيَ الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا لِبَنُهَا بَعْدَ الْحَلْبِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَحْلُبُونَ النَّاقَةَ ثُمَّ يَتْرُكُونَهَا سَاعَةً حَتَّى تَفِيقَ. يُقَالُ: أفَاقَت النَّاقَةُ فاحْلُبْها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ الفُيُق جَمْعُ مُفِيقٍ قِيَاسُهُ جَمْعُ فَيُوق أَوْ فَائقٍ. وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إِذَا نَفَّسوا حَلْبَهَا حَتَّى تَجْتَمِعَ دِرّتها. والفُواق والفَوَاق: مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ مِنَ الْوَقْتِ، والفُواق ثَائِبُ اللَّبَنِ بَعْدَ رَضَاعٍ أَوْ حِلَابٍ، وَهُوَ أَنْ تُحْلب ثُمَّ تُتْرك سَاعَةً حَتَّى تَدِرّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَلا غلامٌ شَبَّ مِنْ لِدَاتِها، ... مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها أفْوِقاتٌ: جَمْعُ أفْوقَةٍ، وأفْوقةٌ جَمْعُ فُوَاقٍ. وَقَدْ فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً وفِيقةً؛ وَكُلَّمَا اجْتَمَعَ مِنَ الفُواق دِرَّةٌ، فَاسْمُهَا الفِيقةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أفاقتِ الناقةُ تُفِيقُ إِفَاقَةً وفُوَاقاً إِذَا جَاءَ حِينَ حَلْبِهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الإِفاقةُ لِلنَّاقَةِ أَنْ تَرِدَ مِنَ الرَّعْيِ وتُتْرك سَاعَةً حَتَّى تَسْتَرِيحَ وَتُفِيقَ، وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كُثْوة: إفاقةُ الدِّرة رُجُوعُهَا، وغرارُها ذَهَابُهَا. يُقَالُ: اسْتَفِقِ الناقةَ أَيْ لَا تَحْلُبْهَا قَبْلَ الْوَقْتِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَا تَسْتَفِقْ مِنَ الشَّرَابِ أَيْ لَا تَشْرَبْهُ فِي الْوَقْتِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا تجعَلْ لِشُرْبِهِ وَقْتًا إِنَّمَا تَشْرَبُهُ دَائِمًا. ابْنُ الأَعرابي: المُفَوَّقُ الَّذِي يُؤخَذ قَلِيلًا قَلِيلًا مِنْ مَأْكُولٍ أَوْ مَشْرُوبٍ. وَيُقَالُ: أفاقَ الزمانُ إِذَا أَخْصَبَ بَعْدَ جَدْب؛ قَالَ الأَعشى: المُهِينِينَ مَا لَهُمْ في زمان السَّوءِ، ... حَتَّى إِذَا أفَاقَ أفَاقُوا يَقُولُ: إِذَا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا مِنْ نَحْرِ الإِبل. وَقَالَ نُصَيْرٌ: يُرِيدُ إِذَا أفاقَ الزمانُ سهمَه لِيَرْمِيَهُمْ بِالْقَحْطِ أفاقُوا لَهُ سِهامهم بِنَحْرِ الإِبل. وأَفَاوِيقُ السَّحَابِ: مَطَرُهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. والأَفاويقُ: مَا اجْتَمَعَ مِنَ الْمَاءِ فِي السَّحَابِ فَهُوَ يُمطر سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِيقُها، ... سِجالَ النِّطافِ عَلَيْهِ غِزَارَا أَيْ تثجُّ أفاويقُها عَلَى الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ كَسِجَالِ النِّطَافِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُمْ كَسَّرُوا فُوقاً عَلَى أَفْواقٍ ثُمَّ كَسَّرُوا أفْواقاً عَلَى أفاوِيقَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشعري وَقَدْ تَذَاكَرَ هُوَ وَمُعَاذٌ قراءةَ الْقُرْآنِ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَّا أَنَا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ

اللَّقوح ؛ يَقُولُ لَا أَقْرَأُ جُزْئِي بِمَرَّةٍ وَلَكِنْ أَقْرَأُ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، مُشْتَقٌّ مِنْ فُوَاق النَّاقَةِ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تُحلب ثُمَّ تُتْرَكُ سَاعَةً حَتَّى تَدِرَّ ثُمَّ تُحْلَبُ، يُقَالُ مِنْهُ: فاقت تَفُوق فُواقاً وفِيقةً؛ وَأَنْشَدَ: فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ مِنْ كُلِّ فِيقةٍ والفِيقَةُ، بِالْكَسْرِ: اسْمُ اللَّبَنِ الَّذِي يَجْتَمِعُ بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ بَقَرَةً: حَتَّى إِذَا فِيقة فِي ضَرْعِهَا اجْتَمَعَتْ، ... جَاءَتْ لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ، لَوْ رَضَعا وَجَمْعُهَا فِيقٌ وأفْواقٌ مِثْلُ شِبْر وَأَشْبَارٌ، ثُمَّ أفاوِيقُ؛ قَالَ ابْنُ هَمّام السَّلُولِيُّ: وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا، وَهُمْ يَرْضَعُونها ... أفاوِيقَ، حَتَّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثعْلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ تُجْمَعَ فِيقةٌ عَلَى فِيَقٍ، ثُمَّ تُجْمَعُ فِيَقٌ عَلَى أفْواقٍ، فَيَكُونُ مِثْلَ شِيعَةٍ وشِيَعٍ وأَشْيَاعٍ؛ وَشَاهِدُ أَفَوَاقٍ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حِينَ يَذْكرُها، ... يَسْقِينَهُ بكؤوس الْمَوْتِ أفْواقا وفَوَّقْتُ الْفَصِيلَ أَيْ سَقَيْتُهُ اللَّبَنَ فُواقاً فُواقاً. وتَفَوَّقَ الْفَصِيلُ إِذَا شَرِبَ اللَّبَنَ كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: شُدَّت بِكُلِّ صُهَابيٍّ تَئِطُّ بِهِ، ... كَمَا تَئِطُّ إِذَا مَا رُدَّتِ الفُيُقُ فَسَّرَ الفُيُقَ بِأَنَّهَا الإِبل الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْهَا لِبَنُهَا بَعْدَ الْحَلْبِ، قَالَ: وَالْوَاحِدَةُ مُفِيقٌ؛ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أَمَّا الفُيُقُ فَلَيْسَتْ بِجَمْعِ مُفِيق لأَن ذَلِكَ إِنَّمَا يُجْمَعُ عَلَى مَفَاوق ومفَاوِيق، وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهَا جَمْعُ نَاقَةٍ فَووق، وَأَصْلُهُ فُوُقٌ فَأَبْدَلَ مِنَ الْوَاوِ يَاءً اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّةِ عَلَى الْوَاوِ، وَيُرْوَى الفِيَقُ، وَهُوَ أَقْيَسُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا لَها مِنْ فَواقٍ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مِنْ فَتْرَةٍ، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ، يُقْرَأُ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، أَيْ مَا لَهَا مِنْ رَاحَةٍ وَلَا إِفَاقَةٍ وَلَا نَظْرَةٍ، وَأَصْلُهَا مِنَ الإِفاقة فِي الرَّضَاعِ إِذَا ارْتَضَعَتِ البَهْمةُ أُمَّها ثُمَّ تَرَكَتْهَا حَتَّى تُنْزِلَ شَيْئًا مِنَ اللَّبَنِ فَتِلْكَ الإِفاقة الفَواقُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: مَا أَقَامَ عِنْدِي فُواقَ ناقةٍ، وَبَعْضٌ يَقُولُ فَوَاق نَاقَةٍ بِمَعْنَى الإِفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عَلَيْهِ؛ تَقُولُ: أفَاقَ يُفِيقُ إفَاقَةً وفَواقاً؛ وَكُلُّ مغشيٍّ عَلَيْهِ أَوْ سَكْرَانَ معتوهٍ إِذَا انْجَلَى ذَلِكَ عَنْهُ قِيلَ: قَدْ أفاقَ واسْتَفَاقَ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: هَرِيقي مِنْ دُوموعك واسْتَفيقي ... وصَبراً إِنْ أَطقْتِ وَلَنْ تُطِيقي قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مِنْ قَرَأَ مِنْ فَوَاقٍ، بِالْفَتْحِ، أَرَادَ مَا لَهَا مِنْ إفاقةٍ وَلَا رَاحَةٍ، ذَهَبَ بِهَا إِلَى إِفَاقَةِ الْمَرِيضِ، وَمَنْ ضَمَّهَا جَعَلَهَا مِنْ فُوَاق النَّاقَةِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، يُرِيدُ مَا لَهَا مِنِ انْتِظَارٍ. قَالَ قَتَادَةُ: مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ مِنْ مَرْجُوعٍ وَلَا مَثْنَوِيّةٍ وَلَا ارْتِدَادٍ. وتَفَوَّقَ شرابَهُ: شَرِبَهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَخَرَجُوا بَعْدَ أفاوِيق مِنَ اللَّيْلِ أَيْ بَعْدَ ما مَضَى عَامَّةُ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ كَقَوْلِكَ بَعْدَ أَقْطَاعٍ مِنَ اللَّيْلِ؛ رَوَاهُ ثَعْلَبٌ. وفِيقةُ الضُّحَى: أوَّلها. وأَفاق العليلُ إِفَاقَةً واسْتَفاقَ:

نَقِه، وَالِاسْمُ الفُواق، وَكَذَلِكَ السَّكْرَانُ إِذا صَحَا. وَرَجُلٌ مْستَفيق: كَثِيرُ النَّوْمِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ غَرِيبٌ. وأَفاقَ عَنْهُ النعاسُ: أَقْلَعَ. والفَاقةُ: الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ، وَلَا فِعْلَ لَهَا. يُقَالُ مِنَ الفاقَةِ: إِنه لمُفْتاقٌ ذُو فاقةٍ. وَافْتَاقَ الرجلُ أَيِ افْتَقَرَ، وَلَا يُقَالُ فَاقَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا أَهْلَ بَيْتِ فاقةٍ ؛ الفاقةُ: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ. والمُفْتاق: الْمُحْتَاجُ؛ وَرَوَى الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: خَرَجَ سَامَةُ بْنِ لؤَي بْنِ غَالِبِ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى نَزَلَ بعُمَان وأنشأَ يَقُولُ: بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رَسُولًا: ... إِنَّ نَفْسي إِلَيْهِمَا مُشْتاقَهْ إِنْ تكنْ فِي عُمَانَ دَاري، فَإِنِّي ... ماجدٌ، مَا خرجْتُ مِنْ غَيْرِ فَاقَهْ وَيُرْوَى: فَإِنِّي غَالِبِيٌّ خَرَجْتُ؛ ثُمَّ خَرَجَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ فَقَرَاهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَعَدَ يَسْتَنُّ، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ زَوْجَةُ الأَزدي فَأَعْجَبَهَا، فَلَمَّا رَمَى سِوَاكَهُ أَخَذَتْهَا فَمَصَّتْهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهَا زَوْجُهَا، فَحَلَبَ نَاقَةً وَجَعَلَ فِي حِلَابِهَا سُمًّا وَقَدَّمَهُ إِلَى سَامَةَ، فَغَمْزَتْهُ الْمَرْأَةُ فَهَراقَ اللبنَ وَخَرَجَ يَسِيرُ، فَبَيَنَا هُوَ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جَوْفُ الخَمِيلةِ هَوَتْ نَاقَتُهُ إِلَى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وَفِيهَا أفْعى فنفَحَتْها، فَرَمَتْ بِهَا عَلَى سَاقِ سَامَةَ فَنَهَشَتْهَا فَمَاتَ، فَبَلَغَ الأَزدية فَقَالَتْ تَرِثِيهِ: عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ، ... علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلَّاقَهْ لَا أرَى مثلَ سامةَ بْنِ لُؤيٍّ، ... حَمَلَتْ حَتْفَهُ إِلَيْهِ النّاقَهْ رُبَّ كأسٍ هَرَقَتْها ابنَ لؤيٍّ، ... حَذَرَ الْمَوْتِ، لَمْ تَكُنْ مُهراقَهْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رَدِيئًا، ... بَعْدَ جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَهْ وَتَعَاطَيْتَ مَفْرَقاً بحُسَامٍ، ... وتَجَنَّبْتَ قَالَةَ العَوّاقَهْ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ ليُفَوَّقونني تُراثَ مُحَمَّدٍ تَفْوْيِقاً أَيْ يُعْطُونَنِي مِنَ الْمَالِ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ: مَنْ سُئِلَ فَوقَها فَلَا يُعْطَهُ أَيْ لَا يُعْطِي الزِّيَادَةَ الْمَطْلُوبَةَ، وَقِيلَ: لَا يُعْطِيهِ شَيْئًا مِنَ الزَّكَاةِ أَصْلًا لأَنه إِذَا طَلَبَ مَا فَوْقَ الْوَاجِبِ كَانَ خَائِنًا، وَإِذَا ظَهَرَتْ مِنْهُ خِيَانَةٌ سَقَطَتْ طَاعَتُهُ. والفُوقُ مِنَ السَّهْمِ: مَوْضِعُ الوَتَر، وَالْجَمْعُ أفْوَاق وفُوَقٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كنتَ أَخفضهم صَوْتًا وأَعلاهم فُوقاً أَيْ أَكْثَرَهُمْ حَظًّا وَنَصِيبًا مِنَ الدِّينِ، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ فُوقِ السَّهْمِ مَوْضِعُ الوَتَر مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: اجْتَمَعْنَا فأمّرْنا عُثْمَانَ وَلَمْ نَألُ عَنْ خَيْرِنَا ذَا فُوقٍ أَيْ ولَّيْنَا أَعْلَانَا سَهْمًا ذَا فُوقٍ؛ أَرَادَ خَيْرَنَا وَأَكْمَلَنَا تَامًّا فِي الإِسلام وَالسَّابِقَةِ وَالْفَضْلِ. والفُوق: مَشَقُّ رَأْسِ السَّهْمِ حَيْثُ يَقَعُ الوَتَر، وَحَرْفَاهُ زَنَمتَاهُ، وَهُذَيْلٌ تُسَمِّي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛ وَأَنْشَدَ: كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ مِنْهُ، ... خلالَ الرأْس، سِيطَ بِهِ مُشِيحُ وإِذا كَانَ فِي الفُوقِ مَيَل أَوِ انكِسَارٌ فِي إِحْدَى زَنَمتَيْه، فَذَلِكَ السَّهْمُ أفْوَق، وَفِعْلُهُ الفَوَقُ؛ وَأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:

كَسَّر مِنْ عَيْنَيْه تَقْوِيمَ الفَوَقْ وَالْجَمْعُ أفْوَاقٌ وفُوَق. وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ فُوَقاً جَمْعُ فُوقةٍ؛ وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: يُقَالُ فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وَأَنْشَدَ بَيْتَ رُؤْبَةَ أَيْضًا، وَقَالَ: هَذَا جَمْعُ فُوقَةٍ، وَيُقَالُ فُقْوَة وفُقاً، عَلَى الْقَلْبِ. ابْنُ الأَعرابي: الفَوَقَةُ الأَدباءُ الْخُطَبَاءُ. وَيُقَالُ للإِنسان تَشْخَصُ الرِّيحُ فِي صَدْرِهِ: فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: إنَّا أصحابَ مُحَمَّدٍ اجْتَمَعْنَا فأمَّرْنا عُثْمَانَ وَلَمْ نَألُ عَنْ خَيْرِنَا ذَا فُوقٍ ؛ قال الأَصعمي: قَوْلُهُ ذَا فُوقٍ يَعْنِي السَّهْمَ الَّذِي لَهُ فُوقٌ وَهُوَ مَوْضِعُ الوَتَرِ، فَلِهَذَا خصَّ ذَا الفُوقِ، وَإِنَّمَا قَالَ خَيْرَنَا ذَا فُوقٍ وَلَمْ يَقُلْ خَيْرَنَا سَهْماً لأَنه قَدْ يُقَالُ لَهُ سهمٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُصْلِح فُوقُه وَلَا أُحْكِمَ عملهُ، فَهُوَ سَهْمٌ وَلَيْسَ بِتَامٍّ كاملٍ، حَتَّى إِذَا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فَهُوَ حِينَئِذٍ سَهْمٌ ذُو فُوقٍ، فَجَعَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ مَثَلًا لِعُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ يَقُولُ: إِنَّهُ خَيْرَنَا سَهْمًا تَامًّا فِي الإِسلام وَالْفَضْلِ وَالسَّابِقَةِ، وَالْجَمْعُ أفْواقٌ، وَهُوَ الفُوقَةُ أَيْضًا، وَالْجَمْعُ فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بْنُ شَيْبان: ونَبْلي وفُقَاها ... كَعَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: وَمِنْ دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُونِ، ... لَا الفُوقُ نَبْلًا وَلَا النُّصَّل أَيْ لَيْسَتِ الْقَوْسُ بفَوْقاءِ النَّبْل وَلَيْسَتْ نِبالُها بفُوقٍ وَلَا بِنُصَّلٍ أَيْ بِخَارِجَةِ النِّصَالِ مِنْ أَرْعَاظِهَا، قَالَ: وَنَصَبَ نَبْلًا عَلَى تَوَهُّمِ التَّنْوِينِ وَإِخْرَاجِ اللَّامِ كَمَا تَقُولُ: هُوَ حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ وَالِدًا. والفَوَق: لُغَةٌ فِي الفُوق. وَسَهْمٌ أفْوَقُ: مَكْسُورُ الفُوقِ. وَفِي الْمَثَلِ: رَدَدْتُهُ بأفْوَقَ ناصلٍ إِذَا أخْسَسْتَ حَظَّهُ. وَرَجَعَ فُلَانٌ بأفْوَقَ ناصلٍ إِذَا خَسَّ حَظَّهُ أَوْ خَابَ. ومثَل لِلْعَرَبِ يُضْرَبُ لِلطَّالِبِ لَا يَجِدُ مَا طَلَبَ: رَجَعَ بأفْوَقَ ناصلٍ أَيْ بِسَهْمٍ مُنْكَسِرِ الفُوقِ لَا نَصْلَ لَهُ أَيْ رَجَعَ بحَظٍّ لَيْسَ بِتَمَامٍ. وَيُقَالُ: مَا بَلِلْتُ مِنْهُ بأفْوقَ ناصلٍ، وَهُوَ السَّهْمُ الْمُنْكَسِرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ومَن رَمى بِكُمْ فَقَدْ رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أَيْ رَمَى بِسَهْمٍ مُنْكَسِرِ الفُوقِ لَا نصل لَهُ. والأَفْوَقُ: السَّهْمُ الْمَكْسُورُ الفُوقِ. وَيُقَالُ: مَحالةٌ فَوْقاءُ إِذَا كَانَ لِكُلِّ سِنٍّ مِنْهَا فُوقَانِ مِثْلُ فُوقَيِ السَّهْمِ. وانْفَاقَ السهمُ: انْكَسَرَ فُوقُه أَوِ انْشَقَّ. وفُقْتُه أَنَا أفُوقُه: كَسَرْتُ فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عَمِلْتُ لَهُ فُوقاً. وأفَقْتُ السَّهْمَ وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ بِهِ، كِلَاهُمَا عَلَى الْقَلْبِ: وَضَعْتُهُ فِي الوَتَر لأَرْمي بِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فَإِنْ وَضَعْتَهُ فِي الْوَتَرِ لِتَرْمِيَ بِهِ قُلْتَ فُقْتُ السَّهْمَ وأفْوَقْتهُ. وَقَالَ الأَصمعي: أفَقْتُ بِالسَّهْمِ وأوْفَقْتُ بِالسَّهْمِ، بِالْبَاءِ، وَقِيلَ: وَلَا يُقَالُ أوْفَقْتُه وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. الأَصمعي: فَوَّق نَبْلَهُ تَفْويقاً إِذَا فَرَضَهَا وَجَعَلَ لَهَا أفْواقاً. ابْنُ الأَعرابي: الفُوقُ السِّهَامُ السَّاقِطَاتُ النُّصُول. وَفَاقَ الشيءَ يفُوقُه إِذَا كَسَرَهُ؛ قَالَ أَبُو الرُّبَيْسِ: يَكَادُ يَفُوقِ المَيْسَ، مَا لَمْ يَرُدّها ... أمينُ القوَى مِنْ صُنْعِ أيْمَنَ حَادِرِ أَمِينُ الْقُوَى: الزِّمَامُ، وأيْمَنُ: رَجُلٌ، وَحَادِرُ: غَلِيظٌ. والفُوق: أَعْلَى الْفَصَائِلِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنْشَدَنِي الْمُفَضَّلُ بَيْتَ الْفَرَزْدَقِ: وَلَكِنْ وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ ... عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أَنْتَ طالبُهْ

فصل القاف

وَقَالَ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيهِ الْمُفَضَّلُ، وَقَالَ: إِيَّاكَ وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ فُوقَة؛ قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، وَيُقَالُ: رَمَيْنَا فُوقاً وَاحِدًا، وَهُوَ أَنْ يَرْمِيَ الْقَوْمُ الْمُجْتَمِعُونَ رَمْيَةً بِجَمِيعِ مَا مَعَهُمْ مِنَ السِّهَامِ، يَعْنِي يَرْمِي هَذَا رَمْيَةً وَهَذَا رَمْيَةً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أقْبِلْ عَلَى فُوقِ نَبْلك أَيْ أقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ وَمَا يَعْنِيكَ. النَّضْرُ: فُوقُ الذَّكَرِ أَعْلَاهُ، يُقَالُ: كَمَرَةٌ ذَاتُ فُوقٍ؛ وَأَنْشَدَ: يَا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ، ... اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ، ... بَيْنَ مَنَاطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، عَلَى التَّشْبِيهِ. والفَاقُ: البانُ. وَقِيلَ: الزَّيْتُ الْمَطْبُوخُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ شَعَرَ امْرَأَةٍ: قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلًا، ... مِثْلَ الأَسَاوِد قَدْ مُسِّحْنَ بالفاقِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرَادَ الإِنفاق وَهُوَ الْغَضُّ مِنَ الزَّيْتِ، وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو: قَدْ شُدِّخن بالفاقِ، وَقَالَ: الفاقُ الصَّحْرَاءُ. وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ الأَرض الْوَاسِعَةُ. والفاقُ أَيْضًا: الْمُشْطُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَبَيْتُ الشَّمَّاخِ مُحْتَمِلٌ لِذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طَعَامًا؛ وَأَنْشَدَ: تَرَى الأَضيافَ يَنْتَجِعُونَ فَاقِي السُّلَمِيُّ: شَاعِرٌ مُفْلِقٌ ومُفِيق، بِاللَّامِ وَالْيَاءِ. والفائقُ: مَوْصل الْعُنُقِ فِي الرأْس، فَإِذَا طَالَ الفائقُ طَالَ الْعُنُقُ. واسْتَفَاق مِنْ مَرَضِهِ وَمِنْ سُكْرِهِ وَأَفَاقَ بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: اسْتِفْعَالٌ مَنْ أفاقَ إِذَا رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ قَدْ شُغِلَ عَنْهُ وَعَادَ إِلَى نَفْسِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِفاقةُ الْمَرِيضِ «2». وَالْمَجْنُونِ وَالْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ وَالنَّائِمِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَلَا أَدْرِي أفاقَ قَبْلي أَيْ قَامَ مِنْ غَشيْته. فيق: فَاقَ يَفِيقُ: جَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، لُغَةٌ فِي يَفُوق، وَرَوَى ابْنُ الأَثير فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وتُرْويه فِيقةُ البقرةِ ، الفِيقةُ، بالكسر: اسم اللين الَّذِي يَجْتَمِعُ فِي الضَّرْع بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ، وأَصل الْيَاءِ وَاوٌ انْقَلَبَتْ لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وَيُجْمَعُ عَلَى فِيق ثم أَفْوَاق. فصل القاف قرق: القَرِقُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي. يُقَالُ قاعٌ قَرِقٌ مستوٍ؛ قَالَ يَصِفُ إِبِلًا بِالسُّرْعَةِ: كأنَّ أيْديهُنَّ، بالقَاعِ القَرِقْ، ... أَيْدِي نساءٍ يَتَعَاطَيْنَ الورِقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِيهِ أَيْضًا القِرْق، بِكَسْرِ الْقَافِ؛ قَالَ الْمَرَّارُ: وأحَلَّ أقوامٌ بيوتَ بَنِيهِمُ ... قِرْقاً، مَدَافعُها بعادُ الأَرْؤسِ والقَرِق والقَرَق: الْقَاعُ الطَّيِّبُ لَا حِجَارَةَ فِيهِ. التَّهْذِيبُ: وَادٍ قَرِقٌ وقَرْقَر وقَرَقُوس أي أملس، والقَرَقُ الْمَصْدَرُ؛ وَأَنْشَدَ: تَرَبَّعَتْ مِنْ صُلْبِ رَهْبَى أَنَقَا ... ظَواهراً مَرّاً، ومَرّاً غَدَقَا

_ (2). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ إِفَاقَةُ الْمَرِيضِ إلخ] هكذا في الأَصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض

ومِنْ قَيَاقي الصُّوَّتَيْنِ قِيَقَا ... صُهْباً، وَقُرْبَانًا تُناصِي قَرَقَا قَالَ أَبُو نَصْرٍ: القَرّقُ شَبِيهٌ بِالْمَصْدَرِ، وَيُرْوَى عَلَى وَجْهَيْنِ: قَرِقٌ وقَرَقٌ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: القِرَقُ الْجَمَاعَةُ، وَجَمْعُهُ أقْراقٌ. يُقَالُ: جَاءَ قِرْقٌ مِنَ النَّاسِ وقِرْقٌ مِنَ النِّسَاءِ. والقِرقَان: أخَوَانِ مِنْ ضَرَّتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ لَئِيمُ القِرْق أَيِ الأَصل. والقِرْقُ: الأَصل؛ قَالَ دُكَيْن السَّعدي يَصِفُ فَرَسًا: ليْسَت مِنَ القِرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ، ... قَدْ سَبَقَتْ قَيْساً، وَأَنْتَ تَنْظُرُ هَكَذَا أَنْشَدَهُ يَعْقُوبُ، وَرَوَاهُ كُرَاعٌ: لَيْسَتْ مِنَ الفُرْقِ، جَمْعُ فَرَسٍ أفْرَق وَهُوَ النَّاقِصُ إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ؛ وَيُقَوِّي رِوَايَتَهُ قَوْلُ الْآخَرِ: طَلَبْت بَنَاتُ أعْوَجَ، حَيْثُ كَانَتْ، ... كَرِهْت تَنَاتُجَ الفُرْقِ البِطَاءِ مَعَ أَنَّهُ قَالَ مِنَ القِرْقِ البِطاءِ فَقَدْ وَصَفَ القِرْقَ، وَهُوَ وَاحِدٌ، بالبِطاء وَهُوَ جَمْعٌ. والقِرْقُ: الأَصل الرَّدِيءُ. والقِرْقُ: الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: والقِرْقُ لَعِبُ السُّدَّرِ. والقَرْقُ: صَوْتُ الدَّجَاجَةِ إِذَا حَضَنَتْ. أَبُو عَمْرٍو: قَرقَ إِذَا هَذَى وقَرقَ إِذَا لَعِبَ بالسُّدِّر. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: استوىَ القِرْقُ فَقُومُوا بِنَا أَيِ اسْتَوَيْنَا فِي اللَّعِبِ فَلَمْ يَقْمُرْ وَاحِدٌ مِنَّا صَاحِبَهُ، وَقِيلَ: القِرْقُ لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ يخطُّون في فِي الأَرض خَطًّا وَيَأْخُذُونَ حَصَيَاتٍ فيَصُفُّونها؛ قَالَ ابْنُ أبي الصلث: وأعْلاقُ الكواكِبِ مُرْسلاتٌ، ... كحَبْل القِرْقِ، غايتُها النِّصاب «1» . شبَّه النُّجُومَ بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ الَّتِي تُصَفّ، وَغَايَتُهَا النِّصابُ أَيِ المَغْرب الَّذِي تَغْرُبُ فِيهِ. أَبُو إِسْحَقَ الْحَرْبِيُّ فِي القِرْق الَّذِي جاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا يَرَاهُمْ يَلْعَبُونَ بالقِرْق فَلَا يَنْهَاهُمْ ؛ قَالَ: القِرْقُ، بِكَسْرِ الْقَافِ، لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بِهَا أَهْلُ الْحِجَازِ وَهُوَ خطٌّ مُرَبَّع، فِي وَسَطِهِ خَطٌّ مُرَبَّعٌ، فِي وَسَطِهِ خَطٌّ مُرَبَّعٌ، ثُمَّ يُخَطُّ مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ الْخَطِّ الأَول إِلَى الْخَطِّ الثَّالِثِ، وَبَيْنَ كُلِّ زَاوِيَتَيْنِ خَطٌّ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرِينَ خَطًّا، وَقَالَ أَبُو إِسْحَقَ: هُوَ شَيْءٌ يُلْعَبُ بِهِ، قَالَ: وسمِّيت الأَربعة عشر. قربق: يُقَالُ لِلْحَانُوتِ كُرْبَجٌ وكُرْبَق وقُرْبَق. والقُرْيَقُ: اسم موضع؛ وأنشد الأَصعمي: يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كلَوْن العَوْهَقِ، ... لاحقةَ الرِّجْلِ عَنُودَ المِرْفَقِ، يَا ابْنَ رُقَيْع، هَلْ لَهَا مِنْ مَغْبَقِ؟ ... مَا شربَتْ بَعْدَ طَوِيِّ القُرْبَقِ، مِنْ قطرةٍ، غَيْرِ النَّجاءِ الأَدْفَقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِسَالِمِ بْنِ قُحْفان، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَا ابْنَ رُقَيْعٍ، وَمَا بَعْدَهُ للصَّقر بْنِ حَكِيمَ بْنَ مُعَيَّة الرَّبَعِيّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي يُرْوَى لِلصَّقْرِ بْنِ حَكِيمٍ: قَدْ أقْبَلتْ طَوامِياً مِنْ مَشْرِقِ، ... تَرْكَبُ كلَّ صَحْصَحان أخْوَقِ

_ (1). قوله [كحبل القرق] هكذا في الأَصل، وفي هامش نسخة صحيحة من النهاية: كخيل القرق، وفسرها بقوله خيلها هي الحصيات التي تصف

وَبَعْدَ قَوْلِهِ يَا ابْنَ رُقَيْعٍ: هَلْ أنْتَ ساقِيها، سَقَاك المُستْقي؟ وَرَوَى أَبُو عَلِيٍّ النِّجاء، بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَالَ: هُوَ جَمْعُ نجْوَة وَهِيَ السَّحَابَةُ، وَالْمَعْنَى مَا شَرِبَتْ غَيْرَ ماءِ النِّجاء، فَحَذَفَ الْمُضَافَ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ لأَن السَّحَابَ لَا يُشْرَبُ، قَالَ: وَالظَّاهِرُ مِنَ الْبَيْتِ عِنْدِي أَنَّهُ يُرِيدُ بالنَّجاء الأَدفق السَّيْرَ الشَّدِيدَ، لأَن النَّجْوَ هُوَ السَّحَابُ الَّذِي هَراقَ الْمَاءَ، وَهَذَا لَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بالغُزْرِ والدَّفْقِ، وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ: الكُرْبَق، بِالْقَافِ وَالْكَافِ، وَقَالَ هُوَ الْبَصْرَةُ؛ وَقَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الْحَانُوتُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، يَعْنِي كُلْبَهْ. قرطق: فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ: جَاءَ الْغُلَامُ وَعَلَيْهِ قُرْطَقٌ أَبيض أَيْ قَبَاءٌ، وَهُوَ تَعْرِيبُ كُرْتَهْ، وَقَدْ تُضَمُّ طَاؤُهُ، وَإِبْدَالُ الْقَافِ مِنَ الْهَاءِ فِي الأَسماء الْمُعْرَبَةِ كَثِيرٌ كالبَرْق والباشَقِ والمُسْتُقِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ قُرَيْطق ؛ هُوَ تَصْغِيرُ قُرْطَق. ققق: القَقَّةُ: حَدَثُ الصَّبِيِّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا هُوَ قِقَةٌ، بِكَسْرِ الْقَافِ الأَولى وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ وَتَخْفِيفِهَا؛ ابْنُ سِيدَهْ: الْقَافُ مُضَاعَفَةٌ، فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَلَا تُبايعُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ يَعْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا شبَّهت بَيْعَتَكُمْ إِلَّا بقَقَّة، أَتَعْرِفُ مَا قَقَّة الصَّبِيِّ؟ يحْدِثُ ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ فِي حَدَثِهِ فَتَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: قَقَّة قَالَ الأَزهري: لَمْ يجئْ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، فَاؤُهَا وَعَيْنُهَا وَلَامُهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ، إِلَّا قَوْلُهُمْ قَعَدَ الصبيُّ عَلَى قَقَقِهِ وصَصَصِه أَيْ حَدَثِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَعَدَ الصَّبِيُّ عَلَى قَقَقِه؛ حَكَاهَا الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَهُوَ مِنَ الشُّذُوذِ وَالضَّعْفِ بِحَيْثُ تَرَاهُ. التَّهْذِيبُ: فِي الْحَدِيثِ أَنَّ فُلَانًا وَضَعَ يَدَهُ فِي قَقَّة ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْهَوَازِيُّ القَقَّةُ مَشْيُ الصَّبِيِّ وَهُوَ حدَثه، قَالَ: وَإِذَا أَحْدَثَ الصَّبِيُّ قَالَتْ أُمُّهُ: قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دَعْهُ، قَقَّةٌ دَعْهُ، فَرَفَعَ وَنَوَّنَ وَقَالَ وَقَعَ فُلَانٌ فِي قَقَّة إِذَا وَقَعَ فِي رَأْيِ سُوءٍ. ابْنُ الأَعرابي: القَقَقَةُ الْغِرْبَانُ الأَهلية. الْخَطَّابِيُّ: قَقَّة شَيْءٌ يُرَدِّدُهُ الطِّفْلُ عَلَى لِسَانِهِ قَبْلَ أَنْ يتدَرَّب بِالْكَلَامِ، فَكَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَرَادَ تِلْكَ بَيْعَةٌ تَوَلَّاهَا الأَحداث وَمَنْ لَا يَعْتَبِرُ بِهِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهو صَوْتٌ يصوِّت بِهِ الصَّبِيُّ أَوْ يصوَّتُ لَهُ بِهِ إِذَا فَزِع مِنْ شَيْءٍ أَوْ فُزِّع إِذَا وَقَعَ فِي قَذِرٍ، وَقِيلَ: القَقَّة العِقْيُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ، وَإِيَّاهُ عَنَى ابْنُ عُمَرَ حِينَ قِيلَ لَهُ: هَلَّا بَايَعْتَ أَخَاكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي وَضَعَ يَدَهُ فِي قَقَّة أَيْ لَا أنْزِع يَدِي مِنْ جَمَاعَةٍ وَأَضَعُهَا في فرقة. قلق: القَلَقُ: الِانْزِعَاجُ. يُقَالُ: بَاتَ قَلِقاً، وأقلَقَهُ غَيْرُهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِلَيْكَ تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها، ... مُخَالِفًا دِينَ النَّصارَى دِينُها القَلَقُ: الِانْزِعَاجُ، والوَضِينُ: حِزَامُ الرَّحْلِ؛ أَخْرَجَهُ الْهَرَوِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ عَنْ سَالِمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفَاضَ مِنْ عَرَفات وَهُوَ يَقُولُ ذَلِكَ، وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ بِابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ قَلِقَ الشيءُ قَلَقاً ، فَهُوَ قَلِقٌ ومِقْلاق، وَكَذَلِكَ الأَنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الأَعشى: رَوَّحَتْه جَيْداء دانية المَرْتَع، ... لا خَبَّةٌ ولا مِقْلاق

وَامْرَأَةٌ مِقْلاق الوِشاح: لَا يَثْبُتُ عَلَى خَصْرِهَا مِنْ رِقَّتِهِ. وأقْلَقَ الشيءَ مِنْ مَكَانِهِ وقَلَقَه: حَرَّكَهُ. والقَلَقُ: أَنْ لَا يَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ أقلَقَهُ فقَلِقَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أقلِقُوا السُّيُوفَ فِي الْغِمْدِ أَيْ حرِّكوها فِي أَغْمَادِهَا قَبْلَ أَنْ تَحْتَاجُوا إِلَى سَلّها لِيَسْهُلَ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا. والقَلَقِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الْحُلِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْرِي إِلَى أَيِّ شَيْءٍ نُسِبَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلَى القَلَق الَّذِي هُوَ الِاضْطِرَابُ كَأَنَّهُ يَضْطَرِبُ فِي سِلْكِهِ وَلَا يَثْبُتُ، فَهُوَ ذُو قَلَقٍ لِذَلِكَ؛ قَالَ عَلَقَةُ بْنُ عَبْدَةَ: مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ، ولُؤلُؤٌ ... مِنَ القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّبِ التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِضَرْبٍ مِنَ الْقَلَائِدِ الْمَنْظُومَةِ بِاللُّؤْلُؤِ قَلَقِيّ. والقِلِّقُ والتِّقِلِّقُ: مِنْ طير الماء. قندق: القُنْداق: صَحِيفَةُ الْحِسَابِ. قوق: القُوقُ والقاقُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، والقُوَاق: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَبِيحُ الطُّولِ. أَبُو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلطَّوِيلِ قاقٌ وقُوقٌ وقِيقٌ وأنْقُوق، والقُوق: الأَهوج الطُّولِ؛ وَأَنْشَدَ: أحْزَم لَا قُوقٌ وَلَا حَزَنْبَلُ والقاقُ: الأَحمق الطَّائِشُ؛ وأَنشد: لَا طائشٌ قاقٌ وَلَا غَبيّ والقاقُ: طَائِرٌ مَائِيٌّ طَوِيلُ العنُق. والقُوقُ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ طَوِيلُ الْعُنُقِ قَلِيلُ نَحْضِ الْجِسْمِ؛ وأَنشد: كأَنَّكَ مِنْ بَنَاتِ الْمَاءِ قُوقُ والقُوق: طَائِرٌ لَمْ يُحَلّ. أَبُو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ قُوق، والأَنثى قُوقة، لِلطَّوِيلِ الْقَوَائِمِ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ قاقٌ وقاقةٌ، والقُوقةُ بِالْهَاءِ للأَصلع؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَأَنْشَدَ: مِنَ القُنْبُصاتِ قُضاعِيّة ... لَهَا ولدٌ قُوقَةٌ أحدَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَنْشَدَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الدَّمامةِ والقِصَر وَنَسَبَهُ لِبَعْضِ الْهُذَلِيِّينَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ القُوقةُ الأَصلع وَهَذِهِ رِوَايَةُ الأَلفاظ؛ وَأَمَّا الَّذِي فِي شِعْرِهِ فَهُوَ: لِزَوْجةِ سوءٍ فَشا سرُّها ... عليَّ جِهاراً، فَهِيْ تَضْرِبُ عَلَى غَيْرِ ذنبٍ، قُضاعِيّةٍ، ... لها ولد قُوقَة أحْدَبُ خَفَضَ قُضَاعِيَّةً عَلَى الْبَدَلِ مِنْ زَوْجَةٍ. وَقُوقٌ: بِمَعْنَى مَعَ «2» أَنِّي لَهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَالشَّاعِرُ غُلَامٌ مِنْ هُذَيْل شَكَا فِي الشِّعْرِ عُقوق أَبِيهِ، وَأَنَّهُ نَفَاهُ لأَجل امرأَة كَانَتْ لَهُ، يُرِيدُ نَفَانِي لِزَوْجَةِ سُوءٍ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: أَيُّهَا القَسُّ الَّذِي قَدْ ... حَلَقَ القُوقةَ حَلْقَهْ، لَوْ رأَيت الدَّفّ مِنْهَا، ... لَنَسَقْتَ الدَّفّ نَسْقَةْ والقُوقةُ: الصَّلَعةُ. وَرَجُلٌ مُقَوَّق: عَظِيمُ الصَّلَعة. وقُوق: مَلِكٌ رُوميّ. وَالدَّنَانِيرُ القُوقيَّة: مِنْ ضَرْبِ قَيْصَر كَانَ يُسَمَّى قُوقاً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَجئتم بِهَا هِرَقْلِيَّةً قُوقِيَّةً؟ يُرِيدُ:

_ (2). قوله [وقوق بمعنى مع إلخ] هو كذلك بالأَصل.

البيعةُ لأَولاد الْمُلُوكِ سُنَّةُ الرُّومِ وَالْعَجَمِ، قَالَ ذَلِكَ لَمَّا أَراد مُعَاوِيَةُ أَنْ يُبَايِعَ أهلُ الْمَدِينَةِ ابْنَهُ يَزِيدَ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ. وَقُوق: اسْمُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الرُّومِ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الدَّنَانِيرُ القُوقِيّة، وَقِيلَ: كَانَ لَقَبُ قَيْصَرَ قُوقاً، وَرُوِيَ بِالْقَافِ وَالْفَاءِ مِنَ القَوْف الإِتباع، كأَن بَعْضَهُمْ يَتْبَعُ بَعْضًا. وَدِينَارٌ قُوقيّ: يُنْسَبُ إِلَيْهِ. وقَاقَ النعامُ: صَوَّت؛ قَالَ النابغة: كأَنَّ غَدِيرَهُمْ، بِجَنُوبِ سِلَّى، ... نَعامٌ قَاقَ فِي بلدٍ قِفَارِ أَراد غَدِير نَعامٍ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وَأَقَامَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ، وَمَعْنَاهُ أَيْ كَانَ حَالُهُمْ فِي الْهَزِيمَةِ حَالَ نَعامٍ تَغْدُو مَذْعُورَةً، وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ ابْنُ بري لشَقِيق ابن جَزْء بْنُ رَبَاحٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى أَلِفِ قَاقَ بِأَنَّهَا وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ وَالْعَيْنُ وَاوًا أَكْثَرُ مِنْهَا يَاءً. والقَيْقُ والقَقْوُ والقَوْقُ: صَوْتُ الغِرْغِرَةِ إِذَا أَرَادَتِ السِّفاد وَهِيَ الدَّجَاجَةُ السِّنْدِيَّةُ. الأَزهري: قُوْقُ المرأَة وَسُوسُهَا «1» صَدْعُ فَرْجِهَا؛ وأَنشد: نُفاثِيَّة أَيَّان مَا شاءَ أَهلُها، ... رأَوا قُوقَها فِي الخُصّ لم يَتَغَيَّبِ قيق: القِيقَاةُ والقِيقاءَةُ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَقِيلَ الْمُنْقَادَةُ وَالْهَمْزَةُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ وَالْيَاءُ الأُولى مُبْدَلَةً مِنَ الْوَاوِ، وَيَدُلُّكَ عَلَيْهِ قَوْلُهُمْ فِي الْجَمْعِ القَوَاقي، وَهُوَ فعْلاء مُلْحَقٌ بسِرْدَاح، وَكَذَلِكَ الزِّيزاءَة لأَنه لَا يَكُونُ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ القِلْقَالِ إِلَّا مَصْدَرًا وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى اللَّفْظِ فَيُقَالُ قَيَاقٍ، وَالْجَمْعُ قِيقاء وقَيَاقٍ؛ قَالَ: إِذَا تَمَطَيْنَ عَلَى القَيَاقي، ... لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَناقِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ قَوَاق فَجَعَلَ الْيَاءَ فِي قَيَاقٍ بَدَلًا كَمَا أَبدلها فِي قَيْل. ابْنُ شُمَيْلٍ: القِيقَاة جَمْعُهَا قِيقاء مِنَ القَوَاقي وَهُوَ مَكَانٌ ظَاهِرٌ غَلِيظٌ كَثِيرُ الْحِجَارَةِ وَحِجَارَتُهَا الأَظِرّةُ، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ بالأَرض وَفِيهَا نُشُوز وَارْتِفَاعٌ مَعَ النُّشُوزِ، نُثِرَتْ فِيهَا الْحِجَارَةُ نَثْراً لَا تَكَادُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَمْشِيَ فِيهَا، وَمَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ المنْثورة حِجَارَةٌ غاصٌّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَحْفِرَهَا، وَحِجَارَتُهَا حُمْرٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ وَالْبَقْلَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وخَبَّ أَعْرَافُ السَّفَا عَلَى القِيَقْ كأَنه جَمْعُ قِيقَة وَإِنَّمَا هِيَ قِيقَاة فَحُذِفَ أَلفها، وَقِيلَ هِيَ قِيقَةٌ، وَجَمْعُهَا قَيَاقٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: واسْتَنَّ أَعرافُ السَّفا عَلَى القِيَقْ الْقِيَقُ يُرِيدُ جَمْعَ قِيقاءَةٍ كَأَنَّهُ أَخرجه عَلَى جَمْعِ قِيقةٍ. والقِيقاةُ والقيقايَةُ: وِعَاءُ الطَّلْع. ابْنُ الأَعرابي: القَيْقُ صَوْتُ الدَّجَاجَةِ إِذَا دَعَتِ الدِّيكَ للسِّفاد، وَقَالَ أَيْضَا: القِيقُ الْجَبَلُ الْمُحِيطُ بِالدُّنْيَا. الْفَرَّاءُ: القِيقيةُ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي تَحْتَ القَيْضِ مِنَ الْبَيْضِ، وأَما الغِرْقِئُ فَالْقِشْرَةُ الْمُلْتَزِقَةُ بِبَيَاضِ الْبَيْضِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِبَيَاضِ الْبَيْضِ القئْقئ وَلِصُفْرَتِهَا المُخّ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: والجلْدُ مِنْهَا غِرْقِئ القُوَيْقِيَهْ القُوَيْقِيةُ: كِنَايَةٌ عن البيضة.

_ (1). قوله [وسوسها] هكذا في الأَصل.

فصل الكاف

فصل الكاف كذنق: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكُذَيْنِقُ مُدُقّ الْقَصَّارِينَ الَّذِي يُدَقّ عَلَيْهِ الثوبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَامَةُ القُصْعُلِ الضَّئِيلِ وكَفّ ... خِنْصَراها كُذَيْنِقَا قَصَّارِ كربق: يُقَالُ لِلْحَانُوتِ: كُرْبَج وكُرْبَق وقُرْبَق، وَهُوَ فَارِسِيٌّ معرب. كسق: الكَوْسَقُ: الكَوْسَجُ مُعَرَّبٌ. فصل اللام لبق: اللّبَقُ: الظَّرْفُ والرِّفْقُ، لَبِقَ، بِالْكَسْرِ، لَبَقاً ولَباقَةً، فَهُوَ لَبِقٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: بَنَوْهُ عَلَى هَذَا لأَنه عِلْم وَنَفَاذٌ تُوُهِمَ أَنهم جَاؤُوا بِهِ عَلَى فَهِمَ فَهَامَةً فَهُوَ فَهِمٌ، والأُنثى لَبِقَةٌ، ولَبُقَ فَهُوَ لَبِيقٌ كلَبِقٍ، والأُنثى لَبِيقة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَكَانَ بتَصْريفِ القَنَاة لَبِيقا وَقِيلَ: اللَّبِقة واللَّبِيقة الْحَسَنَةُ الدَّلّ واللِّبْسة اللَّبِيبَةُ الصَّناع، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اللَّبِقةُ الَّتِي يُشَاكِلُهَا كلُّ لِبَاسٍ وطيبٍ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ لَبِقٌ وَيُقَالُ لَبِيق، وَهُوَ الْحَاذِقُ الرَّفِيقُ بِكُلِّ عَمَلٍ، وامرأَة لبيِقة ظريفة رَفيقةٌ ويليق بِهَا كُلُّ ثَوْبٍ. أَبُو بَكْرٍ: اللَّبِقُ الحُلو اللَّيِّنُ الأَخلاقِ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمِنْ ذَلِكَ المُلَبَّقة إِنَّمَا سُمِّيَتْ مُلَبّقة لِلِينِهَا وَحَلَاوَتِهَا، وَقَالَ قَوْمٌ: مَعْنَاهُ الرَّفِيقُ اللطيفُ الْعَمَلِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَبَّاضة بَيْنَ العَنيفِ واللَّبِقْ وَهَذَا الأَمر يَلْبَقُ بِكَ أَيْ يُوَافِقُكَ وَيَزْكُو بِكَ. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا الأَمر لَا يَلِيقُ بِكَ وَلَا يَلْبَقُ بِكَ، فَمَنْ قَالَ لَا يَلِيقُ فَمَعْنَاهُ لَا يَحْسُنُ بِكَ حَتَّى يَلْصَق بِكَ، وَمَنْ قَالَ لَا يَلْبَقُ فَمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ يوفَّق لَكَ؛ وَمِنْهُ تَلْبِيقُ الثَّرِيد بِالسَّمْنِ إِذا أَكثر أُدْمه. وَيُقَالُ: لَبِقَ بِهِ الثوبُ أَي لَاقَ بِهِ. وَالثَّرِيدُ المُلَبَّق: الشَّدِيدُ التَّثْريد الْمُلَيَّنُ بِالدَّسَمِ. يُقَالُ: ثَرِيدَةٌ مُلَبَّقَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَصَنَعَ ثَرِيدَةً ثُمَّ لبَّقَها أَيْ خَلَطَهَا خَلْطًا شَدِيدًا، وَقِيلَ: جَمَعَهَا بالمغْرَفة. ولَبَّق الثَّرِيدَ وَغَيْرَهُ: خَلَطَهُ وَلَيَّنَهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَا خَيْرَ فِي أَكل الخُلاصة وحْدَها، ... إِذَا لَمْ يَكُنْ رَبُّ الخُلاصة ذَا تَمْرِ ولكنَّها زَيْنٌ، إِذا هِيَ لُبِّقَتْ ... بمَحْضٍ عَلَى حَلْواءَ، فِي مَضَر القِدْرِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا بِثَرِيدَةٍ ثُمَّ لَبَّقها ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَي جَمَعَهَا بالمِقْدَحة. اللَّيْثُ: لبَّقْتُ الثَّرِيدَةَ إِذَا لَمْ تَكُنْ بِلَحْمٍ، وَقِيلَ: ثَرِيدَةٌ مُلَبَّقَةٌ خلطت خلطاً شديداً. لثق: اللَّثَقُ: النَّدَى مَعَ سُكُونِ الرِّيحِ، ابْنُ دُرَيْدٍ: اللَّثَقُ النَّدَى والحَرّ مِثْلُ الوَمَد. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَلَمَّا رأَى لَثَق الثِّيَابِ عَلَى النَّاسِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نواجِذُه ؛ اللَّثَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: البَلَل. يُقَالُ: لَثِقٌ الطائرُ إِذَا ابْتَلَّ رِيشُهُ، وَيُقَالُ لِلْمَاءِ وَالطِّينِ لَثَقٌ أَيْضًا. واللَّثَقُ: الْمَاءُ وَالطِّينُ يَخْتَلِطَانِ. واللّثِقُ: اللَّزِجُ مِنَ الطِّينِ وَنَحْوِهِ، لَثِقَ لثَقاً،

فَهُوَ لَثِق، وأَلثقَهُ البَلَلُ. وَطَائِرٌ لَثِقٌ أَي مُبْتلّ. واللَّثَقُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الَّذِي قَدْ لَثِقَ، بِالْكَسْرِ، يَلْثَقُ لَثَقاً كَالطَّائِرِ الَّذِي يَبْتَلُّ جَنَاحَاهُ مِنَ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: لَثِقَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، والتَثَقَ وأَلْثَقَهُ غيرهُ، وَيُقَالُ لَثَّقْتُه تَلْثِيقاً إِذَا أَفسدته. وَشَيْءٌ لَثِقٌ: حُلْوٌ، يَمَانِيَّةٌ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، قَالَ: وَرَوَاهُ الأَزهري عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ؛ وأَنشد: فَبُغْضُكُمْ عِنْدَنَا مُرِّ مَذَاقَتُه، ... وبَغْضُنَا عِنْدَكُمْ، يَا قَوْمَنَا، لَثِقُ لحق: اللَّحْقُ واللُّحُوق والإِلْحاقُ: الإِدراك. لَحِقَ الشيءَ وأَلْحَقَهُ وَكَذَلِكَ لَحِقَ بِهِ وأَلْحَقَ لَحاقاً، بِالْفَتْحِ، أَيْ أَدْرَكَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ لأَبي دُوَادَ: فأَلْحَقَهُ، وَهُوَ سَاطٍ بِهَا، ... كَمَا تُلْحِقُ القوسُ سَهْمَ الغَرَبْ واللَّحاقُ: مَصْدَرُ لَحِقَ يَلْحَقُ لَحاقاً. وَفِي الْقُنُوتِ: إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ بِمَعْنَى لاحِق، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحَقٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْفَتْحُ أَيضاً صَوَابٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الرِّوَايَةُ بِكَسْرِ الْحَاءِ، أَي مَنْ نَزَلَ بِهِ عذابُك أَلْحَقَهُ بِالْكُفَّارِ، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى لَاحِقٍ لُغَةً فِي لَحِقَ. يُقَالُ: لَحِقْتُه وأَلْحَقْته بِمَعْنًى كتَبعتْه وأَتْبَعْته، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْحَاءِ عَلَى الْمَفْعُولِ أَيْ إِنَّ عَذَابَكَ مُلْحَقٌ بِالْكَفَّارِ وَيُصَابُوَنَ بِهِ، وَفِي دُعَاءِ زِيَارَةِ الْقُبُورِ: وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ إِذَا شَاءَ اللَّهُ، وَقِيلَ: إِنَّ شَرْطِيَّةٌ وَالْمَعْنَى لاحقُونَ بِكُمْ فِي الْمُوَافَاةِ عَلَى الإِيمان، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى التَّبَرّي وَالتَّفْوِيضِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى التأَدب كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ. وأَلْحَقَ فلانٌ فُلَانًا وألْحَقَهُ بِهِ، كِلَاهُمَا: جَعْلَهُ مُلْحَقَهُ. وتَلاحَقَ الْقَوْمُ: أَدرك بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وتلاحَقَت الرِّكاب والمَطايا أَي لَحِقَ بعضُها بَعْضًا؛ وأَنشد: أقولُ، وَقَدْ تَلاحَقَت المَطايا: ... كَفاك القَوْل إِنَّ عَلَيكَ عَيْنا كَفَاكَ الْقَوْلُ أَي ارْفُقْ وأَمسك عَنِ الْقَوْلِ. ولَحِقْتُه وأَلْحَقْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الأَزهري: واللَّحَقُ مَا يُلْحَقُ بِالْكِتَابِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ فتُلْحِق بِهِ مَا سَقَطَ عَنْهُ وَيُجْمَعُ أَلْحاقاً، وَإِنْ خُفِّف فَقِيلَ لَحْق كَانَ جَائِزًا. الْجَوْهَرِيُّ: اللّحَقُ، بِالتَّحْرِيكِ، شَيْءٌ يُلْحَقُ بالأَول. وَقَوْسٌ لُحُقٌ ومِلْحاق: سَرِيعَةُ السَّهْمِ لَا تُرِيدُ شَيْئًا إِلَّا لَحِقتْه. وَنَاقَةٌ مِلْحَاق: تَلْحَقُ الإِبل فَلَا تَكَادُ الإِبل تَفُوتُهَا فِي السَّيْرِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَهِيَ ضَروُحُ الرَّكْض مِلْحاق اللَّحَق واللَّحَقُ: كُلُّ شَيْءٍ لَحِقَ شَيْئًا أَو لُحِقَ بِهِ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَحَمْلِ النَّخْلِ، وَقِيلَ: اللَّحَقُ فِي النَّخل أَن تُرْطب وتُتَمّر ثُمَّ يَخْرُجُ فِي بَطْنِهِ شَيْءٌ يَكُونُ أَخضر قَلَّمَا يُرْطب حَتَّى يُدْرِكَهُ الشِّتَاءُ فيُسْقطه الْمَطَرُ، وَقَدْ يَكُونُ نَحْوُ ذَلِكَ فِي الكَرْم يُسَمَّى لَحَقَاً؛ وَقَدْ قَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ يصف نخلة أَثْلَعت بَعْدَ يَنْع مَا كَانَ خَرَجَ مِنْهَا فِي وَقْتِهِ فَقَالَ: أَلْحَقَتْ مَا اسْتَلْعَبَتْ بِالَّذِي ... قَدْ أَنى، إذْ حانَ حينُ الصِّرام أَي أَلحقت طَلْعاً غَريضاً كأَنها لَعِبَتْ بِهِ إِذْ أَطلعته

فِي غَيْرِ حِينِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّخْلَةَ إِنَّمَا تُطْلِعُ فِي الرَّبِيعِ فَإِذَا أَخرجت فِي آخِرِ الصَّيْفِ مَا لَا يَكُونُ لَهُ يَنْعٌ فكأَنها غَيْرُ جَادَّةٍ فِيمَا أَطْلَعَتْ. واللَّحَق أَيضاً مِنَ الثَّمَرِ: الَّذِي يأْتي بَعْدَ الأَول، وَكُلُّ ثَمَرَةٍ تَجِيءُ بَعْدَ ثَمَرَةٍ، فَهِيَ لَحَقٌ، وَالْجَمْعُ أَلْحاق؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَقَدْ أَلْحَقَ الشَّجَرَ؛ واللَّحَقُ أَيضاً مِنَ النَّاسِ كَذَلِكَ: قَوْمٌ يَلْحَقُون بِقَوْمٍ بَعْدَ مُضِيِّهِمْ؛ قَالَ: يُغْنِيكَ عَنْ بُصْرى وَعَنْ أَبوابها، ... وَعَنْ حِصارِ الرّومِ واغْتِرابها ولَحَقٍ يَلْحَق مِنْ أَعرابها، ... تَحْتَ لِواء الْمَوْتِ أَو عُقَابِها قَالَ الأَزهري: يَجُوزُ أَن يَكُونَ اللَّحَقُ مَصْدَرًا لِلَحِقَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعًا للاحِقٍ كَمَا يُقَالُ خَادِمٌ وخَدَم وَعَاسٌّ وعسَسَ. ولَحَقُ الْغَنَمِ: أَولادها الَّتِي كَادَتْ تَلْحَقُ بِهَا. واللَّحَقُ: الشَّيْءُ الزَّائِدُ؛ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كأَنَّهُ بَيْنَ أَسْطُرٍ لَحَقُ وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ: واللَّحقُ: الزَّرْعُ العِذْي وَهُوَ مَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ، وَجَمْعُهُ الأَلحاقُ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ زَرَعُوا الأَلْحاقَ، وَالْوَاحِدُ لَحَقٌ، وَذَلِكَ أَن الْوَادِيَ يَنْضُب فيُلْقي البَذْر فِي كُلِّ مَوْضِعٍ نضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ فَيُقَالُ: اسْتَلْحَقُوا إِذَا زَرَعُوا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّحَقُ أَن يَزْرَعَ الْقَوْمُ فِي جَانِبِ الْوَادِي؛ يُقَالُ: قَدْ زَرَعُوا الأَلْحاقَ. ولَحِق لُحُوقاً أَي ضَمُر. الأَزهري: فَرَسٌ لاحقُ الأَيْطَلِ مِنْ خَيْلٍ لُحْق الأَياطل إِذَا ضُمّرت؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: تَخْدي عَلَى يَسَراتٍ، وَهِيَ لاحقةٌ، ... ذوابلٌ وقْعُهُنَّ الأَرْضَ تَحليلُ اللاحِقةُ: الضَّامِرَةُ. والمُلْحَقُ: الدَّعِيّ المُلْصَق. واسْتَلْحَقَه أَي ادَّعَاهُ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: اللَّحَقُ الدَّعِيُّ المُوصَل بِغَيْرِ أَبيه؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ لَهُ المُلْحَق. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَضَى أَن كُلَّ مُسْتَلْحَق اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبيه الَّذِي يُدْعى لَهُ فَقَدْ لَحِق بمن اسْتَلْحَقه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ هَذِهِ أَحْكَامٌ وَقَعَتْ فِي أَول زَمَانِ الشَّرِيعَةِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ لأَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِمَاءٌ بَغَايَا، وَكَانَ سَادَتُهُنَّ يُلِمُّونَ بِهِنَّ، فَإِذَا جَاءَتْ إِحْدَاهُنَّ بِوَلَدٍ رُبَّمَا ادَّعَاهُ السَّيِّدُ وَالزَّانِي، فأَلحقه النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بِالسَّيِّدِ لأَن الأَمة فِرَاشٌ كالحرَّة، فَإِنْ مَاتَ السَّيِّدُ وَلَمْ يَسْتَلْحِقْهُ ثُمَّ اسْتَلْحَقَهُ وَرَثَتُهُ بَعْدَهُ لَحِق بأَبيه، وَفِي مِيرَاثِهِ خِلَافٌ. ولاحِقٌ: اسْمُ فَرَسٌ مَعْرُوفٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فِيهِمْ بَنَاتُ الأَعْوَجِيّ ولاحِقٍ، ... وُرْقاً مَراكِلُها مِنَ المِضْمارِ وَفِي الصِّحَاحِ: ولاحِق اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِمُعَاوِيَةَ بن أَبي سفيان. لخق: اللُّخْقُوقُ: شَقٌّ فِي الأَرض كالوِجارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ وَاقِفًا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوَقَصَت بِهِ نَاقَتُهُ فِي أَخاقيقِ جِرْذانٍ ؛ قَالَ الأَصمعي: إِنَّمَا هُوَ لَخاقيق، وَاحِدُهَا لُخْقُوق وَهِيَ شُقُوقٌ فِي الأَرض؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ فِي لَخاقيق جِرْذانٍ: أَصْلُهَا الأَخاقِيقُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

الأَخاقِيقُ جَمْعُ أَخْقاقٍ، وأَخْقاق جَمْعُ خَقٍّ، والخَقّ الشَّقُّ فِي الأَرض. يُقَالُ: خَقَّ فِي الأَرض وخَدّ، وَقِيلَ: اللُّخْقُوق الْوَادِي. أَبو عَمْرٍو: اللَّخْقُ الشِّقُّ فِي الأَرض، وَجَمْعُهُ لُخُوق وأَلْخاق؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ اللَّخاقيقُ الشُّقُوقُ فِي الأَرض، وَاحِدُهَا لُخْقوق. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اللُّخْقُوق مَسيل الْمَاءِ لَهُ أَجراف وحُفَر، وَالْمَاءُ يَجْرِي فيَحْفِرُ الأَرض كَهَيْئَةِ النَّهْرِ حَتَّى تَرَى لَهُ أَجرافاً، وَجَمْعُهُ اللَّخَاقيق وَقِيلَ: شِقَابُ الْجَبَلِ لَخَاقيق أَيضاً. ولَخَاقِيقُ الْفَرْجِ: مَا انْزَوَى مِنْ قَعْرِهِ؛ قَالَ اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ: كَبْسَاء خَرْقاء مِتْآم، إِذا وقَعَتْ ... فِي مَهْبَلٍ أَدرَكَتْ دَاءَ اللَّخَاقيق لزق: لَزِقَ الشيءُ بِالشَّيْءِ يَلْزَقُ لُزوقاً: كَلَصِقَ والتزَقَ التِزاقاً وَقَدْ لَصِق ولَزِق ولَسِق، وأَلْزَقَهُ كأَلْصَقه، وأَلْزقَهُ بِهِ غيرهُ، ولازَقَهُ: كَلَاصَقَهُ. وَهَذَا لِزْق هَذَا ولَزِيقُه وبِلِزْقِه أَيْ لَصِيقِهِ، وَقِيلَ أَي بِجَانِبِهِ، والأُنثى لَزِقَةٌ ولَزِيقَةٌ. واللَّزَقُ: هُوَ الَّذِي يُلْزِقُ الرِّئة بِالْجَنْبِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ الدَّارُ لَزيقةُ هَذِهِ وَهَذِهِ بلِزْقِ هَذِهِ. وأُذن لَزْقاءُ: التَزَقَ طَرَفُهَا بِالرَّأْسِ. واللَّزَقُ: كاللَّوَى. واللِّزَاقُ: الْجِمَاعِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ: دَلْو فَرَتْها لَكَ مِنْ عَنَاقِ ... لَمَّا رأَتْ أَنك بِئْسَ السَّاقِي، ولَسْتَ بالمَحْمودِ فِي اللِّزاقِ وَفِي التَّهْذِيبِ: وجَرَّبت ضَعْفك فِي اللِّزاقِ أَي فِي مُجَامَعَتِهِ إِيَّاهَا، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُكَنِّي باللِّزاقِ عَنِ الْجِمَاعِ. واللَّزُوق واللَّازوق: دَوَاءٌ لِلْجُرْحِ يَلْزَمُهُ حَتَّى يبرأَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ لَهُ اللَّصُوق واللَّزُوق. والمُلَزَّقُ: الشَّيْءُ لَيْسَ بِالْمُحْكَمِ. واللُّزَّيْقَى: نَبْتَةٌ تَنْبُتُ بَعْدَ الْمَطَرِ بِلَيْلَتَيْنِ تَلْزَقُ بِالطِّينِ الَّذِي فِي أُصول الْحِجَارَةِ، وَهِيَ خَضْرَاءُ كالعَرْمَض. وأَتتنا لُزَق مِنَ النَّاسِ أَي أَخلاط. لسق: اللَّسَقُ مِثْلُ اللَّصَق: لُزُوقُ الرِّئة بِالْجَنْبِ مِنَ الْعَطَشِ، يُقَالُ لَسِق الْبَعِيرُ ولَصِقَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: وَبَلَّ بَرْدُ الْمَاءِ أَعضَادَ اللَّسَقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَبْلَهُ: حَتَّى إِذا أَكْرَعْنَ فِي الحَوْم المَهَقْ وَبَعْدَهُ: وَسْوَس يَدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ والحَوْم: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، والمَهَقُ: الأَبيض. واللَّسُوق: دَوَاءٌ كاللَّزُوق. الأَزهري: اللَّسَقُ عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ الظمأُ، سُمِّيَ لَسَقاً لِلُزُوقِ الرِّئة بِالْجَنْبِ، وأَصله اللَّزَقُ. ابْنُ سِيدَهْ: لَسِقَ لُغَةٌ فِي لَصِقَ، لَسِقَ بِهِ ولَصِقَ بِهِ والتَسَقَ بِهِ والْتَزقَ بِهِ وألْسَقه بِهِ غيرهُ وأَلصقه. وَفُلَانٌ لِسْقي ولِصْقي وبِلِسِقْي وبِلِصْقِي ولَسِيقي ولَصِيقي أَي بجنبي. لصق: لَصِقَ بِهِ يَلْصَق لُصُوقاً: وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ، وقيس تقول لَسق بالسين، وربيعة تَقُولُ لَزَق، وَهِيَ أَقبحها إِلَّا فِي أَشياء نِصْفُهَا فِي حُدُودِهَا. والتَصَقَ وأَلْصَقَ غَيْرَهُ، وَهُوَ لِصْقُه ولَصِيقُه. واللَّصُوق: دَوَاءٌ يُلْصَقُ بِالْجُرْحِ، وَقَدْ قَالَهُ الشَّافِعِيُّ. وَيُقَالُ: أَلْصَقَ فُلَانٌ بِعُرْقوب بَعِيرِهِ إِذا عَقَرَهُ، وَرُبَّمَا قَالُوا أَلْصَقَ بِسَاقِ بَعِيرِهِ، وَقِيلَ لِبَعْضِ الْعَرَبِ: كَيْفَ

أَنْتَ عِنْدَ القِرَى؟ فَقَالَ: أُلْصِق وَاللَّهِ بالنَّاب الْفَانِيَةِ والبَكْر والضَّرْع؛ قَالَ الرَّاعِي: فقلتُ لَهُ: أَلْصِقْ بأيْبَس ساقِها، ... فَإِنْ نُحِرَ العُرْقُوبُ لَا يَرقأ النَّسَا «2» . أَراد أَلْصِق السَّيْفَ بِسَاقِهَا واعقِرْها، وَهَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَكَيْفَ أَنت عِنْدَ القِرَى؟ قَالَ: أُلْصِقُ بِالنَّابِ الْفَانِيَةِ والضَّرْع الصَّغِيرِ الضَّعِيفِ ؛ أَراد أَنه يُلْصِقُ بِهَا السَّيْفَ فَيُعَرْقِبُهَا لِلضِّيَافَةِ. والمُلْصَقُ: الدَّعِيُّ. وَفِي حَدِيثِ حَاطِبٍ: إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقاً فِي قُرَيْشٍ ؛ المُلْصَقُ: هُوَ الرَّجُلُ الْمُقِيمُ فِي الْحَيِّ وَلَيْسَ مِنْهُمْ بِنَسَبٍ. وَيُقَالُ: اشْتَرِ لِي لَحْمًا وأَلْصِقْ بِالْمَاعِزِ أَي اجْعَلِ اعْتِمَادَكَ عَلَيْهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ، وَقَدْ رَغَتْ ... أَجِنَّتُها، وَلَمْ تُنَضِّح لَهَا حَمْلا وَحَرْفُ الإِلصاق: الْبَاءُ، سَمَّاهَا النَّحْوِيُّونَ بِذَلِكَ لأَنها تُلْصِقُ مَا قَبْلَهَا بِمَا بَعْدَهَا كَقَوْلِكَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذَا قُلْتَ أَمْسَكْتُ زَيْدًا فَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ بَاشَرْتَهُ نَفْسَهُ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مَنَعْتَهُ مِنَ التَّصَرُّفِ مِنْ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ لَهُ، فَإِذَا قُلْتَ أَمسكت بِزَيْدٍ فَقَدْ أَعلمتَ أَنَّكَ بَاشَرْتَهُ وأَلْصَقْت مَحَلَّ قَدْرِكَ أَوْ مَا اتَّصَلَ بِمَحَلِّ قَدْرِكَ بِهِ، فَقَدْ صَحَّ إِذاً مَعْنَى الإِلْصَاق. وَالْمُلْصَقَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّيِّقَةُ. واللُّصَيْقَى، مُخَفَّفَةَ الصَّادِ: عُشْبة؛ عَنْ كُرَاعٍ لَمْ يُحَلِّها. لعق: لَعِقَ الشيءَ يَلْعَقُه لعْقاً: لَحِسَهُ. واللَّعْقةُ، بِالْفَتْحِ: المرَّة الْوَاحِدَةُ، تَقُولُ: لَعِقْتُ لَعْقَةً وَاحِدَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ فَإِذَا فَرَغَ لعِقَها وأَمر بلَعْق الأَصابع والصَّحفْة أَي لَطْع مَا عَلَيْهَا مِنْ أَثر الطَّعَامِ، وَقَدْ لَعِقَه يَلْعَقهُ لعْقاً. واللُّعقةُ: مَا لُعِقَ يطَّرد عَلَى هَذَا الباب واللُّعْقةُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنْهُ. وأَلْعَقَه إِياه ولَعّقه؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، يُقَالُ: قَدْ أَلْعَقْتُه مِنَ الطَّعَامِ مَا يَلْعَقُه إلْعَاقاً. واللَّعُوق: اسْمُ مَا يُلْعَقُ، وَقِيلَ: اسْمٌ لِكُلِّ طَعَامٍ يُلْعَقُ مِنْ دَوَاءٍ أَو عَسَلٍ. والمِلْعَقَةُ: مَا لُعِقَ بِهِ وَاحِدَةُ المَلاعق واللُّعْقةُ، بِالضَّمِّ: اسْمُ مَا تَأْخُذُهُ المِلْعَقةُ. واللُّعاقُ: مَا بَقِيَ فِي فِيكَ مِنْ طَعَامٍ لَعِقْتَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِلشَّيْطَانِ لَعُوقاً ودِسَاماً : اللَّعُوق: اسْمٌ لِما يَلْعَقُه، وَقِيلَ: اللَّعُوق اسْمٌ لِمَا يُلْعَق أَي يُؤْكَلُ بالمِلْعَقَة. وَرَجُلٌ وَعْقة لَعْقة؛ وعْقَة: نَكِدٌ لَئِيمُ الْخُلُقِ، ولَعْقة إِتْبَاعٌ. واللَّعْوقةُ: سُرْعَةُ الإِنسان فِيمَا أَخذ فِيهِ مِنْ عَمَلٍ فِي خفةٍ ونَزَقٍ. واللَّعْوق: المَسْلوسُ الْعَقْلِ. ولَعِقَ فُلَانٌ إِصْبَعَهُ أَي مَاتَ، وَهُوَ كِنَايَةٌ. وَيُقَالُ: فِي الأَرض لَعْقة مِنْ رَبِيعٍ لَيْسَ إِلا فِي الرُّطْب يَلْعَقُها الْمَالُ لَعْقاً. وَرَجُلٌ وَعِقٌ لَعِقٌ أَي حَرِيصٌ، وهو إِتباع له. لعمق: اللَّعْمَقُ: الْمَاضِي الجَلْد. لفق: لَفَقْت الثَّوْبَ أَلْفِقُه لَفْقاً: وَهُوَ أَن تَضُمَّ شَقَّةً إِلَى أُخرى فَتُخِيطَهُمَا. ولَفَق الشَّقَّتَيْنِ يلِفقُهما لفْقاً ولفَّقَهما: ضَمّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخرى فَخَاطَهُمَا، والتَّلْفيقُ أَعَمُّ، وَهُمَا مَا دَامَتَا مَلْفُوقتين لِفَاق وتِلْفَاق، وَكِلْتَاهُمَا لِفْقَانِ ما دامتا مضمومتين،

_ (2). قوله [فإن نحر] كذا بالأَصل، وفي الأَساس فإن يجبر

فَإِذَا تَبَايَنَتَا بَعْدَ التَّلْفِيق قِيلَ انْفَتَقَ لِفْقُهما، وَلَا يَلْزَمُهُ اسْمُ اللِّفْق قَبْلَ الْخِيَاطَةِ، وَقِيلَ: اللِّفاقُ جَمَاعَةُ اللِّفق؛ وأَنشد: ويا رُبَّ ناعيةٍ مِنهُمُ، ... تَشُدُّ اللِّفَاقَ عَلَيْهَا إِزارَا أَي مِنْ عِظَمِ عَجِيزَتِهَا تَحْتَاجُ إِلى أَن تَلْفِقَ إِزاراً إِلى إِزار، واللِّفْقُ، بِكَسْرِ اللَّامِ: أَحَدُ لِفْقَي المُلاءة. وتلافَق الْقَوْمُ: تلاءَمت أُمُورُهُمْ. وأَحاديث مُلَفَّقَة أَي أَكَاذِيبُ مُزَخْرفة. المؤَرج: وَيُقَالُ لِلرَّجُلَيْنِ لَا يَفْتَرِقَانِ هُمَا لِفْقان. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تأَفَّقت بِكَذَا وتَلَفَّقْتُ أَي لَحِقْتُهُ. شَمِرٌ: فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ صَفَّاق أَفَّاق ؛ قَالَ: رَوَاهُ بَعْضُهُمْ لَفَّاق ، قَالَ: واللَّفَّاق الَّذِي لَا يُدْرَكُ مَا يَطْلُبُ. تَقُولُ: لَفَقَ فُلَانٌ ولَفَّقَ أَيْ طَلَبَ أَمراً فَلَمْ يُدْرِكْهُ. وَيَفْعَلُ ذَلِكَ الصَّقْرُ إِذَا كَانَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ فَاشْتَهَى أَنْ يُرْسِلَهُ عَلَى الطَّيْرِ ضَرَبَ بِجَنَاحَيْهِ، فَإِذَا أَرسله فَسَبَقَهُ الطَّيْرُ فَلَمْ يُدْرِكْهُ فَقَدْ لَفَقَ. وَالدِّيكُ الصَّفَّاق: الَّذِي يَضْرِبُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا صَفَّق. لقق: لقَقْتُ عَيْنَهُ أَلُقُّها لَقّاً: وَهُوَ الضَّرْبُ بِالْكَفِّ خَاصَّةً. ولَقَّ عَيْنَهُ: ضَرَبَهَا بِيَدِهِ. واللقَقَةُ: الضَّارِبُونَ عُيُونَ النَّاسِ بِرَاحَاتِهِمْ. واللَّقّ: كُلُّ أَرضٍ ضَيِّقَةٍ مُسْتَطِيلَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: اللقلقةُ الحُفَرُ «1». الْمُضَيَّقَةُ الرؤوس. واللَّقّ: الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ؛ وَمِنْهُ كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: لَا تَدَعْ خَقّاً وَلَا لَقّاً إِلّا زَرَعْتَهُ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والخَقّ واللَّق «2» بِالْفَتْحِ: الصَّدْعُ فِي الأَرض وَالشِّقُّ. واللَّقّ: الْغَامِضُ مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ يُوسُفَ: أَنه زَرَعَ كُلَّ خَقٍّ ولَقّ ؛ اللَّقّ: الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ، واللَّقّ: الْمِسْكُ؛ حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ. ولَقْلَقَ الشيءَ: حَرَّكَهُ، وتَلَقْلَقَ: تَقَلْقَلَ، مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وَرَجُلٌ مُلَقْلَق: حَادٌّ لَا يَقِرُّ فِي مَكَانٍ. واللَّقلاق واللَّقلَقة: شِدَّةُ الصَّوْتِ فِي حَرَكَةٍ وَاضْطِرَابٍ. والقَلْقَلة: شِدَّةُ اضْطِرَابِ الشَّيْءِ، وَهُوَ يَتَقَلْقَلُ ويتَلَقْلَقُ؛ وأَنشد: إِذا مَشَتْ فِيهِ السيِّاطُ المُشَّقُ، ... شِبْهَ الأَفاعي، خِيفَةً تُلَقْلِقُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَلْقَلْت الشَّيْءَ ولَقْلَقْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ولَقْلَقْت الشَّيْءَ إِذا قَلْقَلْته. واللَّقْلَقة: شِدَّةُ الصَّوْتِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا لَمْ يَكُنْ نَقْع وَلَا لَقلَقة ، يَعْنِي بالنَّقْع أَصوات الْخُدُودِ إِذا ضُربت، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: اللَّقْلقةُ الْجَلَبَةُ كأَنها حِكَايَةُ الأَصوات إِذا كَثُرَتْ فكأَنه أَراد الصِّيَاحَ وَالْجَلَبَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقِيلَ اللَّقْلقةُ تَقْطِيعُ الصَّوْتِ وَهُوَ الوَلْوَلَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذَا هُنَّ ذُكِّرن الْحَيَاءَ مِنَ التُّقى، ... وثَبْنَ مُرِنَّاتٍ، لهُنَّ لَقَالِقُ وَقِيلَ: اللَّقْلقةُ واللَّقْلاق الصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنِّي، إِذا مَا زَبَّبَ الأَشْداقُ، ... وكَثُرَ اللَّجْلاج واللَّقْلاقُ، ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجمٌ وَدَّاق وَقَالَ شَمِرٌ: اللَّقْلَقة إِعجال الإِنسان لِسَانَهُ حَتَّى لَا يَنْطَبِقَ عَلَى أَوفاز وَلَا يَثْبُتَ، وَكَذَلِكَ النَّظَرُ إِذا كَانَ سَرِيعًا دَائِبًا. وَطَرَفٌ مُلَقْلَق أَي حَدِيدٌ لَا يَقِرّ

_ (1). قوله [اللقلقة الحفر إِلخ] هكذا في الأَصل، وبهامشه بدل اللقلقة: اللققة، وكذا في القاموس (2). قوله [والخق واللق إِلخ] كذا بالأَصل، وعبارة النهاية هنا: وفي مادة خقق: الخق الجحر، واللق، بالفتح، الصدع والشق.

بِمَكَانِهِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وجَلَّاها بطَرْفٍ مُلَقْلَق أَي سَرِيعٍ لَا يَفْتُر ذَكَاءً. وَالْحَيَّةُ تُلَقْلِقُ إِذا أَدامت تَحْرِيكَ لَحْييها وإِخراج لِسَانِهَا؛ وأَنشد: مِثْلَ الأَفاعي خِيفَةً تُلَقْلِقُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لأَبي ذَرٍّ مَا لِي أَراك لَقّاً بَقّاً؟ كَيْفَ بِكَ إِذا أَخْرَجُوكَ مِنَ الْمَدِينَةِ الأَزهري: اللَّقّ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ، لَقْلاقٌ بَقْباق. وَكَانَ فِي أَبي ذَرٍّ شِدَّةٌ عَلَى الأُمراء وإِغلاظ فِي الْقَوْلِ وَكَانَ عُثْمَانُ يُبلغ عَنْهُ. يُقَالُ: رَجُلٌ لَقَّاق بَقّاق، وَيُرْوَى لَقًى، بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. واللَّقْلَقُ: اللِّسَانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه وقَبْقَبه وذَبْذَبه فَقَدْ وُقِيَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: دَخَلَ الْجَنَّةَ ؛ لَقْلَقُه اللِّسَانُ، وقَبْقَبه الْبَطْنُ، وذَبْذَبُه الْفَرْجُ. وَفِي لِسَانِهِ لَقْلَقة أَي حُبْسة. واللَّقْلَقُ واللَّقْلاق: طَائِرٌ أَعجمي طَوِيلُ الْعُنُقِ يأْكل الْحَيَّاتَ، وَالْجَمْعُ اللَّقَالِقُ، وَصَوْتُهُ اللَّقْلَقَةُ، وَكَذَلِكَ كَلُّ صَوْتٍ فِي حَرَكَةٍ وَاضْطِرَابٍ. لمق: اللَّمَقُ: لَمَقُ الطَّرِيقِ، ولَمَقُ الطَّرِيقِ نَهْجُهُ وَوَسَطُهُ، لُغَةٌ فِي لَقَمِه، وَهُوَ قَلْبُ لَقَم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: سَاوَى بأَيديهنَّ مِنْ قَصْد اللَّمَقْ اللِّحْيَانِيُّ: خَلّ عَنْ لَمَق الطَّرِيقِ ولَقَمِه، ولَمَقَ عَيْنَهُ يَلْمُقها لَمْقاً: رَمَاهَا فأَصابها، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبُهَا بِالْكَفِّ مُتَوَسِّطَةً خَاصَّةً كاللَّق، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمُ الْعَيْنَ وَغَيْرَهَا. واللَّمْقُ: اللَّطْم، يُقَالُ: لَمَقَهُ لَمْقاً. ابْنُ الأَعرابي: اللُّمْق جَمْعُ لَامِقٍ، وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ فِي شَرَهٍ بصَفْق الحَدَقة، يُقَالُ: لَمَقَ عَيْنَهُ إِذَا عَوَّرها. واللَّمْقُ: المَحْو. ولَمَقَ الشيءَ يَلْمُقه لَمْقاً: كَتَبَهُ وَمَحَاهُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ لَمَقَ الشيءَ كَتَبَهُ فِي لُغَةِ بَنِي عُقَيْلٍ، وَسَائِرُ قَيْسٍ يَقُولُونَ: لَمَقَه مَحَاهُ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ يُذْكَرُ مصدِّقاً لهم فقال: لَمَقَه بعد ما نَمَقه أي محاه بعد ما كَتَبَهُ. أَبُو زَيْدٍ: نَمَقْته أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقه لَمْقاً كَتَبْتُهُ. واللَّماق: الْيَسِيرُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، واللَّماقُ يَصْلُحُ فِي الأَكل وَالشُّرْبِ؛ قَالَ نَهْشلُ بْنُ حَرِّيٍّ: كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ، ... وَلَا يَشْفِي الحَوائم مِنْ لَمَاقِ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْجَحْدَ، يَقُولُونَ: مَا عِنْدَهُ لَمَاقٌ وَمَا ذُقْتُ لَمَاقاً وَلَا لَمَاجاً أَي شَيْئًا. قَالَ أَبو الْعَمَيْثَلِ: مَا تَلَمَّقَ بِشَيْءٍ أَي مَا تَلَمَّج. وَمَا بالأَرض لَمَاق أَيْ مَرْتع. واليَلْمَق: القَباءُ الْمَحْشُوُّ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ يَلْمَهْ. ولَمَقُتُه بِبَصَرِي: مِثْلُ رَمَقُتُه. لهق: اللَّهَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: الأَبيض، وَقِيلَ: الأَبيض الَّذِي لَيْسَ بِذِي بَرِيقٍ وَلَا مُوهةٍ، وَصْفٌ فِي الثَّوْرِ وَالثَّوْبِ وَالشَّيْبِ؛ قَالَ الْهُذَلِيِّ: وإِلا النَّعامَ وحفَّانَهُ، ... وطُغْيَا مَعَ اللَّهِقِ النَّاشِطِ وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ الأَعيس، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَقِيلَ: اللَّهِقُ واللَّهَقُ واللَّهَاق الأَبيض الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ، والأُنثى لَهِقَة ولِهَاقٌ. وَقَدْ لَهِقَ ولَهَقَ لَهْقاً ولَهَقاً: ابيضَّ، فَهُوَ لَهَق ولَهِق إِذا كَانَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ مِثْلَ يَقَق ويَقِق؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ

يَصِفُ إِبلًا: وإِذا شَفَنَّ إِلى الطريف رَأَيْنَهُ ... لَهَقاً، كَشَاكِلَةِ الحِصانِ الأَبْلَقِ واللَّهَاق واللِّهَاقُ: الثَّوْرُ الأَبيض، قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي عَائِذٍ: كأنَّي ورَحْلي، إِذَا رُعْتُها، ... عَلَى جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمالْ، حَدِيد الْقَنَاتَيْنِ، عَبْلِ الشَّوى ... لَهَاق، تَلأْلُؤهُ كالهِلالْ واللَّهَقُ مَقْصُورٌ مِنْهُ. والتَّلَهُّق: كَثْرَةُ الْكَلَامِ والتَّقَعُّر فِيهِ. وَسَهْمٌ لَهْوَق: حَدِيدٌ نَافِذٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فأعْشَيْتُه مِنْ بَعْدِ مَا رَاثَ عِشْيُهُ ... بسَهْمٍ، كسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ، لَهْوَقِ والتَّلَهْوُقُ: التَّمَلّق. وَفِيهِ لَهْوَقة أَي مَلَق وطَرْمذَة. ابْنُ الأَعرابي: فِي فُلَانٍ طَرْمَذة وبَلْهقَة ولَهْوَقة أَيْ كِبَرٌ. وَرَجُلٌ لَهْوق ومُتَلَهْوق: يُبْدِي غَيْرَ مَا فِي طَبِيعَتِهِ وَيَتَزَيَّنُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ خُلُق وَمُرُوءَةٍ وَكَرَمٍ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَعِنْدِي أَنه مِنَ اللَّهَق وَهُوَ الأَبيض فِي مَوْضِعِ الْكَرَمِ لِنَقَاءِ عِرْضه مِمَّا يُدَنِّسُهُ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَيْ مفردٍ لَهَقِ هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِهَا الأَبيض، وَالْمُفْرَدُ: الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ شَبَّهَهَا بِهِ. والمُتَلَهْوق: الْمُبَالِغُ فِيمَا أَخذ فِيهِ مِنْ عَمَلٍ أَو لُبْسٍ. واللهْوقة: كُلُّ مَا لَمْ يُبَالَغْ فِيهِ مِنْ كَلَامٍ أَو مِنْ عَمَلٍ، تَقُولُ: قَدْ لَهْوَقَ كَذَا وَقَدْ تَلَهْوقَ فِيهِ. قَالَ أَبو الْغَوْثِ: اللَّهْوَقَةُ أَن تَتَحَسَّنَ بِالشَّيْءِ وأَن تُظْهِرَ شَيْئًا بَاطِنُكَ عَلَى خِلَافِهِ نَحْوَ أَن يُظهر الرجلُ مِنَ السَّخَاءِ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ سَجِيَّتُهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ مُخَلَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ: أَجْزيهمُ يَدَ مخْلَدٍ، وجَزَاؤُها ... عِنْدي بِلَا صَلَفٍ، وَلَا بتَلَهْوُقِ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ خُلُقه سَجِيَّةً وَلَمْ يَكُنْ تَلَهْوُقاً أَي لَمْ يكن تصنّعاً وتكلُّفاً. لوق: لاقَ الشيءَ لَوْقاً ولَوَّقه: ليَّنه. ولَوَّق طَعَامَهُ: أَصلحه بالزُّبْد. وَفِي حَدِيثِ عُبادة بْنِ الصَّامِتِ: وَلَا آكُلُ إِلا مَا لُوِّق لِي ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ اللُّوقة، وَهِيَ الزُّبْدَةُ فِي قَوْلِ الْفَرَّاءِ وَالْكِسَائِيِّ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ الزُّبْدُ بِالرَّطْبِ. واللُّوقةُ: الرطبُ بالزُّبْد، وَقِيلَ بِالسَّمْنِ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: لُوقَة: وأَلُوقة؛ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذرْه: وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقة، ... وإنِّي لِمَنْ عاديْتُمُ سُمُّ أَسْودِ وَقَالَ الْآخَرُ: حَدِيثُكِ أَشْهى عِنْدنا مِنْ أَلُوقةٍ، ... تَعَجَّلهَا ظمآنُ شَهْوانُ للطُّعْم واللُّوَقُ: جَمْعُ لُوقَة وَهِيَ الزُّبْدَةُ بِالرَّطْبِ، وَالَّذِي أَراد عبادةُ بِقَوْلِهِ لُوِّقَ لِي أَى لُيِّن لِي مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى يَكُونَ كالزُّبْد فِي لِينِهِ، وَأَصْلُهُ مِنَ اللُّوقةِ وَهِيَ الزُّبْدَةُ. والأَلْوق: الأَحمق فِي الْكَلَامِ بيّنُ اللَّوَق. وَرَجُلٌ عَوِقٌ لَوِقٌ: إِتْبَاعٌ، وَكَذَلِكَ ضَيِّقٌ لَيِّقٌ عَيّق، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى الإِتباع. واللُّوقُ: كُلُّ شَيْءٍ لَيِّنٍ مِنْ طَعَامٍ وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: مَا ذُقْتُ لَوَاقاً أَي شَيْئًا.

ولُوَاق: أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ أبو دواد: لمَنْ طَلَلٌ كعُنْوان الكتابِ ... ببطْن لُوَاق، أَو بَطْنِ الذُّهابِ؟ ليق: لاقَ الدَّوَاةَ لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً، وَهِيَ أَغْرَبُ، فلاقَتْ: لَزِق الْمِدَادَ بِصُوفها، وَهِيَ لَائِقٌ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ، ولُقْتُها لَيْقاً أَيْضًا، وَالِاسْمُ مِنْهُ اللِّيقةُ، وَهِيَ لِيقةُ الدَّوَاة. التَّهْذِيبُ: اللِّيقة لِيقةُ الدَّوَاةِ وَهِيَ مَا اجْتَمَعَ فِي وَقْبَتها مِنْ سَوَادِهَا بِمَائِهَا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: دَواة مَلُوقة أَيْ مَلِيقة إِذَا أَصْلَحْتَ مِدَادها، وَهَذَا لَا يُلْحِقُهَا بِالْوَاوِ لأَنه إِنَّمَا هُوَ عَلَى قَوْلِ بَعْضِهِمْ لُوقَتْ فِي لِيقَتْ، كَمَا يَقُولُ بَعْضُهُمْ بُوعَتْ فِي بِيعَت، ثُمَّ يَقُولُونَ عَلَى هَذَا مَبُوعة فِي مَبِيعة. ولاقَ الشيءُ بِقَلْبِي لَيْقاً ولَياقاً ولَيقاناً والْتاق، كِلَاهُمَا: لَزِق. وَمَا لاقَ ذَلِكَ بصَفَري أَيْ لَمْ يُوَافِقْنِي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَا يَليقُ ذَلِكَ بصَفري أَيْ مَا ثَبَتَ فِي جَوْفِي، وَمَا يَلِيقُ هَذَا الأَمر بِفُلَانٍ أَيْ لَيْسَ أَهْلًا أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والْتَاقَ قَلْبِي بِفُلَانٍ أَيْ لَصِق بِهِ وَأَحَبَّهُ. وَيُقَالُ: الْتاقَ بِهِ اسْتَغْنَى بِهِ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: وَلَا أَنْ تكونَ النَّفْسُ عَنْهَا نَجِيحةً ... بِشَيْءٍ، وَلَا مُلْتاقةً ببَدِيلِ وَمَا لاقَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا وَلَا عاقَتْ أَيْ مَا حَظِيَتْ وَلَمْ تَلْصَقْ بِقَلْبِهِ؛ وَمِنْهُ: لاقَت الدواةُ تَلِيقُ أَي لَصِقَتْ، ولِقتُها، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ الزَّجَّاجِيُّ لُقْتُ الدَّوَاةَ ألُوقُها. وَيُقَالُ: هَذَا الأَمر لَا يَلْبَق بِكَ أَيْ لَا يَزْكو بِكَ، فَإِذَا كَانَ مَعْنَاهُ لَا يَعْلَقُ قِيلَ لَا يَلِيقُ بِكَ. الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ هَذَا أَمْرٌ لَا يَلِيقُ بِكَ، مَعْنَاهُ لَا يَحْسُنُ بِكَ حَتَّى يَلْصقَ بِكَ؛ وَتَقُولُ لَا يَلْبَق بِكَ، مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ يُوَفِقُ لَكَ، وَمِنْهُ تَلْبِيقُ الثَّرِيدِ بِالسَّمْنِ إِذَا أَكْثَرَ أُدْمَهُ؛ وَقَوْلُ أَبِي الْعَيَّالِ: خِضَمّ لَمْ يُلِقْ شَيْئًا، ... كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ أَي لَمْ يُلِقْ شَيْئًا إِلَّا قَطَعَهُ حُسَامه. يُقَالُ: مَا أَلاقَني أَيْ مَا حَبَسَنِي أَيْ لَا يَحْبِسُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَا يُلِيقُ شَيْئًا مِنْ سَخَائِهِ أَيْ مَا يُمْسِكُ. وألاقُوه بأَنفسهم أَيْ أَلْزَقُوهُ وَاسْتَلَاطُوهُ؛ قَالَ زُمَيْل بْنُ أُبَيْرٍ: وَهَلْ كُنْت إِلَّا حَوْتكيّاً أَلاقَهُ ... بَنُو عَمّه، حَتَّى بَغَى وَتَجَبَّرَا؟ وَيُقَالُ: هَذَا الْبَيْتُ لِخَارِجَةَ بْنِ ضِرارٍ المُرّي. واللَّيقُ: شَيْءٌ أَسْوَدُ يُجْعَلُ فِي دَوَاءِ الْكُحْلِ، وَاحِدَتُهُ لِيقَةٌ، وَقَدْ يَكُونُ اللِّيقُ واللِّيقةُ مِنْ بَابِ الفُوق والفُوقةِ. وَمَا يَلِيقُ بِكَفِّهِ دِرْهَمٌ أَيْ مَا يَحْتَبِسُ، وَمَا يُلِيقُه هُوَ أَي مَا يَحْبِسُهُ وَلَا يَلْصَق بِهِ؛ قَالَ: تَقُولُ، إِذَا اسْتَهْلَكْتُ مَالًا للذَّةٍ، ... فُكَيْهةُ: هَلْ شَيْءٌ بكَفَّيْكَ لائقُ؟ وَقَالَ كَفَّاك كَفٌّ مَا تُلِيقُ درهمَا ... جُودًا، وأُخرى تُعْط بِالسَّيْفِ الدَّمَا «3» . وَفُلَانٌ مَا يَلِيقُ بِبَلَدٍ أَي مَا يَمْتَسِكُ، وَمَا يُلِيقُه بَلَدٌ أَي مَا يُمْسِكُهُ. وَقَالَ الأَصمعي لِلرَّشِيدِ: مَا أَلاقَتْني أَرض حَتَّى أَتيتك يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ وَفِي التَّهْذِيبِ أَن الأَصمعي قَالَ: مَا أَلاقَتْني البَصْرةُ أَي مَا ثَبَتّ فِيهَا. وَيُقَالُ: مَا لِقْتُ بَعْدك بأَرض أَيْ مَا ثَبَتّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَلِيق بِيَدِهِ مَالٌ وَلَا يُلِيقُ مَالًا ولا

_ (3). قوله: تعْط: كذا في الأَصل

فصل الميم

يَليق بِبَلَدٍ وَلَا يَلِيقُ بِهِ بَلَدٌ. والالْتِياقُ: لُزُومُ الشَّيْءِ الشيءَ. ولَيَّق الطعامَ: لَيَّنَهُ. وَمَا فِي الأَرض ليَاق أَي شَيْءٌ مِنْ مَرْتع. وَمَا وَجَدْتُ عَنْهُ شَيْئًا أُلِيقُه، وَهُوَ مِنْهُ. واللِّيقةُ: الطِّينَةُ اللزِجةُ يُرمى بِهَا الْحَائِطُ فتَلزق بِهِ. أَبو زَيْدٍ: هُوَ ضَيْق لَيْق وضَيِّق لَيِّق. وَقَدِ الْتاق فلانٌ بِفُلَانٍ إِذَا صافاهُ كأَنه لَزِقَ بِهِ. ولاقَ بِهِ فُلَانٌ أَيْ لَاذَ بِهِ. ولاقَ بِهِ الثَّوْبُ أَي لَبِقَ بِهِ. فصل الميم مأق: المَأْقة: الحِقْد. والمَأْقة والمَأْق، مَهْمُوزٌ: مَا يأْخذ الصَّبِيُّ بَعْدَ الْبُكَاءِ، مَئِقَ يَمْأَق مَأَقاً، فَهُوَ مَئِق، وامْتَأَق مِثْلُهُ. والمَأَقة، بِالتَّحْرِيكِ: شِبْهُ الفُواق يأْخذ الإِنسان عِنْدَ الْبُكَاءِ والنَّشيج كأَنه نَفَسٌ يَقْلَعُهُ مِنْ صَدْرِهِ؛ وَرَوَى ابْنُ الْقَطَّاعِ المَأَقة، بِالتَّحْرِيكِ: شدَّة الْغَيْظِ وَالْغَضَبِ؛ وَشَاهِدُ المَأْقة، بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ، قَوْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: وخصمَيْ ضِرار ذوَيْ مَأْقَةٍ، ... مَتَّى يَدْنُ رِسْلُهما يُشْعَب فمأْقة عَلَى هَذَا ومأَقة مِثْلُ رَحْمَة ورَحَمَةٍ، وأَما التَّأَقَةُ فهي شِدَّةُ الْغَضَبِ، فَذَكَرَ أَبو عَمْرٍو أَنها بِالتَّحْرِيكِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَئِقَت المرأَة مَأْقة إِذَا أَخذها شِبْهُ الْفُوَاقِ عِنْدَ الْبُكَاءِ قَبْلَ أَن تَبْكِيَ. ومَئِق الرَّجُلُ: كَادَ يَبْكِي مِنْ شدَّة الْغَيْظِ أَوْ بَكَى، وَقِيلَ: بَكَى واحْتدَّ. وأَمأَق إِمْآقًا: دَخَلَ فِي المَأْقة كَمَا تَقُولُ أَكأَبَ دَخَلَ فِي الكَأْبة. وامْتَأَق إِلَيْهِ بِالْبُكَاءِ: أَجهش إِلَيْهِ بِهِ. الأَصمعي: امْتَأَق غضبهُ امْتِئاقاً إِذَا اشْتَدَّ. وقَدِم فُلَانٌ عَلَيْنَا فامْتأَقْنا إِلَيْهِ: وَهُوَ شِبْهُ التَّبَاكِي إِلَيْهِ لِطُولِ الغَيبة. ابْنُ السِّكِّيتِ: المَأْق شِدَّةُ الْبُكَاءِ. وَقَالَتْ أُم تأَبَّط شَرًّا تُؤَبِّنُ وَلَدَهَا: مَا أَبَتُّه مَئِقاً أَي بَاكِيًا؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: كأَنَّما عوْلتها بَعْدَ التَّأَقْ ... غَوْلةُ ثَكْلى، وَلْوَلت بَعْدَ المأَقْ اللَّيْثُ: المُؤق مِنَ الأَرض وَالْجَمْعُ الأَمْآقُ النَّوَاحِي الْغَامِضَةُ مِنْ أَطرافها؛ وأَنشد: تُفْضي إِلَى نازِحةِ الأَمْآق وَقَالَ غَيْرُهُ: المَأْقةُ الأَنَفَةُ وَشِدَّةُ الْغَضَبِ والحميَّة. والإِمْآق: نَكْثُ الْعَهْدِ مِنَ الأَنفَة. وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِبَعْضِ الوُفود مِنَ الْيَمَانِيِّينَ: مَا لَمْ تُضْمِرُوا الإِماق وتأْكلوا الرِّماق ؛ تَرَكَ الْهَمْزَ مِنَ الإِمْآق لِيُوَازِنَ بِهِ الرِّمَاقَ، يَقُولُ: لَكُمُ الْوَفَاءُ بِمَا كَتَبْتُ لَكُمْ مَا لَمْ تأْتوا بالمَأْقة فتغْدُروا وتَنْكُثوا وَتَقْطَعُوا رِباقَ الْعَهْدِ الَّذِي فِي أَعناقكم؛ وَفِي الصِّحَاحِ: يَعْنِي الْغَيْظَ وَالْبُكَاءَ مِمَّا يَلْزَمُكُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ فأَطلقه عَلَى النَّكْثِ وَالْغَدْرِ، لأَنهما مِنْ نَتَائِجِ الأَنَفَة والحمِيَّةِ أَنْ تَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَوجه مِنْ هَذَا أَنْ يَكُونَ الإِماقُ مَصْدَرَ أَماق وَهُوَ أَفعل مِنَ المُوق بِمَعْنَى الحُمْقِ، وَالْمُرَادُ إِضْمَارُ الْكُفْرِ وَالْعَمَلُ عَلَى تَرْكِ الِاسْتِبْصَارِ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى. أَبو زَيْدٍ: مَأَق الطعامُ والحُمْقُ إِذَا رخُص، وَفِي الْمَثَلِ: أَنت تَئِق وأَنا مَئِق فَكَيْفَ نَتَّفِق؟ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ تأَق، وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ فِي سُوءِ الِاتِّفَاقِ والمعاشرة. ومُؤق العين ومُوقُها ومُؤقِيها ومَأْقيها: مُؤَخَّرُهَا، وَقِيلَ مُقَدَّمُهَا، وَجَمْعُ المُؤق والمُوق والمَأْق آمَاقٌ، وَجَمْعُ المُؤقي والمَأْقي مآقٍ عَلَى الْقِيَاسِ، وَفِي وَزْنِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَتَصَارِيفِهَا وَضُرُوبِ جَمْعِهَا تَعْلِيلٌ دَقِيقٌ. ومُوقِئ الْعَيْنِ وماقِئُها: مُؤَخَّرُهَا وَقِيلَ مُقَدَّمُهَا. أَبو

الْهَيْثَمِ: فِي حَرْفِ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الأَنف لُغَاتٌ خَمْسٌ: مُؤق ومَأْق، مَهْمُوزَانِ وَيُجْمَعَانِ أَمآقاً؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: فارَقْتُ لَيْلى ضَلَّةً، ... فنَدِمْتُ عِنْدَ فِرَاقها فَالْعَيْنُ تُذْرِي دَمْعها، ... كالدُّرِّ مِنْ أَمْآقِها وَقَدْ يُتْرَكُ هَمْزُهَا فَيُقَالُ مُوق ومَاق، وَيُجْمَعَانِ أَمْواقاً إِلَّا فِي لُغَةِ مَنْ قَلَبَ فَقَالَ آمَاقٌ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْخَنْسَاءِ: تَرَى آمَاقَهَا الدهرَ تَدْمع وَيُقَالُ: مُؤقٍ عَلَى مُفْعل فِي وَزْنِ مُؤبٍ، وَيَجْمَعُ هَذَا مَآقِي؛ وأَنشد لِحَسَّانَ: مَا بالُ عَيْنِك لَا تَنام، كأَنَّما ... كُحِلَت مَآقِيهَا بكُحل الإِثْمِدِ؟ وَقَالَ آخَرُ: وَالْخَيْلُ تُطْعَنُ شَزْراً فِي مَآقِيهَا وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: كأَنما عَيْناهُ فِي وَقْبَيْ حَجَرْ، ... بَيْنَ مَآقٍ لَمْ تُخَرَّقْ بالإِبَرْ وَقَالَ مُعَقِّرٌ فِي مُفْرَدِهِ: ومَأْقي عَيْنها حَذِل نَطُوف وَقَالَ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ فِي تَثْنِيَتِهِ: أَتَحْسِبُها تُصَوِّب مَأْقِيَيْها؟ ... غَلبتُك، وَالسَّمَاءِ وَمَا بَناها وَيُرْوَى: أَتَزْعُمها يُصَوَّب ماقِياها وَيُقَالُ: هَذَا مَاقِي الْعَيْنِ عَلَى مِثَالِ قَاضِي الْبَلْدَةِ، وَيُهْمَزُ فَيُقَالُ مَأْقي، وَلَيْسَ لِهَذَا نَظِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِيمَا قَالَ نُصَيْرٌ النَّحْوِيُّ، لأَن أَلف كُلِّ فَاعِلٍ مِنْ بَنَاتِ الأَربعة مِثْلَ داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعالٍ لَا يُهْمَزُ، وَحُكِيَ الْهَمْزُ فِي مَأْقي خَاصَّةً. الْفَرَّاءُ فِي بَابِ مَفْعَل: مَا كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ مِنْ دَعَوْت وقَضَيْت فالمَفْعَل فِيهِ مَفْتُوحٌ، اسْمًا كَانَ أَو مَصْدَرًا، إِلَّا المَأْقي مِنَ الْعَيْنِ فَإِنَّ الْعَرَبَ كَسَرَتْ هَذَا الْحَرْفَ، قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ فِي مَأْوَى الإِبل مَأْوي، فَهَذَانِ نَادِرَانِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا. اللِّحْيَانِيُّ: الْقَلْبُ فِي مَأْق فيمَنْ لُغَتُهُ مَأْقٌ ومُؤق أَمْقُ الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ آمَاقٍ، وَهِيَ فِي الأَصل أَمْآق فَقُلِبَتْ، فَلَمَّا وَحَّدُوا قَالُوا أَمْق لأَنهم وَجَدُوهُ فِي الْجَمْعِ كَذَلِكَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ مَأْقي جَعَلَهُ مَواقي؛ وأَنشد: كأَنَّ اصْطِفاق المَأْقِيَيْنِ بِطَرْفِهَا ... نَثِيرُ جُمانٍ، أخطأَ السِّلْك ناظِمُه وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَمْسَحُ المَأْقِيَين ، وَهِيَ تَثْنِيَةُ المأْقي؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فظَلَّ خَلِيلِي مُسْتَكِيناً كأَنه ... قَذًى، فِي مَواقي مُقْلَتيْهِ يُقَلْقِلُ جَمْعُ مَاقِي؛ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ فِي مُفْرَدِهِ: مَا إنْ يَجفّ لَهَا مِنْ عَبْرةٍ مَاقِي وَقَالَ اللَّيْثُ: مُؤق الْعَيْنِ مُؤَخَّرُهُ ومَأْقُها مُقَدَّمُهَا، رَوَاهُ عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ. قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يَكْتَحِلُ مِنْ قِبَلِ مُؤقه مَرَّةً وَمِنْ قبَلِ مأْقِهِ مَرَّةً ، يَعْنِي مُقَدَّمَ الْعَيْنِ وَمُؤَخَّرَهَا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: وأَهل اللُّغَةِ مُجْمِعُونَ عَلَى أَن المُؤق والمَأْق حَرْفُ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الأَنف وأَن الَّذِي يَلِي

الصُّدْغَ يُقَالُ لَهُ اللَّحاظ، وَالْحَدِيثُ الَّذِي اسْتَشْهَدَ بِهِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. الْجَوْهَرِيُّ: مُؤق الْعَيْنِ طَرْفُهَا مِمَّا يَلِي الأَنف، ولَحاظها طَرَفُهَا الَّذِي يَلِي الأُذن، وَالْجَمْعُ آمَاقٌ وأَمْآق أَيضاً مِثْلَ آبَارٍ وأَبآر. ومأْقي الْعَيْنِ: لُغَةٌ فِي مُؤقِ الْعَيْنِ، وَهُوَ فَعْلي وَلَيْسَ بمَفْعِل لأَن الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، وَإِنَّمَا زِيدَ فِي آخِرِهِ الْيَاءُ للإِلحاق فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ نَظِيرًا يلْحقونه بِهِ، لأَن فَعْلي بِكَسْرِ اللَّامِ نَادِرٌ لَا أُخت لَهَا فأُلحق بمَفْعِل، وَلِهَذَا جَمَعُوهُ عَلَى مَآقٍ عَلَى التَّوَهُّمِ كَمَا جَمَعُوا مَسِيلَ الْمَاءِ أَمْسِلَةً ومُسْلاناً، وَجَمَعُوا المَصير مُصْراناً، تَشْبِيهًا لَهُمَا بفَعْيَل عَلَى التَّوَهُّمِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَيْسَ فِي ذَوَاتِ الأَربعة مَفْعِل، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، إِلَّا حَرْفَانِ: مأْقي الْعَيْنِ ومَأْوِي الإِبل؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُهُمَا وَالْكَلَامُ كُلُّهُ مَفْعَل، بِالْفَتْحِ، نَحْوَ رَمَيْتُهُ مَرْمًى وَدَعَوْتُهُ مَدْعًى وَغَزَوْتُهُ مَغْزًى، قَالَ: وَظَاهِرُ هَذَا الْقَوْلِ، إِنْ لَمْ يُتَأَوَّل عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، غَلَطٌ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ: وَإِنَّمَا زِيدَ فِي آخِرِهِ الْيَاءُ للإِلحاق، قَالَ: الْيَاءُ فِي مَأْقِي الْعَيْنِ زَائِدَةٌ لِغَيْرِ إِلْحَاقٍ كَزِيَادَةِ الْوَاوِ فِي عَرْقُوَةٍ وتَرْقُوَةٍ، وَجَمْعُهَا مَآقٍ عَلَى فَعالٍ كَعَراقٍ وتَراقٍ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى تَشْبِيهِ مَأْقي الْعَيْنِ بمَفْعِل فِي جَمْعِهِ كَمَا ذَكَرَ فِي قَوْلِهِ، فَلِهَذَا جَمَعُوهُ عَلَى مَآقٍ عَلَى التَّوَهُّمِ لِمَا قدمتُ ذِكْرَهُ، فَيَكُونُ مأْق بِمَنْزِلَةِ عَرْقٍ جَمْعُ عَرْقُوَةٍ، وَكَمَا أَن الْيَاءَ فِي عَرْقِي لَيْسَتْ للإِلحاق كَذَلِكَ الْيَاءُ فِي مأْقي لَيْسَتْ للإِلحاق، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن تَكُونَ الْيَاءُ فِي مأْقي بَدَلًا مِنْ وَاوٍ بِمَنْزِلَةِ عَرْقٍ، والأَصل عَرْقُوٌ، فَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِتَطَرُّفِهَا وَانْضِمَامِ مَا قَبْلَهَا؛ وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: قُلِبَتْ يَاءً لَمَّا بُنِيَتِ الْكَلِمَةُ عَلَى التَّذْكِيرِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيْضًا بعد مَا حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: أَنَّهُ لَيْسَ فِي ذَوَاتِ الأَربعة مَفْعِل، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، إِلَّا حَرْفَانِ: مأْقِي الْعَيْنِ ومَأْوِي الإِبل؛ قَالَ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ ابْنِ السِّكِّيتِ لأَنه قَدْ ثَبَتَ كَوْنُ الْمِيمِ أَصلًا فِي قَوْلِهِمْ مُؤْق، فَيَكُونُ وَزْنُهَا فَعْلِي عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَنَظِيرُ مَأْقي مَعْدِي فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ مَعَدَ أَي أَبعد وَوَزْنُهُ فَعْلي. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فِي المُؤْق مُؤْقٍ ومَأْقٍ، وَتَثْبُتُ الْيَاءُ فِيهِمَا مَعَ الإِضافة والأَلف وَاللَّامِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وأَما مُؤقِي فَالْيَاءُ فِيهِ للإِلحاق ببُرْثُنٍ، وأَصلُه مؤقُوٌ بِزِيَادَةِ الْوَاوِ للإِلحاق كعُنْصُوَةٍ، إِلَّا أَنها قُلِبَتْ كَمَا قُلِبَتْ فِي أدْلٍ، وَأَمَّا مَأْقي الْعَيْنِ فَوَزْنُهُ فَعْلِي، زِيدَتِ الْيَاءُ فِيهِ لِغَيْرِ إِلْحَاقٍ كَمَا زِيدَتِ الْوَاوُ فِي تَرْقُوةٍ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ فَتَكُونُ للإِلحاق بِالْوَاوِ، فَيَكُونُ وَزْنُهُ فِي الأَصل فَعْلُوٌ كتَرْقُوٍ، إِلَّا أَن الْوَاوَ قُلِبَتْ يَاءً لَمَّا بُنِيَتِ الْكَلِمَةُ عَلَى التَّذْكِيرِ، انْقَعَرَ كَلَامُ أَبِي عَلِيٍّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمَاقِئٌ عَلَى فَاعِلٍ جَمْعُهُ مَواقِئُ وَتَثْنِيَتُهُ ماقِئَان؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: يَا مَنْ لِعَيْنٍ لَمْ تَذق تَغْميضا، ... وماقِئَيْنِ اكْتَحَلَا مَضِيضَا قَالَ أَبو عَلِيٍّ: مَنْ قَالَ مَاقٍ فالأَصل ماقئٌ وَوَزْنُهُ فَالِعٌ، وَكَذَلِكَ جَمْعُهُ مَواقٍ وَوَزْنُهُ فَوَالِعُ، فَأُخِّرَتِ الْهَمْزَةُ وَقُلِبَتْ يَاءً، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا حُكِيَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّ قَوْمًا يُحَقِّقُونَ الْهَمْزَةَ فَيَقُولُونَ مَاقِئ الْعَيْنِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مُؤْق وأَمواق ومُوق أَيْضًا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَجَمْعُهُ مَواقٍ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ مُوقئ وجمعه مَواقِئُ، وأُمْقاً وَجَمْعُهُ آمَاقٍ، قَالَ الشَّيْخُ: وَيُقَالُ أُمْق مَقْلُوبٌ، وَأَصْلُهُ مُؤق وَآمَاقٌ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ آمْآق، قَالَ: فَهَذِهِ إِحْدَى عَشْرَةَ لَفْظَةً عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ: مُؤقٌ ومَأْقٌ ومُؤْقٍ ومَأْقٍ ومَاقٍ

ومَاقِئٌ ومُوقٌ ومَاقٌ ومُوقٍ ومُوقئ وأُمْقٌ. مجنق: المَنْجَنِيقُ والمِنْجَنِيقُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا، والمَنْجَنُوق: القَذَّاف، الَّتِي تُرْمَى بِهَا الْحِجَارَةُ، دَخِيلٌ أَعجمي مُعَرَّبٌ، وَأَصْلُهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: مَنْ جِي نِيكْ، أَي مَا أَجْوَدَني، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ زُفَرُ بْنُ الْحَرْثِ: لقد تركَتْنِي مَنْجَنِيقُ بنِ بَحْدَلٍ، ... أَحِيدُ عَنِ العُصْفور حِينَ يطيرُ وَتَقْدِيرُهَا مَنْفَعِيل لِقَوْلِهِمْ: كُنَّا نُجْنَقُ مَرَّةً ونُرْشَقُ أُخرى. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْجَمْعُ منْجَنِيقات، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هِيَ فَنْعَليل الْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ أَصلية لِقَوْلِهِمْ فِي الْجَمْعِ مَجانِيق، وَفِي التَّصْغِيرِ مُجَيْنِيق، ولأَنها لَوْ كَانَتْ زَائِدَةً وَالنُّونُ زَائِدَةً لَاجْتَمَعَتْ زَائِدَتَانِ فِي أَول الِاسْمِ، وَهَذَا لَا يَكُونُ فِي الأَسماء وَلَا الصِّفَاتِ الَّتِي لَيْسَتْ عَلَى الأَفعال الْمَزِيدَةِ، وَلَوْ جَعَلْتَ النُّونَ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ صَارَ الِاسْمُ رُبَاعِيًّا وَالزِّيَادَاتُ لَا تُلْحَقُ بِبَنَاتِ الأَربعة أَوّلًا إِلَّا الأَسماء الْجَارِيَةَ عَلَى أَفعالها نَحْوَ مُدَحْرِج، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّ الْمِيمَ وَالنُّونَ زَائِدَتَانِ لِقَوْلِهِمْ جَنَقَ يَجْنِق إِذَا رَمَى. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو تُرَابٍ مِنْجَلِيق وَيُقَالُ جَنّقوا الْمَجَانِيقَ ومَجْنقوها؛ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه نَصَبَ عَلَى الْبَيْتِ مَنْجَنِيقاً وَكَّل بِهَا جانِقَين، فَقَالَ أَحد الجانِقين عِنْدَ رَمْيِهِ: خَطَّارة كَالْجَمَلِ الفَنِيق، ... أَعْدَدْتُها لِلْمَسْجِدِ العَتيقِ الجانِقُ: الَّذِي يُدِيرُ المَنْجنيق وَيَرْمِي عليها. مجلق: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو تُرَابٍ يُقَالُ للمِنْجَنِيق مِنْجَليق، وقد تقدم. محق: المَحْق: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ الْبَرَكَةِ. وَشَيْءٌ ماحِقٌ: ذَاهِبٌ. وَقَدْ مَحَق وامَّحَق وامْتَحَقَ ومَحَقهُ وأَمْحقه: لُغَةٌ وأَباها الأَصمعي. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ مَحَقهُ اللَّهُ فامَّحَقَ وامْتَحَقَ أَي ذَهَبَ خَيْرُهُ وَبَرَكَتُهُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: بِلالُ، يَا ابْنَ الأَنْجُمِ الأَطْلاقِ، ... لسْنَ بنَحْساتٍ وَلَا أَمْحاقِ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَحقَه اللَّهُ وأَمْحقه، وأَبى الأَصمعي إلَّا مَحَقه. وتَمَحَّقَ الشَّيْءُ وامتَحَقَ. وشيءٌ مَحِيق: مَمْحُوقٌ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ النُّكْرِيُّ يَصِفُ رُمْحاً عَلَيْهِ سِنَانٌ مِنْ حَدِيدٍ أَو قَرْنٍ: يُقَلِّبُ صَعْدَةً جَرداءَ فِيهَا ... نَقِيعُ السَّمِّ، أَو قَرْنٌ مَحِيقُ وَنَصْلٌ مَحِيق أَي مُرَقَّق محدَّد، وَهُوَ فعِيل مِنْ مَحَقَه. وَقَرْنٌ مَحِيق إِذَا دُلك فَذَهَبَ حَدُّهُ ومَلُس، وَمِنَ المَحْق الْخَفِيِّ أَن تَلِدَ الإِبل الذُّكُورَ وَلَا تَلِدَ الإِناث لأَن فِيهِ انْقِطَاعَ النَّسْلِ وَذَهَابَ اللَّبَنِ، وَمِنَ المَحْق الْخَفِيِّ النَّخْلُ المُتقارَب. ابْنُ سِيدَهْ: المَحْق النَّخْلُ المُقَارَب بَيْنَهُ فِي الْغَرْسِ؛ وَكُلُّ شيءٍ أَبْطَلْتَهُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ، فَقَدْ مَحَقْتهُ. وَقَدِ امَّحق أَي بَطَلَ، مَحَقه يَمْحَقه مَحقْاً أَيْ أَبْطَلَهُ وَمَحَاهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ ، أَيْ يستأْصل اللَّهُ الرِّبَا فيُذْهب رَيْعه وَبَرَكَتَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المَحْق أَن يَذْهَبَ الشَّيْءُ كُلُّهُ حَتَّى لَا يُرَى مِنْهُ شَيْءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: مَحَقهُ اللَّهُ أَي أَذهب بَرَكَتَهُ، وأَمْحَقه لُغَةٌ فِيهِ رَدِيئَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْبَيْعِ: الحَلِفُ مَنْفَقَة للسلْعة مَمْحَقَة لِلْبَرَكَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَإِنَّهُ يَنْفَقُ ثُمَّ يَمْحَقُ ؛ المَحْقُ: النَّقْصُ وَالْمَحْوُ والإِبطال، وَقَدْ

مَحَقهُ يَمْحَقهُ، ومَمْحَقَةٌ مَفْعلة مِنْهُ أَي مَظنة لَهُ وَمَحْرَاةٌ بِهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَا مَحَقَ الإِسلام شَيْءٌ مَا مَحَقَ الشُّحُ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. ابْنُ سِيدَهْ: المِحَاق والمُحاقُ آخِرُ الشَّهْرِ إِذَا امَّحق الْهِلَالُ فَلَمْ يُرَ؛ قَالَ: أتَوْني بِهَا قَبْلَ المُحاق بليلةٍ، ... فَكَانَ مُحاقاً كُلُّهُ ذَلِكَ الشَّهْرُ وأَنشد الأَزهري: يَزْدَادُ، حَتَّى إِذَا مَا تَمَّ أَعْقَبَهُ ... كَرُّ الجَدِيدَيْنِ مِنْهُ، ثُمَّ يَمَّحِقُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمَّي المُحاق مُحاقاً لأَنه طَلَعَ مَعَ الشَّمْسِ فَمَحَقَتْه فَلَمْ يرهُ أَحد، قَالَ: والمُحاقُ أَيضاً أَن يسْتسرّ الْقَمَرُ لَيْلَتَيْنِ فَلَا يُرى غُدْوة وَلَا عَشِيَّةً، وَيُقَالُ لِثَلَاثِ ليالٍ مِنَ الشَّهْرِ ثلاثٌ مُحاق. وامْتِحاق الْقَمَرِ: احْتِرَاقُهُ وَهُوَ أَن يَطْلُعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَا يُرَى، يَفْعَلُ ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ. الأَزهري: اخْتَلَفَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ فِي اللَّيَالِي المِحاقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا الثَّلَاثَ الَّتِي هِيَ آخِرُ الشَّهْرِ وَفِيهَا السِّرارُ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهَا لَيْلَةُ خمسٍ وستٍّ وسبعٍ وَعِشْرِينَ لأَن الْقَمَرَ يَطْلُعُ، وَهَذَا قَوْلُ الأَصمعي وَابْنِ شُمَيْلٍ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَبو الْهَيْثَمِ وَالْمُبَرِّدُ وَالرِّيَاشِيُّ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ أَصح الْقَوْلَيْنِ عِنْدِي، قَالَ: وَيُقَالُ مُحَاق الْقَمَرِ ومِحَاقه ومَحاقه. ومَحَّق فُلَانٌ بِفُلَانٍ تَمْحِيقاً: وَذَلِكَ أَن الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا كَانَ يومُ المِحَاقِ مِنَ الشَّهْرِ بَدَرَ الرَّجُلُ إِلَى ماءِ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَيَنْزِلُ عَلَيْهِ وَيَسْقِي بِهِ مالَه، فَلَا يَزَالُ قَيِّمَ الْمَاءِ ذَلِكَ الشَّهْرَ ورَبَّه حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَإِذَا انْسَلَخَ كَانَ رَبّه الأَول أَحق بِهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَدْعُو ذَلِكَ المَحِيق. أَبو عَمْرٍو: الإِمْحَاق أَن يَهْلِكَ الْمَالُ أَو الشَّيْءُ كمِحاق الْهِلَالِ. ومُحِقَ الرَّجُلُ وامَّحق: قَارَبَ الْمَوْتَ، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ سَبْرة بْنِ عَمْرٍو الأَسدي يَهْجُو خَالِدَ بْنَ قَيْسٍ: أَبوك الَّذِي يَكوْي أُنوف عُنُوقِهِ ... بأَظفاره، حَتَّى أَنَسَّ وأَمْحَقَا أَنَسَّ الشيءُ: بَلَغَ غَايَةَ الْجُهْدِ، وَهُوَ نَسِيسُهُ أَي بَقِيَّةُ نَفْسِهِ. وماحِقُ الصَّيْف: شِدَّتُهُ. ومحَقَهُ الحرُّ أَي أَحرقه. وَيُقَالُ: جاءَ فِي ماحِقِ الصَّيْفِ أَي فِي شِدَّةِ حَرِّة. وَيَوْمٌ ماحِقٌ بيِّن المَحْق: شَدِيدُ الْحَرِّ أَي أَنه يَمْحَق كُلَّ شَيْءٍ وَيَحْرِقُهُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ الْحُمُرَ: ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزان صَادِيَةً، ... فِي ماحِقٍ، مِنْ نَهَارِ الصَّيْف، مُحْتَدمِ مخق: مَخِقَت عَيْنُهُ: كبَخِقَتْ. مخرق: المُمَخْرَق: المُمَوَّه، وَهِيَ المَخْرقةُ، مأْخوذة مِنْ مَخاريق الصبيان. مدق: مَدَق الصخرةَ يَمْدقُها مَدْقاً: كَسَرَهَا. ومَيْدق اسْمٌ. مذق: المَذِيقُ: اللَّبَنُ الْمَمْزُوجُ بِالْمَاءِ. مَذَقَ اللبنَ يَمْذُقه مذْقاً، فَهُوَ مَمْذوق ومَذِيقٌ ومَذِقٌ: خَلَطَهُ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ، والمَذْقةُ الطَّائِفَةُ مِنْهُ. ومَذَقَهُ ومَذَق لَهُ: سَقَاهُ المَذْقةَ، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ يَمْذُق الوُدَّ إِذَا لَمْ يُخْلِصْهُ، وَهُوَ المَذْق أَيضاً؛ وأَنشد: يَشْربُه مَذْقاً، ويَسْقي عيالَهُ ... سَجاجاً، كأَقْرَاب الثَّعالب، أَوْرَقا وَفِي الْحَدِيثِ: بَارَكَ لَكُمْ فِي مَذْقها ومَحْضها ؛

المَذْق: الْمَزْجُ وَالْخَلْطُ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ وَسَلَمَةَ: ومَذْقَة كطُرَّة الخَنيف ؛ المَذْقة: الشَّرْبَةُ مِنَ اللَّبَنِ المَمْذوق، شَبَّهَهَا بِحَاشِيَةِ الْخَنِيفِ وَهُوَ رَدِيءُ الْكَتَّانِ لِتَغَيُّرِ لَوْنِهَا وَذَهَابِهِ بِالْمَزْجِ. والمُماذقة فِي الوُدّ: ضِدُّ الْمُخَالَصَةِ. ومَذَق الوُدَّ: لَمْ يُخْلِصْهُ. وَرَجُلٌ مَذَّاق: كَذُوب. وَرَجُلٌ مَذِقٌ ومَذَّاق ومُمَاذِق بيِّن المِذَاق: مَلُول، وَفِي الصِّحَاحِ: غَيْرُ مُخْلِصٍ وَهُوَ المِذاقُ؛ قَالَ: وَلَا مُؤاخاتك بالمِذَاقِ ابْنُ بُزُرْجَ: قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ امَّذق، فَقَالَتْ لَهَا الأُخرى: لِمَ لَا تَقُولِينَ امْتَذق؟ فَقَالَ الْآخَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأُحب أَن تَكُونَ ذمَلَّقِيَّة اللِّسَانِ أَي فَصِيحَةَ اللِّسَانِ. وأَبو مَذْقة: الذِّئْبُ لأَن لَوْنَهُ يُشْبِهُ لَوْنَ المَذْقة؛ ولذلك قال: جاؤوا بِضَيْحٍ، هَلْ رأَيتَ الذِّئْبَ قَطُّ؟ شَبَّهَ لَوْنَ الضَّيْح، وَهُوَ اللَّبَنُ الْمَخْلُوطُ، بِلَوْنِ الذئب. مرق: المَرَقُ الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ مَرَقة، والمَرَقة أَخص مِنْهُ. ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها. الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَطعمنا فُلَانٌ مَرَقة مَرَقَيْن؛ يُرِيدُ اللَّحْمَ إِذَا طُبِخَ ثُمَّ طُبِخَ لَحْمٌ آخَرُ بِذَلِكَ الْمَاءِ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي. ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إِذَا فَسَدَتْ فَصَارَتْ مَاءً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِنَّ مِنَ الْبَيْضِ مَا يَكُونُ مَارِقًا أَي فَاسِدًا. وَقَدْ مَرَقَتِ الْبَيْضَةُ إِذَا فَسَدَتْ. ومَرَقَ الصوفَ وَالشَّعَرَ يَمْرقه مَرْقاً: نَتَفَهُ. والمُراقة، بِالضَّمِّ: مَا انْتُتِفَ مِنْهُمَا، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَا يُنْتَتَفُ مِنَ الْجِلْدِ المَعْطُونِ إِذَا دُفِنَ لِيَسْتَرْخِيَ، وَرُبَّمَا قِيلَ لِمَا تَنْتِفُهُ مِنَ الكَلاءِ الْقَلِيلِ لِبَعِيرِكَ مُرَاقة؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ الشَّيْءُ يَسْقُطُ مِنَ الشَّيْءِ، وَالشَّيْءُ يَفْنَى مِنْهُ فيَبْقى مِنْهُ الشيءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَة قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِنْتًا لِي عَروُساً تمرَّق شعرُها ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شَعْرُهَا. يُقَالُ: مَرَقَ شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إِذَا انْتَثَرَ وَتَسَاقَطَ مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ. والمَرْقة: الصُّوفَةُ أَول مَا تُنْتَفُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقَى فِي الْجِلْدِ مِنَ اللَّحْمِ إِذَا سُلِخَ، وَقِيلَ: هُوَ الْجِلْدُ إِذَا دُبِغَ. والمَرْقُ، بِالتَّسْكِينِ: الإِهابُ المُنْتِنُ. تَقُولُ مَرَقْتُ الإِهَابَ أَي نَتَفْتُ عَنِ الْجِلْدِ الْمَعْطُونِ صُوفَهُ. وأَمْرَق الجلدُ أَي حَانَ لَهُ أَنْ يُنْتَفَ. وَيُقَالُ: أَنْتَنُ مِنْ مَرْقَاتِ الغنمِ، الْوَاحِدَةُ مَرْقة؛ وَقَالَ الحرث بْنُ خَالِدٍ: ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إِلَى القلب ... مِنَ الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسك، ... ضِماخاً كَأَنَّهُ رِيحُ مَرْقِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ الْبَيْتِ الأَخير مِنْ قَوْلِهِ: كأَنه رِيحُ مَرْق، فَفَسَّرَهُ هُوَ بأَنه جَمْعُ المَرْقة الَّتِي هِيَ مِنْ صُوفِ الْمَهَازِيلِ والمَرْضى، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ يَعْنِي بِهِ الصُّوفَ أَول مَا يُنْتف، لأَنه حِينَئِذٍ مُنْتِنٌ. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنتَنُ مِنْ مرْقات الْغَنَمِ، فَيَكُونُ المَرْقُ عَلَى هَذَا وَاحِدًا لَا جَمْعَ مَرْقة، وَيَكُونُ مِنَ الْمُذَكَّرِ الْمَجْمُوعِ بِالتَّاءِ، وَقَدْ يَكُونُ يَعْنِي بِهِ الْجِلْدَ الَّذِي يُدْفن لِيَسْتَرْخِيَ. وأَمْرَق الشعرُ:

حَانَ لَهُ أَن يُمْرَقَ. ابْنُ الأَعرابي: المَرْقُ الطَّعْنُ بِالْعَجَلَةِ. والمُرْقُ: الذِّئَابُ المُمَعَّطة. والمَرْق: الصُّوفُ المُنَفَّش. يُقَالُ: أَعطني مَرْقة أَي صُوفَةً. والمَرْق: الإِهابُ الَّذِي عُطِنَ فِي الدِّبَاغِ وَتُرِكَ حَتَّى أَنتن وامَّرط عَنْهُ صُوفُهُ؛ ومَرَقْتُ الإِهابَ مَرْقاً فامَّرق امِّراقاً؛ والمُرَاقة والمُرَاطة: مَا سَقَطَ مِنَ الشَّعْرِ. والمُراقة مِنَ النَّبَاتِ: مَا يُشْبِعُ الْمَالَ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الكلأُ الضَّعِيفُ الْقَلِيلُ. ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ، وَهِيَ مُمْرِقٌ: سقط حملها بعد ما كَبِرَ، وَالِاسْمُ المَرْقُ. ومَرَقَ السهمُ مِنَ الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً: خَرَجَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ وَذَكَرَ الْخَوَارِجِ: يَمْرْقُونَ مِنَ الدِّين كَمَا يَمْرُق السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ وَيَتَعَدَّوْنَهُ كَمَا يَخْرُقُ السَّهْمُ المَرْميّ بِهِ وَيَخْرُجُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُمِرْتُ بِقِتَالِ المارِقينَ ، يَعْنِي الْخَوَارِجَ، وأَمْرقْتُ السَّهْمَ إمْراقاً، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْخَوَارِجُ مارِقةً، وَقَدْ أَمْرَقهُ هُوَ. والمُرُوق: الْخُرُوجُ مِنْ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ مَدْخَلِهِ. والمارِقةُ: الَّذِينَ مَرَقُوا مِنَ الدِّين لغُلُوّهم فِيهِ. والمُرُوق: سُرْعَةُ الْخُرُوجِ مِنَ الشَّيْءِ، مَرَق الرجلُ مِنْ دِينه ومَرَقَ مِنْ بَيْتِهِ، وَقِيلَ: المُروق أَن يُنْفِذ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ فَيَخْرُجَ طَرَفُهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ وَسَائِرُهُ فِي جَوْفِهَا. والامْتِراق: سُرْعَةُ المَرْقِ. وامْتَرَق وامَّرق الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمه وامْتَرقت الْحَمَامَةُ مِنْ وَكْرِها: خَرَجَتْ. ومَرَق فِي الأَرض مُروقاً: ذَهَبَ. ومَرَق الطَّائِرُ مَرْقاً: ذَرَقَ. والمَرْق والمُرق؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ عَنِ الأَعراب: سَفا السُّنْبُلِ، وَالْجَمْعُ أَمراق. والتَّمْرِيقُ: الْغِنَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِهِ؛ قَالَ: ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل، ... مِنْ بَيْنِ تَالِي شِعره ومُمَرِّق والمَرْق، بِالسُّكُونِ: غِنَاء الإِماء والسَّفِلة، وَهُوَ اسْمٌ. والمُمَرَّق أَيضاً مِنَ الغِناء: الَّذِي تُغَنِّيهُ السَّفِلةُ والإِماء. وَيُقَالُ للمُغَنّي نَفْسِهِ المُمَرِّق، وَقَدْ مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إِذَا غَنَّى. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَرَّق بِالْغِنَاءِ؛ وأَنشد: أَفِي كُلِّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ، ... يُمَرّق مَذْعور بِهَا فالنَّهابلُ؟ فَإِنْ كنتَ فاتَتْكَ العُلى، يَا ابْنَ دَيْسقَ، ... فدَعْها، وَلَكِنْ لَا تَفُتْك الأَسافِلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ لَيْسَ أَحد فَسَّرَ التَّمْريقَ إِلَّا أَبو عَمْرٍو الزَّاهِدُ، قَالَ: هُوَ غِنَاءُ السَّفِلَةِ وَالسَّاسَةِ، والنَّصْبُ غِنَاءُ الرُّكْبَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المُمَرِّق، هُوَ الْمُغَنِّي. واهْتلَبَ السيفَ مِنْ غِمْدِهِ وامْتَرقهُ واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إِذَا اسْتَلَّهُ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يُبْدِي عَوْرَتَهُ: امَّرَقَ يَمَّرِقُ. وامَّرَقَ الرجلُ: بَدَتْ عَوْرَتُهُ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق، وأَصله أَن امرأَة كَانَتْ تَغْزُو فحبِلت، فذُكِرَ لَهَا الْغَزْوُ، فَقَالَتْ: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي أَمهلوا الْغَزْوَ حَتَّى يَخْرُجَ الْوَلَدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ الْمُفَضَّلُ هِيَ رَقَاشِ الكِنانيَّة، وَجَمْعُ المَارِقِ مُرَّاق؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: مَا فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن ... سَقْطَ عُمَانَ، ولصوصَ الجُفَّيْن

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُمْرِقُ اللَّحْمُ الَّذِي فِيهِ سِمَنٌ قَلِيلٌ. ومَرَق حَبُّ الْعِنَبِ يَمْرُق مُرُوقاً: انْتَشَرَ مِنْ رِيحٍ أَو غَيْرِهِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمُرِّيقُ: حَبُّ الْعُصْفُرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: شَحْمُ الْعُصْفُرِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ عَرَبِيَّةٌ مَحْضَةٌ، وَبَعْضٌ يَقُولُ لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُرِّيقُ حَبُّ الْعُصْفُرِ، قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ حَكَاهُ أَبو الْخَطَّابِ عَنِ الْعَرَبِ، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هُوَ أَعجمي وَقَدْ غَلِطَ أَبو الْعَبَّاسِ لأَن سِيبَوَيْهِ يَحْكِيهِ عَنِ الْعَرَبِ، فَكَيْفَ يَكُونُ عَجَمِيًّا؟ وَثَوْبٌ مُمَرَّق: صُبِغَ بالمُرّيق؛ وتَمَرَّق الثَّوْبُ: قَبِلَ ذَلِكَ؛ وَأَنْشَدَ الْبَاهِلِيُّ: يَا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق ... بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَياما قَوْلُهُ مُتَمرَّق: مَصْبُوغٌ بالعُصْفر، وَقَالَ بِالزَّعْفَرَانِ ضَرُورَةً، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ بِالْعُصْفُرِ. وَرَجُلٌ مِمْراق: دَخّال فِي الأُمور. والمَارِقُ: الْعِلْمُ النَّافِذُ فِي كُلِّ شَيْءٍ لَا يُتَعَوَّجُ فِيهِ. ومَرَقَا الأَنفِ: حَرْفاه. قَالَ ثَعْلَبٌ: كَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِالتَّخْفِيفِ، وَالصَّوَابُ عِنْدَهُ مَرَقَّا الأَنف. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مَرَق، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ، وَقَدْ تَسْكُنُ، بِئْرُ مَرَق بِالْمَدِينَةِ لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ أَول الْهِجْرَةِ. والمَرَق أَيضاً: آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اطَّلَى حَتَّى بَلَغَ المَرَاقّ ؛ هُوَ، بِتَشْدِيدِ الْقَافِ، مَا رَقَّ مِنْ أَسفل الْبَطْنِ وَلَانَ لَا وَاحِدَ لَهُ، وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ. مزق: المَزْق: شَقّ الثِّيَابِ وَنَحْوِهَا. مَزَقهُ يَمْزِقه مَزْقاً ومَزّقه فانْمَزق تَمْزيِقاً وتَمَزّق: خَرَقَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: بحَجَبات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ، ... كأَنما يَمْزِقْنَ بِاللَّحْمِ الحَوَرْ والحَوَر: جُلُودٌ حُمْرٌ، والبُهَر: الأَوساط. وَفِي حَدِيثِ كِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى: لَمَّا مَزَّقَهُ دَعَا عَلَيْهِمْ أَنْ يُمَزَّقوا كلَّ مُمَزَّقٍ ، التَّمْزيقُ التَّخْرِيقُ وَالتَّقْطِيعُ، وأَراد بِتَمْزيقهم تفرُّقهم وَزَوَالَ مُلكهم وَقَطْعَ دَابِرِهِمْ. والمِزْقة: الْقِطْعَةُ مِنَ الثَّوْبِ. وَثَوْبٌ مَزِيق ومَزِقٌ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ثَوْبٌ أَمْزَاق ومِزَق. وَيُقَالُ: ثَوْبٌ مَزِيق مَمْزُوق مُتَمَزِّق وممزَّق، وَسَحَابٌ مِزَق عَلَى التَّشْبِيهِ كَمَا قَالُوا كِسَف. والمِزَق: الْقَطْعُ مِنَ الثَّوْبِ المَمْزُوق، وَالْقِطْعَةُ مِنْهَا مِزْقَة. اللَّيْثُ: يُقَالُ صَارَ الثَّوْبُ مِزَقاً أَيْ قِطَعًا، قَالَ: وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ مِزْقة لِلْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ، وَكَذَلِكَ مِزَق السَّحَابِ قِطَعُهُ. ومَزْقُ العِرْض: شَتْمُهُ. ومَزَق عِرْضَه يَمْزِقُه مَزْقاً: كَهَرَده. وَنَاقَةٌ مِزاق، بِكَسْرِ الْمِيمِ، ونِزَاق؛ عَنْ يَعْقُوبَ: سَرِيعَةٌ جِدًّا يَكَادُ يتَمَزَّق عَنْهَا جِلْدُهَا مِنْ نَجائها، وَزَادَ فِي التَّهْذِيبِ: نَاقَةٌ شَوْشَاة مِزَاقٌ سَرِيعَةٌ: قَالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتْ مِزَاقاً لأَن جِلْدَهَا يَكَادُ يتَمَزَّق عَنْهَا مِنْ سُرْعَتِهَا؛ وأَنشد: فجاءَ بشَوْشاةٍ مِزَاقٍ، تَرَى بِهَا ... نُدوباً مِنَ الأَنْساع: فَذّاً وتَوْأَما وَقَالَ غَيْرُهُ: فَرَسٌ مِزَاق سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ؛ قَالَ ذو الرمة: أَفاؤُوا كلَّ شاذبةٍ مِزَاقٍ ... بَراها القَوْدُ، واكتَسَتِ اقْوِرَارا وَفِي النَّوَادِرِ: مازَقْتُ فُلَانًا ونازَقْتُه مُنَازقةً أَي سَابَقْتُهُ فِي الْعَدْوِ. ومُزَيْقِياءُ: لَقَبُ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ مَلِكٍ مِنْ

مُلُوكِ الْيَمَنِ جَدّ الأَنصار، قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُمَزِّق كُلُّ يَوْمٍ حُلَّة فيَخْلَعُها عَلَى أَصحابه، وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ كُلَّ يَوْمٍ حُلَّتين فيُمَزِّقهما بِالْعَشِيِّ ويَكْره أَن يَعُودَ فِيهِمَا ويأْنف أَنْ يَلْبَسَهُمَا أَحد غَيْرُهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يَلْبَسُ كُلَّ يَوْمٍ ثَوْبًا، فَإِذَا أَمْسَى مَزَّقه وَوَهَبَهُ؛ وَقَالَ: أَنَا ابْنُ مُزَيْقيا عَمْرو، وَجَدِّي ... أَبوه عَامِرٌ، ماءُ السماءِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن طَائِرًا مَزَق عَلَيْهِ أَيْ ذَرَقَ وَرَمَى بسَلْحه عَلَيْهِ؛ مَزَقَ الطائرُ بسَلْحه يمْزُق ويَمْزِقُ مَزْقاً: رَمَى بذَرْقه. والمُزْقةُ: طَائِرٌ، وَلَيْسَ بثَبَتٍ. والمُمَزِّقُ: لَقَبُ شَاعِرٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، بِكَسْرِ الزَّايِ وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَفْتَحُهَا: وَإِنَّمَا لُقِّب بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: فَإِنْ كُنْتُ مأْكولًا، فكُنْ خَيْرَ آكلٍ، ... وإلَّا فأدْرِكْني، ولَمّا أُمَزَّقِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ الْمُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ عَنْ أَحمد اللُّغَوِيِّ أَن المُمَزّق الْعَبْدِيُّ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: فمَنْ مُبْلِغُ النُّعْمَانَ أَن ابْنَ أُختِهِ، ... عَلَى العَيْنِ، يَعْتاد الصَّفَا ويُمَزِّقُ وَمَعْنَى يُمَزِّقُ يغنِّي. قَالَ: وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ فِي كَسْرِ الزَّايِ فِي المُمَزِّقِ، إِلَّا أَن الْمَعْرُوفَ فِي هَذَا الْبَيْتِ يُمَرّق، بِالرَّاءِ. والتَّمْرِيقُ، بِالرَّاءِ: الْغِنَاءُ فَلَا حُجَّةَ فِيهِ عَلَى هَذَا لأَن الزَّايَ فِيهِ تَصْحِيفٌ، وَقَالَ الْآمِدِيُّ: المُمَزَّق، بِالْفَتْحِ، هُوَ شَأْس بْنُ نَهارٍ الْعَبْدِيُّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ: فَإِنْ كُنْتُ مأْكولًا، فكُنْ خيرا آكِلٍ وأَما المُمَزِّق، بِكَسْرِ الزَّايِ، فَهُوَ المُمَزِّقُ الحَضْرمي، وَهُوَ متأَخر؛ وَكَانَ وَلَدُهُ يُقَالُ لَهُ المُخَزِّق لِقَوْلِهِ: أَنا المُخَزِّق أَعْراضَ اللِّئَام، كَمَا ... كَانَ المُمَزِّقُ أَعراض اللِّئَام أَبي وَهَجًا المُمَزِّقَ أَبو الشَّمَقْمَقِ فَقَالَ: كُنْتَ المُمَزِّقَ مرَّة، ... فَالْيَوْمَ قَدْ صِرْتَ المُمَزَّقْ لَمَّا جَرَيْتَ مَعَ الضَّلال، ... غَرقْتَ فِي بَحْرِ الشَّمَقْمَقْ والمُمَزَّقُ أَيضاً: مَصْدَرٌ كالتَّمْزِيق، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ. مستق: رُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه كَانَ يُصَلِّي وَيَدَاهُ فِي مُسْتُقَة ، وَفِي رِوَايَةٍ: صَلَّى بِالنَّاسِ وَيَدَاهُ فِي مُسْتُقَة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المَسَاتِقُ فِراءٌ طِوالُ الأَكمام، وَاحِدَتُهَا مُسْتُقة، قَالَ: وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ مُشْتَهْ فَعُرِّبَ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ مُسْتُقة ومُسْتَقة، وَرُوِيَ عَنْ أَنس أَن مَلِكَ الرُّومِ أَهدى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُسْتُقَةً مِنْ سُنْدُسٍ فَلَبِسَهَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فكأَني أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تُذَبْذِبانِ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرٍ وَقَالَ: ابْعَثْ بِهَا إِلَى أَخيك النَّجاشي ؛ هِيَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِهَا فَرْوٌ طَوِيلُ الْكُمَّيْنِ، وَقَوْلُهُ مِنْ سُنْدُسٍ يُشْبِهُ أَنها كَانَتْ مَكْفُوفَةً بِالسُّنْدُسِ، وَهُوَ الرَّفِيعُ مِنَ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ لأَن نَفْسَ الفَرْوِ لَا يَكُونُ سُنْدُسًا، وَجَمْعُهَا مَسَاتِقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَلْبَسُ البَرَانِس والمَسَاتِقَ وَيُصَلِّي فِيهَا ؛ وأَنشد شَمِرٌ: إِذَا لَبِسَتْ مَسَاتِقَها غَنِيٌّ، ... فَيَا وَيْحَ المَسَاتِقِ مَا لَقِينَا

ابْنُ الأَعرابي: هُوَ فَرْوٌ طَوِيلُ الكُمِّ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَصمعي وَابْنُ شُمَيْلٍ فِي الجبة الواسعة. مشق: الْمَشَقَةُ فِي ذَوَاتِ الْحَافِرِ: تَفَحُّجٌ فِي الْقَوَائِمِ وتشَحُّج. ومَشِقَ الرجلُ يَمْشَقُ مَشَقاً، فَهُوَ مَشِقٌ إِذَا اصطَكَّت أَلْيتاه حَتَّى تشَحَّجتا، وَكَذَلِكَ بَاطِنَا الْفَخْذَيْنِ. وَرَجُلٌ أَمْشَقُ، وَالْمَرْأَةُ مَشْقاءُ بيِّنا المَشَقِ. اللَّيْثُ: إِذَا كَانَتْ إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ تُصِيبُ الأُخرى فَهُوَ المَشَق؛ وَهَذَا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ حَكَاهُ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ. أَبو زَيْدٍ: مَشِقَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، إِذَا أَصابت إِحْدَى ربَلتَيْه الأُخرى. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَشْقُ فِي ظَاهِرِ السَّاقِ وَبَاطِنِهَا احْتِراقٌ يصبيها مِنَ الثوبِ إِذَا كَانَ خَشِنًا. ومَشَقَها الثَّوْبُ يَمْشُقُها: أَحرقها، وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ المُشْقة؛ وَقَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ: تَفْرِي السِّباعُ سَلًى عَنْهُ تُماشِقُهُ، ... كأَنه بُرْدُ عَصْبٍ فِيهِ تَضْرِيجُ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: تُماشِقُه تُمزِّقه. ومَشَقَ الثوبَ: مَزَقه. وتَمَشَّق عَنْ فُلَانٍ ثوبُه إِذَا تَمَزَّقَ. وتَمَشَّقَ اللَّيْلُ إِذَا وَلَّى. وتَمَشَّق جِلْبَابُ اللَّيْلِ إِذَا ظَهَرَتْ تعباشيرُ الصُّبْحِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ وَهُوَ مِنْ نَوَادِرِ أَبي عَمْرٍو: وَقَدْ أُقيم النَّاجِياتِ الشُّنَّقَا ... لَيْلًا، وسِجْفُ اللَّيْلِ قَدْ تَمَشَّقا والمَشْقُ: شِدَّةُ الأَكل يأْخذ النَّحْضَة فيَمْشُقُها بِفِيهِ مَشْقاً جَذْبًا. ومَشَق مِنَ الطَّعَامِ يَمْشُق مَشْقاً: تَنَاوَلْ مِنْهُ شَيْئًا قَلِيلًا. ومَشَقَت الإِبل فِي الكلإِ تَمْشُق مَشْقاً: أَكلت أَطايبه. ومَشَّقْتُها إِذَا أَرعيتها إِيَّاهُ. وتَمَاشَقَ الْقَوْمُ اللَّحْمَ إِذَا تَجَاذَبُوهُ فأَكلوه؛ قَالَ الرَّاعِي: وَلَا يَزالُ لهُمْ فِي كلِّ مَنْزِلَةٍ ... لَحْمٌ، تَماشَقُهُ الأَيدي، رَعابيلُ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ امرأَة يَذُمُّهَا: تُمَاشِقُ البادِينَ والحُضّارا، ... لَمْ تعرفِ الوَقْفَ وَلَا السِّوَارا أَيْ تُجَاذِبُهُمْ وَتُسَابُّهُمْ. وَرَجُلٌ مَشِيقٌ ومَمْشُوق: خَفِيفُ اللَّحْمِ، وَرَجُلٌ مِشْق فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ عَنِ اللِّحْيَانِي؛ وأَنشد: فَانْقَادَ كلُّ مُشَذَّبٍ مَرِسِ القُوَى ... لِخَيالهنَّ، وكلُّ مِشْقٍ شَيْظَمِ وَفَرَسٌ مَشِيقٌ ومَمْشوق أَي ضَامِرٌ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فَرَسٌ مَشِيقٌ مُمَشَّق [مُمَشِّق] مَمْشوق أَي فِيهِ طُولٌ وَقِلَّةُ لَحْمٍ. وَجَارِيَةٌ مَمْشوقة: حَسَنَةُ القَوَام قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. ومُشِق القدحُ مَشْقاً: حُمِلَ عَلَيْهِ فِي البَرْيِ ليَدِقّ. والمَشْق: جَذْبُ الشَّيْءِ ليمتدَّ وَيَطُولَ، وَالسَّيْرُ يُمْشَقُ حَتَّى يَلِينَ، والوَتَرُ يُمْشَقُ حَتَّى يَلِينَ وَيُجَوَّفَ، كَمَا يَمْشُق الْخَيَّاطُ خَيْطَهُ بِحِرْنَقِهِ «4»: ومَشَقَ الوَتَرَ: جَذَبَهُ لِيَمْتَدَّ. وَوَتَرٌ مُمَشَّق ومُمَشِّقٌ: مُمْتَدٌّ. وامْتَشَقَ الوترُ: امْتَدَّ وَذَهَبَ مَا انْقَشَرَ مِنْ لَحْمِهِ وَعَصَبِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشِّرْعة أَقل الأَوتار وأَشدها مَشْقاً. والمَشْقُ: أَن يُلْحَمَ وَيُقْشَرَ حَتَّى يَسْقَطَ كُلُّ سَقَطٍ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن العَقَب يُؤْخَذُ مِنَ الْمَتْنِ وَيُخَالِطُهُ اللَّحْمُ فييْبَس ثُمَّ يُنْسَطُ حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهِ إِلَّا مُشَاقُ العَقَب وَقَلْبُهُ وَقَدْ هَذَّبُوهُ مِنْ أَسُقَاطِهِ كُلِّهَا. ومُشَاق العَقَب: أَجوده، قَالَ: الْعَقَبُ فِي السَّاقَيْنِ وَفِي الْمَتْنِ وَمَا سِوَاهُمَا فَإِنَّمَا هُوَ الْعَصَبُ، قَالَ: والعِلْباءُ عُصْبَةٌ لَا يَكُونُ وتَر وَلَا خَيْرَ فِيهِ، وقلم

_ (4). قوله [بحرنقه] هكذا هو بالأَصل

مَشّاق: سَرِيعُ الْجَرْيِ فِي القِرْطاس. ومَشَق الخطَّ يَمْشقُه مَشْقاً: مَدَّهُ، وَقِيلَ أَسرع فِيهِ. والمَشْقُ: السُّرْعَةُ فِي الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ والأَكل وَالْكِتَابَةِ، وَقَدْ مَشَقَ يَمْشُق. والمشْق: الطَّعْنُ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: فكَرَّ يَمْشُقُ طَعْناً فِي جَوَاشِنها، ... كأَنه، الأَجْرَ فِي الإِقْبالِ، يَحْتَسِبُ ومَشَقت الإِبل فِي سَيْرِهَا تَمْشُق مَشْقاً: أَسرعت، وَقِيلَ: كُلُّ سُرْعَةٍ مَشْق. الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ وَهُوَ يُمَارِسُ عَمَلًا فيحْتَثُّه وَيَقُولُ: امْشُق امْشُق أَي أَسرع وَبَادِرْ مِثْلَ حَلْبِ الإِبل وَمَا أَشبهه. ومَشَقَ الْمَرْأَةَ مَشْقاً: نَكَحَهَا. ومَشَقَهُ مَشْقاً: ضَرَبَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ بِالسَّوْطِ خَاصَّةً، ومَشَقَه عِشْرِينَ سَوْطًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ مَشَنَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا مَضَتْ فِيهِ السياطُ المُشَّقُ والمَشْقُ المَشْطُ، والمَشْق جَذْبُ الْكَتَّانِ فِي مِمْشَقَةٍ حَتَّى يَخْلُصَ خَالِصُهُ وَتَبْقَى مُشَاقته، وَقَدْ مَشَقَهُ وامْتَشَقه. والمِشْقة والمُشاقة مِنَ الْكَتَّانِ وَالْقُطْنِ وَالشَّعَرِ: مَا خَلَصَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا طَارَ وَسَقَطَ عَنِ المَشْق. والمِشْقة: الْقِطْعَةُ مِنَ الْقُطْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُحر فِي مُشْط ومُشاقةٍ ؛ هِيَ المُشَاطة، وَهِيَ أَيضاً مَا يَنْقَطِعُ مِنَ الإِبْرِيسَم وَالْكَتَّانِ عِنْدَ تَخْلِيصِهِ وَتَسْرِيحِهِ. وَثَوْبٌ مِشَق وأَمْشاقٌ: مُمَشَّق؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِي. والمِشَقُ: أَخلاق الثِّيَابِ، وَاحِدَتُهَا مِشْقة وَفِي الأَصول مُشاقة مِنْ كلإٍ أَيْ قَلِيلٌ. والْمَشْقُ والمِشْقُ: المَغْرة وَهُوَ صَبْغٌ أَحمر. وَثَوْبٌ مَمْشوق ومُمَشَّق: مصبوغ بالمِشْق [بالمَشْق]. اللَّيْثُ: المِشْق والمَشق طِينٌ يُصْبَغُ بِهِ الثَّوْبُ، يُقَالُ: ثَوْبٌ مُمَشَّق؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي وَجْزَةَ: قدْ شَقَّها خُلُق مِنْهُ، وَقَدْ قَفَلَتْ ... عَلَى مِلاحٍ، كلون المَشْق [المِشْق]، أَمْشاج وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: رَأَى عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبين مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ مِشْق ؛ هُوَ المَغْرة. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقان. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كُنَّا نَلْبَسُ المُمَشَّق فِي الإِحرام. وامْتَشَقَ فِي الشَّيْءِ: دَخَلَ. وامْتَشَق الشيءَ: اخْتَطَفَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَكَذَلِكَ اخْتَدَفَه واخْتَواه واخْتَاته وتَخَوَّته. وامْتَشَنَه وامْتَشَقه مِنْ يَدِهِ: اخْتَلَسَهُ. وامْتَشَقْتُه: اقْتَطَعْتُهُ. والمَشِيقُ مِنَ الثِّيَابِ: اللَّبِيسُ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ مَشَغَ: امْتَشَغْت مَا فِي الضَّرْعِ وامْتَشَقْته إِذَا لَمْ تَدَعْ فِيهِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ امْتَشَغْت مَا فِي يَدِ الرَّجُلِ وامْتَشَقْته إِذَا أَخذت مَا في يده كله. مطق: التَّمطُّق والتّلَمُّظ: التَّذَوُّق وَالتَّصْوِيتُ بِاللِّسَانِ وَالْغَارِ الأَعلى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: إِذَا أَردنا دُسْمةً تَنَفَّقَا ... بناجِشَاتِ الموتِ، إِذْ تَمَطَّقا وَقِيلَ: هُوَ إلْصاقُ اللِّسَانِ بالغَارِ الأَعلى فَيُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، وَذَلِكَ عِنْدَ اسْتِطَابَةِ الشَّيْءِ؛ قَالَ حُرَيْثُ بْنُ عَتَّاب يَهْجُو بَنِي ثُعَل: دِيافِيّةٌ قُلْفٌ كأَنَّ خَطِيبَهُمْ، ... سَراة الضُّحَى، فِي سَلْحِهِ، يتَمَطَّقُ أَي بِسَلْحِهِ. وَقَدْ يُقَالُ فِي التَّلَمُّظ: إِنَّهُ تَحْرِيكُ اللِّسَانِ

فِي الْفَمِ بَعْدَ الأَكل كأَنه يتبع بقية الطَّعَامِ بَيْنَ أَسْنَانِهِ. والتَّمَطُّق بِالشَّفَتَيْنِ: أَنْ يَضُمَّ إِحْدَاهُمَا بالأُخرى مَعَ صَوْتٍ يَكُونُ مِنْهُمَا؛ وأَنشد: تراهُ إِذَا مَا ذَاقَها يَتَمطَّق وتَمَطَّقت الْقَوْسُ: تَصَدَّعَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمَطَقُ: دَاءٌ يُصِيبُ النخل فلا تحمل. معق: المَعْق والمُعْق: كالعُمْق؛ بِئْرٌ مَعِيقة كَعَمِيقَةٍ وَقَدْ مَعُقَتْ مَعاقة وأَمْعَقْتها وأَعْمَقتها وَإِنَّهَا لَبَعِيدَةُ العُمْق والمْعق وفَجّ مَعِيق، وَقَلَّمَا يَقُولُونَهُ إِنَّمَا الْمَعْرُوفُ عَمِيق، وَحَكَى الأَزهري عِنْدَ ذِكْرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ عَمِيق وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ مَعِيق، وَقَدْ مَعُق مَعْقاً ومَعَاقةً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنها، وَهِيَ تَهادَى فِي الرُّفَقْ ... مِنْ جَذْبِهَا، شِبْراقُ شَدٍّ ذِي مَعَقْ أَي بُعْدٍ فِي الأَرض، والشِّبراق: شدَّة تَبَاعُدِ الْقَوَائِمِ، والمَعْقُ: بُعد أَجْوَافِ الأَرض عَلَى وَجْهِ الأَرض يَقُودُ المَعْق الأَيام؛ يُقَالُ: عَلَوْنَا مُعُوقاً مِنَ الأَرض منكَرة وَعَلَوْنَا أَرْضًا مَعْقاً؛ وَأَمَا المَعِيق فَالشَّدِيدُ الدُّخُولِ فِي جَوْفِ الأَرض. يُقَالُ: غَائِطٌ مَعيق. والمَعْق: الأَرض الَّتِي لَا نَبَاتَ فِيهَا. والأَمْعاق والأَماعق والأَماعِيق: أَطراف الْمَفَازَةِ الْبَعِيدَةِ. والمَعِيقة: الصَّغِيرَةُ الفَرْج. والمَعِيقة أَيضاً: الدَّقِيقَةُ الوَرِكين، وَقِيلَ: هِيَ المِعْيقَةَ كالحِثْيَلة. وتَمَعَّقَ عَلَيْنَا: سَاءَ خُلُقُهُ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: المَقْع والمَعْق الشُّرْبُ الشَّدِيدُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المَعْق قَلْبُ العَمْق؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: وإِن هَمى مِنْ بَعْدِ مَعْقٍ مَعْقا، ... عَرفْتَ مِنْ ضَرْب الحَرير عِتْقا أَيْ مِنْ بَعْد بُعْدٍ بُعْداً. قَالَ: وَقَدْ تَحَرَّكَ مِثْلَ نَهْر ونَهَر. مقق: المَقَقُ: الطُّولُ عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ الطُّولُ الْفَاحِشُ فِي دِقَّةٍ؛ قَالَ رُؤْبَةَ: لواحِقُ الأَقْراب فِيهَا كالمَقَقْ أَراد فِيهَا المَقَقُ فَزَادَ الْكَافَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. رَجُلٌ أَمَقُّ وامرأَة مَقَّاءُ، وَقِيلَ: المَقَّاءُ الطَّوِيلَةُ الرُّفْغين الرِّخْوَتُهُمَا الطَّوِيلَةُ الإِسْكَتَين الْقَلِيلَةُ لَحْمِ الرُّفغين، وَقِيلَ: هِيَ الرَّقِيقَةُ الْفَخْذَيْنِ المَعِيقةُ الرَّفْغَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: المَقَّاء مِنَ الْخَيْلِ الْوَاسِعَةُ الأَرْفاغ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: غَزَا أَعرابي مِنْ بَكْر بْنِ وَائِلٍ فَفُلُّوا، فَجَاءَ ثَلَاثُ جَوارٍ إِلَى مُهَلْهِل فسأَلنه عَنْ آبَائِهِنَّ، فَقَالَ للأُولى: صِفي لِي فَرَسَ أَبيك، فَقَالَتْ: كَانَ أَبي عَلَى شَقَّاءَ مَقَّاءَ طَوِيلَةِ الأَنقاء، تَمَطَّقُ أُنثَياها بِالْعَرَقْ تمَطُّقَ الشَّيْخِ بالمَرَق، قَالَ: نَجَا أَبوكِ: قَالَ: أُنثياها رَبَلَتا فَخِذَيْهَا، والمَقَّاء: الْوَاسِعَةُ الأَرْفاغ؛ وأَنشد غَيْرُهُ قَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً: مَقَّاء مُنْفَتِق الإِبْطَيْنِ ماهِرة ... بالسَّوْم، ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ قَالَ النَّضِرُ: فَخِذ مَقَّاء وَهِيَ المعْروقة الْعَارِيَةُ مِنَ اللَّحْمِ الطَّوِيلَةُ. وَوَجْهٌ أَمَقُّ: طَوِيلٌ كَوَجْهِ الْجَرَادَةِ. وَفَرَسٌ أَمَقّ: بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْفُرُوجِ طَوِيلٌ بيِّن المَقَق. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَراد الْمُفَاخَرَةَ بالأَولاد فَعَلَيْهِ بالمُقِّ مِنَ النِّسَاءِ أَيِ الطِّوَالِ. يُقَالُ رَجُلٌ أَمَقّ وامرأَة مَقَّاء. وخَرْق أَمَقّ: بَعِيدُ

الأَرْجاء. وَمَفَازَةٌ مَقَّاء: بَعِيدَةٌ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ، وَكُلُّ تَبَاعُدٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ مَقَقٌ، وَالصِّفَةُ كَالصِّفَةِ. وَحِصْنٌ أَمَقّ: وَاسِعٌ؛ قَالَ: وَلِي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ، ... وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصنٌ أَمَقّ قَالَ ثَعْلَبٌ: المُسْمِعان القَيْدان قُيِّدَ بِهِمَا، والزَّمّارة: السَّاجُورُ، وَهَذَا رَجُلٌ كَانَ مَحْبُوسًا فِي سِجْنٍ شُيِّدَ بِنَاؤُهُ، وَهُوَ مُقَيَّد مَغْلُولٌ فِيهِ. وامْتَقَّ الْفَصِيلُ مَا فِي ضَرْعِ أُمِّه وامْتَكَّه وتمقَّقَه: شرِب كُلَّ مَا فِيهِ امْتِقاقاً وامْتكاكاً، وَكَذَلِكَ الصَّبِيُّ إِذَا امتصَّ جَمِيعَ مَا فِي ثَدْيِ أُمِّه، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنْ قَافَهَا بَدَلٌ مِنْ كَافِ امتكَّ وتمقَّقْت الشَّرَابَ وتمزَّزته: شَرِبْتُهُ قَلِيلًا قَلِيلًا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. أَبو عَمْرٍو: المَقَقَةُ شُرَّاب النَّبِيذِ قَلِيلًا قَلِيلًا. والمقَقَةُ: الجِداءُ الرُّضَّعُ. والمقَقة: الْجُهَّالُ. وأَصابه جُرْحٌ فَمَا تمَقَّقَه أَي لَمْ يَضُرَّهُ وَلَمْ يُبالِه. أَبو عُبَيْدَةَ: الْمَقُّ الشِّقُّ. ومَقَقْتُ الشَّيْءَ أَمُقُّه مَقّاً: فَتَحْتُهُ. ومَقَقْت الطَّلْعة: شَقَقْتُهَا للإِبار. ابْنُ الأَعرابي: مَقَّقَ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ إِذَا ضَيَّقَ عَلَيْهِمْ فَقْرًا أَوْ بُخْلًا، وَكَذَلِكَ أَوَّق وقَوَّق. وَقَالَ: زَقّ الطَّائِرُ فَرْخَهُ وَمَقَّقَهُ وغَرَّه ومَجَّه. والمُقامِقُ: الْمُتَكَلِّمُ بِأَقْصَى حَلْقِهِ، وَتَقْدِيرُهُ فُعافِل بِتَكْرِيرِ الْفَاءِ، وَلَا يُقَالُ مُقانِق. وَيُقَالُ: فِيهِ مَقْمَقَة ولُقَّاعات، والمَقْمَقَةُ حِكَايَةُ صَوْتٍ أَو كَلَامٍ. ومَقْمَقَ الحُوَارُ خِلْف أُمه: مَصَّهُ مصّاً شديداً. ملق: المَلَقُ: الوُدّ وَاللُّطْفُ الشَّدِيدُ، وأَصله التَّلْيِينُ وَقِيلَ: المَلَقُ شِدَّةُ لُطْفِ الْوُدِّ، وَقِيلَ: التَّرَفُّقُ وَالْمُدَارَاةُ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، مَلِقَ مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ لَهُ تمَلُّقاً وتِمِلَّاقاً أَي تَوَدَّدَ إِلَيْهِ وَتَلَطَّفَ لَهُ: قَالَ الشَّاعِرُ: ثَلَاثَةُ أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ، ... وحُبُّ تِمِلَّاقٍ، وحُبٌّ هُوَ القَتْل وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَ خُلُق الْمُؤْمِنِ المَلَقُ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ الزِّيَادَةُ فِي التَّوَدُّد وَالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي. وَقَدْ مَلِقَ، بِالْكَسْرِ، يَمْلَقُ مَلَقاً. وَرَجُلٌ مَلِقٌ: يُعْطِي بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ: أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، وَلَا ... يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ قَوْلُهُ بجِنّ العَهْد أَي سَقَاهَا اللَّهُ بحِدْثان الْعَهْدِ لأَنه يُثْبِتُ وَيَدُومُ، وجِنُّ الشَّبَابِ: أَوَّلُهُ وَقَوْلُهُ: وَلَا يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِق أَي مَنْ كَانَ مَلِقاً ذَا حِوَلٍ فَصَرَمَك فَلَا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ وَرَجُلٌ مَلِقٌ ومَلَّاق، وَقِيلَ: المَلَّاق الَّذِي لَا يَصْدُقُ وُدُّه. والمَلِقُ أَيضاً: الَّذِي يَعِدُك ويُخْلِفك فَلَا يَفِي وَيَتَزَيَّنُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ. أَبو عَمْرٍو: المَلَقُ اللِّينُ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالْكَلَامِ والصُّخور. والمَلَقُ: الدُّعَاءُ وَالتَّضَرُّعُ؛ قَالَ: لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ، ... إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي يَعْنِي دُعَائِي وتضرُّعي. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لمَلَّاق مُتَمَلِّق ذُو مَلَقٍ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ إلَّا عَلَى يَتَمَلَّقُ، والمَلَقُ مِنَ التَّمَلُّق، وَأَصْلُهُ مِنَ التَّلْيِينِ. وَيُقَالُ للصَّفاة الْمَلْسَاءِ اللَّيِّنَةِ مَلَقةٌ، وَجَمْعُهَا مَلَقات؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: وحَوْقل ساعِدهُ قَدِ امَّلَقْ أَي لانَ. خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ: المَلِقُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي

لَا يُوثق بِجَرْيِهِ، أُخذ مِنْ مَلَق الإِنسان الَّذِي لَا يَصْدُقُ فِي مودَّته؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وَلَا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ ... أُحادَ، إِذَا فَأْسُ اللِّجَامِ تَصَلْصلا أَبُو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ مَلِقٌ والأَنثى مَلِقةٌ وَالْمَصْدَرُ المَلَقُ وَهُوَ أَلطف الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بَيْتَ الْجَعْدِيِّ أَيضاً. ومَلَّق الشيءَ: مَلَّسَهُ. وانْمَلَق الشَّيْءُ وامَّلَق، بالإِدغام، أَي صَارَ أَملس؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وحَوْقل ساعدُهُ قَدِ انْمَلَقْ، ... يَقُولُ: قَطْباً ونِعِمّا، إِنْ سَلَقْ قَوْلُهُ انْمَلَقَ يَعْنِي انْسَحَجَ مِنْ حَمْل الأَثقال. وانْمَلَق مِنِّي أَي أَفْلت. والمَلَق: الصُّفُوح اللَّيِّنَةُ الْمُلْتَزِقَةُ مِنَ الْجَبَلِ، وَاحِدَتُهَا مَلَقة، وَقِيلَ: هِيَ الْآكَامُ الْمُفْتَرِشَةُ، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الْمَلْسَاءُ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ الْهُذَلِيُّ: وَلَا عُصْماً أَوابِدَ فِي صُخُور، ... كُسِينَ عَلَى فَراسِنِها خِدامَا أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِر ذُو حَشيف، ... إِذَا سامَتْ عَلَى المَلَقات سَامَا والإِمْلاق: الافْتِقار. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: أَما مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ أَمْلق مِنَ الْمَالِ أَي فَقِيرٌ مِنْهُ قَدْ نَفِد مَالُهُ. يُقَالُ: أَمْلَق الرَّجُلُ، فَهُوَ مُمْلِق، وأَصل الإِملاق الإِنْفاق. يُقَالُ: أَمْلَق مَا مَعَهُ إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إِذَا أَخرجه مِنْ يَدِهِ وَلَمْ يَحْبِسْهُ، وَالْفَقْرُ تَابِعٌ لِذَلِكَ، فَاسْتَعْمَلُوا لَفْظَ السَّبَبِ فِي مَوْضِعِ الْمُسَبَّبِ حَتَّى صَارَ بِهِ أَشهر. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يُغْنِي فَقِيرَهَا. والإِمْلاق: كَثْرَةُ إِنْفَاقِ الْمَالِ وَتَبْذِيرِهِ حَتَّى يُورِثَ حَاجَةً، وَقَدْ أَمْلَقَ وأَمْلَقَه اللَّهُ، وَقِيلَ: المُمْلِق الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة سأَلت ابْنَ عَبَّاسٍ: أَأُنفق مِنْ مَالِي مَا شئت؟ قال: نَعَمْ أَمْلقي مِنْ مَالِكِ مَا شِئْتِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ، مَعْنَاهُ خَشْيَةَ الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنَّهُ لمُمْلِق أَيْ مُفْسِدٌ. والإِملاق: الإِفساد؛ قَالَ شَمِرٌ: أَمْلَقَ لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ. يُقَالُ: أَمْلَقَ الرجلُ، فَهُوَ مُمْلِقٌ إِذَا افْتَقَرَ فَهَذَا لَازِمٌ، وأَمْلَقَ الدهرُ مَا بِيَدِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَوس: لَمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي، ... وأَمْلَقَ مَا عِنْدِي خُطُوب تَنَبَّلُ وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته. وَيُقَالُ: أَمْلَقَ مَالِي خُطُوبُ الدَّهْرِ أَي أَذهبه. ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إِذَا دَلَّكَهُ حَتَّى يَلِينَ. وَيُقَالُ: مَلَقْتُ جِلْدَهُ إِذَا دَلَّكْتَهُ حَتَّى يَمْلاسّ؛ قَالَ: رأَت غُلَامًا جِلْدُه لَمْ يُمْلَقِ ... بماءِ حَمَّامٍ، وَلَمْ يُخَلَّقِ يَعْنِي وَلَمْ يُمَلَّس مِنَ الخَلْق وَهُوَ الْمَلَّاسَةُ. ومَلَقَ الثوبَ والإِناء يَمْلُقه مَلْقاً: غَسَلَهُ. والمَلْقُ: الرُّضَّعُ. ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً: رَضَعَهَا، وَكَذَلِكَ الفَصِيل وَالصَّبِيُّ، وَقُرِئَ عَلَى الْمُنْذِرِيِّ: مَلَقَ الْجِدْيُ أُمه يَمْلِقُها، قَالَ: وأَحسب مَلَقَ الْجِدْيُ أُمه يَمْلُقها إِذَا رَضَعَهَا لُغَةً. ومَلَقَ الرَّجُلُ جَارَيْتَهُ ومَلَجَها إِذَا نَكَحَهَا، كَمَا يَمْلُق الْجَدْيُ أُمه إِذَا رَضَعَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابْنَ سِيرِينَ قَالَ لَهُ مَا يُوجِبُ الْجَنَابَةَ؟ قَالَ: الرَّفّ

والاسْتِمْلاقُ ؛ الرَّفّ الْمَصُّ، والاسْتِملاق الرَّضْعُ، وَهُوَ اسْتِفْعال مِنْهُ، وَكَنَّى بِهِ عَنِ الْجِمَاعِ لأَن الْمَرْأَةَ تَرْتَضِعُ مَاءَ الرَّجُلِ، مِنْ مَلَق الْجَدْيُ أُمه إِذَا رَضَعَهَا، وأَراد أَن الَّذِي يُوجِبُ الْغُسْلَ امْتِصَاصُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ إِذَا خَالَطَهَا كَمَا يَرْضَعُ الرَّضِيعُ إِذَا لَقَمَ حَلَمة الثَّدْي. ومَلَقَ عَيْنَهُ يَمْلُقُها مَلْقاً: ضَرَبَهَا. ومَلَقهُ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا يَمْلُقه مَلْقاً: ضَرَبَهُ. وَيُقَالُ: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إِذَا ضَرَبَهُ. والمَلْقُ: ضَرْبُ الْحِمَارِ بِحَوَافِرِهِ الأَرض؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِمَارًا: مُعْتَزِم التَّجْليح مَلَّاخ المَلَقْ، ... يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يَقُولُ: لَيْسَ حَافِرُ هَذَا الْحِمَارِ بِثَقِيلِ الوَقْع عَلَى الأَرض. والمَلَقُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض، وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ: مَلَّاخ المَلَقْ، وَقَالَ: الْوَاحِدَةُ مَلَقَة. والمَلْقُ: مِثْلُ المَلْخِ وَهُوَ السَّيْرُ الشَّدِيدُ. والمَيْلَقُ: السَّرِيعُ؛ قَالَ الزَّفَيَانُ: ناجٍ مُلحّ فِي الخَبَارِ مَيْلَقُ، ... كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ والمَلْقُ: الْمَحْوُ مِثْلُ اللَّمْقِ. ومَلْقُ الأَدِيم: غَسْلُهُ. والمَلْقُ: الحُضْر الشَّدِيدُ. والمَلْقُ: المَرّ الْخَفِيفُ. يُقَالُ: مَرّ يَمْلُقُ الأَرض مَلْقاً. وَرَجُلٌ مَلِقٌ: ضَعِيفٌ. والمالَقُ: الْخَشَبَةُ الْعَرِيضَةُ الَّتِي تَشُدُّ بِالْحِبَالِ إِلَى الثَّوْرين فَيَقُومُ عَلَيْهَا الرَّجُلُ وَيَجُرُّهَا الثَّوْرَانِ فيُعَفِّي آثَارَ اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وَقَدْ مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: مَلَّقوا ومَلَّسوا وَاحِدٌ وَهِيَ تملِّسُ الأَرض، فَكَأَنَّهُ جَعَلَ المالَقَ عَرَبِيًّا؛ وَقِيلَ: المالَقُ الَّذِي يَقْبِضُ عَلَيْهِ الْحَارِثُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِمْلَقة خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ يَجُرُّهَا الثِّيرَانُ. اللَّيْثُ: المالَقُ الَّذِي يُمَلِّسُ الْحَارِثُ بِهِ الأَرض المُثارة. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لمالَج الطَّيّان مالَقُ ومِمْلَقٌ. وَيُقَالُ: وَلَدَتِ النَّاقَةُ فَخَرَجَ الْجَنِينُ مَلِيقاً مِنْ بَطْنِهَا أَي لَا شَعْرَ عَلَيْهِ. والمَلقُ: المُلوسة. وَقَالَ الأَصمعي: الْجَنِينُ مَلِيطٌ، بالطاء، بهذا المعنى. مهق: المَهَقُ والمُهْقةُ: بَيَاضٌ فِي زُرْقَةٍ، وَقِيلَ المَهَقُ والمُهْقة شِدَّةُ الْبَيَاضِ، وَقِيلَ: هُمَا بَيَاضُ الإِنسان حَتَّى يَقْبَحَ جِدًّا، وَهُوَ بَيَاضٌ سَمْجٌ لَا يُخَالِطُهُ صُفْرَةٌ وَلَا حُمْرَةٌ، لَكِنْ كَلَوْنِ الْجِصِّ وَنَحْوِهِ؛ وَرَجُلٌ أَمْهَقُ وامرأَة مَهْقاءُ. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ أَزْهَرَ وَلَمْ يَكُنْ بالأَبيض الأَمْهَق ؛ أَبُو عُبَيْدٍ: الأَمهَقُ الأَبيض الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ بَيَاضَهُ شَيْءٌ مِنَ الْحُمْرَةِ وَلَيْسَ بنَيّر، وَلَكِنْ كَلَوْنِ الْجِصِّ أَوْ نَحْوِهِ، يَقُولُ: فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ بَلْ إِنَّهُ كَانَ نَيِّرَ الْبَيَاضِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الأَزهري: المَهَقُ والمَقَهُ بَيَاضٌ فِي زُرْقَةٍ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ المَقَهُ أَشدّهما بَيَاضًا. الْجَوْهَرِيُّ: المَهَقُ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ خُضْرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي قَوْلَهُ: حَتَّى إِذَا كَرَعْن فِي الحَوْمِ المَهَقْ وَشَرَابٌ أَمْهَقُ: لَوْنُهُ لَوْنُ الأَمْهَقِ مِنَ الرِّجَالِ. والمَهَقُ كالمَرَهِ، وامرأَة مَهْقاءُ: تَنْفِي عَيْنَاهَا الْكُحْلُ وَلَا يَنْفِي بَيَاضَ جِلْدِهَا، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَتْ كَرِيهَةَ الْبَيَاضِ غَيْرَ كَحْلَاءِ الْعَيْنَيْنِ. أَبو زَيْدٍ: الأَمْقَهُ والأَمْرَةُ مَعًا الأَحمر أَشفار الْعَيْنَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَعَيْنٌ مَهْقاءُ. وتَمَهَّقْتُ الشَّرَابَ إِذَا شَرِبْتَهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ظَلَّ يَتَمَهَّق شَكْوتَه، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ

فصل النون

يَتَمَهَّق الشَّرَابَ تمهُّقاً إِذَا شَرِبَهُ النَّهَارَ أَجمَعَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَنْتَ تَمَهَّقُ الْمَاءَ تَمَهُّقاً إِذَا شَرِبَهُ النَّهَارَ أَجْمَعَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةً، قَالَ: وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي شُرْبِ اللَّبَنِ؛ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الْكُمَيْتِ: تَمَهَّقَ أخْلاف الْمَعِيشَةِ بَيْنَهُمْ ... رِضاع، وأخْلافُ الْمَعِيشَةِ حُفَّلُ والمَهِيقُ: الأَرض البعيدة؛ قَالَ أَبو دُوَادَ: لَهُ أَثَرٌ فِي الأَرض لَحْبٌ كَأَنَّهُ ... نَبِيثُ مَساحٍ مِنْ لِحاءِ مَهِيقِ قَالُوا: أَرَادَ باللِّحاء مَا قُشِرَ مِنْ وَجْهِ الأَرض. موق: المائقُ: الْهَالِكُ حُمْقاً وغَباوةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ مَوْقى مِثَالُ حَمْقى ونَوْكَى، يَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُ شَيْءٌ أُصيبوا بِهِ فِي عُقُولِهِمْ فأُجْري مُجْرَى هَلْكى، وَقَدْ ماقَ يَمُوقُ مَوْقاً ومُوقاً ومُؤُوقاً ومَواقةً واسْتَماقَ. والمُوقُ: حُمْق فِي غَباوةٍ. يُقَالُ: أحمقُ مائقٌ، وَالنَّعْتُ مائقٌ ومائِقةٌ. الْكِسَائِيُّ: هُوَ مائِق ودائِق، وَقَدْ ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوق مَواقةً ودَواقةً ومُؤوقاً ودُؤُوقاً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِ فُلَانٌ مائقٌ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: قَالَ قَوْمٌ المائق السيِء الخُلُق مِنْ قَوْلِهِمْ أَنت تَئِق وَأَنَا مَئِق أَيْ أَنْتَ مُمْتَلِئٌ غَضَبًا وَأَنَا سيّء الخُلُق فَلَا نَتَّفِقُ، وَقِيلَ: المائِقُ الأَحمق لَيْسَ لَهُ مَعْنًى غَيْرَهُ، وَقَالَ قَوْمٌ: المائقُ السَّرِيعُ الْبُكَاءِ الْقَلِيلُ الحَزْمِ والثَّبات مِنْ قَوْلِهِمْ مَا أَباتَتْه مَئِقاً أَيْ مَا أَبَاتَتْهُ بَاكِيًا. والمَوْق، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ ماقَ البيعُ يَمُوق أَي رَخُصَ. وماقَ البيعُ: كَسَدَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمُوقان والمُوقُ: الَّذِي يُلْبَسُ فَوْقَ الْخُفِّ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ امرأَة رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ فنزعتْ لَهُ بمُوقِها فَسَقَتْهُ فغُفِرَ لَهَا ؛ المُوق: الْخُفُّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّهُ توضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى مُوقَيْه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا قَدِمَ الشأْم عَرَضَتْ لَهُ مَخاضة نزل عَنْ بَعِيرِهِ وَنَزَعَ مُوقَيْه وَخَاضَ الْمَاءَ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والمُوق ضَرْبٌ مِنَ الخِفاف، وَالْجَمْعُ أَمْواق، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: فتَرى النِّعاجَ بِهَا تَمَشَّى خَلْفه، ... مَشْيَ العِبادِيِّين فِي الأَمْواقِ ومُوقُ الْعَيْنِ وماقُها: لُغَةٌ فِي المُؤق والمَأْق، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا أَمْواق إِلَّا فِي لُغَةِ مَنْ قَلَبَ فَقَالَ آمَاقٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَكْتَحِلُ مَرَّة مِنْ مُوقِهِ ومَرَّة مِنْ ماقِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ ذَلِكَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ مأَق. والمُوقُ: الْغُبَارُ. والمُوق أَيْضًا: النَّمْلُ ذُو الأَجنحة. فصل النون نبق: النَّبِق: ثَمَرُ السِّدْر. والنَّبِقُ والنَّبَق والنِّبْق والنَّبْقُ، مُخَفَّفٌ: حَمْلُ السِّدْر، الْوَاحِدَةُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ بِالْهَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَبِقة ونَبِق ونَبِقات مِثْلُ كَلِمة وكَلِم وكَلِمات. وَفِي حَدِيثِ سِدْرة المُنْتَهى: فَإِذَا نَبِقُها أَمْثَالُ القِلال. ونَبَّق النخلُ: فَسَدَ وَصَارَ تَمْرُهُ صَغِيرًا مِثْلَ النَّبَقِ، وَقِيلَ: نَبَّق أَزْهى. وَنَخْلٌ مُنَبَّق، بِالْفَتْحِ، ومُنَبِّق: مُصْطفّ عَلَى سَطْرٍ مُسْتَوٍ، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ مستوٍ مُهَذَّب؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وحَدِّثْ بأَن زَالَتْ بليْلٍ حُمُولُهم، ... كنَخْلٍ مِنَ الأَعراض غيرِ مُنَبَّقِ وَيُرْوَى غَيْرُ مُنَبِّق. الْمُفَضَّلُ فِي قَوْلِهِ غَيْرُ مُنَبِّق: غَيْرُ

بَالِغٍ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُتَلَمِّسِ: والبيتُ ذُو الشُّرُفاتِ مِنْ ... سِنْدادَ، والنخلُ المُنَبِّقْ والنَّبْقُ مِثْلُ النَّمْقِ: الْكِتَابَةُ. ونَبَّقَ الْكِتَابَ: سَطره وَكَتَبَهُ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَقَ ونَبَقَ ونَبَّقَ كُلَّهُ إِذَا غَرَسَ شِراكاً وَاحِدًا مِنَ الْوَادِيِّ. أَبُو عَمْرٍو: النَّبْقُ دَقِيقٌ يَخْرُجُ مِنْ لُبّ جِذْع النَّخْلَةِ حُلو يُقَوَّى بالصَّفْر يُنْبَذُ فَيَكُونُ نِهَايَةً فِي الجَودْة، وَيُقَالُ لِنَبِيذِهِ الضَّرِيّ. أَبُو زَيْدٍ: إِذَا كَانَتِ الضَّرْطَةُ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةٍ قِيلَ أَنْبَق بِهَا إنْباقاً، وَكَذَلِكَ نَبّق بِهَا أَي حَبَق حَبْقاً غَيْرَ شَدِيدٍ. يُقَالُ: أَنبق إِذَا حَبَق بِصَوْتٍ، وطَحْرَب بِغَيْرِ صَوْتٍ، وَإِذَا عَظُمَ الصَّوْتُ قِيلَ رَدَمَ. الْفَرَّاءُ: النُّباقِيّ مأْخوذ مِنَ النُّبَاقِ وَهُوَ الحُصاص الضَّعِيفُ. أَبُو زَائِدَةَ وَخَتْرَشَ: هُوَ يَنْتَبقُ للكلام انْتباقاً ويَنْتَبِطُه أَيْ يَسْتَخْرِجُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ انْباقَ عَلَيْنَا بِالْكَلَامِ أَي انْبَعَثَ مِثْلُ انْباع؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ انْباقَ عَلَيْنَا أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ بَوَقَ كَمَا ذُكِرَ فِيهِ انْباقَتْ عليهم بائِقةُ شرٍّ. وَبَنُو أَبِي نَبْقة: بُطين مِنْ بَنِي الْحَرْثِ. وَذُو نَبَقٍ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَبَيَّنْ خَلِيلِي، هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ ... بِذِي نَبَقٍ، زَالَتْ بهنَّ الأَباعِرُ؟ نتق: النَّتْقُ: الزَّعْزَعَةُ وَالْهَزُّ والجَذْب والنَّفْض. ونَتَقَ الشيءَ يَنْتِقُه ويَنْتُقُه، بِالضَّمِّ، نَتْقاً: جَذَبَهُ وَاقْتَلَعَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ ؛ أَيْ زَعْزَعْناه وَرَفَعْنَاهُ، وَجَاءَ فِي الْخَبَرِ: أَنه اقْتُلع مِنْ مَكَانِهِ ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ جَرَّبوا أَخلاقَنا الجَلائِلا، ... ونَتَقُوا أَحلامنا الأَثاقلا، فَلَمْ يَرَ الناسُ لَنَا مُعادِلا وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي ذَلِكَ: رَفَعَ الْجَبَلَ عَلَى عَسْكَرِهِمْ فَرْسَخًا فِي فَرْسَخٍ، ونَتَقْنا: رَفَعْنَا. وَفَرَسٌ ناتِقٌ إِذَا كَانَ يَنْفُضُ رَاكِبَهُ. ونَتَقت الدَّابَّةُ رَاكِبِهَا وَبِرَاكِبِهَا تَنْتِقُ وتَنْتُقُ نَتْقاً ونُتُوقاً إِذَا نَزَّتْه وأَتعبته حَتَّى يأْخذه لِذَلِكَ رَبْو؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ مِنَ التَّزَعُّلِ، ... مَيْسَ عُمانَ ورِحالَ الإِسْحِلِ ونَتَقْتُ الغَرْبَ مِنَ الْبِئْرِ أَي جَذَبْتُهُ بِمَرَّةٍ. ونَتَقَ السِّقاءَ والجِراب وَغَيْرَهُمَا مِنَ الأَوعية نَتْقاً إِذَا نَفَضَهُ لِيَقْتَلِعَ مِنْهُ زُبْدَتَهُ، وَقِيلَ: نَفَضَهُ حَتَّى يَسْتَخْرِجَ مَا فِيهِ، وَقَدِ انْتَتَقَ هُوَ وأَنْتَقَ: فَتَقَ جِرَابَهُ لِيُصْلِحَهُ مِنَ السُّوسِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ مَكَّةَ وَالْكَعْبَةِ: أقلُّ نَتائق الدُّنْيَا مَدَراً ؛ النَّتائِقُ: جَمْعُ نَتِيقةٍ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ مِنَ النَّتْق، وَهُوَ أَنْ يَقْلَعَ الشَّيْءَ فَيَرْفَعَهُ مِنْ مَكَانِهِ لِيَرْمِيَ بِهِ، هَذَا هُوَ الأَصل وأراد بها هاهنا الْبِلَادَ لِرَفْعِ بِنَائِهَا وَشُهْرَتِهَا فِي مَوْضِعِهَا. ونَتَقْتُ الشَّيْءَ إِذَا حَرَّكْتَهُ حَتَّى يُسْفَكَ مَا فِيهِ، قَالَ: وَكَانَ نَتْق الْجَبَلِ أَنه قُطِع مِنْهُ شَيْءٌ عَلَى قَدْرِ عَسْكَرِ مُوسَى فأَظَلَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ لَهُمْ مُوسَى: إِمَّا أَن تَقْبَلُوا التَّوْرَاةَ، وَإِمَّا أَنْ يَسْقُطَ عَلَيْكُمُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ نَتقَ جِرابَه إِذَا صَبَّ مَا فِيهِ. والناتِقُ: الرَّافِعُ. وَالنَّاتِقُ: الفاتِقُ. وَقَالَتْ أَعرابية لأُخرى: انتُقي جِرابك فَإِنَّهُ قَدْ سوَّس. والناتِقُ: الْبَاسِطُ. يُقَالُ: انْتُقْ لَوْطَك فِي الغَزالة حَتَّى يَجِفّ. ابْنُ الأَعرابي: أَنتَقَ

إِذَا شَالَ حَجَرَ الأَشِدَّاءِ، وأَنْتَقَ عَمِلَ مِظلَّةً مِنَ الشَّمْسِ، وأَنتَقَ إِذَا بَنَى دَارَهُ نِتاق دارٍ أَي حِيالها. وناتِقٌ: شَهْرُ رَمَضَانَ؛ عَنِ الْوَزِيرِ. وأَنتَقَ: صامَ ناتِقاً، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ. ابْنُ سِيدَهْ: وناتِق مِنْ أَسماء رَمَضَانَ؛ قَالَ: وَفِي ناتِقٍ أَجْلَتْ، لَدَى حَوْمَةِ الْوَغَى، ... ووَلَّت عَلَى الأَدْبارِ فُرْسانُ خَثْعَما وَالْبَعِيرُ إِذَا تَزَعْزَعَ حِملُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: بِحِمْلِهِ، نتَقَ عُرى حِباله وَذَلِكَ إِذَا جَذَبَهَا فَاسْتَرْخَتْ عُقَدها وعُراها فانْتَتَقَتْ؛ وأَنشد: يَنْتُقن أَقْتادَ النُّسُوع الأُطَّطِ وسَمِن حَتَّى نَتَق نُتوقاً: وَذَلِكَ أَن يَمْتَلِئَ جِلْدُهُ شَحْمًا وَلَحْمًا. ونَتَقَت الْمَاشِيَةُ تَنْتُق: سَمِنَتْ عَنِ الْبَقْلِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ونَتَقَت الْمَرْأَةُ وَالنَّاقَةُ تَنْتُقُ نُتوقاً وَهِيَ ناتِق ومِنْتاق: كَثُرَ وَلَدُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالأَبكار مِنَ النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ أَطيب أَفواهاً وأَنْتَقُ أَرْحاماً وأَرْضى باليسير ؛ معناه أَنهن أَكثر أَولاداً. والناتِقُ والمِنْتاق: الْكَثِيرَةُ الأَولاد. وَيُقَالُ للمرأَة ناتِقٌ لأَنها تَرْمِي بالأَولاد رَمْيًا. والنَّتْقُ: الرَّمْيُ والنفْض. والنَّتْق أَيضاً: الرَّفْعُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ نِتاقُ الْكَعْبَةِ مِنْ فَوْقِهَا أَي هُوَ مُظِلّ عَلَيْهَا فِي السَّمَاءِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: لَمْ يُحْرَمُوا حُسْنَ الغِذاءِ، وأُمهم ... طَفَحَتْ عَلَيْكَ بناتِقٍ مذكارِ يَعْنِي بالناتِق الرَّحِمَ، وذَكَّر عَلَى مَعْنَى الْفَرْجِ أَو الْعُضْوِ. وَنَاقَةٌ ناتِق إِذَا أَسرعت الْحَمْلَ، وزَنْد نَاتِقٍ أَي وارٍ. والناتِقُ مِنَ الْمَاشِيَةِ: الْبَطِينُ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. ندق: انتَدَق بَطْنُهُ: انْشَقَّ فتدلى منه شيء. نرمق: اللَّيْثُ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: أَعَدّ أَخْطالًا لَهُ ونَرْمَقا قَالَ: النَّرْمَقُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَلِمَةٌ صَدْرُهَا نُونٌ أَصلية، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ نَرْمَهْ وَهُوَ اللَّيِّنُ. نزق: النَّزَقُ: خِفَّةٌ فِي كُلِّ أَمر وَعَجَلَةٍ فِي جَهْلٍ وحُمْق. ابْنُ سِيدَهْ: النَّزَقُ الْخِفَّةُ وَالطَّيْشُ، نزِق، بِالْكَسْرِ، يَنْزَقُ نَزَقًا، فَهُوَ نزِق، والأُنثى نزِقَةٌ، وَهُوَ مِنَ الطَّيْشِ وَالْخِفَّةِ. وأَنَزَقَ الرجلُ إِذَا سَفِهَ بَعْدَ حِلْم. وتَنازَق الرَّجُلَانِ تَنازُقاً ونِزاقاً ومُنازقة: تَشَاتَمَا، الأَخيرتان عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ. والمُنازِقُ: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ والنَّزَقِ. ونزِقَ الرَّجُلُ وَالْفَرَسُ وَغَيْرُهُ يَنزَقُ نزْقاً ونُزوقاً إِذَا نَزَا. ونَزَّقَ الفرسَ وأَنزقه تَنزِيقاً إِذَا ضَرَبَهُ حَتَّى يَنْزو ويَنْزق، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَتَّى يَثِبَ نَهْزاً. وأَنزَقَ فِي الضَّحِكِ وأَهْزَقَ إِذَا أَفرط فِيهِ وَأَكْثَرَ. والنَّزْقُ: مَلْءُ السِّقاء والإِناء إِلَى رَأْسِهِ. ونَزِقَتِ النِّهاءُ: امتلأَت. وَيُقَالُ: مُطِر مكانُ كَذَا وَكَذَا حَتَّى نزِقَتْ نِهاؤه أَي امتلأَت غُدْرانه. وَنَاقَةٌ نِزاقٌ: مِثْلَ مِزاق؛ عَنْ يَعْقُوبَ. والنَّيْزَقُ لُغَةٌ فِي النَّيْزَك: قَالَ الشَّاعِرُ: وثَدْيانِ، لَوْلا مَا هُما لَمْ تكَدْ تُرَى ... عَلَى الأَرضِ، إنْ قامَتْ، كمِثْل النَّيازِق كأنَّهما عِدْلا جُوَالِقٍ أصْبَحا، ... وحَشْوُهما تِبْنٌ عَلَى ظَهْرِ ناهِق نسق: النَّسَقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةِ نِظام وَاحِدٍ، عامٌّ فِي الأَشياء، وَقَدْ نَسَّقْتُه تَنْسِيقاً؛ وَيُخَفَّفُ. ابْنُ سِيدَهْ: نَسَقَ الشَّيْءَ يَنْسُقهُ نَسْقاً

ونَسَّقه نظَّمه عَلَى السَّوَاءِ، وانْتَسَق هُوَ وتَناسَق، وَالِاسْمُ النَّسَقُ، وَقَدِ انْتَسَقت هَذِهِ الأَشياء بعضُها إِلَى بَعْضٍ أَي تَنَسَّقَتْ. وَالنَّحْوِيُّونَ يُسَمُّونَ حُرُوفَ الْعَطْفِ حُرُوفَ النَّسَقِ لأَن الشَّيْءَ إِذَا عطفْت عَلَيْهِ شَيْئًا بَعْدَهُ جَرى مجْرًى وَاحِدًا. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: ناسِقوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَى ناسِقوا تابِعُوا وواتِرُوا. يُقَالُ: ناسَقَ بَيْنَ الأَمرين أَيْ تَابَعَ بَيْنَهُمَا. وثَغْر نَسَق إِذَا كَانَتِ الأَسنان مُسْتَوِيَةً. ونَسَقُ الأَسنان: انْتِظَامُهَا فِي النِّبْتةِ وَحُسْنِ تَرْكِيبِهَا. والنَّسْق: الْعَطْفُ عَلَى الأَول، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وَثَغْرٌ نَسَق وخَرزَ نَسَق أَي مُنْتَظِمٌ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: بجِيدِ رِيْمٍ كَرِيمُ زانَهُ نَسَقٌ، ... يَكَادُ يُلْهِبُه الياقوتُ إِلْهَابَا والتَّنْسِيقُ: التَّنْظِيمُ. والنَّسَق: مَا جَاءَ مِنَ الْكَلَامِ عَلَى نِظام وَاحِدٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لطَوار الحبْل إِذَا امْتَدَّ مُسْتَوِيًا: خُذْ عَلَى هَذَا النَّسَق أَيْ عَلَى هَذَا الطَّوارِ؛ وَالْكَلَامُ إِذَا كَانَ مسجَّعاً، قِيلَ: لَهُ نَسَق حَسَنٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَنسَقَ الرجلُ إِذَا تَكَلَّمَ سَجْعًا. والنَّسَقُ: كَوَاكِبُ مُصْطَفَّةٌ خَلْفَ الثُّرَيَّا، يُقَالُ لَهَا الفُرود. وَيُقَالُ: رأَيت نَسَقاً مِنَ الرِّجَالِ وَالْمَتَاعِ أَي بعضُها إِلَى جَنْبِ بَعْضٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مُسْتَوْسِقات عَصَباً ونَسَقا والنَّسْق، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ نَسَقْتُ الْكَلَامَ إِذَا عَطَفْتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ؛ وَيُقَالُ: نَسَقْتُ بين الشيئين وناسَقْتُ. نستق: النُّسْتُق: الخَدَمُ لَا وَاحِدَ لَهُمْ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: يَنْصِفها [يَنْصُفها] نُسْتُق تكادُ تُكْرِمهم، ... عَنِ النَّصافة، كالغِزْلانِ فِي السَّلَم التَّهْذِيبُ: قِيلَ النُّسْتُق الْخَادِمُ. قَالَ الأَزهري: كأَنه بِلِسَانِ الرُّومِ تَكَلَّمَتْ بِهِ العرب. نشق: النَّشْقُ: صَبُّ سَعوط فِي الأَنف. ابْنُ سِيدَهْ: النَّشُوق سَعُوط يُجْعَلُ أَوْ يُصَبُّ فِي المُنْخُرين، تَقُولُ: أَنْشَقْتُه إنْشاقاً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ لِلشَّيْطَانِ نَشوقاً ولَعُوقاً وَدَسَامًا ، يَعْنِي أَنَّ لَهُ وَسَاوِسَ مَهْمَا وجَدتْ مَنْفَذًا دَخَلَتْ فِيهِ. وأَنْشَقْتُه الدَّوَاءَ فِي أَنفه: صَبَبْتُهُ فِيهِ. اللَّيْثُ: النَّشُوق اسْمٌ لِكُلِّ دَوَاءٍ يُنْشَقُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَغلب: وافْتَرَّ صَابًا ونَشوقاً مَالِحَا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسْتَنْشِقُ فِي وُضوئه ثَلَاثًا فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَسْتَنْثِرُ أَي يُبْلِغ الْمَاءَ خَياشيمه، وَهُوَ مِنَ اسْتِنْشاق الرِّيحِ إِذَا شَمِمْتها مَعَ قوَّة، وَقِيلَ: أَنْشَقه الشيءَ فانْتَشَق وتَنَشَّق. وانْتَشَق الماءَ فِي أَنفه واسْتَنْشَقَه: صبَّه فِيهِ. واسْتَنْشقْتُ الرِّيحَ: شَمِمْتُهَا. واسْتَنْشَقْتُ الْمَاءَ وَغَيْرَهُ إِذَا أَدخلته فِي الأَنف. وَالنِّشَاقُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ، وَقَدْ نَشِقَها نَشَقاً ونَشْقاً وانْتَشَقَ وتَنَشَّق. أَبو زَيْدٍ: نَشِقْتُ مِنَ الرَّجُلِ رِيحًا طيِّبة أَنْشَقُ نَشَقاً أَي شَمِمْت، ونَشِيت أَنْشى نِشْوةً مِثْلُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنْ كَانَ الْمَشْمُومُ مِمَّا تُدْخِلُه أَنفك قُلْتَ تَنَشَّقْتُه واسْتَنْشقته. وأَنْشَقَهُ الْقُطْنَةَ الْمُحْرِقَةَ إِذَا أَدْنَاهَا إِلَى أَنفه ليَدْخل ريحُها خَياشيمه. وَرَائِحَةٌ مَكْرُوهَةُ النِّشْق أَي الشَّمِّ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: حَرّاً مِنَ الخَرْدلِ مَكْرُوهَ النَّشَقْ والنُّشْقة: الْحَلْقَةُ تُشَدُّ بِهَا الْغَنَمُ، وَقِيلَ: النُّشْقة،

بِالضَّمِّ: الرِّبْقة الَّتِي تُجْعَلُ فِي أَعناق البَهْم. وَيُقَالُ لحلَق الرِّبَق نُشَق، وَقَدْ أَنْشَقْته فِي الْحَبْلِ أَي أَنشبته؛ وأَنشد: نَزْوَ القَطا أَنْشَقَهُنَّ المُحْتَبِلْ وَقَالَ آخَرُ: مناتِينُ أَبْرامٌ كأَنَّ أَكُفَّهُمْ ... أَكُفُّ ضِبابٍ، أُنْشِقَتْ فِي الحَبائِل ابْنُ الأَعرابي: أَنْشَقَ الصائدُ إِذَا عَلِقَت النُّشْقة بِعُنُقِ الْغَزَالِ فِي الكَصِيصةِ، وَيَقُولُ الصَّائِدُ لِشَرِيكِهِ: لِيَ النَّشاقى وَلَكَ العَلاقى، فالنَّشَاقى: مَا وَقَعَتِ النُّشْقة فِي الْحَلْقِ وَهِيَ الشربَّة، قَالَ: والعَلاقى مَا تَعَلَّقَ بالرجْل. ونَشِقَ الصَّيْدُ فِي الحِبالة نَشَقاً: نَشِب وعَلِق فِيهَا، وَكَذَلِكَ فَراشةُ القُفْل. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ نَشِبَ فِي حَبْلِهِ ونَشِقَ وعَلِقَ وارْتَبَقَ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ نَشِق فُلَانٌ فِي حِبالي نَشِب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كثرةُ الْغَيْثِ وَكَانَ فِيمَا قِيلَ لَهُ ونَشِقَ المسافرُ أَي نَشِب فَلَمْ يُطِق عَلَى الْبَرَاحِ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ. وَرَجُلٌ نَشِقٌ إِذَا كَانَ مِمَّنْ يَدْخُلُ فِي أُمور لَا يَكَادُ يَتَخَلَّصُ مِنْهَا. نطق: نَطَقَ الناطِقُ يَنْطِقُ نُطْقاً: تَكَلَّمَ. والمَنطِق: الْكَلَامُ. والمِنْطِيق: الْبَلِيغُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: والنَّوْمُ ينتزِعُ العَصا مِنْ ربِّها، ... ويَلوكُ، ثِنْيَ لِسَانِهِ، المِنْطِيق وَقَدْ أَنْطَقَه اللَّهُ واسْتَنْطقه أَي كلَّمه وناطَقَه. وَكِتَابٌ ناطِقٌ بيِّن، عَلَى الْمَثَلِ: كأَنه يَنْطِق؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَوْ مُذْهَبٌ جُدَدٌ عَلَى أَلواحه، ... النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتومُ وَكَلَامُ كُلِّ شَيْءٍ: مَنْطِقُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ المَنطِق فِي غَيْرِ الإِنسان كَقَوْلِهِ تَعَالَى: عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: لَمْ يَمْنع الشُّرْبَ مِنْهَا، غَيْرَ أَن نَطَقَتْ ... حَمَامَةٌ فِي غُصُونٍ ذاتِ أَوْقالِ لَمَّا أَنْ أَضَافَ غَيْرًا إِلَى أَنْ بَنَاهَا مَعَهَا وَمَوْضِعُهَا الرَّفْعُ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: أَن أَعرابيّاً ضَرطَ فتَشَوَّر فأَشار بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ، وَقَالَ: إِنَّهَا خَلْف نَطَقَت خَلْفاً، يَعْنِي بِالنُّطْقِ الضَّرْطَ. وتَناطَق الرَّجُلَانِ: تَقاوَلا؛ وناطَقَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ: قاوَلَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كأَن صَوْتَ حَلْيِها المُناطِقِ ... تَهزُّج الرِّياح بالعَشارِقِ أَرَادَ تَحَرَّكَ حُلِيُّهَا كَأَنَّهُ يُنَاطِقُ بَعْضُهُ بَعْضًا بِصَوْتِهِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا لَهُ صامِت وَلَا ناطِقٌ؛ فالناطِقُ الْحَيَوَانُ والصامِتُ مَا سِوَاهُ، وَقِيلَ: الصامِتُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالْجَوْهَرُ، والناطِقُ الْحَيَوَانُ مِنَ الرَّقِيقِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَ ناطِقاً لِصَوْتِهِ. وصوتُ كلِّ شَيْءٍ: مَنْطِقه وَنُطْقُهُ. والمِنْطَقُ والمِنْطقةُ والنِّطاقُ: كُلُّ مَا شَدَّ بِهِ وَسَطَهُ. غَيْرُهُ: والمِنْطَقة مَعْرُوفَةٌ اسْمٌ لَهَا خَاصَّةً، تَقُولُ مِنْهُ: نطَّقْتُ الرَّجُلَ تَنْطِيقاً فتَنَطَّق أَيْ شدَّها فِي وَسَطِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَبَلٌ أَشَمُّ مُنَطَّقٌ لأَن السَّحَابَ لَا يَبْلُغُ أَعلاه وَجَاءَ فُلَانٌ منُتْطِقاً فَرَسَهُ إِذَا جَنَبَهُ وَلَمْ يَرْكَبْهُ، قَالَ خِدَاشُ بْنُ زُهَيْرٍ: وأَبرَحُ مَا أَدامَ اللَّهُ قَوْمي، ... عَلَى الأَعداء، مُنْتَطِقاً مُجِيدا يَقُولُ: لَا أَزال أَجْنُب فَرَسِي جَوَادًا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ

أَراد قَوْلًا يُسْتجاد فِي الثَّنَاءِ عَلَى قَوْمِي، وأَراد لَا أَبرح، فَحَذَفَ لَا، وَفِي شِعْرِهِ رَهْطي بَدَلَ قَوْمِي، وَهُوَ الصَّحِيحُ لِقَوْلِهِ مُنْتَطِقاً بالإِفراد، وَقَدِ انْتَطق بالنِّطاق والمِنْطَقة وتَنَطَّق وتَمَنْطَقَ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنِّطاق: شِبْهُ إزارٍ فِيهِ تِكَّةٌ كَانَتِ المرأَة تَنتَطِق بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم إسمعيل: أَوَّلُ مَا اتَّخَذَ النساءُ المِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُم إسمعيل اتَّخَذَتْ مِنْطَقاً ؛ هُوَ النِّطاق وَجَمْعُهُ مَنَاطِقُ، وَهُوَ أَن تَلْبَسَ الْمَرْأَةُ ثَوْبَهَا، ثُمَّ تَشُدَّ وَسَطَهَا بِشَيْءٍ وَتَرْفَعَ وَسَطَ ثَوْبِهَا وَتُرْسِلَهُ عَلَى الأَسفل عِنْدَ مُعاناةِ الأَشغال، لِئَلَّا تَعْثُر فِي ذَيْلها، وَفِي الْمُحْكَمِ: النِّطاق شقَّة أَوْ ثَوْبٌ تَلْبَسُهُ المرأَة ثُمَّ تَشُدُّ وَسَطَهَا بِحَبْلٍ، ثُمَّ تُرْسِلُ الأَعلى عَلَى الأَسفل إِلَى الرُّكْبَةِ، فالأَسفل يَنْجَرّ عَلَى الأَرض، وَلَيْسَ لَهَا حُجْزَة وَلَا نَيْفَق وَلَا ساقانِ، وَالْجَمْعُ نُطُق. وَقَدِ انْتَطَقت وتَنَطَّقت إِذَا شَدَّتْ نِطاقها عَلَى وَسَطِهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَغْتال عُرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ، ... وَلَمْ تَنَطَّقْها عَلَى غِلالَهْ وانْتَطق الرَّجُلُ أَي لَبِسَ المِنْطَق وَهُوَ كُلُّ مَا شَدَدْتَ بِهِ وَسَطَكَ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ فِي نِسَاءِ الأَنصار: فعَمَدْن إِلَى حُجَزِ أَوْ حُجوز مناطِقهنّ فَشَقَقْنَها وسَوَّيْنَ مِنْهَا خُمُراً واخْتَمَرْنَ بِهَا حِينَ أَنزل اللَّهُ تَعَالَى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ ؛ المَناطِق وَاحِدُهَا مِنْطق، وَهُوَ النِّطاق. يُقَالُ: مِنْطَق ونِطاق بِمَعْنًى وَاحِدٍ، كَمَا يُقَالُ مِئْزر وَإِزَارٍ ومِلحف ولِحاف ومِسْرَد وسِراد، وَكَانَ يُقَالُ لأَسماء بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ذَاتُ النطاقَيْنِ لأَنها كَانَتْ تُطارِق نِطاقاً عَلَى نِطاق، وَقِيلَ: إِنَّهُ كان لها نِطاقان تَلْبَسُ أَحَدَهُمَا وَتَحْمِلُ فِي الْآخَرِ الزَّادَ إِلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُمَا فِي الْغَارِ ؛ قَالَ: وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ، وَقِيلَ: إِنَّهَا شقَّت نِطاقها نِصْفَيْنِ فَاسْتَعْمَلَتْ أَحدهما وَجَعَلَتِ الْآخَرَ شِدَادًا لِزَادِهِمَا. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا خَرَجَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ مهاجرَيْنِ صَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرة فِي جِراب فَقَطَعَتْ أَسماء بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مَنْ نِطاقها وأَوْكَت به الجراب ، فلذلك كانت تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، وَاسْتَعَارَهُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَقَالَ: مَنْ يَطُلْ أَيْرُ أَبيه يَنْتَطِقْ بِهِ أَي مَنْ كَثُرَ بَنُو أَبيه يَتَقَوَّى بِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كَانَ أَيْرُ أَبِيكمُ ... طويلًا، كأَيْرِ الحَرثِ بْنِ سَدُوسِ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ جَرِيرٍ: والتَّغْلَبيون، بِئْسَ الفَحْلُ فَحْلُهُمُ ... قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلَّاءُ مِنْطِيقُ تَحْتَ المَناطق أَشباه مصلَّبة، ... مِثْلَ الدُّوِيِّ بِهَا الأَقلامُ واللِّيقُ قَالَ شَمِرٌ: مِنْطيق تأْتزر بحَشِيَّة تعظِّم بِهَا عَجِيزَتَهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: النِّطاق والإِزار الَّذِي يُثَنَّى؛ والمِنْطَقُ: مَا جُعِلَ فِيهِ مِنَ خَيْطٍ أَو غَيْرِهِ؛ وأَنشد: تَنْبُو المَناطقُ عَنْ جُنُوبهِمُ، ... وأَسِنَّةُ الخَطِّيِّ مَا تَنْبُو وَصَفَ قَوْمًا بِعِظَمِ الْبُطُونِ والجُنوب وَالرَّخَاوَةِ. وَيُقَالُ: تَنَطَّقَ بالمِنْطقة وانْتَطق بِهَا؛ وَمِنْهُ بَيْتَ خِداش بْنِ زُهَيْرٍ: عَلَى الأَعداء مُنْتطقاً مُجِيدا وَقَدْ ذُكِرَ آنِفًا. والمُنَطَّقةُ مِنَ الْمَعِزِ: البيضاءُ موضِع النِّطاق.

ونَطَّق الماءُ الأَكَمَةَ وَالشَّجَرَةَ: نَصَفَها، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ النِّطاق عَلَى التَّشْبِيهِ بالنِّطاق الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ، وَاسْتَعَارَهُ عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، للإِسلام، وَذَلِكَ أَنه قِيلَ لَهُ: لِمَ لَا تَخْضِبُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ خَضَب؟ فَقَالَ: كَانَ ذَلِكَ والإِسلامُ قُلٌّ، فأَما الْآنَ فَقَدِ اتَّسَعَ نِطاقُ الإِسلام فامْرَأً وَمَا اخْتَارَ. التَّهْذِيبُ: إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ النِّصْف مِنَ الشَّجَرَةِ والأَكَمَة يُقَالُ قَدْ نَطَّقَها؛ وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَتَّى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ مِنْ ... خِنْدِفَ عَلْياءَ، تَحْتَهَا النُّطُقُ النُّطُق: جَمْعُ نِطاقٍ وَهِيَ أَعراضٌ مِنْ جِبال بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ أَي نواحٍ وأَوساط مِنْهَا شُبِّهَتْ بالنُّطُق الَّتِي يُشَدُّ بِهَا أَوْسَاطُ النَّاسِ، ضَرَبَهُ مَثَلًا لَهُ فِي ارْتِفَاعِهِ وَتَوَسُّطِهِ فِي عَشِيرَتِهِ، وَجَعَلَهُمْ تَحْتَهُ بِمَنْزِلَةِ أَوْسَاطِ الْجِبَالِ، وأَراد بِبَيْتِهِ شَرَفَهُ، والمُهَيْمِنُ نَعْتُهُ أَي حَتَّى احْتَوَى شَرَفُكَ الشَّاهِدُ عَلَى فَضْلِكَ أَعْلَى مَكَانٍ مِنْ نسبِ خِنْدِفَ. وَذَاتُ النِّطاقِ أَيضاً: اسْمُ أَكَمةٍ لَهُمْ. ابْنُ سيدة: ونُطُق الماء طرائقه، أَراه عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يُحِيلُ فِي جَدْوَل تَحْبُو ضفادعُهُ، ... حَبْوَ الجَواري تَرى فِي مَائِهِ نُطُقا والنَّاطِقةُ: الخاصرة. نعق: النَّعِيقُ: دُعَاءُ الرَّاعِي الشَّاءَ. يُقَالُ: انْعِقْ بضأْنك أَي ادْعُها؛ قَالَ الأَخطل: انْعِقْ بضَأْنك، يَا جَريرُ، فإنَّما ... مَنَّتْكَ نفسُك فِي الخَلاء ضَلَالَا ونَعَق الرَّاعِي بِالْغَنَمِ يَنْعِقُ، بِالْكَسْرِ، نَعْقاً ونُعاقاً ونَعِيقاً ونَعَقاناً: صَاحَ بِهَا وَزَجَرَهَا، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الضأْن وَالْمَعِزِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبِشْرِ: وَلَمْ يَنْعِقْ بناحيةِ الرِّقاقِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِنِسَاءِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ لِمَا مَاتَ: ابْكِين وإيّاكنَّ ونَعيقَ الشَّيْطَانِ ، يَعْنِي الصِّيَاحَ والنَّوْح، وَأَضَافَهُ إِلَى الشَّيْطَانِ لأَنه الْحَامِلُ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَدِينَةِ: آخرُ مَنْ يُحْشر رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقانِ بِغَنَمِهِمَا أَيْ يَصِيحَانِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَضَافَ المَثَل إِلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ شَبَّهَهُمْ بِالرَّاعِي وَلَمْ يَقُلْ كَالْغَنَمِ، وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، مَثَل الَّذِينَ كَفَرُوا كَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَا تَفْقَهُ مَا يَقُولُ الرَّاعِي أَكْثَرَ مِنَ الصَّوْتِ، فَأَضَافَ التَّشْبِيهَ إِلَى الرَّاعِي وَالْمَعْنَى فِي المَرْعِيّ، قَالَ: وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ فُلَانٌ يَخَافُكَ كَخَوْفِ الأَسد، الْمَعْنَى كخوفِهِ الأَسدَ لأَن الأَسد مَعْرُوفٌ أَنه المَخُوف، وَقَالَ أَبو إسحق: ضَرَبَ اللَّهُ لَهُمْ هَذَا الْمَثَلَ وَشَبَّهَهُمْ بِالْغَنَمِ المَنْعُوق بِمَا لَا يُسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا الصَّوْتُ، فَالْمَعْنَى مَثَلُك يَا مُحَمَّدُ ومَثَلُهم كمَثَل الناعِقِ والمَنْعُوق بِهَا بِمَا لَا يَسْمَعُ، لأَن سَمْعَهُمْ لَمْ يَكُنْ يَنْفَعُهُمْ فَكَانُوا فِي تَرْكِهِمْ قبولَ مَا يَسْمَعُونَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ. ونَعَقَ الغرابُ نَعِيقاً ونُعاقاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانَيِّ، وَالْغَيْنُ فِي الْغُرَابِ أَحسن، قَالَ الأَزهري: نَعَق الغرابُ ونَغَقَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ جَمِيعًا. ونَعِيقُ الْغُرَابِ ونُعاقه ونَغِيقُه ونُغاقُه: مِثْلُ نَهِيق الْحِمَارِ ونُهاقِه، وشَحِيجِ الْبَغْلِ وشُحاجِه، وصَهِيلِ وصُهال الْخَيْلِ وزَحير وزُحار، قَالَ: وَالثِّقَاتُ مِنَ الأَئمة يَقُولُونَ كَلَامُ الْعَرَبِ نَغَق الْغُرَابُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، ونَعَق الرَّاعِي بِالشَّاءِ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَلَا

يُقَالُ فِي الْغُرَابِ نَعَق وَيَجُوزُ نَعَبَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَحَكَى ابْنُ كَيْسَانَ نَعَقَ الْغُرَابُ بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ، وَاسْتَعَارَ بَعْضُهُمُ النَّعيقَ فِي الأَرانب؛ أَنشد يَعْقُوبُ: والسُّعْسُعُ الأَطْلَسُ فِي حَلْقِهِ ... عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ فِي اللِّهْزِمِ أراد تَنْعِقُ. والناعِقانِ: كوكبان مِنْ كَوَاكِبِ الْجَوْزَاءِ وَهُمَا أَضوأُ كَوْكَبَيْنِ فِيهَا؛ يُقَالُ: أَحدهما رِجْلها الْيُسْرَى، وَالْآخَرُ مَنْكِبُها الأَيمن، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الهَنْعَةَ. والناعِقاءُ: جُحْر اليَرْبوع يَقِفُ عَلَيْهِ يَسْتَمِعُ الأَصوات، وَالْمَعْرُوفُ عَنْ كُرَاعٍ العانِقاءُ. نغق: نَغَقَ الغرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ نَغِيقاً ونُغاقاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَاحَ غِيقْ غِيقْ، وَقِيلَ نَغَق بِخَيْرٍ ونَعَبَ ببَيْنٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وازْجُروا الطَّيْرَ، فإنْ مَرَّ بكمُ ... ناغِقٌ يَهْوِي، فَقُولُوا: سَنَحا وَقَدْ ذُكِرَ الفَرْقُ بَيْنَ النَّغِيقِ والنعِيب فِي مَوْضِعِهِ. والنَّغِيقُ: صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ قُنْبِ الدَّابَّةِ وَهُوَ وِعاء جُرْدَانِهِ. وَنَاقَةٌ نَغِيقَةٌ: وَهِيَ الَّتِي تَبْغِمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: نَاقَةٌ نَغِيقٌ، وَقَدْ نَغَقَت النَّاقَةُ نَغِيقاً إِذَا بَغَمَتْ؛ قَالَ حُمَيْدٌ: وأَظْمَى كقَلْبِ السَّوْذَقَانِيِّ نازَعَتْ، ... بِكَفَّيَّ، فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ أَي بَغُوم. أَراد بالأَظْمَى الزِّمَامَ الأَسود. وَإِبِلٌ ظُمْيٌ أَي سود. نغبق: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: النَّغْبقة الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمع مِنْ بَطْنِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ الوُعاق. قَالَ الأَصمعي: النَّغْبَقة صَوْتُ جُرْدَانه إِذَا تَقَلْقل فِي قُنْبِه؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ النُغْبُوقة؛ وأَنشد: عَلَقْتُه غَرَزاً وَمَاءً بَارِدًا ... شَهْرَيْ ربيعٍ، واغْتَبَقْتُ غَبُوقَهْ حَتَّى إِذَا دُفِعَ الجِيادُ دَفَعْتُه، ... وَسْطَ الجِيادِ، ولاسْتِهِ نُغْبُوقَهْ نفق: نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وَسَائِرُ الْبَهَائِمِ يَنْفُقُ نُفُوقاً: مات؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَنشد ثَعْلَبٌ: فَمَا أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ، ... فَإِنْ نَفَقَتْ فأَكْسَد مَا تكونُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: والجَزور نَافِقَةٌ أَي مَيْتَةٌ مِنْ نَفَقت الدَّابَّةُ إِذَا مَاتَتْ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه، ... فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَرْجي وبَغَلْ وَأَوْرَدَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَرْجِي والبَغَلْ. ونَفَقَ الْبَيْعُ نَفَاقاً: رَاجَ. ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً، بِالْفَتْحِ: غَلَتْ وَرُغِبَ فِيهَا، وأَنْفَقَها هُوَ ونَفَّقها. وَفِي الْحَدِيثِ: المُنَفِّق سلْعته بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ؛ المُنَفِّقُ، بِالتَّشْدِيدِ: مِنَ النَّفَاق وَهُوَ ضِدُّ الكَسَاد؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة لِلْبَرَكَةِ أي هي مَظِنة لنفَاقها وَمَوْضِعٌ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا يُنَفِّقْ بعضُكم بَعْضًا أَي لَا يَقْصِدُ أَن يُنَفِّقَ سِلْعته عَلَى جِهَةِ النَّجْش، فَإِنَّهُ بِزِيَادَتِهِ فِيهَا يُرَغِّبُ السَّامِعَ فَيَكُونَ قَوْلُهُ سَبَبًا لِابْتِيَاعِهَا ومُنفِّقاً لَهَا. ونَفَقَ الدِّرْهَمُ يَنْفُق نَفَاقاً: كذلك؛ هذه عَنِ اللِّحْيَانِيِّ كأَن الدِّرْهَمَ قَلَّ فَرُغِبَ فِيهِ. وأَنْفَقَ الْقَوْمُ: نَفَقت سُوقُهُمْ. ونَفَق مالُه وَدِرْهَمُهُ

وَطَعَامُهُ نَفْقاً ونَفاقاً ونَفِقَ، كِلَاهُمَا: نَقَصَ وَقَلَّ، وَقِيلَ فَنِيَ وَذَهَبَ. وأَنْفَقُوا: نَفَقت أَموالهم. وأَنفَقَ الرَّجُلُ إِذَا افْتَقَرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ ؛ أَي خَشْيَةَ الْفَنَاءِ والنَّفَاد. وأَنْفَقَ الْمَالَ: صَرَفَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ؛ أَي أَنفقوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وأَطعموا وَتَصَدَّقُوا. واسْتَنْفَقه: أَذهبه. والنَّفقة: مَا أُنفِق، وَالْجَمْعُ نِفاق. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: نَفِدت نِفاقُ الْقَوْمِ ونفَقَاتهم، بِالْكَسْرِ، إِذَا نَفِدَتْ وَفَنِيَتْ. والنِّفاقُ، بِالْكَسْرِ: جَمْعُ النَّفَقة مِنَ الدَّرَاهِمِ، ونَفِقَ الزَّادُ يَنْفَقُ نَفَقاً أَيْ نَفِدَ، وَقَدْ أَنفَقت الدَّرَاهِمُ مِنَ النَّفقة. وَرَجُلٌ مِنْفاقٌ أَيْ كَثِيرُ النَّفَقة. والنَّفَقة: مَا أَنفَقْت، وَاسْتَنْفَقْتَ عَلَى الْعِيَالِ وَعَلَى نَفْسِكَ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ نَفَقَ السِّعْرُ «5». يَنْفُق نُفُوقاً إِذَا كَثُرَ مُشْتَرُوهُ، وأَنْفَقَ الرَّجُلُ إنْفاقاً إِذَا وَجَدَ نَفاقاً لِمَتَاعِهِ. وَفِي مَثَلٍ مِنْ أَمثالهم: مَنْ بَاعَ عِرْضه أَنْفَقَ أَي مَنْ شَاتَمَ النَّاسَ شُتِمَ، وَمَعْنَاهُ أَنه يَجِدُ نَفاقاً بعِرْضه يَنَالُ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: أبِيتُ وَلَا أَهجُو الصديقَ، وَمَنْ يَبِعْ ... بعِرْض أَبيه فِي المَعاشِرِ يُنْفِقِ أَي يَجِدُ نَفاقاً، وَالْبَاءُ مُقْحَمَةٌ فِي قَوْلِهِ بعِرض أَبيه. ونَفَقَت الأَيّم تَنْفُق نَفاقاً إِذَا كَثُرَ خُطّابها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ حَظّ المَرْء نَفاق أَيّمه أَي مِنْ سَعَادَتِهِ أَنْ تُخْطَبَ نِسَاؤُهُ مِنْ بَنَاتِهِ وأَخواته وَلَا يَكْسَدْنَ كَساد السِّلَع الَّتِي لَا تَنْفُق. والنَّفِقُ: السَّرِيعُ الانقطاعِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، يُقَالُ: سَيْرٌ نَفِقٌ أَيْ مُنْقَطِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مِثْلَهُ ... للوِرْدِ، لَا نَفِق وَلَا مَسْؤُوم أَي عَدْو غَيْرُ مُنْقَطِعٍ. وَفَرَسٌ نَفِقُ الجَرْي إِذَا كَانَ سَرِيعَ انْقِطَاعِ الْجَرْيِ: قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ يَصِفُ ظَلِيمًا: فَلَا تَزَيُّده فِي مَشْيِهِ نَفِقٌ، ... وَلَا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم والنَّفَقُ: سَرَبٌ فِي الأَرض مُشْتَقٌّ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَهُ مَخْلَصٌ إِلَى مَكَانٍ آخَر. وَفِي الْمَثَلِ: ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ ، وَالْجَمْعُ أَنْفَاق؛ وَاسْتَعَارَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ لجِحَرة الفِئَرة فَقَالَ يَصِفُ فَرَسًا: خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفاقِهِنَّ، كأَنما ... خَفاهنَّ ودْقٌ مِنْ عَشِيّ مُجَلِّبِ والنُّفَقةُ والنَّافِقاء: جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع، وَقِيلَ: النُّفقةُ والنافِقاء مَوْضِعٌ يُرَقِّقُهُ الْيَرْبُوعُ مِنْ جُحره، فَإِذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ القاصِعاء ضَرَبَ النافِقاء برأْسه فَخَرَجَ. ونَفِقَ الْيَرْبُوعُ ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق: خَرَجَ مِنْهُ. وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ نافِقائه؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضِهِمْ لِلشَّيْطَانِ فَقَالَ: إِذَا الشيطانُ قَصَّعَ فِي قَفاها، ... تَنَفَّقْناهُ بالحَبْل التُّؤام أَي اسْتَخْرَجْنَاهُ اسْتِخْرَاجَ الضَّبّ مِنْ نافِقائه. وأَنْفَقَ الضَّبّ وَالْيَرْبُوعَ إِذَا لَمْ يَرْفُق بِهِ حَتَّى ينْتَفِقَ وَيَذْهَبَ. ابْنُ الأَعرابي: قُصَعَةُ الْيَرْبُوعِ أَن يَحْفِرَ حَفِيرَةً ثُمَّ يَسُدَّ بَابَهَا بِتُرَابِهَا، وَيُسَمَّى ذَلِكَ التُّرَابُ الدَّامّاء، ثُمَّ يَحْفِرُ حَفْرًا آخَرَ يُقَالُ لَهُ النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فَلَا يُنَفِّذُهَا،

_ (5). قوله [السعر] كذا هو في الأَصل ولعله الشيء

وَلَكِنَّهُ يَحْفِرُهَا حَتَّى تَرِقَّ، فَإِذَا أُخِذَ عَلَيْهِ بقاصِعائه عَدَا إِلَى النافِقاء فَضَرَبَهَا برأْسه ومَرَق مِنْهَا، وَتُرَابُ النُّفَقَةِ يُقَالُ لَهُ الراهِطَاء؛ وأَنشد: وَمَا أُمُّ الرُّدَيْنِ، وَإِنْ أَدلَّتْ، ... بعالِمةٍ بأَخلاق الكِرام إِذَا الشيطانُ قَصَّع فِي قَفَاهَا ... تَنَفّقْناه بالحبْل التُّؤام أَي إِذَا سَكَنَ فِي قَاصِعَاءِ قَفَاهَا تنفَّقناه أَي اسْتَخْرَجْنَاهُ كَمَا يُستخرج الْيَرْبُوعُ مِنْ نَافِقَائِهِ. قَالَ الأَصمعي فِي الْقَاصِعَاءِ. إِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَن اليَرْبوع يُخْرِجُ تُرَابَ الْجُحْرِ ثُمَّ يَسُدُّ بِهِ فَمَ الْآخَرِ مِنْ قَوْلِهِمْ قَصَع الكَلْمُ بِالدَّمِ إِذَا امتلأَ بِهِ، وَقِيلَ لَهُ الدامَّاء لأَنه يُخْرِجُ تُرَابَ الْجُحْرِ وَيَطْلِي بِهِ فَمَ الْآخَرِ مِنْ قَوْلِكَ ادْمُمْ قِدْرك أَي اطْلِها بالطِّحال والرَّماد. وَيُقَالُ: نافَقَ اليربوعُ إِذَا دَخَلَ فِي نافِقائه، وقَصَّع إِذَا خَرَجَ مِنَ القاصِعاء. وتَنَفَّق: خَرَجَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا أَرادوا دَسْمَهُ تَنَفَّقا أَبو عُبَيْدٍ: سُمِّيَ المنافقُ مُنافقاً للنَّفَق وَهُوَ السَّرَب فِي الأَرض، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ مُنافقاً لأَنه نافَقَ كَالْيَرْبُوعِ وَهُوَ دُخُولُهُ نَافِقَاءَهُ. يُقَالُ: قَدْ نَفَقَ بِهِ ونافَقَ، وَلَهُ جُحْرٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ القاصِعاء، فَإِذَا طلِبَ قَصَّع فَخَرَجَ مِنَ القاصِعاء، فَهُوَ يَدْخُلُ فِي النافِقاء وَيَخْرُجُ مِنَ القاصِعاء، أَوْ يَدْخُلُ فِي القاصِعاء وَيَخْرُجُ مِنَ النافِقاء، فَيُقَالُ هَكَذَا يَفْعَلُ المُنافق، يَدْخُلُ فِي الإِسلام ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: والنافِقاء إِحْدَى جِحَرةِ اليَرْبوع يَكْتُمُهَا ويُظْهر غَيْرَهَا وَهُوَ مَوْضِعٌ يُرَقِّقُهُ، فَإِذَا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ القاصِعاء ضَرَبَ النافِقاء برأْسه فانْتَفَق أَي خَرَجَ، وَالْجَمْعُ النَّوَافِقُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جِحَرة الْيَرْبُوعِ سَبْعَةٌ: القاصِعاء والنافِقاء والدامَّاء والراهِطاءُ والعَانِقاء والحَاثياء واللُّغَزُ، وَهِيَ اللُّغَّيْزَى أَيضاً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ النافِقاء والنُّفَقاء والنُّفَقة والرُّهَطاء والرُّهَطة والقُصَعاء والقُصَعة، وَمَا جَاءَ عَلَى فاعِلاء أَيضاً حَاوِيَاءُ وسافياءُ وَسَابِيَاءُ والسموأَل بْنُ عادِياء، والخافِيَاء الْجِنُّ، والكارِياء «1» واللَّاوِياء والجاسِياء للصَّلابة والبَالغاء للأَكارع، وبنُو قَابِعاء للسَّبّ. والنُّفَقة مِثَالُ الهُمَزة: النَّافِقاء، تَقُولُ مِنْهُ: نَفَّق اليَرْبوع تَنْفيقاً ونافَقَ أَي دَخَلَ فِي نافِقائه، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ المُنافق فِي الدِّينِ. والنِّفاق، بِالْكَسْرِ، فِعْلُ المنافِق. والنِّفاقُ: الدُّخُولُ فِي الإِسلام مِنْ وَجْه والخروُج عَنْهُ مِنْ آخَرَ، مُشْتَقٌ مِنْ نَافِقَاء الْيَرْبُوعِ إِسْلَامِيَّةٌ، وَقَدْ نافَقَ مُنافَقَةً ونِفاقاً، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النِّفاق وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهُ اسْمًا وَفِعْلًا، وَهُوَ اسْمٌ إِسْلَامِيٌّ لَمْ تَعْرِفْهُ الْعَرَبُ بِالْمَعْنَى الْمَخْصُوصِ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَسْترُ كُفْره وَيُظْهِرُ إيمانَه وَإِنْ كَانَ أَصله فِي اللُّغَةِ مَعْرُوفًا. يُقَالُ: نافَقَ يُنافِق مُنافقة ونِفاقاً، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ النَّافِقَاءِ لَا مِنَ النَّفَق وَهُوَ السَّرَب الَّذِي يَسْتَتِرُ فِيهِ لِسَتْرِهِ كُفْره. وفي حَدِيثِ حَنْظَلَةَ: نافَقَ حَنْظَلة أَراد أَنه إِذَا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْلَصَ وَزَهِدَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا خَرَجَ عَنْهُ تَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَرَغِبَ فِيهَا، فكأَنه نَوْعٌ مِنَ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ مَا كَانَ يَرْضَى أَن يُسَامِحَ بِهِ نَفْسَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَكثر مُنافِقِي هَذِهِ الأُمَّة قُرَّاؤها ؛ أَراد بالنِّفاق هَاهُنَا الرِّيَاءَ لأَن كِلَيْهِمَا إظْهار غَيْرِ مَا فِي الْبَاطِنِ؛ وَقَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ: يَهْدِي قلائِص خُضَّعاً يَكْنُفْنَهُ، ... صُعْرَ الخدُودِ نوَافِقَ الأَوْبَارِ أَي نُسِلَتْ أَوبارُها مِنَ السِّمَن، وفي نوادر

_ (1). قوله [الكارِياء] هكذا هو في الأَصل بدون نقط.

الأَعراب: أَنْفَقَت الإِبُل إِذَا انْتَثَرَتْ أَوبارُها عَنْ سِمَن. قَالُوا: ونَفَق الجُرْح إِذَا تقشَّر، وَيُقَالُ زيْت إِنْفَاقٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ فَحْلٍ شَقْشاق، ... قَطَعْنَ مُصْفَرّاً كَزَيْتِ الأنْفاق والنَّافِقة: نافِقة المِسْك، دَخِيلٌ، وَهِيَ فأْرة الْمِسْكِ وَهِيَ وِعَاؤُهُ. وَمَالِكُ بْنُ المُنْتَفِقِ الضَّبيّ أَحد بَنِي صُبَاح بْنِ طَرِيفٍ قَاتِلُ بِسْطَامِ بْنِ قَيْس. والنُّفَيْقُ: مَوْضِعٌ. ونَيْفَقُ الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ قارسي مُعَرَّبٌ، وَهُوَ المُنَفَّقُ، وَقِيلَ النَّيْفَقُ دَخِيلٌ، نَيْفق السَّرَاوِيلِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَنَيْفَقُ السَّرَاوِيلِ الْمَوْضِعُ الْمُتَّسِعُ مِنْهَا، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ نِيفَق، بِكَسْرِ النُّونِ، والمُنْتَفِقُ: اسم رجل. نقق: نَقَّ الظَّليمُ والدجاجةُ والحَجَلةُ والرَّخَمةُ والضَّفادع وَالْعَقْرَبُ تَنِقُّ نَقيقاً ونَقْنَقَ: صوَّت؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ الْخِنْزِيرَ والحَبّ فِي حَاوِيَائِهِ: كأَنَّ نَقِيقَ الحَبِّ فِي حَاوِيائه ... فَحِيح الأَفَاعِي، أَو نَقِيق العَقارب وَالدَّجَاجَةِ تُنَقْنِقُ لِلْبَيْضِ وَلَا تنِقُّ لأَنها ترجِّع فِي صَوْتِهَا، ونقَّت الدَّجَاجَةُ ونَقْنَقت؛ وَمِنْهُ قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ الحَكَم: ضفادِعُها غَرْقَى لَهُنَّ نَقِيقُ وَقِيلَ: النَّقِيقُ والنَّقْنَقةُ مِنْ أَصوات الضَّفَادِعِ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا المَدّ وَالتَّرْجِيعُ، وَالدَّجَاجَةُ تُنَقْنِقُ لِلْبَيْضِ، وَكَذَلِكَ النَّعَامَةُ. ونَقَّ الضِّفْدَع ونَقْنَق: كَذَلِكَ، وَقِيلَ هُوَ صَوْتٌ يَفْصِلُ بَيْنَهُ مَدٌّ وَتَرْجِيعٌ. وَضُفْدَعٌ نَقَّاق ونَقُوق، وَجَمْعُ النَّقُوق نُقُق؛ قَالَ رؤْبة: إِذَا دَنا منهنَّ أَنقاضُ النُّقُقْ وَيُرْوَى النُّقَق عَلَى مَنْ قَالَ جُدَد فِي جُدُد، وَمَنْ قَالَ رُسْل قَالَ نُقّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: عَلَى هَنِينَ وهَنَات نُقّ والنَّقَّاق: الضِّفْدَعُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: أَرْوَى مِنَ النَّقَّاق أَي الضِّفْدَعِ. والنَّقَّاقة: الضِّفْدَعَةُ؛ والنَّقْنَقة: صَوْتُهَا إِذَا ضُوعِف وَرُبَّمَا قِيلَ ذَلِكَ للهِرِّ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: أَطعَمْت راعِيَّ مِنَ اليَهْيَرِّ، ... فظَلَّ يَبْكي حَبِجاً بشَرِّ، خَلْفَ اسْتِهِ مِثْلَ نَقيق الهِرِّ وَفِي رِجْزِ مُسَيْلِمَةَ: يَا ضِفْدَع نَقِّي كَمْ تُنَقِّينَ النَّقِيقُ صَوْتُ الضِّفْدَعِ، وَإِذَا رَجَّعَ صَوْتَهُ قِيلَ نَقْنَق. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: ودايِسٍ ومُنِقّ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا رَوَاهُ أَصحاب الْحَدِيثِ ومُنِقّ، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَلَا أَعرف المُنِقّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَيَكُونُ مِنَ النَّقِيق الصَّوْتَ، يُرِيدُ أَصوات الْمَوَاشِي والأَنعام تَصِفُهُ بِكَثْرَةِ أَمواله، ومُنِقّ مِنْ أَنَقَّ إِذَا صَارَ ذَا نَقِيقٍ أَوْ دَخَلَ فِي النَّقِيقِ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: دَايِسٍ لِلطَّعَامِ ومنِقّ ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً: إِنَّمَا هُوَ مُنَقٍّ مِنْ نقَّيت الطَّعَامَ. والنَّقْنَقُ: الظَّلِيمُ، والنِّقْنِقُ، وَالْجَمْعُ النَّقانِقُ. والنِّقْنيقُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْمَصْلُوبُ. ونَقْنَقَتْ عينُه نَقْنقةً: غَارَتْ؛ كَذَا حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: خُوص ذَوَاتُ أَعْيُنٍ نَقانِقِ، ... خُصّتْ بِهَا مَجْهُولَةَ السَّمالِقِ وَقَالَ غَيْرُهُ: نَقْتقَتْ بِالتَّاءِ وأَنكره ابْنُ الأَعرابي

وَقَالَ: نَقْتَق، بِالتَّاءِ، هَبَطَ، وَفِي الْمُصَنَّفِ تَقْتَقَت، بِتَاءَيْنِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ تصحيف. نمق: نَمَق الْكِتَابَ يَنْمُقُه، بِالضَّمِّ، نَمْقاً: كَتَبَهُ، ونَمَّقه: حَسَّنَهُ وجَوَّده. ونَمَّق الْجِلْدَ ونَبَّقه: نَقَشَهُ وَزَيَّنَهُ بِالْكِتَابَةِ، ونَبَّقه ونَمَّقه وَاحِدٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: كأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُيُولَها ... عَلَيْهِ قَضيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِعُ وَيُرْوَى حَصِيرٌ نمَّقته. أَبو زَيْدٍ: نَمَقْتُه أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقُه لَمْقاً. وَثَوْبٌ نَمِيق ومُنَمَّق: مَنْقُوشٌ، وَقِيلَ: هَذَا الأَصل ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِي الْكِتَابِ. والنَّمَقُ: الْكِتَابُ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ. وَفِيهِ نَمَقَة أَي رِيحٌ مُنْتِنَةٌ؛ عَنِ أَبِي حَنِيفَةَ، كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ قَنَمةٍ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلشَّيْءِ المُرْوِحِ: فِيهِ نَمَسَة ونَمعقَة وزَهْمَقةٌ. نمرق: النُّمْرُقُ والنُّمْرُقة والنِّمْرِقة، بِالْكَسْرِ: الْوِسَادَةُ، وَقِيلَ: وِسَادَةٌ صَغِيرَةٌ، وَرُبَّمَا سَمُّوا الطِّنْفِسَةَ الَّتِي فَوْقَ الرَّحْل نُمْرُقة؛ عَنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَالْجَمْعُ نَمارق؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ: إِذَا مَا بِسَاطُ اللَّهْوِ مُدَّ وقُرِّبَتْ، ... لِلَذَّاتِه، أَنْماطُهُ ونَمَارِقُهْ وَقِيلَ: النُّمْرُقة هِيَ الَّتِي يُلْبَسُها الرحْل. أَبُو عُبَيْدٍ: النُّمْرُقة والنُّمْرُق والمِيثَرَةُ مَا افْتَرشَت اسْتُ الرَّاكِبِ عَلَى الرَّحْلِ كالمِرْفَقة، غَيْرَ أَن مُؤَخَّرَهَا أعَظم مِنْ مُقَدَّمِهَا وَلَهَا أَربعة سُيُورٍ تُشَدُّ بآخِرَةِ الرَّحْل وَوَاسِطِهِ؛ وَأَنْشَدَ: تَضِجُّ مِنْ أَسْتاهِها النّمَارِقُ، ... مَفَارِشُ الرِّحال والأَيانِقُ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ ؛ هِيَ الْوَسَائِدُ وَاحِدَتُهَا نُمْرُقة، قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ كَلْبٍ يَقُولُ نِمْرِقة، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اشْتَرَيْتُ نُمْرُقة أَي وِسَادةً، وَهِيَ بِضَمِّ النُّونِ وَالرَّاءِ وَبِكَسْرِهِمَا وَبِغَيْرِ هَاءٍ، وَجَمْعُهَا نَمارق؛ وَفِي حَدِيثِ هِنْدٍ: نَحْنُ بَناتُ طَارِقٍ، ... نَمْشي على النَّمَارق نهق: نُهَاقُ الْحِمَارِ: صَوْتُهُ. والنَّهِيقُ: صَوْتُ الْحِمَارِ، فَإِذَا كَرَّرَ نَهيقه وَاشْتَدَّ قِيلَ: أَخذه النُّهاقُ. ونَهَقَ الْحِمَارُ يَنْهِقُ ويَنْهَقُ ويَنْهُق؛ الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، نَهْقاً ونَهِيقاً ونُهَاقاً وتَنْهاقاً: صوَّت. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى ثَعْلَبًا قَدْ حَكَى نَهِقَ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والنّاهِقان: عَظْمَانِ شَاخِصَانِ يَنْدُران مِنْ ذِي الْحَافِرِ فِي مَجْرَى الدَّمْعِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا النُّهَاقُ، وَيُقَالُ لَهُمَا أَيضاً النَّوَاهق؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرَسًا: بِعاري النَّوَاهِقِ صَلْتِ الجَبين، ... يَسْتَنُّ كالتَّيْس ذِي الحُلَّب والنّاهِقُ والنَّواهِقُ مِنَ الْحَمِيرِ: حَيْثُ يَخْرُجُ النُّهاق مِنْ حُلُوقِهَا، وَهِيَ مِنَ الْخَيْلِ الْعِظَامُ النَّاتِئَةُ فِي خُدُودِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: النَّواهِقُ مِنَ الْخَيْلِ وَالْحُمُرِ حَيْثُ يَخْرُجُ النُّهاقُ مِنْ حَلْقِهِ؛ وأَنشد لِلنَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: فأَرْسَلَ سَهْماً لَهُ أَهْزَعا، ... فَشَكّ نواهِقه والفَما أَبُو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ: النَّاهِقَانِ عَظْمَانِ شَاخِصَانِ فِي وَجْهِ الْفَرَسِ أَسفل مِنْ عَيْنَيْهِ، وَقِيلَ: النَّوَاهِقُ مَا أَسفل مِنَ الْجَبْهَةِ فِي قَصَبَةِ الأَنف، وَقِيلَ: نَوَاهِقُ الدَّابَّةِ عُروق اكْتَنَفَتْ خَيَاشِيمَهَا لأَن النُّهَاقَ مِنْهَا،

الْوَاحِدَةُ ناهِقة. الْجَوْهَرِيُّ: النّاهِقُ مِنَ الْحِمَارِ حَيْثُ يَخْرُجُ النُّهاقُ مِنْ حَلْقِهِ. والنَّهْقةُ: طَائِرَةٌ طَوِيلَةُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالرَّقَبَةِ، غبراءُ. والنَّهْق والنَّهَقُ: نَبَاتٌ شِبْهُ الجِرْجِيرِ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ يُؤْكَلُ، وَقِيلَ: هُوَ الجِرْجِير، قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَسَمَاعِي مِنَ الْعَرَبِ النَّهَقُ الجِرْجِير الْبَرِّيُّ، قَالَ: رأَيته فِي رِيَاض الصَّمّان وَكُنَّا نأْكله مَعَ التَّمْرِ، وَفِي مَذاقه حَمْزَةٌ وحَرَارة، وَهُوَ الجِرْجِيرُ بِعَيْنِهِ إِلَّا أَنه برِّيّ يَلْذَعُ اللِّسَانَ وَيُسَمَّى الأَيْهَقانَ، وأَكثر مَا ينبت في قِرْبان الرِّياض؛ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنَ العُشْب؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَوَصَفَ عَيراً وأُتُنَهُ: شَذَّب أُولاهُنَّ مِنْ ذاتِ النَّهَقْ وَاحِدَتُهُ نَهَقة، وَقِيلَ: ذاتُ النَّهَقِ أَرض مَعْرُوفَةٌ. وَذُو نُهَيْقٍ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: أَلا يَا لَهْف نفْسِي بَعْدَ عَيشٍ ... لَنَا بجُنوب دَرّ، فَذِي نُهَيْقِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فنزَعْنا فِيهِ حَتَّى أَنهقْناه ، يَعْنِي الْحَوْضَ، هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالنُّونِ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ والصواب بالفاء. نوق: النّاقةُ: الأُنثى مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: إِنَّمَا تُسَمَّى بِذَلِكَ إِذَا أَجذعت، وَالْجَمْعُ أَنْوُقٌ وأَنْؤُق؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَمَزُوا الْوَاوَ لِلضَّمَّةِ؛ وأَوْنُق وأَيْنُق، الْيَاءُ فِي أَيْنُقٍ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ فِي أَوْنُقٍ فِيمَنْ جَعَلَهَا أَيْفُلًا، وَمَنْ جَعَلَهَا أَعْفُلًا فَقَدَّمَ الْعَيْنَ مُغَيَّرَةً إِلَى الْيَاءِ جَعَلَهَا بَدَلًا مِنَ الْوَاوِ، فَالْبَدَلُ أَعم تَصَرُّفًا مِنَ الْعِوَضِ، إِذْ كُلُّ عِوَضٍ بَدَلٌ، وَلَيْسَ كُلُّ بَدَلٍ عِوَضًا وَقَالَ ابْنُ جِنِّي مَرَّةً: ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِمْ أَيْنُق مَذْهَبَيْنِ: أَحدهما أَن تَكُونَ عَيْنُ أَيْنُق قُلِبَتْ إِلَى مَا قَبْلَ الْفَاءِ فَصَارَتْ فِي التَّقْدِيرِ أَوْنُق ثُمَّ أُبدلت الْوَاوُ يَاءً لأَنها كَمَا أُعِلَّت بِالْقَلْبِ كَذَلِكَ أُعلت أَيضاً بالإِبدال، وَالْآخَرُ أَن تَكُونَ الْعَيْنُ حُذِفَتْ ثُمَّ عُوِّضَتِ الْيَاءُ مِنْهَا قَبْلَ الْفَاءِ، فَمِثَالُهَا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَيْفُل، وَعَلَى الْقَوْلِ الأَول أَعْفُل، وَكَذَلِكَ أَيانِق ونُوق وأَنْوَاقٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، ونِيَاقٌ ونِياقاتٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إنَّا وَجَدْنا ناقةَ العَجُوزِ ... خَيْرَ النِّياقات عَلَى التَّرْمِيزِ، حِينَ تُكالُ النِّيبُ فِي القَفِيزِ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فَوَجَدَ أَيْنُقهُ ؛ الأَيْنُق: جَمْعُ قِلَّةٍ لِنَاقَةٍ، وَيُصَغَّرُ أَيْنُقٌ أُيَيْنِقات؛ عَنْ يَعْقُوبَ، والقياسُ أُيَيْنِق كَقَوْلِكَ فِي أَكْلُبٍ أُكَيْلِب؛ الأَزهري: جَمْعُهَا نُوق ونِياق، وَالْعَدَدُ أَيْنُق وأَيانق عَلَى قَلْبِ أَنْوُقٍ. الْجَوْهَرِيُّ: النّاقةُ تَقْدِيرُهَا فَعَلَةٌ بِالتَّحْرِيكِ لأَنها جُمِعَتْ عَلَى نُوقٍ مِثْلَ بَدَنَةٍ وبُدْنٍ وخَشَبَة وخُشْب، وفَعْلة بِالتَّسْكِينِ لَا تُجْمَعُ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ جُمِعَتْ فِي القِلَّةِ عَلَى أَنْوُقٍ، ثُمَّ اسْتَثْقَلُوا الضَّمَّةَ عَلَى الْوَاوِ فَقَدَّمُوهَا فَقَالُوا أَوْنُق؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ عَنْ بَعْضِ الطَّائِيِّينَ، ثُمَّ عَوَّضُوا مِنَ الْوَاوِ يَاءً فَقَالُوا أَيْنُق، ثُمَّ جَمَعُوهَا عَلَى أَيانق، وَقَدْ تُجْمَعُ الناقةُ عَلَى نِيَاقٍ مِثْلُ ثَمَرة وثِمار، إِلَّا أَن الْوَاوَ صَارَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِلْقُلَاخِ بْنُ حَزْنٍ: أَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ نِيَاقِ ... إِنْ لَمْ تُنجِّين مِنَ الوِثاقِ وَفِي الْمَثَلِ: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: استَنْوق الجَملُ صَارَ كَالنَّاقَةِ فِي ذُلِّها، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا مَزيداً. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَا يُقَالُ اسْتَنَاق الجَمَلُ إِنَّمَا ذَلِكَ لأَن هَذِهِ الأَفعال الْمَزِيدَةَ، أَعني افْتَعَل

واسْتَفْعَل، إِنَّمَا تَعْتَلُّ بِاعْتِلَالِ أَفعالها الثُّلَاثِيَّةِ الْبَسِيطَةِ الَّتِي لَا زِيَادَةَ فِيهَا كاسْتَقَام إِنَّمَا اعْتَلَّ لِاعْتِلَالِ قَامَ، واسْتقال إِنَّمَا اعتلَّ لِاعْتِلَالِ قَالَ، وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ حُكْمُهُ أَن يَصِحَّ لأَن فَاءَ الْفِعْلِ سَاكِنَةٌ، فَلَمَّا كَانَتِ اسْتَوْسَقَ واسْتَتْيس وَنَحْوُهُمَا دُونَ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ بَسِيطٍ لَا زِيَادَةَ فِيهِ، صَحَّتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ لِسُكُونِ مَا قَبْلَهُمَا، وَهَذَا المَثَل يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَكُونُ فِي حَدِيثٍ أَو صِفَةِ شَيْءٍ ثُمَّ يَخْلِطُهُ بِغَيْرِهِ وَيَنْتَقِلُ إِلَيْهِ، وَأَصْلُهُ أَن طَرَفة بْنَ العَبْد كَانَ عِنْدَ بَعْضِ الْمُلُوكِ والمسيَّبُ بْنُ عَلَسٍ يُنْشِدُهُ شِعْرًا فِي وَصْفِ جَمَل، ثُمَّ حَوَّله إِلَى نَعْتِ نَاقَةٍ فَقَالَ طَرَفَةُ: قَدِ اسْتَنْوق الْجَمَلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وأَنشد الْفَرَّاءُ: هَزَزْتُكُمُ لَوْ أَنَّ فِيكُمْ مَهَزَّةً، ... وذكَّرْت ذَا التأْنيث فَاسْتَنْوَقَ الجَمَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنشده المُسيَّب بْنُ عَلَس هُوَ قَوْلُهُ «2»: وإنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضاره ... بناجٍ، عَلَيْهِ الصَّيْعَريَّةُ، مِكْدَمِ والصيْعَرِيّةُ: مِنْ سِماتِ النُّوق دُونَ الجِمال. وجَمَل مُنَوَّق: ذَلُول قَدْ أُحْسِنَت رِيَاضَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ذُلِّلَ حتى صُيِّر كَالنَّاقَةِ. وَنَاقَةٌ منوَّقة: عُلِّمت الْمَشْيَ. والنَّوَّاق مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُرَوِّضُ الأُمور وَيُصْلِحُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سار معه جَمَلٍ قَدْ نَوَّقَهُ وخَيَّسه : المُنَوَّقُ: المذلَّل وَهُوَ مِنْ لَفْظِ النَّاقَةِ كأَنه أَذهب شِدَّةَ ذُكُورَتِهِ وَجَعَلَهُ كَالنَّاقَةِ المُرَوَّضة الْمُنْقَادَةِ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: وَهِيَ نَاقَةٌ مُنَوَّقة. وتَنَوَّق فِي الأَمر أَي تأَنَّق فِيهِ، وَبَعْضُهُمْ لَا يَقُولُ تَنَوَّق، وَالِاسْمُ مِنْهُ النِّيقةُ. وَفِي الْمَثَلِ: خَرْقاءُ ذَاتُ نِيقَة؛ يُضْرَبُ لِلْجَاهِلِ بالأَمر وَهُوَ مَعَ جَهْلِهِ يدَّعي الْمَعْرِفَةَ ويتأَنق فِي الإِرادة، ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: تَنَوَّق فِي أُموره تَجَوَّد وَبَالَغَ مِثْلُ تأَنَّق فِيهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ عَلَيْهَا سَحْقَ لِفْقٍ تَنَوَّقَتْ ... بِهِ حَضْرَمِيّاتُ الأَكفِّ الحَوَائك عدِّاه بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى ترفقَتْ بِهِ، قَالَ: وَهِيَ مأْخوذة مِنَ النِّيقة؛ قَالَ ابْنُ هَرَمٍ الْكِلَابِيُّ: لأُحْسِنُ رَمَّ الوَصْل مِنْ أُم جَعْفَرٍ ... بحَدِّ القَوافي، والمُنَوَّقَةِ الجُرْدِ وَقَالَ جَمِيلٌ فِي النِّيْقَةِ: إِذَا ابْتُذِلَتْ لَمْ يُزْرِها تَرْكُ زِينةٍ، ... وَفِيهَا، إِذَا ازْدانتْ لِذِي نِيقةٍ، حَسْبُ وَقَالَ اللَّيْثُ: النِّيقةُ مِنَ التَّنَوُّق. تَنَوَّق فُلَانٌ فِي مَنْطِقِهِ وَمَلْبَسِهِ وأُموره إِذَا تجوَّد وَبَالَغَ، وتَنَيَّق لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ النِّيقَةِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنها مِنْ نِيقةٍ وشَارَهْ، ... والحَلْي بَيْنَ التبنِ والحِجارَهْ مَدْفَع مَيْثاءَ إِلَى قَرارهْ، ... لَكِ الكلامُ، واسْمعي يَا جارَه وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: تَأَنَّقَ مِنَ الأَنَقِ، والأَنِيقُ المُعْجِبُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: صِرْتُ إِلَى رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ أَي أُسَرُّ وأُعْجَبُ بِهِنَّ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ تَأَنَّقْتُ فِي الشَّيْءِ إِذَا أَحكمته، وَإِنَّمَا يُقَالُ تَنَوَّقْتُ. ابْنُ سِيدَهْ: وانْتَاق كَتَنَوَّقَ، وَقِيلَ انْتاق الشَّيْءَ مَقْلُوبٌ عَنِ انْتَقَاهُ. أَبُو عُبَيْدٍ: والانْتِياقُ مِثْلُ الانْتِقَاءِ؛ قَالَ: مِثْلُ القِياسِ انْتَاقَها المُنَقِّي يَعْنِي القِسِيَّ، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: هُوَ مِنَ النِّيقةِ

_ (2). وفي رواية أُخرى: إن قائل هذا البيت هو المتلمّس خال طرفة

فصل الهاء

وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ النِّيقةُ. والنَّوَقُ: بَيَاضٌ فِيهِ حُمْرَةٌ يَسِيرَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّوْقة الحَذاقة فِي كُلِّ شَيْءٍ. والمُنَوَّق: المذلَّل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الْفَاكِهَةُ إِذَا قَرَبَ قُطوفها لأَكلها فَقَدْ ذُلِّلت. وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْرِيَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ: تَقُولُ لِلْجَمَلِ الْمُلَيَّنِ المُنَوَّق. الأَصمعي: المُنَوَّق مِنَ النَّخْلِ المُلَقَّح، والمُنَوَّق مِنَ العُذُوق المنقَّى، والمُنَوَّقُ المُصَفَّف، وَهُوَ المُطَرَّقُ والمُسَكَّكُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّوَقة الَّذِينَ يُنَقُّونَ الشَّحْمَ مِنَ اللَّحْمِ لِلْيَهُودِ، وَهُمْ أُمَناؤُهم، وَهُوَ جَمْعُ نائِقٍ مَقْلُوبٌ مِنْ ناقِئٍ؛ وأَنشد: مُخَّةُ ساقي بأَيادي ناقِئٍ، ... أعْجَلَها الشَّاوِي عَنِ الإِحْراقِ وَيُرْوَى بَيْنَ كَفَّي ناقِئٍ. وَيُقَالُ: نُقْ نُقْ إِذَا أَمرته بِتَمْيِيزِ اللَّحْمِ مِنَ الشحم. نيق: النِّيقُ: أَرفع مَوْضِعٍ فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ أَنْيَاق ونُيُوق، وَفِي الصِّحَاحِ: ونِيَاق؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ: شَغْوَاء توطِنُ بَيْنَ الشِّيقِ والنِّيقِ والنِّيقُ: حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: النِّيقُ الطَّوِيلُ مِنَ الْجِبَالِ. وَالنَّاقُّ: شِبْهُ مَشَقٍّ بَيْنَ ضَرَّة الإِبهام، وأَصل أَليَة الْخِنْصَرِ فِي مُسْتَقْبِلِ بَطْنِ السَّاعِدِ بِلَصْقِ الرَّاحَةِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَوْضِعٍ مِثْلِ ذَلِكَ مِنْ بَاطِنِ المَرْفِق أَو فِي أَصل العُصْعُصِ. والنّاقُ: الحَزُّ الَّذِي فِي مُؤَخَّرِ حَافِرِ الفرس، وجمعها نُيُوق. وتَنَيَّق الرَّجُلُ فِي لِبْسته وطُعْمه: بَالَغَ، لُغَةٌ فِي تَنَوَّق. اللَّيْثُ: النِّيقة مِنَ النُّيوق. تَنَوَّق فُلَانٌ فِي مَطْعَمِهِ وَمَلْبَسِهِ وأُموره إِذَا تجوَّد وَبَالَغَ، وتَنَيَّق لغة. نيبق: نِيبَقُ الْقَمِيصُ: نِيفَقُه، فَارِسِيٌّ أَعْرَبُوهُ بِالرُّبَاعِيِّ كَمَا أَعْرَبُوهُ بِالثُّلَاثِيِّ فِي نِيفَقٍ. نيفق: نِيفَقُ الْقَمِيصِ «1» مَعْرُوفٌ. فصل الهاء هبق: الهِبِقُّ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَالْبَاءِ وَشَدِّ الْقَافِ: كَثْرَةُ الْجِمَاعِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والهَبَقُ: نَبْتٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري ما صحته. هبرق: الهِبْرِقيُّ والهَبْرَقيُّ: الصَّائِغُ، وَيُقَالُ لِلْحَدَّادِ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَنِ عَالَجَ صَنْعَةً بِالنَّارِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فَمَا أَلواح دُرَّةِ هِبْرِقيّ، ... جَلا عَنْهَا مُخَتِّمُها الكُنُونا أَبُو سَعِيدٍ: الهَبْرَقيُّ الَّذِي يُصَفِّي الْحَدِيدَ، وأَصله أَبْرَقيّ فأُبدلت الْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ يَصِفُ ثَوْرًا: يُبَرْبِرُ بَرْبَرةَ الهَبْرقيّ ... بأُخْرَى خَواذِلِها الآنحَهْ قَالَ: شَبَّهَ الثَّوْرَ وخُواره بِصَوْتِ الرِّيحِ تَخْرُجُ مِنَ الْكِيرِ، وَقِيلَ: الهَبْرَقيّ الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ، وَهُوَ الأَبْرقيّ لبَرِيق لَوْنِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والهَبْرَقيّ مِنَ الثِّيرَانِ الْمُسِنُّ الضَّخْمُ؛ وَاسْتَعَارَهُ صَخْرُ الغَيّ لِلْوَعِلِ الْمُسِنِّ الضَّخْمِ، فَقَالَ يَصِفُ وَعْلًا: بِهِ كَانَ طِفْلًا، ثُمَّ أَسْدَس فَاسْتَوَى، ... فأَصبح لِهْماً فِي لُهُوم الْهَبْرَقِيِّ وَقَالَ النَّابِغَةُ يصف ثوراً:

_ (1). قوله [نيفق القميص] هو بالفتح والعامة تكسره، أفاده المؤلف في مادة نفق.

مُوَلِّيَ الرِّيح رَوْقَيْهِ وجبهتَهُ، ... كالهَبْرَقِّي تَنَحَّى يَنْفُخُ الفَحَما يَقُولُ: أَكَبَّ فِي كِناسه يَحْفِرُ أَصل الشَّجَرَةِ كَالصَّائِغِ إِذَا تحَرّف يَنْفُخُ الْفَحْمَ. هبنق: الهُبْنقُ والهُبْنُوق والهَبَيْنَقُ والهَبْنيق: الوَصِيفُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ، ... كلُّ مَلْثُومٍ إِذَا صُبَّ هَمَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ خَمْرًا: يَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكابِ وافَقَهُ ... أَيْدِي الهَبانِيقِ، بالمَثْناةِ مَعْكوم وهَبَنَّقةُ القَيْسيّ: رَجُلٌ كَانَ أَحمق بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو الوَدَعاتِ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ ثَرْوانَ، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: عِشْ بِجَدٍّ، وَلَنْ يَضُرَّكَ نَوْكٌ، ... إِنَّمَا عَيْشُ مَنْ تَرَى بالجُدودِ عِشْ بجَدّ، وكُنْ هَبَنَّقة القَيْسِيَّ ... نَوْكاً، أَو شَيْبَة بْنَ الوَلِيدِ رُبَّ ذِي إرْبةٍ مُقِلٌّ من المال، ... وَذِي عُنْجُهيَّةٍ مَجْدودِ شيْبَ يَا شَيْبَ، يَا سَخِيفَ بني القعْقاعِ ... مَا أَنت بِالْحَلِيمِ الرَّشِيدِ وَقَالَ آخَرُ: عِشْ بجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقةً، يرضَ ... بِكَ الناسُ قاضِياً حَكَما وَرَجُلٌ هَبَنَّق إِذَا وُصِفَ بالنَّوك؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا فارَقَتْهُ تَبْتَغي مَا تُعيشُه، ... كَفَاهَا رَذاياها الرقيعُ الهَبَنَّقُ قِيلَ: أَراد بِالرَّقِيعِ الهبَنّق القُمْرِيّ؛ وَقِيلَ: بَلْ هُوَ الكَرَوان وَهُوَ يُوصَفُ بِالْحُمْقِ لِتَرْكِهِ بَيْضَهُ وَاحْتِضَانِهِ بِيضَ غَيْرِهِ كَمَا قَالَ: إِنِّي وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِينَ، ... وقَدْحِي بكَفَّيَّ زَنْداً شَحاحا كتاركةٍ بَيْضَهَا بالعَراء، ... ومُلْبِسة بَيْضَ أُخرى جَناحا هدق: هَدَقَ الشيءَ فانْهَدَقَ: كسره فانكسر. هدلق: بَعِيرٌ هِدْلِقٌ وهِدْلِيق: وَاسِعُ الأَشداق، وَجَمْعُهُ هَدالق؛ وأَنشد أَعرابي: هَدالِقاً دَلاقِمَ الشدُوقِ والهِدْلِقُ: الْخَطِيبُ. والهَدالِقُ: الطِّوَالُ. اللِّيْثُ: الهِدْلِقُ المُنْخُل. ابْنُ بَرِّيٍّ: الهِدْلِق النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ المِشْفَرِ؛ قَالَ الجُهَني: وقُلُص حَدَوْتُها هَدالق وَقَدْ يَكُونُ مِنْ صِفَةِ المِشْفَر؛ قَالَ عِمَارَةُ: ينفُضْنَ بالمَشافر الهَدالِقِ هرق: الأَزهري: هَراقتِ السَّمَاءُ مَاءَهَا وَهِيَ تُهَرِيقُ وَالْمَاءُ مُهَراق، الْهَاءُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مُتَحَرِّكَةٌ لأَنها لَيْسَتْ بأَصلية إِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ هَمْزَةِ أَراق، قَالَ: وهَرَقْت مِثْلُ أَرَقْتُ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ أَهْرَقْت فَهُوَ خطأٌ فِي الْقِيَاسِ، وَمَثَلُ الْعَرَبِ يُخَاطَبُ بِهِ الْغَضْبَانُ: هَرِّقْ عَلَى جَمْرِكَ «1» أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت، وَمِثْلُ هَرَقْتُ والأَصل أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحْت الدَّابَّةَ وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النَّارَ وأَنَرْتُها، قَالَ: وَأَمَّا لُغَةُ مَنْ قَالَ أَهْرَقْتُ الْمَاءَ فَهِيَ بَعِيدَةٌ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الْهَاءُ مِنْهَا زَائِدَةٌ كَمَا قَالُوا أَنهأْت اللَّحْمَ، والأَصل أَنأْته بِوَزْنِ

_ (1). قوله [هرق على جمرك] أي أصبب ماء على نار غضبك

أَنَعْتهُ. وَيُقَالُ هَرِّقْ عَنَّا مِنْ الظَّهِيرَةِ وأَهْرِئْ عَنَّا بِمَعْنَاهُ، مَنْ قَالَ أَهْرِقْ عَنَّا مِنَ الظَّهِيرَةِ جَعَلَ الْقَافَ مُبْدَلَةً مِنَ الْهَمْزَةِ فِي أَهْرِئْ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ إِنَّمَا هُوَ هَراق يُهَرْيقُ لأَن الأَصل مِنْ أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق، لأَن أَفْعَل يُفْعِلُ كَانَ فِي الأَصل يُأَفْعِلُ فَقَلَبُوا الْهَمْزَةَ الَّتِي فِي يُأَرْيِقُ هَاءً فَقِيلَ يُهَرْيِق، وَلِذَلِكَ تَحَرَّكَتِ الْهَاءُ. الْجَوْهَرِيُّ: هَراق الْمَاءَ يُهَرِيقه، بِفَتْحِ الْهَاءِ، هِراقة أَي صبَّه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها، ابنَ لُؤَيّ، ... حَذَرَ الْمَوْتِ، لَمْ تكُنْ مُهْراقَهْ وأَنشد لأَوس بْنِ حُجْرٍ: نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حَرَامًا نِلْتَهُ، ... فهُرِيق فِي ثوبٍ عَلَيْكَ مُحَبَّر وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: وَمَا هُرِيقَ عَلَى الأَنْصابِ مِنْ جَسَدِ قَالَ: وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً، وَأَصْلُ أَراقَ أَرْيَقَ، وأَصل يُرِيقُ يُرْيِقُ، وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ، وَإِنَّمَا قَالُوا أَنا أُهَرِيقُه وَهُمْ لَا يَقُولُونَ أُأَرِيقُهُ لِاسْتِثْقَالِهِمُ الْهَمْزَتَيْنِ، وَقَدْ زَالَ ذَلِكَ بَعْدَ الإِبدال، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: أَهْرَقَ الْمَاءَ يُهْرِقُه إهْراقاً عَلَى أَفْعَلَ يُفْعِلُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَبدلوا مِنَ الْهَمْزَةِ الْهَاءَ ثُمَّ أُلزمت فَصَارَتْ كَأَنَّهَا مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ، ثُمَّ أُدخلت الأَلف بعدُ عَلَى الْهَاءِ وَتُرِكَتِ الْهَاءُ عِوَضًا مِنْ حَذْفِهِمْ حَرَكَةَ الْعَيْنِ، لأَن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ اللُّغَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي حَكَاهَا عن سيبوبه هِيَ الثَّالِثَةُ الَّتِي يَحْكِيهَا فِيمَا بعدُ إِلَّا أَنه غَلِطَ فِي التَّمْثِيلِ فَقَالَ أَهْرَق يُهْرِق، وَهِيَ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ شَاذَّةٌ نَادِرَةٌ لَيْسَتْ بِوَاحِدَةٍ مِنَ اللُّغَتَيْنِ الْمَشْهُورَتَيْنِ؛ يَقُولُونَ: هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه إهْراقاً، فَيَجْعَلُونَ الْهَاءَ فَاءً وَالرَّاءَ عَيْنًا وَلَا يَجْعَلُونَهُ مُعْتَلًّا، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ فَهِيَ أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً، فَغيَّرها الْجَوْهَرِيُّ وَجَعَلَهَا ثَالِثَةً وَجَعَلَ مَصْدَرَهَا إهْرِياقاً، أَلا تَرَى أَنه حُكِيَ عَنْ سِيبَوَيْهِ فِي اللُّغَةِ الثَّانِيَةِ أَن الْهَاءَ عِوَضٌ مِنْ حَرَكَةِ الْعَيْنِ لأَن الأَصل أَرْيَق؟ فَهَذَا يَدُلُّ أَنه مِنْ أَهْرَاق إهْراقةً بالأَلف، وَكَذَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي اللُّغَةِ الثَّانِيَةِ الصَّحِيحَةِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ أَهْرَاق يُهْرِيق إهْرِياقاً، فَهُوَ مُهْريق، وَالشَّيْءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ، وَهَذَا شَاذٌّ، وَنَظِيرُهُ أَسْطَاع يُسْطيع إسْطِياعاً، بِفَتْحِ الأَلف فِي الْمَاضِي وَضَمِّ الْيَاءِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، لُغَةٌ فِي أَطاع يُطِيع، فَجَعَلُوا السِّينَ عِوَضًا مِنْ ذَهَابِ حَرَكَةِ عَيْنِ الْفِعْلِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ عَنِ الأَخفش فِي بَابِ الْعَيْنِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ حُكْمُ الْهَاءِ عِنْدِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ ذَكَرْنَا أَن هَذِهِ اللُّغَةَ هِيَ الثَّانِيَةُ فِيمَا تَقَدَّمَ إِلَّا أَنه غَيَّرَ مَصْدَرَهَا فَقَالَ إهْرِياقاً، وَصَوَابُهُ إِهْراقةً، لأَن الأَصل أَراقَ يُرِيقُ إِراقةً، ثُمَّ زِيدَتْ فيه الهاء فصارت إِهْرَاقةً، وتاءُ التأْنيث عِوَضٌ مِنَ الْعَيْنِ الْمَحْذُوفَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً، وأسْطاع يُسْطيع إسْطاعةً، قَالَ: وأَما الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ أَن مَصْدَرَ أَهْراقَ وأَسْطَاع إهْرياقاً وإسطِياعاً فَغَلِطَ مِنْهُ، لأَنه غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَالْقِيَاسُ إهْراقةً وإسْطَاعةً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَإِنَّمَا غلَّطه فِي إسْطِيَاع أَنه أَتى بِهِ عَلَى وَزْنِ الاسْتِطاعِ مَصْدَرِ اسْتَطاع، قَالَ: وَهَذَا سَهْوٌ مِنْهُ لأَن أَسْطاع هَمْزَتُهُ قَطْعٌ، والاسْتِطاع والاسْطِيَاع هَمْزَتُهُمَا وَصْلٌ، وَقَوْلُهُ: والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ، غَيْرُ صَحِيحٍ لأَن مَفْعُولَ أَهْرَاق مُهْراق لَا غَيْرَ؛ قَالَ: وأَما مُهَراق، بِالْفَتْحِ، فَمَفْعُولُ هَرَاق وَقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدُهُ؛ وَشَاهِدُ المُهْراق مَا أُنشد

فِي بَابِ الْهِجَاءِ مِنَ الْحَمَاسَةِ لعُمارة بْنِ عَقِيلٍ: دعَتْهُ، وَفِي أَثوابِهِ مِنْ دِمَائِهَا ... خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غَيْرِ ذَاهِبِ وَقَالَ جَرِيرٌ العِجْلي، وَيُرْوَى للأَخطل وَهِيَ فِي شِعْرِهِ: إِذَا مَا قُلْتُ: قَدْ صالَحْتُ قَوْمِي، ... أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعيدُ ومُهْراقُ الدماءِ بوارِدَاتٍ، ... تَبِيدُ المُخْزِياتُ وَلَا تَبِيدُ قَالَ: وَالْفَاعِلُ مِنْ أَهْراقَ مُهْرِيقٌ؛ وَشَاهِدُهُ قَوْلُ كثيِّر: فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ ... لضَاحِي سَرَابٍ، بالمَلا يَتَرَقْرَقُ وَقَالَ العُدَيْلُ بْنُ الفَرْخ: فكنْت كمُهْرِيقِ الَّذِي فِي سِقائِهِ ... لِرَقْرَاقِ آلٍ، فَوْقَ رابيةٍ جَلْدِ وَقَالَ آخَرُ: فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ ... فِي جَوِّ هاجِرَةٍ، لِلَمْعِ سَرابِ وَشَاهِدُ الإِهْرَاقةِ فِي الْمَصْدَرِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: فَلَمَّا دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَتَتْ ... لأَعْزِلَةٍ عَنْهَا، وَفِي النَّفْسِ أَن أُثْني قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ، قَالَ أَراق أَصله أَرْوَقَ بِالْوَاوِ لأَنه يُقَالُ رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ، وأَراقهُ غَيْرُهُ إِذَا صَبَّه، قَالَ: وَحَكَى الْكِسَائِيُّ رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَصل أَرَاقَ مِنَ الْيَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُهْرِيقَ دَمُهُ ؛ وَتَقْدِيرُ يُهَرِيقُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، يُهَفْعِلُ، وَتَقْدِيرُ مُهَرَاق، بِالتَّحْرِيكِ، مُهَفْعَل؛ وَأَمَّا تَقْدِيرُ يُهْرِيق، بِالتَّسْكِينِ، فَلَا يُمْكِنُ النُّطْقُ بِهِ لأَن الْهَاءَ وَالْفَاءَ سَاكِنَانِ، وَكَذَلِكَ تَقْدِيرُ مُهْرَاق، وَحَكَى بَعْضُهُمْ مَطَرٌ مُهْرَوْرِقٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَن امرأَة كَانَتْ تُهَراقُ الدمَ ؛ هَكَذَا جاءَ عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، وَالدَّمُ مَنْصُوبٌ أَيْ تُهَرَاقُ هِيَ الدمَ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَإِنْ كَانَ مَعْرِفَةً، وَلَهُ نَظَائِرُ، أَوْ يَكُونُ قَدْ أُجري تُهَراقُ مَجْرَى نُفِسَت المرأَةُ غُلَامًا، ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً، وَيَجُوزُ رَفْعُ الدَّمِ عَلَى تَقْدِيرِ تُهَرَاقُ دِمَاؤُهَا، وَتَكُونُ الأَلف وَاللَّامُ بَدَلًا مِنَ الإِضافة كَقَوْلِهِ تعالى: أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ؛ أَيْ عُقْدَةُ نكاحِهِ أَوْ نِكَاحِهَا، وَالْهَاءُ فِي هَرَاقَ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ أَرَاقَ الْمَاءَ يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه، بِفَتْحِ الْهَاءِ، هَراقةً. وَيُقَالُ فِيهِ: أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فَيَجْمَعُ بَيْنَ الْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: اهْرَوْرَقَ الدمعُ وَالْمَطَرُ جَرَيا، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ هَرَاق لأَن هَاءَ هَرَاق مُبْدَلَةٌ وَالْكَلِمَةَ مُعْتَلَّةٌ، وَأَمَا اهْرَوْرَقَ فَإِنَّهُ وَإِنْ لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ إلَّا مَزيداً مُتَوَهَّمٌ مِنْ أَصْلِ ثُلَاثِيٍّ صَحِيحٍ لَا زِيَادَةَ فِيهِ، وَلَا يَكُونُ مِنْ لَفْظِ أَهْرَاقَ لأَن هَاءَ أَهْرَاقَ زَائِدَةٌ عِوَضٌ مِنْ حَرَكَةِ الْعَيْنِ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ فِي أَسْطَاعَ. وَيَوْمُ التهَارُقِ: يَوْمُ المَهْرَجان، وَقَدْ تَهَارقُوا فِيهِ أَيْ أَهْرَقَ الْمَاءَ بعضُهم عَلَى بعضٍ، يَعْنِي بالمَهْرَجانِ الَّذِي نُسَمِّيهِ نَحْنُ النَّوْرُوز. والمُهْرُقَانُ: الْبَحْرُ لأَنه يُهَرِيق ماءَه عَلَى السَّاحِلِ إلَّا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ ذَلِكَ اللَّفْظِ؛ أَبو عَمْرٍو: هُوَ اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ الْبَحْرُ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالرَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تَمَشَّى بِهِ نَفْرُ الظِّباءِ كأَنَّها ... جَنَى مُهْرُقانٍ، فاضَ بِاللَّيْلِ سَاحِلهْ

ومُهْرُقان: مُعَرَّبٌ أَصله مَا هِي رُويانْ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مُهْرُقان مُفْعُلان مِنْ هَرَقْت لأَن الْبَحْرَ ماؤُه يَفِيضُ عَلَى السَّاحِلِ إِذَا مَدَّ، فَإِذَا جَزَرَ بَقِيَ الوَدَع. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْبَحْرِ المُهْرَقان والدَّأْماءُ، خَفِيفٌ؛ وَقِيلَ المُهْرُقان سَاحِلُ الْبَحْرِ حَيْثُ فَاضَ فِيهِ الماءُ ثُمَّ نَضَب عنه فبقي الوَدَع، وأَورد بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ وَقَالَ: وجَناهُ مَا يَبْقَى مِنَ الوَدَعِ. والمُهْرَقُ: الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ يُكْتَبُ فِيهَا، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ المَهارق؛ قَالَ حَسَّانُ: كَمْ للمَنازل مِنْ شَهْرٍ وأَحوالِ، ... لِآلِ أَسْماءَ، مِثْل المُهْرَقِ البالِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: كَمَا تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ الْبَالِي قَالَ: وَقَالَ الْحَرْثُ بْنُ حلِّزة: آيَاتُهَا كَمَهارِقِ الحَبَشِ والمَهارق فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: بيَعْمَلة بَيْنَ الدُّجَى والمَهَارِق الفَلَواتُ، وَقِيلَ الطُّرُقُ، وَقِيلَ: المُهْرَق ثَوْبُ حَرِيرٍ أَبيض يُسْقَى الصمغَ ويُصْقَلُ ثُمَّ يُكْتُبُ فِيهِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ مُهر كَرْد، وَقِيلَ: مَهْره لأَن الخَرَزة الَّتِي يُصقل بِهَا يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ كَذَلِكَ. والمُهْرَقُ: الصَّحْرَاءُ الْمَلْسَاءُ. والمَهارق: الصَّحاري، وَاحِدُهَا مُهْرَق، وَهُوَ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا قِيلَ لِلصَّحْرَاءِ مُهْرق تَشْبِيهًا بِالصَّحِيفَةِ؛ قَالَ الأَعشى: رَبّي كَرِيمٌ لَا يكدِّرُ نِعْمَةً، ... فَإِذَا تُنُوشِد فِي المَهارِق أَنْشَدا أَرَادَ بالمَهارق الصَّحَائِفَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَلَدٌ مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهُ مُهْرَقاً؛ قَالَ: وخَرْق مَهَارِق ذِي لُهْلُهٍ، ... أجَدَّ الأُوَامَ بِهِ مَظْمَؤُه قَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنَّمَا أَراد مِثْلَ المَهارق، وأَجَدَّ: جَدَّد، واللُّهْلُه: الِاتِّسَاعُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَأَمَّا مَا رَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ مِنْ قَوْلِهِمْ هَرِقْتُ حَتَّى نِصْفِ اللَّيْلِ فَإِنَّمَا هُوَ أَرِقْتُ، فأَبدل الْهَاءَ مِنَ الْهَمْزَةِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هَرِيقُوا عَنْكُمْ أوَّل اللَّيْلِ وفَحْمَةَ اللَّيْلِ أَيِ انْزِلُوا، وَهِيَ سَاعَةٌ يَشُقُّ فِيهَا السَّيْرُ عَلَى الدَّوَابِّ حَتَّى يَمْضِيَ ذَلِكَ الْوَقْتُ، وَهُمَا بَيْنَ العشاءَين. هزق: هَزِقَ فِي الضَّحِكِ هَزَقاً وأَهْزَق فُلَانٌ فِي الضَّحِكِ وزَهْزَقَ وأَنْزَقَ وكَرْكَرَ: أَكْثَرَ مِنْهُ. وَرَجُلٌ هَزِقَ ومِهْزاق: ضَحّاك خَفِيفٌ غَيْرُ رَزِين. وامرأَة هَزقة بيِّنة الهَزَقِ ومِهْزاق: ضحَّاكة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: حُرَّة طَفْلَة الأَنامِلِ كالدُّمْيةِ ... لَا عَابس، وَلَا مِهْزاق وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ: رَجُلٌ مِهْزاق طَيّاش. والهَزَقُ: النَّشَاطُ، وَقَدْ هَزِقَ يَهْزَق هَزَقاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وشَجَّ ظَهْرَ الأَرضِ رقَّاص الهَزَقْ وَحِمَارٌ هَزِق ومِهْزَاق: كَثِيرُ الاسْتِنَان. والهَزَق: النَّزَقُ وَالْخِفَّةُ. والهَزَق: شِدَّةُ صَوْتِ الرَّعْدِ؛ قَالَ كثيِّر يَصِفُ سَحَابًا: إِذَا حَرَّكَتْهُ الريحُ أَرْزَمَ جانبُ ... بِلَا هَزَقٍ مِنْهُ، وأَوْمَضَ جانبُ هزرق: الهَزْرَقة: مِنْ أَسْوإِ الضَّحِكِ؛ قَالَ: ظَلَلْنَ فِي هَزْرقَةٍ وقَهِّ، ... يَهْزَأْنَ مِنْ كُلِّ عَيَام فَهِ

قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الهَزْرَقة بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ المؤَرّج أَنَّهُ قَالَ: النَّبَط تُسَمِّي الْمَحْبُوسَ المُهَزْرَقَ، الزَّايُ قَبْلَ الرَّاءِ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي نَعْرِفُهُ فِي بَابِ الضَّحِكَ زَهْزَقَ ودَهْدَق زَهْزَقةً ودَهْدَقةً، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبُو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ. وَظَلِيمٌ هُزْرُوق وهِزْراق وهُزارِق: سَرِيعٌ. وَهَزْرَقَ الرجلُ والظَّليمُ: أَسْرَعَ، وَهُوَ ظَلِيمٌ هُزْروق وهُزَارِق. هزلق: الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي القِرَاطُ السِّراجُ، وَهُوَ الهِزْلِقُ، الْهَاءُ قَبْلَ الزَّايِ. غَيْرُهُ: هُوَ الزِّهْلِق، قَالَ: وأَما الهِزْلق فهي النار. هشنق: الهَشْنَقُ: مَا يُسَدّي عَلَيْهِ الْحَائِكُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَرْمُلُ قُطْناً أَوْ يُسَدّي هَشْنَقا هغق: الهَيْغَقُ: النَّبَاتُ الغَضّ التارّ. هفتق: أَقَامُوا هَفْتَقاً أَيْ أُسبوعاً، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ هَفْتَهْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَن لَعّابِينَ زَارُوا هَفْتَقَا هقق: هَقَّ الرجلُ: هَرَبَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ فَاسْتَعَارَهُ لِلْكِلَابِ: وَقَدْ هَقَّتْ كِلابُ الحَيِّ مِنَّا، ... وشَذَّبْنا قَتادةَ مَنْ يَلِينَا «2» . والهَقْهَقة: كالحَقْحَقة، وَهِيَ شِدَّةُ السَّيْرِ وإتْعاب الدَّابَّةِ. وَقَدْ هَقْهَقَ الرَّجُلُ: مِثْلُ حَقْحَقَ، وقَرَبٌ مُهَقْهَق مِنْهُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا يُرَادُ بِهِ مُحَقْحَق؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: جَدَّ وَلَا يَحْمَدْنَهُ أَنْ يُلْحَقَا، ... أَقَبُّ قَهْقاهٌ، إِذَا مَا هَقْهَقَا وَيُرْوَى: هَقْهاق وقَهْقاه. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهُقُق الْكَثِيرُو الْجِمَاعِ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ هَكَّ جَارِيَتَهُ وهَقَّها إِذَا جهدها بكثرة الجماع. هلق: الهَلْقُ: السُّرْعَةُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. همق: كلأٌ هَمِقٌ: هَشٌّ لَيِّنٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَأَنْشَدَ: باتَتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ، ... لُبايَةً مِنْ هَمِقٍ عَيْشومِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهَمِقُ مِنَ الحَمض، والهَمِق: نَبْتٌ، والعَيْشوم الْيَابِسُ. ابْنُ الأَعرابي: الهَمْقى نَبْتٌ؛ وَفِي كِتَابِ أَبِي عَمْرٍو: لُبَايَةٌ مِنْ هَمِقٍ هَيشوم وَقَالَ: الهَمِقُ الْكَثِيرُ، والقَصِيم مَنَابِتُ الْغَضَا جَمْعُ قَصِيمةٍ، بِصَادٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. والهِمَقَّى والهِمِقَّى: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ سَيْرٌ سَرِيعٌ. والهَمْقاق والهُمقاق: حَبٌّ يُشْبِهُ حَبَّ الْقُطْنِ فِي جُمَّاحة مِثْلِ الخَشْخاش؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ مِثْلُ الخَشْخاش إِلَّا أَنَّهَا صُلْبَةٌ ذَاتُ شُعَبٍ يُقْلَى حَبُّه، وَأَكْلُهُ يُزِيدُ فِي الْجِمَاعِ، يَكُونُ فِي بِلَادِ بَلْعَمِّ، وَاحِدَتُهُ هَمْقاقة، وهُمْقاقة بِوَزْنِ فُعْلانة مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ أَوْ كَلَامِ بَلْعَمِّ خَاصَّةً لأَنه يَكُونُ بِجِبَالِ بَلْعَمِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَحسبها دَخِيلَةً. قَالَ: والهَمَقِيقٌ نَبْتٌ، زَعَمُوا. الْجَوْهَرِيُّ: وَمَشَى الهِمَقَّى إِذَا مَشَى عَلَى جَانِبٍ مَرَّةً وَعَلَى جَانِبٍ مَرَّةً. أَبُو الْعَبَّاسِ: الهِمَقَّى مِشْيَةٌ فِيهَا تَمَايُلٌ؛ وأَنشد: فأَصْبَحْنَ يَمْشِينَ الهِمَقَّى، كَأَنَّمَا ... يدافِعْنَ بالأَفْخاذِ نَهْداً مؤَرَّبا الأَزهري: المُهَمَّق مِنَ السَّويق المُدَقَّق.

_ (2). رواية المعلقة: هرْت بدل هقَّت

فصل الواو

هنق: الهَنَقُ: شَبِيهٌ بالضَّجَر، وقد أَهْنَقه. هنبق: الهُنْبوقة: المِزْمار، وَهُوَ أَيْضًا مَجْرَى الوَدَج. الأَزهري: أَبو مَالِكٍ الهُنْبُوق المِزْمار، وَجَمْعُهُ هَنابيق؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: يُرَجِّع فِي حَيْزُومه، غَيْرُ باغمٍ، ... يَراعاً مِنَ الأَحْشاء جُوفاً هَنابِقُهْ أَراد هَنابِيقه، فَحَذَفَ الْيَاءَ. الأَزهري: والزَّنبَقُ المزمار. هوق: الهَوْقَةُ: كالأَوْقةِ وَهِيَ حُفْرَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ وَيَكْثُرُ فِيهِ الطِّينُ وتأْلفها الطَّيْرُ، وَالْجَمْعُ هُوق، وَاللَّهُ أعلم. هيق: الهَيْق مِنَ الرِّجَالِ: الْمُفْرِطُ الطُّولِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الدَّقيقُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الظَّلِيم هَيْقاً، والأُنثى هَيْقة؛ قَالَ: وَمَا لَيْلى مِنَ الهَيْقاتِ طُولًا، ... وَلَا لَيْلى مِنَ الحُذَفِ القِصارِ والهَيْق: الظَّلِيمُ لِطُولِهِ كالهَيْقل؛ الْيَاءُ فِي هَيْقٍ أَصْلٌ وَفِي هَيْقَل زَائِدَةٌ، وَالْجَمْعُ أَهْياق وهُيُوق، والأُنثى هَيْقة. والهَيْقة: الطَّوِيلَةُ مِنَ النِّسَاءِ والإِبل. وأَهْيَقَ الظَّلِيمُ: صَارَ هَيْقاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَزَلّ أَوْ هَيْق نَعامٍ أَهْيَقَا وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: انْخَزل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي كَتيبةٍ كَأَنَّهُ هَيْق يقدمُهم ؛ الهَيْق: ذَكَرُ النَّعَامِ، يُرِيدُ سُرْعَةَ ذَهَابِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَيْق الظَّلِيم، وَكَذَلِكَ الهَيْقَمُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَرَجُلٌ هَيْق: يشبَّه بالظَّلِيم لِنفاره وجُبْنه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: هَدَجان الرَّالِ خلف الهَيْقة فصل الواو وَأَقَ: الوَأْقة: مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، وَحَكَاهُ بَعْضُهُمْ فِي التَّخْفِيفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهو تَخْفِيفٌ قِيَاسِيٌّ أَو بَدَلِيٌّ أَوْ لُغَةٌ، فَإِنْ كَانَ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا أَوْ بَدَلِيًّا فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَإِنْ كَانَ لُغَةً فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَبَقَ: وَبَق الرجلُ يَبِقُ وَبْقاً ووبُوقاً ووَبِقَ وَبْقاً واسْتَوْبَق: هَلَكَ، وأَوبَقَهُ هُوَ؛ وأَوْبَقه أَيضاً: ذَلَّله. والمَوْبِقُ مَفْعِل مِنْهُ، كالمَوْعِد مَفْعِل مِنْ وَعَدَ يَعِدُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً ؛ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: وَبِقَ يَوْبَقُ وَبَقاً: وأَوْبَقه: أَهلكه. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً ؛ يَقُولُ جَعَلْنَا تَوَاصُلَهُمْ فِي الدُّنْيَا مَوْبِقاً أَيْ مَهْلِكاً لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَوْبِقاً أَيْ حَاجِزًا؛ وَكُلُّ حَاجِزٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ فَهُوَ مَوْبِق؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المَوْبِق الْمَوْعِدُ فِي قَوْلِهِ وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً ؛ واحتج بقوله: وحادَ شَرَوْرَى والسِّتَارَ، فَلَمْ يَدَعْ ... تِعاراً لَهُ والوادِيَيْنِ بِمَوْبِقِ مَعْنَاهُ بمَوْعد. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ السِّيرَافِيِّ قَالَ: أَيْ جَعَلْنَا تَواصُلَهم فِي الدُّنْيَا مَهْلِكاً لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، فَبَيْنَهُمْ عَلَى هَذَا مَفْعُولٌ أَول لِجَعَلْنَا لَا ظَرْفٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَوْبِقاً مَوْعِداً، فَبَيْنَهُمْ عَلَى هَذَا ظَرْفٌ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَوْبَقَتْ فُلَانًا ذنوبُه أَيْ أَهْلَكَتْهُ فوَبِق يَوْبَقُ وبَقاً ومَوْبِقاً إِذَا هَلَكَ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: وبِقَتِ الإِبلُ فِي الطِّينِ إِذَا وَحَلَتْ فنشِبَتْ فِيهِ. ووَبِقَ فِي دَينه إِذَا نَشِبَ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الصِّرَاطِ: وَمِنْهُمْ المُوبَقُ بِذُنُوبِهِ أَيِ المُهْلَك. يُقَالُ: أَوْبَقَهُ غَيْرُهُ، فَهُوَ مُوبَق. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَوْ فَعَل المُوبِقات أَيِ الذُّنُوبَ الْمُهْلِكَاتِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَمِنْهُمُ الغرِقُ الوَبِق. والمَوْبِقُ: المَحْبِسُ. وَقَدْ أَوْبَقه أَيْ حَبَسَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا ، أَيْ يَحْبسهن، يَعْنِي الفُلْك وَرُكْبَانَهَا، فيَهْلِكوا فرقاً.

وثق: الثِّقَةُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ وَثِقَ بِهِ يَثِقُ، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وِثَاقَةً وثِقَةً ائْتَمَنَهُ، وَأَنَا واثِقٌ بِهِ وَهُوَ مَوْثُوقٌ بِهِ، وَهِيَ مَوثوقٌ بِهَا وَهُمْ مَوْثُوقٌ بِهِمْ؛ فأَما قَوْلُهُ: إِلَى غَيْرِ مَوْثوقٍ مِنَ الأَرض تَذْهَب فَإِنَّهُ أَراد إِلَى غَيْرِ مَوثوقٍ بِهِ، فَحُذِفَ حَرْفَ الْجَرِّ فَارْتَفَعَ الضَّمِيرُ فَاسْتَتَرَ فِي اسْمِ الْمَفْعُولِ. وَرَجُلٌ ثِقةٌ وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ، وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى ثِقاتٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ثِقةٌ وَهِيَ ثِقةٌ وَهُمْ ثِقةٌ، وَيُجْمَعُ عَلَى ثِقاتٍ فِي جَمَاعَةِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. ووَثَّقْت فُلَانًا إِذَا قُلْتُ إِنَّهُ ثِقةٌ. وأَرض وثِيقةٌ: كَثِيرَةُ العُشْب مَوْثوق بِهَا، وَهِيَ مِثْلُ الوَثِيجة وَهِيَ دُوَيْنها، وكلأَ موثِق: كَثِيرٌ مَوثوق بِهِ أَنْ يَكْفِيَ أَهله عَامَهُمْ، وَمَاءٌ مُوثِق كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَخطل: أَوْ قارِبٌ بالعَرا هاجَتْ مراتِعُه، ... وَخَانَهُ مُوثِقُ الغُدْرانِ والثَّمَرُ والوَثاقة: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الوَثِيق المُحْكَم، وَالْفِعْلُ اللَّازِمُ يَوْثُقُ وَثاقةً، والوَثاق اسْمُ الإِيثاق؛ تَقُولُ: أوثَقْتُه إِيثَاقًا ووَثاقاً، وَالْحَبْلَ أَوِ الشَّيْءَ الَّذِي يُوثَق بِهِ وِثاقٌ، وَالْجَمْعُ الوُثُقُ بِمَنْزِلَةِ الرِّباطِ والرُّبُطِ. وأَوْثَقهُ فِي الوَثاقِ أَيْ شَدَّهُ. وَقَالَ تَعَالَى: فَشُدُّوا الْوَثاقَ ، والوِثاق، بِكَسْرِ الْوَاوِ، لُغَةٌ فِيهِ. ووَثُقَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، وَثاقةً فَهُوَ وَثِيقٌ أَيْ صَارَ وَثِيقاً والأُنثى وَثِيقة. التَّهْذِيبُ: والوَثِيقةُ فِي الأَمر إحْكامه والأَخذ بالثِّقَةِ، وَالْجَمْعُ الوَثائقُ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وَاخْلَعْ وَثائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ ؛ جَمْعُ وَثاقٍ أَوْ وَثِيقةٍ. والوَثِيقُ: الشَّيْءُ المُحْكم، وَالْجَمْعُ وِثاقٌ. وَيُقَالُ: أَخذ بالوَثِيقة فِي أَمْرِهِ أَيْ بالثِّقَة، وتوَثَّق فِي أَمره: مِثْلَهُ. ووَثَّقْتُ الشَّيْءَ تَوْثِيقاً، فَهُوَ مُوَثَّق. والوَثِيقة: الإِحكام فِي الأَمر، وَالْجَمْعُ وَثِيق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: عَطاءً وصَفْقاً لَا يُغِبّ، كَأَنَّمَا ... عَلَيْكَ بإتْلافِ التِّلادِ وَثِيقُ وَعِنْدِي أَن الوَثِيقَ هَاهُنَا إِنَّمَا هُوَ العَهْد الوَثِيقُ، وَقَدْ أَوْثَقَه ووَثَّقَه وَإِنَّهُ لمُوَثَّقُ الْخَلْقِ. والمَوْثِقُ والمِيثاقُ: الْعَهْدُ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَالْجَمْعُ المَواثِيقُ عَلَى الأَصل، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَالْجَمْعُ المَواثِقُ، وميَاثِق مُعَاقَبَةً، وَأَمَّا ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ: لَزِمَ الْبَدَلُ فِي ميَاثق كَمَا لَزِمَ فِي عيدٍ وأَعْيادٍ؛ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ لِعِيَاضِ بْنِ دُرَّة الطَّائِيِّ: حِمًى لَا يحُل الدَّهْرُ إِلَّا بإذْنِنا، ... وَلَا نَسَلِ الأَقْوامَ عَقْدَ المَياثِقِ والمَوْثِقُ: الميثاقُ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الْمِشْعَارِ: لَنَا مِنْ ذَلِكَ مَا سَلَّموا بالمِيثاقِ والأَمانة أَيْ أَنَّهُمْ مأْمونون عَلَى صَدَقَاتِ أَموالهم بِمَا أُخذ عَلَيْهِمْ مِنَ المِيثاق فَلَا يُبْعث عَلَيْهِمْ مُصَدِّق وَلَا عَاشِرٌ. والمُواثقة: الْمُعَاهَدَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَواثَقْنا عَلَى الإِسلام أَيْ تَحَالَفْنَا وَتَعَاهَدْنَا. والتَّواثُق، تفاعُل مِنْهُ. والمِيثاقُ: الْعَهْدُ، مِفْعال مِنَ الوَثاقِ، وَهُوَ فِي الأَصل حَبْلٌ أَوْ قَيْد يُشدّ بِهِ الأَسير وَالدَّابَّةُ. وَفِي حَدِيثِ مُعاذٍ وَأَبِي مُوسَى: فرأَى رجلَا مُوثَقاً أَيْ مأْسوراً مَشْدُودًا فِي الوَثاق. التَّهْذِيبُ: المِيثاقُ مِنَ المُواثَقةِ وَالْمُعَاهَدَةِ؛ وَمِنْهُ المَوْثِقُ. تَقُولُ: واثَقْتُه بِاللَّهِ لأَفْعلنَّ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: اسْتَوْثَقْت مِنْ فُلَانٍ وتَوَثَّقْتُ مِنَ الأَمر إِذَا أَخذت فِيهِ بالوَثاقةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: واسْتَوْثَقْت

مِنْهُ أَيْ أَخذت مِنْهُ الوَثِيقةَ. وأَخذ الأَمر بالأَوْثَقِ أَيِ الأَشد الأَحكم. والمُوثِقُ مِنَ الشَّجَرِ: الَّذِي يُعَوّل النَّاسُ عَلَيْهِ إِذَا انْقَطَعَ الكلأَ وَالشَّجَرُ. وَنَاقَةٌ وثِيقةٌ وَجَمَلٌ وَثيقٌ وَنَاقَةٌ مُوَثَّقة الخلق: مُحْكمة. وَدَقَّ: ودَقَ إِلَى الشَّيْءِ وَدْقاً ووُدُوقاً: دَنَا. ووَدَق الصيدُ يَدِقُ وَدْقاً إِذَا دَنَا مِنْكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كانَتْ إِذَا وَدَقَتْ أَمثالُهُنَّ لَهُ، ... فبَعْضُهُنَّ عَنِ الْآلَافِ مُشْتَعِبُ وَيُقَالُ: مارَسْنا بَنِي فُلَانٍ فَمَا وَدَقُوا لَنَا بِشَيْءٍ أَيْ مَا بَذَلُوا، وَمَعْنَاهُ مَا قَرَّبوا لَنَا شَيْئًا مِنْ مأْكول أَوْ مَشْرُوبٍ، يَدِقُون وَدْقاً. ووَدَقْتُ إِلَيْهِ: دَنَوْتُ مِنْهُ. وَفِي الْمَثَلِ: وَدَق العَيْرُ إِلَى الْمَاءِ أَيْ دَنَا مِنْهُ؛ يُضْرَبُ لِمَنْ خَضَعَ لِلشَّيْءِ بحِرْصه عَلَيْهِ. والوَدِيقةُ: حَرُّ نِصْفِ النَّهَارِ، وَقِيلَ: شِدَّةُ الْحَرِّ ودُنُوّ حَمْيِ الشَّمْسِ؛ قَالَ شَمِرٌ: سُمِّيَتْ وَدِيقة لأَنها وَدَقَتْ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ أَيْ وَصَلَتْ إِلَيْهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ أَبُو الْمُثَلَّمِ يَرْثي صَخْراً: حَامِي الحَقِيقةِ نَسَّال الوَدِيقة، مِعْتاق ... الوَسِيقة، لَا نِكْس وَلَا وَكِل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ: لَا نِكْس وَلَا وَانِي؛ وَقَبْلَهُ: آبِي الهَضِيمة، نابٍ بالعَظِيمة، مِتْلاف ... الكَرِيمة، جَلْد غَيْرُ ثُنْيانِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَأَمَّا بَيْتُهُ الَّذِي رَوِيُّه لَامٌ فَهُوَ قَوْلُهُ: بمَنْسِرٍ مَصِعٍ يَهْدي أَوائِلَه ... حامِي الحَقيقةِ، لا وانٍ ولا وَكِل وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: فِي يومٍ ذِي وَدِيقةٍ أَيْ حَرٍّ شَدِيدٍ أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ بِالظَّهَائِرِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ يَحْمي الْحَقِيقَةَ ويَنْسُل الوَدِيقةَ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ المُشَمِّر الْقَوِيِّ، أَيْ يَنْسُل نَسَلاناً فِي وَقْتِ الْحَرِّ نِصْفَ النَّهَارِ، وَقِيلَ: هُوَ الحَرُّ مَا كَانَ، والأَول أَعْرَفُ، وَقِيلَ: هُوَ دَوَمان الشَّمْسِ فِي السَّمَاءِ أَي دَورَانها وَدُنُوُّهَا. وودَقَ البطنُ: اتَّسَعَ وَدَنَا مِنَ السِّمَنِ. وَإِبِلٌ وادِقةُ البُطون والسُّرَر: انْدَلَقَتْ لِكَثْرَةِ شَحْمِهَا وَدَنَتْ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: كُوم الذُّرَى وَادِقة سُرَّاتُها والمَوْدِقُ: المَأْتَى لِلْمَكَانِ وَغَيْرِهِ، وَالْمَوْضِعُ مَوْدِقٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: دَخَلْتُ عَلَى بَيْضاءَ جَمٍّ عِظامُها، ... تُعَفِّي بذَيْلِ المِرْطِ، إِذْ جِئْتُ مَوْدقي والمَوْدِقُ: مُعْتَرَكُ الشَّرِّ. والمَوْدِق: الْحَائِلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. ووَدَقْت بِهِ وَدْقاً: استأْنست بِهِ. والوِداقُ فِي كُلِّ ذَاتِ حَافِرٍ: إِرَادَةُ الْفَحْلِ، وَقَدْ وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً وودَاقاً ووُدُوقاً وأَوْدَقَتْ، وَهِيَ مُودِق، واسْتَوْدَقت وَهِيَ وَدِيق ووَدُوق. يُقَالُ: أَتَانٌ وَدِيقٌ وَبَغْلَةٌ ودِيقٌ، وَقَدْ وَدَقَتْ تَدِقُ إِذَا حَرَصت عَلَى الْفَحْلِ، وَبِهَا وِداقٌ، وَفَرَسٌ وَدُوق. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَتَمَثَّلَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَى فَرَسٍ وَدِيقٍ ؛ هِيَ الَّتِي تَشْتَهِي الْفَحْلَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أوْدَقَتْ فَهِيَ وادِقٌ، وَلَا يُقَالُ مُودِق وَلَا مُسْتَوْدِق؛ وَشَاهِدُ الوِداقِ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: كأَن رَبيعاً، مِنْ حِماية مِنْقَرٍ، ... أَتانٌ دَعَاهَا للوِداقِ حِمارُها ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الوِداقُ فِي الظِّباء مِثْلَهُ فِي الأَتان؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ فِي عِبَارَةٍ، قَالَ: فَلَا أَدري

أَهو أَصل أَمِ اسْتَعْمَلَهُ. ووَدَقَ بِهِ: أَنِسَ. والوَدْقُ: الْمَطَرُ كُلُّهُ شديدُه وهيّنُه، وَقَدْ وَدَقَ يَدِقُ وَدْقاً أَيْ قَطَر؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ جُوَيْن الطَّائِيُّ: فَلَا مُزْنة ودَقَتْ وَدْقَها، ... وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقالها وَمِثْلُهُ لِزَيْدِ الْخَيْلِ: ضَرَبْنَ بِغَمْرةٍ فخَرجْنَ مِنْهَا، ... خُروجَ الوَدْقِ مِنْ خَلَلِ السَّحاب ووَدَقَت السَّمَاءُ وأَوْدَقَت. وَيُقَالُ للحَرْب الشَّدِيدَةِ: ذاتُ وَدْقَيْنِ، تُشَبَّهُ بِسَحَابَةٍ ذَاتِ مَطَرَتَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ. وَيَقُولُونَ: سَحَابَةٌ وادِقةٌ، وَقَلَّمَا يَقُولُونَ ودَقَتْ تَدِقُ. وَيُقَالُ: سَحَابَةٌ ذَاتُ وَدْقَيْن أَيْ مَطَرَتَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ، وَشُبِّهَ بِهَا الْحَرْبُ فَقِيلَ: حَرْب ذَاتُ وَدْقَيْنِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: فإنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتي لَهُمُ، ... بذاتِ وَدْقَيْنِ، لَا يَعْفُو لَهَا أَثَرُ أَيْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ مِنَ الوَدْق والوِداقِ الحِرْصِ عَلَى طَلَبِ الْفَحْلِ لأَن الْحَرْبَ تُوصَفُ بِاللِّقَاحِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الوَدْقِ الْمَطَرِ. يُقَالُ لِلْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ ذاتُ وَدْقَيْنِ، تَشْبِيهًا بِسَحَابٍ ذَاتِ مَطَرَتَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ: لَمْ يَصِحَّ عِنْدَنَا أَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ غَيْرَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: تِلْكُمْ قُرَيْشٌ تَمنَّاني لتَقْتُلَني، ... فَلَا وَرَبِّك مَا بَرُّوا وَمَا ظَفِرُوا فَإِنْ هلكتُ فرهنٌ ذِمَّتي لهُمُ، ... بِذَاتِ رَوْقَيْنِ، لَا يَعْفُو لَهَا أَثَرُ قَالَ: وَيُقَالُ دَاهِيَةٌ ذَاتُ رَوْقَيْنِ وَذَاتُ وَدْقين، إِذَا كَانَتْ عَظِيمَةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذَا ذات وَدْقَيْنِ هابَ الرُّقاةُ ... أَن يَمْسَحوها، وأَن يَتْفُلوا وَقِيلَ: ذَاتُ وَدْقَيْنِ مِنْ صِفَاتِ الحيَّات، وَلِهَذَا قِيلَ دَاهِيَةٌ ذَاتُ وَدْقَيْن، وَقِيلَ لِلدَّاهِيَةِ ذَاتُ وَدْقَيْنِ أَي ذَاتُ وجْهين كأَنها جَاءَتْ مِنْ وَجْهَيْنِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وكائِنْ وكَمْ مِنْ ذاتِ وَدْقَيْنِ ضِئْبِلٍ ... نآدٍ، كَفَيْت الْمُسْلِمِينَ عُضالَها وَيُقَالُ: ذَاتُ وَدْقَيْنِ مِنْ صِفَةِ الطَّعْنَةِ. والوَدْقة والوَدَقةُ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ «3» نُقْطَةٌ فِي الْعَيْنِ مِنْ دَمٍ تَبْقَى فِيهَا شَرقة، وَقِيلَ: هِيَ لُحْمَةٌ تعظُم فِيهَا، وَقِيلَ: هُوَ مَرَضٌ لَيْسَ بالرَّمَد تَرِمُ مِنْهُ الأُذن وَتَشْتَدُّ مِنْهُ حُمْرَةُ الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ وَدَق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَا يشْتَكي صُدْغَيْهِ مِنْ دَاءِ الوَدَقْ وَدِقَتْ عَيْنُهُ، فَهِيَ وَدِقةٌ. الأَصمعي: يُقَالُ فِي عَيْنِهِ وَدَقة خفيفةٌ إِذَا كَانَتْ فِيهَا بَثْرَةٌ أَوْ نُقْطَةٌ شَرِقة بِالدَّمِ. وَيُقَالُ: وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إِذَا سَالَتْ وَاسْتَرْخَتْ. وَرَجُلٌ وادِقُ السُّرَّةِ: شَاخِصُهَا. والوَداقُ والوِدَاقُ: الْحَدِيدُ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَت: أَحْفَزَها عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ ... مُهَنَّدٍ، كالمِلْح، قَطَّاعِ صَدْقٍ حُسَامٍ وادِقٍ حَدُّه، ... ومُجْنَإٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ الوادِق: الْمَاضِي الضَّرِيبَةَ. ووَدَقَ السيفُ: حَدَّ، وأَنشد بَيْتَ أَبِي قَيْسٍ أَيضاً: وادِقٍ حدُّه؛ قَالَ ابْنُ

_ (3). قوله [الفتح عن كراع] عبارة شرح القاموس: بالفتح، ويحرك، عن كراع وعليه اقتصر الصاغاني.

سِيدَهْ: وَحَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الرِّمَاحِ وَقَدْ غَلِطَ إِنَّمَا هُوَ سَيْفٌ وادِقٌ؛ وَقَدْ رُوِيَ الْبَيْتُ الأَول: أَكْفَتهُ عَنّي بِذِي رَوْنَقٍ ... أَبيضَ، مِثْلَ المِلْح، قَطّاع قَالَ: والدِّرْعُ إِنَّمَا تُكْفَتُ بِالسَّيْفِ لَا بِالرُّمْحِ. وَإِنَّهُ لوَادِقُ السِّنَةِ أَيْ كَثِيرُ النَّوْمِ فِي كُلِّ مَكَانٍ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ووَدْقانُ: مَوْضِعٌ. أَبُو عُبَيْدٍ فِي بَابِ اسْتِخْذاء الرَّجُلِ وَخُضُوعِهِ وَاسْتِكَانَتِهِ بَعْدَ الإِباء: يُقَالُ وَدَقَ العَيْرُ إِلَى الْمَاءِ، يُقَالُ ذَلِكَ للمُسْتَخذي الَّذِي يَطْلُبُ السَّلام بَعْدَ الإِباء، وَقَالَ وَدَقَ أَيْ أَحَبَّ وأَراد وَاشْتَهَى. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ أَبو صَاعِدٍ: يُقَالُ وَدِيقةٌ مِنْ بَقْل وَمِنْ عُشْب، وحَلُّوا فِي وَديقةٍ منكَرة. ورق: الوَرَقُ: وَرَقُ الشَّجَرَةِ وَالشَّوْكِ. والوَرَقُ: مِنْ أَوْراق الشَّجَرِ والكِتاب، الْوَاحِدَةُ وَرَقةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَرَقُ كُلُّ مَا تَبَسَّطَ تَبَسُّطاً وَكَانَ لَهُ عَيْرٌ فِي وَسَطِهِ تَنْتَشِرُ عَنْهُ حَاشِيَتَاهُ، وَاحِدَتُهُ وَرَقةٌ. وَقَدْ وَرَّقَت الشَّجَرَةُ تَوْريقاً وأَوْرَقَت إِيرَاقًا: أَخْرَجَتْ وَرَقَها. وأَوْرَقَ الشجرُ، أَيْ خَرَجَ وَرَقُه. وَشَجَرَةٌ وارِقةٌ ووَرِيقة ووَرِقةٌ: خَضْرَاءُ الوَرَق حَسَنَةٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ. والوَارِقةُ: الشَّجَرَةُ الْخَضْرَاءُ الوَرَق الْحَسَنَةُ، وَقِيلَ: كَثِيرَةُ الأَوراق. وَشَجَرَةٌ وَرِقةٌ ووَرِيقة: كَثِيرَةُ الوَرَقِ. ووَرَقَ الشجرةَ يَرِقُها وَرْقاً: أَخَذَ وَرَقَها، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَرَقَت الشَّجَرَةُ، خَفِيفَةً، أَلْقَتْ وَرَقَها. وَيُقَالُ: رِقْ لِي هذا الشَّجَرَةَ وَرْقاً أَيْ خُذ وَرَقَها، وَقَدْ وَرَقتُها أَرِقُها وَرْقاً، فَهِيَ مَوْروقة. النَّضْرُ: يُقَالُ اوْرَاقَّ العنبُ يَوْراقُّ ايرِيقاقاً إِذَا لَوَّنَ فَهُوَ مُورَاقّ. الأَصمعي: يُقَالُ وَرَقَ الشجرُ وأَوْرَقَ، وبالأَلف أَكْثَرُ، ووَرَّق تَوْريقاً مِثْلُهُ. والوِراقُ، بِالْكَسْرِ: الْوَقْتُ الَّذِي يُورِقُ فِيهِ الشَّجَرُ، والوَرَاقُ، بِالْفَتْحِ: خُضْرَةُ الأَرض مِنَ الْحَشِيشِ وَلَيْسَ مِنَ الوَرَقِ؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ أَن تطَّرد الْخُضْرَةُ لِعَيْنِكَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر يَصِفُ جَيْشًا بِالْكَثْرَةِ وَنَسَبَهُ الأَزهري لأَوس بْنِ زُهَيْرٍ: كأَنّ جِيادهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، ... جَرَادٌ قَدْ أَطاعَ لَهُ الوَرَاقُ وَيُرْوَى: برَعْنِ قُفٍّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أن الوَرَاق مِنَ الوَرَقِ؛ وأَنشد الأَزهري: قُلْ لنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نَارَ جَعْفَرٍ، ... إِذَا شَكِرَتْ عِنْدَ الوَرَاقِ جِلامُها وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ورَقَت الشجرةُ ووَرَّقَتْ وأَوْرَقتْ، كلُّ ذَلِكَ، إِذَا ظَهَرَ وَرَقُها تَامًّا. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لعَمَّار: أَنْتَ طيّبُ الوَرَق ؛ أَراد بِالْوَرَقِ نَسْله تَشْبِيهًا بوَرَق الشَّجَرِ لِخُرُوجِهَا مِنْهَا. ووَرَقُ الْقَوْمِ: أَحْدَاثُهُمْ. وَمَا أَحسن وَرَاقهُ وأَوْرَاقهُ أَيْ لِبْسته وشارتهُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالوَرَقِ. واخْتَبط مِنْهُ وَرَقاً: أَصَابَ مِنْهُ خَيْرًا. والرِّقَةُ: أَوَّلُ خُرُوجِ الصِّلِّيان والنَّصِيّ والطَّريفة رَطْبًا، يُقَالُ: رَعَيْنَا رِقَتَهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للنَّصِيّ والصِّلِّيان إِذَا نَبَتَا رِقَةٌ، خَفِيفَةً، مَا دَامَا رَطْبَيْنِ. والرِّقةُ أَيْضًا: رِقةُ الكَلإِ إِذَا خَرَجَ لَهُ وَرَقٌ. وتَوَرَّقَت النَّاقَةُ إِذَا رَعَتِ الرِّقةَ. ابْنُ سَمْعَانَ وَغَيْرُهُ: الرِّقةُ الأَرض الَّتِي يُصِيبُهَا الْمَطَرُ فِي الصَّفَرِيَّة أَوْ فِي الْقَيْظِ فَتَنْبُتُ فَتَكُونُ خَضْرَاءَ فَيُقَالُ: هِيَ رِقة خَضْرَاءُ. والرِّقةُ: رِقةُ النَّصِي وَالصِّلِّيَانِ إِذَا اخضرَّا

فِي الرَّبِيعِ. أَبُو عَمْرٍو: الوَرِيقةُ الشَّجَرَةُ الْحَسَنَةُ الوَرَقِ. وَعَامٌ أَوْرَقُ: لَا مَطَرَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ وُرْق. والوَرَقُ: أُدم رقاقٌ، وَاحِدَتُهَا وَرَقة، وَمِنْهَا وَرَقُ الْمُصْحَفِ، ووَرَقُ الْمُصْحَفِ وأَوْراقُه: صُحُفُهُ، الْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْهُ. والوَرَّاقُ: مَعْرُوفٌ، وَحِرْفَتُهُ الوِراقةُ. وَرَجُلٌ وَرَّاق: وَهُوَ الَّذِي يُوَرِّق وَيَكْتُبُ. الْجَوْهَرِيُّ: والوَرَقُ الْمَالُ مِنْ دَرَاهِمَ وَإِبِلٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ الوَرَقُ الْمَالِ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إياكَ أَدعو، فَتَقَبَّلْ مَلَقِي ... اغفِرْ خَطايايَ، وثَمِّرْ ورَقِي والوَرَقُ مِنَ الدَّمِ: مَا اسْتَدَارَ مِنْهُ عَلَى الأَرض، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ الْجِرَاحَةِ عَلَقاً قِطعاً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَوّله وَرَق وَهُوَ مِثْلُ الرَّشِّ، والبصِيرةُ مِثْلُ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، والجَدِيَّةُ أَعظم مِنْ ذَلِكَ، والإِسْباءةُ فِي طُولِ الرُّمْحِ، وَالْجَمْعُ الأَسابي. والوَرَقُ: الدنيا. ووَرَقُ الْقَوْمِ: أَحداثُهم. ووَرَقُ الشَّباب: نَضْرته وَحَدَاثَتُهُ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والوَرِقُ والوِرْقُ والوَرْقُ والرِّقَةُ: الدَّرَاهِمُ مِثْلَ كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، وكَلِمة وكِلْمة وكَلْمةٍ، لأَن فِيهِمْ مَنْ يَنْقُلُ كَسْرَةَ الرَّاءِ إِلَى الْوَاوِ بَعْدَ التَّخْفِيفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتْرُكُهَا عَلَى حَالِهَا. وَفِي الصِّحَاحِ: الوَرِقُ الدَّرَاهِمُ الْمَضْرُوبَةُ وَكَذَلِكَ الرقةُ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الزَّكَاةِ: فِي الرِّقةِ رُبُعُ الْعُشْرِ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ فَهَاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ ؛ يُرِيدُ الْفِضَّةَ والدراهمَ الْمَضْرُوبَةَ مِنْهَا، وَحُكِيَ فِي جَمْعِ الرِّقة رِقَات؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الرِّقة قَوْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي يَوْمِ مُسَيْلِمَةَ: إِنَّ السِّهام بالرَّدَى مُفَوَّقَه، ... والحَرْب وَرْهاء العِقال مُطْلَقه وَخَالِدٌ مِنْ دِينِهِ عَلَى ثِقَهْ، ... لَا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ وَلَا رِقَه والمُسْتَوْرِقُ: الَّذِي يَطْلُبُ الوَرِقَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَقْبَلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَوْرِق قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الْفِضَّةُ وَرَقاً. يُقَالُ: أَعطاه أَلف دِرْهَمٍ رِقَة لَا يُخَالِطُهَا شيءٌ مِنَ الْمَالِ غَيْرُهَا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: فِي الرِّقةِ رُبُعُ الْعُشْرِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الوَرِقُ والرِّقَةُ الدَّرَاهِمُ خَاصَّةً. والوَرَّاقُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الوَرِق. والوَرَقُ: الْمَالُ كُلُّهُ، وأَنشد رَجَزَ الْعَجَّاجِ: وثَمِّرْ وَرَقي، أَيْ مَالِي. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الوَرَقُ الْفِضَّةُ، كَانَتْ مَضْرُوبَةً كَدَرَاهِمَ أَوْ لَا. شَمِرٌ: الرِّقةُ الْعَيْنُ، يُقَالُ: هِيَ مِنَ الْفِضَّةِ خَاصَّةً. ابْنُ سِيدَهْ: والرِّقَةُ الْفِضَّةُ وَالْمَالُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: الذَّهَب وَالْفِضَّةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ عَرْفجة: لَمَّا قُطِعَ أَنْفُهُ اتخذ أَنفاً من وَرِقٍ فأَنتن عَلَيْهِ فَاتَّخَذَ أَنفاً مِنْ ذَهَب ؛ الوَرِقُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الْفِضَّةُ؛ وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنَّهُ إِنَّمَا اتَّخَذَ أَنفاً مِنْ وَرَقٍ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَراد الرَّقَّ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ لأَن الْفِضَّةَ لَا تُنْتِنُ؛ قَالَ: وَكُنْتُ أَحسب أَن قَوْلَ الأَصمعي إِنَّ الْفِضَّةَ لَا تُنْتِنُ صَحِيحًا حَتَّى أَخبرني بَعْضُ أَهل الْخِبْرَةِ أَنَّ الذَّهَبَ لَا يُبْلِيه الثَّرَى وَلَا يُصْدئه النَّدَى وَلَا تَنقُصُه الأَرض وَلَا تأْكله النَّارُ، فأَما الْفِضَّةُ فَإِنَّهَا تَبْلى وتَصْدَأُ وَيَعْلُوهَا السَّوَادُ وتُنْتِنُ، وَجَمْعُ الوَرِقِ والوَرْق والوِرْقِ أَوْراق، وجمْع الرِّقَة رِقُونَ.

وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ الرِّقِين تُعَفِّي عَلَى أَفْنِ الأَفِينِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفْن الأَفِينِ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْمَالَ يُغَطِّي الْعُيُوبَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَا تَلْحَيا الدُّنْيَا إليَّ، فَإِنَّنِي ... أَرى وَرَقَ الدُّنْيا تَسُلُّ السَّخائما وَيَا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه، ... نَفَى عَنْهُ وِجْدان الرِّقين العَزائما يَقُولُ: يَنْفِي عَنْهُ كثرةُ الْمَالِ عزائمَ النَّاسِ فِيهِ أَنه أَحمق مَجْنُونٌ. قَالَ الأَزهري: لَا تَلْحَيا لَا تذمَّا. والمُلْتاث: الأَحمق. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالشِّعْرُ لِثُمَامَةَ السَّدوسي. وَرَجُلٌ مُورقٌ ووَرَّاق: صَاحِبُ وَرَقٍ؛ قَالَ: يَا رُبَّ بَيْضاءَ مِنَ العِرَاقِ، ... تأْكل مِنْ كِيس امْرئٍ وَرَّاقِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي كَثِيرِ الوَرَقِ والمالِ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ وَرَّاق كَثِيرُ الدَّرَاهِمِ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنْ تَتْجُرْ فَإِنَّهُ مَوْرَقةٌ لِمَالِكَ أَيْ مُكَثِّره. وَيُقَالُ: أَوْرَق الرَّجُلُ كَثُرَ مَالُهُ. وَيُقَالُ: أَوْرَقَ الحابلُ يُورِقُ إِيرَاقًا، فَهُوَ مُورِقٌ إِذَا لَمْ يَقَعْ فِي حِبالته صَيْدٌ، وَكَذَلِكَ الْغَازِي إِذَا لَمْ يَغْنَم فَهُوَ مُورِقٌ ومُخْفِقٌ، وأَوْرَق الصَّائِدُ إِذَا لَمْ يَصِدْ. وأَوْرَق الطَّالِبُ إِذَا لَمْ يَنَلْ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَوْرَقَ الصَّائِدُ أَخطأَ وَخَابَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِذَا كَحَلْنَ عُيُونًا غيرَ مُورِقةٍ، ... رَيَّشْنَ نَبْلًا لأَصحاب الصِّبَا صُيُدا يعني غير خائة. وأَورَقَ الغازِي: أَخْفَقَ وغَنِمَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها ... مِراراً، وَأَحْيَانًا تُفِيدُ وتورقُ؟ والأَوْرَقُ مِنَ الإِبل: الَّذِي فِي لَوْنِهِ بَيَاضٌ إِلَى سَوَادٍ. والوُرْقَةُ: سَوَادٌ فِي غُبْرة، وَقِيلَ: سَوَادٌ وَبَيَاضٌ كَدُخَانِ الرِّمْثِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي أَنواع الْبَهَائِمِ وأَكثر ذَلِكَ فِي الإِبل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَوْرَقُ أَطْيَبُ الإِبل لَحْمًا وأَقلها شِدَّةً عَلَى الْعَمَلِ وَالسَّيْرِ، وَلَيْسَ بِمَحْمُودٍ عِنْدَهُمْ فِي عَمَلِهِ وَسَيْرِهِ، قَالَ. وَقَدْ يَكُونُ فِي الإِنسان؛ قَالَ: أَيّامَ أَدعو بأَبِي زِياد ... أَوْرَقَ بَوَّالًا عَلَى البِساط أَراد أَيام أَدْعُو بِدُعَائِي أَبَا زِيَادٍ رَجُلًا بَوَّالًا، قَالَ وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ لَئِنْ لَقِيتَ فُلَانًا لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ الأَسد، وَقَدِ ايرَقَّ «1». واوْرَاقَّ وَهُوَ أَوْرَقُ. الأَصمعي: إِذَا كَانَ الْبَعِيرُ أَسود يُخَالِطُ سَوَادَهُ بَيَاضٌ كَدُخَانِ الرِّمْثِ فَتِلْكَ الوُرْقَةُ، فَإِنِ اشتدَّتْ وُرْقَتهُ حَتَّى يَذْهَبَ الْبَيَاضُ الَّذِي فِيهِ فَهُوَ أَدْهَمُ. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ أَبو نَصْرٍ النَّعَامِيُّ: هَجِّرْ بحَمْراء وأَسْرِ بوَرْقاء وصَبِّح الْقَوْمَ عَلَى صَهْبَاءَ؛ قِيلَ لَهُ: ولِمَ ذَلِكَ؛ قَالَ: لأَن الحَمْراءَ أَصْبَرُ عَلَى الْهَوَاجِرِ، والوَرْقاءَ أَصْبَرُ عَلَى طُولِ السُّرَى، والصَّهْباء أَشهر وأَحسن حِينَ يُنْظَرُ إِلَيْهَا، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلرَّمَادِ أوْرَقُ، وللحَمامة والذِّئْبة وَرْقاءُ؛ وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ جاءَت بِهِ أَوْرَقَ جُمَاليّاً ؛ فَإِنَّمَا عَنَى، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الأُدمة فَاسْتَعَارَ لَهَا اسْمَ الوُرْقة، وَكَذَلِكَ اسْتَعَارَ جُمَاليّاً وَإِنَّمَا الجُمالية لِلنَّاقَةِ، وَرَوَاهُ أَهل الْحَدِيثِ جَمَاليّاً ، مِنَ الجَمال، وليس بشيء.

_ (1). قوله [وقد ايرق] كذا هو بالأصل بدون ألف لينة بين الهاء والقاف

والأَوْرَقُ مِنَ النَّاسِ: الأَسمر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَلَدِ الْمُلَاعَنَةِ: إِنْ جاءَت بِهِ أُمُّه أَوْرَقَ أَي أَسمر. والسُّمْرة: الوُرْقَة. والسَّمْرةُ: الأُحْدوثة بِاللَّيْلِ. والأَوْرَقُ: الَّذِي لَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ والغُبْرَة؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّمَادِ أَوْرَقُ وَلِلْحَمَامَةِ وَرْقاء، وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بالأُدْمة. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَورق جَعْداً ؛ الأَوْرَقُ: الأَسمر، والوُرْقة السُّمْرَةُ، يُقَالُ: جَمَلٌ أَوْرَقُ وَنَاقَةٌ وَرْقاء. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: خَرَجْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ ورقاءَ. وَحَدِيثُ قُسّ: عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: إِنَّهُ لأَشْأَم مِنْ وَرْقاء، وهي مشؤومة يَعْنِي النَّاقَةَ، وَرُبَّمَا نَفَرَتْ فَذَهَبَتْ فِي الأَرض. وَيُقَالُ لِلْحَمَامَةِ وَرْقاء لِلَوْنِهَا. الأَصمعي: جَاءَ فُلَانٌ بالرُّبَيْق «2» عَلَى أُرَيْق إِذَا جَاءَ بِالدَّاهِيَةِ الْكَبِيرَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُرَيْقٌ تَصْغِيرُ أَوْرَق، عَلَى التَّرْخِيمِ، كَمَا صَغَّرُوا أَسْوَدَ سوَيْداً، وأُرَيْق فِي الأَصل وُرَيق فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفًا لِلضَّمَّةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ، والأَصل وقِّتَتْ. الأَصمعي: تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّ قَوْلَهُمْ [جَاءَنَا بأُم الرُّبَيْق عَلَى أُرَيْقٍ]، مِنْ قَوْلِ رجلٍ رأَى الغُولَ عَلَى جَملٍ أَوْرَقَ كَأَنَّهُ أَراد وُرَيْقاً تَصْغِيرَ أَوْرَق. والأَوْرَقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا كَانَ لَوْنُهُ لَوْنَ الرَّمَادِ، وَزَمَانٌ أَورق أَيْ جَدْبٌ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: إِنْ كَانَ عَمِّي لكَرِيمَ المِصْدَقِ، ... عَفّاً هَضُوماً فِي الزَّمَانِ الأَوْرَقِ والأَوْرَقُ: اللَّبَنُ الَّذِي ثُلْثَاهُ مَاءٌ وَثُلُثُهُ لَبَنٌ؛ قَالَ: يشْربه مَحْضاً ويَسْقي عيالَهُ ... سَجاجاً، كأقْرابِ الثَّعَالِبِ، أَوْرَقا وَكَذَلِكَ شَبَّهَتِ الْعَرَبُ لَوْنَ الذِّئْبِ بِلَوْنِ دُخَانِ الرِّمْث لأَن الذِّئْبَ أَوْرَقُ؛ قَالَ رُؤْبَةَ: فَلَا تَكُوني، يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ، ... وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الَّذِي يَضرب لونُه إِلَى الْخُضْرَةِ. قَالَ: والذِّئابُ إِذَا رأَت ذِئباً قَدْ عُقِر وَظَهَرَ دَمُهُ أَكَبَّت عَلَيْهِ فَقَطَعَتْهُ وأُنثاه مَعَهَا، وَقِيلَ: الذِّئْبُ إِذَا دَمِيَ أَكَلَتْهُ أُنثاه فَيَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ لامرأَته: لَا تَكُونِي إِذَا رأَيت النَّاسَ قَدْ ظَلَمُونِي مَعَهُمْ عَلَيَّ فَتَكُونِي كَذِئْبَةِ السُّوءِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَصْل أَوْرَقُ بُرِدَ أَو جُلِيَ ثُمَّ لُوّح بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْجَمْرِ حَتَّى اخْضَرَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَلَيْهِ وُرْقانُ القِران النُّصَّلِ والوَرَقة فِي الْقَوْسِ: مَخْرَجُ غُصْن، وَهُوَ أَقل مِنَ الأُبْنة، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ وَصَرَّحَ فِيهِ بِذَلِكَ. وَيُقَالُ: فِي الْقَوْسِ وَرْقة، بِالتَّسْكِينِ، أَي عَيْبٌ، وَهُوَ مَخْرج الغُصن إِذَا كَانَ خَفِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: الوَرْقة الْعَيْبُ فِي الْغُصْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الأُبْنة، فإذا زادت فيه السحسه «3». ووَرَقة الوَتَر: جُليدة تُوضَعُ عَلَى حَزِّه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرَجُلٌ وَرَق وَامْرَأَةٌ وَرَقة: خَسِيسَانِ. والوَرَقُ مِنَ الْقَوْمِ: أَحداثهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ هُدْبَةُ بْنُ الخَشْرم يَصِفُ قَوْمًا قَطَعُوا مَفَازَةً: إِذَا وَرَقُ الفِتْيان صَارُوا كأنَّهُم ... دراهِمُ، مِنْهَا جائزاتٌ وزُيَّفُ

_ (2). قوله [جاء فلان بالربيق إلخ] عبارة القاموس في أرق: جَاءَنَا بِأُمِّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْقٍ أي بالداهية العظيمة. (3). قوله [السحسه] هي هكذا في الأَصل بدون نقط

وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: وَزَائِفٌ، وَهُوَ خطأٌ، وَهُمُ الخِساس، وَقِيلَ: هُمُ الأَحداث، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَبْلَهُ: يَظَلُّ بِهَا الْهَادِي يُقَلِّبُ طَرْفه، ... يَعَضُّ عَلَى إِبْهَامِهِ، وَهُوَ واقفُ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ وَزَائِفُ، لأَن الْقَصِيدَةَ مُؤَسَّسَةٌ وأَولها: أَتُنْكِرُ رَسْم الدَّارِ أَمْ أَنتَ عارِفُ وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: مِنْهَا رَاكِبَاتٌ وَزَائِفُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَنَا وَرَقٌ أَي طَرِيفٌ وَفِتْيَانٌ وَرَق، وأَنشد الْبَيْتَ؛ وَقَالَ عمرو فِي نَاقَتِهِ وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ: طَالَ الثَّواءُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ لَا ... تَرْعَى، وبِيعَ لَهُ البَيْضاء والوَرَقُ أَراد بِالْبَيْضَاءِ الحَليَّ، وبالوَرَق الخَبَط، وبِيعَ اشْتُرِي. ابْنُ الأَعرابي: الوَرَقةُ الْخَسِيسُ مِنَ الرِّجَالِ، والوَرَقة الْكَرِيمُ مِنَ الرِّجَالِ، والوَرَقة مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ. والوَرَقُ: الْمَالُ النَّاطِقُ كُلُّهُ. والوَرَقُ: الأَحداث مِنَ الْغِلْمَانِ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ رأَيته وَرَقاً أَي حَيًّا، وَكُلُّ حَيٍّ وَرَق، لأَنهم يَقُولُونَ يَمُوتُ كَمَا يَمُوتُ الوَرَقُ وَيَيْبَسُ كَمَا يَيْبَسُ الوَرَقُ؛ قَالَ الطَّائِيُّ: وهَزَّتْ رَأْسَها عَجَباً وَقَالَتْ: ... أَنا العُبْرِي، أَإِيَّانا تُرِيدُ؟ وَمَا يَدْرِي الوَدُودُ، لعلَّ قَلْبِي، ... وَلَوْ خُبِّرْته وَرَقاً، جَلِيدُ أَي وَلَوْ خُبِّرْته حَيّاً فَإِنَّهُ جَلِيد. والوَرْقاء: شُجَيْرَةٌ مَعْرُوفَةٌ تَسْمُو فَوْقَ الْقَامَةِ لَهَا وَرَق مُدَوَّرٌ وَاسِعٌ دَقِيقٌ نَاعِمٌ تَأْكُلُهُ الْمَاشِيَةُ كُلُّهَا، وَهِيَ غَبْرَاءُ السَّاقِ خَضْرَاءُ الْوَرَقِ لَهَا زَمَع شُعْر فِيهِ حَبٌّ أَغبر مِثْلُ الشَّهْدانِج، تَرْعَاهُ الطَّيْرُ، وَهُوَ سُهْليّ يَنْبُتُ فِي الأَودية وَفِي جَنَباتها وَفِي الْقِيعَانِ، وَهِيَ مَرْعًى. ومَوْرَقٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، شَاذٌّ عَنِ الْقِيَاسِ عَلَى حَسَبِ مَا يَجِيءُ للأَسماء الأَعلام فِي كَثِيرٍ مِنْ أَبواب الْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ الْقِيَاسُ مَوْرِقاً، بِكَسْرِ الرَّاءِ. والوَرِيقةُ ووِراقٌ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الزِّبْرِقَانُ: وعَبْد مِنْ ذَوِي قَيْسٍ أَتَانِي، ... وأَهلي بالتَّهائم فالوِراق ووَرِقانُ: جبَل مَعْرُوفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: سِنُّ الْكَافِرِ فِي النَّارِ كوَرِقان، هُوَ بِوَزْنِ قَطِرانٍ، جَبَلٌ أَسْوَدُ بَيْنَ العَرْج والرُّوَيْثة عَلَى يَمين الْمَارِّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: رَجُلَانِ مِنْ مُزَيْنة يَنْزِلَانِ جَبَلًا مِنْ جِبَالِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ وَرِقان فيُحْشَرُ الناسُ وَلَا يَعْلَمان. ووَرْقاء: اسْمُ رَجُلٍ، وَالْجَمْعُ وَرَاقٍ ووَراقى مِثْلُ صَحارٍ وصَحارى، وَنَسَبُوا إِلَيْهِ وَرْقاوِيٌّ فأَبدلوا مِنْ هَمْزَةِ التَّأْنِيثِ وَاوًا. وَفُلَانُ بن مَوْرَقٍ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ شَاذٌّ مثل مَوْحَدٍ. وسق: الوَسْقُ والوِسْقُ: مِكْيَلَة مَعْلُومَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ حِمْلُ بَعِيرٍ وَهُوَ سِتُّونَ صَاعًا بِصَاعِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ خَمْسَةُ أَرطال وَثُلُثٌ، فالوسْقُ عَلَى هَذَا الْحِسَابِ مِائَةٌ وَسِتُّونَ مَناً؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: خَمْسَةُ أَوسق هِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ قَفِيزاً، قَالَ: وَهُوَ قَفِيزُنا الَّذِي يُسَمَّى الْمُعَدَّلَ، وَكُلُّ وَسْق بالمُلَجَّم ثَلَاثَةُ أَقْفِزَةٍ، قَالَ: وَسِتُّونَ صَاعًا أَربعة وَعِشْرُونَ مكُّوكاً بالمُلَجَّم وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَقفِزَةٍ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ. التَّهْذِيبُ: الوَسْقُ، بِالْفَتْحِ، سِتُّونَ صَاعًا وَهُوَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَعِشْرُونَ

رِطْلًا عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وأَربعمائة وَثَمَانُونَ رِطْلًا عِنْدَ أَهل الْعِرَاقِ عَلَى اخْتِلَافِهِمْ فِي مِقْدَارِ الصَّاعِ والمُدِّ، والأَصل فِي الوَسْق الحَمْل؛ وَكُلُّ شَيْءٍ وَسَقْته، فَقَدْ حَمَلْتَهُ. قَالَ عَطَاءٌ فِي قَوْلِهِ خَمْسَةُ أَوْسُقٍ : هِيَ ثَلَاثُمِائَةِ صَاعٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ الْمُسَيِّبِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الوَسْق هُوَ حِمْل الْبَعِيرِ، والوِقْرُ حِمْلُ الْبَغْلِ أَو الْحِمَارِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ فِي بَابِ طَلْعِ النَّخْلِ: حَمَلت وَسْقاً أَي وِقْراً، بِفَتْحِ الْوَاوِ لَا غَيْرَ، وَقِيلَ: الوَسْق العِدْل، وَقِيلَ العِدْلان، وَقِيلَ هُوَ الحِملُ عَامَّةً، وَالْجَمْعُ أوْسُقٌ ووُسوق؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مَا حُمِّلَ البُخْتِيُّ عامَ غِيارِه، ... عَلَيْهِ الوُسُوقُ، بُرُّها وشَعِيرُها ووَسَقَ البعيرَ وأَوْسَقه: أَوْقَره. والوَسْقُ: وِقْر النَّخْلَةِ. وأَوْسَقَت النخلةُ: كَثُرَ حَمْلها؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعون، وعند اللَّه ... وِرْدُ الأُمور والإِصدارُ كلَّ شَيْءٍ أَحْصَى كِتَابًا وحِفْظاً، ... ولَدَيْهِ تَجَلَّت الأَسْرارُ «1». يَوْمَ أَرزاقُ مَنْ يُفَضَّلُ عُمٌّ، ... موسِقاتٌ وحُفَّلٌ أَبكارُ قَالَ شَمِرٌ: وأَهل الْغَرْبِ يُسَمُّونَ الوَسْق الوِقْر، وَهِيَ الأَوْساق والوُسُوق. وَكُلُّ شَيْءِ حَمَلْتَهُ، فَقَدَ وَسَقْته. وَمِنْ أَمثالهم: لَا أَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا مَا وَسَقَت عَيْنِي الماءَ أَي مَا حَمَلَتْهُ. وَيُقَالُ: وَسَقَت النخلةُ إِذَا حَمَلَتْ، فَإِذَا كَثُرَ حِمْلُهَا قِيلَ أَوْسَقَتْ أَي حَمَلَتْ وَسْقاً. وَوَسَقْت الشَّيْءَ أَسِقُه وَسْقاً إِذَا حَمَلْتَهُ؛ قَالَ ضَابِئُ بْنُ الْحَرْثِ البُرْجُمِيُّ: فإنِّي، وإيَّاكم وشَوْقاً إليكُمُ، ... كَقَابِضِ مَاءٍ لَمْ تَسِقْهُ أَنامِلُهْ أَي لَمْ تَحْمِلْهُ، يَقُولُ: لَيْسَ فِي يَدِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ كَمَا أَنه لَيْسَ فِي يَدِ الْقَابِضِ عَلَى الْمَاءِ شَيْءٌ، ووَسَقَت الأَتان إِذَا حَمَلَتْ وَلَدًا فِي بَطْنِهَا. ووَسَقَت النَّاقَةُ وغيرُها تَسِقُ أَي حَمَلَتْ وأَغْلَقَتْ رَحِمَها عَلَى الْمَاءِ، فَهِيَ نَاقَةٌ واسِقٌ ونُوق وِساقٌ مِثْلُ نَائِمٍ ونِيَام وَصَاحِبٍ وصِحَاب؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: أَلَظَّ بِهِنَّ يَحْدوهُنَّ، حَتَّى ... تَبَيَّنت الحِيالُ مِنَ الوِساقِ ووَسَقَت الناقةُ والشاةُ وَسْقاً ووُسوقاً، وَهِيَ واسِقٌ: لَقِحَتْ، وَالْجَمْعُ مَوَاسِيق ومَواسِق كِلَاهُمَا جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَوَاسيق ومَوَاسق جَمْعُ مِيسَاقٍ ومَوْسق. وَلَا آتِيكَ مَا وَسَقَتْ عَيْنِي الماءَ أَي مَا حَمَلَتْهُ. والمِيسَاق مِنَ الْحَمَّامِ: الْوَافِرُ الْجَنَاحِ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ جَعَلُوا جَنَاحَيْهِ لَهُ كالوَسْقِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ، وَيُقَوِّي أَن أَصله الْهَمْزُ قَوْلُهُمْ في جمعه مَآسيق لَا غَيْرَ. والوُسُوق: مَا دَخَلَ فِيهِ اللَّيْلُ وَمَا ضَمَّ. وَقَدْ وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ؛ وَكُلُّ مَا انْضَمَّ، فَقَدِ اتَّسَق. وَالطَّرِيقُ يأتَسِقُ؛ ويَتَّسق أَي يَنْضَمُّ؛ حَكَاهُ الْكِسَائِيُّ. واتَّسَق الْقَمَرُ: اسْتَوَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَما وَسَقَ أَي وَمَا جَمَعَ وَضَمَّ. واتَّساقُ الْقَمَرِ: امْتِلَاؤُهُ وَاجْتِمَاعُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وأَربع عَشْرَةَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِلَى سِتَّ عَشْرَةَ فِيهِنَّ امْتِلَاؤُهُ واتِّسَاقه، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَمَا وَسَقَ أَي

_ (1). في رواية أخرى: وعِلماً بدل وحفظاً

وَمَا جُمِعَ مِنَ الْجِبَالِ وَالْبِحَارِ والأَشجار كَأَنَّهُ جَمَعَهَا بأَن طَلَعَ عَلَيْهَا كلِّها، فَإِذَا جَلَّلَ الليلُ الْجِبَالَ والأَشجار وَالْبِحَارَ والأَرض فَاجْتَمَعَتْ لَهُ فَقَدْ وَسَقَها. أَبو عَمْرٍو: الْقَمَرُ والوَبَّاص والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرقان والسِّنِمَّارُ. ووَسَقْت الشيءَ: جَمَعْتُهُ وَحَمَلْتُهُ. والوَسْق: ضَمُّ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ أُحُد: اسْتَوسِقُوا كَمَا يَسْتَوْسِق جُرْبُ الْغَنَمِ أَي اسْتَجْمِعُوا وَانْضَمُّوا، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَن رَجُلًا كَانَ يَحوز الْمُسْلِمِينَ وَيَقُولُ اسْتَوسِقُوا. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: واسْتَوْسَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الحَبَشة أَي اجْتَمَعُوا عَلَى طَاعَتِهِ وَاسْتَقَرَّ الْمُلْكُ فِيهِ. والوَسْقُ: الطَّرْدُ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الوَسِيقةُ، وَهِيَ مِنَ الإِبل كالرُّفْقة مِنَ النَّاسِ، فَإِذَا سُرِقَتْ طُرِدت مَعًا؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُر: كَذَبْت عَلَيْكَ لَا تَزَالُ تَقُوفُني، ... كَمَا قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ وَقَوْلَهُ كَذَبْتُ عَلَيْكَ هُوَ إِغْرَاءٌ أَي عَلَيْكَ بِي، وَقَوْلُهُ تَقُوفُنِي أَي تَقُضُّني وَتَتَبَّعُ آثَارِي، والوَسِيقُ: الطَّرْد؛ قَالَ: قَرَّبها، وَلَمْ تَكَدْ تُقَرَّب ... مِنْ آلِ نَسْيان، وَسِيقٌ أَجدب ووَسَق الإِبلَ فاسْتَوْسقت أَي طَرَدَهَا فأَطاعت؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إنَّ لَنَا لإِبلًا نَقانِقا ... مُسْتَوْسقاتٍ، لَوْ تجدْنَ سَائِقَا أَراد مِثْلَ النَّقانِق وَهِيَ الظِّلْمانُ، شَبَّهَهَا بِهَا فِي سُرْعَتِهَا. واسْتَوْسَقت الإِبل: اجْتَمَعَتْ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: إنَّ لَنَا قَلَائِصًا حقَائقا ... مُسْتَوْسقات، لَوْ تجدْنَ سَائِقَا وأَوْسَقْتُ الْبَعِيرَ: حَمّلته حمْله ووَسَقَ الإِبل: طَرَدَهَا وَجَمَعَهَا؛ وأَنشد: يَوْمًا تَرانا صالحينَ، وَتَارَةً ... تَقومُ بِنَا كالوَاسِقِ المُتَلَبِّبِ واسْتَوْسَقَ لَكَ الأَمرُ إِذَا أَمكنك. واتَّسَقت الإِبل واسْتَوْسقَت: اجْتَمَعَتْ. وَيُقَالُ: واسَقْتُ فُلَانًا مُوَاسقةً إِذَا عَارَضْتَهُ فَكُنْتَ مِثْلَهُ وَلَمْ تَكُنْ دُونَهُ؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ: فلسْتَ، إنْ جارَيْتني، مُوَاسِقِي، ... ولسْتَ، إِنْ فَرَرْتَ مِنِّي، سابِقي والوِساقُ والمُوَاسقة: المُنَاهدة؛ قَالَ عَدِيٌّ: ونَدَامَى لا يَبْخَلُون بما نالوا، ... وَلَا يُعْسِرون عِنْدَ الوِساقِ والوَسِيقةُ مِنَ الإِبل وَالْحَمِيرِ: كالرُّفْقة مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ وَسَقها وُسُوقاً، وَقِيلَ: كُلُّ مَا جُمِع فَقَدْ وُسِقَ. ووَسِيقةُ الْحِمَارِ: عَانَتُهُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: إِنَّ اللَّيْلَ لَطَوِيلٌ وَلَا أَسِقُ بالَهُ وَلَا أَسِقْهُ بَالًا، بِالرَّفْعِ وَالْجَزْمِ، مِنْ قَوْلِكَ وَسَق إِذَا جَمَع أَي وُكِلت بِجَمْعِ الْهُمُومِ فِيهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ لَا يَجْتَمِعُ لَهُ أَمْرُهُ، قَالَ: وَهُوَ دُعَاءٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنَّ اللَّيْلَ لَطَوِيلٌ وَلَا تَسِقْ بالهُ مَنْ وَسَق يَسِق. قال الأزهري: ولا تَسِقْ جُزِمَ عَلَى الدُّعَاءِ، وَمِثْلُهُ: إِنَّ اللَّيْلَ طَوِيلٌ وَلَا يَطُلْ إِلَّا بِخَيْرٍ أَي لَا طَالَ إِلَّا بِخَيْرٍ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلطَّائِرِ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا طَارَ:

هُوَ المِيساقُ، وَجَمْعُهُ مَآسِيق؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا سَمِعْتُهُ بِالْهَمْزِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَبو عُبَيْدٍ المِيساقُ الطَّائِرُ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذَا طَارَ، قَالَ: وَجَمْعُهُ مَياسِيقُ. والاتّساقُ: الِانْتِظَامُ. ووَسَّقْتُ الحِنطة تَوْسيقاً أَي جَعَلْتُهَا وَسْقاً وَسْقاً. الأَزهري: الوَسِيقةُ الْقَطِيعُ مِنَ الإِبل يَطْرُدُهَا الشَّلَّال، وَسُمِّيَتْ وَسيقةً لأَن طَارَدَهَا يَجْمَعُهَا وَلَا يَدَعُها تَنْتَشِرُ عَلَيْهِ فيلحَقُها الطلبُ فَيَرُدُّهَا، وَهَذَا كَمَا قِيلَ لِلسَّائِقِ قَابِضٌ، لأَن السَّائِقَ إِذَا سَاقَ قَطِيعًا مِنَ الإِبل قَبَضَهَا أَي جَمَعَهَا لِئَلَّا يَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ سَوْقُهَا، ولأَنها إِذَا انْتَشَرَتْ عَلَيْهِ لَمْ تَتَتَابَعْ وَلَمْ تَطَّرِدْ عَلَى صَوبٍ وَاحِدٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ يَسُوقُ الوَسِيقة وينسُل الوَدِيقة وَيَحْمِي الحَقيقة؛ وَجَعَلَ رُؤْبَةُ الوَسْق مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ: كأَنَّ وَسْقَ جَنْدَلٍ وتُرْبِ، ... عليَّ، مِنْ تَنْحيب ذَاكَ النَّحْبِ والوَسِيقةُ مِنَ الإِبل وَنَحْوِهَا: مَا غُصِبَتْ. الأَصمعي: فَرَسٌ مِعْتاق الوَسِيقة وَهُوَ الَّذِي إِذَا طُرِدَ عَلَيْهِ طرِيدةٌ أَنْجَاهَا وَسَبَقَ بِهَا؛ وأَنشد: أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَرَاءِ عِرْضي، ... كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقةُ بالكُراعِ؟ وشق: الوَشْق: الْعَضُّ. ووَشَقه وشْقاً: خَدَشَهُ. والوَشيقُ والوَشِيقة: لَحْمٌ يُغْلى فِي مَاءِ مِلْحٍ ثُمَّ يُرْفع، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُغلى إغْلاءةً ثُمَّ يُرْفَعُ، وَقِيلَ: يُقَدَّدُ وَيُحْمَلُ فِي الأَسفار وَهِيَ أَبْقَى قديدٍ يَكُونُ؛ قَالَ جَزْءُ بْنُ رَبَاحٍ الْبَاهِلِيُّ: تَرُدُّ العَيْنَ لَا تَنْدَى عِذاراً، ... ويَكْثُرُ عندَ سَائِسِهَا الوَشِيقُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أُهْدِيتْ لَهُ وشِيقةُ قَدِيد ظبيٍ فردَّها وَيُجْمَعُ عَلَى وَشِيقٍ ووَشَائق. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ مِنْ وَشِيق الْحَجِّ. وَفِي حَدِيثِ جَيْشِ الخَبَط: وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَشائق. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ لَحْمٌ يُطْبَخُ فِي مَاءٍ وَمِلْحٍ ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَصِيرُ فِي الجُبْجُبةِ، وَهُوَ جِلْدُ الْبَعِيرِ يُقَوَّر ثُمَّ يُجْعَلُ ذَلِكَ اللَّحْمُ فِيهِ فَيَكُونُ زَادًا لَهُمْ فِي أَسفارهم، وَقِيلَ: هُوَ الْقَدِيدُ؛ وَشَقه وَشْقاً وأَشَقَهُ عَلَى الْبَدَلِ ووَشّقه، واتَّشَق وَشيقةً اتِّشاقاً: اتَّخَذَهَا؛ وأَنشد: إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهاةٌ سَمِينَةٌ، ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بوَشِيقة يَابِسَةٍ مِنْ لَحْمِ صَيْدٍ فَقَالَ: إِنِّي حَرَام أَي مُحْرِمٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَشِيقةُ اللَّحْمُ يُؤْخَذُ فَيُغْلَى إِغْلَاءَةً وَيُحْمَلُ فِي الأَسفار وَلَا ينضجُ فَيَتَهَرَّأ، قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه بِمَنْزِلَةِ الْقَدِيدِ لَا تَمَسُّهُ النَّارُ. أَبو عَمْرٍو: الوَشِيق القَديد وَكَذَلِكَ المُشَنَّقُ: اللَّيْثُ: الوَشِيق لَحْمٌ يُقَدَّدُ حَتَّى يَقِبَّ وَتَذْهَبَ نُدُوَّتُه، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْكَلْبُ وَاشِقاً اسْمٌ لَهُ خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: أَن المسلمين أَخطؤوا بأَبيه «2» فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ بِسُيُوفِهِمْ، وَهُوَ يَقُولُ: أَبِي أَبِي فَلَمْ يَفْهَمُوهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ، وَقَدْ تَوَاشقوه بأَسيافهم أَي قطَّعوه وَشائق كَمَا يُقَطَّع اللَّحْمُ إِذَا قُدد. ووَاشِق: اسْمُ كَلْبٍ وَاسْمُ رَجُلٍ، وَمِنْهُ بَرْوَع بِنْتُ وَاشِق. والواشِق: الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ. وَسَيْرٌ وَشِيقٌ: خَفِيفٌ سَرِيعٌ. ووَشِقَ المفتاحُ فِي القُفْل وَشْقاً: نَشِبَ، وَاللَّهُ أَعلم. وعق: رَجُلٌ وَعْقة لَعْقة: نَكِد لَئِيمُ الْخُلُقِ، وَيُقَالُ وَعِقة أَيْضًا، وَقَدْ تَوَعَّق واسْتَوعق، والاسم الوَعْق

_ (2). قوله [أخطؤوا بأبيه] هكذا في الأَصل والنهاية

والوَعْقة. وَرَجُلٌ وَعِقٌ لَعِقٌ: حَرِيصٌ جَاهِلٌ، وَقِيلَ: فِيهِ حِرْصٌ وَوُقُوعٌ فِي الأَمر بِالْجَهْلِ، وَقِيلَ: رَجُلٌ وَعِقٌ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، أَي عَسِرٌ وَبِهِ وَعْقة، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ الشَّرَاسَةُ وَشِدَّةُ الْخُلُقِ. وَقَدْ وعَّقَه الطَّمَعُ والجهلُ، ووَعَّقه: نَسَبَهُ إِلَى ذَلِكَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَخافة اللَّهِ، وأَن يُوَعَّقا ... عَلَى امْرِئٍ ضَلَّ الهُدَى وأَوْبقا أَي أَن يُنْسَبَ إِلَى ذَلِكَ وَيُقَالَ لَهُ إِنَّكَ لَوَعِقٌ، وأَوْبقا أَي أَوْبَقَ نَفْسَهُ. ابن الأَعرابي: الوَعِقُ السيِء الْخَلْقِ الضَّيِّقُ؛ وأَنشد قَوْلَ الأَخطل: مُوَطَّأ البيتِ مَحْمود شَمائِلُهُ، ... عِنْدَ الحَمالة، لَا كَزّ وَلَا وَعِق وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: ذَكَرَ الزُّبَيْرُ فَقَالَ وَعْقَة لِقس ؛ قَالَ: الوَعْقة، بِالسُّكُونِ، الَّذِي يَضْجَر ويتَبَرَّم مَعَ كَثْرَةِ صَخب وَسُوءِ خُلُقٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَتْلًا وتَوْعِيقاً عَلَى مَنْ وَعَّقا وَقَالَ شَمِرٌ: التَّوْعِيق الْخِلَافُ وَالْفَسَادُ. والوَعْقةُ: الْخَفِيفُ. قَالَ الأَزهري: كُلُّ هَذَا جَمَعَهُ شَمِرٌ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الوعْقة الصخَّابة. والوَعِيقُ والوُعاق: صَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ. والوَعِيقُ والرَّعِيقُ والوُعاقُ والرُّعاقُ: صَوْتُ قُنْب الدَّابَّةِ إِذَا مَشَتْ، وَقِيلَ: الوَعِيقُ صَوْتٌ يُسْمَعُ مِنْ ظَبْية الأُنثى مِنَ الْخَيْلِ إِذَا مَشَتْ كالخَقيقِ مِنْ قُنْبِ الذَّكَرُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ بَطْنِ الْفَرَسِ المُقْرِب وَقَدْ وَعَق يَعِقُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ وأَراه حُكِيَ الوَغِيق، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ هَذَا الوَعِيق الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. ابْنُ الأَعرابي: الوَعِيقُ والوُعاقُ الَّذِي يُسْمَعُ مِنْ بَطْنِ الدَّابَّةِ وَهُوَ صَوْتُ جُرْدَانه إِذَا تَقَلْقَلَ فِي قُنْبه؛ قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ مِنْهُ وَعَق يَعِقُ وَعِيقًا ووُعاقاً وَهُوَ صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ حَياء الدَّابَّةِ إِذَا مَشَتْ، قَالَ: وَهُوَ الْخَقِيقُ مِنْ قُنب الذَّكَرِ؛ قَالَ الأَزهري: جَمِيعُ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي الوَعِيق والخَقِيق خطأٌ، لأَن الوَعِيق والوُعاق صَوْتُ الجُرْدان إِذَا تَقَلْقَلَ فِي قُنْب الحِصان كَمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ، وأَما الخَقِيقُ فَهُوَ صَوْتُ الحَياء إِذَا هُزِلَت الأُنثى لَا صَوْتُ القُنْب، وَقَدْ أَخطأَ فِيمَا فَسَّرَ، قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ عُوَاق ووُعَاق، قَالَ: وَهُوَ العَوِيق والوَعِيق. وواعِقَةُ: مَوْضِعٌ وفق: الوِفاقُ: المُوافقة. والتَّوافق: الِاتِّفَاقُ وَالتَّظَاهُرُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَفْقُ الشَّيْءِ مَا لاءَمه، وَقَدْ وَافقهُ مُوافقةً ووِفاقاً واتَّفَق مَعَهُ وتَوَافقا. غَيْرُهُ: وَتَقُولُ هَذَا وَفْقُ هَذَا وَوِفاقه وَفِيقُهُ وفُوقه وسِيُّه وعِدْله وَاحِدٌ. اللَّيْثُ: الوَفْقُ كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ مُتَّفِقاً عَلَى تَيْفاقٍ وَاحِدٍ فَهُوَ وَفْق كَقَوْلِهِ: يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا وَمِنْهُ المُوافقة: تَقُولُ: وافَقْت فُلَانًا فِي مَوْضِعِ كَذَا أَي صَادَفْتُهُ، ووافَقْت فُلَانًا عَلَى أَمر كَذَا أَي اتَّفقنا عَلَيْهِ مَعًا، ووافَقْتُه أَي صَادَفْتُهُ. ووَفِقْتَ أَمرك أَي وُفِّقْتَ فِيهِ، وأَنت تَفِق أَمرَك كَذَلِكَ. وَيُقَالُ: وَفِقْتَ أَمرَك تَفِقُ، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، أَي صَادَفْتَهُ مُوافقاً وَهُوَ مِنَ التَّوفيق كَمَا يُقَالُ رشِدْتَ أَمرَك. والوَفْق: مِنَ المُوافقة بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ كالالْتِحام؛ قَالَ عُوَيْف القَوَافي: يَا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقَّى وَفْقَه، ... سُمِّيت بِالْفَارُوقِ، فافْرُقْ فَرْقَه وَجَاءَ الْقَوْمُ وَفْقاً أَي مُتَوَافِقِينَ. وَكُنْتُ عِنْدَهُ وَفْقَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَي حِينِ طَلَعَتْ أَو سَاعَةَ طَلَعَتْ؛

عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ووَفَّقه اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِلْخَيْرِ: أَلهمه وَهُوَ مِنَ التَّوْفيق. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَتَوَفَّقُ عبدٌ حَتَّى يُوَفِّقه اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ وَالصَّيْدِ: إِنَّهُ وَفَّق مَنْ أَكله أَي دَعَا لَهُ بالتَّوْفيق وَاسْتَصْوَبَ فِعْلَهُ. واسْتَوْفقتُ اللَّهَ أَي سأَلته التَّوْفِيق. والوِفْقُ: التَّوْفيق. وَإِنَّ فُلَانًا مُوَفَّق رَشِيدٌ، وَكُنَّا مِنْ أَمرنا عَلَى وِفاقٍ. ووَفِقَ أَمرَه يَفِقُ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ رَشِدْتَ أَمرَك ووَفِقْتَ رَأْيَكَ، وَمَعْنَى وَفِقَ أَمرَه وَجَدَهُ مُوافقاً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وفِقَه فَهِمَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ لَا يفِق لِكَذَا وَكَذَا أَي لَا يَقْدِرُ لَهُ لِوَقْتِهِ. وَيُقَالُ: وَفَقْتُ لَهُ ووُفِّقْتُ لَهُ ووَفَقْتُه ووَفِقَني، وَذَلِكَ إِذَا صَادَفَنِي وَلَقِيَنِي. وأَتانا لوَفْقِ الْهِلَالِ ولِميفاقِه وتَوْفِيقه وتِيفَاقه وتَوْفاقه أَي لِطُلُوعِهِ وَوَقْتِهِ، مَعْنَاهُ أَتانا حِينَ الْهِلَالِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَتيتك لوَفْق تَفْعَلُ ذَلِكَ وتَوْفاق وتِيفاق ومِيفاق أَي لِحِينِ فِعْلِكَ ذَلِكَ، وأَتيتك لِتَوْفِيقِ ذَلِكَ وتَوَفُّق ذَلِكَ؛ عَنْهُ أَيْضًا لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنْ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فَقَالَ: هُوَ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ تِيفاق الكعبة أي حذاؤها وَمُقَابِلَهَا. يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ لوَفْق الأَمر وتَوْفاقه وتِيفاقه، وأَصل الْكَلِمَةِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. ووَفِقَ الأَمرَ يَفِقُه: فَهِمَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ وَرِع يَرِع وَلَهُ نَظَائِرُ كوَرِمَ يَرِمُ ووَثِقَ يَثِقُ، وَكُلُّ لَفْظَةٍ مِنْهَا مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا. وَيُقَالُ: حَلُوبة فُلَانٍ وَفْق عِيَالِهِ أَي لَهَا لَبْنٌ قَدْرَ كِفَايَتِهِمْ لَا فَضْلَ فِيهِ، وَقِيلَ: قَدْرَ مَا يَقُوتُهُمْ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَما الفقيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبته ... وَفْقَ العِيال، فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ سَبَدُ أَبو زَيْدٍ: مِنَ الرِّجَالِ الوَفِيقُ وَهُوَ الرَّفِيقُ، يُقَالُ: رَفِيق وَفيق. وأَوْفَقت السهمَ إِذَا جَعَلْتَ فُوقه فِي الوَتَر لِتَرْمِيَ، لُغَةً، كأَنه قَلْب أَفْوقت، وَلَا يُقَالُ أَفوقت، وَاشْتُقَّ هَذَا الْفِعْلُ مِنْ مُوافقة الوَتَر مَحَزَّ الفُوق؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل أَفْوَقْت السهمَ مِنَ الفُوق، قَالَ: وَمَنْ قَالَ أَوْفَقْت فَهُوَ مَقْلُوبٌ. الأَصمعي: أَوْفَقَ الرَّامِي إِيفَاقًا إِذَا جَعَلَ الفُوقَ فِي الْوَتَرِ؛ وأَنشد: وأَوْفَقَتْ للرَّمْيِ حَشْرات الرَّشَقْ وَيُقَالُ: إِنَّهُ لمُسْتَوْفِقٌ لَهُ بالحُجة ومُفِيق لَهُ إِذَا أَصاب فِيهَا. ابْنُ بُزُرْجَ: أَوْفَقَ القومُ الرجلَ دَنَوْا مِنْهُ وَاجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهُمْ عَلَيْهِ، وأَوْفقَت الإِبلُ: اصْطَفَّتْ واستوت معاً، وقد سموا مُوَفَّقاً ووِفَاقاً. وَقَقَ: وَقْوَق الرَّجُلُ: ضَعُفَ. والوَقْوَقة: اخْتِلَاطُ صَوْتِ الطَّيْرِ، وَقِيلَ: وَقْوَقَتها جَلَبَتْهَا وأَصواتها فِي السَّحَر. والوَقْوَقة: نُباح الْكَلْبِ عِنْدَ الفَرَق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى ضَغا نابِحُهُمْ فوَقْوقا، ... وَالْكَلْبُ لَا يَنْبَحُ إِلا فَرقا والوَقْواقُ مِثْلُ الوَكْواك: وَهُوَ الجَبان. والوَقْوَاقُ: شَجَرٌ تَتَّخِذُ مِنْهُ الدُّويُّ. والوَقواقة: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ، وَامْرَأَةٌ وقْواقة كَذَلِكَ؛ قَالَ أَبو بَدْرٍ السُّلَمِيُّ: إِنَّ ابْنَ تُرْنَى أُمُّهُ وَقْوَاقه، ... تَأْتِي تَقُولُ البُوقَ والحَماقه وَبِلَادُ الوَقْواقِ: فَوْقَ بِلَادِ الصِّينِ. والوَقْواقُ: طَائِرٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وَلَقَ: الوَلْقُ: أَخف الطَّعْنِ، وَقَدْ وَلَقه يَلِقُه وَلْقاً. يُقَالُ: وَلَقه بِالسَّيْفِ ولَقاتٍ أَي ضَرَبَاتٍ. والوَلْق

أَيْضًا: إِسْرَاعُكَ بِالشَّيْءِ فِي أَثر الشَّيْءِ كعَدْوٍ فِي أَثر عَدْوٍ، وَكَلَامٍ فِي أَثر كَلَامٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَحين بَلغْتُ الأَربعين، وأُحْصِيَتْ ... عَلَيَّ، إِذْا لَمْ يَعْفُ رَبِّي، ذنوبُها تُصَبِّيننا، حتى تَرِقَّ قلوبُنا، ... أَوالقُ مِخْلاف الغداة كَذوبُها «1» . قَالَ: أَوالق مِنْ أَلْقِ الْكَلَامِ وَهُوَ مُتَابَعَتُهُ؛ الأَزهري: أَنشدني بَعْضُهُمْ: مَنْ ليَ بالمُزَرَّرِ اليَلامقِ، ... صَاحِبُ أَدهانٍ وأَلْقِ آلِقِ؟ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِيمَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَوَالق مِنْ وَلْق الْكَلَامِ. وَضَرَبَهُ ضَرْبًا وَلْقاً أَي مُتَتَابِعًا فِي سُرْعَةٍ. والوَلْقُ: السَّيْرُ السَّهْلُ السَّرِيعُ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل تَلِقُ أَي تُسْرِعُ. والوَلْق: الِاسْتِمْرَارُ فِي السَّيْرِ وَفِي الْكَذِبِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: قَالَ لِرَجُلٍ كَذِبْتَ وَاللَّهِ ووَلَقْتَ ؛ الوَلْق والأَلْق: الِاسْتِمْرَارُ فِي الْكَذِبِ، وأَعاده تَأْكِيدًا لِاخْتِلَافِ اللَّفْظِ. أَبو عَمْرٍو: الوَلْقُ الإِسراع. ووَلَقَ فِي سَيْرِهِ وَلْقاً: أَسرع؛ قال الشماخ يَهْجُو جُلَيْداً الْكِلَابِيَّ: إِنَّ الْجَلِيدَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ، ... كذَنَب الْعَقْرَبِ شَوَّال عَلِقْ، جَاءَتْ بِهِ عَنْسٌ مِنَ الشَّأْمِ تَلِقْ وَالنَّاقَةُ تَعْدُو الوَلَقَى: وَهُوَ عَدْو فِيهِ نَزو. وناقة وَلَقَى: سريعة. والوَلْق: العَدْو الَّذِي كَأَنَّهُ يَنْزو مِنْ شِدَّةِ السُّرْعَةِ؛ كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فَجَعَلَ النّزَوان للعَدْو مَجَازًا وَتَقْرِيبًا. وَقَالُوا: إِنَّ لِلْعِقَابِ الوَلَقَى أَي سُرْعَةَ التَّجَارِي. والأَوْلَقُ كالأَفْكل: الْجُنُونُ، وَقِيلَ الْخِفَّةُ مِنَ النَّشَاطِ كَالْجُنُونِ؛ أَجاز الْفَارِسِيُّ أَن يَكُونَ أَفْعَل مِنْ الوَلْق الَّذِي هُوَ السُّرْعَةُ، وَقَدْ ذُكِرَ بِالْهَمْزِ؛ وَقَوْلُهُ: شَمَرْذَلٍ غَيْرِ هُراءٍ مَيْلَقِ، ... تَرَاهُ فِي الرَّكْبِ الدِّقاق الأَيْنُقِ عَلَى بَقَايَا الزَّادِ غيرَ مُشْفِقِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ يَعْنِي بالمَيْلق السَّرِيعَ الْخَفِيفَ مِنَ الوَلْق الَّذِي هُوَ السَّيْرُ السَّهْلُ السَّرِيعُ، وَمِنَ الوَلْق الَّذِي هُوَ الطَّعْنُ، وَيُرْوَى مئْلق مِنَ المَألوق أَي الْمَجْنُونِ، فالأَوْلَقُ شِبْهُ الْجُنُونِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَعَمْرُك بِي مِنْ حُبّ أَسماءَ أَوْلَقُ وَقَالَ الأَعشى يَصِفُ نَاقَتَهُ: وتُصْبِحُ عَنْ غِبِّ السُّرَى، وكأَنما ... أَلَمَّ بِهَا، مِنْ طَائِفِ الجِنّ، أَوْلَقُ وَهُوَ أَفعل لأَنهم قالوا أُلِقَ الرجلُ، فَهُوَ مَأْلُوق، عَلَى مفعول. ويقال أَيضاً: مُؤَوْلَق مِثَالَ مُعَوْلَقٍ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ مِنْ هَذَا فَهُوَ فَوْعل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ وَهُوَ أَفْعل لأَنهم قَالُوا أَلِقَ الرَّجُلُ سَهْوٌ مِنْهُ، وَصَوَابُهُ وَهُوَ فَوْعل لأَن هَمْزَتَهُ أَصلية بِدَلِيلِ أُلِقَ ومَألوق، وَإِنَّمَا يَكُونُ أَوْلَق أَفعل فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ وَلَق يَلِق إِذَا أَسرع. فأَما إِذَا كَانَ مِنْ أُلِق إِذَا جُنَّ فَهُوَ فَوْعل لَا غَيْرَ. قَالَ: وَمِثْلُ بَيْتِ الأَعشى قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: إِلَّا حَنِيناً وَبِهَا كالأَوْلَقِ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: تُراقِبُ عَيْنَاهَا القَطِيعَ كَأَنَّمَا ... يُخامرها، مِنْ مَسِّه، مَسُّ أَوْلَقِ

_ (1). قوله [تصبيننا] هكذا في الأَصل

ووَلَق وَلْقاً: كَذَبَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قرأَت: إِذْ تَلِقُونَه بأَلسنتكم ، هَذِهِ حِكَايَةُ أَهل اللُّغَةِ جاؤوا بِالْمُتَعَدِّي شَاهِدًا عَلَى غَيْرِ الْمُتَعَدِّي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد إِذْ تَلِقُون فِيهِ فَحَذَفَ وأَوصل؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ الوَلْقُ فِي الْكَذِبِ بِمَنْزِلَةٍ إِذَا اسْتَمَرَّ فِي السَّيْرِ وَالْكَذِبِ. وَيُقَالُ فِي الوَلْقِ مِنَ الْكَذِبِ: هُوَ الأَلْقُ والإِلْقُ. وَفَعَلْتُ بِهِ: أَلِقْتُ وأَنتم تأْلقُونهُ. ووَلَقَ الْكَلَامَ: دَبَّره، وَبِهِ فَسَّرَ اللَّيْثُ قَوْلَهُ إِذْ تَلِقُونه أَي تدبِّرونه. وَفُلَانٌ يَلِقُ الْكَلَامَ أَي يُدَبِّرُهُ. قَالَ الأَزهري: لَا أَدري تُدَبِّرُونَهُ أَو تُدِيرُونَهُ. ووَلَقه بِالسَّوْطِ: ضَرَبَهُ. ووَلَقَ عَيْنَهُ: ضَرَبَهَا ففقأَها. والوَلِيقةُ: طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ وَلَبَنٍ؛ رَوَاهُ الأَزهري عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ قَالَ: وأَراه أَخَذَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَلَا أَعرف الوَلِيقة لِغَيْرِهِمَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا الْفَصْلِ وَالِقٌ اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ كثيِّر: يغادِرْن عَسْبَ الوالِقيِّ وناصحٍ، ... تَخُصُّ بِهِ أُمُّ الطريقِ عيالَها وَنَاصِحٌ أَيضاً: اسْمُ فَرَسٍ، وَعِيَالُهَا: سِبَاعُهَا. وَمِقَ: ومِقَهُ يَمِقُه، نَادِرٌ، مِقةً ووَمْقاً: أَحبه. أَبو عَمْرٍو فِي بَابِ فَعِل يَفعِلُ: ومِقَ يَمِقُ ووَثِقَ يَثِقُ. والتَّوَمُّق: التَّوَدُّدُ، والمِقة: الْمَحَبَّةُ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وَقَدْ وَمِقه يَمِقه، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، أَي أَحَبَّهُ، فَهُوَ وامِق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اطَّلع مِنْ وافِد قَوْمٍ عَلَى كِذْبَةٍ فَقَالَ: لَوْلَا سَخاء فِيكَ وَمِقك اللهُ عليه لشَرَّدْتُ بِكَ ، أَي أَحبك اللَّهُ عَلَيْهِ. يُقَالُ: وَمِق يمِق، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، مِقَةً، فَهُوَ وامِقٌ ومَوْموق. وَقَالَ أَبو رِيَاشٍ: ومِقْته وِماقاً، وَفَرَّقَ بَيْنَ الوِماق وَالْعِشْقِ، فَقَالَ: الوِماق مَحَبَّةٌ لِغَيْرِ رِيبةٍ، وَالْعِشْقُ مَحَبَّةٌ لرِيبة؛ وأَنشد لِجَمِيلٍ أَو غَيْرِهِ: وَمَاذَا عَسى الواشُون أَن يَتَحَدَّثُوا ... سِوَى أَن يَقُولوا: إِنَّني لَكَ وامِقُ؟ وَقَوْلُ جَابِرٍ: إِنَّ البَلِيَّة مَنْ تَمَلُّ حديثَهُ، ... فانْقع فؤادَك مِنْ حديثِ الوامِقِ وَضَعَ الوامِق مَوْضِعَ المَوْموق كَمَا قال: أَناشِرَ لَا زالتْ يمينُكَ آشِرَهْ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى وَجْهِهِ، لأَن كُلَّ مَنْ تَمِقُه فَهُوَ يَمِقُك لِقَوْلِهِ: الأَرواح جُنود مُجَنَّدةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ. وَرَجُلٌ وامِقٌ ووَمِيق؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي؛ وأَنشد لأَبي دُوَادٍ: سَقَى دارَ سَلْمى، حَيْثُ حَلَّتْ بِهَا النَّوى، ... جَزَاءَ حبيبٍ مِنْ حبيبٍ وَمِيق اللَّيْثُ: يُقَالُ ومِقْتُ فُلَانًا أَمقُه وأَنا وامِق وَهُوَ مَوْموق، وأَنا لَكَ ذُو مِقةٍ وَبِكَ ذو ثِقة. وَهَقَ: الوَهَقُ: الْحَبْلُ المُغار يُرْمى فِيهِ أُنشوطة فَتُؤْخَذُ فِيهِ الدَّابَّةُ والإِنسان، وَالْجَمْعُ أَوْهاق؛ وأَوْهق الدَّابَّةَ: فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ. والمُواهقَة فِي السَّيْرِ: الْمُوَاظَبَةُ وَمَدُّ الأَعناق. وَهَذِهِ النَّاقَةُ تُواهِق هَذِهِ: كأَنها تُبارِيها فِي السَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَانْطَلَقَ الْجَمَلُ يُواهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهِقَةً أَي يُبَارِيهَا فِي السَّيْرِ وَيُمَاشِيهَا. ومُواهقة الإِبل: مَدّ أَعناقها فِي السَّيْرِ. والمُواهقَة: أَنْ تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صَاحِبِكَ وَهِيَ الْمُوَاضَخَةُ وَالْمُوَاغَدَةُ كُلُّهُ وَاحِدٌ. وَقَدْ تواهَقَت الرُّكَّابُ أَي

فصل الياء المثناة تحتها

تَسايَرَتْ، قَالَ ابْنُ أَحمر: وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً، ... والظِّلُّ لَمْ يَفْضُل وَلَمْ يُكْرِ وأَنشد الأَزهري: تَنَشَّطَتْه كلُّ مُغْلاة الوَهَقْ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: تُواهِقُ رجْلاها يَداها ورأسهُ، ... لَهَا قَتَبٌ خَلْفَ الحَقِيبة رادِفُ فَإِنَّهُ أَراد تُواهِقُ رِجْلَاهَا يَدَيْهِ فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ، وَقَدْ عَلِمَ أَن الْمُوَاهَقَةَ لَا تَكُونُ مِنَ الرِّجْلين دُونَ الْيَدَيْنِ فأَضمر، وأَن الْيَدَيْنِ مواهِقتان كَمَا أَنهما مُواهَقَتان فأَضمر لِلْيَدَيْنِ فِعْلًا دَلَّ عَلَيْهِ الأَولُ، فكأَنه قَالَ: وتُواهِقُ يَدَاهُ رِجْلَيْهَا، ثُمَّ حَذَفَ الْمَفْعُولَ فِي هَذَا كَمَا حَذَفَهُ فِي الأَول فَصَارَ عَلَى مَا تَرَى: تُواهِقُ رِجْلَاهَا يَدَاهُ، فَعَلَى هَذِهِ الصَّنْعَةِ تَقُولُ ضارَبَ زيدٌ عَمْروٌ، عَلَى أَن يُرْفع عَمْرٌو بِفِعْلٍ غَيْرِ هَذَا الظَّاهِرِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَرْتَفِعَا جَمِيعًا بِهَذَا الظَّاهِرِ، وَقَدْ تَكُونُ المُواهقة لِلنَّاقَةِ الْوَاحِدَةِ لأَن إِحْدَى يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا تُواهِقُ الأُخرى. وتواهَقَ الساقِيان: تَبَارِيَا؛ أَنشد يَعْقُوبُ: أَكلّ يومٍ لَكَ ضَيْزَنانِ، ... عَلَى إِزَاءِ الْحَوْضِ مِلْهَزانِ، بكِرْفَتين يتواهِقَانِ؟ الوَهَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: حَبْلٌ كالطِّوَل، وَقَدْ يُسَكْنُ مِثْلَ نَهْر ونَهَر؛ قال بن بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: بَكَرَ العاذِلون في فَلَقِ الصبح ... يَقُولُونَ لِي: أَما تَسْتَفِيقُ؟ وَيَلُومُونَ فيكِ، يَا ابْنَةَ عبد ... اللَّهِ، والقَلْبُ عِنْدَكُمْ مَوْهُوق «1» . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وأَغْلَقَت المَرْءَ أَوْهاقُ الْمَنِيَّةِ ، الأَوْهاقُ جَمْعُ وَهَقٍ، بِالتَّحْرِيكِ، وَقَدْ يُسَكْنُ وَهُوَ حَبَلٌ كالطِّوَل تُشَدُّ بِهِ الإِبل وَالْخَيْلُ لِئَلَّا تَنِدَّ. أَبو عَمْرٍو: توَهَّقَ الْحَصَى إِذَا حَمِيَ مِنَ الشَّمْسِ؛ وأَنشد: وَقَدْ سَريْتُ الليلَ حَتَّى غَرْدَقا، ... حَتَّى إِذَا حامِي الحَصى تَوَهَّقا وَوَقَ: اللَّيْثُ: الواقةُ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ عِنْدَ أَهل الْعِرَاقِ؛ وأَنشد: أَبوك نَهارِيٌّ وأُمُّكَ واقَة قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ الأَلف فَيَقُولُ وأْقة، لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَاوٌ بَعْدَهَا أَلف أَصلية فِي صَدْرِ الْبَنَّاءِ إِلَّا مَهْمُوزَةً نَحْوَ الوَألة، فَتَقُولُ كَانَ جَدُّهُ وَأْلَةً، فَلَيَّنَتِ الْهَمْزَةُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لِهَذَا الطَّيْرَ قَاقَةٌ. فصل الياء المثناة تحتها يَرَقَ: اليارَقُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَسْوِرة، وَقِيلَ: اليارَقُ السِّوار؛ قَالَ شُبرمة بْنُ الطُّفَيْلِ: لعَمْري لَظَبْيٌ عِنْدَ بَابِ ابْنِ مُحْرِزٍ، ... أَغَنُّ عَلَيْهِ اليارَقانِ، مَشُوفُ، أَحَبُّ إِلَيْكُمْ مِنْ بُيوتٍ عمادُها ... سُيوف وأَرْماح، لهُنَّ حَفِيفُ واليارَقُ: الجِبارةُ وَهُوَ الدَّسْتِينَجُ الْعَرِيضُ، مُعَرَّبٌ. واليَرَقانُ: دُودٌ يَكُونُ فِي الزَّرْعِ ثُمَّ يَنْسَلِخُ فيصير

_ (1). في قصيدة عديّ: موثوق بدل موهوق

فَراشاً. واليَرَقانُ مِثْلَ الأَرَقانِ: آفَةٌ تُصِيبُ الزَّرْعَ أَيضاً. وزَرْع مَيْروق ومأْرُوق وَقَدْ يُرِقَ. واليَرَقان: دَاءٌ مَعْرُوفٌ يُصِيبُ النَّاسَ؛ وَرَجُلٌ مَيْروق. يَرْمُقُ: فِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ: الدِّرْهَمُ يُطْعِمُ الدَّرْمَقَ وَيَكْسُو اليَرْمَق ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَفَسَّرَ اليَرْمَق أَنه القَباء بِالْفَارِسِيَّةِ، وَالْمَعْرُوفُ فِي الْقَبَاءِ أَنه اليَلْمق بِاللَّامِ، وأَنه مُعَرَّبٌ، فأَما اليَرْمق فَهُوَ الدِّرْهَمُ بِالتُّرْكِيَّةِ، وَرَوِي بِالنُّونِ، وَقَدْ تقدم. يَسَقَ: الأَياسِقُ: الْقَلَائِدُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ والأَزهري: لَمْ نَسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِلا أَن يَكُونَ وَاحِدُهَا الأَيْسق؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وقُصِرْنَ فِي حِلَق الأَياسِقِ عندهُمْ، ... فَجَعَلْنَ رَجْع نُباحِهنَّ هَرِيرا يَقُقْ: أَبيض يَقَقٌ ويَقِقٌ، بِكَسْرِ الْقَافِ الأُولى: شَدِيدُ الْبَيَاضِ نَاصَعَهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لجُمَّارة النَّخْلَةِ يَقَقَة وشَحْمَة، وَالْجَمْعُ يَقَق. وَفِي حَدِيثِ وِلَادَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ولَفَّها فِي بَيْضَاءَ كأَنها اليَقَقُ ؛ اليَقَقُ: الْمُتَنَاهِي فِي البياض. يَلْقَ: اليَلَقُ: البِيض مِنَ الْبَقَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَلَقُ الأَبيض مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وأَتْرُك القِرْنَ فِي الغُبار، وَفِي ... حِضْنَيْهِ زَرْقاءُ، مَتْنها يَلَقُ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الأَهتم: فِي رَبْرَبٍ يَلَقٍ جَمّ مَدافِعُها، ... كأَنهنَّ بِجَنْبَيْ حَرْبةَ البَرَدُ واليَلْقَقُ: الْعَنْزُ «2» الْبَيْضَاءُ. وَقَالَ: أَبيض يَلَق ولَهَق ويَقَقٌ بمعنى واحد. يَلْمُقُ: اليَلْمَقُ: الْقَبَاءُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ الْوَحْشِيَّ: تَجْلُو البَوارِقُ عَنْ مُجْرَنْثمٍ لَهِقٍ، ... كأَنه مُتَقَبِّي يَلْمَقٍ عَزَبُ وَجَمْعُهُ يَلامق، قَالَ عُمَارَةُ: كأَنما يَمْشِينَ فِي اليَلامِقِ

_ (2). قوله [واليلقق العنز] هكذا بالأَصل ونقله شارح القاموس، والذي في الصحاح ومتن القاموس: اليلقة بالتحريك

ك

ك حرف الكاف ك: الْكَافُ مِنَ الْحُرُوفِ المَهْموسة وَهِيَ ضِدُّ المَجْهورة، قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى المَجْهور أَنه لَزِمَ مَوْضِعَهُ إِلى انْقِضَاءِ حُرُوفِهِ وحَبَس النَّفَس أَن يَجْريَ مَعَهُ فَصَارَ مَجْهُورًا لأَنه لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَهِيَ تِسْعَةَ عَشَرَ حَرْفًا: اب ج د ذ ر ز ض ط ظ ع غ ق ل م ن وي وَالْهَمْزَةُ؛ قَالَ: وَالْمَهْمُوسُ حَرْفٌ لانَ فِي مَخْرجه دُونَ المَجْهور وجَرَى مَعَهُ النفَسُ فَكَانَ دُونَ الْمَجْهُورِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ، وَعِدَّةُ حُرُوفِهِ عَشَرَةٌ: ت ث ح خ س ش ص وك هـ؛ قَالَ: وَمَخْرَجُ الْجِيمِ وَالْقَافِ وَالْكَافِ بَيْنَ عَكَدَةِ اللِّسَانِ وَبَيْنَ اللَّهاةِ فِي أَقصى الْفَمِ. فصل الألف أبك: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبِكَ الشيءُ يَأْبَك كَثُرَ، ورأَيت فِي نُسْخَةٍ مِنَ حَوَاشِي الصِّحَاحِ مَا صُورَتُهُ فِي الأَفعال لِابْنِ الْقَطَّاعِ: أَبِكَ الرجلُ أَبْكاً وأَبَكاً كثر لحمه. أدك: أَدِيك: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: ومُعْتَرَكٍ مِنْ أَهْلِها قَدْ عَرَفْته ... بِوَادِي أَدِيكٍ، حَيْثُ كَانَ مَحانيا وَيُرْوَى أَريك: وسيأْتي ذِكْرُهُ. أرك: الأَراكُ: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ شَجَرُ السِّواك يُستاك بفُروعه، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَفضل مَا اسْتِيك بِفَرْعِهِ مِنَ الشَّجَرِ وأَطيب مَا رَعَتْه الْمَاشِيَةُ رائحةَ لَبَنٍ؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ: مِنْهُ تُتخذ هَذِهِ المَساوِيك مِنَ الْفُرُوعِ وَالْعُرُوقِ، وأَجوده عِنْدَ النَّاسِ العُروق وَهِيَ تَكُونُ وَاسِعَةً مِحْلَالًا، وَاحِدَتُهُ أَراكة، وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ بَنِي إِسرائيل: وعِنَبُهم الأَراك ، قَالَ: هُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ لَهُ حَمْل كحمْل عَنَاقِيدِ الْعِنَبِ وَاسْمُهُ الكَباثُ، بِفَتْحِ الْكَافِ، وإِذا نَضِج يُسَمَّى المَرْدَ. والأَراك أَيضاً: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَراك كَمَا قِيلَ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الْقَصَبِ أَباءَة، وَقَدْ جَمَعُوا أَراكةً فَقَالُوا أُرُك؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: إِلى أُرُكٍ بالجِذْعِ مِنْ بَطْنِ بِئْشةٍ ... عَلَيْهِنَّ صَيْفِيُّ الحَمام النَّوائحِ

ابْنُ شُمَيْلٍ، الأَراكُ شَجَرَةٌ طَوِيلَةٌ خَضْرَاءُ نَاعِمَةٌ كَثِيرَةُ الْوَرَقِ والأَغصان خوَّارة الْعُودِ تَنْبُتُ بالغَوْر تُتَّخَذُ مِنْهَا المَساويك. الأَراك: شَجَرٌ مِنَ الحَمْض، الْوَاحِدَةُ أَراكة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ تُجْمَعُ أَراكة عَلَى أَرائك؛ قَالَ كُلَيْبٌ الْكِلَابِيُّ: أَلا يَا حَمامات الأَرائِك بالضُّحَى، ... تَجاوَبْنَ مِنْ لَفَّاءَ دانٍ بَرِيرُها وإِبل أَراكية: تَرْعَى الأَراك. وأَراكٌ أَرِكٌ ومؤْتَرِكٌ: كَثِيرٌ مُلْتَفٌّ. وأَرِكت الإِبل تأْرَك أَرَكاً: اشْتَكَتْ بُطُونَهَا مِنْ أَكل الأَراك، وَهِيَ إِبل أَراكَى وأَرِكَةٌ، وَكَذَلِكَ طَلاحَى وطَلِحَةٌ وقَتادَى وقَتِدَة ورَماثى ورَمِثَة. وأَرَكَت تَأْرُك أُرُوكاً: رَعَتِ الأَراك. وأَرَكتْ تَأْرِكُ وتَأْرُك أُرُوكاً: لَزِمَتِ الأَراك وأَقامت فِيهِ تأْكله، وَقِيلَ: هُوَ أَن تُصِيبَ أَي شَجَرٍ كَانَ فتُقيم فِيهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَراك الحَمْض نَفْسُهُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الرُّواةِ أَرِكَتِ النَّاقَةُ أَرَكاً، فَهِيَ أَرِكةٌ مَقْصُورٌ، مِنْ إِبل أُرُكٍ وأَوارِك: أَكلت الأَراك، وَجَمْعُ فَعِلَةٍ عَلَى فُعُل وَفَوَاعِلَ شَاذٌّ. والإِبل الأَوارك: الَّتِي اعْتَادَتْ أَكل الأَراك، وَالْفِعْلُ أَرَكَتْ تَأْركُ أَرْكاً، وَقَدْ أَرَكَتْ أُرُوكاً إِذا لَزِمَتْ مَكَانَهَا فَلَمْ تَبْرَحْ، وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ أَرَكَتْ إِذا أَقامت فِي الأَراك وَهُوَ الْحَمْضُ، فَهِيَ أَرِكة؛ قَالَ كثيِّر: وإِنَّ الَّذِي يَنْوِي مِنَ المالِ أَهلُها ... أَوارِكُ، لَمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي يَقُولُ: إِن أَهل عَزَّة يَنْوُونَ أَن لَا يَجْتَمِعَ هُوَ وَهِيَ وَيَكُونَا كالأَوارِك مِنَ الإِبل والعَوَادي فِي تَرْكِ الِاجْتِمَاعِ فِي مَكَانٍ، وَقِيلَ: العَوَادي الْمُقِيمَاتُ فِي العِضاه لَا تُفَارِقُهَا، يَقُولُ: أَهل هَذِهِ المرأَة يَطْلُبُونَ مِنْ مَهْرِهَا مَا لَا يُمْكِنُ كَمَا لَا يُمْكِنُ أَن تأْتلف الأَوَارك والعَوادي وَتَجْتَمِعَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُتي بلَبنِ إِبلٍ أَوارِكَ أَي قَدْ أَكلت الأَراك. ابْنُ السِّكِّيتِ: الإِبل الأَوَارك الْمُقِيمَاتُ فِي الحَمْض، قَالَ: وإِذا كَانَ الْبَعِيرُ يأْكل الأَراك قِيلَ آرِك. وَيُقَالُ: أَطيب الأَلبان أَلبان الأَوارك. وَقَوْمٌ مُؤْرِكُونَ: رَعَتْ إِبلهم الأَراك، كَمَا يُقَالُ: مُعِضُّون إِذا رَعَتْ إِبلهم العُضَّ؛ قَالَ: أَقُولُ، وأَهلي مُؤْرِكُونَ وأَهلُها ... مُعِضُّون: إِنْ سارتْ فَكَيْفَ نَسِيرُ؟ «1» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ بَيْتٌ مَعنيٌّ قَدْ وَهِم فِيهِ أَبو حَنِيفَةَ وردَّ عَلَيْهِ بَعْضُ حُذَّاقِ الْمَعَانِي، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَرَك الرَّجُلُ بِالْمَكَانِ يَأْرُك ويأْرِك أُرُوكاً وأَرِك أَرَكاً، كِلَاهُمَا: أَقام بِهِ. وأَرَكَ الرجلُ: لَجَّ. وأَرَكَ الأَمْرَ فِي عُنُقه: أَلزمه إِيَّاه. وأَرَكَ الجُرْحُ يأْرُكُ أُروكاً: تَماثَل وبَرَأَ وصلَح وسكَن ورَمُه. وَقَالَ شَمِرٌ: يَأْرِك ويَأْرُك أُرُوكاً لُغَتَانِ. وَيُقَالُ: ظَهَرَتْ أَرِيكَة الجُرْح إِذا ذهبتْ غَثِيثَتُه وَظَهَرَ لَحْمُهُ صَحِيحًا أَحمر وَلَمْ يَعْلُه الْجِلْدُ، وَلَيْسَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلّا عُلُوُّ الْجِلْدِ والجُفوف. والأَرِيكةُ: سَرِيرٌ فِي حَجَلة، وَالْجَمْعُ أَرِيكٌ وأَرَائِك. وَفِي التَّنْزِيلِ: عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: الأَرائك السُّرُر فِي الحِجال؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَرَائك الفُرُش فِي الحِجَال، وَقِيلَ: هِيَ الأَسرَّة وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ الفُرُش، كَانَتْ فِي الحِجَال أَو فِي غَيْرِ الحِجَال، وَقِيلَ: الأَريكة سَرِيرٌ مُنَجَّد مُزَيَّن فِي قُبَّة أَو بَيْتٍ فإِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ سَرِيرٌ فَهُوَ حَجَلة، وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يُبَلِّغه الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكٍ على

_ (1). راجع في مادة عضض هذا البيت وتفسيره وتغليط أبي حنيفة في تخريجه وجه كلام الشاعر

أَرِيكَتِه فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ؟ الأَرِيكة: السَّرِيرُ فِي الحَجَلة مِنْ دُونِهِ سِتْر وَلَا يسمَّى مُنْفَرِدًا أَريكةً، وَقِيلَ: هُوَ كُلّ مَا اتُّكِئَ عَلَيْهِ مِنْ سَرِيرٍ أَو فِراش أَو مِنَصَّةٍ. وأَرَّكَ المرأَةَ: سَتَرَهَا بالأَرِيكة؛ قَالَ: تبيَّن أَنَّ أُمَّكَ لَمْ تُؤَرَّكْ، ... وَلَمْ تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنِينَا والأَرِيكُ: اسْمُ وادٍ. أَبو تُرَابٍ عَنِ الأَصمعي: هُوَ آرَضُهُمْ أَن يَفَعَلَ ذَلِكَ وآرَكُهُم أَن يَفْعَلَهُ أَي أَخْلَقهم، قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ. وأُرُكٌ وأَرِيكٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: عَفَا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، ... فَجَنْبَا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ «1» . وأَرَك: أَرض قَرِيبَةٌ مِنْ تَدْمُر؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: وَقَدْ تَعَرَّجْتُ لَمَّا ورَّكَت أَرَكاً، ... ذَاتَ الشِّمال، وَعَنْ أَيْماننا الرِّجَلُ أسك: الإِسْكَتانِ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: جَانِبَا الْفَرْجِ وَهُمَا قُذَّتاه، وطرفاه الشُّفْرانِ؛ وقال شَمِرٌ: الإِسْكُ جَانِبُ الاسْتِ. ابْنُ سِيدَهْ: الإِسْكَتَانِ والأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم، وَقِيلَ: جَانِبَاهُ مِمَّا يَلِي شُفْريه؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَرَى بَرَصاً يلُوح بإِسْكَتَيْها، ... كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حِينَ شَابَا وَالْجَمْعُ إِسَكٌ وأَسْكٌ وإِسْكٌ، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَبَحَ الإِلَهُ، وَلَا أُقَبِّح غيرَهُمْ؛ ... إِسْكَ الإِماءِ بَني الأَسَكّ مُكَدَّمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا رَوَاهُ إِسْك، بالإِسكان، وَقِيلَ: الإِسك جَانِبُ الاسْت هُنَا شَبَّهَهُمْ بِجَوَانِبِ الحَياء فِي نَتَنِهِمْ. وَيُقَالُ للإِنسان إِذا وُصِفَ بالنَّتْن: إِنما هُوَ إِسك أَمَةٍ، وإِنما هُوَ عَطِينة؛ وَقَالَ مُزَرَّد: إِذا شَفَتاه ذَاقَتَا حَرَّ طَعْمِه، ... تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ وامرأَة مَأْسُوكَةٌ: أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غَيْرَ مَوْضِعِ الخَفْضِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فأَصابت شَيْئًا مِنْ أَسْكَتَيْها. وآسَكُ: مَوْضِعٌ. أفك: الإِفْك: الْكَذِبُ. والأَفِيكةُ: كالإِفْك، أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ؛ قَالَ رؤْبة: لَا يأْخُذُ التَأْفِيكُ والتَّحَزِّي ... فِينَا، وَلَا قَوْلُ العِدَى ذُو الأَزِّ التَّهْذِيبُ: أَفَكَ يأْفِكُ وأَفِكَ يأْفَكُ إِذا كَذَبَ. وَيُقَالُ: أَفَكَ كَذَبَ. وأَفَكَ الناسَ: كَذَبَهُمْ وحدَّثهم بالباطل، قال: فَيَكُونُ أَفَكَ وأَفَكْتُه مِثْلَ كَذَب وكَذَبْته. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: حِينَ قَالَ فِيهَا أَهلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا ؛ الإِفْكُ فِي الأَصل الْكَذِبُ وأَراد به هاهنا مَا كُذِبَ عَلَيْهَا مِمَّا رُمِيَتْ بِهِ. والإِفْك: الإِثم. والإِفْكُ: الْكَذِبُ، وَالْجَمْعُ الأَفَائكُ. وَرَجُلٌ أَفَّاك وأَفِيك وأَفُوك: كَذَّابٌ. وآفَكَهُ: جَعَلَهُ يَأْفِكُ، وقرئَ: وَذلِكَ إِفْكُهُمْ «2» وأَفَكُهُمْ وآفَكُهُمْ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: يَا لَلأَفِيكةِ وَيَا لِلأَفِيكة، بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا، فَمَنْ فَتَحَ اللَّامَ فَهِيَ لَامُ اسْتِغَاثَةٍ، ومن كسرها فهو تَعَجُّبٌ كأَنه قَالَ: يَا أَيها الرَّجُلُ اعْجَبْ

_ (1). في ديوان النَّابِغَةُ: عَفَا ذُو حُساً بدل حُسُمٌ (2). قوله [وقرئ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ إلخ] هكذا بضبط الأَصل، وهي ثلاث قراءات ذكرها الجمل وزاد قراءات أخر: أفكهم بالفتح مصدراً وأفكهم بالفتحات ماضياً وأفكهم كالذي قبله لكن بتشديد الفاء وآفكهم بالمد وفتح الفاء والكاف وآفكهم بصيغة اسم الفاعل.

لِهَذِهِ الأَفيكة وَهِيَ الكَذْبة الْعَظِيمَةُ. والأَفْكُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَفَكَهُ عَنِ الشَّيْءِ يَأْفِكُه أَفْكاً صَرَفَهُ عَنْهُ وَقَلَبَهُ، وَقِيلَ: صَرَفَهُ بالإِفك؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أُذينة «1». إِن تَكُ عَنْ أَحْسَنِ المُروءَة مَأْفُوكاً، ... فَفِي آخِرِينَ قَدْ أُفِكُوا «2» . يَقُولُ: إِن لَمْ تُوَفَّقْ للإِحسان فأَنت فِي قَوْمٍ قد صرفوا من ذَلِكَ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَرْضِ نَفْسِهِ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ: لَقَدْ أُفِكَ قومٌ كذَّبوك ظَاهَرُوا عَلَيْكَ أَي صُرِفوا عَنِ الْحَقِّ وَمَنَعُوا مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ؛ قال الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ يُصْرَفُ عَنِ الإِيمان مَنْ صُرِف كَمَا قَالَ: أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا ؛ يَقُولُ: لِتَصْرِفَنَا وَتَصُدَّنَا. والأَفَّاك: الَّذِي يَأْفِكُ النَّاسَ أَي يَصُدُّهُمْ عَنِ الْحَقِّ بِبَاطِلِهِ. والمَأْفوك: الَّذِي لَا زَوْرَ لَهُ. شَمِرٌ: أُفِك الرجلُ عَنِ الْخَيْرِ قُلِبَ عَنْهُ وَصُرِفَ. والمُؤْتفِكات: مَدائن لُوطٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانقلابها بالخَسْف. قال تَعَالَى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ؛ قال الزَّجَّاجُ: المؤْتفكات جَمْعُ مُؤْتَفِكة، ائْتَفَكَتْ بِهِمُ الأَرض أَي انْقَلَبَتْ. يُقَالُ: إِنهم جَمْعُ مَنْ أَهلك كَمَا يُقَالُ لِلْهَالِكِ قَدِ انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا. وَرَوَى النَّضْرُ بْنُ أَنس عَنْ أَبيه أَنه قَالَ: أَي بُنَيَّ لَا تنزلنَّ الْبَصْرَةَ فإِنها إِحدى المُؤْتَفِكات قَدِ ائْتَفَكَت بأَهلها مرتين هي مُؤْتَفِكة بِهِمُ الثَّالِثَةَ قَالَ شَمِرٌ: يَعْنِي بالمُؤتفكة أَنها غَرِقَتْ مَرَّتَيْنِ فَشَبَّهَ غَرَقَهَا بِانْقِلَابِهَا. والائْتِفاك عِنْدَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ: الِانْقِلَابُ كَقَرْيَاتِ قَوْمِ لُوطٍ الَّتِي ائْتَفَكتْ بأَهلها أَي انْقَلَبَتْ، وَقِيلَ: المُؤْتَفِكاتُ المُدُن الَّتِي قَلَبَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى قَوْمِ لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَذَكَرَ قِصَّةَ هَلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ قَالَ: فَمَنْ أَصابته تِلْكَ الْإِفْكَةُ أَهلكته ، يُرِيدُ الْعَذَابَ الَّذِي أَرسله اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَقَلَبَ بِهَا دِيَارَهُمْ. يُقَالُ: ائْتَفَكَت الْبَلْدَةُ بأَهلها أَي انْقَلَبَتْ، فَهِيَ مُؤتَفِكة. وَفِي حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ الخصَّاصية: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِمَّنْ أَنت؟ قَالَ: مِنْ ربيعة، قال: أَنتم تَزْعُمُونَ لَوْلَا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بِمَنْ عَلَيْهَا أَي انْقَلَبَتْ. والمُؤْتَفِكاتُ: الرِّياح تَخْتَلِفُ مَهابّهُا. والمُؤْتَفِكات: الرِّيَاحُ الَّتِي تَقْلِبُ الأَرض، تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذا كَثُرَتِ المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زَكَا زَرْعُهَا؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: وجَوْن خَرقٍ بِالرِّيَاحِ مُؤتَفك أَي اخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيَاحُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. وأَرض مَأْفوكة: وَهِيَ الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا الْمَطَرُ فأَمحلت. ابْنُ الأَعرابي: ائْتَفَكت تِلْكَ الأَرضُ أَي احترَقتْ مِنَ الْجَدَبِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنها، وَهِيَ تَهاوَى تَهْتَلِك، ... شَمْسٌ بِظلٍّ، ذا بهذا يَأْتَفِك قال يَصِفُ قَطاةً باطِن جَنَاحَيْهَا أَسود وَظَاهِرُهُ أَبيض فَشَبَّهَ السَّوَادَ بِالظُّلْمَةِ وَشَبَّهَ الْبَيَاضَ بالشمس، يَأْتَفِك: يَنْقَلِبُ. والمَأْفوك: المأْفون وَهُوَ الضَّعِيفُ الْعَقْلِ والرأْي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ؛ قال مُجَاهِدٌ: يُؤْفن عَنْهُ مَنْ أُفِنَ. وأُفِنَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ رأْيه، وأَفَنَهُ اللَّهُ. وأُفِكَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ عَقْلُهُ ورأْيه، قال: وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ أَفَكه اللَّهُ بِمَعْنَى أَضعف عَقْلَهُ وإِنما أَتى أَفَكه بِمَعْنَى صَرَفَهُ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى فِي الْآيَةِ يصرف عن

_ (1). قوله [عمرو بن أُذينة] الذي في الصحاح وشرح القاموس: عروة (2). قوله [أحسن المروءة] رواية الصحاح: أحسن الصنيعة

الْحَقِّ مَنْ صَرَفَهُ اللَّهُ. وَرَجُلٌ أَفِيكٌ ومَأْفوك: مَخْدُوعٌ عَنْ رأْيه؛ اللَّيْثُ: الأَفِيكُ الَّذِي لَا حَزْم لَهُ ولا حيلة؛ وأَنشد: مَا لِي أَراكَ عَاجِزًا أَفِيكا؟ وَرَجُلٌ مَأْفوك: لَا يُصِيبُ خَيْرًا. وأَفكهُ: بمعنى خدعه. أكك: الأَكَّةُ: الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ. والأَكَّةُ: شِدَّةُ الْحَرِّ وسكونُ الرِّيحِ مِثْلُ الأَجَّةِ، إِلا أَن الأَجَّة التَّوَهُّج والأَكَّةَ الْحَرُّ المُحْتَدِمُ الَّذِي لَا رِيحَ فِيهِ. وَيُقَالُ: أَصابتنا أَكَّة؛ وَيَوْمٌ أَكٌّ وأَكِيكٌ وَقَدْ أَكَّ يومُنا يَؤُكُّ أَكّاً وأْتَكَّ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ، وَلَيْلَةٌ أَكَّة كَذَلِكَ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: يَوْمٌ عَكّ أَكّ شَدِيدُ الْحَرِّ مَعَ لِينٍ وَاحْتِبَاسِ رِيحٍ؛ حَكَاهَا مَعَ أَشياء إِتباعية، قَالَ: فَلَا أَدري أَذَهب بِهِ إِلى أَنه شَدِيدُ الْحَرِّ وأَنه يُفْصَلُ مِنْ عَكٍّ كَمَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ. وَفِي الْمُوعِبِ: وَيَوْمٌ عَكٌّ أَكّ حَارٌّ ضَيق غَامٌّ «3»، وعَكِيك أَكِيكٌ. والأَكَّة: فَوْرة شَدِيدَةٌ فِي القَيْظ وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي تَرْكُد فِيهِ الرِّيحُ. التَّهْذِيبُ: يَوْمٌ ذُو أَكّ وَذُو أَكَّة وَقَدِ ائتَكَّ وَهُوَ يَوْمٌ مُؤتَكّ، وَكَذَلِكَ العَكّ فِي وُجوهه، وَيُقَالُ: إِن فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ لأَكَّة أَي حِقْداً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَمَاهُ اللَّهُ بالأَكَّةِ أَي بالموت. وأْتَكَّ فُلَانٌ مِنْ أَمر أَرْمَضَه وأَكَّهُ يَؤُكُّه أَكّاً: ردَّه والأَكَّة: الزَّحْمَةُ؛ قَالَ: إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْه أَكَّهْ، ... فَخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ فِي الْمُوعَبِ: الشَّرِيبُ الَّذِي يَسْقِي إِبله مَعَ إِبلك، يَقُولُ: فَخَلِّهُ يُورِدُ إِبله الْحَوْضَ فتَباكُّ عَلَيْهِ أَي تَزْدَحِمُ فَيَسْقِي إِبله سَقْيَةً؛ قَالَ: تَضَرَّجَتْ أَكَّاتُه وغَمَمُهْ الأَكَّةُ: الضيقُ وَالزَّحْمَةُ. وأكَّه يَؤُكُّه أَكّاً: زاحمه. وأْتَكَّ الوِرْدُ: ازْدَحَمَ، مَعْنَى الورْد جماعة الإِبل الواردة. وأْتَكَّ مِنْ ذَلِكَ الأَمر: عَظُمَ عليه وأَنِفَ منه. ألك: فِي تَرْجَمَةِ عَلَجَ: يُقَالُ هَذَا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لِمَا يُؤْكَلُ، وَمَا تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وَمَا تَعَلَّجْتُ بعَلوج. اللَّيْثُ: الأَلوك الرِّسَالَةُ وَهِيَ المَأْلُكة، عَلَى مَفْعُلة، سُمِّيَتْ أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ فِي الْفَمِ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: الْفَرَسُ يَأْلُك اللُّجُمَ، وَالْمَعْرُوفُ يَلوك أَو يَعْلُك أَي يَمْضُغُ. ابْنُ سِيدَهْ: أَلَكَ الفرسُ اللِّجَامَ فِي فِيهِ يَأْلُكه عَلَكه. والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرِّسَالَةُ لأَنها تُؤْلَك فِي الْفَمِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّه ... بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا مَا سَأَلْ وقال الشَّاعِرُ: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكةً، ... عَنِ الَّذِي قَدْ يُقالُ مِ الكَذبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو دَخْتَنُوس هُوَ لَقِيط بْنُ زُرارة ودخْتَنُوس ابْنَتُهُ، سَمَّاهَا بَاسِمِ بنت كِسرى؛ وقال فيها: يَا لَيْتَ شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ، ... إِذا أَتاكِ الخبرُ المَرْمُوسُ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وَقَوْلُهُ: أَبْلِغْ يَزِيد بَنِي شَيْبان مَأْلُكَةً: ... أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ مِنَ الأَلوك؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ نَحْنُ فِي الْكَلَامِ تَأْتَلِكُ من

_ (3). قوله: غام؛ هكذا في الأَصل

الأَلوك فَيَكُونُ هَذَا مَحْمُولًا عَلَيْهِ مَقْلُوبًا مِنْهُ؛ فأَما قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَبْلِغِ النُّعْمان عَنِّي مَأْلُكاً: ... أَنه قَدْ طَالَ حَبْسي وانْتِظار فإِن سِيبَوَيْهِ قَالَ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعُل، وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ أَنه قَالَ: مَأْلُك جَمْعُ مَأْلُكة، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ إِنْقَحل فِي الْقِلَّةِ، وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَقيس «1»؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ مَكْرُم ومَعُون، قَالَ الشَّاعِرُ: لِيَوْمِ رَوْعٍ أَو فَعَال مَكْرُم وَقَالَ جَمِيلٌ: بُثَيْنَ الْزَمي لَا، إِنَّ لَا إِنْ لَزِمْتِه، ... عَلَى كثرةِ الوَاشينَ، أَيّ مَعُون قَالَ: وَنَظِيرُ الْبَيْتِ الْمُتَقَدِّمِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَيُّها الْقَاتِلُونَ ظُلْمًا حُسَيْناً، ... أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّنْكيل كلُّ أَهلِ السَّمَاءِ يَدْعُو عليكُمْ: ... مِنْ نَبيّ ومَلأَكٍ وَرَسُولِ وَيُقَالُ: أَلَك بَيْنَ الْقَوْمِ إِذا تَرَسَّلَ أَلْكاً وأُلُوكاً وَالِاسْمُ مِنْهُ الأَلُوك، وَهِيَ الرِّسَالَةُ، وَكَذَلِكَ الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نَقَلْتَهُ بِالْهَمْزَةِ قُلْتَ أَلَكْتُه إِليه رِسَالَةً، والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الْهَمْزَةُ بَعْدَ اللَّامِ وَخُفِّفَتْ بِنَقْلِ حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا وحَذْفِها، فإِن أَمرتَ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ الْمَنْقُولِ بِالْهَمْزَةِ قُلْتَ أَلِكْني إِليها بِرِسَالَةٍ، وَكَانَ مُقْتَضَى هَذَا اللَّفْظِ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ أَرْسِلْني إِليها بِرِسَالَةٍ، إِلا أَنه جَاءَ عَلَى الْقَلْبِ إِذ الْمَعْنَى كُنْ رَسُولِي إِليها بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ فَهَذَا عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ: وَلَا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها أَي وَلَا أَتَهَيَّبُها، وَكَذَلِكَ أَلِكْني لَفْظُهُ يَقْضِي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ وَالْمُتَكَلِّمَ مُرْسَل، وَهُوَ فِي الْمَعْنَى بِعَكْسِ ذَلِكَ، وَهُوَ أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مرْسِل؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ أَبي رَبِيعَةَ: أَلِكْني إِليها بِالسَّلَامِ، فإِنَّهُ ... يُنَكَّرُ إِلْمامي بِهَا ويُشَهَّرُ أَي بَلِّغْها سَلَامِي وكُنْ رَسُولِي إِليها، وَقَدْ تُحْذَفُ هَذِهِ الْبَاءُ فَيُقَالُ أَلِكْني إِليها السلامَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: أَلِكْني إِلى قَوْمِي السلامَ رِسالةً، ... بِآيَةِ مَا كَانُوا ضِعافاً وَلَا عُزْلا فَالسَّلَامُ مَفْعُولٌ ثَانٍ، وَرِسَالَةٌ بَدَلٌ مِنْهُ، وإِن شِئْتَ حَمَلْتَهُ إِذا نَصَبْتَ عَلَى مَعْنَى بَلِّغ عَنِّي رِسَالَةً؛ وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ شأْس: أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ الإِله، ... فَمَا كَانُوا ضِعافاً وَلَا عُزْلا وَقَدْ يَكُونُ المُرْسَلُ هُوَ المُرْسَل إِليه، وَذَلِكَ كَقَوْلِكَ أَلِكْني إِليك السَّلَامَ أَي كُنْ رَسُولِي إِلى نَفْسِكَ بِالسَّلَامِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشاعر: أَلِكْني يا عتيقُ إِليكَ قَوْلًا، ... سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وأَبيه وَعَمِّهِ: أَلِكْني إِلى قَوْمِي، وإِن كنتُ نَائِيًا، ... فإِني قَطُينُ البيتِ عِنْدَ المَشَاعِرِ أَي بَلِّغ رِسَالَتِي مِنَ الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وَهِيَ الرِّسَالَةُ. وقال كُرَاعٌ: المَأْلُك الرِّسَالَةُ وَلَا نَظِيرَ لَهَا أَي لَمْ يَجِئْ عَلَى مَفْعُل إِلا هي.

_ (1). قوله [وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أقيس] هكذا في الأَصل

وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك. ابْنُ الأَنباري: يُقَالُ أَلِكْني إِلى فُلَانٍ يُرَادُ بِهِ أَرسلني، وَلِلِاثْنَيْنِ أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني، والأَصل فِي أَلِكْني أَلْئِكْني فَحُوِّلَتْ كَسْرَةُ الْهَمْزَةِ إِلَى اللَّامِ وأُسقطت الْهَمْزَةُ؛ وأَنشد: أَلِكْني إِليها بخير الرسولِ، ... أُعْلِمُهُمْ بِنُوَاحِي الخَبَرْ قَالَ: وَمَنْ بَنَى عَلَى الأَلوك قَالَ: أَصل أَلِكْني أَأْلِكْني فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ تَخْفِيفًا؛ وأَنشد: أَلِكْني يَا عُيَيْنُ إِليكَ قَوْلًا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَلِكْني أَلِكْ لِي، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رَسُولِي إِليه؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: أَلِكْني يَا عُيَيْنُ إِليكَ عَنِّي أَي أَبلغ عَنِّي الرِّسَالَةَ إِليك، والمَلَكُ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وأَصله مَأْلَك، ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ إِلى مَوْضِعِ اللَّامِ فَقِيلَ مَلأَك، ثُمَّ خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ بأَن أُلقيت حَرَكَتُهَا عَلَى السَّاكِنِ الَّذِي قَبْلَهَا فَقِيلَ مَلَك؛ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ مُتَمَّمًا وَالْحَذْفُ أَكثر: فلسْتَ لإِنْسيٍّ، وَلَكِنْ لمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوب وَالْجَمْعُ مَلَائِكَةٌ، دَخَلَتْ فِيهَا الْهَاءُ لَا لِعُجْمَةٍ وَلَا لِنَسَبٍ، وَلَكِنْ عَلَى حَدِّ دُخُولِهَا فِي القَشاعِمَة والصيَّاقلة، وَقَدْ قَالُوا المَلائك. ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ المَأْلَكة والمَلأَكة عَلَى الْقَلْبِ. وَالْمَلَائِكَةُ: جَمْعُ مَلأَكة ثُمَّ تُرِكَ الْهَمْزُ فَقِيلَ مَلَك فِي الْوُحْدَانِ، وأَصله مَلأَك كَمَا تَرَى. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ قَدِ اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته. أنك: الآنُك: الأُسْرُبُّ وَهُوَ الرَّصاصُ القَلْعِيُّ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ الْقَزْدِيرُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِ فاعُل غَيْرِهِ، فأَما كابُل فأَعجمي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ استَمَعَ إِلى قَيْنَة صَبَّ اللَّهُ الآنُك فِي أُذُنيه يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ رَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اسْتَمَعَ إِلى حَدِيثِ قومٍ هُمْ لَهُ كارِهون صبَّ فِي أُذنيه الآنُك يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الآنُك الأَسْرُبُّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَحسبه معرَّباً، وَقِيلَ: هُوَ الرَّصاص الأَبيض، وَقِيلَ الأَسود، وَقِيلَ هُوَ الْخَالِصُ مِنْهُ وإِن لَمْ يَجِئْ عَلَى أَفْعُل وَاحِدًا غَيْرُ هَذَا، فأَما أَشُدّ فَمُخْتَلِفٌ فِيهِ، هَلْ هُوَ وَاحِدٌ أَو جَمْعٌ، وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الآنُك فاعُلًا لَا أَفْعُلًا، قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَفْعُل مِنْ أَبنية الْجَمْعِ وَلَمْ يَجِئْ عَلَيْهِ لِلْوَاحِدِ إِلا آنُك وأَشُدّ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرٍ عَرَبِيٍّ وَالْقِطْعَةُ الْوَاحِدَةُ آنُكَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي جِسْم جَدْل صَلْهَبيّ عَمَمُه، ... يَأْنُك عَنْ تَفْئِيمه مُفَأّمُه قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري مَا يَأْنُك، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَأْنُك يعظم. أيك: الأَيْكةَ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ، وَقِيلَ: هِيَ الغَيْضة تُنْبِتُ السَّدْر والأَراك وَنَحْوَهُمَا مِنْ نَاعِمِ الشَّجَرِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَنْبَتَ الأَثْل ومُجتَمعه، وَقِيلَ: الأَيْكة جَمَاعَةُ الأَراك، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَدْ تَكُونُ الأَيْكة الْجِمَاعُ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ حَتَّى مِنَ النَّخْلِ، قَالَ: والأَول أَعرق، وَالْجَمْعُ أَيْكٌ. وأَيِكَ الأَراك فَهُوَ أَيِكٌ واسْتَأْيَك، كِلَاهُمَا: التفَّ وَصَارَ أَيكة؛ قَالَ: ونحنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ، ... أَيْكِ الأَراكِ مُتَداني القَضْبِ

فصل الباء الموحدة

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُ أيِكِ الأَرَاك فَخُفِّفَ، وأيْك أيِكٌ مُثْمر، وَقِيلَ هُوَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ؛ وَقُرِئَ أَصْحَابُ لَيكة، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ اسْمَ الْمَدِينَةِ كَانَ لَيْكة، وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْدٍ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ وَجَعَلَ لَيْكة لَا تَنْصَرِفُ، وَمَنْ قَرَأَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ قَالَ: الأَيْك الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، يُقَالُ أيْكة وأيْك، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: إِنَّ شَجَرَهُمْ كَانَ الدَّوْم. وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ أيْكة مِنْ أثْل، ورَهْطٌ مِنْ عُشَر، وقَصِيمَة مِنْ غَضاً؛ قَالَ الزَّجَاجُ: يَجُوزُ وَهُوَ حَسَنٌ جِدًّا كَذَّبَ أَصْحَابُ لَيْكةِ ، بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْكَسْرِ، عَلَى أَنَّ الأَصل الأَيكةِ فأُلقيت الْهَمْزَةُ فَقِيلَ الَيْكةِ، ثُمَّ حُذِفَتِ الأَلف فَقَالَ لَيْكَةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ «1» الأَحمرُ قَدْ جَاءَنِي، وَتَقُولُ إِذَا أَلقت الْهَمْزَةُ: الَحْمرُ جَاءَنِي، بِفَتْحِ اللَّامِ وَإِثْبَاتِ أَلِفِ الْوَصْلِ، وَتَقُولُ أَيْضًا: لَحْمَرُ جَاءَنِي، يُرِيدُونَ الأَحْمَرَ؛ قَالَ: وَإِثْبَاتُ الأَلف وَاللَّامِ فِيهَا فِي سَائِرِ الْقُرْآنِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حَذْفَ الْهَمْزَةِ مِنْهَا الَّتِي هِيَ أَلِفُ وَصْلٍ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ لَحْمَرَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ قَرَأَ كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ، فَهِيَ الغَيْضة، وَمَنْ قَرَأَ لَيْكة فَهِيَ اسْمُ الْقَرْيَةِ. وَيُقَالُ: هُمَا مثل بَكَّة ومَكَّة. فصل الباء الموحدة بتك: البَتْك: الْقَطْعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ ؛ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: يَقُولُ فَلَيُقَطِّعُنَّ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: كَأَنَّهُ أَرَادَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، تبْحِير أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ آذَانَ أَنْعَامِهِمْ وَشَقِّهِمْ إِيَّاهَا. اللَّيْثُ: البَتْك قَطْعُ الأُذن مِنْ أَصْلِهَا. وبَتَّك الْآذَانَ أَيْ قَطِّعْهَا، شَدَّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَقِيلَ: البَتْكُ أَنْ تَقْبِضَ عَلَى شَيْءٍ بِيَدِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنْ تَقْبِضَ عَلَى شَعْرٍ أَوْ رِيشٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ثُمَّ تَجْذِبُهُ إِلَيْكَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فيَنْبَتِك مِنْ أَصْلِهِ وَيَنْتَتِفُ، وَكُلُّ طَائِفَةٍ صَارَتْ فِي يَدِكَ مِنْ ذَلِكَ فَاسْمُهَا بِتْكَةٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: حَتَّى إِذَا مَا هَوَتْ كَفُّ الْغُلَامِ لَهَا، ... طارَتْ وَفِي كَفِّه مِنْ رِيشِهَا بِتَكُ وَقِيلَ: البَتْك قَطْعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصْلِهِ، بَتَكه يَبْتِكُه ويَبْتُكه بَتْكاً أَيْ قَطَعَهُ، وبَتَّكه فانْبَتك وتَبَتَّك. والبِتْكةُ والبَتْكة: الْقِطْعَةُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ بِتَكٌ؛ وَاسْتَشْهَدَ بِبَيْتِ زُهَيْرٍ: طارَتْ وَفِي كَفِّهِ مِنْ ريشها بِتَكُ وَسَيْفٌ باتِكٌ أَيْ صَارِمٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذَا طَلَعَتْ أُولى العَدِيِّ، فنَفْرَةٌ ... إِلَى سَلَّةٍ مِنْ صَارِمِ الغَرِّ باتِكِ وَسَيْفٌ باتِكٌ وبَتُوك: قَاطِعٌ، وَسُيُوفٌ بَواتِكُ. والبِتْكة أَيْضًا: جَهْمة مِنَ الليل. بخنك: البُخْنُك: لُغَةٌ فِي البُخْنُقِ. برك: البَرَكة: النَّماء وَالزِّيَادَةُ. والتَّبْريك: الدُّعَاءُ للإِنسان أَوْ غَيْرِهِ بِالْبَرَكَةِ. يُقَالُ: بَرَّكْتُ عَلَيْهِ تَبْريكاً أَيْ قُلْتَ لَهُ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ. وَبَارَكَ اللَّهُ الشيءَ وَبَارَكَ فِيهِ وَعَلَيْهِ: وَضَعَ فِيهِ البَرَكَة. وَطَعَامٌ بَرِيك: كَأَنَّهُ مُبارك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ: الْبَرَكَاتُ السَّعَادَةُ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ:

_ (1). قَوْلُهُ [والعرب تقول إلخ] عبارة زاده على البيضاوي كما تقول: مررت بالأَحمر، على تحقيق الهمزة، ثم تخففها فتقول بلحمر، فإن شئت كتبته في الخط على ما كتبته أولًا وإن شئت كتبته بالحذف على حكم لفظ اللافظ فلا يجوز حينئذ إلا الجر كما لا يجوز في الأيكة إلا الجر.

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي التَّشَهُّدِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، لأَن مَنْ أَسْعَدَهُ اللَّهُ بِمَا أَسْعَدَ بِهِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ نَالَ السَّعَادَةَ الْمُبَارَكَةَ الدَّائِمَةَ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ أَيْ أَثْبِتْ لَهُ وَأَدِمْ مَا أَعْطَيْتَهُ مِنَ التَّشْرِيفِ وَالْكَرَامَةِ، وَهُوَ مِنْ بَرَكَ الْبَعِيرُ إِذَا أَنَاخَ فِي مَوْضِعٍ فَلَزِمَهُ؛ وَتُطْلَقُ البَرَكَةُ أَيْضًا عَلَى الزِّيَادَةِ، والأَصلُ الأَولُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْمٍ: فحنَّكه وبَرَّك عَلَيْهِ أَيْ دَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ. وَيُقَالُ: باركَ اللَّهُ لَكَ وَفِيكَ وَعَلَيْكَ وتَبَارك اللَّهُ أَيْ بَارَكَ اللَّهُ مِثْلَ قاتَلَ وتَقاتَلَ، إِلَّا أَنَّ فاعلَ يتعدى وتفاعلَ لَا يَتَعَدَّى. وتَبَرّكْتُ بِهِ أَيْ تَيَمَّنْتُ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها ؛ التَّهْذِيبُ: النَّارُ نُورُ الرَّحْمَنِ، وَالنُّورُ هُوَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتعالى، ومَنْ حَوْلَهَا مُوسَى وَالْمَلَائِكَةُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَنْ حَوْلَها الْمَلَائِكَةُ ، الْفَرَّاءُ: إِنَّهُ فِي حَرْفِ أُبَيٍّ أَنْ بُورِكَت النارُ ومنْ حَوْلَهَا ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ باركَكَ اللَّهُ وبارَكَ فِيكَ، قَالَ الأَزهري: مَعْنَى بَرَكة اللَّهِ عُلُوُّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: بُورِكَ المَيِّتُ الغريبُ، كَمَا بُورك ... نَضْحُ الرُّمَّان وَالزَّيْتُونِ وَقَالَ: بارَك فِيكَ اللهُ مِنْ ذِي ألِ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبارَكْنا عَلَيْهِ . وَقَوْلُهُ: بارَكَ اللَّهُ لَنَا فِي الْمَوْتِ؛ مَعْنَاهُ بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيمَا يُؤَدِّينَا إِلَيْهِ الْمَوْتُ؛ وَقَوْلُ أَبِي فِرْعَوْنَ: رُبَّ عجوزٍ عِرْمس زَبُون، ... سَرِيعة الرَّدِّ عَلَى الْمِسْكِينِ تَحْسَبُ أنَّ بُورِكاً يَكْفِينِي، ... إِذَا غَدَوتُ باسِطاً يَميني جَعَلَ بُورِك اسَمًا وَأَعْرَبَهُ، ونحوٌ مِنْهُ قَوْلُهُمْ: مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ؛ جَعَلَهُ اسْمًا كدُرٍّ وبُرٍّ وَأَعْرَبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى يَعْنِي الْقُرْآنَ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ نَزَلَ فِيهَا جُملةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ نَزَلَ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَطَعَامٌ بَرِيكٌ: مُبَارَكٌ فِيهِ. وَمَا أبْرَكَهُ: جَاءَ فعلُ التَّعَجُّبِ عَلَى نِيَّةِ الْمَفْعُولِ. وتباركَ اللَّهُ: تقدَّس وَتَنَزَّهَ وَتَعَالَى وَتَعَاظَمَ، لَا تَكُونُ هَذِهِ الصِّفَةُ لِغَيْرِهِ، أَيْ تطَهَّرَ. والقُدْس: الطُّهْرُ. وَسُئِلَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ تبارَكَ اللهُ فَقَالَ: ارْتَفَعَ. والمُتبارِكُ: الْمُرْتَفِعُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تبارَكَ تفاعَلَ مِنَ البَرَكة، كَذَلِكَ يَقُولُ أَهْلُ اللُّغَةِ. وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَعْنَى البَرَكة الْكَثْرَةُ فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَبارَكَ تَعَالَى وَتَعَاظَمَ ، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: تبارَكَ اللَّهُ أَيْ يُتَبَرَّكُ بِاسْمِهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ تبارَكَ اللَّهُ: تَمْجِيدٌ وَتَعْظِيمٌ. وتبارَكَ بِالشَّيْءِ: تَفاءَل بِهِ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ* ، قَالَ: الْمُبَارَكُ مَا يَأْتِي مِنْ قِبَله الْخَيْرُ الْكَثِيرُ وَهُوَ مِنْ نَعْتِ كِتَابٍ، وَمَنْ قَالَ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكًا جَازَ فِي غَيْرِ الْقِرَاءَةِ. اللِّحْيَانِيُّ: بارَكْتُ عَلَى التِّجَارَةِ وَغَيْرِهَا أَيْ وَاظَبْتُ عَلَيْهَا، وَحَكَى بَعْضُهُمْ تباركتُ بِالثَّعْلَبِ الَّذِي تباركتَ بِهِ. وبَرَكَ الْبَعِيرُ يَبْرُكُ بُروكاً أَيِ اسْتَنَاخَ، وأبرَكته أَنَا فبَرَكَ، وَهُوَ قَلِيلٌ، والأَكثر أنَخْتُه فَاسْتَنَاخَ. وبَرَكَ: أَلْقَى بَرْكَهُ بالأَرض وَهُوَ صَدْرُهُ، وبَرَكَتِ الإِبل تَبْرُكُ بُروكاً وبَرَّكَتْ: قَالَ الرَّاعِي:

وَإِنْ بَرَكَتُ مِنْهَا عجاساءُ جلَّةٌ، ... بمَحْنيَةٍ، أجلَى العِفاسَ وبَرْوَعا وأبرَكَها هُوَ، وَكَذَلِكَ النَّعَامَةُ إِذَا جَثَمَتْ عَلَى صَدْرِهَا. والبَرْكُ: الإِبل الْكَثِيرَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: إِذَا شارفٌ منهنَّ قامَتْ ورَجَّعتْ ... حَنِيناً، فَأَبْكَى شَجْوُها البَرْكَ أَجْمَعَا وَالْجَمْعُ البُرُوك، والبَرْكُ جَمْعُ باركٍ مِثْلَ تَجْرٍ وَتَاجِرٍ، والبَرْكُ: جَمَاعَةُ الإِبل الْبَارِكَةِ، وَقِيلَ: هي إبل الحِواءِ كلُّها الَّتِي تَرُوحُ عَلَيْهَا، بَالِغًا مَا بلغَتْ وَإِنْ كَانَتْ أُلُوفًا؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: كَأَنَّ ثِقالَ المُزنِ بَيْنَ تُضارِعٍ ... وشابَةَ بَرْكٌ، مِنْ جُذامَ، لَبِيجُ لَبيجٌ: ضَارِبٌ بِنَفْسِهِ؛ وَقِيلَ: البَرْك يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ مَا بَرَكَ مِنْ جَمِيعِ الجِمال والنُّوقِ عَلَى الْمَاءِ أَوِ الفَلاة مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ أَوِ الشِّبَعِ، الْوَاحِدُ بارِكٌ والأُنثى بَارِكَةٌ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ البَرْكُ الإِبل البُرُوك اسْمٌ لِجَمَاعَتِهَا؛ قَالَ طَرَفَةُ: وبَرْكٍ هُجُودٍ قَدْ أثارَتْ مَخافَتِي ... بَوَاديَها، أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّد وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَيْسَ لَهُ مَبْرَكُ جَمَلٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ وَأَقَامَ، فَقَدْ بَرَكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ: لَا تَقْرَبْهم فَإِنَّ عَلَى أَبْوَابِهِمْ فِتَناً كَمبارِك الإِبل ؛ هو الْمَوْضِعُ الَّذِي تَبْرُكُ فِيهِ، أَرَادَ أَنَّهَا تُعْدِي كَمَا أَنَّ الإِبل الصِّحَاحَ إِذَا أُنِيخَتْ فِي مَبارك الجَرْبَى جَرِبَتْ. والبِرْكة: أَنْ يَدِرّ لبَنُ النَّاقَةِ وَهِيَ بَارِكَةٌ فيقيمَها فَيَحْلِبَهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وحَلَبْتُ بِرْكتها اللَّبُون، ... لَبون جُودِكَ غَيْرُ ماضِرْ وَرَجُلٌ مُبْتَرِكٌ: معتمِد عَلَى الشَّيْءِ مُلِحٌّ؛ قَالَ: وعامُنا أعْجَبَنا مُقَدَّمُهُ، ... يُدْعَى أَبَا السَّمْح وقِرْضابٌ سِمُهْ، مُبْتَرِكٌ لِكُلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ وَرَجُلٌ بُرَكٌ: بارِكٌ عَلَى الشَّيْءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ: بُرَكٌ عَلَى جَنْبِ الإِناء مُعَوَّدٌ ... أَكْلَ البِدَانِ، فلَقْمُه مُتدارِكُ اللَّيْثُ: البِرْكةُ مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ جِلْدِ بَطْنِ الْبَعِيرِ وَمَا يَلِيهِ مِنَ الصَّدْرِ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ مَبْرَك الْبَعِيرِ، والبَرْكُ كَلْكل الْبَعِيرِ وَصَدْرُهُ الذي يدُوك بِهِ الشَّيْءُ تَحْتَهُ؛ يُقَالُ: حَكَّه ودكَّه وَدَاكَّهُ بِبَرْكه؛ وَأَنْشَدَ فِي صِفَةِ الْحَرْبِ وَشِدَّتِهَا: فأقْعَصَتهُمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، ... وأعْطَتِ النّهْبَ هَيَّانَ بْنَ بَيَّانِ والبَرْك والبِرْكةُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ جِلْدِ صَدْرِ الْبَعِيرِ إِذَا بَرَك، وَقِيلَ: البَرْك للإِنسان والبِرْكة لِما سِوَى ذَلِكَ، وَقِيلَ: البَرْك الْوَاحِدُ، والبِركة الْجَمْعُ، وَنَظِيرُهُ حَلْي وحِلْية، وَقِيلَ: البَرْكُ بَاطِنُ الصَّدْرِ والبِركة ظَاهِرُهُ؛ والبِرْكة مِنَ الْفَرَسِ الصَّدْرُ؛ قَالَ الأَعشى: مُسْتَقْدِم البِرْكَة عَبْل الشَّوَى، ... كَفْتٌ إِذَا عَضَّ بفَأسِ اللِّجام الْجَوْهَرِيُّ: البَرْكُ الصَّدْرُ، فَإِذَا أَدْخَلْتَ عَلَيْهِ الْهَاءَ كَسَرْتَ وَقُلْتَ بِرْكة؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فِي مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ، ولَهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأة الخَزَمِ وَقَالَ يَعْقُوبُ: البَرْكُ وَسَطُ الصَّدْرِ؛ قَالَ ابْنُ

الزِّبَعْرى: حِينَ حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها، ... واسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي عَبْدِ الأَشَلّ وَشَاهِدُ البِرْكة قَوْلُ أَبِي دُوَادَ: جُرْشُعاً أعْظَمُه جُفْرَتُه، ... ناتِئُ البِرْكةِ فِي غَيْرِ بَدَدْ وَقَوْلُهُمْ: مَا أَحْسَنَ بِرْكَة هَذِهِ النَّاقَةِ وَهُوَ اسْمٌ للبُروك، مِثْلَ الرِّكبة والجِلْسة. وابْتَرك الرَّجُلُ أَيْ أَلْقَى بِرْكه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: ابْتَرَكَ الناسُ فِي عُثْمَانَ أَيْ شَتَمُوهُ وتنقَّصوه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَلْقَتِ السحابُ بَرْكَ بَوانِيها ؛ البَرْكُ الصَّدْرُ، والبَوانِي أَرْكَانُ البِنْية. وابْتَرَكْتُه إِذَا صرَعته وَجَعَلْتَهُ تَحْتَ بَرْكك. وابْتَرَك الْقَوْمُ فِي الْقِتَالِ: جَثَوْا عَلَى الرُّكَب وَاقْتَتَلُوُا ابتِراكاً، وَهِيَ البَرُوكاءُ والبُرَاكاءُ. والبَراكاءُ: الثَّبات فِي الْحَرْبِ والجِدّ، وَأَصْلُهُ مِنَ البُروك؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: وَلَا يُنْجي مِنَ الغَمَراتِ إلَّا ... بَرَاكاءُ الْقِتَالِ، أَوِ الفِرار والبَراكاءُ: سَاحَةُ الْقِتَالِ. وَيُقَالُ فِي الْحَرْبِ: بَراكِ براكِ أَيِ ابْرُكوا. والبُرَاكِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ. والبُرَكُ والبارُوك: الكابُوس وَهُوَ النِّيدِلانُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: بَرَّكانِيٌّ، وَلَا يُقَالُ بَرْنَكانيّ. وبَرْك الشِّتَاءِ: صَدْرُهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: واحْتَلَّ برْكُ الشِّتَاءِ مَنْزِلَه، ... وَبَاتَ شَيْخُ العِيالِ يَصْطَلِبُ قَالَ: أَرَادَ وَقْتَ طُلُوعِ الْعَقْرَبِ وَهُوَ اسْمٌ لعدَّة نُجُومٍ: مِنْهَا الزُّبانَى والإِكْلِيلُ والقَلْبُ والشَّوْلة، وَهُوَ يَطْلُعُ فِي شِدَّةِ الْبَرْدِ، وَيُقَالُ لَهَا البُرُوك والجُثُوم، يَعْنِي الْعَقْرَبَ، وَاسْتَعَارَ البَرْكَ لِلشِّتَاءِ أَيْ حَلَّ صَدر الشِّتَاءِ وَمُعْظَمُهُ فِي مَنْزِلِهِ، يَصِفُ شِدَّةَ الزَّمَانِ وجَدْبه لأَن غَالِبَ الْجَدْبِ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الشِّتَاءِ. وبارَكَ عَلَى الشَّيْءِ: وَاظَبَ. وأبْرَكَ فِي عَدْوه: أَسْرَعَ مُجْتَهِدًا، وَالِاسْمُ البُروك؛ قَالَ: وهنَّ يَعْدُون بنا بُروكا أي نجتهد فِي عَدْوِهَا. وَيُقَالُ: ابْتَرَكَ الرَّجُلُ فِي عَرْضِ أَخِيهِ يُقَصِّبُه إِذَا اجْتَهَدَ فِي ذَمِّهِ، وَكَذَلِكَ الابتِراك فِي الْعَدْوِ وَالِاجْتِهَادُ فِيهِ، ابْتَرَكَ أَيْ أَسْرَعَ فِي العَدْو وجدَّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مَرًّا كِفاتاً، إِذَا مَا الماءُ أسْهَلَها، ... حَتَّى إِذَا ضُربت بِالسَّوْطِ تَبْتَرِكُ وابْتِراكُ الْفَرَسِ: أَنْ يَنْتَحِي عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ فِي عَدْوه. وابْتَرَكَ الصَّيقَلُ: مَالَ عَلَى المِدْوَسِ فِي أَحَدِ شِقَّيْهِ. وَابْتَرَكَتِ السَّحَابَةُ: اشْتَدَّ انْهِلَالُهَا. وابْتَرَكت السَّمَاءُ وَأَبْرَكَتْ: دَامَ مَطَرُهَا. وابْتَركَ السحابُ إِذَا ألَحّ بِالْمَطَرِ. وابْتَرَكَ فِي عَرْض الحَبل: تَنَقّصه. ابْنُ الأَعرابي: الخَبِيصُ يُقَالُ لَهُ البُرُوك لَيْسَ الرُّبُوك. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَعراب لِامْرَأَتِهِ: هَلْ لكِ فِي البُرُوك؟ فَأَجَابَتْهُ: إِنَّ البُرُوك عَمَلُ الْمُلُوكِ؛ وَالِاسْمُ مِنْهُ البَرِيكة، وَعَمَلُهُ البُرُوك، وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الخَبِيص عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَهْدَاهَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الرَّبِيكة فالحَيْس؛ وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنَّهُ أَنْشَدَ لِمَالِكِ بْنِ الرَّيْبِ: إِنَّا وَجَدْنَا طَرَدَ الهَوَامِلِ، ... والمشيَ فِي البِرْكةِ والمَراجِلِ

قَالَ: البِرْكةُ جِنْسٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَكَذَلِكَ المَرَاجل. والبُرْكة: الحَمَالة وَرِجَالُهَا الَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِيهَا؛ قَالَ: لَقَدْ كَانَ فِي لَيْلى عَطَاءٌ لبُرْكةٍ، ... أناخَتْ بِكُمْ تَرْجو الرَّغَائِبَ والرِّفْدا لَيْلَى هُنَا ثَلَثُمِائَةٍ مِنَ الإِبل كَمَا سَمَّوُا الْمِائَةَ هِنْداً، وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ يَتَحَمَّلُونَ حَمالةً بُرْكَةٌ وجُمَّة؛ وَيُقَالُ: أبرَكْتُ النَّاقَةَ فَبَركَتْ بُرُوكاً. والتَّبْراك: البُروك؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَقَدْ قَرِحَتْ نَغَانِغُ رُكْبَتَيْهَا ... مِنَ التَّبْراك، لَيْسَ مِنَ الصَّلاةِ وتِبْراك، بِكَسْرِ التَّاءِ: مَوْضِعٌ بِحِذَاءِ تِعْشار؛ قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذ: أعَرَفْت الدَّارَ أَمْ أنْكَرْتها، ... بَيْنَ تِبْراكٍ فشَسَّيْ عَبَقُرْ؟ والبِرْكةُ: كَالْحَوْضِ، وَالْجَمْعُ البِرَكُ؛ يُقَالُ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِقامة الْمَاءِ فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والبِرْكَةُ مُسْتَنْقَعُ الْمَاءِ. والبِرْكةُ: شِبْهُ حَوْضٍ يُحْفَرُ فِي الأَرض لَا يُجْعَلُ لَهُ أَعْضَادٌ فَوْقَ صَعِيدِ الأَرض، وَهُوَ البِرْكُ أَيْضًا؛ وَأَنْشَدَ: وأنْتِ الَّتِي كَلَّفْتِني البِرْكَ شَاتِيًا ... وأوْردتِنيه، فانْظُرِي، أَيَّ مَوْرِدِ ابْنُ الأَعرابي البِرْكةُ تَطْفَحُ مِثْلَ الزَّلَف، والزَّلَفُ وَجْهُ الْمِرْآةِ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَرَأَيْتُ الْعَرَبَ يُسَمُّونَ الصَّهاريج الَّتِي سُوِّيت بِالْآجُرِّ وضُرِّجَتْ بالنُّورة فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَمَنَاهِلِهَا بِرَكاً، وَاحِدَتُهَا بِرْكةٌ، قَالَ: وربَّ بِرْكةٍ تَكُونُ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ، وَأَمَّا الحِياض الَّتِي تُسَوَّى لِمَاءِ السَّمَاءِ وَلَا تُطْوَى بِالْآجِرِ فَهِيَ الأَصْناع، وَاحِدُهَا صِنْع، والبِرْكةُ: الحَلْبة مِنْ حَلَب الْغَدَاةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ البَرْكَةُ، وَلَا أَحقها، وَيُسَمُّونَ الشَّاةَ الحَلُوبة: بِرْكةً. والبَروك مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَتَزَوَّجُ وَلَهَا وَلَدٌ كَبِيرٌ بَالِغٌ. والبِراكُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ بَحَرِيٌّ سُودُ الْمَنَاقِيرِ. والبُركة، بِالضَّمِّ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ أَبْيَضُ، وَالْجَمْعُ بُرَك وأبْراك وبُرْكان، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ أبْرَاكاً وبُرْكاناً جَمْعُ الْجَمْعِ. والبُرَكُ أَيْضًا: الضَّفَادِعُ؛ وَقَدْ فَسَّرَ بِهِ بَعْضُهُمْ قَوْلَ زُهَيْرٍ يَصِفُ قَطَاةً فَرَّتْ مِنْ صَقْر إِلَى مَاءٍ ظَاهِرٍ عَلَى وَجْهِ الأَرض: حَتَّى استغاثَتْ بِمَاءٍ لَا رشاءَ لَهُ ... مِنَ الأَباطِح، فِي حَافَاتِهِ البُرَكُ والبِرْكانُ: ضَرْبٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، وَاحِدَتُهُ بِرْكانة؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى غَدَا حَرِضاً طَلَّى فَرائصُه، ... يَرعى شقائقَ مِنْ عَلْقَى وبِرْكانِ وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ مِنَ الحَمْض وَسَائِرِ الشَّجَرِ لَا يَطُولُ سَاقُهُ. والبِرْكانُ: مِنْ دِقّ النَّبْتِ وَهُوَ الْحَمْضُ؛ قَالَ الأَخطل وَأَنْشَدَ بَيْتَ الرَّاعِي وَذَكَرَ أَنَّ صَدْرَهُ: حَتَّى غَدَا حَرِضاً هَطْلى فرائصُه وَالْهَطْلَى: وَاحِدُهُ هِطْل، وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي رُوَيداً. وَوَاحِدُ البِركان بِرْكانَة، وَقِيلَ: البِرْكانُ نَبْتٌ يَنْبُتُ قَلِيلًا بِنَجْدٍ فِي الرَّمْلِ ظَاهِرًا عَلَى الأَرض، لَهُ عُرُوقٌ دِقاقٌ حَسَنُ النَّبَاتِ وَهُوَ مِنْ خَيْرِ الْحَمْضِ؛ قَالَ: بِحَيْثُ الْتَقَى البِرْكانُ والحَاذُ والغَضَا ... بِبِئْشَة، وارْفَضَّتْ تِلاعاً صدورُها وَفِي رِوَايَةٍ: وارْفَضَّتْ هَراعاً، وَقِيلَ: البِرْكانُ ضَرْبٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ الرَّاعِي:

حَتَّى غَدَا حَرِضاً هَطْلى فَرائصُه أَبُو زَيْدٍ: البُورَقُ والبُورَكُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الطَّحِينِ. والبُرَيْكانِ: أخَوان مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَحَدُهُمَا بارِكٌ وَالْآخَرُ بُرَيْك، فَغَلَبَ بُرَيْك إِمَّا لِلَفْظِهِ، وَإِمَّا لِسنّه، وَإِمَّا لِخِفَّةِ اللَّفْظِ. وَذُو بُرْكان: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: تَرَاها إِذَا مَا الآلُ خَبَّ كَأَنَّهَا ... فَرِيد، بِذِي بُرْكان، طاوٍ مُلَمَّعُ وبُرَك: مِنْ أَسْمَاءِ ذِي الْحِجَّةِ؛ قَالَ: أعُلُّ عَلَى الهِنْديّ مَهْلًا وكَرَّةً، ... لَدَى بُرَكٍ، حَتَّى تَدُورَ الدوائرُ وبِرْكٌ، مِثَالُ قِرْدٍ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وبِرْكُ الغِماد [الغُماد] مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. وَيُقَالُ: الغِماد والغُماد، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَقِيلَ: إِنَّ الغِمادَ بَرَهُوت الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَرْوَاحَ الْكَافِرِينَ فِيهِ، وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنَّ بِركَ الغِماد بُقْعَةٌ فِي جَهَنَّمَ، وَيُرْوَى أَنَّ الأَنصار، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا مَا نَقُولُ لَكَ مِثْلَ مَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى، فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا، بَلْ بِآبَائِنَا نَفْدِيكَ وأمّهاتِنا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَوْ دَعَوْتَنَا إِلَى بَرْكِ الغِماد ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ: وَإِذَا تَنَكَّرَتِ البِلادُ، ... فأوْلِها كَنَفَ الْبِعَادِ واجعَلْ مُقامَك، أَوْ مَقَرَّكَ ... جانِبَيْ بَرْكِ الغِماد كلُّ الذَّخائِرِ، غَيْرَ تَقوى ... ذِي الجَلال، إِلَى نَفاد وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: لَوْ أَمَرَتْهَا أَنْ تَبْلُغَ بِهَا بَرْك [بِرْك] الغِماد [الغُماد] ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَتُضَمُّ الْغَيْنُ وَتُكْسَرُ، وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ وَرَاءَ مَكَّةَ بخمس ليال. برتك: ابْنُ سِيدَهْ: البَراتِك صِغَارُ التِّلال، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ لَهَا بِوَاحِدٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغرَّقَتْ ... جَواريه جُذْعانَ القِضافِ البَراتكِ وَيُرْوَى: النَّوَابُكِ. وَفِي النَّوَادِرِ: بَرْتَكْتُ الشَّيْءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتكةً وكَرْنَفْته إِذَا قَطَعْتَهُ مِثْلَ الذَّرِّ. برنك: البَرْنَكان: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ: إنِّي وَإِنْ كَانَ إزارِي خَلَقا، ... وبَرْنَكاني سَمَلًا قَدْ أخْلَقَا، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِسَانِي مُطْلَقا الْجَوْهَرِيُّ: البَرْنَكان عَلَى وَزْنِ الزَّعْفَران ضَرْبٌ مِنَ الأَكسية. قَالَ الْفَرَّاءُ: البَرْنَكانُ كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ لَهُ عَلَمان، وَيُقَالُ برَّكان أيضاً. بشك: البَشْكُ: سُوءُ الْعَمَلِ. والبَشْك: الْخِيَاطَةُ الرَّدِيئَةُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للخَيَّاط إِذَا أَسَاءَ خِيَاطَةَ الثَّوْبِ بَشَكه وشَمْرَخه، قَالَ: وَالْبَشْكُ الْخَلْطُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَدِيءٍ وَجَيِّدٍ. وبشَكْتُ الثَّوْبَ إِذَا خِطْتَهُ خِيَاطَةً مُتَبَاعِدَةً. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ مَرْوَانَ كَسَاهُ مِطْرَفَ خَزٍّ فَكَانَ يَثْنِيه عَلَيْهِ أثْناءً مِنْ سَعَتِهِ فبَشَكه بَشْكاً أَيْ خَاطَهُ. وبَشَكَ الْكَلَامَ يَبْشُكه بَشْكاً وأبشَكه: تَخَرَّصهُ كَاذِبًا، وَقِيلَ: البَشْك والابْتِشاك الْكَذِبُ أَوْ خَلْط الْكَلَامِ بِالْكَذِبِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ابْتَشك

فُلَانٌ الْكَلَامَ ابْتِشاكاً إِذَا كَذَبَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَشَكَ وابْتَشَك إِذَا كَذَبَ. وَيُقَالُ: هُوَ يَبْشُك الْكَذِبَ أَيْ يَخْلُقه. والبَشَّاك: الكذَّاب، وَقِيلَ: البَشْك الْخَلْطُ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وابْتَشَك الْكَلَامَ: ارْتجله. وبَشَك الإِبل يَبْشُكها بَشْكاً: سَاقَهَا سَوْقًا سَرِيعًا. التَّهْذِيبُ: البَشْك فِي السَّيْرِ سُرْعَةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ. أَبُو زَيْدٍ: البَشْك السَّيْرُ الرَّفِيقُ، والبَشْكُ السُّرْعَةُ وَخِفَّةُ نَقْلِ الْقَوَائِمِ، بَشَك يَبْشُك ويَبْشِك بَشْكاً وبَشَكاً. والبَشْكُ فِي حُضْر الْفَرَسِ أَنْ تَرْتَفِعَ حَوَافِرُهُ مِنَ الأَرض وَلَا تَنْبَسِطَ يَدَاهُ. وَامْرَأَةٌ بَشَكى الْيَدَيْنِ وبَشَكى الْعَمَلِ: خفيفةُ الْيَدَيْنِ فِي الْعَمَلِ سَرِيعَتُهُمَا، وَقِيلَ: بَشَكى الْيَدَيْنِ عَمُول الْيَدَيْنِ، وبَشَكَى الْعَمَلِ أَيْ سَرِيعَةُ الْعَمَلِ. ابْنُ بُزُرْجَ: إِنَّهُ بَشَكى الأَمر أَيْ يُعَجِّلُ صَرِيمة أَمْرِهِ. وَنَاقَةٌ بَشَكى: سَرِيعَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الَّتِي تُسِيءُ الْمَشْيَ بَعْدَ الِاسْتِقَامَةِ. وَنَاقَةٌ بَشَكى: خَفِيفَةُ الْمَشْيِ وَالرُّوحِ، وَقَدْ بَشَكَتْ أَيْ أَسْرَعَتْ، تَبْشُك بَشكاً. بضك: سَيْفٌ باضِكٌ وبَضُوك: قَاطِعٌ. وَلَا يَبْضِكُ اللهُ يدَهُ أَيْ لَا يَقْطَعُهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. بطرك: البَطْرَك: مَعْرُوفٌ مُقَدَّمُ النَّصَارَى، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ البِطَرْكُ؛ قَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الرَّاعِي يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: يَعْلُو الظَّواهر فَرْداً، لَا ألِيفَ لَهُ، ... مَشيَ البِطَرْكِ عَلَيْهِ رَيْط كَتّانِ قَالَ: البِطَرْكُ هُوَ البِطْرِيقُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: البِطَرْكُ السَّيِّدُ مِنْ سَادَاتِ الْمَجُوسِ، قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهُوَ دَخِيل، وَيُرْوَى مَشْيَ النَّطول «2» أَيْ الَّذِي يتَنَطَّلُ وَيَتَبَخْتَرُ فِي مشيته. بعك: بَعَكَهُ بِالسَّيْفِ: ضَرَبَ أَطْرَافَهُ. والبَعَكُ: الْغِلَظُ والكَزازة فِي الْجِسْمِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ بَعْكَكٌ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. وبُعْكُوكةُ الْقَوْمِ: آثَارُهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا. وبُعْكُوكة الْقَوْمِ: جَمَاعَتُهُمْ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الإِبل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وَأَنْشَدَ: يخرُجْنَ مِنْ بُعْكُوكة الخِلاط وبُعْكوكةُ النَّاسِ: مجتَمعهم. وبُعْكُوكة الشَّرِّ: وَسَطُهُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ الْفَتْحَ فِي أَوَائِلِ هَذِهِ الْحُرُوفِ وَجَعَلَهَا نَوَادِرَ، لأَن الْحُكْمَ فِي فُعْلول أَنْ يَكُونَ مَضْمُومَ الأَول إِلَّا أَشْيَاءَ نَوَادِرَ جَاءَتْ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، فَمِنْهَا بَعكوكة، قَالَ: شُبِّهَتْ بِالْمَصَادِرِ نَحْوَ سَارَ سَيْرورة وَحَادَ حَيْدودة، قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ جَاءَ نَاَدِرًا عَلَى فَعْلولة وَلَمْ يَجِئْ فِي كَلَامِهِمْ مِثْلُهُ إِلَّا صَعْفوق، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَإِنَّمَا جَاءَ فِي كَلَامِهِمْ عَلَى فُعْلول بِضَمِّ الْفَاءِ مِثْلَ بُهْلول وكُهْلول وزُغْلول، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْلُ البُعْكوكة الجَلَبة وَالِاخْتِلَاطُ. وبُعْكُوكة الْوَادِي: وَسَطُهُ. وَوَقَعْنَا فِي بَعْكُوكاءَ ومَعْكُوكاء أَي غُبَارٍ وَجَلَبَةٍ وَصِيَاحٍ، وَقِيلَ: فِي شَرٍّ وَاخْتِلَاطٍ، وَهِيَ البُعْكُوكة؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والبُعْكوك: شِدَّةُ الْحَرِّ. وبَعْكوكاء: مَوْضِعٌ. وبَعْكَك: اسم رجل. بعلبك: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: بَعْلبكّ اسْمُ بَلَدٍ، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا فأُعطيا إِعْرَابًا وَاحِدًا وَهُوَ النَّصْبُ، يُقَالُ: دَخَلْتُ بَعْلَبَكّ وَمَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ وَهَذِهِ بَعْلَبَكَّ، وَمِثْلُهُ حَضْرَمَوْت ومَعْدي كربَ، قَالَ: وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ بَعْليٌّ، وَإِنْ شِئْتَ بَكِّيّ، عَلَى مَا ذُكِرَ فِي عَبْد شَمْس.

_ (2). قوله [النطول] هكذا في الأَصل.

بكك: البَكُّ: دَقُّ الْعُنُقِ. بَكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكًّا: خَرَقَهُ أَوْ فَرَقَهُ. وبَكَّ فُلَانٌ يَبُكُّ بَكَّةً أَيْ زَحَمَ. وبَكَّ الرجلُ صَاحِبَهُ يَبُكُّه بَكًّا: زَاحَمَهُ أَو زَحمَهُ؛ قَالَ: إِذا الشَّرِيبُ أَخذَتْه أَكَّهْ، ... فَخَلِّهِ حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْ يَقُولُ: إِذا ضَجِرَ الَّذِي يُورِدُ إِبله مَعَ إِبلك لِشِدَّةِ الْحَرِّ انْتِظَارًا فخلِّه حَتَّى يُزَاحِمَكَ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كأَنه مِنَ الأَضداد يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى أَنه التَّفْرِيقُ وَالِازْدِحَامُ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاكَبَ فَقَدْ تَباكَّ. وتباكَّ الْقَوْمُ: تَزَاحَمُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَباكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ أَي ازْدَحَمُوا. والبَكْبَكةُ: الِازْدِحَامُ، وَقَدْ تَبَكْبَكُوا. وبَكْبَكَ الشيءَ: طَرَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ككَبْكَبه. وجمعٌ بَكْباك: كَثِيرٌ. وَرَجُلٌ بَكْباك: غَلِيظٌ، وَقِيلَ: الضَّكْضاك الرَّجُلُ الْقَصِيرُ، وَهُوَ البَكْباكُ. والبُكُكُ: الأَحداث الأَشِدَّاء، والبُكُك: الحُمُرُ النَّشِيطَةُ؛ وأَنشد: صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِ وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَبَكُّ بَنِي فُلَانٍ إِذا كَانَ عَسِيفاً لَهُمْ يَسْعَى فِي أَمورهم. وبَكَّ الرَّجُلُ المرأَة إِذا جَهَدَهَا فِي الْجِمَاعِ. وبَكَّ الشَّيْءَ يَبُكُّه بَكًّا: رَدَّ نَخْوَته ووضَعَهُ. وَيُقَالُ: بَكَكْت الرَّجُلَ وَضَعْتُ مِنْهُ وَرَدَدْتُ نَخْوَته، ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ رَكَكَ. وبَكَّ عُنُقَهُ يَبُكُّها بَكًّا: دَقَّهَا. وبَكَّةُ: مَكَّةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها كَانَتْ تَبُكّ أَعناق الْجَبَابِرَةِ إِذا أَلحدوا فِيهَا بِظُلْمٍ، وَقِيلَ: لأَن النَّاسَ يَتَبَاكُّونَ فِيهَا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ أَي يَتَزَاحَمُونَ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: بَكَّةُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْ مَكَّة لأَن النَّاسَ يبكُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الطَّوَافِ أَي يَزْحَمُ؛ حَكَاهُ فِي الْبَدَلِ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بَكَّة لأَن النَّاسَ يَبُكُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الطُّرُقِ أَي يَدْفَعُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ، قيل: إِن بَكَّة مَوْضِعُ الْبَيْتِ وَسَائِرُ مَا حَوْلَهُ مَكَّة، قَالَ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ، فَأَمَّا اشْتِقَاقُهُ فِي اللُّغَةِ فَيَصْلُحُ أَن يَكُونَ الِاسْمُ اشْتُقَّ مِنْ بَكَّ الناسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فِي الطَّوَافِ أَي دَفَعَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَقِيلَ: بَكة اسْمُ بَطْنِ مَكَّة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِازْدِحَامِ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: مِنْ أَسماء مَكَّةَ بَكَّةُ ، قِيلَ: بَكَّة موضع البيت ومكةُ سَائِرُ الْبَلَدِ، وَقِيلَ: هُمَا اسْمَا الْبَلْدَةِ، وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ يَتَعَاقَبَانِ. وبَك الشيءَ: فَسَخَهُ، وَمِنْهُ أُخذت بَكَّةُ. وبَكَّ الرجلُ: افْتَقَرَ. وبَكَّ إِذا خَشُنَ بَدَنُهُ شَجَاعَةً. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ السَّمِينَةِ بَكْباكة وكَبْكابة ووَكْوَاكة وكَوْكاةٌ ومَرْمَارة ورَجْراجة. والأَبَكُّ: الْعَامُ الشَّدِيدُ لأَنه يَبُكّ الضُّعَفَاءَ وَالْمُقِلِّينَ. والأَبكّ: الْحُمُرُ الَّتِي يَبُكُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمُ الأَعمّ فِي الْجَمَاعَةِ، والأَمَرُّ لِمَصَارِينَ الفَرْث. والأَبَكُّ: مَوْضِعٌ نُسِبَتِ الْحُمُرُ إِليه؛ فَأَمَّا مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي: جَرَبَّة كحُمُرِ الأَبَكِّ، ... لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّي فَزَعَمَ أَنها الْحُمُرُ يَبُكُّ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ قَالَ: وَيُضَعِّفُ ذَلِكَ أَن فِيهِ ضَرْبًا مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ وَهَذَا مُسْتَكْرَهٌ، وَقَدْ يَكُونُ الأَبَكّ هاهنا الْمَوْضِعُ فَذَلِكَ أَصح للإِضافة. والبَكْبَكةُ: شَيْءٌ تَفْعَلُهُ العَنْز بولدها. والبَكْبَكة: المجيء وَالذَّهَابُ. أَبو عُبَيْدٍ: أَحمق باكٌّ تاكٌّ وبائِكٌ تائِكٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَدْرِي مَا خطؤه وصوابه. وبَعْلَبَكّ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا في موضعها.

بلك: ابْنُ الأَعرابي: البُلُك أَصوات الأَشداق إِذا حَرَّكَتْهَا الأَصابع مِنَ الوَلَعِ، وَقَدْ بَلَكَ الشيءَ: كلَبَكهُ، وَسَنَذْكُرُهُ. بلسك: البِلْسَكاء البَلْسَكاء: نَبْتٌ إِذا لَصِقَ بِالثَّوْبِ عَسُرَ زَوَالُهُ عَنْهُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ بِحَضْرَةِ أَبي العَمَيْثَلِ: يُسَمَّى هَذَا النَّبْتُ الَّذِي يَلْزَق بِالثِّيَابِ فَلَا يَكَادُ يَتَخَلَّصُ بِتِهَامَةٍ البَلْسكاء، فَكَتَبَهُ أَبو الْعَمَيْثَلِ وَجَعَلَهُ بَيْتًا مِنْ شِعْرٍ لِيَحْفَظَهُ؛ قَالَ: يُخَبِّرنا بأَنك أَحْوَذِيّ، ... وأَنت البَلْسَكاءُ بِنَا لُصوقا ذكَّره عَلَى مَعْنَى النَّبَاتِ. بلعك: البَلْعَكُ مِنَ النُّوقِ: الْمُسْتَرْخِيَةُ المُسِنَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرِ المُسِنَّة أَحد غَيْرُهُ؛ الأَزهري: هِيَ البَلْعَك والدَّلْعَك لِلنَّاقَةِ الثَّقِيلَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: نَاقَةٌ بَلْعَك مُسْتَرْخِيَةٌ، وَقِيلَ: ضَخْمَةٌ ذَلُولٌ. وَرَجُلٌ بَلْعَكٌ: بَلِيدٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ بَلْعَك يُشْتم وَيُحَقَّرُ فَلَا يُنْكِرُ ذَلِكَ لِمَوْتِ نَفْسِهِ وَشِدَّةِ طَمَعِهِ. اللَّيْثُ: البَلْعَكُ الْجَمَلُ الْبَلِيدُ. والبَلْعَكُ: لُغَةٌ فِي البَلْعَقِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ. بنك: البُنْكُ: الأَصل أَصل الشَّيْءِ، وَقِيلَ خَالِصُهُ. اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ كَلِمَةً كَأَنَّهَا دَخِيلٌ، تَقُولُ: رَدَّهُ إِلى بَنْكه الْخَبِيثِ؛ تُرِيدُ بِهِ أَصله، قَالَ الأَزهري: البُنْك بِالْفَارِسِيَّةِ الأَصل؛ وأَنشد ابْنُ بُزُرْجَ: وَصَاحِبٌ صاحبتُه ذِي مَأْفَكَهْ، ... يَمْشي الدَّواليكَ وَيَعْدُو البُنَّكَهْ قَالَ: البُنَّكَة يَعْنِي ثِقَلَهُ إِذا عَدَا، والدَّواليك: التَّحَفُّز فِي مِشْيَتِهِ إِذا حَاكَ. وتَبَنَّك بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ وتأَهل. وتَبَنَّكوا فِي مَوْضِعِ كَذَا: أَقاموا بِهِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ: تَبَنّك بِالْعِرَاقِ أَبو المُثَنّى، ... وعَلَّم قَوْمَهُ أَكل الخَبِيصِ وأَبو الْمُثَنَّى: كُنْيَةُ الْمُخَنَّثِ. وتَبَنَّك فِي عِزِّهِ: تمكَّن. يُقَالُ: تَبَنَّك فُلَانٌ فِي عِزِّ رَاتِبٍ. النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: تَبَنَّك الرَّجُلُ إِذا صَارَ لَهُ أَصل. الْجَوْهَرِيُّ: التَّبَنُّك كالتنَايَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ كالتَّنَاءَةِ. والتُّنَّاءُ: الْمُقِيمُونَ بِالْبَلَدِ وَهُمْ كأَنهم الأُصول فِيهِ. يُقَالُ: تَنَأَ بِالْمَكَانِ تُنُوءاً وتَنَاءة، فَهُوَ تانئٌ، وَقَدْ يُقَالُ: تَنا يَتْنُو تُنُوّاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ بُنْك الأَرض. والبُنْك: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ عَرَبِيٌّ، قَالَ: هُوَ دَخِيلٌ. بندك: البَنَادِكُ مِنَ الْقَمِيصِ: وَهِيَ لِبْنةُ الْقَمِيصِ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاعِ: كَأَنَّ زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ ... بنادِكُها مِنْهُ بِجِذْعٍ مقوَّمِ هَكَذَا عَزَاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى ابْنِ الرِّقَاعِ، وَهُوَ فِي الْحَمَاسَةِ مَنْسُوبٌ إِلى مِلْحَةَ الْجَرْمِيِّ؛ وَبَعْدَهُ: كأنَّ قُرادَيْ صَدْرِهِ طبَعَتْهما، ... بطينٍ مِنَ الجَوْلانِ، كُتَّاب أَعْجُمِ وَوَاحِدَةُ البَنَادك بُنْدُكة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البَنادكُ عُرَى الْقَمِيصِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي بَدَكَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ ذِكْرُهُ فِي تَرْجَمَةِ بَنْدَكَ لَا بَدَكَ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، لأَن نُونَهُ أَصلية لَا يَقُومُ دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَتِهَا، فَلِهَذَا جَاءَ بها بعد بنك. بوك: نَاقَةٌ بائِكةٌ: سَمِينَةٌ خِيار فَتِيَّة حَسَنَةٌ، وَالْجَمْعُ البَوائك. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: إِنه لمِنْحارٌ بَوائكها، وَقَدْ بَاكَتْ بُؤوكاً، وَبَعِيرٌ بائِك كَذَلِكَ، وَجَمْعُهُمْ

بُوَّك، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي بُيَّك، وَهُوَ مِمَّا دَخَلَتْ فِيهِ الْيَاءُ عَلَى الْوَاوِ بِغَيْرِ عِلَّةٍ إِلا الْقُرْبَ مِنَ الطَّرَفِ وإِيثار التَّخْفِيفِ، كَمَا قَالُوا صُيَّم فِي صُوَّمٍ، ونُيَّم فِي نُوّم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلا تَرَاها كالهِضاب بُيَّكا، ... مَتالِياً جَنْبَى وَعَوْذًا ضُيَّكا؟ جَنْبَى: أَراد كالجَنْبَى لِتَثَاقُلِهَا فِي الْمَشْيِ مِنَ السِّمَنِ، والضُّيَّك: الَّتِي تَفَاجُّ مِنْ شِدَّةِ الحَفْلِ لَا تَقْدِرُ أَن تَضُمَّ أَفخاذها عَلَى ضُرُوعِهَا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. الْكِسَائِيُّ: باكَت النَّاقَةُ تَبُوك بَوْكاً سَمِنَتْ. والبَوائِكُ: السِّمَانُ؛ قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: فَمَا كَانَ ذنبُ بَنِي مالكٍ، ... بأَن سُبَّ مِنْهُمْ غلامٌ فسَبّ عَراقِيبَ كومٍ طِوال الذُّرَى، ... تَخِرُّ بوائِكُها للرُّكَبْ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمثال اللِّجابِ البَوائك. الأَصمعي: الْبَائِكُ والفاشِجُ «3». والفاسِجُ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ السَّنَامِ، وَالْجَمْعُ البَوائِك. وَقَالَ النَّضْرُ: بَوائك الإِبل كِرَامُهَا وَخِيَارُهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَعطاكَ يَا زيدُ الَّذِي يُعْطي النِّعمْ ... مِنْ غَيْرِ مَا تَمَنُّنٍ وَلَا عَدَمْ، بَوائِكاً لَمْ تَنْتَجِعْ مَعَ الْغَنَمْ فَسَّرَهُ فَقَالَ: البَوائك الثَّابِتَةُ فِي مَكَانِهَا يَعْنِي النَّخْلَ. والبَوْك: تَثْويرُ الْمَاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَثْوير الْعَيْنِ يَعْنِي عَيْنُ الْمَاءِ. يُقَالُ: باكَ العينَ يبُوكها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن بَعْضَ الْمُنَافِقِينَ باكَ عَيْناً كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَعَ فِيهَا سَهْمًا. والبَوْكُ: تَدُوير البُنْدقة بَيْنَ رَاحَتَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَتْ لَهُ بُنْدقة مِنْ مِسْكٍ وَكَانَ يَبُلُّهَا ثُمَّ يَبُوكها أَي يُدِيرُهَا بَيْنَ رَاحَتَيْهِ فَتَفُوحُ رَوَائِحُهَا. والبَوْك: الْبَيْعُ. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: مَعِي دِرْهَمٌ بَهْرَج لَا يُباكُ بِهِ شَيْءٌ أَي لَا يُبَاعُ. وباكَ إِذا اشْتَرَى، وباكَ إِذا بَاعَ، وباكَ إِذا جَامَعَ. وَالْبَوْكُ: الشِّرَاءُ، والبَوْك إِدخال القِدْح فِي النَّصْلِ. وَيُقَالُ: عُكْتَ وبُكْتَ مَا لَا يَدَيْ لَكَ بِهِ «4» وَعَاكَ وَبَاكَ. والبَوْك: سِفَادُ الْحِمَارِ. وباكَ الحمارُ الأَتانَ يَبوكها بَوْكاً: كامَها وَنَزَّا عَلَيْهَا، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي المرأَة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُسْتَعَارُ لِلْآدَمِيِّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: فَبَاكَهَا مُوَثَّقُ النِّيَاطِ، ... لَيْسَ كَبَوْكِ بَعْلِهَا الوَطْوَاطِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رُفع إِلى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَن رَجُلًا قَالَ لِآخَرَ وَذَكَرَ امرأَة أَجنبية: إِنَّك تَبُوكها، فَجَلَدَهُ عُمَرُ وَجَعَلَهُ قَذْفًا ، وأَصل البَوْك فِي ضِراب الْبَهَائِمِ وَخَاصَّةً الْحَمِيرَ، فرأَى عُمَرُ ذَلِكَ قَذْفًا وإِن لَمْ يَكُنْ صَرَّحَ بِالزِّنَا. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَن فُلَانًا قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلامَ تَبُوك يَتِيمُكَ فِي حِجْرِكَ؟ فَكَتَبَ إِلى ابْنِ حَزْمٍ أَنِ اضْرِبْه الحدَّ. وَبَاكَ القومُ رأْيَهم بَوْكاً: اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ مَخْرَجاً. وباكَ أَمرُهم بَوْكًا: اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ. وَلَقِيتُهُ أَول بَوْكٍ أَي أَوَّل مَرَّةٍ، وَيُقَالُ لَقِيتُهُ أَول بَوْكٍ. وأَوّلَ كُلِّ صَوْكٍ وبَوْكٍ أَي أَول كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: أَول بَوْكٍ وأَول بَائِكٍ أَي أَول شَيْءٍ. وَكَذَلِكَ فَعَلَهُ أَول كُلِّ صَوْكٍ وبَوْكٍ. وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ أَول صَوْكٍ وبَوْكٍ أَي أَول مَرَّةٍ، وَهُوَ كَقَوْلِكَ لَقِيتُهُ أَول ذَاتِ بدءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم بَاتُوا يَبوكون حِسْيَ [حَسْيَ] تَبوك بقِدْح فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ تَبُوك ، أَي يُحَرِّكُونَهُ يدخلون

_ (3). قوله [والفاشج] كذا بالأَصل هنا وفي مادة فسج، ولم يذكر هذه العبارة في مادة فشج بل ذكرها في مادة فثج فلعل فشج محرف عن فثج (4). قوله: [مَا لَا يَدَيْ لَكَ به] هكذا في الأصل.

فصل التاء المثناة فوقها

فِيهِ القِدْح، وَهُوَ السَّهْمُ، لِيَخْرُجَ مِنْهُ الْمَاءُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: باكَ الحمارَ الأَتان. وَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ تَبُوك لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، رأَى قَوْمًا مِنْ أَصحابه يَبوكون حسْيَ تَبُوك أَي يُدْخِلُونَ فِيهِ القِدْح وَيُحَرِّكُونَهُ لِيَخْرُجَ الْمَاءُ، فَقَالَ: مَا زِلْتُمْ تَبُوكونها بَوْكاً ، فَسُمِّيَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزْوَةَ تَبُوك، وَهُوَ تَفْعُل مِنَ البَوْك، والحِسْي: الْعَيْنُ كالجَفْر. فصل التاء المثناة فوقها تبك: تَبُوكُ: اسْمُ أَرض، قَالَ الأَزهري: فإِن كَانَتِ التَّاءُ فِي تَبُوك أَصلية فَلَا أَدري مِمَّ اشْتِقَاقُ تَبُوكَ، وإِن كَانَتِ التَّاءُ تاءَ التأْنيث فِي الْمُضَارِعِ فَهِيَ مَنْ باكَتْ تَبُوك، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُ. والتَّبُوكِيُّ: ضَرْبٌ مِنْ عِنَبِ الطَّائِفِ أَبيض قَلِيلُ الْمَاءِ عِظَامُ الْحَبِّ نَحْوٌ مِنْ عِظَمِ الأَقْماعِيّ، يَنْشَقُّ حَبُّهُ عَلَى شَجَرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ تَبُوك تَفْعُول. تبرك: تَبْركَ بِالْمَكَانِ: أَقام. وتِبْراك: مَوْضِعٌ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. ترك: التَّرْكُ: وَدْعُك الشَّيْءَ، تَركه يَتْرُكه تَرْكاً واتَّرَكه. وتَرَكْتُ الشيءَ تَرْكاً: خَلَّيْتُهُ. وتارَكْتُه الْبَيْعَ مُتارَكَةً. وتَراكِ: بِمَعْنَى اتْرُك، وَهُوَ اسْمٌ لِفِعْلِ الأَمر؛ قَالَ طُفَيْلُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ: تَراكِها مِنْ إِبل تَراكِها ... أَما تَرَى المَوْت لَدَى أَوْراكِها؟ وَقَالَ فِيهِ: فَمَا اتَّرَكَ أَي مَا تَرَكَ شَيْئًا، وَهُوَ افْتَعل. وَفِي الْحَدِيثِ: الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ، قِيلَ: هُوَ لِمَنْ تَرَكَهَا مَعَ الإِقرار بِوُجُوبِهَا أَو حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا، وَلِذَلِكَ ذَهَبَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ إِلى أَنه يَكْفُرُ بِذَلِكَ حَمْلًا عَلَى الظَّاهِرِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يُقْتَلُ بِتَرْكِهَا وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْفَنُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ؛ وتَتَارَك الأَمرُ بَيْنَهُمْ. والتَّرْكُ: الإِبقاء فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* ؛ أَي أَبقينا عَلَيْهِ. وتَرِكةُ الرَّجُلِ الميتِ: مَا يَتْرُكه مِنَ التُّرَاث المَتْروك. والتَّريكة: الَّتِي تُتْرَكُ فَلَا تَتَزَوَّجُ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلذَّكَرِ. ابْنُ الأَعرابي: تَرِكَ الرجلُ إِذا تَزَوَّجَ بالتَّريكةِ وَهِيَ العانِسُ فِي بَيْتِ أَبويها؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ: إِذ لَا تَبِضُّ، إِلى التَّرَائكِ ... والضَّرائِكِ، كفُّ جازِرْ والتَّرِيكةُ: الرَّوْضَةُ الَّتِي يُغْفِلُها الناسُ فَلَا يَرْعَوْنَهَا، وَقِيلَ: التَّرِيكةُ المَرْتَعُ الَّذِي كَانَ النَّاسُ رَعَوْهُ، إِما فِي فَلَاةٍ وإِما فِي جَبَلٍ، فأَكله الْمَالُ حَتَّى أَبقى مِنْهُ بَقَايَا مِنْ عُوَّذ. والتَّرْكُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبَيْضِ مُسْتَدِيرٌ شبِّه بالتَّرْكةِ والتَّرِيكة وَهِيَ بَيْضُ النَّعَامِ الْمُنْفَرِدِ؛ وأَنشد: مَا هاجَ هَذَا القَلْبَ إِلا تَرْكة ... زَهراءُ، أَخْرَجَها خُرُوجَ مُنْفج الْجَوْهَرِيُّ: والتَّرِيكةُ بَيْضَةُ النَّعَامَةِ الَّتِي يَتْرُكُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: ويَهْماء قَفْر تَخْرُجُ العَيْنُ وسْطَها، ... وتَلْقَى بِهَا بَيْضَ النَّعامِ تَرائِكا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِلْمُخَبَّلِ: كتَرِيكةِ الأُدْحِيِّ أَدْفَأَها ... قَرِدٌ، كأَنَّ جَناحه هِدْمُ والهِدْمُ: كِسَاءٌ خَلَقٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّرِيكة الْبَيْضَةُ بعد ما يَخْرُجُ مِنْهَا الْفَرْخُ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ بَيْضَ النَّعَامِ الَّتِي تَتْرُكُهَا بِالْفَلَاةِ بَعْدَ خُلُوِّهَا مِمَّا فِيهَا، وَقِيلَ:

هِيَ بَيْضُ النَّعَامِ الْمُفْرَدَةُ، وَالْجَمْعُ تَرائك وتُرُك، وَهِيَ التَّرْكة وَالْجَمْعُ تَرْكٌ. والتَّرِيكةُ: بَيْضَةُ الْحَدِيدِ للرأْس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراها عَلَى التَّشْبِيهِ بالتَّرِيكة الَّتِي هِيَ الْبَيْضَةُ، وَالْجَمْعُ تَرائك وتَرِيك، وَهِيَ التَّرْكة أَيضاً، وَجَمْعُهَا تَرْكٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَخْمة ذَفْراء تُرْتى بالعُرى، ... قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَل ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّرْكُ جَمَاعَةُ الْبَيْضِ، وإِنما هِيَ شَقِيقَةٌ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الْبَصَلَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ اسْتَعْمَلَ الْفَرَزْدَقُ التَّرِيكةَ فِي الْمَاءِ الَّذِي غَادَرَهُ السَّيْلُ فَقَالَ: كأَنَّ تَرِيكةً مِنْ مَاءِ مُزْنٍ، ... وَدَارِيَّ الذكيِّ مِنَ المُدامِ وَقَالَ أَيضاً: سُلافَة جَفْنٍ خالطَتْها تَرِيكة، ... عَلَى شَفَتَيْهَا، والذَّكي المُشَوَّف وَفِي حَدِيثِ الْخَلِيلِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه جَاءَ إِلى مَكَّةَ يطالِعُ تَرْكتهُ ؛ التَّرْكةُ، بِسُكُونِ الرَّاءِ فِي الأَصل: بَيْضُ النَّعَامِ، وَجَمْعُهَا تَرْكٌ، يُرِيدُ بِهِ وَلَدَهُ إِسمعيل وأُمه هاجَر لمَّا تَرَكَهُمَا بِمَكَّةَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ وَلَوْ رُوِيَ بِكَسْرِ الرَّاءِ لَكَانَ وَجْهًا مِنَ التَّرِكة، وَهِيَ الشَّيْءُ المَتْروك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وأَنتم تَرِيكةُ الإِسلام وَبَقِيَّةُ النَّاسِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: إِن لِلَّهِ تَعَالَى تَرائكَ فِي خَلْقِهِ ، أَراد أُموراً أَبقاها فِي الْعِبَادِ مِنَ الأَمل وَالْغَفْلَةِ حَتَّى يَنْبَسِطُوا بِهَا إِلى الدُّنْيَا. والتَّرِيكُ، بِغَيْرِ هَاءٍ: العُنْقُود إِذا أُكل مَا عَلَيْهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَالَ أَيضاً: التريكة الكِباسة بعد ما يُنْفَضُ مَا عَلَيْهَا وتُتْرك، وَالْجَمْعُ تَرِيك وتَرائك، وَقَالَ مَرَّةً: التَّرِيكُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، العِذْق إِذا نُفِضَ فَلَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ. وَلَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ وَلَا تارَكَ وَلَا دارَكَ: كُلُّ ذَلِكَ إِتباع، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تارَكَ أَبقى. والتَّرْكُ: الْجَعْلُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، يُقَالُ: تَرَكْتُ الْحَبْلَ شَدِيدًا أَي جَعَلْتُهُ شَدِيدًا، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. والتُّرْك: الْجِيلُ الْمَعْرُوفُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الدَّيْلَم، والجمع أَتْراك. تكك: تَكَّ الشيءَ يَتُكُّه تَكّاً: وَطِئَهُ فَشَدَخَهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي شَيْءٍ لَيِّنٍ كَالرُّطَبِ وَالْبِطِّيخِ وَنَحْوِهِمَا. وتَكْتَكْتُ الشَّيْءَ أَي وَطِئْتُهُ حَتَّى شَدَخْتُهُ. والتاكُّ: الْهَالِكُ مُوقاً. يُقَالُ: أَحمق تَاكٌّ، وَقِيلَ: أَحمق فَاكٌّ تَاكٌّ إِتباع لَهُ، بالغُ الحمقِ، وَالْجَمْعُ تاكُّون وتَكَكةٌ وتُكَّاك كضَرَبةٍ وضُرَّابٍ وتُكُك كبُزُل، وَمَا كنتَ تَاكًّا وَلَقَدْ تَكَكْتَ، بِالْفَتْحِ، تُكُوكاً. قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ أَبيتَ إِلا أَن تَحمُق وتَتُكَّ، وَقَدْ تَكَّهُ النبيذُ مِثْلُ هَكَّهُ وهَرَّجه إِذا بَلَغَ مِنْهُ. والتَّكِيكُ: الَّذِي لَا رأْي لَهُ، وَهُوَ بَيِّنُ التَّكاكة؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: أَلم تَأْت التَّكاكةُ قَدْ تَراها، ... كقَرْنِ الشمسِ، بَادِيَةً ضُحَيّا؟ التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي تُكَّ إِذا قُطِعَ. وتَكَّ الإِنسان إِذا حَمُق، قَالَ: والتُّكَّكُ والفُكَّكُ الحَمْقى القُيَّق. والتِّكَّة: وَاحِدَةُ التِّكَكِ، وَهِيَ تِكَّة السَّرَاوِيلِ، وَجَمْعُهَا تِكَكٌ؛ والتِّكةُ رِبَاطُ السَّرَاوِيلِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها إِلا دَخِيلًا وإِن كَانُوا تَكَلَّمُوا بِهَا قَدِيمًا، وَقَدِ اسْتَتَكَّ بِهَا. والتُّكّ: طَائِرٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ تَمْرَةَ؛ عَنْ كراع.

فصل الحاء المهملة

تلك: ابْنُ الأَثير قَالَ: فِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى وَذَكَرَ الْفَاتِحَةَ: فتلْكَ بتلْكَ ، هَذَا مَرْدُودٌ إِلى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: وإِذا قرأَ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فَقُولُوا آمِينَ يُحِبُّكُمُ اللَّهُ ؛ يُرِيدُ أَن آمِينَ يُسْتَجَابُ بِهَا الدُّعَاءُ الَّذِي تَضَمَّنَتْهُ السُّورَةُ أَو الْآيَةُ، كأَنه قَالَ فَتِلْكَ الدَّعْوَةُ مُضَمَّنَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ أَو مُعَلَّقَةٌ بِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ الْكَلَامُ مَعْطُوفًا عَلَى مَا يَلِيهِ مِنَ الْكَلَامِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: وإِذا كبَّر وَرَكَعَ فكبِّروا وَارْكَعُوا ؛ يُرِيدُ أَن صَلَاتَكُمْ مُعَلَّقَةٌ بِصَلَاةِ إِمامكم فَاتَّبِعُوهُ وأْتمُّوا بِهِ، فَتِلْكَ إِنما تَصِحُّ وَتَثْبُتُ بِتِلْكَ، وَكَذَلِكَ بَاقِي الحديث. تمك: ابْنُ سِيدَهْ: التامِكُ السَّنَامُ مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ السَّنَامُ الْمُرْتَفِعُ، وتَمَكَ السنامُ يَتْمِكُ ويَتْمُكُ تُموكاً وتَمْكاً: اكْتَنَزَ وتَرَّ، وَفِي الصِّحَاحِ أَي طَالَ وَارْتَفَعَ فَهُوَ تامِكٌ. وَنَاقَةٌ تامِكٌ: عَظِيمَةُ السَّنَامِ. وأَتْمَكَها الكلأُ: سمَّنها. وَيُقَالُ: بناءٌ تامِك أَي مرتفع. توك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لِذَلِكَ لَمْ أَخص بِهِ الْوَاوَ دُونَ الْيَاءِ وَلَا الْيَاءَ دون الواو. تيك: أَحمق تائِكٌ: شَدِيدُ الْحُمْقِ وَلَا فِعْلَ لَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلَ هَذِهِ الترجمة. فصل الحاء المهملة حبك: الحَبْك: الشَّدُّ. واحْتَبك بإِزاره: احْتَبَى بِهِ وشدَّه إِلى يَدَيْهِ. والحُبْكة: أَن تُرْخِيَ مِنْ أَثناء حُجْزتك مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ لِتَحْمِلَ فِيهِ الشَّيْءَ مَا كَانَ، وَقِيلَ: الحُبْكة الحُجْزة بِعَيْنِهَا، وَمِنْهَا أُخِذ الاحْتِباكُ، بِالْبَاءِ، وَهُوَ شَدُّ الإِزار. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنه قَالَ: جَعَلْتُ سِوَاكَ فِي حُبكي أَي فِي حُجْزتي. وتَحَبَّكَ: شَدَّ حُجْزته. وتَحَبَّكتِ المرأَة بنِطاقها: شَدَّتْهُ فِي وَسَطِهَا. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تَحْتَبِك تَحْتَ دِرعها فِي الصَّلَاةِ أَي تَشُدُّ الإِزار وَتُحْكِمُهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي الاحْتِباك الِاحْتِبَاءُ، وَلَكِنَّ الاحْتِباك شدُّ الإِزار وإِحكامه؛ أَراد أَنها كَانَتْ لَا تُصَلِّي إِلا مُؤْتَزِرةً؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي الاحْتِباك أَنه الاحْتِباء غَلَطٌ، وَالصَّوَابُ الاحْتِياك، بِالْيَاءِ؛ يُقَالُ: احْتاك يَحْتاك احْتِياكاً. وتَحَوَّك بِثَوْبِهِ إِذا احْتَبَى بِهِ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ عَنِ الأَصمعي، بِالْيَاءِ، قَالَ: وَالَّذِي يَسْبِقُ إِلى وَهْمِي أَن أَبا عُبَيْدٍ كَتَبَ هَذَا الْحَرْفَ عَنِ الأَصمعي بِالْيَاءِ، فزَلّ فِي النَّقْطِ وَتَوَهَّمَهُ بَاءً، قَالَ: وَالْعَالِمُ وإِن كَانَ غَايَةً فِي الضَّبْطِ والإِتقان فإِنه لَا يَكَادُ يَخْلُو مِنْ خطإِه بِزَلَّةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَلَقَدْ أَنصف الأَزهري، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِيمَا بَسَطَهُ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فإِنا نَجِدُ كَثِيرًا مِنْ أَنفسنا وَمِنْ غَيْرِنَا أَن الْقَلَمَ يَجْرِي فَيَنْقُطُ مَا لَا يَجِبُ نَقْطُهُ، وَيَسْبِقُ إِلى ضَبْطِ مَا لَا يَخْتَارُهُ كَاتِبُهُ، وَلَكِنَّهُ إِذا قرأَه بَعْدَ ذَلِكَ أَو قُرِئَ عَلَيْهِ تَيَقَّظَ لَهُ وَتَفَطَّنَ لِمَا جَرَى بِهِ فَاسْتَدْرَكَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. والحُبْكة: الْحَبْلُ يُشَدُّ بِهِ عَلَى الْوَسَطِ. والتحْبِيك: التَّوْثِيقُ. وَقَدْ حَبَّكْتُ الْعُقْدَةَ أَي وَثَّقْتُهَا. والحِباكُ: أَن يُجْمَعَ خَشَبٌ كالحَظيرة ثُمَّ يُشَدُّ فِي وَسَطِهِ بِحَبْلٍ يَجْمَعُهُ؛ قَالَ الأَزهري: الحِباك الحَظيرة بِقَصَبَاتٍ تُعْرَضُ ثُمَّ تُشَدُّ، تَقُولُ: حُبِكَتِ الحظيرةُ بقَصبات كَمَا تُحْبَكُ عُروش الْكَرْمِ بِالْحِبَالِ. والحُبْكةُ والحِباكُ القدَّةُ الَّتِي تَضُمُّ الرأْس إِلى الغَرَاضيف مِنَ القتَب والرَّحْل، وَقَدْ ذُكِرَتَا بِالنُّونِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْهُ سَهْوًا، وَالْجَمْعُ حُبَك وحُبُك، فحبَك جَمْعُ حُبْكةٍ، وحُبُك جَمْعُ حِباكٍ.

وحُبُك الرَّمْلِ: حُرُوفُهُ وأَسناده، وَاحِدُهَا حِباك، وَكَذَلِكَ حُبُك الْمَاءِ وَالشَّعْرُ الجَعْدُ المتكسِّر؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمَى يَصِفُ مَاءً: مُكَلَّل بعَمِيم النَّبْت تَنْسُجُه ... ريحٌ خَرِيقٌ، لِضاحي مَائِهِ حُبُكُ والحَبِيكةُ: كُلُّ طَرِيقَةٍ مِنْ خُصَلِ الشَّعْرِ أَو البيضةُ، وَالْجَمْعُ حَبِيك وحَبَائِكُ وحُبُك كسَفِينة وسَفِينٍ وسَفائن وسُفُن. الْجَوْهَرِيُّ: الحَبيكةُ الطَّرِيقَةُ فِي الرَّمْلِ وَنَحْوِهِ. الأَزهري: وحَبِيكُ الْبَيْضِ للرأْس طرائقُ حديدِه؛ وأَنشد: وَالضَّارِبُونَ حَبِيكَ البَيض إِذ لحِقُوا، ... لَا يَنْكُصُون، إِذا مَا اسْتُلْحِمُوا وحَمُوا قَالَ: وَكَذَلِكَ طَرَائِقُ الرَّمْلِ فِيمَا تَحْبِكُه الرِّيَاحُ إِذا جَرَتْ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: رأْسه حُبُك ، أَي شَعْرُ رأْسه مُتَكَسِّرٌ مِنَ الجُعُودة مِثْلُ الْمَاءِ السَّاكِنِ أَو الرَّمْلِ إِذا هبت عليها الرِّيحُ فيتجعَّدان وَيَصِيرَانِ طَرَائِقَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ أُخري: مُحَبَّك الشَّعْرِ بِمَعْنَاهُ. وحُبُك السَّمَاءِ: طَرَائِقُهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ؛ يَعْنِي طَرَائِقَ النُّجُومِ، وَاحِدَتُهَا حَبِيكة وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ؛ قَالَ: الحُبُك تكسُّر كُلِّ شَيْءٍ كَالرَّمْلَةِ إِذا مَرَّتْ عَلَيْهَا الرِّيحُ السَّاكِنَةُ، وَالْمَاءِ الْقَائِمِ إِذا مَرَّتْ بِهِ الرِّيحُ، والدرعُ مِنَ الْحَدِيدِ لَهَا حُبُك أَيضاً، قَالَ: وَالشَّعْرَةُ الْجَعْدَةُ تكسُّرُها حُبُكٌ، قَالَ: وَوَاحِدُ الحُبُك حِباك وحَبِيكة؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمْعُ الحَبِيكة حَبَائك، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ؛ الخَلْق الْحَسَنُ ، قَالَ أَبو إِسحق: وأَهل اللُّغَةِ يَقُولُونَ ذَاتُ الطَّرَائِقِ الْحَسَنَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرّة يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لأَصْبَحْتَ خيرَ النَّاسِ نَفْساً وَوَالِدًا، ... رَسُولَ مَلِيك الناسِ فَوْقَ الحَبَائِك الحَبَائك: الطُّرُقُ، وَاحِدَتُهَا حَبِيكة، يَعْنِي بها السموات لأَن فِيهَا طُرُقَ النُّجُومِ. والمَحْبُوك: مَا أُجيد عَمَلُهُ. والمَحْبُوك: المُحْكَمُ الْخَلْقِ، مِنْ حَبَكْتُ الثَّوْبَ إِذا أَحكمت نَسْجَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَدَابَّةٌ مَحْبُوكة إِذا كَانَتْ مُدْمَجة الْخَلْقِ، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ أَحكمته وأَحسنت عَمَلَهُ، فَقَدِ احْتَبَكْتَه. وَفَرَسٌ مَحْبوك المَتْن وَالْعَجُزِ: فِيهِ اسْتِوَاءٌ مَعَ ارتفاع؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ فَرَسًا: مَرِجَ الدهرُ، فأَعْدَدْتُ لَهُ ... مُشْرِفَ الحارِكِ، مَحْبوكَ الكَتَدْ وَيُرْوَى: مَرِجَ الدِّينُ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: إِنه لمَحْبُوك الْمَتْنِ والعَجُز إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِوَاءٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ؛ وأَنشد: عَلَى كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ، كأَنه ... عُقابٌ هَوَتْ مِنْ مَرْقب وتَعَلَّتِ قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: فَرَسٌ مَحْبوك الكَفَل أَي مُدْمَجُه؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ: مُشْرِفُ الْحَارِكِ مَحْبُوكُ الكَفَلْ قَالَ: وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا كَانَ شَدِيدَ الْخَلْقِ مَحْبوك. والمَحْبوك: الشَّدِيدُ الْخَلْقِ مِنَ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ. وجادَ مَا حَبَكَهُ إِذا أَجاد نَسْجه. وحَبَكَ الثَّوْبَ يَحْبِكُه ويَحْبُكه حَبْكاً: أَجاد نَسْجَهُ وحسَّن أَثر الصَّنْعَةِ فِيهِ. وَثَوْبٌ حَبِيك: مَحْبوك، وَكَذَلِكَ الوَتَرُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي الْعَارِمِ: فَهَيَّأْتُ حَشْراً كالشِّهابِ يَسُوقه ... مُمَرّ حَبِيكٌ، عاوَنَتْه الأَشاجِعُ

وحبَكَه بِالسَّيْفِ حَبْكاً: ضَرَبَهُ عَلَى وَسَطِهِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قَطَعَ اللَّحْمَ فَوْقَ الْعَظْمِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَبَكه بِالسَّيْفِ يَحْبِكه ويَحْبُكه حَبْكاً ضَرَبَ عُنُقَهُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ فِي اللَّحْمِ دُونَ الْعَظْمِ، وَقِيلَ: ضَرَبَهُ بِهِ. وحَبَك عُروش الكَرْم: قَطَعَهَا. والحَبَكُ والحَبَكة جَمِيعًا: الأَصل مِنْ أُصول الكَرْم. والحَبَكة: الْحَبَّةُ مِنَ السَّوِيقِ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا ذُقْنَا عِنْدَهُ حَبَكَة وَلَا لَبَكة، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ عَبَكَة، قَالَ: والعبَكة والحَبَكة مِنَ السَّوِيقِ، واللَّبَكة اللُّقْمَةُ مِنَ الثَّرِيد؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ نَسْمَعِ حَبَكة بِمَعْنَى عَبَكة لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَقَدْ طَلَبْتُهُ فِي بَابِ الْعَيْنِ وَالْحَاءِ لأَبي تُرَابٍ فَلَمْ أَجده، وَالْمَعْرُوفُ: مَا فِي نِحْيه عَبَكة وَلَا عَبَقة أَي لَطْخٌ مِنَ السَّمنِ أَو الرُّبِّ، مِنْ عَبِق بِهِ وعَبِكَ بِهِ أَي لَصِقَ بِهِ. حبرك: الحَبَرْكَى: الطَّوِيلُ الظَّهْرِ الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ الضَّعِيفُ الرِّجْلَيْنِ الَّذِي كَادَ يَكُونُ مُقْعَداً مِنْ ضَعْفِهِمَا، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ عَنِ الْجَرْمِيِّ عَكْسَ ذَلِكَ؛ قَالَ: يُصَعّدُ فِي الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفِيّةٍ، ... أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتَماطِرُ والحَبَرْكَى: الْقَوْمُ الهَلْكَى. والحَبَرْكَى: القُراد؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فَلَسْتُ بمُرْضع ثَدْيِي حَبَرْكَى، ... أَبوه مِنْ بَنِي جُشَم بْنِ بَكْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: مَعَاذَ اللَّهِ يَنْكَحُني حَبَرْكَى، ... قصِير الشِّبْرِ مِنْ جُشَمِ بْنِ بَكْرِ والأُنثى حَبَرْكاةٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو الْجَرْمِيُّ: وَقَدْ جعل بعضهم الأَلق فِي حَبَرْكَى للتأْنيث فَلَمْ يَصْرِفْهُ، وَرُبَّمَا شُبِّهَ بِهِ الرَّجُلُ الْغَلِيظُ الطَّوِيلُ الظَّهْرِ القَصير الرِّجْلِ، فَيُقَالُ حَبَرْكَى وَتَصْغِيرُهُ حُبَيْرِك، لأَن الأَلف الْمَقْصُورَةَ تُحْذَفُ فِي التَّصْغِيرِ إِذا كَانَتْ خَامِسَةً، سواءٌ أَكانت للتأْنيث أَو لِغَيْرِهَا، تَقُولُ فِي قَرْقَرَى قُرَيْقِر، وجَحْجَبَى جُحَيْجِب، وَفِي حَوْلايَا حُوَيْلى، وإِنما ثَبَتَتِ الأَلف فِيهِ إِذا كَانَتْ مَمْدُودَةً. حتك: الحَتْكُ والحَتَكانُ والتَّحَتُّك: شِبْهُ الرَّتَكان فِي الْمَشْيِ إِلَّا أَن الرَّتَكان للإِبل خَاصَّةً. وَفِي التَّهْذِيبِ: الرتَكُ للإِبل خَاصَّةً والحَتْكُ للإِنسان وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: الحَتْكُ، سَاكِنُ التَّاءِ، أَن يُقَارِبَ الْخَطْوَ وَيُسْرِعَ رَفْعَ الرجْل وَوَضْعِهَا. وحَتَك الرجلُ يَحْتِك حَتْكاً وحَتَكاناً أَي مَشَى وَقَارَبَ الْخَطْوَ وأَسرع. وحَتَك الشيءَ يَحْتِكه حَتْكاً: بَحَثَهُ. وَالطَّائِرُ يَحْتِك الحَصى بِجَنَاحَيْهِ حَتْكاً: يَفْحَصُه وَيَبْحَثُهُ. والحَتَك: صِغَارُ النَّعَامِ وَهُوَ مِنْهُ. والحَوْتَكُ أَيضاً: الْقَصِيرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحِمَارٌ حَوْتَكِيّ: قَصِيرٌ. وَقَالَ: الأَزهري: الحَوْتَكِيّ هُوَ الْقَصِيرُ الْقَرِيبُ الْخَطْوِ. والحَاتِكُ: القَطُوف الْعَاجِزُ، والقَطُوف: الْقَرِيبُ الْخَطْوِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَنَا ولَكُمْ، يَا مَيُّ، أَمْسَت نِعاجُها ... يُماشِين أُمَّاتِ الرِّئَالِ الحَوَاتِكِ وَقَالَ الْآخَرُ: وساقِيَيْنِ لَمْ يَكونا حَتَكا، ... إِذا أَقُولُ ونَيَا تَمَهَّكَا أَيْ تَمَدَّدا بِالدَّلْوِ. وَيُقَالُ: لَا أَدري عَلَى أَيِّ وَجْهٍ حَتَكُوا، وَرُبَّمَا قَالُوا عَتَكوا أَي تَوَجَّهُوا. والحَوَاتك: رِئَال النَّعَامِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الحَوَاتك لرِئال النَّعَامِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ، وَقَدْ

تَقَدَّمَ آنِفًا: يُمَاشِينَ أُمَّات الرِّئَالِ الْحَوَاتِكِ الأَزهري: رَجُلٌ حَتَكة وَهُوَ القَمِيء، وَكَذَلِكَ الحَوْتَكُ، والحَوْتَكُ: الصَّغِيرُ الْجِسْمِ اللَّئِيمُ، والحَوْتَكُ والحَوْتَكِيّ: الْقَصِيرُ الضَّاوِي؛ قَالَ خَارِجَةُ بْنُ ضِرَارٍ الْمُرِّيُّ: أَخالِدُ، هَلَّا إِذ سَفِهْتَ عَشِيرتي، ... كَفَفْتَ لِسانَ السَّوْءِ أَن يَتَدَعَّرا؟ فإِنك، واسْتِبضاعَكَ الشِّعْرَ نحوَنا، ... كَمُبْتَضِع تَمْرًا إِلى أَهل خَيْبَرا وَهَلْ كنتَ إِلَّا حَوْتَكِيّاً أَلاقَهُ ... بَنُو عَمِّهِ، حَتَّى بَغَى وتَجَبَّرا؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتُرْوَى هَذِهِ الأَبيات لزميل بن أبين يَهْجُو خَارِجَةَ بْنَ ضِرَارٍ المرِّي، وأَولها: أَخارجَ، هلَّا إِذ سَفِهْت عَشِيرَتِي وَفِي حَدِيثِ العِربَاض: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْرُجُ فِي الصُّفَّة وَعَلَيْهِ الحَوْتكِيَّة ؛ قِيلَ: هِيَ عِمة يَتَعَمَّمُ بِهَا الأَعراب يُسَمُّونَهَا بِهَذَا الِاسْمِ، وَقِيلَ: هُوَ مُضَافٌ إِلى رَجُلٍ يُسَمَّى حَوْتَكاً كَانَ يَتَعَمَّمُ بِهَذِهِ الْعِمَّةِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: جِئْتُ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَمِيصة حَوْتَكِية ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي بَعْضِ نُسَخِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَالْمَعْرُوفُ جَوْنِيَّة، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، فإِن صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ فَتَكُونُ مَنْسُوبَةً إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ أَوردها الْجَوْهَرِيُّ بَعْدَ حبك وَقَبْلَ حبرك، وَالصَّوَابُ مَا عَمِلْنَاهُ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَفَعَلَ. حرك: الحَرَكة: ضِدُّ السُّكُونِ، حَرُك يحْرُك حَرَكةً وحَرْكاً وحَرَّكه فتَحَرَّك، قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ يَتَحَرَّك، وَتَقُولُ: قَدْ أَعيا فَمَا بِهِ حَرَاك، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمَا بِهِ حَرَاك أَي حَرَكة؛ وَفُلَانٌ مَيْمُونُ العَرِيكةِ والحَرِيكة. والمِحْراكُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُحَرَّك بِهَا النَّارُ. الأَزهري: وَتَقُولُ حَرَكْتُ مَحْرَكَه بِالسَّيْفِ حَرْكاً. والمَحْركُ: مُنْتَهَى العُنق عِنْدَ الْمَفْصِلِ مِنَ الرأْس. والمَحْرَكُ: مَقْطع الْعُنُقِ. والحارِكُ: أَعلى الْكَاهِلِ، وَقِيلَ فَرْع الْكَاهِلِ، وَقِيلَ الحارِكُ مَنْبَتُ أَدنى العُرْف إِلى الظَّهْرِ الَّذِي يأْخذ بِهِ الْفَارِسُ إِذا رُكِبَ، وَقِيلَ الحارِكُ عَظْمٌ مُشْرِفٌ مِنْ جَانِبَيِ الْكَاهِلِ اكْتَنَفَهُ فَرْعا الْكَتِفَيْنِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مُغْبِطُ الحارِكِ مَحْبوكُ الكَفَلْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحارِكُ مِنَ الْفَرَسِ فُرُوعُ الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ أَيضاً الْكَاهِلُ. أَبو زَيْدٍ: حَركه بِالسَّيْفِ حَرْكاً إِذا ضَرَبَ عُنُقَهُ، قَالَ: والمَحْرَكُ أَصل الْعُنُقِ مِنْ أَعلاها، قَالَ: وَيُقَالُ للحارِكِ مَحْرَك، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ مَفْصِلُ مَا بَيْنَ الْكَاهِلِ والعُنق ثُمَّ الْكَاهِلُ، وَهُوَ بَيْنَ المَحْرَك والمَلْحاءِ، وَالظَّهْرُ مَا بَيْنَ المَحْرَك لِلذَّنَبِ، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَرَكْتُ حارِكَهُ قَطَعْتُهُ فَهُوَ مَحْرُوك. والحُرْكُوك: الْكَاهِلُ. ابْنُ الأَعرابي: حَرَك إِذا مَنَعَ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي عَلَيْهِ، وحَرِكَ إِذا عُنَّ عَنِ النِّسَاءِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنه قَالَ: آمَنْتُ بمُحَرِّف الْقُلُوبِ ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: آمَنْتُ بمُحَرِّك الْقُلُوبِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: المحرِّف الْمُزِيلُ، والمحرِّك الْمُقَلِّبُ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: المحرِّك أَجود لأَن السُّنَّةَ تؤَيده يَا مُقَلِّب الْقُلُوبِ. والحَرْكَكَةُ: الحُرْقُوف، وَالْجَمْعُ حَرَاكِيك، وَكُلُّ ذَلِكَ اسْمٌ كَالْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ، وَهَذَا الْجَمْعُ نَادِرٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن

يَكُونَ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ كَمَا حَكَى سِيبَوَيْهِ قَرادِيد فِي جَمْعِ قَرْدَدٍ، لأَن هَذَا لَا يُدْغَمُ لِمَكَانِ الإِلحاق. وحَرَكه يَحْرُكه حَرْكاً: أَصاب مِنْهُ أَيَّ ذَلِكَ كَانَ. وحَرَك حَرْكاً: شَكَا أَيّ ذَلِكَ كَانَ. وحَرَكهُ: أَصاب وَسَطَهُ غَيْرَ مُشْتَقٍّ. وَرَجُلٌ حَرِيك: ضعيف الحَرَاكِيكِ، الحَرِيكُ الَّذِي يَضْعُفُ خَصْرُه إِذا مَشَى كأَنه يَنْقَلِعُ عَنِ الأَرض، والأُنثى حَرِيكة. والحَرِيك: العِنِّين. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَرِيك فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ العِنِّين. وَغُلَامٌ حَرِكٌ أَي خَفِيفٌ ذَكِيٌّ. والحَرْكَكَةُ: الحَرْقَفة، وَالْجَمْعُ الحَرَاكِكُ والحَرَاكِيك، وهي رؤُوس الْوَرِكَيْنِ، وَيُقَالُ أَطراف الْوَرِكَيْنِ مِمَّا يَلِي الأَرض إِذا قعدت. حزك: حَزَكهُ حَزْكاً: اغْتَطَّهُ وَضَغَطَهُ. وحَزَكه بِالْحَبْلِ يَحْزِكه: حَزَمه وَشَدَّهُ، وَهُوَ الاحْتِزاكُ، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ مِثْلُ حَزَقْته سَوَاءٌ، حَزَكه وحَزَقه إِذا شَدَّهُ بِحَبَلٍ جَمَعَ بِهِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ واحَتَزَك بالثوب: احتزم. حسك: الحَسَكُ: نَبَاتٌ لَهُ ثَمَرَةٌ خَشِنَةٌ تَعْلَقُ بأَصواف الْغَنَمِ، وَكُلُّ ثَمَرَةٍ تُشْبِهُهَا نَحْوُ ثَمَرَةِ القُطْب والسَّعْدَان والهَرَاسِ وَمَا أَشبهه حَسَك، وَاحِدَتُهُ حَسَكة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ عُشْبة تَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَةِ وَلَهَا شَوْكٌ يُسَمَّى الحَسَك أَيضاً مُدَحْرَجٌ، لَا يَكَادُ أَحد يَمْشِي عَلَيْهِ إِذا يَبِسَ إِلَّا مَنْ فِي رِجْلَيْهِ خُفّ أَو نَعْلٌ؛ وَقَالَ أَبو نَصْرٍ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ يَصِفُ الْقَطَاةَ: جُونِيَّةٌ كَحَصاةِ القَسْم، مَرْتَعُها، ... بالسِّيِّ، مَا يُنْبِتُ القَفْعاء والحَسَكُ إِن الحَسَك هَاهُنَا ثَمَرَةُ النَّفَل وَلَيْسَ هُوَ الحَسَك الشَّاكُ، لأَن شَوْكَة الحَسَكة لَا تُسِيغها القَطاة بَلْ تَقْتُلُهَا. وأَحْسَكَت النَّفَلةُ: صَارَتْ لَهَا حَسَكة أَي شَوْكَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يُحْسِك مِنَ البُقول غَيْرُهَمَا. والحَسَكُ: حَسَك السَّعْدان. والحَسَك مِنَ الْحَدِيدِ: مَا يَعْمَلُ عَلَى مِثَالِهِ وَهُوَ مِنْ آلَاتِ العَسْكر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَسَكُ مِنْ أَدوات الْحَرْبِ رُبَّمَا أُخذ مِنْ حَدِيدٍ فأُلقي حَوْلَ الْعَسْكَرِ، وَرُبَّمَا أُخذ مِنْ خَشَبٍ فَنُصِبَ حَوْلَهُ. والحَسَكُ والحَسَكَة والحَسِيكةُ: الْحِقْدُ، عَلَى التَّشْبِيهِ، قَالَ الأَزهري: وحَسَكُ الصدرِ حِقْدُ الْعَدَاوَةِ يُقَالُ: إِنه لحَسِكُ الصدرِ عَلَى فُلَانٍ. وحَسِكَ عَلَيَّ، بِالْكَسْرِ، حَسَكاً، فَهُوَ حَسِك: غَضِبٌ. وَقَوْلُهُمْ فِي قَلْبِهِ عليَّ حَسَكة وحُسَاكة أَي ضَغَنٌ وَعَدَاوَةٌ. أَبو عُبَيْدٍ: فِي قَلْبِهِ عَلَيْكَ حَسِيكة وحَسِيفة وسَخيمةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ : تَيَاسَرُوا فِي الصَّدَاق، إِن الرَّجُلَ ليُعْطي المرأَة حَتَّى يُبْقي ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهَا حَسَكةً أَي عدواة وَحِقْدًا، وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ الأَشِدَّاء: إِنهم لحَسَكٌ أَمْراسٌ، الْوَاحِدُ حَسَكةٌ مَرِسٌ. وَفِي حَدِيثِ خَيْفَانَ: أَما هَذَا الْحَيُّ بلحرِث بْنِ كَعْبٍ فَحَسَكٌ أَمْراسٌ ؛ الحَسَكُ: جَمْعُ حَسَكةٍ وَهِيَ شَوْكَةٌ صُلْبَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: بنو الحرث حَسَكةٌ مَسَكة. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامة أَنه قَالَ لقوم: إِنكم مُصَرّرون مُحَسّكون ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الإِمساك وَالْبُخْلِ والصَّرِّ عَلَى الشَّيْءِ الَّذِي عِنْدَهُ. والحَسِيكة: القُنْفُذ. والحِسْكِك: الْقُنْفُذُ الضَّخْمُ. والحَسَاكِكُ: الصِّغَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يَذْكُرْ وَاحِدَهَا. وحُسَيْكةُ: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ

بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ السِّينِ، كَانَ بِهِ يَهُودٌ مِنْ يَهُودِ الْمَدِينَةِ. ابْنُ الأَعرابي: حَسْكك الرجلُ إِذا كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ؛ قَالَ الأَزهري: حَقُّهُ مِنْ بَابِ الثُّلَاثِيِّ أُلحق بالرباعي. حشك: الحشَك: شِدَّةُ الدِّرَّةِ فِي الضَّرْع، وَقِيلَ: سُرْعَةُ تجمُّع اللَّبَنِ فِيهِ. وحَشَكَت الناقةُ فِي ضَرْعِهَا لَبَنًا تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً، وَهِيَ حَشُوك: جَمَعَتْهُ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ عَمْرُو ذُو الْكَلْبِ: يَا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ، ... مَا فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟ صُبَّ لَهَا فِي الرِّيحِ مِرِّيخٌ أَشَمْ، ... فاجْتالَ مِنْهَا لَجْبةً ذَاتَ هَزَمْ، حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ «5» . والحَشْكُ: تَرْكُكَ النَّاقَةَ لَا تَحْلُبُهَا حَتَّى يَجْتَمِعَ لَبَنُهَا، وَهِيَ مَحْشُوكة. وحَشَكَها يَحْشِكها حَشَكًا إِذا تَرَكَهَا لَا يَحْلُبُهَا حَتَّى يَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعها؛ قَالَ: غَدَتْ، وَهِيَ مَحْشُوكة حافِلٌ، ... فَرَاح الذِّئارُ عَلَيْهَا صَحِيحًا وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الحَشَكُ كالنَّفْضِ والنَّفَضِ والقَبْضِ والقَبَض؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كَمَا استغاثَ، بِسَيْءٍ، فَزُّ غَيْطَلةٍ، ... خَافَ العيونَ، فَلَمْ يُنْظَر بِهِ الحَشَكُ وَقِيلَ: أَراد الحَشْكَ فَحُرِّكَ لِلضَّرُورَةِ أَي لَمْ تنتظِرْ بِهِ أُمُّه حُشوك الدِّرَّة. والحَشَكُ: اسْمٌ للدِّرَّة الْمُجْتَمِعَةِ. وحَشَكَت الدِّرَّةُ تَحْشِكُ حَشكاً، بِالتَّسْكِينِ، وحُشُوكاً: امتلأَت؛ وَقِيلَ الحَشْك والحَشَك لُغَتَانِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نَاقَةٌ حَشُوك وحَشُود لِلَّتِي يَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا سَرِيعًا. وحَشَكْتُ النَّاقَةَ: تَرَكْتُهَا وَلَمْ أَحلبها حَتَّى اجْتَمَعَ لَبَنُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: غَدَتْ وَهِيَ مَحْشوكة حافِلُ وحشَكت السَّحَابَةُ تَحْشِكُ حَشْكاً: كَثُرَ مَاؤُهَا. وحَشَكت النخلةُ، وَهِيَ حاشِك: كَثُرَ حَمْلُهَا. وحَشَكَ القومُ حَشْكاً: حَشَدُوا وتجمعُوا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: حَشَك القومُ وحَشَدوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وحَشَكَ الْقَوْمُ عَلَى مِيَاهِهِمْ حَشَكاً، بِفَتْحِ الشِّينِ: اجْتَمَعُوا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَخَصَّ بِذَلِكَ بَنِي سُلَيْمٍ كأَنه إِنما فَسَّرَ بِذَلِكَ شِعْرًا مِنْ أَشعارهم، وَكُلُّ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الْكَثْرَةِ. والرِّياح الحَوَاشِكُ: الْمُخْتَلِفَةُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدَةُ، وَاحِدَتُهَا حَاشِكَةٌ؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وحَشَكَت الرِّيحُ تَحْشِكُ حَشكاً أَي ضَعُفَتْ وَاخْتَلَفَتْ مَهَابُّها. وَرِيَاحٌ حَواشِك: مُخْتَلِفَاتُ المَهابِّ. والحِشَاك: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُشَدُّ فِي فَمِ الجَدْي لِئَلَّا يَرْضَعَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِشَاك الشِّبَامُ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَهُوَ عُودٌ يُعَرَّض فِي فَمِ الْجَدْيِ وَيُشَدُّ فِي قَفَاهُ يَمْنَعُهُ مِنَ الرِّضَاعِ، قَالَ: وَلَمْ يَعَرِفْ أَبو سَعِيدٍ الشِّحَاكَ، بِتَقْدِيمِ الشِّينِ. وحَشَك نَفَسُه إِذا عَلَاهُ البُهْر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي قَبْلَ حَشْك النَّفَس وأَزِّ الْعُرُوقِ؛ الحَشْك: اجْتِهَادُهَا فِي النَّزْعِ الشَّدِيدِ. وأَزُّ الْعُرُوقِ: ضَرَبانُها. وأَحْشَكْتُ الدَّابَّةَ إِذا أَقْضَمْتَها فَحَشِكَتْ أَي قَضِمَتْ. والحَشْكةُ مِنَ الْمَطَرِ: مِثْلُ الحَفْشة والغَبْيَة، وَهِيَ فَوْقَ البَغْشَةِ، وَقَدْ حَشَكت السَّمَاءُ تَحْشِك حَشْكاً. وحَشَكَت القَوْس: صَلُبَتْ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا كَانَتِ الْقَوْسُ طَرُوحاً وَدَامَتْ عَلَى ذَلِكَ فَهِيَ حَاشِكٌ؛ قال ساعدة

_ (5). قوله [مريخ] المريخ: كسكين السهم، لكن المراد به هنا الذئب على التشبيه لقوله فاجتال أي اختار، فإن الاختيار للذئب، أفاده شارح القاموس في م ر خ

بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ: فوَدَّكَ لَيْناً أَخلص القَيْنُ أَثْرَهُ، ... وحاشِكةً يَحْمِي الشِّمال نَذِيرُها وَقَوْسٌ حاشِكٌ وحاشِكة إِذا كَانَتْ مُوَاتِيةً لِلرَّامِي فِيمَا يُرِيدُ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: لَهُ أَسْهُمٌ قَدْ طَرَّهُنَّ سَنِينُه، ... وحاشِكةٌ تَمْتَدُّ فِيهَا السَّواعِدُ والحَشَّاك: مَوْضِعٌ. والحَشَّاك، بالتشديد: نهر. حفلك: رَجُلٌ حَفَلْكَى وحَفَنْكى: ضعيف. حفنك: الحَفَنْكَى: الضَّعِيفُ كالحَفَلْكَى. حكك: الحَكُّ: إِمْرار جِرْم عَلَى جِرْمٍ صَكّاً، حَكَّ الشَّيْءَ بِيَدِهِ وَغَيْرِهَا يَحُكُّه حَكّاً؛ قَالَ الأَصمعي: دَخَلَ أَعرابي الْبَصْرَةَ فَآذَاهُ الْبَرَاغِيثُ فأَنشأَ يَقُولُ: لَيْلَةَ حَكٍّ لَيْسَ فِيهَا شَكُّ، ... أَحُكُّ حَتَّى ساعِدِي مُنْفَكُّ، أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ وتَحَاكَّ الشيئَان: اصْطَكَّ جُرْمَاهُمَا فَحَكَّ أَحدهما الْآخَرَ؛ وحَكَكْتُ الرأْس؛ وإِذا جعلت الفعل للرأْس قلت: احْتَكّ رأْسي احْتِكاكاً. وحَكَّني وأَحَكَّني واسْتَحَكَّني: دَعَانِي إِلى حَكِّه، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَعضاء، وَالِاسْمُ الحِكَّةُ والحُكاكُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ النَّاسِ حَكَّني رأْسي غَلَطٌ لأَن الرأْس لَا يَقَعُ مِنْهُ الحَكّ. واحْتَكَّ بِالشَّيْءِ أَي حَكّ نَفْسَهُ عَلَيْهِ. والحِكَّة، بِالْكَسْرِ: الجَرَب. والحُكاكة: مَا تَحاكّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ إِذا حُكّ أَحدهما بِالْآخَرِ لِدَوَاءٍ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحُكاكة مَا حُكَّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ثُمَّ اكْتُحِلَ بِهِ مِنْ رَمَدٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحُكاك مَا حكَّ مِنْ شيء على شيء فَخَرَجَتْ مِنْهُ حُكاكة. وَالْحَيَّةُ تَحُكّ بعضَها بِبَعْضٍ وتَحَكَّكُ، والجِذلُ المُحَكَّك: الَّذِي يُنْصَبُ فِي العَطَن لتَحْتَكّ بِهِ الإِبل الجَرْبى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ الأَنصاري يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب ؛ وَمَعْنَاهُ أَنه مَثَّل نَفْسَهُ بالجِذْل، وَهُوَ أَصل الشَّجَرَةِ، وَذَلِكَ أَن الجَرِبةَ مِنَ الإِبل تَحْتَكّ إِلى الجِذل فَتَشْتَفِيَ بِهِ، فَعَنَى أَنه يُشْتَفى برأْيه كَمَا تَشْتَفِي الإِبل بِهَذَا الجِذْل الَّذِي تَحْتَكّ إِليه؛ وَقِيلَ: هُوَ عُودٌ يُنْصَبُ للإِبل الجَرْبى لتَحْتَكّ بِهِ مِنَ الْجَرَبِ؛ قَالَ الأَزهري: وَفِيهِ مَعْنًى آخَرُ، وَهُوَ أَحب إِليّ، وَهُوَ أَنه أَراد أَنه مُنَجَّذٌ قَدْ جَرَّب الأُمور وَعَرَفَهَا وجُرِّب، فَوُجِدَ صُلْبَ المَكْسَر غَيْرَ رِخْو ثَبْتَ الغَدَر لَا يَفِرّ عَنْ قِرْنه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنا دُونَ الأَنصار جِذْل حِكاكٍ لمن عاداهم ونواهم فَبِي تُقْرَنُ الصَّعْبةُ، وَالتَّصْغِيرُ فِيهِ لِلتَّعْظِيمِ، وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: اجْذُلْ لِلْقَوْمِ أَي انْتَصِبْ لَهُمْ وَكُنْ مْخَاصِمًا مُقَاتِلًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ جِذْلُ حِكاكٍ خَشَعَتْ عَنْهُ الأُبَنُ؛ يَعْنُونَ أَنه مُنَقِّح لَا يُرْمَى بِشَيْءٍ إِلا زَلّ عَنْهُ ونَبا. والحَكِيكُ: الْكَعْبُ المَحْكوك، وَهُوَ أَيضاً الْحَافِرُ النَّحِيتُ؛ وأَنشد الأَزهري هُنَا: وَفِي كُلِّ عَامٍ لَنَا غَزْوَةٌ، ... تَحُكُّ الدَّوابرَ حَكَّ السَّفَنْ وَقِيلَ: كُلُّ خفيٍّ نحيتٍ حَكِيكٌ. والأَحَكُّ مِنَ الْحَوَافِرِ: كالحَكِيك، وَالِاسْمُ مِنْهَا الحَكَكُ. وحَكِكَت الدابةُ، بإِظهار التَّضْعِيفِ، عَنْ كُرَاعٍ: وَقَعَ فِي حَافِرِهَا الحَكَكُ، وَهُوَ أَحد الْحُرُوفِ الشَّاذَّةِ، كلَحِحَتْ عَيْنُهُ وأَخواتها. وَفَرَسٌ حَكِيك: مُنْحَت الْحَوَافِرِ، وَالَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ: حَتَّى إِذا تحاكَّت الرُّكَبُ قَالُوا مِنَّا نَبِيٌّ، وَاللَّهِ لَا أَفعل أَي

تَمَاسَّتْ واصطَكَّت، يُرِيدُ تُسَاوِيهِمْ فِي الشَّرَفِ وَالْمَنْزِلَةِ، وَقِيلَ: أَراد تَجاثِيَهُمْ عَلَى الرُّكَب لِلتَّفَاخُرِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِذا حَكَكْتُ قُرْحةً دَمَّيْتُها أَي إِذا أَمَّمْتُ غَايَةً تَقَصَّيْتُهَا وبلغتُها. والحاكَّةُ: السِّنّ لأَنها تَحُكّ صَاحِبَتَهَا أَو تَحُكّ مَا تأْكله، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَرَجُلٌ أَحَكّ: لا حاكَّة فِي فَمِهِ كأَنه عَلَى السَّلْبِ. وَيُقَالُ: مَا فِي فِيهِ حاكَّة أَي سِن. والتَّحَكُّك: التَّحرّش وَالتَّعَرُّضُ. وإِنه لَيَتَحكَّكُ بِك أَي يَتَعَرَّضُ لشرِّك. وَهُوَ حِكُّ شَرٍّ وحِكاكُهُ أَي يُحاكُّه كَثِيرًا. والمُحاكَّةُ: كالمُباراة. وحَكَّ الشيءُ فِي صَدْرِي وأَحَكَّ واحتَكَّ: عَمِلَ، والأَول أَجود، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ جَحْداً فَقَالَ: مَا حَكَّ هَذَا الأَمرُ فِي صَدْرِي وَلَا يُقَالُ: مَا أَحاكَ.، وَمَا أَحاكَ فِيهِ السلاحُ: لَمْ يَعْمَلْ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُهُ هُنَا لأَفرق بينَ حكَّ وأَحاكَ، فإِن الْعَوَامَّ يَسْتَعْمِلُونَ أَحاكَ فِي مَوْضِعِ حَكَّ فَيَقُولُونَ: مَا أَحاكَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي وَمَا حَكَّ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْءٌ أَي مَا تَخالَجَ. وَيُقَالُ: حَكَّ فِي صَدْرِي واحْتَكّ، وَهُوَ مَا يَقَعُ فِي خَلَدِك مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ. والحَكَّاكاتُ: مَا يَقَعُ فِي قَلْبِكَ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم والحَكَّاكات فإِنها الْمَآثِمُ وَهِيَ الَّتِي تَحُكّ فِي الْقَلْبِ فَتَشْتَبِهُ عَلَى الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ حَكَّاكَةٍ وَهِيَ الْمُؤَثِّرَةُ فِي الْقَلْبِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ سأَله عَنِ البِرِّ والإِثم فَقَالَ: البِرُّ حُسْن الْخُلُقِ والإِثم مَا حَكَّ فِي نفسكَ وَكَرِهْتَ أَن يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ ؛ قَوْلُهُ مَا حَكّ فِي نَفْسِكَ إِذا لَمْ تَكُنْ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ بِهِ وَكَانَ فِي قَلْبِكَ مِنْهُ شَيْءٌ مِنَ الشَّكِّ وَالرَّيْبِ وأَوهمك أَنه ذَنْبٌ وَخَطِيئَةٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ وإِن أَفتاك المُفْتُون ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: الإِثم حَوازُّ الْقُلُوبِ ، يَعْنِي مَا حزَّ فِي نَفْسِكَ وحَكَّ فَاجْتَنِبْهُ فإِنه الإِثم وإِن أَفتاك فِيهِ النَّاسُ بِغَيْرِهِ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَصح مِمَّا قِيلَ فِي الحَكَّاكات إِنها الْوَسَاوِسُ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ قَالَ: سأَل رَجُلٌ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الإِثْمُ؟ فَقَالَ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ فدَعْه، قَالَ: مَا الإِيمان؟ قَالَ: إِذا ساءتْك سيئتُك وسرتْك حَسنتك فأَنت مُؤْمِنٌ ؛ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ أَي شَكَكْتَ فِيهِ أَنه حَلَالٌ أَو حَرَامٌ فَالِاحْتِيَاطُ أَن تَتْرُكَهُ. أَبو عَمْرٍو: الحِكّة الشَّكُّ فِي الدِّينِ وَغَيْرِهِ. والحَكَكُ: مِشْيَةٌ فِيهَا تَحَرُّك شَبِيهٌ بِمِشْيَةِ المرأَة الْقَصِيرَةِ إِذا تَحَرَّكت وَهَزَّتْ مَنْكِبيها. والحَكَكُ: حَجَرٌ رخْو أَبيض أَرخى مِنَ الرُّخام وأَصلب مِنَ الْجَصِّ، وَاحِدَتُهُ حَكَكَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما ظَهَرَ فِيهِ التَّضْعِيفُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ فَعْل وفَعَل. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَكَكَةُ أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ مِثْلِ الرُّخَامِ رِخْوةٍ. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: الحَكَكات هِيَ أَرض ذَاتُ حِجَارَةٍ بِيضٍ كأَنها الأَقِطُ تَتَكَسَّرُ تَكَسُّرًا، وإِنما تَكُونُ فِي بَطْنِ الأَرض. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالحُكَيْكاتِ وبالأَحاجِي وبالأَلغاز بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَاحِدَتُهَا حُكَيْكةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الحُكُكُ الملِحُّون فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ. والحُكُك: أَصحاب الشَّرِّ. والحُكاكُ: البورَقُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه مَرَّ بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ بالحِكَّة فأَمر بِهَا فدُفنت ؛ هِيَ لِعْبَةٌ لَهُمْ يأْخذون عَظْمًا فيَحُكُّونه حَتَّى يَبْيَضّ ثُمَّ يَرْمُونَهُ بَعِيدًا فَمَنْ أَخذه

فَهُوَ الْغَالِبُ. والحُكَكاتُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: عَرَفْتُ رَسْماً لسُعاد مائِلا، ... بِحَيْثُ نامِي الحُكَكاتِ عَاقِلَا حلك: الحُلْكة والحَلَكُ: شِدَّةُ السَّوَادِ كَلَوْنِ الْغُرَابِ، وَقَدْ حَلِكَ. وَيُقَالُ للأَسود الشَّدِيدِ السَّوَادِ حالكٌ، وَقَدْ حَلَكَ الشَّيْءُ يَحْلُكُ حُلُوكةً وحلُوكاً واحْلَوْلكَ مِثْلَهُ: اشْتد سَوَادُهُ. وأَسود حالِكٌ وحانكٌ ومُحْلَوْلِكٌ وحُلْكُوك بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ وَذَكَرَ السُّنَّةِ: وتركَت الفَرِيشَ مُسْتَحلِكاً ، الْمُسْتَحْلِكُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ كَالْمُحْتَرِقِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَسود حالِكٌ. والحَلَكُوك، بِالتَّحْرِيكِ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ. وأَسود مثلُ حَلَكِ الغرابِ وحَنَكِ الْغُرَابِ، وَشَيْءٌ حالِكٌ ومُحْلَولِك ومُحْلَنْكِكٌ وحُلْكُوك، وَلَمْ يأْت فِي الأَلوان فُعْلُول إِلَّا هَذَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا وَهُوَ أَشد سَوَادًا مِنْ حَلَكِ الْغُرَابِ، وأَنكرها بَعْضُهُمْ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَنَك الْغُرَابِ أَي مِنقاره، وَقِيلَ: سَوَادِهِ، وَقِيلَ: نُونُ حَنَك بَدَلٌ مِنْ لَامِ حَلَك. قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ قُلْتُ لأَعرابي: أَتقول كأَنه حَنَكُ الغرابِ أَو حَلَكه فَقَالَ: لَا أَقُولُ حَلَكُهُ أَبَدًا، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الحَلَك اللَّوْنُ والحَنَك الْمِنْقَارُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: مِداد مِثْلَ حالِكَةِ الغُراب، ... وأَقلام كمُرْهَفَةِ الحِرابِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِي حَلَك الْغُرَابِ، وَيَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ رِيشَتَهُ خافِيتَه أَو قادِمته أَو غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ رِيشِهِ. وَفِي لِسَانِهِ حُلْكة كحُكْلَةٍ. والحُلْكةُ والحُلْكاءُ والحُلَكاءُ والحَلَكاءُ والحُلُكَّى عَلَى فُعُلَّى: دُوَيْبَّةٌ شَبِيهَةٌ بالعَظَاءة. الأَزهري: والحُلَكةُ مِثَالُ الهُمزَة ضَرْبٌ مِنَ العظَاء، وَيُقَالُ دُويْبة تَغُوصُ فِي الرَّمْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَا ذا النِّجادِ الحُلَكَهْ، ... والزوجةِ المُشْتَركه، ليْسَتْ لِمَن لَيْسَتْ لَكَهْ وَكَذَلِكَ الحَلْقاءُ مثل العنقاء. حمك: الحَمَكُ: الصِّغار مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَاحِدَتُهُ حَمَكَةٌ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى القَمْلة واقْتِيسَتْ فِي الذَّرَّة، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلصِّبْيَانِ حَمَك صِغارٌ. والحَمَكة: الصَّبِيَّةُ الصَّغِيرَةُ وَهِيَ الْقَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ أَصل فِي القَملةِ والذَّرَّةِ، وَقِيلَ: الحَمَكُ القملُ مَا كَانَ. والحَمَكُ: رُذَال الناسِ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراه عَلَى التَّشْبِيهِ بالحَمَك مِنَ الْقَمْلِ وَالنَّمْلِ؛ قَالَ: لَا تَعْدلِيني بُرَذالاتِ الحَمَكْ قَالَ الأَصمعي: إِنَّهُ لَمِنْ حَمَكهم أَي مِنْ أَنْذالهم وَضُعَفَائِهِمْ، وَالْفِرَاخُ تُدْعَى حَمَكاً؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فِرَاخَ الْقَطَا: صَيْفِيَّةٌ حَمَكٌ حُمْرٌ حَواصِلُها، ... فَمَا تَكادُ إِلَى النَّقْناقِ تَرْتَفِعُ أَي لَا تَرْتَفِعُ إِلَى أُمهاتها إِذَا نَقْنَقَتْ. والحَمَكُ: الْخَرُوفُ، وَالْمَعْرُوفُ الحَمَلُ، بِاللَّامِ. والحَمَكُ: فِراخ القَطا وَالنَّعَامُ، ويَجْمع ذَلِكَ كُلَّهُ أَنَّ الحَمَكَ الصِّغار مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَهَذَا مِنْ حَمَكِ هَذَا أَي مِنْ أَصْلِهِ وَطَبْعِهِ؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: وَابْنُ سَبِيلٍ قَرَّبْتُه أُصُلًا، ... مِنْ فَوْزِ حَمْكٍ مَنْسُوبَةٍ تُلُدُهْ

أَراد مِنْ فوزِ قداحٍ حَمَكٍ فَخَفَّفَهُ لِحَاجَتِهِ إِلَى الْوَزْنِ، وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ مِنْ فَوْزٍ بُحٍّ. والحَمَكُ: الأَدِلّاء الَّذِينَ يَتَعَسَّفون الفَلاة، وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَمَكُ مِنْ نَعْتِ الأَدلّاء. وحَمِكَ فِي الدِّلالةِ حَمْكاً: مضى. حنك: الحَنَكُ مِنَ الإِنسان وَالدَّابَّةِ: بَاطِنُ أَعلى الْفَمِ مِنْ دَاخِلٍ، وَقِيلَ: هُوَ الأَسفل فِي طَرَفِ مُقَدَّمِ اللَّحيْين مِنْ أَسفلهما، وَالْجَمْعُ أَحْناك، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَنَكُ الأَسفل والفَقْمُ الأَعلى مِنَ الْفَمِ. يُقَالُ: أَخذ بفَقْمِه، والحَنَكان الأَعلى والأَسفل، فَإِذَا فَصَلُوهُمَا لَمْ يَكَادُوا يَقُولُونَ للأَعْلى حَنَك؛ قَالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ الْفِيلَ: فالحَنَكُ الأَعْلى طُوالٌ سَرْطَمُ، ... والحَنَكُ الأَسفل مِنْهُ أَفْقَمُ يُرِيدُ بِهِ الحَنَكَيْنِ. وحَنَّكَ الدَّابَّةَ: دلَكَ حَنَكَها فأَدماه. والمِحْنَكُ والحِناكُ: الْخَيْطُ الَّذِي يُحنَّك بِهِ. والحِناكُ: وَثَاقٌ يُرْبَطُ بِهِ الأَسير، وَهُوَ غُلٌّ، كُلَّمَا جُذِبَ أَصاب حَنَكَهُ؛ قَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ رَجُلًا مأْسوراً: إِذَا مَا اشْتَكَى ظلْمَ العَشِيرة، عَضَّهُ ... حِناكٌ وقَرَّاصٌ شديدُ الشَّكائمِ الأَزهري: التَّحْنِيك أَن تُحَنِّك الدَّابَّةَ تَغْرِزُ عُوداً فِي حَنَكه الأَعلى أَو طرفَ قَرْنٍ حَتَّى تُدْمِيه لحَدَثٍ يَحْدُثُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ يُحَنِّكُ أَولاد الأَنصار ؛ قَالَ: والتَّحْنِيك أَن تَمْضُغَ التَّمْرَ ثُمَّ تدلُكه بحَنَك الصَّبِيِّ دَاخِلَ فَمِهِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: حَنَكْتُه وحَنَّكْتُه فَهُوَ مَحْنوك ومُحَنَّك. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُم سُلَيْمٍ لَمَّا وَلَدَتْهُ وَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَضَغَ لَهُ تَمْرًا وحَنَّكه أَي دَلَكَ بِهِ حَنَكَه. وحَنَك الصبيَّ بِالتَّمْرِ وحَنَّكه: دلَكَ بِهِ حَنَكه. وأَخذ بحِناكِ صَاحِبِهِ إِذا أَخذ بحَنَكه ولَبَّته ثُمَّ جَرَّهُ إِليه. وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها ويَحْنُكها: جَعَلَ الرَّسَنَ فِي فِيهَا مِنْ غَيْرِ أَن يُشْتَقَّ مِنَ الْحَنَكِ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَنه مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ احْتَنَكه. وَيُقَالُ: أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكُ الْبَعِيرَيْنِ أَي آكَلُهما بالحَنَك؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ صِيَغِ التَّعَجُّبِ وَالْمُفَاضَلَةِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْدَهُ. واسْتَحْنك الرجلُ: قَوِيَ أَكله وَاشْتَدَّ بَعْدَ ضَعْفٍ وَقِلَّةٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: هَذَا الْبَعِيرُ أَحْنَكُ الإِبل مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَنَكِ، يُرِيدُونَ أَشَدَّها أَكلًا، وَهُوَ شَاذٌّ لأَن الْخِلْقَةَ لَا يُقَالُ فِيهَا مَا أَفْعلَهُ. والحُنُك: الأَكَلَةُ مِنَ النَّاسِ. وَاحْتَنَكَ الجرادُ الأَرض: أَتَى عَلَى نَبْتِهَا وأَكل مَا عَلَيْهَا. والحَنَك: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يَنْتَجِعون بَلَدًا يَرْعَوْنَهُ. يُقَالُ: مَا تَرك الأَحْناكُ فِي أَرضنا شَيْئًا، يَعْنِي الْجَمَاعَاتِ الْمَارَّةَ؛ قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: إِنَّا وَكُنَّا حَنَكاً نَجْدِيّا، ... لَمَّا انْتَجَعْنا الوَرَقَ المَرْعِيّا، فَلَمْ نَجِدْ رَطْباً وَلَا لَويّا وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ، حَاكِيًا عَنْ إِبليس. لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ؛ مَأْخوذ مِنِ احْتَنَكَ الجرادُ الأَرض إِذَا أَتى عَلَى نَبْتِهَا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ لأَستولينّ عَلَيْهِمْ إِلَّا قَلِيلًا يَعْنِي الْمَعْصُومِينَ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: سَأَلْتُ يُونُسَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: يُقَالُ كَانَ فِي الأَرض كَلَأٌ فاحْتَنَكه الْجَرَادُ أَي أَتى عَلَيْهِ، وَيَقُولُ أَحدهم: لَمْ أَجد لِجَامًا فاحْتَنَكْتُ دَابَّتِي أَي أَلقيت فِي حَنَكها حَبْلًا وقُدتها. وَقَالَ الأَخفش. فِي قَوْلِهِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ، قَالَ: لأَستأْصلنهم

ولأَستمِيلَنَّهم. واحْتَنَك فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي أَخذه كُلَّهُ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: والعِضاه مُسْتَحْنِكاً أَي مُنُقَلِعًا مِنْ أَصله؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واحْتَنَكَ الرَّجُلُ أَخذ مَالَهُ كأَنه أَكله بالحَنَك؛ ثعلب أَن الأَعرابي أَنشده لِزِيَادِ بْنِ سَيَّارٍ الْفَزَارِيِّ: فَإِنْ كنتَ تُشْكى بالجِماع، ابنَ جَعْفَرٍ، ... فإنَّ لَديْنا ملجِمِينَ وحانِك «6» . قَالَ: تُشْكى تُزَنّ، وَحَانِكٌ: مَنْ يَدُقُّ حَنَكه بِاللِّجَامِ. وحَنَكُ الغرابِ: مِنقاره. وأَسود كحَنَك الغرابِ: يَعْنِي مِنْقَارَهُ، وَقِيلَ سَوَادَهُ، وَقِيلَ نُونُهُ بدل من لام حَلَك، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَسود حانِكٌ وحالِكٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَنَك المِنقار، والحَنَك مَا تَحْتَ الذَّقْنِ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ أَنه أَنكر قَوْلَهُمْ أَسودُ مِنْ حَنَك الغرابِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت أُم الْهَيْثَمِ فقلت لها أَسود ممَّا ذا؟ قَالَتْ: مِنْ حَلَك الْغُرَابِ لَحْيَيْهِ وَمَا حَوْلَهُمَا وَمِنْقَارِهِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ قَوْمٌ: النُّونَ بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ أَيضاً. والتَّحَنُّك: التَّلَحِّي، وَهُوَ أَن تُدِيرَ الْعِمَامَةَ مِنْ تَحْتِ الحَنَك. والحُنْكةُ: السِّنّ وَالتَّجْرِبَةُ وَالْبَصَرُ بالأُمور. وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنُّ حَنْكاً وحَنَكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه واحْتَنَكَتْهُ: هَذَّبته، وَقِيلَ ذَلِكَ أَوان نَبَاتِ سِنِّ الْعَقْلِ، والإِسم الحُنْكة والحُنْك والحِنْك. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: حَنّكَته السِّنُّ إِذَا نَبَتَتْ أَسنانه الَّتِي تُسَمَّى أَسنان الْعَقْلِ، وحَنّكتْه السنُّ إِذَا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور، فَهُوَ مُحَنَّك ومُحْنَك. ابْنُ الأَعرابي: جَرَّذَه الدهرُ ودَلَكَه ووَعَسَهُ وحَنَّكه وعَرَكه ونَجَّذَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يَقُولُونَ هُمْ أَهل الحُنْك والحِنْك والحُنْكة أَي أَهل السِّنِّ والتجارِبِ. واحْتَنك الرجلُ أَيِ اسْتَحْكَمَ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنه قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَدْ حَنَّكَتْك الأُمور أَي رَاضَتْكَ وَهَذَّبَتْكَ، يُقَالُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، وأَصله مِنْ حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه إِذَا جَعَلَ فِي حَنَكه الأَسفل حَبْلًا يَقُودُهُ بِهِ. وَرَجُلٌ مُحْتَنَك وحَنيك: مُجَرَّب كأَنه عَلَى حُنِّك، وإِن لَمْ يُسْتَعْمَلْ. وحَنَكْتُ الشيءَ: فَهِمْتُهُ وأَحكمته. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ حُنُك وامرأَة حُنُكة إِذَا كَانَا لَبِيبَيْنِ عَاقِلَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ مُحَنَّك وَهُوَ الَّذِي لَا يُسْتَقَلّ مِنْهُ شَيْءٌ مِمَّا قَدْ عَضَتْهُ الأُمور. والمُحْتَنَك: الرَّجُلُ الْمُتَنَاهِي عَقْلُهُ وَسِنُّهُ. ابْنُ الأَعرابي: الحُنُك الْعُقَلَاءُ جَمْعُ حَنِيك. يُقَالُ: رَجُلٌ مَحْنوك وحَنِيك ومُحْتَنَك ومُحَنَّك إِذَا كَانَ عَاقِلًا. والحَنيك: الشَّيْخُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَول؛ وأَنشد: وهَبْتُه مِنْ سَلْفَعٍ أَفُوكِ، ... وَمِنْ هِبِلّ قَدْ عَسا حَنِيك، يَحْمِلُ رَأْسًا مِثْلَ رأْس الديكِ وَقَدِ احْتَنَكت السنُّ نَفْسُهَا. وَيُقَالُ: أَحْنَكَهُم عَنْ هَذَا الأَمر إِحناكاً وأَحكمهم أَي رَدَّهُمْ. والحَنَكَةُ الرَّابِيةُ الْمُشْرِفَةُ مِنَ القُفّ. يُقَالُ: أَشرف عَلَىَ هاتِيك الحنَكة وَهِيَ نَحْوُ الفَلَكَةِ فِي الْغِلَظِ. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: الحَنَكُ آكامٌ صِغَارٌ مُرْتَفِعَةٌ كَرِفْعَةِ الدَّارِ الْمُرْتَفِعَةِ، وَفِي حِجَارَتِهَا رَخَاوَةٌ وَبَيَاضٌ كالكَذَّان. وَقَالَ النَّضْرُ: الحَنَكة تَلٌّ غَلِيظٌ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِثْلُ طُولِ الرَّزْن، وَهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ. والحُنْكة والحِناك: الْخَشَبَةُ الَّتِي تَضُمُّ الغَراضِيف، وَقِيلَ: هِيَ القِدَّةُ الَّتِي تَضُمُّ غَرَاضِيفَ الرحْل. قَالَ الأَزهري: الحُنُك خَشَبُ الرَّحْلِ جَمْعُ حِناك.

_ (6). قوله [وحانك] هكذ في الأَصل

حوك: حاكَ الثوبَ يحُوكه حَوْكاً وحِياكاً وحِياكة: نَسَجَهُ. وَرَجُلٌ حائِك مِنْ قَوْمٍ حاكَةٍ وحَوَكةٍ أَيضاً، وَهُوَ مِنَ الشَّاذِّ عَنِ الْقِيَاسِ الْمُطَّرِدِ فِي الِاسْتِعْمَالِ، صَحَّتِ الْوَاوُ فِيهِ لأَنهم شَبَّهُوا حَرَكَةَ الْعَيْنِ بالأَلف التَّابِعَةِ لَهَا بِحَرْفِ اللِّينِ، فَكَأَنَّ فَعَلًا فَعال، فَكَمَا يَصِحُّ نَحْوُ جَواب وجَواد كَذَلِكَ يَصِحُّ نَحْوُ بَابِ الحَوَكة والقَودَ والغَيَب، مِنْ حَيْثُ شُبِّهَتْ فَتْحَةُ الْعَيْنِ بالأَلف مِنْ بَعْدِهَا، أَفلا تَرَى إِلَى حَرَكَةِ الْعَيْنِ الَّتِي هِيَ سَبَبُ الإِعلال كَيْفَ صَارَتْ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ سَبَبًا لِلتَّصْحِيحِ؟ وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تُذْكَرُ فِي حَيَكَ أَيضاً لأَنها وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. ابْنُ بَزُرْجَ: قَالَ حَوْك وحَوَك وحُوُوكة، والمعنى النسجات وَهِيَ الثِّيَابُ بأَعيانها، تَقُولُ: ضُرُوبٌ مِنَ الحَوْك. الْجَوْهَرِيُّ: نِسْوَةٌ حَوَائك وَالْمَوْضِعُ مَحَاكة، وَإِنَّمَا قَالُوا حَوَكة كَمَا قَالُوا خَوَنة، ثَبَتَتِ الْوَاوُ فِيهِمَا مَعَ التَّحْرِيكِ كَمَا ثَبَتَتْ فِيمَا رُدّ إِلَى الأَصل لِتَبَاعُدِ الْوَاوِ مِنَ الأَلف، وَلَمْ تَجِئِ الْيَاءُ فِي نَابٍ وَعَارٍ لِشِبْهِ الْيَاءِ بالأَلف لأَنها إِلَيْهَا أَقرب وَبِهَا أَحق، وَقَدْ ذَكَرَ عِلَّةَ غَيَبَ وصَيَدَ فِي مَوْضِعِهِمَا؛ وَالشَّاعِرُ يَحُوك الشِّعْرَ حَوْكاً: يَنْسِجُهُ وَيُلَائِمُ بَيْنَ أَجزائه. قَالَ الْمُبَرِّدُ: حاكَ الشِّعْرَ والثوبَ يَحُوكه، كِلَاهُمَا بِالْوَاوِ. وحاكَ الشيءُ فِي صَدْرِي حَوْكاً: رَسَخَ. الأَزهري: مَا حَكّ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْءٌ وَمَا حَاكَ، كلُّ يُقَالُ، فَمَنْ قَالَ حَكّ قَالَ يَحُكّ، وَمَنْ قَالَ حَاكَ قَالَ يَحيك. وَيُقَالُ: مَا حاكَ فِي صَدْرِي مَا قُلْتَ أَي مَا رَسَخَ. قَالَ: وَالْحَائِكُ الرَّاسِخُ فِي قَلْبِكَ الَّذِي يَهُمُّكَ، قَالَ: وَمَا أَحاكَ فِيهِ السيفُ وَمَا حاكَ، كلٌّ يُقَالُ، فَمَنْ قَالَ أَحاكَ قَالَ يُحِيك إِحاكَةً وَمَنْ قَالَ حاكَ قَالَ يَحِيك حَيْكاً وَمَا أَحاكَتْ فِيهِ أَسناني وَلَا أَحاكَتْهُ وَمَا حاكَتْ فِيهِ وَلَا حاكَتْه. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ مَا أَحاكَ فِيهِ السيفُ وَمَا يُحِيكُ وَمَا حَكَّ ذَلِكَ فِي صَدْرِي وَمَا حَكَى وَمَا احْتَكى. وَمَا أَحاكَ سيفُه أَي مَا قَطَعَ. وَمَا حَكَّ فِي صَدْرِي شَيْءٌ مِنْهُ أَي مَا تَخَالَجَ. والحَوْك: بَقْلَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: والحوْك الباذَرُوج، وَقِيلَ: الْبَقْلَةُ الحَمْقاء، قَالَ: والأَول أَعرف. حيك: حاكَ الثوبَ يَحِيكُ حَيْكاً وحَيَكاً وحِياكةً: نَسَجَهُ، والحِياكةُ حِرْفَتُهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، الحائِكُ يحُوك الثَّوْبَ، وَجَمْعُ الحائِك حَوَكةٌ. والحَيْك: النَّسْجُ. وَحَاكَ فِي مشيه يَحيك حَيْكاً وحَيَكاناً، فَهُوَ حَائِكٌ وحَيّاك: تَبَخْتَرَ وَاخْتَالَ. وَحَاكَ يحُوك إِذَا نَسَجَ، وَقِيلَ: الحَيَكانُ أَن يُحَرِّكَ مَنْكِبَيْه وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ. وَجَاءَ يَحِيك ويَتَحايَك ويَتَحيَّك: كأَن بَيْنَ رِجْلَيْهِ شَيْئًا يُفْرِجُ بَيْنَهُمَا إِذَا مَشَى. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فَمَا حِيَاكتهم أَو حِياكتكم هَذِهِ ؛ الْحِيَاكَةُ: مِشْيَةُ تَبَخْتُرٍ وتثبُّط. يُقَالُ: تَحيَّك فِي مِشْيَتِهِ. وَهُوَ رَجُلٌ حَيَّاك وَرَجُلٌ حَيْكانةٌ وحَيَّاك، وَالْمَرْأَةُ حَيَّاكة: تتحَيَّك فِي مِشْيَتِهَا، وحِيكى؛ سِيبَوَيْهِ: أَصلها حُيْكى فَكُرِهَتِ الْيَاءُ بَعْدَ الضَّمَّةِ وَكُسِرَتِ الْحَاءُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنها فُعْلى أَن فِعْلى لَا تَكُونُ صِفَةً البتَّة، وَهَذِهِ الْمِشْيَةُ فِي النِّسَاءِ مدحٌ وَفِي الرِّجَالِ ذَمٌّ، لأَن المرأَة تَمْشِي هَذِهِ الْمِشْيَةَ مِنْ عِظَم فَخِذَيْهَا، وَالرَّجُلُ يَمْشِي هَذِهِ الْمِشْيَةَ إِذَا كَانَ أَفحَج. والحَيَكانُ: مِشْيَةٌ يُحَرِّكُ فِيهَا الْمَاشِي أَليتيه. وحَاكَ فِي مِشْيَتِهِ: اشْتَدَّتْ وَطأَته عَلَى الأَرض. وحاكَ يحِيك حَيْكاً إِذَا فحَجَ فِي مِشْيَتِهِ وَحَرَّكَ مَنْكِبَيْهِ. وَمِشْيَةٌ حِيكَى إِذَا كَانَ فِيهَا تَبَخْتُرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحيَكان مَشْيُ الْقَصِيرِ. وضَبَّة حُيَكانةٌ أَي ضَخْمَةٌ تَحيك إِذَا سَعَتْ. وحَاكَ القولُ فِي الْقَلْبِ حَيْكاً: أَخذَ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ النُّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنصاري: أَنه سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

فصل الخاء المعجمة

وَسَلَّمَ، عَنِ البِرِّ والإِثْم فَقَالَ: البِرُّ حُسْنُ الخلُق، والإِثم مَا حاكَ فِي نَفْسِكَ وكرهتَ أَن يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ أَي أَثَّرَ فِيهَا وَرَسَخَ. وَرَوَى شَمِرٌ فِي حَدِيثِ: الإِثم مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وتردَّدَ فِي الصَّدْرِ وإِن أَفتاك الناسُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا حَكَّ فِي قَلْبِي شيءٌ وَلَا حَزَّ. وَيُقَالُ: مَا يَحِيك كلامُك فِي فُلَانٍ أَي مَا يُؤَثِّرُ. والحَيْك: أَخذ الْقَوْلِ فِي الْقَلْبِ. يُقَالُ: مَا يَحِيك فِيهِ المَلامُ إِذَا لَمْ يُؤَثِّرْ فِيهِ، وَلَا يَحِيك الفَأْسُ وَلَا القَدُوم فِي هَذِهِ الشَّجَرَةِ. وَقَالَ الأَسدي: مَا تَحِيك المُدْيَةُ اللحمَ وَمَا تَحِيكُ فِيهِ سَوَاءٌ وَيُقَالُ: ضَرَبْتُهُ فَمَا أَحاكَ فِيهِ السيفُ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ. وحاكَ فِيهِ السيفُ والفأسُ حَيْكاً وأَحاكَ: أَثّر. وأَحاكت الشَّفْرَةُ اللَّحْمَ وحاكَتْ فِيهِ: قَطَعَتْهُ، وأَورد فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثًا هُوَ: دَعُوا الحَكَّاكات فَإِنَّهَا المَآثم. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَبَكَ: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي الاحْتباك الاحْتباء، ثُمَّ قَالَ: هَذَا الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي هَذَا غَلَطٌ، وَالصَّوَابُ الاحْتياك، بِالْيَاءِ، يُقَالُ: احْتاكَ يَحْتاكُ احْتِياكاً. وتَحَوَّكَ بِثَوْبِهِ إِذَا احْتَبَى بِهِ، قَالَ: وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ عَنِ الأَصمعي، بالياء. فصل الخاء المعجمة خرك: خَارَكٌ: مَوْضِعٌ مِنْ سَاحِلِ فَارِسَ يرابَطُ فِيهِ. وخَارَكٌ: مَوْضِعٌ لَمْ يُعَيِّنْهُ، قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ فلانٌ الخارَكِيُّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ خَرِكَ الرجلُ إِذَا لَجَّ. فصل الدال المهملة دأك: دَاكَأَ الْقَوْمَ «1» دافَعَهم وزاحَمَهم، وقد تداكؤوا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَنَاكبُهُ، ... إِذَا تَدَاكأَ مِنْهُ دَفْعهُ شنفَا أَي تَدَافَعَ فِي سَيْرِهِ. دبك: الدُّبَاكَةُ: الكِرْنَافةُ، سُوَادِيَّةٌ؛ عن أَبي حنيفة. دبعك: الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ دَبَعْبَك ودَبَعْبَكِيّ: لِلَّذِي لَا يُبَالِي مَا قِيلَ لَهُ مِنَ الشر. درك: الدَّرَكُ: اللحَاق، وَقَدْ أَدركه. وَرَجُلٌ دَرَّاك: مُدْرِك كثير الإِدْراك، وقلما يَجِئْ فَعَّال مِنْ أَفْعَلَ يُفْعِل إِلَّا أَنهم قَدْ قَالُوا حَسَّاس دَرّاك، لُغَةٌ أَو ازْدِوَاجٌ، وَلَمْ يَجِئْ فَعَّال مِنْ أَفْعَلَ إلَّا دَرَّاك مِنْ أَدْرَك، وجَبّار مِنْ أَجبره عَلَى الْحُكْمِ أَكرهه، وسَأْآر مِنْ قَوْلِهِ أَسأَر فِي الكأْس إِذا أَبقى فِيهَا سؤْراً مِنَ الشَّرَابِ وَهِيَ الْبَقِيَّةُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مُدْرِكةٌ، بِالْهَاءِ، سَرِيعُ الإِدْراكِ، ومُدْرِكةُ: اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنَ ذَلِكَ. وتَدَاركَ القومُ: تَلَاحَقُوا أَي لَحِق آخرُهم أَولَهم. وَفِي التَّنْزِيلِ: حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً ؛ وأَصله تَدَاركوا فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي الدَّالِ وَاجْتُلِبَتِ الأَلف لِيَسْلَمَ السُّكُونُ. وتَدَارك الثَّرَيان أَي أَدرك ثَرَى الْمَطَرِ ثَرَى الأَرض. اللَّيْثُ: الدَّرَك إِدْرَاكُ الْحَاجَةِ ومَطْلبِه. يُقَالُ: بَكِّرْ فَفِيهِ دَرَك. والدَّرَك: اللَّحَقُ مِنَ التَّبِعَةِ، وَمِنْهُ ضَمَانُ الدَّرَكِ فِي عُهْدَةِ الْبَيْعِ. والدَّرَك: اسْمٌ مِنَ الإِدْراك مِثْلَ اللَّحَق. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ مِنْ دَرْك الشَّقاء ؛ الدَّرْك: اللَّحاق وَالْوُصُولُ إِلى الشَّيْءِ، أَدركته إِدْراكاً وَدَرَكًا وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ قَالَ إِن شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ دَرَكاً لَهُ فِي حَاجَتِهِ. والدَّرَك: التَّبِعةُ، يُسَكَّنُ وَيُحَرَّكُ. يُقَالُ: مَا لَحِقك مِنْ دَرَكٍ فعليَّ خلاصُه. والإِدْراكُ: اللُّحُوقُ. يُقَالُ:

_ (1). قوله [داكأ القوم إلخ] هكذا بالأَصل، ولا محل لهذه العبارة هنا بل محلها مادة دكأ، إلا أن يكون هنا سقط والأَصل داكأ القوم ودأكهم دافعهم إلخ، فإنهما بمعنى واحد كما يفهم من القاموس وشرحه.

مَشَيْتُ حَتَّى أَدْرَكته وعِشْتُ حَتَّى أَدْرَكْتُ زَمَانَهُ. وأَدْرَكْتُه بِبَصَرِي أَي رأَيته وأَدْرَكَ الغلامُ وأَدْرَكَ الثمرُ أَي بَلَغَ، وَرُبَّمَا قَالُوا أَدْرَكَ الدَّقِيقُ بِمَعْنَى فَنِيَ. واستَدْرَكْت مَا فَاتَ وَتَدَارَكْتُهُ بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُمْ: دَرَاكِ أَي أَدْرِكْ، وَهُوَ اسْمٌ لِفِعْلِ الأَمر، وَكُسِرَتِ الْكَافُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ لأَن حَقَّهَا السُّكُونُ للأَمر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَاءَ دَرَاك ودَرَّاك وفَعَال وفَعَّال إِنما هُوَ مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْهُ فِعْلٌ ثُلَاثِيٌّ، وإِن كَانَ قَدِ اسْتُعْمِلَ مِنْهُ الدَّرْكُ؛ قَالَ جَحْدَر بْنُ مَالِكٍ الْحَنْظَلِيُّ يُخَاطِبُ الأَسد: لَيْثٌ ولَيْثٌ فِي مَجالٍ ضنكِ، ... كِلَاهُمَا ذُو أَنَف ومَحْكِ وبَطْشةٍ وصَوْلةٍ وفَتْك، ... إِن يَكْشِف اللَّهُ قِناع الشَّكِّ بظَفَرٍ مِنْ حَاجَتِي ودَرْك، ... فَذَا أَحَقُّ مَنْزِل بتَرْكِ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَزَادَنِي هَفَّانُ فِي هَذَا الشِّعْرِ: الذِّئْبُ يَعْوي والغُراب يَبْكي قَالَ الأَصمعي: هَذَا كَقَوْلِ ابْنِ مُفَرِّغ: الريحُ تَبْكي شَجْوَها، ... والبرقُ يَضحك فِي الغَمَامة قَالَ: ثُمَّ قَالَ جَحْدَرٌ أَيضاً فِي ذَلِكَ: يَا جُمْلُ إِنكِ لَوْ شهِدْتِ كَرِيهتي، ... فِي يَوْمِ هَيْجٍ مُسْدِفٍ وعَجاجِ، وتَقَدُّمِي لِلَيْثِ أَرْسُف نَحْوَهُ، ... كَيْما أُكابِرَه عَلَى الأَحْرَاجِ قَالَ: وَقَالَ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ فِي دَرَّاك: وَصَاحِبُ الوَتْرِ لَيْسَ الدَّهْرَ مُدْرِكَهُ ... عِنْدِي، وإِني لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ والدِّراك: لَحَاقُ الفرسِ الوحْشَ وَغَيْرَهَا. وَفَرَسٌ دَرَك الطَّريدة يُدْرِكها كَمَا قَالُوا فَرَسٌ قَيْدُ الأَوَابِدِ أَي أَنه يُقَيِّدها. والدَّرِيكة: الطَّريدةُ. والدِّراك: اتِّبَاعُ الشَّيْءِ بَعْضُهُ عَلَى بعضٍ فِي الأَشياء كُلِّهَا، وَقَدْ تَدَارك، والدِّراك: المُداركة. يُقَالُ: دَارَك الرَّجُلَ صَوْتُهُ أَي تَابَعَهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُتَدَارِكة غير المُتَوَاتِرة. المُتَواتِرُ: الشيءُ الَّذِي يَكُونُ هُنَيَّةً ثُمَّ يجيءُ الْآخَرُ، فَإِذَا تَتَابَعَتْ فَلَيْسَتْ مُتَوَاتِرة، هِيَ مُتَداركة مُتَوَاتِرَةٌ. اللَّيْثُ: المُتَدَارِك مِنَ القَوَافي وَالْحُرُوفِ الْمُتَحَرِّكَةِ مَا اتَّفَقَ مُتَحَرِّكَانِ بَعْدَهُمَا سَاكِنٌ مِثْلُ فَعُو وأَشباه ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُتَدَارِكُ مِنَ الشِّعْر كُلُّ قَافِيَةٍ تَوَالَى فِيهَا حَرْفَانِ مُتَحَرِّكَانِ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَهِيَ متفاعِلُنْ وَمُسْتَفْعِلُنْ ومفاعِلُنْ، وفَعَلْ إِذا اعْتَمَدَ عَلَى حَرْفٍ سَاكِنٍ نَحْوَ فَعُولُنْ فَعَلْ، فَاللَّامُ مِنْ فَعَلْ سَاكِنَةٌ، وفُلْ إِذا اعْتَمَدَ عَلَى حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ نَحْوَ فَعُولُ فُلْ، اللَّامُ مِنْ فُلْ سَاكِنَةٌ وَالْوَاوُ مِنْ فَعُولُ سَاكِنَةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَوَالِي حَرَكَتَيْنِ فِيهَا، وَذَلِكَ أَن الْحَرَكَاتِ كَمَا قَدَّمْنَا مِنْ آلَاتِ الْوَصْلِ وأَماراته، فكأنَّ بَعْضَ الْحَرَكَاتِ أَدرك بَعْضًا وَلَمْ يَعُقْه عَنْهُ اعْتِرَاضُ السَّاكِنِ بَيْنَ الْمُتَحَرِّكَيْنِ. وطَعَنَهُ طَعْنًا دِراكاً وشرِب شُرْبًا دِراكاً، وَضَرْبٌ دِراكٌ: مُتَتَابِعٌ. والتَّدْرِيكُ: مِنَ الْمَطَرِ: أَن يُدَارِكَ القَطْرُ كَأَنَّهُ يُدْرِك بعضُه بَعْضًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد أَعرابي يُخَاطِبُ ابنه: وَا بِأَبي أَرْواحُ نَشْرِ فِيكا،

كأَنه وهْنٌ لِمَنْ يَدْرِيكا ... إِذا الكَرى سنَاتِهِ يُغْشِيكا، رِيحَ خُزامَى وُلِّيَ الرَّكِيكا، ... أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ التَّدْرِيكا واسْتَدْرَك الشيءَ بالشيءِ: حَاوَلَ إِدْراكه بِهِ، وَاسْتَعْمَلَ هَذَا الأَخفش فِي أَجزاء الْعَرُوضِ فَقَالَ: لأَنه لَمْ يَنْقُصْ مِنَ الْجُزْءِ شَيْءٌ فَيَسْتَدْرِكَهُ. وأَدْرَكَ الشيءُ: بَلَغَ وَقْتُهُ وَانْتَهَى. وأَدْرَك أَيضاً: فَنِيَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ؛ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ: جَهِلُوا عِلْمَ الْآخِرَةِ أَي لَا عِلْمَ عِنْدَهُمْ فِي أَمر الْآخِرَةِ. التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ؛ قرأَ شَيْبَةُ وَنَافِعٌ بَلِ ادَّرَاك وقرأَ أَبو عَمْرٍو بَلْ أَدْرَكَ ، وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ مُجَاهِدٍ وأُبي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قرأَ: بَلى آأَدْرَك عِلْمُهُمْ ، يَسْتَفْهِمُ وَلَا يُشَدِّدُ، فأَما مَنْ قرأَ بَلِ ادَّارَكَ فَإِنَّ الْفَرَّاءَ قَالَ: مَعْنَاهُ لُغَةً تَدَارَك أَي تَتَابَعَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، يُرِيدُ بِعِلْمِ الْآخِرَةِ تَكُونُ أَو لَا تَكُونُ، وَلِذَلِكَ قَالَ: بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ، قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ أُبيّ أَم تَدارَكَ ، وَالْعَرَبُ تجعَل بَلْ مَكَانَ أَم وأَم مَكَانَ بَلْ إِذا كَانَ فِي أَول الْكَلِمَةِ اسْتِفْهَامٌ مثل قول الشاعر: فو الله مَا أَدْرِي، أَسَلْمَى تَغَوَّلَتْ، ... أَم البُومُ، أَم كلٌّ إِليَّ حَبِيبُ مَعْنَى أَم بَلْ؛ وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: وَمَنْ قرأَ بَلْ أَدْرَك وَمَنْ قرأَ بَلِ ادَّارَكَ فَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، يَقُولُ: هُمْ عُلَمَاءٌ فِي الْآخِرَةِ كَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا، وَنَحْوِ ذَلِكَ. قَالَ السُّدِّيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَمَعْنَاهَا عِنْدَهُ أَي عَلِمُوا فِي الْآخِرَةِ أَن الَّذِي كَانُوا يوعَدُون بِهِ حَقٌّ؛ وأَنشد للأَخطل: وأَدْرَكَ عِلْمي فِي سُوَاءَة أَنها ... تُقِيمُ عَلَى الأَوْتار والمَشْرَب الْكَدَرِ أَي أَحاط عِلْمِي بِهَا أَنها كَذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ أَدْرَكَ وادَّارَكَ وَمَعْنَى الْآيَةِ مَا قَالَ السُّدِّيُّ وَذَهَبَ إِليه أَبو مُعَاذٍ وأَبو سَعِيدٍ، وَالَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ فِي مَعْنَى تَدَارَكَ أَي تتَابع عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَنها تَكُونُ أَو لَا تَكُونُ لَيْسَ بالبَيِّنِ، إِنما الْمَعْنَى أَنه تتَابع عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ وتواطأَ حِينَ حَقَّت الْقِيَامَةُ وَخَسِرُوا وَبَانَ لَهُمْ صِدْقُ مَا وُعِدُوا، حِينَ لَا يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ الْعِلْمُ، ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ: بَلْ هُمْ الْيَوْمَ فِي شَكٍّ مِنْ عِلْمِ الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُون، أَي جَاهِلُونَ، والشَّك فِي أَمر الْآخِرَةِ كُفْرٌ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ؛ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فِيهَا أَشياء، وَذَلِكَ أَنا وَجْدَنَا الْفِعْلَ اللَّازِمَ وَالْمُتَعَدِّيَ فِيهَا فِي أَفْعَلَ وتَفَاعَلَ وافْتَعَلَ وَاحِدًا، وَذَلِكَ أَنك تَقُولُ أَدْرَكَ الشيءَ وأَدْرَكْتُه وتَدَارك القومُ وادَّارَكوا وادَّرَكُوا إِذا أَدرَكَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَيُقَالُ: تَدَاركتُه وادَّارَكْتُه وادَّرَكْتُه؛ وأَنشد: تَدَاركتُما عَبْساً وذُبْيان بعد ما ... تفانَوْا، ودَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْر مَنْشِمِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَجَّ النَّدَى المُتَدارِكِ فَهَذَا لَازِمٌ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: فَلَمَّا ادَّرَكْناهُنَّ أَبدَيْنَ للهَوَى وَهَذَا مُتَعَدٍّ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي اللَّازِمِ: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ . قَالَ شَمِرٌ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ يُحَدِّثُ عَنِ

الثَّوْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ قَالَ مُجَاهِدٌ: أَم تواطأَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يُوَافِقُ قَوْلَ السُّدِّيِّ لأَن مَعْنَى تواطأَ تَحَقَّقَ وَاتَّفَقَ حِينَ لَا يَنْفَعُهُمْ، لَا عَلَى أَنه تواطأَ بالحَدْس كَمَا ظَنَّهُ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَرُوِيَ لَنَا حَرْفٌ عَنِ ابْنِ الْمُظَفَّرِ قَالَ وَلَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ ذَكَرَ أَنه قَالَ أَدْرَكَ الشيءُ إِذا فَنِيَ، فإِن صَحَّ فَهُوَ فِي التَّأْوِيلِ فَنِيَ علمُهم فِي مَعْرِفَةِ الْآخِرَةِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً قَالَ أَدْرك الشيءُ إِذا فَنِيَ فَلَا يُعَرَّجُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَلَكِنْ يُقَالُ أَدْرَكتِ الثِّمار إِذا بَلَغَتْ إِناهَا وَانْتَهَى نُضْجها؛ وأَما مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قرأَ بَلَى آأَدْرَكَ عِلْمهم فِي الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ إِن صَحَّ اسْتِفْهَامٌ فِيهِ رَدٌّ وَتَهَكُّمٌ، وَمَعْنَاهُ لَمْ يُدْرِكْ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ أَبي حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ؛ مَعْنَى أَم أَلف الِاسْتِفْهَامِ كأَنه قَالَ أَله الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ، اللَّفْظُ لَفْظُ الِاسْتِفْهَامِ وَمَعْنَاهُ الرَّدُّ وَالتَّكْذِيبُ لَهُمْ، وَقَوْلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: لَا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى ؛ أَي لَا تَخَافُ أَن يُدْرِكَكَ فرعونُ وَلَا تَخْشَاهُ، وَمَنْ قرأَ لَا تَخَفْ فَمَعْنَاهُ لَا تَخَفْ أَن يُدْرِكَكَ وَلَا تخشَ الْغَرَقَ. والدَّرْكُ والدَّرَكُ: أَقصى قَعْر الشَّيْءِ، زَادَ التَّهْذِيبُ: كَالْبَحْرِ وَنَحْوِهِ. شَمِرٌ: الدَّرَكُ أَسفل كُلِّ شَيْءٍ ذِي عُمْق كالرَّكِيَّة وَنَحْوِهَا. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: يُقَالُ أَدْرَكوا مَاءَ الرَّكيّة إِدراكاً، ودَرَك الرَّكِيَّة قَعْرُهَا الَّذِي أُدرِكَ فِيهِ الْمَاءُ، والدَّرَكُ الأَسفل فِي جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا: أَقصى قَعْرِهَا، وَالْجَمْعُ أَدْرَاك. ودَرَكاتُ النارِ: مَنَازِلُ أَهلها، وَالنَّارُ دَرَكات وَالْجَنَّةُ دَرَجَاتٌ، وَالْقَعْرُ الْآخِرُ دَرْك ودَرَك، والدَّرَك إِلى أَسفل والدَّرَجُ إِلى فَوْقٍ، وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ الدَّرَك الأَسفل مِنَ النَّارِ، بِالتَّحْرِيكِ وَالتَّسْكِينِ، وَهُوَ وَاحِدُ الأَدْراك وَهِيَ مَنَازِلُ فِي النَّارِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا. التَّهْذِيبُ: والدَّرَكُ وَاحِدٌ مِنْ أَدْرَاك جَهَنَّمَ مِنَ السَّبْعِ، والدَّرْكُ لُغَةٌ فِي الدَّرَك. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ، يُقَالُ: أَسفل دَرَجِ النَّارِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّرْك الطَّبَقُ مِنْ أَطباق جَهَنَّمَ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: الدَّرْكُ الأَسفل توابِيتُ مِنْ حَدِيدٍ تصَفَّدُ عَلَيْهِمْ فِي أَسفل النَّارِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: جَهَنَّمُ دَرَكاتٌ أَي مَنَازِلُ وأَطباق، وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّرَكات بَعْضُهَا تَحْتَ بَعْضٍ قَالَ الأَزهري: والدَّرَجات مَنَازِلُ ومَرَاقٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فالدَّرَكات ضِدُّ الدَّرَجات. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: أَنه قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَما كَانَ يَنْفَعُ عَمَّك مَا كَانَ يَصْنَعُ بِكَ؟ كَانَ يَحْفَظُكَ ويَحْدَب عَلَيْكَ، فَقَالَ: لَقَدْ أُخْرِجَ بِسَبَبِي مِنْ أَسفل دَرَك مِنَ النَّارِ فَهُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، مَا يَظُنُّ أَن أَحداً أَشدُّ عَذَابًا مِنْهُ، وَمَا فِي النَّارِ أَهون عَذَابًا مِنْهُ ؛ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا دَلَّ عَلَى أَن أَسفل الدَّرَكِ أَشدُّ الْعَذَابِ لِجَعْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِياه ضِدًّا للضَّحضاح أَو كَالضِّدِّ لَهُ، والضَّحضاح أُريد بِهِ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَذَابِ مِثْلُ الْمَاءِ الضَّحْضَاحِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الغَمْر؛ وَقِيلَ لأَعرابي: إِن فُلَانًا يَدَّعِي الْفَضْلَ عَلَيْكَ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ أَطول مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ مَا بَلَغَ فَضْلِي وَلَوْ وَقَعَ فِي ضَحْضاح لغَرِقَ أَي لَوْ وَقَعَ فِي الْقَلِيلِ مِنْ مِيَاهِ شَرَفي وَفَضْلِي لَغَرِقَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلْحَبْلِ الَّذِي يُعَلَّقُ فِي حَلْقةِ التَّصْديرِ فَيُشَدُّ بِهِ القَتَبُ الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ، وَيُقَالُ لِلْحَبَلِ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ العَرَاقي ثُمَّ يُشَدّ الرِّشاءُ فِيهِ وَهُوَ مَثْنِيُّ الدَّرَكُ. الْجَوْهَرِيُّ: والدَّرَك، بِالتَّحْرِيكِ، قِطْعَةُ حَبْلٍ يُشَدُّ فِي طَرَفِ

الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدَّلْوِ لِيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الْمَاءَ فَلَا يعفَن الرِّشاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدَّرَك حَبْلٌ يُوَثَّقُ فِي طَرَفِ الْحَبْلِ الْكَبِيرِ لِيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَلِي الْمَاءَ فَلَا يعفَن الرِّشَاءُ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ. والدِّرْكةُ: حَلْقة الوَتَرِ الَّتِي تَقَعُ فِي الفُرْضة وَهِيَ أَيضاً سَيْرٌ يوصَلُ بوَتَر القَوْس الْعَرَبِيَّةِ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الدِّرْكة الْقِطْعَةُ الَّتِي تُوصَلُ فِي الْحَبْلِ إِذا قَصُر أَو الحِزام. وَيُقَالُ: لَا بارَك اللَّهُ فِيهِ وَلَا دارَك وَلَا تارَك، إِتباع كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَيَوْمُ الدَّرَكِ: يَوْمٌ مَعْرُوفٌ مِنْ أَيامهم. ومُدْرِك ومُدْرِكَةُ: اسْمَانِ. ومُدْرِكةُ: لَقَبُ عَمْرِو بْنِ إِلياس بْنِ مُضَر، لَقَّبَهُ بِهَا أَبوه لَمَّا أَدرك الإِبل. ومُدْرك بْنُ الْجَازِيِّ: فَرَسٌ لكُلْثوم بن الحرث. ودِراكٌ: اسْمُ كَلْبٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: فاخْتلَّ حِضْنَيْ دِراكٍ وانْثَنى حرِجاً، ... لزارعٍ طَعْنَةٌ فِي شِدْقها نَجَلُ أَي فِي جَانِبِ الطَّعْنَةِ سِعَةٌ. وَزَارِعٌ أَيضاً: اسم كلب. درمك: الدُّرْمُوك: الطِّنْفَسَةُ كالدُّرْنُوك. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَهُ عَلَى دُرْمُوك قَدْ طَبَّقَ الْبَيْتَ كُلَّهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ دُرْنُوك ، بِالنُّونِ، وَهُوَ عَلَى التَّعَاقُبِ. والدَّرْمَكُ: دَقِيقُ الحُوَّارَى؛ قَالَ الأَعشى: لَهُ دَرْمَكٌ فِي رأْسه ومَشارب، ... وقِدْرٌ وطَبَّاخ وكأْس ودَيْسَقُ ابْنُ الأَعرابي: الدَّرمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارَى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: وتُرْبَتُها الدَّرمَكُ ؛ هُوَ الدَّقِيقُ الحُوَّارَى. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: فقدمَتْ ضافِطَةٌ مِنَ الدَّرْمَكِ ، وَيُقَالُ لَهُ الدَّرْمَكة وَكَأَنَّهَا وَاحِدَتُهُ فِي الْمَعْنَى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه سأَل ابْنَ صَيَّادٍ عَنْ تُرْبة الْجَنَّةِ فَقَالَ دَرْمَكة بَيْضَاءُ مِسْك ؛ قَالَ خَالِدٌ: الدَّرْمَكُ الَّذِي يُدَرْمَك حَتَّى يَكُونَ دُقاقاً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الدَّقِيقِ وَالْكُحْلِ وَغَيْرِهِمَا، وَكَذَلِكَ التُّرَابُ الدَّقِيقُ دَرْمك؛ وَخَطَبَ بَعْضُ الحمْقى إِلى بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ كَرِيمَةً لَهُ فَرَدَّهُ وَقَالَ: امْسَحْ مِنَ الدَّرْمَكِ عنِّي فَاكَا، ... إِني أَراكَ خاطِباً كَذَاكَا قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ فُلَانٌ كذَاكَ أَي سَفِلةٌ مِنَ النَّاسِ. درنك: الدُّرْنُوك والدِّرْنيك: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ أَو البُسْط، له خَمَل قصير كخَمَل الْمَنَادِيلِ وَبِهِ يُشَبَّهُ فَرْوَةُ الْبَعِيرِ والأَسد؛ قَالَ: عَنْ ذِي دَرَانيكَ ولِبداً أَهْدَبا وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ: جَعْد الدَّرَانيك رِفَلّ الأَجْلاد، ... كأَنه مُخْتَضِب فِي أَجْساد وَقَدْ يُقَالُ فِي جَمْعِهِ دَرَانِك؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرْسَلْتُ فِيهَا قَطِماً لُكالِكا، ... كَأَنَّ فَوْقَ ظَهْرِهِ دَرَانِكا والدُّرْنُوك والدِّرْنِكُ: الطِّنْفَسة؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ بَعِيرًا: كَأَنَّهُ مُجلَّلٌ دَرَانكا فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دُرْنوك، وَهُوَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنه ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ لَهُ خَمَل قَصِيرٌ كخَمَل الْمَنَادِيلِ، وإِنما يُرِيدُ أَن عَلَيْهِ وَبَرَ عَامَيْنِ أَو أَعوام، أَو أَراد دَرَانِيكا فَحَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ

جَمْعَ الدِّرْنك الَّتِي هِيَ الطِّنْفَسة. أَبو عُبَيْدَةَ: الدُّرْنوك البِساط، وَجَمْعُهُ دَرَانك. شَمِرٌ: الدَّرَانيك تَكُونُ سُتوراً وفُرُشاً، والدُّرْنُوك فِيهِ الصُّفْرَةُ وَالْخُضْرَةُ، قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ الطَّنَافس. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَهُ عَلَى دُرْنوك قَدْ طَبَّق الْبَيْتَ كُلَّهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ دُرْمُوك ، بِالْمِيمِ، وَهُوَ عَلَى التَّعَاقُبِ. دسك: الدَّوْسَكُ: مِنْ أَسماء الأَسد. ودَيْسَكَى: قِطْعَةٌ عَظِيمَةٌ من النَّعام والغنم. دعك: دَعَك الثوبَ بِاللُّبْسِ دَعْكاً: أَلانَ خُشْنَتَه. ودَعَك الخصمَ دَعْكاً: ليَّنه وذلَّله ومَعَكه مَعْكاً. وَرَجُلٌ مِدْعَك ومُدَاعِك: شَدِيدُ الْخُصُومَةِ. وتَدَاعك الرَّجُلَانِ فِي الْحَرْبِ أَي تَمَرَّسَا. وَرَجُلٌ دَعِكٌ أَي مَحِكٌ. وتَداعك القومُ: اشْتَدَّتِ الْخُصُومَةُ بَيْنَهُمْ. ودَعَكه فِي التُّرَابِ: مَرَّغه. والدَّعْك مِثْلُ الدَّلْك ودَعَكَ الأَدِيمَ دَعكاً: دَلَّكَهُ وليَّنه. وأَرضٌ مَدْعوكة: كَثُرَ بِهَا النَّاسُ ورُعاة الإِبل حَتَّى أَفسدوها، وَكَثُرَتْ فِيهَا آثَارُهُمْ وَهُمْ يُكَرِّهُونَهَا، إِلا أَن يَجْمَعَهُمْ أَثر سَحَابَةٍ لَا بدَّ لَهُمْ مِنْهَا. وَيُقَالُ: تَنَحَّ عَنْ دُعْكةِ الطَّرِيقِ وَعَنْ ضَحْكِهِ وضَحّاكِهِ وَعَنْ حَنّانِهِ وجَدِيَّته وسَلِيقَتِه. والدُّعَكُ: طَائِرٌ، والدُّعَك: الضَّعِيفُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّعْكُ الضَّعِيفُ الهُزْأَة؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ الأَهتم وَلَدٌ مَلِيحُ الصُّورَةِ وَفِيهِ تَأْنِيثٌ فَقَالَ: قُلْ لِلَّذي كَادَ، لَوْلَا خَطُّ لِحْيَتِهِ، ... يَكُونُ أُنثى عَلَيْهِ الدُّرُّ والمَسَكُ؛ هَلْ أَنتَ إِلا فَتَاةُ الحيِّ إِن أَمنوا، ... يَوْمًا، وأَنْتَ، إِذا مَا حَارَبُوا، دُعَكُ؟ والدِّعْكاية: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، طَالَ أَو قَصُر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والدِّعْكاية الْقَصِيرُ؛ قال الراجز: أَما تَرَيْني رجُلًا دعْكايَهْ ... عَكَوَّكاً، إِذا مَشَى، دِرْحايَهْ أَنُوءُ للقيامِ آهَا آيَهْ، ... أَمشي رُوَيْداً تاهَ تاهَ تايَهْ فَقَدَ أَرُوعُ، وَيْحَكِ الجَدَايَهْ ... زَعَمَتْ أَن لَا أُحسن الحُدَاية، فيَا يَهٍ أَيا يَهٍ أَيا يَهْ والدَّعَكُ: الْحُمْقُ والرُّعُونة، وَقَدْ دَعِكَ دَعَكاً. والداعِكةُ: الْحَمْقَاءُ الْجَرِيئَةُ. وَرَجُلٌ داعِكٌ مِنْ قَوْمٍ داعِكين إِذَا هَلَكُوا حُمْقاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وطاوَعْتُمَاني داعِكاً ذَا مَعَاكةٍ، ... لَعَمْرِي لَقَدْ أَوْدَى وَمَا خلْتُه يُودي وَيُقَالُ: أَحمق دَاعِكَةٌ، بِالْهَاءِ؛ وأَنشد: هَبَنَّقيّ ضَعِيفُ النَّهْضِ، داعِكة، ... يَقْني المُنَى ويَراها أَفضل النَّشَبِ والدُّعْكة: لُغَةٌ فِي الدُّعْقة وَهِيَ جَمَاعَةٌ مِنَ الإِبل. دكك: الدَّكُّ: هَدْمُ الْجَبَلِ وَالْحَائِطِ وَنَحْوِهِمَا، دَكَّه يَدُكُّه دَكًّا. اللَّيْثُ: الدَّكّ كَسْرُ الْحَائِطِ وَالْجَبَلِ. وَجَبَلٌ دُكٌّ: ذَلِيلٌ، وَجَمْعُهُ دِكَكَةٌ مِثْلُ جُحْر وجِحرَة. وَقَدْ تَدَكْدَكَتِ الجبالُ أَي صَارَتْ دَكَّاوَات، وَهِيَ رَواب مِنْ طِينٍ، وَاحِدَتُهَا دَكَّاء. وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: دَكُّها زَلْزَلَتُهَا، وَلَمْ يَقُلْ فدكِكْنَ لأَنه جَعَلَ الْجِبَالَ كَالْوَاحِدَةِ، وَلَوْ قَالَ فدُكَّتْ دَكَّةً لَكَانَ صَوَابًا. قَالَ ابْنُ الإِعرابي: دَكَّ هَدَم ودُكَّ هُدِمَ. والدِّكَكُ: القيرانُ المُنْهالة. والدِّكَكُ: الهِضاب المفسَّخة. والدَّكُّ: شَبِيهٌ بِالتَّلِّ. والدَّكَّاءُ: الرَّابية

مِنَ الطِّينِ لَيْسَتْ بِالْغَلِيظَةِ، وَالْجَمْعُ دَكَّاوَاتٌ، أَجروه مَجْرَى الأَسماء لِغَلَبَتِهِ كَقَوْلِهِمْ لَيْسَ فِي الخَضْرَاواتِ صَدَقَةً. وأَكَمة دَكَّاء إِذَا اتَّسَعَ أَعلاها، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ نَادِرٌ لأَن هَذَا صِفَةٌ. والدَّكَّاواتُ: تلال خلقة، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن وَاحِدَتَهَا دَكَّاء كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ الأَصمعي: الدَّكَّاوَاتُ مِنَ الأَرض الْوَاحِدَةُ دَكَّاء وَهِيَ رَوَابٍ مِنْ طِينٍ لَيْسَتْ بالغِلاظ، قَالَ: وَفِي الأَرض الدِّكَكَةُ، وَالْوَاحِدُ دُكّ، وَهِيَ رَوابٍ مُشْرِفَةٌ مِنْ طِينٍ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ غِلَظٍ، ويُجْمَع الدَّكَّاءُ مِنَ الأَرض دَكَّاوات ودُكًّا، مِثْلَ حَمْراوات وحُمْر. والدُّكُكُ: النُّوقُ المنفضِخة الأَسْنِمَةِ. وَبَعِيرٌ أَدَكُّ: لَا سَنَامَ لَهُ، وَنَاقَةٌ دَكَّاء كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ دُكّ ودَكَّاوات مثل حُمْر حَمْراوات قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَمْراء لا يجمعع بالأَلف وَالتَّاءِ فَيُقَالُ حَمْراوات كَمَا لَا يُجْمَعُ مُذَكَّرُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَيُقَالُ أَحْمَرُون، وأَما دَكَّاء فَلَيْسَ لَهَا مُذَكَّرٌ وَلِذَلِكَ جَازَ أَن يُقَالَ دَكَّاوَات، وَقِيلَ: نَاقَةٌ دَكَّاءُ لِلَّتِي افْتَرَشَ سَنَامُهَا فِي جَنْبَيْهَا وَلَمْ يُشْرِف، وَالِاسْمُ الدَّكَكُ، وَقَدِ انْدَكَّ. وَفَرَسٌ مَدْكُوك: لَا إشْرَاف لِحَجَبَتِه. وَفَرَسٌ أَدَكُّ إِذَا كَانَ مُتدانياً عَرِيضَ الظَّهْرِ. وَكَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ: إنَّا وَجَدْنَا بالعِراق خَيْلًا عِرَاضاً دُكًّا فَمَا يَرَى أَمير الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَسهامها أَي عِراض الظُّهُورِ قِصَارَهَا. وَخَيْلٌ دُكٌّ وَفَرَسٌ أَدَكّ إِذَا كَانَ عَرِيضَ الظَّهْرِ قَصِيرًا؛ حَكَاهُ أَبو عبيدة عَنِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ: وَهِيَ البَرَاذين. والدَّكَّةُ: بِنَاءٌ يُسَطَّحُ أَعلاه. وانْدَكَّ الرَّمْلُ: تَلَبَّدَ، والدُّكَّانُ مِنَ الْبِنَاءِ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: اخْتَلَفُوا فِي الدُّكَّان فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ فُعْلان مِنَ الدَّكّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ فُعّال مِنَ الدَّكَن، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الدَّكَّة والدُّكَّانُ الَّذِي يُقْعَدُ عَلَيْهِ؛ قَالَ المُثَقّب الْعَبْدِيُّ: فأَبقَى باطِلِي، والجِدُّ مِنْهَا، ... كدُكَّانِ الدَّرَابِنَةِ المَطِين قَالَ: وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ النُّونَ أَصلية، والدَّرَابِنَة: البَوَّابُون، وَاحِدُهُمْ دَرْبانٌ. والدَّكُّ والدَّكَّةُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الرَّمْلِ وَسَهُلَ، وَجَمْعُهَا دِكاكٌ. وَمَكَانٌ دَكٌّ مسْتَوٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى إِذا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكًّا؛ قَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ دَكًّا بِالتَّنْوِينِ قَالَ: كأَنه قَالَ دَكَّهُ دَكًّا مَصْدَرٌ مؤَكد، قَالَ: وَيَجُوزُ جَعْلُهُ أَرضاً ذَا دَكٍّ كقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ، قَالَ: وَمَنْ قرأَها دَكَّاءَ مَمْدُودًا أَراد جَعَله مِثْلَ دَكَّاءَ وَحَذَفَ مِثْلَ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَلَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى مِثْلَ وإِنما الْمَعْنَى جَعَلَ الْجَبَلَ أَرضاً دَكَّاء وَاحِدًا «2»، قَالَ: وَنَاقَةٌ دَكَّاءُ إِذَا ذَهَبَ سنَامها. قَالَ الأَزهري: وأَفادني ابْنُ الْيَزِيدِيِّ عَنْ أَبي زَيْدٍ جَعَلَهُ دَكًّا ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ سَاخَ فِي الأَرض فَهُوَ يَذْهَبُ حَتَّى الْآنَ، وَمَنْ قرأَ دَكَّاءَ عَلَى التأَنيث فلتأْنيث الأَرض جَعَله أَرضاً دَكَّاء. الأَخفش: أَرض دَكٌّ وَالْجَمْعُ دُكُوك. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: جَعَلَهُ دَكًّا ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا لأَنه حِينَ قَالَ جَعَلَهُ كأَنه قَالَ دَكَّه فَقَالَ دَكًّا ، أَو أَراد جَعله ذَا دَكٍّ فَحَذَفَ، وَقَدْ قُرئ بِالْمَدِّ، أَيْ جَعَلَهُ أَرْضًا دَكَّاء فَحَذَفَ لأَن الْجَبَلَ مُذَكَّرٌ. ودَكَّ الأَرضَ دَكًّا: سَوّى صَعُودَها وهَبُوطها، وَقَدِ انْدَكَّ الْمَكَانُ. ودَكَّ الترابَ يَدُكُّه دَكًّا: كَبَسَهُ وسَوّاه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: إِذا كَبَسَ السَّطْحَ بِالتُّرَابِ قِيلَ دَكّ التُّرَابَ عَلَيْهِ دَكًّا. ودَكَّ التُّرَابَ عَلَى الْمَيِّتِ يَدُكُّه دَكًّا: هَالَهُ.

_ (2). قوله واحداً: هكذا في الأَصل

ودَكَكْتُ التُّرَابَ عَلَى الْمَيِّتِ أَدُكُّه إِذا هِلْته عَلَيْهِ. ودَكْدَكْتُ الرَّكِيَّ أَي دَفَنْتُهُ بِالتُّرَابِ. ودَكَّ الرَّكِيّة دَكًّا: دَفَنَهَا وطَمَّها. والدَّك: الدَّقُّ، وَقَدْ دَكَكْتُ الشَّيْءَ أَدُكُّه دَكًّا إِذَا ضَرَبْتَهُ وَكَسَرْتَهُ حَتَّى سَوَّيْتَهُ بالأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً . والدِّكْدِكُ والدَّكْدَكُ والدَّكْدَاكُ مِنَ الرَّمْلِ. مَا تَكَبَّس وَاسْتَوَى، وَقِيلَ: هُوَ بَطْنٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ رَمْلٌ ذُو تُرَابٍ يَتَلَبَّدُ. الأَصمعي: الدَّكْدَاكُ مِنَ الرَّمْلِ مَا الْتَبَد بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ بالأَرض وَلَمْ يَرْتَفِعْ كَثِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سأَل جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْزِلِهِ فَقَالَ: سَهْلٌ ودَكْدَاكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ أَي أَن أَرضهم لَيْسَتْ ذَاتَ خُزُونة؛ قَالَ لَبِيدٌ: وغيث بدَكْدَاكٍ، يَزِينُ وِهَادَهُ ... نباتٌ كوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّب وَالْجَمْعُ الدَّكادِك والدَّكادِيك؛ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: إِلَيْكَ أَجُوبُ القُورَ بَعْدَ الدَّكادِكِ وقال الراجز: يَا دَارَ سَلْمَى بدَكادِيكِ البُرَقْ ... سَقْياً فَقَدْ هَيَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ والدَّكْدَك والدِّكْدَكُ والدِّكْدَاكُ: أَرض فِيهَا غِلَظٌ. وأَرض مَدْكوكة إِذَا كَثُرَ بِهَا النَّاسُ ورُعاة المال حتى يفسدها ذَلِكَ وَتَكْثُرَ فِيهَا آثَارُ الْمَالِ وأَبواله، وَهُمْ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ إِلَّا أَن يَجْمَعَهُمْ أَثر سَحَابَةٍ فَلَا يَجِدُونَ مِنْهُ بُدًّا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض مَدْكوكة لَا أَسناد لَهَا تُنْبتُ الرِّمْث. ودُكَّ الرَّجُلُ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَدْكوك إِذَا دَكَّتْه الحُمَّى وأَصابه مَرَضٌ. ودَكَّتْه الْحُمَّى دَكًّا: أَضْعَفَتْهُ. وأَمة مِدَكَّةٌ: قَوِيَّةٌ عَلَى الْعَمَلِ. وَرَجُلٌ مِدَكٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: شَدِيدُ الْوَطْءِ عَلَى الأَرض. الأَصمعي: صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كُلُّهُ إِذَا دَفَعْتَهُ. وَيَوْمٌ دَكِيك: تَامٌّ، وَكَذَلِكَ الشَّهْرُ وَالْحَوْلُ. يُقَالُ: أَقمت عِنْدَهُ حَوْلًا دَكيكاً أَي تَامًّا. ابْنُ السِّكِّيتِ: عامٌ دَكِيكٌ كَقَوْلِكَ حَوْلٌ كَرِيتٌ أَي تامٌّ؛ قَالَ: أَقمت بجُرْجَانَ حَوْلًا دَكِيكا وحَنْظل مُدَكَّكٌ: يُؤْكَلُ بِتَمْرٍ أَو غَيْرِهِ. ودَكَّكه: خَلَطَهُ. يُقَالُ: دَكِّكُوا لَنَا. وتَدَاكَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ إِذَا ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: ثُمَّ تَدَاكَكْتم عليَّ تَدَاكُكَ الإِبل الهِيم عَلَى حِيَاضِهَا أَي ازْدَحَمْتُمْ، وأَصل الدَّكّ الْكَسْرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنا أَعلم النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ فتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ. أَبو عَمْرٍو: دَكَّ الرَّجُلُ جَارَيْتَهُ إِذَا جَهِدَهَا بِإِلْقَائِهِ ثِقَلَهُ عَلَيْهَا إِذَا أَراد جماعها؛ وأَنشد الإِبادي: فقَدْتُكَ مِنْ بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّني ... بِصَدْرِكَ، لَا تُغْني فَتِيلًا ولا تُعْلي؟ دلك: دَلَكْتُ الشيءَ بِيَدِي أَدْلُكه دَلْكاً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه؛ قَالَ: أَبِيتُ أَسْري، وتَبِيتي تَدْلُكي ... وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حَذَفَ النُّونِ مَنْ تَبِيتي كَمَا تُحْذَفُ الْحَرَكَةُ لِلضَّرُورَةِ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب ... إِثْماً مِنَ اللَّهِ، وَلَا وَاغِلِ وَحَذَفَهَا مَنْ تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جَعَلَهَا بَدَلًا مِنْ تَبِيتي أَو حَالًا، فَحَذَفَ النُّونَ كَمَا حَذَفَهَا مِنَ الأَول؛ وَقَدْ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَبِيتي فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ بإِضمار أَن فِي غَيْرِ الْجَوَابِ كَمَا جَاءَ فِي بَيْتِ الأَعشى: لَنَا هَضْبة لَا يَنْزِلُ الذُّلُّ وَسْطها، ... ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السُّنْبُلَ حَتَّى انْفَرَكَ قِشره عَنْ حَبِّه. والمَدْلُوك: الْمَصْقُولُ. ودَلَكْتُ الثَّوْبَ إِذَا مُصْتَه لِتَغْسِلَهُ. ودَلَكهُ الدهرُ: حَنَّكه وعلَّمه. ابْنُ الأَعرابي: الدُّلُك عُقَلَاءُ الرِّجَالِ، وَهُمُ الحُنُك. وَرَجُلٌ دَلِيك حَنِيك: قَدْ مَارَسَ الأُمور وعَرَفها. وَبَعِيرٌ مَدْلُوك إِذَا عاوَدَ الأَسفار وَمَرِنٌ عَلَيْهَا، وَقَدْ دَلَكَتْه الأَسفارُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَلَى عَلاواكِ عَلَى مَدْلُوكِ، ... عَلَى رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بِالشَّيْءِ: تَخَلَّق بِهِ. والدَّلُوك: مَا تُدُلِّك بِهِ مِنْ طِيبٍ وَغَيْرِهِ. وتَدَلَّكَ الرَّجُلُ أَي دَلَكَ جَسَدَهُ عِنْدَ الِاغْتِسَالِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه كَتَبَ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّهُ بَلَّغَنِي أَنه أُعِدَّ لَكَ دَلُوك عُجِنَ بِالْخَمْرِ وَإِنِّي أَظنكم، آلَ المُغيرة، ذَرْوَ النارِ ؛ الدَّلُوك، بِالْفَتْحِ: اسْمُ الدَّوَاءِ أَو الشَّيْءُ الَّذِي يُتَدَلَّك بِهِ مِنَ الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء الْمُطَيَّبَةِ، كالسَّحُور لِمَا يُتَسَحَّر بِهِ، والفَطُور لِمَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ. والدُّلاكةُ: مَا حُلِب قَبْلَ الفِيقة الأُولى وَقَبْلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقة الثَّانِيَةُ. وَفَرَسٌ مَدْلُوك الحَجَبة: لَيْسَ لِحَجَبته إِشْرَافٌ فَهِيَ مَلْساء مُسْتَوِيَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي يَصِفُ فَرَسًا: المَدْلُوك الحَجَبةِ الضَّخْمُ الأَرْنَبةِ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ مَدْلُوك الحَرْقَفة إِذَا كَانَ مُسْتَوِيًا. والدَّلِيكُ: طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزُّبْدِ وَاللَّبَنِ شِبْهُ الثَّرِيدِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَظنه الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ جَنْكال خُسْت. والدَّلِيكُ: التُّرَابُ الَّذِي تَسْفِيه الرِّيَاحُ. ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً: غَرَبَتْ، وَقِيلَ اصفرَّت ومالت للغروب. وفي التزيل الْعَزِيزِ: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ . وَقَدْ دَلَكَتْ: زَالَتْ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ؛ قَالَ: مَا تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حَذْوَ منْكِبِهِ ... فِي حَوْمةٍ، دُونَهَا الهاماتُ والقَصَرُ وَاسْمُ ذَلِكَ الْوَقْتِ الدَّلَكُ: قَالَ الْفَرَّاءُ: جَابِرٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي دُلُوك الشَّمْسِ أَنَّهُ زَوَالُهَا الظهرَ ، قَالَ: ورأَيت الْعَرَبَ يَذْهَبُونَ بالدُّلُوك إِلَى غِيَابِ الشَّمْسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هَذَا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ، ... ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ يَعْنِي الشَّمْسَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ دُلُوك الشَّمْسِ غُرُوبُهَا. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْ الأَخفش أَنه قَالَ: دُلُوك الشَّمْسِ مِنْ زَوَالِهَا إِلَى غُرُوبِهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: دُلُوك الشَّمْسِ زَوَالُهَا فِي وَقْتِ الظُّهْرِ، وَذَلِكَ مَيْلُهَا لِلْغُرُوبِ وَهُوَ دُلُوكها أَيضاً. يُقَالُ: قَدْ دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أَيْ قَدْ مَالَتْ لِلزَّوَالِ حَتَّى كَادَ النَّاظِرُ يَحْتَاجُ إِذَا تَبَصَّرها أَن يَكْسِرَ الشُّعاع عَنْ بَصَرِهِ بِرَاحَتِهِ. وبَراحِ، مِثْلُ قطامِ: اسْمٌ لِلشَّمْسِ. وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دُلُوكها مَيْلُهَا بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ دَلَكَتْ بِراحِ: اسْتُرِيحَ مِنْهَا. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ عِنْدِي أَن دُلوك الشَّمْسِ زَوَالُهَا نِصْفَ النَّهَارِ لِتَكُونَ الْآيَةُ جَامِعَةً لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، أَقِم الصَّلَاةَ يَا مُحَمَّدُ أَي أَدِمْها

مِنْ وَقْتِ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ فَيَدْخُلُ فِيهَا الأَولى وَالْعَصْرِ، وَصَلَاتَا غَسَقِ اللَّيْلِ هُمَا العشاءَان فَهَذِهِ أَربع صَلَوَاتٍ، وَالْخَامِسَةُ قَوْلُهُ: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ، الْمَعْنَى وأَقم صَلَاةَ الْفَجْرِ فَهَذِهِ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فَرَضَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى أُمته؛ وَإِذَا جَعَلْتَ الدُّلُوك الْغُرُوبَ كَانَ الأَمر فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَقْصُورًا عَلَى ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ، فَإِنْ قِيلَ: مَا مَعْنَى الدُّلوك فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؟ قِيلَ: الدُّلوك الزَّوَالُ وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلشَّمْسِ إِذَا زَالَتْ نِصْفَ النَّهَارِ دَالِكة، وَقِيلَ لَهَا إِذَا أَفَلَتْ دَالِكَةٌ لأَنها فِي الْحَالَتَيْنِ زَائِلَةٌ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: دَمَكَت الشَّمْسُ ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ، كُلُّ هَذَا ارْتِفَاعُهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ بِراحِ: جَمْعُ رَاحَةٍ وَهِيَ الْكَفُّ، يَقُولُ يَضَعُ كَفَّهُ عَلَى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ هَلْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ بَعْدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَوِّي أَن دَلْوَكَ الشَّمْسِ غُرُوبُهَا قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: مَصابيح لَيْسَتْ باللَّواتي يَقُودُها ... نجومٌ، وَلَا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وَتَكَرَّرَ ذِكْرُ الدُّلوك فِي الْحَدِيثِ، وَأَصْلُهُ المَيْل. والدَّلِيكُ: ثَمَرُ الْوَرْدِ يحمرُّ حَتَّى يَكُونَ كالبُسْر وَيَنْضَجُ فَيَحْلُو فَيُؤْكَلُ، وَلَهُ حَبّ فِي دَاخِلِهِ هُوَ بِزْرهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ أَهل الْيَمَنِ يَقُولُ: للوَرْدِ عِنْدَنَا دَليكٌ عَجِيبٌ كأَنه البُسْر كِبَرًا وحُمْرةً حُلْوٌ لَذِيذٌ كأَنه رُطَب يَتَهادى. والدَّلِيكُ: نَبَاتٌ، وَاحِدَتُهُ دَلِيكة. ودُلِكَت الأَرض: أُكلت. وَرَجُلٌ مَدْلوك: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَةِ؛ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ودَلَك الرجلَ حَقَّهُ: مَطَله. ودَلَك الرجلُ غريمَه أَيْ مَاطَلَهُ. وَسُئِلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امرأَته؟ فَقَالَ: نَعَمْ إِذَا كَانَ مُلْفَجاً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يُدَالِكُ يَعْنِي المَطْل بِالْمَهْرِ. وَكُلُّ مماطِل، فَهُوَ مُدالِك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المُدالِك الَّذِي لَا يَرْفَعُ نَفْسَهُ عَنْ دَنِيَّةٍ وَهُوَ مُدْلِك، وَهُمْ يُفَسِّرُونَهُ المَطُول؛ وأَنشد: فَلَا تَعْجَلْ عليَّ وَلَا تَبُصْني، ... ودالِكْني، فإنِّي ذُو دَلال وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُدالكة الْمُصَابَرَةُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُدالكة الإِلحاح فِي التَّقَاضِي، وَكَذَلِكَ المُعارَكة. والدُّلَكةُ: دوَيْبَّة، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحقها. ودَلُوك: مَوْضِعٌ. دلعك: الدَّلْعَكُ، مِثَالُ الدَّلْعَس: النَّاقَةُ الضَّخْمَةُ الْغَلِيظَةُ الْمُسْتَرْخِيَةُ؛ الأَزهري: هِيَ البَلْعك والدَّلْعك الناقة الثقيلة. دمك: يُقَالُ للأَرنب السَّرِيعَةِ العَدْوِ: دَمُوك، وَقَدْ دَمَكَتِ الأَرنب تدْمُكُ دُمُوكاً. والدَّمْك: أَسرع مَا يَكُونُ مِنْ عَدْوِهَا. وبَكْرة دَمُوك: صُلْبَةٌ؛ قَالَ: صَرَّافَة القَبِّ دَمُوكاً عاقِرا عَاقِرٌ: لَا مِثْلَ لَهَا وَلَا شِبْهَ، وَقِيلَ: بَكْرة دَمُوك ودَمَكوك سَرِيعَةُ المَرّ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ شريع الْمَرِّ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَكْرَةُ الْعَظِيمَةُ يُسْتَقَى بِهَا عَلَى السَّانية. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّمُوك أَعظم مِنَ الْبَكْرَةِ يُسْتَقَى بِهَا عَلَى السَّانِيَةِ، وَجَمْعُ الدَّمُوك دُمُك. ودَمَك الشيءَ يَدْمُكه دَمْكاً: طَحَنَهُ. ورَحًى دَمُوك: سَرِيعَةُ الطَّحْنِ، وَرُبَّمَا قَالُوا رَحًى دَمَكْمَك أَي شَدِيدَةُ الطَّحْنِ. وَيُقَالُ: أَصابتهم دامِكة مِنْ دَوامك الدَّهْرِ أَي دَاهِيَةٌ. والدَّامِكة: الدَّاهِيَةُ. وَشَهْرٌ دَمِيك: تَامٌّ كدَكيك؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وَيُقَالُ: أَقمت عِنْدَهُ شَهْرًا دَمِيكاً أَي شَهْرًا تَامًّا؛

قَالَ كَعْبٌ: دابَ شَهْرَيْنِ ثُمَّ شَهْراً دَميكا والمِدْماكُ: السافُ مِنَ الْبِنَاءِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَدُكّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ يَعْنِي مَا بُنِيَ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ. الأَصمعي: السافُ فِي الْبِنَاءِ كُلُّ صَفٍّ مِنَ اللبنِ، وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَهُ المِدْماك. وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ بِنَاءُ الْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِدْماك حِجَارَةٍ ومِدْماك عِيدَانٍ مِنْ سَفِينَةٍ انْكَسَرَتْ ؛ وأَنشد الأَصمعي: أَلَا يا ناقِضَ الميثاق ... مِدْماكاً فمِدْماكا وَفِي حَدِيثِ إبراهيم وإِسمعيل، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: كَانَا يَبْنِيَانِ الْبَيْتَ فَيَرْفَعَانِ كُلَّ يَوْمٍ مِدْماكاً ؛ قَالَ: الصَّفُّ مِنَ اللبنِ أَو الْحِجَارَةِ فِي الْبِنَاءِ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ مِدماك، وَعِنْدَ أَهل العِراق سافٌ، وَهُوَ مِنَ الدَّمْك التَّوْثِيقُ، والمِدْماك خَيْطُ البَنَّاء والنجَّار أَيضاً. وَقَالَ شُجَاعٌ: دَمَكَت الشمسُ فِي الجَوِّ ودَلَكتْ إِذا ارْتَفَعَتْ. والدَّمُوك: اسْمُ فَرَسٍ؛ وَقَالَ: أَنَا ابْنُ عَمْرٍو، وَهِيَ الدَّمُوكُ، ... حَمْراء فِي حارِكها سُمُوكُ، كَأَنَّ فَاهَا قَتَبٌ مَفْكُوكُ ودَمَك الشيءُ يَدْمُك دُموكاً أَيْ صَارَ أَملس. والمِدْمَكُ: المِطْمَلةُ، وَهُوَ مَا يُوَسَّعُ بِهِ الْخُبْزُ. وَابْنُ دُماكة: رَجُلٌ مِنْ سُودَانِ الْعَرَبِ. والدَّمَكْمَك مِنَ الرِّجَالِ والإِبل: الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَمْعُ الدَّمَكْمَكِ دَمامِك؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: رأَيتُكِ لَا تُغْنينَ عنِّي فَتْلَةً، ... إِذَا اخْتَلَفَتْ فِيَّ الهَراوى الدَّمامِكُ وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: الْكَافُ الأُولى مِنْ دَمَكْمَك زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّهَا فَاصِلَةٌ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَالْعَيْنَانِ مَتَى اجْتَمَعَتَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مَفْصُولًا بَيْنَهُمَا فَلَا يَكُونُ الْحَرْفُ الْفَاصِلُ بَيْنَهُمَا إِلَّا زَائِدًا، نَحْوَ عَثَوْثَل وعَقَنْقَل وسُلالِم وخَفَيْدَد، وَقَدْ ثَبَتَ أَن الْعَيْنَ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةُ، فَثَبَتَ إِذًا أَن الْمِيمَ وَالْكَافَ الأُوليين هُمَا الزَّائِدَتَانِ، وأَن الْمِيمَ وَالْكَافَ الأُخريين هُمَا الأَصلان، فَاعْرِفْ ذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الدَّميك الثَّلْجُ. وَيُقَالُ لزَوْرِ النَّاقَةِ دامِك؛ قَالَ الأَعشى: وزَوْراً تَرى فِي مِرْفَقَيْه تجانُفاً ... نَبِيلًا، كَبَيْتِ الصَّيْدَنانِيِّ دامِكا أَبو زَيْدٍ: دَمَك الرجلُ فِي مَشْيِهِ إِذَا أَسرع، ودَمَكت الإِبل ليلتها. دملك: الدُّمْلوك: الْحَجَرُ الأَملس الْمُسْتَدِيرُ. وَحَجَرٌ مُدَمْلَك مُدَمْلَق، وَقَدْ تَدَمْلَكَ ثديُها، وَلَا يُقَالُ تَدَمْلَقَ. وَسَهْمٌ مُدَمْلَك: وَحَجَرٌ مُدَمْلَك، كِلَاهُمَا: مخَلَّق. والمُدَمْلَك: الْمَفْتُولُ الْمَعْصُوبُ. وتَدَمْلَك ثَدْيُ المرأَة: فَلَّك ونَهَد؛ وأَنشد: لَمْ يَعْدُ ثَدْياها عنَ انْ تَفَلَّكا ... مُسْتَنْكِرانِ المَسّ، قَدْ تَدَمْلَكا وَنَصْلٌ مُدَمْلَك: أَملس مُدَوَّرٌ، وَتَقُولُ مِنْهُ: دَمْلَكْتُ الشَّيْءَ فتَدَمْلَك. وَحَافِرٌ مُدَمْلَك: مِثْلُ مُدَمْلق ومُدمْلَج. والدُّمْلوك: الْحَجَرُ الْمُدَوَّرُ. دنك: الدَّوْنَكانِ عَلَى لَفْظِ التَّثْنِيَةِ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِلٍ: يَكادانِ، بَيْنَ الدوْنَكَيْنِ وأَلْوَةٍ، ... وذاتِ القَتَاد السُّمْرِ، يَنْسَلخانِ

قَالَ الأَزهري: لَمْ أَجد فِيهِ غَيْرَ الدَّوْنكِ وَهُوَ مَوْضِعٌ ذَكَرَهُ ابْنُ مُقْبِلٍ، وأَنشد الْبَيْتَ وَرَوَى الْقَافِيَةَ يعْتلِجان؛ قَالَ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: أَدارَ سُلَيْمى بالدَّوانِيك فالعُرَف دهك: الدَّهكُ: الطَّحْنُ وَالدَّقُّ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ رُوِيَتْ بِالرَّاءِ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: وإنْ أُنِيخَتْ رَهْبُ أَنْضاء عُرُكْ، ... رَدَّتْ رَجيعاً بَيْنَ أَرْحاءٍ دُهُكْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ عِنْدِي جَمْعُ دَهُوك، إِمَّا مَقولة وَإِمَّا مُتَوَهِّمَةٌ، وأَرحاؤُها أَنيابها وأَسنانها، ودَهَك الشيءَ يَدْهَكُه دَهْكاً إِذَا طحنه وكسره. دهلك: دَهْلَك: مَوْضِعٌ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. والدَّهالِكُ: آكَامٌ سُودٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ كثيِّر عَزة: كَأَنَّ عَدَوْليًّا زُهاءَ حُمُولها، ... غَدَتْ تَرْتَمي الدَّهْنا بِهَا والدَّهالِكُ دَوَكَ: الدَّوْكُ: دَقُّ الشَّيْءِ وَسَحْقُهُ وَطَحْنُهُ كَمَا يَدُوك البعيرُ الشَّيْءَ بكَلْكَلهِ. وداكَ الطِّيبَ والشيءَ يَدُوكه دَوْكاً ومَداكاً أَي سَحَقَهُ. والمِدْوَكُ عَلَى مِفْعَل: حَجَرٌ يُسْحَقُ بِهِ الطِّيبُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا سَحَقْتَ بِهِ. والمَداك: حَجْرٌ يُسْحَقُ عَلَيْهِ الطِّيبُ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: يَرْقى الدَّسيعُ إِلَى هادٍ لَهُ تَلَعٌ ... فِي جؤجُؤٍ، كمَداك الطيِّب مَخْضوب وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: إِذَا أَنْتَ باكَرْتَ المَنيئة، باكَرَتْ ... مَداكاً لَهَا مِنْ زَعْفَرَانَ وإثْمدا والدُّوك أَيْضًا: صَلَاءَةُ الطِّيبِ؛ قَالَ الأَعشى: وزَوْراً تَرى فِي مِرْفَقَيْهِ تَجانُفاً ... نَبِيلًا، كدُوكِ الصَّيْدَنانِيِّ، دامِكا وَرَوَاهُ ابْنُ حَبِيبٍ: كَبَيْتِ الصَّيْدَنَانِيِّ، وَالصَّيْدَنَانِيُّ الملِك، ودامِكاً مُرْتَفَعًا؛ وَمَنْ جَعَلَ الصَّيْدَنَانِيَّ العطَّار قَالَ: كدُوك الصَّيْدَنَانِيِّ، وَمَعْنَى دامِك أَملس. والمَداك: الصَّلايةُ الَّتِي يُداك عَلَيْهَا الطِّيبُ دَوْكاً وَهِيَ صَلاية الْعِطْرِ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لأُعطينَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكون تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِيمَنْ يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ ؛ قَوْلُهُ يَدُوكون أَيْ يَخُوضُونَ وَيَمُوجُونَ وَيَخْتَلِفُونَ فِيهِ. والدَّوْك: الِاخْتِلَاطُ. وَقَعَ الْقَوْمُ فِي دَوْكَةٍ ودُوكة وبُوح أَي وَقَعُوا فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ أَمرهم وَخُصُومَةٍ وَشَرٍّ، وَجَمْعُ الدَّوْكةِ دِوَك ودِيَك، وَمَنْ قَالَ دُوكة قَالَ دُوك فِي الْجَمْعِ. وَبَاتُوا يَدوكون دَوْكاً إِذَا بَاتُوا فِي اخْتِلَاطٍ ودَوَران. وتَداوَك الْقَوْمُ أَي تَضَايَقُوا فِي حَرْبٍ أَو شَرٍّ. وداكَ الفرسُ الحِجْر: عَلَاهَا. وداكَ الرجلُ الْمَرْأَةَ يَدوكها دَوْكاً وباكَها بَوْكاً إِذَا جَامَعَهَا؛ وأَنشد: فَداكَها دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ، ... لَيْسَ كدَوْكِ زَوْجِهَا الوَطْواطِ والدَّوْك: ضَرْبٌ مِنْ مَحَارِ الْبَحْرِ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبي الرَّبِيعِ الْبَكْرَاوِيِّ: دَاك الْقَوْمُ إِذَا مَرِضُوا. وَهُوَ فِي دُوكةٍ أَي مَرَضٍ. دَيَكَ: الدِّيكُ: ذَكَرُ الدَّجَاجِ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُهُ: وزَقَّت الدِّيكُ بِصَوْتٍ زَقّا إِنَّمَا أَنثه عَلَى إِرَادَةِ الدَّجَاجَةِ لأَن الدِّيكَ دَجَاجَةٌ أَيضاً، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَدْياك، وَالْكَثِيرُ دُيوك ودِيَكة. وأَرض مَداكَة ومَدِيكة: كَثِيرَةُ الدِّيَكةِ. والدِّيكُ مِنَ الْفَرَسِ: الْعَظْمُ الشَّاخِصُ خَلْفَ أُذنه وَهُوَ

فصل الراء

الخُشَشاء. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الدِّيكُ عَظْمٌ خَلْفَ الأُذن، وَلَمْ يُخَصِّصْهُ بِفَرَسٍ وَلَا غَيْرِهِ. الْمُؤَرِّجُ: الدِّيكُ فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ الرَّجُلُ المُشْفق الرؤوم، وَمِنْهُ سُمِّيَ الدِّيكُ دِيكاً، قَالَ: والدِّيكُ الرَّبِيعُ فِي كَلَامِهِمْ. وَالدِّيكُ: الأَثافي، الْوَاحِدُ والجمع سواء. فصل الراء ربك: قَالَتْ غَنِيَّة الْكِلَابِيَّةُ أُم الحُمارس «3»: الربيكةُ الأَقط وَالتَّمْرُ وَالسَّمْنُ يُعْمَلُ رَخْوًا لَيْسَ كالحَيْس، وَقَالَتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: هُوَ الدَّقِيقُ والأَقِطُ الْمَطْحُونُ ثُمَّ يُلْبَكُ بِالسَّمْنِ الْمُخْتَلِطِ بالرُّبّ، وَقِيلَ: هُوَ الرُّبُّ والأَقِطُ بِالسَّمْنِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ تَمْرًا وأَقِطاً، وَقِيلَ: هُوَ الرُّبُّ يُخْلَطُ بِدَقِيقٍ أَو سَوِيقٍ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ يُطْبَخُ مِنْ بُرّ وَتَمْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ تَمْرٌ يُعْجَنُ بِسَمْنٍ وأَقِطٍ فَيُؤْكَلُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَرُبَّمَا صُبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ فشُرِب شُرْبًا، والرَّبِيك لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ أَبو الرُّهَيْمِ الْعَنْبَرِيُّ: فَإِنْ تَجْزَعْ، فغيرُ مَلُومِ فِعْلٍ، ... وَإِنْ تَصْبِرْ، فَمِنْ حُبُكِ الرَّبِيكِ وَيُضَرَبُ مَثَلًا لِلْقَوْمِ يَجْتَمِعُونَ مِنْ كُلٍّ، يُقَالُ مِنْهُ: رَبَكْتُه أَرْبُكه رَبْكاً خَلَطْتُهُ فارْتَبَكَ أَي اخْتَلَطَ. وارْتَبَك الرجلُ فِي الأَمر أَي نشِب فِيهِ وَلَمْ يَكَدْ يَتَخَلَّصُ مِنْهُ. ورَبَك الرَّبِيكةَ يَرْبُكُها رَبْكاً: عَمِلَهَا. والرَّبْكُ: إِصْلَاحُ الثَّرِيدِ. رَبَك الثَّرِيدَ يَرْبُكه رَبْكاً: أَصلحه وَخَلَطَهُ بِغَيْرِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: غَرثانُ فارْبُكُوا لَهُ؛ وأَصل هَذَا الْمَثَلِ أَن رَجُلًا قَدِمَ مَنْ سَفَرٍ وَهُوَ جَائِعٌ، وَقَدْ وَلَدَتِ امرأَته غُلَامًا فبُشِّرَ بِهِ فَقَالَ: مَا أَصنع بِهِ، آكُلُهُ أَم أَشربه؟ فَفَطَنَتْ لَهُ امرأَته فَقَالَتْ: غَرْثانُ فارْبُكوا لَهُ، فَلَمَّا شَبع قَالَ: كَيْفَ الطَّلا وأُمُّه؟ مَعْنَى الْمَثَلِ أَي أَنه غَرْثانُ جَائِعٌ فسَوّوا لَهُ طَعَامًا يَهْجَأْ غَرَثُه، ثُمَّ بَشَّروه بِالْمَوْلُودِ. والرَّبْك: أَنْ تُلْقِيَ إِنْسَانًا فِي وَحْلٍ فَيَرْتَبِكَ فِيهِ وَلَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ وَيَنْشَبُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: تَحَيَّرَ فِي الظُّلُمَاتِ وارْتَبكَ فِي الْهَلَكَاتِ ؛ ارْتَبَكَ فِي الأَمر إِذَا وَقَعَ فِيهِ وَنَشِبَ وَلَمْ يَتَخَلَّصْ؛ وَمِنْهُ ارْتَبَك الصيدُ فِي الحِبالة: اضْطَرَبَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ارْتَبَكَ واللهِ الشَّيْخُ ؛ وَقِيلَ: كُلُّ خَلْطٍ رَبْكٌ. وارْتَبَكَ الأَمرُ: اخْتَلَطَ والْتَبَكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ رُبَك ورَبِيك: مُخْتَلِطٌ فِي أَمره، كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ، وارْتَبَك فِي كَلَامِهِ: تَتَعْتَعَ، وَرَمَاهُ برَبِيكةٍ أَي بأَمر ارْتَبَك عَلَيْهِ. ورَبَك الرجلُ وارْتَبَك إِذَا اخْتَلَطَ عَلَيْهِ أَمره. وَرَجُلُ رَبِكٌ: ضَعِيفُ الْحِيلَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي أُمامة فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: أَنهم يَرْكَبُونَ الميَاثر على النوق الرُّبْك عَلَيْهَا الحَشايا ؛ قَالَ شَمِرٌ: الرُّبْك والرُّمْك وَاحِدٌ، وَالْمِيمُ أَعْرَفُ. والأَرْمك والأَرْبك مِنَ الإِبل، أَسود وَهُوَ فِي ذَلِكَ مُشْرَبٌ كُدْرةً، وَهُوَ شَدِيدُ سَوَادِ الأُذنين والدُّفُوف، وَمَا عَدَا أُذني الأَرْمَكِ ودُفوفه مُشْرَبٌ كدرةً. رتك: الأَصمعي: الراتِكةُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي تَمْشِي وَكَأَنَّ بِرِجْلَيْهَا قَيْداً وَتَضْرِبُ بِيَدَيْهَا. ورَتَكانُ الْبَعِيرِ: مُقَارَبَةُ خَطْوِهِ فِي رَمَلانِهِ، لَا يُقَالُ إِلَّا لِلْبَعِيرِ. وَقَدْ رَتَك يَرْتُك رتْكاً ورَتَكاناً. ورَتَكَت الإِبل ترْتِك رَتْكاً ورَتَكاً ورَتَكاناً: وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا اهْتِزَازٌ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الإِبل، وَهِيَ فِي الإِبل أَكْثَرُ. ورَتَكَ البعيرُ وأَرْتَكْتُه أَنا إرْتاكاً إِذَا حَمَلْتَهُ عَلَى السَّيْرِ السَّرِيعِ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: يُرْتِكان بَعِيرَيْهِمَا أَيْ يَحْمِلَانِهِمَا عَلَى السير السريع. ويقال:

_ (3). قوله [الكلابية أم الحمارس] كذا بالأَصل وشرح القاموس هنا، وفي متن القاموس: وأم الحمارس البكرية معروفة.

أَرْتَكْتُ الضحِكَ وأَرْتَأْتُه إِذا ضحِكتَ ضَحِكاً فِي فُتور. ردك: غُلَامٌ رَوْدَك: نَاعِمٌ. وَجَارِيَةٌ روْدَكةٌ ومُرَوْدَكة: حَسْنَاءُ، فِي عُنْفَوانِ شَبَابِهِمَا، وَشَبَابٌ رَوْدَك؛ قَالَ: جَارِيَةٌ شَبَّتْ شَبَابًا رَوْدَكا، ... لَمْ يَعْدُ ثَدْيا نحْرِها أَنْ فَلَّكا وَقِيلَ: المُرَوْدَكة مِنَ النِّسَاءِ الْحَسَنَةُ الْخَلْقِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خُلُق مُرَوْدَكٌ وخَلْق مُرَوْدَك كِلَاهُمَا حَسَنٌ. وَرَجُلٌ مُرَوْدَك وامرأَة مُرَوْدَكة أَي حَسَنَةٌ. قَالَ الأَزهري: ومَرَوْدَك إِنْ جَعَلْتَ الْمِيمَ أَصْلِيَّةً فَهُوَ فَعَوْلَل، وَإِنْ كَانَتِ الْمِيمُ غَيْرَ أَصلية فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ لَهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ نَظِيرًا، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ مَرْدَك فِي الأَسماء وَمَا أَراه عَرَبِيًّا صَحِيحًا. وعَوْد مُرَوْدِك: كَثِيرُ اللَّحْمِ ثَقِيلٌ، وَقِيلَ: مُرَوْدَك، بِفَتْحِ الدَّالِّ، وَقَالَ كُرَاعٌ وَابْنُ الأَعرابي: إِنَّمَا هُوَ مَرَوْدَك، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالدَّالِ جَمِيعًا، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ رباعيّاً. رشك: الرِّشك: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ عَالِمًا بِالْحِسَابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ يُقَالُ لَهُ يَزِيد الرِّشْك، وَكَانَ أَحسب أَهل زَمَانِهِ وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ إِذَا سُئِلَ عَنْ حِسَابِ فَرِيضَةٍ قَالَ: عَلَيْنَا بَيَانُ السِّهام، وَعَلَى يَزِيد الرِّشْك الْحِسَابُ، قَالَ الأَزهري: مَا أَدْرِي الرِّشْكَ عَرَبِيًّا وأَراه لَقَبًا، قَالَ: وَلَا أَصل لَهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ عَلِمته. رضك: أَرْضَك عَيْنَيْهِ: غَمَّضهما وَفَتَحَهُمَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كَمَا مِنْ دِراكٍ فاعلمنَّ لنادمٍ، ... وأَرْضَكَ عَيْنَيْهِ الحمارُ وَصَفَّقا ركك: الرَّكِيكُ والرُّكاكةُ والأَرَكّ مِنَ الرِّجَالِ: الفَسْل الضَّعِيفُ فِي عَقْلِهِ ورأْيه، وَقِيلَ: الرَّكِيكُ الضَّعِيفُ فَلَمْ يُقَيِّدْ، وَقِيلَ: الَّذِي لَا يَغار وَلَا يَهابُه أهلُه، وَكُلُّهُ مِنَ الضَّعْفِ. وامرأَة رُكاكةً وركِيكة، وَجَمْعُهَا رِكَاكٌ، وَقَدْ رَكّ يَرِكّ رَكاكةً. واسْتَرَكَّه: اسْتَضْعَفَهُ. ورَكَّ عقلُه ورأيُه وارْتَكَّ: نَقَصَ وَضَعُفَ. والمُرْتَكّ: الَّذِي تَراه بَلِيغًا وَحْدَهُ، فَإِذَا وَقَعَ فِي خُصُومَةٍ عَيِيَ، وَقَدِ ارْتَكّ. وَسَكْرَانُ مُرْتَكّ إِذَا لَمْ يُبَيِّنْ كَلَامَهُ. والرَّكْرَكةُ: الضَّعْفُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ورَكّ الشيءُ أَي رَقَّ وَضَعُفَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: اقطعْه مِنْ حَيْثُ رَكّ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: مِنْ حَيْثُ رَقّ؛ وَثَوْبٌ رَكِيكُ النَّسْجِ. وَيُقَالُ: رَكّ الرَّجُلُ المرأَة يرُكّها وبَكّها بَكّاً ودَكّها دَكّاً إِذَا جَهَدَهَا فِي الْجِمَاعِ؛ قَالَتْ خِرْنِق بِنْتُ عَبْعَبَة تَهْجُو عَبْدَ عَمْرِو بْنَ بِشْرٍ: أَلَا ثكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ عَمْرٍو، ... أَبا الخزياتِ، آخَيْتَ المُلوكا هُمُ رَكُّوكَ للورِكَيْنِ رَكّاً، ... وَلَوْ سَأَلوك أَعطيتَ البُرُوكا أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ رَكِيكٌ ورُكاكة إِذَا كَانَ النِّسَاءُ يستضعفنهُ فَلَا يَهَبْنَه وَلَا يَغار عَلَيْهِنَّ، واسْتَرْكَكْتُه إِذَا اسْتَضْعَفْتَهُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ أَحوال النَّاسِ: تَرَاهم يَغْمِزُون مَنِ اسْتَرَكّوا، ... ويَجْتَنبون مَنْ صَدَقَ المِصاعا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَعَنَ الرُّكاكةَ ، وَهُوَ الدَّيّوث الَّذِي لَا يغَار عَلَى أَهله، سَمَّاهُ رُكاكةً عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي وَصْفِهِ بالرَّكاكة وَهُوَ الضَّعْفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ السُّلْطَانَ الرُّكاكةَ أَي الضَّعِيفَ. وَوَرَدَ:

إِنَّهُ يُبْغِضُ الولاةَ الرَّكَكَة ؛ هُوَ جَمْعُ رَكِيكٍ مِثْلُ ضَعِيف وضَعَفة. والرِّكُّ والرَّكُّ: الْمَطَرُ الْقَلِيلُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَطَرٌ ضَعِيفٌ، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ الرَّشِّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَول الْمَطَرِ الرَّشّ ثُمَّ الطَّشّ ثُمَّ البَغْش ثُمَّ الرِّك، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ أَرْكاك ورِكاك؛ وَجَمَعَهُ الشَّاعِرُ رَكائك فَقَالَ: توَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الغَزالةِ، بعد ما ... تَرَشَّفْن ذَرَّاتِ الذِّهاب الرَّكائِكِ والرَّكِيكةُ مِنَ الْمَطَرِ: كالرَّكّ. وَقَدْ أَرَكَّت السَّمَاءُ أَي جَاءَتْ بِالرَّكِّ؛ ورَكَّكَت السَّحَابَةُ، وأَرض مُرَكٌّ عَلَيْهَا ورَكيكة. ابْنُ الأَعرابي. قِيلَ لأَعرابي ما مَطَرَة أرضِك؟ فَقَالَ: مركِّكَةٌ فِيهَا ضُرُوسٌ وثَرْد يَذُرُّ بَقْلُه وَلَا يُقَرِّحُ، قَالَ: والثَّرْدُ الْمَطَرُ الضَّعِيفُ. اللَّيْثُ: الرَّكاكةُ مَصْدَرُ الرَّكيكِ وَهُوَ الْقَلِيلُ. اللِّحْيَانِيُّ: أَرَكّت الأَرض تُرِكّ فَهِيَ مُرِكَّة وأُرِكَّتْ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهِيَ مُرَكَّة إِذَا أَصابها الرِّكاكُ مِنَ الأَمطار. ابْنُ شُمَيْلٍ: الرِّكّ الْمَكَانُ المضْعُوف الَّذِي لَمْ يُمْطَرْ إِلَّا قَلِيلًا. يُقَالُ: أَرض رِكّ لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ إِلَّا ضَعِيفٌ. وَمَطَرٌ رِكّ: قَلِيلٌ ضَعِيفٌ. وأَرض مُرَكَّكة ورَكِيكة: أَصابها رِكّ وَمَا بِهَا مَرْتَعٌ إِلَّا قَلِيلٌ. قَالَ شَمِرٌ: وَكُلُّ شَيْءٍ قَلِيلٍ دَقِيقٍ مِنْ مَاءٍ وَنَبْتٍ وَعِلْمٍ، فَهُوَ رَكيك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الْمُسْلِمِينَ أَصابهم يَوْمَ حُنين رِكّ مِنْ مَطَرٍ ؛ هُوَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، الْمَطَرُ الضَّعِيفُ. وَرَجُلٌ رَكيك الْعِلْمِ: قَلِيلُهُ. ورَكيك الْعَقْلِ: قَلِيلُهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابْنُ الأَعرابي: وَقَدْ جَعَل الرِّكُّ الضعيفُ يُسِيلني ... إِليك، ويُشْريكَ القليلُ فتَغْلَقُ مَعْنَاهُ: أَنه إِذَا أَتاك عَنِّي شَيْءٌ قَلِيلٌ غَضِبْتَ، وأَنا كَذَلِكَ، فَمَتَى نَتَّفِقُ؟ ورَكَّ الأَمرَ يَرُكُّه رَكّاً: رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. ورَكَكْتُ الشَّيْءِ بعضَه عَلَى بعضٍ إِذَا طَرَحْتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: فنَجِّنا مِنْ حَبْس حاجاتٍ ورَكّ، ... فالذُّخْرُ مِنْهَا عِنْدَنَا، والأَجْرُ لَكْ والرَّكْراكةُ: المرأَة الْكَبِيرَةُ الْعَجُزِ وَالْفَخِذَيْنِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: شحمةُ الرُّكَّى، عَلَى فُعْلى، وَهُوَ الَّذِي يَذُوبُ سَرِيعًا، يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يُعِينُك فِي الْحَاجَاتِ. وَسِقَاءٌ مَرْكوك: قَدْ عُولِج وأُصْلِح. والرَّكَّاءُ: الصَّيْحَةُ الَّتِي تُجيبك مِنَ الْجَبَلِ كأَنها تَرُدُّ عَلَيْكَ صَوْتَكَ وَتُحَاكِي مَا بِهِ نطقتَ. والرَّكّ: إلزامُك الإِنسانَ الشَّيْءَ، تَقُولُ: رَكَكْتُ الْحَقَّ فِي عُنُقِهِ، ورَكَّ هَذَا الأَمرَ فِي عُنُقِهِ يَرُكُّه رَكّاً. ورَكَّ الأَغلالَ فِي أَعناقهم: أَلزمها إِيَّاهَا. ورَكَّت الأَغلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ. ورَكَكْت الغُلَّ فِي عُنُقِهِ أَرُكُّه رَكّاً إِذَا غَلَلْتَ يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ. ورَكَكْتُ الذَّنْب فِي عُنُقِهِ إذا أَلزمته إياها. ورَكّ الشيءَ بِيَدِهِ، فَهُوَ مَرْكوك ورَكِيكٌ: غَمَزَهُ لِيَعْرِفَ حَجْمَهُ. وَمَرَّ يَرْتَكُّ أَي يَرْتَجُّ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه بَدَلٌ. ابْنُ الأَعرابي: ائتَزَرَ فُلَانٌ إزْرَة عَكَّ وَكَّ، وَهُوَ أَن يُسْبِلَ طَرَفَيْ إِزَارِهِ؛ وأَنشد: إِنْ زُرْتَه تَجِدْهُ عَكَّ وَكَّا ... مِشْيَتُه فِي الدَّارِ هاكَ رَكّا قَالَ: هاكَ رَكّ حِكَايَةٌ لِتَبَخْتُرِهِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: إزْرَته تَجِدْهُ عَكّ وَكّا قَالَ: وَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَكَكَ؛ وَهَذَا الرَّجَزُ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه: إِنْ زُرْتَهُ تَجِدْهُ عَكَّ بَكّا

وَرَوَى فِيهِ: إِنْ زُرْتَهُ أَيضاً، وَقَالَ: العَكُّ الصَّلْبُ والبَك دَقُّ الْعُنُقِ. ورَكَكٌ: مَاءٌ؛ وَزَعَمَ الأَصمعي أَنه رَكّ وأَن زُهَيْرًا لَمْ تَسْتَقِمْ لَهُ الْقَافِيَةُ بِرَكٍ فَقَالَ رَكَك حِينَ قَالَ: ثُمَّ اسْتَمرُّوا وَقَالُوا: إنَّ مَوْعِدَكُم ... ماءٌ بشَرْقِيِّ سَلْمى، فَيْدُ أَو رَكَكُ فأَظهر التَّضْعِيفَ ضَرُورَةً. وَقَالَ مَرَّةً: سأَلت أَعرابيّاً عَنْ رَكَكٍ مِنْ قَوْلِهِ فَيْدُ أَو رَكَكُ فَقَالَ: بَلَى قَدْ كَانَ هُنَالِكَ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ رَكّ. ابْنُ الأَعرابي. كَرْكَرَ إِذَا انْهَزَمَ، ورَكْرَكَ إِذَا جَبُنَ، وَاللَّهُ أَعلم. رمك: الرَّمَكَة: الْفَرَسُ والبِرْذَوْنةُ الَّتِي تُتَّخَذُ لِلنَّسْلِ، مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ رَمَكٌ، وأَرْماك جَمْعُ الْجَمْعِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّمَكة الأُنثى مِنَ الْبَرَاذِينِ، وَالْجَمْعُ رِماك ورَمَكات وأَرْماك، عَنِ الْفَرَّاءِ، مِثْلُ ثِمار وأَثمار، وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: لَا تَعْدِلِينِي بالرُّذالاتِ الحَمَكْ، ... وَلَا شَظٍ فَدْمٍ وَلَا عَبْد فَلِكْ، يَرْبِض فِي الرَّوْثِ كبِرْذَوْن الرَّمَكْ فإِن أَبا عَمْرٍو قَالَ: الرَّمَك فِي بَيْتِ رُؤْبَةَ أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ رَمَهْ، قَالَ: وَقَوْلُ النَّاسِ رَمَكَة خَطَأٌ. أَبو زَيْدٍ: رَمَكَ الرَّجُلُ إِذا أَوْطَنَ الْبَلَدَ فَلَمْ يَبْرَحْ، ورَمَكْتُ فِي الْمَكَانِ وأَرْمَكْتُ غَيْرِي. ابْنُ الأَعرابي: رَمَكَ ودَمَك بِالْمَكَانِ ومَكد إِذا أَقام فِيهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّامِكُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، الْمُقِيمُ فِي الْمَكَانِ لَا يَبْرَحُ، مَجْهُودًا كَانَ أَو غَيْرَ مَجْهُودٍ، وَخَصَّ بِهِ بَعْضُهُمُ الْمَجْهُودَ، رَمَك بِالْمَكَانِ يَرْمُك رُموكاً: أَقام بِهِ، وأَرْمكه غَيْرُهُ. ورَمَكَت الإِبل تَرْمُكُ رُموكاً: حُبِسَتْ عَلَى الْمَاءِ واخْتُلِيَ لَهَا فَعُلِفَتْ عَلَيْهِ، وأَرْمَكها رَاعِيهَا. ورَمَك فِي الطَّعَامِ يَرْمُكُ رُموكاً ورَجَن فِيهِ يَرْجُن رُجوناً إِذا لَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئًا. والرَّامِكُ، بِالْكَسْرِ: الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّاسُ الرامَك وَهُوَ شَيْءٌ يَصِيرُ فِي الطِّيبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والرامِكُ والرامَكُ، وَالْكَسْرُ أَعلى، شَيْءٌ أَسود كَالْقَارِ يُخْلَطُ بِالْمِسْكِ فَيُجْعَلَ سُكًّا، قَالَ: إِن لَكَ الفَضْلَ عَلَى صُحْبتي، ... والمِسْك قَدْ يسْتَصْحبُ الرَّامِكا غَيْرُهُ: الرامِكُ تَتَضيَّق بِهِ المرأَة. والرُّمْكة: لَوْنُ الرَّمَادِ وَهِيَ وُرْقة فِي سَوَادٍ، وَقِيلَ: الرُّمْكة دُونَ الوُرْقة، وَقِيلَ: الرُّمْكة فِي أَلوان الإِبل حُمْرَةٌ يخلِطها سَوَادٌ، عَنْ كُرَاعٍ. الأَصمعي: إِذا اشْتَدَّتْ كُمْتَةُ الْبَعِيرِ حَتَّى يَدْخُلَهَا سَوَادٌ فَتِلْكَ الرُّمْكة، وَكُلُّ لَوْنٍ يُخَالِطُ غُبرته سَوَادٌ، فَهُوَ أَرْمَك، قَالَ الشَّاعِرُ: وَالْخَيْلُ تَجْتابُ الغُبار الأَرْمَكا وَقَدِ ارْمَكَّ البعيرُ ارْمِكاكاً وَهُوَ أَرْمَكُ، وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ ذَلِكَ للمرأَة. قَالَ ثَعْلَبٌ: قِيلَ لامرأَة أَيُّ النساءِ أَحب إِليك؟ قَالَتْ: بَيْضَاءُ وَسِيمة أَو رَمْكاء جَسِيمة، هَؤُلَاءِ أُمهات الرِّجَالِ. الْجَوْهَرِيُّ: والرُّمْكة مِنْ أَلوان الإِبل، يقال: جَمَلٌ أَرْمَكُ وَنَاقَةٌ رَمْكاءُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: وأَنا عَلَى جَمَلٍ أَرْمَكَ ، هُوَ الَّذِي فِي لَوْنِهِ كُدُورةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْمُ الأَرض الْعَلْيَاءِ الرَّمْكاءُ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ تأْنيث الأَرْمَكِ، قَالَ: وَمِنْهُ الرَّامِكُ وَهُوَ شَيْءٌ أَسود يُخْلَطُ بِالطِّيبِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَجُرُّ مِن عَفَائه حَبِيَّا، ... جَرَّ الأَسِيفِ الرُّمُكَ المَرْعِيَّا كَذَا رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هُوَ إِلا أَن يَكُونَ جَرَّ الأَسيفِ الرَّمَك، فأَما

فصل الزاي

إِذا قَالَ الرُّمُكَ بِضَمَّتَيْنِ فإِنه لَا يَقُولُ إِلا الْمَرْعِيَّةَ لأَن الرُّمُك بِضَمَّتَيْنِ جَمْعٌ مكَسر. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ حَنِيفُ الحَناتم، وَكَانَ مِنْ آبَلِ الْعَرَبِ: الرَّمْكاءُ مِنَ النُّوقِ بُهْيَا، والحَمْراء صُبْرى، والخَوَّارة غُزْرَى، والصَّهْباء سُرْعَى، يَعْنِي أَنها أَبْهَى وأَصْبر وأَغْزر وأَسْرع. والأَرْمَكُ مِنَ الإِبل: أَسود وَهُوَ فِي ذَلِكَ مُشْرَبٌ كُدْرة، وَهُوَ شَدِيدُ سَوَادِ الأُذنين والدُّفوف، وَمَا عَدَا أُذني الأَرْمَك ودُفُوفه مشرب كدرة. والرَّمَكان واليَرْمُوك: مَوْضِعَانِ. الْجَوْهَرِيُّ: يَرْمُوك مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ، وَمِنْهُ يَوْمُ اليَرْمُوك كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ فِي زَمَنِ عمر بن الخطاب. رنك: الرَّانِكِيَّةُ: نِسْبَةٌ إِلى الرَّانِكِ، «4» وَقَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الرَّانِكَ. رهك: رَهَكه يَرْهَكه رَهْكاً: جَشَّهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ. والرَّهْكة: الضَّعْفُ. يُقَالُ: أَرى فِيهِ رَهْكةً أَي ضَعْفًا. وَرَجُلٌ رُهَكَةٌ ورَهَكَةٌ: ضَعِيفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ. وَنَاقَةٌ رَهَكة: ضَعِيفَةٌ لَيْسَتْ بِنَجِيبَةٍ. والارْتِهَاكُ: اسْتِرْخَاءُ الْمَفَاصِلِ فِي الْمَشْيِ؛ قَالَ: حُيِّيتِ مِنْ هِرْكَوْلة ضِنَاكِ، ... قَامَتْ تَهُزّ الْمَشْيَ فِي ارْتِهاكِ الارْتِهاك: الضَّعْفُ فِي الْمَشْيِ؛ وَفُلَانٌ يَرْتَهك فِي مِشْيَتِهِ وَيَمْشِي فِي ارْتِهَاكٍ. والرَّهْوَكةُ: كالارْتِهاكِ. والتَّرَهْوُك: مشيُ الَّذِي كَأَنَّهُ يَمُوجُ فِي مِشْيَتِهِ، وَقَدْ ترَهْوَك. وَيُقَالُ: مرَّ الرَّجُلُ يَتَرَهْوَكُ كَأَنَّهُ يَمُوجُ فِي مِشْيَتِهِ، وَفِي حَدِيثِ الْمُتَشَاحِنَيْنِ: ارْهَكْ هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَيْ كَلِّفْهما وأَلزِمْهما ، مِنْ رَهَكْتُ الدَّابَّةَ إِذَا حَمَلْتَ عَلَيْهَا فِي السَّيْرِ وَجَهَدْتَهَا. وَفِي النَّوَادِرِ: أَرض رَهَكَة وهَيْلَة وهيْلاء وهارَةٌ وهَوْرةٌ وهَمِرَة وهَكَّة إِذَا كَانَتْ لِينَةً خَبَاراً. ريك: الرِّيَكَتَانِ مِنَ الْفَرَسِ: زَنَمتان خَارِجَةٌ أَطرافهما عَنْ طَرَفِ الكَتَد، وأُصولهما مُثَبَّتَةٌ فِي أَعلى الكَتَد، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا رِيَكَة، حُكِيَ عن كراع وحده. فصل الزاي زحك: ابْنُ سِيدَهْ: زَحَك زَحْكاً كزَحَف؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ الأَزهري: زَحَك فُلَانٌ عَنِّي وزَحَل إِذَا تَنَحَّى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّه، إذْ عادَ فِيهَا وزَحَك، ... حُمَّى قَطِيفِ الْخَطِّ، أَو حُمَّى فَدَكْ كَأَنَّهُ يَعْنِي الهَمَّ إِذْ عَادَ إِلَيَّ أَو زَحَكَ أَي تَنَحَّى عَنِّي. وزَحَك بِالْمَكَانِ: أَقام؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والزَّحْك: الدُّنُوُّ. وتَزَاحَكَ القومُ: تدانَوْا، وَقِيلَ تَبَاعَدُوا، كأَنه ضِدٌّ. وأَزْحَفَ الرجل وأَزْحَكَ إِذَا أَعْيَتْ دَابَّتُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: زَحَك بَعِيرُهُ أَيْ أَعيا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ: وَهَلْ تَرَيَنِّي بَعْدَ أَن تُنْزَعَ البُرَى، ... وَقَدْ أُبْنَ أَنْضَاءً، وهُنَّ زَوَاحِكُ؟ وَقَوْلُهُ أَيْضًا: فَأُبْنَ، وَمَا مِنْهُنَّ مِنْ ذاتِ نَجْدةٍ، ... وَلَوْ بَلَغَتْ إِلَّا تُرَى وَهِيَ زَاحِكُ زحلك: الزُّحْلُوكة: المَزَلَّةُ كالزُحْلُوقة. والتَّزَحْلُك: كالتَّزَحْلُقِ، وَهِيَ الزَّحَاليكُ، والزَّحاليقُ والزَّحَاليف والزَّحاليل وَاحِدَةٌ. زحمك: الزُّحْمُوك: الكَشُوثَا، وَجَمْعُهُ زَحامِيك.

_ (4). 1 قوله" نسبة إلى الرانك" كصاحب: حي.

زرنك: الزُّرْنُوك: الْخَشَبَةُ الَّتِي يَقْبِضُ عَلَيْهَا الطَّاحِنُ إِذَا أَدار الرَّحى؛ وأَنشد: وكأَنّ رُمْحَكَ، إِذْ طعنتَ بِهِ العِدَى، ... زُرْنُوكُ خادِمةٍ تَسوُق حِمارا زعك: الأَزْعَكِيّ: الْقَصِيرُ اللَّئِيمُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيّ ويافعٍ، ... مِنَ اللُّؤْمِ، سرْبالٌ جديدُ البَنَائق وَقِيلَ: هُوَ المُسِنّ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّاوِي. وَرَجُلٌ زُعْكُوك: قَصِيرٌ مُجْتَمِعُ الْخَلْقِ. والزُّعْكوك مِنَ الإِبل: السَّمين، وَالْجَمْعُ زَعَاكِيك؛ قَالَ الشَّاعِرُ: زَعَاكِيك، لَا إنْ يَعْجَلُون لصَنْعةٍ، ... إِذَا عَلِقَتْهم بالقُنِيّ الحَبائلُ وزَعَاكك أَيضاً؛ وأَنشد القَنَانيُّ: تسْتَنّ أَولادٌ لَهَا زَعاكِكُ زكك: المَشْيُ الزَّكِيكُ: المُقَرْمَطُ. زَكَّ الرَّجُلُ يَزُكّ «1» زَكًّا وزَكَكاً وزَكِيكاً: مرَّ يُقَارِبُ خَطْوَهُ مِنْ ضَعْفٍ، وَكَذَلِكَ الْفَرْخُ؛ قَالَ عُمَرَ بْنِ لَجإ: فَهُوَ يَزُكّ دَائِمَ التَّزَغُّمِ، ... مِثْلَ زَكِيكِ النَّاهِضِ المُحَمِّم والتَّزَغُّم: التَّغَضُّبُ. وزَكْزَك: كَزكَّ، وَقِيلَ: الزَّكْزَكة أَن يُقَارِبَ الرَّجُلُ خَطْوُهُ مَعَ تَحْرِيكِ الْجَسَدِ. أَبو عَمْرٍو: الزَّكيكُ مَشْيُ الْفِرَاخِ. والزَّوْكُ: مَشْيُ الْغُرَابِ. الأَصمعي: الزَّكِيكُ أَن يُقَارِبَ الْخَطْوَ وَيُسْرِعَ الرَّفْعَ وَالْوَضْعَ. وَيُقَالُ: زَكَّت الدُّرَّاجَةُ كَمَا يُقَالُ زافَت الحمامةُ. أَبو زَيْدٍ: زَكْزَكَ زَكْزَكة وزَوْزَى زَوْزَاةً ووزْوَزَ وَزْوَزَةً وزَاك يَزُوك زَيْكاً كُلُّهُ مَشْيٌ مُتَقَارِبُ الْخَطْوِ مَعَ حَرَكَةِ الْجَسَدِ. وزُكُّ الْفَاخِتَةِ: فرخُها. والزَّكّ: الْمَهْزُولُ؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي: يَا حَبَّذَا جاريةٌ مِنْ عَكِّ ... تُعَقِّد المِرْط عَلَى مِدَكِ مثلِ كثِيب الرَّمْلِ غَيْرِ زَكِّ، ... كأَن بَيْنَ فَكِّها والفَكّ فَأْرة مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكّ ابْنُ الأَعرابي: زُكَّ إِذَا هَرِم، وزُكَّ إِذَا ضَعُفَ مِنْ مَرَضٍ. وَيُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ زِكَّتَهُ أَي سِلاحه، وَقَدْ تزَكَّكَ تَزَكُّكاً إِذَا أَخذ عُدَّتَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ مُضِدّ ومُزِكّ ومُغِدّ أَيْ غَضْبَانُ. وَفُلَانٌ مِزَكّ وزَاكّ ومِشَكّ، وَهُوَ فِي زِكَّتِهِ وشِكَّتِهِ أَيْ فِي سِلاحه. وَرَجُلٌ زُكَازِكٌ أَيْ دَمِيم قليل. زمك: الزَّمَكُ: إِدْخَالُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. والزِّمِكَّى والزِّمِجَّى: أَصل ذَنَب الطَّائِرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْبَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ ذَنَبُهُ كُلُّهُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَ الذَّنَبُ نَفْسُهُ إِذَا قُصّ زِمِكّى. والزَّمَكَةُ: السَّرِيعُ الْغَضَبِ. وَقَدِ ازْمَأَكّ فُلَانٌ يَزْمَئِكّ إِذَا اشتدَّ غَضَبُهُ، وَقِيلَ: المُزمَئِكّ الغضبانُ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ أَو بَطيئه. وازْمَأَكّ الشَّيْءُ: لُغَةٌ فِي اصْمَأَكّ. ابْنُ الأَعرابي: زَمَكْتُ القرْبة وزَمَجْتها إذا ملأْتها. زنك: الزَّنَكتانِ مِنَ الكَتَد: زَنَمَتَانِ خَارِجَتَا الأَطراف عَنْ طَرَفِهَا، وأَصلاهما ثَابِتَانِ فِي أَعلى الكَتَد وَهُمَا زَائِدَتَاهَا. والزَّوَنَّكُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ اللَّحِيمُ الحَيَّاك فِي مِشْيَته. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الْمُخْتَالُ فِي مِشْيته الرَّافِعُ نَفْسَهُ فَوْقَ قَدْرِهَا، النَّاظِرُ فِي عِطْفَيْه الرَّائِي أَنَّ عِنْدَهُ خَيْرًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ ذلك؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [زك الرجل يزك] كذا بضبط الأَصل بضم عين المضارع، وفي القاموس مضبوط بكسرها على القياس في اللازم المضاعف.

تَرْكَ النساءَ العاجِزَ الزَّوَنَّكا وَرَجُلٌ زَوَنَّكٌ إِذَا كَانَ غَلِيظًا إِلَى القِصَر مَا هُوَ؛ قَالَ مَنْظُورٌ الدُّبَيْري: وبعلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى، ... يَخْضِفُ، إِن فُزِّعَ، بالضَّبَغْطَى وَيُرْوَى: بَلْ زَوْجُها. وَيُرْوَى: زَوَنْزَكٌ وزَوَنَّك، وَيُرْوَى: زَوَنْكى وزَوَنْزَى، ويَخْضِفُ ويَفْرَقُ، وَيُرْوَى: بالضَّبَغْطَى أَيضاً، بِالْغَيْنِ وَالْعَيْنِ، كلٌّ يُرْوَى فِي هَذَا الْبَيْتِ بِاخْتِلَافِ هَذِهِ الأَلفاظ عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّوَنْزُى ذُو الأُبَّهَةِ والكِبْر. الْجَوْهَرِيُّ: والزَّوَنَّكُ الْقَصِيرُ الدَّمِيمُ، وَرُبَّمَا قَالُوا الزَّوَنْزَكُ؛ قَالَتِ امرأَة تَرْثِي زَوْجَهَا: ولَسْتَ بوَكْوَاكٍ وَلَا بزَوَنَّكٍ، ... مَكَانَكَ حَتَّى يَبْعَثَ الخلقَ باعثُهْ وَيُرْوَى: وَلَا بزوَنْزَكٍ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الزُّبَيْدِي زَوَنَّك وَزْنُهُ فَعَنَّلٌ، وصرَّف لَهُ يَعْقُوبُ فِعْلًا فَقَالَ: زَاكَ يَزُوك زَوْكاً وزَوَكَاناً، قَالَ: وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ الزَّوْك مِشْيَةُ الْغُرَابِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: أَجْمَعْتُ أَنك أَنْتَ ألأَمُ مَنْ مَشَى ... فِي فُحْشِ زانيةٍ، وزَوْكِ غُرابِ وَمِنْهُ زَوَنَّكٌ وَهُوَ الْقَصِيرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَوَزْنُهُ عِنْدَهُ فَعَنَّلٌ؛ قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: لأَنه جَعَلَهُ مِنْ زَاكَ يَزُوكُ إِذَا قَارَبَ خَطْوَه وحَرَّك جسدَه، قَالَ: فَعَلَى هَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَذْكُرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ زَوَكَ لَا فَصْلِ زَنَكَ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ وَزْنُهُ فعَلَّلًا لأَنه لَا يَكُونُ الْوَاوُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا فَعَنَّلٌ، وَيُقَوِّي قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ إِنَّهُ مِنْ زَنَكَ قَوْلُهُمْ زَوَنْزَكٌ لُغَةٌ أُخْرَى عَلَى فَوَعْلَلٍ مِثْلَ كَوَألَلٍ، فَالنُّونُ عَلَى هَذَا أَصل وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، فَوَزْنُ زَوَنَّك عَلَى هَذَا فوعَّلٌ، وَيُقَوِّي قَوْلَ ابْنِ السِّكِّيتِ قَوْلُهُمْ زَوَنْكَى لُغَةٌ ثَالِثَةٌ، وَوَزْنُهَا فَعَنْلى، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: زَوَنَّك فَوَنْعَل، الْوَاوُ زَائِدَةٌ لأَنها لَا تكون زائدة فِي بَنَاتِ الأَربعة، قَالَ: وأَما الزَّوَنْزَكُ فَهُوَ فَوَنْعَلٌ أَيضاً، وَهُوَ مِنْ بَابِ كوكَبٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّي سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ عَنْ زَوَنَّكٍ فَاسْتَقَرَّ الأَمر فِيمَا بَيْنَنَا جَمِيعًا أَنَّ الْوَاوَ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَوَزْنُهُ فَوَعَّلٌ لَا فَوَنْعَل، قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ أَبا زَيْدٍ قَدْ ذَكَرَ عَقِيبَ هَذَا الْحَرْفِ مِنْ كِتَابِهِ الْغَرَائِبِ زَاكَ يزُوكُ زَوْكاً وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْوَاوَ أَصلية، فَقَالَ: هَذَا تَفْسِيرُ الْمَعْنَى مِنْ غَيْرِ اللَّفْظِ، وَالنُّونُ مُضَاعَفَةُ حَشْوٍ فَلَا تَكُونُ زَائِدَةً، فَقُلْتُ: قَدْ حَكَى ثَعْلَبٌ شِنْقَمّ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ شَقَم، فَقَالَ هَذَا ضَعِيفٌ، قَالَ: وَهَذَا أَيْضًا يُقَوِّي قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ إِنَّ الزَّوَنَّكَ مِنْ فَصْلِ زَنَكَ، وَأَمَّا الزَّوَنْزك فَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُ أَبِي عَلِيٍّ فِيهِ إِنَّ وَزْنَهُ فَوَنْعَلٌ، وَهُوَ مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا اشْتِقَاقُهُ من ززك عَلَى حَدِّ كَكَبَ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: زَوَنْزَك فَوَنْعَلٌ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُجْعَلَ الْوَاوُ أَصْلًا وَالزَّايُ مُكَرَّرَةً لأَنه يَصِيرُ فَعَنْفَلًا، وَهَذَا مَا لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ مِنْ بَابِ دَدَنَ مِمَّا تَضَاعَفَتِ الْفَاءُ وَالْعَيْنُ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ فَثَبَتَ أَنَّهُ فَوَنْعَل وَالنُّونُ زَائِدَةٌ لأَنها ثَالِثَةٌ سَاكِنَةٌ فِيمَا زَادَ عُدَّتُهُ عَلَى أَرْبَعَةٍ كَشَرنْبَثٍ وحَرَنْفشٍ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ لأَنها لَا تَكُونُ أَصْلًا فِي بنات الأَربعة، فعلى قوله وقول أَبِي عَلِيٍّ يَنْبَغِي أَنْ يَذْكُرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ ززك. زهك: الزَّهْكُ مِثْلُ السَّهْك: وَهُوَ الجَشُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ. وزَهَكَتْه الريحُ تَزْهَكُه: كَسَهكَتْه، والسين أَعلى.

فصل السين المهملة

زوك: الزَّوْكُ: مَشْيُ الْغُرَابِ، وَهُوَ الخَطْوُ الْمُتَقَارِبُ فِي تَحَرُّكِ جَسَدِ الإِنسان الْمَاشِي. وزَاكَ فِي مشْيتِه يَزُوكُ زَوْكاً وزَوَكاناً: حَرَّكَ مَنكِبَيْهِ وأَلْيَتَيْه وفَرّج بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ قَالَ: أَجْمَعْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَلأَمُ مَنْ مَشَى ... فِي زَوْكِ فَاسِيَّةٍ، وزَهْوِ غُرابِ وزَاكَ يَزُوكُ زَوْكاً وزَوَكاناً: تَبَخْتَرَ وَاخْتَالَ، وَهُوَ الزَّوَنَّكُ. والزَّوْكُ: مِشْيَةٌ فِي تَقَارُبٍ وفَحَجٍ؛ وأَنشد: رأيتُ رِجَالًا حِينَ يَمْشُونَ فحَّجُوا ... وزَاكُوا، وَمَا كَانُوا يَزُوكُونَ مِنْ قبلُ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ وَغَيْرُهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ السِّكِّيتِ وَغَيْرِهِ فِي الزّوْك فِي زَنَكَ فَلَا حَاجَةَ لإِعادته. والزَّوَنَّكُ: الْقَصِيرُ لأَنه يَزُوكُ فِي مِشْيته، وَقِيلَ: إِنَّهُ رُبَاعِيٌّ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: زَاكَ يَزُوكُ يَدُلُّ عَلَى أَنه فَعَنَّلٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رأَيتها مُوزكة وَقَدْ أَوْزَكَتْ وَهُوَ مَشْيٌ قَبِيحٌ مِنْ مَشْيِ الْقَصِيرَةِ؛ وأَنشد الْمُنْذِرِيُّ لأَبي حَرَامٍ: تَزَاوَكَ مُضْطَبِئ آرِمٌ، ... إِذَا ائْتَبَّه الإِدُّ لَا يَفْطَؤُهْ ابْنُ السِّكِّيتِ: التَّزاوُكُ الِاسْتِحْيَاءُ، والمُضْطَبئ المستَحِي، آرِمُ: مُواصِل، ائْتَبَهَ: تَهَيَّأَ لَهُ، لَا يَفْطَؤُهُ: لَا يَقْهَرُه. زوزك: زَوْزَكَتِ المرأةُ: حرَّكت أَلْيتَيها وَجَنْبَيْهَا إِذَا مَشَتْ. والزَّوْزَكُ: الْقَصِيرُ الحَيَّاك فِي مِشْيَتِه؛ قَالَ: وزوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فَوَنْعَل. زيك: زَاكَ يَزِيكُ زَيْكاً: تبختر واختال. فصل السين المهملة سبك: سَبَك الذهبَ وَالْفِضَّةَ وَنَحْوَهُ مِنَ الذَّائِبِ يسبُكهُ ويسبِكُه سَبْكاً وسَبَّكه: ذَوَّبه وَأَفْرَغَهُ فِي قالبٍ. والسَّبِيكَةُ: القِطْعة المُذوَّبة مِنْهُ، وَقَدِ انسبَكَ. اللَّيْثُ: السَّبْكُ تَسْبِيكُ السَّبيكَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ يُذابُ ويُفْرَغُ فِي مَسْبَكة مِنْ حَدِيدٍ كأَنها شِقُّ قَصَبَة، وَالْجَمْعُ السَّبائِكُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَوْ شِئْتُ لمَلأْت الرِّحابَ صَلائق وسبَائك أَيْ مَا سُبِكَ مِنَ الدَّقِيقِ ونُخِلَ فأُخذ خَالِصُهُ يَعْنِي الحُوَّارى، وَكَانُوا يسمون الرُّقاقَ السَّبائك. سحك: المُسْحَنْكِكُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا مَزِيدًا، وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ والعِضاه مُسْحَنْكِكاً. واسْحَنْكك الليلُ إِذَا اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُهُ، وَيُرْوَى مُسْتَحْنِكاً أَيْ مُنْقَلِعاً مِنْ أَصله. وشعَر مُسْحَنْكِك أَي شَدِيدُ السَّوَادِ. وَشَعْرٌ سُحْكوك: أَسْوَدُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى هَذَا اللَّفْظَ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ لَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلَّا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ: تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخةٌ ضَحُوكُ ... واسْتَنْوَكَتْ، وللشَّبابِ نُوكُ، وَقَدْ يَشِيبُ الشَّعَرُ السُّحْكوكُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أسودُ سُحْكوك وحُلْكوكٌ. قال الأَزهري: ومُسْحَنْكِك مُفْعَنْلِلٌ مِنْ سَحَك. واسْحَنْكَك الليلُ أَي أَظلم. وَفِي حَدِيثِ المُحْرَقِ: إِذَا مُتُّ فاسْحَكوني أَو قَالَ اسْحَقوني ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَهُمَا بِمَعْنًى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْهَكوني بِالْهَاءِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ؛ الأَزهري: أَصل هَذَا الْحَرْفِ ثُلَاثِيٌّ صَارَ خُمَاسِيًّا بِزِيَادَةِ نُونٍ وَكَافٍ، وَكَذَلِكَ مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الأَفعال.

سدك: سَدِكَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، سَدْكاً وسَدَكاً، فَهُوَ سَدِكٌ ولَكِيَ بِهِ لَكًى: لَزِمَهُ. والسَّدِكُ: المُولَعُ بِالشَّيْءِ، طَائِيَّةٌ؛ قَالَ بَعْضُ محرِّمي الْخَمْرِ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: ووَزَّعْتُ القِداحَ، وَقَدْ أَراني ... بِهَا سَدِكاً، وَإِنْ كانَتْ حَراما أَراد بِالْقَدَّاحِ هُنَا جَمْعَ القَدَح الْمَشْرُوبِ بِهِ. وَرَجُلٌ سَدِكٌ: خَفِيفُ الْيَدَيْنِ فِي الْعَمَلِ. وَرَجُلٌ سَدكٌ بالرُّمح: طَعَّان بِهِ رَفيق سريع. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ سَدَّك فلانٌ جِلالَ التَّمْرِ تَسْديكاً إذا نَضَّدَ بعضَها فَوْقَ بَعْضٍ، فَهِيَ مُسَدَّكة. سرك: السَّرْوَكَةُ: رَدَاءَةُ الْمَشْيِ وَإِبْطَاءٌ فِيهِ مِنْ عَجَف أَو إِعْيَاءٍ، وَقَدْ سَرْوَكَ. ابْنُ الأَعرابي: سَرِكَ الرجلُ إِذَا ضَعُفَ بَدَنُهُ بَعْدَ قوَّة. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَسارَكْتُ فِي الْمَشْيِ وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ، وَهُمَا رَدَاءَةُ الْمَشْيِ مِنْ عَجَفٍ وإعياء. سفك: السَّفْكُ: صَبُّ الدَّمِ ونَثْرُ الْكَلَامِ. وسَفَك الدمَ والدمعَ والماءَ يَسْفِكُه سَفْكاً، فَهُوَ مَسْفوك وسَفِيك: صَبَّهُ وهَراقَه، وكأَنه بِالدَّمِ أَخص. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن يَسْفكُوا دماءَهم ؛ السَّفْك: الإِراقة والإِجراء لِكُلِّ مَائِعٍ، وَقَدِ انْسَفَك؛ وَرَجُلٌ سَفَّاك لِلدِّمَاءِ سَفَّاك لِلْكَلَامِ. والسَّفَّاك: السَّفَّاح وَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى الْكَلَامِ. وسَفَكَ الْكَلَامَ يَسْفِكه سَفْكاً: نَثَره. وَرَجُلٌ مِسْفَك: كَثِيرُ الْكَلَامِ. وَخَطِيبٌ سَفَّاك: بَلِيغٌ كَسهَّاك؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ سَفَّاك بِالْكَلَامِ وسَفُوك: كذَّاب. والسُّفْكَة: مَا يُقَدَّم إِلَى الضَّيْفِ مِثْلُ اللُّمْجة، يُقَالُ: سَفِّكُوه ولَمِّجُوه. وَمِنْ أَسْمَاءِ النَّفْسِ: السَّفُوك وَالْجَائِشَةُ والطَّموح. سكك: السَّكَكُ: الصَّمَمُ، وَقِيلَ: السَّكَك صِغَر الأُذن وَلُزُوقُهَا بالرأْس وقِلَة إِشْرَافِهَا، وَقِيلَ: قِصَرها وَلُصُوقُهَا بالخُشَشاء، وَقِيلَ: هُوَ صِغر قُوفِ الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وَقَدْ وُصِفَ بِهِ الصَّمَمُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْآدَمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ سَكَّ سَكَكاً وَهُوَ أَسَكُّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ليلةُ حَكّ لَيْسَ فِيهَا شَكُّ، ... أَحُكُّ حَتَّى ساعِدي مُنْفَكُّ، أَسْهَرَنِي الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ يَعْنِي الْبَرَاغِيثَ، وأَفرده عَلَى إِرَادَةِ الْجِنْسِ. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وَكَذَلِكَ الْقَطَا؛ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَطَاةِ حَذَّاءُ لِقصَر ذَنَبِهَا، وسَكَّاءُ لأَنه لَا أُذن لَهَا، وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ وأَنشد: حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً، ... لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ وَقَوْلُهُ: إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ ... مثلُ النَّعامِ، والنعامُ صُكُ سُكٌّ أَي صُمٌّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ ظَلِيمٌ أَسَكُّ لأَنه لَا يَسْمَعُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى، ... لَهُ بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ «2» . واسْتَكَّتْ مَسَامِعُهُ إِذَا صَمَّ. وَيُقَالُ: مَا اسْتَكَّ فِي مَسامِعي مثلُه أَي مَا دَخَلَ. وَمَا سَكَّ سَمْعي مثلُ ذَلِكَ الْكَلَامِ أَي مَا دَخَلَ. وأُذن سَكَّاء أَيْ صَغِيرَةٌ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ سُكاكة لِصَغِيرِ الأُذن، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ أَسَكّ. ابن سيدة: والسُّكاكة الصَّغِيرُ الأُذنين؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

_ (2). وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكّ

يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ، ... سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ وَيُقَالُ: كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وَكُلُّ شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: الَّتِي لَا أُذن لَهَا، والشَّرْفاء: الَّتِي لَهَا أُذن وَإِنْ كَانَتْ مَشْقُوقَةً. وَيُقَالُ: سَكَّه يَسُكّه إِذَا اصطَلم أُذنيه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَ أَي مُصْطَلِم الأُذنين مَقْطُوعِهِمَا. واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وَضَاقَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني، ... وتِلْكَ الَّتِي تَسْتَكُّ مِنْهَا المَسامِعُ وَقَالَ عَبيدُ بْنُ الأَبرص: دَعا مَعاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم، ... يَا لَهْفَ نفْسيَ، لَوْ يَدْعُو بَنِي أَسَدِ وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِي: أَنَّهُ وضَع يَدَيْهِ عَلَى أُذنيه وَقَالَ اسْتَكَّتا إِنْ لَمْ أَكن سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: الذهبُ بِالذَّهَبِ ، أَي صَمَّتا. والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وَذَهَابُ السَّمْعِ. وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. وَطَرِيقٌ سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَبِئْرٌ سَكٌّ وسُكٌّ: ضَيِّقَةُ الْخَرْقِ، وَقِيلَ: الضَّيِّقَةُ المَحْفِر مِنْ أَولها إِلَى آخِرِهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَاذَا أُخَشَّى مِنْ قَلِيبٍ سُكِّ، ... يَأْسَنُ فِيهِ الوَرَلُ المُذَكِّي؟ وَجَمْعُهَا سِكَاكٌ. وَبِئْرٌ سَكُوك: كَسُكِّ. الأَصمعي: إِذَا ضَاقَتِ الْبِئْرُ فَهِيَ سُكٌّ؛ وأَنشد: يُجْبَى لَها عَلَى قَلِيبٍ سُكِ الْفَرَّاءُ: حَفَرُوا قَلِيبًا سُكّاً، وَهِيَ الَّتِي أُحْكِم طَيُّها في ضيق. والسُّكُّ مِنَ الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب وَالطَّيِّ. والسُّكُّ، بِالضَّمِّ: الْبِئْرُ الضَّيِّقَةُ مِنْ أَعلاها إِلَى أَسفلها؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والسُّكُّ: جُحْر الْعَقْرَبِ وجُحْرُ الْعَنْكَبُوتِ لِضِيقِهِ. واسْتَكَّ النبتُ أَي الْتَفَّ وانْسَدَّ خَصاصُه. الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إِذَا الْتَفَّتْ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ عَيْراً: صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْلُ ... بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الرِّياضِ والسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بِالْحَدِيدِ، وَهُوَ السَّكِّيُّ والسَّكُّ. والسَّكِّيّ: المسمارُ؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا بُدَّ مِنْ جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها، ... كَمَا سَلَكَ السَّكِّيَّ فِي البابِ فَيْتَقُ وَيُرْوَى السِّكِّيّ بالكسرِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمِسْمَارُ، وَقِيلَ الدِّينَارُ، وَقِيلَ البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وَقِيلَ الحَدَّاد، وَقِيلَ البوَّاب، وَقِيلَ المَلِكُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَهُوَ غَيْرُ مَسْكُوك أَي غَيْرُ مُسمَّرٍ بِمَسَامِيرِ الْحَدِيدِ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ، وَهُوَ الْمَشْدُودُ؛ وَقَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يَصِفُ دِرْعًا: بَيْضَاءُ لَا تُرْتَدَى إِلَّا إِلَى فَزَعٍ، ... مِنْ نَسْجِ داودَ، فِيهَا السَّكُّ مَقْتُورُ والمَقْتُور: المُقَدَّر، وَجَمْعُهُ سُكُوك وسِكَاك. والسُّكُّ: الدِّرع الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ. ودِرْعٌ سُكٌّ وسَكَّاءُ: ضَيِّقَةُ الحَلَق. والسِّكَّةُ: حَدِيدَةٌ قَدْ كُتِبَ عَلَيْهَا يُضْرَبُ عَلَيْهَا الدَّرَاهِمُ وَهِيَ الْمَنْقُوشَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ بَيْنَهُمْ إلَّا مِنْ بأْس ؛ أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ الْمَضْرُوبِينَ، سُمِّيَ كُلُّ

وَاحِدٍ مِنْهُمَا سِكَّة لأَنه طُبِعَ بِالْحَدِيدَةِ المُعَلِّمة لَهُ، وَيُقَالُ لَهُ السَّكُّ، وَكُلُّ مِسْمَارٍ عِنْدَ الْعَرَبِ سَكٌّ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ دِرْعًا: ومَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً، ... تَضَاءَلُ فِي الطَّيِّ كالمِبْرَدِ قَوْلُهُ وَمَشْدُودَةَ مَنْصُوبٌ لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ: وأَعْدَدتُ لِلْحَرْبِ وَثّابةً، ... جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ وسِكَّةُ الحَرَّاثِ: حديدةُ الفَدَّانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قَوْمٍ إلَّا ذَلُّوا. والسَّكَّة فِي هَذَا الْحَدِيثِ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا الأَرض، وَهِيَ السِّنُّ واللُّؤَمَةُ، وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهَا لَا تَدْخُلُ دَارَ قَوْمٍ إِلَّا ذَلُّوا كَرَاهَةَ اشْتِغَالِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْمُسْلِمِينَ عَنْ مُجَاهَدَةِ الْعَدُوِّ بِالزِّرَاعَةِ وَالْخَفْضِ، وَإِنَّهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ طُولِبُوا بِمَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ مَالِ الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً مِنْ عُمَّال الْخَرَاجِ وَذُلًّا مِنَ الإِلزامات، وَقَدْ عَلِمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَا يَلْقَاهُ أَصْحَابُ الضِّيَاعِ وَالْمَزَارِعِ مِنْ عَسْفِ السُّلْطَانِ وإِيجابه عَلَيْهِمْ بِالْمُطَالَبَاتِ، وَمَا يَنَالُهُمْ مِنَ الذلِّ عِنْدَ تُغَيِّرُ الأَحوال بَعْدَهُ، وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: العِزُّ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ وَالذُّلُّ فِي أَذناب الْبَقَرِ ، وَقَدْ ذُكِرَتِ السِّكَّة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ. والسِّكَّةُ والسِّنَّةُ: المَأْنُ الذي تحرث بِهِ الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: السُّكُّ لُؤْمُ الطَّبْعِ. يُقَالُ: هُوَ بسُكِّ طَبْعِه يَفْعَلُ ذَلِكَ. وسَكَّ إِذَا ضَيَّق، وسَكَّ إِذَا لَؤُمَ. والسِّكَّة: السَّطْرُ الْمُصْطَفُّ مِنَ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ، وَمِنْهُ الحديثُ المأْثورُ: خَيْرُ الْمَالِ سِكَّةٌ مأْبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مأْمُورة ؛ المأْبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة مِنَ النَّخْلِ، والمأْمورة: الْكَثِيرَةُ النِّتاجِ وَالنَّسْلِ، وَقِيلَ: السِّكَّة المأْبورة هِيَ الطَّرِيقُ الْمُسْتَوِيَةُ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ، والسكَّة الزُّقاقُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الأَزِقَّةُ سِكَكاً لِاصْطِفَافِ الدُّور فِيهَا كَطَرَائِقِ النَّخْلِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كَانَ الأَصمعي يَذْهَبُ فِي السِّكَّةِ الْمَأْبُورَةِ إِلَى الزَّرْعِ وَيَجْعَلُ السِّكَّةَ هُنَا سِكَّةَ الحرَّاث كأَنه كَنَّى بِالسِّكَّةِ عَنِ الأَرض الْمَحْرُوثَةِ، وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ خَيْرُ الْمَالِ نِتَاجٌ أَوْ زَرْعٌ، والسِّكَّة أَوسع مِنَ الزُّقاقِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاصْطِفَافِ الدُّورِ فِيهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بالسِّكَّةِ مِنَ النَّخْلِ. والسِّكَّةُ: الطَّرِيقُ الْمُسْتَوِي، وَبِهِ سُمِّيَتْ سِكَكُ البَرِيدِ؛ قَالَ الشَّمَّاخ: حَنَّتْ عَلَى سِكَّةِ السَّارِي فَجاوَبها ... حمامةٌ مِنْ حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ أَي عَلَى طَرِيقِ السَّارِيِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَصِفُ دَحْلًا دَحَله فَقَالَ: ذَهَبَ فَمُهُ سَكّاً فِي الأَرض عَشْرَ قِيَمٍ ثُمَّ سَرَبَ يَمِينًا؛ أَراد بِقَوْلِهِ سَكّاً أَي مُسْتَقِيمًا لَا عِوَجَ فِيهِ. والسِّكَّةُ: الطَّرِيقَةُ المُصْطَفَّة مِنَ النَّخْلِ. وَضَرَبُوا بيوتَهم سِكاكاً أَيْ صَفًّا وَاحِدًا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، ويُقال بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَأَدْرَكَ الأَمْرَ بِسِكَّتِهِ أَي فِي حِينِ إِمْكَانِهِ. واللُّوحُ والسُّكاكُ والسُّكاكَةُ: الهواءُ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، وَقِيلَ: الَّذِي لَا يُلَاقِي أعْنان السَّمَاءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَوْ نَزَوْتَ فِي السُّكاكِ أَي فِي السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّبِيَّةِ الْمَفْقُودَةِ. قَالَتْ فَحَمَلَنِي عَلَى خَافِيَةٍ مِنْ خَوافِيه ثُمَّ دَوَّمَ بِي فِي السُّكاكِ ؛ السُّكاك والسُّكاكة: الجَوُّ وَهُوَ مَا بَيْنَ

السَّمَاءِ والأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: شَقَّ الأَرجاءَ وسَكائِكَ الْهَوَاءِ ؛ السَّكَائِكُ جَمْعُ السُّكاكَةِ وَهِيَ السُّكاكُ كذاؤبة وَذَوَائِبَ. والسُّكُكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يَعْنِي الحُبَاريَات. ابْنُ شُمَيْلٍ: سَلْقَى بناءَه أَيْ جَعَلَهُ مُسْتَلْقِياً وَلَمْ يَجْعَلْهُ سَكَكاً، قال: والسَّكُّ الْمُسْتَقِيمُ مِنَ الْبِنَاءِ والحَفْرِ كَهَيْئَةِ الْحَائِطِ. والسُّكَاكَةُ مِنَ الرِّجَالِ: المسْتَبِدُّ برأْيه وَهُوَ الَّذِي يُمْضِي رأْيه وَلَا يُشَاوِرُ أَحداً وَلَا يُبَالِي كَيْفَ وَقَعَ رأْيه، وَالْجَمْعُ سُكاكَاتٌ وَلَا يُكَسَّر. والسُّكُّ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ يُرَكَّبُ مِنْ مِسْك ورَامَكٍ، عربيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كُنَّا نُضَمِّدُ جِباهَنا بالسُّكِّ المُطَيَّب عِنْدَ الإِحرام ؛ هُوَ طِيبٌ مَعْرُوفٌ يُضَافُ إِلَى غَيْرِهِ مِنَ الطِّيبِ وَيُسْتَعْمَلُ. وسَكَّ النعامُ سَكًّا: أَلقى مَا فِي بَطْنِهِ كسَجَّ. وسَكَّ بسَلْحِه سَكّاً: رَمَاهُ رَقِيقًا. يُقَالُ: سَكَّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إِذَا حذَف بِهِ. الأَصمعي: هُوَ يَسُكُّ سَكّاً ويَسُجُّ سَجّاً إِذَا رَقَّ مَا يَجِيءُ مِنْ سَلْحه. أَبو عَمْرٍو: زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أَيْ رَمَى بِهِ يزُكُّ ويَسُكُّ. وَأَخَذَهُ ليلَته سَكٌّ إِذَا قَعَدَ مَقاعِدَ رِقاقاً، وَقَالَ يَعْقُوبُ: أَخذه سَكٌّ فِي بَطْنِهِ وسَجٌّ إِذَا لانَ بطنُه، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُبَدَّلٌ وَلَمْ يُعْلَمْ أَيُّهما أُبدل مِنْ صَاحِبِهِ. وَهُوَ يَسُكُّ سَكّاً إِذَا رَقَّ مَا يَجِيءُ بِهِ مِنَ الْغَائِطِ. وَسَكَّاءُ: اسْمُ قَرْيَةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلًا لَهُ: فَلَا رَدَّها رَبِّي إِلَى مَرْجِ راهِطٍ، ... وَلَا بَرِحَتْ تَمْشي بسَكَّاءَ فِي وَحل والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: مِنْ أَقْيال الْيَمَنِ. والسَّكاسِكُ والسَّكاسِكَةُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ أَبوهم ذَلِكَ الرجلُ. والسَّكاسِكُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بْنِ سَبَأ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم سَكْسَكِيٌّ. سكرك: أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنَ الأَشربة السُّكُرْكَةُ؛ قَالَ أَبو مُوسَى الأَشعري فِي حديثِ السُّكُرْكَةِ: هُوَ خَمْرُ الْحَبَشَةِ وَهُوَ مِنَ الذُّرَةِ يُسْكِرُ ، وَهِيَ لَفْظَةٌ حَبَشِيَّةٌ وَقَدْ عُرِّبَتْ فَقِيلَ السُّقُرْقُع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ سُئِلَ عن الغُبَيْراء فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيهَا، وَنَهَى عَنْهَا ؛ قَالَ مَالِكٌ: فَسَأَلَتْ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ: مَا الْغُبَيْرَاءُ؟ فَقَالَ: هي السُّكُرْكَةُ بضم السين وَالْكَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، نَوْعٌ مِنَ الْخُمُورِ يُتَّخَذُ مِنَ الذرة. سلك: السُّلُوك: مَصْدَرُ سَلَكَ طَرِيقًا؛ وسَلَكَ المكانَ يَسْلُكُه سَلْكاً وسُلُوكاً وسَلَكَه غَيْرَه وَفِيهِ وأَسْلكه إِيَّاهُ وَفِيهِ وَعَلَيْهِ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ: حَتَّى إِذَا أَسْلَكُوهُمْ فِي قُتائِدَةٍ ... شَلًّا، كَمَا تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدَا وَقَالَ ساعِدَة بنُ العَجْلان: وهمْ مَنَعُوا الطَّرِيقَ وأَسْلَكوهُمْ ... عَلَى شَمَّاءَ، مَهْواها بَعيدُ والسَّلْكُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ سَلَكْتُ الشَّيْءَ فِي الشَّيْءِ فانْسَلَك أَي أَدخلته فِيهِ فَدَخَلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: تَعَلَّماها، لَعَمْرُ اللَّهِ، ذَا قَسَما، ... وافْصِدْ بِذَرْعِكَ، وانظُرْ أَين تَنْسَلِكُ وَقَالَ عديُّ بْنُ زَيْدٍ: وكنتُ لِزازَ خَصْمِكَ لَمْ أُعَرّدْ، ... وهمْ سَلَكُوكَ فِي أَمْرٍ عَصِيبِ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ

الْمُجْرِمِينَ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: أَسْلَكْتُهُ فِيهِ. وَاللَّهُ يُسْلِكُ الكفَّارَ فِي جَهَنَّمَ أَيْ يُدْخِلُهُمْ فِيهَا، وَأَنْشَدَ بَيْتَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ، أَيْ أَدخله يَنَابِيعَ فِي الأَرض. يُقَالُ: سَلَكْتُ الخَيْطَ فِي المِخْيَطِ أَي أَدخلته فِيهِ. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصْحَابِهِ: سلَكْتُه فِي المَكانِ وأَسْلَكْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: سَلَكْتُ الطريقَ وسَلَكْتُه غَيْري، قَالَ: وَيَجُوزُ أَسْلَكْتُه غَيْرِي. وسَلَكَ يَدَه فِي الجَيْب والسِّقاء وَنَحْوِهِمَا يَسْلُكها وأَسْلَكَها: أَدخلها فِيهِمَا. والسَّلْكَةُ: الخَيْطُ الَّذِي يُخاط بِهِ الثوبُ، وَجَمْعُهُ سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ؛ كِلَاهُمَا جَمْعُ الْجَمْعِ. والمَسْلَكُ: الطَّرِيقُ. والسَّلْكُ: إِدخالُ شَيْءٍ تَسْلُكه فِيهِ كَمَا تَطْعُنُ الطاعنَ فتَسْلُكُ الرمح فيه إذا طعنته تِلْقاءَ وَجْهِهِ عَلَى سَجيحته؛ وأَنشد قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: نَطْعُنُهُمْ سُلْكى ومَخْلُوجَةً، ... كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ وَرُوِيَ: كرَّ كلامَيْنِ، قَالَ: وصَفَه بِسُرْعَةِ الطَّعْنِ وَشَبَّهَهُ بِمَنْ يَدْفَعُ الرِّيشَةَ إِلَى النَّبَّال فِي السُّرْعَةِ، وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي السُّرْعَةِ وَالْخِفَّةِ لأَن الغِراء إِذَا بَرَدَ لَمْ يَلْزَقْ فَيُسْتَعْمَلُ حَارًّا. والسُّلْكى: الطعنةُ الْمُسْتَقِيمَةُ تلقاءَ وَجْهِهِ، والمَخْلوجَةُ الَّتِي فِي جَانِبٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ: ذَهَبَ مَنْ كَانَ يُحْسِنُ هَذَا الْكَلَامَ، يَعْنِي سُلْكى ومَخْلُوجَةً. ابْنُ السِّكِّيتِ: يقال الرأْيُ مَخْلُوجةٌ وَلَيْسَ بسُلْكى أَي لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ. وأَمْرُهُمْ سُلْكى: عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ؛ وقولُ قَيْسِ بْنِ عَيْزارَةَ: غَداةَ تَنادَوْا، ثُمَّ قامُوا فأَجْمَعُوا ... بقَتْلِيَ سُلْكى، لَيْسَ فِيهَا تنَازُعُ أَراد عَزِيمَةً قَوِيَّةً لَا تَنَازُعَ فِيهَا. وَرَجُلٌ مُسَلَّكٌ: نَحِيفٌ وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. والسُّلَكُ: فرخُ القَطا، وَقِيلَ فَرْخُ الحَجَلِ، وَجَمْعُهُ سِلْكانٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِثْلَ صُرَدٍ وصِرْدانٍ، والأُنثى سُلَكَةٌ وسِلْكانةٌ، الأَخيرة قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَظَلُّ بِهِ الكُدْرُ سِلْكانُها والسُّلَكَةُ والسُّلَيْكَةُ: اسْمَانِ. وسُليْكٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ سُلَيْكٌ السَّعْدِيّ وَهُوَ مِنَ العَدَّائين، كَانَ يُقَالُ لهُ سلَيْك المقانِبِ، وَاسْمُ أُمِّهِ سُلَكَةُ؛ وَقَالَ قُرَّانُ الأَسدي: لَخُطَّابُ ليْلى يالَ بُرْثُنَ مِنْكُمُ، ... عَلَى الهَوْلِ، أَمْضى مِنْ سُلَيْك المَقانِبِ سمك: السَّمَكُ: الحُوتُ مِنْ خَلْق الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ سَمَكَة، وجمعُ السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ. والسَّمَكَةُ: بُرْجٌ فِي السَّمَاءِ مِنْ بُرُوج الفَلَك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد عَلَى التَّشْبِيهِ لأَنه بُرْجٌ ماوِيٌّ، وَيُقَالُ لَهُ الحُوتُ. وسَمَكَ الشَّيْءَ يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فَارْتَفَعَ. والسِّمَاكُ: مَا سُمِكَ بِهِ الشيءُ، وَالْجَمْعُ سُمُكٌ. التهذيب: والسِّماكُ مَا سَمَكْتَ حَائِطًا أَو سَقْفاً. والسِّماكانِ: نَجْمَانِ نَيِّرانِ أَحَدُهُمَا السِّماك الأَعْزَل وَالْآخَرُ السِّماكُ الرامِحُ، وَيُقَالُ إِنَّهُمَا رِجْلَا الأَسد، وَالَّذِي هُوَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ الأَعْزَلُ وَبِهِ يَنْزِلُ الْقَمَرُ وَهُوَ شَآمٍ، وَسُمِّيَ أَعزلَ لأَنه لَا شَيْءَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ

الْكَوَاكِبِ كالأَعْزَل الَّذِي لَا رُمْحَ مَعَهُ، وَيُقَالُ: سُمِّيَ أَعْزَلَ لأَنه إِذَا طَلَعَ لَا يَكُونُ فِي أَيامه رِيحٌ وَلَا بَرْدٌ وَهُوَ أَعزل مِنْهَا، وَالرَّامِحُ وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْمَنَازِلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ نظر فإذا بالسِّماكِ فَقَالَ: قَدْ دَنَا طُلُوعُ الْفَجْرَ فَأَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ ؛ السِّماكُ: نَجْمٌ مَعْرُوفٌ، وَهُمَا سِماكانِ: رَامِحُ وَأَعْزَلُ، وَالرَّامِحُ لا نَؤْءَ لَهُ وَهُوَ إِلَى جِهَةِ الشَّمالِ، والأَعْزَلُ مِنْ كواكبِ الأَنْواءِ وَهُوَ إِلَى جِهَةِ الجَنُوبِ، وَهُمَا فِي بُرْجِ الْمِيزَانِ، وطلوعُ السِّماكِ الأَعزل مَعَ الْفَجْرِ يَكُونُ فِي تَشْرِين الأَول. وسَمْكُ الْبَيْتِ: سَقْفُه. والسَّمْكُ: السَّقْف، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَعلى الْبَيْتِ إِلَى أَسفله. والسَّمْكُ: القامَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بِعِيدٍ طَوِيلِ السَّمْكِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نَجائِبَ مِنْ نِتاجِ بَنِي عُزَيْرٍ، ... طِوالَ السَّمْكِ مُفْرِعةً نِبالا وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ رَبَّ المُسْمَكاتِ السبْع ورَبَّ المَدْحِيَّاتِ السَّبْعِ ؛ وَهِيَ المَسْمُوكاتُ والمَدْحوَّاتُ فِي قَوْلِ الْعَامَّةِ، وَقَوْلُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَوَابٌ. والسَّمْك يَجِيءُ فِي مَوَاضِعَ بِمَعْنَى السَّقْفِ. وَالسَّمَاءُ مَسْمُوكة أَيْ مَرْفُوعَةٌ كالسَّمْكِ. وَجَاءَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَيْضًا: اللَّهُمَّ بارئَ المَسْمُوكاتِ السَّبْعِ ورَبَّ المَدْحُوَّاتِ ؛ فالمسموكات السموات السَّبْعُ، والمَدْحُوَّات الأَرَضُون. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: وسَمَكَ اللَّهُ السَّمَاءَ سَمْكاً رَفَعَهَا. وسَمَكَ الشَّيْءَ سُمُوكاً: ارْتَفَعَ. والسَّامِكُ: الْعَالِي الْمُرْتَفِعُ. وَبَيْتٌ مُسْتَمِكٌ ومُنْسَمِكٌ: طَوِيلُ السَّمْك؛ قَالَ رُؤْبَةُ: صَعَّدَكم فِي بَيْتِ مَجْدٍ مُسْتَمِكْ وَيُرْوَى مُنْسَمِك. وسنَام سامِكٌ وتامِكٌ: تارٌّ مرْتفع عالٍ. وسَمَكَ يَسْمُك سُمُوكاً: صَعِدَ. وَيُقَالُ: اسْمُكْ فِي الرَّيْم أَي اصْعَدْ فِي الدَّرَجةِ. والسُّمَيْكاء: الحُساسُ، والحُساسُ هِيَ الأَرَضَةُ. والمِسْماكُ: عَمُودٌ مِنْ أَعمدة الْخِبَاءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: يَكُونُ فِي الْخِبَاءِ يُسْمَك بِهِ الْبَيْتُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْماكانِ مِنْ عُشَرٍ ... سَقْبانِ، لَمْ يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ عَنَى بِالرِّجْلَيْنِ السَّاقَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ صَقْبَانُ، بِالصَّادِ، وَصَقْبَانُ بَدَلٌ من مسماكين. سنك: ابْنُ الأَعرابي: السُّنُكُ المَحاجُّ اللَّيِّنَةُ «3»، قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع السُّنُكَ لِغَيْرِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ ثِقَةٌ. سنبك: السُّنْبُك: طرَفُ الحافِرِ وَجَانِبَاهُ مِنْ قُدُمٍ، وجمعهُ سنَابِكُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ،، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تُخْرِجُكم الرُّومُ مِنْهَا كَفْراً كَفْراً إِلَى سُنْبُكٍ مِنَ الأَرض، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ السُّنْبُكُ؟ قَالَ: حِسْمَى جُذامَ ، وأَصله مِنْ سُنْبُكِ الْحَافِرِ فَشَبَّهَ الأَرض الَّتِي يَخْرُجُونَ إِلَيْهَا بالسُّنْبُك فِي غِلَظه وَقِلَّةِ خَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَرِهَ أَن يُطْلَب الرزقُ فِي سنَابك الأَرض أَي أَطرافها كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُسَافِرَ السَّفَرَ الطَّوِيلَ فِي طَلَبِ الْمَالِ. وسُنْبُكُ السَّيْفِ: طَرَفُ حِلْيته، وَفِي التَّهْذِيبِ: طَرَفُ نَعْلِهِ. والسُّنْبُك: ضَرْبٌ مِنَ العَدْو؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّةَ يَصِفُ أُرْوِيَّةً: وظَلَّتْ تَعَدَّى مِنْ سَرِيعٍ وسُنْبُك، ... تَصَدَّى بأَجْوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ

_ (3). قوله [المحاج اللينة] كذا في الأَصل باللام، والذي في القاموس: البينة، بالباء، قال شارحه: هو كذا في العباب

والسُّنْبُك: حِسْمَى جُذامَ. وسُنْبُكُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوّلُه. يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى سُنْبُك فلانٍ أَيْ عَلَى عَهْدِ وِلَايَتِهِ وأَوَّلها. وأَصابنا سُنْبُكُ السَّمَاءِ: أَوَّلُ غَيْثَتها؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعفُرَ: وَلَقَدْ أُرَجِّل لِمَّتي بعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ، قَبْلَ سَنابِكِ المُرْتادِ ابْنُ الأَعرابي: السُّنْبُكُ الخراجُ. سهك: السَّهَكُ: رِيحٌ كَرِيهَةٌ تَجِدُهَا مِنَ الإِنسان إِذَا عَرِقَ، تقول: إِنَّهُ لَسَهِكُ الرِّيحَ، وَقَدْ سَهِكَ سَهَكاً، وَهُوَ سَهِكٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: سهَكِينَ مِنْ صَدَإِ الْحَدِيدِ كَأَنَّهُمْ، ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَقَّارِ «1» . وَلَوْلَا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ مَا وَصَفَهُمْ بالسَّهَكِ. والسَّهَكُ والسُّهَكَةُ: قبحُ رَائِحَةِ اللَّحْمِ إِذَا خَنِزَ. وسَهِكَتِ الريحُ، وسَهَكَت الدابةُ سُهُوكاً: جَرَتْ جَرْياً خَفِيفًا، وَقِيلَ سهوكُها استِنانُها يَمِينًا وَشِمَالًا، وأَساهيكها ضُروب جَرْيِهَا واستِنانِها، أَنشد ثَعْلَبٌ: أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلِ أَراد ذِي أَلٍّ وَهُوَ السُّرْعَةُ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ إِنَّهُ وَصَفَهُ بِالْمَصْدَرِ. والمَسْهَكُ: مَمَرُّ الرِّيحِ. وَفَرَسٌ مَسْهَكٌ أَيْ سَرِيعُ الْجَرْيِ. الجوهري: والسَّهَكُ، بِالتَّحْرِيكِ، رِيحُ السَّمَكِ وصَدَأ الْحَدِيدِ. يُقَالُ: يَدِي مِنَ السَّمَكِ وصَدَإ الْحَدِيدِ سَهِكة، كَمَا يُقَالُ يَدِي مِنَ اللَّبَنِ والزُّبْد وَضِرةٌ، وَمِنَ اللَّحْمِ غَمِرة. وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وَهَلَكَ. وسَهَكه يَسْهَكه: لُغَةٌ فِي سَحقَه. وسَهَك الشَّيْءَ يَسْهَكه سَهْكاً: سَحقه، وَقِيلَ: السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بَعْدَ السَّهْك. وسَهَكَتِ الريحُ الترابَ عَنْ وَجْهِ الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كَسَحَقَتْهُ، وَذَلِكَ التُّرَابُ سَيْهَكٌ. وَيُقَالُ: سَهَكَتِ الريحُ إِذَا أَطارتْ ترابَها؛ قَالَ الكُمَيْت: رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا وَرِيحٌ ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ ومَسْهَكة: عَاصِفٌ قَاشِرَةٌ شَدِيدَةُ الْمُرُورِ؛ وأَنشد: بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال وَقَالَ النَّمِر بْنُ تَوْلَبٍ: وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ، ... هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي وسَهَكَتِ الرِّيحُ أَي مَرَّتْ مَرّاً شَدِيدًا، والمَسْهكةُ: مَمَرُّها؛ قَالَ أَبو كَبير الهُذَليّ: ومَعابِلًا صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنها ... جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي وَفِي الصِّحَاحِ: بِمَعَابِلَ صُلْعِ الظباتِ. وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ الْعَائِرِ أَي رَمَد وَحَكَّةٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ أَنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ الْكَاهِلِ وَالْغَارِبِ. وخَطيب سَهَّاك: بَلِيغٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والسَّهُوكُ: العُقابُ. والسَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، وَقَدْ تَسَهْوَكَ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ سُهاكَةٌ مِنْ خَبَرٍ وَلُهاوَة أَي تَعِلَّة كالكَذِب. وَتَقُولُ: سَهَكْتُ العِطْرَ ثُمَّ سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كَسْرُكُ إِيَّاهُ بالفِهْر ثُمَّ تَسْحَقه؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وحَثَثْنَ الجِمالَ، يَسْهَكن بالباغِزِ ... والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ

_ (1). قوله [جنة البقار] تقدم إنشاده في س ن ر: جبة البقاربالباء بدل النون وبضم الجيم بدل كسرها، وهو تحريف والصواب ما هنا جمع جنِّي. والبقار: اسم موضع كما في الديوان. وفي ياقوت: وقنة البقار، بضم القاف: جبيل لبني أسد، وينشد تحت السنور قنة البقار. ورواية البيت هنا تتفق وروايته في ديوان النابغة

فصل الشين المعجمة

أَراد أَنهن يَطَأْنَ خَمْلَ الْقَطَائِفِ حَتَّى يَتَحات الخَمْلُ. سوك: السَّوْكُ: فِعلُك بالسِّواك والمِسْواكِ، وَسَاكَ الشيءَ سَوكاً: دَلَكه، وَسَاكَ فَمَه بالعُود يَسُوكه سَوْكاً؛ قَالَ عدِيُّ بْنُ الرِّقاع: وكأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبيلِ وَلَذَّةً ... صَهْباءَ، ساكَ بِهَا المُسَحِّرُ فَاهَا ساكَ وسَوَّك واحدٌ، والمُسَحِّرُ: الَّذِي يَأتيها بسَحُورها، واسْتاكَ: مُشْتَقٌّ مِنْ ساكَ، وَإِذَا قُلْتَ اسْتاك أَو تَسَوَّك فَلَا تَذْكُرُ الْفَمَ. واسمُ العُود: المِسْواكُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: السِّواك تُؤَنِّثُهُ الْعَرَبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: السِّواكُ مَطْهَرَة لِلْفَمِ ، بِالْكَسْرِ، أَي يُطَهِّرُ الفمَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا سَمِعْتُ أَن السِّوَاكَ يُؤَنَّثُ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ غُدَدِ اللَّيْثِ، وَالسِّوَاكُ مُذَكَّرٌ. وَقَوْلُهُ مَطْهَرة كَقَوْلِهِمُ الولدُ مَجْبَنة مَجْهَلَة مَبْخَلة. وقولهم الْكُفْرُ مَخْبَثَة، قَالَ: والسِّواك مَا يُدْلَكُ بِهِ الْفَمُ مِنَ الْعِيدَانِ. والسِّواكُ: كالمِسْواك، وَالْجَمْعُ سُوُكٌ؛ وأَخرجه الشَّاعِرُ عَلَى الأَصل فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: أَغَرُّ الثَّنايا أَحَمُّ اللِّثاتِ، ... تَمْنَحُه سُوُك الإِسْحِلِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رُبَّمَا هُمِزَ فَقِيلَ سُؤك. وَقَالَ أَبُو زيد يجمع السِّواكَ سُوُكٌ عَلَى فُعُلٍ مِثْلِ كِتَابٍ وَكُتُبٍ، وأَنشد الْخَلِيلُ بَيْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ سُؤك الإِسحل، بِالْهَمْزِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَلْزَمُ هَمْزَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِثْلُهُ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: وَفِي الأَكُفِّ اللامِعاتِ سُوُرْ التَّهْذِيبُ: رجل قَؤُول مِنْ قَوْمٍ قُوُلٍ وقُوْلٍ مِثْلُ سُوُك وسُوْكٍ؛ وسَوَّك فَاهُ تَسْويكاً. والسِّواكُ والتَّسَاوُكُ: السَّيْرُ الضَّعِيفُ، وَقِيلَ: رَداءة الْمَشْيِ مِنْ إِبْطَاءٍ أَو عَجَفٍ؛ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الحُرِّ الجُعْفِي: إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا أَرَى بجيادِنا، ... تَسَاوَكُ هَزْلَى، مُخُّهُنَّ قلِيلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْآمِدِيُّ الْبَيْتُ لِعُبَيْدَةَ بْنِ هِلَالٍ الْيَشْكُرِيِّ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: حَرْفٌ تَوارَثها السِّفَارُ فجِسْمُها ... عارٍ تَساوَك، والفُؤادُ خَطِيفُ وَجَاءَتِ الإِبل، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَجَاءَتِ الْغَنَمُ مَا تَساوَكُ أَي ما تُحَرِّك رؤوسَها مِنَ الْهُزَالِ. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ الْعَرَبُ جاءَت الْغَنَمُ هَزْلَى تَساوَكُ أَيْ تَتمايل مِنَ الْهُزَالِ وَالضَّعْفِ فِي مَشْيِهَا، قَالَ: وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَبَلة عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا ارْتَحَلَ عَنْهَا جَاءَ زَوْجُهَا أَبو مَعْبَدٍ يَسُوق أَعْنُزاً عِجافاً مَا تَساوَكُ هُزالًا ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَساوَكت فِي الْمَشْيِ وتَسَرْوكَت وَهُمَا رَداءَة الْمَشْيِ والبُطْءُ فِيهِ مِنْ عَجَفٍ أَو إِعْيَاءٍ. وَيُقَالُ: تَساوكَت الإِبل إِذَا اضْطَرَبَتْ أَعْنَاقُهَا مِنَ الهُزال؛ أَراد أَنها تَتَمَايَلُ مِنْ ضَعْفِهَا. وَرُوِيَ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ: فَجَاءَ زَوْجُهَا يَسُوقُ أَعْنُزًا عجافاً تَساوَك هُزالًا. فصل الشين المعجمة شبك: الشَّبْكُ: مِنْ قَوْلِكَ شَبَكْتُ أَصابعي بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ فاشْتَبكت وشَبَّكْتُها فتَشَبَّكَتْ عَلَى التَّكْثِيرِ. والشِّبْكُ: الْخَلْطُ وَالتَّدَاخُلُ، وَمِنْهُ تَشْبِيكُ الأَصابع. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا مَضَى أحدُكم إِلَى الصَّلَاةِ

فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصابعه فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ ، وَهُوَ إِدْخَالُ الأَصابع بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ؛ قِيلَ: كُرِهَ ذَلِكَ كَمَا كُرِهَ عَقْصُ الشَّعْرِ واشْتِمالُ الصَّمَّاء والاخْتِباءُ، وَقِيلَ: التَّشْبِيكُ وَالِاحْتِبَاءُ مِمَّا يَجْلُبُ النَّوْمَ فَنَهَى عَنِ التعرُّض لِمَا يَنْقُضُ الطَّهَارَةَ، وَتَأَوَّلَهُ بَعْضُهُمْ أَنَّ تَشْبِيكَ الْيَدِ كِنَايَةٌ عَنْ مُلَابَسَةِ الْخُصُومَاتِ وَالْخَوْضِ فِيهَا، وَاحْتَجَّ بقول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ ذَكَرَ الْفِتَنَ: فَشَبَّك بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَقَالَ: اخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا. ابْنُ سِيدَهْ: شَبَكَ الشَّيْءَ يَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك وشَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بَعْضَهُ فِي بَعْضٍ وأَدخله. وتَشَبَّكَتِ الأُمورُ وتَشابَكت واشْتَبكت: الْتَبَسَتْ وَاخْتَلَطَتْ. واشْتَبك السَّراب: دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. وَطَرِيقٌ شابِكٌ: مُتَدَاخِلٌ مُلْتَبس مُخْتَلِطٌ شَرَكُه بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. والشَّابِكُ: مِنْ أَسْمَاءِ الأَسد. وأَسدٌ شَابِكٌ: مُشْتَبِكُ الأَنياب مُخْتَلِفُهَا؛ قَالَ البُرَيْق الهُذَلِيُّ: وَمَا إنْ شابِكٌ مِنْ أُسْدِ تَرْجٍ، ... أَبو شِبْلَيْنِ، قَدْ مَنَع الخُدارا وَبَعِيرٌ شَابِكُ الأَنياب: كَذَلِكَ. وشَبَكَتِ النجومُ واشْتَبكت وتَشابَكَتْ: دَخَلَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَاخْتَلَطَتْ، وَكَذَلِكَ الظَّلَامُ. التَّهْذِيبُ: والشُّبَّاك القُنَّاصُ الَّذِينَ يَجْلُبون الشِّباكَ وَهِيَ المَصايد لِلصَّيْدِ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَ بَعْضَهُ فِي بَعْضٍ، فَهُوَ مُشْتَبِك. وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ: إِذَا اشْتَبكت النجومُ أَيْ ظَهَرَتْ جميعها واختلط بَعْضُهَا بِبَعْضٍ لِكَثْرَةِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا. واشْتبك الظَّلَامُ إِذَا اخْتَلَطَ. والشُّبَّاكُ: اسْمٌ لِكُلِّ شَيْءٍ كالقَصَب المُحَبَّكة الَّتِي تُجْعَلُ عَلَى صَنْعة البَواري. والشُّبَّاكةُ: وَاحِدَةُ الشَّبَابِيكِ وَهِيَ المُشَبَّكَةُ مِنَ الْحَدِيدِ. والشُّبَّاك: مَا وُضِعَ مِنَ الْقَصَبِ وَنَحْوِهِ عَلَى صَنْعَةِ الْبَوَارِي، فَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهَا شُبَّاكةٌ، وَكَذَلِكَ مَا بَيْنَ أَحناء المَحامِل مِنْ تَشْبِيك القِدّ. والشَّبَكَةُ: الرَّأْسُ، وَجَمْعُهَا شَبْك: والشَّبَكةُ: المِصْيَدة فِي الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. والشَّبَكةُ: شَرَكةُ الصَّائِدِ الَّتِي يَصِيدُ بِهَا فِي الْبَرِّ وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ شَبَكٌ وشِبَاك. والشُّبَّاك: كالشَّبَكةِ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَو رَعْلَة مِنْ قَطا فَيْحان حَلَّأَها، ... مِنْ ماءِ يَثْرِبةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ والشَّبَكُ: أَسنان المُشْطِ. والشَّبَكةُ: الْآبَارُ المُتقاربة، وَقِيلَ: هِيَ الرَّكايا الظَّاهِرَةُ وَهِيَ الشِّبَاك، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْكَثِيرَةُ الْآبَارِ، وَقِيلَ: الشَّبَكة بِئْرٌ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ. والشَّبَكةُ: جُحْرُ الجُرَذ، وَالْجَمْعُ شِباكٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرِهِ فِي شَبَكَة جِرذانٍ أَي أَنْقابها وجِحَرتها تَكُونُ مُتقاربة بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ. والشِّباك مِنَ الأَرضين: مَوَاضِعُ لَيْسَتْ بسِباخ وَلَا مُنْبِتَةٍ كشِباك الْبَصْرَةِ، قَالَ: وَرُبَّمَا سَمَّوا الْآبَارَ شِباكاً إِذَا كَثُرَتْ فِي الأَرض وَتَقَارَبَتْ. قَالَ الأَزهري: شِباكُ الْبَصْرَةِ رَكايا كَثِيرَةٌ فُتِح بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ؛ قَالَ طَلْقُ بْنُ عَدِيّ: فِي مُسْتَوى السَّهْلِ وَفِي الدَّكْداك، ... وَفِي صِمادِ البِيدِ والشِّبَاكِ وأَشْبَكَ المكانُ إِذَا أَكْثَرَ الناسُ احْتِفار الرَّكَايَا فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الهِرْماس بْنِ حَبيب عَنْ أَبيه عَنْ جَدِّهِ: أَنه الْتَقَط شَبَكَةً بقُلَّةِ الحَزْنِ أَيامَ عُمَرَ فأَتى عمَر فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اسْقِني شَبَكةً بقُلَّة الحَزْن، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ ترَكْتَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّارِبَةِ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّكَ يَا أَخَا تَمِيمٍ تَسْأَلُ خَيْرًا قَلِيلًا، فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا بَلْ خَيْرٌ كَثِيرٌ قِرْبَتانِ قِرْبةٌ مِنْ مَاءٍ وَقِرْبَةٌ مِنْ لَبَنٍ

تُغادِيانِ أهلَ بَيْتٍ مِنْ مُضَر بقُلَّةِ الحَزْن قَدْ أَسْقاكه اللَّهُ ؛ قَالَ القُتَيبي: الشَّبَكة آبَارٌ مُتَقَارِبَةٌ قَرِيبَةُ الْمَاءِ يُفْضِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَقَوْلُهُ الْتَقَطْتُهَا أَيْ هَجَمْتُ عَلَيْهَا وَأَنَا لَا أَشْعُرُ بِهَا، يُقَالُ: وردتُ الْمَاءَ التِقاطاً، وَقَوْلُهُ اسْقِنِيهَا أَي أَقْطِعْنيها وَاجْعَلْهَا لِي سُقْياً، وأَراد بِقَوْلِهِ قِرْبَتَانِ قِرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ وَقِرْبَةٌ مِنْ لَبَنٍ أَن هَذِهِ الشَّبكة ترد عليهم إِبِلُهُمْ وَتَرْعَى بِهَا غَنَمُهُمْ فَيَأْتِيهِمُ اللَّبَنُ وَالْمَاءُ كُلَّ يَوْمٍ بِقُلَّةِ الْحُزْنِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ الْتَقط شَبَكةً عَلَى ظَهْرِ جَلَّالٍ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ شِباك وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. وَرَجُلٌ شَابِكُ الرُّمح إِذَا رَأَيْتَهُ مِنْ ثَقافَتِه يَطْعُن بِهِ فِي جَمِيعِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا؛ وأَنشد: كَمِيٌّ تَرَى رُمْحَه شابِكا والشُّبْكة: الْقَرَابَةُ وَالرَّحِمُ، قَالَ: وأَرى كُرَاعًا حَكَى فِيهِ الشَّبَكَةَ. واشتباكُ الرَّحِمِ وَغَيْرِهَا: اتِّصَالُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ؛ والرَّحِمُ مُشْتَبِكة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرَّحِمُ المُشْتَبِكة الْمُتَّصِلَةُ. وَيُقَالُ: بَيْنِي وَبَيْنَهُ شُبْكة رَحِمٍ. وَبَيْنَ الرَّجُلَيْنِ شُبْكَةُ نَسَبٍ أَي قَرَابَةٍ. وَيُقَالُ: دِرْع شُبَّاك؛ قَالَ طُفَيْلٌ: لَهُنَّ لشُبَّاكِ الدُّروعِ تَقاذُفٌ وتَشابكت السباغُ: نَزَتْ أَو أَرادت النُّزاءَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والشِّباك والشُّبَيْكة: مَوْضِعَانِ. والشُّبَيْكَةُ: مَاءٌ أَو مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ الْحِجَازِ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ الْمَازِنِيُّ: فإنَّ بأَطرافِ الشُّبَيْكةِ نِسْوَةً، ... عَزيزٌ عَلَيْهِنَّ العَشِيَّةَ مَا بِيَا وَفِي حَدِيثِ أَبي رُهْمٍ: الَّذِينَ لَهُمْ نَعَم [بشَبَكة] جَرْحٍ ، هِيَ مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ في دِيَارِ غِفار. والشُّبَيْك: نَبْتٌ مِثْلُ الدَّلَبُوث إلَّا أَنه أَعذب مِنْهُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَبَنُو شِبْك: بَطْن. شحك: شَحَك الجَدْيَ شَحْكاً: مَنَعَهُ مِنَ الرَّضاع والشِّحاك والشَّحْكُ: عُود يُعَرّض فِي فَمِهِ لِيَمْنَعَهُ ذَلِكَ كالحِشاك، وَيُقَالُ لِلْعُودِ الَّذِي يَدْخُلُ فِي فَمِ الْفَصِيلِ لِئَلَّا يَرْضَعَ أُمه: شِحاك وحِناك وشِبَام وشِجار. شرك: الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سَوَاءٌ: مُخَالَطَةُ الشَّرِيكَيْنِ. يُقَالُ: اشترَكنا بِمَعْنَى تَشارَكنا، وَقَدِ اشْتَرَكَ الرَّجُلَانِ وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الْآخَرَ؛ فأَما قَوْلُهُ: عَلى كُلِّ نَهْدِ القُصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٍ ... وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فَمَعْنَاهُ أَنه يَغْزُو عَلَى فَرَسِهِ وَلَا يَدْفَعُهُ إِلَى غَيْرِهِ، ويُشارَك يَعْنِي يُشَارِكُهُ فِي الْغَنِيمَةِ. والشَّريكُ: المُشارِك. والشِّرْكُ: كالشَّريك؛ قَالَ المُسَيَّب أَو غَيْرُهُ: شِرْكاً بِمَاءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه ... فِي طَوْد أَيْمَنَ، فِي قُرى قَسْرِ وَالْجَمْعُ أَشْراك وشُرَكاء؛ قَالَ لَبِيدٍ: تَطيرُ عَدائدُ الأَشراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً، والزَّعامَةُ للغُلامِ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ شَريك وأَشْراك كَمَا يُقَالُ يَتِيمٌ وأَيتام وَنَصِيرٌ وأَنصار، وَهُوَ مِثْلُ شَرِيفٍ وأَشراف وشُرفاء. وَالْمَرْأَةُ شَريكة وَالنِّسَاءُ شَرائك. وَشَارَكْتُ فُلَانًا: صِرْتُ شَرِيكَهُ. واشْتركنا وتَشاركنا فِي كَذَا وشَرِكْتُه فِي الْبَيْعِ وَالْمِيرَاثِ أَشْرَكُه شَرِكةً، وَالِاسْمُ الشِّرْك؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وشارَكْنا قُرَيْشاً فِي تُقاها، ... وَفِي أَحْسابها شِرْكَ العِنان

وَالْجَمْعُ أَشْراك مِثْلُ شِبْر وأَشبار، وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَعتق شِرْكاً لَهُ فِي عَبْدٍ أَي حِصَّةً وَنَصِيبًا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: أَنه أَجاز بَيْنَ أَهل الْيَمَنِ الشِّرْكَ أَي الاشتراكَ فِي الأَرض، وَهُوَ أَنْ يَدْفَعَهَا صَاحِبُهَا إِلَى آخَرَ بِالنِّصْفِ أَوِ الثُّلُثِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الِعَزِيزِ: إِنَّ الشِّركَ جَائِزٌ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: والأَشْراكُ أَيضاً جَمْعُ الشِّرْك وَهُوَ النَّصِيبُ كَمَا يُقَالُ قِسْمٌ وَأَقْسَامٌ، فَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الأَشْراك فِي بَيْتِ لَبِيدٍ جَمْعَ شَرِيكٍ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ جَمْعَ شِرْك، وَهُوَ النَّصِيبُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ شَرِيكَتي، وَمَاءٌ لَيْسَ فِيهِ أَشْراك أَي لَيْسَ فِيهِ شُركاء، وَاحِدُهَا شِرْك، قَالَ: ورأَيت فُلَانًا مُشْتركاً إِذَا كَانَ يُحَدِّث نَفْسَهُ أَن رأْيه مُشْتَرَك لَيْسَ بِوَاحِدٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: رأَيت فُلَانًا مُشْتَرَكاً إِذَا كَانَ يحدِّث نَفْسَهُ كَالْمَهْمُومِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الناسُ شُرَكاء فِي ثَلَاثٍ: الكَلإِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَعْنَى النَّارِ الحَطَبُ الَّذِي يُستوقد بِهِ فَيُقْلَعُ مِنْ عَفْوِ الْبِلَادِ، وَكَذَلِكَ الْمَاءُ الَّذِي يَنْبُع والكلأُ الَّذِي مَنْبته غَيْرُ مَمْلُوكٍ وَالنَّاسُ فِيهِ مُسْتَوُون؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بِالْمَاءِ مَاءَ السَّمَاءِ وَالْعُيُونِ والأَنهار الَّذِي لَا مَالِكَ لَهُ، وأَراد بالكلإِ المباحَ الَّذِي لَا يُخَصُّ بِهِ أَحد، وأَراد بِالنَّارِ الشجَر الَّذِي يَحْتَطِبُهُ النَّاسُ مِنَ الْمُبَاحِ فَيُوقِدُونَهُ؛ وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يُمْلَكُ وَلَا يَصِحُّ بَيْعُهُ مُطْلَقًا، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى الْعَمَلِ بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فَاشْتَرَكْنَ فِيهِ. وفَريضة مُشتَرَكة: يَسْتَوِي فِيهَا الْمُقْتَسِمُونَ، وَهِيَ زَوْجٌ وأُم وأَخوان لأُم، وأَخوان لأَب وأُم، لِلزَّوْجِ النِّصْفُ، وللأُم السُّدُسُ، وللأَخوين للأُم الثُّلُثُ، ويَشْرَكُهم بَنُو الأَب والأُم لأَن الأَب لَمَّا سَقَطَ سَقَطَ حُكْمُهُ، وَكَانَ كَمَنْ لَمْ يَكُنْ وَصَارُوا بَنِي أُم مَعًا؛ وَهَذَا قَوْلُ زِيدٍ. وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَكَمَ فِيهَا بأَن جَعَلَ الثُّلُثَ للإِخوة للأُم، وَلَمْ يَجْعَلْ للإِخوة للأَب والأُم شيئاً، فراجعه الإِخوة للأَب والأُم وَقَالُوا لَهُ: هَبْ أَن أَبانا كَانَ حِمَارًا فأَشْرِكْنا بِقَرَابَةِ أُمنا، فأَشَرَكَ بَيْنَهُمْ ، فَسُمِّيَتِ الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرِّكةً، وَقَالَ اللَّيْثُ: هِيَ المُشْتَرَكة. وَطَرِيقٌ مُشْتَرَك: يَسْتَوِي فِيهِ النَّاسُ. وَاسْمٌ مُشْتَرَك: تَشْتَرِكُ فِيهِ مَعَانٍ كَثِيرَةٌ كَالْعَيْنِ وَنَحْوِهَا فَإِنَّهُ يَجْمَعُ مَعَانِيَ كَثِيرَةً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يَسْتَوِي المَرْآنِ: هَذَا ابنُ حُرَّةٍ، ... وَهَذَا ابنُ أُخْرى، ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مُشْتَرَك. وأَشْرَك بِاللَّهِ: جَعَلَ لَهُ شَريكاً فِي مُلْكِهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الشِّرْكُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ عَبْدِهِ لُقْمَانَ أَنه قَالَ لِابنه: يا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . والشِّرْكُ: أَن يجعل لِلَّهِ شَرِيكًا فِي رُبوبيته، تَعَالَى اللَّهُ عَنِ الشُّرَكاء والأَنداد، وإِنما دَخَلَتِ التَّاءُ فِي قَوْلِهِ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ لأَن مَعْنَاهُ لَا تَعْدِلْ به غَيْرِهِ فَتَجْعَلَهُ شَرِيكًا لَهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً ؛ لأَن مَعْنَاهُ عَدَلُوا بِهِ، وَمَنْ عَدَلَ بِهِ شَيْئًا مِنْ خَلقه فَهُوَ كَافِرٌ مُشْرِك، لأَن اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ وَلَا نِدَّ لَهُ وَلَا نَديدَ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ؛ مَعْنَاهُ الَّذِينَ هُمْ صَارُوا مُشْرِكِينَ بِطَاعَتِهِمْ لِلشَّيْطَانِ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنهم آمَنُوا بِاللَّهِ وأَشركوا بِالشَّيْطَانِ، وَلَكِنْ عَبَدُوا اللَّهَ وَعَبَدُوا مَعَهُ الشَّيْطَانَ فَصَارُوا بِذَلِكَ مُشْركين، لَيْسَ

أَنهم أَشركوا بِالشَّيْطَانِ وَآمَنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ؛ رَوَاهُ عَنْهُ أَبو عُمر الزَّاهِدُ، قَالَ: وعَرَضَه عَلَى المُبرِّد فَقَالَ مُتْلَئِبٌّ صَحِيحٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الشِّرْك الْكُفْرُ. وَقَدْ أَشرك فُلَانٌ بِاللَّهِ، فَهُوَ مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مِثْلُ دَوّ ودَوِّيّ وسَكّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ومُشْرِكِيّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان. وَفِي الْحَدِيثِ: الشّرْك أَخْفَى فِي أُمتي مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ بِهِ الرِّيَاءَ فِي الْعَمَلِ فَكَأَنَّهُ أَشْرَكَ فِي عَمَلِهِ غَيْرَ اللَّهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً . وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَك حَيْثُ جَعَلَ مَا لَا يُحْلَفُ بِهِ مَحْلُوفًا بِهِ كاسم الله الذي به يكون القَسَم. وَفِي الْحَدِيثِ: الطِّيَرةُ شِرْكٌ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ ؛ جَعَلَ التَطَيُّرَ شِرْكاً بِهِ فِي اعْتِقَادِ جَلْبِ النَّفْعِ وَدَفْعِ الضَّرَرِ، وَلَيْسَ الكفرَ بِاللَّهِ لأَنه لَوْ كَانَ كُفْرًا لَمَا ذَهَبَ بِالتَّوَكُّلِ. وَفِي حَدِيثِ تَلْبية الْجَاهِلِيَّةِ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ ، يَعْنون بِالشَّرِيكِ الصَّنَمَ، يُرِيدُونَ أَن الصَّنَمَ وَمَا يَمْلِكُهُ وَيَخْتَصُّ بِهِ مِنَ الْآلَاتِ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَهُ وَحَوْلَهُ وَالنُّذُورِ الَّتِي كَانُوا يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَيْهِ كُلُّهَا مِلْكٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ صِحَّةَ التَّوْحِيدِ والإِخلاص فِي الإِيمان، انْظُرْ إِلَى هَؤُلَاءِ لَمْ يَنْفَعْهُمْ طَوَافُهُمْ وَلَا تَلْبِيَتُهُمْ وَلَا قَوْلُهُمْ عَنِ الصَّنَمِ هُوَ لَكَ، وَلَا قَوْلُهُمْ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَك مَعَ تَسْمِيَتِهِمُ الصَّنَمَ شَرِيكًا، بَلْ حَبِطَ عَمَلُهم بِهَذِهِ التَّسْمِيَةِ، وَلَمْ يَصِحَّ لَهُمُ التَّوْحِيدُ مَعَ الِاسْتِثْنَاءِ، وَلَا نَفَعَتْهُمْ مَعْذِرَتُهُمْ بِقَوْلِهِمْ: إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ؛ أَي اجْعَلْهُ شَرِيكِي فِيهِ. وَيُقَالُ فِي المُصاهرة: رَغِبْنا فِي شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم فِي النَّسَبِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: فُلَانٌ شَرِيكُ فُلَانٍ إِذَا كَانَ مُتَزَوِّجًا بِابْنَتِهِ أَو بأُخته، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ النَّاسُ الخَتَنَ، قَالَ: وامرأَة الرَّجُلِ شَرِيكَتُه وَهِيَ جَارَتُهُ، وَزَوْجُهَا جارُها، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الشَّرِيكَ جَارٌ، وأَنه أَقرب الْجِيرَانِ. وَقَدْ شَرِكه فِي الأَمر بالتحريك، يَشْرَكُه إِذَا دَخَلَ مَعَهُ فِيهِ وأَشْرَكه مَعَهُ فِيهِ. وأَشْرَك فلانٌ فُلَانًا فِي الْبَيْعِ إِذا أَدخله مَعَ نَفْسِهِ فِيهِ. واشْتَرَكَ الأَمرُ: الْتَبَسَ. والشَّرَكُ: حَبَائِلُ الصَّائِدِ وَكَذَلِكَ مَا يُنْصَبُ لِلطَّيْرِ، وَاحِدَتُهُ شَرَكَة وَجَمْعُهَا شُرُكٌ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ نَادِرَةٌ. وشَرَكُ الصَّائِدِ: حِبالَتُه يَرْتَبِك فِيهَا الصَّيْدُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وشِرْكِه أَيْ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ وَيُوَسْوِسُ بِهِ مِنَ الإِشراك بِاللَّهِ تَعَالَى، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الشِّينِ وَالرَّاءِ، أَي حَبائله ومَصايده، وَاحِدَتُهَا شَرَكَة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: كَالطَّيْرِ الحَذِر يَرى أَن لَهُ فِي كُلِّ طَرِيقٍ شَرَكاً. وشَرَكُ الطَّرِيقِ: جَوادُّه، وَقِيلَ: هِيَ الطُّرُقُ الَّتِي لَا تَخْفَى عَلَيْكَ وَلَا تَسْتَجْمِعُ لَكَ فأَنت تَرَاهَا وَرُبَّمَا انْقَطَعَتْ غَيْرَ أَنها لَا تَخْفَى عَلَيْكَ، وَقِيلَ: هِيَ الطُّرق الَّتِي تخْتَلجُ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، وَاحِدَتُهُ شَرَكَة. الأَصمعي: الْزَمْ شَرَك الطَّرِيقِ وَهِيَ أَنْساع الطَّرِيقِ، الْوَاحِدَةُ شَرَكَة، وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ أَخاديد الطَّرِيقِ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهِيَ مَا حَفَرَت الدوابُّ بِقَوَائِمِهَا فِي مَتْنِ الطَّرِيقِ شَرَكَة هَاهُنَا وأُخرى بِجَانِبِهَا. شَمِرٌ: أُمُّ الطَّرِيقِ مُعْظَمُه، وبُنَيَّاتُه أَشْراكُه صِغارٌ تَتَشَعَّبُ عَنْهُ ثُمَّ تَنْقَطِعُ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّرَكة مُعْظَمُ الطَّرِيقِ وَوَسَطُهُ، وَالْجَمْعُ شَرَك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّمَّاخ:

إِذَا شَرَكُ الطريقِ تَوَسَّمَتْهُ، ... بخَوْصاوَيْنِ فِي لُحُجٍ كَنِينِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفاضِ والكلأُ فِي بَنِي فُلَانٍ شُرُكٌ أَي طَرَائِقُ، وَاحِدُهَا شِراك. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَرْعَى مُتَّصِلًا وَكَانَ طَرَائِقَ فَهُوَ شُرُكٌ. والشِّراكُ: سَيْرُ النَّعْلِ، والجمعُ شُرُك. وأَشْركَ النعلَ وشَرَّكها: جَعَلَ لَهَا شِراكاً، والتَّشْرِيك مِثْلُهُ. ابْنُ بُزُرْج: شَرِكَت النعلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ إِذا انْقَطَعَ كُلُّ ذَلِكَ مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَ الفَيْءُ بِقَدْرِ الشِّراكِ ؛ هُوَ أَحد سُيور النَّعْلِ الَّتِي تَكُونُ عَلَى وَجْهِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْرُهُ هَاهُنَا لَيْسَ عَلَى مَعْنَى التَّحْدِيدِ، وَلَكِنَّ زَوَالَ الشَّمْسِ لَا يَبِينُ إِلَّا بأَقل مَا يُرى مِنَ الظِّلِّ، وَكَانَ حينئد بِمَكَّةَ، هَذَا القَدْر وَالظِّلُّ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الأَزمنة والأَمكنة وَإِنَّمَا يَبِينُ ذَلِكَ فِي مِثْلِ مَكَّةَ مِنَ الْبِلَادِ الَّتِي يَقِلّ فِيهَا الظِّلُّ، فَإِذَا كَانَ أَطول النَّهَارِ وَاسْتَوَتِ الشَّمْسُ فَوْقَ الْكَعْبَةِ لَمْ يُرَ لِشَيْءٍ مِنْ جَوَانِبِهَا ظِلٌّ، فَكُلُّ بَلَدٍ يَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى خَطِّ الِاسْتِوَاءِ ومُعْتَدل النَّهَارِ يَكُونُ الظِّلُّ فِيهِ أَقصر، وَكُلَّمَا بَعُدَ عَنْهُمَا إِلَى جِهَةِ الشَّمال يَكُونُ الظِّلُّ فِيهِ أَطول. ولطْمٌ شُرَكِيّ: مُتَتَابِعٌ. يُقَالُ: لَطَمَهُ لطْماً شُرَكِيّاً، بِضَمِّ الشِّينِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، أَي سَرِيعًا مُتَتَابِعًا كلَطْمِ المُنْتَقِشِ مِنَ الْبَعِيرِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: وَمَا أَنا إِلَّا مُسْتَعِدٌّ كَمَا تَرى، ... أَخُو شُرَكيّ الوِرْدِ غَيْرُ مُعَتِّمِ أَي وِرْد بَعْدَ وِرْدٍ مُتَتَابِعٍ؛ يَقُولُ: أَغْشاك بِمَا تَكْرَهُ غَيْرَ مُبْطِئ بِذَلِكَ. وَلَطَمَهُ لطمَ المُنْتَقِش وَهُوَ الْبَعِيرُ تَدْخُلُ فِي يَدِهِ الشَّوْكَةُ فَيَضْرِبُ بِهَا الأَرض ضَرْبًا شَدِيدًا، فَهُوَ مُنْتَقِش. والشُّرَكِيّ والشُّرَّكِيُّ، بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا: السَّرِيعُ من السير. وشِرْكٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: إِذَا عَضَلٌ سِيقَت إِلَيْنَا كأنَّهم ... جِدايَةُ شِرْكٍ، مُعْلَماتُ الحَواجِب ابْنُ بَرِّيٍّ: وشَرْكٌ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ عُمارة: هَلْ تَذكُرون غَداةَ شَرْك، وأَنتُمُ ... مِثْلُ الرَّعيل مِنَ النَّعامِ النَّافِرِ؟ وبنو شُرَيْك: بطنٌ. وشَريك: اسم رجل. شكك: الشَّكُّ: نَقِيضُ الْيَقِينِ، وَجَمْعُهُ شُكُوك، وَقَدْ شَكَكْتُ فِي كَذَا وتَشَكَّكْتُ، وشَكَّ فِي الأَمر يَشُكُّ شَكّاً وشَكَّكَه فِيهِ غيرُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مَنْ كَانَ يزعمُ أَن سيَكتُم حبَّه، ... حَتَّى يُشَكِّكَ فِيهِ، فَهُوَ كَذُوبُ أَراد حَتَّى يُشَكِّك فِيهِ غَيْرَهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا أَولى بالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ لما نزل قوله: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى ؛ قَالَ قَوْمٌ لَمَّا سَمِعُوا الْآيَةَ: شَكَّ إبراهيمُ وَلَمْ يَشُكَّ نبينا، فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، تَوَاضُعًا مِنْهُ وَتَقْدِيمًا لإِبراهيم عَلَى نَفْسِهِ: أَنا أَحق بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَي أَنا لَمْ أَشُكَّ وأَنا دُونَهُ، فَكَيْفَ يَشُكُّ هُوَ؟ وَهَذَا كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ متَّى ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: نَقَلْتُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى نَصّه وَفِي قَلَمِي نَبْوَةٌ عَنْ قَوْلِهِ وأَنا دُونَهُ، وَلَقَدْ كَانَ فِي قَوْلِهِ أَنا لَمْ أَشك فَكَيْفَ يَشُكُّ هُوَ كِفَايَةٌ، وَغَنًى عَنْ قَوْلِهِ وأَنا دُونَهُ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مُنَاسَبَةٌ لِقَوْلِهِ لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ

مَتَّى ، فَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى أَفضل مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ يُعْطِي مَعْنَى التأَدب مَعَ الأَنبياء، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، أَي وَإِنْ كُنْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ فَلَا تُفَضِّلُونِي عَلَيْهِ، تَوَاضُعًا مِنْهُ وشَرَفَ أَخلاقٍ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: صُمْتُ الشَّهْرَ الَّذِي شَكَّه الناسُ؛ يُرِيدُونَ شَكَّ فِيهِ النَّاسُ. والشَّكُوكُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُشَكُّ فِي سَنَامِهَا أَبه طِرْق أَم لَا لِكَثْرَةِ وَبَرِهَا فيُلْمَسُ سنامُها، وَالْجَمْعُ شُكٌّ. وشَكَّه بِالرُّمْحِ وَالسَّهْمِ وَنَحْوِهِمَا يشُكُّه شَكّاً: انْتَظَمَهُ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الِانْتِظَامُ شَكًّا إِلَّا أَن يَجْمَعَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ بِسَهْمٍ أَو رُمْحٍ أَو نَحْوِهِ. وشَككْتُه بِالرُّمْحِ إِذَا خَزَقْتَهُ وَانْتَظَمْتَهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: حِفافَيْه شُكَّا فِي العَسِيب بمِسْرَدِ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: وشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه، ... لَيْسَ الكريمُ عَلَى القَنا بمُحَرَّمِ وَفِي حَدِيثِ الخُدْريّ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ بَيْتَهُ فَوَجَدَ حَيَّةً فشَكَّها بِالرُّمْحِ أَي خَزَقَهَا وَانْتَظَمَهَا بِهِ. والشِّكَّةُ: السِّلَاحُ، وَقِيلَ: الشِّكَّةُ مَا يُلْبَسُ مِنَ السِّلَاحِ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: شاكٌّ فِي سِلَاحِهِ أَي دَاخِلٌ فِيهِ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ أَدخلته فِي شَيْءٍ، فَقَدْ شَكَكْته. والشِّكَّةُ: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ تُجْعَلُ فِي خُرْت الْفَأْسِ وَنَحْوِهِ يُضيَّقُ بِهَا. وَيُقَالُ: رَجُلٌ شاكُّ السِّلَاحِ، وشاكٌّ فِي السِّلَاحِ، والشَّاكُّ فِي السِّلَاحِ وَهُوَ اللَّابِسُ السِّلَاحِ التَّامِّ. وَقَوْمٌ شُكَّاكٌ فِي الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ فِداء عَيَّاش بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: فأَبى النبيّ أَنْ يَفديَه إِلا بِشِكَّةِ أَبيه أَي بِسِلَاحِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُحَلَّم بْنِ جَثَّامَة: فَقَامَ رَجُلٌ عَلَيْهِ شِكَّةٌ. وشَكَّ فِي السِّلَاحِ: دَخَلَ. وَيُقَالُ: هُوَ شاكٌّ فِي السِّلَاحِ، وَقَدْ خُفِّفَ فَقِيلَ: شاكِ السِّلَاحِ وشاكُ السِّلَاحِ، وَتَفْسِيرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ، وَقَدْ شَكّ فِيهِ فَهُوَ يشُكُّ شَكّاً أَي لَبِسَهُ تَامًّا فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا، فَهُوَ شاكٌّ فِيهِ. أَبو عُبَيْدٍ: فُلَانٌ شَاكِ السِّلَاحِ مأْخوذ مِنَ الشِّكَّةِ أَي تَامُّ السِّلَاحِ. والشَّاكي، بِالتَّخْفِيفِ، والشائِكُ جَمِيعًا: ذُو الشَّوكة والحَدِّ فِي سِلَاحِهِ. ابْنُ الأَعرابي: شُكَّ إِذَا أُلْحِقَ بِنَسَبِ غَيْرِهِ، وشَكَّ إِذَا ظَلَع وغَمَزَ. أَبو الجرَّاح وَاحِدُ الشَّواكِّ شاكٌّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: شاكَّةٌ وَهُوَ وَرَمٌ يَكُونُ فِي الْحَلْقِ وأَكثر مَا يَكُونُ فِي الصِّبْيَانِ. والشَّكائكُ مِنَ الْهَوَادِجِ: مَا شُكَّ مِنْ عِيدَانِهَا الَّتِي بقيت بِهَا بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَمَا خِفْتُ بَيْنَ الْحَيِّ حَتَّى تَصَدَّعَتْ، ... عَلَى أَوجُهٍ شَتَّى، حُدوجُ الشَّكائِكِ والشَّكُّ: لُزوقُ العَضُدِ بالجَنْب، وَقِيلَ: هُوَ أَيسر مِنَ الظَّلَع. وشكَّ يشُكُّ شَكّاً، وَبَعِيرٌ شاكُّ: أَصابه ذَلِكَ. والشَّكُّ: اللُّزومُ واللُّصوق؛ قَالَ أَبو دَهْبَل الجُمَحيّ: دِرْعي دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ، ... وجَوْبُها القاتِرُ مِنْ سَيْرِ اليَلَبْ وَفِي حَدِيثِ الْغَامِدِيَّةِ: أَنه أَمر بِهَا فشُكَّتْ عَلَيْهَا ثيابُها ثُمَّ رُجمت ، أَي جُمعت عَلَيْهَا ولُفَّت لِئَلَّا تَنْكَشِفَ كأَنها نُظمت وزُرَّت عَلَيْهَا بِشَوكة أَو خِلال، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أُرسلت عَلَيْهَا ثِيَابُهَا. والشَّكُّ: الاتصالُ واللُّصوقُ. وشَكَّ البعيرُ يشُكُّ شَكًّا أَي ظَلَع ظَلْعاً خَفِيفًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَتَهُ وشَبَّهها بِحِمَارٍ وَحْشٍ: وثْبَ المُسَحَّجِ مِنْ عاناتِ مَعْقُلَةٍ، ... كأَنه مُسْتَبانُ الشَّكِّ أَو جَنِبُ يَقُولُ: تَثِبُ هَذِهِ الناقةُ وثْبَ الْحِمَارِ الَّذِي هُوَ فِي تَمَايُلِهِ فِي الْمَشْيِ مِنَ النَّشَاطِ كالجَنِبِ الَّذِي يَشْتَكِي جنْبَه. والشَّكِيكَةُ: الْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ: وَالشَّكَائِكُ: الفِرَقُ

مِنَ النَّاسِ. ودَعْه عَلَى شَكِيكَته أَي طَرِيقَتِهِ، وَالْجَمْعُ شَكائك، عَلَى الْقِيَاسِ، وشُكَكٌ نَادِرَةٌ. وَرَجُلٌ مُخْتَلِفُ الشَّكَّةِ والشِّكَّةِ: مُتَفَاوِتُ الأَخلاق. ابْنُ الأَعرابي: الشُّكَكُ الأَدعياءُ، والشُّكَكُ الجماعاتُ مِنَ الْعَسَاكِرِ يَكُونُونَ فِرَقًا؛ وَقَوْلُ ابْنُ مُقْبِل يَصِفُ الْخَيْلَ: بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابى، ... بشَكِّيَّات فارِسَ قَدْ شُجِينا يَعْنِي اللُّجُم. والشِّكُّ: الحُلَّة الَّتِي تُلْبَسُ ظهورَ السِّيَتينِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ شَكَّ القومُ بيوتَهم يشُكُّونها شَكّاً إِذَا جَعَلُوهَا عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ وَنَظْمٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ الشِّكاكُ لِلْبُيُوتِ المصطفَّة؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَإِنِّي، كَمَا قَالَتْ نَوارُ، إِنِ اجْتَلَتْ ... عَلَى رجُلٍ مَا شَكَّ كَفّي خَليلُها «2» . أَي مَا قارنَ. ورحمٌ شاكَّة أَي قَرِيبَةٌ، وَقَدْ شَكَّت إِذَا اتَّصَلَتْ. وَضَرَبُوا بيوتَهم شِكاكاً أَي صَفًّا وَاحِدًا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هُوَ سِكاكٌ يَشْتَقُّهُ مِنَ السِّكَّةِ، وَهُوَ الزُّقاق الْوَاسِعُ. أَبو سَعِيدٍ: كُلُّ شَيْءٍ إِذَا ضَمَمْتَهُ إِلَى شَيْءٍ، فَقَدْ شَكَكْتَه؛ قَالَ الأَعشى: أَو اسْفَنْطَ عانةَ، بعدَ الرُّقادِ، ... شَكَّ الرِّصافُ إِلَيْهَا الغَديرا وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: جُماناً ومَرْجاناً يشُكُّ المَفاصِلا أَراد بِالْمَفَاصِلِ ضُروبَ مَا فِي العِقْدِ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَنْظُومَةِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: خَطَبهم عَلَى مِنبر الْكُوفَةِ وَهُوَ غَيْرُ مَشْكوك أَي غَيْرُ مَشْدُودٍ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: بيضٌ سَوابغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ، ... كأَنها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدُولُ وَيُرْوَى بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ السَّكَك، وَهُوَ الضِّيقُ، وقد تقدم. شوك: الشَّوْكُ مِنَ النَّبَاتِ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ شَوْكة، والطاقةُ مِنْهَا شَوْكَة؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: فَإِذَا دَعَانِي الدَّاعِيانِ تَأَيَّدا، ... وَإِذَا أُحاوِلُ شَوْكَتي لَمْ أُبْصِرِ إِنَّمَا أَراد شَوْكَةً تَدْخُلُ فِي بَعْضِ جَسَدِهِ وَلَا يُبْصِرُهَا لِضَعْفِ بَصَرِهِ مِنَ الْكِبَرِ. وأَرضٌ شاكَةٌ: كَثِيرَةُ الشَّوْك. وَشَجَرَةٌ شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائكَةٌ ومُشيكة: فِيهَا شَوْكٌ. وَشَجَرٌ شَائِكٌ أَي ذُو شَوْك. وَقَدْ أَشْوَكَتِ النَّخْلَةُ أَي كَثُرَ شَوْكُها، وَقَدْ شَوَّكَتْ وأَشْوكَتْ. وَقَدْ شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إِذَا دَخَلَتْ فِيهَا. وَشَاكَتْهُ الشَّوْكةُ تَشُوكه: دَخَلَتْ فِي جِسْمِهِ. وشُكْتُه أَنا: أَدخلت الشَّوْك فِي جِسْمِهِ. وَشَاكَ يَشاكُ: وَقَعَ فِي الشَّوْك. وشاكَ الشَّوْكة يَشاكُها: خَالَطَهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إِذَا دَخَلْتَ فِيهِ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنه أَصابك قُلْتَ شَاكَنِي الشَّوْكُ يَشوُكُني شَوْكاً. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً وشِيكةً، بالكسرِ، إذا وقعت فِي الشَّوْك. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ، أَصله شَوِكْتُ فَعَمِلَ بِهِ مَا عملَ بقِيلَ وصِيغَ. وَمَا أَشاكه شَوْكةً وَلَا شاكَه بِهَا أَي مَا أَصابه. قَالَ بَعْضُهُمْ: شاكَتْه الشَّوْكَةُ تَشُوكه أَصابته. وَتَقُولُ: مَا أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً وَلَا شكْتُه بِهَا، فَهَذَا مَعْنَاهُ أَي لَمْ أُوذِهِ بِهَا؛ قَالَ: لَا تَنْقُشَنَّ بِرِجْلِ غيرِكَ شَوْكَةً، ... فَتقِي برجلِكَ رجلَ مَنْ قَدْ شاكَها شَاكَهَا: مِنْ شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه. بِرِجْلِ غَيْرِكَ أَي مِنْ رِجْلِ غَيْرِكَ. الكسائي: شُكْتُ الرجلَ

_ (2). في ديوان الفرزدق: ما سَدَّ كفي بدل ما شكَ

أَشُوكه إِذَا أَدخلت الشَّوْكَةَ فِي رِجْلِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه جَعَلَهُ مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولَيْنِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: شاكَت رُغامَى قَذوفِ الطَّرفِ خائفةٌ ... هَوْل الجَنانِ، نَزوُر غَيْرَ مخداجِ حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بِهَا، ... عَلَى خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجَّاجِ يَصِفُ قَوْسًا رَمَى عَلَيْهَا فَشَاكَتِ القوسُ رُغامى طَائِرٍ، مِرْماةٌ مُوقَّعَةٌ: مَسنونةٌ، والرُّغامى: زِيَادَةُ الكَبَد، والحَرَّى: المِرْماة العَطشى. وشِيكَ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، يُشاكُ شَوكاً وشِكْتُ الشَّوكَ أَشاكُه شَاكَةً وشِيكَةً، بِالْكَسْرِ، إِذَا وَقَعْتَ فِيهِ. وشَوَّكَ الحائطَ: جَعَلَ عَلَيْهِ الشوكَ. وأَشوَكتِ الأَرضُ: كَثُرَ فِيهَا الشَّوْكُ. وَشَجَرَةٌ مُشْوِكةٌ وأَرض مُشوِكَة: فِيهَا السِّحاءُ والقَتاد والهَراسُ، وَذَلِكَ لأَن هَذَا كُلَّهُ شاكٌ. وشَوَّك الزرعُ وأَشوَك: حَدَّد وَابْيَضَّ قَبْلَ أَن يَنْتَشِرَ. وشاكَ لَحْيا الْبَعِيرِ: طَالَتْ أَنيابه، وشَوَّك تَشويكاً مِثْلَهُ، وَمِنْهُ إِبِلٌ شُوَيْكِيَّةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى مُسْتَظِلَّاتِ العُيونِ سَواهِمٍ ... شُوَيْكِيَة، يَكْسو بُراها لُغامُها وشوكةُ الْعَقْرَبِ: إِبرته. وشَوْكةُ الْحَائِكِ: الَّتِي تُسَوَّى بِهَا السَّداةُ واللُّحْمةُ، وَهِيَ الصِّيصة. وشَوَّك الفرخُ تَشْويكاً: خرجت رؤوسُ رِيشِهِ. وشَوَّكَ شاربُ الْغُلَامِ: خشُن لَمْسُه. وشَوَّكَ ثديُ الْجَارِيَةِ: تحدَّد طرَفُه. التَّهْذِيبُ: شَاكَ ثديُ الْمَرْأَةِ يَشَاكُ إِذَا تهيأَ للنُّهود، وشَوَّك ثَدْيَاهَا إِذَا تهيَّآ لِلْخُرُوجِ تَشويكاً، وشَوَّك الرأسُ بَعْدَ الْحَلْقِ أَي نَبَتَ شَعْرُهُ؛ وحُلَّة شَوْكاءُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَلَيْهَا خُشُونَةُ الجِدَّة، وَقَالَ الأَصمعي: لَا أَدري مَا هِيَ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْني، ... وبعضُ القَوْمِ فِي حُزَنٍ وِراطِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَكسو الْحُلَّةَ الشَّوْكَاءَ خَدِّي، ... إِذَا ضَنَّت يَدُ اللَّحِزِ اللَّطاطِ والشَّوْكةُ: السِّلَاحُ، وَقِيلَ حِدَّةُ السِّلَاحِ. وَرَجُلٌ شَاكِي السِّلَاحِ وشائكُ السِّلَاحِ. أَبو عُبَيْدٍ: الشَّاكي وَالشَّائِكُ جَمِيعًا ذُو الشَّوْكة وَالْحَدِّ فِي سِلَاحِهِ. أَبو زَيْدٍ: هُوَ شاكٍ فِي السِّلَاحِ وَشَائِكٌ، قَالَ: وَإِنَّمَا يُقَالُ شاكٍ إِذَا أَردت مَعْنَى فَاعِلٍ، فَإِذَا أَردت مَعْنَى فعِلٍ قُلْتَ: هُوَ شاكٌ لِلرَّجُلِ، وَقِيلَ: رَجُلٌ شَاكِي السِّلَاحِ حديدُ السِّنانِ والنَّصْل وَنَحْوِهِمَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ شَاكِي السِّلَاحِ وشاكُ السِّلَاحِ، بِرَفْعِ الْكَافِ، مِثْلُ جُرُفٍ هارٍ وهارٌ؛ قَالَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ حِينَ بَارَزَ عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ علمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ، ... شاكُ السِّلَاحِ، بَطَلٌ مُجَرَّبُ أَبو الْهَيْثَمِ: الشَّاكِي مِنَ السِّلَاحِ أَصْلُهُ شائكٌ مِنَ الشَّوْكِ ثُمَّ نُقِلَتْ فَتُجْعَلُ مِنْ بَنَاتِ الأَربعة فَيُقَالُ هُوَ شَاكِي، وَمَنْ قَالَ شاكُ السِّلَاحِ، بِحَذْفِ الْيَاءِ، فَهُوَ كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ مالٌ ونالٌ مِنَ الْمَالِ والنَّوال، وَإِنَّمَا هُوَ مَائِلٌ وَنَائِلٌ. وشَوِكُ السِّلَاحِ، يَمَانِيَةٌ: حديدهُ. والشَّوْكة: شِدَّةُ الْبَأْسِ والحدُّ فِي السِّلَاحِ. وَقَدْ شَاكَ الرجلُ يَشَاك شَوْكاً أَيْ ظَهَرَتْ شَوْكتُه وحِدَّته، فَهُوَ شَائِكُ السِّلَاحِ. وشَوْكة الْقِتَالِ: شِدَّةُ بَأْسِهِ. وشَوْكة المُقاتل: شِدَّةُ بَأْسِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ حدّةُ السِّلَاحِ، وَقِيلَ شِدَّةُ الكِفاحِ. وَفُلَانٌ ذُو شَوْكة أَي ذُو نِكاية فِي الْعَدُوِّ. وَفِي حَدِيثِ

فصل الصاد المهملة

أَنَسٍ: قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ بالهُرْمُزانِ: تركتُ بَعْدِي عَدُوًّا كَثِيرًا وشَوْكةً شَدِيدَةً أَي قِتَالًا شَدِيدًا وقوَّة ظَاهِرَةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: هلُمَّ إِلَى جِهَادٍ لَا شَوْكَة فِيهِ ، يَعْنِي الحجَّ. والشَّوْكةُ: دَاءٌ كَالطَّاعُونِ. والشَّوْكةُ: حُمْرة تَرْقَى الجسدَ فتُرْقَى؛ وَقَدْ شيكَ الرَّجُلُ: أَصابته هَذِهِ الْعِلَّةُ. اللَّيْثُ: الشَّوْكة حُمْرَةٌ تَظْهَرُ فِي الْوَجْهِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْجَسَدِ فتُسَكَّن بالرُّقَى، وَرَجُلٌ مَشُوك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى سَعْدَ بْنَ زُرارة مِنَ الشَّوْكة ، وَهِيَ حُمْرَةٌ تَعْلُو الْوَجْهَ وَالْجَسَدَ. يُقَالُ: قَدْ شيكَ، فَهُوَ مَشُوك، وَكَذَلِكَ إِذَا دَخَلَ فِي جِسْمِهِ شَوْكة. وَفِي الْحَدِيثِ: وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ أَي إِذَا شَاكَتْهُ شَوْكةٌ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى انْتِقَاشِهَا، وَهُوَ إِخْرَاجُهَا بالمِنْقاش؛ وَمِنْهُ: وَلَا يُشاكُ الْمُؤْمِنُ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَتَّى الشَّوْكةُ يُشاكُها. والشَّوْكة: طِينَةٌ تُدارُ رَطْبةً ويُغْمَزُ أَعلاها حَتَّى تَنْبَسِطَ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي أَعلاها سُلَّاء النَّخْلِ ليُخَلَّص بِهَا الكتَّانُ، وَتُسَمَّى شُوَاكة الْكَتَّانِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: شَوْكة الْكَتَّانِ. والشُّوَيْكةُ: ضَرْبٌ مِنَ الإِبل. وشَوْكة: بِنْتُ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ؛ وَلَهَا يَقُولُ: أَلم تَعْلَمي، يَا شَوْكُ، أَن رُبَّ هالِكٍ، ... وَلَوْ كَبُرَتْ رُزءاً عَليَّ وجَلَّتِ والشُّوَيْكة وشُوكٌ وشَوْكانُ والشَّوْكان: مَوَاضِعُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي. صَوادِرٌ عَنْ شُوكَ أَو أَضايحا «1» . وَقَالَ: كالنَّخْلِ مِنْ شَوْكانَ ذاتِ صِرَامِ فصل الصاد المهملة صأك: الصَّأْكةُ، مَجْزُومَةً: الرائحةُ تجدها من الخشبة إذ نَدِيَتْ فَتَغَيَّرَ رِيحُهَا، وَمِنَ الرَّجُلِ إِذا عَرِقَ فَهَاجَتْ مِنْهُ رِيحٌ مُنْتِنة، وَقَدْ صئكَ يَصْأَكُ صأَكاً إِذَا عَرِقَ فَهَاجَتْ مِنْهُ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ مِنْ ذَفَر أَو غَيْرِهِ. وصَئِك بِهِ الشَّيْءُ: لَزِقَ. والصائِكُ: الواكِفُ إِذَا كَانَتْ فِيهِ تِلْكَ الرِّيحُ، والفعلُ صَئِكَتِ الْخَشَبَةُ، وَهِيَ تَصْأك صَأكاً؛ قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: ومثلكِ مُعْجِبةٍ بالشباب، ... صَاكَ العبيرُ بأَثوابها أَراد بِهِ صِئِكَ فَخَفَّفَ ولَيَّن. فَقَالَ صَاكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ عِنْدِي عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَلْ لَفْظُهُ عَلَى مَوْضُوعِهِ، وَإِنَّمَا يَذْهَبُ إِلَى هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّخْفِيفِ الْبَدَلِيِّ إِذَا لَمْ يَحْتَمِلِ الشَّيْءُ وَجْهًا غَيْرَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ صِئكٌ وَهُوَ الشَّدِيدُ مِنَ الرجال. صطك: المُصْطُكَى: مِنَ العُلُوك؛ رُومِيٌّ وَهُوَ دَخِيلٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ: فشامَ فِيهَا مثلَ مِحراث الغَضَا، ... تَقْذِفُ عَيْنَاهُ بمثلِ المُصْطُكَى وَدَوَاءٌ مُمَصْطَكٌ: خَلَطَ بالمُصْطُكَى. ابْنُ الأَنباري: مَصْطَكاء، بِالْمَدِّ، عَنِ الْفَرَّاءِ، وثَرْمداءُ: مَوْضِعٌ، قَالَ: وَهِيَ عَلَى مِثَالِ فَعْلَلاء؛ وَقَدْ قَصَرَهُ الأَغلب ضَرُورَةً «2». فِي قَوْلِهِ: تَقذِفُ عيناه بِعلْك المَصْطَكَا صعلك: الصُّعْلُوك: الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، زَادَ الأَزهري: وَلَا اعْتِمَادَ. وَقَدْ تَصَعْلَكَ الرجل إذا

_ (1). وقوله [أو أضايحا] كذا بالأَصل ولم نجده في ياقوت ولا في غيره (2). قوله [وَقَدْ قَصَرَهُ الأَغلب ضَرُورَةً] في القاموس أن المقصور فيه الفتح والضم والممدود فيه الفتح فقط انتهى. وعليه فلا ضرورة

كَانَ كَذَلِكَ؛ قَالَ حَاتِمُ طيِء: غَنِينَا زَماناً بالتَّصَعْلُكِ والغِنى، ... فكُلًّا سَقَانَاهُ، بكَأسَيْهما، الدهرُ فَمَا زَادَنَا بَغْياً عَلَى ذِي قرابةٍ ... غِنانا، وَلَا أَزْرَى بأَحْسابنا الفَقْرُ «1» . أَي عِشنا زَمَانًا. وتَصَعْلَكت الإِبل: خَرَجَتْ أَوبارها وَانْجَرَدَتْ وطَرحتها. وَرَجُلٌ مُصَعْلَكُ الرَّأْسِ: مُدَوَّرُهُ. وَرَجُلٌ مُصَعْلَك الرَّأْسِ: صَغِيرُهُ؛ وأَنشد: يُخَيِّلُ فِي المَرْعَى لهنَّ بِشَخْصِهِ، ... مُصَعْلَكُ أَعلى قُلَّة الرأسِ نِقْنِقُ وَقَالَ شَمِرٌ: المُصَعْلَكُ، مِنَ الأَسْنمة، الَّذِي كَأَنَّمَا حَدْرَجْتَ أَعلاه حدْرجةً، كأَنما صَعْلَكْتَ أَسفله بِيَدِكَ ثُمَّ مَطَلْتَه صُعُداً أَي رَفَعْتَهُ عَلَى تِلْكَ الدَّمْلَكة وَتِلْكَ الِاسْتِدَارَةِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ أَبِي دُواد يَصِفُ خَيْلًا: قَدْ تَصَعْلَكْن فِي الرَّبِيعِ، وَقَدْ قرْرَعَ ... جَلْدَ الفرائضِ الأَقدامُ قَالَ: تَصَعْلَكْن دَقَقْن وَطَارَ عِفاؤها عَنْهَا، وَالْفَرِيضَةُ مَوْضِعُ قَدَمِ الْفَارِسِ. وَقَالَ شَمِرٌ: تَصَعْلَكَتِ الإِبل إِذَا دَقَّت قَوَائِمُهَا مِنَ السِّمن. وصَعْلَكَها البقلُ وصَعْلَك الثريدةَ: جَعَلَ لَهَا رَأْسًا، وَقِيلَ: رَفَعَ رَأْسَهَا. والتَّصَعْلُكُ: الْفَقْرُ. وصَعاليكُ الْعَرَبِ: ذُؤبانُها. وَكَانَ عُرْوة بْنُ الوَرْد يُسَمَّى: عُرْوَةُ الصَّعَالِيكِ لأَنه كَانَ يَجْمَعُ الْفُقَرَاءَ في حظيرة فيَرْزُقُهم مما يَغْنَمُه. صكك: الصَّكُّ: الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بِالشَّيْءِ الْعَرِيضِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ عَامَّةً بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ، صَكَّه يَصُكُّه صَكّاً. الأَصمعي: صَكَمْته ولكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولكَكْتُه، كلُّه إِذَا دَفَعْتَهُ. وصَكَّه أَي ضَرَبَهُ؛ قَالَ مُدْرِك بْنُ حِصْن: يا كَرَواناً صُكَّ فاكْيَأَنَّا، ... فشَنَّ بالسَّلْحِ فَلَمَّا شَنَّا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَصَكَّتْ وَجْهَها . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: فأَصُكّ سَهْمًا فِي رجْله أَي أَضْرِبُهُ بِسَهْمٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فاصْطَكُّوا بِالسُّيُوفِ أَي تَضَارَبُوا بِهَا، وَهُوَ افْتَعلوا مِنَ الصَّكِّ، قُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً لأَجل الصَّادِ، وَفِيهِ ذِكْرُ الصَّكيكِ، وَهُوَ الضَّعِيفُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِنَ الصَّكِّ الضَّرْبُ أَيْ يُضْرب كَثِيرًا لِاسْتِضْعَافِهِ. وَبَعِيرٌ مَصْكوك ومُصَكَّكٌ: مَضْرُوبٌ بِاللَّحْمِ «2». واصْطَكَّ الجِرْمانِ: صَكَّ أَحدهُما الْآخَرَ. والصَّكَكُ: اضْطِرَابُ الرُّكبتين والعُرقوبين مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَالنَّعْتُ رَجُلٌ أَصَكُّ، صَكَّ يَصَكُّ صَكَكاً فَهُوَ أَصَكُّ ومِصَكّ، وَقَدْ صَكِكْتَ يا رجل. أَبو عَمْرٍو: كَلُّ مَا جَاءَ عَلَى فَعِلَتْ سَاكِنَةِ التَّاءِ مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ فَهُوَ مُدْغَمٌ نَحْوَ صَمَّتِ الْمَرْأَةُ وأَشباهه، إِلَّا أَحرفاً جَاءَتْ نَوَادِرَ فِي إِظْهَارِ التَّضْعِيفِ: وَهُوَ لَحِحَتْ عَيْنُهُ إِذَا الْتَصَقَتْ، وَقَدْ مَشِشَت الدَّابَّةَ وصَكِكتْ، وَقَدْ ضَبِبَ البلدُ إِذَا كَثُرَ ضِبابُه، وأَلِلَ السِّقاء إِذَا تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ، وَقَدْ قَطِطَ شَعْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: فِي قَدَمَيْهِ قَبَلٌ ثُمَّ حَنَفٌ ثُمَّ فَحَجٌ، وَفِي رُكْبَتَيْهِ صَكَكٌ وَفِي فَخِذَيْهِ فَجًى. والمِصَكُّ: القويُّ الشَّدِيدُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالْحَمِيرِ؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: تَرَى المِصَكَّ يَطْرُد العَواشِيا ... جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيا

_ (1). رواية ديوان حاتم لهذين البيتين تختلف عن الرواية التي هنا (2). قوله [مضروب باللحم] قال شارح القاموس: كأن اللحم صك فيه صكاً أي شك

وَرَجُلٌ مِصَكّ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى جَمَلٍ مِصَكّ ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْكَافِ؛ هُوَ الْقَوِيُّ الْجَسِيمُ الشَّدِيدُ الخَلْق، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الصَّكِّ احتكاكِ العُرقوبين. والأَصَكُّ: كالمِصَكّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: قَبَحَ الإِلهُ خُصاكُما، إِذْ أَنتما ... رِدْفانِ، فَوْقَ أَصَكَّ كاليَعْفورِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: والأُنثى مِصَكَّة، وَهُوَ عَزِيزٌ عِنْدَهُ لأَن مِفْعَلًا ومِفْعَالًا قَلَّمَا تَدْخُلُ الْهَاءُ فِي مُؤَنَّثِهِ. والصَّكَّةُ: شدَّة الْهَاجِرَةِ. يُقَالُ: لَقِيتُهُ صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى، وَهُوَ أَشد الْهَاجِرَةِ حَرًّا، قَالَ بَعْضُهُمْ: عُمَيٌّ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَمَالِيقِ أَغار عَلَى قَوْمٍ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ فَاجْتَاحَهُمْ، فَجَرَى بِهِ الْمَثَلُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: صَكَّ بِهَا عَيْنُ الظَّهِيرَةِ غَائِرًا ... عُمَيٌّ، وَلَمْ يَنْعَلْنَ إِلَّا ظِلالَها وَيُقَالُ: هُوَ تَصْغِيرُ أَعمى مُرَخَّمًا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُسْتظل بِظِلِّ جَفْنة عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعانَ صَكَّةَ عُمَيٍ ، يُرِيدُ فِي الْهَاجِرَةِ، والأَصل فِيهَا أَن عُمَيًّا مصغَّر مُرَخَّمٌ كَأَنَّهُ تَصْغِيرُ أَعْمَى، وَقِيلَ إِنَّ عُمَيًّا اسْمُ رَجُلٍ مِنْ عَدَوانَ كَانَ يُفيض بِالْحَجِّ عِنْدَ الْهَاجِرَةِ وَشِدَّةِ الْحَرِّ، وَقِيلَ: إِنَّهُ أَغار عَلَى قَوْمِهِ فِي حَرِّ الظَّهِيرَةِ فَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ فِيمَنْ يَخْرُجُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، يُقَالُ: لَقِيتُهُ صَكَّةَ عُمَيٍّ، وَهَذِهِ الجَفْنة كَانَتْ لِابْنِ جُدْعَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُطعم فِيهَا النَّاسَ وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا الْقَائِمَ وَالرَّاكِبَ لِعِظَمِهَا، وَكَانَ لَهُ منادٍ يُنَادِي: هَلُمَّ إِلَى الفالوذِ، وَرُبَّمَا حَضَرَ طعامَه سيدُنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وظَليم أَصَكُّ: لِتَقَارُبِ رُكْبَتَيْهِ يُصيب بعضُها بَعْضًا إِذَا عَدَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ، ... مثْلُ النَّعامِ، والنَّعامُ صُكُ الْجَوْهَرِيُّ: ظَليم أَصَكُّ لأَنه أَرَحُّ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ رُبَّمَا أَصاب لتَقاربِ رُكْبَتَيْهِ بعضُها بَعْضًا إِذَا مَشَى. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّ بجَدْيٍ أَصَكَّ ميِّتٍ ؛ الصَّكَكُ: أَن تَضْرِبَ إِحْدَى الرُّكْبَتَيْنِ الأُخرى عِنْدَ العدْو فَتُؤَثِّرَ فِيهَا أَثَرًا، كأَنه لَمَّا رَآهُ مَيِّتًا قَدْ تقلَّصت رُكْبَتَاهُ وَصَفَهُ بِذَلِكَ، أَو كأَنَّ شَعَرَ رُكْبَتَيْهِ قَدْ ذَهَبَ مِنَ الاصْطكاك وانْجَرَدَ فعرَّفه بِهِ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ؛ وَمِنْهُ كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، أُخَيْفِشَ الْعَيْنَيْنِ أَصَكَّ الرِّجْلَيْنِ! والصَّكُّ: الْكِتَابُ، فَارِسِيٌّ معرَّب، وَجَمْعُهُ أَصُكُّ وصُكُوكٌ وصِكَاك؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّكُّ الَّذِي يُكتبُ للعُهدة، معرَّب أَصله چَكّ، ويُجمَعُ صِكَاكاً وصُكوكاً، وَكَانَتِ الأَرزاق تُسَمَّى صِكاكاً لأَنها كَانَتْ تُخْرَجُ مَكْتُوبَةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي النَّهْيِ عَنْ شِرَاءِ الصِّكاك والقُطُوط، وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: قَالَ لمَرْوانَ أَحْلَلْتَ بَيْعَ الصِّكاك ؛ هِيَ جَمْعُ صَكٍّ وَهُوَ الْكِتَابُ، وَذَلِكَ أَن الأُمراء كَانُوا يَكْتُبُونَ لِلنَّاسِ بِأَرْزَاقِهِمْ وأَعْطياتهم كُتُبًا فَيَبِيعُونَ مَا فِيهَا قَبْلَ أَنْ يَقْبِضُوهَا مُعَجَّلًا، ويُعطُون الْمُشْتَرِيَ الصَّكَّ لِيَمْضِيَ وَيَقْبِضَهُ، فنُهوا عَنْ ذَلِكَ لأَنه بَيْعُ مَا لَمْ يُقْبَض. وصَكَّ البابَ صَكّاً: أَغلقه، وصَكَكْتُه: أَطبقته. والمِصَكُّ: الْمِغْلَاقُ. والصَّكِيكُ: الضَّعِيفُ؛ عَنِ ابْنِ الأَنباري، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: كَانَ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيِّ قُعْدُداً وَكَانَتْ فِيهِ خَصْلة لَمْ تَكُنْ فِي هَاشِمِيٍّ: كَانَتْ أَسنانه وأَضراسه كُلُّهَا مُلْتَصِقَةً؛ قَالَ: وَهَذَا يُسَمَّى أَصَكَّ، قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لَهُ الأَلَصُّ أَيضاً.

صمك: الصَّمكيكُ والصَّمَكُوكُ: الْغَلِيظُ مِنَ الرِّجَالِ الْجَافِي، وَقِيلَ: الْجَاهِلُ السَّرِيعُ إِلَى الشَّرِّ والغَواية؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الصَّمَكُوك قَوْلُ زِيَادٍ المِلْقَطِيّ: فقلتُ، وَلَمْ أَمْلِكْ: أَغوْثَ بنَ طَيِءٍ ... عَلَى صَمَكوكِ الرأْسِ حَشْرِ القَوادمِ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ فِي الصَّمَكِيكِ: وصَمَكيكٍ صَمَيَانٍ صِلِ والصَّمَكُوكُ والصَّمَكِيك: الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ وَهُوَ الشيءُ اللَّزِج. والصَّمَكْمَكُ: الْقَوِيُّ، وَقَدِ اصْمَاكَّ؛ وأَنشد شَمِرٌ: وصَمَكيكٍ صَمَيانٍ صِلِّ، ... ابْنِ عجوزٍ لَمْ يَزَلْ فِي ظِلِّ، هَاجٍ بعِرْسٍ حَوْقَلٍ قِثْوَلِ والصَّمَكِيك: التارُّ الْغَلِيظُ مِنَ الرِّجَالِ وَغَيْرِهِمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّمَكِيك الأَهوج الشَّدِيدُ.، وَهُوَ الصَّمَكُوكُ المُصْمَئِكُّ الأَهوجُ الشَّدِيدُ الجيِّدُ الْجِسْمِ الْقَوِيُّ. واصْمَأَكَّ الرَّجُلُ وازْمَأَكَّ واهْمَأَكَّ إِذَا غَضِبَ. والمُصْمَئِكُّ: الْغَضْبَانُ. أَبو الْهُذَيْلِ: السماءُ مُصْمَئِكَّة أَي مُسْتَوِيَةٌ خَليقة للمطر؛ وَرَوَى شَمِرٌ عَنْهُ: أَصبحت الأَرض مُصْمَئِكَّةً عَنِ الْمَطَرِ أَي مبتلَّة. وَجَمَلٌ صَمَكَةٌ أَي قَوِيٌّ، وَكَذَلِكَ عَبْدٌ صَمَكَةٌ. واصْمَأَكَّتِ الأَرض، فَهِيَ مُصْمَئِكَّة: وَهِيَ النَّدِيَّة الْمَمْطُورَةُ، وَهَذِهِ ذَكَرَهَا الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ وَقَالَ: أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَمَا أَشْبهها ثُلَاثِيٌّ، وَالْهَمْزَةُ فِيهَا مجْتَلبة. واصْماكَّ اللبنُ: خَثُرَ جِدّاً حَتَّى يَصِيرَ كالجُبن. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَبَنٌ صَمَكيكٌ وصَمَكُوك وَهُوَ اللَّزِج. واصْماكَّ الرجلُ: غضبَ، وَالْهَمْزُ فِيهِمَا لُغَةٌ. واصْمأَكَّ الجُرْح، مَهْمُوزٌ: انْتَفَخَ. والصَّمَكِيكُ مِنَ اللَّبَنِ: الخاثِرُ جِدًّا وَهُوَ حَامِضٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وصَمَكِيكٌ موضع، زعموا. صملك: الصُّمَّلِكُ «3». الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ البَضْعَةِ والقوَّة، قَالَ: وَالْجَمْعُ الصَّمالِكُ. صهك: أَبو عَمْرٍو: الصُّهْكُ الجواري السُّود. صوك: صاكَ بِهِ الدمُ وَالزَّعْفَرَانُ وغيرهُما يَصُوك صَوْكاً: لَزِقَ؛ وأَنشد: سَقى اللَّهُ طِفْلًا خَوْدةً ذاتَ بَهْجَةٍ، ... يَصُوكُ بكَفَّيْها الخِضابُ ويَلْبَقُ يَصُوك: يَلْزَقُ، وَالْيَاءُ فِيهِ لُغَةٌ، وَسَنَذْكُرُهَا. أَبو عَمْرٍو: الصَّائِكُ اللَّازِقُ، وَقَدْ صاكَ يصِيك؛ وظَلَّ يُصايكُني مُنْذُ الْيَوْمِ ويُحايِكُني. وَلَقِيتُهُ أَوَّلَ صَوْكٍ وبوْكٍ. أَي أَوَّل شَيْءٍ؛ وافْعله أَوَّلَ كلِّ صَوْكٍ وبَوْكٍ. والصَّوْكُ: مَاءُ الرَّجُلِ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَثَعْلَبٍ. وتَصَوَّك فِي عُذْرَتِهِ: الْتَطَخَ بِهَا كَتَضَوَّك، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. والصائِكُ: الدَّمُ اللَّازِقُ، وَيُقَالُ: الصَّائِكُ دَمَ الجَوْف. صيك: صَاكَ الشيءُ صَيْكاً: لَزِقَ. وصاكَ الدمُ يَبِسَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه إِذا يَبِسَ لَزِقَ. وصاكَ بِهِ الطيبُ يَصِيكُ أَي لَصِقَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: ومِثْلكِ مُعْجَبة بالشَّبابِ، ... صاكَ العَبِيرُ بأَجْلادِها «4».

_ (3). قوله [الصملك إلخ] كذا بضبط الأَصل، وفي القاموس وشرحه: الصملك كعملس أي بفتحات مشدد اللام وضبطه بعضهم بضم الصاد وتشديد الميم المفتوحة وكسر اللام (4). قوله [بأجلادها] أنشده في ص أَك: بأجسادها، وأنشده الصحاح: بأثوابها

فصل الضاد المعجمة

فصل الضاد المعجمة ضأك: رجل مَضْؤُوك «1» مَزْكُوم. ضبك: ضَبَكَ الرجلَ وضَبَّكه: غَمَزَ يَدَيْهِ، يَمَانِيَةٌ. والضَّبِيك: أَوّل مَصَّةٍ يَمُصُّهَا الصَّبِيُّ مِنْ ثَدْيِ أُمه. واضْبَأَكَّتِ الأَرضُ واضْمَأَكَّتْ: خَرَجَ نَبَاتُهَا، بِالضَّادِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقِيلَ: إِذَا اخْضَرَّتْ وَطَلَعَ نَبَاتُهَا. وَزَرْعٌ مُضْبَئِكٌّ: أَخضر؛ عَنْ كراع. ضبرك: الضِّبْراكُ والضُّبارِك: الشَّدِيدُ الطولِ الضَّخْمُ الثَّقِيلُ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِلثَّقِيلِ الْكَثِيرِ الأَهل؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ورَدُوا أُراقَ بجَحْفَلٍ مِنْ تَغْلِبٍ، ... لَجِبِ العَشِيِّ ضُبارِكِ الأَركانِ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارك، وَهُمَا مِنَ الرِّجَالِ الشُّجَاعُ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ وَجَمَلُ ضِبْراكٌ أَي ضَخْمٌ، وَكَذَلِكَ الضُّبارِك؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَعْدَدْتُ فِيهَا بَازِلًا ضُبارِكا، ... يَقْصُر يَمْشي، ويَطُولُ بارِكا قَالَ: والجمع الضَّبارِكُ بالفتح. ضحك: الضَّحِكُ: مَعْرُوفٌ، ضَحِكَ يَضْحَك ضَحْكاً وضِحْكاً وضِحِكاً وضَحِكاً أَربع لُغَاتٍ، قَالَ الأَزهري: وَلَوْ قِيلَ ضَحَكاً لَكَانَ قِيَاسًا لأَن مَصْدَرَ فَعِلَ فَعَلٌ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَتْ أَحرف مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى فَعِل، مِنْهَا ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً. والضَّحْكَة: المرَّة الْوَاحِدَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّر: غَمْر الرِّداء، إِذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكًا ... غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وَفِي الْحَدِيثِ: يَبْعَثُ اللَّهُ السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ ؛ جَعَلَ انْجِلَاءَهُ عَنِ الْبَرْقِ ضَحِكاً اسْتِعَارَةً وَمَجَازًا كَمَا يفْتَرُّ الضاحِكُ عَنِ الثَّغْر، وَكَقَوْلِهِمْ ضَحِكَتِ الأَرضُ إِذا أَخرجت نَبَاتَهَا وزَهْرَتها. وتضَحَّك وتَضاحَك، فَهُو ضَاحِكٌ وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كَثِيرُ الضَّحِك. وضُحْكة، بِالتَّسْكِينِ: يُضْحَك مِنْهُ يطَّرد عَلَى هَذَا بَابٌ. اللَّيْثُ: الضُّحْكة الشَّيْءُ الَّذِي يُضْحك مِنْهُ. والضُّحَكة: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الضَّحِك يُعاب عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ ضَحَّاك: نَعْتٌ عَلَى فَعَّال. وضَحِكْتُ بِهِ وَمِنْهُ بِمَعْنًى. وتَضاحك الرَّجُلُ واسْتَضْحَك بِمَعْنًى. وأَضْحَكه اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. والأُضْحُوكة: مَا يُضْحك بِهِ. وامرأَة مِضْحاك: كَثِيرَةُ الضَّحِك. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّاحِك مِنَ السَّحَابِ مِثْلُ العارِضِ إِلَّا أَنَّهُ إِذَا بَرَق قِيلَ ضَحِك، والضَّحَّاك مَدْح، والضُّحَكَة دَمٌّ، والضُّحْكَة أَذَمُّ، وَقَدْ أَضْحكني الأَمرُ وَهُمْ يَتَضاحكون، وَقَالُوا: ضَحِكَ الزَّهْرُ عَلَى المَثَل لأَن الزَّهْر لَا يَضْحَك حَقِيقَةً. والضَّاحِكَة: كُلُّ سِنّ مِنَ مُقَدَّمِ الأَضراس مِمَّا يَنْدُر عِنْدَ الضَّحِكِ. والضَّاحِكَة: السِّنُّ الَّتِي بَيْنَ الأَنياب والأَضراس، وَهِيَ أَربع ضَواحِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي مَا تَبَسَّمُوا. والضَّواحِكُ: الأَسنان الَّتِي تَظْهَرُ عِنْدَ التَّبَسُّمِ. أَبو زَيْدٍ: لِلرَّجُلِ أَربع ثَنَايَا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك، وَالْوَاحِدُ ضاحِك وَثِنْتَا عَشْرَةَ رَحًى، وَفِي كُلِّ شِقّ ستٌّ: وَهِيَ الطَّواحين ثُمَّ النَّواجِذ بَعْدَهَا، وَهِيَ أَقصى الأَضراس. والضَّحِكُ: ظُهُورُ الثَّنَايَا مِنَ الْفَرَحِ. والضَّحْكُ: العَجَب وَهُوَ قَرِيبٌ مِمَّا تقدَّم. والضَّحْك: الثَّغر الأَبيض. والضَّحْك:

_ (1). قوله [رجل مضؤوك] وقد ضئك كعني كما في القاموس.

الْعَسَلُ، شُبِّهَ بالثَّغْر لِشِدَّةِ بَيَاضِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَجَاءَ بِمَزْجٍ لَمْ يَرَ الناسُ مِثْلَهُ، ... هُوَ الضَّحْك، إِلا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ وَقِيلَ: الضَّحْك هُنَا الشَّهْد، وَقِيلَ الزُّبْدُ، وَقِيلَ الثَّلْج. والضَّحْكُ أَيضاً: طَلْعُ النَّخْل حِينَ يَنْشَقُّ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مَا فِي جَوْفِ الطَّلْعة. وضَحِكَتِ النخلةُ وأَضْحَكَتْ: أَخرجت الضَّحْكَ. أَبو عَمْرٍو: الضَّحْكُ والضَّحَّاك وَلِيعُ الطَّلْعة الَّذِي يُؤْكَلُ. والضَّحْك: النَّوْرُ. والضَّحْك: المَحَجَّة. وضَحِكَتِ المرأةُ: حَاضَتْ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ؛ وَقَدْ فُسِّرَ عَلَى مَعْنَى العَجَب أَي عَجِبَتْ مِنْ فَزَعِ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَرُوِيَ الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: لَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِعَبْدِهِ ولخليله إِبْرَاهِيمَ لَا تَخَفْ ضَحِكَتْ عِنْدَ ذَلِكَ امرأَته، وَكَانَتْ قَائِمَةً عَلَيْهِمْ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَضَحِكت فبُشرت بَعْدَ الضَّحِك بإسحق، وَإِنَّمَا ضَحِكَتْ سُرُورًا بالأَمن لأَنها خَافَتْ كَمَا خَافَ إِبْرَاهِيمُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا مقدَّم، وَمُؤَخَّرٌ الْمَعْنَى فِيهِ عندهم: فبشرناها بإسحق فَضَحِكَتْ بِالْبِشَارَةِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ مَا يَحْتَمِلُهُ الْكَلَامُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصَوَابِهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ فَضَحِكَتْ حَاضَتْ فَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ ثِقَةٍ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْحَامِضَ يَسْأَلُ أَبَا الْعَبَّاسِ عَنْ قَوْلِهِ فَضَحِكَتْ أَيْ حَاضَتْ، وَقَالَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ، فَقَالَ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَالتَّفْسِيرُ مُسَلَّمٌ لأَهل التَّفْسِيرِ، فَقَالَ لَهُ فَأَنْتَ أَنْشَدْتَنَا: تَضْحَكُ الضَّبْعُ لقَتْلى هُذَيْلٍ، ... وتَرى الذئبَ بِهَا يَسْتَهِلّ فَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: تَضْحَكُ هَاهُنَا تَكْشِرُ، وَذَلِكَ أَنَّ الذِّئْبَ يُنَازِعُهَا عَلَى الْقَتِيلِ فتَكْشِر فِي وَجْهِهِ وَعيداً فَيَتْرُكُهَا مَعَ لَحْمِ الْقَتِيلِ وَيَمُرُّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وضَحِكَت الأَرنبُ ضِحْكاً حَاضَتْ؛ قَالَ: وضِحْك الأَرانبِ فَوْقَ الصَّفا، ... كمثلِ دَمِ الجَوْفِ يَوْمَ اللِّقا يَعْنِي الحيضَ فِيمَا زَعَمَ بَعْضُهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ تأَبط شَرًّا: تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ أَي أَن الضَّبُعَ إِذَا أَكلت لُحُومَ النَّاسِ أَو شَرِبَتْ دِمَاءَهُمْ طَمِثَتْ، وَقَدْ أَضْحكها الدمُ؛ قَالَ الكُمَيْت: وأَضْحَكَتِ الضِّباعَ سُيوفُ سَعْدٍ، ... لقَتْلى مَا دُفِنَّ وَلَا وُدِينا وَكَانَ ابْنُ دُرَيْدٍ يَرُدُّ هَذَا وَيَقُولُ: مَنْ شَاهَدَ الضِّباعَ عِنْدَ حَيْضِهَا فَيَعْلَمُ أَنها تَحِيضُ؟ وَإِنَّمَا أَراد الشَّاعِرُ أَنها تَكْشِرُ لأَكل اللُّحُومِ، وَهَذَا سَهْوٌ مِنْهُ فَجَعَلَ كَشْرَها ضَحِكاً؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنها تَسْتَبْشِرُ بِالْقَتْلَى إِذَا أَكَلَتْهُمْ فيَهِرُّ بعضُها عَلَى بَعْضٍ فَجَعَلَ هَرِيرها ضَحِكاً وَقِيلَ أَراد أَنها تُسَرّ بِهِمْ فَجَعَلَ السُّرُورَ ضَحِكاً لأَن الضَّحِكَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْهُ كَتَسْمِيَةِ الْعِنَبِ خَمْرًا، ويسْتَهِلُّ: يَصِيحُ ويَسْتَعْوِي الذئابَ. قَالَ أَبو طَالِبٍ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ فَضَحِكَتْ حَاضَتْ إِنَّ أَصله مِنْ ضَحَّاك الطَّلْعة «1» إِذَا انْشَقَّتْ؛ قَالَ: وقال الأَخطل فهي بِمَعْنَى الْحَيْضِ: تَضْحَكُ الضَّبْعُ من دِماءِ سُلَيْمٍ، ... إذ رَأَتْها عَلَى الحِداب تَمُورُ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: فَضَحِكَتْ عَجِبَت مِنْ فَزَعِ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ أَبو إِسْحَقَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:

_ (1). قوله [من ضحاك الطلعة] كذا بالأَصل، والإِضافة بيانية لأَن الضحاك، كشداد: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه.

وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ ؛ يَرْوِي أَنها ضَحِكَتْ لأَنها كَانَتْ قَالَتْ لإِبراهيم اضْمُمْ لُوطاً ابْنَ أَخيك إِلَيْكَ فَإِنِّي أَعلم أَنَّهُ سَيَنْزِلُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَذَابٌ، فضحِكَتْ سُروراً لَمَّا أَتى الأَمر عَلَى مَا تَوَهَّمَتْ، قَالَ: فَأَمَّا مَنْ قَالَ فِي تَفْسِيرِ ضَحِكَتْ حَاضَتْ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وأَضْحَكَ حَوْضَه: ملأَه حَتَّى فَاضَ، وكأَنَّ الْمَعْنَى قريبٌ بعضُه مِنْ بَعْضٍ لأَنه شَيْءٌ يَمْتَلِئُ ثُمَّ يَفِيضُ، وَكَذَلِكَ الْحَيْضُ. والضَّحُوكُ مِنَ الطُّرُق: مَا وَضَح وَاسْتَبَانَ؛ قَالَ: عَلَى ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ أَي مُسْتَقِيمٍ. والضَّاحِكُ: حَجَرٌ أَبْيَضُ يَبْدُو فِي الْجَبَلِ. والضَّحُوك: الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ. وطريق ضَحَّاك: مُسْتبين؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذَا هِيَ بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ ... نَحائزَ ضَحَّاكِ المَطالِعِ فِي نَقْبِ نَحَائِزُ الطُّرُقِ: جَوادُّها. أَبو سَعِيدٍ: ضَحِكاتُ الْقُلُوبِ مِنَ الأَموال والأَولاد خِيارُها الَّتِي تَضْحَك الْقُلُوبُ إِليها. وضَحِكاتُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيارُه. ورأيٌ ضاحِكُ ظَاهِرٌ غَيْرُ مُلْتَبِسٍ. وَيُقَالُ: إِنَّ رأْيك ليُضاحِكُ الْمُشْكِلَاتِ أَي تَظْهَرُ عِنْدَهُ الْمُشْكِلَاتُ حَتَّى تُعْرف. وَيُقَالُ: القِرد يَضْحَك إِذَا صَوَّتَ. وبُرْقَةُ ضاحِكٍ: فِي دِيَارِ تَمِيمٍ. ورَوْضة ضاحِك: بالصَّمَّان مَعْرُوفَةٌ. والضَّحَّاك بْنُ عَدْنان: زَعَمَ ابْنُ دَأْبٍ المَدني أَنَّهُ الَّذِي مَلَكَ الأَرض وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ المُذْهَب، وَكَانَتْ أُمه مِنَ الْجِنِّ فلَحِقَ بِالْجِنِّ وَسَدَا الْقَرَا «1»، وَتَقُولُ الْعَجَمُ: إِنَّهُ لَمَّا عَمِلَ السِّحْرَ وَأَظْهَرَ الْفَسَادَ أُخذ فشُدَّ فِي جَبَلِ دُنْباوَنْدَ، وَيُقَالُ: إِنَّ الَّذِي شدَّه أفْرِيدون الَّذِي كَانَ مَسَح الدُّنْيَا فَبَلَغَتْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ فَرْسَخٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كُلُّهُ بَاطِلٌ لَا يُؤْمِنُ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَحْمَقُ لا عقل له. ضرك: الضَّرِيكُ: الْفَقِيرُ الْيَابِسُ الْهَالِكُ سُوءَ حالٍ، والأَنثى ضَرِيكة، وقلَّما يُقَالُ ذَلِكَ فِي النِّسَاءِ، وَقَدْ ضَرُكَ ضَراكَةً، وقلَّما يُقَالُ للمرأَة ضَرِيكة. الأَصمعي: الضَّرِيك الضَّرِير، وَهُوَ أَيْضًا الْفَقِيرُ الْجَائِعُ، وَلَا يُصَرَّف لَهُ فِعْل لَا يَقُولُونَ ضرَكه فِي مَعْنَى ضَرَّه، وَالْجَمْعُ ضَرائك وضُرَكاء؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ مَسْلَمة بْنَ هِشَامٍ: فغَيْثٌ أَنتَ للضُّرَكاءِ مِنَّا، ... بسَيْبِك حِينَ تُنْجِدُ أَو تَغُورُ وَقَالَ أَيْضًا: إِذْ لَا تَبِضُّ، إِلَى التَّرائك ... والضَّرائِكِ، كَفُّ جازِرْ وَفِي قِصَّةِ ذِي الرُّمة وَرُؤْبَةَ: عالَمُهُ ضَرائك؛ جَمْعُ ضَرِيك وهو الفقير السيء الْحَالِ، وَقِيلَ: الْهَزِيلُ. والضَّرِيكُ: النَّسْرُ الذَّكَرُ، قَالَ: وضُراك مِنْ أَسْمَاءِ الأَسد وَهُوَ الْغَلِيظُ الشديدُ عَصَب الخَلْق فِي جِسْم، وَالْفِعْلُ ضَرُكَ يَضْرُك ضَراكة. ضكك: ضَكَّه يَضُكُّه ضَكًّا وضَكْضَكه: غَمَزه غَمْزاً شَدِيدًا وضَغَطه. وضَكَّه بالحُجة: قَهَره. وضَكَّه الأَمْرُ: كَرَبه. والضَّكُّ: الضِّيقُ. والضَّكْضَكة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ فِيهِ سُرْعَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ سُرْعَةُ الْمَشْيِ. والضَّكْضاك والضُّكاضِكُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ المُكْتَنِز، وَامْرَأَةٌ ضَكْضاكة كَذَلِكَ، وَقِيلَ: امْرَأَةٌ ضَكْضاكة مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ صُلْبة. وَفِي النَّوَادِرِ: ضُكْضِكَتِ الأَرضُ وفُضْفِضَتْ

_ (1). قوله [وسدا القرا] كذا بالأَصل بدون نقط، ولعله محرف عن وبيداء القرى أي ولحق ببيداء القرى

بِمَطَرٍ ورُقْرِقَتْ ومُصْمِصَتْ ومُضْمِضَتْ كُلُّ هَذَا إِذَا غَسَلَهَا المطر. ضمك: اضْمَأَكَّت الأَرضُ اضمِئْكاكاً: كاضْبأَكَّتْ إِذَا خَرَجَ نَبْتُهَا. والمُضْمَئِكُّ: الزَّرْعُ الأَخضر كالمُضْبَئِكّ، عَنْ كُرَاعٍ. أَبو زَيْدٍ: اضْمأَكَّ النَّبْتُ إِذَا رَوِيَ واخْضَرَّ. واضْمَأَكَّ السَّحَابُ: لَمْ يُشَك فِي مَطَرِهِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ضنك: الضَّنْكُ: الضِّيقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، وَمَعِيشَةٌ ضَنْكٌ ضَيِّقة. وَكُلُّ عَيْشٍ مِنْ غيرِ حِلٍّ ضَنْك وَإِنْ كَانَ وَاسِعًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ؛ أَيْ غَيْرَ حَلال؛ قال أبو إسحق: الضَّنْك أَصله فِي اللُّغَةِ الضِّيقُ والشدَّة، وَمَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَنَّ هَذِهِ الْمَعِيشَةَ الضَّنْك فِي نَارِ جَهَنَّمَ، قَالَ: وَأَكْثَرُ مَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّهُ عَذَابُ الْقَبْرِ؛ وَقَالَ قَتادة: مَعِيشَةً ضَنْكاً جَهَنَّمُ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الْكَسْبُ الْحَرَامُ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِهِ: أَكلُ مَا لَمْ يَكُنْ مِنَ حَلَالٍ فَهُوَ ضَنْكٌ وَإِنْ كَانَ مُوَسَّعاً عَلَيْهِ، وَقَدْ ضَنُك عيشُه. والضَّنْك: ضَيق الْعَيْشِ. وكلُّ مَا ضَاقَ فَهُوَ ضنْك. والضَّنيكُ: الْعَيْشُ الضَّيِّقُ، والضَّنيك الْمَقْطُوعُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلضَّعِيفِ فِي بَدَنِهِ وَرَأْيِهِ ضَنِيك. والضَّنِيك: التَّابِعُ الَّذِي يَعْمَل بخُبْزِه. وضَنُك الشيءُ ضَنْكاً وضَنَاكة وضُنُوكة: ضَاقَ. وضَنُك الرجلُ ضَنَاكَةً، فَهُوَ ضَنِيكٌ: ضَعُف فِي جِسْمِهِ وَنَفْسِهِ وَرَأْيِهِ وَعَقْلِهِ. والضُّنْكَة والضُّنَاك، بِالضَّمِّ: الزُّكام، وَقَدْ ضُنِكَ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَضْنُوك إِذَا زُكِمَ، وَاللَّهُ أَضْنَكه وأَزْكَمه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَطَسَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فشَمَّته رَجُلٌ ثُمَّ عَطَس فشَمَّته ثُمَّ عَطَس فأَراد أَن يُشَمِّته، فَقَالَ: دَعْه فَإِنَّهُ مَضْنُوك أَي مزْكوم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْقِيَاسُ أَن يُقَالَ فَهُوَ مُضْنَك ومُزْكَم، وَلَكِنَّهُ جَاءَ عَلَى أُضْنِك وأُزْكِم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيضاً: فَإِنَّكَ مَضْنُوك ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ جَارِيَةً: فَهِيَ ضِنَاكٌ كالكَثِيبِ المُنْهالْ ... عَزَّزَ مِنْهُ، وَهُوَ مُعْطي الإِسْهالْ، ضَرْبُ السَّواري مَتْنَه بالتَّهْتالْ الضِّنَاكُ: الضَّخْمة كالثيب الَّذِي يَنْهَالُ، عَزَّزَ مِنْهُ أَي سَدَّد مِنَ الْكَثِيبِ، ضَرْبُ السَّوَارِي أَي أَمطار اللَّيْلِ فَلَزِمَ بعضُه بَعْضًا، شَبَّهَ خَلْقَهَا بِالْكَثِيبِ وَقَدْ أَصابه الْمَطَرُ، وَهُوَ معْطي الإِسْهال أَي يُعْطِيكَ سُهولة مَا شِئْتَ. والضِّنَاك: المُوَثَّقُ الخَلْق الشَّدِيدُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ والإِبل، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. والضِّنَاك: الْمَرْأَةُ الضَّخمة. وَقَالَ اللَّيْثُ: الضِّنَاك التّارَّة المُكْتَنزة الصُّلْبة اللَّحْمِ. وامرأَة ضِناك: ثَقِيلَةُ الْعَجِيزَةِ ضَخْمة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَقَدْ أُناغي الرَّشأَ المُحَبَّبَا، ... خَوْداً ضِناكاً لَا تَمُدُّ العُقبَا «2» . خَوْداً هُنَا: إِمَّا بَدَلٌ وَإِمَّا حَالٌ، أَراد أَنها لَا تَسِيرُ مَعَ الرِّجَالِ. وَنَاقَةٌ ضِنَاك: غَلِيظَةُ الْمُؤَخَّرِ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ. وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر: فِي التِّيعة شاةٌ لَا مُقَوَّرةُ الأَلْياطِ وَلَا ضِناكٌ؛ الضِّناك، بِالْكَسْرِ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ والأَنثى بِغَيْرِ هَاءً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الضَّنَاك، بِالْفَتْحِ، الْمَرْأَةُ الْمُكْتَنِزَةُ، قَالَ: وَصَوَابُهُ الضِّناك، بِالْكَسْرِ. وَرَجُلٌ ضُنأَكٌ، عَلَى فُعْلَلٍ مهموز الأَلف: وهو

_ (2). قوله [لا تمد العقبا] مد في السير: مضى، والعقب جمع عقبة كغرفة وغرف. وأنشده شارح القاموس في ع ق ب: لا تسير بدل لا تمد

فصل العين المهملة

الصُّلْب الْمَعْصُوبُ اللَّحْمِ، وَالْمَرْأَةُ بِعَيْنِهَا عَلَى هَذَا اللَّفْظِ ضُنْأَكَة. ضوك: تَضَوَّكَ فِي عَذِرته تَضَوُّكاً: تَلَطَّخَ بِهَا؛ قَالَ يَعْقُوبُ: رَوَاهَا اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبِي زِيَادٍ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَعَنِ الأَصمعي بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ العُقَيلي: توَرَّك فِيهِ تَوَرُّكاً إِذَا تَلَطَّخ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ عَرَّام: رأَيت ضُوَاكَةً مِنَ النَّاسِ وضَوِيكَة أَي جَمَاعَةً، وَكَذَلِكَ مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ. وَيُقَالُ: اضْطَوَكُوا عَلَى الشَّيْءِ واعْتَلَجُوا وادَّوَّسُوا «1» إذا تنازعوه بشدة. ضيك: ضاكتِ النَّاقَةُ تَضِيك ضَيكاً: تَفاجَّتْ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فَلَمْ تَقْدِرْ أَن تَضُمَّ فَخِذَيْهَا عَلَى ضَرْعها، وَهِيَ ضَائِكٌ مِنْ نُوق ضُيَّك؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلَا تَراها كالهِضابِ بُيَّكَا، ... مَتالِياً جَنْبَى وعُوذاً ضُيَّكا؟ أَبو زَيْدٍ: الضَّيَكانُ والحَيَكانُ فِي مَشْيِ الإِنسان أَن يحرِّك فِيهِ مَنْكِبَيْهِ وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كثرة لحم. فصل العين المهملة عبك: العَبْكُ: خَلْطُكَ الشيءَ. عَبَك الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ يَعْبُكُه عَبْكاً: لَبَكه. وعَبَكه بِهِ أَيْضًا: خَلَطه. والعَبَكة: الْقِطْعَةَ مِنَ الشَّيْءِ. يُقَالُ: مَا ذُقْتُ عَبَكةً وَلَا لَبَكة، وَقِيلَ: العَبَكة الْكَفُّ مِنَ السَّويق أَو القطعةُ مِنَ الحَيْس، وَقِيلَ: الكِسْرة. وَمَا أَغْنَى عَنِي عَبَكةً أَي مَا يَتَعَلَّقُ فِي السِّقَاءِ مِنَ الوَضَر، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلشَّيْءِ الْهَيِّنِ، وَقِيلَ: العَبَكة مثلُ الحَبَكة وَهِيَ الْحَبَّةُ مِنَ السَّوِيقِ، واللَّبَكةَ قِطْعَةُ ثَرِيدٍ أَوْ لُقْمَةٌ مِنْهُ. وَمَا فِي النِّحْيِ عَبَكة أَي شَيْءٌ مِنَ السَّمْنِ مِثْلُ عَبَقَة، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا أُباليه عَبَكةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَجُلٌ عَبَكةٌ أَي بغيض هِلْبَاجة. عبنك: رَجُلٌ عَبَنَّك: صُلْب شَدِيدٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: جَمل عَبَنَّكٌ. عتك: عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكاً: كَرَّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كرَّ فِي الْقِتَالِ. وعَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إِذَا حَمَلَ. وعَتَك الفرسُ: حَمَل للعَضِّ؛ قَالَ: نُتْبِعهُم خَيْلًا لَنَا عَواتِكَا، ... فِي الْحَرْبِ، حُرْداً تَركَبُ المَهالكا أَي مُغْتاظة عَلَيْهِمْ، وَيُرْوَى عَوانكا. وعَتَك فِي الأَرض يَعْتِك عُتُوكاً: ذَهَبَ وَحْدَهُ. وعَتَك عَلَيْهِ يَضْرِبُهُ: حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلةَ بَطْش. وعَتَك عَلَيْهِ بِخَيْرٍ أَو شَرٍّ: اعْتَرَضَ. وعَتَك عَلَى يَمِينٍ فَاجِرَةٍ. أَقْدَم. والعاتِك: الرَّاجِعُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ. وعَتَكَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ يَعْتِك بِهِ إِذَا لَزِمَهُ. وعَتَكتِ المرأةُ عَلَى زَوْجِهَا: نَشَزَت. وعَتَكَتْ عَلَى أَبيها: عَصَتْهُ وَغَلَبَتْهُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنَكت، بِالنُّونِ، وَالتَّاءِ تَصْحِيفٌ. وعَتَكَ القومُ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا إِذَا عَدَلُوا إِلَيْهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: سارُوا فلستُ، عَلَى أَني أُصِبْتُ بِهِمْ، ... أَدْري عَلَى أَيِّ صَرْفَيْ نِيَّةٍ عَتَكوا وَرَجُلٌ عَاتِكٌ: لَجُوجٌ لَا يَنْتَهي وَلَا يَنْثَني عَنْ أَمر؛ وأَنشد الأَزهري هُنَا: نُتْبعهم خَيْلًا لَنَا عواتِكا وعَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً وعُتوكاً، وَهِيَ عاتِك: احْمَرَّت مِنَ القِدَم وَطُولِ الْعَهْدِ. والعاتِكة: الْقَوْسُ إِذَا قَدُمَتْ واحْمَرَّت. وَامْرَأَةٌ عَاتِكَةٌ: مُحْمَرَّة مِنَ الطِّيب، وَقِيلَ: بِهَا رَدْعُ طِيبٍ،

_ (1). قوله [وادوسوا] هكذا في الأَصل.

وَسُمِّيَتِ المرأَة عَاتِكَةً لِصَفَائِهَا وحُمْرتها. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ حُنَيْنٍ: أَنا ابْنُ العَواتك مِنْ سُلَيْم ؛ الْعَوَاتِكُ: جَمْعُ عَاتِكَةٍ، وأَصل الْعَاتِكَةِ المُتَضَمِّخة بِالطِّيبِ. وَنَخْلَةٌ عَاتِكَةٌ: لَا تأتَبِر أَي لَا تَقْبَلُ الإِبار وَهِيَ الصَّلُودُ تَحْمِلُ الشِّيصَ. وَالْعَوَاتِكُ مِنْ سُلَيم: ثَلَاثٌ يَعْنِي جَدَّاتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلال بْنِ فالَج بْنِ ذَكْوان أُمُّ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ جَدِّ هَاشِمٍ، وَعَاتِكَةُ بِنْتُ مُرّة بْنِ هِلَالِ بْنِ فالَج بْنِ ذَكْوَانَ أُم هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ، وَعَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَص بْنِ مُرَّة بْنِ هِلَالِ بْنِ فالَج بْنِ ذَكْوَانَ أُم وَهْبِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرة جَدِّ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبي أُمه آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، فالأُولى مِنَ الْعَوَاتِكِ «1» عَمَّةُ الوُسْطَى والوُسطى عمةُ الأُخرى، وَبَنُو سُلَيْمٍ تَفْخَرُ بِهَذِهِ الْوِلَادَةِ؛ وَلِبَنِي سُلَيم مَفاخِر: مِنْهَا أَنها أَلَّفَتْ مَعَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَي شَهِدَهُ مِنْهُمْ أَلفٌ، وأَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدَّم لواءَهم يَوْمَئِذٍ عَلَى الأَلْوِية وَكَانَ أَحْمَرَ، وَمِنْهَا أَن عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ أَنِ ابْعَثُوا إِلَيَّ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ أَفضلَه رَجُلًا، فَبَعَثَ أَهل الْكُوفَةِ عُتْبة بْنَ فَرْقَدٍ السُّلَمي، وَبَعَثَ أَهل الْبَصْرَةِ مُجاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ السُّلَمي، وَبَعَثَ أَهْلُ مِصْرَ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ السُّلَمِي، وَبَعْثَ أَهل الشام أَبا الأَعْوَر السُّلَمِي، وَسَائِرُ العَواتك أُمهاتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ غَيْرِ بَنِي سُلَيْم. قَالَ ابْنُ بَرِّي: وَالْعَوَاتِكُ اللَّاتي وَلَدْنَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اثْنَتَا عَشْرَةَ: اثْنَتَانِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَثَلَاثٌ مِنْ سُليم هُنَّ اللَّوَاتِي أَسْمَيْنَاهُنَّ، وَاثْنَتَانِ مِنْ عَدْوان، وكِنانية وَأَسَدِيَّةٌ وهُذَلية وقُضاعية وأَزْدية. وأَحمر عَاتِكٌ: شَدِيدُ الحُمْرة. والعَتِيك: الأَحمَر مِنَ القِدَم، وَهُوَ نَعْتٌ. وأَحمر عاتكٌ وأَحمر أَقْشَر إِذَا كَانَ شَدِيدَ الحُمْرة. وَلَوْنٌ عَاتِكٌ: خَالِصٌ أَيّ لَوْنٍ كَانَ. وَالْعَاتِكُ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شيءٍ وَلَوْنٍ. وعِرْقٌ عاتِك: أَصفر. وعَتَكَ اللبنُ وَالنَّبِيذُ يَعْتِكُ عُتوكاً: اشْتَدَّتْ حُموضته. وَنَبِيذٌ عَاتِكٌ إِذَا صَفَا. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ لُزوق الشَّيْءِ: عَسِقَ وعَبِقَ وعَتَكَ، والعاتِك مِنَ اللَّبَنِ الحازِرُ. وعَتَكَ اللبنُ والشيءُ يَعْتِكُ عَتْكاً: لَزِقَ. وعَتَكَ بِهِ الطيبُ أَي لَزِقَ بِهِ. وعَتَك البولُ عَلَى فَخْذِ النَّاقَةِ أَي يَبِسَ. وكلُّ كَرِيمٍ عاتِك. وأَقام عَتْكاً أَي دَهْراً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَالْمَعْرُوفُ عَنْكاً. وعَتِيكٌ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَقِيلَ: العَتِيك بالأَلف وَاللَّامِ فَخِذٌ مَنِ الأَزد؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا عَتَكِيٌّ. وعَتِيك: حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. والعَتْكُ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قَبْلَ احْتِمالِها ... شَواهِقُ، يَبلُغْنَ السَّحابَ، صِعابُ عثك: كالعَثَكُ والعُثَكُ والعُثُكُ: عِرْق النَّخْلِ خاصةً. عدك: عَدَكَه يَعْدِكه عَدْكاً: ضَرَبَهُ بالمِطْرَقة وَهِيَ المِعْدَكَة. عرك: عَرَكَ الأَدِيمَ وَغَيْرَهُ يَعْرُكه عَرْكاً: دَلَكَه دَلْكاً. وعَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي الْحَرْبِ عَرْكاً، وعَرَك بِجَنْبِهِ مَا كَانَ مِنْ صَاحِبِهِ يَعْرُكه: كَأَنَّهُ حَكَّهُ حَتَّى عَفَّاه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الأَخبار: أَن ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ للحُطَيئة: هلَّا عَرَكْتَ بجَنْبك مَا كَانَ مِنَ الزِّبْرِقانِ؛ قَالَ: إِذَا أَنتَ لَمْ تَعْرُكْ بجَنْبك بعضَ مَا ... يَرِيبُ مِنَ الأَدْنَى، رَمَاكَ الأَباعِدُ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

_ (1). قوله [فالأَولى من العواتك إلخ] عبارة النهاية: فالأَولى مِنَ الْعَوَاتِكِ عَمَّةُ الثانية والثانية عمة الثالثة.

العَارِكِينَ مَظَالِمِي بجُنُوبِهم، ... والمُلْبِسِيَّ، فثَوْبُهم ليَ أَوْسَعُ أَي خَيْرُهُمْ عليَّ ضافٍ. وعَرَكه الدَّهْر: حَنَّكه. وعَرَكَتْهم الحربُ تَعْرُكهم عَرْكاً: دَارَتْ عَلَيْهِمْ، وَكِلَاهُمَا عَلَى المَثل؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فتعْرُكُكم عَرْكَ الرَّحَى بِثفَالِها، ... وتَلْقَحْ كِشافاً ثُمَّ تَحْمِلْ فتُتْئِمِ «1» الثِّفَالُ: الْجِلْدَةُ تُجْعَلُ حَوْلَ الرَّحَى تُمْسِكُ الدَّقِيقَ، والعُراكة والعُلالة والدُّلاكة: مَا حلبتَ قَبْلَ الفِيقَةِ الأُولى وَقَبْلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقَةُ الثَّانِيَةُ. والمَعْرَكة والمَعْرُكة، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا: مَوْضِعُ الْقِتَالِ الَّذِي يَعْتَرِكون فِيهِ إِذَا الْتَقَوْا، وَالْجَمْعُ مَعَارِك. وَفِي حَدِيثِ ذَمِّ السُّوقِ: فَإِنَّهَا مَعْركة الشَّيْطَانِ وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المَعْرَكة والمُعْتَرك مَوْضِعُ الْقِتَالِ أَي مَوْطن الشَّيْطَانِ وَمَحَلُّهُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ وَيُكْثِرُ مِنْهُ لِمَا يَجْرِي فِيهِ مِنَ الْحَرَامِ وَالْكَذِبِ والرِّبا والغَصْب، وَلِذَلِكَ قَالَ وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ ، كِنَايَةً عَنْ قُوَّةِ طَمَعِهِ فِي إِغْوَائِهِمْ لأَن الرَّايَاتِ فِي الْحُرُوبِ لَا تُنْصَبُ إِلَّا مَعَ قوَّة الطَّمَعِ فِي الْغَلَبَةِ، وإلَّا فَهِيَ مَعَ الْيَأْسِ تُحَطُّ وَلَا تُرْفَعُ. والمُعارَكة: الْقِتَالُ: والمُعْتَرك: مَوْضِعُ الْحَرْبِ، وَكَذَلِكَ المَعْرَك. وعارَكهُ مُعارَكة وعِراكاً: قاتَله، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ مُعاركاً. ومُعْتَرَكُ المَنايا: مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ. واعْترَك الْقَوْمُ فِي المَعْرَكة وَالْخُصُومَةُ: اعْتَلَجُوا. واعْتِراك الرِّجَالِ فِي الْحُرُوبِ: ازْدِحَامُهُمْ وعَرْك بَعْضِهِمْ بَعْضًا. واعْتَرَك القومُ: ازْدَحموا، وَقِيلَ: ازْدَحَمُوا فِي المُعْتَرَك. والعِراكُ: ازْدِحَامُ الإِبل عَلَى الْمَاءِ. واعْتَركت الإِبل فِي الوِرد: ازْدَحَمَتْ. وماءٌ مَعْروكٌ أَي مُزْدَحم عَلَيْهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَرْسَلَها العِراكَ أَي أَوردها جَمِيعًا الْمَاءَ، أَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ عَلَى الْمَصْدَرِ الَّذِي فِي مَوْضِعِ الْحَالِ كَأَنَّهُ قَالَ اعْتِراكاً أَي مُعْتَرِكةً؛ وأَنشد قَوْلَ لَبِيدٍ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتن. فأَرْسَلَها العِراكَ، وَلَمْ يَذُدها، ... وَلَمْ يشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدِّخال قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَوْرَدَ إِبله العِراكَ ونُصِبَ نَصْبَ الْمَصَادِرِ أَي أَوردها عِراكاً، ثُمَّ أَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ كَمَا قَالُوا مَرَرْتُ بِهِمُ الجَمّاءَ الغَفِيرَ والحمدَ لِلَّهِ فِيمَنْ نَصَبَ وَلَمْ تُغَيِّرِ الأَلف وَاللَّامُ الْمَصْدَرَ عَنْ حَالِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّي: العِراك وَالْجَمَّاءَ الغَفِير مَنْصُوبَانِ عَلَى الْحَالِ، وأَما الْحَمْدُ لِلَّهِ فَعَلَى الْمَصْدَرِ لَا غَيْرُ. والعَرِكُ: الشَّدِيدُ الْعِلَاجِ وَالْبَطْشِ فِي الْحَرْبِ، وَقَدْ عَرِكَ عَرَكاً؛ قَالَ جَرِيرٌ: قَدْ جَرَّبَتْ عَرَكي، فِي كلِّ مُعْترَكٍ، ... غُلْبُ الأُسُودِ، فَمَا بالُ الضَّغابيسِ؟ والمُعارِك: كالعَرِك. والعَرْكُ وَالْحَازُّ وَاحِدٌ: وَهُوَ حَزّ مِرْفَق الْبَعِيرِ جَنْبَه حَتَّى يَخلُصَ إِلَى اللَّحْمِ وَيَقْطَعَ الْجِلْدَ بحَزِّ الكِرْكِرة؛ قَالَ: لَيْسَ بِذي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الْبَعِيرَ بِأَنَّهُ بَائِنُ المِرْفَق: قليلُ العَرْكِ يَهْجُرُ مِرْفَقاها وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَصِفُ أَبَاهَا: عُرَكَةٌ للأَذاة بجَنْبه أَي يَحْتَمِلُهُ؛ وَمِنْهُ عَرَك البعيرُ جَنْبه بِمِرْفَقِهِ إِذَا دَلَّكَهُ فأَثر فِيهِ. والعَرَكْرَكُ: كالعارِكِ، وَبَعِيرٌ عَرَكْرَك إِذَا كَانَ بِهِ ذَلِكَ؛ قَالَ حَلْحَلَة بنُ قَيْسِ بْنِ أَشْيَمَ وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قد

_ (1). في ديوان زهير: تُنتَج بدل تحمِل.

أَقعده ليُقادَ مِنْهُ، وَقَالَ لَهُ: صَبْراً حَلْحَلُ فَقَالَ مُجِيبًا لَهُ: أَصْبَرُ مِنْ ذِي ضاغطٍ عَرَكْرَك، ... أَلْقَى بَوانِي زَوْرهِ لِلمَبْرَكِ والعَرَكْركُ: الجَمَلُ الْقَوِيُّ الْغَلِيظُ، يُقَالُ: بَعِيرٌ ضاغِطٌ عَرَكْرَكٌ، وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هُنَا أَيْضًا رَجَزَ حَلْحلة الْمَذْكُورَ قَبْلَهُ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ لِلنَّاقَةِ السَّمِينَةِ عَرَكْرَكَة، وَجَمْعُهَا عَرَكْرَكات؛ أَنشد أَعرابي مِنْ بَنِي عُقَيْل: يَا صاحِبَيْ رحْلي بليلٍ قُوما، ... وقَرِّبا عَرَكْرَكاتٍ كُوما فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ مِنْ عُكْلٍ يَقُولُهُ لِلَيْلَى الأَخيلية: حَيَّاكة تَمْشِي بعُلْطَتينِ، ... وقارِمٍ أَحْمَر ذِي عَرْكَيْنِ فَإِنَّمَا يَعْنِي حِرَها وَاسْتَعَارَ لَهَا العَرْك، وأَصله فِي الْبَعِيرِ. وعَرِيكَةُ الجمل والناقة: بقية سَنامها، وَقِيلَ: هُوَ السَّنَامُ كُلُّهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: خِفاف الخُطى مُطْلَنْفِئات العَرائِك وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الْمُشْتَرِيَ يَعْرُك ذَلِكَ الْمَوْضِعَ لِيَعْرِفَ سِمَنَهُ وَقُوَّتَهُ. والعَرِيكَة: الطَّبِيعَةُ، يُقَالُ: لانَتْ عَرِيكَتُه إِذَا انْكَسَرَتْ نَخْوَتُه، وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً وأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً؛ الْعَرِيكَةُ: الطَّبِيعَةُ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَيِّنُ العَريكة إِذَا كَانَ سَلِساً مُطَاوِعًا منْقاداً قَلِيلَ الْخِلَافِ والنُّفُور. وَرَجُلٌ لَيِّنُ العَرِيكة أَيْ لَيِّنُ الخُلُق سَلِسُه وَهُوَ مِنْهُ، وَشَدِيدُ الْعَرِيكَةِ إِذَا كَانَ شَدِيدَ النَّفْسِ أَبِيّاً. والعَريكة: النَّفْس، يُقَالُ: إِنَّهُ لصَعْب العَرِيكة وَسَهْلُ العَرِيكة أَي النَّفْسِ؛ وَقَوْلُ الأَخطل: مِنَ اللَّواتي إِذَا لانَتْ عَرِيكَتُها، ... كَانَ لَهَا بَعْدَهَا آلٌ ومَجْلُودُ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: عَرِيكَتُهَا قُوَّتُهَا وَشِدَّتُهَا، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ مِمَّا تَقَدَّمَ لأَنها إِذَا جَهَدَتْ وأَعْيَتْ لانَتْ عَرِيكتها وانقادَتْ. وَرَجُلٌ مَيْمُونُ العَرِيكة والحَرِيكة والسَّلِيقَة والنَّقِيبَة والنَّقِيمَةِ والنَّخِيجَةِ والطَّبِيعَةِ والجَّبِيلَةِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والعَرَكِيَّة: الْمَرْأَةُ الْفَاجِرَةُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل يَهْجُو النَّجَاشِيَّ: وجاءتْ بِهِ حَيَّاكَةٌ عَرَكِيَّةٌ، ... تَنَازَعَها فِي طُهْرِها رَجُلانِ وعَرَك ظَهْرَ النَّاقَةِ وَغَيْرَهَا يَعْرُكُه عَرْكاً: أَكثر جَسَّه لِيَعْرِفَ سِمَنَهَا؛ وَنَاقَةٌ عَرُوك مِثْلُ الشَّكُوكِ: لَا يُعْرَفُ سِمَنُهَا إِلَّا بِذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُشَكُّ فِي سَنامها أَبه شَحْمٌ أَم لَا، وَالْجَمْعُ عُرُكٌ. وعَرَكْتُ السَّنام إِذَا لَمَسْتَهُ تَنْظُرُ أَبه طِرْق أَم لَا. وعَرِيكة الْبَعِيرِ: سَنامُه إِذَا عَرَكه الحِمْلُ، وَجَمْعُهَا العَرائك. وَلَقِيتُهُ عَرْكَةً أَو عَرْكَتَيْن أَي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا. وَلَقِيتُهُ عَرَكاتٍ أَي مَرَّاتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عاوَدَه كَذَا كَذَا عَرْكَةً أَي مَرَّةً ؛ يُقَالُ: لَقِيتُهُ عَرْكَة بَعْدَ عَرْكة أَيْ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وعَرَكه بشَرٍّ: كَرَّرَهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَرَكَه يَعْرُكه عَرْكاً إِذَا حَمَلَ الشَّرَّ عَلَيْهِ. وعَرَك الإِبلَ فِي الحَمْضِ: خَلَّاها فِيهِ تَنَالُ مِنْهُ حَاجَتَهَا. وعَرَكتِ الماشيةُ النَّبَاتَ: أَكلته؛ قَالَ: وَمَا زِلْت مثلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً ... فيُعْلَى، ويُولَى مَرَّةً ويَثُوبُ

يُعْرَكُ: يؤكَلُ، ويُولَى مِنَ الوَلْيِ. والعَرْك مِنَ النَّبَاتِ: مَا وُطِئَ وأُكل؛ قَالَ رؤُبة: وإنْ رَعاها العَرْكَ أَو تَأنَّقا وَأَرْضٌ مَعْروكة: عَركَتْها السائمةُ حَتَّى أَجْدَبَتْ، وَقَدْ عُرِكَتْ إِذَا جَرَدتْها الماشيةُ مِنَ المَرعى. وَرَجُلٌ مَعْروك: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي المسأَلة. والعِراك: المَحِيضُ، عَرَكَتِ المرأَة تَعْرُك عَرْكاً وعِراكاً وعُرُوكاً؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ عارِكٌ، وأَعْرَكَتْ وَهِيَ مُعْرِكٌ: حَاضَتْ، وخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالعَرْك الجاريةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن بَعْضَ أَزواج النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ مُحْرِمَة فَذَكَرَت العِراكَ قَبْلَ أَن تُفِيضَ ؛ العِراك: الحَيْضُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: حَتَّى إِذَا كُنَّا بسَرِفَ عَرَكْتُ أَي حِضْتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لحُجْر بْنِ جَلِيلَةَ: فغَرْت لَدى النُّعْمانِ، لَمَّا رأَيته، ... كَمَا فَغَرَتْ للحَيْضِ شَمْطاءُ عارِكُ وَنِسَاءٌ عَواركُ أَي حُيَّض؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً: أَفي السِّلْمِ أَعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً، ... وَفِي الحَرْبِ أَمْثالَ النساءِ العوارِكِ؟ وَقَالَتِ الخَنْساء: لَا نَوْمَ أَو تَغسِلُوا عَارًا أَظَلَّكُمُ، ... غَسْلَ العوارِكِ حَيضاً بَعْدَ إِطْهارِ والعَرْكُ: خُرْءُ السِّبَاعِ. والعَرَكِيُّ. صَيَّادُ السَّمَكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ العَرَكِيّ سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عَنِ الطُّهُور بِمَاءِ الْبَحْرِ ؛ العَرَكِيُّ صَيَّادُ السَّمَكِ، وَجَمْعُهُ عَرَكٌ كَعَربِيٍّ وعَرَب وَهُمُ العُروك؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: وَفِي غَمْرَةِ الْآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكاً، عَلَى رائسٍ، يَقْسِمُونا رَائِسٌ: جَبَلٌ فِي الْبَحْرِ وَقِيلَ رَئِيسٌ مِنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي كِتَابِهِ إِلى قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ: إِن عَلَيْكُمْ رُبْعَ مَا أَخرَجَتْ نَخْلُكم ورُبْع مَا صادَتْ عُرُوكُكُمْ ورُبُعَ المِغْزل ؛ قَالَ: العُرُوك جَمْعُ عَرَك، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَصِيدُونَ السَّمَكَ، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْمَلَّاحِينَ عَرَك لأَنهم يَصِيدُونَ السَّمَكَ، وَلَيْسَ بأَن العَرَك اسْمٌ لَهُمْ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يُغْشي الحُداةُ بِهِمْ حُرَّ الكَثيبِ، كَمَا ... يُغْشِي السفائنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ العَرَكُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَوَى أَبو عُبَيْدَةَ مَوْجَ، بِالرَّفْعِ، وَجَعَلَ العَرِكَ نَعْتًا لِلْمَوْجِ يَعْنِي الْمُتَلَاطِمَ. والعرَك: الصَّوْتُ، وَكَذَلِكَ العَرِكُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَرَجُلٌ عَرِكٌ أَي شَدِيدٌ صِرِّيعٌ لَا يُطاق. وَقَوْمٌ عَرِكُونَ أَي أَشدّاءُ صُرَّاع. ورَمْلٌ عَرِيك ومُعْرَوْرِك: مُتَدَاخِلٌ. والعَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ، وَقَيَّدَهُ الأَزهري فَقَالَ: مِنْ أَرْكابِ النِّسَاءِ، وَقَالَ: أَصله ثَلَاثِيٌّ وَلَفْظُهُ خُمَاسِيٌّ. والعَرَكْرَكَةُ، عَلَى وَزْنِ فعَلْعَلَة، مِنَ النِّسَاءِ: الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ الْقَبِيحَةُ الرَّسْحاء؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا مِنْ هَوايَ وَلَا شِيمَتي ... عَرَكْرَكَةٌ، ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ وعِرَاك ومُعارِكٌ ومِعْرَك ومِعْرَاك: أَسماء. وَذُو مُعارِك: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تُليحُ مِنْ جَنْدَلِ ذِي مَعارِكِ، ... إِلاحَةَ الرومِ مِنَ النَّيازِكِ أَي تُلِيح مِنْ حَجَر هَذَا الْمَوْضِعِ، وَيُرْوَى: مِنْ جندلَ ذِي مَعارك؛ جَعَلَ جَنْدَلَ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ فَلَمْ

يَصْرِفْهُ، وَذِي مَعارِك بَدَلٌ مِنْهَا كأَنَّ الْمَوْضِعَ يُسَمَّى بجنْدَلَ وذي مَعارك. عسك: عَسِكَ بِهِ عَسَكاً، فَهُوَ عَسِكٌ: لَصِق بِهِ ولَزِمَه، وَكَذَلِكَ سَدِكَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن كَافَ عَسِك بَدَلٌ مِنْ قَافِ عَسِقَ. وتَعَسَّك الرَّجُلُ فِي مَشْيِهِ: تَلَوَّى. عضنك: العَضَنَّكُ: المرأةُ العَجْزاء اللَّفَّاءُ الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ المُضْطَربة، وَقِيلَ: هِيَ الْعَظِيمَةُ الرَّكَب، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ العَضَنَّكة، وَقَالَ اللَّيْثُ: العَضَنَّكُ المرأَة اللَّفَّاءُ الَّتِي ضَاقَ مُلْتَقَى فَخِذَيْهَا مَعَ تَرارَتها وذلك لكثرة اللحم. عفك: رَجُلٌ أَعْفَكُ: لَا يُحْسن العملَ بَيِّنُ العَفَك، وَقِيلَ أَحمق لَا يَثْبُتُ عَلَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ، وَلَا يُتِمُّ وَاحِدًا حَتَّى يأْخذ فِي آخَرَ غَيْرِهِ، وَهُوَ المُخَلَّع مِنَ الرِّجَالِ أَيضاً؛ وأَنشد اللَّيْثُ: صاحِ أَلَمْ تَعْجَبْ لقوْلِ الضَّيْطَرِ، ... الأَعْفَكِ الأَحْدَلِ ثُمَّ الأَعْسَرِ والأَعْفَكُ: الأَعْسَرُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق فَقَطْ، وَقَدْ عَفِكَ عَفَكاً وعَفْكاً، فَهُوَ عَفِكٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا أَنتَ إِلَّا أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ، ... هَوْهَاءةٌ هِرْدَبَّةٌ مُزَرْدَمُ والعَفِيكُ اللَّفِيكُ: المُشْبَعُ حُمْقاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ عَفِكٌ لَفِكٌ عَفِتٌ مَدِشٌ فَدِشٌ أَي خَرِقٌ، وامرأَة عَفْتاء وعَفْكاء ونَفْتاء إِذَا كَانَتْ خرْقاء. والعَفَكُ والعَفَتُ: يَكُونُ العُسْرَ والخُرْقَ. وعَفَكَ الكلامَ يَعْفِكه عَفْكاً: لَمْ يُقِمْهُ، وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنه قَالَ: هَؤُلَاءِ الطَّمَاطِمة يَعْفِكون الْقَوْلَ عَفْكاً ويَلْفِتُونه لَفْتاً. والعَفَّاك: الَّذِي يَرْكَبُ بعضُهُ بَعْضًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنِ كراع. عكك: العُكَّة والعِكَّة والعَكَّةُ والعَكَكُ والعَكيك: شِدَّةُ الْحَرِّ مَعَ سُكُونِ الرِّيحِ، وَالْجَمْعُ عِكاك. وَيَوْمٌ عَكٌّ وعَكِيكٌ: شَدِيدُ الْحَرِّ بِغَيْرِ رِيحٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ يَوْمُ عَكٌّ أَكٌ إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْحَرِّ مَعَ لَثَقٍ واحْتباسِ رِيحٍ؛ حَكَاهَا فِي أَشياء إِتْباعيَّة، فَلَا أَدري أَذَهَبَ بأَكٍّ إِلى الإِتباع أَم ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَنَّهُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ وأَنه يُفْصَل مِنْ عَكٍّ كَمَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَلَيْلَةٌ عَكَّة أَكَّةٌ: كَذَلِكَ، وَقَدْ عَكَّ يومُنا يَعِكّ عَكّاً. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَكَّة والعُكَّةُ فَوْرَةٌ شَدِيدَةٌ فِي القَيْظ، وَهُوَ الْوَقْتُ الَّذِي تَرْكُد فِيهِ الرِّيحُ، وَفِي لُغَةٍ أُخرى أَكَّةٌ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَكِيكُ والعِكاكُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: تُرَجّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامها العُلا، ... وَمَا نَزَلَتْ حَوْلَ المِقَرِّ عَلَى عَمْدِ ويومٌ عَكيكٌ وَذُو عَكِيكٍ: حَارٌّ. وحَرّ عَكيكٌ: شَدِيدٌ، قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ جَارِيَةً: تَطْرُد القُرّ بحَرٍّ صادقٍ، ... وعَكِيكَ القَيْظِ إِن جاءَ بقُرّ في الْحَدِيثِ حَدِيثُ عُتْبة بْنِ غَزْوانَ وَبِنَاءِ البَصْرة: ثُمَّ نَزَلُوا وَكَانَ يَوْم عِكاكٍ ، وَقَالَ: العِكاكُ جَمْعُ عَكَّة وَهِيَ شِدَّةُ الْحَرِّ. والعُكَّة: الرَّمْلَةُ الْحَارَّةُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: العُكَّة رَمْلَةٌ حَمِيَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ، وَالْجَمْعُ عِكاكٌ. والعَكَّةُ عُرَوَاء الحُمَّى، وَقَدْ عُكَّ أَيْ حُمَّ، وعكّتْه الحُمَّى عَكّاً: لَزِمَتْهُ وأَحَمَّتْه حَتَّى تُضْنِيه. وعُكَّ إِذَا غَلَى مِنَ الْحَرِّ أَيضاً. والعُكَّة للسَّمْن: كالشَّوْكَة لِلَّبَنِ، وَقِيلَ: العُكَّة أَصغر مِنَ القِرْبة لِلسَّمْنِ، وَهُوَ زُقَيْقٌ صَغِيرٌ،

وَجَمْعُهَا عُكَكٌ وعِكَاكٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ: وَهِيَ وِعَاءٌ مِنْ جُلُودٍ مُسْتَدِيرٌ يَخْتَصُّ بِهِمَا وَهُوَ بِالسَّمْنِ أَخص؛ قَالَ أَبو القَمْقام الأَعرابي: غبْتُ غَيْبة عَنْ أَهلي فقَدِمْتُ فقَدَّمتْ إِلَيَّ امرأَتي عُكَّتين صَغِيرَتَيْنِ مِنْ سَمْنٍ ثُمَّ قَالَتْ لِي: حَلِّني اكْسُني، فَقُلْتُ: تَسْلأُ كلُّ حُرَّةٍ نِحْيَيْنِ، ... وَإِنَّمَا سَلأْتِ عُكَّتَينِ، ثُمَّ تَقُولِي: اشْتَرِ لِي قُرْطَيْنِ، ... قَرَّطَكِ اللهُ عَلَى الأُذْنَيْنِ عَقارِباً تَمْشِي، وأَرْقَمَيْنِ وعَكَّه بِشَرٍّ: كَرّره عَلَيْهِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَكَّ الرجلَ يَعُكّه عَكّاً: حَدَّثه بِحَدِيثٍ فَاسْتَعَادَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَذَلِكَ عَكَكْته الْحَدِيثَ: وَفِي حَوَاشِي بعض التَّهْذِيبِ الْمَوْثُوقِ بِهَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: سَوْفَ أَعُكُّه لَكَ؛ يُرِيدُ أُفَسِّره. وعَكَّه يَعُكُّه عَكّاً: حَبَسَهُ. وَإِبِلٌ مَعْكُوكَة أَي مَحْبُوسَةٌ. وعَكَّه عَنْ حَاجَتِهِ يَعُكُّه عَكّاً: عَقَله وصَرَفه مِثْلُ عَجَسَه، وَكَذَلِكَ إِذا مَطَلَه بحق؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: ماذَا تَرى رَأْيَ أَخٍ قَدْ عَكَّا «2» . قَالَ: عَكَّ الرجلُ إِذَا أَقام واحْتَبَس، وعَكَّه بِالْحُجَّةِ يَعُكُّه عَكّاً: قَهَرَهُ. وعَكَّني بالأَمر عَكّاً إِذَا رَدَّدَهُ عَلَيْكَ حَتَّى يُتْعِبَك، وَكَذَلِكَ عَكَّه بِالْقَوْلِ عَكّاً إِذَا رَدَّهُ عَلَيْهِ مُتَعَنِّتًا. وعَكَّ عَلَيْهِ: عَطَف كَعاكَ. وَفَرَسٌ مِعَكٌّ: يَجْرِي قَلِيلًا ثُمَّ يحتاح إِلَى الضَّرْبِ. وَرَجُلٌ مِعَكٌّ إِذَا كَانَ ذَا لَدَد وَالْتِوَاءٍ وَخُصُومَةٍ. وعَكَّه بِالسَّوْطِ: ضَرَبَهُ. وعَكٌّ: قَبِيلَةٌ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْحَيِّ. والعَكَوَّك: الْقَصِيرُ المُلَزَّزُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ؛ وأَنشد لِدَلَمٍ أَبي زُعَيْبٍ العَبْشَمِيّ: لما رأَيتُ رَجُلًا دِعْكايَهْ ... عَكَوَّكاً، إِذَا مَشَى، دِرْحايَه وَقِيلَ: هُوَ السَّمِينُ، وَقِيلَ: الصُّلب الشَّدِيدُ؛ قَالَ نِجادٌ الخَيْبَري: عَكَوَّك المِشْيَةِ كالقَفَنْدَرِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَكَوَّكٌ فَعَلَّع بِتَكْرِيرِ الْعَيْنِ وَلَيْسَ مِنَ الْمُضَاعَفِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَكَوَّكٌ فَعَوَّلٌ، وَلَيْسَ فعَلَّع كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ. وَمَكَانٌ عَكَوَّك: غَلِيظٌ صُلْب، وَقِيلَ سَهْل؛ قَالَ: إِذَا هَبَطْنَ مَنْزِلًا عَكَوَّكا، ... كأَنما يَطْحَنَّ فِيهِ الدَّرْمَكا وَالْهَاءُ لُغَةٌ؛ وأَما قَوْلُ العجاج: عَكٌّ شَدِيدُ الأَمْرِ قُسْبُرِيُ قَالَ أَبو زَيْدٍ: العَكُّ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ الْمُجْتَمِعُ. وعَكَوَّكٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وعُكَّةُ العِشارِ أَيضاً: لَوْنٌ يَعْلُو النُّوق عِنْدَ لِقاحها. وَقَدْ أَعَكَّتِ الناقةُ العُشَراء تُعِكُّ إِذَا تبدَّلت لَوْنًا غَيْرَ لَوْنِهَا، وَالِاسْمُ العُكّة، وَكَذَلِكَ إِذَا سَمِنَتْ فأَخصبت. وعَكُّ بْنُ عَدْنان: أَخو مَعَدٍّ، وَهُوَ الْيَوْمَ فِي الْيَمَنِ؛ هَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ؛ وَقَالَ بَعْضُ النَّسَّابِينَ: إِنَّمَا هُوَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ، فأَما عَكٌّ فَهُوَ ابْنُ عُدْثان، بِالثَّاءِ، وَعُدْثَانُ، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ: مِنْ وَلَدِ قَحْطَانَ. وَعَدْنَانُ، بالنون: من ولد إسمعيل. وَقَوْلُهُمُ ائتَزَرَ فلانٌ إزْرةَ عَكَّ وَكَّ وإزْرَة عَكَّى وَهُوَ أَن يُسْبِل طَرَفَيْ إزاره ويضم

_ (2). قوله [ماذا ترى إلخ] صدره كما في شرح القاموس: يا ابن الرفيع حسباً وبنكا

سَائِرَهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إزْرَتُه تَجِدْهُ عَكَّ وَكَّا، ... مِشْيَتُه فِي الدَّارِ هاكَ رَكَّا «1» . قَالَ: وهاكَ رَكَّ حِكَايَةُ تَبَخْتُرِهِ. وعَكَّةُ: اسْمُ بَلَدٍ فِي الثُّغور؛ وَفِي الْحَدِيثِ: طُوبى لِمَنْ رأَى عَكَّةَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَذِهِ أَرضُ عُكَّةٍ بِإِضَافَةٍ وَغَيْرِ إِضَافَةٍ إِذَا كَانَتْ حَارَّةً؛ وأَنشد: بِبلدةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نَداها، ... تَضَمَّنَتِ السَّمائمَ والذُّبابا والعُكَّةُ: تَكُونُ مَعَ الجَنُوب والصَّبا. وَقَالَ سَاجِعُ الْعَرَبِ: إِذَا طَلَعَتِ العُذْرة، لَمْ يَبْقَ بعُمانَ بُسْرة، وَلَا لأَكَّارٍ بُرَّة، وَكَانَتْ عُكَّةٌ نُكْرة، عَلَى أَهل الْبَصْرَةِ. وَفِي حَاشِيَةِ التَّهْذِيبِ: رِوَايَةُ اللَّيْثِ نُكْرَةٌ، بِالنُّونِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالصَّحِيحُ بُكْرَةٌ، بِالْبَاءِ؛ وَفِي الْحَاشِيَةِ: قَالَ الْجُرْجَانِيُّ هَذَا الْبَابُ كُلُّهُ رَاجِعٌ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ وهو تَرَدُّد الشيء وتكاتفه، تَقُولُ مَا زلتُ أَعُكُّهُ بِالْقَوْلِ حَتَّى غَضِبَ أَي أُردِّدُ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، وَمِنْهُ عَكَّتْه الحُمَّى، وَمِنْهُ عُكَّة السَّمْنِ لأَنه يُكْنَزُ فِيهَا كَنْزاً، وَيُقَالُ: سَمِنَتِ المرأَة حَتَّى صَارَتْ كالعُكَّة، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْيَوْمِ الْحَارِّ: يَوْمٌ عَكٌّ وعَكِيكٌ، يُرِيدُ شدَّة احْتِدامه وَتَكَاثُفِهِ؛ قَالَ: وَهَذَا قول المبرد. علك: عَلَكَتِ الدابةُ اللجامَ تَعْلُكه عَلْكاً: لَاكَتْه وَحَرَّكَتْهُ فِي فِيهَا، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: خَيْلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ، ... تحتَ العَجاجِ، وأُخْرى تَعْلُك اللُّجُما وعَلَكَ نَابَيْه: حَرَقَ أَحدهما بِالْآخَرِ فَحَدَثَ بَيْنَهُمَا صَوْتٌ، قَالَ العُجَيرُ السَّلوليُّ: فجئتُ، وخَصْمِي يَعْلُكونَ نُيوبَهم، ... كَمَا وُضِعَتْ تحتَ الشِّفارِ عَزُوزُ وعَلَكَ الشيءَ يَعْلُكه ويَعْلِكه عَلْكاً: مَضَغه ولَجْلَجه. وَطَعَامٌ عَالِكٌ وعَلِكٌ: مَتِينُ المَمْضغة. والعِلْكُ: ضَرْبٌ مِنْ صَمْغِ الشَّجَرِ كاللُّبان يُمْضَغُ فَلَا يَنماع، وَالْجَمْعُ عُلوك وأَعْلاك، وَقَدْ عَلَكه، وَبَائِعُهُ عَلَّاك. وَمَا ذُقْتُ عَلاكاً أَي مَا يُعْلَك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ وبُرْمَتُه تَفور عَلَى النَّارِ فتناوَلَ مِنْهَا بَضْعَةً فَلَمْ يَزَلْ يَعْلُكُها حَتَّى أَحرم فِي الصَّلَاةِ أَي يَمْضَغُها. وعَلَّكَ القِرْبة، بِالتَّشْدِيدِ: أَجاد دَبْغَهَا، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وعَلَّكَ مالَه: أَحسن القيامَ عَلَيْهِ، قَالَ: وكائنْ مِنْ فَتًى سَوْءٍ تَراه ... يُعَلِّكُ هَجْمَةً: حُمْراً وجُونا وَشَيْءٌ عَلِكٌ أَي لزِجٌ. وعَلَّكَ يَدَيْهِ عَلَى مَالِهِ: شَدَّهما مِنْ بُخْلِهِ فَلَمْ يَقْرِ ضَيْفًا وَلَا أَعطى سَائِلًا. والعَلِكَةُ: شِقْشِقَةُ الْجَمَلِ عِنْدَ الْهَدِيرِ، قَالَ رؤية: يَجْمَعْنَ رَاراً وهَدِيراً مَحْضا، ... فِي عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضا والعَلَكُ والعُلاكُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالْحِجَازِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ شَجَرٌ لَمْ أَسمع لَهُ بحِلْيَة. وَفِي حَدِيثٍ لِجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سأَله عَنْ مَنْزِلِهِ بِبيشَةَ فَوَصَفَهَا جَرِيرٌ فَقَالَ: سَهْلٌ ودَكْداك، وسَلَمٌ وأَراك، وحَمْضٌ وعَلاك ، العَلاك: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَيُقَالُ لَهُ العَلَكُ أَيضاً، قَالَ لَبِيَدٌ: لَتَبَقَّطَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقيمةً، ... فَجُنوبَ ناصِفَةٍ لِقاحُ الحَوْأَبِ والعَوْلَكُ: عِرْق فِي رَحِمِ الشَّاةِ، وهو أَيضاً عِرْق

_ (1). قوله: تَجِدْه، بالجزم، هكذا في الأَصل

فِي الْخَيْلِ والحُمُر وَالْغَنَمِ، يَكُونُ غَامِضًا فِي البُظارة دَاخِلًا فِيهَا، والبُظارة بَيْنَ الأَسْكَتَيْنِ وَهُمَا جَانِبَا الحَياء، وَاسْتَعَارَ بعضُ الرُّجَّاز ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ فَقَالَ: يَا صاحِ! مَا أَصْبَر ظَهْرَ غَنَّامْ! ... خَشِيتُ أَن تَظْهَر فِيهِ أَوْرامْ، مِنْ عَوْلَكَينِ غَلَبا بالإِبْلامْ وَذَلِكَ أَن امرأَتين كَانَتَا رَكِبَتَا هَذَا الْبَعِيرَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ غنَّام. وجمعُ العَوْلَكِ: عَوَالِكُ. وَفِي الصِّحَاحِ: العَوْلَكُ عِرْقٌ فِي الرَّحِمِ، وَلَمْ يُخَصَّصْ، ثُمَّ قَالَ مَا قُلْنَاهُ وَذَكَرَ الرَّجَزَ وَنَسَبَهُ إِلى العَدَبَّسِ الْكِنَانِيِّ وَقَالَ: إِن الْبَعِيرَ الْمَرْكُوبَ أَيضاً لَهُ. وشَعر مُعْلَنْكِكٌ: كَثِيرٌ مُتَرَاكِبٌ. واعْلَنْكَكَ أَي اعْلَنْكَدَ وَاجْتَمَعَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمِعْلاك شَيْءٌ كالسهم يرمى به «1». عنك: عَنَكَ الرَّمْلُ يَعْنُكُ عُنُوكاً وتَعَنَّكَ: تعَقَّد وَارْتَفَعَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ طَرِيقٌ. ورَملة عانِكٌ: فِيهَا تَعَقُّد لَا يَقْدِرُ الْبَعِيرُ عَلَى الْمَشْيِ فِيهَا إِلا أَن يَحْبُوَ؛ يُقَالُ: قَدْ أَعْنَك البعيرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ: أَوْدَيْتَ إِنْ لَمْ تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك يَقُولُ: هلكتَ إِنْ لَمْ تحملْ حَمالَتي بجَهْد. واعْتَنَك الْبَعِيرُ واستَعْنَك: حَبَا فِي العانِك فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى السَّيْرِ. وأَعنَكَ الرجلُ: وَقَعَ فِي العِنْكة، وَاحِدُهَا عِنْك، وَهُوَ الرَّمْلُ الْكَثِيرُ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: مَا كَانَ لَكِ أَن تُعَنِّكيها ؛ التَّعْنيك: الْمَشَقَّةُ وَالضِّيقُ وَالْمَنْعُ، مِنِ اعْتَنَك البعيرُ إِذَا ارْتَطَمَ فِي الرَّمْلِ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْخَلَاصِ مِنْهُ، أَو مِنْ عَنَك البابَ وأَعْنَكَه إِذَا أَغلقه، وَقَدْ رُوِيَ مَا كَانَ لَكِ أَن تُعَنِّقِيها ، بِالْقَافِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَقَدْ مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ عَلَكَ فِي وَصْفِ جَرِيرٍ مُنْزِلَهُ بِبيشَة وحُموض وعَلاك، وَقَعَ هَذَا الْحَرْفُ عَلَى رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ: وعَنَاك، بِالنُّونِ، وَفُسِّرَ بِالرَّمْلِ، وَالرِّوَايَةُ بِاللَّامِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وعَنَكَت المرأةُ عَلَى زَوْجِهَا: نَشَزت، وَعَلَى أَبيها: عَصَتْهُ. وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: عَتَكَتْ، بِالتَّاءِ. وعَنَكَ الفرسُ: حَمَلَ وكرَّ؛ قَالَ: نُتْبعُهم خَيْلًا لَنَا عَوانِكا وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِالتَّاءِ أَيضاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والعَانِكُ: اللَّازِمُ، وَالتَّاءُ أَعلى. اللَّيْثُ: والعَانِكُ الأَحمر، يُقَالُ: دَمٌ عانكٌ وعِرْق عانِك إِذَا كَانَ فِي لَوْنِهِ صُفْرَةٌ؛ وأَنشد: أَو عانِكٍ كَدمِ الذَّبِيحِ مُدامِ والعانِكُ مِنَ الرَّمْلِ: فِي لَوْنِهِ حُمْرَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: كُلُّ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي الْعَانِكِ فَهُوَ خَطَأٌ وَتَصْحِيفٌ، وَالَّذِي أَراد اللَّيْثُ مِنْ صِفَةِ الْحُمْرَةِ فَهُوَ عَاتِكٌ، بِالتَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَقَالَ أَيضاً عَنِ ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ أَتانا بِنَبِيذٍ عَاتِكٍ، يُصَيِّرُ النَّاسِكَ مِثْلَ الفَاتِك؛ والعانِكُ مِنَ الرِّمَالِ: مَا تَعَقَّد كَمَا فَسَّرَهُ الأَصمعي لَا مَا فِيهِ حُمْرَةٌ؛ وأَما اسْتِشْهَادُهُ بِقَوْلِهِ: أَو عَانَكٍ كَدَمِ الذَّبِيحِ مُدَامِ فَإِنَّ الرُّوَاةَ يَرْوُونَهُ: أَو عَاتِقٍ، قَالَ: وَكَذَا الإِيادي فِيمَا رَوَاهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ لِلَّيْثِ بِالْكَافِ فَهُوَ عَاتِكٌ كَمَا رَوَيْتُهُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والعِنْكُ والعَنْكُ والعُنْكُ: سُدْفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ تَكُونُ مِنْ أَوّله إِلَى ثُلُثِهِ، وَقِيلَ: قِطْعة مُظْلِمَةٌ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ قَالَ: وَالْكَسْرُ أَفصح، وَالْجَمْعُ أَعْناك، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي التَّاءِ. قَالَ الأَزهري: رُوِيَ لَنَا عَنِ الأَصمعي أَتانا بَعْدَ عِنْك أَي بَعْدَ سَاعَةٍ وهُدُوٍّ؛ وَيُقَالُ: مَكَثَ عِنْكاً أَي عَصْراً وَزَمَانًا؛ قَالَ أَبو تُراب: العِنْك الثُّلُثُ الْبَاقِي مِنَ اللَّيْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

_ (1). 1 زاد المجد: العلكة، محركة، الناقة السمينة.

فصل الغين المعجمة

بَاتَا يَجُوسانِ، وَقَدْ تَجَرَّما، ... ليلُ التِّمامِ غيرَ عِنْكٍ أَدْهَما وَقِيلَ: هُوَ الثُّلُثُ الثَّانِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ عِنْك وعَنْك وعُنْك كَمَا يُقَالُ عِنْدٌ وعَنْد وعُنْدٌ، وعِنْكُ كُلِّ شَيْءٍ مَا عَظُم مِنْهُ، يُقَالُ: جَاءَنَا مِنَ السَّمَكِ وَمِنَ الطَّعَامِ بِعِنْكٍ أَي بِشَيْءٍ كَثِيرٍ مِنْهُ. والعِنْكُ: الْبَابُ، يَمانية. وعَنَكَ البابَ وأَعْنكه: أَغلقه، يَمَانِيَةٌ. وأَعْنَك الرجلُ إِذَا تَجَرَ فِي العُنُوك، وَهِيَ الأَبواب. يُقَالُ لِلَّبَابِ العِنْك، وَلِصَانِعِهِ الفَيْتَق، والمِعْنَك: الغَلَق. وعَنَك اللبنُ أَي خَثُرَ. عنفك: العَنْفَكُ: الأَحمق. وَامْرَأَةٌ عَنْفَكٌ، وَهُوَ عَيْبٌ. والعَنْفَك: الثقيل الوَخِمُ. عهك: قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَرَأْتُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب تَرَكْتُهُمْ فِي عَيْهَكَةٍ وعَوْهَكةٍ ومَعْوَكةٍ ومَحْوَكةٍ وعَويكة. وَقَدْ تعاوَكوا إذا اقتتلوا. عوك: عاكَ عَلَيْهِ يَعُوك عَوْكاً: عَطَفَ وكرَّ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ عَكَم يَعْكِمُ وعَتَكَ يعْتِكُ. وعاكَتِ الْمَرْأَةُ تَعُوك عَوْكاً: رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا فأَكلت مَا فِيهِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا أَعْياكِ بيتُ جاراتِك فَعُوكِي عَلَى ذِي بيتِك أَي فَارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ فَكُلِي مَا فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كُرِّي عَلَى بَيْتِكِ. وَعَاكَ عَلَى الشَّيْءِ: أَقبل عَلَيْهِ. والمَعَاكُ: الْمَذْهَبُ، يُقَالُ: مَا لَهُ مَعاكٌ أَي مَذْهَبٌ. وَمَا بِهِ عَوْكٌ وَلَا بَوْكٌ أَي حَرَكَةٌ. وَلَقِيتُهُ قَبْلَ كُلِّ عَوْكٍ وبَوْكٍ أَي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ الأَعرابي: لَقِيتُهُ عِنْدَ أَول صَوْكٍ وبَوْكٍ وعَوْكٍ أَي عِنْدَ أَوَّلِ كُلِّ شَيْءٍ. وَالْعَائِكُ: الكَسُوب، عَاكَ مَعاشَه يَعُوكه عَوْكاً ومَعاكاً. ابْنُ الأَعرابي: عُسْ مَعاشَك وعُكْ مَعاشكَ معاسا ومَعاكاً. والعَوْسُ: إصلاح المعيشة. عيك: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَاكَ عَيَكَاناً مَشَى وحَرَّكَ مَنْكِبَيْه كَحاكَ. والعَيْكُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ، لُغَةٌ فِي الأَيكِ، وَاحِدَتُهُ عَيْكَة. والعَيْكتانِ، بِفَتْحِ أَوّله عَلَى لَفْظِ تَثْنِيَةِ عَيْكة: مَوْضِعٌ فِي دِيارِ بَجيلة؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: ليلةَ صاحُوا، وأَغْرَوْا بِي سِراعَهُمُ ... بالعَيْكَتَيْنِ، لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ قَالَ الأَخفش: ويروى بالعَيْتَتَيْنِ. فصل الغين المعجمة غسك: أَبو زَيْدٍ: الغَسَكُ لُغَةٌ فِي الغَسَق، وَهُوَ الظُّلْمة. فصل الفاء فتك: الفَتْكُ: رُكُوبُ مَا هَمَّ مِنَ الأُمور ودَعَتْ إِلَيْهِ النفسُ، فَتَك يَفْتِكُ ويَفْتُكُ فَتْكاً وفِتْكاً وفُتْكاً وفُتُوكاً. والفَاتِكُ: الجَريء الصَّدْرِ، وَالْجَمْعُ الفُتَّاك. وَرَجُلٌ فاتِكٌ: جَرِيءٌ. وفَتَك بِالرَّجُلِ فَتْكاً وفُتْكاً وفِتْكاً. انْتَهَزَ مِنْهُ غِرَّة فَقَتَلَهُ أَو جَرَحَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَتْلُ أَو الْجَرْحُ مُجاهَرة؛ وَكُلُّ مَنْ قَتَلَ رَجُلًا غَارًّا، فَهُوَ فَاتِكٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا أَتى الزُّبَيْرَ فَقَالَ لَهُ: أَلا أَقتل لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: فَكَيْفَ تَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ: أَفْتكُ بِهِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَيَّد الإِيمانُ الفَتْكَ لَا يَفْتِكُ مؤمنٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَتْك أَن يأْتي الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وَهُوَ غارٌّ غَافِلٌ حَتَّى يَشُدُّ عَلَيْهِ فَيَقْتُلَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَعطاه أَماناً قَبْلَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ يَنْبَغِي لَهُ أَن يُعْلِمَهُ ذَلِكَ؛ قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيُّ:

وإذْ فَتَك النُّعْمانُ بالناسِ مُحْرِماً، ... فَمُلِّئَ مِنْ عَوْفِ بْنِ كعبٍ سَلاسِله وَكَانَ النُّعْمَانُ بَعَثَ إِلَى بَنِي عَوْفِ بْنِ كَعْبٍ جَيْشًا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَهُمْ آمِنُونَ غَارُّونَ فَقَتَلَ فِيهِمْ وَسَبَى؛ الْجَوْهَرِيُّ: فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ فَتْك وفُتْك وفِتْك مِثْلُ وَدٍّ ووُدٍّ ووِدٍّ وزَعْمٍ وزُعْم وزِعْم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: قلْ للغَواني: أَما فيكنَّ فاتِكةٌ ... تَعْلُو اللَّئِيمَ بضَرْبٍ فِيهِ امْحاضُ؟ الْفَرَّاءُ: الفَتْكُ والفُتْكُ الرَّجُلُ يَفْتِك بِالرَّجُلِ يَقْتُلُهُ مُجَاهَرَةً، وَقَالَ بَعْضُهُمُ الفِتْكُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ أَيْضًا: فَتَك بِهِ وأَفْتَك، وَذُكِرَ عَنْهُ اللُّغَاتُ الثَّلَاثُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: تَفَتَّك فُلَانٌ بأَمره أَي مَضَى عَلَيْهِ لَا يُؤامر أَحداً؛ الأَصمعي فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: لَيْسَ امْرُؤٌ، يَمْضِي بِهِ مَضَاؤهُ ... إِلَّا امْرُؤٌ، مِنْ فَتْكهِ دَهاؤُهُ أَي مَعَ فَتْكه كَقَوْلِهِ الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمان أَي هُوَ مَعَهُ لَا يُفَارِقُهُ، قَالَ: ومَضاؤه نَفاذه وَذَهَابُهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: فاتَكْتُ فُلَانًا مُفاتَكة أَي داوَمته واسْتَأكلته. وَإِبِلٌ مُفاتِكَةٌ للحَمْض إِذَا دَاوَمَتْ عَلَيْهِ مُسْتأكِلَة مُسْتَمْرئَةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصل الفَتْك فِي اللُّغَةِ مَا ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ ثُمَّ جَعَلُوا كُلَّ مَنْ هَجَمَ عَلَى الأُمور الْعِظَامِ فاتِكاً؛ قَالَ خَوَّات بْنُ جُبَير: عَلَى سَمْتِها والفَتْكُ مِنْ فَعَلاتي وَالْغِيلَةُ: أَن يَخْدَع الرجلَ حَتَّى يَخْرُجَ بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ يَخْفى فِيهِ أَمرُه ثُمَّ يَقْتُلُهُ. وَفِي مَثَل: لَا تَنْفَعُ حِيلَة مَعَ غِيلَة. والمُفاتكة: مُوَاقَعَةُ الشَّيْءِ بِشِدَّةٍ كالأَكل وَالشُّرْبِ وَنَحْوِهِ. وفاتَكَ الأَمْر: وَاقَعَهُ، والإِسم الفِتاكُ. وفاتَكَتِ الإِبلُ الْمَرْعَى: أَتت عَلَيْهِ بأَحْناكها. وَفَاتَكَهُ: أَعطاه مَا اسْتَامَ بِبَيْعِهِ، فَإِنْ سَاوَمَهُ وَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا قِيلَ: فاتَحَه. وفَتَكَ فتْكاً: لَجَّ. وفتَّكَ القُطْنَ: نَفَشه كَفَدَّكَه. فدك: فَدَّكَ القطنَ تَفْدِيكاً: نَفَشَهُ، وَهِيَ لُغَةٌ أَزْدية. وفَدَكٌ وفَدَكِيٌّ: اسْمَانِ. وفُدَيْكٌ: اسْمٌ عَرَبِيٌّ. وفَدَكٌ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لئنْ حَلَلْتُ بِجَوّ فِي بَنِي أَسَدٍ، ... فِي دِينِ عَمْرو، وحالَتْ بَيْنَنَا فَدَكُ الأَزهري: فَدَكٌ قَرْيَةٌ بِخَيْبَرَ، وَقِيلَ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ فِيهَا عَيْنٌ وَنَخْلٌ أَفاءَها اللهُ عَلَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، يَتَنَازَعَانِهَا وَسَلَّمَهَا عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَيْهِمَا فَذَكَرَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ جَعَلَهَا فِي حَيَاتِهِ لِفَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَوَلَدِهَا وأَبى الْعَبَّاسُ ذَلِكَ. وأَبو فُدَيْكٍ: رَجُلٌ. والفُدَيْكاتُ: قَوْمٌ مِنَ الْخَوَارِجِ نُسِبُوا إِلَى أَبي فُدَيْكٍ الْخَارِجِيِّ. فرك: الفَرْك: دَلْكُ الشَّيْءِ حَتَّى يَنْقَلِعَ قِشْرُه عَنْ لبِّه كالجَوْز، فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك. والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قِشْرُهُ. واسْتَفْرَك الحبُّ فِي السُّنْبُلة: سَمِنَ وَاشْتَدَّ. وبُرٌّ فرِيكٌ: وَهُوَ الَّذِي فُرِكَ ونُقِّي. وأَفْرَك الحبُّ: حَانَ لَهُ أَن يُفْرك. والفَرِيك: طَعَامٌ يُفْرك ثُمَّ يُلَتّ بِسَمْنٍ أَو غَيْرِهِ، وفَرَكْتُ الثَّوْبَ وَالسُّنْبُلَ بِيَدِي فَرْكاً. وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صَارَ فَرِيكاً، وَهُوَ حِينَ يَصْلُح أَن يُفْرَك فَيُؤْكَلَ، وَيُقَالُ لِلنَّبْتِ أَوَّلَ مَا يَطْلُع:

نجَمَ ثُمَّ فَرَّخَ وقَصَّبَ ثُمَّ أَعْصَفَ ثُمَّ أَسْبَلَ ثُمَّ سَنْبَل ثُمَّ أَحَبَّ وأَلَبَّ ثُمَّ أسْفى ثُمَّ أَفْرَكَ ثُمَّ أَحْصَدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بيع الحَب حَتَّى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وَيَنْتَهِيَ. يُقَالُ: أَفْرَكَ الزرعُ إِذَا بَلَغَ أَن يُفْرَك بِالْيَدِ، وفَرَكْته وَهُوَ مَفْرُوكٌ وفَرِيك، وَمَنْ رَوَاهُ بِفَتْحِ الرَّاءِ فَمَعْنَاهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ قِشْرِهِ. وَثَوْبٌ مَفْرُوك بِالزَّعْفَرَانِ وَغَيْرِهِ: صُبِغَ بِهِ صَبْغًا شَدِيدًا. والفَرَكُ، بِالتَّحْرِيكِ: اسْتِرْخَاءُ أَصل الأُذن. يُقَالُ: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وَقِيلَ: الفَرْكاء الَّتِي فِيهَا رَخاوة وَهِيَ أَشدّ أَصلًا مِنَ الخَذْواء، وَقَدْ فَرِكَتْ فِيهِمَا فَرَكاً. والانْفِراكُ: اسْتِرْخَاءُ المَنْكِب. وانْفَرَك المَنْكِبُ: زَالَتْ وابِلَتُه مِنَ العَضُد عَنْ صَدَفة الْكَتِفِ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي وَابِلَةِ الْفَخِذِ وَالْوِرْكِ قِيلَ حُرق. اللَّيْثُ: إِذَا زَالَتِ الْوَابِلَةُ مِنَ الْعَضُدِ عَنْ صَدَفَةِ الْكَتِفِ فَاسْتَرْخَى الْمَنْكِبُ قِيلَ: قَدِ انْفرك مَنْكِبُهُ وانْفَركت وابلتُه، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي وَابِلَةِ الْفَخِذِ وَالْوِرْكِ لَا يُقَالُ انْفرك، وَلَكِنْ يُقَالُ حُرِقَ فَهُوَ مَحْرُوق. النَّضْرُ: بَعِيرٌ مَفْرُوك وَهُوَ الأَفَكُّ الَّذِي يَنْخَرِمُ مَنْكِبُهُ، وتَنْفَكُّ العصبةُ الَّتِي فِي جَوْفِ الأَخْرَم. وتَفَرَّك المخنثُ فِي كَلَامِهِ ومِشْيَته: تَكَسَّرَ. والفِرْكُ، بِالْكَسْرِ: البغْضَةُ عَامَّةً، وَقِيلَ: الفِرْك بغْضَةُ الرَّجُلِ لامرأَته أَو بغْضة امرأَته لَهُ، وَهُوَ أَشهر؛ وَقَدْ فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً: أَبغضته. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَيضاً: فَرِكَها فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَعفَّ عَنْ اسْرارِها بَعْدَ الغَسَقْ، ... وَلَمْ يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ وَامْرَأَةٌ فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قَالَ القطامِيّ: لَهَا رَوْضَةٌ فِي القَلْبِ لَمْ يَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ، وَلَا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ وَجَمْعُهَا فَوارِكُ. وَرَجُلٌ مُفَرَّك: لَا يَحْظى عِنْدَ النِّسَاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تُبْغِضهُ النِّسَاءُ، وَكَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ مُفَرَّكاً. وامرأَة مُفَرَّكة: لَا تَحْظَى عِنْدَ الرِّجَالِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مُفَرَّكَة أَزْرى بِهَا عِنْدَ زَوْجِها، ... وَلَوْ لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ أَي مُخَالِفٌ عَنِ الجَوْدة، يَقُولُ: لَوْ لَطَّخته بِالطَّيِّبِ مَا كَانَتْ إِلَّا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يَقُولُ: أَزرى بِهَا عِنْدَ زَوْجِهَا مَنْظَرٌ هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع مَنْ دَنَا مِنْهُ أَي أَن مَنْظَر هَذِهِ الْمَرْأَةِ شيءٌ يُتحامى فَهُوَ يُفْزِع، وَيُرْوَى عِنْدَ أَهلها، وَقِيلَ: إِنَّمَا الهَيَّبانُ المخالفُ هُنَا ابنُه مِنْهَا إِذَا نَظَرَ إِلَى وَلَدِهِ مِنْهَا أَبغضها وَلَوْ لَطَّخَتْهُ بِالطَّيِّبِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن رَجُلًا أَتاه فقاله لَهُ: إِنِّي تزوَّجت امْرَأَةً شَابَّةً أَخاف أَن تَفْرُكَني فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ الحُب مِنَ اللَّهِ والفَرْك [الفِرْك] مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَيْكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ ادْعُ بِكَذَا وَكَذَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْك والفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زَوْجَهَا، قَالَ: وَهَذَا حَرْفٌ مَخْصُوصٌ بِهِ المرأَة والزوجُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ فِي غَيْرِ الزَّوْجَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَفْرُك مؤمنٌ مُؤْمِنَةً أَي لَا يُبْغِضها كأَنه حَثَّ عَلَى حُسْنِ الْعِشْرَةِ وَالصُّحْبَةِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبِلًا: إِذَا الليلُ عَنْ نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ ... بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ يصِفُ إِبِلًا شَبَّهَهَا بِالنِّسَاءِ الْفَوَارِكِ، لأَنهن يَطْمَحْن إِلَى الرِّجَالِ وَلَسْنَ بِقَاصِرَاتِ الطَّرْفِ عَلَى الأَزواج، يَقُولُ: فَهَذِهِ الإِبل تُصْبِح وَقَدْ سَرَتْ لَيْلَهَا كُلَّهُ

فَكُلَّمَا أَشرف لَهُنَّ نَشَزٌ رَمَيْنَهُ بأَبصارهن مِنَ النَّشاط والقوَّة عَلَى السَّيْرِ. ابْنُ الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فِيهِمْ نَجَابَةٌ لأَنهم أَشبه بِآبَائِهِمْ، وَذَلِكَ إِذَا وَاقَعَ امرأَته وَهِيَ فاركٌ لَمْ يُشْبِهْهَا وَلَدُهُ مِنْهَا، وَإِذَا أَبغض الزَّوْجُ المرأَة قِيلَ: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عِنْدَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَرَجَ أَعرابي وَكَانَتِ امرأَته تَفْرُكُه وَكَانَ يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نَوَاةً وَقَالَتْ: شَطَّتْ نَوَاكَ، ثُمَّ أَتبعته رَوْثَةً وَقَالَتْ: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثُمَّ أَتبعَته حَصاةً وَقَالَتْ: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد: وَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني، ... وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فَلَا أُبالي وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مُفَارَكَةً وتارَكة مُتاركَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الْفَرَّاءُ: المُفَرَّكُ الْمَتْرُوكُ المُبْغَضُ. يُقَالُ: فارَك فلانٌ فُلَانًا تَارَكَهُ. وفَرَك بلدَه ووطَنَه؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلِبِيُّ: مُراجِع نَجْدٍ بَعْدَ فِرْكٍ وبِغْضَةٍ ... مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وفُرُكَّان: أَرض، زَعَمُوا. ابْنُ بَرِّيٍّ: وفِرِكَّان اسْمُ أَرض، وَكَذَلِكَ فِرِكٌ؛ قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذِي فِرِكْ فرتك: فَرْتَك عَمَله: أَفسده، يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّسْجِ وَغَيْرِهِ. وَفِي النَّوَادِرِ: بَرْتَكْتُ الشيءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتَكَةً وكَرْنَفْتُه إِذَا قطَعْته مِثْلَ الذَّرِّ. فرسك: الفِرْسِكُ: الخَوْخ، يَمَانِيَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الخَوْخ فِي القَدْرِ، وَهُوَ أَجْرَدُ أَملس أَحمر وأَصفر. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ حِميْرِيَّة فَصِيحَةً سَأَلْتُهَا عَنْ بِلَادِهَا فَقَالَتْ: النَّخْلُ قُلٌّ وَلَكِنَّ عِيشَتَنَا امْقَمْحُ امْفِرْسِكُ امْعِنَبُ امْحَماطُ طُوبٌ أَي طَيِّبٌ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا الفِرْسِكُ؟ فَقَالَتْ: هُوَ امْتِينُ عِنْدَكُمْ؛ قَالَ الأَغلب: كَمُزْلَعِبّ الفِرْسِكِ الْمَهَالِبِ «2» . الْجَوْهَرِيُّ: الفِرْسِكُ ضَرْبٌ مِنَ الخَوْخ لَيْسَ يَتَفَلَّق عَنْ نَوَاهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُتِبَ إِلَيْهِ سفيانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفي، وَكَانَ عَامِلًا لَهُ عَلَى الطَّائِفِ: إنَّ قِبَلَنا حِيطاناً فِيهَا مِنَ الفِرْسِكِ ؛ هُوَ الخَوْخ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الْخَوْخِ مِنْ شَجَرِ العِضاه، وَهُوَ أَجْرَدُ أَمْلَس أَحمر وأَصفر وطَعْمُه كَطَعْمِ الْخَوْخِ، وَيُقَالُ لَهُ الفِرْسِقُ أَيضاً. فكك: اللَّيْثُ: يُقَالُ فَكَكْتُ الشَّيْءَ فانْفَكَّ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ الْمَخْتُومِ تَفُكُّ خاتَمه كَمَا تَفُكُّ الحَنَكيْنِ تَفْصِل بَيْنَهُمَا. وفَكَكْتُ الشَّيْءَ: خَلَّصْته. وَكُلُّ مُشْتَبِكَيْنِ فَصَلْتَهُمَا فَقَدْ فَكَكْتَهما، وَكَذَلِكَ التَّفْكِيك. ابْنُ سِيدَهْ: فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ فَصْلُهُ. وفَكَّ الرهنَ يَفُكُّه فَكّاً وافْتَكَّه: بِمَعْنَى خَلَّصه. وفَكاكُ الرَّهْنِ وفِكاكُه، بِالْكَسْرِ: مَا فُكَّ بِهِ. الأَصمعي: الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال والرَّقَبة. وفَكَّ يدَه فَكّاً إِذَا أَزَالَ المَفْصِلَ، يُقَالُ: أَصابه فَكَكٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هاجَكَ مِنْ أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ وفَكُّ الرَّقَبَةِ: تخليصُها مِنْ إِسَارِ الرِّق. وفَكُّ الرهن وفَكاكُه فِكاكُه: تَخْلِيصُهُ مِنْ غَلَق الرَّهْنِ. ويقال: هَلُمَّ فَكاكَ وفِكاكَ رَهْنِك. وَكُلُّ شَيْءٍ أَطلقته فَقَدْ فَكَكْتَه. وَفُلَانٌ يَسْعَى فِي فِكاكِ رَقبته، وانْفَكَّت رَقَبَتُهُ مِنَ الرِّقِّ، وفَكَّ الرقبةَ يفُكُّها فَكّاً: أَعتقها،

_ (2). قوله [المهالب] كذا بالأَصل

وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنها فُصِلَتْ مِنَ الرِّقِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعْتِق النَّسَمَة وفُكَّ الرَّقَبَةَ ، تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَن عِتْقَ النَّسَمَةِ أَن يَنْفَرِدَ بِعِتْقِهَا ، وفَكّ الرقبةِ: أَن يُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وأَصل الفَك الفصلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَتَخْلِيصُ بَعْضِهِمَا مِنْ بَعْضٍ. وفَكَّ الأَسيرَ فَكّاً وفَكاكَةً: فَصَلَهُ مِنَ الأَسْر. والفِكاكُ والفَكاكُ: مَا فُكَّ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عُودُوا الْمَرِيضَ وفُكُّوا العانيَ أَي أَطْلقُوا الأَسير، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ الْعِتْقَ. وفَكَكْتُ يدَه فَكّاً، وفَكَّ يدَه: فَتَحَهَا عَمَّا فِيهَا. والفَكُّ فِي الْيَدِ: دُونَ الْكَسْرِ. وَسَقَطَ فُلَانٌ فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه إِذَا انْفَرَجَتْ وَزَالَتْ. والفَكَكُ: انْفِسَاخُ القَدَم، وأَنشد قَوْلَ رُؤْبَةَ: كَمُنْهَاضِ الْفَكَكِ؛ قَالَ الأَصمعي: إِنَّمَا هُوَ الفَكُّ مِنْ قَوْلِكَ فَكَّه يَفُكُّه فَكّاً، فأَظهر التَّضْعِيفَ ضَرُورَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَكِبَ فَرَسًا فصَرَعه عَلَى جِذْم نخلةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه ؛ الانْفِكاكُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَهْنِ والخَلْع، وَهُوَ أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عَنْ بَعْضٍ. والفَكَكُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والفَكُّ انفراجُ المَنْكِب عَنْ مَفْصِلِهِ اسْتِرْخَاءً وَضَعْفًا؛ وأَنشد اللَّيْثُ: أَبَدُّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَفَكِ وَيُقَالُ: فِي فُلَانٍ فَكَّة أَي اسْتِرْخَاءٌ فِي رَأْيِهِ؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ: الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من الإشْفاقِ ... والفَكَّةِ والهاعِ وَرَجُلٌ أَفَكُّ المَنْكِب وَفِيهِ فَكَّة أَي اسْتِرْخَاءٌ وَضَعْفٌ فِي رَأْيِهِ. والأَفَكُّ: الَّذِي انْفَرَجَ مَنْكِبُهُ عَنْ مَفْصِلِهِ ضَعْفًا وَاسْتِرْخَاءً، تَقُولُ مِنْهُ: مَا كنتَ أَفَكَّ وَلَقَدْ فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً. والفَكَّة أَيْضًا: الحُمْق مَعَ اسْتِرْخَاءٍ. وَرَجُلٌ فاكٌّ: أَحمق بَالِغُ الحُمْق، ويُتْبَع فَيُقَالُ: فاكٌّ تاكٌّ، وَالْجَمْعُ فِكَكَة وفِكاكٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعَرابي. وَقَدْ فَكُكْتَ وفَكِكْتَ وَقَدْ حَمُقْتَ وفَكُكْتَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فَكِكْتَ، وَيُقَالُ: مَا كُنْتُ فَاكًّا وَلَقَدْ فَكِكْتَ، بِالْكَسْرِ، تَفَكُّ فَكَّةً. وَفُلَانٌ يتَفَكَّكُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهِ تَمَاسُكٌ مِنْ حُمْقٍ. وَقَالَ النَّضْرُ: الفاكُّ المُعْيي هُزالًا. نَاقَةٌ فاكَّة وَجَمَلٌ فَاكٌّ، والفاكُّ: الهَرِمُ مِنَ الإِبل وَالنَّاسِ، فَكَّ يَفُكّ فَكّاً وفُكُوكاً. وَشَيْخٌ فَاكٌّ إِذَا انْفَرَجَ لَحْياه مِنَ الهَرَم. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ: قَدْ فَكَّ وفَرَّجَ، يريدُ فَرَّجَ لَحْيَيْهِ، وَذَلِكَ فِي الْكِبَرِ إِذَا هَرِم. وفكَكْتُ الصبيَّ: جَعَلْتُ الدَّوَاءَ فِي فِيهِ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: شَيْخٌ فاكٌّ وَتَاكٌّ، جَعَلَهُ بَدَلًا وَلَمْ يَجْعَلْهُ إِتْبَاعًا؛ قَالَ: وَقَالَ الحُصَيْني: أَحمق فاكٌّ وَهَاكٌّ، وَهُوَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِمَا يَدْري وَمَا لَا يَدْرِي وَخَطَؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ صَوَابِهِ، وَهُوَ فَكَّاكٌ هَكَّاك. والفَكُّ: اللَّحْيُ. والفَكَّان: اللَّحْيانِ، وَقِيلَ: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ الصُّدغ مِنْ أَعلى وأَسفل يَكُونُ مِنَ الإِنسان وَالدَّابَّةِ. قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيّ: مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ، يَعْنِي لِسَانَهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الفَكَّان مُلْتَقَى الشِّدْقين مِنَ الْجَانِبَيْنِ. والفَكُّ: مُجْتَمَعُ الخَطْم. والأَفَكُّ: هُوَ مَجْمع الخَطْم، وَهُوَ مَجْمع الفَكَّيْنِ عَلَى تَقْدِيرِ أَفعل. وَفِي النَّوَادِرِ: أَفَكَّ الظبيُ مِنَ الْحِبَالَةِ إِذَا وَقَعَ فِيهَا ثُمَّ انْفَلَتَ، وَمِثْلُهُ: أَفْسَحَ الظبيُ مِنَ الْحِبَالَةِ. والفَكَكُ: انْكِسَارُ الفَكِّ أَو زَوَالُهُ. وَرَجُلٌ أَفَكُّ: مَكْسُورُ الفَكِّ، وَانْكَسَرَ أَحدُ فَكّيْهِ أَيْ لَحْييه؛ وأَنشد: كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ ... فَأرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ فِي سُكِ والفَكَّةُ: نُجُومٌ مُسْتَدِيرَةٌ بحِيال بَنَاتِ نَعْش خَلَفَ

السَّمَاكِ الرَّامِح تُسَمِّيهَا الصِّبْيَانُ قَصْعَةَ الْمَسَاكِينِ، وَسُمِّيتْ قَصْعة الْمَسَاكِينَ لأَن فِي جَانِبِهَا ثُلْمَةً، وَكَذَلِكَ تِلْكَ الْكَوَاكِبُ الْمُجْتَمِعَةُ فِي جَانِبٍ مِنْهَا فَضَاءٌ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مُتَفَكِّكةٌ إِذَا أَقْرَبَتْ فَاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُم ضَرْعُها وَدَنَا نِتاجها، شُبِّهَتْ بِالشَّيْءِ يُفَكّ فَيَتَفَكَّك أَي يَتَزايل وَيَنْفَرِجُ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ مُفِكَّة قَدْ أَفَكَّتْ، وَنَاقَةٌ مُفْكِهَةٌ ومُفْكِهٌ بِمَعْنَاهَا، قَالَ: وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ بتَفَكُّكِ النَّاقَةِ إِلَى شِدَّةِ ضَبَعَتها؛ وَرَوَى الأَصمعي: أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدنيا، ... وقامَتْ تَتَفَكَّكْ انفِشاحَ النَّابِ للسَّقب، ... مَتَى مَا يَدْنُ تحْشِك أَبو عُبَيْدٍ: المُتَفَكِّكةُ مِنَ الْخَيْلِ الوَدِيقُ الَّتِي لَا تَمْتَنِعُ عَنِ الْفَحْلِ. وَمَا انْفَكَّ فُلَانٌ قَائِمًا أَي مَا زَالَ قَائِمًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمُشْرِكِينَ فِي مَوْضِعِ نَسَقٍ عَلَى أَهل الْكِتَابِ، الْمَعْنَى لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهل الْكِتَابِ وَمِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَوْلُهُ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ أَي لَمْ يَكُونُوا مُنْفَكِّينَ مِنْ كُفْرِهِمْ أَي مُنْتَهِينَ عَنْ كُفْرِهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ، وَقَالَ الأَخفش: مُنْفَكِّينَ زَائِلِينَ عَنْ كُفْرِهِمْ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَمْ يَكُونُوا لِيُؤْمِنُوا حَتَّى تبيَّن لَهُمُ الحقُّ، وَقَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ نِفْطَوَيْهِ: مَعْنَى قَوْلِهِ مُنْفَكِّينَ يَقُولُ لَمْ يَكُونُوا مُفَارِقِينَ الدُّنْيَا حَتَّى أَتَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ الَّتِي أُبِينَتْ لهم في التوارة مِنْ صِفَةِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُبُوَّتِهِ؛ وتَأْتِيَهُمُ لَفْظُهُ لَفْظُ الْمُضَارِعِ وَمَعْنَاهُ الْمَاضِي، وأَكد ذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَى: وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ، وَمَعْنَاهُ أَن فِرَقَ أَهل الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَانُوا مُقرِّين قَبْلَ مَبْعَث مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه مَبعوث، وَكَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعث تَفَرَّقُوا فِرْقتين كُلُّ فِرْقَةٍ تُنْكِرُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَى وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ أَنه لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمُ اختلاف في أمده، فَلَمَّا بُعِثَ آمَنَ بِهِ بَعْضُهُمْ وَجَحَدَ الْبَاقُونَ وحَرَّفُوا وبَدَّلوا مَا فِي كِتَابِهِمْ مِنْ صِفَتِهِ وَنُبُوَّتِهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قَدْ يَكُونُ الانْفِكاكُ عَلَى جِهَةِ يَزالُ، وَيَكُونُ عَلَى الانْفِكاكُ الَّذِي نَعْرِفُهُ، فَإِذَا كَانَ عَلَى جِهَةِ يَزالُ فَلَا بدَّ لَهَا مِنْ فِعْلٍ وأَن يَكُونَ مَعْنَاهَا جَحْداً، فَتَقُولُ مَا انْفَكَكْتُ أَذكركَ، تُرِيدُ مَا زِلْتُ أَذكرك، وَإِذَا كَانَتْ عَلَى غَيْرِ جِهَةِ يَزالُ قُلْتَ قَدِ انْفَكَكْتُ مِنْكَ وانْفَكَّ الشيءُ مِنَ الشَّيْءِ، فَتَكُونُ بِلَا جَحْدٍ وَبِلَا فِعْل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَلائِص لَا تَنْفَكُّ إِلَّا مُناخَةً ... عَلَى الخَسْفِ، أَو نَرْمِي بِهَا بَلَدًا قَفْرا فَلَمْ يَدْخُلْ فِيهَا إِلَّا: إِلَّا، وَهُوَ يَنْوِي بِهِ التَّمَامَ، وخلافَ يَزال لأَنك لَا تَقُولُ مَا زِلْت إِلَّا قَائِمًا. وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ حَرَاجِيج مَا تَنْفكُّ؛ وَقَالَ: يُرِيدُ مَا تَنْفكّ مُنَاخَةً فَزَادَ أَلَّا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ أَن يَكُونَ خَبَرُ تَنْفَكُّ قَوْلَهُ عَلَى الخَسْف، وَتَكُونُ إِلَّا مُناخةً نَصْبًا عَلَى الْحَالِ، تَقْدِيرُهُ مَا تَنْفَكُّ عَلَى الْخَسْفِ والإِهانة إِلَّا فِي حَالِ الإِناخة فَإِنَّهَا تَسْتَرِيحُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى مُنْفَكِّينَ لَيْسَ مِنْ بَابِ مَا انْفَكَّ وَمَا زَالَ، إِنَّمَا هُوَ مِنِ انْفِكاك الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ إِذَا انْفَصَلَ عَنْهُ وَفَارَقَهُ، كَمَا فَسَّرَهُ ابْنُ عَرَفَةَ، وَاللَّهُ أَعلم. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: فُكَّ فلانٌ أَي خُلّص وأُريح مِنَ الشَّيْءِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ مُنْفَكِّينَ ، قَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ يَكُونُوا

مُسْتَرِيحِينَ حَتَّى جَاءَهُمُ الْبَيَانُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ. فلك: الفَلَك: مَدارُ النُّجُومُ، وَالْجَمْعُ أَفْلاك. والفَلَكُ: وَاحِدُ أَفْلاك النُّجُومِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُجْمَعَ عَلَى فُعْل مِثْلَ أَسَدٍ وأُسْدٍ، وخَشَب وخُشْب. وفَلَكُ كُلِّ شَيْءٍ: مُسْتداره ومُعْظمه. وفَلَكُ الْبَحْرِ: مَوْجُه المسْتَدير المترَدّد. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ: أَن رَجُلًا أَتى رَجُلًا وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَهُ فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ فَرَسَك كَأَنَّهُ يَدُورُ فِي فَلَكٍ ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ فِي فَلَكٍ فِيهِ قَوْلَانِ: فأَما الَّذِي تَعِرِفُهُ الْعَامَّةُ فَإِنَّهُ شَبَّهَهُ بفَلَكِ السَّمَاءِ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ النُّجُومُ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ القُطْب شُبِّه بقُطْب الرَّحى، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ الفَلَكُ هُوَ الْمَوْجُ إِذَا مَاجَ فِي الْبَحْرِ فَاضْطَرَبَ وَجَاءَ وَذَهَبَ فشبَّه الْفَرَسَ فِي اضْطِرَابِهِ بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانَتْ عَيْناً أَصابته، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. والفَلَكُ: مَوْجُ الْبَحْرِ. والفَلَكُ: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنه دَورَانُ السَّمَاءِ ، وَهُوَ اسْمٌ للدوَران خَاصَّةً، وَالْمُنَجِّمُونَ يَقُولُونَ سَبْعَةَ أَطْواقٍ دُونَ السَّمَاءِ قَدْ رُكِّبَت فِيهَا النُّجُومُ السَّبْعَةُ، فِي كُلِّ طَوْقٍ مِنْهَا نَجْمٌ، وَبَعْضُهَا أَرفع مِنْ بَعْضٍ يَدُور فِيهَا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى. الْفَرَّاءُ: الفَلَكُ اسْتِدَارَةُ السَّمَاءِ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ* ؛ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا فَلَكٌ. والفَلَكُ: قِطَعٌ مِنَ الأَرض تَسْتَدِيرُ وَتَرْتَفِعُ عَمَّا حَوْلَهَا، الواحدة فَلَكةٌ، بِفَتْحِ اللَّامِ؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذَا خِفْنَ هَوْل بُطونِ البِلاد، ... تَضَمَّنها فَلَكٌ مُزْهِرُ يَقُولُ: إِذَا خَافَتِ الأَدغالَ وبُطونَ الأَرض ظهرتِ الفَلَكُ. والفَلْكةُ، بِسُكُونِ اللَّامِ: الْمُسْتَدِيرُ مِنَ الأَرض فِي غِلَظٍ أَو سُهُولَةٍ، وَهِيَ كالرَّحى. والفَلَكُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ بِجَمْعٍ، وَالْجَمْعُ فِلاكٌ كَصَحْفَةٍ وصِحاف. والفَلَكُ مِنَ الرِّمَالِ: أَجْوِية غِلَاظٌ مُسْتَدِيرَةٌ كالكَذَّانِ يَحْتَفِرُهَا الظباءُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَفْلَكُ الَّذِي يَدُورُ حَوْلَ الفَلَك، وَهُوَ التَّل مِنَ الرَّمْلِ حَوْلَهُ فَضَاءٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَلْكَةُ أَصاغِر الْإِكَامِ، وَإِنَّمَا فَلَّكها اجتماعُ رَأْسِهَا كأَنه فَلْكَةُ مِغْزَل لَا يُنْبت شَيْئًا. والفَلْكَة: طَوِيلَةُ قَدْرَ رُمْحين أَو رُمْحٍ وَنِصْفٍ؛ وأَنشد: يَظَلَّانِ، النهارَ، برأسِ قُفّ ... كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذِي فَلَكٍ رَفيعِ الْجَوْهَرِيُّ: والفَلْكة قِطْعَةٌ مِنَ الأَرض تَسْتَدِيرُ وَتَرْتَفِعُ عَلَى مَا حَوْلَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: خِوانُهم فَلْكَةٌ لَمِغْزَلهم، ... يحَارُ فِيهِ، لحُسْنِه، البَصَرُ وَالْجَمْعُ فَلْكٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَلَا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها ... بناظِرةٍ، وَلَا فَلْكَ الأَميلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي غَرِيبِ الْمُصَنَّفِ فَلَكةٌ وفَلَك، بِالتَّحْرِيكِ، وَفِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ: فَلْكَة وفَلَكٌ مِثْلُ حَلْقة وحَلَقٍ ونَشْفَة ونَشَفٍ، وَمِنْهُ قِيلَ: فَلَّكَ ثديُ الْجَارِيَةِ تَفْليكاً، وتَفَلَّك: اسْتَدَارَ. والفَلْكة مِنَ الْبَعِيرِ: مَوْصِل مَا بَيْنَ الفَقْرتين. وفَلْكة اللِّسَانِ: الهَنَةُ النَّاتِئَةُ عَلَى رَأْسِ أَصل اللِّسَانِ. وفَلْكةُ الزَّوْر: جانِبُه وَمَا اسْتَدَارَ مِنْهُ. وفَلْكة المِغْزَلِ: مَعْرُوفَةٌ سُمِّيَتْ لِاسْتِدَارَتِهَا، وكلُّ مُسْتَدِيرٍ فَلْكة، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ فِلَكٌ إِلَّا الفَلْكَة مِنَ الأَرض. وفَلَّك الفصيلَ: عَمَلَ لَهُ مِنَ الهُلْبِ

مِثْلَ فَلْكَة الْمِغْزَلِ، ثُمَّ شَقَّ لِسَانَهُ فَجَعَلَهَا فِيهِ لِئَلَّا يَرْضَع؛ قَالَ ابْنُ مُقبل فِيهِ: رُبَيِّبٌ لَمْ تُفَلِّكْهُ الرّعاءُ، وَلَمْ ... يَقْصُرْ بحَومَلَ، أَدْنى شُرْبه ورَعُ أَي كَفٌّ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو والتَّفْلِيك أَن يَجْعَلَ الرَّاعِيَ مِنَ الهُلْب مثلَ فَلْكة المِغْزل ثُمَّ يَثْقُبُ لِسَانَ الْفَصِيلِ فَيَجْعَلَهُ فِيهِ لِئَلَّا يَرْضَعَ أُمه. اللَّيْثُ: فَلَّكْتُ الجَدْيَ، وَهُوَ قَضِيب يُدارعلى لِسَانَهُ لِئَلَّا يَرْضَعَ؛ قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ فِي التَّفْليك مَا قَالَ أَبو عَمْرٍو. والثُّدِيُّ الفَوالك: دُونَ النَّواهِد. وفَلَكَ ثديُها وفَلَّكَ وأَفْلَكَ: وَهُوَ دُونَ النُّهُودِ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. وفَلَّكَتِ الْجَارِيَةُ تَفْلِيكاً، وَهِيَ مُفَلِّكٌ، وفَلَّكَتْ، وَهِيَ فَالِكٌ إِذَا تَفَلَّكَ ثديُها أَي صَارَ كالفَلْكة؛ وأَنشد: جاريةٌ شَبَّتْ شَبَابًا هَبْرَكا، ... لَمْ يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكا، مُسْتَنْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكا والفُلْكُ: بِالضَّمِّ: السَّفِينَةُ، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَتَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، فَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ مِنْ بَابِ جُنُبٍ، وَإِنْ شِئْتَ مِنْ بابِ دلاصٍ وهِجانٍ، وَهَذَا الْوَجْهُ الأَخير هُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، أَعني أَن تَكُونَ ضَمَّةُ الْفَاءِ مِنَ الْوَاحِدِ بِمَنْزِلَةِ ضَمَّةِ بَاءِ بُرْد وَخَاءِ خُرْج، وَضَمَّةُ الْفَاءِ فِي الْجَمْعِ بِمَنْزِلَةِ ضَمَّةِ حَاءِ حُمْر وَصَادِ صُفْر جَمْعِ أَحمر وأَصفر، قَالَ اللَّهُ فِي التَّوْحِيدِ وَالتَّذْكِيرِ: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ، فذكَّر الفُلْك وَجَاءَ بِهِ مُوَحّداً، وَيَجُوزُ أَن يُؤَنَّثَ وَاحِدُهُ كَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ، فَقَالَ: جاءَتْها فَأَنَّثَ، وَقَالَ: وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ ، فَجَمَعَ، وَقَالَ تَعَالَى: وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ ، فأَنث وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ وَاحِدًا وَجَمْعًا، وَقَالَ تَعَالَى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ، فَجَمَعَ وأَنث فكأَنه يُذْهب بِهَا إِذَا كَانَتْ وَاحِدَةً إِلَى المَرْكَب فَيُذَكَّرُ وَإِلَى السَّفِينَةِ فَيُؤَنَّثُ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَقُولُ الفُلْكُ الَّتِي هِيَ جَمْعُ تَكْسِيرٍ للفُلْك الَّتِي هِيَ وَاحِدٌ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُنَا صَوَابُهُ الفُلْكُ الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَيْسَ هُوَ مِثْلَ الجُنُبِ الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعُ والطِّفْلِ وَمَا أَشبههما مِنَ الأَسماء لأَن فُعْلًا وفَعَلًا يَشْتَرِكَانِ فِي الشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِثْلُ العُرْب والعَرَب والعُجْم والعَجَم والرُّهْب والرَّهَب، ثُمَّ جَازَ أَن يُجْمَعُ فَعَل عَلَى فُعْل مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ، وَلَمْ يَمْتَنِعْ أَن يُجْمَعُ فُعْل عَلَى فُعْلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذَا جَعَلَتِ الْفُلْكَ وَاحِدًا فَهُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ جَمْعًا فَهُوَ مُؤَنَّثٌ لَا غَيْرُ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْفَلَكَ يُؤَنِّثُ وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ. وفَلَّكَ الرجلُ فِي الأَمر وأَفْلَك: لَجَّ. وَرَجُلٌ فَلِكٌ: جَافِي المَفاصِل، وَهُوَ أَيضاً الْعَظِيمُ الأَلْيتين؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا شَظٍ فَدْمٍ وَلَا عَبْدٍ فَلِكْ، ... يَرْبِضُ فِي الرَّوْثِ كبِرْذَوْنٍ رَمَكْ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الفَلِكُ الْعَبْدُ الَّذِي لَهُ أَلية عَلَى خِلْقَةِ الفَلْكَة، وأَلْياتُ الزِّنْج مُدوَّرة. والإِفْلِيكانِ: لَحْمتانِ تَكْتَنِفَانِ اللَّهاةَ. ابْنُ الأَعرابي: الفَيْلَكُون الشُّوْبَقُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ مُعَرَّب عندي. والفَيْلَكُونُ: البَرْدِيّ. فنك: الفَنْكُ: العَجَبُ، والفَنْك الْكَذِبُ، والفَنْكُ التَّعَدِّي، والفَنْكُ اللَّحاج.

وفَنَك بِالْمَكَانِ يَفْنُكُ فُنُوكاً وأَرَكَ أُرُوكاً إِذَا أَقام بِهِ. وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَكَ: وَاظَبَ عَلَى الشَّيْءِ. وفَنَك فِي الطَّعَامِ يَفْنُك فُنُوكاً إِذَا اسْتَمَرَّ عَلَى أَكله وَلَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئًا، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: فَنِكَ فِي الطَّعَامِ، بِالْكَسْرِ، فُنُوكاً. وفَنَك فِي أَمره: ابْتَزَّه ولَجَّ فِيهِ وغَلَبَ عَلَيْهِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبْرَص: ودِّعْ لَمِيسَ ودَاعَ الصَّارِمِ اللَّاحِي، ... إِذْ فَنَكَتْ فِي فسادٍ بعدَ إصْلاحِ وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَك: كذبَ. وفَنَكَ فِي الْكَذِبِ: مَضى ولَجَّ فِيهِ؛ قَالَ: لَمَّا رأَيتُ أَنها فِي خُطِّي، ... وفَنَكَتْ فِي كَذِبٍ ولَطِّ، أَخَذْتُ مِنْهَا بقُرونٍ شُمْطِ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: فَانَكَ فِي الْكَذِبِ وَالشَّرِّ وفَنَكَ وفَنَّكَ وَلَا يُقَالُ فِي الْخَيْرِ، وَمَعْنَاهُ لَجَّ فِيهِ ومَحَكَ، وَهُوَ مِثْلُ التَتايُع لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الشَّرِّ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُنُوك اللَّجاجُ؛ عَنِ الكسائي وأَبو عُبَيْدَةَ مِثْلُهُ، وَقَدْ فَنَك فِي هَذَا الأَمر يَفْنُك فُنوكاً أَي لَجَّ فِيهِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه مَقْلُوبٌ مِنْ فَكَنَ. الْفَرَّاءُ قَالَ: فَنَكْتَ فِي لَوْمِي وأَفْنَكْتَ إِذَا مَهَرْتَ ذَلِكَ وأَكثرت فِيهِ، فَنَكْتَ تَفْنُك فَنْكاً وفُنوكاً. والفَنِيكُ مِنَ الإِنسان: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ فِي وَسط الذَّقَنِ، وَقِيلَ: هُوَ طَرَفُ اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ العَنْفَقة، وَيُقَالُ: هُوَ الإِفْنِيكُ، قَالَ وَلَمْ يَعْرِفِ الْكِسَائِيُّ الإِفْنِيكَ، وَقِيلَ: الفَنيك عَظْمٌ يَنْتَهِي إِلَيْهِ حَلْقُ الرَّأْسِ، وَقِيلَ: الفَنِيكان مِنْ كُلِّ ذِي لَحْيَيْنِ الطَّرَفَانِ اللَّذَانِ يتحرَّكان فِي المَاضِغِ دُونَ الصُّدْغَين، وَقِيلَ: هُمَا مِنْ عَنْ يَمِينِ الْعَنْفَقَةِ وَشَمَالِهَا، ومَن جَعَلَ الفَنِيكَ وَاحِدًا فِي الإِنسان فَهُوَ مَجْمَعُ اللَّحْيَيْنِ فِي وَسَطِ الذَّقَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَمَرَنِي جِبْرِيلُ أَن أَتعاهد فَنِيكَيَّ بِالْمَاءِ عِنْدَ الْوُضُوءِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ: إِذَا توضأتَ فَلَا تَنْسَ الفَنِيكَيْن ، يَعْنِي جَانِبَيِ الْعَنْفَقَةِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَهُمَا المَغْفَلَة؛ وَقِيلَ: أَراد بِهِ تَخْلِيلَ أُصول شَعَرِ اللِّحْيَةِ. شَمِرٌ: الفَنِيكان طَرَفَا اللَّحْيَين الْعَظْمَانِ الدَّقِيقَانِ النَّاشِزَانِ أَسفل مِنَ الأُذنين بَيْنَ الصُّدْغ والوَجْنة، والصَّبِيَّان مُلْتَقى اللَّحْيَيْنِ الأَسفلين. والفَنِيكان مِنَ الْحَمَامَةِ: عُظَيمان مُلزَقانِ بقَطَنِها إِذَا كَسَرَا لَمْ يَسْتَمْسِكْ بَيْضُهَا فِي بَطْنِهَا وأَخْدَجَتْها، وَقِيلَ: الفَنِيك والإِفْنِيكُ زِمِكَّى الطَّائِرِ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحقه. أَبو عَمْرٍو: الفَنِيك عَجْبُ الذَّنَبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والفَنْكُ العَجَبُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَا فَنْكَ إِلَّا سَعْيُ عَمْروٍ ورَهْطِه، ... بِمَا اخْتَشَبُوا مِنْ مِعْضَدٍ ودَدانِ اخْتَشَبُوا: اتَّخَذُوهُ خَشِيباً، وَهُوَ السَّيْفُ الَّذِي لَمْ يُتَأنَّق فِي صُنْعه؛ وَقَالَ آخَرُ: جاءتْ بفَنْكٍ أُختُ بِنْتِ عَمْرِو والفَنَكُ: كالفَنْكِ. وَمَضَى فِنْكٌ مِنَ اللَّيْلِ وفُنْكٌ أَي سَاعَةٌ؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. والفَنَكُ: جِلْدٌ يُلْبَسُ، معرَّب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا، وَقَالَ كُرَاعٌ: الفَنَكُ دَابَّةٌ يُفْتَرى جلدُها أَي يُلْبَسُ جِلْدُهَا فَرْواً. أَبو عُبَيْدٍ: قِيلَ لأَعرابي إِنَّ فُلَانًا بَطَّنَ سَرَاوِيلَهُ بفَنَك، فَقَالَ: الْتَقى الثَّرَيانِ، يَعْنِي وَبَرَ الفَنَك وَشَعَرَ اسْتِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ يَصِفُ ديَكة: كأَنما لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكاً، ... فقَلَّصَتْ مِنْ حَواشِيه عَنِ السُّوقِ

فصل الكاف

فهك: امْرَأَةٌ فَيْهَك عَلَى مثال صَيْرَقٍ: حمقاء؛ عن كراع. فصل الكاف كذاك: هَذِهِ كَلِمَةٌ اخْتَرْتُ إِيرادها فِي هَذَا الْمَكَانِ لأَنه قَدْ قِيلَ إِنها اسْتُعْمِلَتْ كُلُّهَا اسْتِعْمَالَ الِاسْمِ الْوَاحِدِ فَوَضَعْتُهَا هُنَا، وسأَذكرها أَيضاً فِي مَوْضِعِهَا. قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَرْمَكَ: الدَّرْمَكُ النَّقِيُّ الحُوَّارى؛ قَالَ: وخَطَبَ بعضُ الحَمْقَى إِلى بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ كَرِيمَةً لَهُ فردَّه وَقَالَ: امْسَحْ مِنَ الدَّرْمَكِ عَنِّي فَاكَا، ... إِني أَراكَ خاطِباً كَذاكا قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ فُلَانٌ كَذاكَ أَي سَفِلَةٌ مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: رَجُلٌ كَذَاكَ أَي خَسِيسٌ. واشْتَرِ لِي غُلَامًا وَلَا تَشْتَرِه كَذَاكَ أَي دَنِيّاً، قَالَ: وَقِيلَ حَقِيقَةُ كَذَاكَ أَي مِثْلُ ذَاكَ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ الْزَمْ مَا أَنت عَلَيْهِ وَلَا تَتَجَاوَزْهُ، وَالْكَافُ الأُولى مَنْصُوبَةٌ بِالْفِعْلِ المضمر. كرك: الكَرِكُ: الأَحمر؛ ثَوْبٌ كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ؛ وأَنشد الإِيادِيُّ لأَبي دُواد: كَرِكٌ كلَوْنِ التِّين أَحْوى يانِعٌ، ... مُتَراكبُ الأَكمامِ غَيْرُ صَوادِي والكُرْكِيُّ: طَائِرٌ، وَالْجَمْعُ الكَراكِيّ. والكَرْك: جَبَلٌ. والكُرَّك: الكُرَّجُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: الكاروكَةُ القَوَّادَةُ؛ قَالَ: لَا حَظَّ فِي الدينارِ للكارُوكَه قَالَ: وَقَالَ يُونُسُ كَرَّكت الدَّجَاجَةُ وَهِيَ كُرُكَّة، ورأَيت فِي بَعْضِ حَوَاشِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ: أَكْرَكَت الدَّجَاجَةُ وَهِيَ كُرُكَّة، وَنُسِبَ إِلَى الصَّاغَانِيِّ. كشك: الكَشْكُ: مَاءُ الشَّعِيرِ. كعك: الكَعْك: الخُبْز الْيَابِسُ، وَقِيلَ: الكَعْك خُبْزٌ، فَارِسِيٌّ معرَّب، قَالَ اللَّيْثُ: أَظنه معرَّباً؛ وأَنشد: يَا حَبَّذا الكَعْكُ بلَحْمٍ مَثْرودْ، ... وخشْكُنانٌ بسَويقٍ مَقْنُودْ كوك: ابْنُ شُمَيْلٍ: الكَيْكاء والكَوْكَى هُمَا السَّرَطانُ أَي مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ الرِّجَالِ. شَمِرٌ: رَجُلٌ كُواكِيَة وزُوازِيَة أَي قَصِيرٌ. وَمَاءٌ عُرانية: شَدِيدُ الجِرْية. شَمِرٌ: رَجُلٌ كَوْكاةٌ وَهُوَ الْقَصِيرُ، قَالَ: ورأَيت فُلَانًا مُكَوْكياً؛ وَهُوَ الِاهْتِزَازُ فِي المِشْية والسُّرْعة، وَهُوَ مِنْ عَدْو القِصار؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَعَوْتُ كَوْكاةً بغَرْبٍ مِرْجَسِ، ... فَجَاءَ يَسْعَى حاسِراً لَمْ يَلْبَسِ كيك: ابْنُ سِيدَهْ: الكَيْكَة الْبَيْضَةُ، وَجَمْعُهَا كَياكي؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَصلها كَيْكِيَةٌ مِثْلَ اللَّيْلَةِ أَصلها لَيْلِيَة، وَلِذَلِكَ جُمِعتا كَياكِيَ ولَيالِيَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الكَيْكاء والكَوْكى هُمَا السَّرَطانُ أَي مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ الرِّجَالِ. فصل اللام لأك: المَلأَكُ والمَلأَكَةُ: الرِّسَالَةُ. وأَلِكْني إِلَى فُلَانٍ: أَبْلِغْه عَنِّي، أَصله أَلْئِكْني فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وأُلقيت حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ آلَكْتُه إِلَيْهِ فِي الرِّسَالَةِ أُلِيكه إلاكَةً، وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ عَلَى إِبْدَالِ الْهَمْزَةِ إِبْدَالًا صَحِيحًا؛ وَمَنْ رَوَى بَيْتَ زُهَيْرٍ: إِلَى الظَّهيرةِ أَمْرٌ بَيْنَهُمْ لِيَكُ فَإِنَّهُ أَراد لِئَكٌ، وَهِيَ الرَّسَائِلُ؛ فَسَّرَهُ بِذَلِكَ ثَعْلَبٌ وَلَمْ يَهْمِزْ لأَنه حِجَازِيٌّ. والمَلأَكُ: المَلَكُ لأَنه يُبَلِّغُ

الرِّسَالَةَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وأُلقيت حَرَكَتَهَا عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا، وَالْجَمْعُ مَلَائِكَةٌ جَمَعُوهُ مُتَمَّماً وَزَادُوا الْهَاءَ لِلتَّأْنِيثِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها ؛ إِنَّمَا عَنى بِهِ الْجِنْسَ، وَفِي الْمُحْكَمِ لِابْنِ سِيدَهْ تَرْجَمَةُ أَلك مقدَّمة عَلَى تَرْجَمَةِ لأَك، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ مَا نَصُّهُ: إِنَّمَا قدَّمت بَابَ مألَكة عَلَى بَابِ مَلأَكة لأَن مأْلكة أَصل وملأَكة فَرْعٌ مَقْلُوبٌ عَنْهَا، أَلا تَرَى أَن سِيبَوَيْهِ قدَّم مَأْلَكَةً عَلَى ملأَكة فَقَالَ: وَقَالُوا مَألَكة ومَلأَكة؟ فَلَمْ يَكُنْ سِيبَوَيْهِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ مِنَ التقدُّم وَالْفَضْلِ لِيَبْدَأَ بِالْفَرْعِ عَلَى الأَصل، هَذَا مَعَ قَوْلِهِمُ الأَلوكُ، قَالَ: فَلِذَلِكَ قدَّمناه، وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ الْحُكْمُ أَن نقدِّم مَلأَكة عَلَى مَألكة لتقدُّم اللَّامِ فِي هَذِهِ الرُّتْبَةِ عَلَى الْهَمْزَةِ، وَهَذَا هُوَ تَرْتِيبُهُ فِي كِتَابِهِ؛ قَالَ وأَما قَوْلُ رُوَيْشِدٍ: فأَبْلِغْ مَالَكاً أَنَّا خَطَبْنا، ... فَإِنَّا لَمْ نُلايِمْ بَعْدُ أَهلا قَالَ: فَإِنَّهُ ظَنَّ مَلَك الْمَوْتِ مِنْ مَ لَ كَ فَصَاغَ مالَكاً مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ؛ وَقَدْ غَلِطَ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ شِعْرِهِ كَقَوْلِهِ: غَدا مالَكٌ يَبْغِي نِسَائِي، كأَنما ... نِسائي لسَهْمَيْ مالَكٍ غَرَضانِ وَقَوْلِهِ: فَيَا رَبِّ فاتْرُكْ لِي جُهَيْنَةَ أَعْصُراً، ... فمالَكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني وَذَلِكَ أَنه رَآهُمْ يَقُولُونَ مَلَكٌ، بِغَيْرِ هَمْزَةٍ، وَهُمْ يُرِيدُونَ مَلأَك فَتَوَهَّمَ أَن الْمِيمَ أَصل وأَن مِثَالَ مَلَك فَعَلٌ كفَلَكٍ وسَمَكٍ، وَإِنَّمَا مثالهِ مَلأَكٌ مَفْعَلٌ، وَالْعَيْنُ مَحْذُوفَةٌ أُلزمت التَّخْفِيفَ إِلَّا فِي الشَّاذِّ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: فلسْتَ لإِنْسِيٍّ، وَلَكِنْ لمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ وَمِثْلُ غَلَطِ رُوَيْشد كَثِيرٌ فِي شِعْرِ الأَعراب الجُفاة. واسْتَلأَكَ لَهُ: ذَهَبَ بِرِسَالَتِهِ، عَنْ أَبي عَلِيٍّ. وَفِي تَرْجَمَةِ مَلَكَ أَشياء كَثِيرَةٌ تَتَعَلَّقُ بِهَذَا الْحَرْفِ فليتأَمل هناك. لبك: اللَّبْكُ: الخَلْطُ، لَبَكْتُ الأَمْرَ أَلْبُكُه لَبْكاً. اللَّبْكُ واللَّبْكَةُ: الشَّيْءُ الْمَخْلُوطُ. لَبَكَه يَلْبُكه لَبْكاً: خَلَطَهُ، ولَبِكَ الأَمْرُ لَبَكاً. وسأَل الحسنَ رجلٌ عَنْ مسأَلة ثُمَّ أَعاد عَلَيْهِ فغيَّر مسأَلته فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: لَبَكْتَ عَلَيَّ أَي خَلَطْتَ عَلَيَّ، وَيُرْوَى: بَكَلْتَ، والتَبَكَ الأَمْرُ: اخْتَلَطَ وَالْتَبَسَ. وأَمر مُلْتَبِكٌ: مُلْتَبِسٌ، عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: رَدَّ القِيانُ جِمالَ الْحَيِّ، فاحْتَمَلُوا ... إِلَى الظَّهِيرَةِ؛ أَمْرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ أَي مُلْتَبِسٌ لَا يَسْتَقِيمُ رأْيهم عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ. وأَمر لَبِيكٌ أَي مُخْتَلِطٌ. ولَبَكْتُ السَّوِيقَ بِالْعَسَلِ: خَلَطْتُهُ؛ وَقَالَ أُمَيّة بْنُ أَبي الصَّلْتِ الثَقَفيّ: إِلى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاء، ... لُبابَ البُرّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ أَي مِنْ لُبَابِ الْبِرِّ يَعْنِي الفالُوذَ. واللَّبِيكَةُ مِنَ الغَنَم: كالبَكِيلَة. ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْكِلَابَيِّ قَالَ: أَقول لَبِيكة مِنْ غَنَمٍ، وَقَدْ لَبَكُوا بَيْنَ الشَّاءِ أَي خَلَطُوا بَيْنَهَا، وَهُوَ مِثْلُ البَكِيلَة. وَقَالَ عَرَّام: رأَيت لُباكةً مِنَ النَّاسِ ولَبِيكة أَي جَمَاعَةً. واللَّبِيكة: أَقِطٌ ودقيقٌ أَو تَمْرٌ وَدَقِيقٌ يُخْلَطُ وَيُصَبُّ السَّمْنُ عَلَيْهِ أَوِ الزَّيْتُ وَلَا يُطْبَخُ. واللَّبْكُ: جَمْعُكَ الثَّرِيدَ لتأْكله. واللَّبَكَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: اللُّقْمَةُ مِنَ الثَّرِيدِ، وَقِيلَ:

الْقِطْعَةُ مِنَ الثَّرِيدِ أَو الحَيْس. وَمَا ذُقْتُ عِنْدَهُ عَبَكَةً وَلَا لَبَكَةً؛ العَبَكَةُ: الحَبُّ مِنَ السَّوِيقِ وَنَحْوِهِ، واللَّبَكَةُ مَا تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: لَبَكَ وبَكَلَ بِمَعْنًى كَجَذَب وجَبَذ، وَكَذَلِكَ البَكِيلة واللَّبِيكة. لحك: لَحَكَه لَحْكاً: أَوْجَره الدَّوَاءَ. واللَّحْكُ: والمُلاحَكَةُ: شدَّةُ التِئَامِ الشَّيءِ بالشَّيء، وَقَدْ لُوحِكَ فَتَلاحَكَ، وَرُبَّمَا قِيلَ لَحِكَ لَحَكاً، وَهِيَ مُمَاتَةٌ. واللَّحْكُ: مُداخلة الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ وَالْتَزَاقُهُ بِهِ؛ يُقَالُ: لُوحِك فَقارُ ظَهْرِهِ إِذَا دَخَلَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ. ومُلاحَكة البُنْيان وَنَحْوُهُ وتَلاحُكه: تَلَاؤُمُهُ؛ قَالَ الأَعشى: ودأْياً لَوَاحِك مِثْلَ الفُؤُوسِ، ... لاءَمَ مِنْهَا السَّلِيلُ الفَقارا وَشَيْءٌ مُتَلاحِكٌ أَي مُتَدَاخِلٌ. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا سُرَّ فكأَنَّ وَجْهَهُ المِرآة وكأَنّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وجهَه ؛ المُلاحَكةُ: شِدَّة المُلاءَمة أَي لإِضاءة وَجْهِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُرى شخصُ الجُدُر فِي وَجْهِهِ فكأَنها قَدْ دَاخَلَتْ وَجْهَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: المُتَلاحِكة النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الخَلْق. واللُّحَكَة: دُويْبَّة قَالَ أَظنها مَقْلُوبَةً مِنَ الحُلَكة؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ شَبِيهَةٌ بالعَظايَة تَبْرُق زَرْقاء، وَلَيْسَ لَهَا ذَنَب طَوِيلٌ مِثْلُ ذَنَبِ العَظاية، وَقَوَائِمُهَا خَفِيَّةٌ. لدك: اللَّدَكُ: لُزوق الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ كاللَّكَدِ، وَرَوَاهُ الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ وَقَالَ: إِنْ صَحَّ مَا قَالَ اللَّيْثُ فإِن الأَصل فِيهِ لكِدَ أَي لَصِقَ، ثُمَّ قُلِبَ فَقِيلَ لَدِكَ لَدَكاً، كَمَا قَالُوا جَذَب وجَبَذ. لزك: لَزِكَ الجُرْحُ لَزَكاً: تَمَّ اسْتِوَاءُ لَحْمِهِ وَلَمْ يبرأْ بعدُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع لَزِكَ بِهَذَا الْمَعْنَى وَلَا بِغَيْرِهِ إِلَّا لِلَّيْثِ، قَالَ: وَمَا أَراه إِلا تَصْحِيفًا وَالصَّوَابُ بِهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَهَبَ إليه لليث أَرَكَ الجُرْحُ يأْرِكُ ويأْرُك أُروكاً إِذَا صَلَح وتَماثَلَ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ أَن تَسْقُطَ جُلْبَتُه ويُنْبت لَحْمًا. لفك: رَجُلٌ أَلْفَكُ: أَخْرَقُ كأَلْفَت؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: الأَلْفَكُ والأَلْفَتُ الأَعْسَرُ، وَقِيلَ: الأَلْفَتُ الأَحْمقُ. أَبو عَمْرٍو: العَفِيك واللَّفِيك المُشْبَعُ حُمْقاً. لكك: لَكَّ الرجلَ يَلُكُّه لَكّاً. ضَرَبَهُ بجُمْعه فِي قَفَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا ضَرَبَهُ وَدَفَعَهُ، وَقِيلَ لَكَّه ضَرْبَهُ مِثْلُ صَكّه. الأَصمعي: صَكَمْته ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْنُه ولَكَكْتُه كُلُّه إِذَا دَفَعْتَهُ. واللِّكاكُ: الزِّحامُ. والْتَكَّ الوِرْدُ التِكاكاً إِذَا ازْدَحم وَضَرَبَ بعضه بعضاً؛ قال رؤبة: مَا وَجَدُوا عِنْدَ التِكاكِ الدَّوْسِ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَذْكُرُ قَلِيباً: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكّاً، ... يَطْمُو إِذَا الوِرْدُ عَلَيْهِ الْتَكَّا وَشْحى: اسْمُ بِئْرٍ، والسُّكُّ: الضَّيِّقة. وَعَسْكَرٌ لَكِيكٌ: مُتَضامٌّ مُتَدَاخِلٌ، وَقَدِ التَكَّ. وَجَاءَنَا سكرانَ مُلْتَكّاً: كَقَوْلِكَ مُلْتَخّاً أَي يَابِسًا مِنَ السُّكْر. والتَكَّ الرَّجُلُ فِي كَلَامِهِ: أَخطأَ. والتَكَّ فِي حُجته. أَبطأَ. واللُّكُّ واللَّكِيكُ: الصُّلْب المُكْتَنِزُ مِنَ اللَّحْمِ مِثْلَ الدَّخيس واللَّدِيم؛ قَالَ: وَهُوَ المَرمِيُّ بِاللَّحْمِ، وَالْجَمْعُ اللِّكاكُ. وَفَرَسٌ لَكِيكُ اللَّحْمِ والخَلْق: مُجْتَمَعُهُ، وَعَسْكَرٌ لَكِيك. وَقَدِ التَكَّتْ جَمَاعَتُهُمْ لِكاكاً أَي ازْدَحَمَتِ ازْدِحَامًا. والتَكَّ الْقَوْمُ: ازْدَحَمُوا. وَرَجُلٌ لُكِّيٌّ: مُكْتَنِزُ

اللَّحْمِ. وناقةٌ لُكِّيَّة ولِكاكٌ: شَدِيدَةُ اللَّحْمِ مَرْمية بِهِ رَمْيًا، وَجَمَلٌّ لِكاكٌ كَذَلِكَ، وَجَمْعُهَمَا لُكُكٌ ولِكاكٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَإِنِ اختلفَ التأْويلان. واللُّكالِكُ مِنَ الإِبل: كاللِّكاكِ؛ قَالَ: أَرْسَلْتُ فِيهَا قَطِماً لُكالِكا، ... مِنَ الذَّرِيحيَّات، جَعْداً آرِكا يَقْصُر مَشْياً، ويَطُولُ بارِكا، ... كأَنه مُجَلَّلٌ دَرانِكا وَيُرْوَى: يَقْصُرُ يَمْشِي، أَراد يُقَصِّرُ مَاشِيًا فَوَضَعَ الْفِعْلَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: يَقْصُرُ إِذَا مَشِيَ لِانْخِفَاضِ بَطْنِهِ وضِخَمِه وَتَقَارُبِهِ مِنَ الأَرض، فَإِذَا بَرَكَ رَأَيْتَهُ طَوِيلًا لِارْتِفَاعِ سَنَامِهِ فَهُوَ بَارِكًا أَطول مِنْهُ قَائِمًا، يَقُولُ: إِنَّهُ عَظِيمُ الْبَطْنِ فَإِذَا قَامَ قَصُرَ، وَإِذَا بَرَكَ طالَ، والذَّرِيحِيَّات: الحُمْرُ، وآرِك يَعْنِي يَرْعَى الأَراك. أَبو عُبَيْدٍ: اللُّكالِك الْعَظِيمُ مِنَ الْجِمَالِ؛ حَكَاهُ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَجَمَلٌ لُكَالِكٌ أَي ضَخْمٌ. ولُكَّتْ بِهِ: قُذِفت؛ قَالَ الأَعلم: عَنَّتْ لَهُ سَفْعاءُ لُكَّتْ ... بالبَضِيع لَهَا الجَنائِب ولُكَّ لَحْمَهُ لَكّاً، فَهُوَ مَلْكُوك؛ وأَنشد: إِلى عُجايات لَهُ مَلْكُوكَةٍ ... فِي دُخُسٍ دُرْمِ الكُعُوب اسان «3» واللَّكَكُ: الضَّغْطُ، يُقَالُ: لَكَكْتُه لَكّاً. ولَكَّ اللحمَ يَلُكُّه لَكّاً: فَصَله عَنْ عِظَامِهِ. اللَّيْثُ: اللَّكُّ صِبْغ أَحمر يُصْبَغُ بِهِ جلودُ المِعْزَى للخِفاف وَغَيْرِهَا، وَهُوَ مَعْرُوفٌ. واللُّكّ، بِالضَّمِّ: ثُفْلُه يُرَكَّب بِهِ النَّصْلُ فِي النِّصاب، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واللُّكَّة واللُّكُّ، بِضَمِّهِمَا، عُصارته الَّتِي يُصْبَغُ بِهَا؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ رَقْمَ هَوادج الأَعراب: بأَحمَر مِنْ لُكِّ العِراقِ وأَصْفَرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ لَا يُسَمَّى لُكّاً بِالضَّمِّ إِلَّا إِذَا طُبِخَ وَاسْتُخْرِجَ صِبْغه. وَجِلْدٌ مَلْكُوك: مَصْبُوغٌ باللُّكِّ. واللَّكَّاء: الْجُلُودُ الْمَصْبُوغَةُ باللُّكِّ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كالشَّجْراء. واللُّكُّ واللَّكُّ: مَا يُنْحَت مِنَ الْجُلُودِ المَلْكوكة فَتُشَدُّ بِهِ نُصُبُ السَّكَاكِينِ. واللَّكِيك: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذَا هَبَطَتْ بطنَ اللَّكِيك تَجاوَبَتْ ... بِهِ، واطَّبَاهَا رَوْضُه وأَبارِقُه وَرَوَاهُ ابْنُ جَبَلَةَ اللِّكاك وَهُوَ أَيضاً موضع. لمك: اللَّيْثُ: لَمَكُ أَبو نُوحٍ، ولامَكُ جدُّه، وَيُقَالُ: نُوحُ بْنُ لَمَك، وَيُقَالُ: ابْنُ لامَك. وَقَوْلُهُمْ: مَا ذَاقَ لَمَاكاً أَي مَا ذَاقَ شَيْئًا، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي النَّفْيِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا تَلَمَّجَ عِنْدَنَا بلَماجٍ وَلَا تَلَمَّكَ عِنْدَنَا بلَماكٍ وَمَا ذَاقَ لَماكاً وَلَا لَماجاً. قَالَ المُفَضَّل: التَّلَمُّكُ تَحَرُّكُ اللَّحْيين بِالْكَلَامِ أَو الطَّعَامِ، قَالَ: والتَّلَمُّكُ مِثْلُ التَّلَمُّظِ. وتَلَمَّكَ البعيرُ إِذَا لَوَى لَحْيَيه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: فَلَمَّا رَآنِي قَدْ حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، ... تَلَمَّكَ لَوْ يُجْدِي عَلَيْهِ التَّلَمُّكُ ابْنُ الأَعرابي: اللُّماكُ واللَّمْكُ الجِلاء يُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ. أَبو عَمْرٍو: اللَّميكُ الْمَكْحُولُ الْعَيْنَيْنِ، وَفِي النَّوَادِرِ: اليَلْمَكُ الشَّابُّ الشَّدِيدُ، وَلَا يَكُونُ إِلا فِي الرجال. لوك: اللَّوْكُ: أَهْوَن المَضْغِ، وَقِيلَ: هُوَ مَضْغُ الشَّيْءِ الصُّلْبِ المَمْضَغة تُدِيرُهُ فِي فِيكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَوْكُهُمُ جَدْلَ الحَصَى بشفاهِهم، ... كأَنَّ عَلَى أَكْتافِهم فِلَقاً صَخْرا

_ (3). قوله اسان كذا بالأصل بدون نقط.

فصل الميم

وَقَدْ لَاكَهُ يَلُوكه لَوْكاً. وَمَا ذاقَ لَواكاً أَي مَا يُلاك. وَيُقَالُ: مَا لُكْتُ عِنْدَهُ لوَاكاً أَيْ مَضاغاً. ولُكْتُ الشيءَ فِي فَمِي أَلُوكُه إِذَا عَلَكْتَه، وَقَدْ لاكَ الفرسُ اللِّجَامَ. وَفُلَانٌ يَلُوكُ أَعراض النَّاسِ أَيْ يَقَعُ فِيهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِذَا هِيَ فِي فِيهِ يَلُوكُها أَي يَمْضَغُها. واللَّوْكُ: إِدَارَةُ الشَّيْءِ فِي الْفَمِ. الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وَقَوْلُ الشُّعَرَاءِ أَلِكْني إِلَى فُلَانٍ يُريدون كُنْ رَسُولِي وتَحَمَّلْ رِسَالَتِي إِلَيْهِ، وَقَدْ أَكثروا فِي هَذَا اللَّفْظِ؛ قَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاسِ: أَلِكْني إِلَيْهَا، عَمْرَكَ اللَّهُ يَا فَتَى ... بآيةِ مَا جاءتْ إِلينا تَهادِيا وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: أَلِكْني إليها، وخَيْرُ الرَّسُولِ ... أَعْلَمُهم بِنُوَاحِي الخَبَرْ قَالَ: وَقِيَاسُهُ أَنْ يُقَالَ أَلاكه يُلِيكه إِلاكةً، قَالَ: وَقَدْ حُكِيَ هَذَا عَنْ أَبِي زيد وهو إن كَانَ مِنَ الأَلُوكِ فِي الْمَعْنَى وَهُوَ الرِّسَالَةُ فَلَيْسَ منه في اللَّفْظِ، لأَن الأَلُوك فَعُول وَالْهَمْزَةُ فَاءُ الْفِعْلِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَقْلُوبًا أَوْ عَلَى التَّوَهُّمِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَلكني مِنْ آلَكَ إِذَا أَرسل، وأَصله أَأْلِكْني ثُمَّ أُخرت الْهَمْزَةُ بَعْدَ اللَّامِ فَصَارَ أَلْئِكْني، ثُمَّ خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ بأَن نُقِلَتْ حَرَكَتُهَا عَلَى اللَّامِ وَحُذِفَتْ كَمَا فَعَلَ بمَلَكٍ وأَصله مأْلَكٌ ثُمَّ مَلأَكٌ ثُمَّ مَلَك، قَالَ: وَحَقُّ هَذَا أَن يَكُونَ فِي فَصْلِ أَلِكَ لَا فَصْلِ لَوَكَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا نَحْنُ هُنَاكَ أَكثر هذا الباب. فصل الميم متك: فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً؛ قرأَ أَبو رَجاء العُطارِدِيّ: وأَعتدت لَهُنَّ مُتْكاً عَلَى فُعْل، رَوَاهُ الأَعمش عَنْهُ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَاحِدَةُ المُتْكِ مُتْكَة مِثْلُ بُسْرٍ وبُسْرة وَهُوَ الأُتْرُجُّ، وَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَى أَبو رَوْق عَنِ الضَّحَّاكَ: وأَعتدت لَهُنَّ مُتْكاً ، قَالَ بَزْماوَرْدَ «1». ابْنُ سِيدَهْ المُتْك الأُتْرُجُّ، وَقِيلَ الزُّماوَرْدُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصل المُتْكِ الزُّماوَرْدُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ ثِقَاتِ أَهل الْبَصْرَةِ أَنَّهُ الزُّماوَرْدُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الأُترج حَكَاهُ الأَخفش، وَقَالَ غَيْرُهُ: المَتْكُ والبَتْكُ الْقَطْعُ، وَسُمِّيَتِ الأُتْرُجَّة مُتْكاً لأَنها تُقْطَعُ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَتْكُ والمُتْكُ أَنف الذُّباب، وَقِيلَ ذَكَرُهُ. والمَتْكُ والمُتْكُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: طرَفُ الزُّبِّ. والمَتْكُ مِنَ الإِنسان: عِرْق أَسفلَ الكَمَرة، وَقِيلَ: بَلِ الْجِلْدَةُ مِنَ الإِحليل إِلَى بَاطِنِ الحُوك وَهُوَ الْعِرْقُ الَّذِي فِي بَاطِنِ الذَّكَرِ عِنْدَ أَسفل حُوقِه، وَهُوَ الَّذِي إِذَا خُتِنَ الصَّبِيُّ لَمْ يَكَدْ يَبْرَأُ سَرِيعًا، قَالَ: وأَرى أَن كُرَاعًا حَكَى فِيهِ المُتُكَّ. غَيْرُهُ: والمُتْكُ مِنَ الإِنسان وتَرَتُه أَمَامَ الإِحْليل. والمُتْكُ: عِرْقٌ فِي غُرْمُول الرَّجُلِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: زَعَمُوا أَنه مَخْرَجُ الْمَنِيِّ. والمَتْكُ والمُتْكُ مِنَ المرأَة: عِرْقُ البَظْر، وَقِيلَ: هُوَ مَا تُبْقِيهِ الْخَاتِنَةُ. وامرأَة مَتْكاء: بَظْراء، وَقِيلَ: المَتْكاء مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَمْ تُخْفَضُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي السَّب: يَا ابْنَ المَتْكاء أَيْ عَظِيمَةِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ فَرَفَعَ عَقِيرتَه بِالْغِنَاءِ فَاجْتَمَعَ الناسُ عَلَيْهِ فقرأَ الْقُرْآنَ فَتَفَرَّقُوا فَقَالَ: يَا بَنِي المَتْكاء ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: أَراد يَا بَنِي البَظْراء، وَقِيلَ: هِيَ المُفْضاة، وَقِيلَ: الَّتِي لَا تُمْسِك الْبَوْلَ. والمَتْك، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ التَّاءِ: نَبَاتٌ تَجْمُد عُصارته.

_ (1). قوله [بزماورد] في القاموس: الزماورد، بالضم، طعام من البيض واللحم معرب، والعامة يقولون بزماورد.

محك: المَحْكُ: المُشارَّة والمُنازعة فِي الْكَلَامِ. والمَحْكُ: التَّمَادِي فِي اللَّجاجَة عِنْدَ المُساوَمة والغَضب وَنَحْوِ ذَلِكَ. والمُماحَكَة: المُلاجَّة، وَقَدْ مَحَكَ يَمْحَكُ ومَحِكَ مَحْكاً ومَحَكاً، فَهُوَ ماحِك ومَحِك وأَمْحَكَه غيرهُ؛ وَقَوْلُ غَيْلانَ: كُلُّ أَغَرَّ مَحِكٍ وغَرَّا إِنَّمَا أَرَادَ الَّذِي يَلِجُّ فِي عَدْوِه وَسَيْرِهِ. وتَماحك البَيِّعان والخَصْمان: تَلاجَّا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا ابنَ المَراغَةِ والهِجاء إِذَا التَقَتْ ... أعناقُه، وتَماحَك الخَصْمانِ وَرَجُلٌ مَحِكٌ ومُماحِك ومَحْكانُ إِذَا كَانَ لَجُوجاً عَسِر الخُلق. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لَا تَضِيق بِهِ الأُمورُ وَلَا تُمْحِكُه الخُصومُ ؛ المَحْكُ: اللَّجاج، وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ مُمْتحِكٌ وَرَجُلٌ مُسْتَلْحِك ومُتَلاحِك فِي الْغَضَبِ، وَقَدْ أَمْحَكَ وأَلْكَدَ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْغَضَبِ وَفِي الْبُخْلِ. وَابْنُ مَحْكان التَّيْمِيّ السَّعْدِي: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. مرتك: المَرْتَكُ: فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ «2» مسك: المَسْكُ، بِالْفَتْحِ وَسُكُونِ السِّينِ: الْجِلْدُ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ جِلْدَ السَّخْلة، قَالَ: ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى صَارَ كُلُّ جِلْدٍ مَسْكاً، وَالْجَمْعُ مُسُكٌ ومُسُوك؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدل: فاقْنَيْ لعلَّكِ أَنْ تَحْظَيْ وتَحْتَبِلي ... فِي سَحْبَلٍ، مِنْ مُسُوك الضأْن، مَنْجُوب وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنَا فِي مَسْكِك إِنْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: أَين مَسْكُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَب كَانَ فِيهِ ذَخِيرَةٌ مِنْ صامِتٍ وحُليّ قُوِّمت بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ، كَانَتْ أَوَّلًا فِي مَسْك جَمَل ثُمَّ مَسْك ثَوْرٍ ثُمَّ مَسْك جَمَل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَانَ عَلَى فِراشي إِلَّا مَسْكُ كَبْشٍ أَيْ جِلْدُهُ. ابْنُ الأَعرابي: وَالْعَرَبُ تَقُولُ نَحْنُ فِي مُسُوك الثَّعَالِبِ إِذَا كَانُوا خَائِفِينَ؛ وَأَنْشَدَ المُفَضَّل: فَيَوْمًا تَرانا فِي مُسُوك جِيادنا ... وَيَوْمًا تَرانا فِي مُسُوك الثعالِبِ قَالَ: فِي مُسُوكِ جِيَادِنَا مَعْنَاهُ أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا فِي قُدودٍ مِنْ مُسُوك خُيُولِنَا الْمَذْبُوحَةِ، وَقِيلَ فِي مُسُوك أَيْ عَلَى مُسُوكِ جِيَادِنَا أَيْ تَرَانَا فُرْسَانًا نُغِير عَلَى أَعدائنا ثُمَّ يَوْمًا تَرَانَا خَائِفِينَ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يَعْجِزُ مَسْكُ السَّوْءِ عَنْ عَرْفِ السَّوْءِ أَيْ لَا يَعْدَم رَائِحَةً خَبِيثَةً؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ اللَّئِيمِ يَكْتُمُ لُؤْمَهُ جُهْدَه فَيَظْهَرُ فِي أَفْعَالِهِ. والمَسَكُ: الذَّبْلُ. والمَسَكُ: الأَسْوِرَة وَالْخَلَاخِيلُ مِنَ الذَّبْلِ وَالْقُرُونِ وَالْعَاجِ، وَاحِدَتُهُ مَسَكة. الْجَوْهَرِيُّ: المَسَك، بِالتَّحْرِيكِ، أَسْوِرة مِنْ ذَبْلٍ أَوْ عَاجٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَرَى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْباً بكُوعِها ... لَهَا مسَكاً، مِنْ غَيْرِ عاجٍ وَلَا ذَبْلِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو النَّخَعيّ: رأَيت النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ وَعَلَيْهِ قُرْطان ودُمْلُجانِ ومَسَكتَان ، وَحَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: شَيْءٌ ذَفِيفٌ يُرْبَطُ بِهِ المَسَكُ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: قَالَ ابْنُ عَوْفٍ وَمَعَهُ أُمية بْنُ خَلَفٍ: فَأَحَاطَ بِنَا الأَنصار حَتَّى جَعَلُونَا فِي مِثْلِ المَسَكَةِ أَيْ جَعَلُونَا فِي حَلْقةٍ كالسِّوارِ وَأَحْدَقُوا بِنَا؛ وَاسْتَعَارَهُ أَبو وَجْزَة فَجَعَلَ مَا تُدخِلُ فِيهِ الأُتُنُ أَرجلَها مِنَ الْمَاءِ مَسَكاً فَقَالَ: حَتَّى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ فِي مَسَكٍ، ... مِنْ نَسْلِ جوَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ التَّهْذِيبُ: المَسَكُ الذَّبْلُ مِنَ الْعَاجِ كهيئة السِّوار

_ (2). قوله: المرتك فارسي معرّب، هكذا في الأَصل غير مفْسر. وفي القاموس: المرتَك: المُردَاسَنجُ. وأَراد الآنك أي الرصاص أسودَه أو أبيضَه.

تَجْعَلُهُ المرأَة فِي يَدَيْهَا فَذَلِكَ المَسَكُ، والذَّبْلُ القُرون، فَإِنْ كَانَ مِنْ عَاجٍ فَهُوَ مَسَك وَعَاجٌ ووَقْفٌ، وَإِذَا كَانَ مِنْ ذَبْلٍ فَهُوَ مَسَكٌ لَا غَيْرَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو المَسَكُ مِثْلُ الأَسْوِرة مِنْ قُرون أَوْ عَاجٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَرَى الْعَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكًا، مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَبْلِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ رَأَى عَلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مَسَكَتَيْن مِنْ فِضَّةٍ ، المَسَكةُ، بِالتَّحْرِيكِ: السُّوَارُ مِنَ الذَّبْلِ، وَهِيَ قُرون الأَوْعال، وَقِيلَ: جُلُودُ دَابَّةٍ بَحْرِيَّةٍ، وَالْجَمْعُ مَسَكٌ. اللَّيْثُ: المِسْكُ مَعْرُوفٌ إِلَّا أَنه لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِسْكُ ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ مُذَكَّرٌ وَقَدْ أَنثه بَعْضُهُمْ عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ، وَاحِدَتُهُ مِسْكة. ابْنُ الأَعرابي: وَأَصْلُهُ مِسَكٌ مُحَرَّكَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَأَمَّا قَوْلُ جِرانِ العَوْدِ: لَقَدْ عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثوبُها ... جديدٌ، وَمِنْ أَرْدانها المِسْكُ تَنْفَحُ فَإِنَّمَا أَنثه لأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلَى رِيحِ الْمِسْكِ. وَثَوْبٌ مُمَسَّك: مَصْبُوغٌ بِهِ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: إِنْ تُشْفَ نَفْسي مِنْ ذُباباتِ الحَسَكْ، ... أَحْرِ بِهَا أَطْيَبَ مِنْ ريحِ المِسِكْ فَإِنَّهُ عَلَى إِرَادَةِ الْوَقْفِ كَمَا قَالَ: شُرْبَ النَّبِيذِ واعْتِقالًا بالرِّجِلْ وَرَوَاهُ الأَصمعي: أَحْرِ بِهَا أَطيب مِنْ رِيحِ المِسَك وَقَالَ: هُوَ جَمْعُ مِسْكة. وَدَوَاءٌ مُمَسَّك: فِيهِ مِسك. أَبو الْعَبَّاسِ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَيْضِ: خُذِي فِرْصةً فَتَمَسَّكي بِهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: خُذِي فَرِصَة مُمَسّكة فَتَطَيَّبي بِهَا ؛ الفِرصَةُ: القِطْعة يُرِيدُ قِطْعَةً مِنَ الْمِسْكِ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: خُذِي فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَيَّبِي بِهَا ، قَالَ بَعْضُهُمْ: تَمَسَّكي تَطَيَّبي مِنَ المِسْك، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: هُوَ مِنَ التَّمَسُّك بِالْيَدِ، وَقِيلَ: مُمَسَّكة أَيْ مُتَحَمَّلة يَعْنِي تَحْتَمِلِينَهَا مَعَكِ، وأَصل الفِرْصة فِي الأَصل الْقِطْعَةُ مِنَ الصُّوفِ وَالْقُطْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: المُمَسَّكة الخَلَقُ الَّتِي أُمْسِكَتْ كَثِيرًا، قَالَ: كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ لَا يُسْتَعْمَلَ الْجَدِيدُ مِنَ الْقُطْنِ وَالصُّوفِ للارْتِفاق بِهِ فِي الْغَزْلِ وَغَيْرِهِ، ولأَن الخَلَقَ أَصْلَحُ لِذَلِكَ وأَوفق؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذِهِ الأَقوال أَكْثَرُهَا مُتَكَلَّفَة وَالَّذِي عَلَيْهِ الْفُقَهَاءُ أنا الْحَائِضَ عِنْدَ الِاغْتِسَالِ مِنَ الْحَيْضِ يُسْتَحَبُّ لَهَا أَنْ تأْخذ شَيْئًا يَسِيرًا مِنَ المِسْك تَتَطَيَّبُ بِهِ أَوْ فِرصةً مطيَّبة مِنَ الْمِسْكِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المِسْك مِنَ الطِّيبِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهِ المَشْمُومَ. ومِسْكُ البَرِّ: نَبْتٌ أَطْيَبُ مِنَ الخُزامى وَنَبَاتُهَا نَبَاتُ القَفْعاء وَلَهَا زَهْرة مِثْلُ زَهْرَةِ المَرْوِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نَبَاتٌ مِثْلُ العُسْلُج سَوَاءً. ومَسَكَ بالشيءِ وأَمْسَكَ بِهِ وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك، كُلُّه: احْتَبَس. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ: فكُنْ مَعْقِلًا فِي قَوْمِكَ، ابنَ خُوَيْلدٍ، ... ومَسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ؛ بِسُكُونِ الْمِيمِ وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ يُمَسِّكون بِالتَّشْدِيدِ، وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ، فَإِنَّ أَبا عَمْرٍو وَابْنَ عامر ويعقوب الحَضْرَمِيَّ قرؤُوا وَلَا تُمَسِّكوا، بِتَشْدِيدِهَا وَخَفَّفَهَا الْبَاقُونَ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ، أَيْ يؤْمنون بِهِ وَيَحْكُمُونَ بِمَا فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَمْسَكْت بِالشَّيْءِ

وتَمَسَّكتُ بِهِ واسْتَمْسَكت بِهِ وامْتَسَكْتُ كُلُّه بِمَعْنَى اعْتَصَمْتُ، وَكَذَلِكَ مَسَّكت بِهِ تَمْسِيكاً، وقرئَ وَلَا تُمَسِّكوا بعِصَمِ الكَوافرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى * ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَسِكُ وَلِي فِيهِ مُسْكة أَيْ مَا أَتَمَسَّكُ بِهِ. والتَّمَسُّك: اسْتِمْساكك بِالشَّيْءِ، وَتَقُولُ أَيضاً: امْتَسَكْت بِهِ؛ قَالَ الْعَبَّاسُ: صَبَحْتُ بِهَا القومَ حَتَّى امْتَسكْتُ ... بالأَرْضِ، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: لَا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بشيءِ فَإِنِّي لَا أُحِلُّ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ وَلَا أُحرِّم إِلَّا مَا حَرَّم اللَّهُ ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَعْنَاهُ إِنْ صحَّ أنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَحل لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشياء حَظَرَها عَلَى غَيْرِهِ مِنْ عَدَدِ النِّسَاءِ وَالْمَوْهُوبَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَفَرَضَ عَلَيْهِ أَشياء خَفَّفَهَا عَنْ غَيْرِهِ فَقَالَ: لَا يُمْسِكَنَّ الناسُ عليَّ بِشَيْءٍ، يَعْنِي بِمَا خصِّصْتُ بِهِ دُونَهُمْ فَإِنَّ نِكَاحِي أَكثر مِنْ أَربع لَا يَحِلُّ لَهُمْ أَن يَبْلُغُوهُ لأَنه انْتَهَى بِهِمْ إِلَى أَربع، وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مَا وَجَبَ عليَّ مِنْ تَخْيِيرِ نِسَائِهِمْ لأَنه لَيْسَ بِفَرْضٍ عَلَيْهِمْ. وأَمْسَكْتُ عَنِ الْكَلَامِ أَيْ سَكَتُّ. وَمَا تَماسَكَ أَنْ قَالَ ذَلِكَ أَيْ مَا تَمَالَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَسَّك مِنْ هَذَا الفَيْءِ بشيءٍ أَيْ أَمسَك. والمُسْكُ والمُسْكةُ: مَا يُمْسِكُ الأَبدانَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَقِيلَ: مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنْهُمَا، وَتَقُولُ: أَمْسَك يُمْسِكُ إمْساكاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي هالَة فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بادنٌ مُتَماسك ؛ أَرَادَ أَنه مَعَ بَدَانَتِهِ مُتَماسك اللَّحْمِ لَيْسَ بِمُسْتَرْخِيهِ وَلَا مُنْفَضِجه أَيْ أَنَّهُ مُعْتَدِلُ الْخَلْقِ كأَن أعضاءَه يُمْسِك بَعْضُهَا بَعْضًا. وَرَجُلٌ ذُو مُسْكةٍ ومُسْكٍ أَيْ رأْي وَعَقْلٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفُلَانٌ لَا مُسْكة لَهُ أَيْ لَا عَقْلَ لَهُ. وَيُقَالُ: مَا بِفُلَانٍ مُسْكة أَيْ مَا بِهِ قوَّة وَلَا عَقْلٌ. وَيُقَالُ: فِيهِ مُسْكَةٌ مِنْ خَيْرٍ، بِالضَّمِّ، أَيْ بَقِيَّةٌ. وأَمْسَكَ الشيءَ: حَبَسَهُ. والمَسَكُ والمَسَاكُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُمْسِك الماءَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرَجُلٌ مَسِيكٌ ومُسَكَةٌ أَيْ بَخِيلٌ. والمِسِّيك: الْبَخِيلُ، وَكَذَلِكَ المُسُك، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالسِّينِ، وَفِي حَدِيثِ هِنْدِ بِنْتِ عُتْبة: أَنَّ أَبا سُفْيَانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ أَيْ بَخِيلٌ يُمْسِكُ مَا فِي يَدَيْهِ لَا يُعْطِيهِ أَحداً وَهُوَ مِثْلُ الْبَخِيلِ وَزْنًا وَمَعْنًى. وَقَالَ أَبو مُوسَى: إِنَّهُ مِسِّيكٌ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، بِوَزْنِ الخِمِّير والسِّكِّير أَيْ شَدِيدُ الإِمْساك لِمَالِهِ، وَهُوَ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، قَالَ: وَقِيلَ المِسِّيك الْبَخِيلُ إلَّا أَنَّ الْمَحْفُوظَ الأَول؛ وَرَجُلٌ مُسَكَةٌ، مِثْلُ هُمَزَة، أَيْ بَخِيلٌ؛ وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي لَا يَعْلَقُ بِشَيْءٍ فَيَتَخَلَّصَ مِنْهُ وَلَا يُنازِله مُنازِلٌ فيُفْلِتَ، وَالْجَمْعُ مُسَكٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ فِيهِمَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّفْسِيرُ الثَّانِي هُوَ الصَّحِيحُ، وَهَذَا الْبِنَاءُ أَعْنِي مُسَكة يَخْتَصُّ بِمَنْ يَكْثُرُ مِنْهُ الشَّيْءُ مِثْلُ الضُّحكة والهُمَزَة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَالَ لَهُ ابْنُ عُرَانَةَ: أَما هَذَا الحَيُّ مِنْ بَلْحرث بْنِ كَعْبٍ فَحَسَكٌ أَمْراسٌ، ومُسَكٌ أَحْماس، تَتَلَظَّى المَنايا فِي رِماحِهِم ؛ فَوَصَفَهُمْ بالقوَّة والمَنَعةِ وأَنهم لِمَنْ رَامَهُمْ كَالشَّوْكِ الحادِّ الصُّلْب وَهُوَ الحَسَك، وَإِذَا نازَلوا أَحداً لَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ وَلَمْ يَتَخَلَّصْ؛ وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حِلِّزة: وَلَمَّا أَن رأَيتُ سَراةَ قَوْمِي ... مَسَاكَى، لَا يَثُوبُ لَهُمْ زَعِيمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَسَاكَى فِي بَيْتِهِ

اسْمًا لِجَمْعِ مَسِيك، وَيَجُوزُ أَنْ يُتَوَهَّمَ فِي الْوَاحِدِ مَسْكان فَيَكُونُ مِنْ بَابِ سَكَارَى وحَيَارَى. وَفِيهِ مُسْكةٌ ومُسُكةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، ومَسَاكٌ ومِساك ومَسَاكة وإمْساك: كُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْبُخْلِ والتَّمَسُّكِ بِمَا لَدَيْهِ ضَنّاً بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِسَاك الِاسْمُ مِنَ الإِمْساك؛ قَالَ جَرِيرٌ: عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ وفارَقَتْ، ... مَا شَفَّها صَلَفٌ وَلَا إقْتارُ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ حَسَكة مَسَكة أَيْ شُجَاعٌ كأَنه حَسَكٌ فِي حَلْق عدوِّه. وَيُقَالُ: بَيْنَنَا ماسِكة رحِم كَقَوْلِكَ ماسَّة رَحِمٍ وواشِجَة رَحِمٍ. وَفَرَسٌ مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَقُ الأَياسر: مُحَجَّلُ الرجل واليد من الشِّقِّ الأَيمن وَهُمْ يَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ كَانَ مُحَجَّل الرِّجْلِ وَالْيَدِ مِنَ الشِّقِّ الأَيسر قَالُوا: هُوَ مُمْسَكُ الأَياسر مُطْلَق الأَيامن، وَهُمْ يَسْتَحِبُّونَ ذَلِكَ. وَكُلُّ قَائِمَةٍ فِيهَا بَيَاضٌ، فَهِيَ مُمْسَكة لأَنها أُمسِكت بِالْبَيَاضِ؛ وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الإِمْسَاك أَنْ لَا يَكُونَ فِي الْقَائِمَةِ بَيَاضٌ. التَّهْذِيبُ: والمُطْلَق كُلُّ قَائِمَةٍ لَيْسَ بِهَا وَضَحٌ، قَالَ: وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الْبَيَاضَ إِطْلَاقًا وَالَّذِي لَا بَيَاضَ فِيهِ إِمْسَاكًا؛ وأَنشد؛ وَجَانِبٌ أُطْلِقَ بالبَياضِ، ... وَجَانِبٌ أُمْسك لَا بَياض وقال: وَفِيهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ عَلَى الْقَلْبِ كَمَا وَصَفَ فِي الإِمْساك. والمَسَكةُ والمَاسِكة: قِشْرة تَكُونُ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ أَو المُهْر، وَقِيلَ: هِيَ كالسَّلى يَكُونَانِ فِيهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَاسِكة الْجِلْدَةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ وَعَلَى أَطْرَافِ يَدَيْهِ، فَإِذَا خَرَجَ الْوَلَدُ مِنَ الماسِكة والسَّلى فَهُوَ بَقِير، وَإِذَا خَرَجَ الْوَلَدُ بِلَا ماسِكة وَلَا سَلًى فَهُوَ السَّلِيل. وَبَلَغَ مَسَكة الْبِئْرِ ومُسْكَتَها إِذَا حَفَرَ فَبَلَغَ مَكَانًا صُلْباً. ابْنُ شُمَيْلٍ: المَسَكُ الْوَاحِدَةُ مَسَكة وَهُوَ أَنْ تَحْفِر الْبِئْرَ فَتَبْلُغَ الموضعَ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ أَن يُطْوَى فَيُقَالُ: قَدْ بَلَغُوا مَسَكةً صُلْبةً وَإِنَّ بِئارَ بَنِي فُلَانٍ فِي مَسَك؛ قال الشاعر: اللهُ أَرْواكَ وعَبْدُ الجَبَّارْ، ... تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المِنْقارْ، فِي مَسَكٍ لَا مُجْبِلٍ وَلَا هارْ الْجَوْهَرِيُّ: المُسْكَةُ مِنَ الْبِئْرِ الصُّلْبةُ الَّتِي لَا تَحْتَاجُ إِلَى طَيّ. ومَسَك بِالنَّارِ. فَحَصَ لَهَا فِي الأَرض ثُمَّ غَطَّاهَا بِالرَّمَادِ وَالْبَعْرِ وَدَفَنَهَا. أَبُو زَيْدٍ: مَسَّكْتُ بِالنَّارِ تَمْسِيكاً وثَقَّبْتُ بِهَا تَثْقْيباً، وَذَلِكَ إِذَا فَحَصت لَهَا فِي الأَرض ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَيْهَا بَعْرًا أَوْ خَشَبًا أَوْ دَفَنْتَهَا فِي التُّرَابِ. والمُسْكان: العُرْبانُ، وَيُجْمَعُ مَساكينَ، وَيُقَالُ: أَعطه المُسْكان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ المُسْكانِ ؛ وهو بِالضَّمِّ بَيْعُ العُرْبانِ والعَرَبُونِ، وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ السِّلعة وَيَدْفَعَ إِلَى صَاحِبِهَا شَيْئًا عَلَى أَنَّهُ إِنْ أَمضى الْبَيْعَ حُسب مِنَ الثَّمَنِ وَإِنْ لَمْ يُمْضِ كَانَ لِصَاحِبِ السِّلْعَةِ وَلَمْ يَرْتَجِعْهُ الْمُشْتَرِي، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَرض مَسَكٌ وَطَرَائِقُ: فَمَسَكة كَذَّانَةٌ ومَسَكة مُشاشَة ومَسَكة حِجَارَةٌ ومَسَكة لَيِّنَةٌ، وَإِنَّمَا الأَرض طَرَائِقُ فَكُلُّ طَرِيقَةٍ مَسَكة، وَالْعَرَبُ تَقُولُ للتَّناهي الَّتِي تُمْسِك مَاءَ السَّمَاءِ مَساك ومَساكة ومَساكاتٌ، كُلُّ ذَلِكَ مَسْمُوعٌ مِنْهُمْ. وسقاءٌ مَسِيك: كَثِيرُ الأَخذ لِلْمَاءِ. وَقَدْ مَسَك، بِفَتْحِ السِّينِ، مَساكة، رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. أَبُو زَيْدٍ: المَسِيك مِنَ الأَساقي الَّتِي تَحْبِسُ الْمَاءَ فَلَا

يَنْضَحُ. وَأَرْضٌ مَسِيكة: لَا تُنَشِّفُ الماءَ لِصَلَابَتِهَا. وأَرض مَساك أَيْضًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يَكُونُ مَعَ الْقَوْمِ يَخُوضُونَ فِي الْبَاطِلِ: إِنَّ فِيهِ لَمُسْكةً عَمَّا هُمْ فِيهِ. وماسِكٌ: اسْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مَسْك «1» هُوَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْكَافِ صُقْع بِالْعِرَاقِ قُتِلَ فِيهِ مُصْعَب بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمَوْضِعٌ بدُجَيْل الأَهْواز حَيْثُ كَانَتْ وَقْعَةُ الحجاج وابن الأَشعث. مصطك: الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ: وَأَمَّا المَصْطَكا العِلْكُ الرُّومِيُّ فَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ وَالْمِيمُ أَصلية وَالْحَرْفُ رُبَاعِيٌّ. ابْنُ الأَنباري: المَصْطَكاءُ قَالَ وَمِثْلُهُ ثَرْمَداءُ عَلَى بناء فَعْلَلاء. معك: المَعْكُ: الدَّلْكُ، مَعكه فِي التُّرَابِ يَمْعَكُه مَعْكاً دَلَكَه، ومعَّكه تَمْعِيكاً: مَرَّغه فِيهِ والتَّمَعُّك: التَّقَلُّبُ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَمَعَّك فِيهِ أَيْ تَمرَّغ فِي تُرَابِهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ارْدُدْ يَساراً، وَلَا تَعنُف عَلَيْهِ، وَلَا ... تَمْعَكْ بِعِرْضِك، إنَّ الغادِر المَعِكُ ومَعَكْتُ الأَدِيمَ أَمْعكه مَعْكاً إِذَا دَلَكْتَهُ دَلْكاً شَدِيدًا، ومَعَكه بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْخُصُومَةِ: لَواه. وَرَجُلٌ مَعِكٌ: شَدِيدُ الْخُصُومَةِ. ومَعَكَه دَيْنَه مَعْكاً وماعَكه: لَوَاهُ. وَرَجُلٌ مَعِكٌ ومِمْعكٌ ومُماعِكٌ: مَطُولٌ. والمَعْكُ: المِطالُ واللَّيُّ بِالدَّيْنِ: يُقَالُ: مَعَكه بِدَيْنه يَمْعَكه مَعْكاً إِذَا مَطَله وَدَافَعَهُ، وماعَكه ودَالَكه: ماطَلَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَوْ كَانَ المَعْكُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح: المَعْكُ طَرَفٌ مِنَ الظُّلْم ، والحمارُ يَتَمَعَّكُ ويَتَمَرَّغُ فِي التُّرَابِ. والمَعْكاءُ: الإِبل الغِلاظ السِّمان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلنَّابِغَةِ: الواهِب الْمِائَةَ المَعْكاءَ، زَيَّنَها ... سَعْدانُ تُوضِحَ فِي أَوْبارِها اللِّبَدِ والمَعِكُ: الأَحْمق، وَقَدْ مَعُكَ مَعاكة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وطاوَعْتُماني داعِكاً ذَا مَعاكَةٍ، ... لعمْري لَقَدْ أوْدى وَمَا خِلْتُهُ يُودي ومَعَكْتُ الرجلَ أَمْعَكُه إِذَا ذَلَّلْته وأَهنته. وإبلٌ مَعْكَى: كَثِيرَةٌ. وَوَقَعُوا فِي مَعْكُوكاء أَيْ فِي غُبار وجَلَبة وَشَرٍّ، عَلَى وَزْنِ فَعْلُولاء؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ كأَنَّ مِيمَ مَعْكُوكاء بَدَلٌ مِنْ بَاءِ بَعْكُوكاء أَوْ بضدّ ذلك. مكك: مَكَّ الفصيلُ مَا فِي ضَرْعِ أُمه يَمُكُّه مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَه ومَكْمَكَهُ: امْتَصَّ جَمِيعَ مَا فِيهِ وَشَرِبَهُ كُلَّهُ، وَكَذَلِكَ الصَّبِيُّ إِذَا اسْتَقْصَى ثَدْيَ أُمه بِالْمَصِّ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما مَا حَكَاهُ الأَصمعي مِنْ قَوْلِهِمُ امْتَكَّ الفصيلُ مَا فِي ضَرْعِ أُمه وتَمَكَّكَ وامْتَقَّ وتَمَقَّقَ، فالأَظهر فِيهِ أَنْ تَكُونَ الْقَافُ بَدَلًا مِنَ الْكَافِ. ومَكَّ العظمَ مَكّاً وامْتَكَّه وتَمَكَّكَهُ وتَمَكْمَكه: امْتَصَّ مَا فِيهِ مِنَ الْمُخِّ، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ المُكاكة والمُكاكُ. التَّهْذِيبُ: مَكَكْتُ المُخَّ مَكّاً وتَمَكَّكْتُه وتَمَخَّخْتُهُ وتَمَخَّيْتُه إِذَا اسْتَخْرَجْتَ مُخَّهُ فأَكلته. ومَكَكْتُ الشَّيْءَ: مَصِصْتُهُ. وَرَجُلٌ مَكَّانُ: مِثْلُ مَصَّان ومَلْجان، وَهُوَ الَّذِي يَرْضَعُ الْغَنَمَ مِنْ لُؤْمِهِ وَلَا يَحْلُب. والمَكُّ: مَصُّ الثَّدْيِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ اللَّئِيمِ يَرْضَع الشَّاةَ مِنْ لُؤْمِهِ: مَكَّانُ ومَلْجانُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: تقول العرب

_ (1). قوله [ذكر مسك إلخ] كذا بالأَصل والنهاية، وفي ياقوت: إن الموضع الذي قتل به مصعب والذي كانت به وقعة الحجاج مسكن بالنون آخره كمسجد وهو المناسب لقول الأَصل وكسر الكاف وليس فيه ولا في القاموس مسك؛

قَبَحَ اللهُ اسْتَ مَكَّانَ، وَذَلِكَ إِذَا أَخطأَ إِنْسَانٌ أَوْ فَعَلَ فِعْلًا قَبِيحًا يُدْعَى بِهَذَا. والمَكُّ: الِازْدِحَامُ كالبَكِّ. ومَكَّهُ يَمُكُّه مَكّاً: أَهلكه. ومَكَّةُ: مَعْرُوفَةٌ، الْبَلَدُ الْحَرَامُ، قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ مَائِهَا، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا يَمْتَكُّون الْمَاءَ فِيهَا أَيْ يَسْتَخْرِجُونَهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ مَكَّةَ لأَنها كَانَتْ تَمُكُّ مَنْ ظَلَم فِيهَا وأَلْحَدَ أَيْ تُهْلِكُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا مَكَّة، الفاجِرَ مُكِّي مَكَّا، ... وَلَا تَمُكِّي مَذْحِجاً وعَكَّا وَقَالَ يَعْقُوبُ: مكةُ الحرَمُ كُلُّهُ، فأَما بَكَّةُ فَهُوَ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ حَكَاهُ فِي الْبَدَلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا لأَنه قَدْ فَرَّقَ بَيْنَ مَكَّةَ وَبَيْنَ بَكَّةَ فِي الْمَعْنَى، وبَيِّنٌ أَنَّ مَعْنَى الْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ مِنْهُ سَوَاءٌ، وتَمَكَكَ عَلَى الْغَرِيمِ: أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي اقْتِضَاءِ الدَّيْنِ وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُمَكِّكوا عَلَى غُرَمَائِكُمْ ، يَقُولُ لَا تُلِحُّوا عَلَيْهِمْ إِلْحَاحًا يَضُرُّ بِمَعَايِشِهِمْ، وَلَا تأْخذوهم عَلَى عُسْرَة وارْفُقُوا بِهِمْ فِي الِاقْتِضَاءِ والأَخذ وأَنْظِروُهم إِلَى مَيْسَرة وَلَا تَسْتَقْصُوا؛ وَأَصْلُهُ مأْخوذ مِنْ مَكَّ الفصيلُ مَا فِي ضَرْع أُمه وامْتَكَّه إِذَا لَمْ يُبْق فِيهِ مِنَ اللَّبَنِ شَيْئًا إِلَّا مَصَّهُ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ كلابِيّاً يَقُولُ لِرَجُلٍ عَنَّتَهُ. قَدْ مَكَكْتَ رُوحِي؛ أَرَادَ أَنَّهُ أَحْرَجه بلَجاجِه فِيمَا أَشْكَاهُ. والمَكْمَكَةُ: التَّدَحْرُج فِي المَشْيِ. والمَكُّوكُ: طاسٌ يُشْرَبُ بِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: طَاسٌ يُشْرَبُ فِيهِ أَعلاه ضَيِّقٌ وَوَسَطُهُ وَاسِعٌ. والمَكُّوكُ: مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ لأَهل الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعُ مَكاكِيكُ ومَكاكِيّ عَلَى الْبَدَلِ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ، وَهُوَ صَاعٌ وَنِصْفٌ وَهُوَ ثَلَاثٌ كَيْلَجات، والكَيْلَجَة مَناً وَسَبْعَةُ أَثمان مَناً، والمَنا رِطْلَانِ، وَالرِّطْلُ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، والأُوقِيَّةُ إسْتار وَثُلُثَا إِسْتار، والإِسْتار أَربعة مَثَاقِيلَ وَنِصْفٌ، وَالْمِثْقَالُ دِرْهَمٌ وَثَلَاثَةُ أَسباع دِرْهَمِ، وَالدِّرْهَمُ سِتَّةُ دوانِيقَ، والدَّانِقُ قِيرَاطَانِ، والقيراطُ طَسُّوجانِ، والطَّسُّوجُ حَبَّتان، وَالْحَبَّةُ سُدُسُ ثُمُنِ دِرْهَمٍ، وَهُوَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وأَربعين جُزْءًا مِنْ دِرْهَمٍ؛ زَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكُرُّ سِتُّونَ قَفِيزًا، وَالْقَفِيزُ ثَمَانِيَةُ مَكاكيك، والمَكُّوكُ صَاعٌ وَنِصْفٌ وَهُوَ ثَلَاثٌ كَيْلَجات، وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يتوضأُ بمَكُّوكٍ وَيَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكاكِيكَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: بخَمْسةِ مَكاكِيَ ؛ أَرَادَ بالمَكُّوك المُدَّ، وَقِيلَ الصَّاعُ، والأَول أَشْبَهُ لأَنه جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مُفَسَّرًا بِالْمُدِّ. والمَكاكِيُّ؛ جَمْعُ مَكُّوكٍ عَلَى إِبْدَالِ الْيَاءِ مِنَ الْكَافِ الأَخيرة، قَالَ: والمَكُّوكُ اسْمٌ لِلْمِكْيَالِ، قَالَ: وَيَخْتَلِفُ مِقْدَارُهُ بِاخْتِلَافِ اصْطِلَاحِ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي الْبِلَادِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: صُواعَ الْمَلِكِ، قَالَ: كَهَيْئَةِ المَكُّوك، وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ مِثْلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَشْرَبُ بِهِ. وضَرَبَ مَكُّوكَ رأْسه عَلَى التَّشْبِيهِ. وامرأَة مَكْماكَةٌ ومُتَمَكْمِكَةٌ: ككَمْكامَة، وَرَجُلٌ مَكْماكٌ كَذَلِكَ، الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: والمُكَّاءُ طَائِرٌ وَجَمْعُهُ مَكاكِيُّ، قَالَ: وَلَيْسَ المُكَّاءُ مِنَ الْمُضَاعَفِ وَلَكِنَّهُ مِنَ الْمُعْتَلِّ بِالْوَاوِ مِنْ مَكا يَمْكُو إِذَا صَفَر، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شاء الله. ملك: اللَّيْثُ: المَلِكُ هُوَ الله، تعالى ونقدّس، مَلِكُ المُلُوك لَهُ المُلْكُ وَهُوَ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ وَهُوَ مَلِيكُ الْخَلْقِ أَيْ رَبُّهُمْ وَمَالِكُهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ؛ قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ: مَلِك يَوْمِ الدِّينِ، بِغَيْرِ أَلف، وقرأَ عَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ مالِكِ ، بأَلف، وَرَوَى عَبْدُ

الْوَارِثِ عَنْ أَبي عَمْرٍو: مَلْكِ يَوْمِ الدِّينِ، سَاكِنَةَ اللَّامِ، وَهَذَا مِنَ اخْتِلَاسِ أَبِي عَمرو، وَرَوَى الْمُنْذِرُ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه اخْتَارَ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وَقَالَ: كُلُّ مَنْ يَمْلِك فَهُوَ مَالِكٌ لأَنه بتأْويل الْفِعْلِ مَالِكُ الدَّرَاهِمِ، وَمَالِكُ الثَّوْبِ، ومالكُ يَوْمِ الدِّينِ، يَمْلِكُ إِقَامَةَ يَوْمَ الدِّينِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مالِكَ الْمُلْكِ ، قَالَ: وَأَمَّا مَلِكُ النَّاسِ وَسَيِّدُ النَّاسِ وَرَبُّ النَّاسِ فَإِنَّهُ أَراد أَفضل مِنْ هَؤُلَاءِ، وَلَمْ يُرِدْ أَنه يَمْلِكُ هَؤُلَاءِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: مالِكَ الْمُلْكِ ؛ أَلا تَرَى أَنَّهُ جَعَلَ مَالِكًا لِكُلِّ شيءٍ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى الْفِعْلِ؛ ذَكَرَ هَذَا بِعُقْبِ قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ وَاخْتَارَهُ. والمُلْكُ: مَعْرُوفٌ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ كالسُّلْطان؛ ومُلْكُ اللَّهِ تَعَالَى ومَلَكُوته: سُلْطَانُهُ وَعَظْمَتُهُ. وَلِفُلَانٍ مَلَكُوتُ الْعِرَاقِ أَيْ عِزُّهُ وَسُلْطَانُهُ ومُلْكه؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، والمَلَكُوت مِنَ المُلْكِ كالرَّهَبُوتِ مِنَ الرَّهْبَةِ، وَيُقَالُ للمَلَكُوت مَلْكُوَةٌ، يُقَالُ: لَهُ مَلَكُوت الْعِرَاقِ ومَلْكُوةُ الْعِرَاقِ أَيضاً مِثَالُ التَّرْقُوَةِ، وَهُوَ المُلْكُ والعِزُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الأُمة قَدْ ظَهَرَ ، يُرْوَى بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَبِفَتْحِهَا وَكَسْرِ اللَّامِ وَفِي الْحَدِيثِ: هَلْ كَانَ فِي آبَائِهِ مَنْ مَلَكَ؟ يُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمَيْنِ وَاللَّامِ وَبِكَسْرِ الْمِيمِ الأُولى وَكَسْرِ اللَّامِ. والْمَلْكُ والمَلِكُ والمَلِيكُ والمالِكُ: ذُو المُلْكِ. ومَلْك ومَلِكٌ، مِثَالُ فَخْذٍ وفَخِذٍ، كَأَنَّ المَلْكَ مُخَفَّفٌ مِنْ مَلِك والمَلِك مَقْصُورٌ مِنْ مَالِكٍ أَوْ مَلِيك، وَجَمْعُ المَلْكِ مُلوك، وَجَمْعُ المَلِك أَمْلاك، وَجَمْعُ المَلِيك مُلَكاء، وَجَمْعُ المالِكِ مُلَّكٌ ومُلَّاك، والأُمْلُوك اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَرَجُلٌ مَلِكٌ وَثَلَاثَةُ أَمْلاك إِلَى الْعَشْرَةِ، وَالْكَثِيرُ مُلُوكٌ، وَالِاسْمُ المُلْكُ، وَالْمَوْضِعُ مَمْلَكَةٌ. وتَمَلَّكه أَيْ مَلَكه قَهْرًا. ومَلَّكَ القومُ فُلَانًا عَلَى أَنفسهم وأَمْلَكُوه: صَيَّروه مَلِكاً؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. وَيُقَالُ: مَلَّكَه المالَ والمُلْك، فَهُوَ مُمَلَّكٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي خَالِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ: وَمَا مثلُه فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَلَّكاً، ... أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوه يُقارِبُه يَقُولُ: مَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ حَيٌّ يُقَارِبُهُ إِلَّا مملَّك أَبو أُم ذَلِكَ المُمَلَّكِ أَبوه، وَنَصَبَ مُمَلَّكاً لأَنه اسْتِثْنَاءٌ مُقَدَّمٌ، وَخَالُ هِشَامٍ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَلِكُ والمَلِيكُ لِلَّهِ وَغَيْرِهِ، والمَلْكُ لِغَيْرِ اللَّهِ. والمَلِكُ مِنْ مُلوك الأَرض، وَيُقَالُ لَهُ مَلْكٌ، بِالتَّخْفِيفِ، وَالْجَمْعُ مُلُوك وأَمْلاك، والمَلْكُ: مَا مَلَكَتِ الْيَدُ مِنْ مَالٍ وخَوَل. والمَلَكة: مُلْكُكَ والمَمْلَكة: سلطانُ المَلِك فِي رَعِيَّتِهِ. وَيُقَالُ: طَالَتْ مَمْلَكَتُه وَسَاءَتْ مَمْلَكَتُه وحَسُنَت مَمْلَكَتُه وعَظُم مِلْكه [مُلْكه] وكَثُر مِلْكُه [مُلْكُه]. أَبو إِسْحَقَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ؛ مَعناه تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْ أَنْ يُوصَفَ بِغَيْرِ الْقُدْرَةِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ أَيِ الْقُدْرَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَيْ يَبْعَثُكُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ. وَيُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ مَولَى مِلاكَةٍ دُونَ اللَّهِ أَيْ لَمْ يَمْلِكْهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ سِيدَهْ: المَلْكُ والمُلْكُ والمِلْك احْتِوَاءُ الشَّيْءِ وَالْقُدْرَةُ عَلَى الِاسْتِبْدَادِ بِهِ، مَلَكه يَمْلِكه مَلْكاً ومِلْكاً ومُلْكاً وتَمَلُّكاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِي، لَمْ يَحْكِهَا غَيْرُهُ. ومَلَكَةً ومَمْلَكَة ومَمْلُكة ومَمْلِكة: كَذَلِكَ. وما له مَلْكٌ ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومُلُكٌ أَيْ شَيْءٌ يَمْلِكُهُ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ: ارْحَمُوا هَذَا الشَّيْخَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ؛ بِهَذَا فَسَّرَهُ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ، وَحَكَاهُ الأَزهرى أَيضاً وَقَالَ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ يَمْلِكُهُ. وأَمْلَكه الشيءَ ومَلَّكه إِيَّاهُ

تَمْليكاً جَعَلَهُ مِلْكاً لَهُ يَمْلِكُه. وَحَكَى اللِّحْيَانِي: مَلِّكْ ذَا أَمْرٍ أَمْرَه، كَقَوْلِكَ مَلِّك المالَ رَبَّه وَإِنْ كَانَ أَحمق، قَالَ هَذَا نَصُّ قَوْلِهِ: وَلِي فِي هَذَا الْوَادِي مَلْكٌ ومِلْك ومُلْك ومَلَكٌ يَعْنِي مَرْعًى ومَشْرباً وَمَالًا وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا تَمْلِكه، وَقِيلَ: هِيَ الْبِئْرُ تَحْفِرُهَا وَتَنْفَرِدُ بِهَا. وَجَاءَ فِي التَّهْذِيبِ بِصُورَةِ النَّفْيِ: حُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ مَا لَهُ مَلْكٌ وَلَا نَفْرٌ، بِالرَّاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، وَلَا مِلْكٌ ولا مُلْك وَلَا مَلَكٌ؛ يُرِيدُ بِئْرًا وَمَاءً أَيْ مَا لَهُ مَاءٌ. ابْنُ بُزُرْج: مِيَاهُنَا مُلُوكنا. وَمَاتَ فلانٌ عَنْ مُلُوك كَثِيرَةٍ، وَقَالُوا: الْمَاءُ مَلَكُ أَمْرٍ أَيْ إِذَا كَانَ مَعَ الْقَوْمِ مَاءٌ مَلَكُوا أَمْرَهم أَيْ يَقُومُ بِهِ الأَمر؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعْدي: وَلَمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهم، ... إِلَّا صَلاصِلُ لَا تُلْوَى عَلَى حَسَبِ أَيْ يُقْسَم بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ لَا يُؤثَرُ بِهِ أَحدٌ. الأُمَوِيُّ: وَمِنْ أَمثالهم: الماءُ مَلَكُ أَمْرِه أَيْ أَنَّ الْمَاءَ مِلاكُ الأَشياء، يُضْرَبُ لِلشَّيْءِ الَّذِي بِهِ كَمَالُ الأَمر. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ لَيْسَ لَهُمْ مِلْك وَلَا مَلْكٌ وَلَا مُلْكٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَاءٌ. ومَلَكَنا الماءُ: أرْوانا فقَوِينا عَلَى مَلْكِ أَمْرِنا. وَهَذَا مِلْك يَميني ومَلْكُها ومُلْكُها أَيْ مَا أَملكه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيمانكم ، يُرِيدُ الإِحسانَ إِلَى الرَّقِيقِ، والتخفيفَ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: أَراد حُقُوقَ الزَّكَاةِ وَإِخْرَاجَهَا مِنَ الأَموال الَّتِي تَمْلِكُهَا الأَيْدي كأَنه عَلِمَ بِمَا يَكُونُ مِنْ أَهل الرِّدَّةِ، وَإِنْكَارِهِمْ وُجُوبَ الزَّكَاةِ وَامْتِنَاعِهِمْ مِنْ أَدائها إِلَى الْقَائِمِ بَعْدَهُ فَقَطَعَ حُجَّتَهُمْ بِأَنْ جَعَلَ آخِرَ كَلَامِهِ الْوَصِيَّةَ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَعَقَلَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هَذَا الْمَعْنَى حِينَ قَالَ: لأَقْتُلَنَّ مَنْ فَرَّق بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ. وأَعطاني مِنْ مَلْكِه ومُلْكِه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، أَيْ مِمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: المَلْكُ مَا مُلِكَ. يُقَالُ: هَذَا مَلْكُ يَدِي ومِلْكُ يَدِي، وَمَا لأَحدٍ فِي هَذَا مَلْكٌ غَيْرِي ومِلْكٌ، وَقَوْلُهُمْ: مَا فِي مِلْكِه شَيْءٌ ومَلْكِه شَيْءٌ أَيْ لَا يَمْلِكُ شَيْئًا. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مَا فِي مَلَكَته شَيْءٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَلْكُ الوَليِّ المرأَةَ ومِلْكُه ومُلْكه: حَظْرُه إِيَّاهَا ومِلْكُه لَهَا. والمَمْلُوك: الْعَبْدُ. وَيُقَالُ: هُوَ عَبْدُ مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكة ومَمْلِكة؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، إِذَا مُلِكَ وَلَمْ يُمْلَكْ أَبواه. وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي سُبيَ وَلَمْ يُمْلَكْ أَبواه. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَحْنُ عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لَا قِنٍّ أَيْ أَننا سُبِينا وَلَمْ نُمْلَكْ قبلُ. وَيُقَالُ: هُمْ عبِيدُ مَمْلُكة، وَهُوَ أَن يُغْلَبَ عَلَيْهِمْ ويُستْعبدوا وَهُمْ أَحرار. والعَبْدُ الْقِنُّ: الَّذِي مُلِك هُوَ وأَبواه، وَيُقَالُ: القِنُّ المُشْتَرَى. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ خَاصَمَ أَهل نَجْرانَ إِلَى عُمَرَ فِي رِقابهم وَكَانَ قَدِ اسْتَعْبَدَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا أَسلموا أَبَوْا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا إِنَّمًا كُنَّا عَبِيدَ مَمْلُكة وَلَمْ نَكُنْ عبيدَ قِنٍ ؛ المَمْلُكة، بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِهَا، أَن يَغْلِبَ عَلَيْهِمْ فيستعبدَهم وَهُمْ فِي الأَصل أَحرار. وَطَالَ مَمْلَكَتُهم الناسَ ومَمْلِكَتُهم إِيَّاهُمْ أَيْ مِلْكهم إِيَّاهُمْ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَن مَفْعِلًا ومَفْعِلَةً قَلَّمَا يَكُونَانِ مَصْدَرًا. وَطَالَ مِلْكُه ومُلْكه ومَلْكه ومَلَكَتُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، أَي رِقُّه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ حَسَنُ المِلْكَةِ والمِلْكِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وأَقرّ بالمَلَكَةِ والمُلُوكةِ أَيِ المِلْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الجنةَ سَيءُ المَلَكَةِ ، مُتَحَرِّكٌ، أَيِ الَّذِي يُسيءُ صُحْبة الْمَمَالِيكِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ المَلَكة إِذَا كَانَ حَسَنَ الصُّنْع إِلَى مَمَالِيكِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: حُسْنُ المَلَكة نَمَاءٌ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ.

ومُلُوك النحْل: يَعاسيبها الَّتِي يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تَقْتَادُهَا، عَلَى التَّشْبِيهِ، وَاحِدُهَا مَلِيكٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يأْوي مَلِيكُها ... إِلَى طَنَفٍ أَعْيَا بِراقٍ ونازِلِ يُرِيدُ يَعْسُوبَها، ويَعْسُوبُ النَّحْلِ أَميره. والمَمْلَكة والمُمْلُكة: سلطانُ المَلِكِ وعَبيدُه؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: بَنَّتْ عَلَيْهِ المُلْكُ أَطْنابها، ... كأْسٌ رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرّ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُلْكُ هُنَا الكأْس، والطِّرْف الطِّمِرُّ، وَلِذَلِكَ رَفَعَ الْمُلْكُ والكأْس مَعًا بِجَعْلِ الكأْس بَدَلًا مِنَ الْمُلْكُ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: بنَّتُ عَلَيْهِ المُلْكَ أَطنابَها فَنَصَبَ الْمُلْكَ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعِ الْحَالِ كأَنه قَالَ مُمَلَّكاً وَلَيْسَ بِحَالٍ، وَلِذَلِكَ ثَبَتَتْ فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ: فأَرْسَلَها العِرَاكَ أي مُعْتَرِكةً وكأْسٌ حينئذ رفع ببنَّت، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ بَنْتَ عَلَيْهِ الْمُلْكَ، مُخَفَّفَ النُّونِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مدَّتْ عَلَيْهِ الملكُ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ المِلْكِ لأَن المُلْكَ مِلْكٌ، وَإِنَّمَا ضَمُّوا الْمِيمَ تَفْخِيمًا لَهُ. ومَلَّكَ النَّبْعَةَ: صَلَّبَها، وَذَلِكَ إِذَا يَبَّسَها فِي الشَّمْسِ مَعَ قِشْرِهَا. وتَمالَكَ عَنِ الشَّيْءِ: مَلَكَ نَفْسَه. وَفِي الْحَدِيثِ: امْلِكْ عَلَيْكَ لسانَك أَيْ لَا تُجْرِه إِلَّا بِمَا يَكُونُ لَكَ لَا عَلَيْكَ وَلَيْسَ لَهُ مِلاكٌ أَيْ لَا يَتَمالك. وَمَا تَمالَك أَنْ قَالَ ذَلِكَ أَيْ مَا تَماسَك وَلَا يَتَماسَك. وَمَا تَمالَكَ فُلَانٌ أَنْ وَقَعَ فِي كَذَا إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَن يَحْبِسَ نَفْسَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَا تَمَالَكَ عَنْ أَرضٍ لَهَا عَمَدُوا وَيُقَالُ: نَفْسِي لَا تُمالِكُني لأَن أَفعلَ كَذَا أَي لَا تُطاوعني. وَفُلَانٌ مَا لَهُ مَلاكٌ، بِالْفَتْحِ، أَيْ تَماسُكٌ. وَفِي حَدِيثِ آدَمَ: فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنه خَلق لَا يَتَمالَك أَيْ لَا يَتَماسَك. وَإِذَا وُصِفَ الإِنسان بِالْخِفَّةِ والطَّيْش قِيلَ: إِنَّهُ لَا يَتَمالَكُ. ومِلاكُ الأَمر ومَلاكُه: قِوامُه الَّذِي يُمْلَكُ بِهِ وصَلاحُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: ومِلاكُ الأَمر الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، ومَلاكُ الأَمر ومِلاكُه مَا يَقُومُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِلاكُ الدِّينِ الْوَرَعُ ؛ الْمِلَاكُ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: قِوامُ الشَّيْءِ ونِظامُه وَمَا يُعْتَمَد عَلَيْهِ فِيهِ، وَقَالُوا: لأَذْهَبَنَّ فَإِمَّا هُلْكاً وَإِمَّا مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً أَيْ إِمَّا أَنْ أَهْلِكَ وَإِمَّا أَنْ أَمْلِكَ. والإِمْلاك: التَّزْوِيجُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا تَزَوَّجَ: قَدْ مَلَكَ فلانٌ يَمْلِكُ مَلْكاً ومُلْكاً ومِلْكاً. وشَهِدْنا إمْلاك فُلَانٍ ومِلاكَه ومَلاكه؛ الأَخيرتان عَنِ اللِّحْيَانِي، أَيْ عَقْدَهُ مَعَ امْرَأَتِهِ. وأَمْلكه إِيَّاهَا حَتَّى مَلَكَها يَمْلِكها مُلْكاً ومَلْكاً ومِلْكاً: زوَّجه إِيَّاهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. وأُمْلِكَ فلانُ يُمْلَكُ إمْلاكاً إِذَا زُوِّج؛ عَنْهُ أَيضاً. وَقَدْ أَمْلَكْنا فُلَانًا فلانَة إِذَا زَوَّجناه إِيَّاهَا؛ وَجِئْنَا مِنْ إمْلاكه وَلَا تَقُلْ مِنْ مِلاكِه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ شَهِدَ مِلاكَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ؛ نَقَلَ ابْنُ الأَثير: المِلاكُ والإِمْلاكُ التزويجُ وَعَقْدُ النِّكَاحِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُقَالُ مِلاك وَلَا يُقَالُ مَلَك بِهَا «2» وَلَا أُمْلِك بِهَا. ومَلَكْتُ المرأَة أَيْ تَزَوَّجْتُهَا. وأُمْلِكَتْ فلانةُ أَمرها: طُلّقَتْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، وَقِيلَ: جُعِل أَمر طَلَاقِهَا بِيَدِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مُلِّكَتْ فلانةُ أَمرها، بِالتَّشْدِيدِ، أَكْثَرَ مِنْ أُمْلِكَت؛

_ (2). قوله [وَلَا يُقَالُ مَلَكَ بِهَا إلخ] نقل شارح القاموس عن شيخه ابن الطيب أن عليه أكثر أهل اللغة حتى كاد أن يكون اجماعاً منهم وجعلوه من اللحن القبيح ولكن جوزه صاحب المصباح والنووي محافظة على تصحيح كلام الفقهاء.

وَالْقَلْبُ مِلاكُ الْجَسَدِ. ومَلَك العجينَ يَمْلِكُه مَلْكاً وأَمْلَكَه: عَجَنَهُ فأَنْعَمَ عَجْنَهُ وأَجاده. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَمْلِكُوا الْعَجِينَ فإِنه أَحد الرَّيْعَينِ أَي الزِّيَادَتَيْنِ؛ أَراد أَن خُبْزه يَزِيدُ بِمَا يَحْتَمِلُهُ مِنَ الْمَاءِ لجَوْدة العجْن. ومَلَكَ العجينَ يَمْلِكه مَلْكاً: قَوِيَ عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: ومَلَكْتُ الْعَجِينَ أَمْلِكُه مَلْكاً، بِالْفَتْحِ، إِذا شَدَدْتَ عَجْنَهُ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ يَصِفُ طَعْنَةً: مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي، فأَنْهَرْتُ فَتْقَها، ... يَرى قائمٌ مِنْ دُونها مَا وَراءَها يَعْنِي شَدَدْتُ بِالطَّعْنَةِ. وَيُقَالُ: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بَلَغَتْ مِلاكَتَهُ وأَجادت عَجْنَهُ حَتَّى يأْخذ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَقَدْ مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه؛ وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر يصف قَوْسًا: فَمَلَّك باللِّيطِ الَّتِي تَحْتَ قِشْرِها، ... كغِرْقِئ بيضٍ كَنَّهُ القَيْضُ مِنْ عَلُ قَالَ: مَلَّكَ كَمَا تُمَلِّكُ المرأَةُ العجينَ تَشُدُّ عَجْنَهُ أَي تَرَكَ مِنَ الْقِشْرِ شَيْئًا تَتمالك القوسُ بِهِ يَكُنُّها لِئَلَّا يَبْدُوَ قَلْبُ الْقَوْسِ فَيَتَشَقَّقُ، وَهُمْ يَجْعَلُونَ عَلَيْهَا عَقَباً إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا قِشْرٌ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ تَمْثِيلُهُ إِياه بالقَيْض للغِرْقِئ؛ الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْرِيَّة: يُقَالُ لِلْعَجِينِ إِذا كَانَ مُتَمَاسِكًا مَتِينًا مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ، وَيُرْوَى فَمَنْ لَكَ، والأَول أَجود؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ الشَّمَّاخِ يَصِفُ نَبْعَةً: فَمَصَّعَها شَهْرَيْنِ ماءَ لِحائها، ... وينْظُرُ مِنْهَا أَيَّها هُوَ غامِزُ والتَّمْصِيع: أَن يُتْرَكَ عَلَيْهَا قِشْرُهَا حَتَّى يَجِفَّ عَلَيْهَا لِيطُها وَذَلِكَ أَصلب لَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى فمظَّعَها، وَهُوَ أَن يُبْقِيَ قِشْرَهَا عَلَيْهَا حَتَّى يَجِفَّ. ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّه إِذا قَوِيَ وقدَر أَن يَتْبَعها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وناقةٌ مِلاكُ الإِبل إِذا كَانَتْ تَتْبَعُهَا؛ عَنْهُ أَيضاً. ومَلْكُ الطَّرِيقِ ومِلْكُه ومُلْكه: وَسَطُهُ وَمُعْظَمُهُ، وَقِيلَ حَدُّهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي. ومِلْكُ الوادي ومَلْكه ومُلْكه: وَسَطُهُ وحَدّه؛ عَنْهُ أَيضاً. وَيُقَالُ: خَلِّ عَنْ مِلْكِ الطَّرِيقِ ومِلْكِ الْوَادِي ومَلْكِه ومُلْكه أَي حَدِّه وَوَسَطِهِ. وَيُقَالُ: الْزَمْ مَلْكَ الطَّرِيقِ أَي وَسَطَهُ؛ قَالَ الطِّرمّاح: إِذا مَا انْتَحتْ أُمَّ الطريقِ، توَسَّمَتْ ... رَتِيمَ الحَصى مِنْ مَلْكِها المُتَوَضِّحِ وَفِي حَدِيثِ أَنس: البَصْرةُ إِحْدى الْمُؤْتَفِكَاتِ فانْزلْ فِي ضَواحيها، وإِياك والمَمْلُكَةَ ، قَالَ شَمِرٌ: أَراد بالمَمْلُكة وَسَطَها. ومَلْكُ الطَّرِيقِ ومَمْلُكَتُه: مُعْظمه وَوَسَطُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَقامَتْ عَلَى مَلْكِ الطريقِ، فمَلْكُه ... لَهَا ولِمَنْكُوبِ المَطايا جَوانِبُهْ ومُلُك الدَّابَّةِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَاللَّامِ: قَوَائِمُهُ وَهَادِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَلَيْهِ أُوَجِّه مَا حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ مِنْ قَوْلِ الأَعرابي: ارْحَمُوا هَذَا الشَّيْخَ الَّذِي لَيْسَ له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ أَي يَدَانِ وَلَا رِجْلَانِ وَلَا بَصَرٌ، وأَصله مِنْ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ فَاسْتَعَارَهُ الشَّيْخُ لِنَفْسِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: جَاءَنَا تَقُودُه مُلُكُه يَعْنِي قَوَائِمَهُ وَهَادِيَهِ، وَقَوَائِمُ كُلِّ دَابَّةٍ مُلُكُه؛ ذَكَرَهُ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ، وَقَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ، يَعْنِي المُلُك بِمَعْنَى الْقَوَائِمِ. والمُلَيْكَةُ: الصَّحِيفَةُ. والأُمْلُوك: قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ حِمْيَرَ، وَفِي

التَّهْذِيبِ: مَقاوِلُ مِنْ حِمْيَرَ كَتَبَ إِليهم النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلى أُمْلُوك رَدْمانَ ، ورَدْمانُ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. والأُمْلُوك: دُوَيبَّة تَكُونُ فِي الرَّمْلِ تُشَبَّهُ العَظاءة. ومُلَيْكٌ ومُلَيْكَةُ وَمَالِكٌ ومُوَيْلِك ومُمَلَّكٌ ومِلْكانُ، كُلُّهَا: أَسماء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورأَيت فِي بَعْضِ الأَشعار مالَكَ الموتِ فِي مَلَكِ الْمَوْتِ وَهُوَ قَوْلُهُ: غَدًا مالَكٌ يَبْغِي نِسائي كأَنما ... نِسَائِي، لسَهْمَيْ مالَكٍ، غرَضانِ قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي خَطَأٌ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ من جَفَاءِ الأَعراب وَجَهْلِهِمْ لأَن مَلَك الْمَوْتِ مُخَفَّفٌ عَنْ مَلأَك، اللَّيْثُ: المَلَكُ وَاحِدُ الْمَلَائِكَةِ إِنما هُوَ تَخْفِيفُ المَلأَك، وَاجْتَمَعُوا عَلَى حَذْفِ هَمْزِهِ، وَهُوَ مَفْعَلٌ مِنَ الأَلُوكِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْمُعْتَلِّ. والمَلَكُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: وَاحِدٌ وَجَمْعٌ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَصله مَأْلَكٌ بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ مِنَ الأَلُوكِ، وَهِيَ الرِّسَالَةُ، ثُمَّ قُلِبَتْ وَقُدِّمَتِ اللَّامُ فَقِيلَ مَلأَكٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ القَيْس جَاهِلِيٍّ يَمْدَحُ بَعْضَ الْمُلُوكِ قِيلَ هُوَ النُّعْمَانُ وَقَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ هُوَ لأَبي وَجْزة يَمْدَحُ بِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ، وَلَكِنْ لِمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ ثُمَّ تُرِكَتْ هَمْزَتُهُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ فَقِيلَ مَلَكٌ، فَلَمَّا جَمَعُوهُ رَدُّوها إِليه فَقَالُوا مَلائكة ومَلائك أَيضاً؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَه، ... سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَجْرَدُ بِالدَّالِ لأَن الْقَصِيدَةَ دَالِيَّةٌ؛ وَقَبْلَهُ: فأَتَمَّ سِتًّا، فاسْتَوَتْ أَطباقُها، ... وأَتى بِسابعةٍ فأَنَّى تُورَدُ وَفِيهَا يَقُولُ فِي صِفَةِ الْهِلَالِ: لَا نَقْصَ فِيهِ، غَيْرَ أَن خَبِيئَه ... قَمَرٌ وساهورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد الْمَلَائِكَةَ السَّيَّاحِينَ غَيْرَ الْحَفَظَةِ وَالْحَاضِرِينَ عِنْدَ الْمَوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ حَكَمْت بِحُكْمِ المَلِكِ ؛ يُرِيدُ اللَّهَ تَعَالَى، وَيُرْوَى بِفَتْحِ اللَّامِ، يَعْنِي جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَنُزُولُهُ بِالْوَحْيِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَلأَكٌ مَقْلُوبٌ مِنْ مَأْلَكٍ، ومَأْلَكٌ وَزْنُهُ مَفْعَل فِي الأَصل مِنَ الأَلوك، قَالَ: وَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ أَلك لَا فِي فَصْلِ مَلَكَ. ومالِكٌ الحَزينُ: اسْمُ طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ. والمالِكان: مَالِكُ بْنُ زَيْدٍ وَمَالِكُ بْنُ حَنْظَلَةَ. ابْنُ الأَعرابي: أَبو مَالِكٍ كُنْيَةُ الكِبَر والسِّنّ كُنِيَ بِهِ لأَنه مَلَكه وَغَلَبَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَواني هَجَرْنَني، ... أَبا مالِك إِني أَظُنُّكَ دَائِبًا وَيُقَالُ للهَرَمِ أَبو مَالِكٍ؛ وَقَالَ آخَرُ: بئسَ قرينُ اليَفَنِ الهالِكِ: ... أُمُّ عُبَيْدٍ وأَبو مالِكِ وأَبو مَالِكٍ: كُنْيَةُ الجُوعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبو مالكٍ يَعْتادُنا فِي الظهائرِ، ... يَجيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عِنْدَ عامِرِ ومِلْكانُ: جَبَلٌ بِالطَّائِفِ. وَحَكَى ابْنِ الأَنباري عَنْ أَبيه عَنْ شُيُوخِهِ قَالَ: كُلُّ مَا فِي الْعَرَبِ مِلْكان، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِلَّا مَلْكان بْنَ حَزْمِ بْنِ زَبَّانَ فإِنه

فصل النون

بِفَتْحِهَا. وَمَالِكٌ: اسْمُ رَمْلٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لعَمْرُك إِني يومَ جَرْعاءِ مالِك ... لَذو عَبْرةٍ، كَلأً تَفِيضُ وتخْنُقُ مهك: مَهْكَةُ الشَّبابِ ومُهْكَتُه: نَفْخَته وامتِلاؤه وارْتِواؤه وَمَاؤُهُ. يُقَالُ: شابٌّ مُمَهَّكٌ، ومُهْكَتُه، بِالضَّمِّ، أَعلى. والمُمَهَّكُ أَيضاً: الطَّوِيلُ. ومَهَكَ الشَّيْءَ يَمْهَكُه مَهْكاً ومَهَّكَه: سَحَقَهُ فَبَالَغَ. وَيُقَالُ: مَهَكْتُ الشَّيْءَ إِذا مَلَّسْتَه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِلى الملكِ النُّعْمانِ، حِينَ لَقِيتُه، ... وَقَدْ مُهِكَتْ أَصلابُها والجناجِنُ قَالَ: مُهِكَتْ مُلِّسَتْ. ومَهَكْتُ السهم: مَلَّسْتُه. فصل النون نبك: النَّبَكَة: أَكَمة مُحَدَّدة الرأْس، وَرُبَّمَا كَانَتْ حَمْرَاءَ وَلَا تَخْلُو مِنَ الْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض فِيهَا صَعُود وهَبُوط، وَالْجَمْعُ نَبَك، بِالتَّحْرِيكِ، ونِباكٌ. الأَزهري: شَمِرٌ فِيمَا قرأَ بِخَطِّهِ هِيَ رَوابٍ مِنْ طِينٍ، وَاحِدَتُهَا نَبَكَة. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ النَّبْكة مِثْلُ الفَلْكة غَيْرَ أَن الفَلْكة أَعلاها مُدوَّر مُجْتَمِعٌ، والنَّبْكَة رأْسها محدَّد كأَنه سِنان رُمْحٍ، وَهُمَا مُصْعِدَتانِ. وَقَالَ الأَصمعي: النَّبْكُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض؛ قَالَ طَرَفَةُ: تَتَّقِي الأَرضَ بِرُحٍّ وُقَّحٍ، ... وُرُقٍ تَقْعَرُ أَنْباكَ الأَكَمْ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ فِي النَّبَكَة وَشَاهَدَتْهُمْ يُومِئُون إِليها كُلُّ رَابِيَةٍ مِنْ رَوَابِي الرِّمَالِ كَانَتْ مُسَلَّكَة الرأْس ومحَدَّدته. الْجَوْهَرِيُّ: النِّباكُ التِّلال الصِّغَارُ. وَمَكَانٌ نابِكٌ أَي مُرْتَفَعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وَقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغَرَّقَتْ ... جَوارِيه جُذْعانَ الهِضابِ النَّوابِك ونَبْكٌ ونُبُوكٌ ونُباكة: مَوَاضِعُ. وتَنْبُوكُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى تَائِهِ بِالزِّيَادَةِ وإِن لَمْ نَقْضِ عَلَى التَّاءِ إِذا كَانَتْ أَوَّلًا بالزياة إِلَّا بِدَلِيلٍ، لأَنها لَوْ كَانَتْ أَصْلًا لَكَانَ وَزْنُ الْحَرْفِ فَعْلولًا وَهَذَا الْبِنَاءُ خَارِجٌ عَنْ كَلَامِهِمْ إِلَّا مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: بَنُو صَعْفُوقٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بشِعْبِ تَنْبُوكَ وشِعْبِ العَوْثَبِ نتك: النَّتْكَ: شَبِيهٌ بالنَّتْف، يَمَانِيَّةٌ، نَتَكَ يَنْتِكُ نَتْكاً. اللَّيْثُ: النَّتْكُ جَذْبُ الشَّيْءِ تَقْبِضُ عَلَيْهِ ثُمَّ تَكْسِرُهُ إِليك بجَفْوَةٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ النَّتْرُ أَيضاً. يُقَالُ: نَتَر ذَكَرَهُ ونَتَكه إِذا استبرأَ بعد ما بال. نزك: النِّزْكُ، بِالْكَسْرِ: ذكَر الوَرَل والضَّبِّ، وَلَهُ نِزْكانِ عَلَى مَا تَزْعُمُ الْعَرَبُ، وَيُقَالُ نِزْكانِ أَي قضِيبان، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ نَيْزكانِ وللأُنثى قُرْنتان؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني غُلَامٌ مِنْ بَنِي كُلَيْبٍ: تَفَرَّقْتُمُ، لَا زِلْتُمُ قَرْنَ واحدٍ، ... تَفَرُّقَ نِزْكِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ وَقَالَ أَبو الْحَجَّاجِ يَصِفُ ضَبًّا، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُوَ لحُمْرانَ ذِي الغُصَّة، وَكَانَ قَدْ أَهدى ضِباباً لخالد ين عَبْدِ اللَّهِ القَسْرِيّ فَقَالَ فِيهَا: جَبَى العامَ عُمَّالُ الخَراجِ، وحِبْوَتي ... مُحَلَّقَةُ الأَذْناب، صُفْرُ الشَّواكِلِ رَعَيْن الدَّبى والنَّقْدَ، حَتَّى كأَنَّما ... كَساهُنَّ سُلْطانٌ ثيابَ المَراجِلِ

تَرى كُلَّ ذيَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ، ... سَما بَيْنَ عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ، كَانَا فَضِيلَةً ... عَلَى كُلِّ حافٍ فِي الأَنام، وناعِلِ وَحَكَى ابْنُ القَطَّاع فِيهِ النَّزْكَ، بِالْفَتْحِ أَيضاً. قَالَ أَبو زِيَادٍ: الضَّبُّ لَهُ نِزْكانِ، وَكَذَلِكَ الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ، وَجَمْعُهُ طِحْنانٌ، وللضَّبَّة والوَرَلَةِ رَحِمانِ؛ أَنشد أَبو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الْجَاحِظُ لامرأَة وَقَدْ لَامَهَا ابْنُهَا فِي زَوْجِهَا: وَدِدْتُ لَوْ أَنَّهُ ضَبٌّ، وأَني ... ضُبَيْبَةُ كُدْيَةٍ، وَحَداً خَلاءَا أَرادت بأَن لَهُ أَيْرَيْنِ وأَن لَهَا رَحِمين شَبَقاً وغُلمةً؛ ورأَيت فِي حَوَاشِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ فَاضِلٍ أَن المُفَجَّعَ أَنشد فِي التَّرْجُمان عَنِ الْكِسَائِيِّ: تفرَّقتمُ، لَا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ، ... تفرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ قَالَ: رَمَاهُمْ بالقِلَّة والذِّلَّة والقطيعة والتفرُّق، قَالَ: وَيُقَالُ إِن أَير الضَّبِّ لَهُ رأْسان والأَصل وَاحِدٌ عَلَى خِلْقَةِ لِسَانِ الْحَيَّةِ، وَلِكُلِّ ضَبَّةٍ مَسْلَكانِ. والنَّزْكُ: الطَّعْنُ بالنَّيْزَك. والنَّيْزَكُ: الرُّمْحُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ نَحْوُ المِزْراقِ، وَقِيلَ: هُوَ أَقصر مِنَ الرُّمْحِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْفُصَحَاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: مُطَرَّرٌ كالنَّيْزَكِ المَطْرُور وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَقْتُلُ الدَّجَّالَ بالنَّيْزَكِ ، وَالْجَمْعُ النَّيازِكُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَلا مَنْ لِقَلْبٍ لَا يَزالُ كأَنه، ... مِنَ الوَجْدِ، شَكَّتْه صُدور النَّيازِكِ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنٍ: لَا يَضْجَرُونَ وإِنْ كَلَّتْ نَيازِكُهم هِيَ جَمْعُ نَيْزَك لِلرُّمْحِ الْقَصِيرِ، وَحَقِيقَتُهُ تَصْغِيرُ الرُّمْحِ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَرُمْحٌ نَيْزَك: قَصِيرٌ لَا يُلْحَقُ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَبِهِ يَقْتُلُ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الدَّجَّالَ. ونَزَكَه نَزْكاً: طَعَنَهُ بالنَّيْزَك، وَكَذَلِكَ إِذا نَزَغَه وطَعَن فِيهِ بِالْقَوْلِ. والنَّيْزَكُ: ذُو سِنانٍ وزُجٍّ، والعُكاز لَهُ زُجٌّ وَلَا سِنَانَ لَهُ. والنَّزْكُ: سُوءُ الْقَوْلِ فِي الإِنسان ورَمْيُك الإِنسان بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَتَقُولُ: نَزَكَه بِغَيْرِ مَا رأَى مِنْهُ. وَرَجُلٌ نُزَكٌ: طَعَّان فِي النَّاسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَرَجُلٌ نَزَّاك أَي عَيَّاب. أَبو زَيْدٍ: نَزَكْتُ الرَّجُلَ إِذا خَرَّقْتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ ذَكَر الأَبْدَال فَقَالَ: ليسوا بنَزَّاكين ولا مَعْجِبِينَ وَلَا مُتَماوِتِينَ ؛ النَّزَّاك: الَّذِي يَعِيبُ النَّاسَ. يُقَالُ: نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه، كَمَا يقالُ: طَعَنْتُ عَلَيْهِ وَفِيهِ، وأَصله مِنَ النَّيْزَكِ للرُّمْح الْقَصِيرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ وذُكِرَ عِنْدَهُ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَقَالَ: إِن شَهْراً نَزَكُوه أَي طعنوا عليه وعابوه. نسك: النُّسْكُ والنُّسُك: الْعِبَادَةُ وَالطَّاعَةُ وَكُلُّ مَا تُقُرب بِهِ إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ لِثَعْلَبٍ: هَلْ يُسَمَّى الصَّوْمُ نُسُكاً؟ فَقَالَ: كُلُّ حَقٍّ لِلَّهِ عزَّ وَجَلَّ يسمى نُسُكاً. نَسَك لله تَعَالَى يَنْسُكُ نَسْكاً ونِسْكاً ونَسُكَ، الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وتَنَسَّك. وَرَجُلٌ ناسِك: عَابِدٌ. وَقَدْ نَسَك وتَنَسَّكَ أَي تَعَبَّدَ. ونَسُك، بِالضَّمِّ، نَساكة أَي صَارَ نَاسِكًا، وَالْجَمْعُ نُسَّاك. والنُّسُكُ والنِّسِيكة: الذَّبِيحَةُ، وَقِيلَ: النُّسُك الدَّمُ، والنَّسِيكة: الذَّبِيحَةُ، تَقُولُ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَعَلَيْهِ نُسُك أَي دَمٌ يُهَرِيقُه بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ

تَعَالَى، وَاسْمُ تِلْكَ الذَّبِيحَةِ النَّسِيكَة، وَالْجَمْعُ نُسُك ونَسَائِكُ. والنُّسُك: مَا أَمرت بِهِ الشريعةُ، والوَرَع: مَا نَهَتْ عَنْهُ. والمَنْسَك والمَنْسِكُ: شِرْعة النَّسْك. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَرِنا مَناسِكَنا ؛ أَي مُتَعَبَّداتِنا، وَقِيلَ: المَنْسَكُ النَّسْك نَفْسُهُ. والمَنْسِكُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ النَّسِيكة والنَّسائك. النَّضْرُ: نَسَك الرجلُ إِلى طَرِيقَةٍ جَمِيلَةٍ أَي دَاوَمَ عَلَيْهَا. ويَنْسُكون البيتَ: يأْتونه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المَنْسَكُ والمَنْسِكُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَوْضِعُ الْمُعْتَادُ الَّذِي تَعْتَادُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ لِفُلَانٍ مَنْسِكاً يَعْتَادُهُ فِي خَيْرٍ كَانَ أَو غَيْرِهِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ المَناسِكُ. وَقَالَ أَبو إِسحق: قرئَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً ، ومَنْسِكاً، قَالَ: والنَّسْكُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى النَّحْر كأَنه قَالَ: جَعَلْنَا لِكُلِّ أُمة أَن تَتَقربَ بأَن تَذْبَحَ الذَّبَائِحَ لِلَّهِ، فَمَنْ قَالَ مَنْسِك فَمَعْنَاهُ مَكَانُ نَسْك مِثْلَ مَجلِس مَكَانُ جُلُوسٍ، وَمَنْ قَالَ مَنْسَك فَمَعْنَاهُ الْمَصْدَرُ نَحْوَ النُّسُك والنُّسُوك. غَيْرُهُ: والمَنْسَك والمَنْسِك الْمَوْضِعُ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ النُّسُك، وقرئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ . ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ المَناسِك والنُّسُك والنَّسِيكة فِي الْحَدِيثِ، - فالمَنَاسك جَمْعُ مَنْسَك ومَنْسِك، بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ المُتَعَبَّد وَيَقَعُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، ثُمَّ سُمِّيَتْ أُمور الْحَجِّ كُلُّهَا مَناسك. والمَنْسَك والمَنْسِك: المَذْبَحُ. وَقَدْ نَسَكَ يَنْسُك نَسْكاً إِذا ذَبَحَ. ونَسَك الثَّوْبَ: غَسَلَهُ بِالْمَاءِ وَطَهَّرَهُ، فَهُوَ مَنْسوك؛ قَالَ: وَلَا يُنْبِتُ المَرْعَى سِباخُ عُراعِرٍ، ... وَلَوْ نُسِكَتْ بِالْمَاءِ سِتَّةَ أَشْهُرِ وأَرض ناسِكة: خَضْرَاءُ حَدِيثَةُ الْمَطَرِ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ. والنَّسِيك: الذَّهَبُ، والنَّسِيك: الْفِضَّةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والنَّسِيكة: الْقِطْعَةُ الْغَلِيظَةُ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّسُك سَبائك الْفِضَّةِ كلُّ سَبِيكة مِنْهَا نَسِيكَةٌ، وَقِيلَ لِلْمُتَعَبِّدِ ناسِكٌ لأَنه خَلَّص نَفْسَهُ وَصَفَّاهَا لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ دَنَسِ الْآثَامِ كالسَّبيكة المُخَلَّصة مِنَ الخَبَثِ. وَسُئِلَ ثَعْلَبٌ عَنِ النَّاسِكِ مَا هُوَ فَقَالَ: هُوَ مأْخوذ مِنَ النَّسِيكة وَهُوَ سَبِيكة الفِضة المُصَفَّاة كأَنه خَلَّص نَفْسَهُ وَصَفَّاهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والنُّسَك، بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ السِّينِ: طَائِرٌ؛ عن كراع. نطك: التَّهْذِيبُ فِي الثُّلَاثِيِّ: أَنطَاكِيَةُ اسْمُ مَدِينَةٍ، قَالَ: وأُراها رُومية. نفك: اللَّيْثُ: النَّفَكَة لُغَةٌ فِي النَّكَفَة وَهِيَ الغُدَّة. نكك: رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: نَكْنَكَ غَرِيمَهُ إِذا تشدَّدَ عَلَيْهِ. نلك: النُّلْك والنِّلْكُ: شَجَرُ الدُّبِّ، وَاحِدَتُهَا نُلْكَة ونِلْكَة، وَهِيَ شَجَرَةٌ حَمْلُها زُعْرُورٌ أَصْفَرُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّلْكُ، بِضَمِّ النُّونِ، شَجَرَةُ الزُّعْرُورِ، وَاحِدَتُهُ نُلْكة ونِلكة، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الدُّبِّ، قَالَ: وَلَمْ أَجد ذَلِكَ مَعْرُوفًا. نهك: النَّهْكُ: التَّنَقُّصُ. ونَهَكَتْه الحُمَّى نَهْكاً ونَهَكاً ونَهاكةً ونَهْكَةً: جَهَدَتْه وأَضْنَتْه ونَقَصَتْ لَحْمَه، فهو مَنْهُوك، رُؤِيَ أَثَر الهُزالِ عَلَيْهِ مِنْهَا، وَهُوَ مِنَ التَّنَقُّصِ أَيضاً، وفيه لُغَةٌ أُخرى: نَهِكَتْه الْحُمَّى، بِالْكَسْرِ، تَنْهَكُه نَهَكاً، وَقَدْ نُهِكَ أَي دَنِف وضَنِيَ. وَيُقَالُ: بَانَتْ عَلَيْهِ نَهْكَةُ الْمَرَضِ، بِالْفَتْحِ، وبَدَتْ فِيهِ نَهْكَةٌ. ونَهَكَتِ الإِبلُ ماءَ الْحَوْضِ إِذا شَرِبْتَ جَمِيعَ مَا فِيهِ؛

قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ إِبلًا: نَواهِكُ بَيُّوتِ الحِياض إِذا غَدَتْ ... عَلَيْهِ، وَقَدْ ضَمَّ الضَّرِيبُ الأَفاعِيَا ونَهَكْت الناقةَ حَلْباً أَنْهَكُها إِذا نقَصْتها فَلَمْ يَبْقَ فِي ضَرْعِهَا لَبَنٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: غَيْرُ مُضِرٍّ بنَسْلٍ وَلَا ناهِكٍ فِي حَلَبٍ أَي غَيْرُ مُبَالَغٍ فِيهِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِلْخَافِضَةِ: أَشِمِّي وَلَا تَنْهَكي أَي لَا تُبالغي فِي اسْتِقْصَاءِ الْخِتَانِ وَلَا فِي إِسْحاتِ مَخفِضِ الْجَارِيَةِ، وَلَكِنِ اخْفِضِي طُرَيفَه. والمَنْهوك مِنَ الرَّجَزِ والمنْسرح: مَا ذَهَبَ ثُلُثَاهُ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ كَقَوْلِهِ فِي الرَّجَزِ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ وَقَوْلُهُ فِي الْمُنْسَرِحِ: وَيْلُ امِّ سَعْدٍ سعْدَا وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنك حَذَفْتَ ثُلُثَيْهِ فَنَهَكْتَه بِالْحَذْفِ أَي بَالَغْتَ فِي إِمْرَاضِهِ والإِجحاف بِهِ. والنَّهْك: الْمُبَالَغَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. والنّاهِك والنَّهِيكُ: الْمُبَالَغُ فِي جَمِيعِ الأَشياء. الأَصمعي: النَّهْك أَن تُبَالِغَ فِي الْعَمَلِ، فإِن شَتَمْتَ وبالغتَ فِي شَتْم العِرْض قِيلَ: انْتَهَكَ عِرْضَه. والنَّهِيكُ والنَّهُوكُ مِنَ الرِّجَالِ: الشجاعُ، وَذَلِكَ لِمُبَالَغَتِهِ وثَباته لأَنه يَنْهَك عَدُوَّه فيَبْلُغ مِنْهُ، وَهُوَ نَهِيكٌ بَيِّنُ النَّهاكة فِي الشَّجَاعَةِ، وَهُوَ مِنَ الإِبل الصَّؤُولُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَلَوْ نُبِزُوا بأَبي ماعِزٍ ... نَهِيكِ السلاحِ، حَدِيدِ البَصَرْ أَراد أَن سِلَاحَهُ مبالِغٌ فِي نَهْك عَدُوِّهِ. وَقَدْ نَهُكَ، بِالضَّمِّ، يَنْهُكُ نَهاكَةً إِذا وُصِفَ بِالشَّجَاعَةِ وَصَارَ شُجَاعًا. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: كَانَ مِنْ أَنْهَكِ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي مِنْ أَشجعهم. وَرَجُلٌ نَهِيكٌ أَي شُجَاعٌ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وأَعْلم أَنَّ الموتَ لَا بُدّ مُدْرِكٌ، ... نَهِيكٌ عَلَى أَهلِ الرُّقَى والتَّمائمِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: نَهِيكٌ قَوِيٌّ مُقْدِم مُبَالِغٌ. وَرَجُلٌ مَنْهُوك إِذا رأَيته قَدْ بَلَغ مِنْهُ الْمَرَضُ. ومَنْهوكُ الْبَدَنِ: بَيِّنُ النَّهْكَة فِي الْمَرَضِ. ونَهَك فِي الطَّعَامِ: أَكل مِنْهُ أَكلًا شَدِيدًا فَبَالَغَ فِيهِ؛ يُقَالُ: مَا يَنْفَكُّ فُلَانٌ يَنْهَك الطَّعَامَ إِذا مَا أَكل يَشْتَدُّ أَكلُه. ونَهَكْتُ مِنَ الطَّعَامِ أَيضاً: بالَغْتُ فِي أَكله. وَيُقَالُ: انْهَك مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَكَذَلِكَ عِرْضَه، أَي بالِغْ فِي شَتْمِهِ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: يُقَالُ مَا يَنْهَكُ فُلَانٌ يَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا أَي مَا يَنْفَكُّ؛ وأَنشد: لَمْ يَنْهَكُوا صَقْعاً إِذا أَرَمُّوا أَي ضَرْباً إِذا سَكَتُوا؛ قَالَ الأَزهري: مَا أَعرف مَا قَالَهُ اللَّيْثُ وَلَا أَدري مَا هُوَ وَلَمْ أَسمع لأَحد مَا يَنْهَكُ يَصْنَعُ كَذَا أَي مَا يَنْفَكُّ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَا أَحقُّه. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ناهيكَ مِنْ رَجُلٍ أَي كَافِيكَ وَهُوَ غَيْرُ مُشْكل. وَرَجُلٌ يَنْهَكُ فِي العدُوّ أَي يُبَالِغُ فِيهِمْ. ونَهَكه عُقوبةً. بَالَغَ فِيهَا يَنْهَكه نَهْكاً. وَيُقَالُ: انْهَكْهُ عُقُوبَةً أَي ابْلُغْ فِي عُقُوبَتِهِ. ونَهَكَ الشيءَ وانْتَهَكَه: جَهده. وَفِي الْحَدِيثِ: لِيَنْهَكِ الرجلُ مَا بَيْنَ أَصابعه أَو لَتَنتَهِكَنَّها النارُ أَي ليُقْبِل عَلَى غَسْلِهَا إِقبالًا شَدِيدًا وَيُبَالِغْ فِي غَسْلِ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ فِي الْوُضُوءِ مُبَالَغَةً حَتَّى يُنْعِمَ تنظيفَها، أَو لَتُبالِغَنَّ النارُ فِي إِحراقه. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: انْهَكُوا الأَعقابَ أَو لتَنْهَكَنَّها النارُ أَي

بَالِغُوا فِي غَسْلِهَا وَتَنْظِيفِهَا فِي الْوُضُوءِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي الْحَثِّ عَلَى الْقِتَالِ. وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ شجرةَ حِينَ حَضَّ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فِي غُزَاةٍ وَهُوَ قَائِدُهُمْ عَلَى قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ: انْهَكوا وجُوهَ الْقَوْمِ يَعْنِي اجْهَدُوهم أَي ابْلُغُوا جُهْدَكم فِي قِتَالِهِمْ؛ وَحَدِيثِ الخَلُوق: اذْهَبْ فانْهَكْه، قَالَهُ ثَلَاثًا ، أَي بالغْ فِي غَسْلِهِ. ونَهَكْتُ الثوبَ، بِالْفَتْحِ، أَنْهَكُه نَهْكاً: لَبِسْتُهُ حَتَّى خَلَقَ. والأَسَدُ نَهِيكٌ، وَسَيْفٌ نَهيكٌ أَي قَاطِعٌ مَاضٍ. ونَهَكَ الرجلَ يَنْهكُه نَهْكةً ونَهاكةً: غَلَبَهُ. والنَّهِيك مِنَ السُّيُوفِ: الْقَاطِعُ الْمَاضِي. وانْتِهاكُ الحُرْمة: تناوُلُها بِمَا لَا يَحِلُّ وَقَدِ انْتَهَكها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن قَوْمًا قَتَلُوا فأَكثروا وزَنَوْا وانْتَهَكُوا أَي بَالَغُوا فِي خَرْق مَحَارِمِ الشَّرْعِ وإِتيانها. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: يَنْتَهِكُ ذِمّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ ، يُرِيدُ نَقْضَ الْعَهْدِ وَالْغَدْرَ بالمُعاهد. والنَّهِيكُ: البَئِيسُ. والنُّهَيْكُ: الحُرْقُوصُ، وعَضَّ الحُرْقُوصُ فرجَ أَعرابية فَقَالَ زَوْجُهَا: وَمَا أَنا، للحُرْقوصِ إِن عَضَّ عَضَّةً ... لمَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا بجِدٍّ، عَقُورُ «3» تُطَيِّبُ نَفْسِي، بعد ما تَسْتَفِزُّني ... مَقالَتُها، إِنَّ النُّهَيكَ صَغيرُ وَفِي النَّوَادِرِ: النُّهَيْكةُ دَابَّةٌ سُوَيْداءُ مُدارَةٌ تدخُل مَدَاخِل الحراقِيصِ. نوك: النُّوكُ، بِالضَّمِّ «4»: الحُمْق؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: وَمَا بَعْضُ الإِقامةِ فِي دِيارٍ، ... يُهانُ بِهَا الْفَتَى، إِلا بلاءُ فَقُلْ للمُتَّقِي غَرَضَ المَنايا: ... تَوَقَّ فَلَيْسَ يَنْفَعُك اتِّقاءُ وَلَا يُعطَى الحريصُ غِنىً لحِرْصٍ، ... وَقَدْ يُنْمَى لِذِي الجُودِ الثَّراءُ غَنِيُّ النَّفْسِ، مَا اسْتَغْنَت، غَنيٌّ، ... وفَقْرُ النَّفْسِ، مَا عَمِرَتْ، شَقاءُ ودَاءُ الجِسْمِ مُلْتَمِسٌ شِفاءً، ... وَدَاءُ النُّوكِ ليسَ لَهُ دَواءُ والأَنْوَك: الأَحْمَقُ، وَجَمْعُهُ النَّوْكَى. قَالَ: وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ قَوْمٌ نُوكٌ. والنَّوَاكة: الْحَمَاقَةُ. وَرَجُلٌ أَنْوَكُ ومُسْتَنْوِك أَي أَحمق. وَقَوْمٌ نَوْكَى ونُوكٌ أَيضاً عَلَى الْقِيَاسِ مِثْلُ أَهْوَج وهُوج؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ ضَحُوكُ، ... واسْتَنْوَكَت وللشَّبابِ نُوكُ وَقَدْ نَوِكَ نَوَكاً ونُوكاً ونَواكَةً: حَمُقَ، وَهُوَ أَنْوَكُ، وَالْجَمْعُ نَوْكَى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أُجْرِيَ مُجْرَى هَلْكَى لأَنه شَيْءٌ أُصيبوا بِهِ فِي عُقُولِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَّاكِ: إِن قُصّاصَكم نَوْكَى أَي حَمْقى. واسْتَنْوَكَ الرجلُ: صَارَ أَنْوَكَ، وأَنْوَكَه: صَادَفَهُ أَنْوكَ. واسْتَنْوَكتُ فُلَانًا أَي اسْتَحْمَقْتُهُ. وَقَالُوا: مَا أَنْوَكَه وَلَمْ يَقُولُوا أَنْوِكْ بِهِ، وَهُوَ قِيَاسٌ؛ عَنِ ابْنِ السَّرَّاج. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَعَ التَّعَجُّبُ فِيهِ بِمَا أَفْعَلَه وإِن كَانَ كالخِلَقِ لأَنه لَيْسَ بِلَوْنٍ فِي الْجَسَدِ وَلَا بخلْقةٍ فِيهِ، وإِنما هُوَ مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ أَنْوَكُ: قَالَ الأَصمعي الأَنْوَكُ الْعَاجِزُ الْجَاهِلُ. والنُّوكُ عِنْدَ الْعَرَبِ: العَجْزُ وَالْجَهْلُ. وَقَالَ الأَصمعي: الأَنْوَكُ العَييُّ في

_ (3). قوله بجدّ عقورُ، هكذا في الأَصل، والوزن مختلّ، وإذا قيل هي: بجدّ عقورِ، صحّ الوزن وكان في البيت إقواء. (4). قوله: النوك، بالضم ويفتح أَيضاً كما في القاموس

فصل الهاء

كَلَامِهِ؛ وأَنشد: فكُنْ أَنْوَكَ النَّوْكَى إِذا مَا لَقِيتَهُمْ نيك: النَّيْكُ: مَعْرُوفٌ، وَالْفَاعِلُ: نائِكٌ، وَالْمَفْعُولُ بِهِ مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ، والأَنثى مَنْيُوكة، وَقَدْ ناكَها يَنيكها نَيْكاً. والنَّيّاك: الْكَثِيرُ النَّيْك؛ شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ؛ وَفِي الْمَثَلِ قَالَ: مَنْ يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا وتَنَايَكَ القوْمُ: غَلَبَهُمُ النُّعاسُ. وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انْطَبَقَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عَيْنَهُ إِذا غلب عليها. فصل الهاء هبرك: الهَبْرَكَةُ: الْجَارِيَةُ النَّاعِمَةُ. وَشَبَابٌ هَبْرَكٌ: تامٌّ؛ قَالَ: جَارِيَةٌ شَبَّتْ شَباباً هَبْرَكا، ... لَمْ يَعْدُ ثَدْيا نَحْرِها أَن فَلَّكَا وشَبابٌ هَبْرَكٌ وهُبارِك: كذلك. هبنك: الهَبَنَّكُ: الْكَثِيرُ الحُمْق، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الأَحمق فَلَمْ يُقَيِّدْهُ بِقِلَّةٍ وَلَا بكثرة، والأُنثى هَبَنَّكة. هتك: الهَتْكُ: خَرْقُ السِّتْر عَمَّا وَرَاءَهُ، وَالْاسْمُ الهُتْكة، بِالضَّمِّ. والهَتِيكةُ: الْفَضِيحَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: فَهَتَك العِرْضَ حَتَّى وَقَعَ بالأَرض ؛ والهَتْكُ: أَن تَجْذِبَ سِتْراً فَتَقْطَعَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ أَو تَشُقَّ مِنْهُ طَائِفَةً يُرَى مَا وَرَاءَهُ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ: هَتَكَ اللَّهُ سِتْرَ الْفَاجِرِ. وَرَجُلٌ مَهْتُوك السِّتْر: مُتَهَتِّكُه. وتَهَتَّك أَي افْتَضَح. ابْنُ سِيدَهْ: هَتَكَ السِّتْرَ والثَّوْبَ يَهْتِكُه هَتْكاً فانْهَتَكَ وتَهَتَّكَ: جَذَبَهُ فَقَطَعَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ أَو شُقَّ مِنْهُ جُزْءًا فَبَدَا مَا وَرَاءَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ وَالْخَبَرِ: هَتَكَ اللهُ سِتْرَ فُلَانٍ، وهَتَّكَ الأَسْتارَ؛ شدِّد لِلْكَثْرَةِ. وَرَجُلٌ مُنْهَتِكٌ ومُتَهَتِّكٌ ومُسْتَهْتِك: لَا يُبالي أَن يُهْتَك سِتْرُه عَنْ عَوْرَتِهِ؛ وَكُلُّ مَا انْشَقَّ كَذَلِكَ، فَقَدَ انْهَتَك وتَهَتَّك؛ قَالَ يَصِفُ كَلَأً: مُتَهَتِّكُ الشَّعْران نَضّاحُ العَذَبْ أَبو عَمْرٍو: الهُتْكُ وَسَطُ اللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ نَوْفٍ البِكَالّي: كُنْتُ أَبيتُ عَلَى بَابِ دَارِ عَلِيٍّ، فَلَمَّا مَضَتْ هُتْكة مِنَ اللَّيْلِ قُلْتُ كَذَا ؛ الهُتْكةُ: طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. يُقَالُ: سِرْنا هُتْكةً مِنَ اللَّيْلِ كأَنه جَعَلَ اللَّيْلَ حِجَابًا، فَلَمَّا مَضَى مِنْهُ ساعةٌ فَقَدْ هُتِكَ بِهَا طائفةٌ مِنْهُ. والهُتْكَة: سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ لِلْقَوْمِ إِذا سَارُوا. يُقَالُ: سِرْنا هُتْكةً مِنْهَا، وَقَدْ هاتَكْناها: سِرنا فِي دُجاها؛ قَالَ: هاتَكْتُه حَتَّى انْجَلتْ أَكْراؤُه ... عَنِّي، وَعَنْ مَلْمُوسةٍ أَحْناؤُه يَصِفُ اللَّيْلَ وَالْبَعِيرَ. والهِتَكُ: قِطَعُ الغِرْس تَتَمَزَّقُ عَنِ الْوَلَدِ، الْوَاحِدَةُ هِتَكَة، وَثَوْبٌ هَتِكٌ؛ قَالَ مُزاحِمٌ: جَلا هَتِكاً كالرَّيْطِ عَنْهُ، فبَيَّنَتْ ... مَشابِههُ حُدْبَ العِظامِ كَواسِيَا أَي استبانتْ مَشابِهُ أَبيه فيه. هفك: الأَزهري: امرأَة هَيْفَكٌ أَي حَمْقَاءُ؛ وَقَالَ عُجَيْرٌ السَّلُوليُّ يَصِفُ مَزَادَةً: زَمَّتهما هَيْفَكٌ حَمقْاءُ مُصْبِيَةٌ ... لَا يتبعُ الْعَيْنُ أَشْقاها إِذا وَغَلا وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِهَفَّكٌ ومُؤَفَّكٌ ومُفَنِّنٌ ومُتَهَفِّكٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ الخطإِ وَالِاخْتِلَاطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قُلْ

لأُمَّتك فلْتَهْفِكْه فِي الْقُبُورِ أَي لِتُلْقِه فِيهَا، وَقَدْ هَفَكه إِذا أَلقاه. والتَّهَفُّك: الِاضْطِرَابُ وَالِاسْتِرْخَاءُ فِي الْمَشْيِ. هكك: الأَزهري: أَهمل اللَّيْثُ هَكَّ وَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، مِنْهَا مَا قَالَ أَبو عَمْرٍو فِي نَوَادِرِهِ: هَكَّ بسَلْحِه وسَكَّ بِهِ إِذا رَمَى بِهِ. قَالَ: وَهَكَّ وسَجَّ وتَرّ إِذا حذَفَ بسَلْحِه. وهَكَّ الطائرُ هَكّاً: حذَفَ بذَرْقِه. وهَكَّ النَّعامُ: سَلَح. وهَكّ الشيءَ يَهُكُّه هَكّاً، فَهُوَ مَهْكُوك وهَكِيكٌ: سَحَقَه. وهَكّ اللبنَ هَكّاً: اسْتَخْرَجَهُ ونَهَكَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَة هاجَرٌ ... وهَكَّ الخَلايا، لَمْ تَرِقَّ عُيُونُها هاجَرُ: قَبِيلَةٌ، يَقُولُ: شُرْبُ الرَّثِيئة مَجْدُهم أَي هُمْ رُعاة لَا صَنِيعة لَهُمْ غَيْرُ شُرْبِ هَذَا اللَّبَنِ الَّذِي يُسَمَّى الرَّثِيئَةَ، وَقَوْلُهُ: لَمْ ترقَّ عُيُونُهَا أَي لَمْ تَسْتَحِ. وهَكَّ الرجلُ المرأَة يَهُكُّها هَكًّا: نَكَحَهَا: وأَنشد: يَا ضَبُعاً أَلْفَتْ أَباها قَدْ رَقَدْ، ... فَنَفَرَتْ فِي رأْسِه تَبْغِي الوَلَدْ فقامَ وَسْنانَ بِعَرْدٍ ذِي عُقَدْ، ... فهَكَّها سُخْناً بِهِ حَتَّى بَرَدْ والهَكُّ: الْجِمَاعُ الْكَثِيرُ، وهَكَّها إِذا أَكثر جِمَاعَهَا. أَبو عَمْرٍو: الهَكِيكُ المُخَنَّثُ. وَيُقَالُ: هَكَّ فُلَانًا النبيذُ إِذا بَلَغَ مِنْهُ مِثْلُ تَكَّهُ، فانْهَكَّ. وَيُقَالُ: هُكَّ إِذا أُسْقِط. والهَكُّ: تَهَوُّر الْبِئْرِ. والهَكُّ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ. والهَكُّ: مُداركة الطَّعْنِ بِالرِّمَاحِ. وهَكَّه بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ. والهَكَوَّكُ: الْمَكَانُ الصُّلْبُ الْغَلِيظُ، وَقِيلَ السَّهْل؛ قَالَ: إِذا بَرَكْنَ مَبْرَكاً هَكَوَّكا، ... كأَنما يَطْحَنَّ فِيهِ الدَّرْمَكا أَوْشَكْنَ أَن يَتْرُكْنَ ذَاكَ المَبْرَكا ... تَرْكَ النساءِ العاجِزَ الزَّوَنَّكا وَيُرْوَى: مَبْرَكاً عَكَوَّكا، وَهُوَ السَّهْل أَيضاً، يُرِيدُ أَنهم عَلَى سَفَرٍ ورحْلة. والزَّوَنَّكُ: الْمُخْتَالُ فِي مَشْيِهِ الرَّافِعُ نَفْسَهُ فَوْقَ قَدْرِهَا. الأَزهري: وعَكَوَّكٌ عَلَى بِنَاءِ هَكَوَّك، وَهُوَ السَّمِينُ. وانْهَكَّ صَلا المرأَة انْهِكاكاً إِذا انْفَرَجَ فِي الْوِلَادَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: تَهَكَّكَتِ الناقةُ وَهُوَ تَوَخِّي صَلَوَيْها ودُبُرها، وَهُوَ أَن يُرَى كأَنه سِقاء يَمْتَخِضُ. قَالَ الأَزهري: وتَفَكَّكَتِ الأُنثى إِذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَوَاها وعَظُم ضَرْعها وَدَنَا نتاجُها، شُبِّهَتْ بِالشَّيْءِ الَّذِي يَتَزَايَلُ وَيَتَفَتَّحُ بَعْدَ انْعِقَادِهِ وارْتِتاقِه. هلك: الهَلْكُ: الْهَلَاكُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ الهَلْك والهُلْكُ أو المُلْكُ والمَلْكُ؛ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً: مَاتَ. ابْنُ جِنِّي: وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ ، قَالَ: هُوَ مِنْ بَابِ رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَ أَبي بَكْرٍ لُغَاتٌ مُخْتَلِطَةٌ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَاضِيَ يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ، فَاسْتَغْنَى عَنْهُ بهَلَكَ وَبَقِيَتْ يَهْلَك دَلِيلًا عَلَيْهَا، وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَلَكَة فِي جُفُوف النَّبَاتِ وبَيُوده فَقَالَ يَصِفُ النَّبَاتَ: مِنْ لَدُنِ ابْتِدَائِهِ إِلى تَمَامِهِ، ثُمَّ تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده. وَرَجُلٌ هالِكٌ مِنْ قَوْمٍ هُلَّكٍ وهُلَّاك وهَلْكَى وهَوَالِكَ، الأَخيرة شَاذَّةٌ؛ وَقَالَ الْخَلِيلُ: إِنما قَالُوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء ضُرِبُوا بِهَا

وأُدْخِلوا فِيهَا وَهُمْ لَهَا كَارِهُونَ. الأَزهري: قومٌ هَلْكَى وهالِكُون. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُجْمَعُ هالِك عَلَى هَلْكَى وهُلَّاك؛ قَالَ زيادُ بْنُ مُنْقِذ: تَرَى الأَرامِلَ والهُلَّاكَ تَتْبَعُه، ... يَسْتَنُّ مِنْهُ عَلَيْهِمْ وابِلٌ رَزِمُ يَعْنِي بِهِ الْفُقَرَاءُ؛ وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا، ... هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا يَعْنِي مُهْلِك، لُغَةُ تَمِيمٍ، كَمَا يُقَالُ لَيْلٌ غاضٍ أَي مُغْضٍ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لَمْ يُهَذَّبوا فِي السَّيْرِ أَي مَنْ تعرَّض فِيهِ هَلَكَ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: قَالَتْ سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا الْجَوْهَرِيُّ: هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً، وَالِاسْمُ الهُلْكُ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الْيَزِيدِيُّ: التَّهْلُكة مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِرِ لَيْسَتْ مِمَّا يَجْرِي عَلَى الْقِيَاسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ التُّهْلوك الهَلاكُ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو نُخَيْلة لشَبِيبِ بْنِ شَبَّةَ: شَبيبُ، عَادَى اللهُ مِنْ يَجْفُوكا ... وسَبَّبَ اللهُ لَهُ تُهْلوكا وأَهْلكه غَيْرُهُ واسْتَهْلَكه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا قَالَ الرجلُ هَلَكَ الناسُ فَهُوَ أَهْلَكهم ؛ يُرْوَى بِفَتْحِ الْكَافِ وَضَمِّهَا، فَمَنْ فَتَحَهَا كَانَتْ فِعْلًا مَاضِيًا وَمَعْنَاهُ أَن الغالِين الَّذِينَ يُؤيِسُون الناسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى يَقُولُونَ هَلَك الناسُ أَي اسْتَوْجَبُوا النَّارَ وَالْخُلُودَ فِيهَا بِسُوءِ أَعمالهم، فإِذا قَالَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَهُوَ الَّذِي أَوجبه لَهُمْ لَا اللَّهُ تَعَالَى، أَو هُوَ الَّذِي لَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ وأَيأَسهم حَمَلَهُمْ عَلَى تَرْكِ الطَّاعَةِ وَالِانْهِمَاكِ فِي الْمَعَاصِي، فَهُوَ الَّذِي أَوقعهم فِي الْهَلَاكِ، وأَما الضَّمُّ فَمَعْنَاهُ أَنه إِذا قَالَ ذَلِكَ لَهُمْ فَهُوَ أَهْلَكهم أَي أَكثرهم هَلاكاً، وَهُوَ الرجلُ يُولَعُ بِعَيْبِ النَّاسِ ويَذْهبُ بِنَفْسِهِ عُجْباً، وَيَرَى لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلًا. وَقَالَ مَالِكٌ فِي قَوْلِهِ أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا خالَطتِ الصدقةُ مَالًا إِلَّا أَهْلَكَتْه ؛ قِيلَ: هُوَ حضٌّ عَلَى تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ مِنْ قَبْلِ أَن تَخْتَلِطَ بِالْمَالِ بَعْدَ وُجُوبِهَا فِيهِ فَتَذْهَبُ بِهِ، وَقِيلَ: أَراد تَحْذِيرَ العُمَّال عَنِ اخْتِزال شَيْءٍ مِنْهَا وَخَلْطِهِمْ إِياه بِهَا، وَقِيلَ: أَن يأْخذ الزَّكَاةَ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتاه سَائِلٌ فَقَالَ لَهُ: هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عِيَالِي. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا . وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَخبرني رُؤْبة أَنه يَقُولُ هَلَكْتَني بِمَعْنَى أَهْلَكتني، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِلُغَتِي. أَبو عُبَيْدَةَ: تَمِيمٌ تَقُولُ هَلَكَه يَهْلِكُه هَلْكاً بِمَعْنَى أَهْلَكه. وَفِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ هالِكٌ فِي الْهَوَالِكِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِابْنِ جذْلِ الطِّعانِ: تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عَنْ قِتالِه، ... إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ، ... غَداةَ إِذٍ، أَو هالِكٌ فِي الهَوالِكِ قَالَ: وَهَذَا شَاذٌّ عَلَى مَا فُسِّرَ فِي فَوَارِسَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَجُوزُ أَن يُرِيدَ هَالِكٌ فِي الأُمم الهَوالِك فَيَكُونُ جَمْعُ هَالِكَةٍ، عَلَى الْقِيَاسِ، وإِنما جَازَ فَوَارِسُ لأَنه مَخْصُوصٌ بِالرِّجَالِ فَلَا لَبْسَ فِيهِ، قَالَ: وَصَوَابُ إِنْشَادِ الْبَيْتِ: فأَيقنت أَني عِنْدَ ذَلِكَ ثَائِرُ والهَلَكَة: الهَلاكُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هِيَ الهَلَكَة الهَلْكاءُ، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا، كَمَا يُقَالُ هَمَجٌ هامجٌ.

أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ وَقَعَ فُلَانٌ فِي الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَةِ السَّوْأى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً ؛ أَيْ لِوَقْتِ هَلاكِهم أَجَلًا، وَمَنْ قَرَأَ لمَهْلَكِهم فَمَعْنَاهُ لإِهلاكهم. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: وَهُوَ إمامُ القَوْم فِي المَهالِك ؛ أَرَادَتْ فِي الْحُرُوبِ وَأَنَّهُ لثِقَته بِشَجَاعَتِهِ يتقدَّم وَلَا يَتَخَلَّفُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لِعِلْمِهِ بالطُّرق يتقدَّم القومَ فَيَهْدِيهِمْ وَهُمْ عَلَى أَثَرِهِ. واسْتَهْلَكَ المالَ: أَنْفَقَهُ وَأَنْفَدَهُ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ: تقولُ، إِذَا اسْتَهْلَكْتُ مَالًا للَذَّةٍ، ... فُكَيْهَةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يُرِيدُ هَلْ شَيْءٌ فَأَدْغَمَ اللَّامَ فِي الشِّينِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَاجِبٍ كَوُجُوبِ إِدْغَامِ الشَّمِّ وَالشَّرَابِ وَلَا جَمِيعُهُمْ يُدْغِمُ هَلْ شَيْءٌ. وأهْلَكَ المالَ: بَاعَهُ. فِي بَعْضِ أَخْبَارِ هُذَيْلٍ: أَنَّ حَبيباً الهُذَليّ قَالَ لمَعْقِلِ بْنِ خُوَيْلِد: ارجِعْ إِلَى قَوْمِكَ، قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِإِبِلِي؟ قَالَ: أهْلِكْها أَيْ بعْها. والمَهْلَكة والمَهلِكة والمَهْلُكة: المَفازة لأَنه يُهْلَكُ فِيهَا كَثِيرًا. وَمَفَازَةٌ هالكةٌ مَنْ سَلَكها أَيْ هَالِكَةٌ لِلسَّالِكِينَ. وَفِي حَدِيثِ التَّوْبَةِ: وتَرْكُها مَهْلِكة أَيْ مَوْضِعٌ لهَلاكِ نفْسه، وَجَمْعُهَا مَهالِكُ، وَتُفْتَحُ لَامُهَا وَتُكْسَرُ أَيْضًا لِلْمَفَازَةِ. والهَلَكُونُ: الأَرض الجَدْبة وَإِنْ كَانَ فِيهَا مَاءٌ. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ هَذِهِ أَرْضٌ آرمَةٌ هَلَكُونٌ، وَأَرْضٌ هَلَكون إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا شَيْءٌ. يُقَالُ: هَلَكونُ نَبَاتُ أَرْضِينَ. وَيُقَالُ: ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إِذَا لَمْ يَصِبْهَا الغَيْثُ مُنْذُ دَهْرٍ طَوِيلٍ. يُقَالُ: مَرَرْتُ بِأَرْضٍ هَلَكِينَ، بِفَتْحِ الْهَاءِ وَاللَّامِ «5». والهَلَكُ والهَلَكاتُ: السِّنُونَ لأَنها مُهْلِكَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ لأَسْودَ بْنِ يَعْفُرَ: قَالَتْ لَهُ أمُّ صَمْعا، إِذْ تُؤَامِرُه: ... أَلَا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ؟ الْوَاحِدَةُ هَلَكة بِفَتْحِ اللَّامِ أَيْضًا. والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْلِكُ. وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ: عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنَ السِّنينَ والهَلاكِ المُهْتَلِكْ ولأَذْهَبَنَّ فَإِمَّا هُلْكٌ وَإِمَّا مُلْكٌ، وَالْفَتْحُ فِيهِمَا لُغَةٌ، أَيْ لأَذْهَبَنَّ فَإِمَّا أَنْ أهْلِكَ وَإِمَّا أَنْ أمْلِكَ. وهالِكُ أهْلٍ: الَّذِي يَهْلِكُ فِي أهْله؛ قَالَ الأَعشى: وهالِك أهْلٍ يَعودُونه، ... وآخَرُ فِي قَفْرةٍ لَمْ يُجَنْ قَالَ: وَيَكُونُ وَهَالِكُ أهلٍ الَّذِي يُهْلِك أهْلَه. والهَلَكُ: جِيفَةُ الشَّيْءِ الهالِك. والهَلَكُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ مِنْ جَوِّ السُّكاكِ لأَنها مَهْلَكة، وَقِيلَ: الهَلَكُ مَا بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ إِلَى الَّتِي تَحْتَهَا إِلَى الأَرض السَّابِعَةِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ: الموتُ تَأْتِي لميقاتٍ خَواطِفُه، ... وَلَيْسَ يُعْجِزُهُ هَلْكٌ وَلَا لُوح فَإِنَّهُ سَكَّنَ لِلضَّرُورَةِ، وَهُوَ مَذْهَبٌ كُوفِيٌّ، وَقَدْ حَجَرَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهِ إِلَّا فِي الْمَكْسُورِ وَالْمَضْمُومِ، وَقِيلَ: الهَلَكُ مَا بَيْنَ أَعْلَى الْجَبَلِ وَأَسْفَلِهِ ثُمَّ يُسْتَعَارُ لِهَوَاءِ مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ، وَكُلُّهُ مِنَ الهَلاك، وَقِيلَ: الهَلَكُ المَهْواة بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ وَأَنْشَدَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: أَرَى ناقَةَ القَيْسِ قَدْ أصْبَحَتْ، ... عَلَى الأَيْنِ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط، ... فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا وَيُرْوَى: تَجُدّ لِذَاكَ الهِجارا؛ قَوْلُهُ هِباب: نَشاط، ونِواراً: نِفاراً، وَتَجِدُّ: تَقْطَعُ الْحَبْلَ نُفوراً من

_ (5). قوله: [هَلَكينَ بفتح النون دون تنوين]، هكذا في الأَصل. وفي القاموس: أرضٌ هَلَكِينٌ وأرضٌ هَلكونٌ، بتنوين الضمّ

المَهْواةِ، والهِجار: حَبْلٌ يُشَدُّ فِي رُسْغِ الْبَعِيرِ. والهَلَكُ: المَهْواة بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ امْرَاةً جَيْداء: تَرى قُرْطَها فِي واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفاً ... عَلَى هَلَكٍ، فِي نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ والهَلَكُ، بِالتَّحْرِيكِ: الشَّيْءُ الَّذِي يَهْوي ويسقُط. والتَّهْلُكَةُ: الْهَلَاكُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ؛ وَقِيلَ: التَّهْلُكة كُلُّ شَيْءٍ تَصِيرُ عَاقِبَتُهُ إِلَى الهَلاك. والتُّهْلُوك: الهَلاك؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ شَبيبٍ: وسَبَّبَ اللَّهُ لَهُ تُهْلوكا وَوَقَعَ فِي وَادِي تُهُلِّكَ، بِضَمِّ التَّاءِ وَالْهَاءِ واللامُ مُشَدَّدَةٌ، وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ مِثْلُ تُخيبَ أَيْ فِي الْبَاطِلِ وَالْهَلَاكِ كَأَنَّهُمْ سَمَّوْه بِالْفِعْلِ. والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ: رَمْيُ الإِنسان بِنَفْسِهِ فِي تَهْلُكة. والقَطاة تَهْتَلِكُ مِنْ خَوْفِ الْبَازِيِّ أَيْ تَرْمِي بِنَفْسِهَا فِي المَهالك. وَيُقَالُ: تَهْتَلِكُ تَجْتَهِدُ فِي طَيَرَانِهَا، وَيُقَالُ مِنْهُ: اهْتَلَكتِ القَطاةُ. والمِهْتَلِكُ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ همٌّ إِلَّا أَنْ يَتَضَيَّفه الناسُ، يَظَلُّ نهارَه فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ أسرعَ إِلَى مَنْ يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لَا يَتَمَالَكُ دونَه؛ قَالَ أَبُو خِراشٍ: إِلَى بَيْتِه يَأْوِي الغريبُ إِذَا شَتا، ... ومُهتَلِكٌ بَالِي الدَّريسَيْنِ عائِلُ والهُلّاكُ: الصَّعاليك الَّذِينَ يَنْتابون الناسَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِهِمْ مِنْ سُوءِ حَالِهِمْ، وَقِيلَ: الهُلّاك المُنْتَجِعون الَّذِينَ قَدْ ضَلُّوا الطَّرِيقَ، وَكُلُّهُ مِنْ ذَلِكَ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لجَمِيل: أبِيتُ مَعَ الهُلّاكِ ضَيْفاً لأَهْلِها، ... وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذَوُو فَضْلِ وكذلك المُتَهَلِّكُون؛ أنشد ثَعْلَبٌ للمُتَنَخِّل الهُذَليّ: لَوْ أَنَّهُ جَاءَنِي جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ، ... مِنْ بُؤَّس النَّاسِ، عَنْهُ الخيْرُ مَحْجُوزُ وافْعَلْ ذَلِكَ إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكٌ أَيْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، بِضَمِّ الْهَاءِ وَاللَّامِ غَيْرُ مَصْرُوفٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَعْضُهُمْ لَا يَصْرِفُهُ أَيْ عَلَى مَا خَيَّلَتْ نَفْسُك وَلَوْ هَلَكْتَ، والعامَّة تَقُولُ: إِنْ هَلَكَ الهُلُكُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبُو عَلِيٍّ عَنِ الْكِسَائِيِّ هَلَكَتْ هُلُكُ، مَصْرُوفًا وَغَيْرَ مَصْرُوفٍ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: وَذَكَرَ صِفَتَهُ ثُمَّ قَالَ: وَلَكِنَّ الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِمَّا هَلَكَتْ هُلَّكُ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ؛ الهُلْكُ الهَلاك، وَمَعْنَى الرِّوَايَةِ الأُولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك لِلدَّجَّالِ لأَنه وَإِنِ ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ ولَبَّس عَلَى النَّاسِ بِمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِزَالَةِ العَور لأَن اللَّهَ مُنَزَّهٌ عَنِ النَّقَائِصِ وَالْعُيُوبِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فهُلَّكٌ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، جَمْعُ هَالِكٍ أَيْ فَإِنْ هَلَكَ بِهِ نَاسٌ جَاهِلُونَ وضلُّوا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَلَوْ رُويَ: فَإِمَّا هَلَكَتْ هُلُك عَلَى قَوْلِ الْعَرَبِ افْعَلْ كَذَا إِمَّا هَلَكَتْ هُلَّكُ وهُلُكٌ بِالتَّخْفِيفِ منوَّناً وَغَيْرَ مُنَوَّنٍ، لَكَانَ وَجْهًا قَوِيًّا ومُجْراه مُجْرى قَوْلِهِمْ افْعَلْ ذَلِكَ عَلَى مَا خَيَّلَتْ أَيْ عَلَى كُلِّ حَالٍ. وهُلُكٌ: صِفَةٌ مُفْرَدَةٌ بِمَعْنَى هَالِكَةٌ كَنَاقَةٍ سُرُحٌ وَامْرَأَةٍ عُطُلٌ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: فَكَيْفَمَا كَانَ الأَمر فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِمَّا هَلَكَ الهُلُكُ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ افْعَلْ ذَلِكَ إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ، وهُلُكٌ بإجراءٍ وَغَيْرِ إِجْرَاءٍ، وَبَعْضُهُمْ يُضيفه إِمَّا هَلَكتْ هُلُكُه أَيْ عَلَى مَا خَيَّلَتْ أَيْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَقِيلَ

فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: إِنْ شَبَّه عَلَيْكُمْ بِكُلِّ مَعْنًى وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَلَا يُشَبِّهَنَّ عَلَيْكُمْ أنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَقَوْلُهُ عَلَى مَا خَيَّلَتْ أَيْ أرَتْ وشَبَّهَتْ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ حَدِيثَ الدَّجَّالِ وَخِزْيِهِ وَبَيَانَ كَذِبِهِ فِي عَوَرِهِ. والهَلُوك مِنَ النِّسَاءِ: الْفَاجِرَةُ الشَّبِقَةُ الْمُتَسَاقِطَةُ عَلَى الرِّجَالِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَتهالك أَيْ تَتَمايل وَتَنْثَنِي عِنْدَ جِمَاعِهَا، وَلَا يُوصَفُ الرَّجُلُ الزَّانِي بِذَلِكَ فَلَا يُقَالُ رَجُلٌ هَلُوكٌ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا. وَفِي حَدِيثِ مازِنٍ: إِنِّي مُولَعٌ بِالْخَمْرِ والهَلُوكِ مِنَ النِّسَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتهالَكْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ أَيْ سَقَطْتُ عَلَيْهِ وَرَمَيْتُ بِنَفْسِي فَوْقَهُ. وتَهالك الرجلُ عَلَى الْمَتَاعِ والفِراشِ: سَقَطَ عَلَيْهِ، وتَهالَكَتِ المرأةُ فِي مَشْيِهَا: مِنْ ذَلِكَ. والهالِكِيُّ: الحدَّادُ، وَقِيلَ الصَّيْقَل؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الحديدَ مِنَ الْعَرَبِ الهالكُ بْنُ عَمْرُو بْنُ أسَد بْنِ خُزيْمة، وَكَانَ حَدَّادًا نُسِبَ إِلَيْهِ الْحَدَّادُ فَقِيلَ الهالِكيُّ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِبَنِي أَسَدٍ القُيونُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: جُنوحَ الهالِكِيِّ عَلَى يدَيْهِ، ... مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ أَرَادَ بالهالِكيّ الْحَدَّادَ؛ وَقَالَ آخَرُ: وَلَا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه، ... سَقَتْه عَلَى لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ فَقَالَتْ: شَرابٌ بارِدٌ قَدْ جَدَحْتُه، ... وَلَمْ يَدْر مَا خاضَتْ لَهُ بالمَجادِحِ أَيْ خَلَطْتُهُ بِالسَّوِيقِ. قَالَ عَرَّامٌ فِي حَدِيثِهِ: كُنْتُ أتَهَلَّكُ فِي مَفاوز أَيْ كُنْتُ أَدُورُ فِيهَا شِبْهَ الْمُتَحَيِّرِ؛ وَأَنْشَدَ: كَأَنَّهَا قَطرةٌ جَادَ السحابُ بِهَا، ... بَيْنَ السَّمَاءِ وَبَيْنَ الأَرْضِ تَهْتَلِكُ واسْتَهْلَكَ الرجلُ فِي كَذَا إِذَا جَهَدَ نَفْسَه، واهْتَلَكَ مَعَهُ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى ... خفيفَ الْحَشَا، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح، طامِعا أَيْ يَجْهَدُ قَلْبَه فِي إِثْرِهَا. وَطَرِيقٌ مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أَيْ يُجْهِدُ مَنْ سَلَكَه؛ قَالَ الحُطَيئة يَصِفُ الطَّرِيقَ: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قَدْ جعَلَتْ ... أَيْدِي المَطيِّ بِهِ عاديَّةً رُكُبا الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ: يَعْنِي بِهِ السَّدى والسَّتى؛ شبَّه شَرَك الطَّرِيقِ بسَدَى الثَّوْبِ. وَفُلَانٌ هِلْكَةٌ مِنَ الهِلَكِ أَيْ سَاقِطَةٌ مِنَ السَّوَاقِطِ أَيْ هالِكٌ. والهَلْكى: الشَّرِهُونَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، يُقَالُ: رِجَالٌ هَلْكى وَنِسَاءٌ هَلْكى، الْوَاحِدْ هالِكٌ وَهَالِكَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الهالِكَة النَّفْسُ الشَّرِهَة؛ يُقَالُ: هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إِذَا شَرِهَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَلِمَ أهلِكْ إِلَى اللَّبَنِ «1» أَيْ لَمْ أشْرَهْ. وَيُقَالُ للمُزاحِمِ عَلَى الْمَوَائِدِ: المُتَهالِكُ والمُلاهسُ وَالْوَارِشُ والحاضِرُ «2» واللَّعْوُ، فَإِذَا أَكَلَ بِيَدٍ وَمَنَعَ بِيَدٍ فَهُوَ جَرْدَبانُ؛ وَأَنْشَدَ شَمِرٌ: إنَّ سَدى خَيْرٍ إِلَى غيرِ أهْلِه، ... كَهالِكَةٍ مِنَ السحابِ المُصَوِّبِ

_ (1). تمامه كما في شرح القاموس: جللته السيف إذا مالت كوارته ... تحت العجاج وَلِمَ أَهْلِكْ إِلَى اللَّبَنِ (2). قوله [والحاضر] كذا بالأَصل. والذي في مادّة حضر: رجل حضر ككتف وندس: يتحين طعام الناس ليحضره.

قَالَ: هُوَ السَّحَابُ الَّذِي يَصُوبُ المَطَر ثُمَّ يُقلِعُ فَلَا يَكُونُ لَهُ مَطَرٌ فذلك هَلاكه. همك: هَمَكه فِي الأَمر فانْهَمَك: لَجَّجَه فَلَجَّ. وانْهَمكَ الرَّجُلُ فِي الأَمر أَيْ جَدَّ ولَجَّ وتَمادَى فِيهِ، وَكَذَلِكَ تَهَمَّك فِي الأَمر، وَتَقُولُ: مَا الَّذِي هَمَكه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّ النَّاسَ انْهَمَكُوا فِي الْخَمْرِ ؛ الانْهماكُ التَّمادي فِي الشَّيْءِ واللَّجاجُ فِيهِ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ مَهْموك المَعَدَّيْنِ أَيْ مُرْسَلُ المَعَدَّينِ؛ وَقَالَ أَبُو دُواد: سَلِطُ السُّنْبُكِ لأْمٌ فَصُّه، ... مُكْرَبُ الأَرْساغِ مَهْموكُ المَعَدّ واهْمَأكَّ فُلَانٌ يَهْمَئِكُّ، فَهُوَ مُهْمَئِكٌّ ومُزْمَئِكٌّ ومُصْمَئِكٌّ إِذَا امتلأَ غضباً. هنك: قَالَ الأَزهري: قَرَأْتُ فِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ: الهَنَكُ حبٌّ يُطْبَخُ أَغْبَرُ أَكدَر وَيُقَالُ لَهُ القُفْص؛ قَالَ الأَزهري: وَمَا أُرَاهُ عربياً. هنبك: الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: هَنْبَكةٌ مِنْ دَهْرٍ وسَنْبةٌ من دهر بمعنى. هندك: رَجُلٌ هِنْدِكيٌّ: مِنْ أَهْلِ الهِنْدِ، وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ لأَن الْكَافَ لَيْسَتْ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ، وَالْجَمْعُ هَنادِكُ؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: مُقْرَبَةٌ دُهْمٌ وكُمْتٌ، كَأَنَّهَا ... طَماطِمُ، يوفُونَ الوِفارَ، هَنادِكُ وَقَالَ الأَحوص: فالهِنْدِكيُّ عَدا عَجْلانَ فِي هَدَمِ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: بَني أمَةٍ مَجْنونةٍ هِنْدِكيَّةٍ، ... بَني جُمَحٍ عَبِيد قَيْسِ بْنِ عَاقِلِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الهِنادِكَةُ الْهُنُودُ، وَالْكَافُ زَائِدَةٌ، نُسبوا إِلَى الْهِنْدِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الأَزهري: سُيُوفٌ هِنْدِكيَّة أَيْ هِنْدية، وَالْكَافُ زَائِدَةٌ، يُقَالُ: سَيْفٌ هِنْدِكيٌّ وَرَجُلٌ هِنْدِكيّ. هوك: الأَهْوَكُ الأَحمق وَفِيهِ بقيَّةٌ، وَالِاسْمُ الهَوَكُ، وَقَدْ هَوِكَ هَوَكاً. وَرَجُلٌ هَوَّاك ومُتَهَوِّك: مُتَحَيِّرٌ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: إِذَا تُرِكَ الكَعْبيُّ والقَوْلَ سادِراً، ... تَهَوَّكَ حَتَّى مَا يَكادُ يَرِيعُ وَقَدْ هَوَّكه غيرُه. والأَهْوَكُ والأَهوَجُ وَاحِدٌ. والتَّهَوُّكُ: السُّقوط فِي هُوَّة الرَّدى. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا نَسْمَعُ أَحَادِيثَ مَنْ يَهُودَ تُعْجِبُنَا أفَتَرى أَنْ نكتبها؟ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمُتَهَوِّكونَ أَنْتُمْ كَمَا تَهَوَّكَتِ اليهودُ وَالنَّصَارَى؟ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نقِيَّةً «3». قَالَ أَبُو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ أمُتَحَيِّرونَ أَنْتُمْ فِي الإِسلام حَتَّى تَأْخُذُوهُ مِنَ الْيَهُودِ؟ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ؛ يَعْنِي أَمُتَحَيَّرُونَ؟ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أمُتَرَدِّدُونَ سَاقِطُونَ؟ وَإِنَّهُ لمُتَهَوِّكٌ لِمَا هُوَ فِيهِ أَيْ يَرْكَبُ الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا. الْجَوْهَرِيُّ: التَّهَوُّكُ مِثْلُ التَّهَوُّر، وَهُوَ الْوُقُوعُ فِي الشَّيْءِ بِقِلَّةِ مُبالاة وَغَيْرِ رَوِيَّةٍ. والتَّهَوُّك: التحيُّر. ابْنُ الأَعرابي: الأَهْكاء المُتَحيرون، وَهَاكَاهُ إِذَا اسْتَصْغَرَ عَقْلَهُ. والمُتَهَوِّك: الَّذِي يَقَعُ فِي كُلِّ أَمر. وَفِي الْحَدِيثِ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ: أَنَّ عُمَرَ أَتَاهُ بِصَحِيفَةٍ أَخَذَهَا مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَغَضِبَ وَقَالَ: أمُتَهَوِّكونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟

_ (3). تمامه كما بهامش النهاية: ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي

فصل الواو

فصل الواو وتك: الأَوْتَكُ والأَوْتَكَى: التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ وَهُوَ القُطَيْعاء، وَقِيلَ السَّوادِيُّ؛ قَالَ: بَاتُوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُمْ، ... وَعِنْدَهُمُ البَرْنيُّ فِي حُلَلٍ دُسْمِ فَمَا أطعَمونا الأَوْتَكَى عَنْ سَماحةٍ، ... وَلَا مَنَعوا البَرْنيَّ إِلَّا مِنَ اللُّؤْمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: جَعَلَهُ كُرَاعٌ فَوْعَلى، قَالَ: وَزِيَادَةُ الْهَمْزَةِ عِنْدِي أَوْلَى. الأَزهري: البَحرانِيُّونَ يُسَمُّونَهُ أوتَكَى؛ وَقَالَ قَائِلُهُمْ: تُدِيمُ لَهُ، فِي كُلِّ يومٍ إِذَا شَتا ... وَرَاحَ، عِشارُ الحيِّ مِنْ بَرْدِها صُعْرا مُصَلَّبةً مِنْ أوتَكَى القاعِ، كُلَّمَا ... زَهَتْها النُّعامَى، خِلتَ، مِنْ لَيِّنٍ، صَخْرا قَالَ: وَإِذَا بَلَغَ الرُّطَب اليُبْسَ فَذَلِكَ التَّصْليب، وَقَدْ صَلَّب فَهُوَ مُصَلِّب، وصَلَبَتْه الشمسُ تَصْلُبه فَهُوَ مَصْلوب. وأوْتَكَى: بِوَزْنٍ أجْفَلَى، وَقِيلَ: الأَوْتَكَى ضرب من التمر. ودك: الوَدَكُ: الدَّسَمُ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: دَسَمُ اللحمِ، وَدِكَتْ يدُه وَدَكاً. ووَدَّك الشيءَ: جَعَلَ فِيهِ الوَدَك. وَلَحْمٌ وَدِكٌ، عَلَى النَّسَبِ: ذُو وَدَك. وَفِي حَدِيثِ الأَضْاحي: ويَحْمِلون مِنْهَا الوَدَك ؛ هُوَ دَسَم اللَّحْمِ ودُهنه الَّذِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ، ووَدَّكْتُه تَوْدِيكاً، وَذَلِكَ إِذَا جَعَلْتَهُ فِي شَيْءٍ هُوَ وَالشَّحْمُ، أَوْ حِلابةُ السَّمْنِ. وَشَيْءٌ وَدِيكٌ ووَدِكٌ، والدِّكَة: اسْمٌ مِنَ الوَدَك. وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: كنتُ وَحْمى لِلدِّكَة أَيْ كُنْتُ مُشْتَهِيَةً للوَدَك. وَدَجَاجَةٌ وَدِيكة أَيْ سَمِينَةٌ، ودِيكٌ وَدِيكٌ. وَدَجَاجَةٌ وَدِيكٌ ووَدُوك: ذَاتُ وَدَكٍ. وَرَجُلٌ وادكٌ: سَمِينٌ ذُو وَدَكٍ. والوَدِيكة: دَقِيقٌ يُساط بِشَحْمٍ شِبْهِ الخَزيرة. الْفَرَّاءُ: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ أودَكَ وَبَنَاتِ بَرْحٍ وَبَنَاتِ بِئْسَ؛ يَعْنِي الدَّواهي. وَقَوْلُهُمْ: مَا كُنْتُ أَدْرِي أَيُّ أوْدَكٍ هُوَ أَيْ أَيُّ النَّاسِ هُوَ. ووادِكٌ ووَدُوك ووَدَّاكٌ: أَسْمَاءٌ. والوَدْكاء: رَمْلَةٌ أَوْ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: بانَ الشبابُ وأفْنى ضِعْفَه العُمُرُ، ... لِلَّهِ دَرُّكَ أيَّ العَيْشِ تَنْتظِرُ؟ هَلْ أنتَ طالبُ شَيْءٍ لَسْتَ مُدْرِكَه؟ ... أَمْ هَلْ لقَلْبِكَ عَنْ أُلَّافِه وطَرُ؟ أَمْ كنتَ تَعْرِف آياتٍ؟ فَقَدْ جَعَلَتْ ... أطْلالُ إلْفِك، بالوَدْكاء، تَعْتَذِرُ قَوْلُهُ تَعْتَذِرُ أي تَدْرُسُ. ورك: الوَرِكُ: مَا فَوْقَ الفَخذِ كَالْكَتِفِ فَوْقَ الْعَضُدِ، أُنْثَى، وَيُخَفَّفُ مِثْلَ فخِذٍ وفَخْذٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً غَضّاً، ... تُصْبَحُ مَحْضاً وتُعَشَّى رَضّا مَا بينَ وِرْكَيْها ذِراعٌ عَرْضَا ... لَا تُحسِنُ التقبيلَ إلَّا عَضَّا وَالْجَمْعُ أوْراكٌ، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، اسْتَغْنَوْا بِبِنَاءِ أَدْنَى العَدَد؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورَمْل كأوْراكِ العَذارى قَطَعْتُهُ، ... إِذَا ألْبَسَتْه المُظْلِماتُ الحَنادِسُ شبَّه كُثْبان الأَنقاء بِأَعْجَازِ النِّسَاءِ فَجَعَلَ الْفَرْعَ أَصْلًا

والأَصل فَرْعًا، والعُرْف عَكْسُ ذَلِكَ، وَهَذَا كَأَنَّهُ يَخْرُجُ مَخْرَجَ الْمُبَالَغَةِ أَيْ قَدْ ثَبَتَ هَذَا الْمَعْنَى لأَعجاز النِّسَاءِ، وَصَارَ كَأَنَّهُ الأَصل فِيهِ حَتَّى شُبِّهَتْ بِهِ كُثْبَانُ الأَنقاء. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَعَظِيمُ الأَوْراك، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الوَركَيْنِ وَرِكاً ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا. اللَّيْثُ: الوَرِكان هُمَا فَوْقَ الْفَخِذَيْنِ كَالْكَتِفَيْنِ فَوْقَ الْعَضُدَيْنِ. والوَرَكُ: عِظَمُ الوَركَيْنِ. وَرَجُلٌ أوْرَكُ: عَظِيمُ الوَركَيْنِ. وَفُلَانٌ وَرَكَ عَلَى دَابَّتِهِ وتَوَرَّكَ عَلَيْهَا إِذَا وَضَعَ عَلَيْهَا وَرْكَه فَنَزَلَ، بِجَزْمِ الرَّاءِ، يُقَالُ مِنْهُ: وَرَكْتُ أَركُ. وثَنى وَرْكَه فَنَزَلَ: جَعَلَ رِجْلًا عَلَى رِجْلٍ أَوْ ثَنَى رِجْلَهُ كَالْمُتَرَبِّعِ. ووَرَكَ وَرْكاً وتَوَرَّكَ وتَوارَك: اعْتَمَدَ عَلَى وَرِكه؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: تَوارَكْتُ فِي شِقِّي لَهُ، فانْتَهَزْتُه ... بفَتْخاءَ فِي شَدٍّ مِنَ الخَلْقِ لِينُها وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّون عَلَى أوْراكهم ؛ فُسِّرَ بِأَنَّهُ الَّذِي يَسْجُدُ وَلَا يَرْتَفِعُ على الأَرض ويُعْلي وَرِكَه لَكِنَّهُ يُفَرِّج رُكْبَتَيْهِ فَكَأَنَّهُ يَعْتَمِدُ عَلَى وَرِكه. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَوَرَّك الرَّجُلُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى فِي الأَرض المُسْتَحِيلة فِي الصَّلَاةِ أَيْ يَضَعُ وَرِكَهُ عَلَى رِجْلِهِ، وَالْمُسْتَحِيلَةُ غَيْرُ الْمُسْتَوِيَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: التَّوَرُّك عَلَى الْيُمْنَى وضعُ الوَرك عَلَيْهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: وَضْعُ الْوَرِكِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الرِّجْلِ الْيُمْنَى. وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ التَّوَرُّكَ فِي الصَّلَاةِ ؛ يَعْنِي وضع الأَلْيَتَيْن أو إحداهما عَلَى عَقِبَيْه، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ وَضْعُ الأَلْيتين أَوْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأَرض؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: التَّوَرُّك فِي الصَّلَاةِ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا سُنَّة وَالْآخِرُ مَكْرُوهٌ، فَأَمَّا السُّنَّةُ فأنْ يُنْحِي رِجْلَيْهِ فِي التَّشَهُّدِ الأَخير ويُلْزِقَ مقعَدته بالأَرض كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ، وَأَمَّا التَّوَرُّك الْمَكْرُوهُ فَأَنْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى وَرِكَيْهِ فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ قَائِمٌ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ ثَنى وَرِكَه فَنَزَلَ وَلَا يَجُوزُ وَرْكه فِي ذَا الْمَعْنَى إِنَّمَا هُوَ مَصْدَرُ وَرَكَ يَرِكُ وَرْكاً، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنَ الرِّجل المَوْرِكَةَ لأَن الإِنسان يَثْنِي عَلَيْهِ رِجْلَهُ ثَنْياً، كَأَنَّهُ يَتَرَبَّعُ وَيَضَعَ رِجْلًا عَلَى رِجْلٍ، وَأَمَّا الوَرِكُ نَفْسُهَا فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْنِيَهَا لأَنها لَا تَنْكَسِرُ. وَفِي الوَرك لُغَاتٌ: الوَرِكُ والوَرْكُ والوِرْك. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ مُتَورِّكاً أَوْ مُضْطَجِعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ متورِّكاً أَيْ أَنْ يَرْفَعَ وَركيه إِذَا سَجَدَ حَتَّى يُفْحِش فِي ذَلِكَ، وَقَوْلُهُ: أَوْ مُضْطَجِعًا يَعْنِيَ أَنْ يَتَضَامَّ ويُلصِقَ صَدْرَهُ بالأَرض ويَدَعَ التَّجافيَ فِي سُجُودِهِ، وَلَكِنْ يَكُونُ بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: وَيُقَالُ التورُّك أَنْ يُلْصق أَلْيَتَيْهِ بِعَقِبَيْهِ فِي السُّجُودِ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَى التورُّك فِي السُّجُودِ أَنْ يُوَرِّكَ يُسْراه فيجعلَها تَحْتَ يُمْنَاهُ كَمَا يَتَوَرَّك الرَّجُلُ فِي التَّشَهُّدِ، وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. قَالَ بَعْضُهُمْ: التَّوَرُّك أَنْ يَسْدِلَ رِجْلَيْهِ فِي جَانِبٍ ثُمَّ يَسْجُدُ وَهُوَ سابِلُهما، وَالرَّاكِبُ إِذَا أَعْيَا فيتورَّك فَيُثْنِي رِجْلَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا عَلَى مَعْرَفَة الدَّابَّةِ، وأُمِرَ النساءُ أَنْ يتَوَرَّكن فِي الصَّلَاةِ وَهُوَ سَدْلُ الرِّجْلَيْنِ فِي شِقِّ السُّجُودِ ونُهيَ الرِّجَالُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَأَنْكَرَ التَّفْسِيرُ الأَول أَنْ يَرْفَعَ وَركه حَتَّى يُفْحِشَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: يتورَّك الْمُصَلِّي فِي الرَّابِعَةِ وَلَا يَتَوَرَّكُ فِي الْفَجْرِ وَلَا فِي صَلَاةِ الْجُمْعَةَ لأَن فِيهَا جَلْسَةً وَاحِدَةً، وَكَانَ يتورَّك فِي الْفَجْرِ لأَن التَّوَرُّكَ إِنَّمَا جُعِلَ مِنْ طُولِ الْقُعُودِ. ويَتَوَرَّك الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ فيَصْرَعُه:

وَهُوَ أَن يَعْتَقِلَه بِرِجْلِهِ. ابْنُ الأَعرابي: مَا أَحسن رِكَتَه ووُرْكَه، مِنَ التَّوَرُّك. وَيُقَالُ: وَرَكْتُ عَلَى السَّرْجِ وَالرَّحْلِ وَرْكاً ووَرَّكْتُ تَوْريكاً وثَنى وَرْكَه، بِجَزْمِ الرَّاءِ. وتَوَرَّكَ عَلَى الدَّابَّةِ أَي ثَنَى رِجْلَهُ وَوَضَعَ إِحدى وَرِكَيْه فِي السَّرْجِ، وَكَذَلِكَ التَّوْرِيك؛ قَالَ الرَّاعِي: وَلَا تُعْجِلِ المَرْءَ قَبْلَ الوُرُوكِ، ... وَهِيَ بُركْبَتِه أَبْصَرُ وتَوَرَّكَتِ المرأَة الصبيَّ إِذا حَمَلَتْهُ عَلَى وَرِكها. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أَي حَامِلَتَهُ عَلَى وَرِكها. وتَوَرَّك الصبيَّ: جَعَلَهُ فِي وَرِكِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَبَيَّنَ أَنَّ أُمَّك لَمْ تَوَرَّكْ، ... وَلَمْ تُرْضِعْ أَميرَ المُؤْمِنينا وَيُرْوَى: تُؤَرَّك مِنَ الأَرِيكة، وَهِيَ السَّرِيرُ، وَقَدْ تقدَّم. وَنَعْلٌ مَوْرِكٌ ومَوْرِكةٌ، بِتَسْكِينِ الْوَاوِ: مِنْ حِيال الوَرِك، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا كَانَتْ مِنَ الوَرِكِ يَعْنِي نَعْلَ الخفِّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَوْرِكُ والمَوْرِكة الْمَوْضِعُ الَّذِي يُثْنِي الرَّاكِبُ رِجْلَهُ عَلَيْهِ قُدَّام واسِطَةِ الرحْل إِذا مَلَّ مِنَ الرُّكُوبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَوْرِك الرَّحْل ومَوْرِكَته ووِراكُه الْمَوْضِعُ الَّذِي يَضَعُ فِيهِ الرَّاكِبُ رِجْلَهُ، وَقِيلَ: الوراكُ ثَوْبٌ يُزَيَّنُ بِهِ المَوْرِكُ، وأَكثر مَا يَكُونُ مِنَ الحِبَرة، وَالْجَمْعُ وُرُك؛ وأَنشد: إِلا القُتُود عَلَى الأَوْراكِ والوُرُك وَقِيلَ: الوِراك والمَوْرَكة قادِمة الرحْل. والمِوْرَكة: كالمِصْدَغَة يَتَّخِذُهَا الرَّاكِبُ تَحْتَ وَرِكِه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يَنْهى أَن يُجْعل فِي وِراكٍ صَلِيبٌ ؛ الوراكُ: ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَهُ يُزَيَّنُ بِهِ الرَّحْلُ، وَقِيلَ هُوَ النُّمْرُقَةُ الَّتِي تُلْبَسُ مُقدّمَ الرَّحْلِ ثُمَّ تُثْنى تَحْتَهُ. أَبو عُبَيْدَةَ: الوِراك رَقْم يُعْلى المِوْركَةَ وَلَهَا ذُؤابةُ عُهونٍ، قَالَ: والمَوْرِكةُ حَيْثُ يَتَوَرَّك الرَّاكِبُ عَلَى تِيكَ الَّتِي كأَنها رفادَة مِنْ أَدَمٍ، يُقَالُ لَهَا مَوْرِكة ومَوْرِكٌ. والمَوْرِكُ: حَبْلٌ يُحَف بِهِ الرَّحْلُ، قَالَ: والمِيْرَكة تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْلِ يَضَعُ الرَّجُلَ رِجْلَهُ عَلَيْهَا إِذا أَعيا وَهِيَ المَوْرِكة؛ وأَنشد: إِذا حَرَّدَ الأَكتافَ مَوْرُ المَوارِك أَبو زَيْدٍ: الوِراكُ الَّذِي يُلْبَسُ المَوْرِكَ، وَيُقَالُ: هِيَ خِرْقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَةٌ تُغَطِّي المَوْرِكَة، وَيُقَالُ: وَرَك الرجلُ عَلَى المَوْرِكَة. الْجَوْهَرِيُّ: الوِراكُ النُّمْرُقَةُ الَّتِي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثُمَّ تُثْنى تَحْتَهُ يُزَيِّنُ بِهَا، وَالْجَمْعُ وُرُك؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مُقْوَرَّة تَتَبارَى لَا شَوارَ لَهَا ... إِلا القُطوعُ، عَلَى الأَجْوازِ، والوُرُك «1» . وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى إِن رأْس نَاقَتِهِ لتُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْله ؛ المَوْرِكُ: المِرْفَقَة الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ قادِمةِ الرَّحْلِ يَضعُ الرَّاكِبُ رِجْلَهُ عَلَيْهَا لِيَسْتَرِيحَ مِنْ وَضْعِ رِجْلِهِ فِي الرِّكَابِ، أَراد أَنه قَدْ بَالَغَ فِي جَذْبِ رأْسها إِليه لِيَكُفَّهَا عَنِ السَّيْرِ. ووَرَك الحَبْلَ وَرْكاً: جَعَلَهُ حِيالَ وَرِكه، وَكَذَلِكَ وَرَّكَه؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال: حَتَّى إِذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيْرِي ... سَوادَ ضِيفَيْهِ إِلى القُصَيْرِ،

_ (1). في ديوان زهير: مُقَوَّرة بدل مُقورَّة والأَنساع بدل الأَجواز

رَأَتْ شُحوبي وبَذاذَ شَوْرِي وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِزُهَيْرٍ: ووَرَّكْنَ بالسُّوبان يَعلونَ مَتْنَه، ... عليهنَّ دَلُّ الناعِمِ المُتَنَعِّمِ وَيُقَالُ: وَرَّكْنَ أَي عَدَلْنَ. وورَّكت الجبلَ تَوْرِيكًا إِذا جَاوَزْتُهُ. ووَرَكَ عَلَى الأَمر وُروكاً ووَرَّكَ وتَوَرَّك: قَدَر عَلَيْهِ. ووارَكَ الْجَبَلَ: جَاوَزَهُ. ووَرَّك الشَّيْءَ: أَوجبه. والتَّوْرِيكُ: تَوْرِيكُ الرَّجُلُ ذَنْبَهُ غَيْرَهُ كأَنه يُلْزِمُه إِياه. ووَرَّكَ فُلَانٌ ذَنْبَهُ عَلَى غَيْرِهِ تَوْريكاً إِذا أَضافه إِليه وقَرَفَه بِهِ. وإِنه لمُوَرَّكٌ فِي هَذَا الأَمر أَي لَيْسَ لَهُ فِيهِ ذَنْبٌ. ووَرَّكَ الذنبَ عَلَيْهِ: حَمَلَه؛ وَاسْتَعْمَلَهُ ساعدةُ فِي السَّيْفِ فَقَالَ: فَوَرَّكَ لَيْناً لَا يُثَمْثَمُ نَصْلُه، ... إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَميمُ أَراد نَصْلُه صميمٌ أَي يُصَمِّمُ فِي الْعَظْمِ. ووَرَّكَ لَيْنًا أَي أَماله لِلضَّرْبِ حَتَّى ضَرَبَ بِهِ يَعْنِي السَّيْفَ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ فِي الرَّجُلِ يُسْتَحْلَف قَالَ: إِن كَانَ مَظْلُومًا فَوَرَّكَ إِلى شَيْءٍ جَزَى عَنْهُ التَّوْرِيك، وإِن كَانَ ظَالِمًا لَمْ يَجْز عَنْهُ التَّوْرِيكُ ، كأَنَّ التوريكَ فِي الْيَمِينِ نِيَّةٌ يَنْوِيهَا الْحَالِفُ غَيْرَ مَا يَنْوِيهِ مُسْتَحْلِفُه، مِنْ وَرَّكْتُ فِي الْوَادِي إِذا عَدَلْتَ فِيهِ وَذَهَبْتَ، وَقَدْ وَرَكَ يَرِكُ وُروكاً أَي اضْطَجَعَ كأَنه وَضَعَ وَرِكه عَلَى الأَرض. ووَرَكَ بِالْمَكَانِ وُروكاً: أَقام، وَكَذَلِكَ تَوَرَّك بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ التَّوَرُّك التّبَطُّؤُ عَنِ الْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ العُقَيْليّ تَوَرَّكَ فِي خُرْئِه كتَضَوَّكَ. والوِرْكُ: جَانِبُ الْقَوْسِ ومَجْرى الوَتَرِ مِنْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: هَلْ وصْلُ غانيةٍ عَضَّ العَشيرُ بِهَا، ... كَمَا يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِبِ القَتَبُ، إِلَّا ظُنونٌ كوِرْكِ القَوْس، إِن تُرِكت ... يَوْمًا بِلَا وَتَرٍ، فالوِرْكُ مُنْقَلبُ عَضَّ العشيرُ بِهَا: لَزِمَهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَرِكُ الشَّجَرَةِ عَجُزها. والوَرْكُ والوِرْك: القَوْسُ الْمَصْنُوعَةُ مِنْ وَرِكها؛ وأَنشد لِلْهُذَلِيِّ: بِهَا مَحِصٌ غيرُ جَافِي القُوَى، ... إِذا مُطْيَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ أَراد مُطِيَ فأَسكن الْحَرَكَةَ. والوَرِكانِ، بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِ الرَّاءِ:؛ مَا يَلِي السِّنْخَ مِنَ النَّصْل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ فَقَالَ: ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كوَرِكٍ عَلَى ضِلع أَي يَصْطَلِحُونَ عَلَى أَمر واهٍ لَا نِظَامَ لَهُ وَلَا اسْتِقَامَةَ، لأَن الوَرِكَ لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى الضِّلَعِ وَلَا يَتَرَكَّبُ عَلَيْهِ لِاخْتِلَافِ ما بينهما وبُعده. وزك: أَوْزَكَتِ المرأَةُ: أَسرعت؛ قَالَ: يَا ابنَ بَراءٍ، هَلْ لَكَمَ إِليها، ... إِذا الفَتاةُ أَوْزَكَتْ لَدَيْها؟ أَوْزَكَتِ المرأَةُ فِي مِشْيتها: وَهِيَ مِشْية قَبِيحَةٌ مِنْ مَشْيِ القِصارِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: فأَوْزَكَتْ لِطَعْنه الدَّرَّاكِ، ... عِنْدَ الخِلاطِ، أَيَّما إِيزاكِ يُرِيدُ حركتها.

وشك: الوَشِيك: السَّرِيعُ. أَمْرٌ وَشِيكٌ: سَرِيعٌ، وَشُكَ وَشاكةً ووَشَّكَ وأَوشَكَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُوشِك أَن يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، ويُوشِكُ أَن يَكُونَ الأَمرُ، ويُوشِكُ الأَمرُ أَن يَكُونَ، وَلَا يُقَالُ أُوشِكَ وَلَا يُوشَكُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَوْشَكَ الأَمر أَن يَكُونَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَلَوْ سُئِلَ الناسُ الترابَ، لأَوْشَكُوا ... إِذا قِيلَ: هاتُوا، أَن يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي: مَا كنتُ أَخْشَى أَن يَبِيتُوا أُشْكَ ذَا إِنما أَراد: وُشْكَ ذَا فأَبدل الْهَمْزَةَ مِنَ الْوَاوِ. ووُشْكانَ ما يكون ذلك، ووَشْكانَ ووِشْكانَ، وَالنُّونُ مَفْتُوحَةٌ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَكَذَلِكَ سَرْعانَ مَا يَكُونُ ذَاكَ وسُرْعانَ وسِرْعانَ أَي سَرُعَ، كلُّ ذَلِكَ اسْمٌ لِلْفِعْلِ كَهَيْهَاتَ. التَّهْذِيبُ: لَوُشْكان مَا كَانَ ذَلِكَ أَي لَسُرْعانَ؛ وأَنشد: أَتَقْتُلُهم طَوْراً وتَنْكِحُ فيهمُ؟ ... لَوُشْكانَ هَذَا، والدِّماءُ تَصَبَّبُ وَمِنْ أَمثالهم: لوُشْكانَ ذَا إِهالَةً؛ يَضْرِبُ مَثَلًا لِلشَّيْءِ يأْتي قَبْلَ حِينهِ؛ وَشْكانَ مَصْدَرٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. ووَشْكُ البَيْنِ: سُرْعَةُ الفِراقِ. ووُشْكُ الفِراق ووِشْكُه ووَشْكانُه ووُشْكانُه: سُرْعَتُهُ. وَقَالُوا: وَشْكانَ ذَا خُرُوجًا أَي عَجْلانَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوَشْكانَ مَا عَنَّيْتُمُ وشَمِتُّمُ ... بإِخوانكم، والعِزُّ لَمْ يَتَجَمَّع وَقَدْ أَوْشَكَ الخروجُ، وأَوْشَك فلانٌ خُرُوجًا وَقَوْلُهُمْ: وَشُك ذَا خُرُوجًا؛ بِالضَّمِّ، يَوْشُكُ وَشْكاً أَي سَرُعَ. وَعَجِبْتُ مِنْ وَشْك ذَلِكَ الأَمر ووُشْك ذَلِكَ الأَمر، بِضَمِّ الْوَاوِ، وَمِنْ وَشْكانِ ذَلِكَ الأَمر ووُشْكانِ ذَلِكَ الأَمر أَي مِنْ سُرْعته؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وخَرَجَ وَشِيكاً أَي سَرِيعًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلَ حَسَّانَ: لتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً فِي دِيارِهِمُ: ... اللهُ أَكْبَرُ يَا ثاراتِ عُثمانا وَقَدْ أَوْشَك فُلَانٌ يُوشِكُ إِيشاكاً أَي أَسرع السَّيْرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: يُوشِك أَن يَكُونَ كَذَا؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الْعَبَّاسَ بْنَ يزيدَ الكِنْدِيَّ: إِذا جَهِل الشَّقِيُّ، وَلَمْ يُقَدِّرْ ... ببعضِ الأَمرِ، أَوْشَك أَن يُصابا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الكَلْحَبةِ: إِذا المَرْءُ لَمْ يَغْشَ الكَرِيهةَ، أَوْشَكَتْ ... حِبالُ الهُوَيْنا بالفَتَى أَن تَقَطَّعا قَالَ: وَقَدْ يأْتي يُوشِكُ مُسْتَعْمَلًا بَعْدَهَا الِاسْمُ، والأَكثر أَن يَكُونَ الَّذِي بَعْدَهَا أَن وَالْفِعْلَ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِ حَسَّانَ: مِنْ خمرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها، ... تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ وَيُرْوَى: تُسْرِعُ فَتْرَ الْعِظَامِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ يُوشِكُ أَن يَكُونَ كَذَا وَكَذَا أَي يَقْرُب وَيَدْنُو ويُسْرع. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

يُوشِكُ مِنْهُ الفَيْئةَ أَي يُسْرِعُ الرجوعَ فِيهِ. والوَشِيكُ: السَّرِيعُ وَالْقَرِيبُ، والعامَّةُ تَقُولُ يُوشَك، بفتح وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. وَقَالَ أَبو يُوسُفَ: واشَك يُواشِكُ وِشاكاً مِثْلُ أَوْشَك، يُقَالُ: إِنه مُواشِكٌ مُسْتَعْجِلٌ أَي مُسارع. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ: هَذَا يُقَالُ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ واشَكَ. وَنَاقَةٌ مُواشِكة: سَرِيعَةٌ، وَقَدْ أَوْشَكَتْ، وَهِيَ الحَثَّةُ فِي العَدْو وَالسَّيْرِ، وَالِاسْمُ الوِشاكُ. أَبو عُبَيْدَةَ: فرسٌ مُواشِكٌ والأُنثى مُواشِكةٌ. والمُواشَكة: سُرعة النَّجاء وَالْخِفَّةِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَثْمَةَ يَرْثي بِسْطامَ بْنَ قَيْس: حَقِيبةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ، ... وتَحْمِلُه مُواشِكةٌ دَؤُوكُ وعك: وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ الوَعْك وَهُوَ الحُمَّى، وَقِيلَ: أَلمها، وَقَدْ وَعَكه الْمَرَضُ وَعْكاً ووُعِك، فَهُوَ مَوْعُوك. والوَعْكُ: مَغْثُ المَرض، وَقِيلَ: أَذَى الْحُمَّى وَوَجَعُهَا فِي الْبَدَنِ. ووَعَكَتْه وَعْكاً: دَكَّتْه. والوَعْكُ: الأَلم يَجِدُهُ الإِنسانُ مِنْ شِدّة التَّعَبِ. وَرَجُلٌ وَعْك ووَعِكٌ: مَوْعُوك، وَهَذِهِ الصِّيغَةُ عَلَى تَوَهُّمِ فَعِلَ كأَلِمَ، أَو عَلَى النَّسَب كَطَعِمَ. والمَوْعُوك: الْمَحْمُومُ، وَقَدْ وَعَكَتْه الْحُمَّى تَعِكُه. والمَمْغُوث والمَمْعُوك: الْمَحْمُومُ. والوَعْكُ والوَعْكة: سُكُونُ الرِّيحِ وَشِدَّةُ الْحَرِّ. والوَعْكة: المَعْركة. قَالَ الأَزهري: والوَعْكة مَعْرَكَةُ الأَبطال إِذا أَخذ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. ووَعْكةُ الأَمر: دَفْعَتُه وشدَّته. والوَعْكة: الوَقْعة الشَّدِيدَةُ فِي الجرْي أَو السَّقْطَةُ فِيهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّفْعة الشَّدِيدَةُ فِي الجَرْي. والوَعْكة: ازْدِحام الإِبل فِي الوِرْدِ، وَقَدْ أَوْعَكَتْ إِذا ازْدَحَمَتْ فَرَكِبَ بعضُها بَعْضًا عِنْدَ الْحَوْضِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا ازْدحمت الإِبل فِي الوِرْدِ واعْتَرَكَتْ فَتِلْكَ الوَعْكةُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: وَعْكةُ الإِبل جَماعاتُها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي: قَدْ جَعَلَت وَعْكَتُهُنَّ تَنْجَلي ... عَنِّي، وَعَنْ مَبِيتِها المُوَصَّلِ ووَعَكَه فِي التُّرَابِ: مَعَكهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الكلابُ إِذا أَخذت الصيدَ أَوْعَكَتْه أَي مَرَّغَتْه. وَكَكَ: الوَكْوَكةُ فِي الْمَشْيِ: مِثْلُ الزَّكِيكِ، وَقِيلَ: التَّدَحْرُجُ؛ وَقَدْ تَوَكْوكَ إِذا مَشَى كَذَلِكَ؛ وَرَجُلٌ وَكْواك: مِشْيَتُه كَذَلِكَ. الأَصمعي: رَجُلٌ وَكْواك إِذا كَانَ كأَنه يَتَدَحْرَجُ مِنْ قِصَره. ووَكْوَكةُ الحَمامِ: هَديرُها؛ قَالَ: كَوكْوَكةِ الحَمائِم فِي الوُكُونِ ابْنُ الأَعرابي: الوَكُّ الدَّفْعُ والكَوُّ الكِنُّ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ائْتَزَرَ فُلَانٌ إِزْرَةَ عَكَّ وَكَّ، وَهُوَ أَن يُسْبِلَ طَرَفَيْ إِزاره؛ وأَنشد: إِنْ زُرْتَه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا، ... مِشْيَتُه فِي الدارِ هاكَ رَكَّا

فصل الياء المثناة تحتها

قَالَ: هاكَ رَكَّ حِكَايَةٌ لتَبَخْتُره. الْجَوْهَرِيُّ: الوَكْواكُ الجَبانُ؛ قَالَتِ امرأَة تَرْثِي زَوْجَهَا: ولَسْتَ بوَكْواكٍ وَلَا بِزَوَنَّكٍ، ... مَكانَكَ حَتَّى يَبْعَثَ الخَلْقَ باعِثُه وَمَكَ: ابْنُ الأَعرابي: الوَكْمَةُ الغَيْضَةُ المَسْبَعة، والوَمْكةُ الفُسْحَة «2». فصل الياء المثناة تحتها يكك: يَكّ بالفارسي: واحدٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ «3»: تَحَدِّيَ الرُّوميِّ مِنْ يَكٍّ لِيَكّ.

_ (2). زاد المجد: ونك في قومه: تمكن فيهم؛ والوانك: الواكن (3). قوله [قال رؤبة] صدره: وقد أقاسي حجة الخصم المحك قال شارح القاموس يروى: من يك، بالكسر منوَّناً وبالفتح ممنوعاً أَيضاً أَي من واحد لواحد، فَلَمَّا لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ أَن يقول تحدي الفارسي قال: تحدي الرومي، ثم إِن الذي بالفارسية يك، بتخفيف الكاف، وإنما شدّده الراجز ضرورة فلا يقال: يكك بكافين كما فعله الصاغاني وصاحب اللسان. ويك: بلد بالمغرب نسب إليه هجّاء العرب أَبو بكر يحيى بن سهل اليكي المتوفي سنة 660. ويكك، محركة: موضع آخر في بلاد العرب

ل

ا لجزء الحادي عشر ل حرف اللام ل: اللَّامُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَهِيَ من الحروف الذُّلْق، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَحرف: الرَّاءُ وَاللَّامُ وَالنُّونُ، وَهِيَ فِي حَيْزٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي أَول حَرْفِ الْبَاءِ كَثْرَةَ دُخُولِ الْحُرُوفِ الذُّلْق والشَّفَوِيَّة فِي الْكَلَامِ. فصل الألف أبل: الإِبِلُ والإِبْلُ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، مَعْرُوفٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهِيَ مؤَنثة لأَن أَسماء الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فالتأْنيث لَهَا لَازِمٌ، وإِذا صَغَّرْتَهَا دَخَلَتْهَا التَّاءُ فَقُلْتَ أُبَيلة وغُنَيْمة وَنَحْوُ ذَلِكَ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا للإِبِل إِبْل، يسكِّنون الْبَاءَ لِلتَّخْفِيفِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ إِبِلانِ قَالَ: لأَن إِبِلًا اسْمٌ لَمْ يُكَسَّر عَلَيْهِ وإِنما يُرِيدُونَ قَطِيعَيْنِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِنَّمَا ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِيناس بِتَثْنِيَةِ الأَسْماء الدَّالَّةِ عَلَى الْجَمْعِ فَهُوَ يُوَجِّهُهَا إِلى لَفْظِ الْآحَادِ، وَلِذَلِكَ قَالَ إِنما يُرِيدُونَ قَطِيعَيْنِ، وَقَوْلُهُ لَمْ يُكَسَّر عَلَيْهِ لَمْ يُضْمَرْ فِي يُكَسَّر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنه لَيَرُوحَ عَلَى فُلَانٍ إِبِلانِ إِذا رَاحَتْ إِبل مَعَ راعٍ وإِبل مَعَ راعٍ آخَرَ، وأَقل مَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الإِبل الصِّرْمَةُ، وَهِيَ الَّتِي جَاوَزَتِ الذَّوْدَ إِلى الثَلَاثِينَ، ثُمَّ الهَجْمةُ أَوَّلها الأَربعون إِلى مَا زَادَتْ، ثُمَّ هُنَيْدَةٌ مِائَةٌ مِنَ الإِبل؛ التَّهْذِيبُ: وَيَجْمَعُ الإِبل آبَالٌ. وتَأَبَّل إِبِلًا: اتَّخَذَهَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: سمعتُ رَدَّاداً رَجُلًا مِنْ بَنِي كِلَابٍ يَقُولُ تأَبَّل فُلَانٌ إِبلًا وتَغَنَّم غَنَمًا إِذَا اتَّخَذَ إِبلًا وَغَنَمًا وَاقْتَنَاهَا. وأَبَّلَ الرجلُ، بِتَشْدِيدِ الباء، وأَبَلَ: كَثُرَتْ إِبلُه «4»؛ وَقَالَ طُفيل فِي تَشْدِيدِ الْبَاءِ: فأَبَّلَ واسْتَرْخى بِهِ الخَطْبُ بعدَ ما ... أَسافَ، وَلَوْلَا سَعيُنا لَمْ يُؤَبِّل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْفَرَّاءُ وَابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُجْمَلِ: إِن أَبَّلَ فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى كَثُرَتْ إِبلُه، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وأَساف هُنَا: قَلَّ مَالُهُ، وَقَوْلُهُ اسْتَرْخَى بِهِ الْخَطْبُ أَي حَسُنَت حَالُهُ. وأُبِّلَتِ الإِبل أَي

_ (4). قوله [كثرت إبله] زاد في القاموس بهذا المعنى آبَلَ الرجل إِيبَالًا بوزن أفعل إفعالًا

اقتُنِيت، فَهِيَ مَأْبُولَة، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الإِبِل إِبَلِيٌّ، يَفْتَحُونَ الْبَاءَ اسْتِيحَاشًا لِتَوَالِي الْكَسَرَاتِ. وَرَجُلٌ آبِلٌ وأَبِلٌ وإِبَلِيٌّ وإِبِلِيٌّ: ذُو إِبل، وأَبَّال: يَرْعَى الإِبل. وأَبِلَ يَأْبَلُ أَبَالَة مِثْلَ شَكِس شَكَاسة وأَبِلَ أَبَلًا، فَهُوَ آبِلٌ وأَبِل: حَذَق مَصْلَحَةَ الإِبل وَالشَّاءِ، وَزَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ ذَلِكَ إِيضاحاً فَقَالَ: حَكَى الْقَالِي عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَنه قَالَ رَجُلٌ آبِلٌ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ عَلَى مِثَالِ فَاعِلٍ إِذا كَانَ حَاذِقًا برِعْية الإِبل وَمَصْلَحَتِهَا، قَالَ: وَحَكَى فِي فِعْلِهِ أَبِل أَبَلًا، بِكَسْرِ الْبَاءِ فِي الْفِعْلِ الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ؛ قَالَ: وَحَكَى أَبو نَصْرٍ أَبَلَ يَأْبُلُ أَبَالةً، قَالَ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَذَكَرَ الإِبَالَة فِي فِعالة مِمَّا كَانَ فِيهِ مَعْنَى الوِلاية مِثْلَ الإِمارة والنِّكاية، قَالَ: ومثلُ ذَلِكَ الإِيالةُ والعِياسةُ، فَعَلَى قَوْلِ سِيبَوَيْهِ تَكُونُ الإِبَالَة مَكْسُورَةً لأَنها وِلَايَةٌ مِثْلَ الإِمارة، وأَما مَنْ فَتَحَهَا فَتَكُونُ مَصْدَرًا عَلَى الأَصل، قَالَ: وَمَنْ قَالَ أَبَلَ بِفَتْحِ الْبَاءِ فَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ آبِل بِالْمَدِّ، وَمَنْ قَالَهُ أَبِلَ بِالْكَسْرِ قَالَ فِي الْفَاعِلِ أَبِلٌ بِالْقَصْرِ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ آبِل بِالْمَدِّ عَلَى فَاعِلٍ قَوْلُ ابن الرِّفاع: فَنَأَتْ، وانْتَوى بِهَا عَنْ هَواها ... شَظِفُ العَيْشِ، آبِلٌ سَيّارُ وَشَاهِدُ أَبِلٍ بِالْقَصْرِ عَلَى فَعِلٍ قولُ الرَّاعِي: صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ، ... فَاتَ العَزِيبَ بِهَا تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ أَيضاً: تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى وَمِنْ أَيْنَ شُرْبُه، ... يُؤامِرُ نَفْسَيْه كَذِي الهَجْمةِ الأَبِل وَحَكَى سيبوبه: هَذَا مِنْ آبَلِ النَّاسِ أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً فِي رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بِهَا، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَهُ. وإِن فُلَانًا لَا يأْتَبِلُ أَي لَا يَثْبُت عَلَى رِعْيةِ الإِبل وَلَا يُحْسِنُ مهْنَتَها، وَقِيلَ: لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا رَاكِبًا، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا يَثْبُتُ عَلَى الإِبل وَلَا يُقِيمُ عَلَيْهَا. وَرَوَى الأَصمعي عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: رأَيت رَجُلًا مِنْ أَهل عُمَانَ وَمَعَهُ أَب كَبِيرٌ يَمْشِي فَقُلْتُ لَهُ: احْمِلْهُ فَقَالَ: لَا يَأْتَبِلُ أَي لَا يَثْبُتُ عَلَى الإِبل إِذا رَكِبَهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خِلَافُ مَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ أَن مَعْنَى لَا يَأْتَبِل لَا يُقِيمُ عَلَيْهَا فِيمَا يُصْلِحُها. وَرَجُلٌ أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلَةِ إِذا كَانَ حَاذِقًا بِالْقِيَامِ عَلَيْهَا، قَالَ الرَّاجِزُ: إِن لَهَا لَرَاعِياً جَريّا، ... أَبْلًا بِمَا يَنْفَعُها، قَوِيّا لَمْ يَرْعَ مأْزُولًا وَلَا مَرْعِيّا، ... حَتَّى عَلا سَنامَها عُلِيّا قَالَ ابْنُ هَاجَكَ: أَنشدني أَبو عُبَيْدَةَ لِلرَّاعِي: يَسُنُّها آبِلٌ مَا إِنْ يُجَزِّئُها ... جَزْءاً شَدِيداً، وَمَا إِنْ تَرْتَوي كَرَعا الْفَرَّاءُ: إِنه لأَبِلُ مالٍ عَلَى فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ مالٍ إِذا كَانَ قَائِمًا عَلَيْهَا. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَبِلُ مَالٍ بِقَصْرِ الأَلْف وآبِلُ مالٍ بِوَزْنِ عَابِلٍ مِنْ آلَهُ يؤُوله إِذا سَاسَهُ «1»، قَالَ: وَلَا أَعرف آبِل بِوَزْنِ عَابِلٍ. وتَأْبِيل الإِبل: صَنْعَتُها وتسمينُها، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّاسُ كإِبلٍ مائةٍ لَا تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ، يَعْنِي أَن المَرْضِيّ المُنْتَخَبَ مِنَ النَّاسِ فِي عِزَّة وُجوده كالنِّجيب مِنَ الإِبل الْقَوِيِّ عَلَى الأَحمال والأَسفار الَّذِي لَا يُوجَدُ في كثير

_ (1). قوله مِنْ آلَهُ يَؤُولُهُ إِذَا ساسه: هكذا في الأَصل، ولعل في الكلام سقطاً

مِنَ الإِبل؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَن اللَّهَ تَعَالَى ذمَّ الدُّنْيَا وحذَّر العبادَ سُوءَ مَغَبَّتها وَضَرَبَ لَهُمْ فِيهَا الأَمثال لِيَعْتَبِرُوا وَيَحْذَرُوا، وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحَذِّرهم مَا حَذَّرَهُمُ اللَّهُ وَيُزَهِّدُهُمْ فِيهَا، فَرَغِبَ أَصْحابُه بَعْدَهُ فِيهَا وَتَنَافَسُوا عَلَيْهَا حَتَّى كَانَ الزُّهْدُ فِي النَّادِرِ الْقَلِيلِ مِنْهُمْ فَقَالَ: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كإِبل مِائَةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَةٌ أَي أَن الْكَامِلَ فِي الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالرَّغْبَةِ فِي الْآخِرَةِ قَلِيلٌ كَقِلَّةِ الرَّاحِلَةِ فِي الإِبل، وَالرَّاحِلَةُ هِيَ الْبَعِيرُ الْقَوِيُّ عَلَى الأَسفار والأَحمال، النَّجِيبُ التَّامُّ الخَلْق الْحَسَنُ المَنْظَر، قَالَ: وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. وأَبَلَتِ الإِبلُ والوحشُ تَأْبِلُ وتَأْبُلُ أَبْلًا وأُبُولًا وأَبِلَتْ وتَأَبَّلَتْ: جَزَأَتْ عَنِ الْمَاءِ بالرُّطْب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ، ... أَو قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ «1» الْوَاحِدُ آبِلٌ وَالْجَمْعُ أُبَّالٌ مِثْلَ كَافِرٍ وكفَّار؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده أَبو عَمْرٍو: أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها، ... يُهَدِّر فِيهَا فَحْلُها ويَرِيسُ يَصِفُ نُوقاً شَبَّهَهَا بالقُصور سِمَناً؛ أَوَابِلُ: جَزَأَتْ بالرُّطْب، وحُوشٌ: مُحَرَّماتُ الظُّهُورِ لعِزَّة أَنفسها. وتَأَبَّلَ الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. وأَبَلَ الرجلُ عَنِ امرأَته وتَأَبَّلَ: اجتَزأَ عَنْهَا، وَفِي الصِّحَاحِ وأَبَلَ الرجلُ عَنِ امرأَته إِذا امْتَنَعَ مِنْ غِشْيانِها وتأَبَّلَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ وَهْبٍ: أَبَلَ آدمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَى ابْنِهِ الْمَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَامًا لَا يُصِيب حَوَّاء أَي امْتَنَعَ مِنْ غِشْيَانِهَا، وَيُرْوَى: لَمَّا قَتَلَ ابْنُ آدَمَ أَخَاهُ تَأَبَّلَ آدمُ عَلَى حَوَّاء أَي تَرَكَ غِشْيانَ حَوَّاءَ حُزْنًا عَلَى وَلَدِهِ وتَوَحَّشَ عَنْهَا. وأَبَلَتِ الإِبل بِالْمَكَانِ أُبُولًا: أَقامت؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بِهَا أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما، ... فَقَدْ مارَ فِيهَا نَسْؤُها واقْتِرارُها «2» اسْتَعَارَهُ هُنَا لِلظَّبْيَةِ، وَقِيلَ: أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. وإِبل أَوَابِلُ وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومُؤَبَّلَة: كَثِيرَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً، وَقِيلَ: هِيَ الْمُتَّخَذَةُ للقِنْية، وَفِي حَدِيثِ ضَوالِّ الإِبل: أَنها كَانَتْ فِي زَمَنِ عُمَرَ أُبَّلًا مُؤَبَّلة لَا يَمَسُّها أَحد ، قَالَ: إِذا كَانَتِ الإِبل مُهْمَلَةً قِيلَ إِبِلٌ أُبَّلٌ، فإِذا كَانَتْ للقِنْية قِيلَ إِبل مُؤَبَّلة؛ أَراد أَنها كَانَتْ لِكَثْرَتِهَا مُجْتَمِعَةً حَيْثُ لَا يُتَعَرَّض إِليها؛ وأَما قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ: عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشَّوِيِ فإِنه ذَكَّر حَمْلًا عَلَى الْقَطِيعِ أَو الْجَمْعِ أَو النَّعَمِ لأَن النَّعَمَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ أَنشد سيبوبه: أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وَقَدْ يَكُونُ أَنه أَراد الْوَاحِدَ، وَلَكِنَّ الْجَمْعَ أَولى لِقَوْلِهِ فالشَّوِيّ، والشَّوِيُّ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وإِبل أَوابِلُ: قَدْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. والإِبِلُ الأُبَّلُ: الْمُهْمَلَةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمّة: وَرَاحَتْ فِي عَوازِبَ أُبَّلِ الْجَوْهَرِيُّ: وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة، فإِن

_ (1). قوله [وإذا حركت، البيت] أورده الجوهري بلفظ: وإذا حركت رجلي أرقلت ... بي تعدو عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ (2). قوله [كلاهما] كذا بأصله، والذي في الصحاح بلفظ: كليهما.

كَانَتْ لِلقِنْية فَهِيَ إِبِل مُؤَبَّلَة. الأَصمعي: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ مَنْ قرأَها: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، بِالتَّخْفِيفِ يَعْنِي بِهِ الْبَعِيرَ لأَنه مِنْ ذَوَاتِ الأَربع يَبْرُك فيُحمل عَلَيْهِ الْحُمُولَةُ وَغَيْرُهُ مِنْ ذَوَاتِ الأَربع لَا يُحْمَل عَلَيْهِ إِلا وَهُوَ قَائِمٌ، وَمَنْ قرأَها بِالتَّثْقِيلِ قَالَ الإِبِلُ: السحابُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَاءَ لِلْمَطَرِ. وأَرض مَأْبَلَة أَي ذَاتُ إِبل. وأَبَلَتِ الإِبلُ: هَمَلَت فَهِيَ آبِلَةٌ تَتبعُ الأُبُلَ وَهِيَ الخِلْفَةُ تَنْبُت فِي الكَلإِ الْيَابِسِ بَعْدَ عَامٍ. وأَبِلَت أَبلًا وأُبولًا: كَثُرَت. وأَبَلَت تَأْبِلُ: تأَبَّدَت. وأَبَلَ يَأْبِلُ أَبْلًا: غَلَب وَامْتَنَعَ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَبَّلَ. ابْنُ الأَعرابي: الإِبَّوْلُ طَائِرٌ يَنْفَرِدُ مِنَ الرَّفّ وَهُوَ السَّطْرُ مِنَ الطَّيْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِبِّيلُ والإِبَّوْل والإِبَّالَة الْقِطْعَةُ مِنَ الطَّيْرِ وَالْخَيْلِ والإِبل؛ قَالَ: أَبَابِيل هَطْلَى مِنْ مُراحٍ ومُهْمَل وَقِيلَ: الأَبَابِيلُ جماعةٌ فِي تَفْرِقة، وَاحِدُهَا إِبِّيلٌ وإِبَّوْل، وَذَهَبَ أَبو عُبَيْدَةَ إِلى أَن الأَبَابِيل جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ بِمَنْزِلَةِ عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِبِّيل، قَالَ: وَلَمْ أَجد الْعَرَبَ تَعْرِفُ لَهُ وَاحِدًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ، وَقِيلَ إِبَّالَة وأَبَابِيل وإِبَالَة كأَنها جَمَاعَةٌ، وَقِيلَ: إِبَّوْل وأَبَابِيل مِثْلَ عِجَّوْل وعَجاجيل، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ أَحد مِنْهُمْ إِبِّيل عَلَى فِعِّيل لِوَاحِدِ أَبَابِيل، وزَعم الرُّؤَاسي أَن وَاحِدَهَا إِبَّالَة. التَّهْذِيبُ أَيضاً: وَلَوْ قِيلَ وَاحِدُ الأَبَابِيل إِيبَالَةٌ كَانَ صَوَابًا كَمَا قَالُوا دِينَارٌ وَدَنَانِيرُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ طير أَبَابِيل: جَمَاعَاتٌ مِنْ هَاهُنَا وَجَمَاعَاتٌ مِنْ هَاهُنَا، وَقِيلَ: طَيْرٌ أَبَابِيل يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا إِبِّيلًا إِبِّيلًا أَي قَطيعاً خَلْفَ قَطِيعٍ؛ قَالَ الأَخفش: يُقَالُ جَاءَتْ إِبلك أَبَابِيل أَي فِرَقاً، وَطَيْرٌ أَبَابِيل، قَالَ: وَهَذَا يَجِيءُ فِي مَعْنَى التَّكْثِيرِ وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ؛ وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: جَاءَ فُلَانٌ فِي أُبُلَّتِه وإِبَالَته أَي فِي قَبِيلَتِهِ. وأَبَّلَ الرجلَ: كأَبَّنه؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ اللِّحْيَانِيِّ: أَبَّنْت الْمَيِّتَ تَأْبِيناً وأَبَّلْته تَأْبِيلًا إِذَا أَثنيت عَلَيْهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. والأَبِيلُ: الْعَصَا: والأَبِيل والأَبِيلَةُ والإِبَالَة: الحُزْمةُ مِنَ الحَشيش وَالْحَطَبِ. التَّهْذِيبُ: والإِيبالة الْحُزْمَةُ مِنَ الْحَطَبِ. ومَثَلٌ يُضْرَبُ: ضِغْثٌ عَلَى إِيبالةٍ أَي زِيَادَةٌ عَلَى وِقْر. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: ضِغْثٌ عَلَى إِبَّالَة، غَيْرَ مَمْدُودٍ لَيْسَ فِيهَا يَاءٌ، وَكَذَلِكَ أَورده الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً أَي بَلِيَّةٌ عَلَى أُخرى كَانَتْ قَبْلَهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ إِيبَالَة لأَن الِاسْمَ إِذا كَانَ عَلَى فِعَّالة، بِالْهَاءِ، لَا يُبْدَلُ مِنْ أَحد حَرْفَيْ تَضْعِيفِهِ يَاءً مِثْلَ صِنَّارة ودِنَّامة، وإِنما يُبْدَلُ إِذا كَانَ بِلَا هَاءٍ مِثْلَ دِينَارٍ وَقِيرَاطٍ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ إِبَالَة مُخَفَّفًا، وَيَنْشُدُ لأَسماء بْنِ خَارِجَةَ: ليَ، كُلَّ يومٍ مِنْ، ذُؤَالَة ... ضِغْثٌ يَزيدُ عَلَى إِبَالَه فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً ... أَوْساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبالَه والأَبِيلُ: رَئِيسُ النَّصَارَى، وَقِيلَ: هُوَ الرَّاهِبُ، وَقِيلَ الرَّاهِبُ الرَّئِيسُ، وَقِيلَ صَاحِبُ النَّاقُوسِ، وَهُمُ الأَبِيلُون؛ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْجِنِّ «1»: أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها، ... عَلَى قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر، عَنْدَ ما

_ (1). قوله [ابن عبد الجن] كذا بالأصل، وفي شرح القاموس: عمرو بن عبد الحق

وَمَا قَدَّسَ الرُّهْبانُ، فِي كلِّ هَيْكَلٍ، ... أَبِيلَ الأَبِيلِينَ، المَسِيحَ بْنَ مَرْيَما لَقَدْ ذَاقَ مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ ... حُساماً، إِذا مَا هُزَّ بالكَفِّ صَمَّما قَوْلُهُ أَبِيل الأَبِيلِين: أَضافه إِليهم عَلَى التَّسْنِيعِ لِقَدْرِهِ، وَالتَّعْظِيمِ لِخَطَرِهِ؛ وَيُرْوَى: أَبِيلَ الأَبِيلِيين عيسى بْنَ مَرْيَمَا عَلَى النَّسَبِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَبِيلَ الأَبِيلِيين، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْخُ، وَالْجَمْعُ آبَال؛ وَهَذِهِ الأَبيات أَوردها الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ فِيهَا: عَلَى قُنَّةِ الْعُزَّى وَبِالنَّسْرِ عَندما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَلف وَاللَّامُ فِي النَّسْرِ زَائِدَتَانِ لأَنه اسْمُ عَلَمٍ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَقَدْ نَهَيْتُك عَنْ بَنَاتِ الأَوبر قَالَ: وَمَا، فِي قَوْلِهِ وَمَا قَدَّسَ، مصدريةٌ أَي وَتَسْبِيحُ الرُّهْبَانِ أَبِيلَ الأَبِيلِيين. والأَيْبُلِيُّ: الرَّاهِبُ، فإِما أَن يَكُونَ أَعجميّاً، وإِما أَن يَكُونَ قَدْ غَيَّرَتْهُ يَاءُ الإِضافة، وَإِمَّا أَن يَكُونَ مِنْ بابِ انْقَحْلٍ، وقد قال سيبوبه: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَيْعِل؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ بَيْتَ الأَعشى: وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ ... بَناهُ، وصَلَّب فِيهِ وَصارا وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، يُسَمَّى أَبِيلَ الأَبِيلِين ؛ الأَبِيل بِوَزْنِ الأَمير: الرَّاهِبُ، سُمِّيَ بِهِ لتَأَبُّلِهِ عَنِ النِّسَاءِ وَتَرْكِ غشْيانهن، وَالْفِعْلُ مِنْهُ أَبَلَ يَأْبُلُ أَبَالَة إِذا تَنَسَّك وتَرَهَّب. أَبو الْهَيْثَمِ: الأَيْبُلِيُّ والأَيْبُلُ صاحبُ النَّاقُوسِ الَّذِي يُنَقّسُ النَّصَارَى بِنَاقُوسِهِ يَدْعُوهُمْ بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ؛ وأَنشد: وَمَا صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ أَبِيلُها وَقِيلَ: هُوَ رَاهِبُ النَّصَارَى؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: إِنَّني وَاللَّهِ، فاسْمَعْ حَلِفِي ... بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ وَكَانُوا يُعَظِّمُونَ الأَبِيل فَيَحْلِفُونَ بِهِ كَمَا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ. والأَبَلَة، بِالتَّحْرِيكِ. الوَخامة والثِّقلُ مِنَ الطَّعَامِ. والأَبَلَةُ: العاهةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَبعِ الثَّمَرَةَ حَتَّى تَأْمَنَ عَلَيْهَا الأَبَلَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأُبْلَةُ بِوَزْنِ العُهْدة الْعَاهَةُ وَالْآفَةُ، رأَيت نُسْخَةً مِنْ نُسَخِ النِّهَايَةِ وَفِيهَا حَاشِيَةٌ قَالَ: قَوْلُ أَبي مُوسَى الأُبْلَة بِوَزْنِ الْعُهْدَةِ وَهْمٌ، وَصَوَابُهُ الأَبَلَة، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ، كَمَا جَاءَ فِي أَحاديث أُخر. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر: كلُّ مَالٍ أَديت زَكَاتَهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ أَبَلَتُهُ أَي ذَهَبَتْ مَضَرَّتُهُ وَشَرُّهُ، وَيُرْوَى وَبَلَته ؛ قَالَ: الأَبَلَةُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ، الثِّقَل والطَّلِبة، وَقِيلَ هُوَ مِنَ الْوَبَالِ، فإِن كَانَ مِنَ الأَول فَقَدْ قُلِبَتْ هَمْزَتُهُ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَاوًا، وإِن كَانَ مِنَ الثَّانِي فَقَدْ قُلِبَتْ وَاوُهُ فِي الرِّوَايَةِ الأُولى هَمْزَةً كَقَوْلِهِمْ أَحَدٌ وأَصله وَحَدٌ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: كُلُّ مَالٍ زُكِّيَ فَقَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُ أَبَلَتُه أَي ثِقَلُهُ ووَخامته. أَبو مَالِكٍ: إِن ذَلِكَ الأَمر مَا عَلَيْكَ فِيهِ أَبَلَةٌ وَلَا أَبْهٌ أَي لَا عَيْبَ عَلَيْكَ فِيهِ. وَيُقَالُ: إِن فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ خَرَجْتَ مِنْ أَبَلَته أَي مِنْ تَبِعته وَمَذَمَّتِهِ. ابْنُ بَزْرَجٍ: مَا لِي إِليك أَبِلَة أَي حَاجَةٌ، بِوَزْنِ عَبِلة، بِكَسْرِ الْبَاءِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ

فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وابِلًا، وَهُوَ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ الْقَطْرِ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ مِثْلَ أَكد وَوَكَدَ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: فأَلف اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ فَوَبَلَتْنا ، جَاءَ بِهِ عَلَى الأَصل. والإِبْلة: الْعَدَاوَةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والأَبَلَةُ الحِقْد؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد مِنْ أَبَلاتها، ... فثَنَّتْ لَهَا قَحْطانُ حِقْداً عَلَى حِقْد قَالَ: وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَبَلاتُها طَلِباتُها. والأُبُلَّةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: تَمْرٌ يُرَضُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ وَيُحْلَبُ عَلَيْهِ لَبَنٌ، وَقِيلَ: هِيَ الفِدْرة مِنَ التَّمْرِ؛ قَالَ: فَيأْكُلُ مَا رُضَّ مِنْ زَادِنَا، ... ويَأْبى الأُبُلَّةَ لَمْ تُرْضَضِ لَهُ ظَبْيَةٌ وَلَهُ عُكَّةٌ، ... إِذا أَنْفَضَ الناسُ لَمْ يُنْفِضِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والأُبُلَّة الأَخضر مِنْ حَمْل الأَراك، فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ. وَيُقَالُ: الآبِلَة عَلَى فَاعِلَةٍ. والأُبُلَّة: مَكَانٌ بِالْبَصْرَةِ، وَهِيَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ، الْبَلَدُ الْمَعْرُوفُ قُرْبَ الْبَصْرَةِ مِنْ جَانِبِهَا الْبَحْرِيِّ، قِيلَ: هُوَ اسمٌ نَبَطِيّ. الْجَوْهَرِيُّ: الأُبُلَّة مَدِينَةٌ إِلى جَنْبِ الْبَصْرَةِ. وأُبْلَى: مَوْضِعٌ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ بِوَزْنِ حُبْلَى مَوْضِعٌ بأَرض بَنِي سُليم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ بَعَثَ إِليه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَالَ زُنَيم بْنُ حَرَجة فِي دُرَيْدٍ: فَسائِلْ بَني دُهْمانَ: أَيُّ سَحابةٍ ... عَلاهُم بأُبْلَى ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنشده أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ السويّ السَّرَّاجُ: سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ دونَه، ... وأَعلامُ أُبْلَى كلُّها فالأَصالقُ وَيُرْوَى: وأَعْلام أُبْل. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مَشْهُورَةٌ، وأَنشد: دَعَا لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قَدْ وَرَدْنَه ... برِحلَة أُبْلِيٍّ، وإِن كَانَ نَائِيَا وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ آبِل، وَهُوَ بِالْمَدِّ وَكَسْرِ الْبَاءِ، مَوْضِعٌ لَهُ ذِكْرٌ فِي جَيْشِ أُسامة يُقَالُ لَهُ آبِل الزَّيْتِ. وأُبَيْلَى: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَالَتْ أُبَيْلَى لِي: وَلَمْ أَسُبَّه، ... مَا السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّه أبهل: عَبْهَلَ الإِبلَ مِثْلَ أَبْهَلَهَا، وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الهمزة. أتل: الْفَرَّاءُ: أَتَلَ الرجلُ يَأْتِلُ أُتُولًا، وَفِي الصِّحَاحِ: أَتْلًا، وأَتَنَ يَأْتِنُ أُتُوناً إِذا قَارَبَ الخَطْوَ فِي غَضَبٍ؛ وأَنشد لثَرْوانَ العُكْلي: أَرانِيَ لَا آتِيكَ إِلا كأَنَّما ... أَسَأْتُ، وإِلا أَنت غَضْبانُ تَأْتِلُ أَردتَ لِكَيْما لَا تَرَى لِيَ عَثْرَةً، ... ومَنْ ذَا الَّذِي يُعْطَى الكَمال فيَكْمُلُ؟ وَقَالَ فِي مَصْدَرِهِ: الأَتَلان والأَتَنان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي مَاضِيهِ: وَقَدْ مَلأْتُ بطنَه حَتَّى أَتَل ... غَيْظاً، فأَمْسَى ضِغْنُه قَدِ اعْتَدَل

وَفِي تَرْجَمَةِ كرفأَ: كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبِيرِ، ... تَأْتي السَّحَابُ وتَأْتالَها تَأْتالُ: تُصْلِحُ، وأَصله تَأْتَوِل وَنَصَبَهُ بإِضمار أَن. أثل: أَثْلَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصله؛ قَالَ الأَعشى: أَلَسْتَ مُنْتَهياً عَنْ نَحْتِ أَثْلَتِنا؛ ... ولَسْتَ ضائِرَها، مَا أَطَّتِ الإِبلُ يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْحَتُ [يَنْحِتُ] أَثْلَتَنا إِذا قَالَ فِي حَسَبه قَبِيحًا. وأَثَلَ يَأْثِل أُثُولًا وتَأَثَّلَ: تأَصَّل. وأَثَّلَ مالَه: أَصَّله. وتَأَثَّلَ مَالًا: اكْتَسَبَهُ وَاتَّخَذَهُ وثَمَّره. وأَثَّلَ اللهُ مالَه: زَكَّاهُ. وأَثَّلَ مُلْكَه: عَظَّمه. وتَأَثَّلَ هُوَ: عَظُم. وكلُّ شَيْءٍ قَدِيمٍ مُؤَصَّلٍ: أَثِيلٌ ومُؤَثَّلٌ ومُتَأَثِّل، وَمَالٌ مُؤَثَّل. والتَّأَثُّلُ: اتِّخَاذُ أَصل مَالٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ فِي وَصِيِّ الْيَتِيمِ: إِنه يأْكل مِنْ مَالِهِ غَيْرَ مُتَأَثِّل مَالًا ؛ قَالَ: المُتَأَثِّلُ الْجَامِعُ، فَقَوْلُهُ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ أَي غَيْرَ جَامِعٍ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلِمَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُل ويُؤْكِلَ صَديقاً غيرَ مُتَأَثِّلٍ مَالًا ، يُقَالُ: مَالٌ مُؤَثَّل ومَجْدٌ مُؤَثَّل أَي مَجْمُوعٌ ذُو أَصل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ مَالٌ أَثِيلٌ؛ وأَنشد لِسَاعِدَةَ: وَلَا مَالَ أَثِيلٌ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ أَصل قَدِيمٌ أَو جُمِعَ حَتَّى يَصِيرَ لَهُ أَصل، فَهُوَ مُؤَثَّل؛ قَالَ لَبِيدٌ: لِلَّهِ نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضل، ... وَلَهُ العُلى وأَثِيثُ كُلِّ مُؤَثَّل ابْنُ الأَعرابي: المُؤَثَّل الدَّائِمُ. وأَثَّلْتُ الشيءَ: أَدَمْتُه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مُؤَثَّل مُهَيَّأٌ لَهُ. وَيُقَالُ: أَثَّلَ اللهُ مُلْكاً آثِلًا أَي ثَبَّته؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَثَّل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما وَقَالَ أَيضاً: رِبابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلا أَي مُلْكًا ذَا أَثْلَةٍ. والتَّأْثِيل: التأْصيل. وتَأْثِيل الْمَجْدِ: بِنَاؤُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ: إِنه لأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُه. والأَثَال، بِالْفَتْحِ: الْمَجْدُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَمَجْدٌ مُؤَثَّل: قَدِيمٌ، مِنْهُ، وَمَجْدٌ أَثِيل أَيضاً؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ولكِنَّما أَسْعى لمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ، ... وَقَدْ يُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالي والأَثْلَةُ والأَثَلَةُ: مَتَاعُ الْبَيْتِ وبِزَّتُه. وتَأَثَّلَ فُلَانٌ بَعْدَ حَاجَةٍ أَي اتَّخَذَ أَثْلَةً، والأَثْلة: المِيرةُ. وأَثَّلَ أَهْلَه: كَسَاهُمْ أَفضل الكُسوة، وَقِيلَ: أَثَّلَهم كَسَاهُمْ وأَحسن إِليهم. وأَثَّلَ: كَثُرَ مالُه؛ قَالَ طُفَيْلٌ: فَأَثَّلَ واسْتَرْخَى بِهِ الخَطْبُ بعد ما ... أَسافَ، وَلَوْلَا سَعْيُنا لَمْ يُؤَثِّل وَرِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ: فأَبّل وَلَمْ يُؤَبِّل. وَيُقَالُ: هُمْ يَتَأَثَّلُون الناسَ أَي يأْخذون مِنْهُمْ أَثالًا، والأَثَال الْمَالُ. وَيُقَالُ: تَأَثَّلَ فُلَانٌ بِئْرًا إِذا احْتَفَرَهَا لِنَفْسِهِ. الْمُحْكَمُ: وتَأَثَّلَ الْبِئْرَ حَفَرها؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ قَوْمًا حَفَرُوا بِئْرًا، وَشَبَّهَ الْقَبْرَ بِالْبِئْرِ: وَقَدْ أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَأَثَّلو ا ... قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد

أَراد أَنهم حَفَرُوا لَهُ قَبْرًا يُدْفَن فِيهِ فَسَمَّاهُ قَلِيبًا عَلَى التَّشْبِيهِ، وَقِيلَ: فتأَثّلوا قَلِيبًا أَي هَيَّأُوه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَليَّ القَضاء، ... فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعمالَها فَسَّره فَقَالَ: تُؤَثِّلُ أَي تُلْزِمني، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. والأَثْلُ: شَجَرٌ يُشْبِهُ الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم مِنْهُ وأَكرم وأَجود عُوداً تسوَّى بِهِ الأَقداح الصُّفْر الْجِيَادُ، وَمِنْهُ اتُّخِذ مِنبر سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الطَّرْفاء. والأَثْل: أُصول غَلِيظَةٌ يُسَوَّى مِنْهَا الأَبواب وَغَيْرُهَا وَوَرَقُهُ عَبْلٌ كَوَرَقِ الطَّرْفَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مِنْ أَثْل الْغَابَةِ ، وَالْغَابَةُ غَيْضة ذَاتُ شَجَرٍ كَثِيرٍ وَهِيَ عَلَى تِسْعَةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ مِنَ الْعِضَاهِ الأَثْل وَهُوَ طُوَال فِي السَّمَاءِ مُسْتَطِيلُ الْخَشَبِ وَخَشَبُهُ جَيِّدٌ يُحْمَلُ مِنَ الْقُرَى فَتُبْنَى عَلَيْهِ بُيُوتُ الْمَدَرِ، وورقُه هَدَبٌ طُوَال دُقَاق وَلَيْسَ لَهُ شَوْكٌ، وَمِنْهُ تُصنع القِصَاع والجِفَان، وَلَهُ ثَمَرَةٌ حَمْرَاءُ كأَنها أُبْنَة، يَعْنِي عُقْدة الرِّشاء، وَاحِدَتُهُ أَثْلَة وَجَمْعُهُ أُثُول كتَمْر وتُمور؛ قَالَ طُرَيح: مَا مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه، ... يَرْمي الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَها وَجَمْعُهُ أَثَلات. وَفِي كَلَامِ بَيْهَسٍ الْمُلَقَّبِ بنَعامةَ: لكِنْ بالأَثَلات لَحْمٌ لَا يُظَلَّل؛ يَعْنِي لَحْمَ إِخوته القَتْلى؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَصل أَثْلَة؛ قَالَ: ولسُمُوّ الأَثلة وَاسْتِوَائِهَا وَحُسْنِ اعْتِدَالِهَا شَبَّهَ الشُّعَرَاءُ المرأَة إِذا تَمَّ قَوامها وَاسْتَوَى خَلْقها بِهَا؛ قَالَ كُثَيِّر: وإِنْ هِيَ قَامَتْ، فَمَا أَثْلَةٌ ... بعَلْيا تُناوحُ رِيحاً أَصيلا، بأَحْسَنَ مِنْهَا، وإِن أَدْبَرَتْ ... فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِيلا الأَرْخُ والإِرْخُ: الفَتيُّ مِنَ البَقَر. والأُثَيْل: مَنْبِتُ الأَراك. وأُثَيْل، مصغَّر: مَوْضِعٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ وَبِهِ عَيْنُ مَاءٍ لِآلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وأُثَال، بِالضَّمِّ: اسْمُ جَبَلٍ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ أُثَالًا. وأُثَالَة: اسْمٌ. وأَثْلَة والأَثِيل: مَوْضِعَانِ؛ وَكَذَلِكَ الأُثَيْلة. وأُثَال: بالقَصِيم مِنْ بِلَادِ بَنِي أَسد؛ قَالَ: قاظَتْ أُثَالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ ... بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَع وَذُو المَأْثُول: وادٍ، قَالَ كُثَيِّر عَزَّة: فَلَمَّا أَنْ رأَيْتُ العِيسَ صَبَّتْ، ... بِذِي المَأْثُولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالي أثجل: العَثْجَلُ والعُثَاجِل: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ مِثْلُ الأَثْجَل. أثكل: فِي تَرْجَمَةِ عُثْكُلَ: العُثْكُول والعِثْكال الشِّمْراخ، وما هو عَلَيْهِ البُسْر مِنْ عِيدان الكِبَاسة وَهُوَ فِي النَّخْلِ بِمَنْزِلَةِ العُنقود مِنَ الكَرْم؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: لَوْ أَبْصَرَتْ سُعْدَى بِهَا، كَنَائِلي، ... طَوِيلَةَ الأَقْناءِ والأَثَاكِلِ أَرَادَ العَثَاكل فَقَلَبَ الْعَيْنَ هَمْزَةً، وَيُقَالُ إِثْكَال وأُثْكُول. وَفِي حَدِيثِ الْحَدِّ: فَجُلِد بأُثْكُول ، وَفِي رِوَايَةٍ: بإِثْكَال ، هُمَا لُغَةٌ فِي العُثْكُول

والعِثْكال، وَهُوَ عِذْق النَّخْلَةِ بِمَا فِيهِ مِنَ الشَّمَارِيخِ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ العين وليست زائدة، والجوهري جَعَلَهَا زَائِدَةً وَجَاءَ بِهِ فِي فَصْلِ الثَّاءِ مِنْ حَرْفِ اللَّامِ، وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً هناك. أجل: الأَجَلُ: غايةُ الْوَقْتِ فِي الْمَوْتِ وحُلول الدَّين ونحوِه. والأَجَلُ: مُدَّةُ الشَّيْءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ ؛ أَي حَتَّى تَقْضِيَ عِدَّتَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى ؛ أَي لَكَانَ الْقَتْلُ الَّذِي نَالَهُمْ لَازِمًا لَهُمْ أَبداً وَكَانَ الْعَذَابُ دَائِمًا بِهِمْ، وَيُعْنَى بالأَجَل الْمُسَمَّى الْقِيَامَةُ لأَن اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَهُمْ بِالْعَذَابِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، وَالْجَمْعُ آجَال. والتَّأْجِيل: تَحْدِيدُ الأَجَلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: كِتاباً مُؤَجَّلًا . وأَجِلَ الشيءُ يَأْجَلُ، فَهُوَ آجِل وأَجِيل: تأَخر، وَهُوَ نَقِيضُ الْعَاجِلِ. والأَجِيل: المُؤَجَّل إِلى وَقْتٍ؛ وأَنشد: وغايَةُ الأَجِيلِ مَهْواةُ الرَّدَى والآجِلَة: الْآخِرَةُ، وَالْعَاجِلَةُ: الدُّنْيَا، والآجِل والآجِلَة: ضِدُّ الْعَاجِلِ وَالْعَاجِلَةِ. وَفِي حَدِيثِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ يَتَعَجَّلونه وَلَا يَتَأَجَّلُونه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: يتعجَّله وَلَا يَتَأَجَّله ؛ التَأَجُّل تَفَعُّلٌ مِنَ الأَجَل، وَهُوَ الْوَقْتُ الْمَضْرُوبُ الْمَحْدُودُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَي أَنهم يَتَعَجَّلُونَ الْعَمَلَ بِالْقُرْآنِ وَلَا يُؤَخِّرُونَهُ. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: كُنَّا بِالسَّاحِلِ مُرَابِطِينَ فَتَأَجَّل مُتَأَجِّل مِنَّا أَي استأْذن فِي الرُّجُوعِ إِلى أَهله وَطَلَبَ أَن يُضْرَبَ لَهُ فِي ذَلِكَ أَجل، واسْتَأْجَلْتُه فأَجَّلَنِي إِلى مُدَّةٍ. والإِجْلُ، بِالْكَسْرِ: الْقَطِيعُ مِنْ بَقْرِ الْوَحْشِ، وَالْجَمْعُ آجَال. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: فِي يَوْمٍ مَطير تَرْمَضُ فِيهِ الآجَال ؛ هِيَ جَمْعُ إِجْل، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ، وَهُوَ الْقَطِيعُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ وَالظِّبَاءِ، وتأَجَّلَت الْبَهَائِمُ أَي صَارَتْ آجَالًا؛ قَالَ لَبِيدٌ: والعِينُ ساكنةٌ، عَلَى أَطْلائِها، ... عُوذاً، تَأَجَّلُ بالفَضاءِ بِهامها وتَأَجَّلَ الصُّوارُ [الصِّوارُ]: صَارَ إِجْلًا. والإِجَّلُ: لُغَةٌ فِي الإِيَّل وَهُوَ الذَّكَرُ مِنَ الأَوعال، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ كَوَزْنٍ، وَالْجِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ كَقَوْلِهِمْ فِي بَرْنِيٍّ بَرْنِجّ؛ قَالَ أَبو عَمْرِو ابن الْعَلَاءِ: بَعْضُ الأَعراب يَجْعَلُ الْيَاءَ المشدَّدة جِيمًا وإِن كَانَتْ أَيضاً غَيْرَ طَرَفٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي النَّجْمِ: كأَنَّ فِي أَذْنابِهِنَّ الشُّوَّلِ، ... مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ، قُرونَ الإِجَّلِ قَالَ: يُرِيدُ الإِيَّل، وَيُرْوَى قُرُونُ الإِيَّل، وَهُوَ الأَصل. وتَأَجَّلُوا عَلَى الشَّيْءِ: تَجَمَّعوا. والإِجْل: وَجَع فِي العُنُق، وَقَدْ أَجَلَه مِنْهُ يَأْجِلُه؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ، وأَجَّلَه وآجَلَهُ عَنْ غَيْرِهِ، كُلُّ ذَلِكَ: دَاوَاهُ فأَجَلَه، كحَمأَ البئرَ نزعَ حَمْأَتها، وأَجَّلَه كقَذَّى العَينَ نَزَعَ قَذاها، وآجَلَهُ كَعَاجَلَهُ، وَقَدْ أَجِلَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، أَي نَامَ عَلَى عُنُقِهِ فَاشْتَكَاهَا. والتَّأْجِيلُ: الْمُدَاوَاةُ، مِنْهُ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الجَرَّاح: بِي إِجْل فأَجِّلُونِي أَي دَاوُونِي مِنْهُ كَمَا يُقَالُ طَنَّيْته مِنَ الطَّنى ومَرَّضْتُه. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الإِجْل والإِدْل وَهُوَ وجَع الْعُنُقِ مِنْ تَعادِي الوِساد؛ الأَصمعي: هُوَ البَدَل أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ الْمُنَاجَاةِ: أَجْلَ أَن يُحْزِنَه أَي مِنْ أَجله ولأَجله، وَالْكُلُّ لُغَاتٌ وَتُفْتَحُ هَمْزَتُهَا وَتُكْسَرُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَن

يأْكل مَعَكَ. والأَجْلُ: الضِّيقُ. وأَجَلُوا مالَهم: حَبَسُوهُ عَنِ المَرعى. وأَجَلْ، بِفَتْحَتَيْنِ: بِمَعْنَى نَعَمْ، وَقَوْلُهُمْ أَجَلْ إِنما هُوَ جَوَابٌ مِثْلُ نعَمْ؛ قَالَ الأَخفش: إِلا أَنه أَحسن مِنْ نَعَمْ فِي التَّصْدِيقِ، وَنَعَمْ أَحسن مِنْهُ فِي الِاسْتِفْهَامِ، فإِذا قَالَ أَنت سَوْفَ تَذْهَبُ قُلْتُ أَجَلْ، وَكَانَ أَحسن مِنْ نَعَمْ، وإذا قَالَ أَتذهب قُلْتُ نعَم، وَكَانَ أَحسن مِنْ أَجَلْ. وأَجَلْ: تَصْدِيقٌ لِخَبَرٍ يُخْبِرُكَ بِهِ صَاحِبُكَ فَيَقُولُ فَعَلَ ذَلِكَ فَتَصْدُقُهُ بِقَوْلِكَ لَهُ أَجَلْ، وأَما نعَمْ فَهُوَ جَوَابُ الْمُسْتَفْهِمِ بِكَلَامٍ لَا جَحْد فِيهِ، تَقُولُ لَهُ: هَلْ صَلَّيْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَهُوَ جَوَابُ الْمُسْتَفْهِمِ. والمَأْجَلُ، بِفَتْحِ الْجِيمِ: مُسْتنقَع الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ المَآجِل. ابْنُ سِيدَهْ: والمَأْجَل شِبْهُ حَوْضٍ وَاسِعٍ يُؤَجَّلُ أَي يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ إِذا كَانَ قَلِيلًا ثُمَّ يُفَجَّر إِلَى المَشارات والمَزْرَعة وَالْآبَارِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ طَرَحَهُ. وأَجَّلَه فِيهِ: جَمَعَهُ، وتَأَجَّلَ فِيهِ: تَجَمَّع. والأَجِيل: الشَّرَبَةُ وَهُوَ الطِّينُ يُجْمع حَوْلَ النَّخْلَةِ؛ أَزْديَّة، وَقِيلَ: المَآجِل الجِبَأَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا مِيَاهُ الأَمطار مِنَ الدُّورِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَبَعْضُهُمْ لَا يَهْمِزُ المأْجل وَيَكْسِرُ الْجِيمَ فَيَقُولُ المَاجِل وَيَجْعَلُهُ مِنَ المَجْل، وَهُوَ الْمَاءُ يَجْتَمِعُ مِنَ النَّفْطة تَمْتَلِئُ مَاءً مِنْ عَمَل أَو حَرَق. وَقَدْ تَأَجَّلَ الْمَاءُ، فَهُوَ مُتَأَجِّل: يَعْنِي اسْتَنْقَع فِي مَوْضِعٍ. وَمَاءٌ أَجِيل أَي مُجْتَمِعٌ. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِكَ وإِجْلِكَ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ ، الأَلف مَقْطُوعَةٌ، أَي مِنْ جَرَّا ذَلِكَ؛ قَالَ: وَرُبَّمَا حَذَفَتِ الْعَرَبُ مِنْ فَقَالَتْ فَعَلْتُ ذَلِكَ أَجْلَ [إِجْلَ] كَذَا، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ قُرِئَ مِنْ إِجْل ذَلِكَ ، وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ فَعَلْتُهُ مِنْ أَجْلاك وإِجْلاك أَي مِنْ جَرَّاك، ويُعَدَّى بِغَيْرٍ مِنْ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَجْلَ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ، ... فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بإِزار وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: إِجْلَ أَن اللَّهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ. قَالَ الأَزهري: والأَصل فِي قَوْلِهِمْ فعلتُه مِنْ أَجْلِكَ أَجَلَ عَلَيْهِمْ أَجْلًا أَي جَنى عَلَيْهِمْ وجَرَّ. والتَّأَجُّلُ: الإِقبال والإِدبار، قَالَ: عَهْدي بِهِ قَدْ كُسْيَ ثُمَّتَ لَمْ يَزَلْ، ... بِدَارِ يَزيدَ، طاعِماً يَتَأَجَّلُ «2» والأَجْل: مَصْدَرٌ. وأَجَلَ عَلَيْهِمْ شَرّاً يَأْجُلُه ويَأْجِلُهُ أَجْلًا: جَناه وهَيَّجه؛ قَالَ خَوَّات بْنُ جُبَير: وأَهلِ خِباءٍ صالحٍ كُنتُ بَيْنَهُمْ، ... قَدِ احْتَرَبوا فِي عَاجِلٍ أَنا آجِلُه «3» أَي أَنا جَانِيَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ هُوَ للخِنَّوْتِ؛ قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُهُ أَنا فِي شِعْرِ زُهَيْرٍ فِي القصيد الَّتِي أَولها: صَحا القلبُ عَنْ لَيْلى وأَقْصَرَ باطلُه قَالَ: وَلَيْسَ فِي رِوَايَةِ الأَصمعي؛ وَقَوْلُهُ وأَهل مَخْفُوضٌ بِوَاوِ رُبَّ؛ عَنِ ابْنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ وَجَدْتُهُ فِي شِعْرِ زُهَيْرٍ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ تَوْبة بْنِ مُضَرِّس العَبْسي: فإِن تَكُ أُمُّ ابْنَيْ زُمَيْلَةَ أُثْكِلَتْ، ... فَيا رُبَّ أُخْرَى قَدْ أَجَلْتُ لها ثُكْلا

_ (2). قوله [عهدي، البيت] هو من الطويل دخله الخرم وسكنت سين كسي للوزن (3). قوله [كنت بينهم] الذي في الصحاح: ذات بينهم

أَي جَلَبْت لها تُكْلًا وهَيَّجْته؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ أَيضاً لِتَوْبَةَ: وأَهلِ خِباءٍ آمِنِينَ فَجَعْتُهم ... بشَيْء عَزيرٍ عاجلٍ، أَنا آجِلُه وأَقْبَلْتُ أَسْعى أَسأَل القَوْمَ مَا لَهم، ... سُؤَالَك بِالشَّيْءِ الَّذِي أَنت جاهلُه قَالَ: وَقَالَ أُطَيْط: وهَمٍّ تَعَنَّاني، وأَنت أَجَلْتَه، ... فعَنَّى النَّدَامَى والغَرِيرِيَّةَ الصُّهْبا أَبو زَيْدٍ: أَجَلْتُ عَلَيْهِمْ آجُلُ وآجِلُ أَجْلًا أَي جَرَرْت جَريرة. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ جَلَبْت عَلَيْهِمْ وجَرَرْت وأَجَلْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي جَنَيت. وأَجَل لأَهله يَأْجُلُ ويَأْجِلُ: كَسَب وجمَع وَاحْتَالَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَجَلَى، عَلَى فَعَلى: مَوْضِعٌ وَهُوَ مَرْعًى لَهُمْ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَلَّتْ سُلَيْمى ساحةَ القَلِيب ... بأَجَلَى، مَحَلَّةَ الغَرِيب «1». أدل: الإِدْلُ: وَجَعٌ يأْخذ فِي الْعُنُقِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَجَعُ العُنُق مِنْ تَعَادي الْوِسَادَةِ مِثْلُ الإِجْل. والإِدْل: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ المُتَكَبِّد الشَّدِيدُ الْحُمُوضَةِ، زَادَ فِي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَلبان الإِبل، الطَّائِفَةُ مِنْهُ إدْلَة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي حَبِيبٍ الشَّيْبَانِيِّ: مَتَى يَأْتهِ ضَيْفٌ، فَلَيْسَ بِذَائِقٍ ... لَمَاجاً، سِوَى المَسْحوطِ واللَّبَنِ الإِدْل وأَدَلَه يَأْدِلُهُ: مَخَضَه وحَرَّكه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذَا مَا مَشَى وَرْدَانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه، ... كَمَا اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لقَرْعاءَ يُؤْدَلُ الأَصمعي: يُقَالُ جَاءَنَا بإِدْلَة مَا تُطاق حَمَضاً أَي مِنْ حُموضتها. وَبَابٌ مَأْدُولٌ أَي مُغْلَق. وَيُقَالُ: أَدَلْتُ البابَ أَدْلًا أَغلقته؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمَّا رأَيت أَخِي الطاحِيَ مُرْتَهَناً، ... فِي بَيْتِ سِجنٍ، عليه البابُ مَأْدُول أرل: أُرُلٌ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: وَهَبَّتِ الريحُ، مِنْ تِلقاءِ ذِي أُرُلٍ، ... تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ مِنْ صُرَّادِها صِرَما قَالَ ابن بري: الصِّرَمُ هاهنا جَماعةُ السَّحاب. أردخل: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: قِيلَ لَهُ مَنِ انْتَخَبَ هَذِهِ الأَحاديث؟ قَالَ: انْتَخَبَهَا رَجُلٌ إِرْدَخْلٌ؛ الإِرْدَخْلُ: الضَّخْم، يُرِيدُ أَنه فِي الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ ضَخْم كَبِيرٌ. والإِرْدَخْلُ: التَّارُّ السَّمِينُ. أزل: الأَزْلُ: الضَّيِّقُ وَالشِّدَّةُ. والأَزْلُ: الْحَبْسُ. وأَزَلَه يَأْزِلُه أَزْلًا: حَبَسَهُ. والأَزْلُ: شِدَّةُ الزَّمَانِ. يُقَالُ: هُمْ فِي أَزْلٍ مِنَ الْعَيْشِ وأَزْلٍ مِنَ السَّنَة. وآزَلَتِ السَّنَةُ: اشْتَدَّتْ؛ وَمِنْهُ الحديثُ قولُ طَهْفةَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصابتنا سَنَة حَمْرَاءُ مُؤْزِلَة أَي آتِيَةٌ بالأَزْل، وَيُرْوَى مُؤَزِّلَة ، بِالتَّشْدِيدِ عَلَى التَّكْثِيرِ. وأَصبح الْقَوْمُ آزِلِينَ أَي فِي شِدَّةٍ؛ وقال الكميت:

_ (1). قوله [ساحة القليب] كذا بالأصل، وفي الصحاح: جانب الجريب

رَأَيْتُ الكِرامَ به واثقِين ... أَن لَا يُعيمُوا، وَلَا يُؤْزِلُوا وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وَليَأْزِلَنَّ وتَبْكُؤَنَّ لِقاحُه، ... ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّه بسَمَار أَي لَيُصيبَنَّه الأَزْلُ وَهُوَ الشِّدَّةُ. وأَزَلَ الفَرَسَ: قَصَّرَ حَبْلَه وَهُوَ مِنَ الْحَبْسِ. وأَزَلَ الرجلُ يَأْزِلُ أَزْلًا أَي صَارَ فِي ضِيقٍ وجَدْب. وأَزَلْتُ الرجلَ أَزْلًا: ضَيَّقْت عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْلِكم وقُنوطكم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ مِنْ أَلِّكم ، وَسَنَذْكُرُهُ في موضعه؛ الأَزْل: الشِّدَّةُ وَالضِّيقُ كأَنه أَراد مِنْ شِدَّةِ يأْسكم وَقُنُوطِكُمْ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَنه يَحْصُر الناسَ فِي بَيْتِ المَقْدِس فيُؤزَلُون أَزْلًا أَي يُقْحَطون ويُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَبَلَاءٍ. وأَزَلْت الْفَرَسَ إِذَا قَصَّرْتَ حَبْله ثُمَّ سَيَّبْتَه وَتَرَكْتَهُ فِي الرِّعي؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: لَمْ يَرْعَ مَأْزُولًا ولَمَّا يُعْقَلِ وأَزَلُوا مالَهم يَأْزِلُونَهُ أَزْلًا: حَبَسُوهُ عَنِ المَرْعَى مِنْ ضِيقٍ وَشِدَّةٍ وَخَوْفٍ؛ وَقَوْلُ الأَعشَى: ولَبونِ مِعْزَابٍ حَوَيْتُ فأَصْبَحَتْ ... نُهْبَى، وآزِلَةٍ قَضَبْتُ عِقَالَها الآزِلَة: الْمَحْبُوسَةُ الَّتِي لَا تَسْرَح وَهِيَ مَعْقُولَةٌ لِخَوْفِ صَاحِبِهَا عَلَيْهَا مِنَ الْغَارَةِ، أَخَذْتها فَقَضَبْتُ عِقالَها. وآزَلُوا: حَبَسُوا أَموالهم عَنْ تَضْيِيقٍ وَشِدَّةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمَأْزِل: المَضِيق مِثْلُ المَأْزِق؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا دَنَتْ مِنْ عَضُدٍ لَمْ تَزْحل ... عَنْهُ، وإِنْ كَانَ بضَنْكٍ مَأْزِلِ قَالَ الْفَرَّاءُ يُقَالُ تَأَزَّلَ صَدْرِي وتَأَزَّق أَي ضَاقَ. والأَزْل: ضِيقُ الْعَيْشِ؛ قَالَ: وإِنْ أَفسَد المالَ المجَاعاتُ والأَزْلُ وأَزْلٌ آزِلٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ: إِبْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا، ... عَنِ المُصَلِّينَ، وأَزْلًا آزِلا والمَأْزِل: مَوْضِعُ الْقِتَالِ إِذا ضَاقَ، وَكَذَلِكَ مَأْزِلُ الْعَيْشِ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِزْل: الدَّاهِيَةُ. والإِزْل: الكَذِب، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَارَةَ: يَقُولُونَ: إِزْلٌ حُبُّ لَيْلى وَوُدُّها، ... وَقَدْ كَذَبوا، مَا فِي مَوَدَّتِها إِزْلُ والأَزَل، بِالتَّحْرِيكِ: القِدَم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ هَذَا شَيْءٌ أَزَلِيٌّ أَي قَدِيمٌ، وَذَكَرَ بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ أَن أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ قَوْلُهُمْ لِلْقَدِيمِ لَمْ يَزَل، ثُمَّ نُسِب إِلى هَذَا فَلَمْ يَسْتَقِمْ إِلا بِالِاخْتِصَارِ فَقَالُوا يَزَليٌّ ثُمَّ أُبدلت الْيَاءُ أَلفاً لأَنها أَخف فَقَالُوا أَزَلِيٌّ، كَمَا قَالُوا فِي الرُّمْحِ الْمَنْسُوبِ إِلَى ذِي يَزَنَ: أَزَنيٌّ، وَنَصْلٌ أَثْرَبيٌّ. أسل: الأَسَل: نَبَاتٌ لَهُ أَغصان كَثِيرَةٌ دِقَاق بِلَا وَرَقٍ، وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: الأَسَل مِنَ الأَغْلاث وَهُوَ يَخْرُجُ قُضْباناً دِقَاقاً لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ وَلَا شَوْكٌ إِلا أَن أَطرافها مُحدَّدة، وَلَيْسَ لَهَا شُعَب وَلَا خَشَب، ومَنْبِته الْمَاءُ الرَّاكِدُ وَلَا يَكَادُ يَنْبُتُ إِلا فِي مَوْضِعِ مَاءٍ أَو قريبٍ مِنْ مَاءٍ، وَاحِدَتُهُ أَسَلَة، تُتخذ مِنْهُ الغَرابيل

بِالْعِرَاقِ، وإِنما سُمِّي القَنَا أَسَلًا تَشْبِيهًا بِطُولِهِ وَاسْتِوَائِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَعدُو المَنايا على أُسامةَ في الخِيس، ... عَلَيْهِ الطَّرْفاءُ والأَسَلُ والأَسَل: الرِّماح عَلَى التَّشْبِيهِ بِهِ فِي اعْتِدَالِهِ وَطُولِهِ وَاسْتِوَائِهِ وَدِقَّةِ أَطرافه، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. والأَسَل: النَّبْل. والأَسَلَة: شَوْكَةُ النخل، وجمعها أَسَل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَسَل عِيدانٌ تَنْبُتُ طِوَالًا دِقَاقاً مُسْتَوِيَةً لَا وَرَقَ لَهَا يُعْمَل مِنْهَا الحُصُر. والأَسَل: شَجَرٌ. وَيُقَالُ: كُلُّ شَجَرٍ لَهُ شَوْكٌ طَوِيلٌ فَهُوَ أَسَل، وَتُسَمَّى الرِّمَاحُ أَسَلًا. وأَسَلَة اللِّسَانِ: طَرَف شَبَاته إِلى مُسْتَدَقّه، وَمِنْهُ قِيلَ لِلصَّادِّ وَالزَّايِ وَالسِّينِ أَسَلِيَّة، لأَن مبدأَها مِنْ أَسَلَة اللِّسَانِ، وَهُوَ مُسْتَدَقُّ طَرَفِهِ، والأَسَلَة: مُسْتَدَقّ اللِّسَانِ وَالذِّرَاعِ. وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ: لَمْ تَجِفَّ لطُول الْمُنَاجَاةِ أَسَلاتُ أَلسنتهم ؛ هي جَمْعُ أَسَلَة وَهِيَ طَرَف اللِّسَانِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: إِن قُطِعَت الأَسَلَة فبَيَّن بَعْضَ الْحُرُوفِ وَلَمْ يُبَيِّن بَعْضًا يُحْسَب بِالْحُرُوفِ أَي تُقسم دِيَةُ اللِّسَانِ عَلَى قَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ حُرُوفِ كَلَامِهِ الَّتِي يَنْطِقُ بِهَا فِي لُغَته، فَمَا نَطَق بِهِ فَلَا يَسْتَحِقُّ دِيَتَهُ، وَمَا لَمْ يَنْطِقْ بِهِ اسْتَحَقَّ دِيَتَهُ. وأَسَلَة الْبَعِيرِ: طَرَف قَضيبه. وأَسَلَة الذِّرَاعِ: مُسْتَدَقّ السَّاعِدِ مِمَّا يَلِي الْكَفِّ. وكَفٌّ أَسِيلَة الأَصابع: وَهِيَ اللَّطِيفَةُ السَّبْطة الأَصابع. وأَسَّلَ الثَّرى: بَلَغ الأَسَلة. وأَسَلة النَّصْل: مُسْتَدَقُّه. والمُؤَسَّل: المُحَدَّد مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ قَالَ: لَا قَوَد إِلا بالأَسَل ؛ فالأَسَل عِنْدَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كُلُّ مَا أُرِقَّ مِنَ الْحَدِيدِ وحُدِّد مِنْ سَيْفٍ أَو سِكِّينٍ أَو سِنان، وأَصل الأَسَل نَبَاتٌ لَهُ أَغصان دِقاق كَثِيرَةٌ لَا وَرَق لَهَا. وأَسَّلْتُ الْحَدِيدَ إِذا رَقَّقْتَه؛ وَقَالَ مُزاحِم العُقَيلي: تَبارى سَدِيساها، إِذا مَا تَلَمَّجَتْ ... شَباً مِثْلَ إِبزِيمِ السِّلاحِ المُؤَسَّل وَقَالَ عُمَرُ: وإِياكم وحَذْف الأَرنب «2» بِالْعَصَا وليُذَكِّ لَكُمُ الأَسَل الرِّماح والنَّبْل ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَمْ يُرد بالأَسَل الرِّمَاحَ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ السِّلَاحِ الَّذِي حُدِّد ورُقِّق، وَقَوْلُهُ الرِّمَاحُ وَالنَّبْلُ يَرُدُّ قَوْلَ مَنْ قَالَ الأَسَل الرِّمَاحُ خَاصَّةً لأَنه قَدْ جَعَلَ النَّبْلَ مَعَ الرِّمَاحِ أَسَلًا، والأَصل فِي الأَسَل الرِّمَاحُ الطِّوال وَحْدَهَا، وَقَدْ جَعَلَهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ كِنَايَةً عَنِ الرِّمَاحِ وَالنَّبْلِ مَعًا، قَالَ: وَقِيلَ النَّبْلُ مَعْطُوفٌ عَلَى الأَسَل لَا عَلَى الرِّمَاحِ، وَالرِّمَاحُ بَيَانٌ للأَسَل وَبَدَلٌ؛ وَجَمَعَ الْفَرَزْدَقُ الأَسَل الرماحَ أَسَلاتٍ فَقَالَ: قَدْ مَاتَ فِي أَسَلاتِنا، أَو عَضَّه ... عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقَتَّلُ أَي فِي رِمَاحِنَا. والأَسَلة: طَرَف السِّنان، وَقِيلَ للقَنا أَسَل لِما رُكِّب فِيهَا مِنْ أَطراف الأَسِنَّة. وأُذُن مُؤَسَّلَة: دَقِيقَةٌ مُحَدَّدة مُنْتَصبة. وَكُلُّ شَيْءٍ لَا عِوَجَ فِيهِ أَسَلَة. وأَسَلَة النَّعْلِ: رأْسُها المسْتدِقّ. والأَسِيلُ: الأَمْلس الْمُسْتَوِي، وَقَدْ أَسُلَ أَسَالَة. وأَسُلَ خَدُّه أَسَالَةً: امَّلَسَ وَطَالَ. وخدٌّ أَسِيل: وَهُوَ السَّهْلُ الليِّن، وَقَدْ أَسُلَ أَسَالَةً. أَبو زَيْدٍ: مِنَ الْخُدُودِ الأَسِيلُ وَهُوَ السَّهْلُ اللِّينُ الدَّقِيقُ الْمُسْتَوِي وَالْمَسْنُونُ اللَّطِيفُ الدَّقِيقُ الأَنف. وَرَجُلٌ أَسِيل الخَدِّ

_ (2). قوله [وإياكم وحذف الأرنب] عبارة الأشموني في شرح الألفية: وشذ، التحذير بغير ضمير المخاطب نحو إياي فِي قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: لتذك لكم الأَسَل والرماح والسهام وإياي وَأَنْ يَحْذِفَ أَحَدُكُمُ الْأَرْنَبَ

إِذا كَانَ ليِّن الْخَدِّ طويلَه. وَكُلُّ مسترسِلٍ أَسِيلٌ، وَقَدْ أَسُلَ، بِالضَّمِّ، أَسَالَةً. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَسِيل الْخَدِّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَسَالَة فِي الْخَدِّ الِاسْتِطَالَةُ وأَن لَا يَكُونَ مُرْتَفِعَ الوَجْنة. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: بَسْلًا وأَسْلًا كَقَوْلِهِمْ تَعْساً ونُكْساً. وتَأَسَّل أَباه: نزَع إِليه فِي الشَّبَه كتأَسَّنَه. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ عَلَى آسَالٍ مِنْ أَبيه مِثْلُ آسانٍ أَي عَلَى شَبَه مِنْ أَبيه وَعَلَامَاتٍ وأَخلاق؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَمْ أَسمع بِوَاحِدِ الآسَال. ومَأْسَل، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَمَلَةٍ. ومَأْسَل: اسْمُ جَبَلٍ. وَدَارَةُ مَأْسَل: مَوْضِعٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقِيلَ: مَأْسَل اسْمُ جَبَلٍ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ. اسمعل: إِسْمَعِيل وإِسْمَعِين: اسمان. أشل: اللَّيْثُ: الأَشْلُ مِنَ الذَّرْع بِلغة أَهل الْبَصْرَةِ، يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا حَبْلًا، وكذا وَكَذَا أَشْلًا لِمِقْدَارٍ مَعْلُومٍ عِنْدَهُمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَا أَراه عَرَبِيًّا. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الأُشُول هِيَ الحِبال، وَهِيَ لُغَةٌ مِنْ لُغَاتِ النَّبَط، قَالَ: وَلَوْلَا أَنني نبَطيٌّ مَا عَرَفْتُهُ. أصل: الأَصْلُ: أَسفل كُلِّ شَيْءٍ وَجَمْعُهُ أُصُول لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذلك، وَهُوَ اليأْصُول. يُقَالُ: أَصْلٌ مُؤَصَّل؛ وَاسْتَعْمَلَ ابْنُ جِنِّي الأَصْلِيَّة مَوْضِعَ التَأَصُّل فَقَالَ: الأَلف وإِن كَانَتْ فِي أَكثر أَحوالها بدلًا أَو زائدة فإِنها إِذا كَانَتْ بَدَلًا مِنْ أَصل جَرَتْ فِي الأَصلية مَجْرَاهُ، وَهَذَا لَمْ تَنْطِقْ بِهِ الْعَرَبُ إِنما هُوَ شَيْءٌ اسْتَعْمَلَتْهُ الأَوائل فِي بَعْضِ كَلَامِهَا. وأَصُلَ الشيءُ: صَارَ ذَا أَصل؛ قَالَ أُمية الْهُذَلِيُّ: وَمَا الشُّغْلُ إِلا أَنَّني مُتَهَيِّبٌ ... لعِرْضِكَ، مَا لَمْ تجْعَلِ الشيءَ يَأْصُلُ وَكَذَلِكَ تَأَصَّلَ. وَيُقَالُ: اسْتَأْصَلَتْ هَذِهِ الشجرةُ أَي ثَبَتَ أَصلها. واسْتَأْصَلَ اللَّه بَنِي فُلَانٍ إِذا لَمْ يَدَعْ لَهُمْ أَصْلًا. واسْتَأْصَلَهُ أَي قَلَعه مِنْ أَصله. وَفِي حَدِيثِ الأُضحية: أَنه نَهَى عَنِ المُسْتَأْصَلَة ؛ هِيَ الَّتِي أُخِذ قَرْنُها مِنْ أَصله، وَقِيلَ هُوَ مِنَ الأَصِيلَة بِمَعْنَى الْهَلَاكِ. واسْتَأْصَلَ القومَ: قَطَعَ أَصلَهم. واسْتَأْصَلَ اللَّهُ شَأْفَتَه: وَهِيَ قَرْحة تَخْرُجُ بالقَدَم فتُكْوى فَتَذْهَبُ، فدَعا اللَّه أَن يَذْهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ «1». وقَطْعٌ أَصِيل: مُسْتَأْصِل. وأَصَل الشيءَ: قَتَله عِلْماً فعَرَف أَصلَه. وَيُقَالُ: إِنَّ النخلَ بأَرضِنا لأَصِيلٌ أَي هُوَ بِهِ لَا يَزَالُ وَلَا يَفْنى. وَرَجُلٌ أَصِيل: لَهُ أَصْل. ورَأْيٌ أَصِيل: لَهُ أَصل. وَرَجُلٌ أَصِيل: ثَابِتُ الرأْي عَاقِلٌ. وَقَدْ أَصُلَ أَصَالَة، مِثْلُ ضَخُم ضَخامة، وَفُلَانٌ أَصِيلُ الرأْي وَقَدْ أَصُلَ رأْيُه أَصَالَةً، وإِنه لأَصِيل الرأْي وَالْعَقْلِ. وَمَجْدٌ أَصِيل أَي ذُو أَصالة. ابْنُ الكسيت: جاؤوا بأَصِيلتهم أَي بأَجمعهم. والأَصِيلُ: العَشِيُّ، وَالْجَمْعُ أُصُل وأُصْلان مِثْلُ بَعِيرٌ وبُعران وآصَال وأَصَائِل كأَنه جَمْعُ أَصِيلَة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: لعَمْري لأَنتَ البَيْتُ أُكْرِمُ أَهْلَه، ... وأَقْعُدُ فِي أَفيائه بالأَصَائِل وَقَالَ الزَّجَّاجُ: آصَالٌ جَمْعُ أُصُل، فَهُوَ عَلَى هَذَا جَمْعُ الْجَمْعِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أُصُل وَاحِدًا كطُنُب؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذَاكَ، وَلَمْ أَزَلْ ... بَدِلًا نَهارِيَ كُلَّه حَتى الأُصُلْ

_ (1). قوله [أَن يَذْهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ] كذا بالأصل، وعبارته في ش اف: فيقال في الدعاء: أَذْهَبَهُمُ اللَّهُ كَمَا أَذْهَبَ ذلك الداء بِالْكَيّ

فَقَوْلُهُ بَدِلًا نَهَارِيَ كُلَّهَ يَدُلُّ عَلَى أَن الأُصُل هاهنا وَاحِدٌ، وَتَصْغِيرُهُ أُصَيْلان وأُصَيْلال عَلَى الْبَدَلِ أَبدلوا مِنَ النُّونِ لَامًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: وَقَفْتُ فِيهَا أُصَيْلالًا أُسائِلُها، ... عَيَّتْ جَواباً، وَمَا بالرَّبْع مِنْ أَحَد قَالَ السِّيرَافِيُّ: إِن كَانَ أُصَيْلان تَصْغِيرَ أُصْلان وأُصْلان جَمْعُ أَصِيل فَتَصْغِيرُهُ نَادِرٌ، لأَنه إِنما يُصَغَّرُ مِنَ الْجَمْعِ مَا كَانَ عَلَى بِنَاءِ أَدنى الْعَدَدِ، وأَبنية أَدنى الْعَدَدِ أَربعة: أَفعال وأَفعُل وأَفعِلة وفِعْلة، وَلَيْسَتْ أُصْلان وَاحِدَةً مِنْهَا فَوَجَبَ أَن يُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالشُّذُوذِ، وإِن كَانَ أُصْلان وَاحِدًا كرُمَّان وقُرْبان فَتَصْغِيرُهُ عَلَى بَابِهِ؛ وأَما قَوْلُ دَهْبَل: إِنِّي الَّذِي أَعْمَل أَخْفافَ المَطِي، ... حَتَّى أَناخَ عِنْدَ بابِ الحِمْيَرِي، فَأُعْطِي الحِلْقَ أُصَيْلالَ العَشِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ، إِذ الأَصِيل والعَشِيُّ سَوَاءٌ لَا فَائِدَةَ فِي أَحدهما إِلا مَا فِي الْآخَرِ. وآصَلْنا: دَخَلْنا فِي الأَصِيل. وَلَقِيتُهُ أُصَيْلالًا وأُصَيلاناً إِذا لقِيتَه بالعَشِيِّ، ولَقيتُه مُؤْصِلًا. والأَصِيلُ: الْهَلَاكُ؛ قَالَ أَوس: خَافُوا الأَصِيلَ وَقَدْ أَعْيَتْ ملوكُهُمُ، ... وحُمِّلوا مِنْ أَذَى غُرْمٍ بأَثقال وأَتَيْنا مُؤْصِلِين «1» وَقَوْلُهُمْ لَا أَصْل لَهُ وَلَا فَصْل؛ الأَصْل: الحَسَب، والفَصْل اللِّسَانُ. والأَصِيلُ: الْوَقْتُ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلى الْمَغْرِبِ. والأَصَلَة: حَيَّة قَصِيرَةٌ كالرِّئَة حَمْرَاءُ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْحُمْرَةِ لَهَا رِجْلٌ وَاحِدَةٌ تَقُومُ عَلَيْهَا وتُساور الإِنسان وَتَنْفُخُ فَلَا تُصِيبُ شَيْئًا بِنَفْخَتِهَا إِلا أَهلكته، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ الرَّحَى مُسْتَدِيرَةٌ حمراءُ لَا تَمَس شَجَرَةً وَلَا عُودًا إِلا سَمَّته، لَيْسَتْ بِالشَّدِيدَةِ الْحُمْرَةِ لَهَا قَائِمَةٌ تَخُطُّ بِهَا فِي الأَرض وتَطْحَن طَحْنَ الرَّحَى، وَقِيلَ: الأَصَلَة حَيَّةٌ صَغِيرَةٌ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ لَوْنُهَا كَلَوْنِ الرِّئَة وَلَهَا رِجْلٌ وَاحِدَةٌ تَقِفُ عَلَيْهَا تَثِب إِلى الإِنسان وَلَا تُصِيبُ شَيْئًا إِلا هَلَكَ، وَقِيلَ: الأَصَلَة الْحَيَّةُ الْعَظِيمَةُ، وَجَمْعُهَا أَصَل؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الأَصَلَة، بِالتَّحْرِيكِ، جِنْسٌ مِنَ الْحَيَّاتِ وَهُوَ أَخبثها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ: أَعور جَعْدٌ كأَن رأْسه أَصَلَة ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالصَّادِ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: الأَصَلَة الأَفْعَى، وَقِيلَ: حَيَّةٌ ضَخْمة عَظِيمَةٌ قَصِيرَةُ الْجِسْمِ تَثِب عَلَى الْفَارِسِ فَتَقْتُلُهُ فَشَبَّهَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأْس الدَّجَّالِ بِهَا لِعِظَمِه وَاسْتِدَارَتِهِ، وَفِي الأَصَلة مَعَ عِظَمِهَا اسْتِدَارَةٌ؛ وأَنشد: يَا ربِّ إِنْ كَانَ يَزيدُ قَدْ أَكَل ... لَحْمَ الصَّديق عَلَلًا بَعْدَ نَهَل ودَبَّ بالشَّرِّ دَبِيبًا ونَشَل، ... فاقْدُر لَهُ أَصَلةً مِنَ الأَصَل «2». كَبْساءَ، كالقُرْصة أَو خُفِّ الجَمَل، ... لَهَا سَحِيفٌ وفَحِيحٌ وزَجَل السَّحِيفُ: صَوْتُ جِلْدِهَا، والفَحِيح مِنْ فَمِهَا، وَالْكَبْسَاءُ: العظيمة الرأْس؛ رجل أَكبس وكُبَاس، وَالْعَرَبُ تُشَبِّهُ الرأْس الصَّغِيرَ الْكَثِيرَ الْحَرَكَةِ برأْس الْحَيَّةِ؛ قَالَ طَرَفة: خَشَاشٌ كرأْسِ الحَيّة المُتَوَقِّدِ».

_ (1). قوله [وأتينا مؤصلين] كذا بالأصل (2). قوله [ونشل] كذا بالأصل بالشين المعجمة، ولعله بالمهملة من النسلان المناسب للدبيب (3). قوله [خشاش إلخ] هو عجز بيت صدره كما في الصحاح: أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تعرفونه والخشاش: هو الماضي من الرجال

وأَخذ الشَّيْءَ بأَصَلَته وأَصِيلَته أَي بِجَمِيعِهِ لَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا؛ الأَول عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَصِلَ الماءُ يَأْصَلُ أَصَلًا كأَسِن إِذا تَغَيَّرَ طَعْمُهُ وَرِيحُهُ مِنْ حَمْأَة فِيهِ. وَيُقَالُ: إِني لأَجِد مِنْ مَاءِ حُبِّكم طَعْمَ أَصَلٍ. وأَصِيلَة الرَّجُلِ: جَمِيعُ مَالِهِ. وَيُقَالُ: أَصِلَ فُلَانٌ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا كَقَوْلِكَ طَفِق وعَلِق. اصطبل: الرُّباعي: الإِصْطَبْلُ مَوْقِف الدَّابَّةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَوْقِف الفَرَس، شاميّة؛ قال سِيبَوَيْهِ: الإِسْفَنْطُ والإِصْطَبْلُ خُماسيَّان جَعَلَ الأَلف فِيهِمَا أَصلية كَمَا جَعَلَ يَسْتَعُور خُمَاسِيًّا، جُعِلَتِ الْيَاءُ أَصلية. الْجَوْهَرِيُّ: الإِصْطَبْل لِلدَّوَابِّ وأَلفه أَصلية لأَن الزِّيَادَةَ لَا تَلْحَقُ بَنَاتِ الأَربعة مِنْ أَوائلها إِلا الأَسماء الْجَارِيَةَ عَلَى أَفعالها وَهِيَ مِنَ الْخَمْسَةِ أَبعد، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الإِصْطَبْل لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. اصطفل: التَّهْذِيبُ: الإِصْطَفْلِين: الجَزَرُ الَّذِي يُؤْكَلُ، لُغَةٌ شَامِيَّةٌ، الواحدة إِصْطَفْلِينَة، قال: وَهِيَ المَشَا أَيضاً، مَقْصُورٌ، وقيل: الإِصْطَفْلِينَة كالجَزَرة. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرة: إِن الْوَالِيَ ليَنْحِت أَقارِبُه أَمانَتَه كَمَا تَنْحِت القَدُومُ الإِصْطَفْلِينَة حَتَّى يَخْلُصَ إِلى قَلْبها. وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلى مَلِكِ الرُّومِ: ولأَنْزِعَنَّك مِنَ المُلك نَزْعَ الإِصْطَفْلِينَة أَي الجَزَرة، لُغَةٌ شَامِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَوردها بَعْضُهُمْ فِي حَرْفِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنها أَصلية، وَبَعْضُهُمْ فِي الصَّادِ عَلَى أَن الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: الإِصْطَفْلِينَة كالجَزَرة لَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضة لأَن الصَّادَ وَالطَّاءَ لَا يكاد يَجْتَمِعَانِ فِي مَحْض كَلَامِهِمْ، قال: وإِنما جَاءَ فِي الصِّراط والإِصطَبْل والأُصطُمَّة أَن أَصلها كلها السين. أطل: الإِطِلُ والإِطْلُ مِثْلُ إِبِل وإِبْل، والأَيْطَل: مُنْقَطَع الأَضلاع مِنَ الحَجَبة، وَقِيلَ القُرُبُ، وَقِيلَ الخاصرةُ كُلُّهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الإِطِل قَوْلَ الشَّاعِرِ: لَمْ تُؤْزَ خَيْلُهُمُ بالثَّغْر رَاصِدَةً ... ثُجْلَ الخَواصِرِ، لَمْ يَلْحَقْ لَهَا إِطِلُ وَجَمْعُ الإِطِلِ آطَال، وَجَمْعُ الأَيْطَل أَياطِل، وأَيْطَلٌ فَيْعَلٌ والأَلف أَصلية؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الأَيْطَل قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وسَاقا نَعامةٍ أفل: أَفَلَ أَي غَابَ. وأَفَلَت الشمسُ تَأْفِل وتَأْفُلُ أَفْلًا وأُفولًا: غَرَبت، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا غَابَتْ فَهِيَ آفِلَة وآفِل، وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ يأْفِلُ إِذا غَابَ، وَكَذَلِكَ سائر الكواكب. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ . والإِفَال والأَفَائِل: صِغار الإِبل بَنَاتُ المخَاض ونحوُها. ابْنُ سِيدَهْ: والأَفِيل ابْنُ المخَاض فَمَا فَوْقَهُ، والأَفِيل الفَصِيل؛ وَالْجَمْعُ إِفَال لأَن حَقِيقَتَهُ الْوَصْفُ، هَذَا هُوَ الْقِيَاسُ وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ أَفِيل وأَفَائِل، شَبَّهُوهُ بذَنُوب وذَنائب، يَعْنِي أَنه لَيْسَ بَيْنَهُمَا إِلا الْيَاءُ وَالْوَاوُ، وَاخْتِلَافُ مَا قَبْلَهُمَا بِهِمَا، وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ أُخْتانِ، وَكَذَلِكَ الْكَسْرَةُ وَالضَّمَّةُ. أَبو عُبَيْدٍ: وَاحِدُ الإَفالِ بَنَاتُ المخَاض أَفِيلٌ والأُنثى أَفِيلَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: فأَصْبَحَ يُجْري فيهمُ مِنْ تِلادكم ... مَغانم شَتَّى، مِنْ إِفَالٍ مُزَنَّمِ وَيُرْوَى: يُجْدي. النَّوَادِرَ: أَفِلَ الرجلُ إِذا نَشِط، فَهُوَ أَفِلٌ عَلَى فَعِلٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَبُو شَتِيمَين مِنْ حَصَّاءَ قَدْ أَفِلَت، ... كأَنَّ أَطْباءَها فِي رُفْغها رُقَعُ

وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا رُوِيَ بِخَطِّهِ فِي قَوْلِهِ: قَدْ أَفِلَتْ: ذَهَبَ لَبَنُها، قَالَ: والرُّفْغ مَا بَيْنَ السُّرَّة إِلى الْعَانَةِ، والحَصَّاء الَّتِي انْحَصَّ وَبَرُها، وَقِيلَ: الرُّفْغ أَصل الفَخِذ والإِبْط. ابْنُ سِيدَهْ: أَفَلَ الحَمْلُ فِي الرَّحِم اسْتَقَرَّ. وسَبُعَةٌ آفِل وآفِلَة: حَامِلٌ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا اسْتَقَرَّ اللَّقاح فِي قَرار الرَّحِم قِيلَ قَدْ أَفَلَ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْحَامِلِ آفِل. والمَأْفُول إِبدال المَأْفون: وهو الناقص العقل. أفكل: النِّهَايَةَ: فِي الْحَدِيثِ فَبَات وَلَهُ أَفْكَلٌ ؛ الأَفْكَلُ، بِالْفَتْحِ: الرِّعْدة مِنْ بَرْد أَو خَوْفٍ، قَالَ: وَلَا يُبْنى مِنْهُ فِعْل وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ وَوَزْنُهُ أَفْعَل، وَلِهَذَا إِذا سَمَّيْتَ بِهِ لَمْ تَصْرِفْهُ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فأَخَذَني أَفْكَلٌ فَارْتَعَدْتُ مِنْ شدة الغَيْرة. أكل: أَكَلْت الطَّعَامَ أَكْلًا ومَأْكَلا. ابْنُ سِيدَهْ: أَكَلَ الطَّعَامَ يأْكُلُه أَكْلًا فَهُوَ آكِل والجمع أَكَلَة، وقالوا فِي الأَمر كُلْ، وأَصله أُؤْكُلْ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْكَلِمَةِ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الأَصلية فَزَالَ السَّاكِنُ فَاسْتُغْنِيَ عَنِ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ، قَالَ: وَلَا يُعْتَدّ بِهَذَا الْحَذْفِ لقِلَّته ولأَنه إِنما حُذِفَ تَخْفِيفًا، لأَن الأَفعال لَا تُحْذَفُ إِنما تُحْذَفُ الأَسماء نَحْوُ يَدٍ ودَمٍ وأَخٍ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُ، وَلَيْسَ الْفِعْلُ كَذَلِكَ، وَقَدْ أُخْرِجَ عَلَى الأَصل فَقِيلَ أُوكُل، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي خُذْ ومُر. والإِكْلَة: هَيْئَةُ الأَكْل. والإِكْلَة: الْحَالُ الَّتِي يأْكُل عَلَيْهَا مُتَّكِئًا أَو قَاعِدًا مِثْلُ الجِلْسة والرِّكْبة. يُقَالُ: إِنه لحَسَن الإِكْلَة. والأَكْلَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ حَتَّى يَشْبَع. والأُكْلَة: اسْمٌ للُّقْمة. وقال اللِّحْيَانِيُّ: الأَكْلَة والأُكْلَة كاللَّقْمة واللُّقْمة يُعْنَى بِهِمَا جَمِيعًا المأْكولُ؛ قَالَ: مِنَ الآكِلِين الماءَ ظُلْماً، فَمَا أَرَى ... يَنالون خَيْراً، بعدَ أَكْلِهِمِ المَاءَ فإِنما يُرِيدُ قَوْمًا كَانُوا يَبِيعُونَ الماءَ فَيَشْتَرُونَ بِثَمَنِهِ مَا يأْكلونه، فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْمَاءِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ المأْكول عَنْ ذِكْرِ المأْكول. وَتَقُولُ: أَكَلْت أُكْلَة وَاحِدَةً أَي لُقْمة، وَهِيَ القُرْصة أَيضاً. وأَكَلْت أَكْلَة إِذا أَكَل حَتَّى يَشْبَع. وَهَذَا الشَّيْءُ أُكْلَة لَكَ أَي طُعْمة لَكَ. وَفِي حَدِيثِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ: مَا زَالَتْ أُكْلَة خَيْبَرَ تُعَادُّني ؛ الأُكْلَة، بِالضَّمِّ: اللُّقمة الَّتِي أَكَل مِنَ الشَّاةِ، وَبَعْضُ الرُّواة بفتح الأَلف وَهُوَ خَطَأٌ لأَنه مَا أَكَل إِلّا لُقْمة وَاحِدَةً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَلْيَجْعَلْ فِي يَدِهِ أُكْلَة أَو أُكْلَتَيْنِ أَي لُقْمة أَو لُقْمتين. وَفِي الْحَدِيثِ: أَخْرَجَ لَنَا ثلاثَ أُكَل ؛ هِيَ جَمْعُ أُكْلَة مِثْلُ غُرْفة وغُرَف، وَهِيَ القُرَص مِنَ الخُبْز. وَرَجُلٌ أُكَلَةٌ وأَكُولٌ وأَكِيلٌ: كَثِيرُ الأَكْلِ. وآكَلَه الشيءَ: أَطعمه إِياه، كِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ «4» وآكَلَنِي مَا لَمْ آكُلْ وأَكَّلَنِيه، كِلَاهُمَا: ادَّعَاهُ عليَّ. وَيُقَالُ: أَكَّلْتَنِي مَا لَمْ آكُلْ، بِالتَّشْدِيدِ، وآكَلْتَنِي مَا لَمْ آكُلْ أَيضاً إِذا ادَّعيتَه عليَّ. وَيُقَالُ: أَليس قَبِيحًا أَن تُؤَكِّلَنِي مَا لَمْ آكُلْ؟ وَيُقَالُ: قَدْ أَكَّلَ فُلَانٌ غَنَمِي وشَرَّبَها. وَيُقَالُ: ظَلَّ مَالِي يُؤَكَّلُ ويُشَرَّب. وَالرَّجُلُ يَسْتأْكِل قَوْمًا أَي يأْكل أَموالَهم مِنَ الإِسْنات. وَفُلَانٌ يَسْتَأْكِل الضُّعفاء أَي يأْخذ أَموالهم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَوْلُ أَبي طَالِبٍ:

_ (4). قوله [وآكَلَهُ الشيءَ أَطْعَمَهُ إِيَّاهُ كلاهما إلخ] هكذا في الأصل، ولعل فيه سقطاً نظير ما بعده بدليل قوله كلاهما إلخ

وَمَا تَرْكُ قَوْمٍ، لَا أَبا لَك، سَيِّداً ... مَحُوطَ الذِّمَارِ غَيْرَ ذِرْبٍ مؤَاكِل أَي يَسْتأْكل أَموالَ النَّاسِ. واسْتَأْكَلَه الشيءَ: طَلَب إِليه أَن يَجْعَلَهُ لَهُ أُكْلة. وأَكَلَتِ النارُ الحَطَبَ، وآكَلْتُها أَي أَطْعَمْتُها، وَكَذَلِكَ كُلُّ شيءٍ أَطْعَمْتَه شَيْئًا. والأُكْل: الطُّعْمة؛ يُقَالُ: جَعَلْتُه لَهُ أُكْلًا أَي طُعْمة. وَيُقَالُ: مَا هُمْ إِلَّا أَكَلَة رَأْسٍ أَي قليلٌ، قَدْرُ مَا يُشْبِعهم رأْسٌ وَاحِدٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَقَوْلُهُمْ هُمْ أَكَلَة رأْس أَي هُمْ قَلِيلٌ يُشْبِعُهُمْ رأْس وَاحِدٌ، وَهُوَ جَمْعُ آكِل. وآكَلَ الرجلَ ووَاكَلَهُ: أَكل مَعَهُ، الأَخيرة عَلَى الْبَدَلِ وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وَهُوَ أَكِيل مِنَ المُؤَاكَلَة، وَالْهَمْزُ فِي آكَلَه أَكثر وأَجود. وَفُلَانٌ أَكِيلِي: وَهُوَ الَّذِي يأْكل مَعَكَ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَكِيل الَّذِي يُؤَاكِلُكَ. والإِيكَال بَيْنَ النَّاسِ: السَّعْيُ بَيْنَهُمْ بالنَّمائم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَكَلَ بأَخيه أُكْلَة ؛ مَعْنَاهُ الرَّجُلُ يَكُونُ صَدِيقاً لِرَجُلٍ ثُمَّ يَذْهَبُ إِلى عَدُوِّهِ فَيَتَكَلَّمُ فِيهِ بِغَيْرِ الْجَمِيلِ ليُجيزه عَلَيْهِ بِجَائِزَةٍ فَلَا يُبَارِكُ اللَّهُ لَهُ فِيهَا؛ هِيَ بِالضَّمِّ اللُّقْمَةُ، وَبِالْفَتْحِ المرَّة مِنَ الأَكل. وآكَلْتُه إِيكَالًا: أَطْعَمْته. وآكَلْتُه مُؤَاكَلَةً: أَكَلْت مَعَهُ فَصَارَ أَفْعَلْت وفَاعَلْت عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَا تَقُلْ وَاكَلْتُهُ، بِالْوَاوِ. والأَكِيل أَيضاً: الْآكِلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَعَمْرُك إِنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْبٍ ... بَطِيءُ النَّضْج، مَحْشُومُ الأَكِيل وأَكِيلُكَ: الَّذِي يُؤَاكِلك، والأُنثى أَكِيلَة. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فُلَانَةٌ أَكِيلِي لِلْمَرْأَةِ الَّتِي تُؤَاكلك. وَفِي حَدِيثِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ: فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَن يَكُونَ أَكِيلَه وشَرِيبَه ؛ الأَكِيل والشَّرِيب: الَّذِي يُصَاحِبُكَ فِي الأَكل وَالشُّرْبِ، فعِيل بِمَعْنَى مُفاعل. والأُكْل: مَا أُكِل. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عمر، رضي الله عنها: وبَعَج الأَرضَ فَقاءَت أُكْلَها ؛ الأَكْل، بِالضَّمِّ وَسُكُونِ الْكَافِ: اسْمُ المأْكول، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ؛ تُرِيدُ أَن الأَرض حَفِظَت البَذْر وشَرِبت ماءَ الْمَطَرِ ثُمَّ قَاءَتْ حِينَ أَنْبتت فكَنَت عَنِ النَّبَاتِ بالقَيء، وَالْمُرَادُ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبِلَادِ بِمَا أَغْزَى إِليها مِنَ الْجُيُوشِ. وَيُقَالُ: مَا ذُقْت أَكَالًا، بِالْفَتْحِ، أَي طَعَامًا. والأَكَال: مَا يُؤْكَل. وَمَا ذَاقَ أَكَالًا أَي مَا يُؤْكَل. والمُؤْكِل: المُطْعِم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبا ومُؤْكِلَه ، يُرِيدُ بِهِ الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: نَهَى عَنِ المُؤَاكَلَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَكُونَ لِلرَّجُلِ عَلَى الرَّجُلِ دَيْنٌ فيُهْدِي إِليه شَيْئًا ليؤَخِّره ويُمْسك عَنِ اقْتِضَائِهِ، سُمِّيَ مُؤَاكَلَةً لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُؤْكِل صاحبَه أَي يُطْعِمه. والمَأْكَلَة والمَأْكُلَة: مَا أُكِل، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: شَاةٌ مَأْكَلَة ومَأْكُلَة. والمَأْكُلَة: مَا جُعل للإِنسان لَا يحاسَب عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَأْكَلَة والمَأْكُلَة الْمَوْضِعُ الَّذِي مِنْهُ تَأْكُل، يُقَالُ: اتَّخَذت فُلَانًا مَأْكَلَة ومَأْكُلَة. والأَكُولَة: الشَّاةُ الَّتِي تُعْزَل للأَكل وتُسَمَّن وَيُكْرَهُ للمصدِّق أَخْذُها. التَّهْذِيبُ: أَكُولَة الرَّاعِي الَّتِي يُكْرَهُ للمُصَدِّق أَن يأْخذها هِيَ الَّتِي يُسَمِّنها الرَّاعِي، والأَكِيلَة هِيَ المأْكولة. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ أَكَلْتُه الْعَقْرَبُ، وأَكَل فُلَانٌ عُمْرَه إِذا أَفناه، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الْحَطَبَ. وأَما حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: دَعِ الرُّبَّى والماخِض والأَكُولَة ، فإِنه أَمر المُصَدِّق بأَن يَعُدَّ عَلَى رَبِّ الْغَنَمِ هَذِهِ الثَّلَاثَ وَلَا يأْخذها فِي

الصَّدَقَةِ لأَنها خِيار الْمَالِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والأَكُولَة التي تُسَمَّن للأَكل، وقال شَمِرٌ: قَالَ غَيْرُهُ أَكُولَة غَنَمِ الرَّجُلِ الخَصِيُّ والهَرِمة والعاقِر، وقال ابْنُ شُمَيْلٍ: أَكُولَة الحَيِّ الَّتِي يَجْلُبون يأْكلون ثَمَنَهَا «1» التَّيْس والجَزْرة والكَبْش الْعَظِيمُ الَّتِي لَيْسَتْ بقُنْوة، والهَرِمة وَالشَّارِفُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ جَوارح الْمَالِ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ أَكِيلةً فِيمَا زَعَمَ يُونُسُ فَيُقَالُ: هَلْ غَنَمُكُ أَكُولة؟ فَتَقُولُ: لَا، إِلَّا شاة واحدة. يقال: هَذِهِ مِنَ الأَكولة وَلَا يقال للواحدة هذه أَكُولة. وَيُقَالُ: مَا عِنْدَهُ مِائَةُ أَكَائِل وَعِنْدَهُ مِائَةٌ أَكُولَة. وقال الْفَرَّاءُ: هِيَ أَكُولَة الرَّاعِي وأَكِيلَة السَّبُعِ الَّتِي يأْكل مِنْهَا وتُسْتَنْقذ مِنْهُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ أَكِيلَة الذِّئب وَهِيَ فَريسته، قَالَ: والأَكُولَة مِنَ الْغَنَمِ خَاصَّةً وَهِيَ الْوَاحِدَةُ إِلى مَا بَلَغَتْ، وَهِيَ القَواصي، وَهِيَ الْعَاقِرُ والهَرِمُ والخَصِيُّ مِنَ الذِّكارة، صِغَاراً أَو كِبَارًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الَّذِي يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ دَعِ الرُّبَّى والماخِض والأَكِيلَة ، وإِنما الأَكِيلَة المأْكولة. يُقَالُ: هَذِهِ أَكِيلَة الأَسد وَالذِّئْبِ، فأَما هَذِهِ فإِنها الأَكُولة. والأَكِيلَة: هِيَ الرأْس الَّتِي تُنْصب للأَسد أَو الذِّئْبِ أَو الضَّبُعِ يُصاد بِهَا، وأَما الَّتِي يَفْرِسها السَّبُع فَهِيَ أَكِيلة، وإِنما دَخَلَتْهُ الْهَاءُ وإِن كَانَ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ لِغَلَبَةِ الِاسْمِ عَلَيْهِ. وأَكِيلَة السَّبُعِ وأَكِيله: مَا أَكل مِنَ الْمَاشِيَةِ، وَنَظِيرُهُ فَرِيسة السَّبُعِ وفَرِيسه. والأَكِيل: المأْكول فَيُقَالُ لِمَا أُكِل مَأْكُول وأَكِيل. وآكَلْتُك فُلَانًا إِذا أَمكنته مِنْهُ؛ وَلَمَّا أَنشد المُمَزَّق قَوْلَهُ: فإِنْ كنتُ مَأْكولًا، فكُنْ خيرَ آكِلٍ، ... وإِلَّا فَأَدْرِكْني، ولَمَّا أُمَزَّقِ فقال النُّعْمَانُ: لَا آكُلُك وَلَا أُوكِلُك غَيْرِي. وَيُقَالُ: ظَلَّ مَالِي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ. وَيُقَالُ أَيضاً: فُلَانٌ أَكَّلَ مَالِي وشَرَّبه أَي أَطعمه النَّاسَ. نَوَادِرَ الأَعراب: الأَكَاوِل نُشوزٌ مِنَ الأَرض أَشباه الْجِبَالِ. وأَكَلَ البَهْمة تَنَاوُلُ التُّرَابِ تُرِيدُ أَن تأْكل «2»؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمَأْكَلَة والمَأْكُلَة: المِيرة، تَقُولُ الْعَرَبُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَغنانا بالرِّسل عَنِ المأْكلة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ الأُكْل، قَالَ: وَهِيَ المِيرة وإِنما يَمْتَارُونَ فِي الجَدْب. والآكَال: مَآكِلُ الْمُلُوكِ. وآكَال الْمُلُوكِ: مَأْكَلُهم وطُعْمُهم. والأُكُل: مَا يَجْعَلُهُ الْمُلُوكُ مأْكَلة. والأُكْل: الرِّعْي أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسة: ومَأْكُول حِمْير خَيْرٌ مِنْ آكُلِهَا المأْكول: الرَّعِيَّة، وَالْآكِلُونَ الْمُلُوكُ جَعَلُوا أَموال الرَّعِيَّة لَهُمْ مأْكَلة، أَراد أَن عَوَامَّ أَهل اليَمن خَيْرٌ مِنْ مُلُوكِهِمْ، وَقِيلَ: أَراد بمأْكولهم مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فأَكلتهم الأَرض أَي هُمْ خَيْرٌ مِنَ الأَحياء الْآكِلِينَ، وَهُمُ الْبَاقُونَ. وآكَال الجُنْد: أَطماعُهم؛ قَالَ الأَعْشَى: جُنْدُك التالدُ العتيق من السَّاداتِ، ... أَهْل القِباب والآكَال والأُكْل: الرِّزق. وإِنه لعَظيم الأُكْل فِي الدُّنْيَا أَي عَظِيمُ الرِّزْقِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَيِّتِ: انْقَطَعَ أُكْله، والأُكْل: الْحَظُّ مِنَ الدُّنْيَا كأَنه يُؤْكَل. أَبو سَعِيدٍ: وَرَجُلٌ مُؤْكَل أَي مَرْزُوقٌ؛ وأَنشد: منْهَرِتِ الأَشْداقِ عَضْبٍ مُؤْكَل، ... فِي الآهِلين واخْتِرامِ السُّبُل وَفُلَانٌ ذُو أُكْل إِذا كَانَ ذَا حَظٍّ مِنَ الدُّنْيَا وَرِزْقٌ وَاسِعٌ. وآكَلْت بَيْنَ الْقَوْمِ أَي حَرَّشْت وأَفسدت.

_ (1). قوله: [الَّتِي يَجْلُبُونَ يَأْكُلُونَ ثَمَنَهَا،] هكذا في الأصل (2). قوله: [وأَكَلَ الْبَهْمَةِ تَنَاوُلُ التُّرَابِ تريد أن تأكل،] هكذا في الأَصل

والأُكْل: الثَّمَر. وَيُقَالُ: أُكْل بستانِك دَائِمٌ، وأُكْله ثَمَرُهُ. وَفِي الصِّحَاحِ: والأُكْل ثَمَرُ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ. وكُلُّ مَا يُؤْكل، فَهُوَ أُكْل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أُكُلُها دائِمٌ . وآكَلَتِ الشجرةُ: أَطْعَمَتْ، وآكَلَ النخلُ والزرعُ وكلُّ شَيْءٍ إِذا أَطْعَم. وأُكُل الشجرةِ: جَنَاها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ، وَفِيهِ: ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ ؛ أَي جَنًى خمطٍ. وَرَجُلٌ ذُو أُكْل أَي رَأْي وَعَقْلٍ وحَصَافَة. وَثَوْبٌ ذُو أُكْل: قَوِيٌّ صَفِيق كَثِير الغَزْل. وقال أَعرابي: أُريد ثَوْبًا لَهُ أُكْل أَي نَفْسٌ وَقُوَّةٌ؛ وَقِرْطَاسٌ ذُو أُكْل. وَيُقَالُ لِلْعَصَا الْمُحَدَّدَةِ: آكِلَةُ اللَّحْمِ تَشْبِيهًا بِالسِّكِّينِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: واللهِ ليَضْربَنَّ أَحدكُم أَخاه بِمِثْلِ آكِلَة اللَّحْمِ ثُمَّ يَرَى أَني لَا أُقِيدُه، وَاللَّهِ لأُقِيدَنَّهُ مِنْهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْعَجَّاجُ أَراد بآكِلَة اللَّحْمِ عَصًا محدّدة؛ قال: وقال الأُموي الأَصل فِي هَذَا أَنها السِّكِّينُ وإِنما شُبِّهَتِ العصا المحدّدة بها؛ وقال شَمِرٌ: قِيلَ فِي آكِلَة اللَّحْمِ إِنها السِّيَاط، شَبَّهها بِالنَّارِ لأَن آثَارَهَا كَآثَارِهَا. وَكَثُرَتِ الآكِلَة فِي بِلَادِ بَنِي فُلَانٍ أَي الرَّاعِيَةُ. والمِئْكَلَة مِنَ البِرَام: الصغيرةُ الَّتِي يَسْتَخِفُّها الحيُّ أَن يَطْبُخُوا اللَّحْمَ فِيهَا وَالْعَصِيدَةَ، وقال اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ مَا أُكِل فِيهِ فَهُوَ مِئْكَلَة؛ والمِئْكَلَة: ضَرْبٌ مِنَ الأَقداح وَهُوَ نحوٌ مِمَّا يُؤْكَلُ فِيهِ، والجمع المَآكِل؛ وفي الصِّحَاحِ: المِئْكَلَة الصِّحاف الَّتِي يستخفُّ الْحَيُّ أَن يَطْبُخُوا فِيهَا اللَّحْمَ وَالْعَصِيدَةَ. وأَكِل الشيءُ وأْتَكَلَ وتَأَكَّلَ: أَكل بعضُه بَعْضًا، وَالِاسْمُ الأُكَال والإِكَال؛ وَقَوْلُ الْجَعْدِيِّ: سَأَلَتْني عَنْ أُناسٍ هَلَكوا، ... شرِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ وأَكَلَ قَالَ أَبو عَمْرٍو: يقول مَرَّ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ مَثَل، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ شَرِب الناسُ بَعْدَهم وأَكَلُوا. والأَكِلَة، مَقْصُورٌ: دَاءٌ يَقَعُ فِي الْعُضْوِ فيَأْتَكِل مِنْهُ. وتَأَكَّلَ الرجلُ وأْتَكَلَ: غضِب وَهَاجَ وَكَادَ بَعْضُهُ يأْكل بَعْضًا؛ قَالَ الأَعشى: أَبْلِغْ يَزيدَ بَني شَيْبَان مَأْلُكَةً: ... أَبا ثُبَيْتٍ، أَمَا تَنْفَكُّ تَأْتَكِل؟ وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِنما هُوَ تَأْتَلِكُ فَقَلَبَ. التَّهْذِيبُ: وَالنَّارُ إِذا اشْتَدَّ الْتهابُها كأَنها يأْكل بَعْضُهَا بَعْضًا، يُقَالُ: ائْتَكَلت النَّارُ. وَالرَّجُلُ إِذا اشْتَدَّ غَضَبُهُ يَأْتَكِل؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَأْتَكِل مِنَ الْغَضَبِ أَي يَحْتَرِقُ ويَتَوَهَّج. وَيُقَالُ: أَكَلَتِ النارُ الحطبَ وآكَلْتُها أَنا أَي أَطعمتها إِياه. والتَّأَكُّل: شِدَّةُ بَرِيقِ الْكُحْلِ إِذا كسِر أَو الصَّبِرِ أَو الْفِضَّةِ والسيفِ والبَرْقِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: عَلَى مِثْل مِسْحاة اللُّجَينِ تَأَكُّلا «3» وقال اللِّحْيَانِيُّ: ائتَكَلَ السَّيْفُ اضْطَرَبَ. وتَأَكَّلَ السَّيْفُ تَأَكُّلًا إِذا مَا تَوَهَّج مِنَ الحدَّة؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وأَبْيَضَ صُولِيًّا، كأَنَّ غِرَارَه ... تَلأْلُؤُ بَرْقٍ فِي حَبِيٍّ تَأَكَّلا وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: وأَبيض هِنْدِيًّا، لأَن السُّيُوفَ تُنْسَبُ إِلى الْهِنْدِ وَتُنْسَبُ الدُّروع إِلى صُول؛ وقبل البيت:

_ (3). قوله [على مثل مسحاة إلخ] هو عجز بيت صدره كما في شرح القاموس: إذا سل من غمد تأكل أثره

وأَمْلَسَ صُولِيًّا، كَنِهْيِ قَرَارةٍ، ... أَحَسَّ بِقاعٍ نَفْخَ رِيحٍ فأَحْفَلا وتَأَكَّلَ السَّيْفُ تَأَكُّلًا وتَأَكَّلَ البرقُ تَأَكُّلًا إِذا تلأْلأَ. وَفِي أَسنانه أَكَلٌ أَي أَنها مُتأَكِّلة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي الأَسنان القادحُ، وَهُوَ أَن تَتَأَكَّلَ الأَسنانُ. يُقَالُ: قُدِحَ فِي سِنِّه. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَكِلَتْ أَسنانه مِنَ الكِبَر إِذا احْتَكَّت فَذَهَبَتْ. وَفِي أَسنانه أَكَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي أَنها مؤْتكِلة، وَقَدِ ائْتَكَلَتْ أَسنانُه وتَأَكَّلَت. والإِكْلَةُ والأُكَال: الحِكَّة وَالْجَرَبُ أَيّاً كَانَتْ. وَقَدْ أَكَلَنِي رأْسي. وإِنه ليَجِدُ فِي جِسْمِهِ أَكِلَةً، مِنَ الأُكال، عَلَى فَعِلة، وإِكْلَةً وأُكَالًا أَي حَكَّةً. الأَصمعي وَالْكِسَائِيُّ: وَجَدُتُ فِي جَسَدِي أُكَالًا أَي حَكَّةً. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: جِلْدي يَأْكُلُنِي إِذا وَجَدَ حَكَّةً، وَلَا يُقَالُ جِلْدي يَحُكُّني. والآكَال: سادَةُ الأَحياء الَّذِينَ يأْخذون المِرْباعَ وَغَيْرَهُ. والمَأْكَل: الكَسْب. وَفِي الْحَدِيثِ: أُمِرْت بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى ؛ هي الْمَدِينَةُ، أَي يَغْلِب أَهلُها وَهُمُ الأَنصار بالإِسلام عَلَى غَيْرِهَا مِنَ القُرَى، وَيَنْصُرُ اللهُ دينَه بأَهلها وَيَفْتَحُ الْقُرَى عَلَيْهِمْ ويُغَنِّمهم إِياها فيأْكلونها. وأَكِلَتِ الناقةُ تَأْكَلُ أَكَلًا إِذا نَبَتَ وَبَرُ جَنينها فِي بَطْنِهَا فَوَجَدَتْ لِذَلِكَ أَذى وحِكَّة فِي بَطْنِهَا؛ وَنَاقَةٌ أَكِلَة، عَلَى فَعِلة، إِذا وَجَدَتْ أَلماً فِي بَطْنِهَا مِنْ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: أَكِلَت الناقةُ أَكَالًا مِثْلُ سَمِع سَمَاعاً، وَبِهَا أُكَال، بِالضَّمِّ، إِذا أَشْعَرَ وَلَدُها فِي بَطْنِهَا فحكَّها ذَلِكَ وتَأَذَّتْ. والأُكْلَة والإِكْلَة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الْغَيْبَةُ. وإِنه لَذُو أُكْلة لِلنَّاسِ وإِكْلة وأَكْلَة أَي غَيْبَةٍ لَهُمْ يَغْتَابُهُمْ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ. وآكَلَ بَيْنَهُمْ وأَكَّلَ: حَمَلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ كأَنه مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ؛ وَقَالَ أَبو نَصْرٍ فِي قَوْلِهِ: أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تَأْتَكِل مَعْنَاهُ تأْكل لُحُومَنَا وَتَغْتَابُنَا، وَهُوَ تَفْتَعِل مِنَ الأَكل. ألل: الأَلُّ: السُّرْعَةُ، والأَلُّ الإِسراع. وأَلَّ فِي سَيْرِهِ وَمَشْيِهِ يَؤُلُّ ويَئِلُّ أَلًّا إِذا أَسرع واهْتَزَّ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي: وإِذْ أَؤُلُّ المَشْيَ أَلًّا أَلَّا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِما أَن يَكُونَ أَراد أَؤُلُّ فِي الْمَشْيِ فَحَذَفَ وأَوصل، وإِما أَن يَكُونَ أَؤُلُّ مُتَعَدِّيًا فِي مَوْضِعِهِ بِغَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ. وَفَرَسٌ مِئَلٌّ أَي سَرِيعٌ. وَقَدْ أَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا: بِمَعْنَى أَسرع؛ قَالَ أَبو الْخَضِرِ الْيَرْبُوعِيُّ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ وَكَانَ أَجرى مُهْراً فَسَبَق: مُهْرَ أَبي الحَبْحابِ لَا تَشَلِّي، ... بارَكَ فيكَ اللَّهُ مِنْ ذِي أَلِ أَي مِنْ فَرَسٍ ذِي سُرْعَةٍ. وأَلَّ الفرسُ يَئِلُّ أَلًّا: اضْطَرَبَ. وأَلَّ لونُه يَؤُلُّ أَلًّا وأَلِيلًا إِذا صَفَا وبرَقَ، والأَلُّ صَفَاءُ اللَّوْنِ. وأَلَّ الشيءُ يَؤُلُّ ويَئِلُّ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، أَلًّا: بَرَقَ. وأَلَّتْ فرائصُه تَئِلُّ: لَمَعَتْ فِي عَدْو؛ قَالَ: حَتَّى رَمَيْت بِهَا يَئِلُّ فَرِيصُها، ... وكأَنَّ صَهْوَتَها مَدَاكُ رُخَام وأَنشد الأَزهري لأَبي دُوادٍ يَصِفُ الْفَرَسَ وَالْوَحْشَ: فلَهَزْتُهُنَّ بِهَا يَؤُلُّ فَرِيصُها ... مِنْ لَمْعِ رايَتِنا، وهُنَّ غَوَادي والأَلَّة: الحَرْبة الْعَظِيمَةُ النَّصْل، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَرِيقِهَا

ولَمَعانها، وفرَق بَعْضُهُمْ بَيْنَ الأَلَّة والحَرْبة فَقَالَ: الأَلَّة كُلُّهَا حَدِيدَةٌ، والحَرْبة بَعْضُهَا خَشَبٌ وَبَعْضُهَا حَدِيدٌ، وَالْجَمْعُ أَلٌّ، بِالْفَتْحِ، وإِلالٌ؛ وأَلِيلُها: لَمَعانها. والأَلُّ: مَصْدَرُ أَلَّهُ يَؤُلُّه أَلًّا طَعَنَهُ بالأَلَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الأَلُّ، بِالْفَتْحِ، جَمْعُ أَلَّة وَهِيَ الحَرْبة فِي نَصْلِهَا عِرَضٌ؛ قَالَ الأَعشى: تَدَارَكَه فِي مُنْصِلِ الأَلِّ بعدَ ما ... مَضى غيرَ دَأْدَاءٍ، وَقَدْ كَادَ يَعْطَب وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى إِلالٍ مِثْلَ جَفْنَة وجِفَان. والأَلَّة: السِّلاح وَجَمِيعُ أَداة الْحَرْبِ. وَيُقَالُ: مَا لَه أُلَّ وغُلَّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُلَّ دُفع فِي قَفَاهُ، وغُلَّ أَي جُنَّ. والمِئَلُّ: القَرْنُ الَّذِي يُطْعَنُ بِهِ، وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَتَّخِذُونَ أَسِنَّة مِنْ قُرُونِ الْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ. التَّهْذِيبُ: والمِئَلَّانِ القَرْنانِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الثَّوْرَ: إِذا مِئَلًّا قَرْنِه تَزَعْزَعا قَالَ أَبو عمرو: المِئَلُّ حَدُّ رَوْقه وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الأَلَّة وَهِيَ الحَرْبة. والتَّأْلِيل: التَّحْدِيدُ وَالتَّحْرِيفُ. وأُذن مُؤَلَّلَة: مُحَدَّدَةٌ مَنْصُوبَةٌ مُلَطَّفة. وإِنه لمُؤَلَّل الْوَجْهِ أَي حَسَنه سَهْله؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كأَنه قَدْ أُلِّل. وأَلَلا السِّكينِ والكتفِ وَكُلِّ شَيْءٍ عَريض: وَجْهَاه. وَقِيلَ: أَلَلا الكتفِ اللَّحمتان الْمُتَطَابِقَتَانِ بَيْنَهُمَا فَجْوة عَلَى وَجْهِ الْكَتِفِ، فإِذا قُشرت إِحداهما عَنِ الأُخرى سَالَ مِنْ بَيْنِهِمَا مَاءٌ، وَهُمَا الأَلَلان. وَحَكَى الأَصمعي عَنْ عِيسَى بْنِ أَبي إِسحق أَنه قَالَ: قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لِابْنَتِهَا لَا تُهْدِي إِلى ضَرَّتِك الكتفَ فإِن الماءَ يَجْري بَيْنَ أَلَلَيْها أَي أَهْدي شَرًّا مِنْهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِحدى هَاتَيْنِ اللَّحمتين الرُّقَّى وَهِيَ كَالشَّحْمَةِ الْبَيْضَاءِ تَكُونُ فِي مَرْجِع الكَتِف، وَعَلَيْهَا أُخرى مثلُها تُسَمَّى المأْتَى. التَّهْذِيبُ: والأَلَلُ والأَلَلانِ وَجْها السِّكين ووَجْها كُلِّ شَيْءٍ عَرِيض. وأَلَّلْتُ الشيءَ تَأْلِيلًا أَي حَدَّدْتُ طَرَفه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفة بْنِ الْعَبْدِ يَصِفُ أُذني نَاقَتِهِ بالحِدَّة وَالِانْتِصَابِ: مُؤَلَّلتانِ يُعْرَف العِتْقُ فِيهِمَا، ... كَسَامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ الْفَرَّاءُ: الأُلَّة الراعِية الْبَعِيدَةُ المَرْعَى مِنَ الرُّعاة. والإِلَّة: الْقَرَابَةُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: عَجِبَ رَبُّكُمْ مِنْ إِلِّكم وقُنوطِكم وَسُرْعَةِ إِجابته إِياكم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمُحَدِّثُونَ رَوَوْهُ مِنْ إِلِّكم، بِكَسْرِ الأَلف، وَالْمَحْفُوظُ عِنْدَنَا مِنْ أَلِّكم ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ أَشبه بِالْمَصَادِرِ كأَنه أَراد مِنْ شِدَّةِ قُنُوطِكُمْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِكَ أَلَّ يَئِلُّ أَلًّا وأَلَلَا وأَلِيلَا، وَهُوَ أَن يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ ويَجْأَر؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ رَجُلًا: وأَنتَ مَا أَنتَ، فِي غَبْراءَ مُظْلِمةٍ، ... إِذا دَعَتْ أَلَلَيْها الكاعِبُ الفُضُل قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ أَلَلَيها أَنه يُرِيدُ الأَلَل الْمَصْدَرَ ثُمَّ ثَنّاه وَهُوَ نَادِرٌ كأَنه يُرِيدُ صَوْتًا بَعْدَ صَوْتٍ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ أَلَلَيْها أَن يُرِيدَ حِكَايَةَ أَصوات النِّسَاءِ بالنَّبَطية إِذا صَرَخْنَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي غَبْرَاءَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، وَالْعَامِلُ فِي الْحَالِ مَا فِي قَوْلِهِ مَا أَنت مِنْ مَعْنَى التَّعْظِيمِ كأَنه قَالَ عَظُمْتَ حَالًا فِي غَبْراء. والأَلُّ: الصِّيَاحُ. ابْنُ سِيدَهْ: والأَلَلُ والأَلِيلُ والأَلِيلَة والأَلَلانُ كُلُّهُ الأَنين، وَقِيلَ: عَلَزُ الحُمَّى.

التَّهْذِيبُ: الأَلِيل الأَنين؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَما تَرَانِي أَشتكي الأَلِيلا أَبو عمرو: يقال لَهُ الوَيْل والأَلِيل، والأَلِيل الأَنين؛ وأَنشد لِابْنِ مَيّادة: وقُولا لَهَا: مَا تَأْمُرينَ بوامقٍ، ... لَهُ بَعْدَ نَوْماتِ العُيُونِ أَلِيلُ؟ أَي تَوَجُّع وأَنين؛ وَقَدْ أَلَّ يَئِلُّ أَلًّا وأَلِيلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَسَّرَ الشَّيْبَانِيُّ الأَلِيل بالحَنين؛ وأَنشد الْمَرَّارُ: دَنَوْنَ، فكُلُّهنَّ كَذَاتِ بَوٍّ، ... إِذا حُشِيَت سَمِعْتَ لَهَا أَلِيلا وَقَدْ أَلَّ يَئِلُّ وأَلَّ يَؤُلُّ أَلًّا وأَلَلًا وأَلِيلًا: رَفَعَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَن امرأَة سأَلت عَنِ المرأَة تَحْتَلِم فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: تَرِبَتْ يَدَاك وأَلَّتْ وَهَلْ تَرَى المرأَة ذَلِكَ؟ أَلَّتْ أَي صَاحَتْ لِمَا أَصابها مِنْ شِدَّةِ هَذَا الْكَلَامِ، وَيُرْوَى بِضَمِّ الْهَمْزَةِ مَعَ تَشْدِيدِ اللَّامِ، أَي طُعِنَت بالأَلَّة وَهِيَ الحَرْبة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ بُعد لأَنه لَا يُلَائِمُ لَفْظَ الْحَدِيثِ. والأَلِيلُ والأَلِيلَة: الثُّكْلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلِيَ الأَلِيلةُ، إِن قَتَلْتُ خُؤُولتي، ... ولِيَ الأَلِيلَة إِنْ هُمُ لم يُقْتَلوا وقال آخَرُ: يَا أَيها الذِّئْبُ، لَكَ الأَلِيل، ... هَلْ لَكَ فِي باعٍ كَمَا تَقُولُ؟ «1» . قَالَ: مَعْنَاهُ ثَكِلتك أُمُّك هَلْ لَكَ فِي بَاعٍ كَمَا تُحِبُّ؛ قَالَ الكُمَيت: وضِياءُ الأُمُور فِي كُلِّ خَطْبٍ، ... قِيلَ للأُمَّهاتِ مِنْهُ الأَلِيل أَي بُكَاءٌ وَصِيَاحٌ من الأَلَلِيِّ؛ وقال الكميتُ أَيضاً: بضَرْبٍ يُتْبِعُ الأَلَلِيّ مِنْهُ ... فَتاة الحَيِّ، وَسْطَهُمُ، الرَّنِينا والأَلُّ، بِالْفَتْحِ: السُّرْعةُ وَالْبَرِيقُ وَرَفْعُ الصَّوْتِ، وَجَمْعُ أَلَّة للحَرْبة. والأَلِيلُ: صَلِيلُ الحَصَى، وَقِيلَ: هُوَ صَلِيلُ الحَجَر أَيًّا كَانَ؛ الأُولى عَنْ ثَعْلَبٍ. والأَلِيل: خَرِيرُ الماءِ. وأَلِيلُ الماءِ: خَرِيرُه وقَسِيبُه. وأَلِلَ السِّقاء، بِالْكَسْرِ، أَي تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ، وَهَذَا أَحد مَا جَاءَ بإِظهار التَّضْعِيفِ. التَّهْذِيبُ: قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ أَلَّ فُلَانٌ فأَطال المسأَلة إِذا سأَل، وَقَدْ أَطال الأَلَّ إِذا أَطال السؤَال؛ وَقَوْلُ بَعْضِ الرُّجّاز: قَامَ إِلى حَمْراءَ كالطِّرْبال، ... فَهَمَّ بالصَّحْن بِلَا ائْتِلال، غَمامةً تَرْعُدُ مِنْ دَلال يَقُولُ: هَمَّ اللبَن فِي الصَّحن وَهُوَ القَدَح، وَمَعْنَى هَمَّ حَلَب، وَقَوْلُهُ بِلَا ائْتِلال أَي بِلَا رِفْقٍ وَلَا حُسْن تَأَتٍّ للحَلْب، ونَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ فشَبَّه حَلب اللَّبَنِ بِسَحَابَةٍ تُمْطِر. التَّهْذِيبُ: اللِّحْيَانِيُّ: فِي أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ، وَهُوَ أَن تُقْبل الأَسنان عَلَى بَاطِنِ الْفَمِ. وأَلِلَتْ أَسنانُه أَيضاً: فَسَدَتْ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ مِئَلٌّ يَقَعُ فِي النَّاسِ. والإِلُّ: الحِلْف والعَهْد. وَبِهِ فسَّر أَبو عُبَيْدَةَ قَوْلَهُ تَعَالَى: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً . وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وَفِيُّ الإِلِّ كرِيمُ الخِلِ ؛ أَرادت أَنها وَفِيَّة الْعَهْدِ، وإِنما ذُكِّر لأَنه إِنما ذُهِبَ بِهِ إِلى

_ (1). قَوْلِهِ [في باع] كذا في الأصل، وفي شرح القاموس: في راع، بالراء

مَعْنَى التَّشْبِيهِ أَي هِيَ مِثْلُ الرَّجُلِ الوَفيِّ الْعَهْدِ. والإِلُّ: الْقَرَابَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَخُونُ العَهْد وَيَقْطَعُ الإِلَ ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَقَدْ خَفَّفَت الْعَرَبُ الإِلَّ؛ قَالَ الأَعشى: أَبيض لَا يَرْهَب الهُزالَ، وَلَا ... يَقْطعُ رُحْماً، وَلَا يَخُون إِلَّا قَالَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَن يَكُونَ إِلَّا فِي مَعْنَى نِعْمة، وَهُوَ وَاحِدُ آلَاءِ اللَّهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والإِلُّ: الْقَرَابَةُ؛ قَالَ حَسّان بْنُ ثَابِتٍ: لَعَمْرُك إِنَّ إِلَّك، مِنْ قُرَيْش، ... كإِلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأْلِ النَّعَام وقال مُجَاهِدٌ وَالشَّعْبِيُّ: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ، قِيلَ: الإِلُّ الْعَهْدُ، وَالذِّمَّةُ مَا يُتَذَمَّم بِهِ؛ وقال الْفَرَّاءُ: الإِلُّ الْقَرَابَةُ، والذِّمة العَهد، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِالْوَجْهِ لأَن أَسماء اللَّهِ تَعَالَى مَعْرُوفَةٌ كَمَا جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ وَتُلِيَتْ فِي الأَخبار. قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعِ الدَّاعِيَ يَقُولُ فِي الدُّعَاءِ يَا إِلُّ كَمَا يَقُولُ يَا اللَّهُ وَيَا رَحْمَنُ وَيَا رَحِيمُ يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ، قَالَ: وحقيقةُ الإِلِّ عَلَى مَا تُوجِبُهُ اللُّغَةُ تحديدُ الشَّيْءِ، فَمِنْ ذَلِكَ الأَلَّة الحَرْبة لأَنها مُحَدَّدَةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ أُذن مُؤَلَّلَة إِذا كَانَتْ مُحَدَّدَةً، فالإِلُّ يَخْرُجُ فِي جَمِيعِ مَا فُسِّرَ مِنَ الْعَهْدِ وَالْقَرَابَةِ والجِوَار، عَلَى هَذَا إِذا قُلْتَ فِي الْعَهْدِ بَيْنَهُمَا الإِلُّ، فتأْويله أَنهما قَدْ حَدَّدَا فِي أَخذ الْعَهْدِ، وإِذا قُلْتَ فِي الجِوَار بَيْنَهُمَا إِلٌّ، فتأْويله جِوَار يُحَادُّ الإِنسان، وإِذا قُلْتَهُ فِي الْقَرَابَةِ فتأْويله الْقَرَابَةُ الَّتِي تُحادّ الإِنسان. والإِلُّ: الْجَارُ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِلُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا تُلِيَ عَلَيْهِ سَجْع مُسَيْلِمة: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا جَاءَ مِنْ إِلّ وَلَا برٍّ فَأَيْن ذُهِب بِكُمْ ، أَي مِنْ رُبُوبِيَّةٍ؛ وَقِيلَ: الإِلُّ الأَصل الْجَيِّدُ، أَي لَمْ يَجئ مِنَ الأَصل الَّذِي جَاءَ مِنْهُ الْقُرْآنُ، وَقِيلَ: الإِلُّ النَّسَب وَالْقَرَابَةُ فَيَكُونُ الْمَعْنَى إِن هَذَا كَلَامٌ غَيْرُ صَادِرٍ مِنْ مُنَاسَبَةِ الْحَقِّ والإِدلاء بِسَبَبٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصّدِّيق. وَفِي حَدِيثِ لَقيط: أُنبئك بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي إِلِّ اللَّهِ أَي فِي رُبُوبِيَّتِهِ وإِلَهيته وَقُدْرَتِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي عَهْدِ اللَّهِ مِنَ الإِلِّ العهدِ. التَّهْذِيبُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن يَعْقُوبَ بن إِسحق، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانَ شَدِيدًا فَجَاءَهُ مَلَك فَقَالَ: صارِعْني، فَصَارَعَهُ يَعْقُوبُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: إِسْرَإِلّ، وإِلّ اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِلُغَتهم وإِسْر شَدَّةٌ، وَسُمِّي يَعْقُوبُ إِسْرَإِلّ بِذَلِكَ وَلَمَّا عُرِّب قِيلَ إِسرائيل؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كُلُّ اسْمٍ فِي الْعَرَبِ آخِرُهُ إِلّ أَو إِيل فَهُوَ مُضَافٌ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَشُرَحْبِيل وشَرَاحيل وشِهْمِيل، وَهُوَ كَقَوْلِكَ عَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ إِذ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَصُرِفَ جِبْرِيلُ وَمَا أَشبهه. والإِلُّ: الرُّبُوبِيَّةُ. والأُلُّ، بِالضَّمِّ: الأَوّل فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ الأَوّل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لِمَنْ زُحْلوقَةٌ زُلُّ، ... بِهَا العَيْنان تَنْهلُ يُنَادِي الآخِرَ الأُلُّ: ... أَلا حُلُّوا، أَلا حُلّوا وإِن شِئْتَ قُلْتَ: إِنما أَراد الأَوَّل فبَنَى مِنَ الْكَلِمَةِ عَلَى مِثال فُعْل فَقَالَ وُلّ، ثُمَّ هَمَزَ الْوَاوَ لأَنها مَضْمُومَةٌ غَيْرَ أَنا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا وُلّ، قَالَ الْمُفَضَّلُ فِي

قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ أَلا حُلُّوا، قَالَ: هَذَا مَعْنَى لُعْبة لِلصِّبْيَانِ يَجْتَمِعُونَ فيأْخذون خَشَبَةً فَيَضَعُونَهَا عَلَى قَوْزٍ مِنْ رَمْلٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَى أَحد طَرَفيها جَمَاعَةٌ وَعَلَى الْآخَرِ جَمَاعَةٌ، فأَيُّ الْجَمَاعَتَيْنِ كَانَتْ أَرزن ارْتَفَعَتِ الأُخرى، فَيُنَادُونَ أَصحاب الطَّرَفِ الْآخَرِ أَلا حُلُّوا أَي خَفِّفُوا عَنْ عَدَدِكُمْ حَتَّى نُسَاوِيَكُمْ فِي التَّعْدِيلِ، قَالَ: وَهَذِهِ الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الدَّوْدَاةَ والزُّحْلوقة، قَالَ: تُسَمَّى أُرْجوحة الْحَضَرِ الْمُطَوِّحَةَ. التَّهْذِيبُ: الأَلِيلَة الدُّبَيْلة، والأَلَلَة الهَوْدَج الصَّغِيرُ، والإِلُّ الحِقد. ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الضَّلال بنُ الأَلال بْنِ التَّلال؛ وأَنشد: أَصبحتَ تَنْهَضُ فِي ضَلالِك سادِراً، ... إِن الضَّلال ابْنُ الأَلال، فَأَقْصِر وإِلالٌ وأَلالٌ: جبل بمكة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بمُصْطَحَباتٍ مِنْ لَصَاف وثَبْرَةٍ ... يَزُرْنَ أَلالًا، سَيْرُهنّ التَّدافُعُ والأَلالُ، بِالْفَتْحِ: جَبَلٌ بِعَرَفَاتٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ الإِلُّ حَبْل مِنْ رَمْلٍ بِهِ يَقِفُ النَّاسُ مِنْ عَرَفَاتٍ عَنْ يَمِينِ الإِمام. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ إِلالٍ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ الأُولى، جَبَل عَنْ يَمِينِ الإِمام بِعَرَفَةَ. وإِلّا حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ وَهِيَ النَّاصِبَةُ فِي قَوْلِكَ جَاءَنِي الْقَوْمُ إِلَّا زَيْدًا، لأَنها نَائِبَةٌ عَنْ أَستثني وَعَنْ لَا أَعني؛ هَذَا قَوْلُ أَبي الْعَبَّاسِ المبرد؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا مَرْدُودٌ عِنْدَنَا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَدَافُعِ الأَمرين الإِعمال الْمُبْقِي حُكْمَ الْفِعْلِ وَالِانْصِرَافِ عَنْهُ إِلى الْحَرْفِ الْمُخْتَصِّ بِهِ الْقَوْلُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ أُولُو بِمَعْنَى ذَوو لَا يُفْرد لَهُ وَاحِدٌ وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا مُضَافًا، كَقَوْلِكَ أُولُو بأْس شَدِيدٍ وأُولُو كَرَمٍ، كأَن وَاحِدَهُ أُلٌ، وَالْوَاوَ لِلْجَمْعِ، أَلا تَرَى أَنها تَكُونُ في الرفع واواً وفي النَّصْبِ وَالْجَرِّ يَاءً؟ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: هُمْ أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنْ أَهل الْعِلْمِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنهم الأُمراء، والأُمراء إِذا كَانُوا أُولي عِلْمٍ وَدِينٍ وَآخِذِينَ بِمَا يَقُولُهُ أَهل الْعِلْمِ فَطَاعَتُهُمْ فَرِيضَةٌ، وَجُمْلَةُ أُولي الأَمر مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَقُومُ بشأْنهم فِي أَمر دِينِهِمْ وَجَمِيعِ مَا أَدّى إِلى صلاحهم. أمل: الأَمَل والأَمْل والإِمْل: الرَّجاء؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَالْجَمْعُ آمَال. وأَمَلْتُه آمُلُه وَقَدْ أَمَلَه يَأْمُلُه أَمْلًا؛ الْمَصْدَرُ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وأَمَّلَه تَأْمِيلًا، وَيُقَالُ أَمَلَ خَيْرَه يَأْمُلُه أَمْلًا، وَمَا أَطول إِمْلَته، مِنَ الأَمَل أَي أَمَله، وإِنه لَطويلُ الإِمْلَة أَي التأْميل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، مِثْلَ الجِلسة والرِّكبة. والتَّأَمُّلُ: التَّثَبُّت. وتأَمَّلْتُ الشيءَ أَي نَظَرْتُ إِليه مُستثْبِتاً لَهُ. وتَأَمَّلَ الرجلُ: تَثَبَّت فِي الأَمر وَالنَّظَرِ. والأَمِيلُ عَلَى فَعيل: حَبْلٌ مِنَ الرَّمْلِ مُعْتَزَلٌ عَنْ مُعْظَمِهِ عَلَى تَقْدِيرِ مِيل؛ وأَنشد: كالبَرْق يَجْتاز أَمِيلًا أَعْرَفا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الأَمِيل حَبْل مِنَ الرَّمْلِ يَكُونُ عَرْضه نَحْوًا مِنْ مِيل، وَقِيلَ: يَكُونُ عَرْضُهُ مِيلًا وَطُولُهُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَقِيلَ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ، وَقِيلَ عَرْضُهُ نِصْفُ يَوْمٍ، وَقِيلَ الأَمِيل ما ارتفع من الرَّمْلِ مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَمِيل اسْمُ مَوْضِعٍ أَيضاً، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

وهُمُ عَلَى هَدَبِ الأَمِيل تَداركوا ... نَعَماً، تُشَلُّ إِلى الرَّئيس وتُعْكَل «2» . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنهم أَرادوا بالأَمِيلِ مِنَ الرَّمْلِ الأَمْيَلَ فَخُفِّف بِشَيْءٍ؛ قَالَ: وَلَا يُعْلَمُ مِنْ كَلَامِهِمْ مَا يُشْبِهُ هَذَا، وَجَمْعُ الأَمِيلِ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الرَّمْلِ: أُمُل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وأَمُول: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: رِجالُ بَنِي زُبَيْدٍ غَيَّبَتْهم ... جِبالُ أَمُولَ، لَا سُقِيَتْ أَمُولُ ابْنُ الأَعرابي: الأَمَلَة أَعوان الرجل، واحدهم آمل. أهل: الأَهْل: أَهل الرَّجُلِ وأَهْلُ الدَّارِ، وَكَذَلِكَ الأَهْلَة؛ قَالَ أَبو الطَّمَحان: وأَهْلَةِ وُدٍّ قَدْ تَبَرَّيتُ وُدَّهم، ... وأَبْلَيْتُهم في الحمد جُهْدي ونَائلي ابْنُ سِيدَهْ: أَهْل الرَّجُلِ عَشِيرتُه وذَوُو قُرْباه، وَالْجَمْعُ أَهْلُون وآهَالٌ وأَهَالٍ وأَهْلات وأَهَلات؛ قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيُّ: وهُمْ أَهَلاتٌ حَوْلَ قَيْسِ بنِ عَاصِمٍ، ... إِذا أَدْلَجوا باللَّيل يَدْعُونَ كَوْثَرا وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: وبَلْدَةٍ مَا الإِنْسُ مِنْ آهَالِها، ... تَرَى بِها العَوْهَقَ مِنْ وِئالِها وِئالُها: جَمْعُ وَائِلٍ كَقَائِمٍ وقِيام؛ وَيُرْوَى الْبَيْتُ: وبَلْدَةٍ يَسْتَنُّ حَازِي آلِها قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَهْلات، فَخَفَّفُوا، شَبَّهوها بصعْبات حَيْثُ كَانَ أَهْل مذكَّراً تَدْخُلُهُ الْوَاوُ وَالنُّونُ، فَلَمَّا جَاءَ مُؤَنَّثُهُ كَمُؤَنَّثِ صَعْب فُعل بِهِ كَمَا فُعِلَ بِمُؤَنَّثِ صَعْب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الأَهْل فِيمَا حَكى أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ أَن حَكِيم بْنَ مُعَيَّة الرَّبَعي كَانَ يُفَضِّل الفَرَزْدق عَلَى جَرير، فهَجَا جَرِيرٌ حَكِيمًا فَانْتَصَرَ لَهُ كِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ أَو أَخوه رَبَعِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ، فَقَالَ يَهْجُو جَرِيرًا: غَضِبْتَ عَلَيْنَا أَن عَلاك ابْنُ غَالِبٍ، ... فهَلَّا عَلَى جَدَّيْك، في ذاك، تَغْضَبُ؟ هما، حينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ أَهْلِهِ، ... أَناخَا فشَدَّاك العِقال المُؤَرَّبُ «3». وَمَا يُجْعَل البَحْرُ الخِضَمُّ، إِذا طَمَا، ... كَجُدٍّ ظَنُونٍ، ماؤُه يُتَرقَّبُ أَلَسْتَ كُلَيبيًّا لأَلأَمِ وَالدٍ، ... وأَلأَمِ أُمٍّ فَرَّجَتْ بِكَ أَو أَبُ؟ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِ أَهْل: أَهْلُون، وَسُئِلَ الْخَلِيلُ: لِمَ سَكَّنُوا الْهَاءَ وَلَمْ يُحَرِّكُوهَا كَمَا حَرَّكُوا أَرَضِين؟ فَقَالَ: لأَن الأَهْل مُذَكَّرٌ، قِيلَ: فَلِمَ قَالُوا أَهَلات؟ قَالَ: شَبَّهُوهَا بأَرَضات، وأَنشد بَيْتَ الْمُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَهْلات عَلَى الْقِيَاسِ. والأَهَالِي: جَمْعُ الْجَمْعِ وَجَاءَتِ الْيَاءُ الَّتِي فِي أَهَالِي مِنَ الْيَاءِ الَّتِي فِي الأَهْلين. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْل الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّته أَي حَفَظة الْقُرْآنِ الْعَامِلُونَ بِهِ هُمْ أَولياء اللَّهِ وَالْمُخْتَصُّونَ بِهِ اختصاصَ أَهْلِ الإِنسان بِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ فِي اسْتِخْلَافِهِ عُمَرَ: أَقول لَهُ، إِذا لَقِيتُه، اسْتعملتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ ؛ يُرِيدُ خَيْرَ الْمُهَاجِرِينَ وَكَانُوا يسمُّون أَهْلَ مَكَّةَ أَهْل اللَّهِ

_ (2). قوله [وَهُمُ عَلَى هَدَبِ الْأَمِيلِ] الذي في المعجم: على صدف الأَمِيل (3). قوله: [شداك العقال]؛ أراد: بالعقال، فنصب بنزع الخافض، وورد مؤرب، في الأَصل، مضموماً، وحقه النصب لأَنه صفة لعقال، ففي البيت إذاً إقواء

تَعْظِيمًا لَهُمْ كَمَا يُقَالُ بَيْتُ اللَّهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد أَهل بَيْتِ اللَّهِ لأَنهم كَانُوا سُكَّان بَيْتِ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: لَيْسَ بكِ عَلَى أَهْلكِ هَوَانٌ ؛ أَراد بالأَهْل نَفْسَه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَي لَا يَعْلَق بكِ وَلَا يُصيبكِ هَوَانٌ عَلَيْهِمْ. واتَّهَلَ الرجلُ: اتَّخَذَ أَهْلًا؛ قَالَ: فِي دَارَةٍ تُقْسَمُ الأَزْوادُ بَيْنَهم، ... كأَنَّما أَهْلُنا مِنْهَا الَّذِي اتَّهَلا كَذَا أَنشده بِقَلْبِ الْيَاءِ تَاءً ثُمَّ إِدغامها فِي التَّاءِ الثَّانِيَةِ، كَمَا حُكِيَ مِنْ قَوْلِهِمُ اتَّمَنْته، وَإِلَّا فَحُكْمُهُ الْهَمْزَةُ أَو التَّخْفِيفُ الْقِيَاسِيُّ أَي كأَن أَهلنا أَهلُه عِنْدَهُ أَي مِثلُهم فِيمَا يَرَاهُ لَهُمْ مِنَ الْحَقِّ. وأَهْلُ الْمَذْهَبِ: مَنْ يَدين بِهِ. وأَهْلُ الإِسلام: مَن يَدِين بِهِ. وأَهْلُ الأَمر: وُلاتُه. وأَهْلُ الْبَيْتِ: سُكَّانه. وأَهْل الرَّجُلِ: أَخَصُّ النَّاسِ بِهِ. وأَهْلُ بَيْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَزواجُه وبَناته وصِهْرُه، أَعني عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ: نِسَاءِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وَالرِّجَالُ الَّذِينَ هُمْ آلُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ الْقِرَاءَةُ أَهْلَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَدْحِ كَمَا قَالَ: بِكَ اللهَ نَرْجُو الفَضْل وسُبْحانك اللهَ العظيمَ، أَو عَلَى النِّدَاءِ كأَنه قَالَ يَا أَهل الْبَيْتِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد لَيْسَ مِنْ أَهْلِك الَّذِينَ وعدتُهم أَن أُنجيهم، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لَيْسَ مِنْ أَهل دِينِكَ. وأَهَلُ كُلِّ نَبيٍّ: أُمَّته. ومَنْزِلٌ آهِلٌ أَي بِهِ أَهْلُه. ابْنُ سِيدَهْ: وَمَكَانٌ آهِلٌ لَهُ أَهْل؛ سِيبَوَيْهِ: هُوَ عَلَى النَّسَبِ، ومَأْهُول: فِيهِ أَهل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وقِدْماً كَانَ مَأْهُولًا، ... وأَمْسَى مَرْتَعَ العُفْر وَقَالَ رُؤْبَةُ: عَرَفْتُ بالنَّصْرِيَّةِ المَنازِلا ... قَفْراً، وَكَانَتْ مِنْهُمُ مَآهِلا وَمَكَانٌ مَأْهُول، وَقَدْ جَاءَ: أُهِلَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: قَفْرَيْنِ هَذَا ثُمَّ ذَا لَمْ يُؤْهَل وكلُّ شَيْءٍ مِنَ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا أَلِف المَنازلَ أَهْلِيٌّ وآهِلٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ، وَكَذَلِكَ قِيلَ لِمَا أَلِفَ الناسَ والقُرى أَهْلِيٌّ، وَلِمَا اسْتَوْحَشَ بَرِّيّ وَوَحْشِيٌّ كَالْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ. والأَهْلِيُّ: هُوَ الإِنْسِيّ. ونَهى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَكل لُحُومِ الحُمُر الأَهْلِيَّة يومَ خَيْبَرَ ؛ هِيَ الحُمُر الَّتِي تأْلف الْبُيُوتَ وَلَهَا أَصْحاب وَهِيَ مِثْلُ الأُنْسية ضِدُّ الْوَحْشِيَّةِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ: مَرْحَباً وأَهْلًا أَي أَتيتَ رُحْباً أَي سَعَة، وَفِي الْمُحْكَمِ أَي أَتيت أَهْلًا لَا غُرباء فاسَأْنِسْ وَلَا تَسْتَوْحِشْ. وأَهَّلَ بِهِ: قَالَ لَهُ أَهْلًا. وأَهِلَ بِهِ: أَنِس. الْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ: أَهِلْتُ بِهِ وودَقْتُ بِهِ إِذا استأْنستَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمُضَارِعُ مِنْهُ آهَلُ بِهِ، بِفَتْحِ الْهَاءِ. وَهُوَ أَهْلٌ لِكَذَا أَي مُسْتَوجب لَهُ، الواحدُ والجمعُ فِي ذَلِكَ سَواء، وَعَلَى هَذَا قَالُوا: المُلْك لِلَّهِ أَهْلِ المُلْك. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه، عَزَّ وَجَلَّ، أَهْلٌ لأَن يُتَّقَى فَلَا يُعْصَى وأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ لِمَنِ اتَّقاه، وَقِيلَ: قَوْلُهُ أَهل التَّقْوَى مَوْضِعٌ لأَن يُتَّقى، وأَهْل الْمَغْفِرَةِ مَوْضِعٌ لِذَلِكَ.

الأَزهري: وخطَّأَ بعضُهم قولَ مَنْ يَقُولُ فُلَانٌ يَسْتَأْهِل أَن يُكْرَم أَو يُهان بِمَعْنَى يَسْتحق، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الاسْتِئْهَال إِلَّا مِنَ الإَهالَة، قَالَ: وأَما أَنا فَلَا أُنكره وَلَا أُخَطِّئُ مَنْ قَالَهُ لأَني سَمِعْتُ أَعرابيّاً فَصِيحاً مِنْ بَنِي أَسد يَقُولُ لِرَجُلٍ شَكَرَ عِنْدَهُ يَداً أُولِيَها: تَسْتَأْهِل يَا أَبا حَازِمٍ مَا أُولِيتَ، وَحَضَرَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَعراب فَمَا أَنكروا قَوْلَهُ، قَالَ: ويُحَقِّق ذَلِكَ قولُه هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ . الْمَازِنِيُّ: لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ أَنت مُسْتَأْهِل هَذَا الأَمر وَلَا مُسْتَأْهِل لِهَذَا الأَمر لأَنك إِنما تُرِيدُ أَنت مُسْتَوْجِبٌ لِهَذَا الأَمر، وَلَا يَدُلُّ مُسْتَأْهِل عَلَى مَا أَردت، وإِنما مَعْنَى الْكَلَامِ أَنت تَطْلُبُ أَن تَكُونَ مِنْ أَهل هَذَا الْمَعْنَى وَلَمْ تُرِدْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ تَقُولُ أَنت أَهْلٌ لِهَذَا الأَمر، وَرَوَى أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمُزَالِ وَالْمُفْسِدِ عَنِ الأَصمعي: يُقَالُ اسْتَوْجَبَ ذَلِكَ وَاسْتَحَقَّهُ وَلَا يُقَالُ اسْتَأْهَلَه وَلَا أَنت تَسْتَأْهِل وَلَكِنْ تَقُولُ هُوَ أَهل ذَاكَ وأَهل لِذَاكَ، وَيُقَالُ هُوَ أَهْلَةُ ذَلِكَ. وأَهَّلَه لِذَلِكَ الأَمر تَأْهِيلًا وآهَلَهُ: رَآهُ لَهُ أَهْلًا. واسْتَأْهَلَه: اسْتَوْجَبَهُ، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ، وَمَنْ قَالَ وَهَّلْته ذَهَبَ بِهِ إِلي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ وامَرْتُ وواكَلْت. وأَهْل الرَّجُلِ وأَهلته: زَوْجُه. وأَهَلَ الرجلُ يَأْهِلُ ويَأْهُلُ أَهْلًا وأُهُولًا، وتَأَهَّلَ: تَزَوَّج. وأَهَلَ فُلَانٌ امرأَة يَأْهُلُ إِذا تَزَوَّجَهَا، فَهِيَ مَأْهُولَة. والتَأَهُّلُ: التَّزَوُّجُ. وَفِي بَابِ الدُّعَاءِ: آهَلَكَ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ إِيهَالًا أَي زَوَّجَكَ فِيهَا وأَدخلكها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعْطى الآهِلَ حَظَّين والعَزَب حَظًّا ؛ الآهِل: الَّذِي لَهُ زَوْجَةٌ وَعِيَالٌ، والعَزَب الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ، وَيُرْوَى الأَعزب، وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ وَاللُّغَةُ الفُصْحى العَزَب، يُرِيدُ بِالْعَطَاءِ نصيبَهم مِنَ الفَيْء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ أَمست نِيران بَنِي كَعْبٍ آهِلَةً أَي كَثِيرَةَ الأَهل. وأَهَّلَك اللَّهُ لِلْخَيْرِ تَأْهِيلًا. وآلُ الرَّجُلِ: أَهْلُه. وَآلُ اللَّهِ وَآلُ رَسُولِهِ: أَولياؤه، أَصلها أَهل ثُمَّ أُبدلت الْهَاءُ هَمْزَةً فَصَارَتْ فِي التَّقْدِيرِ أَأْل، فَلَمَّا تَوَالَتِ الْهَمْزَتَانِ أَبدلوا الثَّانِيَةَ أَلفاً كَمَا قَالُوا آدَمُ وَآخَرُ، وَفِي الْفِعْلِ آمَنَ وآزَرَ، فإِن قِيلَ: ولمَ زَعَمْتَ أَنهم قَلَبُوا الْهَاءَ هَمْزَةً ثُمَّ قَلَبُوهَا فِيمَا بَعْدُ، وَمَا أَنكرتَ مِنْ أَن يَكُونَ قَلَبُوا الْهَاءَ أَلفاً فِي أَوَّل الْحَالِ؟ فَالْجَوَابُ أَن الْهَاءَ لَمْ تُقْلَبْ أَلفاً فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فيُقاسَ هَذَا عَلَيْهِ، فَعَلَى هَذَا أُبدلت الْهَاءُ هَمْزَةً ثُمَّ أُبدلت الْهَمْزَةُ أَلفاً، وأَيضاً فإِن الأَلف لَوْ كَانَتْ مُنْقَلِبَةً عَنْ غَيْرِ الْهَمْزَةِ الْمُنْقَلِبَةِ عَنِ الْهَاءِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ لِجَازَ أَن يُسْتَعْمَلَ آلُ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ يُسْتَعْمَلُ فِيهِ أَهل، وَلَوْ كَانَتْ أَلف آلٍ بَدَلًا مِنْ أَهل لَقِيلَ انْصَرِفْ إِلى آلِكَ، كَمَا يُقَالُ انْصَرِف إِلى أَهلك، وآلَكَ والليلَ كَمَا يُقَالُ أَهْلَك والليلَ، فَلَمَّا كَانُوا يَخُصُّونَ بِالْآلِ الأَشرفَ الأَخصَّ دُونَ الشَّائِعِ الأَعم حَتَّى لَا يُقَالَ إِلا فِي نَحْوِ قَوْلِهِمْ: القُرَّاء آلُ اللَّهِ، وَقَوْلُهُمْ: اللهمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ؛ وَكَذَلِكَ مَا أَنشده أَبو الْعَبَّاسِ لِلْفَرَزْدَقِ: نَجَوْتَ، وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ طَلاقةً، ... سِوى رَبَّة التَّقْريبِ مِنْ آلِ أَعْوَجا لأَن أَعوج فِيهِمْ فَرَسٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، فَلِذَلِكَ قَالَ آلَ أَعوجا كَمَا يُقَالُ أَهْل الإِسكاف، دلَّ عَلَى أَن الأَلف لَيْسَتْ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الأَصل، وإِنما هِيَ بَدَلٌ مِنَ الأَصل «1» فَجَرَتْ فِي ذَلِكَ مَجْرَى التَّاءِ في القسم،

_ (1). قوله [وَإِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الأَصل] كذا في الأَصل. ولعل فيه سقطاً. وأصل الكلام، والله أعلم: وَإِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ الأَصل، أو نحو ذلك.

لأَنها بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ فِيهِ، وَالْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ، فَلَمَّا كَانَتِ التَّاءُ فِيهِ بَدَلًا مِنْ بَدَلٍ وَكَانَتْ فَرْعَ الْفَرْعِ اخْتُصَّتْ بأَشرف الأَسماء وأَشهرها، وَهُوَ اسْمُ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُقَل تَزَيْدٍ وَلَا تالبَيْتِ كَمَا لَمْ يُقَل آلُ الإِسكاف وَلَا آلُ الخَيَّاط؛ فإِن قُلْتَ فَقَدْ قَالَ بِشْرٌ: لعَمْرُك مَا يَطْلُبْنَ مِنْ آلِ نِعْمَةٍ، ... ولكِنَّما يَطْلُبْنَ قَيْساً ويَشْكُرا فَقَدْ أَضافه إِلى نِعْمَةٍ وَهِيَ نَكِرَةٌ غَيْرُ مَخْصُوصَةٍ وَلَا مُشَرَّفة، فإِن هَذَا بَيْتٌ شَاذٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَالَّذِي الْعَمَلُ عَلَيْهِ مَا قَدَّمْنَاهُ وَهُوَ رأْي الأَخفش، قَالَ: فإِن قَالَ أَلست تَزْعُمُ أَن الْوَاوَ فِي وَاللَّهِ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ فِي بِاللَّهِ وأَنت لَوْ أَضمرت لَمْ تَقُلْ وَهُ كَمَا تَقُولُ بِهِ لأَفعلن، فَقَدْ تَجِدُ أَيضاً بَعْضَ الْبَدَلِ لَا يَقَعُ مَوْقِعَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، فَمَا نُنْكِرُ أَيضاً أَن تَكُونَ الأَلف فِي آلٍ بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ وإِن كَانَ لَا يَقَعُ جَمِيعَ مَوَاقِعِ أَهل؟ فَالْجَوَابُ أَن الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَن الْوَاوَ لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ وُقُوعِهَا فِي جَمِيعِ مَوَاقِعِ الْبَاءِ مِنْ حَيْثُ امْتَنَعَ مِنْ وُقُوعِ آلٍ فِي جَمِيعِ مَوَاقِعِ أَهل، وَذَلِكَ أَن الإِضمار يَرُدُّ الأَسماء إِلى أُصولها فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ، أَلا تَرَى أَن مَنْ قَالَ أَعطيتكم دِرْهَمًا فحذف الْوَاوَ الَّتِي كَانَتْ بَعْدَ الْمِيمِ وأَسكن الْمِيمَ، فإِنه إِذا أَضمر لِلدِّرْهَمِ قَالَ أَعطيتكموه، فَرَدَّ الْوَاوَ لأَجل اتِّصَالِ الْكَلِمَةِ بِالْمُضْمَرِ؟ فأَما مَا حَكَاهُ يُونُسُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ أَعْطَيْتُكُمْه فَشَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ عِنْدَ عَامَّةِ أَصحابنا، فَلِذَلِكَ جَازَ أَن تَقُولَ: بِهِمْ لأَقعدن وَبِكَ لأَنطلقن، وَلَمْ يَجُزْ أَن تَقُولَ: وَكَ وَلَا وَهُ، بَلْ كَانَ هَذَا فِي الْوَاوِ أَحرى لأَنها حَرْفٌ مُنْفَرِدٌ فَضَعُفَتْ عَنِ الْقُوَّةِ وَعَنْ تَصَرُّفِ الْبَاءِ الَّتِي هِيَ أَصل؛ أَنشدنا أَبو عَلِيٍّ قَالَ: أَنشدنا أَبو زَيْدٍ: رأَى بَرْقاً فأَوْضَعَ فوقَ بَكْرٍ، ... فَلَا بِكَ مَا أَسالَ وَلَا أَغاما قَالَ: وأَنشدنا أَيضاً عَنْهُ: أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالِ ... ليَحْزُنَني، فَلَا بِك مَا أُبالي قَالَ: وأَنت مُمْتَنِعٌ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْآلِ فِي غَيْرِ الأَشهر الأَخص، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ أَضفته إِلى مُظْهَر أَو أَضفته إِلى مُضْمَرٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قِيلَ أَلست تَزْعُمُ أَن التَّاءَ فِي تَوْلَج بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ، وأَن أَصله وَوْلَج لأَنه فَوْعَل مِنَ الوُلُوج، ثُمَّ إِنك مَعَ ذَلِكَ قَدْ تَجِدُهُمْ أَبدلوا الدَّالَ مِنْ هَذِهِ التَّاءِ فَقَالُوا دَوْلَج، وأَنت مَعَ ذَلِكَ قَدْ تَقُولُ دَوْلَج فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَقُولُ فِيهَا تَوْلَج، وإِن كَانَتِ الدَّالُ مَعَ ذَلِكَ بَدَلًا مِنَ التَّاءِ الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ؟ فَالْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ أَن هَذِهِ مُغَالَطَةٌ مِنَ السَّائِلِ، وَذَلِكَ أَنه إِنما كَانَ يطَّرد هَذَا لَهُ لَوْ كَانُوا يَقُولُونَ وَوْلَج ودَوْلَج وَيَسْتَعْمِلُونَ دَوْلَجاً فِي جَمِيعِ أَماكن وَوْلَج، فَهَذَا لَوْ كَانَ كَذَا لَكَانَ لَهُ بِهِ تَعَلّقٌ، وَكَانَتْ تُحْتَسَبُ زِيَادَةً، فأَما وَهُمْ لَا يَقُولُونَ وَوْلَج البَتَّةَ كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ الْوَاوَيْنِ فِي أَول الْكَلِمَةِ، وإِنما قَالُوا تَوْلَج ثُمَّ أَبدلوا الدَّالَ مِنَ التَّاءِ الْمُبْدَلَةِ مِنَ الْوَاوِ فَقَالُوا دَوْلَج، فإِنما اسْتَعْمَلُوا الدَّالَ مَكَانَ التَّاءِ الَّتِي هِيَ فِي الْمَرْتَبَةِ قَبْلَهَا تَلِيهَا، وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا الدَّالَ مَوْضِعَ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ الأَصل فَصَارَ إِبدال الدَّالِ مِنَ التَّاءِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ كإِبدال الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ فِي نَحْوِ أُقِّتَتْ وأُجُوه لِقُرْبِهَا مِنْهَا، ولأَنه لَا مَنْزِلَةَ بَيْنَهُمَا وَاسِطَةً، وَكَذَلِكَ لَوْ عَارَضَ مُعَارِضٌ بهُنَيْهَة تَصْغِيرِ هَنَة فَقَالَ: أَلست تَزْعُمُ أَن أَصلها هُنَيْوَة ثُمَّ صَارَتْ هُنَيَّة ثُمَّ صَارَتْ هُنَيْهة، وأَنت

قَدْ تَقُولُ هُنَيْهة فِي كُلِّ مَوْضِعٍ قَدْ تَقُولُ فِيهِ هُنَيَّة؟ كَانَ الْجَوَابُ وَاحِدًا كَالَّذِي قَبْلَهُ، أَلا تَرَى أَن هُنَيْوة الَّذِي هُوَ أَصل لَا يُنْطَق بِهِ وَلَا يُسْتَعْمَلُ البَتَّة فَجَرَى ذَلِكَ مَجْرَى وَوْلَج فِي رَفْضِهِ وَتَرْكِ اسْتِعْمَالِهِ؟ فَهَذَا كُلُّهُ يؤَكد عِنْدَكَ أَن امْتِنَاعَهُ مِنِ اسْتِعْمَالِ آلٍ فِي جَمِيعِ مَوَاقِعِ أَهل إِنما هُوَ لأَن فيه بدلا من بدل، كَمَا كَانَتِ التَّاءُ فِي الْقَسَمِ بَدَلًا مَنْ بَدَلٍ. والإِهَالَةُ: مَا أَذَبْتَ مِنَ الشَّحْمِ، وَقِيلَ: الإِهَالة الشَّحْمُ وَالزَّيْتُ، وَقِيلَ: كُلُّ دُهْنٍ اؤْتُدِم بِهِ إِهالةٌ، والإِهَالَة الوَدَك. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُدْعى إِلى خُبْز الشَّعِيرِ والإَهالَة السَّنِخَة فيُجيب ، قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الأَدهان مِمَّا يُؤْتَدَم بِهِ إِهالَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أُذيب مِنَ الأَلْية والشَّحم، وَقِيلَ: الدَّسَم الْجَامِدُ والسَّنِخة الْمُتَغَيِّرَةُ الرِّيحِ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ فِي صِفَةِ النَّارِ: يُجَاءُ بجهنَم يَوْمَ الْقِيَامَةِ كأَنها مَتْنُ إِهَالَة أَي ظَهْرُها. قَالَ: وَكُلُّ مَا اؤْتدم بِهِ مِنْ زُبْد ووَدَك شَحْمٍ ودُهْنِ سِمْسِمٍ وَغَيْرِهِ فَهُوَ إِهالَة، وَكَذَلِكَ مَا عَلا القِدْرَ مِنْ وَدَك اللَّحْمِ السَّمين إِهالَة، وَقِيلَ: الأَلْية المُذابة وَالشَّحْمُ الْمُذَابُ إِهالَة أَيضاً. ومَتْن الإِهَالَة: ظَهْرُها إِذا سُكِبَت فِي الإِناء، فَشَبَّه كَعْبٌ سُكُونَ جَهَنَّمَ قَبْلَ أَن يَصِيرَ الْكُفَّارُ فِيهَا بِذَلِكَ. واسْتَأْهَل الرجلُ إِذا ائْتَدَمَ بالإِهالة. والمُسْتَأْهِل: الَّذِي يأْخذ الإِهالة أَو يأْكلها؛ وأَنشد ابْنُ قُتَيْبَةَ لِعَمْرِو بْنِ أَسْوَى: لَا بَلْ كُلِي يَا أُمَّ، واسْتَأْهِلي، ... إِن الَّذِي أَنْفَقْتُ مِنْ مالِيَه وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ فُلَانٌ أَهل لِكَذَا وَلَا تَقُلْ مُسْتَأْهِل، والعامَّة تقول. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو الْهَيْثَمِ خَالِدٌ الْكَاتِبُ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لإِبراهيم بْنِ الْمَهْدِيِّ بِالْخِلَافَةِ طَلَبَنِي وَقَدْ كَانَ يَعْرِفُنِي، فَلَمَّا دَخَلْتُ إِليه قَالَ: أَنْشِدْني، فَقُلْتُ: يَا أَمير المؤْمنين، لَيْسَ شِعْرِي كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا ، وإِنما أَنا أَمزحُ وأَعْبَثُ بِهِ؛ فَقَالَ: لَا تَقُلْ يَا خَالِدُ هَكَذَا، فَالْعِلْمُ جِدٌّ كُلُّهُ؛ ثُمَّ أَنْشدته: كُنْ أَنت للرَّحْمَة مُسْتَأْهِلًا، ... إِن لَمْ أَكُنْ مِنْكَ بِمُسْتَأْهِل أَلَيْسَ مِنْ آفَةِ هَذَا الهَوى ... بُكاءُ مَقْتُولٍ عَلَى قَاتِلِ؟ قَالَ: مُسْتَأْهِل لَيْسَ مِنْ فَصِيحِ الْكَلَامِ وإِنما المُسْتَأْهِل الَّذِي يأْخذ الإِهالة، قَالَ: وَقَوْلُ خَالِدٍ لَيْسَ بِحُجَّةٍ لأَنه مُوَلَّدٌ، والله أَعلم. أول: الأَوْلُ: الرُّجُوعُ. آلَ الشيءُ يَؤُولُ أَوْلًا ومَآلًا: رَجَع. وأَوَّلَ إِليه الشيءَ: رَجَعَه. وأُلْتُ عَنِ الشَّيْءِ: ارْتَدَدْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صَامَ الدَّهْرَ فَلَا صَامَ وَلَا آلَ أَي لَا رَجَعَ إِلى خير، والأَوْلُ الرجوع. في حَدِيثِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيِّ: حَتَّى آلَ السُّلامِيُ أَي رَجَعَ إِليه المُخ. وَيُقَالُ: طَبَخْت النبيذَ حَتَّى آلَ إِلَى الثُّلُث أَو الرُّبع أَي رَجَع؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ لِهِشَامٍ: حَتَّى إِذا أَمْعَرُوا صَفْقَيْ مَباءَتِهِم، ... وجَرَّد الخَطْبُ أَثْباجَ الجراثِيم آلُوا الجِمَالَ هَرامِيلَ العِفاءِ بِها، ... عَلَى المَناكِبِ رَيْعٌ غَيْرُ مَجْلُوم قَوْلُهُ آلُوا الجِمَال: ردُّوها لِيَرْتَحِلُوا عَلَيْهَا. والإِيَّل والأُيَّل: مِنَ الوَحْشِ، وَقِيلَ هُوَ الوَعِل؛

قَالَ الْفَارِسِيُّ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَآلِهِ إِلى الْجَبَلِ يَتَحَصَّنُ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِيَّل وأُيَّل عَلَى هَذَا فِعْيَل وفُعيْل، وَحَكَى الطُّوسِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَيِّل كسَيِّد مِنْ تذكِرة أَبي عَلِيٍّ. اللَّيْثُ: الأَيِّل الذَّكَرُ مِنَ الأَوْعال، وَالْجَمْعُ الأَيَايِل، وأَنشد: كأَنَّ فِي أَذْنابِهنَّ الشُّوَّل، ... مِنْ عَبَسِ الصَّيْف، قُرونَ الإِيَّل وَقِيلَ: فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: إِيَّل وأَيِّل وأُيَّل عَلَى مِثَالِ فُعَّل، وَالْوَجْهُ الْكَسْرُ، والأُنثى إِيَّلة، وَهُوَ الأَرْوَى. وأَوَّلَ الكلامَ وتَأَوَّلَهُ: دَبَّره وقدَّره، وأَوَّلَهُ وتَأَوَّلهُ: فَسَّره. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ؛ أَي لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ عِلْمُ تأْويله، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن عِلْمَ التَّأْوِيل يَنْبَغِي أَن يُنْظَرَ فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يأْتهم ما يؤُول إِليه أَمرهم فِي التَّكْذِيبِ بِهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، وَدَلِيلُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: اللَّهُمَّ فَقِّهه فِي الدِّينِ وعَلِّمه التَّأْوِيل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ آلَ الشيءُ يَؤُولُ إِلى كَذَا أَي رَجَع وَصَارَ إِليه، وَالْمُرَادُ بالتَّأْوِيل نَقْلُ ظَاهِرِ اللَّفْظِ عَنْ وَضْعِهِ الأَصلي إِلى مَا يَحتاج إِلى دَلِيلٍ لَوْلَاهُ مَا تُرِك ظاهرُ اللَّفْظِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُكْثِرُ أَن يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ يَتَأَوَّل القرآنَ ، تَعْنِي أَنه مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: قُلْتُ لعُروة مَا بالُ عائشةَ تُتِمُّ فِي السَّفَر يَعْنِي الصَّلَاةَ؟ قَالَ: تَأَوَّلَت «2» كَمَا تَأَوَّلَ عثمانُ ؛ أَراد بتَأْوِيل عُثْمَانَ مَا رُوِيَ عَنْهُ أَنه أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِمَكَّةَ فِي الْحَجِّ ، وَذَلِكَ أَنه نَوَى الإِقامة بِهَا. التَّهْذِيبُ: وأَما التَّأْوِيل فَهُوَ تَفْعِيلٌ مِنْ أَوَّلَ يُؤَوِّلُ تَأْوِيلًا وثُلاثِيُّه آلَ يَؤُولُ أَي رَجَعَ وَعَادَ. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ التَّأْوِيل فَقَالَ: التَّأْوِيل وَالْمَعْنَى وَالتَّفْسِيرُ وَاحِدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ أُلْتُ الشيءَ أَؤُولُهُ إِذا جَمَعْتَهُ وأَصلحته فَكَانَ التَّأْوِيل جَمْعَ مَعَانِي أَلفاظ أَشكَلَت بِلَفْظٍ وَاضِحٍ لَا إِشْكَالَ فِيهِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: أَوَّلَ اللهُ عَلَيْكَ أَمرَك أَي جَمَعَه، وإِذا دَعَوا عَلَيْهِ قَالُوا: لَا أَوَّلَ اللهُ عَلَيْكَ شَمْلَك. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ للمُضِلِّ: أَوَّلَ اللهُ عَلَيْكَ أَي رَدَّ عَلَيْكَ ضالَّتك وجَمَعها لَكَ. وَيُقَالُ: تَأَوَّلت فِي فُلَانٍ الأَجْرَ إِذا تَحَرَّيته وَطَلَبْتَهُ. اللَّيْثُ: التَّأَوُّلُ والتَّأْوِيلُ تَفْسِيرُ الْكَلَامِ الَّذِي تَخْتَلِفُ مَعَانِيهِ وَلَا يَصِحُّ إِلّا بِبَيَانِ غَيْرِ لَفْظِهِ؛ وأَنشد: نَحْنُ ضَرَبْناكم عَلَى تَنْزِيلِهِ، ... فاليَوْمَ نَضْرِبْكُم عَلَى تَأْوِيلِه «3» . وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ؛ فَقَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا ما يَؤُول إِليه أَمرُهم مِنَ البَعْث، قَالَ: وَهَذَا التَّأْوِيل هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ؛ أَي لَا يَعْلَمُ مَتَى يَكُونُ أَمْرُ البعث وما يؤول إِليه الأَمرُ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ أَي آمَنَّا بِالْبَعْثِ، وَاللَّهُ أَعلم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَسَنٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَعلم اللهُ جَلَّ ذكرُه أَن فِي الْكِتَابِ الَّذِي أَنزله آياتٍ محكماتٍ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ لَا تَشابُهَ فِيهِ فَهُوَ مَفْهُومٌ مَعْلُومٌ، وأَنزل آيَاتٍ أُخَرَ مُتَشَابِهَاتٍ تَكَلَّمَ فِيهَا الْعُلَمَاءُ مُجْتَهِدِينَ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَن الْيَقِينَ الَّذِي هُوَ الصَّوَابُ لَا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ، وذلك

_ (2). قوله [قال تَأَوَّلت إلخ] كذا بالأَصل. وفي الأَساس: وتأملته فتَأَوَّلت فيه الخير أي توسمته وتحرَّيته (3). قوله: [نضربْكم]، بالجزم؛ هكذا في الأَصل ولعل الشَّاعِرَ اضطُرّ إِلَى ذَلِكَ محافظة على وزن الشعر الذي هو الرجز

مِثْلُ الْمُشْكَلَاتِ الَّتِي اخْتَلَفَ المُتَأَوِّلُون فِي تأْويلها وَتَكَلَّمَ فيها من تكلم على مَا أَدَّاه الِاجْتِهَادُ إِليه، قَالَ: وإِلى هَذَا مَالَ ابْنُ الأَنباري. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ، قَالَ: جَزَاءَهُ. يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ، قَالَ: جَزَاؤُهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ: التَّأْوِيل المَرجِع والمَصير مأْخوذ مِنْ آلَ يَؤُولُ إِلى كَذَا أَي صَارَ إِليه. وأَوَّلْتُهُ: صَيَّرته إِليه. الْجَوْهَرِيُّ: التَّأْوِيل تَفْسِيرُ مَا يؤول إِليه الشَّيْءُ، وَقَدْ أَوّلته تَأْوِيلًا وتَأَوَّلْته بِمَعْنَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعْشَى: عَلَى أَنها كَانَتْ، تَأَوُّلُ حُبِّها ... تَأَوُّلُ رِبْعِيِّ السِّقاب، فأَصْحَبا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تَأَوُّلُ حُبِّها أَي تَفْسِيرُهُ وَمَرْجِعُهُ أَي أَن حُبَّهَا كَانَ صَغِيرًا فِي قَلْبِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَثْبُتُ حَتَّى أَصْحَب فَصَارَ قَديماً كَهَذَا السَّقْب الصَّغِيرِ لَمْ يَزَلْ يَشِبُّ حَتَّى صَارَ كَبِيرًا مِثْلَ أُمه وَصَارَ لَهُ ابْنٌ يَصْحَبُهُ. والتَّأْوِيل: عِبَارَةُ الرُّؤْيَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَذَا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ . وآلَ مالَه يَؤُولُه إِيَالَة إِذا أَصلحه وَسَاسَهُ. والائْتِيَال: الإِصلاح وَالسِّيَاسَةُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَامِرِ بْنِ جُوَين: كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبيرِ، ... تَأْتي السَّحاب وتَأْتَالَها وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: قَدْ بَلَوْنا فُلَانًا فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَهُ إِيَالَة للمُلْك ، والإِيَالَة السِّياسة؛ فلان حَسَن الإِيَالَة وسيِءُ الإِيَالَة؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: بِصَبُوحِ صافِيَةٍ، وجَذْبِ كَرِينَةٍ ... بِمُؤَتَّرٍ، تَأْتَالُه، إِبْهامُها قِيلَ هُوَ تَفْتَعِلُهُ مِنْ أُلْتُ أَي أَصْلَحْتُ، كَمَا تَقُولُ تَقْتَاله مَنْ قُلت، أَي تُصْلِحهُ إِبهامُها؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَاهُ تُصْلِحُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَرْجِعُ إِليه وتَعطِف عَلَيْهِ، وَمَنْ رَوَى تَأْتَا لَه فإِنه أَراد تأْتوي مِنْ قَوْلِكَ أَوَيْت إِلى الشَّيْءِ رَجَعْت إِليه، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن تَصِحَّ الْوَاوُ، وَلَكِنَّهُمْ أَعَلُّوه بِحَذْفِ اللَّامِ وَوَقَعَتِ الْعَيْنُ مَوْقِعَ اللَّامِ فَلَحِقَهَا مِنَ الإِعلال مَا كَانَ يَلْحَقُ اللَّامَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُهُ أُلْنَا وإِيلَ عَلَيْنَا أَي سُسْنَا وسَاسونا. والأَوْل: بُلُوغُ طِيبِ الدُّهْن بِالْعِلَاجِ. وآلَ الدُّهْن والقَطِران والبول والعسل يَؤُولُ أَوْلًا وإِيَالًا: خَثُر؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ صَاباً آلَ حَتَّى امْطَلَّا أَي خَثُر حَتَّى امتدَّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: عُصَارَةُ جَزْءٍ آلَ، حَتَّى كأَنَّما ... يُلاقُ بِجَادِيٍّ ظُهُورُ العَراقبِ وأَنشد لِآخَرَ: ومِنْ آيِلٍ كالوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ ... مُتُونَ الصَّفا، مِنْ مُضْمَحِلٍّ وناقِع التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لأَبوال الإِبل الَّتِي جَزَأَت بالرُّطْب فِي آخِرِ جَزْئِها: قَدْ آلَتْ تَؤُولُ أَوْلًا إِذا خَثُرت فَهِيَ آيِلَة؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: ومِنْ آيِلٍ كالوَرْسِ نَضْح سُكُوبه ... مُتُونَ الحَصَى، مِنْ مُضْمَحِلٍّ وَيَابِسِ وآلَ اللبنُ إِيالًا: تَخَثَّر فَاجْتَمَعَ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، وأُلْتُهُ أَنا. وأَلْبانٌ أُيَّل؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا عَزِيزٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن تُجْمَعَ صِفَةُ غَيْرِ الْحَيَوَانِ عَلَى فُعَّل وإِن كَانَ قَدْ جَاءَ مِنْهُ نَحْوَ عِيدان

قُيَّسٌ، وَلَكِنَّهُ نَادِرٌ، والآخَرُ أَنه يَلْزَمُ فِي جَمْعِهِ أُوَّل لأَنه مِنَ الْوَاوِ بِدَلِيلِ آلَ أَوْلًا لَكِنَّ الْوَاوَ لَما قَرُبت مِنَ الطَّرَفِ احْتَمَلت الإِعلال كَمَا قَالُوا نُيَّم وصُيَّم. والإِيَالُ: وِعَاءُ اللّبَن. اللَّيْثُ: الإِيَال، عَلَى فِعال، وِعاء يُؤَالُ فِيهِ شَراب أَو عَصِيرٌ أَو نَحْوُ ذَلِكَ. يُقَالُ: أُلْتُ الشرابَ أَؤُولُهُ أَوْلًا؛ وأَنشد: فَفَتَّ الخِتامَ، وَقَدْ أَزْمَنَتْ، ... وأَحْدَث بَعْدَ إِيالٍ إِيَالا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي نَعْرِفُهُ أَن يُقَالَ آلَ الشرابُ إِذا خَثُر وَانْتَهَى بلوغُه ومُنْتهاه مِنَ الإِسكار، قَالَ: فَلَا يُقَالُ أُلْتُ الشرابَ. والإِيَال: مَصْدَرُ آلَ يَؤُول أَوْلًا وإِيَالًا، والآيِل: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ، وَالْجَمْعُ أُيَّل مِثْلُ قَارِحٍ وقُرَّح وَحَائِلٍ وحُوَّل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وكأَنَّ خاثِرَه إِذا ارْتَثَؤُوا بِهِ ... عَسَلٌ لَهُمْ، حُلِبَتْ عَلَيْهِ الأُيَّل وَهُوَ يُسَمِّن ويُغْلِم؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يَهْجُو لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ: وبِرْذَوْنَةٍ بَلَّ البَراذينُ ثَغْرَها، ... وَقَدْ شَرِبتْ مِنْ آخِرِ الصَّيْفِ أُيَّلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: بُريْذِينةٌ، بِالرَّفْعِ وَالتَّصْغِيرِ دُونَ وَاوٍ، لأَن قَبْلَهُ: أَلا يَا ازْجُرَا لَيْلى وقُولا لَهَا: هَلا، ... وَقَدْ ركبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ عِنْدَ قَوْلِهِ شَرِبَتْ أَلْبان الأَيَايِل قَالَ: هَذَا مِحَالٌ، وَمِنْ أَين تُوجَدُ أَلبان الأَيايل؟ قَالَ: وَالرِّوَايَةُ وَقَدْ شَرِبَتْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُيَّلا، وَهُوَ اللَّبَنُ الْخَاثِرُ مِنْ آلَ إِذا خَثُر. قَالَ أَبو عَمْرٍو: أُيَّل أَلبان الأَيايل، وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ الْبَوْلُ الْخَاثِرُ بِالنَّصْبِ «1» مِنْ أَبوال الأُرْوِيَّة إِذا شَرِبَتْهُ المرأَة اغْتَلَمَتْ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأُيَّل هُوَ ذُو الْقَرْنِ الأَشعث الضخمِ مِثْلُ الثَّوْرِ الأَهلي. ابْنُ سِيدَهْ: والأُيَّل بَقِيَّةُ اللَّبَنِ الْخَاثِرِ، وَقِيلَ: الْمَاءُ فِي الرَّحِمِ، قَالَ: فأَما مَا أَنشده ابْنُ حَبِيبٍ مِنْ قَوْلِ النَّابِغَةِ: وَقَدْ شَرِبَتْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِيَّلا فَزَعَمَ ابْنُ حَبِيبٍ أَنه أَراد لَبَنَ إِيَّل، وَزَعَمُوا أَنه يُغْلِم ويُسَمِّن، قَالَ: وَيُرْوَى أُيَّلا، بِالضَّمِّ، قَالَ: وَهُوَ خطأٌ لأَنه يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أُوَّلًا. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَقَدْ أَخطأَ ابْنُ حَبِيبٍ لأَن سيبوبه يَرَى الْبَدَلَ فِي مِثْلِ هَذَا مُطَّرِدًا، قَالَ: وَلَعَمْرِي إِن الصَّحِيحَ عِنْدَهُ أَقوى مِنَ الْبَدَلِ، وَقَدْ وَهِم ابْنُ حَبِيبٍ أَيضاً فِي قَوْلِهِ إِن الرِّوَايَةَ مَرْدُودَةٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، لأَن أُيَّلا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ مثْلُها فِي إِيّلا، فَيُرِيدُ لَبَنَ أُيَّل كَمَا ذَهَبَ إِليه فِي إِيَّل، وَذَلِكَ أَن الأُيَّل لُغَةٌ فِي الإِيَّل، فإِيَّل كحِثْيَل وأُيَّل كَعُلْيَب، فَلَمْ يَعْرِفِ ابْنُ حَبِيبٍ هَذِهِ اللُّغَةَ. قَالَ: وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى أَن أُيَّلا فِي هَذَا الْبَيْتِ جَمْعُ إِيَّل، وَقَدْ أَخْطأَ مِنْ ظَنَّ ذَلِكَ لأَن سِيبَوَيْهِ لَا يَرَى تَكْسِيرَ فِعَّل عَلَى فُعَّل وَلَا حَكَاهُ أَحد، لَكِنَّهُ قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ؛ قَالَ وَعَلَى هَذَا وَجَّهت أَنا قَوْلَ الْمُتَنَبِّي: وقِيدَت الأُيَّل فِي الحِبال، ... طَوْع وهُوقِ الخَيْل وَالرِّجَالِ غَيْرُهُ: والأُيَّل الذَّكَر مِنَ الأَوعال، وَيُقَالُ لِلَّذِي يُسَمَّى

_ (1). قوله [بالنصب] يعني فتح الهمزة

بالفارسية گوزن، وَكَذَلِكَ الإِيَّل، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ الأَيِّل، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْيَاءِ، قَالَ الْخَلِيلُ: وإِنما سمي أَيِّلًا لأَنه يَؤُول إِلى الْجِبَالِ، وَالْجَمْعُ إِيَّل وأُيَّل وأَيَايِل، وَالْوَاحِدُ أَيِّل مِثْلَ سَيِّد ومَيِّت. قَالَ: وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ مُوَافِقًا لِهَذَا الْقَوْلِ الإِيَّل جَمْعُ أَيِّل، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ بِدَلِيلِ قَوْلِ جَرِيرٍ: أَجِعثنُ، قَدْ لاقيتُ عِمْرَانَ شَارِبًا، ... عَنِ الحَبَّة الخَضْراء، أَلبان إِيَّل وَلَوْ كَانَ إِيَّل وَاحِدًا لَقَالَ لَبَنَ إِيَّل؛ قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى أَن وَاحِدَ إِيَّل أَيِّل، بِالْفَتْحِ، قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: وَقَدْ شَرِبت مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَيِّلًا قَالَ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ، قَالَ: تَقْدِيرُهُ لبن أَيِّل ولأَن أَلبان الإِيَّل إِذا شَرِبَتْهَا الْخَيْلُ اغتَلَمت. أَبو حَاتِمٍ: الآيِل مِثْلُ الْعَائِلِ اللَّبَنُ الْمُخْتَلِطُ الْخَاثِرُ الَّذِي لَمْ يُفْرِط فِي الخُثورة، وَقَدْ خَثُرَ شَيْئًا صَالِحًا، وَقَدْ تَغَيَّرَ طَعمه إِلى الحَمَض شَيْئًا وَلَا كُلَّ ذَلِكَ. يقال: آلَ يَؤُولُ أَوْلًا وأُوُولًا، وَقَدْ أُلْتُهُ أَي صَبَبْتُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى آلَ وَطَابَ وخَثُر. وآلَ: رَجَع، يُقَالُ: طَبَخْتُ الشَّرَابَ فآلَ إِلى قَدْر كَذَا وَكَذَا أَي رَجَعَ. وآلَ الشيءُ مَآلًا: نَقَص كَقَوْلِهِمْ حَارَ مَحاراً. وأُلْتُ الشيءَ أَوْلًا وإِيالًا: أَصلحته وسُسْتُه. وإِنه لَآيِلُ مَالٍ وأَيِّل مَالٍ أَي حَسَنُ الْقِيَامِ عَلَيْهِ. أَبو الْهَيْثَمِ: فُلَانٌ آيِلُ مَالٍ وَعَائِسُ مَالٍ ومُراقِح مَالٍ «1» وإِزَاء مَالٍ وسِرْبال مَالٍ إِذا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ وَالسِّيَاسَةِ لَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ خالُ مالٍ وَخَائِلُ مَالٍ. والإِيَالة: السِّياسة. وآلَ عَلَيْهِمْ أَوْلًا وإِيَالًا وإِيَالة: وَليَ. وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ أُلْنا وإِيل عَلَيْنَا، يَقُولُ: ولِينا وَوُلي عَلَيْنَا، وَنَسَبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْقَوْلُ إِلى عُمَرَ وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَي سُسْنا وسِيسَ عَلَيْنَا، وقال الشَّاعِرُ: أَبا مالِكٍ فانْظُرْ، فإِنَّك حَالِبُ ... صَرَى الحَرْب، فانْظُرْ أَيَّ أَوْلٍ تَؤُولُها وآلَ المَلِك رَعِيَّته يَؤُولُها أَوْلًا وإِيالًا: سَاسَهُمْ وأَحسن سِيَاسَتَهُمْ وَوَليَ عَلَيْهِمْ. وأُلْتُ الإِبلَ أَيْلًا وإِيالًا: سُقْتها. التَّهْذِيبُ: وأُلْتُ الإِبل صَرَرْتها فَإِذَا بَلَغَتْ إِلى الحَلْب حَلْبَتُهَا. وَالْآلُ: مَا أَشرف مِنَ الْبَعِيرِ. وَالْآلُ: السَّرَابُ، وَقِيلَ: الْآلُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ ضُحى كَالْمَاءِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْض يَرْفَعُ الشُّخوص ويَزْهَاهَا، فأَما السَّرَاب فَهُوَ الَّذِي يَكُونُ نِصْفَ النَّهَارِ لاطِئاً بالأَرْض كأَنه مَاءٌ جَارٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْآلُ فِي أَوّل النَّهَارِ؛ وأَنشد: إِذ يَرْفَعُ الآلُ رأْس الْكَلْبِ فَارْتَفَعَا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّرَاب يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ وَفِي حَدِيثِ قُسّ بْنِ ساعدَة: قَطَعَتْ مَهْمَهاً وَآلًا فَآلَا الآل: السَّراب، والمَهْمَهُ: القَفْر. الأَصمعي: الْآلُ وَالسَّرَابُ وَاحِدٌ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ فَقَالَ: الْآلُ مِنَ الضُّحَى إِلى زَوَالِ الشَّمْسِ، وَالسَّرَابُ بَعْدَ الزَّوَالِ إِلى صَلَاةِ الْعَصْرِ، وَاحْتَجُّوا بأَن الْآلَ يَرْفَعُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى يَصِيرَ آلًا أَي شَخْصاً، وآلُ كُلِّ شَيْءٍ: شَخْصه، وأَن السَّرَابَ يُخْفِضُ كُلَّ شَيْءٍ فِيهِ حتى يصير لاصقاً

_ (1). قوله [ومراقح مال] الذي في الصحاح وغيره من كتب اللغة: رقاحيّ مال

بالأَرض لَا شَخْصَ لَهُ؛ وَقَالَ يُونُسُ: تَقُولُ الْعَرَبُ الْآلُ مُذ غُدْوة إِلى ارْتِفَاعِ الضُّحَى الأَعلى، ثُمَّ هُوَ سَرَابٌ سائرَ الْيَوْمِ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْآلُ الَّذِي يَرْفَعُ الشُّخُوصَ وَهُوَ يَكُونُ بِالضُّحَى، والسَّراب الَّذِي يَجْري عَلَى وَجْهِ الأَرض كأَنه الْمَاءُ وَهُوَ نِصْفُ النَّهَارِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الَّذِي رأَيت الْعَرَبَ بِالْبَادِيَةِ يَقُولُونَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْآلُ الَّذِي تَرَاهُ فِي أَول النَّهَارِ وَآخِرِهِ كأَنه يَرْفَعُ الشُّخُوصَ وَلَيْسَ هُوَ السَّرَابُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: حَتَّى لَحِقنا بِهِمْ تُعْدي فَوارِسُنا، ... كأَنَّنا رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الْآلَا أَراد يَرْفَعُهُ الْآلُ فَقَلَبَهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجْهُ كَوْنِ الْفَاعِلِ فِيهِ مَرْفُوعًا وَالْمَفْعُولِ مَنْصُوبًا باسمٍ «2» صَحِيحٍ، مَقُول بِهِ، وَذَلِكَ أَن رَعْن هَذَا القُفِّ لَمَّا رَفَعَهُ الآل فرُؤي فِيهِ ظَهَرَ بِهِ الْآلُ إِلى مَرْآة الْعَيْنِ ظُهُورًا لَوْلَا هَذَا الرَّعْن لَمْ يَبِنْ لِلْعَيْنِ بَيانَه إِذا كَانَ فِيهِ، أَلا تَرَى أَن الْآلَ إِذا بَرَق لِلْبَصَرِ رَافِعًا شَخْصه كَانَ أَبدى لِلنَّاظِرِ إِليه مِنْهُ لَوْ لَمْ يُلَاقِ شَخْصًا يَزْهاه فَيَزْدَادُ بِالصُّورَةِ الَّتِي حَمَلَهَا سُفوراً وَفِي مَسْرَح الطَّرْف تجَلِّياً وَظُهُورًا؟ فإِن قُلْتَ: فَقَدْ قَالَ الأَعشى: إِذ يَرْفَع الآلُ رأْسَ الكلبِ فَارْتَفَعَا فَجَعَلَ الْآلَ هُوَ الْفَاعِلُ وَالشَّخْصَ هُوَ الْمَفْعُولُ، قِيلَ: لَيْسَ فِي هَذَا أَكثر مِنْ أَن هَذَا جَائِزٌ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَن غَيْرَهُ لَيْسَ بِجَائِزٍ، أَلا تَرَى أَنك إِذا قُلْتَ مَا جَاءَنِي غَيْرُ زَيْدٍ فإِنما فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الَّذِي هُوَ غَيْرَهُ لَمْ يأْتك، فأَما زَيْدٌ نَفْسُهُ فَلَمْ يُعَرَّض للإِخبار بإِثبات مَجِيءٍ لَهُ أَو نَفْيِهِ عَنْهُ، فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَدْ جَاءَ وأَن يَكُونَ أَيضاً لَمْ يَجِئْ؟ وَالْآلُ: الخَشَبُ المُجَرَّد؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: آلٌ عَلَى آلٍ تَحَمَّلَ آلَا فَالْآلُ الأَول: الرَّجُلُ، وَالثَّانِي السَّرَابُ، وَالثَّالِثُ الْخَشَبُ؛ وَقَوْلُ أَبي دُوَاد: عَرَفْت لَهَا مَنزلًا دَارِسًا، ... وَآلًا عَلَى الْمَاءِ يَحْمِلْنَ آلَا فَالْآلُ الأَول عِيدانُ الخَيْمة، وَالثَّانِي الشَّخْصُ؛ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الْآلُ بمعنى السَّرَابِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: تَبَطَّنْتُها والقَيْظَ، مَا بَيْن جَالِها ... إِلى جَالِها سِتْرٌ مِنَ الْآلِ نَاصِحُ وَقَالَ النَّابِغَةُ: كأَنَّ حُدُوجَها فِي الآلِ ظُهْراً، ... إِذا أُفْزِعْنَ مِنْ نَشْرٍ، سَفِينُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَقَوْلُهُ ظُهْراً يَقْضِي بأَنه السَّرَابُ، وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: وأَشْعَثَ فِي الدارِ ذِي لِمَّة، ... لَدَى آلِ خَيْمٍ نَفَاهُ الأَتِيُ قِيلَ: الْآلُ هُنَا الْخَشَبُ. وآلُ الْجَبَلِ: أَطرافه وَنَوَاحِيهِ. وآلُ الرَّجُلِ: أَهلُه وعيالُه، فإِما أَن تَكُونَ الأَلف مُنْقَلِبَةً عَنْ وَاوٍ، وإِما أَن تَكُونَ بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ، وَتَصْغِيرُهُ أُوَيْل وأُهَيْل، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ لِما لَا يَعْقِلُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: نَجَوْتَ، وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ طَلاقَةً ... سِوَى رَبَّة التَّقْريبِ من آل أَعْوَجا وَالْآلُ: آلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أَبو

_ (2). أراد بالاسم الصحيح: الرَّعْن

الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْآلِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: آلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنِ اتَّبَعَهُ قَرَابَةً كَانَتْ أَو غَيْرَ قَرَابَةٍ، وَآلُهُ ذُو قَرَابَتِهِ مُتَّبعاً أَو غَيْرَ مُتَّبع؛ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الْآلُ والأَهل وَاحِدٌ، وَاحْتَجُّوا بأَن الْآلَ إِذا صُغِّرَ قِيلَ أُهَيْل، فكأَن الْهَمْزَةَ هَاءٌ كَقَوْلِهِمْ هَنَرْتُ الثَّوْبَ وأَنَرْته إِذا جَعَلْتَ لَهُ عَلَماً؛ قَالَ: وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي تَصْغِيرِ آلٍ أُوَيْل؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: فَقَدْ زَالَتْ تِلْكَ الْعِلَّةُ وَصَارَ الْآلُ والأَهل أَصلين لِمَعْنَيَيْنِ فَيَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ كُلُّ مَنِ اتَّبَعَ النَّبِيَّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، قُرَابَةً كَانَ أَو غَيْرَ قُرَابَةٍ؛ وَرُوِيَ عَنْ غَيْرِهِ أَنه سُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ : مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: قَالَ قَائِلٌ آلُهُ أَهله وأَزواجه كأَنه ذَهَبَ إِلى أَن الرَّجُلَ تَقُولُ لَهُ أَلَكَ أَهْلٌ؟ فَيَقُولُ: لَا وإِنما يَعْنِي أَنه لَيْسَ لَهُ زَوْجَةٌ، قَالَ: وَهَذَا مَعْنَى يَحْتَمِلُهُ اللِّسَانُ وَلَكِنَّهُ مَعْنَى كَلَامٍ لَا يُعْرَف إِلَّا أَن يَكُونَ لَهُ سَبَبُ كَلَامٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَن يُقَالَ لِلرَّجُلِ: تزوَّجتَ؟ فَيَقُولُ: مَا تأَهَّلت، فَيُعْرَف بأَول الْكَلَامِ أَنه أَراد مَا تَزَوَّجْتُ، أَو يَقُولُ الرَّجُلُ أَجنبت مِنْ أَهلي فَيُعْرَفُ أَن الْجَنَابَةَ إِنما تَكُونُ مِنَ الزَّوْجَةِ، فأَما أَن يَبْدَأَ الرَّجُلُ فَيَقُولُ أَهلي بِبَلَدِ كَذَا فأَنا أَزور أَهلي وأَنا كَرِيمُ الأَهْل، فإِنما يَذْهَبُ النَّاسُ فِي هَذَا إِلى أَهل الْبَيْتِ، قَالَ: وَقَالَ قَائِلٌ آلُ مُحَمَّدٍ أَهل دِينِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: وَمَنْ ذَهَبَ إِلى هَذَا أَشبه أَن يَقُولَ قَالَ اللَّهُ لِنُوحٍ: احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ، وَقَالَ نُوحٌ: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ، أَي لَيْسَ مِنْ أَهل دِينِكَ؛ قَالَ: وَالَّذِي يُذْهَب إِليه فِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ أَن مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ من أَهلك الذين أَمرناك بِحَمْلِهِمْ مَعَكَ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: وَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ؟ قِيلَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ*، فأَعلمه أَنه أَمره بأَن يَحْمِل مِنْ أَهله مَنْ لَمْ يَسْبِقْ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْ أَهل الْمَعَاصِي، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ، قَالَ: وَذَهَبَ نَاسٌ إِلى أَن آلَ مُحَمَّدٍ قَرَابَتُهُ الَّتِي يَنْفَرِدُ بِهَا دُونَ غَيْرِهَا مِنْ قَرَابَتِهِ، وإِذا عُدَّ آلُ الرَّجُلِ وَلَدَهُ الَّذِينَ إِليه نَسَبُهم، ومن يُؤْويه بَيْتُهُ مِنْ زَوْجَةٍ أَو مَمْلُوكٍ أَو مَوْلى أَو أَحد ضَمَّه عِيَالُهُ وَكَانَ هَذَا فِي بَعْضِ قَرَابَتِهِ مِنْ قِبَل أَبيه دُونَ قَرَابَتِهِ مِنْ قِبَل أُمه، لَمْ يَجُزْ أَن يَسْتَدِلَّ عَلَى مَا أَراد اللَّهُ مِنْ هَذَا ثُمَّ رَسُولَهُ إِلا بسنَّة رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَالَ: إِن الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ دَلَّ عَلَى أَن آلَ مُحَمَّدٍ هُمُ الَّذِينَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ وعُوِّضوا مِنْهَا الخُمس، وَهِيَ صَلِيبة بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَهُمُ الَّذِينَ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجمعين. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَاخْتُلِفَ فِي آلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِينَ لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَهُمْ، فالأَكثر عَلَى أَنهم أَهل بَيْتِهِ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: دَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ أَن آلَ مُحَمَّدٍ هُمُ الَّذِينَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الصَّدَقَةُ وَعُوِّضُوا مِنْهَا الخُمس، وَقِيلَ: آلُهُ أَصحابه وَمَنْ آمَنَ بِهِ وَهُوَ فِي اللُّغَةِ يَقَعُ عَلَى الْجَمِيعِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَقَدْ أُعْطِي مِزْماراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ، أَراد مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ نَفْسِهِ. وَالْآلُ: صِلَةٌ زَائِدَةٌ. وَآلُ الرَّجُلِ أَيضاً: أَتباعه؛ قَالَ الأَعشى: فكذَّبوها بِمَا قَالَتْ، فَصَبَّحَهم ... ذُو آلِ حَسَّانَ يُزْجي السَّمَّ والسَّلَعا يَعْنِي جَيْشَ تُبَّعٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ . التَّهْذِيبُ: شَمِرٌ قَالَ أَبو عَدْنَانَ قَالَ لِي مَنْ لَا أُحْصِي

مِنْ أَعراب قَيْسٍ وَتَمِيمٍ: إِيلة الرَّجُلِ بَنُو عَمِّه الأَدْنَوْن. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ أَطاف بِالرَّجُلِ وَحَلَّ مَعَهُ مِنْ قَرَابَتِهِ وعِتْرته فَهُوَ إِيلته؛ وَقَالَ العُكْلي: وَهُوَ مِنْ إِيلَتِنا أَي مِنْ عِتْرَتنا. ابْنُ بَزْرَجٍ: إِلَةُ الرَّجُلِ الَّذِينَ يَئِلُ إِليهم وَهُمْ أَهله دُنيا. وهؤُلاء إِلَتُكَ وَهُمْ إِلَتي الَّذِينَ وأَلْتُ إِليهم. قَالُوا: رَدَدْتُهُ إِلى إِلَتِهِ أَي إِلى أَصله؛ وأَنشد: وَلَمْ يَكُنْ فِي إِلَتِي عَوَالَا يُرِيدُ أَهل بَيْتِهِ، قَالَ: وَهَذَا مِنْ نَوَادِرِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما إِلَة الرَّجُلِ فَهُمْ أَهل بَيْتِهِ الَّذِينَ يَئِلُ إِليهم أَي يلجأُ إِليهم. وَالْآلُ: الشَّخْصُ؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ يَمانِيَةٍ أَحْيا لَهَا مَظَّ مائِدٍ ... وَآلَ قِراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ يَعْنِي مَا حَوْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ النَّبَاتِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْآلُ الَّذِي هُوَ الأَهل. وَآلُ الخَيْمة: عَمَدها. الْجَوْهَرِيُّ: الْآلَةُ وَاحِدَةُ الْآلِ وَالْآلَاتِ وَهِيَ خَشَبَاتٌ تُبْنَى عَلَيْهَا الخَيْمة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كثيِّر يَصِفُ نَاقَةً وَيُشَبِّهُ قَوَائِمَهَا بِهَا: وتُعْرَف إِن ضَلَّتْ، فتُهْدَى لِرَبِّها ... لموضِع آلَاتٍ مِنَ الطَّلْح أَربَع والآلةُ: الشِّدَّة. وَالْآلَةُ: الأَداة، وَالْجَمْعُ الْآلَاتُ. وَالْآلَةُ: مَا اعْتَمَلْتَ بِهِ مِنَ الأَداة، يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. وَقَوْلُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: تُسْتَعْمَل آلَةُ الدِّينِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا ؛ إِنما يَعْنِي بِهِ الْعِلْمَ لأَن الدِّينَ إِنما يَقُومُ بِالْعِلْمِ. وَالْآلَةُ: الْحَالَةُ، وَالْجَمْعُ الآلُ. يُقَالُ: هُوَ بآلَة سُوءٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ أَرْكَبُ الآلَةَ بَعْدَ الْآلَهْ، ... وأَتْرُك العاجِزَ بالجَدَالَه وَالْآلَةُ: الجَنازة. وَالْآلَةُ: سَرِيرُ الْمَيِّتِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي العَمَيْثَل؛ وَبِهَا فَسَّرَ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: كُلُّ ابنِ أُنْثَى، وإِن طالَتْ سَلَامَتُه، ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمُولُ التَّهْذِيبُ: آلَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ أَي وَأَل مِنْهُ ونَجَا، وَهِيَ لُغَةُ الأَنصار، يَقُولُونَ: رَجُلٌ آيِل مَكَانَ وَائِلٍ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: يَلُوذ بشُؤْبُوبٍ مِنَ الشَّمْسِ فَوْقَها، ... كَمَا آلَ مِن حَرِّ النَّهَارِ طَرِيدُ وَآلَ لحمُ النَّاقَةِ إِذا ذَهَب فضَمُرت؛ قَالَ الأَعْشَى: أَذْلَلْتُهَا بعد المِرَاح، ... فَآلَ مِنْ أَصلابها أَي ذَهَبَ لحمُ صُلْبها. والتَّأْوِيل: بَقْلة ثَمَرَتِهَا فِي قُرُونٍ كَقُرُونِ الْكِبَاشِ، وَهِيَ شَبِيهة بالقَفْعاء ذَاتِ غِصَنَة وَوَرَقٍ، وَثَمَرَتُهَا يَكْرَهُهَا الْمَالُ، وَوَرَقُهَا يُشْبِهُ وَرَقَ الْآسِ وهيَ طَيِّبة الرِّيحِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّنْبيت، وَاحِدَتُهُ تَأْوِيلَة. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ قَالَ: إِنما طَعَامُ فُلَانٍ الْقَفْعَاءُ والتَّأْوِيل، قَالَ: والتَّأْوِيل نَبْتٌ يَعْتَلِفُهُ الْحِمَارُ، وَالْقَفْعَاءُ شَجَرَةٌ لَهَا شَوْكٌ، وإِنما يُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلَ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَبْلَدَ فَهْمُهُ وَشُبِّهَ بِالْحِمَارِ فِي ضَعْفِ عَقْلِهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ. الْعَرَبُ تَقُولُ أَنت فِي ضَحَائك «1» بين القَفْعاء

_ (1). قوله [أنت في ضحائك] هكذا في الأَصل، والذي في شرح القاموس: أنت من الفحائل

والتَّأْوِيل، وَهُمَا نَبْتَان مَحْمُودَانِ مِنْ مَرَاعي الْبَهَائِمِ، فإِذا أَرادوا أَن يَنْسِبُوا الرَّجُلَ إِلى أَنه بَهِيمَةٌ إِلا أَنه مُخْصِب مُوَسَّع عَلَيْهِ ضَرَبُوا لَهُ هَذَا الْمَثَلَ؛ وأَنشد غَيْرُهُ لأَبي وَجْزَة السَّعْدِيِّ: عَزْبُ المَراتع نَظَّارٌ أَطاعَ لَهُ، ... مِنْ كُلِّ رَابِيَةٍ، مَكْرٌ وتأْويل أَطاع لَهُ: نَبَت لَهُ كَقَوْلِكَ أَطَاعَ لَهُ الوَرَاقُ، قَالَ: ورأَيت فِي تَفْسِيرِهِ أَن التَّأْوِيل اسْمُ بَقْلَةٍ تُولِعُ بَقْرَ الْوَحْشِ، تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والمَكْر والقَفْعاء قَدْ عَرِفْتُهُمَا ورأَيتهما، قَالَ: وأَما التَّأْوِيل فإِني مَا سَمِعْتُهُ إِلَّا فِي شِعْرِ أَبي وَجْزَةَ هَذَا وَقَدْ عَرَفَهُ أَبو الْهَيْثَمِ وأَبو سَعِيدٍ. وأَوْل: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَيا نَخْلَتَيْ أَوْلٍ، سَقَى الأَصْلَ مِنكما ... مَفِيضُ الرُّبى، والمُدْجِناتُ ذُرَاكُما وأُوَال وأَوَالُ: قَرْيَةٌ، وَقِيلَ اسْمُ مَوْضِعٍ مِمَّا يَلِي الشَّامَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أَنشده سِيبَوَيْهِ: مَلَكَ الخَوَرْنَقَ والسَّدِيرَ، ودَانَه ... مَا بَيْنَ حِمْيَرَ أَهلِها وأَوَال صَرَفَهُ لِلضَّرُورَةِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأُنَيف بْنِ جَبَلة: أَمَّا إِذا اسْتَقْبَلْتُهُ فكأَنَّه ... للعَيْنِ جِذْعٌ، مِنْ أَوَال، مُشَذَّبُ أيل: أَيْلَة: اسْمُ بلدٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فإِنَّكُمُ، والمُلْكَ، يا أَهْل أَيْلَةٍ ... لَكَالمُتأَبِّي، وَهْو لَيْسَ لَهُ أَبُ أَراد كالمتأَبي أَباً؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: مَلَكَا مِنْ جَبَل الثلْجِ إِلى ... جَانِبَيْ أَيْلَةَ، مِنْ عَبْدٍ وحُرّ وإِيلُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ، عِبْراني أَو سُرْياني. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَقَوْلُهُمْ جَبْرائيل ومِيكائيل وشَرَاحِيل وإِسْرافِيل وأَشباهها إِنما تُنْسَب إِلى الرُّبُوبِيَّةِ، لأَن إِيلًا لُغَةٌ فِي إِلّ، وَهُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، كَقَوْلِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ وتَيْم اللَّهِ، فجَبْر عَبْدٍ مُضَافٍ إِلى إِيل، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَائِزٌ أَن يَكُونَ إِيل أُعرب فَقِيلَ إِلٌّ. وإِيلِياء: مَدِينَةُ بَيْتِ المَقدس، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْصر الْيَاءَ فَيَقُولُ إِلياءُ، وكأَنهما رُومِيَّان؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وبَيْتانِ: بَيْتُ اللَّهِ نَحن وُلاتُه، ... وبَيْتٌ بأَعْلى إِيلِياءَ مُشَرَّف وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَهَلَّ بحَجَّةٍ مِنْ إِيلياء ؛ هِيَ بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيفِ اسْمُ مَدِينَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَقَدْ تشدَّد الْيَاءُ الثَّانِيَةُ وَتُقْصَرُ الْكَلِمَةُ، وَهُوَ معرَّب. وأَيْلَة: قَرْيَةٌ عربية وَوَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ، الْبَلَدُ الْمَعْرُوفُ فِيمَا بَيْنَ مِصْرَ وَالشَّامِ. وأَيَّل: اسْمُ جَبَل؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَرَبَّع أَكناف القَنَانِ فَصارَةٍ، ... فأَيَّلَ فالمَاوَانِ، فَهْو زَهُوم وَهَذَا بناءٌ نَادِرٌ كَيْفَ وَزَنْتَه لأَنه فَعَّلٌ أَوْ فَيْعَل أَو فَعْيَل، فالأَوَّل لَمْ يجئْ مِنْهُ إِلَّا بَقَّم وشَلَّم، وَهُوَ أَعجميٌّ، وَالثَّانِي لَمْ يَجِئْ مِنْهُ إِلَّا قَوْلُهُ: مَا بَالُ عَيْني كالشَّعِيبِ العَيَّنِ

فصل الباء الموحدة

وَالثَّالِثُ مَعْدُومٌ. وأَيْلُول: شَهْرٌ مِنْ شُهُورِ الرُّومِ. والإِيَّل: ذَكَرُ الأَوعال مَذْكُورٌ فِي ترجمة أَول. فصل الباء الموحدة بأل: البَئِيلُ: الصَّغِيرُ النَّحيفُ الضعيفُ مَثَّلَ الضَّئِيل؛ بَؤُلَ يَبْؤُلُ بَآلَة وبُؤُولَة؛ وَقَالُوا: ضَئِيل بَئِيل، فَذَهَبَ ابْنُ الأَعرابي إِلى أَنه إِتباع، وَهَذَا لَا يَقْوَى لأَنه إِذا وُجِدَ لِلشَّيْءِ مَعْنًى غَيْرَ الإِتباع لَمْ يُقْضَ عَلَيْهِ بالإِتباع، وَهِيَ الضَّآلة والبآلة والضُّؤُولة والبُؤُولة. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو: ضَئِيل بَئِيل أَي قَبِيحٌ. أَبو زَيْدٍ: بَؤُلَ يَبْؤُلُ فَهُوَ بَئِيل إِذا صَغُر، وَقَدْ بَؤُلَ بَآلَةً مِثْلَ ضَؤُل ضَآلة، فَهُوَ بَئيل مِثْلَ ضَئِيل؛ وأَنشد لِمَنْظُورٍ الأَسدي: حَلِيلة فاحِشٍ وانٍ بَئِيل ... مُزَوْزِكَة، لَهَا حَسَبٌ لَئِيمُ بأدل: البَأْدَلة: اللَّحْمُ بَيْنَ الإِبط والثَّنْدُوة كلِّها، وَالْجَمْعُ البَآدِل، وَقِيلَ: هِيَ أَصل الثَّدْي، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ العُنق إِلى التَّرْقُوة، وَقِيلَ: هِيَ جَانِبُ المَأْكَمَة، وَقِيلَ: هِيَ لَحْمُ الثَّدْيين؛ قَالَتْ أُختُ يزيدَ بنِ الطَّثَرِيَّة تَرْثِيهِ: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتآزِفٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبَآدِلُه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُخت يَزِيدَ اسْمُهَا زَيْنَبُ، وَيُقَالُ: البيت للعُجَيْر السَّلولي يَرْثِي بِهِ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ يُقَالُ لَهُ سُلَيْمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ كَعْبٍ السَّلُولِيُّ؛ قَالَ: وَرِوَايَتُهُ: فَتًى قُدّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتَضائِلٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لبَّاتُه وبَآدِلُه يَسُرُّكَ مَظْلوماً، ويُرْضِيكَ ظالِماً، ... وكُلُّ الَّذِي حَمَّلْتَه فَهُوَ حامِلُه والمُتضائل: الضَّئِيلُ الدقيقُ، والرَّهِلُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ المُسْتَرْخِيه، والبَأْدَلَة: اللَّحمة بَيْنَ الْعُنُقِ والتَّرْقُوة، وَقَوْلُهُ قُدَّ قَدَّ السَّيْف أَي هُوَ مُهَفْهَف مَجْدول الخَلْقِ سَيْفَان، والسَّيْفان: الطَّوِيلُ الْمَمْشُوقُ، وَقِيلَ: هِيَ ثُلاثيّة لِقَوْلِهِ بَدِل إِذا شَكَا ذَلِكَ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والبَأْدَلَة: مِشْيَة سريعة. بأزل: البَأْزَلَة: اللِّحَاء وَالْمُقَارَضَةُ. أَبو عَمْرٍو: البَأْزَلَة مِشْيَة فِيهَا سُرْعة؛ وأَنشد لأَبي الأَسود الْعِجْلِيِّ: قَدْ كَانَ فِيمَا بَيْنَنَا مُشَاهَلَه، ... فأَدْبَرَتْ غَضْبَى تَمَشَّى البَازَلَه والمُشاهلة: الشَّتْم. ببل: بَابِل: مَوْضِعٌ بِالْعِرَاقِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ إِليه يُنْسب السِّحرُ وَالْخَمْرُ، قَالَ الأَخفش: لَا يَنْصَرِفُ لتأْنيثه وَذَلِكَ أَن اسْمَ كُلِّ شَيْءٍ مُؤَنَّثٍ إِذا كَانَ أَكثر مِنْ ثَلَاثَةِ أَحرف فإِنه لَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ ؛ قَالَ الأَعشى: بِبَابِلَ لَمْ تُعْصَر، فَجَاءَتْ سُلافَةً ... تُخالِطُ قِنْدِيداً، ومِسْكاً مُخَتَّما وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ سِهَامًا: يَكْوِي بِهَا مُهَجَ النُّفُوسِ، كأَنَّما ... يَكْوِيهِمُ بالبَابِلِيّ المُمْقِرِ قَالَ السُّكَّري: عَنَى بالبَابِلِيِّ هُنَا سُمّاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: إِن حِبِّي نَهَانِي أَن أُصلي فِي أَرض بَابِلَ فإِنها مَلْعُونَةٌ ؛ بَابِلُ: هَذَا الصُّقْع

الْمَعْرُوفُ بأَرض الْعِرَاقِ، وأَلفه غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي إِسناد هَذَا الْحَدِيثِ مَقَالٌ، قَالَ: وَلَا أَعلم أَحداً مِنَ الْعُلَمَاءِ حَرَّمَ الصَّلَاةَ فِي أَرْضِ بَابِلَ، وَيُشْبِهُ إِن ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ أَن يَكُونَ نَهَاهُ أَن يَتَّخِذَهَا وَطَناً ومُقاماً، فإِذا أَقام بِهَا كَانَتْ صَلَاتُهُ فِيهَا، قَالَ: وَهَذَا مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ فِي عِلْمِ الْبَيَانِ أَو لَعَلَّ النَّهْيَ لَهُ خَاصَّةً، أَلا تَرَاهُ قَالَ: نَهَانِي؟ وَمِثْلُهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: نَهَانِي أَن أَقرأ سَاجِدًا وَرَاكِعًا وَلَا أَقول نَهَاكُمْ ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ إِنذار مِنْهُ بِمَا لَقِيَ مِنَ الْمِحْنَةِ بِالْكُوفَةِ، وَهِيَ من أَرض بَابِلَ. بتل: البَتْل: القَطْع. بَتَلَهُ يَبْتِلُهُ ويَبْتُلُهُ بَتْلًا وبَتَّلَهُ فانْبَتَلَ وتَبَتَّلَ: أَبانَه مِنْ غَيْرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: طَلَّقَهَا بَتَّةً بَتْلَةً؛ وَقَوْلُ ذِي الرمة: رَخِيمات الكَلام مُبَتَّلات، ... جَوَاعِلُ فِي البَرَى قَصَباً خِدَالا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَن الْكَسْرَ رِوَايَةً وَجَاءَ بِهِ شَاهِدًا عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ؛ أَراد مُبَتِّلات الْكَلَامِ مُقَطِّعات لَهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: أُقيمت الصَّلَاةُ فَتَدافَعُوها وأَبَوْا إِلا تقديمَه، فَلَمَّا سَلَّم قَالَ: لَتَبْتِلُنَّ لَهَا إِماماً أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً ، مَعْنَاهُ لتَنْصِبُنَّ لَكُمْ إِماماً وتَقْطَعُنَّ الأَمرَ بإِمامته مِنَ البَتْلِ القَطْعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَورده أَبو مُوسَى فِي هَذَا الْبَابِ وأَورده الْهَرَوِيُّ فِي بَابِ الْبَاءِ وَاللَّامِ وَالْوَاوِ، وشَرَحَه بِالِامْتِحَانِ وَالِاخْتِبَارِ مِنْ الِابْتِلَاءِ، فَتَكُونُ التاءَان فِيهَا عِنْدَ الْهَرَوِيِّ زَائِدَتَيْنِ الأُولى لِلْمُضَارَعَةِ وَالثَّانِيَةُ لِلِافْتِعَالِ، وَتَكُونُ الأُولى عِنْدَ أَبي مُوسَى زَائِدَةً لِلْمُضَارَعَةِ وَالثَّانِيَةُ أَصلية، قَالَ: وَشَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي غَرِيبِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مَعًا. التَّهْذِيبُ: الأَصمعي المُبْتِل النَّخْلة يَكُونُ لَهَا فَسِيلة قَدِ انْفَرَدَتْ وَاسْتَغْنَتْ عَنْ أُمّها فَيُقَالُ لِتِلْكَ الفَسِيلة البَتُول. ابْنُ سِيدَهْ: البَتُول والبَتِيل والبَتِيلة مِنَ النخْل الفَسِيلة المُنْقَطِعةُ عَنْ أُمها المستغنيةُ عَنْهَا. والمُبْتِلةُ: أُمُّها، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: ذَلِكَ مَا دِينُكَ، إِذ جُنِّبَتْ ... أَجْمالُها كالبُكُرِ المُبْتل إِنما أَراد جَمْعَ مُبْتِلة كتَمْرة وتَمْر، وَقَوْلُهُ ذَلِكَ مَا دِينُكَ أَي ذَلِكَ الْبُكَاءُ دِينُكَ وَعَادَتُكَ، والبُكُر: جَمْعُ بَكُور وَهِيَ الَّتِي تُدرك أَوّلَ النَّخْل، وَقَدِ انْبتَلَت مِنْ أُمِّها وتَبَتَّلت واسْتَبْتَلَتْ، وَقِيلَ: البَتْلَة مِنَ النَّخْلِ الوَدِيَّة، وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الفَسِيلة الَّتِي بَانَتْ عَنْ أُمها، وَيُقَالُ للأُم مُبْتِل. والبَتْل: الحَقُّ، بَتْلًا أَي حَقًّا؛ وَمِنْهُ: صَدَقَة بَتْلَة أَي مُنْقَطِعَةٌ عَنْ صَاحِبِهَا كبَتَّة أَي قَطَعها مِنْ مَالِهِ، وأَعطيته عَطَاءً بَتْلًا أَي مُنْقَطعاً، إِما أَن يُرِيدَ الْغَايَةَ أَي أَنه لَا يُشْبِهُهُ عَطَاءٌ، وإِما أَن يُرِيدَ أَنه لَا يُعْطِيهِ عَطَاءً بَعْدَهُ. وحَلَف يَمِينًا بَتْلَة أَي قَطَعَها. وتَبَتَّلَ إِلى اللَّهِ تَعَالَى: انْقَطَعَ وأَخلص. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ؛ جَاءَ الْمَصْدَرُ فِيهِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقِ الْفِعْلِ، وَلَهُ نَظَائِرُ، وَمَعْنَاهُ أَخْلِصْ لَهُ إِخْلاصاً. والتَّبَتُّلُ: الِانْقِطَاعُ عَنِ الدُّنْيَا إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ التَّبْتِيل. يُقَالُ لِلْعَابِدِ إِذا تَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وأَقبل عَلَى الْعِبَادَةِ: قَدْ تَبَتَّلَ أَي قَطَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلا أَمْرَ اللَّهِ وطاعتَه. وَقَالَ أَبو إِسحق: وتَبَتَّلْ إِليه، أَي انقطِعْ إِليه فِي الْعِبَادَةِ؛ وَكَذَلِكَ صَدَقَةٌ بَتْلَة أَي مُنْقَطِعة مِنْ مَالِ الْمُتَصَدِّقِ بِهَا خَارِجَةٌ إِلى سَبِيلِ اللَّهِ؛ والأَصل فِي تَبَتَّلَ أَن تَقُولَ تَبَتَّلْتُ تَبَتُّلًا، فتَبْتِيلًا مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَى بَتِّل إِليه تَبْتِيلًا. وانْبَتَل، فَهُوَ مُنْبَتِل أَي انْقَطَعَ، وَهُوَ

مِثْلُ المُنْبَتِّ؛ وأَنشد: كأَنَّه تيسُ إِرانٍ مُنْبَتِل وَرَجُلٌ أَبْتَلَ إِذا كَانَ بعيدَ مَا بَين المَنْكِبَينِ. وَقَدْ بَتَلَ يَبْتُلَ بَتْلًا. والبَتُول مِنَ النِّسَاءِ: الْمُنْقَطِعَةُ عَنِ الرِّجَالِ لَا أَرَبَ لَهَا فِيهِمْ؛ وَبِهَا سُمِّيت مريمُ أُمُّ المَسيح، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَالُوا لِمَرْيَمَ العَذْراء البَتُول والبَتِيل لِذَلِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لِتَرْكِهَا التَّزْوِيجَ. والبَتُول مِنَ النِّسَاءِ: العَذْراء الْمُنْقَطِعَةُ مِنَ الأَزواج، وَيُقَالُ: هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الدُّنْيَا. والتَّبَتُّل: تَرْكُ النِّكَاحُ والزهدُ فِيهِ وَالِانْقِطَاعُ عَنْهُ. التَّهْذِيبُ: البَتُول كُلُّ امرأَة تَنْقَبِضُ مِنَ الرِّجَالِ لَا شَهْوَةَ لَهَا وَلَا حَاجَةَ فِيهِمْ، وَمِنْهُ التَّبَتُّل وَهُوَ تَرْكُ النِّكَاحِ؛ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبَّيُّ: لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ، ... عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَبَتِّل وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنه سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ ردَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّل وَلَوْ أَحَلَّه لاخْتَصَيْنا ، وَفَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ التَّبَتُّل بِنَحْوِ مَا ذَكَرْنَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رَهْبانيَّة وَلَا تَبَتُّل فِي الإِسلام ؛ والتَّبَتُّلُ: الِانْقِطَاعُ عَنِ النِّسَاءِ وَتَرْكُ النِّكَاحَ، وأَصل البَتْلِ القَطْع. وَسُئِلَ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ فَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، بِنْتِ سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِمَ قِيلَ لَهَا البَتُول؟ فَقَالَ: لِانْقِطَاعِهَا عَنْ نِسَاءِ أَهل زَمَانِهَا وَنِسَاءِ الأُمة عَفَافًا وَفَضْلًا وَدِينًا وَحَسَبًا، وَقِيلَ: لِانْقِطَاعِهَا عَنِ الدُّنْيَا إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وامرأَة مُبَتَّلَة الخَلْق أَي منْقطعة الخَلْق عَنِ النِّسَاءِ لَهَا عَلَيْهِنَّ فَضْلٌ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الأَعشى: مُبَتَّلة الخَلْقِ مِثْل المَهَاةِ، ... لمْ تَرَ شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيرا وَقِيلَ: المُبَتَّلَة التَّامَّةُ الخَلْقِ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: طَالَتْ إِلى تَبْتِيلِها فِي مَكْرِ أَي طَالَتْ فِي تَمَامِ خَلْقِها؛ وَقِيلَ: تَبْتِيل خَلْقِها انْفِرَادُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْهَا بِحُسْنِهِ لَا يَتَّكِلُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمُبَتَّلَةُ مِنَ النِّسَاءِ الحسَنة الخَلْقِ لَا يَقْصُر شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، لَا تَكُونُ حَسَنة الْعَيْنِ سَمِجَة الأَنف، وَلَا حَسَنة الأَنف سَمِجَة الْعَيْنِ، وَلَكِنْ تَكُونُ تامَّة؛ قَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الَّتِي تَفَرَّدَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا بِالْحُسْنِ عَلَى حِدَتِه. والمُبَتَّلَة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي بُتِّلَ حُسْنُهَا عَلَى أَعضائها أَي قُطِّع، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ يَرْكَبْ بعضُ لَحْمِهَا بَعْضًا فَهُوَ لِذَلِكَ مُنْماز؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي فِي أَعضائها اسْتِرْسَالٌ لَمْ يَرْكَبْ بَعْضُهُ بَعْضًا، والأَول أَقرب إِلى الِاشْتِقَاقِ، وَجَمَلٌ مُبَتَّل كَذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: امرأَة مُبَتَّلَة، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ مَفْتُوحَةً، أَي تامَّة الخَلْق لَمْ يَرْكَبْ لَحْمُهَا بَعْضُهُ بَعْضًا، وَلَا يُوصَفْ بِهِ الرَّجُلُ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: رَخِيمات الكَلامِ مُبَتَّلات وَيُقَالُ للمرأَة إِذا تَزَيَّنَتْ وَتَحَسَّنَتْ: إِنها تَتَبَتَّلُ، وإِذا تَرَكَتِ النِّكَاحَ فَقَدْ تَبَتَّلَتْ، وَهَذَا ضِدُّ الأَول، والأَول مأْخوذ مِنَ المُبَتَّلَة الَّتِي تَمَّ حُسْنُ كُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا. والبَتِيلَة: كُلُّ عُضْوٍ مُكْتَنِزٍ مُنْمازٍ. اللَّيْثُ: البَتِيلَةُ كُلُّ عُضْوٍ بِلَحْمِهِ مُكْتَنز مِنْ أَعضاء اللَّحْمِ عَلَى حِيَاله، وَالْجَمْعُ بَتَائِل؛ وأَنشد: إِذا المُتُونُ مَدَّتِ البَتَائِلا

وَفِي الْحَدِيثِ: بَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العُمْرَى أَي أَوجبها ومَلَّكَها مِلْكاً لَا يَتَطَرَّقُ إِليه نَقْضٌ، والعُمْرَى بَتَاتٌ «2». وَفِي حَدِيثِ النَّضْرِ بْنِ كَلدة: وَاللَّهِ، يَا مَعْشر قُرَيْشٍ، لَقَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمر مَا أَبْتَلْتُمْ بَتْله. يُقَالُ: مَرَّ عَلَى بَتِيلَة مِنْ رأْيه ومُنْبَتِلة أَي عَزِيمة لَا تُرَدُّ. وانْبَتَلَ فِي السَّيْرِ: مَضَى وَجَدَّ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ مَا انْتَبَلْتم نَبْله أَي مَا انْتَبَهْتُمْ لَهُ وَلَمْ تَعْلَمُوا عِلْمَه. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنْذرْتُكَ الأَمرَ فَلَمْ تَنْتَبِلْ نَبْله أَي لَمْ تَنْتَبه لَهُ، قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَكُونُ مِنْ بَابِ النُّونِ لَا مِنْ بَابِ الْبَاءِ. والبَتِيلَة: العَجُز فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ الظَّهْرِ؛ قَالَ: إِذا الظُّهُورُ مَدَّتِ البَتَائِلا والبَتْل: تَمْيِيزُ الشَّيْءِ من غيره. والبُتُل: كالمَسابل فِي أَسفل الْوَادِي، وَاحِدُهَا بَتِيلٌ. وبَتِيلُ اليَمامة: جَبَل هُنَالِكَ، وَهُوَ البَتِيل أَيضاً؛ قَالَ: فإِنَّ بَنِي ذُبْيان حَيْثُ عَلِمْتُمُ، ... بجِزْعِ البَتِيلِ، بَينَ بادٍ وحاضِرِ بثل: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّبْلة البَقِيَّة والبُثْلة الشُّهْرَةُ. بجل: التَّبجيل: التَّعْظِيمُ. بَجَّلَ الرجلَ: عَظَّمَه. وَرَجُلٌ بَجَال وبَجِيل: يُبَجِّله الناسُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ السَّيِّدُ مَعَ جَمَال ونُبْل، وَقَدْ بَجُلَ بَجَالَة وبُجُولًا، وَلَا تُوصَفُ بِذَلِكَ المرأَة. شَمِرٌ: البَجَال مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يُبَجِّله أَصحابه ويسوِّدونه. والبَجِيل: الأَمر الْعَظِيمُ. وَرَجُلٌ بَجَال: حَسَن الْوَجْهِ. وَكُلُّ غَلِيظٍ مِنْ أَيِّ شيءٍ كَانَ: بَجِيل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لِقَتْلى أُحُد: لَقِيتُم خَيْرًا طَوِيلًا، ووُقِيتُم شَرًّا بَجِيلًا، وسَبَقْتم سَبْقًا طَوِيلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَتَى الْقُبُورَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَصبتم خَيْرًا بَجِيلًا أَي وَاسِعًا كَثِيرًا، مِنَ التَّبْجِيلِ التَّعْظِيمِ، أَو مِنَ البَجَال الضَّخْم. وأَمر بَجِيل: مُنْكَر عَظِيمٌ. والبَاجِل: المُخْصِب الحَسَنُ الْحَالِ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الشَّحْمِ: إِنه لبَاجِل، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ وَالْجَمَلُ. وَشَيْخٌ بَجَال وبَجِيل أَي جَسِيم؛ وَرَجُلٌ بَاجِل وَقَدْ بَجَلَ يَبْجُل بُجُولًا: وَهُوَ الحسَن الجَسيمُ الخَصيب فِي جِسْمه؛ وأَنشد: وأَنت بالبابِ سَمِينٌ بَاجِل وبَجِلَ الرجلُ بَجَلًا: حَسُنَتْ حَالُهُ، وَقِيلَ: فَرِحَ. وأَبْجَله الشيءُ إِذا فَرِحَ بِهِ. والأَبْجَلُ: عِرْق غَلِيظ فِي الرِّجْلِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْق فِي باطِنِ مَفْصِلِ السَّاقِ فِي المَأْبِض، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْيَدِ إِزَاءَ الأَكْحَل، وَقِيلَ: هُوَ الأَبْجَلُ فِي الْيَدِ، والنَّسا فِي الرِّجْلِ، والأَبْهَرُ فِي الظَّهْر، والأَخْدَع فِي العُنُق؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: رُزِئْتُ بَني أُمِّي، فَلَمَّا رُزِئْتُهم ... صَبَرْتُ، وَلَمْ أَقْطَعْ عَلَيْهِمْ أَبَاجِلي والأَبْجَل: عِرْق وَهُوَ مِنَ الْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ الأَكْحَل مِنَ الإِنسان. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الأَبْجَل والأَكْحَل والصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ، وَهِيَ مِنَ الْجَدَاوِلِ لَا مِنَ الأَوْرِدة. اللَّيْثُ: الأَبْجَلان عِرْقان فِي الْيَدَيْنِ وَهُمَا في الأَكْحَلان مِنْ لَدُنِ المَنْكِب إِلى الكَتِف؛ وأَنشد: عَارِي الأَشَاجِعِ لَمْ يُبْجَل أَي لَمْ يُفْصَد أَبْجَلُه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ:

_ (2). قوله [والعمرى بتات] هكذا في الأَصل

أَنه رُمِيَ يَوْمَ الأَحزاب فَقَطَعُوا أَبْجَلَه ؛ الأَبْجَل: عِرْق فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ غَلِيظٌ فِي الرِّجل فِيمَا بَيْنُ الْعَصَبِ وَالْعَظْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُسْتَهْزِئِينَ: أَما الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ فأَوْمأَ جِبْرِيلُ إِلى أَبْجَله. والبُجْل: البُهْتان الْعَظِيمُ، يُقَالُ: رَمَيْتُهُ ببُجْل؛ وَقَالَ أَبو دُوادٍ الإِيادي: إمرَأَ القَيْسِ بْنَ أَرْوَى مُولِيا ... إِن رَآنِي لأَبُوأَنْ بسُبَد «1». قُلْتَ بُجْلًا قلتَ قوْلًا كَاذِبًا، ... إِنَّما يَمْنَعُني سَيْفي ويَد قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُهُ يَقُولُهُ بُجْراً، بِالرَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه بِاللَّامِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وأَرجو أَن تَكُونَ اللَّامُ لُغَةً، فإِن الرَّاءَ وَاللَّامَ مُتَقَارِبَا الْمَخْرَجِ وَقَدْ تَعَاقَبَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ. والبَجَلُ: العَجَب. والبَجْلَة: الصَّغِيرَةُ مِنَ الشَّجَر؛ قال كثير: وبِجِيد مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ ... بَجَلاتِ طَلْحٍ، قَدْ خُرِفْنَ، وضَالِ وبَجَلِي كَذَا وبَجَلِي أَي حَسْبي؛ قَالَ لَبِيدٌ: بَجَلِي الآنَ مِنَ العَيْشِ بَجَل قَالَ اللَّيْثَ: هُوَ مَجْزُومٌ لِاعْتِمَادِهِ عَلَى حَرَكَاتِ الْجِيمِ وأَنه لَا يَتَمَكَّنُ فِي التَّصْرِيفِ. وبَجَلْ: بِمَعْنَى حَسْب؛ قَالَ الأَخفش هِيَ سَاكِنَةٌ أَبداً. يَقُولُونَ: بَجَلْك كَمَا يَقُولُونَ قَطْك إِلا أَنهم لَا يَقُولُونَ بَجَلْني كَمَا يَقُولُونَ قَطْني، وَلَكِنْ يَقُولُونَ بَجَلِي وبَجْلِي أَي حَسْبي، قَالَ لَبِيدٌ: فَمَتى أَهْلِكْ فَلَا أَحْفِلُه، ... بَجَلي الآنَ مِنَ العَيْشِ بَجَل وَفِي حَدِيثِ لُقْمان بْنِ عَادٍ حِينَ وَصَفَ إِخْوته لامرأَة كَانُوا خَطَبوها، فَقَالَ لقمانُ فِي أَحدهم: خُذي مِنِّي أَخي ذَا البَجَل ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ الحَسْبُ والكِفَاية؛ قَالَ: وَوَجْهُهُ أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير الهِمَّة وأَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي مَعالي الأُمور، وَهُوَ راضٍ بأَن يُكْفَى الأُمور ويكونَ كَلًّا عَلَى غَيْرِهِ، وَيَقُولُ حَسْبي مَا أَنا فِيهِ؛ وأَما قَوْلُهُ فِي أَخيه الْآخَرِ: خُذِي مِنِّي أَخي ذَا البَجْلة يَحْمِلُ ثِقْلي وثِقْله ، فإِن هَذَا مَدْحٌ لَيْسَ مِنَ الأَوَّل، يُقَالُ: ذُو بَجْلة وَذُو بَجَالة، وَهُوَ الرُّوَاءُ والحُسْن والحَسَب والنُّبْل، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ بَجَالة. وإِنه لَذُو بَجْلة أَي شَارَةٍ حَسَنَة، وَقِيلَ: كَانَتْ هَذِهِ أَلْقاباً لَهُمْ، وَقِيلَ: البَجَال الَّذِي يُبَجِّله النَّاسُ أَي يُعَظِّمُونَهُ. الأَصمعي فِي قَوْلِهِ خُذِي مِنِّي أَخي ذَا البَجَل: رَجُلٌ بَجَالٌ وبَجيل إِذا كَانَ ضَخْماً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَيْخاً بَجَالًا وغُلاماً حَزْوَرَا وَلَمْ يُفَسِّرْ قَوْلَهُ أَخي ذَا الْبَجْلَةِ، وكأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى البَجَل. اللَّيْثُ: رَجُلٌ ذُو بَجَالة وبَجْلة وَهُوَ الكَهْل الَّذِي تَرَى لَهُ هَيئة وتَبْجِيلًا وسِنّاً، وَلَا يُقَالُ امرأَة بَجَالة. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ بَجَال كَبِيرٌ عَظِيمٌ. أَبو عَمْرٍو: البَجَال الرَّجُلُ الشَّيْخُ السَّيِّدُ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ أَحد المُعَمَّرين: أَبَنِيَّ، إِن أَهْلِكْ فإِني ... قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنيَّه

_ (1). امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ أَرْوَى مقسم على الإخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية. ووقع في مادة [سبد] بحراً؛ والصواب بجراً، بالجيم، كما هي رواية غير الليث

وجَعَلْتُكُم أَوْلادَ سادات، ... زِنادُكُمْ وَرِيّه مِنْ كُلِّ مَا نالَ الفَتَى ... قَدْ نِلْتُه، إِلا التَّحِيّه فالمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى، ... فَليَهْلِكَنْ وَبِهِ بَقِيّه، مِن أَن يَرَى الشَّيخ البَجَالَ ... يُقادُ، يُهْدَى بالعَشِيّه ولَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِلْأَسْلافِ ... تُوقَد فِي طَمِيّه وخَطَبْتُ خُطْبَة حازِمٍ، ... غَيْرِ الضعيفِ وَلَا العَيِيّه ولقدْ غَدَوْتُ بمُشرِف الحَجَباتِ ... لَمْ يَغْمِزْ شَظِيّه فأَصَبْتُ من بَقَر الحباب، ... وصِدتُ مِنْ حُمُر القفِيّه ولقد رَحَلْت البازِلَ الكَوْماءَ، ... لَيْسَ لَهَا وَلِيّه فَجَعَلَ قَوْلَهُ يُهْدَى بالعَشِيّة حَالًا ليُقاد كأَنه قَالَ يُقاد مَهْدِيّاً، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالَ ويُهْدَى بِالْوَاوِ. وَقَدْ أَبْجَلَنِي ذَلِكَ أَي كَفاني؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ عَنْبَسَة بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: وعَبْدُ الرَّحيم جِمَاعُ الأُمُور، ... إِليه انْتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ إِليه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص، ... ومِنْ عِنْدَهُ الصَّدَرُ المُبْجِلُ اللَّقَم: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، والمُعْمَل: الَّذِي يَكْثُرُ فِيهِ سَيْرُ النَّاسِ، والمَوارِدُ: الطُّرُقُ، وَاحِدَتُهَا مَوْرِدَةٌ؛ وأَهل الخَصاص: أَهْلُ الْحَاجَةِ، وجِماعُ الأُمور: تَجتمع إِليه أُمور النَّاسِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ بَجَلَك دِرْهَمٌ وبَجْلُك درهمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَلقى تَمَراتٍ فِي يَدِهِ وَقَالَ: بَجَلي مِنَ الدُّنْيَا أَي حَسْبي مِنْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَوْمَ الجَمَل: نَحْنُ بَني ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل، ... رُدُّوا عَلَيْنا شَيْخَنا ثُمَّ بَجَل أَي ثمَّ حَسْبُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مَعاذَ العَزيز اللَّهِ أَنْ يُوطِنَ الهَوَى ... فُؤَادِيَ إِلْفاً، لَيْسَ لِي بِبَجِيل فَسَّرَهُ فَقَالَ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ بَجَلِي كَذَا أَي حَسْبي، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بمُعَظِّم لِي، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِعَظِيمِ الْقَدْرِ مُشْبِه لِي. وبَجَّلَ الرجلَ: قَالَ لَهُ بَجَلْ أَي حَسْبُك حَيْثُ انْتَهَيْتَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِنْهُ اشْتَقَّ الشَّيْخُ البَجَال وَالرَّجُلُ البَجِيل والتَّبْجِيل. وبَجِيلَة: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةِ إِليهم بَجَلِيٌّ، بِالتَّحْرِيكِ، وَيُقَالُ إِنهم مِنْ مَعَدّ لأَن نِزَارَ بْنَ مَعَدّ وَلَدَ مُضَرَ وربيعة وإِياداً وأَنماراً ثُمَّ إِن أَنماراً وَلَد بَجِيلَة وخَثْعَم فَصَارُوا بِالْيَمَنِ؛ أَلا تَرَى أَن جَرِيرَ بْنَ عبدِ اللَّهِ البَجَلِيّ نَافِرٌ رَجُلًا مِنَ اليَمَن إِلى الأَقْرَع بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمي حَكَم الْعَرَبَ فَقَالَ: يَا أَقْرَعُ بنَ حابسٍ يَا أَقْرَعُ ... إِنك إِن يُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ فَجَعَلَ نَفْسَهُ لَهُ أَخاً، وَهُوَ مَعَدِّيٌّ، وإِنما رَفَعَ تُصْرَع وحقُّه الْجَزْمُ عَلَى إِضمار الْفَاءِ كَمَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ

بْنُ حَسَّانَ: مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ، اللهُ يشكرُها، ... والشَّرُّ بالشرِّ عندَ اللَّهِ مِثْلانِ أَيْ فَاللَّهُ يَشْكُرُهَا، وَيَكُونُ مَا بَعْدَ الْفَاءِ كَلَامًا مبتدأً، وكان سيبوبه يَقُولُ: هُوَ عَلَى تَقْدِيمِ الْخَبَرِ كأَنه قَالَ إِنك تُصْرع إِن يَصْرَعْ أَخوك، وأَما الْبَيْتُ الثَّانِي فَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنه مَرْفُوعٌ بإِضمار الْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ ثَعْلَبٌ أَن هَذَا الْبَيْتَ لِلْحُصَيْنِ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَالْمَشْهُورُ أَنه لِجَرِيرٍ. وبَنُو بَجْلَة: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَوْلُ عَمْرٍو ذِي الْكَلْبِ: بُجَيْلَةُ يَنْذِروا رَمْيِي وفَهْمٌ، ... كَذَلِكَ حالُهم أَبَداً وَحَالِي «2» إِنما صَغَّر بَجْلَة هَذِهِ القبيلَة. وَبَنُو بَجَالَة: بَطْنٌ مِنْ ضَبَّة. التَّهْذِيبُ: بَجْلَة حَيٌّ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ. وبَجْلَة: بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم، وَالنِّسْبَةُ إِليهم بَجْليٌّ، بِالتَّسْكِينِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: وآخَر مِنْهُمْ أَجْرَرْتُ رُمْحي، ... وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ بحل: الأَزْهري: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ ح ل ب قَالَ: أَما بَحَلَ وَلَبَحَ فإِن اللَّيْثَ أَهْمَلَهُمَا، قَالَ: وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: البَحْلُ الإِدْقاع الشَّدِيدُ، قَالَ وهذا غريب. بحدل: البَهْدَلة والبَحْدَلَة: الْخِفَّةُ فِي السَّعْيِ. ابْنُ الأَعرابي: بَحْدَلَ الرجلُ إِذا مَالَتْ كَتِفُهُ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِصَاحِبٍ لَهُ: بَحْدِلْ؛ يأْمره بالإِسراع فِي مَشْيِهِ. وبَحْدَلٌ: اسم رجل. بحشل: البَحْشَل والبَحْشَلِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الأَسْود الْغَلِيظُ، وَهِيَ البَحْشَلَة. ابْنُ الأَعرابي: بَحْشَلَ الرجلُ إِذا رَقَصَ رَقْصَ الزِّنْج. بحظل: البَحْظَلَة: أَن يَقْفِز الرجلُ قَفَزان اليَرْبُوع أَو الفأَرة. يُقَالُ: بَحْظَلَ الرجلُ بَحْظَلة، والظاء معجمه. بخل: البُخْل والبَخَل: لُغَتَانِ وَقُرِئَ بِهِمَا «3». والبَخْل والبُخُول: ضِدُّ الْكَرَمِ، وَقَدْ بَخِلَ يَبْخَلُ بُخْلًا وبَخَلًا، فَهُوَ بَاخِل: ذُو بُخْل، وَالْجَمْعُ بُخَّال، وبَخِيل والجميع بُخَلاء. ورَجُل بَخَل: وُصِف بِالْمَصْدَرِ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثل الأَعرابي، وَكَذَلِكَ بَخَّال ومُبَخَّل. والبَخَّال: الشَّدِيدُ البُخْل؛ قَالَ رؤبة: فَذَاك بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ، ... وكُرَّزٌ يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ وَرِجَالٌ بَاخِلُونَ. والبَخْلَة: بُخْل مَرَّة وَاحِدَةً. وبَخَّلَه: رَمَاهُ بالبُخل وَنَسَبَهُ إِلى البُخْل. وأَبْخَلَهُ: وَجَدَهُ بَخيلًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكرب: يَا بَنِي سُلَيْم، لَقَدْ سأَلْناكم فَمَا أَبْخَلْنَاكم؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا مُعدّ بُخْله عَنْ إِبْخَال وَيُرْوَى أَبْخَال، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ جَمْعُ بُخْل أَو بَخَل لأَنه قَدْ جَاءَتْ مَصَادِرُ مَجْمُوعَةٌ كالحُلوم والعُقول، وَفَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي وَجْهَ جَمْعِهِ قَالَ: مَعْنَاهُ بَعْدَ بُخْلٍ مِنْكَ كَثِيرٍ؛ وَعَنْ هَاهُنَا بِمَعْنَى بَعْدَ كَمَا قَالَ: وتُصْبح عَنْ غِبِّ الضَّباب، كأَنَّما ... تَرَوَّح قَيْنُ الهَضْبِ عَنْهَا بِمصْقَلَه والمَبْخَلة: الشَّيْءُ الَّذِي يَحْمِلك عَلَى الْبُخْلِ. وفي

_ (2). قوله: ينذروا، بالجزم، هكذا في الأَصل (3). قوله [وقرئ بهما] يؤخذ من القاموس وشرحه: أَنه قرئ باللغات الأربع وهي: البُخْل والبُخُل كقُفْل وعُنُق والبَخْل والبَخَل كنَجْم وجَبَل

حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوَلَد مَجْبَنَة مَجْهَلة مَبْخَلة : هُوَ مَفْعَلة مِنَ البُخل، ومَظِنّة لأَن يَحْمِل أَبويه عَلَى الْبُخْلِ، وَيَدْعُوهُمَا إِليه فَيَبْخَلان بِالْمَالِ لأَجله. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنكم لتُبَخِّلون وتُجَبِّنون. بدل: الْفَرَّاءُ: بَدَلٌ وبِدْلٌ لُغَتَانِ، ومَثَل ومِثْل، وشَبَه وشِبْه، ونَكَل ونِكْل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمَع فِي فَعَل وفِعْل غَيْرَ هَذِهِ الأَربعة الأَحرف. والبَدِيل: البَدَل. وبَدَلُ الشَّيْءِ: غَيْرُه. ابْنُ سِيدَهْ: بِدْل الشَّيْءِ وبَدَله وبَدِيله الخَلَف مِنْهُ، والجمع أَبْدَال. قال سيبوبه: إِنَّ بَدَلك زَيد أَي إِنَّ بَديلك زَيْد، قَالَ: وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اذْهَبْ مَعَكَ بِفُلَانٍ، فَيَقُولُ: مَعِي رَجُلٌ بَدَلُه أَي رَجُلٌ يُغْني غَناءه وَيَكُونُ فِي مَكَانِهِ. وتَبَدَّل الشيءَ وتَبَدَّلَ بِهِ واسْتَبْدَلَهُ واسْتَبْدَلَ بِهِ، كُلُّه: اتَّخَذَ مِنْهُ بَدَلًا. وأَبْدَلَ الشيءَ مِنَ الشَّيْءِ وبَدَّلَه: تَخِذَه منه بَدَلًا. وأَبْدَلْتُ الشيءَ بِغَيْرِهِ وبَدَّلَه اللَّهُ مِنَ الْخَوْفِ أَمْناً. وتَبْدِيل الشَّيْءِ: تَغْيِيرُهُ وإِن لَمْ تأْت بِبَدَلٍ. واسْتَبْدَلَ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وتَبَدَّلَهُ بِهِ إِذا أَخذه مَكَانَهُ. والمُبَادَلَة: التبادُل. والأَصل فِي التَّبْدِيل تَغْيِيرُ الشَّيْءِ عَنْ حَالِهِ، والأَصل فِي الإِبْدَال جَعْلُ شَيْءٍ مَكَانَ شَيْءٍ آخَرَ كإِبدالك مِنَ الْوَاوِ تَاءً فِي تَاللَّهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِي يَبِيعُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ المأْكولات بَدَّال؛ قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بَقَّال. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: تَبْدِيلها، وَاللَّهُ أَعلم، تسييرُ جِبَالِهَا وَتَفْجِيرُ بِحارها وكونُها مُسْتَوِيَةً لَا تَرى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً، وتَبْدِيل السَّمَاوَاتِ انْتِثَارُ كواكِبها وانفطارُها وانشقاقُها وَتَكْوِيرُ شَمْسِهَا وَخُسُوفُ قَمَرِهَا، وأَراد غيرَ السَّمَاوَاتِ فاكتَفى بِمَا تَقَدَّمَ. أَبو الْعَبَّاسِ: ثَعْلَبٌ يُقَالُ أَبْدَلْتُ الخاتمَ بالحَلْقة إِذا نَحَّيت هَذَا وَجَعَلْتَ هَذَا مَكَانَهُ. وبَدَّلْتُ الخاتمَ بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه وسوَّيته حَلْقة. وَبَدَّلْتَ الحَلْقة بِالْخَاتَمِ إِذا أَذبتها وَجَعَلْتَهَا خَاتَمًا؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَحَقِيقَتُهُ أَن التَّبْدِيل تَغْيِيرُ الصُّورَةِ إِلى صُورَةٍ أُخرى والجَوْهرةُ بِعَيْنِهَا. والإِبْدَال: تَنْحيةُ الْجَوْهَرَةِ وَاسْتِئْنَافُ جَوْهَرَةٍ أُخرى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: عَزْل الأَمير للأَمير المُبْدَل أَلا تَرَى أَنه نَحَّى جِسْمًا وَجَعَلَ مَكَانَهُ جِسْمًا غَيْرَهُ؟ قَالَ أَبو عَمْرٍو: فَعَرَضْتُ هَذَا عَلَى الْمُبَرِّدِ فَاسْتَحْسَنَهُ وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ: وَقَدْ جَعَلَتِ الْعَرَبُ بَدَّلت بِمَعْنَى أَبْدَلت، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ؛ أَلا تَرَى أَنه قَدْ أَزال السَّيِّئَاتِ وَجَعَلَ مَكَانَهَا حَسَنَاتٍ؟ قَالَ: وأَمَّا مَا شَرَط أَحمد بْنُ يَحْيَى فَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها . قَالَ: فَهَذِهِ هِيَ الْجَوْهَرَةُ، وَتَبْدِيلُهَا تَغْيِيرُ صُورَتِهَا إِلى غَيْرِهَا لأَنها كَانَتْ نَاعِمَةً فَاسْوَدَّتْ مِنَ الْعَذَابِ فَرُدَّتْ صورةُ جُلودهم الأُولى لَمَّا نَضِجَت تِلْكَ الصُّورَةُ، فَالْجَوْهَرَةُ وَاحِدَةٌ وَالصُّورَةُ مُخْتَلِفَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اسْتَبْدَلَ ثَوْبًا مَكَانَ ثَوْبٍ وأَخاً مَكَانَ أَخ وَنَحْوَ ذَلِكَ الْمُبَادَلَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا بَابُ المَبْدُول مِنَ الْحُرُوفِ وَالْمُحَوَّلِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَدَهْته ومَدَحْته، قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن بَدَلت مُتَعَدٍّ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: جَمْعٌ بَدِيل بَدْلَى، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن بَدِيلًا بِمَعْنَى مُبْدَل. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: سُمِّيَ البَدَّال بَدَّالًا لأَنه يُبَدِّل بَيْعًا بِبَيْعٍ فَيَبِيعُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَغَدًا شَيْئًا آخَرَ، قَالَ: وَهَذَا كله يدل على أَن بَدَلت، بِالتَّخْفِيفِ، جَائِزٌ وأَنه مُتَعَدٍّ. والمُبَادَلَة مُفَاعَلَةٌ مِنْ بَدَلت؛ وَقَوْلُهُ:

فَلَمْ أَكُنْ، والمالِكِ الأَجَلِّ، ... أَرْضى بِخِلٍّ، بعدَها، مُبْدَلِ إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللَّامَ لِلضَّرُورَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه شدَّدها لِلْوَقْفِ ثُمَّ اضطُرَّ فأَجرى الْوَصْلَ مُجْرى الْوَقْفِ كَمَا قَالَ: ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِ وَاخْتَارَ الْمَالِكُ عَلَى المَلك لِيَسْلَمَ الْجُزْءُ مِنَ الخَبْل، وَحُرُوفُ البَدَل: الْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ وَالتَّاءُ وَالْهَاءُ وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالْجِيمُ، وإِذا أَضفت إِليها السِّينَ وَاللَّامَ وأَخرجت مِنْهَا الطَّاءَ وَالدَّالَ وَالْجِيمَ كَانَتْ حروفَ الزيادةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْنَا نُرِيدُ البَدَل الَّذِي يَحْدُثُ مَعَ الإِدغام إِنما نُرِيدُ الْبَدَل فِي غَيْرِ إِدغام. وبَادَلَ الرجلَ مُبَادَلَة وبِدَالًا: أَعطاه مِثْلَ مَا أَخَذَ مِنْهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَالَ: أَبي خَوْنٌ، فَقِيلَ: لَا لَا ... لَيْسَ أَباك، فاتْبَعِ البِدَالا والأَبْدَال: قَوْمٌ مِنَ الصَّالِحِينَ بِهِمْ يُقيم اللهُ الأَرض، أَربعون فِي الشَّامِ وَثَلَاثُونَ فِي سَائِرِ الْبِلَادِ، لَا يَمُوتُ مِنْهُمْ أَحد إِلا قَامَ مَكَانَهُ آخَرُ، فَلِذَلِكَ سُمُّوا أَبْدَالًا، وَوَاحِدُ الأَبْدَال العُبَّاد بِدْل وبَدَل؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْوَاحِدُ بَدِيل. وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ بِسَنَدِهِ حَدِيثًا عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: الأَبْدَال بِالشَّامِ، والنُّجَباء بِمِصْرَ، وَالْعَصَائِبُ بِالْعِرَاقِ ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَبْدَال خِيارٌ بَدَلٌ مِنْ خِيار، وَالْعَصَائِبُ عُصْبة وَعَصَائِبُ يَجْتَمِعُونَ فَيَكُونُ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سُمِّيَ المُبَرِّزون فِي الصَّلَاحِ أَبْدَالًا لأَنهم أُبْدِلوا مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، قَالَ: والأَبْدَال جَمْعُ بَدَل وبِدْل، وجَمْع بَدِيل بَدْلى، والأَبْدَال: الأَولياء والعُبَّاد، سُموا بِذَلِكَ لأَنهم كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أُبدل بِآخَرَ. وبَدَّلَ الشيءَ: حَرَّفه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ أَنهم مَاتُوا عَلَى دِينِهِمْ غَيْرَ مُبَدِّلين. وَرَجُلٌ بِدْل: كَرِيمٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَبْدَال. وَرَجُلٌ بِدْل وبَدَل: شَرِيفٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَهَاتَانِ الأَخيرتان غَيْرُ خَالِيَتَيْنِ مِنْ مَعْنَى الخَلَف. وتَبَدَّلَ الشيءُ: تَغَيَّر؛ فأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: فبُدِّلَتْ، والدَّهْرُ ذُو تَبَدُّلِ، ... هَيْفا دَبُوراً بالصَّبا والشَّمْأَلِ فإِنه أَراد ذُو تَبْدِيلٍ. والبَدَل: وَجَع فِي الْيَدَيْنِ وَالرَّجُلَيْنِ، وَقِيلَ: وَجَعُ الْمَفَاصِلِ وَالْيَدَيْنِ وَالرَّجُلَيْنِ؛ بَدِلَ، بِالْكَسْرِ، يَبْدَلُ بَدلًا فَهُوَ بَدِلٌ إِذا وَجِع يَديه وَرِجْلَيْهِ؛ قَالَ الشَّوْأَل بْنُ نُعيم أَنشده يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ: فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذَاكَ، وَلَمْ أَزل ... بَدِلًا نَهارِيَ كُلَّه حَتَّى الأُصُل والبَأْدَلة: مَا بَيْنَ العُنُق والتَّرْقُوَة، وَالْجَمْعُ بَآدِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ، لَا مُتآزفٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبَآدِلُه وَقِيلَ: هِيَ لَحْمُ الصَّدْرِ وَهِيَ البَأْدَلَة والبَهْدَلة وَهِيَ الفَهْدَة. ومَشى البَأْدَلَة إِذا مَشى مُحَرِّكاً بَآدِلَهُ، وَهِيَ مِن مِشْية القِصار مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ: قَدْ كَانَ فِيمَا بَيْنَنَا مُشاهَلَه، ... ثُمَّ تَوَلَّتْ، وَهِيَ تَمْشي البَادَلَه

أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حَتَّى كأَن وَضْعَهَا أَلف، وَذَلِكَ لِمَكَانِ التأْسيس. وبَدِل: شَكَا بَأْدَلته عَلَى حُكْمِ الْفِعْلِ المَصُوغ مِنْ أَلفاظ الأَعضاء لَا عَلَى الْعَامَّةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِذَلِكَ قَضينا عَلَى هَمْزَتِهَا بِالزِّيَادَةِ وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ فِي الْهَمْزَةِ إِذا كَانَتِ الْكَلِمَةُ تَزِيدُ عَلَى الثَّلَاثَةِ؛ وَفِي الصِّفَاتِ لأَبي عُبَيْدٍ: البَأْدَلَة اللَّحمة فِي بَاطِنِ الْفَخْذِ. وَقَالَ نُصير: البَأْدَلَتَان بُطُونُ الْفَخِذَيْنِ، والرَّبْلتان لَحْمُ بَاطِنِ الفَخذ، وَالْحَاذَانِ لَحْمُ ظاهِرهما حَيْثُ يَقَعُ شَعْرُ الذَّنَب، والجاعِرتان رأْسا الْفَخِذَيْنِ حَيْثُ يُوسَم الْحِمَارُ بحَلْقة، والرَّعْثاوان والثَّنْدُوَتان يُسَمَّينَ البَآدِل، والثَّنْدُوَتان لَحْمتان فَوْقَ الثَّدْيَيْنِ. وبَادَوْلَى وبَادُولَى، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى: حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغَمِيس فَبَادَوْلَى ... ، وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَال يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ جَمِيعًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يأْتي بالرأْي السَّخِيفِ: هَذَا رأْي الجَدَّالين والبَدَّالِين. والبَدَّال: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَالٌ إِلا بِقَدْرِ مَا يَشْتَرِي بِهِ شَيْئًا، فإِذا بَاعَهُ اشْتَرَى بِهِ بَدَلًا مِنْهُ يُسَمَّى بَدَّالًا، والله أَعلم. بذل: البَذْل: ضِدُّ المَنْع. بَذَلَه يَبْذِلُه ويَبْذُلُه بَذْلًا: أَعطاه وجادَ بِهِ. وَكُلُّ مَنْ طَابَتْ نَفْسُهُ بإِعطاء شَيْءٍ فَهُوَ بَاذِلٌ لَهُ. والابْتِذَال: ضِدُّ الصِّيانة. وَرَجُلٌ بَذَّال وبَذُول إِذا كَانَ كَثِيرَ الْبَذْلِ لِلْمَالِ. والبِذْلَة والمِبْذَلة مِنَ الثِّيَابِ: مَا يُلبس ويُمتهن وَلَا يُصان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر عليُّ بْنُ حَمْزَةَ مِبْذَلَة، وَقَالَ مِبْذَل بِغَيْرِ هَاءٍ، وَحَكَى غَيْرُهُ عَنْ أَبي زَيْدٍ مِبْذَلة، وَقَدْ قِيلَ أَيضاً: مِيدَعَة ومِعْوَزَة عَنْ أَبي زَيْدٍ لِوَاحِدَةِ المَوادِع والمَعاوِز، وَهِيَ الثِّيَابُ والخُلْقان، وَكَذَلِكَ المَبَاذِل، وَهِيَ الثِّيَابُ الَّتِي تُبْتذل فِي الثِّيَابِ؛ ومِبْذَل الرَّجُلِ ومِيدعُه ومِعْوَزه: الثَّوْبُ الَّذِي يَبْتَذِلُهُ ويَلْبَسه؛ وَاسْتَعَارَ ابْنُ جِنِّي البِذْلَة فِي الشِّعْر فَقَالَ: الرَّجَز إِنما يُسْتَعَانُ بِهِ فِي البِذْلَة وَعِنْدَ الِاعْتِمَالِ والحُداء والمِهْنَة؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ: لَوْ قَدْ حَداهُنَّ أَبو الجُودِيَّ ... برَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّوِيِّ، مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنِيِ واسْتَبْذَلْتُ فُلَانًا شَيْئًا إِذا سأَلته أَن يَبْذُله لَكَ فَبذَله. وَجَاءَنَا فُلَانٌ فِي مَبَاذِلِهِ أَي فِي ثِيَابِ بِذْلته. وابْتِذَال الثَّوْبِ وَغَيْرُهُ: امتهانُه. والتَّبَذُّل: تَرْكُ التَّصَاوُنِ. والمِبْذَل والمِبْذَلَة: الثَّوْبُ الخَلَق، والمُتَبَذِّل لَابِسُهُ. والمُتَبَذِّل والمُبْتَذِل مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَلِي الْعَمَلَ بِنَفْسِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي يَلِي عَمَلَ نَفْسِهِ؛ قَالَ: وَفَاءً للخَلِيفَةِ، وابْتِذَالًا ... لنَفْسِيَ مِنْ أَخي ثِقَةٍ كَرِيم وَيُقَالُ: تَبَذَّلَ فِي عَمَلِ كَذَا وَكَذَا ابْتَذَلَ نَفْسَهُ فِيمَا تَوَلَّاهُ مِنْ عَمَلٍ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَخَرَجَ مُتَبَذِّلًا مُتَخَضِّعاً ؛ التَّبَذُّل: تركُ التَّزيُّن والتَّهَيُّؤِ بالهَيئة الْحَسَنَةِ الْجَمِيلَةِ عَلَى جِهَةِ التَّوَاضُعِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلْمَانَ: فرأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَة ، وَفِي رِوَايَةٍ: مُبْتَذِلَةً. وَفُلَانٌ صَدْقُ المُبْتَذَل إِذا كَانَ صُلْباً فِيمَا يَبْتَذِلُ بِهِ نَفْسَهُ. وفَرَس ذُو صَوْن وابْتِذَال إِذا كَانَ لَهُ حُضْر قَدْ صَانَهُ لِوَقْتِ الْحَاجَةِ إِليه وعَدْوٌ دُونَهُ قَدِ ابْتَذَلَه. وبَذْلٌ: اسْمٌ. ومَبْذُول: شَاعِرٌ مِنْ غَنِيٍّ.

برأل: البُرَائل: الَّذِي ارْتَفَعَ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ فَيَسْتَدِيرُ فِي عُنُقه؛ قَالَ حُمَيْد الأَرْقط: وَلَا يَزَال خَرَبٌ مُقَنَّعُ ... بُرَائِلاهُ، والجَنَاحُ يَلْمَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ مَنْصُوبٌ وَالْمَعْرُوفُ فِي رَجْزِهِ: فَلَا يَزَالُ خَرَبٌ مُقَنَّعَا ... بُرَائِلَيْه، وَجَنَاحاً مُضْجعَا أَطارَ عَنْهُ الزَّغَبَ المُنَزَّعا، ... يَنْزِعُ حَبَّاتِ الْقُلُوبِ اللُّمَّعا ابْنُ سِيدَهْ: البُرَائِل مَا اسْتَدَارَ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ حَوْلَ عُنُقِهِ، وَهُوَ البُرْؤُلَة، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ عُرْفَ الحُبَارَى فإِذا نَفَشَه لِلْقِتَالِ قِيلَ بَرْأَلَ، وَقِيلَ: هُوَ الرِّيشُ السَّبْط الطَّوِيلُ لَا عِرَضَ لَهُ عَلَى عُنُق الدِّيكِ، فإِذا نَفَشَهُ لِلْقِتَالِ قِيلَ: قَدِ ابْرَأَلَّ الدِّيكُ وتَبَرْأَلَ، قَالَ: وَهُوَ البُرَائِل للدِّيك خَاصَّةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ بَرْأَلَ الدِّيكُ بَرْأَلَةً إِذا نَفَشَ بُرَائِلَه، والبُرَائِل: عُفْرَة الدِّيك والحُبَارَى وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ الرِّيشُ الَّذِي يَسْتَدِيرُ فِي عُنُقه. وأَبو بُرَائِل: كُنْيَةُ الدِّيكِ. وتَبَرْأَلَ للشرِّ أَي «4» ... نَافِشًا عُرْفَه فَذَلِكَ دَلِيلٌ مِنْ قَوْلِهِ إِن البُرَائِل يَكُونُ للإِنسان. وابْرَأَلَّ: تَهَيَّأَ لِلشَّرِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. برزل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: رَجُلٌ بُرْزُل، وَهُوَ الضَّخْم، وليس بثَبَتٍ. برطل: البِرْطِيل: حَجَر أَو حَدِيد طَوِيلٌ صُلْب خِلْقة لَيْسَ مِمَّا يُطَوِّله الناسُ وَلَا يُحَدِّدونه تُنْقَرُ بِهِ الرَّحى وَقَدْ يُشَبَّهُ بِهِ خَطْم النَّجيبة، وَالْجَمْعُ بَرَاطِيل؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَقْعَس: تَرَى شُؤُونَ رَأْسِها العَوارِدَا ... مَضْبورَةً إِلى شَبا حَدَائِدا، ضَبْرَ بَرَاطِيلَ إِلى جَلامِدا قَالَ السِّيرَافِيُّ: هُوَ حَجَرٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: البَرَاطِيل المَعاوِل، وَاحِدُهَا بِرْطِيل، والبِرْطِيل: الْحَجَرُ الرَّقِيقُ وَهُوَ النَّصِيل، وَقِيلَ: هُمَا ظُرَرَانِ مَمْطُولانِ تُنْقَرُ بِهِمَا الرَّحَى، وَهُمَا مِنْ أَصْلب الحِجَارة مَسْلَكَةً مُحَدَّدة؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: كأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيها ومَذْبَحَها، ... مِنْ خَطْمِها وَمِنَ اللَّحْيَيْن، بِرْطِيل قَالَ: البِرْطِيل حَجَر مُسْتَطِيلٌ عَظِيمٌ شُبِّهَ بِهِ رأْس النَّاقَةِ. والبُرْطُلَة: المِظَلَّة الصَّيْفِيَّةُ «5» نَبَطيّة، وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ فِي لَفْظِ الْعَرَبِيَّةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ ابْنُ الظُّلَّة «6». والبُرْطُل، بِالضَّمِّ: قَلَنْسُوَة، وَرُبَّمَا شُدّد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ البُرْطُلَّة، قَالَ: وَقَالَ الْوَزِيرُ السَّرْقَفانَةُ بُرْطُلَّة الْحَارِسِ. والبِرْطِيل: خَطْمُ الفَلْحَس وَهُوَ الْكَلْبُ، قَالَ: والفَلْحَسُ الدُّبُّ المُسِنُّ «7». برعل: البُرْعُل: وَلَدُ الضَّبُع كالفُرْعُل، وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الوَبْرِ مِنِ ابْنِ آوَى. برغل: البَرَاغِيل: الْبِلَادُ الَّتِي بَيْنَ الرِّيف والبَرِّ مِثْلَ الأَنبار وَالْقَادِسِيَّةِ وَنَحْوِهِمَا، وَاحِدُهَا بِرغِيل، وَهِيَ المَزالف أَيضاً. والبَراغِيل: القُرَى؛ عَنْ ثَعْلَبٍ فَعَمَّ بِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البِرْغِيل الأَرض القَرِيبة من الماء. برقل: البِرْقِيل: الجُلاهِق وَهُوَ الَّذِي يَرْمي بِهِ الصبيانُ البُندقَ. ابْنُ الأَعرابي: بَرْقَل الرجلُ إِذا كَذَب.

_ (4). هنا بياض بالأصل (5). في القاموس: المِظَلَّة الضَّيقة (6). قوله: ابن الظُّلَّة؛ هكذا في الأَصل (7). والبِرْطِيل، في الأَساس: الرشوة. وفي القاموس: بَرْطَلَه فتَبَرْطَلَ: رشاه فارتشى

بزل: بَزَل الشيءَ يَبْزُلُهُ بَزْلًا وبَزَّلَهُ فَتَبَزَّل: شَقَّه. وتَبَزَّل الْجَسَدُ: تَفَطَّر بِالدَّمِ، وتَبَزَّل السِّقاء كَذَلِكَ. وسِقَاءٌ فِيهِ بَزْلٌ: يَتَبزَّلُ بِالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ بُزُول. الْجَوْهَرِيُّ: بَزَل البعيرُ يَبْزُل بُزُولًا فَطَر نابُه أَي انْشَقَّ، فَهُوَ بَازِل، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ، قَالَ: وَرُبَّمَا بَزَلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: بَزَلَ نابُ الْبَعِيرِ يَبْزُل بَزْلًا وبُزُولًا طَلَع؛ وجَمَلٌ بَازِل وَبَزُولٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ فِي كَلَامِ بَعْضِ الرُّوَّاد: يَشْبَع مِنْهُ الجَمل البَزُول، وَجَمْعُ البَازِل بُزَّل، وَجَمْعُ البَزُول بُزُل، والأُنثى بَازِل وَجَمْعُهَا بَوَازِل، وبَزُول وجَمْعُها بُزُل. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا اسْتَكْمَلَ السَّنَةَ الثَّامِنَةَ وَطَعَنَ فِي التَّاسِعَةِ وفَطَر نابُه فَهُوَ حِينَئِذٍ بَازِل، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. جَمَلٌ بَازِل وَنَاقَةٌ بَازِل: وَهُوَ أَقصى أَسنان الْبَعِيرِ، سُمِّي بَازِلًا مِنَ البَزْل، وَهُوَ الشَّقُّ، وَذَلِكَ أَن نَابَهُ إِذا طَلَع يُقَالُ لَهُ بَازِل، لشَقِّه اللَّحْمَ عَنْ مَنْبِته شَقّاً؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ فِي السِّنِّ وسَمّاها بَازِلًا: مَقْذوفة بدَخِيس النَّحْضِ بَازِلُها، ... لَهُ صَرِيفٌ صَريفَ القَعْو بالمَسَد أَراد ببَازِلها نَابَهَا، وَذَهَبَ سيبوبه إِلى أَن بَوَازِل جَمْعُ بَازِل صِفَةٌ لِلْمُذَكَّرِ، قَالَ: أَجروه مُجْرَى فَاعِلَةٍ لأَنه يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَلَا يَقْوَى ذَلِكَ قُوَّةَ الْآدَمِيِّينَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَ بَعْدَ الْبَازِلِ سِنٌّ تُسَمَّى، قَالَ: والبَازِل أَيضاً اسْمُ السِّن الَّتِي تَطْلُعُ فِي وَقْتِ البُزُول، وَالْجَمْعُ بَوَازِل؛ قَالَ القطَامي: تَسَمَّعُ مِنْ بَوَازِلها صَرِيفاً، ... كَمَا صاحَت عَلَى الخَرِب الصِّقَارُ وَقَدْ قَالُوا: رَجُلٌ بَازِل، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْبَعِيرِ، وَرُبَّمَا قَالُوا ذَلِكَ يَعْنُونَ بِهِ كَمَالَهُ فِي عَقْلِهِ وتَجْربته؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: بَازِلُ عامَيْن حَديثٌ سِنِّي يَقُولُ: أَنا مُسْتَجْمِعُ الشَّبَابِ مُسْتَكْمِلُ الْقُوَّةِ؛ وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ: قَالَ أَبو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ: مَا تُنْكِرُ الحَرْبُ العَوَانُ مِنِّي، ... بَازِلُ عامَينِ حَدِيثٌ سِنِّي قَالَ: إِنما عَنَى بِذَلِكَ كَمَالَهُ لَا أَنه مُسِنٌّ كالبَازِل، أَلا تَرَاهُ قَالَ حَدِيثٌ سنِّي وَالْحَدِيثُ لَا يَكُونُ بَازِلًا؛ وَنَحْوَهُ قَوْلُ قَطَرِيّ بْنِ الفُجاءة: حَتَّى انصرفْتُ، وَقَدْ أَصَبْتُ، وَلَمْ أُصَبْ ... جَذَعَ البَصيرة قارِحَ الأقْدام فإِذا جَاوَزَ الْبَعِيرُ البُزُول قِيلَ بَازِل عَامٍ وَعَامَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَا زَادَ. وتَبَزَّلَ الشيءُ إِذا تَشَقَّقَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَ ما ... تَبَزَّلَ، مَا بَيْنَ العَشِيرة بالدَّم وَمِنْهُ يُقَالُ للحَدِيدة الَّتِي تَفْتح مِبْزَل الدَّنِّ: بِزَالٌ ومِبْزَل، لأَنه يُفْتَح بِهِ. وبَزَلَ الخَمرَ وغيرَها بَزْلًا وابْتَزَلَها وتَبَزَّلَها: ثَقَبَ إِناءها، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ البُزَالُ. وبَزَلَها بَزْلًا: صَفّاها. والمِبْزَل والمِبْزَلَة: المِصْفاة الَّتِي يُصَفَّى بِهَا؛ وأَنشد: تَحَدَّر مِنْ نَوَاطِبِ ذِي ابْتِزَال والبَزْل: تَصْفية الشَّرَابِ وَنَحْوَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف البَزْل بِمَعْنَى التَّصْفِيَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: المِبْزَل مَا يُصَفَّى بِهِ الشَّرَابُ. وشَجَّة بَازِلَة: سَالَ دَمُها.

وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: قَضَى فِي البَازِلَة بِثَلَاثَةِ أَبْعِرة ؛ البَازِلَة مِنَ الشِّجَاج: الَّتِي تَبْزُلُ اللَّحْمَ أَي تَشُقُّه وَهِيَ المُتَلاحمة. وانْبَزَل الطَّلعُ أَي انْشَقَّ. وبَزَلَ الرأَيَ والأَمر: قَطَعه. وخُطَّةٌ بَزْلاءُ: تَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. والبَزْلاءُ: الرَّأْي الجَيِّد. وإِنه لَذُو بَزْلاءَ أَي رأْي جَيِّد وعَقْل؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَواتٍ لَا تَزَال لَهُ ... بَزْلاءُ، يَعْيَا بِهَا الجَثَّامة اللُّبَدُ وَيُرْوَى: مِنِ امْرِئٍ ذِي سمَاح. أَبو عَمْرٍو: مَا لِفُلَانٍ بَزْلاء يَعِيشُ بِهَا أَي مَا لَهُ صَرِيمة رأْي، وَقَدْ بَزَلَ رأْيه يَبْزُلُ بُزُولًا. وإِنه لنَهَّاض ببَزْلاء أَي مُطيق عَلَى الشَّدَائِدِ ضَابِطٌ لَهَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا كَانَ مِمَّنْ يَقُومُ بالأُمور الْعِظَامِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِني، إِذا شَغَلَتْ قَوماً فُروجُهُمُ، ... رَحْبُ المَسَالِكِ نَهّاض ببَزْلاء وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ لأَهل مَكَّةَ: أَسْلِمُوا تَسْلموا فَقَدَ استُبْطِنْتم بأَشْهَبَ بَازِل أَي رُمِيتُم بأَمر صَعْب شَدِيدٍ، ضَرَبَهُ مَثَلًا لِشِدَّةِ الأَمر الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ. والبَزْلاء: الدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ. وأَمر ذُو بَزْلٍ أَي ذُو شدَّة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْس: يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكَوْكَب الفَخْمِ، بعدَ ما ... تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ فِي الأَمر ذِي البَزْل وَمَا عِنْدَهُمْ بَازِلَة أَي لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْمَالِ. وَلَا تَرَكَ اللَّهُ عِنْدَهُ بَازِلَة أَي شَيْئًا. وَيُقَالُ: لَمْ يُعْطِهِم بَازِلَة أَي لَمْ يُعْطهم شَيْئًا. وَقَوْلُهُمْ: مَا بَقِيَت لَهُمْ بَازِلَة كَمَا يُقَالُ مَا بَقِيَت لَهُمْ ثاغِيَةٌ وَلَا رَاغِيَة أَي وَاحِدَةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ تِبْزِيلَة وتِبْزِلَةٌ قَصِير. وبُزْل: اسْمُ عَنْزٍ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: أَلَمّا أَغزَرَت فِي العُسِّ بُزْلٌ ... ودُرْعَةُ بنْتُها، نَسِيَا فَعَالي بسل: بسَل الرجلُ يَبْسُلُ بُسُولًا، فَهُوَ بَاسِل وبَسْل وبَسِيل وتَبَسَّلَ، كِلَاهُمَا: عَبَس مِنَ الْغَضَبِ أَو الشَّجَاعَةِ، وأَسَد بَاسِل. وتَبَسَّلَ لِي فُلَانٌ إِذا رأَيته كَرِيهَ المَنْظَر. وبَسَّلَ فُلَانٌ وَجْهَه تَبْسِيلًا إِذا كَرَّهه. وتَبَسَّلَ وجههُ: كَرُهَتْ مَرْآته وفَظُعَتْ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ قَبْرًا: فكُنْتُ ذَنُوبَ الْبِئْرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْ، ... وسُرْبِلْتُ أَكفاني ووُسِّدْتُ سَاعِدِي لَمَّا تَبَسَّلَت أَي كَرُهت؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذا غَلَبَتْه الكأْسُ لَا مُتَعَبِّس ... حَصُورٌ، وَلَا مِن دونِها يَتَبَسَّلُ وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: لَمَّا تَنَسَّلَتْ، وَكَذَلِكَ ضَبْطُهُ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هُوَ. والبَاسِل: الأَسَد لِكَرَاهَةِ مَنْظَره وَقُبْحِهِ. والبَسَالَة: الشَّجَاعَةُ. والبَاسِل: الشَّدِيدُ. والبَاسِل: الشُّجَاعُ، وَالْجَمْعُ بُسَلاء وبُسْل، وَقَدْ بَسُلَ، بِالضَّمِّ، بَسَالَة وبَسَالًا، فَهُوَ بَاسِل أَي بَطُل؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وأَحْلى مِنَ التَّمْر الحَلِيِّ، وفيهمُ ... بَسَالَةُ نَفْس إِن أُريد بَسَالُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَلَى أَن بَسَالًا هُنَا قَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بَسَالَتَهَا فَحُذِفَ كَقَوْلِ أَبي ذؤَيب: أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ تَنَظَّر خالدٌ ... عِيَادي عَلَى الهِجْرانِ، أَم هُوَ يَائِسُ؟

أَي عِيَادَتِي. والمُبَاسَلَة: الْمُصَاوَلَةُ فِي الْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ خَيْفان: قَالَ لِعُثْمَانَ أَمَّا هَذَا الْحَيُّ مِنْ هَمْدانَ فأَنْجادٌ بُسْلٌ أَي شُجعان، وَهُوَ جَمْعُ بَاسِل، وَسُمِّيَ بِهِ الشُّجَاعُ لِامْتِنَاعِهِ مِمَّنْ يَقْصِدُهُ. وَلَبَنٌ بَاسِل: كَريه الطَّعم حَامِضٌ، وَقَدْ بَسَلَ، وَكَذَلِكَ النَّبِيذُ إِذا اشْتَدَّ وحَمُض. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَذَقَ: خَلٌّ بَاسِل وَقَدْ بَسَلَ بُسُولًا إِذا طَالَ تَرْكُهُ فأَخْلَفَ طَعْمُه وتَغَيَّر، وخَلٌّ مُبَسَّل؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَافَ أَعرابي قَوْمًا فَقَالَ: ائْتُونِي بكُسَعٍ جَبِيزات وببَسِيل مِنْ قَطَاميٍّ نَاقِسٍ؛ قَالَ: البَسِيلُ الفَضْلة، والقَطَاميُّ النَّبِيذ، وَالنَّاقِسُ الْحَامِضُ، والكُسَعُ الكِسَرُ، والجَبِيزات الْيَابِسَاتُ. وباسِلُ الْقَوْلِ: شَدِيدُه وكَرِيهه؛ قَالَ أَبو بُثَيْنَة الهُذَلي: نُفَاثَةَ أَعْني لَا أُحاول غَيْرَهَمْ، ... وبَاسِلُ قَوْلِي لَا ينالُ بَنِي عَبْد وَيَوْمٌ بَاسِل: شَدِيدٌ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَخطل: نَفْسِي فداءُ أَمير المؤْمنين، إِذا ... أَبْدَى النواجِذَ يَوْمٌ بَاسِلٌ ذَكَرُ والبَسْل: الشِّدّة. وبَسَّلَ الشيءَ: كَرَّهه. والبَسِيل: الكَريه الْوَجْهِ. والبَسِيلة: عُلَيْقِمَة فِي طَعْم الشَّيْءِ. والبَسِيلَة: التُّرْمُس؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وأَحسبها سُمِّيَتْ بَسِيلَة للعُلَيْقِمة الَّتِي فِيهَا. وحَنْظَلٌ مُبَسَّل: أُكِل وَحْدَهُ فتُكُرِّه طَعْمُه، وَهُوَ يُحْرِق الكَبِد؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِئْس الطَّعامُ الحَنْظل المُبَسَّلُ، ... تَيْجَع مِنْهُ كَبِدِي وأَكْسَلُ والبَسْلُ: نَخْل الشَّيْءِ فِي المُنْخُل. والبَسِيلَة والبَسِيل: مَا يَبْقَى مِنْ شَرَابِ الْقَوْمِ فَيَبِيتُ فِي الإِناء؛ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: دَعَانِي إِلى بَسِيلة لَهُ. وأَبْسَل نَفْسَه للموتِ واسْتَبْسَل: وَطَّن نَفْسَهُ عَلَيْهِ واسْتَيْقَن. وأَبْسَله لِعَمَلِهِ وَبِهِ: وَكَلَه إِليه. وأَبْسَلْت فُلَانًا إِذا أَسلمتَه للهَلَكة، فَهُوَ مُبْسَلٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا ؛ قَالَ الْحَسَنُ: أُبْسِلوا أُسلِموا بجَرائرهم، وَقِيلَ أَي ارْتُهِنوا، وَقِيلَ أُهلِكوا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ فُضِحوا، وَقَالَ قَتَادَةُ حُبِسوا. وأَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ ؛ أَي تُسْلَم لِلْهَلَاكِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ أَي لِئَلَّا تُسْلم نَفْسٌ إِلى الْعَذَابِ بعَملها؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ونَحْن رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عَامِرًا، ... بِمَا كَانَ فِي الدَّرْداءِ، رَهْنًا فأُبْسِلا والدَّرْداء: كَتيبة كَانَتْ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَاتَ أُسَيْد بْنُ حُضَيْر وأُبْسِل مَالُهُ أَي أُسْلِم بدَيْنِه واسْتَغْرَقه وَكَانَ نَخْلًا فَرَدَّهُ عُمَر وَبَاعَ ثَمَرَهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وقَضى دَيْنَهُ. والمُسْتَبْسِل: الَّذِي يَقَعُ فِي مَكْرُوهٍ وَلَا مَخْلَص لَهُ مِنْهُ فيَسْتَسْلم مُوقِناً للهَلَكة؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى: هُنَالِكَ لَا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّني، ... سَمِيرَ اللَّيالي مُبْسَلًا لجَرائري أَي مُسْلَماً. الْجَوْهَرِيُّ: المُسْتَبْسِل الَّذِي يُوَطِّن نَفسه عَلَى الْمَوْتِ وَالضَّرْبِ. وَقَدِ اسْتَبْسَلَ أَي اسْتَقْتَل وَهُوَ أَن يَطْرَحَ نَفْسَهُ فِي الْحَرْبِ، يُرِيدُ أَن يَقْتل أَو يُقْتَل لَا مَحَالَةَ. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ : أَي تُحْبَس فِي جَهَنَّمَ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ أَبْسَلْتُهُ بجَرِيرته أَي أَسْلمته بِهَا، قَالَ: وَيُقَالُ جَزَيْته بِهَا: ابْنُ سِيدَهْ: أَبْسَلَهُ لِكَذَا رَهِقه

وعَرَّضه؛ قَالَ عَوْف بْنُ الأَحوص بْنِ جَعْفَرٍ: وإِبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناه، وَلَا بِدَمٍ قِراض وَفِي الصِّحَاحِ: بِدَمٍ مُراق. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ حَمَلَ عَنْ غَنِيٍّ لِبَنِي قُشَير دَم ابْني السَّجَفِيَّةِ فَقَالُوا لَا نَرْضَى بِكَ، فَرَهَنَهُمْ بَنِيه طَلَبًا لِلصُّلْحِ. والبَسْل مِنَ الأَضداد: وَهُوَ الحَرام والحَلال، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَعْشَى فِي الْحَرَامِ: أَجارَتُكم بَسْلٌ عَلَيْنَا مُحَرَّمٌ، ... وجارَتُنا حِلٌّ لَكُم وحَلِيلُها؟ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لضَمْرة النَّهْشَلِيِّ: بَكَرَتْ تَلُومُك، بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى، ... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتي وعِتَابي وَقَالَ ابْنُ هَمَّام فِي البَسْل بِمَعْنَى الحَلال: أَيَثْبُت مَا زِدْتُمْ وتُلْغَى زِيادَتي؟ ... دَمِي، إِنْ أُحِلَّتْ هَذِهِ، لَكُمُ بَسْلُ أَي حَلال، وَلَا يَكُونُ الْحَرَامُ هُنَا لأَن مَعْنَى الْبَيْتِ لَا يُسَوِّغُنا ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَسْل المُخَلَّى فِي هَذَا الْبَيْتِ. أَبو عَمْرٍو: البَسْل الْحَلَالُ، والبَسْل الْحَرَامُ. والإِبْسَال: التَّحْرِيمُ. والبَسْل: أَخْذ الشَّيْءِ قَلِيلًا قَلِيلًا. والبَسْل: عُصارة العُصْفُر والحِنَّاء. والبَسْل: الحَبْس. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: البَسْل يَكُونُ بِمَعْنَى التَّوْكِيدِ فِي المَلام مِثْلَ قولِك تَبًّا. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِابْنٍ لَهُ عَزَم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عَسْلًا وبَسْلًا أَراد بِذَلِكَ لَحْيَه ولَومَه. والبَسْل: ثَمَانِيَةُ أَشهر حُرُمٍ كَانَتْ لِقَوْمٍ لَهُمْ صِيتٌ وذِكْر فِي غَطَفان وَقَيْسٍ، يُقَالُ لَهُمْ الهَبَاءَات، مِنْ سِيَرِ محمد بن إِسحق. والبَسْل: اللَّحيُ واللَّوْمُ. والبَسْل أَيضاً فِي الكِفاية، والبَسْل أَيضاً فِي الدُّعَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: بَسْلًا وأَسْلًا كَقَوْلِهِمْ: تَعْساً ونُكْساً وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ بَسْلًا لَهُ كَمَا يُقَالُ ويْلًا لَهُ وأَبْسَل البُسْرَ: طَبَخَهُ وجَفَّفَهُ. والبُسْلة، بِالضَّمِّ: أُجْرَة الرَّاقي خَاصَّةً. وابْتَسَل: أَخذ بُسْلَتَه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَعْطِ الْعَامِلَ بُسْلَتَه، لَمْ يَحْكِها إِلا هُوَ. اللَّيْثُ: بَسَلْت الرَّاقِي أَعطيته بُسْلَتَه، وَهِيَ أُجرته. وابْتَسَلَ الرجلُ إِذا أَخذ عَلَى رُقْيته أَجراً. وبَسَل اللحمُ: مِثْلَ خَمَّ. وبَسَلَنِي عَنْ حَاجَتِي بَسْلًا: أَعجلني. وبَسْلٌ فِي الدُّعَاءِ: بِمَعْنَى آمِينَ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: لَا خَابَ مِنْ نَفْعك مَنْ رَجَاكا ... بَسْلًا، وعادَى اللَّهُ مَنْ عَادَاكَا وأَنشده ابْنُ جِنِّي بَسْلٌ، بِالرَّفْعِ، وَقَالَ: هُوَ بِمَعْنَى آمِينَ. أَبو الْهَيْثَمِ: يَقُولُ الرَّجُلُ بَسْلًا إِذا أَراد آمِينَ فِي الِاسْتِجَابَةِ. والبَسْل: بِمَعْنَى الإِيجاب. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ فِي آخِرِ دُعَائِهِ آمِينَ وبَسْلًا أَي إِيجاباً يَا رَبِّ. وإِذا دَعَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ يَقُولُ: قَطَعَ اللَّهُ مَطَاه، فَيَقُولُ الْآخَرُ: بَسْلًا بَسْلًا أَي آمِينَ آمِينَ. وبَسَلْ: بِمَعْنَى أَجَلْ. وبَسِيل: قَرْيَةٌ بحَوْرَان؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: فَبِيدُ المُنَقَّى فالمَشارِبُ دُونَهُ، ... فَروضَةُ بُصْرَى أَعْرَضَتْ، فَبَسِيلُها «1»

_ (1). [فالمشارب] كذا في الأَصل وشرح القاموس، ولعلها المشارف بالفاء جمع مشرف: قرى قرب حوران منها بصرى من الشام كما في المعجم

بسكل: البُسْكُل مِنَ الخَيْل: كالفُسْكُل، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. بسمل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: بَسْمَلَ الرجلُ إِذا كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ بَسْمَلَة؛ وأَنشد قَوْلَ الشَّاعِرِ: لَقَدْ بَسْمَلَت لَيْلى غَداةَ لَقِيتُها، ... فَيَا حَبَّذا ذَاكَ الحَبِيبُ المُبَسْمِل «1» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ قَبْلَ الِاسْتِشْهَادِ بِهَذَا الْبَيْتِ: وبَسْمَلَ إِذا قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَيضاً، وَيُنْشِدُ الْبَيْتَ. وَيُقَالُ: قَدْ أَكثرت مِنَ البَسْمَلَة أَي مِنْ قَوْلِ بسم الله. بصل: التَّهْذِيبُ: البَصَل مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ بَصَلَة، وتُشَبَّه بِهِ بَيْضة الحَدِيد. والبَصَل: بَيْضَة الرأْسِ مِنْ حَدِيد، وَهِيَ المُحَدَّدة الْوَسَطِ شُبِّهَتْ بِالْبَصَلِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: البَصَلَة إِنما هِيَ سَفِيفة وَاحِدَةٌ وَهِيَ أَكبر مِنَ التَّرْك. وقِشْرٌ مُتَبَصِّل: كَثِيرُ القُشور؛ قال لبيد: فَخْمة دَفْراء تُرْتَى بالعُرَى ... قُرْدُمانِيًّا وتَرْكاً كالبَصَل بطل: بَطَل الشيءُ يَبْطُل بُطْلًا وبُطُولًا وبُطْلاناً: ذَهَبَ ضَياعاً وخُسْراً، فَهُوَ بَاطِل، وأَبْطَله هُوَ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ دَمُه بُطْلًا أَي هَدَراً. وبَطِل فِي حَدِيثِهِ بَطَالَة وأَبْطَلَ: هَزَل، وَالِاسْمُ البَطل. والبَاطِل: نَقِيضُ الْحَقِّ، وَالْجِمْعُ أَبَاطِيل، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنه جَمْعُ إِبْطَال أَو إِبْطِيل؛ هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَيَجْمَعُ البَاطِل بَوَاطِل؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَاحِدَةُ الأَبَاطِيل أُبْطُولَة؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَاحِدَتُهَا إِبْطَالَة. ودَعْوى بَاطِلٌ وبَاطِلَةٌ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. وأَبْطَلَ: جَاءَ بِالْبَاطِلِ؛ والبَطَلَةُ: السَّحَرة، مأْخوذ مِنْهُ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: وَلَا تَسْتَطِيعُهُ البَطَلَة ؛ قِيلَ: هُمُ السَّحَرة. وَرَجُلٌ بَطَّال ذُو بَاطِلٍ. وَقَالُوا: بَاطِل بَيِّن البُطُول. وتَبَطَّلُوا بَيْنَهُمْ: تَدَاوَلُوا الْبَاطِلَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّبَطُّل: فِعْلُ البَطَالة وَهُوَ اتِّبَاعُ اللَّهْوِ والجَهالة. وَقَالُوا: بَيْنَهُمْ أُبْطُولة يَتَبَطَّلون بِهَا أَي يَقُولُونَهَا وَيَتَدَاوَلُونَهَا. وأَبْطَلْتُ الشيءَ: جَعَلَتْهُ بَاطِلًا. وأَبْطَلَ فُلَانٌ: جَاءَ بِكَذِبٍ وادَّعى بَاطِلًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ؛ قَالَ: البَاطِل هُنَا إِبليس أَراد ذو الْبَاطِلِ أَو صَاحِبَ الْبَاطِلِ، وَهُوَ إِبليس. وَفِي حَدِيثِ الأَسود بْنِ سَرِيع: كُنْتُ أُنشد النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلَ عُمَرُ قَالَ: اسْكُتْ إِن عُمَرَ لَا يحبُّ البَاطِل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بِالْبَاطِلِ صِناعَة الشِّعْرِ واتخاذَه كَسْباً بِالْمَدْحِ وَالذَّمِّ، فأَما مَا كَانَ يُنْشَدُه النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ خَافَ أَن لَا يُفَرِّقَ الأَسود بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَائِرِهِ فأَعلمه ذَلِكَ. والبَطَل: الشُّجَاعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَاكِي السِّلَاحِ بَطَل مُجَرَّب. وَرَجُلٌ بَطَل بَيِّن البَطَالَة والبُطُولَة: شُجَاع تَبْطُل جِرَاحته فَلَا يكتَرِثُ لَهَا وَلَا تَبْطُل نَجَادته، وَقِيلَ: إِنما سُمّي بَطَلًا لأَنه يُبْطِل الْعَظَائِمَ بسَيْفه فيُبَهْرجُها، وَقِيلَ: سُمِّيَ بَطَلًا لأَن الأَشدّاءِ يَبْطُلُون عِنْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَبْطُلُ عِنْدَهُ دِمَاءُ الأَقران فَلَا يُدْرَك عِنْدَهُ ثَأْر مِنْ قَوْمٍ أَبْطَال، وبَطَّالٌ بَيِّن البَطَالَة والبِطَالَة. وَقَدْ بَطُلَ، بِالضَّمِّ، يَبْطُلُ بُطُولَة وبَطَالَة أَي صَارَ شُجَاعًا وتَبَطَّلَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: ذهَبَ الشَّبَابُ وَفَاتَ مِنْهُ مَا مَضَى، ... ونَضَا زُهَير كَرِيهَتِي وتَبطّلا

_ (1). قوله [ذاك الحبيب إلخ] كذا بالأَصل، والمشهور: الحديث المبسمل بفتح الميم الثانية

وَجَعَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي بَطَّال بَيِّن البَطَالة، بِالْفَتْحِ، يَعْنِي بِهِ البَطَل. وامرأَة بَطَلَة، وَالْجَمْعُ بالأَلف وَالتَّاءِ، وَلَا يُكَسَّر عَلَى فِعَال لأَن مُذَكَّرَهَا لَمْ يُكَسَّر عَلَيْهِ. وبَطَل الأَجيرُ، بِالْفَتْحِ، يَبْطُل بَطالة وبِطالة أَي تَعَطَّل فهو بَطَّال. بعل: البَعْلُ: الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ الَّتِي لَا يُصِيبُهَا مَطَرٌ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي السَّنَةِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُصِيبُهَا سَيْح وَلَا سَيْل؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: إِذا مَا عَلَونا ظَهْرَ بَعْل عَرِيضةٍ، ... تَخَالُ عَلَيْهَا قَيْضَ بَيْضٍ مُفَلَّق أَنثها عَلَى مَعْنَى الأَرض، وَقِيلَ: البَعْل كُلُّ شَجَرٍ أَو زَرْعٍ لَا يُسْقى، وَقِيلَ: البَعْل والعَذْيُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَا سقَتْه السَّمَاءُ، وَقَدِ اسْتَبْعَلَ الْمَوْضِعُ. والبَعْلُ مِنَ النَّخْلِ: مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ غَيْرِ سَقْي وَلَا مَاءِ سَمَاءٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اكْتَفَى بِمَاءِ السَّمَاءِ، وَبِهِ فَسَرَّ ابْنُ دُرَيْدٍ مَا فِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِر بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: لَكُم الضَّامنة مِنَ النَّخْل وَلَنَا الضَّاحِيَةُ مِنَ البَعْل ؛ الضَّامِنَةُ: مَا أَطاف بِهِ سُورُ الْمَدِينَةِ، وَالضَّاحِيَةِ: مَا كَانَ خَارِجًا أَي الَّتِي ظَهَرَتْ وَخَرَجَتْ عَنِ العِمارة مِنْ هَذَا النَّخيل؛ وأَنشد: أَقسمت لَا يَذْهَبُ عَنِّي بَعْلُها، ... أَوْ يَسْتوِي جَثِيثُها وجَعْلُها وَفِي حَدِيثِ صَدَقَةِ النَّخْلِ: مَا سُقِيَ مِنْهُ بَعْلًا فَفِيه الْعُشْرُ ؛ هُوَ مَا شَرِبَ مِنَ النَّخِيلِ بِعُرُوقِهِ مِنَ الأَرض مِنْ غَيْرِ سَقْي سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا. قَالَ الأَصمعي: البَعْل مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ الأَرض بِغَيْرِ سَقْي مِنْ سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا. والبَعْل: مَا أُعْطِي مِنَ الإِتَاوة عَلَى سَقْي النَّخْلِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ الأَنصاري: هُنالك لَا أُبالي نَخْلَ بَعْل، ... وَلَا سَقْيٍ، وإِنْ عَظُم الإِتَاء قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرَهُ القُتَيبي فِي الْحُرُوفِ الَّتِي ذَكَرَ أَنه أَصلح الْغَلَطَ الَّذِي وَقَعَ فِيهَا وأَلفيته يَتَعَجَّبُ مِنْ قَوْلِ الأَصمعي: البَعْل مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ الأَرض من غير سقي مِنْ سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا، وَقَالَ: لَيْتَ شِعْرِي أَنَّى يَكُونُ هَذَا النَّخْلُ الَّذِي لَا يُسْقى مِنْ سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا؟ وَتَوَهَّمَ أَنه يُصْلِحُ غَلَطًا فَجَاءَ بأَطَمّ غَلَطٍ، وَجَهِلَ مَا قَالَهُ الأَصمعي وَحَمله جَهْلُه عَلَى التَّخبط فِيمَا لَا يَعْرِفُهُ، قَالَ: فرأَيت أَن أَذكر أَصناف النَّخِيلِ لِتَقِفَ عَلَيْهَا فَيضِحَ لَكَ مَا قَالَهُ الأَصمعي: فَمِنَ النَّخِيلِ السَّقِيُّ وَيُقَالُ المَسْقَوِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُسْقَى بِمَاءِ الأَنهار وَالْعُيُونِ الْجَارِيَةِ، وَمِنَ السَّقِيّ مَا يُسْقى نَضْحاً بالدِّلاء وَالنَّوَاعِيرِ وَمَا أَشبهها فَهَذَا صِنْفٌ، وَمِنْهَا العَذْي وَهُوَ مَا نَبَتَ مِنْهَا فِي الأَرض السَّهْلَةِ، فإِذا مُطِرت نَشَّفت السُّهُولَةُ مَاءَ الْمَطَرِ فَعَاشَتْ عُرُوقُهَا بِالثَّرَى الْبَاطِنِ تَحْتَ الأَرض، وَيَجِيءُ ثَمَرُهَا قَعْقَاعاً لأَنه لَا يَكُونُ رَيَّان كالسَّقِّيّ، وَيُسَمَّى التَّمْرُ إِذا جَاءَ كَذَلِكَ قَسْباً وسَحّاً، وَالصِّنْفُ الثالث من النخل مَا نَبَتَ ودِيُّه فِي أَرض يَقْرُبُ مَاؤُهَا الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ الأَرض في رقاب الأَرض ذَاتِ النَّزِّ فرَسَخَت عروقُها فِي ذَلِكَ الْمَاءِ الَّذِي تَحْتَ الأَرض وَاسْتَغْنَتْ عَنْ سَقْي السَّمَاءِ وَعَنْ إِجْراء مَاءِ الأَنهار وسَقْيِها نَضْحاً بِالدِّلَاءِ، وَهَذَا الضَّرْبُ هُوَ البَعْل الَّذِي فَسَّرَهُ الأَصمعي، وَتَمْرُ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّمْرِ أَن لَا يَكُونَ رَيَّان وَلَا سَحّاً، وَلَكِنْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا، وَهَكَذَا فَسَّرَ الشَّافِعِيُّ البَعْل فِي بَابِ الْقِسْمِ فَقَالَ: البَعْل مَا رَسَخ عُروقه فِي الْمَاءِ فاسْتَغْنَى عَنْ أَن يُسْقَى

؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بِنَاحِيَةِ البَيْضاء مِنْ بِلَادِ جَذِيمَة عَبْدِ القَيْس نَخْلًا كَثِيرًا عُرُوقُهَا رَاسِخَةٌ فِي الْمَاءِ، وَهِيَ مُسْتَغْنِيَةٌ عَنِ السَّقْي وَعَنْ مَاءِ السَّمَاءِ تُسَمَّى بَعْلًا. واسْتَبْعَلَ الْمَوْضِعُ وَالنَّخْلُ: صَارَ بَعْلًا رَاسِخَ الْعُرُوقِ فِي الْمَاءِ مُسْتَغْنِيًا عَنِ السَّقْي وَعَنْ إِجراء الْمَاءِ فِي نَهر أَو عَاثُورٍ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: العَجْوة شِفاء مِنَ السُّمِّ وَنَزَلَ بَعْلُها مِنَ الْجَنَّةِ أَي أَصلها؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِبَعْلِها قَسْبَها الرَّاسِخَةَ عُروقُه فِي الْمَاءِ لَا يُسْقَى بنَضْح وَلَا غَيْرِهِ وَيَجِيءُ تَمْره يَابِسًا لَهُ صَوْتٌ. واسْتَبْعَلَ النخلُ إِذا صَارَ بَعْلًا. وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: فَمَا زَالَ وَارِثُهُ بَعْلِيّاً حَتَّى مَاتَ أَي غَنِيّاً ذَا نَخْل وَمَالٍ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَدري مَا هَذَا إِلا أَن يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلى بَعْل النخلِ، يُرِيدُ أَنه اقْتَنَى نَخْلًا كَثِيراً فنُسِب إِليه، أَو يَكُونَ مِنَ البَعْل المَالك وَالرَّئِيسِ أَي مَا زَالَ رَئِيسًا مُتَمَلِّكًا. والبَعْل: الذَّكَر مِنَ النَّخل. قَالَ اللَّيْثُ: البَعْلُ مِنَ النَّخْلِ مَا هُوَ مِنَ الْغَلَطِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عن القُتَيبي، زَعَمَ أَن البَعْل الذَّكَرُ مِنَ النَّخْلِ وَالنَّاسُ يُسَمُّونَهُ الفَحْل؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ فَاحِشٌ وكأَنه اعْتَبَرَ هَذَا التَّفْسِيرَ مِنْ لَفْظِ البَعْل الَّذِي مَعْنَاهُ الزَّوْجُ، قَالَ: قُلْتُ وبَعْل النَّخْلِ الَّتِي تُلْقَح فَتَحْمِل، وأَما الفُحَّال فإِن تَمْرَهُ يَنْتَفِضُ، وإِنما يلْقَح بطَلْعه طَلْع الإِناث إِذا انشقَّ. والبَعْل: الزَّوْجُ. قَالَ اللَّيْثُ: بَعَلَ يَبْعَلُ بُعُولَة، فَهُوَ بَاعِل أَي مُسْتَعْلِج؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ أَغاليط اللَّيْثِ أَيضاً وإِنما سُمِّيَ زَوْجُ المرأَة بَعْلًا لأَنه سَيِّدُهَا وَمَالِكُهَا، وَلَيْسَ مِنْ الِاسْتِعْلَاجِ فِي شَيْءٍ، وَقَدْ بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلًا إِذا صَارَ بَعْلًا لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَهذا بَعْلِي شَيْخاً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: نَصْبُ شَيْخًا عَلَى الْحَالِ، قَالَ: وَالْحَالُ هَاهُنَا نَصْبُهَا مِنْ غَامِضِ النَّحْوِ، وَذَلِكَ إِذا قُلْتَ هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا، فإِن كُنْتَ تَقْصِدُ أَن تُخْبِرَ مَنْ لَمْ يَعْرِف زَيْدًا أَنه زِيدٌ لَمْ يَجُز أَن تَقُولَ هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا، لأَنه يَكُونُ زَيْدًا مَا دَامَ قَائِمًا، فإِذا زَالَ عَنِ الْقِيَامِ فَلَيْسَ بِزَيْدٍ، وإِنما تَقُولُ لِلَّذِي يَعْرِفُ زَيْدًا هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا فَيَعْمَلُ فِي الْحَالِ التَّنْبِيهُ؛ الْمَعْنَى: انْتَبِه لِزَيْدٍ فِي حَالِ قِيَامِهِ أَو أُشيرُ إِلى زَيْدٍ فِي حَالِ قِيَامِهِ، لأَن هَذَا إِشارة إِلى مَنْ حَضَرَ، وَالنَّصْبُ الْوَجْهُ كَمَا ذَكَرْنَا؛ وَمَنْ قرأَ: هَذَا بَعْلِي شيخٌ ، فَفِيهِ وُجُوهٌ: أَحدها التَّكْرِيرُ كأَنك قُلْتَ هَذَا بَعْلِي هَذَا شَيْخٌ، وَيَجُوزُ أَن يُجْعَلَ شَيْخٌ مُبِيناً عَنْ هَذَا، وَيَجُوزُ أَن يُجْعَلَ بَعْلِي وَشَيْخٌ جَمِيعًا خَبَرَيْنِ عَنْ هَذَا فَتَرْفَعُهُمَا جَمِيعًا بِهَذَا كَمَا تَقُولُ هَذَا حُلْوٌ حَامِضٌ، وَجَمْعُ البَعْل الزوجِ بِعَال وبُعُول وبُعُولَة؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِلا امرأَة يَئِسَتْ مِنَ البُعُولَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْهَاءُ فِيهَا لتأْنيث الْجَمْعِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ البُعُولَة مَصْدَرَ بَعَلَت المرأَة أَي صَارَتْ ذَاتَ بَعْل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلحقوا الْهَاءَ لتأْكيد التأْنيث، والأُنثى بَعْل وبَعْلة مِثْلَ زَوْج وزَوْجة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: شَرُّ قَرِينٍ للكَبِير بَعْلَتُه، ... تُولِغُ كَلْباً سُؤرَه أَو تَكْفِتُه وبَعَلَ يَبْعَلُ بُعُولَة وَهُوَ بَعْل: صَارَ بَعْلًا؛ قَالَ يَا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ مَا كَانَ بَعَل واسْتَبْعَلَ: كبَعَلَ. وتَبَعَّلَت المرأَةُ: أَطاعت بَعْلَها، وتَبَعَّلَت لَهُ: تزينتْ. وامرأَة حَسَنَة التَّبَعُّل إِذا كَانَتْ مُطاوِعة لِزَوْجِهَا مُحِبَّة لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَسماء الأَشهلية: إِذا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّل أَزواجكن أَي مُصَاحَبَتِهِمْ فِي الزَّوْجِيَّةِ والعِشْرة. والبَعْل والتَّبَعُّل: حُسْن العِشْرة مِنَ الزَّوْجَيْنِ.

والبِعَال: حَدِيثُ العَرُوسَيْن. والتَّبَاعُل والبِعَال: مُلَاعَبَةُ المرءِ أَهلَه، وَقِيلَ: البِعَال النِّكَاحُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي أَيام التَّشْرِيقِ: إِنها أَيام أَكل وَشُرْبٍ وبِعَال. والمُبَاعَلَة: المُباشَرة. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا أَتى يومُ الْجُمُعَةَ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، اليَوْمُ يومُ تَبَعُّل وقِرانٍ ؛ يَعْنِي بالقِران التزويجَ. وَيُقَالُ للمرأَة: هِيَ تُبَاعِلُ زَوْجَها بِعَالًا ومُبَاعَلَة أَي تُلاعبه؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: وكَمْ مِن حَصانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَها، ... إِذا اللَّيْلُ أَدْجَى، لَمْ تَجِدْ مَنْ تُبَاعِلُه أَراد أَنك قَتَلْتَ زَوْجَهَا أَو أَسرته. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: هُوَ بَعلُ المرأَة، وَيُقَالُ للمرأَة: هِيَ بَعْلُه وبَعْلَتُه. وبَاعَلَتِ المرأَةُ: اتَّخَذَتْ بَعْلًا. وبَاعَلَ القومُ قَوْمًا آخَرِينَ مُبَاعَلَةً وبِعَالًا: تَزَوَّجَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ. وبَعْلُ الشَّيْءِ: رَبُّه ومالِكُه. وَفِي حَدِيثِ الْإِيمَانِ: وأَن تَلِدَ الأَمة بَعْلَها ؛ الْمُرَادُ بالبَعْل هَاهُنَا الْمَالِكُ يَعْنِي كَثْرَةَ السَّبْيِ وَالتَّسَرِّي، فإِذا اسْتَوْلَدَ الْمُسْلِمُ جَارِيَةً كَانَ وَلَدُهَا بِمَنْزِلَةِ رَبِّهَا. وبَعْلٌ والبَعْل جَمِيعًا: صَنَم، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِعِبَادَتِهِمْ إِياه كأَنه رَبُّهم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَتدعون رَبًّا، وَقِيلَ: هُوَ صَنَمٌ؛ يُقَالُ: أَنا بَعْل هَذَا الشَّيْءِ أَي رَبُّه وَمَالِكُهُ، كأَنه قَالَ: أَتدعون رَبّاً سِوَى اللَّهِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن ضالَّة أُنْشِدَت فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَقَالَ: أَنا بَعْلُها ، يُرِيدُ رَبَّهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِ أَتَدْعُونَ بَعْلًا أَي رَبّاً. وَوَرَدَ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي نَاقَةٍ وأَحدهما يَقُولُ: أَنا وَاللَّهِ بَعْلُها أَي مَالِكُهَا ورَبُّها. وَقَوْلُهُمْ: مَنْ بَعْلُ هَذِهِ النَّاقَةِ أَي مَنْ رَبُّها وَصَاحِبُهَا. والبَعْلُ: اسْمُ مَلِك. والبَعْل: الصَّنَمُ مَعْموماً بِهِ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ صَنَم كَانَ لِقَوْمِ يُونُسَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: البَعْل صَنَمٌ كَانَ لِقَوْمِ إِلياس، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَالَ الأَزهري: قِيلَ إِن بَعْلًا كَانَ صَنَمًا مِنْ ذَهَبٍ يَعْبُدُونَهُ. ابْنُ الأَعرابي: البَعَل الضَّجَر والتَّبَرُّم بِالشَّيْءِ؛ وأَنشد: بَعِلْتَ، ابنَ غَزْوانٍ، بَعِلْتَ بصاحبٍ ... بِهِ قَبْلَكَ الإِخْوَانُ لَمْ تَكُ تَبْعَل وبَعِلَ بِأَمره بَعَلًا، فَهُوَ بَعِلٌ: بَرِمَ فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُ فِيهِ. والبَعَل: الدَّهَش عِنْدَ الرَّوع. وبَعِلَ بَعَلًا: فَرِق ودَهِشَ، وامرأَة بَعِلَة. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: لَمَّا نَزَل بِهِ الهَياطِلَة وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْهِنْدِ بَعِلَ بالأَمر أَي دَهِش، وَهُوَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وامرأَة بَعِلَة: لَا تُحْسِن لُبْسَ الثِّيَابِ. وبَاعَلَه: جالَسه. وَهُوَ بَعْلٌ عَلَى أَهله أَي ثِقْلٌ عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُبايعك عَلَى الْجِهَادِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ بَعْلٍ؟ البَعْل: الكَلُّ؛ يُقَالُ: صَارَ فُلَانٌ بَعْلًا عَلَى قَوْمِهِ أَي ثِقْلًا وعِيَالًا، وَقِيلَ: أَراد هَلْ بَقِيَ لَكَ مَنْ تَجِبُ عَلَيْكَ طَاعَتُهُ كَالْوَالِدَيْنِ. وبَعَلَ عَلَى الرَّجُلِ: أَبى عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى: فَقَالَ عُمَرُ قُومُوا فَتَشَاوَرُوا، فَمَنْ بَعَلَ عَلَيْكُمْ أَمرَكم فَاقْتُلُوهُ أَي مَنْ أَبى وَخَالَفَ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ تأَمَّر عَلَيْكُمْ مِنْ غَيْرِ مَشُورة أَو بَعَلَ عَلَيْكُمْ أَمراً ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فإِن بَعَلَ أَحد عَلَى الْمُسْلِمِينَ، يُرِيدُ شَتَّت أَمرهم، فَقدِّموه فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ. وبَعْلَبَكُّ: مَوْضِعٌ، تَقُولُ: هَذَا بَعْلَبَكُّ وَدَخَلْتُ بَعْلَبَكَّ وَمَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ، وَلَا تَصْرف، وَمِنْهُمْ

مَنْ يُضِيفُ الأَول إِلى الثَّانِي ويُجري الأَول بِوُجُوهِ الإِعراب؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْقَوْلُ فِي بَعْلَبَكّ كَالْقَوْلِ فِي سامِّ أَبْرَص؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سامُّ أَبرص اسْمُ مُضَافٍ غَيْرُ مُرَكَّبٍ عِنْدَ النحويين. بغل: البَغْل: هَذَا الْحَيَوَانُ السَّحّاج الَّذِي يُرْكَب، والأُنثى بَغْلة، وَالْجَمْعُ بِغَال، ومَبْغُولاء اسْمُ لِلْجَمْعِ. والبَغَّال: صَاحِبُ البِغَال؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهَ وعُمارة بْنُ عَقِيلٍ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ: مِنْ كُلِّ آلِفَةِ الْمَوَاخِرِ تَتَّقِي ... بِمُجَرَّدٍ، كَمُجَرَّدِ البَغَّال فَهُوَ البَغْل نَفْسُهُ. ونَكَح فِيهِمْ فبَغَلَهم وبَغَّلَهم: هَجَّن أَولادهم. وتزوَّج فُلَانٌ فُلَانَةً فَبَغَّلَ أَولادَها إِذا كَانَ فِيهِمْ هُجْنة، وَهُوَ مِنَ البَغْل لأَن البَغْلَ يَعْجَز عَنْ شَأْوِ الفَرس. والتَّبْغيل مِنْ مَشْي الإِبلِ: مَشْيٌ فِيهِ سَعَة، وَقِيلَ: هُوَ مَشْيٌ فِيهِ اخْتِلَافٌ وَاخْتِلَاطٌ بَيْنَ الهَمْلَجَة والعَنَق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ: فِيهَا، إِذا بَغَّلَتْ، مَشْيٌ ومَحْقَرةٌ ... عَلَى الجِيَاد، وَفِي أَعناقها خَدَب وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيري: نَضْح البَرِيِّ وَفِي تَبْغِيلها زَوَرُ وأَنشد لِلرَّاعِي: رَبِذاً يُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِيلا «2» وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقال وتَبْغِيل هُوَ تَفْعِيل مِنَ البَغْل كأَنه شَّبَهَ سَيْرَهَا بِسَيْرِ الْبَغْلِ لشدَّته. بغسل: الأَزهري: بَغْسَلَ الرجلُ إِذا أَكثر الجماع. بقل: بَقَلَ الشيءُ: ظهَر. والبَقْل: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: البَقْل مِنَ النَّبَاتِ مَا لَيْسَ بِشَجَرِ دِقٍّ ولا جِلٍّ، وحقيقة رَسْمِهِ أَنه مَا لَمْ تَبْقَ لَهُ أُرومة عَلَى الشتاء بعد ما يُرْعى، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَا كَانَ مِنْهُ يَنْبُتُ فِي بَزْره وَلَا يَنْبُتُ فِي أُرومة ثَابِتَةٍ فَاسْمُهُ البَقْل، وَقِيلَ: كُلُّ نَابِتَةٍ فِي أَول مَا تَنْبُتُ فَهُوَ البَقْل، وَاحِدَتُهُ بَقْلَة، وفَرْقُ مَا بَيْنَ البَقْل ودِقِّ الشَّجَرِ أَن البَقْل إِذا رُعي لَمْ يَبْقَ لَهُ سَاقٌ وَالشَّجَرُ تَبْقَى لَهُ سُوق وإِن دَقَّت. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تُنْبِتُ البَقْلَة إِلا الحَقْلة؛ والحَقْلَة: القَراح الطَّيِّبة مِنَ الأَرض. وأَبْقَلَت: أَنبتت البَقْل، فَهِيَ مُبْقِلَة. والمُبْقِلَة: ذَاتُ البَقْل. وأَبْقَلَت الأَرضُ: خَرَجَ بَقْلها؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ جُوَين الطَّائِيُّ: فَلَا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، ... وَلَا أَرْض أَبْقَلَ إِبْقَالَها وَلَمْ يَقُلْ أَبْقَلت لأَن تأْنيث الأَرض لَيْسَ بتأْنيث حَقِيقِيٍّ. وَفِي وَصْفِ مَكَّةَ: وأَبْقَلَ حَمْضُها، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمَبْقَلة: مَوْضِعُ البَقْل؛ قَالَ دُوَاد بْنُ أَبي دُوَاد حِينَ سأَله أَبوه: مَا الَّذِي أَعاشك؟ قَالَ: أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ، ... آكُلُ مِنْ حَوْذانِه وأَنْسِلُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَكَانٌ مُبْقِل هُوَ الْقِيَاسُ، وبَاقِلٌ أَكثر فِي السَّمَاعِ، والأَوَّل مَسْمُوعٌ أَيضاً. الأَصمعي: أَبْقَلَ المكانُ فَهُوَ بَاقِلٌ مِنْ نَبَاتِ البَقْل، وأَوْرَسَ الشجرُ فَهُوَ وَارِسٌ إِذا أَوْرَق، وَهُوَ بالأَلف. الْجَوْهَرِيُّ:

_ (2). قوله [ربذاً إلخ] صدره كما في شرح القاموس: وَإِذَا تَرَقَّصَتِ الْمَفَازَةُ غَادَرَتْ

أَبْقَلَ الرِّمْت إِذا أَدْبَى وَظَهَرَتْ خُضْرة وَرَقِهِ، فَهُوَ بَاقِلٌ. قَالَ: وَلَمْ يَقُولُوا مُبْقِل كَمَا قَالُوا أَوْرَسَ فَهُوَ وَارِسٌ، وَلَمْ يَقُولُوا مورِس، قَالَ: وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ مُبْقِل؛ قَالَ أَبو النجم: يَلْمَحْنَ مِنْ كُلِّ غَميسٍ مُبْقِل قَالَ: وَقَالَ ابْنُ هَرْمة: لَرُعْت بصَفْراءِ السُّحالةِ حُرَّةً، ... لَهَا مَرْتَعٌ بَيْنَ النَّبِيطَينِ مُبْقِل قَالَ: وَقَالُوا مُعْشِب؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: عَلَى جانِبَيْ حَائِرٍ مُفْرد ... بِبَرْثٍ، تَبَوَّأْتُه مُعْشِب قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وبَقَلَ الرِّمْثُ يَبْقُلُ بَقْلًا وبُقُولًا وأَبْقَلَ، فَهُوَ بَاقِلٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كِلَاهُمَا: فِي أَول مَا يَنْبُتُ قَبْلَ أَن يخضرَّ. وأَرض بَقِيلَةٌ وبَقِلَةٌ مُبْقِلَةٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ أَي ذَاتُ بَقْل؛ وَنَظِيرُهُ: رَجُلٌ نَهِرٌ أَي يأْتي الأُمور نِهَارًا. وأَبْقَلَ الشجرُ إِذا دَنَتْ أَيام الرَّبِيعِ وَجَرَى فِيهَا الْمَاءُ فرأَيت فِي أَعراضها مِثْلَ أَظفار الطَّيْرِ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَبْقَلَ الشجرُ خَرَجَ فِي أَعراضه مِثْلُ أَظفار الطَّيْرِ وأَعْيُنِ الجَرَادِ قَبْلَ أَن يَسْتَبِينَ وَرَقُهُ فَيُقَالُ حِينَئِذٍ صَارَ بَقْلَة وَاحِدَةً، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ البَاقِل. وبَقَلَ النَّبْتُ يَبْقُلُ بُقُولًا وأَبْقَلَ: طَلَع، وأَبْقَلَهُ اللَّهُ. وبَقَلَ وجهُ الْغُلَامِ يَبْقُلُ بَقْلًا وبُقُولًا وأَبْقَلَ وبَقَّلَ: خَرَجَ شعرُه، وَكَرِهَ بَعْضُهُمُ التَّشْدِيدَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا تَقُلْ بَقَّلَ، بِالتَّشْدِيدِ. وأَبْقَلَهُ اللَّهُ: أَخرجه، وَهُوَ عَلَى الْمِثْلِ بِمَا تَقَدَّمَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ للأَمرد إِذا خَرَجَ وَجْهُهُ: قَدْ بَقَلَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ والنَّسابة: فقامَ إِليه غُلَامٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ حِينَ بَقَلَ وجهُه أَي أَول مَا نَبَتَتْ لِحْيَتُهُ. وبَقَلَ نابُ الْبَعِيرِ يَبْقُل بُقُولًا: طَلَع، عَلَى الْمِثْلِ أَيضاً، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَقَلَ نابُ الْجَمَلِ أَول مَا يَطْلُعُ، وجَمَلٌ بَاقِل النَّابِ. والبُقْلَة: بَقْل الرَّبِيع؛ وأَرض بَقِلَة وبَقِيلَة ومَبْقَلَة ومَبْقُلَة وبَقَّالَة، وَعَلَى مِثَالِهِ مَزْرَعَة ومَزْرُعَة وزَرَّاعة. وابْتَقَلَ القومُ إِذا رَعَوا البَقْل. والإِبل تَبْتَقِلُ وتَتَبَقَّلُ، وابْتَقَلَتِ الْمَاشِيَةُ وتَبَقَّلَتْ: رَعَت البَقْل، وَقِيلَ: تَبَقُّلُها سِمَنُها عَنِ البَقْل. وابْتَقَلَ الْحِمَارُ: رَعَى البَقْل؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الخُزاعي الْهُذَلِيُّ: تاللهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ، ... جَوْنُ السَّرَاةِ رَبَاعٍ سِنُّه غَرِدُ أَي لَا يَبْقَى، وتَبَقَّلَ مِثْلُهُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كُوم الذُّرَى مِنْ خَوَل المُخَوَّل ... تَبَقَّلَتْ فِي أَوَّل التَّبَقُّلِ، بَيْنَ رِمَاحَيْ مالِكٍ ونَهْشَل وتَبَقَّلَ القومُ وابْتَقَلُوا وأَبْقَلُوا: تَبَقَّلت ماشيتُهم. وخَرَجَ يَتَبَقَّلُ أَي يَطْلُبُ البَقْل. وبَقْلَة الضَّبّ: نَبْت؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ذَكَرَهَا أَبو نَصْرٍ وَلَمْ يُفَسِّرْهَا. والبَقْلَة: الرِّجْلة وَهِيَ البَقْلَة الحَمْقاء. وَيُقَالُ: كُلُّ نَبات اخْضَرَّت لَهُ الأَرضُ فَهُوَ بَقْل؛ قَالَ الحرث بن دَوْس الإِيادِيّ يُخَاطِبُ المُنْذِر بنَ مَاءِ السَّمَاءِ: قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِيعُ لَهُمْ، ... نَبَتَتْ عَدَاوتُهم مَعَ البَقْل الْجَوْهَرِيُّ: وقولُ أَبي نُخَيْلة: بَرِّيَّةٌ لَمْ تأْكل المُرَقَّقا، ... وَلَمْ تَذُقْ مِنَ البُقُول الفُسْتُقا «3».

_ (3). قوله: بريّة، وفي رواية أُخرى: جارية

قَالَ: ظَنَّ هَذَا الأَعرابي أَن الفُسْتُق مِنَ البَقْل، قَالَ: وَهَكَذَا يُرْوى البَقْل بِالْبَاءِ، قَالَ: وأَنا أَظنه بِالنُّونِ لأَن الفُسْتُق مِنَ النَّقْل وَلَيْسَ مِنَ البَقْل. والبَاقِلاءُ والبَاقِلَّى: الفُول، اسْمٌ سَوادِيٌّ، وحَمْلُه الجَرْجَر، إِذا شدَّدت اللَّامَ قَصَرْت، وإِذا خَفَّفْت مَدَدْت فَقُلْتَ البَاقِلَاء، وَاحِدَتُهُ بَاقِلَّاة وباقِلَّاءَة، وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ البَاقِلَى، بِالتَّخْفِيفِ وَالْقَصْرِ، قَالَ: وَقَالَ الأَحمر وَاحِدَةُ البَاقِلَاء بَاقِلَاء، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ، قَالَ: وأَرى الأَحمر حَكَى مِثْلَ ذَلِكَ فِي البَاقِلَّى. قَالَ: والبُوقَالُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، ضَرْب مِنَ الكِيزَان، قَالَ: وَلَمْ يفسِّر مَا هُوَ فَفَسَّرْنَاهُ بِمَا عَلِمْنا. وبَاقِلٌ: اسْمُ رَجُلٍ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي العِيِّ؛ قَالَ الأُموي: مِنْ أَمثالهم فِي بَابِ التَّشْبِيهِ: إِنه لأَعْيَا مِنْ بَاقِل، قَالَ: وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ رَبِيعَةَ وَكَانَ عَييّاً فَدْماً؛ وإِياه عَنى الأُرَيْقِط فِي وَصْف رَجُل مَلأَ بطنَه حَتَّى عَيِيَ بِالْكَلَامِ فَقَالَ يَهْجُوه، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِحُمَيْدٍ الأَرْقَط: أَتَانَا، وَمَا دَانَاهُ سَحْبانُ وائلٍ ... بَيَاناً وعِلْماً بِالذي هُوَ قَائِلُ، يَقُول، وَقَدْ أَلْقَى المَرَاسِيَ للقِرَى: ... أَبِنْ ليَ مَا الحَجَّاجُ بِالنَّاسِ فَاعِلُ فَقُلْتُ: لعَمْرِي مَا لِهَذَا طَرَقْتَنا، ... فكُلْ، ودَعِ الإِرْجافَ، مَا أَنت آكِلُ تُدَبِّل كَفَّاه ويَحْدُر حَلْقُه، ... إِلى البَطْنِ، مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأَنامل فَمَا زَالَ عِنْدَ اللُّقَمِ حَتَّى كأَنَّه، ... مِنَ العِيِّ لَمَّا أَن تَكَلَّم، بَاقِل قَالَ: وسَحْبان هُوَ مِنْ رَبِيعَةَ أَيضاً مِنْ بَنِي بكْر كَانَ لَسِناً بَلِيغًا؛ قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَ مِنْ عِيِّ بَاقِل أَنه كَانَ اشْتَرَى ظَبْياً بأَحد عَشَرَ دِرْهماً، فَقِيلَ لَهُ: بِكَم اشْتَرَيْتَ الظَّبْيَ؟ فَفَتَحَ كَفَّيْهِ وفرَّق أَصابعه وأَخرج لِسَانَهُ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلى أَحد عَشَرَ فَانْفَلَتَ الظَّبْيُ وَذَهَبَ فَضَرَبُوا بِهِ الْمَثَلَ فِي العِيّ. والبَقْل: بَطْنٌ مِنَ الأَزْد وَهُمْ بَنُو بَاقِل. وبَنُو بُقَيْلَة: بَطْنٌ مِنَ الحِيرَة. ابْنُ الأَعرابي: البُوقَالَة الطِّرْجهَارَة. بكل: البَكْل: الدَّقِيق بالرُّبّ؛ قَالَ: لَيْسَ بغَشٍّ هَمُّه فِيمَا أَكَل، ... وأَزْمةٌ وَزْمتُه مِنَ البَكَل «1» . أَراد البَكْل فحَرَّك لِلضَّرُورَةِ. والبَكِيلَة والبَكَالَةُ جَمِيعًا: الدَّقِيقُ يُخْلط بالسَّوِيق والتَّمْرُ يُخْلَط بالسَّمْن فِي إِناءٍ وَاحِدٍ وَقَدْ بُلَّا باللَّبَن، وَقِيلَ: تخلِطُه بِالسَّوِيقِ ثُمَّ تَبُلُّه بِمَاءٍ أَو زَيْتٍ أَو سَمْن، وَقِيلَ: البَكِيلَة الأَقِطُ الْمَطْحُونُ تَخْلِطُهُ بِالْمَاءِ فتُثَرِّيه كأَنك تُرِيدُ أَنْ تَعْجِنه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البَكِيلَة الدَّقِيقُ أَو السَّويق الَّذِي يُبَلُّ بَلًّا، وَقِيلَ: البَكِيلَة الجافُّ مِنَ الأَقِط الَّذِي يُخْلَط بِهِ الرَّطْبُ، وَقِيلَ: البَكِيلَة طَحِينٌ وتَمْر يُخْلَط فيُصَبُّ عَلَيْهِ الزَّيْتُ أَو السَّمْنُ وَلَا يُطْبَخ. والبَكِيلُ: مَسُوطُ الأَقِط. الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأُموي: البَكِيلَة السَّمْن يُخْلَط بالأَقِط؛ وأَنشد: هَذَا غُلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَه، ... غَضْبَانُ لَمْ تُؤْدَمْ لَهُ البَكِيلَه قَالَ: وَكَذَلِكَ البَكَالَة. وَقَوْلُهُ لَمْ تؤْدم أَي لَمْ يُصَبَ

_ (1). قوله [ليس بغش] الغش كما في اللسان والقاموس عظيم السرّة، قال شارحه والصواب: عظيم الشره، بالشين محركة

عَلَيْهَا زَيْتٌ أَو إِهَالة، وَيُقَالُ: نَعْلٌ شَرِثَة أَي خَلَقٌ. وَقِيلَ: البَكِيلَة السَّوِيق وَالتَّمْرُ يُؤْكَلان فِي إِناءٍ واحد وقد بُلَّا باللبن. وبَكَلْت البَكِيلة أَبْكُلُها بَكْلًا أَي اتَّخَذْتُهَا. وبَكَلْت السَّوِيق بِالدَّقِيقِ أَي خَلَطْتُهُ. وَيُقَالُ: بَكَلَ ولَبَك بِمَعْنًى مِثْلَ جَبَذَ وجَذَبَ. والبَكْل: الخَلْط؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يَهِيلون مِنْ هَذَاك فِي ذَاكَ، بَينَهُم ... أَحاديثُ مَغْرورِين بَكْلٌ مِنَ البَكْل أَحاديث مُبْتَدَأٌ وَبَيْنَهُمُ الْخَبَرُ. وبَكَلَه إِذا خَلَطه. وبَكَّلَ عَلَيْهِ: خَلَّط. الأُموي: البَكْل الأَقِط بالسَّمْن. وَيُقَالُ: ابْكُلِي واعْبِثي. والبَكِيلَة: الضأْن والمَعَز تَخْتلط، وَكَذَلِكَ الغَنَم إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بَكَلَ يَبْكُل بَكْلًا. وَيُقَالُ للغَنم إِذا لَقِيت غَنَماً أُخرى فدَخَلت فِيهَا: ظَلَّت عَبِيثَة وَاحِدَةً وبَكِيلَة وَاحِدَةً أَي قَدِ اخْتَلَطَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وَهُوَ مَثَل، أَصلُه مِنَ الدَّقِيقِ والأَقِط يُبْكَلُ بالسَّمْن فيؤْكل؛ وبَكَلَ عَلَيْنَا حَديثَه وأَمْرَه يَبْكُلُهُ بَكْلًا: خَلَطَهُ وجاءَ بِهِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ، وَالِاسْمُ البَكِيلة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَمِنْ أَمثالهم فِي الْتِبَاسِ الأَمر: بَكْلٌ مِنَ البَكْل، وَهُوَ اخْتِلَاطُ الرأْي وارْتِجانُه. وتَبَكَّل الرَّجُلُ فِي الْكَلَامِ أَي خَلَطَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: سأَله رَجُلٌ عَنْ مسأَلة ثُمَّ أَعادها فقَلَبها، فَقَالَ: بَكَّلْتَ عَلَيَ أَي خَلَّطت، مِنَ البَكِيلة وَهِيَ السَّمْنُ وَالدَّقِيقُ الْمَخْلُوطُ. والمُتَبَكِّل: المخلِّط فِي كَلَامِهِ. وتَبَكَّلُوا عَلَيْهِ: عَلَوْه بالشَّتْم وَالضَّرْبِ والقَهْر. وتَبَكَّلَ فِي مِشْيَتهِ. اختالَ. والإِنسان يَتَبَكَّلُ أَي يَخْتال. وَرَجُلٌ جَمِيل بَكِيلٌ: مُتَنَوِّق فِي لِبْسَته ومَشْيه. والبَكِيلَة: الْهَيْئَةُ والزِّيُّ. والبِكْلَة: الخُلُق. والبِكْلَة: الحَالُ والخِلْقة؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: لَسْتُ إِذاً لِزَعْبَله، ... إِنْ لَمْ أُغَيِّرْ بِكْلَتِي، إِن لَمْ أُسَاوَ بالطُّوَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ مِنْ مُسَدَّس الرَّجَز جَاءَ عَلَى التَّمَامِ. والبَكْل: الغَنِيمة وَهُوَ التَّبَكُّل، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، ونظِيره التَّنَوُّط؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: عَلى خَيْرِ مَا أَبْصَرْتها مِنْ بِضَاعة، ... لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً لَهَا أَو تَبَكُّلا أَي تَغَنُّماً. وبَكَّلَه إِذا نَحَّاه قِبَله كائِناً مَا كَانَ. وبَنُو بَكِيلٍ: حَيٌّ مِنْ هَمْدان؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: يقولونَ: لَمْ يُورَثْ، وَلَوْلَا تُرَاثُه، ... لَقَدْ شركَتْ فِيهِ بَكِيلٌ وأَرْحَبُ وبَنُو بِكَالٍ: مِنْ حِمْيَر مِنْهُمْ نَوْفٌ البِكَاليُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْمُهَلَّبِيُّ بِكَالَةُ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، والمُحَدِّثون يقولونَ نَوْفٌ البَكَّاليُّ، بِفَتْحِ الباء والتشديد. بلل: البَلَل: النَّدَى. ابْنُ سِيدَهْ. البَلَل والبِلَّة النُّدُوَّةُ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال: وقِطْقِطُ البِلَّة فِي شُعَيْرِي أَراد: وبِلَّة القِطْقِط فَقَلَبَ. والبِلال: كالبِلَّة؛ وبَلَّهُ بِالْمَاءِ وَغَيْرِهِ يَبُلُّه بَلًّا وبِلَّة وبَلَّلهُ فَابْتَلَّ وتَبَلَّلَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَمَا شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِيَة الكُلَى، ... سَقَى بِهِمَا سَاقٍ، ولَمَّا تَبَلَّلا والبَلُّ: مَصْدَرُ بَلَلْت الشيءَ أَبُلُّه بَلًّا. الْجَوْهَرِيُّ: بَلَّه يَبُلُّه أَي نَدَّاه وبَلَّلَه، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ، فابْتَلَّ. والبِلال: الْمَاءُ. والبُلالة: البَلَل. والبِلال: جَمْعُ بِلَّة نَادِرٌ. واسْقِه عَلَى بُلَّتِه أَي ابْتِلَالِهِ. وبَلَّة الشَّباب وبُلَّتُه: طَرَاؤه، وَالْفَتْحُ أَعلى. والبَلِيل والبَلِيلَة: رِيحٌ بَارِدَةٌ مَعَ نَدًى، وَلَا تُجْمَع. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا جَاءَتِ الرِّيحُ مَعَ بَرْد ويُبْس ونَدًى فَهِيَ بَلِيل، وَقَدْ بَلَّتْ تَبِلُّ بُلولًا؛ فأَما قَوْلُ زِيَادٍ الأَعجم: إِنِّي رأَيتُ عِدَاتِكم ... كالغَيْث، لَيْسَ لَهُ بَلِيل فَمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ لَهَا مَطْل فَيُكَدِّرَها، كَمَا أَن الغَيْث إِذا كَانَتْ مَعَهُ رِيحٌ بَلِيل كدَّرَتْه. أَبو عَمْرٍو: البَلِيلَة الرِّيحُ المُمْغِرة، وَهِيَ الَّتِي تَمْزُجها المَغْرة، والمَغْرة المَطَرة الضَّعِيفَةُ، والجَنُوب أَبَلُّ الرِّياح. وَرِيحٌ بَلَّة أَي فِيهَا بَلَل. وَفِي حَدِيثِ المُغيرة: بَلِيلة الإِرْعاد أَي لَا تَزَالُ تُرْعِد وتُهَدِّد؛ والبَليلة: الرِّيحُ فِيهَا نَدى، جَعَلَ الإِرعاد مَثَلًا لِلْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا تَهَدَّد وأَوعد، وَاللَّهُ أَعلم. وَيُقَالُ: مَا فِي سِقَائك بِلال أَي مَاءٌ. وكُلُّ مَا يُبَلُّ بِهِ الحَلْق مِنَ الْمَاءِ واللَّبن بِلال؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبلالها أَي صِلُوها بصِلَتِها ونَدُّوها؛ قَالَ أَوس يَهْجُو الْحَكَمَ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ زِنْبَاع: كأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ، حِينَ مَدَحْتُه، ... صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها وبَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلًّا وبِلالًا: وَصَلَهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُلُّوا أَرحامَكم وَلَوْ بالسَّلام أَي نَدُّوها بالصِّلة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُمْ يُطْلِقون النَّداوَة عَلَى الصِّلة كَمَا يُطْلِقون اليُبْس عَلَى القَطِيعة، لأَنهم لَمَّا رأَوا بَعْضَ الأَشياء يَتَّصِلُ وَيَخْتَلِطُ بالنَّداوَة، وَيَحْصُلُ بَيْنَهُمَا التَّجَافِي وَالتَّفَرُّقُ باليُبْس، اسْتَعَارُوا البَلَّ لِمَعْنَى الوصْل واليُبْسَ لِمَعْنَى القَطِيعة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فإِن لَكُمْ رَحِماً سأَبُلُّها بِبلالِها أَي أَصِلُكم فِي الدُّنْيَا وَلَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. والبِلال: جَمْعُ بَلَل، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا بَلَّ الحَلْق مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَة: ما تَبِضُّ بِبِلال ، أَراد بِهِ اللَّبَنَ، وَقِيلَ المَطَر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: إِنْ رأَيت بَلَلًا مِنْ عَيْش أَي خِصْباً لأَنه يَكُونُ مِنَ الْمَاءِ. أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: بَلَلْت رَحِمي أَبُلُّها بَلًّا وبِلالًا وَصَلْتها ونَدَّيْتُها؛ قَالَ الأَعْشَى: إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها، ... ووِصَالِ رَحْم قَدْ بَرَدْت بِلالَها وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: والرَّحْمَ فابْلُلْها بِخيْرِ البُلَّان، ... فإِنها اشْتُقَّتْ مِنِ اسْمِ الرَّحْمن قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ البُلَّان اسْمًا وَاحِدًا كالغُفْران والرُّجْحان، وأَن يَكُونَ جَمْعَ بَلَل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ الْمَصْدَرَ لأَن بَعْضَ الْمَصَادِرِ قَدْ يُجْمَعُ كالشَّغْل والعَقْل والمَرَض. وَيُقَالُ: مَا فِي سِقَائك بِلال أَي مَاءٌ، وَمَا فِي الرَّكِيَّة بِلال. ابْنُ الأَعرابي: البُلْبُلة الهَوْدَج لِلْحَرَائِرِ وَهِيَ المَشْجَرة. ابْنُ الأَعرابي: التَّبَلُّل «1». الدَّوَامُ وَطُولُ

_ (1). قوله [التبلل] كذا في الأصل، ولعله محرف عن التبلال كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس

الْمُكْثِ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الرَّبِيعِ بْنِ ضَبُع الْفَزَارِيِّ: أَلا أَيُّها الْبَاغِي الَّذِي طالَ طِيلُه، ... وتَبْلالُهُ فِي الأَرض، حَتَّى تَعَوَّدا وبَلَّك اللهُ ابْناً وبَلَّك بابْنٍ بَلًّا أَي رَزَقَك ابْنًا، يَدْعُو لَهُ. والبِلَّة: الخَيْر وَالرِّزْقُ. والبِلُّ: الشِّفَاء. وَيُقَالُ: مَا قَدِمَ بِهِلَّة وَلَا بِلَّة، وَجَاءَنَا فُلَانٌ فَلَمْ يأْتنا بِهَلَّة وَلَا بَلَّة؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فالهَلَّة مِنَ الْفَرَحِ وَالِاسْتِهْلَالِ، والبَلَّة مِنَ البَلل وَالْخَيْرِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَصاب هَلَّة وَلَا بَلَّة أَي شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَدَّر فِي مَعِيشته بَلَّهُ اللَّهُ أَي أَغناه. وبِلَّة اللِّسَانِ: وقوعُه عَلَى مَوَاضِعِ الْحُرُوفِ واستمرارُه عَلَى الْمَنْطِقِ، تَقُولُ: ما أَحسن بِلَّة لسانه وَمَا يَقَعُ لِسَانُهُ إِلا عَلَى بِلَّتِه؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُنَفِّرْنَ بالحيجاء شاءَ صُعَائد، ... وَمِنْ جَانِبِ الْوَادِي الحَمام المُبَلِّلا وَقَالَ: المبَلِّل الدَّائِمُ الهَدِير، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا أَحسن بِلَّة لِسَانِهِ أَي طَوْعَه بِالْعِبَارَةِ وإِسْماحَه وسَلاسَته ووقوعَه عَلَى مَوْضِعِ الْحُرُوفِ. وبَلَّ يَبُلُّ بُلُولًا وأَبَلَّ: نَجَا؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وأَنشد: مِنْ صَقْع بازٍ لَا تُبِلُّ لُحَمُه لُحْمَة البَازِي: الطائرُ يُطْرَح لَهُ أَو يَصِيده. وبَلَّ مِنْ مَرَضِهِ يَبِلُّ بَلًّا وبَلَلًا وبُلُولًا واسْتَبَلَّ وأَبَلَّ: برَأَ وصَحَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا بَلَّ مِنْ دَاءٍ بِهِ، خَالَ أَنه ... نَجا، وَبِهِ الدَّاءُ الَّذِي هُوَ قاتِله يَعْنِي الهَرَم؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ عَجُوزًا: صَمَحْمَحة لَا تشْتكي الدَّهرَ رأْسَها، ... وَلَوْ نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ الْكِسَائِيُّ والأَصمعي: بَلَلْت وأَبْلَلْت مِنَ الْمَرَضِ، بِفَتْحِ اللَّامِ، مَنْ بَلَلْت. والبِلَّة: الْعَافِيَةُ. وابْتَلَّ وتَبَلَّلَ: حَسُنت حَالُهُ بَعْدَ الهُزال. والبِلُّ: المُباحُ، وَقَالُوا: هُوَ لَكَ حِلٌّ وبِلٌّ، فَبِلٌّ شِفَاءٌ مِنْ قَوْلِهِمْ بَلَّ فُلَانٌ مِنْ مَرَضه وأَبَلَّ إِذا بَرَأَ؛ وَيُقَالُ: بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق، يمانِيَة حِمْيَريَّة؛ وَيُقَالُ: بِلٌّ إِتباع لحِلّ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ: هِيَ لَكَ حِلٌّ، عَلَى لَفْظِ الْمُذَكَّرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي زَمْزَمَ: لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لشارب حِلٌّ وبِلٌّ، وَهَذَا الْقَوْلُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ، وَالصَّحِيحُ أَن قَائِلَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ، وَحَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ؛ وَحُكِيَ أَيضاً عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّار: أَن زَمْزَمَ لَمَّا حُفِرَتْ وأَدرك مِنْهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَا أَدرك، بَنَى عَلَيْهَا حَوْضًا وملأَه مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَشَرِبَ مِنْهُ الحاجُّ فَحَسَدَهُ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَهَدَمُوهُ، فأَصلحه فَهَدَمُوهُ بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصبح أَصلحه فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ ذَلِكَ دَعَا رَبَّهُ فأُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَن يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِني لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ فإِنك تُكْفَى أَمْرَهم، فَلَمَّا أَصبح عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَادَى بِالَّذِي رأَى، فَلَمْ يَكُنْ أَحد مِنْ قُرَيْشٍ يَقْرُبُ حَوْضَهُ إِلا رُميَ فِي بَدَنه فَتَرَكُوا حَوْضَهُ؛ قَالَ الأَصمعي: كُنْتُ أَرى أَن بِلًّا إِتباع لحِلّ حَتَّى زَعَمَ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَن بِلًّا مُبَاحٌ فِي لُغَةِ حِمْيَر؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يَكُونُ بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لِمَكَانِ الْوَاوِ. والبُلَّة، بِالضَّمِّ: ابْتِلَالُ الرُّطْب. وبُلَّة الأَوابل: بُلَّة الرُّطْب. وَذَهَبَتْ بُلَّة الأَوابل أَي ذَهَبَ ابْتِلَالُ الرُّطْب عَنْهَا؛ وأَنشد لإِهاب

بْنِ عُمَيْر: حَتَّى إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل، ... وفارَقَتْها بُلَّة الأَوابل يَقُولُ: سِرْنَ فِي بَرْدِ الرَّوَائِحِ إِلى الْمَاءِ بعد ما يَبِسَ الكَلأَ، والأَوابل: الْوُحُوشُ الَّتِي اجتزأَت بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. الْفَرَّاءُ: البُلَّة بَقِيَّةُ الكَلإِ. وَطَوَيْتُ الثَّوْبَ عَلَى بُلُلَته وبُلَّته وبُلالَته أَي عَلَى رُطُوبَتِهِ. وَيُقَالُ: اطْوِ السِّقاء عَلَى بُلُلَته أَي اطْوِهِ وَهُوَ نَدِيٌّ قَبْلَ أَن يَتَكَسَّرَ. وَيُقَالُ: أَلم أَطْوك عَلَى بُلُلَتِك وبَلَّتِك أَي عَلَى مَا كَانَ فِيكَ؛ وأَنشد لحَضْرَميّ بْنِ عَامِرٍ الأَسدي: وَلَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بُلُلاتِكم، ... وعَلِمْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرَاب أَي طَوَيْتُكُمْ عَلَى مَا فِيكُمْ مِنْ أَذى وَعَدَاوَةٍ. وبُلُلات، بِضَمِّ اللَّامِ: جَمْعُ بُلُلَة، بِضَمِّ اللَّامِ أَيضاً، وَقَدْ رُوِيَ عَلَى بُلَلَاتكم، بِفَتْحِ اللَّامِ، الواحدة بُلَلَة، بِفَتْحِ اللَّامِ أَيضاً، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ عَلَى بُلُلاتكم: يُضْرَبُ مَثَلًا لإِبقاء الْمَوَدَّةِ وإِخفاء مَا أَظهروه مِنْ جَفَائهم، فَيَكُونُ مِثْلَ قَوْلِهِمْ اطْوِ الثوبَ عَلَى غَرِّه لِيَضُمَّ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ وَلَا يَتَبَايَنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: اطوِ السِّقاء عَلَى بُلُلَتِه لأَنه إِذا طُوِيَ وَهُوَ جَافٌّ تَكَسَّرَ، وإِذا طُوِيَ عَلَى بَلَله لَمْ يَتَكسَّر وَلَمْ يَتَباين. وَانْصَرَفَ الْقَوْمُ ببَلَلَتِهم وبُلُلَتِهم وبُلُولَتِهم أَي وَفِيهِمْ بَقِيّة، وَقِيلَ: انْصَرَفُوا ببَلَلَتِهم أَي بِحَالٍ صَالِحَةٍ وَخَيْرٍ، وَمِنْهُ بِلال الرَّحِم. وبَلَلْتُه: أَعطيته. ابْنُ سِيدَهْ: طَوَاهُ عَلَى بُلُلَته وبُلُولَتِه وبَلَّتِه أَي عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْعَيْبِ، وَقِيلَ: عَلَى بَقِيَّةِ وُدِّه، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقِيلَ: تَغَافَلْتُ عَمَّا فِيهِ مِنْ عَيْبٍ كَمَا يُطْوَى السِّقاء عَلَى عَيْبه؛ وأَنشد: وأَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِي بُلُولَتَه، ... طَيَّ الرِّدَاء عَلَى أَثْنائه الخَرِق قَالَ: وَتَمِيمٌ تَقُولُ البُلُولَة مِنْ بِلَّة الثَّرَى، وأَسد تَقُولُ: البَلَلَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَلَل والبِلَّة الدُّون. الْجَوْهَرِيُّ: طَوَيْت فُلَانًا عَلَى بُلَّتِه وبُلَالَتِه وبُلُولِهِ وبُلُولَتِهِ وبُلُلَتِه وبُلَلَتِه إِذا احْتَمَلْتَهُ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الإِساءة وَالْعَيْبِ ودَارَيْته وَفِيهِ بَقِيّة مِنَ الوُدِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طَوَيْنا بَنِي بِشْرٍ عَلَى بُلُلاتهم، ... وَذَلِكَ خَيْرٌ مِنْ لِقَاء بَنِي بِشْر يَعْنِي باللِّقاء الحَرْبَ، وَجَمْعُ البُلَّة بِلال مِثْلَ بُرْمَة وبِرَام؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وصاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَيْتُه، ... عَلَى بِلال نَفْسه طَوَيْتُه وَكَتَبَ عُمَرُ يَسْتحضر المُغيرة مِنَ الْبَصْرَةِ: يُمْهَلُ ثَلَاثًا ثُمَّ يُحْضَر عَلَى بُلَّته أَي عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الإِساءة وَالْعَيْبِ، وَهِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ. وبَلِلْتُ بِهِ بَلَلًا: ظَفِرْتُ بِهِ. وَقِيلَ: بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت بِهِ؛ حَكَاهَا الأَزهري عَنِ الأَصمعي وَحْدَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَمِنْ أَمثالهم: مَا بَلِلْت مِنْ فُلَانٍ بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي مَا ظَفِرْتُ، والأَفْوَق: السَّهْمُ الَّذِي انْكَسَرَ فُوقُه، والناصِل: الَّذِي سَقَطَ نَصْلُه، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ المُجْزِئ الْكَافِي أَي ظَفِرْت بِرَجُلٍ كَامِلٍ غَيْرِ مُضَيَّعٍ وَلَا نَاقِصٍ. وبَلِلْت بِهِ بَلَلًا: صَلِيت وشَقِيت. وبَلِلْت بِهِ بَلَلًا وبَلالة وبُلُولًا وبَلَلْت: مُنِيت بِهِ وعُلِّقْته. وبَلِلْته: لَزِمْته؛ قَالَ:

دَلْو تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّب، ... بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب، فَلَا تُقَعْسِرْها وَلَكِنْ صَوِّب تُقَعْسِرُهَا أَي تُعَازُّهَا. أَبو عَمْرٍو: بَلَّ يَبِلُّ إِذا لَزِمَ إِنساناً وَدَامَ عَلَى صُحْبَتِهِ، وبَلَّ يَبَلُّ مِثْلُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ ... مِنَ الفِتْيان، لَا يَمْشي بَطِينا وَيُرْوَى فبَلِّي يَا غَنِيَّ. الْجَوْهَرِيُّ: بَلِلْت بِهِ، بِالْكَسْرِ، إِذا ظَفِرت بِهِ وَصَارَ فِي يَدِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: بَيْضَاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ الرَّهِيص، ... بَلَّ بِهَا أَحمر ذُو دَرِيصِ يُقَالُ: لئن بَلَّتْ بك يَدي لَا تُفَارِقُنِي أَو تُؤَدِّيَ حَقِّي. النَّضْرُ: البَذْرُ والبُلَل وَاحِدٌ، يُقَالُ: بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل. وَرَجُلٌ بَلٌّ بِالشَّيْءِ: لَهِجٌ؛ قَالَ: وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ مَا ارْعَوَتْ، ... وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم وَلَا تَبُلُّك عِنْدِي بَالَّةٌ وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لَا يُصيبك مِنِّي خَيْرٌ وَلَا نَدًى وَلَا أَنفعك وَلَا أَصدُقك. وَيُقَالُ: لَا تُبَلُّ لِفُلَانٍ عِنْدِي بَالَّةٌ وبَلالِ مَصْرُوفٌ عَنْ بَالَّة أَي نَدًى وَخَيْرٍ. وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فإِن شَكَوُا انْقِطَاعَ شِرْب أَو بَالَّة ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلية: نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عَنْهُ، ... كَمَا صَدَر الأَزَبُّ عَنِ الظِّلالِ فَلَا وأَبيك، يَا ابْنَ أَبي عَقِيل، ... تَبُلُّك بَعْدَهَا فِينَا بَلالِ فَلَوْ آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ، ... وفارَقَكَ ابنُ عَمِّك غَيْر قَالِي ابْنُ أَبي عَقِيل كَانَ مَعَ تَوْبَة حِينَ قُتِل فَفَرَّ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ. والبَلَّة: الْغِنَى بَعْدَ الْفَقْرِ. وبَلَّتْ مَطِيَّتُه عَلَى وَجْهِهَا إِذا هَمَتْ ضالَّة؛ وَقَالَ كثيِّر: فَلَيْتَ قَلُوصي، عِنْدَ عَزَّةَ، قُيِّدَتْ ... بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ مِنْهَا فَضَلَّتِ فأَصْبَح فِي الْقَوْمِ الْمُقِيمِينَ رَحْلُها، ... وَكَانَ لَهَا باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ وأَبَلَّ الرجلُ: ذَهَبَ فِي الأَرض. وأَبَلَّ: أَعيا فَساداً وخُبْثاً. والأَبَلُّ: الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ الجَدِلُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَحِي، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ اللُّؤْمِ الَّذِي لَا يُدْرَك مَا عِنْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ المَطول الَّذِي يَمْنَع بالحَلِف مِنْ حُقُوقِ النَّاسِ مَا عِنْدَهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمرَّار بْنِ سَعِيدٍ الأَسدي: ذَكَرْنَا الدُّيُونَ، فجادَلْتَنا ... جدالَك فِي الدَّيْن بَلًّا حَلوفا «2» . وَقَالَ الأَصمعي: أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالًا إِذا امْتَنَعَ وَغَلَبَ. قَالَ: وإِذا كَانَ الرَّجُلُ حَلَّافاً قِيلَ رَجُلٌ أَبَلُّ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: أَلا تَتَّقون اللَّهَ، يَا آلَ عَامِرٍ؟ ... وَهَلْ يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ؟

_ (2). قوله [جدالك في الدين] هكذا في الأصل وسيأتي إيراده بلفظ: [جِدَالَكَ مَالًا وَبَلًّا حَلُوفَا] وكذا أورده شارح القاموس ثم قال: والمال الرجل الغني

وَقِيلَ: الأَبَلُّ الْفَاجِرُ، والأُنثى بَلَّاء وَقَدْ بَلَّ بَلَلًا فِي كُلِّ ذَلِكَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ أَبَلُّ وامرأَة بَلَّاء وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرَك مَا عِنْدَهُ مِنَ اللُّؤْمِ، وَرَجُلٌ أَبَلُّ بَيِّن البَلَل إِذا كَانَ حَلَّافاً ظَلوماً. وأَما قَوْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَمَّا وابنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ فَلا وَلَكِنْ إِذا كَانَ النَّاسُ بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ تَفَرُّقَ النَّاسِ وأَن يَكُونُوا طَوَائِفَ وفِرَقاً مِنْ غَيْرِ إِمام يَجْمَعُهُمْ وبُعْدَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ؛ وكلُّ مَنْ بَعُد عَنْكَ حَتَّى لَا تَعْرِف موضعَه، فَهُوَ بِذِي بِلِّيٍّ، وَهُوَ مِنْ بَلَّ فِي الأَرض أَي ذَهَبَ؛ أَراد ضياعَ أُمور النَّاسِ بَعْدَهُ، قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى بِذِي بِلِّيَان، وَهُوَ فِعْلِيَان مِثْلَ صِلِّيان؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: يَنام وَيَذْهَبُ الأَقوام حَتَّى ... يُقالَ: أَتَوْا عَلَى ذِي بِلِّيَان يَقُولُ: إِنه أَطال النَّوْمَ وَمَضَى أَصحابه فِي سَفَرِهِمْ حَتَّى صَارُوا إِلى مَوْضِعٍ لَا يَعْرِف مكانَهم مِنْ طُولِ نَوْمِهِ. وأَبَلَّ عَلَيْهِ: غَلَبه؛ قَالَ سَاعِدَةُ: أَلا يَا فَتى، مَا عبدُ شَمْسٍ بِمِثْلِهِ ... يُبَلُّ عَلَى الْعَادِيِّ وتُؤْبَى المَخاسِفُ الْبَاءُ فِي بِمِثْلِهِ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ يُبَلُّ، وَقَوْلُهُ مَا عبدُ شَمْسٍ تَعْظِيمٌ، كَقَوْلِكَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هُوَ وَمَنْ هُوَ، لَا تُرِيدُ الِاسْتِفْهَامَ عَنْ ذَاتِهِ تَعَالَى إِنما هُوَ تَعْظِيمٌ وَتَفْخِيمٌ. وخَصمٌ مِبَلٌّ: ثَبْت. أَبو عُبَيْدٍ: المِبَلُّ الَّذِي يُعِينُكَ أَي يُتَابِعُكَ «1» عَلَى مَا تُرِيدُ؛ وأَنشد: أَبَلَّ فَمَا يَزْداد إِلَّا حَماقَةً ... ونَوْكاً، وإِن كَانَتْ كَثِيرًا مخارجُه وصَفاة بَلَّاء أَي مَلْساء. وَرَجُلٌ بَلٌّ وأَبَلُّ: مَطول؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: جِدَالَكَ مَالًا وبَلًّا حَلُوفا والبَلَّة: نَوْرُ السَّمُر والعُرْفُط. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَلَسْتَ تَرْعى بَلَّتَها؟ البَلَّة: نَوْرُ العِضاهِ قَبْلَ أَن يَنْعَقِدَ. التَّهْذِيبُ: البَلَّة والفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر، قَالَ: وأَول مَا يَخْرُج البرَمة ثُمَّ أَول مَا يَخْرُجُ مِنَ بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نَحْوُ بَدْو البُسْرة فَتِيك البَرَمة، ثُمَّ يَنْبُتُ فِيهَا زَغَبٌ بِيضٌ هُوَ نَوْرَتُهَا، فإِذا أَخرجت تِيكَ سُمِّيت البَلَّة والفَتْلة، فإِذا سَقَطْنَ عنن طَرَف العُود الَّذِي يَنْبُتْنَ فِيهِ نَبَتَتْ فِيهِ الخُلْبة فِي طَرَفِ عُودِهِنَّ وَسَقَطْنَ، والخُلْبة وِعَاءُ الحَب كأَنها وِعَاءُ الباقِلاء، وَلَا تَكُونُ الخُلْبة إِلَّا للسَّمُر والسَّلَم، وَفِيهَا الْحَبُّ وَهُنَّ عِراض كأَنهم نِصال، ثُمَّ الطَّلْح فإِن وِعَاءَ ثَمَرَتِهِ للغُلُف وَهِيَ سِنَفة عِراض. وبِلال: اسْمُ رَجُلٍ. وبِلال بْنُ حَمَامَةَ: مُؤَذِّنُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الْحَبَشَةِ. وبِلال آبَادٍ: مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: والبُلْبُل العَنْدَليب. ابْنُ سِيدَهْ: البُلْبُل طَائِرٌ حَسَن الصَّوْتِ يأْلف الحَرَم وَيَدْعُوهُ أَهل الْحِجَازِ النُّغَر. والبُلْبُل: قَناةُ الْكُوزِ الَّذِي فِيهِ بُلْبُل إِلى جَنْبِ رأْسه. التَّهْذِيبُ: البُلْبُلَة ضَرْبٌ مِنَ الْكِيزَانِ فِي جَنْبِهِ بُلْبُل يَنْصَبُّ مِنْهُ الْمَاءُ. وبَلْبَلَ متاعَه: إِذا فرَّقه وبدَّده. والمُبَلِّل: الطَّاوُوسُ الصَّرَّاخ، والبُلْبُل الكُعَيْت. والبَلْبَلَة: تَفْرِيقُ الْآرَاءِ. وتَبَلْبَلَتِ الأَلسن: اخْتَلَطَتْ. والبَلْبَلَة: اخْتِلَاطُ الأَلسنة. التَّهْذِيبُ: البَلْبَلَة بَلْبلة الأَلسن، وَقِيلَ: سميت أَرض بابِل

_ (1). قوله [يعينك أي يتابعك] هكذا في الأصل، وفي القاموس: يعييك أن يتابعك

لأَن اللَّهَ تَعَالَى حِينَ أَراد أَن يُخَالِفَ بَيْنَ أَلسنة بَنِي آدَمَ بَعَث رِيحًا فَحَشَرَهُمْ مِنْ كُلِّ أُفق إِلى بَابِلَ فبَلْبَل اللَّهُ بِهَا أَلسنتهم، ثُمَّ فَرَّقتهم تِلْكَ الرِّيحُ فِي الْبِلَادِ. والبَلْبَلَة والبَلابِل والبَلْبَال: شدَّة الْهَمِّ والوَسْواس فِي الصُّدُورِ وَحَدِيثُ النَّفْسِ، فأَما البِلْبَال، بِالْكَسْرِ، فَمَصْدَرٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبي بُرْدَةَ عَنْ أَبيه عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن أُمتي أُمة مَرْحُومَةٌ لَا عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِنما عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا البَلابِل وَالزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: البَلابِل وَسْوَاسُ الصَّدْرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبَاعِثِ بْنِ صُرَيم وَيُقَالُ أَبو الأَسود الأَسدي: سائلُ بيَشْكُرَ هَلْ ثَأَرْتَ بِمَالِكٍ، ... أَم هَلْ شَفَيْت النفسَ مِنْ بَلْبَالها؟ وَيُرْوَى: سائِلْ أُسَيِّدَ هَلْ ثَأَرْتَ بِوائلٍ؟ وَوَائِلٌ: أَخو بَاعِثِ بْنِ صُرَيم. وبَلْبَلَ القومَ بَلْبَلَة وبِلْبَالًا: حَرَّكهم وهَيَّجهم، وَالِاسْمُ البَلْبَال، وَجَمْعُهُ البَلابِل. والبَلْبَال: البُرَحاء فِي الصَّدر، وَكَذَلِكَ البَلْبَالَة؛ عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ؛ وأَنشد: فَبَاتَ مِنْهُ القَلْبُ فِي بَلْبَالِه، ... يَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْيِ فِي الحِباله وَرَجُلٌ بُلْبُلٌ وبُلابِل: خَفِيف فِي السَّفَر معْوان. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَالَ لِي أَبو لَيْلَى الأَعرابي أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَي ظَريف خَفيف. وَرَجُلٌ بُلابِل: خَفِيفُ الْيَدَيْنِ وَهُوَ لَا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ. والبُلْبُل مِنَ الرِّجَالِ: الخَفِيفُ؛ قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُزَرِّد: سَتُدْرِك مَا تَحْمي الحِمارة وابْنُها ... قَلائِصُ رَسْلاتٌ، وشُعْثٌ بَلابِل والحِمارة: اسْمُ حَرَّة وابنُها الجَبَل الَّذِي يُجَاوِرُهَا، أَي سَتُدْرِكُ هَذِهِ الْقَلَائِصُ مَا مَنَعَتْهُ هَذِهِ الحَرَّة وابنُها. والبُلْبُول: الْغُلَامُ الذَّكِيُّ الكَيِّس. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: غُلَامٌ بُلْبُل خَفِيفٌ فِي السَّفَر، وقَصَره عَلَى الْغُلَامِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَهُ أَلِيلٌ وبَلِيلٌ، وَهُمَا الأَنين مَعَ الصَّوْتِ؛ وَقَالَ المَرَّار بْنُ سَعِيدٍ: إِذا مِلْنا عَلَى الأَكْوار أَلْقَتْ ... بأَلْحِيها لأَجْرُنِها بَليل أَراد إِذا مِلْنا عَلَيْهَا نَازِلِينَ إِلى الأَرض مَدَّت جُرُنَها عَلَى الأَرض مِنَ التَّعَبِ. أَبو تُرَابٍ عَنْ زَائِدَةَ: مَا فِيهِ بُلالَة وَلَا عُلالة أَي مَا فِيهِ بَقِيَّة. وبُلْبُول: اسْمُ بَلَدٍ. والبُلْبُول: اسْمُ جَبَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ طَالَ مَا عارَضَها بُلْبُول، ... وهْيَ تَزُول وَهْوَ لَا يَزول وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: مَا شَيْءٌ أَبَلَّ لِلْجِسْمِ مِنَ اللَّهْو ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ شَيْءٌ كَلَحْمِ الْعُصْفُورِ أَي أَشد تَصْحِيحًا وَمُوَافَقَةً لَهُ. وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ بَلْ، كَلِمَةُ اسْتِدْرَاكٍ وإِعلامٍ بالإِضْراب عَنِ الأَول، وَقَوْلُهُمْ قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو وبَنْ زَيْدٌ، فإِن النُّونَ بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ، أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ بَلْ وَقِلَّةِ اسْتِعْمَالِ بَنْ، والحُكْمُ عَلَى الأَكثر لَا الأَقل؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ أَمره، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ لَسْتُ أَدفع مَعَ هَذَا أَن تَكُونَ بَنْ لُغَةً قَائِمَةً بِنَفْسِهَا. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ بَلى: بَلى تَكُونُ جَوَابًا لِلْكَلَامِ الَّذِي فِيهِ الجَحْد. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ؛ قَالَ: وإِنما صَارَتْ بَلى تَتَّصِلُ بالجَحْد لأَنها رُجُوعٌ عَنِ الجَحْد إِلى

التَّحْقِيقِ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ بَلْ، وبَلْ سَبِيلها أَن تأَتي بَعْدَ الجَحْد كَقَوْلِكَ مَا قَامَ أَخوك بَلْ أَبوك، وَمَا أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك، وإِذا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: أَلا تَقُومَ؟ فَقَالَ لَهُ: بَلى، أَراد بَلْ أَقوم، فزادوا الأَلف على بَلْ لِيَحْسُنَ السُّكُوتُ عَلَيْهَا، لأَنه لَوْ قَالَ بَلْ كَانَ يَتَوَقَّعُ «1» كَلَامًا بَعْدَ بلْ فزادوا الأَلف ليزول عَنِ الْمُخَاطَبِ هَذَا التَّوَهُّمُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ، وَالْمَعْنَى بَلْ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: بَلْ حُكْمُهَا الِاسْتِدْرَاكُ أَينما وَقَعَتْ فِي جَحْد أَو إِيجاب، قَالَ: وبَلى تَكُونُ إِيجاباً للمَنْفِيِّ لا غيرُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: بَلْ تأْتي بِمَعْنَيَيْنِ: تَكُونُ إِضراباً عَنِ الأَول وإِيجاباً لِلثَّانِي كَقَوْلِكَ عِنْدِي لَهُ دِينَارٌ لَا بَلْ دِينَارَانِ، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَنها تُوجِبُ مَا قَبْلَهَا وَتُوجِبُ مَا بَعْدَهَا، وَهَذَا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فَنَسِيَهُ ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ بَلْ وَاللَّهِ لَا آتِيكَ وبَنْ وَاللَّهِ، يَجْعَلُونَ اللَّامَ فِيهَا نُونًا، وَهِيَ لُغَةُ بَنِي سَعْدٍ وَلُغَةُ كَلْبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْبَاهِلِيِّينَ يَقُولُونَ لَا بَنْ بِمَعْنَى لَا بَلْ. الْجَوْهَرِيُّ: بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ، يُعْطَفُ بِهَا الْحَرْفُ الثَّانِي عَلَى الأَول فَيَلْزَمُهُ مثْلُ إعرابه، فهو للإِضراب عَنِ الأَول لِلثَّانِي، كَقَوْلِكَ: مَا جاءَني زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو، وَمَا رأَيت زَيْدًا بَلْ عَمْرًا، وَجَاءَنِي أَخوك بَلْ أَبوك تَعْطِفُ بِهَا بَعْدَ النَّفْيِ والإِثبات جَمِيعًا؛ وَرُبَّمَا وَضَعُوهُ مَوْضِعَ رُبَّ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ: بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يَعْنِي رُبَّ مَهْمَهٍ كَمَا يوضع غَيْرِهِ اتِّسَاعًا؛ وَقَالَ آخَرُ: بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ؛ قَالَ الأَخفش عَنْ بَعْضِهِمْ: إِن بَلْ هاهنا بِمَعْنَى إِن فَلِذَلِكَ صَارَ القَسَم عَلَيْهَا؛ قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَعْمَلَتِ الْعَرَبُ فِي قَطْع كلام واستئناف آخر فيُنْشد الرَّجُلُ مِنْهُمُ الشِّعْرَ فَيَقُولُ: ...... بَل ... مَا هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا وَيَقُولُ: ...... بَلْ ... وبَلْدَةٍ مَا الإِنْسُ مِنْ آهالِها، تَرى بِهَا العَوْهَقَ من وِئالِها، ... كَالنَّارِ جَرَّتْ طَرَفي حِبالِها قَوْلُهُ بَلْ لَيْسَتْ مِنَ الْبَيْتِ وَلَا تُعَدُّ فِي وَزْنِهِ وَلَكِنْ جُعِلَتْ عَلَامَةً لِانْقِطَاعِ مَا قَبْلَهُ؛ وَالرَّجَزُ الأَول لِرُؤْبَةَ وَهُوَ: أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ، ... بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ وَالثَّانِي لسُؤْرِ الذِّئْبِ وَهُوَ: بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ، ... يُمْسي بِهَا وُحُوشُها قَدْ جُئِفَتْ قَالَ: وبَلْ نُقْصانها مَجْهُولٌ، وَكَذَلِكَ هَلْ وَقَدْ، إِن شِئْتَ جَعَلْتَ نُقْصَانَهَا وَاوًا قُلْتَ بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ، وإِن شِئْتَ جَعَلَتْهُ يَاءً. وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ نُقْصَانَهَا مَثَلَ آخِرِ حُرُوفِهَا فيُدْغم وَيَقُولُ هَلٌّ وبَلٌّ وقَدٌّ، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْحُرُوفُ الَّتِي هِيَ عَلَى حَرْفَيْنِ مِثْلُ قَدْ وبَلْ وهَلْ لَا يُقَدَّرُ فِيهَا حَذْفُ حَرْفٍ ثَالِثٍ كَمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الأَسماء نَحْوُ يَدٍ ودَمٍ، فإِن

_ (1). قوله [كان يتوقع] أي المخاطب كما هو ظاهر مما بعد

سَمَّيْتَ بِهَا شَيْئًا لَزِمَكَ أَن تُقَدِّرَ لَهَا ثَالِثًا، قَالَ: وَلِهَذَا لَوْ صَغَّرْتَ إِن الَّتِي لِلْجَزَاءِ لَقُلْتَ أُنَيٌّ، وَلَوْ سَمَّيت بإِن الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ لَقُلْتَ أُنَيْنٌ، فَرَدَدْتَ مَا كَانَ مَحْذُوفًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ رُبَ الْمُخَفَّفَةُ تَقُولُ فِي تَصْغِيرِهَا اسمَ رَجُلٍ رُبَيْبٌ، وَاللَّهُ أَعلم. بهل: التَبَهُّل: العَناء بِالطَّلَبِ. وأَبْهَلَ الرجلَ: تَرَكه. وَيُقَالُ: بَهَلْتُهُ وأَبْهَلْتُهُ إِذا خَلَّيْتَه وإِرادتَه. وأَبْهَلَ الناقةَ: أَهْمَلَها. الأَزْهري: عَبْهَل الإِبلَ أَي أَهْمَلَها مِثْلَ أَبْهَلَها، وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ. وَنَاقَةٌ بَاهِل بيِّنة البَهَل: لَا صِرارَ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: لَا خِطام عَلَيْهَا، وَقِيلَ: لَا سِمَة عَلَيْهَا، وَالْجَمْعُ بُهَّل وبُهْل. وَقَدْ أَبْهَلْتُها أَي تَرَكْتُهَا بَاهِلًا، وَهِيَ مُبْهَلَة ومُبَاهِل لِلْجَمْعِ» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ البُهَّل وَاحِدُهَا بَاهِلٌ وبَاهِلَة وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ مُهْمَلَة بِغَيْرٍ رَاعٍ، يُرِيدُ أَنها سَرَحَت للمَرْعى بِغَيْرِ رَاعٍ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ أَبْهَل قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ غَاثَ رَبُّك هَذَا الخَلْقَ كُلَّهُمُ، ... بعامِ خِصْبٍ، فَعَاشَ المالُ والنَّعَمُ وأَبْهَلُوا سَرْحَهُم مِنْ غَيْرِ تَوْدِيةٍ ... وَلَا دِيَارٍ، وَمَاتَ الفَقْر والعَدَم وَقَالَ آخَرُ: قَدْ رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّه، ... وَعَادَ حُلْو العَيْشِ بَعْدَ مُرِّه، وأَبْهَلَ الحالِبُ بَعْدَ صَرِّه وَنَاقَةٌ بَاهِل: مُسَيَّبَة. وأَبْهَلَ الرَّاعِي إِبله إِذا تَرَكَهَا، وأَبْهَلَها: تَرَكَهَا مِنَ الحَلبِ. والبَاهِل: الإِبل الَّتِي لَا صِرار عَلَيْهَا، وَهِيَ المُبْهَلَة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي البُهَّل مِثْلَهُ: وَاحِدُهَا بَاهِل. وأَبْهَلَ الْوَالِي رعِيَّتَهُ واسْتَبْهَلَهَا إِذا أَهملها؛ وَمِنْهُ قِيلَ فِي بَنِي شَيْبانَ: اسْتَبْهَلتها السواحلُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ فِي ذَلِكَ: وشيْبان حَيْثُ اسْتَبْهَلَتْها السَّواحِلُ أَي أَهملها ملوكُ الحِيرة لأَنهم كَانُوا نَازِلِينَ بِشَطِّ البحرِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: عَلَى سَاحِلِ الفُرات لَا يَصِل إِليهم السُّلْطَانُ يفعلون ما شاؤُوا، وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي إِبل أُبْهِلَتْ: إِذا اسْتُبْهِلَتْ أَو فَضَّها العَبْدُ، حَلَّقَتْ ... بسَرْبك، يوْم الوِرْدِ، عَنْقاءُ مُغْرِب يَقُولُ إِذا أُبْهِلَتْ هَذِهِ الإِبل وَلَمْ تُصَرّ أَنْفَدت الجِيرانُ أَلبانها، فإِذا أَرادت الشُّرْب لَمْ يَكُنْ فِي أَخْلافها مِنَ اللَّبَنِ مَا تَشْتَري بِهِ مَاءً لِشُرْبِهَا. وبَهِلَت النَّاقَةُ تَبْهَلُ بَهَلًا: حُلَّ صِرارُها وتُرك وَلَدُها يَرْضَعها؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: غَدَت مِنْ هِلالٍ ذاتَ بَعْلٍ سَمِينَةً، ... وآبَتْ بثَدْي بَاهِلِ الزَّوْجِ أَيِّمِ يَعْنِي بِقَوْلِهِ بَاهِل الزَّوْجِ باهلَ الثَّدْي لَا يَحْتَاجُ إِلى صِرار، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنَ النَّاقَةِ البَاهِل الَّتِي لَا صِرار عَلَيْهَا، وإِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْج لَمْ يَكُنْ لَهَا لَبَنٌ؛ يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ زَوْجُها فَبَقِيَتْ أَيِّماً لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: التَّفْسِيرُ لِابْنِ الأَعرابي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَدَّثني بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ أَن دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّة أَراد أَن يُطَلِّق امرأَته فَقَالَتْ: أَتطلقني وَقَدْ أَطْعَمْتُكَ مأْدُومي وأَتيتك بَاهِلًا غَيْرَ ذاتِ صِرار؟ قَالَ: جَعَلَتْ هَذَا مَثَلًا لِمَالِهَا وأَنها أَباحت لَهُ مَالَهَا، وَكَذَلِكَ الناقة لا

_ (2). قوله [ومُبَاهِل للجمع] كذا وقع في الأَصل ميم مباهل مضموماً وكذا في القاموس وليس فيه لفظ الجمع

عِرانَ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الَّتِي لَا سِمَة عَلَيْهَا. واسْتَبْهَلَ فُلَانٌ النَّاقَةَ إِذا احْتَلَبَهَا بِلَا صِرار؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فاسْتَبْهَلَ الحَرْب مِنْ حَرَّانَ مُطَّرِدٍ، ... حَتَّى يَظَلَّ، عَلَى الكَفَّين، مَرْهُونا أَراد بالحرَّان الرُّمْحَ، والبَاهِل الْمُتَرَدِّدُ بِلَا عَمَلٍ، وَهُوَ أَيضاً الرَّاعِي بِلَا عَصًا. وامرأَة بَاهِلَة: لَا زَوْجَ لَهَا. ابْنُ الأَعرابي: البَاهِل الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ. والبَهْل: اللَّعْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء قَالَ: الَّذِي بَهَلَهُ بُرَيْقٌ أَي الَّذِي لَعَنه وَدَعَا عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ بُرَيْقٌ. وبَهَلَهُ اللهُ بَهْلًا: لَعَنه. وَعَلَيْهِ بَهْلَة اللَّهِ وبُهْلَتُه أَي لعْنَتُه. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمور النَّاسِ شَيْئًا فَلَمْ يُعْطِهم كِتَابَ اللَّهِ فَعَلَيْهِ بَهْلَة اللَّهِ أَي لَعْنة اللَّهِ، وَتُضَمُّ بَاؤُهَا وَتُفْتَحُ. وبَاهَلَ القومُ بعضُهم بَعْضًا وتَبَاهَلُوا وابْتَهَلُوا: تَلاعنوا. والمُبَاهَلَة: المُلاعَنة. يقال: بَاهَلْتُ فُلَانًا أَي لَاعَنْتُهُ، وَمَعْنَى المُبَاهَلَة أَن يَجْتَمِعَ الْقَوْمُ إِذا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ فَيَقُولُوا: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِ مِنَّا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَنْ شَاءَ بَاهَلْته أَن الحَقَّ مَعِي. وابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ إِذا اجْتَهَدَ. ومُبْتَهِلًا أَي مُجْتَهِداً فِي الدُّعَاءِ. والابْتِهَال: التضرُّع. والابْتِهَال: الِاجْتِهَادُ فِي الدُّعَاءِ وإِخْلاصُه لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ؛ أَي يُخْلِصْ وَيَجْتَهِدْ كلٌّ مِنَّا فِي الدُّعَاءِ واللَّعْنِ عَلَى الْكَاذِبِ مِنَّا. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَالَ قَوْمٌ المُبْتَهِل مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ المُسَبِّح الذاكر لله، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ نَابِغَةِ شَيْبَانَ: أَقْطَعُ اللَّيل آهَةً وانْتِحاباً، ... وابْتِهَالًا لِلَّهِ أَيَّ ابْتِهَال قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ المُبْتَهِل الدَّاعِي، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ ثُمَّ نَبْتَهِلْ : ثُمَّ نَلْتَعِن؛ قَالَ: وأَنشدنا ثَعْلَبٌ لِابْنِ الأَعرابي: لَا يَتَأَرَّوْنَ فِي المَضِيقِ، وإِنْ ... نَادَى مُنادٍ كيْ يَنْزِلُوا، نَزَلوا لَا بُدَّ فِي كَرَّةِ الفوارِسِ أَن ... يُتْرَكَ فِي مَعْرَكٍ لَهُمْ بَطَل مُنْعَفِرُ الوجهِ فِيهِ جائفةٌ، ... كَمَا أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِل أَراد كَمَا أَكَبَّ فِي الصَّلاةِ مُسَبِّح. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: والابْتِهَالُ أَن تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعًا ، وأَصله التَضَرُّع وَالْمُبَالَغَةُ فِي السُّؤَالِ. والبَهْل: الْمَالُ الْقَلِيلُ، وَفِي المُحْكَم: والبَهْل مِنَ الْمَاءِ الْقَلِيلُ؛ قَالَ: وأَعْطاكَ بَهْلًا مِنْهُما فَرَضِيته، ... وَذُو اللُّبِّ للبَهْلِ الحَقِيرِ عَيُوفُ والبَهْل: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْحَقِيرُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كَلْبٌ عَلَى الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه، ... لَعْوٌ يُهادِيك فِي شَدٍّ وتَبْسيل وامرأَة بِهِيلَة: لُغَةٌ فِي بَهِيرة. وبَهْلًا: كَقَوْلِكَ مَهْلًا، وَحَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ قَالَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو بَهْلًا مِنْ قَوْلِكَ مَهْلًا وبَهْلًا إِتباع؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: العَرَب تَقُولَ مَهْلًا وبَهْلًا؛ قَالَ أَبو جُهَيْمة الذُّهَلِيُّ: فَقُلْتُ لَهُ: مَهْلًا وبَهْلًا فَلَمْ يُثِب ... بِقَوْل، وأَضْحى الغُسُّ مُحْتَمِلًا ضِغْنَا «1» . وبَهْل: اسْمٌ للشديدة «2» ككَحْل.

_ (1). قوله [الغس] هو بضم المعجمة: الضعيف اللئيم، والفسل من الرجال. وأورده شارح القاموس بلفظ: النفس، بالنون والفاء (2). قوله [اسم للشديدة] أي للسنة الشديدة

وبَاهِلَة: اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْس عَيْلان، وَهُوَ فِي الأَصل اسْمُ امرأَة مِنْ هَمْدان، كَانَتْ تَحْتَ مَعْن بْنِ أَعْصُرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلان فَنَسَبَ وَلَدَهُ إِليها؛ وَقَوْلُهُمْ بَاهِلَة بْنُ أَعْصُر، إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ تَمِيم بْنُ مُرٍّ، فَالتَّذْكِيرُ للحَيِّ والتأْنيث لِلْقَبِيلَةِ، سَوَاءً كَانَ الِاسْمُ فِي الأَصل لِرَجُلٍ أَو امرأَة. ومُبْهِل: اسْمُ جَبَلٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفان؛ قَالَ مُزَرِّد يَرُدُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: وأَنْتَ امرؤٌ مِنْ أَهْلِ قُدْسِ أُوَارَةٍ، ... أَحَلَّتْكَ عَبْدَ اللَّهِ أَكْنافُ مُبْهِل والأَبْهَل: حَمْل شَجَرَةٍ وَهِيَ العَرْعَر؛ وَقِيلَ: الأَبْهَل ثَمَرُ العَرْعَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بعربيٍّ مَحْضٍ. الأَزهري: الأَبْهَل شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا الْإِيرِسُ، وَلَيْسَ الأَبْهَل بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ. والبُهْلُول مِنَ الرِّجَالِ: الضَّحَّاك؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لطُفَيل الغَنَوي: وغارَةٍ كَحَرِيقِ النَّارِ زَعْزَعَها ... مِخْرَاقُ حرْبٍ، كصَدْرِ السَّيْفِ، بُهْلُولُ والبُهْلُول: الْعَزِيزُ الْجَامِعُ لَكَلِّ خَيْرٍ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والبُهْلُول: الحَييُّ الْكَرِيمُ، وَيُقَالُ: امرأَة بُهْلُول. الأَحمر: هُوَ الضَّلال بْنُ بُهْلُلَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، بِالْبَاءِ كأَنه المُبْهَل المُهْمَل مِثْلَ ابْنِ ثُهْلُل، مَعْنَاهُ الْبَاطِلُ، وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ الإِبْهَال وَهُوَ الإِهْمال. غَيْرُهُ: يُقَالُ لِلَّذِي لَا يُعْرَف بُهْل بْنُ بُهْلانَ؛ وَلَمَّا قَتَلَ الْمُنْتَشِرُ بْنُ وَهْبٍ البَاهِلِي مُرَّة بْنَ عَاهَانَ قَالَتْ نَائِحَتُهُ: يَا عَيْن جُودِي لمُرَّةَ بنِ عَاهَانا، ... لَوْ كَانَ قاتِلُه مِنْ غَيْر مَنْ كَانَا، لَوْ كَانَ قاتِلُه يَوْمًا ذَوِي حَسَبٍ، ... لَكِنَّ قاتِلَهُ بُهْلُ بن بُهْلانا بهدل: البَهْدَلة: الخِفَّة. والبَهْدَلَة: طَائِرٌ أَخضر، وَجَمْعُهُ بَهْدَل. والبَهْدَلَة: أَصل الثَّدْيِ. وبَهْدَلَة: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ تَمِيمٍ. وبَهْدَلَة: قَبِيلَةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وَابْنُ الأَعرابي. وبَهْدَل الرجلُ إِذا عظُمت ثَنْدُوَته. وَيُقَالُ للمرأَة: إِنها ذَاتُ بَهَادِل وَبَآدِلٍ، وَهِيَ لَحَمات بَيْنَ العُنُق إِلى التَّرْقُوَة. بهصل: البَهْصَلَة والبُهْصُلَة مِنَ النِّسَاءِ: الشديدةُ الْبَيَاضِ، وَقِيلَ هِيَ القَصيرة؛ قَالَ مَنْظُورُ الأَسدي: قَدِ انْتَثَمَتْ عَلَيَّ بِقَوْلِ سوءٍ ... بُهَيْصِلَةٌ، لَهَا وَجْهٌ دَمِيمُ حَليلَةُ فاحِشٍ وانٍ لئِيمٍ، ... مُزَوْزِكَةٌ لَهَا حَسَبٌ لَئيمُ الانْتِثَام: الِانْفِجَارُ بِالْقَوْلِ الْقَبِيحِ. انْتَثَمَتْ: انْفَجَرَتْ بِالْقَبِيحِ. وَرَجُلٌ بُهْصُل: أَبيض جَسِيم. والبُهْصُل: الصَّخَّابة الجَرِيئة. والبُهْصُل، بِالضَّمِّ: الجَسِيمُ، والصادُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ. وبَهْصَلَهُ الدهرُ مِنْ مَالِهِ: أَخرجه، وَكَذَلِكَ بَهْصَلَ القومَ مِنْ أَموالهم. وحِمارٌ بُهْصُل: غَلِيظٌ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا جَاءَ الرَّجُلُ عُرْياناً فَهُوَ البُهْصُل والضَّيْكَل. بهكل: امرأَة بَهْكَلَة وبَهْكَنَة: غَضَّةٌ، وَهِيَ ذَاتُ شَباب بَهْكَنٍ أَي غَضٍّ، قَالَ: وربما قالوا بَهْكَل؛ قال الشَّاعِرُ: وكَفَلٍ مِثْلِ الكَثِيبِ الأَهْيَل، ... رُعْبُوبَة ذَاتُ شَبَابٍ بَهْكَل بول: البَوْل: وَاحِدُ الأَبْوَال، بَالَ الإِنسانُ وغيرُه يَبُولُ بَوْلًا؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ: بَالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَد

وَالِاسْمُ البِيلَة كالجِلْسة والرِّكْبة. وكَثْرَةُ الشَّرابِ مَبْوَلَة، بِالْفَتْحِ. والمِبْوَلَة، بِالْكَسْرِ: كُوزٌ يُبال فِيهِ. وَيُقَالُ: لنُبِيلَنَّ الخَيْلَ فِي عَرَصاتكم؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وإِنَّ الَّذِي يَسْعَى ليُفْسِدَ زَوْجَتِي، ... كسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها أَي يأْخذ بَوْلَها فِي يَدِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرة الْيَرْبُوعِيِّ وَقَالَ: أَنشده ثَعْلَبٌ: كأَنَّهُمُ، إِذ يَعْصِرون فُظُوظَها ... بِدَجْلة أَو فَيْض الأُبُلَّةِ، مَوْرِدُ إِذا مَا اسْتَبَالُوا الخَيْلَ، كَانَتْ أَكُفُّهم ... وَقائِعَ للأَبْوَالِ، والماءُ أَبْرَدُ يَقُولُ: كَانَتْ أَكُفُّهم وَقائع حِينَ بَالَتْ فِيهَا الْخَيْلُ، والوَقَائع نُقَرٌ، يَقُولُ: كأَنَّ مَاءَ هَذِهِ الفُظُوظ مِنْ دَجْلة أَو فَيْضِ الفُرَات. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ نَامَ حَتَّى أَصبح بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنه ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ سَخِر مِنْهُ وظَهَر عَلَيْهِ حَتَّى نَامَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: بَالَ سُهَيْل فِي الفَضِيخِ فَفَسَد أَي لَمَّا كَانَ الفَضِيخ يَفْسُد بِطُلُوعِ سُهَيْل كَانَ ظُهورُه عَلَيْهِ مُفْسِداً لَهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: فإِذا نَامَ شَغَر الشيطانُ برجْله فبَالَ فِي أُذنه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَفَى بِالرَّجُلِ شَرًّا أَن يَبُولَ الشيطانُ فِي أُذنيه ، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ وَالتَّمْثِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ يُرِيدُ حَاجَةً فاتَّبعه بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: تَنَحَّ فإِن كُلَّ بَائِلَةٍ تُفيخُ أَي مَنْ يَبُولُ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ، وأَنَّثَ الْبَائِلَةَ ذِهَابًا إِلى النَّفْسِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ ورأَى أَسْلَمَ يَحْمِلُ مَتَاعَهُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبل الصَّدَقَةِ قَالَ: فَهَلَّا نَاقَةً شَصُوصاً أَو ابنَ لَبُون بَوَّالًا؟ وَصَفَهُ بِالْبَوْلِ تَحْقِيرًا لشأْنه وأَنه لَيْسَ عِنْدَهُ ظَهْرٌ يُرْغَب فِيهِ لقُوَّة حَمْله وَلَا ضَرْعٌ فيُحْلَبَ وإِنما هُوَ بَوَّال. وأَخَذَهُ بُوَال، بِالضَّمِّ، إِذا جَعَلَ البولُ يَعْتَرِيهِ كَثِيرًا. ابْنُ سِيدَهْ: البُوَال دَاءٌ يَكْثُرُ مِنْهُ البَوْل. وَرَجُلٌ بُوَلَة: كَثِيرُ البَوْل، يطَّرد عَلَى هَذَا بَابٌ. وإِنَّه لحَسن البِيلَة: مِنَ البَوْل. والبَوْلُ: الولَد. ابْنُ الأَعرابي عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: الرَّجُلُ يَبُولُ بَوْلًا شَرِيفاً فاخِراً إِذا وُلِدَ لَهُ وَلدٌ يُشْبِهُهُ. والبَالُ: الْحَالُ والشأْن؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فبِتْنا عَلى مَا خَيَّلَتْ ناعِمَيْ بَالٍ وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ أَمر ذِي بَالٍ لَا يُبْدأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَبتر ؛ البَالُ: الْحَالُ والشأْن. وأَمر ذُو بَالٍ أَي شريفٌ يُحْتَفل لَهُ ويُهْتَمُّ بِهِ. والبَالُ فِي غَيْرِ هَذَا: القَلْبُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: نُعِيَ لَهُ فُلَانٌ الحَنْظَلي فَمَا أَلْقَى لَهُ بَالًا أَي مَا اسْتَمَعَ إِليه وَلَا جَعَلَ قَلْبَهُ نَحْوَهُ. والبَال: الْخَاطِرُ. والبَال: المَرُّ الَّذِي يُعْتَمَل بِهِ فِي أَرض الزَّرْعِ. والبَالُ: سَمَكة غَلِيظَةٌ تُدْعَى جَمَل البحرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَمَكة عَظِيمَةٌ فِي الْبَحْرِ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: البَالُ الحُوت الْعَظِيمُ مِنْ حِيتَانِ الْبَحْرِ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. والبَال: رَخَاء العَيْش «1»، يُقَالُ: فُلَانٌ فِي بالٍ رَخِيٍّ ولَبَب رَخِيٍّ أَي فِي سَعَة وخِصْبٍ وأَمْنٍ، وإِنه لَرَخِيُّ البَالِ وَنَاعِمُ البَالِ.

_ (1). كتب هنا بهامش الأَصل: في نسخة رخاء النفس

يُقَالُ: مَا بَالُك؟ والبالُ: الأَمَل. يُقَالُ: فُلَانٌ كاسِفُ البَال، وكُسُوف بَاله: أَن يُضَيَّقَ عَلَيْهِ أَمله. وَهُوَ رَخِيُّ البَال إِذا لَمْ يَشْتَدَّ عَلَيْهِ الأَمر وَلَمْ يَكْتَرِثْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ ، أَي حَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا. وَفِي الْمُحْكَمِ: أَي يُصْلح أَمر مَعَاشِهِمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يُجَازِيهِمْ بِهِ فِي الْآخِرَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنا عَلَى هَذِهِ الأَلف بِالْوَاوِ لأَنها عَيْن مَعَ كثرة [ب ول] وَقِلَّةِ [ب ي ل]. والبالُ: القَلْبُ. وَمِنْ أَسْماء النَّفْسِ البَالُ. والبَالُ: بَالُ النَّفْسِ وَهُوَ الِاكْتِرَاثُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ بَالَيْت، وَلَمْ يَخْطُر بِبَالِي ذَلِكَ الأَمر أَي لَمْ يَكْرِثْني. وَيُقَالُ: مَا يَخْطِرُ فُلَانٌ بِبَالِي. وَقَوْلُهُمْ: لَيْسَ هَذَا مِنْ بَالِي أَي مِمَّا أُباليه، وَالْمَصْدَرُ البَالَةُ. وَمِنْ كَلَامِ الْحَسَنِ: لَمْ يُبَالِهم اللهُ بَالَةً. وَيُقَالُ: لَمْ أُبَالِ وَلَمْ أُبَلْ، عَلَى الْقَصْرِ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: لَقَدْ بَالَيْتُ مَظْعَنَ أُمِّ أَوْفَى، ... ولكنْ أُمُّ أَوْفَى لَا تُبَالي بَالَيْتُ: كَرِهت، وَلَا تُبَالِي: لَا تَكْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَخْرَجَ مِنْ صُلْب آدَمَ ذُرِّيّة فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، ثُمَّ أَخرج ذُرِّيّة فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي النار وَلَا أُبَالِي أَي لَا أَكره. وَهُمَا يَتَبَالِيَان أَي يَتَبارَيان؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وتَبَالَيَا فِي الشَّدِّ أَيَّ تَبَالِي وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: مَا لِي أَراك قَائِمًا تُبَالِي، ... وأَنْتَ قدْ مُتَّ مِنَ الهُزالِ؟ قَالَ: تُبَالِي تَنْظُر أَيُّهم أَحْسَنُ بَالًا وأَنت هَالِكٌ. يُقَالُ: المُبَالاة فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَتَكُونُ المُبَالاة الصَّبْرَ. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ: مَا أُبَالِيه بَالَةً فِي الْمُعْتَلِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والبَال المُبالاة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَغَدْواً واعَدَ الحَيُّ الزِّيالا، ... وسَوْقاً لَمْ يُبَالُوا العَيْنَ بَالا؟ والبَالَة: القارُورة والجِرَاب، وَقِيلَ: وِعاء الطِّيب، فَارِسِيٌّ مُعرَّب أَصله پاله. التَّهْذِيبُ: البَالُ جَمْعُ بَالَة وَهِيَ الجِرَاب الضَّخْم؛ قَالَ الجوهري: أَصله بالفارسية پيله؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: كأَنَّ عَلَيْهَا بَالَةً لَطَمِيَّةً، ... لَهَا مِنْ خِلال الدَّأْيَتَينِ أَرِيجُ وَقَالَ أَيضاً: فأُقْسِمُ مَا إِنْ بَالَةٌ لَطَمِيّةٌ ... يَفُوحُ بِبَابِ الفَارِسِيِّينَ بابُها أَراد بَابَ هَذِهِ اللَّطِيمة قَالَ: وقيل هي بالفارسية پيله الَّتِي فِيهَا المِسْك فأَلف بَالَة عَلَى هَذَا يَاءٌ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: البَالَة الرَّائِحَةُ والشَّمَّة، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ بَلَوْتُهُ إِذا شَمَمْتَهُ وَاخْتَبَرْتَهُ، وإِنما كَانَ أَصلها بَلَوَة وَلَكِنَّهُ قَدَّم الْوَاوَ قَبْلَ اللَّامِ فَصَيَّرها أَلفاً، كَقَوْلِكَ قاعَ وقَعَا؛ أَلا تَرَى أَن ذَا الرُّمَّةِ يَقُولُ: بأَصْفَرَ وَرْد آلَ، حتَّى كأَنَّما ... يَسُوفُ بِهِ الْبَالِي عُصارَةَ خَرْدَل أَلا تَرَاهُ جَعَلَه يَبْلُوه؟ والبالُ: جَمْعُ بَالَةٍ وَهِيَ عَصاً فِيهَا زُجٌّ تَكُونُ مَعَ صَيّادي أَهل الْبَصْرَةِ، يَقُولُونَ: قَدْ أَمكنك الصيدُ فأَلْقِ البَالَة. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: أَنه كَرِهَ ضَرْبَ البَالَة ؛ هِيَ بِالتَّخْفِيفِ، حَديدة يُصَادُ بِهَا السَّمَكُ، يُقَالُ لِلصَّيَّادِ: ارْمِ بِهَا فَمَا خَرَجَ فَهُوَ لِي بِكَذَا، وإِنما كَرِهَهُ لأَنه غَرَرٌ وَمَجْهُولٌ.

فصل التاء المثناة فوقها

وبَوْلان: حيٌّ مِنْ طَيِءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَطِيفَة بَوْلانِيَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى بَوْلان اسْمُ مَوْضِعٍ كَانَ يَسْرِق فِيهِ الأَعْرابُ متاعَ الحاجِّ، قَالَ: وبَوْلان أَيْضاً فِي أَنساب العرب. بيل: بِيل: نَهْر، وَاللَّهُ أَعلم. فصل التاء المثناة فوقها تأل: ابْنُ الأَعرابي: التُّؤلة، بِالضَّمِّ وَالْهَمْزِ، الدَّاهِيَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بالدُّؤَلة والتُّؤَلة، وَهُمَا الدَّوَاهِي. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّأَلانُ الَّذِي كأَنه يَنْهض برأْسه إِذا مَشى يُحَرِّكه إِلى فَوْقُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ فَاضِحٌ وإِنما هُوَ النَّأَلان، بِالنُّونِ، وَذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي أَبواب التَّاءِ فَلَزِمَ التَّنْبِيهُ عَلَى صَوَابِهِ لِئَلَّا يَغْتَرَّ بِهِ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ، وَقَدْ أَوضحناه أَيضاً في موضعه. تبل: التَّبْل: العَدَاوة، وَالْجَمْعُ تُبُول، وَقَدْ تَبَلَنِي يَتْبُلُنِي. والتَّبْل: الحِقْد. والتَّبْل: عَدَاوَةٌ يُطْلَب بِهَا. يُقَالُ: قَدْ تَبَلَنِي فُلَانٌ وَلِي عِنْدَهُ تَبْل، وَالْجَمْعُ التُّبُول. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ تَبَلَهم الدَّهْرُ وأَتْبَلَهم أَي أَفناهم، وتَبَلَهم الدَّهْرُ تَبْلًا رَماهم بِصُروفه، ودَهْرٌ تَبْل مِنْ تَبَلَه. وتَبَلَت المرأَة فؤَادَ الرَّجُلِ تَبْلًا: كأَنما أَصابته بتَبل؛ قَالَ أَيوب بْنُ عَبَاية: أَجَدَّ بأُمِّ البَنِينَ الرَّحِيل، ... فقَلْبُكَ صَبٌّ إِليها تَبِيل والتَّبْل: أَن يُسْقِم الْهَوَى الإِنسان، رَجُلٌ مَتْبُولٌ؛ قَالَ الأَعشى: أَأَنْ رَأْت رَجُلًا أَعْشَى أَضَرَّ بِهِ ... رَيْبُ المَنُون، ودهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ وَيُرْوَى: ودَهْرٌ خابِل تَبِلٌ أَي مُسْقِم. وَفِي الصِّحَاحِ: أَي يَذْهب بالأَهل وَالْوَلَدِ. وأَصل التَّبْل التِّرَة والذَّحْلُ، يُقَالُ: تَبْلي عِنْدَ فُلَانٍ. وَيُقَالُ: أُصيب بتَبْل وَقَدْ أَتْبَلَه إِتْبَالًا؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليومَ مَتْبُول أَي مُصاب بتَبْل، وَهُوَ الذَّحْل والعَدَاوة. يُقَالُ: قَلْب مَتْبُول إِذا غَلَبَه الحُبُّ وهَيَّمه. وتَبَلَه الحُبُّ يَتْبُلُه وأَتْبُلُهُ: أَسقمه وأَفسده، وَقِيلَ: تَبَلَه تَبْلًا ذَهَبَ بِعَقْلِهِ. والتَّابَل والتَّابِل: الفِحَا. وتَوْبَلْت القِدْر وتَبَلْتها وتَبَّلْتها: فَحَّيتُها، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَهْمِزُ التَّابِل فَيَقُولُ التأْبل، وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ تَأْبَلْت القِدْر. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهُوَ مِمَّا هُمِزَ مِنَ الأَلِفات الَّتِي لَا حَظَّ لَهَا فِي الْهَمْزِ. وتَوابِلُ القِدْر: أَفْحَاؤها، وَاحِدُهَا تَوْبَل، وَقِيلَ لِلْوَاحِدِ تَابَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَوْبَلْت القِدْر جَعَلْتُ فِيهَا التَّوَابِلَ، بُنِي الْفِعْلُ مِنْ لَفْظِ التَّوَابِل بِزِيَادَتِهِ كَمَا بُنِي تَمنْطَق مَنْ لَفْظِ المَنْطقة بِزِيَادَتِهَا. وتُبَل: اسْمُ وَادٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا جامِلهم، ... ومُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَل وتَبَالَة: مَوْضِعٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَهْوَن مِنْ تَبَالةَ عَلَى الحَجّاج، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَلّاه إِياها، فَلَمَّا أَتاها اسْتَحْقَرَهَا فَلَمْ يَدْخُلْهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: فالضَّيْفُ والجارُ الجَنيبُ، كأَنَّما ... هَبَطا تَبَالة مُخْصِباً أَهْضامُها وتَبَالَة: اسْمُ بَلَدٍ بِعَيْنِهِ؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ: مَا حَلَلْتَ

تَبَالَة لتَحْرِمَ الأَضْيافَ، وَهُوَ بَلَدٌ مُخْصِبٌ مَرِيعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: تَبَالة بَلَدٌ بِالْيَمَنِ خَصْبة، بِفَتْحِ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ. تتل: ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: التُّتْلَة القُنْفُذة. تربل: تِرْبِل وتَرْبَل: مَوْضِعٌ. تعل: ابْنُ الأَعرابي: التَّعَل حَرَارة الحَلْق الهائجةُ، تفرَّد به الأَزهري. تفل: تَفَل يَتْفُلُ ويَتْفِلُ تَفْلًا: بَصَق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَتى يَحْسُ مِنْهُ مائحُ القومِ يَتْفُلُ وَمِنْهُ تَفْل الرَّاقِي. والتُّفْل والتُّفَال: البُصاق والزَّبَد ونحوُهما. والتَّفْل بِالْفَمِ لَا يَكُونُ إِلا وَمَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الرِّيقِ، فإِذا كَانَ نَفْخًا بِلَا رِيقٍ فَهُوَ النَّفْث. الْجَوْهَرِيُّ: التَّفْل شَبِيهٌ بالبَزْق وَهُوَ أَقل مِنْهُ، أَوَّله البَزْق ثُمَّ التَّفْل ثُمَّ النَّفْث ثُمَّ النَّفْخ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَفَل فِيهِ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وتَفِل الشيءُ تَفَلًا: تغَيَّرت رَائِحَتُهُ. والتَّفَل: تَرْكُ الطِّيب. رَجُلٌ تَفِل أَي غَيْرُ مُتَطَيِّب بَيِّن التَّفَل، وامرأَة تَفِلة ومِتْفَال؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِتَخْرُجِ النِّساءُ إِلى الْمَسَاجِدِ تَفِلات أَي تارِكات للطِّيب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّفِلَة الَّتِي لَيْسَتْ بِمُتَطَيِّبَةٍ وَهِيَ الْمُنْتِنَةُ الرِّيحُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِذا مَا الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِنْ ثِيابها، ... تَمِيل عَلَيْهِ هَوْنَةً غيرَ مِتْفال وأَتْفَلَه غَيْرُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا ابنَ الَّتِي تَصَيَّدُ الوِبَارا، ... وتُتْفِلُ العَنْبَرَ والصُّوَارا وَفِي الْحَدِيثِ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الحاجُّ؟ قَالَ: الشَّعِثُ التَّفِل ؛ التَّفِل: الَّذِي تَرَكَ اسْتِعْمَالَ الطِّيب مِنَ التَّفَل وَهِيَ الرِّيحُ الْكَرِيهَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: قُمْ عَنِ الشَّمْسِ فإِنها تُتْفِل الريحَ. والتَّتْفُل والتُّتْفُل والتِّتْفَل والتَّتْفَل والتِّتْفِل: الثَّعْلبُ، وَقِيلَ جرْوُه، وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ وَبَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقَا نَعامةٍ، ... وإِرْخاءُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُل قَالَ: لَمْ يُرْوَ إِلَّا هَكَذَا كتَنْضُب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُونَ تُفَّل عَلَى فُعَّل؛ قَالَ وأَنشده أَي بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: وعَارَةُ سِرْحانٍ وتقْريب تُفَّل ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا أَصاب فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِلا تِفْلًا طَفِيفاً أَي قَلِيلًا. والتَّتْفُل: نَبَاتٌ أَخضر فِيهِ خطبْة وَهُوَ آخِرُ مَا يَجِفُّ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَر؛ قَالَ كُرَاعٌ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ تَوَالَتْ فِيهِ تاءَان غَيْرُهُ. تلل: تَلَّه يَتُلُّه تَلًّا، فَهُوَ مَتْلُول وتَلِيل: صَرَعه، وَقِيلَ: أَلقاه عَلَى عُنقه وخَدِّه، والأَول أَعلى، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ؛ مَعْنَى تَلَّه صَرَعه كَمَا تَقُولُ كَبَّه لِوَجْهِهِ. والتَّلِيلُ والمَتْلُول: الصَّرِيع؛ وَقَالَ قَتَادَةُ: تَلَّه للجَبِين كَبَّه لَفِيهِ وأَخذَ الشَّفْرة. وتُلَّ إِذا صُرِع؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وتَلَّهُ للجَبين مُنْعَفِراً، ... مِنْهُ مَناطُ الوَتِينِ مُنْقَضِبُ وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: وترَكوك لمَتَلّك أَي لمَصْرَعك مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ . وَفِي الْحَدِيثِ

الْآخَرِ: فَجَاءَ بِنَاقَةٍ كوْماء فتَلَّها أَي أَناخَها وأَبْرَكها. والمُتَلَّل: الصَّرِيع وَهُوَ المُشَغْزَب. وَقَوْلُ الأَعرابية: مَا لَهُ تُلَّ وغُلَّ؛ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: أٌلَّ وغُلَّ، وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْحِكَايَةُ فِي أُهْتِرَ. وَقَوْمٌ تَلَّى: صَرْعى؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وأَخُو الإِنابة إِذ رأَى خُلَّانَهُ، ... تَلَّى شِفَاعاً حَوْله كالإِذْخِر أَراد أَنهم صُرِعُوا شَفْعاً، وَذَلِكَ أَنَّ الإِذْخِر لَا يَنْبُتُ مُتَفِرِقًا وَلَا تَكَادُ تَرَاهُ إِلا شَفْعاً. وتَلَّ هُوَ يَتُلُّ ويَتِلُّ: تَصَرَّع وسقَط. والمِتَلُّ: مَا تَلَّه بِهِ. والمِتَلُّ: الشَّدِيدُ. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: يُتَلُّ بِهِ أَي يُصْرع بِهِ، وَقِيلَ: قَوِيٌّ مُنْتَصِبٌ غَلِيظٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: رَابِطُ الجَأْشِ عَلَى فَرْجهم، ... أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلُ المِتَلُّ: الَّذِي يُتَلُّ بِهِ أَي يُصْرَع بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِتَلٌّ شَدِيدٌ أَي وَمَعِي رُمْح مِتَلٌّ، والجَوْن: فَرَسه. وَقَالَ شَمِرٌ: أَراد بالجَوْن جَمَله، والمَرْبوع جَرِيرٌ ضُفِرَ عَلَى أَربع قُوًى؛ وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ فِي مَعْنَى الْبَيْتِ أَي أَعْطِفه بعِنَانٍ شَدِيدٍ مِنْ أَربع قُوًى؛ وَقِيلَ: بِرُمْحٍ مَرْبُوعٍ لَا طَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ. وَرَجُلٌ تُلاتِلٌ: قَصِيرٌ. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ العُرُدُّ أَيضاً؛ وَكُلُّ شيءٍ أَلقيته إِلى الأَرض مِمَّا لَهُ جُثَّة، فَقَدَ تَلَلْته. وتَلَّ يَتُلُّ وَيَتِلُّ إِذا صَبَّ. وتَلَّ يَتُلُّ [يَتِلُ] إِذا سَقَطَ. والتَّلَّة: الصَّبَّة. والتَّلَّة: الضَّجْعة والكَسَل. وَقَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُصِرْت بالرُّعْب وأُوتيت جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وبَيْنَا أَنا نَائِمٌ أُتِيت بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرض فتُلَّت فِي يَدِي ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: أُلقيت فِي يَدِي، وَقِيلَ: التَّلُّ الصَّبُّ فَاسْتَعَارَهُ للإِلقاء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: صُبَّت فِي يَدِي، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وتأْويل قَوْلِهِ أُتِيت بمفاتيح خزائن الأَرض فتُلَّت فِي يَدِي؛ هُوَ مَا فَتَحَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لأُمته بَعْدَ وَفَاتِهِ مِنْ خَزَائِنِ مُلُوكِ الفُرْس وَمُلُوكِ الشَّامِ وَمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْبِلَادِ، حَقَّقَ اللَّهُ رُؤْيَاهُ الَّتِي رَآهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ مِنْ لَدُن خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى يَوْمِنَا هَذَا؛ هَذَا قَوْلُ أَبِي مَنْصُورٍ، رَحِمَهُ الله، والذي نقول نَحْنُ فِي يَوْمِنَا هَذَا: إِنا نَرْغَبُ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَتَضَرَّعُ إِليه فِي نُصْرَةِ مِلَّتِهِ وإِعْزاز أُمته وإِظهار شَرِيعَتِهِ، وأَن يُبْقِي لَهُمْ هِبَة تأْويل هَذَا الْمَنَامِ، وأَن يُعِيدَ عَلَيْهِمْ بِقُوَّتِهِ مَا عَدَا عَلَيْهِ الْكُفَّارُ للإِسلام بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الْمَشَايِخُ، فَقَالَ: أَتأْذن لِي أَن أُعطي هؤُلاء؟ فَقَالَ: والله لَا أُوثر بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحداً فَتَلَّه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَدِهِ أَي أَلقاه. والتَّلُّ مِنَ التُّرَابِ: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ التِّلال، وَلَمْ يُفَسِّرِ ابْنُ دُرَيْدٍ التَّلّ مِنَ التُّرَابِ. والتَّلُّ مِنَ الرَّمل: كَوْمَة مِنْهُ، وَكِلَاهُمَا مِنَ التَّلِّ الَّذِي هُوَ إِلقاء كُلِّ جُثَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ أَتْلال؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: والفُوفُ تَنْسُجُه [تَنْسِجُه] الدَّبُورُ، وأَتْلالٌ ... مُلَمَّعَة القَرَا شُقْرُ والتَّلُّ: الرَّابِيَةُ، وَقِيلَ: التَّلُّ الرَّابِيَةُ مِنَ التُّرَابِ مَكْبُوسًا لَيْسَ خِلْقَةً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلَطٌ، التِّلال عِنْدَ الْعَرَبِ الرَّوَابِي الْمَخْلُوقَةُ. ابْنُ شُمَيْلٍ:

التَّلُّ مِنْ صِغَارِ الْآكَامِ، والتَّلُّ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الْبَيْتِ وعَرْض ظَهْره نَحْوُ عَشَرَةِ أَذرع، وَهُوَ أَصغر مِنَ الأَكَمة وأَقل حِجَارَةً مِنَ الأَكَمة، وَلَا يُنْبِت التَّلُّ حُرّاً، وَحِجَارَةُ التَّلِّ غاصٌّ بعضُها بِبَعْضٍ مِثْلُ حِجَارَةِ الأَكَمة سَوَاءٌ. والتَّلِيل: العُنُق؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَتَّقِيني بِتَليلٍ ذِي خُصَل أَي بعُنُق ذِي خُصَل مِنَ الشَّعْرِ، وَالْجَمْعُ أَتِلَّة وتُلُل وتَلائِل. والمِتَلُّ: الشَّدِيدُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَرَجُلٌ مِتَلٌّ إِذا كَانَ غَلِيظًا شَدِيدًا. وَرَجُلٌ مِتَلٌّ: مُنْتَصِبٌ فِي الصَّلَاةِ؛ وأَنشد: رِجالٌ يَتُلُّون الصَّلاةَ قِيام قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خطأٌ وإِنما هُوَ: رِجَالٌ يُتَلُّون الصلاةَ قِيَامُ مَنْ تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ؛ قَالَ شَمِرٌ: تَلَّى فُلَانٌ صلاتَه الْمَكْتُوبَةَ بِالتَّطَوُّعِ أَي أَتْبَع؛ قَالَ البُعَيْث: عَلَى ظَهْرِ عادِيٍّ كأَنَّ أُرُومَه ... رِجالٌ، يُتَلُّون الصَّلاة، قِيامُ وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ: طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلًا ... أَشَقّ رَحيب الجَوفِ مُعْتَدِلُ الْجِرْمِ عَنى مَا انْتَصَبَ مِنْهُ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ بِتِلَّة سُوءٍ إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ بِبِيئة سُوء أَي بِحَالَةِ سُوءٍ. وثَلَطَه بِتِلَّة سُوءٍ أَي رَمَاهُ بأَمر قَبِيحٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَبَاتَ بِتِلَّة سُوءٍ أَي بِحَالَةِ سُوءٍ. والتَّلُّ: صَبُّ الحَبْل فِي الْبِئْرِ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَومانِ: يَوْمُ نِعْمَةٍ وظِلِّ، ... ويَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِ وتَلَّ جَبِينُه يَتِلُّ تَلًّا: رَشَح بالعَرَق، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحَوْضُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: يُقَالُ إِن جَبِينَهُ ليَتِلُّ أَشد التَّلِّ، وَحَكَى: مَا هَذِهِ التِّلَّة بِفِيكَ أَي البِلَّة؟ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَبو السَّمَيْدَع فَقَالَ: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شَيْءٌ وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي مِنْ قَوْلِهِمْ تَلَّ أَي صَبَّ، وَمِنْهُ قِيلَ للمِشْرَبة التَّلْتَلَة لأَنه يُصَبُّ مَا فِيهَا فِي الحَلْق. والتَّلْتَلة: مِشْرَبة مِنْ قِشْرِ الطَّلْعة يُشْرب فِيهِ النَّبِيذُ، وَفِي الصِّحَاحِ: تُتَّخذ مِنْ قِيقَاءة الطَّلْع. والتَّلْتَلَة: التَّحْرِيكُ والإِقْلاق. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ تَرَرَ: التَّرْتَرة أَن تُحَرِّك وتُزَعْزِع، قَالَ: وَهِيَ التَّرْتَرة والتَّلْتَلة والمَزْمَزة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جَمَلًا: بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ، ... يُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاري تَلاتِلُه وتَلْتَلَهُ أَي زَعْزَعه وأَقْلَقه وزَلْزَله. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أُتِيَ بِشَارِبٍ فَقَالَ تَلْتِلُوه ؛ هُوَ أَن يُحَرَّك ويُسْتَنْكَه ليُعْلَم أَشرب أَم لَا، وَهُوَ فِي الأَصل السَّوْق بعُنْف. وتَلْتَلَ الرجلُ: عَنُف بسَوْقه. والتَّلْتَلَة: الشِّدَّة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وإِن تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا أَبو تُرَابٍ: البَلابِل والتَّلاتِلُ الشَّدَائِدُ مِثْلُ الزَّلَازِلِ؛

وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: واخْتَلَّ ذُو الْمَالِ والمُثْرُونَ قَدْ بَقِيَتْ، ... عَلَى التَّلاتِل مِنْ أَموالهم، عُقَدُ والتَّلَّة والتَّلْتَلَة: مِنْ وصْف الإِبل. وتَلَّهُ فِي يَدَيْهِ: دَفَعَهُ إِليه سَلَماً، وَرَجُلٌ ضَالٌّ تَالٌّ آلٌّ، وَقَدْ ضَلِلْت وتَلِلْت ضَلالة وتَلالة، وَجَاءَ بالضَّلالة والتَّلالة والأَلالة، وَهُوَ الضَّلال بْنُ التَّلال؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكُلُّ ذَلِكَ إِتباع. وَقَوْلُهُمْ: ذَهَبَ يُتَالُّ أَي يَطْلُبُ لِفَرَسِهِ فَحْلًا وَهُوَ يُفاعِل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي حَوَاشِيهِ هَذَا الْبَيْتَ وَلَمْ يُفْصِح عَمَّا اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ النَّضْرِيُّ: لَقَدْ غَنِينا تَلَّةً مِنْ عَيْشِنا ... بحَنَاتمٍ مملوءةٍ وزِقَاق وتَلَّى وتِلَّى: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلا تَرَى مَا حَلَّ دُونَ المَقْرَب، ... مِنْ نَعْفِ تَلَّى، فدِبابِ الأَخْشَب؟ وتَلْتَلَة بَهْراء: كَسْرُهم تَاءَ تِفْعلون يَقُولُونَ تِعْلَمون وتِشْهَدون وَنَحْوُهُ، وَاللَّهُ أَعلم. تمل: التُّمَيْلَة: دُويبَّة بِالْحِجَازِ عَلَى قَدْرِ الهِرَّة، وَالْجَمْعُ تِمْلانٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْجَمْعُ التُّمَيْلات. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ التُّفَّة والتُّمَيلَة لعَناق الأَرض، وَيُقَالُ لذَكرها الفُنْجُل. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التُّمْلُول القُنَّابَرَى، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: والتُّمْلُول البَرْغَشْت، أَعجمي، وَهُوَ الغُمْلول والقُنَّابرى بِالنَّبَطِيَّةِ. والتَّامُول: نَبْت كالقَرْع، وَقِيلَ: التَّامُول نَبْتٌ طيِّب الرِّيحِ يُنْبِتُ نَبَاتَ اللُّوبياء، طَعْمُه طَعم القَرَنْفُل يُمْضَغ فيُطَيِّب النَّكْهة، وَهُوَ بِبِلَادِ الْعَرَبِ مِنْ أَرض عُمَان كثير. تمأل: المُتْمَئِلُّ: الطَّوِيلُ الْمُنْتَصِبُ. وَقَدِ اتْمَهَلَّ سَنَامُ الْبَعِيرِ واتْمَأَلَّ إِذا اسْتَوَى وَانْتَصَبَ، فَهُوَ مُتْمَئِلٌّ ومُتْمَهِلٌّ. واتمَأَلَّ الشَّيْءُ أَي طَالَ واشتدَّ. تمهل: أَبو زَيْدٍ: المُتْمَهِلُّ الْمُعْتَدِلُ. وَقَدِ اتْمَهَلَّ سَنامُ الْبَعِيرِ واتْمَأَلَّ إِذا اسْتَوَى وَانْتَصَبَ، فَهُوَ مُتْمَئِلٌّ ومُتْمَهِلٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: اتْمَهَلَّ الشَّيْءُ اتْمِهْلالًا أَي طَالَ، وَيُقَالُ اعْتَدَلَ، وَكَذَلِكَ اتْمَأَلَّ واتْمَأَرَّ أَي طال واشتَدَّ. تنبل: ابْنُ سِيدَهْ: التِّنْبال والتِّنْبَل والتِّنْبَالَة الرَّجُل القَصِير، رباعيٌّ عَلَى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ لأَن التَّاءَ لَا تُزَادُ أَوَّلًا إِلا بثَبَت، وَكَذَلِكَ النُّونُ لَا تُزَادُ ثَانِيَةً إِلا بِذَلِكَ، وَعِنْدَ ثَعْلَبٍ ثُلَاثِيٌّ، وَذَهَبَ إِلى زِيَادَةِ التَّاءِ، ويَشْتَقُّه مِنَ النَّبَل الَّذِي هُوَ الصِّغَرُ، وَرَوَاهُ أَبو تُرَابٍ فِي بَابِ الْبَاءِ وَالتَّاءِ مِنَ الِاعْتِقَابِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ، وجَمْعه التَّنَابِيل؛ وأَنشد شَمِرٌ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: يَمْشُون مَشْيَ الجِمال الزُّهْرِ يَعْصِمُهُم ... ضَرْبٌ، إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيل أَي القِصَار. والتُّنْبُول: كالتِّنْبَال. وتَنْبَل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَخطل: عَفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوَى فتَنْبَلُ، ... فمُجْتَمَعُ الحُرَّيْن فالصَّبرُ أَجْمَلُ «2». تنتل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: إِذا مَذِرَت البَيْضة فَهِيَ التَّنْتَلة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَنتَل الرجلُ إِذا تَقَذَّر بَعْدَ تَنْظِيفٍ، وتَنْتَل إِذا تَحامَق بعد تَعاقُل.

_ (2). قوله [عفا واسط إلخ] أورده ياقوت في المعجم: بلفظ نبتل، بالنون أوله ثم الموحدة

فصل الثاء المثلثة

تنطل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: التَّنْطُلُ «1» القُطْن؛ قَالَ: ومَسَحْتُ أَسْفَل بطنِها كالتَّنْطُل تول: التُّوَلَة: الدَّاهِيَةُ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْهَمْزِ، يُقَالُ: جَاءَنَا بتُولاته ودُولاته وَهِيَ الدَّوَاهِي. ابْنُ الأَعرابي: إِن فُلَانًا لَذُو تُولات إِذا كَانَ ذَا لُطْف وتَأَتٍّ حَتَّى كأَنه يَسْحَر صَاحِبَهُ. وَيُقَالُ: تُلْتُ بِهِ أَي دُهِيتُ ومُنِيت؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُلْتُ بساقٍ صَادِقِ المَرِيسِ وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: قَالَ أَبو جَهْلٍ إِن اللَّهَ قَدْ أَراد بِقُرَيْشٍ التُّوَلة ؛ هِيَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ الدَّاهِيَةُ، قَالَ: وَقَدْ تُهْمَزُ. والتُّوَلة والتِّوَلة: ضَرْب مِنَ الخَرَز يُوضَعُ للسِّحْر فتُحَبَّب بِهَا المرأَةُ إِلى زَوْجِهَا، وَقِيلَ: هِيَ مَعَاذَة تُعَلَّق عَلَى الإِنسان، قَالَ الْخَلِيلُ: التِّوَلة والتُّولة، بِكَسْرِ التَّاءِ وَضَمِّهَا، شَبِيهَةٌ بالسِّحر. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْقَزَّازِ: التُّوَلة والتِّوَلة السِّحْر. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: التِّوَلَة والتَّمَائم والرُّقَى مِنَ الشِّرْك ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالتَّمائم والرُّقَى مَا كَانَ بِغَيْرِ لِسَانِ الْعَرَبِيَّةِ مِمَّا لَا يُدْرَى مَا هُوَ، فأَما الَّذِي يُحَبِّب المرأَةَ إِلى زَوْجِهَا فَهُوَ مِنَ السِّحْر. والتِّوَلة، بِكَسْرِ التَّاءِ: هُوَ الَّذِي يُحَبِّب المرأَة إِلى زَوْجِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: التِّوَلَة الَّذِي يُحَبِّب بَيْنَ الرَّجُلِ والمرأَة، صِفَةٌ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ شيء طِيَبَة؛ قال ابْنُ الأَثير: التِّوَلة، بِكَسْرِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ، مَا يُحَبِّب المرأَة إِلى زَوْجِهَا مِنَ السِّحْر وَغَيْرِهِ، جَعَلَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ مِنَ الشِّرْك لِاعْتِقَادِهِمْ أَن ذَلِكَ يُؤَثِّرُ وَيَفْعَلُ خِلَافَ مَا يُقَدِّرُه اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ الأَعرابي: تَالَ يَتُولُ إِذا عَالَجَ التِّوَلة وَهِيَ السِّحْر. أَبو صَاعِدٍ: تَوِيلةٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ جَاءَتْ مِنْ بُيُوت وصِبْيان وَمَالٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّالُ صِغارُ النَّخْل وفَسِيله، الْوَاحِدَةُ تَالَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَفْتِنا فِي دَابَّةٍ تَرْعى الشَّجر وَتَشْرَبُ الْمَاءَ فِي كَرِش لَمْ تُثْغَر، قَالَ: تِلْكَ عِنْدَنَا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعة ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ، قَالَ: وإِنما هُوَ التِّلْوة، يُقَالُ للجَدْيِ إِذا فُطِم وتَبِعَ أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوَة، والأُمهات حِينَئِذٍ المَتَالي، فَتَكُونُ الْكَلِمَةُ مِنْ بَابِ تَلَا لَا تَوَلَ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الثاء المثلثة ثأل: الثُّؤْلُول: وَاحِدُ الثَّآلِيل. الْمُحْكَمُ: الثُّؤْلُول خُرَاجٌ، وَقَدْ ثُؤْلِلَ الرجلُ وَقَدْ تَثَأْلَلَ جسدُه بالثَّآلِيل. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ: كأَنه ثَآلِيل ؛ الثآلِيل: جَمْعُ ثُؤْلُول وَهُوَ الحَبَّة تَظْهَرُ فِي الجِلد كالحِمَّصة فَمَا دُونَهَا. والثُّؤْلُول: حَلَمَة الثَّدْيِ؛ عَنْ كُرَاعٍ فِي الْمُنَجَّدِ، والله أَعلم. ثبل: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّبْلة البَقِيَّة والبُثْلة الشُّهْرة، قَالَ: وَهُمَا حَرْفَانِ عَرَبِيَّانِ جُعِلت الثُّبْلة بمنزل الثُّمْلة. ثتل: الثَّيْتَل: الوَعِل عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ المُسِنُّ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ الأَرْوَى، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُرَاقة الْبَارَقِيِّ: عَمْداً جَعَلْت ابنَ الزُّبَيْرِ لذَنْبه، ... يَعْدُو وراءَهمُ كعَدْوِ الثَّيْتَل وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: فِي الثَّيْتَل بَقَرةٌ ؛ هُوَ الذَّكَرُ المُسِنُّ مِنَ الوُعُول وَهُوَ التَّيْسُ الْجَبَلِيُّ يعني إِذا صاده

_ (1). قوله [التنطل] كذا وقع في الأَصل غير مضبوط مع ضبطه في الشاهد كما ترى، ومقتضى ذكره في الرباعي أصالة التاء والنون فيه، وقد استدركه شارح القاموس ولم يتعرض لوزنه

المُحْرِم وَجَبَ عَلَيْهِ بقرةٌ فِداءً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الثَّيَاتِل تَكُونُ صِغارَ القُرون، والثَّيْتَل أَيضاً جِنْس مِنْ بَقَر الْوَحْشِ يَنْزِلُ الجبالَ. قَالَ أَبو خيرة: الثَّيْتَل مِنَ الْوُعُولِ لَا يَبْرَح الجَبَلَ ولقَرْنَيْه شُعَبٌ؛ قَالَ: والوُعُولُ عَلَى حِدَةٍ، الوُعول كُدْرُ الأَلوان فِي أَسافلها بَيَاضٌ، والثَّيَاتِل مِثْلُهَا فِي أَلوانها وإِنما فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْقُرُونُ، الوَعِل قَرْنَاهُ طَوِيلَانِ عَدَا قَراه «1» حَتَّى يُجاوِزَ صَلَوَيْه يَلتقيان مِنْ حَوْلِ ذَنَبه مِنْ أَعلاه؛ وأَنشد شِمْرٌ لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ: والتَّمَاسِيحُ والثَّيَاتِلُ والإِيْيَلُ ... شَتَّى، والرِّيمُ واليَعْفُورُ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِخَداش: فإِني امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ، ... وإِنَّكِ دَاريَّة ثَيْتَل ابْنُ سِيدَهْ: وثَيْتَل اسْمُ جَبَلٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: الثَّيْتَل اسْمُ جَبَلٍ. أَبو عَمْرٍو: الثَّيْتَل الضَّخْم مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي تَظُن أَن فِيهِ خَيْرًا وَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ، وَرَوَاهُ الأَصمعي تَنْتَلُ. ابْنُ سِيدَهْ: والثَّيْتَل ضَرْبٌ مِنَ الطِّيب زَعَموا، والله أَعلم. ثجل: الثَّجَل: عِظَمُ البَطْن وَاسْتِرْخَاؤُهُ، وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الْخَاصِرَتَيْنِ، ثَجِل ثَجَلًا وَهُوَ أَثْجَلَ. والمُثَجَّلُ: كالأَثْجَل؛ قَالَ: لَا هِجْرَعاً رَخْواً وَلَا مُثَجَّلا وَفِي حَدِيثِ أُم عَبْدٍ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ تُزْرِ بِهِ ثُجْلة أَي ضِخَمُ بَطْن، وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَالْحَاءِ، أَي نُحُول ودِقَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الثُّجْلة، بِالضَّمِّ، عِظَم الْبَطْنِ وسَعَتُه. رَجُلٌ أَثْجَل بَيِّن الثَّجَل وامرأَة ثَجْلاء وجُلَّة ثَجْلاء عَظِيمَةٌ؛ قَالَ: باتُوا يُعَشُّون القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُم، ... وعِنْدهم البَرْنِيُّ فِي جُلَلٍ ثُجْل ومَزَادة ثَجْلاء: عَظِيمَةٌ وَاسِعَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَمْشي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّل، ... مَشْيَ الرَّوَابا بالمَزَادِ الأَثْجَل وَقَدْ رُوِيَ بِالنُّونِ، يُرَادُ بِهِ الْوَاسِعُ. والأَثْجَل: الْقِطْعَةُ الضَّخْمة مِنَ اللَّيْلِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وأَقْطَعُ الأَثْجَلَ بَعْدَ الأَثْجَل وَشَيْءٌ مُثَجَّل أَي ضَخْم. وَقَوْلُهُمْ: طَعَنَ فلانٌ فُلَانًا الأَثْجَلَينِ «2» أَي رَمَاهُ بِدَاهِيَةٍ مِنَ الكلام. ثرطل: الثَّرْطَلة: الِاسْتِرْخَاءُ. ومَرَّ مُثَرْطِلًا إِذا مَرَّ يسْحب ثيابه. ثرعل: الثُّرْعُلة: الرِّيشُ الْمُجْتَمِعُ على عنق الديك. ثرغل: الثُّرْغُول: نَبْت. ثرمل: ثَرْمَل القومُ مِنَ الطعام والشراب ما شاؤوا أَي أَكلوا. والثَّرْمَلَة: سُوءُ الأَكل وأَن لا يُبَالِي الإِنسان كَيْفَ كَانَ أَكْلُه ويُرَى الطعامُ يَتَنَاثَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ وَفَمِهِ وَيُلَطِّخُ يَدَيْهِ. وثَرْمَل الطعامَ: لَمْ يُحْسِن صِنَاعَتَهُ وَلَمْ يُنْضِجْه صانعُه وَلَمْ يَنْفُضه مِنَ الرَّمَادِ حِينَ يَمُلُّه، قَالَ: ويُعْتَذر إِلى الضَّيْفِ فَيُقَالُ قَدْ ثَرْمَلْنا لَكَ العَمل أَي لَمْ نَتَنَوَّق فِيهِ وَلَمْ نُطَيِّبه لَكَ لِمَكَانِ العَجَلة. وثَرْمَل اللحمَ: لَمْ يُنْضِجْه. وثَرْمَلَ

_ (1). قوله: عدا قراه، هكذا في الأَصل، ولعلها على قراه أي على ظهره (2). قوله [الأَثجلين] قال الميداني: يروى بالتثنية، والصواب الجمع كالأَقورين للدواهي والعرب تجمع أَسماء الدواهي على هذا الوجه للتأكيد والتهويل والتعظيم

الرجلُ إِذا لَمْ يُنْضِجْ طَعَامَهُ تَعْجِيلًا للقِرَى. وثَرْمَل عَمَلَهُ: لَمْ يَتَنَوَّق فِيهِ. وثَرْمَل: سَلَح كذَرْمَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وإِن حَطَأْت كتِفَيْه ثَرْمَلا، ... وخَرَّ يَكْبُو خَرَعاً وهَوْذَلا هَوْذَل قَذَف بِبَوْلِهِ. وثَرْمَلَ وذَرْمَل: سَلَح. والثُّرْمُل: دَابَّةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وَلَمْ يُحَلِّها. والثُّرْمُلَة، بِالضَّمِّ: مِنْ أَسماء الثَّعَالِبِ، الأَصمعي: الأُنثى مِنَ الثَّعَالِبِ ثُرْمُلَة، بِالضَّمِّ. والثُّرْمُلَة: الفَرْق الَّذِي وَسَطَ ظَاهِرِ الشَّفَة العُلْيا. والثُّرْمُلَة: البَقِيَّة مِنَ التَّمْر وَغَيْرِهِ. وبَقِيَتْ ثُرْمُلَة فِي الإِناء أَي بَقِيّة مِنْ بُرٍّ أَو شَعِيرٍ أَو تَمْرٍ. وثُرْمُلَة: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: ذَهَبَ لَمّا أَن رَآهَا ثُرْمُلَه، ... وَقَالَ: يَا قَوْمِ رأَيتُ مُنْكَرَه ثعل: الثُّعْل: السِّنُّ الزَّائِدَةُ خَلْفَ الأَسنان. والثُّعْل والثَّعَل والثُّعْلُول، كُلُّهُ: زيادةُ سِنٍّ أَو دخولُ سِنٍّ تَحْتَ أُخرى فِي اخْتِلَافٍ مِنَ المَنْبِت يَرْكَبُ بعضُها بَعْضًا. وَقِيلَ: نَبَات سِنٍّ فِي أَصل سِنٍّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: إِذا أَتَتْ جَارَتَهَا تَسْتَفْلي، ... تَفْتَرُّ عَنْ مُخْتَلِفات ثُعْلِ شَتَّى، وأَنْفٍ مِثْلِ أَنفِ العِجلِ وأَنشد لِآخَرَ: وتَضْحَكُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ نَقِيّة، ... رِقَاقِ الثَّنَايا، لَا قِصَارٍ وَلَا ثُعْل وثَعِلَتْ سِنُّه ثَعَلًا، وَهُوَ أَثْعَلَ، وَتِلْكَ السِّنُّ الزَّائِدَةُ يُقَالُ لَهَا الرَّاوول، وامرأَة ثَعْلاء، وَقَدْ ثَعِلَ ثَعَلًا، وَفِي أَسنانه ثَعَلٌ: وَهُوَ تَرَاكُبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ: لَا حَوَلٌ فِي عَيْنِه وَلَا قَبَل، ... وَلَا شَغاً فِي فَمِه وَلَا ثَعَل، فَهُوَ نَقِيٌّ كالحُسَامِ قَدْ صُقِل ولِثَةٌ ثَعْلاء: خَرَجَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ فَانْتَشَرَتْ وَتَرَاكَبَتْ؛ وَقَوْلُهُ: فَطارَتْ بالجُدُودِ بَنُو نِزَارٍ، ... فَسُدْناهُمْ وأَثْعَلَتِ المِضَارُ مَعْنَاهُ كَثُرت فَصَارَتْ وَاحِدَةً عَلَى وَاحِدَةٍ مِثْلَ السِّنِّ الْمُتَرَاكِبَةِ، والمِضَار: جَمْعُ مَضَر. وَيُقَالُ: أَخْبَثُ الذِّئاب الأَثْعَل وَفِي أَسنانه شَخَصٌ وَهُوَ اخْتِلَافُ النِّبْتة. وأَثْعَل الضيِّفانُ: كَثُروا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَثْعَلَ الأَمرُ: عَظُم، وَكَذَلِكَ الْجَيْشُ، قَالَ القُلاخُ بْنُ حَزْن: وأَدْنَى فُرُوعاً للسَّماءِ أَعَالِيا، ... وأَمْنَعُه حَوْضاً، إِذا الوِرْدُ أَثْعَلا أَخو الحَرْب لَبّاساً إِليها جِلالَها، ... وَلَيْسَ بوَلَّاجِ الخَوالِف أَعْقَلا وكَتِيبَةٌ ثَعُولٌ: كَثِيرَةُ الحَشْو والتُّبَّاع. والثَّعْل والثُّعْل والثَّعَل: زِيَادَةٌ فِي أَطْبَاء النَّاقَةِ وَالْبَقَرَةِ وَالشَّاةِ، وَقِيلَ: زِيَادَةُ طُبْيٍ عَلَى سَائِرِ الأَطْبَاء، وَقِيلَ: خِلْف زَائِدٌ صَغِيرٌ فِي أَخْلاف النَّاقَةِ وضَرْع الشَّاةِ. وَشَاةٌ ثَعُول: تُحْلَب مِنْ ثَلَاثَةِ أَمكنة وأَربعة لِلزِّيَادَةِ الَّتِي فِي الطُّبْي، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَهَا حَلَمة زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فَوْقَ خِلْفِها خِلْف

صَغِيرٌ وَاسْمُ ذَلِكَ الخِلْف الثُّعْل. وَيُقَالُ: مَا أَبْيَنَ ثُعْلَ هَذِهِ الشَّاةِ، وَالْجَمْعُ ثُعُول؛ قَالَ ابْنُ هَمّام السَّلُولي يَهْجُو الْعُلَمَاءَ: وذَمُّوا لَنَا الدُّنيا، وَهُمْ يَرْضِعُونَها ... أَفَاوِيقَ، حَتَّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثُعْل وإِنما ذُكِرَ الثُّعْل لِلْمُبَالَغَةِ فِي الِارْتِضَاعِ، والثُّعْل لَا يَدِرُّ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَشُعَيْبٍ: لَيْسَ فِيهَا ضَبُوب وَلَا ثَعُول ؛ الثَّعُول: الشَّاةُ الَّتِي لَهَا زِيَادَةُ حَلَمة، وَهِيَ الثَّعْلُ، وَهُوَ عَيْب، والضَّبُوب: الضَّيِّقة مَخْرَجِ اللَّبَنِ. والأَثْعَلُ: السَّيِّد الضَّخْم لَهُ فُضُول مَعْرُوفٌ عَلَى الْمَثَلِ. وثُعَالَة وثُعَل، كِلْتَاهُمَا: الأُنثى مِنَ الثَّعَالِبِ، وَيُقَالُ لِجَمْعِ الثَّعلب ثَعالب وثَعَالي، بِالْبَاءِ وَالْيَاءِ؛ وَقَوْلُهُ: لَهَا أَشَارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّره ... مِنَ الثَّعَالي، ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها أَراد مِنَ الثَّعَالِبِ وَمِنْ أَرانبها؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ عِنْدِي أَن يَكُونَ الثَّعَالي جَمْعُ ثُعَالة وَهُوَ الثَّعْلب، وأَراد أَن يَقُولَ الثَّعَائِلُ فَقُلِبَ اضْطِرَارًا، وَقِيلَ: أَراد الثَّعَالِبَ والأَرانب فَلَمْ يُمْكِنْهُ أَن يَقِف الْبَاءَ فأَبدل مِنْهَا حَرْفًا يُمْكِنُهُ أَن يَقِفَه فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ وَهُوَ الْيَاءُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ أَنه حَذَفَ مِنَ الْكَلِمَةِ شَيْئًا ثُمَّ عَوَّضَ مِنْهَا الْيَاءَ، وَهَذَا أَقيس لِقَوْلِهِ أَرانيها، ولأَن ثُعَالة اسْمُ جِنْسٍ وَجَمْعُ أَسماء الأَجناس ضَعِيفٌ. وأَرض مَثْعَلَة، بِالْفَتْحِ: كَثِيرَةُ الثَّعَالِبِ، كَمَا قَالُوا مَعْقَرة للأَرض الْكَثِيرَةِ الْعَقَارِبِ. والثَّعْلَب: الذكَر، والأُنثى ثَعْلَبَةٌ. وَيُقَالُ لِكُلٍّ ثَعْلَبٌ إِذا كَانَ ذكَراً ثُعَالَةُ كَمَا تَرَى بِغَيْرِ صَرْفٍ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى ثُعَالة، وَيُقَالُ للأَسد أُسَامَةُ بِغَيْرِ صَرْفٍ وَلَا يُقَالُ للأُنثى أُسَامة. والثُّعْلُول: الرجل الغضبان؛ وأَنشد: وليس بثُعْلُولٍ، إِذا سِيلَ واجْتُدي، ... وَلَا بَرِماً، يَوْماً، إِذا الضَّيْف أَوْهَما وَيُقَالُ. أَثْعَل القومُ عَلَيْنَا إِذا خَالَفُوا. الأَصمعي: وِرْدٌ مُثْعِل إِذا ازْدَحَمَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ مِنْ كَثْرَتِهِ. وثُعَالَة: الكَلأُ اليابِسُ، مَعْرفة. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ اسْقِنا حَتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابة يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَده بإِزَاره ؛ المِرْبَد: مَوْضِعٌ يُجَفَّف فِيهِ التَّمْرُ، وثَعْلَبُه ثَقْبُه الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ الْمَطَرِ. وبَنو ثُعَل: بَطْنٌ وَلَيْسَ بِمَعْدُولٍ إِذ لَوْ كَانَ مَعْدُولًا لَمْ يُصْرَفْ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وثُعَلٌ أَبو حَيّ مِنْ طَيِءٍ وَهُوَ ثُعَلُ بْنُ عَمْرٍو أَخو نَبْهان؛ وَهُمُ الَّذِينَ عَنَاهم امْرُؤُ الْقَيْسِ بِقَوْلِهِ: رُبَّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلٍ، ... مُخْرِجٍ كَفَّيْه مِنْ سُتُرِه وثُعْل: موضع بِنَجْد. ثفل: ثُفْل كلِّ شَيْءٍ وثَافِلُه: مَا استقرَّ تَحْتَهُ مِنْ كَدَره. اللَّيْثُ: الثُّفْل مَا رَسَب خُثَارته وعَلا صَفْوُه مِنَ الأَشياءِ كُلِّهَا، وثُفْلُ الدَّوَاءِ ونحوِه. والثُّفْل: مَا سَفَل مِنْ كلِّ شَيْءٍ. والثَافِل: الرَّجِيع، وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْهُ. والثُّفْل: الحَبُّ. وَوَجَدْتُ بَنِي فُلَانٍ مُتَثَافِلِينَ أَي يأْكلون الحَبَّ وَذَلِكَ أَشدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّظَف؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ لَبَن. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَهل البَدْوِ إِذا أَصابوا مِنَ اللَّبَنِ مَا يَكْفِيهِمْ لقُوتهم فَهُمْ مُخْصِبون، لَا يَخْتَارُونَ عَلَيْهِ غِذاء مِنْ تَمْرٍ أَو زَبِيبٍ أَو حَبٍّ، فإِذا أَعْوَزَهم اللبنُ وأَصابوا مِنَ الْحَبِّ وَالتَّمْرِ مَا يَتَبَلَّغون بِهِ فَهُمْ مُثَافِلُون، ويسمُّون كُلَّ مَا يُؤْكَلُ

مِنْ لَحْمٍ أَو خُبْزٍ أَو تَمْرٍ ثُفْلًا. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ مُثَافِلُون، وَذَلِكَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ حالُ الْبَدَوِيِّ. أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: الثِّفال، بِالْكَسْرِ، الجِلْد الَّذِي يُبْسط تَحْتَ رَحَى الْيَدِ لِيَقي الطَّحِين مِنَ التُّرَابِ، وَفِي الصِّحَاحِ: جِلْدٌ يُبْسَطُ فَتُوضَعُ فَوْقَهُ الرَّحَى فيُطْحَن بِالْيَدِ لِيَسْقُطَ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الْحَرْبَ: فتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِها، ... وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فتُتْئِمِ قَالَ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ الحَجَر الأَسفل بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وتَدُقُّهم الفِتَن دَقَّ الرَّحَى بثِفَالها ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى أَنها تَدُقُّهم دَقَّ الرَّحَى للحَبِّ إِذا كَانَتْ مُثَفَّلَة وَلَا تُثَفَّل إِلَّا عِنْدَ الطَّحن. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: اسْتَحارَ مَدَارُها وَاضْطَرَبَ ثِفَالها. وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ: مَنْ كَانَ مَعَهُ ثُفْل فَلْيَصْطَنِع ؛ أَراد بالثُّفْل الدقيقَ وَالسَّوِيقَ وَنَحْوَهُمَا، وَالِاصْطِنَاعُ: اتِّخَاذُ الصَّنِيع، أَراد فليَطْبُخ وَلْيَخْتَبِزْ؛ وَمِنْهُ كَلَامُ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وبيَّن فِي سنَّته، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنَ الثُّفْل مِمَّا يَقْتات الرجلُ، وَمِمَّا فِيهِ الزَّكَاةَ ، وإِنما سُمِّي ثُفْلًا لأَنه مِنَ الأَقوات الَّتِي يَكُونُ لَهَا ثُفْل بِخِلَافِ الْمَائِعَاتِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَانَ يُحِبُّ الثُّفْل ؛ قِيلَ: هُوَ الثَّرِيدُ؛ وأَنشد: يَحْلِفُ بِاللَّهِ، وإِن لَمْ يُسْأَل: ... مَا ذَاقَ ثُفْلًا منذُ عَامِ أَول ابْنُ سِيدَهْ: الثُّفْل والثِّفَال مَا وُقِيَتْ بِهِ الرَّحَى مِنَ الأَرض، وَقَدْ ثَفَّلَها، فإِن وُقيَ الثِّفَالُ مِنَ الأَرض بِشَيْءٍ آخَرَ فَذَلِكَ الوِفَاض، وَقَدْ وَفَّضها. وَبَعِيرٌ ثَفَال: بَطِيء، بالفتح. وفي حُذَيْفَةَ: أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَالَ: تَكُونُ فِيهَا مِثْلَ الجَمَل الثَّفَال وإِذا أُكْرِهْت فتباطأْ عَنْهَا ؛ الثَّفَال: الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ الَّذِي لَا يَنْبعث إِلَّا كَرْهاً، أَي لَا تَتَحَرَّكْ فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ الثَّافِل؛ قَالَ مُدْرِكٌ: جَرُورُ القِيَادِ ثَافِلٌ لَا يَرُوعُه ... صِيَاحُ المُنَادِي، واحْتِثاثُ المُرَاهِن وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كُنْتُ عَلَى جَمَلٍ ثَفَال. والثَّفْلُ: نَثْرُك الشَّيْءَ كُلَّهُ بمرَّة. والثِّفَالَة: الإِبريق. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَكل الدَّجْر وَهُوَ اللُّوبِياء ثُمَّ غَسَل يَدَيْهِ بالثِّفَالة ، وَهُوَ فِي التَّهْذِيبِ الثِّفال، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الثِّفال الإِبريق؛ وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: الثِّفال الإِبريق. أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُلَيْمٍ: فِي الغِرَارة ثُفْلة مِنْ تَمْرٍ وثُمْلة مِنْ تَمْرٍ أَي بَقِيَّةٌ منه. ثقل: الثِّقَل: نَقِيضُ الخِفَّة. والثِّقَل: مَصْدَرُ الثَّقِيل، تَقُولُ: ثَقُلَ الشيءُ ثِقَلًا وثَقَالَة، فَهُوَ ثَقِيل، وَالْجَمْعُ ثِقالٌ. والثِّقَل: رُجْحَانُ الثَّقِيل. والثِّقْل: الحِمْل الثَّقِيل، وَالْجَمْعُ أَثْقَال مِثْلَ حِمْل وأَحمال. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ؛ أَثْقَالُها: كنوزُها ومَوْتَاها؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَفَظَتْ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَو مَيِّتٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَخرجت مَوْتَاهَا، قَالُوا: أَثْقَالُها أَجسادُ بَنِي آدَمَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا فِيهَا مِنْ كُنُوزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: وخروج الموتى بعد ذلك، وَمِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن تَقِيءَ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدها وَهِيَ الْكُنُوزُ؛ وَقَوْلُ الخَنْساء: أَبَعْدَ ابنِ عَمْرو مِنَ آل الشّريدِ ... حَلَّتْ بِهِ الأَرضُ أَثْقَالَهَا؟

إِنما أَرادت حَلَّت بِهِ الأَرض مَوْتَاهَا أَي زَيَّنَتْهم بِهَذَا الرَّجُلِ الشَّرِيفِ الَّذِي لَا مِثْل لَهُ مِنَ الحِلْية. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: الْفَارِسُ الجَواد ثِقْل عَلَى الأَرض، فإِذا قُتِلَ أَو مَاتَ سَقَطَ بِهِ عَنْهَا ثِقْل، وأَنشد بَيْتَ الْخَنْسَاءِ، أَي لَمَّا كَانَ شُجَاعًا سَقَطَ بِمَوْتِهِ عَنْهَا ثِقْل. والثِّقْل: الذَّنْب، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ ؛ وَهُوَ مِثْلُ ذَلِكَ يَعْنِي أَوزارهم وأَوزار مَنْ أَضلوا وَهِيَ الْآثَامُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذَا قُرْبى ؛ يَقُولُ: إِن دَعَت نَفْسٌ داعيةٌ أَثْقَلَتها ذُنُوبُها إِلى حِمْلها أَي إِلى ذُنُوبِهَا لِيَحْمِلَ عَنْهَا شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ لَمْ تَجِدْ ذَلِكَ، وإِن كَانَ المدعوُّ ذَا قُرْبى مِنْهَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ قِيلَ: الْمَعْنَى ثَقُلَ عِلْمُها على أَهل السموات والأَرض؛ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: ثَقُلَت فِي السَّمَاوَاتِ والأَرض خَفِيَتْ، والشيءُ إِذا خَفِي عَلَيْكَ ثَقُل. وَالتَّثْقِيلُ: ضِدُّ التَّخْفِيفِ، وَقَدْ أَثْقَلَهُ الحِمْل. وثَقَّلَ الشيءَ: جَعَلَهُ ثَقِيلًا، وأَثْقَلَه: حمَّله ثَقِيلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ* . واسْتَثْقَلَه: رَآهُ ثَقِيلًا. وأَثْقَلَت المرأَةُ، فَهِيَ مُثْقِل: ثَقُل حَمْلها فِي بَطْنِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: ثَقُلَت وَاسْتَبَانَ حَمْلها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما ؛ أَي صَارَتْ ذاتَ ثِقْل كَمَا تَقُولُ أَتْمَرْنا أَي صِرْنَا ذَوِي تَمْر. وامرأَة مُثْقِل، بِغَيْرِ هَاءٍ: ثَقُلَت مِنْ حَمْلها. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ؛ يَعْنِي الْوَحْيَ الَّذِي أَنزله اللَّهُ عَلَيْهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَله ثَقِيلًا مِنْ جِهَةِ عِظَم قَدْرِهِ وجَلالة خَطَره، وأَنه لَيْسَ بسَفْساف الْكَلَامِ الَّذِي يُسْتَخَفُّ بِهِ، فَكُلُّ شَيْءٍ نَفِيسٍ وعِلْقٍ خَطيرٍ فَهُوَ ثَقَل وثَقِيل وثَاقِل، وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ قَوْلًا ثَقِيلًا بِمَعْنَى الثَّقيل الَّذِي يَسْتَثْقِلُهُ النَّاسُ فيتَبرَّمون بِهِ؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه ثِقَلُ الْعَمَلِ بِهِ لأَن الْحَرَامَ وَالْحَلَالَ وَالصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَجَمِيعَ مَا أَمر اللَّهُ بِهِ أَن يُعْمَل لَا يُؤَدِّيهِ أَحد إِلا بِتَكَلُّفٍ يَثْقُل؛ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ مَعْنَى الثَّقيل مَا يُفْتَرَضُ عَلَيْهِ فِيهِ مِنَ الْعَمَلِ لأَنه ثَقِيل، وَقِيلَ: إِنما كَنَّى بِهِ عَنْ رَصانة الْقَوْلِ وجَوْدته؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ أَهل اللُّغَةِ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنه قَوْلٌ لَهُ وَزْنٌ فِي صِحَّتِهِ وَبَيَانِهِ وَنَفْعِهِ، كَمَا يُقَالُ: هَذَا الْكَلَامُ رَصين، وَهَذَا قَوْلٌ لَهُ وَزْنٌ إِذا كُنْتَ تَسْتَجِيدُهُ وَتَعْلَمُ أَنه قَدْ وَقَعَ مَوْقِعَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ؛ وَقَوْلُهُ: لَا خَيْرَ فِيهِ غَيْرَ أَن لَا يَهْتَدِي، ... وأَنه ذُو صَوْلةٍ فِي المِذْوَدِ، وأَنه غَيْرُ ثَقيل فِي اليَدِ إِنما يُرِيدُ أَنك إِذا بَلِلْتَ بِهِ لَمْ يَصِرْ فِي يَدِك مِنْهُ خَيْرٌ فيَثْقُلَ فِي يَدِك. ومِثْقَال الشَّيْءِ: مَا آذَنَ وزْنَه فثَقُل ثِقَلَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا بُني إِنها إِن تَكُ مِثْقالُ حَبَّة مِنْ خَرْدل ، بِرَفْعِ مِثْقال مَعَ عَلَامَةِ التأْنيث فِي تَكُ، لأَن مِثْقال حَبَّةٍ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الْحَبَّةِ فكأَنه قَالَ إِن تَكُ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ. التَّهْذِيبِ: المِثْقَال وَزْن مَعْلُومٌ قَدْرُه، وَيَجُوزُ نصبُ الْمِثْقَالِ ورفعُه، فَمَنْ رَفَعه رَفَعَهُ بتَكُ وَمَنْ نَصَبَ جَعَلَ فِي تَكُ اسْمًا مُضْمَرًا مَجْهُولًا مِثْلَ الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّها إِنْ تَكُ، قَالَ: وَجَازَ تأْنيث تَكُ والمِثْقَال ذَكَرٌ لأَنه مُضَافٌ إِلى الْحَبَّةِ، وَالْمَعْنَى لِلْحَبَّةِ فَذَهَبَ التأْنيث إِليها كَمَا قَالَ الأَعشى: كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَناة مِنَ الدَّم وَيُقَالُ: أَعطه ثِقْله أَي وَزْنَه. ابْنُ الأَثير: وَفِي

الْحَدِيثِ لَا يَدْخُل النارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّة مِنْ إِيمان ؛ المِثْقال فِي الأَصل: مِقْدَارٌ مِنَ الْوَزْنِ أَيَّ شيءٍ كَانَ مِنْ قَلِيلٍ أَو كَثِيرٍ، فَمَعْنَى مِثْقال ذرَّة وَزْنُ ذَرَّةٍ، وَالنَّاسُ يُطْلِقُونَهُ فِي الْعُرْفِ عَلَى الدِّينَارِ خَاصَّةً وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَوْلُ ابْنِ الأَثير النَّاسُ يُطْلِقُونَهُ فِي الْعُرْفِ عَلَى الدِّينَارِ خَاصَّةً قَوْلٌ فِيهِ تجوُّز، فإِنه إِن كَانَ عَنَى شَخْصَ الدِّينَارِ فَالشَّخْصُ مِنْهُ قَدْ يَكُونُ مِثْقَالًا وأَكثر وأَقل، وإِن كَانَ عَنى المِثْقَالَ الوَزْنَ الْمَعْلُومَ، فَالنَّاسُ يُطْلِقُونَ ذَلِكَ عَلَى الذَّهَبِ وَعَلَى الْعَنْبَرِ وَعَلَى الْمِسْكِ وَعَلَى الْجَوْهَرِ وَعَلَى أَشياء كَثِيرَةٍ قَدْ صَارَ وَزْنُهَا بِالْمَثَاقِيلِ مَعْهُودًا كالتِّرياق والرَّاوَنْد وَغَيْرِ ذَلِكَ. وزِنة المِثْقَالِ هَذَا المُتعامَلِ بِهِ الْآنَ: دِرْهَمٌ وَاحِدٌ وَثَلَاثَةُ أَسباع دِرْهَمٍ عَلَى التَّحْرِيرِ، يُوزَن بِهِ مَا اخْتِيرَ وَزْنه بِهِ، وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلى رِطْل مِصْرَ الَّذِي يُوزَنُ بِهِ عُشْرُ عُشْرِ رِطْلٍ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ، قَالَ: الْمَعْنَى أَن فَعْلة الإِنسان، وإِن صَغُرت، فَهِيَ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى يأْتي بِهَا. والمِثْقال: وَاحِدُ مَثَاقِيل الذَّهَبِ. قَالَ الأَصمعي: دِينَارٌ ثَاقِل إِذا كَانَ لَا يَنْقُصُ، وَدَنَانِيرُ ثَوَاقِل؛ ومِثْقَال الشَّيْءِ: مِيزانُه مِنْ مِثْلِهِ. وَقَوْلُهُمْ: أَلْقى عَلَيْهِ مَثَاقِيله أَي مُؤْنَتَهُ وثِقْله؛ حَكَاهُ أَبو نَصْرٍ؛ قُلْتُ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبي نَصْرٍ وَاحِدُ مَثَاقِيل الذَّهَبِ كَانَ الأَولى أَن يَقُولَ وَاحِدُ مَثَاقِيلِ الذَّهَبِ وَغَيْرُهُ، وإِلا فَلَا وَجْهَ لِلتَّخْصِيصِ. والمُثَقَّلة: رُخامة يُثَقَّل بِهَا الْبِسَاطُ. وامرأَة ثَقَال: مِكْفال، وثَقَال: رَزان ذَاتُ مآكِمَ وكَفَلٍ عَلَى التَّفْرِقَةِ، فَرَّقُوا بَيْنَ مَا يُحْمل وَبَيْنَ مَا ثَقُل فِي مَجْلِسِهِ فَلَمْ يَخِفَّ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَيُقَالُ: فِيهِ ثِقَل، وَهُوَ ثَاقِل؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: وَفِيكَ، ابْنَ لَيْلى، عِزَّةٌ وبَسالة، ... وغَرْبٌ ومَوْزونٌ مِنَ الحِلْمِ ثاقِل وَقَدْ يَكُونُ هَذَا عَلَى النَّسَبِ أَي ذُو ثِقَل. وبَعِيرٌ ثَقَالٌ؛ بَطِيءٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ أَبو حَنِيفَةَ قَوْلَ لَبِيدٍ: فَبَاتَ السَّيْلُ يَحْفِرُ جَانِبَيْهِ، ... مِنَ البَقَّار، كالعَمِد الثَّقَال «3» وثَقَلَ الشيءَ يَثْقُلُه بِيَدِهِ ثَقْلًا: رَازَ ثِقَلَه. وثَقَلْت الشاةَ أَيضاً أَثْقُلُها ثَقْلًا: رَزَنْتها، وَذَلِكَ إِذَا رَفَعْتها لِتَنْظُرَ مَا ثِقَلُها مِنْ خفَّتها. وتَثَاقَلَ عَنْهُ: ثَقُل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ؛ وعَدَّاه بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى مِلْتُم. وَحَكَى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثَقَلَ إِلى الأَرض أَخْلدَ إِليها واطْمَأَنَّ فِيهَا، فإِذا صَحَّ ذَلِكَ تَعَدَّى اثَّاقَلْتم فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ بإِلى، بِغَيْرِ تأْويل يُخْرِجُهُ عَنْ بَابِهِ. وتَثَاقَلَ القومُ: اسْتُنْهِضوا لنَجْدة فَلَمْ يَنْهَضوا إِليها. والتَّثَاقُل: التَّباطُؤُ مِنَ التَّحامُل فِي الْوَطْءِ، يُقَالُ: لأَطَأَنَّه وَطْءَ المُتَثَاقِل. والثَّقَل، بِالتَّحْرِيكِ: المَتاع والحَشَمُ، وَالْجَمْعُ أَثْقَال؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الثَّقَل متاعُ الْمُسَافِرِ وحَشَمُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَل وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الثَّقَل مِنْ جَمْعٍ بِلَيْل. وَفِي حَدِيثِ السَّائِبِ بْنِ زَيْدٍ: حُجَّ بِهِ فِي ثَقَل رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وثَقِلَة الْقَوْمِ، بِكَسْرِ الْقَافِ: أَثقالُهم. وَارْتَحَلَ الْقَوْمُ بثَقَلَتهم وثَقْلَتهم وثِقْلَتهم وثِقَلَتهم أَي

_ (3). قوله [يحفر] الذي في الصحاح: يركب بدل يحفر

بأَمتعتهم وبأَثقالهم كُلِّهَا. الْكِسَائِيُّ: الثَّقِلَة أَثقال الْقَوْمِ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الثَّاءِ، وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ الثَّقْلة. والثَّقْلة أَيضاً: مَا وَجَد الرجلُ فِي جَوْفِهِ مِنْ ثِقَل الطَّعَامِ. ووَجَد فِي جَسَدِهِ ثَقَلَة أَي ثِقَلًا وفُتُوراً. وثَقُلَ الرَّجُلُ ثِقَلًا فَهُوَ ثَقِيل وثَاقِل: اشتدَّ مَرَضُه. يُقَالُ: أَصبح فُلَانٌ ثاقِلًا أَي أَثقله المَرَض؛ قَالَ لَبِيدٌ: رأَيت التُّقَى والحَمْدَ خَيْرَ تِجارةٍ ... رَباحاً، إِذا مَا المَرْءُ أَصْبَح ثَاقِلًا أَي ثَقِيلًا مِنَ المَرَض قَدْ أَدْنَفَه وأَشْرَف عَلَى الْمَوْتِ، وَيُرْوَى نَاقِلًا أَي مَنْقُولًا مِنَ الدُّنْيَا إِلى الأُخرى؛ وَقَدْ أَثْقَلَه الْمَرَضُ وَالنَّوْمُ. والثَّقْلَة: نَعْسة غَالِبَةٌ. والمُثْقَل: الَّذِي قَدْ أَثقله المرضُ. والمُستَثْقَل: الثَّقِيل مِنَ النَّاسِ. والمُسْتَثْقَل: الَّذِي أَثقله النَّوْمُ وَهِيَ الثَّقْلة. وثَقُل العَرْفَج والثُّمام والضَّعَةُ: أَدْبى وتَرَوَّتْ عِيدانُه. وثَقُلَ سَمْعُه: ذَهَبَ بعضُه، فإِن لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ قِيلَ وُقِر. والثَّقَلانِ: الجِنُّ والإِنْسُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ؛ وَقَالَ لَكُمْ لأَن الثَّقَلين وإِن كَانَ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ فَمَعْنَاهُ الْجَمْعُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ومَيَّةُ أَحسنُ الثَّقَلين وَجْهاً ... وَسَالِفَةً، وأَحْسَنُه قَذَالا فَمَنْ رَوَاهُ أَحسنه بإِفراد الضَّمِيرِ فإِنه أَفرده مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى جَمْعِهِ لأَن هَذَا مَوْضِعٌ يَكْثُر فِيهِ الْوَاحِدُ، كَقَوْلِكَ مَيَّة أَحسن إِنسان وَجْهًا وأَجمله، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: هُوَ أَحسن الفِتْيان وأَجمله لأَن هَذَا مَوْضِعٌ يَكْثُرُ فِيهِ الْوَاحِدُ كَمَا قُلْنَا، فكأَنك قُلْتَ هُوَ أَحسن فَتًى فِي النَّاسِ وأَجمله، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقُلْتَ وأَجملهم حَمْلًا عَلَى الفِتْيان. التَّهْذِيبِ: وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ: إِني تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلين: كِتَابَ اللَّهِ وعتْرَتي ، فَجَعَلَهُمَا كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعِتْرَته، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ العِتْرة. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سُمِّيا ثَقَلَين لأَن الأَخذ بِهِمَا ثَقِيل وَالْعَمَلَ بِهِمَا ثَقِيل، قَالَ: وأَصل الثَّقَل أَن الْعَرَبَ تَقُولُ لِكُلِّ شيءٍ نَفيس خَطِير مَصون ثَقَل، فسمَّاهما ثَقَلين إِعظاماً لِقَدْرِهِمَا وَتَفْخِيمًا لشأْنهما، وأَصله فِي بَيْضِ النَّعام المَصُون؛ وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَير المازِني يَذْكُرُ الظَّليم والنَّعامة: فَتَذَكَّرا ثَقَلًا رَثِيداً، بَعْدَ ما ... أَلْقَتْ ذُكاءٌ يَمينَها فِي كافِر وَيُقَالُ للسَّيِّد العَزيز ثَقَلٌ مِنْ هَذَا، وسَمَّى اللَّهَ تَعَالَى الْجِنَّ والإِنس الثَّقَلَين، سُمِّيا ثَقَلَين لِتَفْضِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِياهما عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ الْمَخْلُوقِ فِي الأَرض بِالتَّمْيِيزِ وَالْعَقْلِ الَّذِي خُصَّا بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: قِيلَ لِلْجِنِّ والإِنس الثَّقَلان لأَنهما كالثَّقَل للأَرض وَعَلَيْهَا. والثَّقَل بِمَعْنَى الثِّقْل، وَجَمْعُهُ أَثقال، وَمَجْرَاهُمَا مَجْرَى قَوْلِ الْعَرَبِ مَثَل ومِثْل وشَبَه وشِبْه ونَجَس ونِجْس. وَفِي حَدِيثِ سُؤَالِ الْقَبْرِ: يَسْمَعُهَا مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلين ؛ الثَّقَلانِ: الإِنسُ والجنُّ لأَنهما قُطَّان الأَرض. ثكل: الثُّكْل: الْمَوْتُ وَالْهَلَاكُ. والثُّكْل والثَّكَل، بِالتَّحْرِيكِ: فِقْدان [فُقْدان] الْحَبِيبِ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي فُقْدان المرأَة زَوْجَها، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي فُقْدان الرَّجُلِ والمرأَة وَلدَهما، وَفِي الصحاح: فِقْدان [فُقْدان] المرأَة ولدَها. والثَّكُول: الَّتِي ثَكِلَتْ

وَلَدَها، وَقَدْ ثَكِلَتْه أُمُّه ثُكْلًا وثَكَلًا، وَهِيَ ثَكُولٌ وثَكْلَى وثَاكِلٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ، ثَكِلَتْك الثَّكول قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه يَعْنِي بِذَلِكَ الأُمَّ. والثَّكُولُ: المرأَة الْفَاقِدُ، وَالرَّجُلُ ثَاكِلٌ وثَكْلان. وأَثْكَلَت المرأَةُ ولدَها وَهِيَ مُثْكَلة بِوَلَدِهَا وَهِيَ مُثْكِل، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنْ نِسْوَةٍ مَثَاكِيل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُسْتَشْحَجاتٍ لِلفِرَاقِ، كأَنَّها ... مَثَاكِيلُ مِنْ صُيَّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ كأَنه جَمْعُ مِثْكال؛ وَقَوْلُ الأَخطل: كلَمْعِ أَيْدِي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبَةٍ، ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدَّهْرِ والخَطْب قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَقوى الْقِيَاسَيْنِ أَن يُنْشَدَ مَثاكِيل غيرَ مَصْرُوفٍ يَصِيرُ الْجُزْءُ فِيهِ مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ إِلى مُفْتَعِلُنْ، وَهُوَ مَطْويٌّ، وَالَّذِي رُوِي مَثاكِيلٍ بِالصَّرْفِ. وأَثْكَلَهَا اللَّهُ وَلدَها وأَثْكَلَه اللَّهُ أُمَّه، وَيُقَالُ: رُمْحُه لِلْوَالِدَاتِ مَثْكَلَة، كَمَا يُقَالُ لِلْوَلَدِ مَبْخَلة مَجْبَنة؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تَرَى المُلوك حَوْلَه مُغَرْبَلَه، ... ورُمْحَه للوالداتِ مَثْكَلَه، يَقْتُلُ ذَا الذَّنْب ومَنْ لَا ذنْبَ لَه وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِبَعْضِ أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك أَي فَقَدتْك؛ الثُّكْل: فَقْدُ الوَلد كأَنه دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ لِسُوءِ فِعْلِهِ أَو قَوْلِهِ، وَالْمَوْتُ يعمُّ كُلَّ أَحد فإِذاً هَذَا الدُّعَاءُ عَلَيْهِ كَلَا دُعَاءٍ، أَو أَراد إِذا كُنْتَ هَكَذَا فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَكَ لئلَّا تَزْدَادَ سُوءًا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الأَلفاظ الَّتِي تَجْرِي عَلَى أَلسنة الْعَرَبِ وَلَا يُرَادُ بِهَا الدُّعَاءُ كَقَوْلِهِمْ: تَرِبَتْ يَداك وقاتَلك اللَّهُ؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: قامَتْ فجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ قَالَ: هُنَّ جَمْعُ مِثْكَال وَهِيَ المرأَة الَّتِي فَقَدت وَلَدَهَا. وقَصِيدة مُثْكِلَة: ذُكِرَ فِيهَا الثُّكْل؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِثْكَال والأُثْكُول: لُغَةٌ فِي العِثْكال والعُثْكول وهو العِذْق الَّذِي تَكُونُ فِيهِ الشَّماريخ، وَقِيلَ: هُوَ الشِّمْراخ الَّذِي عَلَيْهِ البُسْر؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: قَدْ أَبْصَرَتْ سُعْدى بِهَا كَتائِلي، ... مِثْلَ العَذارى الحُسَّرِ العَطابِلِ، طويلَة الأَقْناء والأَثاكِلِ كَتائِل: جَمْعُ كَتِيلة وَهِيَ النَّخْلَةُ. وفَلاة ثَكول: مَنْ سَلَكَها فُقِد وثُكِل؛ قَالَ الْجُمَيْحُ: إِذا ذاتُ أَهْوالٍ ثَكُولٌ تَغَوَّلَتْ ... بِهَا الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعامُ السَّوارحُ ثلل: الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم وأَصْوافُها. ابْنُ سِيدَهْ: الثَّلَّة جَمَاعَةُ الْغَنَمِ، قَلِيلَةً كَانَتْ أَو كَثِيرَةً، وَقِيلَ: الثَّلَّة الْكَثِيرُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ القَطِيع مِنَ الضَّأْن خَاصَّةً، وَقِيلَ: الثَّلَّة الضأْن الْكَثِيرَةُ، وَقِيلَ: الضأْن مَا كَانَتْ؛ وَلَا يُقَالُ للمِعْزى الْكَثِيرَةِ ثَلَّة وَلَكِنْ حَيْلة إِلَّا أَن يُخَالِطَهَا الضأْن فَتَكْثُرُ فَيُقَالُ لَهُمَا ثَلَّة، وإِذا اجْتَمَعَتِ الضأْن والمِعْزى فكَثُرَتا قِيلَ لَهُمَا ثَلَّة، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ثِلَلٌ، نَادِرٌ مِثْلَ بَدْرَة وبِدَر. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: لَمْ تَكُنْ أُمُّه بِراعِيَةِ ثَلَّة ؛ الثَّلَّة، بِالْفَتْحِ: جَمَاعَةُ الْغَنَمِ، والثَّلَّة: الصُّوف فَقَطْ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. يُقَالُ: كِسَاءٌ جَيِّد الثَّلَّة أَي الصُّوفِ. وحَبْلُ ثَلَّةٍ أَي صُوف؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

قَدْ قَرَنوني بامْرِئٍ قِثْوَلِّ، ... رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِ وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: إِذا كَانَتْ لِلْيَتِيمِ مَاشِيَةٌ فَلِلْوَصِيِّ أَن يُصِيبَ مِنْ ثَلَّتِها ورِسْلِها أَي مِنْ صُوفها ولَبنها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سُمِّيَ الصُّوفُ بالثَّلَّة مَجَازًا، وَقِيلَ: الثَّلَّة الصُّوفُ وَالشَّعْرُ وَالْوَبَرُ إِذا اجْتَمَعَتْ وَلَا يُقَالُ لِوَاحِدٍ مِنْهَا دُونَ الْآخَرِ ثَلَّة. ورَجُل مُثِلٌّ: كَثِيرُ الثَّلَّة، وَلَا يُقَالُ للشَّعر ثَلَّة وَلَا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجْتَمَعَ الصُّوفُ وَالشَّعْرُ وَالْوَبَرُ قِيلَ: عِنْدَ فُلَانٍ ثَلَّة كَثِيرَةٌ. والثُّلَّة، بِالضَّمِّ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ أَثَلَّ الرَّجُلُ فَهُوَ مُثِلُّ إِذا كَثُرَتْ عِنْدَهُ الثُّلَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: نَزَلَ فِي أَول السُّورَةِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ، فشَقَّ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى فِي أَصحاب الْيَمِينِ أَنهم ثُلَّتَان: ثُلَّة مِنْ هَؤُلَاءِ، وثُلَّة مِنْ هَؤُلَاءِ، وَالْمَعْنَى هُمْ فِرْقَتَانِ فِرْقَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ وَفِرْقَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الثُّلَّة الفِئَة. وَفِي كِتَابِهِ لأَهل نَجْران: إِن لَهُمْ ذِمَّة اللَّهِ وذِمَّة رَسُولِهِ عَلَى دِيَارِهِمْ وأَموالهم وثُلَّتِهم ؛ الثُّلَّة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، بِالضَّمِّ. والثُّلَّة: الْكَثِيرُ مِنَ الدَّرَاهِمِ. والثَّلَّة: شَيْءٌ مِنْ طِينٍ يُجْعَلُ فِي الفَلاة يُسْتَظَلُّ بِهِ. والثَّلَّة: التُّرَابُ الَّذِي يُخْرَج مِنَ الْبِئْرِ. والثَّلَّة: مَا أَخرجت مِنْ أَسفل الرَّكِيَّة مِنَ الطِّينِ، وَقَدْ ثَلَّ البِئْرَ يثُلُّها ثَلًّا. وثَلَّة الْبِئْرِ: مَا أُخْرِج مِنْ تُرَابِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا حِمًى إِلا فِي ثَلَاثٍ: ثَلَّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقَة الْقَوْمِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِثَلَّة الْبِئْرِ أَن يَحْتَفِرَ الرَّجُلُ بِئْرًا فِي مَوْضِعٍ لَيْسَ بِمِلْكٍ لأَحد، فَيَكُونُ لَهُ مِنْ حَوالي الْبِئْرِ مِنَ الأَرض مَا يَكُونُ مُلْقًى لثَلَّة الْبِئْرِ، وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ تُرَابِهَا وَيَكُونُ كالحَريم لَهَا، لَا يَدْخُلُ فِيهِ أَحد عَلَيْهِ حَرِيمًا لِلْبِئْرِ «4» وتَثَلَّل الترابُ إِذا مارَ فَذَهب وَجَاءَ؛ قَالَ أُمية: لَهُ نَفَيانٌ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ، ... تَرى التُّرْبَ مِنْهُ مَائِرًا يَتَثَلَّلُ وثُلَّ إِذا هَلَكَ، وثُلَّ إِذا اسْتَغْنى. ابْنُ سِيدَهْ: الثَّلَل، بِالتَّحْرِيكِ، الْهَلَاكُ. ثَلَلْت الرَّجُلَ أَثُلُّه ثَلًّا وثَلَلًا؛ عَنِ الأَصمعي، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَلًّا: أَهلكهم؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَصَلَقْنا فِي مُرادٍ صَلْقَةً، ... وصُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل أَي بِالْهَلَاكِ، وَيُرْوَى بالثِّلَل، أَراد الثِّلال «5» جَمْعَ ثَلَّة مِنَ الْغَنَمِ فَقَصَرَ أَي أَغنام يَعْنِي يَرْعَوْنها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِن يَثْقَفُوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَل أَي بِالْهَلَاكِ. وثَلَّ البَيْتَ يَثُلُّه ثَلًّا: هَدَمه، وَهُوَ أَن يُحْفَر أَصل الْحَائِطِ ثُمَّ يُدْفَع فيَنْقاض، وَهُوَ أَهول الهَدْم. وتَثَلَّلَ هُوَ: تَهَدَّم وَتَسَاقَطَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ قَالَ طُرَيْح: فيُجْلبُ مِنْ جَيْشٍ شَآمٍ بِغارَةٍ، ... كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل وثُلَّ عَرْشُ فُلَانٍ ثَلًّا: هُدِم وَزَالَ أَمر قَوْمه.

_ (4). قوله [حريماً للبئر] كذا في الأَصل، وليست في عبارة ابن الأَثير وهي كعبارة أبي عبيد (5). قوله [أَراد الثلال إلخ] عبارة القاموس وشرحه: والثلة، بالكسر، الهلكة جمع ثلل كعنب، قال لبيد، رضي الله عنه: فصلقنا البيت أَي بالهلكات

وَفِي التَّهْذِيبِ: وَزَالَ قِوام أَمره وأَثَلَّه اللَّهُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ثُلَّ عَرْشُهُ ثَلًّا تَضَعْضَعَتْ حَالُهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُها، ... وذُبْيانَ قَدْ زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْل كأَنه هُدِم وأُهْلك. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا ذَهَبَ عِزُّهم: قَدْ ثُلَّ عَرْشُهُم. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَي هَدَم مُلْكَهم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: رؤي فِي الْمَنَامِ وَسُئِلَ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ: كَادَ يُثَلُّ عَرْشِي أَي يُكْسر ويُهْدَم، وَهُوَ مَثَل يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا ذَلَّ وهَلِك، قَالَ: وَلِلْعَرْشِ هَاهُنَا مَعْنَيَانِ: أَحدهما السَّرِيرُ والأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فَقَدْ ذَهَبَ عِزُّه، وَالثَّانِي الْبَيْتُ يُنْصَبُ بِالْعِيدَانِ ويُظَلَّل، فإِذا هُدِم فَقَدْ ذَلَّ صاحبُه. وثُلَّ عَرْشُه وعُرْشُه: قُتِل؛ وأَنشد: وعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه، ... وَقَدْ ثَلَّ عُرْشيه الحُسامُ المُذْكَّرُ العُرْشان هَاهُنَا: مَغْرِزُ العُنقِ فِي الْكَاهِلِ؛ وَكُلُّ مَا انْهَدَمَ مِنْ نَحْوِ عَرْش الكَرْم والعَريش الَّذِي يُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فَقَدْ ثُلَّ. وثَلَّ الشَّيْءَ: هَدَمه وكَسَره. وأَثَلَّه: أَمر بِإِصْلَاحِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَثْلَلْت الشيءَ أَي أَمرت بإِصلاح مَا ثُلَّ مِنْهُ. وَقَدْ أَثْلَلْته إِذا هَدَمْتَه وكسرتَه. وثَلَّ الدَّرَاهِمَ يَثُلُّها ثَلًّا: صَبَّها. وثَلِيلُ الْمَاءِ: صَوْت انْصِبَابِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الثَّلِيل صَوْتُ الْمَاءِ، وَلَمْ يَخُصَّ صَوْتَ الِانْصِبَابِ. وثَلَّت الدَّابَّةُ تَثُلُّ أَي رَاثَتْ، وَكَذَلِكَ كَلُّ ذِي حَافِرٍ، ومُهْرٌ مِثَلٌّ؛ قَالَ يَصِفُ بِرْذَوْناً: مِثَلٌّ عَلَى آرِيِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُ وَيُرْوَى عَلَى آرِيِّه الرَّوْثَ، بِنَصْبِهِ بِمِثَلٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَقْوى لأَن ثَلَّ الَّذِي فِي مَعْنَى رَاثَ لَا يَتَعَدَّى. ابْنُ سِيدَهْ: ثلَّ الحافرُ رَاثَ، وثَلَّ الترابَ الْمُجْتَمِعَ حَرَّكه بِيَدِهِ أَو كَسَره مِنْ أَحد جَوَانِبِهِ. وَيُقَالُ: ثَلَلتُ الترابَ فِي الْقَبْرِ وَالْبِئْرِ أَثُلُّه ثَلًّا إِذا أَعَدْتَه فِيهِ بعد ما تَحْفِره، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا هِلْتَه. وثَلَّة مَثْلولة أَي تُرْبة مَكْبُوسَةٌ بَعْدَ الحَفْر. والثُّلْثُل: الهَدْم، بِضَمِّ الثَّاءَيْنِ. والثُّلْثُل أَيضاً: مِكْيال صَغِيرٌ. والثِّلْثِلانُ: يَبيسُ الكَلإِ، والضَّمُّ لُغَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل. ثمل: الثُّمْلة والثَّمِيلة: الحَبُّ والسَّويق وَالتَّمْرُ يَكُونُ فِي الوِعاء يَكُونُ نِصْفَه فَمَا دُونَهُ، وَقِيلَ: نِصْفَه فَصَاعِدًا. والثُّمَل: جَمْعُ ثُمْلة. أَبو حَنِيفَةَ: الثَّمِيل الحَبُّ لأَنه يُدَّخر؛ وأَنشد لتأَبَّط شَرّاً: ويَوْماً عَلَى أَهل المَواشي، وَتَارَةً ... لأَهْلِ رَكيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُل والثُّمْلة والثَّمَلة والثَّمِيلة والثُّمَالة: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ أَو السِّقاء أَو فِي أَي إِناء كَانَ. والمَثْمَلة: مُسْتَنْقَع الْمَاءِ، وَقِيلَ: الثُّمَالةُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي أَيّ شَيْءٍ كَانَ. وَقَدْ أَثْمَلَ اللبنُ أَي كَثُرَتْ ثُمالته. وَيُقَالُ لِبَقِيَّةِ الْمَاءِ فِي الغُدْران والحَفير: ثَمِيلة وثَمِيل؛ قَالَ الأَعشى: بعَيْرانَةٍ كأَتان الثَّميل، ... تُوَافِي السُّرى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرا «1».

_ (1). قوله [توافي السرى] كذا بالأَصل، وفي ترجمة عسر: تقضِّي بدل توافي

تُوَافِي السُّرى أَي تُوَافِيهَا. والثَّمِيلة: البَقِيَّة مِنَ الْمَاءِ فِي الصَّخرة وَفِي الْوَادِي، وَالْجَمْعُ ثَمِيل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه ... بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها أَي يَرِدُ حِمارُ هَذِهِ المَفازة بَقَايَا الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ لأَن مِيَاهَ الغُدْران قَدْ نَضَبَت؛ وَقَالَ دُكَيْن: جادَ بِهِ مِنْ قَلْتِ الثَّمِيل الثَّميل جَمْعُ ثَمِيلة وَهِيَ بقِيَّة الْمَاءِ فِي القَلْتِ أَعْنِي النُّقْرة الَّتِي تُمْسِك الْمَاءَ فِي الْجَبَلِ. والثَّمِيلة: البَقِيَّة مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَبْقَى فِي الْبَطْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَيْراً وَابْنَهُ: وأَدْرَكَ المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه ... ومِن ثَمائِلِها، واسْتُنْشِئَ الغَرَبُ يَعْنِي مَا بَقِيَ فِي أَمعائها وأَعضائها مِنَ الرُّطْب والعَلَف؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ الذِّئْبِ: وطَوى ثَمِيلَتَه فأَلْحَقها ... بالصُّلْبِ، بَعْدَ لُدُونَةِ الصُّلْب وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثَميلة النَّاسِ مَا يَكُونُ فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ. والثَّمِيلَة أَيضاً: مَا يَكُونُ فِيهِ الشَّرَابُ فِي جَوْفِ الحِمار. وَمَا ثَمَل شرابَه بِشَيْءٍ مِنْ طَعَامٍ أَي مَا أَكل شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ قَبْلَ أَن يَشْرَبَ، وَذَلِكَ يُسَمَّى الثَّمِيلة. وَيُقَالُ: مَا ثَمَلْتُ طَعَامِي بِشَيْءٍ مِنْ شَرَابٍ أَي مَا أَكلت «1» بَعْدَ الطَّعَامِ شَراباً. والثَّمِيلة: البَقِيَّة تَبْقَى مِنَ العَلَف وَالشَّرَابِ فِي بَطْنِ الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ، فَكُلُّ بَقِيَّة ثَمِيلة. وَقَدْ أَثْمَلَت الشَّيْءَ أَي أَبقيته. وثمَّلته تَثْمِيلًا: بَقَّيته. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: قَالَ لِلْحَجَّاجِ أَما بَعْدُ فَقَدْ وَلَّيتُكَ العِرَاقَيْن صَدْمة فسِر إِليها مُنْطَوِيَ الثَّمِيلة ؛ أَصل الثَّمِيلة: مَا يَبْقَى فِي بَطْنِ الدَّابَّةِ مِنَ العَلَف وَالْمَاءِ وَمَا يَدَّخِره الإِنسان مِنْ طَعَامٍ أَو غَيْرِهِ، الْمَعْنَى سِرْ إِليها مُخِفّاً. والثُّمْلة: مَا اخْرجَ مِنْ أَسفل الرَّكيَّة مِنَ الطِّينِ وَالتُّرَابِ، وَالْمِيمُ فِيهَا وَفِي الحَبِّ والسَّويق سَاكِنَةٌ، وَالثَّاءُ مضمونة. قَالَ الْقَالِيُّ: رَوَيْنَا الثَّمْلة فِي طِينِ الرَّكِيِّ وَفِي التَّمْرِ والسَّويق بِالْفَتْحِ؛ عَنْ أَبي نَصْرٍ، وَبِالضَّمِّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والثَّمَل: السُّكْر. ثَمِل، بِالْكَسْرِ، يَثْمَل ثَمَلًا، فَهُوَ ثَمِل إِذا سَكِر وأَخذ فِيهِ الشَّرابُ؛ قَالَ الأَعشى: فَقُلْت للشَّرْب فِي دُرْنَى، وَقَدْ ثَمِلوا: ... شِيمُوا، وكَيْف يَشِيمُ الشَّارب الثَّمِلُ؟ وَفِي حَدِيثِ حَمْزَةَ وشارِفَيْ عليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فإِذا حَمْزَةُ ثَمِل مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ ؛ الثَّمِل: الَّذِي قَدْ أَخذ مِنْهُ الشرابُ والسُّكْر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ تَزْوِيجِ خَدِيجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها انْطَلَقَتْ إِلى أَبيها وَهُوَ ثَمِل ؛ وَجَعَلَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّة الثَّمَل السُّكْرَ مِنَ الجِراح؛ قَالَ: مَاذَا هُنالك مِنْ أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، ... وسَاهِفٍ ثَمِلٍ فِي صَعْدَةٍ حِطَم والثَّمَل: الظِّلُّ. والثَّمْلة والثَّمَلة، بِتَحْرِيكِ الْمِيمِ: الصُّوفة أَو الخِرْقة الَّتِي تُغْمَس فِي القَطِران ثُمَّ يُهْنَأُ بِهَا الجَرِب ويُدْهَن بِهَا السِّقاء؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ

_ (1). قوله [أَي ما أَكلت إلخ] هكذا في الأصل

: مَمْغُوثَة أَعراضُهم مُمَرْطَله، ... فِي كُلِّ مَاءٍ آجِنٍ وسَمَله، كَمَا تُلاثُ بالهِنَاءِ الثَّمَله وَهِيَ المِثْمَلة أَيضاً، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه طَلَى بَعِيرًا مِنَ الصَّدَقَةِ بقَطِران فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَوْ أَمَرْتَ عَبْداً كَفاكَهُ، فَضَرَب بالثَّمَلة فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: عَبْدٌ أَعْبَدُ مِنِّي الثَّمَلة، بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ: صُوفَة أَو خِرْقة يُهْنَأُ بِهَا الْبَعِيرُ ويُدْهَن بِهَا السِّقاء؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: أَنه جَاءَتْهُ امرأَة جَلِيلَةٌ فَحَسَرَتْ عَنْ ذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: هَذَا مِنِ احْتِراش الضِّباب، فَقَالَ: لَوْ أَخَذْتِ الضَّبَّ فورَّيْتِه ثُمَّ دعَوْتِ بِمَكْتَفِهِ «1» فَثَمَلْتِه كَانَ أَشْبَع أَي أَصلحته. والثَّمَلة: خِرْقة الحَيضِ، وَالْجَمْعُ ثَمَل. والثَّمَل: بَقِيَّة الهِناء فِي الإِناء. والثُّمُول والثَّمَل: الإِقامة والمُكْث والخَفْض. يُقَالُ: مَا دارُنا بِدَارِ ثَمَل أَي بِدَارِ إِقامة. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: مَكَانٌ ثَمْل عَامِرٌ؛ وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ: مَشارِبُها عَذْب وأَعْلامُها ثَمْل وَقَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: إِذا سَكَنَ الثَّمْل الظِّباءُ الكَواسِعُ ودارُ ثَمَلٍ وثَمْل أَي إِقامة. وسَيْفٌ ثَامِلٌ أَي قَدِيمٌ طَالَ عَهْدُه بالصِّقال فَدَرَسَ وبَلِي؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتُها بالسَّاحِلِ، ... وكأَنَّها أَلواحُ سَيْفٍ ثَامِلِ؟ الأَصمعي: الثَّامِل الْقَدِيمُ العَهْدِ بالصِّقَال كأَنه بَقِيَ فِي أَيدي أَصحابه زَمَانًا مِنْ قَوْلِهِمْ ارْتَحَلَ بَنُو فُلَانٍ وثَمَل فُلَانٌ فِي دَارِهِمْ أَي بَقِيَ. والثَّمْل: المُكْث. والثُّمال، بِالضَّمِّ: السُّمُّ المُنْقَع. وَيُقَالُ: سَقاه المُثَمَّلَ أَي سَقَاهُ السُّمَّ، قَالَ الأَزهري: ونُرى أَنه الَّذِي أُنْقِع فَبَقِي وثَبَت. والمُثَمَّل: السُّم المُقَوَّى بالسَّلَع وَهُوَ شَجَرٌ مُرٌّ. ابْنُ سِيدَهِ: وسُمٌّ مُثَمَّل طَالَ إِنقاعُه وبَقِي، وَقِيلَ: إِنه مِنَ المَثْمَلة الَّذِي هُوَ المُسْتَنْقَع؛ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْداس السُّلَمي: فَلا تَطْعَمَنْ مَا يَعْلِفونَكَ، إِنَّهُم ... أَتَوْكَ عَلَى قُرْبانِهم بالمُثَمَّل وَهُوَ الثُّمال. والمَثْمِل: أَفضل العَشِيرة. وَقَالَ شِمْرٌ: المُثَمَّل مِنَ السُّمِّ المُثَمَّن الْمَجْمُوعُ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَهُ فَقَدَ ثَمَّلْته وثَمَّنْته. وثَمَلْت الطَّعَامَ: أَصلحته، وثَمَلْته سَتَرته وغَيَّبته. والثُّمالُ: جَمْعُ ثُمالة وَهِيَ الرَّغوة. ابْنُ سِيدَهْ: والثُّمالَة رَغْوة اللَّبَنِ. والثُّمالة: بَيَاضُ البَيْضة الرَّقِيقُ ورَغْوَتُه، وَبِهِ شُبِّهَتْ رَغْوَة اللَّبَنِ؛ قَالَ مُزَرِّد: إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالة أَنْفُه، ... ثَنى مِشْفَرَيْه للصَّرِيح فأَقْنَعا ابْنُ سِيدَهْ: الثُّمالة رَغْوَة اللَّبن إِذا حُلِب، وَقِيلَ: هِيَ الرَّغْوة مَا كَانَتْ، وأَنشد بَيْتَ مُزَرِّد؛ وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ قَشْعَمَ: وقِصَعٍ تُكْسَى ثُمالًا قَشْعَما وَقَالَ: الثُّمال الرَّغْوة؛ وَقَالَ آخَرُ: وقِمَعاً يُكْسى ثُمالًا زَغْرَبا وَجَمْعُهَا ثُمال؛ قال الشاعر:

_ (1). قوله [بمكتفه] هكذا في الأَصل وسيأتي في وري مثله، وفي ثمل من النهاية: بمنكفة

وأَتَتْه بزَغْرَبٍ وحَتِيٍّ، ... بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمال تامكٍ يَعْنِي سَنَاماً تامِكاً. وَلَبَنٌ مُثَمِّل ومُثْمِل: ذُو ثُمَالة، يُقَالُ: احْقِن الصَّريح وأَثْمِل الثُّمالةَ أَي أَبْقِها فِي المِحْلَب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فُعَالة: الثُّمالة بَقِيَّة الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَد: فحَلَب فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلاه الثُّمال ؛ هُوَ، بالضَّم، جَمْعُ ثُمالة الرَّغوة. والثُّمال: كَهَيْئَةِ زُبْد الْغَنَمِ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي كَلَامِهَا: قَالَتِ اليَنَمة أَنا اليَنَمه، أَغْبُق الصَّبيَّ قَبْلَ العَتَمه، وأَكُبّ الثُّمَال فَوْقَ الأَكَمه؛ اليَنَمة: نَبْتٌ لَيِّنٌ تَسْمَن عَلَيْهِ الإِبل، وقيل: بَقْلَة طَيِّبة، وَقَوْلُهَا أَغْبُق الصَّبيَّ قَبْلَ العَتَمة أَي أُعَجِّل وَلَا أُبْطِئ، وَقَوْلُهَا وأَكُبُّ الثُّمَال فَوْقَ الأَكَمَة، تقول: ثُمَال لَبَنِها كَثيرٌ، وَقِيلَ: أَراد بالثُّمَال جَمْعُ الثُّمَالة وَهِيَ الرَّغْوَةُ، وَزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَن الثُّمَال رَغْوَةُ اللَّبَنِ فَجَعَلَهُ وَاحِدًا لَا جَمْعًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فالثُّمَال والثُّمَالة عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَما أَبو عُبَيْدٍ فَجَعَلَهُ جَمْعًا كَمَا بيَّنَّا. ابْنُ بُزْرُجَ: ثَمَلْتُ القومَ وأَنا أَثْمِلُهم، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ ثِمَالًا لَهُمْ أَي غِيَاثاً وقِوَاماً يَفْزَعون إِليه. والثَّمل: المُقام والخَفْض، يُقَالُ: ثَمَلَ فُلَانٌ فَمَا يَبْرَح. وَاخْتَارَ فُلَانٌ دَارَ الثَّمل أَي دَارَ الخَفْض والمُقَام. والثِّمَال، بِالْكَسْرِ: الغِيَاث. وَفُلَانٌ ثِمَال بَنِي فُلَانٍ أَي عِمَادُهم وغِيَاثٌ لَهُمْ يَقُومُ بأَمرهم؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: فِدًى لِابْنِ حِصْنٍ مَا أُرِيحُ، فإِنه ... ثِمَالُ اليَتَامى، عِصْمَةٌ فِي المَهَالِكِ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثِمَال الْيَتَامَى غِياثُهم. وثَمَلَهم ثَمْلًا: أَطعمهم وَسَقَاهُمْ وَقَامَ بأَمرهم؛ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأَبيَض يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجْهِهِ، ... ثِمَال اليتَامى، عِصْمَة للأَرامل والثِّمَال، بِالْكَسْرِ: المَلْجأُ والغِيَاث والمُطْعِم فِي الشِّدَّة. وَيُقَالُ: أَكَلَتِ الْمَاشِيَةُ مِنَ الكَلإِ مَا يَثْمَلُ مَا فِي أَجوافها مِنَ الْمَاءِ أَي يَكُونُ سَوَاءً لِمَا شَرِبَتْ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: المَثْمِل المَلْجأُ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: وعَلَوْت مُرْتَقِباً عَلَى مَرْهُوبَةٍ ... حَصَّاءَ، لَيْسَ رَقِيبُها فِي مَثْمِل وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: فإِنها ثِمال حَاضِرَتِهِمْ أَي غِيَاثُهم وعِصْمَتُهم. وثَمَلَت المَرْأَةُ الصِّبيانَ تَثْمُلُهم: كَانَتْ لَهُمْ أَصلًا يُقيم مَعَهم. والمِثْمَلة: خَريطة وَسَطٌ يَحْمِلها الرَّاعِي فِي مَنكِبه. والثَّمَائِل: الضَّفَائِرُ الَّتِي تُبْنَى بِالْحِجَارَةِ لِتُمسِكَ الْمَاءَ عَلَى الحَرْث، وَاحِدَتُهَا ثَمِيلَة، وَقِيلَ: الثَّمِيلَة الجَدْر نَفْسُه، وَقِيلَ: الثَّمِيلَة الْبِنَاءُ الَّذِي فِيهِ الغِراسُ «2» والخَفْضُ وَالْوَقَائِدُ. والثَّمِيلَة: طَائِرٌ صَغِيرٌ يَكُونُ بِالْحِجَازِ. وَبَنُو ثُمَالَة: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ إِليهم يُنسب المُبَرَّد. وثُمَالَة: لَقَبٌ. وثُمَالَة: حَيٌّ مِنَ العَرَب. ثنتل: رَجُلٌ ثِنْتِلٌ: قَذِرٌ. ثهل: الثَّهَل: الِانْبِسَاطُ عَلَى الأَرض. وثَهْلان: جَبَل مَعْرُوفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عُقَابٌ تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخِ ثَهْلان

_ (2). قوله: الغراس، هكذا في الأصل. وفي القاموس: الفراش

وثَهْلان أَيضاً: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ وَهُوَ الضَّلال بْنُ ثُهْلُل وفُهْلُل، لَا يَنْصَرِفُ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَهُوَ الَّذِي لَا يُعرَف، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الضَّلَالُ بْنُ ثُهْلُل وثُهْلَل، حَكَاهُ فِي بَابِ قُعْدُد وقُعْدَد. ثول: الثَّوْل: جَمَاعَةُ النَّحْل يُقَالُ لَهَا الثَّوْل والدَّبْر وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا مِنْ لَفْظِهِ، وَكَذَلِكَ الخَشْرَم. وتَثَوَّلتِ النَّحْلُ: اجْتَمَعَتْ والْتَفَّتْ. والثَّوَّالَة: الكَثِير مِنَ الجَرَاد، اسْمٌ كالجَمَّالة والجَبَّانة. وَقَوْلُهُمْ: ثَوِيلَة مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعة جَاءَتْ مِنْ جُمْلة مُتَفرِّقة وصِبْيان وَمَالٌ. اللَّيْثُ: الثَّوْل الذَّكَر مِنَ النَّحْل، والثَّوَّالة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ والجَراد. وتَثَوَّل عَلَيْهِ القومُ وانْثَالوا: عَلَوْه بالشَّتْم وَالضَّرْبِ والقَهْر. وانْثَالَ عَلَيْهِ القَوْلُ: تَتَابَعَ وَكَثُرَ فَلَمْ يَدْرِ بأَيِّهِ يبدأُ. وانْثَال عَلَيْهِ التُّرابُ أَي انْصَبَّ؛ يُقَالُ: انْثَال عَلَيْهِ الناسُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ أَي انْصَبُّوا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: انْثَال عَلَيْهِ الناسُ أَي اجْتَمَعوا وانْصَبُّوا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَهُوَ مُطَاوِعُ ثَالَ يَثُول ثَوْلًا إِذا صَبَّ مَا فِي الإِناء. والثَّوْل: الْجَمَاعَةُ، والثَّوْل: شَجَر الحَمْضِ. والثَّوِيلَة: مُجْتَمَع العُشْب؛ عَنْ ثَعْلب. ابْنُ الأَعرابي: الثَّوْل النَّحْل، والثَّوْل الجُنون، والأَثْوَل المَجْنون، والأَثْوَل الأَحْمَق. يُقَالُ: ثَالَ فُلَانٌ يَثُول ثَوْلًا إِذا بَدا فِيهِ الجُنُون وَلَمْ يَسْتَحْكم، فإِذا اسْتَحْكم قِيلَ ثَوِل يَثْوَل ثَوَلًا، قَالَ: وَهَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ الْحَيَوَانِ، اللَّيْثُ: الثَّوَل، بِالتَّحْرِيكِ، شِبْه جُنون فِي الشَّاءِ، يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَثْوَل وللأُنثى ثَوْلاء؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ جُنُونٌ يُصِيبُ الشَّاةَ فَلَا تَتْبَع الْغَنَمَ وتَسْتَدير فِي مَرْتَعِها؛ وَشَاةٌ ثَوْلاءُ وتَيْسٌ أَثُولُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاض مُحَمَّدٍ، ... ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الثَّوَل اسْتِرْخَاءٌ فِي أَعضاء الشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ كَالْجُنُونِ يُصِيبُ الشَّاةَ، وَقَدْ ثَوِلَ ثَوَلًا واثْوَلَّ؛ حَكَى الأَخيرة سِيبَوَيْهِ. وَكَبْشٌ أَثْوَلُ ونَعَم ثَوْلاء، وَقَدْ نُهِي عَنِ التَّضْحِية بِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَا بأْس أَن يُضَحَّى بالثَّوْلاء ، قَالَ: الثَّوَل دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ كَالْجُنُونِ يَلْتَوِي مِنْهُ عُنُقُهَا، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذها فِي ظُهُورِهَا ورؤوسها فَتَخِرُّ مِنْهُ. والأَثْوَلُ: الْبَطِيءُ النُّصْرة والخَيْرِ والعَمَل وَالْجَدِّ. وثَوَلُ الضِّباع: فَحْلُهَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَيَسْتَمِرُّ ثَوَل الضِّبَاع وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: سأَل عَطَاءً عَنْ مَسِّ ثُول الإِبِل، قَالَ: لَا يُتَوَضأ مِنْهُ ؛ الثُّول لُغَةٌ فِي الثِّيل وَهُوَ وِعاء قَضيب الجَمَل، وَقِيلَ: هُوَ قَضِيبُه. ثيل: الثَّيل والثِّيل: وِعاء قَضِيب الْبَعِيرِ والتَّيْس والثَّور، وَقِيلَ: هُوَ الْقَضِيبُ نَفْسُهُ، وَقَدْ يُقَالُ فِي الإِنسان، وأَصله فِي الْبَعِيرِ. والثُّول: لُغَةٌ فِي الثَّيل، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي ثَوَلَ. اللَّيْثُ: الثَّيل جِرَابُ قُنْب البَعِير، وَيُقَالُ بَلْ هُوَ قَضِيبُه، وَلَا يُقَالُ قُنْب إِلا لِلْفَرَسِ. والأَثْيَل: الجَمَل الْعَظِيمُ الثَّيل، وَقِيلَ: هُوَ وِعاء قَضِيبِهِ. وبَعِير أَثْيَل: عَظِيمُ الثَّيل وَاسِعُهُ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: يَا أَيها العَوْدُ الثَّفالُ الأَثْيَلُ، ... مَا لَكَ، إِنْ حُثَّ المَطِيُّ، تَزحَلُ؟ والثِّيل: نَبَاتٌ يَشْتَبِكُ فِي الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ لَهُ أُرومة وأَصل، فإِذا كَانَ قَصِيرًا سُمِّي نَجْماً. والثَّيِّل: حَشِيش، وَقِيلَ: نَبْتٌ يَكُونُ عَلَى شُطُوطِ

فصل الجيم

الْأَنْهَارِ فِي الرِّيَاضِ، وجَمْعُه نَجْم، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الجَنْبَة يَنْبُتُ بِبِلَادِ تَمِيمٍ ويَعْظُم حَتَّى تَرْبِض الْغَنَمُ فِي أَدْفائه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثَّيِّل وَرَقُه كَوَرَقِ البُرّ إِلا أَنه أَقصر، وَنَبَاتُهُ فَرْشٌ عَلَى الأَرض يَذْهَبُ ذَهَابًا بَعِيدًا وَيَشْتَبِكُ حَتَّى يَصِيرَ عَلَى الأَرض كاللُّبْدة، وَلَهُ عُقَدٌ كَبِيرَةٌ وأَنابِيبُ قِصار وَلَا يَكَادُ يَنْبُتُ إِلا عَلَى مَاءٍ أَو فِي مَوْضِعٍ تَحْتَهُ مَاءٌ، وَهُوَ مِنَ النَّبَاتِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ ثَيِّلَة. شِمْرٌ: الثِّيلة شُجَيرة خَضْراء كأَنها أَول بَذْر الحَبِّ حِينَ تَخْرج صِغَارًا. ابْنُ الأَعرابي: الثِّيل ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُقَالُ إِنه لِحْية التَّيْس. فصل الجيم جأل: جأَلَ الصُّوفَ والشعَر: جَمَعَه. وجَيْأَلُ وجَيْأَلَةُ: الضَّبُعُ، مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ زَوَّجُوني جَيْأَلًا فِيهَا حَدَب، ... دَقِيقَةَ الرُّفْغَيْنِ ضَخْماء الرَّكَب وأَنشد ثَعْلَبٌ لِخَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ طَرِيف: وحَلَّقَت بِكَ العُقابُ القَيْعَله، ... وشَارَكَتْ مِنْكَ بشَأْو جَيْأَلَه قِيلَ: هِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ كُراع: هِيَ الجَيْأَل فأَدْخَل عَلَيْهَا الأَلف وَاللَّامَ؛ قَالَ العَجَّاج: يَدَعْن ذَا الثَّرْوةِ كالمُعَيَّل، ... وصاحِبَ الإِقْتارِ لَحْمَ الجَيْأَل ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا فِي الجَيْأَل وَهِيَ الضَّبُع عَلَى فَيْعَل: جَأَلَتْ تَجْأَلُ إِذا جَمعَت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَيْأَلُ غَيْرُ مَصْرُوفٍ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ؛ وأَنشد لِمُشَعَّثٍ: وَجَاءَتْ جَيْأَلٌ وبَنُو بَنِيها، ... أَجَمَّ المَاقِيَيْنِ بِهَا خُماع قَالَ أَبو عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا جَيَل، بِالتَّخْفِيفِ، وَيَتْرُكُونَ الْيَاءَ مصحَّحة لأَن الْهَمْزَةَ وإِن كَانَتْ مُلْقاة مِنَ اللَّفْظِ فَهِيَ مُبْقاة فِي النِّيَّةِ مُعامَلَةٌ معاملةَ المثبَتة غَيْرِ الْمَحْذُوفَةِ، أَلا تَرَى أَنهم لَمْ يَقْلِبُوا الْيَاءَ أَلفاً كَمَا قَلَبُوهَا فِي نَابٍ وَنَحْوِهِ لأَن الْيَاءَ فِي نِيَّةِ السُّكُونِ؟ قَالَ: والجَيْأَل الضَّخْم مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والاجْئِلالُ، بِوَزْنِ افْعِلال: الفزَعُ والوَهَل والوَجَل؛ قَالَ: وَزَعَمُوا لِامْرِئِ الْقَيْسِ: وغائِطٍ قَدْ هَبَطْتُ وَحْدي، ... لِلْقَلْب مِنْ خَوْفهِ اجْئِلالُ أَصله مِنَ الْوَجَلِ؛ قَالَ الأَزهري: لَا يَسْتَقِيمُ هَذَا الْقَوْلُ إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا كأَنه فِي الأَصل ائْجِلال، فأُخرت الْيَاءُ وَالْهَمْزَةُ بَعْدَ الْجِيمِ، قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ اجْئِلال افْعِلَالٌ مِنْ جَأَلَ يَجْأَلُ إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ كَمَا يُقَالُ وجَبَ القلبُ إِذا اضْطَرَبَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: اجْأَلَّ فَزِع، وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: للقَلْبِ مِنْ خَوْفِه اجْئِلالُ وَقَدْ قِيلَ: إِن جَيْأَلًا مُشْتَقٌّ مِنْهُ، قَالَ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. جبل: الجَبَل: اسْمٌ لِكُلِّ وَتِدٍ مِنْ أَوتاد الأَرض إِذا عَظُم وَطَالَ مِنَ الأَعلام والأَطواد والشَّناخِيب، وأَما مَا صغُر وَانْفَرَدَ فَهُوَ مِنَ القِنان والقُور والأَكَم، وَالْجَمْعُ أَجْبُل وأَجْبَال وجِبَال.

وأَجْبَلَ القومُ: صَارُوا إِلى الجَبَل. وتَجَبَّلُوا: دَخَلوا فِي الجَبَل؛ وَاسْتَعَارَهُ أَبو النَّجْمِ للمَجْد والشَّرَف فَقَالَ: وجَبَلًا، طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَر، ... أَشَمَّ لَا يَسطِيعُه النَّاسُ، الدَّهَر وأَراد الدَّهْرَ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَجْبَلَ إِذا صَادَفَ جَبَلًا مِنَ الرَّمْل، وَهُوَ الْعَرِيضُ الطَّوِيلُ، وأَحْبَل إِذا صَادَفَ حَبْلًا مِنَ الرَّمْل، وَهُوَ الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ. وجَبْلَة الجَبَل وجَبَلته: تأْسيس خِلْقته الَّتِي جُبِل وخُلِق عَلَيْهَا. وأَجْبَلَ الحافرُ: انْتَهَى إِلى جَبَل. وأَجْبَلَ القومُ إِذا حَفَروا فبَلَغوا الْمَكَانَ الصُّلْب؛ قَالَ الأَعْشَى: وطالَ السَّنامُ عَلَى جِبْلَةٍ، ... كخَلْقَاءَ مِنْ هَضَباتِ الحَضَن وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: أَن خَالِدًا الحَذَّاء كَانَ يسأَله فَسَكَتَ خَالِدٌ فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: مَا لَكَ أَجْبَلْت أَي انْقَطَعْتَ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَجْبَلَ الحافرُ إِذا أَفْضى إِلى الجَبَل أَو الصَّخْر الَّذِي لَا يَحِيك فِيهِ المِعْوَل. وسأَلته فَأَجْبَلَ أَي وَجَدْتُهُ جَبَلًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ وإِنما الْمَعْرُوفُ فِي هَذَا أَن يُقَالَ فِيهِ فَأَجْبَلته. الْفَرَّاءُ: الجَبَل سيِّد الْقَوْمِ وعالِمُهم. وأَجْبَلَ الشاعرُ: صَعُب عَلَيْهِ القولُ كأَنه انْتَهَى إِلى جَبَل مِنْهُ، وَهُوَ مِنْهُ. وابْنَة الجَبَل: الحَيَّة لأَن الجَبَل مأْواها؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد لسَدُوس بْنِ ضَبَابٍ: إِني إِلى كُلِّ أَيسار وبادية ... أَدْعُو حُبَيْشاً، كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَل أَي أُنَوِّه بِهِ كَمَا يُنَوَّه بِابْنَةِ الجَبَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ابْنَةُ الجَبَل تَنْطلق عَلَى عِدَّة مَعَانٍ: أَحدها أَن يُرَادَ بِهَا الصَّدَى وَيَكُونُ مَدْحاً لِسُرْعَةِ إِجابته كَمَا قَالَ سَدُوسُ بْنُ ضَبَابٍ، وأَنشد الْبَيْتَ: كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَل؛ وَبَعْدَهُ: إِن تَدْعُه مَوْهِناً يَعْجَلْ بِجابَتِه، ... عارِي الأَشاجِعِ يَسْعَى غَيْرَ مُشْتَمِل قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: كأَني، إِذ دَعَوْت بَني سُلَيْمٍ ... دَعَوْتُ بِدَعْوَتي لَهُمُ الجِبالا قَالَ: وَقَدْ يُضْرَبُ ابْنَةُ الجَبَل الَّذِي هُوَ الصَّدَى مَثَلًا لِلرَّجُلِ الإِمَّعَة الْمُتَابِعِ الَّذِي لَا رَأْيَ لَهُ. وَفِي بَعْضِ الأَمثال: كُنْتَ الجَبَل مَهْما يُقَلْ تَقُلْ. وَابْنَةُ الجَبَل: الدَّاهِيَةُ لأَنها تَثْقُل كأَنها جَبَل؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: فإِيَّاكُمُ إِيَّاكُمُ وَمُلِمَّةً، ... يقُول لَهَا الكانُونُ صَمِّي ابْنةَ الجَبَل قَالَ: وَقِيلَ إِن الأَصل فِي ابْنَةِ الجَبَل هُنَا الحَيَّةُ الَّتِي لَا تُجيب الرَّاقِي. وَابْنَةُ الجَبَل: القَوْس إِذا كَانَتْ مِنَ النَّبْع الَّذِي يَكُونُ هُنَاكَ لأَنها مِنْ شَجَرِ الْجَبَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ: لَا مالَ إِلَّا العِطافُ تُوزِرُه ... أُمّ ثَلاثينَ، وَابْنَةُ الجَبَل ابْنَةُ الجَبَل: القَوْسُ، والعِطاف السَّيْفُ، كَمَا يُقَالُ لَهُ الرِّداء؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْآخَرِ: وَلَا مالَ لِي إِلَّا عِطافٌ ومِدْرَعٌ، ... لَكُمْ طَرَفٌ مِنْهُ جَدِيدٌ وَلِي طَرَف

وَرَجُلٌ مَجْبُول: عَظِيمٌ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالجَبَل. وجَبْلَة الأَرض: صَلابتها. والجُبْلَة، بِالضَّمِّ: السَّنام. والجَبْل: السَّاحَة؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: وأَقْوَله للضَّيْفِ أَهْلًا ومَرْحَباً، ... وآمَنه جَارًا وأَوْسَعه جَبْلا وَالْجَمْعُ أُجْبُل وجُبُول. وجَبَل اللهُ الخَلْقَ يَجْبِلُهم ويَجْبُلُهم: خَلَقَهم. وجَبَلَه عَلَى الشَّيْءِ: طَبَعه. وجُبِلَ الإِنسانُ عَلَى هَذَا الأَمر أَي طُبِع عَلَيْهِ. وجِبْلَة الشَّيْءِ: طبيعتُه وأَصلُه وَمَا بُنِيَ عَلَيْهِ. وجُبْلَتُه وجَبْلَتُه، بِالْفَتْحِ؛ عَنْ كُرَاعٍ: خَلْقُه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجَبْلَة الخِلْقة، وَجَمْعُهَا جِبَالٌ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ أَجَنَّ اللهُ جِبَاله أَي جَعَلَهُ كَالْمَجْنُونِ، وَهَذَا نَصُّ قَوْلِهِ. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِمْ: أَجَنَّ اللَّهُ جِبَاله، قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ أَجَنَّ اللَّهُ جِبْلَته أَي خِلْقته، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَجَنَّ اللَّهُ جِباله أَي الجِبال الَّتِي يَسْكُنُهَا أَي أَكثر اللَّهُ فِيهَا الجِنَّ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: أَسأَلك مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا جُبِلَت عَلَيْهِ أَي خُلِقَت عَلَيْهِ وطُبِعَت عَلَيْهِ. والجِبْلَة، بِالْكَسْرِ: الخِلْقة؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: بَيْنَ شُكُول النِّساء خِلقَتُها ... قَصْدٌ، فَلَا جِبْلَةٌ وَلَا قَضَفُ قَالَ: الشُّكُول الضُّروب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ قَيْسِ بْنِ الخَطِيم جَبْلة، بِالْفَتْحِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ: وَهُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ جَبِلَ يَجْبَلُ فَهُوَ جَبِلَ وجَبْل إِذا غَلُظ، والقَضَف: الدِّقَّة وَقِلَّةُ اللَّحْمِ، والجَبْلَة: الْغَلِيظَةُ؛ يُقَالُ: جَبِلَتْ فَهِيَ جَبِلَة وجَبْلَة. وَثَوْبٌ جَيِّد الجِبْلَة أَي الغَزْل وَالنَّسْجِ والفَتْل. وَرَجُلٌ مَجْبُول: غَلِيظُ الجِبْلة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ رَجُلًا مَجْبُولًا ضَخْماً ؛ المَجْبُول الْمُجْتَمِعُ الخَلْق، والجَبِل مِنَ السِّهامِ: الْجَافِي البَرْي؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد الْكُمَيْتُ فِي ذِكْرِ صَائِدٍ: وأَهْدى إِليها مِنْ ذَواتِ حَفِيرَةٍ، ... بِلَا حظْوةٍ مِنْهَا، وَلَا مُصْفَحٍ جَبِل والجَبْلُ: الضَّخْم؛ قَالَ أَبو الأَسود الْعِجْلِيُّ: عُلاكِمُهُ مثلُ الفَنِيقِ شِمِلَّةٌ، ... وحافِرُه فِي ذَلِكَ المِحْلَب الجَبْل والجِبْلَة والجُبْلَة والجِبِلُّ والجِبِلَّة والجَبِيل والجَبْل والجُبْل والجُبُلُّ والجِبْلُ، كُلُّ ذَلِكَ: الأُمَّة مِنَ الخَلْق وَالْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وحَيٌّ جِبْلٌ: كَثِيرٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتوفَ لأَهْلِها ... جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبْل أَي الْكَثِيرِ. يَقُولُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ مُتْعَة لِلْمَوْتِ يَسْتَمْتِع بِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى الجُبْل، بِضَمِّ الْجِيمِ، قَالَ: وَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ. الأَصمعي: الجُبْل والعُبْر النَّاسُ الْكَثِيرُ. وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً ؛ يقرأُ جُبْلًا عَنْ أَبي عَمْرٍو ، وجُبُلًا عَنِ الْكِسَائِيِّ ، وجِبْلًا عَنِ الأَعرج وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ ، وجِبِلًّا، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ عن أهل المدينة، وجُبُلًّا، بالضم وَالتَّشْدِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ أَبي إِسحاق ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَيضاً جِبَل، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، جَمْعُ جِبْلَة وجِبَل وَهُوَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْوُجُوهِ خَلْقاً كَثِيرًا. قال أَبو الْهَيْثَمِ: جُبْل وجُبُلٌ وجِبْل وجِبِلٌّ وَلَمْ يَعْرِفْ جُبُلًّا، قَالَ: وجَبِيلٌ وجِبِلَّة لُغَاتٌ كُلُّهَا. والجِبِلَّة: الخِلْقة.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ؛ وقرأَها الْحَسَنُ بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ الجِبِلَّات. التَّهْذِيبُ: قَالَ الْكِسَائِيُّ الجِبِلَّة والجُبُلَّة تُكْسَرُ وَتُرْفَعُ مُشَدَّدَةً كُسِرَتْ أَو رُفِعَتْ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً ، قَالَ: فإِذا أَردتَ جِماع الجَبِيل قُلْتَ جُبُلًا مِثَالُ قَبيل وقُبُلًا، وَلَمْ يقرأْ أَحد جُبُلًّا. اللَّيْثُ: الجَبْل الخَلْق، جَبَلَهم اللَّهُ فَهُمْ مَجْبُولُونَ، وأَنشد: بِحَيْثُ شَدَّ الجَابِلُ المَجَابِلا أَي حَيْثُ شَدَّ أَسْر خَلْقِهم. وَكُلُّ أُمَّة مَضَتْ عَلَى حِدَةٍ فَهِيَ جِبِلَّة. والجُبْل: الشَّجَرُ الْيَابِسُ. ومالٌ جِبْلٌ: كَثِيرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وحاجبٍ كَرْدَسه فِي الحَبْل ... مِنَّا غُلَامٌ، كَانَ غَيْرَ وَغْل، حَتَّى افْتَدَى مِنْهُ بِمَالٍ جِبْل قَالَ: وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَيَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَس الجِبْل وَقَالَ: الأَنَسُ الإِنْس، والجِبْل الْكَثِيرُ. وحَيٌّ جِبْل أَي كَثِير. والجَبُولاء: العَصِيدة وَهِيَ الَّتِي تَقُولُ لَهَا الْعَامَّةُ الكَبُولاء. والجَبْلة والجِبْلة: الْوَجْهُ، وَقِيلَ مَا اسْتَقْبَلَكَ، وَقِيلَ جَبْلة الْوَجْهِ بَشَرته. وَرَجُلٌ جَبْل الْوَجْهِ: غَلِيظُ بَشَرَةِ الْوَجْهِ. وَرَجُلٌ جَبْل الرأْس: غَلِيظُ جِلْدة الرأْس وَالْعِظَامِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا رَمَيْنا جَبْلَة الأَشَدّ ... بِمَقْذَف باقٍ عَلَى الْمَرَدِّ وَيُقَالُ: أَنت جَبِل وجَبْل أَي قَبِيحٌ. والمُجْبِل فِي الْمَنْعِ «3». الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ غَلِيظًا إِنه لَذُو جِبْلَة. وامرأَة مِجْبَال أَي غَلِيظَةُ الخَلْق. وَشَيْءٌ جَبِلَ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَي غَلِيظٌ جَافٌّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الْمُثَلَّمِ: صَافِي الحَدِيدةِ لَا نِكْسٌ وَلَا جَبِل ورجُل جَبِيل الوجْه: قَبِيحُهُ، وَهُوَ أَيضاً الْغَلِيظُ جِلْدَةِ الرأْس وَالْعِظَامِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَبَل مِنَ الجِبال إِذا كَانَ عَزِيزاً، وعِزُّ فُلَانٍ يَزْحَم الجِبالَ؛ وأَنشد: أَلِلبأْسِ أَم للجُودِ أَم لِمَقَاوِمٍ، ... مِنَ العِزِّ، يَزْحَمْنَ الجِبالَ الرَّوَاسِيا؟ وَفُلَانٌ مَيْمونُ العَريكة والجَبِيلة والطَّبِيعة. والجَبْل: القَدَح الْعَظِيمُ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَجْبَلْته وجَبَلْته أَي أَجْبَرْته. والجَبَلان: جَبَلا طَيِءٍ أَجَأٌ وسَلْمَى. وجبَلَة بْنُ الأَيْهَم: آخِرُ مُلُوكِ غَسان. وجَبَلٌ وجُبَيْلٌ وجَبَلة: أَسماء. وَيَوْمُ جَبَلة: مَعْرُوفٌ. وجَبَلَة: موضع بنجد. جبرل: جِبْرِيلُ وجِبرِينُ وجَبْرَئِيلُ، كُلُّه: اسْمُ رُوح القُدُس، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وَزْنُ جَبْرَئِيل فَعْلَئيل وَالْهَمْزَةُ فِيهِ زَائِدَةٌ لقولهم جِبْريل. جبهل: رَجُلٌ جَبَهْلٌ إِذا كَانَ جَافِيًا؛ وأَنشد لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ التغلَبي: إِيّاكِ لَا تَسْتَبْدِلي قَرِدَ القَفا، ... حَزَابِيَةً وهَيَّبَاناً جَبَاجِبا أَلَفَّ كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه ... مِنَ الصُّوفِ نِكْثاً، أَو لئِيماً دُبادِبا جَبَهْلًا تَرَى مِنْهُ الجَبِينَ يَسُوءُها، ... إِذا نَظَرت مِنْهُ الجَمال وَحَاجِبَا

_ (3). قوله [والمجبل في المنع] هكذا في الأَصل، وعبارة شرح القاموس: ومن المجاز الإِجْبَال المنع، ويقال سألناهم حاجة فَأَجْبَلُوا أي منعوا

الجَبَاجِب والدُّبادِب: الكثير الشَّرِّ والجَلَبة. جثل: الجَثْل والجَثِيل مِنَ الشَّجَرِ والثِّيابِ والشَّعَر: الكثيرُ الْمُلْتَفُّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الشَّعَرِ مَا غَلُظ وقَصُر، وَقِيلَ: مَا كَثُف واسْوَدَّ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْم الكَثِيف مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. جَثُلَ جَثَالَةً وجُثُولَةً وجَثِل واجْثَأَلَّ النَّبْتُ: طَالَ وغَلُظَ والتفَّ، وَقِيلَ: اجْثَأَلَّ النبتُ اهْتَزَّ وأَمكن أَن يُقْبَض عَلَيْهِ. واجْثَأَلَّ الشَّعَرُ والريشُ: انْتَفَشَ، وَنَاصِيَةٌ جَثْلة، وتُسْتَحبُّ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ الجَثْلَةُ وَهِيَ الْمُعْتَدِلَةُ فِي الْكَثْرَةِ وَالطُّولِ، وَالِاسْمُ الجُثُولة والجَثَالة، وَشَجَرَةٌ جَثْلة إِذا كَانَتْ كَثِيرَةَ الْوَرَقِ ضَخْمة. وشَعَر مُجْثَئِلٌّ أَي مُنْتَفِشٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ مُحْزَئِلُّها، ... مُوَفَّرُ اللِّمَّةِ مُجْثَئِلُّها واجْثَأَلَّ الطَّائِرُ، بِالْهَمْزِ: تَنَفَّشَ للنَّدَى وَالْبَرَدِ. واجْثَأَلَّ الرجلُ إِذا غَضِبَ وتهيَّأَ للشَّرِّ وَالْقِتَالِ. والمُجْثَئِلُّ: العَرِيض، وَالْهَمْزَةُ عَلَى هَذَا زَائِدَةٌ فِي كُلِّ ذَلِكَ. والجُثَال: القُبَّرُ. واجْثَأَلَّ: انْتَفَشَتْ قُنْزُعَته؛ قَالَ جَنْدَل بْنُ الْمُثَنَّى: جَاءَ الشِّتَاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ، ... وطَلَعَتْ شَمْسٌ عَلَيْهَا مِغْفَرُ، وجَعَلَتْ عَينُ الحَرُورِ تَسكَرُ تَسْكَرُ أَي يَذْهَبُ حَرُّها. واجْثَأَلَّ النبتُ إِذا اهتزَّ وأَمكن لأَن يُقبض عَلَيْهِ. والمُجْثَئِلُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْمُنْتَصِبُ الْقَائِمُ. والجَثْلَة: النَّملة السَّوْدَاءُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: النَّمْلَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالْجَمْعُ جَثْلٌ؛ قَالَ: وتَرَى الذَّمِيم عَلَى مَرَاسِنِهم، ... غِبَّ الهِيَاجِ، كَمَازِنِ الجَثْل وعَمَّ بعضُهم بِهِ النَّمل. وثَكِلَتْكَ الجَثَل؛ قِيلَ: الجَثَل هُنَا الأُم؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وَقِيلَ: قَيِّمات الْبُيُوتِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَثْلة الرَّجُلِ: امرأَتُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى الجَثَل فِي قَوْلِهِمْ ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما يُعْنى بِهِ الزَّوْجَاتُ فَيَكُونُ مُوَافِقًا لِقَوْلِ ابْنِ الأَعرابي: إِن الجَثَل مِنْ قَوْلِهِمْ ثَكِلَتْكَ الجَثَل إِنما يُعْنى بِهِ قَيِّمات الْبُيُوتِ لأَن امرأَة الرَّجُلِ قَيِّمة بَيْتِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَكِلَتْكَ الجَثَل، قَالَ: هِيَ الأُمُّ الرَّعْناء، وَكَذَلِكَ ثَكِلَتْك الرَّعْبَل. وجَثَلَتْه الريحُ: كجَفَلَتْه سَوَاءً. والجُثَالة: مَا تَنَاثَرَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فِي بَعْضِ اللغات. جثعل: ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ جَعْثَلٍ: فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ سِتَّةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْهُمُ الجَعْثَل، فَقِيلَ: مَا الجَعْثَل؟ فَقَالَ: هُوَ الفظُّ الْغَلِيظُ ، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ مَقْلُوبُ الجَثْعَل وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنما هُوَ العَثْجَل وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، قَالَ: وكذلك قال الجوهري. جحل: الجَحْل: الحِرْباء، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْب مِنَ الحِرْباء، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ ذَكَر أُمِّ حُبَيْن؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: فَلما تَقَضَّتْ حاجةٌ مِنْ تَحَمُّلٍ، ... وقَلَّصَ واقْلَوْلى عَلَى عُودِهِ الجَحْلُ وَيُرْوَى: وأَظهرن، مَكَانَ وقَلَّصَ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّبُّ المُسِنُّ الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: الضَّخْمُ مِنَ الضِّبَاب، والجَحْلُ: يَعْسُوب النَّحْلِ، والجَحْل الجُعَل، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ مِنَ الْيَعَاسِيبِ والجِعْلان؛

قَالَ عَنْتَرَةَ: كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ جَحْلًا ... هَدُوجاً، بَيْنَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ يَعْنِي الجُعَل، وَالْجَمْعُ جُحُول وجِحْلان. وَقَالَ الأَزهري: الجَحْل ضَرْبٌ مِنَ اليَعاسيب مِنْ صِغارها، وَقِيلَ: الجَحْل اليَعْسوب الْعَظِيمُ وَهُوَ فِي خَلْق الجَرادة إِذا سَقَطَ لَمْ يَضُمَّ جَنَاحَيْهِ. والجَحْلاءُ مِنَ النُّوق: العظيمةُ الخَلْق. والجَحْل: السَّيِّدُ مِنَ الرِّجَالِ. والجَحْل: وَلَدُ الضَّب. والجَحْل: الزِّق، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْعَظِيمَ مِنْهَا. وسِقَاء جَحْل: ضَخْم عَظِيمٌ، وَجَمْعُهُ جُحُول. والجَحْل: الْعَظِيمُ الجَنْبَين، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَرَجُلٌ جَحْل: غَلِيظُ الْوَجْهِ وَاسِعُ الْجَبِينِ كَزُّه فِي غِلَظ وَعِظَمِ أَسنان. وَقَالَ الْجَرْمِيُّ: الجَحْل الْعَظِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: جَاءَ مُقَدِّحَةً عَيْنُه وَجَاحِلَةً عَيْنُه إِذا غَارَتْ؛ قَالَ ثَعْلَبُ بْنُ عَمْرٍو الْعَبْدِيُّ: وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيك الدَّوَاءُ، ... لَيْسَ لَهُ مِنْ طعامٍ نَصِيبُ فَتُصْبحُ جَاحِلَةً عَيْنُه ... لحِنْوِ اسْتِه، وصَلاه غُيوبُ قَالَ: وَالْقَصِيدَةُ فِي الْجُزْءِ الأَول مِنَ الأَصمَعِيَّات، وَهَذَا الْبَيْتُ: فَتُصْبِحُ جَاحِلَةً عَيْنُهُ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَالْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ حَجَلَ وأَنشده شَاهِدًا عَلَى حجَلَت عَيْنُهُ إِذا غَارَتْ وَيَحْتَاجُ إِلى نَظَرٍ. وضَرَبه فجَحَلَه جَحْلًا أَي صَرَعَه. وجَحَّلَه: شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ. والجَحْل: صَرْعُ الرجلِ صاحبَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومالَ أَبو الشَّعْثاءِ أَشْعَثَ دامِياً، ... وإِنَّ أَبا جَحْلٍ قَتِيلٌ مُجَحَّل وَرُبَّمَا قَالُوا جَحْلَمَه إِذا صَرَعه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والجُحَال، بِالضَّمِّ، السَّمُّ الْقَاتِلُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنشد الأَحمر: جَرَّعَه الذَّيْفَانَ والجُحَالا قَالَ: وأَما الجُخَال، بِالْخَاءِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو زَيْدٍ «1» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِشَرِيكِ بْنِ حَيَّانَ الْعَنْبَرِيِّ وَصَوَابُهُ جَرَّعْتُه؛ وَقَبْلَهُ: لاقَى أَبو نَخْلَةَ مِنِّي مَا لَا ... يَرُدُّهُ، أَو يَنْقُلَ الْجِبَالَا جَرَّعْتُه الذَّيْفَان والجُحَالا، ... وسَلَعاً أَوْرَثَه سُلالا وَهَذَا الْبَيْتُ بِعَيْنِهِ أَعني جَرَّعْتُه ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه فِي تَرْجَمَةِ حَجَلَ، بِالْحَاءِ قَبْلَ الْجِيمِ، وَقَالَ مَا صُورَتُهُ: وَمِنْ هَذَا الْفَصْلِ الحُجَال السُّمُّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جَرَّعْتُهُ الذَّيْفَانَ وَالْحُجَالَا وَذَكَرَهُ بِعَيْنِهِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ عَلَى الْحَاءِ، وَلَا أَدري هَلْ هُمَا بَيْتَانِ بِهَاتَيْنِ اللُّغَتَيْنِ أَو هُمَا بَيْتٌ وَاحِدٌ دَاخَلَ الشيخَ الوَهْمُ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم. وجَحْلة وجَحْل: اسْمُ رَجُلٍ. وامرأَة جَيْحَل: غَلِيظَةُ الخَلْق ضَخْمة. والجَيْحَل: الْعَظِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والجَيْحَل: الصَّخْرَةُ العَظيمةُ المَلْساءُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: مِنْهُ بعَجْزٍ كالصَّفاة الجَيْحَل والجَيْحَل: الجبل. جحدل: جَحْدَله: صَرَعَه، وَقَذَهُ أَو لَمْ يَقِذْه، وجحْدَلْته صَرَعته؛ قال الشاعر:

_ (1). قوله [أَبو زيد] في نسخ الصحاح: أَبو سعيد

نحْنُ جَحْدَلْنا عيَاذاً وابنَه ... بِبَلاطٍ، بَينَ قَتْلَى لَمْ تُجَن وفي الحديث : رأَت فِي الْمَنَامِ أَن رأْسي قَدْ قُطِعَ فَهُوَ يَتَجَحْدَل وأَنا أَتْبَعه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا فِي مُسْنَدِ أَحمد وَالْمَعْرُوفُ فِي الرِّوَايَةِ يَتَدَحْرَجُ ، قَالَ: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِهِ فَالَّذِي جَاءَ فِي اللُّغَةِ أَن جَحْدَلْته بِمَعْنَى صَرَعْته. والجَحْدَلة: الجَمْع. وجَحْدَلَ الأَموالَ: جَمَعَها. وجَحْدَلَ إِبِلَه: ضَمَّها، وجَحْدَلَها: أَكْرَاها؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: عَجِيج المُذَكَّى شدَّه، بعدَ هَدْأَةٍ، ... مُجَحْدَل آفَاقٍ بَعِيدُ المَذَاهب الأَزهري: ابْنُ حَبِيبٍ تَجَحْدَلَتِ الأَتَانُ إِذا تَقَبَّض حَيَاؤها للوِدَاق؛ وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ: وكَشَفْتُ عَنْ أَيْرِي لَهَا فَتَجَحْدَلتْ، ... وَكَذَاكَ صاحبةُ الوِدَاقُ تَجَحْدَلُ قَالَ: تَجَحْدُلُها تَقَبضُها واجْتِماعُها؛ وَقَالَ الْوَالِبِيُّ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ للأَسدي: تَعَالَوْا نجْمَعِ الأَمْوالَ حَتَّى ... نُجَحْدِلَ، مِنْ عَشِيرتِنا، المِئِينا وَفِي نُسْخَةٍ: مِئِينا. والمُجَحْدِل: الَّذِي يُكْرِي مِنْ قَرْية إِلى قَرْيَةٍ أُخرى، قَالَ: وَهُوَ الضَّفَّاطُ أَيضاً. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: المُجَحْدِل الَّذِي يُكْرِي مِنْ مَاءٍ إِلى مَاءٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِلى أَيِّ شيءٍ يُثْقِلُ السَّيفُ عاتِقِي، ... إِذا قادَني، وَسْطَ الرِّفاقِ، المُجَحْدِلُ؟ والجَحْدَل: الْحَادِرُ السَّمِين. ابْنُ الأَعرابي: جَحْدَلَ إِذا اسْتَغْنَى بَعْدَ فَقْرٍ، وجَحْدَلَ إِذا صَارَ جَمّالًا. وجَحْدَلَ إِناءَه: ملأَه. وجَحْدَلَ قِرْبَتَه: ملأَها. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجَحْدَلَة مِنَ الحُدَاء الحَسَنُ المُوَلَّدُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَوْرَدَها المُجَحْدِلون فَيْدا، ... وزَجَرُوها فَمَشَتْ رُويدا جحشل: الجَحْشَل والجُحَاشِل: السَّرِيع الْخَفِيفُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لاقَيْتُ مِنْهُ مُشْمَعِلًّا جَحْشَلا، ... إِذا خَبَبْتُ فِي اللِّقاءِ هَرْوَلا جحفل: الجَحْفَل: الْجَيْشُ الْكَثِيرُ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَيْل؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وأَرْعَنَ مَجْرٍ عَلَيْهِ الأَداةُ، ... ذِي تُدْرَإٍ لَجِبٍ جَحْفَلِ والجَحْفَل: السَّيِّد الْكَرِيمُ. وَرَجُلٌ جَحْفَل: سَيِّدٌ عَظِيمُ القَدْر؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: بَني أُمِّ ذِي الْمَالِ الْكَثِيرِ يَرَوْنَه، ... وإِن كَانَ عَبْدًا، سَيِّدَ القَوْم جَحْفَلا وتَجَحْفَل القومُ: تَجَمَّعوا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وجَحَافِل الخَيْل: أَفْواهُها. وجَحْفَلة الدَّابَّةِ: مَا تَنَاوَلُ بِهِ العَلَفَ، وَقِيلَ: الجَحْفَلة مِنَ الخَيْل والحُمُر والبغالِ وَالْحَافِرِ بِمَنْزِلَةِ الشَّفَةِ مِنَ الإِنسان والمِشْفَر لِلْبَعِيرِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِذَوَاتِ الخُفِّ؛ قَالَ: جَابَ لَهَا لُقْمانُ فِي قِلاتِها ... مَاءً نَقُوعاً لَصَدى هاماتِها، تَلْهَمُه لَهْماً بجَحْفَلاتها

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ يَصِفُ إِبلًا: تَسْمَعُ لِلْمَاءِ كصَوْتِ المَسْحَلِ، ... بَينَ وَرِيدَيْها، وبَينَ الجَحْفَلِ ابْنُ الأَعرابي: الجَحْفَل العريضُ الْجَنْبَيْنِ. وجَحْفَلَهُ أَي صَرَع وَرَمَاهُ، وَرُبَّمَا قَالُوا جَعْفَله. والجَحَنْفَل، بِزِيَادَةِ النُّونِ: الْغَلِيظُ، وَهُوَ أَيضاً الْغَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ، وَنُونُهُ مُلْحِقة لَهُ بِبِنَاءِ سَفَرْجَلٍ. جخدل: غُلَامٌ جَخْدَل وجُخْدُل، كلاهما: حادِرٌ سمين. جدل: الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلًا إِذا شَدَدْتَ فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلًا مُحْكَماً؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِزِمَامِ النَّاقَةِ الجَدِيل. ابْنُ سِيدَهْ: جَدَلَ الشيءَ يَجْدُلُهُ ويَجْدِلُهُ جَدْلًا أَحكم فَتْله؛ وَمِنْهُ جَارِيَةٌ مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل. والجَدِيل: الزِّمَامُ الْمَجْدُولُ مِنْ أَدم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ، ... وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل قَالَ: وَرُبَّمَا سُمِّي الوِشاح جَدِيلًا؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلَانَ النَّهْدِيُّ: جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنَّها ... سَقِيّة بَرْدِيٍّ نَمَتْها غُيُولها كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ، ... عَلَى مَتْنِها، حَيْثُ اسْتَقَرَّ جَديلُها وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لَهَا إِتْبُ، ... وجَدَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ والجَدِيل: حَبْل مَفْتُولٌ مِنْ أَدم أَو شَعْرٍ يَكُونُ فِي عُنق الْبَعِيرِ أَو النَّاقَةِ، وَالْجَمْعُ جُدُلٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: وإِنه لَحَسن الأَدَم وحَسَن الجَدْل إِذا كَانَ حَسَنَ أَسْرِ الخَلْق. وجُدُول الإِنسان: قَصَبُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ. والجَدْل والجِدْل: كُلُّ عَظْم مُوَفَّر كَمَا هُوَ لَا يكسَر وَلَا يُخْلَط بِهِ غيرُه. والجِدْل [الجَدْل]: الْعُضْوُ، وَكُلُّ عُضْوٍ جِدْل، وَالْجَمْعُ أَجْدال وجُدُول، وَقِيلَ: كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُكْسَرْ جَدْل وجِدْل. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: العَقِيقة تُقْطَع جُدُولًا لَا يُكْسَر لَهَا عَظْم ؛ الجدُول: جَمْعُ جَدْل وجِدْل، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَهُوَ الْعُضْوُ. وَرَجُلٌ مَجْدول، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَجْدول الخَلْق لَطيف القَصَب مُحْكَم الفَتْل. وَالْمَجْدُولُ: القَضِيف لَا مِنْ هُزَال. وَغُلَامٌ جَادِل: مُشْتَدّ. وساقٌ مَجْدولة وجَدْلاء: حَسنَة الطَّيِّ، وَسَاعِدٌ أَجْدَل كَذَلِكَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَيْنِ، ... أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب وجَدَلَ وَلَدُ النَّاقَةِ وَالظَّبْيَةِ يَجْدُلُ جُدُولًا: قَوِي وتَبِع أُمه. والجَادِل مِنَ الإِبل: فَوْقَ الرَّاشِح، وَكَذَلِكَ مِنْ أَولاد الشَّاءِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ قَوِي ومَشى مَعَ أُمه، وجَدَل الْغُلَامُ يَجْدُل جُدُولًا واجْتَدَلَ كَذَلِكَ. والأَجْدَل: الصَّقْر، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وأَصله مِنَ الجَدْل الَّذِي هُوَ الشِّدَّة، وَهِيَ الأَجَادِل، كَسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماءِ لِغَلَبَةِ الصِّفَةِ، وَلِذَلِكَ جعله سيبوبه مِمَّا يَكُونُ صِفَةً فِي بَعْضِ الْكَلَامِ وَاسْمًا فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَقَدْ يُقَالُ للأَجْدَل أَجْدَليٌّ، وَنَظِيرُهُ عَجَمِيٌّ وأَعْجَمِيٌّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

كأَنَّ بَني الدعماءِ، إِذ لَحِقُوا بِنا، ... فِراخُ القَطَا لاقَيْنَ أَجْدَلَ بازِيَا اللَّيْثُ: إِذا جَعَلْت الأَجْدل نَعْتًا قُلْتَ صَقْر أَجْدَل وصُقُور جُدْل، وإِذا تَرَكْتَهُ اسْمًا للصَّقْر قُلْتَ هَذَا الأَجْدَل وَهِيَ الأَجَادِل، لأَن الأَسماء الَّتِي عَلَى أَفْعَل تُجْمَعُ عَلَى فُعْل إِذا نُعِت بِهَا، فإِذا جَعَلْتَهَا أَسماء مَحْضة جُمِعَتْ عَلَى أَفَاعل؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: يَخُوتُونَ أُخْرى القَوْم خَوْتَ الأَجَادِل أَبو عُبَيْدٍ: الأَجَادِل الصُّقُور، فإِذا ارْتَفَعَ عَنْهُ فَهُوَ جَادِل. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: يَهْوِي هُوِيَّ الأَجَادِل ؛ هِيَ الصُّقُورُ، وَاحِدُهَا أَجْدَل وَالْهَمْزَةُ فِيهِ زَائِدَةٌ. والأَجْدَلُ: اسْمُ فَرَسِ أَبي ذَرٍّ الغِفاري، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا تَقَدَّمَ. وجَدَالة الخَلْق: عَصْبُه وطَيُّه؛ ورَجل مَجْدُول وامرأَة مَجْدُولة. والجَدَالَة: الأَرض لشِدَّتها، وَقِيلَ: هِيَ أَرض ذَاتُ رَمْلٍ دَقِيقٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ أَرْكَب الآلَةَ بَعْدَ الْآلَهْ، ... وأَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله والجَدْل: الصَّرْع. وجَدَلَهُ جَدْلًا وجَدَّلَهُ فانْجَدَلَ وتَجَدَّلَ: صَرَعه عَلَى الجَدَالة وَهُوَ مَجْدُول، وَقَدْ جَدَلْتُه جَدْلًا، وأَكثر مَا يُقَالُ جَدَّلْتُهُ تَجْدِيلًا، وَقِيلَ للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُصْرَع عَلَى الجَدَالة. الأَزهري: الْكَلَامُ الْمُعْتَمَدُ: طَعَنَه فَجَدَّلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ فِي أُم الْكِتَابِ وإِن آدَمَ لَمُنْجَدِل فِي طِينَتِهِ ؛ شَمِرٌ: المُنْجَدِل السَّاقِطُ، والمُجَدَّل المُلْقى بالجَدَالة، وَهِيَ الأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ صَيَّادٍ: وَهُوَ مُنْجَدِل فِي الشَّمْسِ ، وَحَدِيثُ عَلِيٍّ حِينَ وَقَفَ عَلَى طَلْحَةَ وَهُوَ قَتِيلٌ فَقَالَ: أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبا مُحَمَّدٍ أَن أَراك مُجَدَّلًا تَحْتَ نُجوم السَّمَاءِ أَي مُلْقًى عَلَى الأَرض قَتيلًا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَنه قَالَ لِصَعْصَعَةَ: مَا مرَّ عَلَيْكَ جَدَّلْته أَي رَمَيْتَهُ وَصَرَعْتَهُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: مُجَدَّل يَتَكَسَّى جِلْدُه دَمَه، ... كَمَا تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ يُقَالُ: طَعَنَهُ فجَدَلَه أَي رَمَاهُ بالأَرض فانْجَدَلَ سَقَط. يُقَالُ: جَدَلْته، بِالتَّخْفِيفِ، وجَدَّلته، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ أَعم. وعَنَاق جَدْلاء: فِي أُذُنها قِصَر. والجَدَالة: البَلَحة إِذا اخْضَرَّت وَاسْتَدَارَتْ، وَالْجَمْعُ جَدَالٌ؛ قَالَ بَعْضُ أَهل الْبَادِيَةِ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُخَبَّلِ السَّعْدِيِّ: وَسَارَتْ إِلى يَبْرِينَ خَمْساً، فأَصْبَحَتْ ... يَخِرُّ عَلَى أَيدي السُّقَاة جَدَالُها قَالَ أَبو الْحَسَنِ: قَالَ لِي أَبو الْوَفَاءِ الأَعرابي جَدَالها هَاهُنَا أَولادُها، وإِنما هُوَ لِلْبَلَحِ فَاسْتَعَارَهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَدَالة فَوْقَ البَلَحة، وَذَلِكَ إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَي اشتدَّت، واشتُقَّ جُدول، وَلَدُ الظَّبْيَةِ، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ قَالَ إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُهَا لأَن الجَدَالة لَا نَوَاةَ لَهَا، وَقَالَ مرَّة: سمِّيت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تَشْتَدُّ نَوَاتُهَا وَتَسْتَتِمُّ قَبْلَ أَن تُزْهِي، شُبِّهَتْ بالجَدَالة وَهِيَ الأَرض. الأَصمعي: إِذا اخضرَّ حَبُّ طَلْع النَّخِيلِ وَاسْتَدَارَ قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ فإِن أَهل نَجْدٍ يُسَمُّونَهُ الجَدَال. وجَدَلَ الحَبُّ فِي السُّنْبُلِ يَجْدُلُ: وَقَعَ فِيهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ قَوِي. والمِجْدَل: القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بِنَائِهِ، وَجَمْعُهُ مَجَادِل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:

كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأَنَّها ... مَجَادِلُ، شدَّ الرَّاصِفُونَ اجْتِدَالَها وَالِاجْتِدَالُ: الْبُنْيَانُ، وأَصل الجَدْل الفَتْل؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لأَبي كَبِيرٍ: فِي رأْس مُشْرِفة القَذال، كأَنما ... أَطْرُ السحابِ بِهَا بَياضُ المِجْدَل وَقَالَ الأَعشى: فِي مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنيانُه، ... يَزِلُّ عَنْهُ ظُفُرُ الطَّائِرِ «2» ودِرْع جَدْلاءُ ومَجْدُولَة: مُحْكَمة النَّسْجِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجَدْلاء والمَجْدُولة مِنَ الدُّرُوعِ نحوُ المَوْضونة وَهِيَ الْمَنْسُوجَةُ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَهِيَ الْمَحْكَمَةُ؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: فِيهِ الجِيَادُ، وَفِيهِ كُلُّ سَابِغَةٍ ... جَدْلاءُ مُحْكمة مِنْ نَسْج سَلَّام اللَّيْثُ: جَمْعُ الجَدْلاء جُدْل. وَقَدْ جُدِلَت الدروعُ جَدْلًا إِذا أُحكمت. شَمِرٌ: سمِّيت الدُّروع جَدْلًا وَمَجْدُولَةً لإِحكام حَلَقِها كَمَا يُقَالُ حَبْل مَجْدُولٌ مَفْتُولٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: فَهُنَّ كعِقْبان الشَّرِيج جَوَانِحٌ، ... وَهُمْ فَوْقَهَا مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل أَراد حَلَق الدِّرْعِ الْمَجْدُولَةَ فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ المَوصوف. والجَدْل: أَن يُضْرب عُرْضُ الحَديد حَتَّى يُدَمْلَج، وَهُوَ أَن تُضْرَبَ حُرُوفَهُ حَتَّى تَسْتَدِيرَ. وأُذُن جَدْلاء: طَوِيلَةٌ لَيْسَتْ بِمُنْكَسِرَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ كالصَّمْعاءِ إِلَّا أَنها أَطول، وَقِيلَ: هِيَ الوَسَط مِنَ الْآذَانِ. والجِدْل والجَدْل: ذَكَر الرَّجُلِ، وَقَدْ جَدَلَ جُدولًا فَهُوَ جَدِلٌ وجَدْلٌ عَرْدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى جَدِلًا عَلَى النَّسَبِ. ورأَيت جَدِيلَةَ رَأْيه أَي عزيمتَه. والجَدَل: اللَّدَدُ فِي الخُصومة والقدرةُ عَلَيْهَا، وَقَدْ جَادَلَهُ مُجَادَلَةً وجِدَالًا. وَرَجُلٌ جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال: شَدِيدُ الجَدَل. وَيُقَالُ: جَادَلْتُ الرجلَ فجَدَلْتُهُ جَدْلًا أَي غَلَبْتُهُ. وَرَجُلٌ جَدِلٌ إِذا كَانَ أَقوى فِي الخِصام. وجَادَلَهُ أَي خَاصَمَهُ مُجَادَلَةً وجِدالًا، وَالِاسْمُ الجَدَل، وَهُوَ شدَّة الخصومة. وفي الْحَدِيثِ : مَا أُوتيَ الجَدَلَ قومٌ إِلَّا ضَلُّوا ؛ الجَدَل: مُقَابَلَةُ الْحُجَّةِ بِالْحُجَّةِ؛ وَالْمُجَادَلَةُ: الْمُنَاظَرَةُ وَالْمُخَاصَمَةُ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ الجَدَلُ عَلَى الْبَاطِلِ وطَلَبُ الْمُغَالَبَةِ بِهِ لَا إَظهار الْحَقِّ فإِن ذَلِكَ مَحْمُودٌ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . وَيُقَالُ: إِنه لَجَدِل إِذا كَانَ شَدِيدَ الخِصام، وإِنه لمَجْدُول وَقَدْ جَادَلَ. وَسُورَةُ المُجَادَلَة: سُورَةُ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ لِقَوْلِهِ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ؛ وَهُمَا يَتَجَادَلان فِي ذَلِكَ الأَمر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: قَالُوا مَعْنَاهُ لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَن يُجَادِلَ أَخاه فَيُخْرِجَهُ إِلى مَا لَا يَنْبَغِي. والمَجْدَل: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه، لأَن الْغَالِبَ عَلَيْهِمْ إِذا اجْتَمَعُوا أَن يَتَجَادَلُوا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فانْقَضَّ بالسَّيْر وَلَا تَعَلَّلِ ... بِمَجْدَل، ونِعْم رأْسُ المَجْدَلِ والجَدِيلة: شَرِيجة الْحَمَامِ وَنَحْوُهَا، وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الجَدِيلة: جَدَّال، وَيُقَالُ: رَجُلٌ جَدَّال بَدَّال مَنْسُوبٌ إِلى الجَدِيلة الَّتِي فِيهَا الحَمام. والجَدَّال: الَّذِي يَحْصُر الحَمام فِي الجَدِيلة. وحَمام جَدَلِيٌّ:

_ (2). في الصحاح: شيّد

صَغِيرٌ ثَقِيلُ الطَّيَرَانِ لِصِغَرِهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يأْتي بالرأْي السَّخِيف: هَذَا رأْي الجَدّالين والبَدّالين، والبَدَّال الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَالٌ إِلَّا بِقَدْرِ مَا يَشْتَرِي بِهِ شَيْئًا، فإِذا بَاعَهُ اشْتَرَى بِهِ بَدَلًا مِنْهُ فَسُمِّيَ بَدَّالًا. والجَدِيلَة: القَبِيلة وَالنَّاحِيَةُ. وجَدِيلَة الرَّجُلِ وجَدْلاؤُه: نَاحِيَتُهُ. وَالْقَوْمُ عَلَى جَدِيلة أَمرهم أَي عَلَى حَالِهِمُ الأَول. وَمَا زَالَ عَلَى جَدِيلة وَاحِدَةٍ أَي عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ وَطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّاكِلَةُ النَّاحِيَةُ وَالطَّرِيقَةُ والجَدِيلة، مَعْنَاهُ عَلَى جَدِيلته أَي طَرِيقَتِهِ وَنَاحِيَتِهِ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: وعَبْدُ الْمَلِكِ إِذ ذَاكَ عَلَى جَدِيلته وَابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى جَدِيلته، يُرِيدُ نَاحِيَتَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَلَى جَدِيلته وجَدْلائه كَقَوْلِكَ عَلَى نَاحِيَتِهِ. قَالَ شَمِرٌ: مَا رأَيت تَصْحِيفًا أَشبه بِالصَّوَابِ مِمَّا قرأَ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ، فصحَّف فَقَالَ عَلَى حَدٍّ يَلِيه، وإِنما هُوَ عَلَى جَدِيلته أَي نَاحِيَتِهِ وَهُوَ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. والجَدِيلة: الشاكلة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَتَب فِي الْعَبْدِ إِذا غَزَا عَلَى جَدِيلته لَا يَنْتَفِعُ مَوْلَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ خِدْمَتِهِ فأَسْهِم لَهُ ؛ الجَدِيلة: الْحَالَةُ الأُولى. يُقَالُ: الْقَوْمُ عَلَى جَدِيلَة أَمرهم أَي عَلَى حَالَتِهِمُ الأُولى. وَرَكِبَ جَدِيلة رأْيه أَي عَزيمتَه، أَراد أَنه إِذا غَزا مُنْفَرِدًا عَنْ مَوْلَاهُ غَيْرَ مَشْغُولٍ بِخِدْمَتِهِ عَنِ الْغَزْوِ. والجَدِيلة: الرَّهْط وَهِيَ مِنْ أَدَم كَانَتْ تُصنع فِي الْجَاهِلِيَّةِ يأْتَزِر بِهَا الصِّبْيَانُ وَالنِّسَاءُ الحُيَّض. وَرَجُلٌ أَجْدَل المَنْكِب: فِيهِ تَطَأْطؤ وَهُوَ خِلَافُ الأَشْرَف مِنَ الْمَنَاكِبِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خَطَأٌ وَالصَّوَابُ بِالْحَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الطَّائِرُ، قَالَ بَعْضُهُمْ: بِهِ سُمِّي الأَجْدَل وَالصَّحِيحُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَدِيلَة النَّاحِيَةُ وَالْقَبِيلَةُ. وجَدِيلة: بَطْنٌ مِنْ قَيْسٍ مِنْهُمْ فَهْم وعَدْوان، وَقِيلَ: جَدِيلَة حيٌّ من طيِء وَهُوَ اسْمُ أُمهم وَهِيَ جَدِيلَة بِنْتُ سُبَيْع بْنِ عَمْرِو بْنِ حِمْيَر، إِليها يُنْسَبُونَ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم جَدَليٌّ مِثْلُ ثَقَفيٍّ. وجَدِيل: فَحْل لمَهْرة بْنِ حَيْدان، فأَما قَوْلُهُمْ فِي الإِبل جَدَلِيَّة فَقِيلَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى هَذَا الْفَحْلِ، وَقِيلَ: إِلى جَديلة طيِء، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَيُنْسَبُ إِليهم فَيُقَالُ: جَدَلِيٌّ. اللَّيْثُ: وجَدِيلة أَسَدٍ قَبِيلَةٌ أُخرى. وجَدِيل وشَدْقَم: فَحْلان مِنَ الإِبل كَانَا لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ. والجَدْوَل: النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ جِدْوَل، بِكَسْرِ الْجِيمِ، عَلَى مِثَالِ خِرْوَع. اللَّيْثُ: الجَدْوَل نَهْرُ الْحَوْضِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الأَنهار الصِّغَارِ يُقَالُ لَهَا الجَداوِل. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، قَالَ: جَدْوَلًا وَهُوَ النَّهْرُ الصَّغِيرُ. والجَدْوَل أَيضاً: نهر معروف. جذل: الجِذْل: أَصل الشَّيْءِ الْبَاقِي مِنْ شَجَرَةٍ وَغَيْرِهَا بَعْدَ ذَهَابِ الْفَرْعِ، وَالْجَمْعُ أَجذال وجِذال وجُذُول وجُذُولة. والجِذْل: مَا عَظُم مِنْ أُصول الشَّجَرِ المُقَطَّع، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْعِيدَانِ مَا كَانَ عَلَى مِثَالِ شَمَارِيخِ النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. اللَّيْثُ: الجِذْل أَصل كُلِّ شَجَرَةٍ حِينَ يَذْهَبُ رأْسها. يُقَالُ: صَارَ الشَّيْءُ إِلى جِذْلِه أَي أَصله، وَيُقَالُ لأَصل الشَّيْءِ جِذْل، وَكَذَلِكَ أَصل الشَّجَرِ يُقَطَّعُ، وَرُبَّمَا جُعِل العُود جِذْلًا فِي عَيْنِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: الجِذْل وَاحِدُ الأَجْذال وَهِيَ أُصول الحَطَب الْعِظَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ : يُبْصِرُ أَحدكم القَذى فِي عَيْنِ أَخيه وَلَا يُبْصِرُ الجِذْل فِي عَيْنِهِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّوْبَةِ: ثُمَّ مَرَّت بجِذْل شَجَرَةٍ فَتَعَلَّق بِهِ

زِمامُها ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَفِينَةَ: أَنه أَشاط دَمَ جَزُور بِجِذْل أَي بِعُودٍ. والجِذْل: عُودٌ يُنْصَبُ للإِبل الجَرْبى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ عُطارد، وَقِيلَ بَلْ هُوَ الحُباب بْنُ الْمُنْذِرِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك؛ قَالَ يَعْقُوبُ: عَنى بالجُذَيْل هَاهُنَا الأَصل مِنَ الشَّجَرَةِ تحتكُّ بِهِ الإِبل فَتَشْتَفِي بِهِ، أَي قَدْ جَرَّبتني الأُمور وَلِي رأْي وَعِلْمٌ يُشْتَفَى بِهِمَا كَمَا تَشْتَفِي هَذِهِ الإِبل الجَرْبى بِهَذَا الجِذْل، وصَغَّره عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ، وَقِيلَ: الجِذْل هُنَا العُود الَّذِي يُنْصَبُ للإِبل الجَرْبى؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو ذؤَيب أَو ابْنُهُ شِهَابٌ: رِجالٌ بَرَتْنا الحَرْبُ حَتَّى كأَنَّنا ... جِذَال حِكاكٍ، لَوَّحَتْها الدَّواجِنُ وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك. وجِذْلا النَّعْلِ: جَانِبَاهَا. اللَّيْثُ: الجذلُ انْتِصَابُ «1» الْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ وَنَحْوُهُ عُنُقه، وَالْفِعْلُ جَذَل يَجْذُل جُذُولًا، قَالَ: وجَذِل يَجْذَل جَذَلًا فَهُوَ جَذِل وجَذْلانُ، وامرأَة جَذْلى، مِثْلُ فَرِحٍ وفَرْحان. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَجاز لَبِيدٌ جَاذِل بِمَعْنَى جَذِلٍ فِي قَوْلِهِ: وَعانٍ فَكَكْناه بِغَيْرِ سُوامِه، ... فأَصْبَحَ يَمْشي فِي المَحَلَّة جَاذِلا أَي فَرِحاً. والجَاذِلُ والجاذِي: المُنْتَصب، وَقَدْ جَذَا يَجْذُو وجَذَلَ يَجْذُلُ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَاذِل الْمُنْتَصِبُ مَكَانَهُ لَا يَبْرَح، شُبِّه بالجِذْل الَّذِي يُنْصَب فِي المعاطنِ لتَحْتَكَّ بِهِ الإِبل الجَرْبى، وجَذَلَ الشيءُ يَجْذُلُ جُذُولًا: انْتَصَبَ وَثَبَتَ لَا يَبْرَح؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: لاقَتْ عَلَى الْمَاءِ جُذَيْلًا واتِدا، ... وَلَمْ يَكُنْ يُخْلِفُها المَواعِدا وَيُرْوَى جُذَيْلًا واطِداً، والواطِدُ والواتِدُ: الثَّابِتُ. وجُذَيْلًا: يُرِيدُ راعِياً شَبَّهَه بالجِذْل. وإِنه لجِذْلُ رِهان أَي صَاحِبُ رِهان؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: هَلْ لَكَ فِي أَجْوَدِ مَا قادَ العَرَب؟ ... هَلْ لَكَ فِي الخالِص غَيْرِ المُؤْتَشَب؟ جِذْل رِهانٍ فِي ذِراعَيْه حَدَب، ... أَزَلَّ إِن قِيدَ، وإِن قَامَ نَصَب يَقُولُ: إِذا قَامَ رأَيته مُشْرِف العُنُق والرأْس. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جِذْل مَالٍ إِذا كَانَ رَفِيقاً بسِياسَته حَسَنَ الرِّعْية. والأَجْذال: مَا بَرَزَ وظهر من رؤوس الْجِبَالِ، وَاحِدُهَا جِذْل. والجَذَل، بِالتَّحْرِيكِ: الفَرَحُ. وجَذِل، بِالْكَسْرِ، بِالشَّيْءِ يَجْذَل جَذَلًا، فَهُوَ جَذِلٌ وجَذْلانُ: فَرِح، وَالْجَمْعُ جَذالى، والأُنثى جَذْلانَةٌ وَقَدْ يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ جَاذِلٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ أَصْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ بَاتَ جاذِلًا، ... لَهُ فَوْق زُجَّيْ مِرفَقَيْه وحاوحُ وأَجْذَلَه غيرُه أَي أَفْرَحَه. واجْتَذَلَ أَي ابْتَهَج. وسِقاءٌ جَاذِل: قَدْ مَرَنَ وغَيَّر طَعْم اللَّبَن. جرل: الجَرَلُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحِجارة وَكَذَلِكَ الجَرْوَلُ، وَقِيلَ: الحِجارة مَعَ الشَّجَر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: كُلّ وَآةٍ وَوَأًى ضَافِي الخُصَل ... مُعْتَدلات فِي الرِّقاق والجَرَل

_ (1). قوله [الجذل انتصاب إلخ] كذا بالأصل من غير ضبط للجذل ولعله محرف عن الجذول

والجَرَل: المَكان الصُّلْب الغَلِيظ الشَّدِيد مِنْ ذَلِكَ. ومَكانٌ جَرِلٌ وَالْجَمْعُ أَجْرال؛ قَالَ جَرِيرٌ: مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى، ... ضَرِمِ الرِّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرْضٌ جَرِلَة: ذَاتُ جَرَاوِلَ وغِلَظٍ وَحِجَارَةٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يَكُونُ جَمْعُ جَرَل مِثْلُ جَبَل وأَجْبال. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ أَرض جَرِلَةٌ وَجَمْعُهَا أَجْرال فخطأٌ، إِلا أَن يَكُونَ هَذَا الْجَمْعُ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، وَالصَّوَابُ البَيِّن أَن يَقُولَ مَكَانٌ جَرِلٌ، لأَن فَعِلًا مِمَّا يُكَسَّر عَلَى أَفعال اسْمًا وَصِفَةً، وَقَدْ جَرِلَ المَكانُ جَرَلًا. والجَرْوَل: الحِجارة، وَالْوَاوُ للإِلحاق بجَعْفر، وَاحِدَتُهَا جَرْوَلة، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْحِجَارَةِ مِلْءُ كَفِّ الرَّجُلِ إِلى مَا أَطاق أَن يَحْمِل، وَقِيلَ: الجَراولُ الْحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا جَرْوَلة. والجَرْوَل والجُرْوَل: مَوْضِعٌ مِنَ الْجَبَلِ كثيرُ الْحِجَارَةِ. التَّهْذِيبُ: الجَرَل الخَشِن مِنَ الأَرض الكثيرُ الْحِجَارَةِ. وَمَكَانٌ جَرِلٌ، قَالَ: وَمِنْهُ الجَرْوَل وَهُوَ مِنَ الحَجَر مَا يُقِلُّه الرَّجُلُ وَدُونَهُ وَفِيهِ صَلَابَةٌ؛ وأَنشد: هُمْ هَبَطُوه جَرِلًا شَراسا، ... لِيَتْرُكُوه دَمِناً دَهاسا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَما الجَرْوَل فَزَعَمَ أَبو وَجْزَة أَنه مَا سَالَ بِهِ الْمَاءُ مِنَ الْحِجَارَةِ حَتَّى تَرَاهُ مُدَلَّكاً مِنْ سَيْلِ الْمَاءِ بِهِ فِي بَطْن الْوَادِي؛ وأَنشد: مُتَكَفِّت ضَرِم السِّباقِ، ... إِذا تَعَرَّضَتِ الجَراوِل الْكِلَابِيُّ: وَادٍ جَرِلٌ إِذا كَانَ كَثِير الجِرفَة والعَتَب وَالشَّجَرِ، قَالَ: وَقَالَ حِتْرِشٌ مَكان جَرِلٌ فِيهِ تَعادٍ واختلافٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَعراب قيس: أَرْضٌ جَرِفَة مُخْتَلِفة، وقَدَحٌ جَرِفٌ ورجل جَرِفٌ كَذَلِكَ. اللَّيْثُ: والجَرْوَل اسْمٌ لبَعض السِّباع. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف شَيْئًا مِنَ السِّباع يُدْعَى جَرْوَلًا. ابْنُ سِيدَهْ: الجَرْوَل مِنْ أَسماء السِّباعِ. وجَرْوَل بنُ مُجاشِع: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: مُكْرَهٌ أَخْوكَ «1» لَا بَطَل. وجَرْوَلٌ: الحُطَيْئَة العَبْسِيُّ سمِّي الْحَجَرُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا ضَرَّها أَنَّ كَعباً نَوى، ... وفَوَّزَ مِنْ بَعْدِه جَرْوَلُ والجِرْيال والجِرْيالة: الخَمْرُ الشَّدِيدَةُ الحُمْرة، وَقِيلَ: هِيَ الحُمْرة؛ قَالَ الأَعْشَى: وسَبِيئَةٍ مِمَّا تُعَتِّقُ بابلٌ، ... كَدَمِ الذَّبِيح سَلَبْتُها جِرْيالَها وَقِيلَ: جِرْيال الخَمْر لَوْنُها. وَسُئِلَ الأَعشى عَنْ قَوْلِهِ سَلَبْتُهَا جِرْيَالَهَا فَقَالَ أَي شَرِبْتُهَا حَمْرَاءَ فَبُلْتُها بَيْضَاءَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَعْنِي أَن حُمْرتها ظَهَرَتْ فِي وَجْهِهِ وخَرَجَت عَنْهُ بيضاءَ، وَقَدْ كَسَّرَها سِيبَوَيْهِ يُرِيدُ بِهَا الخَمْر لَا الحُمْرة، لأَن هَذَا الضَّرْب مِنَ العَرَض لَا يُكَسَّرُ وإِنما هُوَ جِنْسٌ كَالْبَيَاضِ وَالسَّوَادِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجِرْيال صَفْوَة الخَمْر؛ وأَنشد: كأَنَّ الرِّيقَ مِنْ فِيها ... سَحِيقٌ بَيْنَ جِرْيال أَي مِسْك سَحِيق بَيْنَ قِطَع جِرْيال أَو أَجزاء جِرْيال. وَزَعَمَ الأَصمعي أَن الجِرْيال اسم أَعجمي

_ (1). قوله [مكره أَخوك] كذا في الأصل بالواو وكذا أورده الميداني، والمشهور في كتب النحو: أخاك

رُوميٌّ عُرِّب كأَن أَصله كِرْيال. قَالَ شِمْرٌ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الجِرْيالَ لونَ الخَمْر نَفْسِها وَهِيَ الجِريالة؛ قَالَ ذُو الرمَّة: كأَنَّي أَخُو جِرْيَالةٍ بَابِلِيَّةٍ ... كُمَيْتٍ، تَمَشَّتْ فِي العِظامِ شَمُولُها فَجَعَلَ الجِرْيالة الخَمْر بِعَيْنِهَا، وَقِيلَ: هُوَ لَوْنُهَا الأَصفر والأَحمر. الْجَوْهَرِيُّ: الجِرْيال الخَمْر وَهُوَ دُونَ السُّلاف فِي الجَوْدة. ابن سيدة: والجِرْيال أَيضاً سُلافة العُصْفُر. ابْنُ الأَعرابي: الجِرْيال مَا خَلَص مِنْ لَوْن أَحمر وَغَيْرِهِ. والجِرْيَال: البَقَّم. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ النَّشَاسْتَج. والجِرْيال: صِبْغ أَحمر. وجِرْيَال الذَّهَبِ: حُمْرته؛ قَالَ الأَعْشَى: إِذا جُرِّدَتْ يَوْماً، حَسِبْتَ خَمِيصَة ... عَلَيْها، وجِرْيَالَ النَّضِيرِ الدُّلامِصا شَبَّه شَعْرَهَا بالخَمِيصة فِي سَوَادِهِ وسُلُوسَته، وجَسَدَها بالنَّضِير وَهُوَ الذَّهَبُ، والجِرْيال لَوْنُه. والجِرْيَال: فَرَس قَيْس بْنِ زُهَيْرٍ. جرثل: جَرْثَل التُّرَابَ: سَفَاه بيده. جردحل: الجِرْدَحْل مِنَ الإِبل: الضَّخْم. نَاقَةٌ جِرْدَحْل: ضَخْمة غَلِيظَةٌ. وَذُكِرَ عَنِ الْمَازِنِيِّ أَن الجِرْدَحْل الْوَادِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَة. الأَزهري: شَمِرٌ رَجُل جِرْدَحْل وَهُوَ الْغَلِيظُ الضَّخْم، وَامْرَأَةٌ جِرْدَحْلة كَذَلِكَ؛ وأَنشد: تَقْتَسِرُ الهَامَ، ومَرًّا تُخْلي ... أَطباق صَرِّ العُنُق الجِرْدَحْل جَزَلَ: الجَزْل: الحَطَب الْيَابِسُ، وَقِيلَ الغَلِيظ، وَقِيلَ مَا عَظُم مِنَ الحَطَب ويَبِس ثُمَّ كَثُر اسْتِعْمَالُهُ حَتَّى صَارَ كُلُّ مَا كَثُر جَزْلًا؛ وأَنشد أَحمد بْنُ يَحْيَى: فَوَيْهاً لِقِدْرِكَ، وَيْهاً لَها ... إِذا اخْتِيرَ فِي المَحْل جَزْلُ الحَطَب وَفِي الْحَدِيثِ: اجْمَعُوا لِي حَطَباً جَزْلًا أَي غَليظاً قَويًّا. وَرَجُلٌ جَزْل الرأْي وامرأَة جَزْلة بَيِّنة الجَزَالة: جَيّدة الرأْي. وَمَا أَبْيَنَ الجَزَالَة فِيهِ أَي جَوْدَةَ الرأْي. وَفِي حَدِيثِ مَوْعِظة النِّسَاءِ: قَالَتِ امرأَة مِنْهُنَّ جَزْلة أَي تامَّة الخَلْق؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ ذاتَ كَلَامٍ جَزْل أَي قَويّ شَدِيدٍ. وَاللَّفْظُ الجَزْل: خِلَافُ الرَّكِيك. ورَجُل جَزْل: ثَقِفٌ عَاقِلٌ أَصيل الرَّأْي، والأُنثى جَزْلة وجَزْلاء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتِ الأَخيرة بِثَبَت. والجَزْلة مِنَ النِّسَاءِ: العَظيمةُ العَجِيزة، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه الجَزَالة. وامرأَة جَزْلة: ذَاتُ أَرداف وَثِيرةٍ. والجَزِيل: العَظِيم. وأَجْزَلْت لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ أَي أَكثرت. وَعَطَاءٌ جَزْلٌ وجَزيل إِذا كَانَ كَثِيرًا. وَقَدْ أَجْزَلَ لَهُ الْعَطَاءَ إِذا عَظُم، وَالْجَمْعُ جِزَالٌ. والجَزْلَة: البَقِيَّة مِنَ الرَّغيف والوَطْب والإِناء والجُلَّة، وَقِيلَ: هُوَ نِصْفُ الجُلَّة. ابْنُ الأَعرابي: بَقِي فِي الإِناء جَزْلة وَفِي الجُلَّة جَزْلة وَمِنَ الرَّغِيفِ جَزْلة أَي قِطْعَة. ابْنُ سِيدَهْ: الجِزْلة، بِالْكَسْرِ، القِطْعَة الْعَظِيمَةُ مِنَ التَّمْر. وجَزَلَه بِالسَّيْفِ: قَطَعه جِزْلَتَيْن أَي نِصْفين. والجَزْل: القَطْع. وجَزَلْت الصَّيْدَ جَزْلًا: قَطَعْتُهُ بِاثْنَتَيْنِ. وَيُقَالُ: ضَرَب الصَّيْدَ فَجَزَلَه جِزْلَتَيْنِ أَي قَطَعه قِطْعتين. وجَزَل يَجْزِل إِذا قَطَع. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: يَضْرِبُ رَجُلًا بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ ؛ الجِزْلَة، بالكسر: القِطْعة، وبالفتح الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: لَمَّا انْتَهَى إِلى العُزَّى لِيَقْطَعَهَا فَجَزَلَها بِاثْنَتَيْنِ. وَجَاءَ زَمَنُ الجَزالِ

والجِزَال أَي زَمَنُ الصِّرَام للنَّخْل؛ قَالَ: حَتَّى إِذا مَا حانَ مِنْ جِزَالِها جَزَالِها، ... وحَطَّتِ الجُرَّامُ مِنْ جِلالها والجَزَل: أَن يَقْطَع القَتَبُ غارِبَ البَعِير، وَقَدْ جَزَله يَجْزِله جَزْلًا وأَجْزَله، وَقِيلَ: الجَزَل أَن يُصِيبَ الغاربَ دَبَرَةٌ فيخرجَ مِنْهُ عَظْمٌ ويُشَدّ فَيَطْمَئِنَّ مَوْضِعُه؛ جَزِل البَعِيرُ يَجْزَل جَزَلًا وَهُوَ أَجْزَل؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يأْتِي لَهَا مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ، ... وهْيَ حِيالَ الفَرْقَدَيْن تَعْتَلي، تُغَادِرُ الصَّمْدَ كظَهْرِ الأَجْزَل وَقِيلَ: الأَجْزَل الَّذِي تَبْرأُ دَبَرَته وَلَا يَنْبُت فِي مَوْضِعِهَا وَبَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي هَجَمَت دَبَرته عَلَى جَوْفه؛ وجَزَلَه القَتَبُ يَجْزِلُه جَزْلًا وأَجْزَلَه: فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: جُزِل غاربُ البَعير، فَهُوَ مَجْزول مِثْلُ جَزِل؛ قَالَ جَرِيرٌ: مَنَعَ الأَخَيْطِلَ، أَنْ يُسَامِيَ عِزَّنا، ... شَرَفٌ أَجَبُّ وغَارِبٌ مَجْزولُ والجَزْل فِي زِحاف الْكَامِلِ: إِسكانُ الثَّانِي مِنْ مُتَفَاعِلُن وإِسقاطُ الرَّابِعِ فَيَبْقَى مُتْفَعِلُنْ، وَهُوَ بِنَاءٌ غَيْرُ مَنْقُولٍ، فَيُنْقَلُ إِلى بِنَاءٍ مَقُول مَنْقُول وَهُوَ مُفْتَعلُن؛ وبيتُه: مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَتْ ... أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لَمْ تُجِبِ وَقَدْ جَزَلَه يَجْزِلُه جَزْلًا. قَالَ أَبو إِسحق: سُمِّي مَجْزُولًا لأَن رَابِعَهُ وَسَطُه فشُبِّه بالسَّنَام المَجْزول. والجَزْل: نَبَات؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبَنُو جَزِيلة: بَطنٌ. وجَزَالى، مَقْصور: مَوْضع. والجَوْزَل: فَرْخُ الحَمَام، وعَمَّ بِهِ أَبو عُبَيْدٍ جميعَ نَوْعِ الفِرَاخ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْبَعْنَ وَرْقَاء كَلَوْنِ الجَوْزَلِ وجَمْعُه الجَوَازِل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سِوَى مَا أَصاب الذّئبُ مِنْهُ، وسُرْبَةٌ ... أَطافت بِهِ مِنْ أُمَّهاتِ الجَوَازِل وَرُبَّمَا سُمِّي الشَّابُّ جَوْزَلًا. والجَوْزَل: السَّمُّ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِف نَاقَةً: إِذا المُلْوِيات بالمُسُوح لَقِينَها، ... سَقَتْهُنَّ كأْساً مِنْ ذُعَاقٍ وجَوْزَلا قَالَ الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ أَبي عَمْرٍو، وَحَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي شرح بَيْتِ ابْنِ مُقْبِلٍ: هِيَ النُّوقُ الَّتِي تَطِيرُ مُسُوحُهَا مِنْ نَشَاطِهَا. والجَوْزَل: الرَّبْو والبُهْر. والجَوْزَل مِنَ النُّوق: الَّتِي إِذا أَرادت المَشْي وَقَعَت من الهُزَال. جَعَلَ: جَعَلَ الشيءَ يَجْعَله جَعْلًا ومَجْعَلًا واجْتَعَلَه: وَضَعه؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وَمَا مُغِبٌّ بِثَنْي الحِنْوِ مُجْتَعِلٌ، ... فِي الغِيلِ فِي ناعِمِ البَرْدِيِّ، مِحْرَابا وَقَالَ يَرْثِي اللَّجلاج ابن أُخته: ناطَ أَمْرَ الضِّعافِ، واجْتَعَلَ اللّيْلَ ... كحَبْلِ العَادِيَّةِ المَمْدُود أَي جَعَلَ يَسِيرُ الليلَ كلَّه مُسْتَقِيمًا كَاسْتِقَامَةِ حَبْل الْبِئْرِ إِلى الْمَاءِ، والعادِيَّة الْبِئْرُ الْقَدِيمَةُ. وجَعَلَه يَجْعَلُه جَعْلًا: صَنَعه، وجَعَلَه صَيَّرَه. قَالَ سِيبَوَيْهِ:

جَعَلْت مَتاعَكَ بَعْضُه فَوْقَ بَعْضٍ أَلقيته، وَقَالَ مُرَّةُ: عَمِلْته، وَالرَّفْعُ عَلَى إِقامة الْجُمْلَةِ مُقام الْحَالِ؛ وجَعَل الطينَ خَزَفاً والقَبِيحَ حَسَناً: صيَّرَه إِياه. وجَعَل البَصْرةَ بَغْداد: ظَنَّها إِياها. وجَعَلَ يَفْعَلُ كَذَا: أَقْبَل وأَخذ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسي تَطِيبُ لضَغْمَةٍ، ... لضَغْمِهِماها يَقْرَع العَظْمَ نابُها وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جَعَلْت زَيْدًا أَخاك نَسَبْته إِليك. وجَعَل: عَمِلَ وهَيَّأَ. وجَعَلَ: خَلَق. وجَعَلَ: قَالَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ؛ مَعْنَاهُ إِنا بَيَّنَّاه قُرْآنًا عَرَبِيًّا؛ حَكَاهُ الزَّجَّاجُ، وَقِيلَ قُلْناه، وَقِيلَ صَيَّرناه؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ: وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً . قَالَ الزَّجَّاجُ: الجَعْل هاهنا بِمَعْنَى الْقَوْلِ وَالْحُكْمِ عَلَى الشَّيْءِ كَمَا تَقُولُ قَدْ جَعَلْتُ زَيْدًا أَعلم النَّاسِ أَي قَدْ وَصَفْتُهُ بِذَلِكَ وَحَكَمْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: جَعَلَ فُلَانٌ يَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا كَقَوْلِكَ طَفِقَ وعَلِقَ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: جَعَلْته أَحذق النَّاسِ بِعَمَلِهِ أَي صَيَّرته. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ ، أَي خَلَقْنا. وإِذا قَالَ الْمَخْلُوقُ جَعَلْتُ هَذَا الْبَابَ مِنْ شَجَرَةِ كَذَا فَمَعْنَاهُ صَنَعْتَه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ؛ أَي صَيَّرهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ* ، أَي هَلْ رأَوا غَيْرَ اللَّهِ خَلَق شَيْئًا فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ خَلْقُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِ غَيْرِهِ؟ وَقَوْلُهُ: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ؛ أَي سمَّوْهم. وتَجاعلوا الشيءَ: جَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ. وجَعَل لَهُ كَذَا «2» شَارَطَهُ بِهِ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ جَعَل لِلْعَامِلِ كَذَا. والجُعْل والجِعال والجَعِيلة والجُعالة والجِعالة والجَعالة؛ الْكَسْرُ وَالضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كُلُّ ذَلِكَ: مَا جَعَلَهُ لَهُ عَلَى عَمَلِهِ. والجَعالة، بِالْفَتْحِ: الرَّشْوة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً، وخَصَّ مرَّة بالجُعالة مَا يُجْعَل لِلْغَازِي وَذَلِكَ إِذا وَجَبَ عَلَى الإِنسان غَزْوٌ فَجَعَلَ مَكَانَهُ رَجُلًا آخَرَ بِجُعْلٍ يَشْتَرِطُهُ؛ وَبَيْتُ الأَسدي: فأَعْطَيْتُ الجِعالة [الجُعالة] مُسْتَمِيتاً، ... خَفِيفَ الحاذِ مِنْ فِتْيانِ جَرْم يُرْوَى بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا، وَرَوَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَيَكْفِيكَ الجِعالة مُسْتَميتٌ شَاهِدًا عَلَى الجِعالة بِالْكَسْرِ. وأَجْعَله جُعْلًا وأَجْعَله لَهُ: أَعطاه إِياه. والجَعالة، بِالْفَتْحِ، مِنَ الشَّيْءِ تَجْعله للإِنسان. والجِعالة والجِعَالات: مَا يَتَجاعلونه عِنْدَ البُعُوث أَو الأَمْر يَحزُبهم مِنَ السُّلْطَانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَن ابْنَ عُمَرَ ذَكَرُوا عِنْدَهُ الجَعَائِل فَقَالَ لَا أَغْزُو عَلَى أَجْرٍ وَلَا أَبيع أَجْري مِنَ الْجِهَادِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جمْع جَعيلة أَو جَعَالة، بِالْفَتْحِ. والجُعْل: الِاسْمُ، بِالضَّمِّ، وَالْمَصْدَرُ بِالْفَتْحِ. يُقَالُ: جَعَلَ لَكَ جَعْلًا وجُعْلًا وَهُوَ الأَجر عَلَى الشَّيْءِ فِعْلًا أَو قَوْلًا، قَالَ: وَالْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ أَن يُكْتَبَ الْغَزْوُ عَلَى الرَّجُلِ فَيُعْطِيَ رَجُلًا آخَرَ شَيْئًا لِيَخْرُجَ مَكَانَهُ، أَو يَدْفَعُ الْمُقِيمُ إِلى الْغَازِي شَيْئًا فَيُقِيمُ الْغَازِي وَيَخْرُجُ هُوَ، وَقِيلَ: الجُعْل والجَعَالة أَن يُكتب الْبَعْثُ عَلَى الغُزاة فَيَخْرُجَ مِنَ الأَربعة وَالْخَمْسَةِ رَجُلٌ وَاحِدٌ ويُجْعَل لَهُ جُعْل. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِن جَعَلَهُ عَبْدًا أَو أَمة فَهُوَ غَيْرُ طَائِلٍ، وإِن جَعَلَهُ فِي كُراع أَو سِلَاحٍ فَلَا بأْس، أَي أَن الجُعْل الَّذِي يُعْطِيهِ لِلْخَارِجِ، إِن كَانَ عَبْدًا أَو أَمة يَخْتَصُّ بِهِ، فَلَا عِبْرَةَ بِهِ، وإِن كان يعينه

_ (2). قوله [وجعل له كذا إلخ] هكذا في الأَصل

فِي غَزْوِهِ بِمَا يَحْتَاجُ إِليه مِنْ سِلَاحٍ أَو كُراع فَلَا بأْس. والجَاعِل: المُعْطِي، والمُجتعِل: الْآخِذُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنِ الجَعالات فَقَالَ: إِذا أَنت أَجمعت الغَزْوَ فعَوَّضك اللَّهُ رزْقاً فَلَا بأْس بِهِ، وأَما إِن أُعْطِيت دَرَاهِمَ غَزَوْت، وإِن مُنِعْت أَقَمْت، فَلَا خَيْرَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: جَعِيلة الغَرَق سُحْت ؛ هُوَ أَن يَجْعل لَهُ جُعْلًا ليُخْرِج مَا غَرِق مِنْ مَتَاعِهِ؛ جَعَله سُحْتاً لأَنه عَقْدٌ فَاسِدٌ بِالْجَهَالَةِ الَّتِي فِيهِ. وَيُقَالُ: جَعَلوا لَنَا جَعِيلَةً فِي بَعِيرهم فأَبَيْنا أَن نَجْتَعِل مِنْهُمْ أَي نأْخذ. وَقَدْ جَعَلت لَهُ جُعْلًا عَلَى أَن يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. والجِعال والجُعالة والجِعالة: مَا تُنْزل بِهِ القِدْر مِنْ خِرْقة أَو غَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ جُعُل مِثْلُ كِتاب وكُتُب؛ قَالَ طُفَيْلٌ: فَذُبَّ عَنِ العَشِيرَةِ، حيثُ كَانَتْ، ... وكُنْ مِنْ دُونِ بَيْضَتها جِعالا وأَنشد ابْنُ بَرِّي: وَلَا تُبادِرُ، فِي الشِّتاءِ وَلِيدَتي، ... أَلْقِدْرَ تُنْزِلُها بِغَيْرِ جِعال قَالَ: وأَما الَّذِي تُوضَعُ فِيهِ القِدْر فَهُوَ الجِئَاوة. وأَجْعَل القِدْر إِجْعالًا: أَنزلها بالجِعال، وجَعَلْتُها أَيضاً كَذَلِكَ. وأَجْعَلَتِ الكلبةُ والذِّئبةُ والأَسَدَةُ وكُلُّ ذاتِ مِخْلَب، وَهِيَ مُجْعِل، واسْتَجْعَلَت: أَحَبَّت السِّفاد وَاشْتَهَتِ الفَحْل. والجَعْلة: الفَسِيلة أَو الوَدِيَّة، وَقِيلَ النَّخْلة الْقَصِيرَةُ، وَقِيلَ هِيَ الْفَائِتَةُ لِلْيَدِ، وَالْجَمْعُ جَعْلٌ؛ قَالَ: أَقْسَمْتُ لَا يَذْهَبُ عَني بَعْلُها، ... أَو يَسْتَوِي جَثِيثُها وجَعْلُها البَعْل: المُسْتبعل. والجَثِيثة: الفَسِيلة. والجَعْل أَيضاً مِنَ النَّخْل: كالبَعْل. الأَصمعي: الجَعْل قِصار النَّخْلِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوء بِهِ، ... مِنَ الكَوافِر، مهضُومٌ ومُهتَصَرُ «1» . ابْنُ الأَعرابي: الجَعَل القِصَرُ مَعَ السِّمَن واللَّجاجُ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الجَعْوَل الرَّأْلُ وَلَدُ النَّعام. والجُعَل: دَابَّةٌ سَوْدَاءُ مِنْ دَوَابِّ الأَرض، قِيلَ: هُوَ أَبو جَعْران، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَجَمْعُهُ جِعْلانٌ. وَقَدْ جَعِلَ الماءُ، بِالْكَسْرِ، جَعَلًا أَي كَثُرَ فِيهِ الجِعْلانُ. وَمَاءٌ جَعِلٌ ومُجْعِلٌ: مَاتَتْ فِيهِ الجِعْلان والخَنافس وتَهافتت فِيهِ. وأَرض مُجْعِلة: كَثِيرَةُ الجِعْلان. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ بأَنفه ؛ هُوَ حَيَوَانٌ مَعْرُوفٌ كالخُنْفُساء، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو حَاتِمٍ أَبو سَلْمان أَعظمُ الجِعْلان ذُو رأْس عَرِيضٍ وَيَدَاهُ ورأْسه كالمآشِيرِ، قَالَ: وَقَالَ الهَجَري: أَبو سَلْمان دُوَيْبَّة مِثْلُ الجُعَل لَهُ جَناحان. قَالَ كُرَاعٌ: وَيُقَالُ للجُعَل أَبو وَجْزة بِلُغَةِ طيِء. ورَجُل جُعَل: أَسود دَمِيمٌ مُشَبَّه بالجُعَل، وَقِيلَ: هُوَ اللَّجُوج لأَن الجُعَل يُوصَفُ باللَّجاجة، يُقَالُ: رَجُلٌ جُعَلٌ. وجُعَلُ الإِنسان: رَقِيبُه. وَفِي الْمَثَلِ: سَدِك بامرِئٍ «2» جُعَلُه؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُرِيدُ الخَلاء لِطَلَبِ الْحَاجَةِ فَيَلْزَمُهُ آخَرُ يَمْنَعُهُ مِنْ ذِكْرِهَا أَو عَمَلِهَا؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِنما يُضْرَب هَذَا مَثَلًا للنَّذْل يَصْحَبه مِثْلُه، وَقِيلَ: يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ التَّنْغِيصِ والإِفساد؛ وأَنشد أَبو زيد:

_ (1). قوله [مهضوم] كذا في الأَصل هنا، وأورده في ترجمة كفر بلفظ مكموم بدل مهضوم، ولعلهما روايتان (2). قوله [بامرئ] كذا بالأَصل، وأورده الميداني بلفظ امرئ بالهمز في آخره، ثم قال في شرحه: وقال أبو الندى: سدك بأمري واحد الأَمور، ومن قال بامرئ فقد صحف

إِذا أَتَيْتُ سُلَيْمى، شَبَّ لِي جُعَلٌ ... إِنَّ الشَّقِيَّ الَّذِي يَصْلى بِهِ الجُعَل قَالَهُ رَجُلٌ كَانَ يتحدَّث إِلى امرأَة، فَكُلَّمَا أَتاها وَقَعَدَ عِنْدَهَا صَبَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مَنْ يَقْطَعُ حَدِيثَهُمَا. وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: قَالَتِ الأَعراب لَنَا لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ نُسَمِّيها جَبَّى جُعَلُ، يَضَعُ الصَّبِيُّ رأْسه عَلَى الأَرض ثُمَّ يَنْقَلِبُ عَلَى الظَّهْرِ، قَالَ: وَلَا يُجْرُون جَبَّى جُعَلُ إِذا أَرادوا بِهِ اسْمَ رَجُلٍ، فإِذا قَالُوا هَذَا جُعَلٌ بِغَيْرِ جَبَّى أَجْرَوْه. والجَعْوَل: وَلَدُ النَّعام، يَمَانِيَّةٌ. وجُعَيْل: اسْمُ رَجُلٍ. وبَنُو جِعال: حَيٌّ، ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ قَالَ: ذَكَرَ أَبو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْبَصْرِيُّ فِي التَّنْبِيهَاتِ عَلَى الْمُبَرِّدِ فِي كِتَابِهِ الْكَامِلِ: وَجَمَعَ جَعْل عَلَى أَجْعال، وَهُوَ رَوْث الْفِيلِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: قَبَحَ الإِلهُ بَني خَضَافِ ونِسْوَةً، ... بَاتَ الخَزِيرُ لَهُنَّ كالأَجْعال جَعْثَلٍ: فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سِتَّةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْهُمُ الجَعْثَل، فَقِيلَ: مَا الجَعْثَل؟ فَقَالَ: هُوَ الفَظُّ الْغَلِيظُ ، وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبُ العَثْجَل، وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. جَعْدَلَ: الجَعْدَل: الْبَعِيرُ الضَّخْم، وَفِي الأَزهري: الجَنَعْدَل الْبَعِيرُ القويُّ الضَّخْمُ. والجَنَعْدَل: التَّارُّ الْغَلِيظُ مِنَ الرِّجَالِ، زَادَ الأَزهري: الرَّبْعة. وَرَجُلٌ جَنْعَدَلٌ إِذا كَانَ غَلِيظًا شَدِيدًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ مُنِيَتْ بناشِئٍ جَنَعْدَل ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَنَعْدَل مِنَ الجِمال الشديدُ القويُّ. جَعْفَلَ: جَعْفَلَهُ: صَرَعَه؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ: وَراكِضَةٍ، مَا تَسْتَجِنُّ بجُنَّةٍ، ... بَعِيرَ حِلالٍ غادَرَتْه مُجَعْفَلِ وَقَالَ: المُجَعْفَل الْمَقْلُوبُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ومُجَعْفَل نعتٌ لِحلال وَهُوَ مَرْكَب مِنْ مَراكب النِّسَاءِ، وبَعِيرَ مَفْعُولٌ براكِضَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجَعْفَلِيل القَتِيل الْمُنْتَفِخُ. وطَعَنَه فَجَعْفَلَهُ إِذا قَلَبَهُ عَنِ السَّرْج فصَرَعه. جَفَلَ: جَفَل اللحمَ عَنِ الْعَظْمِ والشَّحْمَ عَنِ الجِلْد والطَّيْرَ عَنِ الأَرض يَجْفِلُه جَفْلًا وجَفَّلَه، كِلاهما: قَشَرَه؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ بِهَذَا الْمَعْنَى جَلَفت وكأَنَّ الجَفْل مَقْلُوبٌ. وجَفَلَ الطيرَ عَنِ الْمَكَانِ: طَرَدَها. اللَّيْثُ: الجَفْل السَّفينة، والجُفُول السُّفُن؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ. وجَفَلَتِ الريحُ السحابَ تَجْفِلُه جَفْلًا: اسْتَخَفَّتْه وَهُوَ الجَفْل، وَقِيلَ: الجَفْل مِنَ السَّحَابِ الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَه فخفَّ رُواقه ثُمَّ انْجَفَلَ ومَضى. وأَجْفَلَتِ الريحُ الترابَ أَي أَذهبته وطَيَّرَته؛ وأَنشد الأَصمعي لِمُزَاحِمٍ الْعُقَيْلِيُّ: وَهابٍ، كجُثْمان الحَمامَة، أَجْفَلَتْ ... بِهِ ريحُ تَرْج والصَّبا كلَّ مُجْفَل اللَّيْثُ: الريحُ تَجْفِل السَّحَابَ أَي تَسْتَخِفُّه فَتَمْضي فِيهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ السَّحَابِ الجَفْل. وريحٌ جَفُول: تَجْفِل السحابَ. وَرِيحٌ مُجْفِل وَجَافِلَةٌ: سَرِيعَةٌ، وَقَدْ جَفَلَت وأَجْفَلَت. اللَّيْثُ: جَفَل الظَّليمُ وأَجْفَل إِذا شَرَد فَذَهَبَ. وَمَا أَدري مَا الَّذِي جَفَّلَها أَي نَفَّرها. وجَفَلَ الظَّليمُ يَجْفُلُ ويَجْفِلُ جُفُولًا وأَجْفَلَ: ذَهَبَ فِي الأَرض وأَسرع، وأَجْفَلَه هُوَ، والجَافِل

الْمُنْزَعِجُ؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْس التَّغْلَبي «3» وَاسْمُهُ عبَّاد بْنُ طَهْفه بْنِ مازِن، وثَعْلَبة هُوَ ابْنُ مَازِنٍ: مُراجِعُ نَجْدٍ بَعْدَ فَرْكٍ وبِغْضَةٍ، ... مُطَلِّقُ بُصْرَى أَصْمَعُ القَلْبِ جَافِلُه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما ابْنُ جِنِّي فَقَالَ أَجْفَلَ الظَّليمُ وجَفَلَته الريحُ، جَاءَتْ هَذِهِ الْقَضِيَّةُ مَعْكُوسَةً مُخَالِفَةً لِلْعَادَةِ، وَذَلِكَ أَنك تَجِدُ فِيهَا فَعَلَ مُتَعَدِّيًا وأَفْعَل غَيْرَ متعدٍّ، قَالَ: وَعِلَّةُ ذَلِكَ عِنْدِي أَنه جَعَلَ تَعَدِّي فَعَلْت وَجُمُودَ أَفعلت كَالْعِوَضِ لفَعَلْت مِنْ غَلَبَةِ أَفْعَلْت لَهَا عَلَى التَّعَدِّي، نَحْوَ جَلَسَ وأَجلسته وَنَهَضَ وأَنهضته، كَمَا جُعِلَ قَلْبُ الْيَاءِ وَاوًا فِي التَّقْوى والدَّعْوى والثّنْوى والفَتْوى عِوَضًا لِلْوَاوِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا، وَكَمَا جُعِلَ لُزُومُ الضَّرْبِ الأَول مِنَ الْمُنْسَرِحِ لِمُفْتَعِلِنْ، وَحَظَرَ مَجِيئَهُ تَامًّا أَو مَخْبُونًا، بَلْ تُوبِعَتْ فِيهِ الْحَرَكَاتُ الثَّلَاثُ أَلْبَتَّةَ تَعْوِيضًا لِلضَّرْبِ مِنْ كَثْرَةِ السَّوَاكِنِ فِيهِ نَحْوَ مَفْعُولِنْ وَمَفْعُولَانِ وَمُسْتَفْعِلَانِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا الْتَقَى فِي آخِرِهِ مِنَ الضَّرْبِ سَاكِنَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا يَلِي رَجُلٌ شَيْئًا مِنْ أُمور الْمُسْلِمِينَ إِلا جِيءَ بِهِ فيُجْفَل عَلَى شَفير جَهَنَّمَ. والجُفُول: سُرْعَةُ الذَّهَابِ والنُّدود فِي الأَرض. يُقَالُ: جَفَلَت الإِبل جُفُولًا إِذا شَرَدَت نادَّة، وجَفَلَت النَّعامةُ. والإِجْفِيل: الجَبان. وظليمٌ إِجْفِيل: يَهْرُب مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي صِفَةِ الظَّليم: بالمَنْكِبَيْن سُخام الرِّيش إِجْفِيل قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلرَّاعِي: يَراعَةً إِجْفِيلا وأَجْفَلَ القومُ أَي هَرَبُوا مُسْرِعِينَ. وَرَجُلٌ إِجْفِيل: نَفُورٌ جَبان يَهْرُب من كل شيء فَرَقاً، وَقِيلَ: هُوَ الجَبان مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وأَجْفَلَ القومُ: انْقَلَعُوا كُلُّهم فَمَضوْا؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: لَا يُجْفِلون عَنِ المُضافِ، وَلَوْ رَأَوْا ... أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاط المُقْبل وانْجَفَل الْقَوْمُ انْجِفَالًا إِذا هَرَبُوا بِسُرْعَةٍ وَانْقَلَعُوا كُلُّهم ومَضَوْا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ الناسُ قِبَله أَي ذَهَبُوا مُسْرِعِينَ نَحْوَهُ. وانْجَفَلَتِ الشجرةُ إِذا هَبّت بِهَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ فقَعَرَتْها. وَانْجَفَلَ الظلُّ: ذَهَبَ. والجُفَالَة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ ذَهَبُوا أَو جاؤوا. ودَعاهم الجَفَلَى والأَجْفَلَى أَي بِجَمَاعَتِهِمْ، والأَصمعي لَمْ يَعْرِفِ الأَجْفَلَى، وَهُوَ أَن تَدْعُوَ النَّاسَ إِلى طَعَامِكَ عامَّة، قَالَ طَرَفَةُ: نَحْنُ فِي المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى، ... لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِر قَالَ الأَخفش: دُعِيَ فُلَانٌ فِي النَّقَرَى لَا فِي الجَفَلَى والأَجْفَلَى أَي دُعي فِي الْخَاصَّةِ لَا فِي الْعَامَّةِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَاءَ الْقَوْمُ أَجْفَلَة وأَزْفَلة أَي جماعة، وجاؤوا بأَجْفَلَتهم وأَزْفَلَتهم أَي بِجَمَاعَتِهِمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الأَجْفَلَى والأَزْفَلَى الْجَمَاعَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وجَفَل الشعرُ يَجْفِلُ جُفُولًا: شَعِثَ. وجُمَّة جَفُول: عَظِيمَةٌ. وشَعَر جُفَال: كَثِيرٌ. والجُفَال، بِالضَّمِّ: الصُّوف الْكَثِيرُ. وأَخذت جُفْلَة

_ (3). قوله [التغلبي] كذا في الأصل بالمثناة والمعجمة، وسبق مثله في ترجمة ربس: وأنه من شعراء تغلب، وفي القاموس: الثعلبي، قال شارحه مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سعد، كذا قاله الصاغاني وذكره ابن الكلبي وغيره وهو الصواب وما في اللسان تصحيف

مِنْ صُوفٍ أَي جُزَّة، وَهُوَ اسْمُ مَفْعُولٍ مِثْلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً. والجُفَال مِنَ الشَّعْرِ: الْمُجْتَمِعُ الْكَثِيرُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ شَعْرَ امرأَة: وأَسْوَد كالأَساوِدِ مُسْبَكِرّاً، ... عَلَى المَتْنَيْنِ، مُنسَدِلًا جُفَالا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ وأَسود مَعْطُوفٌ عَلَى مَنْصُوبٍ قَبْلَ الْبَيْتِ وَهُوَ: تُريكَ بَيَاضَ لَبَّتها ووَجْهاً ... كقَرْن الشَّمْسِ، أَفْتَق ثُمَّ زَالَا وَلَا يُوصَفُ بالجُفَال إِلا فِي كَثْرَةٍ. وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: أَنه جُفَال الشَّعْرِ أَي كَثِيرُهُ. وشَعَر جُفَال أَي مُنْتَفِشٌ. وَيُقَالُ: إِنه لَجَافِل الشَّعَر إِذا شَعِثَ وتَنَصَّب شَعَره تَنَصُّباً، وَقَدْ جَفَلَ شَعْرُهُ يَجْفِلُ جُفُولًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ حُنَيْنٍ: رأَيت قَوْمًا جَافِلة جِبَاهُهم يَقْتُلُونَ النَّاسَ ؛ الْجَافِلُ: القائمُ الشَّعَر المُنْتَفِشُه، وَقِيلَ: الجَافِل الْمُنْزَعِجُ، أَي مُنْزَعِجَةً جِباهُهم كَمَا يَعْرض لِلصِّبْيَانِ. وجَزَّ جَفِيلَ الْغَنَمِ وجُفَالَها أَي صوفَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ فِيمَا تَضَعُهُ عَلَى لِسَانِ الضَّائِنَةِ: أُوَلَّد رُخالًا، وأُحْلَب كُثَباً ثِقالًا، وأُجَزُّ جُفالًا، وَلَمْ تَرَ مِثْلي مَالًا؛ قَوْلُهُ جُفالًا أَي أُجَزّ بِمَرَّة وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ أَن الضَّائِنَةَ إِذا جُزَّت فَلَيْسَ يَسْقُطُ مِنْ صُوفِهَا إِلى الأَرض شَيْءٌ حَتَّى يُجَزّ كُلُّهُ وَيَسْقُطَ أَجمع. والجُفال مِنَ الزَّبَد كالجُفاء، وَكَانَ رُؤْبَةُ يقرأُ: فأَما الزَّبَد فَيَذْهَبُ جُفالًا ، لأَنه لَمْ يَكُنْ مِنْ لُغَتِهِ جَفأَتِ القِدْرُ وَلَا جَفَأَ السَّيل. والجُفَالَة: الزَّبَد الَّذِي يَعْلُو اللَّبَنَ إِذا حُلِب، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ رَغْوة اللَّبَنِ، وَلَمْ يَخُصَّ وَقْتَ الحَلْب. وَيُقَالُ لرَغْوة القِدْر جُفَال. والجُفَال: مَا نَفَاهُ السَّيْلُ. وجُفَالة القِدْر: مَا أَخذته مِنْ رأْسها بالمِغْرَفة. وضَرَبَه ضَرْبَةً فَجَفَلَه أَي صَرَعَه وأَلقاه إِلى الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: كَانَ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ فَنَعَس رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رَاحِلَتِهِ حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ عَنْهَا أَي يَنْقَلِبَ وَيَسْقُطَ عَنْهَا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ إِبلًا: يَجْفِلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِلُ، ... لأْياً بِلأْيٍ فِي المَراغِ المُسْهِل يُرِيدُ: يَقْلِبها سَنامها مِنْ ثِقَله، إِذا تمرَّغت ثُمَّ أَرادت الِاسْتِوَاءَ قَلَبها ثِقَلُ أَسْنِمتها؛ وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ: مَعْنَاهُ أَن يَصْرَعَهَا سَنامُها لعِظَمه كأَنه أَراد سَنَامٍ مِنْهَا مُجْفَلٍ، وبالَغَ بِكُلّ كَمَا تَقُولُ أَنت عَالِمُ كُلُّ عَالِمٍ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنه ذَكَرَ النَّارَ فأَجْفَلَ مَغْشيّاً عَلَيْهِ أَي خرَّ إِلى الأَرض. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا يَهُودِيًّا حَمَل امرأَة مُسْلِمَةً عَلَى حِمار، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ جَفَلَها ثُمَّ تَجَثَّمها لِيَنْكِحَهَا، فأُتِيَ بِهِ عُمَرَ فَقَتَلَهُ ، أَي أَلقاها إِلى الأَرض وَعَلَاهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سأَله رَجُلٌ فَقَالَ آتِي الْبَحْرَ فأَجدُه قَدْ جَفَلَ سَمَكاً كَثِيرًا، فَقَالَ: كُلْ مَا لَمْ تَرَ شَيْئًا طَافِيًا ، أَي أَلقاه وَرَمى بِهِ إِلى البَرِّ وَالسَّاحِلِ. والجَفُول: المرأَة الْكَبِيرَةُ الْعَجُوزُ؛ قَالَ: سَتَلْقى جَفُولًا أَو فَتاةً كأَنَّها، ... إِذا نُضِيَت عَنْهَا الثِّيابُ، غَرِير أَي ظَبْيٌ غَرِير. والجَفْل: لُغَة فِي الجَثْل، وَهُوَ ضَرب مِنَ النَّمْلِ سُودٌ كِبار. والجَفْل والجِفْل: خِثْيُ الْفِيلِ، وَجَمْعُهُ أَجْفَال؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: قَبَح الإِله بَني خَضافِ ونِسْوَةً، ... بَاتَ الخَزِيرُ لَهُنَّ كالأَجْفَال

والجَفْل: تَصْلِيع الْفِيلِ وَهُوَ سَلْحُه. وَقَدْ جَفَلَ الفِيلُ إِذا بَاتَ يَجْفِلُ. وجَيْفَلُ: مِنْ أَسماء ذِي القِعدة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها عادِيَّة. والجُفُول: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَرَوَّحْنَ مِنْ حَزْمِ الجُفُول، فأَصْبَحَتْ ... هِضابُ شَرَوْرَى دُونَها والمُضَيَّحُ جَلَلَ: اللهُ الجَليلُ سُبْحَانَهُ ذُو الجَلال والإِكرام، جَلَّ جَلال اللَّهِ، وجَلالُ اللَّهِ: عظمتُه، وَلَا يُقَالُ الجَلال إِلا لِلَّهِ. والجَلِيل: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَقَدَّسَ وَتَعَالَى، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الأَمر الْعَظِيمُ، وَالرَّجُلُ ذُو الْقَدْرِ الخَطِير. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلِظُّوا بِيَا ذَا الجَلال والإِكرام ؛ قِيلَ: أَراد عَظِّمُوه، وَجَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: أَسْلِمُو؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَبي الدَّرْدَاءِ فِي الأَكثر؛ وَهُوَ سُبْحَانُهُ وَتَعَالَى الجَلِيلُ الْمَوْصُوفُ بِنُعُوتِ الجَلال، وَالْحَاوِي جميعَها، هُوَ الجَلِيلُ المُطْلَق وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى كَمَالِ الصِّفَاتِ، كَمَا أَن الْكَبِيرَ رَاجِعٌ إِلى كَمَالِ الذَّاتِ، وَالْعَظِيمُ رَاجِعٌ إِلى كَمَالِ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ. وجَلَّ الشيءُ يَجِلُّ جَلالًا وجَلالةً وَهُوَ جَلٌّ وجَلِيلٌ وجُلال: عَظُم، والأُنثى جَلِيلة وجُلالة. وأَجَلَّه: عَظَّمه، يُقَالُ جَلَّ فُلَانٌ فِي عَيني أَي عَظُم، وأَجْلَلته رأَيته جَلِيلًا نَبيلًا، وأَجْلَلْتُه فِي الْمَرْتَبَةِ، وأَجْلَلْتُه أَي عَظَّمته. وجَلَّ فُلَانٌ يَجِلُّ، بالكسرِ، جَلالَةً أَي عَظُم قَدْرُه فَهُوَ جَلِيل؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: غَيْرَ أَن لَا تَكْذِبَنْها فِي التقَى، ... واجْزِها بالبِرِّ لِلَّهِ الأَجَلّ يَعْنِي الأَعظم؛ وَقَوْلُ أَبي النجم: الحمدُ الله العَلِيِّ الأَجْلَل، ... أَعْطى فَلَمْ يَبْخَل وَلَمْ يُبَخَّل يُرِيدُ الأَجَلَّ فأَظهر التَّضْعِيفَ ضَرُورَةً. والتَّجِلَّة: الجَلالة، اسْمٌ كالتَّدْوِرَة والتَّنْهيَة؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال: ومَعْشَرٍ غِيدٍ ذَوي تَجِلَّه، ... تَرى عَلَيْهِمْ لِلنَّدَى أَدِلَّه وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلَيْلَى الأَخْيَلية: يُشَبَّهون مُلوكاً فِي تَجِلَّتِهم، ... وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَم وجُلُّ الشيءِ وجُلاله: مُعْظَمُهُ. وتَجَلَّلَ الشيءَ: أَخَذ جُلَّه وجُلاله. وَيُقَالُ: تَجَلَّلِ الدراهمَ أَي خُذْ جُلالها. وتَجَالَلْت الشَّيْءَ تَجَالًّا وتَجَلَّلت إِذا أَخذت جُلاله وَتَدَاقَقْتُهُ إِذا أَخذت دُقاقه؛ وَقَوْلُ ابْنُ أَحمر: يَا جَلَّ مَا بَعُدَتْ عَلَيْكَ بِلادُنا ... وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرضك وارْعُدِ يَعْنِي مَا أَجَلَّ مَا بَعُدت. والتَّجالُّ: التَّعَاظُمُ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَجالُّ عَنْ ذَلِكَ أَي يَتَرَفَّعُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: تَزَوَّجَتِ امرأَة قد تَجَالَّتْ ؛ تَجَالَّت أَي أَسَنَّت وكَبِرَتْ. وَفِي حَدِيثِ أُم صِبْيَة: كُنَّا نَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ نِسْوةً قَدْ تَجَالَلْنَ أَي كَبِرْنَ. يُقَالُ: جَلَّتْ فَهِيَ جَلِيلَة، وتَجَالَّتْ فَهِيَ مُتَجَالَّة، وتَجَالَّ عَنْ ذَلِكَ تَعاظم. والجُلَّى: الأَمر الْعَظِيمُ؛ قَالَ طَرَفة: وإِنْ أُدْعَ للجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُماتِها، ... وإِن تَأْتِك الأَعداء بالجَهْد أَجْهَد وَمِنْهُ قَوْلُ بَشامة بْنِ حَزْن النَّهْشَلي:

وإِنْ دَعَوْتُ إِلى جُلَّى ومَكْرُمَة، ... يَوْمًا، كِراماً مِنَ الأَقْوامِ، فادْعِينا قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ ضَمَّ الجُلَّى قَصَرَه، وَمَنْ فَتَحَ الْجِيمَ مَدَّهُ، فَقَالَ الجَلَّاء الْخَصْلَةُ الْعَظِيمَةُ؛ وأَنشد: كَمِيش الإِزارِ خَارِجٌ نِصْفُ ساقِه، ... صَبُور عَلَى الجَلّاءِ طَلَّاع أَنْجُد وَقَوْمٌ جِلَّة: ذَوُو أَخطار؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. ومِشْيَخة جِلَّة أَي مَسانٌّ، وَالْوَاحِدُ مِنْهُمْ جَلِيل. وجَلَّ الرَّجُلُ جَلالًا، فَهُوَ جَلِيل: أَسَنَّ واحْتُنِك؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا مَنْ لِقَلْبٍ عِنْدَ جُمْلٍ مُخْتَبَلْ ... عُلِّق جُمْلًا، بعد ما جَلَّت وجَلّ وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَ إِبليس فِي صُورَةِ شَيْخٍ جَلِيل أَي مُسنٍّ، وَالْجَمْعُ جِلَّة، والأُنثى جَلِيلة. وجِلَّة الإِبل: مَسَانُّها، وَهُوَ جَمْعُ جَلِيل مِثْلُ صَبيٍّ وصِبْية؛ قَالَ النَّمِرُ: أَزْمانَ لَمْ تأْخذ إِليَّ سِلاحَها ... إِبِلي بجِلَّتِها، وَلَا أَبْكارِها وجَلَّت الناقةُ إِذا أَسَنَّت. وجَلَّتِ الهاجِنُ عَنِ الْوَلَدِ أَي صَغُرَتْ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ: أَخذت جِلَّة أَموالهم أَي العِظام الكِبار مِنَ الإِبل، وَقِيلَ المَسانُّ مِنْهَا، وَقِيلَ هُوَ مَا بَيْنَ الثَّنِيِّ إِلى الْبَازِلِ؛ وجُلُّ كُلِّ شَيْءٍ، بِالضَّمِّ: مُعْظَمه، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد أَخذت مُعْظَمَ أَموالهم. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجِلَّة المَسانُّ مِنَ الإِبل، يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى؛ بعيرٌ جِلَّةٌ وَنَاقَةٌ جِلَّة، وَقِيلَ الجِلَّة النَّاقَةُ الثَّنِيَّة إِلى أَن تَبْزُل، وَقِيلَ الجِلَّة الجَمل إِذا أَثْنى. وَهَذِهِ نَاقَةٌ قَدْ جَلَّت أَي أَسَنَّت. وَنَاقَةُ جُلالة: ضَخْمة. وبَعِير جُلال: مُخْرَجٌ مِنْ جَلِيلٍ. وَمَا لَهُ دَقِيقَةٌ وَلَا جَلِيلة أَي مَا لَهُ شَاةٌ وَلَا نَاقَةٌ. وجُلُّ كُلِّ شَيْءٍ: عُظْمه. وَيُقَالُ: مَا لَهُ دِقٌّ وَلَا جِلٌّ أَي لَا دَقِيقٌ وَلَا جَلِيل. وأَتيته فَمَا أَجَلَّنِي وَلَا أَحْشاني أَي لَمْ يُعْطِنِي جَلِيلة وَلَا حَاشِيَةً وَهِيَ الصَّغِيرَةُ مِنَ الإِبل. وَفِي الْمَثَلِ: غَلَبَتْ جِلَّتَها حَوَاشِيهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الجَلِيلة الَّتِي نُتِجَتْ بَطْنًا وَاحِدًا، والحَواشي صِغَارُ الإِبل. وَيُقَالُ: مَا أَجَلَّنِي وَلَا أَدَقَّني أَي مَا أَعطاني كَثِيرًا وَلَا قَلِيلًا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: بَكَتْ فأَدَقَّتْ فِي البُكا وأَجَلَّتِ أَيْ أَتت بِقَلِيلِ الْبُكَاءِ وَكَثِيرِهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّه دِقَّه وجِلَّه أَي صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ. والجَلَل: الشَّيْءُ الْعَظِيمُ وَالصَّغِيرُ الهَيِّن، وَهُوَ مِنَ الأَضداد فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَيُقَالُ لِلْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ جَلَل؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ لَمَّا قُتل أَبوه: بِقَتْلِ بَنِي أَسَدٍ رَبَّهُم، ... أَلا كُلُّ شَيْءٍ سِوَاهُ جَلَل أَي يسيرٌ هَيِّنٌ؛ وَمِثْلُهُ لِلَبِيدٍ: كُلُّ شيءٍ، مَا خَلَا اللَّهَ، جَلَل ... وَالْفَتَى يَسْعى ويُلْهِيه الأَمَل وَقَالَ الْمُثَقَّبُ الْعَبْدِيُّ: كُلُّ يومٍ كَانَ عَنَّا جَلَلًا، ... غيرَ يومِ الحِنْو مَنْ يَقْطَعْ قَطَر وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: إِن يُسْرِ عَنْكَ اللَّهُ رُونَتَها، ... فعَظِيمُ كلِّ مُصِيبةٍ جَلَلُ

والرُّونة: الشِّدَّةُ؛ قَالَ: وَقَالَ زويهر بن الحرث الضَّبِّيُّ: وَكَانَ عَمِيَدنا وبَيْضَةَ بَيتِنا، ... فكلُّ الَّذِي لاقَيْت مِنْ بعدِه جَلَل وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ القَتْلى جَلَلٌ مَا عَدَا مُحَمَّدًا أَي هَيِّنٌ يَسِيرٌ. والجَلَل: مِنَ الأَضداد يَكُونُ لِلْحَقِيرِ وَلِلْعَظِيمِ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لأَبي الأَخوص الرِّيَاحِيِّ: لَوْ أَدْرَكَتْه الخَيْلُ، والخَيْلُ تَدَّعي ... بِذِي نَجَبٍ، ما أَقْرَبَتْ وأَجَلَّتِ أَي دَخَلت فِي الجَلَل وَهُوَ الأَمر الصَّغِيرُ. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ هَذَا الأَمر جَلَل فِي جَنْب هَذَا الأَمر أَي صَغِيرٌ يَسِيرٌ. والجَلَل: الأَمر العظيم؛ قال الحرث بْنُ وَعْلَةَ «1» بْنِ الْمُجَالِدِ بْنِ يَثْرِبِيِّ بْنِ الرَّبَابِ بْنُ الْحَرْثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ذُهَلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ: قَوْمي هُمُ قَتَلوا أُمَيْمَ أَخِي، ... فإِذا رَمَيْتُ يُصِيبُني سَهْمي فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلًا، ... وَلَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهِنَنْ عَظْمي وأَما الجَليل فَلَا يَكُونُ إِلا لِلْعَظِيمِ. والجُلَّى: الأَمر الْعَظِيمُ، وَجَمْعُهَا جُلَل مِثْلُ كُبْرى وكُبَر. وَفِي الْحَدِيثِ: يَسْتُر المصلّيَ مِثْلُ مُؤَخِرة الرَّحْل فِي مِثْلِ جُلَّة السَّوْط أَي فِي مِثْلِ غِلَظِه. وَفِي حَدِيثِ أُبيّ بْنِ خَلَف: إِن عِنْدِي فَرَسًا أُجِلُّها كُلَّ يَوْمٍ فَرَقاً مِنْ ذَرَّةٍ أَقْتُلك عَلَيْهَا، فَقَالَ: عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَلْ أَنا أَقْتُلك عَلَيْهَا، إِن شَاءَ اللَّهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي أَعلفها إِياه فَوَضَعَ الإِجْلال مَوْضِعَ الإِعطاء وأَصله مِنَ الشَّيْءِ الجَلِيل؛ وَقَوْلُ أَوس يَرْثي فَضَالَةَ: وعَزَّ الجَلُّ وَالْغَالِي فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي بأَن الجَلَّ الأَمر الجَلِيل، وَقَوْلُهُ وَالْغَالِي أَي أَن مَوْتَهُ غالٍ عَلَيْنَا مِنْ قَوْلِكَ غَلا الأَمر زَادَ وعَظُم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعِ الجَلَّ فِي مَعْنَى الجَلِيل إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ. والجُلْجُل: الأَمر الْعَظِيمِ كالجَلَل. والجِلُّ: نَقِيضُ الدِّقِّ. والجُلال: نَقِيضُ الدُّقاق. والجُلال، بِالضَّمِّ: الْعَظِيمُ. والجُلالة: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ. وَكُلُّ شَيْءٍ يَدِقُّ فجُلاله خِلَافُ دُقاقه. وَيُقَالُ: جِلَّة جَريمة للعِظام الأَجْرام. وجَلَّل الشيءُ تَجْلِيلًا أَي عَمَّ. والمُجَلِّل: السَّحَابُ الَّذِي يُجَلِّل الأَرض بِالْمَطَرِ أَي يَعُمُّ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وابِلًا مُجَلِّلًا أَي يُجَلِّل الأَرض بِمَائِهِ أَو بِنَبَاتِهِ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى الْمَفْعُولِ. والجِلُّ مِنَ الْمَتَاعِ: القُطُف والأَكسية والبُسُط وَنَحْوُهُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ. والجَلُّ والجِلُّ، بِالْكَسْرِ: قَصَب الزَّرْعِ وسُوقه إِذا حُصِد عَنْهُ السُّنبل. والجُلَّة: وِعَاءٌ يُتَّخَذُ مِنَ الْخُوصِ يُوضَعُ فِيهِ التَّمْرُ يُكْنَزُ فِيهَا، عَرَبِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابطُنْ لُهْ، ... فَوْقَ قُصَيراه وتَحْتَ الجُلَّه يَعْنِي جَمَلًا عَلَيْهِ جُلَّة فَهُوَ بِهَا مُوقَر، وَالْجَمْعُ جِلال وجُلَل؛ قَالَ: بَاتُوا يُعَشُّون القُطَيْعاء جَارَهُمْ، ... وعندهُمُ البَرْنيُّ فِي جُلَل دُسْم

_ (1). قوله [قال الحرث بن وعلة] هكذا في الأصل، والذي في الصحاح: وعلة بن الحرث

وَقَالَ: يَنْضَح بِالْبَوْلِ، والغُبار عَلَى ... فَخْذَيه، نَضْحَ العِيديَّة الجُلَلا وجُلُّ الدَّابَّةِ وجَلُّها: الَّذِي تُلْبَسه لتُصان بِهِ؛ الْفَتْحُ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ جِلال وأَجْلال؛ قَالَ كثيِّر: وَتَرَى الْبَرْقَ عَارِضًا مُسْتَطِيراً، ... مَرَحَ البُلْق جُلْنَ فِي الأَجْلال وَجَمْعُ الجِلال أَجِلَّة. وجِلال كُلِّ شَيْءٍ: غِطاؤه نَحْوَ الحَجَلة وَمَا أَشبهها. وَتَجْلِيلُ الْفَرَسِ: أَن تُلْبِسه الجُلَّ، وتَجَلَّلَه أَي عَلاه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه جَلَّلَ فَرَسًا لَهُ سَبَق بُرْداً عَدَنِيّاً أَي جَعَلَ البُرْد لَهُ جُلًّا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُجَلِّل بُدْنه القَباطِيَّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: اللَّهُمَّ جَلِّل قَتلة عُثْمَانَ خِزْياً أَي غَطِّهم بِهِ وأَلْبِسْهم إِياه كَمَا يَتَجَلَّلُ الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ. وتجَلَّلَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ وَالْفَرَسُ الحِجْر: عَلَاهَا. وتجَلَّلَ فُلَانٌ بِعِيرِهِ إِذا عَلَا ظَهْرَهُ. والجَلَّة والجِلَّة: البَعَر، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعَرُ الَّذِي لَمْ يَنْكَسِرْ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الجِلَّة البَعَرة فأَوقع الجِلَّة عَلَى الْوَاحِدَةِ. وإِبِل جَلَّالة: تأْكل العَذِرة، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ لُحُومِهَا وأَلبانها. والجَلَّالة: الْبَقَرَةُ الَّتِي تَتْبَعُ النَّجَاسَاتِ، وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَكل الجلَّالة وَرُكُوبِهَا ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: نُهِيَ عَنْ لَبَنِ الجلَّالة ؛ والجلَّالة مِنَ الْحَيَوَانِ: الَّتِي تأْكل الجِلَّة والعَذِرة. والجِلَّة: الْبَعَرُ فَاسْتُعِيرَ وَوُضِعَ مَوْضِعَ العَذِرة، يُقَالُ: إِن بَنِي فُلَانٍ وَقودهم الجِلَّة وَوَقُودُهُمُ الوَأْلة وَهُمْ يَجْتَلُّون الجِلَّة أَي يَلْقُطُونَ الْبَعَرَ. وَيُقَالُ: جَلَّت الدَّابَّةُ الجِلَّة واجْتَلَّتها فَهِيَ جَالَّة وجَلَّالة إِذا الْتَقَطَتْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِنما قَذِرَتْ عَلَيْكُمْ جَالَّة القُرى. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فإِنما حَرَّمتها مِنْ أَجل جَوَالِّ القَرْية ؛ الجَوَالُّ، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: جَمْعُ جَالَّة كسامَّة وسَوامّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِني أُريد أَن أَصحبك، قَالَ: لَا تَصْحَبْنِي عَلَى جَلَّال ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ، فأَما أَكل الجلَّالة فَحَلَالٌ إِن لَمْ يَظْهَرِ النَّتْنُ فِي لَحْمِهَا، وأَما رُكُوبُهَا فَلَعَلَّهُ لِمَا يَكْثُرُ مِنْ أَكلها العَذِرة وَالْبَعَرَ، وَتَكْثُرُ النَّجَاسَةُ عَلَى أَجسامها وأَفواهها وَتَلْمِسُ رَاكِبَهَا بِفَمِهَا وَثَوْبَهُ بِعَرَقها وَفِيهِ أَثر العَذِرة أَو الْبَعَرِ فَيَتَنَجَّسُ. وجَلَّ البَعَر يَجُلُّه جَلًّا: جَمعه والتقطعه بِيَدِهِ. واجْتَلَّ اجْتِلالًا: الْتَقَطَ الجِلَّة لِلْوَقُودِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الدَّابَّةُ الَّتِي تأْكل الْعَذِرَةَ الجَلَّالة، واجْتَلَلت الْبَعَرَ. الأَصمعي: جَلَّ يَجُلُّ جَلًّا إِذا الْتَقَطَ الْبَعَرَ واجْتَلَّه مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ لجَإٍ يَصِفُ إِبلًا يَكْفي بعرُها مِنْ وَقود يُسْتَوقد بِهِ مِنْ أَغصان الضَّمْران: يَحْسَبُ مُجْتَلّ الإِماءِ الْحُرُمِ، ... مِنْ هَدَب الضَّمْران، لَمْ يُحَطَّم «2» وَيُقَالُ: خَرَجَتِ الإِماء يَجْتَلِلْن أَيْ يَلْتَقِطْنَ الْبَعَرَ. وَيُقَالُ: جَلَّ الرجلُ عَنْ وَطَنِهِ يَجُلُّ ويجِلُّ جُلُولًا «3» وَجَلَا يَجْلو جَلاء وأَجْلى يُجْلي إِجلاء إِذا أَخْلى موطنِه. وجَلَّ القومُ مِنَ الْبَلَدِ يَجُلُّون، بِالضَّمِّ، جُلولًا أَي جَلَوا وَخَرَجُوا إِلى بَلَدٍ آخَرَ، فَهُمْ جالَّة. ابْنُ سِيدَهْ: وجَلَّ القومُ عَنْ مَنَازِلِهِمْ يَجُلُّون جُلولًا جَلَوا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للعجاج:

_ (2). قوله [يحسب إلخ] كذا في الأَصل هنا، وتقدم في ضمر: بحسب بموحدة وفتح الحاء وسكون السين والخرم بضم المعجمة وتشديد الراء، وقوله لم يحطم سبق أيضاً في المادة المذكورة لم يحزم. (3). قوله [يجلُّ جلولًا] قال شارح القاموس: من حد ضرب، واقتصر الصاغاني على يجل من حد نصر، وجمع بينهما ابن مالك وغيره وهو الصواب

كأَنَّما نجومها، إِذ وَلَّتِ، ... عُفْرٌ، وصِيرانُ الصَّريم جَلَّتِ وَمِنْهُ يُقَالُ: اسْتُعْمِل فُلَانٌ عَلَى الجالِيَة والجَالَّة، وَهُمْ أَهل الذِّمَّةِ، وإِنما لَزِمَهُمْ هَذَا الِاسْمُ لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَجْلى بَعْضَ الْيَهُودِ مِنَ الْمَدِينَةِ وأَمر بإِجلاء مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فأَجْلاهم عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فسُمُّوا جالِية لِلُزُومِ الِاسْمِ لَهُمْ، وإِن كَانُوا مُقِيمِينَ بِالْبِلَادِ الَّتِي أَوْطَنوها. وَهَذِهِ نَاقَةٌ تَجِلُّ عَنِ الْكَلَالِ: مَعْنَاهُ هِيَ أَجَلُّ مِنْ أَن تَكِلّ لِصَلَابَتِهَا. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ جَرَّاك وَمِنْ جُلِّك؛ ابْنُ سِيدَهْ: فِعْلُهُ مِنْ جُلِّك وجَلَلِك وجَلالِك وتَجِلَّتِك وإِجلالِك وَمِنْ أَجْل إِجْلالك أَي مِنْ أَجلك؛ قَالَ جَمِيلٌ: رَسمِ دارٍ وَقَفْتُ فِي طَلَله، ... كِدْتُ أَقْضي الغَداة مِنْ جَلَله أَي مِنْ أَجله؛ وَيُقَالُ: مِنْ عِظَمه فِي عَيْنِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وأَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ: كِدْتُ أَقضي الْحَيَاةَ مِنْ جَلَله قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد ربَّ رَسْمِ دَارٍ فأَضمر رُبَّ وأَعملها فِيمَا بَعْدَهَا مُضْمَرَةً، وَقِيلَ: مِنْ جَلَلك أَي مِنْ عَظَمتك. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ جَلَل كَذَا وَكَذَا أَي مِنْ عِظَمه فِي صَدْرِي؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ عَلَى قَوْلِهِمْ فَعَلْتُهُ مِنْ جَلالِك أَي مِنْ أَجلك قَوْلَ الشَّاعِرِ: حَيائيَ مِنْ أَسْماءَ، والخَرْقُ بَيْنَنَا، ... وإِكْرامِيَ القومَ العِدى مِنْ جَلالِها وأَنت جَلَلْت هَذَا عَلَى نَفْسِكَ تجُلُّه أَي جَرَرْته يَعْنِي جَنَيته؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَجَلَّة: صَحِيفَةٌ يُكْتَبُ فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والمَجَلَّة. الصَّحِيفَةُ فِيهَا الْحِكْمَةُ؛ كَذَلِكَ رُوِيَ بَيْتُ النَّابِغَةِ بِالْجِيمِ: مَجَلَّتُهم ذاتُ الإِله، ودِينُهم ... قَوِيم فَمَا يَرْجُون غَيْرَ الْعَوَاقِبِ يُرِيدُ الصَّحِيفَةَ لأَنهم كَانُوا نَصَارَى فَعَنى الإِنْجيل، وَمَنْ رَوَى مَحَلَّتهم أَراد الأَرض الْمُقَدَّسَةَ وَنَاحِيَةَ الشَّامِ وَالْبَيْتَ المقدَّس، وَهُنَاكَ كَانَ بَنُو جَفْنة؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنهم يحُجُّون فَيَحِلُّون مَوَاضِعَ مُقَدَّسَةً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كُلُّ كِتَابٍ عِنْدَ الْعَرَبِ مَجَلَّة. وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ: قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَلَّ الَّذِي مَعَكَ مِثْلَ الَّذِي مَعِي، فَقَالَ: وَمَا الَّذِي مَعَكَ؟ قَالَ: مَجَلَّة لُقْمَانَ ؛ كُلُّ كِتَابٍ عِنْدَ الْعَرَبِ مَجَلَّة، يُرِيدُ كِتَابًا فِيهِ حِكْمَةُ لُقْمَانَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنس: أُلقي إِلينا مَجالُ ؛ هِيَ جَمْعُ مَجَلَّة يَعْنِي صُحُفاً قِيلَ إِنها معرَّبة مِنَ الْعِبْرَانِيَّةِ، وَقِيلَ: هِيَ عَرَبِيَّةٌ، وَقِيلَ: مَفْعَلة مِنَ الْجَلَالِ كَالْمَذَلَّةِ مِنَ الذُّلِّ. والجَلِيل: الثُّمام، حِجازيَّة، وَهُوَ نَبْتٌ ضَعِيفٌ يُحْشَى بِهِ خَصاص الْبُيُوتِ، وَاحِدَتُهُ جَلِيلة؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ لِبِلَالٍ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبيتَنَّ لَيْلَةً ... بفَجٍّ، وحَوْلي إِذْخِر وجَلِيل؟ وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِياه مَجَنَّةٍ؟ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامَةٌ وطَفِيل؟ وَقِيلَ: هُوَ الثُّمام إِذا عَظُمَ وجَلَّ، وَالْجَمْعُ جَلائل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَلُوذُ بجَنْبَيْ مَرْخَة وجَلائل

وَذُو الجَلِيل: وَادٍ لِبَنِي تَمِيمٍ يُنبت الجَلِيل وَهُوَ الثُّمَامُ. والجَلُّ، بِالْفَتْحِ: شِرَاعُ السَّفِينَةِ، وَجَمْعُهُ جُلُول، قَالَ الْقَطَامِيُّ: فِي ذِي جُلُول يُقَضِّي الموتَ صاحبُه، ... إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهواله ارتَسما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جُمِعَ عَلَى أَجْلال؛ قَالَ جَرِيرٌ: رَفَعَ المَطِيّ بِهَا وشِمْت مُجَاشِعًا ... والزَّنْبَرِيّ يَعُوم ذُو الأَجْلال «1» . وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: ومَدَّه، إِذ عَدَل الجَليُّ، ... جَلٌّ وأَشْطانٌ وصَرَّاريُ يَعْنِي مَدَّ هَذَا القُرْقورَ أَي زَادَ فِي جَرْيه جَلٌّ، وَهُوَ الشِّراع، يَقُولُ: مَدَّ فِي جَرْيِهِ، والصُّرَّاء: جَمْعُ صارٍ وَهُوَ مَلَّاح مِثْلُ غازٍ وغُزَّاء. وَقَالَ شِمْرٌ: رَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ الْمَلَّاحُ جُلٌّ وَهُوَ الْكِسَاءُ يُلْبَس السَّفِينَةَ، قَالَ: وَرَوَاهُ الأَصمعي جَلٌّ، وَهُوَ لُغَةُ بَنِي سَعْدٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ. والجُلُّ: الْيَاسَمِينُ، وَقِيلَ: هُوَ الْوَرْدُ أَبيضه وأَحمره وأَصفره، فَمِنْهُ جَبَليّ وَمِنْهُ قَرَويّ، وَاحِدَتُهُ جُلَّة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَهُوَ كَلَامٌ فَارِسِيٌّ، وَقَدْ دَخَلَ فِي الْعَرَبِيَّةِ؛ والجُلُّ الَّذِي فِي شِعْرِ الأَعشى فِي قوله: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسمين ... والمُسْمِعاتُ بقُصَّابها هُوَ الْوَرْدُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وقُصَّابها: جَمْعُ قَاصِبٍ وَهُوَ الزَّامِرُ، وَيُرْوَى بأَقصابها جَمْعُ قُصْب. وجَلُولاء، بِالْمَدِّ: قَرْيَةٌ بِنَاحِيَةِ فَارِسَ وَالنِّسْبَةُ إِليها جَلُوليٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِثْلُ حَرُورِي فِي النِّسْبَةِ إِلى حَرُوراء. وجَلٌّ وجَلَّان: حَيَّان مِنَ الْعَرَبِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنا وَجَدْنَا بَنِي جَلَّان كُلَّهمُ، ... كَسَاعِدِ الضَّبِّ لَا طُول وَلَا قِصَر أَي لَا كَذِي طُولٍ وَلَا قِصَر، عَلَى الْبَدَلِ مِنْ سَاعِدٍ؛ قَالَ: كَذَلِكَ أَنشده أَبو عَلِيٍّ بِالْخَفْضِ. وجَلٌّ: اسْمٌ؛ قَالَ: لَقَدْ أَهْدَت حُبابَة بنتُ جَلٍّ، ... لأَهل حُباحبٍ، حَبْلًا طَوِيلًا وجَلُّ بْنُ عَدِيّ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ رَهْط ذِي الرُّمَّةِ العَدَوي. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ الْتَقَطْتُ شَبَكَةً عَلَى ظَهْر جَلَّال ؛ قَالَ: هُوَ اسْمٌ لِطَرِيقِ نَجْدٍ إِلى مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. والتَّجَلْجُل: السُّؤُوخ فِي الأَرض أَو الْحَرَكَةُ والجوَلان. وتَجَلْجَل فِي الأَرض أَي سَاخَ فِيهَا وَدَخَلَ. يُقَالُ: تَجَلْجَلَت قواعدُ الْبَيْتِ أَي تَضَعْضَعَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَارُونَ خَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّة لَهُ فأَمر اللَّهُ الأَرض فأَخذته فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الخُيَلاء خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يتَجَلْجل إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يَتَجَلْجَلُ يَتَحَرَّكُ فِيهَا أَي يَغُوصُ فِي الأَرض حِينَ يُخسف بِهِ. والجَلْجَلَة: الْحَرَكَةُ مَعَ الصَّوْتِ أَي يَسُوخ فِيهَا حِينَ يُخْسف بِهِ. وَقَدْ تَجَلْجَل الريحُ تَجَلْجُلًا، والجَلْجَلَة: شِدَّةُ الصَّوْتِ وحِدَّته، وَقَدْ جَلْجَلَهُ؛ قال:

_ (1). قوله [والزنبري إلخ] هكذا في الأَصل هنا، وتقدم مثل هذا الشطر في ترجمة زنبر بلفظ كالزنبري يقاد بالأجلال

يَجُرُّ ويَسْتأْبي نَشَاصاً كأَنه، ... بغَيْفَة لَمّا جَلْجَلَ الصوتَ، جَالِبُ والجَلْجَلَة: صَوْتُ الرَّعْدِ وَمَا أَشبهه. والمُجَلْجِل مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي فِيهِ صَوْتُ الرَّعْدِ. وسحابٌ مُجَلْجِل: لِرَعْدِهِ صَوْتٌ. وَغَيْثٌ جَلْجَال: شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَقَدْ جَلْجَلَ وجَلْجَلَهُ: حَرَّكَهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَلْجَلْت الشَّيْءَ جَلْجَلَة إِذا حَرَّكْتَهُ بِيَدِكَ حَتَّى يَكُونَ لِحَرَكَتِهِ صَوْتٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ تحرَّك فَقَدْ تَجَلْجَلَ. وَسَمِعْنَا جَلْجَلَة السَّبُع: وَهِيَ حَرَكَتُهُ. وتَجَلْجَل القومُ لِلسَّفَرِ إِذا تحرَّكوا لَهُ. وخَمِيسٌ جَلْجَال: شَدِيدٌ. شِمْرٌ: المُجَلْجَل الْمَنْخُولُ الْمُغَرْبَلُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: حَتَّى أَجالته حَصًى مُجَلْجَلا أَي لَمْ تَتْرُكْ فِيهِ إِلا الْحَصَى المُجَلْجَل. وجَلْجَلَ الفرسُ: صَفَا صَهِيله وَلَمْ يَرِقَّ وَهُوَ أَحسن مَا يَكُونُ، وَقِيلَ: صَفَا صَوْتُهُ ورَقَّ، وَهُوَ أَحسن لَهُ. وَحِمَارٌ جُلاجِل، بِالضَّمِّ: صَافِي النَّهيق. وَرَجُلٌ مُجَلْجَل: لَا يَعْدِله أَحد فِي الظَّرْف. التَّهْذِيبُ: المُجَلْجِل السَّيِّدُ الْقَوِيُّ وإِن لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَبٌ وَلَا شَرَفٌ وَهُوَ الْجَرِيءُ الشَّدِيدُ الدَّافِعُ «1» ... وَاللِّسَانُ، وَقَالَ شِمْرٌ: هُوَ السَّيِّدُ الْبَعِيدُ الصَّوْتِ؛ وأَنشد ابْنُ شُمَيْلٍ: جَلْجَلَ سِنَّك خَيْرَ الأَسنان، ... لَا ضَرَع السِّنِّ وَلَا قَحْمٌ فَانِ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ الْجَرِيءِ إِنه ليُعَلِّق الجُلْجُل؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: إِلا امْرأً يَعْقِد خَيْط الجُلْجُل يُرِيدُ الْجَرِيءَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ؛ التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُهُ: يُرْعد إِن يُرْعد فؤادُ الأَعزل، ... إِلَّا امْرَأً يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُل يَعْنِي رَاعِيَهُ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ وَرَبَّاهُ وَهُوَ صَغِيرٌ يَعْرِفُهُ فَلَا يُؤْذِيهِ؛ قَالَ الأَصمعي: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ: فَلَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ إِلَّا شُجَاعٌ لَا يُبَالِيهِ، وَهُوَ صَعْبٌ مَشْهُورٌ، كَمَا يُقَالُ مَنْ يُعَلِّق الجُلْجُل فِي عُنُقِهِ. ابْنُ الأَعرابي: جَلْجَل الرجلُ إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ. وَغُلَامٌ جُلْجُل وجُلاجِل: خَفِيفُ الرُّوحِ نَشِيط فِي عَمَلِهِ. والمُجَلْجَل: الْخَالِصُ النَّسَبِ. والجُلْجُل: مَعْرُوفٌ، وَاحِدُ الجَلاجِل. والجُلْجُل: الجَرَس الصَّغِيرُ، وَصَوْتُهُ الجَلْجَلة. وَفِي حَدِيثِ السَّفَرِ: لَا تَصْحَبُ الملائكةُ رُفْقَةً فِيهَا جُلْجُل ؛ هُوَ الْجَرَسُ الصَّغِيرُ الَّذِي يُعَلَّقُ فِي أَعناق الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا. والجَلْجَلة: تَحْرِيكُ الجُلْجُل. وإِبل مُجَلْجَلة: تُعَلَّقُ عَلَيْهَا الأَجراس؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ التَّمِيمِيُّ: أَيا ضَيَاع الْمِائَةِ المُجَلْجَله والجُلْجُل: الأَمر الصَّغِيرُ وَالْعَظِيمُ مِثْلُ الجَلَل؛ قَالَ: وَكُنْتُ، إِذا مَا جُلْجُل الْقَوْمُ لَمْ يَقُم ... بِهِ أَحد، أَسْمو لَهُ وأَسُور والجُلْجُلان: ثَمَرَةُ الكُزْبُرة، وَقِيلَ حَبُّ السِّمسم. وَقَالَ أَبو الْغَوْثِ: الجُلْجُلان هُوَ السِّمْسِمُ فِي قِشْرِهِ قَبْلَ أَن يُحْصَدَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ فِي الجُلْجُلان هُوَ السِّمْسِمُ ، وَقِيلَ: حَبٌّ كالكُزْبُرة، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَدَّهِن عِنْدَ إِحرامه بدُهْن جُلْجُلان. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِمَا فِي جَوْفِ التِّينِ مِنَ الْحَبِّ الجُلْجُلان؛ وأَنشد غَيْرُهُ لوَضّاح:

_ (1). ترك هنا بياض بأصله، وعبارة القاموس: والجريء الدفاع المنطيق

ضحِك النَّاسُ وَقَالُوا: ... شِعْر وَضَّاحِ الْكَبَانِي، إِنما شِعْرِيَ مِلْح ... قَدْ خُلِطْ بجُلْجُلانِ وجُلْجُلان الْقَلْبِ: حَبَّته ومُنَّته. وعَلِمَ ذَلِكَ جُلْجُلان قَلْبِهِ أَي علِمَ ذَلِكَ قَلْبُهُ. وَيُقَالُ: أَصبت حبَّة قَلْبِهِ وجُلْجُلان قَلْبِهِ وحَمَاطة قَلْبِهِ. وجَلْجَل الشيءَ: خَلَطَهُ. وجَلاجِل وجُلاجِل وَدَارَةُ جُلْجُل، كُلُّهَا: مَوَاضِعُ، وجَلاجِل، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الدَّهناء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَيا ظَبْيَةَ الوَعْساء، بَيْنَ جَلاجِل ... وَبَيْنَ النَّقَا، آأَنتِ أَمْ أُمُّ سَالِمِ؟ وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمَضْمُومَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَتِ الرُّوَاةُ هَذَا الْبَيْتَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ جُلاجِل، بِضَمِّ الْجِيمِ لَا غَيْرُ، وَاللَّهُ أَعلم. جمل: الجَمَل: الذَّكَر مِنِ الإِبل، قِيلَ: إِنما يَكُونُ جَمَلًا إِذا أَرْبَعَ، وَقِيلَ إِذا أَجذع، وَقِيلَ إِذا بزَل، وَقِيلَ إِذا أَثْنَى؛ قَالَ: نَحْنُ بَنُو ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل، ... الْمَوْتُ أَحلى عِنْدِنَا مِنَ الْعَسَلْ اللَّيْثُ: الجَمَل يَسْتَحِقُّ هَذَا الِاسْمَ إِذا بَزَل، وَقَالَ شَمِرٌ: البَكْر والبَكْرة بِمَنْزِلَةِ الْغُلَامِ وَالْجَارِيَةِ، والجَمَل وَالنَّاقَةُ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ والمرأَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الجَمَل هُوَ زَوْجُ النَّاقَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قرأَ: الجُمَّل ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، يَعْنِي الحِبَال الْمَجْمُوعَةَ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنه قَالَ: رواه القراء الجُمَّل ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، قَالَ: وَنَحْنُ نَظُنُّ أَنه أَراد التَّخْفِيفَ؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ: وَهَذَا لأَن الأَسماء إِنما تأْتي عَلَى فَعَل مُخَفَّفٍ، وَالْجَمَاعَةُ تَجِيءُ عَلَى فُعَّل مِثْلَ صُوَّم وقُوَّم. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قرأَ أَبو عَمْرٍو وَالْحَسَنُ وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ: حَتَّى يَلِجَ الجُمَل ، مِثْلَ النُّغَر فِي التَّقْدِيرِ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الجُمَّل ، بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ أَيضاً، فأَما الجُمَل، بِالتَّخْفِيفِ، فَهُوَ الحَبْل الْغَلِيظُ، وَكَذَلِكَ الجُمَّل، مُشَدَّدٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ الجُمَل عَلَى مثال نُغَر، والجُمْل عَلَى مِثَالِ قُفْل، والجُمُل عَلَى مِثَالِ طُنُب، والجَمَل عَلَى مِثَالِ مَثَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَيْهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ، فأَما الجُمْل فَجَمْعُ جَمَل كأَسَد وأُسْد. والجُمُل: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَحُكِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وأُبَيٍّ: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ. الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: جِمَالات صُفْر، فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: قرأَ عَبْدُ اللَّهِ وأَصحابه جِمالَتٌ ، وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قرأَ: جِمَالات، قَالَ: وَهُوَ أَحَبُّ إِليَّ لأَن الجِمَال أَكثر مِنِ الجِمَالة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَهُوَ يَجُوزُ كَمَا يُقَالُ حَجَر وحِجَارة وذَكَر وذِكَارة إِلّا أَن الأَول أَكثر، فإِذا قُلْتَ جِمالات فَوَاحِدُهَا جِمَال مِثْلَ مَا قَالُوا رِجَال ورِجَالات وبُيُوت وبُيُوتات، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدُ الجِمَالات جِمَالة، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْقُرَّاءِ جُمَالات، بِرَفْعِ الْجِيمِ ، فَقَدْ يَكُونُ مِنَ الشَّيْءِ الْمُجْمَلِ، وَيَكُونُ الجُمَالات جَمْعًا مِنْ جَمْعِ الجِمال كَمَا قَالُوا الرَّخْل والرُّخال؛ قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ الجِمَالات حِبَال السُّفن يُجْمَعُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ حَتَّى تَكُونَ كأَوساط الرِّجَالِ ؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: جِمَالات حِبال الجُسور، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَرأَ جِمَالات فَهُوَ جَمْعُ

جِمالة، وَهُوَ القَلْس مِنْ قُلوس سُفُن الْبَحْرِ، أَو كالقَلْس مِنْ قُلوس الجُسور، وقرئت جِمالَتٌ صُفْرٌ ، عَلَى هَذَا الْمَعْنَى. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: أَنه قرأَ حَتَّى يَلِجَ الجُمَّل ، بِضَمِّ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، قَلْس السَّفِينَةِ. قَالَ الأَزهري: كأَن الحَبْل الْغَلِيظَ سُمِّيَ جِمَالة لأَنها قُوًى كَثِيرَةٌ جُمِعت فأُجْمِلَت جُمْلة، وَلَعَلَّ الجُمْلة اشْتُقَّتْ مِنْ جُمْلة الحَبْل. ابْنُ الأَعرابي: الجَامِل الجِمَال. غَيْرُهُ: الجامِل قَطِيع مِنِ الإِبل مَعَهَا رُعْيانها وأَربابها كالبَقَر والباقِر؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: فإِن تكُ ذَا مالٍ كثيرٍ فإِنَّهم ... لَهُمْ جَامِل، مَا يَهْدأُ الليلَ سامِرُه الجَامِل: جَمَاعَةٌ مِنِ الإِبل تَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ والإِناث، فإِذا قُلْتَ الجِمَال والجِمَالة فَفِي الذُّكُورِ خَاصَّةً، وأَراد بِقَوْلِهِ سَامِرُهُ الرِّعاء لَا يَنَامُونَ لِكَثْرَتِهِمْ. وَفِي الْمَثَلِ: اتَّخَذَ الليلَ جَمَلًا، يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ بِاللَّيْلِ عَمَلَهُ مِنْ قِرَاءَةٍ أَو صَلَاةٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ يَسِيرُ بِنَا الأَبْرَدَيْن وَيَتَّخِذُ اللَّيْلَ جَمَلًا ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سَرَى لَيْلَتَهُ جَمْعاء أَو أَحياها بِصَلَاةٍ أَو غَيْرِهَا مِنِ الْعِبَادَاتِ: اتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلًا؛ كأَنه رَكِبه وَلَمْ يَنَمْ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ عَاصِمٍ: لَقَدْ أَدركت أَقواماً يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَمَلًا يَشْرَبُونَ النَّبِيذَ وَيَلْبَسُونَ المُعَصْفَر، مِنْهُمْ زِرُّ بْنُ حُبَيْش وأَبو وَائِلٍ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَالَ أَعرابي الجَامِل الحَيّ الْعَظِيمُ، وأَنكر أَن يكون الجامل الجِمَال؛ وأَنشد: وجَامِل حَوْم يَرُوح عَكَرُه، ... إِذا دَنَا مِنْ جُنْحِ لَيْلٍ مَقْصِرُه، يُقَرْقِر الهَدْرَ وَلَا يُجَرْجِرُه قَالَ: وَلَمْ يَصْنَعِ الأَعرابي شَيْئًا فِي إِنكاره أَن الجَامِل الجِمَال؛ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ طَرَفَةَ: وجَاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلًا والسَّفيح فإِنه دَلَّ عَلَى أَن الجَامِل يَجْمَعُ الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث، وَاحِدَتُهَا نَابٌ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: اتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلًا إِذا سَرَى اللَّيْلَ كُلَّهُ. وَاتَّخَذَ اللَّيْلَ جَمَلًا إِذا رَكِبَهُ فِي حَاجَتِهِ، وَهُوَ عَلَى الْمِثْلِ؛ وَقَوْلُهُ: إِني لِمَنْ أَنْكَرَني ابنْ اليَثْرِبي، ... قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي إِنما أَراد رَجُلًا كَانَ مِنْ أَصحاب عَائِشَةَ، وَأَصْلُ ذَلِكَ أَن عَائِشَةَ غَزَت عَلِيّاً عَلَى جَمَل، فَلَمَّا هُزِمَ أَصحابها ثَبَتَ مِنْهُمْ قَوْمٌ يَحْمُون الجَمَل الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ. وجَمَل: أَبو حَيٍّ مِنْ مَذْحِجٍ، وَهُوَ جَمَل بْنُ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْهُمْ هِنْدُ بْنُ عَمْرٍو الجَمَليُّ، وَكَانَ مَعَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقُتِل؛ وَقَالَ قَاتِلُهُ: قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِيّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لعمرو بْنِ يَثْرِبِيِّ الضَّبِّي، وَكَانَ فَارِسَ بَنِي ضَبَّة يَوْمَ الجَمَل، قَتَلَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ؛ وَتَمَامُ رَجَزِهِ: قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِيّ، ... وابْناً لصُوحانَ عَلَى دِينِ عَلِي وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: والجُمَالة الْخَيْلُ؛ وأَنشد: والأُدْم فيه يَعْتَرِكْنَ، ... بجَوِّه، عَرْكَ الجُمَاله ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ أَوقعوا الجَمَل عَلَى النَّاقَةِ فَقَالُوا شَرِبْتُ لَبَنَ جَمَليّ، وَهَذَا نَادِرٌ، قَالَ: وَلَا أُحِقُّه، والجَمْع

أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات وجِمالة وجَمَائل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائِل، بَعْدَ مَا ... تَقَوَّبَ، عَنْ غِرْبانِ أَوْراكها، الخَطْرُ وَفِي الْحَدِيثِ: هَمَّ النَّاسُ بنَحْر بَعْضِ جَمَائِلِهم ؛ هِيَ جَمْعُ جَمَل، وَقِيلَ: جَمْعُ جِمَالة، وجِمَالة جَمْعُ جَمَل كرِسالة ورَسائل. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الجَمَالة الطَّائِفَةُ مِنَ الجِمَال، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ النُّوقِ لَا جَمَل فِيهَا، وَكَذَلِكَ الجَمَالَة والجُمَالة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للإِبل إِذا كَانَتْ ذُكورة وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا أُنثى هَذِهِ جِمَالة بَنِي فُلَانٍ، وقرئ: كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ . والجَامِلُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ كَالْبَاقِرِ والكالِب، وَقَالُوا الجَمَّال والجَمّالة كَمَا قَالُوا الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة. ورَجُل جَامِل: ذُو جَمَل. وأَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم. والجَمَّالة: أَصحاب الجِمال مِثْلَ الخَيّالة والحَمّارة؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْع الْهُذَلِيِّ: حَتَّى إِذا أَسْلكوهم فِي قُتَائدة ... شَلًّا، كَمَا تَطْرُد الجَمَّالةُ الشُّرُدا واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صَارَ جَمَلًا. واسْتَقْرَم بَكْر فُلَانٍ أَي صَارَ قَرْماً. وَفِي الْحَدِيثِ: لِكُلِّ أُناس فِي جَمَلهم خُبْر ، وَيُرْوَى جُمَيْلهم، عَلَى التَّصْغِيرِ، يُرِيدُ صَاحِبَهُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَثَلٌ يُضْرب فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ قَوْمٍ بِصَاحِبِهِمْ يَعْنِي أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لِمَعْنًى، وأَن قَوْمَهُ لَمْ يُسَوِّدوه إِلا لِمَعْرِفَتِهِمْ بشأْنه؛ وَيُرْوَى: لِكُلِّ أُناس فِي بَعِيرهم خُبْر ، فَاسْتَعَارَ الْبَعِيرَ والجَمَل لِلصَّاحِبِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلِي ؟ تُرِيدُ زَوْجَهَا أَي أَحبسه عَنْ إِتيان النِّسَاءِ غَيْرِي، فكَنَتْ بالجَمَل عَنِ الزَّوج لأَنه زَوْجُ النَّاقَةِ. وجَمَّلَ الجَمَلَ: عَزَله عَنِ الطَّرُوقة. وَنَاقَةٌ جُمَاليَّة: وَثيقة تُشْبِهُ الجَمَل فِي خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها؛ قَالَ الأَعشى: جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف، ... إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا وَقَوْلُ هِمْيَانَ: وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه، ... قَرِيبَة نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِه، كأَنما يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه «2» . يُزْهَم: يُجْعل فِيهِمَا الزَّهَم، أَراد كُلَّ جُمَاليَّة فحَمَل عَلَى لَفْظِ كُلّ وذكَّر، وَقِيلَ: الأَصل فِي هَذَا تَشْبِيهُ النَّاقَةِ بِالْجَمَلِ، فَلَمَّا شَاعَ ذَلِكَ واطَّرد صَارَ كأَنه أَصل فِي بَابِهِ حَتَّى عَادُوا فشَبَّهوا الجَمَل بِالنَّاقَةِ فِي ذَلِكَ؛ وَهَذَا كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: ورَمْلٍ، كأَوْراك النِّساءِ، قَطَعْتُه، ... إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ وَهَذَا مِنْ حَمْلِهِمُ الأَصل عَلَى الْفَرْعِ فِيمَا كَانَ الْفَرْعُ أَفاده مِنَ الأَصل، وَنَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا، أَعني أَنها إِذا شَبَّهَتْ شَيْئًا بِشَيْءٍ مكَّنَتْ ذَلِكَ الشَّبَهَ لَهُمَا وعَمَّت بِهِ وَجْهَ الْحَالِ بَيْنَهُمَا، أَلا تَرَاهُمْ لَمَّا شَبَّهُوا الْفِعْلَ الْمُضَارِعَ بِالِاسْمِ فأَعربوه تَمَّمُوا ذَلِكَ الْمَعْنَى بَيْنَهُمَا بأَن شَبَّهُوا اسْمَ الْفَاعِلِ بِالْفِعْلِ فأَعملوه؟ وَرَجُلٌ جُمَالِيٌّ، بِالضَّمِّ وَالْيَاءِ مُشَدَّدَةً: ضَخْم الأَعضاء تامُّ الخَلْق عَلَى التَّشْبِيهِ بالجَمَل لِعِظَمِهِ. وَفِي حَدِيثِ فَضَالَةَ: كَيْفَ أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ عَلَى المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون بالغَضَب ؛ الجُمَلاءُ

_ (2). قوله [كأنما يزهم] تقدم في ترجمة بيض: ييجع بدل يزهم

: الضِّخَام الخَلْق كأَنه جَمْعُ جَمِيل. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: فإِن جاءَت بِهِ أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فَهُوَ لِفُلَانٍ ؛ الجُمَاليّ، بِالتَّشْدِيدِ: الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: إِنَّ لَنَا مِنْ مَالِنَا جِمَالا، ... مِنْ خَيْرِ مَا تَحْوِي الرجالُ مَالًا، يُنْتَجْن كُلَّ شَتْوَة أَجْمالا إِنما عَنى بالجَمَل هُنَا النَّخل، شَبَّهَهَا بالجَمَل فِي طولِها وضِخَمها وإِتَائها. ابْنُ الأَعرابي: الجَمَل الكُبَع؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بالجَمَل والكُبَع سَمَكَةً بَحريَّة تُدْعَى الجَمَل؛ قَالَ رؤْبة: واعْتَلَجتْ جِماله ولُخْمُه قَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَمَل سَمَكَةٌ تَكُونُ فِي الْبَحْرِ وَلَا تَكُونُ فِي العَذْب، قَالَ: واللُّخْمُ الكَوْسَجُ، يُقَالُ إِنه يأْكل النَّاسُ. ابْنُ سِيدَهْ: وجَمَل الْبَحْرِ سَمَكَةٌ مِنْ سَمَكِهِ قِيلَ طُولُهُ ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا؛ قَالَ العجاج: كجَمَل البحر إِذا خَاضَ حَسَر وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: أَنه أَذن فِي جَمَل الْبَحْرِ ؛ قِيلَ: هُوَ سَمَكَةٌ ضَخْمَةٌ شَبِيهَةٌ بالجَمَل يُقَالُ لَهَا جَمَل الْبَحْرِ. والجُمَيل والجُمْلانة والجُمَيلانة: طَائِرٌ مِنَ الدَّخَاخِيلِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الجُمَيل البُلْبل لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَّا مصغَّراً فإِذا جَمَعُوا قَالُوا جِمْلان. الْجَوْهَرِيُّ: جُمَيل طَائِرٌ جاءَ مُصَغَّرًا، وَالْجَمْعُ جِمْلان مِثْلَ كُعَيْت وكِعْتان. والجَمَال: مَصْدَرُ الجَمِيل، وَالْفِعْلُ جَمُلَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ؛ أَي بَهَاءٌ وَحُسْنٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَمَال الْحُسْنُ يَكُونُ فِي الْفِعْلِ والخَلْق. وَقَدْ جَمُلَ الرجُل، بِالضَّمِّ، جَمَالًا، فَهُوَ جَمِيل وجُمَال، بِالتَّخْفِيفِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وجُمَّال، الأَخيرة لَا تُكَسَّر. والجُمَّال، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: أَجْمَل مِنَ الجَمِيل. وجَمَّلَهُ أَي زَيَّنه. والتَّجَمُّل: تَكَلُّف الجَمِيل. أَبو زَيْدٍ: جَمَّلَ اللَّهُ عَلَيْكَ تَجْمِيلًا إِذا دَعَوْتَ لَهُ أَن يَجْعَلَهُ اللَّهُ جَمِيلًا حَسَناً. وامرأَة جَمْلاء وجَمِيلَة: وَهُوَ أَحد مَا جاءَ مِنْ فَعْلاء لَا أَفْعَل لَهَا؛ قَالَ: وَهَبْتُه مِنْ أَمَةٍ سَوْدَاءَ، ... لَيْسَتْ بِحَسْناء وَلَا جَمْلاء وَقَالَ الشَّاعِرُ: فَهْيَ جَمْلاء كَبدْرٍ طَالِعِ، ... بَذَّتِ الخَلْق جَمِيعًا بالجَمَال وَفِي حَدِيثِ الإِسراءِ: ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ امرأَة حَسْناء جَمْلاء أَي جَمِيلة مَلِيحَةٌ، وَلَا أَفعل لَهَا مِنْ لَفْظِهَا كدِيمة هَطْلاء. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَ بِنَاقَةٍ حَسْناء جَمْلاء. قَالَ ابْنُ الأَثير: والجَمَال يَقَعُ عَلَى الصُّوَر وَالْمَعَانِي؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن اللَّهَ جَمِيل يُحِبُّ الجَمَال أَي حَسَن الأَفعال كَامِلُ الأَوصاف؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: وَمَا الحَقُّ أَن تَهْوَى فتُشْعَفَ بِالَّذِي ... هَوِيتَ، إِذا مَا كَانَ لَيْسَ بأَجْمَل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَجمل فِيهِ بِمَعْنَى جَمِيل، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد لَيْسَ بأَجمل مِنْ غَيْرِهِ، كَمَا قَالُوا اللَّهُ أَكبر، يُرِيدُونَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والمُجَامَلَة: المُعاملة بالجَمِيل، الْفَرَّاءُ: المُجَامِل الَّذِي

يَقْدِرُ عَلَى جَوَابِكَ فَيَتْرُكُهُ إِبقاءً عَلَى مَوَدَّتِك. والمُجَامِل: الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى جَوَابِكَ فَيَتْرُكُهُ ويَحْقد عَلَيْكَ إِلى وَقْتٍ مَا؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: جَمَالَك أَيُّها القلبُ القَرِيحُ، ... سَتَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتَسْتَريحُ يُرِيدُ: الْزَمْ تَجَمُّلَك وحياءَك وَلَا تَجْزَع جَزَعاً قَبِيحًا. وجَامَلَ الرجلَ مُجَامَلَةً: لَمْ يُصْفِه الإِخاءَ وماسَحَه بالجَمِيل. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اجْمُل إِن كُنْتَ جَامِلًا، فإِذا ذَهَبُوا إِلى الْحَالِ قَالُوا: إِنه لجَمِيل: وجَمَالَك أَن لَا تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا أَي لَا تَفْعَلَهُ، وَالْزَمِ الأَمر الأَجْمَل؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَخُو الحَرْب أَمّا صادِراً فَوَسِيقُه ... جَمِيل، وأَمَّا وَارِدًا فمُغَامِس قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَى قول جَمِيل هُنَا أَنه إِذا اطَّرد وَسِيقَةً لَمْ يُسْرع بِهَا وَلَكِنْ يَتَّئد ثِقَةً مِنْهُ ببأْسه، وَقِيلَ أَيضاً: وَسِيقُه جَمِيل أَي أَنه لَا يَطْلُبُ الإِبل فَتَكُونُ لَهُ وَسِيقة إِنما وَسِيقَتُهُ الرِّجَالُ يَطْلُبُهُمْ ليَسْبِيَهم فيجلُبهم وَسَائق. وأَجْمَلْت الصَّنِيعة عِنْدَ فُلَانٍ وأَجْمَلَ فِي صَنِيعِهِ وأَجْمَلَ فِي طَلَبِ الشَّيْءِ: اتَّأَد وَاعْتَدَلَ فَلَمْ يُفْرِط؛ قَالَ: الرِّزق مَقْسُومٌ فأَجْمِلْ فِي الطَّلَب وَقَدْ أَجْمَلْت فِي الطَّلَبِ. وجَمَّلْت الشيءَ تَجْمِيلًا وجَمَّرْته تَجْمِيرًا إِذا أَطلت حَبْسَهُ. وَيُقَالُ لِلشَّحْمِ المُذَاب جَمِيل؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: نُقابِلُ جُوعَهم بمُكَلَّلاتٍ، ... مِنَ الفُرْنيِّ، يَرْعَبُها الجَمِيل وجَمَلَ الشيءَ: جَمَعَه. والجَمِيل: الشَّحم يُذَاب ثُمَّ يُجْمَل أَي يُجْمَع، وَقِيلَ: الجَمِيل الشَّحْمُ يُذَابُ فكُلما قَطَر وُكِّفَ عَلَى الخُبْزِ ثُمَّ أُعِيد؛ وَقَدْ جَمَلَه يَجْمُلُه جَمْلًا وأَجْمَلَهُ. أَذابه وَاسْتَخْرَجَ دُهْنه؛ وجَمَلَ أَفصح مِنْ أَجْمَلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمت عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوها وَبَاعُوهَا وأَكلوا أَثمانها. وَفِي الْحَدِيثِ: يأْتوننا بالسِّقَاء يَجْمُلُون فِيهِ الوَدَك. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَعِنْدَ الأَكثر يَجْعَلُونَ فِيهِ الْوَدَكَ. واجْتَمَلَ: كاشْتَوَى. وتَجَمَّلَ: أَكل الجَمِيل، وَهُوَ الشَّحْمُ المُذاب. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لِابْنَتِهَا: تَجَمَّلِي وتَعَفَّفِي أَي كُلي الجَمِيل وَاشْرَبِي العُفَافَةَ، وَهُوَ بَاقِي اللَّبَنِ فِي الضَّرْع، عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. والجَمُول: المرأَة الَّتِي تُذيب الشَّحْمَ، وَقَالَتِ امرأَة لِرَجُلٍ تَدْعُو عَلَيْهِ: جَمَلَك اللَّهُ أَي أَذابك كَمَا يُذاب الشَّحْمُ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: إِذ قَالَتِ النَثُّول للجَمُولِ: ... يَا ابْنة شَحْمٍ؛ فِي المَرِيءِ بُولي فإِنه فَسَّرَ الجَمُول بأَنه الشَّحْمَةُ المُذابة، أَي قَالَتْ هَذِهِ المرأَة لأُختها: أَبشري بِهَذِهِ الشَّحمة المَجْمولة الَّتِي تَذُوبُ فِي حَلْقك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا التفسير ليس بقويّ وإِذا تُؤُمِّل كَانَ مُسْتَحِيلًا. وَقَالَ مرَّة: الجَمُول المرأَة السَّمِينَةُ، والنَّثُول المرأَة الْمَهْزُولَةُ. والجَمِيل: الإِهالة المُذابة، وَاسْمُ ذَلِكَ الذَّائِبِ الجُمَالة، والاجْتِمَال: الادِّهَان بِهِ. والاجْتِمَال أَيضاً: أَن تَشْوِيَ لَحْمًا فَكُلَّمَا وَكَفَتْ إِهَالته اسْتَوْدَقْتَه عَلَى خُبْز ثُمَّ أَعدته. الْفَرَّاءُ: جَمَلْت الشَّحْمَ أَجْمُلُه جَمْلًا واجْتَملته إِذا أَذَبْته، وَيُقَالُ: أَجْمَلته وجَمَلْت أَجود، واجْتَمَلَ الرجُل؛

قَالَ لَبِيدٌ: فاشْتَوَى لَيْلة رِيحٍ واجْتَمَلَ والجُمْلَة: وَاحِدَةُ الجُمَل. والجُمْلَة: جَمَاعَةُ الشَّيْءِ. وأَجْمَلَ الشيءَ: جَمَعه عَنْ تَفْرِقَةٍ؛ وأَجْمَلَ لَهُ الْحِسَابَ كَذَلِكَ. والجُمْلَة: جَمَاعَةُ كُلِّ شَيْءٍ بِكَمَالِهِ مِنِ الْحِسَابِ وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: أَجْمَلْتُ لَهُ الحسابَ والكلامَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً ؛ وَقَدْ أَجْمَلْتُ الحسابَ إِذا رَدَدْتَهُ إِلى الجُمْلة. وَفِي حَدِيثِ القَدَر: كِتَابٌ فِيهِ أَسماء أَهل الْجَنَّةِ وَالنَّارِ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ ؛ وأَجْمَلْتُ الحسابَ إِذا جَمَعْتَ آحَادَهُ وَكَمَّلْتَ أَفراده، أَي أُحْصوا وجُمِعوا فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ. وَحِسَابُ الجُمَّل، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ: الحروفُ الْمُقَطَّعَةُ عَلَى أَبجد، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ حِسَابُ الجُمَل، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَة. وجُمْل وجَوْمَل: اسْمُ امرأَة. وجَمَال: اسْمُ بِنْتِ أَبي مُسافر. وجَمِيل وجُمَيْل: اسْمَانِ. والجَمَّالان: مِنْ شُعَرَاءَ الْعَرَبِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَقَالَ: أَحدهما إِسْلامي وَهُوَ الجَمَّال بن سَلَمة الْعَبْدِيُّ، وَالْآخَرُ جَاهِلِيٌّ لَمْ يَنْسُبْهُ إِلى أَب. وجَمَّال: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: حَتَّى عَلِمْنَا، وَلَوْلَا نَحْنُ قَدْ عَلِمُوا، ... حَلَّت شَلِيلًا عَذَاراهم وجَمَّالا جَمْحَلَ: الجُمَّحْلُ: اللَّحْمُ الَّذِي يَكُونُ فِي الأَصداف؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الأَغلب فِي أُرجوزة لَهُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الجُمَّحْلُ اللَّحْمُ الَّذِي يَكُونُ فِي الصَّدَفة إِذا شُقِّقَت. جمعل: ابْنُ سِيدَهْ: الجُمَعْلِيلة الضَّبُع، وَقَالَ الأَزهري: الجُمَعْليلة الناقة الهَرِمة. جنبل: الجُنْبُل: العُسُّ الضَّخْم الخَشِبُ النَّحْت الَّذِي لَمْ يَسْتَو؛ وأَنشد: مَلْمومة لَمًّا كظَهْرِ الجُنْبُل الجُنْبُل والمِجْوَل: القَدَح الضَّخم. والجُنْبُل: قَدَح غَلِيظٌ مِنْ خَشَبٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي الْغَرِيبِ النَّصْرِيِّ: وكُلْ هَنِيئاً ثُمَّ لَا تُزَمِّل، ... وادْعُ، هُدِيتَ، بعَتَادٍ جُنْبُل وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِهِ: إِذا انبَطَحتْ جافَى عَنِ الأَرض بَطنُها، ... وخَوَّأَها رَابٍ كهامَةِ جُنْبُل جنثل: جَنْثَل: اسم. جنجل: الجُنْجُل: بَقْلة بِالشَّامِ نَحْوُ الهِلْيَوْنِ تُؤْكَلُ مَسْلوقة. جنحدل: هَذِهِ كَلِمَةٌ ذَكَرَهَا الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ فَقَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لِمَالِكِ بْنِ الرَّيب: عَلامَ تَقولُ السَّيْفُ يُثْقِل عَاتِقِي، ... إِذا قَادَنِي بَيْنَ الرِّجَالِ الجَنَحْدَل؟ قال: والجَنَحْدَل القَصِير. جندل: الجَنْدَل: الحِجَارة، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَنْدَل مَا يُقِلُّ الرجلُ مِنِ الحِجَارة، وَقِيلَ: هُوَ الحَجَر كُلُّه، الْوَاحِدَةُ جَنْدَلَة؛ قَالَ أُمية الْهُذَلِيُّ: تَمُرُّ كجَنْدَلة المَنْجَنِيقِ ... يُرْمَى بِهَا السُّور، يَوْمَ القِتَال

والجَنَدِل: الجَنَادِل، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا جَنَدِلٌ يَعْنُون الجَنَادِل، وَصَرَفُوهُ لِنُقْصَانِ الْبِنَاءِ عَمَّا لَا يَنْصَرِفُ. وأَرض جَنَدِلة: ذَاتُ جَنَدِل؛ وَقِيلَ: الجَنَدِل، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالنُّونِ وَكَسْرِ الدَّالِ، الْمَكَانُ الْغَلِيظُ فِيهِ حِجَارَةٌ. وَمَكَانٌ جَنَدِل: كَثِيرُ الجَنْدَل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِضَمِّ الْجِيمِ، قَالَ: وَلَا أُحِقُّه. التَّهْذِيبُ: الجَنْدَل صَخْرَةٌ مِثْلُ رأْس الإِنسان، وَجَمْعُهُ جَنَادِل. والجُنَادِل: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وجَنْدَل: اسْمُ رَجُلٍ. ودُومة الجَنْدَل: مَوْضِعٌ. وجَنْدَل، غَيْرَ مَصْرُوفٍ: بُقْعة مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ: يَلُحْن مِنْ جَنْدَلَ ذِي مَعَارك كأَن الْمَوْضِعَ يُسَمَّى بجَنْدَل وَبِذِي مَعَارك فأَبدل ذِي مَعَارِكَ مِنْ جَنْدَلَ، وأَحسن الرِّوَايَتَيْنِ مِنْ جَندلِ ذِي مَعَارِكَ أَي مِنْ حِجَارَةِ هَذَا الْمَوْضِعِ. والجُنَادِل: الْعَظِيمُ القَوِيُّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَن تَحْتي صَخِباً جُنَادِلا جهل: الجَهْل: نَقِيضُ العِلْم، وَقَدْ جَهِلَه فُلَانٌ جَهْلًا وجَهَالَة، وجَهِلَ عَلَيْهِ. وتَجَاهَلَ: أَظهر الجَهْل؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: تَجَاهَلَ أَرَى مِنْ نَفْسِهِ الجَهْل وَلَيْسَ بِهِ، واسْتَجْهَلَه: عَدَّه جاهِلًا واسْتَخَفَّه أَيضاً. والتَّجْهِيل: أَن تَنْسُبَهُ إِلى الجَهْل، وجَهِلَ فُلَانٌ حَقَّ فُلَانٍ وجَهِلَ فُلَانٌ عَلَيَّ وجَهِلَ بِهَذَا الأَمر. والجَهَالَة: أَن تَفْعَلَ فِعْلًا بِغَيْرِ العِلْم. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِن فُلَانًا لَجَاهِل مِنْ فُلَانٍ أَي جاهِلٌ بِهِ. وَرَجُلٌ جَاهِلٌ وَالْجَمْعُ جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّلٌ وجُهَّالٌ وجُهَلَاء؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: شَبَّهوه بِفَعيل كَمَا شَبَّهُوا فَاعِلًا بفَعُول؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالُوا جُهَلاء كَمَا قَالُوا عُلَماء، حَمْلًا لَهُ عَلَى ضِدِّهِ. وَرَجُلٌ جَهُول: كجاهِل، وَالْجَمْعُ جُهُلٌ وجُهْلٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: جُهْل العَشِيِّ رُجَّحاً لقَسْرِه قَوْلُهُ جُهْل العَشِيِّ يَقُولُ: فِي أَول النَّهَارِ تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ يَدْعُوهَا لينضمَّ إِليه مَا كَانَ مِنْهَا شَاذًا فيأْمن عَلَيْهَا السِّباع وَاللَّيْلَ فيَحُوطها، فإِذا فَعَلَ ذَلِكَ رَجَعْن إِليه مَخَافَةَ قَسْرِه لِهَيْبَتِهَا إِياه. والمَجْهَلَة: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى الجَهْل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الْوَلَدُ مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنكم لتُجَهِّلُون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي يَحْمِلون الْآبَاءَ عَلَى الجَهْل بِمُلَاعَبَتِهِمْ إِياهم حِفْظًا لِقُلُوبِهِمْ، وَكُلٌّ مِنْ هَذِهِ الأَلفاظ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَوْلُ مُضَرِّس بْنِ رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي: إِنا لَنَصْفَح عَنْ مَجَاهِل قَوْمَنَا، ... ونُقِيم سالِفَةَ الْعَدُوِّ الأَصْيَد قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَجَاهِل فِيهِ جَمْعٌ لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مُكَسَّر عَلَيْهِ إِلا قَوْلَهُمْ جَهْل، وفَعْل لَا يُكَسَّر عَلَى مَفاعِل، فَمَجَاهِل هاهنا مِنْ بَابِ مَلامِح ومَحاسِن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: مَنِ اسْتَجْهَلَ مؤْمناً فَعَلَيْهِ إِثْمه ؛ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يُرِيدُ بِقَوْلِهِ مَنِ اسْتَجْهَلَ مُؤْمِنًا أَي حَمَله عَلَى شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه عَلَى مَنْ أَحوجه إِلى ذَلِكَ، قَالَ: وجَهْله أَرجو أَن يَكُونَ مَوْضُوعًا عَنْهُ وَيَكُونُ عَلَى مَنِ اسْتَجْهَله. قَالَ شَمِرٌ: وَالْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ جَهِلْت الشَّيْءَ إِذا لَمْ تَعْرِفْهُ، تَقُولُ: مِثْلي لَا يَجْهَلُ مِثْلَكَ. وَفِي حَدِيثِ الإِفْك: وَلَكِنِ اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه الأَنَفَة والغَضَب عَلَى الجَهْل، قَالَ: وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل، واسْتَجْهَلْتُه: وَجَدْتُهُ جاهِلًا، وأَجْهَلْته: جَعَلْته جاهِلًا. قَالَ: وأَما الاسْتِجْهَال بِمَعْنَى الْحَمْلِ عَلَى الجَهْل فَمِنْهُ مَثَل لِلْعَرَبِ: نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَلَ

الفُرارَ، ومثله: اسْتَجْعَلْته حَمَلْته عَلَى العَجَلة؛ قَالَ: فاسْتَعْجَلونا وَكَانُوا مِنْ صَحابتنا يَقُولُ: تَقدَّمونا فحَمَلونا عَلَى العَجَلة، واسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ: حَمَلَهم عَلَى الزَّلَّة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ ؛ يَعْنِي الجاهِل بِحَالِهِمْ وَلَمْ يُرِدِ الجَاهِلَ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْعَاقِلِ، إِنما أَراد الجَهْل الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخِبْرة، يُقَالُ: هُوَ يَجْهَلُ ذَلِكَ أَي لَا يَعْرِفُهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ؛ مِنْ قَوْلِكَ جَهِلَ فُلَانٌ رأْيه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن مِنَ العِلْم جَهْلًا ؛ قِيلَ: وَهُوَ أَن يَتَعَلَّمَ مَا لَا يَحْتَاجُ إِليه كَالنُّجُومِ وَعُلُومِ الأَوائل، ويَدَعَ مَا يَحْتَاجُ إِليه فِي دِينِهِ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ والسنَّة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَتَكَلَّفَ الْعَالِمُ إِلى عِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ فيُجَهِّله ذَلِكَ. والجاهِلِيَّة: زَمَنُ الفَتْرة وَلَا إِسلامَ؛ وَقَالُوا الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، فبالَغوا. والمَجْهَل: المَفازة لَا أَعْلام فِيهَا، يُقَالُ: رَكِبْتُها عَلَى مَجْهُولها؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ: فَرَكِبْناها عَلَى مَجْهُولِها، ... بِصِلابِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَع وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ فِي الجاهِلِيَّة الجَهْلاء، هُوَ تَوْكِيدٌ للأَول، يُشْتَقُّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ مَا يُؤَكَّدُ بِهِ كَمَا يُقَالُ وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنك امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّة ؛ هِيَ الْحَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا الْعَرَبُ قَبْلَ الإِسلام مِنَ الجَهْل بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَرَسُولِهِ وَشَرَائِعِ الدِّينِ والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وَغَيْرِ ذَلِكَ. وأَرض مَجْهَل: لَا يُهْتَدَى فِيهَا، وأَرضانِ مَجْهَل؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ، ... بِصَحْراء تِيهٍ، بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كَذَلِكَ، وَرُبَّمَا ثَنَّوا وجَمَعوا. وأَرض مَجْهولة: لَا أَعلام بِهَا وَلَا جِبال، وإِذا كَانَ بِهَا مَعَارِفُ أَعلام فَلَيْسَتْ بِمَجْهُولَةٍ. يُقَالُ: عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلًا سَواءً؛ وأَنشدنا: قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ: ... تَغَوَّلي مَا شِئْتِ أَن تَغَوَّلي قَالَ: وَيُقَالُ مَجْهُولَةٌ وَمَجْهُولَاتٌ ومَجاهِيل. وَنَاقَةٌ مَجْهُولَةٌ: لَمْ تُحْلَب قَطُّ. وَنَاقَةٌ مَجْهُولَةٌ إِذا كَانَتْ غُفْلة لَا سِمَةَ عَلَيْهَا؛ وَكُلُّ مَا اسْتَخفَّكَ فَقَدَ اسْتَجْهَلَكَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: دَعاك الهَوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ، ... وكَيْفَ تَصابي المَرءِ، والشَّيْبُ شامِلُ؟ واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ: حَرَّكته فَاضْطَرَبَ. والمِجْهَل والمِجْهَلَة والجَيْهَل والجَيْهَلَة: الخَشَبة الَّتِي يُحَرَّك بِهَا الجَمْر والتَّنُّور فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وصَفاة جَيْهَل: عَظِيمَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَيْهَلُ اسْمُ امرأَة؛ وأَنشد: تَقُولُ ذاتُ الرَّبَلاتِ، جَيهَلُ جهبل: الجَهْبَلة: المرأَة الْقَبِيحَةُ الدَّمِيمة. والجَهْبَل: المُسِنُّ مِنَ الوُعُول، وَقِيلَ: الْعَظِيمُ مِنْهَا؛ قَالَ: يَحْطِم قَرْنَيْ جَبَليٍّ جَهْبَل جول: جَالَ فِي الحَرْب جَوْلة، وجَالَ فِي التَّطْواف يَجُول جَوْلًا وجَوَلاناً وجُؤُولًا؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ

النُّمَيْرِيُّ: وجَالَ جُؤُولَ الأَخْدَرِيِّ بِوَافِدٍ ... مُغِذٍّ، قَلِيلًا مَا يُنِيخُ ليَهْجُدا وتَجَاوَلُوا فِي الْحَرْبِ أَي جَالَ بعضهُم عَلَى بَعْضٍ، وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ مُجاوَلات، وجَالَ واجْتَالَ وانْجَالَ بِمَعْنًى؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وأَبي الَّذِي وَرَدَ الكُلابَ مُسَوَّماً ... بالخَيْل، تَحْتَ عَجاجِها المُنْجال والتَّجْوال: التَّطْواف. وَفِي الْحَدِيثِ: فاجْتَالَتْهم الشَّيَاطِينُ أَي اسْتَخَفَّتْهم فَجَالُوا مَعَهُمْ فِي الضَّلَالِ، وجَالَ واجْتَالَ إِذا ذَهَبَ وَجَاءَ؛ وَمِنْهُ الجَوَلان فِي الْحَرْبِ. واجْتَالَ الشيءَ إِذا ذَهَبَ بِهِ وَسَاقَهُ. والجَائِل: الزَّائِلُ عَنْ مَكَانِهِ، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَمَّا جَالَت الخيلُ أَهْوَى إِلى عُنُقِي. يُقَالُ: جَالَ يَجُول جَوْلَة إِذا دَارَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لِلْبَاطِلِ جَوْلَةٌ ثُمَّ يَضْمَحِلُ ؛ هُوَ مِنْ جَوَّلَ فِي الْبِلَادِ إِذا طَافَ، يَعْنِي أَن أَهله لَا يَسْتَقِرُّونَ عَلَى أَمر يَعْرِفُونَهُ وَيَطْمَئِنُّونَ إِليه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَما حَدِيثُ الصدِّيق: إِن لِلْبَاطِلِ نَزْوة ولأَهل الحقِّ جَوْلَة ، فإِنه يُرِيدُ غَلَبة مِنْ جَالَ فِي الْحَرْبِ عَلَى قِرْنه، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الأَول لأَنه قَالَ بَعْدَهُ: يَعْفُو لَهَا الأَثَرُ وَتَمُوتُ السُّنن. وجَوَّلْتُ البلادَ تَجْوِيلًا أَي جُلْت فِيهَا كَثِيرًا. وجَوَّلَ فِي الْبِلَادِ أَي طَوَّف. ابْنُ سِيدَهْ: وجَوَّلَ تَجْوَالًا؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: والتَّفْعال بناء موضوع للكثرة كفَعَّلْت فِي فَعَلْت. وجَوَّلَ الأَرضَ: جالَ فِيهَا. وجَالَ القومُ جَوْلَة إِذا انْكَشَفُوا ثُمَّ كَرُّوا. والمِجْوَل: ثَوْبٌ صَغِيرٌ تَجُول فِيهِ الْجَارِيَةُ. غَيْرُهُ: والمِجْوَل ثَوْبٌ يُثْنَى ويُخَاط مِنْ أَحد شِقَّيْهِ وَيُجْعَلُ لَهُ جَيْبٌ تَجُول فِيهِ المرأَة، وَقِيلَ: المِجْوَل للصَّبيَّة والدِّرْع للمرأَة؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِلى مِثْلِها يَرْنُو الحَلِيمُ صَبَابَةً، ... إِذا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَل أَي هِيَ بَيْنَ الصبِيّة والمرأَة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا دَخَلَ عَلَيْنَا لَبِس مِجْوَلًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المِجْوَل الصُّدْرة والصِّدَار؛ وَرَوَى الْخَطَّابِيُّ عَنْ عَائِشَةَ أَيضاً قَالَتْ: كَانَ لَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِجْوَل ؛ قَالَ: تُرِيدُ صُدْرة مِنْ حَدِيد يَعْنِي الزَّرَدِيَّة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ التُّرْس مِجْوَلًا. وجَالَ الترابُ جَوْلًا وانْجَال: ذَهَب وسَطَع. والجَوْل والجُول والجَوْلان والجَيْلان؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: التُّرَابُ وَالْحَصَى الَّذِي تَجُولُ بِهِ الرِّيحُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيَوْمٌ جَوْلانيٌّ وجَيْلانيٌّ: كَثِيرُ التُّرَابِ وَالرِّيحِ. ويومٌ جَوْلان وجَيْلان: كَثِيرُ التُّرَابِ وَالْغُبَارِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وانْجَال الترابُ وجالَ، وانْجِيالُه انكِشاطُه. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا تَرَكُوا القَصْد والهُدَى: اجْتَالَهُم الشَّيْطَانُ أَي جَالُوا مَعَهُ فِي الضَّلَالَةِ؛ وَقَوْلُ حُمَيْدٍ: مُطَوَّقة خَطْباء تَسْجَع كُلَّما ... دَنَا الصّيفُ، وانْجَالَ الرَّبيعُ فأَنْجَما انْجَالَ أَي تَنَحَّى وَذَهَبَ. أَبو حَنِيفَةَ: الجَائِل والجَوِيل مَا سَفَرَتْه الريحُ مِنْ حُطَام النَّبْت وَسَوَاقِطِ وَرَقِ الشَّجَرِ فَجالَت بِهِ. واجْتالَهم الشَّيْطَانُ: حوَّلهم عَنِ القَصْد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ تَعَالَى قَالَ إِني خَلَقْتُ عِبَادِيَ حُنَفاء فاجْتَالهم الشَّيْطَانُ أَي اسْتَخَفَّهم فجَالُوا مَعَهُ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ اجْتَالَ الرجلُ الشيءَ إِذا ذَهَبَ

بِهِ وَطَرَدَهُ وَسَاقَهُ، واجْتَالَ أَموالَهم أَي ذَهَبَ بِهَا، واسْتَجَالَها مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثٍ طَهْفة: وتَسْتَجِيل الجَهامَ أَي تَرَاهُ جَائِلًا تَذْهَبُ بِهِ الريح هاهنا وهاهنا، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ، وَهُوَ الأَشهر، وسيأْتي ذِكْرُهُمَا. والإِجالة: الإِدَارة، يُقَالُ فِي المَيْسِر: أَجِلِ السِّهام. وأَجَالَ السِّهَامَ بَيْنَ الْقَوْمِ: حَرَّكها وأَفْضَى بِهَا فِي القِسْمة. وَيُقَالُ أَجَالُوا الرأْي فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: وَهَى خَرْجُه، واسْتُجِيلَ الرَّبابُ ... مِنْهُ، وغُرِّم مَاءً صَرِيحا «3» . مَعْنَى اسْتُجِيل كُرْكِرَ ومُخِض. والخَرْجُ: الوَدْق، وأَورد الأَزهري بَيْتَ أَبي ذؤَيب عَلَى غَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ فَقَالَ: ثَلاثاً، فَلمّا اسْتُجِيلَ الجَهَامُ ... عَنْه، وغُرِّم مَاءً صَرِيحا وَقَالَ: اسْتُجِيل ذَهَبَتْ بِهِ الريح هاهنا وهاهنا وتَقَطَّع. وأَجِلْ جَائِلَتك أَي اقْضِ الأَمر الَّذِي أَنت فِيهِ. والجُول والجَالُ والجِيلُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: ناحيةُ البئرِ والقبرِ وَالْبَحْرِ وجانبُها. والجُول، بِالضَّمِّ: جِدَارُ الْبِئْرِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ كُلُّ نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْبِئْرِ إِلى أَعلاها مِنْ أَسفلها؛ وأَنشد: رَمَاني بأَمرٍ كنتُ مِنْهُ وَوَالِدِي ... بَرِيًّا، وَمِنْ جُولِ الطَّوِيِّ رَماني قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِابْنِ أَحمر؛ قَالَ: وَقِيلَ هُوَ للأَزرق بْنِ طَرْفَةَ بْنِ العَمَرَّد الفَراصِيّ، أَي رَمَانِي بأَمر عَادَ عَلَيْهِ قُبْحُهُ لأَن الَّذِي يَرْمي مِنْ جُول الْبِئْرِ يَعُودُ مَا رَمَى بِهِ عَلَيْهِ، وَيُرْوَى: وَمِنْ أَجْل الطَّوِيّ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن الشَّاعِرَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَصْمِهِ حُكُومة فِي بِئْرٍ فَقَالَ خَصْمَهُ: إِنه لِصٌّ ابْنُ لِصٍّ، فَقَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ: دَعَانِيَ لِصًّا فِي لُصُوص، وَمَا دَعا ... بِهَا وَالِدِي، فِيمَا مَضَى، رَجُلان والجَالُ: مِثْلُ الجُول؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: رُدَّتْ مَعَاولُه خُثْماً مُفَلَّلةً، ... وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجَالَينِ صَلَّالا «4» . وَقِيلَ: جُولُ الْقَبْرِ مَا حَوْله؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذؤَيب: حَدَرْناه بالأَثواب فِي قَعْرِ هُوَّةٍ ... شَدِيدٍ، عَلَى مَا ضُمَّ فِي اللَّحْدِ، جُولُها وَالْجَمْعُ أَجْوال وجُوَالٌ وجُوَالة» . والجُول: الْعَزِيمَةُ، وَيُقَالُ الْعَقْلُ، وَلَيْسَ لَهُ جُول أَي عَقْلٌ وعَزِيمة تَمْنَعُهُ مِثْلُ جُول الْبِئْرِ لأَنها إِذا طُوِيَت كَانَ أَشدَّ لَهَا. وَرَجُلٌ لَيْسَ لَهُ جَالٌ أَي لَيْسَ لَهُ عَزِيمة تَمْنَعُهُ مِثْلُ جُول الْبِئْرِ؛ وأَنشد: وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْعَزَائِمِ جُولُ والجُول: لُبُّ الْقَلْبِ ومَعْقُوله. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ رَأْيٌ ومُسُكة لَهُ زَبْر وجُول أَي يَتَماسَك جُولُه، وَهُوَ مَزْبور مَا فَوْقَ الجُول مِنْهُ، وصُلْب مَا تَحْتَ الزَّبْر مِنَ الجُول. ويقال للرجل

_ (3). قوله [وغرم] هكذا في الأَصل هنا بالمعجمة المضمومة، وتقدم في ترجمة صرح: وكرم بالكاف وقال هناك وأراد بالتكريم التكثير، وفي الصحاح: وكرّم السحاب إذا جاد بالغيث (4). قوله [وصادفت] أي الناقة كما نص عليه الجوهري في ترجمة صلل حيث قال: أي صَادَفَتْ نَاقَتِي الْحَوْضَ يَابِسًا (5). قوله [وجوال وجوالة] قال شارح القاموس: هما في النسخ عندنا بالضم وفي المحكم بالكسر

الَّذِي لَا تَماسُك لَهُ وَلَا حَزْم: لَيْسَ لِفُلَانٍ جُول أَي يَنْهَدِمُ جُولُه فَلَا يُؤْمَن أَن يَكُونَ الزَّبْر يَسْقُط أَيضاً؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ عَبْدَ الْمَلِكِ: فأَبُوك أَحْزَمُهم، وأَنت أَمِيرُهم، ... وأَشَدُّهم عِنْدَ الْعَزَائِمِ جُولا وَيُقَالُ فِي مَثَل: لَيْسَ لِفُلَانٍ جُولٌ وَلَا جَالٌ أَي حَزْم؛ ابْنُ الأَعرابي: الجُول الصَّخْرة الَّتِي فِي الْمَاءِ يَكُونُ عَلَيْهَا الطَّيُّ، فإِن زَالَتْ تِلْكَ الصَّخْرَةُ تَهَوَّر الْبِئْرُ، فَهَذَا أَصل الجُول؛ وأَنشد: أَوْفَى عَلَى رُكْنَين، فَوْقَ مَثَابة، ... عَنْ جُولِ رازِحَة الرِّشاءِ شَطُون وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: لَيْسَ لَكَ جُولٌ أَي عَقْلٌ مأْخوذ مِنْ جُول الْبِئْرِ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ جِدَارها. اللَّيْثُ: جَالا الْوَادِي جانِبا مَائِهِ، وجَالا الْبَحْرُ: شَطَّاه، وَالْجَمْعُ الأَجْوَال؛ وأَنشد: إِذا تَنَازَعَ جَالَا مَجْهَلٍ قُذُف والأَجْوَلِيُّ مِنَ الْخَيْلِ: الجَوَّال السَّرِيعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعةِ إِضْريجُ الأَصمعي: هُوَ الجُول والجَال لِجَانِبِ الْقَبْرِ وَالْبِئْرِ. وجَوَلان الْمَالِ، بِالتَّحْرِيكِ: صِغاره ورَدِيئُه. والجَوْل: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْخَيْلِ والجماعةُ مِنِ الإِبل. حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: الجُول والجَوْل، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، مِنِ الإِبل ثَلَاثُونَ أَو أَربعون، قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ قَرَّبوا للبَيْنِ والتَّمَضِّي ... جَوْل مَخاضٍ كالرَّدى المُنْقَضِ قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ النَّعَامِ وَالْغَنَمِ. واجْتَالَ مِنْهُمْ جَوْلًا: اخْتَارَ؛ قَالَ عَمْرُو ذُو الْكَلْبِ يَصِفُ الذِّئْبَ: فاجْتَالَ مِنْهَا لَجْبَةً ذاتَ هَزَم واجْتَالَ مِنْ مَالِهِ جَوْلًا وجَوَالة: اخْتَارَ. الْفَرَّاءُ: اجْتَلْت مِنْهُمْ جَوْلة وانْتَضَلْت نَضْلة، وَمَعْنَاهُمَا الِاخْتِيَارُ. وجُلْتُ هَذَا مِنْ هَذَا أَي اخْتَرْتُهُ مِنْهُ. واجْتَلْت مِنْهُمْ جَوْلًا أَي اخْتَرْتُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ رَجُلًا: وكائِنْ وكَم مِنْ ذِي أَواصِرَ حَوْله، ... أَفادَ رَغِيباتِ اللُّهى وجِزالَها لآخَرَ مُجْتالٍ بِغَيْرِ قَرابة، ... هُنيْدَة لَمْ يَمْنُن عَلَيْهِ اجْتِيالَها والجَوْل: الحَبْل ورُبَّما سُمِّيَ العِنان جَوْلًا. اللَّيْثُ: وِشاحٌ جَائِل وبِطان جَائِل وَهُوَ السَّلِس. وَيُقَالُ: وِشاح جالٍ [جالٌ] كَمَا يُقَالُ كَبْش صافٍ [صافٌ] وَصَائِفٌ. والجَوْل: الوَعِل المُسِنُّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ أَجْوَال. والجَوْل: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ. وجَوْلَى، مَقْصُورٌ: مَوْضِعٌ. وجَوْلانُ والجَوْلانُ، بِالتَّسْكِينِ: جَبَلٌ بِالشَّامِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَرْيَةٌ بالشام؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الجَوْلان جَبَلٌ بِالشَّامِ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْجَبَلِ حَارِثُ الجَوْلان؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: بَكى حارِثُ الجَوْلان مِنْ فَقْدِ رَبِّه، ... وحَوْرانُ مِنْهُ مُوحِشٌ مُتَضائل وحارِث: قُلَّةٌ مِنْ قِلاله. والجَوْلان: أَرض، وَقِيلَ: حارثٌ وحَوْران جَبَلان. والأَجْوَل: جَبَلٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ قَلُوصي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الَّذِي ... بشَرْقيِّ سَلْمى، يومَ جَنْب قُشام

فصل الحاء المهملة

وَقَالَ زُهَيْرٌ: فشَرْقيِّ سَلْمى حَوْضه فأَجاوِله جَمَع الجَبَل بِمَا حَوْله أَو جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ أَجْوَل. والمِجْوَل: الفِضَّة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والمِجْوَل: ثَوْبٌ أَبيض يُجْعَل عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الَّذِي يَدْفع إِليه الأَيْسار القِداح إِذا تَجَمَّعوا. التَّهْذِيبُ: المِجْوَل الصُّدْرة والصِّدار، والمِجْوَل الدِّرْهَم الصَّحِيحُ. والمِجْوَل: العُوذة. والمِجْوَل: الحِمار الْوَحْشِيُّ. والمِجْوَل: هِلال مِنْ فِضَّة يَكُونُ فِي وَسَط القِلادَة. وَالْجَالُ: لُغَةٌ فِي الخالِ الَّذِي هُوَ اللِّواء؛ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيِّ. جيل: الجِيل: كُلُّ صِنْف مِنَ النَّاسِ، التُّرْك جِيل والصِّين جِيل وَالْعَرَبُ جِيل وَالرُّومُ جِيل، وَالْجَمْعُ أَجْيال. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: مَا أَعْلَمُ مِنْ جِيل كَانَ أَخبث مِنْكُمْ ؛ الجِيل الصِّنْفُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ الأُمَّة، وَقِيلَ كُلُّ قَوْمٍ يَخْتَصُّونَ بِلُغَة جِيلٌ. وجِيلان وجَيْلان: قَوْمٌ رَتَّبهم كِسْرى بِالْبَحْرَيْنِ شِبْه الأَكَرة لخَرْص النَّخْل أَو لمِهْنَةٍ مَا؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: جَيْلان وجِيلان فَعَلة المُلوك، وَكَانُوا مِنْ أَهل الجَبَل؛ وأَنشد: أُتِيحَ لَهُ جِيْلانُ [جَيْلانُ] عِنْدَ جَذاذِه، ... ورَدَّد فِيهِ الطَّرْفَ حَتَّى تَحَيَّرا وأَنشد الأَصمعي: أَرْسَل جَيْلان يَنْحِتُون لَهُ ... ساتِيذَما بالحَديدِ فانْصَدَعا «6» . المُؤَرِّج فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هُوَ وَقَبِيلُهُ؛ أَي جِيلُه، وَمَعْنَاهُ جِنْسه. وجِيل جِيلان: قَوْمٌ خَلْفَ الدَّيْلم. التَّهْذِيبُ: جِيلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ خَلْفَ الدَّيلم، يُقَالُ جِيل جَيلان. وجَيْلان، بِفَتْحِ الْجِيمِ: حَيٌّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. الْجَوْهَرِيُّ: وجَيْلان الحَصى مَا أَجالَته الرِّيحُ مِنْهُ؛ يُقَالُ مِنْهُ: رِيحٌ ذَاتُ جَيْلان. فصل الحاء المهملة حبل: الحَبْل: الرِّباط، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَالْجَمْعُ أَحْبُل وأَحبال وحِبَال وحُبُول؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لأَبي طَالِبٍ: أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لَا أَباكَ، ضَرَبْتَه ... بمِنْسَأَة؟ قَدْ جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ قَدْ جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ؛ قَالَ: وَبَعْدَهُ: هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابْنِ صَخْرة، إِنَّه ... سَيَحكُم فِيمَا بَيْننا، ثُمَّ يَعْدِلُ والحبْل: الرَّسَن، وَجَمْعُهُ حُبُول وحِبَال. وحَبَلَ الشيءَ حَبْلًا: شَدَّه بالحَبْل؛ قَالَ: فِي الرأْس مِنْهَا حبُّه مَحْبُولُ وَمِنْ أَمثالهم: يَا حَابِلُ اذْكُرْ حَلًّا أَي يَا مَنْ يَشُدُّ الحَبْلَ اذْكُرْ وَقْتَ حَلِّه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ يَا حَامِلُ، بِالْمِيمِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَذَاكَرْتُ بِنَوَادِرِ اللِّحْيَانِيِّ شَيْخَنَا أَبا عَلِيٍّ فرأَيته غَيْرَ رَاضٍ بِهَا، قَالَ: وَكَانَ يَكَادُ يُصَلِّي بِنَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ إِعْظاماً لَهَا، قَالَ: وَقَالَ لِي وَقْتَ قِرَاءَتِي إِياها عَلَيْهِ لَيْسَ فِيهَا حَرْفٌ إِلَّا ولأَبي زَيْدٍ تَحْتَهُ غَرَضٌ مَا، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهُوَ كَذَلِكَ لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت والأَسرار؛ اللَّيْثُ: المُحَبَّل الحَبْل فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: كُلُّ جُلال يَمْلأَ المُحَبَّلا

_ (6). قوله: ساتيذَما، هكذا في الأَصل، وهو في معجم البلدان: ساتيدما بالدال، قيل إنه جبل وقيل إنه نهر

وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: يَغْدو النَّاسُ بِحبالهم فَلَا يُوزَع رَجُلٌ عَنْ جَمَل يَخْطِمُه ؛ يُرِيدُ الحِبال الَّتِي تُشَدُّ فِيهَا الإِبل أَي يأْخذ كُلُّ إِنسان جَمَلًا يَخْطِمُه بحَبْله وَيَتَمَلَّكُهُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي يَغْدُو النَّاسُ بِجِمَالِهِمْ، وَالصَّحِيحُ بحِبالهم. والحَابُول: الكَرُّ الَّذِي يُصْعد بِهِ عَلَى النَّخْلِ. والحَبْل: العَهْد والذِّمَّة والأَمان وَهُوَ مِثْلُ الجِوار؛ وأَنشد الأَزهري: مَا زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكمُ، ... مَنْ حَلَّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا بعَهْدٍ وذِمَّةٍ. والحَبْل: التَّواصُل. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحَبْل الوِصال. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الِاعْتِصَامُ بحَبْل اللَّهِ هُوَ تَرْكُ الفُرْقة واتباعُ الْقُرْآنِ، وإِيَّاه أَراد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِقَوْلِهِ: عَلَيْكُمْ بحَبْل اللَّهِ فإِنه كِتَابُ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: يَا ذَا الحَبْل الشَّدِيدِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُونَ بِالْبَاءِ، قَالَ: وَالْمُرَادُ بِهِ الْقُرْآنُ أَو الدِّينُ أَو السَّبَبُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ؛ وَوَصَفَهُ بالشدَّة لأَنها مِنْ صِفات الحِبال، والشدَّةُ فِي الدِّينِ الثَّباتُ وَالِاسْتِقَامَةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ الحَيْل، بِالْيَاءِ، وَهُوَ القُوَّة، يُقَالُ حَيْل وحَوْل بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ الأَقرع والأَبرص والأَعمى: أَنا رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدِ انْقَطَعَتْ بِي الحِبَال فِي سَفَري أَي انْقَطَعَتْ بِيَ الأَسباب، مِنَ الحَبْل السَّبَبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصل الحَبْل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَنْصَرِفُ عَلَى وُجُوهٍ مِنْهَا الْعَهْدُ وَهُوَ الأَمان. وَفِي حَدِيثِ الْجِنَازَةِ: اللَّهُمَّ إِن فلانَ بْنَ فلانٍ فِي ذِمَّتِكَ وحَبْل جِوارك ؛ كَانَ مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ أَن يُخِيف بَعْضُهَا بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذا أَراد سَفَرًا أَخذ عَهْدًا مِنْ سَيِّدِ كُلِّ قَبِيلَةٍ فيأْمن بِهِ مَا دَامَ فِي تِلْكَ الْقَبِيلَةِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلى الأُخرى فيأْخذ مِثْلَ ذَلِكَ أَيضاً، يُرِيدُ بِهِ الأَمان، فَهَذَا حَبْل الجِوار أَي مَا دَامَ مُجَاوِرًا أَرضه أَو هُوَ مِنَ الإِجارة الأَمان وَالنُّصْرَةِ؛ قَالَ: فَمَعْنَى قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَلَيْكُمْ بحَبْل اللَّهِ أَي عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَتَرْكِ الفُرْقة، فإِنه أَمان لَكُمْ وَعَهْدٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ؛ وَقَالَ الأَعشى يَذْكُرُ مَسِيرًا لَهُ: وإِذا تُجَوِّزها حِبالُ قَبِيلة، ... أَخَذَتْ مِنَ الأُخرى إِليك حِبالَها وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ حِبال أَي عُهُودٌ وَمَوَاثِيقُ. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعار: أَتَوْك عَلَى قُلُصٍ نَواجٍ مُتَّصِلَةٍ بحَبَائِل الإِسلام أَي عُهُودِهِ وأَسبابه، عَلَى أَنها جَمْعُ الْجَمْعِ. قَالَ: والحَبْل فِي غَيْرِ هَذَا المُواصَلة؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِني بحَبْلك واصِلٌ حَبْلي، ... وبِرِيش نَبْلِك رَائِشٌ نَبْلي والحَبْل: حَبْل الْعَاتِقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَبْل الْعَاتِقِ عَصَب، وَقِيلَ: عَصَبة بَيْنَ العُنُق والمَنْكِب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والقُرْطُ فِي حُرَّة الذِّفْرى مُعَلَّقُهُ، ... تَباعَدَ الحَبْلُ مِنْهَا، فَهْوَ يَضْطَرِبُ وَقِيلَ: حَبْل الْعَاتِقِ الطَّرِيقة الَّتِي بَيْنَ العُنُق ورأْس الْكَتِفِ. الأَزهري: حَبْلُ الْعَاتِقِ وُصْلة مَا بَيْنَ الْعَاتِقِ والمَنْكِب. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فَضَرَبْتُهُ عَلَى حَبْل عَاتِقِهِ ، قَالَ: هُوَ مَوْضِعُ الرِّدَاءِ مِنَ الْعُنُقِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْق أَو عَصَب هُنَاكَ. وحَبْل الوَرِيد: عِرْق يَدِرُّ فِي الحَلْق، والوَرِيدُ عِرْق يَنْبِض

مِنَ الْحَيَوَانِ لَا دَم فِيهِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ؛ قَالَ: الحَبْل هُوَ الوَرِيد فأُضيف إِلى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ لَفْظِ الِاسْمَيْنِ، قَالَ: والوَرِيد عِرْق بَيْنَ الحُلْقوم والعِلْباوَيْن؛ الْجَوْهَرِيُّ: حَبْل الوَرِيد عِرْق فِي الْعُنُقِ وحَبْلُ الذِّرَاعِ فِي الْيَدِ. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ عَلَى حَبْل ذِرَاعِكَ أَي فِي القُرب مِنْكَ. ابْنُ سِيدَهْ: حَبْل الذِّرَاعِ عِرْق يَنْقَادُ مِنَ الرُّسْغ حَتَّى يَنْغَمِسَ فِي المَنْكِب؛ قَالَ: خِطَامُها حَبْلُ الذِّرَاعِ أَجْمَع وحَبْل الفَقار: عِرق يَنْقَادُ مِنْ أَول الظَّهْرِ إِلى آخِرِهِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد الْبَيْتَ أَيضاً: خِطامها حَبْلُ الفَقار أَجْمَع مَكَانَ قَوْلِهِ حَبْل الذِّرَاعِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَهَذَا عَلَى حَبْل ذِرَاعِكَ أَي مُمْكِن لَكَ لَا يُحال بَيْنَكُمَا، وَهُوَ عَلَى الْمِثْلِ، وَقِيلَ: حِبال الذِّرَاعَيْنِ العَصَب الظَّاهِرُ عَلَيْهِمَا، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الفَرَس. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي تَسْهِيلِ الْحَاجَةِ وَتَقْرِيبِهَا: هُوَ عَلَى حَبْل ذِرَاعِكَ أَي لَا يُخَالِفُكَ، قَالَ: وحَبْل الذِّرَاعِ عِرْق فِي الْيَدِ، وحِبال الفَرَس عُرُوقُ قَوَائِمِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَنَّ نُجوماً عُلِّقَتْ فِي مَصامِه، ... بأَمراس كَتَّانٍ إِلى صُمِّ جَنْدَل والأَمراس: الحِبال، الْوَاحِدَةُ مَرَسة، شَبَّه عُرُوقَ قَوَائِمِهِ بحِبال الكَتَّان، وَشَبَّهَ صَلَابَةَ حَوَافِرِهِ بصُمِّ الجَنْدَل، وَشَبَّهَ تَحْجِيلَ قَوَائِمِهِ بِبَيَاضِ نُجُومِ السَّمَاءِ. وحِبال السَّاقَيْنِ: عَصَبُهما. وحَبَائِل الذَّكَرِ: عُرُوقُهُ. والحِبالة: الَّتِي يُصَادُ بِهَا، وَجَمْعُهَا حَبائل، قَالَ: وَيُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمَوْتِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَبائلُه مَبْثُوثَةٌ بَسبِيلهِ، ... ويَفْنى إِذا مَا أَخطأَتْه الحَبَائل وَفِي الْحَدِيثِ: النِّساء حَبَائِل الشَّيْطَانِ أَي مَصايِدُه، وَاحِدَتُهَا حِبَالة، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ مَا يُصَادُ بِهَا مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: ويَنْصِبون لَهُ الحَبَائل. والحَابِل: الَّذِي يَنْصِب الحِبالة لِلصَّيْدِ. والمَحْبُول: الوَحْشيُّ الَّذِي نَشِب فِي الحِبَالة. والحِبالة: المِصْيَدة مِمَّا كَانَتْ. وحَبَلَ الصيدَ حَبْلًا واحْتَبَلَه: أَخذه وَصَادَهُ بالحِبالة أَو نَصَبَهَا لَهُ. وحَبَلَته الحِبَالةُ: عَلِقَتْه، وَجَمْعُهَا حَبَائِل؛ وَاسْتَعَارَهُ الرَّاعِي لِلْعَيْنِ وأَنها عَلِقَت القَذَى كَمَا عَلِقَت الحِبَالةُ الصيدَ فَقَالَ: وَبَاتَ بثَدْيَيْها الرَّضِيعُ كأَنه ... قَذًى، حَبَلَتْه عَيْنُها، لَا يُنيمُها وَقِيلَ: المَحْبُول الَّذِي نُصِبَتْ لَهُ الحِبالة وإِن لَمْ يَقَعْ فِيهَا. والمُحْتَبَل: الَّذِي أُخِذ فِيهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: ومَحْبُول ومُحْتَبَل الأَزهري: الحَبْل مَصْدَرُ حَبَلْت الصَّيْدَ وَاحْتَبَلْتُهُ إِذا نَصَبْتَ لَهُ حِبالة فنَشِب فِيهَا وأَخذته. والحِبالة: جَمْعُ الحَبَل. يُقَالُ: حَبَلَ وحِبَال وحِبَالَة مِثْلُ جَمَل وجِمال وجِمالة وذَكَر وذِكار وذِكارة. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيِّ: سأَلت ابْنَ المسيَّب عَنْ أَكل الضَّبُع فَقَالَ: أَوَيأْكلها أَحد؟ فَقُلْتُ: إِن نَاسًا مِنْ قَوْمِي يَتَحَبَّلُونها فيأْكلونها ، أَي يَصْطَادُونَهَا بالحِبالة.

ومُحْتَبَل الفَرَس: أَرْساغه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وَلَقَدْ أَغدو، وَمَا يَعْدِمُني ... صاحبٌ غَيْرُ طَوِيل المُحْتَبَل أَي غَيْرُ طَوِيلِ الأَرساغ، وإِذا قَصُرت أَرساغه كَانَ أَشدّ. والمُحْتَبَل مِنَ الدَّابَّةِ: رُسْغُها لأَنه مَوْضِعُ الحَبْل الَّذِي يُشَدُّ فِيهِ. والأُحْبُول: الحِبالة. وَحَبَائِلُ الْمَوْتِ: أَسبابُه؛ وَقَدِ احْتَبَلَهم الموتُ. وشَعرٌ مُحَبَّل: مَضْفور. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ، لَعَنَهُ اللَّهُ: إِنه مُحبَّل الشَّعْرِ أَي كأَن كُلَّ قَرْن مِنْ قُرُونِ رأْسه حَبْل لأَنه جَعَلَهُ تَقاصيب لجُعُودة شَعْرِهِ وَطُولِهِ، وَيُرْوَى بِالْكَافِ مُحَبَّك الشَّعر. والحُبال: الشَّعر الْكَثِيرُ. والحَبْلانِ: الليلُ وَالنَّهَارُ؛ قَالَ مَعْرُوفُ بْنُ ظَالِمٍ: أَلم تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، ... وأَنَّ الْفَتَى يُمْسِي بحَبْلَيْه عانِيا؟ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي قِصَّةِ الْيَهُودِ وذُلِّهم إِلى آخِرِ الدُّنْيَا وَانْقِضَائِهَا: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ؛ قَالَ الأَزهري: تَكَلَّمَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ وَاخْتَلَفَتْ مَذَاهِبُهُمْ فِيهَا لإِشكالها، فَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةَ إِلا أَن يَعْتَصِمُوا بحَبْل مِنَ اللَّهِ فأَضمر ذَلِكَ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: رَأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّت مَخافةً، ... وَفِي الحَبْل رَوْعاءُ الْفُؤَادِ فَرُوق أَراد رأَتني أَقْبَلْتُ بحَبْلَيْها فأَضمر أَقْبَلْت كَمَا أَضمر الِاعْتِصَامَ فِي الْآيَةِ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ: الَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ بَعِيدٌ أَن تُحْذف أَن وَتَبْقَى صِلَتُها، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى إِن شَاءَ اللَّهُ ضُرِبَت عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَينما ثُقِفوا بِكُلِّ مَكَانٍ إِلا بِمَوْضِعِ حَبْل مِنَ اللَّهِ، وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ كَمَا تَقُولُ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ فِي الأَمكنة إِلا فِي هَذَا الْمَكَانِ؛ قَالَ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ رأَتني بحَبْلَيْها فَاكْتَفَى بِالرُّؤْيَةِ مِنَ التَّمَسُّكِ، قَالَ: وَقَالَ الأَخفش إِلا بحَبْل مِنَ اللَّهِ إِنه اسْتِثْنَاءٌ خَارِجٌ مِنْ أَول الْكَلَامِ فِي مَعْنَى لَكِنْ، قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: أُوصيكم بِكِتَابِ اللَّهِ وعِتْرَتي أَحدهما أَعظم مِنَ الْآخَرِ وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ حَبْل مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرض أَي نُورٌ مَمْدُودٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اتِّصَالُ كِتَابِ اللَّهِ «1» عَزَّ وَجَلَّ وإِن كَانَ يُتْلى فِي الأَرض ويُنسَخ ويُكتَب، وَمَعْنَى الحَبْل الْمَمْدُودِ نُورُ هُدَاه، وَالْعَرَبُ تُشَبِّه النُّورَ الْمُمْتَدَّ بالحَبْل والخَيْط؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ؛ يَعْنِي نُورَ الصُّبْحِ مِنْ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَالْخَيْطُ الأَبيض هُوَ نُورُ الصُّبْحِ إِذا تَبَيَّنَ للأَبصار وَانْفَلَقَ، وَالْخَيْطُ الأَسود دُونَهُ فِي الإِنارة لِغَلَبَةِ سَوَادِ اللَّيْلِ عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ نُعِتَ بالأَسود ونُعِت الْآخَرُ بالأَبيض، والخَيْطُ والحَبْل قَرِيبَانِ مِنَ السَّواء. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: وَهُوَ حَبْل اللَّهِ المَتِين أَي نُورُ هُدَاهُ، وَقِيلَ عَهْدُه وأَمانُه الَّذِي يُؤمِن مِنَ الْعَذَابِ. والحَبْل: الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ للرَّمْل يَسْتَطِيلُ حَبْل، والحَبْل الرَّمْل الْمُسْتَطِيلُ شُبِّه بالحَبل. والحَبْل مِنَ الرَّمْلِ: المجتمِعُ الْكَثِيرُ الْعَالِي. والحَبْل: رَمْل يَسْتَطِيلُ وَيَمْتَدُّ. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّس: أَتيتك من جَبَلَيْ طَيِء مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبْل إِلا وَقَفْتُ عَلَيْهِ ؛ الحَبْل: الْمُسْتَطِيلُ مِنَ الرَّمْل، وَقِيلَ الضَّخْمُ مِنْهُ، وَجَمْعُهُ حِبَال، وَقِيلَ: الحِبَال فِي الرَّمْلِ كالجِبال في

_ (1). قوله [اتصال كتاب الله] أي بالسماء

غَيْرِ الرَّمْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْرٍ: صَعِدْنا عَلَى حَبْل أَي قِطْعَةٍ مِنَ الرَّمْلِ ضَخْمة ممتدَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: وجَعَل حَبْلَ المُشاة بَيْنَ يَدَيْهِ أَي طريقَهم الَّذِي يَسْلُكُونَهُ فِي الرَّمْل، وَقِيلَ: أَراد صَفَّهم ومُجْتَمعهم فِي مَشْيِهِمْ تَشْبِيهًا بحَبْل الرَّمْلِ. وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: فإِذا فِيهَا حَبَائِل اللُّؤْلُؤِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وَالْمَعْرُوفُ جَنابِذُ اللُّؤْلُؤِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَيَكُونُ أَراد بِهِ مَوَاضِعَ مُرْتَفِعَةً كحِبال الرَّمْلِ كأَنه جَمْعُ حِبَالَة، وحِبَالَة جَمْعُ حَبْل أَو هُوَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْمَوْتِ حَبِيلَ بَراح؛ ابْنُ سِيدَهْ: فُلَانٌ حَبِيل بَراح أَي شُجاعٌ، وَمِنْهُ قِيلَ للأَسد حَبِيل بَراح، يُقَالُ ذَلِكَ لِلْوَاقِفِ مَكَانَهُ كالأَسد لَا يَفِرُّ. والحبْل والحِبْل: الدَّاهِيَةُ، وجَمْعها حُبُول؛ قَالَ كثيِّر: فَلَا تَعْجَلي، يَا عَزّ، أَن تَتَفَهَّمِي ... بنُصْحٍ أَتى الواشُونَ أَم بحُبُول وَقَالَ الأَخطل: وكنتُ سَلِيمَ الْقَلْبِ حَتَّى أَصابَني، ... مِنَ اللَّامِعات المُبْرِقاتِ، حُبُولُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا رَوَاهُ الشَّيْبَانِيُّ خُبُول، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، فَزَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَنه تَصْحِيفٌ. وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ مِنَ الرِّجَالِ: إِنه لحِبْل مِنْ أَحْبالها، وَكَذَلِكَ يُقَالُ فِي الْقَائِمِ عَلَى الْمَالِ. ابْنُ الأَعرابي: الحِبْل الرَّجُلُ الْعَالِمُ الفَطِن الدَّاهِي؛ قَالَ وأَنشدني الْمُفَضَّلُ: فَيَا عَجَبا لِلْخَوْدِ تُبْدِي قِناعَها، ... تُرَأْرِئُ بالعَيْنَيْنِ لِلرَّجُل الحِبْل يُقَالُ: رَأْرَأَتْ بِعَيْنَيْهَا وغَيَّقَتْ وهَجَلَتْ إِذا أَدارتهما تَغْمِز الرَّجُل. وَثَارَ حابِلُهم عَلَى نابِلِهم إِذا أَوقدوا الشرَّ بَيْنَهُمْ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الشِّدَّةِ تُصِيبُ النَّاسَ: قَدْ ثَارَ حابِلُهم ونابِلُهم؛ والحَابِل: الَّذِي يَنْصِب الحِبالة، والنابلُ: الرَّامِي عَنْ قَوْسِهِ بالنَّبْل، وَقَدْ يُضرب هَذَا مَثَلًا لِلْقَوْمِ تَتَقَلَّبُ أَحوالهم ويَثُور بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بَعْدِ السُّكُونِ والرَّخاء. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: إِنه لَوَاسِعُ الحَبْل وإِنه لضَيِّق الحَبْل، كَقَوْلِكَ هُوَ ضَيِّق الخُلُق وَوَاسِعُ الخُلُق؛ أَبو الْعَبَّاسِ فِي مِثْلِهِ: إِنه لَوَاسِعُ العَطَن وضَيِّق العَطَن. والْتَبَس الْحَابِلُ بالنابِل؛ الحَابِلُ سَدَى الثَّوْبِ، والنابِلُ اللُّحْمة؛ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الِاخْتِلَاطِ. وحَوَّل حَابِلَه عَلَى نابِلِه أَي أَعلاه عَلَى أَسفله، واجْعَل حَابِلَه نابِلَه، وحَابِله عَلَى نَابِلِهِ كَذَلِكَ. والحَبَلَةُ والحُبَلَةُ: الكَرْم، وَقِيلَ الأَصل مِنْ أُصول الكَرْم، والحَبَلة: طَاقٌ مِنْ قُضْبان الكَرْم. والحَبَلُ: شَجَرُ العِنَب، وَاحِدَتُهُ حَبَلة. وحَبَلة عَمْرو: ضَرْب مِنَ الْعِنَبِ بِالطَّائِفِ، بَيْضَاءُ مُحَدَّدة الأَطراف مُتَدَاحِضَةُ «2» الْعَنَاقِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُولُوا للعِنَب الكَرْم وَلَكِنْ قُولُوا الْعِنَبُ والحَبَلة ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْبَاءِ وَرُبَّمَا سُكِّنَتْ، هِيَ القَضيب مِنْ شَجَرِ الأَعناب أَو الأَصل. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا خَرَجَ نُوحٌ مِنَ السَّفِينَةِ غَرَس الحَبَلة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِين: لَمَّا خَرَجَ نُوحٌ مِنَ السَّفِينَةِ فَقَدَ حَبَلَتَيْن كَانَتَا مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ المَلَك: ذَهَب بِهِمَا الشَّيْطَانُ ، يُرِيدُ مَا كَانَ فِيهِمَا مِنَ الخَمْر والسُّكْر. الأَصمعي: الجَفْنة الأَصل مِنْ أُصول الكَرْم، وَجَمْعُهَا الجَفْن، وَهِيَ الحَبَلة، بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَيَجُوزُ الحَبْلة، بِالْجَزْمِ. وَرُوِيَ عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ: أَنه كَانَتْ لَهُ حَبَلة تَحْمِل كُرًّا وَكَانَ يسميها أُمَّ العِيال ،

_ (2). قوله: متداحضة، هكذا في الأَصل

وَهِيَ الأَصل مِنَ الكَرْم انْتَشَرَت قُضْبانُها عَنْ غِرَاسِها وَامْتَدَّتْ وَكَثُرَتْ قُضْبَانُهَا حَتَّى بَلَغَ حَمْلُها كُرًّا. والحَبَل: الِامْتِلَاءُ. وحَبِل مِنَ الشَّرَابِ: امتلأَ. وَرَجُلٌ حَبْلانُ وامرأَة حَبْلى: مُمْتَلِئَانِ مِنَ الشَّرَابِ. والحُبَال: انْتِفَاخُ الْبَطْنِ مِنَ الشَّرَابِ وَالنَّبِيذِ وَالْمَاءِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنما هُوَ رَجُلٌ حُبْلانُ وامرأَة حُبْلى، وَمِنْهُ حَبَلُ المرأَة وَهُوَ امْتِلَاءُ رَحِمها. والحَبْلان أَيضاً: الْمُمْتَلِئُ غَضَبًا. وحَبِل الرجلُ إِذا امتلأَ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ، فَهُوَ حَبْلانُ، والمرأَة حَبْلى. وَفُلَانٌ حَبْلان عَلَى فُلَانٍ أَي غَضْبَانُ. وَبِهِ حَبَلٌ أَي غَضَب، قَالَ: وأَصله مِنْ حَبَل المرأَة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَبَل الحَمْل وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه امْتِلَاءُ الرَّحِم. وَقَدْ حَبِلت المرأَةُ تَحْبَل حَبَلًا، والحَبَل يَكُونُ مَصْدَرًا وَاسْمًا، وَالْجَمْعُ أَحْبال؛ قَالَ سَاعِدَةُ فَجَعَلَهُ اسْمًا: ذَا جُرْأَةٍ تُسْقِط الأَحْبالَ رَهْبَتُه، ... مَهْما يَكُنْ مِنْ مَسام مَكْرَهٍ يَسُم وَلَوْ جَعَلَهُ مَصْدَرًا وأَراد ذَوَاتَ الأَحْبَال لَكَانَ حَسَناً. وامرأَة حَابِلَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ حَبَلة نَادِرٌ، وحُبْلى مِنْ نِسْوَةٍ حُبْلَيات وحَبالى، وَكَانَ فِي الأَصل حَبالٍ كدَعاوٍ تَكْسِيرُ دَعْوَى؛ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ: نِسْوة حَبالى وحَبالَيات، قَالَ: لأَنها لَيْسَ لَهَا أَفْعَل، فَفَارَقَ جَمْعَ الصُّغْرى والأَصل حَبالي، بِكَسْرِ اللَّامِ، قَالَ: لأَن كُلَّ جَمْعٍ ثَالِثُهُ أَلف انْكَسَرَ الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَهَا نَحْوَ مَساجِد وجَعافِر، ثُمَّ أَبدلوا مِنَ الْيَاءِ الْمُنْقَلِبَةِ مِنْ أَلف التأْنيث أَلفاً، فَقَالُوا حَبالى، بِفَتْحِ اللَّامِ، ليفْرِقوا بَيْنَ الأَلفين كَمَا قُلْنَا فِي الصَّحارِي، وَلِيَكُونَ الحَبالى كحُبْلى فِي تَرْكِ صَرْفِهَا، لأَنهم لَوْ لَمْ يُبْدِلوا لَسَقَطَتِ الْيَاءُ لِدُخُولِ التَّنْوِينِ كَمَا تَسْقُطُ فِي جَوَارٍ، وَقَدْ رَدَّ ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى الْجَوْهَرِيِّ قَوْلَهُ فِي جَمْعِ حُبْلى حَبَالَيَات، قَالَ: وَصَوَابُهُ حُبْلَيَات. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ قِيلَ امرأَة حَبْلانة، وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ نِسَاءِ الأَعراب: أَجِدُ عَيْني هَجَّانة وشَفَتي ذَبَّانَة وأَراني حَبْلانة، وَاخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الصِّفَةِ أَعَامَّة للإِناث أَم خَاصَّةٌ لِبَعْضِهَا، فَقِيلَ: لَا يُقَالُ لِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ الْحَيَوَانِ حُبْلى إِلا فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ: نُهِيَ عَنْ بَيْعِ حَبَل الحَبَلة ، وَهُوَ أَن يُبَاعَ مَا يَكُونُ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَى حَبَل الحَبَلة حَمْل الكَرْمة قَبْلَ أَن تَبْلُغَ، وَجُعِلَ حَمْلها قَبْلَ أَن تَبْلُغَ حَبَلًا، وَهَذَا كَمَا نُهِيَ عَنْ بَيْعِ ثَمَرِ النَّخْلِ قَبْلَ أَن يُزْهِي ، وَقِيلَ: حَبَل الحَبَلة ولدُ الْوَلَدِ الَّذِي فِي الْبَطْنِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَتَبَايَعُ عَلَى حَبَل الحَبَلة فِي أَولاد أَولادها فِي بُطُونِ الْغَنَمِ الْحَوَامِلِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كَانُوا يَتَبَايَعُونَ أَولاد مَا فِي بُطُونِ الْحَوَامِلِ فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَبَل الحَبَلة نِتَاج النِّتاج وَوَلَدُ الجَنين الَّذِي فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وَقِيلَ: كُلُّ ذَاتِ ظُفُر حُبْلى؛ قَالَ: أَو ذِيخَة حُبْلى مُجِحّ مُقْرِب الأَزهري: يَزِيدُ بْنُ مُرَّة نُهِيَ عَنْ حَبَل الحَبَلة، جَعَلَ فِي الحَبَلة هَاءً، قَالَ: وَهِيَ الأُنثى الَّتِي هِيَ حَبَل فِي بَطْنِ أُمها فَيَنْتَظِرُ أَن تُنْتَج مِنْ بَطْنِ أُمها، ثُمَّ يَنْتَظِرُ بِهَا حَتَّى تَشِبَّ، ثُمَّ يُرْسِلُ عَلَيْهَا الفَحْل فتَلْقَح فَلَهُ مَا فِي بَطْنِهَا؛ وَيُقَالُ: حَبَل الحَبَلة للإِبل وَغَيْرِهَا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الأَول حَبَلة بِالْهَاءِ لأَنها أُنثى فإِذا نُتِجت الحَبَلة فَوَلَدُهَا حَبَل، قَالَ: وحَبَل الحَبَلة الْمُنْتَظَرَةِ أَن تَلْقِحَ الحَبَلة

الْمُسْتَشْعِرَةَ هَذِي الَّتِي فِي الرَّحِمِ لأَن المُضْمَرة مِنْ بَعْدِ مَا تُنْتَج إِمَّرة. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الحَبَل وَلَدُ المَجْر وَهُوَ وَلَد الْوَلَدِ. ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ: نُهِيَ عَنْ حَبَل الحَبَلة ، قَالَ: الحَبَل، بِالتَّحْرِيكِ، مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ الْمَحْمُولُ كَمَا سُمِّيَ بِهِ الحَمْل، وإِنما دَخَلَتْ عَلَيْهِ التَّاءُ للإِشعار بِمَعْنَى الأُنوثة فِيهِ، والحَبَل الأَول يُرَادُ بِهِ مَا فِي بُطُونِ النُّوق مِنَ الحَمْل، وَالثَّانِي حَبَل الَّذِي فِي بُطُونِ النُّوقِ، وإِنما نُهِيَ عَنْهُ لِمَعْنَيَيْنِ: أَحدهما أَنه غَرَر وَبَيْعُ شَيْءٍ لَمْ يُخْلَقْ بَعْدُ وَهُوَ أَن يَبِيعَ مَا سَوْفَ يَحْمِلُهُ الجَنِين الَّذِي فِي بَطْنِ أُمه عَلَى تَقْدِيرِ أَن يَكُونَ أُنثى فَهُوَ بَيْعُ نِتَاج النِّتَاج، وَقِيلَ: أَراد بحبَل الحَبَلة أَن يَبِيعَهُ إِلى أَجل يُنْتَج فِيهِ الحَمْل الَّذِي فِي بَطْنِ النَّاقَةِ، فَهُوَ أَجل مَجْهُولٌ وَلَا يَصِحُّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ لَمَّا فُتِحت مِصْرُ: أَرادوا قَسْمها فَكَتَبُوا إِليه فَقَالَ لَا حتى يَغْزُوَ حَبَلُ الحَبَلة ؛ يُرِيدُ حَتَّى يَغْزُوَ مِنْهَا أَولاد الأَولاد وَيَكُونُ عَامًّا فِي النَّاسِ وَالدَّوَابِّ أَي يَكْثُرُ الْمُسْلِمُونَ فِيهَا بِالتَّوَالُدِ، فإِذا قُسِّمَتْ لَمْ يَكُنْ قَدِ انْفَرَدَ بِهَا الْآبَاءُ دُونَ الأَولاد، أَو يَكُونُ أَراد الْمَنْعَ مِنَ الْقِسْمَةِ حَيْثُ عَلَّقَهُ عَلَى أَمر مَجْهُولٍ. وسِنَّوْرَة حُبْلى وَشَاةٌ حُبْلى. والمَحْبَل: أَوان الحَبَل. والمَحْبِل: مَوْضِعُ الحَبَل مِنَ الرَّحِم؛ وَرُوِيَ بَيْتُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: إِن يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفة ... مِنْهَا بِرِيٍّ، وَعَلَى مِرْجَل لَا تَقِهِ الموتَ وَقِيَّاتُه، ... خُطَّ لَهُ ذَلِكَ فِي المَحْبِل والأَعْرف: فِي المَهْبِل؛ ونَشْوان أَي سَكْرَانُ، بمَصْروفة أَي بخَمْر صِرْف، عَلَى مِرْجَل أَي عَلَى لَحْمٍ فِي قِدْر، وإِن كَانَ هَذَا دَائِمًا فَلَيْسَ يَقِيه الْمَوْتَ، خُطَّ لَهُ ذَلِكَ فِي المَحْبِل أَي كُتِب لَهُ الْمَوْتُ حِينَ حَبِلَتْ بِهِ أُمُّه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إِن النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحمِ أَربعين يَوْمًا نُطْفة ثُمَّ عَلَقة كَذَلِكَ ثُمَّ مُضْغة كَذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ المَلَك فَيَقُولُ لَهُ اكْتُبْ رزقَه وَعَملَه وأَجَلَه وشَقِيٌّ أَو سَعِيدٌ فيُخْتَم لَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَمَا مِنْ أَحد إِلا وَقَدْ كُتِب لَهُ الْمَوْتُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الأَجَل المؤَجَّل لَهُ. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي مَحْبَل فُلَانٍ أَي فِي وَقْتِ حَبَل أُمه بِهِ. وحَبَّل الزَّرعُ: قَذَف بعضُه عَلَى بَعْضٍ. والحَبَلة: بَقْلة لَهَا ثَمَرَةٌ كأَنها فِقَر الْعَقْرَبِ تُسَمَّى شَجَرَةَ الْعَقْرَبِ، يأْخذها النِّسَاءُ يَتَدَاوَيْنَ بِهَا تَنْبُتُ بنَجْد فِي السُّهولة. والحُبْلة: ثَمَرُ السَّلَم والسَّيَال والسَّمُر وَهِيَ هَنَة مُعَقَّفة فِيهَا حَبٌّ صُغَار أَسود كأَنه العَدَس، وَقِيلَ: الحُبْلة ثَمَرُ عامَّةِ العِضاه، وَقِيلَ: هُوَ وِعَاءُ حَبِّ السَّلَم والسَّمُر، وأَما جَمِيعُ العِضَاه بَعْدُ فإِن لَهَا مَكَانَ الحُبْلة السِّنَفة، وَقَدْ أَحْبَل العِضَاهُ. والحُبْلة: ضَرْب مِنَ الحُلِيِّ يُصَاغُ عَلَى شَكْلِ هَذِهِ الثَّمَرَةِ يُوضَعُ فِي الْقَلَائِدِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: كَانَ يُجْعَلُ فِي الْقَلَائِدِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيمٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّول: وَلَقَدْ لَهَوْتُ، وكُلُّ شيءٍ هالِكٌ، ... بنَقَاة جَيْبِ الدِّرْع غَير عَبُوس ويَزِينُها فِي النَّحْر حَلْيٌ وَاضِحٌ، ... وقَلائدٌ مِنْ حُبْلة وسُلُوس والسَّلْس: خَيْط يُنْظَم فِيهِ الخَرَز، وَجَمْعُهُ سُلوس. والحُبْلة: شَجَرَةٌ يأْكلها الضِّبَاب. وضَبٌّ حابِل: يَرْعَى الحُبْلة. والحُبْلة: بَقْلة طَيِّبة مِنْ ذُكُورِ الْبَقْلِ.

والحَبَالَّة: الِانْطِلَاقُ «1»؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَتيته عَلَى حَبَالَّة انْطِلَاقٍ، وأَتيته عَلَى حَبَالَّة ذَلِكَ أَي عَلَى حِينِ ذَلِكَ وإِبَّانه. وَهِيَ عَلَى حَبَالَّة الطَّلاق أَي مُشْرِفة عَلَيْهِ. وَكُلُّ مَا كَانَ عَلَى فَعَالَّة، مُشَدَّدَةِ اللَّامِ، فَالتَّخْفِيفُ فِيهَا جَائِزٌ كحَمَارَّة القَيْظ وحَمَارَته وصَبَارَّة البَرْد وصَبَارتَه إِلَّا حَبَالَّة ذَلِكَ فإِنه لَيْسَ فِي لَامِهَا إِلَّا التَّشْدِيدُ؛ رَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. والمَحْبَل: الْكِتَابُ الأَوَّل. وَبَنُو الحُبْلى: بَطْنٌ، النَّسَبُ إِليه حُبْلِيّ، عَلَى الْقِيَاسِ، وحُبَليٌّ عَلَى غَيْرِهِ. والحُبَل: مَوْضِعٌ. اللَّيْثُ: فُلَانٌ الحُبَليّ مَنْسُوبٌ إِلى حَيٍّ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُنْسَبُ مِنْ بَنِي الحُبْلى، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدُ اللَّه بْنُ أُبيٍّ الْمُنَافِقِ، حُبَليٌّ، قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ يُنْسَبُ إِلى الحُبْلى حُبْلَويٌّ وحُبْليٌّ وحُبْلاوِيٌّ. وَبَنُو الحُبْلى: مِنَ الأَنصار؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنسبة إِليه حُبَليٌّ، يفتح الْبَاءِ. والحَبْل: مَوْضِعٌ بِالْبَصْرَةِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: وَرَاحَ بِهَا مِنْ ذِي المَجَاز، عَشِيَّةً، ... يُبَادر أُولى السَّابِقِينَ إِلى الحَبْل قَالَ السُّكَّرِيُّ: يَعْنِي حَبْلَ عَرفة. والحَابِل: أَرض؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَبنيَّ، إِنَّ العَنْزَ تَمْنَعُ ربَّها ... مِنْ أَن يَبِيت وأَهْله بالحَابِل والحُبَليل: دُويبَّة يَمُوتُ فإِذا أَصابه الْمَطَرُ عَاشَ، وَهُوَ مِنَ الأَمثلة الَّتِي لَمْ يَحْكِهَا سِيبَوَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَحْبَل والإِحْبَل والحُنْبُل اللُّوبِيَاء، والحَبْل الثِّقَل. ابْنُ سِيدَهْ: الحُبْلة، بِالضَّمِّ، ثَمَرُ العِضاه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاص: لَقَدْ رأَيتُنا مَعَ رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَنا طَعَامٌ إِلَّا الحُبْلة وَوَرَقَ السَّمُر ؛ أَبو عُبَيْدٍ: الحُبْلة والسَّمُر ضَرْبان مِنَ الشَّجَرِ؛ شَمِرٌ: السَّمُر شِبْهُ اللُّوبِيَاء وهو الغُلَّف مِنَ الطَّلْح والسِّنْف مِنَ المَرْخ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الحُبْلة، بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ، ثَمَرٌ للسَّمُر يُشْبِهُ اللُّوبِيَاء، وَقِيلَ: هُوَ ثَمَرُ العِضَاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوتَها وحُبْلتها ؟ الْجَوْهَرِيُّ: ضَبٌّ حَابِل يَرْعَى الحُبْلة. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ضَبٌّ حابِلٌ ساحٍ يَرْعَى الحُبْلة والسِّحَاء. وأَحْبَله أَي أَلقحه. وحِبَال: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ أَصحاب طُلَيْحة بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسدي أَصابه الْمُسْلِمُونَ فِي الرِّدَّة فَقَالَ فِيهِ: فإِن تَكُ أَذْوادٌ أُصْبِنَ ونِسْوة، ... فَلَنْ تَذْهَبوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبَال وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْطَع مُجَّاعة بْنَ مَرَارة الحُبَل ؛ بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، مَوْضِعٌ بِالْيَمَامَةِ، وَاللَّهِ أَعلم. حبتل: الحَبْتَل، والحُبَاتل: الْقَلِيلُ الجسم. حبجل: الحُبَاجِل: القَصيرُ المجتمِعُ الخَلْق. حبركل: الحَبَرْكَل كالحَزَنْبَل: وَهُمَا الغليظا الشَّفَة. حتل: الحَتْل: الرديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وحَتِلَتْ عينُه حَتَلًا: خَرَجَ فِيهَا حَبٌّ أَحمر؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: الحَاتِل المِثْل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل فِيهِ الحاتنُ، فَقُلِبَتِ النُّونُ لَامًا. وَهُوَ حَتْنه وحِتْنه وحَتْله وحِتْله أَي مِثْلُهُ، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (1). قوله [والحبالّة الانطلاق] وفي القاموس: من معانيها الثقل، قال شارحه: يقال ألقى عليه حبالته وعبالته أي ثقله

حتفل: الحُتْفُل: بقِيَّة المَرَق وحُتَاتُ اللَّحْمِ فِي أَسفل القِدر، وأَحسبه يُقَالُ بِالثَّاءِ؛ كَذَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ. حثل: الحَثْل: سُوءُ الرَّضَاع والحَالِ، وَقَدْ أَحْثَلته أُمُّه. والمُحْثَل: السَّيِءُ الغِذَاءِ؛ قَالَ مُتَمَّم: وأَرْمَلةٍ تَسْعَى بأَشعثَ مُحْثَل، ... كفَرْخ الحُبَارَى، رِيشُه قَدْ تَصَوَّعا والحِثْل: الضَّاوِي الدقيقُ كالمُحْثَل. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وارْحَم الأَطفالَ المُحْثَلة ، يَعْنِي السَّيِّئِي الغِذاء مِنَ الحَثْل، وَهُوَ سُوء الرَّضَاعِ وَسُوءُ الْحَالِ. وَيُقَالُ: أَحْثَلْت الصبيَّ إِذا أَسأْت غِذاءَه. وأَحْثله الدَّهْرُ: أَساءَ حَالَهُ. الأَزْهري: وَقَدْ يُحْثِله الدهرُ بسوءِ الْحَالِ؛ وأَنشد: وأَشْعَثَ يَزْهاه النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ ... عَنِ الزَّادِ، مِمَّنْ حَرَّف الدَّهْرُ، مُحْثَلِ وحُثَالة الطَّعَامِ: مَا يُخْرَج مِنْهُ مِنْ زُؤَان وَنَحْوِهِ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ فيُرْمَى بِهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَجَلُّ مِنَ التُّرَابِ والدُّقَاق قَليلًا. والحُثَالة والحُثال: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ القُشَارة مِنَ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ والأَرُزِّ وَمَا أَشبهها، وكُلِّ ذِي قُشَارة إِذا نُقِّي. وحُثَالة القَرَظِ: نُفَايته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ فِي خُطْبته؛ فأَنا فِي مِثْلِ حُثالة القَرَظ ، يَعْنِي الزَّمَانَ وأَهله، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالحُثالة رَدِيءَ الْحِنْطَةِ ونُفْيَتَها. وحُثَالةُ الدَّهْر وَغَيْرِهِ مِنَ الطِّيب والدُّهْن: ثُفْلُه فكأَنَّه الرديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وحُثَالة النَّاسِ: رُذَالتهم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى حُثَالة النَّاسِ ؛ هِيَ الرديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي يَرْوِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وأَنه ذَكَرَ آخِرَ الزَّمَانِ: فَيَبْقَى حُثَالة مِنَ النَّاسِ لَا خَيْرَ فِيهِمْ ؛ أَراد بحُثَالة النَّاسِ رُذَالَهم وشِرَارَهم، وأَصله مِنْ حُثَالة التَّمْرِ وحُفَالته، وَهُوَ أَردؤه وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِمَّا يَبْقَى فِي أَسفل الجُلَّة. ابْنُ الأَعرابي: الحُثَال السِّفَل. الأَزهري: وَقَدْ جَاءَ فِي مَوْضِعٍ أَعوذ بِكَ مِنْ أَن أَبْقى فِي حَثْل مِنَ النَّاسِ بَدَلَ حُثَالة، وَهُمَا سَوَاءٌ، وَفِي رِوَايَةٍ أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: كَيْفَ أَنت إِذا بَقِيتَ فِي حُثَالة مِنَ النَّاسِ ؛ يُرِيدُ أَراذلهم. أَبو زَيْدٍ: أَحْثَلَ فُلَانٌ غَنَمه، فَهِيَ مُحْثَلة إِذا هَزَلها. وَرَجُلٌ حِثْيَل: قَصِيرٌ: والحِثْيَل مِثْلُ الهِمْيَع: ضَرْبٌ مِنْ أَشجار الْجِبَالِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ أَبو نَصْرٍ أَنه شَجَرٌ يُشْبِهُ الشَّوْحَط يَنْبُتُ مَعَ النَّبْع؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: تَعْلَمُهَا فِي غِيلها، وَهِيَ حَظْوةٌ ... بِوَادٍ بِهِ نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَل الأَزهري عَنِ الأَصمعي: الحِثْيَل مِنْ أَسماء الشَّجَرِ مَعْرُوفٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَحْثَلت الصَّبيَّ إِذا أَسأْت غِذَاءَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِهَا الذِّئْبُ مَحْزوناً كأَن عُوَاءه عُوَاء ... فَصِيل، آخِرَ اللَّيْلِ، مُحْثَل وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: خَوْصاء تَرْمِي باليَتيم المُحْثَل وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تُطْعِم فَرْخاً لَهَا سَاغِباً، ... أَزْرَى بِهِ الجوعُ والإِحْثال حثفل: الحُثْفُل: مَا بَقِيَ فِي أَسفل القِدْر، وَقَدْ ذُكِرَتْ بِالتَّاءِ، وَقِيلَ: الحُثْفُل سِفْلة النَّاسِ؛ عَنِ ابْنِ

الأَعرابي. الأَزهري: الحُثْفُل ثُرْتُم المَرَق. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لثُفْل الدُّهْن وَغَيْرِهِ فِي الْقَارُورَةِ حُثْفُل، قَالَ: ورَدِيء الْمَالِ حُثْفُله، وَقِيلَ: الحُثْفُل يَكُونُ فِي أَسفل الْمَرَقِ مِنْ بَقِيَّة الثَّرِيدِ؛ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الحُتْفُل والحُثْفُل مَا يَبْقَى فِي أَسفل الْقَارُورَةِ مِنْ عَكَرِ الزيت. حثكل: حَثْكَل: اسم. حجل: الحَجَل: القَبَج: وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَجَل الذُّكُورُ مِنَ القَبَج، الْوَاحِدَةُ حَجَلة وحِجْلانٌ، والحِجْلى اسْمٌ لِلْجَمْعِ، ولم يجيء الْجَمْعُ عَلَى فِعْلى إِلَّا حَرْفَانِ: هَذَا والظِّرْبى جَمْعُ ظَرِبَان، وَهِيَ دُوَيبَّة مُنْتِنَةُ الرِّيحِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَجَّاجِ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيان يُخَاطِبُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ وَيَعْتَذِرُ إِليه لأَنه كَانَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: فَارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الَّذِينَ كأَنهم ... حِجْلى، تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة، وُقَّعُ أَدْنُو لِتَرْحَمَني وتَقْبَلَ تَوْبتي، ... وأَراك تَدْفَعُني، فأَيْنَ المَدْفَع؟ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِلى النَّارِ الأَزهري: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: قَالَتِ القَطَا للحَجَل: حَجَلْ حَجَلْ، تَفِرُّ فِي الجَبَل، مِنْ خَشْية الوَجَل، فَقَالَتِ الحَجَل للقَطا: قَطا قَطا، بَيْضُك ثِنْتا، وبَيْضِي مِائَتَا. الأَزهري: الحَجَل إِناث اليَعَاقِيب واليَعَاقِيب ذكورُها. وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ حَدِيثًا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَدعو قُرَيْشًا وَقَدْ جَعَلُوا طَعَامي كطَعام الحَجَل ؛ قَالَ النَّضِرُ: الحَجَل يأْكل الحَبَّة بَعْدَ الْحَبَّةِ لَا يُجِدُّ فِي الأَكل؛ قَالَ الأَزهري: أَراد أَنهم لَا يُجِدُّون فِي إِجابتي وَلَا يَدْخُلُ مِنْهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ إِلا الخَطِيئة بَعْدَ الخَطِيئة يَعْنِي النَّادِرَ الْقَلِيلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَاصْطَادُوا حَجَلًا ؛ هُوَ القَبَج. الأَزهري: حَجَل الإِبل صغَار أَولادها. ابْنُ سِيدَهْ: الحَجَل صِغارُ الإِبل وأَوْلادُها؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الإِبل بِكَثْرَةِ اللَّبَنِ وأَن رؤوس أَولادها صَارَتْ قُرْعاً أَي صُلْعاً لِكَثْرَةِ مَا يَسِيلُ عَلَيْهَا مِنْ لَبَنِهَا وتَتَحلَّب أُمهاتُها عَلَيْهَا: لَهَا حَجَلٌ قَدْ قَرَّعَتْ من رُؤوسها، ... لَهَا فَوْقَهَا مِمَّا تَوَلَّفُ وَاشِلُ «2» . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: اسْتَعَارَ الحَجَل فَجَعَلَهَا صغَار الإِبل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَدْتُ هَذَا الْبَيْتَ بِخَطِّ الْآمِدِيِّ قَرَّعت أَي تَقَرَّعت كَمَا يُقَالُ قَدَّم بِمَعْنَى تَقَدَّم، وخَيَّل بِمَعْنَى تَخَيَّل، ويَدُلُّكَ عَلَى صِحَّتِهِ أَن قَوْلَهُمْ قُرِّع الفَصِيلُ إِنما مَعْنَاهُ أُزِيل قَرَعُه بِجَرِّه عَلَى السَّبَخَة مِثْلُ مَرَّضْته، فَيَكُونُ عَكْسَ الْمَعْنَى؛ وَمِثْلُهُ لِلْجَعْدِيِّ: لَهَا حَجَل قُرْعُ الرؤوس تَحَلَّبت ... عَلَى هامِه، بالصَّيْف، حَتَّى تَمَوّرا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا أَوقعوا ذَلِكَ عَلَى فَتَايا المَعَزِ. قَالَ لُقْمَانُ العاديُّ يَخْدَع ابْنَيْ تِقْن بِغَنَمِهِ عَنْ إِبلهما: اشْتَرِياها يَا ابْنَي تِقْن، إِنها لَمِعزى حَجَل، بأَحْقِيها عِجَل؛ يَقُولُ: إِنَّهَا فَتِيَّة كالحَجَل مِنَ الإِبل، وَقَوْلُهُ بأَحقِيها عِجَل أَي أَن ضُروعها تَضْرِبُ إِلى أَحْقِيها فَهِيَ كالقِرَب الْمَمْلُوءَةِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أَنها لمِعْزَى حِجَل، بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَا ثَعْلَبٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنهم إِنما قالوا حِجَل،

_ (2). قوله [تولف] كذا في الأصل هنا، وسبق في ترجمة قرع: تحلب بدل تولف، ولعل ما هنا محرف عن توكف بالكاف أَي سال وقطر

فِيمَنْ رَوَاهُ بِالْكَسْرِ، إِتباعاً لعِجَل. والحَجَلة: مِثْلُ القُبَّة. وحَجَلة الْعَرُوسِ: مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ بَيْتٌ يُزَيَّن بِالثِّيَابِ والأَسِرَّة وَالسُّتُورِ؛ قَالَ أَدهم بْنُ الزَّعراء: وبالحَجَل الْمَقْصُورِ، خَلْف ظُهورنا، ... نَوَاشِئُ كالغِزْلان نُجْلٌ عيونُها وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ خاتَم النُّبُوَّةِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلة ، بِالتَّحْرِيكِ؛ هُوَ بَيْتٌ كالقُبَّة يُسْتَرُ بِالثِّيَابِ وَيَكُونُ لَهُ أَزرار كِبَارٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الِاسْتِئْذَانِ: لَيْسَ لِبُيُوتِهِمْ سُتور وَلَا حِجال ؛ وَمِنْهُ: أعْرُوا النِّسَاءَ يَلْزَمْن الحِجَال، وَالْجَمْعُ حَجَل وحِجَال؛ قَالَ الْفَرَزْدَقَ: رَقَدْن عَلَيْهِنَّ الحِجَال المُسَجَّف قَالَ الحِجال وَهُمْ جَمَاعَةٌ، ثُمَّ قَالَ المُسَجَّف فَذَكَّر لأَن لَفْظَ الحِجَال لَفْظُ الْوَاحِدِ مِثْلُ الجِرَاب والجِدَاد، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، وَلَمْ يَقُلْ رَمِيمة. وحَجَّل العَروسَ: اتَّخَذ لَهَا حَجَلة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وَرَابِغَةٌ أَلا أُحَجِّل قِدْرَنا ... عَلَى لَحْمِها، حِين الشِّتَاءِ، لنَشْبَعَا فَسَّرَهُ فَقَالَ: نَسْتُرُهَا وَنَجْعَلُهَا فِي حَجَلة أَي إِنا نُطْعِمُهَا الضِّيفَانَ. اللَّيْثُ: الحَجْل والحِجْل القَيْد، يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ. والحَجْل: مَشْيُ المُقَيَّد. وحَجَل يَحْجُلُ حَجْلًا إِذا مَشَى فِي الْقَيْدِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَجَلَ المُقَيَّد يَحْجُل ويَحْجِل حَجْلًا وحَجَلاناً وحَجَّل: نَزا فِي مَشْيِهِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ العَقِير: الأَزهري: الإِنسان إِذا رَفَعَ رِجْلًا وتَرَيَّث فِي مَشْيِهِ عَلَى رِجْل فَقَدْ حَجَل. ونَزَوانُ الغُراب: حَجْلُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِزَيْدٍ أَنت مَوْلانا فَحَجَل ؛ الحَجْل: أَن يَرْفَعَ رِجْلًا ويَقْفِز عَلَى الأُخرى مِنَ الفَرَح، قَالَ: وَيَكُونُ بِالرِّجْلَيْنِ جَمِيعًا إِلا أَنه قَفْزٌ وَلَيْسَ بِمَشْيٍ. قَالَ الأَزهري: والحَجَلان مِشية المُقَيَّد. يُقَالُ: حَجَل الطائرُ يَحْجُل ويَحْجِل حَجَلاناً كَمَا يَحْجُل الْبَعِيرُ العَقِير عَلَى ثَلَاثٍ، والغُلامُ عَلَى رِجْل وَاحِدَةٍ وَعَلَى رِجْلَيْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَقَدْ بَهأَتْ بالحاجِلاتِ إِفالُها، ... وسَيْف كَرِيمٍ لَا يَزَالُ يَصُوعُها يَقُولُ: قَدْ أَنِسَتْ صِغارُ الإِبل بِالْحَاجِلَاتِ وَهِيَ الَّتِي ضرِبت سُوقُها فَمَشَتْ عَلَى بَعْضِ قَوَائِمِهَا، وَبِسَيْفِ كَرِيمٍ لِكَثْرَةِ مَا شَاهَدَتْ ذَلِكَ لأَنه يُعَرْقِبُها. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَن رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ أَوْبَشَ الثَّنايا يَحْجُل فِي الْفِتْنَةِ ؛ قِيلَ: أَراد يَتَبَخْتَرُ فِي الْفِتْنَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْخَيْلِ: الأَقْرَح المُحَجَّل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يَرْتَفِعُ الْبَيَاضُ فِي قَوَائِمِهِ فِي مَوْضِعِ الْقَيْدِ وَيُجَاوِزُ الأَرساغ وَلَا يُجَاوِزُ الرُّكْبَتَيْنِ لأَنها مَوَاضِعُ الأَحجال، وَهِيَ الْخَلَاخِيلُ وَالْقُيُودُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أُمتي الغُرُّ المُحَجَّلون أَي بِيض مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنَ الأَيدي وَالْوَجْهِ والأَقدام، اسْتَعَارَ أَثر الْوُضُوءِ فِي الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ للإِنسان مِنَ الْبَيَاضِ الَّذِي يَكُونُ فِي وَجْهِ الْفَرَسِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: وإِني امْرُؤٌ لَا تَقْشَعِرُّ ذؤابَتي ... مِنَ الذِّئْب يَعْوِي والغُرابِ المُحَجَّل فإِنه رَوَاهُ بِفَتْحِ الْجِيمِ كأَنه مِنَ التَّحْجِيلِ فِي الْقَوَائِمِ، قَالَ: وَهَذَا بَعِيدٌ لأَن ذَلِكَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي الغِرْبان، قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي بِكَسْرِ الْجِيمِ عَلَى أَنه اسْمُ

الْفَاعِلِ مِنْ حَجَّل. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن المرأَة الصَّالِحَةَ كالغُرَاب الأَعْصَم وَهُوَ الأَبيض الرِّجْلَيْنِ أَو الْجَنَاحَيْنِ، فإِن كَانَ ذَهَبَ إِلى أَن هَذَا مَوْجُودٌ فِي النَّادِرِ فَرِوَايَةُ ابْنِ الأَعرابي صَحِيحَةٌ. والحَجْل والحِجْل جَمِيعًا: الخَلْخَال، لُغَتَانِ، وَالْجَمْعُ أَحْجال وحُجُول. الأَزهري: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه حِجْل، بِكَسْرِ الْحَاءِ، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً أَجاز الحِجل «1» غَيْرَ مَا قَالَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِن اللُّصُوصَ أَخذوا حِجْلَي امرأَتي أَي خَلْخالَيْها. وحِجْلا الْقَيْدِ: حَلْقَتاه؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادي: أَعاذِل، قد لاقَيْتُ ما يَزِعُ الفَتَى، ... وَطَابَقْتُ فِي الحِجْلَينْ مَشْيِ المقيَّد والحِجْل: الْبَيَاضُ نَفْسُهُ، وَالْجَمْعُ أَحْجال؛ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَن الْمُفَضَّلَ أَنشده: إِذا حُجِّل المِقْرَى يَكُونُ وَفَاؤه ... تَمام الَّذِي تَهْوي إِليه المَوَارِد قَالَ: المِقْرَى القَدَح الَّذِي يُقْرى فِيهِ، وتَحْجِيلُه أَن تُصَبَّ فِيهِ لُبَيْنة قَلِيلَةٌ قَدْر تَحْجِيلِ الفَرَس، ثُمَّ يُوَفَّى المِقْرَى بِالْمَاءِ، وَذَلِكَ فِي الجُدُوبة وعَوَزِ اللَّبَن. الأَصمعي: إِذا حُجِّل المِقْرَى أَي سُتِر بالحَجَلة ضَنًّا بِهِ لِيَشْرَبُوهُ هُمْ. وَالتَّحْجِيلُ: بَيَاضٌ يَكُونُ فِي قَوَائِمِ الْفَرَسِ كُلِّهَا؛ قَالَ: ذُو مَيْعَةٍ مُحَجَّلُ الْقَوَائِمِ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي ثَلَاثٍ مِنْهُنَّ دُونَ الأُخرى فِي رِجْل ويَدَيْن؛ قَالَ: تَعَادَى مِنْ قَوائمها ثَلاثٌ ... بِتَحْجِيلٍ، وَقَائمةٌ بَهِيمُ وَلِهَذَا يُقَالُ مُحَجَّل الثَّلَاثِ مُطْلَقُ يَدٍ أَو رِجْلٍ، وَهُوَ أَن يَكُونَ أَيضاً فِي رِجْلَيْنِ وَفِي يَدٍ وَاحِدَةٍ؛ وَقَالَ: مُحَجَّل الرِّجْلين مِنْهُ واليَدِ أَو يَكُونُ الْبَيَاضُ فِي الرِّجْلَيْنِ دُونَ الْيَدَيْنِ؛ قَالَ: ذُو غُرَّة مُحَجَّلُ الرِّجْلين ... إِلى وَظِيفٍ، مُمْسَكُ اليَدَين أَو أَن يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي إِحدى رِجْلَيْهِ دُونَ الأُخرى وَدُونَ الْيَدَيْنِ، وَلَا يَكُونُ التَّحْجيل فِي الْيَدَيْنِ خَاصَّةً إِلا مَعَ الرِّجْلَيْنِ، وَلَا فِي يَدٍ وَاحِدَةٍ دُونَ الأُخرى إِلا مَعَ الرِّجْلَيْنِ، وَقِيلَ: التَّحْجِيل بَيَاضٌ قَلَّ أَو كَثُرَ حَتَّى يَبْلُغَ نِصْفَ الوَظِيفِ ولونٌ سَائِرِهِ مَا كَانَ، فإِذا كَانَ بَيَاضُ التَّحْجِيلِ فِي قَوَائِمِهِ كُلِّهَا قَالُوا مُحَجَّل الأَربع. الأَزهري: تَقُولُ فَرَسٌ مُحَجَّل وَفَرَسٌ بادٍ جُحُولُه؛ قَالَ الأَعشى: تَعَالَوْا، فإِنَّ العِلْم عِنْدَ ذَوِي النُّهَى ... مِنَ النَّاسِ، كالبَلْقاء بادٍ جُحُولُها قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُحَجَّل مِنَ الْخَيْلِ أَن تَكُونَ قَوَائِمُهُ الأَربع بِيضاً، يَبْلُغُ البياضُ مِنْهَا ثُلُثَ الوَظِيف أَو نصفَه أَو ثُلُثَيْهِ بَعْدَ أَن يَتَجَاوَزَ الأَرساغ وَلَا يَبْلُغُ الرُّكْبَتَيْنِ والعُرْقُوبَيْن فَيُقَالُ مُحَجَّل الْقَوَائِمِ، فإِذا بَلَغَ البياضُ مِنَ التَّحْجِيلِ ركبةَ الْيَدِ وعُرْقوب الرِّجل فَهُوَ فَرَسٌ مُجَبَّب، فإِن كَانَ الْبَيَاضُ بِرِجْلَيْهِ دُونَ الْيَدِ فَهُوَ مُحَجَّل إِن جَاوَزَ الأَرساغ، وإِن كَانَ الْبَيَاضُ بِيَدَيْهِ دُونَ رِجْلَيْهِ فَهُوَ أَعْصَم، فإِن كَانَ فِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ دُونَ رِجْلٍ أَو دُونَ يَدٍ فهو مُحَجَّل

_ (1). قوله [أجاز الحجل] كذا في الأصل مضبوطاً بكسر الحاء، وعبارة القاموس: والحجل بالكسر ويفتح وكإبل وطمرّ الخلخال

الثَّلَاثِ مُطْلَق الْيَدِ أَوِ الرِّجْلِ، وَلَا يَكُونُ التَّحْجيل وَاقِعًا بِيَدٍ وَلَا يَدَيْنِ إِلا أَن يَكُونَ مَعَهَا أَو مَعَهُمَا رِجْل أَو رِجلان؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّحْجيل بَيَاضٌ فِي قَوَائِمِ الْفَرَسِ أَو فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا أَو فِي رِجْلَيْهِ، قَلَّ أَو كَثُر، بَعْدَ أَن يُجَاوِزَ الأَرساغ وَلَا يُجَاوِزَ الرُّكْبَتَيْنِ وَالْعُرْقُوبَيْنِ لأَنها مَوَاضِعُ الأَحْجَال، وَهِيَ الخَلاخِيل والقُيُود. يُقَالُ: فَرَسٌ مُحَجَّل، وَقَدْ حُجِّلَت قوائمُه تَحْجِيلًا، وإِنَّها لَذَات أَحْجال، فإِن كَانَ فِي الرِّجْلَيْنِ فَهُوَ مُحَجَّل الرِّجْلَيْنِ، وإِن كَانَ بإِحدى رِجْلَيْهِ وَجَاوَزَ الأَرساغ فَهُوَ مُحَجَّل الرِّجل الْيُمْنَى أَو الْيُسْرَى، فإِن كَانَ مُحَجَّل يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ شِقٍّ فَهُوَ مُمْسَك الأَيامِن مُطْلَق الأَياسر، أَو مُمْسَك الأَياسر مُطْلَق الأَيامن، وإِن كَانَ مِنْ خِلاف قَلَّ أَو كَثُرَ فَهُوَ مَشْكُول. قَالَ الأَزهري: وأُخِذَ تَحْجِيلُ الْخَيْلِ مِنَ الحِجْل وَهُوَ حَلْقة القَيْد جُعِل ذَلِكَ الْبَيَاضُ فِي قَوَائِمِهَا بِمَنْزِلَةِ الْقُيُودِ. وَيُقَالُ: أَحْجَلَ الرجُلُ بعيرَه إِحْجالًا إِذا أَطْلق قَيْدَهُ مِنْ يَدِهِ الْيُمْنَى وشَدَّه فِي الأُخرى. وحَجَّلَ فلانٌ أَمْرَه تَحْجِيلًا إِذا شَهْرَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيُّ يَهْجُو لَيْلى الأَخْيَلِيَّة: أَلا حَيِّيا هِنْداً، وقُولا لَهَا: هَلا ... فَقَدْ رَكِبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا والتَّحْجِيل والصَّلِيب: سِمَتان مِنْ سِمات الإِبل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبلًا: يَلُوح بِهَا تحجيلُها وصَلِيبُها وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلَم تَعْلَمِي أَنَّا إِذا القِدْرُ حُجِّلَت، ... وأُلْقِيَ عَنْ وَجْه الفَتاة سُتُورُها حُجِّلَت القِدْر أَي سُتِرَت كَمَا تُسْتَر الْعَرُوسُ فَلَا تَبْرُز. وَالتَّحْجِيلُ: بَيَاضٌ فِي أَخلاف النَّاقَةِ مِنْ آثَارِ الصِّرار. وضَرْع مُحَجَّل: بِهِ تَحْجِيلٌ مِنْ أَثر الصِّرار؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: عَنْ ذِي قَرامِيصَ لَهَا مُحَجَّلِ والحَجْلاء مِنَ الضأْن: الَّتِي ابْيَضَّت أَوْظِفَتُها وَسَائِرُهَا أَسود، تَقُولُ مِنْهُ نَعْجة حَجْلاء. وحَجَلَت عَيْنُه تَحْجُلُ حُجُولًا وحَجَّلَت، كِلَاهُمَا: غَارَتْ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِنسان وَالْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرٍو: فَتُصْبِح حَاجِلةً عينُه ... لِحِنْو اسْتِه، وصَلاه عُيُوب وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: حَواجِل العُيون كالقِداح وَقَالَ آخَرُ فِي الإِفراد دُونَ الإِضافة: حَواجِل غَائِرَةُ العُيون وحَجَّلَت المرأَة بَنانَها إِذا لَوَّنَت خِضابَها. والحُجَيْلاء: الْمَاءُ الَّذِي لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ. والحَوْجَلَة: الْقَارُورَةُ الْغَلِيظَةُ الأَسفل، وَقِيلَ: الحَوْجَلة مَا كَانَ مِنَ القَوارِير شِبْه قَوارير الذَّرِيرة وَمَا كَانَ وَاسِعَ الرأْس مِنْ صِغارها شِبْه السُّكُرَّجات وَنَحْوِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْجَلة قَارُورة صَغِيرَةٌ وَاسِعَةُ الرأْس؛ وأَنشد العَجَّاج: كأَنَّ عَيْنَيْهِ مِنَ الغُؤُور ... قَلْتانِ، أَو حَوْجَلَتا قارُور قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي رَجَزِ الْعَجَّاجِ:

قَلْتانِ فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُور، ... صِفْرانِ، أَو حَوْجَلَتا قارُور وَقِيلَ: الحَوْجَلَة والحَوْجَلَّة الْقَارُورَةُ فَقَطْ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَنَظِيرُهُ حَوْصَلَة وحَوْصَلَّة وَهِيَ لِلطَّائِرِ كالمَعِدَة للإِنسان. ودَوْخَلَة ودَوْخَلَّة: وَهِيَ وِعَاءُ التَّمْرِ، وسَوْجَلَة وسَوْجَلَّة: وَهِيَ غِلاف الْقَارُورَةِ، وقَوْصَرَة وقَوْصَرَّة: وَهِيَ غِلَافُ القارورةِ أَيضاً؛ «1». وَقَوْلُهُ: كأَنَّ أَعينها فِيهَا الحَواجِيلُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلحق الياءَ لِلضَّرُورَةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ حَوْجَلَّة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، فَعَوَّضَ الْيَاءَ مِنْ إِحدى اللَّامين. والحَواجِل: القَوارير، والسَّواجل غُلُفُها؛ وأَنشد ابْنُ الأَنباري: نَهْج تَرَى حَوْله بَيْضَ القَطا قَبَصاً، ... كأَنَّه بالأَفاحِيص الحَواجِيل حَواجِل مُلِئَت زَيْتاً مُجَرَّدة، ... لَيْسَتْ عَلَيْهِنَّ مِنْ خُوصٍ سَواجِيل القَبَص: الجَماعات والقِطَع. والسَّواجِيل: الغُلُف، واحِدُها ساجُول وسَوْجَل. وتَحْجُل: اسْمُ فَرَس، وَهُوَ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ: تَكاثَر قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيهَا، ... وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبال والحُجَيْلاء: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَشْرَب مِنْ مَاءِ الحُجَيْلاء شَرْبَةً، ... يُداوى بِهَا، قَبْلَ الْمَمَاتِ، عَلِيلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا الْفَصْلِ الحُجال السَّمُّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جَرَّعْته الذَّيفان والحُجالا حدل: الأَزهري: حَدَل عَلَيَّ فُلَانٌ يَحْدِل ويَحْدَلُ حَدْلًا أَي ظَلَمَني، الْجَوْهَرِيُّ: ومالَ عليَّ بِالظُّلْمِ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ حَدْل غَيْرُ عَدْل. ابْنُ سِيدَهْ: وحَدَل عليَّ يَحْدِل حُدُولًا وحَدْلًا جارَ. وإِنه لَقَضَاءٌ حَدْل: غَيْرُ عَدْل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ، رجلٌ عَلِمَ فَحَدَلَ أَي جارَ. الأَزهري: حادَلَني فُلَانٌ مُحَادَلة إِذا رَاوَغَكَ، وحَادَلَتِ الأُتُنُ مِسْحَلَها راوغَتْه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتِها، ... إِذا رابَه اسْتِعْصاؤها وحِدَالُها والأَحْدَل: ذُو الخِصْية الْوَاحِدَةِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: وَيُقَالُ فِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ إِذا كَانَ مَائِلَ أَحد الشِّقَّيْن فَهُوَ أَحْدَلُ أَيضاً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَحْدَلُ الْمَائِلُ وَقَدْ حَدِلَ حَدَلًا. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ الأَحْدَل الَّذِي يَمْشِي فِي شِقٍّ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَحْدَل الَّذِي فِي مَنْكِبيه وَرَقَبَتِهِ انْكِبَابٌ أَو إِقبال عَلَى صَدْرِهِ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: فِي عُنُقِهِ حَدَل أَو مَيَل وَفِي مَنْكِبَيْهِ دَفَأٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَوْس مُحْدَلَة، وَذَلِكَ لِاعْوِجَاجِ سِيَتها، قَالَ: والتَّحادُل الِانْحِنَاءُ عَلَى الْقَوْسِ. وَيُقَالُ للقَوْس حُدَال إذا طُومِن من طائفها؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ قَوْسًا: لَهَا مَحِصٌ غَيْرُ جَافِي القُوى، ... مِنَ الثَّوْر حَنَّ بوِرْكٍ حُدَال

_ (1). قوله [وَقَوْصَرَّةٌ وَهِيَ غِلَافُ الْقَارُورَةِ أَيضاً] كذا في الأصل، والذي في القاموس والصحاح واللسان في ترجمة قصر أنها وعاء التمر وكناية عن المرأة

المَحِص: الوَتَر، وَقَوْلُهُ بِورْك أَي بِقَوْسٍ عُمِلَت مِنْ وَرِك شَجَرَةٍ أَي أَصل شَجَرَةٍ. مِنَ الثَّوْرِ أَي مِنْ عُلَبِ الثَّور مِنْ عَقَب الثَّوْر. ابْنُ سِيدَهْ: الحَدَل إِشْراف أَحد العاتِقَيْن عَلَى الْآخَرِ، وَهُوَ أَحْدَل، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ الْمَائِلُ الْعُنُقِ مِنْ خِلْقَة أَو وَجَع لَا يَمْلِكُ أَن يُقِيمه. وَقَوْسٌ مُحْدَلة وحَدْلاء بَيِّنة الحَدَل والحُدُولَة: حُدِرَت إِحدى سِيَتَيْها ورُفِعَت الأُخرى، قَالَ: حَتَّى أُتِيح لَهَا رَامٍ بمُحْدَلةٍ، ... ذُو مِرَّةٍ، بدوَارِ الصَّيْد، شَمَّاسُ والحَوْدَل: الذَّكَر مِنَ القِرَدَة. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِآخَرَ: أَلا وانْزِل بهاتِيكَ الحَوْدَلة، وأَشار إِلى أَكَمة بِحذَائه أَمره بِالنُّزُولِ عَلَيْهَا؛ والحَدَال: شَجَرٌ فِي الْبَادِيَةِ، ذَكَرَهُ بَعْضُ الْهُذَلِيِّينَ فَقَالَ: إِذا دُعِيَتْ لِمَا فِي الْبَيْتِ قَالَتْ: ... تَجَنَّ مِن الحَدَال، وَمَا جُنِيت أَي وَمَا جُنِي لِي مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وحِدْل الرَّجُل حُجْزته. والحَدَالى: مَوْضِعٌ. وَبَنُو حُدَال: حَيٌّ، نُسِبُوا إِلى مَحَلَّة كَانُوا يَنْزِلُونَهَا. وحَدَال: اسْمُ أَرض لِكَلْبٍ بالشأْم؛ قَالَ الرَّاعِي: فِي إِثْر مَنْ قُرِنَتْ منِّي قَرِينَتُه، ... يوْمَ الحَدَاك، بتَسْبِيبٍ مِنَ القَدَر وَيُرْوَى الحَدَال، بِاللَّامِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الحُضَض هُوَ الحُدُل. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ حُدَيْلة، بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ: هِيَ مَحَلَّة بِالْمَدِينَةِ نُسِبَتْ إِلى بَنِي حُدَيْلة، بَطْنٍ من الأَنصار. حدقل: الحَدْقَلة: إِدَارة الْعَيْنِ فِي النَّظَرِ، قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ فِي حُرُوفٍ لَمْ أَجد ذِكْرَهَا لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، وَمَنْ وَجَدَهَا لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أَلحقه بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْهَا لِثِقَةٍ فَلْيَكُنْ مِنْهَا عَلَى رِيبة وحَذَر. حذل: الحَذَل، مُثَقَّل، فِي الْعَيْنِ: حُمْرةٌ وانْسِلاقٌ وسَيَلانُ دَمْعٍ، وانسلاقُها: حُمْرةٌ تَعْتَرِيهَا. حَذِلت عَيْنُهُ حَذَلًا، فَهِيَ حَذْلاء، وأَحْذَلَها الْبُكَاءُ أَوِ الحَرُّ؛ قَالَ العُجَير السَّلُولي: وَلَمْ يُحْذِل العَيْنَ مثْلُ الفرَاقِ، ... وَلَمْ يُرْمَ قَلْبٌ بِمِثْلِ الْهَوَى وعَيْن حَاذِلَة: لَا تَبْكي البَتَّة، فإِذا عَشِقَتْ بَكَتْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: والشَّوْق شَاجٍ للعُيون الحُذَّل وقيل: وَصَفها بما تؤول إِليه بَعْدَ الْبُكَاءِ، فَهِيَ عَلَى هَذَا مِمَّا تَقَدَّمَ؛ الأَزهري: وَصَفَهَا كأَن تِلْكَ الْحُمْرَةَ اعْتَرَتْها مِنْ شِدَّةِ النَّظَرِ إِلى مَا أُعْجِبَتْ بِهِ. والحَذَل، بِاللَّامِ: طُولُ الْبُكَاءِ وأَن لَا تَجِفَّ عَيْنُ الإِنسان. والحَذَال والحُذَال: شَيْءٌ شِبْهُ الدَّمِ يَخْرُجُ مِنَ السَّمُرة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا دعِيتْ لِمَا فِي البيت قالت: ... تَجَنَّ من الحذَال، وَمَا جُنِيت «2» . أَي قَالَتِ اذْهَبْ إِلى هَذَا الشَّجَرِ فاقْلَع الحَذَال فكُلْه، وَلَمْ تَقْرِه. والحُذَالة: صَمْغة حَمْرَاءُ فِيهَا. الأَزهري: الحَذْل، بِفَتْحِ الْحَاءِ، صَمْغ الطَّلْح إِذا خَرَجَ فأَكل الْعُودُ فانْحَتَّ وَاخْتَلَطَ بِالصَّمْغِ، وإِذا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يُؤْكَلْ وَلَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ. والحُذَال: حَيْض

_ (2). روي هذا البيت في مادة حدل وفيه الحدال بدل الحذال

السَّمُر، وَقَالَ: تُسَمِّيه الدُّوَدِم؛ وأَنشد: كأَن نَبِيذَك هَذَا الحُذَال والحَذَل: ضَرْب مِنْ حَبِّ الشَّجَرِ يُخْتَبَز وَيُؤْكَلُ فِي الجَدْب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ بَوَاء زادِكُم لَمّا أُكل ... أَن تُحْذِلُوا، فتُكْثِروا مِنَ الحَذَل وَيُقَالُ: الحَذَال شَيْءٌ يَخْرُج مِنْ أُصول السَّلَمِ يُنْقَع فِي اللَّبَنِ فَيُؤْكَلُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الدُّوَدِم الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ السَّمُر هُوَ الحَذال. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الحَذَال يُشْبِهُ الدُّوَدِم وَلَيْسَ إِيَّاه، وَهُوَ جَنًى يأْكله مَنْ يَعْرِفُهُ، وَمَنْ لَا يَعْرِفُهُ يَظُنُّهُ دُوَدِماً. والحَذَل والحُذَال والحُذَالة: مُسْتَدَارُ ذَيْلِ الْقَمِيصِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُذْل حَاشِيَةُ الإِزار وَالْقَمِيصِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ دَخَلَ حَائِطًا فليأْكل مِنْهُ غَيْرَ آخِذٍ فِي حَذْله شَيْئًا ؛ الحَذْل، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: حُجْزة الإِزار وَالْقَمِيصِ وطَرَفُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: هَلُمِّي حَذْلَكِ أَي ذَيْلَكِ فَصَبَّ فِيهِ الْمَالَ. والحِذْل والحُذْل، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَسُكُونِ الذَّالِ فِيهِمَا: حُجْزة السَّرَاوِيلِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهِيَ الحُذَل، بِضَمِّ الْحَاءِ وَفَتْحِ الذَّالِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الأَزهري: الحُذْل الحُجْزة، قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ حُجْزته وحُذْلته وحُزَّته وحُبْكته وَاحِدٌ. والحُذْل: الأَصْل عَنْ كُرَاعٍ. وحُذَيْلاء: مَوْضِعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: حَذِلت عينُه، بِالْكَسْرِ، تَحْذَل حَذَلًا أَي سَقَطَ هُدْبُها مِنْ بَثْرة تَكُونُ فِي أَشفارها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَقِّر بْنُ حِمَار الْبَارِقِيُّ: فأَخْلَفْنا مَوَدَّتها فَقَاظَتْ، ... ومَأْقِي عَيْنِها حَذِلٌ نَطُوف أَي أَقامت فِي القَيْظ تَبْكِي عَلَيْهِمْ؛ رأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الأَفاضل قَالَ: نَقَلْتُ مِنْ شِعْرِ دُرَيْد بْنِ الصِّمَّة بِخَطِّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّي، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ ناعِصَة السُّلَمي جَارًا لِدُرَيْدٍ فَقَتَل عَمْرُو بْنُ نَاعِصَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي غاضِرة بْنِ صَعْصَعَة يُقَالُ لَهُ قَيْسُ بْنُ رَوَاحة، فَخَرَجَ ابْنُ قَيْسٍ يَطْلُبُ بِدَمِهِ فَلقِي عَمْرَو بْنَ ناعِصَة فَقَتَلَهُ، فَقَالَتِ امرأَة ابْنِ نَاعِصَةَ: أَبْكِي بِعَيْنٍ حَذِلَتْ مُضَاعَه، ... تَبْكي عَلَى جَارِ بَني جُدَاعه، أَيْنَ دُرَيْدٌ، وَهُوَ ذُو بَرَاعه؟ ... حَتَّى تَرَوْه كَاشِفًا قِنَاعه، تَغْدو بِهِ سَلْهَبَةٌ سُرَاعه حرجل: الحُرْجُل والحُرَاجِل: الطَّوِيلُ. وحَرْجَل إِذا طَالَ. والحُرْجُل: الطَّوِيلُ الرِّجْلَين؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ. والحَرْجَل والحَرْجَلَة: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْخَيْلِ، تميمِية؛ وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عرضن: تَعْدُو العِرَضْنَى خَيْلُهم حَرَاجِلا وَقَالَ: حَرَاجِل وَعَرَاجِل جَمَاعَاتٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَرْجَل قَطِيع مِنَ الْخَيْلِ. وَجَاءَ الْقَوْمُ حَرَاجِلَة عَلَى خَيْلِهِمْ وعَرَاجِلَة أَي مُشَاة. والحَرْجَلَة: العَرَج. والحَرْجَلَة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ كالعَرْجَلَة، وَلَا يَكُونُونَ إِلا مُشَاة. وَيُقَالُ: حَرْجَل الرجلُ إِذا تَمَّم صَفًّا فِي صَلَاةٍ وَغَيْرِهَا، وَيُقَالُ لَهُ: حَرْجِلْ أَي تَمِّمْ. والحَرْجَلَة: الْقِطْعَةُ مِنَ الْجَرَادِ. والحَرْجَلَة: الحَرَّة مِنَ الأَرض؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ وَلَمْ يَحْكِهَا غَيْرُهُ. وحَرْجَل: اسم. حركل: ابْنُ سِيدَهْ: الحَرْكَلَة ضَرْب مِنَ الْمَشْيِ. والحَرْكَلَة: الرَّجَّالة كالحَوْكَلَة؛ قَالَ الأَزهري:

هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ غَيْرِهِ، وَمَا وَجَدْتُ أَكثرها لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، فَمَنْ وَجَدَهَا لإِمام يُوثَقُ بِهِ أَلحقه بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْهَا فَلْيَكُنْ مِنْهَا عَلَى رِيبة وحَذَر. حرمل: الحَرْمَل حَبٌّ كالسِّمْسم، وَاحِدَتُهُ حَرْمَلَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَرْمَل نَوْعَانِ: نَوْعٌ وَرَقُهُ كَوَرَقِ الخِلاف ونَوْره كنَوْر الْيَاسَمِينَ يُطَيَّب بِهِ السِّمْسِمِ وحَبُّه فِي سِنَفة كسِنَفة العِشْرِق، وَنَوْعٌ سِنَفته طِوال مُدَوَّرة؛ قَالَ: والحَرْمَل لَا يأْكله شَيْءٌ إِلا المِعْزى، قَالَ: وَقَدْ تُطْبَخُ عُرُوقُهُ فيُسْقاها الْمَحْمُومُ إِذا مَاطَلَتْهُ الحُمَّى؛ وَفِي امْتِنَاعِ الحَرْمَل عَنِ الأَكَلة قَالَ طَرَفة وذَمَّ قَوْمًا: هُمُ حَرْمَلٌ أَعْيا عَلَى كلِّ آكِلٍ ... مَبِيتاً، وَلَوْ أَمْسَى سَوامُهم دَثْرا وحَرمَلَة: اسْمُ رَجُلٍ، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: أَحْيا أَباه هاشمُ بْنُ حَرْمَله والحُرَيْمِلَة: شَجَرَةٌ مِثْلُ الرُّمَّانة الصَّغِيرَةِ وَرَقُهَا أَدق مِنْ وَرَقِ الرُّمَّانِ خَضْرَاءُ تَحْمِلُ جِراء دُونَ جِراء العُشَر، فإِذا جَفَّت انْشَقَّت عَنْ أَلين قُطْنٍ، فتُحْشَى بِهِ المَخادُّ فَتَكُونُ نَاعِمَةً جِدًّا خَفِيفَةً، وتُهْدَى إِلى الأَشراف. وحَرْمَلاء: مَوْضِعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَرْمَل هَذَا الحبُّ الَّذِي يُدَخَّن به، حزل: اللَّيْثُ: الْحَزْلُ مِنْ قَوْلِكَ احْزأَلَّ يَحْزِئِلُّ احْزِئْلالًا يُرَادُ بِهِ الِارْتِفَاعُ فِي السَّيْرِ والأَرض. قَالَ: والسحابُ إِذا ارْتَفَعَ نَحْوَ بَطْنِ السَّمَاءِ قِيلَ احْزَأَلَّ. والمُحْزَئِلُّ: الْمُرْتَفِعُ؛ قَالَ: فَمَرَّتْ، وأَطراف الصُّوَى مُحْزَئِلَّة، ... تَئِجُّ كَمَا أَجَّ الظَّلِيم المُفَزَّع واحْزَأَلَّ أَي ارْتَفَعَ وَاجْتَمَعَ؛ قَالَ أَبو دُواد يَصِفُ نَاقَةً: أَعددت لِلْحَاجَةِ القُصْوَى يَمانِيَة، ... بَيْنَ المَهَارَى وَبَيْنَ الأَرْحَبِيَّات ذَاتَ انْتِبَاذٍ مِنَ الْحَادِي، إِذا برَكتْ ... خَوَّت عَلَى ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّات وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: ذَاتُ، بِالرَّفْعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ذَاتَ انْتِبَاذٍ بِالنَّصْبِ مَعْطُوفًا عَلَى مَا قَبْلَهُ. واحْزَأَلَّ القومُ: اجْتَمَعُوا؛ قَالَ الطِّرمَّاح: وَلَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ يَنْشُرُ دِينَه، ... لزافَت تمِيمٌ حَوْلَه، واحزَأَلَّتِ أَي اجْتَمَعَتْ إِليه؛ وَقَالَ المَرَّار الفَقْعَسي يَصِفُ إِبلًا وحادِيَها: تَغَنَّى ثُمَّ هَزَّج، فاحْزَأَلَّتْ ... تَميل بِهَا النَّحائزُ والسُّدُول قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ احْزَلَّت أَيضاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَرْمي الفَيافيَ إِذا مَا احْزَلَّتِ، ... بِمِثْلِ عَيْنَيْ فارِكٍ قَدْ مَلَّتِ وَيُقَالُ أَيضاً مِنَ الْمَهْمُوزِ: صَدْر مُحْزَئِلُّ أَي مُرْتَفِعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رَابِي الْقَصِيرِ مُحْزَئِلّ الصَّدْر «1» . واحْزَأَلَّت الإِبلُ اجْتَمَعَتْ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ عَنْ مَتن

_ (1). قوله [رابي القصير] كذا في الأصل، ولعله محرف عن القصيرى، بضم ففتح، وهي كما في القاموس: الضلع وأصل العنق

مِنَ الأَرض فِي ذَهَابِهَا. واحْزَأَلَّ الْجَبَلُ: ارْتَفَعَ فَوْقَ السَّراب. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: دَعَانِي أَبو بَكْرٍ إِلى جَمْعِ الْقُرْآنِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وعُمَر مُحْزَئِلٌّ فِي الْمَجْلِسِ أَي مُنْضَمٌّ بعضُه إِلى بَعْضٍ، وَقِيلَ: مُسْتَوفِز؛ وَمِنْهُ: احْزَأَلَّت الإِبل فِي السَّيْرِ إِذا ارْتَفَعَتْ فِيهِ. اللَّيْثُ: الاحْتِزال هُوَ الاحْتِزام بِالثَّوْبِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ الاحْتِزاك، بِالْكَافِ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ ضُرُوبِ اللُّبْس، وأَصله مِنَ الحَزْك والحَزْق، وَهُوَ شدَّة المَدِّ، وأَنشد، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا بَرَك ثُمَّ تَجافى عَنِ الأَرض: قَدِ احْزَأَلَّ. واحْزَأَلَّت إِذا اجْتَمَعَتْ. واحْزَأَلَّ فؤادُه إِذا انضمَّ مِنَ الْخَوْفِ. وَيُقَالُ: احْزَأَلَّ إِذا شَخَصَ. حزبل: الحَزَنْبَل: الحَمْقاء، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ المُتَهِدِّمة. والحَزَنْبَل مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الموَثَّق الخَلْق، وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ فَقَطْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للبَوْلاني: لَمَّا رأَت أَن زُوِّجَتْ حَزَنْبَلا، ... ذَا شَيْبة، يَمْشِي الهُوَيْنا، حَوْقَلا وأَنشد لآخر: حَزَنْبَل الحِضْنَين فَدْم زَأْبَل وحَزَنْبَل: نبْتٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُضِيَتْ عَلَى النُّونِ بِالزِّيَادَةِ وإِن لَمْ يُشْتَقَّ مَا يَذْهَبُ فِيهِ لِكَثْرَةِ زِيَادَتِهِ ثَالِثَةً فِيمَا يُظْهِرُهُ الِاشْتِقَاقُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الحَبَرْكَل كالحَزَنْبَل وَهُمَا الْغَلِيظَا الشَّفَة. الأَزْهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الحَزَنْبَل المُشْرِف مِنْ كلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ المجتَمِع. وهَنٌ حَزَنْبَل: مُشْرِف الرَّكَب؛ قَالَتْ مَجِعة مِنْ نِسَاءِ الأَعراب: إنَّ هَني حَزَنْبَل حَزَابِيَه، ... إِذا قَعَدْت فوقَه نَبا بيَه حزجل: حَزْجَلٌ: بَلد؛ قَالَ أُمية: أَداحَيْتَ بالرِّجْلَيْن رِجْلًا تُغِيرها ... لتَجْنى، وأَمْطٌ دُونَ الْأُخْرَى وحَزْجل «1» . أَراد الأُخْرى فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ وأَلقى حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا. حزقل: الحَزاقِل: خُشارة النَّاسِ؛ قَالَ: بِحَمْدِ أَمير الْمُؤْمِنِينَ أَقرّهم ... شَبَابًا، وأَغزاكم حَزاقِلة الجُنْد وحِزْقِل: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَا أَدري مَا أَصله مِنْ كَلَامِ العرب. حزكل: حَزَوْكَل: قَصِير. حسل: الحِسْل: وَلَدُ الضَّبِّ، وَقِيلَ وَلَدُ الضَّبِّ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْضته، فإِذا كَبِر فَهُوَ غَيْداق، وَالْجَمْعُ أَحْسال وحِسْلان، الْكَسْرَةُ فِي حِسْل غَيْرُ الْكَسْرَةِ فِي حِسْلان، تِلْكَ وضْعِيَّة وَهَذِهِ مُجْتَلَبَة لِلْجَمْعِ، وحِسَلة وحُسُول، هَذِهِ فِي الأَزهري. وَالضَّبُّ يُكَنَّى أَبا حِسْل وأَبا الحِسْل وأَبا الحُسَيل. وَقَالَ أَبو الدُّقيش: تَقُولُ الْعَرَبُ للضَّبِّ إِنه لَقاضي الدَّوَابِّ وَالطَّيْرِ، قَالَ الأَزهري: وَمِمَّا يُحَقِّقُ قَوْلَهُ مَا رَوَيْنَاهُ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: يَا أَيها النَّاسُ، إِني مَا وَجَدْتُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلا الضَّبُع وَالثَّعْلَبَ أَتَيا الضبَّ فِي جُحْره فَقَالَا: أَبا الحِسْل قَالَ: أَجئتما؟

_ (1). قوله [لتجنى إلخ] تجنى بفتح أوله كما في القاموس بلد، وقوله أَمط كذا في الأصل

قَالَا: جِئْنَاكَ نَحْتَكِم، قَالَ: فِي بَيْتِهِ يُؤتى الحَكَم، فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ، وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا آتِيكَ سِنَّ الحِسْل أَي أَبداً لأَن سِنَّها لَا تَسْقُطُ أَبداً حَتَّى تَمُوتَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: ثُمَّتَ لَا أُرْسِلها سِنَّ الحِسِل والحُسالة: الرَّذْل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ بَعْضُ العَبْسِيِّين: قَتَلْتُ سَراتَكم، وحَسَلْت مِنْكُمْ ... حَسِيلًا، مِثْلَ مَا حُسِل الوِبار قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَسَلْت أَبْقَيت مِنْكُمْ بَقِيَّة رُذالًا. والحُسَالَة: مِثْلُ الحُثالة. والمَحْسول، مِثْلُ المَخْسول: وَهُوَ المَرْذُول. وَقَدْ حَسَله وخَسَله أَي رَذَله. وحُسِل بِهِ أَي أُخِسَّ حَظُّه. وَفُلَانٌ يُحَسِّل بِنَفْسِهِ أَي يُقَصِّر وَيَرْكَبُ الدَّنَاءَةَ، وَهُوَ مِنْ حَسِيلَتهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مِنْ خُشارتهم. والحَسِيل: الرُّذال مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والحُسالة: كالحَسِيلة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللِّحْيَانِيُّ قَالَ الحُسالة مِنَ الفِضَّة كالسُّحالة، وَهُوَ مَا سَقَطَ مِنْهَا، وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُسالة مَا تَكَسَّر مِنْ قِشْرِ الشَّعِيرِ وَغَيْرِهِ. والمَحْسول: الخَسِيس، وَالْخَاءُ أَعلى. والحَسْل: السَّوْق الشَّدِيدُ. يُقَالُ: حَسَلَها حَسْلًا إِذا ضَبَطَهَا سَوْقاً. والحَسِيلة: حَشَف النَّخْلِ الَّذِي لَمْ يَحْلُ بُسْره يُيَبِّسونه حَتَّى يَيْبَس، فإِذا ضُرِب انْفَتَّ عَنْ نَواه وَودَنُوه بِاللَّبَنِ ومَرَدُوا لَهُ تَمْرًا حَتَّى يُحَلِّيه فيأْكلونه لَقِيماً، يُقَالُ: بُلُّوا لَنَا مِنْ تِلْكَ الحَسِيلة، ورُبَّما وُدِن بِالْمَاءِ. والحَسِيل: وَلَدُ الْبَقَرَةِ الأَهلية وعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ هُوَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَجَمْعُهَا حَسِيل عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ، وَقِيلَ: الحَسِيلُ الْبَقَرُ الأَهلي لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّنْفَرَى الأَزدي يَصِفُ السُّيُوفَ: وهُنَّ كأَذناب الحَسِيل صَوادر، ... وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَ الدِّماءِ وعَلَّتِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ والحَسِيل وَلَدُ الْبَقَرَةِ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: صَوَابُهُ والحَسِيل أَولاد الْبَقَرِ، وَقَالَ: قَالَ الأَصْمعي وَاحِدُهَا حَسِيلة فَقَدْ ثَبَتَ أَن لَهُ وَاحِدًا مِنْ لَفْظِهِ، وَشَبَّهَ السُّيُوفَ بأَذناب الحَسيل إِذا رأَت أُمهاتها فحرَّكتها؛ وَقِيلَ لِوَلَدِ الْبَقَرَةِ حَسِيل وحَسِيلة لأَن أُمه تُزْجِيه مَعَهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْبَقَرَةِ الحَسِيلة والحائرة والعَجوز والبعبة «2» وأَنشد غَيْرُهُ: عَليَّ الحَشِيش ورِيٌّ لَهَا، ... وَيَوْمَ العُوار لحسْل بن ضَب يقولها المستأْثر مَرْزِئة عَلَى الَّذِي يَفْعَلُهُ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ لِوَلَدِ الْبَقَرَةِ إِذا قَرَم أَي أَكل مِنْ نَبَاتِ الأَرض حَسِيل، قَالَ: والحَسِيل إِذا هَلَكت أُمُّه أَو ذَأَّرتْه أَي نَفَرت مِنْهُ فأُوجِر لَبَنًا أَو دَقِيقاً فَهُوَ مَحْسول؛ أَنشد: لَا تَفْخَرَنَّ بِلحيَةٍ، ... كَثُرَتْ مَنابِتُها، طوِيله تَهْوى تَفَرُّقَها الرِّياحُ، ... كأَنَّها ذَنَبُ الحَسِيلَه

_ (2). قوله [والحائرة] وقوله [البعبة] هكذا في الأَصل من غير نقط للكلمتين، ولعل الأولى الجائرة أو الخائرة من الجؤار أو الخوار

حسفل: الحِسْفِل: الرَّدِيء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ الأَعرابي: إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ وَمَعَهُ صِبْيَانُهُ قُلْنَا: جَاءَ بحِسْكِله وحِسْفِله وحَمَكه ودَهْدائه. والحَساكِل والحَسافِل: صِغار الصِّبْيَانِ؛ قَالَ النَّضْرُ: أَنشدنا أَبو الذُّؤَيْبِ: حِسْفِل البَطْن فَمَا يَمْلاه شيْءٌ، ... وَلَوْ أَوْرَدْتَه حَفْرَ الرِّباب قَالَ: حِسْفِل وَاسِعُ البطن لا يَشْبَع. حسقل: الحَساقِل: الصِّغار كالحَساكِل؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. حسكل: الحَسْكَل، بِالْفَتْحِ: الرَّديء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والحِسْكِل، بِالْكَسْرِ: الصِّغار مِنْ وَلَدِ كُلِّ شَيْءٍ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بالحِسْكِل وَلَدَ النَّعام أَوَّلَ مَا يُولَدُ وَعَلَيْهِ زغَبُهُ، الْوَاحِدَةُ حِسْكِلة؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: تَأْوِي إِلى حِسْكِل زُغْبٍ حَواصِلُها ... كأَنَّهُن، إِذا بَرَّكْن، جُرْثُوم وَيُقَالُ لِلصِّبْيَانِ حِسْكِل. وتَرَك عِيالًا يَتَامَى حِسْكِلًا أَي صِغاراً. ابْنُ الأَعرابي: إِذا جَاءَ الرَّجُلُ وَمَعَهُ صِبْيَانُهُ قُلْنَا: جَاءَ بحِسْكِله وحِسْقِله. ابْنُ الفَرَج: الحَساكِل والحَساقِل صِغار الصِّبْيَانِ؛ يُقَالُ: مَاتَ فُلَانٌ وخَلَّفَ يَتَامَى حَسَاكِل، واحِدُهم حِسْكِل، وَكَذَلِكَ صِغار كُلِّ شَيْءٍ حَسَاكِل. وحَسَاكِلَة الجُنْد: صِغارُهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراهم زَادُوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمَاعَةِ؛ قَالَ: بفَضْل أَمير الْمُؤْمِنِينَ أَقَرَّهم ... شَباباً، وأَغزاكم حَسَاكِلَة الجُنْد «1» . الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ حَسَاكِل وحِسْكِلَة؛ وأَنشد الأَصْمعي: أَنت سَقَيْت الصِّبْية العِياما، ... الدَّرْدَقَ الحِسْكِلَة الهِياما، خَنَاجِراً تَحْسَبُها خِياما وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: وبَرَزَتْ حِسْكِلةُ الوُلْدان، ... كأَنَّهم قَطارِبُ الجِنان حشل: رَجُل حَشْل: رَذْل، وَقَدْ حَشَلَهُ خَفِيفَةً؛ حَكَاهُ يعقوب. حشبل: حَشْبَلة الرَّجُل: مَتاعُه. والحَشْبَلة: كثرة العِيال؛ عَنِ اللَّيْثِ وَابْنِ شُمَيْلٍ. وإِن فُلَانًا لَذُو حَشْبَلة أَي ذُو عِيال كثير. حصل: الحاصِل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا بَقِي وثَبَتَ وذَهَب مَا سِوَاهُ، يَكُونُ مِنَ الحِساب والأَعمال وَنَحْوِهَا؛ حَصَلَ الشيءُ يَحْصُلُ حُصُولًا. وَالتَّحْصِيلُ: تَمْيِيزُ مَا يَحْصُل، وَالِاسْمُ الحَصِيلَة؛ قَالَ لَبِيدٌ: وكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا سَيُعْلَم سعيُه، ... إِذا حُصِّلَت عِنْدَ الإِله الحَصَائِل والحَصَائِل: البَقايا، الْوَاحِدَةُ حَصِيلَة. وَقَدْ حَصَّلْتُ الشَّيْءَ تَحْصِيلًا. وحَاصِلُ الشيءِ ومَحْصُولُه: بَقِيَّتُه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ؛ أَي بُيِّن؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: مُيِّز، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جُمِع. وتَحَصَّلَ الشيءُ: تَجَمَّع وَثَبَتَ. والمَحْصُول: الْحَاصِلُ، وَهُوَ أَحد الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى مَفْعُولٍ كالمَعْقُول والمَيْسُور والمَعْسور. وتَحْصِيل الْكَلَامِ: رَدُّه إِلى مَحْصُولِهِ. وَمِنْ أَدْواء الخَيْل الحَصَل والقَصَل، فالحَصَل سفُّ الْفَرَسِ الترابَ مِنَ البَقْل فَيَجْتَمِعُ مِنْهُ تُرَابٌ فِي بَطْنِهِ

_ (1). روي هذا البيت في مادة حزقل وفيه حزاقلة بدل حَسَاكِلَة

فَيَقْتُلُهُ فإِن قَتَلَهُ الحَصَل قِيلَ إِنه لَحَصِلٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَصِلَتِ الدابةُ حَصَلًا أَكلت التُّرَابَ فَبَقِيَ فِي جَوْفِهَا ثَابِتًا، وإِذا وَقَعَ فِي الكَرِش لَمْ يَضُرَّهَا، وإِذا وَقَعَ فِي القِبَة قتَلَها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحَصِيل نَبْتٌ. وَقَدْ حَصِلَ الفَرَسُ حَصَلًا إِذا اشْتَكَى بَطْنَهُ مِنْ أَكل تُرَابِ النَّبْت، وَقِيلَ: الحَصَل أَن يَثْبُتَ الحَصَى فِي لاقِطَة الْحَصَى وَهِيَ ذَوَاتُ الأَطباق مِنْ قِطْنة الْبَعِيرِ فَلَا تَخْرُجُ فِي الجِرَّة حِينَ يَجْتَرُّ، فَرُبَّمَا قُتِل إِذا تَوَكَّأْت عَلَى جُرْدانه؛ وَقَالَ الأَزهري: الحَصَل فِي أَولاد الإِبل أَن تأْكل التُّرَابَ وَلَا تَخْرُجَ الجِرَّة وَرُبَّمَا قَتَلَهَا ذَلِكَ. وحَصَّلَ النخلُ: اسْتَدَارَ بَلَحُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَصَل مَا تَنَاثَرَ مِنْ حَمْل النَّخْلَةِ وَهُوَ أَخضر غَضٌّ مِثْلُ الخَرَز الخُصْر الصِّغار. والحَصَل: البَلَح قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ وَتَظْهَرَ تَفَاريقه، وَاحِدَتُهُ حَصَلَة؛ قَالَ: مُكَمَّمٌ جَبّارُها، والجَعْلُ ... يَنْحَتُّ مِنْهُنَّ السَّدَى، والحَصْلُ سُكِّنَ لِلضَّرُورَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّلْع إِذا اصفرَّ، وَقَدْ أَحْصَلَ النخلُ، وَقِيلَ: التَّحْصِيل اسْتِدَارَةُ الْبَلَحِ؛ وَقَدْ أَحْصَلَ البَلَحُ إِذا خَرَجَ مِنْ تَفَارِيقِهِ صِغَارًا. وأَحْصَلَ القومُ، فَهُمْ مُحْصِلُون إِذا حَصَّل نَخْلُهم، وَذَلِكَ إِذا اسْتَبَانَ البُسْر وتَدَحْرَج. والحَصَل مِنَ الطَّعَامِ: مَا يُخْرَج مِنْهُ فيُرْمى بِهِ مِنْ دَنْقة وزؤَان وَنَحْوِهِمَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَصَل والحُصالة مَا يَبْقَى مِنَ الشَّعِيرِ وَالْبُرِّ فِي البَيْدَر إِذا نُقِّي وعُزِل رَدِيئُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحُصالة مَا يُخْرَج مِنْهُ فيُرْمى بِهِ إِذا كَانَ أَجَلَّ مِنَ التُّرَابِ والدُّقاق قَلِيلًا. ابْنُ الأَعرابي: وَفِي الطَّعَامِ مُرَيْراؤه وحَصَلُه وغَفَاه وفَغَاه وحُثَالته وحُفَالَته بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحُصَالة، بِالضَّمِّ، مَا يَبْقَى فِي الأَنْدَر مِنَ الحَبّ بعد ما يُرْفَع الحَبُّ وَهُوَ الكُنَاسة. والحَصِيل: ضَرْب مِنَ النَّبَاتِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ الحِرْمازي؛ قَالَ وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والحَوْصَل والحَوْصَلة والحَوْصَلَّة والحَوْصَلاء، مَمْدُودٌ، مِنَ الطَّائِرِ والظَّلِيم: بِمَنْزِلَةِ المَعِدة مِنَ الإِنسان وَهِيَ المَصارين لِذِي الظِّلْف والخُفِّ، قَالَ: والقانِصَة مِنَ الطَّيْرِ تُدْعَى الجِرِّيئة، مَهْمُوزٌ عَلَى فِعِّيلة، وَقَدْ حَوْصَل أَي مَلأَ حَوْصَلته. وَيُقَالُ: حَوْصِلي وطِيري. واحْوَنْصَل الطَّائِرُ: ثَنَى عُنُقَهُ وأَخرج حَوْصلته. وحَوْصَلة الإِنسان وكلِّ شَيْءٍ: مُجْتَمَع الثُّفْل أَسفلَ مِنَ السُّرَّة، وَقِيلَ: الحَوْصَلة المُرَيْطاء، وَهُوَ أَسفل الْبَطْنِ إِلى الْعَانَةِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلى الْعَانَةِ. وَنَاقَةٌ ضَخْمة الحَوْصَلة أَي الْبَطْنِ. والمُحَوْصِل والمُحَوْصَل: الَّذِي يَخْرج أَسفله مِنْ قِبَل سُرَّته مِثْلَ بَطْنِ الحُبْلى. والحَوْصَلة: الشَّاةُ الَّتِي عَظُم مِنْ بَطْنِهَا مَا فَوْقَ سُرَّتها؛ وأَنشد: أَو ذَات أَوْنَينِ لَهَا حَوْصَل وحَوْصَلة الْحَوْضِ: مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ فِي أَقصاه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وأَصبح الروضُ لَوِيّاً حَوْصَلُه وحَوْصَلُ الروضِ: قَرارُه وَهُوَ أَبطؤُها هَيْجاً، وَبِهِ سُمِّيَتْ حَوْصَلة الطَّائِرِ لأَنها قَرَارُ مَا يأْكله. ابْنُ الأَعرابي: زَاوِرَةُ القَطَاة مَا تَحْمِل فِيهِ الماءَ لفِراخها وَهِيَ حَوْصَلتها، قَالَ: والغَراغِر الحَوَاصِل. ابْنُ الأَعرابي: الحَاصِل مَا خَلَص مِنَ الفِضَّة مِنْ حِجَارَةِ المَعْدِن، وَيُقَالُ لِلَّذِي يُخَلِّصه مُحَصِّلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والمُحَصِّلة المرأَة الَّتِي تُحصِّل تُرَابَ

المَعْدِن؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا رَجُلٌ جَزَاه اللَّهُ خَيْرًا، ... يَدُلُّ عَلَى مُحَصِّلَة تُبِيتُ قَالَ الأَزهري: أَي تُبِيتُني عِنْدَهَا لأُجامِعَها؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي تَبيتُ تَفْعَلُ كَذَا، وَالْبَيْتُ مُضَمَّن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ فَاعِلٌ بإِضمار فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ يَدُلُّ تَقْدِيرُهُ هَلّا يَدُلُّ رَجُلٌ عَلَى مُحَصِّلة، وأَنشده سِيبَوَيْهِ: أَلا رَجُلًا، بِالنَّصْبِ، وَقَالَ: تَقْدِيرُهُ أَلا تُرُوني رَجُلًا، وَقِيلَ: بِمَعْنَى هَاتِ لِي رَجُلًا، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُرْوَى أَلا رجلٍ، بِمَعْنَى أَما من رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ المُحَصِّلة الَّتِي تُمَيِّز الذَّهَبَ مِنَ الْفِضَّةِ؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ: تُرَجِّل جُمَّتي وتَقُمُّ بَيْتي، ... وأُعْطِيها الإِتاوَة، إِنْ رَضِيتُ وَفِي الْحَدِيثِ: بذَهَب «1» لَمْ تُحَصَّل مِنْ تُرَابِهَا أَي لَمْ تُخَلَّص، وَالذَّهَبُ يُذَكَّر ويؤَنث. وحَصَّلْت الأَمر: حَقَّقْتُه وأَبَنْته. وحَوْصَلاءُ والحَوْصَلاء: موضع. حضل: حَضِلَت النخلةُ حَضَلًا: فَسَدَتْ أُصُولُ سَعَفِها، وصلاحُها أَن تُشْعَل النَّارُ فِي كَرَبها حَتَّى يَحْتَرِقَ مَا فَسَدَ مِنْ لِيفِها وسَعَفِها ثُمَّ تَجُود بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ حَضِلَتْ وحَظِلَت، بِالضَّادِ وَالظَّاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. حطل: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحِطْل الذِّئْب، وَالْجَمْعُ أَحْطال. حظل: الحَظْل: المَنْع مِنَ التَّصَرُّفِ والحركةِ، حَظَل يَحْظِل ويَحْظُل حَظْلًا وحِظْلاناً وحَظَلاناً؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِمَنْظُورٍ الدُّبَيري: تُعَيِّرُني الحِظْلانَ أُمُّ مُغَلِّس ... فَقُلْتُ لَهَا: لَمْ تَقْذِفِينِي بِدَائياً فإِني رأَيت الباخِلينَ مَتَاعُهُمْ ... يُذَمُّ ويَفْنى، فارْضَخي مِنْ وِعائياً فَلَنْ تَجِدِيني فِي الْمَعِيشَةِ عَاجِزًا، ... وَلَا حِصْرِماً خِبًّا شَدِيدًا وِكائياً وَيُرْوَى: تُعَيِّرُني الحِظْلانَ أُمُّ مُحَلِّم والحَظْل: غَيْرة الرَّجُلِ عَلَى المرأَة ومَنْعُه إِياها مِنَ التَّصَرُّفِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ البَخْتَري الجَعْدي يَصِفُ رَجُلًا بشدَّة الغَيْرة والطَّبانة لِكُلِّ مَنْ يَنْظُرُ إِلى حَلِيلته: فَمَا يُخْطِئْك لَا يُخْطِئْك مِنْهُ ... طَبَانِيةٌ، فَيَحْظُل أَو يَغَار وحَظَل عَلَيْهِ حِظْلاناً: حَجَر. شَمِرٌ: حَظَلْتُ عَلَى الرَّجُلِ وحَظَرْت وعَجَرْت وعَجَزْت وحَجَرْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُهُ وأَنشد بَيْتَ البَخْتري الجَعْدي؛ وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: فَمَا يُعْدِمْكَ لَا يُعْدِمْكَ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فَمَا يُعْدِمْكِ لَا يُعْدِمْكِ، بِكَسْرِ الْكَافِ، لأَنه يُخَاطِبُ مؤَنثاً، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: فَمَا يُخْطِئْك لَا يُخْطِئْك، كَمَا أَوْردناه أَولًا؛ وَقَبْلَهُ: أَلا يَا لَيْل، إِنْ خُيِّرْتِ فِينَا ... بِنَفْسِي، فانْظُري أَيْنَ الخِيار وَلَا تَسْتَبْدِلي مِنِّي دَنِيئاً ... وَلَا بَرَماً، إِذا خَبَّ القُتَار

_ (1). قوله [بذهب] هكذا في الأصل، والذي في نسخة النهاية التي بأَيدينا: بذهبة بالهاء

فَمَا يُخْطِئْكِ لَا يُخْطِئْكِ منه ... طَبَانِيَةٌ، فَيَحْظِل [فَيَحْظُل] أَو يَغار وَيُرْوَى: بعَيْشِكِ فانْظُري أَين الخِيَار والطَّبَانة والطَّبَانِيَة: أَن يَنْظُر الرَّجُلُ إِلى حَلِيلته، فإِما أَن يَحْظِل [يَحْظُل] أَي يَكُفَّها عَنِ الظُّهُورِ، وإِما أَن يَغْضَبَ ويَغار. ويَحْظِل [يَحْظُل]: يُضَيِّق ويَحْجُر. والحَظِل: المُقَتِّر، وأَنشد: يَحْظُل أَو يَغارا؛ قَالَ الأَزهري: وأَما الْبَيْتُ الَّذِي احتجَّ بِهِ فِي المُقَتِّر فَيَحْظُلَ أَو يَغَارا، فإِن الرُّوَاةَ رَوَوْه مَرْفُوعًا فَيَحْظُلُ أَو يَغارُ، وَرَفْعُهُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ. وَرَجُلٌ حَظُول: مُضَيِّق عَلَى أَهله. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ: حَظِلٌ وحَظَّال للمُقَتِّر الَّذِي يُحَاسِبُ أَهله بِمَا يُنْفِق عَلَيْهِمْ، وَالِاسْمُ الحِظْلان، بِكَسْرِ الْحَاءِ، والحَظَلان، بِالتَّحْرِيكِ: مَشْيُ الغَضْبان، وَقَدْ حَظَلَ؛ قَالَ: فَظَلَّ كأَنَّه شاةٌ رَمِيٌّ، ... خَفيفَ المَشْيِ، يَحْظُل مُسْتَكِينا أَي يَكُفُّ بَعْضَ مِشْيَتِه وَيَمْشِي غَضْبان. وحَظَلَ يَحْظُلُ: مَشَى فِي شِقّ مِنْ شَكَاةٍ وَهُوَ الحَاظِل. يُقَالُ: مَرَّ بَنَا فُلَانٌ يَحْظُلُ ظَالِعًا. وَقَدْ حَظَلَ المَشْي يَحْظُلُ حَظَلاناً إِذا كَفَّ بَعْضَ مَشْيِهِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للمَرّار العَدَويّ: وحَشَوْت الغَيْظَ فِي أَضْلاعه، ... فَهْوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِر قَالَ: والكَبْشُ النَّقِر الَّذِي قَدِ الْتَوَى عِرْق فِي عُرْقوبَيْه فَهُوَ يَكُفُّ بَعْضَ مَشْيِهِ، قَالَ: وَهُوَ الحَظَلان. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حَظِلَت النَّقِرةُ مِنَ الشَّاءِ تَحْظَلُ حَظَلًا أَي كَفَّت بَعْضَ مِشْيَتها. والحَظَلان: عَرَج الرِّجْل. وحَظِلت الشاةُ حَظَلًا، وَهِيَ حظُول: ظَلَعَتْ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهَا لِوَرَم فِي ضَرْعها. وحَظِلَت النخلةُ وحَضِلَت، بِالضَّادِ وَالظَّاءِ: فَسَدَت أُصول سَعَفِها، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي حَضِلَ. وحَظِل البعيرُ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَكثر مِنْ أَكل الحَنْظَل، يُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ حَنْظَلٍ، إِن شاء الله. حعل: ابْنُ بَرِّيٍّ: حَيْعَل الرجلُ إِذا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي، ... إِلى أَن دَعَا دَاعِي الصَّبَاح فحَيْعَلا قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: أَقول لَهَا، ودَمْعُ العَينِ جارٍ: ... أَلم تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المُنَادي؟ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا قَالَ: وأَهمل الْجَوْهَرِيُّ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ وعَجِبْتُ مِنْهُ فإِنه لَمْ يَكْفِه أَن تَرْجَم عَلَيْهَا هُنَا حَتَّى قَالَ أَهملها الْجَوْهَرِيُّ، وَالْجَوْهَرِيُّ لَمْ يُهْمِلها لَكِنَّهُ ذَكَرَهَا فِي حِرَفِ اللَّامِ هِيَ وحَيَّهَلًا، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ أَيضاً عَلَيْهَا وَلَمْ يُفْرِد لَهَا تَرْجَمَةً بِذِكْرِهَا، وَلَوْ أَفرد لَهَا تَرْجَمَةً لَزِمَهُ أَن يُتَرْجِمَ عَلَى بَسْمَل وحَمْدَل وحَوْقَل وسَبْحَل وما أَشبه ذلك. حفل: الحَفْل: اجْتِمَاعُ الْمَاءِ فِي مَحْفِلِه، تَقُولُ: حَفَلَ الماءُ يَحْفِلُ حَفْلًا وحُفُولًا وحَفِيلًا، وحَفَلَ الْوَادِي بالسَّيْل واحْتَفَلَ: جَاءَ بِملءِ جَنْبَيْه؛ وَقَوْلُ صخْر الغَيِّ: أَنا المثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ فاقِرَة، ... إِذا تُصِيبُ سَوَاءَ الأَنف تَحْتَفِلُ

مَعْنَاهُ تأْخذ مُعْظَمَه. ومَحْفِل الْمَاءِ: مُجْتَمَعُه. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ عُمَرَ: وَدَفَقَتْ فِي مَحَافِلِها ؛ جَمْعُ مَحْفِل أَو مُحْتَفَل حَيْثُ يَحْتَفِلُ الْمَاءُ أَي يَجْتَمِعُ. وحَفَلَ اللَّبنُ فِي الضَّرْع يَحْفِلُ حَفْلًا وحُفُولًا وتَحَفَّلَ واحْتَفَلَ: اجْتَمَعَ؛ وحَفَلَه هُوَ وحَفَّلَه. وضَرْع حَافِل أَي مُمْتَلِئٌ لَبَنًا. وشُعْبة حَافِل ووَادٍ حَافِل إِذا كَثُر سَيْلُهما، وَالْجَمْعُ حُفَّل. وَيُقَالُ: احْتَفَلَ الْوَادِي بِالسَّيْلِ أَي امتلأَ. والتَّحْفِيل: مِثْلُ التَّصْرِية وَهُوَ أَن لَا تُحْلَب الشَّاةُ أَياماً لِيَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعها لِلْبَيْعِ، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ التَّصْرِيَةِ والتَّحْفِيل. وَنَاقَةٌ حَافِلَة وحَفُول وَشَاةٌ حَافِل وَقَدْ حَفَلَتْ حُفُولًا وحَفْلًا إِذا احْتَفَلَ لَبَنُها فِي ضَرْعها، وهُنَّ حُفَّل وحَوَافِل. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَة «1» فَلَمْ يَرْضَها رَدَّها ورَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْر ؛ قَالَ: المُحَفَّلَة النَّاقَةُ أَو الْبَقَرَةُ أَو الشَّاةُ لَا يحْلُبها صَاحِبُهَا أَياماً حَتَّى يَجْتَمِعَ لَبَنُهَا فِي ضَرْعها، فإِذا احْتَلَبَهَا الْمُشْتَرِي وَجَدها غَزِيرة فَزَادَ فِي ثَمَنِهَا، فإِذا حَلَبَهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَجَدَهَا نَاقِصَةَ اللَّبَنِ عَمَّا حَلَبَهُ أَيام تَحْفِيلها، فَجَعَلَ سَيِّدُنَا رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَدَل لَبَنِ التَّحْفِيل صَاعًا مِنْ تَمْرٍ؛ قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وأَهل السنَّة الَّذِينَ يَقُولُونَ بِسُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمُحَفَّلَة والمُصَرَّاة وَاحِدَةٌ، وَسُمِّيَتْ مُحَفَّلَة لأَن اللَّبَنَ حُفِّلَ فِي ضَرْعها أَي جُمع. والتَّحْفِيل مِثْلُ التَّصْرِيَةِ: وَهُوَ أَن لَا تُحْلَبَ الشَّاةُ أَياماً لِيَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا لِلْبَيْعِ، وَالشَّاةُ مُحَفَّلَة ومُصَرَّاة؛ وأَنشد الأَزهري للقطَامي يَذْكُرُ إِبلًا اشتدَّ عَلَيْهَا حَفْلُ اللَّبَنِ فِي ضُرُوعِهَا حَتَّى آذَاهَا: ذَوَارِف عَيْنَيها مِنَ الحَفْل بالضُّحَى، ... سُجُومٌ كَنَضَّاح الشِّنَانِ المُشَرَّب وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الحُفَال الجَمْع الْعَظِيمُ. والحُفَال: اللَّبَنُ المجتمِع. وَهَذَا ضَرْع حَفِيل أَي مَمْلُوءٌ لَبَنًا؛ قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ هَمّام بْنِ عَامِرٍ الْبَكْرِيُّ: أَآخُذُ بالعُلا نَابًا ضَرُوساً ... مُدَمَّمة، لَهَا ضَرْع حَفِيل؟ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لِلَّهِ أُمٌّ حَفَلَتْ لَهُ ودَرَّتْ عَلَيْهِ أَي جَمَعت اللَّبَنَ لَهُ فِي ثَدْيِهَا. وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ: فإِذا هِيَ حَافِل أَي كَثِيرَةُ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَشُعَيْبٍ: فَاسْتَنْكَرَ أَبوهما سُرْعَةَ مَجِيئِهِمَا بِغَنَمِهِمَا حُفَّلًا بِطاناً ، جَمْعُ حَافِل أَي مُمْتَلِئَةَ الضُّرُوعِ. وحَفَلَتِ السماءُ حَفْلًا: جَدَّ وَقْعُها واشتدَّ مطرُها، وَقِيلَ: حَفَلَت السماءُ إِذا جَدَّ وَقْعُها، يَعْنُون بِالسَّمَاءِ حِينَئِذٍ الْمَطَرَ لأَن السَّمَاءَ لَا تَقَع. وحَفَل الدمعُ: كثُر؛ قَالَ كثيِّر: إِذا قُلْتُ أَسْلُو، غارَتِ العينُ بالبُكا ... غِرَاءً، ومَدَّتْها مَدامعُ حُفَّلُ وحَفَلَ القومُ يَحْفِلُونَ حَفْلًا واحْتَفَلوا: اجْتَمَعُوا واحْتَشَدوا. وَعِنْدَهُ حَفْل مِنَ النَّاسِ أَي جَمْع، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ. والحَفْل: الجَمْع. والمَحْفِل: المَجْلِس والمُجْتَمَع فِي غَيْرِ مَجْلِسٍ أَيضاً. ومَحْفِلُ الْقَوْمِ ومُحْتَفَلُهم: مُجْتَمَعُهم. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المَحْفِل، وَهُوَ مُجْتَمَع النَّاسِ وَيُجْمَعُ عَلَى المَحَافِل. وتَحَفَّل المجلسُ: كَثُرَ أَهلهُ. ودَعاهم الحَفَلى والأَحْفَلَى أَي بِجَمَاعَتِهِمْ، وَالْجِيمُ أَكثر. وجَمْعٌ حَفْلٌ وحَفِيلٌ: كثير. وجاؤوا بحَفِيلَتِهم وحَفْلَتهم أَي بأَجمعهم. قَالَ أَبو تُرَابٍ: قَالَ بَعْضُ بني سليم

_ (1). قوله [مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَة] كذا في الأصل، والذي في نسخة النهاية التي بأيدينا: من اشترى مُحَفَّلَة، بدون لفظ شاة

فُلَانٌ مُحَافِظٌ عَلَى حَسَبه ومُحَافِل عَلَيْهِ إِذا صَانَهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: يَا وَرْسُ ذاتَ الجِدِّ والحَفِيل، ... مَا بَرِحَتْ وَرْسَةُ أَو نَشِيل وَرْسَةُ: اسمُ عَنْزٍ كَانَتْ غَزِيرة. يُقَالُ: ذُو حَفِيل فِي أَمره أَي ذُو اجْتِهَادٍ. والحَفِيل: الْوُضُوءُ؛ عَنْ كُرَاعٍ «2»، وَقَالَ: هُوَ مِنَ الْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ. والحَفِيل والاحْتِفَال: الْمُبَالَغَةُ. وَرَجُلُ ذُو حَفْل وحَفْلة: مُبالغ فِيمَا أَخذ فِيهِ مِنْ الأُمور. وكانَ حَفِيلَةُ مَا أَعطى دِرْهَماً أَي مَبْلَغُ مَا أَعطى. الأَزهري: ومُحْتَفَل الأَمر مُعْظَمُه. ومُحْتَفَل [مُحْتَفِل] لَحْمِ الفَخِذ وَالسَّاقِ: أَكثرُه لَحْمًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَيْفًا: أَبْيضُ كالرَّجْع، رَسُوبٌ إِذا ... مَا ثاخَ فِي مُحْتَفِل يَخْتَلي قَالَ: وَيَجُوزُ فِي مُحْتَفَل. أَبو عُبَيْدَةَ: الاحْتِفَالُ مِنْ عَدْوِ الْخَيْلِ أَن يَرَى الفارسُ أَن فَرَسَهُ قَدْ بَلَغَ أَقصى حُضْره وَفِيهِ بقِيَّة. يُقَالُ: فَرَس مُحْتَفِل. والحُفَال: بَقِيَّةُ التَّفَارِيقِ والأَقماع مِنَ الزَّبِيبِ والحَشَف. وحُفَالةُ الطَّعَامِ: مَا يُخْرَج مِنْهُ فيُرْمى بِهِ. والحُفَالة والحُثالة: الرديءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والحُفَالَة أَيضاً: بَقِيَّة الأَقماع والقُشور فِي التَّمْرِ والحَبِّ، وَقِيلَ: الحُفَالَة قُشَارة التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ وَمَا أَشبهها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مَا يُلْقَى مِنْهُ إِذا كَانَ أَجَلَّ مِنَ التُّرَابِ والدُّقاق. وَفِي الْحَدِيثِ: وَتَبْقَى حُفَالَة كحُفَالَة التَّمْرِ أَي رُذالة مِنَ النَّاسِ كرَدِيء التَّمْرِ ونُفَايَتِه، وَهُوَ مِثْل الحُثَالة، بِالثَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والحُفَالة: مِثْل الحُثالة؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنَ حُفَالتهم وحُثَالتهم أَي مِمَّنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنْهُمْ، قَالَ: وَهُوَ الرَّذْل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ ذُو حَفْلة إِذا كَانَ مبالِغاً فِيمَا أَخَذ فِيهِ؛ وأَخَذَ للأَمر حَفْلَته إِذا جَدَّ فِيهِ. والحُفَالة: مَا رَقَّ مِنْ عَكَر الدُّهن وَالطِّيبِ. وحُفَالَة اللَّبَنِ: رَغْوَته كجُفَالته؛ حَكَاهُمَا يَعْقُوبُ. وحَفَلَ الشيءَ يَحْفِلُه حَفْلًا: جَلاه؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازم يَصِفُ جَارِيَةً: رأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها ... سُخَامٌ، كغِرْبان البَرِير، مُقَصَّبُ يَحْفِلُ لَوْنَها: يَجْلُوه؛ يُرِيدُ أَن شَعَرَها يَشُبُّ بَيَاضَ لَوْنِها فيَزِيده بَيَاضًا بشدَّة سَوَادِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد بالسُّخَام شَعَرَها. وَكُلُّ لَيِّنٍ مِنْ شَعْرٍ أَو صُوف فَهُوَ سُخَام؛ والمُقَصَّبُ: الجَعْد. والتَّحَفُّل: التزيُّنُ. والتَّحْفِيل: التَّزْيِينُ؛ قَالَ: وجاءَ فِي حَدِيثِ رُقْيَة النَّمْلة: العَرُوس تَقْتَال وتَحْتَفِل، وكُلَّ شيءٍ تَفْتَعِل، غَيْرَ أَنَّها لَا تَعْصِي الرَّجُل ؛ مَعْنَى تَقْتَال تَحْتَكم عَلَى زَوْجِهَا، وتَحْتَفِل تَتَزَيَّنُ وَتَحْتَشِدُ لِلزِّينَةِ. وَيُقَالُ للمرأَة: تَحَفَّلي لِزَوْجِكِ أَي تَزَيَّني لتَحْظَيْ عِنْدَهُ. وحَفَّلْت الشيءَ أَي جَلوته فَتَحَفَّلَ واحْتَفَلَ. وَطَرِيقٌ مُحْتَفِل أَي ظَاهِرٌ مُسْتَبِين، وَقَدِ احْتَفَل أَي اسْتَبَانَ، واحْتَفَلَ الطريقُ: وَضَح؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ طَرِيقًا: تَرْزُم الشارِفُ مِنْ عِرْفانِه، ... كُلَّما لَاحَ بنَجْدٍ واحْتَفَلَ

_ (2). قوله [والحَفِيل الْوُضُوءُ عَنْ كُرَاعٍ] هكذا في الأَصل، وعبارة القاموس وشرحه: والاحْتِفَال الوضوح، عن كراع

وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ طَرِيقًا: فِي لاحِبٍ برِقاق الأَرض مُحْتَفِل؛ ... هادٍ إِذا غَرَّه الحُدْبُ الحَدَابِيرُ أَراد بالحُدْب الحَدَابير صَلَابَةَ الأَرض، أَي هَذَا الطَّرِيقُ وَاضِحٌ مُسْتَبِينٌ فِي الصَّلابة أَيضاً. وَمَا حَفَلَه وَمَا حَفَلَ بِهِ يَحْفِلُ حَفْلًا وَمَا احْتَفَلَ بِهِ أَي مَا بَالَى. والحَفْل: المُبَالاة. يُقَالُ: مَا أَحْفِلُ بِفُلَانٍ أَي مَا أُبالي بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَمَتى أَهْلِك فَلَا أَحْفِلُه، ... بَجَلي الآنَ مِنَ العَيْش بَجَل وحَفَلْت كَذَا وَكَذَا أَي بَالَيْتُ بِهِ. يُقَالُ: لَا يَحْفِل بِهِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَهْذِي بظَبْيَةَ، لَوْ تُساعِفُ دَارُها، ... كَلَفاً وأَحْفِل صُرْمَها وأُبالي وَقَوْلُ مُلَيح: وإِني لأَقْرِي الهَمَّ، حِينَ يَنُوبُني، ... بُعَيْدَ الكَرَى مِنْهُ ضَرِيرٌ مُحَافِل أَراد مُكاثِر مُطَاوِل. والحِفْوَل: شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ الرُّمَّانِ فِي القَدْر، وَلَهُ وَرَقٌ مُدَوَّر مُفَلْطَح رَقِيقٌ كأَنها فِي تَحَبُّب ظَاهِرُهَا تُوثَة، وَلَيْسَتْ لَهَا رُطُوبَتُهَا، تَكُونُ بِقَدْرِ الإِجَّاصة، وَالنَّاسُ يأْكلونه وَفِيهِ مَرَارَةٌ وَلَهُ عَجَمَة غَيْرُ شَدِيدَةٍ تُسَمَّى الحَفَص؛ كُلُّ هَذَا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. الأَزهري: سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: الحَوْفَلَة القَنْفاء. ابْنُ الأَعرابي: حَوْفَل الشيءُ إِذا انْتَفَخَتْ حَوْفَلته. وَفِي تَرْجَمَةِ حَقْلٍ: الحَوْقَلة، بِالْقَافِ، الغُرْمُول اللَّيِّن؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ غَلِطَ فِيهِ اللَّيْثُ فِي لَفْظِهِ وَتَفْسِيرِهِ، وَالصَّوَابُ الحَوْفَلة، بِالْفَاءِ، وَهِيَ الكَمَرَة الضَّخْمة مأْخوذة مِنَ الحَفْل وَهُوَ الِاجْتِمَاعُ وَالِامْتِلَاءُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ ابْنُ الأَعرابي والحَوْقَلة، بِالْقَافِ، بِهَذَا الْمَعْنَى خطأٌ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْقَلة الغُرْمُول اللَّيِّن، وَفِي المتأَخرين مَنْ يَقُولُهُ بِالْفَاءِ، وَيَزْعُمُ أَنه الكَمَرَة الضَّخْمَةُ، وَيَجْعَلُهُ مأْخوذاً مِنَ الحَفْل، قَالَ: وَمَا أَظنه مَسْمُوعًا. وحَفَائِل وحَفَايِل وحُفَائِل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَأَبَّط نَعْلَيْه وشقَّ بَرِيرَة، ... وَقَالَ: أَلَيْسَ النَّاسُ دُونَ حَفَائِل؟ «1» . قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: مِنْ ضَمَّ الْحَاءَ هَمَزَ الْيَاءَ البَتَّة كَبَرَائِلَ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعَايل غَيْرُ مَهْمُوزِ الْيَاءِ، وَمَنْ فَتَحَ الْيَاءَ احْتَمَلَ الْهَمْزَةَ وَالْيَاءَ جَمِيعًا، أَما الْهَمْزُ فَكَقَوْلِكَ سَفَائن ورَسَائل، وأَما الْيَاءُ فَكَقَوْلِكَ فِي جَمْعِ غِرْيَن وحِثْيَل غَرَايِن وحَثَايِل؛ وَقَوْلُهُ: أَلا لَيت جَيْشَ العِير لاقَوْا كَتيبةً، ... ثَلَاثِينَ مِنَّا شِرْعَ ذَاتِ الحَفَائِل فإِنه زَادَ اللَّامَ عَلَى حَدِّ زِيَادَتِهَا فِي قَوْلِهِ: وَلَقَدْ نَهَيْتك عَنْ بَنَاتِ الأَوبَر والحَفَيْلَل: شَجَرٌ، مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرافي. حفأل: ابْنُ سِيدَهْ: حُفَائِل مَوْضِعٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَفَلَ لأَن هَمْزَتَهُ تَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ زَائِدَةً وأَصلًا، فَمِثَالُ مَا هِيَ فِيهِ زَائِدَةٌ حُطائط وجُرَائض، وَمِثَالُ مَا هِيَ فِيهِ أَصل عَتَائِلُ وبُرَائل، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي حَفَلَ.

_ (1). قوله [بريرة] هكذا في الأَصل بالباء، والذي في معجم ياقوت: مريرة بالميم

حقل: الحَقْل: قَرَاح طَيّب، وَقِيلَ: قَرَاح طَيِّبٌ يُزْرَع فِيهِ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِيهِ الحَقْلَة. أَبو عَمْرٍو: الحَقْل الْمَوْضِعُ الجادِس وَهُوَ الْمَوْضِعُ البِكْرُ الَّذِي لَمْ يُزْرَع فِيهِ قَطُّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحَقْل القَرَاح مِنَ الأَرض. وَمِنْ أَمثالهم: لَا يُنْبِت البَقْلة إِلا الحَقْلة، وَلَيْسَتِ الحَقْلة بِمَعْرُوفَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراهم أَنَّثُوا الحَقْلَة فِي هَذَا الْمَثَلِ لتأْنيث البَقْلة أَو عَنَوا بِهَا الطَّائِفَةَ مِنْهُ، وَهُوَ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْكَلِمَةِ الْخَسِيسَةِ تَخْرُجُ مِنَ الرَّجُلِ الْخَسِيسِ. والحَقْل: الزَّرْعُ إِذا اسْتَجْمَع خروجُ نَبَاتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا ظَهَرَ وَرَقُهُ واخْضَرَّ؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا كَثُرَ وَرَقُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّرْعُ مَا دَامَ أَخضر، وَقَدْ أَحْقَل الزرعُ، وَقِيلَ: الحَقْل الزَّرع إِذا تَشَعَّب ورقُه مِنْ قَبْلِ أَن تَغْلُظ سُوقُهُ، وَيُقَالُ مِنْهَا كُلِّها: أَحْقَل الزرعُ وأَحْقَلَت الأَرضُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الأَخطل: يَخْطُر بالمِنْجَل وَسْطَ الحَقْلِ، ... يَوْم الحَصَاد، خَطَرَانَ الفَحْلِ وَفِي الْحَدِيثِ: مَا تَصْنَعُونَ بمَحَاقِلِكم أَي مَزَارعكم، وَاحِدَتُهَا مَحْقَلة مِنَ الحَقْل الزرعِ، كالمَبْقَلة مِنَ البَقْل. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ كَانَتْ فِينَا امرأَة تَحْقِل عَلَى أَرْبعاءَ لَهَا سِلْقاً ، وَقَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ وَصَوَّبَهُ أَي تَزْرع، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ تَزْرَع وتَحْقِل ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَة الحَقْل المَزْرَعة الَّتِي يُزْرَع فِيهَا البُرُّ؛ وأَنشد: لَمُنْداحٌ مِنَ الدَّهْنَا خَصِيبٌ، ... لِتَنْفَاح الجَنوبِ بِهِ نَسيم أَحَبُّ إِليَّ مِنْ قُرْيان حِسْمَى، ... وَمِنْ حَقْلَيْن بَيْنَهُمَا تُخُوم وَقَالَ شَمِرٌ: الحَقْلُ الرَّوْضَةُ، وَقَالُوا: مَوْضِعُ الزرْع. والحَاقِلُ: الأَكَّار. والمَحَاقِل: المَزَارع. والمُحَاقَلة: بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلَاحِهِ، وَقِيلَ: بَيْعُ الزَّرْعِ فِي سُنْبُله بالحِنْطة، وَقِيلَ: الْمُزَارَعَةَ عَلَى نَصِيبٍ مَعْلُومٍ بِالثُّلْثِ وَالرُّبْعِ أَو أَقل مِنْ ذَلِكَ أَو أَكثر وَهُوَ مِثْلُ المُخابَرة، وَقِيلَ: المُحَاقَلَة اكْتِرَاءُ الأَرض بالحِنْطة وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الزَّرّاعون المُجارَبة؛ وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ المُحَاقَلَة وَهُوَ بَيْعُ الزَّرْعِ فِي سُنْبُلِهِ بالبُرّ مأْخوذ مِنَ الْحَقْلِ القَراحِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ مَا المُحَاقَلَة؟ قَالَ: المُحَاقَلَة بَيْعُ الزَّرْعِ بالقَمْح ؛ قَالَ الأَزهري: فإِن كَانَ مأْخوذاً مِنْ إِحْقَال الزَّرْعِ إِذا تَشَعَّب فَهُوَ بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْلَ صَلَاحِهِ، وَهُوَ غَرَر، وإِن كَانَ مأْخوذاً مِنَ الحَقْل وَهُوَ القَرَاح وَبَاعَ زَرْعًا فِي سُنْبُلِهِ نَابِتًا فِي قَراح بالبُرّ، فَهُوَ بَيْعُ بُرٍّ مَجْهُولٍ بِبُرٍّ مَعْلُومٍ، وَيَدْخُلُهُ الرِّبَا لأَنه لَا يُؤْمَنُ التَّفَاضُلُ، وَيَدْخُلُهُ الغَرَر لأَنه مُغَيَّب فِي أَكمامه. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الحَقْل بالحَقْل أَن يَبِيعَ زَرْعًا فِي قَرَاح بِزَرْعٍ فِي قَراح؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما نَهَى عَنِ المُحَاقَلة لأَنهما مِنَ المَكِيل وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إِذا كَانَا مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ إِلا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَهَذَا مَجْهُولٌ لَا يُدْرَى أَيهما أَكثر، وَفِيهِ النَّسِيئَةُ. والمُحَاقَلَة، مُفَاعلة مِنَ الحَقْل: وَهُوَ الزَّرْعُ الَّذِي يَزْرَعُ إِذا تَشَعَّب قَبْلَ أَن تَغْلُظ سُوقُه، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الحَقْل وَهِيَ الأَرض الَّتِي تُزْرَع، وَتُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ القَرَاح. والحَقْلَة والحِقْلَة؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا يَبْقَى مِنَ الْمَاءِ الصَّافِي فِي الْحَوْضِ وَلَا تُرَى أَرضه مِنْ وَرَائِهِ. والحَقْلَة: مِنْ أَدواء الإِبل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري أَيّ دَاءٍ هُوَ، وَقَدْ حَقِلَت تَحْقَل حَقْلَة

وحَقَلًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَمْدَحُ بِلَالًا وَنَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ: يَبْرُق بَرْق العارِضِ النَّغَّاص ... ذَاكَ، وتَشْفي حَقْلة الأَمْراض وَقَالَ رُؤْبَةُ: فِي بَطْنِهِ أَحْقَاله وبَشَمُه وَهُوَ أَن يَشْرَبَ الْمَاءَ مَعَ التُّرَابِ فيَبْشمَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَكلِ التُّرَابَ مَعَ البَقْل، وَقَدْ حَقِلَت الإِبِلُ حَقْلة مِثْلُ رَحِمَ رَحْمة، وَالْجَمْعُ أَحْقَال. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ الحَقْلة والحُقَال، قَالَ: وَدَوَاؤُهُ أَن يُوضَعَ عَلَى الدَّابَّةِ عِدَّةُ أَكسية حَتَّى تَعْرَق، وحَقِلَ الفرسُ حَقَلًا: أَصابه وَجَع فِي بَطْنِهِ مِنْ أَكل التُّرَابِ وَهِيَ الحَقْلة. والحِقْل: دَاءٌ يَكُونُ فِي الْبَطْنِ. والحِقْل والحُقَال والحَقِيلَة: مَاءُ الرُّطْب فِي الأَمعاء، وَالْجَمْعُ حَقَائِل؛ قَالَ: إِذا العَرُوض اضْطَمَّت الحَقَائِلا وَرُبَّمَا صَيَّرَهُ الشَّاعِرُ حَقْلًا؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بالرُّطْب الْبُقُولَ الرَّطْبة مِنَ العُشْب الأَخضر قَبْلَ هَيْج الأَرض، ويَجْزَأُ المالُ حِينَئِذٍ بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ، وَذَلِكَ الْمَاءُ الَّذِي تَجْزَأُ بِهِ النَّعَم مِنَ البُقول يُقَالُ لَهُ الحَقْل والحَقِيلة، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الحَقْل مِنَ الزَّرْعِ مَا كَانَ رَطْباً غَضًّا. والحَقِيلَة: حُشافة التَّمْر وَمَا بَقِيَ مِنْ نُفاياته؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف هَذَا الْحَرْفَ وَهُوَ مُريب. والحَقِيل: نبْتٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَقَالَ: لَا أَعرف صِحَّتَهُ. وحَقِيل: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: لَهَا بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ، ... تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتالِيا وحَقْل: وَادٍ بِالْحِجَازِ. والحَقْل، بالأَلف وَاللَّامِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري أَين هُوَ. والحَوْقَلَة: سُرْعَةُ المَشْي ومقارَبةُ الخَطْو، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الإِعْياء وَالضَّعْفُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: حَوْقَلَ حَوْقَلَة وحِيقالًا إِذا كَبِر وفَتَر عَنِ الْجِمَاعِ. وحَوْقَل الرجلُ إِذا مَشَى فأَعْيا وضَعُف. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَجُل حَوْقَل مُعْيٍ، وحَوْقَل إِذا أَعْيا؛ وأَنشد: مُحَوْقِلٌ وَمَا بِهِ مَنْ بَاسِ ... إِلَّا بَقايا غَيْطَل النُّعَاس وَفِي النَّوَادِرِ: أَحْقَل الرجلُ فِي الرُّكُوبِ إِذا لزِم ظَهْرَ الرَّاحِلَةِ. وحَوْقَل الرجلُ: أَدْبَر، وحَوْقَل: نَامَ، وحَوْقَل الرجلُ: عَجَز عَنِ امرأَته عِنْدَ العُرْس. والحَوْقَل: الشَّيْخُ إِذا فَتَر عَنِ النِّكَاحِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْخُ المُسِنُّ مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِهِ الْفَاتِرُ عَنِ النِّكَاحِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الحَوْقَل الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى مُجَامَعَةِ النِّسَاءِ مِنَ الكِبَر وَالضَّعْفِ؛ وأَنشد: أَقولُ: قَطْباً ونِعِمَّا، إِنْ سَلَق ... لِحَوْقَلٍ، ذِراعُه قَدِ امَّلَق «1» والحَوْقَل: ذَكَر الرَّجُل. اللَّيْثُ: الحَوْقَلَة الغُرْمول اللَّيِّن، وَهُوَ الدَّوْقَلة أَيضاً. قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ غَلِطَ فِيهِ اللَّيْثُ فِي لَفْظِهِ وَتَفْسِيرِهِ: وَالصَّوَابُ الحَوْفَلة، بِالْفَاءِ، وَهِيَ الكَمَرة الضَّخْمة مأْخوذة من الحَقْل، وَهُوَ الِاجْتِمَاعُ وَالِامْتِلَاءُ، وَقَالَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي قَالَ: والحَوْقَلة: بِالْقَافِ، بِهَذَا الْمَعْنَى خطأٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَوْقَلَة الغُرْمول اللَّيِّن، وَفِي المتأَخرين مَنْ يَقُولُهُ بِالْفَاءِ،

_ (1). قوله [أقول قطباً إلخ] أورده الجوهري: وحوقل ذراعه قد املق ... يَقُولُ قَطْبًا وَنِعِمًّا إِنْ سَلَقَ

وَيَزْعُمُ أَنه الكَمَرة الضَّخْمة وَيَجْعَلُهُ مأْخوذاً مِنَ الحَفْل وَمَا أَظنه مَسْمُوعًا، قَالَ: وَقُلْتُ لأَبي الْغَوْثِ مَا الحَوْقَلة؟ قَالَ: هَنُ الشَّيْخِ المُحَوْقِل. وحَوْقَل الشيخُ: اعْتَمَدَ بِيَدَيْهِ عَلَى خَصْرَيْه؛ قَالَ: يَا قومِ، قَدْ حَوْقَلْتُ أَو دَنَوْتُ ... وبَعْدَ حِيقالِ الرِّجالِ المَوْتُ وَيُرْوَى: وبَعْدَ حَوْقال، وأَراد الْمَصْدَرَ فَلَمَّا اسْتَوْحَشَ مِنْ أَن تَصِيرَ الْوَاوُ يَاءً فَتَحه. وحَوْقَله: دَفَعَه. والحَوْقَلة: الْقَارُورَةُ الطَّوِيلَةُ العُنُق تَكُونُ مَعَ السَّقَّاء. والحَيْقَل: الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعِي: وأَفَضْنَ بَعْدَ كُظومِهِنَّ بحَرّة، ... مِنْ ذِي الأَبارق، إِذ رَعَيْن حَقِيلا فَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كُظومهن إِمساكهن عَنِ الحَرَّة، وَقِيلَ: حَقِيلًا نَبْتٌ، وَقِيلَ: إِنه جَبَل مِنْ ذِي الأَبارق كَمَا تَقُولُ خَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ فَتَزَوَّدَ مِنَ المُخَرِّم، والمُخَرِّم مِنْ بَغْدَادَ، وَمِثْلُهُ مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ جَمْعِ الْجَمْعِ: لَهَا بحَقِيل فالنُّمَيرة منزِلٌ، ... تَرَى الوَحْشَ عُوذاتٍ بِهِ وَمَتَالِيَا وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: احْقلْ لِي مِنَ الشَّرَابِ، وَذَلِكَ مِنَ الحِقْلة والحُقْلة، وَهُوَ مَا دُونُ مِلْءِ القَدَح. وقال أَبو عبيد: الحِقْلة الْمَاءُ الْقَلِيلُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الحِقْلة البَقِيَّة مِنَ اللَّبَنِ وَلَيْسَتْ بالقَلِيلة. حكل: الحُكْلة كالعُجْمة لَا يُبين صاحبُها الْكَلَامَ. والحُكْلة والحَكِيلة: اللُّثْغة. ابْنُ الأَعرابي: فِي لِسَانِهِ حُكْلَة أَي عُجْمة لَا يُبين الْكَلَامَ. والحُكْلُ العُجْم مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ أَنَّني أُعْطِيتُ عِلْم الحُكْل، ... عِلْمَ سُلَيْمَانَ كلامَ النَّمْل هكذا أَورده الجوهري والأَزهري، ونسبه الأَزهري لِرُؤْبَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِلْعَجَّاجِ، وَصَوَابُهُ: أَو كُنْتُ، وَقَبْلَهُ: فقُلْتُ: لَوْ عُمِّرْتُ عُمْرَ الحِسْل، ... وَقَدْ أَتاه زَمَنُ الفِطَحْل، والصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل، ... أَو كُنْتُ قَدْ أُوتِيتُ علْمَ الحُكْل، كنتُ رَهِينَ هَرَمٍ أَو قَتْل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحُكْل مِنَ الْحَيَوَانِ مَا لَا يُسْمع لَهُ صَوْتٌ كالذَّرّ والنَّمْل؛ قَالَ: ويَفْهَم قَوْلَ الحُكْل، لَوْ أَنَّ ذَرَّةً ... تُساوِدُ أُخْرَى، لَمْ يَفُتْه سِوادُها وكلامُ الحُكْل: كلامٌ لَا يُفْهَم؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وحَكَلَ عَلَيْهِ الأَمرُ وأَحْكَلَ واحْتَكَلَ: التَبَس وَاشْتَبَهَ كعَكَل. وأَحْكَل عَلَى الْقَوْمِ إِذا أَبَرَّ عَلَيْهِمْ شَرًّا؛ وأَنشد: أَبَوْا عَلَى النَّاسِ أَبَوْا فأَحْكَلُوا، ... تأْبى لَهُمْ أُرُومة وأَوَّلُ، يَبْلى الحَدِيدُ قَبْلَهَا والجَنْدَل الْفَرَّاءُ: أَشْكَلَتْ عليّ الأَخبار وأَحْكَلَت وأَعلكت واحْتَكَلت أَي أَشكلت. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَكَلَ وأَحْكَلَ وأَعْكَل واعْتَكَل بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والحَكَل فِي الْفَرَسِ: امِّساحُ نَساه ورَخاوة كَعْبِهِ. والحَوْكَل

: القَصير، وَقِيلَ الْبَخِيلُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أُحِقُّه. والحَاكِل: المُخَمِّن. حلل: حَلَّ بِالْمَكَانِ يَحُلُّ حُلولًا ومَحَلًّا وحَلًّا وحَلَلًا، بِفَكِّ التَّضْعِيفِ نَادِرٌ: وَذَلِكَ نُزُولُ الْقَوْمِ بمَحَلَّة وَهُوَ نَقِيضُ الِارْتِحَالِ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: كَمْ فاتَني مِنْ كَريمٍ كَانَ ذَا ثِقَة، ... يُذْكي الوَقُود بجُمْدٍ لَيْلة الحَلَل وحَلَّه واحْتَلَّ بِهِ واحْتَلَّه: نَزَلَ بِهِ. اللَّيْثُ: الحَلُّ الحُلول وَالنُّزُولُ؛ قَالَ الأَزهري: حَلَّ يَحُلُّ حَلًّا؛ قَالَ المُثَقَّب العَبْدي: أَكُلَّ الدَّهْرُ حَلٌّ وَارْتِحَالُ، ... أَما تُبْقِي عَلَيَّ وَلَا تَقِيني؟ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ غَنَاء: لَا حُلِّي وَلَا سِيرِي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كأَن هَذَا إِنما قِيلَ أَوَّل وَهْلَة لِمُؤَنَّثٍ فَخُوطِبَ بِعَلَامَةِ التأْنيث، ثُمَّ قِيلَ ذَلِكَ لِلْمُذَكَّرِ وَالِاثْنَيْنِ وَالِاثْنَتَيْنِ وَالْجَمَاعَةِ مَحْكِيًّا بِلَفْظِ الْمُؤَنَّثِ، وَكَذَلِكَ حَلَّ بِالْقَوْمِ وحَلَّهُم واحْتَلَّ بِهِمْ، واحْتَلَّهم، فإِما أَن تَكُونَا لُغَتَيْنِ كِلْتَاهُمَا وُضِع، وإِمَّا أَن يَكُونَ الأَصل حَلَّ بِهِمْ، ثُمَّ حُذِفَتِ الْبَاءُ وأُوصل الْفِعْلُ إِلى مَا بَعْدَهُ فَقِيلَ حَلَّه؛ ورَجُل حَالٌّ مِنْ قَوْمٍ حُلُول وحُلَّالٍ وحُلَّل. وأَحَلَّه المكانَ وأَحَلَّه بِهِ وحَلَّلَه بِهِ وحَلَّ بِهِ: جَعَله يَحُلُّ، عاقَبَت الْبَاءُ الْهَمْزَةَ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: دِيَار الَّتِي كَانَتْ وَنَحْنُ عَلَى مِنًى ... تَحُلُّ بِنَا، لَوْلَا نَجَاءُ الرَّكائب أَي تَجْعلُنا نَحُلُّ. وحَالَّهُ: حَلَّ مَعَهُ. والمَحَلُّ: نَقِيضُ المُرْتَحَل؛ وأَنشد: إِنَّ مَحَلًّا وإِن مُرْتَحَلا، ... وإِنَّ فِي السَّفْر مَا مَضَى مَهَلا قَالَ اللَّيْثُ: قُلْتُ لِلْخَلِيلِ: أَلست تَزْعُمُ أَن الْعَرَبَ الْعَارِبَةَ لَا تَقُولُ إِن رَجُلًا فِي الدَّارِ لَا تبدأْ بِالنَّكِرَةِ وَلَكِنَّهَا تَقُولُ إِن فِي الدَّارِ رَجُلًا؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا عَلَى قِيَاسِ مَا تَقُولُ، هَذَا حِكَايَةٌ سَمِعَهَا رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ: إِنَّ مَحَلًّا وإِنَّ مُرْتَحَلا؛ وَيَصِفُ بَعْدَ حَيْثُ يَقُولُ: هَلْ تَذْكُرُ العَهْد فِي تَقَمُّصٍ، إِذ ... تَضْرِب لِي قَاعِدًا بِهَا مَثَلا؛ إِنَّ مَحَلًّا وإِنَّ مُرْتَحَلا المَحَلُّ: الآخرة والمُرْتَحَل؛ «2» ... وأَراد بالسَّفْر الَّذِينَ مَاتُوا فَصَارُوا فِي البَرْزَخ، والمَهَل الْبَقَاءُ وَالِانْتِظَارُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ مِنْ قَوْلِ الْخَلِيلِ، فإِذا قَالَ اللَّيْثُ قُلْتُ لِلْخَلِيلِ أَو قَالَ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ، فَهُوَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد لأَنه لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ، وإِذا قَالَ قَالَ الْخَلِيلُ فَفِيهِ نَظَرٌ، وَقَدْ قَدَّم الأَزهري فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ التَّهْذِيبِ أَنه فِي قَوْلِ اللَّيْثِ قَالَ الْخَلِيلُ إِنما يَعْني نَفْسَه أَو أَنه سَمَّى لِسانَه الخَليل؛ قَالَ: وَيَكُونُ المَحَلُّ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحَلُّ فِيهِ وَيَكُونُ مَصْدَرًا، وَكِلَاهُمَا بِفَتْحِ الْحَاءِ لأَنهما مِنْ حَلَّ يَحُلُّ أَي نَزَلَ، وإِذا قُلْتَ المَحِلّ، بِكَسْرِ الْحَاءِ، فَهُوَ مَنْ حَلَّ يَحِلُّ أَي وَجَب يَجِب. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ؛ أَي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُه، وَالْمَصْدَرُ مِنْ هَذَا بِالْفَتْحِ أَيضاً، وَالْمَكَانُ بِالْكَسْرِ، وَجَمْعُ المَحَلِّ مَحَالُّ، وَيُقَالُ مَحَلٌّ ومَحَلَّة بِالْهَاءِ كَمَا يُقَالُ مَنْزِل ومنزِلة. وَفِي حَدِيثِ الهَدْي: لَا يُنْحَر حَتَّى يَبْلُغَ مَحِلَّه أَي الْمَوْضِعَ أَو الْوَقْتَ اللَّذَيْنِ يَحِلُّ فِيهِمَا نَحْرُه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ بِكَسْرِ

_ (2). هكذا ترك بياض في الأَصل

الْحَاءِ يَقَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ وَالزَّمَانِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: قَالَ لَهَا هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إِلا شَيْءٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلينا نُسَيْبَة مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتَ إِليها مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: هَاتِي فَقَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّها أَي وَصَلَتْ إِلى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَحِلُّ فِيهِ وقُضِيَ الواجبُ فِيهَا مِنَ التَّصَدّق بِهَا، وَصَارَتْ مِلْكاً لن تُصُدِّق بِهَا عَلَيْهِ، يَصِحُّ لَهُ التَّصَرُّفُ فِيهَا وَيَصِحُّ قَبُولُ مَا أُهدي مِنْهَا وأَكله، وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَنه كَانَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ أَكل الصَّدَقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَرِهَ التَّبَرُّج بِالزِّينَةِ لِغَيْرِ مَحِلِّها ؛ يجوز أَن تَكُونَ الْحَاءُ مَكْسُورَةً مِنَ الحِلِّ وَمَفْتُوحَةً مِنَ الحُلُول، أَراد بِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ، الْآيَةَ، والتَّبَرُّج: إِظهار الزِّينَةِ. أَبو زَيْدٍ: حَلَلْت بِالرَّجُلِ وحَلَلْته ونَزَلْت بِهِ ونَزَلْته وحَلَلْت القومَ وحَلَلْت بِهِمْ بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: أَحَلَّ فُلَانٌ أَهله بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا إِذا أَنزلهم. وَيُقَالُ: هُوَ فِي حِلَّة صِدْق أَي بمَحَلَّة صِدْق. والمَحَلَّة: مَنْزِل الْقَوْمِ. وحَلِيلة الرَّجُلِ: امرأَته، وَهُوَ حَلِيلُها، لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُحَالُّ صَاحِبَهُ، وَهُوَ أَمثل مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنما هُوَ مِنَ الحَلال أَي أَنه يَحِلُّ لَهَا وتَحِلُّ لَهُ، وَذَلِكَ لأَنه لَيْسَ بِاسْمٍ شَرْعِيٍّ وإِنما هُوَ مِنْ قَدِيمِ الأَسماء. والحَلِيل والحَلِيلة: الزَّوْجان؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وحَلِيل غانيةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلًا، ... تَمْكُو فَرِيصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَم وَقِيلَ: حَلِيلَته جارَتُه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنهما يَحُلَّان بِمَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَالْجَمْعُ الحَلائِل؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سُمِّيا بِذَلِكَ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُحَالُّ صاحبَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن تُزَاني حَلِيلة جَارِكَ ، قَالَ: وَكُلُّ مَنْ نَازَلَكَ وجَاوَرَك فَهُوَ حَليلك أَيضاً. يُقَالُ: هَذَا حَليله وَهَذِهِ حَليلته لِمَنْ تُحَالُّه فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ؛ وأَنشد: ولَستُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْن يُصْبي ... حَلِيلَته، إِذا هَدَأَ النِّيَامُ قَالَ: لَمْ يُرِدْ بالحَلِيلة هُنَا امرأَته إِنما أَراد جَارَتَهُ لأَنها تُحَالُّه فِي الْمَنْزِلِ. وَيُقَالُ: إِنما سُمِّيَتِ الزَّوْجَةُ حَلِيلة لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَحَلُّ إِزار صَاحِبِهِ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَن الحَلِيل يَكُونُ لِلْمُؤَنَّثِ بِغَيْرِ هَاءٍ. والحِلَّة: الْقَوْمُ النُّزُولُ، اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَوْمٌ نُزُولٌ؛ وَقَالَ الأَعشى: لَقَدْ كَانَ فِي شَيْبان، لَوْ كُنْتَ عَالِمًا، ... قِبَابٌ وحَيٌّ حِلَّة وقَبائل وحَيٌّ حِلَّة أَي نُزُول وَفِيهِمْ كَثْرَةٌ؛ هَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ فِيهِ: وحَوْلي حِلَّة ودَراهم «1» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ وَقَبَائِلُ لأَن الْقَصِيدَةَ لاميَّة؛ وأَولها: أَقَيْس بنَ مَسْعود بنِ قَيْسِ بْنِ خالدٍ، ... وأَنتَ امْرُؤ يَرْجُو شَبَابَك وَائِلُ قَالَ: وللأَعشى قَصِيدَةٌ أُخرى مِيمِيَّةٌ أَولها: هُرَيْرَةَ ودِّعْها وإِن لَامَ لَائِمُ يَقُولُ فِيهَا: طَعَام الْعِرَاقِ المُسْتفيضُ الَّذِي تَرَى، ... وَفِي كُلِّ عَامٍ حُلَّة وَدَارهِم

_ (1). قوله [وحولي] هكذا في الأَصل، والذي في نسخة الصحاح التي بأيدينا: وحيّ

قَالَ: وحُلَّة هُنَا مَضْمُومَةُ الْحَاءِ، وَكَذَلِكَ حَيٌّ حِلال؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لِحَيٍّ حِلالٍ يَعْصِمُ الناسَ أَمْرُهُم، ... إِذا طَرَقَت إِحْدى اللَّيَالي بمُعْظَم والحِلَّة: هَيئة الحُلُول. والحِلَّة: جَمَاعَةُ بُيُوتِ النَّاسِ لأَنها تُحَلُّ؛ قَالَ كُرَاعٌ: هِيَ مِائَةُ بَيْتٍ، وَالْجَمْعُ حِلال؛ قَالَ الأَزهري: الحِلال جَمْعُ بُيُوتِ النَّاسِ، وَاحِدَتُهَا حِلَّة؛ قَالَ: وحَيٌّ حِلال أَي كَثِيرٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: حَيٌّ حِلالٌ يَزْرَعون القُنْبُلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد الأَصمعي: أَقَوْمٌ يَبْعَثُونَ العِيرَ نَجْداً ... أَحَبُّ إِليك، أَم حَيٌّ حِلال؟ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لا هُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْنَعُ ... رَحْلَه، فامْنَعْ حِلالَك الحِلال، بِالْكَسْرِ: القومُ الْمُقِيمُونَ الْمُتَجَاوِرُونَ يُرِيدُ بِهِمْ سُكَّان الحَرَم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم وَجَدوا نَاسًا أَحِلَّة ، كأَنه جَمْعُ حِلال كعِماد وأَعْمِدَة وإِنما هُوَ جَمْعُ فَعال، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَيْسَ أَفْعِلة فِي جَمْعِ فِعال، بِالْكَسْرِ، أَولى مِنْهَا فِي جَمْعِ فَعال، بِالْفَتْحِ، كفَدَان وأَفْدِنة. والحِلَّة: مَجْلِسُ الْقَوْمِ لأَنهم يَحُلُّونه. والحِلَّة: مُجْتَمَع الْقَوْمِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمَحَلَّة: مَنْزِلُ الْقَوْمِ. ورَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بِهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها تُحِلُّ النَّاسَ كثيراً، لأَن مِفْعالًا إِنما هِيَ فِي مَعْنَى فَاعِلٍ لَا فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ، وَكَذَلِكَ أَرض مِحْلال. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَرض مِحْلال وَهِيَ السَّهْلة اللَّيِّنة، ورَحَبة مِحْلال أَي جَيِّدة لمحَلّ النَّاسِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ الأَخطل: وشَرِبْتها بأَرِيضَة مِحْلال قَالَ: الأَرِيضَة المُخْصِبة، قَالَ: والمِحْلال المُخْتارة للحِلَّة والنُّزول وَهِيَ العَذاة الطَّيِّبة؛ قال الأَزهري: لا يُقَالُ لَهَا مِحْلال حَتَّى تُمْرِع وتُخْصِب وَيَكُونَ نَبَاتُهَا نَاجِعًا لِلْمَالِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَجْرَعَ مِحْلالٍ مِرَبٍّ مُحَلَّل والمُحِلَّتانِ: القِدْر والرَّحى، فإِذا قُلْتَ المُحِلَّات فَهِيَ القِدْر والرَّحى والدَّلْو والقِرْبة والجَفْنَة والسِّكِّين والفَأْس والزَّنْد، لأَن مَنْ كَانَتْ هَذِهِ مَعَهُ حَلَّ حَيْثُ شَاءَ، وإِلا فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ أَن يُجَاوِرَ النَّاسَ يَسْتَعِيرُ مِنْهُمْ بَعْضَ هَذِهِ الأَشياء؛ قَالَ: لَا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُهم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلَّات الأَتاويُّون: الغُرَباء أَي لَا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون أَحداً بأَصحاب المُحِلَّات؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ؛ أَي والسمواتُ غيرَ السمواتِ، وَيُرْوَى: لَا يُعْدَلَنَّ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، أَي لَا يَنْبَغِي أَن يُعْدل فَعَلَى هَذَا لَا حَذْفَ فِيهِ. وتَلْعة مُحِلَّة: تَضُمُّ بَيْتًا أَو بَيْتَيْنِ. قَالَ أَعرابي: أَصابنا مُطَيْر كسَيْل شِعَابِ السَّخْبَرِ رَوَّى التَّلْعة المُحِلَّة، وَيُرْوَى: سَيَّل شِعابَ السَّخْبَر، وإِنما شَبَّه بشِعاب السَّخْبَر، وَهِيَ مَنابِته، لأَن عَرْضَها ضَيِّق وَطُولَهَا قَدْرُ رَمْية حَجَر.

وحَلَّ المُحْرِمُ مِنْ إِحرامه يَحِلُّ حِلًّا وحَلالًا إِذا خَرج مِنْ حِرْمه. وأَحَلَّ: خَرَج، وَهُوَ حَلال، وَلَا يُقَالُ حالٌّ عَلَى أَنه الْقِيَاسُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلالًا إِذا حَلَّ لَهُ مَا حَرُم عَلَيْهِ مِنْ مَحْظورات الحَجِّ؛ قَالَ الأَزهري: وأَحَلَّ لُغَةٌ وكَرِهها الأَصمَعي وَقَالَ: أَحَلَّ إِذا خَرج مِنَ الشُّهُور الحُرُم أَو مِنْ عَهْد كَانَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للمرأَة تَخْرُج مِنْ عِدَّتها: حَلَّتْ. وَرَجُلٌ حِلٌّ مِنَ الإِحرام أَي حَلال. والحَلال: ضِدُّ الْحَرَامِ. رَجُل حَلال أَي غَيْرُ مُحْرِم وَلَا مُتَلَبِّسٍ بأَسباب الْحَجِّ، وأَحَلَّ الرجلُ إِذا خَرَجَ إِلى الحِلِّ عَنِ الحَرَم، وأَحَلَّ إِذا دَخَلَ فِي شُهُورِ الحِلِّ، وأَحْرَمْنا أَي دَخَلْنَا فِي الشُّهُورِ الحُرُم. الأَزهري: وَيُقَالُ رَجُلٌ حِلٌّ وحَلال وَرَجُلٌ حِرْم وحَرام أَي مُحْرِم؛ وأَما قَوْلُ زُهَيْرٌ: جَعَلْن القَنانَ عَنْ يَمينٍ وحَزْنَه، ... وَكَمْ بالقَنان مِنْ مُحِلّ ومُحْرِم فإِن بَعْضَهُمْ فَسَّرَهُ وَقَالَ: أَراد كَمْ بالقَنان مِنْ عَدُوٍّ يَرْمِي دَماً حَلالًا وَمِنْ مُحْرم أَي يَرَاهُ حَراماً. وَيُقَالُ: المُحِلُّ الَّذِي يَحِلُّ لَنَا قِتالُه، والمُحْرِم الَّذِي يَحْرُم عَلَيْنَا قِتَالُهُ. وَيُقَالُ: المُحِلُّ الَّذِي لَا عَهْد لَهُ وَلَا حُرْمة، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ لَهُ ذِمَّةٌ وَمَنْ لَا ذِمَّةَ لَهُ. والمُحْرِم: الَّذِي لَهُ حُرْمة. وَيُقَالُ لِلَّذِي هُوَ فِي الأَشهر الحُرُم: مُحْرِم، وَلِلَّذِي خَرَجَ مِنْهَا: مُحِلٌّ. وَيُقَالُ لِلنَّازِلِ فِي الحَرَم: مُحْرِم، وَالْخَارِجِ مِنْهُ: مُحِلّ، وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ فِي الحَرَم يَحْرُمُ عَلَيْهِ الصَّيْدُ وَالْقِتَالُ، وإِذا خَرَجَ مِنْهُ حَلَّ لَهُ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: أَحِلَّ بِمَنْ أَحَلَّ بِكَ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ مَنْ تَرَكَ الإِحرام وأَحَلَّ بِكَ فقاتَلَك فأَحْلِل أَنت أَيضاً به فقائِلُه وإِن كُنْتَ مُحْرماً، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ وَهُوَ: أَن الْمُؤْمِنِينَ حَرُم عَلَيْهِمْ أَن يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ويأْخذ بَعْضُهُمْ مَالَ بَعْضِهِمْ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُحْرِم عَنْ صَاحِبِهِ، يَقُولُ: فإِذا أَحَلَّ رَجُلٌ مَا حَرُم عَلَيْهِ مِنْكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ بِمَا تَهَيَّأَ لَكَ دفعُه بِهِ مِنْ سِلَاحٍ وَغَيْرِهِ وإِن أَتى الدَّفْعُ بِالسِّلَاحِ عَلَيْهِ، وإِحْلال الْبَادِئِ ظُلْم وإِحْلال الدَّافِعِ مُبَاحٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ وَهُوَ غَيْرُ مُخَالِفٍ لِظَاهِرِ الْخَبَرِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ حَلَّ بِكَ فاحْلِلْ بِهِ أَي مَنْ صَارَ بِسَبَبِكَ حَلالًا فَصِرْ أَنت بِهِ أَيضاً حَلالًا؛ هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ، وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدٍ عَنِ النَّخَعِيِّ فِي المُحْرِم يَعْدو عَلَيْهِ السَّبُع أَو اللِّصُّ: أَحِلَّ بِمَنْ أَحَلَّ بِكَ. وَفِي حَدِيثِ دُرَيد بْنِ الصِّمَّة: قَالَ لِمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ أَنت مُحِلٌّ بِقَوْمِكَ أَي أَنك قَدْ أَبَحْت حَرِيمهم وعَرَّضتهم لِلْهَلَاكِ، شَبَّههم بالمُحْرِم إِذا أَحَلَّ كأَنهم كَانُوا مَمْنُوعِينَ بالمُقام فِي بُيُوتِهِمْ فحَلُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْهَا. وَفَعَلَ ذَلِكَ فِي حُلِّه وحُرْمه وحِلِّه وحِرْمه أَي فِي وَقْتِ إحْلاله وإِحرامه. والحِلُّ: الرَّجُلُ الحَلال الَّذِي خَرَجَ مِنْ إِحرامه أَو لَمْ يُحْرِم أَو كَانَ أَحرم فحَلَّ مِنْ إِحرامه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قَالَتْ طَيَّبْت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لحِلِّه وحِرْمه ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لحِرْمِه حِينَ أَحْرَم ولحِلِّه حِينَ حَلَّ مِنْ إِحرامه ، وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير: لإِحْلاله حِينَ أَحَلَّ. والحِلَّة: مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَلَّ الهَدْيُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ؛ قِيلَ مَحِلُّ مَنْ كَانَ حَاجًّا يَوْمَ النَّحر، ومَحِلُّ مَنْ كَانَ مُعْتَمِرًا يَوْمَ يَدْخُلُ مَكَّةَ؛ الأَزهري: مَحِلُّ الْهَدْيِ يَوْمَ النَّحْرِ بمِنًى، وَقَالَ: مَحِلُّ هَدْي المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الْحَجِّ بِمَكَّةَ إِذا قَدِمها وَطَافَ بِالْبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ. ومَحِلُّ هَدْيِ الْقَارِنِ: يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى، ومَحِلُّ الدَّيْن: أَجَلُه،

وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذا نَظَرَتْ إِلى الْهِلَالِ قَالَتْ: لَا مَرْحَباً بمُحِلِّ الدَّيْن مُقَرِّب الأَجَل. وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ: وإِنما أُحِلَّت لِي سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ ، يَعْنِي مَكَّة يَوْمَ الْفَتْحِ حَيْثُ دَخَلَهَا عَنْوَة غَيْرَ مُحْرِم. وَفِي حَدِيثِ العُمْرة: حَلَّت العُمْرة لِمَنِ اعْتَمَرَ أَي صَارَتْ لَكُمْ حَلالًا جَائِزَةً، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا لَا يَعْتَمِرُونَ فِي الأَشهر الحُرُم، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ إِذا دَخَل صَفَر حَلَّت العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَر. والحِلُّ والحَلال والحِلال والحَلِيل: نَقِيض الْحَرَامِ، حَلَّ يَحِلُّ حِلًّا وأَحَلَّه اللَّهُ وحَلَّله. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: هَذَا هُوَ النسِيء، كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَجْمَعُونَ أَياماً حَتَّى تَصِيرَ شَهْرًا، فَلَمَّا حَجَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: الآنَ اسْتَدارَ الزمانُ كَهَيْئَتِهِ. وَهَذَا لَكَ حِلٌّ أَي حَلال. يُقَالُ: هُوَ حِلٌّ وبِلٌّ أَي طَلْق، وَكَذَلِكَ الأُنثى. وَمِنْ كَلَامِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وبِلٌ أَي حَلال، بِلٌّ إِتباع، وَقِيلَ: البِلُّ مُبَاحٌ، حِمْيَرِيَّة. الأَزهري: رَوَى سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: هِيَ حِلٌّ وبِلٌّ يَعْنِي زَمْزَمَ، فسُئِل سُفْيَانُ: مَا حِلٌّ وبِلٌّ؟ فَقَالَ: حِلٌّ مُحَلَّل. وَيُقَالُ: هَذَا لَكَ حِلٌّ وحَلال كَمَا يُقَالُ لِضِدِّهِ حِرْم وحَرام أَي مُحَرَّم. وأَحْلَلت لَهُ الشيءَ. جَعَلْتُهُ لَهُ حَلالًا. واسْتَحَلَّ الشيءَ: عَدَّه حَلالًا. وَيُقَالُ: أَحْلَلْتُ المرأَةَ لِزَوْجِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المُحَلِّل والمُحَلَّل لَهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: المُحِلَّ والمُحَلَّ لَهُ ، وَهُوَ أَن يُطَلِّقَ الرَّجُلُ امرأَته ثَلَاثًا فَيَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ بِشَرْطِ أَن يُطَلِّقَهَا بَعْدَ مُوَاقَعته إِياها لتَحِلَّ لِلزَّوْجِ الأَول. وَكُلُّ شَيْءٍ أَباحه اللَّهُ فَهُوَ حَلال، وَمَا حَرَّمه فَهُوَ حَرَام. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ: وَلَا أُوتَى بحَالٍّ وَلَا مُحَلَّل إِلا رَجَمْتُهما ؛ جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْقَوْلَ حَدِيثًا لَا أَثراً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ حَلَّلْت وأَحْلَلْت وحَلَلْت، فَعَلَى الأَول جَاءَ الْحَدِيثُ الأَول، يُقَالُ حَلَّل فَهُوَ مُحَلِّل ومُحَلَّل، وَعَلَى الثَّانِيَةِ جَاءَ الثَّانِي تَقُولُ أَحَلَّ فَهُوَ مُحِلٌّ ومُحَلٌّ لَهُ، وَعَلَى الثَّالِثَةِ جَاءَ الثَّالِثُ تَقُولُ حَلَلْت فأَنا حَالٌّ وَهُوَ مَحْلُول لَهُ؛ وَقِيلَ: أَراد بِقَوْلِهِ لَا أُوتَى بحالٍ أَي بِذِي إِحْلال مِثْلَ قَوْلِهِمْ رِيحٌ لاقِح أَي ذَاتُ إِلْقاح، وَقِيلَ: سُمِّي مُحَلِّلًا بِقَصْدِهِ إِلى التَّحْلِيلِ كَمَا يُسَمَّى مُشْتَرِيًا إِذا قَصَدَ الشِّرَاءَ. وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ فِي الرَّجُلِ تَكُونُ تَحْتَهُ الأَمة فيُطَلِّقها طَلْقَتَيْنِ ثُمَّ يَشْتَرِيهَا قَالَ: لَا تَحِلُّ لَهُ إِلا مِنْ حَيْثُ حَرُمت عَلَيْهِ أَي أَنها لَا تَحِلُّ لَهُ وإِن اشْتَرَاهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، يَعْنِي أَنها حَرُمت عَلَيْهِ بِالتَّطْلِيقَتَيْنِ، فَلَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُطَلِّقَهَا الزَّوْجُ الثَّانِي تَطْلِيقَتَيْنِ، فتَحِلّ لَهُ بِهِمَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بِهِمَا. واسْتَحَلَّ الشيءَ: اتَّخَذَهُ حَلالًا أَو سأَله أَن يُحِلَّه لَهُ. والحُلْو الحَلال: الْكَلَامُ الَّذِي لَا رِيبة فِيهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، وَلَا تُرَى ... عَلَى مَكْرَهٍ يَبْدو بِهَا فيَعِيب وحَلَّلَ اليمينَ تَحْلِيلًا وتَحِلَّة وتَحِلًّا، الأَخيرة شَاذَّةٌ: كَفَّرَها، والتَّحِلَّة: مَا كُفِّر بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ؛ وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الحِلُّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَا أَجْعَلُ الْمَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ، ... وَلَا عِدَةً فِي النَّاظِرِ المُتَغَيَّب قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا وَجَدْتُهُ المُتَغَيَّب، مَفْتُوحَةَ

الْيَاءِ، بخَطِّ الحامِض، وَالصَّحِيحُ المُتَغَيِّب، بِالْكَسْرِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَعْطِ الْحَالِفَ حُلَّانَ يَمينه أَي مَا يُحَلِّل يَمِينَهُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: لأَفعلن كَذَا إِلَّا حِلُّ ذَلِكَ أَن أَفعل كَذَا أَي وَلَكِنْ حِلُّ ذَلِكَ، فحِلُّ مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهَا مَبْنِيٌّ عَلَيْهَا؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: مَعْنَاهُ تَحِلَّةُ قَسَمِي أَو تحليلُه أَن أَفعل كَذَا. وَقَوْلُهُمْ: فَعَلْتُهُ تَحِلَّة القَسَم أَي لَمْ أَفعل إِلا بِمِقْدَارِ مَا حَلَّلت بِهِ قَسَمي وَلَمْ أُبالِغ. الأَزهري: وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَمُوتُ لِمُؤْمِنٍ ثَلَاثَةُ أَولاد فتَمَسّه النَّارُ إِلا تَحِلَّة القَسَم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ تَحِلَّة القَسَم قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها، قَالَ: فإِذا مَرَّ بِهَا وَجَازَهَا فَقَدْ أَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَه. وَقَالَ غَيْرُ أَبي عُبَيْدٍ: لَا قَسَم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها، فَكَيْفَ تَكُونُ لَهُ تَحِلَّة وإِنما التَّحِلَّة للأَيْمان؟ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِلا تَحِلَّة القَسَم إِلا التعذير الذي لا يَبْدَؤُه مِنْهُ مَكْرُوهٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ العَرَب: ضَرَبْته تَحْلِيلًا ووَعَظْته تَعْذيراً أَي لَمْ أُبالِغ فِي ضَرْبِهِ ووَعْظِه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَثَل فِي القَلِيل المُفْرِط القِلَّة وَهُوَ أَن يُباشِر مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يُقْسِم عَلَيْهِ المقدارَ الَّذِي يُبِرُّ بِهِ قَسَمَه ويُحَلِّلُه، مِثْلَ أَن يَحْلِفَ عَلَى النُّزُولِ بِمَكَانٍ فَلَوْ وَقَع بِهِ وَقْعة خَفِيفَةً أَجزأَته فَتِلْكَ تَحِلَّة قَسَمِه، وَالْمَعْنَى لَا تَمَسُّه النَّارُ إِلا مَسَّة يَسِيرَةً مِثْلَ تَحِلَّة قَسَم الْحَالِفِ، وَيُرِيدُ بتَحِلَّتِه الوُرودَ عَلَى النَّارِ والاجْتيازَ بِهَا، قَالَ: وَالتَّاءُ فِي التَّحِلَّة زَائِدَةٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنْ حَرَس لَيْلَةً مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُتَطَوِّعاً لَمْ يأْخذه الشَّيْطَانُ وَلَمْ يَرَ النَّارَ تَمَسُّه إِلا تَحِلَّة القَسَم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها ، قَالَ الأَزهري: وأَصل هَذَا كُلِّهِ مِنْ تَحْلِيلِ الْيَمِينِ وَهُوَ أَن يَحْلِفَ الرَّجُلُ ثُمَّ يَسْتَثْنِيَ اسْتِثْنَاءً مُتَّصِلًا بِالْيَمِينِ غَيْرَ مُنْفَصِلٍ عَنْهَا، يُقَالُ: آلَى فُلَانٌ أَلِيَّة لَمْ يَتَحَلَّل فِيهَا أَي لَمْ يَسْتثْنِ ثُمَّ جَعَلَ ذَلِكَ مَثَلًا لِلتَّقْلِيلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَخْدِي عَلَى يَسَراتٍ، وَهِيَ لَاحِقَةٌ، ... بأَرْبَعٍ، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل «2» . وَفِي حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ: تَخْدِي عَلَى يَسَرات، وَهِيَ لَاحِقَةٌ، ... ذَوَابِل، وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْلِيل أَي قَلِيلٌ «3» كَمَا يَحْلِفُ الإِنسان عَلَى الشَّيْءِ أَن يَفْعَلَهُ فَيَفْعَلَ مِنْهُ الْيَسِيرَ يُحَلِّل بِهِ يَمِينه؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُرِيدُ وَقْعَ مَناسِم النَّاقَةِ عَلَى الأَرض مِنْ غَيْرِ مُبَالَغَةٍ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: أَرَى إِبلي عَافَتْ جَدُودَ، فَلَمْ تَذُقْ ... بِهَا قَطْرَةً إِلا تَحِلَّة مُقْسِم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لعَبْدَةَ بْنِ الطَّبِيبِ: تُحْفِي الترابَ بأَظْلافٍ ثَمانية ... فِي أَرْبَع، مَسُّهنَّ الأَرضَ تَحْلِيلُ أَي قَلِيلٌ هَيِّن يَسِيرٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَمْعَن فِي وَعِيد أَو أَفرط فِي فَخْر أَو كَلَامٍ: حِلًّا أَبا فُلَانٍ أَي تَحَلَّلْ فِي يَمِينِكَ، جَعَلَهُ فِي وَعِيدِهِ إِياه كَالْيَمِينِ فأَمره بِالِاسْتِثْنَاءِ أَي اسْتَثْن يَا حَالِفُ واذْكُر حِلًّا. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَنه قَالَ لامرأَة حَلَفت أَن لَا تُعْتِق مَوْلاة لَهَا فَقَالَ لَهَا: حِلًّا أُمَّ فُلَانٍ، وَاشْتَرَاهَا وأَعتقها ، أَي تَحَلَّلِي مِنْ يَمِينِكِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعَدِيكَرِبَ: قال

_ (2). قوله [لاحقة] في نسخة النهاية التي بأيدينا: لاهية (3). قوله [أي قليل] هذا تفسير لتحليل في البيت

لِعُمَرَ حِلًّا يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا تَقُولُ أَي تَحَلَّلْ مِنْ قَوْلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: قِيلَ لَهُ حَدِّثْنا بِبَعْضِ مَا سمعتَه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وأَتَحلَّل أَي أَستثني. وَيُقَالُ: تَحَلَّل فُلَانٌ مِنْ يَمِينِهِ إِذا خَرَجَ مِنْهَا بِكَفَّارَةٍ أَو حِنْث يُوجِبُ الْكَفَّارَةَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وآلَتْ حِلْفةً لَمْ تَحَلَّل وتَحَلَّل فِي يَمِينِهِ أَي اسْتَثْنَى. والمُحَلِّل مِنَ الْخَيْلِ: الفَرَسُ الثَّالِثُ مِنْ خَيْلِ الرِّهان، وَذَلِكَ أَن يَضَعَ الرَّجُلانِ رَهْنَين بَيْنَهُمَا ثُمَّ يأْتي رَجُلٌ سِوَاهُمَا فَيُرْسِلَ مَعَهُمَا فرسه ولا يضع رَهْناً، فإِن سَبَق أَحدُ الأَوَّليْن أَخَذَ رهنَه ورهنَ صَاحِبِهِ وَكَانَ حَلالًا لَهُ مِنْ أَجل الثَّالِثِ وَهُوَ المُحَلِّل، وإِن سبَقَ المُحَلِّلُ وَلَمْ يَسْبق وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَخَذَ الرَّهْنَيْنِ جَمِيعًا، وإِن سُبِقَ هُوَ لَمْ يَكُنْ عليه شيء، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الَّذِي لَا يُؤْمَن أَن يَسْبق، وأَما إِذا كَانَ بَلِيدًا بَطِيئًا قَدْ أُمِن أَن يَسْبِقهما فَذَلِكَ القِمَار الْمَنْهِيُّ عَنْهُ، ويُسَمَّى أَيضاً الدَّخِيل. وضَرَبه ضَرْباً تَحْلِيلًا أَي شِبْهَ التَّعْزِيرِ، وإِنما اشْتُقَّ ذَلِكَ مِنْ تَحْلِيل الْيَمِينِ ثُمَّ أُجْري فِي سَائِرِ الْكَلَامِ حَتَّى قِيلَ فِي وَصْفِ الإِبل إِذا بَرَكَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: نَجَائِب وَقْعُهُنَّ الأَرضَ تَحْليل أَي هَيِّن. وحَلَّ العُقْدة يَحُلُّها حَلًّا: فتَحَها ونَقَضَها فانْحَلَّتْ. والحَلُّ: حَلُّ العُقْدة. وَفِي الْمَثَلِ السَّائِرِ: يَا عاقِدُ اذْكُرْ حَلًّا، هَذَا الْمَثَلُ ذَكَرَهُ الأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي وأَما ابْنُ الأَعرابي فَخَالَفَهُ وَقَالَ: يَا حابِلُ اذْكُرْ حَلًّا وَقَالَ: كَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَكثر مِنْ أَلف أَعرابي فَمَا رَوَاهُ أَحد مِنْهُمْ يَا عاقِدُ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ إِذا تحَمَّلْتَ فَلَا تُؤَرِّب مَا عَقَدْت، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ فِي تَرْجَمَةِ حَبْلٍ: يَا حابِلُ اذْكُرْ حَلًّا. وَكُلُّ جَامِدٍ أُذِيب فَقَدْ حُلَّ. والمُحَلَّل: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ، كَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ جَارِيَةً: كبِكْرِ المُقاناةِ البَيَاض بصُفْرة، ... غَذَاها نَمِير الماءِ غَيْر المُحَلَّل وَهَذَا يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ: أَحدهما أَن يُعْنَى بِهِ أَنه غَذَاها غِذَاء لَيْسَ بمُحَلَّل أَي لَيْسَ بِيَسِيرٍ وَلَكِنَّهُ مُبالَغ فِيهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَرِيءٌ ناجِعٌ، وَالْآخَرُ أَن يُعْنى بِهِ غَيْرُ مَحْلُولٍ عَلَيْهِ فيَكْدُر ويَفْسُد. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: غَيْرُ مُحَلَّل يُقَالُ إِنه أَراد مَاءَ الْبَحْرِ أَي أَن الْبَحْرَ لَا يُنْزَل عَلَيْهِ لأَن مَاءَهُ زُعَاق لَا يُذَاق فَهُوَ غَيْرُ مُحَلَّل أَي غَيْرُ مَنْزولٍ عَلَيْهِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ غَيْرُ مُحَلَّل أَي غَيْرُ قَلِيلٍ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ لأَن مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُوصَفُ بِالْقِلَّةِ وَلَا بِالْكَثْرَةِ لِمُجَاوَزَةِ حدِّه الوصفَ، وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ: وَمَكَانٌ مُحَلَّل إِذا أَكثر الناسُ بِهِ الحُلُولَ، وَفَسَّرَهُ بأَنه إِذا أَكثروا بِهِ الحُلول كدَّروه. وكلُّ مَاءٍ حَلَّتْه الإِبل فكَدَّرَتْه مُحَلَّل، وعَنى إمرُؤ الْقَيْسِ بِقَوْلِهِ بِكْر المُقَاناة دُرَّة غَيْرَ مَثْقُوبَةٍ. وحَلَّ عَلَيْهِ أَمرُ اللَّهِ يَحِلُّ حُلولًا: وجَبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَمَنْ قرأَ: أَن يَحُلَ ، فَمَعْنَاهُ أَن يَنْزِل. وأَحَلَّه اللهُ عَلَيْهِ: أَوجبه؛ وحَلَّ عَلَيْهِ حَقِّي يَحِلُّ مَحِلًّا، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى مِثَالِ مَفْعِل بِالْكَسْرِ كالمَرْجِعِ والمَحِيص وَلَيْسَ ذَلِكَ بمطَّرد، إِنما يُقْتَصَرُ عَلَى مَا سُمِعَ مِنْهُ، هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ.

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَحْلِلْ [يَحْلُلْ] عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى؛ قرئَ وَمَنْ يَحْلُل ويَحْلِلْ ، بِضَمِّ اللَّامِ وَكَسْرِهَا، وكذلك قرئَ: فَيَحِلَ [فَيَحُلَ] عَلَيْكُمْ غَضَبِي، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْكَسْرُ فِيهِ أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الضَّمِّ لأَن الحُلُول مَا وَقَعَ مِنْ يَحُلُّ، ويَحِلُّ يَجِبُ، وَجَاءَ بِالتَّفْسِيرِ بِالْوُجُوبِ لَا بِالْوُقُوعِ، قَالَ: وكلٌّ صَوَابٌ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ ، فَهَذِهِ مَكْسُورَةٌ، وإِذا قُلْتَ حَلَّ بِهِمُ العذابُ كَانَتْ تَحُلُّ لَا غَيْرَ، وإِذا قُلْتَ عَليَّ أَو قُلْتَ يَحِلُّ لَكَ كَذَا وَكَذَا، فَهُوَ بِالْكَسْرِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَمَنْ قَالَ يَحِلُّ لَكَ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ فَمَعْنَاهُ فيَجِب عَلَيْكُمْ، وَمَنْ قرأَ فيَحُلَ فَمَعْنَاهُ فيَنْزِل؛ قَالَ: وَالْقِرَاءَةُ وَمَنْ يَحْلِلْ بِكَسْرِ اللَّامِ أَكثر. وحَلَّ المَهْرُ يَحِلُّ أَي وَجَبَ. وحَلَّ الْعَذَابُ يَحِلُّ، بِالْكَسْرِ، أَي وَجَب، ويَحُلُّ، بِالضَّمِّ، أَي نَزَلَ. وأَما قَوْلُهُ أَو تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ، فَبِالضَّمِّ، أَي تَنْزل. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيحَ نَفَسه إِلَّا مَاتَ أَي هُوَ حَقٌّ وَاجِبٌ وَاقِعٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ؛ أَي حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حَلَّت لَهُ شَفَاعَتِي ، وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى غَشِيَتْه ونَزَلَتْ بِهِ، فأَما قَوْلُهُ: لَا يَحُلُّ المُمْرِض عَلَى المُصِحّ، فَبِضَمِّ الْحَاءِ، مِنَ الحُلول النزولِ، وَكَذَلِكَ فَلْيَحْلُل، بِضَمِّ اللَّامِ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ، فَقَدْ يَكُونُ المصدرَ وَيَكُونُ الموضعَ. وأَحَلَّت الشاةُ والناقةُ وَهِيَ مُحِلٌّ: دَرَّ لبَنُها، وَقِيلَ: يَبِسَ لبنُها ثُمَّ أَكَلَت الرَّبيعَ فدَرَّت، وَعَبَّرَ عَنْهُ بَعْضُهُمْ بأَنه نُزُولُ اللَّبَنِ مِنْ غَيْرِ نِتاج، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَكِنَّهَا كَانَتْ ثَلَاثًا مَيَاسِراً، ... وحائلَ حُول أَنْهَزَتْ فأَحَلَّتِ «1» . يَصِفُ إِبلًا وَلَيْسَتْ بِغَنَمٍ لأَن قَبْلَ هَذَا: فَلو أَنَّها كَانَتْ لِقَاحِي كَثيرةً، ... لَقَدْ نَهِلَتْ مِنْ مَاءِ جُدٍّ وعَلَّت «2» . وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ: غُيوث تَلتَقي الأَرحامُ فِيهَا، ... تُحِلُّ بِهَا الطَّروقةُ واللِّجاب وأَحَلَّت الناقةُ عَلَى وَلَدِهَا: دَرَّ لبنُها، عُدِّي بعَلى لأَنه فِي مَعْنَى دَرَّت. وأَحَلَّ المالُ فَهُوَ يُحِلُّ إِحْلالًا إِذا نَزَلَ دَرُّه حِينَ يأْكل الرَّبِيعَ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ وَغَيْرِهِ: المَحالُّ الْغَنَمُ الَّتِي يَنْزِلُ اللَّبَنُ فِي ضُرُوعِهَا مِنْ غَيْرِ نِتاج وَلَا وِلاد. وتَحَلَّل السَّفَرُ بِالرَّجُلِ: اعْتَلَّ بَعْدَ قُدُومِهِ. والإِحْلِيل والتِّحْلِيل: مَخْرَج الْبَوْلِ مِنَ الإِنسان ومَخْرج اللَّبَنِ مِنَ الثَّدْيِ والضَّرْع. الأَزهري: الإِحْلِيل مَخْرج اللَّبَنِ مِنْ طُبْي النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا. وإِحْلِيل الذَّكَرِ: ثَقْبه الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْبَوْلُ، وَجَمْعُهُ الأَحالِيل؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تُمِرُّ مثلَ عَسِيب النَّخْلِ ذَا خُصَلٍ، ... بِغَارِبٍ، لَمْ تُخَوِّنْه الأَحَالِيل هُوَ جَمْعُ إِحْلِيل، وَهُوَ مَخْرَج اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنْقُصه، يَعْنِي أَنه قَدْ نَشَفَ لبنُها فَهِيَ سَمِينَةٌ لَمْ تَضْعُفْ بِخُرُوجِ اللَّبَنِ مِنْهَا. والإِحْلِيل: يقع

_ (1). قوله [أَنهزت] أورده في ترجمة نهز بلفظ أنهلت باللام، وقال بعده: وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَنْهَزَتْ بالزاي ولا وجه له (2). قوله [من ماء جد] روي بالجيم والحاء كما أورده في المحلين

عَلَى ذَكَرِ الرَّجُلِ وفَرْج المرأَة، وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَحْمَد إِليكم غَسْل الإِحْلِيل أَي غَسْل الذَّكَرِ. وأَحَلَّ الرجلُ بِنَفْسِهِ إِذا اسْتَوْجَبَ الْعُقُوبَةَ. ابْنُ الأَعرابي: حُلَّ إِذا سُكِن، وحَلَّ إِذا عَدا، وامرأَة حَلَّاء رَسْحاء، وذِئْب أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل كَذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: ذِئْبٌ أَحَلُّ وَبِهِ حَلَل، وَلَيْسَ بِالذِّئْبِ عَرَج، وإِنما يُوصَفُ بِهِ لخَمَع يُؤنَس مِنْهُ إِذا عَدا؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاح: يُحِيلُ به الذِّئْبُ الأَحَلُّ، وَقُوتُه ... ذَوات المَرادِي، مِنْ مَناقٍ ورُزّح «1» . وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَحَلُّ أَن يَكُونَ مَنْهوس المُؤْخِر أَرْوَح الرِّجلين. والحَلَل: اسْتِرْخَاءُ عَصَب الدَّابَّةِ، فَرَسٌ أَحَلُّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الحَلَل فِي الْبَعِيرِ ضَعْفٌ فِي عُرْقوبه، فَهُوَ أَحَلُّ بَيِّن الحَلَل، فإِن كَانَ فِي الرُّكْبة فَهُوَ الطَّرَق. والأَحَلُّ: الَّذِي فِي رِجْلِهِ اسْتِرْخَاءٌ، وَهُوَ مَذْمُومٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي الذِّئْبِ. وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ: يُحِيلُ بِهِ الذِّئبُ الأَحَلُّ، وَنَسَبَهُ إِلى الشَّمَّاخِ وَقَالَ: يُحِيلُ أَي يُقِيم بِهِ حَوْلًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَس أَحَلُّ، وحَلَلُه ضَعْفُ نَساه ورَخاوة كَعْبه، وخَصّ أَبو عُبَيْدَةَ بِهِ الإِبل. والحَلَل: رَخَاوَةٌ فِي الْكَعْبِ، وَقَدْ حَلِلْت حَلَلًا. وَفِيهِ حَلَّة وحِلَّة أَي تَكَسُّر وَضَعْفٌ؛ الْفَتْحُ عَنْ ثَعْلَبٍ وَالْكَسْرُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: ثُمَّ تَرَك فتَحَلَّل أَي لَمَّا انْحَلَّت قُواه تَرَكَ ضَمَّه إِليه، وَهُوَ تَفَعُّل مِنَ الحَلِّ نَقِيضِ الشَّدّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: إِذا اصْطَكَّ الأَضاميمُ اعْتَلاها ... بصَدْرٍ، لَا أَحَلَّ وَلَا عَموج وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَث رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَةِ فَجَاءَ بفَصِيل مَحْلُول أَو مَخْلول بِالشَّكِّ ؛ الْمَحْلُولُ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: الهَزِيل الَّذِي حُلَّ اللَّحْمُ عَنْ أَوصاله فعَرِيَ مِنْهُ، والمَخْلُول يَجِيءُ فِي بَابِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّلَاةُ تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وتَحْلِيلها التَّسْلِيمُ أَي صَارَ المُصَلِّي بِالتَّسْلِيمِ يَحِلُّ لَهُ مَا حُرِمَ فِيهَا بِالتَّكْبِيرِ مِنَ الْكَلَامِ والأَفعال الْخَارِجَةِ عَنْ كَلَامِ الصَّلَاةِ وأَفعالها، كَمَا يَحِلُّ للمُحْرِم بِالْحَجِّ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ مَا كَانَ حَراماً عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحِلُّوا اللَّهَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَي أَسلموا؛ هَكَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ الْخُرُوجُ مِنْ حَظْر الشِّرك إِلى حِلِّ الإِسلام وسَعَته، مِنْ قَوْلِهِمْ حَلَّ الرجلُ إِذا خَرَجَ مِنَ الحَرَم إِلى الحِلِّ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ عِنْدَ الأَكثر مِنْ كَلَامِ أَبي الدَّرْدَاءِ، ومنهم مَنْ جَعَلَهُ حَدِيثًا. وَفِي الْحَدِيثِ : مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمة مِنْ أَخيه فَلْيسْتَحِلَّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنها قَالَتْ لامرأَة مَرَّتْ بِهَا: مَا أَطول ذَيْلَها فَقَالَ: اغْتَبْتِها قُومي إِليها فَتَحلَّليها ؛ يُقَالُ: تَحَلَّلته واسْتَحْلَلْته إِذا سأَلته أَن يَجْعَلَكَ فِي حِلٍّ مِنْ قِبَله. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه سُئِلَ أَيّ الأَعمال أَفضل فَقَالَ: الحالُّ المُرْتَحِل، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: الخاتِم المفتَتِح هُوَ الَّذِي يَخْتم الْقُرْآنَ بِتِلَاوَتِهِ ثم يَفْتَتح التِّلَاوَةَ مِنْ أَوّله ؛ شبَّهه بالمُسافر يَبْلُغُ الْمَنْزِلَ فيَحُلُّ فِيهِ ثُمَّ يَفْتَتِحُ سَيْرَهُ أَي يبتدئه، وَكَذَلِكَ قُرَّاء أَهل مَكَّةَ إِذا خَتَمُوا الْقُرْآنَ بِالتِّلَاوَةِ ابتدأُوا وقرأُوا الْفَاتِحَةَ وَخَمْسَ آيَاتٍ مِنْ أَول سُورَةِ الْبَقَرَةِ إِلى قَوْلِهِ: أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، ثُمَّ يَقْطَعُونَ الْقِرَاءَةَ ويُسَمُّون ذَلِكَ الحالَّ المُرْتَحِل أَي أَنه خَتَمَ الْقُرْآنَ وابتدأَ بأَوَّله وَلَمْ يَفْصِل بَيْنَهُمَا زَمَانٌ، وَقِيلَ: أَراد بالحالِّ الْمُرْتَحِلِ الغازِيَ الَّذِي لَا يَقْفُل عَنْ غَزْوٍ إِلا عَقَّبه بِآخَرَ.

_ (1). قوله [المرادي] هكذا في الأَصل، وفي الصحاح: الهوادي، وهي الأَعناق. وفي ترجمة مرد: أن المراد كسحاب العنق

والحِلال: مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ؛ قَالَ طُفَيْل: وراكضةٍ، مَا تَسْتَجِنُّ بجُنَّة، ... بَعِيرَ حِلالٍ، غادَرَتْه، مُجَعْفَلِ مُجَعْفَل: مَصْرُوعٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ أَحمر: وَلَا يَعْدِلْنَ مِنْ مَيْلٍ حِلالا قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ متاعَ رَحْل الْبَعِيرِ. والحِلُّ: الغَرَض الَّذِي يُرْمى إِليه. والحِلال: مَتاع الرَّحْل؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنَّها لَمْ تَلْقَ سِتَّة أَشهر ... ضُرّاً، إِذا وَضَعَتْ إِليك حِلالَها قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: بَلَغَتْنِي هَذِهِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْن، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ جِلالَها، بِالْجِيمِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ومُلْوِيَةٍ تَرى شَماطِيطَ غَارَةٍ، ... عَلَى عَجَلٍ، ذَكَّرْتُها بِحِلالِها فَسَّرَهُ فَقَالَ: حِلالُها ثِيابُ بَدَنِهَا وَمَا عَلَى بَعِيرِهَا، وَالْمَعْرُوفُ أَن الحِلال المَرْكَب أَو مَتَاعُ الرَّحْل لَا أَن ثِيَابَ المرأَة مَعْدودة فِي الحِلال، وَمَعْنَى الْبَيْتِ عِنْدَهُ: قُلْتُ لَهَا ضُمِّي إِليك ثِيابَك وَقَدْ كَانَتْ رَفَعَتْها مِنَ الفَزَع. وَفِي حَدِيثِ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عِنْدَ نُزُولِهِ: أَنه يَزِيدُ فِي الحِلال ؛ قِيلَ: أَراد أَنه إِذا نَزَل تَزَوَّجَ فَزَادَ فِيمَا أَحَلَّ اللهُ له أَي ازْدَادَ مِنْهُ لأَنه لَمْ يَنْكِح إِلى أَن رُفِع. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه كَسَا عَلِيًّا، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، حُلَّة سِيَراء ؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: الحُلَّة رِداء وَقَمِيصٌ وَتَمَامُهَا العِمامة، قَالَ: وَلَا يَزَالُ الثَّوْبُ الجَيِّد يُقَالُ لَهُ فِي الثِّيَابِ حُلَّة، فإِذا وَقَعَ عَلَى الإِنسان ذَهَبَتْ حُلَّته حَتَّى يَجْتَمِعْنَ لَهُ إِمَّا اثْنَانِ وإِما ثَلَاثَةٌ، وأَنكر أَن تَكُونَ الحُلَّة إِزاراً ورِداء وَحْدَه. قَالَ: والحُلَل الوَشْي والحِبرَة والخَزُّ والقَزُّ والقُوهِيُّ والمَرْوِيُّ والحَرِير، وَقَالَ اليَمامي: الحُلَّة كُلُّ ثَوْبٍ جَيِّد جَدِيدٍ تَلْبسه غليظٍ أَو دَقِيقٍ وَلَا يَكُونُ إِلّا ذَا ثوبَين، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحُلَّة الْقَمِيصُ والإِزار وَالرِّدَاءُ لَا تَكُونُ أَقل مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ، وَقَالَ شَمِرٌ: الحُلَّة عِنْدَ الأَعراب ثَلَاثَةُ أَثواب، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للإِزار وَالرِّدَاءِ حُلَّة، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى انْفِرَادِهِ حُلَّة؛ قَالَ الأَزهري: وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِنه جَعَلَ الحُلَّة ثَوْبَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ : خَيْرُ الكَفَن الحُلَّة، وَخَيْرُ الضَّحِيَّة الْكَبْشُ الأَقْرَن. والحُلَل: بُرود اليمن ولا تسمى حُلَّة حَتَّى تَكُونَ ثَوْبَيْنِ، وَقِيلَ ثَوْبَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه رأَى رَجُلًا عَلَيْهِ حُلَّة قَدِ ائتزرَ بأَحدهما وارْتَدى بِالْآخَرِ فَهَذَانِ ثَوْبَانِ؛ وبَعَث عمر إِلى مُعاذ بن عَفْراء بحُلَّة فَبَاعَهَا وَاشْتَرَى بِهَا خَمْسَةَ أَرؤس مِنَ الرَّقِيقِ فأَعتقهم ثُمَّ قَالَ: إِن رَجُلًا آثَرَ قِشْرَتَيْن يَلْبَسُهما عَلَى عِتْق هَؤُلَاءِ لَغَبينُ الرأْي : أَراد بالقِشْرَتَين الثَّوْبَيْنِ؛ قَالَ: والحُلَّة إِزار وَرِدَاءٌ بُرْد أَو غَيْرُهُ وَلَا يُقَالُ لَهَا حُلَّة حَتَّى تَكُونَ مِنْ ثَوْبَيْنِ وَالْجَمْعُ حُلَل وحِلال؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَ الفَتى بالمُسْمِن المُخْتال، ... وَلَا الَّذِي يَرْفُل في الحِلال قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَلْحَلْت بِالنَّاقَةِ إِذا قُلْتُ لَهَا حَلْ، قَالَ: وَهُوَ زَجْر لِلنَّاقَةِ، وحَوْبٌ زَجْر لِلْبَعِيرِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وَقَدْ حَدَوْناها بحَوْبٍ وحَلِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِن حَلْ لَتُوطِئُ النَّاسَ وتُؤْذِي وتَشْغَل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: حَلْ زَجْر لِلنَّاقَةِ إِذا حَثَثْتَها عَلَى السَّيْرِ أَي إِن زَجْرَكَ إِياها عِنْدَ الإِفاضة مِنْ عَرَفَاتٍ يُؤَدِّي إِلى ذَلِكَ مِنَ الإِيذاء والشَّغْل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَسِرْ عَلَى هِينَتِك. حمل: حَمَلَ الشيءَ يَحْمِلُهُ حَمْلًا وحُمْلاناً فَهُوَ مَحْمول وحَمِيل، واحْتَمَلَه؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ عَبَّر عَنِ البَرَّة بالحَمْل، وَعَنِ الفَجْرة بالاحْتِمَال، لأَن حَمْل البَرَّة بالإِضافة إِلى احْتِمَالِ الفَجْرَة أَمر يَسِيرٌ ومُسْتَصْغَر؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ اسْمُهُ: لَها مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: مَا حُمِّلَ البُخْتِيُّ عَامَ غِيَاره، ... عَلَيْهِ الوسوقُ: بُرُّها وشَعِيرُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما حُمِّل فِي مَعْنَى ثُقِّل، وَلِذَلِكَ عَدَّاه بِالْبَاءِ؛ أَلا تَرَاهُ قَالَ بَعْدَ هَذَا: بأَثْقَل مِمَّا كُنْت حَمَّلت خَالِدَا وَفِي الْحَدِيثِ : مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاح فَلَيْسَ مِنَّا أَي مِنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِكَوْنِهِمْ مُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ، فإِن لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَيْهِمْ لإِجل كَوْنِهِمْ مُسْلِمِينَ فَقَدِ اخْتُلِف فِيهِ، فَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَيْسَ مِنَّا أَي لَيْسَ مِثْلَنَا،

وَقِيلَ: لَيْسَ مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا وَلَا عَامِلًا بِسُنَّتِنا، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ وَكَمْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَدَّخِر رِزْقَهَا إِنما تُصْبح فَيَرْزُقُهَا اللَّهُ. والحِمْل: مَا حُمِل، وَالْجَمْعُ أَحْمَال، وحَمَلَه عَلَى الدَّابَّةِ يَحْمِلُه حَمْلًا. والحُمْلان: مَا يُحْمَل عَلَيْهِ مِنَ الدَّواب فِي الهِبَة خَاصَّةً. الأَزهري: وَيَكُونُ الحُمْلان أَجْراً لِمَا يُحْمَل. وحَمَلْت الشيءَ عَلَى ظَهْرِي أَحْمِلُه حَمْلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا ؛ أَي وِزْراً. وحَمَلَه عَلَى الأَمر يَحْمِلُه حَمْلًا فانْحَمَلَ: أَغْراه بِهِ؛ وحَمَّلَه عَلَى الأَمر تَحْمِيلًا وحِمَّالًا فَتَحَمَّلَه تَحَمُّلًا وتِحِمَّالًا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَرادوا فِي الفِعَّال أَن يَجِيئُوا بِهِ عَلَى الإِفْعال فَكَسَرُوا أَوله وأَلحقوا الأَلف قَبْلَ آخِرِ حَرْفٍ فِيهِ، وَلَمْ يُرِيدُوا أَن يُبْدِلوا حَرْفًا مَكَانَ حَرْفٍ كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي أَفْعَل واسْتَفْعَل. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي هَدْم الْكَعْبَةِ وَمَا بَنَى ابنُ الزُّبَيْر مِنْهَا: وَدِدت أَني تَرَكْتُه وَمَا تَحَمَّل مِنَ الإِثم فِي هَدْم الْكَعْبَةِ وَبِنَائِهَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى يَحْمِلْنها يَخُنَّها، والأَمانة هُنَا: الْفَرَائِضُ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَلَى آدَمَ وَالطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ، وَكَذَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ والإِنسان هُنَا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ، وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي الْآيَةِ: إِن حَقِيقَتَهَا، وَاللَّهُ أَعلم، أَن اللَّهَ تَعَالَى ائْتَمَن بَنِي آدَمَ عَلَى مَا افْتَرَضَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ طَاعَتِهِ وأْتَمَنَ السَّمَاوَاتِ والأَرض وَالْجِبَالَ بِقَوْلِهِ: ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ؛ فَعَرَّفنا اللَّهُ تَعَالَى أَن السَّمَاوَاتِ والأَرض لَمْ تَحْمِل الأَمانة أَي أَدَّتْها؛ وَكُلُّ مَنْ خَانَ الأَمانة فَقَدْ حَمَلَها، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَثم فَقَدْ حَمَلَ الإِثْم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ ، الْآيَةَ، فأَعْلم اللهُ تَعَالَى أَن مَنْ بَاءَ بالإِثْم يُسَمَّى حَامِلًا للإِثم والسماواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها، يَعْنِي الأَمانة. وأَدَّيْنَها، وأَداؤها طاعةُ اللَّهِ فِيمَا أَمرها بِهِ والعملُ بِهِ وتركُ الْمَعْصِيَةِ، وحَمَلها الإِنسان، قَالَ الْحَسَنُ: أَراد الْكَافِرَ وَالْمُنَافِقَ حَمَلا الأَمانة أَي خَانَا وَلَمْ يُطِيعا، قَالَ: فَهَذَا الْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، صَحِيحٌ وَمَنْ أَطاع اللَّهَ مِنَ الأَنبياء والصِّدِّيقين وَالْمُؤْمِنِينَ فَلَا يُقَالُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولًا، قَالَ: وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ مَا يَتْلُو هَذَا مِنْ قَوْلُهُ: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ، إِلى آخِرِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً شَرَح مِنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا شَرَحَهُ أَبو إِسحاق؛ قَالَ: وَمِمَّا يُؤَيِّدُ قَوْلَهُ فِي حَمْل الأَمانة إِنه خِيَانَتُها وَتَرْكُ أَدائها قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا أَنت لَمْ تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة، ... وتَحْمِل أُخْرَى، أَفْرَحَتْك الودائعُ أَراد بِقَوْلِهِ وتَحْمِل أُخرى أَي تَخُونها وَلَا تؤَدِّيها، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ أَفْرَحَتْك الْوَدَائِعُ أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات الَّتِي تَخُونُهَا وَلَا تُؤَدِّيها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنَّما عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أُوحيَ إِليه وكُلِّف أَن يُنَبِّه عَلَيْهِ، وَعَلَيْكُمْ أَنتم الاتِّباع. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَا تُنَاظِروهم بِالْقُرْآنِ فإِن الْقُرْآنَ حَمَّال ذُو وُجُوه أَي يُحْمَل عَلَيْهِ كُلُّ تأْويل فيحْتَمِله، وَذُو وُجُوهٍ أَي ذُو مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ. الأَزهري: وَسَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الإِثْم حِمْلًا فَقَالَ: وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذَا قُرْبى ؛ يَقُولُ: وإِن تَدْعُ نَفْسٌ مُثْقَلة بأَوزارها ذَا قَرابة لَهَا إِلى أَن يَحْمِل مِنْ أَوزارها شَيْئًا لَمْ يَحْمِل مِنْ أَوزارها شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ الطِّهَارَةِ: إِذا كَانَ الْمَاءُ

قُلَّتَيْن لَمْ يَحْمِل الخَبَث أَي لَمْ يُظْهِرْهُ وَلَمْ يَغْلب الخَبَثُ عَلَيْهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ فُلَانٌ يَحْمِل غَضَبه «1» أَي لَا يُظْهِره؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَعْنَى أَن الْمَاءَ لَا يَنْجُسُ بِوُقُوعِ الْخَبَثِ فِيهِ إِذا كَانَ قُلَّتَين، وَقِيلَ: مَعْنَى لَمْ يَحْمل خَبَثًا أَنه يَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَحْمِل الضَّيْم إِذا كَانَ يأْباه وَيَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه إِذا كَانَ قُلَّتَين لَمْ يَحْتَمِل أَن يَقَعَ فِيهِ نَجَاسَةٌ لأَنه يَنْجُسُ بِوُقُوعِ الْخَبَثِ فِيهِ، فَيَكُونُ عَلَى الأَول قَدْ قَصَدَ أَوَّل مَقَادِيرِ الْمِيَاهِ الَّتِي لَا تَنْجُسُ بِوُقُوعِ النَّجَاسَةِ فِيهَا، وَهُوَ مَا بَلَغَ القُلَّتين فَصَاعِدًا، وَعَلَى الثَّانِي قَصْدُ آخِرِ الْمِيَاهِ الَّتِي تَنْجُسُ بِوُقُوعِ النَّجَاسَةِ فِيهَا، وَهُوَ مَا انْتَهَى فِي القلَّة إِلى القُلَّتَين، قَالَ: والأَول هُوَ الْقَوْلُ، وَبِهِ قَالَ مَنْ ذَهَبَ إِلى تَحْدِيدِ الْمَاءِ بالقُلَّتَيْن، فأَما الثَّانِي فَلَا. واحْتَمَلَ الصَّنِيعَةَ: تَقَلَّدها وَشَكَرها، وكُلُّه مِنَ الحَمْل. وحَمَلَ فُلَانًا وتَحَمَّلَ بِهِ وَعَلَيْهِ «2» فِي الشَّفَاعَةِ وَالْحَاجَةِ: اعْتَمد. والمَحْمِل، بِفَتْحِ الْمِيمِ: المُعْتَمَد، يُقَالُ: مَا عَلَيْهِ مَحْمِل، مِثْلَ مَجْلِس، أَي مُعْتَمَد. وَفِي حَدِيثِ قَيْسٍ: تَحَمَّلْت بعَليّ عَلَى عُثْمان فِي أَمر أَي اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِليه. وتَحامل فِي الأَمر وَبِهِ: تَكَلَّفه عَلَى مَشَقَّةٍ وإِعْياءٍ. وتَحَامَلَ عَلَيْهِ: كَلَّفَه مَا لَا يُطِيق. واسْتَحْمَلَه نَفْسَه: حَمَّله حَوَائِجَهُ وأُموره؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَمَنْ لَا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه، ... وَلَا يُغْنِها يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ، يُسْأَم وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا أَمَرَنا بِالصَّدَقَةِ انْطَلَقَ أَحَدُنا إِلى السُّوقِ فَتَحَامَلَ أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب مَا يتصدَّق بِهِ. وتَحَامَلْت الشيءَ: تَكَلَّفته عَلَى مَشَقَّة. وتَحامَلْت عَلَى نَفْسِي إِذا تَكَلَّفت الشيءَ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا أَي نَحْمِل لِمَنْ يَحْمِل لَنَا، مِنَ المُفاعَلَة، أَو هُوَ مِنَ التَّحامُل. وَفِي حَدِيثِ الفَرَع والعَتِيرة: إِذا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْته فَتَصَدَّقت بِهِ أَي قَوِيَ عَلَى الحَمْل وأَطاقه، وَهُوَ اسْتَفْعل مِنَ الحَمْل؛ وَقَوْلُ يَزِيدُ بْنُ الأَعور الشَّنِّي: مُسْتَحْمِلًا أَعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى يُرِيدُ مُسْتَحْمِلًا سَناماً أَعْرَف عَظِيماً. وَشَهْرٌ مُسْتَحْمِل: يَحْمِل أَهْلَه فِي مَشَقَّةٍ لَا يَكُونُ كَمَا يَنْبَغِي أَن يَكُونَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذا نَحَر هِلال شَمالًا «3» كَانَ شَهْرًا مُسْتَحْمِلًا. وَمَا عَلَيْهِ مَحْمِل أَي مَوْضِعٌ لِتَحْمِيلِ الْحَوَائِجِ. وَمَا عَلَى الْبَعِيرِ مَحْمِل مِنْ ثِقَل الحِمْل. وحَمَلَ عَنْهُ: حَلُم. ورَجُل حَمُول: صاحِب حِلْم. والحَمْل، بِالْفَتْحِ: مَا يُحْمَل فِي الْبَطْنِ مِنَ الأَولاد فِي جَمِيعِ الْحَيَوَانِ، وَالْجَمْعُ حِمَال وأَحْمَال. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَ . وحَمَلْت المرْأَةُ والشجرةُ تَحْمِلُ حَمْلًا: عَلِقَت. وَفِي التَّنْزِيلِ: حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: حَمَلَتْه وَلَا يُقَالُ حَمَلَتْ بِهِ إِلَّا أَنه كَثُرَ حَمَلَتِ المرأَة بِوَلَدِهَا؛ وأَنشد لأَبي كَبِيرٍ الهذلي: حَمَلَتْ بِهِ، فِي لَيْلَةٍ، مَزْؤُودةً ... كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لَمْ يُحْلَل وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَمَلَتْهُ أُمُّه كَرْهاً ، وكأَنه

_ (1). قوله [فلان يحمل غضبه إلخ] هكذا في الأصل ومثله في النهاية، ولعل المناسب لا يحمل أو يظهر، بإسقاط لا (2). قوله [وتَحَمَّلَ به وعليه] عبارة الأَساس: وتَحَمَّلْتُ بفلان على فلان أَيِ اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِليه (3). قوله [نحر هلال شمالًا] عبارة الأَساس: نحر هلالًا شمال

إِنما جَازَ حَمَلَتْ بِهِ لَمَا كَانَ فِي مَعْنَى عَلِقَت بِهِ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ، لَمَا كَانَ فِي مَعْنَى الإِفضاء عُدِّي بإِلى. وامرأَة حَامِل وحَامِلَة، عَلَى النَّسَبِ وَعَلَى الْفِعْلِ. الأَزهري: امرأَة حَامِل وحَامِلَة إِذا كَانَتْ حُبْلى. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا كَانَ فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ حَسَّانَ وَيُرْوَى لِخَالِدِ بْنِ حَقٍّ: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنى، ولِكُلِّ حَامِلَة تَمام فَمَنْ قَالَ حَامِل، بِغَيْرِ هَاءٍ، قَالَ هَذَا نَعْتٌ لَا يَكُونُ إِلا لِلْمُؤَنَّثِ، وَمَنْ قَالَ حَامِلَة بَنَاهُ عَلَى حَمَلَتْ فَهِيَ حَامِلَة، فإِذا حَمَلَتْ المرأَةُ شَيْئًا عَلَى ظَهْرِهَا أَو عَلَى رأْسها فَهِيَ حَامِلَة لَا غَيْرَ، لأَن الْهَاءَ إِنما تَلْحَقُ لِلْفَرْقِ فأَما مَا لَا يَكُونُ لِلْمُذَكَّرِ فَقَدِ اسْتُغني فِيهِ عَنْ عَلَامَةِ التأْنيث، فإِن أُتي بِهَا فإِنما هُوَ عَلَى الأَصل، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهل الْكُوفَةِ، وأَما أَهل الْبَصْرَةِ فإِنهم يَقُولُونَ هَذَا غَيْرُ مُسْتَمِرٍّ لأَن الْعَرَبَ قَالَتْ رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم، وَرَجُلٌ عَانِسٌ وامرأَة عَانِسٌ، عَلَى الِاشْتِرَاكِ، وَقَالُوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة مُجْرِية، مَعَ غَيْرِ الِاشْتِرَاكِ، قَالُوا: وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ قَوْلُهُمْ حَامِل وَطَالِقٌ وَحَائِضٌ وأَشباه ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي لَا عَلَامَةَ فِيهَا للتأْنيث، فإِنما هِيَ أَوْصاف مُذَكَّرة وُصِفَ بِهَا الإِناث، كَمَا أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة أَوصاف مُؤَنَّثَةٌ وُصِفَ بِهَا الذُّكْران؛ وَقَالُوا: حَمَلَتِ الشاةُ والسَّبُعة وَذَلِكَ فِي أَول حَمْلِها، عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَحْدَهُ. والحَمْل: ثَمَرُ الشَّجَرَةِ، وَالْكَسْرُ فِيهِ لُغَةٌ، وشَجَر حَامِلٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا ظَهر مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ فَهُوَ حِمْل، وَمَا بَطَن فَهُوَ حَمْل، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا ظَهَرَ، وَلَمْ يُقَيِّده بِقَوْلِهِ مِنْ حَمْل الشَّجَرَةِ وَلَا غَيْرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الحَمْل مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَو عَلَى رأْس شَجَرَةٍ، وَجَمْعُهُ أَحْمَال. والحِمْل بِالْكَسْرِ: مَا حُمِل عَلَى ظَهْرٍ أَو رأْس، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ مَا كَانَ لَازِمًا لِلشَّيْءِ فَهُوَ حَمْل، وَمَا كَانَ بَائِنًا فَهُوَ حِمْل؛ قَالَ: وَجَمْعُ الحِمْل أَحْمَال وحُمُول؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَجَمْعُ الحَمْلِ حِمَال. وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ: هَذَا الحِمَال لَا حِمَال خَيْبَر ، يَعْنِي ثَمَرَ الْجَنَّةِ أَنه لَا يَنْفَد. ابْنُ الأَثير: الحِمَال، بِالْكَسْرِ، مِنَ الحَمْل، وَالَّذِي يُحْمَل مِنْ خَيْبَرَ هُوَ التَّمْرُ أَي أَن هَذَا فِي الْآخِرَةِ أَفضل مِنْ ذَاكَ وأَحمد عَاقِبَةً كأَنه جَمْعُ حِمْل أَو حَمْل، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرَ حَمَلَ أَو حَامَلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: فأَيْنَ الحِمَال؟ يُرِيدُ مَنْفَعَةَ الحَمْل وكِفايته، وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ بالحَمْل الَّذِي هُوَ الضَّمَانُ. وَشَجَرَةٌ حَامِلَة: ذَاتُ حَمْل. التَّهْذِيبُ: حَمْل الشَّجَرِ وحِمْله. وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَن حَمْل الشَّجَرِ فِيهِ لُغَتَانِ: الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما حَمْل البَطْن فَلَا خِلَافَ فِيهِ أَنه بِفَتْحِ الْحَاءِ، وأَما حَمْل الشَّجَرِ فَفِيهِ خِلَافٌ، مِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهُ تَشْبِيهًا بحَمْل الْبَطْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُهُ يُشْبِهُهُ بِمَا يُحْمل عَلَى الرأْس، فكلُّ مُتَّصِلٍ حَمْل وكلُّ مُنْفَصِلٍ حِمْل، فحَمْل الشَّجَرَةِ مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لِاتِّصَالِهِ، فَلِهَذَا فُتِح، وَهُوَ يُشْبه حَمْل الشَّيْءِ عَلَى الرأْس لبُروزه وَلَيْسَ مستبِطناً كَحَمْل المرأَة، قال: وجمع الحَمْل أَحْمَال؛ وَذَكَرَ ابْنُ الأَعرابي أَنه يُجْمَعُ أَيضاً عَلَى حِمَال مِثْلَ كَلْبٍ وَكِلَابٍ. والحَمَّال: حامِل الأَحْمال، وحِرْفته الحِمَالَة. وأَحْمَلْتُهُ أَي أَعَنْته عَلَى الحَمل، والحَمَلَة جَمْعُ الحَامِل، يُقَالُ: هُمْ حَمَلَة الْعَرْشِ وحَمَلَة الْقُرْآنِ. وحَمِيل السَّيْل: مَا يَحْمِل مِنَ الغُثاء وَالطِّينِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ فِي وَصْفِ قَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ: فَيُلْقَون فِي نَهَرٍ

فِي الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُون كَمَا تَنْبُت الحِبَّة فِي حَمِيل السَّيْل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَا يَجِيءُ بِهِ السَّيْلُ، فَعيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، فإِذا اتَّفَقَتْ فِيهِ حِبَّة واستقرَّت عَلَى شَطِّ مجرَى السَّيْلِ فإِنها تَنْبُتُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فشُبِّه بِهَا سُرْعَةُ عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بَعْدَ إِحراق النَّارِ لَهَا؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّة فِي حَمَائِل السَّيْلِ ، وَهُوَ جَمْعُ حَمِيل. والحَوْمل: السَّيْل الصَّافِي؛ عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد: مُسَلْسَلة المَتْنَيْن لَيْسَتْ بَشَيْنَة، ... كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط: الدَّوِيل الأَسود مِنْهُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَمِيل بَطْن السَّيْلِ وَهُوَ لَا يُنْبِت، وَكُلُّ مَحْمول فَهُوَ حَمِيل. والحَمِيل: الَّذِي يُحْمَل مِنْ بَلَدِهِ صَغِيراً وَلَمْ يُولَد فِي الإِسلام؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي كِتَابِهِ إِلى شُرَيْح: الحَمِيل لَا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة ؛ سُمِّي حَميلًا لأَنه يُحْمَل صَغِيرًا مِنْ بِلَادِ الْعَدُوِّ وَلَمْ يُولَدْ فِي الإِسلام، وَيُقَالُ: بَلْ سُمِّي حَمِيلًا لأَنه مَحْمُولُ النَّسَبِ، وَذَلِكَ أَن يَقُولَ الرَّجُلُ لإِنسان: هَذَا أَخي أَو ابْنِي، لِيَزْوِي ميراثَه عَنْ مَوالِيه فَلَا يُصَدَّق إِلَّا ببيِّنة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَمِيل الْوَلَدُ فِي بَطْنِ أُمه إِذا أُخِذَت مِنْ أَرض الشِّرْكِ إِلى بِلَادِ الإِسلام فَلَا يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة. والحَمِيل: الْمَنْبُوذُ يحْمِله قَوْمٌ فيُرَبُّونه. والحَمِيل: الدَّعِيُّ؛ قَالَ الكُميت يُعَاتِبُ قُضاعة فِي تَحوُّلهم إِلى الْيَمَنِ بِنَسَبِهِمْ: عَلامَ نَزَلْتُمُ مِنْ غَيْرِ فَقْر، ... وَلَا ضَرَّاءَ، مَنْزِلَة الحَمِيل؟ والحَمِيل: الغَريب. والحِمَالَة، بِكَسْرِ الْحَاءِ، والحَمِيلَة: عِلاقة السَّيف وَهُوَ المِحْمَل مِثْلَ المِرْجَل، قَالَ: عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي وَهُوَ السَّيْر الَّذِي يُقَلَّده المُتَقَلِّد؛ وَقَدْ سَمَّاهُ «1» ذُو الرُّمَّةِ عِرْق الشَّجَر فَقَالَ: تَوَخَّاه بالأَظلاف، حَتَّى كأَنَّما ... يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عَنْ مَتْنِ مِحْمَل وَالْجَمْعُ الحَمَائِل. وَقَالَ الأَصمعي: حَمَائِل السَّيْفِ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وإِنما وَاحِدُهَا مِحْمَل؛ التَّهْذِيبُ: جَمْعُ الحِمَالَة حَمَائِل، وَجَمْعُ المِحْمَل مَحَامِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَرَّتْ دُموعُك فَوْقَ ظَهْرِ المِحْمَل وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِمَالَة لِلْقَوْسِ بِمَنْزِلَتِهَا لِلسَّيْفِ يُلْقيها المُتَنَكِّب فِي مَنْكِبه الأَيمن وَيُخْرِجُ يَدَهُ الْيُسْرَى مِنْهَا فَيَكُونُ الْقَوْسُ فِي ظَهْرِهِ. والمَحْمِل: وَاحِدُ مَحَامِل الحَجَّاج «2». قَالَ الرَّاجِزُ: أَوَّل عَبْد عَمِل المَحَامِلا والمِحْمَل: الَّذِي يُرْكَبُ عَلَيْهِ، بِكَسْرِ الْمِيمِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المِحْمَل شِقَّانِ عَلَى الْبَعِيرِ يُحْمَل فِيهِمَا العَدِيلانِ. والمِحْمَل والحَامِلَة: الزَّبِيل الَّذِي يُحْمَل فِيهِ العِنَب إِلى الجَرين. واحْتَمَلَ القومُ وتَحَمَّلُوا: ذَهَبُوا وارتحلوا.

_ (1). قوله: سمَّاه؛ هكذا في الأَصل، ولعله أراد سمى به عرقَ الشجر (2). قوله [والمَحْمِل وَاحِدُ مَحَامِل الْحَجَّاجِ] ضبطه في القاموس كمجلس، وقال شارحه: ضبط في نسخ المحكم كمنبر وعليه علامة الصحة، وعبارة المصباح: والمحمل وزان مجلس الهودج ويجوز محمل وزان مقود. وقوله [الحجاج] قال شارح القاموس: ابن يوسف الثقفي أول من اتخذها، وتمام البيت: أخزاه ربي عاجلًا وآجلا

والحَمُولَة، بِالْفَتْحِ: الإِبل الَّتِي تَحْمِل. ابْنُ سِيدَهْ: الحَمُولَة كُلُّ مَا احْتَمَل عَلَيْهِ الحَيُّ مِنْ بَعِيرٍ أَو حِمَارٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَيْهَا أَثقال أَو لَمْ تَكُنْ، وفَعُول تَدْخُلُهُ الْهَاءُ إِذا كَانَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الْحُمُرِ الأَهلية، قِيلَ: لأَنها حَمُولَة النَّاسِ ؛ الحَمُولَة، بِالْفَتْحِ، مَا يَحْتَمِل عَلَيْهِ الناسُ مِنَ الدَّوَابِّ سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَيْهَا الأَحمال أَو لَمْ تَكُنْ كالرَّكُوبة. وَفِي حَدِيثِ قَطَن: والحَمُولَة الْمَائِرَةُ لَهُمْ لاغِية أَي الإِبل الَّتِي تَحْمِل المِيرَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً ؛ يَكُونُ ذَلِكَ لِلْوَاحِدِ فَمَا فَوْقَهُ. والحُمُول والحُمُولَة، بِالضَّمِّ: الأَجمال الَّتِي عَلَيْهَا الأَثقال خَاصَّةً. والحُمُولة: الأَحمال «1» بأَعيانها. الأَزهري: الحُمُولَة الأَثقال. والحَمُولة: مَا أَطاق العَمل والحَمْل. والفَرْشُ: الصِّغار. أَبو الْهَيْثَمِ: الحَمُولة مِنَ الإِبل الَّتِي تَحْمِل الأَحمال عَلَى ظُهُورِهَا، بِفَتْحِ الْحَاءِ، والحُمُولة، بِضَمِّ الْحَاءِ: الأَحمال الَّتِي تُحْمَل عَلَيْهَا، وَاحِدُهَا حِمْل وأَحْمَال وحُمُول وحُمُولَة، قَالَ: فأَما الحُمُر والبِغال فَلَا تَدْخُلُ فِي الحَمُولة. والحُمُول: الإِبل وَمَا عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَانَتْ لَهُ حُمُولَة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رَمَضَانَ حَيْثُ أَدركه ؛ الحُمُولة، بِالضَّمِّ: الأَحمال، يَعْنِي أَنه يَكُونُ صَاحِبَ أَحمال يُسَافِرُ بِهَا. والحُمُول، بِالضَّمِّ بِلَا هَاءٍ: الهَوادِج كَانَ فِيهَا النِّسَاءُ أَو لَمْ يَكُنْ، وَاحِدُهَا حِمْل، وَلَا يُقَالُ حُمُول مِنَ الإِبل إِلّا لِمَا عَلَيْهِ الهَوادِج، والحُمُولَة والحُمُول وَاحِدٌ؛ وأَنشد: أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها والحُمُول أَيضاً: مَا يَكُونُ عَلَى الْبَعِيرِ. اللَّيْثُ: الحَمُولة الإِبل الَّتِي تُحْمَل عَلَيْهَا الأَثقال. والحُمُول: الإِبل بأَثقالها؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: أَصاح تَرَى، وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ، ... حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ وَقَالَ أَيضاً: تَخالُ بِهِ رَاعِيَ الحَمُولَة طَائِرًا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الحُمُول الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَو لَمْ يَكُنِ: الأَصل فِيهَا الأَحْمَال ثُمَّ يُتَّسَع فِيهَا فتُوقَع عَلَى الإِبل الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: يَا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً، ... كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ شَبَّه الإِبل بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الْهَوَادِجِ بِالنَّخْلِ الَّذِي أَزهى؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الأَحْمَال وَجَعَلَهَا كالحُمُول: مَا اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحْمَال، ... مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ: ذَلِكَ مَا دِينُك إِذ جُنِّبَتْ ... أَحْمَالُها، كالبُكُر المُبْتِل عِيرٌ عَلَيْهِنَّ كِنانِيَّةٌ، ... جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل فأَبدل عِيراً مِنْ أَحمالها؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي الحُمُول أَيضاً: وحَدِّثْ بأَن زَالَتْ بَلَيْلٍ حُمُولُهم، ... كنَخْل مِنَ الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق

_ (1). قوله [والحُمُولَة الأَحمال] قال شارح القاموس: ضبطه الصاغاني والجوهري بالضم ومثله في المحكم، ومقتضى صنيع القاموس أنه بالفتح

قَالَ: وَتَنْطَلِقُ الحُمُول أَيضاً عَلَى النِّسَاءِ المُتَحَمِّلات كَقَوْلِ مُعَقِّر: أَمِنْ آلِ شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ، ... مَعَ الصُّبْحِ، قَدْ زَالَتْ بِهِنَّ الأَباعِرُ؟ وَقَالَ آخَرُ: أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم، ... مَا أَقْرَبَ المَلْسُوع مِنْهُ الدَّاءُ وَقَوْلُ أَوس: وَكَانَ لَهُ العَيْنُ المُتاحُ حُمُولَة فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ مِنْ ذَلِكَ. وأَحْمَلَه الحِمْل: أَعانه عَلَيْهِ، وحَمَّلَه: فَعَل ذَلِكَ بِهِ. وَيَجِيءُ الرجلُ إِلى الرَّجُلِ إِذا انْقُطِع بِهِ فِي سَفَرٍ فَيَقُولُ لَهُ: احْمِلْني فَقَدْ أُبْدِع بِي أَي أَعْطِني ظَهْراً أَركبه، وإِذا قَالَ الرَّجُلُ أَحْمِلْني، بِقَطْعِ الأَلف، فَمَعْنَاهُ أَعنِّي عَلَى حَمْل مَا أَحْمِله. وَنَاقَةٌ مُحَمَّلَة: مُثْقَلة. والحَمَالة، بِالْفَتْحِ: الدِّيَة والغَرامة الَّتِي يَحْمِلها قَوْمٌ عَنْ قَوْمٍ، وَقَدْ تُطْرَحُ مِنْهَا الْهَاءُ. وتَحَمَّلَ الحَمَالَة أَي حَمَلَها. الأَصمعي: الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عَنِ الْقَوْمِ ونَحْو ذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ، وَيُقَالُ أَيضاً حَمَال؛ قَالَ الأَعشَى: فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْدِ، ... عَظِيمُ النَّدَى، كَثِير الحَمَال وَرَجُلٌ حَمَّال: يَحْمِل الكَلَّ عَنِ النَّاسِ. الأَزهري: الحَمِيل الكَفِيل. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَمِيل غارِمٌ ؛ هُوَ الْكَفِيلُ أَي الكَفِيل ضَامِنٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ لَا يَرى بأْساً فِي السَّلَم بالحَمِيل أَي الْكَفِيلِ. الْكِسَائِيُّ: حَمَلْت بِهِ حَمَالة كَفَلْت بِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لِثَلَاثَةٍ، ذَكَرَ مِنْهُمْ رَجُلٌ تَحَمَّل حَمالة عَنْ قَوْمٍ ؛ هِيَ بِالْفَتْحِ مَا يَتَحَمَّله الإِنسان عَنْ غَيْرِهِ مِنْ دِيَة أَو غَرامة مِثْلَ أَن تَقَعَ حَرْب بَيْنَ فَرِيقين تُسْفَك فِيهَا الدِّمَاءُ، فَيَدْخُلُ بَيْنَهُمْ رَجُلٌ يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن، والتَّحَمُّل: أَن يَحْمِلها عَنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ويسأَل النَّاسَ فِيهَا. وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمَالَة؛ سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كَثِيرَةٍ فسأَل فِيهَا وأَدَّاها. والحَوامِل: الأَرجُل. وحَوامِل القَدَم وَالذِّرَاعِ: عَصَبُها، وَاحِدَتُهَا حَامِلَة. ومَحامِل الذَّكَرِ وحَمَائِلُه: العروقُ الَّتِي فِي أَصله وجِلْدُه؛ وَبِهِ فسَّر الهَرَوي قَوْلَهُ فِي حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ: يُضْغَط الْمُؤْمِنُ فِي هَذَا، يُرِيدُ الْقَبْرَ، ضَغْطَة تَزُول مِنْهَا حَمَائِلُه ؛ وَقِيلَ: هِيَ عُرُوقٌ أُنْثَييه، قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ مَوْضِعُ حَمَائِل السَّيْفِ أَي عَوَاتِقُهُ وأَضلاعه وَصَدْرُهُ. وحَمَلَ بِهِ حَمَالَة: كَفَل. يُقَالُ: حَمَلَ فُلَانٌ الحِقْدَ عَلَى نَفْسِهِ إِذا أَكنه فِي نَفْسِهِ واضْطَغَنَه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ: قَدِ احتُمِلَ وأُقِلَّ؛ قَالَ الأَصمَعي فِي الْغَضَبِ: غَضِب فُلَانٌ حَتَّى احتُمِلَ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَحْلُم عَمَّنْ يَسُبُّه: قَدِ احْتُمِلَ، فَهُوَ مُحْتَمَل؛ وَقَالَ الأَزهري فِي قول الجَعْدي: كلبابى حس ما مَسَّهُ، ... وأَفانِين فُؤَادٍ مُحْتَمَل» . أَي مُسْتَخَفٍّ مِنَ النَّشَاطِ، وَقِيلَ غَضْبَانُ، وأَفانِين فُؤَادٍ: ضُروبُ نَشَاطِهِ. واحْتُمِل الرَّجُلُ: غَضِب. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: احْتُمِل إِذا غَضِبَ، وَيَكُونُ

_ (2). قوله [كلبابى إلخ] هكذا في الأَصل من غير نقط ولا ضبط

بِمَعْنَى حَلُم. وحَمَلْت بِهِ حَمَالة أَي كَفَلْت، وحَمَلْت إِدْلاله واحْتَمَلْت بِمَعْنًى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَدَلَّتْ فَلَمْ أَحْمِل، وَقَالَتْ فَلَمْ أُجِبْ، ... لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم والمُحَامِل: الَّذِي يَقْدِر عَلَى جَوَابِكَ فَيَدَعُه إِبقاء عَلَى مَوَدَّتِك، والمُجامِل: الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى جَوَابِكَ فَيَتْرُكُهُ ويَحْقِد عَلَيْكَ إِلى وَقْتٍ مَا. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَحْمِل أَي يَظْهَرُ غَضَبُهُ. والمُحْمِل مِنَ النِّسَاءِ والإِبل: الَّتِي يَنْزِل لبنُها مِنْ غَيْرِ حَبَل، وَقَدْ أَحْمَلَت. والحَمَل: الخَرُوف، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ وَلَدِ الضأْن الجَذَع فَمَا دُونَهُ، وَالْجَمْعُ حُمْلان وأَحْمَال، وَبِهِ سُمِّيت الأَحْمَال، وَهِيَ بُطُونٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. والحَمَل: السَّحَابُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. والحَمَل: بُرْج مِنْ بُروج السَّمَاءِ، هُوَ أَوَّل الْبُرُوجِ أَوَّلُه الشَّرَطانِ وَهُمَا قَرْنا الحَمَل، ثُمَّ البُطَين ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ، ثُمَّ الثُّرَيَّا وَهِيَ أَلْيَة الحَمَل، هَذِهِ النُّجُومُ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ تُسَمَّى حَمَلًا؛ قُلْتُ: وَهَذِهِ الْمَنَازِلُ وَالْبُرُوجُ قَدِ انْتَقَلَتْ، والحَمَل فِي عَصْرِنَا هَذَا أَوَّله مِنْ أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ تَحْرِيرِ دَرَجه وَدَقَائِقِهِ. الْمُحْكَمُ: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ هَذَا حَمَلُ طَالِعًا، تَحْذِف مِنْهُ الأَلف وَاللَّامَ وأَنت تُرِيدُهَا، وتُبْقِي الِاسْمَ عَلَى تَعْرِيفِهِ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ أَسماء الْبُرُوجِ لَكَ أَن تُثْبِت فِيهَا الأَلف وَاللَّامَ وَلَكَ أَن تَحْذِفَهَا وأَنت تَنْويها، فتُبْقِي الأَسماء عَلَى تَعْرِيفِهَا الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ. والحَمَل: النَّوْءُ، قَالَ: وَهُوَ الطَّلِيُّ. يُقَالُ: مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء الطَّلِيِّ؛ وَقَوْلُ المتنخِّل الْهُذَلِيُّ: كالسُّحُل البِيضِ، جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل فُسِّر بِالسَّحَابِ الْكَثِيرِ الْمَاءِ، وفُسِّر بِالْبُرُوجِ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ النِّجاء: السَّحَابُ الَّذِي نَشَأَ فِي نَوْءِ الحَمَل، قَالَ: وَقِيلَ فِي الحَمَل إِنه الْمَطَرُ الَّذِي يَكُونُ بنَوْءِ الحَمَل، وَقِيلَ: النِّجاء السَّحَابُ الَّذِي هَرَاق مَاءَهُ، وَاحِدُهُ نَجْوٌ، شَبَّه الْبَقَرَ فِي بَيَاضِهَا بالسُّحُل، وَهِيَ الثِّيَابُ الْبِيضُ، وَاحِدُهَا سَحْل؛ والأَسْوَل: المُسْتَرْخِي أَسفل الْبَطْنِ، شَبَّه السَّحَابَ الْمُسْتَرْخِيَ بِهِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الحَمَل هَاهُنَا السَّحَابُ الأَسود وَيُقَوِّي قَوْلَهُ كَوْنُهُ وَصَفَهُ بالأَسْوَل وَهُوَ الْمُسْتَرْخِي، وَلَا يُوصَفُ النَّجْو بِذَلِكَ، وإِنما أَضاف النِّجَاء إِلى الحَمَل، والنِّجاءُ: السحابُ لأَنه نَوْعٌ مِنْهُ كَمَا تَقُولُ حَشَف التَّمْرُ لأَن الحَشَف نَوْعٌ مِنْهُ. وحَمَلَ عَلَيْهِ فِي الحَرْب حَمْلة، وحَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلة مُنْكَرة، وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة، وحَمَلْت عَلَى بَنِي فُلَانٍ إِذا أَرَّشْتَ بَيْنَهُمْ. وحَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ فِي السَّيْر أَي جَهَدَها فِيهِ. وحَمَّلْتُه الرِّسَالَةَ أَي كلَّفته حَمْلَها. واسْتَحْمَلته: سأَلته أَن يَحْمِلني. وَفِي حَدِيثِ تَبُوكَ: قَالَ أَبو مُوسَى أَرسلني أَصحابي إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْأَله الحُمْلان ؛ هُوَ مَصْدَرُ حَمَلَ يَحْمِلُ حُمْلاناً، وَذَلِكَ أَنهم أَنفذوه يَطْلُبُونَ شَيْئًا يَرْكَبُونَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ تَمَامُ الْحَدِيثِ : قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنا حَمَلْتُكم وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلكم ، أَراد إِفْرادَ اللَّهِ بالمَنِّ عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: أَراد لَمَّا سَاقَ اللَّهُ إِليه هَذِهِ الإِبل وَقْتَ حَاجَتِهِمْ كَانَ هُوَ الْحَامِلَ لَهُمْ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: كَانَ نَاسِيًا لِيَمِينِهِ أَنه لَا يَحْمِلهم فَلَمَّا أَمَر لَهُمْ بالإِبل قَالَ: مَا أَنا حَمَلْتكم وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكم، كَمَا قَالَ لِلصَّائِمِ الَّذِي أَفطر نَاسِيًا: اللَّهُ أَطْعَمَك وسَقاك.

وتَحَامَلَ عَلَيْهِ أَي مَالَ، والمُتَحَامَلُ قَدْ يَكُونُ مَوْضِعًا وَمَصْدَرًا، تَقُولُ فِي الْمَكَانِ هَذَا مُتَحَامَلُنا، وَتَقُولُ فِي الْمَصْدَرِ مَا فِي فُلَانٍ مُتَحَامَل أَي تَحامُل؛ والأَحْمَالُ فِي قَوْلِ جَرِيرٍ: أَبَنِي قُفَيْرَةَ، مَنْ يُوَرِّعُ وِرْدَنا، ... أَم مَنْ يَقوم لشَدَّة الأَحْمال؟ قومٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوع هُمْ ثَعْلَبَةُ وَعَمْرٌو والحرث. يُقَالُ: وَرَّعْت الإِبلَ عَنِ الْمَاءِ رَدَدْتها، وقُفَيْرة: جَدَّة الفَرَزْدَق «1» أُمّ صَعْصَعة بْنِ ناجِية بْنِ عِقَال. وحَمَلٌ: مَوْضِعٌ بالشأْم. الأَزهري: حَمَل اسْمُ جَبَل بِعَيْنِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل قَالَ: حَمل اسْمُ جَبَلٍ فِيهِ جَبَلان يُقَالُ لَهُمَا طِمِرَّان؛ وَقَالَ: كأَنَّها، وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان، ... ضَمَّهُمَا مِنْ حَمَلٍ طِمِرَّان، صَعْبان عَنْ شَمائلٍ وأَيمان قَالَ الأَزهري: ورأَيت بِالْبَادِيَةِ حَمَلًا ذَلُولًا اسْمُهُ حَمال. وحَوْمَل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: مِنَ الطَّاويات، خِلال الغَضَا، ... بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ إِنما صَرَفه ضَرُورَةً. وحَوْمَل: اسْمُ امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل، يُقَالُ: أَجْوَع مِنْ كَلْبة حَوْمَل. والمَحْمُولة: حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن لَيْسَ فِي الحِنْطة أَكبر مِنْهَا حَبًّا وَلَا أَضخم سُنْبُلًا، وَهِيَ كَثِيرَةُ الرَّيْع غَيْرَ أَنها لَا تُحْمَد فِي اللَّوْنِ وَلَا فِي الطَّعْم؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَدْ سَمَّتْ حَمَلًا وحُمَيلًا. وَبَنُو حُمَيْل: بَطْن؛ وَقَوْلُهُمْ: ضَحِّ قَلِيلًا يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل إِنما يَعْنِي بِهِ حَمَل بْنَ بَدْر. والحِمَالة: فَرَس طُلَيْحَة بْنِ خُوَيلِد الأَسدي؛ وَقَالَ يَذْكُرُهَا: عَوَيْتُ لَهُمْ صَدْرَ الحِمَالة، إِنَّها ... مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ فَيوْماً تَراها فِي الجِلال مَصُونَةً، ... ويَوْماً تَرَاهَا غيرَ ذاتِ جِلال قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لَهَا الحِمَالَة الصُّغْرَى، وأَما الحِمَالة الْكُبْرَى فَهِيَ لِبَنِي سُلَيْم؛ وَفِيهَا يَقُولُ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاس: أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ، فَقَدْ ... أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل حمظل: الحَمْظَل: الحَنْظَل مِيمُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ نُونِ حَنْظَل. وحَمْظَل الرَّجلُ إِذا جَنَى الحَنْظَل، وَهُوَ الْحَمْظَلُ؛ ذَكَرَهُ ابن الأَعرابي. حنبل: الحَنْبَل: الْقَصِيرُ الضَّخْم الْبَطْنِ، وَهُوَ أَيضاً الخُفُّ الخَلَق، وَقِيلَ: الفرْوُ الخَلَق، وأَطلقه بَعْضُهُمْ فَقَالَ هُوَ الفَرْو. والحَنْبَل والحِنْبَالة: الْبَحْرُ. والحَنْبَل والحِنْبَال والحِنْبَالة: الْقَصِيرُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. والحُنْبُل: طَلْعُ أُمّ غَيْلان؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ أَبو

_ (1). قوله [وقفيرة جدّة الفرزدق] تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه

حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابي مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: الحُنْبُل ثَمَر الْغَافِ وَهِيَ حُبْلة كَقُرُونِ الباقِلَّى، وَفِيهِ حَبٌّ، فإِذا جَفَّ كُسِر ورُمِيَ بحَبِّه الظَّاهِرِ وصُنِع مِمَّا تَحْتَهُ سَوِيق مِثْلَ سَوِيق النَّبِق إِلا أَنه دُونَهُ فِي الْحَلَاوَةِ. والحَنْبَل: اسْمُ رَجُلٍ. والحِنْبَال والحِنْبَالة: الْكَثِيرُ الْكَلَامِ. وحَنْبَل الرجلُ إِذا أَكثر مِنْ أَكل الحُنْبُل، وَهُوَ اللُّوبِيَاء. ابْنُ بَرِّيٍّ: والحَنْبَل مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ ولِينَةَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فأَصبحت والمَلْقَى وَرَائِي وحَنْبَل، ... وَمَا فَتَرَتْ حَتَّى حَدَا النَّجْمَ غارِبُه حنتل: مَا لِي عَنْهُ حُنْتَأْلٌ، بِهَمْزَةٍ مُسَكَّنَةٍ، أَي مَا لِي مِنْهُ بُدٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا وَجَدْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِي كِتَابِ الْعَيْنِ فِي بَابِ الْخُمَاسِيِّ، وَهِيَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ رُبَاعِيَّةٌ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ جُرْدَحْل، قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَصح مَا تُحُرِّرَ بِهِ أَنواع التَّصَارِيفِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ مَا أَجد مِنْهُ حُنْتَالًا أَي بُدًّا، بِلَا هَمْزٍ، وأَبو زَيْدٍ: بِالْهَمْزِ. الأَزهري: مَا لَهُ حُنْتَأْل وَلَا حِنْتَأْلَة عَنْ هَذَا أَي مَحِيص، إِذا كَسَرْتَ الْحَاءَ أَدخلت الْهَاءَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحِنْتَأْلَة البُدَّة وَهِيَ المُفَارَقة. أَبو مَالِكٍ: مَا لَكَ عَنْ هَذَا الأَمر عُنْدَدٌ وَلَا حُنْتَأْل وَلَا حُنْتَأْنٌ أَي مَا لَكَ عَنْهُ بُدٌّ. والحُنْتُل: شِبْه المِخْلَب المُعَقَّف الضَّخْم، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُه. حنجل: الحِنْجِل مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمةُ الصَّخَّابة البَذِيَّة؛ عَنْ كُرَاعٍ. والحُنْجُل: ضَرْب مِنَ السِّبَاع. حندل: الحَنْدَل: الْقَصِيرُ: زَادَ الأَزهري: مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ غَيْرِهِ، وَمَا وَجَدْتُهُ لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ فليحَقَّق، فإِن وُجِد لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أُلْحِق بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَا لَمْ يُوجَدْ لِثِقَةٍ كَانَ مِنْهُ عَلَى رِيبَةٍ وحَذَر. حنضل: الحَنْضَلَة: الْمَاءُ فِي الصَّخْرة؛ قَالَ أَبو الْقَادِحِ: حَنْضَلَةُ القادحِ فَوْقَ الصَّفا، ... أَبْرَزَها المائحُ والصادِرُ وَقَالَ آخَرُ: حَنْضَلة فَوْقَ صَفا ضاهِرٍ، ... مَا أَشْبَه الضَّاهِرَ بالنَّاضِر الضَّاهِرُ والضَّهْرُ: أَعلى الجَبَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَالنَّاضِرُ: الطُّحْلُب. والحَنْضَلة أَيضاً؛ القَلْتُ فِي صَخْرة؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الحَنْضَل غَدِير الماء. حنظل: الحَنْظَل: الشَّجَرُ المُرُّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنَ الأَغْلاث، وَاحِدَتُهُ حَنْظَلة. الْجَوْهَرِيُّ: الحَنْظَل الشَّرْيُ. وَقَدْ حَظِل البعيرُ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَكثر مِنَ الحَنْظَل، فَهُوَ حَظِلٌ، وَإِبِلٌ حَظَالى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْحَنْظَلُ شَجَرٌ اخْتُلِفَ فِي بِنَائِهِ فَقِيلَ ثُلَاثِيٌّ، وَقِيلَ رُبَاعِيٌّ. وبعيرٌ حَظِل: يَرْعَى الحَنْظَل، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يَشْهَدُ أَنه ثُلَاثِيٌّ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ الأَعرابية لِصَاحِبَتِهَا: وإِن ذَكَرَتِ الضَّغَابيس فإِنِّي ضَغِبة؛ وَلَا مَحَالَةَ أَن الضَّغَابِيس رُبَاعيٌّ، لَكِنَّهَا وَقَفَتْ حَيْثُ ارْتَدَع البناءُ، وحَظِلٌ مِثْلُهُ وإِن اخْتَلَفَتْ جِهَتَا الْحَذْفِ؟ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: حَظِلَ البعيرُ فَهُوَ حَظِلٌ رَعَى الحَنْظَل فَمَرِض عَنْهُ. قَالَ الأَزهري: بَعِيرٌ حَظِل إِذا أَكل الحَنْظَل، وقَلَّما يأْكله، وَهُمْ يَحْذِفُونَ النُّونَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هِيَ زَائِدَةٌ فِي الْبِنَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هِيَ أَصلية وَالْبِنَاءُ رُبَاعِيٌّ، وَلَكِنَّهَا أَحَقُّ بِالطَّرْحِ لأَنها أَخف الْحُرُوفِ، قَالَ: وَهُمُ الَّذِينَ

يَقُولُونَ قَدْ أَسْبَلَ الزَّرْعُ، بِطَرْحِ النُّونِ، وَلُغَةٌ أُخرى قَدْ سَنْبَلَ الزَّرْعُ. والحَمْظَل: الحَنْظَل، مِيمُهُ مُبْدَلة مِنْ نُونِ حَنْظَل. وَذَاتُ الحَنَاظِل: مَوْضِعٌ. وحَنْظَلة: اسْمُ رَجُلٍ. وحَنْظَلة: قَبِيلَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَنْظَلة أَكْرَمُ قَبِيلَةٍ فِي تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُمْ حَنْظَلة الأَكرمون وأَبوهم حَنْظَلة بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. حنكل: الحَنْكَل والحُنَاكِل: الْقَصِيرُ، والأُنثى حَنْكَلة لَا غَيْرَ، والحَنْكَل أَيضاً: اللَّئِيمُ؛ قَالَ الأَخطل: فَكَيْفَ تُسامِيني، وأَنتَ مُعَلْهَجٌ، ... هُذَارِمةٌ جَعْدُ الأَنامِلِ، حَنْكَل؟ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الحَنْكَلَة الأُنثى: مِنْ كُلِّ حَنْكَلَةٍ، كأَنَّ جَبينَها ... كَبِدٌ تُهَنَّأُ للبِرَامِ دِمَاما وحَنْكَلَ الرجلُ: أَبطأَ فِي الْمَشْيِ. والحَنْكَلَة. الدَّمِيمة السَّوْدَاءُ مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ: حَنْكَلَة فِيهَا قِبَال وفَجَا حهل: الحَيْهَلُ والحَيَّهَلُ والحَيِّهَلُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ الْيَاءِ: شَجَر الهَرْم، وَاحِدَتُهُ حَيْهَلة وحَيَّهَلة وحَيِّهَلة، وَقِيلَ: الحَيِّهَلة شَجَرَةٌ قَصِيرَةٌ لَيْسَتْ بمَرِيَّة، لَا يَصْلُح الْمَالُ عَلَيْهَا تَنْبُت فِي الْقِيعَانِ والسَّبَخ، وَلَا وَرَقَ لَهَا، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ عَلَى فَيَّعَل وَلَا فَيِّعَل غَيْرُهُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَيَّهَل نَبْتٌ مِنْ دِقِّ الحَمْض؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الحَيْهَل، سَاكِنُ الْيَاءِ، نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي السِّبَاخ، وإِذا أَخْصَبَ الناسُ هَلَك وإِذا أَسْنَتوا حَيِي، وَذَكَرَ الأَزهري هَذِهِ التَّرْجَمَةَ فِي تَرْجَمَةِ حَيِيَ عِنْدَ قَوْلِهِ حَيَّ هَلًا أَيْ عَجِّل وَقَالَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه إِذا أَصابه الْمَطَرُ نَبَتَ سَرِيعًا، وإِذا أَكلته الإِبل وَلَمْ تَسْلَح سَرِيعًا مَاتَتْ، يُقَالُ: رأَيت حَيْهَلًا وهذا حَيْهَل. حول: الحَوْل: سَنَةٌ بأَسْرِها، والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. وحَالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ حَوْلًا وحُؤُولًا: أَتَى. وأَحَالَ الشيءُ واحْتَالَ: أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ كَامِلٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْرَقَ مُحْتالًا دَبيحاً حِمْحِمُه وأَحَالَتِ الدارُ وأَحْوَلَتْ وحَالَتْ وحِيلَ بِهَا: أَتَى عَلَيْهَا أَحْوَالٌ؛ قَالَ: حَالَتْ وحِيلَ بِهَا، وغَيَّرَ آيَها ... صَرْفُ البِلى تَجْري بِهِ الرِّيحانِ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ؟ ... وَمَا أَنت والطَّلَلُ المُحْوِلُ؟ الْجَوْهَرِيُّ: حَالَتِ الدارُ وحَالَ الغلامُ أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ. وأَحَالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ أَي حَالَ. وَدَارٌ مُحِيلَة: غَابَ عَنْهَا أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ، وَكَذَلِكَ دَارٌ مُحِيلَة إِذا أَتت عَلَيْهَا أَحوال. وأَحَالَ اللهُ عَلَيْهِ الحَوْلَ إِحَالَة، وأَحْوَلْتُ أَنا بِالْمَكَانِ وأَحَلْت: أَقمت حَوْلًا. وأَحَالَ الرجلُ بِالْمَكَانِ وأَحْوَلَ أَي أَقام بِهِ حَوْلًا. وأَحْوَلَ الصبيُّ، فَهُوَ مُحوِل: أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ مِنْ مَوْلِده؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمائِمَ مُحْوِل وَقِيلَ: مُحْوِل صَغِيرٌ مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدَّ بحَوْل؛ عَنِ

ابْنِ كَيْسَانَ. وأَحْوَلَ بِالْمَكَانِ الحَوْل: بَلَغه؛ وأَنشد ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَزائدَ، لَا أَحَلْتَ الحَوْل، حَتَّى ... كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما يُحَلِّئُ ذُو الزَّوَائِدِ لِقْحتيه، ... ومنْ يَغْلِب فإِنَّ لَهُ طَعَامَا أَي أَماتك اللَّهُ قَبْلَ الحَوْل حَتَّى تَصِيرَ عَجُوزُكُمْ مِنَ الحُزن عَلَيْكَ كأَنها سُقِيَت سِمَاماً، وَجُعِلَ لَبَنُهُمَا طَعَامًا أَي غَلَبَ عَلَى لِقْحَتيه فَلَمْ يَسْقِ أَحداً مِنْهُمَا. ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ: أَتى عَلَيْهِ حَوْلٌ كَمَا قَالُوا فِيهِ عامِيٌّ، وجَمَل حَوْلِيٌّ كَذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ جَمَلٌ حَوْلِيٌّ إِذا أَتى عَلَيْهِ حَوْل. وجِمال حَوَالِيُّ، بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وحَوَالِيَّة، ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات: أَتى عَلَيْهَا حَوْل، وَكُلُّ ذِي حَافِرٍ أَوّلَ سَنَةٍ حَوْلِيٌّ، والأُنثى حَوْلِيَّة، وَالْجَمْعُ حَوْلِيَّات. وأَرض مُسْتَحَالَة: تُرِكت حَوْلًا وأَحوالًا عَنِ الزِّرَاعَةِ. وقَوْس مُسْتَحَالة: فِي قابِها أَو سِيَتها اعْوِجَاجٌ، وَقَدْ حَالَتْ حَوْلًا أَي انْقَلَبَتْ عَنْ حَالِهَا الَّتِي غُمِزَت عَلَيْهَا وَحَصَلَ فِي قَابِهَا اعْوِجَاجٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وحَالَتْ كحَوْل القَوْس طُلَّتْ وعُطِّلَت ... ثَلاثاً، فأَعْيا عَجْسُها وظُهَارُها يَقُولُ: تَغَيَّرت هَذِهِ المرأَة كَالْقَوْسِ الَّتِي أَصابها الطَّلُّ فندِيَتْ ونُزِعَ عَنْهَا الوَتر ثَلَاثَ سِنِينَ فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: حَالَ وتَرُ الْقَوْسِ زَالَ عِنْدَ الرَّمْيِ، وَقَدْ حَالَتِ القوسُ وَتَرَها؛ هَكَذَا حَكَاهُ حَالَتْ. وَرَجُلٌ مُسْتَحال: فِي طَرَفي سَاقِهِ اعْوِجَاجٌ، وَقِيلَ: كُلُّ شَيْءٍ تَغَيَّرَ عَنِ الِاسْتِوَاءِ إِلى العِوَج فَقَدْ حَالَ واسْتَحَالَ، وَهُوَ مُسْتَحِيل. وَفِي الْمَثَلِ: ذَاكَ أَحْوَل مِنْ بَوْلِ الجَمَل؛ وَذَلِكَ أَن بَوْلَهُ لَا يَخْرُجُ مُسْتَقِيمًا يَذْهَبُ فِي إِحدى النَّاحِيَتَيْنِ. التَّهْذِيبِ: ورِجْلٌ مُسْتَحَالَة إِذا كَانَ طَرَفَا السَّاقَيْنِ مِنْهَا مُعْوَجَّيْن. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي التَّوَرُّك فِي الأَرض المُسْتَحِيلَة أَي المُعْوَجَّة لِاسْتِحَالَتِهَا إِلى العِوَج؛ قَالَ: الأَرض المُسْتَحِيلة هِيَ الَّتِي لَيْسَتْ بِمُسْتَوِيَةٍ لأَنها اسْتَحَالَتْ عَنِ الِاسْتِوَاءِ إِلى العِوَج، وَكَذَلِكَ الْقَوْسُ. والحَوْل: الحِيلة والقُوَّة أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَوْل والحَيْل والحِوَل والحِيلَة والحَوِيل والمَحَالَة والاحْتِيَال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل، كُلُّ ذَلِكَ: الحِذْقُ وجَوْدَةُ النَّظَرِ والقدرةُ عَلَى دِقَّة التصرُّف. والحِيَلُ والحِوَل: جَمْعُ حِيلة. وَرَجُلٌ حُوَلٌ وحُوَلَة، مِثْلُ هُمَزَة، وحُولة وحُوَّل وحَوَالِيٌّ وحُوَاليٌّ وحَوَلْوَل: مُحْتال شَدِيدُ الِاحْتِيَالِ؛ قَالَ: يَا زَيْدُ، أَبْشِر بأَخيك قَدْ فَعَل ... حَوَلْوَلٌ، إِذا وَنَى القَومُ نزَل ورجلُ حَوَلْوَل: مُنْكَر كَمِيش، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: الحُوَل والحُوَّل الدَّواهي، وَهِيَ جَمْعُ حُولَة. الأَصمعي: يُقَالُ جَاءَ بأَمر حُولَة مِنَ الحُوَل أَي بأَمر مُنْكَر عَجِيبٍ. وَيُقَالُ للرَّجُل الدَّاهِيَةِ: إِنَّه لَحُولة مِنَ الحُوَل أَي داهِية مِنَ الدَّوَاهِي، وَتُسَمَّى الدَّاهِيَةُ نَفْسُهَا حُولَة؛ وأَنشد: ومِنْ حُولة الأَيام، يَا أُمَّ خَالِدٍ، ... لَنَا غَنَم مَرْعِيَّةٌ وَلَنَا بَقَر وَرَجُلٌ حُوَّل: ذُو حِيَل، وامرأَة حُوَّلة. وَيُقَالُ هُوَ أَحْوَل مِنْكَ أَي أَكثر حِيلة، وَمَا أَحْوَلَه، وَرَجُلٌ

حُوَّل، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ، أَي بَصِير بِتَحْوِيلِ الأُمور، وَهُوَ حُوَّلٌ قُلَّب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: وَمَا غَرَّهم، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ ... بِهِ، وَهُوَ فِيهِ قُلَّبُ الرَّأْي حُوَّل وَيُقَالُ: رَجُلٌ حَواليٌّ للجَيِّد الرأْي ذِي الحِيلة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر، وَيُقَالُ للمَرَّار بْنِ مُنْقِذ العَدَوي: أَو تَنْسَأَنْ يَوْمِي إِلى غَيْرِهِ، ... إِني حَواليٌّ وإِني حَذِر وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: لَمَّا احْتُضِر قَالَ لِابْنَتَيْهِ: قَلِّباني فإِنكما لتُقَلِّبان حُوَّلًا قُلَّباً إِن وُقِيَ كَبَّة النَّارِ ؛ الحُوَّل: ذُو التَّصَرُّفِ وَالِاحْتِيَالِ فِي الأُمور، وَيُرْوَى حُوَّلِيّاً قُلَّبِيّاً إِن نَجَا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، بِيَاءِ النِّسْبَةِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ الرَّجُلَيْنِ اللذيْن ادَّعى أَحدُهما عَلَى الْآخَرِ: فَكَانَ حُوَّلًا قُلَّباً. واحْتَال: مِنَ الحِيلة، وَمَا أَحْوَله وأَحْيَله مِنَ الحِيلة، وَهُوَ أَحْوَل مِنْكَ وأَحْيَل مُعَاقَبَةً، وإِنه لَذُو حِيلة. والمَحالة: الحِيلة نَفْسُهَا. وَيُقَالُ: تَحَوَّل الرجلُ واحْتَالَ إِذا طَلَبَ الحِيلة. وَمِنْ أَمثالهم: مَنْ كَانَ ذَا حِيلة تَحَوَّل. وَيُقَالُ: هُوَ أَحْوَل مِنْ ذِئْب، مِنَ الحِيلة. وَهُوَ أَحْوَل مِنْ أَبي بَراقش: وَهُوَ طَائِرٌ يَتَلَوَّن أَلواناً، وأَحْوَل مِنْ أَبي قَلَمون: ثَوْبٌ يتلوَّن أَلواناً. الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ هُوَ رَجُلٌ لَا حُولة لَهُ، يُرِيدُونَ لَا حِيلة لَهُ؛ وأَنشد: لَهُ حُولَةٌ فِي كُلِّ أَمر أَراغَه، ... يُقَضِّي بِهَا الأَمر الَّذِي كَادَ صَاحِبُهُ والمَحالة: الحِيلة. يُقَالُ: الْمَرْءُ يَعْجِزُ لَا المَحالة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي دُواد يُعَاتِبُ امرأَته فِي سَماحته بِمَالِهِ: حاوَلْت حِينَ صَرَمْتِني، ... والمَرْءُ يَعْجِز لَا المَحاله والدَّهْر يَلْعَب بِالْفَتَى، ... والدَّهْر أَرْوَغُ مِنْ ثُعاله والمَرْءُ يَكْسِب مالَه ... بالشُّحِّ، يُورِثُه الكَلاله وَقَوْلُهُمْ: لَا مَحالة مِنْ ذَلِكَ أَي لَا بُدَّ، وَلَا مَحالة أَي لَا بُدَّ؛ يُقَالُ: الْمَوْتُ آتٍ لَا مَحالة. التَّهْذِيبِ: وَيَقُولُونَ فِي موضع لا بُدَّ لَا مَحالة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وأَنت بأَمْرٍ لَا مَحالة وَاقِعُ والمُحال مِنَ الْكَلَامِ: مَا عُدِل بِهِ عَنْ وَجْهِهِ. وحَوَّله: جَعَله مُحالًا. وأَحال: أَتى بمُحال. وَرَجُلٌ مِحْوال: كثيرُ مُحال الْكَلَامِ. وَكَلَامٌ مُسْتَحِيل: مُحال. وَيُقَالُ: أَحَلْت الْكَلَامَ أُحِيلُهُ إِحَالَة إِذا أَفسدته. وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحمد أَنه قَالَ: المُحَال الْكَلَامُ لِغَيْرِ شَيْءٍ، وَالْمُسْتَقِيمُ كلامٌ لِشَيْءٍ، والغَلَط كَلَامٌ لِشَيْءٍ لَمْ تُرِدْه، واللَّغْو كَلَامٌ لِشَيْءٍ لَيْسَ مِنْ شأْنك، وَالْكَذِبُ كَلَامٌ لِشَيْءٍ تَغُرُّ بِهِ. وأَحالَ الرَّجُلُ: أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم بِهِ. وَهُوَ حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه وَلَا تَقُلْ حَوالِيه، بِكَسْرِ اللَّامِ. التَّهْذِيبِ: والحَوْل اسْمٌ يُجْمَعُ الحَوالى يُقَالُ حَوالَي الدَّارِ كأَنها فِي الأَصل حَوَالَيْ، كَقَوْلِكَ ذُو مَالٍ وأُولو مَالٍ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ رأَيت النَّاسَ حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه، وأَما حَوْلَيْه فَهِيَ تَثْنِيَةُ حَوْلَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه، ... هَذَا مَقامٌ لَكَ حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ قَوْلِهِمْ: حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ حَوالَهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَهَدَمُوا بَيْتَك؟ لَا أَبا لَكَا ... وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلَا عَلَيْنَا ؛ يُرِيدُ اللَّهُمَّ أَنْزِل الغيثَ عَلَيْنَا فِي مَوَاضِعِ النَّبَاتِ لَا فِي مَوَاضِعِ الأَبنية، مِنْ قَوْلِهِمْ رأَيت النَّاسَ حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ؛ وأَما قول إمريء الْقَيْسِ: أَلَسْتَ تَرَى السُّمَّار وَالنَّاسَ أَحْوالي فعَلى أَنه جَعَل كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الجِرْم المُحِيط بِهَا حَوْلًا، ذَهَب إِلى المُبالغة بِذَلِكَ أَي أَنه لَا مَكان حَوْلَها إِلا وَهُوَ مَشْغُولٌ بالسُّمَّار، فَذَلِكَ أَذْهَبُ فِي تَعَذُّرِها عَلَيْهِ. واحْتَوَلَه القومُ: احْتَوَشُوا حَوالَيْه. وحَاوَلَ الشيءَ مُحَاوَلَةً وحِوَالًا: رَامَهُ؛ قَالَ رؤبة: حِوَالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ المؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحَاوَلَة: مُطَالَبَتُكَ الشيءَ بالحِيَل. وَكُلُّ مَنْ رَامَ أَمراً بالحِيَل فَقَدْ حَاوَلَه؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَلا تَسْأَلانِ المرءَ مَاذَا يُحَاوِلُ: ... أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ اللَّيْثُ: الحِوَال المُحَاوَلة. حَاوَلْتُهُ حِوَالًا ومُحَاوَلَةً أَي طَالَبْتُهُ بالحِيلة. والحِوَال: كلُّ شَيْءٍ حَالَ بَيْنَ اثْنَيْنِ، يُقَالُ هَذَا حِوَال بَيْنَهُمَا أَي حَائِلٌ بَيْنَهُمَا كَالْحَاجِزِ والحِجاز. أَبو زَيْدٍ: حُلْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّرِّ أَحُولُ أَشَدَّ الْحَوْلِ والمَحالة. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ حَالَ الشيءُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ يَحُولُ حَوْلًا وتَحْوِيلًا أَي حَجَز. وَيُقَالُ: حُلْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُرِيدُ حَوْلًا وحُؤولًا. ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ مَا حَجَز بَيْنَ اثْنَيْنِ فَقَدْ حَالَ بَيْنَهُمَا حَوْلًا، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الحِوَال، والحَوَل كالحِوَال. وحَوَالُ الدهرِ: تَغَيُّرُه وصَرْفُه؛ قَالَ مَعْقِل بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيُّ: أَلا مِنْ حَوالِ الدَّهْرِ أَصبحتُ ثَاوِيًا، ... أُسامُ النِّكاحَ فِي خِزانةِ مَرْثَد التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ إِن هَذَا لَمِنْ حُولَة الدَّهْرِ وحُوَلاء الدَّهْرِ وحَوَلانِ الدَّهْرِ وحِوَل الدَّهْرِ؛ وأَنشد: وَمِنْ حِوَل الأَيَّام وَالدَّهْرِ أَنه ... حَصِين، يُحَيَّا بِالسَّلَامِ ويُحْجَب وَرَوَى الأَزهري بإِسناده عَنْ الْفَرَّاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يَنْشُدُ: فإِنَّها حِيَلُ الشَّيْطَانِ يَحْتَئِل قَالَ: وَغَيْرُهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ يَحْتال، بِلَا هَمْزٍ؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُهُمْ: يَا دارَ مَيٍّ، بِدكادِيكِ البُرَق، ... سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قَالَ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ المُشْتاق. وتَحَوَّلَ عَنِ الشَّيْءِ: زَالَ عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ. أَبو زَيْدٍ: حَالَ الرجلُ يَحُولُ مِثْلَ تَحَوَّلَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: حَالَ إِلى مَكَانٍ آخَرَ أَي تَحَوَّلَ. وحَالَ الشيءُ نفسُه يَحُولُ حَوْلًا بِمَعْنَيَيْنِ: يَكُونُ تَغَيُّراً، وَيَكُونُ تَحَوُّلًا؛

وَقَالَ النَّابِغَةُ: وَلَا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي لَا يَحُول عَطاءُ الْيَوْمِ دُونَ عَطَاءِ غَد. وحَالَ فُلَانٌ عَنِ العَهْد يَحُول حَوْلًا وحُؤولًا أَي زَالَ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ أَنشده ابْنُ سِيدَهْ: أَكَظَّكَ آبَائِي فَحَوَّلْتَ عَنْهُمْ، ... وقلت له: با ابْنَ الْحَيَالَى تحوَّلا «2» قَالَ: يَجُوزُ أَن يُسْتَعْمَلَ فِيهِ حَوَّلْت مَكَانَ تَحَوَّلت، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ حَوَّلْت رَحْلَك فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ، قَالَ: وَهَذَا كَثِيرٌ. وحَوَّلَه إِليه: أَزاله، وَالِاسْمُ الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: أُخِذَت حَمُولتُه فأَصْبَح ثاوِياً، ... لَا يَسْتَطِيعُ عَنِ الدِّيار حَوِيلا التَّهْذِيبِ: والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يُقَالُ: حَوِّلُوا عَنْهَا تَحْوِيلًا وحِوَلًا. قَالَ الأَزهري: وَالتَّحْوِيلُ مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ مِنْ حَوَّلْت، والحِوَل اسْمٌ يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا ؛ أَي تَحْوِيلًا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَا يُرِيدُونَ عَنْهَا تَحَوُّلًا. يُقَالُ: قَدْ حَالَ مِنْ مَكَانِهِ حِوَلًا، كَمَا قَالُوا فِي الْمَصَادِرِ صَغُر صِغَراً، وعادَني حُبُّها عِوَداً. قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِن الحِوَل الحِيلة، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى لَا يَحْتالون مَنْزِلًا غَيْرَهَا، قَالَ: وَقُرِئَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: دِيناً قِيَماً، وَلَمْ يَقُلْ قِوَماً مِثْلَ قَوْلِهِ لَا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا ، لأَن قِيَماً مِنْ قَوْلِكَ قَامَ قِيَماً، كأَنه بُنِيَ عَلَى قَوَمَ أَو قَوُمَ، فَلَمَّا اعْتَلَّ فَصَارَ قَامَ اعْتَلَّ قِيَم، وأَما حِوَل فكأَنه هُوَ عَلَى أَنه جارٍ عَلَى غَيْرِ فِعْلٍ. وحَالَ الشيءُ حَوْلًا وحُؤولًا وأَحَالَ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كِلَاهُمَا: تَحَوَّل. وَفِي الْحَدِيثِ : مِنْ أَحَالَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ؛ يُرِيدُ مَنْ أَسلم لأَنه تَحَوَّل مِنَ الْكُفْرِ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ إِلى الإِسلام. الأَزهري: حَالَ الشخصُ يَحُولُ إِذا تَحَوَّل، وَكَذَلِكَ كُلُّ مُتَحَوِّل عَنْ حَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فَحالوا إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، وَيُرْوَى أَحَالوا أَي أَقبلوا عَلَيْهِ هَارِبِينَ، وَهُوَ مِنَ التَّحَوُّل. وَفِي الْحَدِيثِ : إِذا ثُوِّب بِالصَّلَاةِ أَحَالَ الشيطانُ لَهُ ضُراط أَي تَحَوَّل مِنْ مَوْضِعِهِ، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لِفِعْلِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ : فاحْتالَتْهم الشَّيَاطِينُ أَي نَقَلَتْهم مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالْجِيمِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: فاسْتَحَالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً عَظِيمَةً. والحَوَالَة: تَحْوِيلُ مَاءٍ مِنْ نَهَرٍ إِلى نَهَرٍ، والحَائِل: الْمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ. يُقَالُ: رَمَادٌ حَائِل ونَبات حَائِل. ورَجُل حَائِل اللَّوْنِ إِذا كَانَ أَسود مُتَغَيِّرًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي لَيْلى: أُحِيلَت الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوال أَي غُيِّرت ثَلَاثَ تَغْيِيرَاتٍ أَو حُوِّلَت ثَلَاثَ تَحْوِيلَاتٍ. وَفِي حَدِيثِ قَباث بْنِ أَشْيَم: رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلًا أَي مُتَغَيِّرًا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: نَهَى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حَائِلٍ أَي مُتَغَيِّرٍ قَدْ غَيَّره البِلى، وكلُّ مُتَغَيِّرٍ حَائِلٌ، فإِذا أَتت عَلَيْهِ السَّنَةُ فَهُوَ مُحِيل، كأَنه مأْخوذ مِنَ الحَوْل السَّنَةِ. وتَحَوَّلَ كساءَه. جَعَل فِيهِ شَيْئًا ثُمَّ حَمَله عَلَى ظَهْرِهِ، وَالِاسْمُ الحَالُ. والحَالُ أَيضاً: الشيءُ يَحْمِله الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِهِ، مَا كَانَ وَقَدْ تَحَوَّلَ حَالًا: حَمَلها. والحَالُ: الكارَةُ الَّتِي يَحْمِلها الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِهِ، يقال منه: تَحَوَّلْت

_ (2). [الحيالى] هكذا رسم في الأَصل، وفي شرح القاموس: الحيا (و) لا.

حَالًا؛ وَيُقَالُ: تَحَوَّلَ الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة عَلَى ظَهْره. يُقَالُ: تَحَوَّلْت حَالًا عَلَى ظَهْرِي إِذا حَمَلْت كارَة مِنْ ثِيَابٍ وَغَيْرِهَا. وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال مِنَ الْحِيلَةِ. وتَحَوَّلَ: تَنَقَّلَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ آخَرَ. والتَّحَوُّل: التَّنَقُّل مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، وَالِاسْمُ الحِوَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: خالِدِينَ فِيها لَا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا . والحَال: الدَّرَّاجة الَّتِي يُدَرَّج عَلَيْهَا الصَّبيُّ إِذا مشَى وَهِيَ العَجَلة الَّتِي يَدِبُّ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّان الأَنصاري: مَا زَالَ يَنْمِي جَدُّه صاعِداً، ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يُرِيدُ: مَا زَالَ يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم. والحَائِل: كُلُّ شَيْءٍ تَحَرَّك فِي مَكَانِهِ. وَقَدْ حَالَ يَحُولُ. واسْتَحَالَ الشَّخْصَ: نَظَرَ إِليه هَلْ يَتَحرَّك، وَكَذَلِكَ النَّخْل. واسْتَحَالَ وَاسْتَحَامَ لَمَّا أَحَالَه أَي صَارَ مُحالًا. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة: ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يَتَحَرَّكُ أَم لَا، وَهُوَ نَسْتَفْعِل مِنْ حَالَ يَحُولُ إِذا تَحَرَّك، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ نَطْلُب حَالَ مَطَره، وَقِيلَ بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الأَزهري: سَمِعْتُ الْمُنْذِرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبا الْهَيْثَمِ يَقُولُ عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ لَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلا بِاللَّهِ قَالَ: الحَوْل الحَركة، تَقُولُ: حَالَ الشخصُ إِذا تَحَرَّكَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مُتَحَوِّل عَنْ حَالِهِ، فكأَنَّ الْقَائِلَ إِذا قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّهِ يَقُولُ: لَا حَركة وَلَا اسْتِطَاعَةَ إِلا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ لَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلا بِاللَّهِ وَلَا حَيْلَ وَلَا قُوَّة إِلا بِاللَّهِ، وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، وفُسِّر بِذَلِكَ الْمَعْنَى: لَا حَرَكَةَ وَلَا قُوَّة إِلا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ: الحَوْل الحِيلة، قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَول أَشبه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : اللَّهُمَّ بِكَ أَصُول وَبِكَ أَحُول أَي أَتحرك، وَقِيلَ أَحتال، وَقِيلَ أَدفع وأَمنع، مِنْ حَالَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ إِذا مَنَعَ أَحدهما مِنَ الْآخَرِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: بِكَ أُصاوِل وَبِكَ أُحَاوِل ، هُوَ مِنَ المُفاعلة، وَقِيلَ: المُحَاوَلَة طَلَبُ الشَّيْءِ بحِيلة. وَنَاقَةٌ حَائِل: حُمِل عَلَيْهَا فَلَمْ تَلْقَح، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الَّتِي لَمْ تَحْمِل سَنَةً أَو سَنَتَيْنِ أَو سَنَوات، وَكَذَلِكَ كُلُّ حَامِلٍ يَنْقَطِع عَنْهَا الحَمْل سَنَةً أَو سَنَوَاتٍ حَتَّى تَحْمِل، وَالْجَمْعُ حِيَال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وحائلُ حُولٍ وأَحْوَال وحُولَلٍ أَي حَائِلُ أَعوام؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ كَقَوْلِكَ رَجُلُ رِجالٍ، وَقِيلَ: إِذا حُمِل عَلَيْهَا سَنَةً فَلَمْ تَلقَح فَهِيَ حَائِل، فإِن لَمْ تَحمِل سَنَتَيْنِ فَهِيَ حَائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ عَلَى حُولٍ وحُولَلٍ، وَقَدْ حَالَتْ حُؤُولًا وحِيالًا وأَحَالَت وحَوَّلَت وَهِيَ مُحَوِّل، وَقِيلَ: المُحَوِّل الَّتِي تُنْتَج سَنَةً سَقْباً وَسَنَةً قَلوصاً. وامرأَة مُحِيل وَنَاقَةٌ مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا وَلَدَتْ غُلَامًا عَلَى أَثر جَارِيَةٍ أَو جَارِيَةً عَلَى أَثر غُلَامٍ، قَالَ: وَيُقَالُ لِهَذِهِ العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت عَامًا ذَكَرًا وَعَامًا أُنثى، والحَائِل: الأُنثى مِنْ أَولاد الإِبل ساعةَ تُوضَع، وَشَاةٌ حَائِل ونخْلة حَائِل، وحَالَتِ النخلةُ: حَمَلَتْ عَامًا وَلَمْ تَحْمِل آخَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَائِل الأُنثى مِنْ وَلَدِ النَّاقَةِ لأَنه إِذا نُتِج وَوَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ تَذْكِيرٍ وتأْنيث فإِن الذَّكَرَ سَقْب والأُنثى حَائِل، يُقَالُ: نُتِجت الناقةُ حَائِلًا حَسَنَةً؛ وَيُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا أَرْزَمَت أُمُّ حَائِل، وَيُقَالُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ ساعةَ تُلْقيه مِنْ بَطْنِهَا إِذا كَانَتْ أُنثى حَائِل، وأُمُّها أُمُّ حَائِل؛ قَالَ:

فَتِلْكَ الَّتِي لَا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ... وَلَا ذِكْرُها، مَا أَرْزَمَتْ أُمُّ حَائِل وَالْجَمْعُ حُوَّل وحَوَائِل. وأَحَالَ الرجلُ إِذا حَالَت إِبلُه فَلَمْ تَحْمِل. وأَحَالَ فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لَمْ يُصِبْها الفَحْل. وَالنَّاسُ مُحِيلُون إِذا حَالَتْ إِبِلُهم. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: لِكُلِّ ذِي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان يَقْطَعُهُمَا قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ مِنْهَا عَامًا، وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى فيُراوح بَيْنَهُمَا فِي النَّتاج، فإِذا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ نَتَج القِطْعةَ الَّتِي حَالَتْ، فكُلُّ قِطْعَةٍ نتَجها فَهِيَ كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كُلَّ عَامٍ. وحَالَتِ الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لَمْ تَحْمِل؛ وَنَاقَةٌ حَائِل وَنُوقٌ حَوَائِل وحُولٌ وحُولَلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَعوذ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مُلْقِح ومُحِيل ؛ المُحِيل: الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَالَتِ الناقةُ وأَحَالَت إِذا حَمَلْت عَلَيْهَا عَامًا وَلَمْ تحْمِل عَامًا. وأَحَالَ الرجلُ إِبِلَه الْعَامَ إِذا لَمْ يُضْرِبها الفَحْلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم مَعْبَد: وَالشَّاءُ عَازِبٌ حِيال أَي غَيْرُ حَواملَ. والحُول، بِالضَّمِّ: الحِيَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقِحْنَ عَلَى حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً ... مِنَ العَيْش، حَتَّى كلُّهُنَّ مُمَتَّع وَيُرْوَى مُمَنَّع، بِالنُّونِ. الأَصمعي: حَالَتِ الناقةُ فَهِيَ تَحُولُ حِيالًا إِذا ضَرَبها الفحلُ وَلَمْ تَحْمِل؛ وَنَاقَةٌ حَائِلَة وَنُوقٌ حِيَال وحُول وَقَدْ حَالَت حَوالًا وحُؤُولًا «1». والحَالُ: كِينَةُ الإِنسان وَهُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، يُذَكَّر ويُؤَنَّث، وَالْجَمْعُ أَحْوَال وأَحْوِلَة؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ شَاذَّةٌ لأَن وَزْنَ حَال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لَا يُكَسَّر عَلَى أَفْعِلة. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ حَالُ فُلَانٍ حسَنة وحسَنٌ، وَالْوَاحِدَةُ حَالَةٌ، يقال: هو بحَالَة سوءٍ، فَمَنْ ذَكَّر الحَال جَمَعَهُ أَحْوَالًا، وَمَنْ أَنَّثَها جَمَعَه حَالات. الْجَوْهَرِيُّ: الحَالَة وَاحِدَةُ حَالِ الإِنسان وأَحْوَالِه. وتَحَوَّلَهُ بِالنَّصِيحَةِ والوَصِيَّة وَالْمَوْعِظَةِ: توَخَّى الحَالَ الَّتِي يَنْشَط فِيهَا لِقَبُولِ ذَلِكَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ رَوَى أَبو عَمْرٍو الْحَدِيثَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَحَوَّلُنا بِالْمَوْعِظَةِ ، بِالْحَاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ وَفَسَّرَهُ بِمَا تَقَدَّمَ وَهِيَ الحَالَة أَيضاً. وحَالاتُ الدَّهْرِ وأَحْوَالُه: صُروفُه. والحَالُ: الْوَقْتُ الَّذِي أَنت فِيهِ. وأَحَالَ الغَريمَ: زَجَّاه عَنْهُ إِلى غَرِيمٍ آخَرَ، وَالِاسْمُ الحَوَالَة. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ أَو تَحَوَّلَ عَلَى رَجُلٍ بِدَرَاهِمَ: حَالَ، وَهُوَ يَحُولُ حَوْلًا. وَيُقَالُ: أَحَلْت فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ بِدَرَاهِمَ أُحِيلُه إِحَالَةً وإِحَالًا، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرَّجُلِ قُلْتَ حَالَ يَحُولُ حَوْلًا. واحْتَالَ احْتِيَالًا إِذا تَحَوَّل هُوَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِه. اللَّيْثُ: الحَوَالَة إِحالَتُك غَرِيمًا وتَحَوُّل ماءٍ مِنْ نَهَرٍ إِلى نَهَرٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ أَحَلْت فُلَانًا بِمَا لهُ عليَّ، وَهُوَ كَذَا دِرْهَمًا، عَلَى رَجُلٍ آخَرَ لِي عَلَيْهِ كَذَا دِرْهَمًا أُحِيلُه إِحَالَةً، فاحْتَالَ بِهَا عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِذا أُحِيل أَحدكم عَلَى آخَرَ فَلْيَحْتَلْ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِلَّذِي يُحَال عَلَيْهِ بِالْحَقِّ حَيِّلٌ، وَالَّذِي يَقْبَل الحَوَالَةَ حَيِّل، وَهُمَا الحَيِّلانِ كَمَا يُقَالُ البَيِّعان، وأَحَالَ عَلَيْهِ بدَيْنِه وَالِاسْمُ الحَوَالَة. والحَال: التُّرَابُ اللَّيِّن الَّذِي يُقَالُ لَهُ السَّهْلة. والحَالُ: الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُ أَنه لَا إِله إِلا

_ (1). قوله [وقد حَالَت حَوَالًا] هكذا في الأَصل مضبوطاً كسحاب، والذي في القاموس: حُؤُولًا كقعود وحِيَالًا وحِيَالَة بكسرهما

الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسرائيل: أَخَذْتُ مِنْ حَال الْبَحْرِ فضَرَبْتُ بِهِ وَجْهَهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فحشَوْت بِهِ فَمَهُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُ أَنه لَا إِله إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسرائيل، أَخَذَ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ وطِينِه فأَلْقَمَه فَاهُ ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وكُنَّا إِذا مَا الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا، ... سَفَكْنا دِماءَ البُدْن فِي تُرْبَة الْحَالِ وَفِي حَدِيثِ الْكَوْثَرِ: حَالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بالحَال الحَمْأَة دُونَ سَائِرِ الطِّينِ الأَسود. والحَالُ: اللَّبَنُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والحَال: الرَّماد الحارُّ. والحَالُ: وَرَقُ السَّمُر يُخْبَط فِي ثَوْبٍ ويُنْفَض، يُقَالُ: حَالٌ مِنْ وَرَقٍ ونُفاض مِنْ وَرَقٍ. وحَالُ الرجلِ: امرأَته؛ قَالَ الأَعلم: إِذا أَذكرتَ حَالَكَ غَيْرَ عَصْر، ... وأَفسد صُنْعَها فِيكَ الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غَيْرَ وَقْتِ ذِكْرِهَا؛ وأَنشد الأَزهري: يَا رُبَّ حَالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع، ... تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحَالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عَلَيْهَا، وَالْجَمْعُ مَحالٌ ومَحَاوِل. والمَحَالَة والمَحَال: واسِطُ الظَّهْر، وَقِيلَ المَحَال الفَقار، وَاحِدَتُهُ مَحَالَة، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعالة. والحَوَلُ فِي الْعَيْنِ: أَن يَظْهَرَ الْبَيَاضُ فِي مُؤْخِرِها وَيَكُونُ السَّوَادُ مِنْ قِبَل الماقِ، وَقِيلَ: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة عَلَى الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ ذَهاب حَدَقَتِهَا قِبَلَ مُؤْخِرِها، وَقِيلَ: الحَوَل أَن تَكُونَ الْعَيْنُ كأَنها تَنْظُرُ إِلى الحِجاج، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَمِيلَ الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وَقَدْ حَوِلَت وحَالَت تَحَالُ واحْوَلَّت؛ وَقَوْلُ أَبي خِرَاشٍ: إِذا مَا كَانَ كُسُّ القَوْمِ رُوقاً، ... وحَالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير «2» . قِيلَ: مَعْنَاهُ انْقَلَبَتْ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: صَارَ أَحْوَل، قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَجِبُ مِنْ هَذَا تَصْحِيحُ الْعَيْنِ وأَن يُقَالَ حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هَذِهِ الأَفعال فِي مَعْنَى مَا لَا يُخَرَّجُ إِلا عَلَى الصِّحَّةِ، وَهُوَ احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ، فَعَلَى قَوْلِ مُحَمَّدٍ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ حَالَت شَاذًّا كَمَا شَذَّ اجْتارُوا فِي مَعْنَى اجْتَوَرُوا. اللَّيْثُ: لُغَةُ تَمِيمٍ حالَت عَيْنُه تَحُولُ «3». حَوْلًا، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلًا. واحْوَلَّت أَيضاً، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وجَمْع الأَحول حُولان. وَيُقَالُ: مَا أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وَقَدْ حَوِلَ حَوَلًا قَبِيحًا، مَصْدَرُ الأَحْوَلِ. وَرَجُلٌ أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ: جَاءَ عَلَى الأَصل لِسَلَامَةِ فِعْلِهِ، ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة الْعَيْنِ التَّابِعَةِ لَهَا بِحَرْفِ اللِّينِ التَّابِعِ لَهَا، فكأَن فَعِلًا فَعِيل، فَكَمَا يَصِحُّ نَحْوُ طَوِيل كَذَلِكَ يَصِحُّ حَوِلٌ مِنْ حَيْثُ شُبِّهَتْ فَتْحَةُ الْعَيْنِ بالأَلف مِنْ بَعْدِهَا. وأَحَالَ عينَه وأَحْوَلَها: صَيَّرها حَوْلاء، وإِذا كَانَ الحَوَل يَحْدُث وَيَذْهَبُ قِيلَ: احْوَلَّت عينُه احْوِلالًا واحْوالَّت احْوِيلالًا. والحُولَة: العَجَب؛ قَالَ: وَمِنْ حُولِة الأَيَّام وَالدَّهْرِ أَنَّنا ... لَنَا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر

_ (2). قوله [إذا ما كان] تقدم في ترجمة كسس: إذا ما حَالَ، وفسره بتَحَوُّل (3). قوله [لُغَةُ تَمِيمٍ حَالَتْ عَيْنُهُ تحول] هكذا في الأَصل، والذي في القاموس وشرحه: وحَالَتْ تَحَالُ، وهذه لغة تميم كما قاله الليث

وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: جَاءَ بأَمرٍ حُولة. والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ مِنَ النَّاقَةِ: كالمَشِيمة للمرأَة، وَهِيَ جِلْدةٌ مَاؤُهَا أَخضر تَخْرج مَعَ الْوَلَدِ وَفِيهَا أَغراس وَعُرُوقٌ وَخُطُوطٌ خُضْر وحُمْر، وَقِيلَ: تأْتي بَعْدَ الْوَلَدِ فِي السَّلى الأَول، وَذَلِكَ أَول شَيْءٍ يَخْرُجُ مِنْهُ، وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ للمرأَة، وَقِيلَ: الحِوَلاء الْمَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ إِذا وُلِد، وَقَالَ الْخَلِيلُ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فِعَلاء بِالْكَسْرِ مَمْدُودًا إِلا حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء، وَحَكَى ابْنُ القُوطِيَّة خِيَلاء، لُغَةٌ فِي خُيَلاء؛ حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ؛ وَقِيلَ: الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دَلْوٌ عَظِيمَةٌ مَمْلُوءَةٌ مَاءً وتَتَفَقَّأُ حِينَ تَقَعُ إِلى الأَرض، ثُمَّ يخْرُج السَّلى فِيهِ القُرْنتان، ثُمَّ يَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ الصَّآة، وَلَا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً مَا كَانَ فِي الرَّحِمِ شَيْءٌ مِنَ الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى. والحُوَلاء: الْمَاءُ الَّذِي فِي السَّلى. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الحُوَلاء: الْجِلْدَةُ الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ، قَالَ: سميت حُوَلاءَ لأَنها مُشْتَمِلَةٌ عَلَى الْوَلَدِ؛ قال الشاعر: عَلَى حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فِيهَا، ... فَراها الشَّيْذُمانُ عَنِ الجَنِين ابْنُ شُمَيْلٍ: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لِمَا يَخْرُجُ مِنْ جَوْف الْوَلَدِ وَهُوَ فِيهَا، وَهِيَ أَعْقاؤه، الْوَاحِدُ عِقْيٌ، وَهُوَ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنْ دُبُره وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمه بَعْضُهُ أَسود وَبَعْضُهُ أَصفر وَبَعْضُهُ أَخضر. وَقَدْ عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فَمَا خَرَج مِنْ دُبُره عِقْيٌ حَتَّى يأْكل الشَّجَرَ. ونَزَلُوا فِي مِثْلِ حُوَلاء النَّاقَةِ وَفِي مِثْلِ حُوَلاء السَّلى: يُرِيدُونَ بِذَلِكَ الخِصْب وَالْمَاءَ لأَن الحُوَلاء مَلأَى مَاءً رِيّاً. ورأَيت أَرضاً مِثْلَ الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً، وَذَلِكَ حِينَ يَتَفَقَّأُ بَعْضُهَا وَبَعْضٌ لَمْ يتفقأْ؛ قَالَ: بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زَانَ جَنابَه ... نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت وَاسْتَوَى نَبَاتُهَا. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: إِن إِخواننا مِنْ أَهل الْكُوفَةِ نَزَلُوا فِي مِثْلِ حُوَلاء النَّاقَةِ مِنْ ثِمارٍ مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نَزَلُوا فِي الخِصْب، تَقُولُ الْعَرَبُ: تَرَكْتَ أَرض بَنِي فُلَانٍ كحُوَلاء النَّاقَةِ إِذا بَالَغْتَ فِي وَصْفِهَا أَنها مُخْصِبة، وَهِيَ مِنَ الجُلَيْدة الرَّقِيقَةِ الَّتِي تَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدِ كَمَا تَقَدَّمَ. والحِوَل: الأُخدود الَّذِي تُغْرَس فِيهِ النَّخْلُ عَلَى صَفٍّ. وأَحَالَ عَلَيْهِ: اسْتَضْعَفه. وأَحَالَ عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ يَضْرِبُهُ أَي أَقبل. وأَحَلْتُ عَلَيْهِ بِالْكَلَامِ: أَقبلت عَلَيْهِ. وأَحَالَ الذِّئبُ عَلَى الدَّمِ: أَقبل عَلَيْهِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَكَانَ كذِئْب السُّوءِ، لَمَّا رأَى دَمًا ... بِصَاحِبِهِ يَوْمًا، أَحَالَ عَلَى الدَّمِ أَي أَقبل عَلَيْهِ؛ وَقَالَ أَيضاً: فَتًى لَيْسَ لِابْنِ العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى ... بِصَاحِبِهِ، يَوْماً، دَماً فَهُوَ آكلُه وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: مِمَّا أَحال عَلَى الْوَادِي أَي مَا أَقبل عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ ويُحِيل بعضهُم عَلَى بَعْضٍ أَي يُقْبل عَلَيْهِ ويَمِيل إِليه. وأَحَلْت الْمَاءَ فِي الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قَالَ لَبِيدٌ: كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ، ... يُحِيلون السِّجال عَلَى السِّجال

وأَحَالَ عَلَيْهِ الْمَاءَ: أَفْرَغَه؛ قَالَ: يُحِيلُ فِي جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه، ... حَبْوَ الجَواري، تَرى فِي مَائِهِ نُطُقا أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا أَكْتَبَ ابْنَه: يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم: حَالَ صَبُوحُهم عَلَى غَبُوقِهم أَي صَارَ صَبُوحهم وغَبُوقُهم وَاحِدًا. وحَالَ: بِمَعْنَى انْصَبَّ. وحَالَ الماءُ عَلَى الأَرض يَحُولُ عَلَيْهَا حَوْلًا وأَحَلْتُه أَنا عَلَيْهَا أُحِيلُهُ إِحَالَةً أَي صَبَبْتُه. وأَحَالَ الماءَ مِنَ الدَّلْوِ أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِزُهَيْرٍ: يُحِيلُ فِي جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه وأَحَالَ الليلُ: انْصَبَّ عَلَى الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ نَخْلٍ: لَا تَرْهَبُ الذِّئبَ عَلَى أَطْلائها، ... وإِن أَحَالَ الليلُ مِنْ وَرائها يَعْنِي أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، وَالذِّئَابُ لَا تأْكل الفَسِيل فَهِيَ لَا تَرْهَبها عَلَيْهَا، وإِن انْصَبَّ اللَّيْلُ مِنْ وَرَائِهَا وأَقبل. والحَالُ: مَوْضِعُ اللِّبْد مِنْ ظَهْر الْفَرَسِ، وَقِيلَ: هِيَ طَرِيقة المَتْن؛ قَالَ: كأَنَّ غُلَامِي، إِذ عَلا حَالَ مَتْنِه ... عَلَى ظَهْرِ بازٍ فِي السَّمَاءِ، مُحَلِّق وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عَنْ حَالِ مَتْنِه ابْنُ الأَعرابي: الحَالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ الَّتِي يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الَّذِي يُعْقَد للأُمراء، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْخَالُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ أَعْرَقُها، والحَال والجَالُ. والحَالُ: لَحْمُ بَاطِنِ فَخِذِ حِمَارِ الْوَحْشِ. والحَال: حَالُ الإِنسان. والحَال: الثِّقْلُ. والحَال: مَرْأَة الرَّجُل. والحَال: العَجَلة الَّتِي يُعَلَّم عَلَيْهَا الصَّبِيُّ الْمَشْيَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذِهِ أَبيات تَجْمَعُ مَعَانِيَ الحَال: يَا لَيْتَ شِعْرِيَ هَلْ أُكْسَى شِعارَ تُقًى، ... والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالًا بَعْدَ ما حَال أَي شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. فَكُلَّمَا ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى ... نَفْسِي تَمِيلُ، فَنَفْسِي بِالْهَوَى حَالِي حالٍ: مِنَ الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ. لَيْسَتْ تَسُودُ غَداً سُودُ النُّفُوسِ، فكَمْ ... أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحَال الحَال هُنَا: التُّرَابُ. تَدُورُ دارُ الدُّنى بِالنَّفْسِ تَنْقُلُها ... عَنْ حَالها، كصَبيٍّ راكبِ الحَال الحَالُ هُنَا: العَجَلة. فالمرءُ يُبْعَث يَوْمَ الحَشْرِ مِنْ جَدَثٍ ... بِمَا جَنى، وَعَلَى مَا فَاتَ مِنْ حَال الحَال هُنَا: مَذْهَب خَيْرٍ أَو شَرٍّ. لَوْ كنتُ أَعْقِلُ حَالي عَقْلَ ذِي نَظَر، ... لَكُنْتُ مُشْتَغِلًا بِالْوَقْتِ والحَال الحَال هُنَا: السَّاعَةُ الَّتِي أَنت فِيهَا. لكِنَّني بِلَذِيذِ الْعَيْشِ مُغْتَبِطٌ، ... كأَنما هُوَ شَهْدٌ شِيب بالحَال الحَال هُنَا: اللَّبَن؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ فِيمَا حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ

مَاذَا المُحالُ الَّذِي مَا زِلْتُ أَعْشَقُه، ... ضَيَّعْت عَقْلي فَلَمْ أُصْلِح بِهِ حَالي حَالُ الرَّجُلِ: امرأَته وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ النَّفْسِ هُنَا. رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً مَا لَهُ طَرَفٌ، ... فَيَا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِء الحَال حالُ الفَرَس: طَرَائِقُ ظَهْره، وَقِيلَ مَتْنُه. يَا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذَّنْبَ أَجْمَعَه، ... حَتَّى يَخِرَّ مِنَ الْآرَابِ كالحَال الحَال هُنَا: وَرَق الشَّجَرِ يَسْقُط. الأَصمعي: يُقَالُ مَا أَحْسَنَ حَالَ مَتْنِ الفَرَس وَهُوَ مَوْضِعُ اللِّبْد، والحَال: لَحْمة المَتْن. الأَصمعي: حُلْت فِي مَتْن الفرس أَحُولُ حُؤُولًا إِذا رَكِبْتَه، وَفِي الصِّحَاحِ: حَالَ فِي مَتْنِ فَرَسِهِ حُؤولًا إِذا وَثَبَ ورَكِب. وحَال عَنْ ظَهْر دَابَّتِهِ يَحُولُ حَوْلًا وحُؤولًا أَي زَالَ وَمَالَ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: حَالَ فِي ظَهْرِ دَابَّتِهِ حَوْلًا وأَحَالَ وَثَب وَاسْتَوَى عَلَى ظَهْرها، وَكَلَامُ الْعَرَبِ حَالَ عَلَى ظَهْرِهِ وأَحَالَ فِي ظَهْرِهِ. وَيُقَالُ: حَالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وَهُوَ الظَّهْر بِعَيْنِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَحَالَ فِي مَتْن فَرَسِهِ مِثْلُ حَالَ أَي وَثَب؛ وَفِي الْمَثَلِ: تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحَالَ يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ وَاخْتَارَ عَلَيْهِ الشَّقاء. وَيُقَالُ: إِنه لَيَحُولُ أَي يَجِيءُ وَيَذْهَبُ وَهُوَ الجَوَلان. وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صَارَتْ شِدَّةُ الحَرّ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وشُعْثٍ يَشُجُّون الْفَلَا فِي رؤوسه، ... إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوابك قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وحَوَّلَت بِمَعْنَى تَحَوَّلت، وَمِثْلُهُ وَلَّى بِمَعْنَى تَولَّى. وأَرض مُحْتَالَة إِذا لَمْ يُصِبْهَا الْمَطَرُ. وَمَا أَحْسَن حَوِيلَه، قَالَ الأَصمعي: أَي مَا أَحسن مَذْهَبَهُ الَّذِي يُرِيدُ. وَيُقَالُ: مَا أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته والحِيال: خَيْطٌ يُشدُّ مِنْ بِطان الْبَعِيرِ إِلى حَقَبه لِئَلَّا يَقَعَ الحَقَب عَلَى ثِيلِه. وَهَذَا حِيالَ كَلِمَتِكَ أَي مقابلَةَ كَلِمَتِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي يَنْصِبُهُ عَلَى الظَّرْفِ، وَلَوْ رَفَعَهُ عَلَى المبتدإِ وَالْخَبَرِ لَجَازَ، وَلَكِنْ كَذَا رَوَاهُ عَنِ الْعَرَبِ؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ. وَقَعَدَ حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الْوَاوُ. والحَوِيل: الشَّاهِدُ. والحَوِيل: الكفِيل، وَالِاسْمُ الحَوَالة. واحْتال عَلَيْهِ بالدَّين: مِنَ الحَوَالة. وحَاوَلْت الشَّيْءَ أَي أَردته، وَالِاسْمُ الحَوِيل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى ... تُحَمَّق، وَهْيَ كَيِّسة الحَوِيل قَالَ: يَعْنِي الرَّخَمَة. وحَوَّلَه فَتَحَوَّل وحَوَّلَ أَيضاً بِنَفْسِهِ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْحِرْبَاءَ: يَظَلُّ بِهَا الحِرْباء لِلشَّمْسِ مَائِلًا ... عَلَى الجِذْل، إِلا أَنه لَا يُكَبِّر إِذا حَوَّلَ الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته ... حَنِيفاً، وَفِي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يَعْنِي تَحَوَّلَ، هَذَا إِذا رَفَعْتَ الظِّلَّ عَلَى أَنه الْفَاعِلُ، وَفَتَحْتَ الْعَشِيَّ عَلَى الظَّرْفِ، وَيُرْوَى: الظِّلَّ العَشِيُّ عَلَى أَن يَكُونَ العَشِيّ هُوَ الْفَاعِلُ وَالظِّلُّ مَفْعُولٌ بِهِ؛

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ إِذا حَوَّلَ الظِّلُّ الْعَشِيَّ وَذَلِكَ عِنْدَ مَيْلِ الشَّمْسِ إِلى جِهَةِ الْمَغْرِبِ صَارَ الْحِرْبَاءُ مُتَوَجِّهًا لِلْقِبْلَةِ، فَهُوَ حَنِيف، فإِذا كَانَ فِي أَوَّل النَّهَارِ فَهُوَ مُتَوَجِّهٌ لِلشَّرْقِ لأَن الشَّمْسَ تَكُونُ فِي جِهَةِ الْمَشْرِقِ فَيَصِيرُ مُتَنَصِّراً، لأَن النَّصَارَى تَتَوَجَّهُ فِي صَلَاتِهَا جِهَةَ الْمَشْرِقِ. واحْتال المنزلُ: مَرَّت عَلَيْهِ أَحوال؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَيَا لَكِ مِنْ دَارٍ تَحَمَّل أَهلُها ... أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وَطَالَ احْتِيالُها وَاحْتَالَ أَيضاً: تَغَيَّرَ؛ قَالَ النَّمِرُ: مَيْثاء جَادَ عَلَيْهَا وابلٌ هَطِلٌ، ... فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت لَهُ بَصَرِي إِذا حَدَّدته نَحْوَهُ وَرَمَيْتُهُ بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وحالَ لونُه أَي تَغَيَّرَ واسْوَدَّ. وأَحَالَتِ الدارُ وأَحْوَلت: أَتى عَلَيْهَا حَوْلٌ، وَكَذَلِكَ الطَّعَامُ وَغَيْرُهُ، فَهُوَ مُحِيل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَلَم تُلْمِم عَلَى الطَّلَل المُحِيل ... بفَيْدَ، وَمَا بُكاؤك بالطُّلول؟ والمُحِيل: الَّذِي أَتت عَلَيْهِ أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نَفْسَهُ عَلَى الْوُقُوفِ وَالْبُكَاءِ فِي دَارٍ قَدِ ارْتَحَلَ عَنْهَا أَهلها مُتَذَكِّرًا أَيَّامهم مَعَ كَوْنِهِ أَشْيَبَ غَيْرَ شابٍّ؛ وَذَلِكَ فِي الْبَيْتِ بَعْدَهُ وَهُوَ: أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دَارٍ ... تُسائل مَا أَصَمَّ عن السَّؤُول؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل مَا أَصَمَّ أَي تُسائل مَا لَا يُجِيبُ فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لأَبي النَّجْمِ: يَا صاحِبَيَّ عَرِّجا قَلِيلًا، ... حَتَّى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنِ لَجَإٍ: أَلم تُلْمِمْ عَلَى الطَّلَل المُحِيل، ... بغَرْبِيِّ الأَبارق مِنْ حَقِيل؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ المُحْوِل قَوْلُ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا، ... والرَّسْمَ مِنْ أَسماءَ والمَنْزِلا، بِجَانِبِ البَوْباةِ لَمْ يَعْفُه ... تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا قَالَ: تَقْدِيرُهُ قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، مِنْ أَهَله اللَّهُ؛ وَقَالَ الأَخوص: أَلْمِمْ عَلَى طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مِنَ الْقَاصِرَاتِ الطَّرْف لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ، ... مِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الإِتْبِ مِنْهَا، لأَثّرا أَبو زَيْدٍ: فُلَانٌ عَلَى حَوْل فُلَانٍ إِذا كَانَ مِثْلَهُ فِي السِّن أَو وُلِد عَلَى أَثره. وحَالَتِ القوسُ واسْتَحَالَتْ، بِمَعْنًى، أَي انْقَلَبَتْ عَنْ حَالِهَا الَّتِي غُمِزَت عَلَيْهَا وحَصَل فِي قابِها اعْوِجَاجٌ. وحَوَال: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ خِراش بْنُ زُهَيْرٍ: فإِني دَلِيلٌ، غَيْرُ مُعْط إِتاوَةً ... عَلَى نَعَمٍ تَرْعى حَوالًا وأَجْرَبا الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الحَوَلْوَلَة الكَيِّسة، وَهُوَ ثُلَاثِيُّ الأَصل أُلحق بِالْخُمَاسِيِّ لِتَكْرِيرِ بَعْضِ حُرُوفِهَا.

وَبَنُو حَوَالَة: بَطْنٌ. وَبَنُو مُحَوَّلَة: هُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفان وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ العُزَّى فَسَمَّاهُ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدَ اللَّهِ فسُمُّوا بَنِي مُحَوَّلة لِذَلِكَ. وحَوِيل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها ... حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب حوكل: الرُّبَاعِيُّ مِنْ بَابِ الْحَاءِ: الحَرْكَلة الرَّجَّالة كالحَوْكَلة. حيل: الحَيْلة، بِالْفَتْحِ: جَمَاعَةُ المَعَز، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَطِيع مِنَ الْغَنَمِ فَلَمْ يَخُصَّ مَعَزاً مِنْ ضأْن وَلَا ضأْناً مِنْ مَعَز. والحَيْلة: حِجَارَةٌ تَحدَّرُ مِنْ جَوَانِبِ الْجَبَلِ إِلى أَسفله حَتَّى تَكْثُرَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ أَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُ النَّاسَ حَوْلَه كالحَيْلة أَي مُحْدِقين كإِحْداق تِلْكَ الْحِجَارَةِ بِالْجَبَلِ. والحَيْل: الْمَاءُ المُسْتَنْقَع فِي بَطْنِ وَادٍ، وَالْجَمْعُ أَحْيال وحُيُول. وحَالَتِ الناقةُ تَحِيلُ حِيَالًا: لَمْ تَحْمِل، وَالْوَاوُ فِي ذَلِكَ أَعرَق، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ سَراة الهِجان صَلَّبَها العُضْضُ، ... ورَعْيُ الحِمى، وطُولُ الحِيالِ مَصْدَرُ حَالَتْ إِذا لَمْ تَحْمِل. والحَيْل: الْقُوَّةُ. وَمَا لَهُ حَيْل أَي قُوَّةٌ، وَالْوَاوُ أَعْلى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والحِيلة، بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ مِنِ الاحتِيال، وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَكَذَلِكَ الحَيْل والحَوْل، ويقال: لَا حَيْل وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه لُغَةٌ فِي لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ. وَفِي دُعَاءٍ يَرْوِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ ذَا الحَيْل الشَّدِيدِ ، والمحدِّثون يَرْوُونه: ذَا الحَبْل ، بِالْبَاءِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَا مَعْنًى لَهُ وَالصَّوَابُ ذَا الحَيْل بِالْيَاءِ أَي ذَا الْقُوَّةِ. وَيُقَالُ: إِنه لَشَدِيدُ الحَيْل أَي القُوَّة. وَيُقَالُ: لَا حِيلَة لَهُ وَلَا احْتِيال وَلَا مَحَالَة وَلَا مَحيِلة، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمِنْ أَجل دارٍ صَيَّر البيْنُ أَهلَها ... أَيادي سَبا، بَعْدي، وَطَالَ احْتِيالُها؟ قَوْلُهُ طَالَ احْتِيالُها، يُقَالُ احْتَالَتْ مِنْ أَهلها أَي لَمْ يَنْزِلْ بِهَا حَوْلًا. بوَهْنَيْن تَسْنُوها السَّواري، وتَلْتَقي ... بِهَا الهُوجُ: شَرْقِيَّاتُها وشَمالُها إِذا اسْتَنْصَل الهَيْفُ السَّفا لعِبَتْ بِهِ ... صَبَا الْحَافَةِ الْيُمْنَى جَنُوبَ شَمَالِهَا ابْنُ الأَعرابي: مَا لَهُ لَا شَدَّ اللَّه حَيْلَه! يُرِيدُ حِيلته وقوَّته. وَيُقَالُ: هُوَ أَحْيَل مِنْكَ وأَحْوَل مِنْكَ أَي أَكثر حِيلة. وَمَا أَحْيَلَه: لُغَةٌ فِي مَا أَحْوَله. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا لَهُ حِيلَة وَلَا مَحَالَة ولا احْتِيَال ولا مَحَالٌ وَلَا حَوْلٌ وَلَا حَوِيل وَلَا حَيْل وَلَا أَحيل بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَتَقُولُ: مِنَ الحِيلَة تَرْكُ الحِيلَة، وَمِنَ الحَذَر تَرْكُ الحَذَر. وَفِي الْحَدِيثِ: فصَلَّى كُلٌّ مِنَّا حِياله أَي تِلْقاءَ وَجْهِهِ. اللَّيْثُ: الحِيلان هِيَ الحَدائد بخَشَبها يُداسُ بِهَا الكُدْس. ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي الْمَكَارِمِ: الحَيْلة وعْلة تَخِرُّ مِنْ رأْس الْجَبَلِ، قَالَ: أُراه بِضَمِّ الْحَاءِ، «4» إِلى أَسفله ثُمَّ تَخِرُّ أُخرى ثُمَّ أُخرى، فإِذا اجْتَمَعَتِ الوَعَلات فَهِيَ الحَيْلَة، قَالَ: والوَعَلات صَخَرات يَنْحَدِرْن مِنْ رأْس الْجَبَلِ إِلى أَسفله.

_ (4). قوله [بضم الحاء] هكذا في الأَصل، ولعله أراد الحُولة لأَن الياء الساكنة تقلب واوا بعد الضمة.

فصل الخاء المعجمة

فصل الخاء المعجمة خبل: الخَبْلُ، بِالتَّسْكِينِ: الفسادُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَبْل فَسَادُ الأَعضاء حَتَّى لَا يَدْري كَيْفَ يَمْشِي فَهُوَ مُتَخَبِّل خَبِل مُخْتَبَل. وبَنُو فُلَانٍ يُطالبون بَنِي فُلَانٍ بِدِمَاءٍ وخَبْلٍ أَي بِقَطْعِ أَيد وأَرجل وَالْجَمْعُ خُبُول؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَيُقَالُ: لَنَا فِي بَنِي فُلَانٍ دِماء وخُبُول، فالخُبُول قَطْعُ الأَيدي والأَرجل. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: إِن لَنَا فِي بَنِي فُلَانٍ خَبْلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي قَطْعَ أَيد وأَرجل وَجِرَاحَاتٍ، وَرُوِيَ عَنْهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ أُصيب بدَمٍ أَو خَبْل ؛ الخَبْل: الجِرَاح، أَي مَنْ أُصيب بِقَتْلِ نَفْسٍ أَو قَطْعِ عُضْوٍ فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحدى ثَلَاثٍ فإِن أَراد الرَّابِعَةَ فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ بَيْنَ أَن يَقْتَصَّ أَو يأْخذ العَقْل أَو يَعْفُوَ، فَمَنْ قَبِل مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ عَدَا بَعْدَ ذَلِكَ فقَتَل فَلَهُ النَّارُ خَالِدًا فِيهَا مُخَلَّدًا. وَيُقَالُ: خَبَلَ الحُبُّ قلبَه إِذا أَفسده بخُبْلة. ابْنُ الأَعرابي: الخُبْلَة الْفَسَادُ مِنْ جِرَاحَةٍ أَو كَلِمَةٍ. وَرَجُلٌ مُخَبَّل: كأَنه قَدْ قُطِعَتْ أَطرافه. والخَبْل، بِالْجَزْمِ: قَطْعُ الْيَدِ أَو الرِّجْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَبَل، بِالتَّحْرِيكِ، الجنُّ والخَبَل الإِنْس والخَبَل الْجِرَاحَةُ والخَبَل المَزَادة والخَبَل جَوْدة الحُمْق بِلَا جُنُونٍ والخَبَل القِرْبة المَلأَى. وخَبِلَت يدُه إِذا شَلَّت. والخَبْل فِي عَروض الْبَسِيطِ وَالرَّجَزِ: ذَهَابُ السِّينِ وَالتَّاءِ «1» مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ، مُشْتَقٌّ مِنَ الخَبْل الَّذِي هُوَ قَطْعُ الْيَدِ؛ قَالَ أَبو إِسحق: لأَن السَّاكِنَ كأَنه يَدُ السَّبَبِ فإِذا حُذِفَ السَّاكِنَانِ صَارَ الْجُزْءُ كأَنه قُطِعَتْ يَدَاهُ فَبَقِيَ مُضْطَرِبًا، وَقَدْ خَبَلَ الجزءَ وخَبَّلَه. وأَصابه خَبْل أَي فَالِجٌ وَفَسَادُ أَعضاء وَعَقْلٍ. والخَبَل، بِالتَّحْرِيكِ: الجنُّ وَهُمُ الخَابِل، وَقِيلَ: الخَابِل الجِنُّ، والخَبَل اسْمُ الْجَمْعِ كالقَعَد والرَّوَح اسْمَانِ لِجَمْعِ قَاعِدٍ وَرَائِحٍ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ: وَلَا تَقُولي لشيءٍ كنتُ مُهْلِكَهُ: ... مَهْلًا وَلَوْ كنتُ أُعطي الجِنَّ والخَبَلا قَالَ: الخَبَل ضَرْبٌ مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ لَهُمُ الْخَابِلُ، أَي لَا تَعْذُلِيني فِي مَالِي وَلَوْ كُنْتُ أُعطيه الْجِنَّ وَمَنْ لَا يُثْني عَليَّ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ مُهَلْهِل: لَوْ كُنْتُ أَقتل جِنّ الخَابِلَينِ كَمَا ... أَقتُل بَكْراً، لأَضْحَى الجنُّ قَدْ نَفِدوا نَفِد يَنْفَد: فَنِيَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي. ونَفَذَ يَنْفُذ خَرَج. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ والخابِلانِ: الليلُ والنهارُ لأَنهما لَا يأْتيان عَلَى أَحد إِلَّا خَبَلاه بهَرَمٍ. والخَابِل: الشَّيْطَانُ. والخَابِل: المُفْسِد. والخَبَال: الْفَسَادُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن قَوْمًا بَنَوْا مَسْجِدًا بظَهْر الْكُوفَةِ فأَتاهم وَقَالَ: جِئْتُ لأَكْسِرَ مَسْجِدَ الخَبَال، فَكَسَرَهُ ثُمَّ رَجَعَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: الخَبَال والخَبْل الْفَسَادُ وَالْحَبْسُ وَالْمَنْعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وبِطانة لَا تَأْلوه خَبَالًا أَي لَا تُقَصِّر فِي إِفساد أَمره. وَقَالُوا: خَبْلٌ خَابِل، يَذْهَبُونَ إِلى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ مَعْقِل بْنُ خُوَيْلِدٍ: نُدَافِع قَوْمًا مُغْضَبِينَ عليكُم، ... فَعَلْتم بِهِمْ خَبْلًا مِنَ الشَّرِّ خَابِلا

_ (1). قوله [والتاء] هكذا في الأَصل، قال شارح القاموس: وكذا في المحكم وكأنه غلط والصواب والفاء كما في القاموس

والخَبْل والخُبْل والخَبَل والخَبَال: الْجُنُونُ. وَيُقَالُ: بِهِ خَبَال أَي مَسٌّ، وَبِهِ خَبَل أَي شَيْءٌ مِنْ أَهل الأَرض. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَبَل جُنُونٌ أَو شِبْهُهُ فِي الْقَلْبِ. وَرَجُلٌ مَخْبُول وَبِهِ خَبَل وَهُوَ مُخَبَّل: لَا فؤَاد مَعَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المُخَبَّل الْمَجْنُونُ، وَبِهِ سُمِّيَ المُخَبَّل الشَّاعِرُ وَهُوَ المُخْتَبَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَراني طَرِباً فِي إِثْرِهِم، ... طَرَبَ الوالهِ أَو كالمُخْتَبَل المُخْتَبَل: الَّذِي اخْتُبِلَ عقلُه أَي جُنَّ. وَقَدْ خَبَلَه الحزنُ واخْتَبَلَه وخَبِلَ خَبَالًا، فَهُوَ أَخْبَل وخَبِلٌ. وَدَهْرٌ خَبِل: مُلْتَوٍ عَلَى أَهله لَا يَرَوْنَ فِيهِ سُرُورًا. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ خَبَله الدهرُ والحزنُ والشيطانُ والحُبُّ والداءُ خَبْلًا؛ وأَنشد: يَكُرُّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ حَتَّى يَرُدَّهُ ... دَوىً، شَنَّجَتْه جِنُّ دَهْرٍ وخَابِلُه وَمِنْ أَمثالهم: عَادَ غَيْثٌ عَلَى مَا خَبَلَ أَي أَفْسَد. وَقَدْ خَبَلَه وخَبَّلَه واخْتَبَلَه إِذا أَفْسَد عقلَه وعضوَه. والخَبَال: النُّقْصَانُ، وَهُوَ الأَصل، ثُمَّ سُمِّي الْهَلَاكُ خَبَالًا؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للدَّلْو فَقَالَ يَصِفُهَا: أَخُذِمَتْ أَم وُذِمَتْ أَم مالَها؟ ... أَم صادَفَتْ فِي قَعْرها خَبَالَها؟ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ جِبَالَها، بِالْجِيمِ، يَعْنِي مَا أَفسدها وخَرَّقها. الْفَرَّاءُ: الخَبَال أَن تَكُونَ الْبِئْرُ مُتَلَجِّفة فَرُبَّمَا دَخَلَت الدلوُ فِي تَلجيفها فتتخرَّق. والخَبَال: عُصَارة أَهل النَّارِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَبَال السَّمُّ الْقَاتِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ شَرِبَ الخَمر سَقاه اللَّهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَال يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ جَاءَ فِي تَفْسِيرِهِ أَن الخَبَال عُصارة أَهل النَّارِ. والخَبَال فِي الأَصل: الْفَسَادُ، وَيَكُونُ فِي الأَفعال والأَبدان وَالْعُقُولِ. وَطِينَةُ الخَبَال: مَا سالَ مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَكل الرِّبا أَطعمه اللَّهُ مِنْ طِينة الخَبَال يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَفَا مُؤْمناً بِمَا لَيْسَ فِيهِ وقَفَه اللهُ تَعَالَى فِي رَدْغَة الخَبَال حَتَّى يَجِيءَ بالمَخْرَج مِنْهُ ، فَيُقَالُ: هُوَ صَدِيدُ أَهل النَّارِ؛ قَوْلُهُ قَفَا أَي قَذَف، والرَّدْغة الطِّينة، وَفُلَانٌ خَبَال عَلَى أَهله أَي عَناء. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الخَبَال الْفَسَادُ وَذَهَابُ الشَّيْءِ؛ وأَنشد بَيْتَ أَوس: أَبَني لُبَيْنَى، لَسْتُم بِيَدٍ ... إِلَّا يَداً مَخْبُولة العَضُد وَقَالَ ابْنِ الأَعرابي: أَي لَا يُقَصِّرون فِي فَسَادِكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ خَبْل أَي فَسَادُ الْفِتْنَةِ والهَرْج وَالْقَتْلُ. والخَبْل: الْفَسَادُ فِي الثَّمَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الأَنصار شَكَوْا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن رَجُلًا صَاحِبَ خَبْل يأْتي إِلى نَخْلِهِمْ فيُفْسدُ ، أَي صَاحِبَ فَسَادٍ. والخَبَل: فَسَادٌ فِي الْقَوَائِمِ. واخْتَبَلَت الدابةُ: لَمْ تَثْبُت فِي مَوْطِئها. والإِخْبال: أَن يُعْطَى الرجلُ البعيرَ أَو الناقةَ لِيَرْكَبَهَا ويَجْتَزَّ وَبَرَهَا وَيَنْتَفِعَ بِهَا ثُمَّ يَرُدَّهَا، يُقَالُ مِنْهُ: أَخْبَلْتُ الرجلَ أُخْبِلُه إِخْبَالًا. واسْتَخْبَل الرجلَ إِبلًا وَغَنَمًا فأَخْبَلَه: اسْتَعَارَ مِنْهُ نَاقَةً لِيَنْتَفِعَ بأَلبانها وأَوبارها أَو فَرَسًا يَغْزُو عَلَيْهِ فأَعاره، وَهُوَ مِثْلُ الإِكْفاء؛ قَالَ زُهَيْرٌ: هُنالك إِن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخْبِلوا، ... وإِن يُسْأَلوا يُعْطُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا والإِكْفاء: أَن يُعْطِيَهُ النَّاقَةَ لِيَنْتَفِعَ بِلَبَنِهَا ووَبَرها

وَمَا تَلِده فِي عَامِهَا، والإِخْبَال مِثْلُ الإِكْفاء فِي اللبَّن وَالْوَبَرِ دُونَ الْوَلَدِ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ وَرَوَى بَيْتَ لَبِيدٍ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ: غَيْرُ طَوِيلِ المُخْتَبَل، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، مِنْ هَذَا أَي غَيْرُ طَوِيلٍ مُدَّةَ العارِيّة، وَمَنْ قَالَ غَيْرُ طَوِيلِ المُحْتَبَل، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، أَراد أَنه غَيْرُ طَوِيلِ الرُّسغ، وَهُوَ مَوْضِعُ الحَبل مِنْ يَدِهِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: مُخْتَبَله قَوَائِمُهُ واخْتِبَالها أَن لَا تَثْبُتَ فِي مَوَاطِئِهَا. والخَبْل فِي كُلِّ شَيْءٍ: القَرْض والاستعارةُ. والخَبْل: مَا زِدْتَهُ عَلَى شَرْطِكَ الَّذِي يَشْتَرِطُهُ لَكَ الجَمّال. وخَبَلَ الرجلَ عَنْ كَذَا وَكَذَا يَخْبُلُه خَبْلًا: عَقَله وحَبَسه ومَنَعه. وَمَا خَبَلَك عَنَّا خَبْلًا أَي مَا حَبَسك؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَيَرَى كَذَلِكَ أَن يُفَرِّدَ راكِبٌ ... أَبداً، وَمَا خَبَلَ الرياحَ الخَابِلُ واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَابِلُ الرِّياح أَي حابسُها، فإِذا شَاءَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَها. والمُخَبَّل مِنَ الوَجَع: الَّذِي يَمْنَعُهُ وَجَعُه مِنَ الِانْبِسَاطِ فِي الْمَشْيِ. والخَبَل: طَائِرٌ يَصِيح اللَّيْلَ كُلَّه صَوْتًا وَاحِدًا يَحْكي مَاتَتْ خَبَلْ. والمُخَبَّل: شَاعِرٌ مِنْ بَنِي سَعْد. ومُخَبِّل، بِكَسْرِ الْبَاءِ: اسم الدَّهْر؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَة: فَضَعي قِناعَك، إِنَّ رَيْبَ ... مُخَبِّلٍ أَفْنى مَعَدَّا والخَبَال الَّذِي فِي شِعْرِ لَبِيدٍ: اسمُ فرَس؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي قَوْلَ لَبِيدٍ: تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيهَا، ... وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبَال خبتل: رَجُلٌ خُبْتُلٌ: فِيهِ شِبْهُ الهَوَج والبَلَه والإِقدام عَلَى مَكْروه النَّاسِ، وَهِيَ الخُبْتُلة. خبرجل: الخَبَرْجَل: الكُرْكِيُّ. ختل: الخَتْل: تَخادُعٌ عَنْ غَفْلَةٍ. خَتَلَهُ يَخْتُلُهُ ويَخْتِلُهُ خَتْلًا وخَتَلاناً وخَاتَلَهُ: خَدَعه عَنْ غَفْلة؛ قَالَ رُوَيْسٌ: دَهَاني بِسِتٍّ، كُلُّهنَّ حَبِيبةٌ ... إِليَّ، وَكَانَ الموتُ ذَا خَتَلانِ والتَّخَاتُلُ: التَّخادُع. أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ لِلصَّائِدِ إِذا اسْتَتَرَ بِشَيْءٍ ليَرْمِيَ الصَّيْدَ دَرَى وخَتَلَ الصَّيْدَ. والمُخاتَلة: مَشْيُ الصَّيَّادِ قَلِيلًا قَلِيلًا فِي خُفْية لِئَلَّا يَسْمَعَ الصيدُ حِسَّه، ثُمَّ جُعل مَثَلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وُرِّي بِغَيْرِهِ وسُتِر عَلَى صَاحِبِهِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: حَنَتْني حانياتُ الدَّهْرِ، حَتَّى ... كأَني خَاتِل يَدْنو لصَيْد قَرِيبُ الخَطوِ يَحسَبُ مَن رَآنِي، ... ولَسْتُ مُقَيَّداً، أَني بقَيْد أَي كَبِرت وضَعُفَتْ مِشْيتي. وَفِي الْحَدِيثُ: مِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن تُعَطَّل السُّيُوفُ مِنَ الْجِهَادِ وأَن تُخْتَلَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ أَي تُطْلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، مِنْ خَتَلَه إِذا خَدَعه. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ فِي طُلَّاب الْعِلْمِ: وصِنْف تَعَلَّموه لِلِاسْتِطَالَةِ والخَتْل أَي الخِدَاع. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَني أَنظر إِليه يَخْتِل الرَّجُلَ ليَطْعنه أَي يُدَاوِرُه ويَطْلُبه مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُر. وخَتَلَ الذِّئبُ الصَّيدَ: تَخَفَّى لَهُ؛ وكلُّ خَادِعٍ خَاتِلٌ وخَتُول؛ وَقَوْلُ تأَبَّط شَرًّا: وَلَا حَوْقَل خَطَّارة حَوْلَ بَيْتِهِ، ... إِذا العِرْسُ آوَى بَيْتُها كلَّ خَوْتَل

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الخَوْتَل الظَّرِيف، وَيَجُوزُ عِنْدِي أَن يَكُونَ مِنَ الخَتْل الَّذِي هُوَ الخَدِيعة بَنى مِنْهُ فَوْعَلًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قَوْمٍ: قَدِ اخْتَتَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: وَلَا تَرَاها لسِرِّ الْجَارِ تَخْتَتِل وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: هُوَ يَمْشي الخَوْتَلَى إِذا مَشَى فِي شِقَّة؛ يُقَالُ: هُوَ يَخْلِجُني بِعَيْنِهِ ويَمْشي بي الخَوْتَلَى. ختعل: خَتْعَل الرجلُ: أَبطأَ في مشيه. خثل: خَثْلة البطنِ وخَثَلَتُه: مَا بَيْنَ السُّرَّة وَالْعَانَةِ، وَالتَّخْفِيفُ أَكثر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: شَرِبْتُ مُرًّا مِنْ دَواءِ المَشْيِ، ... مِنْ وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقان: أَحَبُّ صِبْيَانِنَا إِلينا العَرِيضُ الخَثْلة ؛ هِيَ الحَوْصلة، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ السُّرَّة وَالْعَانَةِ، وَقَدْ تُفْتَحُ الثَّاءُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِ العِلْكِدُ: الْعَجُوزُ الصُّلْبة المُسِنَّة. عَرَّام: حَوِيّة الإِنسان مَعِدَتُه، وَهِيَ الخَثْلة، وَهِيَ مُسْتَقَرُّ الطَّعَامِ تَكُونُ للإِنسان كالكَرِش لِلشَّاةِ، قَالَ: والفِحْث يَكُونُ للإِنسان وَلِمَا لَا يَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ، وَالْمَرِيءُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الطَّعَامُ فَيَصِلُ إِلى الكَرِش، ثُمَّ يُصَبُّ إِلى الفِحْث، وَهُوَ أَصل القِبَة، وَالْجَمْعُ خَثْلات، بِسُكُونِ الثَّاءِ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ، والله أَعلم. خجل: الْفَرَّاءُ: الخَجَل الِاسْتِرْخَاءُ مِنَ الْحَيَاءِ وَيَكُونُ مِنَ الذُّلِّ. رَجُلٌ خَجِل وَبِهِ خَجْلة أَي حَيَاءٌ. والخَجَل: التحيُّر والدَّهَش مِنَ الِاسْتِحْيَاءِ. وخَجِل الرَّجلُ خَجَلًا: فَعَل فِعْلًا فَاسْتَحَى مِنْهُ ودَهِشَ وتَحَيَّر، وأَخْجَلَه ذَلِكَ الأَمر وخَجَّلَه. وخَجِلَ البعيرُ خَجَلًا: سَارَ فِي الطِّينِ فَبَقِيَ كالمُتَحَيِّر؛ والبعيرُ إِذا ارْتَطَم فِي الوَحَل فَقَدْ خَجِل. اللَّيْثُ: الخَجَل أَن يَفْعَلَ الإِنسان فِعْلًا يَتَشَوَّر مِنْهُ فيَسْتَحي؛ وأَخْجَلَه غَيْرُهُ وَقَدْ خَجَّلْته وأَخْجَلْته. ابْنُ شُمَيْلٍ: خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عَلَيْهِ أَمرُه. ابْنُ سِيدَهْ: الخَجَل أَن يَلْتَبِسَ الأَمر عَلَى الرَّجُلِ فَلَا يَدْري كَيْفَ المَخْرج مِنْهُ. يُقَالُ: خَجِلَ فَمَا يَدْري كَيْفَ يَصْنَعُ. وخَجِل بأَمره: عَيَّ. وخَجِلَ البعيرُ بالحِمْل: ثَقُل عَلَيْهِ وَاضْطَرَبَ. وَرَجُلٌ خَجِلٌ: يَضْطَرِبُ عَلَى الْفَرَسِ مِنْ سَعَته. وَثَوْبٌ خَجِلٌ: فَضْفَاض. وَيُقَالُ: جَلَّلْت البعيرَ جُلًّا خَجِلًا أَي وَاسِعًا يَضْطَرِبُ عَلَيْهِ. والخَجِلُ: الثَّوْبُ الْوَاسِعُ الطَّوِيلُ. والخَجَل: كَثْرَةُ تَشَقُّق الدَّنادِن؛ وأَنشد: عَلَيَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِيث ... مِدْرَعةٌ، كِسَاؤُها مَثْلوث والخَجَل: البَطَر. ابْنُ سِيدَهْ: الخَجَل سُوء احْتِمَالِ الْغِنَى كأَن يَأْشَرَ ويَبْطَر عِنْدَ الغِنى، وَقِيلَ: هُوَ التَّخَرُّق فِي الغِنى، وَقَدْ خَجِلَ خَجَلًا. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه قَالَ لِلنِّسَاءِ إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَ أَي أَشِرْتُنَّ وبَطِرْتُنَّ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخَجَلُ الكَسَل وَالتَّوَانِي عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ، قَالَ: وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الإِنسان الخَجِل يَبْقَى سَاكِنًا لَا يَتَحَرَّكُ وَلَا يَتَكَلَّمُ، وَمِنْهُ قِيلَ للإِنسان: قَدْ خَجِلَ إِذا بَقِيَ كَذَلِكَ، والدَّقَع: سُوءُ احْتِمَالِ الْفَقْرِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ولم يَدْفَعُوا، عند ما نابَهم ... لِوَقْعِ الحُروب، وَلَمْ يَخْجَلوا

يَقُولُ: لَمْ يَخْضَعُوا لِلْحَرْبِ وَلَمْ يَستَكِينوا وَلَمْ يَخْجَلوا أَي لَمْ يَبْقَوْا فِيهَا بَاهِتِينَ كالإِنسان المُتَحَيِّر الدَّهِشِ، وَلَكِنَّهُمْ جَدُّوا فِيهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمْ يَخْجَلوا لَمْ يَبْطَروا وَلَمْ يَأْشَروا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا أَشبه الْوَجْهَيْنِ بِالصَّوَابِ، قَالَ: وأَما حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ أَن رَجُلًا ضَلَّت لَهُ أَيْنُقٌ فأَتى عَلَى وَادٍ خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَيْنُقَه فِيهِ ؛ الخَجِل فِي الأَصل: الْكَثِيرُ النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف. وخَجِلَ الْوَادِي والنباتُ: كَثُرَ صَوْتُ ذُبَابِهِ لِكَثْرَةِ عُشْبه. والخَجَل: البَرَمُ، خَجِلَ خَجَلًا وأَخْجَلَه. والخَجَل: التَّوَانِي عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ والكسلُ. وخَجِلَ خَجَلًا: بَقِيَ سَاكِتًا لَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَتَحَرَّكُ. والخَجَل: الفَساد. وخَجِل النَّبتُ خَجَلًا: طَالَ والْتَفَّ. وَوَادٍ خَجِلٌ: مُلْتَفُّ النَّبَاتِ، وَقِيلَ مُفْرِط النَّبَاتِ، وَالْجَمْعُ خِجَلٌ «2» وَوَادٍ مُخْجِلٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَظَلُّ حِفْرَاهُ مِنَ التَّهَدُّل ... فِي رَوْض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل أَي حَابِسٍ للإِبل مِنْ كَثْرَتِهِ. والحِفْراة: شَجَرَةٌ مَلْحاء مِثْلُ القُنْفُذة، قَالَ: والذَّفْراء والرُّغْل شَجَرَتَانِ. والخَجَل: الْتِفاف النَّبَاتِ وحُسْنُه. والخَجِل: الْمَكَانُ الْكَثِيرُ العُشْب. وحَمْضٌ مُخْجِلٌ: أَشِبٌ طَوِيلٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَلأٌ مُخْجِل وَاسِعٌ كثيرٌ نامٍ حابسٌ يُقام فِيهِ وَلَا يُجاوَز، وَقِيلَ: الخَجِل العُشْب إِذا طَالَ وبَلَغ غَايَتَهُ. وأَخْجَلَ الحَمْضُ إِذا طَالَ والْتفَّ، فهو مُخْجِل. وقال أَبو حَنِيفَةَ: ثَوْبٌ خَجِلٌ يَعْتَقل لابسَه فيَتَلبَّد فِيهِ. والخَجِل: الثَّوْبُ الخَلَق، قَالَ شَمِرٌ: والخَجِل المَرِح؛ وأَنشد: قَدْ يَهْتَدي لصَوْتيَ الْحَادِي الخَجِل أَي المَرِح. وَفُلَانٌ يَمْشِي الخَوْجَلى: وَهُوَ مَشْيٌ للنساء بتَكَسُّر. خدل: الخَدْل: العَظيمُ الْمُمْتَلِئُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ أَبي عَتيق رَوَاهُ ثَعْلَبٌ قَالَ: وَاللَّهِ إِني لأَسير فِي أَرض عُذْرَة إِذا أَنا بامرأَة تحمِل غُلَامًا خَدْلًا لَيْسَ مثْلُهُ يُتَوَرَّك. والخَدْلة مِنَ النِّسَاءِ: الغليظةُ السَّاقِ المُسْتَدِيرَتُها، وَجَمْعُهَا خِدَال؛ وامرأَة خَدْلة السَّاقِ وخَدْلاءُ بيِّنة الخَدَل والخَدَالة: ممتلئةُ السَّاقِينَ وَالذِّرَاعَيْنِ. وَيُقَالُ: مُخَلْخَلُها خَدْل أَي ضَخْمٌ. وَفِي حَدِيثِ اللِّعَانِ: وَالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ خَدْلٌ جَعْدٌ ؛ الخَدْل: الْغَلِيظُ الْمُمْتَلِئُ السَّاقِ. وَسَاقٌ خَدْلة بيِّنة الخَدَل والخَدَالة والخُدُولة وَقَدْ خَدِلَتْ خَدالةً، وخَدَالتُها: استدارتُها كأَنما طُوِيَتْ طَيًّا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نِسَاءً: جَواعل فِي البُرَى قَصَباً خِدَالا يَعْنِي عِظام أَسْوُقها أَنها غَلِيظَةٌ. وامرأَة خِدْلِمٌ: كخَدْلة؛ قَالَ الأَغلب: يَا رُبَّ شيخٍ مِنْ لُكَيْزٍ كَهْكَم، ... قَلَّصَ عَنْ ذَاتِ شَبَابٍ خِدْلِم الكَهْكَم: الَّذِي يُكَهْكِه فِي يَدِهِ؛ الصِّحَاحُ: وَكَذَلِكَ الخِدْلِمُ، بِالْكَسْرِ وَالْمِيمِ زَائِدَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَيْسَتْ بكَرْواء، وَلَكِنْ خِدْلِمِ، ... وَلَا بزَلّاء، وَلَكِنْ سُتْهُمِ والخَدْلة: الحَبَّة مِنَ العِنَب إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً قَمِيئة مِنْ آفَةٍ أَو عَطَش. والخَدْلة والخُدْلة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: السَّاق مِنَ الصَّابَة. والصَّابُ: ضَرْب مِنَ الشَّجَرِ المُرِّ.

_ (2). قوله [خجل] هكذا في الأَصل غير مضبوط بالتحريك

خدفل: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الخَدافِل المَعاوِزُ. وَمِنْ أَمثالهم: غَرَّني بُرْداكَ مِنْ خَدافِلي؛ وأَصله أَن امرأَة رأَت عَلَى رَجُلٍ بُرْدَيْنِ فتزوَّجته طَمَعاً فِي يَساره فأَلْفَتْه مُعْسِراً. ابْنُ الأَعرابي: خَدْفَل الرجلُ إِذا لَبِس قميصاً خَلَقاً. خذل: الخاذِلُ: ضِدُّ النَّاصِرِ. خَذَلَه وخَذَلَ عَنْهُ يَخْذُلُهُ خَذْلًا وخِذْلاناً: تَرَكَ نُصْرته وعَوْنه. والتَّخْذِيل: حَمْلُ الرَّجُلِ عَلَى خِذْلان صَاحِبِهِ وتَثْبِيطُه عَنْ نصْرته. الأَصمعي. إِذا تَخَلَّف الظبيُ عَنِ القَطِيع قِيلَ خَذَلَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: فَهْوَ كالدَّلْو بكَفِّ المُسْتَقِي، ... خَذَلَت عَنْهُ العَرَاقي فانْجَذَم أَي بايَنَتْه العَراقي. وخِذْلانُ اللَّهِ العبدَ: أَن لَا يَعْصِمَه مِنَ الشُّبَه فَيَقَعُ فِيهَا، نَعُوذُ بِلُطْفِ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. وخَذَّل عَنْهُ أَصحابَه تَخْذِيلًا أَي حَمَلَهم عَلَى خِذْلانه. وتَخَاذَلوا أَي خَذَل بعضُهم بَعْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ : الْمُؤْمِنُ أَخو الْمُؤْمِنِ لَا يَخْذُله ؛ الخَذْل: تَرْكُ الإِعانة وَالنُّصْرَةِ. وَرَجُلٌ خُذَلَة، مِثَالُ هُمَزة، أَي خَاذِلٌ لَا يَزَالُ يَخْذُل. ابْنُ الأَعرابي: الخَاذِل الْمُنْهَزِمُ، وتَخَاذَل القومُ: تَدَابَروا. وخَذَلَت الظَّبيةُ والبقرةُ وغيرُهما مِنَ الدَّوَابِّ، وَهِيَ خَاذِل وخَذُول: تَخَلَّفَت عَنْ صَوَاحِبِهَا وَانْفَرَدَتْ، وَقِيلَ: تَخَلَّفت فَلَمْ تَلْحَق. وخَذَلَت الظَّبيةُ وأَخْذَلَتْ، وَهِيَ خَاذِل ومُخْذِل: أَقامت عَلَى وَلَدِهَا، وَيُقَالُ: هُوَ مَقْلُوبٌ لأَنها هِيَ الْمَتْرُوكَةُ، وتَخَاذَلَتْ مثلُه. التَّهْذِيبُ: الخَاذِل والخَذُول مِنَ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ الَّتِي تَخْذُل صَوَاحِباتها وتَنْفُر مَعَ وَلَدِهَا، وَقَدْ أَخْذَلَها ولَدُها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا رأَيته فِي النُّسْخَةِ: وتَنْفُر، وَالصَّوَابُ وَتَتَخَلَّفُ مَعَ وَلَدِهَا وتَنْفَرِد مَعَ وَلَدِهَا، قَالَ: هَكَذَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي. والخَذُول: الَّتِي تَتَخَلَّفُ عَنِ القَطِيع وَقَدْ خَذَلَتْ وخَدَرَتْ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: خَذُول تُرَاعِي رَبْرباً بخَمِيلة والخَذُول مِنَ الخَيْل: الَّتِي إِذا ضَرَبَها المَخاض لَمْ تَبْرَح مِنْ مَكَانِهَا. وتَخَاذَلَت رِجْلا الشَّيْخِ: ضَعُفَتا. ورَجُل خَذُول الرِّجْل: تَخْذُله رِجْلُه مِنْ ضَعْف أَو عَاهَةٍ أَو سُكْر؛ قَالَ الأَعشى: فتَرَى القومَ نَشَاوَى كُلَّهم، ... مِثْلَ مَا مُدَّت نِصَاحَاتُ الرَّبَح كُلّ وَضَّاحٍ كريمٍ جَدُّه، ... وخَذُولِ الرِّجْل مِنْ غَيْرِ كَسَح قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَدْرُ الْبَيْتِ: بَيْنَ مَغْلُوبٍ نَبِيل جَدُّه وَيُرْوَى: كريمٍ جَدُّه. خذعل: الخَزْعَلة: ضَرْب مِنَ المشْي كالخَذْعَلة. وخَذْعَلَهُ بِالسَّيْفِ: قَطَّعه. والخِذْعل، بِالْكَسْرِ، والخِرْمِل: المرأَةُ الحَمْقاء؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ: تَنْتَخِبُ اللُّبَّ، لَهُ ضَرْبَةٌ ... خَدْباءُ كالعَطِّ مِنَ الخِذْعِل قِيلَ: الخِذْعِل المرأَة الحَمْقاء، وَقِيلَ: الخِذْعِل ثِيَابٌ مِنْ أَدَم يَلْبَسُهَا الرُّعْن. قَالَ الأَزهري: هَذَا قَالَهُ الْمُتَنَخِّلُ يَصِفُ سَيْفًا أَي هَذَا السَّيْفُ كأَنه أَهْوَج لَا عَقْلَ لَهُ؛ والخَدَبُ: تَهَاوِي الشَّيْءِ لَا يتَمالك وإِنما

هَذَا مَثَل أَي هَذَا السَّيْفُ لَا يُبَالِي مَا أَصاب، وَقَالَ: كالعَطِّ مِنَ الخِذْعِل أَراد كالشَّقِّ مِنْ ثَوْبِ الخِذْعِل، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى. وخَذْعَلَ البِطِّيخَ إِذا قَطَّعه قِطَعاً صِغاراً. خردل: الخُرْدُولة: الْعُضْوُ الْوَافِرُ مِنَ اللَّحْمِ. وخَرْدَلَ اللحمَ: قَطَّع أَعضاءَه وَافِرَةً، وَقِيلَ: خَرْدَلَ اللحمَ قَطَّعه صِغَارًا، وَقِيلَ: خَرْدَلَ اللحمَ قَطَّعه وفَرَّقه، وَالذَّالُ فِيهِ لُغَةٌ. وَلَحْمٌ خَرَادِيلُ ومُخَرْدَلٌ إِذا كَانَ مُقَطَّعاً؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: يَغْدُو فيَلْحَم ضِرْغَامَيْنِ، عَيْشُهما ... لَحْمٌ مِنَ القَوم مَعْفُورٌ خَرَادِيل أَي مُقَطَّع قِطَعاً. والمُخَرْدَل: الْمَصْرُوعُ والخَرْدَل: ضَرْبٌ مِنَ الحُرْف مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ خَرْدَلَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها ؛ أَي زِنَة خَرْدَل. وخَرْدَلَتِ النَّخْلةُ وَهِيَ مُخَرْدِلة وَهِيَ مُخَرْدِلٌ: كَثُرَ نَفَضُها وَعَظُمَ مَا بَقِيَ مِنْ بُسْرِها. وخَرْدَلَ الطعامَ خَرْدَلَة: أَكل خِيَاره وأَطايِبَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : فَمِنْهُمُ المُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ المُخَرْدَل ؛ قَالَ: المُخَرْدَل الْمَصْرُوعُ المَرْمِيُّ، وَقِيلَ: المُخَرْدَل المُقَطَّع تُقَطِّعه كَلَالِيبُ الصِّرَاطِ حَتَّى يَهْوِيَ في النار. خرذل: خَرْذَل اللحمَ: قَطَّعه وفَرَّقه، بِالدَّالِ وَالذَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّالِ، وفَصَّل أَعضاءَه «1». خرقل: ابْنُ الأَعرابي: خَرْقَلَ فُلَانٌ فِي رَمْيِه إِذا تَنَوَّق فِيهِ، قَالَ: والخَرْقَلَة امِّراق السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّة؛ وأَنشد: تَحادَل فِيهَا ثُمَّ أَرْسَل قَدْرَها، ... فَخَرْقَل مِنْهَا جُفْرَة المُتَنَكِّس يَقُولُ: تَحَادَلَ الرَّامِي عَلَى الْقَوْسِ أَي مَالَ عَلَيْهَا فامَّرَق السهمُ مِنْ جُفْرَة الرَّميَّة، وَهِيَ وسَطُها، والله أَعلم. خرمل: الخِرْمِل، بِالْكَسْرِ: المرأَة الرَّعْناء، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ المُتَهَدِّمة الحَمْقاء مِثْلُ الخِزْعِل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَرامِل دَلُّها، ... وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِح «2» . القَرازِح: القِصَار، الْوَاحِدَةُ قُرْزُحة. وناقة خِرْمِل: مُسِنَّة. خزل: الخَزَل: مِنَ الانْخِزَال فِي المَشْي كأَن الشَّوْكَ شَاكَ قَدَمه؛ قَالَ الأَعشى: إِذا تَقُوم يَكَادُ الخَصْر يَنْخَزِل ابْنُ سِيدَهْ: الخَزَل والتَّخَزُّل والانْخِزَال مِشْية فِيهَا تَثَاقُل وتَراجُعٌ، زَادَ غَيْرُهُ: وتَفَكك، وَهِيَ الخَيْزَل والخَيْزَلَى والخَوْزَلَى مِثْلُ الخَيْزَرَى والخَوْزَرَى إِذا تَبَخْتر. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي: قُصَل الَّذِي مَشَى فَخَزِل أَي تَفَكَّك فِي مَشْيِهِ، وَمِنْهُ مِشْية الخَيزَلَى. وتَخَزَّل السحابُ إِذا تَثَاقَلَ ورأَيته كأَنه يَتَراجَع. والخُزْلة والخَزَل: الكَسْرة فِي الظَّهْر، خَزِل يَخْزَل خَزَلًا، فَهُوَ أَخْزَلُ ومَخْزُول. والأَخزل: الَّذِي فِي وسَط ظَهْرِهِ كَسْرَة وهو مَخْزُول الظَّهر.

_ (1). قوله [وفصل أَعضاءه] هكذا في الأَصل (2). قوله [لا دل الخرامل] تقدم في ترجمة قرزح الخوامل في البيت بالواو والصواب كما هنا

وَفِي وَسَطِ ظَهْرِهِ خُزْلَة أَي هُوَ مِثْلُ سَرْج «1» والأَخْزَل مِنَ الإِبل: الَّذِي ذَهَب سَنامُه كُلُّهُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وأَما الأَجزل، بِالْجِيمِ، فَهُوَ الَّذِي أَصابت غَارِبَهُ دَبَرَة فاطمأَنَّ موضعُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُراه أَراد الأَجزل، بِالْجِيمِ، فَصَحَّفَهُ وَجَعَلَهُ خَاءً، وَقَدْ مَضَى الْحَدِيثُ عَلَى جَزْلٍ. وأَما الخَزْل، بِالْخَاءِ، فَهُوَ الْقَطْعُ؛ يُقَالُ: خَزَلْته فانْخَزَلَ أَي قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَكاد الخَصْرُ يَنْخَزِل مَعْنَاهُ يَنْقَطِعُ لضُمْرِه، كَمَا قَالَ الْآخَرُ يَكَادُ يَنْغَرِف أَي يَنْقَطِعُ، عَلَى أَن الجَزْل بِالْجِيمِ يَكُونُ قَطْعاً. يُقَالُ: جَازِلٌ مِنَ الجُزَّال، وَلَعَلَّ الْخَاءَ وَالْجِيمَ يَتَعَاقَبَانِ فِي هَذَا. وانْخَزَلَ الشيءُ: انْقَطَعَ. والاخْتِزَال: الِاقْتِطَاعُ. يُقَالُ: اخْتَزَلَه عَنِ الْقَوْمِ مِثْلُ اخْتَزَعه. واخْتَزَلَ فُلَانٌ المالَ، بِالْخَاءِ، إِذا اقْتَطَعَهُ، لَا يُقَالُ إِلَّا بِالْخَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار: وَقَدْ دَفَّت دافَّةٌ مِنْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يَخْتَزِلُونا مِنْ أَصلنا أَي يُرِيدُونَ أَن يَقْتَطِعونا وَيَذْهَبُوا بِنَا مُنْفَرِدِينَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَرادوا أَن يَخْتَزِلُوه دُونَنَا أَي يَنْفَرِدُوا بِهِ، وَفِي حَدِيثِ أُحُد: انْخَزَلَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبيٍّ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ أَي انْفَرَدَ. والمَخْزُول مِنَ الشِّعْر؛ ابْنُ سِيدَهْ: الخَزْل والخُزْلة فِي الشِّعْر ضَرْب مِنْ زِحاف الْكَامِلِ سُقُوطُ الأَلف وَسُكُونُ التَّاءِ مِنْ مُتَفَاعِلُنْ فَيَبْقَى مُتْفَعْلُنْ، وَهَذَا الْبِنَاءُ غَيْرُ مَقُول فَيُصْرَفُ إِلى بناءٍ مَقول وَهُوَ مُفْتَعِلُنْ؛ وَبَيْتُهُ: مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَت ... أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لَمْ تُجِبِ اللَّيْثُ: الخُزْلة سُقُوطُ تَاءِ مُتَفَاعِلُنْ وَمُفَاعَلَتُنْ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ خُزْلَةٌ «2» كَقَوْلِهِ: وأَعطى قَوْمه الأَنصار فَضْلًا، ... وإِخوتَهُم مِنَ المُهاجِرِينا وَتَمَامُهُ: مِنَ المُتَهاجِرينا. قَالَ: وَلَا يَكُونُ هَذَا إِلا فِي الْوَافِرِ وَالْكَامِلِ؛ وَمِثْلُهُ: لَقَدْ بَحِحْتُ مِنَ النِّداء ... بِجَمْعِكم: هَلْ مِنْ مُبارِز؟ تَمَامُهُ: وَلَقَدْ، بِالْوَاوِ، وَيُسَمَّى هَذَا أَخزل وَمَخْزُولًا. وَرَجُلٌ خُزَلة وخُزَرة أَي يَحْبِسُكَ عَمَّا تُرِيدُ ويَعُوقك عَنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والاخْتِزَال الْحَذْفُ، اسْتَعْمَلَهُ سِيبَوَيْهِ كَثِيرًا، قَالَ: وَلَا أَعلم ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ. وانْخَزَل عَنْ جَوَابِي: لَمْ يَعْبَأ بِهِ. وانْخَزَل فِي كَلَامِهِ: انْقَطَعَ. وَيَقُولُ الْقَائِلُ إِذا أَنشد بَيْتًا فَلَمْ يَحْفَظْهُ كُلَّهُ: قَدْ كَانَ عِنْدِي خُزْلة هَذَا الْبَيْتِ أَي الَّذِي يُقيمه إِذا انْخَزل فذَهَب مَا يُقيمه. واخْتَزَل برأْيه: انْفَرَدَ. وخَزَلَه عَنْ حَاجَتِهِ يَخْزِلُه: خَوَّفَهُ «3». وخَوْزَل: اسْمُ امرأَة. خزعل: الخَزْعَلة: خَمَعان الضِّبْعان. وخَزْعَل الْمَاشِي: نَفَضَ رِجْلَه؛ قَالَ: ورِجْلِ سوءٍ مِنْ ضِعاف الأَرجُل ... مَتَى أُرِدْ شَدَّتها تُخَزْعِل خَزْعَلَة الضِّبْعان بين الأَرْمُل

_ (1). قوله [أَيْ هُوَ مِثْلُ سَرْجٍ] هكذا في الأَصل ولعله أو هوّة مثل سرج، والهوّة بالضم وتشديد الواو: المكان المنهبط كما في القاموس (2). قوله [خزلة] هكذا الخاء غير مقيَّدة بالحركة ولعلها مفتوحة (3). قوله [خوفه] قال شارح القاموس: كذا هو فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ، والصواب عوقه كما في القاموس

وَنَاقَةٌ بِهَا خَزْعَال أَي ظَلْع. وخَزْعَل فِي مِشْيته أَي عَرِج. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلال مَفْتُوحُ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ. يُقَالُ: نَاقَةٌ بِهَا خَزْعَال إِذا كَانَ بِهَا ظَلْع، وَزَادَ ثَعْلَبٌ: قَهْقَار، وَخَالَفَهُ النَّاسُ وَقَالُوا قَهْقَرٌّ، وَزَادَ أَبو مَالِكٍ قَسْطال وَهُوَ الغُبار، وأَما فِي الْمُضَاعَفِ فَفَعْلال فِيهَا كَثِيرٌ نَحْوَ الزَّلْزال والقَلْقال. وخَزْعَل خَزْعَلةً: طَلَع. والخُزْعَالَة: اللَّعِب والمُزَاح [المِزَاح]. خزعبل: الخُزَعْبِل والخُزَعْبِيل: الْبَاطِلُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الأَباطيل. قَالَ الْجَرْمِيُّ الخُزَعْبِيلَة مَا أَضْحَكْتَ بِهِ الْقَوْمَ؛ يُقَالُ: هَاتِ بَعْضَ خُزَعْبِيلاتك؛ خُزَعْبِيلاتُ الْكَلَامِ: هَزْله ومِزَاحه. والخُزَعْبِلة: الفُكاهة والمُزاح [المِزَاح]. وَمِنْ أَسماء العَجَب الخُزَعْبِلة والحَدَنْبَدَى، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: خَزَعْبَل وخُزَعْبِيل هِيَ الأَحاديث المستَظْرَفة. خزنبل: اللَّيْثُ: الخَزَنْبَل هِيَ الحَمْقاء، وَيُقَالُ هِيَ الْعَجُوزُ المُتَهَدِّمة، والجمع الخَزَابِل. خسل: الخَسِيل: الرَّذْل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ خَسَائِل وخِسَال، الأُولى نَادِرَةٌ. وَهُوَ مِنْ خَسِيلتهم أَي مِنْ خُشارتهم، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي حَرْفِ الْحَاءِ. والخُسالة والحُسالة: الرَّدِيء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والمَخْسول والمَحْسُول: المَرْذول، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ جَمِيعًا، والمُخَسَّل والمُحَسَّل مِثْلُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ذِي رَأْيهم والعاجِزِ المُخَسَّل ورَجُل مُخَسَّل ومَخْسُول: مَرْذول. والخُسَّل والخُسَّال: الأَرذال والضُّعَفاء؛ وَقَالَ: ونَحْن الثُّرَيَّا وجَوْزَاؤُها، ... وَنَحْنُ الذِّرَاعان والمِرْزَمُ وأَنتم كواكبُ مَخْسُولة، ... تُرى فِي السَّمَاءِ وَلَا نُعْلَمُ وَيُرْوَى: مَسْخُولة. وخَسَلهم: نَفَاهُمْ، والله أَعلم. خشل: الخَشْل: البَيْضة إِذا أَخْرَجْتَ جَوْفَهَا؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والخَشْل والخَشَل، مُحَرَّك الشِّينِ: المُقْلُ نَفْسُهُ، قِيلَ هُوَ الْيَابِسُ، وَقِيلَ هُوَ رَطْبُه وَصِغَارُهُ الَّذِي لَا يُؤْكَلُ، وَقِيلَ هُوَ نَوَاهُ، وَاحِدَتُهُ خَشْلة وخَشَلَة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يَسْتَخْرِج الحَشَراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها، ... كأَن أَرؤسَها فِي مَوْجه الخَشَلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ إِنما هُوَ الخَشْل، بِسُكُونِ الشِّينِ لَا غَيْرُ، وأَما الخَشَل فِي بَيْتِ الْكُمَيْتِ فإِنما حرَّكه ضَرُورَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَسَاقَتْ حَصَادَ القُلْقُلان، كأَنما ... هُوَ الخَشْل أَعرافُ الرِّياح الزَّعازِع وَيُرْوَى: كأَنه نَوَى الخَشْل أَي نَوَى المُقْل. والخَشْل: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ تَخَشَّلَ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: الخَشْل مِنَ المُقْل كالحَشَف مِنَ التَّمْر. وَرَجُلٌ مُخَشَّل ومَخْشُول: مَرْذُولٌ وقد خَشَلَه. والخَشْل: رؤوس الحُلِيِّ مِنَ الْخَلَاخِيلِ والأَسْوِرة، وَقِيلَ: الخَشْل مَا تَكَسَّر من رؤوس الحُلِيِّ وأَطرافِه، والخَشَل كَذَلِكَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: تَرَى قِطَعاً مِنَ الأَحناش فِيهِ ... جَماجِمُهن كالخَشَل النَّزِيع وَمِمَّا حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: والخَشْل الأَسْوِرة وَالْخَلَاخِيلُ، بالإِسكان لَا غَيْرُ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْهَا أَجْوَف غَيْرَ مُصْمَت، وَكُلُّ أَجوف غَيْرِ

مُصْمَت فَهُوَ خَشْلٌ، بالإِسكان. قال: وأَما رؤوس الأَسْوِرة وَالْخَلَاخِيلُ فَلَا تَكُونُ إِلا مُصْمَتة وَلَيْسَتْ خَشْلًا؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: كثَمَر الحُمَّاض غَيْرِ الخَشْل أَي غَيْرِ الرَّدِيءِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ وَابْنِ خَالَوَيْهِ وَابْنِ فَارِسٍ وَغَيْرِهِمْ فِي الخَشْل للمُقْل، كَقَوْلِ ابْنِ حَمْزَةَ إِنه بالإِسكان لَا غَيْرُ، وَإِنَّ مَا وَرَدَ مِنْهُ مُحَرَّكًا فَهُوَ عَلَى جِهَةِ الضَّرُورَةِ كَبَيْتِ الْكُمَيْتِ وَكَبَيْتِ الشَّمَّاخِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا رَوَاهُ الْخَلِيلُ بِتَحْرِيكِ الشِّينِ، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنهما لُغَتَانِ، والأَعرف فِيهِمَا سُكُونُ الشِّينِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِالتَّحْرِيكِ أَيضاً عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ، قَالَ: الخَشَل المُقْل والحُلِيُّ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الخَشْل المُقْل الْيَابِسُ، وَيُقَالُ لرَطْبه البَهْشُ، وَيُقَالُ لِنَوَاهُ المُلْجُ، وَلِسَوِيقِهِ الحَتِيُّ والعَكِيُّ والثَّتى، الثَّاءُ قَبْلَ التَّاءِ. وَرَجُلٌ مُخَشَّل: مُحَلَّى مِنْ ذَلِكَ. والخَشْل: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ أَصفر وأَحمر وأَخضر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى اكْتَسَتْ مِنْ ضَرْب كُلِّ شَكْل، ... كَثَمر الحُمَّاض غَيْرِ الخَشْل والخَشْل: رَدِيءُ المُقْل. والخَشْل: مَا تَكَسَّر مِنَ الحُلِيِّ، وَقِيلَ: إِن الخَشْل فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ رؤوس الحُليِّ. وَيُقَالُ: الحَتِيُّ قِشْرة المُقْلة الَّتِي تُؤْكَلُ، والمُقْلة نفسُها بِلَا قِشْرٍ خَشْلة، وَهِيَ النَّواة، قَالَ: فَعَلَى هَذَا لِلَفْظَةِ الخَشْل أَحد عَشَرَ مَعْنًى: المُقْل وَنَوَاهُ وَيَابِسُهُ وَرَدِيئُهُ، وَالرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والحُلِيُّ ورؤُوسه وَمَا تكَسَّر مِنْهُ وَمَا تَجَوَّف مِنْهُ، والمُجَوَّف مَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَضَرْبٌ مِنَ النَّبْت، والخَنْشَلِيلُ نَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ خَنْشَلَ فإِن سِيبَوَيْهِ جَعَلَهُ مَرَّةً ثُلَاثِيًّا وأُخرى رُبَاعِيًّا، والله أَعلم. خصل: الخَصْلة: الفَضِيلة والرَّذيلة تَكُونُ فِي الإِنسان، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْفَضِيلَةِ، وَجَمْعُهَا خِصَال. والخَصْلة: الخَلَّة. اللَّيْثُ: الخَصْلة حَالَاتُ الأُمور، تَقُولُ: فِي فُلَانٍ خَصْلة حَسَنة وخَصْلة قَبِيحَةٌ، وخِصال وخَصَلات كَرِيمَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ : مَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلة مِنَ النِّفَاقِ أَي شُعْبة مِنْ شُعَب النِّفَاقِ وَجُزْءٌ مِنْهُ أَو حَالَةٌ مِنْ حَالَاتِهِ. والخَصْلة والخَصْل فِي النِّضال: أَن يَقَعَ السَّهم بِلزْق القِرْطاس، وإِذا تَنَاضَلُوا عَلَى سَبْق حَسَبوا خَصْلتين بمُقَرْطَسَة. وَيُقَالُ: رَمى فأَخْصَل، قَالَ: وَمَنْ قَالَ الخَصْل الإِصابة فَقَدْ أَخطأَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: تِلْكَ أَحْسابُنا، إِذا احْتَتَنَ الخَصْلُ، ... وَمَدَّ المَدَى مَدَى الأَغراض وَقَدْ أَخْصَلَ الرَّامي. وتَخَاصَل القومُ: تَراهنوا عَلَى النِّضال، ويُجْمَع عَلَى خِصَال. وأَصاب خَصْلَه وأَحْرز خَصْلَه: غَلَب عَلَى الرِّهان. والخَصِيل: المَقْمور. والخَصل فِي النِّضَالِ: الخَطَر الَّذِي يُخَاطِرُ عَلَيْهِ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ؛ وأَنشد لِآخَرَ: وَلِي إِذا ناضلتُ سَهْمُ الخَصْل وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يَرْمي فإِذا أَصاب خَصْلة قَالَ أَنا بِها أَنا بِها ؛ الخَصْلة الإِصابة فِي الرَّمْيِ وَهِيَ المَرَّة مِنَ الخَصْل، وَهِيَ الْغَلَبَةُ فِي النِّضال والقَرْطسة فِي الرَّمْي، قَالَ: وأَصل الخَصْل القَطْع لأَن الْمُتَرَاهِنِينَ يُقَطِّعُونَ أَمرهم عَلَى شَيْءٍ مَعْلُومٍ. وخَصَل القومَ خَصْلًا وخِصَالًا: نَضَلَهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ رَجُلًا: سَبَقْتَ إِلى الْخَيْرَاتِ كلَّ مُناضِل، ... وأَحْرَزْتَ بِالْعَشَرِ الْوَلَاءِ خِصَالَها

ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا أَصاب القِرْطاسَ فَقَدْ خَصَلَه. أَبو عَمْرٍو: الخَصْل القَمْر فِي النِّضال، وَقَدْ خَصَلَه إِذا قَمَره، وتَخَاصَلوا إِذا اسْتَبَقوا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَصْلة الإِصابة فِي الرَّمْيِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَصْلَة القَمْرة. يُقَالُ: لِي عِنْدَهُ خَصْلَة وَخَصْلَتان أَي قَمْرة وقَمْرتان، وَهِيَ الخِصَال. والخَصِيلة: كُلُّ قِطْعة مِنْ لَحْمٍ عَظُمَت أَو صَغُرت، وَقِيلَ: هِيَ لَحْمُ الْفَخْذَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ والعَضُدين وَالذِّرَاعَيْنِ؛ وأَنشد: عَارِي القَرَا مُضْطَرِب الخَصَائِل وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ عَصَبة فِيهَا لَحْمٌ غَلِيظٌ؛ وَقَالَ القَطِران السَّعدي: وجَوْنٍ أَعانته الضُّلوع بزَفْرَة ... إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها إِلى مُلُطٍ أَي مَعَ مُلُط، والمُلُط: جَمْعُ مِلاط الْعَضُدُ وَالْكَتِفُ، وَقِيلَ: الخَصِيلَة كُلُّ لَحْمةٍ عَلَى حَيِّزها مِنْ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ وَالْعَضُدَيْنِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: يَرْهَزُ رَهْزاً يُرْعِد الخَصَائِلا وَقَالَ ضَابِئٌ: إِذا هَمَّ لَمْ تُرْعَد عَلَيْهِ خَصائِلُه وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَتَّى استخلَّت خَصَائِله وَفِي كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: كَمِيشَ الإِزار مُنْطَوِيَ الخَصِيلَة، قَالَ: هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَكُلُّ لَحْمٍ مِنْ عَصَبة خَصِيلَة، وَجَمْعُهُ خَصَائِل؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: حَتَّى ارْعَوَيْنَ إِلى حَدِيثي، ... بَعْدَ إِرْعاد الخَصَائِل وَقِيلَ: الخَصِيلة كلُّ مَا انْمَاز مِنْ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ، وَالْجَمْعُ خَصِيل وخَصَائِل. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ يَصِفُ فَرَسًا: إِنه سَبْط الخَصِيل وَهْواه الصَّهِيل؛ وَقَالَ زُهير فِي صِفَةِ فَرَسٍ: ونَضْرِبه، حَتَّى اطْمَأَنَّ قَذَالُه، ... وَلَمْ تَطْمَئِنَّ نَفْسُه وخَصَائِلُه قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَعْمَلَ فِي الإِنسان؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَبيتُ أَبو لَيْلَى دَفِيئاً، وضَيْفُه ... مِنَ القَرِّ يُضْحي مُسْتَخَفّاً خَصَائِلُه والخَصِيلَة: الطَّفْطفَة. والخَصِيلَة: الْقَلِيلَةُ مِنَ الشَّعْرِ، وَهِيَ الخُصْلة، وَقِيلَ: الخُصْلَة الشَّعْرُ الْمُجْتَمِعُ. اللَّيْثُ: الخُصْلَة، بِالضَّمِّ، لَفِيفَة مِنَ الشَّعْرِ، وَجَمْعُهَا خُصَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ: تَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذِي خُصَل التَّهْذِيبُ: والخَصِيل الذَّنَب؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: وفَرْدٍ يطيرُ البَقُّ عِنْدَ خَصِيلَه، ... يَدِبُّ كنَفْضِ الرِّيح آلَ السُّرادق أَراد بالفَرْد ثَوْرًا مُنْفَرِدًا. قَالَ: وَكُلُّ غُصْنٍ مِنْ أَغصان الشَّجَرِ خُصْلَة. وخَصَّلْت الشَّجَرَ تَخْصِيلًا إِذا قَطَّعت أَغصانَه وشَذَّبته؛ وَقَالَ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ يَصِفُ صُرَدَيْن: كَمَا صَاحَ جَوْنا ضالتَيْنِ تَلاقَيَا ... كَحِيلان فِي أَعلى ذُرىً لَمْ تُخَصَّل أَراد بالجَوْنَين صُرَدَين أَخضرين، جَعَلَهُمَا كَحِيلَينِ بخَطٍّ مِنْ مُؤْخِر الْعَيْنِ إِلى نَاحِيَةِ الصُّدْغ مِنَ الإِنسان.

والخَصْلَة والخُصْلَة: العُنْقود. والخَصْلَة والخُصْلَة والخَصَلَة، كُلُّ ذَلِكَ: عودٌ فِيهِ شَوْكٌ، وَقِيلَ: هُوَ طَرَفُ الْقَضِيبِ الرَّطب اللَّين، وَقِيلَ: هُوَ مَا رخُص مِنْ قُضْبان العُرْفُط. والخُصَل: أَطراف الشَّجَرِ المُتَدَلِّيةُ. وخَصَلَه يَخْصُلُهُ خَصْلًا: قَطَعه. وخَصَّلَ البعيرَ: قَطَع لَهُ ذَلِكَ. والمِخْصَال: المِنْجَل. والمِخْصَل: القَطَّاع مِنَ السُّيُوفِ وَغَيْرِهَا، لُغَةٌ فِي المِقْصَل، وَكَذَلِكَ المِخْذَم. ابْنُ الأَعرابي: المِخْصَل والمِخْضَل، بالصاد وَالضَّادُ، والمِقْصَل السَّيْفُ. وخَصَّلَ الشيءَ: جَعَلَهُ قِطَعاً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وإِن يُرِدْ ذَلِكَ لَا يُخَصِّلُ وَبَنُو خُصَيْلَة: بطن. خضل: الخَضِل والخَاضِل: كلُّ شيءٍ نَدٍ يَتَرَشَّش مِنْ نَدَاه، فَهُوَ خَضِلٌ؛ قَالَ دُكَيْن: أُسْقَى بِرَاوُوقِ الشَّبابِ الخَاضِل وَقَدْ خَضِلَ خَضَلًا واخْضَلَّ واخْضالَّ وأَخْضَلَ الثوبَ دمعُه: بَلَّه، وَكَذَلِكَ أَخْضَلَتْه السماءُ حَتَّى خَضِلَ خَضَلًا. وأَخْضَلَتْنا السماءُ: بَلَّتْنا بَلًّا شَدِيدًا؛ وَنَبَاتٌ خَضِلٌ بالنَّدَى. وأَخْضَلْت الشيءَ فَهُوَ مُخْضَل إِذا بَلَلْته. وَشَيْءٌ خَضِلَ أَي رَطْب. والخَضِلُ: النَّبَاتُ النَّاعِمُ. واخْضأَلَّت الشَّجَرَةُ اخْضِئْلالًا: لُغَةٌ فِي اخْضَالَّت إِذا كَثُرَ أَغصانها وأَوراقها. وأَخْضَلَ واخْضَلَّ واخْضَوْضَلَ اخْضِيضَالًا: ابْتَلَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وليلةٍ ذاتِ نَدىً مُخْضَلِ وَفِي الْحَدِيثِ : خَطَبَ الأَنصار فبَكَوْا حَتَّى أَخْضَلُوا لِحاهم أَي بَلُّوها بِالدُّمُوعِ. يُقَالُ: خَضِلَ وأَخْضَلَ إِذا نَدِي، وأَخْضَلْته أَنا؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ لَمَّا أَنشده الأَعرابي: يَا عُمَر الخَيْر جُزِيتَ الجَنَّه بَكَى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيتُه ، وَحَدِيثُ النَّجَاشِيِّ: بَكَى حَتَّى أَخْضَلَ لحيتَه. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ قَالَ: خَضِّلِي قَنَازِعَك أَي نَدِّي شَعَرَك بِالْمَاءِ والدُّهْن لِيَذْهَبَ شَعَثُه، والقَنازِعُ: خُصَل الشِّعْرِ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: مُخْضَوْضِلَة أَغصانُها ، هِيَ مُفْعَوْعِلة مِنْهُ لِلْمُبَالَغَةِ. وشِواءٌ خَضِلٌ رَشْرَاش أَي رَطْبٌ جَيِّد النُّضْج. والخَضِيلَة: الرَّوْضَةُ، وَقِيلَ: الرَّوضة القَمِعة. والخُضُلَّة: النَّعْمَة والرِّي. وَهُمْ فِي خُضُلَّةٍ مِنَ الْعَيْشِ أَي نَعْمَة ورَفاهِية؛ قَالَ مِرْدَاسُ الدُّبَيْرِيُّ: أُداوِرُها كَيْما تَلِين، وإِنني ... لأَلْقَى عَلَى العِلّات مِنْهَا التَّماسِيا إِذا قلتُ: إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ خُضُلَّةٍ ... وَلَا شَرْزَ، لاقَيتُ الأُمور البَجارِيا يَعْنِي الخِصْب ونَضَارة الْعَيْشِ، والشَّرْز: الغِلْظ، والتَّماسِيا: الدَّوَاهِي. وَيُقَالُ: أَخْضَلَتْ دموعُ فُلَانٍ لحيتَه، وَلَمْ يُسْمَعوا يَقُولُونَ: خَضِلَ الشيءُ. واخْضَلَّ الثَّوْبُ اخْضِلالًا: ابْتَلَّ، وَعَيْشٌ مُخْضَلٌ ومُخْضَلٌّ: نَاعِمٌ. وخُضُلَّة الرَّجُلِ: امرأَتُه. وَقَالَ بَعْضُ سَجَعة فِتْيَانِ الْعَرَبِ: تَمَنَّيْتُ خُضُلَّه، ونَعْلَين وحُلَّه. وَيُقَالُ لِلَّيْلِ إِذا أَقبل طِيبُ بَرْده: قَدِ اخْضَلَّ اخْضِلالًا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: مِنْ أَهل قَرْنٍ فَمَا اخْضَلَّ العِشاءُ لَهُ، ... حَتَّى تَنَوَّرَ بالزَّوْراءِ مِنْ خِيَم

وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: جَاءَتْ كَخَاصِي العَيْر لَمْ تُكْسَ خَضْلةً، ... وَلَا عَاجَّةً مِنْهَا تلوحُ عَلَى وَشْم يُقَالُ: جَاءَ كَخَاصِي العَير أَي جَاءَ عُرْيَانًا لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الخَضْلَة خَرَزة مَعْرُوفَةٌ. وخُضُلَّة: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ. والخَضْل: اللُّؤْلُؤُ، بِسُكُونِ الضَّادِ، يَثْرِبِيّة، وَاحِدَتُهُ خَضْلَة. وَلُؤْلُؤَةٌ خَضْلَة: صَافِيَةٌ. وَجَاءَتِ امرأَة إِلى الْحَجَّاجِ بِرَجُلٍ فَقَالَتْ: تَزَوَّجَني هَذَا عَلَى أَن يُعْطِيَنِي خَضْلًا نَبيلًا، يَعْنِي لُؤْلُؤًا صَافِيًا جَيِّداً. ودُرَّة خَضْلَة: صَافِيَةً، والنَّبيل الْكَثِيرُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَزَلْنَا فِي خُضُلَّة مِنَ العُشْب إِذا كَانَ أَخضر نَاعِمًا رَطْبًا. وَيُقَالُ: دَعْنِي مِنْ خُضُلّاتك أَي مِنْ أَباطيلك. خطل: الخَطَل: خِفَّةٌ وَسُرْعَةٌ، خَطِلَ خَطَلًا فَهُوَ خَطِلٌ وأَخْطَلُ. والخَاطِل: الأَحمق العَجِل، وَهُوَ أَيضاً السَّريع الطَّعنِ العَجِلُهُ؛ قَالَ: أَحْوَس فِي الهَيْجاء بالرُّمْح خَطِل وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ للأَحمق العَجِل خَطِلٌ، وَلِلْمُقَاتِلِ السَّرِيعِ الطَّعْنِ خَطِل؛ وأَنشد: أَحْوَس فِي الظَّلْماء بالرُّمح الخَطِل فأَتى بالخَطِل بالأَلف وَاللَّامِ. وَسَهْمٌ خَطِلٌ: يَعْجَل فَيَذْهَبُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَا يَقْصِد قَصْد الهَدَف؛ قَالَ: هَذَا لِذَاكَ وقَوْلُ المرءِ أَسْهُمُه، ... مِنْهَا المُصيبُ وَمِنْهَا الطَّائِشُ الخَطِل وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَطِل خَطَلًا، وَهُوَ أَخْطَلُ؛ وَقَوْلُهُ: لَمَّا رأَيت الدهرَ جَمًّا خَبَلُه، ... أَخْطَلَ، والدَّهْرُ كثيرٌ خَطَلُه إِنما عَنَى أَنه لَا يَقْصِدُ فِي أَعماله وَلَا يَعْتَدِلُ فِي أَفعاله. وَرَجُلٌ خَطِلُ الْيَدَيْنِ وخَطِلٌ فِي الْمَعْرُوفِ: عَجِلٌ عِنْدَ إِعْطاء النَّفَل. وَيُقَالُ للجَوَاد مِنَ الرِّجَالِ: خَطِلُ الْيَدَيْنِ بِالْمَعْرُوفِ أَي عَجِلٌ عِنْدَ الإِعطاء. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ جَواد خَطِلٌ أَي سَرِيعُ الإِعطاء. والخَطَل: الْكَلَامُ الْفَاسِدُ الْكَثِيرُ الْمُضْطَرِبُ، خَطِلَ خَطَلًا، فَهُوَ أَخْطَلَ وخَطِلَ. أَبو عُبَيْدٍ: الهُراء المَنْطِق الْفَاسِدُ، وَيُقَالُ الْكَثِيرُ، والخَطَل مِثْلُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قوله رؤْبة: ودَغْية مِنْ خَطِل مُغْدَوْدِن الدَّغْية: الخُلُق الرَّدِيءُ، إِنه لَذُو دَغَوات «4» أَي أَخلاق رَدِيئَةٍ؛ قَالَ: والخَطِل الْمُضْطَرِبُ. أَبو عَمْرٍو: خَطِلَ الرجلُ فِي كَلَامِهِ، بِالْكَسْرِ، خَطَلًا وأَخْطَلَ فِي كَلَامِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي أَفْحَش. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَل وزَيَّن لَهُمُ الخَطَل ؛ الخَطَل: المَنْطِقُ الْفَاسِدُ. وخَطَلُ المرأَةِ: فُحْشُها وَرِيبَتُهَا. وامرأَة خَطَّالَة: فَحَّاشة أَو ذَاتُ رِيبَةٍ. والخَطَلُ: الطُّولُ وَالِاضْطِرَابُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِنسان وَالْفَرَسِ وَالرُّمْحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. رُمْحٌ خَطِلٌ وأَخْطَلُ: مُضْطَرِبٌ. وَلِسَانٌ خَطِل وَرَجُلٌ أَخْطَلُ اللِّسَانِ إِذا كَانَ مُضْطَرِبَ اللِّسَانِ مُفَوَّهاً. وَرَجُلٌ خَطِلُ الْقَوَائِمِ: طويلُها. وأُذُن خَطْلاءُ بَيِّنة الخَطَل: طَوِيلَةٌ مُضْطَرِبَةٌ مُسْتَرْخِيَةٌ. وَشَاةٌ خَطْلاء: أَذْناءُ. اللَّيْثُ: الخَطْلاء مِنَ الشَّاءِ الْعَرِيضَةِ الأُذنين جِدًّا، أُذُناه خَطْلاوَانِ كأَنهما نَعْلان. وَيُقَالُ للمرأَة الْجَافِيَةِ الخَلْق الطَّوِيلَةِ الْيَدَيْنِ: امرأَة خَطْلاء، ونِسْوة خُطْل. وَكِلَابُ الصَّيْدِ خُطْلٌ لِاسْتِرْخَاءِ آذَانِهَا، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَطِلَ خَطَلًا. وثَلَّة خُطْل:

_ (4). قوله [لذو دغوات] عبارة الجوهري: إنه لذو دغوات ودغيات أي أخلاق رديئة

وَهِيَ الْغَنَمُ الْمُسْتَرْخِيَةُ الْآذَانِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الأَخْطَل الشَّاعِرُ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِطُولِ لِسَانِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَطَل فِي الْقَوْلِ؛ وَذَلِكَ أَنه قَالَ لِكَعْبِ بْنِ جُعَيل: لعَمْرُك إِنَّني، وابْنَيْ جُعَيْل ... وأُمَّهُما، لإِسْتارٌ لئيمُ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: إِنك لأَخْطَل مِنَ الخَطَل فِي الْقَوْلِ وَهُوَ الفُحْش، فَسُمِّيَ الأَخْطَل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. والخَطَل: التَّلَوِّي وَالتَّبَخْتُرُ، وَقَدْ خَطِلَ فِي مِشْيته. والخَطِل مِنَ الثِّيَابِ: مَا خَشُن وغَلُظَ وجَفَا؛ وأَنشد: أَعَدَّ أَخْطَالًا لَهُ وَتَرْمُقَا يَعْنِي الصَّيّاد. والخَطِل: طَرَف الفُسْطاط، وَجَمْعُهُ أَخْطَال. وَثَوْبٌ خَطِلٌ: يَنْجَرُّ عَلَى الأَرض مِنْ طُولِهِ. والخَيْطَل: السِّنَّوْر؛ قَالَ: يُداري النَّهار بسَهْم لَهُ، ... كَمَا عَالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ «1» . ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الهرُّ «2». والخَيْطَل: الخازِبَازُ. والخَيْطَل: الْكَلْبُ. والخَيْطَل: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ. والخَيْطَل: جَمَاعَةُ الْجَرَادِ مِثْلُ الخَيْط؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما لَمْ أَحكم عَلَى لَامِهَا بِالزِّيَادَةِ لأَن اللَّامَ قَلِيلًا مَا تُزَادُ إِنما زِيدَتْ فِي عَبْدَل، وَلِذَلِكَ قَضَيْنَا أَن لَامَ طَيسَل أَصل، وإِن كَانُوا قَدْ قَالُوا طَيْس. والخَيْطَل: العَطَّار. خعل: الخَيْعَل: الفَرْوُ، وَقِيلَ: ثَوْبٌ غَيْرُ مَخيط الفَرْجَيْن يَكُونُ مِنَ الْجُلُودِ وَمِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: هُوَ دِرْعٌ يُخاط أَحد شِقَّيه تَلْبَسه المرأَة كَالْقَمِيصِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهَذْلِيُّ: السَّالِكُ الثُّغْرة اليَقْظان كالِئُها، ... مَشْيَ الهَلُوك عَلَيْهَا الخَيْعَل الفُضُلُ وَقِيلَ: الخَيْعَل قَمِيصٌ لَا كُمَّيْ لَهُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ تُقْلَبُ فَيُقَالُ خَيْلَع، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ غَيْرَ مَنْصوح الفَرْجَيْن، وأَورد نِصْفَ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي نَسَبَهُ ابْنُ سِيدَهْ لِلْجَوْهَرِيِّ، وَنَسَبَهُ لتأَبط شَرًّا، وَقَدْ نَسَبَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ الْبَيْتَ بِكَمَالِهِ أَيضاً لِلْمُتَنَخِّلِ، فإِما أَن يَكُونَ أَبو مَنْصُورٍ وَهِمَ فِيهِ أَو يَكُونَ لتأَبط شَرًّا عجُز بَيْتٍ عَلَى هَذَا النَّصِّ؛ وأَنشد الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً لِحَاجِزِ السَّرَوِيِّ: وأَدْهَمَ قَدْ جُبْتُ ظَلْمَاءَهُ، ... كَمَا اجْتابَت الكاعِبُ الخَيْعَلا وَتَقُولُ: خَيْعَلْتُه فَتَخَيْعَلَ أَي أَلبسته الخَيْعل فَلبِسه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الخَوْعَلة الِاخْتِبَاءُ مِنْ رِيبَةٍ. والخَيْعَل: الخَيْلَع. والخَيْعَل: مِنْ أَسماء الذِّئب. وخَيَاعِل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَجُوز مَهْواةً إِلى خَيَاعِلا «3» . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الخَيْعَل قَمِيصٌ لَا كُمَّيْ لَهُ، وإِنما أُسقطت النُّونُ مِنْ كُمَّيْنِ للإِضافة لأَن اللَّامَ كالمُقْحَمة لَا يُعْتَدُّ بِهَا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، كَقَوْلِكَ لَا أَبا لَكَ وأَصله لَا أَباك؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ أَبي حَيَّة النُّميري: أَبالمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنِّي ... مُلاقٍ، لَا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟

_ (1). قوله [يداري النهار إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ غفف: يُدِيرُ النَّهَارَ بِجَشْءٍ لَهُ إلخ، والجشء، بالفتح: هو السهم (2). قوله [هي الهرّ] هكذا في الأصل، والهرّ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى (3). قوله [يجوز مهواة إلخ] عجز بيت، وصدره كما في شرح القاموس: وعقد الأرباق والحبائلا

وَقَوْلُهُمْ: لَا عَبْدَيْ لَكَ لأَنه بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ لَا عَبْدَيْك، وَلَا تُحْذَفُ النُّونُ فِي مِثْلِ هَذَا إِلا عِنْدَ اللَّامِ دُونَ سَائِرِ حُرُوفِ الْخَفْضِ لأَنها لَا تأْتي بمعنى الإِضافة. خفل: ابْنُ الأَعرابي: الخَافِلُ الهارِبُ، وَكَذَلِكَ الماخلُ والمالِخ. خفثل: رَجُل خَفْثَلٌ وخُفَاثِل: ضعيف العقل والبدن. خفجل: الخَفَنْجَل والخُفَاجِل: الثَّقِيلُ الوَخِم، وَقَدْ خَفْجَله الكَسَلُ. الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الخَفَنْجَل الرَّجُلُ الَّذِي فِيهِ سَماجة وفَحَجٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: خَفَنْجَل يَغْزِل بالدَّرَّارة خفشل: الخَفَنْشَل: الوَخِمُ الثَّقِيلُ. خلل: الخَلُّ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخَلُّ مَا حَمُض مِنْ عَصير الْعِنَبِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ الإِدامُ الخَلُ ، وَاحِدَتُهُ خَلَّة، يُذهب بِذَلِكَ إِلى الطَّائِفَةِ مِنْهُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ جاؤوا بِخَلَّة لَهُمْ، قَالَ: فَلَا أَدري أَعَنَى الطَّائِفَةَ مِنَ الخَلِّ أَم هِيَ لُغَةٌ فِيهِ كخَمْر وخَمْرة، وَيُقَالُ للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قَالَ: رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ، ... فَلَمْ يَنْتَعِشْ مِنْهَا ثَلاثَ لَيَالِ والخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، وَقِيلَ: الخَلُّ الْخَمْرَةُ الْحَامِضَةُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عُقارٌ كَمَاءِ النِّيءِ لَيْسَتْ بِخَمْطَة، ... وَلَا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها وَيُرْوَى: فَجَاءَ بِهَا صَفْرَاءَ لَيْسَتْ؛ يَقُولُ: هِيَ فِي لَوْنِ مَاءِ اللَّحْمِ النِّيءِ، وَلَيْسَتْ كالخَمْطَة الَّتِي لَمْ تُدْرِك بَعْدُ، وَلَا كالخَلَّة الَّتِي جاوَزَت القَدْر حَتَّى كَادَتْ تَصِيرُ خَلًّا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِن الخَمْر لَيْسَتْ بخَمْطَة وَلَا خَلَّة أَي لَيْسَتْ بِحَامِضَةٍ، والخَمْطَة: الَّتِي قد أَخَذَت شيئا من رِيحٍ كَرِيحِ النَّبِقِ والتُّفَّاح، وَجَاءَنَا بِلَبَنٍ خامطٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة، وَقِيلَ: الخَلَّة الخَمْرة الْمُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ مِنْ غَيْرِ حُمُوضَةٍ، وَجَمْعُهَا خَلٌّ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهذلي: مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك لَيْسَتْ، ... إِذا دِيفَتْ، مِنَ الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها مِنَ الأَشربة: فَسَدت وحَمُضَت. وخَلَّلَ الخمرَ: جَعَلَهَا خَلًّا. وخَلَّل البُسْرَ: جَعَلَهُ فِي الشَّمْسِ ثُمَّ نَضَحه بالخَلِّ ثُمَّ جَعَلَهُ فِي جَرَّة. والخَلُّ: الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ؛ سُمِّيَ خَلًّا لأَنه اخْتَلَّ مِنْهُ طَعْمُ الحَلاوة. والتَّخْليل: اتِّخَاذُ الخَلِّ. أَبو عُبَيْدٍ: والخَلُّ والخَمْر الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا فُلَانٌ بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا شَرَّ عِنْدَهُ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يُخَاطِبُ زَوْجَتَهُ: هلَّا سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه، ... والخَلِّ والخمرِ الَّذِي لَمْ يُمْنَع وَيُرْوَى: الَّتِي لَمْ تُمْنَع أَي الَّتِي قَدْ أُحِلَّت؛ وَبَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ بأَبيات: لَا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه، ... وإِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذَلِكَ فاجزَعي وَسُئِلَ الأَصمعي عَنِ الخَلِّ والخَمْر فِي هَذَا الشِّعْرِ فَقَالَ: الخَمْرُ الْخَيْرُ والخَلُّ الشَّرُّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: الخَلُّ الْخَيْرُ وَالْخَمْرُ الشَّرُّ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: مَا لَهُ خَلٌّ وَلَا خَمْرٌ أَي مَا لَهُ خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ. وَالِاخْتِلَالُ: اتِّخَاذُ الخَلِّ. اللَّيْثُ: الاخْتِلال مِنَ

الخَلِّ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع لِغَيْرِهِ أَنه يُقَالُ اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صَارَ خَلًّا، وَكَلَامُهُمُ الجيِّد: خَلَّلَ شرابُ فُلَانٍ إِذا فَسَد وَصَارَ خَلًّا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ شَرابُ فُلَانٍ قَدْ خَلَّلَ يُخَلِّلُ تَخْلِيلًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا حَمُض مِنَ الأَشربة يُقَالُ لَهُ قَدْ خَلَّلَ. والخَلَّال: بَائِعُ الخَلِّ وصانِعُه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: الخَلَّة الخُمْرة الْحَامِضَةُ، يَعْنِي بالخُمْرة الْخَمِيرَ، فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنما هِيَ الخَمْرة، بِفَتْحِ الْخَاءِ، يَعْنِي بِذَلِكَ الخَمْر بِعَيْنِهَا. والخَلُّ أَيضاً: الحَمْض؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد: لَيْسَتْ مِنَ الخَلِّ وَلَا الخِمَاط والخُلَّة: كُلُّ نَبْت حُلْو؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخُلَّة مِنَ النَّبَاتِ مَا كَانَتْ فِيهِ حَلَاوَةٌ مِنَ المَرْعى، وَقِيلَ: الْمَرْعَى كُلُّهُ حَمْض وخُلَّة، فالحَمْض مَا كَانَتْ فِيهِ مُلُوحَةٌ، والخُلَّة مَا سِوَى ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرِ الْعِظَامِ بحَمْض وَلَا خُلَّة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخُلَّة تَكُونُ مِنَ الشَّجَرِ وَغَيْرِهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِنَ الشَّجَرِ خَاصَّةً؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الأَرض إِذا لَمْ يَكُنْ بِهَا حَمْض خُلَّةً وإِن لَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ النَّبَاتِ شَيْءٌ يَقُولُونَ: عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلًا؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الخُلَّة إِنما هِيَ الأَرض. يُقَالُ: أَرْضٌ خُلَّة. وخُلَلُ الأَرضِ: الَّتِي لَا حَمْض بِهَا، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلشَّجَرِ خُلَّة وَلَا يُذَكَّرُ؛ وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَا حَمْضَ بِهَا، وَرُبَّمَا كَانَ بِهَا عِضاهٌ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ، وَلَوْ أَتيت أَرضاً لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرِ وَهِيَ جُرُز مِنَ الأَرض قُلْتَ: إِنها لَخُلَّة؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخُلَّة مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِلْح وَلَا حُموضة، والحَمْض مَا كَانَ فِيهِ حَمَضٌ ومُلوحة؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه، ... لَا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، مِنْ حَمْضه، الخُلَل وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لَحْمُهَا أَو فَاكِهَتُهَا أَو خَبِيصها، وَإِنَّمَا تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة. وَقَوْمٌ مُخِلُّون: إِذا كَانُوا يَرْعَوْن الخُلَّة. وبَعيرٌ خُلِّيٌّ، وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة: تَرْعى الخُلَّة. وَفِي الْمَثَلِ: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مَثَل يُقَالُ للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحُ: لَا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلْلَة ... يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يَقُولُ: إِن لَمْ يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، وَيَقُولُ: مَنْ جَاءَ مُشْتَهِيًا قتالَنا شَفَيْنا شَهْوَتَهُ بإِيقاعنا بِهِ كَمَا تُشْفى الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض، وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ الخُلَّة مَثَلًا للدَّعة والسَّعة، وَتَضْرِبُ الحَمْضَ مَثَلًا للشَّر والحَرْب. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَتِ الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت الخُلَّة وَاشْتَهَتِ الحَمْضَ. وأَرض مُخِلَّة: كَثِيرَةُ الخُلَّة لَيْسَ بِهَا حَمْض. وأَخَلَّ القومُ: رَعَتْ إِبلُهم الخُلَّة. وَقَالَتْ بَعْضُ نِسَاءِ الأَعراب وَهِيَ تَتَمَنَّى بَعْلًا: إِن ضَمَّ قَضْقَض، وإِن دَسَر أَغْمَض، وإِن أَخَلَّ أَحْمَض؛ قَالَتْ لَهَا أُمها: لَقَدْ فَرَرْتِ لِي شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تَقُولُ: إِن أَخذ مِنْ قُبُل أَتبَع ذَلِكَ بأَن يأْخذ مِنْ دُبُر؛ وقول العجاج: جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا، ... ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا أَي كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ حُبُّ الْقِتَالِ وَالشَّرِّ فَلَقُوا مَنْ

شَفاهم؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَاهُ أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مِمَّا كَانُوا فِيهِ؛ يُضْرب ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فَيَلْقَى مَنْ هُوَ أَشد مِنْهُ. وَيُقَالُ: إِبِلٌ حَامِضَةٌ وَقَدْ حَمَضَتْ هِيَ وأَحْمَضتها أَنا، وَلَا يُقَالُ إِبل خَالَّة. وخَلَّ الإِبلَ يَخُلُّها خَلًّا وأَخَلَّها: حَوَّلها إِلى الخُلَّة، وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها فِي الخُلَّة. واخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ فِي الخُلَّة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَنْ أَطيب الخُلَّة عِنْدَ الْعَرَبِ الحَلِيُّ والصِّلِّيان، وَلَا تَكُونُ الخُلَّة إِلا مِنَ العُرْوة، وَهُوَ كُلُّ نَبْت لَهُ أَصل فِي الأَرض يَبْقَى عِصْمةً للنَّعَم إِذا أَجْدَبَتِ السَنَةُ وَهِيَ العُلْقة عِنْدَ الْعَرَبِ. والعَرْفَج والحِلَّة: مِنَ الخُلَّة أَيضاً. ابْنُ سِيدَهْ: الخُلَّة شَجَرَةٌ شَاكَّةٌ، وَهِيَ الخُلة الَّتِي ذَكَرَتْهَا إِحدى الْمُتَخَاصِمَتَيْنِ إِلى ابْنَةِ الخُسِّ حِينَ قَالَتْ: مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة، فقالت لَهَا ابْنَةُ الخُسِّ: سَرِيعَةُ الدِّرَّة والجِرَّة. وخُلَّة العَرْفَج: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه. والخَلَل: مُنْفَرَج مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ. وخَلَّل بَيْنَهُمَا: فَرَّج، وَالْجَمْعُ الخِلال مِثْلُ جَبَل وَجِبَالٍ، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ* ، وخَلَله. وخَلَلُ السَّحَابِ وخِلالُه: مَخَارِجُ الْمَاءِ مِنْهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثُقَبه وَهِيَ مَخَارِجُ مَصَبّ القَطْر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِهِ: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ* ، قَالَ: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ هَذَا هُوَ المُجْتَمع عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ أَنه قرأَ: فَتَرَى الوَدْق يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِه ، وَهِيَ فُرَجٌ فِي السَّحَابِ يَخْرُجُ مِنْهَا. التَّهْذِيبُ: الخَلَّة الخَصَاصةُ فِي الوَشِيع، وَهِيَ الفُرْجة فِي الخُصِّ. وَفِي رأْي فُلَانٍ خَلَل أَي فُرْجة. والخَلَل: الفُرْجة بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والخَلَّة: الثُّقْبة الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الثُّقْبة مَا كَانَتْ؛ وَقَوْلُهُ يَصِفُ فَرَسًا: أَحال عَلَيْهِ بالقَناةِ غُلامُنا، ... فأَذْرِعْ بِهِ لِخَلَّة الشَّاةِ راقِعا مَعْنَاهُ أَن الْفَرَسَ يَعْدُو وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاةِ خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تِلْكَ الخَلَّة بِشَخْصِهِ، وَقِيلَ: يَعْدُو وَبَيْنَ الشَّاتَيْنِ خَلَّة فَيرْقَع مَا بَيْنَهُمَا بِنَفْسِهِ. وَهُوَ خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بَيْنَهُمْ. وخِلالُ الدَّارِ: مَا حوالَيْ جُدُرها وَمَا بَيْنَ بُيُوتِهَا. وتَخَلَّلْتُ دِيَارَهُمْ: مَشَيت خِلالها. وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور الْقَوْمِ أَي جَلَسْنَا بَيْنَ الْبُيُوتِ وَوَسَطَ الدُّوْرِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بَيْنَهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَوْضَعْت فِي السَّيْرِ إِذا أَسرعت فِيهِ؛ الْمَعْنَى: ولأَسرعوا فِيمَا يُخِلُّ بِكُمْ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الْفِتْنَةُ، وَجَعَلَ خِلالكم بِمَعْنَى وَسَطكم. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ أَي لأَسرعوا فِي الهَرب خِلَالَكُمْ أَي مَا تَفرق مِنَ الْجَمَاعَاتِ لِطَلب الخَلْوَة والفِرار. وتَخَلَّل القومَ: دَخَلَ بَيْنَ خَلَلهم وخِلالهم؛ وَمِنْهُ تَخَلُّل الأَسنان. وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طَلَبَهُ خِلال السَّعَف بَعْدَ انْقِضَاءِ الصِّرام، وَاسْمُ ذَلِكَ الرُّطَب الخُلالة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ مَا يَبْقَى فِي أُصول السَّعَف مِنَ التَّمْرِ الَّذِي يَنْتَثِرُ، وَتَخْلِيلُ اللِّحْيَةِ والأَصابع فِي الْوُضُوءِ، فإِذا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: تَخَلَّلت. وخَلَّل فُلَانٌ أَصابعَه بِالْمَاءِ: أَسال الْمَاءَ بَيْنَهَا فِي الْوُضُوءِ، وَكَذَلِكَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ إِذا توضأَ فأَدخل الْمَاءَ بَيْنَ شَعْرِهَا وأَوصل الْمَاءَ إِلى بَشَرَتِهِ بأَصابعه. وَفِي الْحَدِيثِ: خَلِّلُوا أَصابعَكم لَا تُخَلِّلها نَارٌ

قَلِيلٌ بُقْياها ، وَفِي رِوَايَةٍ: خَلِّلوا بَيْنَ الأَصابع لَا يُخَلِّل اللهُ بَيْنَهَا بِالنَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: رَحِم اللَّهُ المتخلِّلين مِنْ أُمتي فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ ؛ التَّخْلِيل: تَفْرِيقُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وأَصابع الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوءِ، وأَصله مِنْ إِدخال الشَّيْءِ فِي خِلال الشَّيْءِ، وَهُوَ وسَطُه. وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلًّا، فَهُوَ مَخْلول وخَلِيل، وتَخَلَّلَه: ثَقَبه ونَفَذَه، والخِلال: مَا خَلَّه بِهِ، وَالْجَمْعُ أَخِلَّة. والخِلال: الْعُودُ الَّذِي يُتَخَلَّل بِهِ، وَمَا خُلَّ بِهِ الثَّوْبُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ الأَخِلَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا الخِلال نُبَايِع. والأَخِلَّة أَيضاً: الخَشَبات الصِّغَارُ اللَّوَاتِي يُخَلُّ بِهَا مَا بَيْنَ شِقَاق الْبَيْتِ. والخِلال: عُوْدٌ يُجْعَلُ فِي لِسَانِ الفَصِيل لِئَلَّا يَرْضَع وَلَا يَقْدِرَ عَلَى المَصِّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه، ... كَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ وَقَدْ خَلَّه يَخُلُّه خَلًّا، وَقِيلَ: خَلَّه شقَّ لِسَانَهُ ثُمَّ جَعل فِيهِ ذَلِكَ الْعُودَ. وفَصيل مَخْلُول إِذا غُرز خِلال عَلَى أَنفه لِئَلَّا يَرْضَع أُمه، وَذَلِكَ أَنها تُزْجِيهِ إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه. وَيُقَالُ: خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خَلًّا، فَهُوَ مَخْلُولٌ إِذا شَكَّه بالخِلال. وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلًّا: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ وَقَوْلُهُ يَصِفُ بَقَرًا: سَمِعْن بِمَوْتِهِ فَظَهَرْنَ نَوْحاً ... قِيَاماً، مَا يُخَلُّ لهنَّ عُود «1» . إِنَّمَا أَراد: لَا يُخَلُّ لَهُنَّ ثَوْبٌ بِعُوْدٍ فأَوقع الخَلَّ عَلَى الْعُودِ اضْطِرَارًا؛ وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ: أَلا هَلَكَ امْرُؤٌ قَامَتْ عَلَيْهِ، ... بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَيُرْوَى لَا يُحَلُّ لهنَّ عُودٌ، قَالَ: وَهُوَ خِلَافُ الْمَعْنَى الَّذِي أَراده الشَّاعِرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ لَهُ كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا رَكِبَ خَلَّه عَلَيْهِ أَي جَمَعَ بَيْنَ طَرَفيه بخِلال مِنْ عُودٍ أَو حَدِيدٍ، وَمِنْهُ: خَلَلْته بِالرُّمْحِ إِذا طَعَنْتُهُ بِهِ. والخَلُّ: خَلُّك الكِساء عَلَى نَفْسِكَ بالخِلال؛ وَقَالَ: سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فَوْقَ تَلٍّ، ... وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلًّا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ بالخَلّ يُرِيدُ الطَّرِيقَ فِي الرَّمْلِ، وخَلًّا، الأَخير: الَّذِي يُصْطَبَغ بِهِ، يُرِيدُ: سأَلتك خَلًّا أَصْطَبِغ بِهِ وأَنت تَخُلُّ خِباءَك فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الرَّمْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الخَلُّ طَرِيقٌ فِي الرَّمْلِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، يُقَالُ حَيَّةُ خَلٍّ كَمَا يُقَالُ أَفْعَى صَرِيمة. ابْنُ سِيدَهْ: الخَلُّ الطَّرِيقُ النَّافِذُ بَيْنَ الرِّمَالِ الْمُتَرَاكِمَةِ؛ قَالَ: أَقْبَلْتُها الخَلَّ مِنْ شَوْرانَ مُصْعِدةً، ... إِنِّي لأُزْرِي عَلَيْهَا، وَهِيَ تَنْطَلِقُ قَالَ: سُمِّيَ خَلًّا لأَنه يَتَخَلَّلُ أَي يَنْفُذ. وتَخَلَّلَ الشيءُ أَي نَفَذ، وَقِيلَ: الخَلُّ الطَّرِيقُ بَيْنَ الرَّمْلَتَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ طَرِيقٌ فِي الرَّمْلِ أَيّاً كَانَ؛ قَالَ: مِنْ خَلِّ ضَمْرٍ حِينَ هَابَا وَدَجَا وَالْجَمْعُ أَخُلٌّ وخِلال. والخَلَّة: الرَّمْلَةُ الْيَتِيمَةُ

_ (1). قوله [سمعن بموته إلخ] أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر

الْمُنْفَرِدَةُ مِنَ الرَّمْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ خَلَّة بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ أَي فِي سَبِيلٍ وَطَرِيقٍ بَيْنَهُمَا، قِيلَ لِلطَّرِيقِ وَالسَّبِيلِ خَلَّة لأَن السَّبِيلَ خَلَّ مَا بَيْنَ الْبَلَدَيْنِ أَي أَخَذَ مخيطَ مَا بَيْنَهُمَا، خِطْتُ الْيَوْمَ خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الحُلول أَي سَمْتَ ذَلِكَ وقُبَالَته. واخْتَلَّه بِسَهْمٍ: انْتَظَمه. واخْتَلَّه بِالرُّمْحِ: نَفَذه، يُقَالُ: طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انْتَظَمْتُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ، ... لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ وتَخَلَّلَه بِهِ: طَعَنَهُ طَعْنَةً إِثر أُخرى. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: وقتِل أُمَيَّة بْنُ خَلَف فَتَخَلَّلوه بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي أَي قَتَلُوهُ بِهَا طَعْنًا حَيْثُ لَمْ يَقْدِرُوا أَن يَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبًا. وَعَسْكَرٌ خالٌّ مُتَخَلْخِل: غَيْرُ مُتَضامّ كأَن فِيهِ مَنَافِذَ. والخَلَل: الْفَسَادُ والوَهْن فِي الأَمر وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه تُرك مِنْهُ مَوْضِعٌ لَمْ يُبْرَم وَلَا أُحْكِم. وَفِي رأَيه خَلَل أَي انْتِشَارٌ وتَفَرُّق. وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَامِ: مَا هَذَا بأَول مَا أَخْلَلْتم بِي أَي أَوهنتموني وَلَمْ تُعِينُونِي. والخَلَل فِي الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن وَالْفَسَادِ. وأَمر مُخْتَلٌّ: وَاهِنٌ. وأَخَلَّ بِالشَّيْءِ: أَجْحَف. وأَخَلَّ بِالْمَكَانِ وبمَرْكَزه وَغَيْرِهِ: غَابَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وأَخَلَّ الْوَالِي بِالثُّغُورِ: قَلَّل الجُنْدَ بِهَا. وأَخَلَّ بِهِ: لَمْ يَفِ لَهُ. والخَلَل: الرِّقَّة فِي النَّاسِ. والخَلَّة: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بِهِ خَلَّة شَدِيدَةٌ أَي خَصَاصة. وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: اللَّهُمَّ اسْدُدْ خَلَّتَه. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة الَّتِي تَرَكَ، وأَصله مِنَ التَّخَلُّلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَلْمَى بِنْتِ رَبِيعَةَ: زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ، ... يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ: اللَّهُمَّ اخْلُفْ عَلَى أَهله بِخَيْرٍ واسْدُدْ خَلَّته؛ يُرِيدُ الفُرْجة الَّتِي تَرَكَ بَعْدَهُ مِنَ الخَلَل الَّذِي أَبقاه فِي أُموره؛ وَقَالَ أَوس: لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي ... الفُقُودُ، وَلَا خَلَّةُ الذَّاهِبِ أَراد الثُّلْمة الَّتِي تَرَكَ، يَقُولُ: كَانَ سَيِّداً فَلَمَّا مَاتَ بَقِيَتْ خَلَّته. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احْتَجْنَا إِليها «2» وَطَلَبْنَاهَا. وَفِي الْمَثَلِ: الخَلَّة تَدْعُو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السَّرِقَةُ. وخَلَّ الرجلُ: افْتَقَرَ وَذَهَبَ مالُه، وَكَذَلِكَ أُخِلَّ بِهِ. وخَلَّ الرجلُ إِذا احْتَاجَ. وَيُقَالُ: اقْسِمْ هَذَا الْمَالَ فِي الأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي فِي الأَفقر فالأَفقر. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو خَلَّة أَي مُحْتَاجٌ. وَفُلَانٌ ذُو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر مِنَ الأُمور؛ قَالَهُ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ سَادَّ الخَلَّة ؛ الخَلَّة، بِالْفَتْحِ: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، أَي جَابِرُهَا. وَرَجُلٌ مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ: مُعْدِم فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ، ... يَقُولُ: لَا غائبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ

_ (2). قوله [أَي احتجنا إِليها] أَي فأصل الكلام اختللنا إِليها فَحَذَفَ الْجَارَّ وَأَوْصَلَ الْفِعْلَ كما في النهاية

قَالَ: يَعْنِي بالخَلِيل الْمُحْتَاجَ الْفَقِيرَ المُخْتَلَّ الْحَالِّ، والحَرِم الْمَمْنُوعُ، وَيُقَالُ الحَرَام فَيَكُونُ حَرِم وحِرْم مِثْلَ كَبِد وكِبْد؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أُمية: ودَفْع الضَّعِيفِ وأَكل الْيَتِيمِ، ... ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفِي بَعْضِ صَدَقات السَّلَفِ الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَخَلَّك اللَّهُ إِلى هَذَا أَي مَا أَحوجك إِليه، وَقَالَ: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر. واخْتَلَّ إِلى كَذَا: احْتَاجَ إِليه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: تَعَلَّموا الْعِلْمَ فإِن أَحدكم لَا يَدْري مَتَى يُخْتَلُّ إِليه أَي مَتَى يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلى مَا عِنْدَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَمَا ضَمَّ زيدٌ، مِنْ مُقيم بأَرضه، ... أَخَلَّ إِليه مِنْ أَبيه، وأَفقرا أَخَلُّ هَاهُنَا أَفْعَل مِنْ قَوْلِكَ خَلَّ الرجلُ إِلى كَذَا احْتَاجَ، لَا مِنْ أُخِلَّ لأَن التَّعَجُّبَ إِنما هُوَ مِنَ صِيغَةِ الْفَاعِلِ لَا مِنْ صِيغَةِ الْمَفْعُولِ أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر مِنْ أَبيه. والخَلَّة: كالخَصْلة، وَقَالَ كُرَاعٌ: الخَلَّة الْخَصْلَةُ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلَّة الْخَصْلَةُ. يُقَالُ: فِي فُلَانٍ خَلَّة حَسَنَةٌ، فكأَنه إِنما ذَهَبَ بالخَلَّة إِلى الْخَصْلَةِ الْحَسَنَةِ خَاصَّةً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَثَّل بِالْحَسَنَةِ لِمَكَانِ فَضْلِهَا عَلَى السَّمِجة. وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ فِيهِ خَلَّة صَالِحَةٌ وخَلَّة سَيِّئَةٌ، والجمعُ خِلال. وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الخِلال وَلَئِيمُ الخِلال، وَهِيَ الخِصال. وخَلَّ فِي دُعَائِهِ وخَلَّلَ، كِلَاهُمَا: خَصَّص؛ قَالَ: قَدْ عَمَّ فِي دُعَائِهِ وخَلَّا، ... وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلَّا وَقَالَ: كأَنَّك لَمْ تَسمع، وَلَمْ تكُ شَاهِدًا، ... غداةَ دَعَا الدَّاعِي فعمَّ وخَلَّلا وَقَالَ أُفْنون التَّغْلَبي: أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ فِي سَراتهم: ... أَنَّ الْفُؤَادَ انْطَوَى مِنْهُمْ عَلَى دَخَن قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: أَبلغ حَبِيبًا؛ وَقَالَ لَقِيط بْنُ يَعْمَر الإِيادي: أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ فِي سَراتهم: ... أَني أَرى الرأْيَ، إِن لَمْ أُعْصَ، قَدْ نَصَعا وَقَالَ أَوس: فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً ... تَخَيَّرتهم فِيمَا أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مَالِكٍ أَعْني بسَعد بْنِ مَالِكٍ، ... أَعُمُّ بِخَيْرٍ صالحٍ وأُخَلِّل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: بَنِي مَالِكٍ أَعْني فسعدَ بْنُ مَالِكٍ، بِالْفَاءِ وَنَصْبِ الدَّالِ. وخَلَّلَ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي خَصَّص؛ وأَنشد: عَهِدْتُ بِهَا الحَيَّ الْجَمِيعَ، فَأَصبحوا ... أَتَوْا دَاعِيًا لِلَّهِ عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّلَ المطرُ إِذا خَصَّ وَلَمْ يَكُنْ عَامًّا. والخُلَّة: الصَّدَاقَةُ الْمُخْتَصَّةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خَلَل تَكُونُ فِي عَفاف الحُبِّ ودَعارته، وَجَمْعُهَا خِلال، وَهِيَ الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أَدُوم عَلَى الْعَهْدِ مَا دَامَ لِي، ... إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب

وبَعْضُ الأَخِلَّاء، عِنْدَ البَلاءِ ... والرُّزْء، أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَب وَكَيْفَ تَواصُلُ مَنْ أَصبحت ... خِلالته كأَبي مَرْحَب؟ أَراد مَنْ أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب. وأَبو مَرْحَب: كُنْيَةُ الظِّل، وَيُقَالُ: هُوَ كُنْيَةُ عُرْقُوب الَّذِي قِيلَ عَنْهُ مَوَاعِيدُ عُرْقُوب. والخِلال والمُخالَّة: المُصادَقة؛ وَقَدْ خَالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وَخِلَالًا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ مِنْ خَشْيَة الرَّدى، ... ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال وَلَا قَالِي وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ ، قَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. والخُلَّة الصَّداقة، يُقَالُ: خَالَلْت الرجلَ خِلالًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ ؛ قِيلَ: هُوَ مَصْدَرُ خَالَلْت، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ خُلَّة كجُلَّة وجِلال. والخِلُّ: الوُدُّ والصَّدِيق. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لِكَرِيمُ الخِلِّ والخِلَّة، كِلَاهُمَا بِالْكَسْرِ، أَي كَرِيمُ المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ؛ وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: إنَّ سَلْمى هِيَ المُنى، لَوْ تَراني، ... حَبَّذا هِيَ مِنْ خُلَّة، لَوْ تُخَالِي إِنما أَراد: لَوْ تُخالِل فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ ذَلِكَ فأَبدل مِنَ اللَّامِ الثَّانِيَةِ يَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني أَبرأُ إِلى كُلِّ ذِي خُلَّة مِنْ خُلَّته ؛ الخُلَّة، بِالضَّمِّ: الصَّدَاقَةُ وَالْمَحَبَّةُ الَّتِي تخلَّلت الْقَلْبَ فَصَارَتْ خِلالَه أَي فِي بَاطِنِهِ. والخَلِيل: الصَّدِيق، فَعِيل بِمَعْنَى مُفَاعِل، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، قَالَ: وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن خُلَّتَه كَانَتْ مَقْصُورَةً عَلَى حُبِّ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَيْسَ فِيهَا لِغَيْرِهِ مُتَّسَع وَلَا شَرِكة مِنْ مَحابِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهَذِهِ حَالٌ شَرِيفَةٌ لَا يَنَالُهَا أَحد بِكَسْبٍ وَلَا اجْتِهَادٍ، فإِن الطِّبَاعَ غَالِبَةٌ، وإِنما يَخُصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ مِثْلَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجمعين؛ وَمَنْ جَعَلَ الخَلِيل مُشْتَقًّا مِنَ الخَلَّة، وَهِيَ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، أَراد إِنني أَبرأُ مِنَ الِاعْتِمَادِ وَالِافْتِقَارِ إِلى أَحد غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَبرأُ إِلى كُلِّ خَلٍّ مِنْ خلَّته ، بِفَتْحِ الْخَاءِ «1» وَكَسْرِهَا، وَهُمَا بِمَعْنَى الخُلَّة والخَليل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَوْ كنتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لاتَّخَذت أَبا بَكْرٍ خَلِيلًا ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: الْمَرْءُ بخَلِيله، أَو قَالَ: عَلَى دِينِ خَلِيله، فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخَالِل ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: يَا وَيْحَها خُلَّة لَوْ أَنها صَدَقَتْ ... موعودَها، أَو لَوْ انَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ والخُلَّة: الصَّدِيقُ، الذَّكَرُ والأُنثى وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، لأَنه فِي الأَصل مَصْدَرُ قَوْلِكَ خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة؛ وَقَالَ أَوْفى بْنُ مَطَر الْمَازِنِيُّ: أَلا أَبلغا خُلَّتي جَابِرًا: ... بأَنَّ خَلِيلكَ لَمْ يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه، ... وأَخَّر يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَل قَالَ وَمِثْلُهُ: أَلا أَبلغا خُلَّتي رَاشِدًا ... وصِنْوِي قَدِيمًا، إِذا مَا تَصِل وَفِي حَدِيثِ حُسْنِ الْعَهْدِ: فيُهْديها فِي خُلَّتها أَي فِي

_ (1). قوله [بفتح الخاء إلخ] هكذا في الأَصل والنهاية، وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء: يعني من خلته

أَهل ودِّها؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فيُفَرِّقها فِي خَلَائِلِهَا ، جَمْعُ خَليلة، وَقَدْ جُمِعَ عَلَى خِلال مِثْلُ قُلَّة وقِلال؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: لعَمْرُك مَا سَعْدٌ بخُلَّة آثِمٍ أَي مَا سَعْد مُخالٌّ رَجُلًا آثِمًا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الخُلَّة الصَّداقة، وَيَكُونُ تَقْدِيرُهُ مَا خُلَّة سَعْدٍ بخُلَّة رَجُلٍ آثِمٍ، وَقَدْ ثَنَّى بَعْضُهُمُ الخُلَّة. والخُلَّة: الزَّوْجَةُ، قَالَ جِران العَوْد: خُذا حَذَراً يَا خُلَّتَيَّ، فإِنني ... رأَيت جِران العَوْد قَدْ كَادَ يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه عَلَى الزَّوْجَتَيْنِ لأَن التَّزَوُّجَ خُلَّة أَيضاً. التَّهْذِيبُ: فُلَانٌ خُلَّتي وَفُلَانَةٌ خُلَّتي وخِلِّي سَوَاءٌ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ. والخِلُّ: الْوُدُّ وَالصَّدِيقُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخِلُّ الصَّديق الْمُخْتَصُّ، وَالْجَمْعُ أَخْلال؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أُولئك أَخْداني وأَخْلالُ شِيمتي، ... وأَخْدانُك اللَّائِي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ وَيُرْوَى: يُزَيَّنَّ. وَيُقَالُ: كَانَ لِي وِدًّا وخِلًّا ووُدًّا وخُلًّا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَسْرُ الْخَاءِ أَكثر، والأُنثى خِلٌّ أَيضاً؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ هَكَذَا: تعرَّضَتْ لِي بِمَكَانٍ خِلِّي فخِلِّي هُنَا مَرْفُوعَةُ الْمَوْضِعِ بتعرَّضَتْ، كأَنه قَالَ: تَعَرَّضَتْ لِي خِلِّي بِمَكَانٍ خلْوٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ بِمَكَانٍ حِلٍّ، فحِلّ هَاهُنَا مِنْ نَعْتِ الْمَكَانِ كأَنه قَالَ بِمَكَانٍ حَلَالٍ. والخَلِيل: كالخِلِّ. وَقَوْلُهُمْ فِي إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: خَلِيل اللَّهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الَّذِي سَمِعْتُ فِيهِ أَن مَعْنَى الخَلِيل الَّذِي أَصْفى الْمَوَدَّةَ وأَصَحَّها، قَالَ: وَلَا أَزيد فِيهَا شَيْئًا لأَنها فِي الْقُرْآنِ، يَعْنِي قَوْلَهُ: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ؛ وَالْجَمْعَ أَخِلّاء وخُلّان، والأُنثى خَلِيلة وَالْجَمْعُ خَلِيلات. الزَّجَّاجُ: الخَلِيل المُحِبُّ الَّذِي لَيْسَ فِي مَحَبَّتِهِ خَلَل. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ؛ أَي أَحبه مَحَبَّةً تامَّة لَا خَلَل فِيهَا؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ الْفَقِيرَ أَي اتَّخَذَهُ مُحْتَاجًا فَقِيرًا إِلى رَبِّهِ، قَالَ: وَقِيلَ لِلصَّدَاقَةِ خُلَّة لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَسُدُّ خَلَل صَاحِبِهِ فِي الْمَوَدَّةِ وَالْحَاجَةِ إِليه. الْجَوْهَرِيُّ: الخَلِيل الصَّدِيقُ، والأُنثى خَلِيلة؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: بأَصدَقَ بأْساً مِنْ خَلِيلِ ثَمِينةٍ، ... وأَمْضى إِذا مَا أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جَعَلَهُ خَلِيلها لأَنه قُتِل فِيهَا كَمَا قَالَ الْآخَرُ: لَمَّا ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني ... هَمِّي، وأَفرد ظَهْرِي الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرَّجُلِ: قلبُه، عَنْ أَبي العَمَيْثَل، وأَنشد: وَلَقَدْ رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله، ... مِنْ بَيْنِ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِعْصَم قَالَ الأَزهري فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ: أُثبت لَنَا عَنْ إِسحق بْنِ إِبراهيم الْحَنْظَلِيِّ الْفَقِيهِ أَنه قَالَ: كَانَ اللَّيْثُ بْنُ المظفَّر رَجُلًا صَالِحًا وَمَاتَ الخَلِيل وَلَمْ يَفْرُغ مِنْ كِتَابِهِ، فأَحب اللَّيْثُ أَن يُنَفِّق الْكِتَابَ كُلَّه بِاسْمِهِ فسَمَّى لِسَانَهُ الخَلِيل، قَالَ: فإِذا رأَيت فِي الْكَلِمَاتِ سأَلت الخَلِيل بْنَ أَحمد وأَخبرني الخَلِيل بْنُ أَحمد، فإِنه يَعْنِي الخَلِيلَ نفسَه، وإِذا قَالَ: قَالَ الخَلِيل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه، قَالَ: وإِنما وَقَعَ الِاضْطِرَابُ فِي

الْكِتَابِ مِنْ قِبَل خَلِيل اللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَلِيل الْحَبِيبُ والخَلِيل الصَّادِقُ والخَلِيل النَّاصِحُ والخَلِيل الرَّفِيقُ، والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السَّيْفُ والخَلِيل الرُّمْح والخَلِيل الْفَقِيرُ والخَلِيل الضَّعِيفُ الْجِسْمِ، وَهُوَ المَخْلُول والخَلُّ أَيضاً؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَمَّا رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله، ... مِنْ بَيْنَ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِحْمَل صُبْح: كَانَ مِنْ مُلُوكِ الْحَبَشَةِ، وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نَفْسِهِ ظَهَر؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي: إِذا رَيْدةٌ مِنْ حَيثُما نَفَحَت لَهُ، ... أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الخَلِيل هُنَا الأَنف. التَّهْذِيبُ: الخَلُّ الرَّجُلُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الخَلُّ الْمَهْزُولُ وَالسَّمِينُ ضِدٌّ يَكُونُ فِي النَّاسِ والإِبل. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلُّ الْخَفِيفُ الْجِسْمِ؛ وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ الْمَنْسُوبَ إِلى الشَّنْفَرى ابْنِ أُخت تأَبَّطَ شَرًّا: فاسْقِنيها، يَا سَواد بنَ عَمْرٍو، ... إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالِيَ خَلُ الصِّحَاحُ: بَعْدَ خَالِيَ لَخَلُّ، والأُنثى خَلَّة. خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلًّا وخُلُولًا واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف، وَذَلِكَ فِي الهُزال خَاصَّةً. وَفُلَانٌ مُخْتَلُّ الْجِسْمِ أَي نَحِيفُ الْجِسْمِ. والخَلُّ: الرَّجُلُ النَّحِيفُ المخْتَلُّ الْجِسْمِ. واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل، وأَما مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أُتِي بفَصِيل مَخْلُول أَو مَحْلول ، فَقِيلَ هُوَ الْهَزِيلُ الَّذِي قَدْ خَلَّ جسمُه، وَيُقَالُ: أَصله أَنهم كَانُوا يَخُلُّون الفصيلَ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ فيُهْزَل لِذَلِكَ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقِيلَ هُوَ الفَصِيل الَّذِي خُلَّ أَنفُه لِئَلَّا يَرْضَعَ أُمه فتُهْزَل، قَالَ: وأَما الْمَهْزُولُ فَلَا يُقَالُ لَهُ مَخْلول لأَن الْمَخْلُولَ هُوَ السَّمِينُ ضِدُّ الْمَهْزُولِ. وَالْمَهْزُولُ: هُوَ الخَلُّ والمُخْتَلُّ، والأَصح فِي الْحَدِيثِ أَنه الْمَشْقُوقُ اللِّسَانِ لِئَلَّا يَرْضَعَ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ. وَيُقَالُ لِابْنِ الْمَخَاضِ خَلٌّ لأَنه دَقِيقُ الْجِسْمِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَلَّة ابْنَةُ مَخاض، وَقِيلَ: الخَلَّة ابْنُ الْمَخَاضِ، الذَّكَرُ والأُنثى خَلَّة «1». وَيُقَالُ: أَتى بقُرْصه كأَنه فِرْسِن خَلَّة، يَعْنِي السَّمِينَةَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّحْمُ المَخْلُول هُوَ الْمَهْزُولُ. والخَلِيل والمُخْتَل: كالخَلِّ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخَلُّ: الثَّوْبُ الْبَالِي إِذا رأَيت فِيهِ طُرُقاً. وَثَوْبٌ خَلٌّ: بالٍ فِيهِ طَرَائِقُ. وَيُقَالُ: ثَوْبٌ خَلْخَال وهَلْهال إِذا كَانَتْ فِيهِ رِقَّة. ابْنُ سِيدَهْ: الخَلُّ ابْنُ الْمَخَاضِ، والأُنثى خَلَّة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَلَّة الأُنثى مِنَ الإِبل. والخَلُّ. عِرْق فِي الْعُنُقِ مُتَّصِلٌ بالرأْس؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: ثمَّ إِلى هادٍ شَدِيدِ الخَلِّ، ... وعُنُق فِي الجِذْع مُتْمَهِلِ والخِلَل: بَقِيَّةُ الطَّعَامِ بَيْنَ الأَسنان، وَاحِدَتُهُ خِلَّة، وَقِيلَ: خِلَلة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الخِلال والخُلالة، وَقَدْ تَخَلَّله. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي مَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْنِ أَسنانه إِذا تَخَلَّل، وَهُوَ مَثَلٌ. وَيُقَالُ: وَجَدْتُ فِي فَمِي خِلَّة فَتَخَلَّلت. وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: الخِلَل مَا دَخَلَ بَيْنَ الأَسنان مِنَ الطَّعَامِ، والخِلال مَا أَخرجته به؛

_ (1). قوله [وَقِيلَ الخَلَّة ابْنُ الْمَخَاضِ الذكر والأنثى خَلَّة] هكذا في النسخ، وفي القاموس: والخَلّ، ابن المخاض، كالخلة، وهي بهاء أَيضاً

وأَنشد: شاحِيَ فِيهِ عَنْ لِسَانٍ كالوَرَل، ... عَلَى ثَناياه مِنَ اللَّحْمِ خِلَل والخُلالة، بِالضَّمِّ: مَا يَقَعُ مِنَ التَّخَلُّلِ، وتَخَلَّل بالخِلال بَعْدَ الأَكل. وَفِي الْحَدِيثِ: التَّخَلُّل مِنَ السُّنَّة ، هُوَ اسْتِعْمَالُ الخِلال لإِخراج مَا بَيْنَ الأَسنان مِنَ الطَّعَامِ. والمُخْتَلُّ: الشَّدِيدُ الْعَطَشِ. والخَلال، بِالْفَتْحِ: البَلَح، وَاحِدَتُهُ خَلالة، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهِيَ بِلُغة أَهل الْبَصْرَةِ. واخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أَظنه مِنَ الخَلال كَمَا يُقَالُ أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب. وَفِي حَدِيثِ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنا نَلْتَقِطُ الخَلال ، يَعْنِي البُسْر أَوَّل إِدراكه. والخِلَّة: جَفْنُ السَّيْفِ المُغَشَّى بالأَدَم؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بِهَا جَفْن السَّيْفِ تُنْقَشُ بِالذَّهَبِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ خِلَل وخِلال؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب وَقَالَ آخَرُ: لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل، ... يلوحُ كأَنه خِلَل وَقَالَ عَبِيد بْنُ الأَبرص الأَزدي: دَارُ حَيٍّ مَضَى بِهِمْ سالفُ الدهر، ... فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التَّهْذِيبُ: والخِلَل جُفُونُ السُّيُوفِ، وَاحِدَتُهَا خِلَّة. وَقَالَ النَّضْرُ: الخِلَلُ مِنْ دَاخِلِ سَيْر الجَفْن تُرى مِنْ خَارِجٍ، وَاحِدَتُهَا خِلَّة، وَهِيَ نَقْشٌ وَزِينَةٌ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَعْمَلُ جُفُونَ السُّيُوفِ خَلَّالًا. وَفِي كِتَابِ الْوُزَرَاءِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ فِي تَرْجَمَةِ أَبي سَلَمَةَ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الخَلَّال فِي الِاخْتِلَافِ فِي نَسَبِهِ، فَرَوَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه مَنْسُوبٌ إِلى خِلَل السُّيُوفِ مِنْ ذَلِكَ؛ وأَما قَوْلُهُ: إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة، ... بِيضُ الْوُجُوهِ خُرُق الأَخِلَّه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن الأَخِلَّة جَمْعُ خِلَّة أَعني جَفْنَ السَّيْفِ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ يُكُونُ الأَخِلَّة جَمْعَ خِلَّة، لأَن فِعْلة لَا تُكَسَّر عَلَى أَفْعِلة، هَذَا خطأٌ، قَالَ: فأَما الَّذِي أُوَجِّه أَنا عَلَيْهِ الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة عَلَى خِلال كطِبَّة وطِباب، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ مِنَ الرَّمْلِ وَالسَّحَابِ، ثُمَّ تُكَسَّر خِلال عَلَى أَخِلَّة فَيَكُونُ حِينَئِذٍ أَخِلَّة جَمْعَ جَمْعٍ؛ قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ الخِلال لُغَةً فِي خِلَّة السَّيْفِ فَيَكُونُ أَخِلَّة جَمْعَهَا المأْلوف وَقِيَاسَهَا الْمَعْرُوفَ، إِلا أَني لَا أَعرف الخِلال لُغَةً فِي الخِلَّة، وَكُلُّ جِلْدَةٍ مَنْقُوشَةٍ خِلَّة؛ وَيُقَالُ: هِيَ سُيُورٌ تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي الْقَوْسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخِلَّة السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي ظَهْرِ سِيَة الْقَوْسِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ يُبْغِض الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّل الْكَلَامَ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الباقرةُ الكلأَ بِلِسَانِهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يتشدَّق فِي الْكَلَامِ ويُفَخِّم بِهِ لِسَانَهُ ويَلُفُّه كَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُ الكلأَ بِلِسَانِهَا لَفًّا. والخَلْخَل والخُلْخُل مِنَ الحُلِيِّ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل

وَقَالَ: ملأَى البَرِيم متْأَق الخَلْخَلِ أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ. والخَلْخَالُ: كالخَلْخَل. والخَلْخَل: لُغَةٌ فِي الخَلْخال أَو مَقْصُورٌ مِنْهُ، وَاحِدُ خَلاخِيل النِّسَاءِ، والمُخَلْخَل: مَوْضِعُ الخَلْخال مِنَ السَّاقِ. والخَلْخَال: الَّذِي تَلْبَسُهُ المرأَة. وتَخَلْخَلَت المرأَةُ: لَبِسَتِ الخَلْخَال. وَرَمْلٌ خَلْخَال: فِيهِ خُشُونَةٌ. والخَلْخَال: الرمْل الجَرِيش؛ قَالَ: مِنْ سَالِكَاتِ دُقَق الخَلْخَال «2» وخَلْخَل العظمَ: أَخذ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. وخَلِيلانُ: اسمٌ رَوَاهُ أَبو الْحَسَنِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هُوَ اسْمُ مُغَنٍّ. خمل: الخامِل: الخَفِيُّ السَّاقِطُ الَّذِي لَا نَباهة لَهُ. يُقَالُ: هُوَ خَامِل الذِّكْرِ والصوتِ، خَمَلَ يَخْمُلُ خُمُولًا وأَخْمَلَه اللَّهُ، وَحَكَى يَعْقُوبُ: إِنَّه لَخَامِل الذِّكر وخامِنُ الذِّكْرِ، عَلَى الْبَدَلِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، لَا يُعْرَف وَلَا يُذْكَر؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: هَلْ تَعْرِف الْمَنْزِلَ بالأَهْيَل، ... كالوَشْم فِي المِعْصَم لَمْ يَخْمُل؟ أَراد لَمْ يَدْرُس فَيَخْفَى، وَيُرْوَى يَجْمُلِ. وَالْقَوْلُ الخَامِل: الخَفِيض. وَفِي الْحَدِيثِ: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا خَامِلًا أَي خَفِّضوا الصَّوْتَ بِذِكْرِهِ تَوْقِيرًا لِجَلَالِهِ وَهَيْبَةً لِعَظَمَتِهِ. وَيُقَالُ: خَمَلَ صوتَه إِذا وَضَعَهُ وأَخفاه وَلَمْ يَرْفَعْهُ. والخَمِيلة: المُنْهَبَط الْغَامِضُ مِنَ الرّمْل، وَقِيلَ: الخَمِيلَة مَفْرَج بَيْنَ هَبْطة وَصَلَابَةٍ وَهِيَ مَكْرَمة لِلنَّبَاتِ، وَقِيلَ: الخَمِيلَة رَمْلٌ يُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَقِيلَ: هِيَ مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حَيْثُ يَذْهَبُ مُعْظَمها وَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ لَيِّنها. والخَمِيلة: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ الملتفُّ الَّذِي لَا يُرَى فِيهِ الشَّيْءُ إِذا وَقَعَ فِي وَسَطه، وَقِيلَ: الخَمِيلَة كُلُّ مَوْضِعٍ كَثُرَ فِيهِ الشَّجَرُ حَيْثُمَا كَانَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً: وتَنْفُض عَنْهَا غَيْبَ كُلِّ خَمِيلَة، ... وتَخْشَى رُماةَ الْغَوْثِ مِنْ كُلِّ مَرْصَد والخَمِيلَة: الأَرض السَّهْلة الَّتِي تُنْبِت، شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة. وَيُقَالُ: الخَمِيلَة مَنْقَعة مَاءٍ ومَنْبِت شَجَرٍ، وَلَا تَكُونُ الخَمِيلة إِلا فِي وَطِيءٍ مِنَ الأَرض. والخَمْل والخَمَالة والخَمِيلة: رِيشُ النَّعام، وَالْجَمْعُ الخَمِيل. والخَمْلة والخِمْلة والخَمِيلَة: القَطِيفة؛ وَقَوْلُ أَبي خِرَاش: وظَلَّت تُرَاعِي الشمسَ حَتَّى كأَنها، ... فُوَيْقَ البَضِيع فِي الشُّعاع، خَمِيل وَيُقَالُ لِرِيشِ النَّعام خَمْل. وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: الخَمِيل القَطِيفة ذَاتُ الخَمْل، شَبَّهَ الأَتان فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا، وَيُرْوَى جَمِيل، شَبَّه الشَّمْسَ بالإِهَالةِ فِي بَيَاضِهَا. والخَمْل، مَجْزُومٌ: هُدْب الْقَطِيفَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا يُنْسَجُ وتَفْضُل لَهُ فُضُولٌ كخَمْل الطِّنْفِسة، وَقَدْ أَخْمَلَه. والخَمْلَة: ثَوْبٌ مُخْمَل مِنْ صُوفٍ كَالْكِسَاءِ وَنَحْوِهِ لَهُ خَمْل. والخَمْل: الطِّنْفِسة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ:

_ (2). قوله [من سالكات إلخ] سبق في ترجمة دقق وسهك: بساهكات دقق وجلجال

وَمِنْ ظُعُن كالدَّوْم أَشرف فَوْقَهَا ... ظِباءُ السُّلَيِّ، واكناتٍ عَلَى الخَمْل أَي جَالِسَاتٍ عَلَى الطَّنَافِسِ. والخَمْلة: العَباءُ القَطَوانيَّة وَهِيَ البِيض القصيرةُ الخَمْل. والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة؛ وأَنشد: وإِنَّ لَنَا دُرْنَى، فكُلَّ عَشيَّة، ... يُحَطُّ إِلينا خَمْرُها وخَمِيلُها خَمِيلها ثيابُها. والخَمْلة: شِبْهُ الشَّمْلة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه جَهَّز فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي خَمِيل وقِرْبة ووِسادة أَدَم ؛ الخَمِيل والخَمِيلَة: القَطِيفة وَهِيَ كُلُّ ثَوْبٍ لَهُ خَمْل مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: الخَمِيل الأَسود مِنَ الثِّيَابِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم سَلَمَةَ: أَدخلني مَعَهُ فِي الخَمِيلة. وَفِي حَدِيثِ فَضالة: أَنه مَرَّ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ عَلَى خَمْلة بَيْنَ أَشجار فأَصاب مِنْهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالخَمْلة الثَّوْبَ الَّذِي لَهُ خَمْل، قَالَ: وَقِيلَ الصَّحِيحُ عَلَى خَمِيل وَهِيَ الأَرض السَّهْلَةُ اللَّيِّنَةُ. وخِمْلةُ الرَّجُلِ: بِطانتُه؛ يُقَالُ: هُوَ خَبِيث الخِمْلة أَي خَبِيثُ الْبِطَانَةِ وَالسَّرِيرَةِ، وَلَمْ يُسمع حَسَن الخِمْلة. واسأَلْ عَنْ خِمْلاته أَي أَسراره ومَخازيه. قَالَ الْفَرَّاءُ: الخِمْلة بَاطِنُ أَمر الرَّجُلِ، يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الخِمْلة وَلَئِيمُ الخِمْلة. والخَمَلة: السَّفِلة مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهُمْ خَامِل. وخَمَلَ البُسْرَ: وَضَعَهُ فِي الجِرَار وَنَحْوِهَا ليَلِين. والخَمِيل، بِغَيْرِ هَاءٍ: مَا لَانَ مِنَ الطَّعَامِ، يَعْنِي الثَّرِيدَ. والخُمَال: دَاءٌ يأْخذ فِي مَفَاصِلِ الإِنسان وَقَوَائِمِ الْخَيْلِ وَالشَّاءِ والإِبل تَظْلَع مِنْهُ، ويُداوَى بِقَطْعِ العِرْق وَلَا يَبْرَح حَتَّى يُقْطع مِنْهُ عِرْق أَو يَهْلِك؛ قَالَ الأَعشى: لَمْ تُعَطَّفْ عَلَى حُوارٍ، ولم يَقْطَعْ ... عُبَيْدٌ عُرُوقها مِنْ خُمَال أَي لَمْ يَكُنْ لَهَا لَبَنٌ فَتُعَطَّفَ عَلَى حُوارٍ لتُرْضِعه. وعُبَيْدٌ: بَيْطار. وَقَدْ خُمِلَ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَقِيلَ هُوَ العَرَج؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها والخُمَال: دَاءٌ يأْخذ فِي قَائِمَةِ الشَّاةِ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فِي قَوَائِمِهَا يَدُورُ بَيْنَهُنَّ. يُقَالُ: خُمِلَتِ الشَّاةُ، فَهِيَ مَخْمُولَة. والخَمْل: ضَرْب مِنَ السَّمَكِ مِثْلُ اللُّخْم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الخَمْل بِالْخَاءِ فِي بَابِ السَّمَكِ وأَعرف الجَمَل، فإِن صَحَّ لِثقة، وإِلا فلا يُعْبَأ به. خنبل: خَنْبَل: اسم. خنثل: ابْنُ الأَعرابي: الْخَنْثَالَةُ الْعَذِرَةُ. رَجُلٌ خَنْثَل: ضَعِيفٌ، وَالْحَاءُ فِيهِ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَرَجُلٌ خَنْثَل إِذا كَانَ مُسْتَرْخي الْبَطْنِ. وامرأَة خَنْثَل: ضَخْمة الْبَطْنِ مُسْتَرْخِيَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه يُقَالُ للضَّبُع أُم خَنْثَل لِاسْتِرْخَاءِ بَطْنِهَا. وخَنْثَل: وَادٍ يُقَالُ إِنه فِي بِلَادِ قُرَيْط مِنْ بَنِي أَبي بَكْرٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لسَعَته. وخَنْثَل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَرْبَعٌ: فإِنك لَوْ أَوعدتني غَضَبَ الحَصَى، ... وأَنت بِذَاتِ الرِّمْثِ مِنْ بَطْن خَنْثَل وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الخَنْثَل والخَفْثَل الضَّعِيفُ عَقْلًا. والخَنْثَل: الْعَظِيمَةُ الْبَطْنِ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: دِيَارٌ لسُعْدَى، إِذ سُعَاد جَدَايةٌ ... مِنَ الأُدْم، خَمْصان الْحَشَا، غَيْرُ خَنْثَل

وَيُرْوَى غَيْرُ حِثْيَل، وَيُرْوَى غَيْرُ حنْبَل. وَالْحَنْبَلُ: الْقَصِيرُ. خنجل: الخِنْجِل مِنَ النِّسَاءِ: الْجَسِيمَةُ الصَّخَّابة البَذِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ المرأَة الْحَمْقَاءُ، وَقَدْ خَنْجَلَ إِذا تَزَوَّجَ خِنْجِلًا. خنشل: خَنْشَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ مِنَ الكِبَر. وَرَجُلٌ خَنْشَلِيل أَي مَاضٍ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَنْشَلٌ وخَنْشَلِيل وَهُوَ المُسِنُّ القَوِيّ؛ وأَنشد: قَدْ عَلِمَتْ جاريَةٌ عُطْبُول، ... أَنِّي بنَصْل السَّيْفِ خَنْشَلِيل أَي عَمُول بِهِ. والخَنْشَل: السَّرِيعُ الْمَاضِي، وَكَذَلِكَ الخَنْشَلِيل. والخَنْشَلِيل أَيضاً: الجَيِّد الضَّرْبِ بِالسَّيْفِ؛ يُقَالُ: إِنه لخَنْشَلِيل بِالسَّيْفِ؛ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: قَدْ راعَني الدهرُ، فبُؤساً لَهُ ... بِفَارِسِ الفُرْسان والخَنْشَلِيل والخَنْشَل والخَنْشَلِيل: المُسِنُّ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَعَجُوزٌ خَنْشَلِيل: مُسِنَّة وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، وَقَدْ خَنْشَلَت. ابْنُ الأَعرابي: الخَنْشَلِيل مِنَ الإِبل المُسِنُّ الْبَازِلُ. وَسَمِعْتُ أَعرابية قَدْ طَعَنَت فِي السِّن وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ خَنْشَلْتُ وضَعُفْت؛ أَرادت أَنها قَدْ أَسَنَّتْ. وَنَاقَةٌ خَنْشَلِيل: بَازِلٌ. وَنَاقَةٌ خَنْشَلِيل: طَوِيلَةٌ؛ جَعَلَ سِيبَوَيْهِ الخَنْشَلِيل مَرَّةً ثُلَاثِيًّا وأُخرى رُبَاعِيًّا، فإِن كَانَ ثُلَاثِيًّا فخَنْشَلٌ مِثْلُهُ، وإِن كَانَ رباعيّاً فهو كذلك. خنطل: الخِنْطِيلة: القِطْعة مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ وَالسَّحَابِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: خَنَاطِيل يستقرِين كُلَّ قَرَارة، ... مِرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثاءَ الرَّوَائِسُ «1» . الرَّوَائِسُ: أَعالي الْوَادِي. والخُنْطُولة: الطَّائِفَةُ مِنَ الدَّوَابِّ والإِبل وَنَحْوِهَا. وإِبِلٌ خَنَاطِيل: مُتَفَرِّقَةٌ. والخُنْطُولة: وَاحِدَةُ الخَنَاطِيل، وَهِيَ قُطْعانٌ مِنَ البَقَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دَعَتْ مَيَّةُ الأَعدادَ، واسْتَبْدَلتْ بِهَا ... خَنَاطِيلَ آجالٍ، مِنَ العِينِ، خُذَّل اسْتَبْدَلتْ بِهَا يَعْنِي مَنَازِلَهَا الَّتِي تَرَكَتْهَا. والأَعداد: الْمِيَاهُ الَّتِي لَا تَنْقَطِعُ، وَكَذَلِكَ الخَنَاطِيل مِنَ الإِبل؛ وَقَالَ سَعْدِ بْنِ زيدِ مَنَاة يُخَاطِبُ أَخاه مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاة: تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُزَعْفَرا، ... وَهِيَ خَنَاطِيل تَجُوسُ الخُضَرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَنى بالمزعفَر أَخاه مَالِكًا، وَكَانَ قَدْ أَعْرَس بالنَّوَار فَقَالَتْ لِمَالِكٍ: أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخوك؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فأَجِبْه، قَالَ: وَمَا أَقول؟ قَالَتْ: قُلْ: أَورَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِل، ... مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبل وأُم سَعْدٍ وَمَالِكٍ يُقَالُ لَهَا مُفَدَّاة بِنْتُ ثَعْلَبَةَ مِنْ دُودَان؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ عُمَر بْنَ لَجَإٍ: فَلَمْ تَلِدُوا النَّوَار، وَلَمْ تَلِدْكم ... مُفَدَّاةُ المبارَكة الوَلُودُ وخَناطِيل لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ جِنْسِهَا، وهي جماعات من

_ (1). قوله [مرب] كذا في الأَصل هنا، وسبق في ترجمة رأس. ومرت

الْوَحْشِ وَالطَّيْرِ فِي تَفْرِقة. ولُعَابٌ خَنَاطِيل: مُتَلَزِّج مُعْتَرِض؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقَرَةَ وَحْشٍ: كَادَ اللُّعَاع مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها، ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيل وَقَالَ يَعْقُوبُ: الخَنَاطِيل هُنَا القِطَع الْمُتَفَرِّقَةُ. والخُنْطُول: الذَّكَرُ الطَّوِيلُ والقَرْن الطويل. خول: الخَالُ: أَخو الأُم، والخَالَة أُخْتُها، يُقَالُ: خَالٌ بَيِّن الخُؤُولة. وبَيْني وبين فلان خُؤُولة، وَالْجَمْعُ أَخوال وأَخْوِلَة؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ شَاذَّةٌ، والكثير خُؤُول وخُؤُولة؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ والأُنثى بِالْهَاءِ، والعُمُومة: جَمْعُ العَمِّ، وَهُمَا ابْنا خالةٍ وَلَا يُقَالُ ابْنا عَمَّة، وَهُمَا ابْنَا عَمٍّ وَلَا يُقَالُ ابْنا خال، والمصدر الخُؤُولة وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَقَدْ تَخَوَّلَ خَالًا وتَعَمَّم عَمًّا إِذا اتخذَ عَمًّا أَو خَالًا. وتَخَوَّلَتْنِي المرأَةُ: دَعَتْني خالَها. وَيُقَالُ: اسْتَخِلْ خَالًا غَيْرَ خَالِكَ، واسْتَخْوِلْ خَالًا غَيْرَ خَالِكَ أَي اتَّخِذْ. والاسْتِخْوَال أَيضاً: مِثْلُ الِاسْتِخْبَالِ مِنْ أَخْبَلته الْمَالَ إِذا أَعرته نَاقَةً لِيَنْتَفِعَ بأَلبانها وأَوبارها أَو فَرَسًا يَغْزُو عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: هُنَالِكَ إِن يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلوا، ... وإِن يُسْأَلوا يُعْصُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا وأَخْوَلَ الرجلُ وأُخْوِلَ إِذا كَانَ ذَا أَخوال، فَهُوَ مُخْوِلٌ ومُخْوَلٌ. وَرَجُلٌ مُعِمٌّ مُخْوِلٌ ومُعَمٌّ مُخْوَلٌ: كَرِيمُ الأَعمام والأَخوال، لَا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ إِلا مَعَ مُعِمٍّ ومُعَمٍّ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: غُلَامٌ مُعَمٌّ مُخْوَل، وَلَا يُقَالُ مُعِمٌّ وَلَا مُخْوِل. واسْتَخْوَلَ فِي بَنِي فُلَانٍ: اتَّخَذهم أَخوالًا. وخَوَلُ الرجلِ: حَشَمُه، الْوَاحِدُ خَائِل، وَقَدْ يَكُونُ الخَوَل وَاحِدًا وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْعَبْدِ والأَمة؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ خَائِل وَهُوَ الرَّاعِي، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ التَّخْوِيل وَهُوَ التَّمْلِيكُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخَوَل مَا أَعطى اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الإِنسانَ مِنَ النِّعَم. والخَوَل: الْعَبِيدُ والإِماءُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْحَاشِيَةِ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَهُوَ مِمَّا جَاءَ شَاذًّا عَنِ الْقِيَاسِ وإِن اطَّرد فِي الِاسْتِعْمَالِ، وَلَا يَكُونُ مِثْلُ هَذَا فِي الْيَاءِ أَعني أَنه لَا يَجِيءُ مِثْلُ البَيَعة والسَّيَرة فِي جَمْعِ بَائِعٍ وَسَائِرٍ، وَعِلَّةُ ذَلِكَ قُرْبُ الأَلف مِنَ الْيَاءِ وبُعْدُها عَنِ الْوَاوِ، فإِذا صَحَّتْ نَحْوُ الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة كَانَ أَسهل مِنْ تَصْحِيحِ نَحْوِ البَيَعة، وَذَلِكَ أَن الأَلف لَمَّا قَرُبت مِنَ الْيَاءِ أَسْرَع انقلابُ الْيَاءِ إِليها، وَكَانَ ذَلِكَ أَسْوَغ مِنِ انْقِلَابِ الْوَاوِ إِليها لِبُعْدِ الْوَاوِ عَنْهَا، أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ قَلْبِ الْيَاءِ أَلفاً اسْتِحْسَانًا لا وجوباً في طَيِءٍ طائِيٌّ، وَفِي الحِيرَة حارِيٌّ، وَفِي قَوْلِهِمْ عَيْعَيْت وحَيحَيْت وهَيْهَيْت عاعَيْت وحاحَيْت وهاهَيْت؟ وقَلَّما يُرَى فِي الْوَاوِ مِثْلُ هَذَا، فإِذا كَانَ مِثْلُ هَذِهِ القُرْبَى بَيْنَ الأَلف وَالْيَاءِ، كَانَ تَصْحِيحُ نَحْوِ بَيَعة وسَيَرة أَشقَّ عَلَيْهِمْ مِنْ تَصْحِيحِ نَحْوِ الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة لِبُعْدِ الْوَاوِ مِنَ الأَلف، وَبِقَدْرِ بُعْدها عَنْهَا مَا يَقِلُّ انْقِلَابُهَا إِليها، ولأَجل هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا مَا كَثُرَ عَنْهُمْ نَحْوُ اجْتَوروا واعْتَوَنوا واحْتَوَشوا، وَلَمْ يأْت عَنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ هَذَا التَّصْحِيحِ فِي الْيَاءِ، لَمْ يَقُولُوا ابْتَيَعوا وَلَا اشْتَرَيُوا، وإِن كَانَ فِي مَعْنَى تَبَايَعُوا وَتَشَارَيُوا، عَلَى أَنه قَدْ جَاءَ حَرْفٌ وَاحِدٌ مِنَ الْيَاءِ فِي هَذَا فَلَمْ يأْت إِلَّا مُعَلًّا، وَهُوَ قَوْلُهُمُ اسْتَافوا بِمَعْنَى تَسَايفوا، وَلَمْ يَقُولُوا اسْتَيَفوا لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ جَفَاءِ تَرْكِ قَلْبِ الْيَاءِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي قَوِيَت عَنْهُ داعيةُ الْقَلْبِ. والخَوَل:

مَا أَعْطَى اللهُ تَعَالَى الإِنسانَ مِنَ الْعَبِيدِ والخَدَم؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كُومُ الذُّرى مِنْ خَوَل المُخَوَّل وَيُقَالُ: هؤُلاء خَوَل فُلَانٍ إِذا اتَّخَذَهُمْ كَالْعَبِيدِ وقَهَرهم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِمْ: الْقَوْمُ خَوَل فُلَانٍ، مَعْنَاهُ أَتباعه، وَقَالَ: خَوَل الرَّجُلِ الَّذِي يَمْلِكُ أُمورهم. وخَوَّلَكَ اللهُ مَالًا أَي مَلَّكك. وخَالَ يَخَالُ خَوْلًا إِذا صَارَ ذَا خَوَل بَعْدَ انْفِرَادٍ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبِيدِ: هُمْ إِخوانكم وخَوَلُكم ؛ الخَوَل حَشَمُ الرَّجُلِ وأَتباعُه، وَيَقَعُ عَلَى الْعَبْدِ والأَمة، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّخْوِيل وَالتَّمْلِيكِ، وَقِيلَ مِنَ الرِّعاية؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا بَلَغَ بَنُو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ عِبَاد اللَّهِ خَوَلًا أَي خَدَماً وَعَبِيدًا، يَعْنِي أَنهم يَسْتَخْدِمُونَهُمْ وَيَسْتَعْبِدُونَهُمْ. واسْتَخْوَل فِي بَنِي فُلَانٍ: اتَّخَذَهُمْ خَوَلًا. وخَوَّلَهُ المالَ: أَعْطاه إِياه، وَقِيلَ أَعطاه إِياه تَفَضُّلًا؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وخَوَّال لِمَوْلاه، إِذا مَا ... أَتاه عَائِلًا قَرِع المُراح يَدُلُّ عَلَى أَنهم قَدْ قَالُوا خالَه، وَلَا يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ لأَنه قَدْ عَدَّاهُ بِاللَّامِ، فافْهَمْ. وخَوَّلَهُ اللهُ نِعْمة: مَلَّكه إِياها. والخَائِل: الْحَافِظُ لِلشَّيْءِ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَخُولُ عَلَى أَهله وَعِيَالِهِ أَي يَرْعَى عَلَيْهِمْ. ورَاعِي الْقَوْمِ يَخُولُ عَلَيْهِمْ أَي يَحْلُب ويَسْعَى ويَرْعَى. وخَالَ المالَ يَخُولُه إِذا سَاسَهُ وأَحسن الْقِيَامَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ خُلْتُهُ أَخُولُهُ. والخَوْلِيُّ: الْقَائِمُ بأَمر النَّاسِ السَّائِسُ لَهُ. والخَائِل: الرَّاعِي لِلشَّيْءِ الْحَافِظُ لَهُ، وَقَدْ خَالَ يَخُولُ خَوْلًا؛ وأَنشد: فَهُوَ لَهُنَّ خَائِل وفارِط قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ مَنْ خَالُ هَذَا الْفَرَسِ أَي مَنْ صاحبُها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَصُبُّ لَهَا نِطَافَ الْقَوْمِ سِرًّا، ... ويَشْهَدُ خَالُها أَمْرَ الزَّعِيم يَقُولُ: لِفَارِسِهَا قَدْرٌ فَالرَّئِيسُ يُشَاوِرُهُ فِي تَدْبِيرِهِ؛ وأَنشد الأَزهري فِي مَكَانٍ آخَرَ: أَلا لَا تُبالي الإِبْلُ مَنْ كَانَ خَالَها، ... إِذا شَبِعَتْ مِنْ قَرْمَلٍ وأُثال والخُوال: الرِّعاء الحُفَّاظ لِلْمَالِ. والخَوَل: الرُّعاة. والخَوَلِيُّ: الرَّاعِي الْحَسَنُ الْقِيَامِ عَلَى الْمَالِ وَالْغَنَمِ، وَالْجَمْعُ خَوَلٌ كَعَرَبِيٍّ وعَرَب. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَعَا خَوَلِيّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَوَلِيُّ عِنْدَ أَهل الشَّامِ القَيِّم بأَمر الإِبل وإِصلاحها، مِنَ التَّخَوُّل التعهُّد وحُسْنِ الرِّعاية. وإِنه لخَالُ مالٍ وخَائِلُ مالٍ وخَوَلُ مالٍ أَي حَسَنُ الْقِيَامِ عَلَى نَعَمه يُدَبِّرُهُ وَيَقُومُ عَلَيْهِ. والخَوَل أَيضاً: اسْمٌ لِجَمْعِ خَائِل كَرَائِحٍ ورَوَح، وَلَيْسَ بِجَمْعِ خَائِلٍ، لأَن فَاعِلًا لَا يُكَسَّر عَلَى فَعَل، وَقَدْ خَالَ يَخُولُ خَوْلًا، وخَالَ عَلَى أَهله خَوْلًا وخِيَالًا. والتَّخَوُّل: التَّعَهُّدُ. وتَخَوَّلَ الرجلَ: تَعَهَّدَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظة أَي يَتَعَهَّدُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ يَتَخَوَّنُنا، بِالنُّونِ، أَي يَتَعَهَّدُنَا، وَرُبَّمَا قَالُوا تَخَوَّلَتِ الريحُ الأَرضَ إِذا تعَهَّدَتْها. والخَائِل: الْمُتَعَهِّدُ لِلشَّيْءِ وَالْمُصْلِحُ لَهُ الْقَائِمُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّوَابُ يَتَحَوَّلنا، بِالْحَاءِ، أَي يَطْلُبُ الْحَالَ الَّتِي يَنْشَطون فِيهَا لِلْمَوْعِظَةِ فيَعِظهم

فِيهَا وَلَا يُكْثر عَلَيْهِمْ فَيَملُّوا. والخَوَل: أَصل فأْس اللِّجام. والخَالُ: لواءُ الْجَيْشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: بأَسيافنا حَتَّى تَوَجَّه خَالُها والخالُ: نَوْعٌ مِنَ البُرود؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وبُرْدَانِ مِنْ خَال وسَبْعُون دِرْهَماً، ... عَلَى ذَاكَ مَقْرُوظٌ مِنَ القَدِّ مَاعِزُ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وأَكرعه وَشْي البُرود مِنَ الخَال والخَالُ: اللِّواء والبُرُود؛ ذَكَرَهُمَا الْجَوْهَرِيُّ هُنَا وَذَكَرَهُمَا فِي خَيْلٍ، وَسَنَذْكُرُهُمَا أَيضاً هُنَاكَ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّا لَا نَنْبُو فِي يَدِكَ وَلَا نَخُول عَلَيْكَ أَي لَا نَتَكَبَّرُ؛ يُقَالُ: خَالَ الرجلُ يَخُولُ خَوْلًا واخْتَالَ إِذا تَكَبَّرَ وَهُوَ ذُو مَخِيلة. وتَطايَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي مُتَفَرِّقًا، وَهُوَ الشَّررُ الَّذِي يَتَطَايَرُ مِنَ الْحَدِيدِ الْحَارِّ إِذا ضُرِب. وَذَهَبَ الْقَوْمُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي مُتَفَرِّقِينَ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَكَانَ الْغَالِبُ إِنما هُوَ إِذا نَجَل الفرسُ الْحَصَى بِرِجْلِهِ وَشَرَارُ النَّارِ إِذا تَتَابَعَ؛ قَالَ ضَابِئٌ البُرْجُمي يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرَ: يُسَاقِط عَنْهُ رَوْقُه ضارِيَاتِها، ... سِقَاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَل أَخْوَلا قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَخْوَل أَخْوَل كشَغَر بَغَر، وأَن يَكُونَ كيَوْمَ يَوْمَ. الْجَوْهَرِيُّ: ذَهَبَ الْقَوْمُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ إِذا تَفَرَّقُوا شَتَّى، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا وبُنِيا عَلَى الْفَتْحِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَوْلة الظَّبْية. وإِنَّه لمَخِيلٌ لِلْخَيْرِ أَي خَلِيق لَهُ. والخَال: مَا تَوَسَّمت فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ. وأَخَالَ فِيهِ خَالًا وتَخَوَّلَ: تَفَرَّس. وتَخَوَّلْتُ فِي بَنِي فُلَانٍ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ أَي اخْتَلْت وتَوَسَّمت، وتَخَيَّل يُذكر فِي الْيَاءِ. التَّهْذِيبُ: وخَوَلُ اللِّجامِ أَصلُ فَأْسه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف خَوَل اللِّجام وَلَا أَدري مَا هُوَ. والخُوَيْلاء: مَوْضِعٌ. وخَوَلِيٌّ: اسْمٌ. وخَوْلانُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ. وكُحْل الخَوْلان: ضَرْبٌ مِنَ الأَكحال، قَالَ: لَا أَدري لِمَ سُمِّيَ ذَلِكَ. وخَوْلة: اسْمُ امرأَة مِنْ كَلْبٍ شَبَّب بِهَا طَرَفة. وخُوَيْلَة: اسْمُ امرأَة. خيل: خَالَ الشيءَ يَخَالُ خَيْلًا وخِيلَة وخَيْلة وخَالًا وخِيَلًا وخَيَلاناً ومَخَالَة ومَخِيلَة وخَيْلُولَة: ظَنَّه، وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يَظُنَّ، وَهُوَ مِنْ بَابِ ظَنَنْتُ وأَخواتها الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ، فإِن ابتدأْت بِهَا أَعْمَلْت، وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بِالْخِيَارِ بَيْنَ الإِعمال والإِلغاء؛ قَالَ جَرِيرٌ فِي الإِلغاء: أَبِالأَراجيز يَا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني، ... وَفِي الأَراجيز، خِلْتُ، اللؤْمُ والخَوَرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ فِي الإِلغاء للأَعشى: وَمَا خِلْت أَبْقى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدَّة، ... عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا وَفِي الْحَدِيثِ: مَا إِخَالُك سَرَقْت أَي مَا أَظنك؛ وَتَقُولُ فِي مُسْتَقْبَلِهِ: إِخالُ، بِكَسْرِ الأَلف، وَهُوَ الأَفصح، وَبَنُو أَسد يَقُولُونَ أَخَالُ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَالْكَسْرُ أَكثر اسْتِعْمَالًا. التَّهْذِيبُ: تَقُولُ خِلْتُه زَيْدًا إِخَالُهُ وأَخَالُهُ خَيْلاناً، وَقِيلَ فِي الْمَثَلِ:

مَنْ يَشْبَعْ يَخَلْ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ: مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمَعْنَاهُ مَنْ يَسْمَعْ أَخبار النَّاسِ وَمَعَايِبَهُمْ يَقَعْ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِمُ الْمَكْرُوهُ، وَمَعْنَاهُ أَن الْمُجَانَبَةَ لِلنَّاسِ أَسلم، وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي قَوْلِهِمْ مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ: يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تَحْقِيقِ الظَّنِّ، ويَخَلْ مُشْتَقٌّ مِنْ تَخَيَّلَ إِلى. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام ؛ وَاسْتَحَالَ الجَهَام أَي نَظَرَ إِليه هَلْ يَحُول أَي يَتَحَرَّكُ. واسْتَخَلْتُ الرِّهَامَ إِذا نَظَرْتَ إِليها فخِلْتَها مَاطِرَةً. وخَيَّلَ فِيهِ الْخَيْرَ وتَخَيَّلَه: ظَنَّه وتفرَّسه. وخَيَّلَ عَلَيْهِ: شَبَّه. وأَخَالَ الشيءُ: اشْتَبَهَ. يُقَالُ: هَذَا الأَمر لَا يُخِيلُ عَلَى أَحد أَي لَا يُشْكِل. وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل. وَفُلَانٌ يَمْضي عَلَى المُخَيَّل أَي عَلَى مَا خَيَّلت أَي مَا شَبَّهَتْ يَعْنِي عَلَى غَرَر مِنْ غَيْرِ يَقِينٍ، وَقَدْ يأْتي خِلْتُ بِمَعْنَى عَلِمت؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: ولَرُبَّ مِثْلِك قَدْ رَشَدْتُ بغَيِّه، ... وإِخَالُ صاحبَ غَيِّه لَمْ يَرْشُد قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: إِخَالُ هُنَا أَعلم. وخَيَّلَ عَلَيْهِ تَخْيِيلًا: وَجَّه التُّهمَة إِليه. والخَالُ: الغَيْم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: بَاتَتْ تَشِيم بذي هرون مِنْ حَضَنٍ ... خَالًا يُضِيء، إِذا مَا مُزْنه ركَدَا وَالسَّحَابَةُ المُخَيِّل والمُخَيِّلَة والمُخِيلة: الَّتِي إِذا رأَيتها حَسِبْتها مَاطِرَةً، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَخِيلَة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، السَّحَابَةُ، وَجَمْعُهَا مَخَايِل، وَقَدْ يُقَالُ لِلسَّحَابِ الخَالُ، فإِذا أَرادوا أَن السَّمَاءَ قَدْ تَغَيَّمت قَالُوا قَدْ أَخَالَتْ، فَهِيَ مُخِيلَة، بِضَمِّ الْمِيمِ، وإِذا أَرادوا السَّحَابَةَ نَفْسَهَا قَالُوا هَذِهِ مَخِيلَة، بِالْفَتْحِ. وَقَدْ أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ وتَخَيَّلَتْ: تهيَّأَت لِلْمَطَرِ فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، فإِذا وَقَعَ الْمَطَرُ ذَهَبَ اسْمُ التَّخَيُّل. وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِيلة. وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا أَغامتْ وَلَمْ تُمْطِر. وكلُّ شَيْءٍ كَانَ خَلِيقاً فَهُوَ مَخِيلٌ؛ يُقَالُ: إِن فُلَانًا لمَخِيل لِلْخَيْرِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: خَيَّلَتِ السماءُ لِلْمَطَرِ وَمَا أَحسن مَخِيلَتها وخَالها أَي خَلاقَتها لِلْمَطَرِ. وَقَدْ أَخَالَتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخَايَلَتْ إِذا كَانَتْ تُرْجى لِلْمَطَرِ. وَقَدْ أَخَلْتُ السَّحَابَةُ وأَخْيَلْتها إِذا رأَيتها مُخِيلة لِلْمَطَرِ. وَالسَّحَابَةُ المُخْتَالَة: كالمُخِيلة؛ قَالَ كُثَيِّر بْنُ مُزَرِّد: كَاللَّامِعَاتِ فِي الكِفاف المُخْتَال والخَالُ: سَحَابٌ لَا يُخْلِف مَطَرُه؛ قَالَ: مِثْلَ سَحَابِ الخَال سَحّاً مَطَرُه وَقَالَ صَخْر الغَيّ: يُرَفِّع للخَال رَيْطاً كَثِيفا وَقِيلَ: الخَالُ السَّحَابُ الَّذِي إِذا رأَيته حَسِبْتَهُ مَاطِرًا وَلَا مَطَر فِيهِ. وَقَوْلُ طَهْفة: تَسْتَخِيل الجَهام؛ هُوَ نَسْتَفْعِلُ مِنْ خِلْت أَي ظَنَنْتُ أَي نظُنُّه خَلِيقاً بالمَطَر، وَقَدْ أَخَلْتُ السَّحَابَةَ وأَخْيَلْتها. التَّهْذِيبُ: والخَالُ خالُ السَّحَابَةِ إِذا رأَيتها مَاطِرَةً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ إِذا رأَى فِي السَّمَاءِ اخْتِيالًا تغيَّر لونُه ؛ الاخْتِيال: أَن يُخال فِيهَا المَطَر، وَفِي رِوَايَةٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا رأَى مَخِيلة أَقْبَل وأَدْبَر وَتَغَيَّرَ؛ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: وَمَا يُدْرِينَا؟ لَعَلَّهُ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُنا، بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ. قَالَ ابْنُ

الأَثير: المَخِيلة مَوْضِعُ الخَيْل وَهُوَ الظَّنُّ كالمَظِنَّة وَهِيَ السَّحَابَةُ الْخَلِيقَةُ بِالْمَطَرِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ مُسَمَّاة بالمَخِيلَة الَّتِي هِيَ مَصْدَرٌ كالمَحْسِبة مِنَ الحَسْب. والخَالُ: البَرْقُ، حَكَاهُ أَبو زِيَادٍ ورَدَّه عَلَيْهِ أَبو حَنِيفَةَ. وأَخَالَتِ النَّاقَةُ إِذا كَانَ فِي ضَرْعها لَبَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشْبِيهِ بِالسَّحَابَةِ. والخَالُ: الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حِينَ يَبْرُق، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَشْبِيهًا بالخَال وَهُوَ السَّحَابُ الْمَاطِرُ. والخَالُ والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلَة والمَخِيلَة، كُلُّه: الكِبْر. وَقَدِ اخْتَالَ وَهُوَ ذُو خُيَلاءَ وَذُو خَالٍ وَذُو مَخِيلَة أَي ذُو كِبْر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْت والْبَسْ مَا شِئْت مَا أَخطأَتك خَلَّتانِ: سَرَفٌ ومَخِيلة. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل: البِرُّ أَبْقى لَا الخَال. يُقَالُ: هُوَ ذُو خَالٍ أَي ذُو كِبر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والخَالُ ثوبٌ مِنْ ثِيَابِ الجُهَّال، ... والدَّهْر فِيهِ غَفْلة للغُفَّال قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وكأَن اللَّيْثَ جَعَلَ الخَالَ هُنَا ثَوْبًا وإِنما هُوَ الكِبْر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ؛ فالمُخْتَال: المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتَال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الَّذِي يَأْنَف مِنْ ذَوِي قَرابته إِذا كَانُوا فُقَرَاءَ، وَمِنْ جِيرانه إِذا كَانُوا كَذَلِكَ، وَلَا يُحْسن عِشْرَتَهم وَيُقَالُ: هُوَ ذُو خَيْلة أَيضاً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَمْشي مِنَ الخَيْلَة يَوْم الوِرْد ... بَغْياً، كَمَا يَمْشي وَليُّ العَهْد وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ جَرّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِليه ؛ الخُيَلاء والخِيَلاء، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الكِبْر والعُجْب، وَقَدِ اخْتَال فَهُوَ مُخْتَال. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنَ الخُيَلاء مَا يُحِبُّه اللَّهُ فِي الصَّدقة وَفِي الحَرْب، أَما الصَّدَقَةُ فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السَّخَاءِ فيُعْطِيها طَيِّبةً بِهَا نفسُه وَلَا يَسْتَكثر كَثِيرًا وَلَا يُعْطي مِنْهَا شَيْئًا إِلا وَهُوَ لَهُ مُسْتَقِلّ، وأَما الْحَرْبُ فإِنه يَتَقَدَّمُ فِيهَا بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ واخْتَالَ هو تَفَعَّل وافْتَعَل مِنْهُ. ورَجُلٌ خَالٌ أَي مُخْتال؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِذا تَحَرَّدَ لَا خَالٌ وَلَا بَخِل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورجلٌ خَالٌ وخَائِلٌ وخَالٍ، عَلَى القَلْب، ومُخْتَالٌ وأُخَائِلٌ ذُو خُيَلاء مُعْجب بِنَفْسِهِ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ إِلا رَجُلٌ أُدابِرٌ لَا يَقْبل قَوْلَ أَحد وَلَا يَلْوي عَلَى شَيْءٍ، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه يَقْطَعُها، وَقَدْ تَخَيَّلَ وتَخَايَلَ، وَقَدْ خَالَ الرجلُ، فَهُوَ خَائِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا، ... وإِن كُنْتَ للخَالِ فاذْهَب فَخَلْ وَجَمْعُ الخَائِل خَالَةٌ مِثْلُ بَائِعٍ وباعةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ سَائِقٌ وَسَاقَةٌ وَحَائِكٌ وَحَاكَةٌ، قَالَ: وَرُوِيَ الْبَيْتُ فَاذْهَبْ فخُلْ، بِضَمِّ الْخَاءِ، لأَن فِعْلَهُ خَالَ يَخُولُ، قَالَ: وَكَانَ حَقُّهُ أَن يُذكر فِي خول، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ هُنَاكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِنما ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا لِقَوْلِهِمُ الخُيَلاء، قَالَ: وَقِيَاسُهُ الخُوَلاء وإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ فِيهِ يَاءً حَمْلًا عَلَى الاخْتِيال كَمَا قَالُوا مَشِيبٌ حَيْثُ قَالُوا شِيبَ فأَتبعوه مَشِيباً، قَالَ: وَالشَّاعِرُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ قَالَ: وَقَالَ الجُمَيْح بْنُ الطَّمَّاح الأَسدي فِي الخَال بِمَعْنَى الِاخْتِيَالِ: ولَقِيتُ مَا لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها، ... وفَقَدْتُ راحِيَ فِي الشَّبَابِ وخَالِي

التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمُخْتَالِ خَائِل، وَجَمْعُهُ خَالَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلَبه، ... وَقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالنَّفْسِ مَنْ قَلَبه «2» . أَراد بالخَالَة جَمْعَ الخَائِل وَهُوَ المُخْتال الشابُّ. والأَخْيَل: الخُيَلاء؛ قَالَ: لَهُ بَعْدَ إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل واخْتَالَتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ: ازْدانَتْ. ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة ومُتَخَايِلَة إِذا بَلَغَ نَبْتُها المَدى وَخَرَجَ زَهرُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تأَزَّر فِيهِ النَّبْت حَتَّى تَخَيَّلَتْ ... رُباه، وَحَتَّى مَا تُرى الشَّاءُ نُوَّما وَقَالَ ابْنُ هَرْمَة: سَرا ثَوْبَه عَنْكَ الصِّبا المُتخايِلُ وَيُقَالُ: ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة، وَقَدْ تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها أَن يُرْعى. والخَالُ: الثَّوْبُ الَّذِي تَضَعُهُ عَلَى الْمَيِّتِ تَسْتُرهُ بِهِ، وَقَدْ خَيَّلَ عَلَيْهِ. والخَالُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرود اليَمن المَوْشِيَّة. والخَالُ: الثَّوْبُ النَّاعِمُ؛ زَادَ الأَزهري: مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: وبُرْدانِ مِنْ خَالٍ وَسَبْعُونَ دِرْهَمًا، ... عَلَى ذَاكَ مقروظٌ مِنَ الْجِلْدِ مَاعِزُ والخَالُ: الَّذِي يَكُونُ فِي الْجَسَدِ. ابْنُ سِيدَهْ: والخَالُ شامَة سَوْدَاءُ فِي الْبَدَنِ، وَقِيلَ: هِيَ نُكْتة سَوْدَاءُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ خِيلانٌ. وامرأَة خَيْلاء وَرَجُلٌ أَخْيَل ومَخِيلٌ ومَخْيُول ومَخُول مِثْلُ مَقُول مِنَ الْخَالِ أَي كَثِيرُ الخِيلان، وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَيُقَالُ لِمَا لَا شَخْصَ لَهُ شامَةٌ، وَمَا لَهُ شَخْصٌ فَهُوَ الخَالُ، وَتَصْغِيرُ الخَالِ خُيَيْلٌ فِيمَنْ قَالَ مَخِيل ومَخْيُول، وخُوَيْلٌ فِيمَنْ قَالَ مَخُول. وَفِي صِفَةِ خَاتَمِ النبوَّة: عَلَيْهِ خِيلانٌ ؛ هُوَ جَمْعُ خَال وَهِيَ الشامَة فِي الْجَسَدِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: كَثِيرُ خِيلانِ الْوَجْهِ. والأَخْيَل: طَائِرٌ أَخضر وَعَلَى جَنَاحَيْهِ لُمْعَة تُخَالِفُ لَوْنَهُ، سُمِّي بِذَلِكَ للخِيلان، قَالَ: وَلِذَلِكَ وجَّهه سِيبَوَيْهِ عَلَى أَن أَصله الصِّفَةُ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ الأَسماء كالأَبرق وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: الأَخْيَل الشِّقِرَّاق وهو مشؤوم، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَشأَم مِنْ أَخْيَل؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ يَقَعُ عَلَى دَبَر الْبَعِيرِ، يُقَالُ إِنه لَا ينقُر دَبَرة بَعِيرٍ إِلا خَزَلَ ظَهْره، قَالَ: وإِنما يتشاءَمون بِهِ لِذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي الأَخْيَل: إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه، ابْنَ مُدْرِكٍ، ... فلُقِّيتِ مِنْ طَيْرِ اليَعاقيبِ أَخْيَلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ مِنْ طَيْرِ الْعَرَاقِيبِ أَي مَا يُعَرْقِبُك «3» يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ، وَيُرْوَى: إِذا قَطَنٌ أَيضاً، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَالْمَمْدُوحُ قَطَن بْنُ مُدْرِك الْكِلَابِيُّ، وَمَنْ رَفَعَ ابْنَ جَعَله نَعْتًا لقَطَن، وَمَنْ نَصَبَهُ جَعَله بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ فِي بَلَّغْتِنِيهِ أَو بَدَلًا مِنْ قَطَن إِذا نَصَبْتَهُ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ: إِذا ابْنَ مُوسَى بِلَالًا بَلَغْتَهُ بِرَفْعِ ابْنٍ وَبِلَالٍ وَنَصْبِهِمَا، وَهُوَ يَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ إِذا سَمَّيْت بِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ فِي الْمَعْرِفَةِ وَلَا فِي النَّكِرَةِ، وَيَجْعَلُهُ فِي الأَصل صِفَةً من التَّخَيُّل،

_ (2). قوله [الخلبة] قال شارح القاموس: يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة (3). قوله [أَي ما يعرقبك] عبارة الصاغاني في التكملة: والعراقيب أرض معروفة

وَيَحْتَجُّ بِقَوْلِ حسَّان بْنِ ثَابِتٍ: ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي، ... فَمَا طَائِرِي فِيهَا عليكِ بِأَخْيَلا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل قَالَ شَمِرٌ: الأَخْيَل يَفِيل نِصْفَ النَّهَارِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُسَمَّى الشَّاهِينُ الأَخْيَل، وَجَمْعُهُ الأَخَايِل؛ وأَما قَوْلُهُ: وَلَقَدْ غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ، ... ومَعِي شَبابٌ كُلُّهُمْ أَخْيَل فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ هذا الطَّائِرَ أَي كُلُّهُمْ مِثْلُ الأَخيل فِي خِفَّتِه وطُموره. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ المُخْتال، قَالَ: وَلَا أَعرفه فِي اللُّغَةِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ التَّقْدِيرُ كُلُّهم أَخْيَل أَي ذُو اخْتِيَالٍ. والخَيال: خَيَالُ الطَّائِرِ يَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ فَيَنْظُرُ إِلى ظِلِّ نَفْسِهِ فَيَرَى أَنه صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عَلَيْهِ وَلَا يَجِدُ شَيْئًا، وَهُوَ خَاطِفُ ظِلِّه. والأَخْيَل أَيضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَشكو إِلى اللَّهِ انْثِناءَ مِحْمَلي، ... وخَفَقان صُرَدِي وأَخْيَلي والصُّرَدان: عِرْقان تَحْتَ اللِّسَانِ. والخَالُ: كالظَّلْع والغَمْز يَكُونُ بِالدَّابَّةِ، وَقَدْ خَالَ يَخَالُ خَالًا، وَهُوَ خَائِل؛ قَالَ: نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً، ... تَشْكو الكَلال، وَتَشْكُو مِنْ أَذى الخَال وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ حَفا الْخَالِ. والخَالُ: اللِّواءُ يُعْقد للأَمير. أَبو مَنْصُورٍ: والخَالُ اللِّواء الَّذِي يُعْقَد لِوِلَايَةِ والٍ، قَالَ: وَلَا أُراه سُمِّي خَالًا إِلَّا لأَنه كَانَ يُعْقَد مِنْ بُرُودِ الْخَالِ؛ قَالَ الأَعشى: بأَسيافنا حَتَّى نُوَجِّه خَالها والخالُ: أَخو الأُم، ذُكِرَ فِي خَوَلَ. والخَالُ: الجَبَل الضَّخْم وَالْبَعِيرُ الضَّخْمُ، وَالْجَمْعُ خِيلانٌ؛ قَالَ: ولكِنَّ خِيلاناً عَلَيْهَا الْعَمَائِمُ شَبَّههم بالإِبل فِي أَبدانهم وأَنه لَا عُقُولَ لَهُمْ. وإِنه لمَخِيلٌ لِلْخَيْرِ أَي خَلِيق لَهُ. وأَخَالَ فِيهِ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ وتَخَيَّلَ عَلَيْهِ تَخَيُّلًا، كِلَاهُمَا: اخْتَارَهُ وتفرَّس فِيهِ الْخَيْرَ. وتَخَوَّلَت فِيهِ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ وأَخَلْتُ فِيهِ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ أَي رأَيت مَخِيلَتَه. وتَخَيَّلَ الشيءُ لَهُ: تَشَبَّه. وتَخَيَّلَ لَهُ أَنه كَذَا أَي تَشَبَّه وتَخَايَلَ؛ يُقَالُ: تَخَيَّلْته فَتَخَيَّلَ لِي، كَمَا تَقُولُ تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر، وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن، وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق. والخَيَال والخَيَالة: مَا تَشَبَّه لَكَ فِي اليَقَظة والحُلُم مِنْ صُورَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فلَسْتُ بنازِلٍ إِلَّا أَلَمَّتْ، ... برَحْلي، أَو خَيالَتُها، الكَذُوب وَقِيلَ: إِنما أَنَّث عَلَى إِرادة المرأَة. والخَيَال والخَيَالَة: الشَّخْصُ والطَّيْف. ورأَيت خَيَالَه وخَيَالَتَه أَي شَخْصَهُ وطَلعْته مِنْ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: الخَيَال لِكُلِّ شَيْءٍ تَرَاهُ كالظِّل، وَكَذَلِكَ خَيَال الإِنسان فِي المِرآة، وخَيَاله فِي الْمَنَامِ صُورَةُ تِمْثاله، وَرُبَّمَا مَرَّ بِكَ الشَّيْءُ شِبْهَ الظِّلِّ فَهُوَ خَيَال، يُقَالُ: تَخَيَّلَ لِي خَيالُه. الأَصمعي: الخَيَال خَشَبة تُوضَعُ فَيُلْقَى عَلَيْهَا الثَّوْبُ لِلْغَنَمِ إِذا رَآهَا الذِّئْبُ ظَنَّ أَنه إِنسان؛ وأَنشد: أَخٌ لَا أَخا لِي غَيْرُهُ، غَيْرَ أَنني ... كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بِلَا فِكْرِ وراعِي الخَيَال: هُوَ الرَّأْل، وَفِي رِوَايَةٍ: أَخي لَا

أَخا لِي بَعْده؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشده ابْنُ قُتَيْبَةَ بِلَا فَكْر، بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي حَاتِمٍ أَنه قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَّامٍ الجُمَحي عَنْ يُونُسَ النَّحْوِيِّ أَنه قَالَ: يُقَالُ لِي فِي هَذَا الأَمر فَكْرٌ بِمَعْنَى تَفَكُّر. الصِّحَاحُ: الخَيَال خَشَبة عَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ تُنْصب لِلطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ فَتَظُنُّهُ إِنساناً. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: كَانَ الحِمَى سِتَّة أَميال فَصَارَ خَيَال بِكَذَا وخَيَال بِكَذَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: خَيَال بإِمَّرَةَ وخَيَال بأَسْوَدَ العَيْن ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُمَا جَبَلان؛ قَالَ الأَصمعي: كَانُوا ينصِبون خَشَباً عَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ تَكُونُ علاماتٍ لِمَنْ يَرَاهَا وَيَعْلَمُ أَن مَا دَاخِلَهَا حِمىً مِنَ الأَرض، وأَصلها أَنها كَانَتْ تُنْصَبُ لِلطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ عَلَى الْمَزْرُوعَاتِ لِتَظُنَّهُ إِنساناً وَلَا تَسْقُطَ فِيهِ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: تَخَالُها طَائِرَةً وَلَمْ تَطِرْ، ... كأَنَّها خِيلانُ رَاعٍ مُحْتَظِر أَراد بالخِيلان مَا يَنْصِبه الرَّاعِي عِنْدَ حَظِيرة غَنَمِهِ. وخَيَّلَ لِلنَّاقَةِ وأَخْيَلَ: وَضَع لِوَلَدِهَا خَيَالًا ليَفْزَع مِنْهُ الذِّئْبُ فَلَا يَقْرَبه. والخَيَال: مَا نُصِب فِي الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فَلَا تُقْرَب. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ اشْتَبَهَ عَلَيْكَ، فَهُوَ مُخِيل، وَقَدْ أَخَالَ؛ وأَنشد: والصِّدْقُ أَبْلَجُ لَا يُخِيل سَبِيلُه، ... والصِّدْق يَعْرِفه ذَوُو الأَلْباب وَقَدْ أَخَالَتِ الناقةُ، فَهِيَ مُخِيلَة إِذا كَانَتْ حَسَنة العَطَل فِي ضَرْعها لَبن. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى ؛ أَي يُشَبَّه. وخُيِّلَ إِليه أَنه كَذَا، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: مِنَ التَّخْيِيل والوَهْم. والخَيَال: كِساء أَسود يُنْصَب عَلَى عُودٍ يُخَيَّل بِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فَلَمَّا تَجَلَّى مَا تَجَلَّى مِنَ الدُّجى، ... وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيَال المُخَيَّل والخَيْل: الفُرْسان، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَمَاعَةُ الأَفراس لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدُهَا خَائِل لأَنه يَخْتال فِي مِشْيَتِه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ، أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك. والخَيْل: الخُيول. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها . وَفِي الْحَدِيثِ: يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبي : قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَراد يَا فُرْسانَ خَيْلِ اللَّهِ ارْكَبِي، وَهَذَا مِنْ أَحسن الْمَجَازَاتِ وأَلطفها؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما، ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ ثَنَّاه عَلَى قَوْلِهِمْ هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وَقَوْلُهُ بَطَلُ اللِّقاء أَي عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَالْجَمْعُ أَخْيَالٌ وخُيُول؛ الأَول عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأَخير أَشهر وأَعرف. وَفُلَانٌ لَا تُسايَر خَيْلاه وَلَا تُواقَفُ خَيْلاه، وَلَا تُسايَر وَلَا تُواقَف أَي لَا يُطَاقُ نَمِيمةً وَكَذِبًا. وَقَالُوا: الخَيْل أَعلم مِنْ فُرْسانِها؛ يُضْرب لِلرَّجُلِ تَظُنُّ أَن عِنْدَهُ غَناء أَو أَنه لَا غَنَاءَ عِنْدَهُ فَتَجِدُهُ عَلَى مَا ظَنَنْتَ. والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول. والخَيَال: نَبْتٌ. والخَالُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: أَتَعْرف أَطلالًا شَجوْنَك بالخَال؟ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ. والخَالُ: اسْمُ جَبَل تِلْقاء الْمَدِينَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَهَاجَكَ بالخَالِ الحُمُول الدَّوافع، ... وأَنْتَ لمَهْواها مِنَ الأَرض نَازِعُ؟ والمُخَايَلَة: المُباراة. يُقَالُ: خَايَلْت فُلَانًا بارَيْته وَفَعَلْتُ فعلَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَقول لَهُمْ، يَوم أَيْمانُهم ... تُخَايِلُها، فِي النَّدَى، الأَشْمُلُ تُخَايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: وَقَالُوا: أَنَتْ أَرض بِهِ وتَخَيَّلَتْ، ... فأَمْسى لِمَا فِي الرأْسِ وَالصَّدْرِ شَاكِيَا قَوْلُهُ تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت. وخَيَّلَ فلانٌ عَنِ الْقَوْمِ إِذا كَعَّ عَنْهُمْ؛ قَالَ سَلَمَةُ: وَمِثْلُهُ غَيَّف وخَيَّف. الأَحمر: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أَي عَلَى مَا خَيَّلْت أَي عَلَى كُلِّ حَالٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمُ افْعَلْ ذَلِكَ عَلَى مَا خَيَّلْت أَي عَلَى مَا شَبَّهت. وَبَنُو الأَخْيَل: حَيٌّ مِنْ عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَلِيَّة؛ وَقَوْلُهَا: نَحْنُ الأَخَايِلُ مَا يَزال غُلامُنا، ... حَتَّى يَدِبَّ عَلَى العَصا، مَذْكُورًا فإِنما جَمَعت القَبِيل بِاسْمِ الأَخْيَل بْنِ مُعَاوِيَةَ العُقَيْلي، وَيُقَالُ البَيْت لأَبيها. والخَيَال: أَرض لِبَنِي تَغْلِب؛ قَالَ لَبِيدٌ: لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ، ... فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيَالُ؟ والخِيلُ: الحِلْتِيت، يَمانِية. وخَالَ يَخِيلُ خَيْلًا إِذا دَامَ عَلَى أَكل الخِيل، وَهُوَ السَّذَاب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والخَالُ الخَائِلُ، يُقَالُ هُوَ خَالُ مالٍ وخَائِل مَالٍ أَي حَسَن الْقِيَامِ عَلَيْهِ. والخَالُ: ظَلْع فِي الرِّجْل. والخَال: نُكْتَة فِي الجَسَد؛ قَالَ وَهَذِهِ أَبيات تَجْمَعُ مَعَانِيَ الخَال: أَتَعْرِف أَطْلالًا شَجَوْنَك بالخَالِ، ... وعَيْشَ زمانٍ كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟ الخَالُ الأَوَّل: مَكَانٌ، وَالثَّانِي: الْمَاضِي. لَيالِيَ، رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ ... عَلَيَّ بعِصْيان الإِمارةِ والخَال الخَال: اللِّوَاء. وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا، ... وللغَزِل المِرِّيحِ ذِي اللَّهْوِ والخَال الخَال: الخُيَلاء. وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ، ... وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذِي الخَال الخَال: الشَّامَة. إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها، ... كَمَا رَئِم المَيْثاءَ ذُو الرَّثْيَة الْخَالِي الْخَالِي: العَزَب. ويَقْتادُني مِنْهَا رَخِيم دَلالِها، ... كَمَا اقْتاد مُهْراً حِينَ يأْلفه الْخَالِي الْخَالِي: مِنَ الْخَلَاءِ. زَمانَ أُفَدَّى مِنْ مِراحٍ إِلى الصِّبا ... بعَمِّيَ، مِنْ فَرْط الصَّبابة، والخَال الخَال: أَخو الأُم. وَقَدْ عَلِمَتْ أَنِّي، وإِنْ مِلْتُ للصِّبا ... إِذا الْقَوْمُ كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخَال الخَالُ: المَنْخُوب الضَّعِيفُ.

فصل الدال المهملة

وَلَا أَرْتَدي إِلَّا المُروءَةَ حُلَّةً، ... إِذا ضَنَّ بعضُ الْقَوْمِ بالعَصْبِ والخَال الخَالُ: نَوْعٌ مِنَ البُرود. وإِن أَنا أَبصرت المُحُولَ ببَلْدة، ... تَنَكَّبْتها واشْتَمْتُ خَالًا عَلَى خَال الخَال: السَّحَابُ. فحَالِفْ بحِلْفِي كُلَّ خِرْقٍ مُهَذَّب، ... وإِلَّا تُحالِفْنِي فخَالِ إِذاً خَالُ مِنَ المُخالاة. وَمَا زِلْتُ حِلْفاً للسَّماحة والعُلى، ... كَمَا احْتَلَفَتْ عَبْسٌ وذُبْيان بالخَال الخَالُ: الْمَوْضِعُ. وثالِثُنا فِي الحِلْفِ كُلُّ مُهَنَّدٍ ... لَمَّا يُرْمَ مِنْ صُمِّ العِظامِ بِهِ خَالِي أَي قاطع. فصل الدال المهملة دأل: الدَّأْلُ: الخَتْل، وَقَدْ دَأَلَ يَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلاناً. أَبو زَيْدٍ فِي الْهَمْزِ: دأَلْت للشَّيءِ أَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلاناً، وَهِيَ مِشْيَة شَبِيهَةٌ بالخَتْل ومَشْيِ المُثْقَل، وَذَكَرَ الأَصمعي فِي صِفَةِ مَشْيِ الْخَيْلِ: الدَّأَلان مَشْيٌ يُقَارِبُ فِيهِ الْخَطْوَ وَيَبْغِي فِيهِ كأَنه مُثْقل مِنْ حَمْلٍ. يُقَالُ: الذِّئْبُ يَدْأَل لِلْغَزَالِ ليأْكله، يَقُولُ يَخْتِله. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُدَاءَلَة بِوَزْنِ الْمُدَاعَلَةِ الخَتْل. وَقَدْ دَأَلْتُ لَهُ ودَأَلْته وَقَدْ تَكُونُ فِي سُرْعَةِ الْمَشْيِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّأَلانُ عَدْوٌ مُقارِب. ابْنُ سِيدَهْ: دَأَلَ يَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلًا ودَأَلى، وَهِيَ مِشْية فِيهَا ضَعْفٌ وعَجَلة، وَقِيلَ: هُوَ عَدْوٌ مُقارِب؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ فِيمَا تَضَعُهُ الْعَرَبُ عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ لضَبٍّ يُخَاطِبُ ابْنَهُ: أَهَدَموا بَيْتَك، لَا أَبا لَكا ... وأَنا أَمشي الدَّأَلى حَوالَكا؟ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّأَلى مِشْية تُشبه مِشْية الذِّئب. والدَّأَلانُ، بِالدَّالِ: مَشْيُ الَّذِي كأَنه يَبْغِي فِي مَشْيِهِ مِنَ النَّشاط. ودَأَلَ لَهُ يَدْأَلُ دَأْلًا ودَأَلاناً: خَتَله. والدَّأَلان، بِتَحْرِيكِ الْهَمْزَةِ أَيضاً: الذِّئْبُ؛ عَنْ كراع. والدُّؤُولُ: دُوَيْبَّة صَغِيرَةٌ؛ عَنْهُ أَيضاً. قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ. والدُّئِل: دُويبَّة كَالثَّعْلَبِ، وَفِي الصِّحَاحِ: دُوَيْبَّةٌ شَبِيهَةٌ بِابْنِ عِرْس؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: جاؤُوا بجَيْشٍ، لَوْ قِيسَ مُعْرَسُه ... ما كان إِلَّا كمُعْرَس الدُّئِل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ. قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: لَا نَعْلَمُ اسْمًا جاءَ عَلَى فُعِل غَيْرَ هَذَا، يَعْنِي الدُّئِل، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جاءَ رُئِم فِي اسْمِ الِاسْتِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَخفش وإِلى الْمُسَمَّى بِهَذَا الِاسْمِ نُسِبَ أَبو الأَسود الدُّؤَلي، إِلَّا أَنهم فَتَحُوا الْهَمْزَةَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي النِّسْبَةِ اسْتِثْقَالًا لِتَوَالِي الْكَسْرَتَيْنِ مَعَ ياءَي النَّسَبِ كَمَا يُنْسَبُ إِلى نَمِر نَمَرِيّ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا أَبو الأَسود الدُّوَلِي، قَلَبُوا الْهَمْزَةَ وَاوًا لأَن الْهَمْزَةَ إِذا انْفَتَحَتْ وَكَانَتْ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ فَتَخْفِيفُهَا أَن تَقْلِبَهَا وَاوًا مَحْضَةً، كَمَا قَالُوا فِي جُؤَن جُوَن وَفِي مُؤَن مُوَن، وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُوَ أَبو الأَسود الدِّيلي، فَقَلَبَ الْهَمْزَةَ يَاءً حِينَ انْكَسَرَتْ، فإِذا انْقَلَبَتْ يَاءً كُسِرَتِ

الدَّالُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ كَمَا تَقُولُ قِيل وبِيع، قَالَ: وَاسْمُهُ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِلْس بْنِ نُفاثة بْنِ عَديّ بْنِ الدُّئِل بْنِ بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ. قَالَ الأَصمعي: وأَخبرني عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ الدِّيل بْنُ بَكْرٍ الْكِنَانِيُّ إِنما هُوَ الدُّئِل، فَتَرَكَ أَهل الْحِجَازِ هَمْزه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ فِي شَرْحِ الْكِتَابِ فِي بَابِ كَانَ عِنْدَ قَوْلُ أَبي الأَسود الدُّؤَلي: دَعِ الخَمْر يَشْرَبْها الغُواة، قَالَ: أَهل الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ الدُّؤَلي، وَهُوَ مِنَ الدُّئِل بْنِ بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ حَبِيبٍ يَقُولُ الدُّئِل بْنُ كِنَانَةَ، وَيَقُولُ الدُّئِل عَلَى مِثَالِ فُعِل، الدُّئِل بْنُ مُحَلِّم بْنِ غَالِبِ بْنِ مُلَيح بْنِ الهُون بْنُ خُزَيْمة بْنِ مُدْرِكة، وَرَوَى أَبو سَعِيدٍ بِسَنَدِهِ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ يُونُسُ: هُمْ ثَلَاثَةٌ: الدُّول مِنْ حَنِيفَةَ بِسُكُونِ الْوَاوِ، والدِّيل مِنْ قَيس سَاكِنَةَ الْيَاءِ، والدُّئِل فِي كِنَانَةَ رَهْطُ أَبي الأَسود مَهْمُوزٌ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ عِيسَى بْنِ عُمَرَ وَالْبَصْرِيِّينَ وَجَمَاعَةٍ مِنَ النَّحْوِيِّينَ مِنْهُمُ الْكِسَائِيُّ، يَقُولُونَ أَبو الأَسود الدِّيلي، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ الدُّئِل فِي كِنَانَةَ، بِضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي الهُون بْنِ خُزَيْمَةَ أَيضاً، والدِّيل فِي الأَزْد، بِكَسْرِ الدَّالِ وإِسكان الْيَاءِ، الدِّيل بْنُ هَدَادِ بْنِ زَيْدِ مَنَاة، وَفِي إِيَاد بْنِ نِزَار مِثْلُهُ الدِّيل بْنُ أُميَّة بْنِ حُذَافة، وَفِي عَبْدِ الْقَيْسِ كَذَلِكَ الدِّيل بْنُ عَمْرِو بْنِ وَدِيعة، وَفِي تَغْلب كَذَلِكَ الدِّيل بْنُ زَيْدِ بْنِ غَنْم بْنِ تَغْلِب، وَفِي رَبِيعة بْنِ نِزَار الدُّول بْنُ حَنِيفة، بِضَمِّ الدَّالِ وإِسكان الْوَاوِ، وَفِي عَنَزَة الدُّول بْنُ سَعْدِ بْنِ مَنَاة بْنِ غَامِدٍ مِثْلُهُ، وَفِي ثَعْلَبَةَ الدُّول بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّة، وَفِي الرِّبَاب الدُّول بْنُ جَلِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاة بْنِ أُدٍّ مِثْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدُّئِل حَيٌّ مِنْ كِنَانَةَ، وَقِيلَ فِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ، وَالنَّسَبُ إِليه دُؤَليٌّ ودُئِليٌّ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ إِذ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعِليٌّ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَبو الأَسود الدُّؤَلي مَفْتُوحُ الْوَاوِ مَهْمُوزٌ مَنْسُوبٌ إِلى الدُّئِل مِنْ كِنَانَةَ، قَالَ: والدُّول فِي حنيفة ينسب إِليهم الدُّولي، والدِّيل فِي عَبْدِ الْقَيْسِ يُنْسَبُ إِليهم الدِّيلي. والدُّئِل عَلَى وَزْنِ الوُعِل: دويبَّة شَبِيهَةٌ بِابْنِ عِرْس؛ وأَنشد الأَصمعي بَيْتَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: مَا كَانَ إِلا كمُعْرَس الدُّئِل وَابْنُ دَأْلانَ: رَجُل، النِّسْبَةُ إِليه دَأْلانِيٌّ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. والدُّؤْلول: الدَّاهِيَةُ، وَالْجَمْعُ الدّآلِيل. وَوَقَعَ القومُ فِي دُؤْلُول أَي فِي اخْتِلَاطٍ مِنْ أَمرهم. أَبو زَيْدٍ: وَقَعُوا مِنْ أَمرهم فِي دُولول أَي فِي شِدَّة وأَمر عَظِيمٍ، قَالَ الأَزهري: جَاءَ بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: إِن الجَنَّة مَحْظُورٌ عَلَيْهَا بالدَّآلِيل أَي بِالدَّوَاهِي وَالشَّدَائِدِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ: حُفَّتْ بالمَكاره. دبل: دَبَلَ الشيءَ يَدْبِلُهُ ويَدْبُلُهُ دَبْلًا: جَمعَه كَمَا تَجْمَعُ اللُّقمة بأَصابعك. والتَّدْبِيل: تعظيمُ اللُّقمة وازْدِرادُها. ودَبَلَ اللُّقمة يَدْبُلُها ويَدْبِلُها دَبْلًا ودَبَّلَها: جَمَعها بأَصابعه وكَبَّرها؛ قَالَ: دَبِّلْ أَبا الْجَوْزَاءِ أَو تَطِيحا والدُّبَل: اللُّقَم مِنَ الثَّريد، الْوَاحِدَةُ دُبْلَة. ابْنُ الأَعرابي: الدَّبَال والدَّمَال النَّقَّابات، والدُّبْلة مِثْلُ الكُتْلة مِنَ الصَّمْغ وَغَيْرِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: دَبَّلْت الشيءَ؛ قَالَ مُزَرِّد: ودَبَّلْت أَمثال الأَثافي كأَنها ... رُؤوس نِقَاد قُطِّعَت، يومَ تُجْمَع وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه مَرَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى زِنْباغ بْنِ

رَوْحٍ وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ وَمَعَهُ ذَهَبةٌ فَجَعَلَهَا فِي دَبِيلٍ وأَلْقَمَه شَارِفًا لَهُ ؛ الدَّبِيل: مِنْ دَبَلَ اللُّقْمَةَ ودَبَّلَها إِذا جَمَعَهَا وعَظَّمها، يُرِيدُ أَنه جَعَلَ الذَّهَبَةَ فِي عَجِينٍ وأَلْقَمه النَّاقَةَ. والدِّبْل: الثُّكْلُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ دُكَيْنٌ: يَا دِبْلُ، مَا بِتُّ بِلَيْلٍ هاجِدا، ... وَلَا خَرَرْت الرَّكعتين سَاجِدًا «4» سَمَّاهَا بالثُّكْل؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما خَاطَبَ بِذَلِكَ ابْنَتَهُ، وبالَغُوا بِهِ فَقَالُوا: دِبْل دَابِلٌ ودَبِيل، وَرُبَّمَا نُصِبَ عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ، يُقَالُ: دَبَلَتْه دَبُول. وَيُقَالُ: دِبْلٌ دَبِيل أَي ثُكْل ثاكل، ومنه سُمِّيَتِ المرأَة دِبْلة. والدُّبْلة والدُّبَيْلَة: دَاءٌ يَجْتَمِعُ فِي الْجَوْفِ. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل: فأَخَذَتْه الدُّبَيلة ؛ هِيَ خُرَاج ودُمَّل كَبِيرٌ تَظْهَرُ فِي الْجَوْفِ فَتَقْتُلُ صَاحِبَهَا غَالِبًا، وَهِيَ تَصْغِيرُ دُبْلة. وكُلُّ شَيْءٍ جُمع فَقَدْ دُبِلَ. والدُّبَيلة: الدَّاهِيَةُ، وَهِيَ مُصَغَّرة لِلتَّكْبِيرِ، يُقَالُ: دَبَلَتْهم الدُّبَيْلَة أَي أَصابتهم الدَّاهِيَةُ؛ حَكَاهَا الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والدِّبْل: الدَّاهِيَةُ، يُقَالُ دِبْلًا دَبِيلًا كَمَا يُقَالُ ثُكْلًا ثَاكِلًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طِعَانَ الكُمَاة وضَرْبَ الجِيَاد، ... وَقَوْلَ الحَواضِن دِبْلًا دَبِيلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الأُموي أَن اسْمَ هَذَا الشَّاعِرِ بَشَامة بْنُ الغَدِير النَّهْشَلي؛ وأَول الْقَصِيدِ: نَأَتْك أُمامةُ نَأْياً طَوِيلًا، ... وحَمَّلك الحُبُّ وِقْراً ثَقِيلا وَيُقَالُ: دَبَلَتهم دُبَيْلة أَي هَلَكوا وصَلَّتْهم صالَّة. ودِبْل دابِلٌ: وَهُوَ الهَوَان والخِزْيُ، وَيُقَالُ: ذِبْل ذَابل، بِالذَّالِ. والدَّبْل: الطَّاعُونُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ودَبْلُ الأَرض: إِصلاحها بالسِّرجين وَنَحْوِهِ. والدَّبَال: السِّرْجينُ وَنَحْوُهُ. ودَبَلَ الأَرضَ يَدْبُلُها دَبْلًا ودُبُولًا: أَصلحها بالسِّرجين وَنَحْوِهِ لتَجُود. وأَرض مَدْبُولَة: أُصْلِحت بِالسِّرْجِينِ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَصلحته فَقَدْ دَبَلْته ودَمَلْته؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الجَداول الدُّبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُنَقَّى وتُصْلَح. ودَبِلَ البعيرُ دَبَلًا، فَهُوَ دَبِلٌ، إِذا امتلأَ لَحْمًا وَشَحْمًا؛ قَالَ الرَّاعِي: تَدَارَكَ الغَضُّ مِنْهَا والعَتِيق، فَقَدْ ... لَاقَى المَرافقَ مِنْهَا واردٌ دَبِلُ أَراد بِالْوَارِدِ لَحْمًا اسْتَرْخَى عَلَى مَرافقها أَي امتلأَت بِهِ المَرَافق، والدَّبْل: الجَدْوَل، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يُصْلَح ويُجَهَّز، وَالْجَمْعُ دُبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُصْلَح وتُنَقَّى وتُجَهَّز. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: دَلَّه اللهُ عَلَى دُبُول أَي جَداول مَاءٍ، قَالَ «5»: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا غَدَا إِلى النَّطاة دلَّه اللهُ عَلَى دُبُول كَانُوا يَتَرَوَّوْن مِنْهَا فقَطَعها عَنْهُمْ حَتَّى أَعْطَوْا بأَيديهم. والدَّوْبَل: وَلَدُ الْحِمَارِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّوْبَل الحِمَار الصَّغِيرُ لَا يَكْبَرُ. وَكَتَبَ مُعَاوِيَةَ إِلى مَلِكِ الرُّومِ: لأَرُدَّنَّك إِرِّيساً مِنَ الأَرَارِسة تَرْعَى الدَّوَابِل هِيَ جَمْعُ دَوْبَل، وَهُوَ وَلَدُ الْخِنْزِيرِ وَالْحِمَارِ، وإِنما خَصَّ الصِّغَار لأَن رَاعِيَهَا أَوضع مِنْ رَاعِي الْكِبَارِ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. ودَوْبَل: لَقَبُ الأَخْطَل، وَمِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: بَكَى دَوْبَلٌ، لَا يُرْقِئُ اللهُ دَمْعَه، ... أَلا إِنَّما يَبْكي مِنَ الذُّلِّ دَوْبَل

_ (4). قوله [يا دِبْل] عبارة التهذيب: والدِّبْل الثكل، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةٌ دِبْلَة. (5). قوله [قال] أي ابن الأثير

والدَّوْبَل: الذِّئب العَرِم. والدَّوْبَل: ذَكَر الخَنَازِير، وَهُوَ الرّتُّ. اللَّيْثُ: الدُّبْلَة كُتْلة مِنْ ناطِف أَو حَيْس أَو شَيْءٍ مَعْجُونٍ أَو نَحْوِ ذَلِكَ. وَقَدْ دَبَّلْت الحَيْس تَدْبِيلًا أَي جَعَلْتُهُ دُبَلًا. والدَّبِيل: الغَضَا يَكْثُرُ بِالْمَكَانِ. والدَّبِيل أَيضاً: مَا انْتَثَر مِنْ وَرَق الأَرْطَى، وجَمْعها دُبُل. ودَبِيل: مَوْضِعٌ، وَهِيَ الدُّبُل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: جَادَ لَهَا بالدُّبُل الوَسْمِيُ ودَبِيل ودُبَيْل: مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ الشَّامِ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: دَبِيل بِالشَّامِ ودَيْبُل مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنَ السِّنَدِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: سَيُصْبِح فَوْقِي أَقْتَمُ الرِّيش وَاقِعًا، ... بقَالِيقَلا أَو مِنْ وَرَاءِ دَبِيل قَالَ: فَلَمْ يَلْبَث هَذَا الشَّاعِرُ أَن صُلِب بِهَا. ودَبِيل: مَوْضِعٌ يَلِي الْيَمَامَةَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: والدَّبِيل مَوْضِعٌ يُتَاخِم أَعراض الْيَمَامَةِ؛ وأَنشد: لَوْلَا رَجَاؤُكُ مَا تَخَطَّتْ نَاقَتِي ... عَرْضَ الدَّبِيل، وَلَا قُرى نجْران وَيُجْمَعُ دُبُلًا؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ: جَادَ لَهُ بالدُّبُل الوَسْمِيُ دبكل: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْت المالَ كَمْهَلة وحَبْكَرْته حَبْكَرة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَة إِذا جمعه وَرَدَدْتَ أَطراف مَا انْتَشَرَ مِنْهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ حَبْحَبْته حَبْحَبةً وزَمْزَمْته وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته كَرْكَرةً. دجل: الدُّجَيْل والدُّجَالة؛ القَطِران. والدَّجْل: شِدَّةُ طَلْي الجَرْب بالقَطِران. ودَجَلَ البعيرَ: طَلاه بِهِ، وَقِيلَ: عَمَّ جسمَه بالهِناء، وإِذا هُنِئَ جَسَدُ الْبَعِيرُ أَجمع فَذَلِكَ التَّدْجِيل، فإِذا جَعَلْتَهُ فِي الْمَشَاعِرِ فَذَلِكَ الدَّسُّ. وَالْبَعِيرُ المُدَجَّل: المَهْنوءُ بالقَطِران؛ وأَنشد، ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: وشَوهاء تَعْدو بِي إِلى صَارِخِ الْوَغَى، ... بمُسْتَلْئمٍ مِثْلِ الْبَعِيرِ المُدَجَّل قَالَ: والدَّجْلة الَّتِي يُعَسِّل «1». فِيهَا النَّحْل الْوَحْشِيُّ. ودَجَلَ الشيءَ غَطَّاه. ودِجْلَة: اسْمُ نَهْرٍ، مِنْ ذَلِكَ لأَنها غَطَّت الأَرض بِمَائِهَا حِينَ فَاضَتْ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي دِجْلة دَجْلة، بِالْفَتْحِ؛ غَيْرُهُ: دِجْلة اسمٌ مَعْرِفَةٌ لِنَهْرِ الْعِرَاقِ، وَفِي الصِّحَاحِ: دِجْلة نَهْرُ بَغْدَادَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: تَقُولُ عَبَرْتُ دِجْلة، بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ. ودُجَيل: نَهْرٌ صَغِيرٌ مُتَشَعِّبٌ مِنْ دِجْلة. ودَجَلَ الرجلُ وسَرَج، وَهُوَ دَجَّال: كَذَب، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الْكَذِبَ تَغْطِيَةٌ، وَبَيْنَهُمْ دَوْجَلَة وهَوْجَلة ودَوْجَرة وسَرْوَجة: وَهُوَ كَلَامٌ يُتَناقل وَنَاسٌ مُخْتَلِفُونَ. والدَّاجِل: المُمَوِّه الكَذَّاب، وَبِهِ سُمِّيَ الدَّجَّال. والدَّجَّال: هُوَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، وإِنما دَجْلُه سِحْره وكَذِبُه. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَسِيحُ الدَّجَّال رَجُلٌ مِنْ يَهُود يَخْرُجُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمة، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَدْجُل الحَقَّ بِالْبَاطِلِ، وَقِيلَ: بَلْ لأَنه يُغَطِّي الأَرض بِكَثْرَةِ جُمُوعِهِ، وَقِيلَ: لأَنه يُغَطِّي عَلَى النَّاسِ بِكُفْرِهِ، وَقِيلَ: لأَنه يدَّعي الرُّبُوبِيَّةَ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَذِبِهِ، وَكُلُّ هَذِهِ الْمَعَانِي متقارِب؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَيْسَ أَحد فَسَّر الدَّجَّال أَحسن مِنْ تَفْسِيرِ أَبي عَمْرٍو قَالَ: الدَّجَّال المُمَوِّه، يقال:

_ (1). قوله [والدَّجْلَة التي يعسل إلخ] ذكرها صاحب القاموس في ترجمة دخل بالخاء المعجمة

دَجَلْت السيفَ مَوَّهته وطَلَيته بِمَاءِ الذَّهَبِ، قَالَ: وَلَيْسَ أَحد جَمَعه إِلا مَالِكُ بْنُ أَنَس فِي قَوْلِهِ هَؤُلَاءِ الدَّجَاجِلَة؛ ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً قَالَ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ لَمْ يَجْمَعْهُ عَلَى دَجَاجِلَة إِلا مَالِكُ بْنُ أَنس، إِذ قَدْ جَمَعَهُ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فِي حَدِيثِهِ الصَّحِيحِ فَقَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُون أَي كَذَّابون مُمَوِّهون، وَقَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ دَجَّالِين كَذَّابين فَاحْذَرُوهُمْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الدَّجَّال فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَدَّعي الإِلهيَّة؛ وفَعَّال مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ أَي يَكْثُرُ مِنْهُ الْكَذِبُ وَالتَّلْبِيسُ. الأَزهري: كُلُّ كَذَّاب فَهُوَ دَجَّال، وَجَمْعُهُ دَجَّالون، وَقِيلَ: سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه يَسْتُرُ الْحَقَّ بِكَذِبِهِ. والدَّجَّال والدَّجَّالَة: الرُّفقة الْعَظِيمَةُ. ورُفْقة دَجَّالَة: عَظِيمَةٌ تُغَطِّي الأَرض بِكَثْرَةِ أَهلها، وَقِيلَ: هِيَ الرُّفْقة تَحْمِلُ الْمَتَاعَ لِلتِّجَارَةِ؛ وأَنشد: دَجَّالة مِنْ أَعظم الرِّفاق وكُلُّ شَيْءٍ مَوَّهْته بماءٍ ذهبٍ وَغَيْرِهِ فَقَدَ دَجَّلته. والدَّجَّال: الذَّهَبُ، وَقِيلَ: مَاءُ الذَّهَبِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ وأَنشد: ووَقْع صَفَائِحَ مَخْشوبةٍ ... عَلَيْهَا يَدُ الدَّهْرِ دَجَّالها وَهُوَ اسْمٌ كالقَذَّاف والجَبَّان؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: ثُمَّ نَزَلْنا وكَسَّرْنا الرِّماحَ، و ... جَرْرَدْنا صَفِيحاً كَسَتْه الرُّومُ دَجَّالا ودَجَّلَ الشيءَ بالذَّهَب. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لِمَاءِ الذَّهَبِ دَجَّال وَبِهِ شُبِّه الدَّجَّال لأَنه يُظْهِر خِلَافَ مَا يُضْمِر؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سُمِّي الدَّجَّال دَجَّالًا لِضَرْبِهِ فِي الأَرض وَقَطْعِهِ أَكثر نَوَاحِيهَا، وَيُقَالُ: قَدْ دَجَلَ الرجلُ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَالَ مَرَّةً أُخرى سُمِّي دَجَّالًا لِتَمْوِيهِهِ عَلَى النَّاسِ وَتَلْبِيسِهِ وَتَزْيِينِهِ الْبَاطِلَ، يُقَالُ: قَدْ دَجَلَ إِذا مَوَّه ولَبَّس، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَطَب فاطمةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، إِلى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِني وَعَدْتُها لِعَلِيٍّ ولستُ بدَجَّال ، أَي بخَدَّاع، وَلَا مُلَبِّس عَلَيْكَ أَمرَك. وأَصل الدَّجْلِ: الخَلْطُ؛ يُقَالُ: دَجَلَ إِذا لَبَّس ومَوَّه. ودَجَلَ الرجلُ المرأَةَ ودَجَاها إِذا جَامَعَهَا، وَهُوَ الدَّجْلُ والدَّجْوُ، وَاللَّهُ أَعلم. دحل: الدَّحْل: نَقْب ضيِّق فَمُه ثُمَّ يَتَّسِعُ أَسفله حَتَّى يُمْشى فِيهِ، وَرُبَّمَا أَنبت السِّدْر، وَقِيلَ: هُوَ مَدْخَل تَحْتَ الجُرُف أَو فِي عُرْض خَشَب الْبِئْرِ فِي أَسفلها وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ المَوارد والمَناهل، وَالْجَمْعُ أَدْحُل وأَدْحَالٌ ودِحَال ودُحُول ودُحْلانٌ. وَقَدْ دَحَلْت فِيهِ أَدْحَلُ أَي دَخَلت فِي الدَّحْل؛ ورُبَّ بيتٍ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب يُجْعَلُ لَهُ دَحْل تَدْخُلُ فِيهِ المرأَة إِذا دَخَل عَلَيْهِمْ دَاخِلٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ادْحَلْ فِي كِسْر الْبَيْتِ ، أَي ادْخُل، مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا سأَله فَقَالَ لَهُ إِنِّي رَجُلٌ مِصْراد أَفأُدْخِل المِبْوَلة مَعِيَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وادْحَل فِي الكِسْر ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الدَّحْل هُوَّة تَكُونُ فِي الأَرض وَفِي أَسافل الأَودية يَكُونُ فِي رأْسها ضِيقٌ ثُمَّ يَتَّسِعُ أَسفلها، وكِسْر الخِباء جانبُه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فشَبَّه أَبو هُرَيْرَةَ جَوَانِبَ الخِباء وَمَدَاخِلَهُ بالدَّحْل؛ قَالَ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الدَّحْل، أَي صِرْ فِي جَانِبِ الخِباء كَالَّذِي يَصِيرُ فِي الدَّحْل، وَيُرْوَى: وادْحُ لَهَا فِي الْكِسْرِ أَي وَسِّع لَهَا مَوْضِعًا فِي زَاوِيَةٍ مِنْهُ؛ قَالَ

الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بالخَلْصاء وَنَوَاحِي الدَّهْناء دُحْلاناً كَثِيرَةً، وَقَدْ دَخَلْت غَيْرَ دَحْلٍ مِنْهَا، وَهِيَ خَلَائِقُ خَلَقها اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ الأَرض، يَذْهَبُ الدَّحْل مِنْهَا سَكًّا فِي الأَرض قَامَةً أَو قَامَّتَيْنِ أَو أَكثر مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَتَلَجَّف يَمِينًا أَو شِمَالًا فمَرَّة يَضِيقُ وَمَرَّةً يَتَّسِعُ فِي صَفَاةٍ مَلْساء لَا تَحِيك فِيهَا المَعاوِلُ المحدَّدة لِصَلَابَتِهَا، وَقَدْ دَخلت مِنْهَا دَحْلًا فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلى الْمَاءِ إِذا جَوٌّ مِنَ الْمَاءِ الرَّاكِدِ فِيهِ لَمْ أَقف عَلَى سَعته وعُمْقه وَكَثْرَتِهِ لإِظلام الدَّحْل تَحْتَ الأَرض، فَاسْتَقَيْتُ أَنا مَعَ أَصحابي مِنْ مَائِهِ فإِذا هُوَ عَذْب زُلال لأَنه مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ يَسِيلُ إِليه مِنْ فَوْقُ وَيَجْتَمِعُ فِيهِ؛ قَالَ: وأَخبرني جَمَاعَةٌ مِنَ الأَعراب أَن دُحْلانَ الخَلْصاء لَا تَخْلُو مِنَ الْمَاءِ، وَلَا يُسْتَقَى مِنْهَا إِلّا للشِّفاء والخَبْل لِتَعَذُّرِ الِاسْتِقَاءِ مِنْهَا وبُعْدِ الْمَاءِ فِيهَا مِنْ فَوْهَة الدَّحْل، قَالَ: وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ دَحَلَ فلانٌ الدَّحْلَ، بِالْحَاءِ، إِذا دَخَله؛ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا يَعْتَادُهُ الشُّعَرَاءُ مِنْ ذِكْرِهِمُ الدَّحْلَ مَعَ أَسماء الْمَوَاضِعِ كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا شئتُ أَبكاني لجَرْعاء مالكٍ، ... إِلى الدَّحْل، مسْتَبْدًى لِمَيٍّ ومَحْضَرُ فَقَدْ يَكُونُ سُمِّيَ الْمَوْضِعُ بِاسْمِ الْجِنْسِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ غَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ الْجِنْسِ كَمَا قَالُوا الزُّرْق فِي بِرَك مَعْرُوفَةٍ، وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَيَاضِ مَائِهَا وَصَفَائِهَا. والدَّحْلة: الْبِئْرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: نَهَيْتُ عَمْراً ويَزِيدَ والطَّمَع، ... والحِرْص يَضْطَرُّ الْكَرِيمَ فيَقَع، فِي دَحْلةٍ فَلَا يَكاد يُنْتَزَع وَقَوْلُهُ: والطَّمَع، أَي نَهَيْتُهُمَا فَقَلَتْ لَهُمَا إِيّاكما والطَّمَع، فَحُذِفَ لأَن قَوْلَهُ نَهَيْتُ عَمْراً ويَزِيدَ فِي قُوَّةِ قَوْلِكَ قُلْت لَهُمَا إِيّاكما. والدَّحُول: الرَّكِيَّة الَّتِي تُحْفَر فَيُوجَدُ ماؤُها تَحْتَ أَجْوَالها فَتُحْفَرُ حَتَّى يُسْتَنْبَط مَاؤُهَا مِنْ تَحْتِ جَالِهَا. وبئرٌ دَحُولٌ: ذَاتُ تَلَجُّف فِي نَوَاحِيهَا، وَقِيلَ: بِئْرٌ دَحُول وَاسِعَةُ الْجَوَانِبِ. وَبِئْرٌ دَحُول أَي ذَاتُ تَلَجُّف إِذا أَكل الْمَاءُ جَوانبها. ودَحَلْت الْبِئْرَ أَدْحَلها إِذا حَفَرت فِي جَوَانِبِهَا. وَنَاقَةٌ دَحُولٌ: تُعارِض الإِبل مُتَنَحِّيةً عَنْهَا. والدَّحِل مِنَ الرِّجَالِ: الْمُسْتَرْخِي، وَقِيلَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. أَبو عَمْرٍو: الدَّحِل والدَّحِن البَطِين الْعَرِيضُ البَطن. وَرَجُلٌ دَحِلٌ بَيِّن الدَّحَل أَي سَمِينٌ قَصِير مُنْدَلِق الْبَطْنِ. والدَّحِل: الدَّاهِيَةُ الخَدَّاع لِلنَّاسِ الْخَبِيثُ. الأَزهري: الدَّحِل والدَّحِن الخَبُّ الْخَبِيثُ، وَقَدْ دَحِلَ دَحَلًا، وَقِيلَ: الدَّحَل الدَّهاء فِي كَيْسٍ وحِذْق. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وسأَلت الأَصمعي عَنْ قَوْلِ النَّاسِ فلانٌ دَحْلانِيٌّ، نَسَبُوهُ إِلى قَرْيَةٍ بِالْمَوْصِلِ أَهلُها أَكراد لُصُوص. والدَّوَاحِيل: خَشَبات عَلَى رؤُوسها خِرَقٌ كأَنها طَرَّادات قِصَارٌ تُرْكَز فِي الأَرض لصَيْد الحُمُر والظِّباء، وَاحِدُهَا دَاحُول، وَقِيلَ: الدَّاحُول مَا يَنْصِبُهُ صَائِدُ الظِّبَاءِ مِنَ الخَشَب، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَصِيدُ الظِّباء بالدَّوَاحِيل دَحَّال، وَرُبَّمَا نَصَب الدَّحَّال حِبالَه بِاللَّيْلِ للظبِّاء ورَكَز دَوَاحِيلَه وأَوقد لَهَا السُّرُج؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ ذَلِكَ: ويَشْرَبْن أَجْناً، والنُّجومُ كأَنها ... مَصَابِيحُ دَحَّالٍ يُذَكِّي ذُبَالَها وَيُقَالُ لِلصَّائِدِ دَحَّال، وَلَمْ يخصَّ صَائِدُ الظِّباء دُونَ غَيْرِهِ.

الأَزهري: يُقَالُ دَحَل فُلَانٌ عَنِّي وزَحَل أَي تَبَاعَدَ؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: مِنَ العَضِّ بالأَفخاذ أَو حَجَباتها، ... إِذا رَابَهُ اسْتِعْصَاؤُهَا ودِحَالُها وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وحِدَالها، وَهُمَا قَرِيبَا الْمَعْنَى مِنَ السَّوَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ حَدَلَ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ عَليَّ بْنَ مُصْعَب يَقُولُ لَا تَدْحَلْ، بالنَّبَطِيَّة، أَي لَا تَخَفْ. الأَزهري: فُلَانٌ يَدْحَلُ عَنِّي أَي يَفِرُّ، وأَنشد: ورَجُل يَدْحَلُ عَنِّي دَحْلا، ... كدَحَلان البَكْر لاقَى الفَحْلا قَالَ شَمِرٌ: فكأَن مَعْنَى لَا تَدْحَلْ لَا تَهْرُب. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ قَالَ: وَرَدَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ بخانِقِين إِذا قَالَ الرجلُ لِلرَّجُلِ لَا تَدْحَل فَقَدْ أَمَّنه ؛ يُقَالُ: دَحَلَ يَدْحَلُ إِذا فَرَّ وهَرَب، مَعْنَاهُ إِذا قَالَ لَهُ لَا تَفِرَّ وَلَا تَهْرُبْ فَقَدْ أَعطاه بِذَلِكَ أَماناً. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الدَّاحِل الحَقُود، بِالدَّالِ. النَّضِرُ: الدَّحِل مِنَ النَّاسِ عِنْدَ الْبَيْعِ مَنْ يُدَاحِل النَّاسَ وَيُمَاكِسُهُمْ حَتَّى يَسْتمكن مِنْ حَاجَتِهِ، وإِنَّه ليُدَاحِله أَي يخادعه. دحقل: الأَزهري: الدَّحْقَلَة انْتِفَاخُ الْبَطْنِ. قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ فِي حُرُوفٍ لَمْ أَجد أَكثرها لأَحد مِنَ الثِّقَاتِ، وَسَبِيلُ النَّاظِرِ فِيهِ أَن يَفْحَص عَنْهُ فَمَا وُجِدَ مِنْهَا لإِمام مَوْثُوقٍ بِهِ أَلحقه بِالرُّبَاعِيِّ، وَمَا لَمْ يَجِدْ لثِقَة كَانَ مِنْهُ عَلَى رِيبة وحَذَر. دحمل: شَيْخٌ دَحْمَلٌ: مُسْتَرْخي الْجِلْدِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والدُّحَامِل: الغَلِيظ المكتَنِز. اللَّيْثُ: الدَّحْمَلَة المرأَة الضَّخْمَةُ التارَّة. ودَحْمَلْت الشيءَ إِذا دَحْرَجْتَهُ عَلَى وجه الأَرض. دخل: الدُّخُول: نَقِيضُ الْخُرُوجِ، دَخَل يَدْخُلُ دُخُولًا وتَدَخَّلَ ودَخَلَ بِهِ؛ وَقَوْلُهُ: تَرَى مَرَادَ نِسْعه المُدْخَلِّ، ... بَيْنَ رَحَى الحَيْزُوم والمَرْحَلِّ، مِثْلَ الزَّحاليف بنَعْفِ التَّلِ إِنما أَراد المُدْخَلَ والمَرْحَل فشدَّد لِلْوَقْفِ، ثُمَّ احْتَاجَ فأَجرى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ. وادَّخَلَ، عَلَى افْتَعَل: مِثْلَ دَخَل؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ انْدَخَلَ وَلَيْسَ بِالْفَصِيحِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَا خَطْوتي تَتَعاطى غَيْرَ مَوْضِعِهَا، ... وَلَا يَدي فِي حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل وتَدَخَّلَ الشيءُ أَي دَخَل قَلِيلًا قَلِيلًا، وَقَدْ تَدَاخَلَني مِنْهُ شَيْءٌ. وَيُقَالُ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وَالصَّحِيحُ فِيهِ أَن تُرِيدَ دَخَلْت إِلى الْبَيْتِ وَحَذَفْتَ حَرْفَ الْجَرِّ فَانْتَصَبَ انْتِصَابَ الْمَفْعُولِ بِهِ، لأَن الأَمكنة عَلَى ضَرْبَيْنِ: مُبْهَمٌ وَمَحْدُودٌ، فَالْمُبْهَمُ نَحْوُ جِهَاتِ الْجِسْمِ السِّتِّ خَلف وقُدَّام ويَمِين وشِمال وَفَوْقُ وَتَحْتُ، وَمَا جَرَى مَجْرَى ذَلِكَ مِنْ أَسماء الْجِهَاتِ نَحْوِ أَمام وَوَرَاءَ وأَعلى وأَسفل وَعِنْدَ ولَدُنْ ووَسَط بِمَعْنَى بَيْنَ وقُبَالة، فَهَذَا وَمَا أَشبهه مِنَ الأَمكنة يَكُونُ ظَرْفًا لأَنه غَيْرُ مَحْدُودٍ، أَلا تَرَى أَن خَلْفك قَدْ يَكُونُ قُدَّاماً لِغَيْرِكَ؟ فأَما الْمَحْدُودُ الَّذِي لَهُ خِلْقة وَشَخْصٌ وأَقطار تَحُوزه نَحْوَ الجَبَل وَالْوَادِي وَالسُّوقِ وَالْمَسْجِدِ وَالدَّارِ فَلَا يَكُونُ ظَرْفًا لأَنك لَا تَقُولُ قَعَدْتُ الدَّارَ، وَلَا صَلَّيْتُ الْمَسْجِدَ، وَلَا نِمْت الْجَبَلَ، وَلَا قُمْتُ الْوَادِيَ، وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ فإِنما هُوَ بِحَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ نَحْوَ

دَخَلْتُ الْبَيْتَ وصَعَّدت الجَبَل وَنَزَلْتُ الْوَادِيَ. والمَدْخَل، بِالْفَتْحِ: الدُّخول وَمَوْضِعُ الدُّخول أَيضاً، تَقُولُ دَخَلْتُ مَدْخَلًا حَسَنًا ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدْخَل، بِضَمِّ الْمِيمِ: الإِدْخال وَالْمَفْعُولُ مِنْ أَدْخَلَه، تَقُولُ أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدَّخَل: شِبْهُ الْغَارِ يُدْخَل فِيهِ، وَهُوَ مُفْتَعَل مِنَ الدُّخول. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ فُلَانٌ حَسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطَّرِيقَةِ محمودُها، وَكَذَلِكَ هُوَ حَسَن المَذْهَب. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِن مِنَ النِّفَاقِ اختلافَ المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةَ ؛ قَالَ: أَراد بِاخْتِلَافِ المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطَّرِيقَةِ وسُوءَ السِّيرة. ودَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الدَّاخِلُ الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ وَيَلِي الْجَانِبَ الأَيمن مِنَ الرَّجُل إِذا ائْتَزَرَ، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بِجَانِبِهِ الأَيمن فَذَلِكَ الطَّرَف يُبَاشِرُ جَسَدَهُ وَهُوَ الَّذِي يُغْسَل. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ فِي الْعَائِنِ: وَيُغْسَلُ دَاخِلَة إِزاره ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد يُغْسَلُ الإِزار، وَقِيلَ: أَراد يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره مِنْ جَسَده لَا إِزارَه، وَقِيلَ: داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، وَقِيلَ: أَراد بِهِ مَذَاكِيرَهُ فكَنَى بالدَّاخِلَة عَنْهَا كَمَا كُنِي عَنِ الفَرْج بِالسَّرَاوِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَراد أَحدكم أَن يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ فليَنْزِع دَاخِلَة إِزاره وليَنْفُض بِهَا فِرَاشَهُ فإِنه لَا يَدْرِي مَا خَلَفه عليه ؛ أَراد بِهَا طَرَف إِزاره الَّذِي يَلِي جَسدَه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: دَاخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وَحَاشِيَتُهُ مِنْ دَاخِلٍ، وإِنما أَمره بداخِلَتِه دُونَ خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بِيَمِينِهِ وشِماله فيُلْزِق مَا بشِماله عَلَى جَسَده وَهِيَ دَاخِلة إِزاره، ثُمَّ يَضَعُ مَا بِيَمِينِهِ فَوْقَ داخِلته، فَمَتَى عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سُقُوطَ إِزاره أَمسكه بِشَمَالِهِ ودَفَع عَنْ نَفْسِهِ بِيَمِينِهِ، فإِذا صَارَ إِلى فِرَاشِهِ فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بِيَمِينِهِ خَارِجَةَ الإِزار، وَتَبْقَى الدَّاخِلَةُ مُعَلَّقة، وَبِهَا يَقَعُ النَّفْض لأَنها غَيْرُ مَشْغُولَةٍ بِالْيَدِ. ودَاخِلُ كلِّ شَيْءٍ: باطنُه الدَّاخِلُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَا تُسْتَعْمَل إِلّا بِالْحَرْفِ يَعْنِي أَنه لَا يَكُونُ إِلّا اسْمًا لأَنه مُخْتَصٌّ كَالْيَدِ وَالرَّجُلِ. وأَما دَاخِلَة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها. يُقَالُ: مَا فِي أَرضهم دَاخِلةٌ مِنْ خَمَرٍ، وَجَمْعُهَا الدَّوَاخِل؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاع: فرَمَى بِهِ أَدبارَهُنَّ غلامُنا، ... لَمَّا اسْتَتَبَّ بِهَا وَلَمْ يَتَدَخَّل يَقُولُ: لَمْ يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصَّيْدَ وَلَكِنَّهُ جَاهَرَهَا كَمَا قَالَ: مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لَا نُخاتِلُه وداخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، وَكَذَلِكَ الدُّخْلة، بِالضَّمِّ. وَيُقَالُ: هُوَ عَالِمٌ بدُخْلَته. ابْنُ سِيدَهْ: ودَخْلة الرَّجُلِ ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه، لأَن ذَلِكَ كلَّه يداخِله. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَرَفْتُ داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي بَاطِنَتَهُ الدَّاخِلة، وَقَدْ يُضَافُ كُلُّ ذَلِكَ إِلى الأَمر كَقَوْلِكَ دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره، وَمَعْنَى كُلِّ ذَلِكَ عَرَفْت جَمِيعَ أَمره. التَّهْذِيبُ: والدُّخْلة بِطَانَةُ الأَمر، تَقُولُ: إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي بَاطِنُ أَمره. ودَخيلُ الرَّجُلِ: الَّذِي يُدَاخِلُهُ فِي أُموره كُلِّهَا، فَهُوَ لَهُ دَخِيل ودُخْلُل. ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ دُخْلُل فُلَانٍ ودُخْلَلُه إِذا كَانَ بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه، وَفِي الصِّحَاحِ: دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الَّذِي

يُدَاخِله فِي أُموره وَيَخْتَصُّ بِهِ. وَالدَّوْخَلَةُ: الْبِطْنَةُ. والدَّخِيل والدُّخْلُل والدُّخْلَل، كُلُّهُ: المُداخِل الْمَبَاطِنُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَيْنَهُمَا دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خَاصٌّ يُدَاخِلُهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف هَذَا. وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُه، بِفَتْحِ اللَّامِ: صَفَاءُ دَاخِلِهِ. ودُخْلَة أَمره ودَخِيلته وداخِلَته: بِطانتُه الدَّاخِلَةُ. وَيُقَالُ: إِنه عَالِمٌ بدُخْلة أَمره وبدَخِيل أَمرهم. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْنَهُمْ دُخْلُل ودُخْلَل أَي دَخَلٌ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسَ: ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إِذ غَدَروا قَالَ: والدُّخْلُلون الخاصَّة هَاهُنَا. وإِذا ائْتُكِلَ الطَّعَامَ سُمِّي مَدْخُولًا وَمَسْرُوفًا. والدَّخَل: مَا داخَل الإِنسانَ مِنْ فَسَادٍ فِي عَقْلٍ أَو جِسْمٍ، وَقَدْ دَخِلَ دَخَلًا ودُخِلَ دَخْلًا، فَهُوَ مَدْخُول أَي فِي عَقْلِهِ دَخَلٌ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: وَكُنْتُ أَرى إِسْلامه مَدْخُولًا ؛ الدَّخَل، بِالتَّحْرِيكِ: الْعَيْبُ والغِشُّ والفَساد، يَعْنِي أَن إِيمانه كَانَ فِيهِ نِفَاق. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا بَلَغ بَنُو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ دِينُ اللَّهِ دَخَلًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَحَقِيقَتُهُ أَن يُدْخِلوا فِي دِينِ اللَّهِ أُموراً لَمْ تَجْرِ بِهَا السُّنَّة. وداءٌ دَخِيل: دَاخِلٌ، وَكَذَلِكَ حُبٌّ دَخِيل؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فتُشْفَى حزازاتٌ وتَقْنَع أَنْفُسٌ، ... ويُشْفَى هَوًى، بَيْنَ الضلوعِ، دَخِيلُ ودَخِلَ أَمرُه دَخَلًا: فسَدَ دَاخِلُه؛ وَقَوْلُهُ: غَيْبِي لَهُ وَشَهَادَتِي أَبداً ... كَالشَّمْسِ، لَا دَخِنٌ وَلَا دَخْل يَجُوزُ أَن يُرِيدَ وَلَا دَخِل أَي وَلَا فَاسِدَ فَخَفَّفَ لأَن الضَّرْبَ مِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ فَعْلن بِسُكُونِ الْعَيْنِ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ وَلَا ذُو دَخْل، فأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقام الْمُضَافِ. ونَخْلة مَدْخُولة أَي عَفِنة الجَوْف. والدَّخْل: الْعَيْبُ والرِّيبة؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل، ... وَمَا يُدْريك بالدَّخْل وَكَذَلِكَ الدَّخَل، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي تَرَى أَجساماً تَامَّةً حَسَنة وَلَا تَدْرِي مَا باطنُهم. وَيُقَالُ: هَذَا الأَمر فِيهِ دَخَل ودَغَلٌ بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي دَغَلًا وخَدِيعةً ومَكْراً، قَالَ: وَمَعْنَاهُ لَا تَغْدِروا بِقَوْمٍ لقِلَّتهم وَكَثْرَتِكُمْ أَو كَثْرَتِهِمْ وقِلَّتِكم وَقَدْ غَرَرْتُموهم بالأَيْمان فسَكَنوا إِليها؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تَتَّخِذون أَيمانكم دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَي غِشّاً بَيْنَكُمْ وغِلًّا، قَالَ: ودَخَلًا مَنْصُوبٌ لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ؛ وَكُلُّ مَا دَخَله عَيْبٌ، فَهُوَ مَدْخُول وَفِيهِ دَخَلٌ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ أَي لأَن تَكُونَ أُمَّة هِيَ أَغْنى مِنْ قَوْمٍ وأَشرف مِنْ قَوْمٍ تَقْتَطعون بأَيمانكم حُقُوقًا لِهَؤُلَاءِ فَتَجْعَلُونَهَا لِهَؤُلَاءِ. والدَّخَل والدَّخْل: الْعَيْبُ الدَّاخِلُ فِي الحَسَب. والمَدْخُول: الْمَهْزُولُ والدَّاخِل فِي جَوْفِهِ الهُزال، بَعِيرٌ مَدخول وَفِيهِ دَخَلٌ بَيِّن مِنَ الهُزال، وَرَجُلٌ مَدْخُولٌ إِذا كَانَ فِي عَقْلِهِ دَخَلٌ أَو فِي حَسَبه، وَرَجُلٌ مَدْخُولُ الحَسَب، وَفُلَانٌ دَخِيل فِي بَنِي فُلَانٍ إِذا كَانَ مِنْ غَيْرِهِمْ فتَدخَّل فِيهِمْ، والأُنثى دَخِيل. وَكَلِمَةُ دَخِيل: أُدْخِلت فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَلَيْسَتْ مِنْهُ، اسْتَعْمَلَهَا ابْنُ دُرَيْدٍ كَثِيرًا فِي الْجَمْهَرَةِ؛ والدَّخِيل: الْحَرْفُ الَّذِي بَيْنَ

حَرْفِ الرَّوِيّ وأَلف التأْسيس كَالصَّادِ مِنْ قَوْلِهِ: كِلِيني لِهَمٍّ، يَا أُمَيْمة، نَاصِبِ سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه كأَنه دَخِيل فِي الْقَافِيَةِ، أَلا تَرَاهُ يَجِيءُ مُخْتَلِفًا بَعْدَ الْحَرْفِ الَّذِي لَا يَجُوزُ اخْتِلَافُهُ أَعني أَلف التأْسيس؟ والمُدْخَل: الدَّعِيُّ لأَنه أُدْخِل فِي الْقَوْمِ؛ قَالَ: فلئِن كَفرْتَ بَلَاءَهُمْ وجَحَدْتَهم، ... وجَهِلْتَ مِنْهُمْ نِعْمةً لَمْ تُجْهَل لَكذاك يَلْقى مَنْ تكَثَّر، ظَالِمًا، ... بالمُدْخَلين مِنَ اللَّئِيمِ المُدْخَل والدَّخْل: خِلَافُ الخَرْج. وَهُمْ فِي بَنِي فُلَانٍ دَخَلٌ إِذا انْتَسَبُوا مَعَهُمْ في نسبهم وليس أَصله مِنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الدَّخَل هَاهُنَا اسْمًا لِلْجَمْعِ كالرَّوَح والخَوَل. والدَّخِيل: الضَّيْفُ لِدُخُولِهِ عَلَى المَضيف. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ وذكرِ الحُور العِين: لَا تُؤذِيه فإِنما هُوَ دَخِيلٌ عندكِ ؛ الدَّخِيل: الضَّيْفُ والنَّزيل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عديٍّ: وَكَانَ لَنَا جَارًا أَو دَخِيلًا. والدَّخْل: مَا دَخَل عَلَى الإِنسان مِنْ ضَيْعته خِلَافَ الخَرْج. وَرَجُلٌ مُتَدَاخل ودُخَّل، كِلَاهُمَا: غَلِيظٌ، دَخَل بعضُه فِي بَعْضٍ. وَنَاقَةٌ مُتَدَاخِلَة الْخَلْقِ إِذا تَلاحكت واكْتَنَزَت واشتدَّ أَسْرُها. ودُخَّلُ اللَّحْمِ: مَا عَاذَ بِالْعَظْمِ وَهُوَ أَطيب اللَّحْمِ. والدُّخَّل مِنَ اللَّحْمِ: مَا دَخَل العَصَب مِنَ الْخَصَائِلِ. والدُّخَّل: مَا دَخَلَ مِنَ الكَلإِ فِي أُصول أَغصان الشَّجَرِ ومَنَعه التفافُه عَنْ أَن يُرْعى وَهُوَ العُوَّذ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَباشير أَحوى دُخَّل وجَمِيم والدُّخَّل مِنَ الرِّيشِ. مَا دَخَلَ بَيْنَ الظُّهْران والبُطْنان؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَهُوَ أَجوده لأَنه لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ وَلَا الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رُكِّب حَوْلَ فُوقِه المُؤَلَّل ... جوانحٌ سُوِّين غَيْرُ مُيَّل، مِنْ مُسْتَطِيلَاتِ الْجَنَاحِ الدُّخَّل والدُّخَّل: طَائِرٌ صَغِيرٌ أَغبر يَسْقُطُ عَلَى رُؤُوسِ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا، وَاحِدَتُهَا دُخَّلة، وَالْجَمْعُ الدَّخَاخِيل، ثَبَتَتْ فِيهِ الْيَاءُ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ. والدُّخَّل والدُّخْلُل والدُّخْلَل: طَائِرٌ مُتدخِّل أَصغر مِنَ الْعُصْفُورِ يَكُونُ بِالْحِجَازِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدُّخَّل صِغَارُ الطَّيْرِ أَمثال الْعَصَافِيرِ يأْوِي الغِيرانَ والشجَر الملتفَّ، وَقِيلَ لِلْعُصْفُورِ الصَّغِيرِ دُخَّل لأَنه يَعُوذُ بِكُلِّ ثَقْب ضَيِّق مِنَ الْجَوَارِحِ، وَالْجَمْعُ الدَّخَاخِيل. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: دَخَلَت العُمْرةُ فِي الْحَجِّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ سَقَطَ فَرْضُهَا بِوُجُوبِ الْحَجِّ وَدَخَلَتْ فِيهِ، قَالَ: هَذَا تأْويل مَنْ لَمْ يَرَهَا وَاجِبَةً، فأَما مَنْ أَوجبها فَقَالَ: إِن مَعْنَاهُ أَن عَمَلَ الْعُمْرَةِ قَدْ دَخَل فِي عَمَلِ الْحَجِّ، فَلَا يَرَى عَلَى الْقَارِنِ أَكثر مِنْ إِحرام وَاحِدٍ وَطَوَافٍ وَسَعْيٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنها دَخَلَت فِي وَقْتِ الْحَجِّ وَشُهُورِهِ لأَنهم كَانُوا لَا يَعْتَمِرُونَ فِي أَشهر الْحَجِّ فأَبطل الإِسلام ذَلِكَ وأَجازه. وَقَوْلُ عُمَرُ فِي حَدِيثِهِ: مِنْ دُخْلة الرَّحِم ؛ يُرِيدُ الْخَاصَّةَ وَالْقَرَابَةَ، وَتُضَمُّ الدَّالُ وَتُكْسَرُ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّاخِل والدَّخَّال والدُّخْلُل كُلُّهُ دَخَّال الأُذن، وَهُوَ الهِرْنِصان. والدِّخَال فِي الوِرْد: أَن يَشْرَبَ الْبَعِيرُ ثُمَّ يُرَدُّ مِنَ الْعَطَنِ إِلى الْحَوْضِ ويُدْخَل بَيْنَ بَعِيرَيْنِ عَطْشَانَيْنِ

لِيَشْرَبَ مِنْهُ مَا عَسَاهُ لَمْ يَكُنْ شَرِبَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: وَتُلْقِي البَلاعِيم فِي بَرْدِهِ، ... وَتُوفِي الدُّفُوفَ بِشُرْبِ دِخَال قَالَ الأَصمعي. إِذا ورَدَت الإِبل أَرسالًا فَشَرِبَ مِنْهَا رَسَل ثُمَّ ورَدَ رَسَل آخرُ الحوضَ فأُدْخِل بعيرٌ قَدْ شَرِبَ بَيْنَ بَعِيرَيْنِ لَمْ يَشْرَبَا فَذَلِكَ الدِّخَال، وإِنما يُفْعَل ذَلِكَ فِي قِلَّةِ الْمَاءِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ بَيْتَ لَبِيدٍ: فأَوردها العِراك وَلَمْ يَذُدْها، ... وَلَمْ يُشْفِق عَلَى نَغَص الدِّخَال وَقَالَ اللَّيْثُ: الدِّخَال فِي وِرْد الإِبل إِذا سُقِيت قَطِيعاً قَطِيعاً حَتَّى إِذا مَا شَرِبَتْ جَمِيعًا حُمِلت عَلَى الْحَوْضِ ثَانِيَةً لِتَسْتَوْفِيَ شُرْبَهَا، فَذَلِكَ الدِّخَال. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والدِّخَال مَا وَصَفَهُ الأَصمعي لَا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ. ابْنُ سِيدَهْ: الدِّخَال أَن تُدْخِلَ بَعِيرًا قَدْ شَرِبَ بَيْنَ بَعِيرَيْنِ لَمْ يَشْرَبَا؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: ويَشْرَبْن مِنْ بَارِدٍ قَدْ عَلِمْن ... بأَن لَا دِخَال، وأَن لَا عُطُونا وَقِيلَ: هُوَ أَن تَحْمِلَهَا عَلَى الْحَوْضِ بمَرَّة عِراكاً. وتَداخُلُ الْمَفَاصِلُ ودِخالُها: دخولُ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. اللَّيْثُ: الدِّخال مُداخَلة المَفاصل بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ؛ وأَنشد: وطِرْفة شُدَّت دِخَالًا مُدْمَجا وتَداخُلُ الأُمور: تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. والدِّخْلة فِي اللَّوْنِ: تَخْلِيطُ أَلوان فِي لَوْنٍ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: كأَنَّ مَناط العِقْد، حَيْثُ عَقَدْنه، ... لَبانُ دَخِيلِيٍّ أَسِيل المُقَلَّد قَالَ: الدَّخِيليُّ الظبْي الرَّبيب يُعَلَّق فِي عُنُقِهِ الوَدَع فشَبَّه الوَدَع فِي الرَّحْل بِالْوَدَعِ فِي عُنُق الظَّبْي، يَقُولُ: جَعَلْنَ الوَدَع فِي مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، قَالَ: وَالظَّبْيُ الدَّخِيليُّ والأَهِيليُّ والرَّبيب وَاحِدٌ؛ ذُكِرَ ذَلِكَ كُلُّهُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الدَّخِيلِيُّ فِي بَيْتِ الرَّاعِي الفَرَسُ يُخَصُّ بالعَلَف؛ قَالَ: وأَما قَوْلُهُ: هَمَّانِ بَاتَا جَنْبَةً ودَخِيلا فإِن ابْنَ الأَعرابي قَالَ: أَراد هَمّاً دَاخِلَ الْقَلْبِ وَآخَرَ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ كَالضَّيْفِ إِذا حَلَّ بِالْقَوْمِ فأَدْخَلُوه فَهُوَ دَخِيل، وإِن حَلَّ بِفِنائهم فَهُوَ جَنْبة؛ وأَنشد: وَلَّوْا ظُهورهم الأَسِنَّة، بعد ما ... كَانَ الزُّبَيْرُ مُجاوِراً ودَخِيلا والدِّخَال والدُّخَال: ذَوَائِبُ الْفَرَسِ لِتَدَاخُلِهَا. والدَّوْخَلَّة، مُشَدَّدَةُ اللَّامِ: سَفِيفة مِنْ خُوصٍ يُوضَعُ فِيهَا التَّمْرُ والرُّطَب وَهِيَ الدَّوْخَلَة، بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ صِلَة بْنِ أَشْيَم: فإِذا سِبٌّ فِيهِ دَوْخَلَّة رُطَب فأَكلت مِنْهَا ؛ هِيَ سَفِيفة مِنْ خُوص كالزِّنْبِيل والقَوْصَرَّة يُتْرَكُ فِيهَا الرُّطَب، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. والدَّخُول: موضع. درل: دَرَوْلِيَّة ودِرَوْلِيَّة: اسْمُ بَلَدٍ فِي أَرض الرُّومِ. دربل: الدَّرْبَلة: ضَرْبٌ مِنْ مَشْيِ الإِنسان فِيهِ ثِقَل. ابْنُ الأَعرابي: دَرْبَل الرَّجلُ إِذا ضَرَب الطَّبْل. درخبل: أَبو مَالِكٍ: هُوَ الدُّرَخْبِيل والدُّرَخْبِين الداهية. درخمل: الدُّرَخْمِيل والدُّرَخْمِين: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ. والدُّرَخْمِيل: الثَّقِيلُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّرَخْميل الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ.

درقل: ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرَقْل ثِيَابٌ شِبْه الأَرْمِينِيَّة، وَقِيلَ: الدِّرَقْل ثِيَابٌ، وَلَمْ تُحَلَّ، التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الدِّرَقْل مِثال سِبَحْل ثِيَابٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع الدِّرَقْل إِلَّا هُنَا. أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الغَنَوي يَقُولُ دَرْقَلَ القومُ دَرْقَلَةً ودَرْقَعوا دَرْقَعة إِذا مَرُّوا مَرّاً سَرِيعًا. ودَرْقَلَ: رَقَص. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحق قَدِمَ فِتْيةٌ مِنَ الحَبَشة عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُدَرْقِلون أَي يَرْقُصُونَ؛ قَالَ: والدَّرْقَلة الرَّقْص. والدِّرَقْلة: لُعْبة لِلْعَجَمِ مُعَرَّبة. دركل: الدِّرَكْلة: لُعْبة يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ، وَقِيلَ: هِيَ لُعْبة لِلْعَجَمِ مُعَرَّب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبها حَبَشية مُعَرَّبة، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الرَّقْص. الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٌ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ وأَنا شَاهِدٌ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه مَرَّ عَلَى أَصحاب الدِّرَكْلة فَقَالَ: جِدُّوا يَا بَنِي أرْفَدة حتى يَعْلم اليهودُ وَالنَّصَارَى أَن فِي دِينِنَا فُسْحة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا الْحَرْفُ يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْكَافِ بِوَزْنِ الرِّبَحْلة، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِهَا، وَيُرْوَى بِالْقَافِ عَوَضَ الْكَافِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو عَدْنَانَ أَنشدت أَعرابيّاً مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. أَسْقى الإِلهُ صَدَى لَيْلى ودِرْكِلَها، ... إِن الدَّرَاكِلَ كالحَلْفاء فِي الأَجَم فَقَالَ: إِن الدِّرْكِلة وَحْياً، فَانْظُرْ مَا هِيَه؛ قَالَ ثُمَّ أَنشدت جَابِرَ بْنَ الأَزرق الْكِلَابِيَّ كَمَا أَنشدت هَذَا الأَعرابي فَقَالَ: الدِّرْقِل لُغَةُ قَوْمٍ لَسْتُ أَعرفهم وأَزعم أَن دَرَاقِلها أَولادُها، قَالَ: فَقُلْتُ كَلَّا إِنه قَدْ قَالَ: لَوْ دَرْقَل الفيلُ مَا انْفَكَّتْ فَرِيصتُه ... تَنْزو، ويَحْبِقُ مِنْ ذُعْرٍ وَمِنْ أَلَم قَالَ: فَمَاذَا يُشَرِّدُه؟ لَا فَرَّج اللَّهُ عَنْهُ؛ قُلْتُ وَقَالَ آخَرُ: لَوْ دَرْكَلَ الليثُ لَمْ يَشْعُر بِهِ أَحدٌ، ... حَتَّى يَخِرَّ عَلَى لَحْيَيه فِي طَرَق فَقَالَ: أَبعده اللَّهُ اللَّهُمَّ لَا تَسْمَعْ لأَصحاب هَذَا الْقَوْلِ، هَؤُلَاءِ لَعَّابون أَجمعون غُواة يَرْكَبُ أَحدهم مِذْرَويْه، قَدْ لَهِج بِرَويٍّ يُضْحك بِهِ، قُلْتُ: فَمَا مَعْنَاهُ؟ قَالَ: لا أَدري. دعل: ابْنُ الأَعرابي: الدَّعَل المُخاتَلة بِالْعَيْنِ، وَهُوَ يُداعِلُه أَي يُخاتله. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الدَّاعِل الْهَارِبُ. دعبل: الدِّعْبِل: النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ الشَّارِفُ. ودِعْبِل: اسْمُ رَجُلٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ خُزاعة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ فَتِيَّة شَابَّةً: هِيَ القِرْطاس والدِّيباج والدِّعْبِلة والدِّعْبِل والعَيْطَمُوس. دغل: الدَّغَل، بِالتَّحْرِيكِ: الْفَسَادُ مِثْلُ الدَّخَل. والدَّغَل: دَخَلٌ فِي الأَمر مُفْسِدٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: اتَّخَذوا كِتَابَ اللَّهِ دَغَلًا أَي أَدغلوا فِي التَّفْسِيرِ. وأَدْغَلَ فِي الأَمر: أَدخل فِيهِ مَا يُفْسِده وَيُخَالِفُهُ. وَرَجُلٌ مُدْغِل: مُخابٌّ مُفْسد. والدَّغَل: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الملتفُّ، وَقِيلَ: هُوَ اشْتِبَاكُ النَّبْتِ وَكَثْرَتُهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَعرف ذَلِكَ فِي الحَمْض إِذا خَالَطَهُ الغِرْيَل، وَقِيلَ: الدَّغَل كُلُّ مَوْضِعٍ يُخَافُ

فِيهِ الِاغْتِيَالُ، وَالْجَمْعُ أَدْغَال ودِغَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سايَرْتُه سَاعَةً مَا بِي مَخافَتُه ... إِلا التَّلَفُّت حَوْلي، هَلْ أَرى دَغَلا؟ وَقَدْ أَدْغَلَتِ الأَرضُ إِدْغالًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَدْغالُ الأَرض رِقَّتُها وبُطُونها والوَطاء مِنْهَا. وسِتْرُ الشَّجَرِ دَغَلٌ، والقُفُّ الْمُرْتَفِعُ والأَكمة دَغَلٌ، وَالْوَادِي دَغَلٌ، وَالْغَائِطُ الوَطيء دَغَلٌ، وَالْجِبَالُ أَدْغَال؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَنْ عَتَبِ الأَرض وَعَنْ أَدْغَالها وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَغَلًا أَي يَخْدَعون الناسَ. وأَصل الدَّغَل الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ الَّذِي يَكْمُن أَهلُ الْفَسَادِ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَدْغَلْتُ فِي هَذَا الأَمر إِذا أَدخلت فِيهِ مَا يُخَالِفُهُ وَيُفْسِدُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بالمُدْغِل ؛ هُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مَنْ أَدْغَلَ. وَمَكَانٌ دَغِلٌ ومُدْغِلٌ: ذُو دَغَلٍ. وأَدْغَلَ: غَابَ فِي الدَّغَل. والمَدَاغِلُ: بُطُونُ الأَودية إِذا كَثُر شجرُها. وأَدْغَلَ بِالرَّجُلِ: خَانَهُ وَاغْتَالَهُ. وأَدْغَلَ بِهِ: وَشى، وَهُوَ مِنَ الأَول. والدَّاغِلَة: القومُ يَلْتَمِسُونَ عَيْبَ الرَّجُلِ وَخِيَانَتَهُ، ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّاغِل الَّذِي يَبْغي أَصْحابَه الشرَّ يُدْغِلُ لَهُمُ الشَّرَّ أَي يَبْغيهم الشَّرَّ وَيَحْسُبُونَهُ يُرِيدُ لَهُمُ الْخَيْرَ. والدَّاغِلَة: الحِقْدُ المُكْتَتَم. ودَغَلَ فِي الشَّيْءِ: دَخَل فِيهِ دُخول المُرِيب كَمَا يَدْخُلُ الصَّائِدُ فِي القُتْرة وَنَحْوِهَا ليَخْتِل الصَّيْد؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا دَخَل مَدْخَل مُرِيب. أَبو عَمْرٍو: الدَّغَل مَا استترتَ بِهِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَا عَيْنُ نَارِكَ عَنْ سارٍ مُغَمَّضَةٌ، ... وَلَا مَحَلَّتُك الطَّأْطاء والدَّغَلُ وَمَكَانٌ دَاغِلٌ ودَغِلٌ ومُدْغِلٌ: خَفِيٌّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْطَنَ فِي الشجْراء بَيْتاً دَاغِلا والدَّوَاغِل: الدَّواهي «2» لَا وَاحِدَ لَهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَتِيك بْنِ قَيْسٍ: ويَنْقاد ذُو البأْس الأَبيُّ لحُكْمِه، ... فيَرْتَدُّ قَسْراً، وَهُوَ جَمُّ الدَّوَاغِل وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ: وَلَا ذَا دَغَاوِل مَلَذاناً، والدَّغَاوِل: الغَوائل؛ قَالَ أَبو صَخْر: إِن اللَّئِيمَ، وَلَوْ تَخَلَّق، عَائِدٌ ... لِمَلاذَة من غِشِّه ودَغَاوِل دغفل: الدَّغْفَل: خِصْب الزَّمَانِ. والدَّغْفَل: الزَّمَن الخَصِيب. والدَّغْفَل: ذَكَرُ الْعَنْكَبُوتِ. والدَّغْفَل: وَلَدُ الْفِيلِ. والدَّغْفَل: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ دَغْفَل بْنُ حَنْظَلَةَ النَّسَّابة أَحد بَنِي شَيْبَانَ. وَعَيْشٌ دَغْفَل ودَغْفَلِيٌّ أَي وَاسِعٌ؛ عَنِ الأَصمعي. وعامٌ دَغْفَل أَي مُخْصِب؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَقَدْ تَرَى إِذ الجَنَى جَنِيُّ، ... وإِذ زَمَانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ، بِالدَّارِ إِذ ثوبُ الصِّبا يَدِيُ قَوْلُهُ إِذ الجَنى جَنِيٌّ: كَمَا تَقُولُ إِذ الزَّمَانُ زَمَانٌ، وجَنًى جَمْعُ جَناة مِثْلُ خَشَبة وخَشَب، ويَدِيٌّ أَي صَانِعٌ طويل اليد. دفل: الدِّفْلى: شَجَرٌ مُرٌّ أَخضر حَسَن المَنْظَر يَكُونُ فِي الأَودية؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَنْد الدِّفْلى وَرِيَّة جَيِّدة، وَلِذَلِكَ قَالَتِ الْعَرَبُ فِي أَمثالها: اقْدَحْ

_ (2). قوله [والدَّوَاغِل الدواهي إلخ] الذي في المحكم: الدَّغَاوِل، ومثله في القاموس، قال: وغلط الجوهري فيه فقال الدَّوَاغِل، وغلط في نسبته إِلى أَبي عبيد فإن أبا عبيد لم يقل إلا الدَّغَاوِل

بِدِفْلى أَو مَرْخ، ثُمَّ شُدَّ بَعْدُ أَو أَرْخ؛ وَذَلِكَ إِذا حَمَلت رَجُلًا فَاحِشًا عَلَى رَجُلٍ فَاحِشٍ؛ قَالَ: يُضْرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ الْكَرِيمِ الَّذِي لَا تَحْتَاجُ أَن تَكُدَّه وتُلِحَّ عَلَيْهِ، والدِّفْلى كَثِيرَةُ النَّارِ، قَالَ: ونَوْرُ الدِّفْلى مُشْرَبٌ، وَلَا يأْكل الدِّفْلى شَيْءٌ. ابْنُ الأَعرابي: مِنَ الشَّجَرِ الدِّفْلى وَهُوَ الآءُ والأَلاءُ والحَبْن، وكُلُّه الدِّفْلى؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ شَجَرَةٌ مُرَّة وَهِيَ مِنَ السُّموم، وَفِي الصِّحَاحِ: نَبْتٌ مُرٌّ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا يُنَوَّن وَلَا ينوَّن، فَمَنْ جَعَلَ الأَلف للإِلحاق نَوَّنه فِي النَّكِرَةِ، وَمَنْ جَعَلَهَا للتأْنيث لَمْ ينوِّنه. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدِّفْل القَطِران. دقل: الدَّقَل مِنَ التَّمر: مَعْرُوفٌ،، قِيلَ: هُوَ أَردأُ أَنواعه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: لَوْ كُنْتُمُ تَمْراً لَكُنْتُمْ دَقَلا، ... أَو كنتُمُ مَاءً لَكُنْتُمْ وَشَلا وَاحِدَتُهُ دَقَلة، وَقَدْ أَدْقَلَ النخلُ. والدَّقَل: مَا لَمْ يَكُنْ مِنَ التَّمْرِ أَجناساً مَعْرُوفَةً. والدَّقَل أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَدْقال، وقيل: الدَّقَل جِنْسٌ مِنَ النَّخْلِ الخِصاب. الأَصمعي: الدَّقَل مِنَ النَّخْلِ يُقَالُ لَهَا الأَلوان وَاحِدُهَا لَوْن؛ قَالَ الأَزهري: وتَمْر الدَّقَل رَدِيءٌ إِلا أَن الدَّقَل يَكُونُ مِيقَارًا، وَمِنَ الدَّقَل مَا يَكُونُ تَمْرُهُ أَحمر، وَمِنْهُ مَا تَمْرُهُ أَسود وجِرْمُ تمرِه صَغِيرٌ وَنَوَاهُ كَبِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: هَذًّا كهَذِّ الشِّعْر ونَثْراً كنَثْر الدَّقَل ؛ هُوَ رَدِيءُ التَّمْرِ وَيَابِسُهُ وَمَا لَيْسَ لَهُ اسْمٌ خَاصٌّ فَتَرَاهُ ليُبْسِه ورَداءته لَا يَجْتَمِعُ وَيَكُونُ مَنْثُورًا. وَشَاةٌ دَقْلة ودَقِلَة ودَقِيلة: ضاوِيَةٌ قَمِيئة، وَالْجَمْعُ دِقالٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ وَعِنْدِي أَن جَمْعَ دَقِيلة إِنما هُوَ دَقَائِل، إِلا أَن يَكُونَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وَقَدْ أَدْقَلَت وَهِيَ مُدْقِل. والدَّقَل والدَّوْقَل: خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ تُشَدُّ فِي وَسَطِ السَّفينة يُمَدُّ عَلَيْهَا الشِّراع. وَفِي الْحَدِيثِ: فَصَعِدَ القِرْدُ الدَّقَل ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَتُسَمِّيهِ الْبَحْرِيَّةُ الصَّاري، وَقِيلَ: الدَّقَل سَهْمُ السَّفِينَةِ وأَصله مِنْ ذَلِكَ الأَول الَّذِي هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّقْل ضَعَف جِسْمِ الرَّجُلِ. والدَّوْقَل: مِنْ أَسماء رأْس الذَّكَرِ. والدَّوْقَلَة: الكَمَرة الضَّخْمة. وَيُقَالُ: كَمَرة دَوْقَلَة ضَخْمة. والدَّوْقَلَة: الأَكل وأَخذ الشَّيْءَ اخْتِصَاصًا يُدَوْقِلُه لِنَفْسِهِ. ودَوْقَلَ الشيءَ: أَخَذَه وأَكله. وَيُقَالُ: دَوْقَلَ فُلَانٌ إِذا اخْتَصَّ بشيءٍ مِنْ مأْكول. وَيُقَالُ: دَوْقَلَ فُلَانٌ جَارِيَتَهُ دَوْقَلة إِذا أَوْلَجَ فِيهَا كَمَرته. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ دَوْقَلَتْ خُصْيَتا الرَّجُلِ إِذا خَرَجتا مِنْ خَلْفه فَضَرَبتا أَدبار فَخِذَيْهِ واسْتَرْخَتا. ودَوْقَلْت الجَرَّة: نَوَّطتها بِيَدِي. أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكراً يَقُولُ: دَقَل فُلَانٌ لَحْيَ الرَّجُلِ ودَقَمَه إِذا ضَرَبَ أَنفه وَفَمَهُ. والدَّقْل لَا يَكُونُ إِلا فِي اللَّحْي وَالْقَفَا، والدَّقْم فِي الأَنف وَالْفَمِ. ودَوْقَل: اسم. دكل: الدَّكَلَة، بِالتَّحْرِيكِ: الطِّينُ الرَّقِيقُ. دَكَلَ الطِّينَ يَدْكِلُه ويَدْكُلُه دَكْلًا: جَمَعه بِيَدِهِ ليُطَيِّن بِهِ. والدَّكَلَة: الْقَوْمُ الَّذِينَ لَا يُجِيبون السُّلْطَانَ مِنْ عِزِّهم. يُقَالُ: هُمْ يَتَدَكَّلُون عَلَى السُّلْطَانِ أَي يَتَدلَّلون. وتَدَكَّلُوا عَلَيْهِ: اعْتَزُّوا وتَرَفَّعوا فِي أَنفسهم، وَقِيلَ: كُلُّ مَنْ تَرَفَّع فِي نَفْسِهِ فَقَدْ تَدَكَّلَ. وتَدَكَّلَ عَلَيْهِ: تَدَلَّل وَانْبَسَطَ.

أَبو زَيْدٍ: تَدَكَّلْت عَلَيْهِ تَدَكُّلًا أَي تَدَلَّلت؛ وأَنشد: يَا نَاقَتِي مَا لَكِ تَدْأَلِينا، ... عَلَيَّ بالدَّهْنا تَدَكَّلِينا؟ وَقَالَ آخَرُ: قَوْم لَهُمْ عَزَازةُ التَّدَكُّل وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي حُيَيَّة الشَّيْبَانِيِّ: تَدَكَّلتْ بَعْدِي وأَلْهَتها الطُّبَن، ... وَنَحْنُ نعْدُو فِي الخَبار والجَرَن يَعْنِي الجَرَل فأَبدل مِنَ اللَّامِ نُونًا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: أَقول لكَنَّاز: تَدَكَّل فإِنه ... أَبًى، لَا أَظُنُّ الضأْنَ مِنْهُ نواجِيا وَيُرْوَى: تَرَكَّل، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: عَليٌّ لَهُ فَضْلانِ: فَضْلُ قَرَابَةٍ، ... وفَضْلٌ بنَصْل السَّيْفِ والسُّمُر الدُّكْل قَالَ: الدُّكْل والدُّكْن وَاحِدٌ، يُرِيدُ لَوْنَ الرِّمَاحِ التي فيها دُكْنة. دلل: أَدَلَّ عَلَيْهِ وتَدَلَّلَ: انْبَسَطَ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَدَلَّ عَلَيْهِ وَثِق بِمَحَبَّتِهِ فأَفْرَط عَلَيْهِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَدَلَّ فأَمَلَّ، وَالِاسْمُ الدَّالَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ مُدِلًّا أَي مُنْبَسِطًا لَا خَوْفَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الإِدْلالِ والدَّالَّةِ عَلَى مَنْ لَكَ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مُدِلّ لَا تُخَضِّبِي الْبَنَانَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُدِلَّة هُنَا صِفَةً، أَراد يَا مُدِلَّة فرَخَّم كَقَوْلِ الْعَجَّاجِ: جارِيَ لَا تَسْتَنْكِري عَذِيري أَراد يَا جَارِيَةُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُدلَّة اسْمَا فَيَكُونُ هَذَا كَقَوْلِ هُدْبَةَ: عُوجِي عَلَيْنا وارْبَعِي يَا فاطِما، ... مَا دُونَ أَن يُرى الْبَعِيرُ قَائِمًا والدَّالَّة: مَا تُدِلُّ بِهِ عَلَى حَمِيمك. ودَلُّ المرأَةِ ودَلالُها: تَدَلُّلها عَلَى زَوْجِهَا، وَذَلِكَ أَن تُرِيه جَراءةً عَلَيْهِ فِي تَغَنُّج وتَشَكُّل، كأَنها تُخَالِفُهُ وَلَيْسَ بِهَا خِلاف، وَقَدْ تَدَلَّلت عَلَيْهِ. وامرأَة ذَاتٍ دَلٍّ أَي شَكْل [شِكْل] تَدِلُّ بِهِ. وَرُوِيَ عَنْ سَعْدٍ أَنه قَالَ: بَيْنا أَنا أَطوف بِالْبَيْتِ إِذ رأَيت امرأَة أَعجبني دَلُّها، فأَردت أَن أَسأَل عَنْهَا فخِفْت أَن تَكُونَ مَشْغُولةً، وَلَا يَضُرُّك جَمالُ امرأَة لَا تَعْرِفها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: دَلُّها حُسْنُ هَيْئَتِهَا، وَقِيلَ حُسْنُ حَدِيثِهَا. قَالَ شِمْرٌ: الدَّلال للمرأَة والدَّلُّ حُسْنُ الْحَدِيثِ وَحُسْنُ المَزْح وَالْهَيْئَةِ؛ وأَنشد: فإِن كَانَ الدَّلال فَلَا تَدِلِّي، ... وإِن كَانَ الْوَدَاعُ فَبِالسَّلَامِ قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ تَدِلُّ عَلَيْهِ أَي تَجْتَرِئُ عَلَيْهِ، يُقَالُ: مَا دَلَّك عَلَيَّ أَي مَا جَرَّأَك عليَّ، وأَنشد: فإِن تكُ مَدْلولًا عليَّ، فإِنني ... لِعَهْدك لَا غُمْرٌ، ولستُ بِفَانِي أَراد: فإِن جَرَّأَك عليَّ حِلمي فإِني لَا أُقِرُّ بِالظُّلْمِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: أَظُنُّ الحِلْم دَلَّ عليَّ قَوْمِي، ... وَقَدْ يُسْتَجْهَل الرجلُ الحَليم

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: دَلَّ عَلَيَّ قَوْمِي أَي جَرَّأَهم؛ وَفِيهَا يَقُولُ: وَلَا يُعْيِيك عُرْقُوبٌ للَأْيٍ، ... إِذا لَمْ يُعْطِك النَّصَفَ الخَصِيمُ وَقَوْلُهُ عُرْقُوب لِلأْيٍ يَقُولُ: إِذا لَمْ يُنْصِفك خَصْمُك فأَدْخِل عله عُرْقوباً يَفْسَخُ حُجَّته. والمُدِلُّ بِالشَّجَاعَةِ: الْجَرِيءُ. ابْنُ الأَعرابي: المُدَلِّل الَّذِي يَتَجَنَّى فِي غَيْرِ مَوْضِعِ تَجَنٍّ. ودَلَّ فُلَانٌ إِذا هَدى. ودَلَّ إِذا افْتَخَرَ. والدَّلَّة: المِنّة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: دَلَّ يَدِلُّ إِذا هَدى، ودَلَّ يَدِلُّ إِذا مَنَّ بِعَطَائِهِ. والأَدَلُّ: المَنَّان بعَمَله. والدَّالَّة مِمَّنْ يُدِلُّ عَلَى مَنْ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةٌ شِبْهُ جَراءة مِنْهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: لِفُلَانٍ عَلَيْكَ دالَّة وتَدَلُّلٌ وإِدْلال. وَفُلَانٌ يُدِلُّ عَلَيْكَ بِصُحْبَتِهِ إِدْلالًا ودَلالًا ودَالَّة أَي يَجْتَرِئُ عَلَيْكَ، كَمَا تُدِلُّ الشابَّةُ عَلَى الشَّيْخِ الْكَبِيرِ بجَمالها؛ وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشد لِجَهْمِ بْنِ شِبْلٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: تَدَلَّلُ تَحْتَ السَّوْطِ، حَتَّى كأَنما ... تَدَلَّلُ تَحْتَ السَّوْطِ خَودٌ مُغاضِب قَالَ: هَذَا أَحسن مَا وُصِف بِهِ النَّاقَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والدَّلُّ الغُنْج والشِّكْل. وَقَدْ دَلَّتِ المرأَة تَدِلُّ، بِالْكَسْرِ، وتَدَلَّلت وَهِيَ حَسَنة الدَّلِّ والدَّلال. والدَّلُّ قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ الهَدْي، وَهُمَا مِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ فِي الْهَيْئَةِ والمَنْظر وَالشَّمَائِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَالْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ: فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ أَخْبِرْنا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْت والهَدْي والدَّلِّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى نَلْزَمه، فَقَالَ: مَا أَحد أَقرب سَمْتاً وَلَا هَدْياً وَلَا دَلًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدارُ الأَرض مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ؛ فسَّره الهَرَوي فِي الْغَرِيبَيْنِ فَقَالَ: الدَّلُّ والهَدْيُ قريبٌ بعضُه مِنْ بَعْضٍ، وَهُمَا مِنَ السِّكِّينَةِ وحُسْن المَنْظَر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَصحاب ابْنِ مَسْعُودٍ كَانُوا يَرْحَلون إِلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَيَنْظُرُونَ إِلى سَمْتِه وهَدْيه ودَلِّه فَيَتَشَبَّهُونَ بِهِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَما السَّمْت فإِنه يَكُونُ بِمَعْنَيَيْنِ: أَحدهما حُسْن الْهَيْئَةِ والمَنْظَر فِي الدِّينِ وَهَيْئَةِ أَهل الْخَيْرِ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي أَن السَّمْت الطَّرِيقُ؛ يُقَالُ: الْزَمْ هَذَا السَّمْت، وَكِلَاهُمَا لَهُ مَعْنًى، إِمَّا أَرادوا هَيْئَةَ الإِسلام أَو طَرِيقَةَ أَهل الإِسلام؛ وَقَوْلُهُ إِلى هَدْيِه ودَلِّه فإِن أَحدهما قَرِيبٌ مِنَ الْآخَرِ، وَهُمَا مِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ فِي الْهَيْئَةِ والمَنْظر وَالشَّمَائِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الدَّلِّ فِي الْحَدِيثِ، وهو والهَدْي والسمْت عِبَارَةٌ عَنِ الْحَالَةُ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الإِنسان مِنَ السَّكينة وَالْوَقَارِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ وَالطَّرِيقَةِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَمْدَحُ امْرَأَةً بِحُسْنِ الدَّلّ: لَمْ تَطَلَّع من خِدْرها تَبْتَغي خِبْباً، ... وَلَا سَاءَ دَلُّها فِي العِناقِ وَفُلَانٌ يُدِلُّ عَلَى أَقرانه كَالْبَازِي يُدِلُّ عَلَى صَيْدِهِ. وَهُوَ يُدِلُّ بِفُلَانٍ أَي يَثِق بِهِ. وأَدَلَّ الرجلُ عَلَى أَقرانه: أَخذهم مِنْ فَوْقُ، وأَدَلَّ الْبَازِي عَلَى صَيْدِهِ كَذَلِكَ. ودَلَّه عَلَى الشَّيْءِ يَدُلُّه دَلًّا ودَلالةً فانْدَلَّ: سدَّده إِليه، ودَلَلْته فانْدَلَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا لَكَ، يَا أَحمقُ، لَا تَنْدَلُّ؟ ... وَكَيْفَ يَنْدَلُّ امْرُؤٌ عِثْوَلُّ؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِآخَرَ أَما تَنْدَلُّ عَلَى الطَّرِيقِ؟ والدَّلِيل: مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ. والدَّلِيل: الدَّالُّ.

وَقَدْ دَلَّه عَلَى الطَّرِيقِ يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة، وَالْفَتْحُ أَعلى؛ وأَنشد أَبو عبيد: إِنِّي امْرُءٌ بالطُّرْق ذُو دَلالات والدَّلِيل والدِّلِّيلي: الَّذِي يَدُلُّك؛ قَالَ: شَدُّوا المَطِيَّ عَلَى دَلِيلٍ دائبٍ، ... مِنْ أَهل كاظِمةٍ، بسيفِ الأَبْحُر قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ بِدَلِيلٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وَيَكُونُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي شَدُّوا المَطِيَّ عَلَى دَلالة دَليل فَحَذَفَ الْمُضَافَ وقوِي حَذْفُه هُنَا لأَن لَفْظَ الدَّلِيل يَدُلُّ عَلَى الدَّلالة، وَهُوَ كَقَوْلِكَ سِرْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى هَذِهِ حالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي سِرْ وشَدُّوا وَلَيْسَتْ مَوْصُولَةً لِهَذَيْنِ الْفِعْلَيْنِ لَكِنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ كأَنه قَالَ: شَدُّوا المطيَّ مُعْتَمِدِين عَلَى دَليل دَائِبٍ، فَفِي الظَّرْفِ دَليلٌ لِتَعَلُّقِهِ بِالْمَحْذُوفِ الَّذِي هُوَ مُعْتَمِدِين، وَالْجَمْعُ أَدِلَّة وأَدِلَّاء، وَالِاسْمُ الدِّلالة والدَّلالة، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، والدُّلُولة والدِّلِّيلى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: والدِّلِّيلى عِلْمُه بِالدَّلَالَةِ ورُسوخُه فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: وَيَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ أَدِلَّة ؛ هو جَمْعُ دَلِيل أَي بِمَا قَدْ عَلِمُوا فيَدُلُّونَ عَلَيْهِ النَّاسَ، يَعْنِي يَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ فُقَهَاء فَجَعَلَهُمْ أَنفسهم أَدلَّة مُبَالَغَةً. ودَلَلْت بِهَذَا الطَّرِيقِ: عَرَّفْتُهُ، ودَلَلْتُ بِهِ أَدُلُّ دَلالة، وأَدْلَلت بِالطَّرِيقِ إِدْلالًا. والدَّلِيلَة: المَحَجَّة الْبَيْضَاءُ، وَهِيَ الدَّلَّى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ تَنْقُصه قَلِيلًا قَلِيلًا. والدَّلَّال: الَّذِي يجمع بين البَيِّعَيْن، وَالِاسْمُ الدَّلالة والدِّلالة، والدِّلالة: مَا جَعَلْتَهُ للدَّليل أَو الدَّلَّال. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الدَّلالة، بِالْفَتْحِ، حِرْفة الدَّلَّال. ودَليلٌ بَيِّن الدِّلالة، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. والتَّدَلْدُل: كالتَّهَدُّل؛ قَالَ: كأَنَّ خُصْيَيه مِنَ التَّدَلْدُل وتَدَلْدَلَ الشيءُ وتَدَرْدَر إِذا تَحَرَّك مُتَدَلِّياً. والدَّلْدَلة: تَحْرِيكُ الرَّجُلِ رأْسه وأَعضاءه فِي الْمَشْيِ. والدَّلْدلة: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ المَنُوط. ودَلْدَلَه دِلْدَالًا: حَرَّكه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالِاسْمُ الدَّلْدال. الْكِسَائِيُّ: دَلْدَلَ فِي الأَرض وبَلْبَل وقَلْقَل ذَهَب فِيهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دَلْدَلَهم وبَلْبَلَهم حَرَّكهم. وَقَالَ الأَصمعي: تَدَلْدَلَ عَلَيْه فَوْقَ طَاقَتِهِ، والدَّلال مِنْهُ، والدَّلْدَال الِاضْطِرَابُ. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء القُنْفذ الدُّلْدُل والشَّيْهَم والأَزْيَب. الصِّحَاحُ: الدُّلْدُل عَظِيمُ القَنافِذ. ابْنُ سِيدَهْ: الدُّلْدُل ضَرْبٌ مِنَ الْقَنَافِذِ لَهُ شَوْكٌ طَوِيلٌ، وَقِيلَ: الدُّلْدُل شِبْهُ القُنْفذ وَهِيَ دَابَّةٌ تَنْتَفض فَتَرْمِي بِشَوْكٍ كالسِّهام، وفَرْقُ مَا بَيْنَهُمَا كَفَرْقِ مَا بَيْنَ الفِئَرة والجِرْذان والبَقَر وَالْجَوَامِيسِ والعِرَاب والبَخَاتِيِّ. اللَّيْثُ: الدُّلْدُل شَيْءٌ عَظِيمٌ أَعظم مِنَ القُنْفُذ ذُو شَوْكٍ طِوَالِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي مَرْثَد: فَقَالَتْ عَنَاق البَغِيُّ: يَا أَهل الخِيَام هَذَا الدُّلْدُل الَّذِي يَحْمِل أَسراركم ؛ الدُّلْدُل: القُنفُذ، وَقِيلَ: ذَكَر القَنافذ. قَالَ: يَحْتَمِلُ أَنها شَبَّهَتْهُ بالقُنْفُذ لأَنه أَكثر مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ ولأَنه يُخْفِي رأْسه فِي جَسَدِهِ مَا اسْتَطَاعَ. ودَلْدَلَ فِي الأَرض: ذَهَب. ومَرَّ يُدَلْدِل ويَتَدَلْدَل فِي مَشْيِهِ إِذا اضْطَرَبَ. اللِّحْيَانِيُّ: وَقَعَ الْقَوْمُ فِي دَلْدَال وبَلْبَال إِذا اضْطَرَب أَمرهم وتَذَبْذَب. وَقَوْمٌ دَلْدَالٌ إِذا تَدَلْدَلوا بَيْنَ أَمرين فَلَمْ يَسْتَقِيمُوا؛ وَقَالَ أَوْس:

أَمَنْ لِحَيٍّ أَضاعُوا بعضَ أَمْرهم، ... بينَ القُسُوطِ وبينَ الدِّينِ دَلْدَال ابْنُ السِّكِّيتِ: جَاءَ الْقَوْمُ دُلْدُلًا إِذا كَانُوا مُذَبْذَبين لَا إِلى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلى هَؤُلَاءِ؛ قَالَ أَبو مَعْدَان الْبَاهِلِيُّ: جاء الحَزَائِمُ والزَّبايِنُ دُلْدُلًا، ... لَا سابِقِينَ وَلَا مَع القُطَّانِ فعَجِبْتُ مِنْ عَوْفٍ وَمَاذَا كُلِّفَتْ، ... وَتَجِيءُ عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ قَالَ: والحَزِيمتانِ والزَّبِينتان مِنْ باهِلَة وَهُمَا حَزِيمة وزَبِينة جَمَعهما الشاعرُ أَي يَتَدَلْدلون مَعَ النَّاسِ لَا إِلى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلى هَؤُلَاءِ. ودُلْدُل: اسْمُ بَغْلة سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ودَلَّةُ ومُدِلّةُ: بِنْتَا مَنْجِشانَ [مَنْجَشانَ] الحِمْيَرِيّ. ودِلْ، بِالْفَارِسِيَّةِ: الفُؤاد، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ وَسَمَّت بِهِ المرأَة فَقَالُوا دَلٌّ، فَفَتَحُوهُ لأَنهم لَمَّا لَمْ يَجِدُوا فِي كَلَامِهِمْ دِلًّا أَخرجوه إِلى مَا فِي كَلَامِهِمْ، وَهُوَ الدَّلُّ الَّذِي هُوَ الدَّلال والشَّكْل والشِّكْل. دمل: الدَّمَالُ: التَّمْرُ العَفِن الأَسود الَّذِي قَدْ قَدُم، يُقَالُ: جَاءَ بِتَمْرٍ دَمَال، والدَّمَالُ فَسَادُ الطَّلْعِ قَبْلَ إِدْراكه حَتَّى يَسْوَدّ. والدَّمَال: مَا رَمَى بِهِ البحرُ مِنَ الصَّدَف والمناقِيف والنَّبَّاح. اللَّيْثُ: الدَّمال السِّرْقِينُ ونحوُه، وَمَا رَمَى بِهِ البحرُ مِنْ خُشارة مَا فِيهِ مِنَ الخَلْق مَيِّتاً نَحْوَ الأَصداف والمَناقِيف والنَّبَّاح، فَهُوَ دَمَال؛ وأَنشد: دَمالُ البُحورِ وحِيتانُها وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَلي: خَيال لعَبْدَة قَدْ هاجَ لِي ... خَبالًا مِنَ الدَّاء، بعدَ انْدِمالِ قَالَ: الاندمالُ الذَّهابُ. انْدَمَلَ القَوْمُ إِذا ذَهَبُوا. والدَّمال: مَا تَوَطَّأَتْهُ الدَّابَّةُ مِنَ الْبَعْرِ والوَأْلةِ وَهِيَ الْبَعْرُ مَعَ التُّرَابِ؛ قَالَ: فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقال، ... ومُظْلِماً لَيْسَ عَلَى دَمال وَقَدْ فُسِّرَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مَوْضِعِهِ. والدَّمال، بِالْفَتْحِ: السِّرجين وَنَحْوُهُ. ودَمَلَ الأَرضَ يَدْمُلُها دَمْلًا ودَمَلاناً وأَدْمَلَها: أَصْلَحها بالدَّمال، وَقِيلَ: دَمَلَها أَصْلَحها، وأَدْمَلَها: سَرْقَنَها. والدَّمَّال: الَّذِي يُدْمِل الأَرض يُسَرْقِنُها. وتَدَمَّلَتِ الأَرضُ: صَلَحت بالدَّمال؛ أَنشد يَعْقُوبُ: وَقَدْ جَعَلَتْ منازِلُ آلِ لَيْلى، ... وأُخْرَى لَمْ تُدَمَّلْ يَسْتَوِينا وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاص: أَنه كَانَ يَدْمُل أَرْضه بالعُرَّة ؛ قَالَ الأَحمر: يَدْمُلُ أَرْضَه أَي يُصْلِحُها ويُحْسِن مُعَالَجَتَهَا بِهَا وَهِيَ السِّرْجِين؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجُرْحِ: قَدِ انْدَمَلَ إِذا تَماثَل وصَلَح. ودَمَلَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَدْمُلُ دَمْلًا: أَصْلح. وتَدَامَلوا: تَصَالَحُوا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: رَأَى إِرَةً مِنْهَا تُحَشُّ لِفتْنة، ... وإِيقاد راجٍ أَن يَكُونَ دَمَالَها يَقُولُ: يَرْجُو أَن يَكُونَ سَبَبَ هَذِهِ الْحَرْبِ كَمَا أَن الدَّمَالَ يَكُونُ سَبَبًا لإِشعال النَّارِ. والدُّمَّلُ: وَاحِدُ دَمَامِيل القُروح. والدُّمَلُ: الخُرَاجُ

عَلَى التَّفاؤل بالصَّلاح، وَالْجَمْعُ دَمَامِيلُ نَادِرٌ. ودَمِلَ جُرحُه وانْدَمَلَ بَرِئَ والتَحم وتَماثَل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: فكيفَ بِنَفْسٍ كُلَّما قلتُ: أَشْرَفَتْ ... عَلَى البُرْءِ مِنْ دَهْماء، هِيضَ اندِمَالُها؟ ودَمَلَه الدَّواءُ يَدْمُلُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وجُرْحُ السيفِ تَدْمُلُه فَيَبْرا، ... ويَبْقَى الدَّهْرَ، مَا جَرَح اللِّسانُ «3» . والانْدِمَال: التَّماثُل مِنَ الْمَرَضِ والجُرْحِ، وَقَدْ دَمَلَه الدَّواءُ فانْدَمَلَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَلمةَ: دَمِلَ جُرْحُه عَلَى بَغْيٍ وَلَا يَدْري بِهِ أَي انخَتَم عَلَى فَسَادٍ وَلَا يُعْلَمُ بِهِ. والدُّمَّل: مُسْتَعْمَلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ يُجْمَعُ دَمَامِيل؛ وأَنشد: وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ «4» . وَقِيلَ لِهَذِهِ القُرْحَة دُمَّل لأَنها إِلى البُرْء والانْدِمال مَا هِيَ. وانْدَمَلَ الْمَرِيضُ: تماثَل، وانْدَمَلَ مِنْ وجَعه كَذَلِكَ، وَمِنْ مرَضه إِذا ارْتَفَعَ مِنْ مرضِه وَلَمْ يَتِمَّ بُرْؤه. والدَّمْل: الرِّفْق. ودَامَلَ الرجلَ: دَارَاهُ ليُصْلح مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ؛ قَالَ أَبو الأَسود: شَنِئْتُ مِنَ الإِخْوان مَنْ لستُ زائِلًا ... أُدامِلُه دَمْلَ السِّقاء المُخَرَّقِ والمُدَامَلَةُ: كالمُداجاة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ الطَّيْفان الدارِمي والطَّيْفانُ أُمُّه: ومَوْلًى كمَوْلى الزِّبْرِقان دَمَلْتُه، ... كَمَا اندَمَلَتْ ساقٌ يُهاضُ بِهَا الكَسْر وَيُقَالُ: ادْمُل القومَ أَي اطْوِهم عَلَى مَا فِيهِمْ، وَيُقَالُ للسِّرْجين الدَّمَال لأَن الأَرض تُصْلَح به. دمحل: الدُّمَحِلةُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمة الْغَلِيظَةُ. والدُّماحِل: المُتداخِل الْغَلِيظُ؛ قَالَ أَبو خِراش يَصِفُ تُرْساً: وَذَا شَرَجٍ مِنْ جِلدِ ثَوْرٍ دُماحِل ورَمْل دُماحِل: مُتَدَاخِلٌ؛ قَالَ: عَقْد الرِّياحِ العَقَدَ [العَقِدَ] الدُّماحِلا الْفَرَّاءُ: الدِّمْحَالُ الرجُل البَتَّرِيُّ. دنل: دَانَالُ: اسْمٌ أَعجمي. دهل: اللِّحْيَانِيُّ: مَضى دَهْلٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي سَاعَةٌ، وَقِيلَ أَي صَدْر؛ قَالَ: مَضى مِنَ الليلِ دَهْلٌ، وَهِيَ واحِدةٌ، ... كأَنَّها طائِرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور هَذِهِ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ، وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ: ذَهْل، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ نَادِرَةٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَّهْلُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّاهِل المُتَحيِّر، قَالَ الأَزهري: أَصله دالِهٌ. وَلَا دَهْل أَي لَا تَخَفْ، نَبَطِيَّة معرَّبة؛ قَالَ بَشّار: فَقُلْتُ لَهُ: لَا دَهْل مِن قَمْل بَعْدَ ما ... مَلا نَيْفَقَ التُّبَّان مِنْهُ بعاذِر قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ لَا دَهْل وَلَا قَمْل مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، إِنما هُمَا مِنْ كَلَامِ النَّبَط، يسمون الجَمل قَمْلًا.

_ (3). قوله [ويبقى الدهر] كذا في النسخ، والذي في المحكم وشرح القاموس: وجرح الدهر (4). قوله [وَامْتَهَدَ الْغَارِبُ فِعْلَ الدُّمَّل] هكذا ضبط في التهذيب هنا وعدة نسخ من الصحاح، وتقدم لنا ضبطه في مهد برفع اللام من فعل، ووقع في المحكم والتهذيب في مادة مهد بالنصب فيهما

دهبل: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي دَهْبَل إِذا كَبَّر اللُّقَم ليسابِق في الأَكل. دهكل: دَهْكَلٌ: مِنْ شَدَائِدِ الدهر. دَوَلَ: الدَّوْلةُ والدُّولةُ: العُقْبة فِي الْمَالِ والحَرْب سَواء، وَقِيلَ: الدُّولةُ، بِالضَّمِّ، فِي المال، والدَّوْلةُ، بالفتح، في الْحَرْبِ، وَقِيلَ: هُمَا سَوَاءٌ فِيهِمَا، يُضَمَّانِ وَيُفْتَحَانِ، وَقِيلَ: بِالضَّمِّ فِي الْآخِرَةِ، وَبِالْفَتْحِ فِي الدُّنْيَا، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ فِيهِمَا، وَالْجَمْعُ دُوَلٌ ودِوَلٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَجِيءُ فُعْلَة عَلَى فُعَلٍ يُرِيكَ أَنها كأَنها جَاءَتْ عِنْدَهُمْ مِنْ فُعْلة، فكأَن دَوْلة دُولة، وَإِنَّمَا ذَلِكَ لأَن الْوَاوَ مِمَّا سَبِيلُهُ أَن يأْتي تَابِعًا لِلضَّمَّةِ، وَهَذَا مِمَّا يُؤَكِّدُ عِنْدَكَ ضَعْفَ حُرُوفِ اللِّينِ الثَّلَاثَةِ، وَقَدْ أَدَالَه. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّوْلة، بِالْفَتْحِ، فِي الْحَرْبِ أَن تُدال إِحدى الْفِئَتَيْنِ عَلَى الأُخرى، يُقَالُ: كَانَتْ لَنَا عَلَيْهِمُ الدَّوْلة، وَالْجَمْعُ الدُّوَلُ، والدُّولة، بِالضَّمِّ، فِي الْمَالُ؛ يُقَالُ: صَارَ الْفَيْءُ دُولة بَيْنَهُمْ يَتَداوَلونه مَرَّة لِهَذَا وَمَرَّةً لِهَذَا، وَالْجَمْعُ دُولات ودُوَلٌ. وقال أَبو عبيدة: الدُّولة، بِالضَّمِّ، اسْمٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي يُتَداوَل بِهِ بِعَيْنِهِ، والدَّولة، بِالْفَتْحِ، الْفِعْلُ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: إِذا كَانَ المَغْنَم دُوَلًا جَمْعُ دُولة، بِالضَّمِّ، وَهُوَ مَا يُتداوَل مِنَ الْمَالِ فَيَكُونُ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ. الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ ؛ قرأَها النَّاسُ بِرَفْعِ الدَّالِ إِلا السُّلَمِيَّ فِيمَا أَعلم فإِنه قرأَها بِنَصْبِ الدَّالِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا للدَّوْلة بِمَوْضِعٍ، إِنما الدَّولة لِلْجَيْشَيْنِ يهزِم هَذَا هَذَا ثُمَّ يُهْزَم الْهَازِمُ، فَتَقُولُ: قَدْ رَجَعَت الدَّوْلة عَلَى هَؤُلَاءِ كأَنها المرَّة؛ قَالَ: والدُّولة، بِرَفْعِ الدَّالِ، فِي المِلْك والسُّنن الَّتِي تغيَّر وتُبدَّل عَنِ الدَّهْرِ فَتِلْكَ الدُّولَةُ والدُّوَلُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الدُّولة اسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي يُتداول، والدَّوْلةُ الْفِعْلُ وَالِانْتِقَالُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ، فَمَنْ قرأَ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً فَعَلَى أَن يَكُونَ عَلَى مَذْهَبِ الْمَالِ، كأَنه كَيْ لَا يَكُونَ الْفَيْءُ دُولة أَي مُتداوَلًا؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ يُونُسُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: الدُّولة بِالضَّمِّ فِي الْمَالِ، والدَّولة بالفتح في الحرب، قَالَ: وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: كِلْتَاهُمَا فِي الْحَرْبِ وَالْمَالِ سَوَاءٌ؛ وَقَالَ يُونُسُ: أَمَّا أَنا فَوَاللَّهِ مَا أَدري مَا بَيْنَهُمَا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: حَدِّثْني بِحَدِيثٍ سمعتَه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَتَدَاوَلْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجال أَي لَمْ يتناقَلْه الرِّجَالُ وتَرْويه وَاحِدًا عَنْ وَاحِدٍ، إِنما تَرْوِيهِ أَنتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اللَّيْثُ: الدَّوْلة والدُّولة لُغَتَانِ، وَمِنْهُ الإِدالةُ الغَلَبة. وأَدَالَنا اللَّهُ مِنْ عَدُوِّنَا: مِنَ الدَّوْلة؛ يُقَالُ: اللَّهُمَّ أَدِلْنِي عَلَى فُلَانٍ وَانْصُرْنِي عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ ثَقِيفٍ: نُدالُ عَلَيْهِمْ ويُدالون عَلَيْنَا ؛ الإِدالةُ: الغَلَبة، يُقَالُ: أُدِيل لَنَا عَلَى أَعدائنا أَي نُصِرْنا عَلَيْهِمْ، وَكَانَتِ الدَّوْلة لَنَا، والدَّوْلة: الِانْتِقَالُ مِنْ حَالِ الشدَّة إِلى الرَّخاء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سُفْيان وهِرَقْلَ: نُدالُ عَلَيْهِ ويُدالُ عَلَيْنَا أَي نَغْلِبه مَرَّةً ويَغلبنا أُخرى. وَقَالَ الْحَجَّاجُ: يوشِك أَن تُدال الأَرضُ مِنَّا كَمَا أُدِلْنا مِنْهَا أَي يُجعل لَهَا الكَرَّةُ والدَّوْلة عَلَيْنَا فتأْكل لحومَنا كَمَا أَكلنا ثِمارها وتَشرب دِمَاءَنَا كَمَا شَرِبْنَا مِيَاهَهَا. وتَداوَلْنا الأَمرَ: أَخذناه بالدُّوَل. وَقَالُوا: دَوالَيْك أَي مُداوَلةً عَلَى الأَمر؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن شِئْتَ حَمَلْتَهُ عَلَى أَنه وَقَعَ فِي هَذِهِ الْحَالِ. ودَالَت الأَيامُ أَي دَارَتْ، وَاللَّهُ يُداوِلها بَيْنَ النَّاسِ. وتَداوَلَتْهُ الأَيدي: أَخذته هَذِهِ مرَّة وَهَذِهِ مرَّة. ودَالَ الثوبُ يَدُولُ أَي بَلِي. وَقَدْ جَعَل ودُّه يَدُول

أَي يَبْلى. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ حَجازَيْك ودَوَالَيْكَ وهَذاذَيك، قَالَ: وَهَذِهِ حُرُوفٌ خِلْقَتُها عَلَى هَذَا لَا تُغيَّر، قَالَ: وحَجازيك أَمَرَه أَن يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ كُفَّ نَفْسَك، وأَمّا هَذَاذَيْكَ فإِنه يأْمره أَن يَقْطَعَ أَمر الْقَوْمِ، ودَوَالَيْك مِنْ تَداوَلوا الأَمر بَيْنَهُمْ يأْخذ هَذَا دَولة وَهَذَا دَولة، وَقَوْلُهُمْ دَوالَيْك أَي تَداوُلًا بَعْدَ تَدَاوُلٍ؛ قَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاس: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه، ... دَوَالَيْكَ حَتَّى لَيْسَ لِلْبُرْد لابِسُ» . الْفَرَّاءُ: جَاءَ بالدُّوَلة والتوَلةِ وَهُمَا مِنَ الدَّواهي. وَيُقَالُ: تَداوَلْنا العملَ والأَمر بَيْنَنَا بِمَعْنَى تعاوَرْناه فعَمِل هَذَا مَرَّة وَهَذَا مَرَّةً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي بَيْتَ عَبْدِ بَنِي الحَسْحاس: إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بُرْداك مِثله، ... دَوالَيْك حَتَّى مَا لِذا الثَّوْبِ لابِسُ قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ شَقَّ ثِيَابَ امرأَة لِيَنْظُرَ إِلى جَسَدِهَا فشَقَّت هِيَ أَيضاً عَلَيْهِ ثَوْبَهُ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: رُبَّمَا أَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ عَلَى دَوالَيْك فَجُعِلَ كَالِاسْمِ مَعَ الْكَافِ؛ وأَنشد فِي ذَلِكَ: وصاحبٍ صاحَبْتُه ذِي مَأْفَكَهْ، ... يَمْشي الدَّوالَيْكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ قَالَ: الدَّوالَيْك أَن يَتَحَفَّزَ فِي مِشيته إِذا حَاكَ، والبُنَّكةُ يَعْنِي ثِقْله إِذا عَدَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ دَوَالٍ؛ قَالَ الضِّبَابُ بْنُ سَبْع بْنِ عَوْفٍ الْحَنْظَلِيُّ: جَزَوْني بِمَا رَبَّيْتُهم وحَمَلْتهم، ... كَذَلِكَ مَا إِنَّ الخُطوب دَوَال والدَّوَلُ: النَّبْل المُتداوَل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَلُوذُ بالجُودِ مِنَ النَّبْلِ الدَّوَلْ وَقَوْلُ أَبي دُواد: وَلَقَدْ أَشْهَدُ الرِّماحَ تُدالي، ... فِي صُدورِ الكُماةِ، طَعْنَ الدَّرِيَّه قَالَ أَبو عَلِيٍّ: أَراد تُداوِل فَقَلَبَ الْعَيْنَ إِلى مَوْضِعِ اللَّامِ. وانْدال مَا فِي بَطْنِهِ مِنْ مِعًى أَو صِفاق: طُعِن فَخَرَجَ ذَلِكَ. وانْدَالَ بطنُه أَيضاً: اتَّسَعَ وَدَنَا مِنَ الأَرض. وانْدَالَ بطنُه: استَرْخى. وانْدَالَ الشَّيْءُ: ناسَ وتَعَلَّق؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدَال ... بَدَوْنَ مِن مُدَّرِعي أَسْمالِ «2» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما السِّيرَافِيُّ فَقَالَ: مُنْدَال مُنْفَعِل مِنَ التَّدَلِّي مَقْلُوبٌ عَنْهُ، فَعَلَى هَذَا لَا يَكُونُ لَهُ مَصْدَرٌ لأَن الْمَقْلُوبَ لَا مَصْدَرَ لَهُ. واندالَ القومُ: تَحَوَّلُوا مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ. والدُّوَلةُ: لغة في التُّوَلة. يُقَالُ: جَاءَنَا بدُوَلاتِه أَي بدَواهِيه، وَجَاءَنَا بالدُّوَلة أَي بالدَّاهية. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ وقَعوا مِنْ أَمرهم فِي دُولُول أَي فِي شِدَّةٍ وأَمر عَظِيمٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَاءَ بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ. والدَّوِيلُ: النَّبْتُ العامِيُّ اليابس، وخص بعضهم

_ (1). قوله [حَتَّى لَيْسَ لِلْبُرْدِ لَابِسُ] قال في التكملة: الرواية: إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبرد برقع دَوَالَيك حتى كلنا غير لابس (2). قوله [مدّرعي] ضبط في مادة حدج بفتح العين على أنه مثنى، والصواب كسرها كما ضبط في المحكم هنا

فصل الذال المعجمة

بِهِ يَبِيسَ النَّصِيِّ والسَّبَط؛ قَالَ الرَّاعي: شَهْرَيْ رَبِيعٍ لَا تَذُوقُ لَبُونُهم ... إِلا حُموضاً وخْمَةً ودَوِيلا وَهُوَ فَعِيل. أَبو زَيْدٍ: الكَلأُ الدَّويل الَّذِي أَتت عَلَيْهِ سَنتانِ فَهُوَ لَا خَيْرَ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الدالةُ الشُّهْرة وَيَجْمَعُ الدَّالَ. يُقَالُ: تَرَكْنَاهُمْ دَالَةً أَي شُهْرة. وَقَدْ دَالَ يَدُول دَالَةً ودَوْلًا إِذا صَارَ شُهْرة. والدَّوالي: ضَرْب مِنَ الْعِنَبِ بِالطَّائِفِ أَسود يَضْرِبُ إِلى الحُمْرة، وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ إِلى أُم الْمُنْذِرِ العَدَوِيَّة قالتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ ناقِهٌ، قَالَتْ: وَلَنَا دَوالٍ مُعلَّقة، قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَكل وَقَامَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يأْكل فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَهْلًا فإِنك ناقِهٌ، فَجَلَسَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأَكل مِنْهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جُعِلَتْ لَهُمْ سِلْقاً وَشَعِيرًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ هَذَا أَصِبْ فإِنه أَوْفقُ لَكَ ؛ قَالَ: الدَّوالي جَمْعُ دَالِيَةٍ وَهِيَ عِذْقُ بُسْرٍ يُعلَّق فإِذا أَرْطَب أُكل، وَالْوَاوُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الأَلف. والدُّولُ: حَيٌّ مِنْ حَنِيفة يُنْسَبُ إِليهم الدُّوليُّ. والدِّيلُ: في عبد الْقَيْسِ. ودَالانُ: مِنْ هَمْدانَ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ. والدَّال: حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ فِي الْكَلَامِ أَصلًا وَبَدَلًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَلفها أَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لَمَّا قُدِّمَتْ فِي أَخواتها مِمَّا عَيْنُهُ أَلف، وَاللَّهُ أَعلم. دَيَلَ: الدِّيلُ: حيٌّ فِي عَبْدِ القَيْس يُنْسَبُ إِليهم الدِّيليُّ، وَهُمَا دِيلانِ: أَحدهما الدِّيل بْنُ شَنّ بْنِ أَفْصى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصى، وَالْآخَرُ الدِّيل بْنُ عَمْرِو بْنِ وَدِيعةَ بْنِ أَفصى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، مِنْهُمْ أَهلُ عُمان. ابْنُ سِيدَهْ: وَبَنُو الدِّيل مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مناةَ بْنِ كِنانَة. غَيْرُهُ: وأَما الدُّئلُ، بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ، فَهُمْ حَيٌّ مِنْ كِنَانَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَيُنْسَبُ إِليهم أَبو الأَسود الدُّؤَلي، فَتَفْتَحُ الْهَمْزَةُ اسْتِثْقَالًا لتوالي الكسرات. فصل الذال المعجمة ذأل: الذَّأَلانُ: عَدْو متقارِب. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّأَلان السُّرعة والذؤول مِنَ النَّشَاطِ، والذَّأَلانُ مَشْيٌ سَرِيعٌ خَفِيفٌ فِي مَيَسٍ وسُرعة، وَبِهِ سُمِّي الذِّئْبُ ذُؤَالة، ذَأَلَ يَذْأَلُ ذَأْلًا وذَأَلاناً، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَرَّتْ بِأَعْلى السَّحَرَيْنِ تَذْأَلُ والذَّأَلانُ أَيضاً: مَشْي الذِّئْبِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَرَبُ تَجْمَعُهُ عَلَى ذَآلِيلَ فَيُبْدِلُونَ النُّونَ لَامًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف كَيْفَ هَذَا الْجَمْعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ حَقُّهُ ذآلِين لِيَكُونَ مِثْلَ كَرَوان وكَراوِينَ إِلا أَنه أَبدل مِنَ النُّونِ لَامًا؛ وَشَاهِدُ الذَّآلِيل قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: بِذِي مَيْعةٍ، كأَنَّ بَعْضَ سِقاطِه ... وتَعْدائه رِسْلًا ذَآلِيلُ ثَعْلَب وَقَالَ آخَرُ: ذُو ذَأَلانٍ كَذآلِيلِ الذِّئِبْ وَرَجُلٌ مِذْأَلٌ مِنْهُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

يأْتي لَهَا مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل ... ذُو خِرَق طُلْسٍ، وشَخْص مِذْأَل ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ: قَالَ الْقَالِي وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْمَعُ ذَأَلان الذِّئْبِ ذَآلِينَ وذآلِيلَ. وذؤَالةُ: الذِّئْبُ، اسْمٌ لَهُ مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِفُ، سُمِّيَ بِهِ لخِفَّته فِي عَدْوه، وَالْجَمْعُ ذِئلانٌ وذُؤْلان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَسماء بْنُ خَارِجَةَ يَصِفُ ذِئْبًا طَمِع فِي نَاقَتِهِ: لِيَ كلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤاله، ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِباله وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ يضرب للأَمر ينبع الأَمر أَي لِيَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذؤالةَ بَلِيّة عَلَى بَلِيَّةٍ. وَيُقَالُ: خَشِّ ذُؤَالَةَ بالحِبالة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خَشِّ فِعْلُ أَمر مِنْ خَشَّيْتُه أَي خَوَّفتُه، وَمَعْنَاهُ قَعْقِع تُرْهِبْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ : مَرَّ بجارِية سَوْدَاءَ وَهِيَ تُرقِّص صَبيًّا لَهَا وَتَقُولُ: ذُؤال، يَا ابنَ القومِ، يَا ذُؤَالَه فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تَقُولِي ذُؤال فإِنه شَرُّ السِّباع ؛ ذُؤالَ: تَرْخِيمُ ذُؤالة وَهُوَ اسْمُ عَلَمٍ لِلذِّئْبِ مِثْلَ أُسامة للأَسد. والذَّأْلان: الذِّئْبُ أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فارَطَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه والذُّؤلانُ: ابْنُ آوَى. التَّهْذِيبُ: والذَّأْلان بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ، يُقَالُ: هُوَ ابْنُ آوَى، وَقَدْ سَمَّت الْعَرَبُ عَامَّةَ السِّبَاعِ بأَسماء معارِفَ يُجرونها مُجْرى أَسماء الرِّجَالِ والنساء. ذبل: ذَبَلَ النباتُ والغُصن والإِنسان يَذْبُلُ ذَبْلًا وذُبُولًا: دَقَّ بَعْدَ الرِّيّ، فَهُوَ ذَابِل، أَي ذَوى، وَكَذَلِكَ ذَبُلَ، بِالضَّمِّ. وقَناً ذَابل: دَقِيقٌ لاصِق اللِّيطِ، وَالْجَمْعُ ذُبَّلٌ وذُبُلٌ. وَيُقَالُ: ذَبَلَ فُوهُ يَذْبُلُ ذُبُولًا وذَبَّ ذُبوباً إِذا جَفَّ ويَبسَ رِيقُه وأَذْبَلَهُ الْحَرُّ. والتَّذَبُّل: مِنْ مَشْي النِّسَاءِ إِذا مَشَتِ المرأَة مِشْية الرِّجَالِ وَكَانَتْ دَقِيقَةً. وَيُقَالُ: ذِبْلُ ذَبِيل أَي ثُكْلُ ثَاكِلٍ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المرأَة ذِبْلة. وَمَا لَهُ ذَبَلَ ذَبْلُه أَي أَصلُه، وَهُوَ مِنْ ذُبُول الشَّيْءِ أَي ذَبَلَ جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَطَل نِكَاحُهُ؛ قَالَ كُثَيْرُ بْنُ الغَريرةِ: طِعان الكُماة ورَكْض الجِيادِ، ... وقَوْل الحواضِنِ: ذَبْلًا ذَبِيلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الذَّبِيل العَجَبُ؛ قَالَ بَشامةُ بْنُ الغَدِير النَّهْشَلي: طعان الكماة وضرب الجياد، ... وَقَوْلُ الْحَوَاضِنِ: ذَبْلًا ذَبيلا وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ وَقَدْ كَبِر: مَا تسأَل عَمَّنْ ذَبَلت بَشرته أَي قُلَّ مَاءُ جِلْدِهِ وَذَهَبَتْ نَضارته. وَيُقَالُ: ذَبَلَتْهم ذُبَيلةٌ أَي هَلكوا. ابْنُ الأَعرابي: الذُّبال النَّقَّابات، وَكَذَلِكَ الدُّبال بِالذَّالِ وَالدَّالِ، قَالَ: وذَبَلَته ذُبول ودَبَلَته دُبول، قَالَ: والذِّبل الثكْل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَهُمَا لُغَتَانِ. وذَبُلَ الْفَرَسُ: ضَمُر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: عَلَى الذَّبْلِ جَيّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه، ... إِذا جاشَ فِيهِ حَمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ والذَّبْلةُ: الرِّيحُ المُذْبِلةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دِيار مَحَتْها بَعْدَنا كُلُّ ذَبْلةٍ ... دَروجٍ، وأُخرى تُهْذِبُ الْمَاءَ سَاجِرُ

والذُّبَالَةُ: الفَتِيلة الَّتِي تُسْرَج، وَالْجَمْعُ ذُبَال؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: بِتْنا بِتَدْوِرةٍ تُضِيء وجُوهُنا ... دسَم السَّلِيطِ، يُضِيء فَوْقَ ذُبَالِ التَّهْذِيبِ: يُقَالُ للفَتِيلة الَّتِي يُصْبَح بِهَا السِّرَاجُ ذُبَالَة وذبَّالة، وَجَمْعُهَا ذُبال وذُبَّال؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كمِصْباحِ زَيْتٍ فِي قَنادِيل ذُبَّالِ قَالَ: وَهُوَ الذُّبال الَّذِي يُوضَعُ فِي مِشكاة الزُّجاجة الَّتِي يُسْتَصْبَح بِهَا. والذَّبْل: ظَهْرُ السُّلَحْفاة، وَفِي الْمُحْكَمِ: جِلْدُ السُّلحْفاة البَرِّيَّة، وَقِيلَ الْبَحْرِيَّةِ، يُجْعَلُ مِنْهُ الأَمشاط ويُجْعَل مِنْهُ المَسَك أَيضاً، وَقِيلَ: الذَّبْل عِظَامُ ظَهْرِ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ تَتَّخِذُ النِّسَاءُ مِنْهُ أَسْوِرة؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ امرأَة رَاعِيَةً: تَرَى العَبَس الحَوْلِيَّ جَوْناً بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكاً، مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَبْل وَيُرْوَى: جَوْناً بِسُوقِهَا؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: تَقُولُ ذاتُ الذَّبَلات جَيْهَلُ فَجَمَعَ الذَّبْل بالأَلف وَالتَّاءِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي ذَاتُ الرَّبَلات. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الذَّبْل الْقُرُونُ يُسَوَّى مِنْهُ المَسَك. الْجَوْهَرِيُّ: والذَّبْل شَيْءٌ كَالْعَاجِ وَهُوَ ظَهْرُ السُّلَحْفاة الْبَرِّيَّةِ يُتَّخَذُ مِنْهُ السِّوار. والذَّبْل: جَبَل؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِشَاعِرٍ: عَقِيلة إِجْل، تَنْتَمِي طَرِفاتُها ... إِلى مُؤْنِق مِنْ جَنْبة الدَّبْل رَاهِنِ ويَذْبُلُ: اسْمُ جَبَلٍ بِعَيْنِهِ في بلاد نجد. ذبكل: أَبو ذُبَاكِل: مِنْ شعرائهم. ذجل: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الذَّاجِل الظَّالِمُ، وَقَدْ ذَجَلَ إِذا ظَلَم. ذحل: الذَّحْل: الثأْر، وَقِيلَ: طَلَبُ مكافأَة بِجِنَايَةٍ جُنِيَت عَلَيْكَ أَو عَدَاوَةٍ أُتِيَتْ إِليك، وَقِيلَ: هُوَ الْعَدَاوَةُ والحِقْد، وَجَمْعُهُ أَذْحَال وذُحُول، وَهُوَ التِّرة. يُقَالُ: طَلَبَ بذَحْله أَي بثأْره. وَفِي حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ المُلَوِّح: مَا كَانَ رَجُلٌ ليَقْتُل هَذَا الْغُلَامَ بذَحْله إِلا قَدِ اسْتَوْفى ؛ الذَّحْل: الوِتْر وَطَلَبُ المكافأَة بِجِنَايَةٍ جُنِيَتْ عَلَيْهِ مِنْ قَتْلٍ أَو جرح ونحو ذلك. ذرمل: التَّهْذِيبُ: ذَرْمَل الرجُل إِذا أَخرج خُبْزته مُرَمَّدَةً لِيُعَجِّلَهَا عَلَى الضَّيْفِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ذَرْمَل ذَرْمَلةً إِذا سَلَح؛ وأَنشد: لَعْواً مَتَى رأَيته تَقَهَّلا، ... وإِن حَطَأْت كَتِفيه ذَرْمَلا ذعل: ابْنُ الأَعرابي: الذَّعَل الإِقرار بَعْدَ الْجُحُودِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ مَا رأَيت لَهُ ذِكْرًا في الكتب. ذفل: الذَّفْل والذِّفْل: القَطِران الرَّقِيقُ الَّذِي قَبْلَ الخَضْخاض. ذلل: الذُّلُّ: نَقِيضُ العِزِّ، ذَلَّ يَذِلُّ ذُلًّا وذِلَّة وذَلالة ومَذَلَّة، فَهُوَ ذَلِيل بَيِّن الذُّلِّ والمَذَلَّة مِنْ قَوْمٍ أَذِلّاء وأَذِلَّة وذِلال؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئة: وَشَاعِرُ قومٍ أُولي بِغْضة ... قَمَعْتُ، فصاروا لثاماً ذِلالا وأَذَلَّه هُوَ وأَذَلَّ الرجلُ: صَارَ أَصحابه أَذِلَّاءَ.

وأَذَلَّه: وَجَدَهُ ذَلِيلًا. واسْتَذَلُّوه: رأَوه ذَلِيلًا، ويُجْمَع الذَّلِيل مِنَ النَّاسِ أَذِلَّة وذُلَّاناً. والذُّلُّ: الخِسَّة. وأَذَلَّه واسْتَذَلَّه كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَذَلَّلَ لَهُ أَي خَضَعَ. وَفِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: المُذِلُّ؛ هُوَ الَّذِي يُلْحِق الذُّلَّ بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَنْفِي عَنْهُ أَنواع الْعِزِّ جَمِيعَهَا. واسْتَذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ: نَزع القُراد عَنْهُ ليستلذَّ فيأْنس بِهِ ويَذِلّ؛ وإِياه عَنى الحُطَيئة بِقَوْلِهِ: لَعَمْرُك مَا قُراد بَنِي قُرَيْع، ... إِذا نُزِع القُرادُ، بِمُسْتَطَاعِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ، ... صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِيف أَراد غَيْرَ ذَلِيل أَو غَيْرَ ذِي ذِلَّة، وَرَفَعَ صَنَابر عَلَى الْبَدَلِ مِنْ تُرَاث. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ؛ قِيلَ: الذِّلَّة مَا أُمِروا بِهِ مِنْ قَتْلِ أَنفسهم، وَقِيلَ: الذِّلَّة أَخذ الْجِزْيَةِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْجِزْيَةُ لَمْ تَقَعْ فِي الَّذِينَ عَبَدُوا العِجْل لأَن اللَّهَ تَعَالَى تَابَ عَلَيْهِمْ بِقَتْلِ أَنفسهم. وذُلٌّ ذَلِيل: إِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، وإِما أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى مُذِلّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ مَا سَآهَا، ... وحَلَّ بِدَارِهِمْ ذُلٌّ ذَلِيل والذِّلُّ، بِالْكَسْرِ: اللِّين وَهُوَ ضِدُّ الصُّعُوبَةِ. والذُّلُّ والذِّلُّ: ضِدُّ الصُّعُوبَةِ. ذَلَّ يَذِلُّ ذُلًّا وذِلًّا، فَهُوَ ذَلُولٌ، يَكُونُ فِي الإِنسان وَالدَّابَّةِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وَمَا يَكُ مِنْ عُسْرى ويُسْرى، فإِنَّني ... ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ، أَرِيبُ عَلَّق ذَلُولًا بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى رَفِيق ورؤُوف، وَالْجَمْعُ ذُلُلٌ وأَذِلَّة. وَدَابَّةٌ ذَلُولٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَقَدْ ذَلَّلَه. الْكِسَائِيُّ. فَرَسٌ ذَلُول بيِّن الذِّلِّ، وَرَجُلٌ ذَلِيلٌ بيِّنُ الذِّلَّةِ والذُّلِّ، وَدَابَّةٌ ذَلولٌ بيِّنة الذُّلِّ مِنْ دَوَابٍّ ذُلُل. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: بَعْضُ الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل وَالْمَالِ ؛ مَعْنَاهُ أَن الرَّجُلَ إِذا أَصابته خُطَّة ضَيْم يَنَالُهُ فِيهَا ذُلٌّ فصبَر عَلَيْهَا كَانَ أَبْقَى لَهُ ولأَهله وَمَالِهِ، فإِذا لَمْ يَصْبِرُ ومَرَّ فِيهَا طَالِبًا لِلْعِزِّ غَرَّر بِنَفْسِهِ وأَهله وَمَالِهِ، وَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِهَلَاكِهِ. وعَيْرُ المَذَلَّة: الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه؛ وَقَوْلُهُ: ساقَيْتُهُ كأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّة ... ذُلُلٍ، مُؤَلَّلة الشِّفار، حِدَاد إِنما أَراد مُذَلّلة بالإِحداد أَي قَدْ أُدِقَّت وأُرِقَّت؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وذَلَّ أَعْلى الحَوْض مِنْ لِطَامها أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ. وَفِي الْحَدِيثِ : اللَّهُمَّ اسْقِنا ذُلُل السَّحَابِ ؛ هُوَ الَّذِي لَا رَعْدَ فِيهِ وَلَا بَرْق، وَهُوَ جَمْعُ ذَلُول مِنَ الذِّلّ، بِالْكَسْرِ، ضِدُّ الصَّعْبِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِي الْقَرْنَيْنِ: أَنه خُيِّر فِي رُكُوبِهِ بَيْنَ ذُلُل السَّحَابِ وصِعابه فَاخْتَارَ ذُلُله. والذُّلُّ والذِّلُّ: الرِّفْقُ وَالرَّحْمَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي صِفَةِ الْمُؤْمِنِينَ: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَى قَوْلِهِ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ رُحَماء رُفَقاء عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ غِلاظ شِداد عَلَى الْكَافِرِينَ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أَذِلَّةٍ

عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَي جَانِبُهُمْ لَيِّنٌ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ أَنهم أَذِلَّاء مُهانون، وَقَوْلُهُ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ أَي جَانِبُهُمْ غَلِيظٌ عَلَى الْكَافِرِينَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا ، أَي سُوِّيت عناقيدها وذُلِّيَت، وقيل: هذا كقوله: قُطُوفُها دانِيَةٌ، كُلَّمَا أَرادوا أَن يَقْطِفُوا شَيْئًا مِنْهَا ذُلِّل ذَلِكَ لَهُمْ فدَنا منهم، قُعوداً كانوا أَو مُضْطَجِعِينَ أَو قِيَامًا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وتَذْليل العُذُوق فِي الدُّنْيَا أَنها إِذا انشقَّت عَنْهَا كَوَافيرها الَّتِي تُغَطِّيها يَعْمِد الآبِر إِليها فيُسَمِّحُها ويُيَسِّرها حَتَّى يُذلِّلها خَارِجَةً مِنْ بَيْنِ ظُهْران الْجَرِيدِ والسُّلَّاء، فَيَسْهُلُ قِطافها عِنْدَ يَنْعها؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: وكَشْحٍ لَطِيف كالجَدِيل مُخَصَّرٍ، ... وساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّل قَالَ: أَراد سَاقًا كأُنبوب بَرْديٍّ بَيْنَ هَذَا النَّخْلِ المُذَلَّل، قَالَ: وإِذا كَانَ أَيام الثَّمَرَةِ أَلَحَّ النَّاسُ عَلَى النَّخْلِ بالسَّقْي فَهُوَ حِينَئِذٍ سَقِيٌّ، قَالَ: وَذَلِكَ أَنعم لِلنَّخِيلِ وأَجْوَد لِلثَّمَرَةِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: السَّقِيُّ الَّذِي يَسْقِيهِ الْمَاءَ مِنْ غَيْرِ أَن يُتَكلَّف لَهُ السَّقْيُ. قَالَ شَمِرٌ: وسأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنِ المُذلَّل فَقَالَ: ذُلِّلَ طريقُ الْمَاءِ إِليه، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقِيلَ أَراد بالسَّقِيِّ العُنْقُر، وَهُوَ أَصل البَرْدِيِّ الرَّخْص الأَبيض، وَهُوَ كأَصل القَصَب؛ وَقَالَ العَجّاج: عَلَى خَبَنْدَى قَصَب مَمْكُورِ، ... كعُنْقُرات الْحَائِرِ الْمَسْكُورِ وَطَرِيقٌ مُذَلَّل إِذا كَانَ مَوْطُوءاً سَهْلًا. وذِلُّ الطَّرِيقِ: مَا وُطِّئَ مِنْهُ وسُهِّل. وَطَرِيقٌ ذَلِيلٌ مِنْ طُرُق ذُلُل، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَكُونُ الطَّرِيقُ ذَليلًا وَتَكُونُ هِيَ ذَلِيلة؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ذُلُلًا نَعْتُ السُّبُل، يُقَالُ: سَبِيلٌ ذَلُولٌ وسُبُل ذُلُلٌ، وَيُقَالُ: إِن الذُّلُل مِنْ صِفَاتِ النَّحْلِ أَي ذُلِّلت لِيَخْرُجَ الشَّرَابُ مِنْ بُطُونِهَا. وذُلِّلَ الكَرْمُ: دُلِّيت عَنَاقِيدُهُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التدْليل تَسْوِيَةُ عَنَاقِيدِ الكرْم وتَدْلِيتها، والتذْليل أَيضاً أَن يُوضَعَ العِذْق عَلَى الْجَرِيدَةِ لِتَحْمِلَهُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَسَاقٍ كأُنبوب السَّقِيِّ المُذَلَّل وَفِي الْحَدِيثِ : كَمْ مِنْ عِذْق مُذَلَّل لأَبي الدَّحْداح ؛ تَذْلِيلُ العُذوق تَقَدَّمَ شَرْحُهُ، وإِن كَانَتِ الْعَيْنُ «3» مَفْتُوحَةً فَهِيَ النَّخْلَةُ، وَتَذْلِيلُهَا تَسْهِيلُ اجْتِنَاءِ ثَمَرَتِهَا وإِدْناؤها مِنْ قَاطِفِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ : تَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ مُذَلَّلة لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعُوَافِي ، أَي ثِمَارُهَا دَانِيَةٌ سَهْلَةُ التَّنَاوُلِ مُخَلَّاة غَيْرُ مَحْمِيَّة وَلَا مَمْنُوعَةٍ عَلَى أَحسن أَحوالها، وَقِيلَ أَراد أَن الْمَدِينَةَ تَكُونُ مُخَلَّاة أَي خَالِيَةً مِنَ السُّكَّانِ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْوُحُوشُ. وأُمور اللَّهِ جَارِيَةٌ عَلَى أَذلالها، وَجَارِيَةٌ أَذلالِها أَي مَجاريها وَطُرُقُهَا، وَاحِدُهَا ذِلٌّ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: لتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفتى ... المُغادَر بالمَحْو أَذْلالَها أَي لتَجْر عَلَى أَذلالها فَلَسْتُ آسَى عَلَى شيءٍ بَعْدَهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَذلال المَسالك. ودَعْه عَلَى أَذْلاله أَي عَلَى حَالِهِ، لَا وَاحِدَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَجْرِ الأُمور عَلَى أَذلالها أَي عَلَى أَحوالها الَّتِي تَصْلُح عَلَيْهَا وتَسْهُل وتَتَيسر. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ جاءَ عَلَى أَذلاله أَي عَلَى وَجْهِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: مَا مِنْ شيءٍ من كتاب

_ (3). قوله [وإن كانت العين] أي من واحد العذوق وهو عذق

اللَّهِ إِلَّا وَقَدْ جاءَ عَلَى أَذلاله أَي عَلَى وُجُوهِهِ وطرُقه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ ذِلٍّ، بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: رَكِبُوا ذِلَّ الطَّرِيقِ وَهُوَ مَا مُهِّد مِنْهُ وذُلِّل. وَفِي خُطبة زِيَادٍ: إِذا رأَيتموني أُنْفِذ فِيكُمُ الأَمرَ فأَنْفِذُوه عَلَى أَذلالِه. وَيُقَالُ: حَائِطٌ ذَلِيل أَي قَصِيرٌ. وَبَيْتٌ ذَلِيلٌ إِذا كَانَ قَرِيبَ السَّمْك مِنَ الأَرض. وَرُمْحٌ ذَلِيل أَي قَصِيرٌ. وذَلَّت الْقَوَافِي لِلشَّاعِرِ إِذا سَهُلت. وذَلاذِلُ الْقَمِيصِ: مَا يَلي الأَرض مِنْ أَسافله، الْوَاحِدُ ذُلذُلٌ مِثْلُ قُمْقُم وقَماقِم؛ قَالَ الزَّفَيانُ يَنْعَت ضِرْغامة: إِنَّ لَنَا ضِرْغامةً جُنادِلا، ... مُشَمِّراً قَدْ رَفَع الذَّلاذِلا، وَكَانَ يَوْماً قَمْطَرِيراً باسِلا وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: يَخرج مِنْ ثَدْيِهِ يَتَذَلْذَل أَي يَضْطرِب مِن ذَلاذِل الثَّوْبِ وَهِيَ أَسافله، وأَكثر الرِّوَايَاتِ يَتَزَلْزَلُ، بِالزَّايِ. والذُّلْذُلُ والذِّلْذِل والذِّلْذِلةُ والذُّلَذِلُ والذُّلَذِلةُ، كُلُّهُ: أَسافل الْقَمِيصِ الطَّوِيلِ إِذا ناسَ فأَخْلَق. والذَّلَذِلُ: مَقْصُورٌ عَنِ الذَّلاذِل الَّذِي هُوَ جَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَهِيَ الذّناذِنُ، واحدها ذُنْذُنٌ. ذمل: الذَّمِيلُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ السَّيْرُ الليِّن مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ العَنَقِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا ارْتَفَعَ السَّيْرُ عَنِ العَنَق قَلِيلًا فَهُوَ التَّزَيُّد، فإِذا ارْتَفَعَ عَنْ ذَلِكَ فَهُوَ الذَّمِيلُ، ثُمَّ الرَّسِيم، ذَمَل يَذْمُلُ ويَذْمِلُ ذَمْلًا وذُمُولًا وذَمِيلًا وذَمَلاناً، وَهِيَ نَاقَةٌ ذَمُول مِنْ نُوق ذُمُل. قَالَ الأَصمعي: وَلَا يَذْمُلُ بَعِيرٌ يَوْمًا وَلَيْلَةً إِلَّا مَهْرِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: يَسِير ذَمِيلًا أَي سَيْراً سَرِيعًا لَيِّناً، وأَصله فِي سَيْرِ الإِبل. ابْنُ الأَعرابي: الذَّمِيلَةُ المُعْيِيَةُ. وَيُقَالُ للأَبْرَص: الأَذْمَل والأَعْرم والأَبْقَع، قَالَ: وَجَمْعُ الذَّامِلة مِنَ النُّوقِ الذَّوَامِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاتُ الذَّوامِلُ وذَامِلٌ وذُمَيْلٌ: اسمان. ذهل: الذَّهْل: تَرْكُكَ الشيءَ تَناساه عَلَى عَمْد أَو يَشْغَلك عَنْهُ شُغْلٌ، تَقُولُ: ذَهَلْت عَنْهُ وذَهِلْتُ وأَذْهَلَني كَذَا وَكَذَا عَنْهُ؛ وأَنشد: أَذْهَلَ خِلِّي عَنْ فِراشِي مَسْجَدُهْ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ؛ أَي تَسْلُو عَنْ وَلَدِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: ذَهَلَ الشيءَ وذَهَل عَنْهُ وذَهِلَه وذَهِل، بِالْكَسْرِ، عَنْهُ يَذْهَل فِيهِمَا ذَهْلًا وذُهُولًا تَرَكَهُ عَلَى عَمْد أَو غَفَل عَنْهُ أَو نَسِيَه لشُغُل، وَقِيلَ: الذَّهْل السُّلوُّ وَطِيبُ النَّفْس عَنِ الإِلْف، وَقَدْ أَذْهَلَه الأَمر، وأَذْهَلَه عَنْهُ. ومَرَّ ذَهْل مِنَ اللَّيْلِ وذُهْل أَي قِطْعة، وَقِيلَ: سَاعَةٌ مِنْهُ مِثْلُ دَهْل، وَالدَّالُ أَعلى، وجاءَ بَعْدَ ذَهْل مِنَ اللَّيْلِ ودَهْل أَي بَعْدَ هَدْءٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي جَهْمَةَ الذُّهلي: مَضَى مِنَ اللَّيْلِ ذَهْلٌ، وَهِيَ واحدةٌ، ... كأَنَّها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور قَالَ: وَقَالَ أَبو زَكَرِيَّا التَّبْرِيزِيُّ دَهْل، بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ قَالَ: وَكَذَا أَنشده فِي الحَماسة. والذُّهْلُول مِنَ الْخَيْلِ: الجَوادُ الدَّقيق. وذُهْل: قَبِيلَةٌ. وذُهْلٌ: حَيٌّ مِنْ بَكْرٍ وَهُمَا

ذُهْلان كِلَاهُمَا مِنْ رَبِيعَةَ: أَحدهما ذُهْلُ بْنُ شَيْبَانَ بنِ ثَعْلبةَ بنِ عُكَابة، وَالْآخَرُ ذُهْل بنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابة، وَقَدْ سَمَّوا ذُهْلًا وذُهْلانَ وذُهَيلًا. ذول: الذَّالُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَكَمْتُ عَلَى أَلفها أَنها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لأَن عَيْنَهَا أَلف مَجْهُولَةُ الِانْقِلَابِ وَتَصْغِيرُهَا ذُوَيْلة، وَقَدْ ذَوَّلْت ذَالًا. والذَّوِيلُ: الْيَابِسُ مِنَ النَّبَاتِ وَغَيْرِهِ؛ هَذِهِ رِوَايَةُ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَالصَّحِيحُ الدَّويل، بالدال المهملة. ذيل: الذَّيْل: آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ. وذَيْل الثَّوْبِ والإِزارِ: مَا جُرَّ مِنْهُ إِذا أُسْبِل. والذَّيْل: ذَيْلُ الإِزار مِنَ الرِّداء، وَهُوَ مَا أُسْبِل مِنْهُ فأَصاب الأَرض. وذَيْل المرأَة لِكُلِّ ثَوْبٍ تَلْبَسه إِذا جرَّته عَلَى الأَرض مِنْ خَلْفِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الذَّيْلُ وَاحِدُ أَذْيال الْقَمِيصِ وذُيولِه. وذَيْلُ الرِّيح: مَا انْسَحَبَ مِنْهَا عَلَى الأَرض. وَذَيْلُ الرِّيح: مَا تَتْرُكُهُ فِي الرِّمَالِ عَلَى هَيْئَةِ الرَّسَن وَنَحْوِهِ كأَنَّ ذَلِكَ إِنما هُوَ أَثَرُ ذَيْل جرَّته؛ قَالَ: لِكُلِّ رِيحٍ فِيهِ ذَيْلٌ مَسْفور وذَيْلُها أَيضاً: مَا جرَّته عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْ التُّرَابِ والقَتام، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَذْيال وأَذْيُل؛ الأَخيرة عَنِ الهَجَرِيِّ؛ وأَنشد لأَبي الْبَقَرَاتِ النَّخَعِيِّ: وَثَلَاثًا مِثلَ القَطا، مائِلاتٍ، ... لَحَفَتْهُن أَذْيُلُ الرِّيح تُرْبا وَالْكَثِيرُ ذُيول؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيُولَها ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ، نمَّقتْه الصَّوانِعُ «4» . وَقِيلَ: أَذْيَالُ الرِّيح مآخِيرها الَّتِي تَكْسَحُ بِهَا مَا خَفَّ لَهَا. وذَيْلُ الْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ وَنَحْوِهِمَا: مَا أَسْبَلَ مِنْ ذَنَبه فتَعَلَّق، وَقِيلَ: ذَيْلُه ذَنَبُهُ. وذَالَ يَذِيل وأَذْيَل: صَارَ لَهُ ذَيْلٌ. وذَالَ بِهِ: شالَ، وَكَذَلِكَ الوعِلُ بذنَبه. وَفَرَسٌ ذَائِلٌ: ذُو ذَيْلٍ، وذَيَّال: طَوِيلُ الذَّيل؛ وَفِي الصِّحَاحِ: طَوِيلُ الذَّنَبِ، والأُنثى ذَائِلَة؛ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ذَائِل طَوِيلُ الذَّيل، وذَيَّالٌ: طَوِيلُ الذَّيْلِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ أَيضاً: طَوِيلُ الذَّنَبِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس: وإِني حاذِرٌ، أَنْمِي سلاحِي ... إِلى أَوْصالِ ذَيَّالٍ مَنيع فإِن كَانَ الْفَرَسُ قَصِيرًا وَذَنَبُهُ طَوِيلًا قَالُوا ذَائِل، والأُنثى ذَائِلَة، أَو قَالُوا ذَيَّالُ الذَّنَبِ فَيُذَكِّرُونَ الذَّنَبَ، وَيُقَالُ لِذَنَبِ الْفَرَسِ إِذا طَالَ ذَيل أَيضاً، وَكَذَلِكَ الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ. والذَّيَّال مِنَ الخيلِ: المُتَبَختِر فِي مَشْيه واسْتِنانه كأَنه يَسْحَب ذَيْلَ ذنَبه. وذالَ الرَّجُلُ يَذِيلُ ذَيْلًا: تَبَخترَ فجرَّ ذَيْله؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ نَاقَةً: فَذَالَتْ كَمَا ذالَتْ وَليدةُ مَجْلِسٍ، ... تُرِي رَبَّها أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّد يَعْنِي أَنها جَرَّت ذَنَبَهَا كَمَا ذَالَتْ مَمْلُوكَةٌ تَسْقِي الْخَمْرَ فِي مَجْلِسٍ. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: كَانَ مُتْرَفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يدَّهن بالعَبِير ويُذِيلُ يُمْنَة اليَمَن أَي يُطيل ذَيْلها، واليُمنة ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ. وَيُقَالُ: ذَالَتِ الْجَارِيَةُ فِي مَشْيها تَذِيلُ ذَيْلًا إِذا ماسَت

_ (4). في ديوان النابغة: حصير بدل قضيم

فصل الراء

وجَرَّت أَذْيَالها عَلَى الأَرض وَتَبَخْتَرَتْ. وَذَالَتِ الناقةُ بِذَنَبِهَا إِذا نشَرتْه عَلَى فَخْذَيْهَا. خَالِدُ بْنُ جَنْبَة قَالَ: ذَيْلُ المرأَة مَا وَقَعَ عَلَى الأَرض مِنْ ثَوْبِهَا مِنْ نَوَاحِيهَا كُلِّهَا، قَالَ: فَلَا نَدْعو للرَّجُل ذَيْلًا، فإِن كَانَ طَوِيلَ الثَّوْبِ فَذَلِكَ الإِرْفال فِي الْقَمِيصِ والجُبَّة. والذَّيْلُ فِي دِرْع المرأَة أَو قِناعها إِذا أَرْخَتْه. وَتَذَيَّلَتِ الدابةُ: حرَّكت ذنَبها مِنْ ذَلِكَ. والتَّذَيُّل: التَّبَخْتُر مِنْهُ. ودِرْع ذَائِلَةٌ وذَائِل ومُذالةٌ: طَوِيلَةٌ. وَالذَّائِلُ: الدِّرْع الطَّوِيلَةُ الذَّيْل؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَكُلُّ صَمُوتٍ نَثْلة تُبَّعِيَّة، ... ونَسْجُ سُلَيْم كلَّ قَضّاءَ ذَائِلِ يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ والصَّمُوتُ: الدِّرْع الَّتِي إِذا صُبَّت لَمْ يُسْمَعْ لَهَا صَوْتٌ. وذَيَّلَ فُلَانٌ ثَوْبَهُ تَذْيِيلًا إِذا طَوَّلَهُ. ومُلاءٌ مُذَيَّلٌ: طويلُ الذَّيْلِ، وَثَوْبٌ مُذَيَّل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَذَارَى دَوارٍ فِي مُلاء مُذَيَّلِ «1» وَيُقَالُ: أَذَالَ فُلَانٌ ثَوْبَهُ أَيضاً إِذا أَطالَ ذَيْله؛ قَالَ كثيِّر: عَلَى ابْنِ أَبي الْعَاصِي دِلاصٌ حَصِينةٌ، ... أَجادَ المُسَدِّي سَرْدَها فأَذَالَها وأَذَالَت المرأَةُ قِناعَها أَي أَرْسَلَتْه. وحَلْقة ذَائِلَة ومُذالَة: رَقيقة لَطِيفَةٌ مَعَ طُول. والمُذالُ مِنَ الْبَسِيطِ وَالْكَامِلِ: مَا زِيدَ عَلَى وتِده مِنْ آخِرِ الْبَيْتِ حَرْفَانِ، وَهُوَ المُسَبّغ فِي الرَّمَل، وَلَا يَكُونُ المُذال فِي الْبَسِيطِ إِلَّا من المُسَدّس وَلَا فِي الْكَامِلِ إِلَّا مِنَ الْمُرَبَّعِ؛ مِثَالُ الأَول قَوْلُهُ: إِنَّا ذَمَمْنا عَلَى مَا خَيَّلَتْ ... سَعْدُ بنُ زيدٍ، وعَمْراً مِنْ تَمِيمْ وَمِثَالُ الثَّانِي قَوْلُهُ: جَدَثٌ يكونُ مُقامُه، ... أَبَداً، بمُخْتَلِفِ [بمُخْتَلَفِ] الرِّياحْ فَقَوْلُهُ رَنْ مِنْ تميمْ مُسْتَفْعِلَانِ، وَقَوْلُهُ تَلِفِرْ [تَلَفِرْ] رِياحْ مُتَفاعلان؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِذا زِيدَ عَلَى الْجُزْءِ حَرْفٌ وَاحِدٌ، وَذَلِكَ الْجُزْءُ مِمَّا لَا يُزاحَف، فَاسْمُهُ المُذال نَحْوُ مُتَفَاعِلَانِ أَصله مُتَفَاعِلُنْ فَزِدْتَ حَرْفًا فَصَارَ ذَلِكَ الْحَرْفُ بِمَنْزِلَةِ الذَّيْل لِلْقَمِيصِ. وذَال الشيءُ يَذِيلُ: هانَ، وأَذَلْتُه أَنا: أَهَنْته وَلَمْ أُحْسِن القِيام عَلَيْهِ. وأَذَالَ فُلَانٌ فَرَسَهُ وَغُلَامَهُ إِذا أَهانَه. والإَذالَةُ: الإِهانة. وَفِي الْحَدِيثِ : نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ إِذَالَة الْخَيْلِ وَهُوَ امْتِهانُها بِالْعَمَلِ والحملِ عَلَيْهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: باتَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يُعَاتِبُنِي فِي إِذَالة الْخَيْلِ أَي إِهانَتِها والاسْتِخْفاف بِهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَذالَ الناسُ الخيلَ ، وَقِيلَ إِنهم وضَعُوا أَدَاة الْحَرْبِ عَنْهَا وأَرسلوها. والمُذالُ: المُهانُ، وَقِيلَ للأَمَة المُهانةِ: المُذالَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَخْيَلُ مِنْ مُذَالَةٍ، وَهِيَ الأَمَة لأَنها تُهان وَهِيَ تَتَبَخْتَر. وَيُقَالُ: ذَيْل ذَائِل وَهُوَ الهَوان والخِزْيُ. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ أَذْيَالٌ مِنَ النَّاسِ أَي أَواخِرُ مِنْهُمْ قَلِيلٌ. وذَالَت المرأَةُ والناقةُ تَذِيلُ: هُزِلت وَفَسَدَتْ. وأَذَلْتها: أَهْزَلْتها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمُذَيَّلُ والمُتَذَيَّلُ: المُتَبَذِّلُ. وَبَنُو الذَّيَّال: بطن من العرب. فصل الراء رأل: الرَّأْل: وَلَدُ النَّعام، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الحَوْلِيَّ مِنْهَا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

_ (1). هذا البيت من معلقة إمرئ القيس، وصدره: فعَنّ لَنَا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَه

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رالِ أَراد عَلَى رَأْل، فإِما أَن يَكُونَ خَفَّفَ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا، وإِما أَن يَكُونَ أَبدل إِبدالًا صَحِيحًا عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَن ذَلِكَ أَمكن لِلْقَافِيَّةِ، إِذ الْمُخَفَّفُ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا فِي حُكْمِ الْمُحَقَّقِ، وَالْجَمْعُ أَرْؤُلٌ ورِئْلانٌ ورِئالٌ ورِئَالَةٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: أَذُودُهمُ عنكمْ، وأَنتمْ رِئَالَةٌ ... شِلالًا، كَمَا ذِيدَ النِّهالُ الخَوامِسُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْهَاءَ لَحِقَتِ الرِّئَال لتأْنيث الْجَمَاعَةِ كَمَا لَحِقَتْ فِي الفِحالةِ، والأُنثى رَأْلة؛ أَنشد ثعلب: أَبْلِغِ الحرثَ عَنِّي أَنَّني ... شَرُّ شَيْخٍ، فِي إِيادٍ ومُضَرْ رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، ... تأْكُلُ الفَثَّ وخَمّانَ الشجَرْ ونَعامة مُرْئِلَةٌ: ذَاتُ رَأْلٍ؛ وقولُ بَعْضِ الأَغْفال يَصِفُ امرأَة رَاودَتْه: قامَتْ إِلى جَنْبِي تَمَسُّ أَيْرِي، ... فَزَفَّ رَأْلي، واسْتُطِيرت طَيْري إِنما أَراد أَن فِيهِ وَحْشِيَّةً كالرَّأْل مِنَ الفَزَع، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ شالَت نَعامَتُهم أَي فَزِعوا فَهَربوا. واسْتَرْأَلَتِ الرِّئْلانُ: كَبِرَتْ «1» واسْتَرْأَلَ النباتُ إِذا طَالَ، شُبِّهَ بعُنُق الرَّأْل. ومَرَّ فُلَانٌ مُرَائِلًا إِذا أَسرع. والرُّؤَالُ، مَهْمُوزٌ: الزِّيَادَةُ فِي أَسنان الدابة. والرُّؤَال والرَّاؤُول: لُعاب الدَّوابِّ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَصَرَّحَ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: الرُّؤَالُ زَبَدُ الْفَرَسِ خَاصَّةً. والمِرْوَلُ: الرَّجل الْكَثِيرُ الرُّؤَال، وَهُوَ اللُّعاب. أَبو زَيْدٍ: الرُّؤَال والرُّؤَام اللُّعاب. وَابْنُ رَأْلانَ: رَجُلٌ مِنْ سِنْبِس طَيِءٍ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الشَّيْءُ غَالِبًا عَلَيْهِ اسمٌ، يَكُونُ لكلِّ مَن كَانَ مِنْ أُمَّتِه أَو كَانَ فِي صِفَتِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَابْنِ الصَّعِق قَوْلُهُمُ ابْنُ رَأْلان وَابْنُ كُراع، لَيْسَ كلُّ مَنْ كَانَ ابْنًا لرَأْلانَ وَابْنًا لكُراعٍ غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْمُ، والنسَبُ إِليه رَأْلانِيٌّ، كَمَا قَالُوا فِي ابْنِ كُرَاعٍ كُراعِيٌّ. وذاتُ الرِّئَال وجَوُّ رِئَال: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الأَعشى: تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فَذَا قارٍ، ... فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئَالِ وَقَالَ الرَّاعِي: وأَمْسَتْ بِوَادِي الرَّقْمَتَينِ، وأَصبحَتْ ... بجوِّ رِئَالٍ، حيثُ بَيِّنَ فالقُهْ الْجَوْهَرِيُّ: وذاتُ الرِّئَالِ رَوْضَةٌ. والرِّئَال: كواكِبُ. رأبل: الرِّئْبَالُ: مِنْ أَسماء الأَسد وَالذِّئْبِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ مِثْلُ حَلأْتُ السَّوِيقَ وحَلَّيْتُ، وَالْجَمْعُ الرَّآبيل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ حَرْفُ اللِّينِ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْتُ عَلَى رِئبال الْمَهْمُوزِ أَنه رُبَاعِيٌّ عَلَى كَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ مِنْ جِهَةِ قَوْلِهِمْ فِي هَذَا الْمَعْنَى رِيبال، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَذَلِكَ أَن رِيبَالًا بِغَيْرِ هَمْزٍ لَا يَخْلُو مِنْ أَن يَكُونَ فِيعالًا أَو فِعْلالًا، فَلَا يَكُونُ فِيعالًا لأَنه مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ،

_ (1). قوله [كبرت] الذي في القاموس: كبرت أسنانها، وضبطت الباء بضمها، وقال الشارح: ليس في العباب لفظة أسنانها

وَلَا فِعْلالًا وياؤُه أَصل لأَن الْيَاءَ لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة، فَثَبَتَ مِنْ ذَلِكَ أَن رِئبالًا فِعلال، هَمْزَتُهُ أَصل بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ خَرَجُوا يَتَرَأْبَلُون، وأَن رِيبَالًا مُخَفَّفٌ عَنْهُ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا، وإِنما قَضَينا عَلَى تَخْفِيفِ هَمْزَةِ رِيبَالٍ أَنه بَدَلِيٌّ لِقَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ يَصِفُ رَجُلًا: هُوَ لَيْثٌ أَبو رَيابِل، وإِنما قَالَ رِيَابِلُ وَلَمْ يَقِلْ رَيابيل لأَن بَعْدَهُ عَسَّافُ مَجاهِل. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: رَيَابِيلُ الْعَرَبِ للُصوصِهم، فإِن قُلْتَ: فإِن رِئبالًا فِئعال لِكَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ قَالُوا تَرَبَّل لَحْمُهُ، قُلْنَا إِن فِئعالًا فِي الأَسماء عَدَمٌ، وَلَا يَسُوغُ الْحَمْلُ عَلَى بَابِ إِنْقَحْلٍ مَا وُجِد عَنْهُ مَنْدُوحَةٌ، وأَمّا تربَّل لَحْمُهُ مَعَ قَوْلِهِمْ رِئبال فَمِنْ بَابِ سِبَطْرٍ، إِنما هُوَ فِي مَعْنَى سَبْطٍ وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ، ولأْآل لِلَّذِي يَبِيع اللُّؤْلُؤ فِيهِ بَعْضُ حُرُوفِهِ وَلَيْسَ مِنْهُ، وَلَا يَجِبُ أَن يُحمل قَوْلُهُمْ يَتَرأْبلون عَلَى بَابِ تَمَسْكَن وتَمَدْرَعَ وَخَرَّجُوا يَتَمغْفَرُون لِقِلَّةِ ذَلِكَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَمْزَةُ رِئبال بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْس: كأَنه الرِّئْبَال الهَصُور أَي الأَسد، وَالْجَمْعُ الرَّآبل والرَّيابِيلُ، عَلَى الْهَمْزِ وَتَرْكِهِ. وَذِئْبٌ رِئْبَالٌ ولِصٌّ رِئْبَال: وَهُوَ مِنَ الجُرْأَة. وتَرَأْبَلُوا: تَلَصَّصُوا. وَخَرَجُوا يَتَرأْبَلُون إِذا غزَوْا عَلَى أَرجلهم وَحْدَهُمْ بِلَا والٍ عَلَيْهِمْ؛ وفَعل ذلك من رَأْبَلَتِه وخُبْثِه. وتَرَأْبَلَ تَرَأْبُلًا ورَأْبَلَ رَأْبَلةً، وَفُلَانٌ يَتَرأْبَلُ أَي يُغِير عَلَى النَّاسِ ويَفعل فِعْل الأَسد؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يَجُوزُ فِيهِ تَرْكَ الْهَمْزِ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي، ... وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ فِي شِعْرِ جَرِيرٍ: شَياطِينُ الْبِلَادِ يَخَفْن زَأْرِي وأَريحاء: بَيْتُ المَقْدِس «1» قَالَ: وَمِثْلُهُ للنُّمَيري: وَيَلْقَى كَمَا كُنّا يَدًا فِي قِتَالِنَا ... رَيابِيل، مَا فِينَا كَهامٌ وَلَا نِكْسُ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الرِّئْبال الَّذِي تَلِدُهُ أُمه وَحْدَهُ. وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبثه، والرَّأْبَلة: أَن يَمْشِيَ الرَّجُلُ مُتكفِّئاً فِي جَانِبَيْهِ كأَنه يَتَوَجَّى. ربل: الرَّبْلَةُ والرَّبَلَةُ، تُسَكَّنُ وتُحرّك، قَالَ الأَصمعي وَالتَّحْرِيكُ أَفصح: كُلُّ لُحْمَةٍ غَلِيظَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ مَا حَوْلَ الضَّرْع وَالْحَيَاءِ مِنْ بَاطِنِ الْفَخِذِ، وَقِيلَ: هِيَ بَاطِنُ الْفَخِذِ، وَجَمْعُهَا الرَّبَلات؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّبَلات أُصُولُ الأَفخاذ؛ قَالَ: كأَنَّ مجَامِعَ الرَّبَلات مِنْهَا ... فِئامٌ يَنْهَضُون إِلى فِئامِ وَقَالَ المُسْتَوْغِر بْنُ رَبِيعَةَ يَصِفُ فَرَسًا عَرِقت، وَبِهَذَا الْبَيْتِ سُمِّيَ الْمُسْتَوْغِرَ: يَنِشُّ الماءُ فِي الرَّبَلاتِ مِنْهَا، ... نَشِيشَ الرَّضْفِ فِي اللَّبنِ الوَغِيرِ قَالَ: وامرأَة رَبِلة ورَبْلاء ضَخْمة الرَّبَلات، وَلِكُلِّ إِنسانٍ رَبَلَتانِ. وامرأَة رَبْلاء رفْغاء أَي ضَيَّقَةُ الأَرْفاغِ. والرَّبَالُ: كَثْرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الرَّبالَةُ كَثْرَةُ اللَّحْمِ. وَرَجُلٌ رَبِيل: كَثِيرُ اللَّحْمِ ورَبِلُ اللَّحْمُ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْقُطَامِيِّ: عَلى الفِراش الضَّجِيعُ الأَغْيَدُ الرَّبِلُ

_ (1). قوله [وأريحاء بيت المقدس] أريحاء كزليخاء وكربلاء، وتقصر، وفي ياقوت: بين أريحاء وبيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك

وأَنشد أَيضاً للأَخطل: بحُرَّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ ضَمَّرَها، ... بَعْدَ الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْيارِي وامرأَة رَبِلة ومُتَرَبِّلة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ. والرَّبِيلة: السِّمَن والخَفْض والنَّعْمة؛ قَالَ أَبو خِراش: وَلَمْ يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً، ... أَضاعَ الشَّبابَ فِي الرَّبِيلة والخَفْضِ وَيُرْوَى مُهَبَّلًا. والرَّبِيلة: المرأَة السَّمِينَةُ. وتَرَبَّلَت المرأَة: كَثُرَ لَحْمُهَا، ورَبَلَت أَيضاً كَذَلِكَ. ورَبَلَ بَنُو فلان يَرْبِلُون [يَرْبُلُون]: كَثُرَ عَدَدُهم ونَمَوْا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رَبَلَ القومُ كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم وأَموالهم. وَفِي حَدِيثِ بَنِي إِسرائيل: فَلَمَّا كَثُروا ورَبَلُوا أَي غَلُظوا، وَمِنْهُ تَرَبَّل جسمُه إِذا انْتَفَخَ ورَبا، قَالَ: هَذَا قَوْلُ الْهَرَوِيِّ. والرَّبْل: ضُرُوبٌ مِنَ الشَّجَرِ إِذا بَردَ الزَّمَانُ عَلَيْهَا وأَدبر الصيف تَقطَّرَت بِوَرَقٍ أَخضر مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، يُقَالُ مِنْهُ: تَرَبَّلَتِ الأَرض. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّبْل وَرَقٌ يَتَفَطَّرُ فِي آخِرِ الْقَيْظِ بَعْدَ الهَيْج بِبَرْدِ اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، وَالْجَمْعُ رُبُول؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ فِراخ النَّعَامِ: أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ، ... لمَأْكَلِهِنّ أَطْرافَ الرُّبُول يَقُولُ: أَوَيْنَ إِلى أُم مُلاطِفةٍ تُكَسّر لَهُنَّ أَطراف الشَّجَرِ ليأْكلن. ورَبْلٌ أَرْبَلُ: كأَنهم أَرادوا الْمُبَالَغَةَ والإِجادة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا، ... ووَرَلًا يَرْتادُ رَبْلًا أَرْبَلا «2» وقد تَرَبَّلَ الشحرُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُكُوراً ونَدْراً مِنْ رُخامَى وخِطْرةٍ، ... وَمَا اهْتَزَّ مِن ثُدَّائِه المُتَرَبِّل وَخَرَجُوا يَتَرَبَّلُون: يَرْعَوْن الرَّبْلَ. ورَبَلَتِ الأَرضُ وأَرْبَلَتْ: كَثُرَ رَبْلُها، وَقِيلَ: لَا يَزَالُ بِهَا رَبْل. وأَرض مِرْبال: كَثِيرَةُ الرَّبْل. ورَبَلَتِ الْمَرَاعِي: كَثُرَ عُشْبُها؛ وأَنشد الأَصمعي: وذُو مُضاضٍ رَبَلَتْ مِنْهُ الحُجَرْ، ... حَيْثُ تَلاقَى واسِطٌ وذُو أَمَرْ قَالَ: الحُجَر داراتٌ فِي الرَّمْل، والمُضاض نَبْت. الْفَرَّاءُ: الرِّيبال النَّبَاتُ المُلتفّ الطَّوِيلُ. وتَرَبَّلَتِ الأَرض: اخْضَرَّت بَعْدَ اليُبس عِنْدَ إِقبال الْخَرِيفِ. والرَّبْل: مَا تَربَّل مِنَ النَّبَاتِ فِي الْقَيْظِ وَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ الْيَبِيسِ مِنْهُ نَبَاتٌ أَخضر. والرَّبِيل: اللِّصُّ الَّذِي يَغْزو الْقَوْمَ وَحْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: انْظُرُوا لَنَا رَجُلًا يَتَجنَّب بِنَا الطَّريقَ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلا فُلَانًا فإِنه كَانَ رَبِيلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؛ التَّفْسِيرُ لِطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبين. ورآبِلةُ الْعَرَبِ: هُمُ الخُبَثاء المُتَلَصِّصُون عَلَى أَسْؤُقهم، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا جَاءَ بِهِ المحدِّث بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ قَبْلَ الْيَاءِ، قَالَ: وأُراه الرَّيْبَل الْحَرْفَ الْمُعْتَلَّ قَبْلَ الْحَرْفِ الصَّحِيحِ. يُقَالُ: ذِئْبٌ رِيبال ولِصٌّ رِيبَال، وَهُوَ مِنَ الجُرأَة وارْتِصاد الشَّرّ، وقد تقدّم. ورَبالٌ:

_ (2). قوله [أحب إلخ] كذا في النسخ هنا والمحكم أيضاً، وسيأتي في رمل وسحبل: أُحِبُّ أَنْ أَصْطَادَ ضَبًّا سَحْبَلَا ... رَعَى الرَّبِيعَ وَالشِّتَاءَ أرملا

اسْمٌ. وَخَرَجُوا يَتَرَبَّلُون أَي يَتَصيَّدون. والرِّيبال، بِغَيْرِ هَمْزٍ: الأَسد وَمُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَهْمِزُهُ، قَالَ: وَجَمْعُهُ رَآبِلَة. والرِّيبال، بِغَيْرِ هَمْزٍ أَيضاً: الشَّيْخُ الضَّعِيفُ. وَفِعْلُ ذلك من رَأْبَلْتُه وخُبْثه. ربحل: الرِّبَحْل: التارُّ فِي طُولٍ، وَقِيلَ: التامُّ. اللَّيْثُ: هُوَ سِبَحْل رِبَحْل إِذا وُصف بالتَّرارة والنَّعْمة. وَجَارِيَةٌ سِبَحْلة رِبَحْلَة: ضَخْمَةٌ لَحِيمة جيِّدة الخَلْق فِي طُولٍ أَيضاً. وَبَعِيرٌ رِبَحْل: عَظِيمٌ. وَقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الإِبل خَيْرٌ؟ فَقَالَتِ: السِّبَحْل الرِّبَحْل الراحلةُ الفَحْل. وَرَجُلٌ رِبَحْل: عَظِيمُ الشأْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: ومَلِكاً رِبَحْلًا ؛ الرِّبَحْلُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ: الْكَثِيرُ العطاء. رتل: الرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشَّيْءِ. وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ: حَسَن التَّنْضِيدِ مُستوي النباتِ، وَقِيلَ المُفَلَّج، وَقِيلَ بَيْنَ أَسنانه فُروج لَا يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا. والرَّتَلُ: بَيَاضُ الأَسنان وَكَثْرَةُ مَائِهَا، وَرُبَّمَا قَالُوا رَجُلٌ رَتِلُ الأَسنان مِثْلُ تَعِبٍ بَيِّنُ الرَّتَل إِذا كَانَ مُفَلَّج الأَسنان. وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ عَلَى تُؤَدَةٍ. ورَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فِيهِ. والتَّرْتِيلُ فِي الْقِرَاءَةِ: التَّرَسُّلُ فِيهَا وَالتَّبْيِينُ مِنْ غَيْرِ بَغْيٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَا أَعلم التَّرْتِيل إِلَّا التَّحْقِيقَ وَالتَّبْيِينَ وَالتَّمْكِينَ، أَراد فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: التَّرْتِيل: التَّرَسُّلُ، قَالَ: ورَتَّلته تَرْتِيلًا بَعْضِهِ عَلَى أَثر بَعْضٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ذَهَبَ بِهِ إِلى قَوْلِهِمْ ثَغْرٌ رَتَلٌ إِذا كَانَ حَسَنَ التَّنْضِيدِ، وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ؛ قَالَ: بَيِّنْه تَبْيِينًا؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَالتَّبْيِينُ «1» لَا يَتِمُّ بأَن يَعْجَل فِي الْقِرَاءَةِ، وإِنما يَتِمُّ التَّبْيِينُ بأَن يُبَيِّن جَمِيعَ الْحُرُوفِ ويُوفِّيها حَقَّهَا مِنَ الإِشباع؛ وَقَالَ الضَّحَّاكُ: انْبِذْه حَرْفًا حَرْفًا. وَفِي صِفَةِ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يُرَتِّلُ آيَةً آيَةً ؛ تَرْتِيلُ الْقِرَاءَةِ: التأَني فِيهَا والتّمهُّلُ وَتَبْيِينُ الْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ تَشْبِيهًا بِالثَّغْرِ المُرَتَّلِ، وَهُوَ المُشَبَّه بنَوْر الأُقْحُوان، يُقَالُ رَتَّلَ الْقِرَاءَةَ وتَرَتَّلَ فِيهَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا ، أَي أَنزلناه عَلَى التَّرْتِيل، وَهُوَ ضِدُّ الْعَجَلَةِ والتمكُّث فِيهِ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. وتَرَتَّلَ فِي الْكَلَامِ: تَرَسَّل، وَهُوَ يَتَرَتَّلُ فِي كَلَامِهِ وَيَتَرَسَّلُ. والرَّتَلُ والرَّتِلُ: الطيِّب مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وما رَتِل بيِّن الرَّتَل: بَارِدٌ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. والرُّتَيْلاء، مَقْصُورٌ وَمَمْدُودٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ: جِنْسٌ مِنَ الْهَوَامِّ. والرَّأْتَلَةُ: أَن يَمْشِيَ الرَّجُلُ مُتَكَفِّئاً فِي جَانِبَيْهِ كأَنه مُتَكَسِّرُ العظام، والمعروف الرأْبَلةُ. رتبل: الرَّتْبَل: القصير. رجل: الرَّجُل: مَعْرُوفٌ الذكرُ مِنْ نَوْعِ الإِنسان خِلَافُ المرأَة، وَقِيلَ: إِنما يَكُونُ رَجلًا فَوْقَ الْغُلَامِ، وَذَلِكَ إِذا احْتَلَمَ وشَبَّ، وَقِيلَ: هُوَ رَجُل سَاعَةَ تَلِدُه أُمُّه إِلى مَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَتَصْغِيرُهُ رُجَيْل ورُوَيْجِل، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: تَصْغِيرُ الرَّجُل رُجَيْل، وعامَّتهم يَقُولُونَ رُوَيْجِل صِدْق ورُوَيْجِل سُوء عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، يَرْجِعُونَ إِلى الرَّاجِل لأَن اشْتِقَاقَهُ مِنْهُ، كَمَا أَن العَجِل مِنَ الْعَاجِلِ والحَذِر مِنَ الحاذِر، وَالْجَمْعُ رِجَال. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ ؛ أَراد من

_ (1). قوله [وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَالتَّبْيِينُ إلخ] عبارة التهذيب: وقال أبو إسحاق وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا بينه تبييناً، والتبيين إلخ

أَهل مِلَّتكم، ورِجَالاتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يُكَسَّرْ عَلَى بِنَاءٍ مِنْ أَبنية أَدْنى الْعَدَدِ يَعْنِي أَنهم لَمْ يَقُولُوا أَرْجال؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ثلاثةُ رَجْلةٍ جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَرْجال، وَنَظِيرُهُ ثَلَاثَةُ أَشياء جَعَلُوا لَفْعاء بَدَلًا مِنْ أَفعال، قَالَ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِي جَمْعِهِ رَجِلَة، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ الْجَمْعِ لأَن فَعِلة لَيْسَتْ مِنْ أَبنية الْجُمُوعِ، وَذَهَبَ أَبو الْعَبَّاسِ إِلى أَن رَجْلة مُخَفَّفٌ عَنْهُ. ابْنُ جِنِّي: وَيُقَالُ لَهُمُ المَرْجَل والأُنثى رَجُلة؛ قَالَ: كلُّ جَارٍ ظَلَّ مُغْتَبِطاً، ... غيرَ جِيرَانِ بَنِي جَبَله خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم، ... لَمْ يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله عَنى بجَيْبِها هَنَها وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَن أَبا زِيَادٍ الْكِلَابِيَّ قَالَ فِي حَدِيثٍ لَهُ مَعَ امرأَته: فَتَهايَجَ الرَّجُلانِ يَعْنِي نَفْسَهُ وامرأَته، كأَنه أَراد فَتَهايَجَ الرَّجُلُ والرَّجُلَة فغَلَّب الْمُذَكَّرَ. وتَرَجَّلَتِ المرأَةُ: صَارَتْ كالرَّجُل. وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَتْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، رَجُلة الرأْي ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِ الرَّجُل أَرَاجِل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤهم، ... وَقَالُوا: تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَرَاجِل يَقُولُ: أَهَمَّهم نفقةُ صَيْفِهِمْ وَشِتَائِهِمْ وَقَالُوا لأَبيهم: تعدَّ أَي انْصَرِفْ عَنَّا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَرَاجِل هُنَا جَمْعُ أَرْجَال، وأَرْجَال جَمْعُ رَاجِل، مِثْلُ صَاحِبٍ وأَصحاب وأَصاحيب إِلا أَنه حَذَفَ الْيَاءَ مِنَ الأَرَاجِيل لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم الْهُذَلِيُّ: يَا صَخْرُ وَرَّادُ مَاءٍ قَدْ تتابَعَه ... سَوْمُ الأَراجِيل، حَتَّى مَاؤُهُ طَحِل وَقَالَ آخَرُ: كأَن رَحْلي عَلَى حَقْباء قارِبة ... أَحْمى عَلَيْهَا أَبانَيْنِ الأَرَاجِيل أَبانانِ: جَبَلانِ؛ وَقَالَ أَبو الأَسود الدُّؤَلِيُّ: كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه ... مَراغٌ، وآثارُ الأَرَاجِيلِ مَلْعَب وَفِي قَصِيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَظَلُّ مِنْهُ سِباعُ الجَوِّ ضَامِزَةً، ... وَلَا تَمَشَّى بِواديه الأَرَاجِيلُ وَقَالَ كُثَيِّرٌ فِي الأَرَاجِل: لَهُ، بجَبُوبِ القادِسِيَّة فالشَّبا، ... مواطنُ، لَا تَمْشي بهنَّ الأَرَاجِلُ قَالَ: ويَدُلُّك عَلَى أَن الأَراجل فِي بَيْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ جَمْعُ أَرْجَال أَن أَهل اللُّغَةِ قَالُوا فِي بَيْتِ أَبي الْمُثَلَّمِ الأَرَاجِيل هُمُ الرَّجَّالَة وسَوْمُهم مَرُّهُم، قَالَ: وَقَدْ يُجْمَعُ رَجُل أَيضاً عَلَى رَجْلة. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُل صِفَةً يَعْنِي بِذَلِكَ الشِّدَّةَ وَالْكَمَالَ؛ قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ أَجاز سِيبَوَيْهِ الْجَرَّ فِي قَوْلِهِمْ مَرَرْتُ برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه، والأَكثر الرَّفْعُ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِذا قُلْتَ هَذَا الرَّجُل فَقَدْ يَجُوزُ أَن تعْني كَمَالَهُ وأَن تُرِيدَ كُلَّ رَجُل تكلَّم وَمَشَى عَلَى رِجْلَيْن، فَهُوَ رَجُل، لَا تُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ الْمَعْنَى، وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن مَعْنَى قَوْلِكَ هَذَا زِيدٌ هَذَا الرَّجُل الَّذِي مِنْ شأْنه كَذَا، وَلِذَلِكَ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ حِينَ ذَكَرَ ابْنَ الصَّعِق وَابْنَ كُرَاع: وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ وَعَمْرٍو

مِنْ قِبَل أَن هَذِهِ أَعلام جَمَعَت مَا ذَكَرْنَا مِنَ التَّطْوِيلِ فَحَذَفُوا، وَلِذَلِكَ قَالَ الْفَارِسِيُّ: إِن التَّسْمِيَةَ اخْتِصَارُ جُمْلة أَو جُمَل. غَيْرُهُ: وَفِي مَعْنَى تَقُولُ هَذَا رَجُل كَامِلٌ وَهَذَا رَجُل أَي فَوْقَ الْغُلَامِ، وَتَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ أَي رَاجِلٌ، وَفِي هَذَا الْمَعْنَى للمرأَة: هِيَ رَجُلة أَي رَاجِلَةٌ؛ وأَنشد: فإِن يَكُ قولُهمُ صَادِقًا، ... فَسِيقَتْ نِسَائِي إِليكم رِجَالا أَي رواجلَ. والرُّجْلة، بِالضَّمِّ: مَصْدَرُ الرَّجُل والرَّاجِل والأَرْجَل. يُقَالُ: رَجُلٌ جَيِّد الرُّجْلَة، ورَجُلٌ بيِّن الرُّجولة والرُّجْلة والرُّجْلِيَّة والرُّجُولِيَّة؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا. وَهَذَا أَرْجَل الرَّجُلين أَي أَشدُّهُما، أَو فِيهِ رُجْلِيَّة لَيْسَتْ فِي الْآخَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْ بَابِ أَحْنَك الشَّاتَيْنِ أَي أَنه لَا فِعْلَ لَهُ وإِنما جَاءَ فِعْلُ التَّعَجُّبَ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: امرأَة مُرْجِلٌ تَلِدُ الرِّجال، وإِنما الْمَشْهُورُ مُذْكِر، وَقَالُوا: مَا أَدري أَيُّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ، يَعْنِي آدَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ: فِيهِ صُوَر كَصُوَر الرِّجَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه لَعَنَ المُتَرَجِّلات مِنَ النِّسَاءِ ، يَعْنِي اللَّاتِي يَتَشَبَّهْنَ بِالرِّجَالِ فِي زِيِّهِم وَهَيْآتِهِمْ، فأَما فِي الْعِلْمِ والرأْي فَمَحْمُودٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَعَنَ اللَّهُ الرَّجُلة مِنَ النِّسَاءِ ، بِمَعْنَى المترجِّلة. وَيُقَالُ: امرأَة رَجُلَة إِذا تَشَبَّهَتْ بِالرِّجَالِ فِي الرأْي وَالْمَعْرِفَةِ. والرِّجْل: قَدَم الإِنسان وَغَيْرِهِ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: والرِّجْل مِنْ أَصل الْفَخِذِ إِلى الْقَدَمِ، أُنْثى. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا تَمْشِ برِجْلِ مَنْ أَبى، كَقَوْلِهِمْ لَا يُرَحِّل رَحْلَك مَنْ لَيْسَ مَعَكَ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَا يُدْرِك الحاجاتِ، مِنْ حَيْثُ تُبْتَغَى ... مِنَ النَّاسِ، إِلا المُصْبِحون عَلَى رِجْل يَقُولُ: إِنما يَقْضِيها المُشَمِّرون القِيام، لَا المُتَزَمِّلون النِّيام؛ فأَما قَوْلُهُ: أَرَتْنيَ حِجْلًا عَلَى سَاقِهَا، ... فَهَشَّ الفؤادُ لِذَاكَ الحِجِلْ فَقُلْتُ، وَلَمْ أُخْفِ عَنْ صَاحِبِي: ... أَلابي أَنا أَصلُ تِلْكَ الرِّجِلْ «1» . فإِنه أَراد الرِّجْل والحِجْل، فأَلقى حَرَكَةَ اللَّامِ عَلَى الْجِيمِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا وَضْعًا لأَن فِعِلًا لَمْ يأْت إِلا فِي قَوْلِهِمْ إِبِل وإِطِل، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَالْجَمْعُ أَرْجُل، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا نَعْلَمُهُ كُسِّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: اسْتَغْنَوْا فِيهِ بِجَمْعِ الْقِلَّةِ عَنْ جَمْعِ الْكَثْرَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانَتِ المرأَة رُبَّمَا اجْتَازَتْ وَفِي رِجْلِها الخَلْخال، وَرُبَّمَا كَانَ فِيهِ الجَلاجِل، فإِذا ضَرَبت برِجْلها عُلِم أَنها ذَاتُ خَلْخال وَزِينَةٍ، فنُهِي عَنْهُ لِمَا فِيهِ مِنْ تَحْرِيكِ الشَّهْوَةِ، كَمَا أُمِرْن أَن لَا يُبْدِين ذَلِكَ لأَن إِسماع صَوْتِهِ بِمَنْزِلَةِ إِبدائه. وَرَجُلٌ أَرْجَل: عَظِيمُ الرِّجْل، وَقَدْ رَجِلَ، وأَرْكبُ عَظِيمُ الرُّكْبة، وأَرْأَس عَظِيمُ الرأْس. ورَجَلَه يَرْجله رَجْلًا: أَصاب رِجْله، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ رَجِلَ فِي هَذَا الْمَعْنَى. أَبو عَمْرٍو: ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله. والرُّجْلة: أَن يَشْكُوَ رِجْله. وَفِي حَدِيثِ الْجُلُوسِ فِي الصَّلَاةِ: إِنه لجَفاء بالرَّجُل أَي بِالْمُصَلِّي نَفْسِهِ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الجيم،

_ (1). قوله [ألابي أنا] هكذا في الأَصل، وفي المحكم: ألائَي، وعلى الهمزة فتحة

يُرِيدُ جُلُوسَهُ عَلَى رِجْله فِي الصَّلَاةِ. والرَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجِلَ، بِالْكَسْرِ، أَي بَقِيَ رَاجِلًا؛ وأَرْجَلَه غَيْرُهُ وأَرْجَلَه أَيضاً: بِمَعْنَى أَمهله، وَقَدْ يأْتي رَجُلٌ بِمَعْنَى رَاجِلٍ؛ قَالَ الزِّبْرِقان بْنُ بَدْرٍ: آلَيْتُ لِلَّهِ حَجًّا حَافِيًا رَجُلًا، ... إِن جَاوَزَ النَّخْل يَمْشِي، وَهُوَ مُنْدَفِعُ وَمِثْلُهُ لِيَحْيَى بْنِ وَائِلٍ وأَدرك قَطَريّ بْنَ الفُجاءة الْخَارِجِيَّ أَحد بَنِي مَازِنٍ حَارِثِيٍّ: أَمَا أُقاتِل عَنْ دِيني عَلَى فَرَسٍ، ... وَلَا كَذَا رَجُلًا إِلا بأَصحاب لَقَدْ لَقِيت إِذاً شَرًّا، وأَدركني ... مَا كُنْتُ أَرْغَم فِي جِسْمِي مِنَ الْعَابِ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَما مُخَفَّفُ الْمِيمِ مَفْتُوحُ الأَلف، وَقَوْلُهُ رَجُلًا أَي رَاجِلًا كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ جَاءَنَا فُلَانٌ حَافِيًا رَجُلًا أَي رَاجِلًا، كأَنه قَالَ أَما أُقاتل فَارِسًا وَلَا رَاجِلًا إِلا وَمَعِي أَصحابي، لَقَدْ لَقِيتُ إِذاً شَرًّا إِن لَمْ أُقاتل وَحْدِي؛ وأَبو زَيْدٍ مِثْلُهُ وَزَادَ: وَلَا كَذَا أُقاتل رَاجِلًا، فَقَالَ: إِنه خَرَجَ يُقَاتِلُ السُّلْطَانَ فَقِيلَ لَهُ أَتخرج رَاجِلًا تُقَاتِلُ؟ فَقَالَ الْبَيْتَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ وَلَا كَذَا أَي مَا تَرَى رَجُلًا كَذَا؛ وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: أَما خَفِيفَةٌ بِمَنْزِلَةِ أَلا، وأَلا تَنْبِيهٌ يَكُونُ بَعْدَهَا أَمر أَو نَهْيٌ أَو إِخبار، فَالَّذِي بَعْدَ أَما هُنَا إِخبار كأَنه قَالَ: أَما أُقاتل فَارِسًا وَرَاجِلًا. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي الْحُجَّةِ بَعْدَ أَن حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ مَا تَقَدَّمَ: فَرجُلٌ عَلَى مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ صِفَةٌ، وَمِثْلُهُ نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نَحْوُهَا، وَمَعْنَى الْبَيْتِ كأَنه يَقُولُ: اعْلَمُوا أَني أُقاتل عَنْ دِينِي وَعَنْ حَسَبي وَلَيْسَ تَحْتِي فَرَسٌ وَلَا مَعِي أَصحاب. ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلًا، فَهُوَ رَاجِل ورَجُلٌ ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ ورَجْلان؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ ظَهْرٌ فِي سَفَرٍ يَرْكَبُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَلَيّ، إِذا لَاقَيْتُ لَيْلى بِخَلْوَةٍ، ... أَنَ ازْدَارَ بَيْتَ اللَّهِ رَجْلانَ حَافَيَا وَالْجَمْعُ رِجَالٌ ورَجَّالَة ورُجَّال ورُجَالَى ورُجَّالى ورَجَالى ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَرَاجِل وأَرَاجِيل؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: واغُزُ وَسْط الأَرَاجِل قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَاجِل جَمْعَ أَرْجِلَة، وأَرْجِلَة جَمْعَ رِجَال، ورِجَال جَمْعَ رَاجِل كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَقَدْ أَجاز أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ: فِي لَيْلَةٍ مِنْ جُمادى ذَاتِ أَنديةٍ أَن يَكُونَ كَسَّر نَدًى عَلَى نِداء كجَمَل وجِمال، ثُمَّ كَسَّر نِداء عَلَى أَندِية كرِداء وأَرْدِية، قَالَ: فَكَذَلِكَ يَكُونُ هَذَا؛ والرَّجْل اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَجَمْعٌ عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ، وَرَجَّحَ الْفَارِسِيُّ قَوْلَ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: لَوْ كَانَ جَمْعًا ثُمَّ صُغِّر لرُدَّ إِلى وَاحِدِهِ ثُمَّ جُمِع وَنَحْنُ نَجِدُهُ مُصَغَّرًا عَلَى لَفْظِهِ؛ وأَنشد: بَنَيْتُه بعُصْبةٍ مِنْ مَالِيَا، ... أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلًا عَادِيَا وأَنشد: وأَيْنَ رُكَيْبٌ وَاضِعُونَ رِحالهم ... إِلى أَهل بيتٍ مِنْ مَقَامَةِ أَهْوَدا؟ وَيُرْوَى: مِنْ بُيُوت بأَسودا؛ وأَنشد الأَزهري:

وظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تَمْشِي، ... بِهَا، الرُّجَّالُ خَائِفَةً سِراعا قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الرَّجْلة، وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ أَبي «1»: ورَجْلة يَضْرِبُونَ البَيْضَ عَنْ عُرُض قَالَ أَبو عَمْرٍو: الرَّجْلَة الرَّجَّالة فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلة جَاءَ جَمْعًا غَيْرُ رَجْلَة جَمْعِ رَاجِل وكَمْأَة جَمْعِ كَمْءٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَيُجْمَعُ رَجاجِيلَ. والرَّجْلان أَيْضاً: الرَّاجِلُ، وَالْجَمْعُ رَجْلَى ورِجال مِثْلُ عَجْلان وعَجْلى وعِجال، قَالَ: وَيُقَالُ رَجِلٌ ورَجَالَى مِثْلُ عَجِل وعَجالى. وامرأَة رَجْلى: مِثْلُ عَجْلى، وَنِسْوَةٌ رِجَالٌ: مِثْلُ عِجال، ورَجَالَى مِثْلُ عَجَالَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي رَاجِل ورُجْلان، بِضَمِّ الرَّاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ومَرْكَبٍ يَخْلِطني بالرُّكْبان، ... يَقي بِهِ اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان ورُجَّال أَيضاً، وَقَدْ حُكِيَ أَنها قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ فِي سُورَةِ الْحَجِّ وَبِالتَّخْفِيفِ أَيضاً، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً ، أَي فَصَلُّوا رُكْباناً ورِجَالًا، جَمْعُ رَاجِل مِثْلُ صَاحِبٍ وصِحاب، أَي إِن لَمْ يُمْكِنْكُمْ أَن تَقُومُوا قَانِتِينَ أَي عَابِدِينَ مُوَفِّين الصَّلاةَ حَقَّها لِخَوْفٍ يَنَالُكُمْ فَصَلُّوا رُكْباناً؛ التَّهْذِيبُ: رِجَالٌ أَي رَجَّالة. وَقَوْمٌ رَجْلة أَي رَجَّالة. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ: فإِن كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشدّ مِنْ ذَلِكَ صَلوا رِجالًا ورُكْباناً ؛ الرِّجال: جَمْعُ رَاجِل أَي مَاشٍ، والرَّاجِل خِلَافُ الْفَارِسِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَجِلْتُ، بِالْكَسْرِ، رَجَلًا أَي بَقِيتُ راجِلًا، وَالْكِسَائِيُّ مِثْلُهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَهُ رَجِلَ أَي عَدِمَ المركوبَ فَبَقِيَ رَاجِلًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ لَا تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا أُمُّك رَاجِل، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، إِلا أَنه قَالَ قَبْلَ هَذَا: أُمُّك هَابِلٌ وَثَاكِلٌ، وَقَالَ بَعْدَ هَذَا: أُمُّك عَقْرى وخَمْشى وحَيْرى، فَدَلَّنا ذَلِكَ بِمَجْمُوعِهِ أَنه يُرِيدُ الْحُزْنَ والثُّكْل. والرُّجْلة: الْمَشْيُ رَاجِلًا. والرَّجْلة والرِّجْلة: شِدَّة المشي؛ حكاهما أَبو زَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: العَجْماء جَرْحها جُبَار ، ويَرْوي بَعْضُهُمُ: الرِّجْلُ جُبارٌ ؛ فسَّره مَنْ ذَهَبَ إِليه أَن رَاكِبَ الدَّابَّةِ إِذا أَصابت وَهُوَ رَاكِبُهَا إِنساناً أَو وَطِئَتْ شَيْئًا بِيَدِهَا فَضَمَانُهُ عَلَى رَاكِبِهَا، وإِن أَصابته برِجْلها فَهُوَ جُبار وَهَذَا إِذا أَصابته وَهِيَ تَسِيرُ، فأَمَّا أَن تُصِيبَهُ وَهِيَ وَاقِفَةٌ فِي الطَّرِيقِ فَالرَّاكِبُ ضَامِنٌ، أَصابت مَا أَصابت بِيَدٍ أَو رِجْلٍ. وَكَانَ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرَى الضَّمَانَ وَاجِبًا عَلَى رَاكِبِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ، نَفَحَتْ برِجلها أَو خَبَطَتْ بِيَدِهَا، سَائِرَةً كَانَتْ أَو وَاقِفَةً. قَالَ الأَزهري: الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْكُوفِيُّونَ أَن الرِّجل جُبار غَيْرُ صَحِيحٍ عِنْدَ الْحُفَّاظِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: الرِّجل جُبار أَي مَا أَصابت الدَّابَّةُ برِجْلها فَلَا قَوَد عَلَى صَاحِبِهَا، قَالَ: وَالْفُقَهَاءُ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ فِي حَالَةِ الرُّكُوبِ عَلَيْهَا وقَوْدها وسَوْقها وَمَا أَصابت برِجْلها أَو يَدِهَا، قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ ذَكَرَهُ الطَّبَرَانِيُّ مَرْفُوعًا وَجَعَلَهُ الْخَطَّابِيُّ مِنْ كَلَامِ الشَّعْبِيِّ. وحَرَّةٌ رَجْلاءُ: وَهِيَ الْمُسْتَوِيَةُ بالأَرض الْكَثِيرَةِ الْحِجَارَةِ يَصْعُب الْمَشْيُ فِيهَا، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: حَرَّة رَجْلاء، الحَرَّة أَرض حِجَارَتُهَا سُودٌ، والرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لَا تَعْمَلُ فِيهَا خَيْلٌ ولا إِبل ولا

_ (1). قوله [تميم بن أبي] هكذا في الأَصل وفي شرح القاموس. وأَنشده الأَزهري لأَبي مقبل، وفي التكملة: قال ابن مقبل

يَسْلُكُهَا إِلا رَاجِل. ابْنُ سِيدَهْ: وحَرَّة رَجْلاء لَا يُسْتَطَاعُ الْمَشْيُ فِيهَا لِخُشُونَتِهَا وَصُعُوبَتِهَا حَتَّى يُتَرَجَّل فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ رِفاعة الجُذامي ذِكْر رِجْلى، هِيَ بِوَزْنِ دِفْلى، حَرَّةُ رِجْلى: فِي دِيَارِ جُذام. وتَرَجَّلَ الرجلُ: رَكِبَ رِجْليه. والرَّجِيل مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَحْفى. ورَجُلٌ رَجِيل أَيْ قَوِيٌّ عَلَى الْمَشْيَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ امرأَة رَجِيلَة لِلْقَوِيَّةِ عَلَى الْمَشْيِ؛ قَالَ الحرب بْنُ حِلِّزة: أَنَّى اهتديتِ، وكُنْتِ غَيْرَ رَجِيلةٍ، ... والقومُ قَدْ قَطَعوا مِتان السَّجْسَج التَّهْذِيبُ: ارْتَجَل الرجلُ ارْتِجَالًا إِذا رَكِبَ رِجْلَيْهِ فِي حَاجَتِهِ ومَضى. وَيُقَالُ: ارْتَجِلْ مَا ارْتَجَلْتَ أَي ارْكَبْ مَا رَكِبْتَ مِنَ الأُمور. وتَرَجَّلَ الزَّنْدَ وارْتَجَلَهُ: وَضَعَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. وتَرَجَّلَ القومُ إِذا نَزَلُوا عَنْ دَوَابِّهِمْ فِي الْحَرْبِ لِلْقِتَالِ. وَيُقَالُ: حَمَلك اللَّهُ عَلَى الرُّجْلة، والرُّجْلة هَاهُنَا: فِعْلُ الرَّجُل الَّذِي لَا دَابَّةَ لَهُ. ورَجَلَ الشاةَ وارْتَجَلَها: عَقَلها بِرِجْلَيْهَا. ورَجَلَها يَرْجُلُها رَجْلًا وارْتَجَلَها: علَّقها بِرِجْلِهَا. والمُرَجَّل مِنَ الزِّقاق: الَّذِي يُسْلَخ مِنْ رِجْل وَاحِدَةٍ، وَقِيلَ: الَّذِي يُسْلَخ مِنْ قِبَل رِجْله. الْفَرَّاءُ: الجِلْد المُرَجَّل الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ رِجْل وَاحِدَةٍ، والمَنْجُول الَّذِي يُشَقُّ عُرْقوباه جَمِيعًا كَمَا يَسْلَخُ الناسُ اليومَ، والمُزَقَّق الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ قِبَل رأْسه؛ الأَصمعي وَقَوْلُهُ: أَيام أَلْحَفُ مِئْزَري عَفَرَ الثَّرى، ... وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّان «2» . أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الْمَلْآنَ مِنَ الخَمْر، وغَضُّه شُرْبُه. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ الْمُفَضَّلُ يَصِف شَعْره وحُسْنه، وَقَوْلُهُ أَغُضّ أَي أَنْقُص مِنْهُ بالمِقْراض لِيَسْتَوِيَ شَعَثُه. والمُرَجَّل: الشَّعْرُ المُسَرَّح، وَيُقَالُ لِلْمُشْطِ مِرْجَل ومِسْرَح. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الترَجُّل إِلا غِبًّا ؛ التَّرَجُّل والتَّرْجِيل: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ وَتَنْظِيفُهُ وَتَحْسِينُهُ، وَمَعْنَاهُ أَنه كَرِهَ كَثْرَةَ الادِّهان ومَشْطَ الشَّعْرِ وَتَسْوِيَتَهُ كُلَّ يَوْمٍ كأَنه كَرِهَ كَثْرَةَ التَّرفُّه وَالتَّنَعُّمِ. والرُّجْلة والتَّرْجِيل: بَيَاضٌ فِي إِحدى رِجْلَيِ الدَّابَّةِ لَا بياضَ بِهِ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: نَعْجة رَجْلاء وَهِيَ الْبَيْضَاءُ إِحدى الرِّجْلَيْنِ إِلى الْخَاصِرَةِ وَسَائِرُهَا أَسود، وَقَدْ رَجِلَ رَجَلًا، وَهُوَ أَرْجَل. وَنَعْجَةٌ رَجْلاء: ابْيَضَّتْ رِجْلاها مَعَ الْخَاصِرَتَيْنِ وَسَائِرُهَا أَسود. الْجَوْهَرِيُّ: الأَرْجَل مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي فِي إِحدى رِجْلَيْهِ بَيَاضٌ، ويُكْرَه إِلا أَن يَكُونَ بِهِ وَضَحٌ؛ غَيْرُهُ: قَالَ المُرَقِّش الأَصغر: أَسِيلٌ نَبِيلٌ لَيْسَ فِيهِ مَعابةٌ، ... كُمَيْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كَانَ أَقرح. قَالَ: وَشَاةٌ رَجْلاء كَذَلِكَ. وَفَرَسٌ أَرْجَل: بَيِّن الرَّجَل والرُّجْلة. ورَجَّلَت المرأَةُ ولدَها «3»: وضَعَتْه بِحَيْثُ خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عِنْدَ الْوِلَادَةِ، وَهَذَا يُقَالُ لَهُ اليَتْن. الأُموي: إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بَعْدَ بَعْضٍ قِيلَ وَلَّدتُها الرُّجَيْلاء مِثَالُ الغُمَيْصاء، ووَلَّدتها طَبَقة بَعْدَ طَبَقة. ورِجْلُ الغُراب: ضَرْب مِنْ صَرِّ الإِبل لَا يَقْدِرُ

_ (2). قوله [أَيام ألحف إلخ] تقدم في ترجمة غضض: أَيَّامَ أَسْحَبُ لِمَّتِي عَفَرَ الملا ولعلهما روايتان (3). قوله [ورَجَّلَتِ المرأة ولدها] ضبط في القاموس مخففاً، وضبط في نسخ المحكم بالتشديد

الْفَصِيلُ عَلَى أَن يَرْضَع مَعَهُ وَلَا يَنْحَلُّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ في الناس، ... عَلَى مَنْ أَراد فِيهِ الْفُجُورَا رِجْلَ الْغُرَابِ مَصْدَرٌ لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الصَّرِّ فَهُوَ مِنْ بَابِ رَجَع القَهْقَرى وَاشْتَمَلَ الصَّمَّاء، وَتَقْدِيرُهُ صَرًّا مِثْلُ صَرِّ رِجْل الغُراب، وَمَعْنَاهُ اسْتَحْكَم مُلكُك فَلَا يُمْكِنُ حَلُّه كَمَا لَا يُمْكِنُ الفَصِيلَ حَلُّ رِجْل الْغُرَابِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ : الرُّؤيا لأَوَّلِ عَابِرٍ وَهِيَ عَلَى رِجْل طَائِرٍ أَي أَنها عَلَى رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ وَقَضَاءٍ ماضٍ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وأَن ذَلِكَ هُوَ الَّذِي قَسَمه اللَّهُ لِصَاحِبِهَا، مِنْ قَوْلِهِمُ اقْتَسَمُوا دَارًا فَطَارَ سهمُ فُلَانٍ فِي نَاحِيَتِهَا أَي وَقَعَ سهمُه وخَرج، وكلُّ حَركة مِنْ كَلِمَةٍ أَو شَيْءٍ يَجْري لَكَ فَهُوَ طَائِرٌ، وَالْمُرَادُ أَن الرُّؤْيَا هِيَ الَّتِي يُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول، فكأَنها كَانَتْ عَلَى رِجْل طَائِرٍ فَسَقَطَتْ فوقعتْ حَيْثُ عُبِّرت، كَمَا يَسْقُطُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رِجْل الطَّائِرِ بأَدنى حَرَكَةٍ. ورِجْل الطَّائِرِ: مِيسَمٌ. والرُّجْلة: القُوَّةُ عَلَى الْمَشْيِ. رَجِلَ الرَّجُلُ يَرْجَلُ رَجَلًا ورُجْلة إِذا كَانَ يَمْشِي فِي السَّفَرِ وَحْدَهُ وَلَا دَابَّةَ لَهُ يَرْكَبُهَا. ورَجُلٌ رُجْلِيٌّ: لِلَّذِي يَغْزُو عَلَى رِجليه، مَنْسُوبٌ إِلى الرُّجْلة. والرَّجِيل: القَوِيُّ عَلَى الْمَشْيِ الصَّبُورُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد: حَتى أُشِبَّ لَهَا، وَطَالَ إِيابُها، ... ذُو رُجْلة، شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ وامرأَة رَجِيلَة: صَبُورٌ عَلَى الْمَشْيِ، وَنَاقَةٌ رَجِيلة. ورَجُل رَاجِل ورَجِيل: قويٌّ عَلَى الْمَشْيِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ وَالْحِمَارُ، وَالْجَمْعُ رَجْلى ورَجَالَى. والرَّجِيل أَيضاً مِنَ الرِّجَالِ: الصُّلْبُ. اللَّيْثُ: الرُّجْلة نَجَابَةُ الرَّجِيل مِنَ الدَّوَابِّ والإِبل وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى طُولِ السَّيْرِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع مِنْهُ فِعْلًا إِلا فِي النُّعُوتِ نَاقَةٌ رَجِيلة وَحِمَارٌ رَجِيل. ورَجُل رَجِيل: مَشَّاء. التَّهْذِيبُ: رَجُل بَيِّن الرُّجولِيَّة والرُّجولة؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ: وإِذا خَلِيلُك لَمْ يَدُمْ لَكَ وَصْلُه، ... فَاقْطَعْ لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر، وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِيلةٍ، ... وَلْقى الْهَوَاجِرِ ذاتِ خَلْقٍ حَادِرِ أَي سَرِيعَةِ الْهَوَاجِرِ؛ الرَّجِيلة: القَوية عَلَى الْمَشْيِ، وحَرْفٌ: شَبَّهَهَا بحَرْف السَّيْفِ فِي مَضائها. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ بَيِّن الرُّجُولة وَرَاجِلٌ بيِّن الرُّجْلة؛ والرَّجِيلُ مِنَ النَّاسِ: المَشّاء الجيِّد الْمَشْيِ. والرَّجِيل مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَق. وَفُلَانٌ قَائِمٌ عَلَى رِجْلٍ إِذا حَزَبه أَمْرٌ فَقَامَ لَهُ. والرِّجْل: خِلَافُ الْيَدِ. ورِجل الْقَوْسِ: سِيَتُها السفْلى، وَيَدُهَا: سِيَتُها الْعُلْيَا؛ وَقِيلَ: رِجْل الْقَوْسِ مَا سَفَل عَنْ كَبِدِهَا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رِجْل الْقَوْسِ أَتمُّ مِنْ يَدِهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ الْقَوَّاسُونَ يُسَخِّفون الشِّقَّ الأَسفل مِنَ الْقَوْسِ، وَهُوَ الَّذِي تُسميه يَداً، لتَعْنَت القِياسُ فَيَنْفُق مَا عِنْدَهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْجُلُ القِسِيِّ إِذا أُوتِرَت أَعاليها، وأَيديها أَسافلها، قَالَ: وأَرْجُلُها أَشد مِنْ أَيديها؛ وأَنشد: لَيْتَ القِسِيَّ كلَّها مِنْ أَرْجُل قَالَ: وطَرفا الْقَوْسِ ظُفْراها، وحَزَّاها فُرْضتاها، وعِطْفاها سِيَتاها، وبَعْدَ السِّيَتين الطَّائِفَانِ، وَبَعْدَ الطَّائِفَيْنِ الأَبهران، وَمَا بَيْنَ الأَبهَرَين كبدُها، وَهُوَ مَا بَيْنَ عَقْدَي الحِمالة، وعَقْداها يُسَمَّيَانِ الكُليتين، وأَوتارُها الَّتِي تُشَدُّ فِي يَدِهَا وَرِجْلِهَا تُسَمَّى الوُقوف وَهُوَ الْمَضَائِغُ. ورِجْلا السَّهم: حَرْفاه. ورِجْلُ

الْبَحْرِ: خَلِيجُهُ، عَنْ كُرَاعٍ. وارْتَجَلَ الفرسُ ارْتِجَالًا: رَاوَحَ بَيْنَ العَنَق والهَمْلَجة، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا خَلَط العَنق بالهَمْلجة. وتَرَجَّلَ أَي مَشَى رَاجِلًا. وتَرَجَّلَ البئرَ تَرَجُّلًا وتَرَجَّلَ فِيهَا، كِلَاهُمَا: نَزَلَهَا مِنْ غَيْرِ أَن يُدَلَّى. وارْتِجَالُ الخُطْبة والشِّعْر: ابْتِدَاؤُهُ مِنْ غَيْرِ تَهْيِئَةٍ. وارْتَجَلَ الكلامَ ارْتِجَالًا إِذا اقْتَضَبَهُ اقْتِضَابًا وَتَكَلَّمَ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُهَيِّئَهُ قَبْلَ ذَلِكَ. وارْتَجَلَ برأْيه: انْفَرَدَ بِهِ وَلَمْ يُشَاوِرْ أَحداً فِيهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَمْرُك مَا ارْتَجَلْتَ، مَعْنَاهُ مَا اسْتَبْدَدْتَ برأْيك فِيهِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وَمَا عَصَيْتُ أَميراً غَيْرَ مُتَّهَم ... عِنْدِي، ولكنَّ أَمْرَ الْمَرْءِ مَا ارْتَجَلا وتَرَجَّلَ النهارُ، وارْتَجَلَ أَي ارْتَفَعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَهَاجَ بِهِ، لَمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى، ... عصائبُ شَتى مِنْ كلابٍ ونابِل وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيّين: فَمَا تَرَجَّلَ النهارُ حَتَّى أُتيَ بِهِمْ أَي مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ تَشْبِيهًا بِارْتِفَاعِ الرَّجُل عَنِ الصِّبا. وشعرٌ رَجَلٌ ورَجِلٌ ورَجْلٌ: بَيْنَ السُّبوطة وَالْجُعُودَةِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ شَعْرُهُ رَجِلًا أَي لَمْ يَكُنْ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ وَلَا شَدِيدَ السُّبُوطَةِ بَلْ بَيْنَهُمَا؛ وَقَدْ رَجِلَ رَجَلًا ورَجَّلَه هُوَ تَرْجِيلًا، ورَجُلٌ رَجِلُ الشَّعر ورَجَلُه، وجَمْعهما أَرْجَال ورَجَالَى. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما رَجْلٌ، بِالْفَتْحِ، فَلَا يُكَسَّرُ اسْتَغْنَوْا عَنْهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَذَلِكَ فِي الصِّفَةِ، وأَما رَجِلٌ، بالكسر، فإِنه لَمْ يَنُصَّ عَلَيْهِ وَقِيَاسُهُ قِيَاسُ فَعُل فِي الصِّفَةِ، وَلَا يُحْمَلُ عَلَى بَابِ أَنجاد وأَنكاد جَمْعِ نَجِد ونَكِد لِقِلَّةِ تَكْسِيرِ هَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ أَجل قِلَّةِ بِنَائِهَا، إِنما الأَعرف فِي جَمِيعِ ذَلِكَ الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، لَكِنَّهُ رُبَّمَا جَاءَ مِنْهُ الشَّيْءُ مُكَسَّراً لِمُطَابَقَةِ الِاسْمِ فِي الْبِنَاءِ، فَيَكُونُ مَا حَكَاهُ اللُّغَوِيُّونَ مِنْ رَجَالَى وأَرْجَال جَمْعِ رَجَل ورَجِل عَلَى هَذَا. وَمَكَانٌ رَجِيلٌ: صُلْبٌ. وَمَكَانٌ رَجِيل: بَعِيدُ الطَّرفين مَوْطُوءٌ رَكوب؛ قَالَ الرَّاعِي: قَعَدوا عَلَى أَكوارها فَتَردَّفَتْ ... صَخِبَ الصَّدَى، جَذَع الرِّعان رَجِيلًا وَطَرِيقٌ رَجِيلٌ إِذا كَانَ غَلِيظًا وَعْراً فِي الجَبَل. والرَّجَل: أَن يُترك الفصيلُ والمُهْرُ والبَهْمة مَعَ أُمِّه يَرْضَعها مَتَى شَاءَ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فَصَافَ غلامُنا رَجَلًا عَلَيْهَا، ... إِرادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا ورَجَلَها يَرْجُلُها رَجْلًا وأَرْجَلَها: أَرسله مَعَهَا، وأَرْجَلَها الرَّاعِي مَعَ أُمِّها؛ وأَنشد: مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ حَتَّى فُطِما ورَجَلَ البَهْمُ أُمَّه يَرْجُلُها رَجْلًا: رَضَعها. وبَهْمة رَجَلٌ ورَجِلٌ وبَهْمٌ أَرْجَال ورَجَلٌ. وارْتَجِلْ رَجَلك أَي عَلَيْكَ شأْنَك فالْزَمْه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: لِي فِي مَالِكَ رِجْلٌ أَي سَهْم. والرِّجْل: القَدَم. والرِّجْل: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ، أُنثى، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْقِطْعَةَ الْعَظِيمَةَ مِنَ الْجَرَادِ، وَالْجَمْعُ أَرْجَال، وَهُوَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ كَقَوْلِهِمْ لِجَمَاعَةِ الْبَقَرِ صِوَار، وَلِجَمَاعَةِ النَّعَامِ خِيط، وَلِجَمَاعَةِ الحَمِير عَانَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الحُمُر فِي عَدْوها وتَطايُر الْحَصَى عَنْ حَوَافِرِهَا: كأَنما المَعْزاء مِنْ نِضالها ... رِجْلُ جَرادٍ، طَارَ عَنْ خُذَّالها

وَجَمْعُ الرِّجْل أَرْجَال. وَفِي حَدِيثِ أَيوب، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ عُرياناً فَخَرَّ عَلَيْهِ رِجْلٌ مِنْ جَراد ذَهَب ؛ الرِّجْل، بِالْكَسْرِ: الْجَرَادُ الْكَثِيرُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه دَخَل مكَّة رِجْلٌ مِنْ جَراد فَجَعل غِلْمانُ مَكَّةَ يأْخذون مِنْهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهم لَوْ عَلِمُوا لَمْ يأْخذوه ؛ كَرِه ذَلِكَ فِي الْحَرَمِ لأَنه صَيْدٌ. والمُرْتَجِل: الَّذِي يَقَعُ بِرِجْلٍ مِنْ جَرَاد فيَشْتَوي مِنْهَا أَو يطبخُ؛ قَالَ الرَّاعِي: كدُخَان مُرْتَجِلٍ، بأَعلى تَلْعة، ... غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا وَقِيلَ: المُرْتَجِل الَّذِي اقْتَدَحَ النَّارَ بزَنْدة جَعَلَهَا بَيْنَ رِجْليه وفَتل الزَّنْدَ فِي فَرْضِها بِيَدِهِ حَتَّى يُورِي، وَقِيلَ: المُرْتَجِل الَّذِي نَصَب مِرْجَلًا يَطْبُخُ فِيهِ طَعَامًا. وارْتَجَلَ فُلَانٌ أَي جَمَع قِطْعَة مِنَ الجَرَاد ليَشْوِيها؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَنَازَعَا سَبَطاً يَطِيرُ ظِلالُه، ... كَدُخَانِ مُرتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرَامُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ للقِطْعة مِنَ الْجَرَادِ رِجْل ورِجْلَة. والرِّجْلَة أَيضاً: الْقِطْعَةُ مِنَ الْوَحْشِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والعَيْن عَيْن لِياحٍ لَجْلَجَتْ وَسَناً، ... لرِجْلَة مِنْ بَنات الْوَحْشِ أَطفال وارْتَجَلَ الرجلُ: جَاءَ مِنْ أَرض بَعِيدَةٍ فَاقْتَدَحَ نَارًا وأَمسك الزَّنْد بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ لأَنه وَحْدَهُ؛ وَبِهِ فَسَّر بَعْضُهُمْ: كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعةٍ والمُرَجَّل مِنَ الجَراد: الَّذِي تَرَى آثَارَ أَجنحته فِي الأَرض. وَجَاءَتْ رِجْلُ دِفاعٍ أَي جيشٌ كَثِيرٌ، شُبّه برِجْل الجَراد. وَفِي النَّوَادِرِ: الرَّجْل النَّزْوُ؛ يُقَالُ: بَاتَ الحِصَان يَرْجُلُ الخيلَ. وأَرْجَلْت الحِصانَ فِي الْخَيْلِ إِذا أَرسلت فِيهَا فَحْلًا. والرِّجْل: السراويلُ الطاقُ؛ وَمِنْهُ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه اشْتَرَى رِجْلَ سَراوِيل ثُمَّ قَالَ للوَزَّان زِنْ وأَرْجِحْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا كَمَا يُقَالُ اشْتَرَى زَوْجَ خُفٍّ وزوْجَ نَعْل، وإِنما هُمَا زَوْجان يُرِيدُ رِجْلَيْ سَرَاوِيلَ لأَن السَّرَاوِيلَ مِنْ لِبَاسِ الرِّجْلين، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّي السَّرَاوِيلَ رِجْلًا. والرِّجْل: الْخَوْفُ وَالْفَزَعُ مِنْ فَوْتِ الشَّيْءِ، يُقَالُ: أَنا مِنْ أَمري عَلَى رِجْلٍ أَي عَلَى خَوْفٍ مِنْ فَوْتِهِ. والرِّجْل، قَالَ أَبو الْمَكَارِمِ: تَجْتَمِعُ القُطُر فَيَقُولُ الجَمَّال: لِي الرِّجْل أَي أَنا أَتقدم. والرِّجْل: الزَّمَانُ؛ يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى رِجْل فُلَانٍ أَي فِي حَيَاتِهِ وَزَمَانِهِ وَعَلَى عَهْدِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: لَا أَعلم نَبِيًّا هَلَكَ عَلَى رِجْله مِنَ الْجَبَابِرَةِ مَا هَلَك عَلَى رِجْل مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، أَي فِي زَمَانِهِ. والرِّجْل: القِرْطاس الْخَالِي. والرِّجْل: البُؤْس وَالْفَقْرُ. والرِّجْل: الْقَاذُورَةُ مِنَ الرِّجَالِ. والرِّجْل: الرَّجُل النَّؤُوم. والرِّجْلة: المرأَة النَّؤُومُ؛ كُلُّ هَذَا بِكَسْرِ الرَّاءِ. والرَّجُل فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ: الكثيرُ الْمُجَامَعَةِ، كَانَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَزْعُمُ أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَمِّيهِ العُصْفُورِيَّ؛ وأَنشد: رَجُلًا كنتُ فِي زَمَانِ غُروري، ... وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ والرِّجْلة: مَنْبِت العَرْفج الْكَثِيرِ فِي رَوْضَةٍ وَاحِدَةٍ. والرِّجْلة: مَسِيل الْمَاءِ مِنَ الحَرَّة إِلى السَّهلة. شَمِرٌ: الرِّجَل مَسايِلُ الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا رِجْلة؛

قَالَ لَبِيدٌ: يَلْمُج البارضَ لَمْجاً فِي النَّدَى، ... مِنْ مَرابيع رِياضٍ ورِجَل اللَّمْج: الأَكل بأَطراف الْفَمِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرِّجَل تَكُونُ فِي الغِلَظ واللِّين وَهِيَ أَماكن سَهْلَةٌ تَنْصَبُّ إِليها الْمِيَاهُ فتُمْسكها. وَقَالَ مَرَّةً: الرِّجْلة كالقَرِيِّ وَهِيَ وَاسِعَةٌ تُحَلُّ، قَالَ: وَهِيَ مَسِيل سَهْلة مِنْبات. أَبو عَمْرٍو: الرَّاجِلَة كَبْش الرَّاعِي الَّذِي يَحْمِل عَلَيْهِ متاعَه؛ وأَنشد: فظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ ورَاجِلةٍ، ... يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِد أَي يَطْبُخ. والرِّجْلة: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، وَقَوْمٌ يُسَمُّونَ البَقْلة الحَمْقاء الرِّجْلة، وإِنما هِيَ الفَرْفَخُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ هُوَ أَحمق مِنْ رِجْلَة، يَعْنون هَذِهِ البَقْلة، وَذَلِكَ لأَنها تَنْبُتُ عَلَى طُرُق النَّاسِ فتُدَاس، وَفِي المَسايل فيَقْلَعها مَاءُ السَّيْلِ، وَالْجَمْعُ رِجَل. والرِّجْل: نِصْفُ الرَّاوِيَةِ مِنَ الخَمْر وَالزَّيْتِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أُهدي لَنَا رِجْل شَاةٍ فَقَسَمْتُهَا إِلّا كَتِفَها ؛ تُرِيدُ نِصْفَ شَاةٍ طُولًا فسَمَّتْها بِاسْمِ بَعْضِهَا. وَفِي حَدِيثِ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامة: أَنه أَهدى إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، رِجْل حِمَارٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ أَي أَحد شِقَّيْهِ، وَقِيلَ: أَراد فَخِذه. والتَّراجِيل: الكَرَفْس، سَوَادِيَّةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ بِلُغَة الْعَجَمِ، وَهُوَ اسْمٌ سَواديٌّ مِنْ بُقول الْبَسَاتِينِ. والمِرْجَل: القِدْر مِنَ الْحِجَارَةِ والنحاسِ، مُذَكَّر؛ قَالَ: حَتَّى إِذا مَا مِرْجَلُ القومِ أَفَر وَقِيلَ: هُوَ قِدْر النُّحَاسِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ مَا طُبِخَ فِيهَا مِنْ قِدْر وَغَيْرِهَا. وارْتَجَل الرجلُ: طَبَخَ فِي المِرْجَل. والمَراجِل: ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ. الْمُحْكَمُ: والمُمَرْجَل ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْوَشْيِ فِيهِ صُوَرُ المَراجل، فمُمَرْجَل عَلَى هَذَا مُمَفْعَل، وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا لِقَوْلِهِ: بشِيَةٍ كشِيَةِ المُمَرْجَل وَجَعَلَ دَلِيلَهُ عَلَى ذَلِكَ ثَبَاتَ الْمِيمِ فِي المُمَرْجَل، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ من بَابِ تَمَدْرَع وتَمَسْكَن فَلَا يَكُونُ لَهُ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ. وَثَوْبٌ مِرْجَلِيٌّ: مِنَ المُمَرْجَل؛ وَفِي الْمَثَلِ: حَدِيثاً كَانَ بُرْدُك مِرْجَلِيّا أَي إِنما كُسيت المَراجِلَ حَدِيثًا وَكُنْتَ تَلْبَسُ العَبَاء؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ رَحَلَ: وَفِي الْحَدِيثِ حَتَّى يَبْنيَ الناسُ بُيُوتًا يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل ، وَيَعْنِي تِلْكَ الثِّيَابَ، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الْمَرَاجِلُ بِالْجِيمِ أَيضاً، وَيُقَالُ لَهَا الراحُولات، والله أعلم. رحل: الرَّحْل: مَرْكَبٌ لِلْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ، وَجَمْعُهُ أَرْحُلٌ ورِحَالٌ، قَالَ طَرَفَةُ: جازتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلنا، ... آخِرَ اللَّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِر والرِّحَالَة: نَحْوُهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ مَرَاكب النِّسَاءِ، وأَنكر الأَزهري ذَلِكَ، قَالَ: الرَّحْل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجُوهٍ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ الرَّحْل بِجَمِيعِ رَبَضه وحَقَبه وحِلْسه وَجَمِيعِ أَغْرُضه، قَالَ: وَيَقُولُونَ أَيضاً لأَعواد الرَّحْل بِغَيْرِ أَداة رَحْلٌ،

وَأَنْشَدَ: كأَنَّ رَحْلي وأَداةَ رَحْلي، ... عَلَى حَزَابٍ، كأَتان الضَّحْلِ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَهُوَ مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، وأَما الرِّحَالَة فَهِيَ أَكْبَرُ مِنَ السَّرْج وتُغَشَّى بِالْجُلُودِ وَتَكُونُ لِلْخَيْلِ وَالنَّجَائِبِ مِنَ الإِبل، وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاح: فَتَرُوا النَّجائِبَ عِنْدَ ذلك ... بالرِّحَالِ وبالرَّحَائِل وَقَالَ عَنْتَرَةُ فَجَعَلَهَا سَرْجاً: إِذ لَا أَزال عَلَى رِحَالة سَابِحٍ ... نَهْدٍ مَراكِلُه، نَبِيلِ المَحْزِمِ قَالَ الأَزهري: فَقَدْ صَحَّ أَن الرَّحْل والرِّحَالَة مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. والرَّحْل فِي غَيْرِ هَذَا: مَنْزِلُ الرَّجُلِ وَمَسْكَنُهُ وَبَيْتُهُ. وَيُقَالُ: دَخَلْتُ عَلَى الرَّجُل رَحْله أَي مَنْزِلَهُ. وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ شَجَرة: أَنه خَطَبَ النَّاسَ فِي بَعْثٍ كَانَ هُوَ قَائِدَهُمْ فَحَثَّهم عَلَى الْجِهَادِ وَقَالَ: إِنكم تَرَوْن مَا أَرى مِنْ أَصفر «4» وأَحمر وَفِي الرِّحال مَا فِيهَا فاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُوا الحُورَ العِين ، يَقُولُ: مَعَكُم مِنْ زَهْرةِ الدُّنْيَا وزُخْرُفها مَا يُوجِبُ عَلَيْكُمْ ذِكْرَ نِعْمَةِ اللَّه عَلَيْكُمْ واتِّقاءَ سَخَطِه، وأَن تَصْدُقوا العدوَّ القتالَ وَتُجَاهِدُوهُمْ حَقَّ الْجِهَادِ، فَاتَّقُوا اللَّه وَلَا تَرْكَنوا إِلى الدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا، وَلَا تُوَلُّوا عَنْ عَدُوِّكم إِذا الْتَقَيْتُمْ، وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ العِين بِأَنْ لَا تُبْلُوا وَلَا تَجْتَهِدُوا، وأَن تَفْشَلوا عَنِ الْعَدُوِّ فَيُوَلِّين، يَعْنِي الحُورَ العِين، عَنْكُمْ بخَزاية وَاسْتِحْيَاءٍ لَكُمْ، وَتَفْسِيرُ الخَزاية فِي مَوْضِعِهِ. والرَّاحُولُ: الرَّحْل، وإِنه لخَصيب الرَّحْل. وانتهينا إِلَى رِحَالِنا أَي مَنَازِلِنَا. والرَّحْل: مَسْكَنُ الرَّجُلِ وَمَا يَصْحَبُهُ مِنَ الأَثاث. وَفِي الْحَدِيثِ : إِذا ابْتَلَّت النِّعال فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَال أَي صَلُّوا رُكْباناً، والنِّعال هُنَا: الحِرَار، وَاحِدُهَا نَعْل. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ يَعْنِي الدُّور وَالْمَسَاكِنَ وَالْمَنَازِلَ، وَهِيَ جَمْعُ رَحْل، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنِ الْعَرَبِ: وَضَعا رِحَالَهما، يَعْنِي رَحْلَي الرَّاحِلَتَيْنِ، فأَجْروا الْمُنْفَصِلَ مِنْ هَذَا الْبَابِ كالرَّحْل مُجْرَى غَيْرِ الْمُنْفَصِلِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما، وَهَذَا فِي الْمُنْفَصِلِ قَلِيلٌ وَلِذَلِكَ خَتَمَ سِيبَوَيْهِ بِهِ فَصْلَ: ظَهْراهُما مِثْلُ ظُهور التُّرْسَيْنِ وَقَدْ كَانَ يَجِبُ أَن يَقُولُوا وَضَعا أَرْحُلَهما لأَن الِاثْنَيْنِ أَقرب إِلى أَدنى العدَّة، وَلَكِنْ كَذَا حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ، وأَما فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ فِي هَذَا الْمَكَانِ لأَن الْقَلْبَ لَيْسَ لَهُ أَدنى عَدَدٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ أَدنى عَدَدٍ لَكَانَ الْقِيَاسُ أَن يُسْتعمل هَاهُنَا، وَقَوْلُ خطَام: ظَهْراهُما مِثْلُ ظُهور التُّرْسَيْنِ مِنْ هَذَا أَيضاً، إِنما حُكْمُهُ مِثْلُ أَظهر التُّرْسَيْنِ لِمَا قَدَّمْنَا، وَهُوَ الرِّحَالَة وَجَمْعُهَا رَحَائِل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرِّحَالَة فِي أَشْعار الْعَرَبِ السَّرْجُ، قَالَ الأَعشى: ورَجْرَاجَةٍ تُعْشِي النَّواظِرَ ضَخْمَةٍ، ... وشُعْثٍ عَلَى أَكتافِهِنَّ الرَّحَائِلُ قَالَ: والرِّحَالَة سَرْجٌ مِنْ جُلُودٍ لَيْسَ فِيهِ خَشَبٌ كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ للرَّكْض الشَّدِيدِ، وَالْجَمْعُ الرَّحَائِل، قَالَ

_ (4). قوله [من أصفر] هكذا في الأَصل، وفي التهذيب: من بين أصفر، بزيادة بين.

أَبو ذَؤَيْبٍ: تَعْدُو بِهِ خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها ... حَلَقَ الرِّحَالَة، وهي رِخْوٌ [رَخْوٌ] تَمْزَعُ يَقُولُ: تَعْدُو فَتَزْفِر فتَفْصِم حَلَق الحِزام، وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْل: ومُقَطِّعٍ حَلَق الرِّحَالة سَابِحٍ، ... بادٍ نواجِذُهُ عَنِ الأَظَرابِ وأَنشد لِعَنْتَرَةَ: إِذ لَا أَزال عَلَى رِحَالةِ سابحٍ ... نهدٍ، تَعَاوَرَه الكماةُ مُكَلَّمِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَيْرَةَ بْنِ طَارِقٍ: بِفِتْيَانِ صِدْقٍ فَوْقَ جْردٍ كأَنها ... طَوَالِبُ عِقْبان، عَلَيْهَا الرَّحَائِلُ قَالَ: وَهُوَ أَكبر مِنَ السَّرْج ويُغَشَّى بِالْجُلُودِ وَيَكُونُ لِلْخَيْلِ وَالنَّجَائِبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والرَّحْل رَحْل الْبَعِيرِ، وَهُوَ أَصغر مِنَ القَتَب، وَثَلَاثَةُ أَرْحُلٍ، وَالْعَرَبُ تُكَنِّي عَنِ القَذْف لِلرَّجُلِ بِقَوْلِهِمْ: يَا ابْنَ مُلْقَى أَرْحُل الرُّكْبان. ابْنُ سِيدَهْ: ورَحَلَ البعيرَ يَرْحَلُه رَحْلًا، فَهُوَ مَرْحُول ورَحِيل، وارْتَحَلَه: جَعَلَ عَلَيْهِ الرَّحْل، ورَحَلَه رِحْلةً: شدَّ عَلَيْهِ أَداته، قَالَ الأَعشى: رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدوةً أَجمالَها، ... غَضْبَى عَلَيْكَ، فَمَا تَقُولُ بَدَا لَها؟ وَقَالَ المثقِّب الْعَبْدِيُّ: إِذا مَا قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ، ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحَزِينِ وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَجَدَ فرَكِبه الْحَسَنُ فأَبطأَ فِي سُجُودِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: إِن ابْنِي ارْتَحَلَني فَكَرِهْتُ أَن أُعْجِله ، أَي جَعَلني كَالرَّاحِلَةِ فَركِب عَلَى ظَهْرِي. وإِنه لَحَسَن الرِّحْلة أَي الرَّحْل للإِبل أَعني شَدَّه لرِحالها، قَالَ: ورَحَلُوها رِحْلةً فِيهَا رَعَنْ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنما هُوَ رَحْل أَو سَرْج، فَرحْلٌ إِلى بَيْتِ اللَّه، وسَرْجٌ فِي سَبِيلِ اللَّه ، يُرِيدُ أَن الإِبل تُرْكَب فِي الْحَجِّ والخَيْل فِي الْجِهَادِ. الأَزهري: وَيُقَالُ رَحَلْتُ الْبَعِيرَ أَرْحَلُهُ رَحْلًا إِذا عَلَوْتَهُ. شَمِرٌ: ارْتَحَلْتُ البعيرَ إِذا رَكِبْتَهُ بقَتَب أَو اعْرَوْرَيته، قَالَ الْجَعْدِيُّ: وَمَا عَصَيْتُ أَميراً غَيْرَ مُتَّهَم ... عِنْدِي، ولكنَّ أَمْرَ المرءِ مَا ارْتَحَلَا أَي يَرْتَحِلُ الأَمرَ يَرْكَبه. قَالَ شَمِرٌ: وَلَوْ أَن رَجُلًا صَرَعَ آخَرَ وَقَعَدَ عَلَى ظَهْرِهِ لَقُلْتَ رأَيته مُرْتَحِلَه. ومُرْتَحَلُ البعيرِ: مَوْضِعُ رَحْلِه. وارْتَحَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا عَلَا ظهرَه وَرَكِبَهُ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ : لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمه أَو لأَرْحَلَنَّكَ بِسَيْفِي أَي لأَعْلُوَنَّك. يُقَالُ: رَحَلْته بِمَا يَكْرَهُ أَي رَكِبْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ: تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قَعْر عَدَن تُرَحِّلُ النَّاسَ ، رَوَاهُ شُعْبَةُ قَالَ: وَمَعْنَى تُرَحِّلُ أَي تَرْحَل مَعَهُمْ إِذا رَحَلوا، وتَنْزِل مَعَهُمْ إِذا نَزَلُوا، وتَقِيل إِذا قَالُوا، جَاءَ بِهِ مُتَّصِلًا بِالْحَدِيثِ، قَالَ شَمِرٌ: وَقِيلَ مَعْنَى تُرَحِّلُهم أَي تُنْزِلهم المَرَاحِل، وَقِيلَ: تَحْمِلُهُمْ عَلَى الرَّحِيل، قَالَ: والتَّرْحِيل والإِرْحَال بِمَعْنَى الإِشخاص والإِزعاج. يُقَالُ: رَحَلَ الرجلُ إِذا

سَارَ، وأَرْحَلْتُهُ أَنا. وَرَجُلٌ رَحُول وَقَوْمٌ رُحَّل أَي يَرْتَحِلُونَ كَثِيرًا. ورَجُل رَحَّال: عَالِمٌ بِذَلِكَ مُجِيدٌ لَهُ. وإِبل مُرَحَّلَة: عَلَيْهَا رِحالُها، وَهِيَ أَيضاً الَّتِي وُضِعت عَنْهَا رِحَالُها، قَالَ: سِوَى تَرْحِيلِ راحلةٍ وعَينٍ، ... أُكالئُها مَخافَة أَن تَنامَا والرَّحُول والرَّحُولة مِنَ الإِبل: الَّتِي تَصلح أَن تُرْحَل، وَهِيَ الرَّاحِلَةُ تَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى، فاعِلة بِمَعْنَى مَفَعُولَةٍ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ، وأَرْحَلَها صاحِبُها: رَاضَها حَتَّى صَارَتْ رَاحِلَةً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَرْحَلَ الرجلُ البعيرَ، وَهُوَ رجُلٌ مُرْحِل، وَذَلِكَ إِذا أَخذ بَعِيرًا صَعْباً فَجَعَلَهُ رَاحِلَةً. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كإِبلٍ مائةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلة ، الرَّاحِلةُ مِنَ الإِبل: «1» البعيرُ القويُّ عَلَى الأَسفار والأَحمال، وَهِيَ الَّتِي يَخْتَارُهَا الرَّجُلُ لمَرْكَبه ورَحْله عَلَى النَّجابة وَتَمَامِ الخَلْق وَحُسْنِ المَنْظَر، وإِذا كَانَتْ فِي جَمَاعَةِ الإِبل تَبَيَّنَتْ وعُرِفت، يَقُولُ: فَالنَّاسُ مُتَسَاوُونَ لَيْسَ لأَحد مِنْهُمْ عَلَى أَحد فَضْلٌ فِي النَّسَبِ، وَلَكِنَّهُمْ أَشباه كإِبلٍ مائةٍ لَيْسَتْ فِيهَا رَاحِلَةٌ تَتَبَيَّنُ فِيهَا وَتَتَمَيَّزُ مِنْهَا بِالتَّمَامِ وَحُسْنِ المَنْظَر، قَالَ الأَزهري: هَذَا تَفْسِيرُ ابْنِ قُتَيْبَةَ وَقَدْ غَلِطَ فِي شَيْئَيْنِ مِنْهُ: أَحدهما أَنه جَعَلَ الرَّاحِلَة النَّاقَةَ وَلَيْسَ الجَمَل عِنْدَهُ رَاحِلَةً، والرَّاحِلَة عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ بَعِيرٍ نَجِيبٍ، سواءٌ كَانَ ذَكَرًا أَو أُنثى، وَلَيْسَتِ النَّاقَةُ أَولى بِاسْمِ الرَّاحِلَة مِنَ الْجَمَلِ، تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْجَمَلِ إِذا كَانَ نَجِيبًا رَاحِلَة، وَجَمْعُهُ رَوَاحِل، وَدُخُولُ الْهَاءِ فِي الرَّاحِلَة لِلْمُبَالَغَةِ فِي الصِّفَةِ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ دَاهِيَةٌ وَبَاقِعَةٌ وعلَّامة، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَتْ رَاحِلَة لأَنها تُرْحَل كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ*، أَي مَرْضِيَّة، وخُلِق مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، أَي مَدْفُوقٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ رَاحِلَة لأَنها ذَاتُ رَحْل، وَكَذَلِكَ عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ ذَاتُ رِضًا، وماءٌ دَافِقٌ ذُو دَفْق، وأَما قَوْلُهُ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَراد أَن النَّاسَ مُتَسَاوُونَ فِي النَّسَبِ لَيْسَ لأَحد مِنْهُمْ فَضْلٌ عَلَى الْآخَرِ وَلَكِنَّهُمْ أَشباه كإِبل مِائَةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَة، فَلَيْسَ الْمَعْنَى مَا ذَهَبَ إِليه، قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَن اللَّه تَعَالَى ذَمَّ الدُّنْيَا ورُكونَ الْخَلْقِ إِليها وحَذَّر عِبَادَهُ سُوء مَغَبَّتِها وزَهَّدهم فِي اقْتِنَائِهَا وزُخْرُفها، وضرَب لَهُمْ فِيهَا الأَمثال ليَعُوها وَيَعْتَبِرُوا بِهَا فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ (الْآيَةَ). وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحَذِّر أَصحابه بِمَا حَذَّرهم اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَمِيمِ عَوَاقِبِهَا وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التَّبَقُّر فِيهَا، ويُزَهِّدهم فِيمَا زَهَّدهم اللَّهُ فِيهِ مِنْهَا، فرَغِبَ أَكثرُ أَصحابه بعدَه فِيهَا «2» وتَشَاحُّوا عَلَيْهَا وَتَنَافَسُوا فِي اقْتِنَائِهَا حَتَّى كَانَ الزُّهْدُ فِي النَّادِرِ الْقَلِيلِ مِنْهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كإِبلٍ مائةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَة ، وَلَمْ يُرِد بِهَذَا تَسَاوِيهِمْ فِي الشَّرِّ وَلَكِنَّهُ أَراد أَن الْكَامِلَ فِي الْخَيْرِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا مَعَ رَغْبَتِهِ فِي الْآخِرَةِ وَالْعَمَلِ لَهَا قَلِيلٌ، كَمَا أَن الرَّاحِلَة النَّجِيبَةَ نَادِرَةٌ فِي الإِبل الْكَثِيرَةِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ مَشَايِخِنَا يَقُولُ: إِن زُهَّاد أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَتتامُّوا عَشَرَةً مَعَ وُفور عَدَدهم وَكَثْرَةِ خَيْرِهِمْ وسَبْقِهم الأُمة إِلى مَا يَسْتَوْجِبُونَ بِهِ كَرِيمَ الْمَآبِ بِرَحْمَةِ اللَّه إِياهم وَرِضْوَانِهِ

_ (1). قوله [الرَّاحِلَة من الإبل إلخ] عبارة التهذيب: قال ابن قتيبة: الرَّاحِلَة هي الناقة التي يختارها الرجل إلخ. (2). قوله [فَرَغِبَ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ بَعْدَهُ فيها إلخ] بهامش الأَصل هنا ما نصه: في هذه العبارة من إساءة الأَدب في حقهم، رضي اللَّه عنهم، ما لا يخفى على المتأمل المنصف.

عَنْهُمْ، فَكَيْفَ مَن بَعْدَهُمْ وَقَدْ شَاهَدُوا التَّنْزِيلَ وَعَايَنُوا الرَّسُولَ، وَكَانُوا مَعَ الرَّغْبَةِ الَّتِي ظَهَرَت مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا خيرَ هَذِهِ الأُمَّة الَّتِي وَصَفَهَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ الاستغفارُ لَهُمْ والتَّرَحُّم عَلَيْهِمْ، وأَن يسأَلوا اللَّه تَعَالَى أَن لَا يَجْعَلَ فِي قُلُوبِهِمْ غِلًّا لَهُمْ، وَلَا يَذْكُرُوا أَحداً مِنْهُمْ بِمَا فِيهِ مَنْقَصة لَهُمْ واللَّه يَرْحَمُنَا وإِياهم، ويَتَغَمَّد زلَلنا بِحِلْمِهِ، إِنه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَقَوْلُ دُكَيْنٍ: أَصبحتُ قَدْ صالَحَنِي عَوَاذِلِي، ... بَعْدَ الشِّقاق، ومَشَتْ رَوَاحِلي قِيلَ: تَرَكْتُ جَهْلي وارْعَوَيْت وأَطَعْت عَوَاذِلِي كَمَا تُطِيع الراحلةُ زاجرَها فَتَمْشِي، وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: وعُرِّيَ أَفراسُ الصِّبا ورَوَاحِلُه اسْتَعَارَهُ للصِّبا، يَقُولُ: ذَهَبَتْ قُوَّةُ شَبَابِي الَّتِي كَانَتْ تَحْمِلني كَمَا تَحْمِلُ الفرسُ والراحلةُ صاحبَهما. وَيُقَالُ للرَّاحِلَة الَّتِي ريضَت وأُدِّبَت: قَدْ أُرْحِلَت إِرْحَالًا، وأُمْهِرَت إِمهاراً إِذا جَعَلَهَا الرَّائِضُ مَهْريَّةً ورَاحِلَة. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّاحِلَة المَرْكَب مِنَ الإِبل، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. والرِّحَال: الطَّنَافِسُ الحيريَّة، وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: ومَصَابِ غاديةٍ، كأَنَّ تِجَارَها ... نَشَرَتْ عَلَيْهِ بُرودَها ورِحَالَها والمُرَحَّل: ضَرْب مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، سُمِّي مُرَحَّلًا لأَن عَلَيْهِ تَصَاوِيرَ رَحْل. ومِرْطٌ مُرَحَّل: إِزارُ خَزٍّ فِيهِ عَلَمٌ، وَقَالَ الأَزهري: سُمِّيَ مُرَحَّلًا لِمَا عَلَيْهِ مِنْ تَصَاوِيرِ رَحْل وَمَا ضَاهَاهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: عليهنَّ رَاحُولاتُ كلِّ قَطِيفة، ... مِنَ الخَزِّ، أَو مِنْ قَيْصَرَانَ عِلامُها قَالَ: الرَّاحُولات الرَّحْل المَوْشِيُّ، عَلَى فاعُولات، قَالَ: وقَيْصَران ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ المَوْشِيَّة. ومِرْطٌ مُرَحَّل: عَلَيْهِ تَصَاوِيرُ الرِّحَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَّن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّل ، المُرَحَّل الَّذِي قَدْ نُقِش فِيهِ تَصَاوِيرُ الرِّحال. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَذَكَرَتْ نِسَاءَ الأَنصار: فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلى مِرْطِها المُرَحَّل. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : كَانَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ المُرَحَّلات ، يَعْنِي المُروط المُرَحَّلة، وَتُجْمَعُ عَلَى المَرَاحِل. وَفِي الْحَدِيثِ : حَتَّى يَبْنِيَ النَّاسُ بُيُوتًا يُوَشُّونها وَشْيَ المَرَاحِل ، يَعْنِي تِلْكَ الثِّيَابَ، وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْعَمَلِ التَّرْحِيل، وَيُقَالُ لَهَا المَرَاجِل، بِالْجِيمِ أَيضاً، وَيُقَالُ لَهَا الرَّاحُولات. وَنَاقَةٌ رَحِيلَة أَي شَدِيدَةٌ قَوِيَّةٌ عَلَى السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ جَمَلٌ رَحِيل. وَبَعِيرٌ ذُو رُحْلة ورِحْلة أَي قوَّة عَلَى السَّيْرِ. الأَزهري: وَبَعِيرٌ مِرْحَل ورَحِيل إِذا كَانَ قَوِيّاً. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: نَاقَةٌ رَحِيلَة ورَحِيلٌ ومُرْحِلَة ومُسْتَرْحِلَة أَي نَجيبة. وَبَعِيرٌ مُرْحِل إِذا كَانَ سَمِيناً وإِن لَمْ يَكُنْ نَجِيباً. وَبَعِيرٌ ذُو رُحلَة ورِحْلَة إِذا كَانَ قَويّاً عَلَى أَن يَرْحَل. وارْتَحَلَ البعيرُ رِحْلةً: سَارَ فَمَضَى، ثُمَّ جَرَى ذَلِكَ فِي الْمَنْطِقِ حَتَّى قِيلَ ارْتَحَلَ القومُ عَنِ الْمَكَانِ ارْتِحَالًا. ورَحَلَ عَنِ الْمَكَانِ يَرْحَلُ وَهُوَ رَاحِلٌ مِنْ قَوْمٍ رُحَّلٌ: انْتَقَلَ، قَالَ: رَحَلْت مِنْ أَقْصى بلادِ الرُّحَّلِ، ... مِنْ قُلَل الشِّحْر، فَجَنْبَيْ مَوْحَلِ ورَحَّلَ غيرَه، قَالَ الشَّاعِرُ: لَا يَرْحَل الشيبُ عَنْ دارٍ يَحُلُّ بِهَا، ... حَتَّى يُرَحِّلُ عَنْهَا صاحبَ الدارِ

وَيُرْوَى: عَامِرَ الدَّارِ. والتَّرَحُّل والارْتِحَال: الِانْتِقَالُ وَهُوَ الرِّحْلَة والرُّحْلَة. والرِّحْلَة: اسْمٌ لِلِارْتِحَالِ للمَسير. يُقَالُ: دَنَتْ رِحْلَتُنا. ورَحَلَ فُلَانٌ وارْتَحَلَ وتَرَحَّلَ بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ : فِي نَجَابة وَلَا رُحْلة ، الرُّحْلَة، بِالضَّمِّ: القُوَّة والجَوْدة أَيضاً، وَيُرْوَى بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى الِارْتِحَالِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَذُو رِحْلَة إِلى الْمُلُوكِ ورُحْلة. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الرِّحْلة الِارْتِحَالُ، والرُّحْلة، بِالضَّمِّ، الْوَجْهُ الَّذِي تأْخذ فِيهِ وَتُرِيدُهُ، تَقُولُ: أَنتم رُحْلَتي أَي الَّذِينَ أَرتحلُ إِليهم. وأَرْحَلَتِ الإِبلُ: سَمِنت بَعْدَ هُزال فأَطاقت الرِّحْلة. ورَاحَلْتُ فُلَانًا إِذا عَاوَنْتَهُ عَلَى رِحْلته، وأَرْحَلْته إِذا أَعطيته راحِلة، ورَحَّلْتُه، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا أَظعنته مِنْ مكانه وأَرسلته. وَرَجُلٌ مُرْحِل أَي لَهُ رَوَاحِلُ كَثِيرَةٌ، كَمَا يُقَالُ مُعْرِب إِذا كَانَ لَهُ خَيْلٌ عِرابٌ، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وإِذا عَجِلَ الرَّجُل إِلى صَاحِبِهِ بالشَّرِّ قِيلَ: اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُكَ، وأَما قول إمرىء الْقَيْسِ: فإِمَّا تَرَيْني فِي رِحَالةِ جابرٍ، ... عَلَى حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِق أَكفانِي فَيُقَالُ: إِنما أَراد بِهِ الحَرَجَ وَلَيْسَ ثَمَّ رِحَالة فِي الْحَقِيقَةِ، هَذَا كَمَا يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ عَلَى نَاقَةِ الحَذَّاء، يَعْنُون النَّعْل، وَجَابِرٌ: اسْمُ رَجُلٍ نَجَّار. ابْنُ سِيدَهْ: الرُّحْلة السَّفْرَة الْوَاحِدَةُ. والرَّحِيل: اسمُ ارْتِحَالِ الْقَوْمِ لِلْمَسِيرِ، قَالَ: أَما الرَّحِيلُ فَدُونَ بعدِ غَدٍ، ... فَمَتَى تَقُولُ الدَّارَ تَجْمَعُنا؟ والرَّحِيل: القَوِيُّ عَلَى الِارْتِحَالِ وَالسَّيْرِ، والأُنثى رَحِيلَة. وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: أَن ابْنَ الزُّبَيْرِ أَمَرَ لَهُ براحلةٍ رَحِيل، قَالَ الْمُبَرِّدُ: رَاحِلَة رَحِيل أَي قَوِيٌّ عَلَى الرِّحْلة، كَمَا يُقَالُ فَحْل فَحِيل ذُو فِحْلة، وجَمَل رَحِيل وَنَاقَةٌ رَحِيلة بِمَعْنَى النَّجِيبِ والظَّهِير، قَالَ: وَلَمْ تَثْبُتِ الْهَاءُ فِي رَحِيل لأَن الرَّاحِلَة تَقَعُ عَلَى الذَّكَر. والمُرْتَحَل: نَقِيضُ المَحَلِّ، وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: إِنَّ مَحَلًّا وإِنَّ مُرْتَحَلًا يُرِيدُ إِنَّ ارْتِحَالًا وإِنَّ حُلولًا، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ المُرْتَحَل اسْمَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحَلُّ فِيهِ. قَالَ: والتَّرَحُّل ارْتِحَالٌ في مُهْلَة، ويفسر قوله زُهَيْرٌ: ومَنْ لَا يَزَلْ يَسْتَرْحِل النَّاسَ نفسَه، ... وَلَا يُعْفِها يَوْمًا مِنَ الذُّلِّ، يَنْدَم تَفْسِيرَيْنِ: أَحدهما أَنه يَذِلُّ لَهُمْ حَتَّى يَرْكَبوه بالأَذى وَيَسْتَذِلُّوهُ، وَالثَّانِي أَنه يسأَلهم أَن يَحْمِلوا عَنْهُ كَلَّه وثِقْله وَمُؤْنَتَهُ، وَمَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ رَوَى الْبَيْتَ: وَلَا يُعفها يَوْمًا مِنَ النَّاسِ يُسأَم قَالَ ذَلِكَ كُلَّهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِهِ فِي الْمَعَانِي وَغَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: واسْتَرْحَله أَي سأَله أَن يَرْحَلَ لَهُ. ورَحْلُ الرجلِ: مَنْزِلُه ومسكنُه، وَالْجَمْعُ أَرْحُل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ يَا رَسُولَ اللَّه حَوَّلت رَحْلي الْبَارِحَةَ ، كَنَى برَحْله عَنْ زَوْجَتِهِ، أَراد بِهِ غِشْيانَها فِي قُبُلها مِنْ جِهَةِ ظَهْرِهَا لأَن الْمُجَامِعَ يَعْلُو المرأَة وَيَرْكَبُهَا مِمَّا يَلِي وَجْههَا، فَحَيْثُ رَكِبَهَا مِنْ جِهَةِ ظَهْرِهَا كَنَى عَنْهُ بِتَحْوِيلِ رَحْلِه، إِمَّا أَن يُرِيدَ بِهِ الْمَنْزِلَ والمأْوى، وإِما أَن يُرِيدَ بِهِ الرَّحْل الَّذِي

تُرْكَب عَلَيْهِ الإِبلُ وَهُوَ الكُور. وَشَاةٌ رَحْلاء: سَوْدَاءُ بَيْضَاءُ مَوْضِعِ مَرْكَب الرَّاكِبِ مِنْ مَآخِيرِ كَتِفَيْهَا، وإِن ابيضَّت واسودَّ ظَهْرُهَا فَهِيَ أَيضاً رَحْلاء، الأَزهري: فإِن ابيضَّت إِحدى رِجْلَيْهَا فَهِيَ رَجْلاء. وَقَالَ أَبو الْغَوْثِ: الرَّحْلاء مِنَ الشِّياه الَّتِي ابْيَضَّ ظَهْرُهَا واسودَّ سَائِرُهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا اسودَّ ظَهْرُهَا وَابْيَضَّ سَائِرُهَا، قَالَ: وَمِنَ الْخَيْلِ الَّتِي ابْيَضَّ ظَهْرُهَا لَا غَيْرُ. وَفَرَسٌ أَرْحَل: أَبيض الظَّهْرِ وَلَمْ يَصِل البياضُ إِلى الْبَطْنِ وَلَا إِلى العَجُز وَلَا إِلى العُنُق، وإِن كَانَ أَبيض الظَّهْرِ فَهُوَ آزَرُ. وتَرَحَّلَه: رَكِبَه بِمَكْرُوهٍ. الأَزهري: يُقَالُ إِن فُلَانًا يَرْحَلُ فُلَانًا بِمَا يَكْرَهُ أَي يَرْكَبُهُ. وَيُقَالُ: رَحَلْتُ لَهُ نَفْسِي إِذا صَبَرْتَ عَلَى أَذاه. والرَّحِيل: مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ. ورَاحِيلُ: اسْمُ أُمِّ يُوسُفَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. ورِحْلة: هَضْبَة مَعْرُوفَةٌ، زَعَمَ ذَلِكَ يَعْقُوبُ، وأَنشد: تُرادَى عَلَى دِمْنِ الحِياض، فإِن تَعَفْ، ... فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرَكُوبُ قَالَ: ورَكُوب هَضْبة أَيضاً، ورواية سيبويه: رَحْلَة فرُكُوب أَي أَن يُشَدّ رَحْلها فتُرْكَب. والمَرْحَلَة: وَاحِدَةُ المَرَاحِل، يُقَالُ بَيْنِي وَبَيْنَ كَذَا مَرْحَلَة أَو مَرْحَلَتَان. والمَرْحَلَة: الْمَنْزِلَةُ يُرْتَحل مِنْهَا، وَمَا بَيْنَ الْمَنْزِلَيْنِ مَرْحَلَة، واللَّه أَعلم. رخل: الرِّخْل والرَّخِل: الأُنثى مِنْ أَولاد الضأْن، والذَّكَر حَمَلٌ، وَالْجَمْعُ أَرْخُل ورِخال، ورُخَال، بِضَمِّ الرَّاءِ، مِثْلُ ظِئْر وظُؤَار، وَشَاةٌ رُبَّى ورُباب ورِخْلانٌ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَسلم فِي مِائَةِ رِخْل، فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيهِ ؛ وإِنما كُرِهَ السَّلَم فِيهَا لِتَفَاوُتِ صفاتْها وَقَدْرِ سِنِّها، وَهِيَ الرِّخْلَة والرَّخِلة، وَيُقَالُ للرِّخل رِخْلَة؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: وَلَوْ وُليَ الهُوجُ السَّوائحُ بِالَّذِي ... وُلِينا بِهِ، مَا دَعْدَع المُترَخِّل يُرِيدُ صَاحِبَ الرِّخال الَّتِي يُرَبِّيها. وَبَنُو رُخَيْلَة: بطن. ردخل: اللَّيْثُ: الإِرْدَخْل التارُّ السَّمِين؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الإِرْدَخْل لِغَيْرِ الليث. ردعل: الرِّدَعْل: صِغَارُ الأَولاد؛ قَالَ عُجَيْرٌ: أَلا هَلْ أَتى النصريُّ مَتْرَكُ صِبْيَتي ... رِدعْلًا، ومَسْبَى الْقَوْمِ غَصْباً نِسائياً؟ قَالَ: الرِّدَعْل الصِّغار. رذل: الرَّذْل والرَّذِيل والأَرذَل: الدُّون مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الدُّون فِي مَنْظَره وَحَالَاتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الدُّون الخَسيس، وَقِيلَ: هُوَ الرَّديء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ رَذْل الثِّيَابِ وَالْفِعْلِ، وَالْجَمْعُ أَرْذَال ورُذَلاء ورُذُول ورُذَال؛ الأَخيرة مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ، والأَرْذَلون، وَلَا تُفَارِقُ هَذِهِ الأَلف وَاللَّامُ لأَنها عَقِيبة مِن. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ؛ قَالَهُ قَوْمُ نُوحٍ لَهُ، قَالَ الزَّجَّاجُ: نَسَبُوهُمْ إِلى الحِياكة والحِجامة، قَالَ: والصِّناعات لَا تَضُرُّ فِي بَابِ الدِّيَانَاتِ، والأُنثى رَذْلة، وَقَدْ رَذُلَ فُلَانٌ، بِالضَّمِّ، يَرْذُلُ رَذَالَة ورُذُولَة، فَهُوَ رَذْلٌ ورُذَال، بِالضَّمِّ، وأَرْذَلَه غَيْرُهُ، ورَذَلَه يَرْذُلُه رَذْلًا: جَعَلَهُ كَذَلِكَ، وَهُمُ الرَّذْلون والأَرْذَال وَهُوَ مَرْذُول. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ رُذِلَ، قَالَ: كأَنه وُضِعَ ذَلِكَ فِيهِ يَعْنِي أَنه لَمْ يَعْرض لرُذِل، وَلَوْ عَرض لَهُ لَقَالَ رذَّله وشَدَّد. وَثَوْبٌ رَذْل ورَذيل:

وَسِخٌ رديءٌ. والرُّذَال والرُّذَالَة: مَا انْتُقي جَيِّده وَبَقِيَ رَدِيئُهُ. والرَّذِيلَة: ضِدُّ الْفَضِيلَةِ. ورُذَالَة كُلِّ شَيْءٍ: أَردؤُه. وَيُقَالُ: أَرْذَلَ فُلَانٌ دَرَاهِمِي أَي فَسَّلها، وأَرْذَلَ غَنَمِي وأَرْذَلَ مِنْ رِجَالِهِ كَذَا وَكَذَا رَجُلًا، وَهُمْ رُذَالَة النَّاسِ ورُذَالهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ* ؛ قِيلَ: هُوَ الَّذِي يَخْرَف مِنَ الكِبَر حَتَّى لَا يَعْقِل، وبَيَّنه بقوله: لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً. وَفِي الْحَدِيثِ : وأَعوذ بِكَ مِنْ أَن أُرَدَّ إِلى أَرْذَل الْعُمُرِ أَي آخِرِهِ فِي حَالِ الكِبَر وَالْعَجْزِ. والأَرْذَل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الرَّديء مِنْهُ. رسل: الرَّسَل: القَطِيع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَرْسَال. والرَّسَل: الإِبل، هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنْ غَيْرِ أَن يَصِفَهَا بِشَيْءٍ؛ قَالَ الأَعشى: يَسْقِي رِيَاضًا لَهَا قَدْ أَصبحت غَرَضاً، ... زَوْراً تَجانف عَنْهَا القَوْدُ والرَّسَل والرَّسَل: قَطِيع بَعْدَ قَطِيع. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّسَل، بِالتَّحْرِيكِ، القَطِيع مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَقول للذَّائد: خَوِّصْ برَسَل، ... إِني أَخاف النَّائِبَاتِ بالأُوَل وَقَالَ لَبِيدٌ: وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح وَالْجَمْعُ الأَرْسَال؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسَال، ... وَلَا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلَّال ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى: مَا بَيْنَ عَشْرٍ إِلى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، يُذَكَّرُ ويؤَنث. والرَّسَل: قَطيعٌ مِنَ الإِبِل قَدْر عَشْرٍ يُرْسَل بَعْدَ قَطِيع. وأَرْسَلُوا إِبلهم إِلى الْمَاءِ أَرْسَالًا أَي قِطَعاً. واسْتَرْسَلَ إِذا قَالَ أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرْسَالًا. وجاؤوا رِسْلَةً رِسْلَةً أَي جَمَاعَةً جَمَاعَةً؛ وإِذا أَورد الرَّجُلُ إِبله مُتَقَطِّعَةً قِيلَ أَوردها أَرْسَالًا، فإِذا أَوردها جَمَاعَةً قِيلَ أَوردها عِراكاً. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّاسَ دَخَلُوا عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْسَالًا يُصَلُّون عَلَيْهِ أَي أَفواجاً وفِرَقاً مُتَقَطِّعَةً بَعْضُهُمْ يَتْلُو بَعْضًا، وَاحِدُهُمْ رَسَلٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالسِّينِ. وَفِي حَدِيثٍ فِيهِ ذِكْرُ السَّنَة: ووَقِير كَثِيرُ الرَّسَل قَلِيلُ الرِّسْل ؛ كَثِيرُ الرَّسَل يَعْنِي الَّذِي يُرْسَل مِنْهَا إِلى الْمَرْعَى كَثِيرٌ، أَراد أَنها كَثِيرَةُ العَدَد قَلِيلَةُ اللَّبن، فَهِيَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل أَي أَرسلها فَهِيَ مُرْسَلَة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا فَسَّرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وَقَدْ فَسَّرَهُ العُذْري فَقَالَ: كَثِيرُ الرَّسَل أَي شَدِيدُ التَّفَرُّقِ فِي طَلَبِ المَرْعى، قَالَ: وَهُوَ أَشبه لأَنه قَدْ قَالَ فِي أَول الْحَدِيثِ مَاتَ الوَدِيُّ وهَلَك الهَدِيُ ، يَعْنِي الإِبل، فإِذا هَلَكَتِ الإِبل مَعَ صَبْرِهَا وَبَقَائِهَا عَلَى الجَدْب كَيْفَ تَسْلَمُ الْغَنَمُ وتَنْمي حَتَّى يَكْثُرَ عَدَدُهَا؟ قَالَ: وَالْوَجْهُ مَا قَالَهُ العُذْري وأَن الْغَنَمَ تتفرَّق وَتَنْتَشِرُ فِي طَلَبِ الْمَرْعَى لِقِلَّتِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّسَل مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ مَا بَيْنَ عَشْرٍ إِلى خَمْسٍ وعشرين. وفي الحديث : إِني لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ وإِنه سَيُؤتى بِكُمْ رَسَلًا رَسَلًا فتُرْهَقون عَنِّي ، أَي فِرَقاً. وَجَاءَتِ الْخَيْلُ أَرْسَالًا أَي قَطِيعاً قَطِيعاً. ورَاسَلَه مُرَاسَلَة، فَهُوَ مُرَاسِلٌ ورَسِيل. والرِّسْل والرِّسْلَة: الرِّفْق والتُّؤَدة؛ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ وَيَئِسَ مِنْ أَصحابه أَن يَلْحَقوا بِهِ وأَحْدَق بِهِ أَعداؤه وأَيقن بِالْقَتْلِ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ حَوْلي مِنْ قُرَيْمٍ رَجْلا، ... لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِسْلا

أَي لَمَنَعُونِي بِقِتَالٍ، وَهِيَ النَّجْدة، أَو بِغَيْرِ قِتَالٍ، وَهِيَ الرِّسْل. والتَّرَسُّل كالرِّسْل. والتَّرسُّلُ فِي الْقِرَاءَةِ والتَّرْسِيل وَاحِدٌ؛ قَالَ: وَهُوَ التَّحْقِيقُ بِلَا عَجَلة، وَقِيلَ: بعضُه عَلَى أَثر بَعْضٍ. وتَرَسَّلَ فِي قِرَاءَتِهِ: اتَّأَد فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ فِي كَلَامِهِ تَرْسِيلٌ أَي تَرْتِيلٌ؛ يُقَالُ: تَرَسَّلَ الرجلُ فِي كَلَامِهِ وَمَشْيِهِ إِذا لَمْ يَعْجَل، وَهُوَ والتَّرَسُّل سَوَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ أَي تَأَنَّ وَلَا تَعْجَل. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِن الأَرض إِذا دُفِن «3» فِيهَا الإِنسان قَالَتْ لَهُ رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذَا مالٍ وَذَا خُيَلاء. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَيُّما رجلٍ كَانَتْ لَهُ إِبل لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا بُطِحَ لَهَا بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدتها ورِسْلها ؛ يُرِيدُ الشِّدَّة وَالرَّخَاءَ، يَقُولُ: يُعْطي وَهِيَ سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ عَلَى مَالِكِهَا إِخراجُها، فَتِلْكَ نَجْدَتها، ويُعْطِي فِي رِسْلِها وَهِيَ مَهازِيلُ مُقارِبة، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ إِلَّا مَنْ أَعْطى فِي إِبله مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ إِعطاؤه فَيَكُونُ نَجْدة عَلَيْهِ أَي شدَّة، أَو يُعْطي مَا يَهُون عَلَيْهِ إِعطاؤُه مِنْهَا فَيُعْطِي مَا يُعْطِي مُسْتَهِينًا بِهِ عَلَى رِسْله؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: إِلا مَنْ أَعْطى فِي رِسْلها؛ أَي بطِيب نِفْسٍ مِنْهُ. والرِّسْلُ فِي غَيْرِ هَذَا: اللَّبَنُ؛ يُقَالُ: كَثُرَ الرِّسْل العامَ أَي كثر اللبن، وقد تقدم تَفْسِيرُهُ أَيضاً فِي نَجَدَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ لَيْسَ للهُزال فِيهِ مَعْنًى لأَنه ذَكَرَ الرِّسْل بَعْدَ النَّجْدة عَلَى جِهَةِ التَّفْخِيمِ للإِبل، فَجَرَى مَجْرَى قَوْلِهِمْ إِلا مَنْ أَعْطى فِي سِمَنها وَحُسْنِهَا وَوُفُورِ لَبَنِهَا، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ يَرْجِعُ إِلى مَعْنًى وَاحِدٍ فَلَا مَعْنَى للهُزال، لأَن مَنْ بَذَل حَقَّ اللَّهِ مِنَ الْمَضْنُونِ بِهِ كَانَ إِلى إِخراجه مِمَّا يَهُونُ عَلَيْهِ أَسهل، فَلَيْسَ لِذِكْرِ الهُزال بَعْدَ السِّمَن مَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَحسن، وَاللَّهُ أَعلم، أَن يَكُونَ الْمُرَادُ بالنَّجْدة الشِّدَّةَ والجَدْب، وبالرِّسْل الرَّخاء والخِصْب، لأَن الرِّسْل اللَّبَنُ، وإِنما يَكْثُرُ فِي حَالِ الرَّخَاءِ والخِصْب، فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنه يُخْرج حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فِي حَالِ الضِّيقِ وَالسَّعَةِ والجَدْب والخِصْب، لأَنه إِذا أَخرج حَقَّهَا فِي سَنَةِ الضِّيقِ وَالْجَدْبِ كَانَ ذَلِكَ شَاقًّا عَلَيْهِ فإِنه إِجحاف بِهِ، وإِذا أَخرج حَقَّهَا فِي حَالِ الرَّخَاءِ كَانَ ذَلِكَ سَهْلًا عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نَجْدتها ورِسْلها؟ قَالَ: عُسْرها وَيُسْرُهَا ، فَسَمَّى النَّجْدة عُسْرًا والرِّسْل يُسْرًا، لأَن الجَدب عُسْرٌ، والخِصْب يُسْرٌ، فَهَذَا الرَّجُلُ يُعْطِي حَقَّهَا فِي حَالِ الْجَدْبِ وَالضِّيقِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالنَّجْدَةِ، وَفِي حَالِ الخِصب وَالسَّعَةِ وَهُوَ الْمُرَادُ بالرِّسْل. وَقَوْلُهُمُ: افعلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلك، بِالْكَسْرِ، أَي اتَّئدْ فِيهِ كَمَا يُقَالُ عَلَى هِينتك. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّة: فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلكما أَي اتَّئِدا وَلَا تَعْجَلا؛ يُقَالُ لِمَنْ يتأَنى وَيَعْمَلُ الشَّيْءَ عَلَى هِينَتِهِ. اللَّيْثُ: الرَّسْل، بِفَتْحِ الرَّاءِ، الَّذِي فِيهِ لِينٌ وَاسْتِرْخَاءُ، يُقَالُ: نَاقَةٌ رَسْلة الْقَوَائِمِ أَي سَلِسة لَيِّنة الْمَفَاصِلِ؛ وأَنشد: برَسْلة وُثّق مُلْتَقَاهَا، ... مَوْضِعَ جُلْب الكُور مِنْ مَطاها وسَيْرٌ رَسْلٌ: سَهْل. واسْتَرْسَلَ الشيءُ: سَلِس. وَنَاقَةٌ رَسْلة: سَهْلَةُ السَّيْرِ، وجَمَل رَسْلٌ كَذَلِكَ، وَقَدْ رَسِلَ رَسَلًا ورَسَالة. وَشَعَرٌ رَسْل: مُسْترسِل. واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صَارَ سَبْطاً. وناقة مِرْسَال:

_ (3). قوله [إِنَّ الأَرض إِذَا دُفِنَ إلخ] هكذا في الأَصل وليس فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يناسب لفظ المادة، وقد ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ فدد بغير هذا اللفظ

رَسْلة الْقَوَائِمِ كَثِيرَةُ الشَّعَرِ فِي سَاقَيْهَا طَوِيلَتُهُ. والمِرْسال: النَّاقَةُ السَّهْلَةُ السَّيْرِ، وإِبِل مَراسيلُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: أَضحت سُعادُ بأَرض، لَا يُبَلِّغها ... إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل المَراسِيل: جَمْعُ مِرْسَال وَهِيَ السَّرِيعَةُ السَّيْرِ. وَرَجُلٌ فِيهِ رَسْلة أَي كَسَل. وَهُمْ فِي رَسْلة مِنَ الْعَيْشِ أَي لِينٍ. أَبو زَيْدٍ: الرَّسْل، بِسُكُونِ السِّينِ، الطَّوِيلُ المسترسِل، وَقَدْ رَسِلَ رَسَلًا ورَسَالة؛ وَقَوْلُ الأَعشى: غُولَيْن فَوْقَ عُوَّجٍ رِسَال أَي قَوَائِمُ طِوال. اللَّيْثُ: الاسْتِرْسَال إِلى الإِنسان كَالِاسْتِئْنَاسِ والطمأْنينة، يُقَالُ: غَبْنُ المُسْتَرسِل إِليك رِباً. واستَرْسَلَ إِليه أَي انْبَسَطَ واستأْنس. وَفِي الْحَدِيثِ : أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَلَ إِلى مُسْلِمٍ فغَبَنه فَهُوَ كَذَا ؛ الاسْتِرْسَال: الِاسْتِئْنَاسُ والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ بِهِ فِيمَا يُحَدِّثه، وأَصله السُّكُونُ وَالثَّبَاتُ. قَالَ: والتَّرَسُّل مِنَ الرِّسْل فِي الأُمور وَالْمَنْطِقِ كالتَّمهُّل والتوقُّر والتَّثَبُّت، وَجَمْعُ الرِّسَالَة الرَّسَائِل. قَالَ ابْنُ جَنْبة: التَّرَسُّل فِي الْكَلَامِ التَّوقُّر والتفهمُ وَالتَّرَفُّقُ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْفَعَ صَوْتَهُ شَدِيدًا. والتَّرَسُّل فِي الرُّكُوبِ: أَن يَبْسُطَ رِجْلَيْهِ عَلَى الدَّابَّةِ حَتَّى يُرْخِي ثِيَابَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى يُغَشِّيَهما، قَالَ: والتَّرَسُّل فِي الْقُعُودِ أَن يتربَّع ويُرْخي ثِيَابَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ حَوْلَهُ. والإِرْسَال: التَّوْجِيهُ، وَقَدْ أَرْسَلَ إِليه، وَالِاسْمُ الرِّسَالَة والرَّسَالَة والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: لَقَدْ كَذَب الواشُون مَا بُحْتُ عِنْدَهُمْ ... بلَيْلى، وَلَا أَرْسَلْتُهم برَسِيل والرَّسُول: بِمَعْنَى الرِّسالة، يُؤَنَّثُ ويُذكَّر، فَمَنْ أَنَّث جَمَعَهُ أَرْسُلًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ أَتَتْها أَرْسُلي وَيُقَالُ: هِيَ رَسُولك. وتَرَاسَل القومُ: أَرْسَلَ بعضُهم إِلى بَعْضٍ. والرَّسول. الرِّسالة والمُرْسَل؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ فِي الرَّسُولِ الرِّسالة للأَسعر الجُعفي: أَلا أَبْلِغ أَبا عَمْرٍو رَسُولًا، ... بأَني عَنْ فُتاحتكم غَنِيُ عَنْ فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ وَمِثْلُهُ لِعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي خُفافاً ... رَسُولًا، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها فأَنث الرَّسُول حَيْثُ كَانَ بِمَعْنَى الرِّسالة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كثيِّر: لَقَدْ كَذَب الواشُون مَا بُحتُ عِنْدَهُمْ ... بسِرٍّ، وَلَا أَرْسَلْتهم برَسُول وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: نَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ؛ وَلَمْ يَقُلْ رُسُل لأَن فَعُولًا وفَعِيلًا يَسْتَوِي فِيهِمَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ مِثْلُ عَدُوٍّ وصَدِيق؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسول ... أَعْلَمهُم بِنَوَاحِي الخَبَر أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِمْ كَثُرَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ، لَا يُرِيدُونَ بِهِ الدِّينَارَ بِعَيْنِهِ وَالدِّرْهَمَ بِعَيْنِهِ، إِنما يُرِيدُونَ كَثْرَةَ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ، وَالْجَمْعُ أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعُ

وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى جَمْعِهِ عَلَى أَرْسُل لِلْهُذَلِيِّ: لَوْ كَانَ فِي قَلْبِي كقَدْرِ قُلامة ... حُبًّا لِغَيْرِكِ، مَا أَتاها أَرْسُلي وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري فِي قَوْلِ الْمُؤَذِّنِ: أَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَعلم وأُبَيِّن أَن مُحَمَّدًا مُتابِعٌ للإِخبار عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والرَّسُول: مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ الَّذِي يُتابِع أَخبار الَّذِي بَعَثَهُ أَخذاً مِنْ قَوْلِهِمْ جَاءَتِ الإِبل رَسَلًا أَي مُتَتَابِعَةً. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ حِكَايَةً عن موسى وأَخيه: قُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ؛ مَعْنَاهُ إِنا رِسالة رَبّ الْعَالَمِينَ أَي ذَوَا رِسالة رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وأَنشد هُوَ أَو غَيْرُهُ: ... مَا فُهْتُ عِنْدَهُمْ ... بسِرٍّ وَلَا أَرسلتهم برَسُول أَراد وَلَا أَرسلتهم برِسالة؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ الأَخفش. وسُمِّي الرَّسول رَسُولًا لأَنه ذُو رَسُول أَي ذُو رِسالة. والرَّسول: اسْمٌ مِنْ أَرْسَلْتُ وَكَذَلِكَ الرِّسَالة. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل أَرْسَالًا إِذا جَاءَ مِنْهَا رَسَلٌ بَعْدَ رَسَل. والإِبل إِذا وَرَدت الْمَاءَ وَهِيَ كَثِيرَةٌ فإِن القَيِّم بِهَا يُورِدُهَا الْحَوْضَ رَسَلًا بَعْدَ رَسَل، وَلَا يُورِدُهَا جُمْلَةً فَتَزْدَحِمُ عَلَى الْحَوْضِ وَلَا تَرْوَى. وأَرْسَلْت فُلَانًا فِي رِسالة، فَهُوَ مُرْسَل ورَسُول. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَدُلُّ هَذَا اللَّفْظُ عَلَى أَن قَوْمَ نُوحٍ قَدْ كَذَّبوا غَيْرَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِقَوْلِهِ الرُّسُل، وَيَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ نُوحٌ وَحْدَهُ لأَن مَنْ كَذَّبَ بنبيٍّ فَقَدْ كَذَّب بِجَمِيعِ الأَنبياء، لأَنه مُخَالِفٌ للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَبِجَمِيعِ رُسُلِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يَعْنِي بِهِ الْوَاحِدَ وَيَذْكُرَ لَفْظَ الْجِنْسِ كَقَوْلِكَ: أَنت مِمَّنْ يُنْفِق الدَّرَاهِمَ أَي مِمَّنْ نَفَقَتُه مِنْ هَذَا الْجِنْسِ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: حُبًّا لِغَيْرِكِ مَا أَتاها أَرْسُلي ذَهَبَ ابْنُ جِنِّي إِلى أَنه كَسَّر رَسُولًا عَلَى أَرْسُل، وإِن كَانَ الرَّسُولُ هُنَا إِنما يُرَادُ بِهِ المرأَة لأَنها فِي غَالِبِ الأَمر مِمَّا يُسْتَخْدَم فِي هَذَا الْبَابِ. والرَّسِيل: المُوافِق لَكَ فِي النِّضال وَنَحْوِهِ. والرَّسِيل: السَّهْل؛ قَالَ جُبَيْهاء الأَسدي: وقُمْتُ رَسِيلًا بِالَّذِي جَاءَ يَبْتَغِي إِليه ... بَلِيجَ الْوَجْهِ، لَسْتُ بِباسِر قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تُسَمِّي المُراسِل فِي الغِناء والعَمل المُتالي. وَقَوَائِمُ الْبَعِيرِ: رِسالٌ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْفَحْلِ الْعَرَبِيِّ يُرْسَل فِي الشَّوْل لِيَضْرِبَهَا رَسِيل؛ يُقَالُ: هَذَا رَسِيل بَنِي فُلَانٍ أَي فَحْلُ إِبلهم. وَقَدْ أَرْسَلَ بَنُو فُلَانٍ رَسِيلَهم أَي فَحْلهم، كأَنه فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعَل، مِنْ أَرْسَلَ؛ قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ؛ يُرِيدُ، وَاللَّهُ أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قوله: الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ؛ وَمِمَّا يُشَاكِلُهُ قَوْلُهُمْ للمُنْذَرِ نَذير، وللمُسْمَع سَمِيع. وحديثٌ مُرْسَل إِذا كَانَ غَيْرَ مُتَّصِلِ الأَسناد، وَجَمْعُهُ مَرَاسِيل. والمُرَاسِل مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُراسِل الخُطَّاب، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فَارَقَهَا زَوْجَهَا بأَيِّ وَجْهٍ كَانَ، مَاتَ أَو طَلَّقَهَا، وَقِيلَ: المُرَاسِل الَّتِي قَدْ أَسَنَّتْ وَفِيهَا بَقِيَّة شَبَابٍ، وَالِاسْمُ الرِّسَال. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار تزوَّج امرأَة مُراسِلًا، يَعْنِي ثَيِّباً، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهَلَّا بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك وَقِيلَ: امرأَة مُرَاسِل هِيَ الَّتِي

يَمُوتُ زَوْجُهَا أَو أَحَسَّت مِنْهُ أَنه يُرِيدُ تَطْلِيقَهَا فَهِيَ تَزَيَّنُ لِآخَرَ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ لِجَرِيرٍ: يَمْشِي هُبَيرةُ بَعْدَ مَقْتَل شَيْخِهِ، ... مَشْيَ المُرَاسِل أُوذِنَتْ بِطَلَاقِ يَقُولُ: لَيْسَ يَطْلُبُ بِدَمِ أَبيه، قَالَ: المُرَاسِل الَّتِي طُلِّقت مَرَّاتٌ فَقَدْ بَسَأَتْ بِالطَّلَاقِ أَي لَا تُباليه، يَقُولُ: فهُبَيرة قَدْ بَسَأَ بأَن يُقْتَل لَهُ قَتِيلٌ وَلَا يَطْلُبَ بثأْره مُعَوَّدٌ ذَلِكَ مِثْلَ هَذِهِ المرأَة الَّتِي قَدْ بَسَأَتْ بِالطَّلَاقِ أَي أَنِسَتْ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَيُقَالُ: جَارِيَةٌ رُسُل إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً لَا تَخْتَمر؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَلَقَدْ أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ، ... مَسُّها أَليَنُ مِنْ مَسِّ الرَّدَن وأَرْسَلَ الشيءَ: أَطلقه وأَهْمَله. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ أَرْسَلْنا وَجْهَانِ: أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشَّيَاطِينَ وإِياهم فَلَمْ نَعْصِمهم مِنَ القَبول مِنْهُمْ، قَالَ: وَالْوَجْهُ الثَّانِي، وَهُوَ الْمُخْتَارُ، أَنهم أُرْسِلوا عَلَيْهِمْ وقُيِّضوا لَهُمْ بِكُفْرِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً؛ وَمَعْنَى الإِرْسَال هُنَا التَّسْلِيطُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الْفَرْقُ بَيْنَ إِرسال اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنبياءه وإِرْساله الشَّيَاطِينَ عَلَى أَعدائه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ ، أَن إِرْسَاله الأَنبياء إِنما هُوَ وَحْيُه إِليهم أَن أَنذِروا عِبَادِي، وإِرْسَاله الشياطينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَخْلِيَتُه وإِياهم كَمَا تَقُولُ: كَانَ لِي طَائِرٌ فأَرْسَلْته أَي خَلَّيْتُهُ وأَطلقته. والمُرْسَلات، فِي التَّنْزِيلِ: الرِّيَاحُ، وَقِيلَ الخَيْل، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَلَائِكَةُ. والمُرْسَلَة: قِلادة تَقَعُ عَلَى الصَّدْرِ، وَقِيلَ: المُرْسَلَة القِلادة فِيهَا الخَرَزُ وَغَيْرُهَا. والرِّسْل: اللَّبن مَا كَانَ. وأَرْسَلَ القومُ فَهُمْ مُرْسَلُون: كَثُر رِسْلُهم، وَصَارَ لَهُمُ اللَّبَنُ مِنْ مَوَاشِيهِمْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: دَعَانَا المُرْسِلون إِلى بِلادٍ، ... بِهَا الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ: كَثِيرُ الرِّسْل وَاللَّبَنِ والشِّرْب؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: وَلَسْتُ بِرَاعِي ثَلَّةٍ قَامَ وَسْطَها، ... طوِيل الْعَصَا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل مُرَسِّل: كَثِيرُ اللَّبَنِ فَهُوَ كالغُرْنَيْق، وَهُوَ شِبْهُ الكُرْكِيّ فِي الْمَاءِ أَبداً. والرَّسَلُ: ذَوَاتُ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْري: أَنه قَالَ رأَيت فِي عَامٍ كَثُرَ فِيهِ الرِّسْل البياضَ أَكثر مِنَ السَّواد، ثُمَّ رأَيت بَعْدَ ذَلِكَ فِي عَامٍ كَثُرَ فِيهِ التَّمْرُ السَّوادَ أَكثر مِنَ الْبَيَاضِ ؛ الرِّسْل: اللَّبَنُ وَهُوَ الْبَيَاضُ إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وَهُوَ السَّواد، وأَهل البَدْو يَقُولُونَ إِذا كَثُرَ الْبَيَاضُ قَلَّ السَّوَادُ، وإِذا كَثُرَ السَّوَادُ قَلَّ الْبَيَاضُ. والرِّسْلان مِنَ الْفَرَسِ: أَطراف الْعَضُدَيْنِ. والرَّاسِلان: الكَتِفان، وَقِيلَ عِرْقان فِيهِمَا، وَقِيلَ الوابِلَتان. وأَلقَى الكلامَ عَلَى رُسَيْلاته أَي تَهاوَن بِهِ. والرُّسَيْلى، مَقْصُورٌ: دُوَيْبَّة. وأُمُّ رِسَالة: الرَّخَمة. رطل: الرَّطْل والرِّطْل: الَّذِي يُوزَنُ بِهِ وَيُكَالُ؛ رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِكَسْرِ الرَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ: لَهَا رِطْلٌ تَكِيل الزَّيْتَ فِيهِ، ... وفَلّاحٌ يَسُوق بِهَا حِمارا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرِّطْل ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّة بأَواقي

الْعَرَبِ، والأُوقِيَّة أَربعون دِرْهَمًا، فَذَلِكَ أَربعمائه وَثَمَانُونَ دِرْهَمًا، وَجَمْعُهُ أَرْطَال. الْحَرْبِيُّ: السُّنَّة فِي النِّكَاحِ رِطْلٌ، وشَرَحه كَمَا شَرَحَهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: السُّنَّة فِي النِّكَاحِ ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشٌّ، والنَّشُّ عِشْرُونَ دِرهماً، فَذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهم؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ صَداق رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَزواجه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشًّا ؛ وورد فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّة وَلَمْ يَذْكُرِ النَّشَّ، والأُوقِيَّة مِكْيَالٌ أَيضاً. اللَّيْثُ: الرَّطْل مِقْدَارُ مَنٍّ، وَتُكْسَرُ الرَّاءُ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّطْل والرِّطْل نِصْفُ مَنا. ورَطَلَه يَرْطُلُهُ رَطْلًا، بِالتَّخْفِيفِ، إِذا رَازَهُ ووزَنه لِيَعْلَمَ كمْ وزنُه. وَغُلَامٌ رَطْلٌ ورِطْلٌ: قَضيف. والرِّطْل: الْمُسْتَرْخِي مِنَ الرِّجَالِ. الأَزهري: الرَّطْل، بِالْفَتْحِ، الرَّجُلُ الرِّخْو الليِّن. والرَّطْل والرِّطْل أَيضاً: الَّذِي راهَق الِاحْتِلَامَ، وَقِيلَ الَّذِي لَمْ تشتدَّ عِظامُه. وَرَجُلٌ رَطْلٌ ورِطْل: إِلى اللِّين وَالرَّخَاوَةِ، وَهُوَ أَيضاً الْكَبِيرُ الضَّعِيفُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْخَيْلِ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ رِطْلَة ورَطْلَة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمْرَانَ بْنِ حَطَّان: مُوَثَّق الخَلْق لَا رَطْل وَلَا سَغِل وأَنشد لِآخَرَ: وَلَا أُقيم لِلْغُلَامِ الرَّطْل [الرِّطْل] وأَنشد لِآخَرَ: غُلَيِّم رَطْل وَشَيْخٌ دَامِرُ وتَرْطِيل الشَّعْرِ: تَدْهِينُهُ وَتَكْسِيرُهُ. ورَطَّلَ شعرَه: لَيَّنه بالدُّهْن وكَسَّره وثَنَّاه. التَّهْذِيبِ: وَمِمَّا يُخْطِئُ الْعَامَّةُ فِيهِ قَوْلُهُمْ رَطَّلْت شَعَرِي إِذا رَجَّلته، وأَما التَّرْطِيل فَهُوَ أَن يُلَيِّن شَعَرَهُ بِالدُّهْنِ وَالْمَسْحِ حَتَّى يَلِينَ ويَبْرُق. ابْنُ الأَعرابي: رَطَّلَ شعرَه إِذا أَرخاه وأَرسله مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ رَطْلٌ إِذا كَانَ مُسْتَرْخِيًا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَوْ كُشِف الغِطاء لشُغِل مُحْسِن بإِحسانه ومُسِيءٌ بإِساءته عَنْ تَجْدِيدِ ثَوْبٍ أَو تَرْطِيل شَعَرٍ ؛ وَهُوَ تَلْيِينُهُ بالدُّهْن وَمَا أَشبهه. وَفَرَسٌ رِطْلٌ: خَفِيفٌ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ رَطْل، والأُنثى رَطْلَة، وَالْجَمْعُ رِطَال، وَهُوَ الضَّعِيفُ الْخَفِيفُ؛ وأَنشد: تَرَاهُ كَالذِّئْبِ خَفِيفًا رَطْلا وَرَجُلٌ رَطْل: أَحمق، والأُنثى بِالْهَاءِ. والرَّطْل: العَدْل، بِفَتْحِ الراء. والرُّطَيْلاء: موضع. رعل: الرَّعْل: شِدَّة الطَّعْنِ، والإِرْعال سُرْعَتُهُ وشِدَّته. ورَعَلَه وأَرْعَلَه بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شَدِيدًا. وأَرْعَلَ الطَّعْنة: أَشبعها وَمَلَّكَ بِهَا يَدَهُ، ورَعَلَه بالسيف رَعْلًا إِذا نَفَخه بِهِ، وَهُوَ سَيْفٌ مِرْعَلٌ ومِخْذَم. والرَّعْلَة: القَطِيع أَو القِطْعة مِنَ الْخَيْلِ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ، وَقِيلَ: هِيَ أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ قَدْرُ الْعِشْرِينَ «4»، وَالْجَمْعُ رِعَال وَكَذَلِكَ رِعَال القَطا؛ قَالَ: تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها ... رِعَال القَطا، فِي وِرْدهن بُكُور وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، ... كأَن أَسرابَها الرِّعَال

_ (4). قوله [قدر العشرين] في المحكم زيادة: والخمسة والعشرين

وأَنشد الجوهري لَطَرفة: ذُلُقٌ فِي غَارَةٍ مَسْفُوحَةٍ، ... كَرِعَال الطَّيْرِ أَسراباً تَمُرّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رِوَايَةُ الأَصمعي فِي صَدْرِ هَذَا الْبَيْتِ: ذُلُق الْغَارَةِ فِي أَفْراعِهم وَرِوَايَةُ غَيْرِهِ: ذُلُق فِي غَارَةٍ مَسْفُوحَةٍ، ... ولَدى البأْس حُمَاةٌ مَا تَفِرّ قَالَ: وَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ الرَّعْلة الْقِطْعَةُ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَلَيْهِ يَصِحُّ شَاهِدُهُ لَا عَلَى الْخَيْلِ، قَالَ: والرَّعْلَة الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ، مُتَقَدِّمَةٌ كَانَتْ أَو غَيْرُ مُتَقَدِّمَةٍ. قَالَ: وأَما الرَّعِيل فَهُوَ اسْمُ كُلِّ قِطْعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ مِنْ خَيْلٍ وَجَرَادٍ وَطَيْرٍ وَرِجَالٍ وَنُجُومٍ وَإِبِلٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ الرَّعِيل للإِبل قَوْلُ القُحَيف العُقَيلي: أَتَعْرِف أَم لَا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا، ... مِنَ الْعَامِ يَغْشَاهُ، وَمَنْ عَامَ أَوَّلا؟ قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّها ... مَضَلَّة بَوٍّ فِي رَعِيل تَعَجَّلا وَقَالَ الرَّاعِي: يَحْدُون حُدْباً مَائِلًا أَشرافها، ... فِي كُلِّ مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرَّعِيل كالرَّعْلة، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الْخَيْلِ وَالرِّجَالِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِذ لَا أُبادِر فِي المَضِيق فَوَارِسِي، ... أَو لَا أُوَكَّل بالرَّعِيل الأَول وَيَكُونُ مِنَ الْبَقَرِ؛ قَالَ: تَجَرَّدُ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ، ... كَمَا يَنْجو مِنَ البَقَر الرَّعِيلُ وَالْجَمْعُ أَرْعَال وأَرَاعِيل، فإِما أَن يَكُونَ أَرَاعِيل جَمْعَ الْجَمْعِ، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الفُرْسان رَعْلة، وَلِجَمَاعَةِ الْخَيْلِ رَعِيل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: سِراعاً إِلى أَمره رَعِيلًا أَي رُكَّاباً عَلَى الْخَيْلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْل: فكأَني بالرَّعْلة الأُولى حِينَ أَشْفَوا عَلَى المَرْج كَبَّروا، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلة الثَّانِيَةُ، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلة الثَّالِثَةُ ؛ قَالَ: يُقَالُ للقِطْعة مِنَ الفُرْسان رَعْلة، وَلِجَمَاعَةِ الْخَيْلِ رَعِيل. والمُسْتَرْعِل: الَّذِي يَنْهَض فِي الرَّعِيل الأَول، وَقِيلَ: هُوَ الْخَارِجُ فِي الرَّعِيل، وَقِيلَ: هُوَ قَائِدُهَا كأَنه يَسْتَحِثُّها؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: مَتَى تَبْغِني، مَا دُمْت حَيًّا مُسَلّماً، ... تَجِدْني مَعَ المُسْترعِل المُتَعَبْهل وَقِيلَ: المُسْترعِل ذُو الإِبل، وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي المسترعِل فِي هَذَا الْبَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بجَيِّد. والرَّعْل: أَنف الْجَبَلِ كالرَّعْن، لَيْسَتْ لَامُهُ بَدَلًا مِنَ النُّونَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما رَعْل الْجَبَلِ، بِاللَّامِ، فَمِنَ الرَّعْلَة والرَّعِيل وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ مِنَ الْخَيْلِ، وَذَلِكَ أَن الْخَيْلَ تُوصَفُ بِالْحَرَكَةِ وَالسُّرْعَةِ. وأَرَاعِيل الرِّيَاحِ: أَوائلُها، وَقِيلَ: دُفَعُها إِذا تَتَابَعَتْ. وأَرَاعِيل الجَهام: مُقَدِّماتُها وَمَا تَفَرَّق مِنْهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُزْجي أَرَاعِيلَ الجَهام الخُور والرَّعْلة: النَّعامة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَقَدَّمُ فَلَا تكادُ

تُرى إِلا سَابِقَةً للظَّلِيم. واسْتَرْعَلَت الغنمُ: تَتَابَعَتْ فِي السَّيْرِ والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها بَعْضًا. ورَعَلَ الشيءَ رَعْلًا: وَسَّع شَقَّه، وَرَوَى الأَحمر مِنَ السَّمات فِي قَطْعِ الْجِلْدِ الرَّعْلَة، وَهُوَ أَن يُشَقَّ مِنَ الأُذن شَيْءٌ ثُمَّ يَتْرُكُ مُعَلَّقًا، وَاسْمُ ذَلِكَ المُعَلَّق الرَّعْل. والرَّعْلَة: جِلْدَةٌ مِنْ أُذن الشَّاةِ وَالنَّاقَةِ تُشَقُّ فَتُعَلَّقُ فِي مُؤَخَّرِهَا وَتُتْرَكُ نَائِسَةٌ، وَالصِّفَةُ رَعْلاء، وَقِيلَ: الرَّعْلاء الَّتِي شُقَّت أُذنها شَقّاً وَاحِدًا بَائِنًا فِي وَسَطِهَا فناسَتِ الأُذن مِنْ جَانِبَيْهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّعْلَة والرَّعْل مَا يُقْطَعُ مِنْ أُذن الشَّاةِ وَيُتْرَكُ مُعَلَّقًا لَا يَبِين كأَنه زَنَمة. والرَّعْلَة: القُلْفة عَلَى التَّشْبِيهِ بَرَعْلَة الأُذن. وَغُلَامٌ أَرْعَلُ: أَقلف، وَهُوَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَرْعَال ورُعْل؛ قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّاني وَاسْمُهُ سَهْل بْنُ شَيْبَانَ وَكَانَ عَدِيد الأَلف فِي الْجَاهِلِيَّةِ: رأَيت الفِتْيَة الأَعزال ... مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل «5» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ الهَرَوي فِي الْغَرِيبَيْنِ الأَعزال جَمْعُ عُزُل الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ مِثْلُ سُدُم وأَسدام، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ الأَغرال، بِالرَّاءِ، جَمْعُ أَغرل وَهُوَ الأَغلف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والرُّعْل جُمَعُ رَعْلاء أَي لَا تَمْتَنِعُ مِنْ أَحد. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ شَيْءٍ مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فَهُوَ أَرْعَل. وَيُقَالُ للقَلْفاء مِنَ النِّسَاءِ إِذا طَالَ مَوْضِعُ خَفْضها حَتَّى يَسْتَرْخِيَ أَرْعَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل الْعَرِيضُ الْوَاسِعُ؛ وَيُقَالُ لِلشَّاةِ الطَّوِيلَةِ الأُذن رَعْلاء. ونَبْت أَرْعَلُ: طَوِيلٌ مُسْتَرْخٍ؛ قَالَ: تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال، ... ومُظْلِماً لَيْسَ عَلَى دَمَال وَرَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ. وعُشْبٌ أَرْعَل إِذا تَثَنَّى وَطَالَ «6»؛ قَالَ: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا وَفِي النَّوَادِرِ: شَجَرَةٌ مُرْعِلَة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فَهِيَ مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ: خَرَجَتْ رَعْلتها. ورَجُل أَرْعَلُ بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة: مُضْطَرِبُ الْعَقْلِ أَحمق مُسْتَرْخٍ. والرَّعَالة: الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء. وَفِي الأَمثال: الْعَرَبُ تَقُولُ للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زَادَكَ اللَّهُ رَعَالَة أَي زَادَهُ اللَّهُ حُمْقاً كُلَّمَا ازْدَادَ غِنًى. والرَّعَالَة: الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الْحَالِ والغِنى. الأَصمعي: الأَرْعَل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِلَ يَرْعَلُ، فَهُوَ أَرْعَل. والرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة مِنَ الكَرْم، الْوَاحِدَةُ رُعْلَة؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقَدْ رَعَّلَ الكَرْمُ. والرَّعْلَة: اسْمُ نخْلة الدَّقَل، وَالْجَمْعُ رِعَال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وَقِيلَ: هُوَ الْكَرِيمُ مِنْهَا، والرَّاعِل الدَّقَل. والرِّعْل: ذَكَرُ النَّحْل، وَمِنْهُ سُمِّي رِعْل بْنُ ذَكْوان. والرَّعْلة: وَاحِدَةُ الرِّعَال وَهِيَ الطِّوال مِنَ النَّخْلِ. وَتَرَكَ فُلَانٌ رَعْلة أَي عِيالًا. وَيُقَالُ: هُوَ أَخْبَث مِنْ أَبي رِعْلَة، وهو الذئب،

_ (5). قوله [الأَعزال] هي رواية التهذيب والجوهري والصاغاني، والذي في المحكم: الأَرغال (6). قوله [وطال] هكذا في الأصل، والذي في التكملة والقاموس: وطاب بالباء

وَكَذَلِكَ أَبو عِسْلة. والرَّعْلة: اسْمُ نَاقَةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: والرَّعْلة الخِيرة مِنْ بَنَاتِهَا ورَعْلَة: اسْمُ فَرَسِ أَخي الْخَنْسَاءِ؛ قَالَتْ: وَقَدْ فَقَدَتْك رَعْلَةُ فَاسْتَرَاحَتْ، ... فَلَيْتَ الخَيْل فَارِسُهَا يَرَاهَا وَيُقَالُ: مَرَّ فُلَانٌ يَجُرُّ رَعْلَه أَي ثِيَابَهُ. وَيُقَالُ لِمَا «1» تَهَدَّل مِنَ الثِّيَابِ أَرْعَل. والمُرَعَّل: خِيَارُ الْمَالِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَبْيِنا ... نِسَاءً، وَجِئْنَا بالهِجان المُرَعَّل والرُّعْلُول: بَقْل، وَيُقَالُ هُوَ الطَّرْخون. وَابْنُ الرَّعْلاء: مِنْ شُعَرائهم. ورِعْل وذَكْوان: قَبِيلَتَانِ مِنْ سُلَيْم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رِعْل ورِعْلَة جَمِيعًا قَبِيلَةٌ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُمْ مِنْ سُلَيْم. والرَّعْل: موضع. رعبل: جَمَلٌ رَعْبَلٌ: ضَخْمٌ؛ فأَما قَوْلُهُ: منتشرٌ، إِذا مَشَى، رَعْبَلُّ ... إِذا مَطاه السَّفَرُ الأَطْوَلُّ، والبَلَدُ العَطَوّدُ الهَوْجَلُ فإِنه أَراد رَعْبَل والأَطْوَل والهَوْجَل فثَقَّل كُلَّ ذَلِكَ لِلضَّرُورَةِ. ورَعْبَل اللحمَ رَعْبَلَة: قَطَّعه لِتَصِلَ النَّارُ إِليه فتُنْضجه، والقطْعة الْوَاحِدَةُ رُعْبُولَة. ورَعْبَل الثوبَ فتَرَعْبَلَ: مَزَّقه فَتَمَزَّقُ. والرُّعْبُولَة: الخِرْقة الْمُتَمَزِّقَةُ. والرَّعْبِلَة: مَا أَخْلَق مِنَ الثَّوْبِ. وَثَوْبٌ مُرَعْبَل أَي مُمَزَّقٌ، وتَرَعْبَلَ. وَثَوْبٌ رَعَابِيلُ: أَخْلاقٌ، جَمَعُوا عَلَى أَن كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ رُعْبُولَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن الرَّعَابِيل جَمْعُ رِعْبِلَة، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالصَّحِيحُ أَنه جَمْعُ رُعْبُولَة، وَقَدْ غَلِط ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ فِي رَعَابِيل أَي فِي أَطمار وأَخلاق. والرَّعَابِيل: الثِّيَابُ الْمُتَمَزِّقَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن أَهل الْيَمَامَةِ رَعْبَلُوا فسُطاط خَالِدٍ بِالسُّيُوفِ أَي قَطَّعوه؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَفْرِي اللَّبان بكَفَّيْها، ومِدْرَعُها ... مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيها، رَعَابِيل وَرِيحٌ رَعْبَلَة إِذا لم تسقم فِي هُبوبها؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ: عَشْواء رَعْبَلَة الرَّواح، خَجَوْجاة ... الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْر وامرأَة رَعْبَلٌ: فِي خُلْقان الثِّيَابِ ذَاتُ خُلْقان؛ وَقِيلَ: هِيَ الرَّعْناء الحَمْقاء؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كصَوْت خَرْقاء تلاحِي، رَعْبَل وَفِي الدُّعَاءِ: ثَكِلته الرَّعْبَل أَي أُمُّه الحَمْقاء، وَقِيلَ: ثَكِلَته الرَّعْبَل أَي أُمُّه، حَمْقاء كَانَتْ أَو غَيْرُ حَمْقاء. يُقَالُ: ثَكِلَتْه الجَثَل وثَكِلته الرَّعْبَل، مَعْنَاهُمَا ثَكِلته أُمه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ ذُو العَقْل لِمَنْ لَا يَعْقِل: ... اذْهَبْ إِليك، ثَكِلَتْك الرَّعْبَل وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الْكُمَيْتِ يَصِفُ ذِئْبًا: يَرَانِي فِي اللِّمام لَهُ صَدِيقاً، ... وشادِنَةُ العَسابِرِ رَعْبَلِيب

_ (1). قوله [ويقال لما إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وَيُقَالُ لِمَا تَهَدَّلَ مِنَ النبات أَرْعَل، كذا في العباب، وفي اللسان: لِمَا تَهَدَّلَ مِنَ الثِّيَابِ

قَالَ شَمِرٌ: يَرَانِي يَعْنِي الذِّئْبَ، وَشَادِنَةُ العَسابر: يَعْنِي أَولادها ورَعْبَلِيب أَي مُلاطِفة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: رَعْبَلِيب يُمَزِّق مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ رَعْبَلْت الْجِلْدَ إِذا مَزَّقته؛ ومنه ابْنِ أَبي الحُقَيْق: مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِل بعضُه ... بَعْضًا، كمَعْمَعة الأَباء المُحْرَق الْجَوْهَرِيُّ: رَعْبَلْتُ اللحمَ قَطَّعته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَرَى الْمُلُوكَ حَوْله مُرَعْبَلَه، ... يَقْتُل ذَا الذَّنْبِ، وَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهْ وَيُرْوَى مُغَرْبَله؛ وَقَالَ آخَرُ: طَها هُذْرُبَانٌ قَلَّ تغميضُ عَيْنِهِ، ... عَلَى دَبَّةٍ، مِثْلِ الخَنِيف المُرَعْبَل وَقَالَ آخَرُ: قَدِ انْشَوَى شِواؤنا المُرَعْبَلُ، ... فاقْتَرِبوا إِلى الغَدَاء فكُلُوا وأَبو ذُبيان بن الرَّعْبَل «1». رغل: الرُّغْلَة: القُلْفة كالغُرْلة. والأَرْغَل: الأَقلف، وَكَذَلِكَ الأَغْرَل. وغُلام أَرْغَل بَيِّن الرَّغَل أَي أَغْرَل، وَهُوَ الأَقْلَف؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: فإِنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، ... وإِنكِ دارِيَّةٌ ثَيْتَلُ تَبُول العُنْوقُ عَلَى أَنفه، ... كَمَا بَالَ ذُو الوَدْعة الأَرْغَل الثَّيْتَل: الوَعِل، والثَّيْتَل فِي هَذَا الْبَيْتِ: الَّذِي يَقْعُدُ مَعَ النِّسَاءِ، والدَّارِيَّة: الَّذِي يَلْزَمُ دَارَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ ذَبيحة الأَرْغَل أَي الأَقلف؛ هُوَ مَقْلُوبُ الأَغْرَل كجَبَذَ وجَذَب. وَعَيْشٌ أَرْغَلُ وأَغْرَل أَي وَاسْعٌ نَاعِمٌ، وَكَذَلِكَ عَامٌ أَرْغَل. والرَّغْلة: رَضاعة فِي غَفْلَةٍ. يُقَالُ: رَغَل الْمَوْلُودُ أُمَّه يَرْغَلها رَغْلًا رَضعها، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الجَدْي. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وأَرْغَلها رَضعها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَسْبِق فِيهَا الحَمَل العَجِيَّا ... رَغْلًا، إِذا مَا آنَسَ العَشِيَّا يَقُولُ: إِنه يُبَادِرُ بالعَشِيِّ إِلى الشَّاةِ يَرْغَلُها دُونَ وَلَدِهَا، يَصِفه باللُّؤم. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَيُقَالُ فُلَانٌ رَمٌّ رَغُولٌ إِذا اغْتَنَم كُلَّ شَيْءٍ وأَكله؛ قَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدِيُّ: رَمٌّ رَغُولٌ، إِذا اغْبَرَّتْ موارِدُه، ... وَلَا ينامُ لَهُ جارٌ، إِذا اخْتَرفا يَقُولُ: إِذا أَجْدَب لَمْ يَحْتَقِرْ شَيْئًا وشَرِه إِليه، وإِن أَخْصب لَمْ يَنَم جَارُهُ خَوْفًا مِنْ غَائِلَتِهِ. وفَصِيل رَاغِل أَي لاهِجٌ، ورَغَل البَهْمةُ أُمَّه يَرْغَلُها كَذَلِكَ. والرَّغْل: البَهْمة لِذَلِكَ، وكأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والرَّغُول: الْبَهْمَةُ يَرْغَل أُمَّه أَي يَرْضَعُهَا. وأَرْغَلَت القَطاةُ فَرْخَها إِذا زَقَّتْه، بِالرَّاءِ وَالزَّايِ؛ وَيُنْشِدُ بَيْتَ ابْنِ أَحمر: فأَرْغَلَتْ فِي حَلْقه رُغْلةً، ... لَمْ تُخْطئ الْجِيدَ وَلَمْ تَشْفَتِر بِالرِّوَايَتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ مِسْعَر: أَنه قرأَ عَلَى عَاصِمٍ فَلَحن فَقَالَ: أَرْغَلْتَ أَي صِرْت صبيّاً ترضع بعد ما مَهَرْت القراءَة، مِنْ قَوْلِهِمْ رَغَلَ الصَّبيُّ يَرْغَلُ إِذا أَخذ ثَدْيَ أُمه فرضِعَه بِسُرْعَةٍ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ لُغَةٌ

_ (1). قوله: وأَبو ذُبْيَانَ بْنُ الرَّعْبَل: هكذا في الأَصل، وفي الكلام سقط

فِيهِ. وأَرْغَلَت المرأَةُ، وَهِيَ مُرْغِل: أَرضعت وَلَدَهَا، بِالرَّاءِ وَالزَّايِ جَمِيعًا. وأَرْغَلَت ولدَها: أَرضعته. وأَرْغَل إِليه: مَالَ كأَرْغَنَ. وأَرْغَل أَيضاً: أَخطأَ وَوَضَعَ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. وأَرْغَلَت الإِبلُ عَنْ مَرَاتِعِهَا أَي ضَلَّت. والرَّغْل: أَن يُجَاوِزَ السُّنْبُل الإِلْحام، وَقَدْ أَرْغَلَ الزرعُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والرُّغْل، بِالضَّمِّ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، وَالْجَمْعُ أَرْغَال؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرُّغْل حَمْضة تَنْفَرِشُ وَعِيدَانُهَا صِلاب، وَوَرَقُهَا نَحْوٌ مَنْ وَرَقِ الجَماجم إِلا أَنها بَيْضَاءُ وَمَنَابِتُهَا السُّهُولُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَظَلُّ حِفْراه مِنَ التَّهَدُّل ... فِي رَوْضِ ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل قَالَ اللَّيْثُ: الرُّغْل نَبَاتٌ تُسَمِّيهِ الفُرْس السَّرْمَق وأَنشد: بَاتَ مِنَ الخَلْصاء فِي رُغْل أَغَن قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الرُّغْل أَنه السَّرْمَق، والرُّغْل مِنْ شَجَرِ الحَمْض وَوَرَقُهُ مَفْتُولٌ، والإِبل تُحْمِض بِهِ؛ قَالَ: وأَنشدني أَعرابي وَنَحْنُ بالصَّمَّان: تَرْعى مِنَ الصَّمَّان رَوْضًا آرِجا، ... ورُغُلًا بَاتَتْ بِهِ لواهِجا وأَرْغَلَتِ الأَرْضُ: أَنبَتَت الرُّغْل. ورَغَالِ: الأَمة؛ قَالَتْ دَخْتَنُوس: فَخْرَ البَغِيِّ بِحِدْج ... رَبَّتِها، إِذا النَّاسُ اسْتَقَلُّوا «1». لَا رِجْلَها حَمَلَتْ، وَلَا ... لرَغَالِ فِيهِ مُسْتَظَلُ قَالَ: رَغَالِ هِيَ الأَمة لأَنها تَطْعَم وتَسْتَطْعِم. ورُغْلان: اسْمٌ. وأَبو رِغَال: كُنْيَةٌ، وَقِيلَ: كَانَ رَجُلًا عَشَّاراً فِي الزَّمَنِ الأَول جَائِرًا فقَبْره يُرجم إِلى الْيَوْمِ، وَقَبْرُهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَكَانَ عَبْدًا لشُعَيب، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا مَاتَ الْفَرَزْدَقُ فارجُموه، ... كَمَا تَرْمُون قَبْرَ أَبي رِغال وَقِيلَ: كَانَ أَبو رِغَال دَلِيلًا لِلْحَبَشَةِ حِينَ تَوَجَّهُوا إِلى مَكَّةَ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ. رأَيت حَاشِيَةً هُنَا صُورَتُهَا: أَبو رِغَال اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ مُخْلِفِ عَبْدٌ كَانَ لِصَالِحٍ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بَعَثَهُ مُصَدِّقاً، وإِنه أَتى قَوْمًا لَيْسَ لَهُمْ لِبْنٌ إِلا شَاةً وَاحِدَةً، وَلَهُمْ صَبِيٌّ قَدْ مَاتَتْ أُمُّه فَهُمْ يُعاجُونه بِلَبَنِ تِلْكَ الشَّاةِ، يَعْنِي يُغَذُّونه، والعَجِيُّ الَّذِي يُغَذَّى بِغَيْرِ لَبَنِ أُمه، فأَبى أَن يأْخذ غَيْرَهَا، فَقَالُوا: دَعْها نُحابي بِهَا هَذَا الصبيَّ، فأَبى، فَيُقَالُ إِنه نَزَلَتْ بِهِ قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَيُقَالُ: بَلْ قَتَله رَبُّ الشَّاةِ، فَلَمَّا فَقَدَهُ صَالِحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَامَ فِي الْمَوْسِمِ يَنْشُدُ النَّاسَ فأُخْبِر بِصَنِيعِهِ فَلَعَنه، فَقَبْرُهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ يَرْجُمه الناس. رفل: اللَّيْثُ: الرَّفْل جَرُّ الذَّيْلِ ورَكْضُه بالرِّجْل؛ وأَنشد: يَرْفُلْن فِي سَرَق الحَرِير وقَزِّه، ... يَسْحَبْن مِنْ هُدَّابه أَذْيالا رَفَل يَرْفُل رَفْلًا ورَفِلَ، بِالْكَسْرِ، رَفَلًا: خَرُق بِاللِّبَاسِ وكُلِّ عَمَلٍ، فَهُوَ رَفِلٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:

_ (1). قوله [إذا الناس استقلوا] هكذا في الأَصل والتهذيب، وأورده في ترجمة حدج: إِذَا مَا النَّاسُ شَلُّوا

فِي الرَّكْب وَشْواشٌ وَفِي الحَيِّ رَفِل وَكَذَلِكَ أَرْفَلَ فِي ثِيَابِهِ. ورجُل أَرْفَلُ ورَفِلٌ: أَخْرَق بِاللِّبَاسِ وَغَيْرِهِ، والأُنثى رَفْلاء. وامرأَة رَافِلَة ورَفِلَة: تَجُرُّ ذَيْلَهَا إِذا مَشَتْ وتَمِيس فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ: امرأَة رَفِلَة تتَرَفَّل فِي مِشْيتها خُرْقاً، فإِن لَمْ تُحْسِنِ الْمَشْيَ فِي ثِيَابِهَا قِيلَ رَفْلاء. ابْنُ سِيدَهْ: امرأَة رَفِلة ورِفِلة قَبِيحَةٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ورَفَلَ يَرْفُلُ رَفْلًا ورَفَلاناً وأَرْفَل: جَرَّ ذَيْلَهُ وَتَبَخْتَرَ، وَقِيلَ: خَطَر بِيَدِهِ. وأَرْفَلَ الرجلُ ثيابَه إِذا أَرخاها. وإِزار مُرْفَلٌ: مُرْخًى. ورَفَلَ فِي ثِيَابِهِ يَرْفُلُ إِذا أَطالها وَجَرَّهَا مُتَبَخْتِرًا، فَهُوَ رَافِل. والرَّفِل: الأَحمق. وَرَجُلٌ تَرْفِيلٌ: يَرْفُلُ فِي مَشْيِهِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وأَرْفَلَ ثَوْبَهُ: أَرسله. وشَمَّر رِفْلَهُ أَي ذَيْلَهُ. وامرأَة رَفِلَةٌ: تَجُرُّ ذَيْلَهَا جَرّاً حَسَنًا، ورَفْلاء: لَا تُحْسِن الْمَشْيَ فِي الثِّيَابِ، فَهِيَ تَجُرُّ ذَيْلَهَا، ومِرْفَالٌ: كَثِيرُ الرَّفَلان. وامرأَة مِرْفَالٌ: كَثِيرَةُ الرُّفول فِي ثَوْبِهَا، وَلَوْ قِيلَ: امرأَة رَفِلَةٌ تُطَوِّل ذَيْلَهَا وتَرْفُلُ فِيهِ، كَانَ حَسَنًا. وَفِي الْحَدِيثِ : إِن الرَّافِلَة فِي غَيْرِ أَهلها كالظُّلْمة يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ هِيَ الَّتِي تَرْفُل فِي ثَوْبِهَا أَي تَتَبَخْتَرُ. والرِّفْل: الذَّيْلُ. ورَفَّلَ إِزاره إِذا أَسبله وَتَبَخْتَرَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي جَهْلٍ: يَرْفُلُ فِي النَّاسِ ، وَيُرْوَى يَزُول ، بِالزَّايِ وَالْوَاوِ، أَي يُكثر الْحَرَكَةَ وَلَا يَسْتَقِرُّ. والتَّرْفِيل فِي عَروض الْكَامِلِ: زِيَادَةُ سَبَبٍ فِي قَافِيَتِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّرْفِيل فِي مُرَبَّع الْكَامِلِ أَن يُزَادَ [تُنْ] عَلَى مُتَفاعلن فَيَجِيءُ مُتَفاعِلاتُنْ وَهُوَ المُرَفَّل؛ وَبَيْتُهُ قَوْلُهُ: ولقد سَبَقْتَهُمُ إِليَّ ... فلِمْ نَزَعْتَ، وأَنت آخِرُ؟ فَقَوْلُهُ [تَ وَأَنت آخِرُ] مُتَفَاعِلَاتُنْ؛ قَالَ: وإِنما سُمِّي مُرَفَّلًا لأَنه وُسِّع فَصَارَ بِمَنْزِلَةِ الثَّوْبِ الَّذِي يُرْفَل فِيهِ. وشَعرٌ رَفَالٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ بفاحِمٍ مُنْسدِلٍ رَفَال قَالَ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَرْفُلُ المَرَافِلا فَمَعْنَاهُ تَمْشِي كُلَّ ضَرْبٍ مِنَ الرَّفْل. وَفَرَسٌ رِفَلٌّ: طَوِيلُ الذَّنَبِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ والوَعِل؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فَعَرَفْنا هِزَّةً تأْخُذُه، ... فَقَرَنَّاه برَضْراضٍ رِفَل أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازلٍ، ... أَخْلَف الْبَازِلَ عَامًا أَو بَزَل ورِفَنٌّ لُغَةٌ، وَقِيلَ نُونُهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِ رِفَلّ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادة: يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَبِط جَعْدٍ رِفَل، ... كأَن حَيْثُ تَلْتَقِي مِنْهُ المُحُل، مِنْ جَانِبَيْهِ، وَعِلان ووَعِل وَقَالَ: الرَّفَلُّ والرِّفَنُّ مِنَ الْخَيْلِ جَمِيعًا الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. وَبَعِيرٌ رِفَلٌّ: وَاسْعُ الْجِلْدِ، وَقَدْ يَكُونُ الطَّوِيلَ الذَّنَبِ يُوصَفُ بِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: جَعْدُ الدَّرانِيك، رِفَلُّ الأَجلاد، ... كأَنه مُخْتَضِبٌ فِي أَجساد وثوبٌ رِفَلٌّ مِثْلُ هِجَفٍّ: واسعٌ. وَمَعِيشَةٌ رِفَلَّة: وَاسِعَةٌ. والتَّرْفِيل: التَّسْوِيدُ وَالتَّعْظِيمُ.

ورَفَّلْت الرجلَ إِذا عَظَّمته ومَلَّكْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا نَحْنُ رَفَّلْنا امْرَأً سَادَ قومَه، ... وإِن لَمْ يَكُنْ، مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ، يُذْكَر وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ: يَسْعى ويَتَرَفَّلُ عَلَى الأَقوال أَي يَتَسَوَّد ويَتَرأَّس اسْتِعَارَةً مِنْ تَرْفِيل الثَّوْبِ وَهُوَ إِسباغه وإِسباله؛ قَالَ شَمِرٌ: التَرَفُّل التَّسَوُّدُ، والتَّرْفِيل التَّسْوِيدُ. ورُفِّلَ فُلَانٌ إِذا سُوّد عَلَى قَوْمِهِ، وَقِيلَ: رَفَّلْتُ الرجلَ ذَلَّلته ومَلَكْته. وتَرْفِيل الرَّكِيَّة: إِجْمامها. ورَفَّلْتُ الركيَّة: أَجْممتها. ورَفَلُ الرَّكِيَّةِ: مَكْلتُها. ورِفَال التَّيْسِ: شَيْءٌ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ قَضِيبه لِئَلَّا يَسْفِد. وَنَاقَةٌ مُرَفَّلَة: تُصَرُّ بخِرْقة ثُمَّ تُرْسَل عَلَى أَخْلافها فتُغَطَّى بِهَا. وَمَرَافِلُ: سَوِيقُ يَنْبُوتِ عُمان. ورَوْفَل: اسم. رقل: الرَّقْلَة مِثْلُ الرَّعْلة: النخلةُ الَّتِي فَاتَتِ الْيَدَ وَهِيَ فَوْقُ الجَبَّارة؛ قَالَ الأَصمعي: إِذا فَاتَتِ النخلةُ يَد المتناوِل فَهِيَ جَبَّارة، فإِذا ارْتَفَعَتْ عَنْ ذَلِكَ فَهِيَ الرَّقْلَة، وَجَمْعُهَا رَقْلٌ ورِقَالٌ؛ قَالَ كَثِيرٌ: حُزيَتْ لِي بحَزْم فَيْدةَ تُحْدى، ... كاليَهُودِيِّ من نَطاة الرِّقَال أَراد كَنَخْلِ الْيَهُودِيِّ، ونَطاةُ خيبرُ. التَّهْذِيبُ: الرِّقَال مِنْ نَخِيلِ نَطاة وَهِيَ عَيْنٌ بِخَيْبَرَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ رَقْلَة ورَقْل؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: تَرى الفتْيان كالرَّقْل، وَمَا يُدْريك بالدَّخْل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: وَلَا تَقْطَعْ عَلَيْهِمْ رَقْلَة ؛ الرَّقْلَة: النَّخْلَةُ وَجِنْسُهَا الرَّقْل. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: خَرَجَ رَجُلٌ كأَنه الرَّقْل فِي يَدِهِ حَرْبَةٌ ، وَفِي حَدِيثِ أَبي حَثْمَةَ: لَيْسَ الصَّقْر فِي رؤوس الرَّقْل الرَّاسِخَاتِ فِي الوَحْل ؛ الصَّقْرُ: الدِّبسُ. والرَّاقُول: حَبْل يُصْعَد بِهِ النَّخْلُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ وَهُوَ الحابُول والكَرُّ. والإِرْقَال: ضَرْبٌ مِنَ الخَبَب. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: الإِرْقَال والإِجْذام والإِجْماز سُرْعَةُ سَيْرِ الإِبل. وأَرْقَلَتِ الدابةُ والناقةُ إِرْقَالًا: أَسرعت. وأَرْقَلَ القومُ إِلى الْحَرْبِ إِرْقَالًا: أَسرعوا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِذا اسْتُنْزِلوا عنهنَّ للطَّعْن، أَرْقَلُوا ... إِلى الْمَوْتِ إِرْقَالَ الجِمالِ المَصاعِب وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ ذَكَرَ الإِرْقَال، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَدْو فَوْقَ الخَبَب. وأَرْقَلَتِ الناقةُ تُرْقِلُ إِرْقَالًا فَهِيَ مُرْقِل ومِرْقَالٌ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: فِيهَا عَلَى الأَيْن إِرْقَالٌ وتَبْغِيل وَاسْتَعَارَهُ أَبو حَيَّة النُّميري لِلرِّمَاحِ فَقَالَ: أَما إِنه لَوْ كَانَ غَيْرَكَ أَرْقلت ... إِليه الْقَنَا بالرّاعِفات اللهازِم يَعْنِي الأَسنَّة. وأَرْقَلَ المَفازة: قَطَعها؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لاهُمَّ، ربَّ الْبَيْتِ والمُشَرَّق، ... والمُرْقِلاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَق قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ قَوْلُهُ كُلَّ سَهْب مَنْصُوبًا عَلَى الظَّرْفِ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ إِرْقَالُ الْمَفَازَةِ قَطْعُها خَطَأٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَمَعْنَى قَوْلِ الْعَجَّاجِ: والمُرْقِلات كُلّ سَهْب ورَبّ المُرْقِلات، وَهِيَ الإِبل الْمُسْرِعَةُ، وَنَصَبَ كُلَّ لأَنه جَعَلَهُ ظَرْفًا، أَراد وَرَبَّ المُرْقِلات فِي كُلِّ سَهْب، وَنَاقَةٌ مُرْقِل

ومِرْقَال: كَثِيرَةُ الإِرْقال. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَاقَةٌ مِرْقَال مُرْقِلَة؛ قَالَ طَرَفة: وإِني لأُمْضِي الهَمَّ، عِندَ احْتِضَارِهِ، ... بعَوْجاء مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي والمِرْقَال: لَقَبُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبة الزُّهْرِيِّ لأَن عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَفَعَ إِليه الرَّايَةَ يَوْمَ صِفِّين فَكَانَ يُرْقِل بها إِرْقَالًا. ركل: الرَّكل: ضَرْبُك الفرسَ برِجْلِك ليَعْدُوَ. والرَّكْل: الضَّرْبُ برجلْ وَاحِدَةٍ، رَكَلَهُ يَرْكُلُه رَكْلًا. وَقِيلَ: هُوَ الرَّكْضُ بالرِّجل، وتَرَاكَلَ القومُ. والمِرْكَل: الرِّجْل مِنَ الرَّاكِبِ. والمَرْكَل: الطَّرِيقُ. والمَرْكَل مِنَ الدَّابَّةِ: حَيْثُ تُصيب برِجْلك. الْجَوْهَرِيُّ: مَرَاكِلُ الدَّابَّةِ حَيْثُ يَرْكُلها الْفَارِسُ بِرِجْلِهِ إِذا حَرَّكَهُ للرَّكْض، وَهُمَا مَرْكَلان؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وحَشِيَّتي سَرْجٌ عَلَى عَبْل الشَّوَى، ... نَهْدٍ مَرَاكِلُه، نَبِيلِ المحْزِم أَي أَنه وَاسِعُ الْجَوْفُ عَظِيمُ الْمَرَاكِلِ. والمَرْكَلانِ مِنَ الدَّابَّةِ: هُمَا مَوْضِعَا القُصْرَيَيْن مِنَ الْجَنْبَيْنِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ فَرَس نَهْدُ المَرَاكِل. والتَّرَكُّل كَمَا يَحْفِر الْحَافِرُ بالمِسْحاة إِذا تَرَكَّل عَلَيْهَا برِجْله. وأَرض مُرَكَّلَة إِذا كُدَّت بِحَوَافِرِ الدَّوَابِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ الْخَيْلَ: مِسَحٌّ، إِذا مَا السابحاتُ عَلَى الوَنَى ... أَثرْنَ الغُبارَ بالكَدِيد المُرَكَّل وَفِي الْحَدِيثِ : فرَكَلَه بِرِجْلِهِ أَي رَفَسه. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنه كَتَبَ إِلى الحَجّاج: لأَرْكُلَنَّكَ رَكْلَة. وتَرَكَّلَ الحافرُ برِجْله عَلَى المِسْحاة: تَوَرَّك عَلَيْهَا بِهَا؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ الخَمْر: رَبَتْ ورَبَا فِي كَرْمها ابنُ مَدِينة، ... يَظَلُّ عَلَى مِسْحاته يَتَرَكَّلُ وتَرَكَّلَ الرَّجُلُ بِمِسْحاته إِذا ضَرَبَهَا برِجْله لِتَدْخُلَ فِي الأَرض. والرَّكْل: الكُرَّاث بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ قَالَ: أَلا حَبَّذا الأَحساءُ طِيبُ تُرَابِهَا، ... ورَكْلٌ بِهَا غادٍ عَلَيْنَا وَرَائِحُ وَبَائِعُهُ رَكَّال. ومَرْكَلانُ: موضع. رمل: الرَّمْل: نَوْعٌ مَعْرُوفٌ مِنَ التُّرَابِ، وَجَمْعُهُ الرِّمَال، وَالْقِطْعَةُ مِنْهَا رَمْلَة؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَاحِدَتُهُ رَمْلة، وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة، وَهِيَ الرِّمَال والأَرْمُلُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل، ... جَوْزَ الفَلا، مِنْ أَرْمُل وأَرْمُل ورَمَّلَ الطعامَ: جَعَلَ فِيهِ الرَّمْل. وَفِي حَدِيثِ الحُمُر الأَهلية: أَمر أَن تُكْفأ القُدور وأَن يُرَمَّل اللَّحْمُ بِالتُّرَابِ أَي يُلَتّ بِالتُّرَابِ لِئَلَّا يُنْتَفَعَ بِهِ. ورَمَّلَ الثَّوْبَ وَنَحْوَهُ: لَطَّخه بِالدَّمِ، وَيُقَالُ: أَرْمَلَ السَّهْمُ إِرْمَالًا إِذا أَصابه الدَّمُ فَبَقِيَ أَثره؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ سِهَامًا: مُحْمَرَّة الرِّيش عَلَى ارْتِمَالِها، ... مِنْ عَلَقٍ أَقْبَل فِي شِكالها «2» . وَيُقَالُ: رُمِّل فُلَانٌ بِالدَّمِ وضُمِّخ بالدم وضُرِّج بالدم

_ (2). قوله [شكالها] هكذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في التكملة: سعالها بالمهملتين مضبوطاً بضم السين

كُلُّه إِذا لُطِّخَ بِهِ، وَقَدْ تَرَمَّلَ بِدَمِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: رَمَّلَه بِالدَّمِ فتَرَمَّلَ وارْتَمَلَ أَي تَلَطَّخ؛ قَالَ أَبو أَخزم الطَّائِيُّ: إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُونِي بالدَّمِ، ... شِنْشِنةٌ أَعْرِفها مِنْ أَخْزَمِ ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُله رَمْلًا ورَمَّلَه وأَرْمَلَه: رَقَّقه. ورَمَل السريرَ والحصيرَ يَرْمُلُه رَمْلًا: زيَّنه بِالْجَوْهَرِ وَنَحْوِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: رَمَلْت الحصيرَ وأَرْمَلْتُه، فَهُوَ مَرْمُول ومُرْمَل إِذا نَسَجته وسَفَفْته. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَى رُمَال سَرير قَدْ أَثَّر فِي جَنْبِهِ ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذ لَا يَزَالُ عَلَى طريقٍ لاحِب، ... وكأَنَّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَل وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَخَلْتُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِذا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رُمَال سَرِيرٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَصِير ؛ الرُّمَالُ: مَا رُمِل أَي نُسِج؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَنَظِيرُهُ الحُطام والرُّكام لِمَا حُطِم ورُكِم، وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّمال جَمْعُ رَمْل بِمَعْنَى مَرْمُول كَخَلْق اللَّهِ بِمَعْنَى مَخْلُوقَةٍ، وَالْمُرَادُ أَنه كَانَ السَّرِيرُ قَدْ نُسِج وَجْهُهُ بالسَّعَف وَلَمْ يَكُنْ عَلَى السَّرِيرِ وِطاء سِوَى الحَصِير. والرَّوَامِل: نواسِج الحَصِير، الْوَاحِدَةُ رَامِلَة، وَقَدْ أَرْمَلَه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: كأَنَّ نَسْج الْعَنْكَبُوتِ المُرْمَلُ وَقَدْ رَمَلَ سَرِيرَهُ وأَرْمَلَه إِذا رَمَلَ شَرِيطاً أَو غَيْرَهُ فَجَعَلَهُ ظَهْراً لَهُ. وَيُقَالُ: خَبِيصٌ مُرْمَل إِذا عُصِد عَصْداً شَدِيدًا حَتَّى صَارَتْ فِيهِ طَرَائِقُ مَوْضُونَةٌ. وَطَعَامٌ مُرَمَّل إِذا أُلقي فِيهِ الرَّمْل. والرَّمَل، بِالتَّحْرِيكِ: الهَرْولة. ورَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلًا: وَهُوَ دُونَ الْمَشْيِ «1» وَفَوْقَ العَدْو. وَيُقَالُ: رَمَلَ الرَّجلُ يَرْمُلُ رَمَلاناً ورَمَلًا إِذا أَسرع فِي مِشيته وهزَّ مَنْكِبَيْهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَا يَنْزُو، وَالطَّائِفُ بِالْبَيْتِ يَرْمُلُ رَمَلاناً اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبأَصحابه، وَذَلِكَ بأَنهم رَمَلوا ليَعْلم أَهلُ مَكَّةَ أَن بِهِمْ قُوَّة؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ: نَاقَتُهُ تَرْمُل فِي النِّقال، ... مُتْلِف مالٍ ومُفيد مَالِ والنِّقال: المُناقَلة، وَهُوَ أَن تَضَعَ رِجْلَيْهَا مَوَاضِعَ يَدَيْهَا؛ ورَمَلْت بَيْنَ الصَّفا والمَرْوة رَمَلًا ورَمَلاناً. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ: رَمَلَ ثَلَاثًا ومَشَى أَربعاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ عَنِ المَناكب وَقَدْ أَطَّأَ اللهُ الإِسلام؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: يَكْثُرُ مَجِيءُ الْمَصْدَرِ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ فِي أَنواع الْحَرَكَةِ كالنَّزَوان والنَّسَلان والرَّسَفان وأَشباه ذَلِكَ؛ وَحَكَى الحربيُّ فِيهِ قَوْلًا غَرِيبًا قَالَ: إِنه تَثْنِيَةُ الرَّمَل وَلَيْسَ مَصْدَرًا، وَهُوَ أَن يَهُزَّ مَنْكِبَيْهِ وَلَا يُسْرع، وَالسَّعْيُ أَن يُسرع فِي الْمَشْيِ، وأَراد بالرَّمَلين الرَّمَل وَالسَّعْيَ، قَالَ: وَجَازَ أَن يُقَالَ للرَّمَل وَالسَّعْيِ الرَّمَلانِ، لأَنه لما خَفَّ اسْمُ الرَّمَل وثَقُل اسْمُ السَّعْيِ غُلِّب الأَخف فَقِيلَ الرَّمَلانِ، كَمَا قَالُوا القَمَرانِ والعُمَرانِ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْ ذَلِكَ الإِمام كَمَا تَرَاهُ، فإِن الْحَالَ الَّتِي شُرِع فِيهَا رَمَلُ الطَّوَافِ، وَقَوْلُ عُمَر فِيهِ مَا قَالَ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ لأَن رَمَل الطَّوَافِ هُوَ الَّذِي أَمر بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَصحابه فِي عُمْرة الْقَضَاءِ ليُري الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُمْ حَيْثُ

_ (1). قوله [وهو دون المشي إلخ] هكذا في الأَصل وشرح القاموس: ولعله فوق المشي ودون العدو

قَالُوا: وهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب وَهُوَ مَسْنُونٌ فِي بَعْضِ الأَطواف دُونَ الْبَعْضِ، وأَما السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَهُوَ شِعار قَدِيمٌ مِنْ عَهْدِ هاجَر أُمِّ إِسماعيل، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فإِذاً الْمُرَادُ بِقَوْلِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَمَلانُ الطوافِ وَحْدَهُ الَّذِي سُنَّ لأَجل الْكُفَّارِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ شَرَحه أَهل الْعِلْمِ لَا خِلَافَ بَيْنِهِمْ فِيهِ فَلَيْسَ لِلتَّثْنِيَةِ وَجْهٌ. والرَّمَل: ضَرْبٌ مِنْ عَرُوضٍ يَجِيءُ عَلَى فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ؛ قَالَ: لَا يُغْلَب النازعُ مَا دَامَ الرَّمَل، ... وَمَنْ أَكَبَّ صَامِتًا فَقَدْ حَمَل «1» . ابْنُ سِيدَهْ: الرَّمَل مِنَ الشِّعْر كُلُّ شِعْرٍ مَهْزُولٍ غَيْرِ مؤتَلِف الْبِنَاءِ، وَهُوَ مِمَّا تُسَمِّي الْعَرَبُ مِنْ غَيْرِ أَن يَحُدُّوا فِي ذَلِكَ شَيْئًا نَحْوَ قَوْلِهِ: أَقْفَرَ مِنْ أَهله مَلْحوبُ، ... فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ «2» . وَنَحْوَ قَوْلِهِ: أَلا لِلَّهِ قَوْمٌ وَلَدَتْ ... أُختُ بَنِي سَهْم أَراد وَلَدَتْهُمْ، قَالَ: وَعَامَّةُ المَجْزوء يَجْعَلونه رَمَلًا؛ كَذَا سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَوْلُهُ وَهُوَ مِمَّا تُسَمِّي الْعَرَبُ، مَعَ أَن كُلَّ لَفْظَةٍ وَلَقَبٍ اسْتَعْمَلَهُ العَروضيُّون فَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، تأْويله إِنما اسْتَعْمَلَتْهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اسْتَعْمَلَهُ فِيهِ العَروضيُّون، وَلَيْسَ مَنْقُولًا عَنْ مَوْضِعِهِ لَا نَقْلَ العَلَم وَلَا نَقْلَ التَّشْبِيهِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِكَ فِي ذَيْنِكَ، أَلا تَرَى أَن العَروض والمِصْراع والقَبْض والعَقْل وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَسماء الَّتِي اسْتَعْمَلَهَا أَصحاب هَذِهِ الصِّنَاعَةِ قَدْ تَعَلَّقَتِ الْعَرَبُ بِهَا؟ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي نَقَلَهَا أَهل هَذَا الْعِلْمِ إِليها، إِنما العَروض الخَشَبة الَّتِي فِي وَسَطِ الْبَيْتِ المَبْنِيِّ لَهُمْ، والمِصْراع أَحد صِفْقَي الْبَابِ فَنَقَلَ ذَلِكَ وَنَحْوَهُ تَشْبِيهًا، وأَما الرَّمَل فإِن الْعَرَبَ وَضَعَتْ فِيهِ اللَّفْظَةَ نَفْسَهَا عِبَارَةً عِنْدَهُمْ عَنِ الشِّعْر الَّذِي وَصَفَهُ بِاضْطِرَابِ الْبِنَاءِ وَالنُّقْصَانِ عَنِ الْأَصْلِ، فَعَلَى هَذَا وَضَعَهُ أَهل هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، لَمْ يَنْقُلُوهُ نَقْلًا عَلَمِيًّا وَلَا نَقْلًا تَشْبِيهِيًّا، قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فإِن الرَّمَل كُلُّ مَا كَانَ غيرَ القَصِيد مِنَ الشِّعْر وغَيْرَ الرَّجَز. وأَرْمَلَ القومُ: نَفِد زادُهم، وأَرْمَلُوه أَنْفدوه؛ قَالَ السُّلَيْك بْنُ السُّلَكة: إِذا أَرْمَلُوا زَادًا، عَقَرْت مَطِيَّةً ... تَجُرُّ بِرِجْلَيْهَا السَّرِيحَ المُخَدَّما وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَد: وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلينَ مُسْنتين ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُرْمِلُ الَّذِي نَفِدَ زَادُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزَاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم مَعْبَدٍ؛ أَي نَفِد زَادُهُمْ، قَالَ: وأَصله مِنَ الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ كَمَا قِيلَ لِلْفَقِيرِ التَّرِبُ. وَرَجُلٌ أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلَة: مُحْتَاجَةٌ، وَهُمُ الأَرْمَلَة والأَرَامِل والأَرَامِلَة، كَسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء لقِلَّته، وكُلُّ جَمَاعَةٍ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ أَو رِجَالٍ دُونَ نِسَاءٍ أَو نِسَاءٍ دُونَ رِجَالٍ أَرْمَلَةٌ، بَعْدَ أَن يَكُونُوا مُحْتَاجِينَ. وَيُقَالُ لِلْفَقِيرِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ رَجُلٍ أَو امرأَة أَرْمَلة، وَلَا يُقَالُ للمرأَة الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا وَهِيَ مُوسِرة أَرْمَلَة، والأَرَامِل: الْمَسَاكِينُ. وَيُقَالُ: جَاءَتْ أَرْمَلةٌ مِنْ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ مُحْتَاجِينَ، وَيُقَالُ لِلرِّجَالِ الْمُحْتَاجِينَ الضُّعَفَاءِ أَرْمَلَة، وإِن لَمْ يكن

_ (1). هذا البيت من الرجز لا من الرَّمَل (2). قوله [فالقطبيات] هكذا في الأصل بتخفيف الطاء ومثله في القاموس، وضبطه ياقوت بتشديدها

فِيهِمْ نِسَاءٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ هَذَا الْمَالُ لأَرَامِل بَنِي فُلَانٍ فَهُوَ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، لأَن الأَرَامِل يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَالنِّسَاءِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَنباري يُدْفَع لِلنِّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ لأَن الْغَالِبَ عَلَى الأَرَامِل أَنهن النِّسَاءُ، وإِن كَانُوا يَقُولُونَ رَجُل أَرْمَل، كَمَا أَن الْغَالِبَ عَلَى الرِّجَالِ أَنهم الذُّكُورُ دُونَ الإِناث وإِن كَانُوا يَقُولُونَ رَجُلة؛ وَفِي شِعْرِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثِمَال اليَتَامى عِصْمَة للأَرَامِل قَالَ: الأَرَامِل الْمَسَاكِينُ مِنْ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ. قَالَ: وَيُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ عَلَى انْفِرَادِهِ أَرَامِل، وَهُوَ بِالنِّسَاءِ أَخص وأَكثر اسْتِعْمَالًا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ ذَلِكَ. والأَرْمَل: الَّذِي مَاتَتْ زَوْجَتُهُ، والأَرْمَلَة الَّتِي مَاتَ زوجُها، وَسَوَاءٌ كَانَا غَنِيَّيْن أَو فقيرَين. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ إِن بَيت فُلَانٍ لضَخْمٌ وإِنهم لأَرْمَلَة مَا يَحْمِلونه إِلا مَا اسْتَفْقَروا لَهُ، يَعْنِي الْعَارِيَةَ؛ قَوْلُهُ إِنهم لأَرْمَلَة لَا يَحْمِلونه إِلا مَا اسْتَفْقَرُوا لَهُ، يَعْنِي أَنهم قَوْمٌ لَا يَمْلِكُونَ الإِبل وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الِارْتِحَالِ إِلا عَلَى إِبل يَسْتَعِيرُونَهَا، مِنْ أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِيرِي إِذا أَعَرْته إِياه. وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ أَرْمَل إِذا كَانَ لَا امرأَة لَهُ، تَقُولُهُ الْعَرَبُ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ أَيِّم وامرأَة أَيِّمة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا، ... رَعَى الرَّبيعَ وَالشِّتَاءَ أَرْمَلا قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَلَّما يُسْتَعْمَلُ الأَرْمَل فِي المُذَكَّر إِلا عَلَى التَّشْبِيهِ والمُغالَطة؛ قَالَ جَرِيرٌ: كُلُّ الأَرَامِل قَدْ قَضَّيتَ حاجتَها، ... فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الأَرْمَل الذَّكَر؟ «1» . يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ. وامرأَة أَرْمَلَة: لَا زَوْجَ لَهَا؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: ليَبْكِ عَلَى مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ، ... وأَرْمَلَةٌ تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ أَرْمَلا وَقَالَ أَبو خِرَاش: بِذِي فَخَرٍ تأْوِي إِليه الأَرَامِلُ وأَنشد ابْنُ قُتَيْبَةَ شَاهِدًا عَلَى الأَرْمَل الَّذِي لَا امرأَة لَهُ قَوْلَ الرَّاجِزِ: رَعَى الربيعَ وَالشِّتَاءَ أَرْمَلا قَالَ: أَراد ضَبًّا لَا أُنثى لَهُ لِيَكُونَ سَمِيناً. وأَرْمَلَت المرأَةُ إِذا مَاتَ عَنْهَا زوجُها، وأَرْمَلَتْ: صَارَتْ أَرْمَلة. وَقَالَ شَمِرٌ: رَمَّلَت المرأَةُ مِنْ زَوْجِهَا وَهِيَ أَرْمَلَة. ابْنُ الأَنباري: الأَرْمَلَة الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زوجُها؛ سُمِّيت أَرْمَلَة لِذَهَابِ زَادِهَا وفَقْدِها كاسِبَها وَمَنْ كَانَ عَيْشُهَا صَالِحًا بِهِ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: أَرْمَل القومُ والرجلُ إِذا ذَهَبَ زادُهم، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لَهُ إِذا مَاتَتِ امرأَته أَرْمَل إِلَّا فِي شُذُوذٍ، لأَن الرَّجُلَ لَا يَذْهَبُ زادُه بِمَوْتِ امرأَته إِذا لَمْ تَكُنْ قَيِّمة عَلَيْهِ والرجلُ قَيِّمٌ عَلَيْهَا وَتَلْزَمُهُ عَيْلولتها ومؤْنتها وَلَا يَلْزَمُهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ورُدَّ عَلَى الْقُتَيْبِيِّ قَوْلُهُ فِيمَنْ أَوْصى بِمَالِهِ للأَرَامِل أَنه يُعْطِي مِنْهُ الرِّجَالَ الَّذِينَ مَاتَ أَزواجهم، لأَنه يُقَالُ رَجُلٌ أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلَة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهَذَا مِثْلُ الْوَصِيَّةِ للجَوارِي

_ (1). قوله [كل الأَرامل] كذا في الأصل، وفي شرح القاموس والتكملة والأَساس: هذي الأَرامل

لَا يُعْطى مِنْهُ الغِلْمان ووَصيَّة الْغِلْمَانِ لَا يُعطى مِنْهُ الْجَوَارِي، وإِن كَانَ يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ غُلامة. والمِرْمَل: القَيْد الصَّغير. والرَّمَل: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الْقَلِيلُ مِنَ الْمَطَرِ. وعامٌ أَرْمَل: قَلِيلُ الْمَطَرِ وَالنَّفْعِ وَالْخَيْرِ، وسَنَة رَمْلاء كَذَلِكَ. وأَصابهم رَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ أَي قليلٌ، وَالْجَمْعُ أَرْمَال، وَالْأَزْمَانُ أَقوى مِنْهَا «2». قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع الرَّمَل بِهَذَا الْمَعْنَى إِلا للأُموي. وأَرَامِل العَرْفَج: أُصوله. وأُرْمُولَة الْعَرْفَجِ: جُذْمُوره، وَجَمْعُهَا أَرَامِيل «3»؛ قَالَ: فجِئْت كالعَوْد النَّزِيع الهادِج، ... قُيِّد فِي أَرَامِل الْعْرَافِجِ، فِي أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج الهَجاهِج الأَرض الَّتِي لَا نبتَ فِيهَا. والرَّمَل: خُطُوطٌ فِي يَدَيِ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ وَرِجْلَيْهَا يُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهَا، وَقِيلَ: الرُّمْلَة الخَطُّ الأَسود. غَيْرُهُ: يُقَالُ لوَشْي قَوَائِمِ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ رَمَلٌ، وَاحِدَتُهَا رَمَلَة؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: كأَنَّها، بعد ما جَدَّ النَّجاء بِهَا ... بالشَّيِّطَيْن، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا وَيُقَالُ للضَّبُع أُم رِمَال. ورَمْلَة: مَدِينَةٌ بِالشَّامِ. والأَرْمَل: الأَبلق. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَرْمَل مِنَ الشَّاءِ الَّذِي اسودَّت قَوَائِمُهُ كُلُّهَا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: الرُّمَل، بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، خُطُوطٌ سُودٌ تَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْغَزَالِ وأَفخاذه، وأَنشد بَيْتَ الْجَعْدِيِّ أَيضاً؛ قَالَ: وَقَالَ أَيضاً: بِذَهَابِ الكَوْر أَمسى أَهلُه ... كلَّ مَوْشِيٍّ شَواه، ذِي رُمَل وَنَعْجَةٌ رَمْلاء: سَوْدَاءُ الْقَوَائِمِ كُلِّهَا وَسَائِرُهَا أَبيض. وغُلام أُرْمُولَة: كَقَوْلِكَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَاذَهْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الأُرْمُولَة عَرَبيَّتها وَلَا فَارِسِيَّتَهَا. ورَامِل ورُمَيْل ورُمَيْلَة ويَرْمُول كُلُّهَا: أَسماء. رمعل: ارْمَعَلَّ الثوبُ: ابْتَلَّ، وَقِيلَ: كلُّ مَا ابْتَلَّ فَقَدَ ارْمَعَلَّ. وارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ: سَالَ فَهُوَ مُرْمَعِلٌّ ومُرْمَعِنٌّ. وارْمَعَلَّ الشيءُ: تَتابع، وَقِيلَ: سَالَ فَتَتَابَعَ. الْجَوْهَرِيُّ: ارْمَعَلَّ الصبيُّ ارْمِعْلالًا سَالَ لُعابه. وارْمَعَلَّ الدمعُ أَي تَتَابَعَ قَطَرانه، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ جَمِيعًا؛ قَالَ الزَّفَيان: يَقُولُ نَوِّرْ صُبْحُ لَوْ يَفْعَلُّ، ... والقَطْرُ عَنْ مَتْنَيه مُرْمَغِلُ كنُظُم اللُّؤلُؤ مُرْمَعِلُّ، ... تَلُفُّه نَكباءُ أَو شَمْأَلُ وارْمَعَلَّ الشِّواءُ أَي سَالَ دَسَمُه؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وانْصِبْ لَنَا الدَّهْماءَ طاهِي، وعَجِّلَنْ ... لَنَا بشَواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها وَقَوْلُهُمُ ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلًّا أَي امْضِ رَاشِدًا. وارْمَعَلَّ الرجلُ أَي شَهِق؛ قَالَ مُدْرِك بْنِ حِصْن الأَسدي: وَلَمَّا رَآنِي صاحِبي رابِطَ الحَشا، ... مُوَطَّن نَفْسٍ قَدْ أَراها يَقِينُها،

_ (2). قوله [والأزمان أقوى منها] كذا في الأصل، ولعله الأزمات بالتاء جمع أزمة (3). قوله [أَرَامِيل] عبارة القاموس: أَرَامِل وأَرَامِيل، وقوله بعد الرجز الهجاهج الأرض إلخ، عبارته في هجج: والهجج الْأَرْضُ الْجَدْبَةُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا وَالْجَمْعُ هَجَاهِجٌ، وأورد الرجز ثم قال: جَمْعٌ عَلَى إِرَادَةِ الْمَوَاضِعِ

بَكى جَزَعاً مِنْ أَن يَمُوتَ، وأَجْهَشَتْ ... إِليه الجِرِشَّى، وارْمَعَلَّ خَنينُها «1». رمغل: المُرْمَغِلُّ: المُبْتَلُّ، وَهُوَ أَيضاً السَّائِلُ الْمُتَتَابِعُ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن غَيْنَهُ بَدَلٌ مِنْ عَيْنِ ارْمَعَلَّ. والمُرْمَغِلُّ: الْجِلْدُ إِذا وُضِعَ فِيهِ الدِّباغ. والمُرْمَغِلُّ: الرَّطْبُ. رهل: الرَّهَلُ: الِانْتِفَاخُ حَيْثُ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ شِبْهُ وَرَم لَيْسَ مِنْ دَاءٍ وَلَكِنَّهُ رَخاوة إِلى السِّمَن، وَهُوَ إِلى الضَّعْفِ، وَقَدْ رَهِل اللحمُ رَهَلًا، فَهُوَ رَهِلٌ. اضْطَرب وَاسْتَرْخَى؛ وَفَرَسٌ رَهِلُ الصَّدْر؛ قَالَ العُجَير السَّلولي: فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتآزِفٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُه وَيُرْوَى لِزَيْنَبَ أُخت يَزِيدَ بْنِ الطَّثَرِيَّة. وأَصبح فُلَانٌ مُرَهَّلًا إِذا تَهَبَّجَ مِنْ كَثْرَةِ النَّوْمِ، وَقَدْ رَهَّلَه ذَلِكَ تَرْهِيلًا. والرَّهَل: الْمَاءُ الأَصفر الَّذِي يَكُونُ فِي السُّخْد. والرِّهْل: سَحَابٌ رَقِيقٌ شَبِيهٌ بالنَّدى يَكُونُ فِي السَّمَاءِ. رهبل: الرَّهْبَلَة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ، يُقَالُ: جَاءَ يَتَرَهْبَل. رهدل: الرَّهْدَل والرِّهْدِل: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحُمَّرة إِلا أَنه أَدْبَس، وَهُوَ أَكبر مِنَ الحُمَّر؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ طَائِرٌ شِبْهُ القُبَّرة إِلا أَنها لَيْسَتْ لَهَا قُنْزُعة. والرَّهْدَل: الأَحمق، وَقِيلَ الضَّعِيفُ. الأَزهري: الرَّهادِن والرَّهَادِل، وَاحِدَتُهَا رَهْدَنة ورَهْدَلَة. رول: الرُّوَال، عَلَى فُعال بِالضَّمِّ: اللُّعاب. يُقَالُ: فُلَانٌ يَسِيلُ رُوَالُه. ابْنُ سِيدَهْ: الرُّوَال والرَّاوُول لُعاب الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: الرُّوَال زَبَد الْفَرَسِ خَاصَّةً. ورُوَالٌ رَائِل: كَمَا قَالُوا شِعْرٌ شَاعِرٌ؛ قَالَ: مِنْ مَجِّ شِدْقَيْه الرُّوَال الرَّائِلا والرَّائِل والرَّاوُول: كُلُّ سِنٍّ زَائِدَةٍ لَا تَنْبُت عَلَى نِبْتَة الأَضراس؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلَّا، ... مُرَكَّباً راوُولهُ مُثْعَلَّا وَفِي بَابِ المُلَح مِنَ الحَمَاسة: لَهَا فَمٌ مُلْتَقَى شِدْقَيْه نُقْرَتُها، ... كأَنَّ مِشْفَرها قَدْ طُرَّ مِنْ فِيل أَسْنانُها أُضْعِفَتْ فِي حَلْقِها عَدَداً، ... مُظاهَرات جَمِيعًا بالرَّوَاوِيل غَيْرُهُ: الرَّوَاوِيل أَسنان صِغَارٌ تَنْبُتُ فِي أُصول الأَسنان الكِبار فيَحْفِرون أُصولَ الْكِبَارِ حَتَّى يَسْقُطن؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن الرَّاوُول سِنٌّ زَائِدَةٌ فِي الإِنسان وَالْفَرَسِ؛ قَالَ الأَصمعي: الرُّوَال والرَّاوُول مَعًا لُعاب الدَّوَابِّ وَالصِّبْيَانِ، وأَنكر أَن يَكُونَ زِيَادَةً فِي الأَسنان، وَقَالَ اللَّيْثُ: الرُّوَال بُزَاق الدَّابَّةِ، يُقَالُ: هُوَ يُرَوِّلُ فِي مِخْلاته، والرَّاوُول مِثْلُهُ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَهْمِزُ فاعُولًا. غَيْرُهُ: والرَّائِل والرَّائِلَة سِنٌّ تَنْبُتُ لِلدَّابَّةِ تَمْنَعُهُ مِنَ الشَّراب والقَضْم؛ وأَنشد: يَظَلُّ يَكْسوها الرُّوَال الرَّائِلا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالرُّوَال الرَّائِل اللُّعاب الْقَاطِرَ مِنْ فِيهِ، قَالَ: هَكَذَا قَالَهُ أَبو عَمْرٍو. ابْنُ السِّكِّيتِ: الرُّوَال والمَرْغُ واللُّعاب والبُصاق كُلُّهُ بِمَعْنًى. ورَوَّلَ الخُبْزَةَ بالسَّمْن والوَدَك تَرْوِيلًا: دَلَكها بِهِ دَلْكاً شَدِيدًا، وَقِيلَ: رَوَّلَ طعامَه أَكثر دَسَمه.

_ (1). قوله [خنينها] كذا في الأصل هنا ونسخة من الصحاح بالمعجمة، وتقدم في جرش بالمهملة، وكلاهما بمعنى البكاء

فصل الزاي المعجمة

ورَوَّلَ الفرسُ: أَدْلى لِيَبُولَ، وَقِيلَ: إِذا أَخرج قَضِيبَهُ لِيَبُولَ. والتَّرْوِيل: أَن يَبُولَ بَوْلًا مُتَقَطِّعاً مُضْطَرِبًا. والمُرَوِّل: الَّذِي يَسْترخِي ذَكَرُهُ؛ وأَنشد: لَمَّا رأَت بُعَيْلها زِئْجِيلا، ... طَفَنْشَلًا لَا يَمْنع الفَصِيلا مُرَوَّلًا مِنْ دُونِهَا تَرْوِيلا، ... قَالَتْ لَهُ مَقَالَةً تَرْسِيلا: لَيْتَكَ كُنْتَ حَيْضة تَمْصيلا أَي تَمْصُل دَماً وتَقْطُر؛ الزِّئْجِيل والزُّؤَاجِل: الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ، والتَّرْوِيل: إِنعاظ فِيهِ اسْتِرْخَاءٌ، وَهُوَ أَن يمتدَّ وَلَا يشتدَّ. والمِرْوَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْوَاوِ: القِطْعة مِنَ الحَبْل الَّذِي لَا يُنتفع بِهِ. والمِرْوَل أَيضاً: قِطْعَةُ الحَبْل الضَّعِيفِ؛ كِلَاهُمَا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمِرْوَل: النَّاعِمُ الإِدَام. والمِرْوَل: الفَرَس الكثير التَّحصُّن. فصل الزاي المعجمة زَأَلَ: التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ ضنأَ: قَالَ الشَّاعِرُ: تَزَاءَلَ مُضْطَنِئٌ آرِمٌ، ... إِذا ائْتَبَّه الإِدُّ لَا يَفْطَؤُه قَالَ: التَّزَاؤُل الاستحياء. زأجل: الْفَرَّاءُ: الزِّئْجِيل الضَّعِيفُ الْبَدَنِ، مَهْمُوزٌ، وَهُوَ الزُّؤَاجِل، وَيُقَالُ الزِّنْجِيل، بِالنُّونِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ قَالَ الأُموي بِالنُّونِ، وَهُوَ الَّذِي يَخْتَارُهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَة؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ هُوَ الْمَحْفُوظُ عِنْدَنَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَت زُوَيْجَها زِئْجِيلا، ... طَفَيْشَأَ لَا يَمْلك الفَصِيلا، قَالَتْ لَهُ مَقَالَةً تَفْصِيلَا: ... لَيْتَكَ كُنْتَ حَيْضةً تَمْصِيلا أَي يَمْصُل دَمُها ويَقْطُر، والطَّفَيْشَأُ الضَّعِيفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَسْتُ أَرويه وإِنما نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ طَفَنْشَأ، بِالنُّونِ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الطَّفَنْشَأُ الرِّخْو الفَسْل، والزَّأْجَل، بِفَتْحِ الْجِيمِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ مَاءُ الْفَحْلِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي زَجَلَ. زبل: الزِّبْل، بِالْكَسْرِ: السِّرْقِين وَمَا أَشبهه، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَخذوا زَبَلاتهم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَيّ شَيْءٍ جَمَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن امرأَة نَشَزَت عَلَى زَوْجِهَا فَحَبسها فِي بَيْتِ الزِّبْل ؛ هُوَ بِالْكَسْرِ السِّرْجِين، وَبِالْفَتْحِ مَصْدَرُ زَبَلْت الأَرض إِذا أَصلحتها بالزِّبْل. وزَبَلَ الأَرضَ والزرعَ يَزْبِلُهُ زَبْلًا: سَمَّدَه. والمَزْبَلَة والمُزْبُلَة، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: مُلْقاه. والزِّبَال، بِالْكَسْرِ: مَا تَحْمِل النَّمْلة بِفِيهَا، وَمَا أَصاب مِنْهُ زِبَالًا وزُبَالًا أَي شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ فَحْلًا: كَريم النِّجار حَمَى ظَهْرَهُ، ... فلم يُرْتَزأْ بركوب زِبَالا وَمَا أَغْنَى عَنْهُ زَبَلَة أَي زِبالًا. وَمَا فِي السِّقَاء والإِناء وَالْبِئْرِ زُبَالَة أَي شَيْءٌ، وَبِهَا سُمِّيت زُبَالَة: مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنَاهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ. والزَّبِيل والزِّنْبِيل: الجِراب، وَقِيلَ الوِعاء يُحْمل فِيهِ، فإِذا جَمَعوا قَالُوا زَنَابِيل، وَقِيلَ: الزِّنْبِيل خَطَأٌ وإِنما هُوَ زَبِيل، وَجَمْعُهُ زُبُل وزُبْلان.

والزَّأْبَل: الْقَصِيرُ؛ قَالَ: حَزَنْبَل الحِضْنَيْن فَدْم زَأْبَل والزَّبِيل: القُفَّة، وَالْجَمْعُ زُبُل. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّبِيل مَعْرُوفٌ فإِذا كسَرته شدَّدت فَقُلْتَ زِبِّيل أَو زِنْبِيل، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْليل، بِالْفَتْحِ. وزَبَلْت الشيءَ وازْدَبَلْته: احْتَمَلْتُهُ، وَكَذَلِكَ زَمَلْته وازْدَمَلْته. والزُّبْلَة: اللُّقمة. والزُّبْلَة: النَّيْلة «1». وزُبْلان وزُبَالَة: مَوْضِعٌ. وزُبَالَة بْنُ تَمِيمٍ: أَخو عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَهُمْ عَدَدٌ وَلَيْسُوا بِكَثِيرٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لَا تأْمَنَنَّ زُبَالِيًّا بذِمَّتِه، ... إِذا تَقَنَّع ثوبَ الغَدْر وأْتَزرا زجل: الزَّجْل: الرَّمْي بِالشَّيْءِ تأْخذه بِيَدِكَ فتَرْمِي بِهِ. زَجَلَ الشيءَ يَزْجُلُه وزَجَلَ بِهِ زَجْلًا: رَمَاهُ ودَفَعه. وزَجَلْت بِهِ: رَمَيت؛ قَالَ: بِتْنَا وَبَاتَتْ رِياحُ الغَوْرِ تَزْجُلُه، ... حَتَّى إِذا هَمَّ أُولاه بإِنجاد وَالْمَصْدَرُ عَنْ ثَعْلَبٍ. يُقَالُ: لَعَن اللَّهُ أُمًّا زَجَلَت بِهِ. وزَجَلَت النَّاقَةُ بِمَا فِي بَطْنِهَا زَجْلًا: رمت به كزَحَرَتْ بِهِ زَحْراً، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وزَجَلَت بِهِ زَجْلًا: دَفَعَته. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن سَلام: فأَخَذَ بِيَدِي فزَجَلَ بِي أَي رَمَانِي ودَفَع بِي. والزَّاجَل، بِفَتْحِ الْجِيمِ يُهْمز وَلَا يُهْمَزُ: مَاءُ الْفَحْلِ. وَقَدْ زَجَلَ الماءَ فِي رَحِمِها يَزْجُلُه زَجْلًا، وخَصَّ أَبو عُبَيْدَةَ بِهِ مَنِيَّ الظَّليم؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: وَمَا بَيْضاتُ ذِي لِبَدٍ هِجَفٍّ، ... سُقِينَ بزَاجَلٍ حَتَّى رَوِينا قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُهَا بِفَتْحِ الْجِيمِ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَالْهَمْزُ لُغَةً؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَكَانَ أَصحابنا يَقُولُونَ الزَّاجَلُ مَاءُ الظَّلِيم؛ قَالَ: وأَخبرني مَنْ سَمِعَ العرب تقول إِن الزَّجَل هَاهُنَا مُزَاجَلة النَّعامة والهَيْقِ فِي أَيام حِضَانهما، وَهُوَ التَّقْلِيبُ، لأَنها إِن لَمْ تُزَاجِلْ مَذِر البَيْضُ فَهِيَ تُقَلِّبه ليَسْلَم مِنَ المذَر، وَقِيلَ: الزَّاجَلُ مَا يَسِيل مِنْ دُبُر الظَّليم أَيام تَحْضِينِهِ بيضَه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّاجَل وَسْمٌ يَكُونُ فِي الأَعناق؛ قَالَ: إِنَّ أَحَقَّ إِبِلٍ أَن تُؤْكَلْ ... حَمْضِيَّةٌ جَاءَتْ عَلَيْهَا الزَّاجَلْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قِيَاسُ هَذَا الشِّعْرِ أَن يَكُونَ فِيهِ الزأْجل مَهْمُوزًا. التَّهْذِيبِ: الزَّاجَل سِمَةٌ يُوسَم بِهَا أَعناق الإِبل. والزَّجْل: إِرسال الحَمَام الْهَادِي مِنْ مَزْجَل بَعِيدٍ، وَقَدْ زَجَلَ بِهِ يَزْجُلُ. وزَجَلَ الحَمَام يَزْجُلُها زَجْلًا: أَرسلها عَلَى بُعْد، وَهِيَ حَمَام الزَّاجِل والزَّجَّال؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وزَجَلَه بالرُّمْح يَزْجُلُهُ زَجْلًا: زَجَّه، وَقِيلَ رَماه. والمِزْجَلُ: السِّنان، وَقِيلَ: هُوَ رُمْحٌ صَغِيرٌ. والمِزْجَل: المِزْراق. والمِزْجَال، شِبْهُ المِزْراق: وَهُوَ النَّيْزَك يُرْمَى بِهِ، وَقَدْ زَجَلَهُ زَجْلًا بالمِزْجال؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: ورَمَى بالصَّخْر زَجْلًا زاجِلا».

_ (1). قوله [والزُّبْلَة النيلة] كذا في الأصل، ورمز له بعلامة التوقف، وفي ترجمة نيل من القاموس: وما أصاب نيلًا ونيلة أي شيئاً (2). قوله [ورمى بالصخر] في التهذيب: وترتمي

أَي رَمْياً شَدِيدًا. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه أَخذ الْحَرْبَةَ لأُبيِّ بْنِ خَلَف فزَجَلَهُ بِهَا أَي رَمَاهُ بِهَا فَقَتَلَهُ. والزَّاجِل والزَّاجَل: الحَلْقة مِنَ الخَشَبة تَكُونُ مَعَ المُكاري فِي الحِزام. ابْنُ سِيدَهْ: الزَّاجَل الحَلْقة فِي زُجِّ الرُّمْحِ. والزَّاجَل: خَشَبة تُعْطَف وَهِيَ رَطْبة حَتَّى تَصِيرَ كالحَلْقة ثُمَّ تُجَفَّف فُتُجْعَلُ فِي أَطراف الحُزُم والحِبال، وَقِيلَ: هُوَ الْعُودُ الَّذِي يَكُونُ فِي طَرَف الْحَبْلِ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ القِرْبة؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَجَمْعُهُ زَوَاجِل؛ قَالَ الأَعشى: فَهَانَ عَلَيْهِ أَن تَجِفَّ وِطابُكم، ... إِذا ثُنِيَتْ فِيمَا لَدَيه الزَّوَاجِل «1» . والزَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: اللَّعِب والجَلَبة ورَفْع الصَّوْتِ، وخُص بِهِ التَّطْرِيبُ «2»؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: لَهُ زَجَلٌ كأَنْهُ صوتُ حادٍ، ... إِذا طَلَب الوَسِيقةَ، أَو زَمِير وَقَدْ زَجِلَ زَجَلًا، فَهُوَ زَجِلٌ وزَاجِلٌ، وَرُبَّمَا أُوقِع الزَّاجِلُ عَلَى الغِناء؛ قَالَ: وَهُوَ يُغَنِّيها غِناءً زَاجِلا والزَّجَلُ: رَفْع الصَّوْتِ الطَّرِب؛ وَقَالَ: يَا لَيْتَنا كُنَّا حَمَامَيْ زَاجِل وَفِي حَدِيثِ الْمَلَائِكَةِ: لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ أَي صوتٌ رَفِيعٌ عالٍ. وسَحاب ذُو زَجَل أَي ذُو رَعْد. وَغَيْثٌ زَجِلٌ: لِرَعْدِهِ صَوْتٌ. ونَبْت زَجِلٌ: صَوَّتت فِيهِ الرِّيحُ؛ قَالَ الأَعشى: كَمَا استعانَ بِرِيحٍ عِشْرِقٌ زَجِلٌ والزَّجْلَة: صَوْتُ النَّاسِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: شَدِيدَةُ أَزِّ الآخِرَيْنِ كأَنَّها، ... إِذا ابْتَدَّها العِلْجانِ، زَجْلَةُ قافِل شَبَّه حَفِيف شَخْبها بحَفيف الزَّجْلَة مِنَ النَّاسِ. والزُّجْلَة، بِالضَّمِّ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ كُلِّ شَيْءٍ، وَجَمْعُهَا زُجَل؛ قَالَ لَبِيدٌ: كحَزيق الحَبَشِيّين الزُّجَل «3» . الْفَرَّاءُ: الزِّئْجِيل والزُّؤاجل الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّاجِل الرَّامِي، والزَّاجِل قَائِدُ الْعَسْكَرِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الزُّجْلَة البِلَّة من الشيء الهُنَيْهة «4» مِنْهُ. يُقَالُ: زُجْلَة مِنْ مَاءٍ أَو بَرَد، قَالَ: والزُّجْلَة الجِلْدة الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ؛ وأَنشد: كأَنَّ زُجْلةَ صَوْبٍ صابَ مِنْ بَرَدٍ، ... شُنَّت شَآبِيبُه مِنْ رائحٍ لَجِب نَواصِحٌ بَيْنَ حَمَّاوَيْن أَحْصَنَتا ... مُمَنَّعاً، كهُمَام الثَّلْج بالضَّرَب «5» . وَقَالَ فِي الْخُمَاسِيِّ فِي سَجَنْجَلٍ: والسَّجَنْجَل المِرآة، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زَجَنْجَل، وَقِيلَ: هِيَ روميَّة دَخَلَتْ فِي كلام العرب. زحل: زَحَلَ الشيءُ عَنْ مَقامه يَزْحَلُ زَحْلًا وزُحُولًا وتَزَحْوَلَ، كِلَاهُمَا: زَلَّ عَنْ مَكَانِهِ، وزَحْوَلَهُ هُوَ: أَزَلَّه وأَزاله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

_ (1). قوله [أن تجف] هكذا في التهذيب بالجيم، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ بالخاء المعجمة (2). قوله [وخص به التطريب] عبارة المحكم: وخص بعضهم به إلخ (3). قوله [كحزيق] هو جمع حزيقة بمعنى القطعة من الشيء كما في القاموس (4). قوله [الهنيهة] هكذا في التهذيب بدون عاطف، وفي القاموس: والهنيهة بالواو، قال شارحه: ونص كتاب المعاني لابن السكيت بغير واو (5). قوله [نواصح إلخ] في التكملة والتهذيب: أَراد بالنواصح الثنايا البيض، وبالحماوين الشفتين، والضرب العسل

لَوْ يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّاله، ... زَلَّ عَنْ مِثْلِ مَقامِي وزَحَل وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أَتاه عَبْدُ اللَّهِ يَتَحَدَّث عِنْدَهُ، فَلَمَّا أُقيمت الصَّلَاةُ زَحَلَ وَقَالَ: مَا كُنْتُ أَتَقَدَّم رَجُلًا مِنْ أَهل بَدْر ، أَي تأَخر وَلَمْ يَؤُمَّ الْقَوْمَ، وَفِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِّ: فَلَمَّا رَآهُ زَحَلَ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ إِلى جَنْبِ الْحُسَيْنِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنُ المسيَّب: قَالَ لِقَتَادَةَ ازْحَلْ عَنِّي فَقَدَ نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْت مَا عِنْدِي. الْجَوْهَرِيُّ: تَزَحَّلَ تَنَحَّى وتَبَاعد، فَهُوَ زَحِلٌ وزِحْلِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: غَزَوْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَدُقُّنا ويُزَحِّلُنا مِنْ وَرَائِنَا أَي يُنَحِّينا، وَيُرْوَى يَزْجُلنا ، بِالْجِيمِ، أَي يَرْمِينا، وَيُرْوَى يَدُفُّنا ، بِالْفَاءِ، مِنَ الدَّفِّ السَّيْرِ. وزَحَلَ الرجلُ كزَحَف إِذا أَعيا. وزَحَلَت الناقةُ: تأَخرت فِي سَيْرِهَا تَزْحَلُ؛ وأَنشد: قَدْ جَعَلَتْ نابُ دُكَيْنٍ تَزْحَلُ ... أُخْراً، وإِنْ صَاحُوا بِهِ وحَلْحَلوا والمَزْحَل: الْمَوْضِعُ الَّذِي تَزْحَل إِليه، وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرًا. يُقَالُ: إِنَّ لِي عَنْكَ مَزْحَلًا أَي مُنْتَدَحاً؛ وَقَالَ الأَخطل: يَكُنْ عَنْ قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَل وَنَاقَةٌ زَحُولٌ إِذا وَرَدت الْحَوْضَ فَضَرَبَ الذّائِدُ وَجْهَها فَوَلَّتْه عَجُزها وَلَمْ تَزَلْ تَزْحَل حَتَّى تَرِدَ الحَوْضَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الجِمال أَفْرَهُ فِي الوِرْد؟ فَقَالَتْ: السِّبَحْل الزِّحَلّ، «6» الراحِلةُ الفحلُ. وَرَجُلٌ زُحَلٌ: يَزْحَلُ عَنِ الأَمر، قَبِيحًا كَانَ أَو حَسَنًا، والأُنثى بِالْهَاءِ. وعُقْبَة زَحُولٌ: بَعِيدَةٌ. وزُحَلُ: اسْمُ كَوْكَبٍ مِنَ الخُنَّس؛ سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدُ عَنْ صَرْفِهِ فَقَالَ: لَا يَنْصَرِفُ لأَن فِيهِ الْعِلَّتَيْنِ الْمَعْرِفَةَ والعُدول مِثْلُ عُمَر، وَقِيلَ لِلْكَوْكَبِ زُحَل لأَنه زَحَلَ أَي بَعُد، وَيُقَالُ: إِنه فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. والزِّحْلِيل: السَّرِيعُ؛ مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وفَسَّره السِّيرَافِيُّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ أَبو عَلِيٍّ زِحْلِيلٌ مِنَ الزَّحْل كسِحْتِيت مِنَ السَّحْت. والزِّحْلِيل: الْمَكَانُ الضَّيِّق الزَّلِق مِنَ الصَّفا وَغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ الزِّحْلِيف. زحقل: الزَّحْقَلة: دَهْوَرَتُك الشيءَ فِي بِئْرٍ أَو مِنْ جَبَل. زعل: الزَّعَلُ كالعَلَزِ مِنَ المَرَض، والفعلُ كَالْفِعْلِ. والزَّعَل: النَّشاط. والزَّعِلُ: النَّشِيط الأَشِرُ. وزَعِلَ زَعَلًا، فَهُوَ زَعِلٌ، وتَزَعَّلَ، كِلَاهُمَا: نَشِط؛ قَالَ العَجَّاج: يَنْتُقْنَ بالقومِ مِنَ التَّزَعُّل ... مَيْسَ عُمانَ، ورِحالَ الإِسْحِل وأَزْعَلَه الرَّعْيُ والسِّمَنُ: نَشَّطه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ سَعَلَ فِيمَا يأْتي: أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ ... مِثْلُ القَناةِ، وأَزْعَلَتْه الأَمْرُعُ وزَعِلَ الفَرَسُ زَعَلًا: اسْتَنَّ بِغَيْرِ فَارِسِهِ. وفَرس سَعِلٌ زَعِلٌ: نَشِيط. وحِمار زَعِلٌ وإِزْعِيلٌ: نَشِيطٌ مُسَتَنٌّ. ورَجُل زُعْلُول: خَفِيفٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَفِي المصنَّف: زُغْلُول، بِالْغَيْنِ المعجمة

_ (6). قوله [الزَّحَل] فسره في التهذيب فقال: الزَّحَل الذي يزحل الإبل يزحمها في الورد حتى ينحيها فيشرب، حكاه عن بهدل الدبيري

لَا غَيْرُ. والزَّعَل والعَلَزُ: التَّضَوُّر. والزَّعِلُ: المُتَضَوَّرُ جُوعاً. والزَّعْلَة: النَّعامة، لُغَةً فِي الصَّعْلة، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَنه بَدَلٌ. والزُّعْلَة مِنَ الْحَوَامِلِ «1» الَّتِي تَلِد سَنَةً وَلَا تَلِد أُخْرى كَذَلِكَ تَكُونُ مَا عَاشَتْ. وزَعْلٌ وزُعَيْل: اسمانِ. والزِّعْل: موضع. زعبل: الزَّعْبَل: الصبيُّ الَّذِي لَمْ يَنْجَع فِيهِ الغِذاء فعَظُم بطنُه ودَقَّت عُنُقُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: سِمْطاً يُرَبِّي وُلْدَةً زَعابِلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ أَنه لِرُؤْبَةَ؛ وَقَبْلَهُ: جَاءَتْ فلاقَتْ عِنْدَهُ الضَّآبِلا وَبَعْدَهُ: يَبْني مِنَ الشَّجْراء بَيْتاً واغِلا قَالَ: وسِمْطاً بَدَلٌ مِنَ الضَّآبِلِ، وَهُوَ جَمْعُ ضِئْبِل لِلدَّاهِيَةِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ لَمْ يُفَسِّر لَنَا الزَّعْبَلَ إِلا الزاهدُ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَعْظُم بطنُه مِنْ أَسفله ويَدِقُّ مِنْ أَعلاه ويكبُر رأْسُه ويَدِقُّ عُنُقه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والسِّمْط فِي الْبَيْتِ الصَّائِدِ، يُرِيدُ أَنه مِثْلُ السِّمْط فِي صِغَره. والسِّمْط: النِّظام الصَّغِيرُ، والسِّمْط الْفَقِيرُ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ فِي السِّمْط لِلصَّائِدِ: حَتَّى إِذا عايَنَ رَوْعاً رَائِعَا، ... كِلابَ كَلّابٍ، وسِمْطاً قابِعا والزَّعْبَلة: الَّذِي يَسْمَن بدنُه وتَدِقُّ رقبتُه. والزَّعْبَلَة: الدَّلْو؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: زَعْبَلَة قَلِيلة الخُروقِ، ... بُلَّتْ بكَفَّيْ سَرَّبٍ مَمْشوقِ «2» . ابْنُ سِيدَهْ: والزَّعْبَل الأُمُّ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدَنَا الرَّعْبَل، بِالرَّاءِ، وزَعْبَلَةٌ: كَثِيرٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ كَمَا كَتَبْنَاهُ. وزَعْبَلٌ وزَعْبَلَة: اسمانِ. وَيُقَالُ: هَبِلَتْه أُمُّه الزَّعْبَل أَي ثَكِلته أُمُّه الحَمْقاء؛ هَذَا نَصُّ الْجَوْهَرِيِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن الرَّعْبَل، بِالرَّاءِ، المرأَة الحَمْقاء، وَلَمْ أَرَ أَحداً ذَكَر الزَّعْبل، بِالزَّايِ، المرأَة الحَمْقاء سِوَى الجوهري، والله أَعلم. زغل: زَغَل الشيءَ زَغْلًا وأَزْغَلَهُ: صَبَّهُ دُفَعاً ومَجَّهُ. وَيُقَالُ: أَزْغِل لِي زُغْلةً مِنْ سِقائك أَي صُبَّ لِي شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ. وزَغَلَت المَزادةُ مِنْ عَزْلائها: صَبَّتْ. والزُّغْلَة، بِالضَّمِّ: الدُّفْعة مِنَ الْبَوْلِ وَغَيْرِهِ. وأَزْغَلَتِ الناقةُ بِبَوْلِهَا: رَمَت بِهِ وقَطَّعَتْهُ زُغْلَة زُغْلَة. والزُّغْلة: مَا تَمُجُّه مِنْ فِيكَ مِنَ الشَّرَابِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِآخَرَ: اسْقِني زُغْلَة مِنَ اللَّبَنِ؛ يُرِيدُ قَدْرَ مَا يَمْلأُ فَمَهُ. وأَزْغَلَتِ الطَّعْنَةُ بِالدَّمِ: مِثْلُ أَوْزَغَتْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِصَخْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ: وَلَقَدْ دَفَعتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً ... نَجْلاء، تُزْغِلُ مِثْلَ عَطِّ المَنْحَر اللَّيْثُ: زَغَلَتِ المرأَةُ مِنْ عَزْلاء المَزادة مَاءً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ أَزْغَلَ مِنْ عَزْلاء المَزادة الماءَ إِذا دَفَقَه. وأَزْغَلَ الطائرُ فَرْخَه إِذا

_ (1). قوله: [والزُّعْلَة من الحوامل] هكذا ضبط في التكملة، ومقتضى اصطلاح القاموس أَنه بالفتح، وقوله بعد: والزعل موضع، هكذا ضبط في التكملة وصرح به في القاموس، وضبط في المحكم بالفتح وصرح به ياقوت (2). قوله [سرّب] هكذا في الأَصل بالمهملتين مشدداً، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: شزّب، مضبوطاً كركّع

زَقَّهُ. وأَزْغَلَتِ القَطاةُ فَرْخَها: زَقَّتْه؛ قَالَ ابْنُ أَحمر وَذَكَرَ القَطاة وفَرْخَها وأَنها سَقَتْه مِمَّا شَرِبَتْ: فأَزْغَلَتْ فِي حَلْقِه زُغْلَةً، ... لَمْ تُخْطئ الجِيدَ، وَلَمْ تَشْفَتِر اسْتَعَارَ الجِيدَ لِلْقَطَاةِ. وزَغَلَتِ البَهْمةُ أُمَّها تَزْغَلها زَغْلًا: قَهَرتها فَرَضِعَتْها. الأَحمر: أَزْغَلَت المرأَةُ وَلَدَهَا، فَهِيَ مُزْغِلٌ إِذا أَرْضَعَتْه؛ وَقَالَ شَمِرٌ: أَرْغَلَت بِمَعْنَاهُ. الرِّيَاشِيُّ: يُقَالُ رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وزَغَلَها رَغْلًا وزَغْلًا إِذا رَضِعها. والزَّغُول: اللَّهِج بالرَّضاع مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ. والزُّغْلَة: الاسْت؛ عَنِ الهَجَري. قَالَ: وَمِنْ سَبِّهم: يَا زُغْلة الثَّوْر والزُّغْلُول: الخفيفُ مِنَ الرِّجَالِ، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ جَمِيعًا. والزُّغْلول: الطِّفْل أَيضاً، وَجَمْعُهُ زَغَالِيل، وَيُقَالُ للصِّبيان الزَّغَالِيل، وَاحِدُهُمْ زُغْلُول؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الزُّغْلُول الخفيفُ الرُّوحِ، واليتيمُ والخفيفُ الْجِسْمِ يُقَالُ لَهُ الزُّحْلُول. وزَغَلٌ وزُغَلٌ وزُغَيْل وزُغْلُول: أَسماء. زغفل: ابن الأَعرابي: زَعْفَلَ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الزَّغْفَل «1» ابن بري: الزَّعْفَل الزِّئْبِر؛ قال جميل ابن مَرْثَد المَعْنيُّ: ذَاكَ الكِساءُ ذُو عَلَيْهِ الزَّغْفَل أَراد الَّذِي عَلَيْهِ الزَّغْفَل وَهُوَ زِئْبِره. زفل: الأَزْفَلَةُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْفَاءِ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الجماعةُ، وَكَذَلِكَ الزَّرافةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ جَاؤُوا بأَزْفَلَتهم وبأَجْفَلَتهم أَي بِجَمَاعَتِهِمْ، وَقَالَ غَيْرُهُ: جَاؤُوا الأَجْفَلى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتيت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي أَزْفَلَة ؛ الأَزْفَلَة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرُهُمْ، وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: أَنها أَرْسَلَت إِلى أَزْفَلَة مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: إِني لأَعْلَمُ مَا قَوْمٌ بأَزْفَلةٍ، ... جَاؤُوا لأُخْبِرَ مِنْ لَيْلى بأَكْياس جَاؤُوا لأُخْبِرَ مِنْ لَيْلى فَقُلْتُ لَهُمْ: ... لَيْلى مِنَ الجِنِّ أَم لَيْلى مِنَ النَّاسِ؟ والأَزْفَلَى: الْجَمَاعَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الزَّفَيان «2». حَتَّى إِذا ظَلْماؤها تَكَشَّفَتْ ... عنِّي، وَعَنْ صَيْهَبَةٍ قَدْ شَرَفَتْ «3». عادَت تُباري الأَزْفَلى واسْتأْنَفَتْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَزْفَلَة الْجَمَاعَةُ مِنَ الإِبل. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَخَذَتْه إِزْفِلَّة، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ، أَي خِفَّة. والأَزْفَلى: مِثْلَ الأَجْفَلى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمَخْرُوعِ بْنِ رُفَيْع: جَاؤُوا إِليك أَزْفَلَى رُكُوبا وزَوْفَلٌ: اسْمٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وزَيْفَلٌ اسْمُ رجل. زقل: زَوْقَل فُلَانٌ عِمامَته: أَرْخى طَرَفيها مِنْ نَاحِيَةِ رأْسه. ابْنُ دُرَيْدٍ: الزَّقْل مِنْهُ اشْتقاق الزَّوَاقِيل، وَهُمْ قَوْمٌ بِنَاحِيَةِ الْجَزِيرَةِ وَمَا والاها. زقفل: زَقْفَل: أَسْرَعَ.

_ (1). قوله [إذا أوقد الزَّغْفَل] زاد في التكملة: وهو شجر (2). قوله [قال الزفيان] الذي في ترجمة صهب من التهذيب: نسبة الرجز الى هميان (3). قوله [شرفت] كذا في الأصل، والذي في ترجمة صهب من التهذيب: شدفت بالدال، وفسره بقوله تحنت

زلل: زَلَّ السَّهْمُ عَنِ الدِّرْع، والإِنسانُ عَنِ الصَّخْرة يَزِلُّ ويَزَلُّ زَلًّا وزَلِيلًا ومَزِلَّة: زَلِقَ، وأَزَلَّهُ عَنْهَا. وزَلَلْتَ يَا فُلَانُ تَزِلُّ زَلِيلًا إِذا زَلَّ فِي طِين أَو مَنْطِق. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: زَلِلْت، بِالْكَسْرِ، تَزَلُّ زَلَلًا، وَالِاسْمُ الزَّلَّة والزِّلِّيلَى. وزَلَّ فِي الطِّينِ زَلًّا وزَلِيلًا وزُلُولًا؛ هَذِهِ الثَّلَاثَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وزَلَّت قَدَمُه زَلًّا وزَلَّ فِي مَنْطِقه زَلَّةً وزَلَلًا. التَّهْذِيبِ: إِذا زَلَّت قَدَمُه قِيلَ زَلَّ، وإِذا زَلَّ فِي مَقالٍ أَو نَحْوِهِ قِيلَ زَلَّ زَلَّة، وَفِي الخَطيئة وَنَحْوِهَا؛ وأَنشد: هَلَّا عَلَى غَيْرِي جَعَلْتَ الزَّلَّه؟ ... فَسَوْفَ أَعْلُو بالحُسَام القُلَّه وزَلَّ فِي رَأْيِه ودِينِه يَزَلُّ زَلًّا وزَلَلًا وزُلُولًا وزِلِّيلى تُمَدُّ وَتُقْصَرُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَزَلَّه هُوَ واسْتَزَلَّهُ غيرُه، وَكَذَلِكَ زَلَّ فِي المَزَلَّة [المَزِلَّة] وأَزَلَّ فُلَانٌ فُلَانًا عَنْ مَكَانِهِ إِزْلالًا وأَزَالَه، وَقُرِئَ: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها ، وَقُرِئَ: فأَزالَهُما ، أَي فنَحّاهما، وَقِيلَ: أَزَلَّهما الشَّيْطَانُ أَي كَسَبَهما الزَّلَّة. وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: أَزَلَّهما فِي الرأْي، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَزَلهما. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي سَرْح: فأَزَلَّه الشيطانُ فلَحِق بالكُفَّار أَي حَمَله عَلَى الزَّلَل وَهُوَ الخَطَأ وَالذَّنْبُ. ومَقامٌ زُلٌّ: يُزَلُّ فِيهِ، ومَقامةٌ زُلٌّ كَذَلِكَ. وزُخْلُوقة زُلٌّ أَي زَلَقٌ؛ قَالَ: لِمَنْ زُحْلُوقةٌ زُلُّ، ... بِهَا العَيْنانِ تَنْهَلُّ؟ وَيُرْوَى زُحْلُوفَةٌ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: ووَصْلُهُنَّ الصِّبَا إِنْ كُنْتَ فاعِلَه، ... وَفِي مَقَام الصِّبَا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ والمَزَلَّة والمَزِلَّة، بِكَسْرِ الزَّايِ وَفَتْحِهَا: الْمَكَانُ الدَّحْضُ، وَهُوَ مَوْضِعُ الزَّلَل. والمَزَلَّة: الزَّلَل فِي الدَّحْض. والزَّلَل: مِثْلَ الزَّلَّة فِي الخَطَإِ؛ وَمَكَانٌ زَلُولٌ. والمَزَلَّة: مَوْضِعُ الزَّلَل؛ قَالَ الرَّاعِي: بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزَلَّةٍ، ... لَا يَسْتَطِيعُ بِهَا القُرادُ مَقِيلا والمَزَلَّة: الزَّلَل، وَقِيلَ: المَزَلَّة والمَزِلَّة لُغَتَانِ. وَفِي صِفَةِ الصِّرَاطِ: مَزِلَّة مَدْحَضَة ؛ المَزَلَّة مَفْعَلة مِنْ زَلَّ يَزِلُّ إِذا زَلِق، وَتُفْتَحُ الزَّايُ وَتُكْسَرُ، أَراد أَنه تَزْلَق عَلَيْهِ الأَقدام وَلَا تَثْبُتُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: بِسُلَّمٍ مِنْ دَفّةٍ مَزِلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَزِلّ بَدَلًا مِنْ سُلَّم وَلَا يَكُونُ نَعْتًا لأَنَّ مَفْعِلًا لَمْ يَجِئْ صِفَةً، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الرِّوَايَةُ مُزِلّ، بِضَمِّ الْمِيمِ. وزَلَّ عُمْرُه: ذَهَب، وزَلَّ مِنْهُ الشيءُ كَذَلِكَ؛ قَالَ: أَعُدُّ اللَّيالي، إِذ نَأَيْتَ، وَلَمْ يَكُنْ ... بِمَا زَلَّ مِنْ عَيْشٍ أَعُدُّ اللَّياليا وَقَوْسٌ زَلَّاءُ: يَزِلُّ السَّهْمُ عَنْهَا لِسُرْعَةِ خُرُوجِهِ. وزَلَّت الدراهمُ تَزِلُّ زُلُولًا: انْصَبَّت أَو نَقَصَتْ فِي وَزْنها؛ يُقَالُ: دِرْهَم زالٌّ. والزَّلُول: الْمَكَانُ الَّذِي تزِلُّ فِيهِ القَدَم؛ قَالَ: بماءٍ زُلالٍ فِي زَلُولٍ بمعْرَكٍ ... يَخِرُّ ضَبابٌ، فَوْقَهُ، وضَرِيبُ وأَزَلَّ إِليه نِعْمَةً أَي أَسداها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أُزِلَّت إِليه نعمةٌ فليَشْكُرْها. واتَّخَذَ عِنْدَهُ زَلَّة

أَي صَنِيعة، وأَزْلَلْت إِليه نِعْمَةً أَي أَسْدَيْتها قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ مَنْ أُزِلَّت إِليه نِعْمَةٌ مَعْنَاهُ مَنْ أُسْدِيَتْ إِليه وأُعْطِيَها واصْطُنِعت عِنْدَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصله مِنَ الزَّلِيل وَهُوَ انْتِقَالُ الْجِسْمِ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ، فَاسْتُعِيرَ لِانْتِقَالِ النِّعْمَةِ مِنَ المُنْعِم إِلى المُنْعَم عَلَيْهِ. يُقَالُ: زَلَّت مِنْهُ إِلى فلان نعمةٌ وأَزَلَّها إِليه وأَزْلَلْت إِلى فُلَانٍ نِعْمةً فأَنا أُزِلُّها إِزْلالًا؛ قَالَ كثيِّر يَذْكُرُ امرأَة: وإِني، وإِن صَدَّتْ، لَمُثْنٍ وصادقٌ ... عَلَيْهَا بِمَا كَانَتْ إِلينا أَزَلَّتِ والمُزَلِّل: الكثيرة الهَدايا وَالْمَعْرُوفِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كُنَّا فِي زَلَّة فُلَانٍ أَي عُرْسه؛ وأَزْلَلْت فُلَانًا إِلى الْقَوْمِ أَي قَدَّمْته. وأَزْلَلْت إِليه مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا أَي أَعطيت. والزِّلِّيَّة: وَاحِدَةُ الزَّلاليِّ. وَفِي مِيزَانِهِ زَلَلٌ أَي نُقْصَانٌ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والزَّلَّة: مِنْ كَلَامِ النَّاسِ عِنْدَ الطَّعَامِ، يُقَالُ: اتَّخَذَ فُلَانٌ زَلَّةً أَي صَنِيعاً لِلنَّاسِ. قَالَ اللَّيْثُ: الزَّلَّة عِراقيّة اسْمٌ لِمَا يُحْمَل مِنَ الْمَائِدَةِ لِقَرِيبٍ أَو صَدِيقٍ، وإِنما اشْتُقَّ ذَلِكَ مِنْ الصَّنِيعِ إِلى النَّاسِ. أَبو عمرو: يُقَالُ أَزْلَلْت لَهُ زَلَّة، وَلَا يُقَالُ زَلَلْت. والزَّلِيلُ: مَشْيٌ خَفِيفٌ، وَقَدْ زَلَّ يَزِلُّ زَلِيلًا. والأَزَلُّ: السَّرِيعُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَزَلُّ إِن قِيدَ، وإِن قَامَ نَصَب وَقَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيّ: إِنَّ لَهَا فِي العامِ ذِي الفُتوق، ... وزَلَلِ النِّيَّة والتَّصْفِيق، رِعْيَةَ مَوْلًى ناصحٍ شَفيق فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي الزَّلَل هَاهُنَا فَقَالَ: زَلَلُ النِّيَّة تَباعُدها فِي النَّجْعة، وَقَالَ مَرَّةً: يَعْنِي بزلَل النِّية أَن يَزِلُّوا مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ لِطَلَبِ الكَلإِ، والنِّيَّةُ: الموضعُ الَّذِي يَنْوون الْمَسِيرَ إِليه. وزَلَّ يَزِلُّ زَلِيلًا وزُلُولًا إِذا مَرَّ مَرًّا سَرِيعًا. وغلامٌ زُلْزُلٌ وقُلْقُلٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا. وزَلَّ الماءُ فِي حَلْقِهِ يَزِلُّ زُلولًا: ذَهَب. وماءٌ زُلالٌ وزَلِيلٌ: سَرِيعُ النُّزُولِ والمَرّ فِي الْحَلْقِ. وماءٌ زُلالٌ: بَارِدٌ، وَقِيلَ: ماءٌ زُلالٌ وزُلازِلٌ عَذْبٌ، وَقِيلَ صافٍ خَالِصٌ، وَقِيلَ: الزُّلال الصَّافِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَنّ جُلُودَهُنّ مُمَوَّهات، ... على أَنشارها ذَهَبٌ زُلالُ «1» . ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبِي شَنْبَلٍ أَنه قَالَ: مَا زَلْزَلْت مَاءً قَطُّ أَبردَ مِنْ مَاءِ الثَّغوب، فَفَتَحَ الثَّاءَ، أَي مَا شرِبْتُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد مَا جَعَلْتُ فِي حَلْقِي مَاءً يَزِلُّ فِيهِ زَلُولًا أَبردَ مِنْ مَاءِ الثَّغْب، فَجَعَلَهُ ثَغُوباً. والزَّلَزِلُ: الأَثاثُ والمتاعُ، عَلَى فَعَلِل بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ. قَالَ شَمِرٌ: وَهُوَ الزَّلَز أَيضاً. وَفِي كِتَابِ الْيَاقُوتِ: الزَّلَزِلُ والقُثْرُد والخُنْثُر قُمَاشُ الْبَيْتِ. والزُّلْزُل: الطَّبّال الْحَاذِقُ. والزَّلْزَلة والزَّلْزَال: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ، وَقَدْ زَلْزَله زَلْزَلةً وزِلْزَالًا، وَقَدْ قَالُوا: إِن الفَعْلال والفِعْلال مُطَّرد فِي جَمِيعِ مَصَادِرِ الْمُضَاعَفِ، وَالِاسْمُ الزَّلْزَال. وزَلْزَلَ اللهُ الأَرْضَ زَلْزَلَةً وزِلْزالًا، بِالْكَسْرِ، فَتَزَلْزَلَتْ هِيَ. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ؛ الْمَعْنَى إِذا حُرِّكَت

_ (1). أورده الزمخشري في الأساس: كَأَنَّ جُلُودَهُنَّ مُمَوَّهَاتٌ عَلَى أبشارها ذهباً زلالا ثم قال أي مشربات ماء ذهب صاف انتهى. فجعل الخبر مموهات ونصب ذهباً على المفعولية

حَرَكَةً شَدِيدَةً، وَالْقِرَاءَةُ زِلْزَالَها، بِكَسْرِ الزَّايِ، وَيَجُوزُ فِي الْكَلَامِ زَلْزَالَها، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلال، بِفَتْحِ الْفَاءِ، إِلَّا فِي الْمُضَاعَفِ نحو الصَّلْصال والزَّلْزَال، قال: والزِّلْزَال، بالكسر، المصدر، والزَّلزَال، بِالْفَتْحِ، الِاسْمُ، وَكَذَلِكَ الوِسواس الْمَصْدَرُ، والوَسْواس الِاسْمُ. قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ: أَصابت القومَ زَلْزَلةٌ، قَالَ: الزَّلْزَلة التَّخْوِيفُ وَالتَّحْذِيرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ؛ أَي خُوِّفوا وحُذِّروا. والزَّلازِل: الشَّدَائِدُ. والزَّلازِل: الأَهوال؛ قَالَ عِمْرانُ بْنُ حِطّان: فَقَدْ أَظَلَّتك أَيام لَهَا خمسٌ، ... فِيهَا الزَّلازِلُ والأَهوالُ والوَهَلُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزَّلْزَلَة مأْخوذة مِنَ الزَّلَل فِي الرأْي، فإِذا قِيلَ زُلْزِلَ القومُ فَمَعْنَاهُ صُرِفوا عَنِ الِاسْتِقَامَةِ وأُوقِع فِي قُلُوبِهِمُ الخوفُ والحَذَر. وأُزِلَّ الرَّجُلُ فِي رأَيه حَتَّى زَلَّ، وأُزِيلَ فِي مَوْضِعِهِ حَتَّى زَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اهْزِم الأَحزاب وزَلْزِلْهم ؛ الزَّلْزَلَة فِي الأَصل: الْحَرَكَةُ الْعَظِيمَةُ والإِزعاج الشَّدِيدُ؛ وَمِنْهُ زَلْزَلَة الأَرض، وَهُوَ هَاهُنَا كِنَايَةٌ عَنِ التَّخْوِيفِ وَالتَّحْذِيرِ، أَي اجْعَلْ أَمرهم مُضْطَرِبًا مُتَقَلْقِلًا غَيْرَ ثَابِتٍ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: لَا دَقَّ وَلَا زَلْزَلة فِي الكَيْل أَي لَا يُحَرَّك مَا فِيهِ ويُهَزُّ لينضمَّ وَيَسَعَ أَكثر مِمَّا فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: حَتَّى يَخْرج مِنْ حَلَمة ثَدْيَيْهِ يَتَزَلْزَلُ. وإِزِلْزِلْ: كلمةٌ تُقَالُ عِنْدَ الزَّلْزَلة؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَكُونَ مِنْ مَعْنَاهَا وَقَرِيبًا مِنْ لَفْظِهَا فَلَا تَكُونُ مِنْ حُرُوفِ الزَّلْزَلة، قَالَ: وإِنما حَكَمْنَا بِذَلِكَ لأَنها لَوْ كَانَتْ مِنْهَا لَكَانَتْ. «2» .... فَهُوَ أَنه مِثَالٌ فَائِتٌ فِيهِ بَلِيَّة مِنْ جِهَةٍ أُخرى، وَذَلِكَ أَن بَنَاتَ الأَربعة لَا تُدْرِكُهَا الزِّيَادَةُ مِنْ أَولها إِلَّا فِي الأَسماء الْجَارِيَةِ عَلَى أَسمائها نَحْوَ مُدَحْرج، وَلَيْسَ إِزِلْزِل مِنْ ذَلِكَ، فَيَجِبُ أَن يَكُونَ مِنْ لَفْظِ الأَزْل وَمَعْنَاهُ، ومثالُه فِعِلْعِل. وتَزَلْزَلت نفسُه: رَجَعَتْ عِنْدَ الْمَوْتِ فِي صَدْرِهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَقَالُوا: تَرَكْناهُ تَزَلْزَلُ نفسُه، ... وَقَدْ أَسْنَدوني، أَو كَذَا غيرَ سانِدِ كَذَا مَنْصُوبَةُ الْمَوْضِعِ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ تَقْدِيرُهُ قَدْ أَسندوني أَو تَرَكُونِي كَذَا مُضْجَعاً، وأَكثر مَا تَحْذِفُ الْعَرَبُ أَحد الْفِعْلَيْنِ لِصَاحِبِهِ إِذا كَانَا مُتَّفِقَيْنِ نَحْوَ ضَرَبْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا أَي وَضَرَبْتُ عَمْرًا، وَحُذِفَ الثَّانِي لِدَلَالَةِ الأَول لَفْظًا وَمَعْنًى، فَقَدْ يَجُوزُ حَذْفُ أَحد الْفِعْلَيْنِ لِصَاحِبِهِ وإِن كَانَا مُخْتَلِفَيْنِ، فَمِنْ ذَلِكَ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي نَحْنُ بصَدَده، وَهُوَ قَوْلُهُ أَسندوني أَو تَرَكُونِي، فَحَذَفَ تَرَكُونِي وإِن كَانَ مُخَالِفًا لأَسندوني، وَذَلِكَ أَن الشَّيْءَ يَجْرِي مَجْرَى نَقِيضِهِ، كَمَا يَجْرِي مَجْرَى نَظِيرِهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ طَوِيل كَمَا قَالُوا قصِير، وَقَالُوا ظَمْآن كَمَا قَالُوا رَيّان، وَقَالُوا كَثُرَ مَا تقولنَّ كَمَا قَالُوا قَلَّما تقولنَّ، وَنَحْوُهُ كَثِيرٌ، وإِذا ثَبَتَ هَذَا فِي الْمُخْتَلَفِ كَانَ حُكْمًا يُرْجَع إِليه فِي الْمُتَّفَقِ. وَيُقَالُ: تَرَكْت القومَ فِي زُلْزُولٍ وعُلْعُولٍ أَي فِي قِتَالٍ؛ قَالَ شَمِر: وَلَمْ يَعْرِفْهُ أَبو سَعِيدٍ. والأَزَلُّ: الْخَفِيفُ الوَرِكَين. والأَزَلُّ الأَرْسَح، وَقِيلَ: هُوَ أَشد مِنْهُ لَا يَسْتَمْسِك إِزارُه، والأُنثى زَلّاء. وَقَدْ زَلَّ زَلَلًا. وامرأَة زَلّاء: لَا عَجِيزَة لَهَا أَي رَسْحاء بَيِّنة الزَّلل؛ وَقَالَ: لَيْسَتْ بكَرْواءَ وَلَكِنْ خِدْلِمِ، ... وَلَا بِزَلّاءَ ولكنْ سُتْهُمِ،

_ (2). هنا بياض بالأَصل

وَلَا بِكَحْلاءَ، وَلَكِنْ زُرْقُمِ وسِمْعٌ أَزَلُّ: بَيْنَ الضَّبُع وَالذِّئْبِ؛ قَالَ: مُسْبِلٌ فِي الحَيِّ أَحْوَى رِفَلُّ، ... وإِذا يَغْزُو فسِمْعٌ أَزَلُ الْجَوْهَرِيُّ: والسِّمْعُ الأَزَلُّ الذِّئْبُ الأَرْسَح يَتَوَلَّدُ بَيْنَ الذِّئْبِ والضَّبُع، وَهَذِهِ الصِّفَةُ لَازِمَةٌ لَهُ كَمَا يُقَالُ الضَّبْع العَرْجاء. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَسْمَعُ مِنَ الذِّئب الأَزَلّ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام، كَتَبَ إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ: اخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَموال الأُمَّة اخْتِطافَ الذِّئب الأَزَلِّ دامِيَةَ المِعْزَى ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَزَلُّ فِي الأَصل الصَّغِيرُ العَجُز، وَهُوَ فِي صِفَاتِ الذِّئْبِ الْخَفِيفُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ زَلَّ زَلِيلًا إِذا عَدَا، وخَصَّ الداميةَ لأَن مِنْ طَبْعِ الذِّئْبِ مَحَبَّة الدَّمِ حَتَّى إِنه يَرَى ذِئْبًا دَامِيًا فيَثِب عَلَيْهِ ليأْكله. التَّهْذِيبِ: والزَّلَل مَصْدَرُ الأَزَلّ مِنَ الذِّئَابِ وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ الزُّلُّ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَعَادِيَةٍ سَوْمَ الجَراد وَزَعْتها، ... فكَلَّفتها سِيداً أَزَلَّ مُصَدَّرا قَالَ: لَمْ يَعْنِ بالأَزَلِّ الأَرْسَح وَلَا هُوَ مِنْ صِفَةِ الْفَرَسِ، وَلَكِنَّهُ أَراد يَزِلُّ زَلِيلًا خَفِيفًا؛ قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَى ثَعْلَبٌ لَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ هُوَ نَعْتٌ لِلذِّئْبِ، جَعَلَهُ أَزَلَّ لأَنه أَحق لَهُ شَبَّه بِهِ الْفَرَسَ ثُمَّ نَعَتَه. ابْنُ الأَعرابي: زُلَّ إِذا دُقِّقَ، وزَلَّ إِذا أَخطأَ. الْفَرَّاءُ: الزِّلَّة الحجارة المُلْس. زمل: زَمَلَ يَزْمِل ويَزْمُلُ زِمَالًا: عَدَا وأَسْرَعَ مُعْتَمِداً فِي أَحد شِقَّيْه رَافِعًا جَنْبَهُ الْآخَرَ، وكأَنه يَعْتَمِدُ عَلَى رِجْل وَاحِدَةٍ، وَلَيْسَ لَهُ بِذَلِكَ تَمَكُّنُ المعتمِد عَلَى رِجْلَيْهِ جَمِيعًا. والزِّمَال: ظَلْع يُصِيبُ الْبَعِيرَ. والزَّامِل مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي كأَنه يَظْلَع فِي سَيْره مِنْ نَشَاطِهِ، زَمَلَ يَزْمُلُ زَمْلًا وزَمَالًا وزَمَلاناً، وَهُوَ الأَزْمَل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: راحَتْ يُقَحِّمُها ذُو أَزْمَلٍ، وُسِقَتْ ... لَهُ الفَرائشُ والسُّلبُ القَيادِيدُ وَالدَّابَّةُ تَزْمُل فِي مَشْيِهَا وعَدْوِها زَمَالًا إِذا رأَيتها تَتَحَامَلُ عَلَى يَدَيْهَا بَغْياً ونَشاطاً؛ وأَنشد: تَرَاهُ فِي إِحْدى اليَدَيْن زَامِلا الأَصمعي: الأَزْمَل الصَّوْتُ، وَجَمْعُهُ الأَزَامِل؛ وأَنشد الأَخفش: تَضِبُّ لِثاتُ الخَيْل فِي حَجَراتها، ... وتَسْمَع مِنْ تَحْتِ العَجاج لَهَا ازْمَلا يُرِيدُ أَزْمَل، فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ كَمَا قَالُوا وَيْلُمِّه. والأَزْمَل: كُلُّ صَوْتٍ مُخْتَلِطٍ. والأَزْمَلُ: الصَّوْتُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ قُنْب الدَّابَّةِ، وَهُوَ وِعاء جُرْدانه، قَالَ: وَلَا فِعْلَ لَهُ. وأَزْمَلَةُ القِسِيِّ: رَنِينُها؛ قَالَ: وللقِسِيِّ أَهازِيجٌ وأَزْمَلَةٌ، ... حِسّ الجَنوب تَسوق الْمَاءَ والبَرَدا والأُزْمُولَة والإِزْمَوْلة: المُصَوِّت مِنَ الوُعول وَغَيْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ وَعِلًا مُسِنًّا: عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلًا، ... عَلَى تُراث أَبيه يَتْبَع القُذَفا والأَصمعي يَرْوِيهِ: إِزْمَوْلة، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الزُّبَيْدِيُّ فِي الأَبنية؛ والقُذَف: جُمَعُ

قُذْفة مِثْلُ غُرْفة وغُرَف. وَيُقَالُ: هُوَ إِزْمَوْل وإِزْمَوْلة، بِكَسْرِ الأَلف وَفَتْحِ الْمِيمِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن قُلْتُ مَا تَقُولُ فِي إِزْمَوْل أَمُلْحَق هُوَ أَم غَيْرُ مُلْحق، وَفِيهِ كَمَا تَرَى مَعَ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ الواوُ زَائِدَةٌ، قِيلَ: هُوَ مُلْحَق بِبَابِ جِرْدَحْلٍ، وَذَلِكَ أَن الْوَاوَ الَّتِي فِيهِ لَيْسَتْ مَدًّا لأَنها مَفْتُوحٌ مَا قَبْلَهَا، فَشَابَهَتِ الأُصول بِذَلِكَ فأُلْحِقت بِهَا، وَالْقَوْلُ فِي إِدْرَوْنٍ كَالْقَوْلِ فِي إِزمَوْلٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الأُزْمُولة مِنَ الأَوعال الَّذِي إِذا عَدا زَمَل فِي أَحد شِقَّيه، مِنْ زَمَلَتِ الدابةُ إِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَهْوَ سَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِقٌ، ... لَاحِقُ الْبَطْنِ، إِذا يَعْدُو زَمَل الْفَرَّاءُ: فَرَسٌ أُزْمُولة أَو قَالَ إِزْمَولة إِذا انْشَمَرَ فِي عَدْوِه وأَسْرَع. وَيُقَالُ للوَعِل أَيضاً أُزْمُولَة فِي سُرْعَتِهِ، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ أَيضاً، وفَسَّره فَقَالَ: القُذَفُ القُحَمُ والمَهالِكُ يُرِيدُ المَفاوِز، وَقِيلَ: أَراد قُذَف الْجِبَالِ، قَالَ: وَهُوَ أَجود. والزَّامِلة: البَعير الذي يُحْمَل عليه الطعامُ وَالْمَتَاعُ. ابْنُ سِيدَهْ: الزَّامِلَة الدَّابَّةُ الَّتِي يُحْمَل عَلَيْهَا مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا. والزَّوْمَلة واللَّطِيمة: العِيرُ الَّتِي عَلَيْهَا أَحمالها، فأَما العِيرُ فَهِيَ مَا كَانَ عَلَيْهَا أَحمالُها وَمَا لَمْ يَكُنْ، وَيُقَالُ للإِبِل اللَّطِيمة والعِير والزَّوْمَلة؛ وَقَوْلُ بَعْضِ لُصوص الْعَرَبِ: أَشْكُو إِلى اللَّهِ صَبْري عَنْ زَوامِلِهم، ... وَمَا أُلاقي، إِذا مَرُّوا، مِنَ الحَزَن يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ زَاملة. والزِّمْلَة، بِالْكَسْرِ: مَا التفَّ مِنَ الجَبَّار والصَّوْرِ مِنَ الوَدِيِّ وَمَا فَاتَ اليدَ مِنَ الفَسِيل؛ كُلُّه عَنِ الهَجَري. والزَّمِيل: الرَّدِيف عَلَى الْبَعِيرِ الَّذِي يُحْمَل عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالْمَتَاعُ، وَقِيلَ: الزَّمِيل الرَّدِيف عَلَى الْبَعِيرِ، والرَّدِيف عَلَى الدَّابَّةِ يَتَكَلَّمُ بِهِ الْعَرَبُ. وزَمَلَه يَزْمُلُه زَمْلًا: أَردفه وعادَلَه؛ وَقِيلَ: إِذا عَمِل الرَّجُلَانِ عَلَى بَعِيرَيْهِمَا فهُما زَمِيلانِ، فإِذا كَانَا بِلَا عَمَلٍ فَهُمَا رَفِيقان. ابْنُ دُرَيْدٍ: زَمَلْتُ الرَّجلَ عَلَى الْبَعِيرِ فَهُوَ زَمِيلٌ ومَزْمُول إِذا أَردفته. والمُزامَلة: المُعادَلة عَلَى الْبَعِيرِ، وزَامَلْته: عَادَلْتَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَشى عَلَى زَمِيل ؛ الزَّمِيل: العَدِيل الَّذِي حِمْلُه مَعَ حِمْلك عَلَى الْبَعِيرِ. وزامَلني: عادَلَني. والزَّمِيل أَيضاً: الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ الَّذِي يُعِينُكَ عَلَى أُمورك، وَهُوَ الرَّدِيف أَيضاً؛ وَمِنْهُ قِيلَ الأَزَامِيل للقِسِيِّ، وَهُوَ جَمْعُ الأَزْمَل، وَهُوَ الصَّوْتُ، وَالْيَاءُ للإِشباع. وَفِي الْحَدِيثِ: للقِسِيّ أَزَامِيل وغَمْغَمة ، والغَمْغَمة: كَلَامٌ غَيْرُ بَيِّن. والزَّامِلَة: بَعِيرٌ يَسْتَظْهِر بِهِ الرجلُ يَحْمِل عَلَيْهِ مَتَاعُهُ وَطَعَامُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وهَجا مَرْوانُ بنُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبي حَفْصة قَوْمًا مِنْ رُواة الشِّعر فَقَالَ: زَوَامِل للأَشعار، لَا عِلْم عِنْدِهِمْ ... بجَيِّدها إِلا كعِلْم الأَباعر لعَمْرُك مَا يَدْري البعيرُ، إِذا غَدَا ... بأَوساقِه أَو رَاحَ، مَا فِي الغَرائر وَفِي حَدِيثِ ابْنِ رَواحَة: أَنه غَزَا مَعَهُ ابْنُ أَخيه عَلَى زَامِلَة ؛ هُوَ الْبَعِيرُ الَّذِي يُحْمَل عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالْمَتَاعُ كأَنَّها فاعِلة مِنَ الزَّمْل الحَمْلِ. وَفِي حَدِيثِ

أَسماء: كَانَتْ زِمالة رَسُولِ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وزِمالة أَبي بَكْرٍ وَاحِدَةً أَي مَركوبهما وإِداوتُهما وَمَا كَانَ مَعَهُمَا فِي السَّفَرِ. والزَّامِل مِنْ حُمُر الْوَحْشِ: الَّذِي كأَنه يَظْلَع مِنْ نَشاطه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَزْمُل غيرَه أَي يَتْبَعه. وزَمَّلَ الشيءَ: أَخفاه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يُزَمِّلون حَنينَ الضِّغْن بَيْنَهُم، ... والضِّغْن أَسْودُ، أَو فِي وَجْهه كَلَف وزَمَّلَه فِي ثَوْبِهِ أَي لَفَّه. والتَّزَمُّل: التلفُّف بِالثَّوْبِ، وَقَدْ تَزَمَّل بِالثَّوْبِ وَبِثِيَابِهِ أَي تَدَثَّر، وزَمَّلْته بِهِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ أَباناً، فِي أَفانين وَدْقِه، ... كَبِيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزَمَّل وأَراد مُزَمَّل فِيهِ أَو بِهِ ثُمَّ حَذَفَ الجارَّ فَارْتَفَعَ الضَّمِيرُ فَاسْتَتَرَ فِي اسْمِ الْمَفْعُولِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ؛ قال أَبو إِسحق: المُزَّمِّل أَصله المُتَزَمِّل وَالتَّاءُ تُدْغَمُ فِي الزَّايِ لِقُرْبِهَا مِنْهَا، يُقَالُ: تَزَمَّل فُلَانٌ إِذا تَلَفَّف بِثِيَابِهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ لُفِّف فَقَدْ زُمِّلَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ للِفافة الراوية زِمَالٌ، وَجَمْعُهُ زُمُلٌ، وَثَلَاثَةُ أَزْمِلةٍ. وَرَجُلٌ زُمَّالٌ وزُمَّيْلَة وزِمْيَلٌّ إِذا كَانَ ضَعِيفًا فَسْلًا، وَهُوَ الزَّمِل أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ قَتْلى أُحُد: زَمِّلوهم بِثِيَابِهِمْ أَي لُفُّوهم فِيهَا، وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ: فإِذا رَجُلٌ مُزَمَّل بَيْنَ ظَهْرانَيْهم أَي مُغَطًّى مُدَثَّر، يَعْنِي سَعْدَ بْنَ عُبَادة. والزِّمْل: الكَسْلان. والزُّمَل والزُّمَّل والزُّمَّيْلُ والزُّمَيْلَة والزُّمَّال: بِمَعْنَى الضَّعِيفِ الجَبان الرَّذْل؛ قَالَ أُحَيْحة: وَلَا وأَبيك مَا يُغْني غَنائي، ... مِنَ الفِتْيانِ، زُمَّيْلٌ كَسُولُ وَقَالَتْ أُمّ تأَبَّط شَرًّا: وَا ابْنَاهُ وَا ابْنَ اللَّيْل، لَيْسَ بزُمَّيْل، شَرُوبٌ للقَيْل، يَضْرب بالذَّيْل، كمُقْرَب الخَيْل. والزُّمَّيْلة: الضَّعِيفَةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: غَلَب عَلَى الزُّمَّل الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مُؤَنَّثَهُ مِمَّا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ. والزِّمْل: الحِمْل. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: لَئِن فَقَدْتموني لتَفْقِدُنَّ زِمْلًا عظيماً ؛ الزِّمْل: الحِمْل، يريد حِمْلًا عَظِيمًا مِنَ الْعِلْمِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ زُمَّل، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ خطأٌ. أَبو زَيْدٍ: الزُّمْلة الرُّفْقة؛ وأَنشد: لَمْ يَمْرِها حالبٌ يَوْمًا، وَلَا نُتِجَتْ ... سَقْباً، وَلَا ساقَها فِي زُمْلةٍ حَادِي النَّضْرُ: الزَّوْمَلة مِثْلُ الرُّفْقة. والإِزْمِيل: شَفْرة الحَذَّاء؛ قَالَ عَبْدة بْنُ الطَّبِيبِ: عَيْرانة يَنْتَحِي فِي الأَرض مَنْسِمُها، ... كَمَا انْتَحَى فِي أَدِيم الصِّرْف إِزْمِيلُ ورجل إِزْمِيلٌ: شديد الأَكل، شَبَّهَ بالشَّفْرة، قَالَ طَرَفَةُ: تَقُدُّ أَجوازَ الفَلاة، كَمَا ... قُدَّ بإِزْمِيل الْمَعِينِ حَوَر والحَوَر: أَديمٌ أَحمر، والإِزْمِيل: حَدِيدَةٌ كَالْهِلَالِ تُجْعَلُ فِي طَرَفِ رُمح لِصَيْدِ بَقَرِ الْوَحْشِ، وَقِيلَ: الإِزْمِيل المِطْرَقة. ورَجُلٌ إِزْمِيلٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ: وَلَا بِغُسّ عَنِيد الفُحْشِ إِزْمِيل

وأَخذ الشَّيْءَ بزَمَلته وأَزْمَله وأَزْمُله وأَزْمَلته أَي بأَثاثه. وتَرَك زَمَلَة وأَزْمَلة وأَزْمَلًا أَي عِيَالًا. ابْنُ الأَعرابي: خَلَّف فُلَانٌ أَزْمَلَة مِنْ عِيال؛ وأَنشد نَسَّى غُلامَيْك طِلابَ العِشْق ... زَوْمَلةٌ، ذَاتُ عَبَاء بُرْق وَيُقَالُ: عِيَالات أَزْمَلَة أَي كَثِيرَةٌ. أَبو زَيْدٍ: خَرَجَ فُلَانٌ وخَلَّف أَزْمَلَة وَخَرَجَ بأَزْمَلَة إِذا خَرَج بأَهله وإِبله وَغَنَمِهِ وَلَمْ يُخَلِّف مِنْ مَالِهِ شَيْئًا. وأَخذ الشَّيْءَ بأَزْمَلَه أَي كُلَّه. وازْدَمَل فُلَانٌ الحِمْل إِذا حَمَله، والازْدِمَال: احْتِمَالُ الشَّيْءِ كُلِّه بمَرَّة وَاحِدَةٍ. وازْدَمَل الشيءَ: احْتَمَلَهُ مَرَّة وَاحِدَةً. والزِّمْل عِنْدَ الْعَرَبِ: الحِمْل، وازْدَمَلَ افْتَعَلَ مِنْهُ، أَصله ازْتَمله، فَلَمَّا جَاءَتِ التَّاءُ بَعْدَ الزَّايِ جُعِلَتْ دَالًا. والزَّمَل: الرَّجَز؛ قَالَ: لَا يُغْلب النازعُ مَا دَامَ الزَّمَل، ... إِذا أَكَبَّ صامِتاً فَقَدْ حَمَل يَقُولُ: مَا دَامَ يَرْجُز فَهُوَ قَوِيٌّ عَلَى السَّعْيِ، فإِذا سَكَتَ ذَهَبَتْ قُوَّتُهُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَكَذَا رُوِّينَاهُ عَنْ أَبي عَمْرٍو الزَّمَل، بِالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ الرَّمَل، بِالرَّاءِ أَيضاً غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، قَالَ: وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صِحَّةٌ فِي طَرِيقِ الِاشْتِقَاقِ، لأَن الزَّمَل الخِفَّة والسُّرْعة، وَكَذَلِكَ الرَّمَل بِالرَّاءِ أَيضاً، أَلا تَرَى أَنه يُقَالُ زَمَلَ يَزْمُل زِمَالًا إِذا عَدَا وأَسرع مُعْتَمِدًا عَلَى أَحد شِقَّيه، كأَنه يَعْتَمِدُ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، وَلَيْسَ لَهُ تَمَكُّنُ الْمُعْتَمِدِ عَلَى رِجْليه جَمِيعًا. والزِّمَال: مَشْيٌ فِيهِ مَيْلٌ إِلى أَحد الشِّقَّين، وَقِيلَ: هُوَ التَّحَامُلُ عَلَى الْيَدَيْنِ نَشَاطًا؛ قَالَ مُتَمَّم بْنُ نُوَيْرة: فَهْيَ زَلُوجٌ ويَعْدُو خَلْفَها رَبِذٌ ... فِيهِ زِمَالٌ، وَفِي أَرساغه جَرَدُ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْعَالِمِ بالأَمر هُوَ ابْنُ زَوْمَلتها أَي عالِمُها. قَالَ: وَابْنُ زَوْمَلة أَيضاً ابْنُ الأَمَة. وزَامل وزَمْلٌ وزُمَيْل: أَسماء، وَقَدْ قِيلَ إِن زَمْلًا وزُمَيْلًا هُوَ قَاتِلُ ابْنِ دَارَةَ وإِنهما جَمِيعًا اسْمَانِ لَهُ. وزُمَيْل بْنُ أُمِّ دِينَارٍ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وزَوْمَل: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ اسْمُ امرأَة أَيضاً. وزَامِلٌ: فَرَسُ معاوية بن مِرْداس. زمهل: مَاءٌ مُزْمَهِلٌّ: صافٍ. الأَزهري: يُقَالُ ازْمَهَلَّ المطرُ ازْمِهْلالًا إِذا وَقَعَ. وازْمَهَلَّ الثلجُ إِذا سَالَ بَعْدَ ذَوَبانه. زنبل: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: زَنْبَل اسْمٌ، وَهُوَ القَصِير مِنَ الرِّجَالِ. والزَّنْبِيل والزِّنْبِيْل: لغة في الزَّبِيل. زنجل: الأُموي وابن الأَعرابي: الزِّنْجِيل الضَّعيف، بِالنُّونِ، وقال الفراء: الزِّئجِيل مَهْمُوزٌ، وَهُوَ الزُّؤَاجِل. والزِّنْجِيل: القويُّ الضَّخْم. زنجبيل: الزَّنْجَبِيل: مِمَّا يَنْبُتُ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ بأَرض عُمَان، وَهُوَ عُرُوقٌ تَسْرِي فِي الأَرض، وَنَبَاتُهُ شَبِيهٌ بِنَبَاتِ الرَّاسَن وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ بَرِّيًّا، وَلَيْسَ بِشَجَرٍ، يُؤْكَلُ رطْباً كَمَا يُؤْكَلُ البَقْلُ، وَيُسْتَعْمَلُ يَابِسًا، وأَجوده مَا يُؤْتَى بِهِ مِنَ الزِّنْج وَبِلَادِ الصِّين، وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن الخَمْر يُسَمَّى زَنْجَبيلًا؛ قَالَ: وزَنْجَبِيل عاتِق مُطَيَّب وَقِيلَ: الزَّنْجَبِيل الْعُودُ الحِرِّيف الَّذِي يَحْذِي اللِّسَانَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي خَمْر الجَنَّة: كانَ

مِزاجُها زَنْجَبِيلًا. وَالْعَرَبُ تَصِفُ الزَّنْجَبِيل بِالطِّيبِ وَهُوَ مُسْتَطَابٌ عِنْدَهُمْ جِدًّا؛ قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ طَعْمَ رِيقِ جَارِيَةٍ: كأَن القَرنْفُلَ والزَّنْجَبِيلَ ... بَاتَا بِفيها، وأَرْياً مَشُورا قَالَ: فَجَائِزٌ أَن يَكُونَ الزَّنْجَبِيل فِي خَمْر الجَنَّة، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مِزَاجَها وَلَا غَائِلَةَ لَهُ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ اسْماً للعَين الَّتِي يُؤْخَذُ مِنْهَا هَذَا الخَمْر، وَاسْمُهُ السَّلْسَبِيل أَيضاً. زندبيل: الزَّنْدَبِيل: الفِيل؛ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الفِيلُ والكُلْثُوم والزَّنْدَبِيل. زنفل: الزَّنْفَلة: أَن يتحرَّك فِي مَشْيِهِ كأَنه مُثْقَل بِحِمْل. وزَنْفَل فِي مَشْيِهِ: تَحَرَّك كالمُثْقَل بالحِمْل. وزَنْفَلٌ: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ، وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ، وَمِنْهُ زَنْفَلٌ العرَفيُّ أَحد فُقَهاء مَكَّةَ. وأُمُّ زَنْفَل: الداهيةُ؛ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي عُثْمَانَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعها إِلا مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: زَنْفَلَ الرجلُ إِذا رَقَصَ رَقْصَ النَّبَط. زنكل: الزَّوَنْكَلُ: القَصِير، وَكَذَلِكَ الزَّوَنَّكُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى، ... يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى زهل: الزَّهَل: امْلِيسَاسُ الشَّيْءِ وبياضُه، زَهِل زَهَلًا. والزُّهْلُول: الأَمْلَس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وَفِي قَصِيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: يَمْشِي القُرادُ عَلَيْهَا، ثُمَّ يُزْلِقُه ... عَنْهَا لَبانٌ، وأَقْرابٌ زَهَالِيلُ الأَقراب: الْخَوَاصِرُ. ابْنُ الأَعرابي: الزُّهْلُول الأَمْلَسُ الظَّهْرِ، والزَّهْل التَّبَاعُدُ مِنَ الشرِّ، والزَّاهِل الْمُطْمَئِنُّ الْقَلْبِ. وزُهْلُولٌ: جَبَلٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ الْوَزِيرُ الْمَغْرِبِيُّ أَن الزُّهْلول الحيَّة لَهَا عُرْفٌ. زول: الزَّوَال: الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زَالَ يَزُول زَوَالًا وزَوِيلًا وزُؤُولًا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وبَيْضاء لَا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، ... إِذا مَا رَأَتْنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَراد بِالْبَيْضَاءِ بَيْضة النَّعامة، لَا تَنْحاش مِنَّا أَي لَا تَنْفِرُ، وأُمُّها النَّعَامَةُ الَّتِي باضَتْها إِذا رأَتنا ذُعِرَت مِنَّا وجَفَلَتْ نَافِرَةً، وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها. وزَالَ الشيءُ عَنْ مَكَانِهِ يَزُول زَوَالًا وأَزَالَه غَيْرُهُ وزَوَّلَه فانْزَالَ، وَمَا زَالَ يَفْعل كَذَا وَكَذَا. وَحَكَى أَبو الْخَطَّابِ: أَن نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ كِيدَ زيدٌ يَفْعَلُ كَذَا، وَمَا زِيلَ يَفْعَلُ كَذَا؛ يُرِيدُونَ كَادَ وَزَالَ فَنَقَلُوا الْكَسْرَ إِلى الْكَافِ فِي فَعِل كَمَا نَقَلُوا فِي فَعِلْتُ. وأَزَلْتُه وزَوَّلْتُه وزِلْتُه أَزالُه وأَزِيلُه وزُلْت عَنْ مَكَانِي أَزُول زَوَالًا وزُؤُولًا وأَزَلْتُ غَيْرِي إِزَالَة؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّوْل الحَرَكة؛ يُقَالُ رأَيت شَبَحاً ثُمَّ زَالَ أَي تحَرَّك. وزَالَ القومُ عَنْ مَكَانِهِمْ إِذا حَاصُوا عَنْهُ وتَنَحَّوْا. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ اسْتَحِل هَذَا الشخصَ واسْتَزِلْه أَي انظُر هَلْ يَحول أَي يَتحَرَّك أَو يَزول أَي يُفَارِقُ مَوْضِعَهُ. والزَّوَّال: الَّذِي يتحرَّك فِي مَشْيِهِ كَثِيرًا وَمَا يَقْطَعُهُ مِنَ الْمَسَافَةِ قَلِيلٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: البُحْتُرِ المُجَدَّرِ الزَّوَّال

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لأَبي الأَسود الْعِجْلِيِّ، قَالَ: وَهُوَ مُغَيَّر كُلُّه «3» وَالَّذِي أَنشده أَبو عَمْرٍو: البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوَّاكِ وَقَبْلَهُ: تَعَرَّضَتْ مُرَيْئَةُ الحَيَّاكِ ... لِناشِئٍ دَمَكْمَكٍ نَيَّاكِ والمُجَذَّر والجَيْذَرُ: القَصير. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: رأَى رَجُلًا مُبَيَّضاً يَزُول بِهِ السَّرابُ أَي يَرْفَعُهُ ويُظهره. يُقَالُ: زَالَ بِهِ السرابُ إِذا ظَهَرَ شَخْصُه فِيهِ خَيَالًا؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعب بْنِ زُهَيْرٍ: يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، ... مِنَ اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ يُرِيدُ أَن لَوامِعَ السَّراب تَبْدو دُون حِدابِ الأَرض فَتَرْفَعُهَا تَارَةً وتَخْفِضها أُخرى. والزَّوْلُ: الزَّوَلانُ. وزَالَ المُلْكُ زَوَالًا، وزَالَ زَوالُه إِذا دُعِي لَهُ بالإِقامة، وأَزَالَ اللهُ زَوَالَه. وَقَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ أَزَالَ اللهُ زوالَه وزَالَ اللهُ زَوَالَه يَدْعُو لَهُ بِالْهَلَاكِ وَالْبَلَاءِ؛ هَكَذَا قَالَ، وَالصَّوَابُ يَدْعُو عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: هَذا النَّهارَ بَدَا لَهَا منْ هَمِّها، ... مَا بالُها باللَّيل زَالَ زَوالَها؟ قِيلَ: مَعْنَاهُ زَالَ الخَيالُ زَوالَها؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وإِنما كَرِه الخيالَ لأَنه يَهِيج شَوْقَه وَقَدْ يَكُونُ عَلَى اللُّغَةِ الأَخيرة أَي أَزالَ اللهُ زَوالَها، ويقوِّي ذَلِكَ رِوَايَةُ أَبي عَمْرٍو إِياه بِالرَّفْعِ: زَالَ زَوَالُها، عَلَى الإِقواء؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هَذَا مَثَلٌ لِلْعَرَبِ قَدِيمٌ تَسْتَعْمِلُهُ هَكَذَا بِالرَّفْعِ فَسَمِعَهُ الأَعشى فَجَاءَ بِهِ عَلَى اسْتِعْمَالِهِ، والأَمثال تُؤَدَّى عَلَى مَا فَرَط بِهِ أَولُ أَحوال وُقُوعِهَا كَقَوْلِهِمْ: أَطِّرِي إِنَّكِ ناعِلة، والصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ، وأَطْرِقْ كَرَا، وأَصْبِحْ نَوْمانُ، يُؤَدَّى ذَلِكَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي أُنشئ فِي مَبْدَئِهِ عَلَيْهَا، وَغَيْرُ أَبي عَمْرٍو رَوَى هَذَا المثَل بِالنَّصْبِ بِغَيْرِ إِقواء، عَلَى مَعْنَى زَالَ عنَّا طَيْفُها بِاللَّيْلِ كزَوَالها هِيَ بِالنَّهَارِ؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: زَالَ زَوَالَها أَي أَزَالَ اللهُ زَوَالَها أَي زَالَ خَيالُها حِينَ تَزُول، فَنَصَبَ زوالَها فِي قَوْلِهِ عَلَى الْوَقْتِ ومَذْهَب المَحَلِّ. وَيُقَالُ: رُكوبي رُكوبَ الأَمير، والمَصادِرُ المؤَقَّتة تَجْرِي مَجْرَى الأَوقات. وَيُقَالُ: أَلْقى عَبْدَ اللَّهِ خُروجَه مِنْ مَنْزِلِهِ أَي حينَ خُرُوجِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَزَالَه عَنْ مَكَانِهِ يُزِيله، وَحُكِيَ زِيلَ زَوالُه، وَيُقَالُ: زَالَ الشيءَ مِنَ الشَّيْءِ يَزِيله زَيْلًا إِذا مازَه، وزِلْتُه فَلَمْ يَنْزَلْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يُحَقِّقُ مَا قَالَهُ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ زَالَ زَوَالَها أَنَّهُ بِمَعْنَى أَزَالَ اللهُ زَوَالَها. والازْدِيالُ: الإِزالة، وَقَالَ كُثَيِّرٌ: أَحاطَتْ يَداه بالخِلافة، بَعْدَ ما ... أَرادَ رِجالٌ آخَرُونَ ازْدِيالَها وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ؛ فَسَّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ نحَّاهما عَنْ مَوْضِعهما. والزَّوَائل: النُّجُومُ لِزَوَالِهَا مِنَ الْمَشْرِقِ إِلى الْمَغْرِبِ فِي اسْتِدَارَتِهَا. والزَّوَال: زَوالُ الشَّمْسِ وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذَلِكَ مِمَّا يَزُول عَنْ حَالِهِ. وزَالَتِ الشمسُ زَوَالًا وزُوُولًا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، كَذَلِكَ نَصَّ عَلَيْهِ ثَعْلَبٌ، وزِيالًا وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد

_ (3). قوله [وهو مغير كله] عبارة الصاغاني في التكملة عن الجوهري: البحتر المجذر الزَوَّال، وهو تصحيف قبيح، والصواب: الزوّاك، بالكاف والرجز كافيّ

السَّمَاءِ. وزَالَ النهارُ: ارْتَفَعَ، مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ جُنْدب الجُهَنِيِّ: وَاللَّهِ لَقَدْ خالَطَه سَهْمايَ وَلَوْ كَانَ زَائِلةً لتَحَرَّك ؛ الزَّائِلَة: كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ يَزُول عَنْ مَكَانِهِ، وَلَا يستَقِرُّ فِي مَكَانِهِ، يَقَعُ عَلَى الإِنسان وَغَيْرِهِ، وكأَن هَذَا المَرْمِيّ قَدْ سَكَّن نفسَه لَا يَتَحرَّك لِئَلَّا يُحَسَّ بِهِ فيُجْهَز عَلَيْهِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوَائِلَ مَرَّةً، ... فأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوَائِل وعَطَّلْتُ قَوْسَ الجَهْلِ عَنْ شَرَعاتِها، ... وعادَتْ سِهامي بَيْنَ رَثٍّ وناصِل وَهَذَا رَجُلٌ كَانَ يَخْتِل النِّسَاءَ فِي شَبِيبته بِحُسْنِهِ، فَلَمَّا شابَ وأَسَنَّ لَمْ تَصْبُ إِليه امرأَة، والشَّرَعاتُ: الأَوتار، وَاحِدَتُهَا شَرْعَة؛ وَفِي قصِيد كَعْبٍ: فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيشٍ قَالَ قائِلُهم، ... ببَطْنِ مَكَّة لَمَّا أَسْلَموا: زُولوا أَي انْتَقِلوا عَنْ مَكَّة مُهاجِرِين إِلى المدينةِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَرْمِي الزَّوَائِل إِذا كَانَ طَبًّا بإِصْباء النِّسَاءِ إِليه. والزَّوَائِل: الصَّيْد. وازْدَالَ: رَمَى الزَّوائل. والزَّوَائِل: النِّسَاءُ عَلَى التَّشْبِيهِ بالوَحْش؛ قَالَ: فأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوَائِل وزَالَتِ الخيلُ برُكْبانِها زِيالًا: نَهَضَتْ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنّ رَحْلي، وَقَدْ زَالَ النَّهارُ بِنَا ... يَوْمَ الحُلَيْلِ، عَلَى مُسْتَأْنسٍ وَحِدِ «1» . وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ذَهَبَ وتمَطَّى؛ وَقِيلَ بَرِحَ كَقَوْلِهِ: عَهْدِي بِهِمْ يومَ بَابِ الْقَرْيَتَيْنِ، وَقَدْ ... زَالَ الهَمَالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ وزَالَ الظِّلُّ زَوَالًا كزَوال الشَّمْسِ، غَيْرَ أَنهم لَمْ يَقُولوا زُوُولًا كَمَا قَالُوا فِي الشَّمْسِ. وزَالَ زَائِلُ الظِّل إِذا قامَ قائمُ الظَّهِيرَةِ وعَقَلَ. وزَالَ عَنِ الرأْي يَزُولُ زُؤُولًا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وزَالَتْ ظُعُنُهُم زَيْلُولةً إِذا ائْتَوَوْا مَكَانَهُمْ ثُمَّ بَدا لَهُمْ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَقَالُوا: لَمَّا رَآنِي زَالَ زَوالُه وزَوِيلُه مِنَ الذُّعْر والفَرَق أَي جَانِبُه، وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّة، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لأَيوب بْنِ عَبابة: ويَأْمَنُ رُعْيانُها أَن يَزُولَ ... مِنْهَا، إِذا أَغْفَلُوها، الزَّوِيل وَيُقَالُ: أَخَذَه الزَّوِيلُ والعَوِيلُ لأَمْرٍ مَّا أَي أَخذه الْبُكَاءُ وَالْحَرَكَةُ والقَلَق. وَيُقَالُ: زِيلَ زَوِيلُه أَي بَلَغَ مكنونَ نَفْسه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا فَزِعَ مِنْ شَيْءٍ وحَذِرَ: زِيلَ زَوِيلُه. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: أَخَذه العَوِيلُ والزَّوِيلُ أَي القَلَق وَالِانْزِعَاجُ بِحَيْثُ لَا يستقرُّ عَلَى الْمَكَانِ، وَهُوَ والزَّوَال بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ: يَزُولُ فِي النَّاسِ أَي يُكْثِر الْحَرَكَةَ وَلَا يَسْتَقِرُّ، وَيُرْوَى يَرْفُل. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَن رَجُلَيْنِ تَدَاعَيَا عِنْدَهُ وَكَانَ أَحَدُهما مِخْلَطاً مِزْيَلًا ؛ المِزْيَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الزَّايِ: الجَدِلُ فِي الْخُصُومَاتِ الَّذِي يَزُولُ مِنْ حُجَّة إِلى حجَّة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والمُزَاوَلة: مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ، يُقَالُ: فُلَانٌ يُزَاوِل حَاجَةً لَهُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ زَالَ يَزُولُ زَوْلًا وزَوَلاناً. وزَاوَلْته مُزَاوَلةً أَي عالجته

_ (1). قوله [يوم الحليل إلخ] كذا بالأَصل هنا بالمهملة، وفي ديوان النابغة: يوم الجَلِيلِ وتقدم في ترجمة أنس شطر قريب من هذا: بِذِي الْجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحِدِ وهما موضعان نص عليهما ياقوت في المعجم

وزَاوَله: عَالَجَه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِابْنِ خَارِجَةَ: فَوَقَفْتُ مُعْتاماً أُزَاوِلُها، ... بمُهَنَّدٍ ذِي رَوْنَقٍ عَضْب والمُزَاوَلة: المُحَاولة والمُعَالَجة. وَقَالَ رَجُلٌ لِآخَرَ عَيَّره بالجُبْن: وَاللَّهِ مَا كنتُ جَبَاناً وَلَكِنِّي زَاوَلْتُ مُلْكاً مُؤَجَّلًا وَقَالَ زُهَيْرٌ: فبِتْنَا وُقوفاً عِنْدَ رَأْسِ جَوادِنا، ... يُزَاوِلُنا عَنْ نَفْسه ونُزَاوِلُه وتَزَاوَلُوا: تَعَالَجُوا. وزَاوَلَه مُزَاوَلَةً وزِوالًا: حاوَلَه وطَالَبه. وكُلُّ مطالِبٍ مُحَاوِل مُزَاوِلٌ. وتَزَوَّلَه وزَوَّلَه: أَجاءه؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والزَّوْلُ: الخفِيف الظَّرِيف يُعْجَب مِنْ ظَرْفه، وَالْجَمْعُ أَزْوَالٌ. وزَالَ يَزُول إِذا تَظَرَّف، والأُنْثى زَوْلَة. ووَصِيفَةٌ زَوْلَة: نافِذة فِي الرَّسائل. وتَزَوَّلَ: تَنَاهَى ظَرْفُه. والزَّوْل: الغُلام الظَّريف. والزّوْل: الصَّقْر، والزَّوْلُ: فَرْجُ الرَّجُل. والزَّوْل: الشُّجَاعُ الَّذِي يَتَزايل الناسُ مِنْ شَجَاعَتِهِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الزَّوْل لِكَثِيرِ بْنِ مُزَرِّد: لَقَدْ أَرُوحُ بالكِرامِ الأَزْوَال، ... مُعَدِّياً لِذَاتِ لَوْثٍ شِمْلال والزَّوْل: الجَواد. والزَّوْلَة: المرأَة البَرْزَة، وَيُقَالُ: هِيَ الفَطِنَةُ الدَّاهِية. وَفِي حَدِيثِ النِّسَاءِ: بِزَوْلةٍ وجَلْسٍ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ الظَّرِيفة. والزَّوْل: الْخَفِيفُ الْحَرَكَاتِ. والزَّوْل: العَجَب. وزَوْلٌ أَزْوَل عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَقَدْ صِرْت عَمًّا لها بالمَشِيبِ، ... زَوْلًا لَدَيْها، هُوَ الأَزْوَلُ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو السَّمْح الأَزْوَل أَن يأْتيه أَمر يَمْنَعه الفِرَار. والزَّوْل: الخَفِيف؛ وأَنشد القَزَّاز: تَلِين وتَسْتَدْني لَهُ شَدَنِيَّةٌ، ... مَعَ الْخَائِفِ العَجْلانِ، زَوْلٌ وُثُوبُها زيل: زِلْتُ الشيءَ مِنْ مَكَانِهِ أَزِيلُه زَيْلًا: لُغَةٌ فِي أَزَلْته؛ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ زِلْتُه زَيْلًا أَي أَزَلْته. وزِلْتُه زَيْلًا أَي مِزْتُه. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: زَالَ الشيءَ زَيْلًا وأَزَاله إِزَالةً وإِزَالًا؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وزَيَّلَه فتَزَيَّلَ، كُلُّ ذَلِكَ: فَرَّقَه فتفَرَّق. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ ؛ وَهُوَ فَعَّلْت لأَنك تَقُولُ فِي مَصْدَرِهِ تَزْيِيلًا، قال: ولو كَانَ فَيْعَلْت لَقُلْتَ زَيَّلَةً. وَقَالَ مُرَّة: أَزَلْت الضأْنَ مِنَ المَعَز والبِيضَ مِنَ السُّود إِزَالًا وإِزَالَةً، وَكَذَلِكَ زِلْتُها أَزِيلُها زَيْلًا أَي مَيَّزْت. قَالَ الأَزهري: أَمَّا زَالَ يَزِيلُ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ ، قَالَ: لَيْسَتْ مِنْ زُلْت وإِنما هِيَ مَنْ زِلْتُ الشيءَ فأَنا أَزِيلُه إِذا فَرَّقْتَ ذَا مِنْ ذَا وأَبَنْتَ ذَا مِنْ ذَا، وَقَالَ فزَيَّلْنا لِكَثْرَةِ الْفِعْلِ، وَلَوْ قَلَّ لَقُلْتَ زِلْ ذَا مِنْ ذَا كَقَوْلِكَ مِزْ ذَا مِنْ ذَا، قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ فزَايَلْنا بَيْنَهُمْ ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِكَ لَا تُصَعِّر وَلَا تُصَاعِرْ وعاقَدَ وعَقَّد. وَقَالَ تَعَالَى: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا ؛ يَقُولُ لَوْ تَمَيَّزوا؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لِلْكُمَيْتِ: أَرادوا أَن تُزايِلَ خَالقاتٌ ... أَدِيمَهُمُ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا والزِّيالُ: الفِراق. والتَّزَايُل: التَّبَايُنُ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: فَزَيَّلْنا أَي فَرّقنا وَهُوَ مِنْ زَالَ يَزُولُ وأَزَلْته أَنا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا

غَلَطٌ مِنَ الْقُتَيْبِيِّ وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ زَالَ يَزُول وزَالَ يَزِيل كَمَا فَعَل الْفَرَّاءُ، وَكَانَ الْقُتَيْبِيُّ ذَا بَيَانٍ عَذْب وَقَدْ نَحِسَ حَظُّهُ مِنَ النَّحْوِ وَمَعْرِفَةِ مَقَايِيسِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ زِلْ ضَأْنَك مِنْ مِعْزاك، وزِلْتُه مِنْهُ فَلَمْ يَنْزَلْ، ومِزْتُه فَلَمْ يَنْمَزْ. وَتَزَيَّلَ القومُ تَزَيُّلًا وتَزْييلًا: تَفَرَّقوا؛ الأَخيرة حِجَازِيَّةٌ رَوَاهَا اللِّحْيَانِيُّ، قَالَ: وَرَبِيعَةُ تَقُولُ تَزَايَل القومُ تَزَايُلًا؛ وأَنشد لِلْمُتَلَمِّسِ: أَحارِثُ إِنَّا لَوْ تُساطُ دِمَاؤُنَا، ... تَزَيَّلْن حَتَّى مَا يَمَسّ دَمٌ دَما قَالَ: وَيَنْشُدُ تَزَايَلْنَ. والتَّزَايُل: التَّبايُن؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِلى ظُعُنٍ كالدَّوْم فِيهَا تَزايُلٌ، ... وهِزَّة أَحمالٍ لَهُنَّ وَشِيجُ وزَايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيالًا: بَارَحَهُ. والمُزَايَلَة: المُفارَقة، وَمِنْهُ يُقَالُ: زَايَلَه مُزَايَلَة وزِيالًا إِذا فَارَقَهُ. والمُتَزَايِلَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُزايِلُك بِوَجْهِهَا تَسْتره عَنْكَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وانْزَالَ عَنْهُ: زَايَلَه وفارَقه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وانْزَالَ عَنْ ذائِدها ونَصْرِه أَي زَايَلَ الذائدَ وأَنصارَه. والزَّيَل، بِالتَّحْرِيكِ: تَباعُدُ مَا بَيْنَ الفَخِذين كالفَحَج. ورَجُل أَزْيَل الفَخِذين: مُنْفَرِجُهما مُتباعِدُهما، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن المُتباعِد مُفارِق. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه ذَكَرَ المَهْدِيَّ وأَنه يَكُونُ مِنْ وَلَدِ الحُسَين أَجْلى الجَبين أَقْنى الأَنف أَزْيَل الفخِذين أَفْلَج الثَّنايا بِفَخِذِهِ الأَيمن شامةٌ ؛ أَراد أَنه مُتَزَايِل الفَخِذين وَهُوَ الزَّيَل والتَّزَيُّل، وَالْفِعْلُ مِنْهُ زَيِلَ يَزْيَل. وأَزْيَلُ الفَخِذين أَي مُنْفَرِجُهما. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ مَا زَالَ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا وَلَا يَزال يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا كَقَوْلِكَ مَا انْفَكَّ وَمَا بَرِح وَمَا زِلْت أَفعل ذَاكَ، وَفِي الْمُضَارِعِ لَا يَزَال، قال: وقَلَّما يُتَكَلَّم بِهِ إِلا بِحَرْفِ النَّفْيِ، قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: لَيْسَ يُراد بِمَا زَالَ وَلَا يَزَال الفعلُ مِنْ زَالَ يَزُول إِذا انْصَرَفَ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ وزَالَ مِنْ مَكَانِهِ، وَلَكِنَّهُ يُرَادُ بِهِمَا مُلازَمةُ الشَّيْءِ والحالُ الدَّائِمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خالِطوا الناسَ وزَايِلُوهم أَي فارِقوهم فِي الأَفعال الَّتِي لَا تُرْضي اللهَ ورَسُولَه. وَمَا زِلْتُ أَفعله أَي مَا بَرِحْت، وَمَا زِلْت بِهِ، حَتَّى فَعَل ذلك، زِيالًا. وما زِلْت وزَيْداً حَتَّى فَعَل أَي بِزَيْدٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ زِلْت أَفْعَل بِمَعْنَى مَا زِلْت. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: زِلْت الشيءَ فَلَمْ يَنْزَلْ، لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا عَلَى هَاتَيْنِ الصِّيغَتَيْنِ، يَعْنِي أَنهم لَا يَقُولُونَ زَيَّلْته فَلَمْ يَتَزَيَّل، كَمَا أَنهم لَا يَقُولُونَ أَيضاً مَيِّزْتُه فَلَمْ يَتَمَيَّز، إِنما يَقُولُونَ مِزْته فَلَمْ يَنْمَزْ. الْجَوْهَرِيُّ: زِلْت الشيءَ أَزِيلُه زَيْلًا أَي مِزْته وفَرَّقْتُه. وَيُقَالُ: أَزَالَ اللهُ زَوالَه إِذا دُعي عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ، مَعْنَاهُ أَي أَذهب اللهُ حَرَكَتَهُ وتَصَرُّفَه كَمَا يُقَالُ أَسْكَتَ اللَّهُ نامَّتَه. وَزَالَ زَوالُه أَي ذَهَبَتْ حَرَكَتُهُ، وَيُقَالُ: زِيلَ زَوِيُله؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَيْضَةَ النَّعَامَةِ: وبَيْضاءَ لَا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها، ... إِذا مَا رأَتنا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها أَي زِيلَ قَلْبُها مِنَ الفَزَع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ زِيلَ فِي الْبَيْتِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ مِنْ زَالَه اللهُ. والزَّوِيلُ بِمَعْنَى الزَّوال، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ زِيل لُغَةً فِي زالَ كَمَا يُقَالُ فِي كادَ كِيدَ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فصل السين المهملة

وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي، ... وكِيدَ خِراشٌ، يَوْمَ ذَلِكَ، يَيْتَم قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ أَنه يُرْوَى زِيلَ مِنَّا زَوالُها وزالَ مِنَّا زَوِيلُها، قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ زِيلَ بِمَعْنَى زالَ الْمَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ دون المبني للمفعول. فصل السين المهملة سأل: سَأَلَ يَسْأَلُ سُؤَالًا وسَآلَةً ومَسْأَلةً وتَسْآلًا وسَأَلَةً «2» قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَسَاءَلْتَ رَسْمَ الدَّار، أَم لَمْ تُسَائِل ... عَنِ السَّكْنِ، أَم عَنْ عَهْده بالأَوائِل؟ وسَأَلْتُ أَسْأَلُ وسَلْتُ أَسَلُ، والرَّجُلانِ يَتَسَاءَلانِ ويَتَسايَلانِ، وَجَمْعُ المَسْأَلَة مَسَائِلُ بِالْهَمْزِ، فإِذا حَذَفُوا الْهَمْزَةَ قَالُوا مَسَلَةٌ. وتَسَاءَلُوا: سَأَل بعضُهم بَعْضًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَّاءَلون بِهِ والأَرحام، وقرئ: تَسائَلُونَ بِهِ ، فَمَنْ قرأَ تَسَّاءَلون فالأَصل تَتَساءَلون قُلِبَتِ التَّاءُ سِينًا لِقُرْبِ هَذِهِ مِنْ هذه ثم أُذغمت فِيهَا، قَالَ: وَمَنْ قرأَ تَسائَلُونَ فأَصله أَيضاً تَتَساءَلون حُذِفَتِ التَّاءُ الثَّانِيَةُ كَرَاهِيَةً للإِعادة، وَمَعْنَاهُ تَطْلُبون حقوقَكم بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلًا ؛ أَراد قولَ الْمَلَائِكَةِ: رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ (الْآيَةَ)؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ وَعْداً مَسْؤُولًا إِنْجازُه، يَقُولُونَ رَبَّنَا قَدْ وعَدْتَنا فأَنْجِزْ لَنَا وعدَك. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: إِنما قَالَ سَواءً لِلسَّائِلِينَ لأَن كُلًّا يَطْلُبُ القُوتَ ويَسْأَله، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ للسَّائِلِين لِمَنْ سَأَل في كم خُلِقَت السمواتُ والأَرضُ، فَقِيلَ خُلِقَتِ الأَرض فِي أَربعة أَيام سَوَاءً لَا زِيَادَةَ وَلَا نُقْصَانَ، جَوَابًا لِمَنْ سَأَل. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ؛ مَعْنَاهُ سَوْفَ تُسْأَلُون عَنْ شُكْرِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ لَكُمْ مِنَ الشَّرَفِ وَالذِّكْرِ، وَهُمَا يَتَسَاءلان. قَالَ: فأَما مَا حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمُ اللَّهُمَّ أَعْطنا سَأَلاتِنا، فإِنما ذَلِكَ عَلَى وَضْع الْمَصْدَرِ موضعَ الِاسْمِ، وَلِذَلِكَ جُمِع، وَقَدْ يُخَفَّفُ عَلَى الْبَدَلِ فَيَقُولُونَ سَال يَسال، وَهُمَا يَتَساوَلانِ، وقرأَ نَافِعٌ وَابْنُ عُمَرَ سَالَ، غَيْرَ مَهموز، سائلٌ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ: سَالَ وادٍ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَالْكُوفِيُّونَ: سَأَلَ سائِلٌ ، مَهْمُوزٌ عَلَى مَعْنَى دَعا داعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ؛ أَي عَنْ عَذَابٍ وَاقِعٍ. قَالَ الأَخفش: يُقَالُ خَرَجْنا نَسْأَل عَنْ فُلَانٍ وَبِفُلَانٍ، وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ سالَ يَسَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُرْهَقٍ، سَالَ إِمْتاعاً بأُصْدتِه، ... لَمْ يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ والأَمر مِنْهُ سَلْ بِحَرَكَةِ الْحَرْفِ الثَّانِي مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ، وَمِنَ الأَول اسْأَل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْعَرَبُ قَاطِبَةً تَحْذِفُ الْهَمْزَ مِنْهُ فِي الأَمر، فإِذا وَصَلُوا بِالْفَاءِ أَو الْوَاوِ هَمَزوا كَقَوْلِكَ فاسْأَلْ واسْأَلْ؛ قَالَ: وَحَكَى الْفَارِسِيُّ أَن أَبا عُثْمَانَ سَمع مَنْ يَقُولُ اسَلْ، يُرِيدُ اسْأَلْ، فَيَحْذِفُ الْهَمْزَةَ ويُلقي حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ يأْتي بأَلف الْوَصْلِ لأَن هَذِهِ السِّينَ وإِن كَانَتْ مُتَحَرِّكَةً فَهِيَ فِي نِيَّةِ السُّكُونِ، وَهَذَا كَقَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ الاحْمَر فَيُخَفِّفُ الْهَمْزَةَ بأَن يَحْذِفَهَا ويلقي

_ (2). قوله [وسَأَلَةً] ضبط في الأَصل بالتحريك وهو كذلك في القاموس وشرحه؛ وقوله قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: أسَاءَلْت، كذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: وسَاءَلَهُ مُسَاءَلَة، قال أبو ذؤيب إلخ

حَرَكَتَهَا عَلَى اللَّامِ قَبْلَهَا؛ فأَما قَوْلُ بِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ: إِذا ضِفْتَهُم أَو سَايَلْتَهُمْ، ... وجَدْتَ بِهِمْ عِلَّةً حاضِرَه فإِن أَحمد بْنُ يَحْيَى لَمْ يَعْرِفْه، فَلَمَّا فَهِم قَالَ: هَذَا جَمْعٌ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، فَالْهَمْزَةُ فِي هَذَا هِيَ الأَصل، وَهِيَ الَّتِي فِي قَوْلِكَ سأَلْت زَيْدًا، وَالْيَاءُ هِيَ الْعِوَضُ وَالْفَرْعُ، وَهِيَ الَّتِي فِي قَوْلِكَ سَايَلْتُ زَيْدًا، فَقَدْ تَرَاهُ كَيْفَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي قَوْلِهِ سَايَلْتَهم قَالَ: فَوَزْنُهُ عَلَى هَذَا فَعايَلْتَهم، قَالَ: وَهَذَا مِثَالٌ لَا يُعْرَف لَهُ فِي اللُّغَةِ نَظِيرٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: سُؤَالُهم سُؤَالُ تَوْبِيخٍ وَتَقْرِيرٍ لإِيجاب الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ لأَن اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَالِمٌ بأَعمالهم. وَقَوْلُهُ: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ ؛ أَي لَا يُسْأَل ليُعْلم ذَلِكَ مِنْهُ لأَن اللَّهَ قَدْ عَلِمَ أَعمالهم. والسُّول: مَا سأَلْتَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى ؛ أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك الَّتِي سَأَلْتها، قُرِئَ بِالْهَمْزِ وَغَيْرِ الْهَمْزِ. وأَسْأَلْته سُولَتَه ومَسْأَلَتَه أَي قَضَيت حَاجَتَهُ؛ والسُّولة: كالسُّول؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وأَصل السُّول الْهَمْزُ عِنْدَ الْعَرَبِ، اسْتَثْقَلوا ضَغْطَة الْهَمْزَةِ فِيهِ فَتَكَلَّمُوا بِهِ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي سَوَلَ، وسَأَلْته الشيءَ وسَأَلْته عَنِ الشَّيْءِ سُؤالًا ومَسْأَلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَأَلته الشيءَ بِمَعْنَى اسْتَعْطَيته إِياه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ . وسأَلْته عَنِ الشَّيْءِ: اسْتَخْبَرْتُهُ، قَالَ: وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ جَعَلَهُ مِثْلَ خَافَ، يَقُولُ: سِلْته أَسْالُه فَهُوَ مَسُولٌ مِثْلُ خِفْتُه أَخافه فَهُوَ مَخُوف، قَالَ: وأَصله الْوَاوُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ فِي هَذِهِ اللُّغَةِ هُمَا يَتَساولان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَنْ أَمر لَمْ يُحَرَّم فحُرِّم عَلَى النَّاسِ مِنْ أَجل مَسْأَلته ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: السُّؤَال فِي كِتَابِ اللَّهِ وَالْحَدِيثِ نَوْعَانِ: أَحدهما مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ التَّبْيِينِ وَالتَّعَلُّمِ مِمَّا تَمَسُّ الْحَاجَةُ إِليه فَهُوَ مُبَاحٌ أَو مَنْدُوبٌ أَو مأْمور بِهِ، وَالْآخَرُ مَا كَانَ عَلَى طَرِيقِ التَّكَلُّفِ والتعنُّت فَهُوَ مَكْرُوهٌ ومَنْهِيٌّ عَنْهُ، فَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَوَقَعَ السُّكُوتُ عَنْ جَوَابِهِ فإِنما هُوَ رَدْعٌ وزَجْرٌ للسَّائِل، وإِن وَقَعَ الْجَوَابُ عَنْهُ فَهُوَ عُقُوبَةٌ وَتَغْلِيظٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَرِه المَسَائِلَ وعابَها ؛ أَراد الْمَسَائِلَ الدَّقِيقَةَ الَّتِي لَا يُحتاج إِليها. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنة: لَمَّا سَأَلَه عَاصِمٌ عَنْ أَمر مَنْ يَجِدُ مَعَ أَهله رَجُلًا فأَظْهَر النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْكَرَاهَةَ فِي ذَلِكَ إِيثاراً لِسَتْرِ الْعَوْرَةِ وَكَرَاهَةً لهَتْك الحُرْمة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ كَثْرَةِ السُّؤال ؛ قِيلَ: هُوَ مِنْ هَذَا، وَقِيلَ: هُوَ سُؤال النَّاسِ أَموالهم مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ. ورجُلٌ سُؤَلَةٌ: كَثِيرُ السُّؤال. وَالْفَقِيرُ يُسَمَّى سَائِلًا، وجَمْعُ السَّائِل «1» الْفَقِيرِ سُؤَّال. وَفِي الْحَدِيثِ: للسَّائِل حَقٌّ وإِن جَاءَ عَلَى فَرَس ؛ السَّائِل: الطَّالِبُ، مَعْنَاهُ الأَمر بحُسْن الظَّنِّ بِالسَّائِلِ إِذا تَعَرَّض لك، وأَن لا تُجِيبَهُ «2» بِالتَّكْذِيبِ والردِّ مَعَ إِمكان الصِّدْقِ أَي لَا تُخَيِّب السائلَ وإِن رابَك مَنْظَرُه وَجَاءَ رَاكِبًا عَلَى فَرَسٍ، فإِنه قَدْ يَكُونُ لَهُ فَرَسٌ وَوَرَاءَهُ عَائِلَةٌ أَو دَيْن يَجُوزُ مَعَهُ أَخذ الصَّدَقة، أَو يَكُونُ مِنَ الغُزاة أَو مِنَ الْغَارِمِينَ وَلَهُ فِي الصَّدَقَةِ سَهْم. سبل: السَّبِيلُ: الطريقُ وَمَا وَضَحَ مِنْهُ، يُذَكَّر وَيُؤَنَّثُ. وسَبِيلُ اللَّهِ: طَرِيقُ الهُدى الَّذِي دَعَا إِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:

_ (1). قَوْلُهُ [وجمع السَّائِل إلخ] عبارة شرح القاموس: وجمع السَّائِل سَأَلَة ككاتب وكتبة وسُؤَال كرمّان (2). قوله [وأن لا تجيبه] هكذا في الأَصل، وفي النهاية: وأن لا تجبهه

وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ، فذُكِّر؛ وَفِيهِ: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ ، فأُنِّث. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: عَلَى اللَّهِ أَن يَقْصِدَ السَّبِيلَ لِلْمُسْلِمِينَ، وَمِنْهَا جَائِرٌ أَي وَمِنَ الطُّرُق جائرٌ عَلَى غَيْرِ السَّبيل، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ السَّبيل هُنَا اسْمَ الْجِنْسِ لَا سَبيلًا وَاحِدًا بِعَيْنِهِ، لأَنه قَدْ قَالَ وَمِنْهَا جائرٌ أَي وَمِنْهَا سَبيلٌ جَائِرٌ. وَفِي حَدِيثِ سَمُرة: فإِذا الأَرضُ عِنْدَ أَسْبُله أَي طُرُقه، وَهُوَ جَمْعُ قِلَّة للسَّبِيلِ إِذا أُنِّثَتْ، وإِذا ذُكِّرَت فَجَمْعُهَا أَسْبِلة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَي فِي الْجِهَادِ؛ وكُلُّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ فَهُوَ مِنْ سَبِيل اللَّهِ أَي مِنَ الطُّرُق إِلى اللَّهِ، وَاسْتَعْمَلَ السَّبِيل فِي الْجِهَادِ أَكثر لأَنه السَّبيل الَّذِي يقاتَل فِيهِ عَلَى عَقْد الدِّينِ، وَقَوْلُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُريد بِهِ الَّذِي يُرِيدُ الغَزْو وَلَا يَجِدُ مَا يُبَلِّغُه مَغْزاه، فيُعْطى مِنْ سَهْمه، وكُلُّ سَبِيل أُريد بِهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ بِرٌّ فَهُوَ دَاخِلٌ فِي سَبيل اللَّهِ، وإِذا حَبَّس الرَّجلُ عُقْدةً لَهُ وسَبَّل ثَمَرَها أَو غَلَّتها فإِنه يُسلَك بِمَا سَبَّل سَبيلُ الخَيْر يُعْطى مِنْهُ ابْنُ السَّبيل والفقيرُ والمجاهدُ وَغَيْرُهُمْ. وسَبَّل ضَيْعته: جَعَلها فِي سَبيل اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ وَقْف عُمَر: احْبِسْ أَصلها وسَبِّلْ ثَمَرَتَها أَي اجْعَلْهَا وَقَفًا وأَبِحْ ثَمَرَتَهَا لِمَنْ وقَفْتها عَلَيْهِ. وسَبَّلْت الشيءَ إِذا أَبَحْته كأَنك جَعَلْتَ إِليه طَرِيقاً مَطْروقة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ سَبيل اللَّهِ وَابْنِ السَّبيل، والسَّبِيل فِي الأَصل الطَّرِيقُ، والتأْنيث فِيهَا أَغلب. قَالَ: وسَبِيل اللَّهِ عامٌّ يَقَعُ عَلَى كُلِّ عَمَلٍ خَالِصٍ سُلك بِهِ طَرِيقُ التقرُّب إِلى اللَّهِ تَعَالَى بأَداء الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ وأَنواع التطوُّعات، وإِذا أُطلق فَهُوَ فِي الْغَالِبِ وَاقِعٌ عَلَى الْجِهَادِ حَتَّى صَارَ لكثْرة الِاسْتِعْمَالِ كأَنه مَقْصُورٌ عَلَيْهِ، وأَما ابْنُ السَّبيل فَهُوَ الْمُسَافِرُ الْكَثِيرُ السَّفَرِ، سُمِّي ابْناً لَهَا لمُلازَمته إِياها. وَفِي الْحَدِيثِ: حَريمُ الْبِئْرِ أَربعون ذِرَاعًا مِنْ حَوالَيْها لأَعْطان الإِبل وَالْغَنَمِ، وَابْنُ السَّبِيل أَوْلى شَارِبٍ مِنْهَا أَي عابِرُ السَّبيل المجتازُ بِالْبِئْرِ أَو الْمَاءِ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْمُقِيمِ عَلَيْهِ، يُمَكَّن مِنَ الوِرْد وَالشُّرْبِ ثُمَّ يَدَعه لِلْمُقِيمِ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ابنُ السَّبِيل ابنُ الطَّرِيقِ، وتأْويله الَّذِي قُطِع عَلَيْهِ الطريقُ، وَالْجَمْعُ سُبُلٌ. وسَبِيلٌ سَابِلَةٌ: مَسْلوكة. والسَّابِلَة: أَبناء السَّبيل الْمُخْتَلِفُونَ عَلَى الطُّرُقات فِي حَوَائِجِهِمْ، وَالْجَمْعُ السَّوَابِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ابْنُ السَّبِيل الْغَرِيبُ الَّذِي أَتى بِهِ الطريقُ؛ قَالَ الرَّاعِي: عَلَى أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ، ... قَلِيلٌ نَوْمُهُم إِلّا غِرَارا وَقَالَ آخَرُ: ومَنْسوب إِلى مَنْ لَمْ يَلِدْه، ... كَذَاكَ اللهُ نَزَّل فِي الْكِتَابِ وأَسْبَلَتِ الطريقُ: كَثُرت سابِلَتُها. وَابْنُ السَّبِيل: المسافرُ الَّذِي انْقُطِع بِهِ وَهُوَ يُرِيدُ الرُّجُوعَ إِلى بَلَدِهِ وَلَا يَجِد مَا يَتَبَلَّغ بِهِ فَلَه فِي الصَّدَقات نَصِيبٌ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: سَهْمُ سَبيل اللَّهِ فِي آيةِ الصَّدَقَاتِ يُعْطَى مِنْهُ مَنْ أَراد الغَزْو مِنْ أَهل الصَّدَقَةِ، فَقِيرًا كَانَ أَو غَنِيًّا؛ قَالَ: وَابْنُ السَّبِيل عِنْدِي ابْنُ السَّبيل مِنْ أَهل الصَّدَقَةِ الَّذِي يُرِيدُ الْبَلَدَ غَيْرَ بَلَدِهِ لأَمر يَلْزَمُهُ، قَالَ: ويُعْطَى الْغَازِي الحَمُولة والسِّلاح والنَّفقة والكِسْوة، ويُعْطَى ابنُ السَّبِيل قدرَ مَا يُبَلِّغه البلدَ الَّذِي يُرِيدُهُ فِي نَفَقته وحَمُولته.

وأَسْبَلَ إِزاره. أَرخاه. وامرأَة مُسْبِلٌ: أَسْبَلَتْ ذَيْلَهَا. وأَسْبَلَ الفرسُ ذَنَبَه: أَرسله. التَّهْذِيبِ: وَالْفَرَسُ يُسْبِلُ ذَنَبه والمرأَة تُسْبِلُ ذَيْلَهَا. يُقَالُ: أَسْبَلَ فُلَانٌ ثِيَابَهُ إِذا طَوَّلَهَا وأَرسلها إِلى الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمهم اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُر إِليهم ولا يُزَكِّيهم، قَالَ: قُلْتُ ومَنْ هُمْ خابُوا وخَسِرُوا؟ فأَعادها رَسُولُ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: المُسْبِلُ والمَنّانُ والمُنَفِّقُ سِلْعته بالحَلِف الْكَاذِبِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ: المُسْبِل الَّذِي يُطَوِّل ثَوْبَهُ ويُرْسِله إِلى الأَرض إِذا مَشَى وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ كِبْراً واخْتِيالًا. وَفِي حَدِيثِ المرأَة والمَزَادَتَينِ: سَابِلَةٌ رِجْلَيْها بَيْنَ مَزَادَتَينِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالصَّوَابُ فِي اللُّغَةِ مُسْبِلَة أَي مُدَلِّيَة رِجْلَيْهَا، وَالرِّوَايَةُ سادِلَةٌ أَي مُرْسِلة. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: مَنْ جَرَّ سَبَلَه مِنَ الخُيَلاء لَمْ يَنْظُر اللَّهُ إِليه يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ السَّبَل، بِالتَّحْرِيكِ: الثِّيَابُ المُسْبَلة كالرَّسَل والنَّشَر فِي المُرْسَلة والمَنْشورة. وَقِيلَ: إِنها أَغلظ مَا يَكُونُ مِنَ الثِّيَابِ تُتَّخَذ مِنْ مُشاقة الكَتَّان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: دَخَلْتُ عَلَى الحَجّاج وَعَلَيْهِ ثِيابٌ سَبَلَةٌ ؛ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا* ؛ قَالَ: لَا يَسْتَطِيعُونَ فِي أَمرك حِيلة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ؛ كَانَ أَهل الْكِتَابِ إِذا بَايَعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَيْسَ للأُمِّيِّين يَعْنِي الْعَرَبَ حُرْمَة أَهل دِينِنَا وأَموالُهم تَحِلُّ لنا. وقوله تعالي: يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ؛ أَي سَبَباً ووُصْلة؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ: أَفَبَعْدَ مَقْتَلِكُم خَلِيلَ مُحَمَّدٍ، ... تَرْجُو القُيونُ مَعَ الرَّسُول سَبِيلا؟ أَي سَبَباً ووُصْلَةً. والسَّبَلُ، بِالتَّحْرِيكِ: المَطَر، وَقِيلَ: المَطَرُ المُسْبِلُ. وَقَدْ أَسْبَلَت السماءُ، وأَسْبَلَ دَمْعَه، وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إِذا هَطَلا، وَالِاسْمُ السَّبَل، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: فَجادَ بِالْمَاءِ جَوْنيٌّ لَهُ سَبَل أَي مطَرٌ جَوْدٌ هاطِلٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَسْبَلَتِ السماءُ إِسْبَالًا، وَالِاسْمُ السَّبَلُ، وَهُوَ الْمَطَرُ بَيْنَ السَّحَابِ والأَرض حِينَ يَخْرج مِنَ السَّحَابِ وَلَمْ يَصِلْ إِلى الأَرض. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اسْقِنا غَيْثاً سابِلًا أَي هاطِلًا غَزِيراً. وأَسْبَلَت السحابةُ إِذا أَرْخَتْ عثانِينَها إِلى الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: السُّبْلَة المَطْرَة الْوَاسِعَةُ، وَمِثْلُ السَّبَل العَثانِينُ، وَاحِدُهَا عُثْنُون. والسَّبُولةُ والسُّبُولَةُ والسُّنْبُلَة: الزَّرْعة الْمَائِلَةُ. والسَّبَلُ: كالسُّنْبُل، وَقِيلَ: السَّبَل مَا انْبَسَطَ مِنْ شَعاع السُّنْبُل، وَالْجَمْعُ سُبُول، وَقَدْ سَنْبَلَتْ وأَسْبَلَتْ. اللَّيْثُ: السَّبولة هِيَ سُنْبُلة الذُّرَة والأَرُزِّ وَنَحْوِهِ إِذا مَالَتْ. وَقَدْ أَسْبَلَ الزَّرْعُ إِذا سَنْبَل. والسَّبَل: أَطراف السُّنْبُل، وقيل السَّبَل السُّنْبُل، وَقَدْ سَنْبَل الزَّرْعُ أَي خَرَجَ سُنْبُله. وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ: لَا تُسْلِمْ فِي قَراحٍ حَتَّى يُسْبِل أَي حَتَّى يُسَنْبِل. والسَّبَل: السُّنْبُل، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ وَقَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ الْبَكْرِيِّ: وخَيْلٍ كأَسْراب القَطَا قَدْ وزَعْتُها، ... لَهَا سَبَلٌ فِيهِ المَنِيَّةُ تَلْمَعُ يَعْنِي بِهِ الرُّمْح. وسَبَلَةُ الرَّجُل: الدائرةُ الَّتِي فِي وسَط الشَّفَةِ العُلْيا، وَقِيلَ: السَّبَلة مَا عَلَى الشَّارِبِ مِنَ الشَّعَرِ، وَقِيلَ طَرَفه، وَقِيلَ هِيَ مُجْتَمَع الشاربَين، وَقِيلَ هُوَ مَا عَلَى الذَّقَن إِلى طَرَف اللِّحْيَةِ، وَقِيلَ هُوَ

مُقَدَّم اللِّحية خَاصَّةً، وَقِيلَ: هِيَ اللِّحْيَةُ كُلُّهَا بأَسْرها؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَذُو سَبَلاتٍ، وَهُوَ مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي فُرِّق فجُعل كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ سَبَلة، ثُمَّ جُمِع عَلَى هَذَا كَمَا قَالُوا لِلْبَعِيرِ ذُو عَثَانِين كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُثْنُوناً، وَالْجَمْعُ سِبَال. التَّهْذِيبِ: والسَّبَلَة مَا عَلَى الشَّفَة العُلْيا مِنَ الشَّعْرِ يَجْمَعُ الشاربَين وَمَا بَيْنَهُمَا، والمرأَة إِذا كَانَ لَهَا هُنَاكَ شَعْرٌ قِيلَ امرأَة سَبْلاءُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ سَبَلٌ سَابِلٌ كَمَا يُقَالُ شِعْرٌ شاعِرٌ، اشْتَقُّوا لَهُ اسْمًا فَاعِلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ وافِرَ السَّبَلة ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَعْنِي الشَّعَرَاتِ الَّتِي تَحْتَ اللَّحْي الأَسفل، والسَّبَلة عِنْدَ الْعَرَبِ مُقَدَّم اللِّحْيَةِ وَمَا أَسْبَلَ مِنْهَا عَلَى الصَّدْرِ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ كَذَلِكَ: رَجُلٌ أَسْبَلُ ومُسَبَّل إِذا كَانَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ، وَقَدْ سُبِّلَ تَسْبِيلًا كأَنه أُعْطِيَ سَبَلَة طَوِيلَةً. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ وَقَدْ نَشَر سَبَلَته إِذا جاءَ يَتَوَعَّد؛ قَالَ الشَّمَّاخ: وَجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضُّها بقَضِيضِها، ... تُنَشِّرُ حَوْلي بالبَقِيع سَبَالَها وَيُقَالُ للأَعداء: هُمْ صُهْبُ السِّبَال؛ وَقَالَ: فظِلالُ السُّيُوفِ شَيَّبْنَ رأْسي، ... واعْتِناقي فِي الْقَوْمِ صُهْبَ السِّبال وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: السَّبَلة مَا ظَهَرَ مِنْ مُقَدَّم اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارضَيْن، والعُثْنُون مَا بَطَن. الْجَوْهَرِيُّ: السَّبَلة الشَّارِبُ، وَالْجَمْعُ السِّبال؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وتَأْبَى السِّبالُ الصُّهْبُ والآنُفُ الحُمْرُ وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّة: عَلَيْهِ شُعَيْراتٌ مِثْلُ سَبَالة السِّنَّوْر. وسَبَلَةُ الْبَعِيرِ: نَحْرُه. وَقِيلَ: السَّبَلَة مَا سَالَ مِنْ وَبَره فِي مَنْحره. التَّهْذِيبِ: والسَّبَلَة المَنْحَرُ مِنَ الْبَعِيرِ وَهِيَ التَّريبة وَفِيهِ ثُغْرة النَّحْر. يُقَالُ: وَجَأَ بشَفْرَته فِي سَبَلَتِها أَي فِي مَنْحَرها. وإِنَّ بَعِيرَك لَحَسنُ السَّبَلَة؛ يُرِيدُونَ رِقَّة جِلْده. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لَتَمَ، بِالتَّاءِ، فِي سَبَلَة بَعِيرِهِ إِذا نَحَرَه فَطَعَن فِي نَحْرِهِ كأَنها شَعَراتٌ تَكُونُ فِي المَنْحَر. وَرَجُلٌ سَبَلانيٌّ ومُسْبِلٌ ومُسْبَلٌ ومُسَبِّلٌ وأَسْبَلُ: طَوِيلُ السَّبَلة. وعَيْن سَبْلاء: طَوِيلَةُ الهُدْب. ورِيحُ السَّبَل: داءٌ يُصِيب فِي الْعَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّبَل داءٌ فِي الْعَيْنِ شِبْه غِشاوة كأَنها نَسْج الْعَنْكَبُوتِ بِعُرُوقٍ حُمْر. ومَلأَ الكأْس إِلى أَسْبَالِها أَي حُرُوفِهَا كَقَوْلِكَ إِلى أَصْبارِها. ومَلأَ الإِناءَ إِلى سَبَلَته أَي إِلى رأْسه. وأَسْبَالُ الدَّلْوِ: شِفاهُها؛ قَالَ بَاعِثُ بْنُ صُرَيم اليَشْكُري: إِذ أَرْسَلُوني مائحاً بدِلائِهِمْ، ... فَمَلأْتُها عَلَقاً إِلى أَسْبَالِها يَقُولُ: بَعَثُوني طَالِبًا لتِراتِهم فأَكْثَرْت مِنَ القَتْل، والعَلَقُ الدَّمُ. والمُسْبِل: الذَّكَرُ. وخُصْية سَبِلةٌ: طَوِيلَةٌ. والمُسْبِل: الْخَامِسُ مِنْ قِداح المَيْسِر؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ السَّادِسُ وَهُوَ المُصْفَح أَيضاً، وَفِيهِ سِتَّةُ فُرُوضٍ، وَلَهُ غُنْم سِتَّةِ أَنْصِباء إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْم سِتَّةِ أَنْصباء إِن لَمْ يَفُزْ، وَجَمْعُهُ المَسَابِل. وَبَنُو سَبَالَة «3»: قَبِيلَةٌ. وإِسْبِيلٌ: مَوْضِعٌ، قِيلَ هُوَ اسْمُ بَلَدٍ؛ قال خَلَف الأَحمر:

_ (3). قوله [بنو سَبَالَة] ضبط بالفتح في التكملة، عن ابن دريد، ومثله في القاموس، قال شارحه: وضبطه الحافظ في التبصير بالكسر

لَا أَرضَ إِلَّا إِسْبِيل، ... وكلُّ أَرْضٍ تَضْلِيل وَقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: بإِسْبِيلَ أَلْقَتْ بِهِ أُمُّه ... عَلَى رأْس ذِي حُبُكٍ أَيْهَما والسُّبَيْلَة: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَبَحَ الإِلهُ، وَلَا أُقَبِّح مُسْلِماً، ... أَهْلَ السُّبَيْلَة مِنْ بَني حِمَّانا وسَبْلَلٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ صَخْر الغَيِّ: وَمَا إنْ صَوْتُ نائحةٍ بلَيْلٍ ... بسَبْلَل لَا تَنامُ مَعَ الهُجود جَعَله اسْمًا للبُقْعة فَتَرك صَرْفه. ومُسْبِلٌ: مِنْ أَسماء ذِي الحِجَّة عاديَّة. وسَبَل: اسْمُ فُرْسٍ قَدِيمَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: سَبَل اسْمُ فُرْسٍ نَجِيبٍ فِي الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ أُمُّ أَعْوَج وَكَانَتْ لِغَنيٍّ، وأَعْوَجُ لِبَنِي آكِلِ المُرَار، ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلال بْنِ عَامِرٍ؛ وَقَالَ: هُوَ الجَوَادُ ابْنُ الجَوَادِ ابنِ سَبَل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لجَهْم بن شِبْل؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ: وَهُوَ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ بَكْرٍ وَكَانَ شَاعِرًا لَمْ يُسْمَع فِي الْجَاهِلِيَّةِ والإِسلام مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشعرُ مِنْهُ؛ قَالَ: وَقَدْ أَدركته يُرْعَد رأْسُه وَهُوَ يَقُولُ: أَنا الجَوَادُ ابنُ الجَوَاد ابنِ سَبَل، ... إِن دَيَّمُوا جادَ، وإِنْ جادُوا وَبَل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَثَبَتَ بِهَذَا أَن سَبَل اسْمُ رَجُلٍ وَلَيْسَ بِاسْمِ فَرَسٍ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ. سبتل: سُبْتُلٌ: ضَرْبٌ مِنْ حَبَّة البَقْل. سبحل: سَبْحَلَ الرجلُ إِذا قَالَ سُبْحان اللَّهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وادٍ وسِقَاءٌ سَحْبَلٌ وسَبَحْلَلٌ وَاسِعٌ. والسَّحْبَلُ والسَّبَحْلَلُ: العظيم المُسِنُّ من الضَّباب. والسِّبَحْل، عَلَى وَزْنِ الهِجَفِّ: الضَّخْم مِنَ الضَّبّ وَالْبَعِيرِ والسِّقَاء وَالْجَارِيَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ السِّبَحْل الضَّبِّ قَوْلُ الشَّاعِرِ: سِبَحْلٌ لَهُ تَرْكانِ كَانَا فَضِيلةً، ... عَلَى كلِّ حافٍ فِي البلادِ وناعِلِ قَالَ: وَشَاهِدُ السِّبَحْل البعيرِ قولُ ذِي الرُّمَّة: سِبَحْلًا أَبا شَرْخَيْن أَحْيَا بَنَاتِه ... مَقَالِيتُها، وَهِيَ اللُّبَاب الحَبائش وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الإِبِل السِّبَحْلُ أَي الضَّخْمُ، والأُنثى سِبَحْلة مِثْلُ رِبَحْلة. وَيُقَالُ: سِقَاءٌ سِبَحْلٌ وسَبَحْلَلٌ؛ عن ابن السكيت. والسِّبَحْلة: الْعَظِيمَةُ مِنَ الإِبل، وَهِيَ الغَرِيزة أَيضاً الْعَظِيمَةُ. وجَمَلٌ سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ: عَظِيمٌ. أَبو عُبَيْدٍ: السِّبَحْلُ والسَّحْبَل والهِبَلُّ الفَحْل، والسِّبَحْلَة مِنَ النِّسَاءِ الطَّوِيلَةُ الْعَظِيمَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ نِسَاءِ الأَعراب تَصِف ابْنَتَهَا: سِبَحْلَةٌ رِبَحْلَه ... تَنْمِي نَبَاتَ النَّخْلَه اللَّيْثُ: سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ إِذا وُصِف بالتَّرَارة والنَّعْمة؛ وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الإِبل خيرٌ؟ فَقَالَتِ: السِّبَحْل الرِّبَحْلُ، الراحِلَةُ الفَحْلُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً: إِنَّه لَسِبَحْل رِبَحْلٌ أَي عَظِيمٌ، قَالَ: وَهُوَ عَلَى الِاتِّسَاعِ، وَلَمْ يُفَسِّر مَا عَنَى بِهِ مِنَ الأَنواع. وزِقٌّ سِبَحْل: طَوِيلٌ عَظِيمٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وضَرْعٌ سِبَحْلٌ: عَظِيمٌ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

بِسَبْحَل الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَراد بسِبَحْل، فأَسكن الْبَاءَ وحَرَّك الْحَاءَ وغَيَّر حَرَكَةَ السِّينِ. اللَّيْثُ: السَّبَحْلَلُ هُوَ الشِّبْل إِذا أَدْرَكَ الصيد. سبدل: السَّبَنْدَلُ: طَائِرٌ يَكُونُ بِالْهِنْدِ يَدْخُلُ فِي النَّارِ فَلَا يَحْترق رِيشُه؛ عَنْ كراع. سبعل: رَجُلٌ سَبَعْلَلٌ: فَارِغٌ كَسَبَهْلَل؛ عن كراع. سبغل: اسْبَغَلَّ الثوبُ اسْبِغْلالًا: ابْتَلَّ بِالْمَاءِ، وازْبَغَلَّ مِثْلُهُ، وَكَذَلِكَ اسْبَغَلَّ الشعرُ بالدُّهْن. وشَعَرٌ مُسْبَغِلٌّ: مُسْتَرْسِلٌ؛ قَالَ كثيِّر: مَسَائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ، ... جَرَى مِسْكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلالَها والمُسْبَغِلَّةُ: الضَّافِيَةُ. ودِرْعٌ مُسْبَغِلَّة: سَابِغَةٌ: وأَنشد: ويَوْماً عَلَيْهِ لأْمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ، ... مِنَ المُسْبَغِلَّات الضَّوافي فُضُولُها وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَتانا سَبَغْلَلًا أَي لَا شَيْءَ مَعَهُ وَلَا سِلَاحَ عَلَيْهِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ سَبَهْلَلًا. والسَّبَغْلَلُ: الْفَارِغُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: سَغْبَلَ طعامَه إِذا رَوّاه دَسَماً. وسَغْبَلَ رأْسَه وسَغْسَغَه ورَوَّلَه إِذا مَرَّغَه، وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبْغَلَه فاسْبَغَلَّ، قُدِّمت الباء على الغين. سبهل: جَاءَ سَبَهْلَلًا أَي بِلَا شَيْءٍ، وَقِيلَ بِلَا سِلَاحٍ وَلَا عَصًا. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلْفَارِغِ النَّشيط الفَرِح سَبَهْلَلٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وكلُّ فارغٍ سَبَهْلَلٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: إِذا الْجَارُ لَمْ يَعْلَمْ مُجِيراً يُجِيرُه، ... فَصَارَ حَرِيباً فِي الدِّيَارِ سَبَهْلَلا قَطَعْنا لَهُ مِنْ عَفْوَة المالِ عِيشةً، ... فأَثْرَى، فَلَا يَبْغي سِوانا مُحَوَّلا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَاءَ سَبَهْلَلًا أَي غَيْرَ مَحْمُودِ الْمَجِيءِ. وأَنت فِي الضَّلال بنِ الأَلال بْنِ السَّبَهْلَل؛ يَعْنِي الْبَاطِلَ؛ وَيُقَالُ: هُوَ الضَّلال بنُ السَّبَهْلَل يَعْنِي الْبَاطِلَ وجئْتَ بالضَّلال بْنِ السَّبَهْلَل؛ أَي الْبَاطِلِ. وَيُقَالُ: جَاءَ سَبَهْلَلًا لَا شَيْءَ مَعَهُ. وَيُقَالُ: جَاءَ سَبَهْلَلًا يَعْنِي الْبَاطِلَ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ سَبَهْلَلًا أَي ضَالًّا لَا يَدْرِي أَيْن يَتَوَجَّه. وَيُقَالُ: جَاءَ سَبَهْلَلًا وسَبَغْلَلًا أَي فَارِغًا، يُقَالُ لِلْفَارِغِ النَّشِيط الفَرِح. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجِيئَنَّ أَحدكم يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبَهْلَلًا ؛ وفُسِّر فَارِغًا لَيْسَ مَعَهُ مِنْ عَمَلِ الْآخِرَةِ شَيْءٌ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قَالَ: إِني لأَكره أَن أَرى أَحَدَكم سَبَهْلَلًا لَا فِي عَمَل دُنْيا وَلَا فِي عَمَل أَخَّرَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّنْكِيرُ فِي دُنْيَا وَآخِرَةٍ يَرْجِع إِلى الْمُضَافِ إِليهما، وَهُوَ العَمَل كأَنه قَالَ لَا فِي عَمَلٍ مِنْ أَعمال الدُّنْيَا وَلَا فِي عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْآخِرَةِ. قَالَ الأَصمعي وأَبو عَمْرٍو: جَاءَ الرجلُ يَمْشِي سَبَهْلَلًا إِذا جَاءَ وَذَهَبَ فِي غَيْرِ شَيْءٍ. الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: رأَيت فُلَانًا يَمْشِي سَبَهْلَلًا وَهُوَ المُخْتال فِي مِشْيته. يُقَالُ: مَشَى فُلَانٌ السِّبَهْلى كَمَا تَقُولُ السِّبَطْرَى، والسِّبَطْرى: الِانْبِسَاطُ فِي الْمَشْيِ، والسِّبَهْلى: التبختُر. ستل: السِّتْلُ مِنْ قَوْلِكَ: تَسَاتَل عَلَيْنَا الناسُ أَي خَرَجُوا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدًا بَعْدَ آخَرَ تِباعاً مُتَسايلين. وتَسَاتَلَ القومُ: جَاءَ بعضُهم فِي أَثر بَعْضٍ، وَجَاءَ الْقَوْمُ سَتْلًا. ابْنُ سِيدَهْ: سَتَلَ القومُ سَتْلًا

وانْسَتَلوا خَرَجُوا مُتَتَابِعِينَ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَقِيلَ: جَاءَ بَعْضُهُمْ فِي أَثر بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ، فبَيْنا نَحْنُ ليلَةً مُتَساتِلِين عَنِ الطَّرِيقِ نَعَس رسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمَسَاتِلُ: الطُّرُق الضَّيِّقة لأَن النَّاسَ يَتَسَاتَلون فِيهَا. والمَسْتَل: الطَّريق الضَّيِّق؛ وكُلُّ مَا جَرَى قَطَراناً فَقَدْ تَسَاتَل نَحْوَ الدَّمْعِ وَاللُّؤْلُؤِ إِذا انْقَطَعَ سِلْكُه. والسَّتَل: طَائِرٌ شَبِيهٌ بالعُقاب أَو هُوَ هِيَ، وَقِيلَ: هُوَ طَائِرٌ عَظِيمٌ مِثْلُ النَّسْر يَضْرِب إِلى السَّوَادِ، يَحْمِل عَظْم الفَخِذ مِنَ الْبَعِيرِ وعظمَ السَّاقِ أَو كُلَّ عَظْم ذِي مُخٍّ حَتَّى إِذا كَانَ فِي كَبِد السَّمَاءِ أَرسله عَلَى صَخْر أَو صَفاً حَتَّى يَتَكَسَّر، ثُمَّ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فيأْكل مُخَّه، وَالْجَمْعَ سِتْلانٌ وسُتْلانٌ. والسُّتَالَةُ: الرُّذالة من كل شيء. سجل: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وَقِيلَ: هُوَ مِلْؤُها، وَقِيلَ: إِذا كَانَ فِيهِ مَاءً قَلَّ أَو كَثُر، وَالْجَمْعُ سِجَالٌ وسُجُول، وَلَا يُقَالُ لَهَا فَارِغَةً سَجْلٌ وَلَكِنْ دَلْو؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُقَالُ لَهُ وَهُوَ فَارِغٌ سَجْلٌ وَلَا ذَنُوب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب، ... حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب قَالَ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أُرَجِّي نَائِلًا مِنْ سَيْبِ رَبٍّ، ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ قَالَ: والذَّمَّة الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأَى، وَالْمَعْنَى قَلِيله كَثِيرٌ؛ وَرَوَاهُ الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده مُحْكَم مِنْ قَوْلِكَ سَجَّل الْقَاضِي لِفُلَانٍ بِمَالِهِ أَي اسْتَوْثق لَهُ بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّجْل اسْمُهَا مَلأَى مَاءً، والذَّنُوب إِنما يَكُونُ فِيهَا مِثْلُ نِصْفِهَا مَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَعرابيّاً بَالَ فِي الْمَسْجِدِ فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ ؛ قَالَ: السَّجْل أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ الدِّلاء، وَجَمْعُهُ سِجَال؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: يُحِيلون السِّجَال عَلَى السِّجَال وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلًا أَو سَجْلَين، وَقَالُوا: الْحُرُوبُ سِجَالٌ أَي سَجْلٌ مِنْهَا عَلَى هَؤُلَاءِ وَآخَرُ عَلَى هَؤُلَاءِ، والمُسَاجَلَة مأْخوذة مِنَ السَّجْل. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: أَن هِرَقْلَ سأَله عَنِ الْحَرْبِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: الحَرْب بَيْنَنَا سِجَالٌ ؛ مَعْنَاهُ إِنا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّة ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخرى، قَالَ: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين مِنَ الْبِئْرِ يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأَى مَاءً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فسَجَلَها أَي قَرأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً، مِنَ السَّجْل الصَّبِّ. يُقَالُ: سَجَلْت الماءَ سَجْلًا إِذا صَبَبْتُهُ صَبًّا متَّصلًا. ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلَة: ضَخْمة؛ قَالَ: خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيلَه، ... إِن لَمْ يَكُنْ عَمُّك ذَا حَلِيله وخُصْيَةٌ سَجِيلَة بَيِّنَة السَّجَالَة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ. والسَّجِيل مِنَ الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طَوِيلٌ مُتَدَلٍّ. وَنَاقَةٌ سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابْنُ شُمَيْلٍ: ضَرْع أَسْجَلَ وَهُوَ الْوَاسِعُ الرِّخو الْمُضْطَرِبُ الَّذِي يَضْرِبُ رِجْلَيْهَا مِنْ خَلْفها وَلَا يَكُونُ إِلا فِي ضُرُوعِ الشَّاءِ.

وسَاجَلَ الرَّجُلَ: بَارَاهُ، وأَصله فِي الِاسْتِقَاءِ، وَهُمَا يَتَسَاجَلان. والمُسَاجَلَة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه فِي جَرْيٍ أَو سَقْيٍ؛ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبي لَهَبٍ: مَنْ يُسَاجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً، ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصل المُسَاجَلَة أَن يَسْتَقِيَ سَاقِيَانِ فيُخْرج كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَجْله مِثْلَ مَا يُخْرج الْآخَرُ، فأَيُّهما نَكَل فَقَدْ غُلِبَ، فَضَرَبَتْهُ الْعَرَبُ مَثَلًا للمُفاخَرة، فإِذا قِيلَ فُلَانٌ يُسَاجِل فُلَانًا، فَمَعْنَاهُ أَنه يُخْرِج مِنَ الشَّرَف مِثْلَ مَا يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فَقَدْ غُلِب. وتَسَاجَلُوا أَي تَفاخَروا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الحَرْبُ سِجَالٌ. وانْسَجَلَ الماءُ انْسِجَالًا إِذا انْصَبَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَهَا بعَيْنٍ ... سَجُومِ الْمَاءِ، فانْسَجَلَ انْسِجَالا وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَلَ أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجَلْتُ الحوضَ: مَلَأْتُهُ؛ قَالَ: وغادَر الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً ... تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا وَرَجُلٌ سَجْلٌ: جَواد؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَلَ الرجلُ: كثُر خيرُه. وسَجَّلَ: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لَهُمُ الأَمرَ: أَطلقه لَهُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ، قَالَ: هِيَ مُسْجَلَة للبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، يَعْنِي مُرْسلة مُطْلَقة فِي الإِحسان إِلى كُلِّ أَحد، لَمْ يُشْترَط فِيهَا بَرٌّ دُونَ فَاجِرٍ. والمُسْجَل: الْمَبْذُولُ الْمُبَاحُ الَّذِي لَا يُمْنَع مِنْ أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ: أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها، ... لِما نَابَهُ مِنْ طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ أَراد بالرَّحْل الْمَنْزِلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَا تُسْجِلُوا أَنعامَكم أَي لَا تُطْلِقوها فِي زُروع النَّاسِ. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا ذَلِكَ وَالدَّهْرُ مُسْجَلٌ أَي لَا يَخَافُ أَحد أَحداً. والسِّجِلُّ: كِتَابُ العَهْد ونحوِه، وَالْجَمْعُ سِجِلّاتٌ، وَهُوَ أَحد الأَسماء المُذَكَّرة الْمَجْمُوعَةِ بِالتَّاءِ، وَلَهَا نَظَائِرُ، وَلَا يُكَسَّر السِّجِلُّ، وَقِيلَ: السِّجِلُّ الْكَاتِبُ، وَقَدْ سَجَّلَ لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ، وَقُرِئَ: السِّجْل ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن السِّجِلَّ الصَّحِيفَةُ الَّتِي فِيهَا الْكِتَابُ؛ وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَنه رَوَى عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قرأَها بِسُكُونِ الْجِيمِ، قَالَ: وقرأَ بَعْضُ الأَعراب السَّجْل بِفَتْحِ السِّينِ. وَقِيلَ السِّجِلُّ مَلَكٌ، وَقِيلَ السِّجِلُّ بِلُغَةِ الْحَبَشِ الرَّجُل، وَعَنْ أَبي الْجَوْزَاءِ أَن السِّجِلَّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَمَامُ الْكَلَامِ لِلْكِتَابِ. وَفِي حَدِيثِ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فتُوضَع السِّجِلَّات فِي كِفَّة ؛ وَهُوَ جَمْعُ سِجِلٍّ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ الْكِتَابُ الْكَبِيرُ. والسَّجِيل: النَّصيب؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ السَّجْل الَّذِي هُوَ الدَّلو الملأَى، قَالَ: وَلَا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وَقَدْ سَجَّلَ الحاكمُ تَسْجِيلًا. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشَّدِيدُ. والسِّجِّيل: حِجَارَةٌ كالمَدَر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ؛ وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ مِنْ

طِينٍ، مُعَرَّب دَخِيل، وَهُوَ سَنْك وكِل «4» أَي حِجَارَةٌ وَطِينٌ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: لِلنَّاسِ فِي السِّجِّيل أَقوال، وَفِي التَّفْسِيرِ أَنها مِنْ جِلٍّ وَطِينٍ، وَقِيلَ مِنْ جِلٍّ وَحِجَارَةٍ، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: هَذَا فارسيٌّ وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي عِنْدَنَا، وَاللَّهُ أَعلم، أَنه إِذا كَانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحًا فَهُوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِب لأَن اللَّهَ تَعَالَى قَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْحِجَارَةَ فِي قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ فَقَالَ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ؛ فَقَدْ بَيَّن لِلْعَرَبِ مَا عَنى بسِجِّيل. وَمِنْ كَلَامِ الفُرْس مَا لَا يُحْصى مِمَّا قَدْ أَعْرَبَتْه العربُ نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيباج، فَلَا أُنْكِر أَن يَكُونَ هَذَا مِمَّا أُعْرِب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ سِجِّيلٍ* ، تأْويله كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ؛ وَقَالَ: إِن مِثْلَ ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عَنْ عُرُضٍ، ... ضَرْباً تَوَاصَتْ بِهِ الأَبْطالُ سِجِّينا قَالَ: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سِجِّيل مِنْ أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عَلَيْهِمْ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَقَالَ بَعْضُهُمْ سِجِّيل مِنْ أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وَجَعَلَهُ مِنَ السَّجْل؛ وأَنشد بَيْتَ اللَّهَبي: مَنْ يُسَاجِلْني يُساجِلْ مَاجِدًا وَقِيلَ مِنْ سِجِّيلٍ* : كَقَوْلِكَ مِن سِجِلٍّ أَي مَا كُتِب لَهُمْ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ إِذا فُسِّر فَهُوَ أَبْيَنُها لأَن مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى دَلِيلًا عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ مَا سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ؛ وسِجِّيل فِي مَعْنَى سِجِّين، الْمَعْنَى أَنها حِجَارَةٌ مِمَّا كَتَب اللهُ تَعَالَى أَنه يُعَذِّبهم بِهَا؛ قَالَ: وَهَذَا أَحسن مَا مَرَّ فِيهَا عِنْدِي. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ* ؛ قَالُوا: حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسماء الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ. وسَجَّلَه بِالشَّيْءِ: رَماه بِهِ مِنْ فَوْقٍ. والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلَة: غِلاف الْقَارُورَةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والسَّجَنْجَلُ: الْمِرْآةُ. والسَّجَنْجَل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة وسَبائِكُها، وَيُقَالُ هُوَ الذَّهَبُ، وَيُقَالُ الزَّعْفران، وَيُقَالُ إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ زَجَنْجَلٌ، وَقِيلَ هِيَ رُومِيَّة دَخَلَت فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ، ... تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسَّجَنْجَل سحل: السَّحْلُ والسَّحِيلُ: ثَوْبٌ لَا يُبْرَم غَزْلُه أَي لَا يُفْتَل طاقتَين، سَحَلَه يَسْحَلُه سَحْلًا. يُقَالُ: سَحَلُوه أَي لَمْ يَفْتِلوا سَداه؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: عَلَى كُلِّ حالٍ مِنْ سَحِيل ومُبْرَم وَقِيلَ: السَّحِيل الغَزْل الَّذِي لَمْ يُبْرَم، فأَما الثَّوْبُ فإِنه لَا يُسَمَّى سَحِيلًا، وَلَكِنْ يُقَالُ لِلثَّوْبِ سَحْلٌ. والسَّحْلُ والسَّحِيل أَيضاً: الحبْل الَّذِي عَلَى قُوَّة وَاحِدَةٍ. والسَّحْل: ثَوْبٌ أَبيض، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الثَّوْبَ مِنَ القُطْن، وَقِيلَ: السَّحْل ثَوْبٌ أَبيض رَقِيق، زَادَ الأَزهري: مِنْ قُطْن، وجمعُ كلِّ ذَلِكَ أَسْحالٌ وسُحُولٌ وسُحُلٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: كالسُّحُلِ البِيضِ جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ

_ (4). قوله [وهو سنك وكل] قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون الساكنة كاف مكسورة. وكل، بكسر الكاف وبعدها لام

قَالَ الأَزهري: جَمْعُهُ عَلَى سُحُلٍ مِثْلَ سَقْفٍ وسُقُف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ رَهْنٌ ورُهُن وخَطْب وخُطُب وحَجْل وحُجُل وحَلْق وحُلُق ونَجْم ونُجُم. الْجَوْهَرِيُّ: السَّحِيل الخَيطُ غَيْرُ مَفْتُولٍ. والسَّحِيل مِنَ الثِّيَابِ: مَا كَانَ غَزْلُه طَاقًا وَاحِدًا، والمُبْرَم الْمَفْتُولُ الغَزْل طاقَيْن، والمِتْآم مَا كَانَ سدَاه ولُحْمته طاقَيْن طاقَيْن، لَيْسَ بِمُبْرَم وَلَا مُسْحَل. والسَّحِيل مِنَ الحِبَال: الَّذِي يُفْتل فَتْلًا وَاحِدًا كَمَا يَفْتِل الخَيَّاطُ سِلْكه، والمُبْرَم أَن يَجْمَعَ بَيْنَ نَسِيجَتَين فَتُفْتَلا حَبْلًا وَاحِدًا، وَقَدْ سَحَلْت الحَبْلَ فَهُوَ مَسْحُول، وَيُقَالُ مُسْحَل لأَجل المُبْرَم. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ مَسْعُودٍ مَا تَسْأَل عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرتُه أَي جُعِل حَبْلُه المُبْرَم سَحِيلًا؛ السَّحِيل: الحَبْل المُبْرم عَلَى طَاقٍ، والمُبْرَم عَلَى طاقَيْن هُوَ المَرِيرُ والمَرِيرة، يُرِيدُ اسْتِرْخَاءَ قُوَّته بَعْدَ شِدَّةٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو فِي السَّحِيل: فَتَلَ السَّحِيلَ بمُبْرَم ذِي مِرَّة، ... دُونَ الرِّجَالِ بفَضْل عَقْل رَاجِحِ وسَحَلْت الحَبْلَ، وَقَدْ يُقَالُ أَسْحَلْته، فَهُوَ مُسْحَل، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ سَحَلْته. أَبو عَمْرٍو: المُسَحَّلة كُبَّة الغَزْل وَهِيَ الوَشِيعة والمُسَمَّطة. الْجَوْهَرِيُّ: السَّحْل الثَّوْبُ الأَبيض مِنَ الكُرْسُف مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ؛ قَالَ المُسَيَّب بْنُ عَلَس يَذْكُرُ ظُعُناً: وَلَقَدْ أَرَى ظُعُناً أُبيِّنها ... تُحْدَى، كأَنَّ زُهَاءَها الأَثْلُ فِي الْآلِ يَخْفِضُها ويَرْفَعُها ... رِيعٌ يَلُوح كأَنَّه سَحْلُ شَبَّه الطَّرِيقَ بِثَوْبٍ أَبيض. وَفِي الْحَدِيثِ: كُفّن رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ثَلَاثَةِ أَثواب سَحُولِيَّة كُرْسُف لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ ، يُرْوَى بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا، فَالْفَتْحُ مَنْسُوبٌ إِلى السَّحُول وَهُوَ القَصَّار لأَنه يَسْحَلُها أَي يَغْسِلُها أَو إِلى سَحُول قَرْيَةٍ بِالْيَمَنِ، وأَما الضَّمُّ فَهُوَ جَمْعُ سَحْل وَهُوَ الثَّوْبُ الأَبيض النَّقِيُّ وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ قُطْنٍ، وَفِيهِ شُذُوذٌ لأَنه نُسِبَ إِلى الْجَمْعِ، وَقِيلَ: إِن اسْمَ الْقَرْيَةِ بِالضَّمِّ أَيضاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ أَن رَجُلًا جَاءَ بكَبائس مِنْ هَذِهِ السُّحَّل ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا يَرْوِيهِ بَعْضُهُمْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ الرُّطَب الَّذِي لَمْ يَتِمَّ إِدراكه وقُوَّته، وَلَعَلَّهُ أُخذ مِنَ السَّحِيل الحَبْلِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وسَحَلَه يَسْحَله سَحْلًا فانْسَحَلَ: قَشَره ونَحَته. والمِسْحَل: المِنْحَت. والرِّياح تَسْحَل الأَرضَ سَحْلًا: تَكْشِط مَا عَلَيْهَا وتَنْزِع عَنْهَا أَدَمَتها. وَفِي الْحَدِيثِ أَن أُم حَكِيمٍ بِنْتَ الزُّبَيْرِ أَتَتْه بكَتِف فجَعَلَتْ تَسْحَلُها لَهُ فأَكل مِنْهَا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ؛ السَّحْل: القَشْر والكَشْط، أَي تكْشِط مَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ، وَمِنْهُ قِيلَ للمِبْرَد مِسْحَل؛ وَيُرْوَى: فجَعَلَتْ تَسْحَاها أَي تَقْشِرُها، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والسَّاحِل: شَاطِئ الْبَحْرِ. والسَّاحِل: رِيفُ الْبَحْرِ، فاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لأَن الْمَاءَ سَحَلَه أَي قَشَره أَو عَلاه، وَحَقِيقَتُهُ أَنه ذُو سَاحِلٍ مِنَ الْمَاءِ إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثُمَّ جَزَر فَجَرف مَا مَرَّ عَلَيْهِ. وسَاحَلَ القومُ: أَتَوا السَّاحِلَ وأَخَذوا عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فَسَاحَلَ أَبو سُفْيَانَ بالعِير أَي أَتَى بِهِمْ ساحِلَ الْبَحْرِ. والسَّحْلُ: النَّقْد مِنَ الدَّرَاهِمِ. وسَحَلَ الدراهمَ يَسْحَلُها سَحْلًا: انْتَقَدها. وسَحَلَه مائةَ دِرْهَم سَحْلًا: نَقَده؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فَبَاتَ بجَمْعٍ ثُمَّ آبَ إِلى مِنًى، ... فأَصْبَحَ رَأْدًا يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل فَجَاءَ بمَزْجٍ لَمْ يرَ النَّاسُ مِثْلَه، ... هُوَ الضَّحْكُ إِلا أَنه عَمَلُ النَّحْل قَوْلُهُ: يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل أَي النَّقْد، وَضَعَ الْمَصْدَرِ مَوْضِعَ الِاسْمِ. والسَّحْل: الضَّرْب بالسِّياط يَكْشِط الجِلْد. وسَحَلَه مائةَ سَوْطٍ سَحْلًا: ضَرَبه فَقَشر جِلْدَه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَحَلَه بالسَّوْط ضَرَبه، فَعَدَّاهُ بِالْبَاءِ؛ وَقَوْلُهُ: مِثْلُ انْسِحَالِ الوَرِق انْسِحَالُها يَعْنِي أَن يُحَكَّ بعضُها بِبَعْضٍ. وانْسَحَلَتِ الدراهمُ إِذا امْلاسَّتْ. وسَحَلْتُ الدَّراهم: صَبَبْتها كأَنَّك حَكَكْت بَعْضَهَا بِبَعْضٍ. وسَحَلْت الشيءَ: سَحَقْته. وسَحَلَ الشيءَ: بَرَدَه. والمِسْحَل: المِبْرَد. والسُّحَالة: مَا سَقَط مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَنَحْوِهِمَا إِذا بُرِدا. وَهُوَ مِنْ سُحَالَتِهِم أَي خُشَارتهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وسُحَالَة البُرِّ والشَّعير: قِشْرُهما إِذا جُرِدا مِنْهُ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُمَا مِنَ الحُبوب كالأَرُزِّ والدُّخْن. قَالَ الأَزهري: وَمَا تَحَاتَّ مِنَ الأَرُزِّ والذُّرَة إِذا دُقَّ شِبْهَ النُّخَالة فَهِيَ أَيضاً سُحَالَة، وكُلُّ مَا سُحِل مِنْ شَيْءٍ فَمَا سَقَط مِنْهُ سُحَالَة. اللَّيْثُ: السَّحْل نَحْتُكَ الخَشَبةَ بالمِسْحَل وَهُوَ المِبْرَد. والسُّحَالَة: مَا تَحَاتَّ مِنَ الْحَدِيدِ وبُرِد مِنَ الْمَوَازِينِ. وانْسِحَالُ النَّاقَةِ: إِسراعُها فِي سَيْرها. وسَحَلَتِ العَينُ تَسْحَلُ سَحْلًا وسُحُولًا: صَبَّت الدمعَ. وَبَاتَتِ السَّمَاءُ تَسْحَلُ ليلتَها أَي تَصُبُّ الْمَاءَ. وسَحَلَ البَغْلُ والحمارُ يَسْحَلُ ويَسْحِلُ سَحِيلًا وسُحَالًا: نَهَق. والمِسْحَل: الحِمار الوحشيُّ، وَهُوَ صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وسَحِيلُه أَشَدُّ نَهِيقه. والسَّحِيل والسُّحَال، بِالضَّمِّ: الصَّوْتُ الَّذِي يَدُورُ فِي صَدْرِ الْحِمَارِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ سَحَلَ يَسْحِلُ، بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قِيلَ لعَيْر الفَلاة مِسْحَلٌ. والمِسْحَل: اللِّجام، وَقِيلَ فَأْس اللِّجام. والمِسْحَلانِ: حَلْقتان إِحداهما مُدْخَلة فِي الأُخرى عَلَى طَرَفي شَكِيم اللِّجام وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَحْتَ الجَحْفَلة السُّفْلى؛ قَالَ رؤبة: لولا شَكِيمُ المِسْحَلَين انْدَقَّا وَالْجَمْعُ المَسَاحِل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: صَدَدْتَ عَنِ الأَعداء يَوْمَ عُبَاعِبٍ، ... صُدُودَ المَذاكِي أَفْرَعَتها المَسَاحِلُ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: مِسْحَل اللِّجام الحديدةُ الَّتِي تَحْتَ الحَنَك، قَالَ: والفَأْس الْحَدِيدَةُ الْقَائِمَةُ فِي الشَّكِيمة، والشَّكِيمة الْحَدِيدَةُ المُعْتَرِضة فِي الْفَمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قال لأَيوب، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَا يَنْبغي لأَحد أَن يُخَاصِمني إِلا مَنْ يَجْعَل الزِّيارَ فِي فَم الأَسَد والسِّحَال فِي فَمِ العَنْقاء ؛ السِّحالُ والمِسْحَل وَاحِدٌ، كَمَا تَقُولُ مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ ومِئْزَرٌ وإِزَارٌ، وَهِيَ الحَديدة الَّتِي تَكُونُ عَلَى طَرَفَيْ شَكِيم اللِّجام، وَقِيلَ: هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِي فَمِ الفرَس ليَخْضَعَ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالْكَافِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمِسْحَلانِ جَانِبَا اللِّحْيَةِ، وَقِيلَ: هُمَا أَسفلا العِذَارَيْن إِلى مُقَدَّم اللِّحْيَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الصُّدْغ، يُقَالُ شَابَ مِسْحَلاه؛ قَالَ الأَزهري: والمِسْحَلُ مَوْضِعُ العِذَار فِي قَوْلِ جَندل

الطُّهَوي: عُلِّقْتُها وَقَدْ تَرَى فِي مِسْحَلي أَي فِي مَوْضِعٍ عِذاري مِنْ لِحْيَتِي، يَعْنِي الشَّيْبَ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ أَعْلى مِسْحَلي فالمِسْحَلانِ هَاهُنَا الصُّدْغانِ وَهُمَا مِنَ اللِّجَام الخَدَّانِ. والمِسْحَل: اللِّسَانُ. قَالَ الأَزهري: والمِسْحَل العَزْم الصَّارِمُ، يُقَالُ: قَدْ رَكِبَ فُلَانٌ مِسْحَله ورَدْعَه إِذا عَزَم عَلَى الأَمر وجَدَّ فِيهِ؛ وأَنشد: وإِنَّ عِنْدي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي، ... سُمَّ ذَرارِيحَ رِطابٍ وخَشِي وأَورد ابْنُ سِيدَهْ هَذَا الرَّجَزَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ والمِسْحَل اللِّسَانُ. والمِسْحَل: الثَّوْبُ النَّقِيُّ مِنَ الْقُطْنِ. والمِسْحل: الشُّجاع الَّذِي يَعْمل وَحْدَهُ. والمِسْحَل: المِيزاب الَّذِي لَا يُطاق ماؤُه. والمِسْحَل: المَطَر الجَوْد. والمِسْحَل: الْغَايَةُ فِي السَّخَاءِ. والمِسْحَل: الجَلَّاد الَّذِي يُقِيمُ الْحُدُودَ بَيْنَ يَدَيِ السُّلْطَانِ. والمِسْحَلُ: السَّاقِي النَّشِيط. والمِسْحَل: المُنْخُلُ. والمِسْحَل: فَمُ المَزَادة. والمِسْحَل: الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ. والمِسْحَل: الْخَيْطُ يُفْتَل وَحْدَهُ، يُقَالُ: سَحَلْت الحَبْلَ، فإِن كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ فَهُوَ مُبْرَمٌ ومُغَارٌ. والمِسْحَل: الخَطِيب الْمَاضِي. وانْسَحَل بِالْكَلَامِ: جَرَى بِهِ. وانْسَحَل الخَطِيبُ إِذا اسْحَنْفَر فِي كَلَامِهِ. ورَكِب مِسْحَله إِذا مَضَى فِي خُطْبته. وَيُقَالُ: رَكِب فُلَانٌ مِسْحَله إِذا رَكِب غَيَّه وَلَمْ يَنْتَه عَنْهُ، وأَصل ذَلِكَ الْفَرَسُ الجَمُوح يَرْكَبُ رأْسَه ويَعَضُّ عَلَى لِجامه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ابْنَ مَسْعُودٍ افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فَسَحَلَها أَي قَرَأَها كُلَّها مُتَتَابِعَةً مُتَّصِلَةً، وَهُوَ مِنَ السَّحْل بِمَعْنَى السَّحِّ والصَّبِّ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْجِيمِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: وَذَكَرَ الشِّعْر فَقَالَ الوَقْف والسَّحْلُ، قَالَ: والسَّحْل أَن يَتْبَعَ بَعْضُهُ بَعْضًا وَهُوَ السَّرْد، قَالَ: وَلَا يجيءُ الكِتابُ إِلَّا عَلَى الوَقْف. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ: إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَا يَزَالون يَطْعُنُون فِي مِسْحَلِ ضلالةٍ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ مِنَ قَوْلِهِمْ رَكِب مِسْحَلَه إِذا أَخذ فِي أَمر فِيهِ كَلَامٌ ومَضَى فِيهِ مُجِدّاً، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد أَنهم يُسْرِعون فِي الضَّلَالَةِ ويُجِدُّون فِيهَا. يُقَالُ: طَعَنَ فِي العِنَان يَطْعُنُ، وطَعَنَ فِي مِسْحَله يَطْعُن. يُقَالُ: يَطْعُن بِاللِّسَانِ ويَطْعُن بالسِّنان. وسَحَلَه بِلِسَانِهِ: شَتَمه؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلِّسان مِسْحَل؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَمِنْ خَطِيبٍ، إِذا مَا انْسَاحَ مِسْحَلُه ... مُفَرِّجُ الْقَوْلِ مَيْسُوراً ومَعْسُورا والسِّحَالُ والمُسَاحَلَة: المُلاحاة بَيْنَ الرَّجُلَين. يُقَالُ: هُوَ يُسَاحِله أَي يُلاحِيه. ورَجُلٌ إِسْحِلانِيُّ اللِّحْيَةِ: طَوِيلُها حَسَنُها؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الإِسْحِلانُ صِفَةٌ، والإِسْحِلانِيَّة مِنَ النِّسَاءِ الرائعةُ الجَمِيلة الطَّوِيلَةُ. وشابٌّ مُسْحُلانٌ ومُسْحُلانِيٌّ: طَوِيلٌ يُوصَفُ بِالطُّولِ وحُسْن القَوَام. والمُسْحُلانُ والمُسْحُلانِيُّ: السَّبْط الشَّعْرِ الأَفْرَع، والأُنثى بِالْهَاءِ. والسِّحْلال: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ؛ قَالَ الأَعلم يَصِفُ ضِبَاعاً: سُودٍ سَحَالِيلٍ كَأَنَّ ... جُلودَهُنَّ ثِيابُ راهِبْ

أَبو زَيْدٍ: السِّحْلِيل النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الضَّرع الَّتِي لَيْسَ فِي الإِبل مِثْلُهَا، فَتِلْكَ نَاقَةٌ سِحْليلٌ. ومِسْحَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ ومِسْحَلٌ: اسْمُ جِنِّيِّ الأَعشى فِي قَوْلِهِ: دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلًا، ودَعَوْا لَهُ ... جِهِنَّامَ، جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ومِسْحَلٌ اسْمُ تابِعَة الأَعشى. والسُّحَلَةُ مِثَالُ الهُمَزَة: الأَرنب الصُّغرى الَّتِي قَدِ ارْتَفَعَتْ عَنِ الخِرْنِق وَفَارَقَتْ أُمَّها؛ ومُسْحُلانُ: اسْمُ وَادٍ ذَكَره النابغةُ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: فأَعْلى مُسحُلانَ فَحَامِرا «5» وسَحُول: قَرْيَةٌ مِنْ قُرى الْيَمَنِ يُحْمل مِنْهَا ثيابُ قُطْنٍ بِيضٌ تُسَمَّى السُّحُوليَّة، بِضَمِّ السِّينِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ تُنْسَبُ إِليه الثِّيَابُ السَّحُوليَّة؛ قَالَ طَرَفة: وبالسَّفْح آياتٌ كأَنَّ رُسُومَها ... يَمَانٍ، وَشَتْه رَيْدَةٌ وسَحُول رَيْدَةُ وسَحُول: قَرْيَتَانِ، أَراد وَشَتْه أَهل رَيْدَة وسَحُول. والإِسْحِل، بالكسر: شَجَرٌ يُستاك بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ يَعْظُم يَنْبُت بِالْحِجَازِ بأَعالي نَجْد؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الإِسْحِل يُشْبِهُ الأَثْل ويَغْلُظ حَتَّى تُتَّخَذ مِنْهُ الرِّحال؛ وَقَالَ مُرَّة؛ يَغْلُظ كَمَا يَغْلُظ الأَثْل، وَاحِدَتُهُ إِسْحِلةٌ وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلَّا إِجْرِد وإِذْخِر، وَهُمَا نَبْتان، وإِبْلِم وَهُوَ الخُوصُ، وإِثْمِد ضَرْبٌ مِنَ الكُحْل، وَقَوْلُهُمْ لَقِيته ببَلْدة إِصْمِت؛ وَقَالَ الأَزهري: الإِسْحِلُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ المَسَاويك؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وتَعْطُو برَخْصٍ غَير شَثْنٍ كأَنَّه ... أَسَارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاوِيكُ إِسْحِلِ سحبل: بَطْنٌ سَحْبَلٌ: ضَخْم؛ قَالَ هِمْيان: وأَدْرَجَتْ بُطونَها السَّحَابِلا اللَّيْثُ: السَّحْبَل الْعَرِيضُ الْبَطْنِ؛ وأَنشد: لَكِنَّني أَحْبَبْتُ ضَبّاً سَحْبَلا والسَّحْبَل مِنَ الأَودية: الْوَاسِعُ. وسَحْبَلٌ: اسْمُ وادٍ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عُلْبة الحرثي: أَلَهْفَى بِقُرَّى سَحْبَلٍ، حِينَ أَجْلَبَتْ ... عَلَينا الوَلايا، والعَدُوُّ المُباسِلُ وقُرَّى: اسْمُ مَاءٍ. والسَّحْبَلة مِنَ الخُصَى: المُتَدَلِّية الْوَاسِعَةِ. والسَّحْبَلة: الضَّخْمة مِنَ الدِّلاءِ؛ قَالَ: أَنْزِعُ غَرْباً سَحْبَلًا رَوِيَّا، ... إِذا عَلا الزَّوْرَ هَوَى هُوِيَّا ووادٍ سَحْبَلٌ: وَاسْعٌ، وَكَذَلِكَ سِقَاء سَحْبَلٌ. وسَبَحْلَلٌ: ضَخْم، وَهُوَ فَعَلَّلٌ؛ وَقَالَ الجُمَيح: فِي سَحْبَلٍ مِنْ مُسُوك الضَّأْن مَنْجُوب يَعْنِي سِقاء وَاسِعًا قَدْ دُبِغ بالنَّجَب، وَهُوَ قِشْر السِّدْر. ودَلْوٌ سَحْبَلٌ: عَظِيمَةٌ. ووِعاء سَحْبَلٌ: وَاسِعٌ، وجِرَاب سَحْبَلٌ. وعُلْبَة سَحْبَلَةٌ: جَوْفاء. والسَّحْبَل والسَّبَحْلَل: الْعَظِيمُ المُسِنُّ مَنَّ الضِّباب. وصَحْراءُ سَحْبَلٍ: موضعٌ؛ قَالَ جَعْفَرُ

_ (5). قوله [فأعلى مسحلان إلخ] هكذا في الأَصل، والذي في التهذيب ومعجم ياقوت من شعر النابغة قوله: سأربط كلبي أن يريبك نبحه ... وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا

ابن عُلْبة: لَهُمْ صَدْرُ سَيْفِي يومَ صَحْراءِ سَحْبَلٍ، ... وَلي مِنْهُ مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأَنامِلُ أَبو عُبَيْدٍ: السَّحْبَل والسِّبَحْل والهِبِلُّ الفَحْل الْعَظِيمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا، ... رَعَى الرَّبيعَ وَالشِّتَاءَ أَرْمَلا سحجل: السَّحْجَلَةُ: دَلْكُ الشَّيْءِ أَو صَقْله؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبَت. سخل: السَّخْلَةُ: وَلَدُ الشَّاةِ مِنَ المَعَز والضَّأْن، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، وَالْجَمْعُ سَخْلٌ وسِخَالٌ وسِخَلةٌ؛ الأَخيرة نادرة، وسُخْلانٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: تُراقِبُه مُسْتَشِبَّاتُها، ... وسُخْلانُها حَوْلَه سارِحَه أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِوَلَدِ الْغَنَمِ سَاعَةَ تَضَعه أُمُّه مِنَ الضأْن والمَعَز جَمِيعًا، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، سَخلة، ثُمَّ هِيَ البَهْمة لِلذَّكَرِ والأُنثى، وَجَمْعُهَا بَهْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ : كأَنِّي بجَبَّار يَعْمِد إِلى سَخْلي فيَقْتُله ؛ السَّخْل: الْمَوْلُودُ المُحَبَّب إِلى أَبويه، وَهُوَ فِي الأَصل وَلَدُ الْغَنَمِ. وَرِجَالٌ سُخَّلٌ وسُخَّالٌ: ضُعَفَاءُ أَرذال؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: فَلَقَدْ جَمَعْتُ مِنَ الصِّحاب سَريَّةً، ... خُدْباً لِدَاتٍ غَيْرَ وَخْشٍ سُخَّلٍ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ خَالِدٌ وَاحِدُهُمْ سَخْلٌ، وَهُوَ أَيضاً مَا لَمْ يُتَمَّم مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ للأَوغاد مِنَ الرِّجَالِ سُخَّلٌ وسُخَّالٌ، قَالَ: وَلَا يُعْرف مِنْهُ وَاحِدٌ. وسَخَلَهم: نَفَاهم كخَسَلهم. والمَسْخُول: المَرْذُول كالمَخْسول. والسُّخَّل: الشِّيص. وسَخَّلَتِ النخلةُ: ضَعُف نَوَاهَا وتمرُها، وَقِيلَ: هُوَ إِذا نَفَضَتْه. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لِلتَّمْرِ الَّذِي لَا يشتدُّ نَواه الشِّيصُ، قَالَ: وأَهل الْمَدِينَةِ يُسَمُّونه السُّخَّل. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه خَرَج إِلى يَنْبُع حِينَ وادَعَ بَنِي مُدْلِجٍ فأَهْدَت إِليه امرأَة رُطَباً سُخَّلًا فقَبِلَه ؛ السُّخَّل، بِضَمِّ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الْخَاءِ: الشِّيصُ عِنْدَ أَهل الْحِجَازِ، يَقُولُونَ: سَخَّلَتِ النخلةُ إِذا حَمَلَت شِيصاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : أَن رَجُلًا جَاءَ بكَبائس مِنْ هَذِهِ السُّخَّل ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: سَخَّلْت الرجُلَ إِذا عِبْتَه وضعَّفْته، وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْل. وأَسْخَلَ الأَمرَ: أَخَّره. والسِّخَال: مَوْضِعٌ أَو مَوَاضِعُ؛ قَالَ الأَعشى: حَلَّ أَهْلي مَا بَيْنَ دُرْنَى فبادَوْلى ... ، وحَلَّتْ عُلْوِيَّةً بالسِّخَال والسِّخَالُ: جَبَلٌ مِمَّا يَلِي مَطلَع الشَّمْسِ يُقَالُ لَهُ خِنْزير؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وقُلْتُ: لَحَى اللهُ رَبُّ الْعِبَادِ ... جَنُوبَ السِّخَالِ إِلى يَتْرَبِ والسَّخْلُ: أَخْذُ الشَّيْءِ مُخاتَلةً واجْتِذاباً؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ لَا أَحفظه لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَلَا أُحِقُّ مَعْرِفَتَهُ إِلا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنَ الخَلْسِ كَمَا قَالُوا جَذَبَ وجَبَذَ وبَضَّ وضَبَّ. وكواكِبُ مَسْخُولَةٌ أَي مَجْهولة؛ قَالَ: ونَحْنُ الثُّرَيَّا وجَوْزاؤُها، ... ونَحْنُ الذِّراعانِ والمِرْزَمُ

وأَنتم كواكبُ مَسْخُولَةٌ، ... تُرَى فِي السَّمَاءِ وَلَا تُعْلَمُ وَيُرْوَى مَخْسولة، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي حَرْفِ الْخَاءِ. سدل: سَدَلَ الشَّعْرَ والثوبَ والسِّتْرَ يَسْدِلُه ويَسْدُلُه سَدْلًا وأَسْدَلَه: أَرْخاه وأَرْسَلَه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه خَرَج فرأَى قَوْمًا يُصَلُّون قَدْ سَدَلُوا ثيابَهم فَقَالَ: كأَنَّهم اليهودُ خَرَجوا مِنْ فُهْرِهم ؛ قال أَبو عُبَيْدٍ: السَّدْل هُوَ إِسْبال الرَّجُلِ ثوبَه مِنْ غَيْرِ أَن يَضُمَّ جَانِبَيْهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فإِن ضَمَّه فَلَيْسَ بسَدْلٍ، وَقَدْ رُوِيت فِيهِ الكراهةُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها سَدَلَتْ طَرَف قِناعها عَلَى وَجْهِهَا وَهِيَ مُحْرِمة أَي أَسْبَلَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ : نُهِي عَنْ السَّدْل فِي الصَّلَاةِ ؛ هُوَ أَن يَلْتَحِف بِثَوْبِهِ وَيُدْخِلَ يَدَيْهِ مِنْ دَاخِلٍ فَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ وَهُوَ كَذَلِكَ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَفْعَلُهُ فنُهُوا عَنْهُ، وَهَذَا مطَّرد فِي الْقَمِيصِ وَغَيْرِهِ مِنَ الثِّيَابِ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَضَعَ وسَطَ الإِزار عَلَى رأْسه ويُرْسل طَرَفيه عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يجعلهما على كتفيه، قَالَ سِيبَوَيْهِ: فأَما قَوْلُهُمْ يَزْدُلُ ثَوْبَهُ فَعَلَى المُضارَعة، لأَن السِّينَ لَيْسَتْ بمُطْبَقة وَهِيَ مِنْ مَوْضِعِ الزَّايِ فحَسُنَ إِبدالُها لِذَلِكَ، وَالْبَيَانُ فِيهَا أَجْوَد إِذ كَانَ الْبَيَانُ فِي الصَّادِ أَكثر مِنَ المُضارَعة مَعَ كَوْنِ المُضارَعة فِي الصَّادِ أَكثر مِنْهَا فِي السِّينِ. وشَعر مُنْسَدِلٌ: مسترسلٌ، قال اللَّيْثُ: شَعْرٌ مُنْسَدِلٌ ومُنْسَدِرٌ كَثِيرٌ طَوِيلٌ قَدْ وَقَعَ عَلَى الظَّهر. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدِم المدينةَ وأَهل الْكِتَابِ يَسْدِلُون أَشعارهم وَالْمُشْرِكُونَ يَفْرُقون فسَدَلَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَعْرَهُ ثُمَّ فَرَقَه ، وَكَانَ الفَرْق آخر الأَمرين؛ قال ابْنُ شُمَيْلٍ: المُسَدَّل مِنَ الشَّعر الكثيرُ الطويل، يقال: سَدَّلَ شَعرَه عَلَى عَاتِقَيْهِ وَعُنُقِهِ وسَدَلَه يَسْدِله. والسَّدْل: الإِرسال لَيْسَ بمَعْقوف وَلَا مُعَقَّد. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَدَلْت الشَّعَر وسَدَنْته أَرخيته. الأَصمعي: السُّدُولُ والسُّدُون، بِاللَّامِ وَالنُّونِ، مَا جُلِّل بِهِ الهَوْدج مِنَ الثِّيَابِ، والسَّدِيلُ: مَا أُسْبِلَ عَلَى الْهَوْدَجِ، وَالْجَمْعُ السُّدُول والسَّدائِل والأَسْدَال. والسَّدِيل: شَيْءٌ يُعَرَّض فِي شُقَّة الخِباء، وَقِيلَ: هُوَ سِتْر حَجَلة المرأَة. والسِّدْل والسُّدْل: السِّتْر، وَجَمْعُهُ أَسْدَال وسُدُول؛ فأَما قَوْلُ حُمَيد بْنِ ثَوْرٍ: فَرُحْنَ وَقَدْ زايَلْنَ كُلَّ ظَعِينةٍ ... لَهُنَّ، وباشَرْنَ السُّدُول المُرَقَّما فإِنه لَمَّا كَانَ السُّدُول عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ كالسُّدوس لِضَرْبٍ مِنَ الثِّيَابِ وصَفَه بالواحد، قال: وَهَكَذَا رَوَاهُ يَعْقُوبُ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: السَّدِيل المُرَقَّما؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن السَّدِيل وَاحِدٌ. ابْنُ الأَعرابي: سَوْدَل الرجلُ إِذا طَالَ سَوْدَلاه أَي شَارِبَاهُ. والسِّدل: السِّمْط مِنَ الْجَوْهَرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مِنَ الدُّرِّ يَطُولُ إِلى الصَّدْرِ، وَالْجَمْعُ سُدُولٌ؛ وَقَالَ حَاجِبٌ الْمُزْنِيُّ: كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، ... وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُول وَيُرْوَى: كَسَوْنَ القادِسِيَّة كُلَّ قَرْنٍ والسَّدَلُ: المَيَل. وذَكَرٌ أَسْدَلُ: مَائِلٌ. وسَدَلَ ثوبَه يَسْدِلُه: شَقَّه. والسَّدِيلُ: مَوْضِعٌ. والسِّدِلَّى، عَلَى فِعِلَّى:

معرَّب وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ سِهْدِلَّه كأَنه ثلاثة بُيُوت فِي بَيْت كالحارِيِّ بكُمَّيْن. سرل: أَما سرل فَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ، والسَّراوِيلُ: فَارِسِيٌّ مُعَرَّب، يُذَكَّر وَيُؤَنَّثُ، وَلَمْ يَعْرِفِ الأَصمعي فِيهَا إِلا التأْنيث؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ عُبادة: أَرَدْتُ لِكَيْما يَعْلَم الناسُ أَنها ... سَراوِيلُ قَيْس، والوُفُودُ شهودُ وأَن لَا يَقُولوا: غابَ قَيْسٌ وَهَذِهِ ... سَرَاوِيلُ عادِيٍّ نَمَتْه ثَمُودُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بَلَغَنا أَن قَيْساً طاوَل رُومِيّاً بَيْنَ يَدَيْ مُعَاوِيَةَ، أَو غَيْرِهِ مِنَ الأُمراء، فتجرَّد قَيْسٌ مِنْ سَراوِيله وأَلقاها إِلى الرُّومِيِّ ففَضِلَتْ عَنْهُ، فَعَلَ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ يَعْتَذِرُ مِنْ إِلقاء سَراويله فِي الْمَشْهَدِ الْمَجْمُوعِ. قَالَ اللَّيْثُ: السَّراوِيل أَعْجَمِيَّة أُعْرِبَتْ وأُنِّثَت، وَالْجَمْعُ سَراوِيلات، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُكَسَّر لأَنه لَوْ كُسِّر لَمْ يَرْجِعْ إِلا إِلى لَفْظِ الْوَاحِدِ فتُرِكَ، وَقَدْ قِيلَ سَرَاوِيل جَمْعٌ وَاحِدَتُهُ سِرْوَالة؛ قَالَ: عَلَيْه مِن اللّؤْمِ سِرْوالةٌ، ... فلَيْسَ يَرِقُّ لمُسْتَعْطِف وسَرْوَلَهُ فَتَسَرْوَلَ: أَلْبَسَه إِياها فلبَسها؛ الأَزهري: جَاءَ السَّرَاوِيل عَلَى لَفْظِ الْجَمَاعَةِ وَهِيَ وَاحِدَةٌ، قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ سِرْوَال. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَرِه السَّرَاوِيل المُخَرْفَجَةَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ الْوَاسِعَةُ الطَّوِيلَةُ؛ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ سَرَاوِيل وَاحِدَةٌ، وَهِيَ أَعجمية أُعْرِبَتْ فأَشبهت مِنْ كَلَامِهِمْ مَا لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، فَهِيَ مَصْرُوفَةٌ فِي النَّكِرَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فَهِيَ مَصْرُوفَةٌ فِي النَّكِرَةِ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن سَمَّيْتَ بِهَا رَجُلًا لَمْ تَصْرِفها، وَكَذَلِكَ إِن حَقَّرْتها اسْمُ رَجُلٍ لأَنها مُؤَنَّثٌ عَلَى أَكثر مِنْ ثَلَاثَةِ أَحرف مِثْلَ عَناق، قَالَ: وَفِي النَّحْوِيِّينَ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ أَيضاً فِي النَّكِرَةِ وَيَزْعُمُ أَنه جَمْعُ سِرْوَال وسِرْوَالة ويُنْشِد: عَلَيْه مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالةٌ ويَحْتَجُّ فِي تَرْكِ صَرْفِهِ بِقَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ: أَتى دُونَهَا ذَبُّ الرِّياد كأَنَّه ... فَتًى فارِسِيٌّ فِي سَرَاوِيل رامِح «1» . قَالَ: وَالْعَمَلُ عَلَى الْقَوْلِ الأَول، وَالثَّانِي أَقوى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ فِي تَرْكِ صَرْفِهَا أَيضاً: يَلُحْنَ مِنْ ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ، ... مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ، عَلَى سَرَاوِيلَ لَهُ أَسماط وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ شَرْحَلَ قَالَ: شَراحِيلُ اسْمُ رَجُلٍ لَا يَنْصَرِفُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، وَيَنْصَرِفُ عِنْدَ الأَخفش فِي النَّكِرَةِ، فإِن حَقَّرْته انْصَرَفَ عِنْدَهُمَا لأَنه عَرَبِيٌّ، وَفَارَقَ السَّرَاوِيل لأَنها أَعجميَّة؛ قَالَ ابْنُ بري: العُجْمة هاهنا لَا تَمْنَعُ الصَّرْفَ مِثْلَ دِيبَاجٍ ونَيْرُوز، وإِنما تَمنع العُجْمةُ الصَّرْفَ إِذا كَانَ الْعَجَمِيُّ مَنْقُولًا إِلى كَلَامِ الْعَرَبِ وَهُوَ اسْمُ عَلَمٌ كإِبراهيم وإِسماعيل، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَنْصَرِفُ سَراوِيل إِذا صُغِّر فِي قَوْلِكَ سُرَيِّيل، وَلَوْ سَمَّيَتْ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَنْصَرِفْ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، وطائرٌ مُسَرْوَلٌ: أَلْبَسَ ريشُه ساقَيْه؛ وأَما

_ (1). قوله [أتى دونها إلخ] تقدم في ترجمة رود: يُمَشِّي بِهَا ذَبُّ الرِّيَادِ

قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي صِفَةِ الثَّوْرِ: تَرى الثَّوْرَ يَمْشي رَاجِعًا مَنْ ضَحائه ... بِهَا مِثْلَ مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَل فإِنه أَراد بالهِبْرزيِّ الأَسدَ، جَعَلَهُ مُسَرْوَلًا لِكَثْرَةِ قَوَائِمِهِ، وَقِيلَ: الهِبْرِزِيُّ الْمَاضِي فِي أَمره، وَيُرْوَى: بِهَا مِثْلَ مَشْي الهِرْبِذِيِّ، يَعْنِي مَلِكاً فَارِسِيًّا أَو دِهْقاناً مِنْ دَهاقينهم، وجَعَلَهُ مُسَرْوَلًا لأَنه مِنْ لِبَاسِهِمْ؛ يَقُولُ: هَذَا الثَّوْرُ يَتَبَخْتَرُ إِذا مَشَى تَبَخْتُر الْفَارِسِيِّ إِذا لَبِسَ سَرَاوِيلَه. وحَمامة مُسَرْوَلةٌ: فِي رِجْلَيْهَا رِيشٌ. والسَّراوِين: السَّراوِيل، زَعَمَ يَعْقُوبُ أَن النُّونَ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي شِياتِ الْخَيْلِ: إِذا جَاوَزَ بياضُ التَّحْجِيلِ العَضُدين والفَخذين فَهُوَ أَبْلَق مُسَرْوَلٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ مُسَرْوَلٌ لِلسَّوَادِ الذي في قوائمه. سرأل: إِسْرَائِيلُ وإِسْرائينُ: زَعَمَ يعقوب أَنه بدل اسم مَلَكٍ. سربل: السِّرْبالُ: القَميص والدِّرْع، وَقِيلَ: كُلُّ مَا لُبِسَ فَهُوَ سِرْبالٌ، وَقَدْ تَسَرْبَلَ بِهِ وسَرْبَلَه إِياه. وسَرْبَلْتُه فَتَسَرْبَل أَي أَلبسته السِّرْبالَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا أَخْلَع سِرْبالًا سَرْبَلَنِيه اللهُ تَعَالَى ؛ السِّرْبَالُ: القَمِيصُ وكَنَى بِهِ عَنِ الخِلافة ويُجْمَع عَلَى سَرَابِيلَ. وَفِي الْحَدِيثِ : النَّوائحُ عليهنَّ سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرانٍ ، وَتُطْلَقُ السَّرَابِيلُ عَلَى الدُّرُوعِ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لَبوسُهُمُ ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ، فِي الهَيْجا، سَرَابِيلُ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ؛ إِنها القُمُص تَقي الحَرَّ والبَرْد، فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الحَرِّ كأَنَّ مَا وَقى الحَرَّ وَقى الْبَرْدَ. وأَما قوله تعالى: وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ؛ فَهِيَ الدُّرُوع. والسَّرْبَلَة: الثَّرِيد الْكَثِيرُ الدَّسَمِ. أَبو عَمْرٍو: السَّرْبَلَة ثَرِيدة قَدْ رُوِّيَتْ دَسَماً. سرطل: رَجُل سَرْطَلٌ: طَوِيلٌ مضطرب الخَلْق، وهي السَّرْطَلَة. سرفل: إِسْرَافِيلُ وإِسْرافِينُ وَكَانَ القَنانيُّ يَقُولُ سَرافِيل وسَرافِين وإِسْرائيل وإِسْرائِينُ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه بدلٌ اسمُ مَلَكٍ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ هَمْزَةُ إِسْرافِيل أَصلًا فَهُوَ عَلَى هذا خُماسيٌّ. سطل: السَّيْطَل: الطُّسَيسَةُ الصغيرةُ، يُقَالُ إِنه عَلَى صِفَةِ تَوْرٍ لَهُ عُرْوَةٌ كعُرْوَةِ المِرْجَل، والسَّطْلُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: حُبِسَتْ صُهارَتُه فظَلَّ عُثانُه ... فِي سَيْطَلٍ كُفِئَتْ لَهُ يَتَرَدَّدُ وَالْجَمْعُ سُطُول، عربي صحيح، والسَّيْطَل لُغَةٌ فِيهِ «1» والسَّيْطَل: الطَّسْت؛ وَقَالَ هِمْيان بْنُ قُحافة فِي الطَّسْل: بَلْ بَلَدٍ يُكْسى القَتام الطَّاسِلا، ... أَمْرَقْتُ فِيهِ ذُبُلًا ذَوابِلا قَالُوا: الطَّاسِلُ المُلْبِس. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الطَّاسِل والسَّاطِل مِنَ الْغُبَارِ المرتفعُ. سعل: سَعَلَ يَسْعُلُ سُعالًا وسُعْلةً وَبِهِ سُعْلة، ثُمَّ كَثُر ذَلِكَ حَتَّى قَالُوا: رَمَاهُ فَسَعَلَ الدَّمَ أَي أَلقاه

_ (1). قوله [والسَّيْطَل لغة فيه] أي في السطل كما هو ظاهر، وسيأتي في ترجمة طسل أن الطيسل بتقديم الطاء لغة في السَّيْطَل

مِنْ صَدْرِهِ؛ قَالَ: فَتَآيا بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ ... جُفْرةَ المَحْزِم منه، فَسَعَل وسُعالٌ ساعِل عَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَقَوْلِهِمْ شُغْلٌ شاغِلٌ وشِعْرٌ شاعِرٌ. والسَاعِلُ: الحَلْق؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: سَوَّافِ أَبْوالِ الحَمِير، مُحَشْرِجٍ ... مَاءُ الجَمِيم إِلى سَوافي السَّاعِل سَوافِيهِ: حُلْقومُه ومَرِيئُه؛ قَالَ الأَزهري: والسَّاعِل الفَمُ فِي بَيْتِ ابْنِ مُقْبِلٍ: عَلى إِثْرِ عَجَّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُه، ... يَمُجُّ لُعاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ سَاعِلُه أَي فَمُه، لأَن الساعِلَ بِهِ يَسْعُل. والمَسْعَلُ: مَوْضِعُ السُّعال مِنَ الحَلْق. وسَعَلَ سَعْلًا: نَشِطَ. وأَسْعَلَه الشيءُ: أَنْشَطَه؛ وَيُرْوَى بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ ... مثلُ القَناةِ، وأَسْعَلَتْه الأَمْرُعُ والأَعرف: أَزْعَلَتْه. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ سَعِلٌ زَعِلٌ أَي نَشِيطٌ، وَقَدْ أَسْعَلَه الكَلأُ وأَزْعَلَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والسَّعَلُ: الشِّيصُ الْيَابِسُ. والسِّعْلاةُ والسِّعْلا: الغُولُ، وَقِيلَ: هِيَ سَاحِرَةُ الجِنِّ. واسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ: صَارَتْ كالسِّعْلاة خُبْثاً وسَلاطَةً، يقال ذَلِكَ للمرأَة الصَّخَّابة البَذِيَّة؛ قال أَبو عَدْنَانَ: إِذا كَانَتِ المرأَة قَبِيحَةَ الْوَجْهِ سيِّئة الخُلُق شُبِّهت بالسِّعْلاة، وَقِيلَ: السِّعْلاة أَخبث الغِيلان، وَكَذَلِكَ السِّعْلا، يَمُدُّ وَيَقْصُرُ، وَالْجَمْعُ سَعَالى وسَعالٍ وسِعْلَياتٌ، وَقِيلَ: هِيَ الأُنثى مِنَ الغِيلان. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا صَفَرَ وَلَا هامَةَ وَلَا غُولَ وَلَكِنَّ السَّعَالى ؛ هِيَ جُمَعُ سِعْلاةٍ، قِيلَ: هُمْ سَحَرَةُ الجِنِّ، يَعْنِي أَن الغُولَ لَا تَقْدِرُ أَن تَغُول أَحداً وتُضِلَّه، وَلَكِنْ فِي الْجِنِّ سَحَرة كسَحَرة الإِنس لَهُمْ تَلْبِيسٌ وَتَخْيِيلٌ، وَقَدْ ذَكَرَهَا الْعَرَبُ فِي شِعْرِهَا؛ قَالَ الأَعشى: ونِساءٍ كأَنَّهُنَّ السَّعَالي قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُرِيدُ فِي سُوءَ حَالِهِنَّ حِينَ أُسِرْنَ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الخَيل: عَلَيْهِنَّ وِلْدانُ الرِّجالِ كأَنَّها ... سَعالى وعِقْبانٌ، عَلَيْهَا الرَّحائِلُ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ: هِيَ الغُولُ والسِّعْلاةُ خَلْفيَ مِنْهما ... مُخَدَّشُ مَا بَيْن التَّراقي مُكَدَّحُ وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: لَمْ يَصِف العربُ بالسِّعْلاة إِلا العَجائزَ والخيلَ؛ قال شَمِر: وشبَّه ذُو الإِصْبَعِ الفُرْسان بالسَّعالي فَقَالَ: ثُمَّ انْبَعَثْنا أُسودَ عاديةٍ، ... مِثْلَ السَّعالي نَقائياً نُزُعاً فَهِيَ هاهنا الفُرْسانُ، نَقائِياً: مُخْتارات، النُّزُعُ: الَّذِينَ يَنْزِعُ كلٌّ مِنْهُمْ إِلى أَب شريف؛ قال أَبو زَيْدٍ: مِثْلَ قَوْلِهِمُ اسْتَسْعَلَتِ المرأَةُ قولُهم عَنْزٌ نَزَتْ فِي حَبْلٍ «2» فاسْتَتْيَسَتْ ثُمَّ مِنْ بَعْدِ اسْتِتْياسِها اسْتَعْنَزَتْ؛ ومثله:

_ (2). قوله [في حبل] هكذا في الأَصل بالحاء، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ جبل، بالجيم

إِن البُغاثَ بأَرْضِنا يَسْتَنْسِر واسْتَنْوَق الجَمَلُ، واسْتَأْسَدَ الرَّجُلُ، واسْتَكْلَبَتِ المرأَةُ. سغل: السَّغِلُ: الدقيقُ الْقَوَائِمِ الصغيرُ الجُثَّة الضعيفُ؛ وَالِاسْمُ السَّغَل. والسَّغِلُ والوغِلُ: السَّيِءُ الغِذاء الْمُضْطَرِبُ الأَعضاء السَّيء الخُلُق. يُقَالُ: صَبِيٌّ سَغِلٌ بَيِّن السَّغَل. وسَغِلَ الفرسُ سَغَلًا: تَخَدَّدَ لَحْمُهُ وهُزِلَ؛ قَالَ سَلامَةُ بْنُ جَنْدَل يَصِفُ فَرَساً: لَيْسَ بأَسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِلٍ ... يُسْقى دَواءً، قَفِيّ السَّكْن مرْبُوب وَيُقَالُ: هُوَ المُتَخَدِّدُ المَهْزُول. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ سَغَنَ: الأَسغانُ الأَغذية الرَّديئة، ويقال باللام أَيضاً. سغبل: سَغْبَلَ الطعامَ: أَدَمَه بالإِهالة والسَّمْن، وَقِيلَ: رَوَّاهُ دَسَماً. وشَيءٌ سَغْبَلٌ: سَهْلٌ. وسَغْبَل رأْسه بالدُّهْن أَي رَوَّاه، وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبْغَله فاسْبَغَلَّ، قُدِّمت الْبَاءُ عَلَى الْغَيْنِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. والسَّغْبَلَة: أَن يُثْرَدَ اللَّحْمُ مَعَ الشَّحْمِ فَيَكْثُرَ دَسَمه؛ وأَنشد: مَنْ سَغْبَل اليومَ لَنا، فَقَدْ غَلَبْ، ... خُبْزاً ولَحْماً، فَهْوَ عِنْدَ النَّاسِ حَب سفل: السُّفْلُ والسِّفْلُ والسُّفُولُ والسَّفَال والسُّفَالَة، بِالضَّمِّ. نقيضُ العُلْوِ والعِلْوِ والعُلُوِّ والعَلاءِ والعُلاوة. والسُّفْلَى: نقيضُ العُلْيا. والسُّفْلُ: نقيض العُلْوِ في التَّسَفُّل والتَّعَلِّي. والسَّافِلةُ: نَقِيضُ العالِية فِي الرُّمْح وَالنَّهْرِ وَغَيْرِهِ. والسَّافِلُ: نَقِيضُ الْعَالِي. والسِّفْلة: نقيضُ العِلْية. والسَّفَالُ: نَقِيضُ العَلاء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَسْفَل نَقِيض الأَعْلى، يَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا. وَيُقَالُ: أَمرهم فِي سَفَال وَفِي عَلاء. والسُّفُولُ: مَصْدَرٌ وَهُوَ نَقِيضُ العُلُوِّ، والسِّفْل نَقِيضُ العِلْوِ فِي الْبِنَاءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، قُرِئَ بِالنَّصْبِ لأَنه ظَرْفٌ، وَيُقْرَأُ أَسْفَلُ مِنْكُمْ ، بِالرَّفْعِ، أَي أَشدُّ تَسَفُّلًا مِنْكُمْ. والسَّفَالَة، بِالْفَتْحِ: النَّذَالة، قد سَفُلَ، بِالضَّمِّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ إِلى الهَرَم، وَقِيلَ إِلى التَّلَف، وَقِيلَ رَدَدْناه إِلى أَرْذل العُمُر كأَنه قَالَ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ مَنْ سَفَل وأَسْفَلَ سافِلٍ، وَقِيلَ إِلى الضَّلَالِ، لأَن كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرة فَمَنْ كَفَرَ وَضَلَّ فَهُوَ الْمَرْدُودُ إِلى أَسفل السَّافِلِينَ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ؛ وَجَمْعُهَا أَسافِلُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بأَطْيَبَ مِن فِيهَا إِذا جِئْتُ طارِقاً، ... وأَشْهَى إِذا نَامَتْ كِلابُ الأَسَافِل أَراد أَسافل الأَودية يَسْكُنُهَا الرُّعَاة، وَهُمْ آخِرُ مَنْ يَنَامُ لِتَشاغُلِهم بالرَّبْط والحَلْب، وَقَدْ سَفَلَ وسَفُلَ يَسْفُل فِيهِمَا سَفَالًا وسُفُولًا وتَسَفَّلَ. وسَفِلَة النَّاسِ وسِفْلَتُهم: أَسافِلهُم وغَوْغاؤهم، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُمُ السَّفِلة لأَرذال النَّاسِ، وَهُمْ مِنْ عِلْيَة الْقَوْمِ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُخَفِّف فَيَقُولُ: هُمُ السِّفْلة. وَفُلَانٌ مِنْ سِفْلة الْقَوْمِ إِذا كَانَ مِنْ أَراذِلهم، فَيَنْقُل كَسْرَةَ الْفَاءِ إِلى السِّينِ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّفِلة السُّقَاط مِنَ النَّاسِ، يُقَالُ: هُوَ مِنَ السَّفِلة، وَلَا يُقَالُ هُوَ سَفِلة لأَنها جَمْعٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ رَجُلٌ سَفِلة مِنْ قَوْمٍ سَفِلٍ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْعِيدِ: فَقَالَتِ امرأَة مِنْ سَفِلة النِّساء ، بِفَتْحِ

السِّينِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَهِيَ السُّقَاط، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ أَنه يُقَالُ السِّفِلَة، بِكَسْرِهِمَا، وَحُكِيَ عَنْ أَبي عُمَرَ أَن الْمُرَادَ بِهَا أَسْفَل السُّفَّل، قَالَ: وَكَذَا قَالَ الْوَزِيرُ، يُقَالُ لأَسفل السُّفَّل سَفِلَة. وسأَل رَجُلٌ التِّرْمِذي فَقَالَ لَهُ: قَالَتْ لِي امرأَتي يَا سَفِلَة فَقُلْتُ لَهَا: إِن كُنْتُ سَفِلَة فأَنت طَالِقٌ فَقَالَ لَهُ: مَا صَنْعَتُك؟ قَالَ: سَمَّاكٌ، أَعَزَّك اللهُ قَالَ: سَفِلةٌ، وَاللَّهِ قَالَ: فَظَاهِرُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ أَنه يَجُوزُ أَن يُقَالَ لِلْوَاحِدِ سَفِلَة. وأَسافِلُ الإِبل: صغارُها؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: تَوَاكَلَها الأَزْمانُ، حَتَّى أَجَأْنَها ... إِلى جَلَدٍ مِنْهَا قليلِ الأَسَافِل أَي قَلِيلِ الأَولاد. والسَّافِلَة: المَقْعَدة والدُّبُرُ. والسَّفِلَة، بِكَسْرِ الْفَاءِ: قَوَائِمُ الْبَعِيرِ. ابْنُ سِيدَهْ: وسَفِلَةُ الْبَعِيرِ قوائمُه لأَنها أَسفل. وسَافِلَةُ الرُّمح: نِصْفُهُ الَّذِي يَلِي الزُّجَّ. وقَعَد فِي سُفَالَة الرِّيحِ وعُلاوتها وقَعَدَ سُفَالَتَها وعُلاوَتها. فالعُلاوةُ مِنْ حَيْثُ تَهُبُّ، والسُّفَالَة مَا كَانَ بإِزاء ذَلِكَ، وَقِيلَ: سُفَالة كُلِّ شَيْءٍ وعُلاوتُه أَسْفَلُه وأَعْلاه، وَقِيلَ: كُنْ فِي عُلاوةِ الرِّيح وسُفَالة الرِّيحِ، فأَما عُلاوتُها فأَن تَكُونَ فَوْقَ الصَّيْدِ، وأَما سُفَالَتها فأَن تَكُونَ تَحْتَ الصَّيْدِ لَا تَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ. والتَّسْفِيل: التصويب. والتَّسَفُّل: التَّصوُّب. سفرجل: السَّفَرْجَل: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ سَفَرْجَلَة، وَالْجَمْعُ سَفَارِج؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهُوَ كَثِيرٌ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ. وَقَوْلُ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ سِفِرجال، لَا يُرِيدُ أَن سِفِرْجالًا شَيْءٌ مَقُولٌ وَلَا غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ اسْفَرْجَلْت، لَا يُرِيدُ أَن اسْفَرْجَلْت مَقُولَةٌ إِنما نَفَى أَن يَكُونَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ هَذَا الْبِنَاءِ، لَا اسْفَرْجَلْت وَلَا غَيْرُهُ، وَتَصْغِيرُ السَّفَرْجَلة سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ. سقل: السُّقْل: لُغَةٌ فِي الصُّقْل، وَهِيَ الخاصِرَة. والسَّقَل فِي الْيَدِ: كالصَّدَف، سَقِلَ سَقَلًا، وَهُوَ أَسْقَل. الْيَزِيدِيُّ: هُوَ السَّيْقَل والصَّيْقَل. وسَيْفٌ سَقِيل وصَقِيل؛ الأَزهري: وَالصَّادُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ أَفصح. سلل: السَّلُّ: انتزاعُ الشَّيْءِ وإِخراجُه فِي رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه سَلًّا واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلًّا. والسَّلُّ: سَلُّك الشعرَ مِنَ الْعَجِينِ وَنَحْوِهِ. والانْسِلالُ: المُضِيُّ وَالْخُرُوجُ مِنْ مَضِيق أَو زِحامٍ. سِيبَوَيْهِ: انْسَلَلْت لَيْسَتْ لِلْمُطَاوَعَةِ إِنما هِيَ كفَعَلْت كَمَا أَن افْتَقَرَ كضَعُف؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم ... ذَآنِينُ فِي أَعناقِكُمْ، لَمْ تُسَلْسَل فَكَّ التضعيفَ كَمَا قَالُوا هُوَ يَتَمَلْمَلُ وإِنما هُوَ يَتَمَلَّل، وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، فأَما ثَعْلَبٌ فَرَوَاهُ لَمْ تُسَلَّل، تُفَعَّل مِنَ السَّلِّ. وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول. وسَلَلْت السيفَ وأَسْلَلْته بِمَعْنًى. وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عِنْدَ اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بْنُ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ الْكِنَانِيُّ: هَذَا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ، ... وَذُو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ وانْسَلَّ وتَسَلَّلَ: انْطَلَق في استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ مِنْ بَيْنِهِمْ أَي خَرَجَ. وَفِي الْمَثَلِ: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فانْسَلَلْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَي مَضَيْتُ وَخَرَجْتُ بتَأَنٍّ وَتَدْرِيجٍ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّان:

لأَسُلَّنَّك مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرة مِنَ الْعَجِينِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ اسْلُل سَخِيمةَ قَلْبِي. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه فِي طَرِيقِ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه كمَسَلِّ شَطْبَةٍ ؛ المَسَلُّ: مَصْدَرٌ بِمَعْنَى المَسْلُول أَي مَا سُلَّ مِنْ قِشْرِهِ، والشَّطْبة: السَّعَفة الْخَضْرَاءُ، وَقِيلَ السَّيْف. والسُّلالَةُ: مَا انْسَلَّ مِنَ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: سَلَلْت السيفَ مِنَ الغِمْد فانْسَلَّ. وانْسَلَّ فُلَانٌ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ يَعْدو إِذا خَرَجَ فِي خُفْية يَعْدُو. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَلُوذُ هَذَا بِهَذَا يَسْتَتِر ذَا بِذَا؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ. والسَّلِيلَةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثُمَّ يُطْوَى وَيُشَدُّ ثُمَّ تَسُلُّ مِنْهُ المرأَة الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ تَغْزِله. وَيُقَالُ: سَلِيلةٌ مَنْ شَعَر لِمَا اسْتُلَّ مِنْ ضَريبته، وَهِيَ شَيْءٌ يُنْفَش مِنْهُ ثُمَّ يُطْوى ويُدْمَج طِوالًا، طُولُ كُلِّ وَاحِدَةٍ نَحْوٌ مِنْ ذِرَاعٍ فِي غِلَظ أَسَلة الذِّرَاعِ ويُشَدُّ ثُمَّ تَسُلُّ مِنْهُ المرأَةُ الشيءَ بَعْدَ الشَّيْءِ فتَغْزِله. وسُلالةُ الشَّيْءِ: مَا اسْتُلَّ مِنْهُ، والنُّطْفة سُلالَة الإِنسان؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ، ... عَلَى مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً، ... سُلالةَ فَرْجٍ كَانَ غَيْر حَصِين وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: السُّلالة الَّذِي سُلَّ مِنْ كُلِّ تُرْبة؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السُّلالة مَا سُلَّ مِنْ صُلْب الرَّجُلِ وتَرائب المرأَة كَمَا يُسَلُّ الشيءُ سَلًّا. والسَّليل: الْوَلَدُ سُمِّي سَليلًا لأَنه خُلق مِنَ السُّلالة. والسَّلِيلُ: الْوَلَدُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمه، وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنه قَالَ فِي السُّلالة: إِنه الْمَاءُ يُسَلُّ مِنَ الظَّهر سَلًّا؛ وَقَالَ الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة السُّلالة؛ وَقَدْ جَعَلَ الشَّمَّاخُ السُّلالة الْمَاءَ فِي قَوْلِهِ: عَلَى مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه الْمَاءُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ، يَعْنِي آدَمَ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ ، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنْهُ فَقَالَ: مِنْ ماءٍ مَهِينٍ؛ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ ؛ أَراد بالإِنسان وَلد آدَمَ، جُعِل الإِنسان اسْمًا لِلْجِنْسِ، وَقَوْلُهُ مِنْ طِينٍ أَراد أَن تِلْكَ السُّلالة تَوَلَّدت مِنْ طِيْنٍ خُلق مِنْهُ آدمُ فِي الأَصل، وَقَالَ قَتَادَةُ: اسْتُلَّ آدَمُ مِنْ طِينٍ فسُمّي سُلالة، قَالَ: وإِلى هَذَا ذَهَبَ الْفَرَّاءُ؛ وَقَالَ الزجَّاج: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ، سُلالة فُعالة، فخَلق اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «1» .... والسُّلالَة والسَّليل: الْوَلَدُ، والأُنثى سَلِيلَة. أَبو عَمْرٍو: السَّلِيلة بِنْتُ الرَّجُلِ مِنْ صُلْبه؛ وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعمان: وَمَا هِنْدُ إِلّا مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ، ... سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنها تَصْحِيفٌ وأَن صَوَابَهُ نَغْل، بِالنُّونِ، وَهُوَ الخَسِيس مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ لأَن البَغْل لَا يُنْسِل. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للإِنسان أَيضاً أَوّلَ مَا تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ. والسَّلِيل والسَّلِيلَة: المُهْر والمُهْرة، وَقِيلَ: السَّلِيل المُهْر يُولَد فِي غَيْرِ ماسِكَة وَلَا سَلًى، فإِن كَانَ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا فَهُوَ بَقِيرٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

_ (1). كذا بياض بالأصل

أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ، ... وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا مَعْنَى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلًا. والسَّلِيل: دِماغ الْفَرَسِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَوفى شأْنُ قَمْحَدة، ... فِيهِ السَّلِيلُ حَوَاليْه لَهُ إِرَمُ «1» . والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فَوَلَدُهَا ساعةَ تَضَعه سَلِيلٌ قَبْلَ أَن يُعلم أَذكر هُوَ أَم أُنثى. وسَلائِلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقْطَع مِنْهُ. وسَلِيل اللَّحْمِ: خَصِيله، وَهِيَ السَّلائل. وَقَالَ الأَصمعي: السَّلِيل طَرَائِقُ اللَّحْمِ الطِّوال تَكُونُ ممتدَّة مَعَ الصُّلْب. وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وَهِيَ القِطْعة الطَّوِيلَةُ مِنَ السَّنام، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو هِيَ اللَّسْلَسة، وَقَالَ الأَصمعي هِيَ اللِّسْلِسَة، وَيُقَالُ سَلْسَلة. وَيُقَالُ انْسَلَّ وانْشَلَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي السَّيل وَالنَّاسِ: قَالَهُ شَمِرٌ. والسَّلِيلُ: لَحْمُ المَتْنِ؛ وَقَوْلُ تَأَبَّطَ شَرًّا: وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل هُوَ الَّذِي قَدْ تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بِهِ نَفْسَهُ، أَراد أَقْطَعُ المَلا وَهُوَ مَا اتَّسَعَ مِنَ الفَلاة وأَنا شاحبٌ مُتَسَلْسِلٌ؛ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: وأَنْضُو الْمَلَا بِالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِل بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا الصَّحْراء، وَالشَّاحِبُ الرَّجُلُ الغَزَّاء، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي الشاحبُ سَيْفٌ قَدْ أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الَّذِي يَقْطُر الدمُ مِنْهُ لِكَثْرَةِ مَا ضُرِب بِهِ. والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لُحْمَةٌ ذَاتُ طَرَائِقَ يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ. وسَلِيلة المَتْن: مَا اسْتَطَالَ مِنْ لَحْمِهِ. والسَّلِيل: النُّخاع؛ قَالَ الأَعشى: ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤوسِ، ... لَاءَمَ مِنْهَا السَّلِيلُ الفَقَارا وَقِيلَ: السَّليل لُحْمَةُ المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مُسْتَطِيلَةٌ فِي الأَنف. والسَّلِيل: مَجْرَى الْمَاءِ فِي الْوَادِي، وَقِيلَ السَّلِيل وَسَطُ الْوَادِي حَيْثُ يَسِيل مُعْظَمُ الْمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ : اللَّهم اسْقِنا مِنْ سَلِيل الجَنَّة ، وَهُوَ صَافِي شَرَابِهَا، قِيلَ لَهُ سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حَتَّى خَلَص، وَفِي رِوَايَةٍ: اللَّهُمَّ اسْقِ عبدَ الرَّحْمن مِنْ سَلِيل الجنَّة ؛ قَالَ: هُوَ الشَّرَابُ الْبَارِدُ، وَقِيلَ: السَّهْل فِي الحَلْق، وَيُرْوَى : سَلْسَبيل الجنَّة وَهُوَ عَيْنٌ فِيهَا؛ وَقِيلَ الْخَالِصُ الصَّافِي مِنَ القَذَى والكدَر، فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَيُرْوَى سَلْسال وسَلْسَبيل. والسَّلِيل: وادٍ وَاسِعٌ غَامِضٌ يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وَجَمْعُهُ سُلَّانٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَهُوَ السَّالُّ وَالْجَمْعُ سُلَّانٌ أَيضاً. التَّهْذِيبِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ وَمَا حَوْلَه مُشْرِف، وَجَمْعُهُ سَوالُّ، يَجْتَمِعُ إِليه الْمَاءُ. الْجَوْهَرِيُّ: والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق فِي الْوَادِي. الأَصمعي: السُّلّان وَاحِدُهَا سَالٌّ وَهُوَ المَسِيل الضَّيِّقُ فِي الْوَادِي، وَقَالَ غَيْرُهُ: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وَهِيَ رُقَيْطاءُ لَهَا ذَنَبٌ دَقِيقٌ تَمْصَع بِهِ إِذا عَدَتْ، يُقَالُ إِنها مَا تَطَأُ طَعَامًا وَلَا شَراباً إِلَّا سَمَّتْه فَلَا يأْكله أَحَدٌ

_ (1). قوله [قمحدة] هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون هي القمحدوة

إِلَّا وَحِرَ وأَصابه داءٌ رُبَّما مَاتَ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ سَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ، وغالٌّ مِنْ سَلَم، وفَرْشٌ مِنْ عُرْفُطٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنَّ عَيْني وَقَدْ سَالَ السَّليلُ بِهِم ... وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لَوْ أَنَّهم أمَمُ وَيُرْوَى: وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لَوْ أَنَّهُم أمَمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ سَالَ السَّلِيلُ بِهِمْ أَي سَارُوا سَيْرًا سَرِيعًا، يَقُولُ انْحَدَروا بِهِ فَقَدْ سَالَ بِهِمْ، وَقَوْلُهُ مَا هُمْ، مَا زَائِدَةٌ، وهُمْ مُبْتَدَأٌ، وعِبْرةٌ خَبَرُهُ أَي هُمْ لِي عِبْرةٌ؛ وَمَنْ رَوَاهُ وجِيرَة مَّا هُم، فَتَكُونُ مَا اسْتِفْهَامِيَّةً أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ لجِيرة، وجِيرة خَبَرُ مبتدإِ مَحْذُوفٍ. والسَّالُّ: مَوْضِعٌ فِيهِ شَجَرٌ. والسَّلِيل والسُّلّان: الأَودية. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: بسُلالةٍ مِنْ ماءِ ثَغْبٍ أَي مَا اسْتُخْرج مِنْ مَاءِ الثَّغْب وسُلَّ مِنْهُ. والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الدَّاءُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: دَاءٌ يَهْزِل ويُضْني ويَقْتُل؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَرَانا لَا يَزال لَنَا حَمِيمٌ، ... كَدَاء البَطْن سُلًّا أَو صُفَارا وأَنشد ابْنُ قُتَيْبَةَ لِعُرْوة بْنِ حِزَامٍ فِيهِ أَيضاً: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني، ... فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ مَا بِيا وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابْنِ أَحمر: بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها، ... وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ وَفِي الْحَدِيثِ: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الْفَاجِرَةِ يُورِث السِّلَ ؛ يُرِيدُ أَن مَنِ اتَّبَعَ الْفَوَاجِرَ وَفَجَرَ ذَهَب مالُه وَافْتَقَرَ، فشَبَّه خِفَّة الْمَالِ وذهابَه بخِفَّة الْجِسْمِ وذهابِه إِذا سُلَّ، وَقَدْ سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فَهُوَ مَسْلُول، شَاذٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كأَنه وُضع فِيهِ السُّلُّ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: رأَيت حَاشِيَةً فِي بَعْضِ الأُصول عَلَى تَرْجَمَةِ أَمَمَ عَلَى ذِكْرِ قُصَيٍّ: قَالَ قُصَيٌّ وَاسْمُهُ زَيْدٌ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً: إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي ... عِنْدَ تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي، ... أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ أَبِي قَالَ: هَذَا الرَّجَزُ حُجَّة لِمَنْ قَالَ إِن الْيَاسَ بْنَ مُضَر الأَلف وَاللَّامُ فِيهِ لِلتَّعْرِيفِ، فأَلفه أَلف وَصْلٍ؛ قَالَ المفضَّل بْنُ سَلَمَةَ وَقَدْ ذكَرَ إلياسَ النبيَّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فأَما الياسُ بْنُ مُضَر فأَلفه أَلف وَصْلٍ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ اليأْسِ وَهُوَ السُّلُّ؛ وأَنشد بَيْتَ عُرْوة بْنِ حِزام: بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: الياسُ بْنُ مُضَر هُوَ أَول مَنْ مَاتَ مِنَ السُّلِّ فَسُمِّيَ السُّلُّ يأْساً، وَمَنْ قَالَ إِنه إِلْياسُ بْنُ مُضَر بِقَطْعِ الأَلف عَلَى لَفْظِ النَّبِيِّ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنشد بَيْتَ قُصَيٍّ: أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي «2» . قَالَ وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ قَوْلِهِمُ رَجُلٌ أَلْيَسُ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الَّذِي لَا يَفِرُّ وَلَا يَبْرَحُ؛ وَقَدْ تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ. والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وَقِيلَ السَّرِقة الخَفِيَّةُ. وَقَدْ

_ (2). قوله [والياس] هكذا بالأصل بالواو. ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن

أَسَلَّ يُسِلُّ إِسْلالًا أَي سَرَق، وَيُقَالُ: فِي بَني فُلَانٍ سَلَّةٌ، وَيُقَالُ لِلسَّارِقِ السَّلَّال. وَيُقَالُ: الخَلَّة تَدْعُو إِلى السَّلَّة. وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلًّا. وَفِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبه سَيِّدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالحُدَيبية حِينَ وَادَعَ أَهل مَكَّةَ: وأَن لَا إِغلالَ وَلَا إِسْلال ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ الرَّشْوة وَالسَّرِقَةَ جَمِيعًا. وسَلَّ البعيرَ وغيرَه فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِذا انْتَزَعَهُ مِنْ بَيْنِ الإِبل، وَهِيَ السَّلَّة. وأَسَلَّ إِذا صَارَ ذَا سَلَّة وإِذا أَعان غَيْرَهُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: الإِسْلال الغارَةُ الظَّاهِرَةُ، وَقِيلَ: سَلُّ السُّيُوفِ. وَيُقَالُ: فِي بَنِي فُلَانٍ سَلَّة إِذا كَانُوا يَسْرِقون. والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق، والمُسَلِّل اللَّطِيفُ الْحِيلَةِ فِي السَّرَق. ابْنُ سِيدَهْ: الإِسلال الرَّشوة وَالسَّرِقَةُ. والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، وَالْجَمْعُ سَلٌّ وسِلالٌ. التَّهْذِيبِ: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رأَيت أَعرابياً مَنْ أَهل فَيْد يَقُولُ لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قَالَ: وسَلَّةُ الخُبْز مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسَب السَّلَّة عَرَبِيَّةً، وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ: سَلٌّ عِنْدِي مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ لأَنه مَصْنُوعٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وأَن يَكُونَ مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذَلِكَ أَكثر مِنْ بَابِ سَفِينةٍ وسَفِين. وَرَجُلٌ سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: سَاقِطَا الأَسنان، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ. وسَلَّتْ تَسِلُّ: ذَهَبَ أَسنانُها؛ كُلُّ هَذَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: السَّلَّة السُّلُّ [السِّلُ] وَهُوَ الْمَرَضُ؛ وَفِي تَرْجَمَةِ ظَبْظَبَ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ بِي سُلًّا وَمَا بِيَ ظَبْظاب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى صِحَّةِ السُّلِّ لأَن الْحَرِيرِيَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ دُرَّة الغَوَّاص: إِنه مِنْ غَلَط العامَّة، وَصَوَابُهُ عِنْدَهُ السُّلال، وَلَمْ يُصِبْ فِي إِنكاره السُّلَّ لِكَثْرَةِ مَا جَاءَ فِي أَشعار الْفُصَحَاءِ، وَذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ أَيضاً فِي كِتَابِهِ. والسَّلَّة: استلالُ السُّيُوفِ عِنْدَ الْقِتَالِ. والسَّلَّة: النَّاقَةُ الَّتِي سَقَطَت أَسنانُها مِنَ الهَرَم، وَقِيلَ: هِيَ الهَرِمة الَّتِي لَمْ يَبْقَ لَهَا سِنٌّ. والسَّلَّة: ارْتِدَادُ الرَّبْو فِي جَوْفِ الْفَرَسِ مِنْ كَبْوة يَكْبُوها، فإِذا انْتَفَخَ مِنْهُ قِيلَ أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً شَدِيدًا ويُعَرَّق ويُلْقَى عَلَيْهِ الجِلال فَيَخْرُجُ ذَلِكَ الرَّبْو؛ قَالَ المَرَّار: أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه، ... وَهِلًا تَمْسَحُه مَا يَسْتَقِر الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه مِنْ بَيْنِ الْخَيْلِ مُحْضِراً، وَقِيلَ: سَلَّته دَفْعته فِي سِباقه. وَفَرَسٌ شَدِيدُ السَّلَّة: وَهِيَ دَفْعته فِي سِباقه. وَيُقَالُ: خَرَجَتْ سَلَّةُ هَذَا الْفَرَسِ عَلَى سَائِرِ الْخَيْلِ. والمِسَلَّة، بِالْكَسْرِ: وَاحِدَةُ المَسَالِّ وَهِيَ الإِبَرُ الْعِظَامُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مِخْيَطٌ ضَخْم. والسُّلَّاءة: شَوْكة النَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ سُلَّاءٌ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ نَاقَةً أَو فَرَسًا: سُلَّاءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئة، مِنْ نَوى قُرَّان، مَعْجومُ والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن فِي سَلَّةٍ وَاحِدَةٍ. والسَّلَّة: العَيْب فِي الحَوْض أَو الْخَابِيَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الفُرْجة بَيْنَ نَصائب الْحَوْضِ؛ وأَنشد: أَسَلَّةٌ فِي حَوْضِها أَم انْفَجَر

والسَّلَّة: شُقوق فِي الأَرض تَسْرِق الْمَاءَ. وسَلُولُ: فَخِذٌ مِنْ قَيْس بْنِ هَوازِن؛ الْجَوْهَرِيُّ: وسَلُولُ قَبِيلَةٌ مِنْ هَوازِن وَهُمْ بَنُو مُرَّة بْنِ صَعْصَعة بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازن، وسَلُول: اسْمُ أُمهم نُسِبوا إِليها، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّام السَّلُوليُّ الشَّاعِرُ. وسُلَّان: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلَّانِ ... فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟ وسِلَّى: اسْمُ مَوْضِعٍ بالأَهواز كَثِيرُ التَّمْرِ؛ قَالَ: كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى ... نَعامٌ، فَاقَ فِي بَلَدٍ قِفارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبو المِقْدام بَيْهَس بْنُ صُهَيْب: بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ ... كِرامٍ، وعَقْرى مِنْ كُمَيْت وَمِنْ وَرْد وسِلَّى وسِلِّبْرى يُقَالُ لَهُمَا العاقُولُ، وَهِيَ مَناذِر الصُّغْرى كَانَتْ بِهَا وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بِهَا إِمامهم عُبَيد اللَّهِ بْنُ بَشِير بْنِ الماحُوز «1» الْمَازِنِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وسِلَّى أَيضاً اسْمُ الحرث بْنِ رِفاعة بْنِ عُذْرة بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَقِيلَ شُمَيس بْنُ طَرود بْنِ قُدامة بْنِ جَرْم بْنِ زَبان بْنِ حُلْوان بْنِ عَمْرِو بْنِ الحافِ بْنِ قُضاعة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً، ... ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى السِّيرَافِيُّ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ قَالَ فِي قَيْسٍ سَلُول بْنُ مُرَّة بْنِ صَعْصَعة بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازِن اسْمُ رَجُلٍ فِيهِمْ، وَفِيهِمْ يَقُولُ الشَّاعِرُ: وإِنَّا أُناسٌ لَا نَرى القَتْل سُبَّةً، ... إِذا مَا رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول «2» يُرِيدُ عامرَ بْنَ صَعْصَعة، وسَلُول بْنَ مُرَّة بْنِ صَعْصَعَةَ؛ قَالَ: وَفِي قُضاعة سَلُول بنت زَبان بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ القَيْن بْنِ الجَرْم بْنِ قُضاعة، قَالَ: وَفِي خُزاعة سَلُولُ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّام هُوَ مِنْ بَنِي مُرَّة بْنِ صَعْصَعَةَ أَخي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون بِبَنِي سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وَهِيَ بِنْتُ ذُهْل بْنُ شَيْبان بْنِ ثَعْلَبَةَ رَهْط أَبي مَرْيَمَ السَّلُولي، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ورأَيت فِي حَاشِيَةٍ: وسَلُولُ جَدّة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ المُنافق. سلسل: السَّلْسَلُ والسَّلْسَال والسُّلاسِلُ: الْمَاءُ العَذْب السَّلِس السَّهْل فِي الحَلْقِ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَارِدُ أَيضاً. وَمَاءٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ: سَهْلُ الدُّخُولِ فِي الْحَلْقِ لعُذوبته وَصَفَائِهِ، والسُّلاسِل، بِالضَّمِّ، مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ السَّلْسَل قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: أَم لَا سَبِيلَ إِلى الشَّبابِ، وذِكْرُه ... أَشْهَى إِليَّ مِنَ الرَّحِيق السَّلْسَلِ قَالَ: وَشَاهِدُ السُّلاسِل قَوْلُ لَبِيدٌ: حَقائبُهُم راحٌ عَتِيقٌ ودَرْمَكٌ، ... ورَيْطٌ وفاثُوريَّةٌ وسُلاسِلُ

_ (1). قوله [الماحوز] هكذا في الأَصل بمهملة ثم معجمة، وفي عدة مواضع من ياقوت بالعكس (2). هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام: وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةً

وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مِنْ مَاءِ لِصْبٍ سُلاسِل «1» وَقِيلَ: مَعْنَى يَتَسَلْسَل «2» أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يَصِيرُ كالسِّلْسِلة؛ قَالَ أَوس: وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه ... غَديرٌ جَرَت فِي مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسَال: لَيِّنَة؛ قَالَ حَسَّان: بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ السَّلْسَل وَهُوَ الْمَاءُ العَذْب الصَّافِي إِذا شُرب تَسَلْسَل فِي الحَلْق. وتَسَلْسَلَ الماءُ فِي الْحَلْقِ؛ جَرى، وسَلْسَلْتُهُ أَنا: صَبَبْته فِيهِ؛ وَقَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَة: إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم فِي جِنانٍ، ... يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل فِي الحَلْق، وَيُقَالُ: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَمْ أَسمع سَلْسَبيل إِلَّا فِي الْقُرْآنِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سَلْسَبيل اسْمُ الْعَيْنِ وَهُوَ فِي اللُّغَةِ لِمَا كَانَ فِي غَايَةِ السَّلاسة فكأَنَّ الْعَيْنَ سُمِّيت لصِفتها؛ غَيْرُهُ: سَلْسَبيل اسْمُ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ عَلَى أَنه صِفَةٌ، وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّلْسَبيل اسْمًا لِلْعَيْنِ فنُوِّن، وحَقُّه أَن لَا يُجْرى لِتَعْرِيفِهِ وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الْآيَاتِ المُنوَّنة إِذ كَانَ التَّوْفِيقُ بَيْنَهُمَا أَخَفَّ عَلَى اللِّسَانِ وأَسهل عَلَى الْقَارِئِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ سَلْسَبيل صِفَةً لِلْعَيْنِ وَنَعْتًا لَهُ، فإِذا كَانَ وَصْفًا زَالَ عَنْهُ ثِقَلُ التَّعْرِيفِ واسْتَحَقَّ الإِجراء، وَقَالَ الأَخفش: هِيَ مَعْرِفة وَلَكِنْ لَمَّا كَانَتْ رأْس آيَةٍ وَكَانَ مَفْتُوحًا زِيدَتْ فِيهِ الأَلف كَمَا قَالَ: كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَا؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَلْسَبيلًا يَنْسَلُّ فِي حُلوقهم انْسِلالًا، وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَعْنَاهَا لَيِّنة فِيمَا بَيْنُ الحَنْجَرَة وَالْحَلْقِ ؛ وأَما مَنْ فَسَّرَهُ سَلْ رَبَّك سَبيلًا إِلى هَذِهِ الْعَيْنِ فَهُوَ خطأٌ غَيْرُ جَائِزٍ. وَيُقَالُ: عَيْنٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ مَعْنَاهُ أَنه عَذْب سَهْل الدُّخُولِ فِي الْحَلْقِ، قِيلَ: جَمْعُ السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وَجَمْعُ السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات. وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى فِي حَدُور أَو صَبَب؛ قَالَ الأَخطل: إِذا خَافَ مِنْ نَجْمٍ عَلَيْهَا ظَماءَةً، ... أَدَبَّ إِليها جَدْوَلًا يَتَسَلْسَلُ والسَّلْسَبِيل: اللَّيِّن الَّذِي لَا خُشُونَةَ فِيهِ، وَرُبَّمَا وُصف بِهِ الْمَاءُ. وَثَوْبٌ مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رَدِيءُ النَّسْج رَقِيقه. اللِّحْيَانِيُّ: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حَتَّى رَقَّ، فَهُوَ مُتَسَلْسِلٌ. والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السَّيْفِ ودَبيبُه. وسَيْفٌ مُسَلْسَل وَثَوْبٌ مُلَسْلَسٌ» فِيهِ وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يَقُولُ مُسَلْسَلٌ كأَنه مَقْلُوبٌ؛ وَقَالَ الْمُعَطِّلُ الْهُذَلِيُّ: لَمْ يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، ... وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ

_ (1). قوله [من ماء لصب] هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج: فَشَرَّجَهَا مِنْ نُطْفَةٍ رَحَبِيَّةٍ ... سُلَاسِلَةٍ مِنْ مَاءِ لِصْبٍ سُلَاسِلِ (2). قوله [وقيل معنى يتسلسل] هكذا في الأَصل، ولعل يتسلسل محرف عن سلسل بدليل الشاهد بعد (3). قوله [وثوب ملسلس] وقوله [وبعض يقول مسلسل] هكذا في الأَصل ومثله في التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك

أَراد بالمَطارِد سِهاماً يُشْبِه بَعْضُهَا بَعْضًا، وأَراد بِقَوْلِهِ مُسَلَّس مُسَلْسَل أَي فِيهِ مثل السِّلْسِلة من الفِرِنْد. والسَّلْسَلة: اتصالُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ. والسِّلْسِلةُ: مَعْرُوفَةٌ، دَائِرَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَنَحْوِهِ مِنَ الْجَوَاهِرِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ : عَجِبَ رَبُّك مِنْ أَقوام يُقادُون إِلى الجنَّة بالسَّلاسِل ؛ قِيلَ: هُمُ الأَسرى يُقادُون إِلى الإِسلام مُكْرَهين فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ لَيْسَ أَنَّ ثَمَّ سَلْسلَة، وَيَدْخُلُ فِيهِ كُلٌّ مَنْ حُمِل عَلَى عَمَل مِنْ أَعمال الْخَيْرِ. وسَلاسِلُ البَرْق: مَا تَسَلْسَل مِنْهُ فِي السَّحَابِ، وَاحِدَتُهُ سِلْسِلة، وَكَذَلِكَ سَلاسِل الرَّمْل، وَاحِدَتُهَا سِلْسِلة وسِلْسِلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: خَلِيلَيَّ بَيْنَ السِّلْسِلَيْنِ لَوَ انَّني ... بنَعْفِ اللِّوى، أَنْكَرْتُ مَا قلتُما لِيَا وَقِيلَ: السِّلْسِلان هُنَا مَوْضِعَانِ. وبَرْقٌ ذُو سَلاسِل، وَرَمْلٌ ذُو سَلاسِل: وَهُوَ تَسَلْسُله الَّذِي يُرى فِي الْتِوَائِهِ. والسَّلاسِل: رَمْلٌ يتَعَقَّد بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَيَنْقَادُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: فِي الأَرض الْخَامِسَةِ حَيَّات كسَلاسِل الرَّمْل ؛ هُوَ رَمْل يَنْعَقِدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ مُمْتَدًّا. ابْنُ الأَعرابي: البَرْق المُسَلْسَل الَّذِي يتَسَلْسَل فِي أَعاليه وَلَا يَكَادُ يُخْلِف. وَشَيْءٌ مُسَلْسَلٌ: مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَمِنْهُ سِلْسِلة الْحَدِيدِ. وسِلْسِلة الْبَرْقِ: مَا اسْتَطَالَ مِنْهُ فِي عَرْض السَّحَابِ. وبِرْذَوْنٌ ذُو سَلاسِل إِذا رأَيت فِي قَوَائِمِهِ شَبَهَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَزْوة السُّلاسل، وَهُوَ بِضَمِّ السِّينِ الأُولى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ، مَاءٌ بأَرض جُذام، وَبِهِ سُمِّيَتِ الغَزاة، وَهُوَ فِي اللُّغَةِ الْمَاءُ السَّلْسال، وَقِيلَ هُوَ بِمَعْنَى السَّلْسَل. وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ الْخَفِيفِ الرُّوحِ: لُسْلُسٌ وسُلْسُل. والسِّلْسِلانُ: بِبِلَادِ بَنِي أَسَد. وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ مِنَ الدَّهْناء؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَكْفِيك، جَهْلَ الأَحْمَق المُسْتَجْهَل، ... ضَحْيانةٌ مِنْ عَقَدات السَّلْسَل سمل: سَمَلَ الثوبُ يَسْمُل سُمولًا وأَسْمَلَ: أَخْلَق، وثوبٌ سَمَلةٌ وسَمَلٌ وأَسْمالٌ وسَمِيلٌ وسَمُولٌ؛ قَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ سَعْدٍ: صَفْقَةُ ذِي ذَعالِتٍ سَمُول، ... بَيْعَ امْرئٍ لَيْسَ بمُسْتَقِيل أَراد ذِي ذَعالب، فأَبدل التَّاءَ مِنَ الْبَاءِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: بَيْعُ السَّمِيل الخَلَق الدَّرِيس وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: وَلَنَا سَمَلُ قَطِيفة ؛ السَّمَلُ: الخَلَق مِنَ الثِّيَابِ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: أَنها رأَت النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْن ؛ هِيَ جَمْعُ سَمَلٍ، والمُلَيَّةُ تَصْغِيرُ المُلاءة وَهِيَ الإِزار. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَسْمال الأَخْلاق، الْوَاحِدُ مِنْهُ سَمَلٌ. وثوبٌ أَخلاقٌ إِذا أَخْلَق، وثوبٌ أَسْمَالٌ كَمَا يُقَالُ رُمْحٌ أَقصادٌ وبُرْمةٌ أَعشارٌ. والسَّوْمَل: الكِساء الخَلَق؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. والسَّمَلة: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي أَسفل الإِناء وَغَيْرِهِ مِثْلَ الثَّمَلة، وَجَمْعُهُ سَمَلٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: الزَّاجِر العِيسِ فِي الإِمْلِيس، أَعْيُنها ... مثلُ الوَقائِع فِي أَنْصافِها السَّمَل وسُمُولٌ عَنِ الأَصمعي؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى حِمْيَريّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها ... قِلاتُ الصَّفا، لَمْ يَبْقَ إِلَّا سُمولُها

وأَسمالٌ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وأَنشد: يَتْرُكُ أَسْمال الحِياضِ يُبَّسا والسُّمْلة، بِالضَّمِّ، مِثْلَ السَّمَلة. ابْنُ سِيدَهْ: السَّمَلة بَقِيَّة الْمَاءِ فِي الحَوْض، وَقِيلَ: هُوَ مَا فِيهِ مِنَ الحَمْأَة، وَالْجَمْعُ سَمَلٌ وسِمالٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: فأَوْرَدَها، فَيْحَ نَجْمِ الفُروعِ ... مِنْ صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَرْدَ السِّمال أَي أَوْرَد العَيرُ أُتُنَه بَرْدَ السِّمال فِي فَيْح نَجْمِ الفُروع، وَيُرْوَى: فأَوْرَدَها فَيْحُ نجم الفُروعِ ... مِنْ صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَردَ السِّمَال بِالضَّمِّ أَي أَوْرَدَها الحَرُّ الْمَاءَ، ويُجْمَع السِّمَال عَلَى سَمَائِل؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ذَا هَبَواتٍ يَنْشَف السَّمَائِلا والسَّمَلة: الحَمْأَة وَالطِّينُ. التَّهْذِيبِ: والسَّمَلُ، محرَّك الْمِيمِ، بَقِيَّةُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ؛ قَالَ حُمَيْد الأَرقط: خَبْط النِّهالِ سَمَل المَطائطِ وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا سَمَلةٌ كسَمَلة الإِداوة ؛ وَهِيَ بِالتَّحْرِيكِ الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي أَسفل الإِناء. والتَّسَمُّل: شُرب السَّمَلة أَو أَخْذُها، يُقَالُ ترَكْتُه يَتَسَمَّل سَمَلًا مِنَ الشَّرَابِ وَغَيْرِهِ. وسَمَلَ الحوضَ سَمْلًا وسَمَّلَه: نَقَّاه مِنَ السَّمَلة. وسَمَّلَ الحوضُ: لَمْ يَخْرُج مِنْهُ إِلا ماءٌ قَلِيلٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد: أَصْبَحَ حَوْضاكَ لِمَنْ يَراهُما ... مُسَمِّلَيْن، ماصِعاً قِراهُما وسَمَّلَتِ الدَّلْوُ: خَرج مَاؤُهَا قَلِيلًا. وسُمْلانُ الْمَاءِ وَالنَّبِيذِ: بَقاياهما. وتَسَمَّلَ النَّبِيذَ: أَلحَّ فِي شُرْبه؛ كِلَاهُمَا عَنْهُ أَيضاً. والسَّمالُ: الدُّودُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْمَاءِ النَّاقِعِ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: كأَنَّ سِخالَها، بِذَوِي سُحار ... إِلى الخَرْماء، أَولادُ السَّمَال «4» . وسَمَل بَيْنَهُمْ يَسْمُل سَمْلًا وأَسْمَل بَيْنَهُمْ: أَصْلَح بَيْنَهُمْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وإِنْ يَأْوَدِ الأَمْرُ يَلْقَوْا لَهُ ... ثِقافاً، وإِنْ يَحْكُمُوا يَعْدِلوا وتَنْأَى قُعُودُهمُ في الأُمورِ ... عَمَّنْ يَسُمُّ، ومَنْ يُسْمِلُ ولَكِنَّني رائبٌ صَدْعَهُم، ... رَقُوءٌ لِمَا بَيْنَهم مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: وتَنْأَى قُعورُهم، بِالرَّاءِ، أَي تَبْعُد غايَتُهم عَمَّنْ يُدارِي ويُداهِن عَلَى مَنْ يَسُمُّ، وَهُوَ الَّذِي يَسْبُر الشيءَ ويَنْظُر مَا غَوْرُه؛ يُقَالُ: فُلَانٌ بَعِيدُ القَعْرِ أَي بَعِيدُ الغَوْر لَا يُدْرَك مَا عِنْدَهُ، يقول: هُمْ دُهاةٌ لَا يُبْلَغ أَقصى مَا عِنْدَهُمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي

_ (4). قوله [بذوي سحار] كذا في الأصل ومثله في المحكم وأورده ياقوت في الخرماء وسمار بلفظ: كأن سخالها بلوى سمار ... إِلَى الْخَرْمَاءِ أَوْلَادُ السَّمَالِ ثم قال قال الأَزدي: سمار رمل بأعلى بلاد قيس طوله قدر سبعين ميلًا

رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْغَرِيبِ المصنَّف: عَلَى مَنْ يَسُمُّ، وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ: وَفِي بَعْضِ نَسْخِ الْغَرِيبِ: عَمَّن يَسُمُّ. والسَّاملُ: السَّاعِي لإِصلاح الْمَعِيشَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: فِي إِصلاح مَعَاشِهِ. وسَمْلُ العَيْنِ: فَقْؤُها، يُقَالُ: سُمِلَتْ عينُه تُسْمَل إِذا فُقِئَتْ بِحَدِيدَةٍ مُحْماةٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: سَمَل عينَه يَسْمُلُها سَمْلًا واسْتَمَلَها فَقَأَها. وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّين الَّذِينَ ارتدُّوا عَنِ الإِسلام: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بسَمْل أَعينهم. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّمْل أَن تُفْقأَ العينُ بِحَدِيدَةٍ مُحْماةٍ أَو بِغَيْرِ ذَلِكَ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ السَّمْلُ فَقْأَها بِالشَّوْكِ، وَهُوَ بِمَعْنَى السَّمْرِ، وإِنما فَعَل ذَلِكَ بِهِمْ لأَنهم فَعَلوا بالرُّعاة مِثْلَهُ وقَتَلوهم فَجَازَاهُمْ عَلَى صَنِيعهم بِمِثْلِهِ، وَقِيلَ: إِن هَذَا كَانَ قَبْلَ أَن تَنْزل الْحُدُودُ فَلَمَّا نَزَلَتْ نَهَى عَنِ المُثْلة؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَرْثي بَنِين لَهُ مَاتُوا: فالعَيْنُ بعدَهُمُ كأَنَّ حِداقَها ... سُمِلَتْ بشَوْكٍ، فَهِيَ عُورٌ تَدْمَعُ ولطَمَ رجلٌ مِنَ العرب رجلًا ففَقأَ عينَه فسُمِّي سَمَّالًا؛ حَكَى الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: قَالَ أَعرابي فَقَأَ جَدُّنا عينَ رَجُلٍ فسُمِّينا بَني سَمَّال. والسَّمَّال: شجرٌ، يَمانِيَةٌ. والسَّوْمَلَة: فَيالِجَةٌ صَغِيرَةٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فِنْجانَةٌ صَغِيرَةٌ. ومكانٌ سَمَوَّلٌ: سَهْل التُّرَابِ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْوَاسِعَةُ، وَقِيلَ: هُوَ الجَوف الْوَاسِعُ مِنَ الأَرض؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَثَرْن غُباراً بالكَدِيدِ السَّمَوَّل «1» . وسَمْوِيل: طَائِرٌ، وَقِيلَ بَلْدَةٌ كَثِيرَةُ الطَّير؛ قَالَ الرَّبيع بْنُ زِياد: وَفِي الْمُحْكَمِ قَالَ الرَّبِيعُ الْكَامِلُ أَحد أَخوال لَبِيد بْنِ رَبِيعَةَ يُخَاطِبُ النُّعْمان: لَئِن رَحَلْت جِمالي لَا إِلى سَعَةٍ، ... مَا مِثْلُها سَعَة عَرْضاً وَلَا طُولَا بِحَيْثُ لَوْ وُزِنَتْ لَخْمٌ بأَجْمَعِها، ... لَمْ يَعْدِلوا رِيشَةً مِنْ رِيشِ سَمْوِيلا تَرْعى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقُول بِهَا، ... لَا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا «2» . والغَسْوِيلُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي السِّباخ، وأَبو السَّمَّال العَدَويُّ: رَجُلٌ مِنَ الأَعراب. وأَبو سَمَّال: كُنْيَةُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد. أَبو زَيْدٍ: السُّمْلة جُوعٌ يأْخذ الإِنسان فيأْخذه لِذَلِكَ وَجَعٌ فِي عَيْنَيْهِ فَتُهَراقُ عَيْنَاهُ دَمْعاً فيُدْعَى ذَلِكَ السُّمْلة، كأَنه يفقأُ الْعَيْنَ. والسَّوْمَلَة: الطَّرْجَهارة، والحَوْجَلة القارُورة الْكَبِيرَةُ. قَالَ: ويقال حَوْجَلَة ودَوْخَلَة. سمأل: السَّمْأَلُ والسَّمَوْأَلُ: الظِّلُّ. والسَّمَوْأَل والسَّمَوَّلُ: اسْمُ رَجُلٍ، سُرْيَانِيٌّ معرَّب. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّمَوْأَلُ بْنُ عَادِيَاءَ بِالْهَمْزِ وَهُوَ فَعَوْأَل؛ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فَعَوْلل. والمُسْمَئِلُّ: الضَّامِرُ. واسْمَأَلَّ اسْمِئْلالًا، بِالْهَمْزِ: ضَمُرَ. واسْمَأَلَّ الظِّلُّ إِذا ارْتَفَعَ؛ وَقَالَتْ سَلْمى «3» بِنْتُ مَجْذَعة الجُهَنِيَّة تَرْثي أَخاها أَسعد:

_ (1). في معلقة إمرئ القيس: بالكديد المُرَكَّلِ (2). قوله [ملحاً] كذا في الأصل والمحكم، وفي التهذيب والتكملة: طلحاً، قال في التكملة: ويروى علقى (3). قوله [وقالت سلمى] تقدم مثله في نفض وأن ابن بري صوب أن اسمها سعدى وإليها نسب في ترجمة تبع

يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضَةً، ... وِرْدَ القَطاةِ، إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ أَي رَجَع الظِّلُّ إِلى أَصل العُود، وَقِيلَ: التُّبَّعُ الدَّبَرانُ، واسْمِئْلالُه ارتفاعُه طَالِعًا. ابْنُ الأَعرابي: أَبو بَراء طائرٌ واسْمه السَّمَوْأَلُ، بِالْهَمْزِ، وأَبو بَراءٍ كُنْيَتُهُ. سمرطل: رجُل سَمَرْطَلٌ وسَمَرْطُولٌ: طويلٌ مُضْطَرِبٌ، وَهُوَ مِنَ الأَمثلة الَّتِي فَاتَتِ الْكِتَابَ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُحَرَّفاً مِنْ سَمْرَطُولٍ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةٍ عَضْرَفُوط، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ فِي نَثْرٍ وإِنما سَمِعْنَاهُ فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ: عَلَى سَمَرْطُولٍ نِيافٍ شَعْشَعِ سمرمل: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: السَّمَرْمَلَةُ الغُول. سمغل: المُسْمَغِلُّ مِنَ الإِبل: الطويلُ. وَنَاقَةٌ مُسْمَغِلَّة: طويلةٌ، بِالْغَيْنِ وَالسِّينِ، والجَسْرَةُ مِثْلُهَا. والمُسْمَغِلَّة: السريعة. سمندل: أَبو سَعِيدٍ: السَّمَنْدَلُ طَائِرٌ إِذا انْقَطَعَ نَسْلُهُ وهَرِمَ أَلْقى نَفْسَهُ فِي الجَمْر فَيَعُودُ إِلى شَبابه، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ دابَّة يَدْخُلُ النَّارَ فَلَا تُحْرِقه. سنبل: السُّنْبُل مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ السَّنَابِل. ابْنُ سِيدَهْ: السُّنْبُل مِنَ الزَّرْع وَاحِدَتُهُ سُنْبُلَةٌ، وَقَدْ سَنْبَلَ الزرعُ إِذا خَرَجَ سُنبُلُهُ. والسَّنَابِل: سَنابِلُ الزَّرْعِ مِنَ البُرِّ وَالشَّعِيرِ والذُّرَة، الْوَاحِدَةُ سُنْبُلَةٌ. والسُّنْبُلَةُ: برْجٌ فِي السَّمَاءِ. والسُّنْبُل: مِنَ الطِّيب. وَفِي حَدِيثِ سَلْمان: أَنه رؤي بِالْكُوفَةِ عَلَى حِمَارٍ عَرَبيٍّ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلانيٌ ؛ قَالَ شَمِر: قَالَ أَبو عَبْدِ الْوَهَابِ الغَنَوي السُّنْبُلانيُّ مِنَ الثِّيَابِ السابغُ الطَّوِيلُ الَّذِي قَدْ أُسْبِل. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: سَنْبَلَ الرجلُ ثوبَه إِذا جَرَّ لَهُ ذَنَباً مِنْ خَلْفِهِ فَتِلْكَ السَّنْبَلَةُ، وَقَالَ أَخوه: مَا طَالَ مِنْ خَلْفه وأَمامه فَقَدْ سَنْبَلَه، فَهَذَا الْقَمِيصُ السُّنْبُلانيُّ؛ وَقَالَ شَمر وَغَيْرُهُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ السُّنْبُلانيُّ مَنْسُوبًا إِلى مَوْضِعٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه أَرسل إِلى امرأَة بِشُقَيْقَةٍ سُنْبُلانِيَّةٍ أَي سَابِغَةِ الطُّولِ. يُقَالُ: ثَوْبٌ سُنْبُلانيٌّ، وسَنْبَلَ ثوبَه إِذا أَسْبَلَهُ وجَرَّه مِنْ خَلْفِهِ أَو أَمامه، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ مِثْلُهَا فِي سُنْبُلِ الطعامِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكُلُّهُمْ ذَكَرُوهُ فِي السِّينِ وَالنُّونِ حَمْلًا عَلَى ظَاهِرِ لَفْظِهِ. وابنُ سِنْبِلٍ: رجُل بصريٌّ، أَحْرَق جارِيةُ بْنُ قُدامة، وَهُوَ مِنْ أَصحاب عَليٍّ، خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ فِي دَارِهِ، وَيُقَالُ ابْنُ صِنْبِلٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الصَّادِ. والسُّنْبُلَة: بِئْرٌ قديمةٌ حَفَرَتْها بَنُو جُمَح بِمَكَّةَ؛ وَفِيهَا يَقُولُ قَائِلُهُمْ: نَحْنُ حَفَرْنا للحَجِيج سُنْبُلَهْ سنجل: سِنْجال: قَرْيَةٌ بأَرْمِينِيَة ذَكَرَهَا الشَّمَّاخ: أَلا يَا اصْبَحاني قَبْلَ غَارَةِ سِنْجالِ، ... وقَبْلَ مَنايا قَدْ حَضَرْنَ وآجالِ ابْنُ الأَعرابي: سَنْجَلَ إِذا مَلأَ حوضَه نَشَاطًا. وسِنْجال: موضع. سندل: ابْنُ خَالَوَيْهِ: السَّنْدَلُ جَوْرَبُ الخُفِّ. ابْنُ الأَعرابي: سَنْدَلَ الرجلُ إِذا لَبِس الجَوْرَبَيْن لِيَصْطَادَ الْوَحْشَ فِي صَكَّةِ عُمَيٍّ. والسَّنْدَلُ: طَائِرٌ يأْكل البِيشَ عن الحائط. سنطل: المُسَنْطَل: المتمايلُ لَا يَمْلِك نَفْسَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَنْحَدِرُ رأْسُه وعُنُقُه ثُمَّ يَرْتَفِعُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَمْشِي ويُطَأْطِئ رأْسَه؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: سَنْطَلَ الرجلُ إِذا مَشى مُطَأْطِئاً. ابْنُ

الأَعرابي: السُّنْطالة المِشْيَة بِالسُّكُونِ وطَأْطَأَةِ الرأْس. والمُسَنْطَل: الْعَظِيمُ البَطْن. والسَّنْطَلة: الطُّول. والسِّنْطِيلُ: الطَّوِيلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت بِظَاهِرِ الصَّمَّان جُبَيْلًا صَغِيرًا لَهُ أَنْفٌ تَقَدَّمه يسمى سَنْطَلًا. سهل: السَّهْلُ: نَقيضُ الحَزْن، وَالنِّسْبَةُ إِليه سُهْلِيٌّ. ونَهَرٌ سَهِلٌ: ذُو سِهْلَةٍ. والسُّهُولَة: ضِدُّ الحُزُونة، وَقَدْ سَهُلَ الموضعُ، بِالضَّمِّ. ابْنُ سِيدَهْ: السَّهْلُ كُلُّ شَيْءٍ إِلى اللِّين وقِلة الْخُشُونَةِ، وَالنَّسَبُ إِليه سُهْلِيٌّ، بِالضَّمِّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والسَّهِلُ: كالسَّهْل؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ سَحَابًا: حَتَّى إِذا هَبَط الأَفْلاحَ وانْقَطَعَتْ ... عَنْهُ الجَنوبُ، وحَلَّ الغائطَ السَّهِلا وَقَدْ سَهُلَ سُهُولةً. وسَهَّلَه: صَيَّره سَهْلًا. وَفِي الدُّعَاءِ: سَهَّلَ اللهُ عَلَيْكَ الأَمرَ وَلَكَ أَي حَمَل مؤنَته عَنْكَ وخَفَّفَ عَلَيْكَ. والسَّهْل مِنَ الأَرض: نَقِيضُ الحَزن، وَهُوَ مِنَ الأَسماء الَّتِي أُجريت مُجْرى الظُّرُوفِ، وَالْجَمْعُ سُهُول. وأَرض سَهْلة، وَقَدْ سَهُلَتْ سُهُولةً، جاؤوا بِهِ عَلَى بِنَاءِ ضِدِّهِ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ حَزُنَتْ حُزُونةً. وأَسْهَلَ القومُ: صَارُوا فِي السَّهْل. وأَسْهَلَ القومُ إِذا نزلوا السَّهْل بعد ما كَانُوا نَازِلِينَ بالحَزْن. وَفِي حَدِيثِ رَمْيِ الْجِمَارِ: ثُمَّ يأْخذ ذاتَ الشِّمال فيُسْهِل فَيَقُومُ مُسْتقبلَ الْقِبْلَةِ ؛ أَسْهَلَ يُسْهِل إِذا صَارَ إِلى السَّهْل مِنَ الأَرض، وَهُوَ ضِدُّ الحَزْن، أَراد أَنه صَارَ إِلى بَطْنِ الْوَادِي. وأَسْهَلُوا إِذا اسْتَعْمَلُوا السُّهولة مَعَ النَّاسِ، وأَحْزَنوا إِذا اسْتَعْمَلُوا الحُزونة؛ قَالَ لَبِيدٌ: فإِن يُسْهِلوا فالسَّهْلُ حَظِّي وطُرْقَتي، ... وإِن يُحْزِنوا أَرْكَبْ بِهِمْ كُلَّ مَرْكَب وَقَوْلُ غَيْلان الرَّبَعي يَصف حَلْبة: وأَسْهَلوهُنَّ دُقاقَ البَطْحا إِنما أَراد أَسْهَلوا بهنَّ فِي دُقاق الْبَطْحَاءِ فَحَذَفَ الْحَرْفَ وأَوْصَل. وبعيرٌ سُهْلِيٌّ: يَرْعى فِي السُّهولة. وَالتَّسْهِيلُ: التَّيْسِيرُ. والتَّسَاهُل: التسامُح. واسْتَسْهَلَ الشيءَ: عَدَّه سَهْلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَقَدَ اسْتَهَلَ مكانَه مِنْ جَهَنَّمَ أَي تَبَوَّأَ وَاتَّخَذَ مَكَانًا سَهْلًا مِنْ جهنَّم، وَهُوَ افْتَعَل مِنَ السَّهْل، وَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ سَهْلٌ أَعاذنا اللَّهُ مِنْهَا بِرَحْمَتِهِ. ورَجُلٌ سَهْلُ الْوَجْهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه يُعْنى بِذَلِكَ قِلَّةَ لَحْمِهِ وَهُوَ مَا يُسْتَحْسَن. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه سَهْل الخَدَّين صَلْتُهُما أَي سَائِلُ الْخَدَّيْنِ غَيْرُ مُرْتَفِعِ الْوَجْنَتَيْنِ، ورَجُلٌ سَهْلُ الخُلُق. والسِّهْلة والسِّهْل: تُرَابٌ كَالرَّمْلِ يَجِيءُ بِهِ الْمَاءُ. وأَرض سَهِلةٌ: كَثِيرَةُ السِّهْلة، فإِذا قُلْتُ سَهْلة فَهِيَ نَقِيضُ حَزْنة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع سَهِلة لِغَيْرِ اللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لرَمْل الْبَحْرِ السِّهْلة؛ هَكَذَا قَالَهُ بِكَسْرِ السِّينِ. أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: يُنْسَبُ إِلى الأَرض السَّهْلة سُهْلِيٌّ، بِضَمِّ السِّينِ. الْجَوْهَرِيُّ: السِّهْلة، بِكَسْرِ السِّينِ، رَمْلٌ لَيْسَ بالدُّقاق. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ فِي مَقْتَل الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَتاه بسِهْلة أَو تُرَابٍ أَحمر ؛ السِّهْلة: رَمْلٌ خَشِن لَيْسَ بِالدِّقَاقِ النَّاعِمِ. وإِسْهالُ البَطْن: كالخِلْفَة، وَقَدْ أُسْهِل الرَّجُلُ وأُسْهِل بطنُه، وأَسْهَلَه الدَّواءُ، وإِسْهالُ الْبَطْنِ: أَن يُسْهِله دَواءٌ، وأَسْهَلَ الدواءُ طبيعتَه. والسَّهْل: الغُرابُ.

وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ: اسْمَانِ. وسُهَيْلٌ: كوكبٌ يَمانٍ. الأَزهري: سُهَيْلٌ كَوْكَبٌ لَا يُرى بخُراسان ويُرى بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنا أَن سُهَيْلًا كَانَ عَشَّاراً عَلَى طَرِيقِ الْيَمَنِ ظَلوماً فمسَخَه اللَّهُ كَوْكَبًا. وَقَالَ ابْنُ كُناسة: سُهَيْلٌ يُرى بِالْحِجَازِ وَفِي جَمِيعِ أَرض الْعَرَبِ وَلَا يُرى بأَرض أَرمِينِيَة، وَبَيْنَ رُؤية أَهل الْحِجَازِ سُهَيْلًا وَرُؤْيَةِ أَهل الْعِرَاقِ إِيَّاه عِشْرُونَ يَوْمًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا سُهَيْلٌ مَطْلَعَ الشَّمْسِ طَلَعْ، ... فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ، والحِقُّ جَذَعْ وَيُقَالُ: إِنه يَطْلُع عِنْدَ نَتاج الإِبل، فإِذا حالَتِ السَّنَةُ تَحَوَّلَت أَسنانُ الإِبل. سهبل: السَّهْبَلُ: الجَريء. سول: سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ كَذَا: زَيَّنَتْه لَهُ. وسَوَّل لَهُ الشيطانُ: أَغْواه. وأَنا سَوِيلُكَ فِي هَذَا الأَمر: عَدِيلُك. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ إِلا أَن تُسَوِّلَ لِي نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لَا أَجِدُه الْآنَ ؛ التَّسْوِيل: تَحْسِينُ الشَّيْءِ وتزيينُه وتَحْبِيبُه إِلى الإِنسان لِيَفْعَلَهُ أَو يَقُولَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ* ؛ هَذَا قَوْلُ يَعْقُوبَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لِوَلَدِهِ حِينَ أَخبروه بأَكل الذِّئْبِ يوسفَ فَقَالَ لَهُمْ: مَا أَكَلَهُ الذئْب بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفسكم فِي شأْنه أَمراً أَي زَيَّنَتْ لَكُمْ أَنفسكم أَمراً غَيْرَ مَا تَصِفُون، وكأَنَّ التَّسْوِيلَ تَفْعِيلٌ مِنْ سُوِلَ الإِنسان، وَهُوَ أُمْنِيَّته أَن يَتَمَنَّاها فتُزَيِّن لِطَالِبِهَا الباطلَ وغيرَه مِنْ غُرور الدُّنْيَا، وأَصل السُّول مَهْمُوزٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، اسْتَثْقَلُوا ضَغْطة الْهَمْزَةِ فِيهِ فَتَكَلَّمُوا بِهِ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ؛ قَالَ الرَّاعِي فِيهِ فَلَمْ يَهْمِزه: اخْتَرْنَك الناسُ، إِذ رَثَّتْ خَلائِقُهُم، ... واعْتَلَّ مَنْ كَانَ يُرْجى عِنْدَه السُّولُ «1» . وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن أَصل السُّول هَمْزٌ قراءةُ القُرَّاء قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى؛ أَي أُعْطِيت أُمْنِيَّتك الَّتِي سَأَلْتَها. والتَّسَوُّلُ: استرخاءُ الْبَطْنِ، والتَّسَوُّنُ مِثْلُهُ. والسَّوَلُ: استرخاءُ مَا تَحْتَ السُّرَّة مِنَ الْبَطْنِ، ورجُل أَسْوَلُ وامرأَة سَوْلاء قوم سُولٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَسْوَلُ الَّذِي فِي أَسفله اسْتِرْخَاءٌ؛ قَالَ المُتَنَخِّل الهُذلي: كالسُّحُل البيضِ، جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل أَراد بالحَمَل السَّحابَ الأَسود. وسَحابٌ أَسْوَلُ أَي مُسْتَرْخٍ بَيِّنُ السَّوَل، وَقَدْ سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلًا، وامرأَة سَوْلاء. والأَسْوَل مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي فِي أَسفله اسْتِرْخَاءٌ ولهُدْبهِ إِسْبالٌ. ودَلْوٌ سَوْلاء: ضَخْمة؛ قَالَ: سَوْلاء مَسْك فارضٍ نَهِيٍ وسَلْتُ أَسالُ سُولًا: لُغَةٌ فِي سأَلْت؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سُوالًا وسِوالًا كجُوَارٍ وجِوار، وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: هُمَا يَتَساوَلانِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنها وَاوٌ فِي الأَصل عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ، وَلَيْسَ عَلَى بَدَلِ الْهَمْزِ. ورَجُل سُوَلةٌ على هذه اللغة: سَؤول، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي سُوَال وأَسْوِلَة. سيل: سالَ الماءُ والشيءُ سَيْلًا وسَيَلاناً: جَرَى، وأَسَالَه غيرُه وسَيَّله هُوَ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: القِطْرُ النُّحاس وَهُوَ

_ (1). قوله [اخترنك] هكذا في الأَصل، والصواب اختارك

الصُّفْر، ذُكِر أَن الصُّفْر كَانَ لَا يُذَوَّبُ فَذَابَ مُذْ ذَلِكَ فأَسَالَه اللَّهُ لسُليْمان. وماءٌ سَيْلٌ: سائلٌ، وضَعوا الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَمِنْ كَلَامِ بَعْضِ الرُّوَّاد: وجَدْتُ بَقْلًا وبُقَيْلًا وَمَاءً غَلَلًا سَيْلًا؛ قَوْلُهُ بَقْلًا وبُقَيْلًا أَي مِنْهُ مَا أَدْرَك فكَبُر وَطَالَ، وَمِنْهُ مَا لَمْ يُدْرِك فَهُوَ صَغِيرٌ. والسَّيْل: الماءُ الْكَثِيرُ السَّائِلُ، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، وَجَمْعُهُ سُيُولٌ. والسَّيْل: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ السُّيُول. ومَسِيلُ الْمَاءِ، وَجَمْعُهُ «2» أَمْسِلَةٌ: وَهِيَ مِيَاهُ الأَمطار إِذا سَالَتْ؛ قَالَ الأَزهري: الأَكثر فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِي جَمْعِ مَسِيل الْمَاءِ مَسايِلُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، ومَن جَمَعَهُ أَمْسِلةً ومُسُلًا ومُسْلاناً فَهُوَ عَلَى تَوَهُّم أَن الْمِيمَ فِي مَسِيل أَصلية وأَنه عَلَى وَزْنِ فَعِيل، وَلَمْ يُرَدْ بِهِ مَفْعِل كَمَا جَمَعُوا مَكاناً أَمْكِنةً، وَلَهَا نَظَائِرُ. والمَسِيل: مَفْعِلٌ مِنْ سَالَ يَسِيلُ مَسِيلًا ومَسالًا وسَيْلًا وسَيَلاناً، وَيَكُونُ المَسِيل أَيضاً الْمَكَانَ الَّذِي يَسيل فِيهِ ماءُ السَّيْل، وَالْجَمْعُ مَسَايِل، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى مُسُلٍ وأَمْسِلَة ومُسْلان، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن مَسِيلًا هُوَ مَفْعِل ومَفْعِلٌ لَا يُجْمَعُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُمْ شَبَّهوه بفَعِيل كَمَا قَالُوا رَغيفٌ وأَرْغُف وأَرْغِفة ورُغْفان؛ وَيُقَالُ للمَسيل أَيضاً مَسَل، بِالتَّحْرِيكِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سالَ بِهِمُ السَّيْل وجاشَ بِنَا الْبَحْرُ أَي وقَعوا فِي أَمر شَدِيدٍ وَوَقَعْنَا نَحْنُ فِي أَشدَّ مِنْهُ، لأَن الَّذِي يَجِيش بِهِ الْبَحْرُ أَسْوَأُ حَالًا مِمَّنْ يَسِيل بِهِ السَّيْل؛ وَقَوْلُ الأَعشى: فَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دونَكَ كُلُّه، ... وكُنْتَ لَقًى تَجْري عَلَيْكَ السَّوائِلُ والسَّائلة مِنَ الغُرَر: المعتدلةُ فِي قَصَبة الأَنف، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي سَالَتْ عَلَى الأَرْنَبة حَتَّى رَثَمَتْها، وَقِيلَ: السَّائِلَة الغُرَّة الَّتِي عَرُضَت فِي الجَبْهة وقصَبة الأَنف. وَقَدْ سالَتِ الغُرَّةُ أَي اسْتَطَالَتْ وعَرُضَت، فإِن دَقَّت فَهِيَ الشِّمْراخ. وتَسَايَلَت الكَتائبُ إِذا سَالَتْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَائِل الأَطراف أَي مُمْتَدُّهَا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالنُّونِ كجِبرِيل وجِبْرِين، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. ومُسالا الرَّجُلِ: جَانِبَا لِحْيَتِهِ، الْوَاحِدُ مُسالٌ؛ وَقَالَ: فَلَوْ كَانَ فِي الحَيِّ النَّجِيِّ سَوادُه، ... لَمَا مَسَحَتْ تِلْك المُسَالاتِ عامِرُ ومُسالاهُ أَيضاً: عِطْفاه؛ قَالَ أَبو حَيَّة: فَمَا قامَ إِلَّا بَيْنَ أَيْدٍ تُقِيمُه، ... كَمَا عَطَفَتْ رِيحُ الصَّبا خُوطَ ساسَمِ إِذا مَا نَعَشْناه عَلَى الرَّحْل يَنْثَني، ... مُسالَيْه عَنْهُ مِنْ وَراءٍ ومُقْدَم إِنما نَصَبه عَلَى الظَّرف. وأَسالَ غِرارَ النَّصْل: أَطاله وأَتَمَّهُ؛ قَالَ المتنَخِّل الْهُذَلِيُّ وَذَكَرَ قَوْسًا: قَرَنْت بِهَا مَعابِلَ مُرْهَفات، ... مُسَالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراط والسِّيلانُ، بِالْكَسْرِ: سِنْخُ قَائِمَةِ السَّيْفِ والسِّكِّين وَنَحْوِهِمَا. وَفِي الصِّحَاحِ: مَا يُدْخَل مِنَ السَّيْفِ وَالسِّكِّينِ فِي النِّصاب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُهُ وَلَمْ أَسمعه مِنْ عالِمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الجَوالِيقي أَنشد أَبو عَمْرٍو للزِّبرِقان بْنِ بَدْرٍ: ولَنْ أُصالِحَكُمْ مَا دَامَ لِي فَرَسٌ، ... واشتَدَّ قَبْضاً عَلَى السِّيلانِ إِبْهامي والسَّيَالُ: شجرٌ سَبْط الأَغصان عَلَيْهِ شَوْكٌ أَبيض

_ (2). قوله [ومَسِيل الماء وجمعه] كذا في الأصل، وعبارة الجوهري: ومَسِيل الماء موضع سيله والجمع إلخ

فصل الشين المعجمة

أُصوله أَمثال ثَنايا العَذارى؛ قَالَ الأَعشى: باكَرَتْها الأَعْراب في سِنَةِ النَّوْمِ ... فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيَال يَصِفُ الخَمْر. ابْنُ سِيدَهْ: والسَّيَال، بِالْفَتْحِ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ أَبيض وَهُوَ مِنَ العِضاه؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ السَّيَال مَا طَالَ مِنَ السَّمُر؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: السَّيَال هُوَ الشُّبُه، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الرُّواةِ السَّيَال شَوْك أَبيض طَوِيلٌ إِذا نُزِع خَرَجَ مِنْهُ مِثْلُ اللَّبَنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمة يَصِفُ الأَجمال: مَا هِجْنَ إِذ بَكَّرْنَ بالأَجمال، ... مِثْلَ صَوَادِي النَّخْل والسَّيَال وَاحِدَتُهُ سَيَالَةٌ. والسَّيَالَةُ: موضع. فصل الشين المعجمة شبل: الشِّبْلُ: وَلدُ الأَسَد إِذا أَدرك الصيدَ، وَالْجَمْعُ أَشْبَالٌ وأَشْبُلٌ وشُبول وشِبال؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جَذِيمة: شَثْنُ البَنان فِي غَداةٍ بَرْدَه، ... جَهْم المُحَيّا ذُو شِبالٍ وَرْده ولَبُوءَةٌ مُشْبِلٌ: مَعَهَا أَولادُها. وشَبَلَ فِيهِمْ يَشْبُلُ شُبُولًا: رَبا وشَبَّ وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي نَعْمة. وشَبَلَ الغلامُ أَحسنَ شُبُول إِذا نَشَأَ. وأَشْبَلَ عَلَيْهِ أَي عَطَف. ابْنُ الأَعرابي: إِذا كَانَ الغُلام مُمْتَلِئَ الْبَدَنِ نَعْمة وَشَبَابًا فَهُوَ الشَّابِل والشَّابِن والحِضَجْر. أَبو زَيْدٍ فِيمَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُ: إِذا مَشَى الحُوَار مَعَ أُمه وقَوِي فَهِيَ مُشْبِلٌ، يَعْنِي الأُمَّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قِيلَ لَهَا مُشْبِلٌ لشَفَقتها عَلَى الوَلد. وأَشْبَلَتِ المرأَةُ عَلَى وَلَدِهَا، فَهِيَ مُشْبِلٌ: أَقامت بَعْدَ زَوْجِهَا وصَبَرَت عَلَى أَولادها فَلَمْ تتزوَّج. وأَشْبَلَ عَلَيْهِ: عَطَف عَلَيْهِ وأَعانه؛ قَالَ الكمَيت: ومِنَّا، إِذا حَزَبتْكَ الأُمور، ... عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِل الْكِسَائِيُّ: الإِشْبَالُ التعَطُّف عَلَى الرَّجُلِ ومَعُونَتُه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ أَيضاً: هُم رَئِمُوها غَيْرِ ظَأْرٍ، وأَشْبَلُوا ... عَلَيْهَا بأَطْرافِ القَنَا، وتَحَدَّبُوا وشُبْلان: اسم. شثل: رَجُلٌ شَثْل الأَصابع: غليظُها خَشِنُها. وقَدَمٌ شَثْلَةٌ: غليظةُ اللَّحْمِ مُتَراكِبةٌ، وَقَدْ شَثِلَتْ يَدُه ورِجْلُه، وَزَعَمَ يعقوب وأَبو عُبَيْدٍ أَن لَامَهَا بَدَلٌ مِنْ نُونِ شَثْن. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّثْل لُغَةٌ فِي الشَّثْن، وَقَدْ شَثُل شُثُولة وشَثُنَ شُثُونةً. شخل: شَخَلَ الشَّرابَ يَشْخَلُه شَخْلًا: صَفَّاه، وشَخَله يَشْخَله: بَزَلَه بالمِشْخَلة. والشَّخْل: التَّصْفية. والمِشْخَلة: المِصْفاةُ. وشَخَلَ فُلَانٌ ناقَته وشَخَبها إِذا حَلَبها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ شَخَلْت الشرابَ شَخْلًا إِذا صَفَّيته بالمِشْخَلة، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ شَخَلْنا الإِبلَ شَخْلًا أَي حَلَبناها حَلْباً. وشَخْلُ الرَّجُل وشَخِيلُه: صَفِيُّه، وَقَدْ شَاخَلَه. والشَّخْلُ: الغُلام الحَدَثُ يُصادِق رَجُلًا. أَبو زَيْدٍ: الشَّخْل الصَّديق، يُقَالُ: فُلَانٌ شَخْلي أَي صَدِيقي. شرحل: شَرَاحِيلُ وشَرَاحِينُ: اسْمُ رَجُلٍ، نُونُهُ بَدَلٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا

نَكرة عِنْدَ سِيبَوَيْهِ لأَنه بِزِنَة جَمْعِ الْجَمْعِ، قَالَ: وَيَنْصَرِفُ عِنْدَ الأَخفش فِي النَّكِرَةِ، فإِن حَقَّرته انْصَرَفَ عِنْدَهُمَا لأَنه عَرَبيٌّ، وفارَقَ السَّرَاوِيل لأَنها أَعجمية؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَمَا ظَنِّي، وظَنِّي كلُّ ظَنٍّ، ... أَمُسْلِمُني إِلى قَوْمٍ شَرَاحِي قَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد شَرَاحِيل فرَخَّمَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ، وَقَالَ أَمُسْلِمُني، وَوَجْهُ الْكَلَامِ أَن يَقُولَ أَمُسْلِمِي، بِحَذْفِ النُّونِ كَمَا يَقُولُ هُوَ ضَارِبي؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كُلُّ اسْمٍ كَانَ فِي آخِرِهِ إِيل أَو إِلٌّ فَهُوَ مُضَافٌ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، إِذ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مَصْرُوفًا لأَن الإِيل والإِلَّ عَرَبيّان «1». شرحبيل: شُرَحْبيلُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ هِيَ أَعجمية؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كُلُّ اسْمٍ كان في آخره إِيل أَو إِلٌّ فَهُوَ مُضَافٌ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَن ذَلِكَ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، إِذ لَوْ صَحَّ لصُرِف جِبْرِيل وأَشباهه لأَنه مُضَافٌ إِلى إِيل وإِلى إِلٍّ، وَهُمَا مُنْصَرِفَانِ لأَنهما عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف، وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُرْفَعَا فِي حَالِ الرَّفْعِ وَيُنْصَبَا فِي حَالِ النَّصْبِ وَيُخْفَضَا فِي حَالِ الْخَفْضِ، كَمَا يَكُونُ عَبْد اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعلم. شرذل: فِي الِاسْتِيعَابِ لِابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ فِي حَرْفِ الْقَافِ فِي تَرْجَمَةِ قَيْسِ بن الحرث الأَسدي عَنْ خَمِيصة بْنِ الشَّرْذَل: قَالَ ابْنُ أَبي خَيْثَمة: الشَّرْذَل، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، الرجلُ الطويل. ششقل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الشَّشْقَلَةُ: كَلِمَةٌ حِمْيَريَّة لَهِجَ بِهَا صَيَارِفةُ أَهل الْعِرَاقِ فِي تَعْيِير الدَّنَانِيرِ، يَقُولُونَ قَدْ شَشْقَلْناها أَي عَيَّرناها أَي وَزَنَّاها دِينَارًا دِينَارًا، وَلَيْسَتِ الشَّشْقَلَة عَرَبِيَّةً مَحْضَة. ابْنُ سِيدَهْ: شَشْقَلَ الدينارَ عَيَّره، عَجَميَّة؛ وَقِيلَ لِيُونُسَ: بمَ تَعْرِف الشِّعْرَ الجَيِّد؟ قَالَ: بالشَّشْقَلَة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اشْقُل الدَّنانيرَ وَقَدْ شَقَلْتُها أَي وَزَنْتها؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَشبه بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وأَما قَوْلُ اللَّيْثِ تَعْيير الدَّنَانِيرِ فإِن أَبا عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْكِسَائِيِّ والأَصمعي وأَبي زَيْدٍ أَنهم قَالُوا جَمِيعًا عايَرْتُ المَكاييلَ وعاوَرْتها، وَلَمْ يُجِيزوا عَيَّرتها، وَقَالُوا التَّعْييرُ بهذا المعنى لَحْنٌ. شصل: ابْنُ الأَعرابي: شَوْصلَ وشَفْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّى، وهو نَبَات. شعل: الشَّعَلُ والشُّعْلَة: البياضُ فِي ذَنَب الفَرَس أَو ناصيتِه فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا، وخَصَّ بعضهُم بِهِ عَرْضها. يُقَالُ: غُرَّةٌ شَعْلاءُ تأْخذ إِحدى الْعَيْنَيْنِ حَتَّى تَدْخُلَ فِيهَا، وَقَدْ يَكُونُ فِي القَذَال، وَهُوَ فِي الذَّنَب أَكثر، شَعِلَ شَعَلًا وشُعْلَةً؛ الأَخيرة شَاذَّةٌ، وَكَذَلِكَ اشْعَالَّ اشْعِيلالًا إِذا صَارَ ذَا شَعَلٍ؛ قَالَ: وبَعدَ انتِهاضِ الشَّيْب فِي كلِّ جانبٍ، ... عَلَى لِمَّتِي، حَتَّى اشْعَأَلَّ بَهِيمُها أَراد اشْعَالَّ فحرَّك الأَلف لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فَانْقَلَبَتْ هَمْزَةً لأَن الأَلف حَرْفٌ ضَعِيفٌ وَاسِعُ المَخْرَج لَا يَتَحَمَّل الْحَرَكَةَ، فإِذا اضطُرُّوا إِلى تَحْرِيكِهِ حَرَّكوه بأَقرب الْحُرُوفِ إِليه، وَيُقَالُ إِذا كَانَ الْبَيَاضُ فِي طَرَف ذَنَب الْفَرَسِ فَهُوَ أَشْعَلُ، وإِن كَانَ فِي وَسَط الذَّنَب فَهُوَ أَصْبَغ، وإِن كَانَ فِي صَدْره فَهُوَ أَدْعَم، فإِذا بَلَغَ التحجيلُ إِلى رُكْبَتَيْهِ فَهُوَ مُجَبَّب، فإِن كَانَ فِي يَدَيْهِ فَهُوَ مُقَفَّزٌ، وَقَالَ الأَصمعي: إِذا

_ (1). قوله [لَأَنَّ الْإِيلَ وَالْإِلَّ عَرَبِيَّانِ] كذا في المحكم ومعناها ظاهر من العبارة الآتية في الترجمة بعدها

خَالَطَ البياضُ الذَّنَب فِي أَيّ لَوْنٍ كَانَ فَذَلِكَ الشُّعْلة. والفَرَس أَشْعَلُ بَيِّنُ الشَّعَل، والأُنثى شَعْلاء. وشَعَل النارَ فِي الحَطَب يَشْعَلُها وشَعَّلَها وأَشْعَلها فاشْتَعَلَت وتَشَعَّلَتْ: أَلْهَبَها فالتَهَبَت. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اشْتَعَلَت النارُ تَأَجَّجَتْ فِي الْحَطَبِ. وَقَالَ مُرَّةُ: نارٌ مُشْعَلَة مُلْتَهِبة مُتَّقدة. والشُّعْلَةُ: مَا اشْتَعَلَتْ فِيهِ مِنَ الْحَطَبِ أَو أَشْعَلَه فِيهَا؛ قَالَ الأَزهري: الشُّعْلَة شِبْه الجِذْوة وَهِيَ قِطْعَةُ خَشَب تُشْعَل فِيهَا النارُ، وَكَذَلِكَ القَبَس والشِّهَاب. والشُّعْلَة: وَاحِدَةُ الشُّعَل. والشُّعْلة والشُّعْلُول: اللَّهَبُ؛ والمَشْعَلَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُشْعَل فِيهِ النارُ. والشَّعِيلَة: النَّارُ المُشْعَلة فِي الذُّبَال، وَقِيلَ: الفَتِيلة المُرَوَّاة بالدُّهْن شُعِل فِيهَا نَارٌ يُسْتَصْبَحُ بِهَا، وَلَا يُقَالُ لَهَا كَذَلِكَ إِلا إِذا اشْتَعَلَت بِالنَّارِ، وَجَمْعُهَا شُعُلٌ مِثْلُ صَحِيفةٍ وصُحُفٍ. والمَشْعَلة: وَاحِدَةُ المَشَاعِل؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَصاحِ، تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْناً، ... كَمِصباحِ الشَّعِيلَة فِي الذُّبَال وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ يَسْمُر مَعَ جُلَسائه فَكَادَ السِّراجُ يَخْمَد فَقَامَ وأَصْلَحَ الشَّعِيلة وَقَالَ: قُمْتُ وأَنا عُمَر وقَعَدْتُ وأَنا عُمَر ؛ الشَّعِيلَة: الفَتِيلة المُشْعَلَة. والمَشْعَل: القِنْديل. وشُعْلَةُ: اسْمُ فَرَسِ قَيس بْنِ سِبَاع عَلَى التَّشْبِيهِ بإِشعال النَّارِ لسُرْعتها. واشْتَعَل غَضَباً: هَاجَ، عَلَى الْمَثَلِ، وأَشْعَلْته أَنا. واشْتَعَلَ الشيبُ فِي الرأْس: اتَّقَد، عَلَى الْمَثَلِ، وأَصله مِنِ اشْتِعَال النَّارِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ؛ وَنَصْبُ شَيْباً عَلَى التَّفْسِيرِ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ مَصْدَرًا، وَكَذَلِكَ قَالَ حُذَّاقُ النَّحْوِيِّينَ. واشْتَعَلَ الرأْسُ شَيْباً أَي كَثُر شيبُ رأْسه، وَدَخَلَ فِي قَوْلِهِ الرأْس شَعَرُ الرأْسِ واللِّحية لأَنه كُلَّه مِنَ الرأْس. وأَشْعَلَتِ العينُ: كثُر دمعُها. وأَشْعَلَ إِبلَه بالقَطِران: كَثَّرَ عَلَيْهَا مِنْهُ وعَمَّها بالهِنَاء وَلَمْ يَطْلِ النُّقَب مِنَ الجَرَب دُونَ غَيْرِهَا مِنْ بَدَن البَعير الأَجْرَب. وكَتِيبةٌ مُشْعَلةٌ: مَبْثُوثة انْتَشَرَت. وأَشْعَلَ الخَيْلَ فِي الْغَارَةِ: بَثَّها؛ قَالَ: والخَيْلُ مُشْعَلةٌ فِي ساطِعٍ ضَرِمٍ، ... كأَنَّهُنَّ جَرادٌ أَو يَعَاسِيبُ وأَشْعَلَتِ الغارةُ: تَفَرَّقَت. وَالْغَارَةُ المُشْعِلَة: المنتشِرة المتفرِّقة. وَيُقَالُ: كَتِيبة مُشْعِلَة، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، إِذا انْتَشَرَتْ؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ رَجُلًا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ أَنه للأَخطل: عايَنتَ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها ... طَيْرٌ تُغَاوِلُ فِي شَمَامِ وُكُورا وشَمَامِ: جَبَلٌ بِالْعَالِيَةِ. وجَرَادٌ مُشْعِلٌ: كَثِيرٌ متفرِّق إِذا انتَشَرَ وجَرَى فِي كُلِّ وَجْهٍ. يُقَالُ: جَاءَ جَيْشٌ كالجَراد المُشْعِل، وَهُوَ الَّذِي يَخْرُج فِي كُلِّ وَجْهٍ، وأَما قَوْلُهُمْ جَاءَ فُلَانٌ كالحَرِيقِ المُشْعَل، فَمَفْتُوحَةُ الْعَيْنِ، لأَنه مِنْ أَشْعَلَ النارَ فِي الحَطَب أَي أَضْرَمَها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: واسْأَلْ، إِذا خَرِجَ الخِدَامُ، وأُحْمِشَتْ ... حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ وأَشْعَلَ الإِبِلَ: فَرَّقَها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَشْعَلْت جَمْعَه إِذا فَرَّقته؛ قَالَ أَبو وَجْزَة:

فَعاد زمانٌ بَعْدَ ذَاكَ مُفَرِّقٌ، ... وأُشعِلَ وَلْيٌ مِنْ نَوًى كلَّ مُشْعَل والشُّعْلُول: الفِرْقة مِنَ النَّاسِ وغيرِهم. وذَهَبُوا شَعَالِيلَ بقِرْدَحْمَةٍ، وَمَا فِي قِرْدَحْمَة مِنَ اللُّغَاتِ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وذَهَب القومُ شَعَالِيلَ مِثْلُ شَعَارِيرَ إِذا تفرَّقوا؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: حَتَّى إِذا مَا دَنَتْ مِنْهُ سَوابِقُها، ... ولِلُّغَامِ بِعِطْفَيْه شَعَالِيلُ وشعَلَ فِي الشَّيْءِ يَشْعَلُ شَعْلًا: أَمْعَنَ. وغلامٌ شَعْلٌ أَي خَفِيف مُتَوَقِّد، ومَعْلٌ مثلُه؛ وَقَالَ: يُلِحْنَ مِن سَوْقِ غلامٍ شَعْلِ، ... قَامَ فنادَى برَواحٍ مَعْلِ وَكَانَ تأَبَّط شَرًّا يُقَالُ لَهُ شَعْلٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: سَرَى ثابتٌ مَسْرًى ذَمِيماً، وَلَمْ أَكن ... سَلَلْتُ عَلَيْهِ، شَلَّ مِنِّي الأَصابِعُ ويَأْمُرني شَعْلٌ لأَقْتُل مُقْبِلًا، ... فَقُلْتُ لشَعْلٍ: بِئْسَما أَنت شافِعُ والمِشْعَل: شَيْءٌ مِنْ جُلُود لَهُ أَربع قوَائم يُنْتَبذُ فِيهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: أَضَعنَ مَوَاقِتَ الصَّلوَاتِ عَمْداً، ... وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَا حَشَراتِ القاعِ مِنْ جُلاجِل، ... قَدْ كَشَّ مَا هاجَ مِنَ المَشَاعِل «1» . الحَشَرات: القَنَافِذ والضِّباب، كَشَّ ونَشَّ واحدٌ أَي عَلَيْكُنَّ بالهَرَب مِنْ هَذِهِ الْمَوَاضِعِ لَا تُؤْكَلْنَ؛ المِشْعَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ: شَيْءٌ يَتَّخِذه أَهل الْبَادِيَةِ مِنْ أَدَمٍ يُخْرَزُ بَعْضُهُ إِلى بعضٍ كالنِّطعْ ثُمَّ يُشَدُّ إِلى أَربع قَوَائِمَ مِنْ خَشَبٍ فَيَصِيرُ كَالْحَوْضِ يُنْبَذُ فِيهِ لأَنه لَيْسَ لَهُمْ حِبَابٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه شَقَّ المَشَاعِلَ يَوْمَ خَيْبَر ؛ قَالَ: هِيَ زِقَاق كَانُوا يَنْتَبِذُون فِيهَا، وَاحِدُهَا مِشْعَلٌ ومِشْعالٌ. ورَجُلٌ شَاعِلٌ أَي ذُو إِشْعال مِثْلُ تامِرٍ ولابِنٍ، وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الإِطْنابة، والإِطْنَابَةُ أُمُّه وَهِيَ امرأَة مِنْ بَنِي كِنانة بْنِ القَيْس بْنِ جَسْرِ بْنِ قُضَاعة، وَاسْمُ أَبيه زَيْدُ مَنَاة: إِني مِنَ القومِ الَّذِينَ إِذا ابْتَدَوْا، ... بَدَؤُوا بحَقِّ اللهِ ثُمَّ السَّائِلِ المانِعِين مِنَ الخَنَى جاراتِهم، ... والحاشِدين عَلَى طَعامِ النَّازِل ليْسُوا بأَنْكاسٍ، وَلَا مِيلٍ، إِذا ... مَا الْحَرْبُ شُبَّتْ أَشعَلُوا بالشّاعِل وأَشْعَلَتِ القِرْبةُ والمَزَادةُ إِذا سالَ ماؤُها متفرِّقاً. وأَشعَلَتِ الطَّعْنةُ أَي خَرَج دَمُها مُتَفَرِّقاً. وأَشعَلَ السَّقْيَ: أَكثَر الماءَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وشَعْلٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَبَنُو شُعَل: حَيٌّ مِنْ تَمِيم. وشَعْلان: مَوْضِعٌ. والشَّعَلَّعُ: الطويلُ. شغل: الشَّغْل والشَّغَل والشُّغْل والشُّغُل كُلُّه وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ أَشْغَالٌ وشُغُول؛ قَالَ ابْنُ مَيّادة: وَمَا هَجْرُ لَيْلَى أَن تَكُونَ تَباعَدَتْ ... عَلَيْكَ، وَلَا أَن أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ وَقَدْ شَغَلَه يَشْغَلُه شَغْلًا وشُغْلًا؛ الأَخيرة عن

_ (1). قوله [قَدْ كَشَّ مَا هَاجَ] تقدم في ترجمة كشش: قَدْ نَشَّ مَا كَشَّ

سِيبَوَيْهِ، وأَشْغَلَه واشْتَغَلَ بِهِ وشُغِلَ به وأَنا شاغِلٌ لَهُ، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ أَشْغَلْته لأَنها لُغَةٌ رَدِيئة، وَقَدْ شُغِلَ فُلَانٌ، فَهُوَ مَشْغُولٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شُغِلَ مِنَ الأَفعال الَّتِي غُلّبَت فِيهَا صيغةُ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، قَالَ: وتَعَجَّبوا مِنْ هَذِهِ الصِّيغَةِ فَقَالُوا مَا أَشْغَلَه، قَالَ: وَهَذَا شَاذٌّ إِنما يُحْفَظ حِفْظاً، يَعْنِي أَن التَّعَجُّبَ مَوْضُوعٌ عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْفَاعِلِ، قَالَ: وَلَا يُتَعَجَّبُ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه. وَيُقَالُ شُغِلْتُ عَنْكَ بِكَذَا، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، واشْتَغَلْت. وَرَجُلٌ شَغِل: مِنَ الشُّغْل ومُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَلٌ ومَشْغُولٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورجُل شَغِلٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه عَلَى النَّسَب لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ يَجِيءُ عَلَيْهِ فَعِلٌ، وَكَذَلِكَ رَجُل مُشْتَغِلٌ ومُشْتَغَل؛ الأَخيرة عَلَى لَفْظِ الْمَفْعُولِ، وَهِيَ نَادِرَةٌ؛ حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِنَّ الَّذِي يَأْمُلُ الدُّنْيا لَمُتَّلَهٌ، ... وكُلُّ ذِي أَمَلٍ عَنْهُ سَيَشْتَغِلُ وشُغْلٌ شاغِلٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ: مِثْلُ لَيْل لائِلٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ هَمٌّ ناصِبٌ وعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ. واشْتَغَلَ فُلَانٌ بأَمره، فَهُوَ مُشْتَغِلٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّغْلة والعَرَمَةُ والبَيْدَر والكُدْسُ وَاحِدٌ، وَجَمْعُ الشَّغْلة شَغْلٌ وَهُوَ البَيْدَر، وَرَوَى الشَّعْبي فِي الْحَدِيثِ: أَن عَلِيًّا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، خَطَبَ الناسَ بَعْدَ الحَكَمَيْن عَلَى شَغْلةٍ ، عَنَى البَيْدَرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بفتح الغين وسكونها. شفصل: الشِّفْصِلَّى: حَمْل اللَّوِيِّ الَّذِي يَلْتَوِي عَلَى الشَّجَرِ وَيَخْرُجُ عَلَيْهِ أَمثالَ المَسَالِّ ويَتَفلَّق عَنْ قُطْنٍ وحَبٍّ كالسِّمْسِم. ابْنُ الأَعرابي: شَفْصَل وشَوْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّى، وهو نَبَات. شفطل: شَفْطَلٌ: اسْمٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ شَيْخُ الأَزْد. شفقل: شَفْقَل: اسْمٌ. وأَبو شَفْقَل: رَاوِيَةُ الفَرَزْدق، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: اسْمُ رَاوِيَةِ الْفَرَزْدَقِ شَفْقَل، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لِهَذَا الاسم. شقل: الشَّاقُولُ: خَشَبَة قَدْرُ ذِرَاعَيْنِ فِي رأْسها زُجٌّ تَكُونُ مَعَ الزُّرَّاع بِالْبَصْرَةِ، يَجْعَلُ أَحدهم فِيهَا رأْس الحَبْل ثُمَّ يَرُزُّها فِي الأَرض ويَتَضَبَّطها حَتَّى يَمُدُّوا الحَبْلَ، وَاشْتَقُّوا مِنْهَا اسْمًا للذَّكَر فَقَالُوا: شَقَلَها بشاقُولِه يَشْقُلها شَقْلًا، يَكْنُون بِذَلِكَ عَنِ النِّكَاحِ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّقْل الوَزْنُ، يُقَالُ: اشْقُل لِي هَذَا الدِّينَارَ أَي زِنْه، قَالَ: وَقَدْ شَقَلْته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّل مَنْ شابَ إِبراهيمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِليه: اشْقُل وَقَاراً ، الشَّقْل: الأَخْذ، وَقِيلَ الرَّزْن، قَالَ: وشَوْقَلَ الرَّجُل إِذا تَرَزَّنَ حِلماً ووَقَاراً، وشَوْقَل إِذا عَبَّر ديناره تَعْبيراً مُصَحَّحاً. شكل: الشَّكْلُ، بِالْفَتْحِ: الشِّبْه والمِثْل، وَالْجَمْعُ أَشْكَالٌ وشُكُول؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: فَلَا تَطلُبَا لِي أَيِّماً، إِن طَلَبْتُما، ... فإِن الأَيَامَى لَسْنَ لِي بشُكُولٍ وَقَدْ تَشَاكَلَ الشَّيْئَانِ وشَاكَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه. أَبو عَمْرٍو: فِي فُلَانٍ شَبَهٌ مِنْ أَبيه وشَكْلٌ وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشَاكِلٌ ومُشَاكَلَة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ ؛ قرأَ النَّاسُ وَآخَرُ إِلَّا مُجَاهِدًا فإِنه قرأَ: وأُخَرُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ؛ فآخَرُ عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ أَي وعَذاب

آخَرُ مِنْ شَكْلِه أَي مِنْ مِثْل ذَلِكَ الأَول، وَمَنْ قرأَ وأُخَرُ فَالْمَعْنَى وأَنواع أُخَرُ مِنْ شَكْلِه لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ أَزْواجٌ أَنواع. والشَّكْل: المِثْل، تَقُولُ: هَذَا عَلَى شَكْل هَذَا أَي عَلَى مِثَاله. وَفُلَانٌ شَكْلُ فُلَانٍ أَي مِثْلُه فِي حَالَاتِهِ. وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ شَكْل هَذَا أَي مِنْ ضَرْبه وَنَحْوِهِ، وَهَذَا أَشْكَلُ بِهَذَا أَي أَشْبَه. والمُشَاكَلَة: المُوافَقة، والتَّشَاكُلُ مِثْلُهُ. والشَّاكِلَةُ: النَّاحِيَةُ والطَّريقة والجَدِيلة. وشاكِلَةُ الإِنسانِ: شَكْلُه وَنَاحِيَتُهُ وَطَرِيقَتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ؛ أَي عَلَى طَرِيقَتِهِ وجَدِيلَته ومَذْهَبه؛ وَقَالَ الأَخفش: عَلَى شَاكِلَته أَي عَلَى نَاحِيَتِهِ وَجِهَتِهِ وخَلِيقته. وَفِي الْحَدِيثِ: فسأَلت أَبي عَنْ شَكْل النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي عَنْ مَذْهَبه وقَصْده، وَقِيلَ: عَمَّا يُشَاكِلُ أَفعالَه. والشِّكْل، بِالْكَسْرِ: الدَّلُّ، وَبِالْفَتْحِ: المِثْل والمَذْهب. وَهَذَا طَرِيقٌ ذُو شَواكِل أَي تَتَشَعَّب مِنْهُ طُرُقٌ جماعةٌ. وشَكْلُ الشَّيْءِ: صورتُه الْمَحْسُوسَةُ والمُتَوَهَّمة، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وتَشَكَّل الشيءُ: تَصَوَّر، وشَكَّلَه: صَوَّرَه. وأَشْكَل الأَمْرُ: الْتَبَس. وأُمورٌ أَشْكَالٌ: مُلْتَبِسَةٌ، وبَيْنَهم أَشْكَلَة أَي لَبْسٌ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، عَلَيْهِ السلام: وأَن لَا يَبِيعَ مِنْ أَولاد نَخْل هَذِهِ القُرَى وَدِيَّةً حَتَّى تُشْكِل أَرْضُها غِرَاساً أَي حَتَّى يكثُرَ غِراسُ النَّخْل فِيهَا فَيَرَاهَا النَّاظِرُ عَلَى غَيْرِ الصِّفَةِ الَّتِي عَرَفها بِهَا فيُشْكِل عَلَيْهِ أَمْرُها. والأَشْكَلَة والشَّكْلاءُ: الحاجةُ. اللَّيْثُ: الأَشْكال الأُمورُ والحوائجُ المُخْتَلِفة فِيمَا يُتكَلَّف مِنْهَا ويُهْتَمُّ لَهَا؛ وأَنشد للعَجَّاج: وتَخْلُجُ الأَشْكالُ دُونَ الأَشْكال الأَصمعي: يُقَالُ لَنَا عِنْدَ فُلَانٍ رَوْبَةٌ وأَشْكَلَةٌ وَهُمَا الْحَاجَةُ، وَيُقَالُ لِلْحَاجَّةِ أَشْكَلَة وشَاكِلةٌ وشَوْكَلاءُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والأَشْكَل مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ: الَّذِي يَخْلِط سوادَه حُمْرةٌ أَو غُبْرةٌ كأَنه قَدْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ لونُه، وَتَقُولُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَلوان: إِنَّ فِيهِ لَشُكْلَةً مِنْ لَوْنِ كَذَا وَكَذَا، كَقَوْلِكَ أَسْمر فِيهِ شُكْلَة مِنْ سَوَادٍ؛ والأَشْكَل فِي سَائِرِ الأَشياء: بياضٌ وحُمْرة قَدِ اخْتَلَطَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَنْفَحْنَ أَشْكَلَ مَخْلُوطًا تَقَمَّصَه ... مَناخِرُ العَجْرَفِيَّاتِ المَلاجِيج وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فَمَا زالَتِ القَتْلى تَمُور دِماؤها ... بِدِجْلَة، حَتَّى ماءُ دِجْلَة أَشْكَلُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الأَشْكَل فِيهِ بياضٌ وحُمْرة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّبُع فِيهَا غُثْرة وشُكْلة لَوْنان فِيهِ سَوادٌ وصُفْرة سَمِجَة. وَقَالَ شَمِر: الشُّكْلة الحُمْرة تَخْتَلِطُ بِالْبَيَاضِ. وَهَذَا شيءٌ أَشْكَلُ، وَمِنْهُ قِيلَ للأَمر المشتَبه مُشْكِلٌ. وأَشْكَل عَلَيَّ الأَمُر «2» إِذا اخْتَلَط، وأَشْكَلَتْ عليَّ الأَخبار وأَحْكَلَتْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والأَشْكَل عِنْدَ الْعَرَبِ: اللَّوْنَانِ الْمُخْتَلِطَانِ. ودَمٌ أَشْكَلُ إِذا كَانَ فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَة؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: إِنما سُمِّي الدَّمُ أَشْكَلَ لِلْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ المُخْتَلَطَيْن فِيهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَشْكَلُ مِنْ سَائِرِ الأَشياء الَّذِي فِيهِ حُمْرَةٌ وَبَيَاضٌ قَدِ اخْتَلَطَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ بياضٌ يَضْرِب إِلى حُمْرة وكُدْرة؛ قال:

_ (2). قوله [وأَشْكَلَ عليّ الأَمر] في القاموس: وأَشْكَلَ الأَمر التبس كشكل وشكل

كَشَائطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وَصَفَ الرُّبَّ بالأَشْكَل لأَنه مِنْ أَلْوانِه، وَاسْمُ اللَّوْنِ الشُّكْلة، والشُّكْلة فِي الْعَيْنِ مِنْهُ، وَقَدْ أَشْكَلَتْ. وَيُقَالُ: فِيهِ شُكْلة مِنْ سُمْرة وشُكْلة مِنْ سَوَادٍ، وعَيْنٌ شَكْلاءُ بَيِّنة الشَّكَلِ، ورَجُل أَشْكَلُ الْعَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «1» رَضِيَ الله عنه: فِي عَيْنيه شُكْلةٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الشُّكْلة كَهَيْئَةِ الحُمْرة تَكُونُ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ، فإِذا كَانَتْ فِي سَوَادِ الْعَيْنِ فَهِيَ شُهْلة؛ وأَنشد: وَلَا عَيْبَ فِيهَا غَير شُكْلة عَيْنِها، ... كَذَاكَ عِتَاقُ الطَّيْر شُكْلٌ عُيُونُها «2» . عِتَاقُ الطَّيرِ: هِيَ الصُّقُور والبُزَاة وَلَا تُوصَفُ بالحُمْرة، وَلَكِنْ تُوصَفُ بزُرقة الْعَيْنِ وشُهْلتها. قَالَ: وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ: غَيْرَ شُهْلةِ عَيْنها؛ وَقِيلَ: الشُّكْلَة فِي الْعَيْنِ الصُّفْرة الَّتِي تُخَالِط بَيَاضَ الْعَيْنِ الَّذِي حَوْلَ الحَدَقة عَلَى صِفَة عَيْنِ الصَّقْر، ثُمَّ قَالَ: ولَكِنَّا لَمْ نَسْمَعِ الشُّكْلَة إِلا فِي الحُمْرة وَلَمْ نَسْمَعْهَا فِي الصُّفْرة؛ وأَنشد: ونَحْنُ حَفَزْنَا الحَوْفَزَان بطَعْنَةٍ، ... سَقَتْه نَجِيعاً، مِنْ دَمِ الجَوْف، أَشْكلا قَالَ: فَهُوَ هَاهُنَا حُمْرة لَا شَكَّ فِيهِ. وَقَوْلُهُ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ ضَلِيعَ الفَم أَشْكَلَ الْعَيْنِ مَنْهُوسَ العَقِبين ؛ فَسَّرَهُ سِمَاك بْنُ حَرْب بأَنه طَوِيلُ شَقِّ العَيْن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ، قَالَ: وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ مِنَ الشُّكْلة الْمُتَقَدِّمَةِ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي صِفَةِ أَشْكَلَ الْعَيْنِ قَالَ: أَي فِي بَيَاضِهَا شَيْءٌ مِنْ حُمْرة وَهُوَ مَحْمود مَحْبوب؛ يُقَالُ: مَاءٌ أَشْكَلُ إِذا خَالَطَهُ الدَّمُ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَل عُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَخَرج النَّبِيذُ مُشْكِلًا أَي مُخْتَلِطًا بِالدَّمِ غَيْرَ صَرِيحٍ، وَكُلُّ مُخْتَلِطٍ مُشْكِلٌ. وتَشَكَّلَ العِنَبُ: أَيْنَعَ بعضُه. الْمُحْكَمُ: شَكَّلَ «3» العِنَبُ وتَشَكَّلَ اسْوَدَّ وأَخَذَ فِي النُّضْج؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ذَرَعَتْ بِهِمْ دَهْسَ الهِدَمْلَةِ أَيْنُقٌ ... شُكْلُ الغُرورِ، وَفِي العُيون قُدُوحُ فإِنه عَنَى بالشُّكْلة هُنَا لَوْنَ عَرَقها، والغُرور هُنَا: جَمْعُ غَرٍّ وَهُوَ تَثَنِّي جُلودها «4» وَفِيهِ شُكْلَةٌ مِنْ دَمٍ أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ. وشَكَلَ الكِتابَ يَشْكُله شَكْلًا وأَشْكَلَه: أَعجمه. أَبو حَاتِمٍ: شَكَلْت الْكِتَابَ أَشْكَلَه فَهُوَ مَشْكُول إِذا قَيَّدْتَه بالإِعْراب، وأَعْجَمْت الكِتابَ إِذا نَقَطْته. وَيُقَالُ أَيضاً: أَشْكَلْت الكتابَ بالأَلف كأَنك أَزَلْت بِهِ عَنْهُ الإِشْكال وَالِالْتِبَاسَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا نَقَلْتُهُ مِنْ كِتَابٍ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ. وحَرْف مُشْكِلٌ: مُشْتَبِهٌ ملتَبِس. والشِّكَال: العِقَال، وَالْجَمْعُ شُكْلٌ؛ وشَكَلْت الطائرَ وشَكَلْت الفرسَ بالشِّكَال. وشَكَل الدَّابَّة يَشْكُلُها شَكْلًا وشَكَّلَها: شَدَّ قَوَائِمَهَا بحَبْل، وَاسْمُ ذَلِكَ الحَبْلِ الشِّكَالُ، وَالْجَمْعُ شُكُلٌ. والشِّكَال فِي الرَّحْل: خَيط يُوضَعُ بَيْنَ الحَقَبِ والتَّصْدِيرِ لِئَلَّا يُلِحَّ الحَقَبُ عَلَى ثِيلِ البَعِيرِ

_ (1). قوله [وفي حديث علي إلخ] في التهذيب: وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، إلخ (2). قوله [شكل عيونها] في التهذيب شكلًا بالنصب (3). قوله [المحكم شكل إلخ] في القاموس: شكل العنب مخففاً ومشدداً وتشكل (4). قوله [وهو تثني جلودها] زاد في المحكم: هكذا قال والصحيح ثني جلودها

فيَحْقَب أَي يَحْتبس بولُه، وَهُوَ الزِّوار أَيضاً. والشِّكال أَيضاً: وِثَاقٌ بَيْنَ الحَقَب والبِطَان، وَكَذَلِكَ الْوِثَاقُ بَيْنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ. وشَكَلْت عَنِ الْبَعِيرِ إِذا شَدَدت شِكَاله بَيْنَ التَّصْدِيرِ والحَقَب، أَشْكُلُ شَكْلًا. والمَشْكُولُ مِنَ العَرُوض: مَا حُذف ثَانِيهِ وسابعُه نَحْوُ حَذْفِكَ أَلفَ فَاعِلَاتُنْ والنونَ مِنْهَا، سُمِّي بِذَلِكَ لأَنك حَذَفْتَ مِنْ طَرَفِهِ الآخِر وَمِنْ أَوّله فَصَارَ بِمَنْزِلَةِ الدابَّة الَّذِي شُكِلَت يَدُه ورجلُه. والمُشاكِلُ مِنَ الأُمور: مَا وَافَقَ فاعِلَه ونظيرَه. وَيُقَالُ: شَكَلْت الطيرَ وشَكَلْت الدَّابَّة. والأَشْكَالُ: حَلْيٌ يُشاكِلُ بعضُه بَعْضًا يُقَرَّط بِهِ النساءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَمِعْت مِنْ صَلاصِل الأَشْكَالِ ... أَدْباً عَلَى لَبَّاتِها الحَوَالي، هَزَّ السَّنَى فِي لَيْلَةِ الشَّمَالِ وشَكَّلَتِ المرأَةُ «1» شَعَرَها: ضَفَرَت خُصْلَتين مِنْ مُقَدَّم رأْسها عَنْ يَمِينٍ وَعَنْ شِمَالٍ ثُمَّ شَدَّت بِهَا سَائِرَ ذَوَائِبِهَا. والشِّكَال فِي الْخَيْلِ: أَن تَكُونَ ثلاثُ قَوائم مِنْهُ مُحَجَّلةً وَالْوَاحِدَةُ مُطْلَقة؛ شُبِّه بالشِّكال وَهُوَ العِقال، وإِنما أُخِذ هَذَا مِنَ الشِّكَال الَّذِي تُشْكَل بِهِ الْخَيْلُ، شُبِّه بِهِ لأَن الشِّكَال إِنما يَكُونُ فِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَكُونَ الثلاثُ مُطْلَقة وَالْوَاحِدَةُ مُحَجَّلة، وَلَا يَكُونُ الشِّكَال إِلا فِي الرِّجْل وَلَا يَكُونُ فِي الْيَدِ، والفرسُ مَشْكُولٌ، وَهُوَ يُكْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَرِه الشِّكال فِي الْخَيْلِ ؛ وَهُوَ أَن تَكُونَ ثلاثُ قَوَائِمَ مُحَجَّلة وَوَاحِدَةٌ مُطْلَقة تَشْبِيهًا بالشِّكَال الَّذِي تُشْكَل بِهِ الخيلُ لأَنه يَكُونُ فِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ غَالِبًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَكُونَ الْوَاحِدَةُ محجَّلة وَالثَّلَاثُ مُطْلَقة، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَكُونَ إِحدى يَدَيْهِ وإِحدى رِجْلَيْهِ مِنْ خِلَافٍ مُحَجَّلتين، وإِنما كَرِهه لأَنه كَالْمَشْكُولِ صُورَةً تَفَاؤُلًا، قَالَ: وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ جَرَّب ذَلِكَ الْجِنْسَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ نَجَابة، وَقِيلَ: إِذا كَانَ مَعَ ذَلِكَ أَغَرَّ زَالَتِ الْكَرَاهَةُ لِزَوَالِ شَبَهِ الشِّكَال. ابْنُ الأَعرابي: الشِّكَال أَن يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي رِجْلَيْهِ وَفِي إِحدى يَدَيْهِ. وفَرَسٌ مَشْكُول: ذُو شِكَال. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رَوَى أَبو قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: خَيْرُ الخَيْلِ الأَدْهَمُ الأَقْرَحُ المُحَجَّل الثَّلَاثُ طَلْقُ اليُمْنى أَو كُمَيْتٌ مِثْلُهُ ؛ قَالَ الأَزهري: والأَقْرَحُ الَّذِي غُرَّتُه صَغِيرَةٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَوْلُهُ طَلْق الْيُمْنَى لَيْسَ فِيهَا مِنَ الْبَيَاضِ شَيْءٌ، والمُحَجَّل الثَّلَاثُ الَّتِي فِيهَا بَيَاضٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الشِّكَال أَن يَكُونَ بَيَاضُ التَّحْجِيلِ فِي رِجْل وَاحِدَةٍ ويَدٍ مِنْ خِلافٍ قَلَّ البياضُ أَو كَثُر، وَهُوَ فَرَسٌ مَشْكُول. ابْنُ الأَعرابي: الشَّاكِل الْبَيَاضُ الَّذِي بَيْنَ الصُّدْغِ والأُذُنِ. وحُكي عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ: أَنه أَوْصَى رَجُلًا فِي طَهارته فَقَالَ تَفَقَّدِ المَنْشَلَة والمَغْفَلة والرَّوْمَ والفَنِيكَيْن والشَّاكِلَ والشَّجْر. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَيضاً: تَفَقَّدوا فِي الطُّهور الشَّاكِلَة والمَغْفَلة والمَنْشَلة ؛ المَغْفَلة: العَنْفَقة نفسُها، والمَنْشَلةُ: مَا تَحْتَ حَلْقة الخاتَم مِنَ الإِصْبَع، والرَّوْمُ: شَحْمَة الأُذُن، والشَّاكِل: مَا بَيْنَ العِذَار والأُذُن مِنَ الْبَيَاضِ. وشَاكِلَة الشَّيْءِ: جانبُه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وعَمْداً تَصدَّت، يَوْمَ شَاكِلَة الحِمى، ... لِتَنْكأَ قَلْباً قد صَحَا وتَنَكَّرا

_ (1). قوله [وشَكَّلَتِ المرأة] ضبط مشدداً في المحكم والتكملة وتبعهما القاموس، قال شارحه: والصواب أنه من حد نصر كما قيده ابن القطاع

وشَاكِلَةُ الفَرس: الَّذِي بَيْنَ عَرْض الْخَاصِرَةِ والثَّفِنة، وَهُوَ مَوْصِلُ الفَخِذ فِي السَّاقِ. والشَّاكِلَتان: ظاهرُ الطَّفْطَفَتين مِنْ لَدُنْ مَبْلَغ القُصَيْرَى إِلى حَرْف الحَرْقَفة مِنْ جَانِبَيِ الْبَطْنِ. والشَّاكِلَةُ: الخاصِرةُ، وَهِيَ الطَّفْطَفة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ناضِحاً تَرَدَّى فِي بِئر فُذكِّي مِنْ قِبَل شَاكِلَتِه أَي خاصِرِته. والشَّكْلاء مِنَ النِّعاج: البيضاءُ الشَّاكِلة. ونَعْجة شَكْلاء إِذا ابْيَضَّتْ شاكِلَتاها وسائرُها أَسودُ وَهِيَ بَيِّنَة الشَّكَل. والأَشْكَل مِنَ الشَّاءِ: الأَبيضُ الشاكِلة. والشَّواكِلُ مِنَ الطُّرُق: مَا انْشَعَب عَنِ الطَّرِيقِ الأَعظم. والشِّكْل: غُنْجُ المرأَة وغَزَلُها وحُسْن دَلِّها؛ شَكِلَتْ شَكَلًا، فَهِيَ شَكِلَةٌ؛ يُقَالُ: إِنها شَكِلة مُشْكِلةٌ حَسَنة الشِّكْل؛ وَفِي تَفْسِيرِ المرأَة العَرِبَة أَنها الشَّكِلَة، بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِ الْكَافِ، وَهِيَ ذاتُ الدَّلّ. والشَّكْل: المِثْل. والشِّكْل، بِالْكَسْرِ: الدَّلُّ، وَيَجُوزُ هَذَا فِي هَذَا وَهَذَا فِي هَذَا. والشِّكْلُ للمرأَة: مَا تَتَحسَّن بِهِ مِنَ الغُنْج. يُقَالُ: امرأَة ذَاتُ شِكْل. وأَشْكَلَ النَّخلُ: طَابَ رُطَبُه وأَدْرَك. والأَشْكَل: السِّدْر الجَبَليُّ، وَاحِدَتُهُ أَشْكَلَة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني بَعْضُ الْعَرَبِ أَن الأَشْكَلَ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ العُنَّاب فِي شَوْكه وعَقَف أَغْصانه، غَيْرَ أَنه أَصغر وَرَقاً وأَكثر أَفْناناً، وَهُوَ صُلْبٌ جِدّاً وَلَهُ نُبَيْقَةٌ حَامِضَةٌ شَدِيدَةُ الحُمُوضة، مَنابِته شواهقُ الْجِبَالِ تُتَّخَذ مِنْهُ القِسِيُّ، وإِذا لَمْ تَكُنْ شَجَرَتُهُ عَتِيقة مُتقادِمة كَانَ عُودُها أَصفر شَدِيدَ الصُّفْرة، وإِذا تقادَمَتْ شجرتُه واسْتَتمَّت جَاءَ عودُها نِصْفَيْنِ: نِصْفًا شَدِيدَ الصُّفْرَةِ، وَنِصْفًا شَدِيدَ السَّوَادِ؛ قَالَ العَجَّاج ووَصَفَ المَطايا وسُرْعَتَها: مَعْجَ المَرامي عَنْ قِياس الأَشْكَلِ قَالَ: ونَبات الأَشْكَل مِثْلُ شَجَرِ الشَّرْيان؛ وَقَدْ أَوردوا هَذَا الشِّعْرَ الَّذِي لِلْعَجَّاجِ: يَغْلُو بِهَا رُكْبانُها وتَغْتَلي ... عُوجاً، كَمَا اعْوَجَّتْ قِياسُ الأَشْكَل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ: مَعْجَ المَرامي عَنْ قِياس الأَشْكَل والمَعْجُ: المَرُّ، والمَرامي السِّهامُ، الْوَاحِدَةُ مِرْماةٌ؛ وَقَالَ آخَرُ: أَو وَجْبَة مِنْ جَناةِ أَشْكَلَةٍ يَعْنِي سِدْرة جَبَلِيَّة. ابْنُ الأَعرابي: الشَّكْلُ ضَرْب مِنَ النَّبَاتِ أَصفر وأَحمر. وشَكْلةُ: اسْمُ امرأَة. وبَنُو شَكَل: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. والشَّوْكَل: الرَّجَّالَةُ، وَقِيلَ المَيْمنة والمَيْسَرة؛ كلُّ ذَلِكَ عَنِ الزَّجَّاجي. الْفَرَّاءُ: الشَّوْكَلَةُ الرَّجَّالَةُ، والشَّوْكَلَةُ النَّاحِية، والشَّوْكَلَةُ العَوْسَجَة. شلل: الشَّلَلُ: يُبْسُ اليَدِ وذَهابُها، وَقِيلَ: هُوَ فَساد فِي الْيَدِ، شَلَّتْ يَدُه تَشَلُّ بِالْفَتْحِ شَلًّا وشَلَلًا وأَشَلَّها اللهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَلَّ عَشْرُه وشَلَّ خَمْسُه، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ شَلَّت، قَالَ: وَهِيَ أَقَلُّ، يَعْنِي أَن حَذْفَ عَلَامَةِ التأْنيث فِي مِثْلِ هَذَا أَكثر مِنْ إِثباتها؛ وأَنشد: فَشَلَّتْ يَميني، يَوْمَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ ... وشَلَّ بَناناها، وشَلَّ الخَناصِرُ ورَجُلٌ أَشَلُّ، وَقَدْ أَشَلَّ يَدَه، وَلَا شَلَلًا

وَلَا شَلالِ: مَبْنِيَّة كَحَذَامِ أَي لَا تَشْلَلْ يَدُك. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ: لَا تَشْلَلْ يَدُك وَلَا تَكْلَلْ. وَقَدْ شَلِلْتَ يَا رَجُل، بِالْكَسْرِ، تَشَلُّ شَلَلًا أَي صِرْت أَشَلَّ، والمرأَة شَلَّاء. وَيُقَالُ لِمَنْ أَجاد الرَّمْيَ أَو الطَّعْن: لَا شَلَلًا وَلَا عَمًى، وَلَا شَلَّ عَشْرُك أَي أَصابِعُك؛ قَالَ أَبو الخُضْريِّ اليَرْبُوعي: مُهْرَ أَبي الحَبْحابِ لَا تَشَلِّي ... بارَكَ فيكَ اللهُ مِنْ ذِي أَلِّ «2» . حَرَّك تَشَلِّي لِلْقَافِيَةِ وَالْيَاءُ مِنْ صِلَةِ الْكَسْرِ؛ وَهُوَ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَلا أَيُّها اللَّيْلُ الطَّويل أَلا انْجَلي ... بصُبْحٍ، وَمَا الإِصْباحُ مِنكَ بأَمْثَل الْفَرَّاءُ: لَا يُقَالُ شُلَّتْ يَدُه، وإِنما يُقَالُ أَشَلَّها اللهُ. اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لَا شَلَلِ فِي مَعْنَى لَا تَشْلَلْ، لأَنه وَقَع مَوْقِع الأَمر فشُبِّه بِهِ وجُرَّ، وَلَوْ كَانَ نَعْتاً لنُصِب؛ وأَنشد: ضَرْباً عَلَى الهاماتِ لَا شَلَلِ قَالَ: وَقَالَ نَصْرُ بْنُ سَيَّار: إِني أَقول لِمَنْ جَدَّتْ صَرِيمَتُه، ... يَوْماً، لِغانِيَةٍ: تَصْرِمْ وَلَا شَلَلِ قَالَ: وَلَمْ أَسمع الْكَسْرَ لَا شَلَلِ لِغَيْرِهِ. الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُمارِسُ عَمَلًا وَهُوَ ذُو حِذقٍ بِهِ: لَا قَطْعاً وَلَا شَلَلًا أَي لَا شَلِلْتَ عَلَى الدُّعَاءِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ؛ وَقَوْلُهُ: تَصْرِم مَعْنَاهُ فِي هَذَا اصْرِم، وَلَا شَلَلِ أَي وَلَا شَلِلْتَ، وَقَالَ لَا شَلَلِ، فكَسَرَ لأَنه نَوى الجَزْم ثُمَّ جَرَّتْه الْقَافِيَةُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: مُهْرَ أَبي الحَبْحاب لَا تَشَلِّي قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ لَا شَلِلْتَ كَقَوْلِهِ: أَلَيْلَتَنا بِذِي حُسُمٍ أَنِيري، ... إِذا أَنْتِ انْقَضَيْتِ فَلَا تَحُوري أَي لَا حُرْتِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ شُلَّ يَدُ فُلَانٍ بِمَعْنَى قُطِعَتْ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شَلَّتْ يَدُه لغةٌ فَصِيحَةٌ، وشُلَّت لُغَةٌ رَدِيئَةٌ. قَالَ: وَيُقَالُ أُشِلَّت يدُه. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي الْيَدِ الشَّلَّاءِ إِذا قُطِعَتْ ثُلُثُ دِيتها ؛ هِيَ المُنْتَشِرة الْعَصَبِ الَّتِي لَا تُواتي صاحِبَها عَلَى مَا يُريد لِما بِهَا مِنَ الْآفَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ شَلَّتْ يدُه تَشَلُّ شَلَلًا، وَلَا تَضُمِّ الشِّينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَلَّتْ يدُه يَوْمَ أُحُدٍ. وَفِي حَدِيثِ بَيْعَةِ عَليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَدٌ شَلَّاءُ وبَيْعَةٌ لَا تَتِمُ ؛ يُرِيدُ طَلْحَةَ، كَانَتْ أُصيبت يَدُه يَوْمَ أُحُد وَهُوَ أَوّل مَنْ بايَعَه. والشَّلَلُ فِي الثَّوْبِ: أَن يُصِيبَهُ سوادٌ أَو غَيْرُهُ فإِذا غُسِل لَمْ يَذْهَب. يُقَالُ: مَا هَذَا الشَّلَلُ فِي ثَوْبِكَ؟ والشَّلِيلُ: مِسْحٌ مِنْ صُوفٍ أَو شَعَر يُجْعَل عَلَى عَجُزِ الْبَعِيرِ مِنْ وَرَاءِ الرَّحْل؛ قَالَ جَمِيل: تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ لَمَّا تَحَسَّرَتْ ... مَناكِبُها، وابْتُزَّ عَنْهَا شَلِيلُها والشَّلِيلُ: الحِلْسُ؛ قَالَ: إِلَيْك سارَ العِيسُ في الأَشِلَّه

_ (2). قوله [مهر أبي الحبحاب] قال في التكملة: والرواية مهر أبي الحرث

والشَّلِيلُ: الغِلالة الَّتِي تُلْبَسُ فَوْقَ الدِّرْع، وَقِيلَ: هِيَ الدِّرْع الصَّغِيرَةُ الْقَصِيرَةُ تَكُونُ تَحْتَ الْكَبِيرَةِ، وَقِيلَ: تَحْتَ الدِّرْع مِنْ ثَوْبٍ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: هِيَ الدِّرْع مَا كَانَتْ، وَالْجَمْعُ الأَشِلَّة؛ قَالَ أَوس: وجِئْنا بِهَا شَهْباءَ ذاتَ أَشِلَّةٍ، ... لَهَا عارِضٌ فِيهِ المَنِيَّةُ تَلْمَع ابْنُ شُمَيْلٍ: شَلَّ الدِّرْعَ يَشُلُّها شَلًّا إِذا لَبِسها، وشَلَّها عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للدِّرْع نفسِها شَلِيلٌ. والشُّلَّة: الدِّرْع. والشَّلِيلُ: النُّخاعُ وَهُوَ العِرْقُ الأَبيض الَّذِي فِي فِقَرِ الظَّهْر. والشَّلِيلُ: طَرَائِقُ طِوالٌ مِنْ لَحْمٍ تَكُونُ ممتدَّة مَعَ الظَّهْر، وَاحِدَتُهَا شَلِيلةٌ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ «1» وَالسِّينُ فِيهَا أَعلى. والشَّلُّ والشَّلَلُ: الطَّرْد، شَلَّه يَشُلُّه شَلًّا فانْشَلَّ، وَكَذَلِكَ شَلَّ العَيْرُ أُتُنَه وَالسَّائِقُ إِبله. وحمارٌ مِشَلٌّ: كَثِيرُ الطرْد. والشَّلَّة: الطَّرْدُ. وشَلَلْت الإِبِلَ أَشُلُّها شَلًّا إِذا طَرَدتها فانشَلَّت. ومَرَّ فُلَانٌ يَشُلُّهم بِالسَّيْفِ أَي يَكْسَؤُهم ويطرُدُهم. وذهبَ القومُ شِلالًا أَي انشَلُّوا مطرودين. وجاؤوا شِلالًا إِذا جاؤوا يَطرُدون الإِبل. والشِّلالُ: القومُ الْمُتَفَرِّقُونَ؛ قَالَ ابْنُ الدُّمَيْنة: أَما وَالَّذِي حجَّتْ قُرَيْشٌ قَطِينَه ... شِلالًا، ومَوْلى كُلِّ باقٍ وهالِكِ والقَطِين: سَكْنُ الدَّارِ. ابْنُ الأَعرابي: شَلَّ يَشُلُّ إِذا طَرَد، وشَلَّ يَشِلُّ إِذا اعْوَجَّت يدُه بِالْكَسْرِ. والأَشَلُّ: المُعْوَجُّ المِعْصَم المتَعَطِّل الكَفِّ. قَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ شَلَّتْ يدُه تَشَلُّ، بِالْفَتْحِ، فَهِيَ شَلَّاءِ. وعَينٌ شَلَّاء: لِلَّتِي ذَهَبَ بَصرُها، وَفِي الْعَيْنِ عِرْقٌ إِذا قُطِع ذَهَبَ بصرُها أَو أَشَلَّها. وَرَجُلٌ مِشَلٌّ وشَلولٌ وشُلُلٌ وشُلْشُل: خَفِيفٌ سَرِيعٌ؛ قَالَ الأَعشى: وَقَدْ غَدَوْتُ إِلى الحانوتِ يَتْبَعُني ... شاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمْعُ الشُّلُلِ شُلُلونَ، وَلَا يُكَسَّر لقِلة فُعُلٍ فِي الصِّفَاتِ؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي بَيْتِ الأَعشى: الشّاوِي الَّذِي شَوى، والشَّلول الْخَفِيفُ، والمِشَلُّ المِطْرَد، والشُّلْشُل الْخَفِيفُ الْقَلِيلُ، وَكَذَلِكَ الشَّوِل، والأَلفاظ متقاربةٌ أُريد بِذِكْرِهَا وَالْجَمْعُ بَيْنَهَا الْمُبَالَغَةُ. ابْنُ الأَعرابي: المُشَلِّل الْحِمَارُ النِّهايةُ فِي العِناية بأُتُنِه. وَيُقَالُ: إِنه لَمُشِلٌّ مِشَلٌّ مُشَلِّل لِعَانَتِهِ ثُمَّ يَنْقُلُ فيُضرب مَثَلًا لِلْكَاتِبِ النِّحْرير الْكَافِي، يُقَالُ: إِنه لمِشَلُّ عُونٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ الحارِّ الرأْس الْخَفِيفِ الرُّوحِ النَّشِيطِ فِي عَمَلِهِ شُلْشُلٌ وشُنْشُن وسُلْسُل ولُسْلُس وشُعْشُعٌ وجُلْجُل. والمُتَشَلْشِل: الَّذِي قَدْ تخَدَّد لحمُه. وَرَجُلٌ شُلشُلٌ، بِالضَّمِّ، ومُتَشَلْشِل: قَلِيلُ اللحم خفيف فما أَخَذَ فِيهِ مِنْ عَمل أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ تأَبَّط شَرًّا: ولكِنَّني أُرْوِي مِنَ الخَمْرِ هامَتي، ... وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَشَلشِل إِنما يَعْنِي الرَّجُلَ الْخَفِيفَ المتخدِّد الْقَلِيلَ اللَّحْمِ، وَالشَّاحِبُ عَلَى هَذَا يُرِيدُ بِهِ الصَّاحِبَ، وَقِيلَ: يُرِيدُ بِهِ السَّيْفَ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ سَيْفٌ يَقْطُر مِنْهُ الدمُ، والشاحِبُ: الَّذِي أَخْلَقَ جَفْنُه، قَالَ: وَرَجُلٌ مُتَشَلْشِل إِذا تخَدَّد لحمُه، ورجل شَلْشالٌ مثله.

_ (1). قوله [كلاهما عن كراع إلخ] عبارة المحكم: والشَّلِيل مَجْرَى الْمَاءِ فِي الْوَادِي وقيل وسطه الذي يجري فيه الماء، والشَّلِيل النُّخَاعُ وَهُوَ الْعِرْقُ الْأَبْيَضُ الَّذِي فِي فِقَرِ الظَّهْرِ، وَاحِدَتُهَا شَلِيلَة، كِلَاهُمَا عن كراع، والسين فيهما أعلى

ابْنُ الأَعرابي: شَلَلْت الثوبَ خِطْتُه خِياطةً خَفِيفَةً. والشَّلْشَلة: قَطَرانُ الْمَاءِ وَقَدْ تَشَلْشَلَ. وماءٌ شَلْشَلٌ ومُتَشَلْشِلٌ: تَشَلْشَلَ يَتْبَع قَطَرانُ بَعْضِهِ بَعْضًا وسَيَلانُه، وَكَذَلِكَ الدَّمُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمّة: وَفْراءَ غَرْفيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه، بَيْنَهَا، الكُتَبُ والشَّلْشَل: الزِّقُّ السَّائِلُ. وشَلْشَلْتُ الْمَاءَ أَي قَطَّرته، فَهُوَ مُشَلْشَل. وَمَاءٌ ذُو شَلْشَلٍ وشَلْشَالٍ أَي ذُو قَطَرانٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: واهْتَمَّتِ النَّفْسُ اهْتِمامَ ذِي السَّقَم، ... ووافَتِ اللَّيْلَ بِشَلْشَالٍ سَجَم وَفِي الْحَدِيثِ: فإِنه يأْتي يومَ الْقِيَامَةِ وجرحُه يَتَشَلْشَل أَي يَتقاطَرُ دَماً. يُقَالُ: شَلْشَلَ الماءَ فتَشَلْشَلَ. وشَلْشَلَ السيفُ الدمَ وتَشَلْشَلَ بِهِ: صَبَّه، وَقِيلَ لنُصَيبٍ: مَا الشَّلْشَالُ؟ فِي بيتٍ قَالَهُ، فَقَالَ: لَا أَدري، سَمِعْتُهُ يُقَالُ فقُلته. وشَلْشَلَ بَوْلَهُ وَبِبَوْلِهِ شَلْشَلَةً وشِلْشَالًا: فرَّقه وأَرسله مُنْتَشِرًا، وَالِاسْمُ الشَّلْشَالُ، والصبيُّ يُشَلشِلُ بِبَوْلِهِ. وشَلَّتِ العينُ دَمْعَها كشَنَّتْه: أَرْسَلته، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه مِنَ الْبَدَلِ. والشَّلِيلُ مِنَ الْوَادِي: وَسَطه حَيْثُ يَسيل مُعْظم الْمَاءِ. شَمِرٌ: انسَلَّ السَّيْلُ وانْشَلَّ، وَذَلِكَ أَوَّلَ ما يبتدئ حِينَ يَسيل قبلَ أَن يشتدَّ. والشَّلِيلُ: الْكِسَاءُ الَّذِي تَحْتَ الرَّحْل. والشَّلِيل: الحِلْس الَّذِي يَكُونُ عَلَى عَجُز الْبَعِيرِ؛ وَقَالَ حَاجِبٌ الْمَازِنِيُّ: صَحا قَلبي وأَقْصَرَ غَيرَ أَنِّي ... أَهَشُّ، إِذا مَرَرتُ عَلَى الحُمول كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، ... وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ وَرَوَاهُ ابْنُ الْغَرْقِيِّ: القادِسِيّة؛ والقرنُ: قَرْنُ الهَوْدَج، والسُّدول: جَمْعُ سَدِيل وَهُوَ مَا أُسْبِل عَلَى الْهَوْدَجِ. والشُّلَّى: النِّيّة فِي السَّفَرِ وَالصَّوْمِ وَالْحَرْبِ، يُقَالُ: أَينَ شُلَّاهم؟ ابْنُ سِيدَهْ: والشُّلَّة النِّيَّةُ حَيْثُ انتَوى القومُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: النِّيَّةُ فِي السَّفَرِ. والشَّلَّة والشُّلَّة: الأَمر الْبَعِيدُ تَطْلُبُهُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: نَهَيْتُكَ عَنْ طلابِكَ أُمَّ عَمْرو ... بِعاقِبةٍ، وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ وقلتُ: تجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ، ... ومَطْلَبَ شُلَّةٍ، وَهِيَ الطَّروحُ وَرَوَاهُ الأَخفش: سُخْطَ ابْنِ عَمْرٍو، وَقَالَ: يَعْنِي ابْنَ عُوَيمر، ويروى: ونوًى طَروح، والطَّروح: النِّيَّة الْبَعِيدَةُ. والشُّلاشِلُ: الغَضُّ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَرْعَيْن بالصُّلْب بِذِي شُلاشِلا وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَنِي شَلِيل «1» . شَلِيلٌ: جَدُّ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلي. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ شغغ: ابْنُ الأَعرابي انشَغَّ الذئبُ فِي الغَنم وانْشَلَّ فِيهَا وانشَنَّ وأَغار فِيهَا واسْتَغار بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وشَلِيلُ: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

_ (1). قوله [كرهت العقر إلخ] صدر بيت تقدم في ترجمة عقر وتمامه: [إِذَا هَبَّتْ لِقَارِيهَا الرِّيَاحُ] وضبط هناك شُلَيْل كزُبَيْر خطأ والصواب ما هنا

حَتَّى غَلَبْنا، وَلَوْلَا نَحْنُ قدْ عَلِموا، ... حَلَّتْ شَلِيلًا عَذاراهُم وجَمّالا «1». شمل: الشِّمالُ: نقيضُ اليَمِين، وَالْجَمْعُ أَشْمُلٌ وشَمائِل وشُمُلٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَأْتي لَهَا مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ ، وَفِيهِ: وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي لأُغْوِيَنَّهم فِيمَا نُهُوا عَنْهُ، وَقِيلَ أُغْوِيهم حَتَّى يُكَذِّبوا بأُمور الأُمم السَّالِفَةِ وبالبَعْث، وَقِيلَ: مَعْنَى وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ أَي لأُضِلَّنَّهُم فِيمَا يَعْمَلُونَ لأَن الكَسْب يُقَالُ فِيهِ ذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ يَداك، وإِن كَانَتِ اليَدان لَمْ تَجْنِيا شَيْئًا؛ وَقَالَ الأَزْرَق العَنْبري: طِرْنَ انْقِطاعَةَ أَوتارٍ مُحَظْرَبَةٍ، ... فِي أَقْوُسٍ نازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ فِي جَمْعِهِ شِمَال، عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، لَيْسَ مِنْ بَابِ جُنُب لأَنهم قَدْ قَالُوا شِمالان، ولكِنَّه عَلَى حَدِّ دِلاصٍ وهِجانٍ. والشِّيمَالُ: لُغَةٌ فِي الشِّمَال؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَني، بفَتْخاء الجَناحَيْن لَقْوَةٍ ... صَيُودٍ مِنَ العِقْبان، طَأْطَأْتُ شِيمَالي وَكَذَلِكَ الشِّمْلال، وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ: شِمْلالي، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَمْ يَعْرِفِ الْكِسَائِيُّ وَلَا الأَصمعي شِمْلال، قَالَ: وَعِنْدِي أَن شِيمَالًا إِنما هُوَ فِي الشِّعْر خاصَّةً أَشْبَع الْكَسْرَةَ لِلضَّرُورَةِ، وَلَا يَكُونُ شِيمَالٌ فِيعالًا لأَن فِيعالًا إِنما هُوَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، والشِّيمَالُ لَيْسَ بِمَصْدَرٍ إِنما هُوَ اسْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: واليَدُ الشِّمَال خِلَافُ اليَمِين، وَالْجَمْعُ أَشْمُلٌ مِثْلُ أَعْنُق وأَذْرُع لأَنها مُؤَنَّثَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ: أَقُولُ لَهُمْ، يَوْمَ أَيْمانُهُم ... تُخايِلُها، فِي النَّدى، الأَشْمُلُ وَيُقَالُ شُمُلٌ أَيضاً؛ قَالَ الأَزرق العَنْبَري: فِي أَقْوُسٍ نازعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ الْقُرْآنَ فَقَالَ: يُعْطى صاحِبُه يومَ الْقِيَامَةِ المُلْكَ بِيَمِينِهِ والخُلْدَ بِشَمَالِهِ ؛ لَمْ يُرِدْ بِهِ أَن شَيْئًا يُوضَع فِي يَمِينِهِ وَلَا فِي شِماله، وإِنما أَراد أَن المُلْك والخُلْد يُجْعَلان لَهُ؛ وكلُّ مَنْ يُجْعَل لَهُ شَيْءٌ فمَلَكَه فَقَدْ جُعِل فِي يَدِه وَفِي قَبْضته، وَلَمَّا كَانَتِ اليَدُ عَلَى الشَّيْءِ سَبَبَ المِلْك لَهُ وَالِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهِ اسْتُعِير لِذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: الأَمْرُ فِي يَدِك أَي هُوَ فِي قَبْضَتِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: بِيَدِكَ الْخَيْرُ؛ أَي هُوَ لَهُ وإِلَيْه. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ؛ يُرَادُ بِهِ الوَليُّ الَّذِي إِليه عَقْدُه أَو أَراد الزَّوْجَ الْمَالِكَ لِنِكَاحِ المرأَة. وشَمَلَ بِهِ: أَخَذَ بِهِ ذاتَ الشِّمال؛ حَكَاهُ ابْنِ الأَعرابي؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلُ زُهَيْرٍ: جَرَتْ سُنُحاً، فَقُلْتُ لَهَا: أَجِيزِي ... نَوًى مَشْمُولةً، فمَتى اللِّقاءُ؟ قَالَ: مَشْمُولةً أَي مأْخُوذاً بِهَا ذاتَ الشِّمال؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَشْمُولة سَرِيعَةُ الِانْكِشَافِ، أَخَذَه مِنْ أَن الريحَ الشَّمال إِذا هَبَّت بِالسَّحَابِ لَمْ يَلْبَثْ أَن يَنْحَسِر ويَذْهب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الهُذَلي: حارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ، وانْقارَ ... بِهِ العَرْضُ، وَلَمْ يشْمَلِ

_ (1). قوله [حتى غلبنا] تقدم في ترجمة جمل: علمنا

يَقُولُ: لَمْ تَهُبَّ بِهِ الشَّمالُ فَتَقْشَعَه، قَالَ: والنَّوى والنِّيَّة الْمَوْضِعُ الَّذِي تَنْويه. وطَيْرُ شِمالٍ: كلُّ طَيْرٍ يُتَشاءَم بِهِ. وجَرى لَهُ غُرابُ شِمالٍ أَي مَا يَكْرَه كأَنَّ الطَّائِرَ إِنما أَتاه عَنِ الشِّمال؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: زَجَرْتَ لَهَا طَيْرَ الشِّمال، فإِن تَكُنْ ... هَواك الَّذِي تَهْوى، يُصِبْك اجْتِنابُها وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: رَأَيْتُ بَني العَلّاتِ، لَمَّا تَضَافَرُوا، ... يَحُوزُونَ سَهْمي دُونَهُمْ فِي الشَّمائِل أَي يُنْزِلُونَني بِالْمَنْزِلَةِ الخَسِيسة. والعَرَب تَقُولُ: فُلَانٌ عِنْدي باليَمِين أَي بِمَنْزِلَةٍ حَسَنة، وإِذا خَسَّتْ مَنْزِلَتُه قَالُوا: أَنت عِنْدِي بالشِّمال؛ وأَنشد أَبو سَعِيدٍ لعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ يُخَاطِبُ النُّعْمان فِي تَفْضِيلِهِ إِياه عَلَى أَخيه: كَيْفَ تَرْجُو رَدَّ المُفِيض، وقد أَخْخَرَ ... قِدْحَيْكَ فِي بَياض الشِّمال؟ يَقُولُ: كُنْت أَنا المُفِيضَ لِقدْح أَخيك وقِدْحِك فَفَوَّزْتُك عَلَيْهِ، وَقَدْ كَانَ أَخوك قَدْ أَخَّرَك وَجَعَلَ قِدْحَك بالشِّمال. والشِّمال: الشُّؤْم؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: وَلَمْ أَجْعَلْ شُؤُونَك بالشِّمَال أَي لَمْ أَضعْها مَوْضع شُؤم؛ وَقَوْلُهُ: وكُنْتَ، إِذا أَنْعَمْتَ فِي النَّاسِ نِعْمَةً، ... سَطَوْتَ عَلَيْهَا قَابِضًا بشِمَالِكا مَعْنَاهُ: إِن يُنْعِمْ بِيَمِينِهِ يَقْبِضْ بشِمَالِه. والشِّمال: الطَّبْع، وَالْجَمْعُ شَمَائِل؛ وَقَوْلُ عَبْد يَغُوث: أَلَمْ تَعْلَما أَن المَلامَةَ نَفْعُها ... قَلِيلٌ، وَمَا لَوْمي أَخي مِنْ شِمَالِيا يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدًا وأَن يَكُونَ جَمْعًا مِنْ بَابِ هِجانٍ ودِلاصٍ. والشِّمالُ: الخُلُق؛ قَالَ جَرِيرٌ: قليلٌ، وَمَا لَوْمي أَخي مِنْ شِمالِيا وَالْجَمْعُ الشَّمَائِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لعَبْد يَغُوثَ بْنِ وقَّاص الحَرِثي، وَقَالَ صَخْر بْنُ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيد أَخو الخَنْساء: أَبي الشَّتْمَ أَني قَدْ أَصابوا كَرِيمَتي، ... وأَنْ لَيْسَ إِهْداءُ الخَنَى مِنْ شِمَالِيا وَقَالَ آخَرُ: هُمُ قَوْمي، وقد أَنْكَرْتُ منهمُ ... شَمَائِلَ بُدِّلُوها مِنْ شِمَالي «2» . أَي أَنْكَرْتُ أَخلاقهم. وَيُقَالُ: أَصَبْتُ مِنْ فُلَانٍ شَمَلًا أَي رِيحاً؛ وَقَالَ: أَصِبْ شَمَلًا مِنِّي العَشيَّةَ، إِنَّني، ... عَلَى الهَوْل، شَرَّابٌ بلَحْمٍ مُلَهْوَج والشَّمال: الرِّيح الَّتِي تَهُبُّ مِنْ نَاحِيَةِ القُطْب، وَفِيهَا خَمْسُ لُغَاتٍ: شَمْلٌ، بِالتَّسْكِينِ، وشَمَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، وشَمَالٌ وشَمْأَلٌ، مَهْمُوزٌ، وشَأْمَلٌ مَقْلُوبٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ؛ قال الزَّفَيانُ «3»:

_ (2). قوله [وقد أنكرت منهم] كذا في الأَصل هنا ومثله في التهذيب وسيأتي قريباً بلفظ وهم أنكرن مني (3). قوله [قال الزفيان] في ترجمة ومعل وشمل من التكملة إن الرجز ليس للزفيان ولم ينسبه لأَحد

تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُ وَالْجَمْعُ شَمَالاتٌ وشَمَائِل أَيضاً، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنهم جَمَعُوا شِمَالة مِثْلَ حِمَالة وحَمائل؛ قَالَ أَبو خِراش: تَكَادُ يَدَاهُ تُسْلِمان رِدَاءه ... مِنَ الجُودِ، لَمَّا اسْتَقْبَلَتْه الشَّمَائِلُ غَيْرُهُ: والشَّمَالُ رِيحٌ تَهُبُّ مِنْ قِبَل الشَّأْم عَنْ يَسار القِبْلة. الْمُحْكَمُ: والشَّمَالُ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي تأْتي مِنْ قِبَل الحِجْر. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الشَّمَال مِنَ الرِّيَاحِ مَا استْقْبَلَك عَنْ يَمِينك إِذا وَقَفْت فِي القِبْلة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَهَبُّ الشَّمَال مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ إِلى مَسْقَط النَّسْر الطائر، ومن تَذْكِرَة أَبي عَليٍّ، وَيَكُونُ اسْمًا وصِفَةً، وَالْجَمْعُ شَمَالاتٌ؛ قَالَ جَذِيمة الأَبْرش: رُبَّما أَوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ، ... تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ فأَدْخَل النونَ الْخَفِيفَةَ فِي الْوَاجِبِ ضَرُورَةً، وَهِيَ الشَّمُولُ والشَّيمَل والشَّمْأَلُ والشَّوْمَلُ والشَّمْلُ والشَّمَلُ؛ وأَنشد: ثَوَى مَالِكٌ بِبلاد العَدُوّ، ... تَسْفِي عليه رِياحُ الشَّمَل فإِما أَن يَكُونَ عَلَى التَّخْفِيفِ الْقِيَاسِيِّ فِي الشَّمْأَل، وَهُوَ حَذْفُ الْهَمْزَةِ وإِلقاء الْحَرَكَةِ عَلَى مَا قَبْلَهَا، وإِما أَن يَكُونَ الْمَوْضُوعُ هَكَذَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَاءَ فِي شِعْرِ البَعِيث الشَّمْل بِسُكُونِ الْمِيمِ لَمْ يُسْمَع إِلا فِيهِ؛ قَالَ البَعِيث: أَهَاجَ عَلَيْكَ الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ، ... بناصِفَةِ البُرْدَيْنِ، أَو جانِبِ الهَجْلِ أَتَى أَبَدٌ مِنْ دُونِ حِدْثان عَهْدِها، ... وجَرَّت عَلَيْهَا كُلُّ نافجةٍ شَمْلِ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: وأَفْراسُنا مِثْلُ السَّعالي أَصَابَها ... قِطَارٌ، وبَلَّتْها بنافِجَةٍ شَمْلِ وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي الشَّمَل، بِالتَّحْرِيكِ: ثَوَى مالِكٌ بِبِلَادِ العَدُوِّ، ... تَسْفِي عَلَيْهِ رِيَاحُ الشَّمَل وَقِيلَ: أَراد الشَّمْأَلَ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَ؛ وَشَاهِدُ الشَّمْأَل قَوْلُ الكُمَيت: مَرَتْه الجَنُوبُ، فَلَمَّا اكْفَهَرْرَ ... حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ وَقَالَ أَوس: وعَزَّتِ الشَّمْأَل الرِّيَاح، وإِذ ... بَاتَ كَمِيعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا «1» . وَقَوْلُ الطِّرِمَّاح: لأْم تَحِنُّ به مَزَامِيرُ ... الأَجانِب والأَشَامِل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه جَمَع شَمْلًا عَلَى أَشْمُل، ثُمَّ جَمَع أَشْمُلًا عَلَى أَشَامِل. وَقَدْ شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشْمُل شَمْلًا وشُمُولًا؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: تَحَوَّلَتْ شَمَالًا. وأَشْمَلَ يَوْمُنا إِذا هَبَّتْ فِيهِ الشَّمَال. وأَشْمَلَ القومُ: دَخَلوا فِي رِيحِ الشَّمَال، وشُمِلُوا «2» أَصابتهم الشَّمَالُ، وهم

_ (1). قوله [وعزت الشمأل إلخ] تقدم في ترجمة كمع بلفظ وهبت الشمأَل البلبل إلخ (2). قوله [وشملوا] هذا الضبط وجد فِي نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ، والذي في القاموس: وكفرحوا أصابتهم الشمال

مَشْمُولون. وغَدِيرٌ مَشْمولٌ: نَسَجَتْه ريحُ الشَّمَال أَي ضَرَبَته فَبَرَدَ مَاؤُهُ وصَفَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: وَدْقُها لَمْ يُشْمَل وَقَوْلُ الْآخَرِ: وكُلِّ قَضَّاءَ فِي الهَيْجَاءِ تَحْسَبُها ... نِهْياً بقَاعٍ، زَهَتْه الرِّيحُ مَشْمُولا وَفِي قَصِيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: صَافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمول أَي ماءٌ ضَرَبَتْه الشَّمَالُ. وَمِنْهُ: خَمْر مَشْمُولة بَارِدَةٌ. وشَمَلَ الخمْر: عَرَّضَها للشَّمَال فَبَرَدَتْ، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْخَمْرِ مَشْمُولة، وَكَذَلِكَ قِيلَ خَمْرٌ مَنْحُوسة أَي عُرِّضَتْ للنَّحْس وَهُوَ البَرْد؛ قَالَ كأَنَّ مُدامةً فِي يَوْمِ نَحْس وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَة: مَشْمُولَةُ الأُنْس مَجْنوبٌ مَوَاعِدُها، ... مِنَ الهِجان الجِمال الشُّطْب والقَصَب «1» . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَفِي رِوَايَةٍ: مَجْنوبَةُ الأُنْس مَشْمُولٌ مَوَاعِدُها وَمَعْنَاهُ: أُنْسُها محمودٌ لأَن الجَنوب مَعَ الْمَطَرِ فَهِيَ تُشْتَهَى للخِصْب؛ وَقَوْلُهُ مَشْمُولٌ مَواعِدُها أَي لَيْسَتْ مَوَاعِدُهَا بِمَحْمُودَةٍ، وفَسَّره ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: يَذْهَب أُنْسُها مَعَ الشَّمَال وتَذْهَب مَوَاعِدُها مَعَ الجَنُوب؛ وَقَالَتْ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة: حَبَاكَ بِهِ ابْنُ عَمِّ الصِّدْق، لَمَّا ... رَآكَ مُحارَفاً ضَمِنَ الشِّمَال تَقُولُ: لَمَّا رَآكَ لَا عِنَانَ فِي يَدِك حَبَاك بفَرَس، والعِنَانُ يَكُونُ فِي الشِّمَال، تَقُولُ كأَنَّك زَمِنُ الشِّمَال إِذ لَا عِنَانَ فِيهِ. وَيُقَالُ: بِهِ شَمْلٌ «2» مِنْ جُنون أَي بِهِ فَزَعٌ كالجُنون؛ وأَنشد: حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مَشْمُولةً أَي فَزِعةً؛ وَقَالَ آخَرُ: فَمَا بيَ مِنْ طَيفٍ، عَلَى أَنَّ طَيْرَةً، ... إِذا خِفْتُ ضَيْماً، تَعْتَرِينيَ كالشَّمْل قَالَ: كالشَّمْل كالجُنون مِنَ الفَزَع. والنَّارُ مَشْمولَةٌ إِذا هَبّتْ عَلَيْهَا رِيحُ الشَّمَال. والشِّمَال: كِيسٌ يُجْعَل عَلَى ضَرْع الشَّاةِ، وشَمَلَها يَشْمُلُها شَمْلًا: شَدَّه عَلَيْهَا. والشِّمَال: شِبْه مِخْلاةٍ يُغَشَّى بِهَا ضَرْع الشَّاةِ إِذا ثَقُل، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ضَرْع العَنْزِ، وَكَذَلِكَ النَّخْلَةُ إِذا شُدَّت أَعذاقُها بقِطَع الأَكسِية لِئَلَّا تُنْفَض؛ تَقُولُ مِنْهُ: شَمَل الشاةَ يَشْمُلها شَمْلًا ويَشْمِلُها؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، عَلَّق عَلَيْهَا الشِّمَال وشَدَّه فِي ضَرْع الشَّاةِ، وَقِيلَ: شَمَلَ الناقةَ عَلَّق عَلَيْهَا شِمَالًا، وأَشْمَلَها جَعَل لَهَا شِمَالًا أَو اتَّخَذَه لَهَا. والشِّمَالُ: سِمَةٌ فِي ضَرْع الشَّاةِ. وشَمِلَهم أَمْرٌ أَي غَشِيَهم. واشْتَمَلَ بِثَوْبِهِ إِذا تَلَفَّف. وشَمَلَهم الأَمر يَشْمُلُهم شَمْلًا وشُمُولًا وشَمِلَهم يَشْمَلُهم شَمَلًا وشَمْلًا وشُمُولًا: عَمَّهم؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّات:

_ (1). قوله [الشطب والقصب] كذا في الأصل والتهذيب، والذي في التكملة: الشطبة القصب (2). قوله [ويقال به شمل] ضبط في نسخة من التهذيب غير مرة بالفتح وكذا في البيت بعد

كَيْفَ نَوْمي عَلَى الفِراشِ، ولَمَّا ... تَشْمَلِ الشَّامَ غارةٌ شَعْواءُ؟ أَي مُتَفَرِّقَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَمَلَهم، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يَعْرِفْهَا الأَصمعي. وأَشْمَلَهم شَرًّا: عَمَّهم بِهِ، وأَمرٌ شَامِلٌ. والمِشْمَل: ثَوْبٌ يُشْتَمَل بِهِ. واشْتَمَلَ بِالثَّوْبِ إِذا أَداره عَلَى جَسَدِهِ كُلِّه حَتَّى لَا تَخْرُجَ مِنْهُ يَدُه. واشْتَمَلَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: أَحاط بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ* . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاء. الْمُحْكَمُ: والشِّمْلَة الصَّمَّاء الَّتِي لَيْسَ تَحْتَهَا قَمِيصٌ وَلَا سَراوِيل، وكُرِهَت الصَّلَاةُ فِيهَا كَمَا كُرِه أَن يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ويَدُه فِي جَوْفِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اشْتِمالُ الصَّمَّاء هُوَ أَن يَشْتَمِلَ بِالثَّوْبِ حَتَّى يُجَلِّل بِهِ جسدَه ولا يَرْفَع منه جانبا فَيَكُونُ فِيهِ فُرْجَة تَخْرج مِنْهَا يَدُهُ، وَهُوَ التَّلَفُّع، وَرُبَّمَا اضْطَجَعَ فِيهِ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَما تَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ فإِنهم يَقُولُونَ هُوَ أَن يَشْتَمِل بِثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ ثُمَّ يَرْفَعُهُ مِنْ أَحد جَانِبَيْهِ فيَضَعه عَلَى مَنْكِبه فَتَبْدُو مِنْهُ فُرْجَة، قَالَ: وَالْفُقَهَاءُ أَعلم بالتأْويل فِي هَذَا الْبَابِ، وَذَلِكَ أَصح فِي الْكَلَامِ، فَمَنْ ذَهَبَ إِلى هَذَا التَّفْسِيرِ كَرِه التَّكَشُّف وإِبداءَ الْعَوْرَةِ، وَمَنْ فَسَّره تَفْسِيرَ أَهل اللُّغَةِ فإِنه كَرِه أَن يَتَزَمَّل بِهِ شامِلًا جسدَه، مَخَافَةَ أَن يُدْفَعَ إِلى حَالَةٍ سادَّة لتَنَفُّسه فيَهْلِك؛ الْجَوْهَرِيُّ: اشْتِمَالُ الصَّمَّاء أَن يُجَلِّل جسدَه كلَّه بالكِساء أَو بالإِزار. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَضُرُّ أَحَدَكُم إِذا صَلَّى فِي بَيْتِهِ شَمْلًا أَي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَشْمَله. الْمُحْكَمُ: والشَّمْلة كِساءٌ دُونَ القَطِيفة يُشْتَمل بِهِ، وَجَمْعُهَا شِمَالٌ؛ قَالَ: إِذا اغْتَزَلَتْ مِنْ بُقامِ الفَرير، ... فَيَا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتا شَبَّه هَاءَ التأْنيث فِي شَمْلَتا بِالتَّاءِ الأَصلية فِي نَحْوِ بَيْتٍ وصَوْت، فأَلحقها فِي الْوَقْفِ عَلَيْهَا أَلفاً، كَمَا تَقُولُ بَيْتاً وَصَوْتًا، فشَمْلَتا عَلَى هَذَا منصوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ كَمَا تَقُولُ: يَا حُسْنَ وَجْهِك وَجْهاً أَي مِنْ وَجْهٍ. وَيُقَالُ: اشْتَرَيْتُ شَمْلةً تَشْمُلُني، وَقَدْ تَشَمَّلَ بِهَا تَشَمُّلًا وتَشْمِيلًا؛ الْمَصْدَرُ الثَّانِي عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ، وإِنما هُوَ كَقَوْلِهِ: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا. وَمَا كَانَ ذَا مِشْمَلٍ وَلَقَدْ أَشْمَلَ أَي صَارَتْ لَهُ مِشْمَلة. وأَشْمَلَه: أَعطاه مِشْمَلَةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وشَمَلَه شَمْلًا وشُمُولًا: غَطَّى عَلَيْهِ المِشْمَلة؛ عَنْهُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما أَراد غَطَّاه بالمِشْمَلة. وَهَذِهِ شَمْلةٌ تَشْمُلُك أَي تَسَعُك كَمَا يُقَالُ: فِراشٌ يَفْرُشك. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الشَّمْلة عِنْدَ الْعَرَبِ مِئْزَرٌ مِنْ صُوفٍ أَو شَعَر يُؤْتَزَرُ بِهِ، فإِذا لُفِّق لِفْقَين فَهِيَ مِشْمَلَةٌ يَشْتَمِل بِهَا الرَّجُلُ إِذا نَامَ بِاللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ للأَشَعت بْنِ قَيْسٍ: إِنَّ أَبا هَذَا كَانَ يَنْسِجُ الشِّمَالَ بيَمينه ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَنْسِج الشِّمَال بِالْيَمِينِ ؛ الشِّمَالُ: جَمْعُ شَمْلةٍ وَهُوَ الكِساء والمِئْزَر يُتَّشَح بِهِ، وَقَوْلُهُ الشِّمَال بِيَمِينِهِ مِنْ أَحسن الأَلفاظ وأَلْطَفِها بلاغَةً وفصاحَة. والشِّمْلَةُ: الحالةُ الَّتِي يُشْتَمَلُ بِهَا. والمِشْمَلَة: كِساء يُشْتَمل بِهِ دُونَ القَطِيفة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا رأَيْنا لغُرابٍ مَثَلًا، ... إِذ بَعَثْناهُ يَجي بالمِشمَلَه غَيْرَ فِنْدٍ أَرْسَلوه قَابِسًا، ... فثَوى حَوْلًا، وسَبَّ العَجَله

والمِشْمَل: سَيْفٌ قَصِيرٌ دَقيق نحْو المِغْوَل. وَفِي الْمُحْكَمِ: سَيْفٌ قَصِيرٌ يَشْتَمِل عَلَيْهِ الرجلُ فيُغَطِّيه بِثَوْبِهِ. وَفُلَانٌ مُشْتَمِل عَلَى دَاهِيَةٍ، عَلَى المثَل. والمِشْمَالُ: مِلْحَفَةٌ يُشْتَمَل بِهَا. اللَّيْثُ: المِشْمَلَة والمِشْمَل كِسَاءٌ لَهُ خَمْلٌ متفرِّق يُلْتَحَف بِهِ دُونَ القَطِيفة. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَا تَشْتَمِل اشْتِمَالَ اليَهود ؛ هُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الشَّمْلَة، وَهُوَ كِساء يُتَغَطّى بِهِ ويُتَلَفَّف فِيهِ، والمَنْهِيُّ عَنْهُ هُوَ التَّجَلُّل بِالثَّوْبِ وإِسْبالُه مِنْ غَيْرِ أَن يَرْفَعَ طَرَفه. وَقَالَتِ امرأَة الْوَلِيدِ لَهُ: مَنْ أَنْتَ ورأْسُكَ فِي مِشْمَلِك؟ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ اشْتَمَلَ عَلَى ناقةٍ فَذَهَب بِهَا أَي رَكِبها وذهبَ بِهَا، وَيُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ مُشْتَمِلًا عَلَى دَاهِيَةٍ. والرَّحِمُ تَشْتَمِلُ عَلَى الْوَلَدِ إِذا تَضَمَّنَته. والشَّمُول: الخَمْر لأَنَّها تَشْمَل بِريحها الناسَ، وَقِيلَ: سُمِّيت بِذَلِكَ لأَنَّ لَهَا عَصْفَةً كعَصْفَة الشَّمال، وَقِيلَ: هِيَ الْبَارِدَةُ، وَلَيْسَ بقَوِيٍّ. والشِّمَال: خَلِيقة الرَّجُل، وَجَمْعُهَا شَمَائِل؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: هُمُ قَوْمِي، وقد أَنْكَرْتُ منهم ... شَمَائِلَ بُدِّلُوها مِنْ شِمَالِي وإِنَّها لحَسَنةُ الشَّمَائِل. ورجُل كَريم الشَّمَائِل أَي فِي أَخلاقه ومخالطتِه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَشْمُول الخَلائق أَي كَريم الأَخلاق، أُخِذ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي هَبَّتْ بِهِ الشَّمالُ فبرَّدَتْه. ورَجُل مَشْمُول: مَرْضِيُّ الأَخلاق طَيِّبُها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه مِنَ الشَّمُول. وشَمْل القومِ: مُجْتَمع عَدَدِهم وأَمْرهم. واللَّوْنُ الشَّامِلُ: أَن يَكُونَ شَيْءٌ أَسود يَعْلوه لَوْنٌ آخَرُ؛ وَقَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً: تَذُبُّ عَنْهُ بِلِيفٍ شَوْذَبٍ شَمِلٍ، ... يَحْمي أَسِرَّة بين الزَّوْرِ والثَّفَن قَالَ شَمِرٌ: الشَّمِل الرَّقيق، وأَسِرَّة خُطوط وَاحِدَتُهَا سِرارٌ، بِلِيفٍ أَي بذَنَب. والشِّمْل: العِذْقُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد للطِّرمَّاح فِي تَشْبيه ذَنَب الْبَعِيرِ بالعِذْق فِي سَعَته وَكَثْرَةِ هُلْبه: أَو بِشِمْلٍ شالَ مِنْ خَصْبَةٍ، ... جُرِّدَتْ للناسِ بَعْدَ الكِمام والشِّمِلُّ: العِذْق القَلِيل الحَمْل. وشَمَل النَّخْلَةَ يَشْمُلها شَمْلًا وأَشْمَلَها وشَمْلَلَها: لقَطَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطَب؛ الأَخيرة عَنِ السِّيرَافِيِّ. التَّهْذِيبُ: أَشْمَلَ فُلَانٌ خَرائفَه إِشْمَالًا إِذا لَقَط مَا عَلَيْهَا مِنَ الرُّطب إِلا قَلِيلًا، والخَرائفُ: النَّخِيل اللَّوَاتِي تُخْرَص أَي تُحْزَر، وَاحِدَتُهَا خَرُوفةٌ. وَيُقَالُ لِمَا بَقِي فِي العِذْق بعد ما يُلْقَط بَعْضُهُ شَمَلٌ، وإِذا قَلَّ حَمْلُ النَّخْلَةِ قِيلَ: فِيهَا شَمَلٌ أَيضاً، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ هُوَ حَمْلُ النَّخْلَةِ مَا لَمْ يَكْبُر ويَعْظُم، فإِذا كَبُر فَهُوَ حَمْلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: مَا عَلَى النَّخْلَةِ إِلا شَمَلَةٌ وشَمَلٌ، وَمَا عَلَيْهَا إِلَّا شَمَالِيلُ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلها. وشَمْلَلْتُ النخلةَ إِذا أَخَذْت مِنْ شَمالِيلِها، وَهُوَ التَّمْرُ الْقَلِيلُ الَّذِي بَقِيَ عَلَيْهَا. وَفِيهَا شَمَلٌ مِنْ رُطَب أَي قليلٌ، وَالْجَمْعُ أَشْمالٌ، وَهِيَ الشَّمَالِيل وَاحِدَتُهَا شُمْلولٌ. والشَّمَالِيل: مَا تَفَرَّق مِنْ شُعَب الأَغصان في رؤوسها كشَمارِيخ العِذْق؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَقَدْ تَرَدَّى مِنْ أَراطٍ مِلْحَفاً، ... مِنْهَا شَمَالِيلُ وَمَا تَلَفَّفا وشَمَلَ النَّخلةَ إِذا كَانَتْ تَنْفُض حَمْلَها فَشَدَّ تَحْتَ أَعْذاقِها قِطَعَ أَكْسِيَة. ووقعَ فِي الأَرض شَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ أَي قليلٌ. ورأَيت شَمَلًا مِنَ النَّاسِ والإِبل

أَي قَلِيلًا، وَجَمْعُهُمَا أَشْمَال. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَصابنا شَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ، بِالتَّحْرِيكِ. وأَخْطأَنا صَوْبُه ووابِلُه أَي أَصابنا مِنْهُ شيءٌ قَلِيلٌ. والشَّمَالِيلُ: شَيْءٌ خَفِيفٌ مِنْ حَمْل النَّخْلَةِ. وَذَهَبَ القومُ شَمَالِيلَ: تَفَرَّقوا فِرَقاً؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: بقَوٍّ شَمَالِيل الهَوَى أَنْ تبدَّرا إِنما هِيَ فِرَقُه وطوائفُه أَي فِي كُلِّ قلْبٍ مِنْ قُلُوبِ هَؤُلَاءِ فِرْقةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: حَيُّوا أُمَامةَ، واذْكُروا عَهْداً مَضَى، ... قَبْلَ التَّفَرُّق مَنْ شَمالِيلِ النَّوَى قَالَ: الشَّمَالِيلُ البَقايا، قَالَ: وَقَالَ عُمارة وأَبو صَخْر عَنَى بشَمَالِيل النَّوَى تَفَرُّقَها؛ قَالَ: وَيُقَالُ مَا بَقِيَ فِي النَّخْلَةِ إِلا شَمَلٌ وشَمَالِيلُ أَي شيءٌ متفرّقٌ. وثوبٌ شَمَالِيلُ: مِثْلُ شَماطِيط. والشِّمَالُ: كُلُّ قبْضَة مِنَ الزَّرْع يَقْبِض عَلَيْهَا الْحَاصِدُ. وأَشْمَلَ الفَحْلُ شَوْلَه إِشْمَالًا: أَلْقَحَ النِّصْفَ مِنْهَا إِلى الثُّلُثين، فإِذا أَلقَحَها كلَّها قِيلَ أَقَمَّها حَتَّى قَمَّتْ تَقِمُّ قُمُوماً. والشَّمَل، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ شَمِلَتْ ناقتُنا لِقَاحًا مِنْ فَحْل فُلَانٍ تَشْمَلُ شَمَلًا إِذا لَقِحَتْ. الْمُحْكَمُ: شَمِلَتِ الناقةُ لِقَاحًا قبِلَتْه، وشَمِلَتْ إِبْلُكُم لَنَا بَعِيرًا أَخْفَتْه. وَدَخَلَ فِي شَمْلها وشَمَلها أَي غُمارها. والشَّمْلُ: الِاجْتِمَاعُ، يُقَالُ: جَمعَ اللهُ شَمْلَك. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: أَسأَلك رَحْمةً تَجْمَع بِهَا شَمْلي ؛ الشَّمْل: الِاجْتِمَاعُ. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ شَمْلٌ وشَمَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وأَنشد: قَدْ يَجْعَلُ اللهُ بَعدَ العُسْرِ مَيْسَرَةً، ... ويَجْمَعُ اللهُ بَعدَ الفُرْقةِ الشَّمَلا وَجَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهم أَي مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمرهم. وفَرَّق اللهُ شَمْلَه أَي مَا اجْتَمَعَ مِنْ أَمره؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ للبُعَيْث فِي الشَّمَل، بِالتَّحْرِيكِ: وَقَدْ يَنْعَشُ اللهُ الفَتى بعدَ عَثْرةٍ، ... وَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَ مِنَ الشَّمَلْ لَعَمْرِي لَقَدْ جَاءَتْ رِسالةُ مالكٍ ... إِلى جَسَدٍ، بَيْنَ الْعَوَائِدِ، مُخْتَبَلْ وأَرْسَلَ فِيهَا مالكٌ يَسْتَحِثُّها، ... وأَشْفَقَ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ وَمَا وَأَلْ أَمالِكُ، مَا يَقْدُرْ لكَ اللهُ تَلْقَه، ... وإِن حُمَّ رَيْثٌ مِنْ رَفِيقك أَو عَجَل وَذَاكَ الفِراقُ لَا فِراقُ ظَعائِنٍ، ... لهُنَّ بِذِي القَرْحَى مُقامٌ ومُرْتَحَل قَالَ أَبو عَمْرٍو الجَرْمي: مَا سَمِعْتُهُ بِالتَّحْرِيكِ إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ. والشَّمْأَلةُ: قُتْرة الصَّائِدِ لأَنها تُخْفِي مَنْ يَسْتَتِرُ بِهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وبالشَّمَائِل مِنْ جِلّانَ مُقْتَنِصٌ ... رَذْلُ الثِّيَابِ، خَفِيُّ الشَّخْص مُنْزَرِبُ وَنَحْنُ فِي شَمْلِكم أَي كَنَفِكم. وانْشَمَلَ الشيءُ: كانْشَمَر؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَيُقَالُ: انْشَمَلَ الرجلُ فِي حَاجَتِهِ وانْشَمَر فِيهَا؛ وأَنشد أَبو تُرَابٍ: وَجْناءُ مُقْوَرَّةُ الأَلْياطِ يَحْسَبُها، ... مَنْ لَمْ يَكُنْ قبْلُ رَاها رَأْيَةً، جَمَلا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبعةٍ ... فِي لازقٍ لَحِقَ الأَقْراب فانْشَمَلا أَراد أَربعة أَخلاف فِي ضَرْع لازقٍ لَحِقَ أَقرابها

فانْضَمَّ وَانْشَمَرَ. وشَمَلَ الرجلُ وانْشَمَلَ وشَمْلَلَ: أَسرع، وشَمَّر، أَظهروا التَّضْعِيفَ إِشعاراً بإِلْحاقِه. وَنَاقَةٌ شِمِلَّة، بِالتَّشْدِيدِ، وشِمَال وشِمْلالٌ وشِمْلِيلٌ: خَفِيفَةٌ سَرِيعَةٌ مُشَمَّرة؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَير: وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْلِيل «3» . الشِّمْلِيل، بِالْكَسْرِ: الخَفِيفة السَّريعة. وَقَدْ شَمْلَلَ شَمْلَلَةً إِذا أَسْرَع؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا: كأَني بفَتْخاءِ الجَنَاحَينِ لَقْوَةٍ، ... دَفُوفٍ مِنَ العِقْبانِ، طَأْطأْتُ شِمْلالي وَيُرْوَى: عَلَى عَجَلٍ منها أُطَأْطِئُ شِمْلالي وَمَعْنَى طأْطأَت أَي حَرَّكْت واحْتَثَثْت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رِوَايَةُ أَبي عَمْرٍو شِمْلالي بإِضافته إِلى يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ أَي كأَني طأْطأْت شِمْلالي مِنْ هَذِهِ النَّاقَةِ بعُقابٍ، وَرَوَاهُ الأَصمعي شِمْلال مِنْ غَيْرِ إِضافة إِلى الْيَاءِ أَي كأَني بِطَأْطأَتي بِهَذِهِ الْفَرَسِ طَأْطأْتُ بعُقابٍ خَفِيفَةٍ فِي طَيَرانِها، فشِمْلال عَلَى هَذَا مِنْ صِفَةِ عُقاب الَّذِي تُقَدِّره قَبْلَ فَتْخاء تَقْدِيرُهُ بعُقاب فَتْخاء شِمْلالٍ. وطَأْطأَ فُلَانٌ فرسَه إِذا حَثَّها بساقَيْه؛ وَقَالَ المرَّار: وإِذا طُوطِئَ طَيّارٌ طِمِرّ قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد بقوله أُطَأْطِئُ شِمْلالي يَدَه الشِّمَال، والشِّمَالُ والشِّمْلالُ وَاحِدٌ. وجَمَلٌ شِمِلٌّ وشِمْلالٌ وشِمْلِيلٌ: سَرِيعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: بأَوْبِ ضَبْعَيْ مَرِحٍ شِمِلِ وأُمُّ شَمْلَة: كُنْيَةُ الدُّنْيا، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مِنْ أُمِّ شمْلَة تَرْمِينا، بِذائفِها، ... غَرَّارة زُيِّنَتْ مِنْهَا التَّهاوِيل والشَّمَالِيلُ: حِبَال رِمالٍ مُتَفَرِّقَةٌ بِنَاحِيَةِ مَعْقُلةَ. وأُمُّ شَمْلَة وأُمُّ لَيْلَى: كُنْيَةُ الخَمْر. وَفِي حَدِيثِ مازنٍ بقَرْية يُقَالُ لَهَا شَمائِل ، يُرْوَى بِالسِّينِ وَالشِّينِ، وَهِيَ مِنْ أَرض عُمَان. وشَمْلَةُ وشِمَالٌ وشامِلٌ وشُمَيْلٌ: أَسماء. شمردل: الشَّمَرْدَلُ، بِالدَّالِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، مِنَ الإِبل وغيرِها: القَوِيُّ السَّرِيعُ الفَتِيُّ الحَسَنُ الخَلْق، والأُنثى بالهاء؛ قَالَ المُساوِر بْنُ هِنْدٍ: إِذا قُلْت عُودُوا، عَادَ كلُّ شَمَرْدَلٍ ... أَشَمَّ مِنَ الفِتْيانِ، جَزْلٍ مَوَاهِبُه والشَّمَرْدَلَةُ: النَّاقَةُ الْحَسَنَةُ الجميلةُ الخَلْق. الْمُحْكَمُ: وشَمَرْدَلٌ والشَّمَرْدَل كِلَاهُمَا اسْمُ رجُل، قَالَ: دَخَلتْ فِيهِ اللَّامُ كَدُخُولِهَا في الحَرِث والحَسَن والعَبّاس وَسَقَطَتْ مِنْهُ عَلَى حَدِّ سُقُوطِهَا فِي قولك حَرِث وحَسَن وعَبّاس، عَلَى مَا قَدْ أَحْكَمه سِيبَوَيْهِ فِي الْبَابِ الَّذِي ترْجَمه بِقَوْلِهِ هَذَا بَابٌ يَكُونُ فِيهِ الشَّيْءُ غَالِبًا عَلَيْهِ اسمٌ، يَكُونُ لِكُلِّ مَنْ كَانَ مِنْ أُمَّته أَو كَانَ فِي صِفَتِهِ مِنَ الأَسماء الَّتِي تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَتَكُونُ نَكِرته الجامعةَ لِمَا ذكرتُ مِنَ الْمَعَانِي، فَتَفَهَّمْه هُنالك، فإِنه فَصْل غامِضُ الأَحكام فِي صِناعة الإِعراب وقَلَّ مَنْ يَأْبَهُ لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الهَمَرْجَلُ الجَمَل الضَّخْم وَمِثْلُهُ الشَّمَرْدَل. اللَّيْثُ:

_ (3). قوله [وعمها خالها إلخ] تقدم صدره في ترجمة حرف: حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شِمْلِيل

الشَّمَرْدَل الفَتِيُّ القَوِيُّ الجَلْدُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ مِنَ الإِبل؛ وأَنشد: مُوَاشِكَةُ الإِيغالِ حَرْفٌ شَمَرْدَلٌ أَبو عَمْرٍو: الشَّمَرْدَلَة النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ عَلَى السَّير، وَيُقَالُ للجَمَل شَمَرْدَلٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَعِيدُ مَسافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ شمشل: الشِّمشِل: الفِيلُ؛ عن كراع. شمطل: التَّهْذِيبُ: الشُّمْطالةُ البَضْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ يَكُونُ فِيهَا شحم. شمعل: المُشْمَعِلُّ: المتفرِّق. والمُشْمَعِلُّ: السَّرِيعُ يَكُونُ فِي النَّاسِ والإِبل. وَفِي حَدِيثِ صَفِيّة أُم الزُّبير: كيف رأَيتَ زَبْراً: أَأَقِطاً وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلًّا صَقْراً؟ قَالَ: المُشْمَعِلُّ السَّرِيعُ الْمَاضِي، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. يُقَالُ: اشْمَعَلَّ فَهُوَ مُشْمَعِلٌّ. واشْمَعَلَّتِ الإِبلُ: تَفَرَّقتْ مُسرِعةً. وَنَاقَةٌ مُشْمَعِلٌّ: خَفِيفَةٌ سَرِيعَةٌ نَشِيطَةٌ. وَنَاقَةٌ شَمْعَلَة: سَرِيعَةٌ نشِيطة. والشَّمْعَلُ: النَّاقَةُ الْخَفِيفَةُ؛ وأَنشد: يَا أَيُّها العَوْدُ الضَّعيف الأَثْيَلُ، ... مَا لَكَ إِذ حُثَّ المَطِيُّ تَزْحَلُ أُخْراً، وتَنْجُو بالرِّكابِ شَمْعَلُ؟ وَقَدِ اشْمَعَلَّت الناقةُ، فَهِيَ مُشْمَعِلَّة؛ قَالَ رَبيعة بْنُ مَقْروم الضَّبِّي: كأَنَّ هُوِيَّها، لِمَا اشْمَعَلَّت، ... هُوِيُّ الطَّيْرِ تَبْتَدِر الإِيابا وَزَعْتُ بِكالهِرَاوةِ أَعْوَجيٍّ، ... إِذا وَنَتِ المَطِيُّ جَرَى وَثابا الأَزهري: المُشْمَعِلَّة النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ، والمُسْمَغِلَّةُ الطَّوِيلَةُ؛ بِالْغَيْنِ وَالسِّينِ. وامرأَة مُشْمَعِلَّة: كَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: كوَاحِدَةِ الأُدْحِيِّ لَا مُشْمَعِلَّةٌ، ... وَلَا جَحْمةٌ تحْتَ الثِّياب جَشُوبُ جَشُوبٌ: خَفِيفَةٌ. واشمَعَلَّت الغارةُ: شَمِلَتْ وتفرَّقتْ وانتشرَتْ؛ وأَنشد: صَبَحْتُ شَبَاماً غارَةً مُشْمَعِلَّةً، ... وأُخْرَى سأُهْدِيها قرِيباً لِشاكِرِ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لأَوس بْنِ مَغْرَاء التَّمِيمِيِّ: وَهُمْ عِنْد الحُروبِ، إِذا اشمَعَلَّتْ، ... بَنُوها ثَمَّ والمُتَثَوِّبُونا قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْسٍ يَقُولُ: اشْمَعَطَّ القومُ فِي الطَّلَب واشْمَعَلُّوا إِذا بادَروا فِيهِ وتفرَّقوا، واشْمَعَلَّت الإِبلُ واشْمَعَطَّت إِذا انْتَشَرَتْ. والمُشْمَعِلُّ: الْخَفِيفُ الظَّرِيفُ، وَقِيلَ الطَّوِيلُ. ولَبنٌ مُشْمعِلُّ: غَالِبٌ بحُمُوضته. وشَمْعَلَتِ الْيَهُودُ شَمْعَلَةً: وَهِيَ قِرَاءَتُهُمْ إِذا اجْتَمَعُوا فِي فُهْرِهم. واشْمَعَلَّ القومُ فِي الطَّلَبِ اشْمِعْلالًا إِذا بَادَرُوا فِيهِ وتفرَّقوا؛ قَالَ أُميَّة بْنُ أَبي الصَّلت: لهُ دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ، ... وآخَرُ فوْقَ دارَتِه يُنادِي الْخَلِيلُ: اشْمَعَلَّت الإِبل إِذا مَضَت وتفرَّقت مَرَحاً وَنَشَاطًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا اشْمَعَلَّتْ سَنَناً رَسا بِها ... بذاتِ حَرْفَين، إِذا خَجَا بِهَا

شنبل: شَنْبَلٌ: اسْمٌ. ابْنُ الأَعرابي عَنِ الدُّبَيْريَّة: يُقَالُ قبَّلَهُ ورَشَفَه وثاغَمَه وشَنْبَلَه ولَثَمه بمعنى واحد. شهل: الشُّهْلة فِي العَينِ: أَن يَشُوبَ سَوادَها زُرْقةٌ، وعَينٌ شَهْلاء ورجُل أَشْهَلُ العينِ بَيِّنُ الشَّهَل؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ «1»: وَلَا عَيْبَ فِيهَا غيْرَ شُهْلَة عَيْنِها، ... كَذَاكَ عِتاقُ الطَّيْر شُهْلٌ عيونُها قَالَ: وَبَعْضُ بَنِي أَسد وقُضاعة يَنْصِبُونَ غَيْرَ إِذا كَانَ فِي مَعْنَى إِلَّا، تَمَّ الكلامُ قَبْلَهَا أَو لَمْ يَتِمَّ. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّهَل والشُّهْلَة أَقلُّ مِنَ الزَّرَق فِي الحَدَقة، وَهُوَ أَحسن مِنْهُ، والشُّهْلَة أَن يَكُونَ سَوَادُ الْعَيْنِ بَيْنَ الحُمْرة وَالسَّوَادِ، وَقِيلَ: هِيَ أَن تُشْرَب الحَدَقةُ حُمْرةً لَيْسَتْ خُطوطاً كالشُّكْلة وَلَكِنَّهَا قلَّة سَوَادِ الحَدَقة حَتَّى كأَنَّ سَوَادَهَا يَضْرب إِلى الْحُمْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَخْلُص سوادُها. أَبو عُبَيْدٍ: الشُّهْلَة حُمْرة فِي سَوَادِ الْعَيْنِ، وأَما الشُّكْلة فَهِيَ كَهَيْئَةِ الْحُمْرَةِ تَكُونُ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ؛ شَهِلَ شَهَلًا واشْهَلَّ، ورَجُل أَشْهَلُ وامرأَة شَهْلاء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَني أَشْهَلُ العَيْنينِ بازٍ، ... عَلَى عَلْياءَ شَبَّهَ فاسْتَحالا أَبو زَيْدٍ: الأَشْهَلُ والأَشْكَلُ والأَسْجَر وَاحِدٌ. وعَيْنٌ شَهْلاء إِذا كَانَ بياضُها لَيْسَ بِخَالِصٍ فِيهِ كُدورة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَلِيعَ الفَم أَشْهَلَ العَيْنين مَنْهُوسَ الكَعْبين ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ. قَالَ شُعْبة: قُلْتُ لسِمَاك: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ؛ قَالَ: الشُّهْلة حُمْرة فِي سَوَادِ الْعَيْنِ كالشُّكْلة فِي الْبَيَاضِ. والأَشْهَل: رَجُل مِنَ الأَنصار صِفَةٌ غَالِبَةٌ أَو مُسَمًّى بِهَا؛ فأَما قَوْلُهُ: حِينَ أَلْقَتْ بِقُباءٍ بَرْكَها، ... واسْتَحرَّ القَتْلُ فِي عَبْدِ الأَشَل إِنما أَراد عبدَ الأَشهَل، هَذَا الأَنصاريَّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: فِي فُلَانٍ وَلْعٌ وشَهْلٌ أَي كَذِبٌ، قَالَ والشَّهَلُ اخْتِلَاطُ اللَّوْنَيْنِ، والكَذَّاب يُشَرِّج الأَحاديث أَلواناً. والشَّهْلاءُ: الحاجةُ، يُقَالُ: قضَيْتُ مِنْ فُلَانٍ شَهْلائي أَي حَاجَتِي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمْ أَقْضِ، حَتَّى ارْتحَلوا، شَهْلائي ... مِنَ العَرُوب الكاعِبِ الحَسْناءِ والشَّهْلةُ: العَجوز؛ قَالَ: باتَتْ تُنَزِّي دَلوَها تَنْزِيّا، ... كَمَا تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيّا «2» . وَقَالَ: أَلا أَرى ذَا الضَّعْفة الهَبِيتا، ... يُشَاهِل العَمَيْثَل البِلِّيتا «3» . وَقِيلَ: الشَّهْلة النَّصَفُ العاقلةُ، وَذَلِكَ اسْمٌ لَهَا خَاصَّةً

_ (1). قوله [وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ وَلَا عَيْبَ إلخ] تقدم في ترجمة [غير] أن الفراء أنشد البيت شاهداً لنصب غير على اللغة المذكورة فما تقدم هناك من ضبط غير بالرفع في قوله: وَأَجَازَ الْفَرَّاءُ مَا جَاءَنِي غيره، خطأ (2). قوله [باتت تنزي دلوها] هكذا في الأصل والمحكم، وهو الموجود في الأشموني. وفي الصحاح والتهذيب: بات ينزي دلوه، فعلى هذا فيه روايتان (3). قوله [ألا أرى إلخ] لعل تخريج هذا هنا من الناسخ وسيأتي محله المناسب عند قوله والمشاهلة المشاتمة كما في التهذيب

لَا يُوصَفُ بِهِ الرَّجُلُ. وامرأَة شَهْلة كَهْلة، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ شَهْلٌ كَهْلٌ، وَلَا يُوصَفُ بِذَلِكَ إِلا أَن ابْنَ دُرَيْدٍ حَكَى: رَجُلٌ شَهْلٌ كَهْل. والمُشاهَلةُ: المشاتمةُ والمُشارَّة والمُقارَصة، تَقُولُ: كَانَتْ بَيْنَهُمْ مُشَاهَلَةٌ أَي لِحاء ومُقارَصة، وَقِيلَ مُراجعة الْقَوْلِ؛ قَالَ أَبو الأَسود الْعِجْلِيِّ: قَدْ كَانَ فِيمَا بَيْنَنا مُشَاهَلَه، ... ثُمَّ تَوَلَّتْ، وَهِيَ تَمْشِي البادَلَه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ تَمْشِي البازَله، بِالزَّايِ: مشْية سَرِيعَةً. النَّضْرُ: جَبَل أَشْهَل إِذا كَانَ أَغْبر فِي بَيَاضٍ، وذِئبٌ أَشْهَلُ؛ وأَنشد: مُتَوَضِّحُ الأَقْرابِ فِيهِ شُهْلةٌ، ... شَنِجُ اليَدَين تَخالُه مَشْكولا وشَهْلُ بْنُ شَيْبان الزِّمَّانيُّ الْمُلَقَّبُ بفِنْدٍ. شهمل: شَهْمِيل: أَبو بَطْن وَهُوَ أَخو العَتِيك، وَزَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَنه شِهْميل، كأَنه مُضَافٌ إِلى إِيل كجِبريل، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لكان مصروفاً. شول: شَالَتِ الناقةُ بذنَبِها تَشولُه شَوْلًا وشَوَلاناً وأَشَالَتْه واسْتَشَالَتْه أَي رَفَعَتْه؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يصف فَرَسًا: جَمومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابى، ... تَخالُ بياضَ غُرَّتِها سِراجا وشَالَ ذَنَبُها أَي ارْتَفَعَ؛ قَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاح: تَأَبَّري، يَا خَيْرَة الفَسِيلِ، ... تَأَبَّري مِنْ حَنَذٍ، فَشُولي أَي ارْتَفِعي. الْمُحْكَمُ: وَشَالَ الذَّنبُ نفْسُه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: كأَنَّ فِي أَذنابِهنَّ الشُّوَّل، ... مِن عَبَسِ الصَّيْفِ، قُرُونَ الإِيَّل وَيُرْوَى: الشُّيَّل والشِّيَّل، عَلَى مَا يَطَّرِد فِي هَذَا النَّحْوِ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ، رَوَاهُ عَنْهُ اللِّحْيَانِيُّ. والشّائلةُ مِنَ الإِبل. الَّتِي أَتى عَلَيْهَا مِنْ حَمْلها أَو وَضْعها سبعةُ أَشهر فخَفَّ لبنُها، وَالْجَمْعُ شَوْلٌ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة: لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها، ... إِنَّك لَا تَدْري مَنِ النَّاتِجُ وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ: مِنْ لَدُ شَوْلًا فإِلى إِتْلائها فَسَّر وَجْهَ نَصْبِهِ وَدُخُولَ لَدُ عَلَيْهَا فَقَالَ: نَصَب لأَنه أَراد زَمَانًا، والشَّوْل لَا يَكُونُ زَمَانًا وَلَا مَكَانًا، فَيَجُوزُ فِيهَا الجرُّ كَقَوْلِكَ مِن لدُ صلاةِ الْعَصْرِ إِلى وَقْتِ كَذَا، وَكَقَوْلِكَ مِنْ لدُ الْحَائِطِ إِلى مَكَانِ كَذَا، فَلَمَّا أَراد الزَّمَانَ حَمَل الشَّوْلَ عَلَى شَيْءٍ يَحْسُن أَن يَكُونَ زَمَانَا إِذا عَمِل فِي الشَّوْل، وَلَمْ يَحْسُن الِابْتِدَاءُ كَمَا لَمْ يَحْسُن ابتداءُ الأَسماء بَعْدَ إِنْ حَتَّى أَضْمَرْتَ مَا يَحْسُن أَن يَكُونَ بَعْدَهَا عَامِلًا فِي الأَسماء، فَكَذَلِكَ هَذَا، فكأَنك قُلْتَ مِنْ لَدُ أَن كَانَتْ شَوْلًا إِلى إِتلائها، قَالَ: وَقَدْ جَرَّه قَوْمٌ عَلَى سَعَة الْكَلَامِ وَجَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ الْمَصْدَرِ حِينَ جَعَلُوهُ عَلَى الْحِينِ، وإِنما يُرِيدُ حِينَ كَذَا وَكَذَا وإِن لَمْ يَكُنْ فِي قوَّة الْمَصْدَرِ، لأَنها لَا تتَصرَّف تَصرُّفها، وأَشْوَالٌ جَمْعُ الْجَمْعِ. التَّهْذِيبُ: الشَّوْلُ مِنَ النُّوق الَّتِي خَفَّ لبنُها وَارْتَفَعَ ضَرْعُها، وأَتى عَلَيْهَا سبعةُ أَشهر مِنْ يَوْمِ نَتاجها أَو ثمانيةٌ فَلَمْ يَبْقَ فِي ضُروعِها إِلا شَوْلٌ

مِنَ اللَّبَنِ أَي بَقِيَّة، مِقْدَارِ ثلثِ مَا كَانَتْ تَحْلُب حِدْثان نَتاجِها، وَاحِدَتُهَا شائِلةٌ، وَهُوَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي حَدِيثِ نَضْلة بْنِ عَمْرٍو: فهَجم عَلَيْهِ شَوَائِلُ لَهُ فسَقاه مِنْ أَلبانها ، هُوَ جَمْعُ شَائِلَةٍ، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي شَالَ لبنُها أَي ارْتَفع، وَتُسَمَّى الشَّوْلَ أَي ذَاتَ شَوْلٍ لأَنه لَمْ يَبق فِي ضَرْعِها إِلا شَوْلٌ مِنْ لَبَنٍ أَي بَقِيّة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: فكأَنكم بِالسَّاعَةِ تحْدُوكم حَدْوَ الزَّاجِرِ بشَوْله أَي الَّذِي يَزْجُر إِبله لتَسير، وَقِيلَ: الشَّوْلُ مِنَ الإِبل الَّتِي نقَصتْ أَلبانها، وَذَلِكَ إِذا فُصِلَ ولدُها عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيلٍ فَلَا تزال شَوْلًا حَتَّى يُرْسَل فِيهَا الْفَحْلُ. وشَوَّلَ لبنُها: نقَصَ، وشَوَّلَتْ هِيَ: خَفَّتْ أَلبانها وقَلَّتْ، وَهِيَ الشَّوْلُ. وَقَدْ شَوَّلَت الإِبلُ أَي صَارَتْ ذاتَ شَوْل مِنَ اللَّبَنِ، كَمَا يُقَالُ شَوَّلَت المزادةُ إِذا قَلَّ مَا بَقِيَ فِيهَا مِنَ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: شَوَّلَت الناقةُ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي صَارَتْ شَائِلَةً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرُ: حَتَّى إِذا مَا العَشْرُ عَنْهَا شَوَّلا يَعْنِي ذَهَبَ وتصَرَّم، قَالَ: والشَّائِلُ، بِلَا هَاءٍ، الناقةُ الَّتِي تشُولُ بذَنَبها لِلِّقاح وَلَا لَبَنَ لَهَا أَصلًا، وَالْجَمْعُ شُوَّلٌ مِثْلُ راكِعٍ ورُكَّعٍ؛ وأَنشد شِعْرَ أَبي النَّجْمِ: كأَنَّ فِي أَذنابِهِنَّ الشُّوَّل وشَوَّلَت الإِبلُ: لحِقَتْ بُطونُها بظُهورها. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ لِلَّتِي شالتْ بذَنَبِها شَائِل، وَلِلَّتِي شالَ لبَنُها شَائِلَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ ضدُّ الْقِيَاسِ لأَن الْهَاءَ تَثْبُتُ فِي الَّتِي يَشُولُ لبَنُها وَلَا حَظَّ للذَّكَر فِيهِ، وأُسْقِطت مِنَ الَّتِي تَشول ذَنَبَها، والذَّكَر يَشُول ذنَبَه، وإِن لَمْ يَكُنْ مِنْ مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ، وكلُّ مَا ارْتَفَعَ شائلٌ. التَّهْذِيبُ: وأَما النَّاقَةُ الشائلُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، فَهِيَ اللَّاقِحُ الَّتِي تَشُول بذَنَبِها لِلْفَحْلِ أَي تَرْفَعُهُ فَذَلِكَ آيةُ لِقاحِها، وتَرْفَع مَعَ ذَلِكَ رأْسَها وتَشْمَخ بأَنْفِها، وَهِيَ حِينَئِذٍ شَامِذٌ، وَقَدْ شَمَذَتْ شِماذاً، وَجَمْعُ الشَّائِل والشامِذ مِنَ النُّوقِ شُوّلٌ وشُمَّذٌ، وَهِيَ العاسِر أَيضاً، وَقَدْ عَسَرَت عِساراً؛ قَالَ الأَزهري: أَكثر هَذَا الْقَوْلِ مَسْمُوعٌ عَنِ الْعَرَبِ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي أَكثرَه، إِلَّا أَنه قَالَ «1»: إِذا أَتى عَلَى النَّاقَةِ مِنْ يَوْمِ حَمْلها سبعةُ أَشهر كَمَا ذَكَرْنَاهُ اللَّهُمَّ إِلا أَن تَحْمِلَ الناقةُ كِشافاً، وَهُوَ أَن يَضْرِبَها الفَحْلُ بَعْدَ نَتاجها بأَيام قَلَائِلَ، وَهِيَ كَشُوفٌ حِينَئِذٍ، وَهُوَ أَرْدأُ النَّتاج. وشَالَ المِيزانُ: ارْتَفَعَت إِحدى كِفَّتَيْه. وَيُقَالُ: شَالَ ميزانُ فُلَانٍ يَشُولُ شَوَلاناً، وَهُوَ مَثَلٌ فِي الْمُفَاخَرَةِ، يُقَالُ فاخَرْتُه فَشَالَ مِيزانُه أَي فَخَرْتُه بِآبَائِي وغَلَبْتُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل: وإِذا وَضَعْتَ أَبَاكَ فِي مِيزانِهم ... رَجَحُوا، وشَالَ أَبوكَ فِي المِيزان وشَالَت العَقْربُ بذَنَبها: رَفَعَتْه. وشَوْلَةُ وشَوَّالَةُ: العَقْربُ اسمٌ عَلَمٌ لَهَا. وشَوْلَةُ العقربِ: مَا شَالَ مِنْ ذَنَبها، والعَقْربُ تَشُولُ بذَنَبها؛ وأَنشد: كَذَنَب العَقْرَبِ شَوَّال عَلِق وَقَالَ شَمِر: شَوْكَةُ العَقْرب التي تَضْرب بها

_ (1). قوله [إلا أنه قال إلخ] عبارة الأَزهري: إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِذَا أَتَى عَلَى النَّاقَةِ مِنْ يَوْمِ حَمْلِهَا سَبْعَةُ أَشْهُرٍ خف لبنها وهو غلط والصواب إذا أتى عليها من يوم نتاجها سبعة أشهر كما ذكرته لا من يوم حملها اللهم إلى آخر ما هنا وبهذا يعلم ما هنا من السقط

تُسَمَّى الشَّوْلَةَ والشَّباة والشَّوْكَةَ والإِبْرة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَبِهَا سُمِّيت إِحدى مَنازل القَمَر فِي بُرْج العَقْرب شَوْلَة تَشْبِيهًا بِهَا، لأَن البُرْج كلَّه عَلَى صُورَةِ الْعَقْرَبِ. والشَّوْلَة: مَنْزِلة وَهِيَ كَوْكَبَانِ نَيِّرانِ متقابِلانِ يَنْزِلهما القمرُ يُقَالُ لَهُمَا حُمَةُ العَقْرب. أَبو عَمْرٍو: أَشَلْتُ الحَجَر وشُلْتُ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: شُلْتُ بالجَرَّة أَشُولُ بِهَا شَوْلًا رفَعْتها، وَلَا تَقُلْ شِلتُ، وَيُقَالُ أَيضاً أَشَلْتُ الجَرَّة فانْشَالَتْ هِيَ؛ وَقَالَ الأَسدي: أَإِبِلي تأْكُلُها مُصِنَّا، ... خافِضَ سِنٍّ ومَشِيلًا سِنَّا؟ أَي يأْخُذُ بنتَ لَبُون فَيَقُولُ هَذِهِ بِنْتُ مَخاض فَقَدْ خَفَضَها عَنْ سِنِّها الَّتِي هِيَ فِيهَا، وَتَكُونُ لَهُ بنْتُ مَخاضٍ فَيَقُولُ لِي بِنْتُ لَبُون، فَقَدْ رَفَع السِّنَّ الَّتِي هِيَ لَهُ إِلى سِنٍّ أُخرى أَعلى مِنْهَا، وَتَكُونُ لَهُ بِنْتُ لَبُون فيأْخذ حِقَّةً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: حَتَّى إِذا اشْتَالَ سُهَيْلٌ فِي السَّحَر واشْتَالَ هُنَا: بِمَعْنَى شَالَ، مِثْلُ ارْتَوى بِمَعْنَى رَوِيَ. الْمُحْكَمُ: وأَشَالَ الحَجَرَ وشَالَ بِهِ وشَاوَلَهُ رَفَعه. والمِشْوَالُ: حَجَرٌ يُشالُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الْيَزِيدِيُّ: أَشَلْتُ المِشْوَلَة فأَنا أُشِيلُها إِشَالةً، وشُلْتُ بِهَا أَشُولُ شَوْلًا وشَوَلاناً، قَالَ: والمِشْوَلةُ الَّتِي يُلْعَب بِهَا. وشَالَ السائلُ يَدَيْهِ إِذا رَفَعهما يسأَل بِهِمَا؛ وأَنشد: وأَعْسَرَ الكَفِّ سأْآلًا بِهَا شَوِلًا قَالَ: وأَما قَوْلُ الأَعشى: شاوِ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ فالشَّوِلُ الَّذِي يَشُول بِالشَّيْءِ الَّذِي يَشْتَرِيهِ صاحبُه أَي يَرْفَعُهُ. ورجُل شَوِلٌ أَي خَفِيفٌ فِي العَمَل والخِدْمة مِثْلُ شُلْشُل. الْمُحْكَمُ: والشَّوِلُ الْخَفِيفُ. وشَاوَلَهُ وشَاوَلَ بِهِ: دَافَعَ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الحكم: فَشاوِلْ بِقَيْسٍ فِي الطِّعانِ، وَلَا تَكُنْ ... أَخاها، إِذا مَا المَشْرَفِيَّةُ سُلَّتِ وشَالَتْ نَعامتُه: خَفَّ وغَضِبَ ثُمَّ سَكَن. وشَالَتْ نَعامَةُ الْقَوْمِ: خَفَّتْ مَنازلُهم مِنْهُمْ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا خَفُّوا ومَضَوْا: شَالَتْ نَعامَتُهم. وشَالَت نَعامَتُهم إِذا تفرَّقت كَلِمتُهم. وشَالَت نَعامَتُهم إِذا ذَهَبَ عِزُّهم؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: أَتى هِرَقْلًا، وَقَدْ شَالَتْ نَعامَتُهم، ... فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَه النَّصْرَ الَّذِي سَالَا يُقَالُ: شَالَتْ نَعامَتُهم إِذا مَاتُوا وتَفَرّقوا كأَنهم لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلا بَقِيَّة، والنَّعامَة الجماعةُ. والشَّوْلُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي السِّقاء والدَّلْو، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَكُونُ فِي أَسفل القِرْبة والمَزادة. وَفِي الْمَثَلِ: مَا ضَرَّ نَابًا شَوْلُها المُعَلَّق؛ يُضْرَب ذَلِكَ لِلَّذِي يُؤمر أَن يأْخذ بالحَزْم وأَن يَتَزَوَّد وإِن كَانَ يَصِيرُ إِلى زَادٍ؛ وَمِثْلُ هَذَا المَثَل: عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ أَي تَعَشَّ وَلَا تَتَّكلْ أَنك تَتَعَشَّى عِنْدَ غَيْرِكَ، وَالْجَمْعُ أَشوَالٌ؛ قَالَ الأَعشى: حَتَّى إِذا لمَعَ الدَّلِيلُ بثَوْبه ... سُقِيَتْ، وصَبَّ رُواتُها أَشْوَالَها وشَوَّلَ فِي القِرْبَة: أَبْقى فِيهَا شَوْلًا. وشَوَّلَ الماءُ: قَلَّ. وشَوَّلَت المَزادةُ وجَزَّعَتْ إِذا بَقيَ فِيهَا جُزْعَةٌ مِنَ الْمَاءِ، وَلَا يُقَالُ شَالَتِ المَزادةُ كَمَا يُقَالُ

فصل الصاد المهملة

دِرْهَمٌ وازِنٌ أَي ذُو وَزْنٍ، وَلَا يُقَالُ وَزَنَ الدِّرْهَمُ. وفَرَسٌ مِشْيَالُ الخَلْق أَي مُضْطَرب الخَلْق. ابْنُ السِّكِّيتِ: مِنْ أَمثالهم فِي الَّذِي يَنْصَح القومَ: أَنت شَوْلةُ الناصِحةُ؛ قَالَ: وَكَانَتْ أَمَةً لعَدْوانَ رَعْناءَ تَنْصَحُ لِمَوَالِيهَا فتَعُود نصيحتُها وَبالًا عَلَيْهَا «2» لحُمْقِها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشَّوْلة الحَمْقاء. أَبو زَيْدٍ: تَشَاوَلَ الْقَوْمُ تَشاوُلًا إِذا تَناوَلَ بعضُهم بَعْضًا عِنْدَ القِتال بالرِّماح، والمُشَاوَلةُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الرَّحمن بْنِ الحَكَم: فشَاوِلْ بقَيْسٍ فِي الطِّعان. والمِشْوَلُ: مِنْجَلٌ صَغِيرٌ. والشُّوَيْلاء: نَبْتٌ مِنْ نَجِيل السِّباخ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ مِنَ العُشْب ومَنابِتُها السَّهْل وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ يُتَداوى بِهَا، قَالَ: وَلَمْ يَحْضُرني صفتُها. والشُّوَيْلاء أَيضاً: مَوْضِعٌ. والشَّوِيلَة والشُّوَلاءُ، الأُولى عَلَى فَعِيلة مِثْلَ كَرِيمة، والثانية عَلَى فُعَلاء مِثْلَ رُحَضاء: مَوْضِعَانِ. وشَوَّالٌ: مِنْ أَسماء الشُّهُورِ مَعْرُوفٌ، اسْمُ الشَّهْرِ الَّذِي يَلِي شَهْرَ رَمَضَانَ، وَهُوَ أَول أَشهر الْحَجِّ، قِيلَ: سُمِّي بتَشْوِيل لَبَنِ الإِبل وَهُوَ تَوَلِّيه وإِدْبارُه، وَكَذَلِكَ حَالُ الإِبل فِي اشْتِدَادِ الْحَرِّ وَانْقِطَاعِ الرُّطْب، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سُمِّي بِذَلِكَ لِشَوَلانِ النَّاقَةِ فِيهِ بذَنَبها. وَالْجَمْعُ شَوَاوِيلُ عَلَى الْقِيَاسِ، وشَواوِلُ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وشَوَّالاتٌ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَطَيَّرُ مِنْ عَقْد الْمَنَاكِحِ فِيهِ، وَتَقُولُ: إِن الْمَنْكُوحَةَ تَمْتَنِعُ مَنْ نَاكَحَهَا كَمَا تَمْتَنِعُ طَروقة الجَمَل إِذا لقِحَت وشالَت بذَنَبها، فأَبْطَل النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طِيَرَتَهم. وَقَالَتْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تَزَوَّجَني رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شَوَّالٍ وبَنى بِي فِي شَوَّال فأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظى عِنْدَهُ مِنِّي؟ وامرأَة شَوَّالةٌ: نَمَّامةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ليْسَتْ بذاتِ نَيْرَبٍ شَوَّاله والأَشْوَل: رَجُلٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ أَبو سَماعَة بْنُ الأَشْوَل النَّعاميّ، هَذَا الشَّاعِرُ الْمَعْرُوفُ، يَعْنِي بِالشَّاعِرِ الْمَعْرُوفِ سَماعة. وشَوَّالٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ شَوَّال بْنُ نُعَيْم. وشَوْلَةُ: فرَسُ زَيْدِ الْفَوَارِسِ الضَّبِّيّ، والله أَعلم. فصل الصاد المهملة صأبل: الْكِسَائِيُّ: الضِّئْبل الدَّاهِيَةُ ولُغَةُ بَنِي ضَبَّةَ الصِّئْبِل، قَالَ: وَالضَّادُ أَعرف، وأَبو عُبَيْدَةَ رَوَاهُ الضِّئْبِل، بِالضَّادِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه بِالصَّادِ إِلا مَا جَاءَ بِهِ أَبو تُراب. صأصل: الصَّأْصَلُ والصَّوْصَلاءُ، زَعَمَ بَعْضُ الرُّواة أَنهما شَيْءٌ وَاحِدٌ: وَهُوَ مِنَ العُشْب؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَمْ أَرَ من يعرفه. صحل: صَحِل الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، وصَحِلَ صوتُه يَصْحَل صَحَلًا، فَهُوَ أَصْحَلُ وصَحِلٌ: بَحَّ؛ وَيُقَالُ: فِي صَوْتِهِ صَحَلٌ أَي بُحُوحة؛ وَفِي صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ وصَفَتْه أُمّ مَعْبَد: وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، كالبُحَّة وأَن لَا يَكُونَ حَادًّا؛ وَحَدِيثِ رُقَيْقَة: فإِذا أَنا بهاتفٍ يَصْرُخُ بِصَوْتٍ صَحِل ؛ وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَرْفَع صوتَه بالتَّلْبية حَتَّى يَصْحَل أَي يَبَحَّ. وَحَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي نَبْذِ الْعَهْدِ فِي الحَجِّ: فكُنْت أُنادي حَتى صَحِلَ صوتي ؛ قال الراجز:

_ (2). قوله [وبالًا عليها] هكذا في التهذيب، والذي في الصحاح والقاموس: عليهم

فَلَمْ يَزَلْ مُلَبِّياً وَلَمْ يَزَلْ، ... حتَّى عَلَا الصَّوتَ بُحوحٌ وصَحَل، وكُلَّما أَوْفى عَلَى نَشْزٍ أَهَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ صَحِلَ حَلْقُه أَيضاً، قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ صَحِلَتْ مِنَ النَّوْحِ الحُلُوقُ والصَّحَلُ: حِدَّة الصَّوْتِ مَعَ بَحَحٍ؛ وَقَالَ فِي صِفَةِ الْهَاجِرَةِ: تُصْحِلُ صَوْتَ الجُنْدُب المُرَنِّم وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الصَّحَلُ مِنَ الصِّياح، قَالَ: والصَّحَل أَيضاً انْشقاق الصَّوْتِ وأَن لَا يَكُونَ مُسْتَقِيمًا يَزِيدُ مَرَّة ويَسْتقيم أُخْرى، قَالَ: والصَّحَل أَيضاً أَن يَكُونَ فِي صَدْره حَشْرَجَة. صدل: الصَّيْدَلانُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: ضَبابِيَّةً مُرِّيَّةً حابسِيَّةً، ... مُنِيفاً بنَعْفِ الصَّيْدَلَيْن وَضيعُها والصَّيْدَلانِيُّ: مَعْرُوفٌ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّب، والجمع صَيادِلة. صطبل: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ الإِصْطَبْل لأَنه أَعجمي، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ أَبو نُخَيلة: لوْلا أَبو الفَضْلِ ولوْلا فَضْلُه، ... لسُدَّ بابٌ لَا يُسَنَّى قُفْلُه، ومِنْ صَلاح راشِدٍ إِصْطَبْلُه صطفل: فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: كَتَب إِلى مَلِك الرُّوم ولأَنْزِعَنَّك مِنَ المُلْك نَزْعَ الإِصْطَفْلينة أَي الجَزَرة، قَالَ: وَذَكَرَهَا الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْهَمْزَةِ، وَغَيْرُهُ فِي الصَّادِ عَلَى أَصلية الْهَمْزَةِ وَزِيَادَتِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرة: إِنَّ الْوَالِيَ ليَنْحِتُ أَقاربُه أَمانَتَه كَمَا تَنْحِتُ القَدُوم الإِصْطَفْلِينة حَتَّى تَخْلُص إِلى قَلْبها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَيْسَتِ اللَّفْظَةُ بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ لأَن الصَّادَ وَالطَّاءَ لَا يَكَادَانِ يَجْتَمِعَانِ إِلا قَلِيلًا. صعل: الصَّعْلة مِنَ النَّخْل: الَّتِي فِيهَا عَوَجٌ وَهِيَ جَرْداء أُصولِ السَّعَف؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وأَنشد: لَا تَرْجُوَنَّ بِذِي الآطامِ حامِلَةً، ... مَا لَمْ تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَراقِيها وَيُقَالُ لِلنَّخْلَةِ إِذا دَقَّتْ صَعْلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والصَّعْلة مِنَ النَّخْلِ الطَّوِيلَةُ؛ قَالَ: وَهِيَ مَذْمُومَةٌ لأَنها إِذا طَالَتْ رُبَّمَا تَعْوَجُّ؛ قَالَ ذَكْوان العجْلي: بعِيدة بيْن الزَّرْع لَا ذَاتَ حُشْوَةٍ ... صِغارٍ، وَلَا صَعْلٍ سَريعٍ ذَهابُها قَالَ: والجَمْع صَعْلٌ. والصَّعْلُ والأَصْعَلُ: الدَّقيق الرأْس وَالْعُنُقِ، والأُنثى صَعْلة وصَعْلاء، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالنَّعَامِ وَالنَّخْلِ، وَقَدْ صَعِلَ صَعَلًا واصْعالَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصفُ دَقَل السَّفِينَةِ وَهُوَ الَّذِي يُنْصَب فِي وَسَطه الشِّراع: ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ، ... صَعْلٌ مِنَ السَّاجِ ورُبَّانِيُ أَراد بالصَّعْل الطَّوِيل، وإِنما يَصِفُ مَعَ طُولِهِ اسْتِوَاءَ أَعلاه بِوَسَطِهِ وَلَمْ يَصِفْه بدِقَّة الرأْس. رأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ عَلَى قَوْلِهِ صَعْل مِنَ السَّاجِ، قَالَ: صَوَابُهُ مِنَ السَّامِ، بِالْمِيمِ، شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ دَقَلُ السُّفُن. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: اسْتَكْثِروا مِنَ

الطَّواف بِهَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَن يَحُولَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مِنَ الحَبَشة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ لَهُ: كأَنِّي برَجُلٍ مِنَ الحَبَشة أَصْعَلَ أَصْمَعَ قاعدٍ عَلَيْهَا وَهِيَ تُهْدَم ؛ قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُ أَصْعَل هَكَذَا يُرْوَى، فأَما كَلَامُ الْعَرَبِ فَهُوَ صَعْلٌ، بِغَيْرِ أَلف، وَهُوَ الصَّغِيرُ الرأْس. وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ آخَرَ فِي هَدْم الْكَعْبَةِ: كأَنِّي بِهِ صَعْلٌ يَهْدِم الكعبةَ ، وأَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوونه أَصْعَل. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلةٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّعْلة صِغَرُ الرأْس، وَيُقَالُ: هِيَ أَيضاً الدِّقّة والنُّحول والخِفَّة فِي الْبَدَنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ عَيْراً: نَفى عَنْهَا المَصِيفَ وصارَ صَعْلًا يَقُولُ: خَفَّ جِسْمُه وضَمُر؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: جاريَةٌ لاقتْ غُلاماً عَزَبا، ... أَزَلَّ صَعْلَ النَّسَوَيْن أَرْقَبا وَفِي صِفَةِ الأَحْنف: كَانَ صَعْلَ الرأْس. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الأَصْعَلُ الصَّغِيرُ الرأْس، وَقَالَ غَيْرُهُ: الصَّعَل الدِّقَّة فِي العُنُق وَالْبَدَنِ كُلِّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ الأَصمعي رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَة صَعْلَةٌ لَا غَيْرُ؛ قَالَ: وحَكى غَيْرُهُ وامرأَة صَعْلاءُ، وَالرَّجُلُ عَلَى هَذَا أَصْعَلُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ صَعْلُ الرأْس إِذا كَانَ صَغِيرَ الرأْس، وَلِذَلِكَ يُقَالُ للظَّلِيم صَعْلٌ لأَنه صَغِيرُ الرأْس. والصَّعْلة: النَّعامة؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَلَمْ يُعَيِّنْ أَيّ نَعَامَةٍ هِيَ. والصَّاعِل: النَّعَامُ الْخَفِيفُ. وَقَالَ شَمِر: الصَّعْل مِنَ الرِّجال الصغيرُ الرأْس الطويلُ العُنُق الدَّقِيقُهُما. وحِمارٌ صَعْلٌ: ذاهِبُ الوَبَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِهَا كُلُّ خَوّارٍ إِلى كُلِّ صَعلةٍ ... ضَهُولٍ، ورَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِب وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِصَدْرِهِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ عَلَى قَوْلِهِ. وحِمَار صَعْلٌ: ذَاهِبُ الوَبَر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّعْلة فِي بَيْتِهِ النَّعَامة، والخَوَّارُ: الثَّورُ الْوَحْشِيُّ الَّذِي لَهُ خُوَارٌ وَهُوَ صَوْتُهُ، وضَهُول: تَذْهَب وتَرْجَع، والمُذْرِعات مِنَ الْبَقَرِ: الَّتِي مَعَهَا أَولادُها، يُقَالُ: ذَرَعٌ، وجَمْعُه ذِرْعانٌ. والصَّعَلُ: الدِّقَّة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: رَهْطٌ مِنَ الهِنْدِ فِي أَيدِيهِمُ صَعَلُ «1» صعقل: فِي تَرْجَمَةِ صَعْفَقَ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيت بخطِّ أَبي سَهْل الهَرَوي عَلَى حَاشِيَةِ كِتَابٍ: جَاءَ عَلَى فَعْلُول صَعْفُوق وصَعْقُول لضَرْبٍ مِنَ الكَمْأَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَثناء كَلَامِهِ: أَما الصَّعْقُول لضَرْبٍ مِنَ الكَمْأَة فَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَلَوْ كَانَ مَعْرُوفًا لذَكَره أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ؛ قَالَ: وأَظُنُّه نَبَطِيًّا أَو أَعجميّاً. صغل: الصَّغِلُ: لغةٌ فِي السَّغِل وهو السَّيِءُ الغِذاء، وَالسِّينُ فِيهِ أَكثر مِنَ الصَّادِ. والصِّيَّغْل: التَّمْرُ الَّذِي يَلْتَزِق بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ويَكْتَنِز، فإِذا فُلِق أَو قُلِع رؤي فِيهِ كَالْخُيُوطِ، وقَلَّما يَكُونُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ البَرْنِيِّ؛ قَالَ: يُغَذَّى بصِيَّغْلٍ كَنِيزٍ مُتارِزٍ، ... ومَحْضٍ مِنَ الأَلْبان غَيْرِ مَخِيض قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسمٌ عَلَى فِيَّعْلٍ غيره. وفي

_ (1). قوله [في أيديهم] كذا أنشده الجوهري، قال في التكملة: والرواية في أبدانهم، وصدر البيت: إِذا هُمُ ثَارُوا، وإِنْ هُمْ أَقْبلوا ... أَقْبَلَ مِسْماحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ فَسَّره فَقَالَ: إِنما أَراد مِصْلَق فقَلَب، وَهُوَ الْخَطِيبُ الْبَلِيغُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. صقعل: الصِّقْعَلُ، عَلَى وَزْنِ السِّبَحْل: التَّمْرُ الْيَابِسُ يُنْقَع فِي المَخْض؛ وأَنشد: تَرَى لَهُم حَوْلَ الصِّقْعَلِ عِثْيَره صلل: صَلَّ يَصِلُّ صَلِيلًا وصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلًا؛ قَالَ: كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ فِي مُصَلْصَلِه وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا للصَّلْصَلَة. وصَلَّ اللِّجامُ: امْتَدَّ صوتُه، فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعَ صَوْتٍ قُلْتَ صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ؛ اللَّيْثُ: يُقَالُ صَلَّ اللِّجامُ إِذا تَوَهَّمْتَ فِي صَوْتِهِ حِكَايَةَ صَوْت صَلْ، فإِن تَوَهَّمْت تَرْجيعاً قُلْتَ صَلْصَلَ اللِّجامُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ يَابِسٍ يُصَلْصِلُ. وصَلْصَلَةُ اللِّجامُ: صوتُه إِذا ضُوعِف. وحِمَارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصَالٌ ومُصَلْصِلٌ: مُصَوِّت؛ قَالَ الأَعشى: عَنْترِيسٌ تَعْدُو، إِذا مَسَّها الصَّوْتُ، ... كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّال وفَرس صَلْصَالٌ: حَادُّ الصَّوْتِ دَقيقُه. وفي الحديث:

أَتُحِبُّون أَن تَكُونُوا مِثْلَ الحَمِير الصَّالَّة؟ قَالَ أَبو أَحمد الْعَسْكَرِيُّ: هُوَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَرَوَوْه بِالْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ خطأٌ، يُقَالُ للحِمار الْوَحْشِيِّ الْحَادِّ الصَّوْتِ صالٌّ وصَلْصَالٌ، كأَنه يُرِيدُ الصَّحِيحَةَ الأَجساد الشَّدِيدَةَ الأَصوات لقُوَّتِها ونَشاطها. والصَّلْصَلَةُ: صَفاءُ صَوْت الرَّعْد، وقد صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ الحَلْيُ أَي صَوَّت، وَفِي صِفَةِ الْوَحْيِ: كأَنَّه صَلْصَلَةٌ عَلَى صَفْوانٍ؛ الصَّلْصَلَةُ: صَوْت الْحَدِيدِ إِذا حُرِّك، يُقَالُ: صَلَّ الحديدُ وصَلْصَلَ، والصَّلْصَلَة: أَشدُّ مِنَ الصَّلِيل. وَفِي حَدِيثِ حُنَين: أَنَّهم سَمِعُوا صَلْصَلَةً بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. والصَّلْصَالُ مِنَ الطِّين: مَا لَمْ يُجْعَل خَزَفاً، سُمِّي بِهِ لتَصَلْصُله؛ وكلُّ مَا جَفَّ مِنْ طِينٍ أَو فَخَّار فَقَدْ صَلَّ صَلِيلًا. وطِينٌ صلَّال ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كَمَا يصوِّت الخَزَفُ الْجَدِيدُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: فإِنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ، فَلَا ... يَأْلُوها مَا اسْتَطاعَ، الدَّهْرَ، إِخْبالا «1» رَدَّتْ مَعَاوِلَهُ خُثْماً مُفَلَّلةً، ... وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْن صَلَّالا يَقُولُ: صادَفَتْ «2» نَاقَتِي الحَوْضَ يَابِسًا، وَقِيلَ: أَراد صَخْرَةً فِي مَاءٍ قَدِ اخْضَرَّ جَانِبَاهَا مِنْهُ، وعَنى بالصَّخرة مَجْدَهم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصخرةَ مَثَلًا. وجاءَت الخيلُ تَصِلُّ عَطَشاً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتَ لأَجوافها صَلِيلًا أَي صَوْتًا. أَبو إِسحاق: الصَلْصَالُ الطِّينُ الْيَابِسُ الَّذِي يَصِلُّ مِنْ يُبْسِه أَي يُصَوِّت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ ؛ قَالَ: هُوَ صَلْصَالٌ مَا لَمْ تُصِبْه النارُ، فإِذا مَسَّته النارُ فَهُوَ حِينَئِذٍ فَخَّار، وَقَالَ الأَخفش نحوَه، وَقَالَ: كُلُّ شيءٍ لَهُ صَوْتٌ فَهُوَ صَلْصَالٌ مِنْ غَيْرِ الطِّينِ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ الصَّلْصَال: هُوَ الصَّالُّ الْمَاءُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الأَرض فَتَنْشَقُّ فيَجِفُّ فَيَصِيرُ لَهُ صَوْتٌ فَذَلِكَ الصَّلْصال ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الصَّلْصالُ حَمَأٌ مَسْنون، قَالَ الأَزهري: جَعَله حَمأ مَسْنُونًا لأَنه جَعَله تَفْسِيرًا للصَّلْصَال ذَهَب إِلى صَلَّ أَي أَنْتَن؛ قَالَ: وصَدَرَتْ مُخْلِقُها جَدِيدُ، ... وكُلُّ صَلّالٍ لَهَا رَثِيدُ يَقُولُ: عَطِشَتْ فَصَارَتْ كالأَسْقِيَة الْبَالِيَةِ وصَدَرَتْ رِواءً جُدُداً، وَقَوْلُهُ وكُلُّ صَلَّالٍ لَهَا رَثِيد أَي صَدَقَت الأَكلَ بَعْدَ الرِّيِّ فَصَارَ كُلُّ صَلَّالٍ فِي كَرِشها رَثِيداً بِمَا أَصابت مِنَ النَّبَاتِ وأَكَلَت. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّلْصالُ الطِّينُ الحُرُّ خُلِط بِالرَّمْلِ فَصَارَ يَتَصَلْصَل إِذا جَفَّ، فإِذا طُبِخ بِالنَّارِ فَهُوَ الفَخَّار. وصَلَّ البَيْضُ صَلِيلًا: سَمِعت لَهُ طَنِيناً عِنْدَ مُقَارَعة السُّيوف. الأَصمعي: سَمِعت صَلِيلَ الْحَدِيدِ يَعْنِي صوتَه. وصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلًا إِذا ضُرِب فأُكْرِه أَن يَدْخل فِي شَيْءٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَن يَدْخُلَ فِي القَتِير فأَنت تَسْمع لَهُ صَوْتًا؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَحْكَمَ الجُنْثِيّ مِنْ عَوْرَاتِها ... كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ «3» . الجُنْثِيّ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَمَنْ قَالَ الجُنْثِيُّ بِالرَّفْعِ جَعَله الحَدَّاد أَو الزَّرَّاد أَي أَحْكَمَ صَنْعَة هذه

_ (1). قوله [فلا يألولها] في التكملة: فلن يألوها. (2). قوله [يقول صادفت إلخ] قال الصاغاني في التكملة: والضمير في صادفت للمعاول لا للناقة، وتفسير الجوهري خطأ (3). قوله [عوراتها] هي عبارة التهذيب، وفي المحكم: صنعتها

الدِّرْع، وَمَنْ قَالَ الجُنْثِيَّ بِالنَّصْبِ جَعَله السيفَ؛ يَقُولُ: هَذِهِ الدِّرْعُ لجَوْدة صَنْعَتِهَا تَمْنَع السيفَ أَن يَمْضي فيها، وأَحْكَم هُنَا: رَدَّ؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ فِي قَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ: لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ، مَا دَامَ جِذْمُهم، ... عَلَيْهِ بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخْشَب الأَصْلالُ: السُّيوفُ القاطعة، الواحد صِلُّ. وصَلَّت الإِبل تَصِلُّ صَلِيلًا: يَبِست أَمْعاؤها مِنَ العَطَش فَسمِعْت لَهَا صَوْتًا عِنْدَ الشُّرب؛ قَالَ الرَّاعِي: فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً، ... لِلْماء فِي أَجْوافِهِنَّ، صَلِيلًا التَّهْذِيبُ: سَمِعت لِجَوْفِهِ صَلِيلًا مِنَ الْعَطَشِ، وَجَاءَتِ الإِبل تَصِلُّ عَطَشاً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتَ لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة؛ وَقَالَ مُزاحِم العُقَيْلي يَصِفُ القَطَا: غَدَتْ مِنْ عَلَيْه، بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها، ... تَصِلُّ، وَعَنْ قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ مِنْ عَلَيْه: مِنْ فَوْقِه؛ يَعْنِي مِنْ فَوْقِ الفَرْخ، قَالَ: وَمَعْنَى تَصِلُّ أَي هِيَ يَابِسَةٌ مِنَ الْعَطَشِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مِنْ عَلَيْه مِنْ عِنْدِ فَرْخها. وصَلَّ السِّقاءُ صَليلًا: يَبِس. والصَّلَّة: الجِلُد الْيَابِسُ قَبْلَ الدِّباغ. والصَّلَّة: الأَرضُ الْيَابِسَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ تُمْطَر «1» بَيْنَ أَرضيْن مَمْطورتين، وَذَلِكَ لأَنها يَابِسَةٌ مُصَوِّتة، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض مَا كَانَتْ كالسَّاهِرة، وَالْجَمْعُ صلالٌ. أَبو عُبَيْدٍ: قَبَرَهُ فِي الصَّلَّة وَهِيَ الأَرض. وخُفٌّ جَيِّد الصَّلَّة أَي جَيّد الْجِلْدِ، وَقِيلَ أَي جَيِّدُ النَّعْل، سُمِّي بِاسْمِ الأَرض لأَن النَّعْلَ لَا تُسمّى صَلَّةً؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن النَّعْل تُسَمّى صَلَّة ليُبْسها وَتَصْوِيتِهَا عِنْدَ الْوَطْءِ، وَقَدْ صَلَلْتُ الخُفَّ. والصِّلالة: بِطانة الخُفِّ. والصَّلَّة: المَطْرة الْمُتَفَرِّقَةُ الْقَلِيلَةُ، وَالْجَمْعُ صِلالٌ. وَيُقَالُ: وقَع بالأَرض صِلالٌ مِنْ مَطَرٍ؛ الْوَاحِدَةُ صَلَّة وَهِيَ القِطَعُ مِنَ الأَمطار الْمُتَفَرِّقَةِ يَقَعُ مِنْهَا الشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَيَكْفِيك الإِلهُ بمُسْنَماتٍ، ... كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قَالَ: أَراد الصَّلاصِلَ وَهِيَ بَقايا تَبْقى مِنَ الْمَاءِ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وغَلِطَ إِنما هِيَ صَلَّة وصِلالٌ، وَهِيَ مَواقع الْمَطَرِ فِيهَا نَبَاتٌ فالإِبل تَتْبَعُهَا وَتَرْعَاهَا. والصَّلَّة أَيضاً: القِطْعة الْمُتَفَرِّقَةُ مِنَ الْعُشْبِ سُمِّي بِاسْمِ الْمَطَرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ، بِالْكَسْرِ، صُلولًا وأَصَلَّ: أَنتنَ، مَطْبُوخًا كَانَ أَو نَيْئًا؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: ذَاكَ فَتًى يَبْذُل ذَا قِدْرِهِ، ... لَا يُفْسِدُ اللحمَ لَدَيْهِ الصُّلول وأَصَلَّ مِثْلُهُ، وَقِيلَ: لَا يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ إِلا فِي النِّيء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ الصُّلول فإِنه قَدْ يُمْكِنُ أَن يُقَالَ الصُّلُّول وَلَا يُقَالَ صَلَّ، كَمَا يُقَالُ العَطاء مِنْ أَعْطى، والقُلوع مِنْ أَقلَعَتِ الحُمَّى؛ قَالَ الشماخ:

_ (1). قوله [وَقِيلَ هِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ إلخ] هذه عبارة المحكم، وفي التكملة؛ وقال ابن دريد الصَّلَّة الأرض الممطورة بين أرضين لم يمطرن

كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَر زَوَّدَتْه ... بَكُورَ الوِرْدِ، رَيِّثَةَ القُلوع وصَلَّلْت اللِّجامَ: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وَقَالَ الزَّجّاج: أَصَلَّ اللحمُ وَلَا يُقَالُ صَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقَالُوا أَاذَا صَلَلْنا فِي الأَرض؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَنْ قرأَ صَلَلنا بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَت صُوَرُنا مِنْ صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ إِذا أَنتن وتغَير، وَالضَّرْبُ الثَّانِي صَلَلْنا يَبِسْنا مِنَ الصَّلَّة وَهِيَ الأَرض الْيَابِسَةُ. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ مَا يَرْفَعه مِنَ الصَّلَّة مِنْ هَوَانِهِ عَلَيْهِ، يَعْنِي مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: كلْ مَا رَدَّت عَلَيْكَ قوسُك مَا لَمْ يَصِلَ أَي مَا لَمْ يُنْتِنْ، وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِحْبَابِ فإِنه يَجُوزُ أَكل اللَّحْمِ الْمُتَغَيِّرِ الرِّيحِ إِذا كَانَ ذكِيًّا؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: تُلَجْلِجُ مُضْغةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ، فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنتنَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه يُسْتَعْمَلُ فِي الطَّبِيخِ والشِّواء، وَقِيلَ: أَصَلَّتْ هُنَا أَثقَلَتْ. وصَلَّ الماءُ: أَجَنَ. وماءٌ صَلَّالٌ: آجِنٌ. وأَصَلَّه القِدَمُ: غَيَّره. والصَّلْصَلةُ والصُّلْصُلةُ والصُّلْصُل: بَقِيّة الماء في الإِدارة وَغَيْرِهَا مِنَ الْآنِيَةِ أَو فِي الْغَدِيرِ. والصَّلاصِل: بَقايا الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو وَجزة: وَلَمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم ... إِلا صَلاصِلُ، لَا تُلْوى عَلَى حَسَب وَكَذَلِكَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الدُّهْن والزَّيت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ عَيْنَيه مِنَ الغُؤُورِ ... قَلْتانِ، فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُورِ، صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ، ... غَيَّرَتا، بالنَّضْحِ والتَّصْبير، صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطور وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: صَلاصِلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ صَلاصِلَ، بِالْفَتْحِ، لأَنه مَفْعُولٌ لغَيَّرَتا، قَالَ: وَلَمْ يُشَبِّههما بالجِرار وإِنما شَبَّههما بالقارورتَين، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شَبَّه أَعيُنَها حِينَ غارَتْ بالجِرار فِيهَا الزيتُ إِلى أَنصافها. والصُّلْصُل: نَاصِيَةُ الْفَرَسِ، وَقِيلَ: بَيَاضٌ فِي شَعْرِ مَعْرَفة الْفَرَسِ. أَبو عَمْرٍو: هِيَ الجُمَّة والصُّلْصُلة للوَفْرة. ابْنُ الأَعرابي: صَلْصَلَ إِذا أَوْعَد، وصَلْصَلَ إِذا قَتَل سَيِّدَ الْعَسْكَرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الصُّلْصُل القَدَح الصَّغِيرُ؛ الْمُحْكَمُ: والصُّلْصُل مِنَ الأَقداح مِثْلُ الغُمَر؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: الصُّلْصُل الرَّاعِي الحاذِق؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الصُّلْصُل طَائِرٌ تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ الفاخِتة، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الَّذِي يُشْبهها، قَالَ الأَزهري: هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ موسحة «1» ابْنُ الأَعرابي: الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ، وَاحِدُهَا صُلْصُل. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الصُّلْصُلَة والعِكْرِمة والسَّعْدانةُ الحَمامة. الْمُحْكَمُ: والصُّلْصُل طَائِرٌ صَغِيرٌ. ابْنُ الأَعرابي: المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ وَهُوَ الإِسكافُ عِنْدَ الْعَامَّةِ؛ والمُصَلِّل أَيضاً: الخالصُ الكَرَم والنَّسَب؛ والمُصَلِّل: الْمَطَرُ الجَوْد. الْفَرَّاءُ: الصَّلَّة بَقِيّة الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، والصَّلَّة الْمَطْرَةُ الْوَاسِعَةُ. والصَّلَّة الجِلد الْمُنْتِنُ، والصَّلَّة الأَرض الصُّلبة، والصَّلَّة صوتُ الْمِسْمَارِ إِذا أُكْرِه. ابن

_ (1). قوله [موسحة] كذا في الأصل من غير نقط

الأَعرابي: الصَّلَّة المطْرة الْخَفِيفَةُ، والصَّلَّة قُوارةُ الخُفِّ الصُّلبة. والصِّلُّ: الْحَيَّةُ الَّتِي تَقْتُل إِذا نَهَشتْ مِنْ سَاعَتِهَا. غَيْرُهُ: والصِّلُّ، بِالْكَسْرِ، الْحَيَّةُ الَّتِي لَا تَنْفَعُ فِيهَا الرُّقْية، وَيُقَالُ: إِنها لَصِلُّ صُفِيٍّ إِذا كَانَتْ مُنْكَرة مِثْلَ الأَفعى، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ داهِياً مُنْكَراً: إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ أَي حَيّة مِنَ الْحَيَّاتِ؛ مَعْنَاهُ أَي داهٍ مُنْكَرٌ فِي الْخُصُومَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّاهِي المُنْكَر فِي الْخُصُومَةِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِن كُنْتَ داهَيةً تُخْشى بَوائقُها، ... فَقَدْ لَقِيتَ صُمُلًّا صِلَّ أَصْلالِ ابْنُ سِيدَهْ: والصِّلُّ والصّالَّة الدَّاهِيَةُ. وصَلَّتْهم الصّالَّة تَصُلُّهم، بِالضَّمِّ، أَي أَصابتهم الدَّاهِيَةُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنه لصِلُّ أَصْلالٍ وإِنه لهِتْرُ أَهْتارٍ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ ذِي الدَّهاء والإِرْب، وأَصْلُ الصِّلِّ مِنَ الْحَيَّاتِ يُشَبَّه الرَّجُلُ بِهِ إِذا كَانَ دَاهِيَةً؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: مَاذَا رُزِئْنا بِهِ مِنْ حَيَّةٍ ذَكَرٍ، ... نَضْناضةٍ بالرَّزايا صِلِّ أَصْلال وصَلَّ الشَّرابَ يَصُلُّه صَلًّا: صَفَّاه. والمِصَلَّة: الإِناء الَّذِي يُصَفَّى فِيهِ، يَمانِية، وَهُمَا صِلَّانِ أَي مِثْلان؛ عَنْ كُرَاعٍ. والصِّلُّ واليَعْضِيدُ والصِّفْصِلُّ: شَجَرٌ، والصِّلُّ نبْتٌ؛ قَالَ: رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا، ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا والصِّلِّيانُ: شَجَرٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الصِّلِّيانُ مِنَ الطَّريفة وَهُوَ يَنْبُت صُعُداً وأَضْخَمهُ أَعجازُه، وأُصولُه عَلَى قَدْرِ نَبْت الحَليِّ، ومَنابتُه السُّهول والرِّياضُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الصِّلِّيانُ مِنَ الجَنْبة لغِلَظه وَبَقَائِهِ، وَاحِدَتُهُ صِلِّيانةٌ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُقْدم عَلَى اليَمين الْكَاذِبَةِ وَلَا يَتَتَعْتَعُ فِيهَا: جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيانة؛ وَذَلِكَ أَن العَيْر إِذا كَدَمَها بِفِيه اجْتَثَّها بأَصلها إِذا ارْتَعَاها، وَالتَّشْدِيدُ فِيهَا عَلَى اللَّامِ، والياءُ خَفِيفَةٌ، فَهِيَ فِعْلِيانة مِنَ الصَّلْيِ مِثْلُ حِرْصِيانَةٍ مِنَ الحَرْص، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الصِّلِّ، والياءُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. التَّهْذِيبُ: والصِّلِّيانُ مِنْ أَطيب الكَلإِ، وَلَهُ جِعْثِنةٌ ووَرَقُه رَقِيقٌ. ودارَةُ صُلْصُل: موضع؛ عن كراع. صمل: الصَّمْلُ: اليُبْسُ والشِّدَّة. والصُّمُلُّ: الشَّدِيدُ الخَلْق مِنَ الناسِ والإِبلِ والجِبال، والأُنثى صُمُلَّةٌ. وَقَدْ صَمَلَ يَصْمُلُ صُمُولًا إِذا صَلُب واشْتَدَّ واكْتَنَزَ، يُوصَفُ بِهِ الجَمَل والجَبَل والرَّجُل؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: عَنْ صامِل عاسٍ إِذا مَا اصْلَخْمَما يَصِف الجَبَل. والصُّمُلُّ: الشَّدِيدُ الخَلْق الْعَظِيمُ. واصْمَأَلَّ الشيءُ، بِالْهَمْزِ، اصْمِئْلالًا أَي اشْتَدَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنت رجُلٌ صُمُلٌ ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، أَي شَدِيدُ الخَلْق. واصْمَأَلَّ النباتُ إِذا الْتَفَّ. وَصَمَلَ الشجرُ إِذا عَطِشَ فخَشُن ويَبِسَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: إِنها صَمِيلةٌ أَي فِي سَاقِهَا يُبْس وخُشُونة. وصَمَلَ السِّقاءُ والشجرُ صَمْلًا، فَهُوَ صَمِيلٌ وصامِلٌ: يَبِسَ، وَقِيلَ: صَمَلَ إِذا لَمْ يَجِدْ رِيّاً فخَشُن؛ قَالَ العُجَير السَّلُولي، وَيُرْوَى لِزَيْنَبَ أُخت يَزِيد بْنِ الطَّثَرِيَّةِ: تَرى جازِرَيْه يُرْعَدانِ، وَنَارُهُ ... عَلَيْهَا عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه

والعُدْمُول: الْقَدِيمُ؛ يَقُولُ: عَلَى النَّارِ حَطَب يابسٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي السَّوْدَاءِ العِجْلي: ويَظَلُّ ضَيْفُك، يَا ابْنَ رَمْلَةَ، صامِلًا ... مَا إِنْ يَذُوقُ، سِوى الشَّراب، عَلُوسا اللَّيْثُ: الصَّمِيل السِّقاء اليابسُ، والصَّامِل الخَلَق؛ وأَنشد: إِذا ذَادَ عَنْ مَاءِ الفُراتِ، فَلَن تَرى ... أَخا قِرْبةٍ يَسْقي أَخاً بصَمِيل وَيُقَالُ: صَمَلَ بدنُه وبَطْنُه، وأَصْمَلَه الصِّيامُ أَي أَيْبَسَه. أَبو عَمْرٍو: صَمَلَه بالعَصا صَمْلًا إِذا ضَرَبَه؛ وأَنشد: هِراوةٌ فِيهَا شِفاء العَرِّ، ... صَمَلْتُ عُقْفانَ بِهَا فِي الجَرِّ، فبُجْتُه وأَهْلَه بشرِّ الجَرُّ: سَفْحُ الجَبَل، بُجْتُه: أَصَبْتُه بِهِ. السُّلَمي: صَقَلَه بالعَصا وصَمَلَه إِذا ضَرَبَه بِهَا. والصِّمْلِيلُ: الضَّعِيف البِنْيَة. والصِّمليل: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْت؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَقفُ عَلَى حَدِّه وَلَمْ أَسمعه إِلا مِنْ رَجُلٍ مِنْ جَرْمٍ قَدِيماً. والمُصْمَئِلُّ: الْمُنْتَفِخُ مِنَ الغَضَب. أَبو زَيْدٍ: المُصْمَئِلُّ الشَّدِيدُ، وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ مُصْمَئِلَّة؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: وَلَمْ تَتَكَأّدْهُمُ المُعْضِلات، ... وَلَا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ والمُصْمَئِلَّةُ: الداهيةُ. والصَّوْمَلُ: شجرة بالعالية. صنبل: الصُّنْبُل والصِّنْبِل: الخَبِيثُ المُنْكَر. وصِنْبِلٌ: اسْمٌ؛ قَالَ مُهَلْهِل: لَمَّا تَوَقَّلَ فِي الكُراعِ هَجِينُهُم، ... هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ مالِكاً أَو صِنْبِلا «2» . وَابْنَ صِنْبِلٍ: رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ أَحْرَقَ جاريةُ ابْنَ قُدامةَ، وَهُوَ مِنْ أَصحاب عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ في داره. صنتل: التَّهْذِيبُ: الصِّنْتِل النَّاقَةُ الضَّخْمة، عَلَى فِعْلِل بِكَسْرِ أَوّله وَثَالِثِهِ؛ قَالَ: رَوى هَذَا الحرفَ الفراءُ، قَالَ: وَلَا أَدري أَصحيح أَم لَا، وَهُوَ صِنْتِلُ الْهَادِي أَي طويلُه، قَالَ: وقرأْته فِي نَوَادِرِ أَبي عَمْرٍو. صندل: الصَّنْدَل: خَشَبٌ أَحمر وَمِنْهُ الأَصفر، وَقِيلَ: الصَّنْدَل شَجَرٌ طَيِّب الرِّيحِ. وحِمارٌ صَنْدَلٌ وصُنادِلٌ: عظيمٌ شديدٌ ضَخْم الرأْس، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. وصَنْدَلَ البعيرُ: ضَخُم رَأْسُه. التَّهْذِيبُ: الصَّنْدَلُ مِنَ الحُمُر الشَّدِيدُ الخَلْق الضَّخْم الرأْس؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدَلًا صُنادِلا الْجَوْهَرِيُّ: الصَّنْدَل الْبَعِيرُ الضَّخْم الرأْس؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رأَت لِعَمْروٍ، وابْنِه الشَّرِيسِ، ... عَنادِلًا صَنادِلَ الرُّؤُوس والصَّيْدَلانِيُّ: لُغَةٌ فِي الصَّيْدَناني؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّيْدَلانيُّ والصَّيْدنَانيُّ العَطَّار مَنْسُوبٌ إِلى الصَّيْدَل والصَّيْدَن، والأَصل فِيهِمَا حِجَارَةُ الفِضَّة، فشُبِّه بِهَا حِجَارَةَ العَقاقِير؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الأَعشى يَصِفُ نَاقَةً شَبَّه زَوْرَها بصَلاءة العَطَّار:

_ (2). قوله [لما توقل] هكذا في المحكم، وفي القاموس: توغل، بالغين المعجمة، وفي التكملة توعر، بالمهملة والراء

وزَوْراً تَرى فِي مِرْفَقَيه تَجانُفاً ... نَبِيلًا، كَدوْكِ الصَّيْدَنانيِّ، دامِكا وَيُرْوَى: الصَّيْدَلانيِّ دَامِكَا. والدُّوكُ: الصَّلاءةُ، وَيُقَالُ للحَجَر الَّذِي يُطْحَن بِهِ الطِّيب، والدَّامِكُ: المُرْتفع. صنطل: المُصَنْطِل: الَّذِي يَمْشي ويُطأْطِئ رأْسه. صهل: الصَّهَلُ: حِدَّةُ الصَّوْتِ مَعَ بَحَح كالصَّحَل. يُقَالُ: فِي صَوْتِهِ صَهَلٌ وصَحَلٌ، وَهُوَ بُحَّة فِي الصَّوْتِ، والصَّهِيلُ لِلْخَيْلِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّهِيل والصُّهَال صَوْتُ الْفَرَسِ مِثْلُ النَّهِيق والنُّهاق. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: فَجَعَلَني فِي أَهْل صَهِيلٍ وأَطِيطٍ ؛ تُرِيدُ أَنها كَانَتْ فِي أَهل قِلَّة فَنَقَلها إِلى أَهل كَثْرة وثَرْوة، لأَن أَهل الْخَيْلِ والإِبل أَكثر مِنْ أَهل الغَنم. ابْنُ سِيدَهْ: الصَّهِيل مِنْ أَصوات الْخَيْلِ، صَهَلَ الفرسُ يَصْهَل ويَصْهِلُ صَهِيلًا. وفَرَس صَهَّالٌ: كَثِيرُ الصَّهِيل. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد: فِي صَوْتِهِ صَهَلٌ ؛ حِدَّةٌ وصَلابة مِنْ صَهِيلِ الْخَيْلِ وَهُوَ صَوْتُهَا. ورجُل ذُو صَاهِل: شَدِيدُ الصِّياح والهِياج. والصَّاهِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَخْبِط بِيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَتَسْمَعُ لجَوْفه دَوِيّاً مِنْ عِزَّة نَفْسِهِ. النَّضْرُ: الصَّاهِل مِنَ الإِبل الَّذِي يَخْبِط ويَعَضُّ وَلَا يَرْغُو بِوَاحِدَةٍ مِنْ عِزَّة نَفْسِهِ. يُقَالُ: جَمَلٌ صَاهِلٌ وَذُو صاهِلٍ وناقةٌ ذاتُ صَاهِل؛ وأَنشد: وَذُو صَاهِلٍ لَا يَأْمَن الخَبْطَ قائدُه وَجُعِلَ ابنُ مُقْبل الذِّبَّانَ صَوَاهِلَ فِي العُشْب، يُريد غُنَّةَ طَيرانها وصَوْتَه، فَقَالَ: كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه، ... قُبَيْلَ الصَّباحِ، صَهِيلُ الحُصُن وَجَعَلَ أَبو زُبَيدٍ الطَّائِيُّ أَصواتِ المَساحِي صَواهلَ فَقَالَ: لَهَا صَواهِلُ فِي صُمِّ السِّلام، كَمَا ... صَاحَ القَسِيَّاتُ فِي أَيدي الصَّيارِيف والصَّوَاهِلُ: جَمْعُ الصَّاهِلَة، مَصْدَرٌ عَلَى فاعِلَة بِمَعْنَى الصَّهِيل، وَهُوَ الصَّوْتُ كَقَوْلِكَ سَمِعْتُ رواغِيَ الإِبل. وصَاهِلَةُ: اسمٌ. وبَنُو صَاهِلةَ: بطنٌ. صول: صَالَ عَلَى قِرْنِه صَوْلًا وصِيالًا وصُؤُولًا وصَوَلاناً وَصَالًا ومَصالةً: سَطا؛ قَالَ: وَلَمْ يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عَلَيْهِمْ، ... وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّريحُ والصَّؤُول مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الأَزهري: الأَصل فِيهِ تَرْكُ الْهَمْزِ وكأَنه هُمِز لِانْضِمَامِ الْوَاوِ، وَقَدْ هَمَزَ بَعْضُ القُرَّاء: وإِن تَلْؤُوا ، بِالْهَمْزِ، أَو تُعْرِضوا لِانْضِمَامِ الْوَاوِ. وصَالَ عَلَيْهِ إِذا اسْتطال. وصَالَ عَلَيْهِ: وَثَبَ صَوْلًا وصَوْلةً، يُقَالُ: رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ مِنْ صَوْل. والمُصَاوَلَةُ: المُواثَبة، وَكَذَلِكَ الصِّيالُ والصِّيالة. والفَحْلان يَتَصَاوَلانِ أَي يَتَواثَبانِ. اللَّيْثُ: صالَ الجَمَلُ يَصُولُ صِيالًا وصُوالًا وَهُوَ جَمَلٌ صَؤُولٌ، وَهُوَ الَّذِي يأْكل راعيَه ويُواثِبُ الناسَ فيأْكلهم. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: بِكَ أَصُول ، وَفِي رِوَايَةٍ: أُصاوِل أَي أَسْطُو وأَقْهَر. والصَّولة: الوَثْبة. وصَالَ الفَحْلُ عَلَى الإِبل صَوْلًا، فهو صَؤُول: قاتَلَها وقَدَّمَها. أَبو زَيْدٍ: صَؤُل الْبَعِيرُ يَصْؤُل، بِالْهَمْزِ، صَآلَةً إِذا صَارَ يَشُلُّ النَّاسَ ويَعْدُو

فصل الضاد المعجمة

عليهم، فهو صَؤُول. وصِيلَ لَهُمْ كَذَا أَي أُتِيح لَهُمْ؛ قَالَ خُفاف بْنُ نُدْبَة: فَصِيلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه ... شِهاباً، بَدَا فِي ظُلْمة اللَّيل يَلْمَع وصالَ العَيْرُ عَلَى العانةِ: شَلَّها وحَمَلَ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الحَيَّيْنِ مِنَ الأَوْس والخَزْرج كَانَا يتصاوَلانِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَصَاوُلَ الفَحْلين أَي لَا يَفْعَلُ أَحدُهما مَعَهُ شَيْئًا إِلا فَعَلَ الْآخَرُ مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: فَصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ مِنْ صَوْلِ غَيْرِهِ أَي إِمْساكُه أَشَدُّ مِنْ تَطاوُل غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: لَا خَيْرَ فِيهِ غَيْر أَن لَا يَهْتَدي، ... وأَنَّه ذُو صَوْلَةٍ فِي المِزْوَدِ، وأَنَّه غيرُ ثَقِيل فِي اليَدِ قَوْلُهُ ذُو صَوْلَة فِي المِزْوَد، يَقُولُ: إِنه ذُو صَوْلةٍ عَلَى الطَّعَامِ يأْكله ويَنْهَكه ويُبالِغ فِيهِ، فكأَنه إِنما يَصُولُ عَلَى حَيَوان مَّا، أَو يَصُول عَلَى أَكِيله لذَوْدِه إِيَّاهم ومُدافَعَته لَهُمْ؛ وَقَوْلُهُ وأَنه غَيْرُ ثقيلٍ فِي الْيَدِ، يَقُولُ: إِذا بَلِلْتَ بِهِ لَمْ يَصِرْ فِي يَدِكَ مِنْهُ خَيْر تَثْقُل بِهِ يَدُك لأَنه لَا خَيْرَ عِنْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المِصْوَلة المِكْنَسة الَّتِي يُكْنَس بِهَا نَوَاحِي البَيْدَر. أَبو زَيْدٍ: المِصْوَل شَيْءٌ يُنْقَع فِيهِ الحَنْظَل لتَذْهَب مَرارتُه، والصِّيلة، بِالْكَسْرِ: عُقْدة العَذَبة. وصُولٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ حُنْدُج ابن حُنْدُج المُرِّي: فِي لَيْلِ صُولٍ تَناهى العَرْضُ والطُّولُ، ... كأَنما لَيْلُه باللَّيل مَوْصولُ لِساهِرٍ طالَ فِي صُولٍ تَمَلْمُلُه، ... كأَنه حَيَّة بالسَّوْط مَقْتولُ فصل الضاد المعجمة ضأل: الضَّئِيلُ: الصَّغِيرُ الدَّقيق الحَقير. والضَّئِيل: النَّحيف، وَالْجَمْعُ ضُؤَلاء وضِئالٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: لَا ضِئالٌ وَلَا عَواوِيرُ حَمَّالون ... ، يَوْمَ الخِطابِ، للأَثقال والأُنثى ضَئيلةٌ، وَقَدْ ضَؤُلَ ضَآلةً وتَضاءَل؛ قَالَ أَبو خِراش: وَمَا بَعْدَ أَنْ قَدْ هَدَّني الدَّهْرُ هَدَّةً ... تَضالَ لَهَا جِسْمي، ورَقَّ لَهَا عَظْمي أَراد تَضاءَل فَحَذَفَ، وَرَوَى أَبو عَمْرٍو تَضَاءَلْ لَهَا، بالإِدْغام «1» والمُضْطَئلُ: الضَّئيل؛ قَالَ: رأَيتُك يَا ابنَ قُرْمَةَ حِينَ تَسْمو، ... مَعَ القَرِمَيْن، تَضْطئِل المَقاما أَراد تَضْطَئِل للمَقام فَحَذَفَ وأَوْصَل، وَفِي التَّهْذِيبِ: مُضْطَئِل الْمَقَامِ. وضَاءَلَ شَخْصَه: صَغَّره؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ، جَاءَ غُلامُنا ... يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَه، ويُضائِلُه وتَضاءَلَ الرجلُ: أَخْفى شخصَه قَاعِدًا وتَصاغَر. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن العَرْش عَلَى مَنْكِب إِسْرافِيل وإِنَّه لَيَتَضاءَلُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَصير مِثْلَ الوَصَع ؛ يُرِيدُ يَتَصاغر ويَدِقُّ تواضُعاً. أَبو زيد: ضَؤُلَ

_ (1). قوله [بالإدغام] زاد في المحكم: وهذا بعيد لأَنه لا يلتقي في شعر ساكنان

رأْيُه ضَآلةً إِذا صَغُر وفالَ رَأْيُه. وَرَجُلٌ مُتضائلٌ أَي شَخْتٌ؛ وَقَالَ العُجَير السَّلولي، وَقِيلَ زَيْنَبُ أُخت يَزِيدَ بْنِ الطَّثَرِيَّة: فَتًى قُدَّ السَّيفِ لَا مُتضائلٌ، ... وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُهْ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيرة: نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنا، ... وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ أَي دَقيقٌ. ورَجُل ضُؤَلةٌ أَي نَحِيفٌ. وتَضاءَلَ الشيءُ إِذا تَقَبَّضَ وانضمَّ بعضُه إِلى بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ للجِنِّيِّ إِني أَراك ضَئيلًا شَخيتاً. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَف: إِنَّك لضَئيلٌ أَي نَحِيفٌ ضَعِيفٌ. وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ التَّضاؤل فِي البَقْل فَقَالَ: إِن الكُرُنْبَ إِذا كَانَ إِلى جَنْب الحَبَلة تَضاءَل مِنْهَا وذَلَّ وَسَاءَتْ حالُه. وَهُوَ عَلَيْهِ ضُؤْلانٌ أَي كَلٌّ. وحسَبُه عَلَيْهِ ضُؤْلانٌ إِذا عِيب بِهِ؛ وأَنشد ابْنُ جِنِّي: أَنا أَبو المِنْهالِ، بَعْضَ الأَحْيان، ... ليسَ عَلَيَّ حَسَبي بضُؤْلان أَراد بِضَئِيلٍ أَي الْقَائِمِ مقامَه والمُغْنِي غَناءَه، وأَعْمَل فِي الظَّرْفِ مَعْنَى التَّشْبِيهِ أَي أُشْبِهُ أَبا الْمِنْهَالِ فِي بَعْضِ الأَحيان، وأَنا مِثْلُ أَبي المِنْهال. أَبو مَنْصُورٍ: ضَؤُلَ الرجل يضْؤُل ضَآلةً وضُؤُولةً إِذا فالَ رَأْيُه، وضَؤُل ضَآلةً إِذا صَغُر. وَقَالَ اللَّيْثُ: الضَّئيل نَعْتٌ لِلشَّيْءِ فِي ضَعْفه وصِغَره ودِقَّته، وجَمْعه ضُؤَلاءُ وضَئِيلُون، والأُنثى ضَئِيلة. والضُّؤُولة: الهُزال. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ ضَئِيل الْجِسْمِ إِذا كَانَ صَغِيرَ الْجِسْمِ نَحِيفًا. والضَّئيلة: الحَيَّة الدَّقِيقَةُ. الْمُحْكَمُ: الضَّئيلة حَيَّة كأَنها أَفْعَى. والضَّئيلة: اللَّهاة؛ عن ثعلب. ضأبل: الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ قَالَ: أَهمله اللَّيْثُ، قَالَ: وَفِيهِ حَرْفٌ زَائِدٌ، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: جَاءَ فُلَانٌ بالضِّئْبِل والنِّئْطِل وهُما الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّهُم، ... ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَينِ ضِئْبِلُ؟ قَالَ: وإِن كَانَتِ الْهَمْزَةُ أَصلية فَالْكَلِمَةُ رُباعِيَّة. ابْنُ سِيدَهْ: الضِّئْبِل، بِالْكَسْرِ وَالْهَمْزِ، مِثْلُ الزِّئْبِر، والضِّئْبِلُ الدَّاهِيَةُ؛ حَكَى الأَخيرة ابْنُ جِنِّي، والأَكثر مَا بَدَأْنا بِهِ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ زِيادٌ المِلْقَطِيُّ: تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِك ضِئْبِلا، ... وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا قَالَ: وَلُغَةُ بَنِي ضَبَّة الصِّئْبِل، بِالصَّادِ، والضادُ أَعرف؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا جاءَ ضَمُّ الْبَاءِ فِي الضِّئْبُل والزِّئبُر؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا نَعْلَمُ فِي الْكَلَامِ فِعْلُل، فإِن كَانَ هَذَانِ الْحَرْفَانِ مَسْمُوعَيْنِ بِضَمِّ الْبَاءِ فِيهِمَا فَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ؛ وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: هَذَا إِذا جَاءَ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ شَهِد لِلْهَمْزَةِ بأَنها زَائِدَةٌ، وإِذا وَقَعَتْ حُرُوفُ الزِّيَادَةِ فِي الْكَلِمَةِ جَازَ أَن تَخْرُجَ عَنْ بِنَاءِ الأُصول، فَلِهَذَا مَا جَاءَتْ هَكَذَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمْ تَتَكَأَّدْهُمُ المُعْضِلات، ... وَلَا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ وَزَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ نِئْدُل، وَقَالَ هو الكابوس.

ضحل: الضَّحْلُ: القريبُ القَعْر. والضَّحْل: الماءُ الرَّقِيقِ عَلَى وَجْهِ الأَرض لَيْسَ لَهُ عَمْقٌ، وقيل: هُوَ كالضَّحْضاح إِلَّا أَن الضَّحْضاح أَعمُّ مِنْهُ لأَنه فِيمَا قَلَّ أَو كثُر، وَقِيلَ: الضَّحْل الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَكُونُ فِي الْعَيْنِ وَالْبِئْرِ والجُمَّة وَنَحْوِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَكُونُ فِي الغَدِير وَنَحْوِهِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ مُقْبِلٍ: وأَظْهَرَ، فِي غُلَّانِ رَقْدٍ وسَيْلُه، ... عَلاجِيمُ لَا ضَحلٌ، وَلَا مُتَضَحْضِحُ والعُلْجُوم هُنَا: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، وَالْجَمْعُ أَضْحال وضُحُولٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّحْلُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، وَمِنْهُ أَتَانُ الضَّحْل لأَنه لَا يَغْمُرها لقِلَّته؛ قَالَ الأَزهري: أَتانُ الضَّحْل الصَّخْرةُ بَعْضُهَا غَمَره الماءُ وَبَعْضُهَا ظَاهِرٌ. قَالَ شِمْرٌ: وغَدِيرٌ ضَاحِلٌ إِذا رَقَّ مَاؤُهُ فَذَهَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ لأُكَيْدِرِ دومَةَ: وَلَنَا الضّاحِيةُ مِنَ الضَّحْل ؛ هُوَ بِالسُّكُونِ الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ، وَقِيلَ: الْمَاءُ الْقَرِيبُ الْمَكَانِ، وَبِالتَّحْرِيكِ مَكَانُ الضَّحْل، وَيُرْوَى الضَّاحِيَةُ مِنَ البَعْل. والمَضْحَلُ: مكانٌ يَقِلُّ فِيهِ الْمَاءُ مِنَ الضَّحْل، وَبِهِ يُشَبَّه السَّراب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المَضْحَلُ مَكَانُ الضَّحْل؛ قَالَ العَجّاج: حَسِبْتُ يَوْمًا، غَيْر قَرٍّ، شامِلا ... يَنْسُج غُدْراناً عَلَى مَضاحِلا «1» . يَصِفُ السَّرابَ شَبَّهَهُ بالغُدُر. وضَحَلَتِ الغُدُرُ: قَلَّ مَاؤُهَا. وَيُقَالُ: إِنَّ خَيْرَكَ لضَحْلٌ أَي قَلِيلٌ. وَمَا أَضْحَل خَيرَكَ أَي مَا أَقَلَّه. واضْمَحَلَّ السحابُ: تقَشَّعَ. واضْمَحَلَّ الشيءُ أَي ذَهَبَ، وَفِي لُغَةِ الكِلابيِّين امْضَحَلَّ، بِتَقْدِيمِ الْمِيمِ، حَكَاهَا أَبو زيد. ضرزل: أَبو خَيْرَة: رَجُل ضِرْزِلٌ أَي شَحِيحٌ. ضعل: ابْنُ الأَعرابي: الضاعِلُ الجَمَل القَوِيُّ، والطاعِلُ السَّهم المُقَوَّم؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَلَمْ أَسمع هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ إِلّا لَهُ، قَالَ: والضَّعَل دِقَّة الْبَدَنِ مِنْ تَقارُب النَّسَب. ضغل: الضَّغِيل: صَوْتُ فَمِ الحَجّام إِذا مَصَّ مِنْ مِحْجَمه، يقال: ضَغَلَ يَضْعَلُ ضَغِيلًا صَوَّت عِنْدَ الحِجامة؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ. ضكل: الأَضْكَلُ والضَّيْكَل: الرجُل العُرْيانُ، والضَّيْكَل الْفَقِيرُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فأَمّا آلُ ذَيّالٍ، فإِنَّا ... تَرَكْناهمْ ضَياكِلَةً عَيامى وَالْجَمْعُ ضَياكِلُ وضَياكِلةٌ. والضَّيْكَل: العظيمُ الضَّخْم؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: إِذا جَاءَ الرجلُ عُرْياناً فَهُوَ البُهْصُل والضَّيْكَل. ضلل: الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالًا وضَلالةً؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ ضَلَلْت أَضِلُّ، قَالَ وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا جَمِيعًا قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي ؛ وأَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ ضَلِلْتُ، بِالْكَسْرِ، أَضَلُّ، وَهُوَ ضالٌّ تالٌّ، وَهِيَ الضَّلالة والتَّلالة؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لُغَةُ نَجْدٍ هِيَ الْفَصِيحَةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَانَ يَحْيَى بْنُ وَثَّاب يَقْرَأُ كلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ ضَلِلْت وضَلِلْنا، بِكَسْرِ اللَّامِ، ورَجُلٌ ضَالٌّ. قَالَ: وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ وَلَا الضّأَلِّينَ ، بِهَمْزِ الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء

_ (1). قوله [حسبت] هكذا في المحكم، وفي التكملة: كأن

السَّاكِنَيْنِ الأَلف وَاللَّامِ فحرَّك الأَلف لِالْتِقَائِهِمَا فَانْقَلَبَتْ هَمْزَةً، لأَن الأَلف حَرْفٌ ضَعِيفٌ وَاسِعُ المَخْرَج لَا يَتَحمَّل الْحَرَكَةَ، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تَحْرِيكِهِ قَلَبُوهُ إِلى أَقرب الْحُرُوفِ إِليه وَهُوَ الْهَمْزَةُ؛ قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ شأَبَّة ومَأَدَّة؛ وأَنشدوا: يَا عَجَبا لَقَدْ رأَيْتُ عَجَبا: ... حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا يُرِيدُ زَامَّها. وَحَكَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ أَبي عُثْمَانَ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبهِ إِنْسٌ وَلَا جأَنٌ ، بِهَمْزِ جانٍّ، فظَنَنْتُه قَدْ لَحَن حَتَّى سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ شأَبَّة ومأَدَّة؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: فَقُلْتُ لأَبي عُثْمَانَ أَتَقِيس ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا وَلَا أَقبله. وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قَالَ: لَقَدْ زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مَالِي ... بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ وأَضَلَّه: جَعَلَهُ ضَالًّا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ ، وَقُرِئَتْ: لَا يُهْدى مَنْ يُضِلُ ؛ قَالَ الزَّجّاج: هُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والإِضْلالُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ضِدُّ الْهِدَايَةِ والإِرْشاد. يُقَالُ: أَضْلَلْت فُلَانًا إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عَنِ الطَّرِيقِ؛ وإِياه أَراد لَبِيدٌ: مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى ... ناعِمَ البالِ، وَمَنْ شاءَ أَضَلّ قَالَ لَبِيدٌ: هَذَا فِي جاهِلِيَّته فَوَافَقَ قَوْلُهُ التَّنْزِيلَ الْعَزِيزَ: يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ* ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَجْهٌ آخَرُ يُقَالُ: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته. وَفِي الْحَدِيثِ: سيكُون عَلَيْكُمْ أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم ، يُرِيدُ بِمَعْصِيَتِهِمُ الخروجَ عَلَيْهِمْ وشَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ؛ وَقَدْ يَقَعُ أَضَلَّهم فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى الحَمْل عَلَى الضَّلال والدُّخول فِيهِ. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ؛ أَي ضَلُّوا بِسَبَبِهَا لأَن الأَصنام لَا تَفْعَلُ شَيْئًا وَلَا تَعْقِل، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: قَدْ أَفْتَنَتْني هَذِهِ الدارُ أَي افْتَتَنتُ بِسَبَبِهَا وأَحْبَبتُها؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: رَآهَا الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه، ... نِيَافاً مِنَ البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل قَالَ السُّكَّري: طُلِبَ مِنْهُ أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كَمَا يُقَالُ جُنَّ جُنونُه، ونِيافاً أَي طَوِيلَةً، وَهُوَ مَصْدَرُ نافَ نِيَافاً وإِن لَمْ يُسْتعمل، وَالْمُسْتَعْمَلُ أَناف؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: نِيافاً مَفْعُولٌ ثَانٍ لِرَآهَا لأَن الرُّؤْيَةَ هَاهُنَا رُؤْيَةُ الْقَلْبِ لِقَوْلِهِ رَآهَا الفُؤَاد. وَيُقَالُ: ضَلَّ ضَلاله، كَمَا يُقَالُ جُنَّ جُنونُه؛ قَالَ أُمية: لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا، ... ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَر: إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ، ... إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُمَا، وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لَا تَهْتَدي لَهُ، وضَلَّ هُوَ عَنِّي ضَلالًا وضَلالةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ إِذا لَمْ تَعْرِفِ المكانَ قُلْتَ ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط مِنْ يَدِك شيءٌ قُلْتَ أَضْلَلْته؛ قَالَ: يَعْنِي أَن الْمَكَانَ لَا يَضِلُّ وإِنما

أَنت تَضِلُّ عَنْهُ، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عَنْكَ فَقَدْ ضَلَّت عَنْكَ، تَقُولُ لِلشَّيْءِ الزَّائِلِ عَنْ مَوْضِعِهِ: قَدْ أَضْلَلْته، وَلِلشَّيْءِ الثَّابِتِ فِي مَوْضِعِهِ إِلا أَنك لَمْ تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَلَقَدْ ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً، ... كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ وَفِي الْحَدِيثِ: ضالَّة الْمُؤْمِنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ الضَّائِعَةُ مِنْ كُلِّ مَا يُقْتَنَى مِنَ الْحَيَوَانِ وَغَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الضّالَّة مَا ضَلَّ مِنَ الْبَهَائِمِ لِلذَّكَرِ والأُنثى، يُقَالُ: ضَلَّ الشيءُ إِذا ضَاعَ، وضَلَّ عَنِ الطَّرِيقِ إِذا جَارَ، قَالَ: وَهِيَ فِي الأَصل فاعِلةٌ ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهَا فَصَارَتْ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ، وَتَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، وتُجْمَع عَلَى ضَوالَّ؛ قَالَ: وَالْمُرَادُ بِهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ الضَّالَّةُ مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ مِمَّا يَحْمِي نفسَه وَيَقْدِرُ عَلَى الإِبْعاد فِي طَلَبِ المَرْعَى وَالْمَاءِ بِخِلَافِ الْغَنَمِ؛ والضّالَّة مِنَ الإِبل: الَّتِي بمَضْيَعَةٍ لَا يُعْرَفُ لَهَا رَبٌّ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وسُئل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنْ ضَوالِّ الإِبل فَقَالَ: ضالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ ، وخَرَجَ جوابُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى سؤَال السَّائِلِ لأَنه سأَله عَنْ ضَوالِّ الإِبل فَنَهَاهُ عَنْ أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لَهَا، ثُمَّ قَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا لَكَ ولَها، مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ ؛ أَراد أَنها بَعِيدَةُ المَذهَب فِي الأَرض طَوِيلَةُ الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دُونَ راعٍ يَحْفَظُهَا فَلَا تَعَرَّضْ لَهَا ودَعْها حَتَّى يأْتيها رَبُّها، قَالَ: وَقَدْ تُطْلَقُ الضَّالَّة عَلَى الْمَعَانِي، وَمِنْهُ الْكَلِمَةُ الحكيمةُ: ضالَّةُ الْمُؤْمِنِ، وَفِي رِوَايَةٍ: ضالَّةُ كُلِّ حَكِيمٍ أَي لَا يَزَالُ يَتَطَلَّبها كَمَا يَتَطَلَّبُ الرجُلُ ضالَّته. وضَلَّ الشيءُ: خَفِيَ وَغَابَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذَرُّوني فِي الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ ، يُرِيدُ أَضِلُّ عَنْهُ أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عَلَيْهِ مَكَانِي، وَقِيلَ: لَعَلِّي أَغيب عَنْ عَذَابِهِ. يُقَالُ: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه فِي مَكَانٍ وَلَمْ تَدْرِ أَين هُوَ، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته. وضَلَّ النَّاسِي إِذا غَابَ عَنْهُ حفظُ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: أَضْلَلْت الشَّيْءَ إِذا وَجَدتَه ضَالًّا كَمَا تَقُولُ أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه مَحْمُودًا وبَخيلًا. وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وَجَدَهُمْ ضُلَّالًا غَيْرَ مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَي خَفِينا وغِبْنا. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَي أَفُوتُه، وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ لَا يَضِلُّ رَبِّي لَا يَفُوتُه. والمُضِلُّ: السَّراب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ ... أُنُفٍ، كَلَائِحَةِ المُضِلِّ، جَرُور وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تَقُولُ: إِنَّك لتَهْدِي الضَالَّ وَلَا تَهْدِي المُتَضَالَّ. وَيُقَالُ: ضَلَّني فلانٌ فَلَمْ أَقْدِر عَلَيْهِ أَي ذَهَب عَني؛ وأَنشد: والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها ... يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي «2» . أَي تَذْهَبُ عَنِّي. وَيُقَالُ: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شَيْءٍ لَيْسَ بِثَابِتٍ قَائِمٍ مِمَّا يَزُولُ وَلَا يَثْبُت. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى ؛ أَي لَا يَضِلُّه رَبِّي وَلَا يَنْسَاهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَغِيب عَنْ شَيْءٍ وَلَا يَغِيب عَنْهُ شَيْءٌ. وَيُقَالُ: أَضْلَلْت

_ (2). قوله [المبتغي] هكذا في الأصل والتهذيب، وفي شرح القاموس: المعتري وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة

الشيءَ إِذا ضَاعَ مِنْكَ مِثْلَ الدَّابَّةِ وَالنَّاقَةِ وَمَا أَشبهها إِذا انفَلَت مِنْكَ، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشَّيْءِ الثَّابِتِ مِثْلَ الدَّارِ وَالْمَكَانِ قُلْتَ ضَلِلْته وضَلَلْته، وَلَا تَقُلْ أَضْلَلْته. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلام: سَمِعْتُ حَمَّاد بْنَ سَلَمة يقرأُ فِي كِتَابٍ: لَا يُضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسى، فسأَلت عَنْهَا يُونُسَ فَقَالَ: يَضِلُّ جَيِّدةٌ ، يُقَالُ: ضَلَّ فُلَانٌ بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: خَالَفَهُمْ يُونُسُ فِي هَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا أَن اللَّهَ لَا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل مَا رَزَأْناكم عِقالًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي بُطْلانَ الْعَمَلِ وضَياعَه مأْخوذ مِنَ الضَّلال الضَّيَاعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا . وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ؛ أَي فِي هَلَاكٍ. والضَّلال: النِّسْيان. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى ؛ أَي تَغِيب عَنْ حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عَنْهَا، وَقُرِئَ: إِنْ تَضِلَ ، بِالْكَسْرِ، فَمَنْ كَسَر إِنْ قَالَ كَلَامٌ عَلَى لَفْظِ الْجَزَاءِ وَمَعْنَاهُ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى فِي إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذَّاكِرَةُ، قَالَ: وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسْرِ إِنْ «1» لَا غَيْرُ، وَمَنْ قرأَ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَكثر النَّاسِ، قَالَ: وَذَكَرَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ أَن الْمَعْنَى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فإِن قَالَ إِنسان: فَلِمَ جَازَ أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هَذَا للإِذكار؟ فَالْجَوَابُ عَنْهُ أَنَّ الإِذكار لَمَّا كَانَ سَبَبُهُ الإِضلال جَازَ أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هُوَ السَّبَبُ الَّذِي بِهِ وَجَب الإِذكارُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ أَعْدَدْتُ هَذَا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لَا لِلْمَيْلِ، وَلَكِنَّ الْمَيْلَ ذُكِر لأَنه سَبَبُ الدَّعْم كَمَا ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سَبَبُ الإِذكار، فَهَذَا هُوَ البَيِّن إِن شَاءَ اللَّهِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ؛ أَي يَذْهب كيدُهم بَاطِلًا ويَحِيق بِهِمْ مَا يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى. وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عَنْهُ. أَبو عَمْرٍو: أَضْلَلْت بَعِيرِي إِذا كَانَ مَعْقُولًا فَلَمْ تَهْتَدِ لِمَكَانِهِ، وأَضْلَلْته إِضْلالًا إِذا كَانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ وَلَا تَدْرِي أَين أَخَذَ. وكلُّ مَا جَاءَ مِنَ الضَّلال مِنْ قِبَلِك قُلْتَ ضَلَلْته، وَمَا جَاءَ مِنَ الْمَفْعُولِ بِهِ قُلْتَ أَضْلَلْته. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يُقَالُ ضَلَّ الماءُ فِي اللَّبَنِ إِذا غَابَ، وضَلَّ الكافرُ إِذا غَابَ عَنِ الحُجَّة، وضَلَّ النَّاسِي إِذا غابَ عَنْهُ حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب مِنْكَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ* ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ لَمْ يُجازِهم عَلَى مَا عَمِلوا مِنْ خَيْرٍ؛ وَهَذَا كَمَا تَقُولُ لِلَّذِي عمِل عَمَلًا لَمْ يَعُدْ عَلَيْهِ نفعُه: قَدْ ضَلَّ سَعْيُك. ابْنُ سِيدَهْ: وإِذا كَانَ الْحَيَوَانُ مُقِيمًا قُلْتَ قَدْ ضَلَلْته كَمَا يُقَالُ فِي غَيْرِ الْحَيَوَانِ مِنَ الأَشياء الثَّابِتَةِ الَّتِي لَا تَبْرَح؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالًا: ضَاعَ. وتَضْلِيل الرَّجُلِ: أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال. وَالتَّضْلِيلُ: تَصْيِيرُ الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قَالَ الرَّاعِي: وَمَا أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا

_ (1). قوله [وَتُذْكِرُ وَتُذَكِّرُ رَفْعٌ مَعَ كسر إن] كذا في الأصل ومثله في التهذيب، وعبارة الكشاف والخطيب: وقرأ حمزة وحده إن تضلّ إحداهما بكسر إن على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد، فلعل التخفيف مع كسر إن قراءة أُخْرَى

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا قَالَهُ الرَّاعِي بالوَقْص، وَهُوَ حَذْفُ التَّاءِ مِنْ مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذَلِكَ ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، عَلَى الْكَمَالِ. والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل. وضَلَّ فُلَانٌ عَنِ القَصْد إِذا جَارَ. وَوَقَعَ فِي وَادِي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الْبَاطِلِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وقَع فِي وَادِي تُضُلِّلَ مِثْلُ تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كُلُّهُ لَا يَنْصَرِفُ. وَيُقَالُ لِلْبَاطِلِ: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ الأَسدي: تَذَكَّرْت لَيْلَى، لاتَ حينَ ادِّكارِها، ... وَقَدْ حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي زَيْدٍ ضُلًّا بِالنَّصْبِ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ للعَجَّاج: يَنْشُدُ أَجْمالًا، وَمَا مِنْ أَجمال ... يُبْغَيْنَ إِلَّا ضُلَّة بتَضْلال والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فِيهَا وَلَا يُهْتَدى فِيهَا لِلطَّرِيقِ. وَفُلَانٌ يَلومُني ضَلَّةً إِذا لَمْ يُوَفَّق لِلرَّشَادِ فِي عَذْله. وَفِتْنَةٌ مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وَكَذَلِكَ طَرِيقٌ مَضَلٌّ. الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غَيْرُهُ: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ النَّاسُ فِيهَا، والمَجْهَلُ كَذَلِكَ. يُقَالُ: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلًا مَضَلًّا؛ وأَنشد: أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها، ... لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وَهُوَ اسْمٌ، وَلَوْ كَانَ نَعْتًا كَانَ بِغَيْرِ الْهَاءِ. وَيُقَالُ: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى وَالْجَمْعُ سَوَاءٌ، كَمَا قَالُوا الْوَلَدُ مَبْخَلةٌ؛ وَقِيلَ: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلَّات ومَضِلَّاتٌ. أَبو زَيْدٍ: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُمْ أَضَلَّ اللَّهُ ضَلالَك أَي ضَلَّ عَنْكَ فذَهب فَلَا تَضِلُّ. قَالَ: وَقَوْلُهُمْ مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عَنْكَ حَتَّى لَا تَمَلَّ. وَرَجُلٌ ضِلِّيل: كَثِيرُ الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لَا يُوَفَّق لِخَيْرٍ أَي ضالٌّ جِدًّا، وَقِيلَ: صَاحِبُ غَواياتٍ وبَطالاتٍ وَهُوَ الْكَثِيرُ التتبُّع للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الَّذِي لَا يُقْلِع عَنْ الضَّلالة، وَكَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يُسَمَّى المَلِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ وَقَدْ سُئل عَنْ أَشعر الشُّعَرَاءِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل ، يَعْنِي إمْرَأَ الْقَيْسِ، كَانَ يُلَقَّب بِهِ. والضِّلِّيل، بِوَزْنِ القِنْدِيل: المُبالِغ فِي الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع لَهُ. والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: كَانَتْ مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا، ... وَمَا مَواعِيدُها إِلا الأَضَالِيلُ وَفُلَانٌ صَاحِبُ أَضَالِيلَ، وَاحِدَتُهَا أُضْلُولةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْرِ ... أَضَالِيلُ مِنْ فُنُون الضَّلال الْفَرَّاءُ: الضُّلَّة، بِالضَّمِّ، الحَذَاقة بالدَّلالة فِي السَّفَر. والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ فِي خَيْرٍ أَو شَرٍّ. والضِّلَّة: الضَّلالُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كَذَا وَكَذَا أَي لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وأَنشد: إِنِّي، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني ... يُريدُ مَالِي، أَضَلَّني عِلَلي أَي فارَقَتْني فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهَا. وَيُقَالُ للدَّلِيل الْحَاذِقِ

الضُّلاضِل والضُّلَضِلة «1». قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالًا أَي ضَاعَ وهَلَك، وَالِاسْمُ الضُّلُّ، بِالضَّمِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ ضُلُّ بْنُ ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ فِي الضَّلال، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُعْرَف وَلَا يُعْرَف أَبوه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وَقِيلَ: إِذا لَمْ يُدْرَ مَنْ هُوَ ومِمَّنْ هُوَ، وَهُوَ الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بْنُ فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بِهَذَا الْمَعْنَى. يُقَالُ: فلان ضِلُّ [ضُلُ] أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ «2» بِالضَّادِ وَالصَّادِ إِذا كَانَ دَاهِيَةً. وَفِي الْمَثَلِ: يَا ضُلَّ مَا تَجْرِي بِهِ العَصَا أَي يَا فَقْدَه وَيَا تَلَفَه يَقُولُهُ قَصِير بْنُ سَعْدٍ لجَذِيمةَ الأَبْرَش حِينَ صَارَ مَعَهُ إِلى الزَّبَّاء، فَلَمَّا صَارَ فِي عَمَلِها نَدِمَ، فَقَالَ لَهُ قَصِيرٌ: ارْكَبْ فَرَسِي هَذَا وانْجُ عَلَيْهِ فإِنه لَا يُشَقُّ غُبَارُه. وَفَعَلَ ذَلِكَ ضِلَّةً أَي فِي ضَلال. وهُو لِضِلَّةٍ أَي لِغَيْرِ رشْدةٍ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وذَهَب ضِلَّةً أَي لَمْ يُدْرَ أَين ذَهَب. وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لَمْ يُثْأَرْ بِهِ. وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مُضَافٌ، أَي لَا خَير فِيهِ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ؛ عَنِ ثَعْلَبٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الْكُوفِيِّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنما هُوَ تِبْعٌ ضِلَّةٌ، عَلَى الْوَصْفِ، وفَسَّره بِمَا فَسَّره بِهِ ثَعْلَبٌ؛ وَقَالَ مُرَّة: هُوَ تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، وَقِيلَ: تِبْعُ صِلَّةٍ، بِالصَّادِ. وضَلَّ الرَّجُلُ: مَاتَ وَصَارَ تُرَابًا فَضَلَّ فَلَمْ يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ ؛ مَعْنَاهُ أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تُرَابًا وعِظَاماً فَضَلَلْنا فِي الأَرض فَلَمْ يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلقنا. وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قَالَ المُخَبَّل: أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها، ... وفارِسَها فِي الدَّهْر قَيْسَ بنَ عَاصِمِ وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ، وَرُوِيَ بَيْتُ النَّابِغَةِ الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بْنَ الْحَرْثَ بْنُ أَبي شِمْر الغَسَّانيّ: فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ ... فَمَا فِي حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ، ... وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ يُرِيدُ بِمُضِلِّيه دافِنيه حِينَ مَاتَ، وَقَوْلُهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مَاتَ، والجَوْلانُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ. وأَضَلَّتْ بِهِ أُمُّه: دَفَنتْه، نَادِرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَتًى، مَا أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّه ... مِنَ القَوْم، لَيْلَة لَا مُدَّعَم قَوْلُهُ لَا مُدَّعَم أَي لَا مَلْجَأَ وَلَا دِعَامَة. والضَّلَلُ: الْمَاءُ الَّذِي يَجرِي تَحْتَ الصَّخرة لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ، يُقَالُ: ماءٌ ضَلَلٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي بَيْنَ الشَّجَرِ. وضَلاضِلُ الْمَاءِ: بَقَايَاهُ، والصادُ لُغةٌ، وَاحِدَتُهَا ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة. وأَرضٌ ضُلَضِلَة وضَلَضِلَةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ: غَلِيظَةٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ أَيضاً الْحِجَارَةُ الَّتِي يُقِلُّها الرجلُ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الضَّلَضِلُ مَقْصُورٌ عَنِ الضَّلاضِل. التَّهْذِيبَ: الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حَجَرٍ قَدْر مَا يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فَوْقَ ذَلِكَ أَملس يَكُونُ فِي بُطُونِ الأَودية؛ قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الضُّلَضِلة، بِضَمِّ الضَّادِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الضَّادِ الثَّانِيَةِ، حَجَرٌ

_ (1). قوله [ويقال للدليل إلى قوله الضلضلة] هكذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: وعلبطة عن ابن الأعرابي والصواب وعلبط كما هو نص العباب انتهى. لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس (2). قوله [ضلُّ أَضْلال وَصِلُّ أَصْلَالٍ] عبارة القاموس: ضلُّ أَضْلال بالضم والكسر، وإذا قيل بالصاد فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْكَسْرُ

قَدْر مَا يُقِلُّه الرَّجُلُ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ الْمُضَاعَفِ غَيْرُهُ؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ: أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه، ... وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ عَلَى الضُّلَضِله؟ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وَهُوَ الشَّدِيدُ ذُو الْحِجَارَةِ؛ قَالَ: أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل عَلَى بِنَاءِ حَمَصِيص وصَمَكِيك فَحَذَفُوا الْيَاءَ. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلَة الأَرض الغليظةُ؛ عَنِ الأَصمعي، قَالَ: كأَنه قَصْر الضَّلاضِل. ومُضَلَّل، بِفَتْحِ اللَّامِ: اسْمُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد؛ وَقَالَ الأَسود بْنُ يعْفُر: وقَبْليَ مَاتَ الخالِدَان كِلاهُما: ... عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده فَقَبْلي، بِالْفَاءِ، لأَن قَبْلَهُ: فإِنْ يَكُ يَوْمِي قَدْ دَنَا، وإِخالُه ... كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل. ضمل: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ. وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه أَنه قَالَ: الضَّمِيلة المرأَة الزَّمِنَة، قَالَ: وخَطَبَ رجلٌ إِلى مُعَاوِيَةَ بِنْتاً لَهُ عَرْجاء، فَقَالَ: إِنَّها ضَمِيلةٌ، فَقَالَ: إِنِّي أَردت أَن أَتشَرَّف بمُصاهَرَتِك وَلَا أُريدها للسِّباق فِي الحَلْبة، فَزوَّجه إِيَّاها؛ الضَّمِيلُ: الزَّمِن، والضَّمِيلَة الزَّمِنة؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَاللَّامُ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ مِنَ الضَّمَانة، وإِلا فَهِيَ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، قِيلَ لَهَا ذَلِكَ ليُبْسٍ وجُسُوءٍ فِي سَاقِهَا، وكُلُّ يابسٍ ضامِلٌ وضَمِيلٌ. ضمحل: اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ، عَلَى الْبَدَلِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وامْضَحَلَّ، عَلَى الْقَلْبِ، كُلُّ ذَلِكَ: ذَهَب، وَالدَّلِيلُ عَلَى الْقَلْبِ أَن الْمَصْدَرَ إِنما هُوَ عَلَى اضْمَحَلَّ دُونَ امْضَحَلَّ، وَهُوَ الاضْمِحْلال، وَلَا يقولون امْضِحْلال. ضهل: ضَهَلَ اللَّبَنُ يَضْهَلُ ضُهُولًا: اجْتَمَعَ، وَاسْمُ اللَّبَنِ الضَّهْل، وَقِيلَ كُلُّ مَا اجْتَمَعَ مِنْهُ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ كَانَ لَبناً أَو غيرَه، فَقَدْ ضَهَلَ يَضْهَلُ ضَهْلًا وضُهُولًا؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وضَهَلَتِ الناقةُ والشاةُ فَهِيَ ضَهُولٌ: قَلَّ لبَنُها، وَالْجَمْعُ ضُهُولٌ. وشاةٌ ضَهُولٌ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. وناقةٌ ضَهُولٌ: يَخْرُجُ لَبَنُهَا قَلِيلًا قَلِيلًا. وَيُقَالُ: إِنَّها لضُهْلٌ بُهْلٌ مَا يُشَدُّ لَهَا صِرار وَلَا يَرْوَى لَهَا حُوار؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بِهَا كلُّ خَوَّارٍ إِلى كلِّ صَعْلَةٍ ... ضَهُولٍ، ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِب الخَوَّار: ثَوْرٌ يَخُوزُ أَي يَجْأَرُ، والصَّعْلة: النَّعامة. وَيُقَالُ: ضَهَلَ الظِّلُّ إِذا رَجَع ضُهُولًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَفْياءً بَطِيئاً ضُهُولُها وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِلى كلِّ صَعْلةٍ ضَهُولٍ ضَهُول مِنْ نَعْتِ النَّعَامَةِ أَنَّها تَرْجِعُ إِلى بَيْضِها. أَبو زَيْدٍ: الضَّهْلُ مَا ضَهَلَ فِي السِّقاء مِنَ اللَّبَنِ أَي اجْتَمَعَ. والضَّهْلُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ مِثْلُ الضَّحْل. وبِئْرٌ ضَهُولٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ. وعَيْنٌ ضَاهِلةٌ: نَزْرة الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ حَمَّة ضَاهِلَةٌ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَّواهِلا وضَهَلَ ماءُ الْبِئْرِ يَضْهَل ضَهْلًا إِذا اجْتَمَعَ شَيْئًا بَعْدَ

شَيْءٍ، وَهُوَ الضَّهْلُ والضَّهُول. وضَهَلَه يَضْهَلُه أَي دَفَعَ إِليه شَيْئًا قَلِيلًا مِنَ الْمَاءِ الضَّهْل. وعَطِيَّةٌ ضَهْلَةٌ أَي نَزْرة. وَيُقَالُ: هَلْ ضَهَلَ إِليك خَيْرٌ أَي وَقَع. وَبِئْرٌ ضَهُولٌ إِذا كَانَ يَخْرُجُ مَاؤُهَا قَلِيلًا قَلِيلًا. وضَهَلَ الشَّرابُ: قَلَّ وَرَقَّ ونَزُرَ، وضَحَلَ صَارَ كالضَّحْضاح، وأَعطاه ضَحْلةً مِنْ مَالٍ أَي عَطِيَّةً نَزْرةً. وضَهَلَه حقَّه: نَقَصَه إِياه أَو أَبْطَلَه عَلَيْهِ، مِنَ الضَّهْل وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، كَمَا قَالُوا أَحْبَضَه إِذا نَقَصَه حَقَّه أَو أَبطله، مِنْ قَوْلِهِمْ حَبَضَ ماءُ الرَّكيَّة يَحْبِض إِذا نَقَصَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَر لِرَجُلٍ خاصَمَتْه امرأَتُه فماطَلَها فِي حَقِّها: أَأَنْ سأَلَتْك ثَمَنَ شَكْرِها وشَبرِك أَنْشأْتَ تطُلُّها وتَضْهَلُها؛ وَرَوَى الأَزهري فِي تَفْسِيرِ تَضْهَلُها قَالَ: تُمَصِّر عَلَيْهَا العَطاء، أَصله مِنْ بِئْرٍ ضَهُول إِذا كَانَ ماؤُها يَخْرُجُ مِنْ جَوانبها، وغُزْرُ الْمَاءِ إِذا نَبَع مِنْ قَرارِها. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ تَطُلُّها: أَي تَسْعَى فِي بُطْلَانِ حَقِّهَا، أُخِذَ مِنَ الدَّمِ المَطْلول، وشَكْرُها فَرْجُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بشَكْرِها أَي عَفِيفة الفَرْج، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَضْهَلُها: تَرُدُّها إِلى أَهْلها وَتُخْرِجُهَا، مِنْ قَوْلِكَ ضَهَلْت إِلى فُلَانٍ إِذا رَجَعت إِليه. وَهَلْ ضَهَلَ إِليك مِنْ مَالِكَ شيءٌ أَي هَلْ عَادَ، وَقِيلَ: تَضْهَلُها أَي تُعْطِيها شَيْئًا قَلِيلًا. وضَهْيَلَ الرجلُ إِذا طَالَ سَفَره وَاسْتَفَادَ مَالًا قَلِيلًا. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّهْلُ الْمَالُ الْقَلِيلُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا ضَهَلَ عِنْدَكَ مِنَ الْمَالِ أَي مَا اجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْهُ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ قَدْ أَضْهَلْت إِلى فُلَانٍ مَالًا أَي صَيَّرته إِليه. وأَضْهَلَ النخلُ إِذا أَبصرت فِيهِ الرُّطَب. وأَضْهَلَ البُسْرُ إِذا بَدَا فِيهِ الإِرْطاب. وضَهَلَ إِليه يَضْهَلُ ضَهْلًا: رَجَع، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَرْجِعَ إِليه عَلَى غَيْرِ وَجْهِ القِتال والمُغالَبة. وَفُلَانٌ تَضْهَلُ إِليه الأُمورُ أَي تَرْجِع. ضيل: الضَّالُ: السِّدْر البَرِّيُّ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، والضَّالُ مِنَ السِّدْر: مَا كَانَ عِذْياً، وَاحِدَتُهَ ضالَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مَيَّادة: قَطَعْتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، ... عَلَى الكُرْهِ مِنْهَا، ضالَةٌ وجَدِيلُ «3» . يُرِيدُ الخِشاشةَ المُتَّخذة مِنَ الضالِ. وأَضْيَلَت الأَرْضُ وأَضالَتْ إِذا صَارَ فِيهَا الضَّالُ مِثْلُ أَغْيَلَتْ وأَغالَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِجَرِيرٍ أَيْنَ مَنْزلُك؟ قَالَ: بأَكناف بِيشَةَ بَيْنَ نَخْلَةٍ وضالَةٍ ؛ الضَّالَة، بِتَخْفِيفِ اللَّامِ: وَاحِدَةُ الضَّالِ، وَهُوَ شَجَر السِّدر مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ، فإِذا نَبَت عَلَى شَطِّ الأَنهار قِيلَ لَهُ العُبْرِيُّ، وأَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ. وأَضْيَلَ المكانُ وأَضَالَ: أَنْبَتَ الضَّالَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ، وإِليه تَرَكَ ابْنُ جِنِّي مَا وَجَدَهُ مَضْبُوطًا بِخَطِّ جَعْفر بْنِ دِحْيةَ رَجُلٍ مِنْ أَصحاب ثَعْلَبٍ مِنَ الضَّأْل مَهْمُوزًا، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وأَردت أَن أَحْمِله عَلَى الضَّئِيل الَّذِي هُوَ الشَّخْت لأَن الضَّالَ هُوَ السِّدْر الجَبَلي، والجَبَليُّ أَرَقُّ عُودًا مِنَ النَّهْري، حَتَّى وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبي إِسحاق أَضْيَلَ المكانُ، فاطَّرَحْتُ مَا وَجَدْتُهُ بخَطِّ جَعْفَرٍ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضَّالُ يَنْبُت فِي السُّهُول والوُعُور، وقَوْسُ الضَّالِ إِذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلةً لِيَكُونَ أَقوى لَهَا، وإِنما يُحْتَمَل ذَلِكَ مِنْهَا لخِفَّة عُودِها؛ قَالَ الأَعشى: لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيارُ وإِشْفاقٌ ... عَلَى سَقْبَةٍ، كقَوْسِ الضَّالِ

_ (3). قوله [قطعت إلى قوله من الضال] هذه عبارة الجوهري، قال الصاغاني: وهي تصحيف والرواية ضانة، بالنون، وهي البرة

فصل الطاء المهملة

وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: كَساها ضَالَّةً ثُجْراً، ... كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ أَراد سِهاماً بُرِيَتْ مِنْ ضالَةٍ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ ثُجْراً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً: الضَّالُ شَجَرَةٌ مِنَ الدِّقِّ تَكُونُ بأَطراف الْيَمَنِ تَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ، ولَها بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ ذَكِيَّة جِدّاً تأْتيك رِيحُها مِنْ قَبْل أَن تَصِل إِليها، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِضالِ السِّدْر؛ هَكَذَا حَكَاهُ؛ الضَّالُ شَجَرَةٌ فإِما أَن يَكُونَ مِمَّا قِيلَ بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ كحالَةٍ وحالٍ، وإِمّا أَن يُرِيدَ بِشَجَرَةٍ شَجَرًا فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ خَرَج فُلَانٌ بِضالَتِه أَي بسِلاحِه. والضَّالَة: السِّلاحُ أَجْمَعُ. يُقَالُ: إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ، والأَصل فِي الضَّالَةِ النِّبالُ والقِسِيُّ الَّتِي تُسَوَّى مِنَ الضَّالِ؛ وَقَالَ بَعْضُ الأَنصار: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَهُوَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ: أَبُو سُلَيْمانَ وَصُنْعُ المُقْعَدِ، ... وضالةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ «1» . أَراد بالضَّالةِ السِّهامَ، شَبَّه نِصالَها فِي حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُعَبَّرُ بالضَّالَة عَنِ النَّبْل لأَنها تُعْمَل مِنْهَا؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِيلٍ وضَالَةٍ ... مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شَائِفُ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: قَالَ لَهُ أَبان بْنُ سَعِيدٍ وَبْرٌ تَدَلَّى مِنْ رأْس ضالٍ ، هُوَ بِالتَّخْفِيفِ، مكانٌ أَو جَبَلٌ بِعَيْنِهِ، يُرِيدُ بِهِ تَوْهِين أَمره وَتَحْقِيرَ قَدْره؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَهُوَ أَيضاً جَبَلٌ فِي أَرض دَوْسٍ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الضأْن مِنَ الْغَنَمِ فَتَكُونُ أَلفه هَمْزَةً. فصل الطاء المهملة طبل: الطَّبْلُ: مَعْرُوفٌ الَّذِي يُضْرَب بِهِ وَهُوَ ذُو الْوَجْهِ الْوَاحِدِ وَالْوَجْهَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَطْبال وطُبُول. والطَّبَّال: صَاحِبُ الطَّبْل، وفِعْله التَّطْبِيل، وحِرْفته الطِّبالة، وَقَدْ طَبَلَ يَطْبُل. والطَّبْلة: شَيْءٌ مِنْ خَشَب تَتَّخِذُهُ النِّسَاءُ، والطَّبْل الرَّبْعة للطِّيب، والطَّبْل سَلَّة الطَّعَامِ. الْجَوْهَرِيُّ: وطَبْلُ الدراهِم وَغَيْرِهَا معروفٌ، والطَّبْلُ الخَلْق؛ قَالَ: قَدْ عَلِمُوا أَنَّا خِيارُ الطَّبْل، ... وأَنَّنا أَهْلُ النَّدى والفَضْل وَمَا أَدْري أَيُّ الطَّبْل هُو وأَيُّ الطَّبْن هُو أَي مَا أَدري أَيُّ النَّاسِ؛ قَالَ لَبِيدٌ «2»: ثمَّ جَرَيْتُ لانْطِلاقِ رِسْلي، ... سَتَعْلمون مَنْ خِيارُ الطَّبْل وَقَالَ البَعِيث: وأَبْقى طَوالُ الدَّهْرِ، مِنْ عَرَصاتِها، ... بَقِيَّةَ أَرْمامٍ، كأَرْدِيَة الطَّبْل والطَّبْل: ضَرْب مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: هُوَ وَشْيٌ يَمانٍ فِيهِ كَهَيْئَةِ الطُّبُول. التَّهْذِيبِ: الطَّبْل ثِيَابٌ عَلَيْهَا صُورَةُ الطَّبْل تُسمَّى الطَّبْلِيَّة، وَيُقَالُ لَهَا أَرْدِية الطَّبْل تُحْمَل مِنْ مِصْرَ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى؛ قَالَ أَبو النجم:

_ (1). قوله [وصنع] كذا في التهذيب والذي في التكملة ومثله في قعد من اللسان وريش (2). قوله [قال لبيد] قال الصاغاني: ليس الرجز للبيد

مِنْ ذِكْرِ أَيَّامٍ ورَسْمٍ ضَاحِي، ... كالطَّبْلِ فِي مُخْتَلَف الرِّياح ابْنُ الأَعرابي: الطَّبْل الخَراج؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يُحِبُّ الطَّبْلِيَّةَ أَي يُحِبُّ دَرَاهِمَ الخَراج بِلَا تَعَبٍ. والطَّبالة: النَّعْجة، وَفِي الْمُحْكَمِ: الطُّوبالةُ، وَجَمْعُهَا طُوبالاتٌ، وَلَا يُقَالُ لِلْكَبْشِ طُوبالٌ؛ قَالَ طَرَفة أَو غَيْرُهُ: نَعاني حَنانةُ طُوبَالةً، ... تُسَفُّ يَبِيساً مِنَ العِشْرِقِ نَصَب طُوبالةً عَلَى الذَّمِّ لَهُ، كأَنه قال أَعْني طُوبالةً. طبرزل: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ طَبَرْزَذ الطَّبَرْزَذُ السُّكَّر، فارسيٌّ معرَّب، وَحَكَى الأَصمعي طَبَرْزَل وطَبَرْزَن، قَالَ يَعْقُوبُ: طَبَرْزُل وطبَرْزُن لهذا السُكَّر، بالنون وَاللَّامِ، قَالَ: وَهُوَ مِثَالٌ لَا أَعرفه. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ طَبَرْزَل وطَبَرْزَن، لسْتَ بأَن تَجْعَل أَحدهما أَصلًا لِصَاحِبِهِ بأَولى مِنْكَ بحَمْله عَلَى ضِدِّه، لِاسْتِوَائِهِمَا في الاستعمال. طحل: الطِّحالُ: لَحْمة سَوْدَاءُ عَريضة فِي بَطْنِ الإِنسان وَغَيْرِهِ عَنِ الْيَسَارِ لازِقةٌ بالجَنْب، مُذَكَّر؛ صَرَّحَ اللِّحْيَانِيُّ بِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ طُحُلٌ، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذلك. وطَحِلَ طَحَلًا: عَظُم طِحالُه، فَهُوَ طَحِلٌ، وطُحِلَ طَحْلًا: شَكا طِحالَه؛ أَنشد ابنُ بَرِّيٍّ للحَرِث بْنِ مُصَرِّف: أَكْوِيه، إِمَّا أَراد الكَيَّ مُعْتَرِضاً، ... كَيَّ المُطَنِّي مِنَ النَّحْزِ الطَّني الطَّحِلا وطَحَلَه يَطْحَلُه طَحْلًا وطَحَلًا: أَصاب طِحَالَه، فَهُوَ مَطْحُول. وَيُقَالُ: إِنّ الْفَرَسَ لَا طِحَالَ لَهُ، وَهُوَ مَثَلٌ لِسُرْعَتِهِ وجَرْيه، كَمَا يُقَالُ الْبَعِيرُ لَا مَرارة لَهُ أَي لَا جَسارة لَهُ. وطَحِلَ الماءُ طَحَلًا، فَهُوَ طَحِلٌ: فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه مِنْ حَمْأَته. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ مَاءٌ طَحِلٌ أَي كَثِيرُ الطُّحْلُب. وَمَاءٌ طَحِلٌ: كَدِرٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَباتٍ، مَاؤُهَا طَحِلٌ، ... عَلَى الجُذُوعِ، يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا والطَّحِلُ: الغَضْبانُ. والطَّحِلُ: المَلآن؛ وأَنشد: مَا إِنْ يَرُودُ وَلَا يَزالُ فِراغُه ... طَحِلًا، ويَمْنَعُه مِنَ الأَعْيالِ وكِساءٌ أَطْحَلُ: عَلَى لَوْنِ الطِّحال. ورَمادٌ أَطْحَل إِذا لَمْ يَكُنْ صَافِيًا. ابْنُ سِيدَهْ: الطُّحْلة لَوْنٌ بَيْنَ الغُبْرة وَالْبَيَاضِ بِسَوَادٍ قَلِيلٍ كَلَوْن الرَّماد، ذِئبٌ أَطْحَل وَشَاةٌ طَحْلاء، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ طَحِلَ طَحَلًا، وَجَعَلَ أَبو عبيدة الأَطْحَل اسْمَ اللَّوْنِ فَقَالَ: هُوَ لَوْنُ الرَّمَادِ، وأُرى أَبا حَنِيفَةَ حَكَى نَصْلٌ أَطْحَل وشَرابٌ طَاحِلٌ إِذا لَمْ يَكُنْ صَافِيَ اللَّون، وَكَذَلِكَ غُبارٌ طَاحِل؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وبَلْدة تُكْسى القَتَامَ الطَّاحِلا ابْنُ الأَعرابي: الطَّحِل الأَسْود، وَيُقَالُ: فَرَس أَخضر أَطْحَل لِلَّذِي يَعْلُو خُضْرتَه قَلِيلُ صُفرة. الأَزهري: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ ضَيَّعْتَ البِكارَ عَلَى طِحالٍ؛ يُضْرب مَثَلًا لِمَنْ طَلب حَاجَةً إِلى مَنْ أَساء إِليه، وأَصل ذَلِكَ أَن سُوَيد بْنُ أَبي كاهِلٍ هَجا بَني غُبَر فِي رَجَزٍ لَهُ فَقَالَ: مَنْ سَرَّه النَّيْكُ بِغَيْرِ مالِ،

فالغُبَريَّاتُ عَلَى طِحَالِ ... شَواغِراً، يُلْمِعْنَ بالقُفّالِ ثُمَّ إِن سُوَيْداً أُسر فَطَلب إِلى بَنِي غُبَر «1» أَن يُعينوه فِي فَكَاكِه فَقَالُوا لَهُ: ضَيَّعْتَ البِكَارَ عَلَى طِحالٍ، والبِكارُ: جَمْعُ بَكْر وَهُوَ الفَتِيُّ مِنَ الإِبل؛ الأَزهري: طِحال مَوْضِعٌ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ مُقْبِلٍ فَقَالَ: ليْتَ اللَّيالي، يَا كُبَيْشةُ، لَمْ تكُنْ ... إِلَّا كَلَيْلتنا بحَزْمِ طِحَال وَقَالَ الأَخطل فِيهِ أَيضاً: وعَلا البَسيطةَ فالشَّقِيقَ بِرَيِّقٍ، ... فالضَّوْجَ بَيْنَ رُوَيَّةٍ فطِحَالِ الْجَوْهَرِيُّ: وأَطْحَلَ جَبَلٌ بمَكَّة يُضاف إِليه ثَوْرُ ابن عَبْدِ مَناة بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ، يُقَالُ: ثوْرُ أَطْحَلُ لأَنه نَزَله. ابْنُ سِيدَهْ: أَطْحَل اسْمُ جَبل، وَلَمْ يَخُصَّه بِمَكَّةَ وَلَا بِغَيْرِهَا. وطِحَال: اسْمُ كَلْبٍ. طخمل: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ خَرَطَ قَالَ: قرأْت فِي نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ: عَجِبْتُ لخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَناحِه، ... ورُمَّة طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغادِر قَالَ: الطِّخْمِيل الدِّيك. طربل: الطِّرْبال: عَلَمٌ يُبْنَى، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ بِنَاءٍ عَالٍ، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ قِطْعَةٍ مِنْ جَبَلٍ أَو حَائِطٍ مُسْتَطِيلَةٍ فِي السَّمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذا مَرَّ أَحدكم بِطِرْبالٍ مَائِلٍ فَلْيُسْرِعِ الْمَشْيَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ شَبِيهٌ بالمَنْظَرة مِنْ مَناظِر الْعَجَمِ كَهَيْئَةِ الصَّوْمعة وَالْبِنَاءِ الْمُرْتَفِعِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَلْوى بِهَا شَذْبُ العُروق مُشَذَّبٌ، ... فكأَنَّما وَكَنَتْ عَلَى طِرْبال قَالَ الأَزهري: ورأَيت أَهل النَّخْلِ فِي بَيضاء بَنِي جَذِيمَةَ يَبْنون خِياماً مِنْ سَعَف النَّخْلِ فَوْقَ نُقْيان الرَّمال، يَتَظَلَّل بِهَا نواطيرُهم ويُسَمُّونها الطَّرابِيل وَالْعَرَازِيلَ. وَقَالَ شَمِرٌ: الطَّرابِيلُ الأَميال، وَاحِدُهَا طِرْبَال؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ بناءٌ يُبْنَى عَلَماً لِلْخَيْلِ يُسْتَبَق إِليه وَمِنْهُ مَا هُوَ مِثْلُ الْمَنَارَةِ، وبالمَنْجَشانِيَّة وَاحِدٌ مِنْهَا بِمَوْضِعٍ قَرِيبٍ مِنَ الْبَصْرَةِ؛ قَالَ دُكَين: حَتَّى إِذا كَانَ دُوَيْنَ الطِّرْبال، ... رَجَعْنَ مِنْهُ بصَهِيلٍ صَلْصال، مُطَهَّر الصُّورة مِثْلُ التِّمْثال «2» . فُسِّر الطِّرْبالُ هُنَا بِالْمَنَارَةِ. الْفَرَّاءُ: الطِّرْبال الصَّوْمَعة؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الْهَدَفُ المُشْرِف؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الطِّرْبَال القِطعة الْعَالِيَةُ مِنَ الجِدار والصخرةُ الْعَظِيمَةُ المُشْرِفة مِنَ الْجَبَلِ، قَالَ: وطَرابِيلُ الشَّامِ صَوامِعُها. ورَجلٌ مُطَرْبِلٌ: يَسحب ذُيوله. وكَتَب أَبو مُحَلِّم إِلى رَجُلٍ: اشترِ لَنَا جَرَّةً ولْتَكُنْ غَيْرَ قَعْراء وَلَا دَنَّاء وَلَا مُطَرْبَلة الْجَوَانِبِ؛ قَالَ ابْنُ حَمُّويه: سأَلت شمِراً عَنِ الدَّنَّاء فَقَالَ: الْقَصِيرَةُ، قَالَ: والمُطَرْبَلَة الطَّوِيلَةُ، وَيُقَالُ: طَرْبَلَ بَوْلَه إِذا مَدَّه إِلى فوق.

_ (1). قوله [بني غبر إلخ] ضبط في القاموس بالضم والتشديد ووزنه شارحه بسكر، وفي معجم ياقوت والتكملة والتهذيب بالتخفيف (2). قوله [رجعن] هكذا في الأصل، وفي التهذيب ومعجم ياقوت: بشر. وقوله [مطهر] كذا في الأصل ومعجم ياقوت بالراء، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: مطهم بالميم

طرجهل: الْجَوْهَرِيُّ: الطِّرْجِهالةُ كالفِنْجانة مَعْرُوفَةٌ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا طِرْجِهارَة، بِالرَّاءِ؛ قَالَ الأَعشى: ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ أُسْقَى ... من إِناءِ الطِّرْجِهارَه طرغل: التَّهْذِيبِ: فِي كِتَابِ شَمِرٍ الأُطْرُغُلّاتُ هِيَ الدَّباسِيُّ والقَمارِيُّ والصَّلاصلُ ذَوَاتُ الأَطواق، قَالَ: وَلَا أَدري أَمُعَرَّب هو أَم عربي. طرفل: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: طَرْفَل دَوَاءٌ مُؤَلَّف، وَلَيْسَ بعربي مَحْض. طسل: الطَّسْل: الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض. والطَّسْل: ضَوْءُ السَّراب. والطَّسْل: اضْطِرَابُ السَّراب. وطَسَلَ السرابُ: اضْطَرَبَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تُقَنِّعُ المَوْماة طَسْلًا طاسِلا وَيُؤَيِّدُ قَوْلَ رُؤْبَةَ قولُ هِمْيان بْنِ قُحافة فِي الطَّسْل: بَلْ بَلَدٍ يُكْسى القَتَامَ الطّاسِلا قَالُوا: الطّاسِل المُلْبِس. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الطَاسِل والسّاطِلُ مِنَ الغُبار الْمُرْتَفِعُ. والطَّيْسَل: السَّراب البَرّاق. ولَيْل طَيْسَلٌ: مُظْلِم. والطَّيْسَل: الرِّيح الشَّدِيدَةُ. والطَّيْسَل: اللَّبَنُ الْكَثِيرُ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وطَيْسَلَة: اسْمٌ؛ قَالَ: تَهْزَأُ مِنِّي أُخْتُ آلِ طَيْسَله، ... قَالَتْ: أَراهُ فِي الوَقارِ والعَلَه «1» . وَيُقَالُ لِلْمَاءِ الْكَثِيرِ طَيْسَلٌ وطَسْلٌ؛ ابْنُ الأَعرابي: الطَّيْسَل الطَّسْتُ، قَالَ: وطَيْسَلَ الرجُل إِذا سَافَرَ سَفَرًا قَرِيبًا فكثُر مالُه؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: تَرْفَع فِي كُلِّ زُقاقٍ قَسْطَلا، ... فصَبَّحَتْ مِنْ شُبْرُمان مَنْهَلا، أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبِيٍّا طَيْسَلا يَصِفُ حَميراً وَرَدَتْ مَاءً. قَالَ: والطَّيْسُ والطَّيْسَل والطَّرْطَبيس بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الْكَثْرَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَاءٌ طَيْسَل ونَعَمٌ طَيْسَلٌ أَي كثير. والطَّيْسَل: الغُبار. طعل: ابْنُ الأَعرابي: الطاعِل السَّهْم المُقَوَّم. والطَّعْل: القَدْح فِي الأَنساب؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَانِ حَرْفَانِ غَرِيبَانِ لَمْ أسمعهما لغيره. طفل: الطَّفْلُ: البَنان الرَّخْص. الْمُحْكَمُ: الطَّفْل، بِالْفَتْحِ، الرَّخْص النَّاعِمُ، وَالْجَمْعُ طِفالٌ وطُفول؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئة: إِلى كَفَلٍ مِثْلِ دِعْصِ النَّقا، ... وكَفٍّ تُقَلِّبُ بِيضاً طِفَالا وَقَالَ ابْنُ هَرْمة: مَتى مَا يَغْفُلِ الْوَاشُونَ، تومِئْ ... بأَطْرافٍ مُنَعَّمةٍ طُفول والأُنثى طَفْلة؛ قَالَ الأَعشى: رَخْصَةٌ طَفْلَةُ الأَنامل، تَرْتَبْبُ ... سُخاماً تَكُفُّه بخِلال وَقَدْ طَفُل طَفَالةً وطُفُولةً. وَيُقَالُ: جَارِيَةٌ طَفْلةٌ إِذا كَانَتْ رَخْصةً. والطِّفْلُ والطِّفْلة: الصَّغِيرَانِ. والطِّفْل: الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بَيِّن الطَّفَل والطَّفالة والطُّفولة والطُّفولية، وَلَا فِعْل لَهُ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ صَخْرُ الغَيِّ فِي الوَعِل فَقَالَ: بِهَا كَانَ طِفْلًا، ثُمَّ أَسدَسَ واستَوى، ... فأَصْبَح لِهْماً فِي لُهوم قَراهِب

_ (1). قوله [في الوقار والعله] هكذا في المحكم، وأنشده في التكملة: مبلطاً لَا شَيْءَ لَهُ قَالَ: والمبلط المملق

وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: ثَلاثاً، فلما اسْتُحِيلَ الجَهامُ، ... واستَجْمَعَ الطِّفْلُ فِيهَا رُشوحا عَنَى بالطِّفْل السَّحابَ الصِّغار أَي جَمَعتها الرِّيحُ وضمَّتها، وَاسْتَعَارَ لَهَا الرُّشوحَ حِينَ جَعَلَهَا طِفْلًا؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: أَزُهَيْرُ، إِن يُصْبِحْ أَبوك مُقَصِّراً ... طِفْلًا يَنُوءُ، إِذا مَشى للكَلْكَل أَراد أَنه يُقَصِّر عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ ويَضْعُف مِنَ الكِبَر وَيَرْجِعُ إِلى حَدِّ الصِّبا والطُّفولة، وَالْجَمْعُ أَطْفَال، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرَ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّبيُّ يُدْعى طِفْلًا حِينَ يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمه إِلى أَن يَحتلم. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبيِّ عَنِ الطِّفْل أَي شُغِلَت بِنَفْسِهَا عَنْ وَلَدِهَا بِمَا هِيَ فِيهِ مِنَ الجَدْب؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ . وَقَوْلُهُمْ: وَقَع فُلَانٌ فِي أَمر لَا يُنادى وَلِيدُه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: طِفْلًا هُنَا فِي مَوْضِعِ أَطفال يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ذكرُ الْجَمَاعَةِ، وكأَنَّ مَعْنَاهُ ثُمَّ يُخْرِج كلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ طِفْلًا. وَقَالَ تَعَالَى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: جَارِيَةٌ طِفْلَةٌ وطِفْلٌ، وَجَارِيَتَانِ طِفْلٌ، وجَوارٍ طِفْلٌ، وغُلام طِفْلٌ، وغِلْمان طِفْلٌ. وَيُقَالُ: طِفْلٌ وطِفْلَةٌ وطِفْلانِ وأَطْفالٌ وطِفْلَتانِ وطِفْلاتٌ فِي الْقِيَاسِ. والطِّفْل: الْمَوْلُودُ، وولَدُ كلِّ وحْشِيَّة أَيضاً طِفْلٌ، وَيَكُونُ الطِّفْل وَاحِدًا وَجَمْعًا مِثْلَ الجُنُب. وغُلام طَفْلٌ إِذا كَانَ رَخْص القَدَمين وَالْيَدَيْنِ. وامرأَة طَفْلة البَنان: رَخْصَتُها فِي بَيَاضٍ، بَيِّنة الطُّفولة، وَقَدْ طَفُلَ طَفالةً أَيضاً؛ وبَنانٌ طَفْلٌ، وإِنما جَازَ أَن يُوصَفَ البَنانُ وَهُوَ جمعٌ بالطَّفْل وَهُوَ وَاحِدٌ، لأَن كُلَّ جَمْعٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلَّا الْهَاءُ فإِنه يُوَحَّد ويُذَكَّر: وَلِهَذَا قَالَ حُمَيْدٌ: فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عَنْهُ، مَسَحْنَه ... بأَطراف طَفْلٍ، زَانَ غَيْلًا مُوَشَّما أَراد بأَطراف بَنان طَفْلٍ فَجَعَلَهُ بَدَلًا عَنْهُ، قَالَ: والطِّفْل الصَّغِيرُ مِنْ أَولاد النَّاسِ وَالدَّوَابِّ. وأَطْفَلَتِ المرأَةُ والظَّبْيَة والنَّعَم إِذا كَانَ مَعَهَا ولدٌ طِفْلٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: فعَلا فُروعَ الأَيْهَقان، وأَطْفَلَتْ ... بالجَلْهَتَيْن ظِباؤها ونَعامُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ وأَطْفَلَتْ بالجَلْهَتَيْن، فإِنه أَراد وباضَ نَعامُها؛ وَلَكِنَّهُ عَلَى قَوْلِهِ: شَرَّابُ أَلبانٍ وتَمْرٍ وأَقِط وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ؛ فَسِيبَوَيْهِ يَطْرُده والأَخفش يَقِفُه. أَبو عُبَيْدٍ: نَاقَةٌ مُطْفِلٌ وَنُوقٌ مَطافِلُ ومَطافِيلُ، بالإِشباع، مَعَهَا أَولادها. وَفِي الْحَدِيثِ: سَارَتْ قُرَيْشٌ بالعُوذ المَطَافِيل أَي الإِبل مَعَ أَولادها، والعُوذ: الإِبل الَّتِي وَضَعَت أَولادها حَدِيثاً؛ وَيُقَالُ: أَطْفَلَتْ، فَهِيَ مُطْفِلٌ ومُطْفِلة، يُرِيدُ أَنهم جاؤوا بأَجمعهم كِبَارُهُمْ وَصِغَارُهُمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: فأَقْبَلْتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافِل ، فَجَمَعَ بِغَيْرِ إِشباع. والمُطْفِل: ذَاتُ الطِّفْل مِنَ الإِنسان وَالْوَحْشُ مَعَهَا طِفْلُها، وَهِيَ قَرِيبَةُ عَهْدٍ بالنَّتاج، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَالْجَمْعُ مَطافِيل ومَطافِلُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وإِنَّ حَديثاً مِنْكِ، لَوْ تَبْذُلِينَه، ... جَنَى النَّحْل فِي أَلبانِ عُوذٍ مَطافِل

مَطافِيلَ أَبكارٍ حديثٍ نَتاجُها، ... تُشاب بماءٍ مِثْل مَاءِ المِفاصِل وطَفَّلَتِ الناقةُ: رَشَّحَتْ طِفْلَها؛ قَالَ الأَخطل: إِذا زَعْزَعَتْه الرِّيحُ جَرَّ ذُيولَه، ... كَمَا رَجَّعَتْ عُوذٌ ثِقالٌ تُطَفِّل وَلَيْلَةٌ مُطْفِلٌ: تَقْتُل الأَطفال ببَرْدِها. والطِّفْل: الْحَاجَةُ. وأَطْفَالُ الْحَوَائِجِ: صِغارُها. والطِّفْل: الشمسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا. والطِّفْل: اللَّيْلُ: وَيُقَالُ لِلنَّارِ سَاعَةَ تُقْدَح: طِفْلٌ وطِفْلَة. ابْنُ سِيدَهْ: والطِّفْلُ سَقْطُ النَّارِ، وَالْجَمْعُ أَطْفال؛ وَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ فُسِّرَ بِهِ قَوْلُ زُهَيْرٍ: لأَرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ، ثُمَّ لأَدْأَبَنْ ... إِلى اللَّيْل، إِلَّا أَنْ يُعَرِّجَني طِفْلُ يَعْنِي حَاجَةً يَسِيرَةً مِثْلَ قَدْح نَارٍ أَو نزولٍ لِلْبَوْلِ وَمَا أَشبهه، وكلُّ جُزْء مِنْ ذَلِكَ طِفْلٌ، كَانَ عَيْنَاً أَو حَدَثاً، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَمِنْ هُنَا قَالُوا طِفْل الهَمِّ والحُبِّ؛ قَالَ: يَضُمُّ إِليّ اللَّيْلُ أَطْفالَ حُبِّها، ... كَمَا ضَمَّ أَزْرارَ القَميص البَنائقُ والتَّطْفيلُ: السَّيْرُ الرُّوَيْد. يُقَالُ: طَفَّلْتُها تَطْفِيلًا يَعْنِي الإِبل، وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعَهَا أَولادها فَرَفَقْتَ بِهَا فِي السَّيْرِ ليَلْحَقَها أَولادها الأَطفالُ؛ فأَما قَوْلُ كَهْدَلٍ الرَّاجِزِ: يَا ربِّ لَا تَرْدُدْ إِلينا طِفْيَلا فإِما أَن يَكُونَ طِفْيَل بِنَاءً وَضْعِيّاً كرجُل طِرْيَم وَهُوَ الطَّوِيلُ ويَعْنِي بِهِ طِفْلًا، وإِما أَن يَكُونَ أَراد طُفَيْلًا يُصَغِّره بِذَلِكَ ويُحَقِّره، فلَمَّا لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ غَيَّر بِنَاءَ التَّصْغِيرِ وَهُوَ يُرِيدُهِ، وَهَذَا مَذْهَبُ ابْنِ الأَعرابي، وَالْقِيَاسُ مَا بدأْنا بِهِ. وطَفَلُ العَشيِّ: آخرُه عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَاصْفِرَارِهَا، يُقَالُ: أَتيته طَفَلًا وعِشاءً طَفَلًا، فإِما أَن يَكُونَ صِفَةً، وإِما أَن يَكُونَ بَدَلًا. وطَفَلَت الشمسُ تَطْفُلُ طُفُولًا وطَفَّلَتْ تَطْفِيلًا: هَمَّت بِالْوُجُوبِ ودَنَتْ لِلْغُرُوبِ. وتَطْفيلُ الشَّمْسِ: مَيْلُها لِلْغُرُوبِ. الأَزْهري: طَفَلَتْ فَهِيَ تَطْفُلُ طَفْلًا. وَيُقَالُ: طَفَّلَت تَطْفيلًا إِذا وَقَعَ الطَّفَل فِي الْهَوَاءِ وَعَلَى الأَرض وَذَلِكَ بالعَشيِّ؛ وأَنشد: باكَرْتُها طَفَلَ الغَداة بِغارةٍ، ... والمُبْتَغُون خِطارَ ذَاكَ قليلُ وَقَالَ لبيد: وعلى الأَرْضِ غَياباتُ الطَّفَل وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ أَتيته طَفَلًا أَي مُمْسِياً، وذلك بعد ما تَدْنُو الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ، وأَتيته طَفَلًا: وَذَلِكَ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، أُخِذ مِنَ الطِّفْل الصَّغِيرِ؛ وأَنشد: وَلَا مُتَلافِياً، والشَّمْسُ طِفْلٌ، ... بِبَعْض نَواشِغ الْوَادِي حُمولا «1» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَرِه الصَّلَاةَ عَلَى الْجَنَازَةِ إِذا طَفَلَتِ الشمسُ لِلْغُرُوبِ أَي دَنَتْ مِنْهُ، وَاسْمُ تِلْكَ السَّاعَةِ الطَّفَلُ. وَجَارِيَةٌ طِفْلَةٌ إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً، وَجَارِيَةٌ طَفْلة إِذا كَانَتْ رَقِيقَةَ البَشَرة نَاعِمَةً. الأَصمعي: الطَّفْلة الجارية

_ (1). قوله [ولا متلافيا إلخ] لعل تخريج هذا هنا من الناسخ فإن محله تقدم عند قوله وَالطِّفْلُ الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا كما صنع شارح القاموس

الرَّخْصة النَّاعِمَةُ، وَكَذَلِكَ البَنانُ الطَّفْل. والطِّفْلة: الْحَدِيثَةُ السِّنِّ، والذَّكَرُ طِفْلٌ. وطَفَّلَ اللَّيْلُ: دَنا وأَقْبَل بِظَلَامِهِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وطَيِّبةٍ نَفْساً بتأْبين هالكٍ ... تَذَكَّرُ أَخْداناً، إِذا اللَّيْلُ طَفَّلا قَوْلُهُ طَيِّبة نَفْساً أَي أَنها لَمْ تُعْطَ أَجراً عَلَى نَوْح هالِكٍ، إِنما تَنُوحُ لشَجْو أُخرى تَبْكِي عَلَى ابْنِهَا أَو غَيْرِهِ. وطَفَلْنا وأَطْفَلْنا: دَخَلْنَا فِي الطَّفَل. والطَّفَلُ: طَفَلُ الغَداة وطفَلُ العَشيّ مِنْ لَدُنْ أَن تَهُمَّ الشمسُ بالذُّرُور إِلى أَن يَسْتَمْكِنَ الضَّحُّ مِنَ الأَرض. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: طَفَلُ الغَداة مِنْ لَدُنْ ذُرور الشَّمْسِ إِلى اسْتِكْمَالِهَا فِي الأَرض. الْجَوْهَرِيُّ: والطَّفَل، بِالتَّحْرِيكِ، بَعْدَ الْعَصْرِ إِذا طَفَلت الشمسُ لِلْغُرُوبِ، والطَّفَل أَيضاً: مَطَرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لِوَهْدٍ جادَهُ طَفَلُ الثُّرَيَّا وطُفَيْلٌ: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ؛ وطُفَيْلُ الأَعراس، وطُفَيْل الْعَرَائِسِ: رجُلٌ مَنْ أَهل الْكُوفَةِ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفان كَانَ يأْتي الْوَلَائِمَ دُونَ أَن يُدْعى إِليها، وَكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَن الْكُوفَةَ كُلَّها بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فَلَا يَخْفى عليَّ مِنْهَا شَيْءٌ، ثُمَّ سُمِّي كُلُّ راشِنٍ طُفَيْلِيّاً وصَرَّفوا مِنْهُ فِعْلًا فَقَالُوا طَفَّلَ. ورجُلٌ طِفْليلٌ: يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فيأْكل طَعامَهم مِنْ غَيْرِ أَن يُدْعى. ابْنُ السِّكِّيتِ، وفي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ طُفَيْليٌّ لِلَّذِي يَدْخُلُ الْوَلِيمَةَ والمآدبَ وَلَمْ يُدْعَ إِليها، وَقَدْ تَطَفَّلَ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى طُفَيْل الْمَذْكُورِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الطُّفَيْليَّ الرَّاشِنَ والوارِش. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الطُّفَيْليّ والوارِش والواغِل والأَرْشم والزَّلَّال والقَسْقاس وَالنَّتِيلُ والدَّامِر والدَّامِق والزَّامِجُ واللَّعمَظ واللَّعْمُوظ والمَكْزَم. والطُّفَال والطَّفَال: الطِّين الْيَابِسُ، يَمانيةٌ. وطَفِيلٌ، بِفَتْحِ الطَّاءِ: اسْمُ جَبَلٍ، وَقِيلَ مَوْضِعٌ؛ قَالَ: وهَلْ أَرِدَنْ، يَوْمًا، مِياه مَجَنَّة؟ ... وهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامةٌ وطَفِيل؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي شِعْرِ بِلَالٍ: وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامةٌ وطَفِيل؟ قَالَ: قِيلَ هُمَا جَبَلَانِ بِنَوَاحِي مَكَّةَ، وَقِيلَ عينانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّطْفِيل مِنْ كَلَامِ أَهل الْعِرَاقِ، وَيُقَالُ: هُوَ يَتَطَفَّل فِي الأَعراس، وَقَالَ أَبو طَالِبٍ قَوْلُهُمْ الطُّفَيْليُّ: قَالَ الأَصمعي: هُوَ الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ مِنْ غَيْرِ أَن يَدْعُوه، مأْخوذ مِنَ الطَّفَل وَهُوَ إِقبال اللَّيْلِ عَلَى النَّهَارِ بظُلْمته. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الطَّفَلُ الظُّلمة نفسُها؛ وأَنشد لِابْنِ هَرْمة: وَقَدْ عَرانيَ مِنْ لَوْنِ الدُّجَى طَفَلُ أَراد أَنه يُظْلِمُ عَلَى الْقَوْمِ أَمرُه فَلَا يَدْرُونَ مَن دَعاه وَلَا كَيْفَ دَخَل عَلَيْهِمْ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ نُسِبَ إِلى طُفَيْل بْنِ زَلَّالٍ رَجُلٍ مِنْ أَهل الْكُوفَةِ. وريحٌ طِفْلٌ إِذا كَانَتْ ليِّنة الْهُبُوبِ. وعُشْبٌ طِفْلٌ: لَمْ يَطُلْ، وطَفْلٌ أَي ناعمٌ. طفأل: الطِّفْئِل: الْمَاءُ الرَّنْق الكَدِرُ يَبْقى فِي الْحَوْضِ، وَاحِدَتُهُ طِفْئلةٌ، يَعْنِي بِالْوَاحِدَةِ الطائفة. طفنشل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ الأُموي: الطَّفَنْشَأُ، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ، الضعيفُ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الطَّفَنْشَلُ بِاللَّامِ؛ وأَنشد:

لمَّا رأَتْ بُعَيْلَها زِنْجِيلا، ... طَفَنْشَلًا لَا يَمْنَعُ الفَصِيلا قَالَتْ لَهُ مَقَالَةً تَفْصِيلا: ... ليْتَكَ كُنْت حَيْضةً تَمْصيلا قَالَ: أَنشَدَنيه الإِيادِيُّ كَذَلِكَ. طلل: الطَّلُّ: المَطَرُ الصِّغارُ القَطر الدائمُ، وَهُوَ أَرْسخُ الْمَطَرِ نَدًى. ابْنُ سِيدَهْ: الطَّلُّ أَخَفُّ الْمَطَرِ وأَضعفه ثُمَّ الرَّذاذُ ثُمَّ البَغْش، وَقِيلَ: هُوَ النَّدى، وَقِيلَ: فَوْقَ النَّدى وَدُونَ الْمَطَرِ، وَجَمْعُهُ طِلالٌ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مِثْلُ النَّقا لبَّدَه ضَرْبُ الطَّلَل فإِنه أَراد ضرْب الطَّلِّ ففَكَّ المُدْغَم ثُمَّ حرَّكه، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ ضربُ الطِّلل، أَراد ضَرْبُ الطِّلال فَحَذَفَ أَلف الْجَمْعِ. ويومٌ طَلٌّ: ذُو طَلٍّ. وطُلَّتِ الأَرضُ طَلًّا: أَصابها الطَّلُّ، وطلَّت فَهِيَ طَلَّةٌ: ندِيَتْ، وطَلَّها النَّدى، فَهِيَ مَطْلَولةٌ. وَقَالُوا فِي الدُّعَاءِ: طُلَّتْ بلادُك وطَلَّتْ، فطُلَّت: أُمْطِرت، وطَلَّت: نديَتْ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: طُلَّتْ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ. يُقَالُ: رحُبَتْ بلادُك وطُلَّتْ، بِالضَّمِّ، وَلَا يُقَالُ طَلَّتْ لأَن الطَّلَّ لَا يَكُونُ مِنْهَا إِنما هِيَ مُفَعْوِلَةٌ، وَكُلُّ ندٍ طَلٌّ. وَقَالَ الأَصمعي: أَرضٌ طَلَّة نديَةٌ وأَرضٌ مَطْلُولة مِنَ الطَّلِّ. وطَلَّت السماءُ: اشْتَدَّ وقعُها. والمُطَلِّل: الضَّباب، وَيُقَالُ للنَّدى الَّذِي تُخْرِجُهُ عُرُوقُ الشَّجَرِ إِلى غُصُونِهَا طَلٌّ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: ثُمَّ يُرْسِل اللَّهُ مَطَرًا كأَنه الطَّلُ ؛ الطَّلُّ: الَّذِي يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فِي الصَّحْو، والطَّلُّ أَيضاً: أَضعف الْمَطَرِ. والطَّلُّ: قِلَّة لَبن النَّاقَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ قَلَّ أَو كَثُر. والمَطْلُول: اللَّبَن المَحْضُ فَوْقَهُ رغْوة مصبوبٌ عَلَيْهِ ماءٌ فتَحْسبُه طَيِّباً وَهُوَ لَا خَيْرَ فِيهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: وبحَسْب قَوْمِك، إِن شَتَوْا، مَطْلُولَةٌ، ... شَرَع النَّهار، ومَذْقةٌ أَحياناً وَقِيلَ: المَطْلولة هُنَا جِلدة موْدُونة بِلَبَنٍ مَحْضٍ يأْكلونها. وَقَالُوا: مَا بِهَا طَلٌّ وَلَا ناطِلٌ، فالطَّلُّ اللَّبَنُ، والنَّاطِلُ الْخَمْرُ. وَمَا بِهَا طَلٌّ أَي طِرْقٌ. وَيُقَالُ: مَا بِالنَّاقَةِ طَلٌّ أَي مَا بِهَا لَبَنٌ. والطُّلَّى: الشَّرْبة مِنَ الْمَاءِ. والطَّلُّ: هَدْرُ الدَّم وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يُثْأَر بِهِ أَو تُقْبَل ديَتُه، وَقَدْ طَلَّ الدمُ نفسُه طَلًّا وطَلَلْتُه أَنا؛ قَالَ أَبو حيَّة النُّميري: ولكنْ، وبَيْتِ اللهِ، مَا طَلَّ مُسْلِماً ... كغُرِّ الثَّنايا واضحاتِ المَلاغِم وَقَدْ طُلَّ طَلًّا وطُلُولًا، فَهُوَ مَطْلُولٌ وطَلِيلٌ، وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ. الْجَوْهَرِيُّ: طَلَّه اللهُ وأَطَلَّه أَي أَهدره. أَبو زَيْدٍ: طُلَّ دَمُه، فَهُوَ مَطْلُولٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دِماؤُهُم لَيْسَ لَهَا طالِبٌ، ... مَطْلُولةٌ مِثْلُ دَمِ العُذْرَه أَبو زَيْدٍ: طُلَّ دَمُه وأَطَلَّه اللهُ، وَلَا يُقَالُ طَلَّ دَمُه، بِالْفَتْحِ، وأَبو عُبَيْدَةَ وَالْكِسَائِيُّ يَقُولَانِهِ. وَيُقَالُ: أُطِلَّ دَمُه؛ أَبو عُبَيْدَةَ: فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: طَلَّ دَمُه وطُلَّ دَمُه وأُطِلَّ دَمُه. والطُّلَّاءُ: الدَّمُ المَطْلُول؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: هَمْزَتُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ مُبْدَلةٍ مِنْ لَامٍ وَهُوَ عِنْدَهُ مِنْ مُحَوّل التَّضْعِيفِ، كَمَا قَالُوا لَا أَمْلاه يُرِيدُونَ لَا أَمَلُّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ

فَانْتَزَعَ يَدَه مِنْ فِيهِ فسَقَطَتْ ثَناياه فطَلَّها رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي أَهْدَرَها وأَبطلها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى طَلَّها، بِالْفَتْحِ، وإِنما يُقَالُ طُلَّ دَمُه وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ، وأَجاز الأَوَّلَ الْكِسَائِيِّ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ مَنْ لَا أَكَل وَلَا شَربَ وَلَا اسْتَهَلَّ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ. وطَلَّه حقَّه يَطُلُّه: نقَصَه إِيَّاه وأَبْطَله. خَالِدُ بْنُ جَنْبة: طَلَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا حقَّه يَطُلُّونه إِذا مَنَعُوهُ إِياه وحبسوه مِنْهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: طَلَّه أَي مَطَله؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر لِزَوْجِ المرأَة الَّتِي حاكَمَتْه إِليه طَالِبَةً مَهْرَها: أَنْشَأْتَ تَطُلُّها وتَضَهَلُها ؛ تَطُلُّها أَي تَمْطُلها، طَلَّ فُلَانٌ غَرِيمَه يَطُلُّه إِذا مَطَله، وَقِيلَ يَطُلُّها يَسْعَى فِي بُطْلَانِ حقِّها كأَنه مِنَ الدَّم المَطلول. ورَجُلٌ طَلٌّ: كَبِيرُ السِّنِّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والطَّلَّةُ: الخَمْر اللَّذيذة. وخَمْرةٌ طَلَّة أَي لَذيذةٌ؛ قَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْر: أَظَلُّ كأَنِّي شارِبٌ لِمُدامةٍ، ... لَهَا فِي عِظامِ الشَّارِبِينَ دَبيبُ رَكُودِ الحُمَيَّا طَلَّةٍ شابَ ماءَها ... بِهَا، مِنْ عَقاراءِ الكُرُومِ، رَبِيبُ أَراد مِنْ كُرُومِ العَقاراء فَقَلب. ورائحةٌ طَلَّة: لَذِيذَةٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَجِيءُ بِرَيّا مِنْ عُثَيْلَة طَلَّةٍ، ... يَهَشُّ لَهَا القَلْبُ الدَّوِي فيُثِيبُ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: بِرِيحِ خُزامَى طَلَّةٍ مِنْ ثِيَابِهَا، ... وَمِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّدِ المِسْك ثاقِب وحديثٌ طَلٌّ أَي حَسَنٌ. الْفَرَّاءُ: الطُّلَّة الشَّرْبة مِنَ اللَّبَن، والطَّلَّة النَّعْمة، والطَّلَّة الخمْرة السَّلِسة، والطِّلَّة الحُصْر. قَالَ يَعْقُوبُ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: مَا بِالنَّاقَةِ طُلٌّ، بِالضَّمِّ، أَي بِهَا لَبَنٌ. وطَلَّةُ الرجُل: امرأَتُه، وَكَذَلِكَ حَنَّتُه؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ حَسَّان: أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تأَوَّهُ طَلَّتي، مَا إِنْ تَنامُ؟ والنَّابُ: الشَّارِف مِنَ النُّوق، وإِسافٌ: اسْمُ رَجُل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: وإِنِّي لَمُحْتاجٌ إِلى مَوْتِ طَلَّتي، ... ولكنْ قَرِينُ السُّوءِ باقٍ مُعَمَّرُ وَقَوْلُ أَبي صَخْر الهُذَلي: كَمَوْرِ السُّقَى فِي حائِرٍ غَدِقِ الثَّرَى، ... عِذاب اللَّمَى بِحَنِينٍ طَلَّ المَناسِب «2» . قَالَ السُّكَّري: مَعْنَاهُ أَحْسَن المَناسِب؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَهُوَ يَعُودُ إِلى مَعْنَى اللَّذَّة؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ أَيضاً: قَطَعْت بهنَّ العَيشَ والدَّهْرَ كُلَّه، ... فَحَبِّرْ وَلَوْ طَلَّتْ إِليك المَناسِبُ أَي حَسُنَتْ وأَعْجَبَتْ. والطَّلل: مَا شَخَص مِنْ آثَارِ الدِّيَارِ، والرَّسْمُ مَا كَانَ لاصِقاً بالأَرض، وَقِيلَ: طَلَلُ كُلِّ شَيْءٍ شَخْصُه، وَجَمْعُ كَلِّ ذَلِكَ أَطْلالٌ وطُلول. والطَّلالةُ: كالطَّلَل؛ التَّهْذِيبُ: وطَلَلُ الدَّارِ يُقَالُ إِنه مَوْضِعٌ مِنْ صَحْنِها يُهَيَّأُ لِمَجْلِسِ أَهلها، وطَلَلُ الدار

_ (2). قوله [كمور السقى] كذا ضبط في الأَصل ولم ينقط فيه لفظ بحنين

كالدُّكَّانةِ يُجْلَس عَلَيْهَا؛ أَبو الدُّقَيْش: كَانَ يَكُونُ بفِناءِ كُلِّ بَيْتٍ دُكَّانٌ عَلَيْهِ المَشْرَبُ والمَأْكَلُ، فَذَلِكَ الطَّلَلُ. وَيُقَالُ: حيَّا اللَّهُ طُلَلَك وأَطْلالَك أَي مَا شَخَصَ مِنْ جَسدَك، وحيَّا اللهُ طَلَلك وطَلالَتك أَي شَخْصَك. وَيُقَالُ: فرس حَسَنُ الطَّلالة، وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنْ خَلْقه. والإِطْلال: الإِشْرافُ عَلَى الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: رأَيت نِسَاءً يَتَطالَلْنَ مِنَ السُّطُوح أَي يَتَشَوَّفْنَ. وتَطَالَلْت: تَطاوَلْت فنَظَرْت. أَبو العَمَيْثَل: تَطالَلْت لِلشَّيْءِ وتَطاوَلْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وتَطالَّ أَي مَدَّ عُنُقَه يَنْظُرُ إِلى الشَّيْءِ يَبْعُد عَنْهُ؛ وَقَالَ طَهْمانُ بْنُ عَمْرٍو: كَفَى حَزَناً أَنِّي تَطالَلْتُ كَيْ أَرى ... ذُرَى قُلَّتَيْ دَمْخٍ، فَمَا تُرَيانِ أَلا حَبَّذا، واللهِ، لَوْ تَعْلَمانِه ... ظِلالُكُما، يَا أَيُّها العَلَمانِ وماؤكُما العَذْب الَّذِي لَوْ شَرِبْتُه، ... وَبِي نافِضُ الحُمَّى، إِذاً لشَفائي أَبو عَمْرٍو: التَّطالُّ الاطِّلاع مِنْ فَوْق الْمَكَانِ أَو مِنَ السِّتْر. وأَطَلَّ عَلَيْهِ أَي أَشْرَف؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَنا البازِي المُطِلُّ عَلَى نُمَيْرٍ، ... أُتِيحَ مِنَ السَّمَاءِ لَهَا انْصبابا وَتَقُولُ: هَذَا أَمرٌ مُطِلٌّ أَي لَيْسَ بمُسْفِرٍ. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّة بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلب: فأَطَلَّ عَلَيْنَا يهوديٌ أَي أَشرف، قَالَ وَحَقِيقَتُهُ: أَوْفَى عَلَيْنَا بطَلَله أَي شَخْصِهِ. وتَطاوَلَ عَلَى الشَّيْءِ واسْتَطَلَّ: أَشْرَف؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: ومنْه يَمانٍ مُسْتَطِلٌّ، وجالسٌ ... لعَرْضِ السَّراة، مُكْفَهِرًّا صَبِيرُها وطَلَلُ السَّفِينَةِ: جِلالُها، وَالْجَمْعُ الأَطْلال. والطَّلِيلُ: الحَصير؛ الْمُحْكَمُ: الطَّلِيل حَصيرٌ منسوجٌ مِنْ دَوْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُعْمَل مِنَ السَّعَف أَو مِنْ قُشور السَّعَف، وَجَمْعُهُ أَطِلَّةٌ وطُلُلٌ. التَّهْذِيبُ: أَبو عمرو الطَّلِيلة البُورِياءُ، وقال الأَصمعي: الباريُّ لَا غَيْرُ. أَبو عَمْرٍو: الطِّلُّ الحيَّة؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الطَّلُّ، بِالْفَتْحِ، للحَيَّة. وَيُقَالُ أَطَلَّ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ بالأَذى إِذا دَامَ عَلَى إِيذائه؛ وَقَوْلُهُمْ: لَيْسَتْ لِفُلَانٍ طَلالةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَتْ لَهُ حالٌ حَسَنة وَهَيْئَةٌ حَسَنَةٌ، وَهُوَ مِنَ النَّبَاتِ المَطلولِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَيْسَتْ لَهُ طَلالة، قَالَ: الطَّلالة الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ؛ وأَنشد: فَلَمَّا أَنْ وَبِهْتُ وَلَمْ أُصادِفْ ... سِوى رَحْلي، بَقِيتُ بِلَا طَلاله مَعْنَاهُ بِغَيْرِ فَرَحٍ وَلَا سُرور. وَقَالَ الأَصمعي: الطَّلالة الحُسْنُ وَالْمَاءُ. وخَطَبَ فُلَانٌ خُطْبةً طَلِيلة أَي حَسَنَةً. وَعَلَى مَنْطِقه طَلالةُ الحُسْن أَي بَهْجتُه؛ وَقَالَ: فقلتُ: أَلم تَعْلَمِي أَنَّه ... جَمِيل الطَّلالة حُسَّانُها؟ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَنه كَانَ يُصَلي على أَطلال السفينة ؛ هي جَمْعُ طَلَلٍ وَيُرِيدُ بِهَا شِرَاعَهَا. وأَطلال: اسْمُ ناقةٍ، وَقِيلَ: اسْمُ فرَس يزْعم النَّاسُ أَنها تَكَلَّمَتْ لَمَّا هَرَبَت فارسُ يَوْمَ القادِسيَّة، وَذَلِكَ أَن الْمُسْلِمِينَ تَبِعوهم فَانْتَهَوْا إِلى نَهَرٍ قَدْ قُطِع جِسْرُه فَقَالَ

فَارِسُهَا: ثِبي أَطْلالُ فَقَالَتْ: وَثَبْتُ وسُورةِ البقَرة؛ وإِياها عَنَى الشَّمّاخ بِقَوْلِهِ: لَقَدْ غابَ عَنْ خَيْلٍ، بمُوقانَ أُحْجِرَتْ، ... بُكَيرُ بَني الشَّدَّاخِ فارِسُ أَطلال وبُكَيرٌ: هُوَ اسْمُ فَارِسِهَا. وَذُو طِلالٍ: اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ غُوَيَّة بْنُ سُلْمى بْنِ رَبيعة، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ عُوَيَّة بِعَيْنِ مُهْمَلَةٍ: أَلا نادَتْ أُمامَةُ باحْتِمالِ ... لتَحْزُنَني، فَلا بِكِ لَا أُبالي فَسِيري، مَا بَدا لكِ، أَو أَقيمي، ... فأَيًّا مَّا أَتَيْتِ، فَعَنْ يُقَالُ وكيفَ تَروعُني امرأَةٌ بِبَيْنٍ، ... حَياتيَ، بَعْدَ فَارِسِ ذِي طِلال قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ هُوَ مَوْضِعٌ بِبِلَادِ بَنِي مُرَّة، وَقِيلَ: هُنَاكَ قبرُ المُرِّي «1» والأَشهر أَن ذَا طِلال اسْمُ فَرَسٍ لِبَعْضِ الْمَقْتُولِينَ مِنْ أَصحاب غُوَيَّة، أَلا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا: وبَعْدَ أَبي ربيعةَ عَبدِ عَمْرٍو ... ومَسْعُودٍ، وبعدَ أَبي هِلالِ والطُّلَطِلةُ والطُّلاطِلة، كِلْتَاهُمَا: الدَّاهِيَةُ، وَقِيلَ: الطُّلاطِلَة والطُّلاطِل دَاءٌ يأْخُذ الحُمُر فِي أَصلابها فيَقْطَع ظُهورَها. والطُّلاطِلةُ والطُّلاطِل: الْمَوْتُ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّاءُ العُضال. وَقَالُوا: رَمَاهُ الله بالطُّلاطِلة والحُمَّى المماطِلة، وَهُوَ وَجَعٌ فِي الظَّهْر، وَقِيلَ: رَمَاهُ اللَّهُ بالطُّلاطِلة، هُوَ الدَّاءُ العُضال الَّذِي لَا يُقدَر لَهُ عَلَى حِيلَةٍ وَلَا دَوَاءٍ وَلَا يَعرِف المُعالِج مَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: الطُّلاطِلة الذِّبْحةُ الَّتِي تُعْجِله؛ والحُمّى المماطِلة: الرِّبْعُ تماطِل صاحبَها أَي تُطاوِله؛ قَالَ: والطُّلاطِلة سُقوط اللَّهاة حَتَّى لَا يُسِيغ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا، وَزَادَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي ذَلِكَ قَالَ: رَمَاهُ اللهُ بالطُّلاطِلة والحُمّى الْمُمَاطَلَةِ، فإِنه إِسْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، والإِسْبُ اللَّئِيمُ. والطُّلاطِلة: لُحْمَةٌ فِي الحَلْق؛ قَالَ الأَصمعي: الطُّلاطِلة هِيَ اللَّحْمة السَّائِلَةُ عَلَى طَرَف المُسْترَط. وَيُقَالُ: وَقعَتْ طُلاطِلتُه يَعْنِي لهَاتَه إِذا سقَطتْ. والطُّلْطُل: الْمَرَضُ الدَّائِمُ. وَذُو طَلالٍ: ماءٌ قَرِيبٌ مِنَ الرَّبَذة، وَقِيلَ: هُوَ وَادٍ بالشَّرَبَّة لغَطَفان؛ قَالَ عُرْوة بْنُ الوَرْد: وأَيَّ النَّاسِ آمَنُ بَعْدَ بَلْجٍ، ... وقُرَّة صاحِبَيَّ بذي طَلال؟ طمل: الطَّمْلُ: السَّير الْعَنِيفُ. طَمَلَ الإِبلَ يَطمُلها طَمْلًا وطَمَلْت الناقةَ طَمْلًا: سيَّرْتها سَيْرًا فَسِيحًا. والطِّمْلُ مِنَ الرِّجَالِ: الفاحشُ البَذيُّ الَّذِي لَا يُبالي مَا صنَع وَمَا أَتى وَمَا قِيلَ لَهُ، وإِنه لَمِلْطٌ طِمْلٌ، وَالْجَمْعُ طُمُولٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: أَطاعوا فِي الغَوايةِ كُلَّ طِمْلٍ، ... يَجُرُّ المُخْزِيات وَلَا يُبالي وَالِاسْمُ الطُّمُولة. ورجُلٌ طَمِيلٌ: خَفِيُّ الشأْن. والطِّمْل والطِّمْلِيل: اللصُّ، وَقِيلَ: اللِّصُّ الْفَاسِقُ، وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ كلَّ لِصٍّ. وانْطَمَلَ فُلَانٌ إِذا شَارَكَ اللُّصوص. والطِّمْلالُ: اللصُّ. والطِّملال: الذِّئْبُ. والطِّمْلُ والطِّمِلُّ والطِّمْلالُ: الذِّئْبُ الأَطلَسُ الخفِيُّ الشَّخْصِ. والطِّمْلُ والطِّمْلال والطِّمْلِيل والطُّمْلُول: الفقير السيِءُ الحال القَشِف

_ (1). قوله [قبر المري] عبارة ياقوت: وفيه قَبْرُ تَمِيمُ بْنُ مُرِّ بْنِ أُدٍّ بن طابخة

الْقَبِيحُ الْهَيْئَةِ الأَغبر، وَقِيلَ: هُوَ الْعَارِي مِنَ الثِّيَابِ وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ الْقَانِصُ. والطَّمْلة والطَّمَلة: الحمْأَة والطينُ، وَقِيلَ: مَا بَقِيَ فِي أَسفل الْحَوْضِ مِنَ الْمَاءِ الكَدِر. والطِّمْلُ: الْمَاءُ الكَدِر. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ صَارَ الْمَاءُ دَكَلة وطَمَلة وثُرْمُطةً، كُلُّهُ الطِّينُ الرَّقِيقُ. واطُّمِلَ مَا فِي الْحَوْضِ. أُخرِج فَلَمْ يُترك فِيهِ قَطْرة، وَهُوَ افْتُعِل مِنْهُ. والطِّمْل: الثَّوْبُ الَّذِي أُشبِع صَبْغُه. والطِّمْل: النَّصِيب. والسَّهم الطَّمِيل والمَطْمُول: المُلَطَّخ بِالدَّمِ؛ قَالَ أَبو خِراش يَصِفُ سَهْمًا: كأَنَّ النَّضِيَّ، بعد ما طَاشَ مارِقاً ... وَرَاءَ يَديه بالخَلاءِ، طَمِيلُ وطَمَلَ الدَّمُ السهمَ وغيرَه طَمْلًا، فَهُوَ مَطمولٌ وطَمِيلٌ: لطَّخَه، وَقَدْ طَمِلَ هُوَ. وَقِيلَ: كلُّ مَا لُطِّخ، فَقَدْ طُمِل. ووَقع فِي طَمْلة إِذا وَقَعَ فِي أَمر قَبِيحٍ والتَطَخ بِهِ. ورجلٌ مَطمُول وطَمِيل: مَلْطوخ بِدَمٍ أَو بِقَبِيحٍ أَو بِغَيْرِهِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فكَيفَ أَبِيتُ الليلَ، وابنَةُ مالكٍ ... بِزينتها، لَمَّا يُقَطَّعْ طَمِيلُها؟ يَقُولُ: أَبوها مالِكٌ ثَأْري أَي قَتَل حَمِيماً فأَنا أَطلبه بِدَمِهِ، فَيَقُولُ: كَيْفَ يأْخذني النومُ وَلَمْ تُسْبَ هِيَ وَلَمْ يُؤْخَذْ أَبوها وَلَمْ تُقَطَّع قِلادَتُها وَهِيَ طَميلها؟ وإِنما سُمِّيت القِلادة طَمِيلًا لأَنها تُطْمَل بالطِّيب أَي تُلَطَّخ. وَالْمِطْمَلُ: مَكْتَبُ تَبَابِ «1» الْعَرَائِسِ بِالذَّهَبِ. والمِطْمَلة: مَا تُوَسَّع بِهِ الخُبزة. وطمَلْت الْخُبْزَةَ: وَسَّعْتها. وَقَدْ طَمَلَ الحصِيرَ، فَهُوَ مَطْمُولٌ وطَمِيلٌ: رَمَله وجعَلَ فِيهِ الخُيوط. والطَّمِيل والطَّمِيلَة: الجدْيُ والعَناق لأَنهما يُطْمَلان أَي يُشَدَّان. طهل: طَهِلَ الماءُ طَهَلًا، فَهُوَ طَهِلٌ وطَاهِلٌ: أَجِن، وطَهِلَ، بِالْكَسْرِ: فَسَدَ وتَغَيَّرت رائحتُه. وَفِي الأَرض طُهْلَةٌ مِنْ كَلإٍ أَي شيءٌ يسيرٌ مِنْهُ وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ، وَذَلِكَ فِي أَول نَبَاتِهَا، وَقَدْ أَطْهَلَتِ الأَرضُ. والطَّهْلة: الْقَلِيلُ الضَّعِيفُ مِنَ الكَلإِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والطِّهْلِئة: الْمَاءُ الرَّنْقُ الكَدِر فِي الْحَوْضِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الطِّهْلِئَة الطِّينُ فِي الْحَوْضِ وَهُوَ مَا انْحَتَّ فِيهِ مِنَ الحوض بَعْدَ ما لِيطَ، تَقُولُ: أَخْرِجْ هَذِهِ الطِّهْلِئة مِنْ حَوْضِك. وطَهْيَل الرَّجلُ إِذا أَكَل الطُّهْلة، وَهِيَ بَقْلة نَاعِمَةٌ. والطِّهْلِئة: القِطعة مِنَ الغَيْم عَلَى وَجْهِ السَّمَاءِ مأْخوذة مِنْ طَهِلَ الماءُ إِذا تَغَيَّر وعَلاه الطُّحْلُب. وَمَا فِي السَّمَاءِ طِهْلِئة أَي سَحَابَةٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي شَيْءٍ مِنْ غَيْم، وَهُوَ فِعْلِئةٌ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ كَهَمْزَةِ الكِرْفِئة والغِرْقئ. والطِّهْلِيَةُ مِنَ النَّاسِ: الأَحمقُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، كِلَاهُمَا غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ المُدَفَّع، قَالَ: وَيُقَالُ للرَّاشِن. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ بَقِيَت مِنْ أَموالهم طُهْلةٌ أَي بَقِيَّة، وَقَالَ: هَاهُنَا طُهْلَةُ الْمَاءِ ونُضَاضَتُه وبُراضَتُه بَقِيَّةٌ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: وتَهَطْلأَت وتَطَهْلأَت أَي وقَعَتْ. طهفل: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي طَهْفَلَ إِذا أَكَل خُبْزَ الذُّرَة وداوَمَ عَلَيْهِ، وَفِي أَمالي ابْنُ بَرِّيٍّ: لعَدَمِ غيره. طَهْمَلَ: الطَّهْمَل: الجَسِيم القبيحُ الخِلْقة، والمرأَة طَهْمَلةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَقَفَت امرأَةٌ عَلَى عمر،

_ (1). قوله [والمطمل مكتب تباب إلخ] هكذا رسم في الأصل من غير ضبط

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي امرأَة طَهْمَلةٌ ؛ هِيَ الْجَسِيمَةُ الْقَبِيحَةُ، وَقِيلَ الدَّقِيقَةُ. والطَّهْمَل: الَّذِي لَا يوجَد لَهُ حَجْمٌ إِذا مُسَّ. والطَّهْمَلَةُ والطِّهْمِلة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، مِنَ النِّسَاءِ: السوداءُ القبيحةُ الخَلْق؛ قَالَ العجَّاج: يُمْسِينَ عَنْ قَسِّ الأَذى غَوافِلا، ... لَا جَعْبَرِيَّاتٍ وَلَا طَهامِلا يعْني قِباحَ الخِلْقة. والطَّهَامِل: الضِّخام. طول: الطُّولُ: نَقِيضُ القِصَر فِي النَّاسِ وغيرهِم مِنَ الْحَيَوَانِ والمَوات. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الطَّويلِ: طالَ يَطُولُ طُولًا، فَهُوَ طَويلٌ وطُوالٌ. قَالَ النَّحْوِيُّونَ: أَصْلُ طالَ فَعُلَ اسْتِدْلَالًا بِالِاسْمِ مِنْهُ إِذا جَاءَ عَلَى فَعِيل نَحْوِ طَويل، حَمْلًا عَلَى شَرُفَ فَهُوَ شَرِيف وكَرُمَ فَهُوَ كَريم، وجَمْعُهُما طِوَال؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: صَحَّت الْوَاوُ فِي طِوال لصِحَّتها فِي طَويل، فَصَارَ طِوال مِنْ طَويل كجِوار مَنْ جاوَرْت، قَالَ: ووافَقَ الَّذِينَ قَالُوا فَعِيل الَّذِينَ قَالُوا فُعال لأَنهما أُخْتان فجَمَعوه جَمْعه، وَحَكَى اللُّغويون طِيال، وَلَا يُوجِبُهُ الْقِيَاسُ لأَن الْوَاوَ قَدْ صَحَّت فِي الْوَاحِدِ فَحُكْمُهَا أَن تَصِحَّ فِي الْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي لَمْ تُقْلَبْ إِلا فِي بَيْتٍ شَاذٍّ وَهُوَ قَوْلُهُ: تَبَيَّنَ لِي أَنَّ القَماءةَ ذِلَّةٌ، ... وأَنَّ أَعِزَّاء الرجالِ طِيالُها والأُنثى طَويلةٌ وطُوالةٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَلَا يَمْتَنِعُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ مِنَ التَّسْلِيمِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ أَهْوَج الطُّول طُوَال وطُوَّال، وامرأَة طُوَالَة وطُوَّالة. الْكِسَائِيُّ فِي بَابِ المُغالَبة: طاوَلَني فَطُلْتُه مِنَ الطُّول والطَّوْل جَمِيعًا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يُقَالُ طُلْتُ عَلَى فَعُلْتُ لأَنك تَقُولُ طَويل وطُوال كَمَا قُلْتَ قَبُحَ وقَبيح، قَالَ: وَلَا يَكُونُ طُلْته كَمَا لا يَكُونُ فَعُلْتُه فِي شَيْءٍ؛ قَالَ الْمَازِنِيُّ: طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت مِنْ فعُلْت غيرَ مُحَوَّلة، الدليلُ عَلَى ذَلِكَ طَوِيلٌ وطُوال؛ قَالَ: وأَما طاوَلْته فطُلْتُه فَهِيَ مُحَوَّلة كَمَا حُوِّلَت قُلْتُ، وَفَاعِلُهَا طائلٌ، لَا يُقَالُ فِيهِ طَويلٌ كَمَا لَا يُقَالُ فِي قَائِلٍ قَويل، قَالَ: وَلَمْ يؤْخذ هَذَا إِلا عَنِ الثِّقات؛ قَالَ: وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ مَنْ فَعَلْت إِلى فَعُلْت كَمَا أَن بِعْتُ مُحَوَّلة مِنْ فَعَلْت إِلى فَعِلْت وَكَانَتْ فعِلْتُ أَولى بِهَا لأَن الْكَسْرَةَ مِنَ الْيَاءِ، كَمَا كَانَ فَعُلْت أَولى بقُلْت لأَن الضَّمَّةَ مِنَ الْوَاوِ؛ وطالَ الشيءُ طُولًا وأَطَلْته إِطالةً. والسَّبْع الطُّوَلُ مِنْ سُور الْقُرْآنِ: سَبْعُ سُوَر وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَسُورَةُ آلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ وَالْمَائِدَةِ والأَنعام والأَعراف، فَهَذِهِ سِتُّ سُوَرٍ متوالياتٌ وَاخْتَلَفُوا فِي السَّابِعَةِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ السَّابِعَةُ الأَنفال وبراءَة وَعَدَّهُمَا سُورَةً وَاحِدَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ السَّابِعَةَ سُورَةَ يُونُسَ؛ والطُّوَل: جَمْعُ طُولى، يُقَالُ هِيَ السُّورَةُ الطُّولى وهُنَّ الطُّوَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قرأْت السَّبْع الطُّوَل؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: سَكَّنْته، بعدَ ما طارَتْ نَعامتُه، ... بِسُورَةِ الطُّورِ، لمَّا فاتَني الطُّوَلُ وَفِي الْحَدِيثِ: أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَل ؛ هِيَ بِالضَّمِّ جَمْعُ الطُّولى، وَهَذَا الْبِنَاءُ يَلْزَمُهُ الأَلف وَاللَّامُ أَو الإِضافة. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة: أَنه كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بطُولى الطُّولَيَيْن ، هِيَ تَثْنِيَةُ الطُّولى ومُذَكَّرُها الأَطْوَل، أَي أَنه كَانَ يقرأُ فِيهَا بأَطْول السُّورَتَيْنِ الطَّوِيلَتَيْنِ، تَعْني الأَنعام والأَعراف.

والطَّوِيل مِنَ الشِّعْر: جِنْسٌ مِنَ العَرُوض، وَهِيَ كَلِمَةٌ مُوَلَّدة، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه أَطْوَلُ الشِّعْر كُلِّه، وَذَلِكَ أَن أَصله ثَمَانِيَةٌ وأَربعون حَرْفًا، وأَكثر حُرُوفِ الشِّعْرِ مِنْ غَيْرِ دَائِرَتِهِ اثْنَانِ وأَربعون حَرْفًا، ولأَن أَوتاده مُبْتَدَأٌ بِهَا، فالطُّول لِمُتَقَدِّمِ أَجزائه لَازِمٌ أَبداً، لأَن أَول أَجزائه أَوتاد وَالزَّوَائِدُ أَبداً يَتَقَدَّمُ أَسبابَها مَا أَوَّلُه وَتِدٌ. والطُّوال، بِالضَّمِّ: المُفْرِط الطُّول؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ طُفَيل: طُوال السَّاعِدَيْن يَهُزُّ لَدْناً، ... يَلُوحُ سِنانُه مِثْلَ الشِّهاب قَالَ: وَلَا يُكَسَّر «2». إِنما يُجْمع جَمْعَ السَّلَامَةِ. وطَاوَلَني فَطُلْتُه أَي كُنْتُ أَشَدَّ طُولًا مِنْهُ؛ قَالَ: إِنَّ الفَرَزْدَقَ صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ ... طَالَتْ، فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعال وطالَ فُلَانٌ فُلَانًا أَي فَاقَهُ فِي الطُّول؛ وأَنشد: تَخُطُّ بِقَرْنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ، ... وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طَالَها أَي طاوَلَها فَلَمْ تَنَلْه. والأَطْوَل: نقيضُ الأَقْصر، وتأْنيث الأَطْوَل الطُّولى، وَجَمْعُهَا الطُّوَل. الْجَوْهَرِيُّ: الطُّوَال، بِالضَّمِّ، الطَّوِيلُ. يُقَالُ طَوِيلٌ وطُوَالٌ، فإِذا أَفرَط فِي الطُّول قِيلَ طُوّال، بِالتَّشْدِيدِ. والطِّوَال، بِالْكَسْرِ: جَمْعُ طَوِيل، والطَّوَالُ، بِالْفَتْحِ: مِنْ قَوْلِكَ لَا أُكَلِّمه طَوَالَ الدَّهْر وطُولَ الدَّهْر بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: قَلانِسُ طِيَالٌ وطِوَالٌ بِمَعْنًى. والرِّجال الأَطاوِل: جَمْعُ الأَطْوَل، والطُّولَى تأْنيث الأَطْوَل، وَالْجَمْعُ الطُّوَل مِثْلُ الكُبْرَى والكُبَر. وأَطَالَتِ المرأَةُ إِذا وَلَدَتْ طِوَالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن القَصِيرة قَدْ تُطِيل. الْجَوْهَرِيُّ: والطُّولُ خِلاف العَرْض. وطَالَ الشيءُ أَي امتدَّ، قَالَ: وطُلْتُ أَصله طَوُلْتُ بِضَمِّ الْوَاوِ لأَنك تَقُولُ طَويل، فَنُقِلَتِ الضَّمَّةُ إِلى الطَّاءِ وَسَقَطَتِ الْوَاوُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ مِنْهُ طُلْتُه، وأَما قَوْلُكَ طَاوَلَني فطُلْتُه فإِنما تَعْني بِذَلِكَ كُنْتُ أَطْولَ مِنْهُ مِنَ الطُّول والطَّوْل جَمِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا مَشَى مَعَ طِوَالٍ إِلا طالَهُم ، فهذا مِنَ الطُّول؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ سُبَيح بْنِ رِياح الزِّنْجي، وَيُقَالُ رِيَاحِ بْنِ سُبَيْحٍ، حِينَ غَضِبَ لَمَّا قَالَ جَرِيرٌ في الفَرَزْدَق: لَا تَطْلُبَنَّ خُؤُولةً فِي تَغْلِبٍ، ... فالزِّنْجُ أَكْرَمُ منهمُ أَخْوَالا فَقَالَ سُبَيْحٌ أَو رِيَاحٌ لَمَّا سَمِع هَذَا الْبَيْتَ: الزِّنْجُ لَوْ لاقَيْتَهم فِي صَفِّهِمْ، ... لاقَيْتَ، ثَمَّ، جَحَاجِحاً أَبْطَالًا مَا بالُ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ سَبَّنا، ... أَنْ لَمْ يُوازِنْ حاجِباً وعِقَالا؟ إِنَّ الفَرَزْدَق صَخْرَةٌ عادِيَّةٌ ... طالَتْ، فَلَيْسَ تَنالُها الأَوْعالا «3» . وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: وَمَا بَلَغَتْ كَفُّ امرئٍ مُتَناوِلٍ، ... مِنَ المَجْدِ، إِلَّا وَالَّذِي نِلْتَ أَطْوَلُ

_ (2). قوله [قال ولا يكسر إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: والطوال، كرمان، المفرط الطول، وَلَا يُكَسَّرُ، إِنَّمَا يُجْمَعُ جمع السلامة انتهى. وبهذا يعلم ما لعله سقط هنا، فقد تقدم في صدر المادة أَن طُوَالًا كغراب يجمع على طِوَال بالكسر (3). قوله [الأوعالا] تقدم إيراده قريباً الأَوعال بالرفع

وَفِي حَدِيثِ اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فطَالَ العَباسُ عمرَ أَي غَلَبَه فِي طُولِ الْقَامَةِ، وَكَانَ عُمَرُ طَويلًا مِنَ الرِّجَالِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَشدَّ طُولًا مِنْهُ. وَرُوِيَ أَن امرأَة قَالَتْ: رأَيت عَبّاساً يَطُوفُ بِالْبَيْتِ كأَنه فُسْطاطٌ أَبيض، وَكَانَتْ رأَت عَلِيَّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وقد فَرَعَ الناسَ كأَنه رَاكِبٌ مَعَ مُشَاةٍ فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فأُعْلِمَتْ فَقَالَتْ: إِنّ الناسَ ليَرْذُلون، وَكَانَ رأْس عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلى مَنْكِب أَبيه عَبْدِ اللَّهِ، ورأْسُ عَبْدِ اللَّهِ إِلى مَنْكِب الْعَبَّاسِ، ورأْسُ الْعَبَّاسِ إِلى مَنْكِب عَبْدِ المُطَّلِب. وأَطَلْتُ الشيءَ وأَطْوَلْت عَلَى النُّقْصَانِ وَالتَّمَامِ بِمَعْنًى. الْمُحْكَمُ: وأَطال الشيءَ وطَوَّلَه وأَطْوَلَه جَعَلَهُ طَويلًا، وكأَن الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ إِنما أَرادوا أَن يُنَبِّهُوا عَلَى أَصل الْبَابِ، قَالَ فَلَا يُقَاسُ هَذَا إِنما يأْتي لِلتَّنْبِيهِ عَلَى الأَصل؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ، وقَلَّما ... وِصالٌ، عَلَى طُولِ الصُّدود، يَدُومُ وكلُّ مَا امتدَّ مِنْ زَمَن أَو لَزِمَ مِنْ هِمٍّ ونحوِه فَقَدْ طَالَ، كَقَوْلِكَ طَالَ الهَمُّ وطَالَ الليلُ. وَقَالُوا: إِنَّ اللَّيْلَ طَويلٌ فَلَا يَطُلْ إِلَّا بِخَيْرٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ: وَمَعْنَاهُ الدُّعاء. وأَطال اللَّهُ طِيلَتَه أَي عُمْرَه. وطَالَ طِوَلُك وطِيَلُك أَي عُمْرك، وَيُقَالُ غَيْبتك؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: إِنّا مُحَيُّوكَ فاسْلَمْ أَيُّها الطَّلَلُ، ... وإِن بَلِيتَ، وإِن طالَتْ بِكَ الطِّوَلُ يُرْوَى الطِّيَل جَمْعُ طِيلة، والطِّوَل جَمْعُ طِوَلة، فاعْتَلَّ الطِّيَل وَانْقَلَبَتْ يَاؤُهُ وَاوًا لِاعْتِلَالِهَا فِي الْوَاحِدِ، فأَما طِوَلة وطِوَل فَمِنْ بَابِ عِنَبة وعِنَب. وطالَ طُوَلُك، بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ، وطالَ طَوَالُك، بِالْفَتْحِ، وطِيَالُك، بِالْكَسْرِ؛ كُلُّ ذَلِكَ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وجملٌ أَطْوَلُ إِذا طالتْ شَفَتُه العُليا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والطَّوَل طُولٌ فِي مِشْفَر الْبَعِيِرِ الأَعلى عَلَى الأَسفل، بَعِيرٌ أَطْوَل وَبِهِ طَوَلٌ. والمُطاوَلة فِي الأَمر: هُوَ التَّطْوِيل والتَّطَاوُلُ فِي مَعْنًى هُوَ الاسْتِطالة عَلَى النَّاسِ إِذا هُوَ رَفَع رأْسَه ورأَى أَنّ لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلًا فِي القَدْر؛ قَالَ: وَهُوَ فِي مَعْنًى آخَرَ أَن يَقُومَ قَائِمًا ثُمَّ يَتَطاوَل فِي قِيَامِهِ ثُمَّ يَرْفَع رأْسَه ويَمُدّ قوامَه لِلنَّظَرِ إِلى الشَّيْءِ. وطاوَلْته فِي الأَمر أَي ماطَلْته. وطَوَّلَ لَهُ تَطْوِيلًا أَي أَمْهَله. واسْتَطَالَ عَلَيْهِ أَي تَطَاوَلَ، يُقَالُ: اسْتَطَالُوا عَلَيْهِمْ أَي قَتَلوا مِنْهُمْ أَكثرَ مِمَّا كَانُوا قَتَلوا، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ اسْتَطَالَ بِمَعْنَى طَالَ، وتَطَاوَلْت بِمَعْنَى تَطالَلْت. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَيْنِ الحَيَّين مِنَ الأَوس والخَزْرَج كَانَا يتَطاوَلانِ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَطاوُلَ الفَحْلَين أَي يَسْتَطِيلانِ عَلَى عَدُوِّه ويتباريانِ فِي ذَلِكَ لِيَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَبلغ فِي نُصْرَتِهِ مِنْ صَاحِبِهِ، فشُبِّه ذَلِكَ التَّباري والتغالُب بتَطاوُلِ الْفَحْلَيْنِ عَلَى الإِبل، يَذُبُّ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الفُحولَ عَنْ إِبله لِيَظْهَرَ أَيُّهما أَكثرُ ذَبًّا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: فتَفَرَّق الناسُ فِرَقاً ثَلَاثًا، فصامِتٌ صَمْتُه أَنْفَذُ مِنْ طَوْلِ غَيْرِهِ ، وَيُرْوَى مِنْ صَوْل غَيْرِهِ ، أَي إِمْساكُه أَشدُّ مِنْ تَطاوُل غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: طَالَ عَلَيْهِ واسْتَطَالَ وتَطَاوَلَ إِذا عَلَاهُ وتَرَفَّع عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَرْبى الرِّبا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ النَّاسِ أَي اسْتِحْقارُهم والتَّرَفُّعُ عَلَيْهِمْ والوَقِيعةُ فِيهِمْ. وتَطاوَلَ: تمدَّدَ إِلى الشَّيْءِ يَنْظُرُ نَحْوَهُ؛ قَالَ: تَطَاوَلْتُ كَيْ يَبدو الحَصِيرُ فَمَا بَدَا ... لِعَيْني، وَيَا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدا لِيا

واسْتَطَالَ الشَّقُّ فِي الْحَائِطِ: امتدَّ وَارْتَفَعَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَهُوَ كاسْتَطار. والطِّوَلُ: الحَبْلُ الطويلُ جِدًّا؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ، مَا أَخْطَأَ الفَتَى، ... لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى، وثِنْياهُ باليَدِ والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ، كُلُّه: حَبْلٌ طَوِيلٌ تُشَدُّ بِهِ قائمةُ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَبَلُ تُشَدُّ بِهِ ويُمْسِك صاحبُه بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى؛ قَالَ مُزاحِم: وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها، ... كسِعْلاةِ بِيدٍ فِي خِلالٍ وتِطْوَل وَقَدْ طَوَّلَ لَهَا. والطِّوَل: الْحَبْلُ الَّذِي يُطَوَّل لِلدَّابَّةِ فَتَرْعَى فِيهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهِ «1»؛ يُقَالُ: طَوِّلْ لِفَرَسِكَ يَا فُلَانُ أَي أَرْخِ لَهُ حَبْلَه فِي مَرْعاه. الْجَوْهَرِيُّ: طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه فِي المَرْعى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الطَّوِيلةَ بِهَذَا الْمَعْنَى مِنَ الْعَرَبِ وَرَأَيْتُهُمْ يُسَمُّونه الطِّوَل فَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلَّا بِكَسْرِ الأَول وَفَتْحِ الثَّانِي. غَيْرُهُ: يُقَالُ أَرْخ للفَرَس مِنْ طِوَلِه، وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُطَوَّل لِلدَّابَّةِ فَتَرْعَى فِيهِ، وأَنشد بَيْتَ طَرْفَةَ: لَكَالطِّوَل المُرْخَى؛ قَالَ: وَهِيَ الطَّويلة أَيضاً، وَقَوْلُهُ: مَا أَخْطَأَ الفَتَى أَي فِي إِخطائه الفَتى؛ وَقَدْ شَدَّد الراجزُ الطِّوَلَّ لِلضَّرُورَةِ فَقَالَ مَنْظور بْنُ مَرْثَد الأَسَدي: تَعَرَّضَتْ لِي بمَكَانٍ حِلِّ، ... تَعَرُّضاً لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلِلِّي، تَعَرُّضَ المُهْرَة فِي الطِّوَلِ وَيُرْوَى: عَنْ قَتْلًا لِي، عَلَى الْحِكَايَةِ، أَي عَنْ قَوْلِها قَتْلًا لَهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الشِّعر كَثِيرًا وَيَزِيدُونَ فِي الْحَرْفِ مِنْ بَعْضِ حُرُوفِهِ؛ قَالَ ذُهْل بْنُ قَرِيعٍ، وَيُقَالُ قَارِبُ بْنُ سَالِمٍ المُرِّي: كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ ... قُطْنُنَّةً مِنْ أَجْوَدِ القُطْنُنِ وأَنشده غَيْرُهُ: قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطُنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ صَوَابُ إِنشاده. وَفِي الْحَدِيثِ: ورجُلٌ طَوَّلَ لَهَا فِي مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها ، وَفِي آخَرَ: فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها ؛ الطِّوَلُ والطِّيَلُ، بِالْكَسْرِ: هُوَ الْحَبْلُ الطَّوِيلُ يُشَدُّ أَحد طَرَفيه فِي وَتِدٍ أَو غَيْرِهِ وَالْآخَرُ فِي يَدِ الْفَرَسِ ليَدُور فِيهِ وَيَرْعَى وَلَا يَذْهَبُ لِوَجْهِهِ. وطَوَّلَ وأَطَالَ بِمَعْنًى أَي شَدَّها فِي الْحَبْلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لِطِوَل الفَرَس حِمًى أَي لِصَاحِبِ الْفَرَسِ أَن يَحْمِي الْمَوْضِعَ الَّذِي يَدُور فِيهِ فرسُه المشدودُ فِي الطِّوَل إِذا كَانَ مُباحاً لَا مَالِكَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثُ: لَا حِمى إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: طِوَلِ الْفَرَسِ، وثَلَّةِ البئرِ، وحَلْقةِ الْقَوْمِ ؛ قَوْلُهُ لَا حِمى يَعْنِي إِذا نَزَلَ رَجُلٌ فِي عَسْكَرٍ عَلَى مَوْضِعٍ لَهُ أَن يَمْنَعَ غيرَه طَوِلَ فَرَسِهِ، وَكَذَلِكَ إِذا حَفَر بِئْرًا لَهُ أَن يَمْنَعَ غيرَه مقدارَ مَا يَكُونُ حَرِيماً لَهُ. ومَطَاوِلُ الْخَيْلِ: أَرسانُها، وَاحِدُهَا مِطْوَلٌ. والطِّوَلُ: التَّمَادِي فِي الأَمر وَالتَّرَاخِي. يُقَالُ: طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك، سَاكِنَةَ الْيَاءِ وَالْوَاوِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، إِذا طَالَ مُكْثُه وتمادِيه فِي أَمر أَو تَرَاخِيه عَنْهُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: أَتانا فلم نَدْفَعْه، إِذ جَاءَ طارِقاً، ... وَقُلْنَا لَهُ: قَدْ طالَ طُولُك فانْزِلِ

_ (1). قوله [وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهِ] كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الليث الطَّوِيلة اسم حبل يشد به قائمة الدابة ثم ترسل في المرعى، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهِ انتهى

أَي أَمرُك الَّذِي أَنت فِيهِ مِنْ طُول السَّفَرِ ومُكابدة السَّيْرِ، وَيُرْوَى: قَدْ طَالَ طِيلُك؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما تَعْرِف الأَطلالَ قَدْ طالَ طِيلُها والطَّوَالُ: مَدَى الدهرِ؛ يُقَالُ: لَا آتِيك طَوَال الدَّهْر. والطَّوْل والطَّائِل والطَّائِلة: الفَضْل والقُدْرة وَالْغِنَى والسَّعَة والعُلُوُّ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: ويَأْشِبُني فِيهَا الذينَ يَلُونَها، ... وَلَوْ عَلِموا لَمْ يَأْشِبُوني بطَائِل وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ ذِئْبٍ: وإِن أَغارَ فَلَمْ يَحْلُلْ بطَائِلَةٍ، ... فِي لَيْلةٍ مِنْ جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما «1» كَذَا أَنشده جُمَيْر عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ، وَقَدْ تَطَوَّل عَلَيْهِمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا (الْآيَةَ)؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ عَلَى مَهْرِ الحُرَّة، قَالَ: والطَّوْلُ الْقُدْرَةُ عَلَى المَهْر. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذِي الطَّوْلِ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ؛ أَي ذِي القُدْرة، وَقِيلَ: الطَّوْل الغِنى، والطَّوْلُ الفَضْل، يُقَالُ: لِفُلَانٍ عَلَى فُلَانٍ طَوْلٌ أَي فَضْلٌ. وَيُقَالُ: إِنه لَيَتَطَوَّل عَلَى النَّاسِ بِفَضْلِهِ وَخَيْرِهِ. والطَّوْل، بِالْفَتْحِ: المَنُّ، يُقَالُ مِنْهُ: طَالَ عَلَيْهِ وتَطوَّلَ عَلَيْهِ إِذا امْتَنَّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللهمَّ بِكَ أُحاوِل وَبِكَ أُطاوِل ، مُفاعَلة مِنَ الطَّوْل، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الفَضْلُ والعُلُوُّ عَلَى الأَعداء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الرَّبُّ بِفَضْلِهِ أَي تَطَوَّل، وَهُوَ مِنْ بَابِ طارَقْتَ النَّعْلَ فِي إِطلاقها عَلَى الْوَاحِدِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَالَ لأَزواجه أَوَّلُكُنَّ لُحوقاً بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فاجْتَمَعْن يتَطاوَلْنَ فطالَتْهُنَّ سَوْدةُ فَمَاتَتْ زينبُ أَوَّلَهنَ ؛ أَراد أَمَدُّكُنَّ يَدًا بِالْعَطَاءِ مِنَ الطَّوْل فظَنَنَّه مِنَ الطُّول، وَكَانَتْ زَيْنَبُ تَعْمَل بِيَدِهَا وَتَتَصَدَّقُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتَّطَوُّل عِنْدَ الْعَرَبِ مَحْمُودٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المَحاسِن، والتطاوُلُ مَذْمُومٌ، وَكَذَلِكَ الِاسْتِطَالَةُ يوضَعانِ مَوْضِعَ التَّكَبُّرِ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّطاوُلُ والاسْتِطَالَة التَّفَضُّل ورَفْعُ النَّفْسِ، وَاشْتِقَاقُ الطَّائِل مِنَ الطُّول. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الخَسِيس الدُّون: مَا هُوَ بِطَائِلٍ الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سواءٌ؛ وأَنشد: لَقَدْ كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طَائِلِ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا أَمر لَا طائلَ فِيهِ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ غَنَاءٌ ومَزِيّة، يُقَالُ ذَلِكَ فِي التَّذْكِيرِ والتأْنيث. وَلَمْ يَحْلَ مِنْهُ بِطائلٍ: لَا يُتَكَلَّم بِهِ إِلَّا فِي الجَحْد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصحابه قُبِضَ فكُفِّن فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ أَي غَيْرِ رَفيعٍ وَلَا نَفِيسٍ، وأَصل الطَّائِل النَّفْعُ وَالْفَائِدَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَتْلِ أَبي جَهْلٍ: ضَرَبْته بِسَيْفٍ غَيْرِ طَائِل أَي غَيْرِ ماضٍ وَلَا قَاطِعٍ كأَنه كَانَ سَيْفًا دُوناً بَيْنَ السُّيُوفِ. والطَّوائل: الأَوتار والذُّحُول، وَاحِدَتُهَا طَائِلَة؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَطْلُب بَنِي فُلَانٍ بطَائِلَةٍ أَي بوَتْرٍ كأَن لَهُ فِيهِمْ ثأْراً فَهُوَ يَطْلُبُهُ بِدَمِ قَتِيلِهِ. وبيْنَهم طَائِلَةٌ أَي عَدَاوَةٌ وتِرَةٌ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَتَهُ: مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها، ... كأَنَّها طالةٌ فِي دَفِّها بَلَق قَالَ: الطَّالة الأَتان؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعرفه فَلْيُنْظَرْ فِي شِعْرِ ذِي الرُّمَّةِ.

_ (1). قوله [وإن أغار إلخ] سبق إنشاده في ترجمة جمر: وَإِنْ أَطَافَ وَلَمْ يَظْفَرْ بطَائِلَة ... فِي ظُلْمَةِ ابْنِ جَمِيرٍ ساوَر الْفُطُمَا

فصل الظاء المعجمة

والطُّوَّل، بِالتَّشْدِيدِ: طَائِرٌ. وطَيِّلَةُ الرِّيح: نَيِّحتُها. وطُوَالَة: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ بِئْرٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخ: كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوى ... ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت بالصَّمَّان رَوْضَةً وَاسِعَةً يُقَالُ لَهَا الطَّوِيلَة، وَكَانَ عَرْضُها قدرَ مِيلٍ فِي طُول ثَلَاثَةِ أَميال، وَفِيهَا مَساكٌ لِمَاءِ السَّمَاءِ إِذا امتلأَ شَرِبوا مِنْهُ الشهرَ وَالشَّهْرَيْنِ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَكُونُ ثَلَاثَةَ أَميال فِي مِثْلِهَا؛ وأَنشد: عادَ قَلْبي مِنَ الطَّوِيلة عِيدُ وبَنُو الأَطْوَل: بطن. فصل الظاء المعجمة ظلل: ظَلَّ نهارَه يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا يَظَلُّ ظَلًّا وظُلُولًا وظَلِلْتُ أَنا وظَلْتُ وظِلْتُ، لَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي النَّهَارِ لَكِنَّهُ قَدْ سُمِعَ فِي بَعْضِ الشِّعْرِ ظَلَّ لَيْلَه، وظَلِلْت أَعْمَلُ كَذَا، بِالْكَسْرِ، ظُلُولًا إِذا عَمِلْته بِالنَّهَارِ دُونَ اللَّيْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ، وَهُوَ مِنْ شَواذِّ التَّخْفِيفِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ ظَلَّ فُلَانٌ نهارَه صَائِمًا، وَلَا تَقُولُ الْعَرَبُ ظَلَّ يَظَلُّ إِلا لِكُلِّ عَمَلٍ بِالنَّهَارِ، كَمَا لَا يَقُولُونَ بَاتَ يَبِيتُ إِلا بِاللَّيْلِ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ لَامَ ظَلِلْت وَنَحْوِهَا حَيْثُ يَظْهَرَانِ، فإِن أَهل الْحِجَازِ يَكْسِرُونَ الظَّاءَ عَلَى كَسْرَةِ اللَّامِ الَّتِي أُلْقِيَتْ فَيَقُولُونَ ظِلْنا وظِلْتُم المصدر الظُّلُول، والأَمر اظْلَلْ وظَلَّ؛ قَالَ تَعَالَى: ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً ، وَقُرِئَ ظِلْتَ ، فَمَنْ فَتَح فالأَصل فِيهِ ظَلِلْت ولكن اللَّامَ حُذِفَتْ لثِقَل التَّضْعِيفِ وَالْكَسْرِ وَبَقِيَتِ الظَّاءُ عَلَى فَتْحِهَا، وَمَنْ قرأَ ظِلْتَ، بِالْكَسْرِ، حَوَّل كَسْرَةَ اللَّامِ عَلَى الظَّاءِ، وَيَجُوزُ فِي غير المكسور نحو هَمْت بِذَلِكَ أَي هَمَمْت وأَحَسْت بِذَلِكَ أَي أَحْسَسْت، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ حُذَّاق النَّحْوِيِّينَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ أَمَّا ظِلْتُ فأَصله ظَلِلْتُ إِلَّا أَنهم حَذَفُوا فأَلقوا الْحَرَكَةَ عَلَى الْفَاءِ كَمَا قَالُوا خِفْت، وَهَذَا النَّحْوُ شاذٌّ، قَالَ: والأَصل فِيهِ عَرَبِيٌّ كَثِيرٌ، قَالَ: وأَما ظَلْت فإِنها مُشَبَّهة بِلَسْت؛ وأَما مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ: أَلَمْ تَعْلَمِي مَا ظِلْتُ بِالْقَوْمِ وَاقِفًا ... عَلَى طَلَلٍ، أَضْحَتْ مَعارِفُه قَفْرا قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ كَسَرُوا الظَّاءَ فِي إِنشادهم وَلَيْسَ مِنْ لُغَتِهِمْ. وظِلُّ النهارِ: لونُه إِذا غَلَبَتْه الشمسُ. والظِّلُّ: نَقِيضُ الضَّحِّ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الظِّلَّ الفَيْء؛ قال رؤبة: كلُّ مَوْضِعٍ يَكُونُ فِيهِ الشَّمْسُ فَتَزُولُ عَنْهُ فَهُوَ ظِلٌّ وفَيْء، وَقِيلَ: الْفَيْءُ بالعَشِيِّ والظِّلُّ بِالْغَدَاةِ، فالظِّلُّ مَا كَانَ قَبْلَ الشَّمْسِ، وَالْفَيْءُ مَا فَاءَ بَعْدُ. وَقَالُوا: ظِلُّ الجَنَّة، وَلَا يُقَالُ فَيْؤها، لأَن الشَّمْسَ لَا تُعاقِب ظِلَّها فَيَكُونُ هُنَالِكَ فَيْءٌ، إِنما هِيَ أَبداً ظِلٌّ، وَلِذَلِكَ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها ؛ أَراد وظِلُّها دَائِمٌ أَيضاً؛ وَجَمْعُ الظِّلِّ أَظلالٌ وظِلال وظُلُولٌ؛ وَقَدْ جَعَلَ بَعْضُهُمْ لِلْجَنَّةِ فَيْئاً غَيْرَ أَنه قَيَّده بالظِّلِّ، فَقَالَ يَصِفُ حَالَ أَهل الْجَنَّةِ وَهُوَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: فَسلامُ الإِلهِ يَغْدُو عَلَيْهِمْ، ... وفُيُوءُ الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلال وَقَالَ كُثَيِّرٌ: لَقَدْ سِرْتُ شَرْقيَّ البِلادِ وغَرْبَها، ... وَقَدْ ضَرَبَتْني شَمْسُها وظُلُولُها

وَيُرْوَى: لَقَدْ سِرْتُ غَوْرِيَّ البِلادِ وجَلْسَها والظِّلَّة: الظِّلال. والظِّلال: ظِلال الجَنَّة؛ وَقَالَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلال وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ، حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ أَراد ظِلال الْجَنَّاتِ الَّتِي لَا شَمْسَ فِيهَا. والظِّلال: مَا أَظَلَّكَ مِنْ سَحابٍ وَنَحْوِهِ. وظِلُّ الليلِ: سَوادُه، يُقَالُ: أَتانا فِي ظِلِّ اللَّيْلِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: قَدْ أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهولَ مَعْسِفُه، ... فِي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ لأَن الظِّلَّ فِي الْحَقِيقَةِ إِنما هُوَ ضَوْءُ شُعاع الشَّمْسِ دُونَ الشُّعاع، فإِذا لَمْ يَكُنْ ضَوْءٌ فَهُوَ ظُلْمة وَلَيْسَ بظِلٍّ. والظُّلَّةُ أَيضاً «2»: أَوّل سَحَابَةٍ تُظِلُّ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الظِّلُّ كلُّ مَا لَمْ تَطْلُع عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظِلٌّ، قَالَ: والفَيْء لَا يُدْعى فَيْئاً إِلا بَعْدَ الزَّوَالِ إِذا فَاءَتِ الشمسُ أَي رَجَعَتْ إِلى الْجَانِبِ الغَرْبيِّ، فَمَا فَاءَتْ مِنْهُ الشمسُ وبَقِيَ ظِلًّا فَهُوَ فَيْء، والفَيْءُ شرقيٌّ والظِّلُّ غَرْبيٌّ، وإِنما يُدْعى الظِّلُّ ظِلًّا مِنْ أَوَّل النَّهَارِ إِلى الزَّوَالِ، ثُمَّ يُدْعى فَيْئًا بَعْدَ الزَّوَالِ إِلى اللَّيْلِ؛ وأَنشد: فَلَا الظِّلَّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، ... وَلَا الفَيْءَ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوق قَالَ: وسَوادُ اللَّيلِ كلِّه ظِلٌّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ أَظَلَّ يومُنا هَذَا إِذا كَانَ ذَا سَحَابٍ أَو غَيْرِهِ وَصَارَ ذَا ظِلٍّ، فَهُوَ مُظِلٌّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَظَلَّ مِنْ حَجَر، وَلَا أَدْفأَ مِنْ شَجَر، وَلَا أَشَدَّ سَواداً مِنْ ظِلّ؛ وكلُّ مَا كَانَ أَرْفع سَمْكاً كَانَ مَسْقَطُ الشَّمس أَبْعَد، وكلُّ مَا كَانَ أَكثر عَرْضا وأَشَد اكْتِنَازًا كَانَ أَشد لسَوادِ ظِلِّه. وظِلُّ اللَّيْلِ: جُنْحُه، وَقِيلَ: هُوَ اللَّيْلُ نَفْسُهُ، وَيَزْعُمُ المنجِّمون أَن اللَّيْلَ ظِلٌّ وإِنما اسْوَدَّ جِدًّا لأَنه ظِلُّ كُرَة الأَرض، وبِقَدْر مَا زَادَ بَدَنُها فِي العِظَم ازْدَادَ سَوَادُ ظِلِّها. وأَظَلَّتْني الشجرةُ وغيرُها، واسْتَظَلَّ بِالشَّجَرَةِ: اسْتَذْرى بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرةً يَسِير الراكبُ فِي ظِلِّها مائةَ عامٍ أَي فِي ذَراها وَنَاحِيَتِهَا. وَفِي قَوْلِ الْعَبَّاسِ: مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فِي الظِّلال ؛ أَراد ظِلال الْجَنَّةِ أَي كنتَ طَيِّباً فِي صُلْب آدَمَ حَيْثُ كَانَ فِي الْجَنَّةِ، وَقَوْلُهُ مِنْ قَبْلِهَا أَي مِنْ قَبْلِ نُزُولِكَ إِلى الأَرض، فكَنى عَنْهَا وَلَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهَا لِبَيَانِ الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ؛ أَي ويَسْجُد ظِلالُهم؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الْكَافِرُ يَسْجُدُ لِغَيْرِ اللَّهِ وظِلُّه يَسْجُدُ لِلَّهِ، وَقِيلَ ظِلالُهم أَي أَشخاصهم، وَهَذَا مُخَالِفٌ لِلتَّفْسِيرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْكَافِرُ يَسْجُد لِغَيْرِ اللَّهِ وظِلُّه يَسْجُد لِلَّهِ ؛ قَالُوا: مَعْنَاهُ يَسْجُد لَهُ جِسْمُه الَّذِي عَنْهُ الظِّلُّ. وَيُقَالُ للمَيِّت: قَدْ ضَحَا ظِلُّه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: قِيلَ الظِّلُّ هُنَا الْجَنَّةُ، والحَرور النَّارُ، قَالَ: وأَنا أَقول الظِّلُّ الظِّلُّ بِعَيْنِهِ، والحَرُور الحَرُّ بِعَيْنِهِ. واسْتَظَلَّ الرجلُ: اكْتَنَّ بالظِّلِّ. واسْتَظَلَّ بالظِّلِّ: مَالَ إِليه وقَعَد فيه.

_ (2). قوله [والظلة أيضاً إلخ] هذه بقية عبارة للجوهري ستأتي، وهي قوله: وَالظُّلَّةُ، بِالضَّمِّ، كَهَيْئَةِ الصُّفَّةِ، إلى أن قال: والظلة أيضاً الى آخر ما هنا

وَمَكَانٌ ظَلِيلٌ: ذُو ظِلٍّ، وَقِيلَ الدَّائِمُ الظِّلِّ قَدْ دَامَتْ ظِلالَتُه. وَقَوْلُهُمْ: ظِلٌّ ظَلِيل يَكُونُ مِنْ هَذَا، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْمُبَالَغَةِ كَقَوْلِهِمْ شِعْر شَاعِرٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ؛ وَقَوْلُ أُحَيْحَة بْنِ الجُلاح يَصِف النَّخْل: هِيَ الظِّلُّ فِي الحَرِّ حَقُّ الظَّلِيلِ، ... والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْمَعْنَى عِنْدِي هِيَ الشَّيْءُ الظَّلِيل، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ ؛ قِيلَ: سَخَّر اللهُ لَهُمُ السحابَ يُظِلُّهم حَتَّى خَرَجُوا إِلى الأَرض المقدَّسة وأَنزل عَلَيْهِمُ المَنَّ والسَّلْوى، وَالِاسْمُ الظَّلالة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ كَانَ ذَلِكَ فِي ظِلِّ الشِّتَاءِ أَي فِي أَوَّل مَا جَاءَ الشِّتَاءُ. وفَعَلَ ذَلِكَ فِي ظِلِّ القَيْظ أَي فِي شِدَّة الحَرِّ؛ وأَنشد الأَصمعي: غَلَّسْتُه قَبْلَ القَطا وفُرَّطِه، ... فِي ظِلِّ أَجَّاج المَقيظ مُغْبِطِه «1» . وَقَوْلُهُمْ: مَرَّ بِنَا كأَنَّه ظِلُّ ذِئْبٍ أَي مَرَّ بِنَا سَرِيعًا كَسُرْعَة الذِّئب. وظِلُّ الشيءِ: كِنُّه. وظِلُّ السَّحَابِ: مَا وَارَى الشمسَ مِنْهُ، وظِلُّه سَوادُه. والشمسُ مُسْتَظِلَّة أَي هِيَ فِي السَّحَابِ. وكُلُّ شَيْءٍ أَظَلَّك فَهُوَ ظُلَّة. وَيُقَالُ: ظِلٌّ وظِلالٌ وظُلَّة وظُلَل مِثْلُ قُلَّة وقُلَل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ . وظِلُّ كلِّ شَيْءٍ: شَخْصُه لِمَكَانِ سَوَادِهِ. وأَظَلَّني الشيءُ: غَشِيَني، وَالِاسْمُ مِنْهُ الظِّلُّ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ، قَالَ: مَعْنَاهُ أَن النَّارَ غَشِيَتْهم لَيْسَ كظِلِّ الدُّنْيَا. والظُّلَّة: الغاشيةُ، والظُّلَّة: البُرْطُلَّة. وَفِي التَّهْذِيبِ: والمِظَلَّة البُرْطُلَّة، قَالَ: والظُّلَّة والمِظَلَّة سواءٌ، وَهُوَ مَا يُسْتَظَلُّ بِهِ مِنَ الشَّمْسِ. والظُّلَّة: الشَّيْءُ يُسْتَتر بِهِ مِنَ الحَرِّ وَالْبَرْدِ، وَهِيَ كالصُّفَّة. والظُّلَّة: الصَّيْحة. والظُّلَّة، بِالضَّمِّ: كَهَيْئَةِ الصُّفَّة، وَقُرِئَ: فِي ظُلَلٍ عَلَى الأَرائك مُتَّكئون ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ؛ وَالْجَمْعُ ظُلَلٌ وظِلال. والظُّلَّة: مَا سَتَرك مِنْ فَوْقٍ، وَقِيلَ فِي عَذَابِ يَوْمِ «2» الظُّلَّة، قِيلَ: يَوْمُ الصُّفَّة، وَقِيلَ لَهُ يَوْمُ الظُّلَّة لأَن اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ غَمامة حَارَّةً فأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ وهَلَكوا تَحْتَهَا. وكُلُّ مَا أَطْبَقَ عَلَيْكَ فَهُوَ ظُلَّة، وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا أَظَلَّك. الْجَوْهَرِيُّ: عذابُ يَوْمِ الظُّلَّة قَالُوا غَيْمٌ تَحْتَهُ سَمُومٌ؛ وقوله عَزَّ وَجَلَّ: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ ظُلَلٌ لمَنْ تَحْتَهُمْ وَهِيَ أَرض لَهُمْ، وَذَلِكَ أَن جَهَنَّمَ أَدْرَاكٌ وأَطباق، فبِساطُ هَذِهِ ظُلَّةٌ لمَنْ تحتَه، ثُمَّ هَلُمَّ جَرًّا حَتَّى يَنْتَهُوا إِلى القَعْر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ فِتَناً كأَنَّها الظُّلَل ؛ قَالَ: هِيَ كُلُّ مَا أَظَلَّك، وَاحِدَتُهَا ظُلَّة، أَراد كأَنَّها الجِبال أَو السُّحُب؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فكَيْفَ تَقُولُ العَنْكَبُوتُ وبَيتُها، ... إِذا مَا عَلَتْ مَوْجاً مِنَ البَحْرِ كالظُّلَل؟ وظِلالُ الْبَحْرِ: أَمواجُه لأَنها تُرْفَع فتُظِلُّ السفينةَ وَمَنْ فِيهَا، وَمِنْهُ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّة، وَهِيَ سحابة أَظَلَّتْهم فَلَجؤوا إِلى ظِلِّها مِنْ شِدَّة الحرّ فأَطْبَقَتْ

_ (1). قوله [غلسته إلخ] كذا في الأَصل والأساس، وفي التكملة: تقدم العجز على الصدر (2). قوله [وَقِيلَ فِي عَذَابِ يَوْمِ إلخ] كذا في الأَصل

عَلَيْهِمْ وأَهْلَكَتْهم. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت كأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِف السَّمْنَ والعَسَل أَي شِبْهَ السَّحَابة يَقْطُرُ مِنْهَا السَّمْنُ والعسلُ، وَمِنْهُ: البقرةُ وآلُ عِمْرَانَ كأَنَّهما ظُلَّتانِ أَو غَمامتان ؛ وَقَوْلُهُ: وَيْحَكَ، يَا عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ ... هَلْ لَكَ فِي اللَّواقِح الحَرَائزِ، وَفِي اتِّباعِ الظُّلَل الأَوَارِزِ؟ قِيلَ: يَعْني بُيوتَ السَّجْن. والمِظَلَّة والمَظَلَّة: بُيُوتُ الأَخبية، وَقِيلَ: المِظَلَّة لَا تَكُونُ إِلا مِنَ الثِّيَابِ، وَهِيَ كَبِيرَةٌ ذَاتُ رُواقٍ، وَرُبَّمَا كَانَتْ شُقَّة وشُقَّتين وَثَلَاثًا، وَرُبَّمَا كَانَ لَهَا كِفَاءٌ وَهُوَ مؤخَّرها. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وإِنما جَازَ فِيهَا فَتْحُ الْمِيمِ لأَنها تُنْقل بِمَنْزِلَةِ الْبَيْتِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المِظَلَّة مِنَ الشَّعْرِ خَاصَّةً. ابْنُ الأَعرابي: الخَيْمة تَكُونُ مِنْ أَعواد تُسْقَف بالثُّمام فَلَا تَكُونُ الْخَيْمَةُ مِنْ ثِيَابٍ، وأَما المَظَلَّة فَمِنْ ثِيَابٍ؛ رَوَاهُ بِفَتْحِ الْمِيمِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مِنَ بُيُوتِ الأَعراب المَظَلَّة، وَهِيَ أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ بُيُوتِ الشَّعْرِ، ثُمَّ الوَسُوط نَعْتُ المَظَلَّة، ثُمَّ الخِباء وَهُوَ أَصغر بُيُوتِ الشَّعَر. والمِظَلَّة، بِالْكَسْرِ: الْبَيْتُ الْكَبِيرُ مِنَ الشَّعَر؛ قَالَ: أَلْجَأَني اللَّيْلُ، وَرِيحٌ بَلَّه ... إِلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّه، وسَكَنٍ تُوقَد فِي مِظَلَّه وعَرْشٌ مُظَلَّل: من الظِّلِّ. وقال أَبو مَالِكٍ: المِظَلَّة وَالْخِبَاءُ يَكُونُ صَغِيرًا وَكَبِيرًا؛ قَالَ: وَيُقَالُ لِلْبَيْتِ الْعَظِيمِ مِظَلَّة مَطْحُوَّة ومَطْحِيَّة وطاحِيَة وَهُوَ الضَّخْم. ومَظَلَّة ومِظَلَّة: دَوْحة «1». وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: عِلَّةٌ مَا عِلَّه أَوْتادٌ وأَخِلَّه، وعَمَدُ المِظَلَّه، أَبْرِزُوا لصِهْرِكم ظُلَّه؛ قَالَتْهُ جَارِيَةٌ زُوِّجَتْ رَجُلًا فأَبطأَ بِهَا أَهْلُها عَلَى زَوْجِهَا، وجَعَلُوا يَعْتَلُّون بِجَمْعِ أَدوات الْبَيْتِ فَقَالَتْ ذَلِكَ اسْتِحْثاثاً لَهُمْ؛ وَقَوْلُ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ: ولَيْلٍ، كأَنَّ أَفانِينَه ... صَراصِرُ جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالي إِنما أَراد المَظالَّ فخَفَّف اللَّامَ، فإِمَّا حَذَفها وإِمَّا أَبْدَلَها يَاءً لِاجْتِمَاعِ الْمِثْلَيْنِ لَا سِيَّمَا إِن كَانَ اعْتَقَدَ إِظهار التَّضْعِيفِ فإِنه يَزْدَادُ ثِقَلًا ويَنْكَسِر الأَول مِنَ الْمِثْلَيْنِ فَتَدْعُو الكسرةُ إِلى الْيَاءِ فَيَجِبُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَن يُكْتب المَظالي بِالْيَاءِ؛ ومثْلُهُ سَواءً مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ لعِمْران بْنِ حِطَّان: قَدْ كُنْتُ عِنْدَك حَوْلًا، لَا يُرَوِّعُني ... فِيهِ رَوَائعُ مِنْ إِنْس وَلَا جانِ وإِبدالُ الْحَرْفِ أَسهلُ مِنْ حَذْفِهِ. وكُلُّ مَا أَكَنَّك فَقَدْ أَظَلَّكَ. واسْتَظَلَّ مِنَ الشَّيْءِ وَبِهِ وتَظَلَّل وظَلَّله عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ . والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ؛ يُقَالُ: أَظَلَّك فُلَانٌ أَي كأَنه أَلْقى عَلَيْكَ ظِلَّه مِنْ قُرْبه. وأَظَلَّك شهرُ رَمَضَانَ أَي دَنا مِنْكَ. وأَظَلَّك فُلَانٌ: دَنا مِنْكَ كأَنه أَلْقى عَلَيْكَ ظِلَّه، ثُمَّ قِيلَ أَظَلَّك أَمرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَطَبَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: أَيها النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ أَي أَقْبَل عَلَيْكُمْ ودَنا مِنْكُمْ كأَنه أَلْقى عَلَيْكُمْ ظِلَّه. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فَلَمَّا أَظَلَّ قَادِمًا حَضَرَني بَثِّي. وَفِي الْحَدِيثِ: الجنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ ؛ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الدُّنُوِّ مِنَ الضِّراب فِي الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَعْلُوَه السيفُ ويَصِيرَ ظِلُّه عَلَيْهِ.

_ (1). قوله [ومظلة دوحة] كذا في الأَصل والتهذيب

والظِّلُّ: الفَيْءُ الْحَاصِلُ مِنَ الْحَاجِزِ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّمْسِ أَيَّ شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ مَخْصُوصٌ بِمَا كَانَ مِنْهُ إِلى الزَّوَالِ، وَمَا كَانَ بَعْدَهُ فَهُوَ الْفَيْءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ أَي فِي ظِلِّ رَحْمَتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: السُّلْطانُ ظِلُّ اللَّهِ فِي الأَرض لأَنه يَدْفَع الأَذى عَنِ النَّاسِ كَمَا يَدْفَع الظِّلُّ أَذى حَرِّ الشَّمْسِ ، قَالَ: وقد يُكْنى بالظِّلِّ عن الكَنَف وَالنَّاحِيَةُ. وأَظَلَّك الشَّيْءُ: دَنا مِنْكَ حَتَّى أَلقى عَلَيْكَ ظِلَّه مِنْ قُرْبِهِ. والظِّلُّ: الخَيال مِنَ الجِنِّ وَغَيْرِهَا يُرى، وَفِي التَّهْذِيبِ: شِبْه الْخَيَالِ مِنَ الجِنِّ، وَيُقَالُ: لَا يُجاوِزْ ظِلِّي ظِلَّك. ومُلاعِب ظِلِّه: طائرٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ. وَهُمَا مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعِباتُ ظِلِّهن، كُلُّ هَذَا فِي لُغَةٍ، فإِذا جَعَلته نَكِرَةً أَخْرَجْتَ الظِّلَّ عَلَى العِدَّةِ فَقُلْتَ هُنَّ مُلاعِباتٌ أَظْلالَهُنَّ؛ وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ: وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطَّوى وأَظَلُّه، ... حَتَّى أَنالَ بِهِ كَرِيمَ المأْكَل أَراد: وأَظَلُّ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْيٍ ظِلَّه؛ مَعْنَاهُ كَمَا تَرَكَ ظَبْيٌ ظِلَّه. الأَزهري: وَفِي أَمثال الْعَرَبِ: تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه؛ يُضْرَب لِلرَّجُلِ النَّفُور لأَن الظَّبْي إِذا نَفَر مِنْ شَيْءٍ لَا يَعُودُ إِليه أَبداً، وَذَلِكَ إِذا نَفَر، والأَصل فِي ذَلِكَ أَن الظَّبْيَ يَكْنِس فِي الحَرّ فيأْتيه السَّامِي فيُثِيره وَلَا يَعُودُ إِلى كِناسِه، فَيُقَالُ تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه، ثُمَّ صَارَ مَثَلًا لِكُلِّ نَافِرٍ مِنْ شَيْءٍ لَا يَعُودُ إِليه. الأَزهري: وَمِنْ أَمثالهم أَتيته حِينَ شَدَّ الظَّبْيُ ظِلَّه، وَذَلِكَ إِذا كَنَس نِصْف النَّهَارِ فَلَا يَبْرَح مَكْنِسَه. وَيُقَالُ: أَتيته حِينَ يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّه أَي حِينَ يشتدُّ الحَرُّ فَيَطْلُبُ كِناساً يَكْتَنُّ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ. وَيُقَالُ: انْتَعَلَتِ المَطايا ظِلالها إِذا انْتَصَفَ النَّهَارُ فِي القَيْظ فَلَمْ يكُن لَهَا ظِلٌّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ وَرَدَتْ تَمْشِي عَلَى ظِلالِها، ... وذابَت الشَّمْس عَلَى قِلالها وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِهِ: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فَكَانَ جَوْرَبا والظِّلُّ: العِزُّ والمَنَعة. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي ظِلِّ فُلَانٍ أَي فِي ذَراه وكَنَفه. وَفُلَانٌ يَعِيشُ فِي ظِلِّ فُلَانٍ أَي فِي كَنَفه. واسْتَظَلَّ الكَرْمُ: التَفَّتْ نَوامِيه. وأَظَلُّ الإِنسان: بُطونُ أَصابعه وَهُوَ مِمَّا يَلِي صَدْرَ القَدَم مِنْ أَصل الإِبهام إِلى أَصل الخِنْصَرِ، وَهُوَ مِنَ الإِبل بَاطِنُ المَنْسِم؛ هَكَذَا عَبَّروا عَنْهُ بِبُطُونٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي أَن الأَظَلَّ بَطْنُ الأُصبع؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة فِي مَنْسِم الْبَعِيرِ: دَامِي الأَظلِّ بَعِيد الشَّأْوِ مَهْيُوم قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً من طَيِءٍ يَقُولُ لِلَحْمٍ رقيقٍ لازقٍ بِبَاطِنِ المَنْسِم مِنَ الْبَعِيرِ هُوَ المُسْتَظِلَّاتُ، وَلَيْسَ فِي لَحْمِ الْبَعِيرِ مُضْغة أَرَقُّ وَلَا أَنعم مِنْهَا غَيْرَ أَنه لَا دَسَم فِيهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ سُوءِ الْمُشَارَكَةِ فِي اهْتِمَامِ الرَّجُلِ بشأْن أَخيه: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ إِذا أَراد المَشْكُوُّ إِليه أَنه فِي نَحْوٍ مِمَّا فِيهِ صاحبُه الشَّاكي قَالَ لَهُ إِن يَدْمَ أَظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّي؛ يَقُولُ: إِنه فِي مِثْلِ حَالِكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بنَكِيبٍ مَعِرٍ دَامِي الأَظَلّ قَالَ: والمَنْسِمُ لِلْبَعِيرِ كالظُّفُر للإِنسان. وَيُقَالُ

فصل العين المهملة

لِلدَّمِ الَّذِي فِي الْجَوْفِ مُسْتَظِلٌّ أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مِنْ عَلَق الجَوْفِ الَّذِي كَانَ اسْتَظَلّ وَيُقَالُ: اسْتَظَلَّت العينُ إِذا غَارَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى مُسْتَظِلَّاتِ العُيونِ سَوَاهِمٍ، ... شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاها لُغَامُها وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنَّما وَجْهُكَ ظِلٌّ مِنْ حَجَر قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد الوَقاحة، وَقِيلَ: إِنه أَراد أَنه أَسودُ الْوَجْهِ. غَيْرُهُ: الأَظَلُّ مَا تَحْتَ مَنْسِم الْبَعِيرِ؛ قَالَ العَجَّاج: تَشْكو الوَجَى مِنْ أَظْلَلٍ وأَظْلَل، ... مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ أَمْلَل إِنما أَظهر التَّضْعِيفَ ضَرُورَةً وَاحْتَاجَ إِلى فَكِّ الإِدغام كَقَوْلِ قَعْنَب بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ: مَهْلًا أَعاذِلَ، قَدْ جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي ... أَنِّي أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِنْ ضَنِنُوا وَالْجَمْعُ الظُّلُّ، عَامَلُوا الْوَصْفَ «2» أَو جَمَعُوهُ جَمْعًا شَاذًّا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا أَسبق لأَني لَا أَعرف كَيْفَ يَكُونُ صِفَةً. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَكِنْ عَلَى الأَثَلاثِ لَحْمٌ لَا يُظَلَّل؛ قَالَهُ بَيْهَسٌ فِي إِخوته الْمَقْتُولِينَ لَمَّا قَالُوا ظَلِّلوا لَحْمَ جَزُورِكم. والظَّلِيلة: مُسْتَنْقَع الْمَاءِ فِي أَسفل مَسِيل الْوَادِي. والظَّلِيلة: الرَّوْضة الْكَثِيرَةُ الحَرَجات، وَفِي التَّهْذِيبِ: الظَّلِيلَة مُسْتَنْقَع ماءٍ قليلٍ فِي مَسِيل وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ الظَّلائل، وَهِيَ شِبْهُ حُفْرة فِي بطنِ مَسِيل ماءٍ فَيَنْقَطِعُ السَّيْلُ وَيَبْقَى ذَلِكَ الْمَاءُ فِيهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: غادَرَهُنَّ السَّيْلُ فِي ظَلائلا «3» . ابْنُ الأَعرابي: الظُّلْظُل السُّفُن وَهِيَ المَظَلَّة. والظِّلُّ: اسْمُ فَرَس مَسْلمة بْنُ عَبْدِ المَلِك. وظَلِيلاء: مَوْضِعٌ، والله أَعلم. فصل العين المهملة عبل: العَبْلُ: الضَّخْم مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي صِفَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: كَانَ عَبْلًا مِنَ الرِّجال أَي ضَخْماً، والأُنثى عَبْلَة، وَجَمْعُهَا عِبَالٌ. وَقَدْ عَبُلَ، بِالضَّمِّ، عَبَالةً، فَهُوَ أَعْبَلُ: غَلُظ وابْيَضَّ، وأَصله فِي الذِّرَاعَيْنِ، وَجَارِيَةٌ عَبْلَة، وَالْجَمْعُ عَبْلاتٌ لأَنها نَعْتٌ. ورَجُل عَبْلُ الذِّراعين أَي ضَخْمُهما. وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَي غَلِيظُ الْقَوَائِمِ. وامرأَة عَبْلَة أَي تامَّة الخَلْق، وَالْجَمْعُ عَبْلاتٌ وعِبَالٌ مِثْلُ ضَخْماتٍ وضِخام. الأَصمعي: الأَعْبَل والعَبْلاء حِجَارَةٌ بِيضٌ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ نَابِ الذِّئْبِ: يَبْرُق نابُه كالأَعْبَل أَي كحَجر أَبيض مِنْ حِجَارَةِ المَرْو؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الأَعبَل حِجَارَةٌ بِيضٌ، وَصَوَابُهُ الأَعْبَل حَجر أَبيض لأَن أَفْعَل مِنْ صِفَةِ الْوَاحِدِ المذَكَّر؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: لَوْنُ السَّحابِ بِهَا كلَوْن الأَعْبَل

_ (2). قوله [عاملوا الوصف] هكذا في الأصل، وفي شرح القاموس: عاملوه معاملة الوصف (3). قوله [غادرهن السيل] صدره كما في التكملة: بخصرات تنقع الغلائلا

قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بالأَعْبَل الْجِنْسَ كَمَا قَالَ: والضَّرْبُ فِي أَقْبالِ مَلْمُومةٍ، ... كأَنَّما لأْمَتُها الأَعْبَل وأَقبال: جَمْعُ قَبَلٍ لِمَا قابَلك مِنْ جَبَل وَنَحْوِهِ، وَجَمْعُ الأَعْبَل أَعْبِلَةٌ عَلَى غَيْرِ الْوَاحِدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الْمُسْلِمِينَ وَجَدوا أَعْبِلَةً فِي الخَنْدَق. والعَبْلاء: الطَّريدة فِي سَواء الأَرض حِجارتها بِيضٌ كأَنها حِجَارَةُ القدَّاح، وَرُبَّمَا قدَحوا بِبَعْضِهَا وَلَيْسَ بالمَرْوِ كأَنها البِلَّوْر. والأَعْبَلُ: حَجرٌ أَخشن غَلِيظٌ يَكُونُ أَحمر، وَيَكُونُ أَبيض، وَيَكُونُ أَسود، كلٌّ يَكُونُ جَبلٌ غَلِيظٌ «1» فِي السَّمَاءِ. وجبَلٌ أَعْبَل، وَصَخْرَةٌ عَبْلاء: بَيْضَاءُ صُلْبة، وَقِيلَ: العَبْلاء الصَّخْرَةُ مِنْ غَيْرِ أَن تُخَصّ بِصِفَةٍ، فأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: لَا يَكُونُ الأَعْبَل والعَبْلاء إِلّا أَبيَضين؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلي: صَدْيانَ أُجْري الطَّرْفَ فِي مَلمومةٍ، ... لَوْنُ السَّحابِ بِهَا كَلوْن الأَعْبَل عَنى بالأَعْبل الْمَكَانَ ذَا الْحِجَارَةِ الْبِيضِ. والعَبَنْبَل: الضَّخْم الشَّدِيدِ، مشتقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَتِ امرأَة: كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا، ... يَهْوَى النِّساءَ ويُحِبُّ الغَزَلا وغُلامٌ عابِلٌ: سَمين، وَجَمْعُهُ عُبَّل. وامرأَة عَبُول: ثَكُولٌ، وَجَمْعُهَا عُبُل. والعَبَل، بِالتَّحْرِيكِ: الهَدَبُ وَهُوَ كُلُّ وَرَقٍ مَفْتُولٍ غَيْرِ مُنْبَسط كوَرق الأَرْطى والأَثْل والطَّرْفاء وأَشباه ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَوْدَى بلَيْلى كُلُّ نَيَّافٍ شَوِل، ... صاحبِ عَلْقى ومُضاضٍ وعَبَل وَقِيلَ: هُوَ ثَمَرُ الأَرْطى، وَقِيلَ: هُوَ هَدَبه إِذا غَلُظ فِي القَيْظ واحْمَرَّ وصَلَحَ أَن يُدْبغ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَعْبَلَ الأَرْطى إِذا غَلُظ هَدَبُه فِي الْقَيْظِ، وَقِيلَ: العَبَل الوَرق الدَّقِيقُ، وَقِيلَ: العَبَل مِثْلُ الوَرَق وَلَيْسَ بوَرق، والعَبَل: الوَرق السَّاقِطُ والطالعُ، ضِدٌّ، وَقَدْ أَعْبَل فِيهِمَا. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ غَضاً مُعْبِلٌ وأَرْطى مُعْبِلٌ إِذا طَلَع ورَقُه، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقى صقَراتِها ... بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّرِيمة مُعْبِل وإِنما يَتَّقي الوَحْشيُّ حَرَّ الشمس فأَفنان الأَرطاة الَّتِي طَلَع وَرقُها، وَذَلِكَ حِينَ يَكْنِس فِي حَمْراء القَيْظ، وإِنما يسقُط وَرَقُهَا إِذا بَرَد الزمانُ وَلَا يَكْنِس الوحشُ حِينَئِذٍ وَلَا يتَّقي حرَّ الشَّمْسِ؛ وَقَالَ النَّضِرُ: أَعبَلَت الأَرْطاةُ إِذا نبَت ورَقُها، وأَعْبَلَت إِذا سَقَطَ ورقُها، فَهِيَ مُعْبِلٌ. قَالَ الأَزهري: جعَل ابنُ شُميل أَعْبَلَت الشَّجَرَةُ مِنَ الأَضداد، وَلَوْ لَمْ يَحْفَظْهُ عَنِ الْعَرَبِ مَا قَالَهُ لأَنه ثِقَةٌ مأْمون. وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: أَعْبَلَ الشجرُ إِذا خَرَجَ ثَمَرُهُ، قَالَ: وَقَالَ لَمْ أَجد ذَلِكَ مَعْرُوفًا. وَقَالَ الأَزهري: عَبَلَ الشجرُ إِذا طَلَع ورَقُه. وعَبَلَ الشجرَ يَعْبِلُه عَبْلًا: حَتَّ عَنْهُ ورقَه. وأَلقى عَلَيْهِ عَبالَّته، بِالتَّشْدِيدِ، أَي ثِقْله، وَالتَّخْفِيفُ فِيهَا لُغَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.

_ (1). قوله [جبل غليظ] هكذا في الأصل والتهذيب والتكملة، وعبارة القاموس: والأعْبَل الجبل الأَبيض الحجارة أو حجر أخش غليظ يكون أحمر وأبيض وأسود

وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، قَالَ لِرَجُلٍ: إِذا أَتيت مِنًى فَانْتَهَيْتَ إِلى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا فإِنَّ هُنَاكَ سَرْحةً لَمْ تُعْبَل وَلَمْ تُجْرَد وَلَمْ تُسْرَف سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا فانزِلْ تَحْتَهَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَمْ تُعْبَل لَمْ يَسْقُط ورقُها؛ والسَّرْو والنَّخْل لَا يُعْبَلان، وَكُلُّ شَجَرٍ نَبَتَ وَرَقُهُ شِتَاءً وَصَيْفًا فَهُوَ لَا يُعْبَل؛ وَقَوْلُهُ لَمْ تُجْرَد أَي لَمْ يأْكلها الْجَرَادُ. والمِعْبَلة: نَصْلٌ طَوِيلٌ عَرِيضٌ، وَالْجَمْعُ مَعَابِل؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: وَفِي البَجْلِيّ مِعْبَلةٌ وَقِيعُ وَقَالَ الأَصمعي: مِنَ النِّصال المِعْبَلة وَهُوَ أَن يُعَرَّض النَّصْل ويُطَوَّل؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ حَدِيدَةٌ مُصَفَّحة لَا عَيَر لَهَا. وعَبَلَ السَّهْمَ: جَعَلَ فِيهِ مِعْبَلةً؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: تَكَنَّفَتْكم غَوائلُه وأَقْصَدَتْكم مَعابِلُه. وَفِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ: تَزِلُّ عَنْ صَفْحَتيَ المَعَابِل. والعَبُولُ: المَنِيَّة. وعَبَلَتْه عَبول: كَقَوْلِهِمْ غالَتْه غُولٌ؛ قَالَ المَرَّار الفَقْعسِيُّ: وإِنَّ المالَ مُقْتَسَمٌ، وإِنِّي ... ببَعْضِ الأَرْضِ عَابِلَتي عَبُول وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ: عَبَلَتْه عَبُول، مِثْلُ اشْتَعَبَتْه شَعُوب؛ قَالَ الأَزهري: وأَصل العَبْل القطعُ المستأْصِل؛ وأَنشد: عَابِلَتِي عَبُول. وَمَا عَبَلَكَ أَي مَا شَغَلَك وحَبَسَك. والعَبَالُ: الجَبَليُّ مِنَ الوَرْدِ وَهُوَ يَغْلُظ ويَعْظُم حَتَّى تُقْطَع مِنْهُ العِصيُّ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَيَزْعُمُونَ أَن عَصَا مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَتْ مِنْهُ. وبَنو عَبِيل: قبيلةٌ قَدِ انْقَرَضُوا. وعَبْلَةُ: اسْمٌ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اسْمُ جَارِيَةٍ. والعَبَلاتُ، بِالتَّحْرِيكِ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي أُمية الصُّغْرى مِنْ قُرَيْشٍ نَسِبوا إِلى أُمهم عَبْلَة، إِحدى نِسَاءِ بَنِي تَمِيمٍ، حرَّكوا ثَانِيهِ «1» عَلَى مَنْ قَالَ فِي التَّسْمِيَةِ حَارِثٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: النَّسَب إِليه عَبْليٌّ، بِالسُّكُونِ، عَلَى مَا يَجِبُ فِي الْجَمْعِ الَّذِي لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تردُّه إِلى الْوَاحِدِ لأَن أُمَّهم اسْمُهَا عَبْلة. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: وَجَاءَ عَامِرٌ برَجُلٍ مِنَ العَبَلات. أَبو عَمْرٍو: العَبْلاء مَعْدِن الصُّفر فِي بِلَادِ قَيْسٍ. والعَبْلاء: مَوْضِعٌ. وعَوْبَل: اسْمٌ. وَيُقَالُ: عَبَلْتُه إِذا رَدَدْته؛ وأَنشد: ها إِنَّ رَمْيِ عَنْهُمُ لمَعْبُول، ... فَلَا صَرِيخَ اليومَ إِلَّا المَصْقول كَانَ يَرْمي عَدُوَّه فَلَا يُغْني الرَّمْيُ شَيْئًا فَقَاتَلَ بِالسَّيْفِ وَقَالَ هَذَا الرَّجَزَ، والمَعْبُول: المردود. عبقل: العَباقِيلُ: بَقايا المرضِ والحُبِّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كالعَقَابِيل. عبهل: فِي كِتَابِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِوَائِلِ بْنِ حُجْر وَلِقَوْمِهِ: مِنْ مُحَمَّدٍ رسولِ اللَّهِ إِلى الأَقْيال العَباهِلة مَنْ أَهل حَضْرَمَوْتَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَبَاهِلة هُمُ الَّذِينَ أُقِرُّوا عَلَى مُلْكِهِم لَا يُزَالون عَنْهُ، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْءٍ أَهْمَلْته فَكَانَ مُهْمَلًا لَا يُمْنَع مِمَّا يُرِيدُ وَلَا يُضْرَب عَلَى يَدَيْهِ، فَهُوَ مُعَبْهَل، وَقَدْ عَبْهَلْته. الْجَوْهَرِيُّ: عَبَاهِلَةُ اليَمَن ملوكُهم الَّذِينَ أُقِرُّوا عَلَى مُلْكهم. والمُتَعَبْهِل: الْمُمْتَنِعُ الَّذِي لَا يُمْنَع؛ وَقَالَ تأَبَّط شرًّا:

_ (1). قوله [حركوا ثانيه إلخ] لا يخفى أن عَبْلَة الوصف يجمع على عَبْلات بتسكين الثاني كما تقدم فلما نقل من الوصفية إلى الاسمية وجب في جمعه إتباع عينه لفائه لقوله في الخلاصة: والساكن العين الثلاثي اسماً إلخ وبهذا النقل أشبه حارثاً

مَتى تَبْغني، مَا دُمْتُ حَيًّا مُسَلَّماً، ... تَجِدْني مَعَ المُسْتَرْعِل المُتَعَبْهِل وعَبْهَل الإِبلَ: أَهملها. وإِبل عَبَاهِل ومُعَبْهَلَة: مهمَلة لَا رَاعِيَ لَهَا وَلَا حَافِظَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُرُ الإِبل أَنها قَدْ أُرْسِلت عَلَى الْمَاءِ تَرِدُه كَيْفَ شَاءَتْ: عَبَاهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ «1» ابْنُ الأَعرابي: المُعَبْهَل والمُعَزْهَل المُهْمَل. وعَبْهَلْت الإِبلَ إِذا تَرَكْتَهَا تَرِدُ مَتى شَاءَتْ. وَوَاحِدُ العَبَاهِلة عَبْهَل، وَالتَّاءُ لتأْكيد الْجَمْعِ كقَشْعَم وقَشاعِمَة، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَصل عَباهِيل جَمْعُ عُبْهُول أَو عِبْهال، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ وعُوِّض مِنْهَا الْهَاءُ كَمَا قِيلَ فَرَازِنَةٌ فِي فَرَازِين، والأَول أَشبه. والعَبَاهِلَة: المُطْلَقون. اللَّيْثُ: مَلِكٌ مُعَبْهَل لَا يُرَدُّ أَمْرُه فِي شَيْءٍ. وعَبْهَلَ الإِبلَ أَي أَهملها مِثْلَ أَبْهَلَها، وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ. وعَبْهَل: اسْمُ رجل. عتل: العَتَلةُ: حَدِيدة كأَنَّها رأْس فأْس عَرِيضةٌ، فِي أَسْفلها خَشَبةٌ يُحْفَر بِهَا الأَرْضُ والحِيطانُ، ليست بمُعَقَّفَة كالفأْس وَلَكِنَّهَا مُسْتَقِيمَةٌ مَعَ الْخَشَبَةِ، وَقِيلَ: العَتَلَة العَصا الضَّخْمة مِنْ حَدِيد لَهَا رأْس مُفَلْطَحٌ كقَبِيعة السَّيْف تَكُونُ مَعَ البَنَّاء يَهْدِم بِهَا الحيطانَ. والعَتَلَة أَيضاً: الهِراوة الْغَلِيظَةُ مِنَ الْخَشَبِ، وَقِيلَ: هِيَ المِجْثاث وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُقْطَع بِهَا فَسِيلُ النَّخْلِ وقُضُبُ الكَرْم، وَقِيلَ: هِيَ بَيْرَمُ النَّجَّارِ والمُجْتَابِ، وَالْجَمْعُ عَتَلٌ. والعَتَلة: المَدَرة الْكَبِيرَةُ تَتَقَلَّع مِنَ الأَرض إِذا أُثِيرت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لعُتْبة بْنِ عَبْدٍ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عَتَلة، «2» قَالَ: بَلْ أَنت عُتْبة ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ كأَنه كَرِه العَتَلة لِمَا فِيهَا مِنَ الغِلْظة والشِّدَّة، وَهِيَ عَمودُ حدِيدٍ يُهْدَمُ بِهِ الحِيطانُ، وَقِيلَ: حَدِيدَةٌ كَبِيرَةٌ يُقْلَع بِهَا الشجرُ والحجرُ. وَفِي حَدِيثِ هَدْم الْكَعْبَةِ: فأَخذ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلة ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ العُتُلُّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْجَافِي والفَظُّ الغَلِيظ مِنَ النَّاسِ. والعُتُلُّ: الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الأَكُول المَنُوع، وَقِيلَ: هُوَ الْجَافِي الْغَلِيظُ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَافِي الخُلُق اللَّئِيمُ الضَّرِيبة، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ وَالدَّوَابِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ؛ قِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الخُصومَةِ، وَقِيلَ هُوَ مَا تَقَدَّمَ. والعَتَلة: وَاحِدَةُ العَتَل، وَهِيَ القِسِيُّ الفارسيَّة؛ قَالَ أُميَّة: يَرْمُونَ عَنْ عَتَلٍ كأَنَّها غُبُطٌ ... بِزَمْخَرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا وعَتَلَه يَعْتِلُه ويَعْتُله عَتْلًا فانْعَتَل: جَرَّه جَرًّا عَنِيفاً وجَذَبَه فحَمَله. وَفِي التَّنْزِيلِ: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ ؛ قرأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وأَبو عَمْرٍو فَاعْتِلُوهُ، بِكَسْرِ التَّاءِ، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ ونافعٌ وَابْنُ عَامِرٍ ويعقوبُ فاعْتُلُوه ، بِضَمِّ التَّاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُمَا لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، وَمَعْنَاهُ خُذُوه فاقْصِفُوه كَمَا يُقْصَف الحَطَبُ. والعَتْلُ: الدَّفْع والإِرْهاقُ بالسَّوْق العَنِيف. ابْنُ السِّكِّيتِ: عَتَلْته إِلى السِّجْن وعَتَنْتُه أَعْتِلُه وأَعْتُله وأَعْتِنُه وأَعْتُنُه إِذا دَفَعْته دَفْعاً عَنِيفًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: عَتَلَه وعَتَنَه، بِاللَّامِ وَالنُّونِ جَمِيعًا، وَقِيلَ: العَتْلُ أَن تأْخُذَ

_ (1). قوله [عباهل إلخ] كذا في الصحاح، قال في التكملة والرواية: عرامس عَبْهَلَها الذوّاد جمع ذائد، وقبله: أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُهَا أَفْرَادُ ... عَبَاهَل عَبْهَلَها الورّاد (2). قوله [مَا اسْمُكَ قَالَ عَتَلَة] قال الصاغاني: وقيل كان اسمه نشبة

بتَلْبيبِ الرَّجُل فتَعْتِله أَي تَجُرّه إِليك وتَذْهَب بِهِ إِلى حَبس أَو بَلِيَّة. ورَجُلٌ مِعْتَلٌ، بِالْكَسْرِ: قَوِيٌّ عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصف فَرَسًا: طارَ عَنِ المُهْرِ نَسِيلٌ يَنْسُلُه، ... عَنْ مُفْرَع الكِتْفَيْن حُرٍّ عَطَلُه، نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُه وأَخَذَ فُلَانٌ بِزمَام النَّاقَةِ فَعَتَلَها إِذا قادَها قَوْداً عنِيفاً. وَيُقَالُ: لَا أَتَعَتَّلُ مَعَك وَلَا أَنْعَتِلُ مَعَكَ شِبْراً أَي لَا أَبْرَح مَكَانِي وَلَا أَجيء مَعَكَ. وإِنَّه لَعَتِلٌ إِلى الشرِّ أَي سَرِيعٌ. وعَتِلَ إِلى الشَّرِّ عَتَلًا، فَهُوَ عَتِلٌ: سَرُعَ؛ قَالَ: وعَتِلٍ داوَيْتُه مِنَ العَتَل والعَاتِل: الجِلْوازُ، وَجَمْعُهُ عُتُل. وَدَاءٌ عَتِيل: شَدِيدٌ. والعَتِيلُ: الخادمُ. وجَبَلٌ عُتُلٌّ: صُلْبٌ شَدِيدٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ثلاثةٌ أَشْرَفْنَ فِي طَوْدٍ عُتُلّ والعَتِيل: الأَجيرُ، بلُغَةِ جَدِيلة طَيِءٍ، وَالْجَمْعُ عُتُلٌ وعُتَلاء. والعَتَلة: الَّتِي لَا تُلْقَح فَهِيَ أَبداً قَوِيَّةٌ. والعُتُلُّ: الرُّمْح الْغَلِيظُ. والعُنْتُل والعُنْتَل: البَظْر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْمَعْرُوفُ العُنْبُل؛ وأَنشد: بَدَا عُنْبُلٌ لَوْ تُوضَعُ الفَأْسُ فَوْقه ... مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عَنْهَا غُرابُها عثل: العَثَلُ والعَثِلُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الأَعْشَى: إِنِّي لَعَمْرُ الَّذِي حَطَّتْ مَناسِمُها ... تَهْوِي، وسِيقَ إِليه الباقِرُ العَثَلُ وَقَدْ عَثِلَ عَثَلًا. والعِثْوَلُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْجَافِي الغليظُ. والعِثْوَلُّ والعَثَوْثَلُ: الكثيرُ اللَّحْمِ الرِّخْوُ. ونَخْلة عَثُولٌ: جافيةٌ غليظةٌ. ورَجُلٌ عِثْوَلٌّ أَي عَيِيٌّ فَدْمٌ ثَقِيلٌ مُسْتَرْخٍ مِثْلُ القِثْوَلِّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: هاجَ بعِرْس حَوْقَلٍ عِثْوَلِ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَالَ لِي أَعرابي وَلِصَاحِبٍ لِي كَانَ يَسْتَثْقِله وكُنَّا مَعًا نَخْتَلِفُ إِليه فَقَالَ لِي: أَنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ، وصاحبُك هَذَا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ. والعَثُولُ: الأَحْمق، وَجَمْعُهُ عُثُلٌ. والعِثْوَلُّ: الكثيرُ شَعَر الْجَسَدِ والرأْس. ولِحْيَةٌ عِثْوَلَّة: ضَخْمة؛ قَالَ: وأَنْتَ فِي الحَيِّ قَلِيلُ العِلَّه، ... ذُو سَبَلاتٍ ولِحًى عِثْوَلَّه الْفَرَّاءُ: عَثَمَتْ يدُه وعَثَلَتْ تَعْثُلُ إِذا جَبَرتْ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ؛ وأَنشد: تَرَى مُهَجَ الرِّجالِ عَلَى يَدَيْه، ... كأَنَّ عِظامَهُ عَثَلَتْ بجَبْر وَقَدْ رُوي حديثٌ لِلنَّخَعِيِّ فِي الأَعضاء: إِذا انْجَبَرَت عَلَى غَيْرِ عَثْلٍ صُلْحٌ «1» بِاللَّامِ، وأَصله عثْم بِالْمِيمِ. والعَثَل: ثَرْبُ الشَّاةِ وَهُوَ الخِلْمُ والسِّمْحاق. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ «2»: وَيُقَالُ للضَّبُع أُمُّ عِثْيَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ أُمُّ عَنْثَل. وَيُقَالُ للضَّبُع عَنْثَل، وَكَذَا ذَكَرَهُ أَهل اللُّغَةِ أُمُّ عَنْثَل لَا غَيْرَ، وَقَالَ: قَدْ وَسَّعَ القَزَّاز فِي هَذَا الفصل

_ (1). قوله [إِذَا انْجَبَرَتْ عَلَى غَيْرِ عثل صلح] أورده ابْنُ الأَثير فِي حَرْفِ الميم على رواية عثم بالميم وتمامه: وَإِذَا انْجَبَرَتْ عَلَى عَثْمٍ الدية (2). قوله [قال الجوهري] أي ناقلًا من كتاب سيبويه كما هي عبارته

عثجل: العَثْجَل: الْوَاسِعُ الضَّخْم مِنَ الأَوْعِيَة والأَسْقِية وَنَحْوِهَا. والعَثْجَل والعُثاجِل: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ مِثْلُ الأَثْجَل. وعَثْجَل الرجُلُ: ثَقُل عَلَيْهِ النُّهُوض مِنْ هَرَمٍ أَو عِلَّة. عثكل: العِثْكالُ والعُثْكول والعُثْكُولة: العِذْق. وعِذْقٌ مُعَثْكَلٌ ومُتَعَثْكِلٌ: ذُو عَثاكِيل. والعُثْكُولُ والعُثْكُولة: مَا عُلِّق مِنْ عِهْنٍ أَو صُوف أَو زِينة فَتَذَبْذَب فِي الْهَوَاءِ؛ وأَنشد: تَرى الوَدْعَ فِيهَا والرَّجائزَ زِينةً، ... بأَعْناقِها مَعْقُودةً كالعَثَاكِل وعَثْكَلَه: زَيَّنه بِذَلِكَ. والعَثْكَلة: الثَّقِيل مِنَ العَدْو. والعُثْكُول والعِثْكَال: الشِّمْراخ، وَهُوَ مَا عَلَيْهِ البُسْرُ مِنْ عِيدانِ الكِباسة، وَهُوَ فِي النَّخْلِ بِمَنْزِلَةِ العُنْقود مِنَ الكَرْم؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: لَوْ أَبْصَرَتْ سُعْدى بِهَا كَتائِلي، ... طَوِيلَة الأَقْناءِ والأَثاكِلِ أَراد العَثاكِلَ فَقَلَبَ الْعَيْنَ هَمْزَةً. وتَعَثْكل العِذْقُ أَي كَثُرَتْ شَمارِيخُه. وعُثْكِلَ الهَوْدَجُ أَي زُيِّن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سَعْد بْنَ عُبادة جَاءَ بِرَجُلٍ فِي الحَيِّ مُخَدَّج إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وُجِد عَلَى أَمَةٍ يَخْبُث بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا لَهُ عِثْكالًا فِيهِ مِائَةُ شِمْراخٍ فاضْرِبُوه بِهَا ضَرْبةً ؛ العِثْكَالُ: العذْق مِنْ أَعْذاق النَّخْلِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الرُّطَب، وَيُقَالُ إِثْكالٌ وأُثْكُول؛ وأَنشد الأَزهري لِامْرِئِ الْقَيْسِ: أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلة المُتَعَثْكِل والقِنْوُ: العِثْكال أَيضاً، وشَمارِيخُ العِثْكال: أَغْصانُه، واحدها شِمْراخ. عجل: العَجَلُ والعَجَلة: السرْعة خِلَافُ البُطْء. ورجُلٌ عَجِلٌ وعَجُلٌ وعَجْلانُ وعَاجِلٌ وعَجِيلٌ مِنْ قَوْمٍ عَجَالى وعُجالى وعِجالٍ، وَهَذَا كلُّه جَمْعُ عَجْلان، وأَما عَجِلٌ وعَجْلٌ فَلَا يُكَسَّر عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وعَجِلٌ أَقرب إِلى حَدِّ التَّكْسِيرِ مِنْهُ لأَن فَعِلًا فِي الصِّفَةِ أَكثر مِنْ فَعُلٍ، عَلَى أَنَّ السَّلَامَةَ فِي فَعِلٍ أَكثر أَيضاً لقِلَّته وإِن زَادَ عَلَى فَعُلٍ، وَلَا يُجْمَعُ عَجْلانُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مُؤَنَّثَهُ لَا تَلْحَقُهُ الْهَاءُ. وامرأَة عَجْلى مِثَالُ رَجْلى ونِسْوة عَجالى كَمَا قَالُوا رَجالى وعِجالٌ أَيضاً كَمَا قَالُوا رِجال. والاسْتِعْجال والإِعْجال والتَّعَجُّل وَاحِدٌ: بِمَعْنَى الاسْتِحْثاث وطَلَبِ العَجَلة. وأَعْجَلَه وعَجَّلَه تَعْجِيلًا إِذا اسْتَحَثَّه، وَقَدْ عَجِلَ عَجَلًا وعَجَّلَ وتَعَجَّلَ. واسْتَعْجَلَ الرجلَ: حَثَّه وأَمره أَن يَعْجَل فِي الأَمر. ومَرَّ يَسْتَعْجِل أَي مَرَّ طَالِبًا ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ مُتَكَلِّفاً إِياه؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، ووَضَع فِيهِ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ مَكَانَ الْمُتَّصِلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ ؛ أَي كَيْفَ سَبَقْتَهم. يُقَالُ: أَعْجَلَني فَعَجَلْتُ لَهُ. واسْتَعْجَلْته أَي تقدَّمته فَحَمَلتْه عَلَى العَجَلة. واسْتَعْجَلْته: طَلَبْت عَجَلَته؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: فاسْتَعْجَلُونا، وَكَانُوا مِنْ صَحابَتِنا، ... كَمَا تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّاد وعَاجَلَه بذَنْبه إِذا أَخَذَه بِهِ وَلَمْ يُمْهِلْه. والعَجْلانُ: شَعْبانُ لسُرْعَة نَفَادِ أَيَّامه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كَانَ فِي زَمَنِ طُول الأَيام فأَيَّامُه طِوالٌ وإِن كَانَ فِي زَمَنِ قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ، وَهَذَا الَّذِي انْتَقَدَه ابنُ سِيدَهْ لَيْسَ بِشَيْءٍ لأَن شَعْبَانَ قَدْ ثَبَتَ فِي الأَذهان

أَنه شَهْرٌ قَصِيرٌ سَرِيعُ الِانْقِضَاءِ فِي أَيِّ زَمَانٍ كَانَ لأَن الصومَ يَفْجَأُ فِي آخِرِهِ فَلِذَلِكَ سُمِّي العَجْلان، وَاللَّهُ أَعلم. وقَوْسٌ عَجْلى: سرعة السَّهْم؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والعَاجِلُ والعَاجِلةُ: نَقِيضُ الْآجِلِ وَالْآجِلَةِ عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وجلَّ: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها مَا نَشاءُ ؛ العَاجِلةُ: الدُّنْيَا، وَالْآجِلَةُ الْآخِرَةُ. وعَجِلَه: سَبَقَه. وأَعْجَلَه: اسْتَعْجَلَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ؛ أَي أَسَبَقْتُم. قَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ عَجِلْتُ الشيءَ أَي سَبَقْتُه، وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ؛ فَمَعْنَاهُ لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم عَلَى ابْنِهِ وَشَبِيهُهُ فِي قَوْلِهِ: لَعَنَك اللهُ وأَخْزاك اللهُ وشِبْهه، لَهَلَكوا. قَالَ: ونُصِب قولُه اسْتِعْجالَهم بِوُقُوعِ الْفِعْلِ وَهُوَ يُعَجِّل، وَقِيلَ نُصِب اسْتِعْجالَهم عَلَى مَعْنَى مِثْلَ اسْتِعْجالهم عَلَى نعتِ مصدرٍ مَحْذُوفٍ؛ وَالْمَعْنَى: وَلَوْ يُعَجِّل اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ تَعْجِيلًا مِثْلَ اسْتِعْجَالِهِمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَوْ عَجَّل اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ إِذا دَعَوْا بِهِ عَلَى أَنفسهم عِنْدَ الْغَضَبِ وَعَلَى أَهليهم وأَولادهم واسْتَعْجلوا بِهِ كَمَا يَسْتَعْجلون بِالْخَيْرِ فَيَسْأَلونه الخَيْرَ والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي مَاتُوا؛ وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ وَلَوْ يُعَجِّل اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ فِي الدُّعَاءِ كَتَعْجِيلِهِ اسْتِعْجالَهم بِالْخَيْرِ إِذا دَعَوْه بِالْخَيْرِ لَهَلَكُوا. وأَعْجَلَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَيْرِ تَمَامِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: قِياماً عَجِلْنَ عَلَيْهِ النَّبات، ... يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا عَجِلْن عَلَيْهِ: عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ، يَنْسِفْنَه: يَنْسِفْن هَذَا النَّبات يَقْلَعْنه بأَرجلهن؛ وَقَوْلُهُ: فَوَرَدَتْ تَعْجَل عَنْ أَحْلامِها مَعْنَاهُ تَذْهَب عُقولُها، وعَدَّى تَعْجَل بِعَنْ لأَنها فِي مَعْنَى تَزِيغُ، وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ. والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال مِنَ الإِبل: الَّتِي تُنْتَج قَبْلَ أَن تَسْتَكْمِلَ الْحَوْلَ فَيَعِيش ولَدُها، والوَلَدُ مُعْجَلٌ؛ قَالَ الأَخطل: إِذا مُعْجَلًا غادَرْنَه عِنْدَ مَنْزِلٍ، ... أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب يَعْنِي الذِّئْبَ. والمِعْجَال مِنَ الْحَوَامِلِ الَّتِي تَضَعُ ولدَها قَبْلَ إِناه، وَقَدْ أَعْجَلَتْ، فَهِيَ مُعْجِلةٌ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ. والإِعْجال فِي السَّيْر: أَن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الرَّاكِبُ قَبْلَ اسْتِوَائِهِ عَلَيْهِ. والمِعْجَال: الَّتِي إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه فِي غَرْزِها قَامَتْ ووَثَبَتْ. يُقَالُ: جَمَلٌ مِعْجالٌ وَنَاقَةٌ مِعْجالٌ، ولَقِي أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء ذَا الرُّمَّة فَقَالَ أَنشِدْني: مَا بالُ عينِك مِنْهَا الماءُ يَنْسَكِبُ فأَنشده حَتَّى انْتَهَى إِلى قَوْلِهِ: حَتَّى إِذا مَا اسْتَوَى فِي غَرْزِها تَثِبُ فَقَالَ لَهُ: عَمُّك الرَّاعِي أَحْسَنُ مِنْكَ وَصْفاً حِينَ يَقُولُ: وهْيَ، إِذا قامَ فِي غَرْزِها، ... كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ وَلَا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُوكِ، ... وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ «1».

_ (1). قوله [عند الوروك] الذي في المحكم، وتقدم في ورك: قبل الوروك

فَقَالَ: وصَفَ بِذَلِكَ ناقَةَ مَلِكٍ، وأَنا أَصِفُ لَكَ ناقةَ سُوقةٍ. ونَخْلة مِعْجالٌ: مُدْرِكةٌ فِي أَول الحَمْل. والمُعَجِّل والمُتَعَجِّل: الَّذِي يأْتي أَهله بالإِعْجالةِ. والمُعَجِّل «1» مِنَ الرِّعاء: الَّذِي يَحْلُب الإِبلَ حَلْبةً وَهِيَ فِي الرَّعْي كأَنه يُعْجِلُها عَنْ إِتمام الرَّعْي فيأْتي بِهَا أَهلَه، وَذَلِكَ اللَّبن الإِعجَالةُ. والإِعْجَالةُ: مَا يُعَجِّله الرَّاعِي مِنَ اللَّبَنِ إِلى أَهله قَبْلَ الحَلْب؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ سَيَلانَ الدَّمْع: كأَنَّهُما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ ... فَرِيّانِ، لَمَّا تُسْلَقا بِدِهَانِ والعُجَالةُ، وَقِيلَ الإِعْجالةُ: أَن يُعَجِّل الرَّاعِي بِلَبَنِ إِبله إِذا صَدَرَتْ عَنِ الْمَاءِ، قَالَ: وَجَمْعُهَا الإِعْجَالاتُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَتَتْكُمْ بإِعْجالاتِها، وهْيَ حُفَّلٌ، ... تَمُجُّ لَكُمْ قَبْلَ احْتِلابٍ ثُمَالَها يخاطِب اليَمَنَ يَقُولُ: أَتَتْكُم مَوَدَّةُ مَعَدٍّ بإِعْجالاتها، والثُّمالُ: الرَّغْوَة، يَقُولُ لَكُمْ عِنْدَنَا الصَّرِيحُ لَا الرَّغْوة. وَالَّذِي يَجِيءُ بالإِعْجالة مِنَ الإِبل مِنَ العَزيب يُقَالُ لَهُ: المُعَجِّل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَمْ يَقْتَعِدْها المُعَجِّلون، وَلَمْ ... يَمْسَخْ مَطاها الوُسُوق والحَقَبُ وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: ويَحْمِل الرَّاعِي العُجَالة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ لَبَنٌ يَحْمِله الرَّاعِي مِنَ المَرْعى إِلى أَصحاب الْغَنَمِ قَبْلَ أَن تَرُوحَ عَلَيْهِمْ. والعُجَّال: جُمّاع الكَفِّ مِنَ الحَيْس والتَّمر يستعجلُ أَكْلهُ، والعُجَّال والعِجَّوْل: تَمْرٌ يُعْجَن بسَوِيق فيُتَعَجَّلُ أَكْلُه. والعَجَاجِيل: هَنَاتٌ مِنَ الأَقِط يَجْعَلُونَهَا طِوَالًا بِغِلَظِ الكَفِّ وطُولِها مِثْلُ عَجَاجِيل التَّمْر والحَيْس، وَالْوَاحِدَةُ عُجَّال. وَيُقَالُ: أَتانا بِعُجَّال وعِجَّوْل أَي بجُمْعَةٍ مِنَ التَّمْر قَدْ عُجِنَ بالسَّوِيق أَو بالأَقِط. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُجَّال والعِجَّوْل مَا اسْتُعْجِل بِهِ قَبْلَ الغِذاء كاللُّهنة. والعُجَالةُ والعَجَل: مَا اسْتُعْجِل بِهِ مِنْ طَعَام فقُدِّم قَبْلَ إِدراك الغِذاء؛ وأَنشد: إِنْ لَمْ تُغِثْني أَكُنْ يَا ذَا النَّدَى عَجَلًا، ... كَلُقْمَةٍ وَقَعَتْ فِي شِدْقِ غَرْثان والعُجَالةُ: مَا تعَجَّلْته مِنْ شَيْءٍ. وعُجَالة الراكبِ: تَمْر بسَوِيق. والعُجَالَة: مَا تَزَوَّدَه الراكبُ مِمَّا لَا يُتْعِبُه أَكْلُه كَالتَّمْرِ والسَّوِيق لأَنه يَسْتَعجِله، أَو لأَن السَّفَرَ يُعْجِله عَمَّا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الطَّعَامِ المُعالَج، والتمرُ عُجَالة الرَّاكِبِ. يُقَالُ: عجَّلْتم كَمَا يُقَالُ لَهَّنْتُم. وَفِي الْمَثَلِ: الثَّيِّبُ عُجَالة الرَّاكِبِ. والعُجَيْلة والعُجَيْلى: ضَرْبانِ من المشيء فِي عَجَلٍ وَسُرْعَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَمْشِي العُجَيْلى مِنْ مَخَافَةِ شَدْقَمٍ، ... يَمْشي الدِّفِقَّى والخَنِيفَ ويَضْبِرُ وذَكَره ابْنُ وَلَّاد العُجَّيْلى بِالتَّشْدِيدِ. وعَجَّلْت اللَّحْمَ: طَبَخْته عَلَى عَجَلة. والعَجُول مِنَ النِّسَاءِ والإِبل: الوالِه الَّتِي فَقَدَتْ وَلَدَها الثَّكْلَى لعَجَلتِها فِي جَيْئَتِها وذَهَابها جَزَعاً؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فَمَا عَجُولٌ عَلَى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ، ... لَهَا حَنِينانِ: إِعْلانٌ وإِسرار

_ (1). قوله [والمعجل إِلى قوله وذلك اللبن الإعجالة] هي عبارة المحكم، وتمامها والعِجَالة والعُجَالة أي بالكسر والضم، وَقِيلَ: الإِعْجَالة أَنْ يُعَجِّلَ الراعي إلى آخر ما هنا

وَالْجَمْعُ عُجُل وعَجائل ومَعاجِيل؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ الأَعشى: يَدْفَع بالرَّاح عَنْهُ نِسْوَةٌ عُجُلُ «1» والعَجُول: المَنِيَّة؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، لأَنها تُعْجِل مَنْ نَزَلَتْ بِهِ عَنْ إِدراك أَمَله؛ قَالَ الْمَرَّارُ الفَقْعسي: وَنَرْجُو أَن تَخَاطَأَكَ المَنايا، ... وَنَخْشَى أَن تُعَجِّلَك العَجُولُ «2» . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: خُلِقَ الإِنسانُ مِنْ عَجَلٍ وَعَلَى عَجَلٍ كأَنك قُلْتَ رُكِّبَ عَلَى العَجَلة، بِنْيَتُه العَجَلةُ وخِلْقَتُه العَجَلةُ وَعَلَى العَجَلة وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: خُوطِبَ الْعَرَبُ بِمَا تَعْقِل، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِي يُكْثِر الشيءَ: خُلِقْتَ مِنْهُ، كَمَا تَقُولُ: خُلِقْتَ مِنْ لعِبٍ إِذا بُولغ فِي وَصْفِهِ باللَّعِب. وخُلِقَ فُلَانٌ مِنَ الكَيْس إِذا بُولغ فِي صِفَتِهِ بالكَيْس. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ؛ أَي لَوْ يَعْلَمُونَ مَا اسْتَعْجَلُوا، وَالْجَوَابُ مُضْمَرٌ، قِيلَ: إِن آدَمَ، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، لَمَّا بَلَغَ مِنْهُ الرُّوحُ الرُّكْبَتَيْنِ هَمَّ بالنُّهُوض قَبْلَ أَن تَبْلُغَ القَدَمين، فَقَالَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ؛ فأَوْرَثَنا آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، العَجَلة. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ خُلِقَت العَجَلةُ مِنَ الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي «3» الأَحسن أَن يَكُونَ تَقْدِيرُهُ خُلِقَ الإِنسان مِنْ عَجَلٍ لِكَثْرَةِ فِعْلِهِ إِياه وَاعْتِيَادِهِ لَهُ، وَهَذَا أَقوى مَعْنًى مِنْ أَن يَكُونَ أَراد خُلِقَ العَجَل مِنَ الإِنسان لأَنه أَمرٌ قَدِ اطّرَد واتَّسَع، وحَمْلُه عَلَى القَلْب يَبْعُد فِي الصَّنْعَةِ ويُصَغِّر الْمَعْنَى، وكأَن هَذَا الْمَوْضِعَ لمَّا خَفِيَ عَلَى بَعْضِهِمْ قَالَ: إِن العَجَل هَاهُنَا الطِّين، قَالَ: وَلَعَمْرِي إِنه فِي اللُّغَةِ لكَما ذَكَر، غَيْرَ أَنه فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لَا يُرَادُ بِهِ إِلَّا نَفْسَ العَجَلة وَالسُّرْعَةِ، أَلا تَرَاهُ عَزَّ اسْمُه كَيْفَ قَالَ عَقيبة: سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ ؟ فَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا وخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً؛ لأَن العَجَل ضَرْبٌ مِنَ الضَّعْفِ لِمَا يُؤْذَنُ بِهِ مِنَ الضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ، فَهَذَا وَجْهُ الْقَوْلِ فِيهِ، وَقِيلَ: العَجَل هَاهُنَا الطِّينُ والحَمْأَة، وَهُوَ العَجَلة أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: والنَّبْعُ فِي الصَّخْرة الصَّمَّاءِ مَنْبِتُه، ... والنَّخْلُ يَنْبُتُ بينَ الماءِ والعَجَل قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ عِنْدِي فِي هَذَا حِكَايَةٌ عَمَّنْ يُرْجَع إِليه فِي عِلْمِ اللُّغَةِ. وتعَجَّلْتُ مِنَ الكِراءِ كَذَا وَكَذَا، وعجَّلْت لَهُ مِنَ الثَّمن كَذَا أَي قَدَّمْت. والمَعَاجِيلُ: مُخْتَصَرات الطُّرُق، يُقَالُ: خُذْ مَعاجِيلَ الطَّرِيق فإِنها أَقرب. وَفِي النَّوَادِرِ: أَخْذْتُ مُسْتَعْجِلة «4» مِنَ الطَّرِيقِ وَهَذِهِ مُسْتَعْجِلاتُ الطَّرِيقِ وَهَذِهِ خُدْعة مِنَ الطَّرِيقِ ومَخْدَع، ونَفَذٌ ونَسَمٌ ونَبَقٌ وأَنْباقٌ، كلُّه بِمَعْنَى القُرْبة والخُصْرة. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: لَقَدْ عَجِلَت بأَيِّمِك العَجُول أَي عَجِل بِهَا الزواجُ. والعَجَلة: كارَةُ الثَّوب، وَالْجَمْعُ عِجَالٌ وأَعْجَالٌ، عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ. والعَجَلة: الدَّوْلاب، وقيل

_ (1). قوله [يدفع بالراح إلخ] صدره كما في التكملة: حتى يظل عميد الحي مرتفقا (2). قوله [تعجلك] كذا في المحكم، وبهامشه في نسخة تعاجلك (3). قوله [قال ابن جني إلخ] عبارة المحكم: قَالَ ابْنُ جِنِّي الأَحسن أَنْ يَكُونَ تَقْدِيرُهُ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ، وجاز هذا وإن كان الإنسان جوهراً والعجلة عرضاً، وَالْجَوْهَرُ لَا يَكُونُ مِنَ العرض لكثرة فعله، إلى آخر ما هنا (4). قوله [أخذت مستعجلة إلخ] ضبط في التكملة والتهذيب بكسر الجيم، وفي القاموس بالفتح

المَحَالة، وَقِيلَ الخَشَبة المُعْترِضة عَلَى النَّعَامَتين، وَالْجَمْعُ عَجَلٌ. والغَرْبُ مُعَلَّق بالعَجَلة. والعِجْلة: الإِداوة الصَّغِيرَةُ. والعِجْلة: المَزَادة، وَقِيلَ قِرْبة الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عِجَلٌ مِثْلُ قِرْبة وقِرَب؛ قَالَ الأَعشى: والساحباتِ ذُيُولَ الخَزِّ آوِنةً، ... والرَّافِلاتِ عَلَى أَعْجازِها العِجَلُ قَالَ ثَعْلَبٌ: شَبَّه أَعْجازَهُنَّ بالعِجَل الْمَمْلُوءَةِ، وعِجَال أَيضاً. والعِجْلة: السِّقَاء أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا: قَانَى لَهُ فِي الصَّيْف ظِلٌّ بارِدٌ، ... ونَصِيُّ ناعِجَةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حَتَّى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا لَهُ ... عَجِلٌ، كأَحْمِرة الصَّريمة، أَرْبَعُ قَانَى لَهُ أَي دَامَ لَهُ. وَقَوْلُهُ نَبَحَ الظِّباء، لأَن الظَّبْيَ إِذا أَسَنَّ وَبَدَتْ فِي قَرْنِه عُقَدٌ وحُيُودٌ نَبَح عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ كَمَا يَنْبَح الْكَلْبُ؛ أَورد ابْنُ بَرِّيٍّ: ويَنْبَحُ بَيْنَ الشِّعْب نَبْحاً، تَخالُه ... نُباحَ الكِلابِ أَبْصَرَتْ مَا يَرِيبُها وَقَوْلُهُ كأَحْمِرة الصَّرِيمة يَعْنِي الصُّخُور المُلْس لأَن الصَّخْرَةَ المُلَمْلَمة يُقَالُ لَهَا أَتانٌ، فإِذا كَانَتْ فِي الْمَاءِ الضَّحْضاح فَهِيَ أَتانُ الضَّحْل، فلَمّا لَمْ يُمْكِنْهُ أَن يَقُولَ كأُتُنِ الصَّرِيمة وضَع الأَحْمِرة مَوْضِعَها إِذ كَانَ مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا، فَهُوَ يَقُولُ: هَذَا الْفَرَسُ كَرِيمٌ عَلَى صَاحِبِهِ فَهُوَ يَسْقِيهِ اللَّبَنَ، وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ أَربعَ أَسْقِية مملوءَة لَبناً كالصُّخُور المُلْس فِي اكْتِنَازِهَا تُقَدَّم إِليه فِي أَول الصُّبْحِ، وَتُجْمَعُ عَلَى عِجَالٍ أَيضاً مِثْلَ رِهْمة ورِهامٍ وذِهْبةٍ وذِهاب؛ قَالَ الطِّرمّاح: تُنَشِّفُ أَوْشالَ النِّطافِ بطَبْخِها، ... عَلَى أَن مكتوبَ العِجال وَكِيع «1» والعَجَلة، بِالتَّحْرِيكِ: الَّتِي يَجُرُّها الثَّوْرُ، وَالْجَمْعُ عَجَلٌ وأَعْجَالٌ. والعَجَلة: المَنْجَنُون يُسْقَى عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ عَجَلٌ. والعِجْلُ: وَلدُ الْبَقَرَةِ، وَالْجَمْعُ عِجَلة، وَهُوَ العِجَّوْل والأُنثى عِجْلة وعِجَّوْلة. وَبَقَرَةٌ مُعْجِل: ذَاتُ عِجْلٍ؛ قَالَ أَبو خِيرَةَ: هُوَ عِجْلٌ حِينَ تضَعُه أُمُّه إِلى شَهْرٍ، ثُمَّ بَرْغَزٌ وبُرْغُزٌ نَحْوًا مِنْ شَهْرَيْنِ وَنِصْفٍ، ثُمَّ هُوَ الفَرْقَد، وَالْجَمْعُ العَجَاجِيلُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ ثَلَاثَةُ أَعْجِلة وَهِيَ الأَعْجَال. والعِجْلة: ضَرْب مِنَ النَّبْت، وَقِيلَ: هِيَ بَقْلة تَسْتَطِيلُ مَعَ الأَرض؛ قَالَ: عَلَيْكَ سرْداحاً مِنَ السِّرْداحِ، ... ذَا عِجْلة وَذَا نَصِيٍّ ضَاحِي وَقِيلَ: هِيَ شَجَرٌ ذَاتُ وَرَق وكعُوب وقُضُب ليِّنة مُسْتَطِيلَةٍ، لَهَا ثمرَة مِثْلُ رِجْلِ الدَّجاجة مُتقَبِّضة، فإِذا يَبِسَتْ تفَتَّحت وَلَيْسَ لَهَا زَهْرة، وَقِيلَ: العِجْلة شَجَرَةٌ ذَاتُ قُضُب ووَرَقٍ كوَرَقِ الثُّدّاء. والعَجْلاء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ عَجْلان؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى، بَيْنَ عالِجٍ ... وعَجْلانَ، تَصْرِيف الأَدِيبِ المُذَلَّل وَبَنُو عِجْل: حَيٌّ، وَكَذَلِكَ بَنُو العَجْلان. وعِجْلٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ رَبيعة وَهُوَ عِجْل بْنُ لُجَيم بْنِ صَعْب بن

_ (1). قوله [تنشف إلخ] تقدم في ترجمة وكع، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُهُ: تُنَشِّفُ أَوْشَالَ النِّطَافِ وَدُونَهَا ... كُلَى عِجَلٍ مَكْتُوبُهُنَّ وَكِيعُ

عَلِيِّ بْنِ بكْر بْنِ وَائِلٍ؛ وَقَوْلُهُ: عَلَّمَنا أَخْوالُنا بَنُو عِجِلْ ... شُرْبَ النَّبيذ، واعْتِقالًا بالرِّجِلْ إِنما حَرَّك الْجِيمَ فِيهِمَا ضَرُورَةً لأَنه يَجُوزُ تَحَرِّيكُ السَّاكِنَ فِي الْقَافِيَةِ بِحَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ كَمَا قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْع الهُذَلي: إِذا تَجاوَبَ نَوْحٌ قامَتا مَعَهُ، ... ضَرْباً أَلِيماً بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا وعَجْلَى: اسمُ ناقةٍ؛ قَالَ: أَقولُ لِنَاقَتي عَجْلَى، وحَنَّتْ ... إِلى الوَقَبَى وَنَحْنُ عَلَى الثِّمادِ: أَتاحَ اللهُ يَا عَجْلَى بِلَادًا، ... هَواكِ بِهَا مُرِبّاتِ العِهَاد أَراد لِبلادٍ؛ فَحَذَفَ وأَوْصَل. وعَجْلى: فَرَسُ دُرَيد بْنِ الصِّمَّة. وعَجْلى أَيضاً: فَرَسُ ثَعْلبة بْنِ أُمِّ حَزْنة. وأُمُّ عَجْلان: طَائِرٌ. وعَجْلان: اسْمُ رَجُل. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْس: فأَسْنَدُوا إِليه فِي عَجَلَة مِنْ نَخْل ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: العَجَلة دَرَجة مِنَ النَّخل نَحْوَ النَّقِير، أَراد أَن النَّقِير سُوِّيَ عَجَلة يُتَوَصَّل بِهَا إِلى الْمَوْضِعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يُنْقَر الجِذْع ويُجْعل فِيهِ شِبْه الدَّرَج لِيُصْعَدَ فِيهِ إِلى الغُرَف وَغَيْرِهَا، وأَصله الْخَشَبَةُ المُعْترِضة عَلَى الْبِئْرِ. عدل: العَدْل: مَا قَامَ فِي النُّفُوسِ أَنه مُسْتقيم، وَهُوَ ضِدُّ الجَوْر. عَدَل الحاكِمُ فِي الْحُكْمِ يَعْدِلُ عَدْلًا وَهُوَ عادِلٌ مِنْ قَوْمٍ عُدُولٍ وعَدْلٍ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ كتَجْرِ وشَرْبٍ، وعَدَلَ عَلَيْهِ فِي القضيَّة، فَهُوَ عادِلٌ، وبَسَطَ الْوَالِي عَدْلَه ومَعْدِلَته. وَفِي أَسماء الله سبحانه: العَدْل، هو الَّذِي لَا يَمِيلُ بِهِ الْهَوَى فيَجورَ فِي الْحُكْمِ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ سُمِّي بِهِ فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ، وَهُوَ أَبلغ مِنْهُ لأَنه جُعِلَ المُسَمَّى نفسُه عَدْلًا، وَفُلَانٌ مِنْ أَهل المَعْدِلة أَي مِنْ أَهل العَدْلِ. والعَدْلُ: الحُكْم بِالْحَقِّ، يُقَالُ: هُوَ يَقْضي بِالْحَقِّ ويَعْدِلُ. وَهُوَ حَكَمٌ عَادِلٌ: ذُو مَعْدَلة فِي حُكْمِهِ. والعَدْلُ مِنَ النَّاسِ: المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: رَجُلٌ عَدْلٌ وعادِلٌ جَائِزُ الشَّهَادَةِ. ورَجُلٌ عَدْلٌ: رِضاً ومَقْنَعٌ فِي الشَّهَادَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ: وبايَعْتُ لَيْلى فِي الخَلاء، وَلَمْ يَكُنْ ... شُهودٌ عَلَى لَيْلى عُدُولٌ مَقَانِعُ ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة: وُصِف بِالْمَصْدَرِ، مَعْنَاهُ ذُو عَدْلٍ. قَالَ فِي مَوْضِعَيْنِ: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ، وَقَالَ: يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ؛ وَيُقَالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ، كلُّ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ ونِسوةٌ ذَوَاتُ عَدْلٍ، فَهُوَ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّث، فإِن رأَيته مَجْمُوعًا أَو مُثَنًّى أَو مؤَنثاً فَعَلَى أَنه قَدْ أُجْرِي مُجْرى الْوَصْفِ الَّذِي لَيْسَ بِمَصْدَرٍ، وَقَدْ حَكَى ابْنُ جِنِّي: امرأَة عَدْلة، أَنَّثوا الْمَصْدَرَ لَمَّا جَرَى وَصْفًا عَلَى الْمُؤَنَّثِ وإِن لَمْ يَكُنْ عَلَى صُورَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ، وَلَا هُوَ الْفَاعِلُ فِي الْحَقِيقَةِ، وإِنما اسْتَهْواه لِذَلِكَ جَرْيُها وَصْفًا عَلَى الْمُؤَنَّثِ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَوْلُهُمْ رَجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجْتَمَعَا فِي الصِّفَةِ المُذَكَّرة لأَن التَّذْكِيرَ إِنما أَتاها مِنْ قِبَل الْمَصْدَرِيَّةِ، فإِذا قِيلَ رَجُلٌ عَدْلٌ فكأَنه وَصَفَ بِجَمِيعِ الْجِنْسِ مُبَالَغَةً كَمَا تَقُولُ: استَوْلى عَلَى الفَضْل وَحَازَ

جميعَ الرِّياسة والنُّبْل وَنَحْوَ ذَلِكَ، فوُصِف بِالْجِنْسِ أَجمع تَمْكِينًا لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَتَوْكِيدًا، وجُعِل الإِفراد وَالتَّذْكِيرُ أَمارةً لِلْمَصْدَرِ الْمَذْكُورِ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي خَصْمٍ وَنَحْوِهِ مِمَّا وُصِف بِهِ مِنَ الْمَصَادِرِ، قَالَ: فإِن قُلْتَ فإِن لَفْظَ الْمَصْدَرِ قَدْ جَاءَ مُؤَنَّثًا نَحْوَ الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة والمَحْمِيَة والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة وَنَحْوِ ذَلِكَ، فإِذا كان نفس الْمَصْدَرِ قَدْ جَاءَ مؤَنثاً فَمَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ وَمَحْمُولٌ بالتأْويل عَلَيْهِ أَحْجى بتأْنيثه، قِيلَ: الأَصل لقُوَّته أَحْمَلُ لِهَذَا الْمَعْنَى مِنَ الْفَرْعِ لِضَعْفِهِ، وَذَلِكَ أَن الزِّيادة وَالْعِيَادَةَ والجُهومة والطَّلاقة وَنَحْوَ ذَلِكَ مَصَادِرُ غَيْرُ مَشْكُوكٍ فِيهَا، فلحاقُ التَّاءِ لَهَا لَا يُخْرِجها عَمَّا ثَبَتَ فِي النَّفْسِ مِنْ مَصدَرِيَّتها، وَلَيْسَ كَذَلِكَ الصِّفَةُ لأَنها لَيْسَتْ فِي الْحَقِيقَةِ مَصْدَرًا، وإِنما هِيَ مُتَأَوَّلة عَلَيْهِ وَمَرْدُودَةٌ بالصَّنْعة إِليه، وَلَوْ قِيلَ رجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وَقَدْ جَرَت صِفَةً كَمَا تَرَى لَمْ يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بِهَا أَنها صِفَةٌ حَقِيقِيَّةٌ كصَعْبة مِنْ صَعْبٍ، ونَدْبة مِنْ نَدْبٍ، وفَخْمة مِنْ فَخْمٍ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مِنْ قُوَّة الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ مَا فِي نَفْسِ الْمَصْدَرِ نَحْوَ الجُهومة والشُّهومة والخَلاقة، فالأُصول لقُوَّتها يُتَصَرَّف فِيهَا وَالْفُرُوعُ لِضَعْفِهَا يُتَوَقَّف بِهَا، ويُقْتَصر عَلَى بَعْضِ مَا تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها، فإِن قِيلَ: فَقَدْ قَالُوا رَجُلٌ عَدْل وامرأَة عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد؛ وَقَوْلُ أُميَّة: والحَيَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا، ... مِنْ بيتِها، آمِناتُ اللهِ والكَلِمُ قِيلَ: هَذَا قَدْ خَرَجَ عَلَى صُورَةِ الصِّفَةِ لأَنهم لَمْ يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا كلَّ البُعْد عَنْ أَصل الْوَصْفِ الَّذِي بَابُهُ أَن يَقع الفَرْقُ فِيهِ بَيْنَ مُذَكره ومؤَنَّثه، فَجَرَى هَذَا فِي حِفْظِ الأُصول والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لَهَا وَالتَّنْبِيهِ عَلَيْهَا مَجْرى إِخراج بَعْضِ المُعْتَلِّ عَلَى أَصله، نَحْوَ استَحْوَذَ وضَنِنُوا، ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه، وإِن كَانَ قَدْ نُقِل إِلى فَعُلْت لِمَا كَانَ أَصله فَعَلْت؛ وَعَلَى ذَلِكَ أَنَّث بعضُهم فَقَالَ خَصْمة وضَيْفة، وجَمَع فَقَالَ: يَا عَيْنُ، هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذ ... قُمْنا، وقامَ الخُصومُ فِي كَبَد؟ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْآخَرِ: إِذا نزَلَ الأَضْيافُ، كَانَ عَذَوَّراً، ... عَلَى الحَيِّ، حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ، كلُّه: العَدْل. وَتَعْدِيلُ الشُّهُودِ: أَن تَقُولَ إِنهم عُدُولٌ. وعَدَّلَ الحُكْمَ: أَقامه. وعَدَّلَ الرجلَ: زَكَّاه. والعَدَلَةُ والعُدَلَةُ: المُزَكُّون؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ القُرْمُليُّ: سأَلت عَنْ فُلَانٍ العُدَلَة أَي الَّذِينَ يُعَدِّلونه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَجُلٌ عُدَلة وَقَوْمٌ عُدَلة أَيضاً، وَهُمُ الَّذِينَ يُزَكُّون الشهودَ وَهُمْ عُدُولٌ، وَقَدْ عَدُلَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، عَدالةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ؛ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: ذَوَيْ عَقْل، وَقَالَ إِبراهيم: العَدْلُ الَّذِي لَمْ تَظْهَر مِنْهُ رِيبةٌ. وكَتَب عبدُ الْمَلِكِ إِلى سَعِيدِ بْنِ جُبَير يسأَله عَنِ العَدْل فأَجابه: إِنَّ العَدْلَ عَلَى أَربعة أَنحاء: العَدْل فِي الْحُكْمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وإِن حَكَمْتَ «2» فاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بالعَدْل. والعَدْلُ فِي الْقَوْلِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا : والعَدْل: الفِدْية، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ. والعَدْل فِي الإِشْراك، قَالَ اللَّهُ عز

_ (2). قوله [قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَإِنْ حَكَمْتَ إلخ] هكذا في الأصل ومثله في التهذيب والتلاوة بالقسط

وَجَلَّ: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ؛ أَي يُشْرِكون. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ؛ قَالَ عُبَيْدَةُ السَّلماني والضَّحَّاك: فِي الحُبِّ والجِماع. وَفُلَانٌ يَعْدِل فُلَانًا أَي يُساوِيه. وَيُقَالُ: مَا يَعْدِلك عِنْدَنَا شيءٌ أَي مَا يقَع عِنْدَنَا شيءٌ مَوْقِعَك. وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ: سَوَّاها. وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه عَدْلًا وعَادَله: وازَنَه. وعَادَلْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وعَدَلْت فُلَانًا بِفُلَانٍ إِذا سَوَّيْت بَيْنَهُمَا. وتَعْدِيلُ الشَّيْءِ: تقويمُه، وَقِيلَ: العَدْلُ تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ حَتَّى تَجْعَلَهُ لَهُ مِثْلًا. والعَدْلُ والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل، وَقِيلَ: هُوَ المِثْلُ وَلَيْسَ بالنَّظِير عَيْنه، وَفِي التَّنْزِيلِ: أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً ؛ قَالَ مُهَلْهِل: عَلَى أَنْ ليْسَ عِدْلًا مِنْ كُلَيْبٍ، ... إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور والعَدْلُ، بِالْفَتْحِ: أَصله مَصْدَرُ قَوْلِكَ عَدَلْت بِهَذَا عَدْلًا حَسَناً، تَجْعَلُهُ اسْمًا للمِثْل لِتَفْرُق بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِدْل المَتاع، كَمَا قَالُوا امرأَة رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق. والعَدِيلُ: الَّذِي يُعادِلك فِي الوَزْن والقَدر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَشْتَرِطِ الْجَوْهَرِيُّ فِي العَدِيل أَن يَكُونَ إِنساناً مِثْلَهُ، وفَرَق سِيبَوَيْهِ بَيْنَ العَدِيل والعِدْل فَقَالَ: العَدِيلُ مَنْ عادَلَك مِنَ النَّاسِ، والعِدْلُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْمَتَاعِ خاصَّة، فبَيَّن أَنَّ عَدِيل الإِنسان لَا يَكُونُ إِلَّا إِنساناً مِثْلَهُ، وأَنَّ العِدْل لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْمَتَاعِ، وأَجاز غيرُه أَن يُقَالَ عِنْدِي عِدْلُ غُلامِك أَي مِثْله، وعَدْلُه، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ، قيمتُه. وَفِي حَدِيثِ قَارِئِ الْقُرْآنِ «1». وَصَاحِبِ الصَّدَقة: فَقَالَ ليْسَتْ لَهُمَا بعَدْل ؛ هُوَ المِثْل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالْفَتْحِ، مَا عادَله مِنْ جِنْسِهِ، وَبِالْكَسْرِ مَا لَيْسَ مِنْ جِنْسِهِ، وَقِيلَ بِالْعَكْسِ؛ وَقَوْلُ الأَعلم: مَتى مَا تَلْقَني ومَعي سِلاحِي، ... تُلاقِ المَوْتَ لَيْس لَهُ عَدِيلُ يَقُولُ: كأَنَّ عَدِيلَ الْمَوْتِ فَجْأَتُه؛ يُرِيدُ لَا مَنْجَى مِنْهُ، وَالْجَمْعَ أَعْدالٌ وعُدَلاءُ. وعَدَلَ الرجلَ فِي المَحْمِل وعَادَلَهُ: رَكِب مَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: إِذا جَاءَتْ عَمَّتي بأَبي وَخَالِي مَقْتولَيْنِ عَادَلْتُهما عَلَى ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما عَلَى جَنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن. وعَدِيلُك: المُعادِلُ لَكَ. والعِدْل: نِصْف الحِمْل يَكُونُ عَلَى أَحد جَنْبَيِ الْبَعِيرِ، وَقَالَ الأَزهري: العِدْل اسْمُ حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى بِهِ، وَالْجَمْعُ أَعْدالٌ وعُدُولٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً ، قَالَ: العَدْلُ مَا عَادَلَ الشيءَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ، وَمَعْنَاهُ أَي فِداءُ ذَلِكَ. والعِدْلُ: المِثْل مِثْل الحِمْل، وَذَلِكَ أَن تَقُولَ عِنْدِي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ شَاتِكَ إِذا كَانَتْ شاةٌ تَعْدِل شَاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غُلَامًا، فإِذا أَردت قِيمَتَهُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ نَصَبْت العَيْن فَقُلْتَ عَدْل، وَرُبَّمَا كَسَرها بعضُ الْعَرَبِ، قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ عِدْله، وكأَنَّه منهم

_ (1). قوله [وَفِي حَدِيثِ قَارِئِ الْقُرْآنِ إلخ] صدره كما في هامش النهاية: فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَكَ النَّجْدَةَ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: ليست إلخ. وبهذا يعلم مرجع الضمير في ليست. وقوله: قال ابن الأثير إلخ عبارته في النهاية: قد تكرر ذكر العِدْل والعَدْل بالكسر والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل وقيل هو بالفتح إلى آخر ما هنا

غلطٌ لتَقارُب مَعْنَى العَدْل مِنَ العِدْل، وَقَدْ أَجمعوا عَلَى أَن وَاحِدَ الأَعْدَال عِدْل؛ قَالَ: ونُصِب قَوْلُهُ صِيَامًا عَلَى التَّفْسِيرِ كأَنَّه عَدْلُ ذَلِكَ مِنَ الصِّيام، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: العَدْلُ والعِدْلُ وَاحِدٌ فِي مَعْنَى المِثْل، قَالَ: وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، كَانَ المِثْلُ مِنَ الْجِنْسِ أَو مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَلَمْ يَقُولُوا إِن الْعَرَبَ غَلِطَت وَلَيْسَ إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يَقُولَ إِنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ غَلِط. وقرأَ ابْنُ عَامِرٍ: أَو عِدْلُ ذَلِكَ صِياماً ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وقرأَها الْكِسَائِيُّ وأَهل الْمَدِينَةِ بِالْفَتْحِ. وشَرِبَ حَتَّى عَدَّلَ أَي صَارَ بَطْنُهُ كالعِدْل وامْتَلأَ؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ عَدَّنَ وأَوَّنَ بِمَعْنَاهُ. وَوَقَعَ المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً وَلَمْ يَصْرَع أَحدُهما الْآخَرَ. والعَدِيلَتان: الغِرَارتانِ لأَن كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تُعادِل صاحبتَها. الأَصمعي: يُقَالُ عَدَلْت الجُوالِقَ عَلَى الْبَعِيرِ أَعْدِله عَدْلًا؛ يُحْمَل عَلَى جَنْب الْبَعِيرِ ويُعْدَل بِآخَرَ. ابْنُ الأَعرابي: العَدَلُ، محرّكٌ، تَسْوِيَةُ الأَوْنَيْن وَهُمَا العِدْلانِ. وَيُقَالُ: عَدَلْت أَمتعةَ الْبَيْتِ إِذا جَعَلْتها أَعدالًا مُسْتَوِيَةً للاعْتِكام يومَ الظَّعْن. والعَدِيل: الَّذِي يُعادِلُك فِي المَحْمِل. والاعْتِدالُ: تَوَسُّطُ حالٍ بَيْنَ حالَيْن فِي كَمٍّ أَو كَيْفٍ، كَقَوْلِهِمْ جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بَيْنَ الطُّول والقِصَر، وَمَاءٌ مُعْتَدِلٌ بَيْنَ الْبَارِدِ والحارِّ، وَيَوْمٌ مُعْتَدِلٌ طيِّب الْهَوَاءِ ضدُّ مُعْتَذِل، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. وكلُّ مَا تَناسَبَ فَقَدِ اعْتَدَل؛ وكلُّ مَا أَقَمْته فَقَدْ عَدَلْته. وَزَعَمُوا أَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَني فِي قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كَمَا يُعْدَل السَّهْم فِي الثِّقافِ ، أَي قَوَّمُوني؛ قَالَ: صَبَحْتُ بِهَا القَوْمَ حَتَّى امْتَسَكْتُ ... بالأَرض، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا وعَدَّلَه: كعَدَلَه. وإِذا مالَ شيءٌ قُلْتَ عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل أَي اسْتَقَامَ. وَمَنْ قرأَ قَوْلَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ: خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ، بِالتَّخْفِيفِ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ؛ قَالَ الفراءُ: مَنْ خَفَّف فَوجْهُه، وَاللَّهُ أَعلم، فَصَرَفك إِلى أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ: إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قَبِيحٌ، وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ والأَخفش؛ وَقِيلَ أَراد عَدَلك مِنَ الْكُفْرِ إِلى الإِيمان وَهِيَ نِعْمة «1» وَمَنْ قرأَ فعَدَّلَك فشَدَّد، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ أَعجبُ الْوَجْهَيْنِ إِلى الْفَرَّاءِ وأَجودُهما فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَمَعْنَاهُ قَوَّمك وجَعَلَك مُعْتَدِلًا مُعَدَّل الخَلْق، وَهِيَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ وأَهل الْحِجَازِ، قَالَ: واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ في فِي التَّرْكِيبِ أَقوى فِي الْعَرَبِيَّةِ مِنْ أَن تَكُونَ فِي العَدْل، لأَنك تَقُولُ عَدَلْتك إِلى كَذَا وصَرَفتك إِلى كَذَا، وَهَذَا أَجودُ في العربية من أَن تَقُولَ عَدَلْتك فِيهِ وصَرَفْتك فِيهِ، وَقَدْ قَالَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ فَعَدَلك، بِالتَّخْفِيفِ: إِنه بِمَعْنَى فَسَوّاك وقَوَّمك، مِنْ قَوْلِكَ عَدَلْت الشَّيْءَ فاعْتَدَلَ أَي سَوّيْته فاسْتَوَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل أَي قَوَّمْناه فَاسْتَقَامَ، وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ. وعَدَلْت الشيءَ بِالشَّيْءِ أَعْدِلُه عُدولًا إِذا سَاوَيْتُهُ بِهِ؛ قَالَ شَمِر: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

_ (1). قوله [وهي نعمة] كذا في الأَصل، وعبارة التهذيب: وهما نعمتان

أَفَذاكَ أَمْ هِي فِي النَّجاءِ، ... لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل؟ يَعْنِي يُعادِلُ بَيْنَ نَاقَتِهِ والثَّوْر. واعْتَدَل الشِّعْرُ: اتَّزَنَ وَاسْتَقَامَ، وعَدَّلْته أَنا. وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ: لأَن المُرَاعى فِي الشِّعْر إِنما هُوَ تَعْدِيلُ الأَجزاء. وعَدَّلَ القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ بَيْنَ الشُّركاء إِذا سَوّاها عَلَى القِيَم. وَفِي الْحَدِيثِ: العِلْم ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فَرِيضةٌ عَادِلَةٌ ، أَراد العَدْل فِي القِسْمة أَي مُعَدَّلة عَلَى السِّهام الْمَذْكُورَةِ فِي الْكِتَابِ والسُّنَّة مِنْ غَيْرِ جَوْر، وَيَحْتَمِلُ أَن يُرِيدَ أَنها مُسْتَنْبَطة مِنَ الْكِتَابِ والسُّنَّة، فَتَكُونُ هَذِهِ الفَريضة تُعْدَل بِمَا أُخِذ عَنْهُمَا. وَقَوْلُهُمْ: لَا يُقْبَل لَهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، قِيلَ: العَدْل الفِداء؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْها ؛ أَي تَفْدِ كُلَّ فِداء. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: وإِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لَا يُقْبَلْ مِنْهَا؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ فَاحِشٌ وإِقدام مِنْ أَبي عُبَيْدَةَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْمَعْنَى فِيهِ لَوْ تَفْتدي بِكُلِّ فِدَاءٍ لَا يُقْبَل مِنْهَا الفِداءُ يومئذ. ومثله قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (الْآيَةَ) أَي لَا يُقْبَل ذَلِكَ مِنْهُ وَلَا يُنْجيه. وَقِيلَ: العَدْل الكَيْل، وَقِيلَ: العَدْل المِثْل، وأَصله فِي الدِّية؛ يُقَالُ: لَمْ يَقْبَلوا مِنْهُمْ عَدْلًا وَلَا صَرْفاً أَي لَمْ يأْخذوا مِنْهُمْ دِيَةً وَلَمْ يَقْتُلُوا بِقَتِيلِهِمْ رَجُلًا وَاحِدًا أَي طَلَبُوا مِنْهُمْ أَكثر مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: العَدْل الْجَزَاءُ، وَقِيلَ الْفَرِيضَةُ، وَقِيلَ النَّافِلَةُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَدْل الاستقامة، وسيذكر الصَّرْف فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ شَرِبَ الخَمْر لَمْ يَقْبَل اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلًا أَربعين لَيْلَةً ؛ قِيلَ: الصَّرْف الحِيلة، والعَدْل الفدْية، وَقِيلَ: الصَّرْف الدِّية والعَدْلُ السَّوِيَّة، وَقِيلَ: العَدْل الْفَرِيضَةُ، والصَّرْف التطَوُّع؛ وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ ذَكَرَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ: مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لَمْ يقبلِ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلًا ؛ رُوِيَ عَنْ مَكْحُولٍ أَنه قَالَ: الصَّرْف التَّوبة والعَدْل الفِدْية؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَوْلُهُ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً ؛ الحَدَثُ كلُّ حَدٍّ يَجِبُ لله عَلَى صَاحِبِهِ أَن يُقَامَ عَلَيْهِ، والعَدْل القِيمة؛ يُقَالُ: خُذْ عَدْلَه مِنْهُ كَذَا وَكَذَا أَي قيمتَه. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِيمًا حَدَل، وضِدُّه عَدَل، يُقَالُ: هَذَا قضاءٌ حَدْلٌ غَيْرُ عَدْلٍ. وعَدَلَ عَنِ الشَّيْءِ يَعْدِلُ عَدْلًا وعُدولًا: حَادَ، وَعَنِ الطَّرِيقِ: جَارَ، وعَدَلَ إِليه عُدُولًا: رَجَعَ. وَمَا لَه مَعْدِلٌ وَلَا مَعْدُولٌ أَي مَصْرِفٌ. وعَدَلَ الطريقُ: مَالَ. وَيُقَالُ: أَخَذَ الرجلُ فِي مَعْدِل الْحَقِّ ومَعْدِل الْبَاطِلِ أَي فِي طَرِيقِهِ ومَذْهَبه. وَيُقَالُ: انْظُروا إِلى سُوء مَعادِله وَمَذْمُومِ مَداخِله أَي إِلى سُوءِ مَذَاهِبه ومَسالِكه؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: وأَقْصرت عمَّا تَعلمينَ، وسُدِّدَتْ ... عليَّ، سِوى قَصْدِ الطَّرِيقِ، مَعادِلُه وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُعْدَل سارِحتُكم أَي لَا تُصْرَف مَاشِيَتِكُمْ وتُمال عَنِ المَرْعى وَلَا تُمنَع؛ وَقَوْلُ أَبي خِراش: عَلَى أَنَّني، إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم، ... تَضِيقُ عليَّ الأَرضُ ذاتُ المَعادِل أَراد ذاتَ السَّعة يُعْدَل فِيهَا يَمِينًا وَشِمَالًا مِنْ سَعَتها.

والعَدْل: أَن تَعْدِل الشيءَ عَنْ وَجْهِهِ، تَقُولُ: عَدَلْت فُلَانًا عَنْ طَرِيقِهِ وعَدَلْتُ الدابَّةَ إِلى مَوْضِعِ كَذَا، فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قِيلَ: هُوَ يَنْعَدِل أَي يَعْوَجُّ. وانْعَدَل عَنْهُ وعَادَلَ: اعْوَجَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمة: وإِني لأُنْحي الطَّرْفَ مِنْ نَحْوِ غَيْرِها ... حَياءً، وَلَوْ طاوَعْتُه لَمْ يُعادِل «2» . قَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ يَنْعَدِلْ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَمْ يُعادِل أَي لَمْ يَعْدِل بِنَحْوِ أَرضها أَي بقَصْدِها نَحْوًا، قَالَ: وَلَا يَكُونُ يُعادِل بِمَعْنَى يَنْعَدِل. والعِدال: أَن يَعْرِض لَكَ أَمْرانِ فَلَا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ فأَنت تَرَوَّى فِي ذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وأَنشد: وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه، ... إِذا لَمْ تُميِّثْه الرُّقى، ويُعَادِلُ يَقُولُ: يُعادِل بَيْنَ الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب. تُميِّثْه: تُذَلِّله المَشورات وقولُ النَّاسِ أَين تَذْهَب. والمُعادَلَةُ: الشَّكُّ فِي أَمرين، يُقَالُ: أَنا فِي عِدالٍ مِنْ هَذَا الأَمر أَي فِي شكٍّ مِنْهُ: أَأَمضي عَلَيْهِ أَم أَتركه. وَقَدْ عَادَلْت بَيْنَ أَمرين أَيَّهما آتِي أَي مَيَّلْت؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِلى ابْنِ العامِرِيِّ إِلى بِلالٍ، ... قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ قَطَعْتُ العِدالَ فِي أَمري ومَضَيْت عَلَى عَزْمي، وَذَلِكَ إِذا مَيَّلَ بَيْنَ أَمرين أَيَّهُما يأْتي ثُمَّ اسْتَقَامَ لَهُ الرأْيُ فعَزَم عَلَى أَوْلاهما عِنْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ: أُتِيتُ بإِناءَيْن فَعَدَّلْتُ بَيْنَهُمَا ؛ يُقَالُ: هُوَ يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بَيْنَ أَمرين أَيَّهُما يأْتي، يُرِيدُ أَنهما كَانَا عِنْدَهُ مستويَيْنِ لَا يَقْدِرُ عَلَى اخْتِيَارِ أَحدهما وَلَا يَتَرَجَّحُ عِنْدَهُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَدَلَ عَنْهُ يَعْدِلُ عُدولًا إِذا مَالَ كأَنه يَمِيلُ مِنَ الْوَاحِدِ إِلى الْآخَرِ؛ وَقَالَ المَرَّار: فَلَمَّا أَن صَرَمْتُ، وَكَانَ أَمْري ... قَوِيماً لَا يَمِيلُ بِهِ العُدولُ قَالَ: عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولًا لَا يَمِيلُ بِهِ عَنْ طَرِيقِهِ المَيْلُ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: إِذا الهَمُّ أَمْسى وَهُوَ داءٌ فأَمْضِه، ... ولَسْتَ بمُمْضيه، وأَنْتَ تُعادِلُه قَالَ: مَعْنَاهُ وأَنتَ تَشُكُّ فِيهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُعَادِل أَمرَه عِدالًا ويُقَسِّمُه أَي يَميل بَيْنَ أَمرين أَيَّهُما يأْتي؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاع: فإِن يَكُ فِي مَناسِمها رَجاءٌ، ... فَقَدْ لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ مِنْ نَداه ... سِجالَ الْخَيْرِ؛ إِنَّ لَهُ سِجالا والعِدالُ: أَن يَقُولَ واحدٌ فِيهَا بقيةٌ، ويقولَ آخرُ لَيْسَ فِيهَا بقيةٌ. وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فَلَمْ تُصِب وَاحِدَةً مِنَ الْعَيْنَيْنِ وَلَمْ تَمِلْ عَلَى واحدٍ مِنَ الخدَّين، قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ. وعَدَلَ الفحلَ عَنِ الضِّراب فانْعَدَلَ: نحَّاه فتنحَّى؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وانْعَدَلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل

_ (2). قوله [وإني لأنحي] كذا ضبط في المحكم، بضم الهمزة وكسر الحاء، وفي القاموس: وأنحاه عنه: عدله

وعَدَلَ الفحلُ عَنِ الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب. وعَدَلَ بِاللَّهِ يَعْدِلُ: أَشْرَك. والعَادِل: المُشْرِكُ الَّذِي يَعْدِلُ بربِّه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ المرأَة للحَجَّاج: إِنك لقاسطٌ عَادِلٌ؛ قَالَ الأَحمر: عَدَلَ الكافرُ بربِّه عَدْلًا وعُدُولًا إِذا سَوَّى بِهِ غيرَه فعبَدَهُ؛ وَمِنْهُ حديثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالُوا مَا يُغْني عَنَّا الإِسلامُ وَقَدْ عَدَلْنا بِاللَّهِ أَي أَشْرَكْنا بِهِ وجَعَلْنا لَهُ مِثْلًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: كَذَبَ العادِلون بِكَ إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم. وقولُهم لِلشَّيْءِ إِذا يُئِسَ مِنْهُ: وُضِعَ عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ؛ هُوَ العَدْلُ بنُ جَزْء بْنِ سَعْدِ العَشِيرة وَكَانَ وَليَ شُرَطَ تُبَّع فَكَانَ تُبَّعٌ إِذا أَراد قَتْلَ رَجُلٍ دفَعَه إِليه، فَقَالَ النَّاسُ: وُضِعَ عَلَى يَدَي عَدْلٍ، ثُمَّ قِيلَ ذَلِكَ لِكُلِّ شَيْءٍ يُئِسَ مِنْهُ. وعَدَوْلى: قريةٌ بِالْبَحْرَيْنِ، وَقَدْ نَفَى سِيبَوَيْهِ فَعَولى فاحتُجَّ عَلَيْهِ بعَدَوْلى فَقَالَ الْفَارِسِيُّ: أَصلها عَدَوْلًا، وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل اسْمًا للبُقْعة وَلَمْ نَسْمَعْ نَحْنُ فِي أَشعارهم عَدَوْلًا مَصْرُوفًا. والعَدَوْلِيَّةُ فِي شِعْرِ طَرَفَةَ: سُفُنٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى عَدَوْلى؛ فأَما قَوْلُ نَهْشَل بْنِ حَرِّيّ: فَلَا تأْمَنِ النَّوْكَى، وإِن كَانَ دارهُمُ ... وراءَ عَدَوْلاتٍ، وكُنْتَ بقَيْصَرا فَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه بِالْهَاءِ ضَرُورَةً، وَهَذَا يُؤَنِّس بِقَوْلِ الْفَارِسِيِّ، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: هِيَ مَوْضِعٌ وَذَهَبَ إِلى أَن الْهَاءَ فِيهَا وضْعٌ، لَا أَنه أَراد عَدَوْلى، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ قَهَوْباةٌ للنَّصْل الْعَرِيضِ. قَالَ الأَصمعي: العَدَوْلِيُّ مِنَ السُّفُن مَنْسُوبٌ إِلى قَرْيَةٍ بِالْبَحْرَيْنِ يُقَالُ لَهَا عَدَوْلى، قَالَ: والخُلُجُ سُفُنٌ دُونَ العَدَوْلِيَّة؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ طَرَفة: عَدَوْلِيَّة أَو مِنْ سَفين ابْنِ نَبْتَل «1» . قَالَ: نَسَبَهَا إِلى ضِخَم وقِدَم، يَقُولُ هِيَ قَدِيمَةٌ أَو ضَخْمة، وَقِيلَ: العَدَوْليَّة نُسبَتْ إِلى مَوْضِعٍ كَانَ يُسَمَّى عَدَوْلاة وَهِيَ بِوَزْنِ فَعَوْلاة، وَذُكِرَ عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ أَنه قَالَ: عَدَوْلى لَيْسُوا مِنْ ربيعةَ وَلَا مُضر وَلَا مِمَّنْ يُعْرَفُ مِنَ الْيَمَنِ إِنما هُمْ أُمَّةٌ عَلَى حِدَة؛ قَالَ الأَزهري: والقولُ فِي العَدَوْليِّ مَا قَالَهُ الأَصمعي. وشجر عَدَوْلِيٌّ: قديمٌ، وَاحِدَتُهُ عَدَوْلِيَّة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَدَوْليُّ القديمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: عَلَيْهَا عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه وَيُرْوَى: عَدامِيل الهَشيم يَعْنِي القديمَ أَيضاً. وَفِي خَبَرِ أَبي الْعَارِمِ: فآخُذُ فِي أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ. والعَدَوْلِيُّ: المَلَّاح. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِزَوَايَا الْبَيْتِ المُعَدَّلات والدَّراقِيع والمُرَوَّيات والأَخْصام والثَّفِنات، وَرَوَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: المُعْتَدِلةُ مِنَ النُّوقِ الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، قَالَ: وَرَوَى شَمِر عَنْ مُحارِب قَالَ: المُعَنْدِلة مِن النُّوقِ، وجَعَله رُباعيّاً مِنْ بَابِ عَندَل، قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ الْمُعْتَدِلَةُ، بِالتَّاءِ، وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي عدنانَ الْكِنَانِيِّ أَنشده: وعَدَلَ الفحلُ، وإِن لم يُعْدَلِ، ... واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ قَالَ: اعْتِدَالُ ذَاتِ السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها مِنَ السِّمَن بعد ما كَانَ مَائِلًا؛ قَالَ الأَزهري: وهذا

_ (1). قوله [نبتل] كذا في الأَصل والتهذيب، والذي في التكملة: يا من؛ وتمامه: يجوز بها الملاح طورا ويهتدي

يَدُلُّ عَلَى أَن الْحَرْفَ الَّذِي رَوَاهُ شَمِرٌ عَنْ مُحَارِبٍ فِي المُعَنْدِلة غيرُ صَحِيحٍ، وأَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن النَّاقَةَ إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها مِنَ السَّنام وغيره، ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وَهُوَ الصُّلْبُ الرأْس، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، لأَن عَنْدَل رُباعيٌّ خَالِصٌ. عدمل: العُدْمُلُ والعُدْمُلِيُّ والعُدامِلُ والعُدامِليُّ: كلُّ مُسِنٍّ قديمٍ «1» وَقِيلَ: هُوَ الْقَدِيمُ الضَّخْم مِنَ الضِّباب، قِيلَ ذَلِكَ لَهُ لِقِدَمِه، والأُنثى عُدْمُلِيَّة، وَزَعَمَ أَبو الدُّقَيْش أَنه يُعَمَّر عُمْرَ الإِنسان حَتَّى يَهْرَم فيُسَمى عُدْمُلِيّاً عِنْدَ ذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فِي عُدْمُلِيِّ الحَسَب القَدِيم وخصَّ بعضُهم بِهِ الشجرَ الْقَدِيمَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي عَارِمٍ الْكِلَابِيِّ: وآخُذُ فِي أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ. وغُدُرٌ عَدَامِل: قَدِيمَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يُباكِرْنَ مِنْ غَوْلٍ مِياهاً رَوِيَّةً، ... وَمِنْ مَنْعِجٍ زُرْقَ المُتُونِ عَدامِلا الأَزهري: وأَكثر مَا يُقَالُ عَلَى جِهَةِ النِّسْبَةِ رَكِيَّةٌ عُدْمُلِيَّة أَي عاديَّة قديمةٌ، وَالْجَمْعُ العَدامِل. والعُدْمُول: الضِّفْدِعُ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَعْرُوفٍ إِنما هُوَ العُلْجُوم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لجِران العَوْد عَلَى أَن العُدْمُول الضِّفْدع: ماشحون قَلِيلًا مِنْ مُسَوَّمةٍ ... مِنْ آجِنٍ رَكَضَتْ فِيهِ العَدامِيلُ «2» . العُدْمُلُ: الشَّيْءُ الْقَدِيمُ، وَكَذَلِكَ العُدْمُول؛ وَقَالَتْ زَيْنَبُ أُخت يَزِيدَ بْنِ الطَّثَريَّة: تَرى جازِرَيْه يُرْعَدان، ونارُه ... عَلَيْهَا عَدامِيلُ الهَشِيم، وصامِلُه وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي العُدْمُلِيِّ: مِنْ مَعْدِنِ الصِّيران عُدْمُلِيِ عدهل: العَيْدَهُولُ: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. عذل: العَذْلُ: اللَّومُ، والعَذُل مثلُه. عَذَلَهُ يَعْذِلُه «3» عَذْلًا وعَذَّلَه فاعْتَذَل وتَعَذَّلَ: لامَهُ فَقَبِلَ مِنْهُ وأَعْتَبَ، وَالِاسْمُ العَذَلُ، وَهُمُ العَذَلةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ، والعواذِل مِنَ النِّسَاءِ: جَمْعُ العاذِلة وَيَجُوزُ العاذِلات؛ ابن الأَعرابي: العَذْلُ الإِحْراق فكأَنَّ اللَّائِمَ يُحْرِق بعَذْله قلبَ المَعْذول؛ وأَنشد الأَصمعي: لوَّامةٌ لامَتْ بلَوْمٍ شِهَبِ وَقَالَ: الشِّهَب أَراد الشِّهاب كأَنَّ لَوْمها يُحْرِقُه. ورجُلٌ عَذَّالٌ وامرأَة عَذَّالةٌ: كَثِيرَةُ العَذْل؛ قَالَ: غَدَتْ عَذَّالتايَ فَقُلْتُ: مَهْلًا ... أَفي وَجْدٍ بسَلْمى تَعْذِلاني؟ ورجُلٌ عُذَلةٌ: يَعْذِلُ النَّاسَ كَثِيرًا مِثْلُ ضُحَكة وهُزَأَة. وَفِي الْمَثَلِ: أَنا عُذَله، وأَخي خُذَله، وَكِلَانَا لَيْسَ بابْنِ أَمَه؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِنما ذَكَرْتُ هَذَا للمَثَل وإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ لأَن فُعَلة مُطَّرد فِي كُلِّ فِعْلٍ ثُلاثي، يَقُولُ: أَنا أَعْذِل أَخي وَهُوَ يَخْذُلني. وأَيامٌ مُعْتَذِلاتٌ «4» شَدِيدَةُ الحَرِّ كأَنَّ بعضَها

_ (1). قوله [كل مسنّ قديم إلخ] عبارة المحكم: كُلُّ مُسِنٍّ قَدِيمٍ، وَقِيلَ هو القديم وَقِيلَ هُوَ الْقَدِيمُ الضَّخْمُ إلخ (2). قوله [ماشحون إلخ] هكذا رسم في الأَصل (3). قوله [عذله يعذله] هو من بابي ضرب وقتل كما في المصباح (4). قوله [وأيام معتذلات] ويقال لها أيضاً عذب بوزن كتب كما في التهذيب

يَعْذِلُ بَعْضًا فَيَقُولُ اليومُ مِنْهَا لِصَاحِبِهِ. أَنا أَشَدُّ حَرًّا مِنْكَ ولِمَ لَا يَكُونُ حَرُّك كَحرِّي؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ومُعْتذِلاتُ سُهَيْلٍ أَيامٌ شديداتُ الحَرِّ تَجِيءُ قَبْلَ طُلُوعِهِ أَو بَعْدَهُ؛ وَيُقَالُ: مُعْتَدِلاتٌ، بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، أَي أَنَّهُنَّ قَدِ اسْتَوَيْن فِي شِدَّةِ الحَرِّ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالذَّالِ أَي أَنهن يَتَعاذَلْن ويأْمر بعضُهن بَعْضًا إِمَّا بشِدَّة الحَرِّ، وإِما بالكَفِّ عَنْهُ. والعاذِلُ: اسْمُ العِرْق الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ دَمُ الْمُسْتَحَاضَةِ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: تِلْكَ عاذِلٌ تَغْذُو ، يَعْنِي تَسيلُ، ورُبما سُمِّي ذَلِكَ العِرْق عاذِراً، بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ وأُنِّث عَلَى مَعْنَى العِرْقَةِ، وَجَمْعُ العاذِلِ العرقِ عُذُلٌ مِثْلُ شارِف وشُرُف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سُئل عَنْ دَمِ الِاسْتِحَاضَةِ فَقَالَ: ذَلِكَ العاذِلُ يَغْذو، لِتَسْتَثْفِرْ بِثَوبٍ ولْتُصَلِّ. وَقَدْ حَمَل سِيبَوَيْهِ قَوْلَهُمُ: اسْتأْصَلَ اللهُ عِرْقاتِهم، عَلَى تَوَهُّم عِرْقة فِي الْوَاحِدِ. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: سَبَق السَّيْفُ العَذَلَ، يُضْرَبُ لِمَا قَدْ فَاتَ، وأَصل ذلك أَن الحرث بْنَ ظَالِمٍ ضَرَب رجُلًا فَقَتَله، فأُخْبر بعُذْره فَقَالَ: سَبَق السَّيْفُ العَذَل. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ الْكِلَابِيَّ يَقُولُ رَمى فُلَانٌ فأَخْطأَ ثُمَّ اعْتَذَلَ أَي رَمَى ثَانِيَةً. ورجُلٌ مُعَذَّلٌ أَي يُعَذَّل لإِفراطه فِي الجُود، شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وعاذِلٌ: شَعْبان، وَقِيلَ: عاذِلٌ شَوَّالٌ، وَجَمْعُهُ عَواذِل. قَالَ المُفَضَّل الضَّبِّي: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِشَعْبَانَ عاذِلٌ، وَلِرَمَضَانَ ناتِق، ولشَوَّال وَعْلٌ، وَلِذِي القَعْدة وَرْنَة، وَلِذِي الحِجَّة بُرَك، ولمُحَرَّم مُؤْتَمِر، ولصَفَر ناجِرٌ، ولربيعٍ الأَوّلِ خَوّان، ولرَبيعٍ الآخِر وَبْصانُ، ولجُمادَى الأُولى رُنَّى، ولجُمادَى الْآخِرَةِ حَنِين، ولرَجَب الأَصَمُّ. عذفل: فِي شِعْرِ جَرِيرٍ: العِذَفْلُ «1». العَرِيض الواسعُ. عرجل: العَرْجَلة: القِطْعة مِنَ الْخَيْلِ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنْهَا. والعَرْجَلة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: جَمَاعَةُ الرَّجّالة. وخَرَجَ القومُ عَرَاجِلَةً أَي مُشاةً. والعَرْجَلة: الجماعةُ مِنَ المَعَز؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَرْجَلةُ مِنَ الْخَيْلِ: القَطيعُ، وَهِيَ بلُغَة تَمِيمٍ الحَرْجَلةُ. والعَرْجَلة: الَّذِينَ يَمْشون عَلَى أَقدامهم، قَالَ: وَلَا يُقَالُ عَرْجَلة حَتَّى يَكُونُوا جَمَاعَةً مُشاةً؛ وأَنشد: وعَرْجَلةٍ شُعْثِ الرؤوس كأَنهم ... بَنُو الجِنِّ، لَمْ تُطْبَخْ بنارٍ قُدورُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي وَقَعَ فِي الشِّعْرِ: بَنَو الجنِّ لَمْ تُطْبَخْ بقدْرٍ جَزورُها قَالَ: وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ فِي جَمْعِ العَرْجَلَةِ الرَّجّالةِ أَيضاً: راحُوا يُماشُونَ القَلُوصَ عَشِيَّةً، ... عَرَاجِلةً مِنْ بَيْنِ حافٍ وناعِل وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عرضن: تَعْدُو العِرَضْنَى خَيلُهم حَرَاجِلا وَقَالَ: حَرَاجِل وعَرَاجِل جَمَاعَاتٌ. قَالَ: وَيُقَالُ للرَّجّالة عَرَاجِلُ أَيضاً. عردل: العَرْدَلُ: الصُّلْب الشَّدِيدُ، والعَرَنْدَلُ مثلُه، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ.

_ (1). قوله [عذفل: فِي شِعْرِ جَرِيرٍ العذفل إلخ] كذا في الأصل، ولم نجد هذه الترجمة بالعين المهملة والذال المعجمة في الصحاح والقاموس والمحكم والتهذيب والتكملة بل الموجود فيها غدفل بالمعجمة فالمهملة، وهناك استشهدوا بشعر جرير وهو قوله: رعثات عنبلها الغدفل الأرغل

عرزل: العِرْزالُ: عِرِّيسةُ الأَسَد، وَقِيلَ: هُوَ مأْوَى الأَسَد، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَجْمعه الأَسدُ فِي مأْواه لأَشْبالِه مِنْ شَيْءٍ يَمْهَده ويُهَذِّبه كالعُشِّ. والعِرْزالُ: مَوْضِعٌ يتَّخِذُه النّاطِر فَوْقَ أَطْراف النَّخْل وَالشَّجَرِ يَكُونُ فِيهِ فِرَاراً وخوْفاً مِنَ الأَسد. والعِرْزالُ: سَقِيفة النَّاطُور. والعِرْزَال: البَقِيَّة مِنَ اللَّحْم، وَقِيلَ: هُوَ مِثْل الجُوَالِق يُجْمع فِيهِ الْمَتَاعُ؛ قَالَ شَمِرٌ: بَقَايَا المَتاعِ عِرْزالٌ. وعِرْزالُ الصَّائِدِ: خِرَقُه وأَهْدامُه يَمْتَهِدُها ويَضْطَجِع عَلَيْهَا فِي القُتْرة، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَجْمَعُهُ الصَّائِدُ مِنَ القَدِيد فِي قُتْرته. والعِرْزال: مَا يُخْبَأُ لِلرَّجُلِ «2» والعِرْزالُ: فَمُ المَزَادة. والعِرْزَالُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ يُتَّخَذُ للمَلِك إِذا قاتَلَ، وَقَدْ يَكُونُ لمُجْتَني الكَمْأَة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: لَقَدْ ساءَني، والناسُ لَا يَعْلَمونَه، ... عَرَازِيلُ كَمَّاءٍ بِهِنَّ مُقِيم وَقِيلَ: هُوَ بَيْتٌ صَغِيرٌ، لَمْ يُحَلَّ بأَكثرَ مِنْ هَذَا. وعِرْزَالُ الحَيَّة: جُحْرُها؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وكَرِهَتْ أَحْناشُها العَرَازِلا يَقُولُ: جَاءَ الصَّيْفُ فَخَرَجَتْ مِنْ جِحَرَتِها؛ وأَنشد الإِيادِيُّ: تَحْكِي لَهُ القَرْناءُ فِي عِرْزالِها ... أُمَّ الرَّحَى، تَجْري عَلَى ثِفَالِها أَراد بالقَرْناء الحَيَّة؛ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا للأَعشى وتَتِمَّته: تَحَكُّكَ الجَرْباء فِي عِقَالِها «3» . وعِرْزالُ الرَّجُل: حانُوته. واحْتَمَلَ عِرْزالَه أَي متاعَه القليلَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والعِرْزالُ: غُصْن الشَّجَرَةِ. وعَرَازِيلُ الثُّمَامِ: عِيدَانُه؛ كِلَاهُمَا عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: إِنْ وَرَدَتْ يَوْمًا شَدِيدًا شَبَمُه، ... لَا تَرِدُ الماءَ بعَظْمٍ تَعْجُمه، وَلَا عَرَازِيلِ ثُمَامٍ تَكْدُمُه والعِرْزَالُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ. والعَرَازِيلُ: المُجَمَّعة مِنَ النَّاسِ. وَقَوْمٌ عَرَازِيلُ: مُجْتَمِعُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى أَنهم مُجْتَمِعُونَ فِي لُصُوصِيَّةٍ أَو خِرَابة؛ قَالَ: قُلْتُ لقومٍ خَرَجُوا هَذَالِيل ... نَوْكَى، وَلَا يَنْفَعُ للنَّوْكى القِيل: احْتَذِروا لَا تَلْقَكُمْ طَمالِيل، ... قَلِيلةٌ أَموالُهُم عَرَازِيل هَذَالِيلُ: مُتَقَطِّعون، والعَرَازِيلُ عِنْدَ الْعَرَبِ: مَظَالُّ ذَلِيلةٌ فِيهَا مُتَيّعٌ خَفِيفٌ «4». والعِرْزَالُ: الثِّقَلُ. وأَلْقَى عَلَيْهِ عِرْزَالَه أَي ثِقَله، وَكَذَلِكَ أَلْقَى عليه عَرَازِيلَه. عرطل: العَرْطَلُ: الْفَاحِشُ الطُّول المُضْطرب مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فِي سَرْطَم هادٍ وعُنْقٍ عَرْطَل والعَرْطَلِيلُ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ عَرْطَلِيلًا فَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: لَمْ نُلْفِ تَفْسِيرَهُ، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنه الطَّوِيل، واستدلَّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ عَرْطَلٌ لِلطَّوِيلِ. والعَرْطَويلُ والعَرْطَلُ: الشابُّ الحَسَن.

_ (2). قوله [ما يخبأ للرجل] الذي في التهذيب: ما يخبأ للرجل من اللحم (3). قوله [تحكك الجرباء] زاد في التكملة قبله: تحتك جنباها إلى قتالها (4). قوله [مُتَيّع: هكذا في الأَصل، ولم نجد هذه اللفظة في المعاجم حتى في اللسان نفسه

والعَرْطَل: الضَّخْم، وعَمَّ بِهِ الأَزهريُّ فَقَالَ: العَرْطَلُ الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. عرقل: عَرْقَلَ الرَّجُلُ إِذا جَارَ عَنِ القَصْد. والعَرْقَلَةُ: التَّعْويج. وعَرْقَلَ عَلَيْهِ كلامَه: عَوَّجَه. وعَرْقَلَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ وحَوَّقَ: مَعْنَاهُ قَدْ عَوَّجَ عَلَيْهِ الكلامَ والفِعْلَ وأَدار عَلَيْهِ كَلَامًا لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ؛ قَالَ: وحَوَّقَ مأْخوذ مِنْ حُوقِ الكَمَرة وَهُوَ مَا دَارَ حَوْل الكَمَرة. قَالَ: وَمِنَ العَرْقَلَة سُمِّي عَرْقَل بْنُ الخَطِيم رَجُلٌ معروف وهو منه. والعِرْقِيلُ: صُفْرَة البَيْض؛ وأَنشد: طَفْلَةٌ تُحْسَبُ المَجَاسِدُ مِنْهَا ... زَعْفَراناً يُدافُ، أَو عِرْقِيلا وَقِيلَ: الغِرْقِيل بَيَاضُ البَيْض، بَالِغِينَ. والعَرْقَلَى: مِشْيَة تَبخْتُرٍ. ورَجُلٌ عِرْقالٌ: لَا يَسْتَقِيمُ عَلَى رُشْدِه. والعَرَاقِيل: الدَّوَاهي. وعَرَاقِيلُ الأُمُورِ وعراقِيبُها: صِعابُها. عركل: عَرْكَلٌ: اسم. عرهل: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العُرَاهِلُ الكاملُ الخَلْق؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَتْبَعْنَ نَيَّافَ الضُّحَى عُرَاهلا والعِرْهَلُّ: الشَّدِيدُ؛ قَالَ: وأَعْطَاه عِرْهَلًّا مِنَ الصُّهْبِ دَوْسَرا عزل: عَزَلَ الشيءَ يَعْزِلُه عَزْلًا وعَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ وانْعَزَلَ وتَعَزَّلَ: نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ؛ مَعْنَاهُ أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بِالنُّجُومِ مُنِعوا مِنَ السَّمْع. واعْتَزَلَ الشيءَ وتَعَزَّلَه، وَيَتَعَدَّيَانِ بعَنْ: تَنَحَّى عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ، أَراد إِن لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَلَا تَكُونُوا عَليَّ وَلَا مَعِي؛ وَقَوْلُ الأَخوص: يَا بَيْتَ عاتِكةَ الَّذي أَتَعَزَّلُ، ... حَذَرَ العِدى، وَبِهِ الفُؤادُ مُوكَّلُ يَكُونُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ «1». وتَعَازَلَ القومُ: انْعَزَلَ بَعْضُهم عَنْ بَعْض. والعُزْلةُ: الانْعِزال نفسُه، يُقَالُ: العُزْلةُ عِبادة. وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عَنْ كَذَا وَكَذَا أَي كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ مِنْهُ. واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت عَنْهُمْ؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ريحٍ وقِرَّةٍ، ... وَلَا بصَفاً صَلْدٍ عَنِ الْخَيْرِ مَعْزِل وقَوْمٌ مِنَ القَدَرِيَّةِ يُلَقَّبون المُعْتَزِلة؛ زَعَمُوا أَنهم اعْتَزَلوا فِئَتي الضَّلَالَةِ عِنْدَهُمْ، يَعْنُون أَهلِ السُّنَّة والجماعةِ والخَوَارجَ الَّذِينَ يَسْتَعْرِضون الناسَ قَتْلًا. ومَرَّ قَتادةُ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْد بْنِ بابٍ فَقَالَ: مَا هَذِهِ المُعْتَزِلة؟ فسُمُّوا المُعْتَزِلةَ؛ وَفِي عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ هَذَا يَقُولُ الْقَائِلُ: بَرئْتُ مِنَ الخَوَارج لَسْتُ مِنْهُمْ ... مِنَ العُزَّالِ مِنْهُمْ وابنِ بَابِ «2» . وعَزَل عَنِ المرأَة واعْتَزَلَها: لَمْ يُرِدْ ولَدها. وَفِي الْحَدِيثِ: سأَله رجلٌ مِنَ الأَنصار عَنِ العَزْلِ يعني

_ (1). قوله [يكون على الوجهين] فلعلهما تعدي أتعزل فيه بنفسه وبعن كما هو ظاهر (2). قوله [من العُزَّال] قال شارح القاموس: والعُزَّال كرمان المعتزلة، وأنشد البيت

عَزْلَ الْمَاءِ عَنِ النِّسَاءِ حَذَرَ الحَمْل؛ قَالَ الأَزهري: العَزْلُ عَزْلُ الرَّجُلِ الماءَ عَنْ جَارِيَتِهِ إِذا جَامَعَهَا لِئَلَّا تَحْمِل. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْري أَنه قَالَ: بَيْنَا أَنا جالسٌ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصار فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُصِيبُ سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمان فَكَيْفَ تَرَى فِي العَزْل؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، عَلَيْكم أَن لَا تَفْعَلوا ذَلِكَ فإِنَّها مَا مِنْ نَسَمةٍ كَتَب اللهُ أَن تخْرُجَ إِلا وَهِيَ خَارِجَةٌ ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَا عَلَيْكُم أَن لَا تَفْعَلوا ، قَالَ: مَنْ رَوَاهُ لَا عَلَيْكُم أَن لَا تَفْعَلوا فَمَعْنَاهُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ لَا بأْس عَلَيْكُمْ أَن لَا تَفْعَلُوا، حُذِف مِنْهُ بأْس لِمَعْرِفَةِ الْمُخَاطَبِ بِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ مَا عَلَيْكُمْ أَن لَا تَفْعَلوا فَمَعْنَاهُ أَيُّ شيءٍ عَلَيْكُمْ أَن لَا تَفْعَلُوا كأَنه كَرِه لَهُمُ العَزْلَ وَلَمْ يُحَرِّمه، قَالَ: وَفِي قَوْلِهِ نُصِيب سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمانَ فَكَيْفَ تَرَى فِي العَزْل، كالدَّلالة عَلَى أَن أُمّ الْوَلَدِ لَا تُباع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَكْره عَشْرَ خِلالٍ مِنْهَا عَزْلُ الْمَاءِ لِغَيْرِ مَحَلِّه أَي يَعْزِله عَنْ إِقْرَارِهِ فِي فَرْج المرأَة وَهُوَ مَحَلُّه، وَفِي قَوْلِهِ لِغَيْرِ مَحَلِّه تَعْرِيضٌ بإِتيان الدُّبُر. وَيُقَالُ: اعْزِلْ عَنْكَ مَا يَشِينُك أَي نحِّهِ عَنْكَ. والمِعْزَال: الَّذِي يَنْزِل نَاحِيَةً مِنَ السَّفْر يَنْزِل وَحْدَه، وَهُوَ ذَمٌّ عِنْدَ الْعَرَبِ بِهَذَا الْمَعْنَى. والمِعْزال: الرَّاعِي الْمُنْفَرِدُ؛ قَالَ الأَعشى: تُخْرِج الشَّيْخَ عَنْ بَنِيه، وتَلْوي ... بِلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَال وَهَذَا الْمَعْنَى لَيْسَ بذَمٍّ عِنْدَهُمْ لأَن هَذَا مِنْ فِعْل الشُّجْعان وذَوِي البَأْس والنَّجْدة مِنَ الرِّجَالِ، ويَكُون المِعْزَال الَّذِي يَسْتَبدُّ برأْيه فِي رَعْي أُنُف الكَلإِ ويَتَتَبَّع مَساقِطَ الْغَيْثِ ويَعْزُب فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ مِعْزابة ومِعْزَال؛ وأَنشد الأَصمعي: إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رأْسه، ... وأَعْجَبَه ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّة الخُطْلِ وَيُرْوَى المِعْزاب، وَهُوَ الَّذِي قَدْ عَزَبَ بإِبِله، والهَدَف: الثَّقِيل الوَخِمُ، والضَّفْوُ: كَثْرَةُ الْمَالِ واتِّساعه، وَالْجَمْعُ المَعَازِيل؛ قَالَ عَبْدة بْنُ الطَّبِيبِ: إِذ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعو بَعْضَ أُسْرتِه، ... إِلى الصَّباحِ، وَهُمْ قَوْمٌ مَعازِيلُ «1» . قَالَ ابْنَ بَرِّيٍّ: المَعازِيلُ هُنَا الَّذين لَا سِلاح مَعَهُمْ، وأَراد بِقَوْلِهِ وَهُمْ قَوْمٌ الدَّجاجَ. والأَعْزَلُ: الرَّمْل الْمُنْفَرِدُ الْمُنْقَطِعُ المُنْعَزِل. والعَزَلُ فِي ذَنَب الدابَّة: أَن يَعْزِل ذَنَبه فِي أَحد الْجَانِبَيْنِ، وَذَلِكَ عَادَةً لَا خِلْقة وَهُوَ عَيْبٌ. ودابَّة أَعْزَلُ: مَائِلُ الذَّنَب عَنِ الدُّبُرِ عَادَةً لَا خِلْقة، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَعْزِل ذَنَبه فِي شِقٍّ، وَقَدْ عَزِلَ عَزَلًا، وكُلُّه مِنَ التَّنَحِّي وَالتَّنْحِيَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بأَعْزَل وَقَالَ النَّضِرُ: الكَشَف أَن تَرَى ذَنَبه زَائِلًا عَنْ دُبُره وَهُوَ العَزَلُ. وَيُقَالُ لِسَائق الحِمَار: اقْرَعْ عَزَلَ حِمارك أَي مُؤَخَّره. والعَزَلة: الحَرْقَفة. والأَعْزَلُ: النَّاقِصُ إِحدى الحَرْقَفَتين؛ وأَنشد: قَدْ أَعْجَلَت ساقَتُها قَرْعَ العَزَل

_ (1). قوله [إلى الصباح] قال الصاغاني في التكملة: كذا وقع في نسخ الصحاح، والرواية لدى الصباح وهو الصواب

والعُزُل والأَعْزَلُ: الَّذِي لَا سِلاحَ مَعَهُ فَهُوَ يَعْتَزِل الحَرْبَ؛ حَكَى الأَوَّلَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَرُبَّمَا خُصَّ بِهِ الَّذِي لَا رُمْحَ مَعَهُ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وأَرَى المَدينَة، حِينَ كُنْتَ أَميرَها، ... أَمِنَ البَرِيءُ بِهَا وَنَامَ الأَعْزَلُ وجَمْعهما أَعْزَالٌ وعُزْلٌ وعُزْلانٌ وعُزَّلٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشابةٍ ... حُشُداً، وَلَا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ» . وَقَالَ الأَعشى: غَيْر مِيلٍ وَلَا عَوَاوِيرَ فِي الهَيْجا، ... وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكفال قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَعْزال جَمْعُ العُزُل عَلَى فُعُل، كَمَا يُقَالُ جُنُبٌ وأَجْنَاب ومِيَاهٌ أَسدامٌ جَمْعُ سُدُم. وَفِي حَدِيثِ سَلَمة: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالحُدَيْبِية عُزُلًا أَي لَيْسَ مَعِيَ سِلَاحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رأَى مَقْتَل حَمْزة؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنا رأَيته ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ أَعْزَلَ فَلَا بأْس أَن يأْخُذَ مِنْ سِلَاحِ الغَنِيمة. وَفِي حَدِيثِ خَيْفان: مَسَاعِيرُ غَير عُزْلٍ ، بِالتَّسْكِينِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: زَالُوا فَمَا زالَ أَنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ، ... عِنْدَ اللِّقاء، وَلَا مِيلٌ مَعازِيلُ أَي لَيْس مَعَهُمْ سِلاحٌ، وَاحِدُهُمْ مِعْزالٌ، وَيُقَالُ فِي جَمْعِهِ أَيضاً مَعازِيلُ «2» عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ العَزَلُ. والمَعَازِيلُ أَيضاً: القومُ الَّذِينَ لَا رماحَ مَعَهُمْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ولكنَّكُم حَيٌّ مَعازيلُ حِشْوةٌ، ... وَلَا يُمْنَع الجِيرانُ باللَّوْمِ والعَذْل وأَما قَوْلِ أَبي خِراش الهُذلي: فَهَلْ هُوَ إِلا ثَوْبُه وسِلاحُه؟ ... فَمَا بِكُمُ عُرْيٌ إِليه وَلَا عَزْلُ فإِنما أَراد: ولا أَنتم عَزَلٌ، فَخَفَّف، وإِن كَانَ سِيبَوَيْهِ قَدْ نَفاه، وَقَدْ جَاءَتْ لَهُ نَظَائِرُ، وَرُوِيَ: وَلَا عُزْل، أَراد وَلَا أَنتم عُزْل، وَقَدْ يَكُونُ العُزْل لُغَةً فِي العَزَل، كالشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل. والسِّماكُ الأَعْزَل: كوكبٌ عَلَى المَجرَّة، سُمِّيَ بِذَلِكَ لعَزَله مِمَّا تَشَكَّل بِهِ السِّماك الرامحُ مِنْ شَكْل الرُّمْح؛ قَالَ الأَزهري: وَفِي نُجُومِ السَّمَاءِ سِماكان: أَحدهما السِّماك الأَعْزَل، وَالْآخَرُ السِّماك الرَّامِحُ، فأَما الأَعْزَل فَهُوَ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ بِهِ يَنزِل وَهُوَ شَآمٍ، وَسُمِّيَ أَعْزَل لأَنه لَا شَيْءَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكَوَاكِبِ كالأَعْزَل الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ كَمَا كَانَ مَعَ الرَّامِحِ، وَيُقَالُ: سُمِّيَ أَعْزَل لأَنه إِذا طَلَع لَا يَكُونُ فِي أَيامه رِيحٌ وَلَا بَرْدٌ؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حجَر: كأَنَّ قُرونَ الشَّمْس عِنْدَ ارْتِفَاعِهَا، ... وَقَدْ صادَفَتْ قَرْناً، مِنَ النَّجم، أَعزَلا تَرَدَّدَ فيه ضَوْؤُها وشُعاعُها، ... فأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامرئٍ إِن تَسْربلا «3» . أَراد: إِن تَسَرْبَل بِهَا، يَصِفُ الدِّرْعَ أَنك إِذا نظرْتَ

_ (1). قوله [سجراء] تقدم البيت في حشد وضبط فيه سجراء بفتح السين وسكون الجيم وهو خطأ والصواب ما هنا (2). قوله [ويقال في جمعه إلخ] هذا من جموع العُزُل بضمتين والأَعْزَل المتقدمين في صدر العبارة، وهو معطوف في عبارة ابن سيدة على الجموع المتقدمة (3). قوله [قرناً] كذا في الأصل تبعاً للتهذيب. وفي التكملة: طلقاً، والطلق كما في القاموس: الذي لا أذى فيه ولا حر، وقوله [فأحصن] كذا في الأصل والتهذيب بالصاد، وفي التكملة فأحسن بالسين

إِليها وجَدْتها صَافِيَةً بَرَّاقة كأَن شُعاع الشَّمْسِ وَقَعَ عَلَيْهَا فِي أَيام طُلُوعِ الأَعْزَل والهواءُ صافٍ؛ وَقَوْلُهُ: تَرَدَّدَ فِيهِ يَعْنِي فِي الدِّرْع فذَكَّره للَّفظ «1» وَالْغَالِبُ عَلَيْهَا التأْنيث؛ وَقَالَ الطِّرِمّاح: مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْء الرَّبِيع، ... مِنَ الأَنْجُم العُزْلِ والرَّامِحَه وَقَوْلُهُ: رَأَيْتُ الفِتْيَةَ الأَعْزال، ... مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل إِنما الأَعزالُ فِيهِ جَمْعُ الأَعْزَل؛ هَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ، بِالْعَيْنِ وَالزَّايِ، وَالْمَعْرُوفُ الأَرْعال. والعِزال: الضَّعْفُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَعْزَل مِنَ اللَّحْمِ يَكُونُ نصيبَ الرَّجُلِ الْغَائِبِ، وَالْجَمْعُ عُزْلٌ. والعَزْل: مَا يورِدُه بيتَ الْمَالِ تَقْدِمةً غيرَ مَوْزُونٍ وَلَا مُنْتَقَد إِلى محِلِّ النَّجْم. والعَزْلاء: مَصَبُّ الْمَاءِ مِنَ الرَّاوِيَةِ والقِرْبةِ فِي أَسفلها حَيْثُ يُسْتَفْرَغ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ؛ سُميت عَزْلاء لأَنها فِي أَحد خُصْمَي المَزادة لَا فِي وَسَطها وَلَا هِيَ كفَمِها الَّذِي مِنْهُ يُسْتَقى فِيهَا، وَالْجَمْعُ العَزالِي، بِكَسْرِ اللَّامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَرْسَلَت السَّماءُ عَزالِيَها ، كثُر مطَرُها عَلَى الْمَثَلِ، وإِن شِئْتَ فَتَحْتَ اللَّامَ مِثْلَ الصَّحاري والصَّحارى والعَذاري والعَذارى، يُقَالُ لِلسَّحَابَةِ إِذا انهَمَرَتْ بالمَطر الجَوْد: قَدْ حَلَّت عَزالِيَها وأَرسَلتْ عَزالِيَها؛ قَالَ الْكُمَيْتِ: مَرَتْه الجَنوبُ، فَلَمَّا اكْفَهرَّ ... حَلَّتْ عَزالِيَه الشَّمْأَلُ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: دُفاقُ العَزائِل جَمُّ البُعاق «2» العَزَائِل: أَصله العَزالي مِثْلُ الشَّائِكِ وَالشَّاكِي، والعَزالِي جَمْعُ العَزْلاء، وَهُوَ فَمُ المَزادة الأَسفل، فشَبَّه اتِّساعَ الْمَطَرِ واندفاقَه بِالَّذِي يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الْمَزَادَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كُنَّا نَنْبِذ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سِقاءٍ لَهُ عَزْلاء. والأَعْزَل: سحابٌ لَا مَطَرَ فِيهِ. والعَزْلُ وعُزَيْلة: مَوْضِعَانِ. والأَعْزَلةُ: مَوْضِعٌ. والأَعَازِل: مَوَاضِعُ فِي بَنِي يَرْبوع؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُرْوِي الأَجارِعَ والأَعَازِلَ كُلَّها ... والنَّعْفَ، حيثُ تَقابَلَ الأَحْجارُ والأَعْزَلانِ: وادِيان لِبَنِي كُليب وَبَنِي العَدَوِيَّة، يُقَالُ لأَحدهما الرَّيّان وَلِلْآخِرِ الظَّمْآن. وعَزَلَه عَنِ العَمل أَي نحَّاه فعُزِل. وعُزَيْل: اسمٌ. وعَزَلَه أَي أَفْرَزَه. والمِعْزال: الضَّعيف الأَحْمق. والمِعْزال: الَّذِي يَعْتَزِل أَهلَ المَيْسِرِ لُؤماً؛ وعازِلة: اسْمُ ضَيْعة كَانَتْ لأَبي نُخَيْلة الحِمّاني، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهَا: عَازِلةٌ عَنْ كلِّ خَيْر تَعْزِلُ، ... يابسةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ لِلْجِنِّ بَيْنَ قارَتَيْها أَفْكَلُ، ... أَقْبَلَ بالخَيْر عَلَيْهَا مُقْبِلُ مُقْبِل: اسْمُ جبل أَعْلى عَازِلة.

_ (1). قوله [فذكره للفظ] أورد في التكملة البيت بضمير المؤنث، فلعلهما روايتان (2). قوله [دفاق العزائل إلخ] صدر بيت، وعجزه كما فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنَ النهاية: أغاث به الله عليا مضر

عزهل: العَزْهَل والعِزْهِل: ذكَرُ الحَمام، وَقِيلَ: فَرْخُها، وَجَمْعُهُ العَزاهِلُ؛ وأَنشد: إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحَتْ ... عَزاهِلُها، سَمِعْتَ لَهَا عَرِينا «1» . قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَرينُ الصَّوْت، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العِزْهِيلُ الذَّكَر مِنَ الحَمام. الأَزهري: رَجُلٌ عِزْهَلٌّ، مشدَّد اللَّامِ، إِذا كَانَ فَارِغًا، وَيُجْمَعُ عَلَى العَزاهِل؛ وأَنشد: وَقَدْ أُرَى فِي الفِتْيِة العَزاهِلِ، ... أَجرُّ مِنْ خَزِّ العِراقِ الذَّائلِ فَضْفاضةً تَضْفو عَلَى الأَنامِلِ وبعيرٌ عِزْهَلٌّ: شَدِيدٌ؛ وأَنشد: وأَعْطاه عِزْهَلًّا مِنَ الصُّهْبِ دَوسَراً ... أَخا الرُّبْع، أَو قَدْ كَادَ للبُزْل يُسدِسُ والعُزاهِلُ مِنَ الخَيْل: الكاملُ الخَلْق؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ زَيَّافَ الضُّحى عُزَاهِلا، ... يَنْفَحُ ذَا خَصائلٍ غُدافِلا، كالبُرْد رَيَّانَ العَصا عَثاكِلا غُدافِل: كَثِيرُ سَبِيب الذَّنَب. ابْنُ الأَعرابي: المُعَبْهَلُ والمُعَزْهَل المُهْمَل. والعَزاهِيل «2»: الْجَمَاعَةُ المُهْمَلة؛ قَالَ الشَّمَّاخ: حَتَّى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ، ... يَدْعُو هَدِيلًا بِهِ العُزْفُ العَزاهِيل مَعْنَاهُ اسْتَغَاثَ الحمارُ الْوَحْشِيُّ بأَحوى، وَهُوَ الْمَاءُ، فَوْقَه حُبُكٌ أَي طَرَائِقُ يَدْعو هَدِيلًا، وَهُوَ الفَرخ، بِهِ العُزْف، وَهِيَ الحَمام الطُّورانيَّة؛ والعَزاهِيل: الإِبل المُهْمَلة، وَاحِدُهَا عُزْهولٌ. والمُعَزْهَلُ: الحَسنُ الغِذاء. وعَزْهَلٌ: اسْمٌ. وعَزْهَل وعُزاهِل: مَوْضِعٌ «3» وَقَالَ: المُعَلْهَز الحَسَن الغِذاء كالمُعَزْهَل. عسل: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ؛ العَسَلُ فِي الدُّنْيَا هُوَ لُعاب النَّحْل وَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِلُطْفِهِ شِفاءً لِلنَّاسِ، وَالْعَرَبُ تُذَكِّر العَسَل وتُؤنِّثه، وَتَذْكِيرُهُ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ والتأْنيث أَكثر؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: كأَنَّ عُيونَ الناظِرِين يَشُوقُها ... بِهَا عَسَلٌ، طَابَتْ يَدًا مَنْ يَشُورُها بِهَا أَي بِهَذِهِ المرأَة كأَنه قَالَ: يَشُوقُها بِشَوْقِها إِيَّاها عَسَلٌ؛ الواحدة عَسَلةٌ، جاؤوا بِالْهَاءِ لإِرادة الطَّائِفَةِ كَقَوْلِهِمْ لَحْمة ولبَنَة؛ وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ فِي جَمْعِهِ أَعْسال وعُسُلٌ وعُسْلٌ وعُسُولٌ وعُسْلانٌ، وَذَلِكَ إِذا أَردت أَنواعه؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: بَيْضاءُ مِنْ عُسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ، ... شِيبَتْ بِمَاءِ القِلاتِ مِنْ عَرِم القِلاتُ: جَمْعُ قَلْتٍ، والعَرِمُ: جَمْعُ عَرِمة، وَهِيَ الصُّخور تُرْصَف ويُقْطَع بِهَا الْوَادِي عَرْضاً لِتَكُونَ رَدّاً للسَّيْل. وَقَدْ عَسَّلَتِ النَّحْل تَعْسِيلًا. والعَسَّالة: الشُّورة الَّتِي تَتَّخِذ فِيهَا النَّحْلُ العَسَلَ مِنْ راقُودٍ وَغَيْرِهِ فتُعَسِّل فِيهِ. والعَسَّالة والعاسِلُ: الَّذِي يَشْتارُ العَسَلَ مِنْ مَوْضِعِهِ ويأْخُذه من الخَلِيَّة

_ (1). قوله [الشعفات] كذا في الأصل هنا بالشين المعجمة ومثله في التكملة، وتقدم في ترجمة عرن بالمهملة (2). قوله [والعزاهيل إلخ] أورده الصاغاني في عرهل بالمهملة واستشهد ببيت الشماخ المذكور ثم قال: والزاي في كل هذا التركيب لغة، وتبعه صاحب القاموس (3). قوله [وعَزْهَلٌ وعُزَاهِل: موضع] أي كل منهما موضع كما هو مفاد القاموس

؛ قَالَ لَبِيدٌ: بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْنِ سَحابة، ... وأَرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عَاسِلُ أَراد شارَه مِنَ النَّحْل فعدّى بحذف الوَسِيط كاخْتارَ مُوسى قومَه سَبْعِين رَجُلًا. ومَكانٌ عَاسِلٌ: فِيهِ عَسَلٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: تَنَمَّى بِهَا اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها ... إِلى مَأْلَفٍ، رَحْبِ المَباءةِ، عاسِلِ إِنما هُوَ عَلَى النَّسَب أَي ذِي عَسَلٍ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي صَمْغَ العُرْفُط عَسَلًا لِحَلَاوَتِهِ، وَتَقُولُ لِلْحَدِيثِ الحُلْو: مَعْسُولٌ. وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ العَسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فَقَالَ: الصَّقْرُ عَسَلُ الرُّطَب وَهُوَ مَا سَالَ مِنْ سُلافَتِه، وَهُوَ حُلْوٌ بمَرَّةٍ، وعَسَلُ النَّحْل هُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالِاسْمِ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ الحُلْو المسمَّى بِهِ عَلَى التَّشْبِيهِ. وعَسَلَ الشيءَ يَعْسِلُه ويَعْسُله عَسْلًا وعَسَّله: خَلَطَه بالعَسَل وطَيّبه وحَلَّاه. وعَسَّلْتُ الرجُلَ: جَعَلْتُ أُدْمَه العَسَل. واسْتَعْسَلَ القومُ: اسْتَوْهَبوا العَسَل. وعَسَّلْتُ القومَ: زوَّدتهم إِيَّاه. وعَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُله أَي عمِلْته بالعَسَل. وزَنْجَبِيل مُعَسَّل أَي مَعْمول بالعَسَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ بِهِ ... رُضاباً، كطَعْم الزَّنْجَبِيل المُعَسَّل وَفِي الْحَدِيثِ فِي الرَّجُلِ يُطَلِّق امرأَته ثُمَّ تَنْكِح زَوْجًا غَيْرَهُ: فإِن طَلَّقها الثَّانِي لَمْ تَحِلَّ للأَوَّل حَتَّى يَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَتِها وتَذُوقَ مِنْ عُسَيْلَته ، يَعْنِي الجِماع عَلَى المَثَل. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ، وَقَدْ سأَلَتْه عَنْ زَوْجٍ تَزَوَّجَتْه لِتَرْجِع بِهِ إِلى زَوْجِها الأَوَّل الَّذِي طَلَّقها، فَلَمْ يَنْتَشِرْ ذَكَرُه للإِيلاج فقال له: أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة؟ لَا، حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ ، يَعْنِي جِماعَها لأَن الجِماع هُوَ المُسْتَحْلى مِنَ المرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الْجِمَاعِ بذَوْق العَسَل فَاسْتَعَارَ لَهَا ذَوْقاً؛ وَقَالُوا لكُلِّ مَا اسْتَحْلَوْا عَسَلٌ ومَعْسول، عَلَى أَنه يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَسَل، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق عُسَيْلَتَك ، إِنَّ العُسَيْلة مَاءُ الرَّجُلِ، والنُّطْفَةُ تُسَمَّى العُسَيْلة؛ وَقَالَ الأَزهري: العُسَيْلة فِي هَذَا الْحَدِيثِ كِنَايَةً عَنْ حَلاوة الجِماع الَّذِي يَكُونُ بِتَغْيِيبِ الحَشَفة فِي فَرْجِ المرأَة، وَلَا يَكُونُ ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن مَعًا إِلا بِالتَّغْيِيبِ وإِن لَمْ يُنْزِلا، وَلِذَلِكَ اشْتَرَطَ عُسَيْلَتهما وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة مِنَ العَسَل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمَنْ صَغَّرَه مُؤَنَّثًا قَالَ عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة، قَالَ: وإِنما صَغَّرَه إِشارة إِلى الْقَدْرِ الْقَلِيلِ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الحِلُّ. وَيُقَالُ: عَسَلْت مِنْ طَعامه عَسَلًا أَي ذُقْت. وعَسَلَ المرأَةَ يَعْسِلُها عَسْلًا: نكَحها، فإِمَّا أَن تَكُونَ مشتقَّة مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى تَذُوقي عُسَيْلته ويَذُوق عُسَيْلتك ، وإِمَّا أَن تَكُونَ لفظَةً مُرْتَجَلَة عَلَى حِدَة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها مُشْتَقَّةٌ. والمَعْسُلَة «1» الخَلِيَّة؛ يُقَالُ: قَطَفَ فُلَانٌ مَعْسُلَتَه إِذا أَخذ مَا هُنَالِكَ مِنَ العَسَل، وخَلِيَّة عاسِلةٌ، والنَّحْل عَسَّالَة. وَمَا أَعرف لَهُ مَضْرِبَ عَسَلة: يعني أَعْراقَه؛ ويقال:

_ (1). قوله [والمَعْسُلَة] هكذا ضبط في الأصل وفي موضعين من المحكم بضم السين وعليه علامة الصحة، ووزنه في القاموس بمرحلة

مَا لِفُلان مضرِبُ عَسَلَة يَعْنِي مِنَ النَّسَبِ، لَا يُسْتَعْمَلَانِ إِلَّا فِي النَّفْيِ؛ وَقِيلَ: أَصل ذَلِكَ فِي شَوْر العَسَل ثُمَّ صَارَ مَثَلًا للأَصل وَالنَّسَبِ. وعَسَلُ اللُّبْنى: شيءٌ يَنْضَحُ مِنْ شَجَرِها يُشْبِه العَسَل لَا حَلاوة لَهُ. وعَسَلُ الرِّمْث: شَيْءٌ أَبيض يَخْرُجُ مِنْهُ كأَنَّه الجُمَان. وعَسَلَ الرجُلَ: طَيَّب الثناءَ عَلَيْهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ مِنْ العَسَل لأَن سامِعَه يَلَذُّ بِطيبِ ذِكْرِه. والعَسَلُ: طِيبُ الثَّنَاءِ عَلَى الرَّجُلِ. وَفِي الْحَدِيثُ: إِذا أَراد اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَه فِي النَّاسِ أَي طَيَّب ثَناءه فِيهِمْ؛ وَرُوِيَ أَنه قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: مَا عَسَلَه؟ فَقَالَ: يَفْتَح لَهُ عَمَلًا صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضى عَنْهُ مَنْ حَوْلَه أَي جَعَل لَهُ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ ثَنَاءً طَيِّباً، شَبَّه مَا رَزَقَه اللهُ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي طَابَ بِهِ ذِكْرُه بَيْنَ قَوْمِهِ بالعَسَل الَّذِي يُجْعَل فِي الطَّعَامِ فَيَحْلَوْلي بِهِ ويَطِيب، وَهَذَا مَثَلٌ، أَي وفَّقَه اللَّهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ يُتْحِفه كَمَا يُتْحِف الرَّجُلُ أَخاه إِذا أَطعمه العَسَل. وَيُقَالُ: لَبَنَهُ ولَحَمَه وعَسَلَهُ إِذا أَطعمه اللَّبَنَ وَاللَّحْمَ والعَسَل. والعُسُلُ: الرِّجَالُ الصَّالِحُونَ، قَالَ: وَهُوَ جَمْعُ عاسِلٍ وعَسُول، قَالَ: وَهُوَ مِمَّا جَاءَ عَلَى لَفْظِ فَاعِلٍ وَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ، قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد رَجُلٌ عَاسِلٌ ذُو عَسَل أَي ذُو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء بِهِ عَلَيْهِ يُسْتَحْلى كالعَسَل. وَجَارِيَةٌ مَعْسُولة الْكَلَامِ إِذا كَانَتْ حُلْوة المَنْطِق مَلِيحة اللَّفْظِ طَيِّبة النَّغْمة. وعَسَلَ الرُّمْحُ يَعْسِلُ عَسْلًا وعُسُولًا وعَسَلاناً: اشْتَدَّ اهتزازُه واضْطَرَب. ورُمْحٌ عَسَّالٌ وعَسُولٌ: عاسِلٌ مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ، وَهُوَ العاتِرُ وَقَدْ عَتَرَ وعَسَلَ؛ قَالَ: بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر وَقَالَ أَوس: تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّه ... يَداكَ، إِذا مَا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ والعَسَلُ والعَسَلانُ: أَن يَضْطَرِم الفرسُ فِي عَدْوِه فيَخْفِق برأْسه ويَطَّرِد مَتْنُه. وعَسَلَ الذِّئْبُ والثعلبُ يَعْسِلُ عَسَلًا وعَسَلاناً: مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرب فِي عَدْوِه وهَزَّ رأْسَه؛ قَالَ: واللهِ لَوْلَا وَجَعٌ فِي العُرْقُوب، ... لكُنْتُ أَبْقَى عَسَلًا مِنَ الذِّيب اسْتَعَارَهُ للإِنسان؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: عَسَلانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً، ... بَرَدَ اللَّيْلُ عَلَيْهِ فنَسَل وَقِيلَ: هُوَ لِلنَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ، وَالذِّئْبُ عاسِلٌ، وَالْجَمْعُ العُسَّل والعَوَاسِل؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُه ... فِيهِ، كَمَا عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ أَراد عَسَلَ فِي الطَّرِيقِ فَحَذَفَ وأَوْصل، كَقَوْلِهِمْ دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وَيُرْوَى لَذٌّ. والعَسَلُ حَبابُ الْمَاءِ إِذا جَرَى مِنْ هُبوب الرِّيح. وعَسَلَ الماءُ عَسَلًا وعَسَلاناً: حَرَّكَتْه الريحُ فاضْطَرَب وارْتَفَعَتْ حُبُكُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ صبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ مَا زَحَل ... حَوْضاً، كأَنَّ مَاءَهُ إِذا عَسَل مِنْ نافِضِ الرِّيحِ، رُوَيْزِيٌّ سَمَل

الرُّوَيْزِيُّ: الطَّيْلَسانُ، والسَّمَل: الخَلَق، وإِنما شَبَّه الماءَ فِي صَفائه بخُضْرة الطَّيْلَسان وَجَعْلَهُ سَمَلًا لأَن الشَّيْءَ إِذا أَخْلَق كَانَ لونُه أَعْتَق. وعَسَلَ الدَّليلُ بالمَفازة: أَسرع. والعَنْسَل: الناقةُ السَّرِيعَةُ، ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنه مِنَ العَسَلانِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: قَالُوا للعَنْس عَنْسَل، فَذَهَبَ إِلى أَن اللَّامَ مِنْ عَنْسَل زَائِدَةٌ، وأَن وَزْنَ الْكَلِمَةِ فَعْلَلٌ وَاللَّامَ الأَخيرة زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ تَرَك فِي هَذَا الْقَوْلِ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ الَّذِي عَلَيْهِ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ الْعَمَلُ، وَذَلِكَ أَن عَنْسَل فَنْعَلٌ مِنَ العَسَلانِ الَّذِي هُوَ عَدْوُ الذِّئْبِ، وَالَّذِي ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ هُوَ الْقَوْلُ، لأَن زِيَادَةَ النُّونِ ثَانِيَةً أَكثر مِنْ زِيَادَةِ اللَّامِ، أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ بَابِ قَنْبَر وعُنْصُل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس وَقِلَّةِ بَابِ ذلِك وأُولالِك؟ قَالَ الأَعشى: وَقَدْ أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلاةِ، ... بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْسَل وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَخْبَثُ مِنْ أَبي عِسْلة وَمِنْ أَبي رِعْلة وَمِنْ أَبي سِلْعامَة وَمِنْ أَبي مُعْطة، كُلُّه الذِّئب. ورَجُلٌ عَسِلٌ: شَدِيدُ الضَّرْب سَرِيعُ رَجْعِ الْيَدِ بالضَّرْب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَمْشِي مُوالِيةً، والنَّفْس تُنْذِرُها ... مَعَ الوَبِيلِ، بكَفِّ الأَهْوَجِ العَسِل والعَسِيلُ: مِكْنَسة الطِّيب، وَهِيَ مِكْنَسَة شَعَرٍ يَكْنِس بِهَا العطَّارُ بَلاطَه مِنِ العِطْر؛ قَالَ: فَرِشْني بخَيْرٍ، لَا أَكونُ ومِدْحَتي ... كَناحِتِ، يَوْمًا، صَخْرةٍ بِعَسِيل فَصَلَ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِليه بِالظَّرْفِ «1»؛ أَراد كناحِتٍ صَخْرةً يَوْمًا بعَسِيلٍ، هَكَذَا أُنشد عَنِ الْفَرَّاءِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي الأَسود: فأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ، ... وَلَا ذاكِرِ اللهَ إِلا قَلِيلًا أَراد: وَلَا ذاكِرٍ اللهَ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ أَيضاً: رُبَّ ابْن عَمٍّ لسُلَيْمَى مُشْمَعِلْ، ... طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَسِلْ وَقِيلَ: أَراد لَا أَكونَنْ ومِدْحَتي. والعَسيل: الرِّيشة الَّتِي تُقْلَع بِهَا الغالِية، وَجَمْعُهَا عُسُلٌ. وإِنه لَعِسْلٌ مِنْ أَعْسالِ المالِ أَي حَسَنُ الرِّعية لَهُ، يُقَالُ عِسْلُ مالٍ كَقَوْلِكَ إِزاء مالٍ وخالُ مالٍ أَي مُصْلح مالٍ. والعَسيل: قَضيب الْفِيلِ، وَجَمْعُهُ عُسُلٌ. والعَسَلُ والعَسَلانُ: الخبَب. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه قَالَ لِعَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِب: كَذَبَ، عليْك العَسَلَ أَي عليْك بسُرْعة المَشْي؛ هُوَ مِنَ العَسَلان مَشْيِ الذِّئْبِ وَاهْتِزَازِ الرُّمْحِ، وعَسَلَ بِالشَّيْءِ عُسُولًا. وَيُقَالُ: بَسْلًا لَهُ وعَسْلًا، وَهُوَ اللَّحْيُ فِي المَلام. وعَسَلِيُّ اليهودِ: علامَتُهم. وَابْنُ عَسَلة: مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَهُوَ عَبْد المَسيح بْنُ عَسَلة. وعَاسِلُ بْنُ غُزَيَّة: مِنْ شُعَراء هُذَيل.

_ (1). قوله [فَصَلَ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ بالظرف] هذه عبارة المحكم وضبط صخرة فيه بالجر. وقوله [أراد إلخ] هذه عبارة التهذيب وضبط صخرة فيه بالنصب وعليه يتم تمثيله ببيت أبي الأَسود فهما روايتان في البيت كما لا يخفى، وقوله بعد [وَقِيلَ أَرَادَ لَا أَكُونَنْ] لعله سقط قبل هذا ما يحسن العطف عليه، وفي التهذيب والصحاح: لا أكونن، بنون التوكيد

وبَنُو عِسْلٍ: قَبيلةٌ يَزْعُمُونَ أَن أُمَّهم السِّعْلاة. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَسَمَ: قَالَ وَذَكَرٌ أَعرابي «1» أَمَةً فَقَالَ: هِيَ لَنَا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لَهَا مِنْ عَسَلةٍ؛ قال: العَسَلة النَّسْل. عسطل: العَسْطَلة والعَلْسَطة: كلامٌ غيرُ ذِي نِظامٍ، وَكَلَامٌ مُعَلْسَطٌ «2». عسقل: العَسْقَلة: مكانٌ فِيهِ صَلابةٌ وحجارةٌ بيضٌ. والعَسْقَلُ والعُسْقُولُ والعُسْقولَة، كُلُّه: ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَة بِيضٌ تُشَبَّهُ فِي لَوْنِهَا بِتِلْكَ الْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الكَمْأَةُ الَّتِي بَيْنَ البياضِ والحُمْرة، وَقِيلَ: هُوَ أَكبر مِنَ الفِقْع وأَشدُّ بَيَاضًا واستِرْخاءً؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ العَساقيل؛ قَالَ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: وَلَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلًا، ... وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَناتِ الأَوْبَرِ الأَزهري: القَعْبَلُ الفُطْرُ وَهُوَ العَسْقَل. والعَسْقَلُ والعَسْقَلَة والعَسقُول، كُلُّه: تَلمُّعُ السَّراب وتَرَيُّعُه، وَقِيلَ: عَسَاقِيلُ السّرابِ قِطَعُه لَا وَاحِدَ لَهَا؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحْل ناجِيةٌ، ... إِذا تَرَقَّصَ بالقُورِ العَسَاقِيلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، إِذا عَرِقَتْ، ... وَقَدْ تَلَفَّعَّ بالقُورِ العَسَاقِيلُ والقُور: الرُّبى، أَي قَدْ تَغَشَّاها السَّرابُ وغَطَّاها، قَالَ: وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ لأَن القُورَ هِيَ الَّتِي تَلَفَّعَت بالعَساقيل؛ وعَساقِل: جَمْعٌ عَسْقَلة، وعَساقيل: جَمَعَ عُسْقُول؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد: وَقَدْ تَلَفَّعَتْ القُورُ بالعَساقيل، فَقَلب، وَقِيلَ: الْعَسَاقِيلُ والعَساقِل السَّرابُ جُعِلا اسْمًا لِوَاحِدٍ كَمَا قَالُوا حَضاجِر. قَالَ الأَزهري: وقِطَعُ السَّراب عساقِل؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جَرَّدَ مِنْهَا جُدَداً عَساقِلا، ... تَجْرِيدَكَ المَصْقُولةَ السَّلائِلا يَعْنِي المِسْحَل جَرَّدَ أُتُناً أَنْسَلَتْ شَعرَها فَخَرجَتْ جُدداً بِيضًا كأَنَّها عَساقِلُ السَّراب. وَيُقَالُ: ضَرَب عَسْقَلانه، وَهُوَ أَعلى رأْسه. الْجَوْهَرِيُّ: العَساقِيلُ ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَة وَهِيَ الكَمْأَة الكِبار البِيضُ يُقَالُ لَهَا شَحْمة الأَرض؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: وأَغْبَر فِلٍّ مُنِيفِ الرُّبى، ... عَلَيْهِ العَساقِيلُ مِثلُ الشَّحَم وَيُقَالُ فِي الْوَاحِدِ عَسْقَلة وعُسْقُول؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَساقِلٌ وجَبَأٌ فِيهَا قَضَض وعَسْقَلانُ: مَدِينَةٌ وَهِيَ عَرُوس الشَّام. وعَسْقَلان: سُوقٌ تَحُجُّه النَّصَارَى فِي كُلِّ سَنَةٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: كأَنَّ الوُحُوش بِهِ عَسْقَلانُ، ... صادَفَ فِي قَرْنِ حَجٍّ دِيافا شَبَّه ذَلِكَ المكانَ لِكَثْرَةِ الوُحوش بسُوقِ عَسْقَلان. وَقَالَ الأَزهري: عَسْقَلان مِنْ أَجناد الشام. عشل: العَاشِلُ والعاشِنُ والعاكِلُ: المُخَمِّن الَّذِي يَظُنُّ فيُصِيب.

_ (1). قوله [قال وذكر أعرابي] القائل هو النضر بن شميل كما يؤخذ من التهذيب (2). قوله [وكلام معلسط] هذه عبارة المحكم، وعبارة التكملة: يقال كلام مُعَسْطَل ومعلسط

عصل: العَصَلُ: المِعى، وَالْجَمْعُ أَعْصالٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: فَهُوَ خِلْوُ الأَعْصالِ، إِلَّا مِنَ الماء ... ومَلْجُوذِ بارِضٍ ذِي انْهِياض وأَنشد الأَصمعي لأَبي النَّجْمِ: يَرْمِي بِهِ الجَرْعُ إِلى أَعْصالِها والعَصَلُ: الالْتواءُ فِي الشَّيْءِ. والعَصَلُ: الْتِوَاءٌ فِي عَسِيب ذَنَب الفَرس حَتَّى يُصِيب كاذَتَهُ وفائلَه. وفَرَسٌ أَعْصَلُ: مُلْتَوي العَسِيب حَتَّى يَبْرز بَعْضُ بَاطِنِهِ الَّذِي لَا شَعَر عَلَيْهِ. وَيُقَالُ للسَّهْم الَّذِي يَلْتوي إِذا رُمِي بِهِ مُعَصِّلٌ، بِالتَّشْدِيدِ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: هو المُعَضِّلُ، بالضاد المعجمة، مِنْ عَضَّلَتِ الدَّجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ في جوفه. وعَصَّلَ السَّهمُ: الْتَوى فِي الرَّمْيِ. والعاصِلُ: السَّهْم الصُّلْب. وَفِي حَدِيثِ عُمَر وَجَرِيرٍ: وَمِنْهَا العَصِلُ الطَّائِشُ أَي السَّهْم المُعْوَجُّ المَتْن. وسِهامٌ عُصْلٌ: مُعْوَجَّة؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَرَمَيْتُ القَوْمَ رِشْقاً صَائِبًا، ... لَسْنَ بالعُصْلِ وَلَا بالمُقْتَعَل وَيُرْوَى: لَيْسَ. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ: لَا عِوَج لِانْتِصَابِهِ وَلَا عَصَلَ فِي عُوده ؛ العَصَلُ: الاعْوِجاج، وكلُّ مُعْوَجٍّ فِيهِ صَلابةٌ أَعْصَلُ. وشَجَرة عَصِلة: عَوْجاء لَا يُقْدَر عَلَى اسْتِقَامَتِهَا لصَلابتها. والأَعْصَلُ أَيضاً: السَّهْم الْقَلِيلُ الرِّيش. وعَصِلَ الشيءُ عَصَلًا وَهُوَ أَعْصَلُ وعَصِلٌ: اعْوَجَّ وصَلُبَ؛ قَالَ: ضَرُوس تَهُرُّ الناسَ، أَنْيابُها عُصْلُ وَقَدْ كُسِّر عَلَى عِصال وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ عِصالًا جَمْعُ عَصَل كوَجَعٍ ووِجاعٍ. والعَصَلُ فِي النَّابِ: اعْوجاجُه. ونابٌ أَعْصَلُ بَيِّن العَصَلِ وعَصِلٌ أَي مُعْوجٌّ شَدِيدٌ؛ قَالَ أَوس: رأَيتُ لَهَا نَابًا، مِنَ الشَّرِّ، أَعْصَلا وَقَالَ آخَرُ: عَلَى شَناحٍ، نابُه لَمْ يَعْصَل وَقَالَ صَخْرٌ: أَبا المُثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ باهِظَةٍ، ... تأْتِيكَ منِّي، ضَرُوسٍ نابُها عَصِلُ أَي هِيَ قَدِيمَةٌ، وَذَلِكَ أَن نابَ الْبَعِيرِ إِنما يَعْصَل بعد ما يُسِنُّ؛ أَي شَرٌّ عَظِيمٌ. والأَعْصَلُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي عُصِبت ساقُه فاعْوَجَّت. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المُعْوَجِّ السَّاقُ: أَعْصَلُ. وعَصِلَ نابُه وأَعْصَلَ: اشتدَّ؛ ووَصَف رَجُلٌ جَملًا فَقَالَ: إِذا عَصِلَ نابُه وَطَالَ قِرابُه فبِعْه بَيْعاً دَلِيقاً، وَلَا تُحابِ بِهِ صَدِيقاً؛ وَقَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلي: أَفَحِينَ أَحْكَمَني المَشِيبُ، فَلَا فَتًى ... غُمْرٌ وَلَا قَحْمٌ، وأَعْصَلَ بَازِلِي؟ والمِعْصال: مِحْجَنٌ يُتناوَلُ بِهِ أَغصانُ الشَّجَرِ لاعْوِجاجه، وَيُقَالُ: هُوَ المِحْجَن والصَّوْلَجان والمِعْصِيل والمِعْصالُ والصَّاعُ والمِيجارُ وَالصَّوْلَجَانُ «3» والمِعْقَف؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ لَهَا رَبّاً كمِعْصالِ السَّلَم «4» . وامرأَة عَصْلاء: لَا لَحْمَ عَلَيْهَا. وعَصَلَ الرَّجُلُ

_ (3). قوله [والصولجان إلخ] هكذا في الأصل والتهذيب مكرراً (4). قوله [إن لها رباً إلخ] في التكملة بعده: إِنَّكَ لَنْ تَرْوِيَهَا فَاذْهَبْ فنم

وغيرُه: بَالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لِرَجُلٍ صَنَمٌ كَانَ يأْتي بالجُبُنِّ والزُّبْد فيَضَعُه عَلَى رأْس صَنَمه وَيَقُولُ: اطْعَمْ فَجَاءَ ثُعْلُبان فأَكل الجُبُنَّ والزُّبْد ثُمَّ عَصَل عَلَى رأْس الصَّنَمِ أَي بَالَ؛ الثُّعْلُبان: ذَكَر الثَّعالب، وَفِي كِتَابِ الغَريبَيْن للهَرَوي: فَجَاءَ ثَعْلَبان فأَكلا، أَراد تَثْنِيَةَ ثَعْلَب. والعَصَلة: شَجَرَةٌ تُسَلِّح الإِبِلَ إِذا أَكل البعيرُ مِنْهَا سَلَّحَته، وَالْجَمْعُ العَصَلُ؛ قَالَ حسَّان: تَخْرُج الأَضْياحُ مِنْ أَسْتاهِهِم، ... كسُلاحِ النِّيبِ يأْكُلْنَ العَصَل الأَضْياح: الأَلْبان المَمْذوقة؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: وقَبِيلٌ مِنْ عُقَيْلٍ صادقٌ، ... كَلُيُوثٍ بَيْنَ غابٍ وعَصَل وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ يُشْبِه الدِّفْلى تأْكله الإِبل وَتَشْرَبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ كُلَّ يَوْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ حَمْضٌ يَنْبتُ عَلَى الْمِيَاهِ، وَالْجَمْعُ عَصَلٌ. وعَصَّلَ الرجلُ تَعْصيلًا، وَهُوَ البُطْء، أَي أَبْطأَ؛ وأَنشد: يأْلِبُها حُمْرانُ أَيَّ أَلْبِ، ... وعَصَّلَ العَمْرِيُّ عَصْلَ الكَلْبِ «1» . والأَلْبُ: السَّوْقُ الشَّدِيدُ. والعَصَلُ: الرَّمْلُ المُلْتوِي المُعْوَجُّ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: يامِنُوا عَنْ هَذَا العَصَل ، يَعْنِي الرَّمْلَ المعوجَّ الْمُلْتَوِيَ، أَي خُذُوا عَنْهُ يَمْنةً. ورجُلٌ أَعْصَل: يَابِسُ الْبَدَنِ، وَجَمْعُهُ عُصْلٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ورُبَّ خَيْرٍ فِي الرِّجال العُصْل والعَصْلاء: المرأَة الْيَابِسَةُ الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَيْهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ليستْ بِعَصلاءَ تَذْمي الكَلْبَ نَكْهَتُها، ... وَلَا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها والمِعْصَلُ: المتشدِّد عَلَى غَريمه. والعُنْصُلُ والعُنْصَلُ والعُنْصُلاء والعُنْصَلاء، مَمْدُودَانِ: البَصَلُ البرِّيُّ، وَالْجَمْعُ العَناصِل، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الأَطباء الإِسْقال، وَيَكُونُ مِنْهُ خَلٌّ؛ عَنِ ابْنِ إِسْرَافَيُونَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ نَبْتٌ فِي البرارِيِّ، وَزَعَمُوا أَن الوَحَامى تَشْتهيه وتأْكله؛ قَالَ: وَزَعَمُوا أَنه البَصل البرِّي. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ وَرَق مِثْلُ الكُرَّاث يَظْهَرُ مُنْبَسِطًا سَبْطاً، وَقَالَ مُرَّة: العُنْصُل شُجَيْرة سُهْلِيَّة تنبتُ فِي مَوَاضِعِ الْمَاءِ والنَّدَى نَبَاتُ المَوْزة، وَلَهَا نَوْر كنَوْر السَّوْسَن الأَبيض تجْرُسه النحْلُ، وَالْبَقَرُ تأْكل وَرَقها فِي القُحُوط يُخْلَط لَهَا بالعَلَف. وَقَال كُرَاعٌ: العُنْصُل بَقْلة، وَلَمْ يُحَلِّها. وطريقُ العُنْصَلَيْن، بِفَتْحِ الصَّادِ وَضَمِّهَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَراد طَريق العُنْصَلَيْن، فيامَنَتْ ... بِهِ العِيسُ فِي نَائِي الصُّوَى مُتَشائم «2» . والعُنْصُل: مَوْضِعٌ. وسَلَك طَرِيقَ العُنْصُلَيْن: يَعْنِي الْبَاطِلَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ضَلَّ: أَخَذَ في طريق العُنصُلَيْن. وطريق العُنْصُل: هُوَ طَرِيقٌ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلى الْبَصْرَةِ. وعُصْلٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ:

_ (1). قوله [حمران] كذا في الأصل بالراء، ومثله بهامش التكملة وفي صلبها حمدان بالدال (2). قوله [فيامنت] كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت والمحكم: فياسرت

عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها، ... فضَحْياؤها وَحْشٌ قدَ اجْلى سَوَامُها عضل: العَضَلةُ والعَضِيلةُ: كلُّ عَصَبةٍ مَعَهَا لَحْم غَلِيظٌ. عَضِلَ عَضَلًا فَهُوَ عَضِلٌ وعُضُلٌّ إِذا كَانَ كَثِيرَ العَضَلات؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: لَوْ تَنْطِحُ الكُنَادِرَ العُضُلَّا، ... فَضَّتْ شُؤُونَ رأْسِه فافْتَلَّا وعَضَلْته: ضرَبْت عَضَلتَه. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ مُعَضَّلًا أَي مُوَثَّقَ الخَلْق، وَفِي رِوَايَةٍ: مُقَصَّداً ، وَهُوَ أَثبت. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَضَلة كُلُّ لَحْمة غَلِيظَةٍ مُنْتَبِرة مِثْلِ لَحْمِ السَّاقِ والعَضُد، وَفِي الصِّحَاحِ: كُلُّ لَحْمة غَلِيظَةٍ فِي عَصَبة، وَالْجَمْعُ عَضَلٌ، يُقَالُ: ساقٌ عَضِلَة ضَخْمة. وَفِي حَدِيثِ مَاعِزٍ: أَنه أَعْضَلُ قصيرٌ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد أَن عَضَلة ساقِه كَبِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: أَخذَ النبيُّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بأَسْفلَ مِنْ عَضلةِ ساقِي وَقَالَ هَذَا مَوْضِعُ الإِزار. والعَضِلةُ مِنَ النِّسَاءِ: المُكْتنزة السَّمِجة. وعَضَلَ المرأَةَ عَنِ الزَّوْجِ: حَبَسها. وعَضَلَ الرَّجُلُ أَيِّمَه يَعْضُلُها ويَعْضِلُها عَضْلًا وعضَّلها: مَنَعها الزَّوْج ظُلْماً؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَ ؛ نَزَلَتْ فِي مَعْقِل بْنِ يَسارٍ المُزَني وَكَانَ زَوَّج أُخْتَه رَجُلًا فطَلَّقها، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُها خَطَبها، فَآلَى أَن لَا يُزَوِّجه إِياها، ورَغِبتْ فِيهِ أُخته فَنَزَلَتِ الْآيَةُ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ؛ فإِن العَضْلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ الزَّوْجِ لامرأَته، وَهُوَ أَن يُضارَّها وَلَا يُحْسِن عِشْرَتها ليضْطَرَّها بِذَلِكَ إِلى الِافْتِدَاءِ مِنْهُ بِمَهْرِهَا الَّذِي أَمهرها، سَمَّاه اللهُ تَعَالَى عَضْلًا لأَنه يَمْنعها حَقَّها مِنَ النَّفَقَةِ وحُسْن العِشْرة، كَمَا أَن الْوَلِيُّ إِذا مَنع حُرْمته مِنَ التَّزْوِيجِ فَقَدْ مَنعها الحَقَّ الَّذِي أُبيح لَهَا مِنَ النِّكاح إِذا دَعَتْ إِلى كُفْءٍ لَهَا، وَقَدْ قِيلَ فِي الرَّجُلِ يَطَّلِع مِنِ امرأَته عَلَى فَاحِشَةٍ قَالَ: لَا بأْس أَن يُضارَّها حَتَّى تَخْتَلِع مِنْهُ، قَالَ الأَزهري: فَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اللَّواتي يأْتِين الْفَاحِشَةَ مُسْتَثْنَياتٍ مِنْ جُمْلَةِ النِّسَاءِ اللَّواتي نَهى اللَّهُ أَزواجهن عَنْ عَضْلِهِن ليَذْهبوا بِبَعْضِ مَا آتَوْهن مِنَ الصَّدَاق. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: قَالَ لَهُ أَبوه زَوَّجْتُك امرأَةً فعَضَلْتها ؛ هُوَ مِنَ العَضْلِ المَنْعِ، أَراد إِنك لَمْ تُعامِلْها معاملةَ الأَزواج لِنِسَائِهِمْ وَلَمْ تَتْرُكْهَا تتصرَّف فِي نَفْسِهَا فكأَنك قَدْ مَنَعْتَهَا. وعَضَّلَ عَلَيْهِ فِي أَمره تَعْضِيلًا: ضَيَّق مِنْ ذَلِكَ وحالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُرِيدُ ظُلْمًا. وعَضَّلَ بِهِمُ المكانُ: ضَاقَ. وعَضَّلَتِ الأَرضُ بأَهلها إِذا ضَاقَتْ بِهِمْ لِكَثْرَتِهِمْ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجر: تَرى الأَرضَ مِنَّا بالفَضاءِ مَريضةً، ... مُعَضِّلةً مِنَّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَم وعَضَّلَ الشيءُ عَنِ الشَّيْءِ: ضَاقَ. وعضَّلَتِ المرأَةُ بِوَلَدِهَا تَعْضِيلًا إِذا نَشِبَ الولدُ فخرَج بعضُه وَلَمْ يَخْرُجْ بعضٌ فبقِيَ مُعْترِضاً، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَحْمِلُ هَذَا عَلَى إِعْضال الأَمر وَيَرَاهُ مِنْهُ. وأَعْضَلَتْ، وَهِيَ مُعْضِلٌ، بِلَا هَاءٍ، ومُعَضِّل: عَسُر عَلَيْهَا وِلادُه، وَكَذَلِكَ الدَّجاجة ببَيْضِها، وَكَذَلِكَ الشَّاءُ وَالطَّيْرُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وإِذا الأُمورُ أَهَمَّ غِبُّ نِتاجِها، ... يَسَّرْتَ كلَّ مُعضِّلٍ ومُطَرِّق وَفِي تَرْجَمَةِ عصل: والمُعصِّلُ، بِالتَّشْدِيدِ، السهمُ الَّذِي

يَلْتوِي إِذا رُمِيَ بِهِ؛ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: هو المُعَضِّل، بالضاد المعجمة، مِنْ عَضَّلَتِ الدجاجةُ إِذا الْتَوَت البَيْضةُ فِي جَوْفِهَا. والمُعضِّلة أَيضاً: الَّتِي يَعْسُرُ عَلَيْهَا ولدُها حَتَّى يموتَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ للقَطَاة إِذا نَشِبَ بَيْضُها: قَطاةٌ مُعَضِّل. وَقَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ وامرأَة مُعَضِّلٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: عَضَّلَتِ المرأَةُ بِوَلَدِهَا إِذا غَصَّ فِي فَرْجها فَلَمْ يَخْرُج وَلَمْ يَدْخُل. وَفِي حَدِيثِ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَنه مَرَّ بظَبْية قَدْ عَضَّلها ولَدُها ، قَالَ: يُقَالُ عَضَّلَتِ الحاملُ وأَعْضَلَتْ إِذا صَعُب خروجُ وَلَدِهَا، وَكَانَ الْوَجْهُ أَن يَقُولَ بظَبْية قَدْ عَضَّلَتْ فَقَالَ عَضَّلَها ولدُها، وَمَعْنَاهُ أَن وَلَدَهَا جَعَلَها مُعَضِّلة حَيْثُ نَشِبَ فِي بَطْنِهَا وَلَمْ يَخْرُجْ. وأَصل العَضْل المَنْعُ والشِّدَّة، يُقَالُ: أَعْضَلَ بِي الأَمر إِذا ضَاقَتْ عَلَيْكَ فِيهِ الحِيَل. وأَعْضَلَه الأَمرُ: غَلَبَه. وَدَاءٌ عُضَالٌ: شديدٌ مُعْيٍ غالبٌ؛ قَالَتْ لَيْلى: شَفَاها مِنَ الدَّاءِ العُضالِ الَّذي بِهَا ... غُلامٌ، إِذا هَزَّ القَناةَ سَقَاها وَيُقَالُ: أَنْزَلَ بِيَ القومُ أَمراً مُعْضِلًا لَا أَقوم بِهِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَمْ أَقْذِفْ لمؤمنةٍ حَصانٍ، ... بإِذْنِ اللَّهِ، مُوجِبةً عُضالا وَقَالَ شَمِرٌ: الدَّاء العُضال المُنْكَر الَّذِي يأْخُذُ مبادَهَة ثُمَّ لَا يَلْبَث أَن يَقْتُل، وَهُوَ الَّذِي يُعْيي الأَطِبَّاءَ عِلاجُه، يُقَالُ أَمْرٌ عُضالٌ ومُعْضِلٌ، فأَوَّلُه عُضَالٌ فإِذا لَزِم فَهُوَ مُعْضِلٌ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: لَمَّا أَراد عمرُ الخروجَ إِلى الْعِرَاقِ قَالَ لَهُ: وَبِهَا الدَّاء العُضَال ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْمَرَضُ الَّذِي يُعْجِزُ الأَطباءَ فَلَا دَوَاءَ لَهُ. وتَعَضَّلَ الدَّاءُ الأَطِبَّاءَ وأَعْضَلَهم: غَلَبَهم. وحَلْفَةٌ عُضالٌ: شديدةٌ غيرُ ذَاتِ مَثْنَوِيَّة؛ قَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضالا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: عُضالٌ هُنَا داهِيَة عَجِيبَةٌ أَي حَلَفْتُ يَمِيناً دَاهِيَةً شَدِيدَةً. وَفُلَانٌ عُضْلَةٌ وعِضْل: شَدِيدٌ، دَاهِيَةٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفُلَانٌ عُضْلَةٌ مِنَ العُضَل أَي داهيةٌ مِنَ الدَّوَاهِي. والعُضْلة، بِالضَّمِّ: الداهيةُ. وَشَيْءٌ عِضْلٌ ومُعْضِلٌ: شديدُ القُبْح؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: ومِنْ حِفَافَيْ لِمَّةٍ لِي عِضْلِ وَيُقَالُ: عَضَّلَتِ الناقةُ تَعْضِيلًا وبَدَّدت تَبْدِيداً وَهُوَ الإِعْياء مِنَ الْمَشْيِ وَالرُّكُوبِ وكُلِّ عَمَل. وعَضَلَ بِي الأَمرُ وأَعْضَلَ بِي وأَعْضَلَني: اشْتَدَّ وغَلُظَ واسْتَغْلَق. وأَمْرٌ مُعْضِلٌ: لَا يُهْتَدى لِوَجْهِهِ. والمُعْضِلاتُ: الشَّدَائِدُ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: أَعْضَلَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ، مَا يَرْضَوْن بأَمير وَلَا يَرْضَاهُمْ أَمير ؛ قَالَ الأُموي فِي قَوْلِهِ أَعْضَلَ بِي: هُوَ مِنَ العُضَال وَهُوَ الأَمر الشَّدِيدُ الَّذِي لَا يَقُومُ بِهِ صاحبُه، أَي ضَاقَتْ عَلَيَّ الحِيَلُ فِي أَمرهم وصَعُبَتْ عَلَيَّ مداراتُهم. يُقَالُ: قَدْ أَعْضَلَ الأَمرُ، فَهُوَ مُعْضِلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: واحدةٌ أَعْضَلَني دَاؤُهَا، ... فكَيْفَ لَوْ قُمْتُ عَلَى أَرْبَع؟ وأَنشد الأَصمعيُّ هَذَا البيتَ أَبا تَوْبة مَيْمونَ بْنَ حَفْص مُؤَدِّبَ عُمَرَ بْنِ سَعِيد بْنِ سَلْم بحَضْرة سَعِيدٍ، ونَهَضَ الأَصْمَعي فَدَارَ عَلَى أَرْبَع يُلَبِّس

بِذَلِكَ عَلَى أَبي تَوْبة، فأَجابه أَبو تَوْبَةَ بِمَا يُشاكِلُ فِعْلَ الأَصمعي، فضَحِكَ سَعيدٌ وَقَالَ لأَبي تَوْبة: أَلم أَنْهَكَ عَنْ مُجاراته فِي المَعاني؟ هَذِهِ صِناعتُه. وسُئل الشَّعْبي عَنْ مسأَلة مُشْكِلة فَقَالَ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَرٍ، لَوْ وَرَدَتْ عَلَى أَصحاب مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَضَّلَتْ بِهِمْ؛ عَضَّلَتْ بِهِمْ أَي ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ أَنهم يَضِيقون بِالْجَوَابِ عَنْهَا ذَرْعاً لإِشْكالها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَعوذ بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ مُعْضِلة لَيْسَ لَهَا أَبو حَسَن ، وَرُوِيَ مُعَضِّلَة ؛ أَراد المسأَلة الصَّعْبَةَ أَو الخُطَّة الضَّيِّقة المَخارج مِنِ الإِعْضَال أَو التَّعْضِيل، وَيُرِيدُ بأَبي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّم اللهُ وجهَه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ وَقَدْ جَاءَتْهُ مسأَلة مُشْكِلَةٌ فَقَالَ: مُعْضِلَةٌ وَلَا أَبا حَسَن قَالَ ابْنُ الأَثير: أَبو حَسَنٍ مَعْرفةٌ وُضِعَت مَوْضِعَ النَّكِرَةِ كأَنه قَالَ: وَلَا رَجُلَ لَهَا كأَبي حَسَن، لأَن لَا النَّافِيَةَ إِنما تَدْخُلُ عَلَى النَّكِرَاتِ دُونَ المَعارِف. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَعْضَلَتْ بالمَلَكَيْن فَقَالَا يَا رَبِّ إِن عَبْدك قَدْ قَالَ مَقالةً لَا نَدْرِي كَيْفَ نَكْتُبُهَا. واعْضَأَلَّت الشجرةُ: كَثُرت أَغْصانُها واشْتدَّ الْتِفافُها؛ قَالَ: كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ، ... تَرَأَّدَ فِي غُصونٍ مُعْضَئِلَّه هَمَزَ عَلَى قَوْلِهِمْ دَأَبَّة «1» وَهِيَ هُذَليَّة شاذَّة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصَّوَابُ «2» مُعْطَئلَّة، بالطاء، وهي النَّاعمة؛ ومنه قيل: شجر عَيْطَلٌ أَي نَاعِمٌ. والعَضَلة: شُجَيرةٌ مِثْلَ الدِّفْلى تأْكُلُه الإِبل فَتَشْرَبُ عَلَيْهِ كلَّ يَوْمٍ الْمَاءِ «3» قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحْسَبه «4». العَصَلة، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، فَصَحَّفَ. والعَضَل، بِفَتْحِ الضَّادِ وَالْعَيْنِ: الجُرَذُ، وَالْجَمْعُ عِضْلانٌ. ابْنُ الأَعرابي: العَضَلُ ذَكَر الفأْر، والعَضَل: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ كَثِيرُ الغِياض. وعَضَلٌ: حَيٌّ وبَنُو عُضَيْلة: بَطْنٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَنُو عَضَلٍ حَيٌّ مِنْ كِنانة، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَضَلٌ والدِّيش حَيَّانِ يُقَالُ لَهُمَا القارَة وهُمْ مِنْ كِنانة. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَضَل قَبِيلَةٌ، وَهُوَ عَضَلُ بْنِ الهُون بْنِ خُزَيْمة أَخو الدِّيشِ، وَهُمَا القارَة. عضبل: العَضْبَلُ: الصُّلْب؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ اللِّحْيَانِيِّ، قال: وليس بِثَبتٍ. عضهل: عَضْهَلَ القارُورةَ وعَلْهَضَها: صَمَّ رَأْسَها عطل: عَطِلَتِ المرأَةُ تَعْطَل عَطَلًا وعُطولًا وتَعَطَّلَتْ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا حَلْيٌ وَلَمْ تَلْبَس الزِّينَةَ وخَلا جِيدُها مِنَ القَلائد. وامرأَةٌ عاطِلٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنْ نِسْوَةٍ عَواطِلَ وعُطَّلٍ؛ أَنشد القَناني: وَلَوْ أَشْرَفَتْ مِنْ كُفَّةِ السِّتْرِ عَاطِلًا، ... لَقُلْتَ: غَزالٌ مَا عَلَيْهِ خَضَاضُ

_ (1). قوله [هَمَزَ عَلَى قَوْلِهِمْ دَأَبَّةٌ إلخ] كتب بحاشية نسخة المحكم التي بأيدينا معزوّاً لابن خلصة ما نصه: هذا غلط ليست الهمزة في اعْضَأَلَّ مزيدة فيكون من باب الثلاثي ويكون وزنه حينئذ افعأل وإنما الهمزة أصلية على مذهب سيبويه، رحمه الله تعالى، وهو رباعي وزنه افعلل كاطمأن وشبهه هذا من نصوص سيبويه وليس في الأَفعال افعأل (2). قوله [قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ الصَّوَابُ إلخ] أنشده الجوهري في عضل بالضاد كما رواه الليث، وقوله معطئلة بالطاء أي مع إهمال العين كما هو ظاهر اقتصاره على تصويبه بالطاء ولكن وقع في التكملة نقط العين ونص عبارتها بعد عبارة الأَزهري وصدق الأَزهري فَإِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ ذَكَرَ فِي الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ فِي بَابِ مفعلل الْمُغْطَئِلُّ الرَّاكِبُ بَعْضُهُ بَعْضًا (3). هكذا في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً (4). قوله [قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ أَحْسَبُهُ إلخ] عبارته في التهذيب: لا أدري أهي العضلة أم العصلة ولم يروها لنا الثقات عن أبي عمرو

وامرأَة عُطُلٌ مِنْ نِسْوَةٍ أَعطال؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: يَا ظَبْيةً عُطُلًا حُسَّانةَ الجِيد فإِذا كَانَ ذَلِكَ عَادَتَهَا فَهِيَ مِعْطالٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المِعْطَال مِنَ النِّسَاءِ الحَسْناء التي تُبالي أَن تَتَقَلَّد القِلادة لِجَمَالِهَا وَتَمَامِهَا. ومَعَاطِلُ المرأَة: مَواقِعُ حَلْيِها؛ قَالَ الأَخطل: زانَتْ مَعَاطِلَها بالدُّرِّ والذَّهَب «5» وامرأَة عَطْلاء: لَا حَلْيَ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا عَليُّ مُرْ نِسَاءَكَ لَا يُصَلِّين عُطُلًا ؛ العَطَل: فِقْدان الحليِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَرِهَت أَن تُصلي المرأَةُ عُطُلًا وَلَوْ أَن تُعَلِّق فِي عُنُقها خيْطاً. وجِيدٌ مِعْطالٌ: لَا حَليَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: العَاطِل مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَيْسَ فِي عُنُقها حَليٌ وإِن كَانَ فِي يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا. والتَّعَطُّل: تَرْكُ الحَلْي. والأَعْطال مِنَ الْخَيْلِ والإِبل: الَّتِي لَا قَلائد عَلَيْهَا وَلَا أَرْسان لَهَا، وَاحِدُهَا عُطُلٌ؛ قَالَ الأَعشى: ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعْطالُها وناقةٌ عُطُلٌ: بِلَا سِمةٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فِي جِلَّةٍ مِنْهَا عَداميسَ عُطُل «6» . يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ عاطِل كبازِل وبُزُل، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ العُطُل يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ. وقَوْسٌ عُطُلٌ: لَا وَتر عَلَيْهَا، وَقَدْ عَطَّلها. وَرَجُلٌ عُطُلٌ: لَا سَلاح لَهُ، وَجَمْعُهُ أَعْطالٌ؛ وَكَذَلِكَ الرَّعِيَّة «7» إِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا والٍ يَسوسُها فَهُمْ مُعَطَّلون. وَقَدْ عُطِّلوا أَي أُهْمِلوا. وإِبلٌ مُعَطَّلة: لَا رَاعِيَ لَهَا. والمُعَطَّل: المَواتُ مِنَ الأَرض، وإِذا تُرِك الثَّغْر بِلَا حامٍ يَحْمِيه فَقَدْ عُطِّل، وَالْمَوَاشِي إِذا أُهملت بِلَا رَاعٍ فَقَدْ عُطِّلت. والتَّعطيل: التَّفْرِيغُ. وعَطَّلَ الدارَ: أَخلاها. وكلُّ مَا تُرِك ضَيَاعاً مُعَطَّلٌ ومُعْطَل. وَمِنَ الشَّاذِّ قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: وبئرٍ مُعْطَلة ؛ وبئرٌ مُعَطَّلةٌ؛ لَا يُسْتَقى مِنْهَا وَلَا يُنْتَفَع بِمَائِهَا، وَقِيلَ: بِئْرٌ مُعَطَّلة لبُيود أَهلها. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي امرأَة تُوُفِّيت: فَقَالَتْ عَطِّلوها أَي انزِعُوا حَليَها وَاجْعَلُوهَا عَاطِلًا. والعَطَلُ: شَخْصُ الإِنسان، وعمَّ بِهِ بعضُهم جميعَ الأَشخاص، وَالْجَمْعُ أَعْطَال. والعَطَلُ: الشَّخْصُ مِثْلُ الطَّلَل؛ يُقَالُ: مَا أَحسَنَ عَطَلَه أَي شَطاطَه وتمامَه. والعَطَلُ: تمامُ الْجِسْمِ وَطُولُهُ. وامرأَة حَسَنةُ العَطَل إِذا كَانَتْ حَسَنَةَ الجُرْدة أَي المُجَرَّد. وامرأَة عَطِلَةٌ: ذَاتُ عَطَل أَي حُسْن جِسْمٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وَرْهاء ذَاتُ عَطَلٍ وَسِيم وَقَدْ يُسْتَعمل العَطَلُ فِي الخُلُوِّ مِنَ الشَّيْءِ، وإِن كَانَ أَصله فِي الحَلي؛ يُقَالُ: عَطِلَ الرجلُ مِنَ الْمَالِ والأَدب، فَهُوَ عُطْلٌ وعُطُلٌ مِثْلُ عُسْر وعُسُر. وتَعْطِيلُ الحُدود: أَن لَا تُقام عَلَى مَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ. وعُطِّلَت الغَلّاتُ والمَزارِعُ إِذا لَمْ تُعْمَر وَلَمْ تُحْرَث. وَفُلَانٌ ذُو عُطْلَة إِذا لَمْ تَكُنْ لَهُ ضَيْعة يُمارِسها. ودَلوٌ عَطِلة إِذا انقَطَع وذَمُها فتعطَّلت مِنَ الِاسْتِقَاءِ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ ووَصَفَتْ أَباها:

_ (5). قوله [زانت إلخ] صدره كما في التكملة: من كل بيضاء مكسال برهرهة (6). قوله [عداميس] كذا في الأصل والمحكم بالدال، ولعله بالراء جمع عرمس كزبرج، وهي الناقة المكتنزة الصلبة (7). قوله [وكذلك الرعية إلخ] هي بقية عبارة الأزهري الآتية ومحلها بعد قوله: وَالْمَوَاشِي إِذَا أُهْمِلَتْ بِلَا راع فقد عطلت

رَأَب الثَّأَى وأَوْذَم العَطِلة ؛ قَالَ: هِيَ الدَّلْوُ الَّتِي تُرِك العَمَل بِهَا حِينًا وعُطِّلَتْ وتقَطَّعتْ أَوذامُها وعُراها، تُرِيدُ أَنه أَعاد سُيورَها وعَمِلَ عُراها وأَعادها صَالِحَةً للعَمَل، وَهُوَ مَثَلٌ لِفعْله فِي الإِسلام بَعْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي أَنه ردَّ الأُمور إِلى نِظامها وقَوَّى أَمْرَ الإِسلام بَعْدَ ارْتِدَادِ النَّاسِ وأَوْهى أَمرَ الرِّدَّة حَتَّى اسْتَقَامَ لَهُ النَّاسُ. وتعَطَّل الرجلُ إِذا بَقيَ لَا عَمَل لَهُ، وَالِاسْمُ العُطْلة. والعَطِلة مِنَ الإِبل: الحسَنة العَطَل إِذا كَانَتْ تامَّة الْجِسْمِ وَالطُّولِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَطِلات مِنَ الإِبل الحِسانُ، فَلَمْ يَشتقَّه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن العَطِلات عَلَى هَذَا إِنما هُوَ عَلَى النَّسَبِ. والعَطِلَة أَيضاً: النَّاقَةُ الصَّفِيُّ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ لِلَبيد: فَلَا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ مِنْهَا ... إِلى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُوم وَلَكِنَّا نُعِضُّ السَّيْفَ مِنْهَا ... بأَسْؤُقِ عافياتِ اللَّحْم، كُوم والعَطَلُ: العُنُق؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْقَصُ يُخْزي الأَقْرَبينَ عَطَلُه وشاةٌ عَطِلَة: يُعْرَف فِي عُنُقها أَنها مِغْزار. وامرأَة عَيْطَلٌ: طَوِيلَةٌ، وَقِيلَ: طَوِيلَةُ العُنُق فِي حُسْن جِسْمٍ، وَكَذَلِكَ مِنَ النُّوقِ وَالْخَيْلِ، وَقِيلَ: كلُّ مَا طَالَ عُنُقُه مِنَ الْبَهَائِمِ عَيْطَلٌ. والعَيْطَل: النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ فِي حُسْن مَنْظَر وسِمَن؛ قَالَ ابْنُ كُلثوم: ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بِكْرٍ، ... هِجانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بَكْرٍ، ... تَرَبَّعَتِ الأَماعِزَ والمُتُونا وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَيْطَلُ الناقةُ الطَّوِيلَةُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وهَضْبةٌ عَيْطَلٌ: طَوِيلَةٌ. والعَطَلُ والعَيْطَلُ والعَطِيلُ: شِمْراخٌ مِنْ طَلْع فُحَّال النَّخْلِ يُؤَبَّر بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُهُ مِنْ أَهل الأَحساء؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: باتَ يُبارِي شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا، ... فهْيَ تُسمَّى زَمْزَماً وعَيْطَلا، وقدْ حدَوْناها بهَيْدٍ وَهَلا «1» . فَهُمَا اسْمَانِ لِنَاقَةٍ وَاحِدِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّاجِزُ هُوَ غَيْلان بْنُ حُرَيْث الرَّبَعِيُّ، قَالَ: وَصَوَابُهُ بهَيْدٍ وحَلا، لأَن هَلا زَجْرٌ لِلْخَيْلِ وحَلا زَجْرٌ للإِبل، وَالرَّاجِزُ إِنما وَصَف إِبلًا لَا خَيْلًا. وعَطالةُ: اسْمُ رَجُلٍ وجَبل. والمُعَطَّل: مِنْ شُعَرَاءِ هُذَيْل؛ قَالَ الأَزهري: ورأَيت بالسَّودة مِنْ دِيارات بَنِي سَعْدٍ جَبَلًا مُنِيفاً يُقَالُ لَهُ عَطَالَة، وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْقَائِلُ: خَلِيليَّ، قُوما فِي عَطَالَة فانْظُرا: ... أَناراً تَرَى مِنْ ذِي أَبانَيْنِ أَم بَرْقا؟ وَفِي تَرْجَمَةِ عَضَلَ: اعْضَأَلَّتِ الشجرةُ كَثُرت أَغصانها والْتَفَّتْ؛ وأَنشد: كأَنَّ زِمامَها أَيْمٌ شُجاعٌ، ... تَرَأَّدَ فِي غُصونٍ مُعْضَئِلَّة

_ (1). قوله [بات يباري] كذا في الأصل ونسختي الصحاح هنا، وسيأتي في ترجمة زمم: باتت تباري، بضمير المؤنث

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصَّوَابُ مُعْطَئِلَّة، بالطاء، وهي الناعمة، ومنه قيل شجر عَيْطَلٌ أَي ناعم. عطبل: جاريةٌ عُطْبُلٌ وعُطْبُولٌ وعُطْبُولةٌ وعَيْطَبُولٌ: جَمِيلة فَتِيَّةٌ مُمْتَلِئَةٌ طَوِيلَةٌ العُنُق، وَقِيلَ: العَيْطَبُول الطَّوِيلَةُ. والعُطْبُل والعُطْبُول مِنَ الظِّبَاءِ وَالنِّسَاءِ: الطويلةُ العُنُق؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: بِمِثْل جِيدِ الرِّئْمةِ العُطْبُلِ إِنما أَراد العُطْبُلَ فشَدَّد لِلضَّرُورَةِ، وَالْجَمْعُ العَطَابِيلُ والعَطَابِلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ أَبْصَرَتْ سُعْدَى بِهَا كَتائِلي، ... مِثْلَ العَذَارَى الحُسَّرِ العَطَابِل والعُطْبُول: الحَسَنة التامَّة؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: إِنَّ، مِنْ أَعْجَب العَجائِب عِنْدي، ... قَتْلَ بَيْضاءَ حُرَّةٍ عُطْبُول قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَا يُقَالُ رَجُل عُطْبُول إِنما يُقَالُ رَجُلٌ أَجْيَدُ إِذا كَانَ طَوِيلَ العُنُق، وَمِثْلُ العُطْبُول العَيْطاء والعَنْقاء؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ بَرِّيٍّ، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ أَنه وَرَدَ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه لَمْ يَكُنْ بعُطْبُولٍ وَلَا بقَصِير ، وفسَّرَه فَقَالَ: العُطْبُول الممتدُّ الْقَامَةِ الطَّوِيلُ العُنُق، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ الصُّلْب الأَملس، قَالَ: وَيُوصَفُ بِهِ الرجل والمرأَة. عَظَلَ: العِظَالُ: المُلازَمة فِي السِّفَاد مِنَ الكِلابِ والسِّباعِ والجَراد وغيرِ ذَلِكَ مِمَّا يتَلازَمُ فِي السِّفَاد ويُنْشِبُ؛ وعَظَلَتْ وعَظَّلَتْ «1»: رَكِبَ بعضُها بَعْضًا. وعَاظَلَها فعَظَلَها يَعْظُلُها، وعاظَلَتِ الكِلابُ مُعاظَلَةً وعِظَالًا وتَعَاظَلَتْ: لَزِمَ بعضُها بَعْضًا فِي السِّفَاد؛ وأَنشد: كِلاب تَعَاظَلُ سُودُ الفِقاحِ، ... لَمْ تَحْمِ شَيئاً وَلَمْ تَصْطَد وَقَالَ أَبو زَحْفٍ الكَلْبي: تَمَشِّيَ الكَلْبِ دَنَا للكَلْبةِ، ... يَبْغِي العِظالَ مُصْحِراً بالسَّوْأَة وجَرَادٌ عَاظِلَةٌ وعَظْلَى: متعاظِلة لَا تَبْرَح؛ وأَنشد: يَا أُمَّ عمرٍو، أَبشِري بالبُشْرَى ... مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلى قَالَ الأَزهري: أَراد أَن يَقُولَ يَا أُمَّ عَامِرٍ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْبَيْتُ فَقَالَ يَا أُمّ عمرٍو، وأُمُّ عَامِرٍ كُنْية الضَّبُع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ لِلضَّبُعِ: أَبْشِرِي بجَرَادٍ عَظْلى، وكَمْ رِجالٍ قَتْلى. وتَعاظَلَتِ الجَرادُ إِذا تَسافَدَتْ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ رأَيت الجَرَادَ رُدَافى ورُكَابى وعُظَالى إِذا اعْتَظَلَتْ، وَذَلِكَ أَن تَرَى أَربعة وَخَمْسَةً قَدِ ارْتَدَفَتْ. ابْنُ الأَعرابي: سَفَدَ السَّبُع وعاظَلَ، قَالَ: والسِّباع كُلُّهَا تُعاظِلُ، والجَرَادُ والعِظَاء يُعاظِل. وَيُقَالُ: تعاظَلَت السِّباعُ وتشابَكتْ. والعُظُلُ: هُمُ المَجْبُوسون، مأْخوذ مِنَ المُعَاظَلة، والمَجْبُوس المأْبون. وتعَظَّلوا عَلَيْهِ: اجْتَمَعُوا، وَقِيلَ: ترَاكَبوا عليه

_ (1). قوله [وعَظَلَتْ وعَظَّلَت] كذا ضبط الثاني مشدداً في الأصل والمحكم، والذي في القاموس أن الفعل كنصر وسمع

ليَضْربوه؛ وَقَالَ: أَخذُوا قِسِيَّهُمُ بأَيْمُنِهِمْ، ... يتَعَظَّلون تعَظُّلَ النَّمْل وَمِنْ أَيام الْعَرَبِ الْمَعْرُوفَةِ يوْم العُظَالى، وَهُوَ يَوْمٌ بَيْنَ بَكْرٍ وَتَمِيمٍ، وَيُقَالُ أَيضاً يَوْمُ العَظَالى، سُمِّي الْيَوْمُ بِهِ لِرُكُوبِ النَّاسِ فِيهِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. وَقَالَ الأَصمعي: رَكِبَ فِيهِ الثلاثةُ وَالِاثْنَانِ الدَّابَّةَ الْوَاحِدَةَ؛ قَالَ العَوَّام بْنُ شَوْذَب الشَّيْباني: فإِنْ يَكُ فِي يَوْمِ العُظَالى مَلامةٌ، ... فيَوْمُ الغَبيطِ كَانَ أَخْزَى وأَلْوَما وَقِيلَ: سُمِّي يَوْمَ العُظَالى لأَنه تَعاظَلَ فِيهِ عَلَى الرِّياسة بِسْطامُ بنُ قَيْسٍ وهانئُ بْنُ قَبِيصة ومَفْروقُ بْنُ عَمْرٍو والحَوْفَزَانُ. والعِظَالُ فِي القَوَافي: التَّضْمِينُ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُعاظِل بَيْنَ القَوَافي. وعاظَلَ الشاعرُ فِي الْقَافِيَةِ عِظَالًا: ضَمَّن. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ: أَشْعَرُ شُعَرائكم مَنْ لَمْ يُعاظِل الكلامَ وَلَمْ يتَتَبَّع حُوشِيَّه ؛ قَوْلُهُ: لَمْ يُعاظِل الْكَلَامَ أَي لَمْ يَحْمِل بعضَه عَلَى بَعْضٍ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بالرَّجِيع مِنَ الْقَوْلِ وَلَمْ يُكَرِّرِ اللَّفْظَ وَالْمَعْنَى، وحُوشِيُّ الكلامِ: وَحْشِيُّه وغريبُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ، أَيضاً أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَنْشِدْنا لِشَاعِرِ الشُّعراء، قَالَ: ومَنْ هُوَ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يُعاظِل بَيْنَ الْقَوْلِ وَلَا يتَتَبَّع حُوشِيَّ الْكَلَامِ، قَالَ: ومَنْ هُوَ؟ قَالَ: زُهَيْر ، أَي لَا يُعَقِّده وَلَا يُوالي بعضَه فَوْقَ بَعْضٍ. وكلُّ شَيْءٍ رَكِب شَيِئًا فَقَدْ عَاظَلَه. والمُعْظِلُ والمُعْظَئِلُّ: الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الضَّادِ اعْضَأَلَّت كَثُرَت أَغصانُها. عفل: قَالَ المُفَضَّل بْنُ سَلَمة فِي قَوْلِ الْعَرَبِ رَمَتْني بدائِها وانْسلَّتْ، قَالَ: كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَن سَعْدِ بْنِ زَيدِ مَنَاةَ كَانَ تزَوَّج رُهْمَ بنتَ الخَزْرَج بنِ تَيْمِ اللَّهِ، وَكَانَتْ مِنْ أَجمل النِّسَاءِ، فَوَلَدَتْ لَهُ مَالِكَ بْنَ سَعْدٍ، وَكَانَ ضَرَائرُها إِذا سابَبْنَها يَقُلْنَ لَهَا يَا عَفْلاء فَقَالَتْ لَهَا أُمُّها: إِذا سابَبْنَكِ فابْدَئِيهنَّ بعَفَالِ، سُبِيتِ، فأَرْسَلَتْها مَثلًا، فسابَّتْها بَعْدَ ذَلِكَ امرأَةٌ مِنْ ضَرَائِرِهَا، فَقَالَتْ لَهَا رُهْم: يَا عَفْلاء فَقَالَتْ ضرَّتها: رَمَتْني بِدَائِهَا وانْسَلَّتْ. قَالَ: وَبَنُو مَالِكِ بْنِ سَعْدٍ رَهْطُ العَجَّاج كَانَ يُقَالُ لَهُمُ العُفَيْلى «1» ابْنُ الأَعرابي: العَفَلة بُظَارة المرأَة، وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: العَفَل نَبَاتُ لَحْمٍ يَنْبُتُ فِي قُبُل المرأَة وَهُوَ القَرَنُ؛ وأَنشد: مَا فِي الدَّوائِرِ مِنْ رِجْلَيَّ مِنْ عَقَلٍ، ... عِنْدَ الرِّهانِ، وَمَا أُكْوَى مِنَ العَفَل قَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: القَرَن بِالنَّاقَةِ مِثْلُ العَفَل بالمرأَة، فيؤْخذ الرَّضْفُ فيُحْمَى ثُمَّ يُكْوَى بِهِ ذَلِكَ القَرَن، قَالَ: والعَفَل شيءٌ مُدَوَّر يَخْرُجُ بِالْفَرْجِ، قَالَ: والعَفَل لَا يَكُونُ فِي الأَبكار وَلَا يُصيب المرأَة إِلا بعدَ ما تَلِد؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العَفَل فِي الرِّجَالِ غِلَظٌ يَحْدُث فِي الدُّبُر وَفِي النِّسَاءِ غِلَظٌ فِي الرَّحِم، قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الدَّوَابِّ، قَالَ اللَّيْثُ: عَفِلَت المرأَةُ عَفَلًا، فَهِيَ عَفْلاء، وعَفِلَت الناقةُ، والعَفَلة الِاسْمُ. والعَفَلُ والعَفَلة، بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا: شَيْءٌ يَخْرُجُ فِي قُبُل النِّسَاءِ وحَياء النَّاقَةِ شِبْه الأُدْرة الَّتِي لِلرِّجَالِ فِي

_ (1). قوله [يقال لهم العفيلى] كذا في الأصل ونسخة من التهذيب، والذي في التكملة: بنو العُفَيْل مضبوطاً كزبير ومثله في القاموس

الخُصْية، وَرُبَّمَا كَانَ فِي النَّاسِ تَحْتَ الصَّفَن؛ عَفِلَت عَفَلًا، فَهِيَ عَفْلاء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ فِي الْبَيْعِ وَلَا النِّكَاحِ: الْمَجْنُونَةُ وَالْمَجْذُومَةُ والبَرْصاء والعَفْلاء ، قَالَ وَالتَّعْفِيلُ إِصلاح ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ فِي امرأَة بِهَا عَفَلٌ. والعَفَلُ: كَثْرَةُ شَحْم «1» مَا بَيْنَ رِجْلي التَّيْس والثَّوْر، وَلَا يَكَادُ يُسْتَعْمَل إِلا فِي الخَصِيِّ مِنْهُمَا وَلَا يُسْتَعْمل فِي الأُنثى. والعَفْل: الخَطُّ الَّذِي بَيْنَ الذَّكَرِ وَالدُّبُرِ. والعَفْلُ، بإِسكان الْفَاءِ: شَحْم خُصْيَي الْكَبْشِ وَمَا حَوْلَه؛ قَالَ بِشْرٌ يَهْجُو رَجُلًا: جَزِيزُ الْقَفَا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً، ... حَدِيثُ الخِصاءِ وارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ والعَفْلُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُجَسُّ مِنَ الكَبْش إِذا أَرادوا أَن يَعْرِفوا سِمَنه مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ بِشْر؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَير بْنِ أَفصى: كَبْشٌ حَوْليٌّ أَعْفَلُ أَي كَثِيرُ شَحْمِ الخُصْية مِنَ السِّمَن. وإِذا مَسَّ الرجلُ عَفْلَ الْكَبْشِ لِيَنْظُرَ سِمَنَه يُقَالُ: جَسَّهُ وغَبَطَه وعَفَلَه؛ والعَفْل: مَجَسُّ الشَّاةِ بَيْنَ رِجْلَيْهَا لِيَنْظُرَ سِمَنَهَا مِنْ هُزالها. ابْنُ الأَعرابي: العَافِلُ الَّذِي يَلْبَس ثِياباً قِصاراً فَوْقَ ثِياب طِوال. عفجل: العَفَنْجَلُ: الثَّقيلُ الهَذِرُ الكثير فُضُول الكلام. عفشل: عَجُوزٌ عَفْشَلِيلٌ: مُسِنَّة مُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ. وكِساءٌ عَفْشَلِيل: كَثِيرُ الوَبَر ثقيلٌ جافٍ، ورُبَّما سُمِّيت الضَّبُع عَفْشَلِيلًا بِهِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: كمَشْي الأَقْبَلِ السَّارِي عَلَيْهِ ... عِفاء، كالعَباءةِ عَفْشَلِيلُ الْجَوْهَرِيُّ: العَفْشَلِيل الرجلُ الْجَافِي الْغَلِيظُ والكِساء الْغَلِيظُ. الأَزهري: رَجُلٌ عَفَنْشَلٌ ثقيلٌ وَخِمٌ. عفطل: عَفْطَلَ الشيءَ وعَلْفَطَه: خَلَطَه بغيره. عفكل: العَفْكَلُ: الأَحْمق. عقل: العَقْلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، وَالْجَمْعُ عُقولٌ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا ومَعْقُولًا، وَهُوَ مَصْدَرٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ صِفَةٌ، وَكَانَ يَقُولُ إِن الْمَصْدَرَ لَا يأْتي عَلَى وَزْنِ مَفْعُولٍ البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول فَيَقُولُ: كأَنه عُقِلَ لَهُ شيءٌ أَي حُبسَ عَلَيْهِ عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد، قَالَ: ويُسْتَغْنى بِهَذَا عَنِ المَفْعَل الَّذِي يَكُونُ مَصْدَرًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً ... لِمَنْ يَكُون لَهُ إِرْبٌ ومَعْقول وعَقَل، فَهُوَ عاقِلٌ وعَقُولٌ مِنْ قَوْمٍ عُقَلاء. ابْنُ الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وَهُوَ الْجَامِعُ لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ مِنْ عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا جَمَعْتَ قَوَائِمَهُ، وَقِيلَ: العاقِلُ الَّذِي يَحْبِس نَفْسَهُ ويَرُدُّها عَنْ هَواها، أُخِذَ مِنْ قَوْلِهِمْ قَدِ اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ. والمَعْقُول: مَا تَعْقِله بِقَلْبِكَ. والمَعْقُول: العَقْلُ، يُقَالُ: مَا لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ، وَهُوَ أَحد الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى مَفْعُولٍ كالمَيْسور والمَعْسُور. وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بِالضَّمِّ: كَانَ أَعْقَلَ مِنْهُ. والعَقْلُ: التَّثَبُّت فِي الأُمور. والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلًا لأَنه يَعْقِل

_ (1). قوله [والعفل كثرة شحم الخ] كذا في الأصل والمحكم بالتحريك وصنيع القاموس يقتضي أَنه مفتوح

صاحبَه عَنِ التَّوَرُّط فِي المَهالِك أَي يَحْبِسه، وَقِيلَ: العَقْلُ هُوَ التَّمْيِيزُ الَّذِي بِهِ يَتَمَيَّزُ الإِنسان مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ، وَيُقَالُ: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلًا: فَهِمه. وَيُقَالُ أَعْقَلْتُ فُلَانًا أَي أَلْفَيْته عاقِلًا. وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلًا. وتَعَقَّل: تكَلَّف العَقْلَ كَمَا يُقَالُ تَحَلَّم وتَكَيَّس. وتَعَاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وَلَيْسَ بِذَاكَ. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عَاقِلًا، والعَقُول فَعُولٌ مِنْهُ لِلْمُبَالَغَةِ. وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلًا: أَمْسَكَه، وَقِيلَ: أَمسكه بَعْدَ اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدَّوَاءِ العَقُولُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ، وَيُقَالُ: أَعْطِني عَقُولًا، فيُعْطِيه مَا يُمْسِك بطنَه. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثُمَّ اسْتَمْسَك فَقَدْ عَقَلَ بطنُه، وَقَدْ عَقَلَ الدواءُ بطنَه سَوَاءٌ. واعْتَقَلَ لِسانُه «2»: امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فُلَانٌ فاعْتُقِل لسانُه إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ، ... يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم واعْتُقِل: حُبِس. وعَقَلَه عَنْ حَاجَتِهِ يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه: حَبَسَه. وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلًا وعَقَّلَه واعْتَقَله: ثَنى وَظِيفَه مَعَ ذِرَاعِهِ وشَدَّهما جَمِيعًا فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَذَلِكَ الحَبْلُ هُوَ العِقالُ، وَالْجَمْعُ عُقُلٌ. وعَقَّلْتُ الإِبلَ مِنَ العَقْل، شُدِّد لِلْكَثْرَةِ؛ وَقَالَ بُقَيْلة «3» الأَكبر وَكُنْيَتُهُ أَبو المِنْهال: يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ، ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ وَفِي الْحَدِيثِ: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي الْمَشْدُودَةِ بالعِقال، وَالتَّشْدِيدُ فِيهِ لِلتَّكْثِيرِ؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كُتِب إِليه أَبياتٌ فِي صَحِيفَةٍ، مِنْهَا: فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار «4». يَعْنِي نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كَمَا تُعَقَّل النوقُ عِنْدَ الضِّراب؛ وَمِنَ الأَبيات أَيضاً: يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة مِنْ سُلَيْم أَراد أَنه يَتَعرَّض لَهُنَّ فكَنى بالعَقْلِ عَنِ الْجِمَاعِ أَي أَن أَزواجهن يُعَقِّلُونَهُنَّ وَهُوَ يُعَقِّلهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج والإِعادة لَهُ، وَقَدْ يُعْقَل العُرْقوبانِ. والعِقالُ: الرِّباط الَّذِي يُعْقَل بِهِ، وَجَمْعُهُ عُقُلٌ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَيُقَالُ عَقَلَ فُلَانٌ فُلَانًا وعَكَلَه إِذا أَقامه عَلَى إِحدى رِجْلَيْهِ، وَهُوَ مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ، وَكُلُّ عَقْلٍ رَفْعٌ. والعَقْلُ فِي العَروض: إِسقاط الْيَاءِ «5» مِنْ مَفاعِيلُنْ بَعْدَ إِسكانها فِي مُفاعَلَتُنْ فيصير مَفاعِلُنْ؛ وبيته:

_ (2). قوله [واعتقل لسانه إلخ] عبارة المصباح: واعتقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه (3). قوله [وقال بقيلة] تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا (4). قوله [بمختلف التجار] كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو خطأ (5). قوله [إسقاط الياء] كذا في الأصل ومثله في المحكم، والمشهور في العروض أن العقل إسقاط الخامس المحرك وهو اللام من مفاعلتن

مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ، ... كأَنَّما رسُومُها سُطور والعَقْلُ: الديَة. وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلًا: وَدَاهُ، وعَقَلَ عَنْهُ: أَدَّى جِنايَته، وَذَلِكَ إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عَنْهُ، وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ «1» بَيْنَ عَقَلْته وعَقَلْت عَنْهُ وعَقَلْتُ لَهُ؛ فأَما قَوْلُهُ: فإِنْ كَانَ عَقْل، فاعْقِلا عَنْ أَخيكما ... بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما فإِنما عَدَّاه لأَن فِي قَوْلِهِ اعْقِلوا» مَعْنَى أَدُّوا وأَعْطُوا حَتَّى كأَنه قَالَ فأَدِّيا وأَعْطِيا عَنْ أَخيكما. وَيُقَالُ: اعْتَقَل فُلَانٌ مِنْ دَمِ صَاحِبِهِ وَمِنْ طَائِلَتِهِ إِذ أَخَذَ العَقْلَ. وعَقَلْت لَهُ دمَ فُلَانٍ إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قَالَتْ كَبْشَة أُخت عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكرِب: وأَرْسَلَ عبدُ اللَّهِ، إِذْ حانَ يومُه، ... إِلى قَوْمِه: لَا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثُلُثِ الدِّيَةِ أَي تُوازِيه، مَعْنَاهُ أَن مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثُلُثِ الدِّيَةِ صَارَتْ دِيَةُ المرأَة عَلَى النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: المرأَة تُعاقِل الرَّجُلَ إِلى ثُلُث دِيَتِهَا، فإِن جَاوَزَتِ الثُّلُثَ رُدَّت إِلى نِصْفِ دِيَةِ الرَّجُلِ ، وَمَعْنَاهُ أَن دِيَةَ المرأَة فِي الأَصل عَلَى النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ كَمَا أَنها تَرِث نِصْفَ ما يَرِث مَا يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ تُساوي الرجلَ فِيمَا يَكُونُ دُونَ ثُلُثِ الدِّيَةِ، تأْخذ كَمَا يأْخذ الرَّجُلُ إِذا جُني عَلَيْهَا، فَلها فِي إِصبَع مِنْ أَصابعها عَشْرٌ مِنَ الإِبل كإِصبع الرَّجُلِ، وَفِي إِصْبَعَيْن مِنْ أَصابعها عِشْرُونَ مِنَ الإِبل، وَفِي ثَلَاثٍ مِنْ أَصابعها ثَلَاثُونَ كَالرَّجُلِ، فإِن أُصِيب أَربعٌ مِنْ أَصابعها رُدَّت إِلى عِشْرِينَ لأَنه جَاوَزَتِ الثُّلُث فَرُدَّت إِلى النِّصْفِ مِمَّا لِلرَّجُلِ؛ وأَما الشَّافِعِيُّ وأَهل الْكُوفَةِ فإِنهم جَعَلُوا فِي إِصْبَع المرأَة خَمْساً مِنَ الإِبل، وَفِي إِصبعين لَهَا عَشْرًا، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا الثُّلُثَ كَمَا فَعَلَهُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: فاعْتَصَم نَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ فأَسْرَع فِيهِمُ القتلَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَمَر لَهُمْ بنصفِ العَقْل ؛ إِنما أَمر لَهُمْ بِالنِّصْفِ بَعْدِ عِلْمِهِ بإِسلامهم، لأَنهم قَدْ أَعانوا عَلَى أَنفسهم بمُقامهم بَيْنَ ظَهْراني الْكُفَّارِ، فَكَانُوا كَمَنْ هَلَك بِجِنَايَةِ نَفْسِهِ وَجِنَايَةِ غَيْرِهِ فَتَسْقُطُ حِصَّة جِنَايَتِهِ مِنَ الدِّيَةِ، وإِنما قِيلَ لِلدِّيَةِ عَقْلٌ لأَنهم كَانُوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ الْمَقْتُولِ، ثُمَّ كثُر ذَلِكَ حَتَّى قِيلَ لِكُلِّ دِيَةٍ عَقْلٌ، وإِن كَانَتْ دَنَانِيرَ أَو دَرَاهِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن امرأَتين مِنْ هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بِحَجَرٍ فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِدِيَتِهَا عَلَى عَاقِلَةِ الأُخرى. وَفِي الْحَدِيثِ: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِدِيَةِ شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض عَلَى العاقِلة يُؤدُّونها فِي ثَلَاثِ سِنِينَ إِلى ورَثَة الْمَقْتُولِ ؛ الْعَاقِلَةُ: هُم العَصَبة، وَهُمُ الْقَرَابَةُ مِنْ قِبَل الأَب الَّذِينَ يُعْطُون دِيَةَ قَتْل الخَطَإِ، وَهِيَ صفةُ جَمَاعَةٍ عَاقلةٍ، وأَصلها اسْمُ فاعلةٍ مِنَ العَقْل وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ، قَالَ: وَمَعْرِفَةُ العاقِلة أَن يُنْظَر إِلى إِخوة الْجَانِي مِنْ قِبَل الأَب فيُحَمَّلون مَا تُحَمَّل العاقِلة، فإِن

_ (1). قوله [وهذا هو الفرق إلخ] هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى عقله وعقل عنه وعقل له، فلعل قوله الآتي: وَعَقَلْتُ لَهُ دَمَ فُلَانٍ مع شاهده مؤخر عن محله، فإن الفرق المشار إليه لا يتم إلا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري (2). قوله [اعقلوا إلخ] كذا في الأَصل تبعاً للمحكم، والذي في البيت اعقلا بأمر الاثنين

احْتَمَلوها أَدَّوْها فِي ثَلَاثِ سِنِينَ، وإِن لَمْ يَحْتَمِلُوهَا رفِعَتْ إِلى بَني جَدِّهِ، فإِن لَمْ يَحْتَمِلُوهَا رُفِعت إِلى بَنِي جَدِّ أَبيه، فإِن لَمْ يَحْتَمِلُوهَا رُفِعَتْ إِلى بَنِي جَد أَبي جَدِّه، ثُمَّ هَكَذَا لَا تَرَفُّعَ عَنْ بَني أَب حَتَّى يَعْجِزُوا. قَالَ: ومَنْ فِي الدِّيوان وَمَنْ لَا دِيوان لَهُ فِي العَقْل سواءٌ، وَقَالَ أَهل الْعِرَاقِ: هُمْ أَصحاب الدَّواوِين؛ قَالَ إِسحاق بْنُ مَنْصُورٍ: قُلْتُ لأَحمد بْنِ حَنْبَلٍ مَنِ العاقِلَةُ؟ فَقَالَ: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بِقَدْرِ مَا يُطِيقُونَ، قَالَ: فإِن لَمْ تَكُنْ عَاقِلَةٌ لَمْ تُجْعَل فِي مَالِ الْجَانِي وَلَكِنْ تُهْدَر عَنْهُ، وَقَالَ إِسحاق: إِذا لَمْ تَكُنِ الْعَاقِلَةُ أَصْلًا فإِنه يَكُونُ فِي بَيْتِ الْمَالِ وَلَا تُهْدَر الدِّيَةُ؛ قَالَ الأَزهري: والعَقْل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الدِّيةُ، سُمِّيَتْ عَقْلًا لأَن الدِّيَةَ كَانَتْ عِنْدَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِبلًا لأَنها كَانَتْ أَموالَهم، فَسُمِّيَتِ الدِّيَةُ عَقْلًا لأَن الْقَاتِلَ كَانَ يُكَلَّف أَن يَسُوقَ الدِّيَةَ إِلى فِناء وَرَثَةِ الْمَقْتُولِ فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى أَوليائه، وأَصل العَقْل مَصْدَرُ عَقَلْت البعيرَ بالعِقال أَعْقِلُهُ عَقْلًا، وَهُوَ حَبْلٌ تُثْنى بِهِ يَدُ الْبَعِيرِ إِلى رُكْبَتِهِ فتُشَدُّ به؛ قل ابْنُ الأَثير: وَكَانَ أَصل الدِّيَةِ الإِبل ثُمَّ قُوِّمَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْبَقْرِ وَالْغَنَمِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي دِيَةِ الخطإِ المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ الْقَاتِلِ وَيَخْرُجَ مِنْهَا ولدُه وأَبوه، فأَما دِيَةُ الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عِشْرِينَ ابْنَةَ مَخَاض، وَعِشْرِينَ ابْنَةَ لَبُون، وَعِشْرِينَ ابْنَ لَبُون، وَعِشْرِينَ حِقَّة، وَعِشْرِينَ جَذَعة؛ وأَما دِيَةُ شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وَهِيَ مِائَةُ بَعِيرٍ أَيضاً: مِنْهَا ثلاثون حِقَّة، وَثَلَاثُونَ جَذَعة، وأَربعون مَا بَيْنَ ثَنِيَّة إِلى بازلِ عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة الْقَاتِلِ إِن كَانَ الْقَتْلُ خطأَ مَحْضاً غَرِموا الدِّيَةَ لأَولياء الْقَتِيلِ أَخماساً كَمَا وصَفْتُ، وإِن كَانَ الْقَتْلُ شِبْه العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كَمَا وصَفْت فِي ثَلَاثِ سِنِينَ، وَهُمُ العاقِلةُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ عَقَلْت عَنْ فُلَانٍ إِذا أَعطيتَ عَنِ الْقَاتِلِ الدِّيَةَ، وَقَدْ عَقَلْت المقتولَ أَعْقِلُهُ عَقْلًا؛ قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل فتُعْقَل بأَفْنِية الْبُيُوتِ، ثُمَّ كَثُر استعمالُهم هَذَا الْحَرْفَ حَتَّى يُقَالَ: عَقَلْت المقتولَ إِذا أَعطيت دِيَتَهُ دَرَاهِمَ أَو دَنَانِيرَ، وَيُقَالُ: عَقَلْت فُلَانًا إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بَعْدَ قَتْله، وعَقَلْت عَنْ فُلَانٍ إِذا لَزِمَتْه جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَعقِل العاقِلةُ عَمْدًا وَلَا عَبْداً وَلَا صُلْحاً وَلَا اعْتِرَافًا أَي أَن كُلَّ جِنَايَةِ عَمْدٍ فإِنها فِي مَالِ الْجَانِي خَاصَّةً، وَلَا يَلْزم العاقِلةَ مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ مَا اصْطَلَحُوا عَلَيْهِ مِنَ الْجِنَايَاتِ فِي الخطإِ، وَكَذَلِكَ إِذا اعْتَرَفَ الْجَانِي بِالْجِنَايَةِ مِنْ غَيْرِ بَيِّنة تَقُومُ عَلَيْهِ، وإِن ادَّعَى أَنها خَطأٌ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ وَلَا يُلْزَم بِهَا الْعَاقِلَةُ؛ وَرُوِيَ: لَا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ وَلَا العَبْدَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَما الْعَبْدُ فَهُوَ أَن يَجْنيَ عَلَى حُرٍّ فَلَيْسَ عَلَى عاقِلة مَوْلاه شَيْءٌ مِنْ جِنَايَةِ عَبْدِهِ، وإِنما جِنايته فِي رَقَبته، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَجْنِيَ حُرٌّ عَلَى عَبْدٍ خَطَأً فَلَيْسَ عَلَى عاقِلة الْجَانِي شَيْءٌ، إِنما جِنَايَتُهُ فِي مَالِهِ خاصَّة، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ أَبي لَيْلَى وَهُوَ مُوَافِقٌ لِكَلَامِ الْعَرَبِ، إِذ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى الأَوّل لَكَانَ الكلامُ: لَا تَعْقِل العاقِلةُ عَلَى عَبْدٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَا تَعْقِل عَبْداً، وَاخْتَارَهُ الأَصمعي وَصَوَّبَهُ وَقَالَ: كلَّمت أَبا يُوسُفَ الْقَاضِيَ فِي ذَلِكَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ فَلَمْ يَفْرُق بَيْنَ عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عَنْهُ حَتَّى فَهَّمْته، قَالَ: وَلَا يَعْقِلُ حاضرٌ عَلَى بادٍ، يَعْنِي أَن القَتيل إِذا كَانَ فِي الْقَرْيَةِ فإِن أَهلها يَلْتَزِمُونَ بَيْنَهُمُ الدِّيَةَ وَلَا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر مِنْهَا شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمِّي شُجَّ مُوضِحةً، فَقَالَ:

أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ؟ فَقَالَ: مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ، فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّا لَا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنَا ؛ مَعْنَاهُ أَن أَهل القُرى لَا يَعْقِلون عَنْ أَهل الْبَادِيَةِ، وَلَا أَهلُ الْبَادِيَةِ عَنْ أَهل الْقُرَى فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَشياء، والعاقلةُ لَا تَحْمِل السِّنَّ والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذَلِكَ، وَمَعْنَى لَا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لَا نَعْقِل بَيْنَنَا مَا سَهُل مِنَ الشِّجاج بَلْ نُلْزِمه الْجَانِي. وتَعَاقَلَ القومُ دَمَ فُلَانٍ: عَقَلُوه بَيْنَهُمْ. والمَعْقُلة: الدِّيَة، يُقَالُ: لَنا عِنْدَ فُلَانٍ ضَمَدٌ مِنْ مَعْقُلة أَي بَقِيَّةٌ مِنْ دِيَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ. ودَمُه مَعْقُلَةٌ عَلَى قَوْمِهِ أَي غُرْمٌ يؤدُّونه مِنْ أَموالهم. وبَنُو فُلَانٍ عَلَى مَعَاقِلِهم الأُولى مِنَ الدِّيَةِ أَي عَلَى حَالِ الدِّيات الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُؤدُّونها كَمَا كَانُوا يؤدُّونها فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَعَلَى مَعاقِلهم أَيضاً أَي عَلَى مَرَاتِبِ آبَائِهِمْ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ، وَاحِدَتُهَا مَعْقُلة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَتَبَ بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنصار كِتَابًا فِيهِ: المُهاجِرون مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بَيْنَهُمْ مَعاقِلَهم الأُولى أَي يَكُونُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ أَخذ الدِّيَاتِ وإِعطائها، وَهُوَ تَفاعُلٌ مِنَ العَقْل. والمَعاقِل: الدِّيات، جَمْعُ مَعْقُلة. والمَعاقِل: حَيْثُ تُعْقَل الإِبِل. ومَعاقِل الإِبل: حَيْثُ تُعْقَل فِيهَا. وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ: وَهُوَ الرَّجُلُ الشَّرِيفُ إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ مِنَ الإِبل. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَيْدُ مائةٍ وعِقالُ مائةٍ إِذا كَانَ فِداؤُه إِذا أُسِرَ مِائَةً مِنَ الإِبل؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعِق: أُساوِرُ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي ... عِقالَ المِئِينَ في الصباع وَفِي الدَّهْر «1» . واعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بَيْنَ رِكَابِهِ وَسَاقِهِ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع: واعْتَقَل خَطِّيّاً ؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يَجْعَلَهُ الرَّاكِبُ تَحْتَ فَخِذه ويَجُرَّ آخرَه عَلَى الأَرض وَرَاءَهُ. واعْتَقَلَ شاتَه: وَضَعَ رِجْلَهَا بَيْنَ سَاقِهِ وَفَخِذِهِ فَحَلبها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مَنْ اعْتَقَلَ الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مَعَ أَهله فَقَدْ بَرِئ مِنَ الكِبْر. وَيُقَالُ: اعْتَقَلَ فُلَانٌ الرَّحْل إِذا ثَنى رِجْله فَوَضَعها عَلَى المَوْرِك؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل فِي مُدْلَهِمَّةٍ، ... إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها. وَيُقَالُ: تَعَقَّلَ فُلَانٌ قادِمة رَحْله بِمَعْنَى اعْتَقَلها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ «2»: مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ: تَعَقَّلْ لِي بكَفَّيْك حَتَّى أَركب بَعِيرِي، وَذَلِكَ أَن الْبَعِيرَ كَانَ قَائِمًا مُثْقَلًا، وَلَوْ أَناخه لَمْ يَنْهَضْ بِهِ وبحِمْله، فَجَمَعَ لَهُ يَدَيْهِ وشَبَّك بَيْنَ أَصابعه حَتَّى وَضَع فِيهِمَا رِجْله وَرَكِبَ. والعَقَلُ: اصْطِكاك الرُّكْبَتَيْنِ، وَقِيلَ الْتِوَاءٌ فِي الرِّجْل، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُفْرِطَ الرَّوَحُ فِي الرِّجْلَين حَتَّى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وَهُوَ مَذْمُومٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ نَاقَةً: وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ، ... سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا

_ (1). قوله [الصباع] هكذا في الأَصل بدون نقط، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: الصباح (2). قوله [قول النابغة] قال الصاغاني: هكذا أنشده الأزهري، والذي في شعره: فليأتينك قصائد وليدفعن ... جيش إليك قوادم الأكوار وأورد فيه روايات أخر، ثم قال: وإنما هو لِلْمَرَّارِ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقْعَسِيِّ وصدره: يا ابن الهذيم إليك أقبل صحبتي

مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ الْبِئْرِ دَوسَرةٍ، ... مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لَمْ يَكُنْ عَقَلا وَبَعِيرٌ أَعْقَلُ وَنَاقَةٌ عَقْلاء بَيِّنة العَقَل: وَهُوَ الْتِوَاءٌ فِي رِجْلِ الْبَعِيرِ واتساعٌ، وَقَدْ عَقِلَ. والعُقَّال: دَاءٌ فِي رِجْلِ الدَّابَّةِ إِذا مَشَى ظَلَع سَاعَةً ثُمَّ انْبَسَطَ، وأَكْثَرُ مَا يَعْتَرِي فِي الشِّتَاءِ، وخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بالعُقَّال الفرسَ، وَفِي الصِّحَاحِ: العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ؛ وَقَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاح: يَا بَنِيَّ التُّخُومَ لَا تَظْلِموها، ... إِنَّ ظلْم التُّخوم ذُو عُقَّال وداءٌ ذُو عُقَّالٍ: لَا يُبْرَأُ مِنْهُ. وَذُو العُقَّال: فَحْلٌ مِنْ خُيُولِ الْعَرَبِ يُنْسَب إِليه؛ قَالَ حَمْزَةُ عَمُّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ عِنْدِي إِلّا سِلاحٌ وَوَرْدٌ ... قارِحٌ مِنْ بَنات ذِي العُقَّالِ أَتَّقِي دُونَهُ المَنايا بنَفْسِي، ... وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي قَالَ: وَذُو العُقَّال هُوَ ابْنُ أَعْوَج لصُلْبه ابْنِ الدِّيناريِّ بْنِ الهُجَيسِيِّ بْنِ زَادِ الرَّكْب، قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا ... مِنْ نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لِذِي العُقَّال وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَسٌ يُسمَّى ذَا العُقَّال ؛ قَالَ: العُقَّال، بِالتَّشْدِيدِ، دَاءٌ فِي رِجْل الدَّوَابِّ، وَقَدْ يُخَفَّفُ، سُمِّيَ بِهِ لِدَفْعِ عَيْنِ السُّوءِ عَنْهُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَذُو عُقَّال اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ ذُو العُقَّال بِلَامِ التَّعْرِيفِ. والعَقِيلة مِنَ النِّسَاءِ: الكَريمةُ المُخَدَّرة، وَاسْتَعَارَهُ ابْنُ مُقْبِل للبَقَرة فَقَالَ: عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ فِي حُقُوفِه ... رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما وعَقِيلَةُ القومِ: سَيِّدُهم. وعَقِيلة كُلِّ شَيْءٍ: أَكْرَمُه. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْمُخْتَصُّ بعَقائل كَراماتِه ؛ جَمْعُ عَقِيلة، وَهِيَ فِي الأَصل المرأَة الْكَرِيمَةُ النَّفِيسَةُ ثُمَّ اسْتُعْمِل فِي الْكَرِيمِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الذَّوَاتِ وَالْمَعَانِي، وَمِنْهُ عَقائل الْكَلَامِ. وعَقائل الْبَحْرِ. دُرَرُه، وَاحِدَتُهُ عَقِيلة. والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِيلةُ الْبَحْرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَقِيلة الدُّرَّة فِي صَدَفتها. وعَقائِلُ الإِنسان: كرائمُ مَالِهِ. قَالَ الأَزهري: العَقيلة الكَريمة مِنَ النِّسَاءِ والإِبل وَغَيْرِهِمَا، وَالْجَمْعُ العَقائِلُ. وعاقُولُ الْبَحْرِ: مُعْظَمُه، وَقِيلَ: مَوْجه. وعَوَاقِيلُ الأَودِية: دَراقِيعُها فِي مَعاطِفها، وَاحِدُهَا عاقُولٌ. وعَوَاقِيلُ الأُمور: مَا التَبَس مِنْهَا. وعاقُولُ النَّهر وَالْوَادِي وَالرَّمْلِ: مَا اعوَجَّ مِنْهُ؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ عَاقُولٌ، وَهُوَ أَيضاً مَا التَبَسَ مِنَ الأُمور. وأَرضٌ عَاقُولٌ: لَا يُهْتَدى لَهَا. والعَقَنْقَل: مَا ارْتَكَم مِنَ الرَّمل وتعَقَّل بعضُه بِبَعْضٍ، ويُجْمَع عَقَنْقَلاتٍ وعَقَاقِل، وَقِيلَ: هُوَ الحَبل، مِنْهُ، فِيهِ حِقَفةٌ وجِرَفةٌ وتعَقُّدٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ التَّعْقِيل، فَهُوَ عِنْدَهُ ثُلَاثِيٌّ. والعَقَنْقَل أَيضاً، مِنَ الأَودية: مَا عَظُم واتسَع؛ قَالَ: إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا، ... وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا والعَقنْقَلُ: الْكَثِيبُ الْعَظِيمُ المتداخِلُ الرَّمْل، وَالْجَمْعُ

عَقاقِل، قَالَ: وَرُبَّمَا سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلًا؛ وعَقنْقَلُ الضَّبِّ: قانِصَتُه، وَقِيلَ: كُشْيَته فِي بَطْنِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَطعِمْ أَخاك مِنْ عقَنْقَل الضبِّ؛ يُضْرب هَذَا عِنْدَ حَثِّك الرجلَ عَلَى الْمُوَاسَاةِ، وَقِيلَ: إِن هَذَا مَوْضوع عَلَى الهُزْءِ. والعَقْلُ: ضَرْبٌ مِنَ المَشط، يُقَالُ: عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلًا؛ وَقَالَ: أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها، ... كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر. والماشِطةُ يُقَالُ لَهَا: العاقِلة. والعَقْل: ضرْب مِنَ الوَشْي، وَفِي الْمُحْكَمِ: مِنَ الوَشْيِ الأَحمر، وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ أَحمر يُجَلَّل بِهِ الهوْدَج؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: عَقْلًا ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه، ... كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ وَيُقَالُ: هُمَا ضَرْبَانِ مِنَ البُرود. وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلًا واعْتَقَلَه: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وَهُوَ أَن يَلْوي رِجله عَلَى رِجْلِهِ. وَلِفُلَانٍ عُقْلةٌ يَعْقِلُ بِهَا النَّاسَ. يَعْنِي أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم، وَهُوَ الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال. وَيُقَالُ أَيضاً: بِهِ عُقْلةٌ مِنَ السِّحر، وَقَدْ عُمِلَت لَهُ نُشْرة. والعِقالُ: زَكاةُ عامٍ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه اسْتَعْمَلَ ابْنَ أَخيه عَمرو بْنِ عُتْبة بْنِ أَبي سُفْيَانَ عَلَى صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عَلَيْهِمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ العَدَّاء الْكَلْبِيُّ: سَعَى عِقالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَداً، ... فكَيفَ لوْ قَدْ سَعى عَمرٌو عِقالَينِ؟ لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، وَلَمْ يَجِدُوا، ... عِندَ التَّفَرُّقِ فِي الهَيْجا، جِمالَينِ قَالَ ابْنُ الأَثير: نصَب عِقالًا عَلَى الظَّرْفِ؛ أَراد مُدَّةَ عِقال. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ امْتَنَعَتِ العربُ عَنْ أَداء الزَّكَاةِ إِليه: لَوْ مَنَعوني عِقالًا كَانُوا يُؤَدُّونه إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقاتَلْتُهم عَلَيْهِ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ يُقَالُ: أُخِذَ مِنْهُمْ عِقالُ هَذَا الْعَامِ إِذا أُخِذَت مِنْهُمْ صدقتُه؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بالعِقال الحَبل الَّذِي كَانَ يُعْقَل بِهِ الفَرِيضة الَّتِي كَانَتْ تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ إِذا قَبَضَهَا المُصَدِّق، وَذَلِكَ أَنه كَانَ عَلَى صَاحِبِ الإِبل أَن يُؤَدِّيَ مَعَ كُلِّ فَرِيضَةٍ عِقالًا تُعْقَل بِهِ، ورِواءً أَي حَبْلًا، وَقِيلَ: أَراد مَا يُسَاوِي عِقالًا مِنْ حُقُوقِ الصَّدَقَةِ، وَقِيلَ: إِذا أَخذ المصَدِّقُ أَعيانَ الإِبل قِيلَ أَخَذ عِقالًا، وإِذا أَخذ أَثمانها قِيلَ أَخَذ نَقْداً، وَقِيلَ: أَراد بالعِقال صدَقة الْعَامِ؛ يُقَالُ: بُعِثَ فُلَانٌ عَلَى عِقال بَنِي فُلَانٍ إِذا بُعِث عَلَى صَدَقاتهم، وَاخْتَارَهُ أَبو عُبَيْدٍ وَقَالَ: هُوَ أَشبه عِنْدِي، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنما يُضْرَب المثَل فِي مِثْل هَذَا بالأَقلِّ لَا بالأَكثر، وَلَيْسَ بسائرٍ فِي لِسَانِهِمْ أَنَّ العِقالَ صَدَقَةُ عَامٍ، وَفِي أَكثر الرِّوَايَاتِ: لَوْ مَنَعوني عَناقاً ، وَفِي أُخرى: جَدْياً ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْقَوْلَيْنِ، فَمِنَ الأَول حديثُ عُمَرَ أَنه كَانَ يأْخذ مَعَ كُلِّ فَرِيضَةٍ عِقالًا ورِواءً، فإِذا جَاءَتْ إِلى الْمَدِينَةِ بَاعَهَا ثمَّ تصَدَّق بِهَا ، وحديثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسلمة: أَنه كَانَ يَعمَل عَلَى الصَّدَقَةِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يأْمر الرَّجُلَ إِذا جَاءَ بِفَرِيضَتَيْنِ أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما ، وَمِنَ الثَّانِي حديثُ عُمَرَ أَنه أَخَّر الصدقةَ عَامَ الرَّمادة، فَلَمَّا أَحْيا الناسُ بَعَثَ عَامِلَهُ فَقَالَ: اعْقِلْ عَنْهُمْ عِقالَين، فاقسِمْ فِيهِمْ عِقالًا، وأْتِني بِالْآخَرِ ؛ يُرِيدُ صَدَقَةَ عامَين. وَعَلَى بَنِي فُلَانٍ عِقالانِ أَي صدقةُ سَنَتَيْنِ. وعَقَلَ المصَدِّقُ الصدقةَ

إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حَتَّى يَعْقِلها السَّاعِي؛ يُقَالُ: لَا تَشْتَرِ الصَّدَقَةَ حَتَّى يَعْقِلها المصدِّق أَي يَقبِضَها. والعِقالُ: القَلوص الفَتِيَّة. وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلًا وعُقولًا: لجأَ. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرض وقَرارها ؛ المَعاقِلُ: الحُصون، وَاحِدُهَا مَعْقِلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة مِنْ رأْس الْجَبَلِ أَي ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كَمَا يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس الْجَبَلِ. والعَقْلُ: الملجأُ. والعَقْلُ: الحِصْن، وَجَمْعُهُ عُقول؛ قَالَ أُحَيحة: وَقَدْ أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلًا، ... لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ وَهُوَ المَعْقِلُ؛ قَالَ الأَزهري: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ فِي الْجَبَلِ؛ يُقَالُ: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عَنِ الصَّيَّاد؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع العَقْلَ بِمَعْنَى المَعْقِل لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وَفُلَانٌ مَعْقِلٌ لِقَوْمِهِ أَي مَلجأ عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ ... إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امْتَنَعَ فِي الْجَبَلِ الْعَالِي يَعْقِلُ عُقولًا، وَبِهِ سُمِّي الْوَعْلُ عاقِلًا عَلَى حَدِّ التَّسْمِيَةِ بِالصِّفَةِ. وعَقَلَ الظَّبْيُ يَعْقِلُ عَقلًا وعُقولًا: صَعَّد وَامْتَنَعَ، وَمِنْهُ المَعْقِل وَهُوَ المَلْجأ، وَبِهِ سُمِّي الرجُل. ومَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ: مِنَ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَهُوَ مِنْ مُزَيْنةِ مُضَر يُنْسَبُ إِليه نهرٌ بِالْبَصْرَةِ، والرُّطَب المَعْقِليّ. وأَما مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَيضاً، فَهُوَ مِنْ أَشْجَع. وعَقَلَ الظِّلُّ يَعْقِل إِذا قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرة. وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بِهِمُ الظِّلُّ أَي لَجأَ وقَلَص عِنْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ. وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ: مَا غُرِسَ مِنْهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ مِنْ كلِّ جَانِبٍ، ... كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: ثُمَّ يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ ؛ يُعَقِّلُ الكَرْمُ مَعْنَاهُ يُخْرِجُ العُقَّيْلى، وَهُوَ الحِصْرِم، ثُمَّ يُمَجِّج أَي يَطِيب طَعْمُه. وعُقَّال الكَلإِ «3»: ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بَعْدَ انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة. وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ: أَسماء. وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ لِلضَّرُورَةِ فَقَالَ: يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً، ... وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا قَالَ الأَزهري: وعاقِلٌ اسْمُ جَبَلٍ بِعَيْنِهِ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ زُهَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه، ... عَفَا الرَّسُّ مِنْهُ فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟ وعُقَيْلٌ، مُصَغَّرٌ: قَبِيلَةٌ. ومَعْقُلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ الْمَاءَ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتها وَفِيهَا حَوَايا كَثِيرَةٌ تُمْسِك مَاءَ السَّمَاءِ دَهْراً طَوِيلًا، وإِنما سُمِّيت مَعْقُلَة لأَنها تُمْسِك الْمَاءَ كَمَا يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ ... تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر

_ (3). قوله [وعقال الكلإ] ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ مَا أَعْقِلُه عَنْكَ شَيْئًا أَي دَعْ عَنْكَ الشَّكَّ، وَهَذَا حَرْفٌ رَوَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ الِابْتِدَاءِ يُضْمَر فِيهِ مَا بُنِيَ عَلَى الِابْتِدَاءِ كأَنه قَالَ: مَا أَعلمُ شَيْئًا مِمَّا تَقُولُ فدَعْ عَنْكَ الشَّكَّ، وَيُسْتَدَلُّ بِهَذَا عَلَى صِحَّةِ الإِضمار فِي كَلَامِهِمْ لِلِاخْتِصَارِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛ وَقَالَ بَكْرٌ الْمَازِنِيُّ: سأَلت أَبا زَيْدٍ والأَصمعي وأَبا مَالِكٍ والأَخفش عَنْ هَذَا الْحَرْفِ فَقَالُوا جَمِيعًا: مَا نَدْرِي مَا هُوَ، وَقَالَ الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ أَسأَل عَنْ هَذَا، قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ الَّذِي رَوَاهُ سِيبَوَيْهِ: مَا أَغْفَلَه «1» عَنْكَ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، والقاف تصحيف. عقبل: العَقَابِيلُ: بَقايا العِلَّة والعَداوةِ والعِشْقِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى الشَّفَتَينِ غِبَّ الحُمَّى، الْوَاحِدَةُ مِنْهُمَا جَمِيعًا عُقْبُولة وعُقْبُول، وَالْجَمْعُ العَقَابِيل؛ قَالَ رُؤْبَةُ: منْ وِرْدِ حُمَّى أَسْأَرَتْ عَقابِلا أَي أَبْقَتْ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ثُمَّ قَرَنَ بسَعَتِها عَقَابِيلَ فاقَتِها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَقابِيلُ بَقَايَا الْمَرَضِ وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الشَّرِّ: إِنه لَذُو عَقَابِيل، وَيُقَالُ لَذُو عَوَاقِيلَ؛ والعَقابيلُ: الشَّدَائِدُ مِنَ الأُمور. والعَباقِيل: بَقَايَا الْمَرَضِ والحُبِّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كالعَقابِيل. الأَزهري: رَماه اللَّهُ بالعَقَابِيس والعَقابِيل، وَهِيَ الدَّوَاهي. الْجَوْهَرِيُّ: العُقْبُولة والعُقْبُول الحَلاءُ، وَهُوَ قُروح صِغار تَخْرُجُ بالشَّفَة مِنْ بَقَايَا الْمَرَضِ، وَالْجَمْعُ العَقَابِيل. عقرطل: العَقَرْطَلُ: اسْمٌ لأُنثى الفِيَلة. عكل: عَكَلَ الشيءَ يَعْكِلُه ويَعْكُله عَكْلًا جَمَعَه. وعَكَلْتُ المَتاع أَعْكُله، بِالضَّمِّ، أَي نَضَدْت بعضَه عَلَى بَعْضٍ. وعَكَل السائقُ الخَيْلَ والإِبل يَعْكُلُها عَكْلًا: حازَها وساقَها وضَمَّ قَواصِيَها؛ وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: وَهُمُ عَلَى صَدَفِ الأَمِيل تَدَارَكُوا ... نَعَماً، تُشَلُّ إِلى الرَّئيسِ وتُعْكَل وعَكَلَ البعيرَ يَعْكُلُه ويَعْكِلُه عَكْلًا: شَدَّ رُسْغَ يَدِهِ إِلى عَضُده بِحَبْلٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ أَن يُعْقَل بِحَبْلٍ، واسمُ ذَلِكَ الْحَبْلِ العِكَالُ. وإِبِلٌ مَعْكُولَة أَي مَعْقُولة. والمَعْكُول: الْمَحْبُوسُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وعَكَلَه: حَبَسه؛ يُقَالُ: عَكَلُوهم مَعْكَل سَوْءٍ. والعَكَلُ مِنَ الإِبل: كالعَكَر، لُغَةٌ، وَالرَّاءُ أَحسن. والعِكْلُ والعُكْل: اللَّئِيمُ، وَخَصَّصَهُ الأَزهري فَقَالَ: مِنَ الرِّجَالِ، وَالْجَمْعُ أَعْكَال. وعَكَلَ فِي الأَمر يَعْكُلُ عَكْلًا: قَالَ فِيهِ برأْيه. وعَكَلَ برأْيه يَعْكُلُ عَكْلًا: مِثْلُ حَدَسَ يَحْدِسُ. والعَاكِلُ والمُعْكِلُ والغَيْذَانُ والمُخَمِّنُ: الَّذِي يَظُنُّ فَيُصِيبُ. وعَكَلَ عَلَيْهِ الأَمرُ وأَعْكَلَ واعتَكَلَ: الْتَبسَ وَاشْتَبَهَ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة: عِنْدَ اعْتِكال الضَّرَائر أَي عِنْدَ اخْتِلَاطِ الأُمور، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والعَوْكَلَة: الأَرْنَب، وَقِيلَ: الأَرنب العَقُور. والعَوْكَلُ: ظَهْرُ الكَثِيب؛ قَالَ: بكُلِّ عَقَنْقَلٍ أَو رَأْسِ بَرْثٍ، ... وعَوْكَلِ كلِّ قَوْزٍ مُسْتَطِير

_ (1). قوله [ما أغفله] كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الأمر تركه وأهمله من غير نسيان

وَقِيلَ: هُوَ الكَثِيب الْعَظِيمُ إِلَّا أَنه دُونَ العَقَنْقَل، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيبُ المُترَاكِب المُتَداخِل، وَقِيلَ: عَوْكَلُ كلِّ رَمْلةٍ رأْسُها. والعَوْكَلَة: العظِيمة مِنَ الرَّمْل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ قابَلَتْه عَوْكَلاتٌ عوانِكٌ، ... رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غيرَ المَآزِر أَي لَيْسَ بِهَا نبتٌ إِلَّا مَا حَوْلَها. والعَوْكَل: المرأَة الحَمْقاء. والعَوْكَل: الرَّجل الْقَصِيرُ الأَفْحَج؛ قَالَ: ليسَ بِرَاعِي نَعَجاتٍ عَوْكَلِ، ... أَحَلَّ يَمْشِي مِشْيَةَ المُحَجَّلِ ورَجلٌ عاكِلٌ: وَهُوَ الْقَصِيرُ الْبَخِيلُ المشؤُوم، وَجَمْعُهُ عُكُلٌ. وقَلَّدْتُه قَلائِدَ عَوْكَلٍ: يَعْنِي الفَضائح؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَوْكلانِ: نَجْمَانِ. وعُكْلٌ وتَيْمٌ وعَدِيٌّ: قَبَائِلُ مِنَ الرَّباب. وعُكْلٌ: بَلَدٌ. وعُكْلٌ: قَبِيلَةٌ فِيهِمْ غَباوةٌ وقِلَّةُ فَهْمٍ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ فِيهِ غَفْلةٌ ويُسْتَحْمَق: عُكْلِيٌّ؛ قَالَ: جَاءتْ بِهِ عُجُزٌ مُقابَلَةٌ، ... مَا هُنَّ مِنْ جَرْمٍ وَلَا عُكْل قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ «1»: هُوَ أَبو بَطْنٍ مِنْهُمْ، حَضَنَتْه أَمَةٌ تُسمَّى عُكْل فسُمِّيت الْقَبِيلَةُ بِهَا. وعَكَلَه: صَرَعَه. وعَكَلَ فِي الأَمر: جَدَّ. وعَكَلَ فُلَانٌ: مَاتَ. واعْتَكَلَ الثَّوْرانِ: تَناطَحا. والاعْتِكالُ: الاعْتِلاجُ والاصْطِراع؛ قَالَ البَوْلانيُّ: واعْتَكَلا وأَيَّما اعْتِكالِ وعَكِلَت المِسْرَجَةُ، بِالْكَسْرِ، أَي اجْتَمَعَ فِيهَا الدُّرْدِيُّ مِثْلُ عَكِرَتْ. وَقَدْ سَمَّوْا عَكَّالًا وعاكِلًا وعُكَيْلًا. وبَنُو عَوْكَلان: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ. وعَوْكَلانُ: مَوْضِعٌ. والعَوْكَلُ: الْقَصِيرُ. عَكْبَلَ: العَكْبَل: الشَّدِيدُ. وعَكْبَل: اسم. علل: العَلُّ والعَلَلُ: الشَّرْبةُ الثَّانِيَةُ، وَقِيلَ: الشُّرْب بَعْدَ الشُّرْبِ تِباعاً، يُقَالُ: عَلَلٌ بَعْدَ نَهَلٍ. وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سَقَاهُ السَّقْيَة الثَّانِيَةَ، وعَلَّ بِنَفْسِهِ، يَتعدَّى وَلَا يتعدَّى. وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلًّا وعَلَلًا، وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثَّانِيَةَ. ابْنُ الأَعرابي: عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ مِنَ الْمَرَضِ، وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ مِنْ عَلَل الشَّراب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل فِي الرَّضاع كَمَا يُسْتَعْمل فِي الوِرْد؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: غَزَال خَلاء تَصَدَّى لَهُ، ... فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ فِي الدُّعَاءِ وَالصَّلَاةِ فَقَالَ: ثُمَّ انْثَنى مِنْ بَعْدِ ذَا فَصَلَّى ... عَلَى النَّبيّ، نَهَلًا وعَلَّا وعَلَّتِ الإِبِلُ، وَالْآتِي كَالْآتِي «2» وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فَعْلى مِنَ العَلَل والنَّهَل. وإِبِلٌ عَلَّى: عَوَالُّ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد لِعَاهَانَ بْنِ كَعْبٍ: تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها ونَهْلًا، ... ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم

_ (1). قوله [قال ابن الكلبي إلخ] كذا في الأَصل وهي عبارة المحكم، وعبارة ياقوت: وعكل قبيلة من الرباب وهو اسم امرأة حضنت بني عوف بن وائل فغلبت عليهم وسموا باسمها (2). قوله [والآتي كالآتي إلخ] هذه بقية عبارة ابن سيدة وصدرها: عَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلًّا وعَلَلًا إلى أن قال وعَلَّتِ الإبل والآتي إلخ

تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها، وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي: عَلَّاها ونَهْلى، أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلَّاها عَنْ إِضافة نَهْلاها، وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلًّا وعَلَلًا وأَعَلَّها. الأَصمعي: إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل، وَالثَّانِيَةُ العَلَل. وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قَبْلَ رِيِّها، وَفِي أَصحاب الِاشْتِقَاقِ مَنْ يَقُولُ هُوَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ كأَنه مِنَ العَطَش، والأَوَّل هُوَ الْمَسْمُوعُ. أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: أَعْلَلْت الإِبِلَ فَهِيَ إِبِلٌ عَالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها وَلَمْ تُرْوِها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ أَغْلَلْت الإِبلَ، بِالْغَيْنِ، وَهِيَ إِبل غالَّةٌ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ نُصَير الرَّازِيِّ قَالَ: صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ، وَقَدْ أَغْلَلْتها مِنَ الغُلَّة والغَلِيل وَهُوَ حَرَارَةُ الْعَطَشِ، وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فَهُمَا ضِدَّا أَغْلَلْتها، لأَن مَعْنَى أَعْلَلْتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثَّانِيَةَ ثُمَّ تُصْدِرَها رِواء، وإِذا عَلَّتْ فَقَدْ رَوِيَتْ؛ وَقَوْلُهُ: قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً ... لَنَا، أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة، كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كَانَتْ مَرْدُودَةً أَو مُراداً بِهَا أَن تُرَدَّ صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ المَعْلُولة مِنَ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مِنْ جَزيل عَطائك المَعْلول ؛ يُرِيدُ أَن عَطَاءَ اللَّهِ مضاعَفٌ يَعُلُّ بِهِ عبادَه مَرَّةً بَعْدَ أُخرى؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ: كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عَلَيْكَ الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عَنْهُ، بِمَعْنَى قَوْلِ العامَّة: عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لَمْ يُبالِغْ، لأَن العَالَّةَ لَا يُعْرَضُ عَلَيْهَا الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فِيهِ كالعَرْضِ عَلَى الناهِلة. وأَعَلَّ القومُ: عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل؛ واسْتَعْمَل بعضُ الشُّعَرَاءِ العَلَّ فِي الإِطعام وَعَدَّاهُ إِلى مَفْعُولَيْنِ، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ، ... يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مَعَ المَحال وأُرَى أَنَّ مَا سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مَفْعُولَيْنِ أَن عَلَلْت هَاهُنَا فِي مَعْنَى أَطْعَمْت، فَكَمَا أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مَفْعُولَيْنِ كَذَلِكَ عَلَلْت هُنَا متعدِّية إِلى مَفْعُولَيْنِ؛ وَقَوْلُهُ: وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلًّا عَلَّا جعَلَ الرَّغْمَ بِمَنْزِلَةِ الشَّرَابِ، وإِن كَانَ الرَّغْم عَرَضاً، كَمَا قَالُوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مَفْعُولَيْنِ، وَقَدْ يَكُونُ هَذَا بِحَذْفِ الوَسِيط كأَنه قَالَ يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم، فَلَمَّا حَذَف الْبَاءَ أَوْصَلَ الْفِعْلَ، والتَّعْلِيل سَقْيٌ بَعْدَ سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عَلَيْهِ الضربَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ أَو النَّخَعِيِّ فِي رَجُلٍ ضَرَب بالعَصا رَجُلًا فقَتَله قَالَ: إِذا عَلَّه ضَرْباً فَفِيهِ القَوَدُ أَي إِذا تَابَعَ عَلَيْهِ الضربَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب. والعَلَلُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا أُكِلَ مِنْهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وطَعامٌ قَدْ عُلَّ مِنْهُ أَي أُكِل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرا ... إِلى الْبَرْقِ مَا يَفْرِي السَّنى، كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فَقَالَ: عَلِّلاني حَدِّثاني، وأَراد انْظُرا إِلى

الْبَرْقِ وانْظُرَا إِلى مَا يَفرِي السَّنى، وفَرْيُه عَمَلُه؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا ... إِلى الْبَرْقِ مَا يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ: تَشاغَل؛ قَالَ: فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان، ... تَعْتلُّ فِيهِ بِرَجِيع العِيدان أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الَّذِي هُوَ الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها. وعَلَّلَه بِطَعَامٍ وَحَدِيثٍ وَنَحْوِهِمَا: شَغَلهُ بِهِمَا؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ. وتَعَلَّل بِهِ أَي تَلَهَّى بِهِ وتَجَزَّأَ، وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بِشَيْءٍ مِنَ المَرَق ونحو ليَجْزأَ بِهِ عَنِ اللَّبن؛ قَالَ جَرِيرٌ: تُعَلِّل، وَهِيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها ... بأَنفاسٍ مِنَ الشَّبِم القَراحِ يُرْوَى أَن جَرِيرًا لَمَّا أَنْشَدَ عبدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوان هَذَا البيتَ قَالَ لَهُ: لَا أَرْوى اللَّهُ عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي مَا يُعَلَّل بِهِ لِيَسْكُتَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر: تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضَّيْفِ. والتَّعِلَّةُ والعُلالَة: مَا يُتَعَلَّل بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه أُتيَ بعُلالة الشَّاةِ فأَكَلَ مِنْهَا ، أَي بَقِيَّة لَحْمِهَا. والعُلُل أَيضاً: جَمْعُ العَلُول، وَهُوَ مَا يُعَلَّل بِهِ المريضُ مِنَ الطَّعَامِ الْخَفِيفِ، فإِذا قَوي أَكلُه فَهُوَ الغُلُل جَمْعُ الغَلُول. وَيُقَالُ لبَقِيَّة اللَّبَنِ فِي الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشَّيْخِ: عُلالة، وَقِيلَ: عُلالة الشَّاةِ مَا يُتَعَلَّل بِهِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ مِنَ العَلَل الشُّرب بَعْدَ الشُّرْب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَقِيل بْنِ أَبي طَالِبٍ: قَالُوا فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ عُلالة أَي بَقِيَّة مِنْ قُوَّةِ الشَّيْخِ. والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة: مَا حَلَبْتَ قَبْلَ الفِيقة الأُولى وَقَبْلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقة الثَّانِيَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ لأَوَّل جَرْي الْفَرَسِ: بُداهَته، وَلِلَّذِي يَكُونُ بَعْدَهُ: عُلالته؛ قَالَ الأَعشى: إِلَّا بُداهة، أَو عُلالَة ... سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه. حَتَّى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة، ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة. وَيُقَالُ: تَعَالَلْت نَفْسِي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها. وتَعَالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت مَا عِنْدَهَا مِنَ السَّيْر؛ وَقَالَ: وَقَدْ تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس وَقِيلَ: العُلالة اللَّبَن بَعْدَ حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ؛ قَالَ: أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله، ... تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله، وَلَا يُجازى والدٌ فَعَالَه وَقِيلَ: العُلالة أَن تُحْلَب النَّاقَةُ أَوّل النَّهَارِ وَآخِرَهُ، وتُحْلَب وَسَطَ النَّهَارِ فَتِلْكَ الوُسْطى هِيَ العُلالة، وَقَدْ تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً. وَقَدْ عالَلْتُ النَّاقَةَ، وَالِاسْمُ العِلال. وعالَلْتُ النَّاقَةَ عِلالًا: حَلَبتها صَبَاحًا ومَساء ونِصْفَ النَّهَارِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: العِلالُ الحَلْبُ بَعْدَ الحَلْب قَبْلَ اسْتِيجَابِ الضَّرْع للحَلْب بِكَثْرَةِ اللَّبَنِ، وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لَا أُكَرِّمُها ... عَنِ العِلالِ، وَلَا عَنْ قِدْرِ أَضيافي

والعُلالة، بِالضَّمِّ: مَا تَعَلَّلت بِهِ أَي لَهَوْت بِهِ. وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلًا: لَهَوْت بِهَا. والعَلُّ: الَّذِي يَزُورُ النِّسَاءَ. والعَلُّ: التَّيْس الضَّخْم الْعَظِيمُ؛ قَالَ: وعَلْهَباً مِنَ التُّيوس عَلَّا والعَلُّ: القُراد الضَّخْم، وَجَمْعُهَا عِلالٌ «3»، وَقِيلَ: هُوَ القُراد المَهْزول، وَقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الْجِسْمِ. والعَلُّ: الْكَبِيرُ المُسِنُّ. ورَجُلٌ عَلٌّ: مُسِنٌّ نَحِيفٌ ضَعِيفٌ صَغِيرُ الجُثَّة، شُبِّه بالقُراد فَيُقَالُ: كأَنه عَلٌّ؛ قَالَ المُتَنَخِّل الْهُذَلِيُّ: لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لَا شَبابَ لَهُ، ... لَكِنْ أُثَيْلَةُ صَافِي الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب، وَقِيلَ: العَلُّ المُسِنُّ الدَّقِيقُ الْجِسْمِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَلَّة: الضَّرَّة. وبَنُو العَلَّاتِ: بَنُو رَجل وَاحِدٍ مِنْ أُمهات شَتَّى، سُمِّيَت بِذَلِكَ لأَن الَّذِي تَزَوَّجها عَلَى أُولى قَدْ كَانَتْ قَبْلَهَا ثُمَّ عَلَّ مِنْ هَذِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بَعْدَ صَاحِبَتِهَا، مِنَ العَلَل؛ قَالَ: عَلَيْها ابْنُ عَلَّاتٍ، إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلًا ... طَوَتْه نُجومُ اللَّيل، وَهِيَ بَلاقِع «4» إِنَّما عَنى بِابْنِ عَلَّاتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب، وَيُقَالُ: هُمَا أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ. وَهُمَا ابْنا عَلَّة: أُمَّاهُما شَتَّى والأَب وَاحِدٌ، وَهُمْ بَنُو العَلَّات، وهُمْ مِنْ عَلَّاتٍ، وَهُمْ إِخُوةٌ مِنْ عَلَّةٍ وعَلَّاتٍ، كُلُّ هَذَا مِنْ كَلَامِهِمْ. وَنَحْنُ أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ، وَهُوَ أَخي مِنْ عَلَّةٍ، وَهُمَا أَخَوانِ مِنْ ضَرَّتَيْن، وَلَمْ يَقُولُوا مِنْ ضَرَّةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُمْ بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة؛ وأَنشد: وهُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ، ... وإِن كَانَ مَحْضاً فِي العُمومةِ مُخْوِلا ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَخْيافُ اخْتِلَافُ الْآبَاءِ وأُمُّهُم وَاحِدَةٌ، وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ : الأَنبياء أَولاد عَلَّاتٍ ؛ مَعْنَاهُ أَنهم لأُمَّهات مُخْتَلِفَةٍ ودِينُهم وَاحِدٌ؛ كَذَا فِي التَّهْذِيبِ وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير، أَراد أَن إِيمانهم وَاحِدٌ وَشَرَائِعَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان مِنَ الإِخوة دُونَ بَنِي العَلَّات أَي يَتَوَارَثُ الإِخوة للأُم والأَب، وَهُمُ الأَعيان، دُونَ الإِخوة للأَب إِذا اجْتَمَعُوا مَعَهُمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لبَني الضَّرائر بَنُو عَلَّات، وَيُقَالُ لِبَنِي الأُم الْوَاحِدَةِ بَنُو أُمٍّ، وَيَصِيرُ هَذَا اللَّفْظُ يُسْتَعْمَلُ لِلْجَمَاعَةِ الْمُتَّفِقِينَ، وأَبناء عَلَّاتٍ يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَمَاعَةِ الْمُخْتَلِفِينَ؛ قَالَ عَبْدُ الْمَسِيحِ: والنَّاسُ أَبناء عَلَّاتٍ، فَمَنْ عَلِمُوا ... أَنْ قَدْ أَقَلَّ، فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى لَهُ نَشَبٌ، ... فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وَقَالَ آخَرُ: أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة، ... وَفي المآتِم أَولاداً لِعَلَّات؟ «5».

_ (3). قوله [وجمعها علال] كذا في الأصل وشرح القاموس، وفي التهذيب: أعلال (4). قوله [إذا اجتش] كذا في الأصل بالشين المعجمة، وفي المحكم بالمهملة (5). في المحكم هنا ما نصبه: وجمع العلة للضرة علائل، قَالَ رُؤْبَةُ: دَوَّى بِهَا لا يغدو العَلَائِلَا

وَقَدِ اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صَعْبَةً، والعِلَّة المَرَضُ. عَلَّ يَعِلُّ واعْتَلَّ أَي مَرِض، فَهُوَ عَلِيلٌ، وأَعَلَّه اللهُ، وَلَا أَعَلَّك اللهُ أَي لَا أَصابك بِعِلَّة. واعْتَلَّ عَلَيْهِ بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا اعْتَاقَهُ عَنْ أَمر. واعْتَلَّه تَجَنَّى عَلَيْهِ. والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عَنْ حَاجَتِهِ، كأَنَّ تِلْكَ العِلَّة صَارَتْ شُغْلًا ثَانِيًا مَنَعَه عَنْ شُغْله الأَول. وَفِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ثابت: مَا عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ؟ أَي مَا عذْري فِي تَرْكِ الْجِهَادِ ومَعي أُهْبة الْقِتَالِ، فَوَضَعَ العِلَّة مَوْضِعَ الْعُذْرِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً، يُقَالُ هَذَا لِكُلٍّ مُعْتَلٍّ وَمُعْتَذِرٍ وَهُوَ يَقْدِر. والمُعَلِّل: دَافِعُ جَابِي الْخَرَاجِ بالعِلَل، وَقَدِ، اعْتَلَّ الرجلُ. وَهَذَا عِلَّة لِهَذَا أَي سبَب. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة الرَّاحِلَةِ أَي بِسَبَبِهَا، يُظْهِر أَنه يَضْرِبُ جَنْب الْبَعِيرِ برِجْله وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي. وقولُهم: عَلَى عِلَّاتِه أَي عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ وَقَالَ: وإِنْ ضُرِبَتْ عَلَى العِلَّاتِ، أَجَّتْ ... أَجِيجَ الهِقْلِ مِنْ خَيْطِ النَّعام وَقَالَ زُهَيْرٌ: إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ، ولَكِنَّ ... الجَوَادَ، عَلَى عِلَّاتِهِ، هَرِم والعَلِيلة: المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بَعْدَ طِيب؛ قَالَ وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ: وَلَا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّل أَي المُطَيَّب مرَّة بَعْدَ أُخرى، وَمَنْ رَوَاهُ المُعَلِّل فَهُوَ الَّذِي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بِالرِّيقِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ بَعْدَ البرِّ. وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ: الأَلفُ والياءُ والواوُ، سُمِّيت بِذَلِكَ لِلينها ومَوْتِها. وَاسْتَعْمَلَ أَبو إِسحاق لَفْظَةَ المَعْلول فِي المُتقارِب مِنَ العَروض فَقَالَ: وإِذا كَانَ بِنَاءُ المُتَقارِب عَلَى فَعُولن فَلَا بُدَّ مِنْ أَن يَبْقى فِيهِ سَبَبٌ غَيْرُ مَعْلُول، وَكَذَلِكَ اسْتَعْمَلَهُ فِي الْمُضَارِعِ فَقَالَ: أُخِّر المضارِع فِي الدَّائِرَةِ الرَّابِعَةِ، لأَنه وإِن كَانَ فِي أَوَّله وَتِدٌ فَهُوَ مَعْلول الأَوَّل، وَلَيْسَ فِي أَول الدَّائِرَةِ بَيْتٌ مَعْلولُ الأَول، وأَرى هَذَا إِنما هُوَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ كأَنه جَاءَ عَلَى عُلَّ وإِن لَمْ يُلْفَظ بِهِ، وإِلا فَلَا وَجْهَ لَهُ، وَالْمُتَكَلِّمُونَ يَسْتَعْمِلُونَ لَفْظَةَ المَعْلول فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِالْجُمْلَةِ فَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ وَلَا عَلَى ثَلَجٍ، لأَن الْمَعْرُوفَ إِنَّما هُوَ أَعَلَّه اللَّهُ فَهُوَ مُعَلٌّ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ مِنَ قَوْلِهِمْ مَجْنُون ومَسْلول، مِنْ أَنه جَاءَ عَلَى جَنَنْته وسَلَلْته، وإِن لَمْ يُسْتَعْملا فِي الْكَلَامِ استُغْنِيَ عَنْهُمَا بأَفْعَلْت؛ قَالَ: وإِذا قالُوا جُنَّ وسُلَّ فإِنما يَقُولُونَ جُعِلَ فِيهِ الجُنُون والسِّلُّ كَمَا قَالُوا حُزِنَ وفُسِلَ. ومُعَلِّل: يومٌ مِنْ أَيام الْعَجُوزِ السَّبْعَةِ الَّتِي تَكُونُ فِي آخِرِ الشِّتَاءِ لأَنه يُعَلِّل الناسَ بِشَيْءٍ مِنْ تَخْفِيفِ الْبَرْدِ، وَهِيَ: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلِّلٌ ومُطْفئُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر، وَقِيلَ: إِنما هُوَ مُحَلِّل؛ وَقَدْ قَالَ فِيهِ بعضُ الشُّعَرَاءِ فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وَزْنِ الشِّعْرِ: كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر، ... أَيّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا: ... صِنٌّ وصِنَّبرٌ مَعَ الوَبْر

وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر، ... ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ مولِّياً هَرَباً، ... وأَتَتْكَ واقدةٌ مِنَ النَّجْر «1» . وَيُرْوَى: مُحَلِّل مَكَانَ مُعَلِّل، والنَّجْر الحَرُّ .. واليَعْلُول. الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد. واليَعَالِيل: حَبَابُ الْمَاءِ. واليَعْلُول: الحَبَابة مِنَ الْمَاءِ، وَهُوَ أَيضاً السَّحَابُ المُطَّرِد، وَقِيلَ: القِطْعة الْبَيْضَاءُ مِنَ السَّحَابِ. واليَعَالِيل: سَحَائِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، الْوَاحِدُ يَعْلُولٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه، ... كَمَا انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبٍ: مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل وَيُقَالُ: اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تَكُونُ فَوْقَ الْمَاءِ مِنْ وَقْع المَطَر، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. واليَعْلُول: المَطرُ بَعْدَ الْمَطَرِ، وَجَمْعُهُ اليَعالِيل. وصِبْغٌ يَعْلُولٌ: عُلَّ مَرَّة بَعْدَ أُخرى. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ ذِي السَّنَامَيْنِ: يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ. وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ مِنْ نِفَاسِهَا وتَعَالَّتْ: خَرَجَتْ مِنْهُ وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها. والعُلْعُل والعَلْعَل؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ: اسمُ الذَّكر جَمِيعًا، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكر إِذا أَنْعَظ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِذا أَنْعَظَ وَلَمْ يَشْتَدّ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ، والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة مِنَ الفَرَس. وَيُقَالُ: العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الرَّهابة وَهِيَ طَرَفُ المَعِدة، وَالْجَمْعُ عُلُلٌ وعُلٌّ وعِلٌّ، «2»، وَقِيلَ: العُلْعُل، بِالضَّمِّ، الرَّهابة الَّتِي تُشْرِف عَلَى الْبَطْنِ مِنَ العَظْم كأَنه لِسانٌ. والعَلْعَل والعَلْعَالُ: الذَّكَر مِنَ القَنَابِر، وَفِي الصِّحَاحِ: الذَّكر مِنَ القنافِذ. والعُلْعُول: الشَّرُّ؛ الْفَرَّاءُ: إِنه لَفِي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي فِي قِتَالٍ وَاضْطِرَابٍ. والعِلِّيَّة، بِالْكَسْرِ: الغُرْفةُ، وَالْجَمْعُ العَلالِيُّ، وَهُوَ يُذْكر أَيضاً فِي المُعْتَلِّ. أَبو سَعِيدٍ: والعَرَب تَقُولُ أَنا عَلَّانٌ بأَرض كَذَا وَكَذَا أَي جَاهِلٌ. وامرأَة عَلَّانَةٌ: جَاهِلَةٌ، وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف هَذَا الْحَرْفَ وَلَا أَدري مَنْ رَوَاهُ عَنْ أَبي سَعِيدٍ. وتَعِلَّةُ: اسمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ، ... مَا دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ: زَجْرٌ لِلْغَنَمِ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْعَاثِرِ لَعاً لَكَ وَتَقُولُ: عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بِمِعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ العَبْدي: وإِذا يَعْثُرُ فِي تَجْمازِه، ... أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: إِذا عَثَرَتْ بِي، قُلْتُ: عَلَّكِ وانتهَى ... إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُها

_ (1). قوله [واقدة] كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم، وسبق في ترجمة نجر وافدة بالفاء، والصواب ما هنا (2). قوله [وَالْجَمْعُ عُلُلٌ وعُلٌ وعِلٌ] هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس، وعبارة الأزهري: ويجمع على عُلُلٍ، أي بضمتين، وعلى عَلاعِل، وقال بعد هذا: والعُلُلُ أَيضاً جَمْعُ الْعَلُولِ، وَهُوَ مَا يُعَلَّلُ بِهِ المريض، إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة

وأَنشد الْفَرَّاءُ: فَهُنَّ عَلَى أَكْتافِها، ورِمَاحُنا ... يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ: تَعْساً وَلَا لَعَا شُدِّدت اللَّامُ فِي قَوْلِهِمْ عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك، وَكَذَلِكَ لَعَلَّكَ إِنما هُوَ لَعَلْ لَك، قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تُصَيِّرُ لَعَلْ مَكَانَ لَعاً وَتَجْعَلُ لَعاً مَكَانَ لَعَلْ، وأَنشد فِي ذَلِكَ البيتَ، أَراد وَلَا لَعَلْ، وَمَعْنَاهُمَا ارْتَفِعْ مِنَ العثْرَة؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها، ... يُدِلْنَنا اللَّمَّة مِنْ لَمَّاتِها مَعْنَاهُ عًا لِصُروف الدَّهْرِ، فأَسْقَطَ اللَّامَ مِنْ لَعاً لِصُروف الدَّهْرِ وصَيَّر نُونَ لَعاً لَامًا، لِقُرْبِ مَخْرَجِ النُّونِ مِنَ اللَّامِ، هَذَا عَلَى قَوْلِ مَنْ كَسَر صُرُوفَ، وَمَنْ نَصَبَهَا جَعَلَ عَلَّ بِمَعْنَى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدَّهْرِ، وَمَعْنَى لَعاً لَكَ أَي ارْتِفَاعًا؛ قَالَ ابْنُ رُومان: وَسَمِعْتُ الْفَرَّاءَ يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ، فسأَلته: لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ؟ فَقَالَ: إِنما مَعْنَاهُ لَعاً لِصُروف الدَّهْرِ ودَوْلاتها، فَانْخَفَضَتْ صُروف بِاللَّامِ وَالدَّهْرُ بإِضافة الصُّرُوفِ إِليها، أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا مِنْ هَذَا التَّفَرُّقِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ اجْتِمَاعًا ولَمَّة مِنَ اللمَّات؛ قَالَ: دَعا لِصُرُوفِ الدَّهْرِ ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً مَعْنَاهُ ارْتِفَاعًا وتخَلُّصاً مِنَ الْمَكْرُوهِ، قَالَ: وأَو بِمَعْنَى الْوَاوِ فِي قَوْلِهِ أَو دَوْلاتِها، وَقَالَ: يُدِلْنَنا فأَلقى اللَّامَ وَهُوَ يُرِيدُهَا كَقَوْلِهِ: لَئِنْ ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني. ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق، وَمَعْنَاهُمَا التَّوَقُّع لِمَرْجُوٍّ أَو مَخُوف؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وَهُمَا كَعَلَّ؛ قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: اللَّامُ زَائِدَةٌ مؤَكِّدة، وإِنما هُوَ عَلَّ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَهُمَا حَرْفًا وَاحِدًا غَيْرَ مَزِيدٍ، وَحَكَى أَبو زَيْدٍ أَن لُغَةَ عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ، بِكَسْرِ اللَّامِ، مِنْ لَعَلِّ وجَرِّ زِيدٍ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سُوَيد الغَنَوي: فَقُلْتُ: ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثَانِيًا، ... لَعَلِّ أَبي المِغْوارِ مِنْكَ قَرِيب وَقَالَ الأَخفش: ذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ أَنه سَمِعَ لَامَ لَعَلَّ مَفْتُوحَةً فِي لُغَةِ مَنْ يَجُرُّ بِهَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عَلَيْهَا، ... جِهاراً مِنْ زُهَيرٍ أَو أَسيد وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: والعِلم قَدْ أَتى مِنْ وَرَاءِ مَا يَكُونُ ولكِن اذْهَبا أَنتما عَلَى رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما مِنَ العِلم وَلَيْسَ لَهُمَا أَكثرُ مِنْ ذَا مَا لَمْ يُعْلَما، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ كَيْ يتَذَكَّر. أَخبر مُحَمَّدُ بْنُ سَلَام عَنْ يُونُسَ أَنه سأَله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ وفَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ ، قَالَ: مَعْنَاهُ كأَنك فاعِلٌ ذَلِكَ إِن لَمْ يُؤْمِنُوا ، قَالَ: ولَعَلَّ لَهَا مَوَاضِعَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* ولَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* ولَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ ، قَالَ: مَعْنَاهُ كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا، كَقَوْلِكَ ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها، بِمَعْنَى كَيْ أَرْكَبَها، وَتَقُولُ: انطَلِقْ بِنَا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كَيْ نتحدَّث؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: لعَلَّ تَكُونُ تَرَجِّياً، وَتَكُونُ بِمَعْنَى كيْ عَلَى رأْي الْكُوفِيِّينَ؛ وَيُنْشِدُونَ:

فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي ... أُصالِحُكُم، وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا «3» . وَتَكُونُ ظَنًّا كَقَوْلِكَ لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ، وَمَعْنَاهُ أَظُنُّني سأَحُجُّ، كَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ مَنَايَانَا تبدَّلنَ أَبؤُسا؛ وَكَقَوْلِ صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ ... تَبَوَّأَ مِنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما وَتَكُونُ بِمَعْنَى عَسى كَقَوْلِكَ: لعَلَّ عبدَ اللَّهِ يَقُومُ، مَعْنَاهُ عَسى عبدُ اللَّهِ؛ وَذَلِكَ بِدَلِيلِ دُخُولِ أَن فِي خَبَرِهَا فِي نَحْوِ قَوْلِ مُتَمِّم: لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ ... عَلَيْك مِنَ اللَّاتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وَتَكُونُ بِمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ كَقَوْلِكَ: لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك؟ مَعْنَاهُ هَلْ تشْتُمني، وَقَدْ جَاءَتْ فِي التَّنْزِيلِ بِمَعْنَى كَيْ، وَفِي حَدِيثِ حَاطِبٍ: وَمَا يُدْريك لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَع عَلَى أَهل بَدْرٍ فَقَالَ لَهُمُ اعْمَلوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ؛ ظَنَّ بَعْضُهُمْ أَن مَعْنَى لَعَلَّ هَاهُنَا مِنْ جِهَةِ الظَّن والحِسْبان، وَلَيْسَ كَذَلِكَ وإِنما هِيَ بِمَعْنَى عَسى، وعَسى ولعَلَّ مِنَ اللَّهِ تَحْقِيقٌ. وَيُقَالُ: عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: أَرِيني جَوَاداً مَاتَ هُزْلًا، لعَلَّني ... أَرى مَا تَرَيْنَ، أَو بَخِيلًا مُخَلَّدا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو عُبَيْدَةَ أَن هَذَا الْبَيْتَ لحُطائط بْنِ يَعْفُر، وَذَكَرَ الْحَوْفِيُّ أَنه لدُرَيد، وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لِحَاتِمٍ مَعْرُوفَةٍ مَشْهُورَةٍ. وعَلَّ ولَعَلَّ: لُغَتَانِ بِمَعْنًى مِثْلُ إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلَّا أَنها تَعْمَلُ عَمَلَ الْفِعْلِ لشبههنَّ بِهِ فَتَنْصِبُ الِاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ كَمَا تَفْعَلُ كَانَ وأَخواتها مِنَ الأَفعال، وَبَعْضُهُمْ يخفِض مَا بَعْدَهَا فَيَقُولُ: لعَلَّ زيدٍ قائمٌ؛ سَمِعَهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ عُقَيل. وَقَالُوا لَعَلَّتْ، فأَنَّثُوا لعَلَّ بِالتَّاءِ، وَلَمْ يُبْدِلوها هَاءً فِي الْوَقْفِ كَمَا لَمْ يُبْدِلُوهَا فِي رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ، لأَنه لَيْسَ لِلْحَرْفِ قوَّةُ الِاسْمِ وتصَرُّفُه، وَقَالُوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك؛ كُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْبَدَلِ، قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ أَبا النَّجْمِ يَقُولُ: أُغْدُ لَعَلْنا فِي الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا، وَكَذَلِكَ لَأَنَّا ولَأَنَّنا؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الصَّقْر يُنْشِدُ: أَرِيني جَوَاداً مَاتَ هُزْلًا، لَأَنَّنِي ... أَرَى مَا تَرَيْنَ، أَو بَخِيلًا مُخَلَّدا وَبَعْضُهُمْ يقول: لَوَنَّني. عمل: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي آيَةِ الصَّدَقات: وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ؛ هُمُ السُّعاة الَّذِينَ يأْخذون الصَّدَقات مِنْ أَربابها، وَاحِدُهُمْ عامِلٌ وساعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ : مَا ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة عامِلي صَدَقةٌ ؛ أَراد بِعِيَالِهِ زَوْجاتِه، وبعامِله الخَلِيفة بَعْدَهُ، وإِنما خَصَّ أَزواجَه لأَنه لَا يَجُوزُ نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات. والعامِلُ: هُوَ الَّذِي يتوَلَّى أُمور الرَّجُلِ فِي مَالِهِ ومِلْكِه وعمَلِه، وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّذِي يَسْتَخْرج الزَّكَاةَ: عامِل.

_ (3). فسره الدسوقي فقال: أبلوني أعطوني، والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت بلا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ حَتَّى تموت، ونويّ بفتح الواو كهويّ، وأَصله نواي كعصاي قلبت الألف ياء على لغة هذيل والشاعر منهم، والنوى الجهة التي ينويها المسافر. وقوله: استدرج، هكذا مجزومة في الأَصل

والعَمَل: المِهْنة والفِعْل، وَالْجَمْعُ أَعْمَال، عَمِلَ عَمَلًا، وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَلَه، واعْتَمَلَ الرجلُ: عَمِلَ بِنَفْسِهِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: إِنَّ الكَرِيمَ، وأَبِيك، يَعْتَمِل ... إِنْ لَمْ يَجِدْ يَوْمًا عَلَى مَنْ يتَّكِل، فيَكْتَسِي مِنْ بَعْدِها ويكتحِل أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهِ، فَحَذَفَ عَلَيْهِ هَذِهِ وَزَادَ عَلى متقدِّمةً، أَلا تَرَى أَنه يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ مَنْ يَتَّكِل عَلَيْهِ؟ وَقِيلَ: العَمَلُ لِغَيْرِهِ والاعْتِمالُ لِنَفْسِهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا كَمَا يُقَالُ اخْتَدَم إِذا خَدَم نَفْسَه، واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ عَلَى نَفْسِهِ. واسْتَعْمَلَ فُلَانٌ غيرَه إِذا سَأَله أَن يَعْمَل لَهُ، واسْتَعْمَلَه: طَلَب إِليه العَمَل. واعْتَمَلَ: اضْطَرَبَ فِي العَمَل. واسْتُعْمِلَ فُلَانٌ إِذا وَليَ عَمَلًا مِنْ أَعْمالِ السُّلْطَانِ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: دَفَع إِليهم أَرْضَهُم عَلَى أَن يَعْتَمِلوها مِنْ أَموالهم ؛ الاعْتمال: افْتِعَالٌ مِنَ العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بِمَا يُحْتاج إِليه مِنْ عِمارة وَزِرَاعَةٍ وتَلقيح وحِرَاسة وَنَحْوِ ذَلِكَ. وأَعْمَلَ فُلَانٌ ذِهْنَه فِي كَذَا وَكَذَا إِذا دَبَّره بِفَهْمِهِ. وأَعْمَلَ رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله: عَمِل بِهِ. قَالَ الأَزهري: عَمِلَ فُلَانٌ العَمَلَ يَعْمَلُه عَمَلًا، فَهُوَ عَامِلٌ، قال: ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلًا متعدِّياً إِلا فِي هَذَا الْحَرْفِ، وَفِي قَوْلِهِمْ: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، وإِلَّا فَسَائِرُ الْكَلَامِ يَجِيءُ عَلَى فَعْلٍ سَاكِنِ الْعَيْنِ كَقَوْلِكَ سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً، وبَلِعْته بَلْعاً وَمَا أَشبهه. ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كَانَ كَسُوباً. وَرَجُلٌ عَمِلٌ: ذُو عَمَلٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة: حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ، ... بَاتَتْ طِراباً، وَبَاتَ اللَّيْلَ لَمْ يَنَمِ نَصَب سِيبَوَيْهِ مَوْهِناً بعَمِل «1» ودَفَعَه غيرُه مِنَ النَّحْوِيِّينَ فَقَالَ: إِنما هُوَ ظَرْفٌ، وَهَذَا حَسَنٌ مِنْهُ لأَنه إِنما يُحْمَل الشَّيْءُ عَلَى إِعْمال فَعِلٍ إِذا لَمْ يُوجَدُ مِنْ إِعْماله بُدٌّ. وَرَجُلٌ عَمُولٌ: بِمَعْنَى رَجُلٍ عَمِلٌ أَي مَطْبُوعٌ عَلَى العَمَل. وتَعَمَّلَ فُلَانٌ لِكَذَا، والتَّعْمِيل: تَوْلِيَةُ العَمَل. يُقَالُ: عَمَّلْت فُلَانًا عَلَى الْبَصْرَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ يَكُونُ عَمَّلْته بِمَعْنَى وَلَّيته وَجَعَلْتُهُ عامِلًا؛ وأَما مَا أَنشده الْفَرَّاءُ لِلَبِيدٍ: أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ، ... بَسَراتِها نَدَبٌ لَهُ وكُلوم فَقَالَ: أَوقع عَمِل عَلَى عِضادَة سَمْحَج، قَالَ: وَلَوْ كَانَتْ عامِل لَكَانَ أَبْيَنَ فِي الْعَرَبِيَّةِ، قَالَ الأَزهري: العِضَادة فِي بَيْتِ لَبِيدٍ جَمْعَ العَضُد، وإِنما وَصَفَ عَيْراً وأَتانه فَجَعَلَ عَمِلَ بِمَعْنَى مُعْمِل «2» أَو عامِل، ثُمَّ جَعَلَهُ عَمِلًا، وَاللَّهُ أَعلم. واسْتَعْمَل فُلَانٌ اللَّبِنَ إِذا مَا بَنى بِهِ بِناءً. والعَمِلةُ: العَمَلُ، إِذا أَدخلوا الْهَاءَ كَسَرُوا الْمِيمَ. والعَمِلَة والعِمْلَة: مَا عُمِلَ. والعِمْلَة: حالَةُ العَمَل. ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كَانَ خَبِيثَ الْكَسْبِ. وعِمْلَةُ الرَّجُلِ: باطِنَته في الشرِّ خاصة،

_ (1). قوله [نَصَبَ سِيبَوَيْهِ مَوْهِنًا بِعَمِلَ] هي عبارة المحكم، وفي المغني: وردّ على سيبويه في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله: حتى شآها كليل (2). قوله [فَجَعَلَ عَمِلٍ بِمَعْنَى مُعْمِلٍ إلخ] عبارة التهذيب في ترجمة عضد وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَضُدُ فُلَانٍ وَعِضَادَتُهُ وَمُعَاضِدُهُ إِذا كَانَ يُعَاوِنُهُ وَيُرَافِقُهُ، وَقَالَ لَبِيدٌ: أَو مِسْحَلٌ سَنِقَ عِضَادَةَ إلخ ثم قال في تفسيره: يقول هُوَ يَعْضُدُهَا، يَكُونُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِهَا وَمَرَّةً عَنْ يسارها لا يفارقها

وكلُّه مِنَ العَمَل. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: مَا كَانَ لِي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي مَا كَانَ لِي عَمَلٌ. والعِمْلَة والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعِمَالة؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، كُلُّهُ: أَجْرُ مَا عُمِل. وَيُقَالُ: عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إِيَّاهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِابْنِ السَّعْدي: خُذْ مَا أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ عَلَى عَهْد رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي، يُقَالُ مِنْهُ: أَعْملته وعَمَّلْته. قَالَ الأَزهري: العُمالة، بِالضَّمِّ، رِزْقُ العامِلِ الَّذِي جُعِل لَهُ عَلَى مَا قُلِّد مِنَ العَمَل. وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعَامَلةً، والمُعامَلة فِي كَلَامِ أَهل الْعِرَاقِ: هِيَ المُساقاة فِي كَلَامِ الحِجازيين. والعَمَلَة: القومُ يَعْمَلون بأَيديهم ضُرُوبًا مِنَ العَمَل فِي طِينٍ أَو حَفْرٍ أَو غَيْرِهِ. وعَامَلَه: سامَه بعَمَلٍ. والعامِلُ فِي الْعَرَبِيَّةِ: مَا عَمِلَ عَمَلًا مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ، كالفِعْل وَالنَّاصِبِ وَالْجَازِمِ وكالأَسماء الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تَعْمَلَ أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل، وَقَدْ عَمِلَ الشيءُ فِي الشَّيْءِ: أَحْدَثَ فِيهِ نَوْعًا مِنَ الإِعراب. وعَمِلَ بِهِ العِمِلِّين: بالَغ فِي أَذاه وعَمِلَه بِهِ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: عَمِلَ بِهِ العِمْلِين، بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ العِمَلِين، بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِهَا. وَيُقَالُ: لَا تَتَعَمَّلْ فِي أَمْر كَذَا كَقَوْلِكَ لَا تَتَعَنَّ. وَقَدْ تَعَمَّلْت لَكَ أَي تَعَنَّيْت مِنْ أَجلك؛ قَالَ مُزَاحم العُقَيلي: تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ مِنَ البِلى ... لِسائِلها عَنْ أَهْلِها؛ لَا تَعَمَّل أَي لَا تَتَعَنَّ فَلَيْسَ لَكَ فَرَجٌ فِي سُؤَالِكَ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَوْفَ أَتَعَمَّلُ فِي حَاجَتِكَ أَي أَتَعَنَّى؛ وَقَوْلُ الْجَعْدِيِّ يَصِفُ فَرَسًا: وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ، ... سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَي تَرْقُبه بِعَيْنٍ بَعِيدَةِ النَّظَر. واليَعْمَلَة مِنَ الإِبل: النَّجِيبة المُعْتَمَلة الْمَطْبُوعَةُ عَلَى العَمَل، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلا للأُنثى؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَقَدْ حَكَى أَبو عَلِيٍّ يَعْمَلٌ ويَعْمَلَة. واليَعْمَلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: اسْمٌ لأَنه لَا يُقَالُ جَمَلٌ يَعْمَلٌ وَلَا نَاقَةٌ يَعْمَلَةٌ، إِنما يُقَالُ يَعْمَلٌ ويَعْمَلَة، فيُعْلَم أَنه يُعْنى بِهِمَا الْبَعِيرُ وَالنَّاقَةُ، وَلِذَلِكَ قَالَ لَا نَعلَم يَفْعَلًا جَاءَ وَصْفًا، وَقَالَ فِي بَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ: إِن سَمَّيْتَهُ بيَعْمَلٍ جَمْعُ يَعْمَلَة فَحَجِّرْ بِلَفْظِ الْجَمْعِ أَن يَكُونَ صِفَةً لِلْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ، وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هَذَا ويَجْعَل اليَعْمَلَ وَصْفًا. وَقَالَ كُرَاعٌ: اليَعْمَلَة النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ اشْتَقَّ لَهَا اسْمٌ مِنَ العَمَل، وَالْجَمْعُ يَعْمَلات؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: يَا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل، ... تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ، فانْزِل قَالَ: وَذَكَرَ النَّحَّاسُ فِي الطَّبَقَاتِ أَن هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحة. وَنَاقَةٌ عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة: فَارِهَةُ مَثَلُ اليَعْمَلة، وَقَدْ عَمِلَتْ؛ قَالَ القَطامِيّ: نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي، ... لَا نَشْتَكي جَهْدَ السِّفار كِلَانَا وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ: قَدْ عُمِل بِهِ ومُهِن. وَيُقَالُ:

أَعْمَلْت الناقةَ فَعَمِلَت. وَفِي الْحَدِيثِ : لَا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ أَي لَا تُحَثُّ وَلَا تُساق؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِسْراء والبُراق: فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: يُعْمِل الناقةَ والسَّاقَ ،؛ أَخبر أَنه قَوِيٌّ عَلَى السَّيْرِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، فَهُوَ يَجْمَعُ بَيْنَ الأَمرين، وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي. وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلًا، فَهُوَ عَمِلٌ: دامَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة وأَنشد: حَتى شَآهَا كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ وعُمِّلَ فُلَانٌ عَلَى الْقَوْمِ: أُمِّرَ. والعَوامِلُ: الأَرجل؛ قَالَ الأَزهري: عَوامِلُ الدَّابَّةِ قَوَائِمُهُ، وَاحِدَتُهَا عامِلة. والعَوامِل: بَقَر الحَرْث والدِّياسة. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَيْسَ فِي العَوامِل شَيْءٌ ؛ العَوامِل مِنَ الْبَقَرِ: جَمْعُ عَامِلَة وَهِيَ الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا ويُحْرَث وَتُسْتَعْمَلُ فِي الأَشغال، وَهَذَا الْحُكْمُ مطَّرد فِي الإِبل. وعامِلُ الرُّمح وعامِلته: صَدْرُه دُونَ السِّنان وَيُجْمَعُ عَوامِل، وَقِيلَ: عَامِلُ الرُّمْح مَا يَلي السِّنان، وَهُوَ دُونُ الثَّعْلب. وَطَرِيقٌ مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مَسْلُوكٌ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَمْ أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كَمَا تَعْمَل بِمَكَّةَ، وَلَمْ يُفَسِّره إِلَّا أَنه أَتبعه بِقَوْلِهِ: وَكَمَا تُنْفَق بِمَكَّةَ، فَعَسَى أَن يَكُونَ الأَول فِي هَذَا الْمَعْنَى: وعَمَلٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَتِ امرأَة تُرَقِّص وَلَدَهَا: أَشْبِهْ أَبا أُمِّك، أَو أَشبِهْ عَمَل، ... وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً فِي الجَبَل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ الَّذِي رَقَّصه هُوَ أَبوه وَهُوَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ، وَاسْمُ الْوَلَدِ حَكِيمٌ، وَاسْمُ أُمه مَنْفُوسَةُ بِنْتُ زَيْد الخَيْل؛ وأَما الَّذِي قَالَتْهُ أُمه فِيهِ فَهُوَ: أَشْبِهْ أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا، ... أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذَاكَا، تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا قَالَ الأَزهري: وَالْمُسَافِرُونَ إِذا مَشَوْا عَلَى أَرجلهم يُسَمَّوْن بَنِي العَمَل؛ وأَنشد الأَصمعي: فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل ... «1». بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل، لَا ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَل وَبَنُو عامِلة وَبَنُو عُمَيْلة: حَيَّان مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَزهري: عَامِلَة قَبِيلَةٌ إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع العامِليُّ، وعامِلة حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ عَامِلَة بْنُ سَبإٍ، وَتَزْعُمُ نُسَّاب مُضَر أَنهم مِنْ وَلَدِ قَاسِطٍ؛ قَالَ الأَعشى: أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين ... إِلى غَيْرِ والدِكِ الأَكْرم؟ ووالِدُكُم قاسِطٌ، فارْجِعوا ... إِلى النَّسَبِ الأَتْلَد الأَقْدَم وعَمَلى: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ : سُئِلَ عَنْ أَولاد الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: اللَّهُ أَعلم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ؛ رَوَى ابْنُ الأَثير عَنِ الْخَطَّابِيِّ قَالَ: ظَاهِرُ هَذَا الْكَلَامِ يُوهِمُ أَنه لَمْ يُفْتِ السَّائِلَ عَنْهُمْ وأَنه رَدَّ الأَمر فِي ذَلِكَ إِلى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإِنما مَعْنَاهُ أَنهم مُلْحَقون فِي الْكُفْرِ بِآبَائِهِمْ، لأَن اللَّهَ تَعَالَى قَدْ عَلِمَ أَنهم لَوْ بَقُوا أَحياءً حَتَّى يَكْبَروا لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قُلْتُ فَذَرَارِيُّ الْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ، قُلْتُ: بِلا عَمَلٍ، قال: الله

_ (1). قوله [ونزل] قال في التهذيب: أي أقام بمنى

أَعلم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ؛ وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِيهِ: إِن كُلَّ مَوْلُودٍ إِنما يُولَد عَلَى فِطرته الَّتِي وُلد عَلَيْهَا مِنَ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ وَعَلَى مَا قُدِّر لَهُ مِنْ كُفْرِ وإِيمان، فكلٌّ مِنْهُمْ عامِلٌ فِي الدُّنْيَا بِالْعَمَلِ الْمَشَاكِلِ لفِطْرته وَصَائِرٌ فِي الْعَاقِبَةِ إِلى مَا فُطِر عَلَيْهِ، فَمِنْ عَلَامَاتِ الشَّقَاوَةِ لِلطِّفْلِ أَن يُولَد بَيْنَ مُشْرِكَين فيحْمِلانه عَلَى اعْتِقَادِ دِينِهِمَا ويُعَلِّمانه إِياه، أَو يَمُوتَ قَبْلَ أَن يَعْقِل ويَصِف الدِّينَ فيُحْكَم لَهُ بحُكم وَالِدَيْهِ إِذ هُوَ فِي حُكْمِ الشَّرِيعَةِ تَبَعٌ لَهُمَا، وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ لأَنا رأَينا وَعَلِمْنَا أَن ثَمَّ مَن وُلِدَ بَيْنَ مُشْركَين وَحَمَلَاهُ عَلَى اعْتِقَادِ دِينِهِمَا وعَلَّماه، ثُمَّ جَاءَتْ لَهُ خَاتِمَةٌ مِنْ إِسلامه وَدِينِهِ تَعُدُّه مِنْ جُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ الصَّالِحِينَ، وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ الشَّعْبي: أَنه أُتي بِشَرَابٍ مَعْمول ، فَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ اللَّبن والعَسل والثَّلج. عمثل: العَمَيْثَل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الْبَطِيءُ لعِظَمه أَو ترَهُّله، والأُنثى بِالْهَاءِ. والعَمَيْثَلة مِنَ الإِبل: الْجَسِيمَةُ. والعَمَيْثَل: الَّذِي يُطِيل ثِيَابَهُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: العَمَيْثَل الْبَطِيءُ الَّذِي يُسْبِل ثِيَابَهُ كالوادِع الَّذِي يُكْفَى العَمَل وَلَا يَحْتَاجُ إِلى التَّشْمِيرِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْم الثَّقِيلُ كأَن فِيهِ بُطْأً مِنْ عِظَمه، وَجَمْعُهُ العَمائِل. والعَمَيْثَل: الطَّوِيلُ الذَّنَب مِنَ الظِّبَاءِ والوُعول. وَقَالَ الأَصمعي: العَمَيْثَل مِنَ الوُعول الذَّيَّال بِذَنَبِهِ. والعَمَيْثَل: الْقَصِيرُ الْمُسْتَرْخِي؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَهْدي بِهَا كُلُّ نِيافٍ عَنْدَل، ... رُكِّب فِي ضَخْم الذَّفارى قَنْدَل «2». لَيْسَ بمُلْتاثٍ وَلَا عَمَيْثَل، ... وَلَيْسَ بالفَيَّادة المُقَصْمِل قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ العَمَيْثَل هُنَا الَّذِي يُطِيلُ ثِيَابَهُ. والعَمَيْثَل: الجَلد النَّشيط؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَقِيلَ: العَمَيْثَل الضَّخْمُ الشَّدِيدُ الْعَرِيضُ، وَهُوَ مِنْ صِفَةِ الأَسد وَالْجَمَلِ وَالْفَرَسِ وَالرَّجُلِ، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: لَيْسَ أَحد فَسَّر العَميْثَل أَنه الفرسُ والأَسدُ والرجلُ الضَّخْم والكبشُ الكبيرُ الْقَرْنِ الكثيرُ الصُّوفِ والطويلُ الذَّيل غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ. عنبل: العُنْبُل والعُنْبُلَة: البَظْر. وامرأَة عُنْبُلَة: طَوِيلَةُ العُنْبُل، وعَنْبَلتُها طُول بَظْرِها؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا تَرَمَّزَ بَعْدَ الطَّلْق عُنْبُلُها، ... قَالَ القَوابِلُ: هَذَا مِشْفَرُ الفِيل والعُنْبُلَة: الْخَشَبَةُ الَّتِي يُدَقُّ عَلَيْهَا بالمِهْراس «3». والعُنابِل: الْوَتَرُ الْغَلِيظُ، وَقِيلَ: العُنابِل الْغَلِيظُ؛ وَقَالَ عاصم بن ثابت: ما عِلَّتي، وأَنا طَبٌّ خاتِلُ ... «4». والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنابِلُ تَزِلُّ عَنْ صَفْحَتِه المَعابِلُ وَيُقَالُ لبُظارة المرأَة: العُنْبُل والعُنْتُل مِثْلُ نَبَع الماءُ ونتَع. والعُنابِل، بِالضَّمِّ: الصُّلْب المَتِين، وَجَمْعُهُ عَنابِل، بِالْفَتْحِ، مِثْلَ جُوالِق وجَوالِق. ابْنُ بَرِّيٍّ: ابْنُ خَالَوَيْهِ العُنْبُليُّ الزِّنْجي، والعُنْبُل البُظارة؛ وأَنشد: يَا رِيَّها، وَقَدْ بَدَا مَسِيحي، ... وابْتَلَّ ثوْبايَ مِنَ النَّضِيحِ، وَصَارَ رِيحُ العُنْبُليّ رِيحي

_ (2). قوله [يهدي بها] هكذا في الأصل، وسيأتي في ترجمة قندل: تهدي بنا، وكذا في الصحاح (3). قوله [يدق عليها بالمهراس] هذه عبارة ابن سيدة وتبعه المجد، وعبارة الأزهري: يدق بها في المهراس الشيء انتهى. والمهراس: الهاون كما في كتب اللغة (4). قوله [طب خاتل] تقدم في مادة علل: جلد نابل

والعَبَنْبَل: الْجَسِيمُ الْعَظِيمُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو للبَولاني: لمَّا رأَتْ أَن زُوِّجَت حَزَنْبَلا، ... ذَا شَيْبةٍ يَمْشِي الهُوَيْنى حَوقلا، إِذا تُناغِيه الفَتاةُ انْجَفَلا، ... وَقَامَ يَدْعو رَبَّه تَبَتُّلا، قَالَتْ لَهُ: مُتَّ وَشِيكاً عَجِلا، ... كُنْتُ أُريدُ ناشِئاً عَبَنْبَلا يَهْوَى النِّساءَ، ويُحِبُّ الغَزَلا عنتل: العُنْتُل: الصُّلْب الشَّدِيدُ. وَيُقَالُ لبُظارة المرأَة: العُنْبُل والعُنْتُل مِثْلُ نَبَع الماءُ ونَتَع؛ قَالَ أَبو صَفْوَانَ الأَسدي يَهْجُو ابْنَ مَيَّادة: أَلَهْفي عليْك، يَا ابْنَ مَيَّادةَ الَّتِي ... يَكُونُ ذِياراً، لَا يُحَتُّ خِضَابُها إِذا زَبَنَتْ عَنْهَا الفَصِيلَ برِجْلِها، ... بَدَا مِنْ فُروج الشَّمْلَتَين عُنَابُها بَدَا عُنْتُلٌ لَوْ تُوضَع الفَأْسُ فَوقه ... مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عَنْهَا غُرابُها وَقَدْ رُوِيَ: بَدَا عُنْبُلٌ، بِالْبَاءِ أَيضاً؛ والذِّيار: البَعَر الَّذِي يُضَمَّد بِهِ الإِحْلِيل لِئَلَّا يؤثِّر فِيهِ الضِّراب، والعَنْتَل: فَرْجُ المرأَة، بِالْفَتْحِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ العُنْتُل، بضم العين والتاء. عنثل: أُمُّ عَنْثَل: الضِّبُع؛ حكاه سيبويه. عنجل: العُنْجُل: الشيخُ إِذا انْحَسَرَ لحمُه وبَدَت عِظامُه. والعُنْجُول: دُوَيْبَّة؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَقف عَلَى حَقِيقَةِ صِفَتِهَا. الأَزهري: العُنْجُف والعُنْجُوف جَمِيعًا الْيَابِسُ هُزالًا، وَكَذَلِكَ العُنْجُل، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: لَمْ يَفْرُق أَحدٌ لَنَا بَيْنَ العُنْجُل والغُنْجُل إِلا الزَّاهِدُ قَالَ: العُنْجُل الشيخُ المُدْرَهِمُّ إِذا بَدَتْ عِظامُه، وَبِالْغَيْنِ التُّفَّة، وَهُوَ عَنَاق الأَرض. عندل: عَنْدَل البعيرُ: اشتدَّ عَصَبه، وَقِيلَ: عَنْدَلَ اشتدَّ، وصَنْدَلَ ضَخُم رأْسُه. والعَنْدَل: النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ الرأْس الضَّخْمة، وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلَةُ. والعَنْدَل: الطَّوِيلُ، والأُنثى عَنْدَلة، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ الرأْس مِثْلُ القَنْدَل. والعَنْدَل: الْبَعِيرُ الضَّخْمُ الرأْس، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ والمؤَنث، ذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَدَلَ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: المُعْتَدِلة مِنَ النُّوقِ المُثَقَّفَة الأَعضاء بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، قَالَ: وَرَوَى شَمِر عَنْ مُحَارِبٍ قَالَ المُعَنْدِلة مِنَ النُّوقِ، وَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا مِنْ بَابِ عَنْدَل، قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ المُعْتَدِلة، بِالتَّاءِ؛ وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي عَدْنَانَ أَن الْكِنَانِيَّ أَنشده: وعَدَلَ الفَحْلُ، وإِن لم يُعْدَل، ... واعْتَدَلتْ ذاتُ السَّنامِ الأَمْيَل قَالَ: اعتدالُ ذَاتِ السَّنام الأَميل استقامةُ سَنامها من السِّمَن بعد ما كَانَ مَائِلًا، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْحَرْفَ الَّذِي رَوَاهُ شَمِرٌ عَنْ مُحَارِبٍ فِي المُعَنْدِلة غَيْرُ صَحِيحٍ، وأَن الصَّوَابَ المُعْتَدِلة لأَن النَّاقَةَ إِذا سَمِنت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كُلُّهَا مِنَ السَّنَامِ وَغَيْرِهِ. ومُعَنْدِلة: من العَنْدل وهو الصُّلْب الرأْس. والعَنْدَل: السَّرِيعُ. والعَنْدَلِيل: طَائِرٌ يُصَوِّتُ أَلواناً. والبُلْبُل يُعَنْدِل أَي يُصوِّت. وعَنْدَل الهُدْهُد إِذا صوَّت عَنْدَلة. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ إِذا كَانَتِ النُّونُ ثَانِيَةً فَلَا تُجْعَلُ زَائِدَةً إِلَّا بثَبَتٍ. الأَزهري: العَنْدَلِيب طَائِرٌ أَصغر مِنَ الْعُصْفُورِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ البُلْبُل، وَقَالَ

الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ الهَزَار، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ: عَلَيْكُمْ بشِعْر الأَعشى فإِنه بِمَنْزِلَةِ الْبَازِي يَصِيد مَا بَيْنَ الكُرْكِيِّ والعَنْدَلِيب، قَالَ: وَهُوَ طَائِرٌ أَصغر مِنَ الْعُصْفُورِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ طَائِرٌ يُصوِّت أَلواناً، قَالَ الأَزهري: وجعَلْتُه رُباعيًّا لأَن أَصله العَنْدَل، ثُمَّ مُدَّ بِيَاءٍ وكُسِعت بِلَامٍ مُكَرَّرَةٍ ثُمَّ قُلِبت بَاءً؛ وأَنشد لِبَعْضِ شُعَرَاءٍ غَنِيّ: والعَنْدَلِيلُ، إِذا زَقَا فِي جَنَّةٍ، ... خيْرٌ وأَحْسَنُ مِنْ زُقاءِ الدُّخَّل وَالْجَمْعُ العَنَادِل؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ مَحْذُوفٌ مِنْهُ لأَن كُلَّ اسْمٍ جَاوَزَ أَربعة أَحرف وَلَمْ يَكُنِ الرَّابِعُ مِنْ حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ فإِنه يُرَدُّ إِلى الرُّباعي، ثُمَّ يُبْنَى مِنْهُ الْجَمْعُ وَالتَّصْغِيرُ، فإِن كَانَ الْحَرْفُ الرَّابِعُ مِنْ حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ فإِنها لَا تُرَدُّ إِلى الرُّبَاعِيِّ وَتُبْنَى مِنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كَيْفَ تَرعى فِعْل طَلاحِيَّاتِها، ... عَنادِلِ الهاماتِ صَنْدَلاتِها؟ وامرأَة عَنْدَلَةٌ: ضَخْمة الثَّدْيَيْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ليسَتْ بعَصْلاءَ يَذْمِي الكَلبَ نَكْهَتُها، ... وَلَا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها عنسل: الأَزهري: اللَّيْثُ العَنْسَل النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ السَّرِيعَةُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: النُّونُ زَائِدَةٌ أُخذ مِنْ عَسَلان الذِّئْبِ؛ أَنشد الْجَوْهَرِيُّ للأَعشى: وقدْ أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلاة، ... بالحُرَّة البازِلِ العَنْسَل عنصل: الأَزهري: يُقَالُ عُنْصُل وعُنْصَل للبَصَل البَرِّي، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: العُنْصُل والعُنْصَل كُرَّاث بَرِّي يُعْمَل مِنْهُ خَلٌّ يُقَالُ لَهُ خَلُّ العُنْصُلانيّ، وَهُوَ أَشدُّ الخَلِّ حُموضةً؛ قَالَ الأَصمعي: ورأَيته فَلَمْ أَقدر عَلَى أَكله، وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: العُنْصُلاء نَبْتٌ، قَالَ الأَزهري: العُنْصُل نَبَاتٌ أَصله شِبْهُ البَصَل ووَرَقه كَوَرَقِ الكُرَّاث وأَعْرَضُ مِنْهُ، ونَوْره أَصفر تَتَّخِذُهُ صِبْيَانُ الأَعراب أَكالِيل؛ وأَنشد: والضَّرْبُ فِي جَأْواءَ مَلْمومةٍ، ... كأَنَّما هامَتُها عُنْصُل الْجَوْهَرِيُّ: العُنْصُلُ والعُنْصَل البَصَل البرِّي، والعُنْصُلاءُ والعُنْصَلاء مِثْلُهُ، وَالْجَمْعُ العَنَاصِل، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الأَطباء الإِسْقال، وَيَكُونُ مِنْهُ خَلٌّ. قَالَ: والعُنْصُل مَوْضِعٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ضَلَّ: أَخذ في طريق العُنْصُلَيْن، وَطَرِيقُ العُنْصُل هُوَ طَرِيقٌ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلى الْبَصْرَةِ؛ وَرَوَى الأَزهري أَن الْفَرَزْدَقَ قَدِم مِنَ الْيَمَامَةِ ودَلِيلُه عاصمٌ رجلٌ مِنْ بَلْعَنْبَر فضَلَّ بِهِ الطريقَ فَقَالَ: وَمَا نحْنُ، إِن جَارَتْ صُدورُ رِكابنا، ... بأَوَّلِ مَنْ غَوَّتْ دَلالةُ عَاصِمِ أَرادَ طَريقَ العُنْصُلَيْن، فياسَرَتْ ... بِهِ العِيسُ فِي وَادِي الصُّوَى المُتَشائم وكيْفَ يَضِلُّ العَنْبَريُّ ببَلْدةٍ، ... بِهَا قُطِعَتْ عَنْهُ سُيورُ التَّمائِم؟ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت الأَصمعي عَنْ طَرِيقٍ العُنْصُلين فَفَتَحَ الصاد، قال: ولا يقل بِضَمِّ الصَّادِ، قَالَ: وَتَقُولُهُ الْعَامَّةُ إِذا أَخطأَ إِنسان الطَّرِيقَ، وَذَلِكَ أَن الْفَرَزْدَقَ ذَكَرَ فِي شِعْرِهِ إِنساناً ضَلَّ فِي هَذَا الطَّرِيقِ فَقَالَ: أَراد طَرِيقَ العُنْصَلَينِ فيَاسَرَتْ

فَظَنَّتِ الْعَامَّةُ أَن كُلَّ مَنْ ضَلَّ يَنْبَغِي أَن يُقَالَ لَهُ هَذَا، قَالَ: وَطَرِيقُ العُنْصَلين هُوَ طَرِيقٌ مُسْتَقِيمٌ، وَالْفَرَزْدَقُ وَصَفَه عَلَى الصَّوَابِ فَظَنَّ النَّاسُ أَنه وَصَفَه على الخطإِ. عنظل: العَنْظَل: بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَنظَلة والنَّعْظَلة، كِلَاهُمَا: العَدْو الْبَطِيءُ. عنكل: العَنْكَل: الصُّلْب. عهل: العَيْهَل والعَيْهَلَة والعَيْهُول والعَيْهال: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ؛ وأَنشد فِي العَيْهَل: وبَلْدَةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، ... زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهَلًا رَسُوما وَقَالَ فِي العَيْهَلة: ناشُوا الرِّجالَ فَسالَتْ كلُّ عَيْهَلة، ... عُبْر السِّفار مَلُوسِ اللَّيْل بالكُور «1» . وَقِيلَ: العَيْهَل والعَيْهلة النَّجِيبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ: العَيْهَل الذَّكَرُ مِنَ الإِبل، والأُنثى عَيْهَلة، وَقِيلَ: العَيْهل الطَّوِيلَةُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدَةُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا عَيْهَلٌّ، مُشَدَّدًا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَد الأَسدي: إِنْ تَبْخَلي، يَا جُمْل، أَو تَعْتَلِّي ... أَو تُصْبحي فِي الظَّاعِنِ المُوَلِّي نُسَلِّ وَجْد الْهَائِمِ المُعْتَلِّ، ... ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شَدَّدَ اللَّامَ لِتَمَامِ الْبِنَاءِ إِذ لَوْ قَالَ أَو عَيْهَل، بِالتَّخْفِيفِ، لَكَانَ مِنْ كَامِلِ السَّرِيعِ، والأَول كَمَا تَرَاهُ مِنْ مَشْطُورِ السَّرِيعِ، وإِنما هَذَا الشَّدُّ فِي الْوَقْفِ فأَجراه الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ حِينَ وَصَل مُجْراه إِذا وَقَف. وامرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلَة: لَا تَسْتَقِرُّ نَزَقاً تَرَدَّدُ إِقبالًا وإِدباراً. وَيُقَالُ للمرأَة عَيْهَلٌ وعَيْهَلةٌ؛ وَلَا يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِلَّا عَيْهَلة «2» وأَنشد: لِيَبْكِ أَبا الجَدْعاء ضَيْفٌ مُعَيَّلُ، ... وأَرْمَلةٌ تَغْشَى الدَّواخِنَ عَيْهَلُ وأَنشد غَيْرُهُ: فَنِعْمَ مُناخُ ضِيفانٍ وتَجْرٍ، ... ومُلْقَى زِفْرِ عَيْهَلة بَجَال وَنَاقَةٌ عَيْهَلَة: ضَخْمة عَظِيمَةٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ جَمَل عَيْهَل. وَنَاقَةٌ عَيْهلة وعَيْهَلٌ؛ قَالَ ابْنُ الزُّبَير الأَسدي: جُمَالِيَّة أَو عَيْهَل شَدْقَمِيَّة، ... بِهَا مِنْ نُدوبِ النِّسْعِ والكُورِ عاذرُ ورِيحٌ عَيْهَلٌ: شَدِيدَةٌ. والعاهِلُ: المَلِك الأَعظم كَالْخَلِيفَةِ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للمرأَة الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا عاهلٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ عَيْهَلْتُ الإِبل أَهملتها؛ وأَنشد لأَبي وَجْزَةَ: عَيَاهلٌ عَيْهَلَها الذُّوَّاد «3». عول: العَوْل: المَيْل فِي الحُكْم إِلى الجَوْر. عالَ يَعُولُ عَوْلًا: جَارَ ومالَ عَنِ الْحَقِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا ؛ وَقَالَ: إِنَّا تَبِعْنا رَسُولَ اللَّهِ واطَّرَحوا ... قَوْلَ الرَّسول، وعالُوا فِي المَوازِين

_ (1). قوله [ناشوا الرجال إلخ] هكذا في الأصل، وهذا البيت قد انفرد به الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ فقط وفي نسخه اختلاف (2). قوله [إلا عيهلة] هكذا في الأصل، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: إلا عيهل، بغير تاء (3). قوله [الذواد] تقدم في عبهل: الرواد بالراء

والعَوْل: النُّقْصان. وَعَالَ المِيزانَ عَوْلًا، فَهُوَ عَائِل: مالَ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كتَب إِلى أَهل الْكُوفَةِ إِني لسْتُ بميزانٍ لَا أَعُول «1» أَي لَا أَمِيل عَنِ الِاسْتِوَاءِ وَالِاعْتِدَالِ؛ يُقَالُ: عَالَ الميزانُ إِذا ارْتَفَعَ أَحدُ طَرَفيه عَنِ الْآخَرِ؛ وَقَالَ أَكثر أَهل التَّفْسِيرِ: مَعْنَى قَوْلِهِ ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا أَي ذَلِكَ أَقرب أَن لَا تَجُوروا وتَمِيلوا، وَقِيلَ ذَلِكَ أَدْنى أَن لَا يَكْثُر عِيَالكم؛ قَالَ الأَزهري: وإِلى هَذَا الْقَوْلِ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ الْعَرَبِ عَالَ الرجلُ يَعُول إِذا جَارَ، وأَعالَ يُعِيلُ إِذا كَثُر عِيالُه. الْكِسَائِيُّ: عَالَ الرجلُ يَعُولُ إِذا افْتقر، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ مَنْ يَقُولُ عَالَ يَعُولُ إِذا كَثُر عِيالُه؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا ذَهَبَ إِليه الشَّافِعِيُّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ لأَن الْكِسَائِيَّ لَا يَحْكِي عَنِ الْعَرَبِ إِلا مَا حَفِظه وضَبَطه، قَالَ: وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ نَفْسِهِ حُجَّة لأَنه، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عربيُّ اللِّسَانِ فَصِيحُ اللَّهْجة، قَالَ: وَقَدِ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ بَعْضُ المُتَحَذْلِقين فخَطَّأَه، وَقَدْ عَجِل وَلَمْ يَتَثَبَّتْ فِيمَا قَالَ، وَلَا يَجُوزُ للحضَريِّ أَن يَعْجَل إِلى إِنكار مَا لَا يَعْرِفُهُ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ. وَعَالَ أَمرُ الْقَوْمِ عَوْلًا: اشتدَّ وتَفاقَم. وَيُقَالُ: أَمر عالٍ وعائلٌ أَي مُتفاقِمٌ، عَلَى الْقَلْبِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: فذلِك أَعْلى مِنك فَقْداً لأَنه ... كَريمٌ، وبَطْني للكِرام بَعِيجُ إِنما أَراد أَعْوَلَ أَي أَشَدّ فقَلَب فَوَزْنُهُ عَلَى هَذَا أَفْلَع. وأَعْوَلَ الرجلُ والمرأَةُ وعَوَّلا: رَفَعا صَوْتَهُمَا بِالْبُكَاءِ وَالصِّيَاحِ؛ فأَما قَوْلُهُ: تَسْمَعُ مِنْ شُذَّانِها عَوَاوِلا فإِنه جَمَع عِوّالًا مَصْدَرَ عَوَّلَ وَحَذَفَ الْيَاءَ ضَرُورَةً، وَالِاسْمُ العَوْل والعَوِيل والعَوْلة، وَقَدْ تَكُونُ العَوْلة حَرَارَةَ وَجْدِ الْحَزِينِ والمحبِّ مِنْ غَيْرِ نِدَاءٍ وَلَا بُكَاءٍ؛ قَالَ مُلَيح الْهُذَلِيُّ: فَكَيْفَ تَسْلُبنا لَيْلى وتَكْنُدُنا، ... وَقَدْ تُمَنَّح مِنْكَ العَوْلة الكُنُدُ؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَوْل والعَوْلة رَفْعُ الصَّوْتِ بِالْبُكَاءِ، وَكَذَلِكَ العَوِيل؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ: وَلَنْ يَستَخِيرَ رُسومَ الدِّيار، ... بِعَوْلته، ذُو الصِّبا المُعْوِلُ وأَعْوَل عَلَيْهِ: بَكَى؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: زَعَمْتَ، فإِن تَلْحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ ... جَوَادٌ، وإِن تُسْبَقْ فَنَفْسَكَ أَعْوِل أَراد فعَلى نَفْسِكَ أَعْوِلْ فَحَذف وأَوصَلَ. وَيُقَالُ: العَوِيل يَكُونُ صَوْتًا مِنْ غَيْرِ بُكَاءٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْد: للصَّدْرِ مِنْهُ عَوِيلٌ فِيهِ حَشْرَجةٌ أَي زَئِيرٌ كأَنه يَشْتَكِي صَدْرَه. وأَعْوَلَتِ القَوْسُ صَوَّتَتْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا وَيْلَه وعَوْلَه، لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا مَعَ ويْلَه، قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُمْ وَيْلَه وعَوْلَه فإِن العَوْل والعَوِيل الْبُكَاءُ؛ وأَنشد: أَبْلِغْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ رِسالةً، ... شَكْوَى إِلَيْك مُظِلَّةً وعَوِيلا

_ (1). قوله [لا أعول] كتب هنا بهامش النهاية ما نصه: لما كان خبر ليس هو اسمه في المعنى قال لا أعول، ولم يقل لا يعول وهو يريد صفة الميزان بالعدل ونفي العول عنه، ونظيره في الصلة قولهم: أنا الذي فعلت كذا في الفائق

والعَوْلُ والعَوِيل: الِاسْتِغَاثَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مُعَوَّلي عَلَى فُلَانٍ أَي اتِّكالي عَلَيْهِ وَاسْتِغَاثَتِي بِهِ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: النَّصْبُ فِي قَوْلِهِمْ وَيْلَه وعَوْلَه عَلَى الدُّعَاءِ وَالذَّمِّ، كَمَا يُقَالُ وَيْلًا لَهُ وتُرَاباً لَهُ. قَالَ شِمْرٌ: العَوِيل الصِّيَاحُ وَالْبُكَاءُ، قَالَ: وأَعْوَلَ إِعْوالًا وعَوَّلَ تَعْوِيلًا إِذا صَاحَ وَبَكَى. وعَوْل: كَلِمَةٌ مِثْلُ وَيْب، يُقَالُ: عَوْلَك وعَوْلَ زيدٍ وعَوْلٌ لِزَيْدٍ. وعالَ عَوْلُه وعِيلَ عَوْلُه: ثَكِلَتْه أُمُّه. الْفَرَّاءُ: عَالَ الرجلُ يَعُولُ إِذا شَقَّ عَلَيْهِ الأَمر؛ قَالَ: وَبِهِ قرأَ عَبْدِ اللَّهِ فِي سُورَةِ يُوسُفَ وَلَا يَعُلْ أَن يَأْتِيَني بِهِمْ جَمِيعًا ، وَمَعْنَاهُ لَا يَشُقّ عَلَيْهِ أَن يأَتيني بِهِمْ جَمِيعًا. وعالَني الشَّيْءُ يَعُولُني عَوْلًا: غَلَبني وثَقُلَ عَلَيَّ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: ويَكْفِي العَشِيرةَ مَا عالَها، ... وإِن كَانَ أَصْغَرَهُمْ مَوْلِداً وعِيلَ صَبْرِي، فَهُوَ مَعُولٌ: غُلِب؛ وَقَوْلُ كُثَيِّر: وبالأَمْسِ مَا رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهم، ... لَعَمْري فَعِيلَ الصَّبْرَ مَنْ يَتَجَلَّد يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ أَراد عِيلَ عَلَى الصَّبْرِ فحَذف وَعَدَّى، وَيُحْتَمَلُ أَن يَجُوزَ عَلَى قَوْلِهِ عِيلَ الرَّجلُ صَبْرَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَره لِغَيْرِهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ أَبو الجَرَّاح عالَ صَبْرِي فَجَاءَ بِهِ عَلَى فِعْلِ الْفَاعِلِ. وعِيلَ مَا هُوَ عَائِلُهُ أَي غُلِب مَا هُوَ غَالِبُهُ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُعْجَب مِنْ كَلَامِهِ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، وَهُوَ عَلَى مَذْهَبِ الدُّعَاءِ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب: وأَحْبِبْ حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً، ... فلَيْسَ يَعُولُك أَن تَصْرِما «2» . وَقَالَ ابْنُ مُقْبِل يَصِفُ فَرَسًا: خَدَى مِثْلَ خَدْي الفالِجِيِّ يَنُوشُني ... بسَدْوِ يَدَيْه، عِيلَ مَا هُوَ عائلُه وَهُوَ كَقَوْلِكَ لِلشَّيْءِ يُعْجِبك: قَاتَلَهُ اللَّهُ وأَخزاه اللَّهُ. قَالَ أَبو طَالِبٍ: يَكُونُ عِيلَ صَبْرُه أَي غُلِب وَيَكُونُ رُفِع وغُيِّر عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ قَوْلِهِمْ عالَتِ الفريضةُ إِذا ارْتَفَعَتْ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: فَلَمَّا عِيلَ صبرُه أَي غُلِب؛ وأَما قَوْلُ الْكُمَيْتِ: وَمَا أَنا فِي ائْتِلافِ ابْنَيْ نِزَارٍ ... بمَلْبوسٍ عَلَيَّ، وَلَا مَعُول فَمَعْنَاهُ أَني لَسْتُ بِمَغْلُوبِ الرأْي، مِنْ عِيل أَي غُلِبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: المُعْوَلُ عَلَيْهِ يُعَذَّب أَي الَّذِي يُبْكى عَلَيْهِ مِنَ المَوْتى؛ قِيلَ: أَراد بِهِ مَنْ يُوصي بِذَلِكَ، وَقِيلَ: أَراد الْكَافِرَ، وَقِيلَ: أَراد شَخْصًا بِعَيْنِهِ عَلِم بِالْوَحْيِ حالَه، وَلِهَذَا جَاءَ بِهِ معرَّفاً، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مِنْ عَوَّلَ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَمِنْهُ رَجَز عَامِرٍ: وبالصِّياح عَوَّلوا عَلَيْنَا أَي أَجْلَبوا وَاسْتَغَاثُوا. والعَوِيل: صَوْتُ الصَّدْرِ بِالْبُكَاءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شُعْبَةَ: كَانَ إِذا سَمِعَ الْحَدِيثَ أَخَذَه العَوِيلُ والزَّوِيل حَتَّى يَحْفَظَهُ ، وَقِيلَ: كُلَّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَهُوَ مُعْوِل، بِالتَّخْفِيفِ، فأَما بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ مِنَ الِاسْتِعَانَةِ. يُقَالُ: عَوَّلْت بِهِ وَعَلَيْهِ أَي اسْتَعَنْتُ. وأَعْوَلَت القوسُ: صَوَّتَتْ. أَبو زَيْدٍ: أَعْوَلْت عَلَيْهِ أَدْلَلْت عَلَيْهِ دالَّة وحَمَلْت عَلَيْهِ. يُقَالُ: عَوِّل عليَّ بِمَا شِئْتَ أَي اسْتَعِنْ بِي كأَنه يَقُولُ احْملْ عَليَّ مَا أَحببت. والعَوْلُ: كُلُّ أَمر

_ (2). قوله [أن تصرما] كذا ضبط في الأَصل بالبناء للفاعل وكذا في التهذيب، وضبط فِي نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ بالبناء للمفعول

عَالَك، كأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وعالَه الأَمرُ يَعُوله: أَهَمَّه. وَيُقَالُ: لَا تَعُلْني أَي لَا تَغْلِبْنِي؛ قَالَ: وأَنشد الأَصمعي قَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَب: وأَحْبِب حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً وقولُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: هُوَ المُسْتَعانُ عَلَى مَا أَتى ... مِنَ النائباتِ بِعافٍ وعالِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فاعِلًا ذَهَبت عينُه، وأَن يَكُونَ فَعِلًا كَمَا ذَهَبَ إِليه الْخَلِيلُ فِي خافٍ والمالِ وعافٍ أَي يأْخذ بِالْعَفْوِ. وعالَتِ الفَريضةُ تَعُول عَوْلًا: زَادَتْ. قَالَ اللَّيْثُ: العَوْل ارْتِفَاعُ الْحِسَابِ فِي الْفَرَائِضِ. وَيُقَالُ لِلْفَارِضِ: أَعِل الفريضةَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عالَت الفريضةُ ارْتَفَعَتْ فِي الْحِسَابِ، وأَعَلْتها أَنا الْجَوْهَرِيُّ: والعَوْلُ عَوْلُ الْفَرِيضَةِ، وَهُوَ أَن تَزِيدَ سِهامُها فَيَدْخُلُ النُّقْصَانُ عَلَى أَهل الْفَرَائِضِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَظنه مأْخوذاً مِنَ المَيْل، وَذَلِكَ أَن الْفَرِيضَةَ إِذا عالَت فَهِيَ تَمِيل عَلَى أَهل الْفَرِيضَةِ جَمِيعًا فتَنْقُصُهم. وعالَ زيدٌ الْفَرَائِضَ وأَعَالَها بِمَعْنًى، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُفَضَّلِ أَنه قَالَ: عالَت الفريضةُ أَي ارْتَفَعَتْ وَزَادَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه أُتي فِي ابْنَتَيْنِ وأَبوين وامرأَة فَقَالَ: صَارَ ثُمُنها تُسْعاً ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد أَن السِّهَامَ عالَت حَتَّى صَارَ للمرأَة التُّسع، وَلَهَا فِي الأَصل الثُّمن، وَذَلِكَ أَن الْفَرِيضَةَ لَوْ لَمْ تَعُلْ كَانَتْ مِنْ أَربعة وَعِشْرِينَ، فَلَمَّا عَالَتْ صَارَتْ مِنْ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ، فَلِلِابْنَتَيْنِ الثُّلُثَانِ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا، وللأَبوين السُّدُسَانِ ثَمَانِيَةُ أَسهم، وللمرأَة ثَلَاثَةٌ مِنْ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ، وَهُوَ التُّسْع، وَكَانَ لَهَا قَبْلَ العَوْل ثَلَاثَةٌ مِنْ أَربعة وَعِشْرِينَ وَهُوَ الثُّمن؛ وَفِي حَدِيثِ الْفَرَائِضِ وَالْمِيرَاثِ ذِكْرُ العَوْل، وَهَذِهِ المسأَلة الَّتِي ذَكَرْنَاهَا تُسَمَّى المِنْبَريَّة، لأَن عَلِيًّا، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، سُئِلَ عَنْهَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّة: صَارَ ثُمُنها تُسْعاً ، لأَن مَجْمُوعَ سهامِها واحدٌ وثُمُنُ وَاحِدٍ، فأَصلُها ثَمانيةٌ «1» والسِّهامُ تسعةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَرْيَمَ: وعَالَ قَلَمُ زَكَرِيَّا أَي ارْتَفَعَ عَلَى الْمَاءِ. والعَوْل: المُستعان بِهِ، وَقَدْ عَوَّلَ بِهِ وَعَلَيْهِ. وأَعْوَل عَلَيْهِ وعَوَّلَ، كِلَاهُمَا: أَدَلَّ وحَمَلَ. وَيُقَالُ: عَوِّلْ عَلَيْهِ أَي اسْتَعِنْ بِهِ. وعَوَّلَ عَلَيْهِ: اتَّكَلَ واعْتَمد؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِلى اللَّهِ مِنْهُ المُشْتَكى والمُعَوَّلُ وَيُقَالُ: عَوَّلْنا إِلى فُلَانٍ فِي حَاجَتِنَا فوجَدْناه نِعْم المُعَوَّلُ أَي فَزِعْنا إِليه حِينَ أَعْوَزَنا كلُّ شَيْءٍ. أَبو زَيْدٍ: أَعَالَ الرجلُ وأَعْوَلَ إِذا حَرَصَ، وعَوَّلْت عَلَيْهِ أَي أَدْلَلْت عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عِوَلي مِنَ النَّاسِ أَي عُمْدَتي ومَحْمِلي؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: لكِنَّما عِوَلي، إِن كنتُ ذَا عِوَلٍ، ... عَلَى بَصير بكَسْب المَجْدِ سَبَّاق حَمَّالِ أَلْوِيةٍ، شَهَّادِ أَنْدِيةٍ، ... قَوَّالِ مُحْكَمةٍ، جَوَّابِ آفَاقِ حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ المُفَضَّل الضَّبِّيّ: عِوَل فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى الْعَوِيلِ والحُزْن؛ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ جَمْعُ عَوْلة مِثْلُ بَدْرة وبِدَر، وَظَاهِرُ تَفْسِيرِهِ كَتَفْسِيرِ المفضَّل؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلي: فأَتَيْتُ بَيْتًا غَيْرَ بيتِ سَنَاخةٍ، ... وازْدَرْتُ مُزْدار الكَريم المُعْوِلِ

_ (1). قوله [فأصلها ثمانية إلخ] ليس كذلك فإن فيها ثلثين وسدسين وثمناً فيكون أصلها من أربعة وعشرين وقد عالت إلى سبعة وعشرين انتهى. من هامش النهاية

قَالَ: هُوَ مِنْ أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا حَرَص، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى المُعْوِلِ الَّذِي يُعْوِل بدَلالٍ أَو مَنْزِلَةٍ. ورجُل مُعْوِلٌ أَي حَرِيصٌ. أَبو زَيْدٍ: أَعْيَلَ الرجلُ، فَهُوَ مُعْيِلٌ، وأَعْوَلَ، فَهُوَ مُعْوِل إِذا حَرَص. والمُعَوِّل: الَّذِي يَحْمِل عَلَيْكَ بدالَّةٍ. يُونُسُ: لَا يَعُولُ عَلَى الْقَصْدِ أَحدٌ أَي لَا يَحْتَاجُ، وَلَا يَعيل مِثْلُهُ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وإِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهَراقةٌ، ... فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِن مُعَوَّل؟ أَي مِنْ مَبْكًى، وَقِيلَ: مِنْ مُسْتَغاث، وَقِيلَ: مِنْ مَحْمِلٍ ومُعْتَمَدٍ؛ وأَنشد: عَوِّلْ عَلَى خالَيْكَ نِعْمَ المُعَوَّلُ «1» . وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: فهلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ مَذْهَبَانِ: أَحدهما أَنه مَصْدَرٌ عَوَّلْت عَلَيْهِ أَي اتَّكَلْت، فَلَمَّا قَالَ إِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهَراقةٌ، صَارَ كأَنه قَالَ إِنما رَاحَتِي فِي الْبُكَاءِ فَمَا مَعْنَى اتِّكَالِي فِي شِفَاءِ غَلِيلي عَلَى رَسْمٍ دارسٍ لَا غَناء عِنْدَهُ عنِّي؟ فسَبيلي أَن أُقْبِلَ عَلَى بُكائي وَلَا أُعَوِّلَ فِي بَرْد غَلِيلي عَلَى مَا لَا غَناء عِنْدَهُ، وأَدخل الْفَاءَ فِي قَوْلِهِ فَهَلْ لِتَرْبُطَ آخِرَ الْكَلَامِ بأَوّله، فكأَنه قَالَ إِذا كَانَ شِفائي إِنما هُوَ فِي فَيْض دَمْعِي فسَبِيلي أَن لَا أُعَوِّل عَلَى رَسمٍ دارسٍ فِي دَفْع حُزْني، وَيَنْبَغِي أَن آخُذَ فِي الْبُكَاءِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الشِّفَاءِ، وَالْمَذْهَبُ الْآخَرُ أَن يَكُونَ مُعَوَّل مَصْدَرَ عَوَّلْتُ بِمَعْنَى أَعْوَلْت أَي بكَيْت، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ: فَهَلْ عِنْدَ رَسْم دَارِسٍ مِنْ إِعْوالٍ وَبُكَاءٍ، وَعَلَى أَي الأَمرين حمَلْتَ المُعوَّلَ فدخولُ الْفَاءِ عَلَى هَلْ حَسَنٌ جَمِيلٌ، أَما إِذا جَعَلْت المُعَوَّل بِمَعْنَى العَوِيل والإْعَوال أَي الْبُكَاءِ فكأَنه قَالَ: إِن شِفَائِي أَن أَسْفَحَ، ثُمَّ خَاطَبَ نَفْسَهُ أَو صاحبَيْه فَقَالَ: إِذا كَانَ الأَمر عَلَى مَا قَدَّمْتُهُ مِنْ أَن فِي الْبُكَاءِ شِفاءَ وَجْدِي فَهَلْ مِنْ بكاءٍ أَشْفي بِهِ غَليلي؟ فَهَذَا ظَاهِرُهُ اسْتِفْهَامٌ لِنَفْسِهِ، وَمَعْنَاهُ التَّحْضِيضُ لَهَا عَلَى الْبُكَاءِ كَمَا تَقُولُ: أَحْسَنْتَ إِليَّ فَهَلْ أَشْكُرُك أَي فلأَشْكُرَنَّك، وَقَدْ زُرْتَني فَهَلْ أُكافئك أَي فلأُكافِئَنَّك، وإِذا خَاطَبَ صَاحِبَيْهِ فكأَنه قَالَ: قَدْ عَرَّفْتُكما مَا سببُ شِفائي، وَهُوَ الْبُكَاءُ والإِعْوال، فَهَلْ تُعْوِلان وتَبْكيان مَعِي لأُشْفَى بِبُكَائِكُمَا؟ وَهَذَا التَّفْسِيرُ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِن مُعَوَّل بِمَنْزِلَةِ إِعْوال، وَالْفَاءُ عَقَدَتْ آخِرَ الْكَلَامِ بأَوله، فكأَنه قَالَ: إِذا كُنْتُمَا قَدْ عَرَفتما مَا أُوثِرُه مِنَ الْبُكَاءِ فَابْكِيَا وأَعْوِلا مَعِي، وإِذا استَفْهم نَفْسَهُ فكأَنه قَالَ: إِذا كنتُ قَدْ علمتُ أَن فِي الإِعْوال رَاحَةً لِي فَلَا عُذْرَ لِي فِي تَرْكِ الْبُكَاءِ. وعِيَالُ الرَّجُلِ وعَيِّلُه: الَّذِينَ يَتَكفَّلُ بِهِمْ، وَقَدْ يَكُونُ العَيِّلُ وَاحِدًا وَالْجَمْعُ عالةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَعِنْدِي أَنه جَمْعُ عَائِل عَلَى مَا يَكْثُرُ فِي هَذَا النَّحْوِ، وأَما فَيْعِل فَلَا يُكَسَّر عَلَى فَعَلةٍ البتَّةَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وِعاءُ العَشَرة؟ قَالَ: رجُلٌ يُدْخِل عَلَى عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعاءً مِنْ طَعَامٍ ؛ يُريد عَلَى عَشَرةِ أَنفسٍ يَعُولُهم؛ العَيِّلُ وَاحِدُ العِيَال وَالْجَمْعُ عَيَائِل كَجَيِّد وجِياد وجَيائد، وأَصله عَيْوِلٌ فأَدغم، وَقَدْ يَقَعُ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَلِذَلِكَ أَضاف إِليه الْعَشَرَةَ فَقَالَ عشرةِ عَيِّلٍ وَلَمْ يَقُلْ عَيَائل، وَالْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ.

_ (1). قوله [عَوِّلْ على خاليك إلخ] هكذا في الأصل كالتهذيب، ولعله شطر من الطويل دخله الخرم

وَفِي حَدِيثِ حَنْظَلة الْكَاتِبِ: فإِذا رَجَعْتُ إِلى أَهلي دَنَتْ مِنِّي المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ. وَحَدِيثُ ذِي الرُّمَّةِ ورُؤبةَ فِي القَدَر: أَتُرَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدَّر عَلَى الذِّئْبِ أَن يأْكل حَلُوبةَ عَيائِلَ عَالَةٍ ضَرَائكَ؟ وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَدِيثِ النَّفَقَةِ: وابْدأْ بِمَنْ تَعُول أَي بِمَنْ تَمُون وَتَلْزَمُكَ نَفَقَتُهُ مِنْ عِيَالك، فإِن فَضَلَ شيءٌ فَلْيَكُنْ للأَجانب. قَالَ الأَصمعي: عَالَ عِيالَه يَعُولُهم إِذا كَفَاهم مَعاشَهم، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذا قَاتَهُمْ، وَقِيلَ: قَامَ بِمَا يَحْتَاجُونَ إِليه مِنْ قُوت وَكِسْوَةٍ وَغَيْرِهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: كَانَتْ لَهُ جاريةٌ فَعَالَها وعَلَّمها أَي أَنفق عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العِيَال يَاؤُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لأَنه مِنْ عَالَهُم يَعُولهم، وكأَنه فِي الأَصل مَصْدَرٌ وُضِعَ عَلَى الْمَفْعُولِ. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ «1»: أَنه دَخل بِهَا وأَعْوَلَتْ أَي وَلَدَتْ أَولاداً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَصل فِيهِ أَعْيَلَتْ أَي صَارَتْ ذاتَ عِيال، وَعَزَا هَذَا الْقَوْلَ إِلى الْهَرَوِيِّ، وَقَالَ: قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الأَصل فِيهِ الْوَاوُ، يُقَالُ أَعَالَ وأَعْوَلَ إِذا كَثُر عِيالُه، فأَما أَعْيَلَتْ فإِنه فِي بِنَائِهِ مَنْظُورٌ فِيهِ إِلى لَفْظِ عِيال، لَا إِلى أَصله كَقَوْلِهِمْ أَقيال وأَعياد، وَقَدْ يُسْتَعَارُ العِيَال لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْبَهَائِمِ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنَّما تَبِع الصُّوارَ بشَخْصِها ... فَتْخاءُ تَرْزُق بالسُّلَيِّ عِيالَها وَيُرْوَى عَجْزاء؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ ذِئْبٍ وَنَاقَةٍ عَقَرها لَهُ: فَتَرَكْتُها لِعِيالِه جَزَراً ... عَمْداً، وعَلَّق رَحْلَها صَحْبي وعَالَ وأَعْوَلَ وأَعْيَلَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ عُؤولًا وعِيالةً: كَثُر عِيالُه. قَالَ الْكِسَائِيُّ: عالَ الرجلُ يَعُولُ إِذا كثُر عِيالُه، وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ أَعالَ يُعِيل. وَرَجُلٌ مُعَيَّل: ذُو عِيال، قُلِبَتْ فِيهِ الْوَاوَ يَاءً طَلَبَ الْخِفَّةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لَه عالَ ومالَ؛ فَعالَ: كثُر عِيالُه، ومالَ: جارَ فِي حُكْمِه. وعالَ عِيالَه عَوْلًا وعُؤولًا وعِيالةً وأَعَالَهم وعَيَّلَهُم، كلُّه: كَفَاهُمْ ومانَهم وقاتَهم وأَنفَق عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: عُلْتُهُ شَهْرًا إِذا كَفَيْتَهُ مَعاشه. والعَوْل: قَوْتُ العِيال؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتُ: كَمَا خامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامرٍ، ... لَدى الحَبْل، حَتَّى عَالَ أَوْسٌ عِيالَها أُمُّ عَامِرٍ: الضَّبُعُ، أَي بَقي جِراؤُها لَا كاسِبَ لهنَّ وَلَا مُطْعِم، فَهُنَّ يتتَبَّعْنَ مَا يَبْقَى لِلذِّئْبِ وَغَيْرِهِ مِنَ السِّباع فيأْكُلْنه، والحَبْل عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ حَبْل الرَّمْل؛ كُلُّ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: لِذِي الحَبْل أَي لِصَاحِبِ الحَبْل، وَفَسَّرَ الْبَيْتَ بأَن الذِّئْبَ غَلَب جِراءها فأَكَلَهُنَّ، فَعَال عَلَى هَذَا غَلَب؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّبُعُ إِذا هَلَكَت قَامَ الذِّئْبُ بشأْن جِرائها؛ وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ: والذئبُ يَغْذُو بَناتِ الذِّيخِ نَافِلَةً، ... بَلْ يَحْسَبُ الذئبُ أَن النَّجْل للذِّيب يَقُولُ: لِكَثْرَةِ مَا بَيْنَ الضِّبَاعِ وَالذِّئَابِ مِنَ السِّفاد يَظُنُّ الذِّئْبُ أَن أَولاد الضَّبُع أَولاده؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لأَن الضَّبُع إِذا صِيدَت وَلَهَا ولَدٌ مِنَ الذِّئْبِ لَمْ يَزَلِ الذِّئْبُ يُطْعِم وَلَدَهَا إِلى أَن يَكْبَر، قَالَ: وَيُرْوَى

_ (1). قوله [وفي حديث القاسم] في نسخة من النهاية: ابن مخيمرة، وفي أُخرى ابن محمد، وصدر الحديث: سئل هل تنكح المرأَة على عمتها أو خالتها فقال: لا، فقيل له: أَنَّهُ دَخَلَ بِهَا وَأَعْوَلَتْ أفنفرق بينهما؟ قال: لا أدري

غَالٍ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، أَي أَخَذ جِراءها، وَقَوْلُهُ: لِذِي الحَبْل أَي لِلصَّائِدِ الَّذِي يُعَلِّق الْحَبْلَ فِي عُرْقوبها. والمِعْوَلُ: حَديدة يُنْقَر بِهَا الجِبالُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المِعْوَل الفأْسُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي يُنْقَر بِهَا الصَّخْر، وَجَمْعُهَا مَعَاوِل. وَفِي حَدِيثِ حَفْر الخَنْدق: فأَخَذ المِعْوَل يَضْرِبُ بِهِ الصخرة ؛ والمِعْوَل، بِالْكَسْرِ: الفأْس، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ مِيمُ الْآلَةِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ سَلَمة: قَالَتْ لِعَائِشَةَ: لَوْ أَراد رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يَعْهَدَ إِليكِ عُلْتِ أَي عَدَلْتِ عَنِ الطَّرِيقِ ومِلْتِ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَرْوِيهِ: عِلْتِ ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ عالَ فِي الْبِلَادِ يَعيل إِذا ذَهَبَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ عَالَه يَعُولُه إِذا غَلَبَه أَي غُلِبْتِ عَلَى رأْيك؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: عِيلَ صَبْرُك، وَقِيلَ: جَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ أَي لَوْ أَراد فَعَلَ فتَرَكَتْه لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ وَيَكُونُ قَوْلُهَا عُلْتِ كَلَامًا مستأْنفاً. والعالَةُ: شِبْهُ الظُّلَّة يُسَوِّيها الرجلُ مِنَ الشَّجَرِ يَسْتَتِرُ بِهَا مِنَ الْمَطَرِ، مُخَفَّفَةُ اللَّامِ. وَقَدْ عَوَّلَ: اتَّخَذَ عَالَةً؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الهُذْلي: الطَّعْنُ شَغْشَغةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ، ... ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ أَن الْبَيْتَ لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤيَّة الْهُذَلِيِّ. والعَالَة: النعامةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، فإِمَّا أَن يَعْنيَ بِهِ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الْحَيَوَانِ، وإِمَّا أَن يَعْنيَ بِهِ الظُّلَّة لأَن النَّعامة أَيضاً الظُّلَّة، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَمَا لَهُ عالٌ وَلَا مالٌ أَي شَيْءٌ. وَيُقَالُ للعاثِر: عًا لَكَ عَالِيًا، كَقَوْلِكَ لَعًا لَكَ عَالِيًا، يُدْعَى لَهُ بالإِقالة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَخاكَ الَّذِي إِنْ زَلَّتِ النَّعْلُ لَمْ يَقُلْ: ... تَعِسْتَ، وَلَكِنْ قَالَ: عًا لَكَ عالِيا وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: سَنَةٌ أَزْمةٌ تَخَيَّلُ بالناسِ، ... تَرى للعِضاه فِيها صَرِيرا لَا عَلَى كَوْكَبٍ يَنُوءُ، ولا رِيحِ ... جَنُوبٍ، وَلَا تَرى طُخْرورا ويَسُوقون باقِرَ السَّهْلِ للطَّوْدِ ... مَهازِيلَ، خَشْيةً أَن تَبُورا عاقِدِينَ النِّيرانَ فِي ثُكَنِ الأَذْنابِ ... مِنْهَا، لِكَيْ تَهيجَ النُّحورا سَلَعٌ مَّا، ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا عائِلٌ مَّا، ... وعَالَتِ البَيْقورا «1» . أَي أَن السَّنَةَ الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بِمَا حُمِّلَت مِنَ السَّلَع والعُشَر، وإِنما كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ الجَدْبة فيَعْمِدون إِلى الْبَقَرِ فيَعْقِدون فِي أَذْنابها السَّلَع والعُشَر، ثُمَّ يُضْرمون فِيهَا النارَ وَهُمْ يُصَعِّدونها فِي الْجَبَلِ فيُمْطَرون لِوَقْتِهِمْ، فَقَالَ أُمية هَذَا الشِّعْرَ يذكُر ذَلِكَ. والمَعاوِلُ والمَعاوِلةُ: قَبَائِلُ مِنَ الأَزْد، النَّسَب إِليهم مِعْوَليٌّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ فِي صِفَةِ الحَمام: فإِذا دخَلْت سَمِعْت فِيهَا رَنَّةً، ... لَغَطَ المَعاوِل فِي بُيوت هَداد

_ (1). قوله [فيها] الرواية: منها. وقوله [طخرورا] الرواية: طمرورا، بالميم مكان الخاء، وهو العود اليابس أو الرحل الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ. وقوله [سلع ما إلخ] الرواية: سلعاً ما إلخ، بالنصب

فإِن مَعاوِل وهَداداً حَيَّانِ مِنَ الأَزْد. وسَبْرة بْنُ العَوَّال: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ. وعُوالٌ، بِالضَّمِّ: حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفان؛ وَقَالَ: أَتَتْني تَميمٌ قَضُّها بقَضِيضِها، ... وجَمْعُ عُوالٍ مَا أَدَقَّ وأَلأَما عيل: عالَ يَعِيلُ عَيْلًا وعَيْلة وعُيولًا وعِيُولًا ومَعِيلًا: افْتَقَرَ. والعَيِّلُ: الْفَقِيرُ، وَكَذَلِكَ الْعَائِلُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى . وَفِي الْحَدِيثِ : إِن اللَّهَ يُبْغِضُ العائلَ المُخْتال ؛ الْعَائِلُ: الْفَقِيرُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلة: أَمَّا أَنا فَلَا أَعِيلُ فِيهَا أَي لَا أَفْتقر. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: وَتَرَى العالَة رؤوسَ النَّاسِ ؛ الْعَالَةُ: الْفُقَرَاءُ، جَمْعُ عَائِل، وَقَالُوا فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَه مالَ وعالَ، فمالَ: عَدَلَ عَنِ الْحَقِّ، وعالَ: افْتَقَرَ. وَقَالَ مرَّة «2»: مالَ وعالَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ افْتَقَرَ وَاحْتَاجَ. وَرَجُلٌ عَائِلٌ مِنْ قَوْمٍ عالةٍ وعُيَّلٍ؛ قَالَ: فَتَرَكْنَ نَهْداً عُيَّلًا أَبناؤُهم، ... وبَنُو كِنانة كاللُّصُوت المُرَّد وَالِاسْمُ العَيْلة. والعَيْلة والعَالَةُ: الْفَاقَةُ. يُقَالُ: عالَ يَعِيل عَيْلةً وعُيولًا إِذا افْتَقَرَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ؛ وَقَالَ أُحَيْحة: فهَلْ مِنْ كاهِنٍ أَو ذِي إِلَهٍ، ... إِذا مَا كَانَ مِنْ ريِّي قُفُول «3». أُراهِنُه فيَرْهَنُني بَنِيه، ... وأَرْهَنُه بَنِيَّ بِمَا أَقول وَمَا يَدْري الفقيرُ مَتى غِناه، ... وَمَا يَدْري الغَنِيُّ مَتى يَعِيل وَمَا تَدْري، إِذا أَزْمَعْتَ أَمْراً، ... بأَيِّ الأَرض يُدْرِكُك المَقِيل وَهُوَ عائلٌ وَقَوْمٌ عَيْلة. وَفِي الْحَدِيثِ : مَا عالَ مُقْتَصِدٌ وَلَا يَعِيل أَي مَا افْتَقَرَ. والعالةُ: جَمْعُ عَائِلٍ، تَقُولُ: قَوْمٌ عالةٌ مِثْلُ حائكٍ وحاكةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : أَن تَدَعَ وَرَثَتَك أَغنياء خَيرٌ مِنْ أَن تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يتَكَفَّفُون النَّاسَ أَي فُقَرَاءَ. وعِيالُ الرَّجُلِ وعَيِّله: الَّذِينَ يَتَكَفَّل بِهِمْ ويَعولهم؛ قَالَ: سَلامٌ عَلَى يَحْيى وَلَا يُرْجَ عِنْدَه ... وَلاءٌ، وإِن أَزْرى بعَيِّلِه الفَقْرُ وَقَدْ يَكُونُ العَيِّلُ وَاحِدًا، وَنِسْوَةٌ عَيَائِل، فخصَّص النِّسْوَةَ. وَرَجُلٌ مُعَيَّلٌ: ذُو عِيال. وَيُقَالُ: عِنْدَهُ كَذَا وَكَذَا عَيِّلًا أَي كَذَا وَكَذَا نَفْسًا مِنَ الْعِيَالِ. وَيُقَالُ: ترَك يَتامى عَيْلى أَي فُقَرَاءَ؛ وَوَاحِدُ العِيال عَيِّلٌ، وَيُجْمَعُ عَيائل، فعمَّ وَلَمْ يُخَصّص. وعَيَّلَ عِيالَه: أَهملهم؛ قَالَ: لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طعْنةُ ناشرَه وَقِيلَ: عَيَّلهم صَيَّرَهم عِيالًا. وعَيَّلَ فُلَانٌ دابَّته إِذا أَهملها وسيَّبَها؛ وأَنشد: وإِذا يَقومُ بِهِ الحَسِيرُ يُعَيَّل أَي يُسَيَّب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعالَ الرجلُ وأَعالَ وأَعْيَلَ وعَيَّلَ كُلُّهُ كَثُر عِيالُه، فَهُوَ مُعِيلٌ، والمرأَة مُعِيلة؛ وَقَالَ الأَخفش: صَارَ ذَا عِيال. ابْنُ

_ (2). قوله [وقال مرة إلخ] هي عبارة المحكم، ولعل فاعل القول ابن جني المتقدم في عبارته كما يعلم بالوقوف عليها (3). قوله [ربي] هكذا في الأصل

الْكَلْبِيِّ: مَا زِلْت مُعِيلًا مِنَ العَيْلة أَي مُحْتَاجًا، ابْنُ الأَعرابي: العِيلُ «1» العَيْلة، والعِيلُ جَمْعُ العَائِل وَهُوَ الْفَقِيرُ، والعِيلُ جَمْعُ العَائِل وَهُوَ المُتَكَبِّر وَالْمُتَبَخْتِرُ. وَقَالَ يُونُسُ: يُقَالُ طَالَتْ عَيْلتي إِياك، بِالْيَاءِ، أَي طَالَمَا عُلْتُك. وأَعال الذئبُ والأَسد والنَّمِر يُعِيل إِعالةً إِذا التَمس شَيْئًا؛ والعَيِّل مِنْهُنَّ: الْمُلْتَمِسُ الْبَاحِثُ، وَالْجَمْعُ عَيَايِيل عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: فِيهَا عَيَايِيلُ أُسودٌ ونُمُر وعالَ فِي مشْيه يَعِيل عَيْلًا، وَهُوَ عَيَّال، وتعَيَّل: تَبَخْتَرَ وَتَمَايَلَ وَاخْتَالَ، وتَعَيَّلَ يَتَعَيَّل إِذا فَعَلَ ذَلِكَ. وَفُلَانٌ عَيَّالٌ: متعيِّل أَي مُتَبَخْتِرٌ. وعَالَ فِي الأَرض يَعِيل عَيْلًا وعُيولًا وعِيُولًا: ضرَب فِيهَا، وَهُوَ عَيَّال «2» ذهَب وَدَارَ كعارَ؛ قَالَ أَوس فِي صِفَةِ فَرَسٍ: لَيْثٌ عَلَيْهِ مِنَ البَرْدِيِّ هِبْرِيةٌ ... كالمَرْزُبانِيِّ عَيَّالٌ بأَوصال أَي مُتَبَخْتِرٌ، وَيُرْوَى عَيَّار، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. والعَيَّال: الْمُتَبَخْتِرُ فِي مَشْيِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَشْهُورُ فِي رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ عَيَّال أَن يَكُونَ تَمَامَ الْبَيْتِ بِآصَالٍ أَي يَخْرُجُ العَيَّال الْمُتَبَخْتِرُ بالعَشِيَّات، وَهِيَ الأَصائل، مُتَبَخْتِرًا، وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَيَّال بأَوصال فِي تَرْجَمَةِ رزب، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِي شِعْرِهِ إِنما هُوَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. وَجَمْعُ عَيَّال الْمُتَبَخْتِرِ عَيايِيلُ؛ قَالَ حَكِيمَ بْنَ مُعَيَّة الرَّبَعي مِنْ تَمِيمٍ يَصِفُ قَناةً نَبَتَتْ فِي مَوْضِعٍ مَحْفُوفٍ بِالْجِبَالِ وَالشَّجَرِ: حُفَّتْ بأَطْواد جِبالٍ وحُظُر، ... فِي أَشَبِ الغِيظان مُلْتَفِّ السَّمُر، فِيهِ عَيايِيلُ أُسودٌ ونُمُر الحُظُر: الْمَوْضِعُ الَّذِي حَوْلَهُ شَجَرٌ كالحَظِيرة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ العَيْل التبختُر قَوْلُ حُمَيْدٍ: .... لَمْ تَجِدْ لَهَا ... تَكالِيفَ إِلَّا أَن تَعِيلَ وتَسْأَما وامرأَة عَيَّالةٌ: مُتَبَخْتِرَةٌ. وعَالَ الفرسُ يَعِيل عَيْلًا إِذا مَا تَكفَّأَ فِي مِشْيته وَتَمَايَلَ، فَهُوَ فَرَسٌ عَيَّالٌ، وَذَلِكَ لِكَرَمِهِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ إِذا تَبَخْتَرَ فِي مِشْيته وَتَمَايَلَ. وأَعَالَ الرجلُ وأَعْوَل إِعْوالًا أَي حَرَص وترَك أَولاده يَتامى عَيْلى أَي فُقَرَاءَ. وعالَني الشيءُ يَعِيلني عَيْلًا ومَعِيلًا: أَعْوَزني وأَعْجَزَني. وعَالَ الميزانُ يَعِيل: جَارَ، وَقِيلَ: زَادَ؛ قَالَ أَبو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْد شَمْسٍ ونَوْفَلًا ... عُقوبةَ شَرٍّ عاجلٍ غيرِ آجِل بميزانِ صِدْقٍ، لَا يُغِلُّ شَعِيرةً، ... لَهُ شاهِدٌ مِنْ نَفْسِه غيرُ عائِل وَمِكْيَالٌ عائلٌ: زَائِدٌ عَلَى غَيْرِهِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعالَ للضَّالَّةِ «3» يَعِيل عَيْلًا وعَيَلاناً إِذا لَمْ يَدْرِ أَين يَبْغِيها. رَوَى صَخْرُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيدة عَنْ أَبيه عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنا هُوَ جَالِسٌ بِالْكُوفَةِ فِي مَجْلِسٍ مَعَ أَصحابه فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنَّ مِنَ البَيانِ لسِحْراً، وإِنَّ من العِلم جَهْلًا،

_ (1). قوله [ابن الأعرابي العِيل إلخ] كذا ضبط في الأصل بالكسر وكذا ضبط شارح القاموس بالعبارة نقلًا عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَالَّذِي في نسخة من التهذيب: العُيُل، مضبوطاً بضمتين (2). قوله [ضَرَبَ فِيهَا وَهُوَ عَيَّال إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة المحكم: وعَالَ في الأرض عَيْلًا وعُيُولًا وعِيُولًا وهو عيال ذهب إلخ (3). قوله [وعال للضالة] كذا في الأصل باللام، وهو الذي في نسختي النهاية والمحكم والتهذيب، وفي القاموس ونسختين من الصحاح: وعال الضالة، من غير لام

فصل الغين المعجمة

وإِنَّ مِنَ الشِّعر حِكَماً، وإِن مِنَ الْقَوْلِ عَيْلًا ؛ قِيلَ: قَوْلُهُ عَيْلًا عَرْضُك كلامَك عَلَى مَنْ لَا يُرِيدُهُ وَلَيْسَ مِنْ شأْنه كأَنه لَمْ يَهْتَدِ لِمَنْ يَطْلُبُ كلامَه فَعَرَضه عَلَى مَنْ لَا يُرِيدُ. يُونُسُ: لَا يَعُول أَحد عَلَى القَصْد أَي لَا يَحْتَاجُ، وَلَا يَعِيل مِثْلُهُ. وَالتَّعْيِيلُ: سُوءُ الغِذاء. وعَيَّلَ الرجلُ فرسَه إِذا سَيَّبه فِي الْمَفَازَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْبَاهِلِيِّ: نَسْقي قَلائصَنا بِمَاءٍ آجِنٍ، ... وإِذا يَقُوم بِهِ الحَسِيرُ يُعَيَّل أَي إِذا حَسِر الْبَعِيرُ أُخِذَتْ عَنْهُ أَداته وتُركَ مُهمَلًا بِالْفَلَاةِ. والعَيْلان: الذَّكَر مِنَ الضِّباع. وعَيْلان: اسْمُ أَبي قَيْس بْنِ عَيْلان، وَقِيلَ: كَانَ اسْمَ فَرَسٍ فأُضيف إِليه، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلنَّاسِ بْنُ مُضَر بْنِ نِزار قَيْسُ عَيْلان، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ عَيْلانُ غَيْرُهُ، وَهُوَ فِي الأَصل اسْمُ فَرَسِهِ، وَيُقَالُ: هُوَ لَقَبُ مُضَر لأَنه يُقَالُ قَيْسُ بْنُ عَيْلانَ؛ وَقَالَ زُفَر بْنُ الْحَرْثِ: أَلا إِنَّما قَيْسُ بنُ عَيْلانَ بَقَّةٌ، ... إِذا وَجَدَتْ رِيحَ العُصَيْر تَغَنَّتِ فصل الغين المعجمة غتل: غَتَلَ المكانُ غَتَلًا، فَهُوَ غَتِلٌ: كَثُرَ فِيهِ الشَّجَرُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. وَنَخْلٌ غتِلٌ: ملتفٌّ، يَمَانِيَّةٌ. غدفل: رَجُلٌ غِدَفْلٌ: طَوِيلٌ. وَبَعِيرٌ غِدَفْلٌ: سابغُ شَعَرِ الذَّنَبِ؛ وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عزهل: يَتْبَعْنَ زَيّافَ الضُّحَى عُزاهِلا، ... يَنْفُجُ ذَا خَصائلٍ غُدافِلا وَقَالَ: غُدافِل كَثِيرُ سَبِيبِ الذَنَب. أَبو عَمْرٍو: كَبْشٌ غُدافِل كَثِيرُ سَبِيبِ الذَّنَبِ. وغَدافِلُ الثِّيَابِ: خُلْقانُها. وَفِي الْمَثَلِ: غَرَّني بُرْداكِ مِنْ غَدافِلِي؛ وَذَلِكَ أَن رَجُلًا سأَل رَجُلًا أَن يَكْسُوَهُ، فَوَعَدَهُ فأَلقى خُلْقانَه ثُمَّ لَمْ يَكْسُهُ. وَعَيْشٌ غَدْفَلٌ وغِدَفْلٌ وغِدْفِل ودَغْفَلٌ ودَغْفَلِيٌّ: وَاسِعٌ، قَالَ الشَّاعِرُ: رَعَثات عُنْبُلِها الغِدَفْلِ الأَرْعَل وَرَحْمَةٌ غِدَفْلةٌ: وَاسِعَةٌ. ومُلاءة غِدَفْلة: واسعة. غرل: الغُرْلة: القُلْفة. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: لأَنْ أَحْمِل عَلَيْهِ غُلاماً رَكِبَ الْخَيْلَ عَلَى غُرْلَتِه أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن أَحْمِلك عَلَيْهِ ؛ يُرِيدُ رَكِبَهَا فِي صِغَرِهِ وَاعْتَادَهَا قَبْلَ أَن يُخْتَن. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: كَانَ يَشُورُ نَفْسَه عَلَى غُرْلَتِه أَي يَسْعَى ويَخِفُّ، وَهُوَ صَبِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقان: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الطويلُ الغُرْلة ؛ إِنما أَعجبه طُولُهَا لِتَمَامِ خَلْقِهِ. والغُرْلُ: القُلْفُ. والأَغْرَلُ: الأَقْلف. الأَحمر: رَجُلٌ أَرْغَلُ وأَغْرَلُ وَهُوَ الأَقلف. وَفِي الْحَدِيثِ : يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُراةً حُفاة غُرْلًا بُهْماً أَي قُلْفاً؛ والغُرْلُ: جَمْعُ الأَغْرَل. وعامٌ أَغْرَلُ: خَصِيب. وَعَيْشٌ أَغْرَلُ أَي وَاسِعٌ. وَرَجُلٌ غَرِلٌ: مُسْتَرْخِي الخَلْقِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَا غَرِلُ الخَلْقِ وَلَا قَصِيرَ وَرُمْحٌ غَرِلٌ: سيّء الطُّولِ مُفْرِطه، وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ أَيضاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الغِرْيَلُ والغِرْيَنُ مَا يَبْقَى مِنَ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، والغديرُ الذي تبقى فِيهِ الدَّعامِيصُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شُرْبِهِ، وَكَذَلِكَ مَا يَبْقَى فِي أَسفل الْقَارُورَةِ مِنَ الثُّفْل، وَقِيلَ: هُوَ ثُفْل مَا صُبِغَ بِهِ؛ وَقَالَ

الأَصمعي: الغِرْيَلُ أَن يَجِيءَ السيل فيثبت على الأَرض ثُمَّ يَنْضُبَ، فإِذا جَفَّ رأَيت الطِّينَ رَقِيقًا قَدْ جَفَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض قَدْ تَشَقَّقَ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْمَطَرِ: هُوَ الطِّينُ يَحْمِلُهُ السَّيْلُ فَيَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرض، رَطْبًا كَانَ أَو يَابِسًا، وَقِيلَ: الغِرْيَلُ الطِّينُ الَّذِي يَبْقَى فِي الْحَوْضِ. غربل: غَرْبَلَ الشَّيْءَ: نَخَله. والغِرْبالُ: مَا غُرْبِلَ بِهِ، مَعْرُوفٌ، غَرْبَلْت الدَّقِيقَ وَغَيْرَهُ. وَيُقَالُ: غَرْبَلَه إِذا قَطَعَهُ؛ وَقَوْلُهُ: فَلَوْلَا اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى، ... لَرُحْتَ وأَنت غِرْبالُ الإِهاب فإِنه وَضَعَ الغِرْبالَ مَكَانَ مُخَرَّق، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا جَازَ أَن يَجْعَلَ الغِرْبال فِي مَوْضِعِ المُغَرْبَل. والمُغَرْبَلُ: المُنْتقى كأَنه نُقِّيَ بالغِرْبال. وَفِي الْحَدِيثِ : كَيْفَ بِكُمْ إِذا كُنْتُمْ فِي زَمَانٍ يُغَرْبَلُ الناسُ فِيهِ غَرْبَلةً أَي يَذْهَبُ خيارهُم وَيَبْقَى أَرْذالُهم؛ والمُغَرْبَلُ مِنَ الرِّجَالِ: الدُّونُ كأَنه خَرَجَ مِنَ الغِربال، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ : يَذْهَبُ خِيَارُهُمْ بِالْمَوْتِ وَالْقَتْلِ وَتَبْقَى أَرذالُهم. الْجَعْدِيُّ: غَرْبَلَ فلانٌ فِي الأَرض إِذا ذَهَبَ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ : أَعْلِنُوا النِّكَاحَ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بالغِرْبال ؛ عَنَى بالغِرْبال الدُّفَّ، شَبَّهَ الْغِرْبَالَ بِهِ فِي اسْتِدَارَتِهِ. وغَرْبَلَهم: قَتَلَهم وطحَنَهم. والمُغَرْبَل: الْمَقْتُولُ الْمُنْتَفِخُ؛ قَالَ: أَحْيا أَباه هَاشِمُ بْنَ حَرْمَله، ... يومَ الهَباءَاتِ وَيَوْمَ اليَعْمَله، تَرَى الملوكَ حَوْلَه مُغَرْبَلَه، ... ورُمْحَه لِلْوَالِدَاتِ مَثْكَله، يَقْتُلُ ذَا الذنبِ وَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهْ وَقِيلَ: عَنَى بالمُغَرْبَلة أَنه يَنْتَقي السَّادَةَ فَيَقْتُلُهُمْ فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ الأَول. وَقَالَ شَمِرٌ: المُغَرْبَلُ المُفَرَّق، غَرْبَلَه أَي فَرَّقَهُ. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: ثُمَّ أَتَيْتُ الشأْم فغَرْبَلْتُها أَي كَشَفْتُ حالَ مَنْ بِهَا وخَبَرْتُهم، كأَنه جَعَلَهُمْ فِي غِرْبالٍ فَفَرَّقَ بَيْنَ الجيِّد وَالرَّدِيءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَيْتُموني فاتِحي أَفواهِكم كأَنكم الغِرْبِيلُ ؛ قِيلَ: هُوَ العصفور. غرزحل: أَبو زَيْدٍ: الغِرْزَحْلة «1» بَالْغَيْنِ، الْعَصَا؛ قَالَ: وَهِيَ القَحْزَنَة. غرقل: غَرْقَلَتِ البيضةُ: مَذِرَت، والبِطِّيخة: فَسَدَ مَا فِي جَوْفِهَا. قَالَ الأَزهري: الغِرْقِلُ بَيَاضُ الْبَيْضِ، بِالْغَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: غَرْقَلَ إِذا صبَّ عَلَى رأْسه الْمَاءَ بِمَرَّةٍ واحدة. غرمل: الغُرْمُولُ: الذَّكَرُ الضَّخْمُ الرِّخْوُ، وَقَدْ قِيلَ: الذَّكَرُ مُطْلَقًا، وَيُقَالُ لَهُ الْغُرْمُولُ قَبْلَ أَن تُقْطَعَ غُرْلتُه؛ هَذَا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه نَظَرَ إِلى غَرَامِيل الرِّجَالِ فِي الْحَمَّامِ فَقَالَ: أَخْرجوني وَكَانُوا مُخْتَتِنِين مِنْ غَيْرِ شكٍ ، وَقِيلَ: الغُرْمُول لِذَواتِ الْحَافِرِ؛ قَالَ بِشْرٌ: وخِنْذِيذٍ، تَرَى الغُرْمولَ مِنْهُ ... كَطَيِّ الزِّقِّ عَلّقَه التِّجارُ غزل: غَزَلَتِ المرأَة الْقُطْنَ وَالْكَتَّانَ وَغَيْرَهُمَا تَغْزلُه غَزْلًا، وَكَذَلِكَ اغْتَزَلَتْه وَهِيَ تَغْزِل بالمِغْزل، ونسوةٌ غُزَّلٌ غَوازِلُ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى الْحَارِثِيُّ: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، ... قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ

_ (1). قوله [الغرزحلة إلخ] هذا هو الصواب، وتقدم في مادة قسبر: القزرحلة والقحربة

عَلَى أَن الغُزَّلَ قَدْ يَكُونُ هُنَا الرجالَ لأَن فُعَّلًا فِي جَمْعِ فاعلٍ مِنَ الْمُذَكَّرِ أَكثر مِنْهُ فِي جَمْعِ فاعِلة. والغَزْلُ أَيضاً: الْمَغْزُولُ. والغَزْلُ: مَا تغْزِلُه مُذَكَّرٌ، وَالْجَمْعُ غُزُول؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَسَمَّى سِيبَوَيْهِ مَا تَنْسِجُهُ الْعَنْكَبُوتُ غَزْلًا فَقَالَ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: كأَنّ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ المُرْمَل الغَزْلُ: مُذَكَّرٌ، وَالْعَنْكَبُوتُ أُنثى، كَذَا قَالَ الغَزْل مُذَكَّرٌ وأَضرب عَنْ ذِكْرِ النَّسْجِ الَّذِي فِي شِعْرِ العجاج؛ واستعمال أَبو النَّجْمِ الغَزْل فِي الْجَبَلِ «1» فَقَالَ: يَنْفِشُ مِنْهُ الْمَوْتَ مَا لَا تَغْزِلُه وَاسْمُ مَا تَغْزلُ بِهِ المرأَة المِغْزَلُ والمُغْزَلُ والمَغْزَلُ، تَمِيمٌ تَكْسِرُ الْمِيمَ وَقَيْسٌ تَضُمُّهَا، والأَخيرة أَقلها، والأَصل الضَّمُّ، وإِنما هُوَ مِنْ أُغْزِلَ أَي أُدِيرَ وفُتِل. وأَغْزَلَت المرأَة: أَدارت المِغْزَلَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكة مِغْزَل قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدِ اسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ الضَّمَّةَ فِي حُرُوفٍ وَكَسَرَتْ مِيمَهَا، وأَصلها الضَّمُّ، مِنْ ذَلِكَ مِصْحَف ومِخْدَع ومِجْسَد ومِطْرَف ومِغْزَل، لأَنها فِي الْمَعْنَى أُخذت مِنْ أُصْحِف أَي جُمعت فِيهِ الصُّحُفُ، وَكَذَلِكَ المِغْزَل إِنما هُوَ مِنْ أُغْزِل أَي فُتِل وأُدير فَهُوَ مُغْزَل، وَفِي كِتَابٍ لِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ: عَلَيْكُمْ كَذَا وَكَذَا ورُبع المُغْزَل أَي رُبُعُ مَا غَزَلَ نِسَاؤُكُمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالْكَسْرِ الْآلَةُ، وَبِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الغَزْل، وَبِالضَّمِّ مَا يُجْعَلُ فِيهِ الغَزْل، وَقِيلَ: هُوَ حُكْم خَصَّ بِهِ هَؤُلَاءِ. والمُغَيْزِل: حَبْلٌ دَقِيقٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه شُبّه بالمِغْزل لِدِقَّتِهِ؛ قَالَ: حَكَى ذَلِكَ الحِرْمازي؛ وأَنشد: وَقَالَ اللَّواتي كُنَّ فِيهَا يَلُمْنَني: ... لَعَلَّ الْهَوَى، يَوْمَ المُغَيزِل، قاتِلُهْ والغَزَلُ: حديثُ الفِتْيان والفَتَيات. ابْنُ سِيدَهْ: الغَزَلُ اللَّهْوُ مَعَ النِّسَاءِ، وَكَذَلِكَ المَغْزَلُ؛ قَالَ: تَقُولُ لِيَ العَبْرَى المُصابُ حَلِيلُها: ... أَيا مالكٌ هَلْ فِي الظَّعائِن مَغْزَلُ؟ ومُغازَلَتُهنّ: مُحادثتُهن ومُراوَدتُهنَّ، وَقَدْ غَازَلَها، والتَّغَزُّلُ: التَّكَلُّفُ لِذَلِكَ؛ وأَنشد: صُلْب العَصا جافٍ عَنِ التَّغَزُّل تَقُولُ: غَازَلْتُها وغَازَلَتْني، وتَغَزَّلَ أَي تَكَلَّفَ الغَزَلَ، وَقَدْ غَزِلَ غَزْلًا وَقَدْ تَغَزَّلَ بِهَا وغَازَلَها وغَازَلَتْه مُغازَلة. وَرَجُلٌ غَزِلٌ: مُتَغَزِّلٌ بِالنِّسَاءِ عَلَى النَّسَبِ أَي ذُو غَزَلٍ. وَفِي الْمَثَلِ: هُوَ أَغْزَلُ مِنِ امْرِئِ الْقَيْسِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَغْزَلُ مِنَ الحُمَّى؛ يُرِيدُونَ أَنها مُعْتَادَةٌ لِلْعَلِيلِ مُتَكَرِّرَةٌ عَلَيْهِ فكأَنها عَاشِقَةٌ لَهُ مُتَغَزلة بِهِ. وَرَجُلٌ غَزِلٌ: ضَعِيفٌ عَنِ الأَشياء فاترٌ فِيهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وغَازَلَ الأَرْبَعين: دَنا مِنْهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والغَزالُ مِنَ الظِّباء: الشادِنُ قَبْل الإِثْناءِ حِينَ يَتَحَرَّكَ وَيَمْشِي، وَتُشَبَّهُ بِهِ الْجَارِيَةُ فِي التَّشْبِيبِ فَيُذَكَّرُ النَّعْتُ وَالْفِعْلُ عَلَى تَذْكِيرِ التَّشْبِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ بَعْد الطَّلا، وَقِيلَ: هُوَ غَزالٌ مِنْ حِينِ تَلِدُهُ أُمُّه إِلى أَن يَبْلُغَ أَشَدَّ الإِحْضار، وَذَلِكَ حِينَ يَقْرُن قوائمه

_ (1). قوله [في الجبل] هكذا في الأصل

فَيَضَعُهَا مَعًا وَيَرْفَعُهَا مَعًا، وَالْجَمْعُ غِزْلة وغِزْلانٌ مِثْلَ غِلْمة وغِلْمان، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَقَدْ أَغْزَلَت الظبيةُ. وَظَبْيَةٌ مُغْزِلٌ: ذَاتُ غَزال. وغَزِلَ الكلبُ، بِالْكَسْرِ، غَزَلًا إِذا طَلَبَ الغَزَالَ حَتَّى إِذا أَدركه وثَغا مِنْ فَرَقِه انْصَرَفَ مِنْهُ ولهِيَ عَنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: الغَزَلُ مِنْ غَزِلَ الكلبُ، بِالْكَسْرِ، أَي فَتَر وَهُوَ أَن يَطْلُبَ الغَزال فإِذا أَحسَّ بِالْكَلْبِ خَرِقَ أَي لَصِقَ بالأَرض ولَهِيَ عَنْهُ الكلبُ وَانْصَرَفَ، فَيُقَالُ: غَزِلَ واللهِ كلبُك، وَهُوَ كَلْبٌ غَزِلٌ. وَيُقَالُ لِلضَّعِيفِ الْفَاتِرِ عَنِ الشَّيْءِ: غَزِلٌ، وَمِنْهُ: رَجُلٌ غَزِلٌ لِصَاحِبِ النِّسَاءِ لِضَعْفِهِ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ. والغَزَالةُ: الشَّمْسُ، وَقِيلَ: هِيَ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا، يُقَالُ: طَلَعَتِ الغَزالةُ ولا يقل غَابَتِ الغَزالةُ، وَيُقَالُ: غرَبت الجَوْنةُ، وإِنما سُمِّيَتَ جَوْنةً لأَنها تَسْودّ عِنْدَ الغُروب، وَيُقَالُ: الغَزالةُ الشَّمْسُ إِذا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، وَقِيلَ: الغَزالةُ عَيْنُ الشَّمْسِ، وغَزالةُ الضُّحَى وغَزالاتُه بعد ما تَنْبَسِطُ الشَّمْسُ وتُضْحي، وَقِيلَ: هُوَ أَول الضُّحَى إِلى مَدِّ النَّهَارِ الأَكْبَرِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنَ النَّهَارِ نحوٌ مَنْ خُمُسِه. يُقَالُ: أَتيتُه غَزالاتِ الضُّحى؛ قَالَ: يَا حَبَّذا، أَيامَ غَيْلانَ، السُّرى ... ودَعْوةُ الْقَوْمِ: أَلا هَلْ مِنْ فتى يَسُوق بالقوم غَزالاتِ الضُّحَى؟ وأَنشد أَبو عبيد لعُتَيبة بن الحرث الْيَرْبُوعِيُّ: تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ عَصْراً، ... فأَعْجَلْنا الغَزالةَ أَن تَؤُوبا وَيُقَالُ: فأَعجلنا الإِلاهةَ وَهِيَ المَهاة. وَيُقَالُ: جَاءَنَا فُلان فِي غَزالةِ الضُّحَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فأَشرفْتُ، الغزالةَ، رأْسَ حُزْوى ... أُراقِبُهم، وَمَا أَغْنَى قِبالا يَعْنِي الأَظْعانَ، وَنَصْبُ الْغَزَالَةِ عَلَى الظَّرْفِ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الْغَزَالَةُ فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ الشَّمْسُ، وتقديرُه عِنْدَهُ فأَشرفتُ طلوعَ الغَزالةِ، ورأْس حُزْوى مَفْعُولُ أَشْرَفْت، عَلَى مَعْنَى علَوْت أَي عَلَوْتُ رأْس حُزْوَى طُلُوعَ الشَّمْسِ، وجمعُ غَزالةِ الضُّحَى غَزالاتٌ؛ قَالَ: دَعَتْ سُلَيْمى دَعْوَةً: هَلْ مِنْ فَتًى ... يَسُوقُ بالقوم، غَزالاتِ الضُّحى؟ وغَزالَةُ والغَزالةُ: المرأَة الحَرُوريّة مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بأَحد هَذِهِ الأَشياء؛ قَالَ أَيْمُنُ بْنُ خُرَيم: أَقامَت غَزالةُ سُوقَ الضِّراب، ... لأَهْلِ العِراقَيْن، حَوْلًا قَمِيطا وَقَالَ آخَرُ: هلَّا كَرَرْتَ عَلَى غَزالَة فِي الوَغى؟ ... بَلْ كَانَ قَلْبُك فِي جَناحَيْ طَائِرِ «2» . وغَزالُ شَعْبانَ: ضربٌ مِنَ الْجَنَادِبِ. وغَزالٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ: أَقْرَرْت لمَّا أَن رأَيت عَدِيَّنا، ... ونَسِيت مَا قدّمْت يومَ غَزالِ وفَيْفاء غَزالٍ، وقَرْنُ غَزَالٍ: مَوْضِعَانِ. والغَزَالَةُ: عُشْبة مِنَ السُّطَّاح يَنْفَرِشُ عَلَى الأَرض يَخْرُجُ مِنْ وَسَطِهِ قَضِيبٌ طَوِيلٌ يُقْشَر وَيُؤْكَلُ حُلْوًا. ودمُ الغَزَال: نَبَاتٌ شَبِيهٌ بِنَبَاتِ الْبَقْلَةِ الَّتِي تُسَمَّى الطَّرْخُون، يُؤْكَلُ وَلَهُ حُروفة، وَهُوَ أَخضر وَلَهُ عِرق أَحمر مِثْلُ عِرْقِ الأَرْطاة تخطِّط بِمَائِهِ مَسَكاً حُمْراً فِي أَيديهن. وغَزال وغُزَيّل: اسْمَانِ.

_ (2). هذا البيت لعمران بن حِطّان يتهكم فيه الحجَّاج، وفي رواية أخرى: هلّا برزت إلى غزالة في الوغى

غسل: غَسَلَ الشَّيْءَ يَغْسِلُه غَسْلًا وغُسْلًا، وَقِيلَ: الغَسْلُ الْمَصْدَرُ مِنْ غَسَلْت، والغُسْل، بِالضَّمِّ، الِاسْمُ مِنَ الِاغْتِسَالِ، يُقَالُ: غُسْل وغُسُل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ: تَحْتَ الأَلاءة فِي نَوْعَيْنِ مِنْ غُسُلٍ، ... بَاتَا عَلَيْهِ بِتَسْحالٍ وتَقْطارِ يَقُولُ: يَسِيلُ عَلَيْهِ مَا عَلَى الشَّجَرَةِ مِنَ الْمَاءِ وَمَرَّةً مِنَ الْمَطَرِ. والغُسْل: تَمَامُ غَسل الْجَسَدِ كُلِّهِ، وَشَيْءٌ مَغْسول وغَسِيل، وَالْجَمْعُ غَسْلى وغُسَلاء، كَمَا قَالُوا قَتْلى وقُتَلاء، والأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ غَسالى. الْجَوْهَرِيُّ: مِلْحَفة غَسِيل، وَرُبَّمَا قَالُوا غَسِيلة، يَذْهَبُ بِهَا إِلى مَذْهَبِ النُّعُوتِ نَحْوَ النَّطِيحة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ يَذْهَبُ بِهَا مَذْهَبَ الأَسماء مِثْلَ النَّطِيحة والذَّبِيحة والعَصِيدة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَيِّتٌ غَسِيل فِي أَموات غَسْلى وغُسَلاء وَمَيِّتَةٌ غَسيل وغَسِيلة. الْجَوْهَرِيُّ: والمَغْسِل والمَغْسَل، بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا، مغسِل الْمَوْتَى. الْمُحْكَمُ: مَغْسِلُ الْمَوْتَى ومَغْسَلُهم مَوْضِعُ غَسْلهم، وَالْجَمْعُ المَغاسل، وَقَدِ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ. والغَسُول: الْمَاءُ الَّذِي يُغْتَسل بِهِ، وَكَذَلِكَ المُغتَسَل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَذَا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ ؛ والمُغْتَسل: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُغْتَسل فِيهِ، وَتَصْغِيرُهُ مُغَيْسِل، وَالْجَمْعُ المَغاسِلُ والمَغاسيل. وَفِي الْحَدِيثِ : وَضَعَتْ لَهُ غُسْلَه مِنَ الْجَنَابَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الغُسْلُ، بِالضَّمِّ، الْمَاءُ الْقَلِيلُ الَّذِي يُغْتَسل بِهِ كالأُكْل لِمَا يُؤْكَلُ، وَهُوَ الِاسْمُ أَيضاً مِنْ غَسَلْته. والغَسْل، بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ، وَبِالْكَسْرِ: مَا يُغْسل بِهِ مِنْ خِطْميّ وَغَيْرِهِ. والغِسل والغِسْلَة: مَا يُغْسَل بِهِ الرأْس مِنْ خِطْمِيٍّ وَطِينٍ وأُشْنان وَنَحْوِهِ، وَيُقَالُ غَسُّول؛ وأَنشد شَمِرٌ: فالرَّحْبَتانِ، فأَكنافُ الجَنابِ إِلى ... أَرضٍ يَكُونُ بِهَا الغَسُّول والرَّتَمُ وَقَالَ: تَرْعى الرَّوائِمُ أَحْرارَ الْبُقُولِ، وَلَا ... تَرْعى، كَرَعْيكُم، طَلْحاً وغَسُّولا أَراد بالغَسُّول الأُشنان وَمَا أَشبهه مِنَ الْحَمْضِ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: لَا مِثْلَ رعيكُم مِلْحاً وغَسُّولا وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دَارَةَ فِي الغِسْل: فَيَا لَيْلَ، إِن الغِسْلَ مَا دُمْتِ أَيِّماً ... عَلَيَّ حَرامٌ، لَا يَمَسُّنيَ الغِسْلُ أَي لَا أُجامع غَيْرَهَا فأَحتاج إِلى الغِسل طَمَعًا فِي تَزَوُّجِهَا. والغِسْلة أَيضاً: مَا تَجْعَلُهُ المرأَة فِي شَعْرِهَا عِنْدَ الِامْتِشَاطِ. والغِسْلة: الطِّيبُ؛ يُقَالُ: غِسْلةٌ مُطَرّاة، وَلَا تَقُلْ غَسْلة، وَقِيلَ: هُوَ آسٌ يُطَرَّى بأَفاوِيهَ مِنَ الطِّيبِ يُمْتَشط بِهِ. واغْتَسَلَ بالطِّيب: كَقَوْلِكَ تضَمَّخ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والغَسُول: كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْت بِهِ رأْساً أَو ثَوْبًا أَو نَحْوَهُ. والمَغْسِل: مَا غُسِل فِيهِ الشَّيْءُ. وغُسالة الثَّوْبِ: مَا خَرَجَ مِنْهُ بالغَسْل. وغُسالةُ كُلِّ شَيْءٍ: ماؤُه الَّذِي يُغْسَل بِهِ. والغُسالة: مَا غَسَلْت بِهِ الشَّيْءَ. والغِسْلِينُ: مَا يُغْسَلُ مِنَ الثَّوْبِ وَنَحْوِهِ كالغُسَالَة.

والغِسْلِينُ فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ: مَا يَسِيل مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ كَالْقَيْحِ وَغَيْرِهِ كأَنه يُغْسل عَنْهُمْ؛ التَّمْثِيلُ لِسِيبَوَيْهِ وَالتَّفْسِيرُ لِلسِّيرَافِيِّ، وَقِيلَ: الغِسْلِينُ مَا انْغَسل مِنْ لُحُومِ أَهل النَّارِ وَدِمَائِهِمْ، زِيدَ فِيهِ الْيَاءُ وَالنُّونُ كَمَا زِيدَ فِي عِفِرِّين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عِنْدَ ابْنِ قُتَيْبَةَ أَن عِفِرِّين مِثْلُ قِنَّسْرِين، والأَصمعي يَرَى أَن عِفِرِّين مُعْرَبٌ بِالْحَرَكَاتِ فَيَقُولُ عفرينٌ بِمَنْزِلَةِ سِنينٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: غِسْلِينٌ شَدِيدُ الْحَرِّ، قَالَ مُجَاهِدٌ: طَعَامٌ مِنْ طَعَامِ أَهل النَّارِ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هُوَ مَا أَنْضَجَت النَّارُ مِنْ لُحُومِهِمْ وسَقَط أَكَلوه، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الغِسْلِينُ والضَّرِيعُ شَجَرٌ فِي النَّارِ، وَكُلُّ جُرْح غَسَلْتَه فَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلِينٌ، فِعْلِينٌ مِنَ الغَسْل مِنَ الْجَرْحِ والدبَر؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنه مَا يَسِيل مِنْ صَدِيدِ أَهل النَّارِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: اشْتِقَاقُهُ مِمَّا يَنْغَسِل مِنْ أَبدانهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: شَرابُه الحميمُ والغِسْلِينُ ، قَالَ: هُوَ مَا يُغْسَل مِنْ لُحُومِ أَهل النَّارِ وصَدِيدهم. وغَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ: حَنْظَلَةُ بْنُ أَبي عَامِرٍ الأَنصاري، وَيُقَالُ لَهُ: حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّاهِبِ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُد وغَسَّلَتْه الْمَلَائِكَةُ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رأَيت الْمَلَائِكَةَ يُغَسِّلونه وَآخَرِينَ يَسْتُرونه ، فسُمِّي غَسِيل الْمَلَائِكَةِ، وأَولاده يُنْسَبون إِليه: الغَسيلِيِّين، وَذَلِكَ أَنه كَانَ أَلمَّ بأَهله فأَعجلَه النَّدْبُ عَنِ الاغتِسال، فَلَمَّا استُشْهِد رأَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الملائكةَ يُغَسِّلونه، فأَخبر بِهِ أَهله فذَكَرَتْ أَنه كَانَ أَلمَّ بِهَا. وغَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَي إِثْمَك يَعْنِي طهَّرك مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: واغْسِلْني بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ أَي طَهِّرْني مِنَ الذُّنُوبِ، وذِكْرُ هَذِهِ الأَشياء مُبَالَغَةٌ فِي التَّطْهِيرِ. وغَسَلَ الرجلُ المرأَة يَغْسِلُها غَسْلًا: أَكثر نِكَاحَهَا، وَقِيلَ: هُوَ نكاحُه إِيّاها أَكْثَرَ أَو أَقَلَّ، وَالْعَيْنُ الْمُهْمَلَةُ فِيهِ لُغَةٌ. وَرَجُلٌ غُسَلٌ: كَثِيرُ الضِّراب لامرأَته؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وَقْع الوَبِيل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ واغْتَسَلَ وبَكَّرَ وابتكر فيها ونِعْمَت ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَكثر النَّاسِ يَذْهَبُونَ إِلى أَن مَعْنَى غَسَّلَ أَي جَامَعَ أَهله قَبْلَ خُرُوجِهِ لِلصَّلَاةِ لأَن ذَلِكَ يَجْمَعُ غضَّ الطَّرْف فِي الطَّرِيقِ، لأَنه لَا يُؤْمَن عَلَيْهِ أَن يَرَى فِي طَرِيقِهِ مَا يَشْغل قلْبَه؛ قَالَ: وَيَذْهَبُ آخَرُونَ إِلى أَن مَعْنَى قَوْلِهِ غَسَّلَ توضأَ لِلصَّلَاةِ فغَسَلَ جَوَارِحَ الْوُضُوءِ، وثُقِّل لأَنه أَراد غَسْلًا بَعْدَ غَسْل، لأَنه إِذا أَسبغ الْوُضُوءَ غَسَلَ كُلَّ عُضْوٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ اغْتَسَلَ بَعْدَ ذَلِكَ غُسْلَ الْجُمُعَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مُخَفَّفًا مِنْ غَسَلَ، بِالتَّخْفِيفِ، وكأَنه الصَّوَابُ مِنْ قَوْلِكَ غَسَلَ الرجلُ امرأَتَه وغَسَّلَها إِذا جَامَعَهَا؛ وَمِثْلُهُ: فَحْلٌ غُسَلَةٌ إِذا أَكثر طَرْقَها وَهِيَ لَا تَحْمِل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ غَسَلَ الرجلُ امرأَتَه، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، إِذا جَامَعَهَا، وَقِيلَ: أَراد غَسَّلَ غيرَه واغْتَسَلَ هُوَ لأَنه إِذا جَامَعَ زَوْجَتَهُ أَحْوَجَها إِلى الغُسْل. وَفِي الْحَدِيثِ : مَنْ غَسَلَ الميِّتَ فلْيَغْتَسِلْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ لَا أَعلم أَحداً مِنَ الْفُقَهَاءِ يُوجِبُ الِاغْتِسَالَ مِنْ غُسْل الْمَيِّتِ وَلَا الْوُضُوءَ مِنْ حَمْلِه، وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ الأَمر فِيهِ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الغُسْل مِنْ غسْل الْمَيِّتِ مَسْنُونٌ، وَبِهِ يَقُولُ الْفُقَهَاءُ؛ قَالَ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وأُحِبُّ الغُسْل من غسْلِ الميِّت، وَلَوْ صَحَّ الْحَدِيثُ قُلْتُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ

رَبِّهِ: وأُنْزِلُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُه الْمَاءُ تقرؤُه نَائِمًا ويَقْظانَ ؛ أَراد أَنه لَا يُمْحَى أَبداً بَلْ هُوَ مَحْفُوظٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتوا الْعِلْمَ، لَا يأْتيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، وَكَانَتِ الْكُتُبُ الْمُنَزَّلَةُ لَا تُجْمَع حِفْظاً وإِنما يُعْتَمَدُ فِي حِفْظِهَا عَلَى الصُّحُفِ، بِخِلَافِ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ فإِن حُفَّاظَه أَضعاف مُضَاعَفَةٌ لصُحُفِه، وَقَوْلُهُ تقرؤُه نَائِمًا وَيَقْظَانَ أَي تَجْمَعُهُ حِفْظًا فِي حَالَتَيِ النَّوْمِ وَالْيَقَظَةِ، وَقِيلَ: أَراد تقرؤُه فِي يُسْرٍ وَسُهُولَةٍ. وغَسَلَ الفحلُ الناقةَ يَغْسِلُها غَسْلًا: أَكثر ضِرابها. وَفَحْلٌ غِسْلٌ وغُسَلٌ وغَسِيل وغُسَلة، مِثَالُ هُمَزة، ومِغْسَلٌ: يُكْثِرُ الضِّرَابَ وَلَا يُلَقِّحُ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا عَرِق: قَدْ غُسِلَ وَقَدِ اغْتَسَلَ؛ وأَنشد: وَلَمْ يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَل وَقَالَ آخَرُ: وكلُّ طَمُوحٍ فِي العِنانِ كأَنها، ... إِذا اغْتَسَلَتْ بِالْمَاءِ، فَتْخاءُ كاسِرُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَا تَذْكُروا حُلَلَ المُلوك فإِنكم، ... بَعْدَ الزُّبَيْر، كحائضٍ لَمْ تُغْسَل أَي تغتَسِل. وَفِي حَدِيثِ الْعَيْنِ: العَيْنُ حَقٌّ فإِذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلوا أَي إِذا طَلَبَ مَن أَصابته «1» العينُ مِنْ أَحد جَاءَ إِلى الْعَائِنِ بقدَح فِيهِ مَاءٌ، فيُدْخل كَفَّهُ فِيهِ فَيَتَمَضْمَضُ، ثُمَّ يمجُّه فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُسْرَى فَيَصُبُّ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى فَيَصُبُّ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يُدْخِلُ يدَه الْيُسْرَى فَيَصُبُّ عَلَى مِرْفَقِهِ الأَيمن، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى فَيَصُبُّ عَلَى مِرْفَقِهِ الأَيسر، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُسْرَى فَيَصُبُّ عَلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى فَيَصُبُّ عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُسْرَى فَيَصُبُّ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ الْيُمْنَى فَيَصُبُّ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يَغْسِلُ دَاخِلَةَ الإِزارِ، وَلَا يوضَع القدحُ عَلَى الأَرض، ثُمَّ يُصَبُّ ذَلِكَ الْمَاءُ المستعمَل عَلَى رأْس الْمُصَابِ بِالْعَيْنِ مِنْ خلفِه صبَّة وَاحِدَةً فيبرأُ بإِذن اللَّهِ تَعَالَى. وغَسَلَه بالسَّوط غَسْلًا: ضرَبه فأَوجعه. والمَغَاسِلُ: مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ أَوْدِية قِبَل الْيَمَامَةِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَقَدْ نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهلُك حِيرةً، ... مَحَلَّ الملوكِ نُقْدة فالمَغَاسِلا وذاتُ غِسْل: مَوْضِعٌ دُونَ أَرض بَنِي نُمَير؛ قَالَ الرَّاعِي: أَنَخْنَ جِمالَهنَّ بِذَاتِ غِسْلٍ ... سَراةُ الْيَوْمِ يَمْهَدْن الكُدونا ابْنُ بَرِّيٍّ: والغَاسُول جَبَلٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَظَلُّ إِلى الغَاسُول تَرعى، حَزينَةً، ... ثَنايا بِراقٍ ناقتِي بالحَمالِق وغَاسِلٌ وغَسْوِيل: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ: تَرْعَى الرَّوائمُ أَحْرارَ البُقول بِهَا، ... لَا مِثْلَ رَعْيِكُمُ مِلْحاً وغَسْوِيلا والغَسْوِيل وغَسْوِيل: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي السِّبَاخِ، وَعَلَى وَزْنِهِ سَمْوِيل، وَهُوَ طَائِرٌ.

_ (1). قوله [أَيْ إِذَا طَلَبَ مَنْ أصابته] هكذا في الأصل بدون ذكر جواب إذا. وعبارة النهاية: أَيْ إِذَا طَلَبَ مَنْ أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه. كان من عادتهم أن الإنسان إذا أصابته عين مِنْ أَحَدٍ جَاءَ إِلَى العائن بقدح إلى آخر ما هنا

غسبل: غَسْبَلَ الماءَ: ثَوَّرَه. غضل: اغْضَأَلَّت الشَّجَرَةُ: لُغَةٌ فِي اخضأَلَّت. واغْضأَلَّ الشَّجَرُ: كَثُرَتْ أَغصانه واشتدَّ الْتِفَافُهَا؛ قَالَ: كأَنَّ زِمامها أَيْمٌ شُجاعٌ، ... تَرَأَّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه همَز الأَلف عَلَى قولهم احْمأَرَّ ونحوه. غطل: غَطَلَت السَّمَاءُ وأَغْطَلَت: أَطبق دَجْنُها. وغَطِلَ الليلُ غَطَلًا: الْتَبَستْ ظلمتُه. والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ: الظُّلْمَةُ الْمُتَرَاكِمَةُ. وغَيْطَلة الليلِ: الْتِجاجُ سوادِه. والغَيْطَلَةُ: الْتِباسُ الظَّلَامِ وتراكُمُه؛ وأَنشد: وَقَدْ كَسانا لَيْلُه غَيَاطِلا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَرَزْدَقِ فِي الغَيْطَلة الظُّلْمَةِ: والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ أَبو عُبَيْدٍ: المُغْطَئِلُّ الراكبُ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: الغَيطَلةُ الْتِفافُ النَّاسِ، وَيُقَالُ الغَيْضةُ. الْمُحْكَمُ: والغَيْطلُ والغَيْطلةُ الشجرُ الْكَثِيرُ الملْتَفّ، وَكَذَلِكَ الْعُشْبُ، وَقِيلَ: هُوَ اجْتِمَاعُ الشَّجَرِ وَالْتِفَافُهُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فظَلَّ يُرَنَّحُ فِي غَيْطَلٍ، ... كَمَا يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر تَرَنَّحَ: تمايَل مِنْ سُكْرٍ أَو غَيْرِهِ. والغَيْطَلُ: جَمْعُ غَيْطَلة. والغَيْطَلةُ: الأَجَمة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَيْطَلةُ جَمَاعَةُ الشَّجَرِ وَالْعُشْبِ، قَالَ: وَكُلُّ مُلْتَفٍّ مُخْتلِط غَيْطلة، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ مَرَّةً بالغَيْطلة جماعةَ الظُّرَفَاءِ؛ وأَما قَوْلُ زُهَيْرٌ: كَمَا استَغاثَ، بِسَيءٍ، فَزُّ غَيْطلةٍ، ... خافَ العُيونَ، فَلَمْ يُنْظَرْ بِهِ الحَشَكُ فَيُقَالُ: هِيَ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ أَي وَلَدَتْهُ أُمُّه فِي غَيْطلة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الغَيْطَلةُ الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الْبَقَرَةُ فَلَمْ يخُصَّ الوحشيةَ مِنْ غَيْرِهَا. والغَيْطَلةُ: واحدةُ الغَياطِل، وَهِيَ ذَوَاتُ اللَّبَنِ مِنَ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ. والغَيْطَلةُ: ازدحامُ النَّاسِ، يُقَالُ: أَتانا فِي غَيْطَلةٍ أَي فِي زَحْمَةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: بِغَيْطَلةٍ إِذا الْتَفَّتْ عَلَيْنَا، ... نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يَوْمَ الظَّعْن. والغَيْطَلةُ: الأَكل وَالشُّرْبُ والفَرَح بالأَمْنِ. والغَيْطَلةُ: المالُ المُطْغي. والغَيْطَلةُ: الصوتُ والجلَبةُ، تَقُولُ: سَمِعْتُ غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم. وغَيْطَلة الْحَرْبِ: كثرةُ أَصواتها وغُبارِها. وغَيْطَلوا فِي الْحَدِيثِ: أَفاضوا فِيهِ وَارْتَفَعَتْ أَصواتهم بِهِ؛ عَنِ الهَجَرِيّ. والغَيْطَلةُ: اجتماعُ النَّاسِ وَالْتِفَافُهُمْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغَيْطَلةُ: الْجَمَاعَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: الغُوطالةُ الرَّوْضةُ. والغَيْطَلةُ: غَلَبَةُ النُّعَاسِ. والغَيْطَلُ: السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل؛ عن كراع. غفل: غَفَلَ عَنْهُ يَغْفُلُ غُفولًا وغَفْلةً وأَغْفَلَه عَنْهُ غيرُه وأَغْفَلَه: تركَه وَسَهَا عَنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الغُفول: فَآبَكَ هَلًّا واللَّيالي بِغِرَّةٍ ... تَدُورُ، وَفِي الأَيام عَنْكَ غُفُولُ «2».

_ (2). قوله [فابك هلا إلخ] كذا في الأصل

وأَغْفَلْتُ الرَّجُلَ: أَصبْتُه غَافِلًا، وَعَلَى ذَلِكَ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَ عَلَى الظَّاهِرِ لَوَجَبَ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ وَاتَّبَعَ هَواهُ، بِالْفَاءِ دُونَ الْوَاوِ؛ وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ: مَنْ جَعَلْناه غَافِلًا، وَكَلَامُ الْعَرَبِ أَكثرُه أَغْفَلْته سَمَّيْتُهُ غافِلًا، وأَحْلَمْتُه سَمَّيْتُهُ حَليماً، قَالَ: وفعلَ هُوَ وأَفْعَلته أَنا، أَكثرُ اللُّغَةِ ذهَب وأَذْهَبْته، هَذَا أَكثر الْكَلَامِ، وفَعَّلْت أَكْثَرْتُ ذَلِكَ فِيهِ مِثْلُ غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها، وأَفْعَلْتُ يَجيءُ مكانَ فَعَّلْت مِثْلُ مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَمينَه أَي جَعَلْناه غَافِلًا عَنْ يَمِينِهِ بِسَبَبِ سُؤَالِنا، وَقِيلَ: سأَلْناه وَقْتَ شُغْله وَلَمْ نَنْتَظِرْ فَرَاغَهُ. يُقَالُ: تغَفَّلْته واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته. وَيُقَالُ: هُوَ فِي غَفَلٍ مِنْ عَيشِه أَي فِي سَعَةٍ؛ أَبو الْعَبَّاسِ: الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ. ونَعَمٌ أَغْفَالٌ: لَا لِقْحةَ فِيهَا وَلَا نَجِيب. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: لَنَا نَعَمٌ أَغْفَالٌ مَا تَبِضُّ؛ يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مَالِهِمْ. وَقَالَ شَمِرٌ: إِبل أَغْفَالٌ لا سِماتِ عليها، وقِداحٌ أَغْفَالٌ. سِيبَوَيْهِ: غَفَلْتُ صِرْتُ غَافِلًا. وأَغْفَلْتُه وغَفَلْت عَنْهُ: وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تَرَكْتُهُ عَلَى ذُكْرٍ. قَالَ اللَّيْثُ: أَغْفَلْت الشَّيْءَ تَرَكْتَهُ غَفَلًا وأَنت لَهُ ذَاكِرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ* ؛ يَصْلُحُ أَن يَكُونَ، وَاللَّهُ أَعلم، كَانُوا فِي تَرْكِهِمِ الإِيمانَ بِاللَّهِ والنظرَ فِيهِ والتدبُّرَ لَهُ بِمَنْزِلَةِ الغافِلين، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ وَكَانُوا عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ مِنَ الإِثابة عَلَيْهِ غافِلين، وَالِاسْمُ الغَفْلة والغَفَل؛ قَالَ: إِذْ نحْنُ فِي غَفَلٍ، وأَكْبَرُ هَمِّنا ... صِرْفُ النَّوَى، وفِراقُنا الجِيرانا وَفِي الْحَدِيثِ : مَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ بِهِ قَلْبُهُ وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهِ حَتَّى تَصِيرَ فِيهِ غَفْلة. والتَّغافُلُ: تَعمُّدُ الغَفْلة عَلَى حدِّ مَا يَجِيءُ عَلَيْهِ هَذَا النَّحْوُ. وتَغَافَلْت عَنْهُ وتَغَفَّلْتُه إِذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ غَفَلْت فِيهِ وأَغْفَلْتُه. والتَّغْفِيل: أَن يَكْفِيَكَ صاحبُك وأَنت غافِلٌ لَا تَعْنَى بِشَيْءٍ. والتَّغَفُّل: خَتْلٌ فِي غَفْلة. والمُغَفَّلُ: الَّذِي لَا فِطْنة لَهُ. والغَفُول مِنَ الإِبل: البَلْهاء التي لا تمنع مِنْ فَصِيل يَرْضَعُهَا وَلَا تُبَالِي منْ حَلبها. والغُفْل: المُقيّد الَّذِي أُغْفِل فَلَا يُرْجَى خيرُه وَلَا يُخْشَى شَرُّهُ، وَالْجَمْعُ أَغْفال. والأَغْفَالُ: المَواتُ. والغُفْلُ: سَبْسَبٌ مَيّتة لَا علامةَ فِيهَا؛ وأَنشد: يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفَالِ وكلُّ مَا لَا عَلَامَةَ فِيهِ وَلَا أَثر عِمَارَةٌ مِنَ الأَرضين والطُّرقِ وَنَحْوِهَا غُفْلٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي كِتَابِهِ لأُكَيْدِرَ: إِنّ لَنَا الضاحيةَ والمَعامِيَ وأَغْفَالَ الأَرض أَي الْمَجْهُولَةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا أَثر يُعْرَفُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَرض أَغْفَالٌ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا غُفْلًا. وبلادٌ أَغْفالٌ: لَا أَعلام فِيهَا يُهتدى بِهَا، وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا لَا سِمَةَ عَلَيْهِ مِنَ الإِبل وَالدَّوَابِّ. وَدَابَّةٌ غُفْل: لَا سِمَةَ عَلَيْهَا. وَنَاقَةٌ غُفْل: لَا تُوسَم لِئَلَّا تَجِب عَلَيْهَا صَدَقَةٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِزِ: لَا عيشَ إِلَّا كلُّ صَهْباءَ غُفُلْ ... تَناوَلُ الحوضَ، إِذا الْحَوْضُ شُغِلْ

وَقَدْ أَغْفَلْتُها إِذا لَمْ تَسِمْها. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن نَفاذة الأَسْلَمي قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي؟ أَي صاحبُ إِبلٍ أَغْفالٍ لَا سِمَاتِ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَةَ: وَلَنَا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفَالٌ لَا سِمَاتِ عَلَيْهَا ، وَقِيلَ: الأَغْفال هَاهُنَا الَّتِي لَا أَلبانَ لَهَا، وَاحِدُهَا غُفْل، وَقِيلَ: الغُفْل الَّذِي لَا يُرجى خَيْرُهُ وَلَا يُخْشَى شَرُّهُ. وقِدْحٌ غُفْل: لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا نَصِيبَ لَهُ وَلَا غُرْم عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قِداحٌ غُفْلٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ لَيْسَتْ فِيهَا فُروضٌ وَلَا لَهَا غُنْم وَلَا عَلَيْهَا غُرْم، وَكَانَتْ تُثَقَّل بِهَا القِداحُ كَرَاهِيَةَ التُّهَمَة، يَعْنِي بِتُثَقَّلُ تُكَثَّرُ، قَالَ: وَهِيَ أَربعة: أَولها المُصَدَّرُ ثُمَّ المُضَعَّف ثُمَّ المَنِيح ثُمَّ السَّفيح. وَرَجُلٌ غُفْل: لَا حسَب لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَعْرِفُ مَا عِنْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يجرِّب الأُمور. وَشَاعِرٌ غُفْل: غَيْرُ مُسَمًّى وَلَا مَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ أَغْفال. وشِعْر غُفْل: لَا يُعْرَفُ قَائِلُهُ. وأَرض غُفْل: لَمْ تُمْطَر. وغَفَلَ الشيءَ: ستَره. وغُفْل الإِبل، بِسُكُونِ الْفَاءِ: أَوبارُها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمَغْفَلة: العَنْفَقة؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَوَرَدَتْ فِي الْحَدِيثِ وَهِيَ جَانِبَا العَنْفَقة، رُوِيَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ: عَلَيْكَ بالمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَنْشَلةُ مَوْضِعُ حَلْقَةِ الْخَاتَمِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: رأَى رَجُلًا يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: عَلَيْكَ بالمَغْفَلةِ ؛ هِيَ العَنْفقة يُرِيدُ الِاحْتِيَاطَ فِي غَسْلِهَا فِي الْوُضُوءِ، سُمِّيَتْ مَغْفَلة لأَن كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يُغْفلُ عَنْهَا. وغَافِلٌ وغَفْلة: اسْمَانِ. وَبَنُو غُفَيْلة وَبَنُو المُغَفَّل: بُطون، والله أَعلم. غلل: الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كُلُّهُ: شِدَّةُ الْعَطَشِ وَحَرَارَتُهُ، قلَّ أَو كَثُرَ؛ رَجُلٌ مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بَيِّنُ الغُلّة. وَبَعِيرٌ غالٌّ وغَلَّانُ، بِالْفَتْحِ: عَطْشَانُ شَدِيدُ الْعَطَشِ. غُلَّ يُغَلٌّ غَلَلًا، فَهُوَ مَغْلول، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: غَلَّ يَغَلّ غُلّة واغْتَلّ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ حَرَارَةُ الْحُزْنِ وَالْحُبِّ غَلِيلًا. وأَغَلّ إِبلَه: أَساءَ سَقْيَها فصدَرَت وَلَمْ تَرْوَ. وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا لَمْ يَقْضِ رِيَّه. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتها وَلَمْ تُرْوِهَا فَهِيَ عالَّة، بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها وَلَمْ تُرْوِهَا، بِالْغَيْنِ، مِنَ الغُلَّة وَهِيَ حَرَارَةُ الْعَطَشِ، وَهِيَ إِبل غالَّة؛ وَقَالَ نَصْرٌ الرَّازِيُّ: إِذا صدَرَت الإِبلُ عِطاشاً قُلْتَ صَدَرَتْ غالَّة وغَوالَّ، وَقَدْ أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالًا إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها وَلَمْ تَرْوِهَا وَصَدَرَتْ غَوالَّ، الْوَاحِدَةُ غالَّة؛ وكأَن الرَّاوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ غَلِطَ فِي رِوَايَتِهِ. والغَلِيلُ: حَرُّ الْجَوْفِ لَوْحاً وامْتِعاضاً. والغِلُّ، بِالْكَسْرِ، والغَلِيلُ: الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد وَالْحَسَدُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: حَقِيقَتُهُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَنه لَا يَحْسُدُ بَعْضُ أَهل الْجَنَّةِ بَعْضًا فِي عُلُوِّ الْمَرْتَبَةِ لأَن الْحَسَدَ غِلٌّ وَهُوَ أَيضاً كَدر، وَالْجَنَّةُ مبرّأَة مِنْ ذَلِكَ، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بِالْكَسْرِ، غِلًّا إِذا كَانَ ذَا غِشٍّ أَو ضِغْن وَحِقْدٍ. وَرَجُلٌ مُغِلٌّ: مُضِبٌّ عَلَى حِقْدٍ وغِلٍّ. وغَلَّ يَغُلُّ غُلولًا وأَغَلَّ: خانَ؛ قَالَ النَّمِرُ: جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابْنَةَ نَوْفَلٍ ... جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْخَوْنَ فِي الفَيء والمَغْنم. وأَغَلَّه:

خَوّنه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَمْ نَسْمَعْ فِي المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولًا، وَقُرِئَ: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يُغَلَ ، فَمَنْ قرأَ يَغُلّ فَمَعْنَاهُ يَخُون، وَمَنْ قرأَ يُغَلّ فَهُوَ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ: أَحدهما يُخان يَعْنِي أَن يُؤْخَذَ مِنْ غَنِيمَتِهِ، وَالْآخَرُ يخوَّن أَي يُنْسَبُ إِلى الغُلول، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ، يُرِيدُونَ يسرَّق؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: جُعِلَ يُغَلُّ بِمَعْنَى يُغَلَّل، قَالَ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فِي فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت أَدخلت ذَلِكَ فِيهِ، وفَعَّلْت كثَّرت ذَلِكَ فِيهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَائِزٌ أَن يَكُونَ يُغَلّ مِنْ أَغْلَلْت بِمَعْنَى يُغَلَّلُ أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لَا يكذِّبونك، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئا جَمِيعًا أَن يَغُلَّ وأَن يُغَلَّ، فَمَنْ قَالَ أَن يَغُلَّ فَالْمَعْنَى مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَخُون أُمّته، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ أَن الغَنائم جَمَعَهَا سَيِّدُنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزَاة فَجَاءَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا: لَا تُقَسِّمْ غَنَائِمَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: لَوْ أَفاء اللَّهُ عَلَيَّ مِثْلَ أُحُد ذَهَبًا مَا مَنَعْتُكُمْ دِرْهَمًا، أَترَوْنني أَغُلُّكم مَغْنَمكم؟ قَالَ: وَمَنْ قرأَ أَن يُغَلَّ فَهُوَ جَائِزٌ عَلَى ضرْبين: أَحدهما مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُله أَصحابه أَي يُخَوِّنُوهُ، وَجَاءَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لأَعْرِفَنّ أَحدكم يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ شَاةٌ قَدْ غَلَّها، لَهَا ثُغاءٌ، ثُمَّ قَالَ أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَكُونَ يُغَلّ يخوَّن، وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء وَيُونُسُ يَخْتَارَانِ: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ، قَالَ يُونُسُ: كَيْفَ لَا يُغَلّ؟ بَلَى وَيُقْتَلُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغُلُول مِنَ المَغْنَم خَاصَّةً وَلَا نَرَاهُ مِنَ الْخِيَانَةِ وَلَا مِنَ الحِقْد، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنه يُقَالُ مِنَ الْخِيَانَةِ أَغَلَّ يُغِلُّ، وَمِنَ الحِقْد غَلَّ يَغِلُّ، بِالْكَسْرِ، وَمِنَ الغُلول غَلَّ يَغُلُّ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَلَّ أَن نَجِدَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا كَانَ لِفُلَانٍ أَن يُضْرَب عَلَى أَن يَكُونَ الْفِعْلُ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وإِنما نَجِدُهُ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ، كَقَوْلِكَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَكْذِب، وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَخُون، وَمَا كَانَ لمُحرِم أَن يلبَس، قَالَ: وَبِهَذَا تَعْلَمُ صِحَّةَ قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ، عَلَى إِسناد الْفِعْلِ لِلْفَاعِلِ دُونَ الْمَفْعُولِ؛ قَالَ: وَالشَّاهِدُ عَلَى قَوْلِهِ يُقال مِنَ الْخِيَانَةِ أَغَلَّ يُغِلُّ قَوْلُ الشَّاعِرُ: حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، وَلَمْ تَكُنْ ... للغَدْر خَائِنَةً مُغِلّ الإِصبع وَفِي الْحَدِيثِ : أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْلى فِي صُلْح الحُدَيْبية: أَن لَا إِغْلال وَلَا إِسْلال ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال السَّرِقة، وَقِيلَ: الإِغلال السَّرِقَةُ، أَي لَا خِيَانَةَ وَلَا سَرِقَةَ، وَيُقَالُ: لَا رِشْوة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الغُلول فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ فِي المَغْنم وَالسَّرِقَةِ مِنَ الغَنيمة؛ وكلُّ مَنْ خَانَ فِي شَيْءٍ خُفْية فَقَدْ غَلَّ، وَسُمِّيَتْ غُلُولًا لأَن الأَيدي فِيهَا مَغْلُولة أَي مَمْنُوعَةٌ مَجْعُولٌ فِيهَا غُلّ، وَهُوَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَجْمَعُ يَدَ الأَسير إِلى عُنقه، وَيُقَالُ لَهَا جامِعَة أَيضاً، وأَحاديث الغُلول فِي الْغَنِيمَةِ كَثِيرَةٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: رَجُلٌ مُغِلّ مُسِلّ أَي صَاحِبُ خِيَانَةٍ وسَلَّةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ شُرَيْحٍ: لَيْسَ عَلَى المُستعير غَيْرُ المُغِلّ وَلَا عَلَى المُستودَع غَيْرُ المُغِلّ ضَمان، إِذا لَمْ يَخُن فِي العارِيَّة والوَدِيعة فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ، مِنَ الإِغْلال الخِيانةِ، يَعْنِي الْخَائِنَ، وَقِيلَ: المُغِلُّ هَاهُنَا المُسْتَغِلُّ وأَراد بِهِ الْقَابِضَ لأَنه بالقَبْض يَكُونُ مُسْتَغِلًّا، قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَوَّل الوَجْه؛ وَقِيلَ: الإِغْلال الْخِيَانَةُ وَالسَّرِقَةُ الْخَفِيَّةُ، والإِسْلال مِنْ سَلّ البعيرَ وغيرَه فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِذا انْتَزَعَهُ مِنْ الإِبل وَهِيَ السَّلَّة، وَقِيلَ: هُوَ الغارة

الظاهرة، يقال: غَلَّ يَغُلُّ وسَلّ يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فَمَعْنَاهُ صَارَ ذَا غُلول وسَلَّة، وَيَكُونُ أَيضاً أَن يُعِينَ غَيْرَهُ عَلَيْهِمَا، وَقِيلَ: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ السُّيُوفِ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثٌ لا يُغِلُّ عليهن قلبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، ومُناصَحة ذَوِي الأَمْر، وَلُزُومُ جماعة المسلمين فإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحيط مِنْ وَرَائِهِمْ ؛ قِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ أَي لَا يَكُونُ مَعَهَا فِي قَلْبِهِ غِشّ ودَغَل ونِفاق، وَلَكِنْ يَكُونُ مَعَهَا الإِخلاص فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرُوِيَ: لَا يَغِلُّ وَلَا يُغِلُّ، فَمَنْ قَالَ يَغِلُّ، بِالْفَتْحِ لِلْيَاءِ وَكَسْرِ الْغَيْنِ، فإِنه يَجْعَلُ ذَلِكَ مِنَ الضِّغْن والغِلّ وَهُوَ الضِّغْن والشَّحْناء، أَي لَا يَدْخُلُهُ حِقْد يُزيله عَنِ الْحَقِّ، وَمَنْ قَالَ يُغِلُّ، بِضَمِّ الْيَاءِ، جَعَلَهُ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ وأَما غَلَّ يَغُلُّ غُلُولًا فإِنه الْخِيَانَةُ فِي المَغْنَم خَاصَّةً، والإِغْلال: الْخِيَانَةُ فِي المَغانم وَغَيْرِهَا. وَيُقَالُ مِنَ الغِلّ: غَلَّ يَغِلُّ، وَمِنَ الغُلول: غَلَّ يَغُلُّ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: غَلَّ الرجلُ يَغُلُّ إِذا خَانَ لأَنه أَخْذ شَيْءٍ فِي خَفاء، وَكُلُّ مَنْ خَانَ فِي شَيْءٍ فِي خَفَاءٍ فَقَدْ غَلَّ يَغُلُّ غُلولًا، وَكُلُّ مَا كَانَ فِي هَذَا الْبَابِ رَاجِعٌ إِلى هَذَا، مِنْ ذَلِكَ الْغَالُّ، وَهُوَ الْوَادِي الْمُطَمْئِنُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ، وَجَمْعُهُ غُلَّان، وَمِنْ ذَلِكَ الغِلّ وَهُوَ الحِقْد الكامِن؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ لَا يُغِلّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ، قَالَ: وَيُرْوَى يَغِلُ، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الوُغول الدُّخُولُ فِي الشَّيْءِ، قَالَ: وَالْمَعْنَى أَن هَذِهِ الخِلال الثَّلَاثَ تُستصلَح بِهَا الْقُلُوبُ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا طهُر قَلْبُهُ مِنَ الدَّغَل وَالْخِيَانَةِ وَالشَّرِّ، قَالَ: وَعَلَيْهِنَّ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ تَقْدِيرُهُ لَا يَغِلُ كَائِنًا عَلَيْهِنَّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: غَلَلْتم وَاللَّهِ أَي خُنْتم فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَلَمْ تَصْدُقوه. ابْنُ الأَعرابي فِي النَّوَادِرِ: غُلَّ بصرُ فُلَانٍ حَادَ عَنِ الصَّوَابِ مِنْ غَلَّ يَغِلُّ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ ثلاث لا يَغِلُّ عليهن قلبُ امرئ أَي لَا يَحِيدُ عَنِ الصَّوَابِ غَاشًّا. وأَغَلَّ الخطيبُ إِذا لَمْ يُصِبْ فِي كَلَامِهِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: خُطباء لَا خُرْق وَلَا غُلل، إِذا ... خُطَبَاءُ غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها وأَغَلَّ فِي الجِلْد: أَخذ بَعْضَ اللَّحْمِ والإِهابَ. يُقَالُ: أَغْلَلْت الْجِلْدَ إِذا سَلَخْتَهُ وأَبقيت فِيهِ شَيْئًا مِنَ الشَّحم، وأَغْلَلْت فِي الإِهاب سَلَخْتَهُ فَتَرَكْتَ عَلَى الْجِلْدِ اللَّحْمَ. والغَلَل: اللَّحْمُ الَّذِي تُرِكَ عَلَى الإِهاب حِينَ سُلِخَ. وأَغَلَّ الْجَازِرُ فِي الإِهاب إِذا سلَخ فَتَرَكَ مِنَ اللَّحْمِ ملتزِقاً بالإِهاب. والغَلَل: دَاءٌ فِي الإِحليل مِثْلُ الرَّفَقِ، وَذَلِكَ أَن لَا يَنْفُض الْحَالِبُ الضَّرْع فَيَتْرُكَ فِيهِ شَيْئًا مِنَ اللَّبَنِ فَيَعُودُ دَمًا أَو خَرَطاً. وغَلَّ فِي الشَّيْءِ يَغُلُّ غُلولًا وانْغَلَّ وتَغَلَّلَ وتَغَلْغَلَ: دَخَلَ فِيهِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْجَوَاهِرِ والأَعراض؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِناس: يُحَفِّرُه عَنْ كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ، ... وَعَنْ كُلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرى مُتَغَلْغِل «3» . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ فِي العَرَض رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ شُيُوخِهِ: تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ فِي فُؤادي، ... فَبادِيه مَعَ الْخَافِي يَسِيرُ وغَلَّه يَغُلّه غَلًّا: أَدخله؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: غَلَلْت المَهَارى بَيْنَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ، ... وَبَيْنَ الدُّجَى حَتَّى أَراها تمزَّق

_ (3). قوله [يحفره] هكذا في الأصل

وغَلَّه فانغَلَّ أَي أَدخله فَدَخَلَ؛ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: وَمِنْهَا مَا يُغِلّ يَعْنِي مِنَ الكِباش أَي يُدْخِل قَضِيبَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْفَعَ الأَلْية. وغَلَّ أَيضاً: دَخَلَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وَيُقَالُ: غَلّ فُلَانٌ المَفاوِز أَي دَخَلَهَا وَتَوَسَّطَهَا. وغَلْغَلَه: كغَلَّه. والغُلَّة: مَا تَوَارَيْتَ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغَلْغَلة: كالغَرْغَرة فِي مَعْنَى الْكَسْرِ. والغَلَلُ: الْمَاءُ الَّذِي يَتَغَلَّل بَيْنَ الشَّجَرِ، وَالْجَمْعُ الأَغْلال؛ قَالَ دُكين: يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال ... وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال ظَمْأَى النَّسا مِنْ تَحت رَيَّا مِن عَالِ يَقُولُ: يُنْجي هَذَا الفرسَ مِنْ سِراع «1» فِي الْغَارَةِ كالحَمام الْوَارِدَةِ؛ وَفِي التَّهْذِيبَ قَالَ: أَراد يُنْجي هَذَا الفرسَ مِنْ خَيْلٍ مِثْلِ حَمَامٍ يَرِدُ غَلَلًا مِنَ الْمَاءِ وَهُوَ مَا يَجْرِي فِي أُصول الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الغَلَل الْمَاءُ الظَّاهِرُ الْجَارِي، وَقِيلَ: هُوَ الظَّاهِرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض ظُهوراً قَلِيلًا وَلَيْسَ لَهُ جِرْية فَيَخْفَى مَرَّةً وَيَظْهَرُ مَرَّةً، وَقِيلَ: الغَلَل الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي بَيْنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ الحُوَيْدِرة: لَعِب السُّيُول بِهِ، فأَصبح مَاؤُهُ ... غَلَلًا يُقَطِّع فِي أُصول الخِرْوَع وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَلَل السَّيْلُ الضَّعِيفُ يَسِيل مِنْ بَطْنِ الْوَادِي أَو التِّلَع فِي الشَّجَرِ وَهُوَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَقِيلَ: أَن يأْتي الشجرَ غَلَلٌ مِنْ قَبْل ضعفِه واتّباعِه كلَّ مَا تَواطأَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي فَلَا يَكَادُ يَرَى وَلَا يَتْبَعَ إِلَّا الوَطاء. وغَلَّ الماءُ بَيْنَ الأَشجار إِذا جَرَى فِيهَا يَغُلُّ، بِالضَّمِّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ. وتَغَلْغَلَ الْمَاءُ فِي الشَّجَرِ: تخلَّلها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَا يَذْهَبُ كلامُنا غَلَلًا أَي لَا يَنْبَغِي أَن يَنْطوي عَنِ النَّاسِ بَلْ يَجِبُ أَن يَظْهَرَ. وَيُقَالُ لِعِرْقِ الشَّجَرِ إِذا أَمعن فِي الأَرض غَلْغَلٌ، وَجَمْعُهُ غَلاغِلُ؛ قَالَ كَعْبٌ: وتَفْتَرّ عَنْ غُرِّ الثَّنايا، كأَنها ... أَقاحيّ تُرْوى عَنْ عُرُوق غُلاغِل والغِلالة: شِعار يلبَس تَحْتَ الثَّوْبِ لأَنه يُتَغَلَّلُ فِيهَا أَي يُدْخَل. وَفِي التَّهْذِيبِ: الغِلالة الثَّوْبُ الَّذِي يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَابِ أَو تَحْتَ دِرْع الْحَدِيدِ. واغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تَحْتَ الثِّيَابِ، وَمِنْهُ الغَلَل الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي فِي أُصول الشَّجَرِ. وغَلَّلَ الغِلالة: لَبِسَهَا تَحْتَ ثِيَابِهِ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغُلَّة: الغِلالة، وَقِيلَ هِيَ كالغِلالة تُغَلّ تَحْتَ الدِّرْع أَي تدخَل. والغَلائل: الدرُوع، وَقِيلَ: بَطائن تلبَس تَحْتَ الدُّروع، وَقِيلَ: هِيَ مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلُّ فِيهَا أَي تُدخَل، وَاحِدَتُهَا غَلِيلَة؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً، ... فَهُنَّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل «2» . خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخِرُ مَا يَصْدَأُ مِنَ الدُّروع، وَمَنْ جَعَلَهَا البَطائن جَعَلَ الدُّروع نَقِيَّةً لَمْ يُصْدِئن الغَلائل. وغَلائل الدُّروع: مَسَامِيرُهَا المُدخَلة فِيهَا، الْوَاحِدُ غَلِيل؛ قَالَ لَبِيدٌ: وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ فَهُنَّ وِضاء صَافِيَاتُ الغَلائل، قَالَ: الغِلالة المِسمار الَّذِي يَجمع بَيْنَ رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء لأَنها أَسرع شيء صَدأً من

_ (1). قوله [من سراع] عبارة الصحاح: من خيل سراع (2). في ديوان النابغة: القلائل بدل الغلائل، ولعل الصواب ما هنا

الدُّروع. ابْنُ الأَعرابي: العُظْمَة والغِلالة والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثَّوْبُ الَّذِي تَشُدُّهُ المرأَة عَلَى عَجيزتها تَحْتَ إِزارها تُضَخِّمُ بِهِ عَجِيزَتَهَا؛ وأَنشد: تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة، ... وَلَمْ تَنَطّقْها عَلَى غِلاله، إِلَّا لحسْن الخَلْق والنَّباله قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ الغُلَّة، وَجَمْعُهَا غُلَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه، ... وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ وغَلَّ الدهنَ فِي رأْسه: أَدخله فِي أُصول الشَّعْرِ. وغَلَّ شعرَه بِالطِّيبِ: أَدخَله فِيهِ. وتَغَلَّل بالغالِية، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل: تَغَلَّف؛ أَبو صَخْرٍ: سِراج الدُّجى تَغْتَلُّ بالمِسْك طِفْلَة، ... فَلَا هِيَ مِتْفال، وَلَا اللَّوْن أَكْهَب وغَلَّلَه بِهَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يَكُونَ مِنْ لَفْظِ الغالِية، وإِما أَن يَكُونَ أَراد تَغَلَّل فأَبدل مِنَ اللَّامِ الأَخيرة يَاءً، كَمَا قَالُوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قَالَ: والأَول أَقيس. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ تَغَلَّيْت مِنَ الْغَالِيَةِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ تَغَلَّلْت بِالْغَالِيَةِ، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ أَلْصقته بجِلدك وأُصول شَعْرِكَ فَقَدَ تَغَلَّلْته، قَالَ: وتَغَلَّيْت مُوَلَّدَةٌ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: سأَلت الأَصمعي هَلْ يَجُوزُ تَغَلَّلْت مِنَ الغالِية؟ فَقَالَ: إِن أَردت أَنك أَدخلته فِي لِحْيَتِكَ أَو شارِبك فَجَائِزٌ. اللَّيْثُ: وَيُقَالُ مِنَ الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُنْتُ أُغَلِّل لحيةَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالغالِية أَي أُلطّخها وأُلبِسها بِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْفَرَّاءُ يُقَالُ تَغَلَّلْت بالغالِية وَلَا يُقَالُ تَغَلَّيْت، قَالَ: وأَجازه الْجَوْهَرِيُّ. وَفِي حَدِيثِ المخنَّث هِيتِ قَالَ: إِذا قَامَتْ تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ تَغَلْغَلْت يَا عَدُوَّ اللَّهِ الغَلْغَلَة: إِدخال الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ حَتَّى يلتبِس بِهِ وَيَصِيرَ مِنْ جُمْلَتِهِ، أَي بلغْت بِنَظَرِكَ مِنْ مَحَاسِنِ هَذِهِ المرأَة حَيْثُ لَا يَبْلُغُ نَاظِرٌ وَلَا يَصِل واصِل وَلَا يَصِف واصِف. وغَلَّ المرأَةَ: حَشاها، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ ضَخْمٍ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. السُّلَمِيُّ: غَشَّ لَهُ الخَنْجَر والسِّنَانَ وغَلَّه لَهُ أَي دَسَّه لَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ. والغُلَّان، بِالضَّمِّ: مَنابت الطَّلْح، وَهِيَ أَودية غَامِضَةٌ فِي الأَرض ذَاتُ شَجَرٍ، وَاحِدُهَا غَالّ وغلِيلٌ. وأَغَلَّ الْوَادِي إِذا أَنبت الغُلّان؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ بَطْنٌ غَامِضٌ فِي الأَرض، وَقَدِ انْغَلَّ. والغالُّ: أَرض مُطَمْئِنَةٌ ذَاتُ شَجَرٍ. وَمَنَابِتُ السَّلَم والطَّلْح يُقَالُ لَهَا غَالٌّ مِنْ سَلَم، كَمَا يُقَالُ عِيصٌ مِنْ سِدْر وقَصِيمة مِنْ غَضاً. وَالْغَالُّ: نَبْتٌ، وَالْجَمْعُ غُلَّان، بِالضَّمِّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: وأَظْهَرَ فِي غُلَّان رَقْدٍ وسَيْلُهُ ... عَلاجِيمُ، لَا ضُحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ «1» . أَظْهَرَ صَارَ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ، وَقِيلَ: إِنه بِمَعْنَى ظَهَرَ مِثْلُ تَبِع وأَتْبَع؛ وَقَالَ مضرِّس الأَسدي: تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي ... تِلاعاً وغُلَّاناً سَوائل من رَمَمْ «2»

_ (1). قوله [وَأَظْهَرَ فِي غُلَّانِ رَقْدٍ إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة ضحح ورقد وظهر عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ والصواب ما هنا (2). قوله [تعرض إلخ] قبله كما في ياقوت: ولم أنس من ربا غداة تعرضت لنا دون أبواب الطراف من الأدم

الغُلَّان: بُطُونُ الأَودية، ورَمَم: مَوْضِعٌ. والغالَّة: مَا يَنْقَطِعُ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ فَيَجْتَمِعُ فِي مَوْضِعٍ. والغُلّ: جامِعة تُوضَعُ فِي العُنق أَو الْيَدِ، وَالْجَمْعُ أَغْلال لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَيُقَالُ: فِي رَقَبَتِهِ غُلّ مِنْ حَدِيدٍ، وَقَدْ غُلَّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلُّ بِهَا، فَهُوَ مَغْلُول. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانَ عَلَيْهِمْ أَنه مَنْ قَتَل قُتِل لَا يقبَل فِي ذَلِكَ دِيَة، وَكَانَ عَلَيْهِمْ إِذا أَصاب جُلودهم شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ أَن يقرِضوه، وَكَانَ عَلَيْهِمْ أَن لَا يَعملوا فِي السَّبْت؛ هَذِهِ الأَغلال الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ، وَهَذَا عَلَى المَثل كَمَا تَقُولُ جَعَلْتُ هَذَا طَوْقاً فِي عُنقك وَلَيْسَ هُنَاكَ طَوْقٌ، وتأْويله ولَّيْتُك هَذَا وأَلزمتك الْقِيَامَ بِهِ فَجَعَلْتُ لُزُومَهُ لَكَ كالطَّوْق فِي عنُقك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ ؛ أَراد بالأَغْلال الأَعمال الَّتِي هِيَ كالأَغْلال، وَهِيَ أَيضاً مؤدِّية إِلى كَوْنِ الأَغْلال فِي أَعناقهم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لأَن قَوْلَكَ لِلرَّجُلِ هَذَا غُلٌّ فِي عُنقك لِلشَّيْءِ يَعْمَلُهُ إِنما مَعْنَاهُ أَنه لَازِمٌ لَكَ وأَنك مُجَازًى عَلَيْهِ بِالْعَذَابِ، وَقَدْ غَلَّه يَغُلُّه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى وتقدَّس: إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا ؛ هِيَ الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم. وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وَقَدْ غُلّ، فَهُوَ مَغْلول. وَفِي حَدِيثِ الإِمارة: فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره «1» أَي جَعَلَ فِي يَدِهِ وَعُنُقِهِ الغُلّ وَهُوَ الْقَيْدُ الْمُخْتَصُّ بِهِمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ؛ قِيلَ: مَمْنُوعَةٌ عَنِ الإِنفاق، وَقِيلَ: أَرادوا نعمتُه مَقْبُوضَةٌ عنَّا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَدُه مَقْبُوضَةٌ عَنْ عَذَابِنَا، وَقِيلَ: يدُ اللَّهِ مُمْسِكَةٌ عَنِ الِاتِّسَاعِ عَلَيْنَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ؛ تأْويله لَا تُمْسِكها عَنِ الإِنفاق، وَقَدْ غَلَّه يَغُلُّه. وَقَوْلُهُمْ فِي المرأَة السَّيِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن الْعَرَبَ كَانُوا إِذا أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ مِنْ قِدّ وَعَلَيْهِ شَعْرٌ، فَرُبَّمَا قَمِلَ فِي عُنقه إِذا قَبّ وَيَبِسَ فَتَجْتَمِعُ عَلَيْهِ مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضَرْبَهُ مَثَلًا للمرأَة السَّيِّئَةِ الخُلق الْكَثِيرَةِ المَهْر لَا يَجِدُ بَعْلها مِنْهَا مَخْلَصًا، وَالْعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالغُلّ. وَفِي الْحَدِيثِ : وإِن مِنَ النِّسَاءِ غُلًّا قَمِلًا يقذِفه اللَّهُ فِي عُنق مَنْ يَشَاءُ ثُمَّ لَا يُخْرِجُهُ إِلا هُوَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: بِهِ غُلٌّ مِنَ الْعَطَشِ وَفِي رَقَبَتِهِ غُلٌّ مِنْ حَدِيدٍ وَفِي صَدْرِهِ غِلٌّ. وَقَوْلُهَا: مَا لَهُ أُلَّ وغُلَّ؛ أُلَّ دُفِع فِي قَضَاءٍ، وغُلّ: جُنّ فَوُضِعَ فِي عُنقه الغُلّ. والغَلَّة: الدَّخْل مِنْ كِراءِ دَارٍ وأَجْر غُلَامٍ وَفَائِدَةِ أَرض. والغَلَّة: وَاحِدَةُ الغَلَّات. واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عَلَيْهِ. واسْتِغْلال المُسْتَغَلَّات: أَخْذُ غَلّتها. وأَغَلَّت الضَّيْعة: أَعطت الغَلَّة، فَهِيَ مُغِلَّة إِذا أَتت بِشَيْءٍ وأَصلها باقٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لَا تُغِلّ لأَهْلِها ... قُرًى بِالْعِرَاقِ، مِنْ قَفِيزٍ ودِرْهَم وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً: مِنَ الغَلَّة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَقْبَل سَيْلٌ، جَاءَ مِنْ عِند اللَّهْ ... يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ وأَغَلَّ القومُ إِذا بَلَغَتْ غَلّتهم. وَفِي الْحَدِيثِ : الغَلَّة بالضَّمان ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: الخَراجُ بالضَّمان. والغَلَّة: الدَّخْل الَّذِي يُحَصَّلُ مِنَ الزَّرْعِ وَالثَّمَرِ وَاللَّبَنِ والإِجارة والنِّتاج وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَفُلَانٌ يُغِلُّ عَلَى عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة.

_ (1). قوله [وغله جوره] هكذا في الأصل، والذي في النهاية: أو غله جوره

وَيُقَالُ: نِعْم الغَلول شَراب شَرِبْتُه أَو طَعَامٌ إِذا وَافَقَنِي. وَيُقَالُ: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا مُغْتَلّ إِليه أَي مُشْتَاقٌ إِليه. ونِعْم غَلول الشَّيْخِ هَذَا الطَّعَامَ يَعْنِي التَّغْذِية الَّتِي تَغَذَّاها أَو الطَّعَامَ الَّذِي يُدخله جَوْفَهُ، عَلَى فَعُول، بِفَتْحِ الْفَاءِ. وغَلّ بصَرُه: حَادَ عَنِ الصَّوَابِ. وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نَظَرَهُ. والغُلَّة: خِرْقة تَشُدُّ عَلَى رأْس الإِبريق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ غُلَل. والغَلَلُ: المِصْفاة؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: لَهَا غَلَلٌ مِنْ رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ، ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا يَعْنِي الفِدام الَّذِي عَلَى رأْس الأَباريق، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ غُلَل بِالضَّمِّ، جَمْعُ غُلَّة. والغَلِيل: القَتّ وَالنَّوَى وَالْعَجِينُ تَعْلِفُهُ الدَّوَابَّ. والغَلِيل: النَّوَى يخلَط بالقَتِّ تَعْلِفُهُ النَّاقَةَ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: سُلَّاءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لَهَا ... ذُو فَيْئة مِنْ نَوى قُرّانَ مَعْجُوم وَيُرْوَى: سُلَّاءة، كَعَصَا النهديِّ، غُلَّ لَهَا ... مُنَظَّم مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ قَوْلُهُ: ذُو فَيئة أَي ذُو رَجعة، يُرِيدُ أَن النَّوَى عُلِفته الإِبل ثُمَّ بَعَرته فَهُوَ أَصلب، شَبَّهَ نسورَها وَامِّلَاسَهَا بالنوَى الَّذِي بَعَرته الإِبل، والنَّهْدِيّ: الشَّيْخُ المُسِنّ فَعَصَاهُ مَلْسَاءُ، ومَعْجُوم: مَعْضُوض أَي عضَّته النَّاقَةُ فَرَمَتْهُ لِصَلَابَتِهِ. والغَلْغَلة: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وَقَدْ تَغَلْغَلَ. وَيُقَالُ: تَغَلْغَلوا فَمَضَوْا. والمُغَلْغَلَة: الرِّسالة. ورِسالة مُغَلْغَلة: مَحْمُولَةٌ مِنْ بلدٍ إِلى بَلَدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةً، ... وَفِي العِتاب حَياةٌ بَيْنَ أَقوام وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي ... إِلى صَنْعاء مِنْ فَجٍّ عَمِيق المُغَلْغَلة، بِفَتْحِ الْغَيْنَيْنِ: الرِّسالة الْمَحْمُولَةُ مِنْ بلدٍ إِلى بَلَدٍ، وَبِكَسْرِ الْغَيْنِ الثَّانِيَةِ: المسرِعة، مِنَ الغَلْغَلةِ سُرْعَةُ السَّيْرِ. وغَلْغَلَة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: هنالِك لَا أَخْشى تنالُ مَقادَتي، ... إِذا حَلَّ بَيْتِي بين شُوطٍ وغَلْغَله غمل: غَمَلَ الأَدِيمَ يَغْمُله غَمْلًا فانْغَمَل: أَفسده، وَهُوَ غَمِيل، وَقِيلَ: جَعَلَهُ فِي غُمَّة لِيَنْفَسِخَ عَنْهُ صُوفُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُلفَّ الأَديمُ ويدفَن فِي الرَّمْلِ بَعْدَ البَلِّ حَتَّى يُنْتِن ويسْتَرْخِي ويسْمَح إِذا جُذِبَ صُوفُهُ فينتَف شَعْرُهُ، وَقِيلَ: إِنه إِذا غَفَلَ عَنْهُ سَاعَةً فَهُوَ غَمِيل وغَمِين. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَن يُطْوَى عَلَى بَلَلِه فيُطال طَيُّهُ فَوْقَ حقِّه فَيَفْسَدَ، وَقِيلَ: الغَمَل أَن يلفّ الإِهاب بعد ما يسلَخ ثُمَّ يُغَمُّ يَوْمًا وَلَيْلَةً حَتَّى يَسْتَرْخِيَ شَعْرُهُ أَو صُوفُهُ ثُمَّ يُمْرَطُ، فإِن تُرِكَ أَكثر مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَسَدَ. وأَغْمَلَ فُلَانٌ إِهابه إِذا تَرَكَهُ حَتَّى يَفْسَدَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كَحالِئَةٍ عَنْ كُوعِهَا، وَهْيَ تَبْتَغِي ... صَلاحَ أَديمٍ ضَيَّعَته، وتُغْمِل وغَمَلَ البُسْرَ: غَمَّه ليُدرك، وَكَذَلِكَ الرَّجُلَ تُلْقَى عَلَيْهِ الثِّيَابُ ليَعرق، فَهُوَ مَغْمُول، وإِذا غُمّ الْبُسْرَ

لِيُدْرَكَ فَهُوَ مَغْمُول ومَغْمُون. وَرَجُلٌ مَغْمُول إِذا كَانَ خَامِلًا؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: وبِجَلْهَتَيْ عَمَّان يَوْمًا لَمْ يَكُنْ، ... لكمُ إِذا عُدّ العُلى، مَغْمُولا أَي مُغَطَّى وَلَكِنَّهُ كَانَ مَشْهُودًا، وَكُلُّ شَيْءٍ كُبِس وَغُطِّيَ فَقَدْ غُمِلَ. وَنَخْلٌ مَغْمول: مُتَقَارِبٌ لَمْ يَنْفَسِخْ. والغَمْل: أَن يَنْحِتَ عِنَبَ الكَرْم فيخفِّفوا مِنْ وَرَقِهِ فيلقُطوه. وغَمَلَ العنبَ فِي الزَّبيل يَغْمُله غَمْلًا: نَضَّدَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وغَمِل الجُرح غَمَلًا: أَفسده العِصاب. وغَمِلَ النبتُ غَمَلًا: فَسَدَ. والغَمِيل مِنَ النَّصِيّ: مَا رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا فَبَلِيَ، وَالْجَمْعُ غَمْلى؛ قَالَ الرَّاعِي: وغَمْلى نَصِيّ بالمِتانِ، كأَنها ... ثَعالِب مَوْتى، جلدُها قَدْ تَزَلَّعا وتَغَمَّل النَّبَاتُ: رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا. وَيُقَالُ: غَمِلَ النَّبْتُ يَغْمَل غَمَلًا إِذا الْتَفَّ وَغَمَّ بَعْضُهُ بَعْضًا فعَفِن. وَلَحْمٌ مَغْمول ومَغْمُون إِذا غُطِّيَ شِوَاءً أَو طَبِيخًا. وإِهاب مَغْمول إِذا لُفَّ فَفَسَدَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وغَمَلَ الثعلبَ غَمْلًا شِبْرِقُهْ يُرِيدُ طَالَ الشِّبْرق وَهُوَ الضَّرِيع حَتَّى غَمَلَ الثعلبَ وأَصلحه فَسَمِنَ وَتَنَاثَرَ شَعْرُهُ، كَمَا يُغْمَل الأَديم إِذا ذُرَّ فِيهِ الغَلْفَة وَأَلْقَى بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَسْتَرْخِيَ الشَّعْرَ، والغَلْفَة نَبْتٌ يُدْبَغُ بِهِ الأَديم. والغَمَل: الدأْب. والغُمْلُول: بَطْنٌ غَامِضٌ مِنَ الأَرض ذُو شَجَرٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْوَادِي الضَّيِّقُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ وَالنَّبْتِ الْمُلْتَفِّ، وَقِيلَ: هُوَ الْوَادِي الطَّوِيلُ الْقَلِيلُ العَرْض الْمُلْتَفُّ؛ وأَنشد: يَا أَيها الضَّاغِبُ بالغُمْلول، ... إِنَّكَ غُولٌ ولَدَتْكَ غُول الضَّاغِب: الَّذِي يَخْتبئ فِي الخَمَرِ فيفزِّع الإِنسان بِمِثْلِ صَوْتِ السبُع وَالْوَحْشِ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مُجْتَمِعٍ نَحْوَ الشَّجَرِ وَالظُّلْمَةِ والغَمام إِذا أَظلم وتَراكم حَتَّى تُسَمَّى الزَّاوِية غُمْلُولًا؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الغُمْلول كَهَيْئَةِ السِّكة فِي الأَرض ضيِّق لَهُ سَنَدان طُولُ السَّنَدِ ذِرَاعَانِ يَقود الغَلْوة يُنْبِتُ شَيْئًا كَثِيرًا وَهُوَ أَضيق مِنَ الفاتِحة وَالْمَلِيعِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: ومَخارِيجَ مِنْ شَعارٍ وغِينٍ، ... وغَمالِيل مُدْحِيات الغِياضِ «2» . وَيُقَالُ لَهُ الغُمْلول. وَفِي الْحَدِيثِ : إِن بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا أَرضاً غَمِلَة وَبِلَة ؛ الغَمِلة الْكَثِيرَةُ النَّبَاتِ الَّتِي يُوارِي النَّبَاتُ وَجْهَهَا. وغَمَلْت الأَمر إِذا سَتَرْتَهُ وَوَارَيْتَهُ. والغُمْلُول: الرَّابية. والغُمْلول: حَشِيشَةٌ تُؤْكَلُ مَطْبُوخَةً؛ تُسَمِّيهِ الفُرْس بَرْغَسْت؛ قَالَ: كأَنه بالوَهْد ذِي الهُجُول، ... والمَتْن والغائِط والغُمْلول، فَذّ أَديم الغَرْف بالإِزْمِيل «3» . والغَمَالِيل: الرَّوابي. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغُمْلول بَقْلَةٌ دَسْتِيَّة تبكِّر فِي أَول الرَّبِيعِ ويأْكلها النَّاسُ. والغَمْل: مَوْضِعٌ؛ وَقَالَ: كيفَ تَرَاهَا، والحُداة تَقْبِضُ ... بالغَمْل لَيْلًا، والرِّجال تُنْغِضُ؟ والقَبْضُ: السير السريع.

_ (2). قوله [مدحيات] هكذا في الأصل ولعلها مدجيات (3). قوله [فذ أديم] هكذا في الأصل

غنبل: الغُنْبُول والنُّغْبُول: طَائِرٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بثبت. غنتل: رَجُلٌ غَنْتَل وغُنْتُل: خامل. غنجل: الغُنْجُل: ضَرْبٌ مِنَ السِّبَاعِ كالدُّلْدُل. الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي قَالَ: التُّفَّة عَناق الأَرض وَهِيَ التُّمَيْلة، وَيُقَالُ لِذَكَرِهِ الغُنْجُل؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مِثْلُ الْكَلْبِ الصِّينِيِّ يعلَّم فَتُصَادُ بِهِ الأَرانب وَالظِّبَاءُ وَلَا يأْكل إِلا اللَّحْمَ، وَجَمْعُهُ الغَناجِل. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَمْ يُفَرِّقْ أَحد لَنَا بَيْنَ العُنْجُل والغُنجُل إِلا الزَّاهِدُ، قَالَ: العُنْجُل الشَّيْخُ المُدْرَهِمّ إِذا بَدَتْ عِظَامُهُ، وَبِالْغَيْنِ التُّفَّة، وَهُوَ عَناق الأَرض. غول: غَالَه الشيءُ غَوْلًا واغْتَالَهُ: أَهلكه وأَخذه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْر. والغُول: الْمَنِيَّةُ. واغْتَالَه: قَتَله غِيلة، والأَصل الْوَاوُ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: قَتل فُلَانٌ فُلَانًا غِيلة أَي فِي اغْتيال وخُفْية، وَقِيلَ: هُوَ أَن يخدَع الإِنسان حَتَّى يَصِيرَ إِلى مَكَانٍ قَدِ اسْتَخْفَى لَهُ فِيهِ مَن يَقْتُلُهُ؛ قَالَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ غَالَه يَغُوله إِذا اغْتاله، وَكُلُّ مَا أَهلك الإِنسان فَهُوَ غُول، وَقَالُوا: الْغَضَبُ غُول الْحِلْمِ أَي أَنه يُهْلكه ويَغْتاله وَيَذْهَبُ بِهِ. وَيُقَالُ: أَيَّةُ غُول أَغْوَل مِنَ الْغَضَبِ. وغالتْ فُلَانًا غُول أَي هَلَكَةٌ، وَقِيلَ: لَمْ يُدْر أَين صَقَع. ابْنُ الأَعرابي: وغَالَ الشيءُ زَيْدًا إِذا ذَهَبَ بِهِ يَغُوله. والغُول: كُلُّ شَيْءٍ ذَهَبَ بِالْعَقْلِ. اللَّيْثُ: غَالَه الْمَوْتُ أَي أَهلكه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده أَبو زَيْدٍ: غَنِينَا وأَغْنانا غِنَانَا، وغَالَنا ... مَآكِلُ، عَمَّا عِنْدَكُمْ، ومَشاربُ يُقَالُ: غَالَنَا حَبَسنا. يُقَالُ: مَا غَالَك عَنَّا أَي مَا حبَسك عَنَّا. الأَزهري: أَبو عُبَيْدٍ الدَّوَاهِي وَهِيَ الدَّغاوِل، والغُول الدَّاهِيَةُ. وأَتَى غُوْلًا غَائِلَة أَي أَمراً منكَراً دَاهِيًا. والغَوائِل: الدَّوَاهِي. وغَائِلة الْحَوْضِ: مَا انْخَرَقَ مِنْهُ وَانْثَقَبَ فَذَهَبَ بِالْمَاءِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا قيسُ، إِنكمُ وجدْتم حَوْضَكم ... غَالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور ذهبتْ غَوائِلُه بِمَا أَفْرَغْتُمُ، ... بِرِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير وتَغَوَّل الأَمرُ: تَنَاكَرَ وتَشابه. والغُول، بِالضَّمِّ: السِّعْلاة، وَالْجَمْعُ أَغْوال وغِيلان. والتَّغَوُّل: التَّلَوُّن، يُقَالُ: تَغَوَّلَت المرأَة إِذا تَلَوَّنَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا ذاتُ أَهْوال ثَكُولٌ تَغَوَّلَت ... بِهَا الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعام السَّوارِحُ وتَغَوَّلت الغُول: تَخَيَّلَتْ وَتَلَوَّنَتْ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غَيْرَ ماضِيٍ، ... وَيَوْمًا تَرَى مِنْهُنَّ غُولًا تَغَوَّلُ «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ، وَيُرْوَى: فَيَوْمًا يُجارِيني الهَوى، وَيُرْوَى: يوافِيني الْهَوَى دُونَ مَاضِي. وَكُلُّ مَا اغْتَالَ الإِنسانَ فأَهلكه فَهُوَ غُول. وتَغَوَّلتهم الغُول: تُوِّهوا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمْ بالدُّلْجة فإِن الأَرض تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وإِذا تَغَوَّلَت لَكُمُ الغِيلان فَبَادِرُوا بالأَذان وَلَا تَنْزِلُوا عَلَى جوادِّ الطَّرِيقِ وَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهَا فإِنها مأْوى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ أَي ادْفَعُوا شَرَّهَا بِذِكْرِ اللَّهِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى

_ (1). قوله [غير ماضيٍ] هكذا في الأصل وفي ديوان جرير: فيوماً يجارين الهوى غير ماصِباً، وربما كان في الروايتين تحريف

أَنه لَمْ يُرِدْ بِنَفْيِهَا عدمَها، وَفِي الْحَدِيثِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا عَدْوى وَلَا هامَة وَلَا صَفَر وَلَا غُولَ ؛ كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ إِن الغِيلان فِي الفَلَوات تَراءَى لِلنَّاسِ، فتَغَوَّلُ تَغَوُّلًا أَي تَلَوَّنَ تَلَوُّنًا فَتُضِلُّهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وتُهلكهم، وَقَالَ: هِيَ مِنْ مَردة الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، وَذِكْرُهَا فِي أَشعارهم فاشٍ فأَبطل النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، مَا قَالُوا؛ قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْحَيَّاتِ أَغْوَالًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ لَا غُولَ وَلَا صَفَر، قَالَ: الغُول أَحد الغِيلان وَهِيَ جِنْسٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَالْجِنِّ، كَانَتِ الْعَرَبُ تَزْعُمُ أَن الغُول فِي الفَلاة تتراءَى لِلنَّاسِ فتَتَغَوَّلَ تَغَوُّلًا أَي تتلوَّن تَلَوُّنًا فِي صُوَر شتَّى وتَغُولُهم أَي تُضِلُّهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَتُهْلِكُهُمْ، فَنَفَاهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبطله؛ وَقِيلَ: قَوْلُهُ لَا غُولَ لَيْسَ نَفْيًا لِعَيْنِ الغُول ووُجوده، وإِنما فِيهِ إِبطال زَعْمِ الْعَرَبِ فِي تَلَوُّنِهِ بالصُّوَر الْمُخْتَلِفَةِ واغْتياله، فَيَكُونُ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ لَا غُولَ أَنها لَا تَسْتَطِيعُ أَن تُضل أَحداً، وَيَشْهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَا غُولَ وَلَكِنِ السَّعالي ؛ السَّعالي: سَحَرَةُ الْجِنِّ، أَي وَلَكِنْ فِي الْجِنِّ سَحَرَةٌ لَهُمْ تَلْبِيسٌ وَتَخْيِيلٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: كَانَ لِي تمرٌ فِي سَهْوَةٍ فَكَانَتِ الغُول تَجِيءُ فتأْخذ. والغُول: الحيَّة، وَالْجَمْعُ أَغْوال؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال قَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُرِيدُ أَن يَكْبُرَ بِذَلِكَ ويعظُم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ؛ وَقُرَيْشٌ لَمْ تَرَ رأْس شَيْطَانٍ قَطُّ، إِنما أَراد تَعْظِيمَ ذَلِكَ فِي صُدُورِهِمْ، وَقِيلَ: أَراد امْرُؤُ الْقَيْسِ بالأَغْوال الشَّيَاطِينَ، وَقِيلَ: أَراد الْحَيَّاتِ، وَالَّذِي هُوَ أَصح فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ لَا غُول مَا قَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِن أَحداً لَا يَسْتَطِيعُ أَن يَتَحَوَّلَ عَنْ صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا، وَلَكِنْ لَهُمْ سحرَة كَسَحَرَتِكُمْ، فإِذا أَنتم رأَيتم ذَلِكَ فأَذِّنوا ؛ أَراد أَنها تُخَيَّلُ وَذَلِكَ سِحْرٌ مِنْهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغُول شَيْطَانٌ يأْكل النَّاسَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ مَا اغْتالك مِنْ جِنٍّ أَو شَيْطَانٍ أَو سبُع فَهُوَ غُول، وَفِي الصِّحَاحِ: كُلُّ مَا اغْتال الإِنسان فأَهلكه فَهُوَ غُول. وَذُكِرَتِ الغِيلان عِنْدَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِذا رَآهَا أَحدكم فليؤذِّن فإِنه لَا يَتَحَوَّلُ عَنْ خَلْقِهِ الَّذِي خُلِقَ لَهُ. وَيُقَالُ: غالَتْه غُول إِذا وَقَعَ فِي مَهْلَكَةٍ. والغَوْل: بُعْد المَفازة لأَنه يَغْتال مَنْ يَمُرُّ بِهِ؛ وَقَالَ: بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ، ... بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّهِ المِيلَهُ: أَرض تُوَلّه الإِنسان أَي تحيِّره، وَقِيلَ: لأَنها تَغْتال سَيْرَ الْقَوْمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: غَوْل الأَرض أَن يَسِيرَ فِيهَا فَلَا تَنْقَطِعَ. وأَرض غَيِلة: بَعِيدَةُ الغَوْل، عَنْهُ أَيضاً. وَفَلَاةٌ تَغَوَّلَ أَي لَيْسَتْ بيِّنة الطُّرُقِ فَهِيَ تُضَلِّل أَهلَها، وتَغَوُّلها اشتِباهُها وتلوُّنها. والغَوْل: بُعْد الأَرض، وأَغْوالها أَطرافُها، وإِنما سُمِّيَ غَوْلًا لأَنها تَغُولُ السَّابِلَة أَي تقذِف بِهِمْ وتُسقطهم وتبعِدهم. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ مَا أَبعد غَوْل هَذِهِ الأَرض أَي مَا أَبعد ذَرْعها، وإِنها لِبَعِيدَةُ الغَوْل. وَقَدْ تَغَوَّلت الأَرض بِفُلَانٍ أَي أَهلكته وَضَلَّلَتْهُ. وَقَدْ غَالَتْهم تِلْكَ الأَرض إِذا هَلَكُوا فِيهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورُبّ مَفازةٍ قُذُف جَمُوحٍ، ... تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِيالا وَهَذِهِ أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لَا يَسْتَبين فِيهَا الْمَشْيُ مِنْ بُعْدها وَسِعَتِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

وبَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ، ... مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الْخَاطِّي ابْنُ خَالَوَيْهِ: أَرض ذَاتُ غَوْل بَعِيدَةٌ وإِن كَانَتْ فِي مَرْأَى الْعَيْنِ قَرِيبَةً. وامرأَة ذَاتُ غَوْل أَي طَوِيلَةٌ تَغُول الثِّيَابَ فتقصُر عَنْهَا. والغَوْل: مَا انْهَبَطَ مِنَ الأَرض؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ لَبِيَدٍ: عَفَتِ الديارُ مَحَلّها، فمُقامُها، ... بِمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها وَقِيلَ: إِن غَوْلها ورِجامها فِي هَذَا الْبَيْتِ مَوْضِعَانِ. والغَوْل: التُّراب الْكَثِيرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ ثَوْرًا يَحْفِر رَمْلًا فِي أَصل أَرْطاةٍ: ويَبْري عِصِيّاً دُونَهَا مُتْلَئِبَّةً، ... يَرى دُونَها غَوْلًا، مِنَ الرَّمْلِ، غَائِلا وَيُقَالُ للصَّقْر وَغَيْرِهِ: لَا يَغْتَالُهُ الشِّبَعُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ صَقْراً: مِنْ مَرْقَبٍ فِي ذُرى خَلقاء راسِيةٍ، ... حُجْن المَخالِبِ لَا يَغْتاله الشِّبَعُ أَي لَا يَذْهَبُ بقُوّته الشِّبَعُ، أَراد صَقْرًا حُجْناً مخالبُه ثُمَّ أَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ. والغَوْل: الصُّداع، وَقِيلَ السُّكر، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ؛ أَي لَيْسَ فِيهَا غَائِلَةُ الصُّداع لأَنه تَعَالَى قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم؛ وأَنشد: وَمَا زَالَتِ الْخَمْرُ تَغْتالُنا، ... وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَي توصِّل إِلينا شَرَّا وتُعْدمنا عقولَنا. التَّهْذِيبُ: مَعْنَى الغَوْل يَقُولُ لَيْسَ فِيهَا غِيلَةٌ، وَغَائِلَةٌ وغَوْل سَوَاءٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ: لَا تَغُول عُقُولُهُمْ وَلَا يسكَرون. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: غَالَتِ الْخَمْرُ فُلَانًا إِذا شَرِبَهَا فَذَهَبَتْ بِعَقْلِهِ أَو بِصِحَّةِ بَدَنِهِ، وَسُمِّيَتِ الغُول الَّتِي تَغُول فِي الفَلوات غُولًا بِمَا توصِّله مِنَ الشرِّ إِلى النَّاسِ، وَيُقَالُ: سُمِّيَتْ غُولًا لتلوُّنها، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُهْدَةِ المَماليك: لَا دَاءَ وَلَا خِبْثَةَ وَلَا غَائِلة ؛ الْغَائِلَةُ فِيهِ أَن يَكُونَ مَسْرُوقًا، فإِذا ظَهَرَ وَاسْتَحَقَّهُ مَالِكُهُ غَالَ مَالَ مُشْتَرِيهِ الَّذِي أَدَّاه فِي ثَمَنِهِ أَي أَتلفه وأَهلكه. يُقَالُ: غَالَه يَغُولُه واغْتاله أَي أَذهبه وأَهلكه، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وفي حديث بن ذِي يَزَن: ويَبْغُون لَهُ الغَوائل أَي الْمَهَالِكَ، جَمْعُ غَائِلَةٍ. والغَوْل: المشقَّة. والغَوْل: الْخِيَانَةُ. وَيُرْوَى حَدِيثُ عُهْدَةِ الْمَمَالِيكِ: وَلَا تَغْيِيب ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يَكْتُبُ الرَّجُلُ العُهود فَيَقُولُ أَبيعُك عَلَى أَنه لَيْسَ لَكَ تَغْيِيب وَلَا دَاءٌ وَلَا غَائِلَةٌ وَلَا خِبْثة؛ قَالَ: والتَّغْيِيب أَن لَا يَبِيعه ضالَّة وَلَا لُقَطة وَلَا مُزَعْزَعاً، قَالَ: وَبَاعَنِي مُغَيَّباً مِنَ الْمَالِ أَي مَا زَالَ يَخْبَؤُه ويغيِّبه حَتَّى رَماني بِهِ أَي باعَنِيه؛ قَالَ: والخِبْثة الضالَّة أَو السَّرقة، وَالْغَائِلَةُ المغيَّبة أَو الْمَسْرُوقَةُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّاءُ العَيْب الْبَاطِنُ الَّذِي لَمْ يُطْلِع البائعُ الْمُشْتَرِيَ عَلَيْهِ، والخِبْثة فِي الرَّقيق أَن لَا يكون طيِّب الأَصل كأَنه حرُّ الأَصل لَا يَحِلُّ مِلْكُهُ لأَمانٍ سَبَقَ لَهُ أَو حرِّية وَجَبَتْ لَهُ، وَالْغَائِلَةُ أَن يَكُونَ مَسْرُوقًا، فإِذا استُحِق غَالَ مَالَ مُشْتَرِيهِ الَّذِي أَدَّاه فِي ثَمَنِهِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَوْلُهُ الخِبْثة فِي الرَّقيق أَن لا يكون طَيِّبَ الأَصل كأَنه حُرُّ الأَصل فِيهِ تسمُّح فِي اللَّفْظِ، وَهُوَ إِذا كَانَ حُرَّ الأَصل كَانَ طيِّب الأَصل، وَكَانَ لَهُ فِي الْكَلَامِ متَّسع لَوْ عدَل عَنْ هَذَا.

والمُغاوَلة: المُبادرة فِي الشَّيْءِ. والمُغاوَلة: المُبادَأَة؛ قَالَ جَرِيرٌ يَذْكُرُ رَجُلًا أَغارت عَلَيْهِ الْخَيْلُ: عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ، كأَنها ... طيرٌ تُغاوِلُ فِي شَمَامَ وُكُورَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للأَخطل لَا لِجَرِيرٍ. وَيُقَالُ: كُنْتُ أُغَاوِل حَاجَةً لِي أَي أُبادِرُها. وَفِي حَدِيثِ عَمّار: أَنه أَوْجَز فِي الصَّلَاةِ وَقَالَ إِني كُنْتُ أُغَاوِلُ حَاجَةً لِي. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُغاوَلة المُبادَرة فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ، قَالَ: وأَصل هَذَا مِنَ الغَوْل، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الْبُعْدُ. يُقَالُ: هوَّن اللَّهُ عَلَيْكَ غَوْل هَذَا الطَّرِيقِ. والغَوْل أَيضاً مِنَ الشَّيْءِ يَغُولك: يَذْهَبُ بِكَ. وَفِي حديث الإِفْك: بعد ما نَزَلُوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين فِي السَّير. وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: كُنْتُ أُغاوِلُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي أُبادِرهم بِالْغَارَةِ وَالشَّرِّ، مِنْ غَالَهُ إِذا أَهلكه، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ طِهْفَةَ: بأَرض غَائِلَة النَّطاة أَي تَغُول سَاكِنَهَا بِبُعْدِهَا؛ وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ يَصِفُ حِمَارًا وأُتُناً: إِذا غَرْبَة عَمَّهنَّ ارْتَفَعْنَ ... أَرضاً، ويَغْتالُها باغْتِيال قَالَ السُّكَّرِيُّ: يَغْتال جريَها بِجَريٍ مِنْ عِنْدِهِ. والمِغْوَل: حَدِيدَةٌ تُجْعَلُ فِي السَّوْطِ فَيَكُونُ لَهَا غِلافاً، وَقِيلَ: هُوَ سَيْفٌ دَقِيقٌ لَهُ قَفاً يَكُونُ غِمْدُهُ كالسَّوْط؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: أَخرجت مِنْهَا سِلْعَة مَهْزُولَةً، ... عَجْفاء يَبْرُق نابُها كالمِغْوَل أَبو عُبَيْدٍ: المِغْول سَوْطٌ فِي جَوْفِهِ سَيْفٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ مِغْوَلًا لأَن صَاحِبَهُ يَغْتال بِهِ عدوَّه أَي يُهْلِكُهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُهُ، وَجَمْعُهُ مَغَاوِل. وَفِي حَدِيثِ أُم سُلَيْمٍ: رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِيَدِهَا مِغْوَل فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: أَبْعَج بِهِ بُطُونَ الكفَّار ؛ المِغوَل، بِالْكَسْرِ: شِبْهُ سَيْفٍ قَصِيرٍ يَشْتَمِلُ بِهِ الرَّجُلُ تَحْتَ ثِيَابِهِ، وَقِيلَ: هُوَ حَدِيدَةٌ دَقِيقَةٌ لَهَا حدٌّ ماضٍ وقَفاً، وَقِيلَ: هُوَ سَوْطٌ فِي جَوْفِهِ سَيْفٌ دَقِيقٌ يشدُّه الفاتِك عَلَى وسَطه ليَغْتال بِهِ النَّاسَ. وَفِي حَدِيثِ خَوَّات: انْتَزَعْتُ مِغْولًا فوَجَأْت بِهِ كَبِدَهُ. وَفِي حَدِيثِ الْفِيلِ حِينَ أَتى مَكَّةَ: فَضَرَبُوهُ بالمِغْوَل عَلَى رأْسه. والمِغْوَل: كالمِشْمَل إِلا أَنه أَطول مِنْهُ وأَدقّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِغْوَل نَصْل طَوِيلٌ قَلِيلُ العَرْض غَلِيظُ المَتْن، فَوَصَفَ الْعَرْضَ الَّذِي هُوَ كمِّية بِالْقِلَّةِ الَّتِي لَا يُوصَفُ بِهَا إِلا الْكَيْفِيَّةُ. والغَوْل: جَمَاعَةُ الطَّلْح لَا يُشَارِكُهُ شَيْءٌ. والغُولُ: سَاحِرَةُ الْجِنِّ، وَالْجَمْعُ غِيلان. وَقَالَ أَبو الْوَفَاءِ الأَعرابيُّ: الغُول الذكَر مِنَ الْجِنِّ، فَسُئِلَ عَنِ الأُنثى فَقَالَ: هِيَ السِّعْلاة. والغَوْلان، بِالْفَتْحِ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَوْلان حَمْض كالأُشنان شَبِيهٌ بالعُنْظُوان إِلا أَنه أَدقُّ مِنْهُ وَهُوَ مَرْعًى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَنِينُ اللِّقاح الخُور حرَّق نَارُهُ ... بغَوْلان حَوْضَى، فَوْقَ أَكْبادها العِشْر والغُولُ وغُوَيْلٌ والغَوْلان، كُلُّهَا: مَوَاضِعُ. ومِغْوَل: اسْمُ رجل. غيل: الغَيْلُ: اللَّبَنُ الَّذِي ترضِعه المرأَة ولدَها وَهِيَ تؤْتَى؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَتْ أُم تأَبَّط شَرًّا تُؤَبِّنُه بَعْدَ مَوْتِهِ: وَلَا أَرضعْته غَيْلا

وَقِيلَ: الغَيْل أَن تُرضِع المرأَة ولدَها عَلَى حَبَل، وَاسْمُ ذَلِكَ اللَّبَنِ الغَيْل أَيضاً، وإِذا شَرِبَهُ الْوَلَدُ ضَوِيَ واعْتَلَّ عَنْهُ. وأَغالَتِ المرأَة ولدَها، فَهِيَ مُغِيلٌ، وأَغْيَلَتْه فَهِيَ مُغْيِل: سقَتْه الغَيْل الَّذِي هُوَ لَبَنُ المأْتِيَّة أَو لَبَنُ الْحُبْلَى، وَهِيَ مُغيل ومُغْيِل، وَالْوَلَدُ مُغالٌ ومُغْيَل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ومِثْلك حُبْلى قَدْ طَرَقتُ ومُرْضِعاً، ... فأَلْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمائم مُغْيَلِ «2» . وأَنشد سِيبَوَيْهِ: وَمِثْلُكِ بِكْرًا قَدْ طَرَقْتُ وثيِّبا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: كالأَيْمِ ذِي الطُّرَّة، أَو ناشِئِ البَرْدِيِّ ... تَحْتَ الحَفَإِ المُغْيِل وأَغال فُلَانٌ وَلَدَهُ إِذا غشيَ أُمّه وَهِيَ تُرْضِعُهُ، واسْتَغْيَلتْ هِيَ نَفْسَهَا، وَالِاسْمُ الغِيلة. يُقَالُ: أَضرَّت الغِيلَة بِوَلَدِ فُلَانٍ إِذا أُتيت أُمّه وَهِيَ تُرْضِعُهُ، وَكَذَلِكَ إِذا حَمَلت أُمّه وَهِيَ تُرْضِعُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ : لَقَدْ هَمَمْت أَن أَنْهَى عَنِ الغِيلَة ثُمَّ أُخبرت أَن فَارِسَ والرُّومَ تَفْعَلُ ذَلِكَ فَلَا يَضِيرهم. وَيُقَالُ: أَغْيَلَت الغَنم إِذا نُتِجت فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ الأَعشى: وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي شَرْحِ النَّهْي عَنِ الغِيلَة، قَالَ: هُوَ أَن يُجَامِعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ إِذا حَمَلَتْ وَهِيَ مُرْضِعٌ، وَيُقَالُ فِيهِ الغِيلَة والغَيْلة بِمَعْنًى، وَقِيلَ: الْكَسْرُ لِلِاسْمِ وَالْفَتْحُ لِلْمَرَّةِ، وَقِيلَ: لَا يَصِحُّ الْفَتْحُ إِلَّا مَعَ حَذْفِ الْهَاءِ. والغِيلَة: هُوَ الغَيْل، وَذَلِكَ أَن يُجَامِعَ الرَّجُلُ المرأَة وَهِيَ مُرْضِعٌ، وَقَدْ أَغَالَ الرَّجُلُ وأَغْيَل. والغَيْل والمُغْتال: السَّاعِدُ الرَّيَّانُ الْمُمْتَلِئُ؛ قَالَ: لَكاعبٌ مَائِلَةٌ فِي العِطْفَيْن، ... بَيْضَاءُ ذاتُ ساعِدَين غَيْلَيْن أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِي وليلِ الزَّيْدَين، ... وعُقَب العِيسِ إِذا تمطَّيْن وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: كوَشْمِ المِعْصَم المُغْتالِ، غُلَّت ... نَواشِزُه بِوَسْمٍ مُسْتَشاطِ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ الْفَرَّاءُ إِنما سُمِّيَ المِعصم الْمُمْتَلِئُ مُغْتالًا لأَنه مِنَ الغَوْل، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ لوجُودِنا سَاعِدَ غَيْل فِي مَعْنَاهُ. وَغُلَامٌ غَيْل ومُغْتال: عَظِيمٌ سَمِينٌ، والأُنثى غَيْلة. والغَيْلة، بِالْفَتْحِ: المرأَة السَّمِينَةُ. أَبو عُبَيْدَةَ: امرأَة غَيْلة عَظِيمَةٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: ويَبْرِي عِصِيًّا دُونَهَا مُتْلَئِبَّةً، ... يَرَى دُونَهَا غَوْلًا مِنَ التُّرْب غائِلا أَي تُرْباً كَثِيرًا يَنْهال عَلَيْهِ، يَعْنِي ثَوْرًا وَحْشِيًّا يتَّخِذ كِناساً فِي أَصل أَرْطاة وَالتُّرَابُ وَالرَّمْلُ غَلَبه لِكَثْرَتِهِ؛ وَقَالَ آخَرُ: يتبعْنَ هَيْقاً جافِلَا مُضَلّلا، ... قعُود حنٍّ مُسْتَقِرًّا أَغْيَلا «3» . أَراد بالأَغْيَلَ الْمُمْتَلِئَ الْعَظِيمَ. واغْتال الغلامُ أَي غلُظ وَسَمِنَ. والغَيْل: الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ : مَا سُقِيَ بالغَيْل فِيهِ العُشر، وَمَا سُقِيَ بالدَّلْو فَفِيهِ نِصْفُ العُشر ؛ وَقِيلَ: الغَيْل، بِالْفَتْحِ، مَا جَرَى مِنَ الْمِيَاهِ فِي الأَنهار والسَّواقي وَهُوَ الفَتْحُ، وأَما الغَلَلُ فَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي بَيْنَ الشَّجَرِ. وقال

_ (2). في المعلّقة: محوِلِ بدل مُغيِلِ (3). قوله [قعود حن] هكذا في الأصل

اللَّيْثُ: الغَيْل مَكَانٌ مِنَ الغَيْضة فِيهِ مَاءٌ مَعِين؛ وأَنشد: حِجارةُ غَيْلٍ وارِشات بطُحْلُب والغَيْل: كُلُّ مَوْضِعٍ فِيهِ مَاءٌ مِنْ وَادٍ وَنَحْوِهِ. والغَيْل: العلَم فِي الثَّوْبِ، وَالْجَمْعُ أَغْيال؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ كثيِّر: وحَشاً تَعاوَرُها الرِّياح، كأَنها ... تَوْشِيح عَصْبِ مُسَهَّم الأَغْيالِ وَقَالَ غَيْرُهُ: الغَيْل الْوَاسِعُ مِنَ الثِّيَابِ، وَزَعَمَ أَنه يُقَالُ: ثَوْبٌ غَيْل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ فِي الغَيْل ضَعِيفٌ لَمْ أَسمعه إِلا فِي هَذَا التَّفْسِيرِ. والغِيلُ: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ، يُقَالُ مِنْهُ: تَغَيَّل الشَّجَرُ، وَقِيلَ: الغِيلُ الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُلْتَفُّ الَّذِي لَيْسَ بشَوك؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: أَسَدٌ أَضْبَط، يَمْشِي ... بَيْنَ طَرْفاءٍ وغِيلِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغِيل جَمَاعَةُ القصَب والحَلْفاء؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي غِيل قَصْباءٍ وخِيس مُخْتَلَق وَالْجَمْعُ أَغْيال. والغِيل، بِالْكَسْرِ: الأَجَمة، وَمَوْضِعُ الأَسد غِيل مِثْلُ خِيسٍ، ولا تدخلها الْهَاءُ، وَالْجَمْعُ غُيول؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلَانَ النَّهْدِيُّ: وحُقَّة مِسْكٍ مِنْ نِساءٍ لَبِسْتُهَا ... شَبَابِي، وكأْس باكَرَتْني شَمُولُها جَدِيدةُ سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنها ... سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ، نَمَتْها غُيُولُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والغُيول هَاهُنَا جَمْعُ غَيْل، وَهُوَ الْمَاءُ يَجْرِي بَيْنَ الشَّجَرِ لأَن الْمَاءَ يَسْقِي والأَجَمة لَا تَسْقِي. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَسدُ غِيلٍ ، الغِيل، بِالْكَسْرِ: شَجَرٌ مُلْتَفٌّ يُسْتَتَرُ فِيهِ كالأَجَمة؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: بِبَطْن عَثَّر غِيلٌ دونهُ غِيلُ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كَذَوائب الحَفَإِ الرَّطيب عَطابه ... غِيلٌ، ومَدَّ بجانِبَيْه الطُّحْلُبُ غِيلٌ: الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض. والمُغَيِّل: النَّابت فِي الغِيل؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ جَارِيَةً: كالأَيْمِ ذِي الطُّرَّة، أَو ناشِئ البَرْدِيِّ، ... تَحْتَ الحَفَإِ المُغْيِلِ والمُغَيِّل: كالمُغْيِل، وَقِيلَ: كُلُّ شَجَرَةٍ كَثُرَتْ أَفْنانها وتَمَّت والتفَّت فَهِيَ مُتَغَيِّلة. والمِغْيال: الشَّجَرَةُ المُلْتَفَّة الأَفْنان الْكَثِيرَةُ الْوَرَقِ الوافِرَة الظِّلّ. وأَغْيَلَ الشَّجَرُ وتَغَيَّلَ واسْتَغْيَلَ: عظُم والتفَّ. ابْنُ الأَعرابي: الغَوائِل خُروق فِي الْحَوْضِ، وَاحِدَتُهَا غَائِلَة؛ وأَنشد: وإِذا الذَّنوب أُحِيل فِي مُتَثَلِّمٍ، ... شُرِبت غَوائل مائِهِ وهُزُوم وَالْغَائِلَةُ: الحِقْد الْبَاطِنُ، اسْمٌ كالوابِلَة. وَفُلَانٌ قَلِيلُ الْغَائِلَةِ والمَغَالَة أَي الشَّرِّ. الْكِسَائِيُّ: الغَوَائِل الدَّوَاهِي. والغِيلة، بِالْكَسْرِ: الخَدِيعة والاغْتِيال. وقُتِل فُلَانٌ غِيلة أَي خُدْعة، وَهُوَ أَن يَخْدَعَهُ فَيَذْهَبَ بِهِ إِلى مَوْضِعٍ، فإِذا صَارَ إِليه قَتَلَهُ وَقَدِ اغْتِيل. قَالَ أَبو بَكْرٍ: الغِيلة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِيصال الشَّرِّ وَالْقَتْلِ إِليه مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ وَلَا يشعُر. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: قَتَلَهُ غِيلة

فصل الفاء

إِذا قَتَلَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، وفَتَك بِهِ إِذا قَتَلَهُ مِنْ حَيْثُ يَرَاهُ وَهُوَ غارٌّ غافِل غَيْرُ مستعدٍّ. وغَالَ فُلَانًا كَذَا وَكَذَا إِذا وَصَلَ إِليه مِنْهُ شَرٌّ؛ وأَنشد: وغَالَ امْرَأً مَا كَانَ يَخْشَى غوائِلَه أَي أَوصل إِليه الشرَّ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ فَيَسْتَعِدُّ. وَيُقَالُ: قَدِ اغْتاله إِذا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنّ صَبِيًّا قُتل بصَنْعاء غِيلة فقَتل بِهِ عُمَرُ سَبْعَةً أَي فِي خُفْية واغْتيال وَهُوَ أَن يُخدَع ويُقتَل فِي مَوْضِعٍ لَا يَرَاهُ فِيهِ أَحد. والغِيلة: فِعْلة مِنَ الِاغْتِيَالِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وأَعوذ بِكَ أَن أُغْتال مِنْ تَحْتِي أَي أُدْهَى مِنْ حَيْثُ لَا أَشعرُ، يُرِيدُ بِهِ الخَسْف. والغِيلة: الشِّقْشِقَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَصْهَبُ هَدّار لِكُلِّ أَرْكَبِ، ... بغِيلةٍ تنسلُّ نَحْوَ الأَنْيبِ وإِبل غُيُل: كَثِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: إِنِّي لعَمْر الَّذِي خَطَتْ مَنَاشِبُها ... تَخْدِي، وسِيق إِليه الباقِرُ الغُيُلُ وَيُرْوَى: خَطَتْ مَناسِمُها، الْوَاحِدُ غَيُول؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنْ جَدِّهِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَيُول الْمُنْفَرِدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَجَمْعُهُ غُيُل، وَيُرْوَى العُيُل فِي الْبَيْتِ بِعَيْنٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، يُرِيدُ الْجَمَاعَةَ أَي سِيق إِليه الْبَاقِرُ الْكَثِيرُ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والغُيُل السِّمان أَيضاً. وغَيْلان: اسْمُ رَجُلٍ. وغَيْلان بْنُ حُرَيث: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، وَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ، وَقِيلَ: غَيْلان حَرْبٍ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وَاسْمُ ذِي الرُّمَّةِ: غَيْلان بْنُ عُقْبة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ اسْمُهُ غَيْلان جَمَاعَةٌ: مِنْهُمْ غَيْلان ذُو الرُّمَّةِ، وغَيْلان بْنُ حُرَيْثٍ الرَّاجِزُ، وغَيْلان بْنُ خَرَشة الضَّبي، وَغِيلَانُ بْنُ سلمَة الثَّقَفِيُّ. وأُمّ غَيْلان: شَجَرُ السَّمُر. فصل الفاء فأل: الفأْل: ضِدُّ الطِّيَرَة، والجمع فُؤُول، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ أَفْؤُل، وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: وَلَا أَسْأَلُ الطَّيرَ عَمَّا تَقُولُ، ... وَلَا تَتَخالَجُني الأَفْؤُل وتَفَاءَلْت بِهِ وتَفَأَّل بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تَفَاءَلْت بِكَذَا وتَفَأَّلْتُ، عَلَى التَّخْفِيفِ والقلْب، قَالَ: وَقَدْ أُولع النَّاسُ بِتَرْكِ هَمْزِهِ تَخْفِيفًا. والفَأْل: أَن يَكُونَ الرَّجُلُ مَرِيضًا فَيَسْمَعُ آخَرَ يَقُولُ يَا سالِمُ، أَو يَكُونُ طالِبَ ضالَّة فَيَسْمَعُ آخَرَ يَقُولُ يَا واجِد، فَيَقُولُ: تَفَاءَلْت بِكَذَا، وَيَتَوَجَّهُ لَهُ فِي ظنِّه كَمَا سَمِعَ أَنه يبرأُ مِنْ مَرَضِهِ أَو يَجِدُ ضالَّته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يحبُّ الفَأْل وَيَكْرَهُ الطِّيَرَة ؛ والطِّيَرَة: ضِدُّ الفَأْل، وَهِيَ فِيمَا يُكْرَهُ كالفَأْل فِيمَا يستحَب، والطِّيرَة لَا تَكُونُ إِلا فِيمَا يَسُوءُ، والفَأْل يَكُونُ فِيمَا يحسُن وَفِيمَا يَسُوءُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ الفَأْل فِيمَا يكرَه أَيضاً، قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَفاءَلْت تَفاؤُلًا، وَذَلِكَ أَن تَسْمَعَ الإِنسان وأَنت تُرِيدُ الْحَاجَةَ يَدْعُو يَا سَعِيدُ يَا أَفْلَح أَو يَدْعُو بَاسِمٍ قَبِيحٍ، وَالِاسْمُ الفَأْل، مَهْمُوزٌ، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ لَا فَأْل عَلَيْكَ بِمَعْنَى لَا ضَيْر عَلَيْكَ وَلَا طَيْر عَلَيْكَ وَلَا شَرَّ عَلَيْكَ، وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَنس عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا عَدْوى وَلَا طِيَرَة ويعجبُني الفَأْل الصالِح ، والفأْل

الصَّالِحُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ؛ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن مِنَ الفَأْل مَا يَكُونُ صَالِحًا وَمِنْهُ مَا يَكُونُ غَيْرَ صَالِحٍ، وإِنما أَحبَّ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، الفَأْل لأَن النَّاسَ إِذا أَمَّلوا فائدةَ اللَّهِ ورجَوْا عائدَته عِنْدَ كُلِّ سَبَبٍ ضَعِيفٍ أَو قويٍّ فَهُمْ عَلَى خَيْرٍ، وَلَوْ غلِطوا فِي جِهَةِ الرَّجَاءِ فإِن الرَّجَاءَ لَهُمْ خَيْرٌ، أَلا تَرَى أَنهم إِذا قَطَعُوا أَملَهم وَرَجَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّرِّ؟ وإِنما خَبَّر النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الفِطْرة كَيْفَ هِيَ وإِلى أَيِّ شَيْءٍ تَنْقَلِبُ، فأَما الطِّيرَة فإِن فِيهَا سُوءَ الظنِّ بِاللَّهِ وتوقُّع الْبَلَاءِ، ويُحَب للإِنسان أَن يَكُونَ لِلَّهِ تَعَالَى رَاجِيًا، وأَن يَكُونَ حَسَنَ الظَّنِّ بربِّه، قَالَ: والكَوادِس مَا يُتطيَّر مِنْهُ مِثْلُ الفَأْل والعُطاس وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: أَنه كَانَ يتَفاءل وَلَا يتطيَّر. وَفِي الْحَدِيثِ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الفَأْل؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَتِ الطِّيرَة بِمَعْنَى الجِنْس، والفَأْل بِمَعْنَى النَّوْعِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَصدَقُ الطِّيرَة الفَأْل. والافْتِئَال: افْتِعال مِنَ الفَأْل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ خَيْلًا: إِذا مَا بَدَتْ تَحْتَ الخَوافِقِ، صَدَّقَتْ ... بأَيمَنِ فَأْل الزاجِرين افْتِئالَها التَّهْذِيبُ: تَفَيَّل إِذا سمِن كأَنه فِيل. وَرَجُلٌ فَيِّل اللَّحْمِ: كَثِيرُهُ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ فَيَقُولُ: فَيْئِل عَلَى فَيْعِل. والفِئال، بِالْهَمْزَةِ: لِعْبَةٌ للأَعراب، وَسَيُذْكَرُ في فيل. فتل: الفَتْل: لَيُّ الشَّيْءِ كَلَيِّك الْحَبْلَ وكفَتْل الفَتِيلة. يُقَالُ: انْفَتَل فُلَانٌ عَنْ صَلاته أَي انْصَرَفَ، ولَفَت فُلَانًا عَنْ رأْيه وفَتَله أَي صرَفه ولَوَاه، وفَتَله عَنْ وَجْهِهِ فانْفَتَلَ أَي صَرَفَهُ فَانْصَرَفَ، وَهُوَ قَلْبُ لَفَت. وفَتَل وَجْهَهُ عَنِ الْقَوْمِ: صرَفه كلَفته. وفَتَلْت الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ وفَتَلَ الشَّيْءَ يَفْتِله فَتْلًا، فَهُوَ مَفْتُول وفَتِيل، وفَتَلَه: لَواه؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: لونُها أَحمر صافٍ، ... وَهِيَ كَالْمِسْكِ الفَتِيل قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَيُرْوَى كَالْمِسْكِ الفَتِيت، قَالَ: وَهُوَ كالفَتِيل؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه شِعْرٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ إِذ لَوْ كَانَ مَعْرُوفًا لَمَا اخْتُلِفَ فِي قَافِيَتِهِ، فتفهَّمه جِدًّا. وَقَدِ انْفَتَلَ وتَفَتَّل. والفَتِيل: حَبْلٌ دَقِيقٌ مِنْ خَزَم أَو لِيف أَو عِرْق أَو قِدٍّ يشدُّ عَلَى الْعِنَانِ، وَهِيَ الْحَلْقَةُ الَّتِي عِنْدَ ملتقَى الدُّجْزَيْن، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والفَتِيل والفَتِيلة: مَا فتلْته بَيْنَ أَصابعك، وَقِيلَ: الفَتِيل مَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الإِصبعين إِذا فتلْتهما. والفَتِيل: السَّحَاة فِي شَقِّ النَّواة. وَمَا أَغنى عَنْهُ فَتِيلًا وَلَا فَتْلة وَلَا فَتَلة؛ الإِسكان عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْفَتْحُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مَا أَغنى عَنْهُ مِقْدَارَ تِلْكَ السَّحَاة الَّتِي فِي شَق النَّوَاةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا* ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: القِطْمير الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ عَلَى النَّوَاةِ، والفَتِيل مَا كَانَ فِي شَق النَّوَاةِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ فَتِيلة، وَقِيلَ: هُوَ مَا يفتَل بَيْنَ الإِصبعين مِنَ الْوَسَخِ، والنَّقير النُّكْتة فِي ظَهْرِ النَّواة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الأَشياء تضرَب كُلُّهَا أَمثالًا لِلشَّيْءِ التافِه الْحَقِيرِ الْقَلِيلِ أَي لَا يُظْلمون قدرَها. والفتِيلة: الذُّبَالة. وذُبَال مفتَّل: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَمَا زَالَ فُلَانٌ يَفْتِل مِنْ فُلَانٍ فِي الذِّرْوة والغارِب أَي يَدُور مِنْ وراءِ خَدِيعَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ وَعَائِشَةَ: فَلَمْ يَزَلْ يَفْتِل فِي الذِّرْوة وَالْغَارِبِ ، وَهُوَ مَثَلٌ فِي المُخادَعة. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ حُيَي بْنِ أَخْطب أَيضاً: لَمْ يَزَلْ يَفتِل فِي الذِّرْوة والغارِب ؛

والفَتْلة: وِعاء حَبِّ السَّلَم والسَّمُر خَاصَّةً، وَهُوَ الَّذِي يُشْبِهُ قُرون الباقِلَّا، وَذَلِكَ أَول مَا يَطْلُعُ، وَقَدْ أَفْتَلت السَّلَمة والسَّمُرة. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَلسْت ترعَى مَعْوَتَها وفَتْلَتَها؟ الفَتْلة: وَاحِدَةُ الفَتْل، وَهُوَ مَا يَكُونُ مَفْتولًا مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ كورَق الطَّرْفاء والأَثْل وَنَحْوِهِمَا، وَقِيلَ: الفَتْلَة حَمْلُ السمُر والعُرْفُط، وَقِيلَ: نَوْر العِضاه إِذا تَعقّد، وَقَدْ أَفْتَلْت إِفْتالًا إِذا أَخرجت الفَتْلة. والفَتْلَة: شِدَّةُ عصَب الذِّرَاعِ. والفَتَل أَيضاً: اندِماج فِي مِرْفق النَّاقَةِ وبُيُون عَنِ الْجَنْبِ، وَهُوَ فِي الوَظيف والفِرْسِن عَيْبٌ، وَمِرْفَقٌ أَفْتَل بيِّن الْفَتْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَتَل، بِالتَّحْرِيكِ، مَا بَيْنَ المِرْفقين عَنْ جَنْبَيِ الْبَعِيرِ، وَقَوْمٌ فُتْل الأَيدي؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَها مِرْفَقان أَفْتَلان، كأَنما ... أُمِرَّا بسَلْمَى دالِجٍ متَشدِّد وَفِي الصِّحَاحِ: كأَنما تَمُرُّ بسَلْمَى «1» وَنَاقَةٌ فَتْلاء: ثَقِيلَةٌ. وَنَاقَةٌ فَتْلاء إِذا كَانَ فِي ذِرَاعِهَا فَتَل وبُيُون عَنِ الْجَنْبِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَرَجٌ من مِرْفقيْها كالفَتَل وفَتِلَت النَّاقَةُ فَتَلًا إِذا امَّلَس جِلْدُ إِبْطها فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ عَرَك وَلَا حَازٌّ وَلَا خالِعٌ وَهَذَا إِذا اسْتَرْخَى جِلْدُ إِبْطها وتَبَخْبَخَ. والفَتْلة: نَوْرُ السَّمُرة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَتَل مَا لَيْسَ بِوَرَقٍ إِلا أَنه يَقُومُ مَقَامَ الْوَرَقِ، وَقِيلَ: الفَتَل مَا لَمْ يَنْبَسِطْ مِنَ النَّبَاتِ وَلَكِنْ تَفَتَّلَ فَكَانَ كالهَدَب، وَذَلِكَ كهَدَب الطَّرْفاء والأَثْل والأَرْطى. ابْنُ الأَعرابي: الفَتَّال البُلْبُل، وَيُقَالُ لِصياحه الفَتْل، فهو مصدر. فثل: ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ فِثْوَلّ أَي عَيِيٌّ فَدْم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تَجْعَلِيني كَفَتًى فِثْوَلّ، ... خالٍ كعُود النَّبْعة المُبْتَلّ قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ الأَصمعي إِلا بِالْقَافِ، وَلَمْ أَره أَنا لِغَيْرِ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ. فجل: فَجَّل الشيءَ: عَرَّضَهُ. وَرَجُلٌ أَفْجَلَ: مُتَبَاعِدُ مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ. وفَجِلَ الشَّيْءُ وفَجَلَ يَفْجُل فَجْلا وفَجَلًا: اسْتَرْخَى وغلُظ. والفُجْل والفُجُل؛ جَمِيعًا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: أُرومة نَبَاتٍ خَبِيثَةِ الجُشاء مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ فُجْلة وفُجُلة، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وإِياه عَنَى بِقَوْلِهِ وَهُوَ مُجَهِّزُ السَّفِينَةِ يَهْجُو رَجُلًا: أَشْبَه شَيْءٍ بِجُشاء الفُجْلِ ... ثِقْلًا عَلَى ثِقْل، وأَيّ ثِقْلِ والفَنْجَلَة والفَنْجَلى: مِشْية فِيهَا اسْتِرْخَاءٌ يسحَب رِجْلَهُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُضِيَتْ عَلَى نُونِهَا بِالزِّيَادَةِ لِقَوْلِهِمْ فَجِل إِذا اسْتَرْخَى. الصِّحَاحُ: الفَنْجَلَة مِشْية فِيهَا اسْتِرْخَاءٌ كمِشية الشَّيْخِ؛ وَقَالَ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ: فإِنْ تَريني فِي المَشيب والعِلَهْ، ... فصِرْتُ أَمشي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ، وَتَارَةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ النَّقْثَلة: مِشْية الشَّيْخِ يُثِير التُّرَابَ إِذا مَشَى. والفَنْجَل: الَّذِي يَمْشِي الفَنْجَلة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا هِجْرَعاً رِخْواً وَلَا مُثَجَّلا، ... وَلَا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا والفَاجِلُ: القامِرُ.

_ (1). هذه الرواية هي كذلك رواية ديوان طرفة

فحل: الفَحْل مَعْرُوفٌ: الذكَر مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ، وَجَمْعُهُ أَفْحُل وفُحول وفُحولة وفِحالٌ وفِحالة مِثْلُ الجِمالة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِها قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلحقوا الْهَاءَ فِيهِمَا لتأْنيث الْجَمْعِ. وَرَجُلٌ فَحِيل: فَحْل، وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحَالَة والفِحْلة. وفَحَلَ إِبلَه فَحْلًا كَرِيمًا: اخْتَارَ لَهَا، وافْتَحَلَ لدوابِّه فَحْلًا كَذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: فَحَلْت إِبلي إِذا أَرسلت فِيهَا فَحْلًا؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ ... مِنْ كلِّ عرَّاص، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ أَي نُعَرْقِبُها بِالسُّيُوفِ، وَهُوَ مَثَل. الأَزهري: والفِحْلَة افْتحال الإِنسان فَحْلًا لِدَوَابِّهِ؛ وأَنشد: نَحْنُ افْتَحَلْنا فَحْلَنا لَمْ نَأْثله «2» . قَالَ: وَمَنْ قَالَ اسْتَفْحَلْنا فَحْلًا لدوابِّنا فَقَدْ أَخطأَ، وإِنما الِاسْتِفْحَالُ مَا يَفْعَلُهُ عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم، وسيأْتي. والفَحِيل: فَحْل الإِبل إِذا كَانَ كَرِيمًا مُنْجِباً. وأَفْحَل: اتَّخَذَ فَحْلًا؛ قَالَ الأَعشى: وكلُّ أُناسٍ، وإِن أَفْحَلوا، ... إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا وَبَعِيرٌ ذُو فِحْلَة: يَصْلُحُ للافْتِحَال. وفَحْل فَحِيل: كَرِيمٌ منجِب فِي ضِرابه؛ قَالَ الرَّاعِي: كَانَتْ نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق ... أُمَّاتِهنّ، وطَرْقُهنّ فَحِيلا قَالَ الأَزهري: أَي وَكَانَ طَرْقهنّ فَحْلًا منجِباً، والطَّرْق: الْفَحْلُ هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاد الْبَيْتِ: نجائبَ منذرٍ، بِالنَّصْبِ، وَالتَّقْدِيرُ كَانَتْ أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ مُنْذِرٍ، وَكَانَ طَرْقهنّ فَحْلًا. وَقِيلَ: الفَحِيل كالفَحْل؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَفْحَلَه فَحْلًا: أَعاره إِيَّاه يَضْرِبُ فِي إِبله. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَحَلَ فُلَانًا بَعِيرًا وأَفْحَلَه إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه. والاسْتِفْحَال: شَيْءٌ يَفْعَلُهُ أَعلاج كابُل، إِذا رأَوا رَجُلًا جَسِيمًا مِنَ الْعَرَبِ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نِسَائِهِمْ رَجَاءَ أَن يُولَدَ فِيهِمْ مِثْلُهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وكَبْش فَحِيل: يُشْبِهُ الْفَحْلَ مِنَ الإِبل فِي عِظَمِهِ ونُبْله. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه بَعَثَ رَجُلًا يَشْتَرِي لَهُ أُضحية فَقَالَ: اشْتَرِهِ فَحْلًا فَحِيلًا ؛ أَراد بِالْفَحْلِ غَيْرَ خَصِيٍّ، وَبِالْفَحِيلِ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ فَحِيلًا: هُوَ الَّذِي يُشْبِهُ الفُحولة فِي عِظَمِ خُلُقِهِ وَنُبْلِهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْجِب فِي ضِرابه، وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَالَّذِي يُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه اخْتَارَ الْفَحْلَ عَلَى الْخَصِيِّ والنعجةِ وَطَلَبَ جَماله ونُبْله. وَفِي الْحَدِيثِ: لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، يُرِيدُ فَحْل الإِبل إِذا عَلَا نَاقَةً دُونَهُ أَو فَوْقَهُ فِي الْكَرَمِ والنَّجابة فإِنهم يَضْرِبُونَهُ عَلَى ذَلِكَ وَيَمْنَعُونَهُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَمَّا قدِم الشَّامَ تَفَحَّلَ لَهُ أُمَراء الشَّامِ أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غَيْرَ متزيِّنين، مأْخوذ مِنَ الْفَحْلِ ضِدِّ الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع فِي الزِّيِّ مِنْ شأْن الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لَا يتزيَّنون. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لَبَنَ الفَحْل حِرْم ؛ يُرِيدُ بالفَحْل الرجُل تَكُونُ لَهُ امرأَة وَلَدَتْ مِنْهُ وَلَدًا وَلَهَا لَبَنٌ، فكلُّ مَنْ أَرضعته مِنَ الأَطفال بِهَذَا فَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى الزَّوْجِ وإِخوتِه وأَولاده مِنْهَا وَمِنْ غَيْرِهَا، لأَن اللَبن للزوج حيث

_ (2). قوله [نأثله] هكذا في الأصل

هُوَ سَبَبُهُ وَهَذَا مَذْهَبُ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَالنَّخَعِيُّ: لَا يُحَرِّمُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي حَرْفِ النُّونِ. الأَزهري: اسْتَفْحَلَ أَمر الْعَدُوِّ إِذا قوِي وَاشْتَدَّ، فَهُوَ مُسْتَفْحِل، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي سُهَيْلًا الفَحْل تَشْبِيهًا لَهُ بفحْل الإِبل وَذَلِكَ لِاعْتِزَالِهِ عَنِ النُّجُومِ وعِظَمه، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَذَلِكَ لأَن الْفَحْلَ إِذا قَرَع الإِبل اعْتَزَلَهَا؛ وَلِذَلِكَ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَقَدْ لاحَ للسارِي سُهَيْل، كأَنه ... قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ مِنْهُ المَساعِر اللَّيْثُ: يُقَالُ للنَّخل الذكَر الَّذِي يُلْقَح بِهِ حَوائل النَّخْلِ فُحَّال، الْوَاحِدَةُ فُحَّالَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الفَحْل والفُحَّال ذَكَرُ النَّخْلِ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ ذُكُورِهِ فَحْلًا لإِناثِه؛ وَقَالَ: يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ ... بُطونُ المَوالي، يَوْمَ عيدٍ تَغَدَّت قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ الذَّكَرِ مِنَ النَّخْلِ فُحَّال؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: لَا يُقَالُ فَحْل إِلا فِي ذِي الرُّوح، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو نَصْرٍ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَالنَّاسُ عَلَى خِلَافِ هَذَا. واستَفْحَلَت النَّخْلُ: صَارَتْ فُحَّالًا. وَنَخْلَةٌ مُسْتَفْحِلة: لَا تحمِل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: وَيُجْمَعُ فُحَّال النَّخْلِ فَحَاحِيل، وَيُقَالُ للفُحَّال فَحْل، وَجَمْعُهُ فُحُول؛ قَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاح: تَأَبَّرِي يَا خَيْرَةَ الفَسِيل، ... تَأَبَّرِي مِنْ حَنَذٍ فَشُول، إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحُول الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ فُحَّال إِلا فِي النَّخْلِ. والفَحْل: حَصِير تُنسَج مِنْ فُحَّال النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ فُحُول. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنصار وَفِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَحْل مِنْ تِلْكَ الفُحُول، فأَمر بناحية مِنْهُ فكُنِس وَرُشَّ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ قِيلَ لِلْحَصِيرِ فَحْل لأَنه يسوَّى مِنْ سَعَفِ الفَحْل مِنَ النَّخِيلِ، فَتَكَلَّمَ بِهِ عَلَى التَّجَوُّزِ كَمَا قَالُوا: فُلَانٌ يَلْبَسُ القُطْن وَالصُّوفَ، وإِنما هِيَ ثِيَابٌ تغزَل وتتَّخذ مِنْهُمَا؛ قَالَ الْمَرَّارُ: والوَحْش سارِية، كأَنَّ مُتونَها ... قُطْن تُباع، شَدِيدَةُ الصَّقْلِ أَراد كأَن مُتُونَهَا ثِيَابُ قُطْنٍ لشدَّة بَيَاضِهَا، وَسُمِّيَ الْحَصِيرُ فَحْلًا مَجَازًا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه قَالَ لَا شُفْعة فِي بِئْرٍ وَلَا فَحْل والأُرَف تَقْطع كُلَّ شُفْعَةٍ ؛ فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النَّخْلِ، وَذَلِكَ أَنه رُبَّمَا يَكُونُ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ فَحْل نَخْلٍ يأْخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الشُّرَكَاءِ فِيهِ، زمَن تَأْبِير النَّخْلِ، مَا يَحْتَاجُ إِليه مِنَ الحِرْقِ لتَأْبير النَّخْلِ، فإِذا بَاعَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّرَكَاءِ نَصِيبَهُ مِنَ الْفَحْلِ بعضَ الشُّرَكَاءِ فِيهِ لَمْ يَكُنْ لِلْبَاقِينَ مِنَ الشُّرَكَاءِ شُفْعَةٌ فِي الْمَبِيعِ، وَالَّذِي اشْتَرَاهُ أَحق بِهِ لأَنه لَا يَنْقَسِمُ، والشُّفْعة إِنما تَجِبُ فِيمَا يَنْقَسِمُ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهل الْمَدِينَةِ وإِليه يَذْهَبُ الشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِحَدِيثِ جَابِرٍ: إِنما جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الشُّفعة فِيمَا لَمْ يُقَسَّمْ، فإِذا حُدت الحُدود فَلَا شُفعة لأَن قَوْلَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِيمَا لَمْ يُقَسَّمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنه جَعَلَ الشُّفعة فِيمَا يَنْقَسِمُ، فأَما مَا لَا يَنْقَسِمُ مِثْلَ الْبِئْرِ وفَحْل النَّخْلِ يُبَاعُ مِنْهُمَا الشِّقْص بأَصله مِنَ الأَرض فَلَا شُفعة فِيهِ، لأَنه لَا ينقسِم؛ قَالَ: وَكَانَ أَبو عُبَيْدٍ فَسَّرَ حَدِيثَ عُثْمَانَ تَفْسِيرًا لَمْ يَرْتَضِهِ أَهل الْمَعْرِفَةِ فَلِذَلِكَ تَرَكْتُهُ وَلَمْ أَحكه بِعَيْنِهِ، قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ عَلَى

مَا بَيَّنْتُهُ، وَلَا يُقَالُ لَهُ إِلا فُحَّال. وفُحول الشُّعَرَاءِ: هُمُ الَّذِينَ غَلَبُوا بالهِجاء مَنْ هَاجَاهُمْ مِثْلُ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ وأَشباههما، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ عارَض شَاعِرًا فَغَلَبَ عَلَيْهِ، مِثْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى فَحْلًا لأَنه عَارَضَ إمرأَ الْقَيْسِ فِي قَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِي أَولها: خليليَّ مُرّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدَبِ بِقَوْلِهِ فِي قَصِيدَتِهِ: ذَهَبْت مِنَ الْهِجْرَانِ فِي غَيْرِ مذهَب وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُعَارِضُ صَاحِبَهُ فِي نَعْتِ فَرَسِهِ ففُضِّل علقمةُ عَلَيْهِ وَلُقِّبَ الفَحْل، وَقِيلَ: سُمِّيَ عَلْقَمَةُ الشَّاعِرُ الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حِينَ طَلَّقَهَا امْرُؤُ الْقَيْسِ لَمَّا غَلَّبَتْه عَلَيْهِ فِي الشِّعْرِ. والفُحول: الرُّواة، الْوَاحِدُ فَحْل. وتَفَحَّلَ أَي تشبَّه بالفَحْل. واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم. وامرأَة فَحْلَة: سَلِيطة. وفَحْل والفَحْلاء: مَوْضِعَانِ. وفَحْلان: جَبَلَانِ صَغِيرَانِ؛ قَالَ الرَّاعِي: هَلْ تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً ... وَرَّكْن فَحلَين، واستَقبَلْن ذَا بَقَرِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فِحْل، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْحَاءِ، مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الرُّومِ؛ وَمِنْهُ يَوْمُ فِحْل، وَفِيهِ ذِكْرُ فَحْلين، عَلَى التَّثْنِيَةِ، مَوْضِعٌ فِي جبل أُحُد. فحطل: فَحْطَل: اسْمٌ؛ قَالَ: تباعَد مِنِّي فَحْطَل، إِذ سأَلته ... أَمِينَ، فَزاد اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدا وَهَذِهِ تَرْجَمَةٌ وَجَدْتُهَا فِي الْمُحْكَمِ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ، ورأَيت هَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: تَبَاعَدَ مِنِّي فَطْحَل، وَاللَّهُ أَعلم. فخل: تَفَخَّل الرجلُ: أَظهر الوَقار وَالْحِلْمَ. وتَفَخَّلَ أَيضاً: تهيَّأَ وَلَبِسَ أَحسن ثِيَابِهِ، والله أَعلم. فرجل: الفَرْجَلة: التَّفَحُّج؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَقَحُّمَ الْفِيلِ إِذا مَا فَرْجَلا، ... تَمُرّ أَحْفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا وفَرْجَل الرجلُ فَرْجَلَة: وَهُوَ أَن يتفحَّج وَيُسْرِعَ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي يُدَرْبِجُ فِي مَشْيِهِ وَهِيَ مِشْية سهلة. فرزل: الفَرْزَلة: التَّقْيِيدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ فُرْزُل: ضخْم؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. فرعل: الفُرْعُل: وَلَدُ الضَّبُع، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَدُ الضَّبُعِ مِنَ الضَّبُعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: تَنْزُو بعُثْنُون كَظَهْرِ الفُرْعُل قَالَ: وَقَالَ أَبو مِهْرَاسٍ: كأَنَّ ندَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع، ... تَفَقَّدَ مِنْ فَرَاعِلِه أَكِيلا وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ عَنِ الضبُع فَقَالَ: الفُرْعُل تِلْكَ نَعْجَةٌ مِنَ الْغَنَمِ ؛ الفُرْعُل: وَلَدُ الضَّبُعِ، فَسَمَّاهَا بِهِ أَراد أَنها حَلَالٌ كَالشَّاةِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هُوَ وَلَدُ الوَبْر مِنِ ابْنِ آوَى، وَالْجَمْعُ فَرَاعِل وفَراعِلة، زَادُوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُناط بأَلْحِيها فَرَاعِلَة غُثْرُ والأُنثى فُرْعُلَة. وَفِي الْمَثَلِ: أَغْزَلُ مِنْ فُرْعُل، وَهُوَ مِنَ الغَزَل والمُراودة.

فزل: الفَزْل: الصَّلابة. وأَرض فَيْزَلةٌ: سريعةُ السَّيْلِ إِذا أَصابها الغيث. فسل: الفَسْل: الرَّذْل النَّذْل الَّذِي لَا مُروءة لَهُ وَلَا جَلَدَ، وَالْجَمْعُ أَفْسُل وفُسُول وفِسَال وفُسْل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: والأَكثر فِيهِ فِعال، وأَما فُعول ففرْع دَاخِلٌ عَلَيْهِ أَجروه مُجْرَى الأَسماء، لأَن فِعالًا وفُعولًا يَعْتَقِبَانِ عَلَى فَعْل فِي الأَسماء كَثِيرًا فَحُمِلَتِ الصِّفَةُ عَلَيْهِ وَقَالُوا فُسُولة، فأَثبتوا الْجَمْعَ كَمَا قَالُوا فُحُولة وبُعولة؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ، وَقَالُوا فُسَلاء، وَهَذَا نَادِرٌ كأَنهم توهَّموا فِيهِ فَسِيلًا، وَمِثْلُهُ سَمْح وسُمَحاء كأَنهم تَوَهَّمُوا فِيهِ سَميحاً؛ وَقَدْ فَسُلَ، بِالضَّمِّ، وفَسِلَ فَسالةً وفُسُولةً وفُسُولًا، فَهُوَ فَسْل مِنْ قَوْمٍ فُسَلاء وأَفْسَالٍ وفِسالٍ وفُسُولٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا عُدَّ أَربعةٌ فِسَالٌ، ... فزوجُك خامسٌ وأَبوك سادِي وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: فُسِلَ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، قَالَ: كأَنه وُضِعَ ذَلِكَ فِيهِ، والمَفْسول كالفَسْل. أَبو عَمْرٍو: الفِسْل الرَّجُلُ الأَحمق. وَيُقَالُ: أَفْسَل فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ مَتاعَه إِذا أَرْذَله، وأَفْسَلَ عَلَيْهِ دراهمَه إِذا زَيَّفَها، وَهِيَ دَرَاهِمُ فُسُول؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَلَا تَقْبَلُوا مِنّي أَباعِرَ تُشْترَى ... بِوَكْسٍ، وَلَا سُوداً يصحُّ فُسُولها أَراد: وَلَا تَقْبَلُوا مِنْهُمْ دَرَاهِمَ سُودًا. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: اشتَرَى نَاقَةً مِنْ رَجُلَيْنِ وَشَرَطَ لَهُمَا مِنَ النَّقْدِ رِضَاهُمَا، فأَخرج لَهُمَا كِيسًا فأَفْسَلا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخرج كِيسًا فأَفْسَلا عَلَيْهِ أَي أَرْذَلا وزيَّفا مِنْهَا، وأَصلها مِنَ الفَسْل وَهُوَ الرَّديء الرَّذل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، يُقَالُ: فَسَّلَه وأَفْسَلَه؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: سِوَى الحَنْظَل العامِيّ والعِلْهِزِ الفَسْل وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وسيُذكر. والفَسِيلَة: الصَّغِيرَةُ مِنَ النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ فَسائل وفَسِيلٌ، والفُسْلان جَمْعُ الْجَمْعِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. الأَصمعي فِي صِغَارِ النَّخْلِ قَالَ: أَول مَا يُقْلَعُ مِنَ صِغَارِ النَّخْلِ الغِرس فَهُوَ الفَسِيل والوَدِيّ، وَالْجَمْعُ فَسائِل، وَقَدْ يُقَالُ لِلْوَاحِدَةِ فَسِيلة. وأَفْسَل الفَسِيلة: انْتَزَعَهَا مِنْ أُمّها وَاغْتَرَسَهَا. والفَسْل: قُضْبَانُ الكَرْم للغَرْس، وَهُوَ مَا أُخذ مِنْ أُمّهاته ثُمَّ غُرِس؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وفُسالة الْحَدِيدِ: سُحالَته. ابْنُ سِيدَهْ: فُسالة الْحَدِيدِ ونحوِه مَا تَناثر مِنْهُ عِنْدَ الضَّرْبِ إِذا طُبِع. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه لعَن مِنَ النساء المُسَوِّفَة والمُفَسِّلة ؛ والمفَسِّلة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي إِذا أَراد زَوْجُهَا غِشْيانها ونَشِط لوطْئها اعتلَّت وَقَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ، فيَفْسُل الزَّوْجُ عَنْهَا، وتفتِّره وَلَا حَيْضَ بِهَا تردُّه بِذَلِكَ عَنْ غشْيانها وتفتِّر نَشَاطَهُ، مِنَ الفُسُولة وَهِيَ الفُتور فِي الأَمر، والمسوِّفة: الَّتِي إِذا دَعَاهَا الزَّوْجُ لِلْفِرَاشِ ماطَلَتْه وَلَمْ تَجُبْهُ إِلى مَا يَدْعُو إِليه. فسكل: الفِسْكِل والفُسْكُلُ والفِسْكَوْل والفُسْكُول: الَّذِي يَجِيءُ فِي آخِرِ الْحَلْبَةِ آخِرَ الْخَيْلِ. وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ فُشْكل، وَقِيلَ: الفِسْكِل والمُفَسْكَل هُوَ الْمُؤَخَّرُ الْبَطِيءُ، وَقَدْ فُسْكِلْت أَي أُخِّرْت؛ وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُلٌ فِسْكل إِذا كَانَ رَذْلًا. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ فُسْكُل، بِالضَّمِّ؛ قَالَ أَبو الْغَوْثِ: أَولها المُجَلِّي وَهُوَ السَّابِقُ ثُمَّ الْمُصَلِّي ثُمَّ المُسَلِّي ثُمَّ التَّالِي ثُمَّ العاطِف ثُمَّ المُرْتاح ثُمَّ المؤمَّل ثُمَّ الحَظي ثُمَّ اللَّطيم

ثُمَّ السُّكَيت، وَهُوَ الفِسْكل والفاشُور؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فَسْكَل الفرسُ إِذا جَاءَ آخِرَ الحلْبة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَسماء بِنْتَ عُمَيْس قَالَتْ لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِن ثَلَاثَةً أَنت آخرُهم لأَخْيار، فَقَالَ عَلِيٌّ لأَولادها: قَدْ فَسْكَلَتْني أُمُّكم أَي أَخَّرتني وَجَعَلَتْنِي كالفِسْكل، وَهُوَ الْفَرَسُ الَّذِي يَجِيءُ فِي آخِرِ خَيْلِ السِّباق، وَكَانَتْ قَدْ تَزَوَّجَتْ قَبْلَهُ بِجَعْفَرٍ أَخيه ثُمَّ بأَبي بَكْرٍ بَعْدَ جَعْفَرٍ فعدَّاه إِلى الْمَفْعُولِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن يُذْكَرَ الحَظِيّ قَبْلَ المؤمَّل لَا بَعْدَهُ؛ قَالَ وَهَذَا تَرْتِيبُهَا مُنَظَّمًا: أَتانا المُجَلِّي والمُصَلِّي، وَبَعْدَهُ ... مُسَلٍّ وتالٍ بَعْدَهُ عاطِفٌ يَجْرِي ومُرْتاحُها ثُمَّ الحَظِي ومُؤَمَّل، ... يَحُثّ اللَّطِيم، والسُّكَيْت لَهُ يَبري وَرَجُلٌ فُسْكُول وفِسْكَوْل: متأَخر تَابِعٌ، وَقَدْ فَسْكَلَ وفُسْكِلَ؛ قَالَ الأَخطل: أَجُمَيْع قَدْ فُسْكِلْت عَبْدًا تابِعاً، ... فبَقِيت أَنت المُفْحَم المَكْعوم فشل: الفَشِل: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الْجَبَانُ، وَالْجَمْعُ أَفْشَال. ابْنُ سِيدَهْ: فَشِلَ الرَّجُلُ فَشَلًا، فَهُوَ فَشِلٌ: كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن. وَرَجُلٌ خَشِل فَشِل، وخَسْل فَسْل، وَقَوْمٌ فُشْل؛ قَالَ: وَقَدْ أَدْرَكَتْني، وَالْحَوَادِثُ جَمَّةٌ، ... أَسِنَّة قومٍ لَا ضِعاف، وَلَا فُشْل وَيُرْوَى: وَلَا فُسْل، يَعْنِي جَمْعَ فَسْل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يصِف أَبا بَكْرٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: كُنْتَ للدِّين يَعْسُوباً أَولًا حِينَ نَفَرَ الناسُ عَنْهُ، وآخِراً حِينَ فَشِلُوا ؛ الفَشَل: الفزعُ والجُبْن والضَّعْف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ: فِينَا نزلتْ: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا ؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: سِوى الحَنْظَل الْعَامِيِّ والعِلْهِز الفَشْلِ أَي الضَّعِيفِ يَعْنِي الفَشْل مُدَّخِرُه وَآكِلُهُ، فَصَرَفَ الْوَصْفَ إِلى العِلْهِز وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ لِآكِلِهِ، وَيُرْوَى الفَسْل، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ فَشِيل، وَقَدْ فَشِل يَفْشَل عِنْدَ الْحَرْبِ وَالشِّدَّةِ إِذا ضعُف وَذَهَبَتْ قُواه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي تَجْبُنوا عَنْ عَدُوِّكُمْ إِذا اخْتَلَفْتُمْ، أَخبر أَن اخْتِلَافَهُمْ يُضْعِفُهُمْ وأَن الأُلْفة تَزِيدُ فِي قُوَّتِهِمْ. النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: المِفْشَلة الكَبارِجة. والمَشافل جَمَاعَةٌ «3» قَالَ: والقِرْطالة الْكَبَارِجَةُ أَيضاً، وَقَالَ أَعرابي: المِشْفَلة الكَرِش. ابْنُ الأَعرابي: المِفشَل الَّذِي يَتَزَوَّجُ فِي الْغَرَائِبِ لِئَلَّا يَخْرُجَ الْوَلَدُ ضاوِياً، والمِفْشَل الهَوْدَج؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الفِشْل وَهُوَ أَن يعلِّق ثَوْبًا عَلَى الْهَوْدَجِ ثُمَّ يُدْخِلَهُ فِيهِ وَيَشُدَّ أَطرافه إِلى الْقَوَاعِدِ، فَيَكُونَ وِقاية مِنْ رؤوس الأَحْناء والأَقْطاب وعُقَد العُصْمِ، وَهِيَ الْحِبَالُ، وَقِيلَ: الفِشْل سِتْرُ الْهَوْدَجِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الفِشْل شَيْءٌ مِنْ أَداة الْهَوْدَجِ تَجْعَلُهُ المرأَة تَحْتَهَا، وَالْجَمْعُ فُشُول؛ وَقَدِ افْتَشَلَت المرأَة فِشْلها وفَشَّلته وتَفَشَّلتْ. وتَفَشَّل الماءُ: سَالَ. وتَفَشَّل امرأَةً: تزوّجها. ابن

_ (3). قوله [والمشافل جماعة] هكذا في الأصل، ولعل فيه سقطاً، والأصل: وجمعها مَفَاشِل كالمشفلة والمشافل جماعة، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: وقال أعرابي إلخ فإنه ليس من هذه المادة. وعبارة القاموس في مادة شفل: المشفلة كمكنسة الكبارجة والكرش الجمع مشافل انتهى. أي فهما مترادفان المفرد كالمفرد في معنييه والجمع كالجمع

السِّكِّيتِ: يُقَالُ تَفَشَّلَ فُلَانٌ مِنْهُمُ امرأَة أَي تَزَوَّجَهَا. والفَيْشَلَة: الحَشَفة طرَف الذكَر، وَالْجَمْعُ الفَيْشَل والفَياشِل، وَقِيلَ: الفَيْشَلَة رأْس كُلِّ محوَّق، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَامُهَا زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زَيْدَل وعَبْدَل وأُلالِكَ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن تَكُونَ فَيْشلة مِنْ غَيْرِ لَفْظِ فَيْشَة، فَتَكُونَ الْيَاءُ فِي فَيْشلة زَائِدَةً وَيَكُونَ وَزْنُهَا فَيْعَلة، لأَن زِيَادَةَ الْيَاءِ ثَانِيَةً أَكثر مِنْ زِيَادَةِ اللَّامِ، وَتَكُونَ الْيَاءُ فِي فَيْشَة عَيْنًا فَيَكُونَ اللَّفْظَانِ مُقْتَرِنَيْنِ والأَصْلان مُخْتَلِفَيْنِ، وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُمْ رَجُلٌ ضَيَّاط وضَيْطار؛ فأَما قَوْلُ جَرِيرٍ: مَا كَانَ يُنكَرُ فِي نَدِيِّ مُجاشِعٍ ... أَكْلُ الخَزِير، وَلَا ارتِضاعُ الفَيْشَل فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ فَيْشَلَة، وَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ. والفَيَاشِل: مَاءٌ لِبَني حُصَيْن، سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِكامٍ حُمْرٍ عِنْدَهُ حَوْلَهُ يُقَالُ لَهَا الفَياشِل، قَالَ: أَظن ذَلِكَ تَشْبِيهًا لَهَا بالفَياشِل الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا؛ قَالَ القَتَّال الْكِلَابِيُّ: فَلَا يَسْتَرِثْ أَهْلُ الفَيَاشِل غارَتي، ... أَتَتْكم عِتاق الطيْر يحمِلْن أَنْسُرا والفَيَاشِل: شجر. فصل: اللَّيْثُ: الفَصْل بَوْنُ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والفَصْل مِنَ الْجَسَدِ: مَوْضِعُ المَفْصِل، وَبَيْنَ كُلِّ فَصْلَيْن وَصْل؛ وأَنشد: وَصْلًا وفَصْلًا وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً، ... فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإِنسان ابْنُ سِيدَهْ: الفَصْل الحاجِز بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، فَصَلَ بَيْنَهُمَا يَفْصِل فَصْلًا فانْفَصَلَ، وفَصَلْت الشَّيْءَ فانْفَصَلَ أَي قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ. والمَفْصِل: وَاحِدُ مَفاصِل الأَعضاء. والانْفِصَال: مطاوِع فصَل. والمَفْصِل: كُلُّ مُلْتَقَى عَظْمَيْنِ مِنَ الْجَسَدِ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: فِي كُلِّ مَفْصِل مِنَ الإِنسان ثلُث دِيَة الإِصبع ؛ يُرِيدُ مَفْصِل الأَصابع وَهُوَ مَا بَيْنَ كُلِّ أَنْمُلَتين. والفاصِلة: الخَرزة الَّتِي تفصِل بَيْنَ الخَرزتين فِي النِّظام، وَقَدْ فَصَّلَ النَّظْمَ. وعِقْد مفصَّل أَي جُعِلَ بَيْنَ كُلِّ لُؤْلُؤَتَيْنِ خَرَزَةٌ. والفَصْل: الْقَضَاءُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَاسْمُ ذَلِكَ القَضاء الَّذِي يَفْصِل بَيْنَهُمَا فَيْصَل، وَهُوَ قَضَاءٌ فَيْصَل وفَاصِل. وَذَكَرَ الزَّجَّاجُ: أَن الفَاصِل صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يفصِل الْقَضَاءِ بَيْنَ الْخَلْقِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ؛ أَي هَذَا يَوْمٌ يفصَل فِيهِ بَيْنَ الْمُحْسِنِ وَالْمُسِيءِ وَيُجَازَى كُلٌّ بِعَمَلِهِ وَبِمَا يَتَفَضَّلُ اللَّهُ بِهِ عَلَى عَبْدِهِ الْمُسْلِمِ. وَيَوْمُ الفَصْل: هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما أَدْراكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ . وقَوْل فَصْل: حقٌّ لَيْسَ بِبَاطِلٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ . وَفِي صِفَةِ كَلَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَصْل لَا نَزْر وَلَا هَذْر أَي بيِّن ظَاهِرٌ يفصِل بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ؛ أَي فاصِل قاطِع، وَمِنْهُ يُقَالُ: فَصَلَ بَيْنَ الخَصْمين، والنَّزْر الْقَلِيلُ، والهَذْر الْكَثِيرُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَفَصْلَ الْخِطابِ ؛ قِيلَ: هُوَ الْبَيِّنَةُ عَلَى المدَّعي وَالْيَمِينُ عَلَى المدَّعى عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يفصِل بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ؛ أَي يفصِل بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ . وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: فمُرْنا

بأَمر فَصْل أَي لَا رَجْعَةَ فِيهِ وَلَا مردَّ لَهُ. وفَصَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ أَي خَرَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ أَو قتِل فَهُوَ شَهِيدٌ أَي خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَبَلَدِهِ. وفاصَلْت شَرِيكِي. وَالتَّفْصِيلُ: التَّبْيِينُ. وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها. والفَيْصَل: الْحَاكِمُ، وَيُقَالُ الْقَضَاءُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَقَدْ فَصَلَ الْحُكْمَ. وَحُكْمٌ فاصِل وفَيْصَل: مَاضٍ، وَحُكُومَةٌ فَيْصَل كَذَلِكَ. وَطَعْنَةٌ فَيْصَل: تفصِل بَيْنَ القِرْنَيْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَتِ الفَيْصَل بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَي الْقَطِيعَةُ التَّامَّةَ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَيْرٍ: فَلَوْ عَلِمَ بِهَا لَكَانَتِ الفَيْصَل بَيْنِي وَبَيْنَهُ. والفِصال: الفِطام؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ؛ الْمَعْنَى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى مُنْتَهَى الْوَقْتِ الَّذِي يُفْصَل فِيهِ الْوَلَدُ عَنْ رَضاعها ثَلَاثُونَ شَهْرًا؛ وفَصَلت المرأَة وَلَدَهَا أَي فطمَتْه. وفَصَل المولودَ عَنِ الرِّضَاعِ يَفْصِله فَصْلًا وفِصالًا وافْتَصَلَه: فَطَمه، وَالِاسْمُ الفِصال، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَصَلته أُمُّه، وَلَمْ يَخُصَّ نَوْعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رَضاع بَعْدَ فِصال ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي بَعْدَ أَن يُفْصَل الْوَلَدُ عَنْ أُمِّه، وَبِهِ سُمِّي الفَصِيل مِنْ أَولاد الإِبل، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول، وأَكثر مَا يُطْلَقُ فِي الإِبل، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ فِي الْبَقَرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَصحاب الْغَارِ: فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلًا مِنَ الْبَقَرِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَصِيلةً ، وَهُوَ مَا فُصِل عَنِ اللَّبَنِ مِنْ أَولاد الْبَقَرِ. والفَصِيل: وَلَدُ النَّاقَةِ إِذا فُصِل عَنْ أُمه، وَالْجَمْعُ فُصْلان وفِصال، فَمَنْ قَالَ فُصْلان فَعَلَى التَّسْمِيَةِ كَمَا قَالُوا حَرْثٌ وعبَّاس، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا فِصْلان شَبَّهُوهُ بغُراب وغِرْبان، يَعْنِي أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر عَلَى فُعْلان، بِالضَّمِّ، وَحُكْمَ فُعال أَن يكسَّر عَلَى فِعْلان، لَكِنَّهُمْ قَدْ أَدخلوا عَلَيْهِ فَعِيلًا لِمُسَاوَاتِهِ فِي العدَّة وَحُرُوفِ اللِّينِ، ومنْ قَالَ فِصال فَعَلَى الصِّفَةِ كقولهم الحرث والعبَّاس، والأُنثى فَصِيلة. ثَعْلَبٌ: الفَصِيلة الْقِطْعَةُ مِنْ أَعضاء الْجَسَدِ وَهِيَ دُونُ القَبيلة. وفَصِيلة الرَّجُلِ: عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن، وَقِيلَ: أَقرب آبَائِهِ إِليه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَكَانَ يقال لعباس فَصِيلة النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفَصِيلَة مِنْ أَقرب عَشِيرة الإِنسان، وأَصل الفَصِيلة قِطْعَةٌ مِنْ لَحْمِ الفخِذ؛ حَكَاهُ عَنِ الْهَرَوِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ . وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَصِيلة فَخِذُ الرَّجُلِ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ هُوَ مِنْهُمْ، يُقَالُ: جاؤوا بفَصِيلَتهم أَي بأَجمعهم. والفَصْل: وَاحِدُ الفُصول. والفَاصِلة الَّتِي فِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَنفق نَفَقَةً فَاصِلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبِسَبْعِمِائَةٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ فَلَهُ مِنَ الأَجْر كَذَا ، تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ أَنها الَّتِي فَصَلَتْ بَيْنَ إِيمانه وَكُفْرِهِ، وَقِيلَ: يَقْطَعُهَا مِنْ مَالِهِ ويَفْصِل بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَالِ نَفْسِهِ. وفَصَلَ عَنْ بَلَدِ كَذَا يَفْصِلُ فُصُولًا؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: وَشِيكُ الفُصُول، بعيدُ الغُفُول، ... إِلَّا مُشاحاً بِهِ أَو مُشِيحا وَيُرْوَى: وَشِيك الفُضُول. وَيُقَالُ: فَصَل فُلَانٌ مِنْ عِنْدِي فُصُولًا إِذا خَرَجَ، وفَصَلَ مِنِّي إِليه كِتَابٌ إِذا نَفَذَ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ؛ أَي خَرَجَتْ، فَفَصَلَ يَكُونُ لَازِمًا وَوَاقِعًا، وإِذا كَانَ وَاقِعًا فَمَصْدَرُهُ الفَصْل، وإِذا كَانَ لَازِمًا فَمَصْدَرُهُ الفُصُول.

والفَصِيل: حَائِطٌ دُونَ الحِصْن، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَائِطٌ قَصِيرٌ دُونَ سُورِ الْمَدِينَةِ والحِصْن. وفَصَلَ الكَرْمُ: ظَهَرَ حبُّه صَغِيرًا أَمثال البُلْسُنِ. والفَصْلَة: النَّخْلَةُ المَنْقولة المحوَّلة وَقَدِ افْتَصَلَها عَنْ مَوْضِعِهَا؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ هَجَرِيٌّ: خَيْرُ النَّخْلِ مَا حوِّل فَسِيلُهُ عَنْ مَنْبَتِهِ، والفَسِيلة المحوَّلة تُسَمَّى الفَصْلة، وَهِيَ الفَصْلات، وَقَدِ افْتَصَلْنَا فَصْلات كَثِيرَةً فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَي حوَّلناها. وَيُقَالُ: فَصَّلْت الوِشاح إِذا كَانَ نَظْمُهُ مُفَصَّلًا بأَن يَجْعَلَ بَيْنَ كُلِّ لُؤْلُؤَتَيْنِ مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جَوْهَرَةً تَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِنْ لَوْنٍ وَاحِدٍ. وتَفْصيل الجَزور: تَعْضِيَتُه، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ تفصَّل أَعضاء. والمفاصِل: الْحِجَارَةُ الصُّلْبة المُتَراصِفة، وَقِيلَ: المَفاصِل مَا بَيْنَ الجَبلين، وَقِيلَ: هِيَ منفصَل الْجَبَلِ مِنَ الرمْلة يَكُونُ بَيْنَهَا رَضْراض وَحَصًى صِغار فيَصْفو مَاؤُهُ ويَرِقُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها، ... يُشاب بِمَاءٍ مِثْلِ مَاءِ المَفَاصِل هُوَ جَمْعُ المَفْصِل، وأَراد صَفَاءَ الْمَاءِ لِانْحِدَارِهِ مِنَ الْجِبَالِ لَا يمرُّ بِتُرَابٍ وَلَا بِطِينٍ، وَقِيلَ: مَاءُ المَفاصِل هُنَا شَيْءٌ يَسِيلُ مِنْ بَيْنِ المَفْصِلين إِذا قُطِعَ أَحدهما مِنَ الْآخَرِ شَبِيهٌ بِالْمَاءِ الصَّافِي، وَاحِدُهَا مَفْصِل. التَّهْذِيبُ: المَفْصِل كُلُّ مَكَانٍ فِي الْجَبَلِ لَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَفْصِل مَفْرق مَا بَيْنَ الْجَبَلِ والسَّهْل، قَالَ: وَكُلُّ موضعٍ مَّا بَيْنَ جَبَلَيْنِ يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ فَهُوَ مَفْصِل. وَقَالَ أَبو الْعُمَيْثِلِ: المَفَاصِل صُدوع فِي الْجِبَالِ يَسِيلُ مِنْهَا الْمَاءُ، وإِنما يُقَالُ لِمَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ الشِّعب. وَفِي حَدِيثِ أَنس: كَانَ عَلَى بَطْنِهِ فَصِيل مِنْ حَجَرٍ أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والمَفْصِل، بِفَتْحِ الْمِيمِ: اللِّسَانُ؛ قَالَ حَسَّانُ: كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة، فاسْقِني ... بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل وَيُرْوَى المِفْصَل، وَفِي الصِّحَاحِ: والمِفْصَل، بِالْكَسْرِ، اللِّسَانُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتَ حَسَّانَ: كِلْتَاهُمَا حَلَب العَصِير، فعاطِني ... بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل والفَصْل: كلُّ عَرُوض بُنِيت عَلَى مَا لَا يَكُونُ فِي الحَشْو إِمَّا صِحَّةٌ وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن فِي الطَّوِيلِ، فإِنها فَصْل لأَنها قَدْ لَزِمَهَا مَا لَا يَلْزَمُ الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هُوَ مَفاعيلن، وَمَفَاعِيلُنْ فِي الحَشْو عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: مَفَاعِيلُنْ ومَفاعِلن ومفاعيلُ، والعَروض قَدْ لَزِمَهَا مَفاعِلن فَهِيَ فَصْل، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا لَزِمَهُ جِنْسٌ وَاحِدٌ لَا يَلْزَمُ الحَشْو، وَكَذَلِكَ فَعِلن فِي الْبَسِيطِ فَصْل أَيضاً؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَمَا أَقلّ غَيْرَ الفُصُول فِي الأَعارِيض، وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَن مُسْتَفْعِلُن فِي عَروض المُنْسَرِح فَصْل، وَكَذَلِكَ زَعَمَ الأَخفش؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ لأَن مُسْتَفْعِلُنْ هُنَا لَا يَجُوزُ فِيهَا فَعَلَتُنْ فَهِيَ فَصْل إِذ لَزِمَهَا مَا لَا يَلْزَمُ الحَشْو، وإِنما سُمِّيَ فَصْلًا لأَنه النِّصْفُ مِنَ الْبَيْتِ. والفَاصِلة الصُّغْرَى مِنْ أَجزاء الْبَيْتِ: هِيَ السَّبَبَانِ الْمَقْرُونَانِ، وَهُوَ ثَلَاثُ مُتَحَرِّكَاتٍ بَعْدَهَا سَاكِنٌ نَحْوَ مُتَفا مِنْ مُتَفاعِلُن وَعَلَتُنْ مِنْ مُفَاعَلَتُنْ، فإِذا كَانَتْ أَربع حَرَكَاتٍ بَعْدَهَا سَاكِنٌ مِثْلُ فَعَلتن فَهِيَ الفاصِلة الكُبْرى، قَالَ: وإِنما بدأْنا بِالصُّغْرَى لأَنها أَبسط مِنَ الكُبْرى؛ الْخَلِيلُ: الفاصِلة فِي العَروض أَن يَجْتَمِعَ ثَلَاثَةُ أَحرف مُتَحَرِّكَةٍ وَالرَّابِعُ سَاكِنٌ مِثْلُ فَعَلَت، قَالَ:

فإِن اجْتَمَعَتْ أَربعة أَحرف مُتَحَرِّكَةٍ فَهِيَ الفاضِلة، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، مِثْلُ فعَلتن. قَالَ: والفَصل عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ بِمَنْزِلَةِ العِماد عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ؛ فَقَوْلُهُ هُوَ فَصْل وعِماد، ونُصِب الْحَقَّ لأَنه خَبَرُ كَانَ ودخلتْ هُوَ للفَصْل، وأَواخر الْآيَاتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَواصِل بِمَنْزِلَةِ قَوافي الشِّعْرِ، جلَّ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاحِدَتُهَا فاصِلة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ ، لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل، وَالْمَعْنَى الثَّانِي فِي فَصَّلناه بيَّنَّاه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: آياتٍ مُفَصَّلاتٍ ، بَيْنَ كُلِّ آيَتَيْنِ فَصْل تَمْضِي هَذِهِ وتأْتي هَذِهِ، بَيْنَ كُلِّ آيَتَيْنِ مُهْلَةٌ، وَقِيلَ: مفصَّلات مبيَّنات، وَاللَّهُ أَعلم، وَسُمِّيَ المُفَصَّل مفَصَّلًا لقِصَر أَعداد سُوَرِه مِنَ الْآيِ. وفُصَيْلة: اسم. فصعل: الفُصْعُل والفِصْعِل: اللَّئِيمُ. الأَزهري: الفُصْعُل العَقْرَب؛ وأَنشد: وَمَا عَسَى يَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّغِيرُ مِنْ وَلَدِ العَقارب. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء الْعَقْرَبِ الفُصْعُل، بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ، والفُرْضُخ والفِرْضِخُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الرَّجُلُ اللَّئِيمُ الَّذِي فِيهِ شرٌّ؛ وأَنشد: قَامَةُ الفُصْعُل الضَّئِيل، وكفٌّ ... خِنْصَرَاها كُذَيْنِقَا قَصَّار فَهَذَا يُمْكِنُ أَن يُرِيدَ الْعَقْرَبَ؛ وَقَالَ آخَرُ: سأَلَ الولِيدة: هل سَقَتْني بعدَ ما ... شَرِب المُرِضَّة فُصْعُل حَدَّ الضُّحَى؟ فضل: الفَضْل والفَضِيلة مَعْرُوفٌ: ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة، وَالْجَمْعُ فُضُول؛ وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَشِيكُ الفُصُول بَعِيدُ الغُفُول رُوِيَ: وَشِيك الفُضُول، مَكَانَ الفُصُول، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ فصل، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ فَضَلَ يَفْضُلُ «1» وَهُوَ فاضِل. وَرَجُلٌ فَضَّال ومُفَضَّل: كَثِيرُ الفَضْل. والفَضِيلة: الدَّرَجة الرَّفِيعَةُ فِي الفَضْل، والفَاضِلَة الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. والفِضَال والتَّفاضُل: التَّمازِي فِي الفَضْل. وفَضَّله: مَزَّاه. والتَّفاضُل بَيْنَ الْقَوْمِ: أَن يَكُونَ بَعْضُهُمْ أَفضَل مِنْ بَعْضٍ. وَرَجُلٌ فاضِل: ذُو فَضْل. وَرَجُلٌ مَفْضول: قَدْ فَضَله غَيْرُهُ. وَيُقَالُ: فَضَلَ فُلَانٌ عَلَى غَيْرِهِ إِذا غَلَبَ بالفَضْل عَلَيْهِمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا ، قِيلَ: تأْويله أَن اللَّهَ فضَّلهم بِالتَّمْيِيزِ، وَقَالَ: عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا، وَلَمْ يَقُلْ عَلَى كُلٍّ لأَن اللَّهَ تَعَالَى فَضَّل الملائكة فقال: لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ، وَلَكِنَّ ابْنَ آدَمَ مُفَضَّل عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ الَّذِي لَا يَعْقِلُ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: إِن فَضِيلة ابْنِ آدَمَ أَنه يَمْشِي قَائِمًا وأَن الدَّواب والإِبل وَالْحَمِيرَ وَمَا أَشبهها تَمْشِي منكَبَّة، وَابْنُ آدَمَ يَتَنَاوَلُ الطَّعَامَ بِيَدَيْهِ وَسَائِرُ الْحَيَوَانِ يَتَنَاوَلُهُ بِفِيه. وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلًا: غَلَبَتْهُ بالفَضْل، وَكُنْتُ أَفضَل مِنْهُ. وتَفَضَّل عَلَيْهِ: تَمَزَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ؛ مَعْنَاهُ يُرِيدُ أَن يَكُونَ لَهُ الفَضْل عَلَيْكُمْ فِي القَدْر وَالْمَنْزِلَةِ، وَلَيْسَ مِنَ التفضُّل الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الإِفْضال والتطوُّل. الْجَوْهَرِيُّ: المتفضِّل الَّذِي يدَّعي الفَضْل عَلَى أَقرانه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ . وفَضَّلته عَلَى غَيْرِهِ تَفْضِيلًا إِذا حكَمْتَ لَهُ بِذَلِكَ أَو صيَّرته كذلك.

_ (1). قوله [وقد فَضَلَ يَفْضُلُ] عبارة القاموس: وقد فَضلَ كنصر وعلم، وأما فَضِلَ كعلم يَفْضُلُ كينصر فمركبة منهما

وأَفْضَل عَلَيْهِ: زَادَ؛ قَالَ ذُو الإِصبع: لَاهِ ابنُ عَمِّك، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَب ... عَنِّي، وَلَا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني الدَّيَّان هُنَا: الَّذِي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك، وأَراد فتخزُوَني فأَسكن لِلْقَافِيَّةِ لأَن الْقَصِيدَةَ كُلَّهَا مُرْدَفة؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَر يَصِفُ قَوْسًا: كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لَا دُونَ مِلْئِها، ... وَلَا عَجْسُها عَنْ مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا والفَواضِل: الأَيادي الْجَمِيلَةُ. وأَفْضَلَ الرَّجُلُ عَلَى فُلَانٍ وتَفَضَّلَ بِمَعْنَى إِذا أَناله مِنْ فَضْلِهِ وأَحسن إِليه. والإِفْضال: الإِحسان. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي الزِّنَادِ: إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق مِنْهَا لِصَاحِبِهَا، وَكَذَلِكَ الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انْتِفَاعُ رَبِّهَا بدَرِّها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سأَبْغِيكَ مَالًا بِالْمَدِينَةِ، إِنَّني ... أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فَوَاضِله والتَّفَضُّل: التَّطوُّل عَلَى غَيْرِكَ. وتَفَضَّلْت عَلَيْهِ وأَفْضَلْتُ: تطوَّلت. وَرَجُلٌ مِفْضَال: كَثِيرُ الفَضْل وَالْخَيْرِ وَالْمَعْرُوفِ. وامرأَة مِفْضَالَة عَلَى قَوْمِهَا إِذا كَانَتْ ذَاتَ فَضْل سَمْحة. وَيُقَالُ: فَضَلَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا غَلَبَ عَلَيْهِ. وفَضَلْت الرَّجُلَ: غَلَبْتُهُ؛ وأَنشد: شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان، إِلَّا ... يمينَ أَبيك، نائلُها الغَزِيرُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَنْ كَانَ ذَا فَضْل فِي دِينِهِ فَضَّلَه اللَّهُ فِي الثَّوَابِ وفَضَّلَه فِي الْمَنْزِلَةِ فِي الدُّنيا بالدِّين كَمَا فضَّل أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والفَضْل والفَضْلة: البقيَّة مِنَ الشَّيْءِ. وأَفْضَلَ فُلَانٌ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ إِذا تَرَكَ مِنْهُ شَيْئًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: فَضِلَ الشيءُ يَفْضَلُ وفَضَلَ يَفْضُلُ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فَضِلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ، فإِذا قَالُوا يَفْضُلُ، ضَمُّوا الضَّادَ فأَعادوها إِلى الأَصل، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَرْفٌ مِنَ السَّالِمِ يُشْبه هَذَا، قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَنه يُقَالُ حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثُمَّ يَقُولُونَ تَحْضُر. الْجَوْهَرِيُّ: أَفْضَلْت مِنْهُ الشَّيْءَ واسْتَفْضَلْته بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ للحرث بْنِ وَعْلَةَ: فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه ... إِليه، فَلَمْ يَرْجِع بحِلْم وَلَا عَزْم مَعْنَاهُ أَقلعت عَنْ لَومه وتركتُه كأَنه كَانَ يُمْسِكُ حِينَئِذٍ بفَضْلة ثَوْبِهِ، فَلَمَّا أَبى أَن يَقْبَلَ مِنْهُ أَرسل فَضْلَةَ ثَوْبِهِ إِليه فخلَّاه وشأْنه، وَقَدْ أَفْضَل فَضْلَة؛ قَالَ: كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه، ... كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قَدْ تَزَلَّعا وفَضَلَ الشيءُ يَفْضُلُ: مِثَالُ دخَل يدخُل، وفَضِلَ يَفْضَلُ كحذِر يحذَر، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا فَضِلَ، بِالْكَسْرِ، يَفْضُلُ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ شَاذٍّ لَا نَظِيرَ لَهُ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ نَادِرٌ جَعَلَهَا سِيبَوَيْهِ كَمِتَّ تَمُوتُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ هَذَا عِنْدَ أَصحابنا إِنما يَجِيءُ عَلَى لُغَتَيْنِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَضِلَ يَفْضَلُ كحَسِب يَحْسَب نَادِرٌ كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: كِدْت تَكُود، قَالَ: الْمَعْرُوفُ كِدْت تَكاد. والفَضِيلَة والفُضَالَة: مَا فَضَل مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي

الْحَدِيثِ: فَضْلُ الإِزار فِي النَّارِ ؛ هُوَ مَا يجرُّه الإِنسان مِنْ إِزاره عَلَى الأَرض عَلَى مَعْنَى الخُيَلاء والكِبْر. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارة فُضْلًا أَي زِيَادَةً عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُرَتَّبِينَ مَعَ الْخَلَائِقِ، وَيُرْوَى بِسُكُونِ الضَّادِ وَضَمِّهَا، قَالَ بَعْضُهُمْ: وَالسُّكُونُ أَكثر وأَصوب، وَهُمَا مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الفَضْلة وَالزِّيَادَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اسْمَ دِرْعه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ ذَاتَ الفُضُول ، وَقِيلَ: ذُو الفُضُول لفَضْلة كَانَ فِيهَا وسَعة. وفَوَاضِل الْمَالِ: مَا يأْتيك مِنْ مَرافقه وغَلَّته. وفُضُول الْغَنَائِمِ: مَا فَضَل مِنْهَا حِينَ تُقْسَم؛ وقال ابن عَثْمة: لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصَّفَايا، ... وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول وفَضَلات الْمَاءِ: بَقَايَاهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لبقيَّة الْمَاءِ فِي المَزادة فَضْلة، ولبَقيَّة الشَّرَابِ فِي الإِناء فَضْلة، وَمِنْهُ قَوْلِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ: والفَضْلَتين. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُمْنَعُ فَضْل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَسْقِيَ الرَّجُلُ أَرضه ثُمَّ تَبْقَى مِنَ الْمَاءِ بقيَّة لَا يَحْتَاجُ إِليها فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَن يَبِيعَهَا وَلَا يَمْنَعَ مِنْهَا أَحداً يَنْتَفِعُ بِهَا، هَذَا إِذا لَمْ يَكُنِ الْمَاءُ ملْكه، أَو عَلَى قَوْلِ مَنْ يَرَى أَن الْمَاءَ لَا يملَك، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: لَا يَمْنَعُ فَضْل الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ الكَلأَ ؛ هُوَ نَفْع الْبِئْرِ المُباحة، أَي لَيْسَ لأَحد أَن يَغْلِبَ عَلَيْهِ وَيَمْنَعَ النَّاسَ مِنْهُ حَتَّى يَحُوزَهُ فِي إِناء وَيَمْلِكَهُ. والفَضْلة: الثِّيَابُ الَّتِي تُبْتَذَلُ لِلنَّوْمِ لأَنها فَضلت عَنْ ثِيَابِ التصرُّف. والتَفَضُّل: التوشُّح، وأَن يُخَالِفَ اللَّابِسُ بَيْنَ أَطراف ثَوْبِهِ عَلَى عاتِقِه. وَثَوْبٌ فُضُل وَرَجُلٌ فُضُل: متفضِّل فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل، ... إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى، وإِلَّا لَمْ يُصَل وَكَذَلِكَ الأُنثى فُضُل؛ قَالَ الأَعشى: ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه، ... إِذا تُرَدّدُ فِيهِ القَيْنَةُ الفُضُلُ وإِنها لحسَنة الفِضْلة مِنَ التفضُّل فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَفُلَانٌ حسَن الفِضْلة مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ فُضُل، بِالضَّمِّ، مِثْلُ جنُب ومُتَفَضِّل، وامرأَة فُضُل مِثْلُ جُنُب أَيضاً، ومُتَفَضِّلة، وَعَلَيْهَا ثوب فُضُل: وهو أَن تُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهَا وتتوشَّح بِهِ؛ وأَنشد أَبيات الرَّاعِي: يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل الأَصمعي: امرأَة فُضُل فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. اللَّيْثُ: الفِضَال الثَّوْبُ الْوَاحِدُ يتفضَّل بِهِ الرَّجُلُ يَلْبَسُهُ فِي بَيْتِهِ: وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عَنْهُ بوَثْبَةٍ ... حَواريَّةٍ، قَدْ طَالَ هَذَا التَّفَضُّل وإِنه لحسَن الفِضْلة؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، مِثْلُ الجِلْسة والرِّكْبة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: مَشْيَ الهَلُوكِ عَلَيْهِ الخَيْعَل الفُضُل الْجَوْهَرِيُّ: تَفَضَّلَت المرأَة فِي بَيْتِهَا إِذا كَانَتْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ كالخَيْعَل وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ امرأَة أَبي حُذَيْفَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِن سَالِمًا مَوْلَى أَبي حُذَيْفَةَ يَرَانِي فُضُلًا أَي مُتَبَذِّلَةً فِي ثِيَابِ مَهْنَتي. يُقَالُ: تفضَّلت المرأَة إِذا لَبِسَتْ ثِيَابَ مَهْنَتِها [مِهْنَتِها] أَو كَانَتْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَهِيَ فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ

الْمُغِيرَةِ فِي صِفة امرأَة فُضُل: صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ ، وَقِيلَ: أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل مِنْ ذَيْلِهَا. والمِفْضَل والمِفْضَلة، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الثَّوْبُ الَّذِي تتفضَّل فِيهِ المرأَة. والفَضْلة: اسْمٌ لِلْخَمْرِ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ أَسماء الْخَمْرِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَضْلة مَا يَلْحَقُ مِنَ الخَمْر بَعْدَ القِدَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما سُمِّيَتْ فَضْلة لأَن صَمِيمها هُوَ الَّذِي بَقِيَ وفَضَل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَمَا فَضْلة مِنْ أَذْرِعات هَوَتْ بِهَا ... مُذكَّرَة عُنْسٌ، كَهادِية الضَّحْل وَالْجَمْعُ فَضَلات وفِضَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ، ... عِنْدَ الفِضَال قديمُهم لَمْ يَدْثُرِ قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَمْرَ فِضَالًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: والشَّارِبُون، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ، ... صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعان حِلْفاً لَوْ دُعِيت إِلى مِثْلِهِ فِي الإِسلام لأَجَبْت ؛ يَعْنِي حِلْف الفُضُول، سُمِّيَ بِهِ تَشْبِيهًا بحلْف كَانَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ أَيّام جُرْهُم عَلَى التَّنَاصُفِ والأَخذ لِلضَّعِيفِ مِنَ القويِّ، وَالْغَرِيبِ مِنَ القاطِن، وَسُمِّيَ حِلْف الفُضُول لأَنه قَامَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ جُرْهُم كُلُّهُمْ يُسَمَّى الفَضْل: الفَضْل بن الحرث، والفَضْل بْنُ وَدَاعة، والفَضْل بْنُ فَضَالة، فَقِيلَ حِلْف الفُضُول جَمْعًا لأَسماء هَؤُلَاءِ كَمَا يُقَالُ سَعْد وسُعود، وَكَانَ عقَده المُطَيَّبون وَهُمْ خَمْس قَبَائِلَ، وَقَدْ ذُكِرَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ حلف. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ. والفَضْل وفَضِيلة: اسْمَانِ. وفُضَيْلة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ: لَا تذْكُرا عِنْدِي فُضَيْلة، إِنها ... مَتَى مَا يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ وفُضَالة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَلْمَى بْنُ الْمُقْعَدِ الْهُذَلِيُّ: عليكَ ذَوِي فَضَالة فاتَّبِعْهم، ... وذَرْني إِن قُرْبي غَيْرُ مُخْلي فطحل: الفِطَحْل، عَلَى وَزْنِ الهِزَبْر: دَهْرٌ لَمْ يخلَق النَّاسُ فِيهِ بَعْدُ، وزمنُ الفِطَحْل زَمَنُ نُوحٍ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَسُئِلَ رُؤْبَةُ عَنْ قَوْلِهِ زَمَنَ الفِطَحْل فَقَالَ: أَيام كَانَتِ الْحِجَارَةُ فِيهِ رِطاباً، رُوِيَ أَن رُؤْبَةَ بْنَ الْعَجَّاجِ نَزَلَ مَاءً مِنَ الْمِيَاهِ فأَراد أَن يتزوَّج امرأَة فَقَالَتْ لَهُ المرأَة: مَا سِنُّك مَا مالُك مَا كَذَا؟ فأَنشأَ يَقُولُ: لمَّا ازْدَرتْ نَقْدِي وقلَّت إِبلي ... تأَلَّقَتْ، واتَّصَلتْ بعُكْل تَسْأَلُني عَنِ السِّنِين كَمْ لِي؟ ... فَقُلْتُ: لَوْ عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل، أَو عُمْرَ نُوحٍ زمنَ الفِطَحْل، ... والصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل، أَو أَنَّني أُوتِيتُ عِلْم الحُكْل، ... عِلْمَ سُلَيْمَانَ كلامَ النَّمْل، كنتُ رَهِين هَرَم أَو قَتْل وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زَمَن الفِطَحْل إِذ السَّلام رِطاب وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ أَتيتك عَامَ الفِطَحْل والهِدَمْلة يَعْنِي زمَن الخِصْب والرِّيفِ.

الْجَوْهَرِيُّ: فَطْحَل، بِفَتْحِ الْفَاءِ، اسْمُ رَجُلٍ؛ وَقَالَ: تَبَاعَد مِنِّي فَطْحَلٌ إِذْ رأَيتُه ... أَمينَ، فَزَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا «2» . والفِطَحْل: السَّيْل. وجملٌ فِطَحْل: ضخْم مِثْلُ السِّبَحْل؛ قاله الفراء. فعل: الفِعل: كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ متعدٍّ أَو غَيْرِ متعدٍّ، فَعَلَ يَفْعَلُ فَعْلًا وفِعْلًا، فَالِاسْمُ مَكْسُورٌ وَالْمَصْدَرُ مَفْتُوحٌ، وفَعَلَه وَبِهِ، وَالِاسْمُ الفِعْل، وَالْجَمْعُ الفِعَال مِثْلُ قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار، وَقِيلَ: فَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلًا مَصْدَرٌ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً، وَقَدْ جَاءَ خَدَع يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً، والفَعْل بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ فَعَل يَفْعَل، وَقَدْ قرأَ بعضهم: وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الْخَيْرَاتِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ؛ أَراد الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ كأَنه قَالَ قَتَلْت النَّفْسَ قَتْلَتَك، وقرأَ الشَّعْبِيُّ فِعْلَتَك ، بِكَسْرِ الْفَاءِ، عَلَى مَعْنَى وقَتَلْت القِتْلة الَّتِي قَدْ عَرَفْتَهَا لأَنه قَتَله بوَكْزة؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ، قَالَ: والأَول أَجود. والفَعَال أَيضاً مَصْدَرٌ مِثْلُ ذَهَب ذَهاباً، والفَعال، بِالْفَتْحِ: الْكَرَمُ؛ قَالَ هُدْبَةُ: ضَرُوب بلَحْيَيْه عَلَى عَظْم زَوْرِه، ... إِذا الْقَوْمُ هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا قَالَ اللَّيْثُ: والفَعال اسْمٌ للفِعْل الْحَسَنِ مِنَ الْجُودِ والكرَم وَنَحْوِهِ. ابْنُ الأَعرابي: والفَعال فِعْل الْوَاحِدِ خَاصَّةً فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الفَعال وَفُلَانٌ لَئِيمُ الفَعال، قَالَ: والفِعال، بِكَسْرِ الْفَاءِ، إِذا كَانَ الْفِعْلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَلَا أَدري لمَ قَصَر الليثُ الفَعال عَلَى الحسَن دُونَ الْقَبِيحِ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الفَعال يَكُونُ فِي المدْح والذمِّ، قَالَ: وَهُوَ مُخَلَّص لِفَاعِلٍ وَاحِدٍ، فإِذا كَانَ مِنْ فاعِلَين فَهُوَ فِعال، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْجَيِّدُ. وَكَانَتْ مِنْهُ فَعْلة حَسَنَةٌ أَو قَبِيحَةٌ، والفَعَلَة صِفَةٌ غالِبة عَلَى عَمَلةِ الطِّينِ وَالْحُفَرِ وَنَحْوِهِمَا لأَنهم يَفْعَلون؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: والنَّجَّار يُقَالُ لَهُ فَاعِلٌ. قَالَ النَّحْوِيُّونَ: الْمَفْعُولَاتُ عَلَى وُجوه فِي بَابِ النَّحْوِ: فَمَفْعُولٌ بِهِ كَقَوْلِكَ أَكرمت زَيْدًا وأَعَنْت عَمْرًا وَمَا أَشبهه، وَمَفْعُولٌ لَهُ كَقَوْلِكَ فَعَلْت ذَلِكَ حِذارَ غَضَبِكَ، وَيُسَمَّى هَذَا مَفْعُولًا مِنْ أَجلٍ أَيضاً، وَمَفْعُولٌ فِيهِ وَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما الْحَالُ، وَالْآخَرُ فِي الظُّرُوفِ، فأَما الظَّرْف فَكَقَوْلِكَ نِمْت البيتَ وَفِي الْبَيْتِ، وأَما الْحَالُ فَكَقَوْلِكَ ضَرَبَ فُلَانٌ رَاكِبًا أَي فِي حَالِ رُكوبه، وَمَفْعُولٌ عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة، وَمَفْعُولٌ بِلَا صِلةٍ وَهُوَ الْمَصْدَرُ وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الْفِعْلِ اللَّازِمِ وَالْوَاقِعِ كَقَوْلِكَ حَفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت فَهْماً، وَاللَّازِمُ كَقَوْلِكَ انْكَسَرَ انْكِسَارًا، وَالْعَرَبُ تشتقُّ مِنَ الفعْل المُثُلَ للأَبنية الَّتِي جَاءَتْ عَنِ الْعَرَبِ مِثْلُ فُعَالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلَّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل وفِعْيَل. وَكَنَّى ابْنُ جِنِّي بالتَّفْعِيل عَنْ تَقْطِيع الْبَيْتِ الشعريِّ لأَنه إِنما يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها [ف ع ل] كَقَوْلِكَ فَعُولُنْ مَفاعِيلُنْ وفاعِلاتن فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ ضُروب مقطَّعات الشِّعْرِ؛ وفاعِليَّان: مِثَالٌ صِيغَ لِبَعْضِ ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كَقَوْلِهِ: يَا خليليَّ ارْبَعا، فاسْتَنْطِقا ... رَسْماً بِعُسْفان فَقَوْلُهُ مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان.

_ (2). ورد هذا البيت في كلمة فحطل مختلفة روايته عما هي عليه هنا

وَيُقَالُ: شِعْرٌ مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قَائِلُهُ وَلَمْ يَحْذُه عَلَى مِثالٍ تَقدَّمه فِيهِ مَنْ قَبْلَه، وَكَانَ يُقَالُ: أَعذب الأَغاني مَا افتُعِل وأَظرَفُ الشِّعْرِ مَا افتُعِل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: غَرائِبُ قَدْ عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ، ... مِنَ الْآفَاقِ، تُفْتَعَل افْتِعالا أَي يبتدَع بِهَا غِناء بَدِيعٌ وَصَوْتٌ محدَث. وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ يسوَّى عَلَى غَيْرِ مِثال تقدَّمه: مُفْتَعَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ: فرَمَيْت الْقَوْمَ رَشْقاً صائِباً، ... لَيْسَ بالعُصْل وَلَا بالمُفْتَعَل وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مُؤتون. وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة: نِصابها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ، ... هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حَالَ فِعالها يَعْنِي نِصابَها وَهُوَ العَمُود الَّذِي يُجْعَلُ فِي خُرْتِها يعمَل بِهِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَتَتْه، وَهِيَ جانِحة يَدَاهَا ... جُنوحَ الهِبْرقِيِّ عَلَى الفِعال قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَعال مَفْتُوحٌ أَبداً إِلَّا الفِعال لِخَشَبَةِ الفأْس فإِنها مَكْسُورَةُ الْفَاءِ، يُقَالُ: يَا بابوسُ أَوْلِج الفِعال فِي خُرْت الحَدَثان، والحَدَثان الفَأْس الَّتِي لَهَا رأْس وَاحِدَةٌ. والفِعال أَيضاً: مَصْدَرُ فاعَل. والفَعِلة: الْعَادَةُ. والفَعْل: كِنَايَةٌ عَنْ حَياء النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الإِناث. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُئِلَ الدُّبَيْريُّ عَنْ جُرْحه فَقَالَ أَرَّقَني وَجَاءَ بالمُفْتَعَل أَي جَاءَ بأَمر عَظِيمٍ، قِيلَ لَهُ: أَتَقولُه فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَقول جَاءَ مالُ فُلَانٍ بالمُفْتَعَل، وَجَاءَ بالمُفْتَعَل مِنَ الخطإِ، وَيُقَالُ: عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فَجَاءَ بالمُفْتَعَل إِذا عَانَى مِنْهُ أَلماً لَمْ يعهَد مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: افْتَعَلَ فُلَانٌ حَدِيثًا إِذا اخْتَرقه؛ وأَنشد: ذكْر شيءٍ، يَا سُلَيْمى، قَدْ مَضى، ... وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل وافْتَعل عَلَيْهِ كَذِبًا وزُوراً أَي اختلَق. وفَعَلْت الشَّيْءَ فانْفَعَل: كَقَوْلِكَ كسَرْته فانكسَر. وفَعالِ: قَدْ جَاءَ بِمَعْنَى افْعَلْ وَجَاءَ بِمَعْنَى فاعِلة، بِكَسْرِ اللَّامِ. فقل: النَّضْرُ فِي كِتَابِ الزّرْع: الفَقْل التَّذْرِية فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ، يُقَالُ: فَقَلُوا مَا دِيسَ مِنْ كُدْسِهم وَهُوَ رَفْعُ الدِّقِّ بالمِفْقَلة، وَهِيَ الحِفْراة، ثُمَّ نَثْرُه. وَيُقَالُ: كَانَتْ أَرضُهم العامَ كَثِيرَةَ الفَقْل أَي الريْع، وَقَدْ أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالًا؛ والدِّقُّ: مَا قَدْ دِيسَ وَلَمْ يُذْرَ، قَالَ: وهذا الحرف غريب. فقحل: فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ فُقْحُل سريع الغضب. فكل: الأَفْكَلُ، عَلَى أَفْعَل: الرِّعْدة، وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْل. التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثِ وَغَيْرِهِ: الأَفْكَل رِعْدة تَعْلُو الإِنسان وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: بعَيْشكِ هَاتِي فغَنِّي لَنَا، ... فإِن نَداماك لَمْ يَنْهَلُوا فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها ... غِناءً رُويداً، لَهُ أَفْكَلُ

وَقَالَ الأَخطل: لَها بَعْدَ إِسْآدٍ مِراحٌ وأَفْكَل ابْنُ الأَعرابي: افْتَكَلَ فُلَانٌ فِي فِعْله افْتِكَالًا واحْتَفَل احْتِفالًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: أَخذ فُلَانًا أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فَارْتَعَدَ مِنْ بَرْد أَو خَوْف، وَهُوَ ينصرِف، فإِن سمَّيت بِهِ رَجُلًا لَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الفِعْل وَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ : أَوحى اللَّهُ تَعَالَى إِلى الْبَحْرِ إِنّ مُوسَى يَضْرِبُكَ فأَطِعْه فَبَاتَ وَلَهُ أَفْكَل أَي رِعْدة، وَهِيَ تَكُونُ مِنَ البَرْد أَو الْخَوْفِ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فأَخذني أَفْكَل وَارْتَعَدَتْ مِنْ شِدَّةِ الغَيْرة. والأَفْكَل: اسْمُ الأَفْوَه الأَوْديّ لرِعْدة كَانَتْ فِيهِ. والأَفْكَل: أَبو بَطْنٍ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لِبَنِيهِ الأَفَاكِل. وأَفْكَل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَفوه: تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا، ... وتُدْرِك ثأْراً مَنْ رَغانا بِأَفْكَل «3». فلل: الفَلُّ: الثَّلْم فِي السَّيْفِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الثَّلْم فِي أَيّ شَيْءٍ كَانَ، فَلَّه يَفُلُّه فَلًّا وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال: لَوْ تنطِح الكُنادِرَ العُضُلَّا، ... فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلَّا وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلًّا لَكِ، الفلُّ: الْكَسْرُ وَالضَّرْبُ، تَقُولُ: إِنها مَعَهُ بَيْنَ شَجِّ رأْس أَو كَسْرِ عُضو أَو جَمْعٍ بَيْنَهُمَا، وَقِيلَ: أَرادت بالفَلِّ الْخُصُومَةَ. وَسَيْفٌ فَلِيل مَفْلُول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وسَيْفي كالعَقِيقة، وَهُوَ كِمْعي، ... سِلاحي، لَا أَفَلَّ وَلَا فُطارا وفُلولُه: ثُلَمُه، وَاحِدُهَا فَلٌّ، وَقَدْ قِيلَ: الفُلول مَصْدَرٌ، والأَول أَصح. والتَّفْلِيل: تَفَلُّل فِي حَدِّ السِّكِّينِ وَفِي غُرُوب الأَسْنان وَفِي السَّيْفِ؛ وأَنشد: بهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراع الكَتائبِ وَسَيْفٌ أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذُو فُلول. والفَلُّ، بِالْفَتْحِ: وَاحِدُ فُلُول السَّيْفِ وَهِيَ كُسور فِي حدِّه. وَفِي حَدِيثِ سَيْفِ الزُّبَيْرِ: فِيهِ فَلَّة فُلَّها يَوْمَ بَدْرٍ ؛ الفَلَّة الثَّلْمة فِي السَّيْفِ، وَجَمْعُهَا فُلُول؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَوْفٍ: وَلَا تَفُلُّوا المُدى بِالِاخْتِلَافِ بَيْنَكُمْ ؛ المُدى جَمْعُ مُدْية وَهِيَ السِّكِّينُ، كَنَّى بفَلِّها عَنِ النِّزَاعِ وَالشِّقَاقِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَلَا فَلُّوا لَهُ صَفاةً أَي كَسَروا لَهُ حَجَرًا، كنَتْ بِهِ عَنْ قوَّته فِي الدِّين. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: يَسْتَزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك ؛ هُوَ يَسْتَفْعِلُ مِنَ الفَلِّ الكسْرِ، وَالْغَرْبُ الحدُّ. ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الْحِجَارَةَ فَكَسَرَتْهُ. وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تَكَسَّرَتْ. والفَلِيل: نَابُ الْبَعِيرِ الْمُتَكَسِّرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا انثلَم. والفَلُّ: المنهزِمون. وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فَلًّا: هَزَمَهُمْ فانفَلُّوا وتَفَلَّلُوا. وَهُمْ قَوْمٌ فَلٌّ: مُنْهَزِمُونَ، وَالْجَمْعُ فُلُول وفُلَّال؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَا يَخْلُو مِنْ أَن يَكُونَ اسْمَ جَمْعٍ أَو مَصْدَرًا، فإِن كَانَ اسْمَ جَمْعٍ فَقِيَاسُ وَاحِدِهِ أَن يَكُونَ فَالًّا كشارِب وشَرْب، وَيَكُونُ فالٌّ فَاعِلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لأَنه هُوَ الَّذِي فُلَّ، وَلَا يَلْزَمُ أَن يَكُونَ فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بَلْ هُوَ جَمْعٌ فالٍّ،

_ (3). قوله [من رغانا] كذا بالأصل

لأَن جَمْعَ اسْمِ الْجَمْعِ نادِر كَجَمْعِ الْجَمْعِ، وأَمَّا فُلَّال فَجَمْعُ فالٍّ لَا مَحَالَةَ، لأَن فَعْلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّرُ عَلَى فُعَّال وإِن كَانَ مَصْدَرًا فَهُوَ مِنْ بَابِ نَسْج الْيَمِينِ أَي أَنه فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرُ مَا أَجمله أَهل اللُّغَةِ. والفَلُّ: الْجَمَاعَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَهُوَ الفَلِيل. والفَلُّ: الْقَوْمُ الْمُنْهَزِمُونَ وأَصله مِنَ الْكَسْرِ، وانْفَلَّ سِنُّه؛ وأَنشد: عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ، ... طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُ وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر. والفُلَّى: الْكَتِيبَةُ المُنْهزمة، وَكَذَلِكَ الفُرَّى، يُقَالُ: جَاءَ فَلُّ الْقَوْمِ أَي مُنْهَزَمُوهُمْ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: وأَراه لَمْ يُغادِر غَيْرَ فَلّ أَي المَفْلول. وَيُقَالُ: رَجُلٌ فَلٌّ وَقَوْمٌ فَلٌّ، وَرُبَّمَا قَالُوا فُلُول وفِلال. وفَلَلْت الْجَيْشَ: هَزَمْتُهُ، وفَلَّه يفُلُّه، بِالضَّمِّ. يُقَالُ: فَلَّه فانْفَلَّ أَي كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ. يُقَالُ: مَن فَلَّ ذَلَّ وَمَنْ أُمِرَ فَلَّ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاط: لَعَلِّي أُصِيبُ مِنْ فَلِّ مُحَمَّدٍ وأَصحابه ؛ الفَلُّ: الْقَوْمُ الْمُنْهَزِمُونَ مِنَ الفَلِّ الْكَسْرِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ، أَراد لَعَلِّي أَشتري مِمَّا أُصيب مِنْ غَنَائِمِهِمْ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ: فَلّ مِنَ الْقَوْمِ هَارِبٌ ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: أَنْ يَتْرُكَ القِرْن إِلَّا وَهُوَ مَفْلُولُ أَي مَهْزُومٌ: والفَلُّ: مَا نَدَر مِنَ الشَّيْءِ كسُحالة الذَّهَبِ وبُرادة الْحَدِيدِ وشَرَر النَّارِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَخطأَها الْمَطَرُ أَعواماً، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ تمطرَ بَيْنَ أَرْضَين مَمْطُورَتَيْنِ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فَالَّتِي تمطَر وَلَا تُنبِت. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَفَلَّت الأَرض صَارَتْ فَلًّا؛ وأَنشد: وَكَمْ عسَفت مِنْ مَنْهَل مُتخاطَإٍ ... أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي غَيْرُهُ: الفِلُّ: الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ. وأَرض فَلٌّ: لا شيء بها، وفَلاةٌ مِنْهُ، وَقِيلَ: الفِلُّ الأَرض الْقَفْرَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ، وَقَدْ تكسَّر عَلَى أَفْلال. وأَفْلَلْنا أَي صِرْنَا فِي فَلٍّ مِنَ الأَرض. وأَفْلَلْنا: وَطِئَنَا أَرضاً فِلًّا؛ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَصِفُ العُزَّى وَهِيَ شَجَرَةٌ كَانَتْ تُعبد: شَهِدْت، وَلَمْ أَكذِب، بأَنَّ مُحَمَّدًا ... رسولُ الذي فوق السموات مِنْ عَلُ وأَنَّ الَّتِي بالجِزْع مِنْ بَطْن نخلةٍ، ... ومَنْ دانَها، فِلٌّ مِنَ الْخَيْرِ مَعزِلُ أَي خالٍ مِنَ الْخَيْرِ، وَيُرْوَى: وَمِنْ دُونِهَا أَي الصَّنَم الْمَنْصُوبِ حوْل العُزَّى؛ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ إِبلًا: حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ ... وغَتْمُ نَجْم غَيْرِ مُسْتَقِلِّ، فَمَا تكادُ نِيبُها تُوَلِّي الغتْم: شِدَّةُ الْحَرِّ الَّذِي يأْخذ بالنفَس. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرُ عامِها حَتَّى يُصِيبَهَا المطرُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ. وَيُقَالُ: أَرض أَفْلال؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَفَلَّ الرجلُ صَارَ بأَرض فَلٍّ لَمْ يُصِبْهُ

مَطَرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَفَلَّ وأَقْوَى، فَهُوَ طاوٍ، كأَنما ... يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل وأَفَلَّ الرَّجُلُ: ذَهَبَ مَالُهُ، مأْخوذ مِنَ الأَرض الفَلِّ. واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره. والاسْتِفْلال: أَن يُصيب مِنَ الْمَوْضِعِ العَسِر شَيْئًا قَلِيلًا مِنْ مَوْضِعِ طلَب حقٍّ أَو صِلَة فَلَا يَسْتَفِلّ إِلا شَيْئًا يَسِيرًا. والفَلِيلة: الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ. الْمُحْكَمُ: الفَلِيلة والفَلِيل الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ، فإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومُطَّرِدِ الدِّماء، وَحَيْثُ يُلْقى ... مِنَ الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه ... مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لَهَا فَلِيلُ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه صَعِد الْمِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ فَلِيلة وطَريدة ؛ الفَلِيلة: الكُبَّة مِنَ الشَّعَرِ. والفَلِيل: الليفُ، هُذَلِيَّةٌ. وفَلَّ عَنْهُ عَقْلُهُ يَفِلُّ: ذَهَبَ ثُمَّ عَادَ. والفُلْفُل، بِالضَّمِّ «1»: مَعْرُوفٌ لَا ينبُت بأَرض الْعَرَبِ وَقَدْ كَثُرَ مَجِيئُهُ فِي كَلَامِهِمْ، وأَصل الْكَلِمَةِ فَارِسِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني مَنْ رأَى شجرَه فَقَالَ: شَجَرُهُ مِثْلُ شَجَرِ الرمَّان سَوَاءٌ، وَبَيْنَ الورَقتين مِنْهُ شِمْراخان مَنْظومان، والشِّمْراخ فِي طُولِ الأُصبع وَهُوَ أَخضر، فَيُجْتَنَى ثُمَّ يُشَرُّ فِي الظِّلِّ فَيَسْوَدُّ وينكمِش، وَلَهُ شَوْكٌ كَشَوْكِ الرُّمَّانِ، وإِذا كَانَ رطْباً رُبِّب بِالْمَاءِ وَالْمِلْحِ حَتَّى يُدْرِك ثُمَّ يُؤْكَلَ كَمَا تُؤْكَلُ البُقول المُرَبَّبة عَلَى الْمَوَائِدِ فَيَكُونُ هاضُوماً، وَاحِدَتُهُ فُلْفُلة، وَقَدْ فَلْفَلَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ؛ قَالَ: «2». كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً، ... صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَل ذكَّر عَلَى إِرادة الشَّرَابِ. والمُفَلْفَل: ضَرْبٌ مِنَ الوَشْي عَلَيْهِ كصَعَارِير الفُلْفُل. وَثَوْبٌ مُفَلْفَل إِذا كَانَتْ داراتُ وَشْيه تَحْكِي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه. وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فِيهِ الفُلْفُل فَهُوَ يَحْذِي اللسانَ. وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل. وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فمرَّتْ على أَطْراف هِرٍّ، عَشِيَّةً، ... لَهَا تَوْأَبانِيَّانِ لَمْ يَتَفَلْفَلا التَّوْأَبانِيَّان قادِمَتا الضَّرْعِ. والفُلْفُل: الْخَادِمُ الكيِّس. وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. الْمُحْكَمُ: وتَفَلْفَل شَعَرُ الأَسود اشتدَّت جُعودته، وَرُبَّمَا سُمِّيَ ثَمَرُ البَرْوَقِ فُلْفُلًا تَشْبِيهًا بِهَذَا الفُلْفُل الْمُتَقَدِّمِ؛ قَالَ: وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه وَمَنْ رَوَى قِلْقِله فَقَدْ أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثَمَرُ شَجَرٍ مِنَ العِضاه، وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ ثَمَرَ الغافِ فُلْفُلًا.

_ (1). قوله [والفُلْفُل بالضم إلخ] عبارة القاموس: والفُلْفُل كهدهد وزبرج حب هندي (2). إمرؤ القيس في معلقته

وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ عَبْد خَيرٍ إِنه خَرَجَ وَقْتَ السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عَنْ وَقْتِ الوِتر فإِذا هُوَ يتَفَلْفَل ، وَفِي رِوَايَةِ السُّلمي: خَرَجَ عَلَيْنَا عليٌّ وَهُوَ يتَفَلْفَل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ مُتَفَلْفِلًا إِذا جَاءَ والمِسواك فِي فِيه يَشُوصُه؛ وَيُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ يَتَفَلْفَلُ إِذا مَشَى مِشْية الْمُتَبَخْتِرِ، وَقِيلَ: هُوَ مُقارَبة الخُطى، وَكِلَا التَّفْسِيرَيْنِ مُحْتَمِلٌ لِلرِّوَايَتَيْنِ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَا أَعرف يتَفَلْفَلُ بِمَعْنَى يَسْتَاكُ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ يتَتَفَّلُ لأَن مَنِ اسْتَاكَ تَفَل. وَقَالَ النَّضْرُ: جَاءَ فُلَانٌ مُتَفَلْفِلًا إِذا جَاءَ يشُوص فَاهُ بالسِّواك. وفَلْفَلَ إِذا اسْتَاكَ، وفَلْفَلَ إِذا تَبَخْتَرَ، قَالَ: وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ فُلُ فِي قَوْلِهِمْ لِلرَّجُلِ يَا فُلُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وجاءتْ حَوادِث فِي مِثْلِها ... يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ وللمرأَة: يَا فُلَة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وأَما قَوْلُ الْعَرَبِ يَا فُلْ فإِنهم لَمْ يَجْعَلُوهُ اسْمًا حُذِفَ مِنْهُ شَيْءٌ يَثْبُتُ فِيهِ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ، وَلَكِنَّهُمْ بَنَوْا الِاسْمَ عَلَى حَرْفَيْنِ وَجَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ دَم؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه تَرْخِيمُ فُلان أَنه لَيْسَ أَحد يَقُولُ يَا فُلْ، وَهَذَا اسْمٌ اخْتَصَّ بِهِ النِّدَاءُ، وإِنما بُني عَلَى حَرْفَيْنِ لأَن النِّدَاءَ مَوْضِعُ حَذْفٍ وَلَمْ يَجُزْ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ، لأَنه جُعِلَ اسْمًا لَا يَكُونُ إِلا كِنَايَةً لِمُنَادًى نَحْوُ يَا هَنَة وَمَعْنَاهُ يَا رَجُلُ، وَقَدِ اضْطَرَّ الشَّاعِرُ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَدافَعَ الشيبُ، وَلَمْ تقْتلِ ... فِي لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عَنْ فُلِ فَكَسَرَ اللَّامَ لِلْقَافِيَّةِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ فِي النِّدَاءِ يَا فُلُ مُخَفَّفًا إِنما هُوَ مَحْذُوفٌ مِنْ يَا فُلَانُ لَا عَلَى سَبِيلِ التَّرْخِيمِ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لَقَالُوا يَا فُلا. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك ؛ مَعْنَاهُ يَا فُلان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ تَرْخِيمًا لأَنه لَا يُقَالُ إِلا بِسُكُونِ اللَّامِ وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لَفَتَحُوهَا أَو ضَمُّوهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتْ تَرْخِيمًا وإِنما هِيَ صِيغة ارتُجِلت فِي بَابِ النِّدَاءِ، وَجَاءَ أَيضاً فِي غَيْرِ النِّدَاءِ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَيْسَ بِتَرْخِيمِ فُلان وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ عَلَى حِدَة، فَبَنُو أَسَد يُوقِعُونَهَا عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَغَيْرُهُمْ يُثَنِّي وَيَجْمَعُ وَيُؤَنِّثُ، وفُلان وفُلانة كِنَايَةٌ عَنِ الذَّكَرِ والأُنثى مِنَ النَّاسِ، فإِن كَنَّيْتَ بِهِمَا عَنْ غَيْرِ النَّاسِ قُلْتَ الفُلان والفُلانة، قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ إِنه تَرْخِيمُ فُلان، فَحُذِفَتِ النُّونُ للترْخيم والأَلف لِسُكُونِهَا، وَتُفْتَحُ اللَّامُ وَتُضَمُّ عَلَى مَذْهَبَيِ التَّرْخِيمِ. وَفِي حَدِيثِ أُسامة فِي الْوَالِي الْجَائِرِ: يُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِق أَقْتابه فَيُقَالُ لَهُ أَي فُل أَين مَا كُنْتَ تَصِفُ؟ فنل: التَّهْذِيبِ فِي الثُّلَاثِيِّ: ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ لِرَقَبَةِ الفِيل الفِنْئِل. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الفِنْئل، بِالْهَمْزِ، المرأَة الْقَصِيرَةُ. فنجل: الفَنْجَلة والفَنْجَلى: مِشْية ضَعِيفَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الفَنْجَلة أَن يَمْشِيَ مُفَاجًّا، وَقَدْ فَنْجَلَ. والفَنْجَلَة أَيضاً: تباعُد مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ والقدَمين. والفَنْجَل مِنَ الرِّجَالِ: الأَفْحَج. وَرَجُلٌ فَنْجَل: وَهُوَ الْمُتَبَاعِدُ الْفَخِذَيْنِ الشَّدِيدُ الفَحَج؛ وأَنشد: أَللهُ أَعْطانِيك غيرَ أَحْدَلا، ... وَلَا أَصَكّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا والفُنْجُل: عَناق الأَرض. فهل: أَنت فِي الضَّلالِ ابنُ فَهْلَلَ؛ وفَهْلَلُ، عَنْ يَعْقُوبَ، لَا يَنْصَرِفُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعرَف. الْجَوْهَرِيُّ:

هُوَ الضَّلالُ بنُ فَهْلَلَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ مِنْ أَسماء الباطل مثل تَهْلَل فول: الفُول: حَبٌّ كالحِمَّص، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الفُول البَاقِلَّا، الْوَاحِدَةُ فُولَة؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اليابِس. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه سأَل الْمَفْقُودَ مَا كَانَ طَعَامُ الْجِنِّ؟ قَالَ: الفُول ؛ هُوَ الباقِلَّا، وَاللَّهُ أَعلم. فوفل: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفُوفَل ثَمَرُ نَخْلَةٍ وَهُوَ صلْب كأَنه عُودُ خَشَبٍ؛ وَقَالَ مَرَّةً: شَجَرُ الفُوفل نَخْلَةٌ مِثْلُ نَخْلَةِ النارَجِيل تَحْمِلُ كَبَائس فِيهَا الفُوفل أَمثال التمر. فيل: الفِيل: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَفْيال وفُيُول وفِيَلة؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ أَفْيِلة، والأُنثى، فِيلة، وَصَاحِبُهَا فَيَّال «1» قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصل فِيل فُعْلًا فَكَسَرَ مِنْ أَجل الْيَاءِ كَمَا قَالُوا أَبيض وبِيض؛ قَالَ الأَخفش: هَذَا لَا يَكُونُ فِي الْوَاحِدِ إِنما يَكُونُ فِي الْجَمْعِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِيل فِعْلًا وفُعْلًا فَيَكُونُ أَفْيال، إِذا كَانَ فُعْلًا، بِمَنْزِلَةِ الأَجناد والأَجْحار، وَيَكُونُ الفُيُول بِمَنْزِلَةِ الخِرَجَة «2» يَعْنِي جَمْعَ خُرْج. وَلَيْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ الفِيل أَي سَوْداء لَا يُهْتَدَى لَهَا، وأَلوان الفِيَلة كَذَلِكَ. واسْتَفْيَل الجملُ: صَارَ كالفِيل؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ فِي بَابِ اسْتَحْوذ وأَخواته؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: يُرِيدُ عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل والتَفَيُّل: زِيَادَةُ الشَّبَابِ ومُهْكَته؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى إِذا مَا حانَ مِنْ تَفَيُّله وَقَالَ الْعَجَّاجُ: كُلُّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا ... عجَنَّس قَرْم، إِذا تَفَيَّلا قَالَ: تَفَيَّل إِذا سَمِنَ كأَنه فِيل. وَرَجُلٌ فَيِّل اللَّحْمِ: كَثِيرُهُ، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ فَيَقُولُ فَيْئِل، عَلَى فَيْعِل. وتَفَيَّلَ النَّبَاتُ: اكْتَهَل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وفَالَ رأْيُه يَفِيل فَيْلُولَة: أَخْطأَ وضَعُف. وَيُقَالُ: مَا كُنْتُ أُحب أَن يَرَى فِي رأْيك فِيَالة. وَرَجُلٌ فِيلُ الرأْي أَي ضَعِيفُ الرأْي؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بَنِي رَبِّ الجَواد، فَلَا تَفِيلوا، ... فَمَا أَنتم، فنَعْذِرَكُم، لفِيل وَقَالَ جَرِيرٌ: رأَيتُك يَا أُخَيْطِل، إِذْ جَرَيْنا ... وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ، كنتَ فَالا وتَفَيَّلَ: كَفال. وفَيَّلَ رأْيَه: قبَّحه وخطَّأَه؛ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: فَلَوْ غَيْرَها، مِنْ وُلْد كَعْب بْنِ كاهِلِ، ... مدحْتَ بِقَوْلٍ صَادِقٍ، لَمْ تُفَيَّلِ فإِنه أَراد: لَمْ يفيَّل رأْيُك، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الْمُضَافَ إِذا حُذِفَ رفِض حُكْمُهُ، وَصَارَتِ الْمُعَامَلَةُ إِلى مَا صِرْتَ إِليه وَحَصَلْتَ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أَنه تَرَكَ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ الْمُؤْذِنَ بالغَيْبة، وَهُوَ الْيَاءُ، وَعَدَلَ إِلى الْخِطَابِ أَلْبَتَّةَ فَقَالَ تُفَيَّل، بِالتَّاءِ، أَي لَمْ تفيَّل أَنت؟ وَمِثْلُهُ بَيْتُ الْكِتَابِ:

_ (1). قوله [وصاحبها فَيَّال] مثله في القاموس، وكتب عليه هكذا في النسخ والأَصوب وصاحبه كما في الشرح (2). قوله [وَيَكُونُ الفُيُول بِمَنْزِلَةِ الْخِرِجَةِ] هكذا في الأصل ولعله محرف، والأصل: ويكون الفِيلة بمنزلة الخرجة أو أن في الكلام سقطاً

أَولئك أَولَى مِنْ يَهودَ بِمِدْحَة، ... إِذا أَنتَ يَوْمًا قلتَها لَمْ تُفَنَّد أَي يفنَّد رأْيُك. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الفَائِل مِنَ المتفرِّسين الذي يظن ويخطىء، قَالَ: وَلَا يُعَدَّ فَائِلًا حَتَّى يُنْظَرَ إِلى الفَرس فِي حَالَاتِهِ كُلِّهَا ويتفرَّس فِيهِ، فإِن أَخطأَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ فارِس غَيْرُ فَائِل. وَرَجُلٌ فِيلُ الرأْي والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كَانَ ضَعِيفًا، وَالْجَمْعُ أَفْيال. وَرَجُلٌ فالٌ أَي ضَعِيفُ الرأْي مُخْطِئُ الفِراسة، وَقَدْ فَالَ الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة. وفَيَّلَ رأْيَه تَفْيِيلًا أَي ضعَّفه، فَهُوَ فَيِّلُ الرأْي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فَالَ الرَّجُلُ يَفِيل فُيُولًا وفَيالة وفِيالة؛ قَالَ أُفْنُون التَّغلَبي: فَالُوا عليَّ، وَلَمْ أَملِك فَيالَتهم، ... حَتَّى انتَحَيْت عَلَى الأَرْساغ والقُنَنِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كنتَ للدِّين يَعْسوباً أَوَّلًا حِينَ نفَر النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِينَ فَيَّلوا ، وَيُرْوَى فَشِلوا ، أَي حِينَ فَالَ رأْيُهُم فَلَمْ يَسْتبينوا الْحَقَّ. يُقَالُ: فَالَ الرَّجُلُ فِي رأْيه وفَيَّلَ إِذا لَمْ يصِب فِيهِ، وَرَجُلٌ فَائِل الرأْي وفَالُه وفَيِّله؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إِنْ تَمَّموا على فِيالة [فَيَالة] هَذَا الرأْي انْقَطَعَ نِظام الْمُسْلِمِينَ ؛ الْمُحْكَمُ: وَفِي رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة. والمُفايَلة والفِيَال والفَيَال لُعْبة لِلصِّبْيَانِ، وَقِيلَ: لِعْبَةٌ لفِتيان الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ ثُمَّ يقسِمونه بِقِسْمَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ الْخَابِئُ لِصَاحِبِهِ: فِي أَي الْقِسْمَيْنِ هُوَ؟ فإِذا أَخطأَ قَالَ لَهُ: فَالَ رأْيُك؛ قَالَ طَرَفَةُ: يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بِهَا، ... كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فَيَال وفِيَال، فَمِنْ فَتَحَ الْفَاءَ جَعَلَهُ اسْمًا، وَمِنْ كَسَرَهَا جَعَلَهُ مَصْدَرًا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ لِهَذِهِ اللُّعْبَةِ الطُّبَن والسُّدَّر؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبَنْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والفِئال مِنَ الفأْل بِالظَّفَرِ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ جَعَلَهُ مِنْ فَالَ رأْيُه إِذا لَمْ يظفَر، قَالَ: وَذَكَرَهُ النُّحَاسُ فَقَالَ الفِيَال مِنَ المُفَايَلَة وَلَمْ يُقَلْ مِنَ المُفاءلة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مِنَ النَّاسِ أَقوامٌ، إِذا صادَفوا الغِنَى ... تَوَلَّوْا، وفَالوا لِلصَّدِيقِ وفَخَّموا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فَصَارُوا كالفِيَلة، أَو تجهَّموا لِلصَّدِيقِ لأَن الفِيل جَهْم، أَو فالَتْ آرَاؤُهُمْ فِي إِكرامه وَتَقْرِيبِهِ ومَعُونته عَلَى الدَّهْرِ فَلَمْ يُكْرِمُوهُ وَلَا أَعانوه. والفَائِل: اللحمُ الَّذِي عَلَى خُرْب الوَرِك، وَقِيلَ: هُوَ عِرْق؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الفَائِل عِرْقاً فِي الْفَخْذِ؛ قَالَ هِمْيَانُ: كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ، ... ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرس: فِي الورِك الخُرْبة وَهِيَ نَقْرَةُ فِيهَا لَحْمٌ لَا عَظْمَ فِيهَا، وَفِي تِلْكَ النَّقْرَةِ الْفَائِلُ، قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ تِلْكَ النَّقْرَةِ وَبَيْنَ الْجَوْفِ عَظْمٌ إِنما هُوَ جِلْدٌ وَلَحْمٌ، وَقِيلَ: الفَائِلان مُضَيْغَتان مِنْ لَحْمٍ أَسفلهما عَلَى الصَّلَوَيْن مِنْ لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إِلَى العَجْب، مُكْتَنِفتا العُصْعُص منحدِرتان فِي جَانِبَيِ الْفَخْذَيْنِ؛ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ الأَعشى: قَدْ نَخْضِبُ العيرَ مِنْ مَكْنون فائِلِه، ... وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَل

فصل القاف

قَالُوا: فَلَمْ يَجْعَلْهُ مَكْنوناً إِلا وَهُوَ عِرْق، قَالَ الأَوَّلون: بَلْ أَغاب اللِّسَانَ فِي أَقْصى اللَّحْمِ، وَلَوْ كَانَ عِرْقاً مَا قَالَ أَشْرَفَت الحَجَبَتان عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: المَكْنون هُنَا الدَّمُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَكْنون الفَائِل دَمُه، وأَراد إِنَّا حُذاق بالطَّعْن فِي الْفَائِلِ، وَذَلِكَ أَن الْفَارِسَ إِذا حَذَق الطَّعْنَ قَصَدَ الخُرْبةَ لأَنه لَيْسَ دُونَ الجَوف عَظْمٌ، ومَكْنون فائِله دمُه الَّذِي قَدْ كُنَّ فِيهِ. والفَالُ: لُغَةٌ فِي الفَائِل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَلَمْ أَشْهَدِ الخَيْل المُغِيرة، بالضُّحَى، ... عَلَى هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارة جَوَّالِ، سَلِيم الشَّظى، عَبْلِ الشَّوى، شَنِجِ النَّسا، ... لهُ حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ عَلَى الفَالِ أَراد عَلَى الفَائِل فقلَب، وَهُوَ عِرْق فِي الْفَخْذَيْنِ يَكُونُ فِي خُرْبة الوَرِك ينحدِر فِي الرِّجْل، والله أَعلم. فصل القاف قبل: الْجَوْهَرِيُّ: قَبْلُ نَقِيضُ بَعْد. ابْنُ سِيدَهْ: قَبْل عَقِيبُ بَعْد، يُقَالُ: افْعَلْهُ قَبْل وبَعْد، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ إِلا أَن يُضاف أَوْ يُنَكَّرَ، وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ: للَّه الأَمر مِنْ قَبْلِ وَمِنْ بَعْدِ ، فَحَذَفَ وَلَمْ يَبْن، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ عَلَيْهِ فِي بَعْد، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: افْعَلْهُ قَبْلًا وبَعداً وَجِئْتُكَ مِنْ قَبْلٍ وَمِنْ بَعْدٍ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَا هُوَ بِالَّذِي لَا قَبْل لَهُ وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا بَعْد لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ ، مَذْهَبُ الأَخفش وَغَيْرِهِ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ فِي تَكْرير قَبْلُ أَنه عَلَى التَّوْكِيدِ، وَالْمَعْنَى وإِن كَانُوا مِنْ قَبْلِ تَنْزِيلِ الْمَطَرِ لَمُبْلِسِين، وَقَالَ قُطْرُبٌ: إِن قَبْل الأُولى لِلتَّنْزِيلِ وقَبْل الثَّانِيةَ لِلْمَطَرِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْقَوْلُ قَوْلُ الأَخفش لأَن تَنْزِيلَ الْمَطَرِ بِمَعْنَى الْمَطَرِ إِذ لَا يَكُونُ إِلَّا بِهِ، كَمَا قَالَ: مَشَيْنَ، كَمَا اهتزَّت رِماحٌ تسفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِم فالرِّياح لَا تُعرف إِلا بِمُرُورِهَا فكأَنه قَالَ: تسفَّهت الرياحُ النَّواسِمُ أَعاليَها. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: قَبْل عَقِيب بَعْد، وإِذا أَفردوا قَالُوا هُوَ مِنْ قَبْلُ وَهُوَ مِنْ بَعْدُ، قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيلُ قبلُ وبعدُ رُفِعَا بلا تنوين لأَنهما غائيان، وَهُمَا مِثْلُ قَوْلِكَ مَا رأَيت مثلَه قَطُّ، فإِذا أَضفتَه إِلى شَيْءٍ نَصَبْتَ إِذَا وَقَعَ مَوْقِعَ الصِّفَةِ كَقَوْلِكَ جَاءَنَا قَبْلَ عبدِ اللَّه، وَهُوَ قَبْلَ زَيْدٍ قادِم، فإِذا أَوقَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ صَارَ فِي حدِّ الأَسماء كَقَوْلِكَ مِنْ قبلِ زَيْدٍ، فَصَارَتْ مِنْ صِفَةً، وخفِض قبلُ لأَن مِنْ مِنْ حُرُوفِ الْخَفْضِ، وإِنما صَارَ قبلُ مُنْقاداً لمِن وتحوَّل مِنْ وصْفِيَّتِه إِلى الِاسْمِيَّةِ لأَنه لَا يَجْتَمِعُ صِفتان، وَغَلَبَهُ مِنْ لأَن مِن صَارَ فِي صَدْرِ الْكَلَامِ فَغُلِّبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نسأَلك مِنْ خَيْرِ هَذَا الْيَوْمِ وخيرِ مَا قَبْله وَخَيْرِ مَا بعدَه وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا قَبْله وشر ما بعده ، سؤالُه خيرَ زَمَانٍ مضَى هُوَ قَبُولُ الْحَسَنَةِ الَّتِي قدَّمها فِيهِ، والاستعاذةُ مِنْهُ هُوَ طَلَبُ الْعَفْوِ عَنْ ذَنَبٍ قارَفَه فِيهِ، والوقتُ وإِن مَضَى فتَبِعَتُه بَاقِيَةٌ. والقُبْل والقُبُل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: نَقِيضُ الدُّبْر والدُّبُر، وَجَمْعُهُ أَقْبال، عَنْ أَبي زَيْدٍ. وقُبُل المرأَة: فرجُها، وَفِي الْمُحْكَمِ: والقُبُل فَرْجُ المرأَة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لعطاءٍ مُحرِمٌ قبَض عَلَى قُبُل امرأَته فَقَالَ إِذا وَغَل إِلى مَا هُنَالِكَ فَعَلَيْهِ دَمٌ ، القُبُل، بِضَمَّتَيْنِ: خِلَافَ الدُّبُر وَهُوَ الْفَرْجُ مِنَ الذَّكَرِ والأُنثى، وَقِيلَ:

هُوَ للأُنثى خَاصَّةً، ووَغَل إِذَا دَخَلَ. ولَقِيته مِنْ قُبُلٍ ومن دُبُرٍ ومن قُبْلٍ ومن دُبْرٍ ومن قُبُلُ ومن دُبُرُ ومن قُبُلَ وَمِنْ دُبُرَ، وَقَدْ قرىء: إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ وَمِنْ دُبُرٍ، «3» بِالتَّثْقِيلِ، وَمِنْ قُبْلٍ وَمِنْ دُبْرٍ. وَوَقَعَ السَّهْمُ بقُبْل الهدَف وبدُبْره أَي مِنْ مقدَّمه وَمِنْ مؤَخَّره. الْفَرَّاءُ قَالَ: لَقِيته مِنْ ذِي قَبَلٍ وقِبَل وَمِنْ ذِي عَوَض وعِوَض وَمِنْ ذِي أُنُفٍ أَيْ فِيمَا يستقبَل. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا أَنت لَهُمْ فِي قِبَال وَلَا دِبَار أَيْ لَا يَكْتَرِثُونَ لَكَ، قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا أَنْتَ، إِنْ غَضِبَتْ عامِر، ... لَهَا فِي قِبَالٍ وَلَا فِي دِبَار الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ مَا لَهُ قِبْلة وَلَا دِبْرة إِذا لَمْ يَهْتَدِ لِجِهَةِ أَمره. وَمَا لِكَلَامِهِ قِبْلة أَي جِهَةٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَلَسَ قُبَالته أَيْ تُجاهه، وَهُوَ اسْمٌ يَكُونُ ظَرْفًا. والقابِلة: اللَّيْلَةُ المُقْبِلة، وَقَدْ قَبَلَ وأَقْبَلَ بِمَعْنًى. يُقَالُ: عامٌ قابِل أَي مُقْبِل. وقَبَلَ الشيءُ وأَقْبَلَ: ضِدُّ دَبَر وأَدْبَرَ قَبْلًا وقُبلًا. وقَبَلْتُ بِفُلَانٍ وقَبِلْتُ بِهِ قَبَالةً فأَنا بِهِ قَبِيل أَي كَفِيلٌ. وقَبَلَتِ الريحُ قُبولًا وقُبِلْنا: أَصابنا رِيحُ القَبُول، وأَقْبَلْنا: صِرْنا فِيهَا. وقَبَلَتِ المكانَ: استقبلتْه. وقَبَلْتُ النعلَ وأَقْبَلْتها: جَعَلْتُ لَهَا قِبالًا. وقَبِلْتُ الهديةَ قَبُولًا، وَكَذَلِكَ قَبِلْتُ الخبرَ: صدَّقته. وقَبِلَت القَابِلة الولدَ قِبالةً، وقَبِلَ الدَّلْوَ مِنَ المُسْتقي، وقَبَلَتِ العينُ وقَبِلَت قَبَلًا، وَعَامٌ قَابِل خِلَافُ دابِر، وَعَامٌ قَابِل: مُقبل، وَكَذَلِكَ لَيْلَةٌ قابِلة، وَلَا فِعْلَ لَهُمَا «4». وَمَا لَهُ فِي هَذَا الأَمر قِبْلة وَلَا دِبْرة أَي وِجْهة، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقُبْل: الوَجْه. يُقَالُ: كَيْفَ أَنت إِذا أُقْبِل قُبْلك؟ وَهُوَ يَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا، فإِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا رَفَعْتَهُ، وإِن جَعَلْتَهُ ظَرْفًا نَصَبْتَهُ. التَّهْذِيبِ: والقُبْل إِقبالك عَلَى الإِنسان كأَنك لَا تُرِيدُ غَيْرَهُ، تَقُولُ: كَيْفَ أَنت لَوْ أَقبلت قُبْلَك؟ وَجَاءَ رَجُلٌ إِلى الْخَلِيلِ فسأَله عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: كَيْفَ أَنت لَوْ أُقْبِل قُبْلُك؟ فَقَالَ أَراه مَرْفُوعًا لأَنه اسْمٌ وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ كالقَصْد والنَّحْو إِنما هُوَ كَيْفَ لَوْ أَنت استُقْبل وَجْهك بِمَا تَكْرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ إِذًا أُقْبِلُ قُبْلَك أَي أَقصِد قَصْدك وأَتوجه نحوَك. وَكَانَ ذَلِكَ في قُبْل الشتاء وفي قُبْل الصيف أَي فِي أَوله. وَفِي الْحَدِيثِ: طَلِّقُوا النِّسَاءَ لقُبْل عدَّتهنَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي قُبْلِ طُهرهنَ أَي فِي إِقباله وأَوَّله، وَحِينَ يُمْكِنُهَا الدُّخُولُ فِي العدَّة وَالشُّرُوعُ فِيهَا فَتَكُونُ لَهَا مَحْسُوبَةً، وَذَلِكَ فِي حَالَةِ الطُّهر. وأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَالِاسْتِقْبَالُ: ضدُّ الِاسْتِدْبَارِ. واسْتَقْبَلَ الشيءَ وقَابَلَهُ: حَاذَاهُ بِوَجْهِهِ. وأَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ ذي قِبَل [قَبَل] أَي فِيمَا أَسْتَقْبِل. وافْعَلْ ذلك من ذي قِبَل [قَبَل] أَي فِيمَا تَسْتَقْبِلُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قُبالَتي أَي مستقبَلي. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسْتَقْبِلوا الشهرَ اسْتِقْبَالًا ، يَقُولُ: لَا تقدَّموا رَمَضَانَ بصيامٍ قبلَه، وَهُوَ قَوْلُهُ: وَلَا تَصِلوا رمضان بيوم

_ (3). قوله [وقد قرىء إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ومِنْ دُبُرٍ] في حاشية زاده على تفسير البيضاوي: قرأهما الجمهور بضمتين وبالجر والتنوين بمعنى من خلفه ومن قدامه، وقرىء في الشواذ بثلاث ضمات من غير تنوين وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِأَنَّهُ قطع عن الإضافة، وقرىء مِنْ قُبُلٍ وَمِنْ دُبُرٍ بالفتح بجعلهما علمين للجهتين ومنعهما من الصرف للعلمية والتأنيث، وقرىء مِنْ قُبُلٍ وَمِنْ دُبُرٍ بسكون العين تخفيفاً، ثم إن من قرأ بسكون العين منهم من قرأ بالجر والتنوين على الأصل، ومنهم من جعلها كقبل وبعد في البناء على الضم. (4). قوله [ولا فعل لهما] تقدم له أن فعلهما قَبَلَ كنَصَرَ وأَقْبَلَ ومثله في القاموس والمصباح.

مِنْ شَعْبَانَ. ورأَيته قَبَلًا وقُبُلًا وقُبَلًا وقِبَلًا وقَبَلِيًّا وقَبيلًا أَي مُقابَلة وعِيَاناً. وَفِي حَدِيثِ آدَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسلام: أَن اللَّه خَلَقَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ سَوَّاه قِبَلًا ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَن اللَّه كلَّمه قِبَلًا أَي عِياناً ومُقابَلة لَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَمِنْ غَيْرِ أَن يولِّيَ أَمرَه أَو كَلَامَهُ أَحداً مِنْ مَلَائِكَتِهِ، ورأَيت الْهِلَالَ قَبَلًا كَذَلِكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَبَل، بِالْفَتْحِ، أَن تَرَى الهلال أَول ما يُرى وَلَمْ يُرَ قَبْل ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ أَول مَا يُرَى فَهُوَ قَبَل. الأَصمعي: الأَقْبَال مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ مُشرِف، الْوَاحِدُ قَبَل، قَالَ: والقَبَل أَن يُرى الهلال أَول ما يُرَى وَلَمْ يُرَ قَبْلَ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكٍ: إِن الْحَقَّ بِقَبَل، فَمَنْ تعدَّاه ظَلم، وَمَنْ قَصَّرَ عَنْهُ عَجَزَ، وَمَنِ انْتَهَى إِليه اكْتَفَى، قَالَ: بقَبَل أَي يتَّضح لَكَ حَيْثُ تَرَاهُ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: إِن الْحَقَّ عارِي. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: وأَن يُرَى الْهِلَالُ قَبَلًا أَي يُرَى سَاعَةَ مَا يطلُع لِعِظَمِهِ ووضُوحه مِنْ غَيْرِ أَن يُتَطلَّب، وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ. الزَّجَّاجُ: كُلُّ مَا عَايَنْتَهُ قلتَ فِيهِ أَتاني قَبَلًا أَي مُعاينة، وَكَلُّ مَا اسْتَقْبَلَكَ فَهُوَ قَبَل، وَتَقُولُ: لَا أُكلمك إِلَى عَشْرٍ مِنْ ذِي قَبَل وقِبَل، فَمَعْنَى قِبَل إِلَى عَشْرٍ مِمَّا تُشاهده مِنَ الأَيام، وَمَعْنَى قَبَل إِلَى عَشْرٍ يَستقبلنا،. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي فِيمَا أَستأْنف. وقَبَّح اللَّه مِنْهُ مَا قَبَل وَمَا دَبَر، وَبَعْضُهُمْ لَا يَقُولُ مِنْهُ فَعَل. والإِقْبال: نَقِيضُ الإِدْبار، قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: تَرْتَعُ مَا غَفَلَتْ حَتَّى إِذا ادَّكَرَتْ، ... فإِنما هِيَ إِقْبَالٌ وإِدْبارُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: جعلُها الإِقْبَالَ والإِدْبارَ عَلَى سَعَةِ الْكَلَامِ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: الأَحسن فِي هَذَا أَن يَقُولَ كأَنها خُلِقَتْ مِنَ الإِقبال والإِدْبار لَا عَلَى أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ حَذْفِ الْمُضَافِ أَي هِيَ ذاتُ إِقبال وإِدبار، وَقَدْ ذُكِرَ تَعْلِيلُهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ. وَقَدْ أَقْبَلَ إِقْبَالًا وقَبَلًا، عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، وَالصَّحِيحُ أَن القَبْل الِاسْمُ، والإِقْبال الْمَصْدَرُ. وقَبَلَ عَلَى الشَّيْءِ وأَقْبَلَ: لزِمه وأَخذ فِيهِ. وأَقْبَلَتِ الأَرض بِالنَّبَاتِ: جَاءَتْ بِهِ. وَرَجُلٌ مُقابَل مُدابَر: مَحْضٌ مِنْ أَبَوَيْهِ، وَقِيلَ: رَجُلٌ مُقابَل ومُدابَر إِذا كَانَ كَرِيمَ الطَّرَفين مِنْ قِبَل أَبيه وأُمِّه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُقَابَل الْكَرِيمُ مِنْ كِلَا طرَفيه، وَقِيلَ: مُقابَل كَرِيمُ النسَب مِنْ قِبَل أَبويه وَقَدْ قُوبِلَ، وَقَالَ: إِن كَنْتَ فِي بكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً، ... فأَنا المُقابَلُ فِي ذَوِي الأَعْمام وَيُقَالُ: هَذَا جَارِي مُقابِلي ومُدابِري، وأَنشد: حَمَتْك نفسِي معَ جَارَاتِي، ... مُقابِلاتي ومُدابِراتي وَنَاقَةٌ مُقابَلة مُدابَرة وَذَاتُ إِقْبالة وإِدْبارة وإِقْبال وإِدْبار، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، إِذا شُقَّ مقدَّم أُذُنها ومؤخَّرها وفُتِلت كأَنها زَنَمَة، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، وَقِيلَ: الإِقْبالة والإِدْبارة أَن تُشقَّ الأُذُن ثُمَّ تُفْتَل، فإِذا أُقبل بِهِ فَهُوَ الإِقْبالة وَإِذَا أُدْبِر بِهِ فَهُوَ الإِدْبارة، وَالْجِلْدَةُ المُعلَّقة أَيضاً هِيَ الإِقْبالة والإِدْبارة، وَيُقَالُ لَهَا القِبَال والدِّبارُ، وَقِيلَ: المُقابَلة النَّاقَةُ الَّتِي تُقرَض قَرْضةٌ مِنْ مقدَّم أُذنها مِمَّا يَلِي وَجْهَهَا، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَاةٌ مُقَابَلة ومُدابَرة وَنَاقَةٌ مُقَابَلة ومُدابَرة، فالمُقَابَلة الَّتِي تُقرَض أُذنها مِنْ قِبَل وَجْهِهَا، والمُدابَرة الَّتِي تُقرَض أُذنها مِنْ

قِبَل قَفاها. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلة أَو مُدابَرة ، قَالَ الأَصمعي: المُقابَلة أَن يُقْطَعَ مِنْ طَرَفِ أُذنها شَيْءٌ ثُمَّ يَتْرُكُ معلَّقاً لَا يَبِين كأَنه زنَمَة، والمُدابَرة أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ بمؤَخَّر الأُذُن مِنَ الشَّاةِ، قَالَ الأَصمعي: «1» وَكَذَلِكَ إِن كَانَ ذَلِكَ مِنَ الأُذن أَيضاً فَهِيَ مُقابَلة ومُدابَرة بَعْدَ أَن يَكُونَ قَدْ قُطِعَ. الْجَوْهَرِيُّ: شَاةٌ مُقابَلة قطعتْ مِنْ أُذنها قِطْعَةٌ لَمْ تَبِن فَتُرِكَتْ معلَّقة مِنْ قُدُمٍ، فإِن كَانَتْ مِنْ أُخُر فَهِيَ مُدابَرة، وَاسْمُ تِلْكَ السِّمَة القُبْلة والإِقْبَالة. أَبو الْهَيْثَمِ: قَبَلْت الشَّيْءَ ودَبَرْته إِذا استقبلتَه أَو استَدْبرته، وقُبْل عَامٍ ودُبْر عَامٍ، فَالدَّابِرُ المُوَلّي الَّذِي لَا يَرْجِعُ، والقابِل المستقبَل. والدابِرُ مِنَ السِّهام: الَّذِي خَرَجَ مِنَ الرَّمِيَّةِ. وَعَامٌ قابِل أَي مُقْبِل. والقَابِلة: اللَّيْلَةُ المُقْبِلة، وَكَذَلِكَ الْعَامُ القَابِل، وَلَا يَقُولُونَ فَعَل يَفْعُل، وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ يَصِفُ قَطاة قَطَعَتْ فَلَاةً: ومَهْمَهٍ تُمْسِي قَطاهُ نُسَّسا ... رَوابِعاً، وَبَعْدَ رِبْعٍ خُمَّسا وإِن تَوَنَّى رَكْضَة، أَو عَرَّسا ... أَمسى مِنَ القابِلَتَين سُدَّسا قَوْلُهُ مِنَ القَابِلَتين يَعْنِي اللَّيْلَةَ الَّتِي لَمْ تأْت بَعْدُ، وَقَالَ رَوابعاً وَبَعْدَ رِبْع خُمَّسَا، فإِن بني على الخِمْس فالقَابِلَتان السَّادِسَةُ وَالسَّابِعَةُ، وإِن بُنِيَ عَلَى الرِّبْع فالقابِلتان الْخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ، وإِنما القابِلة وَاحِدَةٌ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةَ الَّتِي هُوَ فِيهَا وَالَّتِي لَمْ تأْت بَعْدُ غلَّب الِاسْمَ الأَشنع «2» وَقَالَ القابِلَتين كَمَا قَالَ: لَنَا قَمَراها والنجومُ الطَّوالِعُ فغلَّب الْقَمَرَ عَلَى الشَّمْسِ. وَمَا يعرِف قَبِيلًا مِنْ دَبِير: يُرِيدُ القُبُل والدُّبُر، وَقِيلَ: القَبِيل طَاعَةُ الرَّبِّ تَعَالَى، والدَّبِير مَعْصِيَتُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَعْرِفُ الأَمر مُقبِلًا وَلَا مُدْبِراً، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَقبلت بِهِ المرأَة مِنْ غَزْلها حِينَ تَفْتِله وأَدْبَرت، وَقِيلَ: القَبِيل مِنَ الفَتْل مَا أُقبِل بِهِ عَلَى الصدْر والدَّبِير مَا أُدْبِرَ بِهِ عَنْهُ، وَقِيلَ: القَبِيل باطِن الفَتْل والدَّبِير ظَاهِرُهُ، وَقِيلَ: القَبِيل والدَّبِير فِي فَتْل الْحَبْلِ، فالقَبِيل الفَتْل الأَوَّل الَّذِي عَلَيْهِ الْعَامَّةُ، والدَّبِير الفَتْل الْآخَرُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: القَبِيل فِي قُوى الْحَبْلِ كلُّ قُوَّةٍ عَلَى قُوَّة، وجهُها الدَّاخِلُ قَبِيل وَالْخَارِجُ دَبِير، وَقِيلَ: القَبِيل مَا أَقبل بِهِ الفاتِل إِلى حِقْوِه، والدَّبِير مَا أَدْبَر بِهِ الفاتِل إِلى رُكْبَتِهِ، وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: القَبِيل فَوْز الْقِدح فِي القِمار، والدَّبِير خَيْبة القِدْح، وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَعراب: القَبِيل أَن يَكُونَ رأْس ضِمْن النَّعْل إِلى الإِبهام، والدَّبِير أَنْ يَكُونَ رأْس الضِّمْن إِلى الخِنْصَر، الْمُحْكَمِ: وَقِيلَ القَبِيل أَسفل الأُذُن والدَّبِير أَعلاها، وَقِيلَ: القَبِيل القُطْن والدَّبِير الكَتَّان، وَقِيلَ: مَا يَعْرِفُ مَن يُقبِل عَلَيْهِ، «3» وَقِيلَ: مَا يعرِف نسَب أُمِّه مِنْ نسَب أَبيه، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ قُبُل ودُبُر. وَمَا يعرِف مَا قَبِيلُ هَذَا الأَمر مِنْ دَبِيره وَمَا قِبَالُه مِنْ دِبارِه، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قول الأَعشى: أَخو الْحَرْبِ لَا ضَرَعٌ واهِن، ... وَلَمْ ينتعِل بقِبالٍ خَدمِ «4»

_ (1). قوله [قال الأَصمعي وكذلك إلى قوله قد قطع] هكذا في الأَصل. (2). قوله [: الاسم الأَشنع] هكذا في الأصل. (3). قوله [مَا يَعْرِفُ مَنْ يُقْبِلُ عليه] هكذا في الأصل. (4). قوله [بقِبَال خدم] هكذا في الأصل.

قَالَ: القِبَال الزِّمام، قَالَ: وَهَذَا كَمَا تَقُولُ هُوَ ثَابِتُ الغَدَر عِنْدَ الجَدَل والحُجَج والكَلام والقِتال أَي لَيْسَ بِضَعِيفٍ. وأَقْبَلَ: نقيضُ أَدْبَر. وَيُقَالُ: أَقْبَلَ مُقْبَلًا مِثْلَ أَدخلني مُدْخَل صِدْق. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أَنه سُئِلَ عَنْ مُقْبَلِه مِنَ العِراق ، المُقْبَل، بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْبَاءِ: مَصْدَرُ أَقْبَلَ يُقْبِلُ إِذا قَدِمَ. وَقَدْ أَقْبَلَ الرجلَ وأَدْبَره. وأَقْبَلَ بِهِ وأَدبر فَمَا وجدَ عِنْدَهُ خَيْرًا. وقَبِلَ الشيءَ قَبُولًا وقُبُولًا، والأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَقَبَّلَه، كِلاهما: أَخذه. واللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الأَعمال مِنْ عِبَادِهِ وَعَنْهُمْ ويَتَقَبَّلها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ. أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَيُرْوَى أَنها نَزَلَتْ فِي أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَبِلْت الهديةَ أَقْبَلُها قَبُولًا وقُبُولًا. وَيُقَالُ: عَلَيْهِ قَبُول إِذا كَانَتِ الْعَيْنُ تَقْبَله، وَعَلَى قَبولٍ أَي تقْبَله الْعَيْنُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ قَبِلته قَبُولًا وقُبُولًا، وَعَلَى وَجْهِهِ قَبُول لَا غَيْرَ، وقَبِلَه بقَبُول حَسَن، وَكَذَلِكَ تقبَّله بقَبُول أَيضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ ، وَلَمْ يَقُلْ بتقبُّل، قَالَ الزَّجَّاجُ: الأَصل فِي الْعَرَبِيَّةِ تَقَبَّلها رَبُّهَا بقَبُول حسَن أَي بتقبُّل حسَن، وَلَكِنَّ قَبُولًا مَحْمُولٌ عَلَى قَوْلِهِ قَبِلَها قَبُولًا حسَناً، يُقَالُ: قَبِلْت الشيءَ قَبُولًا إِذا رَضِيته، وتَقَبَّلْت الشيءَ وقَبِلْته قَبُولًا، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ شَاذٌّ، وَحَكَى الْيَزِيدِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ: القَبُول، بِالْفَتْحِ، مَصْدَرٌ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع غَيْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الوَضُوء والطَّهُور والوَلُوع والوَقُود وعِدَّتُها مَعَ القَبُول خَمْسَةٌ، يُقَالُ: عَلَى فُلَانٍ قَبُول إِذا قَبِلَتْه النَّفْسُ، وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ يُوضَع لَهُ القَبُول فِي الأَرض ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ الْمَحَبَّةُ والرِّضا بِالشَّيْءِ ومَيْلُ النَّفْسِ إِليه. وتَقَبَّله النَّعِيمُ: بدَا عَلَيْهِ وَاسْتَبَانَ فِيهِ، قَالَ الأَخطل: لَدْن تَقَبَّله النَّعيم، كأَنما ... مُسِحَتْ تَرائبُه بِمَاءٍ مُذهَب وأَقْبَله وأَقْبَلَ بِهِ إِذا رَاوَدَهُ عَلَى الأَمر فَلَمْ يَقْبَله. وقَابَلَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ مُقَابَلةً وقِبالًا: عَارَضَهُ. اللَّيْثُ: إِذا ضَمَمْتَ شَيْئًا إِلى شَيْءٍ قلتَ قابَلْتُه بِهِ، ومُقابَلة الْكَتَابِ بِالْكَتَابِ وقِبالُه بِهِ: مُعارَضته. وتَقَابَلَ القومُ: اسْتَقْبَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي وَصْفِ أَهل الْجَنَّةِ: إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ، جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه لَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ فِي أَقْفاء بَعْضٍ. وأَقْبَلَه الشَّيْءَ: قابَله بِهِ. وأَقْبَلْناهم الرِّماح، وأَقْبَلَ إِبلَه أَفواه الْوَادِي واسْتَقْبَلَها إِياه وَقَدْ قَبَلَتْه تَقْبُله قُبولًا، وَكَذَلِكَ أَقبَلْنا الرِّماحَ نَحْوَ الْقَوْمِ. وأَقْبَلَ الإِبلَ الطريقَ: أَسلكها إِياه. أَبو زَيْدٍ: قَبَلَت الْمَاشِيَةُ الْوَادِيَ تَقْبُلُه وأَقْبَلْتُها أَنا إِياه، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ انزِل بقَابِل هَذَا الْجَبَلِ أَي بِمَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ أَقباله وقَوابِله. وأَقْبَلْتُه الشيءَ أَي جعلتُه يَلي قُبالَته. يُقَالُ: أَقْبَلْنا الرِّمَاحَ نَحْوَ الْقَوْمِ. وقَبَلَتِ الماشيةُ الواديَ: استَقْبَلَتْه، وأَقبَلْتُها إِياه، فيتعدَّى إِلى مَفْعُولٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: فلأَبْغِيَنَّكُم قَناً وعَوارِضاً، ... ولأُقْبِلَنَّ الخيلَ لابةَ ضَرْغَدِ وو المُقابَلَة: المُواجهة، والتَّقَابُل مِثْلُهُ. وَهُوَ قِبَالُك وقُبَالَتُك أَي تُجاهك، وَمِنْهُ الْكَلِمَةُ: قِبالَ كَلَامِكَ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يَنْصِبُهُ عَلَى الظَّرْفِ، وَلَوْ رَفَعَهُ عَلَى المبتدإِ وَالْخَبَرِ لَجَازَ، وَلَكِنْ كَذَا رَوَاهُ عَنِ الْعَرَبِ،

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذِهِ كَلِمَةٌ قِبالَ كَلِمَتِكَ كَقَوْلِكَ حِيالَ كَلِمَتِكَ. وقُبَالَة الطَّرِيقِ: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: اذْهَبْ بِهِ فأَقْبِلْه الطَّرِيقَ أَيْ دُلَّه عَلَيْهِ وَاجْعَلْهُ قِباله. وأَقْبَلَ المِكْواةَ الداءَ: جَعَلَهَا قُبالَته، قَالَ ابْنُ أَحمر: شرِبْتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً، ... وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا وَكُنَا فِي سَفَرٍ فأَقبَلْت زَيْدًا وأَدْبَرْته أَي جَعَلْتُهُ مرَّة أَمامي وَمَرَّةً خَلْفِي، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَقْبَلْت زَيْدًا مَرَّةً وأَدبرته أُخرى أَي جَعَلْتُهُ مَرَّةً أَمامي وَمَرَّةً خَلْفِي فِي الْمَشْيِ. وقَبَلْت الْجَبَلَ مَرَّةً ودَبَرْته أُخرى. وقَبَائِل الرأْس: أَطْباقه، وَقِيلَ: هِيَ أَربع قِطَع مَشْعوب بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَاحِدَتُهُا قَبيلة، وَكَذَلِكَ قَبائل القدَح والجَفْنة إِذا كَانَتْ عَلَى قِطعتين أَو ثَلَاثِ قِطَع، اللَّيْثُ: قَبيلة الرأْس كُلُّ فِلقة قَدْ قُوبلت بالأُخرى، وَكَذَلِكَ قَبائل بَعْضِ الْغُرُوبِ وَالْكَثْرَةِ لَهَا قَبائل، الْجَوْهَرِيُّ: القَبيلة وَاحِدَةُ قَبائل الرأْس وَهِيَ القِطع المَشْعوب بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ تصِل بها الشُّؤون، وَبِهَا سُمِّيَتْ قَبائل الْعَرَبِ، الْوَاحِدَةُ قَبِيلَةٌ. وقَبائل الرحْل: أَحْناؤه المَشْعوب بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ. وقَبائل الشَّجَرَةِ: أَغصانها. وَكُلُّ قِطْعَةٍ مِنَ الْجِلْدِ قَبِيلَةٌ. والقَبِيلة: صَخْرَةٌ تَكُونَ عَلَى رأْس الْبِئْرِ، والعُقابان دِعامَتا القَبيلة مِنْ جَنَبَتَيْها يعضِّدانها، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهِيَ القَبيلة والمَنْزَعَة وعُقاب الْبِئْرِ حَيْثُ يَقوم السَّاقِي. والقَبيلة مِنَ النَّاسِ: بَنُو أَب وَاحِدٍ. التَّهْذِيبِ: أَمَّا الْقَبِيلَةُ فَمِنْ قَبائل الْعَرَبِ وَسَائِرُهُمْ مِنَ النَّاسِ. ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الشَّعْب أَكبر مِنَ القَبِيلة ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ العِمارة ثُمَّ البَطْن ثُمَّ الفَخِذ. قَالَ الزَّجَّاجُ: القَبيلة مِنْ وَلَدِ إِسماعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كالسِّبْط مِنْ وَلَدِ إِسحاق، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُمُّوا بِذَلِكَ ليُفرق بَيْنَهُمَا، وَمَعْنَى القَبيلة من ولد إِسماعيل مَعْنَى الْجَمَاعَةِ، يُقَالُ لِكُلِّ جَمَاعَةٍ مِنْ وَاحِدٍ قَبِيلة، وَيُقَالُ لِكُلِّ جَمْعٍ مِنْ شَيْءٍ واحدٍ قَبِيل، قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ، أَي هُوَ وَمَنْ كَانَ مِنْ نَسْلِهِ، وَاشْتَقَّ الزجَّاج القَبائل مِنْ قَبائل الشَّجَرَةِ وَهِيَ أَغصانها. أَبو الْعَبَّاسِ: أُخذتْ قَبائل الْعَرَبِ مِنْ قَبائل الرأْس لِاجْتَمَاعِهَا وجَماعتها الشَّعْب والقَبائل دُونَهَا. وَيُقَالُ: رأَيت قَبائل مِنَ الطَّيْرِ أَي أَصنافاً، وَكُلُّ صِنْف مِنْهَا قَبيلة: فالغِرْبان قَبِيلة وَالْحَمَامُ قَبيلة، قَالَ الرَّاعِي: رأَيت رُدافَى فَوْقَهَا مِنْ قَبيلة، ... مِنَ الطَّيْرِ، يدعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ يَعْنِي الغِرْبان فَوْقَ النَّاقَةِ. وَكُلُّ جِيلٍ مِنَ الْجِنِّ وَالنَّاسِ قَبِيل. والقَبيلة: اسْمُ فَرَسٍ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ عَلَى التَّفَاؤُلِ كأَنها إِنما تَحْمِلُ قَبيلة، أَو كأَن الْفَارِسَ الَّذِي عَلَيْهَا يَقُومُ مَقَامَ قَبيلة، قَالَ مِرْدَاسُ بْنِ حِصْنٍ جَاهِلِيٌّ: قَصَرْت لَهُ القَبيلة إِذ تَجَهْنا، ... وَمَا ضاقَتْ بشِدَّته ذِراعِي قَصَرْتُ: حَبَسْت وأَراد اتَّجَهْنا. والقَبيل: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ يَكُونُونَ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَصَاعِدًا مِنْ قَوْمٍ شَتَّى، كالزِّنْج والرُّوم وَالْعَرَبِ، وَقَدْ يَكُونُونَ مِنْ نَحْوٍ وَاحِدٍ، وَرُبَّمَا كَانَ القَبيل مِنْ أَب وَاحِدٍ كالقَبيلة، وَجَمْعُ القَبيل قُبُل، وَاسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ القَبيل فِي الْجَمْعِ وَالتَّصْغِيرِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الأَبواب الْمُتَشَابِهَةِ. والقَبَل فِي الْعَيْنِ: إِقبال إِحدى الْحَدَقَتين عَلَى الأُخرى،

وَقِيلَ: إِقبالها عَلَى المُوقِ، وَقِيلَ: إِقبالها عَلَى عُرْض الأَنْف، وَقِيلَ: إِقبالها عَلَى المَحْجِر، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي أَقبلت عَلَى الْحَاجِبِ، وَقِيلَ: القَبَل مِثْلُ الحَوَل، قَبَلَتْ عينُه وقَبِلَت قَبَلًا واقْبَلَّت وَهِيَ عَيْنٌ قَبْلاء، وَرَجُلٌ أَقْبَلُ الْعَيْنِ وامرأَة قَبْلاء، وَقَدْ أَقْبَلَ عينَه: صيَّرها قَبْلاء. وَيُقَالُ: قَبِلَتِ العينُ قَبَلًا إِذا كَانَ فِيهَا إِقبال النظَر عَلَى الأَنْف، وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: إِذا كَانَ فِيهَا مَيل كالحوَل، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَقْبَل الَّذِي أَقبَلَت حَدَقتاه عَلَى أَنفه، والأَحول الَّذِي حَوِلت عَيْنَاهُ جَمِيعًا، وَقَالَ اللَّيْثُ: القَبَل فِي الْعَيْنِ إِقبال السَّوَادِ عَلَى المَحْجِر، وَيُقَالُ: بَلْ إِذا أَقبل سَوَادُهُ عَلَى الأَنف فَهُوَ أَقْبَل، وإِذا أَقبل عَلَى الصُّدْغين فَهُوَ أَخْزَر، وَقَدْ قَبِلَت عَيْنُهُ وأَقبَلْتُها أَنا. وَرَجُلٌ أَقبَل بيِّن القَبَل: وَهُوَ الَّذِي كأَنه يَنْظُرُ إِلى طَرف أَنفه، قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: ولمَّا أَن رَأَيتُ الخيلَ قُبْلًا، ... تُبارِي بالخُدود شَبا العَوالي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلَيْلَى الأَخيَليَّة، قَالَتْهُ فِي فَائِضِ بْنِ أَبي عَقِيلٍ، وَكَانَ قَدْ فَرَّ عَنْ تَوْبة يَوْمَ قُتِلَ، وَالصَّوَابُ فِي إِنشاده: ولَمَّا أَن رأَيتَ، بِفَتْحِ التَّاءِ، لأَن بَعْدَ الْبَيْتِ: نَسِيتَ وِصالَه وصَدَدْت عَنْهُ، ... كَمَا صَدَّ الأَزَبُّ عَنِ الظِّلال وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ هَارُونَ: فِي عَيْنِهِ قَبَل ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي أَبي رَيْحانة: إِني لأَجد فِي بَعْضِ مَا أُنزِل مِنَ الْكُتُبِ: الأَقْبَلُ القَصيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقين مبدِّلُ السُّنة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ والأَرض، وَيْلٌ لَهُ ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ! الأَقْبَلُ مِنَ القَبَل الَّذِي كأَنه يَنْظُرُ إِلى طرَف أَنفه، وَقِيلَ: هُوَ الأَفْحَج. وَشَاةٌ قَبْلاء بيِّنة القَبَل: وَهِيَ الَّتِي أَقبل قَرْنَاهَا عَلَى وَجْهِهَا. وعضُد قَبْلاء: فِيهَا مَيل. والقَابِل والدابِر: السَّاقِيَانِ. والقابِل: الَّذِي يَقْبَل الدَّلْوَ، قَالَ زُهَيْرٌ: وقَابِل يتغنَّى كلَّما قَدَرَتْ، ... عَلَى العَراقي، يَدَاهُ قَائِمًا دَفَقا وَالْجَمْعُ قَبَلَة، وَقَدْ قَبِلها قَبُولًا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: القَبَلة الرِّشاء وَالدَّلْوُ وأَداتها مَا دَامَتْ عَلَى الْبِئْرِ يعمَل بِهَا، فإِذا لَمْ تَكُنْ عَلَى الْبِئْرِ فَلَيْسَتْ بقَبَلة. والمُقْبِلَتان: الفأْس والمُوسى. والقَبَل: صَدَد الجبل. والقَبَل: المحَجَّة الْوَاضِحَةُ. والقَبَل: مَا ارْتَفَعَ مِنْ جَبَلٍ أَو رَمْلٍ أَو عُلُوٍّ مِنَ الأَرض. والقَبَل: الْمُرْتَفِعُ فِي أَصل الْجَبَلِ كالسَّنَد. ويقال: انزل بقَبَل هذا الْجَبَلِ أَي بسَفْحه، وَتَقُولُ: قَدْ قَبَلَني هَذَا الْجَبَلُ ثُمَّ دَبَرَني، وَلِذَلِكَ قِيلَ عَامٌ قَابِل. والقَبَل أَيضاً، بِالتَّحْرِيكَ: النَّشْز مِنَ الأَرض أَو الْجَبَلُ يَسْتَقْبِلُكَ. يُقَالُ: رأَيت شَخْصًا بِذلك القَبَل، وأَنشد لِلْجَعْدِيِّ: خَشْيةُ اللَّه وإِني رَجُلٌ، ... إِنما ذِكْرِي كَنارٍ بقَبَلْ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: مَنَعَ الغَدْرَ فَلَمْ أَهْمُمْ بِهِ، ... وأَخو الغَدْرِ إِذا هَمَّ فَعَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِثْلُهُ: يَا أَيُّهَذا النابِحي نَبْحَ القَبَلْ، ... يَدْعو عليَّ كلَّما قَامَ يُصَلّ

أَيْ كَمنْ يَنْبَح الْجَبَلَ، قَالَ: والقَبَل والكَبْلُ والحَنْبَل والنِّيمُ الفَرْوُ. والقِبَل: الطَّاقَةُ، وَمَا لِي بِهِ قِبَل أَي طَاقَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِها ، أَيْ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهَا وَلَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى مُقاوَمَتها، وقِبَل يَكُونُ لِمَا وَليَ الشَّيْءَ، تَقُولُ: ذَهَبَ قِبَلَ السُّوق، وَقَالُوا: لِي قِبَلَك مَالٌ أَو فِيمَا يَلِيك، اتُّسع فِيهِ فأُجري مُجْرَى عَلَى إِذا قُلْتَ لِي عَلَيْكَ مَالٌ، وَلِي قِبَل فُلَانٍ حَقٌّ أَي عِنْدَهُ. وَيُقَالُ: أَصابني هَذَا الأَمر مِنْ قِبَله أَي مِنْ تِلْقائه مِنْ لَدُنه، لَيْسَ مِنْ تِلْقاء المُلاقاة، لَكِنْ عَلَى مَعْنَى مِنْ عِنْدِهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ. وأَخذت الأَمر بقَوابِله أَي بأَوائله وحِدْثانه، وَلَقِيتُهُ قِبَلًا أَي عِياناً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ، ويُقرأُ قُبُلًا ، فقِبَلًا عِياناً، وقُبُلًا قَبِيلًا قَبِيلًا، وقيل: قُبُلًا مستقبَلًا، وقرىء أَيضاً: وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قَبيلًا ، فَهَذَا يقوِّي قِراءة مَنْ قرأَ قُبُلًا، التَّهْذِيبِ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قُبُل جَمْعَ قَبِيل وَمَعْنَاهُ الكَفِيل، وَيَكُونُ الْمَعْنَى: لَوْ حُشِرَ عَلَيْهِمْ كُلُّ شَيْءٍ فكفَل لَهُمْ بِصِحَّةِ مَا يَقُولُ مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا، وَيَجُوزَ أَن يَكُونَ قُبُلًا فِي مَعْنَى مَا يُقابلهم أَيْ لَوْ حَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ فقابَلَهم، وَيَجُوزُ قُبْلًا، عَلَى تَخْفِيفِ قُبُلًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا ، قِيلَ: مَعْنَاهُ عِياناً، الزَّجَّاجُ: أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا وَقِبَلًا وقَبَلًا ، فَمَنْ قَالَ قُبُلًا فَهُوَ جَمْعُ قَبِيل، الْمَعْنَى أَوْ يأْتيهم الْعَذَابُ ضُروباً، ومن قال قِبَلًا فالمعنى أَو يأْتيهم الْعَذَابُ مُعاينة، ومن قال قَبَلًا فالمعنى أَو يأْتيهم الْعَذَابُ مُقَابَلة. ابْنُ الأَعرابي: فِي قَدَمَيْه قَبَل ثُمَّ حَنَف ثُمَّ فَحَج. وَفِي الْمُحْكَمِ: القَبَل كالفَحَج بَيْنَ الرِّجلين. اللَّيْثُ: القِبال شِبْهُ فَحَج وَتَبَاعُدٍ بَيْنَ الرِّجلين، وأَنشد: حَنْكَلَةٌ فِيهَا قِبالٌ وفَجا الْجَوْهَرِيُّ: القَبَل فَحَج، وَهُوَ أَن يَتدانى صَدْر الْقَدَمَيْنِ وَيَتَبَاعَدَ عَقِباهما. وقِبال النَّعْلِ، بِالْكَسْرِ: زِمَامُهَا، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلَ الزِّمام بَيْنَ الإِصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا وَقِيلَ: هُوَ الزِّمَامُ الَّذِي يَكُونُ فِي الإِصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا. وَيُقَالُ: مَا رَزَأْته قِبالًا وَلَا زِبالًا، القِبال: مَا كَانَ قُدَّامَ عَقْدِ الشِّراك، والزِّبال الكُتْبَة الَّتِي يُخْزَم بِهَا النَّعْلُ قَبْلَ أَن يُحْذى، وَيُقَالَ: الزِّبال مَا تَحْمِلُهُ النَّمْلَةُ بِفِيهَا، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا انْقَطَعَتْ نَعْلي فَلَا أُمّ مَالِكٍ ... قَرِيبٌ، وَلَا نَعلي شَدِيدٌ قِبالُها يَقُولُ: لَسْتُ بِقَرِيبٍ مِنْهَا فأَستمتع بِهَا وَلَا أَنا بِصَبُورٍ فأَسْلى عَنْهَا. وأَقْبَل النعلَ وقَبَلَها وقَابَلَها: جَعَلَ لَهَا قِباليْن، وَقِيلَ: أَقْبَلَها جَعَلَ لَهَا قِبالًا، وقَبَلَها مُخَفَّفَةً شدَّ قِبالَها، وَقِيلَ: مُقابَلَتها أَن يَثْنِيَ ذُؤَابَة الشِّراك إِلَى العُقدة. وَيُقَالُ: قَابِلْ نعلَك أَي اجْعَلْ لَهَا قِبالَيْن. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ لِنَعْلِهِ قِبالان أَي زِمامان، القِبال: زِمام النَّعْلِ وَهُوَ السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ الإِصبعين. وَفِي الْحَدِيثِ: قَابِلوا النِّعال أَي اعْمَلُوا لَهَا قِبالًا. وَنَعْلٌ مُقْبَلة إِذا جَعَلْتَ لَهَا قِبالًا، ومَقْبُولة إِذا شَدَدْتَ قِبالها. وَرَجُلٌ منقطع القِبال: سيِء الرأْي، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والقَابِلَة مِنَ النِّسَاءِ: مَعْرُوفَةٌ. والقَبَل: لُطْف القابِلة لإِخراج الولَد، وقَبِلَتِ القابِلة المرأَة تَقْبَلها قِبالةً، وَكَذَلِكَ قَبِل الرجلُ الغَرْبَ مِنَ المُستقي مِثْلُهُ، وَهُوَ القابِل. التَّهْذِيبِ: قَبِلَتِ

القابِلة المرأَة إِذَا قَبِلَتِ الولدَ أَي تلقَّته عِنْدَ الوِلادة، وَكَذَلِكَ قَبِلَ الرَّجُلُ الدَّلْوَ مِنَ المُستقي قَبُولًا، فَهُوَ قَابِل. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت عَقِيلًا يَقْبَل غَرْب زَمْزَمَ أَي يَتَلَقَّاهَا فيأْخذها عِنْدَ الاسْتقاء. والقَبِيل والقَبُول: القابِلة. الْمُحْكَمِ: قَبِلَتِ القابِلةُ الولدَ قِبالًا أَخذته مِنَ الْوَالِدَةِ، وَهِيَ قابِلة المرأَة وقَبُولها وقَبِيلها، قَالَ الأَعشى: أُصالحُكم حَتَّى تَبُوءُوا بمثلِها، ... كصَرْخَةِ حُبْلى أَسْلَمَتْها قَبِيلُها وَيُرْوَى قَبُولها أَي يَئِست مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَبِلَتِ القابِلة «5» الْوَلَدَ تَقْبَلُه إِذا تَلَقَّتْهُ عِنْدَ وَلَادَتِهِ مِنْ بَطْنِ أُمه. والقَبِيل: الْكَفِيلُ والعَرِيف، وقد قَبَل [قَبِل] «6» بِهِ يَقْبُلُ ويَقْبَلُ ويَقْبِلُ قَبَالةً: كَفَله. وَنَحْنُ فِي قَبالَته أَي فِي عِرافَته، وأَنشد: إِنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا، ... فاقْبُلي يَا هندُ، قَالَتْ: قَدْ وَجَبْ قَالَ أَبو نَصْرٍ: اقْبُلي مَعْنَاهُ كُوني أَنت قَبِيلًا، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ كُتِبَتْ عَلَيْهِمُ القَبالة. وَيُقَالُ: قَبَّلْتُ العامِلَ تَقْبيلًا، وَالِاسْمُ القَبَالة، وتَقَبَّله العامِلُ تَقَبُّلًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِياكم والقَبالات فإِنها صِغَارٌ وَفَضْلُهَا رِباً ، هُوَ أَن يتَقَبَّل بخَراج أَو جِباية أَكثر مِمَّا أَعطى، فَذَلِكَ الْفَضْلُ رِباً، فإِن تقبَّل وَزَرَعَ فَلَا بأْس. والقَبَالة، بِالْفَتْحِ: الْكَفَالَةُ وهي في الأصل مصدر قَبَل إِذا كَفَل. وقَبُلَ، بِالضَّمِّ، إِذا صَارَ قَبِيلًا أَي كَفِيلًا. وتَقَبَّلَ بِهِ: تَكَفَّلَ كقَبَل. وَقَالَ: قَبَّلْت العامِلَ الْعَمَلَ تَقَبُّلًا، وَهَذَا نَادِرٌ، وَالِاسْمُ القَبالة، وتَقَبَّله الْعَامِلُ تَقْبِيلًا، نَادِرٌ أَيضاً. وَقَدْ رُوِيَ قَبِلْتُ بِهِ وقَبَلْتُ: فِي مَعْنَى كفَلْت عَلَى مِثَالِ فَعِلْت وفَعَلْت. وَيُقَالُ: تَكَلَّمَ فُلَانٌ قَبَلًا [قَبِلًا] فأَجاد، والقَبَل: أَن يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ يَكُنِ اسْتَعَدَّهُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَتَكَلَّمَ قَبَلًا أَي بِكَلَامٍ لَمْ يَكُنْ أَعدَّه ورَجَزه قَبَلًا أَنشده رَجَزاً لَمْ يَكُنْ أَعدَّه. واقْتَبَلَ الكلامَ والخُطبة اقْتِبالًا: ارتجَلَهما وَتَكَلَّمَ بِهِمَا مِنْ غَيْرِ أَن يُعِدَّهما. واقْتَبَلَ مِنْ قِبَله كَلَامًا فأَجاد، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً وَلَمْ يُفَسِّرْهُ إِلا أَن يُرِيدَ مِنْ قِبَلِه نَفْسَهُ. وسقَى عَلَى إِبِله قَبَلًا: صبَّ الْمَاءَ عَلَى أَفواهها. وأَقْبَلَ عَلَى الإِبل: وَذَلِكَ إِذا شَرِبَتْ مَا فِي الحوض فاستقى على رؤوسها وَهِيَ تَشْرَبُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ مِثْلَ ذَلِكَ وَزَادَ فِيهِ: وَلَمْ يَكُنْ أَعدَّه قَبل ذَلِكَ وَهُوَ أَشد السَّقْيِ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: والقَبَل أَن تَشْرَبَ الإِبل الْمَاءَ وَهُوَ يصبُّ على رؤوسها وَلَمْ يَكُنْ لَهَا قَبْلَ ذَلِكَ شَيْءٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: بالرَّيْثِ مَا أَرْوَيتُها لَا بالعَجَلْ، ... وبالحَيا أَرْوَيتُها لَا بالقَبَلْ التَّهْذِيبِ: يُقَالُ سَقَى إِبله قَبَلًا إِذا صُبَّ الْمَاءُ فِي الْحَوْضِ وَهِيَ تَشْرَبُ مِنْهُ فأَصابها، الأَصمعي: القَبَل أَن يُورِدَ الرَّجُلُ إِبله فِيسْتَقِيَ عَلَى أَفواهها وَلَمْ يَكُنْ هَيَّأَ لَهَا قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا. والقُبْلة: اللَّثمة مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ القُبَل وَفِعْلُهُ التَّقْبِيل، وَقَدْ قَبَّلَ المرأَةَ والصبيَّ. والقِبْلة: نَاحِيَةُ الصَّلَاةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القِبْلة وِجهة

_ (5). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ قَبِلَتِ الْقَابِلَةُ ] هكذا في الأصل، وأتي به في النهاية عقب حديث عقيل المتقدم قريباً بلفظ: ومنه قبلت القابلة إلخ على أنه من معناه لا أنه جاء في الحديث. (6). قوله [وقد قَبلَ به إلخ] عبارة القاموس: وقد قَبلَ به، كنصر وسمع وضرب.

الْمَسْجِدِ. وَلَيْسَ لِفُلَانٍ قِبْلة أَي جِهَةٌ. وَيُقَالُ: أَين قِبْلَتُك أَي أَين جِهَتك، وَمِنْ أَين قِبْلَتك أَي مِنْ أَين جِهَتُكَ. والقِبْلَة: الَّتِي يُصَلَّى نَحْوَهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلة ، أَراد بِهِ الْمُسَافِرَ إِذا الْتُبِسَتْ عَلَيْهِ قِبْلَته، فأَما الْحَاضِرُ فِيجِبُ عَلَيْهِ التحرِّي وَالِاجْتِهَادُ، وَهَذَا إِنما يَصِحُّ لِمَنْ كَانَتِ القِبْلة فِي جَنُوبه أَو شَماله، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ قِبْلة أَهل الْمَدِينَةِ وَنَوَاحِيَهَا فإِن الْكَعْبَةَ جَنوبها. والقِبْلة فِي الأَصل: الْجِهَةُ. والقَبُول مِنَ الرِّيَاحِ: الصَّبا لأَنها تستدْبِر الدَّبُور وَتَسْتَقْبِلُ بابَ الْكَعْبَةِ. التَّهْذِيبِ: القَبُول مِنَ الرِّيَاحِ الصَّبا لأَنها تَسْتَقْبِلُ الدَّبُور. الأَصمعي: الرِّياح معظَمها الأَربع الجَنُوب والشَّمال والدَّبُور والصَّبا، فالدَّبور الَّتِي تهُبُّ مِنْ دُبُر الْكَعْبَةِ، والقَبُول مِنْ تِلْقائها وَهِيَ الصَّبا، قَالَ الأَخطل: فإِن تَبْخَل سَدُوسُ بدِرْهَمَيها، ... فإِنَّ الرِّيحَ طَيِّبة قَبُول قَالَ ثَعْلَبٌ: القَبُول مَا اسْتَقْبَلَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا وَقَفت فِي القِبْلة، قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ قَبُولًا لأَن النَّفْسَ تَقْبَلُها، وَهِيَ تَكُونُ اسْمًا وَصِفَةً عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ قَبَائِل، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ قَبَلَتِ الرِّيح، بِالْفَتْحِ، تَقْبُلُ قَبْلًا وقُبُولًا، الأَول عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ رِيحٌ قَبُول، وَالِاسْمُ مِنْ هَذَا مَفْتُوحٌ وَالْمَصْدَرُ مَضْمُومٌ. وأَقْبَلَ الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِي القَبُول، وقَبِلوا: أَصابتهم القَبُول. ابْنُ بُزُرْجَ: قَالُوا قَبِّلُوها الريحَ أَي أَقْبِلوها الريحَ، قَالَ الأَزهري: وقَابِلُوها الريحَ بِمَعْنَاهُ، فَإِذَا قَالُوا استَقْبِلوها الريحَ فإِن أَكثر كَلَامِهِمُ اسْتَقْبِلوا بِهَا الرِّيحَ. والقَبُول: الحُسْن والشَارة، وَهُوَ القُبُول، بِضَمِّ الْقَافِ أَيضاً، لَمْ يَحْكِهَا إِلا ابْنُ الأَعرابي وإِنما الْمَعْرُوفُ القَبُول، بِالْفَتْحِ، وَقَوْلُ أَيوب بْنِ عَيَّابة: وَلَا مَنْ عَلَيْهِ قَبُول يُرَى، ... وآخَر لَيْسَ عَلَيْهِ قَبُول مَعْنَاهُ لَا يَسْتَوِي مَنْ لَهُ رُواءٌ وحَياءٌ ومُروءة وَمَنْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. والقَبُول: أَن تَقْبَل الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ وأُميت الْفِعْلُ مِنْهُ. وَيُقَالُ: اقْتَبَل أَمْره إِذا استأْنَفه. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: لَوِ اسْتَقْبَلتُ مِنْ أَمري مَا استدْبَرْت مَا سُقتُ الهَدْي أَي لَوْ عَنَّ لِي هَذَا الرأْي الَّذِي رأَيته أَخيراً وأَمرتكم بِهِ فِي أَول أَمري لَما سُقْت الهَدْيَ مَعِي وقلَّدته وأَشْعَرته، فإِنه إِذا فَعَلَ ذَلِكَ لَا يُحِلُّ حَتَّى يَنْحَرَهُ وَلَا يَنْحَرُ إِلا يَوْمَ النَّحْرِ فَلَا يَصِحُّ لَهُ فَسْخ الْحَجِّ بعُمْرة، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ لَا يَلْتَزِمُ هَذَا وَيَجُوزُ لَهُ فَسْخُ الْحَجِّ، وإِنما أَراد بِهَذَا الْقَوْلِ تَطْيِيبَ قُلُوبِ أَصحابه لأَنه كَانَ يشقُّ عَلَيْهِمْ أَن يُحِلُّوا وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ لَهُمْ ذَلِكَ لِئَلًا يَجِدوا فِي أَنفسِهِم وَلِيَعْلَمُوا أَن الأَفضل لَهُمْ قَبُول مَا دَعَاهُمْ إِليه، وأَنه لَوْلَا الهَدْيُ لَفَعَلَهُ. وَرَجُلٌ مُقْتَبَل الشَّباب أَي مُسْتُقْبِلُ الشَّبَابِ إِذا لَمْ يُرَ عَلَيْهِ أَثر كِبَرٍ، وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ: ولَرُبَّ مَنْ طَأْطأْته بِحَفِيرة، ... كالرُّمْحِ، مُقْتَبَل الشَّباب مُحَبَّر الْفَرَّاءُ: اقْتَبَلَ الرجلُ إِذا كاسَ بعدَ حَمَاقَةٍ. وَيُقَالُ: انْزِلْ بقُبُل هَذَا الْجَبَلِ أَي بسَفْحِه. وَوَقَعَ السَّهْمُ بِقُبُل هَذَا وبدُبُره، وَكَانَ ذَلِكَ فِي قُبُلٍ مِنْ شَبابه، وَكَانَ ذلك في قُبُل الشِّتاء وفي قُبُل الصيف

أَي فِي أَوله وَوَجْهِهِ. والقَبَلة: حَجَرٌ أَبيض يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْفَرَسِ، يُقَالُ: قلَّدها بقَبَلة. والقَبْلة والقَبِيل: خَرَزَةٌ شَبِيهَةٌ بالفَلْكَة تعلَّق فِي أَعناق الْخَيْلِ. والقَبَل والقَبَلة: مِنْ أَسماء خَرَزِ الأَعراب. غَيْرُهُ: والقَبَلة خَرَزَةٌ مِنْ خَرَزِ نِسَاءِ الأَعراب اللَّوَاتِي يؤخِّذْن بِهَا الرِّجَالُ، يقُلْن فِي كلامهنَّ: يَا قَبَلة اقْبِليه وَيَا كَرارِ كُرِّيه، وَهَكَذَا جَاءَ الْكَلَامُ، وإِن كَانَ مَلْحُونًا، لأَن الْعَرَبَ تُجْري الأَمثال عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بكَرارِ الكَرَّة فأَنَّث لِذَلِكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ القَبَل، وأَنشد: جَمَّعْنَ مِنْ قَبَلٍ لهنَّ وفَطْسَةٍ، ... والدَّرْدَبِيس مُقابَلًا فِي المَنْظَم والقَبَلة: مَا تَتَّخِذُهُ السَّاحِرَةُ ليقبِل بِوَجْهِ الإِنسان عَلَى صَاحِبِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَبْلة والقَبَل مِنِ أَسْمَاءِ خَرَزِ الأَعراب. الْجَوْهَرِيُّ: والقَبَل جَمْعُ قَبَلَة وَهِيَ الفَلْكة، وَهِيَ أَيضاً ضرْب مِنَ الْخَرَزِ يؤخَّذ بِهَا، وَرُبَّمَا عُلِّقَتْ فِي عُنق الدَّابَّةِ تُدْفَعُ بِهَا الْعَيْنُ. والقَبَلة حَجَرٌ أَبيض عَرِيضٌ يعلَّق فِي عُنق الْفَرَسِ. وثوبٌ قَبَائِل أَي أَخْلاق، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. يُقَالُ: أَتانا فِي ثَوْبٍ لَهُ قَبَائِل وَهِيَ الرِّقاع. ابْنُ الأَعرابي: إِذا رُقِع الثَّوْبُ فَهُوَ المُقَبَّل والمَقْبُول والمُرَدَّم والمُلَبَّد والمَلْبُود. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للخِرْقة الَّتِي يرقَع بِهَا قَبُّ الْقَمِيصِ القَبِيلة، وَالَّتِي يرقَع بِهَا صدْر الْقَمِيصِ اللِّبْدة. وقَبَائِل اللِّجَامِ: سُيوره، الْوَاحِدَةُ قَبِيلة، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يُرْخِي العِذارَ، وإِن طالت قَبائلُه، ... عن حُزَّةٍ مِثْلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِر شَمِرٌ: قُصَيْرى قِبالٍ حيَّة سَمَّاهَا أَبو خِيرَةَ قُصَيْرى وسَمَّاها أَبو الدُّقيش قُصيْرى قِبَال، وَهِيَ مِنَ الأَفاعي غَيْرَ أَنها أَصغر جِسْمًا تقتُل عَلَى الْمَكَانِ، قَالَ: وأَزَمَتْ بفِرْسِن بَعِيرٍ فَمَاتَ مَكَانَهُ. التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: حَيَّا اللَّه قَهْبَلَه أَي حيَّا اللَّه وَجْهَهُ، وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: حيَّا اللَّه قَهْبَلَه ومُحَيَّاه وسَمَامَتَه وطَلَلَهُ وآلَهُ. وَقَالَ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْهَاءُ زَائِدَةٌ فيبقى حيَّا اللَّه قَبَلَه أَي مَا أَقبل مِنْهُ. وتَقَبَّلَ الرَّجُلُ أَباه إِذا أَشبهه، قَالَ الشَّاعِرُ: تَقَبَّلْتها مِنْ أُمَّةٍ، ولَطالَما ... تُنوزِع فِي الأَسواق مِنْهَا خِمارُها والأُمَّة هُنَا: الأُمُّ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: أَرض مُقْبَلة وأَرض مُدْبَرة أَي وَقَعَ الْمَطَرُ فِيهَا خِطَطاً وَلَمْ يَكُنْ عَامًّا. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: ورأَى دابَّة يُوَارِيهَا شَعْرُهَا أَهدب القُبال ، يُرِيدُ كَثْرَةَ الشَّعْرِ فِي قُبالها، القُبال: النَّاصِيَةُ والعُرْف لأَنهما اللَّذَانِ يَسْتَقْبِلَانِ النَّاظِرَ، وقُبال كُلِّ شَيْءٍ وقُبْله: أَوله وَمَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ: نَسْتَثْنِي مَا عَلَى الماذِياناتِ وأَقْبالِ الجَداوِل ، الأَقْبال: الأَوائل والرؤوس، جَمْعُ قُبْل. والقُبْل أَيضاً: رأْس الْجَبَلِ والأَكَمة، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ قَبَل بِالتَّحْرِيكَ، وَهُوَ الكَلأُ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الأَرض. والقَبَل أَيضاً: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنَ الشَّيْءِ. والقَبَلة: الخُبَّاز، حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ. وقَبَلٌ: مَوْضِعٌ، عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقطع بِلَالَ بْنِ الْحَرْثِ مَعادِن القَبَلِيَّة: جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها ، القَبَلِيَّة: مَنْسُوبَةٌ إِلَى قَبَل، بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ، وَهِيَ نَاحِيَةٌ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَةُ أَيام، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الفُرْع وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ

نَخْلة وَالْمَدِينَةِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَفِي كَتَابِ الأَمْكنة مَعادِن القِلَبة، بِكَسْرِ الْقَافِ وَبَعْدَهَا لَامٌ مَفْتُوحَةٌ ثُمَّ بَاءٌ، واللَّه أَعلم. قتل: القَتْل: مَعْرُوفٌ، قَتَلَه يَقْتُلُه قَتْلًا وتَقْتَالًا وقَتَل بِهِ سَوَاءٌ عِنْدَ ثَعْلَبٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَعرفها عَنْ غَيْرِهِ وَهِيَ نَادِرَةٌ غَرِيبَةٌ، قَالَ: وأَظنه رَآهُ فِي بَيْتٍ فحسِب ذَلِكَ لُغَةً؛ قَالَ: وإِنما هُوَ عِنْدِي عَلَى زِيَادَةِ الْبَاءِ كَقَوْلِهِ: سُودُ المَحاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بالسُّوَر وإِنما هُوَ يقرأْن السُّوَر، وَكَذَلِكَ قَتَّلَه وقَتَل بِهِ غيرَه أَي قَتَلَهَ مَكَانَهُ؛ قَالَ: قَتَلتُ بِعَبْدِ اللَّهِ خيرَ لِداتِه ... ذُؤاباً، فَلَمْ أَفخَرْ بِذَاكَ وأَجْزَعا التَّهْذِيبِ: قَتَلَه إِذا أَماته بضرْب أَو حجَر أَو سُمّ أَو علَّة، وَالْمَنِيَّةُ قَاتِلَة؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ وَبَلَغَهُ مَوْتُ زِيَادٍ، وَكَانَ زِيَادٌ هَذَا قَدْ نَفَاهُ وَآذَاهُ وَنَذَرَ قَتْلَهُ فَلَمَّا بَلَغَ مَوْتُهُ الْفَرَزْدَقَ شَمِتَ بِهِ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَانِي قالِباً مِجَنِّي، ... أَقْلِب أَمري ظَهْره لِلْبَطْنِ؟ قَدْ قَتَلَ اللهُ زِيَادًا عَنِّي عَدَّى قَتَلَ بعنْ لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى صَرَفَ فكأَنه قَالَ: قَدْ صَرَف اللَّهُ زِيَادًا، وَقَوْلُهُ قالِباً مِجَنِّي أَي أَفعل مَا شِئْتُ لَا أَتَرَوَّع وَلَا أَتَوقَّع. وَحَكَى قُطْرُبٌ فِي الأَمر اقْتُل، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى الشُّذُوذِ، جَاءَ بِهِ عَلَى الأَصل؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ عَنْهُ، وَالنَّحْوِيُّونَ يُنْكِرُونَ هَذَا كَرَاهِيَةَ ضَمَّةٍ بَعْدَ كَسْرَةٍ لَا يحجُز بِينَهُمَا إِلا حَرْفٌ ضَعِيفٌ غَيْرُ حَصِينٍ. وَرَجُلٌ قَتِيل: مَقْتول، وَالْجَمْعُ قُتَلاء؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وقَتْلَى وقَتَالى؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَد: فظلَّ لَحْماً تَرِبَ الأَوْصالِ، ... وَسْطَ القَتَالَى كالهَشِيم الْبَالِي وَلَا يُجْمَعُ قَتِيل جمعَ السَّلَامَةِ لأَن مُؤَنَّثَهُ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ، وقَتَلَه قِتْلة سَوء، بِالْكَسْرِ. وَرَجُلٌ قَتِيل: مَقْتول. وامرأَة قَتِيل: مَقْتولة، فإِذا قُلْتَ قَتيلة بَني فُلَانٍ قُلْتَ بِالْهَاءِ، وَقِيلَ: إِن لَمْ تُذْكَرِ المرأَة قُلْتَ هَذِهِ قَتِيلة بَنِي فُلَانٍ، وَكَذَلِكَ مَرَرْتُ بقَتِيلة لأَنك تَسْلُكَ طَرِيقَ الِاسْمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ يَجُوزُ فِي هَذَا طرْح الْهَاءِ وَفِي الأَوّل إِدخال الْهَاءِ يَعْنِي أَن تَقُولَ: هَذِهِ امرأَة قَتِيلة ونِسْوة قَتْلى. وأَقْتَلَ الرجلَ: عرَّضه للقَتْل وأَصْبَره عَلَيْهِ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرة لامرأَته يَوْمَ قَتَلَه خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أَقْتَلْتِني أَي عرَّضْتِني بحُسْن وَجْهِكِ للقَتْل بِوُجُوبِ الدِّفَاعِ عَنْكِ والمُحاماة عَلَيْكِ، وَكَانَتْ جَمِيلَةً فقَتَلَه خَالِدٌ وتزوَّجها بَعْدَ مَقْتَله، فأَنكر ذَلِكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؛ وَمِثْلُهُ: أَبَعْتُ الثَّوْب إِذا عَرَّضْته لِلْبِيعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَشدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَتَلَ نَبِيًّا أَو قَتَلَه نبيٌ ؛ أَراد مَنْ قَتَله وَهُوَ كَافِرٌ كقَتْله أُبيَّ بْنَ خَلَف يَوْمَ بدْر لَا كمَن قَتَله تَطْهِيرًا لَهُ فِي الحَدِّ كماعِزٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُقْتَل قُرَشيٌّ بَعْدَ الْيَوْمِ صبْراً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِن كَانَتِ اللَّامُ مَرْفُوعَةً عَلَى الخَبر فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا أَباح مِنْ قَتْل القُرَشيّين الأَربعة يَوْمَ الفَتْح، وَهُمُ ابْنُ خَطَل ومَنْ مَعَهُ أَي أَنهم لَا يَعُودُونَ كفَّاراً يُغْزوْن ويُقْتَلون عَلَى الْكُفْرِ كَمَا قُتِل هَؤُلَاءِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ الْآخَرِ: لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ الْيَوْمِ أَي لَا تعودُ دَارَ كُفْرٍ تُغْزى عَلَيْهِ، وإِن كَانَتِ اللَّامُ مَجْزُومَةً فِيكُونُ

نَهْيًا عَنْ قَتْلهم فِي غَيْرِ حَدٍّ وَلَا قِصاص. وَفِي حَدِيثِ سَمُرة: مَنْ قَتَلَ عَبْده قَتَلْناه وَمَنْ جَدَعَ عَبْدَهُ جَدَعْناه ؛ قَالَ ابْنَ الأَثير: ذَكَرَ فِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ أَنه نَسِيَ هَذَا الْحَدِيثَ فَكَانَ يَقُولُ لَا يُقْتَلَ حرٌّ بِعَبْدٍ ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الْحَسَنُ لَمْ يَنْسَ الْحَدِيثَ، وَلَكَنَّهُ كَانَ يتأَوَّله عَلَى غَيْرِ مَعْنَى الإِيجاب وَيَرَاهُ نَوْعًا مِنَ الزَّجْر ليَرْتَدِعوا وَلَا يُقْدِموا عَلَيْهِ كَمَا قَالَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ: إِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ أَو الْخَامِسَةِ فاقتُلوه، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِيهَا فَلَمْ يَقْتله، قَالَ: وتأَوَّله بَعْضُهُمْ أَنه جَاءَ فِي عَبْد كَانَ يملِكه مرَّة ثُمَّ زَالَ مِلْكه عَنْهُ فَصَارَ كُفؤاً لَهُ بالحُرِّية، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحد إِلَّا فِي رِوَايَةٍ شَاذَّةٍ عَنْ سُفْيَانَ والمرويُّ عَنْهُ خِلَافُهُ قَالَ: وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلى القِصاص بَيْنَ الحرِّ وَعَبْدِ الْغَيْرِ، وأَجمعوا عَلَى أَن القِصاص بَيْنَهُمْ فِي الأَطراف سَاقِطٌ، فَلَمَّا سقَط الجَدْع بالإِجماع سَقَطَ القِصاص لأَنهما ثَبَتا مَعًا، فَلَمَّا نُسِخا نُسِخا مَعًا، فِيكُونُ حَدِيثُ سَمُرة مَنْسُوخًا؛ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْخَمْرِ فِي الرَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ، قَالَ: وَقَدْ يَرِدُ الأَمر بالوَعيد رَدْعاً وزَجْراً وَتَحْذِيرًا وَلَا يُراد بِهِ وَقُوعُ الْفِعْلِ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ جَابِرٍ فِي السَّارِقِ: أَنه قُطِع فِي الأُولى وَالثَّانِيةِ وَالثَّالِثَةِ إِلى أَن جِيءَ بِهِ فِي الْخَامِسَةِ فَقَالَ اقتُلوه، قَالَ جَابِرٌ: فقَتَلْناه ، وَفِي إِسناده مَقال قَالَ: وَلَمْ يَذْهَبْ أَحد مِنَ الْعِلْمَاءِ إِلى قَتْل السَّارِقِ وإِن تَكَرَّرَتْ مِنْهُ السَّرقة. وَمِنْ أَمثالهم: مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْه أَي سَبَبُ قَتْله بَيْنَ لَحْيَيْه وَهُوَ لِسانه. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَرسَل إِليَّ أَبو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهل الْيَمَامَةِ ؛ المَقْتَل مَفْعَل مِنَ القَتْل، قَالَ: وَهُوَ ظَرْفُ زَمَانٍ هَاهُنَا أَي عِنْدَ قَتْلهم فِي الوَقْعة الَّتِي كَانَتْ بِالْيَمَامَةِ مَعَ أَهل الرِّدَّة فِي زَمَنِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وتَقَاتَلَ الْقَوْمُ واقتَتَلُوا وتَقَتَّلوا وقَتَّلوا وقِتَّلوا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ أَدغم بَعْضُ الْعَرَبِ فأَسكن لمَّا كَانَ الْحَرْفَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَمْ يَكُونَا مُنفَصِلين، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ يَقِتِّلون وَقَدْ قِتَّلوا، وَكَسَرُوا الْقَافَ لأَنهما سَاكِنَانِ الْتَقَيَا فشبِّهت بِقَوْلِهِمْ رُدِّ يَا فَتى، قَالَ: وَقَدْ قَالَ آخَرُونَ قَتَّلوا، أَلقَوْا حَرَكَةَ الْمُتَحَرِّكِ عَلَى السَّاكِنِ، قَالَ: وَجَازَ فِي قَافِ اقْتَتَلوا الوَجْهان ولم يكن بمنزلة عَصَّ وقِرَّ يَلْزَمُهُ شَيْءٌ وَاحِدٌ لأَنه لَا يَجُوزُ فِي الْكَلَامِ «7» فِيهِ الإِظهار والإِخْفاء والإِدغام، فَكَمَا جَازَ فِيهِ هَذَا فِي الْكَلَامِ وتصرَّف دَخَله شيئَان يَعْرضان فِي الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَتُحْذَفُ أَلف الوَصْل حَيْثُ حرِّكت الْقَافُ كَمَا حُذِفَتِ الأَلف الَّتِي فِي رُدَّ حَيْثُ حُرِّكَتِ الرَّاءُ، والأَلف الَّتِي فِي قلَّ لأَنهما حَرْفَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ لَحِقَهَا الإِدغام، فَحُذِفَتِ الأَلف كَمَا حُذِفَتْ فِي رُبَّ لأَنه قَدْ أُدْغِم كَمَا أُدْغم، قَالَ: وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ قِرَاءَةُ الْحَسَنِ: إِلا مَنْ خَطَّف الخَطْفة ؛ قَالَ: وَمَنْ قَالَ يَقَتِّلُ قَالَ مُقَتِّل، وَمَنْ قَالَ يَقِتِّلُ قَالَ مُقِتِّل، وأَهل مَكَّةَ يَقُولُونَ مُقُتِّل يُتْبِعون الضَّمَّةَ الضَّمَّةَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وحدثني الخليل وهرون أَنَّ نَاسًا يَقُولُونَ مُرُدِّفين يُرِيدُونَ مُرْتَدِفين أَتبَعُوا الضمةَ الضَّمَّةَ؛ وَقَوْلُ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي: تَعَرَّضَتْ لِي بِمَكَانٍ حِلِّ، ... تَعَرُّضَ المُهْرةِ فِي الطِّوَلِّ، تَعَرُّضاً لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلَلِّي أَراد عَنْ قَتْلي، فَلَمَّا أَدخل عَلَيْهِ لَامًا مشدَّدة كَمَا أَدخل نُونًا مشدَّدة فِي قَوْلِ دَهْلَب بْنُ قُرَيْعٍ: جَارِيَةٌ ليسَتْ مِنَ الوَخْشَنِّ ... أُحِبُّ منكِ مَوْضِع القُرْطنِ

_ (7). قوله [لأَنه لَا يَجُوزُ فِي الْكَلَامِ إلخ] هكذا في الأَصل

وَصَارَ الإِعراب فِيهِ فتَحَ اللامَ الأُولى كَمَا تُفْتَحُ فِي قَوْلِكَ مَرَرْتُ بتَمْرٍ وبتَمْرَةٍ وبرجُلٍ وبرَجُلَين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالْمَشْهُورُ فِي رَجَزِ مَنْظُورٍ: لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلًا لِي عَلَى الحِكاية أَي عَنْ قَوْلِهَا قَتْلًا لَهُ أَي اقتُلوه. ثُمَّ يُدغم التَّنْوِينُ فِي اللَّامِ فِيصِيرُ فِي السَّمْع عَلَى مَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر عَلَى مَا تأَوَّله. وقَاتَلَه مُقَاتَلةً وقِتالًا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَفَّروا الْحُرُوفَ كَمَا وَفَّروها فِي أَفْعَلْت إِفْعالًا. قَالَ: والتَّقْتال القَتْل وَهُوَ بِنَاءٌ مَوْضُوعٌ للتَّكثير كأَنك قُلْتَ فِي فَعَلْت فَعَّلْت، وَلَيْسَ هُوَ مَصْدَرُ فَعَّلْت، وَلَكِنْ لَمَّا أَردت التَّكْثير بَنَيْت الْمَصْدَرَ عَلَى هَذَا كَمَا بَنَيْتَ فَعَّلْت عَلَى فَعَلْت. وقتَّلوا تقْتيلًا: شدِّد لِلْكَثْرَةِ. والمُقَاتَلَة: الْقِتَالُ؛ وَقَدْ قَاتَلَه قِتالًا وقِيتالًا، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ المُقاتَل؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: أُقَاتِلُ حَتَّى لَا أَرى لِي مُقاتَلًا، ... وأَنجو إِذا غُمَّ الجَبانُ مِنَ الكَرْب وَقَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: أُقاتِلُ حَتَّى لَا أَرى لِي مُقاتَلًا، ... وأَنجُو إِذا لَمْ يَنْجُ إِلا المُكَيّس والمُقَاتِلَة: الَّذِينَ يَلُون القِتال، بِكَسْرِ التَّاءِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْقَوْمُ الَّذِينَ يَصْلحون لِلْقِتَالِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* ؛ أَي لَعَنَهم أَنَّى يُصْرَفون، وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْنَى القِتال الَّذِي هُوَ مِنَ المُقاتلة وَالْمُحَارَبَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُتِلَ الْإِنْسانُ مَا أَكْفَرَهُ ؛ مَعْنَاهُ لُعِن الإِنسان، وقَاتَلَه اللَّهُ لعَنه اللَّهُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا قَتَله. وَيُقَالُ: قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا أَي عَادَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَاتَلَ اللهُ اليهودَ أَي قَتَلَهُم اللَّهُ، وَقِيلَ: لعَنهم اللَّهُ، وَقِيلَ: عَادَاهُمْ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ وَلَا يَخْرُجُ عَنْ أَحد هَذِهِ الْمَعَانِي، قَالَ: وَقَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنَ الشَّيْءِ كَقَوْلِهِمْ: تَرِبَتْ يَدَاهُ، قَالَ: وَقَدْ تَرِدُ وَلَا يُرَادُ بِهَا وُقوعُ الأَمر، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرة ؛ وسَبِيلُ فاعَلَ أَن يَكُونَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي الْغَالِبِ، وَقَدْ يَرِدُ مِنَ الْوَاحِدِ كسافرْت وطارَقْت النعْل. وَفِي حَدِيثِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي: قَاتِلْه فإِنه شَيْطَانٌ أَي دافِعْه عَنْ قِبْلَتِك، وَلَيْسَ كُلُّ قِتال بِمَعْنَى القَتْل. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفة: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فإِنه صَاحِبُ فِتْنَةٍ وشرٍّ أَي دَفَعَ اللَّهُ شرَّه كأَنه إِشارة إِلى مَا كَانَ مِنْهُ فِي حَدِيثِ الإِفْك، وَاللَّهُ أَعلم؛ وَفِي رِوَايَةٍ: أَن عُمَرَ قَالَ يَوْمَ السَّقِيفة اقْتُلُوا سَعْدًا قَتَلَه اللَّهُ أَي اجْعَلُوهُ كَمَنْ قُتِل واحْسِبوه [احْسُبوه] فِي عِداد مَنْ مَاتَ وَهَلَكَ، وَلَا تَعْتَدُّوا بمَشْهَده وَلَا تُعَرِّجوا عَلَى قَوْلِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَيضاً: مَنْ دَعا إِلى إِمارة نفسِه أَو غَيْرِهِ مَنِ الْمُسْلِمِينَ فاقْتُلُوه أَي اجْعَلُوهُ كَمَنْ قُتِلَ وَمَاتَ بأَن لَا تَقْبَلوا لَهُ قَوْلًا وَلَا تُقِيموا لَهُ دَعْوَةً، وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: إِذا بُويِع لخَلِيفتين فاقْتُلُوا الأَخير مِنْهُمَا أَي أَبْطِلوا دَعْوَتَهُ وَاجْعَلُوهُ كمَنْ قَدْ مَاتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى المُقْتَتِلِين أَن يَنْحَجِزوا الأَوْلى فالأَوْلى، وإِن كَانَتِ امرأَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ أَن يَكُفُّوا عَنِ القَتْل مِثْلَ أَن يُقْتَل رَجُلٌ لَهُ وَرَثة فأَيهم عَفَا سَقَطَ القَوَدُ، والأَوْلى هُوَ الأَقرب والأَدنى مِنْ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ، وَمَعْنَى المُقْتَتِلِين أَن يطلُب أَولياء القَتِيل القَوَد فِيمْتَنِعَ القَتَلة فِينْشَأَ

بَيْنَهُمُ القِتال مِنْ أَجله، فَهُوَ جَمْعُ مُقْتَتِل، اسْمُ فَاعِلٍ مِنَ اقْتَتَلَ، وَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ الرِّوَايَةُ بِنَصْبِ التَّاءَيْنِ عَلَى الْمَفْعُولِ؛ يُقَالُ: اقْتُتِلَ، فَهُوَ مُقْتَتَل، غَيْرَ أَن هَذَا إِنما يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُ فِيمَنْ قَتَله الحُبُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا حَدِيثٌ مُشْكِلٌ اخْتَلَفَ فِيهِ أَقوال الْعِلْمَاءِ فَقِيلَ: إِنه فِي المُقْتَتِلِين مِنْ أَهل القِبْلة عَلَى التأْويل فإِن البَصائر رُبَّمَا أَدْرَكت بعضَهم فَاحْتَاجَ إِلى الِانْصِرَافِ مِنْ مَقامه الْمَذْمُومِ إِلى الْمَحْمُودِ، فإِذا لَمْ يَجِدْ طَرِيقًا يمرُّ فِيهِ إِليه بَقِيَ فِي مَكَانِهِ الأَول فَعَسَى أَن يُقْتَل فِيهِ، فأُمِرُوا بِمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَقِيلَ: إِنه يَدْخُلُ فِيهِ أَيضاً المُقْتَتِلون مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي قِتالهم أَهل الْحَرْبِ، إِذ قَدْ يَجُوزُ أَن يَطْرأَ عَلَيْهِمْ مَنْ مَعَهُ الْعُذْرُ الَّذِي أُبِيح لَهُمُ الِانْصِرَافُ عَنْ قِتاله إِلى فِئة الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يَتَقَوَّون بِهَا عَلَى عدوِّهم، أَو يَصِيرُوا إِلى قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْوَون بِهِمْ عَلَى قِتال عدوِّهم فيقاتِلونهم مَعَهُمْ. وَيُقَالُ: قُتِلَ الرَّجُلُ، فإِن كَانَ قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قِيلَ اقْتُتِل. ابْنُ سِيدَهْ: اقْتُتِل فُلَانٌ قَتَلَهُ عَشِقُ النِّسَاءَ أَو قَتَله الجِنُّ، وَكَذَلِكَ اقْتَتَلَتْه النِّسَاءُ، لَا يُقَالُ فِي هَذَيْنِ إِلا اقْتُتِلَ. أَبو زَيْدٍ: اقْتُتِلَ جُنَّ، واقْتَتَلَه الجِنُّ خُبِل، واقْتُتِلَ الرَّجُلُ إِذا عَشِق عِشْقاً مُبَرِّحاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا مَا امْرُؤٌ حاوَلْن أَن يَقْتَتِلْنه، ... بِلا إِحْنةٍ بَيْنَ النُّفوس، وَلَا ذَحْل هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ؛ وَقَدْ قَالُوا قَتَلَه الجِنّ وَزَعَمُوا أَن هَذَا الْبَيْتَ: قَتَلْنا سَيِّد الخَزْرَج ... سعدَ بْنَ عُباده إِنما هُوَ لِلْجِنِّ. والقِتْلة: الْحَالَةُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهلُ الإِيمان ؛ القِتْلَة، بِالْكَسْرِ: الْحَالَةُ مِنَ القَتْل، وَبِفَتْحِهَا المرَّة مِنْهُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ويفهَم الْمُرَادُ بِهِمَا مِنْ سِيَاقِ اللَّفْظِ. ومَقاتِل الإِنسان: الْمَوَاضِعُ الَّتِي إِذا أُصيبت مِنْهُ قَتَلَتْه، وَاحِدُهَا مَقْتَل. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي الْمُجِيبِ: لَا وَالَّذِي أَتَّقِيه إِلا بمَقْتَلِه «1» أَي كُلُّ مَوْضِعٍ مَنِّي مَقْتَل بأَيِّ شيءٍ شَاءَ أَن ينزِل قَتْلي أَنزله، وأَضاف المَقْتَل إِلى اللَّهِ لأَن الإِنسان كُلَّهُ مِلْك لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فمَقاتِله مِلْكٌ لَهُ. وَقَالُوا فِي المَثل: قَتَلَتْ أَرْضٌ جاهلَها وقَتَّلَ أَرضاً عالِمُها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَمثالهم فِي الْمَعْرِفَةِ وحمدِهم إِياها قولُهم قَتَّلَ أَرضاً عالمُها وقَتَلَتْ أَرضٌ جَاهِلَهَا، قَالَ: قَوْلُهُمْ قَتَّلَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ فُلَانٌ مُقَتَّل مُضَرَّس، وَقَالُوا قَتَلَه عِلْماً عَلَى المَثل أَيضاً، وقَتَلْت الشيءَ خُبْراً. قَالَ تَعَالَى: وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ؛ أَي لَمْ يُحيطوا بِهِ عِلْماً، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْهَاءُ هَاهُنَا لِلْعِلْمِ كَمَا تَقُولُ قَتَلْتُه عِلْمًا وقَتَلْتَه يَقِينًا للرأْي وَالْحَدِيثِ، وأَما الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ ، فَهُوَ هَاهُنَا لِعِيسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى مَا قَتَلُوا علْمَهم يَقِينًا كَمَا تَقُولُ أَنا أَقْتُل الشَّيْءَ عِلْمًا تأْويله أَي أَعْلم عِلْمًا تَامًّا. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ قَاتِل الشَّتَوات أَي يُطعِم فِيهَا ويُدْفِئُ النَّاسَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الَّذِي قَدْ جرَّب الأُمور: هُوَ مُعاوِد السَّقْي سَقَى صَيِّباً. وقَتَلَ غَليلَه: سَقَاهُ فَزَالَ غَليلُه بالرِّيِّ، مَثَّلَ بِمَا تَقَدَّمَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والقِتْل، بِالْكَسْرِ: العدوُّ؛ قَالَ: واغْتِرابي عَنْ عامِر بْنِ لُؤَيٍّ ... فِي بلادٍ كَثِيرَةِ الأَقْتال

_ (1). قوله [وَالَّذِي أَتَّقِيهِ إِلَّا بمَقْتَلِه] هكذا في الأصل.

الأَقْتَال: الأَعداء، وَاحِدُهُمْ قِتْل وَهُمُ الأَقْران؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِابْنِ قَيْسِ الرُّقَيّات، ولُؤَي بِالْهَمْزِ تَصْغِيرُ اللأْيِ، وَهُوَ الثَّوْرُ الوحشيُّ. والقَتالُ والكَتَالُ: الكِدْنة والغِلظ، فإِذا قِيلَ نَاقَةٌ نَقِيَّة القَتال فإِنما يُرِيدُ أَنها، وإِن هُزِلت، فإِن عملَها باقٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ذعرْت بِجَوْس نَهْبَلَةٍ قِذَافٍ ... مِنَ العِيدِيِّ باقِية القَتَال والقِتْل: القِرْن فِي قِتال وَغَيْرِهِ. وَهُمَا قِتْلان أَي مِثْلان وحَتْنان [حِتْنان]. وقِتْل الرَّجُلِ: نَظِيرُهُ وابنُ عَمِّهِ. وإِنه لقِتْل شرٍّ أَي عَالِمٌ بِهِ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَقْتال. وَرَجُلٌ مُقَتَّل: مجرِّب للأُمور. أَبو عَمْرٍو: المجرِّبُ والمُجَرَّس والمُقَتَّل كُلُّهُ الَّذِي جرَّب الأُمور وَعَرَفَهَا. وقَتَل الْخَمْرَ قَتْلًا: مَزَجَهَا فأَزال بِذَلِكَ حِدَّتها؛ قَالَ الأَخطل: فقلتُ: اقْتُلوها عنكُم بمِزاجِها، ... وحُبَّ بِهَا مَقْتولة، حِينَ تُقْتَل وقال حسان: إِنَّ الَّتِي عاطَيْتَني فَرَدَدْتُها ... قُتِلَتْ، قُتِلْتَ فهاتِها لَمْ تُقْتَل قَوْلُهُ قُتِلْتَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ أَي قَتَلك اللَّهُ لِمَ مَزَجْتَهَا؛ وَقَوْلُ دُكَيْنٌ: أُسْقَى بَراوُوقِ الشَّباب الخاضِلِ، ... أُسْقَى مِنَ المَقْتولَةِ القَواتِلِ أَي مِنَ الخُمور المَقْتولة بالمَزْج القَواتِل بحدَّتها وإِسكارها. وتَقَتَّل الرَّجُلُ للمرأَة: خضَع. وَرَجُلٌ مُقَتَّل أَي مُذَلَّل قَتَله الْعِشْقُ. وقلْب مُقَتَّل: قُتِل عِشْقًا، وَقِيلَ مذلَّل بِالْحُبِّ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: بسَهْمَيْكِ فِي أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّل «1» قَالَ: المُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بِذَلِكَ الْفِعْلِ كَالنَّاقَةِ المُقَتَّلة المُذَلَّلة لِعَمَلٍ مِنَ الأَعمال وَقَدْ رِيضت وذُلِّلَتْ وعُوِّدت؛ قَالَ: وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْخَمْرِ مَقْتُولَة إِذا مُزِجت بِالْمَاءِ حَتَّى ذَهَبَتْ شدَّتها فَصَارَ رِياضة لَهَا. والمُقَتَّل: المَكْدود بِالْعَمَلِ المُذَلَّلُ. وَجَمَلٌ مُقَتَّل: ذَلول؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنَّ عَيْنيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ، ... مِنَ النواضِحِ، تَسْقي جَنَّةً سُحُقَا واسْتَقْتَل أَي اسْتَمات. التَّهْذِيبِ: المُقَتَّل مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي ذَلَّ ومَرَن عَلَى الْعَمَلِ. وَنَاقَةٌ مُقَتَّلَة: مُذَلَّلَةٌ. وتَقَتَّلَت المرأَةُ لِلرَّجُلِ: تَزَيَّنَتْ. وتَقَتَّلت: مَشَتْ مِشْية حَسَنَةً تقلَّبت فِيهَا وتثنَّت وتكسَّرت؛ يُوصَفُ بِهِ الْعِشْقُ؛ وَقَالَ: تَقَتّلْتِ لِي، حَتَّى إِذا مَا قَتَلْتِني ... تنسَّكْتِ، مَا هَذَا بفِعْل النَّواسِكِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ للمرأَة هِيَ تَقَتَّل فِي مِشْيتها؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ تَدَلُّلها واخْتيالها. واسْتَقْتَلَ فِي الأَمر: جدَّ فِيهِ. وتَقَتَّلَ لِحَاجَتِهِ: تهيَّأ وجدَّ. والقَتَال: النَّفْس، وَقِيلَ بقيَّتها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَلم تَعْلَمِي يَا مَيُّ أَني، وَبَيْنَنَا ... مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتَالُها، أُحَدِّثُ عنكِ النَّفْسَ حَتَّى كأَنني ... أُناجِيكِ مِنْ قُرْبٍ، فيَنْصاحُ بالُها؟

_ (1). هَذَا الْبَيْتَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ من معلقته، وصدره: وَمَا ذَرَفَت عَيْنَاكِ إِلَّا لتضربي

ونَحْلًا: جَمْعُ ناحِل، تَقُولُ مِنْهُ قَتْله كَمَا تَقُولُ صَدرَه ورأَسَه وفَأَدَه. والقَتَال: الجسمُ واللحمُ، وَقِيلَ: القَتال بقيَّة الْجِسْمِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: العُجُوس مَشْيُ العَجَاساء وَهِيَ النَّاقَةُ السَّمِينَةُ تتأَخَّر عَنِ النُّوق لثِقَل قَتالها، وقَتالُها شحمُها ولحمُها. وَدَابَّةٌ ذَاتُ قَتال: مُسْتَوِيَةُ الخَلْق وَثِيقة. وَبَقِيَ مِنْهُ قَتَال إِذا بَقِيَ مِنْهُ بَعْدَ الهُزال غِلَظ أَلواح. وامرأَة قَتُول أَي قَاتِلَةٌ؛ وَقَالَ مُدْرِكُ بْنُ حُصَيْنٍ: قَتُول بعَيْنَيْها رَمَتْكَ، وإِنما ... سِهامُ الغَواني القاتِلاتُ عُيونُها والقَتُول وقَتْلَة: اسْمَانِ؛ وإِياها عَنَى الأَعشى بِقَوْلِهِ: شاقَتْك مِنْ قَتْلَة أَطْلالُها، ... بالشَّطِّ فالوِتْر [فالوُتْر] إِلى حاجِرِ والقَتَّال الكِلابي: من شُعَرائهم. قثل: القِثْوَلُّ: العَيِيُّ الفَدْم المُسْتَرْخِي مَثْلَ العِثْوَلّ؛ قَالَ: لَا تَحْسَبَنِّي كفَتًى قِثْوَلِّ، ... رَثٍّ كحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ أَيضاً: وشَمَّرَ الضِّبْعانُ واشْمَعَلَّا، ... وَكَانَ شَيْخًا حَمِقاً قِثْوَلَّا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَالَ أَبو لَيْلَى الأَعرابيُّ لِي وَلِصَاحِبٍ لِي كُنَّا نَخْتَلِفُ إِليه: أَنت بُلْبُل قُلْقُل وصاحبُك هَذَا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ؛ قَالَ: والقُلْقُل والبُلْبُل الْخَفِيفُ مِنَ الرِّجَالِ، والعِثْوَلُّ والقِثْوَلُّ الثَّقِيلُ الفَدْم. وَرَجُلٌ قِثْوَلُّ اللِّحْيَةِ: كَثِيرُهَا. وعِذْقٌ قِثْوَلٌّ: كَثِيف. وَيُقَالُ: أَعطيته قِثْوَلًّا مِنَ اللَّحْمِ أَي بِضْعة كَبِيرَةً بِعظامها، والله أَعلم. قثعل: الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ قَعْثَلَ: المُقْثَعِلُّ مِنَ السِّهَامِ الَّذِي لَمْ يُبْرَ بَرْياً جيِّداً؛ قَالَ لَبِيدٌ: فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صَائِبًا، ... لَيْسَ بالعُصْلِ وَلَا بالمُقْثَعِلّ قحل: القاحِل: الْيَابِسُ مِنَ الْجُلُودِ. وسِقاءٌ قَاحِل وَشَيْخٌ قَاحِل وَشَيْخٌ قَحْل، بِالسُّكُونِ، وَقَدْ قَحَل، بِالْفَتْحِ، يَقْحَل قُحُولًا، فَهُوَ قَاحِل؛ وَفِي حَدِيثِ وَقْعة الْجَمَلِ: كَيْفَ نردُّ شَيْخَكم وقد قَحَل؟ أَي مَاتَ وَجَفَّ جِلْدُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَخرجه الْهَرَوِيُّ فِي يومِ صِفِّين، وَالْخَبَرُ إِنما هُوَ فِي يَوْمِ الْجَمَلِ؛ والشِّعرُ: نحنُ بَنُو ضَبَّة أَصحاب الجملْ، ... الموتُ أَحْلى عِنْدِنَا مِنَ العَسَلْ، رُدُّوا عَلَيْنَا شيخَنا ثُمَّ بَجَلْ فأُجيب: كَيْفَ نردُّ شيخَكم وقد قَحَلْ؟ ابْنُ سِيدَهْ: قَحَلَ الشيءُ يَقْحَلُ قُحُولًا وقُحِلَ قُحُولًا كِلَاهُمَا يَبِس، فَهُوَ قَاحِل. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَحِلَ، بِالْكَسْرِ، قَحْلًا مِثْلُهُ، فَهُوَ قَحِلٌ. وقَحِلَ جلدُه وتَقَحَّلَ وتَقَهَّل عَلَى الْبَدَلِ: يَبِسَ مِنَ الْعِبَادَةِ خَاصَّةً؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَحِلَ الرجلُ وقَفِل [قَفَل] قُحُولًا وقُفُولًا إِذا يَبِس وقَبَّ قُبُوباً وقَفَّ قُفُوفاً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ فِي صِفَةِ الذِّئْبِ: صبَّ عَلَيْهَا، فِي الظَّلَامِ الغَيْطَلِ، ... كلَّ رَحِيب شِدْقُه مُسْتَقْبَلِ يَدُقُّ أَوساطَ العِظام القُحَّلِ، ... لَا يَدْخَرُ العامَ لعامٍ مُقْبِلِ

وَيُقَالُ: تَقَحَّلَ الشيخُ تَقَحُّلًا وتقهَّل تقهُّلًا إِذا يَبس جِلْدُهُ عَلَى عَظْمِهِ مِنَ البُؤْس والكِبَر. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا أَقول قَحِلَ وَلَكِنْ قَحَلَ وَفِي الْحَدِيثِ: قَحَلَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي يَبِسوا مِنْ شِدَّةِ القَحْط. وَقَدْ قَحِلَ يَقْحَلُ قَحَلًا إِذا الْتَزَقَ جِلْدُهُ بِعَظْمِهِ مِنَ الْهُزَالِ والبِلَى، وأَقْحَلْته أَنا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ اسْتِسْقَاءِ عبدِ الْمُطَّلِبِ: تتابعتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جدْب قَدْ أَقْحَلَتِ الظِّلْف أَي أَهزلت الْمَاشِيَةَ وأَلصقت جلودَها بعِظامها، وأَراد ذَاتَ الظِّلفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ لَيْلَى: أَمرنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَا نُقْحِلُ أَيديَنا مِنْ خِضاب. وَفِي حَدِيثٍ: لأَنْ يَعْصُبه أَحدُكم بقِدٍّ حَتَّى يَقْحَلَ خيرٌ مِنْ أَن يسأَل النَّاسَ فِي نِكَاحٍ ، يَعْنِي الذَّكَرَ أَي حَتَّى يَيْبَس. والقُحَال: دَاءٌ يُصِيبُ الْغَنَمَ فَتَجِفُّ جُلُودُهَا فَتَمُوتُ. وَرَجُلٌ قَحْل وامرأَة قَحْلة: مُسِنَّان. وَرَجُلٌ إِنْقَحْل وامرأَة إِنْقَحْلة، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: مُخْلَقان مِنَ الكِبَر والهَرَم؛ أَنشد الأَصمعي: لمَّا رأَتْني خَلَقاً إِنْقَحْلا وَقَدْ يُقَالُ الإِنْقَحْل فِي الْبَعِيرِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ فِي إِنْقَحْل للإِلحاق بِمَا اقْترن بِهَا مِنَ النُّونِ مِنْ بَابِ جِرْدَحْل، وَمِثْلُهُ مَا رُوِيَ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنْزَهْوٌ، وامرأَة إِنْزَهْوَة إِذا كَانَا ذوَي زَهْوٍ، وَلَمْ يَحْك سِيبَوَيْهِ مِنْ هَذَا الْوَزْنِ إِلّا إِنْقَحْلًا وَحْدَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: المُتَقَحِّل الرَّجُلُ الْيَابِسُ الجِلْد السيّء الْحَالِ. وأَقْحَلْت الشَّيْءَ: أَيْبَسْته. قحفل: قَحْلَف مَا فِي الإِناءِ وقَحْفَلَه: أَكَله أَجمع. قذل: القَذَال: جِماع مُؤَخَّر الرأْس مِنَ الإِنسان والفرسِ فَوْقَ فَأْس القَفا، وَالْجَمْعُ أَقْذِلة وقُذُل. ابْنُ الأَعرابي: والقَذَال مَا دُونَ القَمَحْدُوَة إِلى قِصاص [قُصاص] الشَّعْرِ؛ الأَزهري: القَمَحْدُوة مَا أَشرف عَلَى القَفا مِنْ عَظْمِ الرأْس وَالْهَامَةُ فَوْقَهَا، والقَذال دُونَهَا مِمَّا يَلِي المَقَذَّ. والمَقْذولُ: المَشْجوج فِي قَذاله. وَيُقَالُ: القَذَال مَعْقد العِذار مِنْ رأْس الْفَرَسِ خلْف النَّاصِيَةِ. وَيُقَالُ: القَذَالان مَا اكْتَنَفَ فَأْس القَفا مِنْ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ. وقَذَال الْفَرَسِ: مَوْضِعُ ملتَقى الْعِذَارِ مِنْ فَوْقِ القَوْنَسِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ومَلْجَمُنا، مَا إِنْ يُنال قَذَالُه ... وَلَا قَدَماه الأَرض، إِلا أَنامِلُه وقَذَلْت فُلَانًا أَقْذُلُه قَذْلًا إِذا تَبِعْته. الْفَرَّاءُ: القَذَل والوَكَف والنَّطَف والوَحَرُ العيبُ. يُقَالُ: قَذَلَه يَقْذُلُه قَذْلًا إِذا عَابَهُ، وقَذَلَه أَصاب قَذاله، وَهُوَ مؤخَّر رأْسه. والقَاذِل: الحجَّام لأَنه يَشْرِط مَا تَحْتَ القَذال. وَجَاءَ فُلَانٌ يَقْذُل فُلَانًا أَي يَتْبعه. والقَذْل: المَيْل والجَوْر. قذعل: القِذَعْلُ، مِثال سِبَحْل: اللَّئِيمُ الْخَسِيسُ الهيِّن. والمُقْذَعِلُّ: الَّذِي يتعرَّض لِلْقَوْمِ لِيَدْخُلَ فِي أَمرهم وَحَدِيثِهِمْ وَيَتَزَحَّفُ إِليهم وَيَرْمِي الْكَلِمَةَ بَعْدَ الْكَلِمَةِ، وَهُوَ كالمُقْذَعِرِّ. والمُقْذَعِلُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: السَّرِيعُ؛ وأَنشد: إِذا كُفِيت أَكْتفي، وإِلَّا ... وجَدْتني أَرْمُلُ مُقْذَعِلَّا واقْذَعَلَّ: عسُر. الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: رَجُلٌ قِنْذَعْل إِذا كَانَ أَحمق، وَقِيلَ: هُوَ بالدال وبالذال معاً.

قذعمل: القُذَعْمِل والقُذَعْمِلَة: الْقَصِيرُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل، مرخَّم بِتَرْكِ الْيَاءَيْنِ. والقُذَعْمِلَة: النَّاقَةُ الْقَصِيرَةُ. وَمَا فِي السَّمَاءِ قُذَعْمِلَة أَي شَيْءٌ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِمَّا كَانَ. وَمَا أَصبت مِنْهُ قُذَعْمِيلًا أَي مَا أَصبت مِنْهُ شَيْئًا. والقُذَعْمِلَة: المرأَة الْقَصِيرَةُ الْخَسِيسَةُ، وَتَصْغِيرُهَا قُذَيْعِمٌ. الأَزهري: مَا عِنْدَهُ قُذَعْمِلَة وَلَا قِرْطَعْبة أَي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ. وَشَيْخٌ قُذَعْمِيل: كبير. قرل: القِرِلَّى: طَائِرٌ؛ وَفِي الأَمثال: أَحزم مِنْ قِرِلَّى، وأَخطف مِنْ قِرِلَّى، وأَحذر مِنْ قِرِلَّى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِرِلَّى طَائِرٌ صَغِيرٌ مِنْ طُيُورِ الْمَاءِ يَصِيدُ السَمك، وَقِيلَ: إِن قِرِلَّى طَيْرٌ مِنْ بَنَاتِ الْمَاءِ صَغِيرُ الْجِرْمِ، سَرِيعُ الغَوْص، حَدِيدُ الِاخْتِطَافِ، لَا يُرَى إِلا مُرَفْرِفاً عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ عَلَى جانِبٍ، يَهْوِي بإِحدى عَيْنَيْهِ إِلى قَعْر الْمَاءِ طَمَعاً، وَيَرْفَعُ الأُخرى فِي الْهَوَاءِ حَذَراً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا مَنْ جَفاني ومَلَّا، ... نَسِيت أَهْلًا وسَهْلا وَمَاتَ مَرْحَبُ لَمَّا ... رأَيتَ مالِيَ قَلَّا إِنِّي أَظُنُّك تَحْكِي، ... بِمَا فَعَلْتَ، القِرِلَّى وَرُوِيَ فِي أَسْجاع ابْنَةِ الخُسّ: كُنْ حَذِراً كالقِرِلَّى، إِن رأَى خَيْرًا تَدَلَّى، وإِن رأَى شَرًّا تَوَلَّى؛ قَالَ الأَزهري: مَا أَرى قِرِلَّى عَرَبِيًّا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى كُنْ بَصيراً كالقِرِلَّى، يُقَالُ: إِنه إِذا أَبصر سَمَكَةً فِي قعْر الْبَحْرِ انقضَّ عَلَيْهَا كالسَّهْم، وإِن رأَى فِي السَّمَاءِ جَارِحًا مَرَّ فِي الأَرض. وَيُقَالُ: قِرِلَّى اسْمُ رَجُلٍ لَا يتخلَّف عَنْ طعام أَحد. قرثل: رَجُلٌ قَرْثلٌ: زَرِيٌّ قصير، والأُنثى قَرْثَلَة. قرزل: قَرْزَل الشيءَ: جَمَعَه. والقُرْزُلة: كالقُنْزُعة فَوْقَ رأْس المرأَة. يُقَالُ: قَرْزَلَتِ المرأَة شعرَها إِذا جَمَعَتْهُ وَسَطَ رأْسها. والقَرْزَلَة: جمعُك الشيءَ. والقُرْزُل: شَيْءٌ تَتَّخِذُهُ المرأَة فَوْقَ رأْسها كالقُنْزُعة. والقُرْزُل: الدَّابَّةُ الصُّلْبة. والقُرْزُل: الْقَيْدُ. وقُرْزُل، بِالضَّمِّ: اسْمُ فُرَسٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل؛ وأَنشد: وفَعَلْت فِعْلَ أَبيك فارسِ قُرْزُلٍ، ... إِنَّ النَّدودَ هُوَ ابْنُ كلِّ نَدُودِ وَقِيلَ لِهَذَا الْفَرَسِ قُرْزُل كأَنه قَيْد للوَحْش يَلْحَقُهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وقُرْزُل الفرسُ المجتمِع الخلْق الشَّدِيدُ الأَسْر، وَقَالَ: كَانَ فرسَ الطُّفَيل أَبي عَامِرٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي القُرْزُلِ الفرسِ قولَ أَوس: وَاللَّهِ لَوْلَا قُرْزُلٌ إِذ نجَا، ... لَكَانَ مَثْوَى خدِّك الأَخْرَما وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قُرْزُل فَرَسٌ كَانَ لِطُفَيْلِ بْنِ مَالِكٍ. والقُرْزُل: اللَّئِيمُ؛ قَالَ هُدْبة بْنُ الخَشْرَم: وَلَا قُرْزُلًا وسْط الرِّجال جُنادِفاً، ... إِذا مَا مَشَى أَو قَالَ قوْلًا تَبَلْتَعا قرزحل: قَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: القِرْزَحْلة، بِالْقَافِ، مِنْ خرَز الصِّبيان تَلْبَسُهَا المرأَة فَيَرْضَى بِهَا قَيِّمُها وَلَا يَبْتَغِي غَيْرَهَا وَلَا يَلِيق مَعَهَا أَحد؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا تنفعُ القِرْزَحْلةُ العَجائزا، ... إِذا قطعْنا دُونَهَا المَفاوِزا

والقِرْزَحْلة: خَشَبَةٌ طُولُهَا ذِرَاعٌ أَو شِبْرٌ نَحْوَ الْعَصَا، وَهِيَ أَيضاً المرأَة الْقَصِيرَةُ. قرطل: القِرْطَلَّة: عِدْلُ حِمَارٍ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ فِي بَابِ الكرْم ووصَف قَرْيَةً بعِظَم العَناقيد: العُنْقودُ مِنْهُ يملأَ قِرْطَلَّة، والقِرْطَلَّة عِدْل حِمَارٍ. اللَّيْثُ: القِرْطالة البَرْذَعة، وكذلك القُرْطاطُ والقِرْطِيطُ. الْجَوْهَرِيُّ: القِرْطالَة وَاحِدَةُ القِرْطالِ. قرعبل: القَرَعْبَلانَةُ: دوَيْبَّة عَرِيضَةٌ مُحْبَنْطِئة عَظِيمَةُ الْبَطْنِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِمَّا فَاتَ الكِتاب مِنَ الأَبنية إِلا أَن ابْنَ جِنِّيٍّ قَدْ قَالَ: كأَنه قَرَعْبَل، وَلَا اعتِداد بالأَلف وَالنُّونِ بَعْدَهَا، عَلَى أَن هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَمْ تُسْمَعْ إِلا فِي كِتَابِ الْعَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل القَرَعْبَلانَة قَرَعْبَل فَزِيدت فيه ثلاثة حروف، لأَن الِاسْمَ لَا يَكُونُ عَلَى أَكثر مِنْ خَمْسَةِ أَحرف، وَتَصْغِيرُهُ قُرَيْعِبَة. الأَزهري: مَا زَادَ عَلَى قَرَعْبَل فَهُوَ فَضْلٌ لَيْسَ مِنْ حُرُوفِهِمُ الأَصلية؛ قَالَ: وَلَمْ يأْت اسْمٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ زَائِدًا عَلَى خَمْسَةِ أَحرف إِلا بِزِيَادَاتٍ لَيْسَتْ مِنْ أَصلها، أَو وَصْلٍ بِحِكَايَةٍ كَقَوْلِهِمْ: فتَفْتَحه طَوْراً، وَطَوْرًا تُجِيفُه، ... فتسمَع فِي الْحَالَيْنِ مِنْهُ جَلَنْ بَلَقْ حَكَى صَوْتِ بابٍ ضَخْم فِي حَالَتَيْ فتحِه وإِسْفاقِه وَهُمَا حِكَايَتَانِ مُتباينتان: جَلَنْ عَلَى حِدَةٍ، وبَلَقْ عَلَى حِدَةٍ، إِلَّا أَنهما الْتَزَقَا فِي اللَّفْظِ فظنَّ غَيْرُ الْمُمَيِّزِ أَنهما كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ فِي حِكَايَةِ أَصوات الدَّوَابِّ: جَرَتِ الخَيْلُ فَقَالَتْ: حبَطَقْطقْ وإِنما ذلك أَرداف أُردفت بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ كَقَوْلِهِمْ عَصَبْصَب، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ يوم عَصِيب. قرقل: القَرْقَل: ضرْب مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: هُوَ ثَوْبٌ بِغَيْرِ كُمَّين. أَبو تُرَابٍ: القَرْقَلُ قَمِيصٌ مِنْ قُمُصِ النِّسَاءِ بِلَا لِبْنة، وَجَمْعُهُ قَراقِل، وَقَالَ الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ عَنِ الأُموي: هُوَ القَرْقَل بِاللَّامِ لقَرْقَل المرأَة، قَالَ: وَنِسَاءُ أَهل الْعِرَاقِ يَقُولُونَ قَرْقَرٌ، قَالَ: وَهُوَ خطأَ وَكَلَامُ الْعَرَبِ القَرْقَل، بِاللَّامِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ، وَقَالَ الأُموي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: القَرْقَلُ الَّذِي تُسَمِّيهِ النَّاسُ وَالْعَامَّةُ القَرْقَر. قرمل: القَرْمَلُ: نَبَاتٌ، وَقِيلَ: شَجَرٌ صِغَارٌ ضِعاف لَا شَوْكَ لَهُ، وَاحِدَتُهُ قَرْمَلة. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَرْمَلة شَجَرَةٌ مِنَ الحَمْض ضَعِيفَةٌ لَا ذُرى لَهَا وَلَا سُتْرة وَلَا مَلْجأ، قَالَ: وَفِي المثَل: ذليلٌ عاذَ بقَرْمَلة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: ذليلٌ عَائِذٌ بقَرْمَلة؛ يُقَالُ هَذَا لمَن يَسْتَعِينُ بمَن لَا دَفْعَ لَهُ وبأَذَلَّ مِنْهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُهُ لِلرَّجُلِ الذَّليل يَعُوذ بِمَنْ هُوَ أَضعف مِنْهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كأَنِ الفرزدقَ، إِذْ يَعوذُ بِخَالِهِ، ... مثلُ الذَّلِيلِ يَعوذ تَحْتَ القَرْمَل يضرَب لِمَنِ اسْتَعَانَ بِضَعِيفٍ لَا نُصْرة لَهُ، لأَن القَرْمَلَة شَجَرَةٌ عَلَى سَاقٍ لَا تُكِنُّ وَلَا تُظِلُّ، والقَرْمَلَة مِنْ دِقّ الشَّجَرِ لَا أَصل لَهُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَخْبِطْنَ مُلَّاحاً كَذاوي القَرْمَل وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَرْمَلَة شَجَرَةٌ تَرْتَفِعُ عَلَى سُوَيْقة قَصِيرَةٍ لَا تَسْتُرُ، وَلَهَا زَهْرة صَغِيرَةٌ شديدة الصفرة وطعمها طعم القُلَّام. والقِرْمِلَة: إِبل كُلُّهَا ذُو سَنامَيْن. الْجَوْهَرِيُّ:

القَرَامِل الإِبل ذَوَاتُ السَّنَامَيْنِ. والقُرامِل: البُخْتيُّ «2» أَو وَلَدُهُ. والقِرْمِل: الصِّغَارُ مِنَ الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: القِرْمِل، بِالْكَسْرِ، وَلَدُ البُخْتيِّ. التَّهْذِيبُ: والقِرْمِلِيَّة مِنَ الإِبل الصِّغَارِ الْكَثِيرَةُ الأَوبار، وَهِيَ إِبل التُّرْك. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: أُمُّها البُخْتِيَّة وأَبوها الفالِجُ، والفالِجُ: الْجَمَلُ الضَّخْمُ يحمَل مِنَ السِّنْدِ للفِحْلة. وفي عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ قِرْمِلِيّاً تَرَدَّى فِي بِئْرٍ. وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ: تَرَدَّى قِرْمَل فِي بِئْرٍ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى نَحْرِهِ فسأَلوه فَقَالَ: جُوفوه ثُمَّ اقْطَعُوهُ أَعضاء أَي اطعَنوه فِي جَوْفه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَمَيْتُ أَرْنَباً فَدَرْبَيْتُها وقَصْمَلْتُها وقَرْمَلْتُها إِذا صرعتَها. وقَرْمَل: مَلِك مِنَ الْيَمَنِ. وقُرْمُل: اسْمُ قَيْل مِنْ أَقْيال حِمْير. وقَرْمَل: اسْمُ فَرَسِ عُرْوة بْنِ الوَرْد؛ قَالَ: كَلَيلة شَيْباء الَّتِي لستُ ناسِياً ... ولَيْلَتنا، إِذْ مَنَّ، مَا مَنَّ، قَرْمَلُ والقَرامِيل: مَا وَصَلَتْ بِهِ الشَّعْرَ مِنْ صُوفٍ أَو شَعْرٍ؛ التَّهْذِيبُ: والقَرامِيل مِنَ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ مَا وَصَلَتْ بِهِ المرأَة شَعْرَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: القَرامِل مَا تشدُّه المرأَة فِي شَعْرِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَخالُ فيه القُنَّة القُنُونا، ... أَو قَرْمَلِيّاً مانِعاً دَفُونا «3» . وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رخَّص فِي القَرامِل ، وَهِيَ ضَفَائِرُ مِنْ شَعْرٍ أَو صُوفٍ أَو إِبريسم تصِلُ بِهِ المرأَةُ شَعْرَهَا. وَحَكَى ابْنُ الأَثير: القَرْمَل، بِالْفَتْحِ، نَبَاتٌ طويل الفروع ليِّن. قرنفل: القَرَنْفُل والقَرَنْفُول: شَجَرٌ هنديُّ لَيْسَ مِنْ نَبَاتِ أَرض الْعَرَبِ؛ وَذَكَرَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ: نَسِيم الصَّبا جَاءَتْ برَيَّا القَرَنْفُل «4» . وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ قَرَنْفُول. ابْنُ بَرِّيٍّ: القَرَنْفُل هَذَا الطَّيِّبُ الرَّائِحَةِ وَقَدْ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ وأَشعارهم؛ قال: وا بأَبي ثَغْرك ذَاكَ المَعْسولْ، ... كأَنَّ فِي أَنْيابه القَرَنْفُولْ وَقِيلَ: إِنما أَشبع الْفَاءَ لِلضَّرُورَةِ؛ وأَنشد الأَزهري فِي القَرَنْفول أَيضاً: خَوْدٌ أَناةٌ كالمَهاة عُطْبُول، ... كأَنَّ فِي أَنْيابها القَرَنْفُول وطيبٌ مُقَرْفَل: فِيهِ قَرَنْفُل، وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ مُقَرْنَف. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: القَرَنْفُل حَمْلُ شَجَرَةٍ هِنْدِيَّةٍ، والله أَعلم. قزل: القَزَل، بِالتَّحْرِيكِ: أَسوأ العَرَج وأَشده. وَفِي حَدِيثِ مُجَالِدِ بْنِ مَسْعُودٍ: فأَتاهم وَكَانَ فِيهِ قَزَل فأَوْسَعُوا لَهُ ؛ هُوَ أَسوأ العرَج وأَشده، قَزِلَ، بِالْكَسْرِ، قَزَلًا وقَزَلَ يَقْزِلُ قَزْلًا، وَهُوَ أَقْزَل، وَقِيلَ: الأَقْزَل الأَعرج الدَّقِيقُ الساقَيْن، لَا يَكُونُ أَقْزَل حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ هاتَيْن الصِّفَتَيْن، رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلذِّئْبِ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِلطَّائِرِ فَقَالَ: تَدَعُ الفِراخَ الزُّغْبَ فِي آثارِها ... مِنْ بَيْنِ مَكْسور الجَناح، وأَقْزَلا

_ (2). قوله [والقرامل البختي إلخ] هكذا في الأصل (3). قوله [تخال فيه إلخ] هكذا في الأصل هنا، وأعاده في مادة قنن ضمن أبيات من المشطور في صفة بحر (4). صدرُ هذا البيت: إذا قامتا تَضَوَّعَ المِسْكُ منهما

وقَزِلَ قَزَلًا وَهُوَ أَقْزَل: تَبَخْتَرَ. وقَزَلَ يَقْزِلُ وَهُوَ أَقْزَلُ: مَشى مِشْية الْمَقْطُوعِ الرِّجْلِ. وَقَدْ قَزَلَ، بِالْفَتْحِ، قَزَلاناً إِذا مَشَى مِشْية العُرْجان. والقَزَلان: العَرَجان، وَقِيلَ: القَزَل دِقَّة السَّاقِ وذهابُ لَحْمِهَا، وَلَمْ يُذْكَرِ العرَج مَعَ ذَلِكَ. والأَقْزَل: ضرْب من الحيَّات. قسطل: القَسْطَل والقَسْطَال والقُسْطُول والقَسْطَلان، كُلُّهُ: الغُبار الساطِع. والقَصْطَل، بِالصَّادِّ أَيضاً؛ زَادَ التَّهْذِيبُ: وكَسْطَل وكَسْطَن وقَسْطان وكَسْطان. قَالَ الأَزهري: جَعَلَ أَبو عَمْرٍو قَسْطان بِفَتْحِ القاف، فَعلاناً لا فَعْلالًا، وَلَمْ يُجِزْ قَسْطالًا وَلَا كَسْطالًا لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعْلال مِنْ غَيْرِ الْمُضَاعَفِ غَيْرَ حَرْفٍ وَاحِدٍ جَاءَ نَادِرًا وَهُوَ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ بِهَا خَزْعالٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَسْطال لُغَةٌ فِيهِ كأَنه مَمْدُودٌ مِنْهُ مَعَ قِلَّةِ فَعْلال فِي غَيْرِ الْمُضَاعَفِ؛ وأَنشد أَبو مَالِكٍ لأَوس بْنِ حَجَر يَرْثي رَجُلًا: ولَنِعْم رِفْدُ الْقَوْمِ يَنْتَظِرُونَهُ، ... وَلَنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْع والسِّرْبال وَلَنِعْمَ مأْوى المُسْتَضيف إِذا دَعا، ... وَالْخَيْلُ خَارِجَةٌ مِنَ القَسْطال وَقَالَ آخَرُ: كأَنه قَسْطال رِيحٍ ذِي رَهَجْ وَفِي خَبَرِ وَقْعَةِ نَهاوَنْد: لَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ والفُرْس غَشِيتهم قَسْطلانية أَي كَثْرَةُ الْغُبَارِ، بِزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ لِلْمُبَالَغَةِ؛ والقَسْطَلانِيَّة: قُطُف مَنْسُوبَةٌ إِلى بَلَدٍ أَو عَامِلٍ. غَيْرُهُ: القَسْطَلانيُّ قُطُف، الْوَاحِدَةُ قَسْطَلانِيَّة؛ وأَنشد: كأَنَّ عَلَيْهَا القَسْطَلانيَّ مُخْمَلًا، ... إِذا مَا التقَتْ شُقَّاتُهُ بالمَناكِب والقَسْطَلانِيَّة: بَدْأَة الشَّفَق. والقَسْطَلانيُّ: قوسُ قُزَح. الْجَوْهَرِيُّ: القَسْطَلانِيَّة قَوْسُ قُزَح وَحُمْرَةُ الشَّفَقِ أَيضاً؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْب: تَرى جَدَثاً قَدْ جَرَّت الريحُ فَوْقَهُ ... تُراباً، كَلَوْن القَسْطَلانيِّ، هابِيَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقُسْطالة والقُسْطانة قوسُ قُزَح. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَسْطَلانيُّ خُيوط كخُيُوط خَيْط المُزْن «1» تحِيط بِالْقَمَرِ، وَهِيَ مِنْ عَلَامَةِ الْمَطَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَالَ أَبو حَنِيفَةَ خُيوط، وإِن لَمْ تَكُنْ خُيوطاً، عَلَى التَّشْبِيهِ، وَكَثِيرًا مَا يأْتي بِمِثْلِ هَذَا فِي كِتَابِهِ المَوْسوم بالنَّبات. قسطبل: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: فِي نَوَادِرِ الأَعراب قُسْطَبِينَتُه وقُسْطَبِيلَتُه يعني الكُمُرَّة، والله أَعلم. قسمل: القِسْمِل: وَلَدُ الأَسد. وقِسْمِل: بَطْنٌ مِنَ الأَزد. وقِسْمِيل: أَبو بَطْنٍ. والقَسَامِلَة والقَسَامِيل: الأَحياء مِنَ الْعَرَبِ. التَّهْذِيبُ: القَسَامِلَة حَيٌّ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم قِسْمليّ. وقَسْمَلَةُ الأَزديُّ: اسْمُهُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ أَخي هُناءَةَ ونِوَاء وفَراهِيم «2» وجَذِيمَة الأَبْرَش. والله أَعلم. قصل: القَصْل: القَطْع، وَقِيلَ: القَصْل قَطْعُ الشَّيْءِ مِنْ وَسَطِهِ أَو أَسفل مِنْ ذَلِكَ قَطْعاً وَحِيّاً. قَصَلَ الشَّيْءَ يَقْصِله قَصْلًا واقْتَصَله: قطعة. وسيف

_ (1). قوله [كخيوط خيط المزن] هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة قسط: كخيوط قوس المزن (2). قوله [ونواء وفراهيم] هكذا في الأصل

قَاصِلٌ ومِقْصَل وقَصَّال: قَطَّاع؛ وأَنشد: مَعَ اقْتِصالِ القَصَرِ العَرادِمِ وَمِنْهُ سُمِّيَ القَصِيل. وَلِسَانٌ مِقْصَل: ماضٍ. وَجَمَلٌ مِقْصَل: يَحْطِم كُلَّ شَيْءٍ بأَنيابه. والقَصِيلُ: مَا اقتُصِل مِنَ الزَّرْعِ أَخْضَرَ، وَالْجَمْعُ قُصلان، والقَصْلة: الطَّائِفَةُ المُقْتَصَلة مِنْهُ، وقَصَل الدابةَ يَقْصِلُها قَصْلًا وقَصَلَ عَلَيْهَا: عَلَفَهَا القَصِيل. والقُصالة مِنَ البُرِّ: مَا عُزِل مِنْهُ إِذا نُقِّي، وقَصَلَها: داسَها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قُصالة الطَّعَامِ مَا يُخْرَجُ مِنْهُ فَيُرْمَى بِهِ ثُمَّ يُداس الثَّانِيَةَ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ أَجَلَّ مِنَ التُّرَابِ والدِّقاق قَلِيلًا. والقَصَل: مَا يَخْرُجُ مِنَ الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ، والقَصْل لُغَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. غَيْرُهُ: والقَصَل فِي الطَّعَامِ مِثْلُ الزُّؤانِ؛ وَقَالَ: يَحْمِلْنَ حَمْراءَ رَسوباً بالنَّقَلْ، ... قَدْ غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ مِنَ القَصَلْ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِي الطَّعَامِ قَصَلٌ وزُؤان وغَفًى، مَنْقُوصٌ، وَكُلُّ هَذَا مِمَّا يُخْرَجُ مِنْهُ فَيُرْمَى بِهِ. والقَصْلَة والقِصْلة: الْجَمَاعَةُ مِنَ الإِبل نَحْوَ الصِّرْمة، وَقِيلَ هِيَ مِنَ الْعَشَرَةِ إِلى الأَربعين، فإِذا بَلَغَتِ السِّتِّينَ فَهِيَ الْكَدْحَةُ «1». والقِصْل، بِالْكَسْرِ: الفَسْل الضَّعِيفُ الأَحمق، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَتَمالك حُمْقاً، والأُنثى قِصْلة؛ وأَنشد لِمَالِكِ بْنِ مِرْدَاسٍ: لَيْسَ بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، ... عِنْدَ الْبُيُوتِ، راشِنٍ مِقَمِ وإِنما سُمِّيَ القَصِيل الَّذِي تُعْلَفُ بِهِ الدَّوَابَّ قَصِيلًا لِسُرْعَةِ اقْتِصاله مِنْ رَخَاصَتِه. قَالَ أَبو الطَّيِّبِ: القِصْل فِي النَّاسِ، والقَصَل فِي الطَّعَامِ. وقَصَلَ عنُقَه: ضرَبها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وقَصَل: اسْمُ رَجُلٍ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أُغْمِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ فَلَمَّا أَفاق قَالَ مَا فَعَلَ القُصَل ؛ هُوَ بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ الصَّادِ اسم رجل. قصعل: القُصْعُل، مِثْلُ الفُرْزُل: اللَّئِيمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: قَامَةُ القُصْعُلِ الضعيفِ، وكَفٌّ ... خِنْصَراها كُذَيْنِقا قَصَّار «2» . والقُصْعُل: وَلَدُ الْعَقْرَبِ، وَالْفَاءُ لُغَةٌ، وَقِيلَ: القِصْعل، بِكَسْرِ الْقَافِ، وَلَدُ الْعَقْرَبِ وَالذِّئْبِ. واقْصَعَلَّت الشمس: تكبَّدت السماءَ. قصفل: فِي نَوَادِرِ الأَعراب: قَصْفَل الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع. قصمل: قَصْمَلَ الشيءَ: قَطَعَهُ وَكَسَرَهُ، وقَصْمَلَ عنقَه: دَقَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ الأَزهري: القَصْمَلَة مأْخوذة مِنَ القَصْل، وَهُوَ الْقَطْعُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والقَصْمَلَة: شِدَّةُ العَضِّ والأَكل، يُقَالُ: أَلقاه فِي فِيهِ فَالْتَقَمَهُ القَصْمَلى، مَقْصُورًا؛ وأَنشد فِي وَصْفِ الدَّهْرِ: وَالدَّهْرُ أَخْنَى يقْتُل المقاتِلا، ... جارحَة أَنيابُه قَصَاملا والمُقَصْمِل: الشَّدِيدُ الْعَصَا مِنَ الرِّعَاءِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: لَيْسَ بمُلْتَاثٍ وَلَا عَمَيْثَلِ، ... وَلَيْسَ بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ

_ (1). قوله [فهي الكدحة] هكذا في الأصل، وعبارته في مادة صدع: فَإِذَا بَلَغَتْ سِتِّينَ فَهِيَ الصدعة أي بالكسر (2). ورد هذا البيت في مادة كذلق وفيه الضئيل بدل الضعيف

لأَن الرَّاعِيَ إِنما يُوصَفُ بِلِينِ الْعَصَا. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: قَصْفَل الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع. ابْنُ الأَعرابي: رَمَيْتُ أَرْنَباً فَدَرْبَيْتها وقَصْمَلْتها وقَرْمَلْتُها إِذا صَرَعْتها؛ وزَحْزَحْته مثلُه، وَرَمَيْتُهُ بِحَجَرٍ فَتَدَرْبأَ. والقَصْمَلَة: دُوَيْبَّة تقَع فِي الأَسنان والأَضراس فَلَا تَلْبَثُ أَن تُقَصْمِلها فتَهْتِك الفَمَ. والقَصْمَلة مِنَ الْمَاءِ وَنَحْوِهِ: مِثْلُ الصُّبَابة. والقُصَمِل، عَلَى مِثَالِ عُلَبِط، مِنَ الرِّجَالِ: الشَّدِيدُ. وقَصْمَل الرجلُ إِذا قَارَبَ الخُطَى فِي مَشْيِهِ. والقِصْمِل: مِنْ أَسماء الأَسد. قطل: القَطْل: الْقَطْعُ. قَطَلَه يَقْطِله ويَقْطُله: قَطَعَه؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَطْلًا، فَهُوَ مَقْطُول وقَطِيل؛ وَكَانَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يلقَّب القَطِيل لأَنه الْقَائِلُ يَصِفُ قَبْراً: إِذا مَا زارَ مُجْنَأَةً عَلَيْهَا ... ثِقالُ الصَّخْرِ، وَالْخَشَبُ القَطِيل أَراد بالقَطِيل المَقْطول وَهُوَ الْمَقْطُوعُ، وَبِهَذَا الْبَيْتِ سُمِّيَ القَطِيل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ دُرَيْدٍ وإِنما هُوَ فِي رِوَايَةِ السُّكَّرِيِّ لِسَاعِدَةَ. وقَطَّله: كَقَطله؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَطَلَ عُنُقَهُ وقَصَلها أَي ضَرَبَ عُنُقَهُ. وَنَخْلَةٌ قَطِيل: قُطِعت مِنْ أَصلها فَسَقَطَتْ. وَجِذْعٌ قَطِيل وقُطُل، بِالضَّمِّ: مَقْطُوعٌ، وَقَدْ تَقَطَّلَ. الأَصمعي: القُطُل الْمَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ قَتِيلًا: مُجَدَّلًا يَتَكَسَّى جلْدُه دَمَه، ... كَمَا تقطَّر جِذْعُ الدُّومة القُطُل وَيُرْوَى: يَتسَقَّى. والمِقْطَلَة: حَدِيدَةٌ يُقْطَعُ بِهَا، وَالْجَمْعُ مَقَاطِل. وقَطَّلَه: أَلقاه عَلَى جَنْبِهِ كقَطَّره، وَقِيلَ: صَرَعَهُ وَلَمْ يُحَدَّ أَعَلى جنْب وَاحِدٍ أَم عَلَى جَنْبَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: القَطَل الطُّول، والقَطَل القِصَر، والقَطَل اللِّين، والقَطَل الخَشْنُ. والقَطِيلَة: قِطْعَةُ كِساء أَو ثَوْبٍ ينشَّف بِهَا الْمَاءُ. والقَاطُول: مَوْضِعٌ على دِجْلة. قطربل: قُطْرُبُّلٌ، بالضم والتشديد الباء: موضع بالعراق. قعل: القُعال: مَا تَناثر عَنْ نَوْرِ الْعِنَبِ وفاغِية الحِنَّاء وشبهِه مِنْ كِمامه، وَاحِدَتُهُ قُعالة. وأَقعَل النَّوْرُ: انْشَقَّتْ عَنْهُ قُعالته. والاقتِعالُ: تَنْحِية القُعال. واقْتَعَلَه الرَّجُلُ إِذا اسْتَنْفَضَه فِي يَدِهِ عَنْ شَجَرِهِ. والقَعْل: عُودٌ يسمَّى المِشْحَط يُجْعَلُ تَحْتَ سُرُوغ القُطوف لِئَلَّا تتَعَفَّر، وَخَصَّصَ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: القُعَال نَوْرُ الْعِنَبِ. أَقْعَلَ الكرمُ: انشقَّ قُعاله وتَناثر. والقَاعِلَة: الجبل الطويل. والقَوَاعِل: رؤوس الْجِبَالِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عُقاب تَنُوفَى لَا عُقابُ القَواعِل «1» وَقِيلَ: القَوَاعِل الْجِبَالُ الصِّغَارُ. الْجَوْهَرِيُّ: القَاعِلَة وَاحِدَةُ القَوَاعِل، وَهِيَ الطِّوال مِنَ الْجِبَالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو وَاحِدَةُ القَواعِل قَوْعَلة؛ وَشِعْرُ الأَفوَه دَلِيلٌ عَلَى أَنه قَاعِلَة قَالَ: والدهرُ، لَا يَبْقى عَلَيْهِ لِقْوَةٌ ... فِي رأْس قَاعِلة نَمَتْها أَرْبَعُ قَوْلُهُ نَمَتْها أَربع أَي أَربع لِقْوات. وعُقاب قَيْعَلة: تأْوِي إِلى القَواعِل أَو تَعلوها؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِخَالِدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُنْقِذٍ: لَيْتك، إِذ رُهِنْت آلَ مَوْأَلَهْ، ... حَزُّوا بنَصْل السَّيْفِ عِنْدَ السَّبَلَهْ، وحَلَّقَت بِكَ العُقاب القَيْعَلهْ

_ (1). صدر هذا البيت: كَأَنَّ دِثاراً حلَّقَت بلَبُونِه

وَقِيلَ: عُقاب قَيْعَلةٍ وقَوْعَلةٍ بالإِضافة أَي عُقاب مَوْضِعٍ يُسَمَّى بِهَذَا. والقَيْعَلة: المرأَة الْجَافِيَةُ الْعَظِيمَةُ. والمُقْتَعَلُ: السَّهْمُ الَّذِي لَمْ يُبْرَ بَرْياً جَيِّدًا؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَرمَيْت الْقَوْمَ رِشْقاً صَائِبًا، ... لَيْسَ بالعُصْل وَلَا بالمُقْتَعَلْ والاقعِيلالُ: الِانْتِصَابُ فِي الرُّكُوبِ. وصخرةٌ مُقْعالَّة: منتصِبة لَا أَصل لَهَا فِي الأَرض. والقَعْلُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ المَشْؤُوم. والقَعْوَلَة فِي الْمَشْيِ: إِقبال القدَم كُلِّهَا عَلَى الأُخرى، وَقِيلَ: هُوَ تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَيْنِ وإِقبال كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ القدَمين بِجَمَاعَتِهَا عَلَى الأُخرى، وَقِيلَ: هِيَ مشيٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ قَعْوَل فِي مَشْيِهِ قَعْوَلَة، وَقِيلَ: القَعْوَلَة أَن يَمْشِيَ كأَنه يَغْرِف التُّرَابَ بِقَدَمَيْهِ، يُقَالُ: قَعْوَل إِذا مَشَى مِشْية قَبِيحَةً كأَنه يَغْرف التُّرَابَ بِقَدَمَيْهِ. وقَعْوَل إِذا مَشَى مِشْية مَنْ يَحْثي الترابَ بإِحدى قَدَمَيْهِ عَلَى الأُخرى لقَبَلٍ فِيهِمَا؛ وَقَالَ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ: فإِنْ تَريني فِي المَشِيب والعَلَهْ، ... فَصِرْت أَمشِي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ، وَتَارَةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ والفَنْجلة: مِثْلُ القَعْوَلَة؛ يُقَالُ: مَرَّ يُقَعْوِل ويُفَنْجِل؛ والنَّقْثَلة: أَن يُثِير الترابَ إِذا مَشَى. قعبل: القَعْبَلُ والقُعْبُول: نبْت يُنابِت الكَمْأَة فِي الرَّبِيعِ، يُجْنى فيُشْوى وَيُطْبَخُ وَيُؤْكَلُ. والقَعْبَل والقِعْبِل: ضرْب مِنَ الكمْأَة ينبُت مُسْتَطِيلًا دَقِيقًا كأَنه عُودٌ، وإِذا يَبِسَ صَارَ لَهُ رأْس أَسود مِثْلُ الدُّجُنَّة السَّوْدَاءِ، يُقَالُ لَهُ فَسَوات الضِّباع؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ ضرْب مِنَ الكمْأَة ينبُت مُسْتَطِيلًا فإِذا يَبِسَ تَطاير. الأَزهري: القَعْبَل الفُطْر، وَهُوَ العَسْقَل. والقُعْبُول: القَعْبُ. وقَعْبَل: اسمٌ. قعثل: تَقَعْثَلَ فِي مَشْيِهِ وتقَلْعَثَ كِلَاهُمَا إِذا مَرَّ كأَنه يَتَقلَّع مِنْ وَحَل، وَهِيَ القَلْعَثة. الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي: القَعْثَلة مِشْيَةٌ مِثْلُ القَعْوَلة. قعطل: ضَرَبه فقَعْطَله أَي صَرَعَهُ. وقَعْطَلَ عَلَى غَرِيمِهِ إِذا ضيَّق عَلَيْهِ فِي التَّقاضي. وقَعْطَلَه قَعْطَلَة إِذا صَرَعَهُ. والقَعْطَلَ: السَّرِيعُ، وَقَدْ سَمَّوْا قَعْطَلًا. قعمل: الأَزهري: القَعْمَلَة الطَّرْجَهارة، قال: وهي القَمْعَلة. قفل: القُفُول: الرُّجوع مِنَ السَّفَرِ، وَقِيلَ: القُفُول رُجُوعُ الجُنْد بَعْدَ الغَزْوِ، قَفَلَ الْقَوْمُ يَقْفُلون، بِالضَّمِّ، قُفُولًا وقَفْلًا؛ وَرَجُلٌ قَافِل مِنْ قَوْمٍ قُفَّال، والقَفَل اسْمٌ لِلْجَمْعِ. التَّهْذِيبُ: وهُمُ القَفَل بِمَنْزِلَةِ القَعَد اسْمٌ يَلْزَمُهُمْ. والقَفَل أَيضاً: القُفُول. تَقُولُ: جَاءَهُمُ القَفَل والقُفول، واشتقَّ اسمُ القافِلة مِنْ ذَلِكَ لأَنهم يَقْفُلون، وَقَدْ جَاءَ القَفَل بِمَعْنَى القُفُول؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عِلْباء، أَبْشِرْ بأَبيكَ والقَفَلْ ... أَتاكَ، إِنْ لَمْ يَنْقَطِعْ بَاقِي الأَجَلْ، هَوَلْوَل، إِذا وَنى القومُ نَزَلْ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَتْ القَافِلَة قافِلة تَفاؤلًا بقُفُولها عَنْ سَفرها الَّذِي ابتدأَته، قَالَ: وَظَنَّ ابنُ قُتَيْبَةَ أَن عوامَّ النَّاسِ يغلَطون فِي تَسْمِيَتِهِمُ الناهِضين فِي سَفَرٍ أَنشؤوه قافِلة، وأَنها لَا تسمَّى قافِلَة إِلا منصرِفة إِلى وَطنِها، وَهَذَا غلَط، مَا زَالَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي النَّاهِضِينَ فِي ابْتِدَاءِ الأَسفار قافِلة تَفَاؤُلًا بأَن يُيَسِّر اللَّهُ لَهَا القُفول، وَهُوَ شَائِعٌ فِي كَلَامِ فُصحائهم إِلى الْيَوْمِ. والقَافِلَة: الرُّفْقة الرَّاجِعَةُ مِنَ السَّفَرِ. ابْنُ سِيدَهْ:

القَافِلَة القُفَّال، إِمَّا أَن يَكُونُوا أَرادوا القافِل أَي الفَريق القافِل فأَدخلوا الْهَاءَ لِلْمُبَالَغَةِ، وإِما أَن يُرِيدُوا الرُّفْقة القافِلة فَحَذَفُوا الْمَوْصُوفَ وَغَلَبَتِ الصِّفَةُ عَلَى الِاسْمِ، وَهُوَ أَجود، وَقَدْ أَقْفَلَهم هُوَ وقَفَلَهم، وأَقْفَلْتُ الجُنْدَ مِنْ مَبْعَثهم. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِم: بَيْنا هُوَ يَسِير مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَقْفَلَه مِنْ حُنَينٍ أَي عِنْدَ رُجوعه مِنْهَا. والمَقْفَل: مَصْدَرُ قَفَلَ يَقْفُلُ إِذا عَادَ مِنْ سَفَرِهِ؛ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ للسَّفْر قُفُول فِي الذَّهَابِ وَالْمَجِيءِ، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الرُّجوع، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ وَجَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ: أَقْفَلَ الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا ، وَالْمَعْرُوفُ قَفَلَ وقَفَلْنا وأَقْفَلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَفْلَةٌ كغَزْوة ؛ القَفْلة: المرَّة مِنَ القُفول أَي أَنَّ أَجْرَ المُجاهد فِي انْصِرَافِهِ إِلى أَهله بَعْدَ غَزْوِهِ كأَجْرِه فِي إِقباله إِلى الْجِهَادِ، لأَن فِي قُفُولِهِ إِراحةً لِلنَّفْسِ، وَاسْتِعْدَادًا بالقوَّة للعَوْد، وَحِفْظًا لأَهله بِرُجُوعِهِ إِليهم، وَقِيلَ: أَراد بِذَلِكَ التَّعْقِيبَ، وَهُوَ رُجُوعُهُ ثَانِيًا فِي الْوَجْهِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ منصرِفاً، وإِن لَمْ يَلْقَ عَدُوًّا وَلَمْ يَشْهَدْ قِتَالًا، وَقَدْ يَفْعَلُ ذَلِكَ الْجَيْشُ إِذا انْصَرَفُوا مِنْ مَغْزاهم لأَحد أَمرين: أَحدهما أَن الْعَدُوَّ إِذا رَآهُمْ قَدِ انْصَرَفُوا عَنْهُ أَمنوهم وَخَرَجُوا مِنْ أَمكنتهم فإِذا قَفَل الجيشُ إِلى دَارِ الْعَدُوِّ نَالُوا الفُرْصة مِنْهُمْ فأَغاروا عَلَيْهِمْ، وَالْآخَرُ أَنهم إِذا انْصَرَفُوا ظَاهِرِينَ لَمْ يأْمنوا أَن يَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم فيُوقِعُوا بِهِمْ وَهُمْ غارُّون، فَرُبَّمَا اسْتَظْهَرَ الجيشُ أَو بعضهُم بِالرُّجُوعِ عَلَى أَدْراجهم، فإِن كَانَ مِنَ الْعَدُوِّ طلَب كَانُوا مستعدِّين لِلِقَائِهِمْ، وإِلا فَقَدَ سَلَّمُوا وأَحرزوا مَا مَعَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ، وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ سُئل عَنْ قَوْمٍ قَفَلوا لِخَوْفِهِمْ أَن يَدْهَمَهم مِنْ عَدُوِّهِمْ مَن هُوَ أَكثر عَدَدًا مِنْهُمْ فقَفّلوا ليَستَضيفوا لَهُمْ عَدَدًا آخَرَ مِنْ أَصحابهم، ثُمَّ يَكُرُّوا عَلَى عَدُوِّهِمْ. والقُفول: اليُبوس، وَقَدْ قَفَلَ يَقْفِل، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماة، وأَرْسَلُوا ... غُضْفاً دَواجنَ قَافِلًا أَعْصامُها والأَعْصام: القَلائد، وَاحِدَتُهَا عِصْمة ثُمَّ جُمِعَتْ عَلَى عِصَم، ثُمَّ جُمِعَ عِصَم عَلَى أَعْصام مِثْلَ شِيعة وشِيَع وأَشْياع. وقَفَلَ الْجِلْدُ يَقْفُلُ قُفُولًا وقَفِلَ، فَهُوَ قَافِل وقَفِيل: يَبِس. وشيخٌ قَافِل: يَابِسٌ. وَرَجُلٌ قَافِل: يَابِسُ الْجِلْدِ، وَقِيلَ: هُوَ الْيَابِسُ الْيَدِ. وأَقْفَلَه الصومُ إِذا أَيبسه. وأَقْفَلْتُ الْجِلْدَ إِذا أَيبسته. والقَفْل، بِالْفَتْحِ: مَا يَبِس مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: ومُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، ... فَخَرَّت كَمَا تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل وَاحِدَتُهَا قَفْلة وقَفَلة؛ الأَخيرة، بِالْفَتْحِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، حَكَاهُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وأَسكنها سَائِرُ أَهل اللُّغَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَقِّر بْنِ حِمَار «1» لابنته بعد ما كُفَّ بصرُه وَقَدْ سَمِعَ صَوْتَ رَاعِدَةٍ: أَي بُنَيَّةُ وائِلي بِي إِلى جَانِبِ قَفْلة فإِنها لَا تنبُت إِلا بمَنْجاة مِنَ السَّيْل؛ فإِن كَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا فقَفْل اسْمُ الْجَمْعِ. والقَفِيل: كالقَفْل، وَقَدْ قَفَلَ يَقْفِلُ وقَفِلَ. والقَفِيل أَيضاً: نَبْتٌ. والقَفِيل: السَّوْط؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه لأَنه يُصْنَعُ مِنَ الْجِلْدِ الْيَابِسِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: لمَّا أَتاك يابِساً قِرْشَبَّا،

_ (1). قوله [وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَقِّرِ بْنِ حِمَارٍ] هذا هو الصواب في اسمه وقد تقدم في مادة عقر أنه ابن حباب خطأ

قُمْتَ إِليه بالقَفِيل ضَرْبا، ... ضَرْب بَعِير السُّوءِ إِذْ أَحَبَّا أَحَبّ هُنَا برَك، وَقِيلَ: حَرَن. وَخَيْلٌ قَوَافِل أَي ضَوامر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: نَحْنُ جَلَبْنا القُرَّح القَوَافِلا وَقَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ: سَلِيل نَجِيبةٍ لنَجِيب صِدْق ... تَصَنْدَلَ قَافِلًا، والمُخُّ رَارُ وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا ضَمَر: قَفَلَ يَقْفِلُ قُفُولًا، وَهُوَ القافِل والشازِب والشاسِبُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ خشب: قافِل جُرْشع تَراه كتَيْس ... الرمْلِ، لَا مُقْرِف وَلَا مَخْشُوب قَافِل: ضَامِرٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: قَفَلَ القومُ الطَّعَامَ وَهُمْ يَقْفِلُون ومَكَرَ القومُ «1» إِذا احْتَكَرُوا يَمْكُرُون؛ رَوَاهُ الْمَصَاحِفِيُّ عَنْهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَقْفَلْت القومَ فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: وقَفَلْتهم بِعَيْنِي قَفْلًا أَتْبعتهم بَصَري، وَكَذَلِكَ قَذَذْتهم. وَقَالُوا فِي مَوْضِعٍ: أَقْفَلْتُهم عَلَى كَذَا أَي جَمَعَتْهُمْ. والقُفْل والقُفُلُّ: مَا يُغلَق بِهِ الْبَابُ مِمَّا لَيْسَ بِكَثِيفٍ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ أَقْفال وأَقْفُل، وقرأَ بَعْضُهُمْ: أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقْفُلُها ؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ سِيدَهْ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وقُفُول عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ قَالَ: وأَنشدت أُم الْقَرْمَدِ: تَرَى عَيْنُه مَا فِي الْكِتَابِ، وقلبُه، ... عَنِ الدِّين، أَعْمَى واثِق بقُفُول وفِعْلُه الإِقْفال. وَقَدْ أَقْفَل الْبَابَ وأَقْفَلَ عَلَيْهِ فانْقَفَلَ واقْتَفَل، وَالنُّونُ أَعلى، وَالْبَابُ مُقْفَل وَلَا يُقَالُ مَقْفول. الْجَوْهَرِيُّ: أَقْفَلْت الْبَابَ وقَفَّلَ الأَبواب مِثْلَ أَغْلَق وغَلَّق. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ: أَربع مُقْفَلات: النذرُ وَالطَّلَاقُ والعِتاق والنكاحُ ، أَي لَا مَخْرج مِنْهُنَّ لِقَائِلِهِنَّ كأَن عَلَيْهِنَّ أَقْفالًا، فَمَتَى جَرَى بِهِنَّ اللِّسَانُ وَجَبَ بِهِنَّ الحُكْم. وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: هُوَ مُقْفَل الْيَدَيْنِ. وَرَجُلٌ مُقْفَل الْيَدَيْنِ ومُقْتَفِل: لَئِيمٌ، كِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. والمُقْتَفِل مِنَ النَّاسِ: الَّذِي لَا يُخرِج مِنْ يَدَيْهِ خَيْرًا، وامرأَة مُقْتَفِلة. وقَفَل الفَحْل يَقْفِل قُفولًا: اهْتَاجَ للضِّراب. والقَفْلة: إِعطاؤك إِنساناً شَيْئًا بِمَرَّةٍ، يُقَالُ: أَعطاه أَلفاً قَفْلة. ابْنُ دُرَيْدٍ: وَدِرْهَمٌ قَفْلة أَي وازِنٌ، وَالْهَاءُ أَصلية؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا مِنْ كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا أَراد بِقَوْلِهِ الْهَاءُ أَصلية وَرَجُلٌ قُفَلَة: حَافِظٌ لِكُلِّ مَا يَسْمَعُ. والقُفْل: شَجَرٌ بِالْحِجَازِ يضخُم وَيَتَّخِذُ النِّسَاءُ مِنْ ورَقه غُمْراً يَجِيءُ أَحمر، وَاحِدَتُهُ قُفْلة، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِالْفَتْحِ، وَوَصَفَهَا الأَزهري فَقَالَ: تَنْبُتُ فِي نُجُود الأَرض وتَيْبَس فِي أَوَّل الهَيْج. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَفْل مَا يَبِس مِنَ الشَّجَرِ؛ وأَنشد قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَخَرَّت كَمَا تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القَفْل جَمْعُ قَفْلة وَهِيَ شَجَرَةٌ بِعَيْنِهَا تَهِيج فِي وَغْرة الصَّيْفِ، فإِذا هبَّت البوارِح بِهَا قلعتْها وطيَّرتها فِي الجوِّ. والمِقْفَل مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي يَتَحاتُّ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْحَمْلِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ ابْنِ الأَعرابي. والقِيفال: عِرْق فِي اليَدِ يُفْصَد، وَهُوَ معرَّب.

_ (1). قوله [ومكر القوم إلخ] هكذا في الأصل مضبوطاً ولم يذكره في مادة مكر، والذي في القاموس فيها: والتمكير احتكار الحبوب في البيوت

وقَفِيل والقُفَال: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَلَمْ تُلْمِم عَلَى الدِّمَنِ الخَوالي ... لِسَلْمى بالمَذانِب فالقُفالِ؟ قفثل: القَفْثَلَة: جَرْفُ الشَّيْءِ بسُرْعة. قفخل: القُفاخِليَّة: النَّبِيلة الْعَظِيمَةُ النَّفِيسة مِنَ النِّسَاءِ؛ حَكَاهَا ابن جني. قفشل: القَفْشَلِيلَة: المِغْرَفة، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، وَحُكِيَ عَنِ الأَحمر أَنها أَعجمية أَصلها كِبْجَلار «2»، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ صِفَةً وَلَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: ليُطْلَب فإِني لا أَعرفه. قفطل: قَفْطَل الشيءَ مِنْ يَدَيَّ: اختطَفه. قفعل: الاقْفِعْلالُ: تَشَنُّجُ الأَصابع وَالْكَفِّ مِنْ بَرْد أَو دَاءٍ، وَالْجِلْدُ قَدْ يَتَقَفْعَل فيَنْزَوِي كالأُذن المُقْفَعِلَّة، وَفِي لُغَةٍ أُخرى: اقْلَعَفَّ اقْلِعْفافاً، وَذَلِكَ كالجَذْب والجَبْذ. وَفِي حَدِيثِ المِيلاد: يدٌ مُقْفَعِلَّة أَي متقبِّضة. يُقَالُ: اقْفَعَلَّت يدُه إِذا تَقَبَّضت وتشنَّجَت، وَقِيلَ: المُقْفَعِلُّ المُتَشَنِّجُ مِنْ بَرْد أَو كِبَر فَلَمْ يخصَّ بِهِ الأَنامِل، وَقِيلَ: المُقْفَعِلُّ الْيَابِسُ اليَدِ؛ اقْفَعَلَّت يدُه وأَنامله اقْفِعْلالًا: تقبَّضت وتشنَّجَت؛ وَفِي الأَزهري: المُقْفَعِلُّ الْيَابِسُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: أَصْبَحْت بَعْدَ اللِّين مُقْفَعِلَّا، ... وَبَعْدَ طِيب جَسَدٍ مُصِلَّا ققل: القَوْقَل: الذكَر مِنَ القَطا والحَجَل. والقَواقِلُ: مِنَ الخَزْرَج «3» وَكَانَ يُقَالُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَجَارَ بيَثْرِب: قَوْقِلْ ثُمَّ قَدْ أَمِنْت. والقاقُلَّى: نَبْت قلل: القِلَّةُ: خِلاف الْكَثْرَةِ. والقُلُّ: خِلَافُ الكُثْر، وَقَدْ قَلَّ يَقِلُّ قِلَّة وقُلًّا، فَهُوَ قَليل وقُلال وقَلال، بِالْفَتْحِ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وقَلَّلَه وأَقَلَّه: جَعَلَهُ قَلِيلًا، وَقِيلَ: قَلَّلَه جَعَلَهُ قَليلًا. وأَقَلَّ: أَتى بقَلِيل. وأَقَلَّ مِنْهُ: كقَلَّله؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وقَلَّلَه فِي عَيْنِهِ أَي أَراه قَليلًا. وأَقَلَّ الشَّيْءَ: صادَفه قَليلًا. واسْتَقَلَّه: رَآهُ قَليلًا. يُقَالُ: تَقَلَّلَ الشيءَ واسْتَقَلَّه وتَقَالَّه إِذا رَآهُ قَليلًا. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَن نَفَراً سأَلوه عَنْ عِبادة النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِروا كأَنهم تَقالُّوها أَي استقلُّوها، وَهُوَ تَفاعُل مِنَ القِلَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُقِلُّ اللَّغْوَ أَي لَا يَلْغُو أَصلًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا اللَّفْظُ يستعمَل فِي نَفْيِ أَصل الشَّيْءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ باللَّغْو الهزْلَ والدُّعابة، وأَن ذَلِكَ كَانَ مِنْهُ قَليلًا. والقُلُّ: القِلَّة مِثْلُ الذُّلِّ والذِّلَّة. يُقَالُ: الحمد لله عَلَى القُلّ والكُثْر، والقِلِّ والكِثْرِ، وَمَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: الرِّبا، وإِن كَثُر، فَهُوَ إِلى قُلٍ ؛ مَعْنَاهُ إِلى قِلَّة أَي أَنه وإِن كَانَ زِيَادَةً فِي الْمَالِ عَاجِلًا فإِنه يَؤُول إِلى النَّقْصِ، كَقَوْلِهِ: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ وأَنشد قول لبيد:

_ (2). قوله [أصلها كبجلار] هكذا في الأصل مضبوطاً، وفي القاموس: القَفْشَلِيل المغرفة معرب كفجه لير، وضبط فيه بفتح الكاف والجيم وسكون الفاء والهاء وكسر اللام (3). قوله [والقواقل من الخزرج إلخ] عبارة القاموس: والقَوْقَل اسم أبي بطن من الأنصار، لأَنه كان إذا أتاه إنسان يستجير به أو بيثرب قال له: قَوْقِلْ في هذا الجبل وقد أمنت أي ارتق، وهم القَوَاقِلَة

كلُّ بَني حُرَّةٍ مَصِيرُهُمْ ... قُلٌّ، وإِن أَكثرتْ مِنَ العَدَدْ وأَنشد الأَصمعي لِخَالِدِ بْنِ عَلْقمَة الدَّارمي: ويْلُ امِّ لَذَّات الشَّبَابِ مَعِيشه ... مَعَ الكُثْرِ يُعْطاه الفَتى المُتْلِف النَّدي قَدْ يَقْصُر القُلُّ الفَتى دُونَ هَمِّه، ... وَقَدْ كَانَ، لَوْلَا القُلُّ، طَلَّاعَ أَنْجُدِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: فأَرْضَوْهُ إِنْ أَعْطَوْه مِنِّي ظُلامَةً، ... وَمَا كُنْتُ قُلًّا، قبلَ ذَلِكَ، أَزْيَبا وَقَوْلُهُمْ: لَمْ يترُك قَليلًا وَلَا كَثِيرًا؛ قَالَ أَبو عبيد: فإِنَّهم يَبْدَؤون بالأَدْوَن كَقَوْلِهِمْ القَمَران، ورَبِيعة ومُضَر، وسُلَيم وَعَامِرٌ. والقُلال، بِالضَّمِّ: القَلِيل. وَشَيْءٌ قَلِيلٌ، وَجَمْعُهُ قُلُل: مِثْلَ سَرِير وسُرُر. وَشَيْءٌ قُلٌّ: قَليل. وقُلُّ الشَّيْءِ: أَقَلُّه. والقَلِيل مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الدَّقِيق الجُثَّة، وامرأَة قَلِيلة كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ قُلٌّ: قَصِيرُ الجُثَّة. والقُلُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْخَسِيسُ الدِّين؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: وَمَا كُنْتُ قُلًّا، قبلَ ذَلِكَ، أَزْيَبا ووصفَ أَبو حَنِيفَةَ العَرْض بالقِلَّة فَقَالَ: المِعْوَل نَصْل طويلٌ قَلِيل العَرْض، وقومٌ قَلِيلون وأَقِلَّاءُ وقُلُلٌ وقُلُلون: يَكُونُ ذَلِكَ فِي قِلَّة العَدَد ودِقَّة الجُثَّة، وقومٌ قَلِيل أَيضاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ . وَقَالُوا: قَلَّما يَقُومُ زَيْدٌ؛ هَيَّأَتْ مَا قَلَّ ليقَعَ بَعْدَهَا الفعلُ؛ قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: قَلَّ مِنْ قَوْلِكَ قَلَّما فِعْلٌ لَا فَاعِلَ لَهُ، لأَن مَا أَزالته عَنْ حُكْمه فِي تَقَاضِيهِ الْفَاعِلَ، وأَصارته إِلى حُكْمِ الْحَرْفِ المتقاضِي لِلْفِعْلِ لَا الِاسْمِ نَحْوُ لَوْلَا وهلَّا جَمِيعًا، وَذَلِكَ فِي التَّحْضيض، وإِن فِي الشَّرْطِ وَحَرْفِ الِاسْتِفْهَامِ؛ وَلِذَلِكَ ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: صَدَدْت فأَطولت الصُّدودَ، وقَلَّما ... وِصالٌ عَلَى طُول الصُّدود يَدُومُ إِلى أَن وِصالٌ يرتفِع بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ يدلُّ عَلَيْهِ يَدُوم، حَتَّى كأَنه قَالَ: وقَلَّما يَدُومُ وِصالٌ، فَلَمَّا أَضمر يَدُوم فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ فِيمَا بعدُ يَدومُ، فَجَرَى ذَلِكَ فِي ارْتِفَاعِهِ بِالْفِعْلِ الْمُضْمَرِ لَا بِالِابْتِدَاءِ مَجْرَى قَوْلِكَ: أَوِصالٌ يَدومُ أَو هَلَّا وِصال يَدُوم؟ وَنَظِيرُ ذَلِكَ حَرْفُ الْجَرِّ فِي نَحْوَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا؛ فَمَا أَصلحتْ رُبَّ لِوُقُوعِ الْفِعْلِ بَعْدَهَا ومنعتْها وقوعَ الِاسْمِ الَّذِي هُوَ لَهَا فِي الأَصل بَعْدَهَا، فَكَمَا فَارَقَتْ رُبَّ بِتَرْكِيبِهَا مَعَ مَا حكمَها قَبْلَ أَن تركَّب مَعَهَا، فَكَذَلِكَ فارقتْ طالَ وقَلَّ بِالتَّرْكِيبِ الْحَادِثِ فِيهِمَا مَا كَانَتَا عَلَيْهِ مِنْ طَلَبِهِمَا الأَسماء، أَلا تَرَى أَنْ لَوْ قلتَ طَالَمَا زَيْدٌ عِنْدَنَا أَو قَلَّما مُحَمَّدٌ فِي الدَّارِ لَمْ يَجُزْ؟ وَبَعْدُ فإِنَّ التَّرْكِيبَ يُحْدِث فِي المركَّبَين مَعْنًى لَمْ يَكُنْ قَبْلُ فِيهِمَا، وَذَلِكَ نَحْوُ إِنَّ مُفْرَدَةً فإِنها لِلتَّحْقِيقِ، فإِذا دخلتْها مَا كافَّة صَارَتْ لِلتَّحْقِيرِ كَقَوْلِكَ: إِنَّما أَنا عبدُك، وإِنما أَنا رَسُولٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَقَالُوا: أَقَلُّ امرأَتين تَقُولان ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمَّا ضَارَعَ الْمُبْتَدَأُ حرفَ النَّفْيِ بَقَّوُا المبتدأَ بِلَا خَبَرٍ. وأَقَلَّ: افتقَرَ. والإِقْلالُ: قِلَّة الجِدَةِ، وقَلَّ مالُه. وَرَجُلٌ مُقِلٌّ وأَقَلُّ: فَقِيرٌ. يُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وأَقَلَّ أَي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ.

وقَالَلْتُ لَهُ الماءَ إِذا خفتَ الْعَطَشَ فأَردت أَن تستقِلَّ ماءَك. أَبو زَيْدٍ: قالَلْت لِفُلَانٍ، وَذَلِكَ إِذا قلَّلْت مَا أَعطيتَه. وتَقالَلْت مَا أَعطاني أَي استقلَلْته، وتكاثَرْته أَي اسْتَكْثَرْتُهُ. وَهُوَ قُلُّ بنُ قُلٍّ وضُلُّ بنُ ضُلٍّ: لَا يُعرف هُوَ وَلَا أَبوه، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا قُلُّ رَجُلٍ يَقُولُ ذَلِكَ إِلا زَيْدٌ. وَقَدِمَ عَلَيْنَا قُلُلٌ مِنَ النَّاسِ إِذا كَانُوا مِنْ قَبائل شتَّى متفرِّقين، فإِذا اجْتَمَعُوا جَمْعًا فَهُمْ قُلَلٌ. والقُلَّة: الحُبُّ الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: الجَرَّة الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: الجَرَّة عَامَّةً، وَقِيلَ: الكُوز الصَّغِيرُ، وَالْجَمْعُ قُلَل وقِلال، وَقِيلَ: هُوَ إِناءٌ لِلْعَرَبِ كالجَرَّة الْكَبِيرَةِ؛ وَقَالَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ: فظَلِلْنا بنِعمة واتَّكَأْنا، ... وشَرِبْنا الحَلالَ مِنْ قُلَلِهْ وقِلال هَجَر: شَبِيهَةٌ بالحِبَاب؛ قالَ حَسَّانُ: وأَقْفَر مِنْ حُضَّارِه وِرْدُ أَهْلِهِ، ... وَقَدْ كَانَ يُسقَى فِي قِلالٍ وحَنْتَم وَقَالَ الأَخطل: يَمْشُون حَولَ مُكَدَّمٍ، قَدْ كَدَّحَتْ ... مَتْنَيه حَمْلُ حَناتِمٍ وقِلال وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا بلَغ الماءُ قُلَّتين لَمْ يحمِل نَجَساً ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَمْ يحمِل خَبَثاً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ قُلَّتين: يَعْنِي هَذِهِ الحِبَاب العِظام، وَاحِدَتُهَا قُلَّة، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ بِالْحِجَازِ وَقَدْ تَكُونُ بِالشَّامِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ سِدْرة المُنْتَهَى: ونَبِقُها مِثْلُ قِلال هَجَر ، وهَجَر: قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَتْ هَجَر الْبَحْرَيْنِ، وَكَانَتْ تُعْمَلُ بِهَا القِلال. وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخبرني مَنْ رأَى قِلال هَجَرَ تَسَعُ القُلَّة مِنْهَا الفَرَق؛ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الفَرَق أَربعة أَصْوُع بِصَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ قَالَ: القُلَّة يُؤْتَى بِهَا مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَنِ تَسَعُ فِيهَا خَمْسَ جِرار أَو سِتّاً ؛ قَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ: قَدْرُ كُلِّ قُلَّة قِرْبتان، قَالَ: وأَخشى عَلَى القُلَّتين مِنَ البَوْل، فأَما غَيْرُ البَوْل فَلَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ، وَقَالَ إِسحق: الْبَوْلُ وَغَيْرُهُ سَوَاءٌ إِذا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتين لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ، وَهُوَ نَحْوُ أَربعين دَلْواً أَكْثَرُ مَا قِيلَ فِي القُلَّتين، قَالَ الأَزهري. وقِلال هَجر والأَحْساء وَنَوَاحِيهَا مَعْرُوفَةٌ تأْخذ القُلَّة مِنْهَا مَزادة كَبِيرَةً مِنَ الْمَاءِ، وتملأُ الرَّاوِيَةُ قُلَّتين، وَكَانُوا يُسَمُّونَهَا الخُرُوس، وَاحِدُهَا خَرْس، وَيُسَمُّونَهَا الْقِلَالَ، وَاحِدَتُهَا قُلَّة، قَالَ: وأَراها سُمِّيَتْ قِلالًا لأَنها تُقَلُّ أَي ترفَع إِذا مُلِئَتْ وتحمَل. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: فحَثَا فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّه فَلَمْ يستطِع ؛ يُقَالُ: أَقَلَّ الشيءَ يُقِلُّه واسْتَقَلَّه يَسْتَقِلُّه إِذا رَفَعَهُ وَحَمَلَهُ. وأَقَلَّ الجَرَّة: أَطاق حَمْلَهَا. وأَقَلَّ الشَّيْءَ واسْتَقَلَّه: حَمَلَهُ وَرَفَعَهُ. وقُلَّة كُلِّ شَيْءٍ: رأْسه. والقُلَّة: أَعلى الْجَبَلِ. وقُلَّة كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ أَعلى الرأْس وَالسَّنَامِ وَالْجَبَلِ. وقِلالة الْجَبَلِ: كقُلَّته؛ قَالَ ابْنِ أَحمر: مَا أُمُّ غَفْرٍ فِي القِلالة، لَمْ ... يَمْسَسْ حَشاها، قَبْلَهُ، غَفْر ورأْس الإِنسان قُلَّة؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: عَجائب تُبْدِي الشَّيْبَ فِي قُلَّة الطِّفْل وَالْجَمْعُ قُلَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ فِراخ

النعامة ويشبه رؤوسها بِالْبَنَادِقِ: أَشْداقُها كصُدُوع النَّبْع فِي قُلَلٍ، ... مِثْلَ الدَّحارِيج لَمْ يَنْبُت لَهَا زَغَبُ وقُلَّة السَّيْفِ: قَبِيعَتُه. وَسَيْفٌ مُقَلَّل إِذا كَانَتْ لَهُ قَبِيعة؛ قَالَ بَعْضُ الْهُذَلِيِّينَ: وكُنَّا، إِذا مَا الحربُ ضُرِّس نابُها، ... نُقَوِّمُها بالمَشْرَفِيِّ المُقَلَّل واستقلَّ الطَّائِرُ فِي طَيَرَانِهِ: نَهض لِلطَّيَرَانِ وَارْتَفَعَ فِي الْهَوَاءِ. واستقلَّ النَّبَاتُ: أَنافَ. واستقلَّ الْقَوْمُ: ذَهَبُوا وَاحْتَمَلُوا سارِين وَارْتَحَلُوا؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا ؛ أَي حَمَلت. واستقلَّت السَّمَاءُ: ارْتَفَعَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تَقالَّت الشَّمْسُ أَي استقلَّت فِي السَّمَاءِ وَارْتَفَعَتْ وتعالَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَنْبسة: قَالَ لَهُ إِذا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ فَالصَّلَاةُ مَحْظُورة حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بالظِّل أَي حَتَّى يبلُغ ظِلُّ الرُّمْحِ الْمَغْرُوسِ فِي الأَرض أَدنى غَايَةِ القِلَّة وَالنَّقْصِ، لأَن ظِلَّ كُلِّ شَخْصٍ فِي أَوَّل النَّهَارِ يَكُونُ طَوِيلًا ثُمَّ لَا يَزَالُ يَنْقُصُ حَتَّى يبلُغ أَقصره، وَذَلِكَ عِنْدَ انتِصاف النَّهَارِ، فإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ عَادَ الظِّلُّ يَزِيدُ، وَحِينَئِذٍ يدخُل وَقْتُ الظُّهْرِ وَتَجُوزُ الصَّلَاةُ وَيَذْهَبُ وَقْتُ الْكَرَاهَةِ، وَهَذَا الظِّلُّ الْمُتَنَاهِي فِي الْقِصَرِ هُوَ الَّذِي يسمَّى ظِلَّ الزَّوَالِ أَي الظِّلَّ الَّذِي تَزُولُ الشَّمْسُ عَنْ وَسَطِ السَّمَاءِ وَهُوَ مَوْجُودٌ قَبْلَ الزِّيَادَةِ، فَقَوْلُهُ يستقِلُّ الرمحُ بِالظِّلِّ، هُوَ مِنَ القِلَّة لَا مِنَ الإِقْلال والاسْتقلالِ الَّذِي بِمَعْنَى الِارْتِفَاعِ والاسْتبداد. والقِلَّة والقِلُّ، بِالْكَسْرِ: الرِّعْدة، وَقِيلَ: هِيَ الرِّعْدة مِنَ الْغَضَبِ والطمَع وَنَحْوِهِ يأْخذ الإِنسان، وَقَدْ أَقَلَّته الرِّعْدة واسْتَقَلَّتْه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَدْنَيْتِني حَتَّى إِذا مَا جَعَلْتِني ... عَلَى الخَصْرِ أَو أَدْنَى، اسْتَقَلَّك راجِفُ يُقَالُ: أَخذه قِلٌّ مِنَ الْغَضَبِ إِذا أُرْعِد وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَضِبَ: قَدِ اسْتَقَلَّ. الْفَرَّاءُ: القَلَّة النَّهْضة مِنْ عِلَّة أَو فَقَرٍ، بِفَتْحِ الْقَافِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لأَخيه زَيْدٍ لمَّا ودَّعه وَهُوَ يُرِيدُ الْيَمَامَةَ: مَا هَذَا القِلُّ الَّذِي أَراه بِكَ؟ القِلُّ، بِالْكَسْرِ: الرِّعْدة. والقِلالُ: الخُشُب الْمَنْصُوبَةُ للتَّعريش؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: مِنْ خَمر عانَةَ، ساقِطاً أَفنانُها، ... رفَع النَّبيطُ كُرُومَها بقِلال أَراد بالقِلال أَعْمِدة ترفَع بِهَا الكُروم مِنَ الأَرض، وَيُرْوَى بِظِلَالٍ. وَارْتَحَلَ الْقَوْمُ بقِلِّيَّتِهم أَي لَمْ يَدَعوا وَرَاءَهُمْ شَيْئًا. وأَكل الضَّبَّ بقِلِّيَّتِه أَي بِعِظَامِهِ وَجِلْدِهِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ قلِيلَةٌ وَلَا كَثِيرةٌ وَمَا أَخذت مِنْهُ قَلِيلَةً وَلَا كَثِيرَةً بِمَعْنَى لَمْ آخُذ مِنْهُ شَيْئًا، وإِنما تَدْخُلُ الْهَاءُ فِي النَّفْيِ. ابْنُ الأَعرابي: قَلَّ إِذا رفَع، وقَلَّ إِذا عَلَا. وَبَنُو قُلٍّ: بَطْنٌ. وقَلْقَلَ الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالًا وقَلْقالًا فَتَقَلْقَل وقُلْقالًا؛ عَنْ كُرَاعٍ وَهِيَ نَادِرَةٌ أَي حرَّكه فتحرَّك وَاضْطَرَبَ، فإِذا كَسَرْتَهُ فَهُوَ مَصْدَرٌ، وإِذا فتحته فَهُوَ اسْمٌ مِثْلُ الزِّلْزال والزَّلْزال، وَالِاسْمُ القُلْقال؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَلْقَل فِي الأَرض قَلْقَلةً وقِلْقالًا ضرَب فِيهَا، وَالِاسْمُ القَلْقالُ. وتَقَلْقل: كقَلْقَل. والقُلْقُل والقُلاقِلُ: الْخَفِيفُ فِي السفَر المِعْوان السَّرِيعُ التَّقَلْقُل. وَرَجُلٌ قَلْقال: صاحبُ أَسفار.

وتَقَلْقَلَ فِي الْبِلَادِ إِذا تقلَّب فِيهَا. وَفَرَسٌ قُلْقُل وقُلاقِل: جَوَادٌ سَرِيعٌ. وقَلْقَلَ أَي صوَّت،. وَهُوَ حِكَايَةٌ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: رَجُلٌ قُلْقُل بُلْبُل إِذا كَانَ خَفِيفًا ظَرِيفًا، وَالْجَمْعُ قَلاقِل وبَلابِل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ خَرَجَ عَلَيْنَا عليٌّ وَهُوَ يَتَقَلْقَل ؛ التَّقَلْقُل: الخفَّة والإِسراع، مِنَ الفَرَسِ القُلْقُلِ، بِالضَّمِّ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ونَفْسه تَقَلْقَلَ فِي صَدْرِهِ أَي تَتَحَرَّكُ بِصَوْتٍ شَدِيدٍ وأَصله الْحَرَكَةُ وَالِاضْطِرَابُ. والقَلْقَلَة: شِدَّةُ الصياح. وذهب أَبو إِسحق فِي قَلْقَلَ وصَلْصَل وبابُه أَنه فَعْفَل. اللَّيْثُ: القَلْقَلَة والتَّقَلْقُل قِلَّة الثُّبُوتِ فِي الْمَكَانِ. والمِسْمارُ السَّلِسُ يَتَقلْقَلُ فِي مَكَانِهِ إِذا قَلِق. والقَلْقَلَة: شِدَّةُ اضْطِرَابِ الشَّيْءِ وَتَحَرُّكِهِ، وَهُوَ يَتَقَلْقَل ويَتَلقْلَق. أَبو عُبَيْدٍ: قَلْقَلْت الشَّيْءَ ولَقْلَقْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والقِلْقِل: شَجَرٌ أَو نَبْتٌ لَهُ حبٌّ أَسود؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وآضَتِ البُهْمَى كنَبْلِ الصَّيْقَلِ، ... وحازَتِ الرِّيحُ يَبِيس القِلْقِل وَفِي الْمَثَلِ: دَقَّك بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِل وَالْعَامَّةُ تَقُولُ حَبَّ الفُلْفُل؛ قَالَ الأَصمعي: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، إِنما هُوَ بِالْقَافِ، وَهُوَ أَصلب مَا يَكُونُ مِنَ الْحُبُوبِ، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وَرَوَاهُ حَبَّ الفُلْفُل، بِالْفَاءِ، قَالَ: وَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ؛ وأَنشد: وَقَدْ أَراني فِي الزمانِ الأَوَّلِ ... أَدُقُّ فِي جارِ اسْتِها بمِعْوَلِ، دَقَّك بالمِنْحازِ حبَّ الفُلْفُلِ وَقِيلَ: القِلْقِل نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي الجَلَد وغَلْظ السَّهْل وَلَا يَكَادُ ينبُت فِي الْجِبَالِ، وَلَهُ سِنْف أُفَيْطِحُ ينبُت فِي حَبَّاتٍ كأَنهنّ العدَس، فإِذا يَبِس فانتفَخ وهبَّت بِهِ الريحُ سمعْت تَقلقُلَه كأَنه جَرَس، وَلَهُ ورَق أَغبر أَطْلس كأَنه ورَق القَصَب. والقُلاقِل والقُلْقُلان: نَبْتان. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلان كُلُّهُ شَيْءٌ وَاحِدٌ نَبْت، قَالَ: وَذَكَرَ الأَعراب القُدُم أَنه شَجَرٌ أَخضر ينهَض عَلَى ساقٍ، ومَنابتُه الْآكَامُ دُونَ الرِّيَاضِ وَلَهُ حَبٌّ كحبِّ اللُّوبِياء يؤكَل والسائمةُ حَرِيصَةٌ عَلَيْهِ؛ وأَنشد: كأَنّ صوتَ حَلْيِها، إِذا انْجَفَلْ، ... هَزُّ رِياحٍ قُلْقُلاناً قَدْ ذَبَلْ والقُلاقِلُ: بَقْلة بَرِّيَّة يُشْبِه حبُّها حبَّ السِّمْسِم وَلَهَا أَكمام كأَكمامها. اللَّيْثُ: القِلْقِل شَجَرٌ لَهُ حبٌّ عِظام ويؤْكل؛ وأَنشد: أَبْعارُها بالصَّيْفِ حَبُّ القِلقِل وَحَبٌّ القِلقِل مُهَيِّج عَلَى البِضاع يأْكله النَّاسُ لِذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ وأَنشده أَبو عَمْرٍو لِلَيْلَى: أَنْعَتُ أَعْياراً بأَعلى قُنَّهْ ... أَكَلْنَ حَبَّ قِلْقِلٍ، فَهُنَّهْ لَهُنَّ مِنْ حُبّ السِّفادِ رَنَّهْ وَقَالَ الدينَوَري: القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلانُ كُلُّهُ وَاحِدٌ لَهُ حَبٌّ كحَب السِّمْسِم وَهُوَ مُهَيِّجٌ للباهِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي القِلقِل وَوَصَفَ الهَيْف:

وساقَتْ حَصادَ القُلْقُلان، ... كأَنما هُوَ الخَشْلُ أَعْرافُ الرِّياحِ الزَّعازِع والقُلْقُلانِيُّ: طَائِرٌ كالفاخِتة. وحُروف القَلْقَلَة: الجيمُ والطاءُ والدالُ وَالْقَافُ وَالْبَاءُ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وإِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلصَّوْتِ الَّذِي يَحْدُثُ عَنْهَا عِنْدَ الْوَقْفِ لأَنك لَا تَسْتَطِيعُ أَن تقِف عِنْدَهُ إِلا مَعَهُ لِشِدَّةِ ضَغْط الحرف. قمل: القَمْل: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ قَمْلَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوله الصُّؤابُ وَهِيَ بَيْض القَمْل، الْوَاحِدَةُ صُؤابة، وَبَعْدَهَا اللَّزِقة «4» ثُمَّ الفَرْعة ثُمَّ الهِرْنِعة ثُمَّ الحِنْبِجُ ثُمَّ الفِنْضِجُ ثُمَّ الحَنْدَلِسُ؛ وَقَوْلُهُ: وصاحِبٍ، لَا خَيْرَ فِي شَبابه، ... أَصْبَحَ شُؤْمُ العَيْشِ قَدْ رَمَى بِهِ حُوتاً إِذا مَا زادُنا جِئْنا بِهِ، ... وقَمْلةً إِنْ نحنُ باطَشْنا بِهِ إِنما أَراد مِثْلَ قَمْلة فِي قلَّة غَنائه كَمَا قدَّمنا فِي قَوْلِهِ: حُوتاً إِذا مَا زادُنا جِئْنا بِهِ وَلَا يَكُونُ قَمْلةً حَالًا إِلَّا عَلَى هَذَا، كَمَا لَا يَكُونُ حُوتاً حَالًا إِلا عَلَى ذَلِكَ، وَنَظِيرُ كُلِّ ذَلِكَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: مَرَرْتُ بزيدٍ أَسداً شدَّةً، لَا تُرِيدُ أَنه أَسد وَلَكِنْ تُرِيدُ أَنه مِثْلُ أَسد، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ؛ وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً قَمال وقَمِلٌ. وقَمِلَ رأْسُه، بِالْكَسْرِ، قَمَلًا: كثُر قَمْل رأْسه. وَقَوْلُهُمْ: غُلٌّ قَمِلٌ، أَصله أَنهم كَانُوا يَغُلُّون الأَسِير بالقِدِّ وعليه الشَّعر فَيَقْمَل القِدُّ فِي عنقُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنَ النِّسَاءِ غُلُّ قَمِلٌ يقذِفها اللَّهُ فِي عنُق مَنْ يَشَاءُ ثُمَّ لَا يُخْرِجُهَا إِلا هُوَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وصِفَةِ النِّسَاءِ: منهنَّ غُلٌّ قَمِلٌ أَي ذُو قَمْل، كَانُوا يَغُلون الأَسِير بالقِدِّ وَعَلَيْهِ الشَّعْرُ فيَقْمَل وَلَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَهُ عَنْهُ بِحِيلَةٍ، وَقِيلَ: القَمِل القَذِر، وَهُوَ مِنَ القَمَل أَيضاً. وقَمِلَ العَرْفَج قَمَلًا: اسودَّ شَيْئًا وَصَارَ فِيهِ كالقَمْل. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَمِلَ العَرْفَج إِذا اسودَّ شَيْئًا بَعْدَ مطَر أَصابه فَلانَ عُوده، شبَّه مَا خَرَجَ مِنْهُ بالقَمْل. وقَمِلَ بطنُه: ضخُم. وأَقْمَلَ الرِّمْثُ: تَفَطَّر بالنَّبات، وَقِيلَ: بدَا ورَقُه صِغاراً. وقَمِلَ القومُ: كَثُرُوا؛ قَالَ: حَتَّى إِذا قَمِلَتْ بطونُكمُ، ... ورأَيتم أَبْناءَكُمْ شَبُّوا، وقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لَنَا، ... إِن اللئيم العاجزُ الخِبُّ [الخَبُ] الْوَاوُ فِي وقَلَبْتُم زَائِدَةٌ، وَهُوَ جَوَابُ إِذا، وقَمِلَتْ بُطُونُكُمْ كثُرت قَبَائِلُكُمْ؛ بِهَذَا فَسَّرَهُ لَنَا أَبو الْعَالِيَةِ. وقَمِلَ الرجلُ: سمِن بَعْدَ هُزال. وامرأَة قَمِلَة وقَمَلِيَّة: قَصِيرَةٌ جِدًّا؛ قَالَ: مِنَ البِيض لَا دَرَّامة قَمَلِيَّة، ... إِذا خرجَتْ فِي يَوْمِ عِيدٍ تُؤَارِبُهْ أَي تطلُب الإِرْبة. والقَمَليُّ، بِالتَّحْرِيكِ، مِنَ الرِّجَالِ: الْحَقِيرُ الصَّغِيرُ الشأْن؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: مِنَ البِيضِ لَا دَرَّامة قَمَلِيَّة، ... تَبُذُّ نساءَ النَّاسِ دَلًّا ومِيسَما وأَنشد لآخر:

_ (4). قوله [وبعدها اللزقة] وقوله [ثم الفنضج] كل منهما في الأَصل بهذا الضبط

أَفي قَمَلِيٍّ مِنْ كُلَيْبٍ هجَوْته، ... أَبو جَهْضَمٍ تَغْلِي عَلَيَّ مراجِلُه؟ والقَمَليُّ أَيضاً: الَّذِي كَانَ بدَوِيًّا فَعَادَ سَوادِيًّا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والقُمَّلُ: صِغار الذَّرِّ والدَّبى، وَقِيلَ: هُوَ الدَّبى الَّذِي لَا أَجنحة لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ صَغِيرٌ لَهُ جَنَاحٌ أَحمر، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ شَيْءٌ أَصغر مِنَ الطَّيْرِ لَهُ جَنَاحٌ أَحمر أَكدَر، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: قَالَ عِكْرِمَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْقُمَّلَ الجَنادب وَهِيَ الصِّغَارُ مِنَ الْجَرَادِ، وَاحِدَتُهَا قُمَّلة؛ قال الْفَرَّاءُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدُ القُمَّل قَامِل مِثْلَ رَاكِعٍ ورُكَّع وَصَائِمٍ وصُيَّم. الْجَوْهَرِيُّ: أَمّا قُمَّلَة الزَّرْعِ فدُوَيْبَّة تَطِيرُ كالجَراد فِي خِلقة الحَلَم، وَجَمْعُهَا قُمَّلٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القُمَّل شَيْءٌ يَقَعُ فِي الزَّرْعِ لَيْسَ بِجَرَادٍ فيأْكل السُّنْبُلَةَ وَهِيَ غَضَّة قَبْلَ أَن تَخْرُجَ فَيَطُولُ الزَّرْعُ وَلَا سُنْبل لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: القُمَّل عِنْدَ الْعَرَبِ الحَمْنان؛ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: القُمَّل جَرَادٌ صِغَارٌ يَعْنِي الدَّبى. وأَقْمَل العَرْفَج والرِّمْث إِذا بَدَا وَرَقُهُ صِغَارًا أَول مَا يتفطَّر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُمَّل شَيْءٌ يُشْبِهُ الحَلَم وَهُوَ لَا يأْكل أَكل الجَراد، وَلَكِنْ يَمْتَصُّ الحبَّ إِذا وَقَعَ فِيهِ الدَّقِيقُ وَهُوَ رَطْبٌ فَتَذْهَبُ قوَّته وَخَيْرُهُ، وَهُوَ خَبِيثُ الرَّائِحَةِ وَفِيهِ مُشَابَهَةٌ مِنَ الحلَم، وَقِيلَ: القُمَّل دَوَابُّ صِغَارٌ مِنْ جِنْسِ القِرْدان إِلَّا أَنها أَصغر مِنْهَا، وَاحِدَتُهَا قُمَّلة، تَرْكَبُ الْبَعِيرَ عِنْدَ الهُزال؛ قَالَ الأَعشى: قَوْمًا تُعالج قُمَّلًا أَبْناؤهم، ... وسَلاسِلًا أُجُداً وَبَابًا مُؤْصَدا وَقِيلَ: القُمَّل قَمْل النَّاسِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَاحِدَتُهَا قَمْلة. ابْنُ الأَعرابي: المِقْمَل الَّذِي قَدِ اسْتَغْنَى بَعْدَ فَقْرٍ. الْمُحْكَمُ: وقَمَلى مَوْضِعٌ، والله أَعلم. قمثل: القَمَيْثَل: الْقَبِيحُ المِشْية؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَالِكِ بن مِرْدَاسٍ: وَيْلَك يَا عاديُّ بَكِّي رَحُولًا ... عَبْدَكُم الفَيّادة القَمَيْثَلا «1». قمعل: القُمْعُل والقُلْعُم: القدَح الضَّخْمُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ؛ وَقَالَ رَاجِزُهُمْ يَنْعَتُ حَافِرَ الْفَرَسِ: بَلَتْهُم الأَرضُ بوَأْبٍ حَوْأَبِ، ... كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فوقَ الأَثْأَبِ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَدَحٌ قُمْعُل محدَّد الرأْس طَوِيلُهُ. والقُمْعَل والقُمْعُل: البظْر؛ عَنْهُ أَيضاً. والقِمْعال: سيِّد الْقَوْمِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِمْعال رَئِيسُ الرُّعاة، وَكَذَلِكَ القُمادِية؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ. وَيُقَالُ: خَرَجَ مُقَمْعِلًا إِذا كَانَ عَلَى الرَّعايا يأْمرهم وَيَنْهَاهُمْ. والقِمْعالة: أَعْظم الفَياشِل. وقَمْعَل النبتُ: خَرَجَتْ بَراعيمُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وهي القَماعِيل. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ فِي رأْسه عُجَر: فِي رأْسه قَماعِيل، وَاحِدُهَا قُمْعول؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ دُرَيْدٍ. ابْنُ الأَعرابي: القَعْمَلة الطَّرْجَهارة وَهِيَ القَمْعَلة. قنبل: القَنْبَلة والقَنْبل: طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْخَيْلِ، قِيلَ: هُمْ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلى الأَربعين وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: هُمْ جَمَاعَةُ النَّاسِ، قَنْبَلة مِنَ الْخَيْلِ، وقَنْبَلة من

_ (1). قوله [ويلك يا عادي إلخ] هكذا في الأصل

النَّاسِ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، وَالْجَمْعُ القَنَابِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَذَّبَ عَنْ عاناتِه القَنابِلا ... أَثْناءها، والرُّبَعَ القَنادِلا وقِدْرٌ قُنْبُلانِيَّة: تَجْمَعُ القَنْبَلَة مِنَ النَّاسِ أَي الْجَمَاعَةَ. وَرَجُلٌ قُنْبُل وقُنابِل: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. والقُنَابِل: الْعَظِيمُ الرأْس؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ: وعَرْبَةُ أَرْضٌ لَا يُحِلُّ حَرامَها، ... مِنَ النَّاسِ، غَيْرُ الشَّوْتَريّ القُنابِل «1» عَرَبةُ: اسْمُ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ. والشَّوْتريُّ: الْجَرِيءُ. والقُنابِل: حِمَارٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: زُعْبةَ والشَّحَّاجَ والقُنابِلا ابْنُ الأَعرابي: القُنْبُلة مِصْيدة يُصاد بِهَا النُّهَسُ، وَهُوَ أَبو بَراقِش. وقَنْبَل الرجلُ إِذا أَوقد القُنْبُل، وَهُوَ شجر. قنثل: الأَصمعي: القَنْثَلةُ أَن يَنْبُث التُّرَابَ إِذا مَشَى وَهُوَ مُقَنْثِل، وَقَالَ غَيْرُهُ النَّقْثَلة؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ كأَنه مقلوب. قنجل: القُنْجُل: العَبْد. قنحل: القُنْحُل: شرُّ الْعَبِيدِ. قندل: قَنْدَل الرجلُ: مَشى فِي اسْتِرْسَالٍ. والقَنْدَل: الطَّوِيلُ. والقَنْدل والقُنادِل: الضَّخْمُ الرأْس مِنَ الإِبل وَالدَّوَابِّ مِثْلُ العَنْدَل؛ قَالَ: تَرَى لَهَا رأْساً وَأًى قَنْدَلَّا أَراد قَنْدَلًا فثقَّل كَقَوْلِهِ: بِبازِلٍ وَجْناء أَو عَيْهَلِ وقَنْدَلَ الرجلُ: ضخُم رأْسه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وأَراه قَنْدَل الجمَل. الْجَوْهَرِيُّ: القَنْدَل الْعَظِيمُ الرأْس مِثْلُ العَنْدَل. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَنْدَل الْعَظِيمُ الرأْس والعَنْدَل الطَّوِيلُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يهدِي بِنا كُلُّ نِيافٍ عَنْدَلِ، ... رُكِّبَ فِي ضَخْم الذَّفارى قَنْدَلِ والقَنْدَوِيلُ: كالقَنْدَل، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَقِيلَ: القَنْدَوِيل الْعَظِيمُ الْهَامَةِ مِنَ الرِّجَالِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَنْدَوِيل: الطَّوِيلُ القَفا؛ وإِنّ فُلَانًا لقَنْدَلُ الرأْس وصَنْدَل الرأْس. وَيُقَالُ: مَرَّ الرَّجُلُ مُسَنْدِلًا ومُقَنْدِلًا، وَذَلِكَ اسْتِرْخَاءٌ فِي الْمَشْيِ. والقَنْدَليُّ: شَجَرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقِنْدِيل: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ فِعْلِيل. قندعل: القِنْدَعْلُ، بِالدَّالِ وَالذَّالِ: الأَحمق. قندفل: نَاقَةٌ قَنْدَفِيل: ضَخْمَةُ الرأْس؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: القَنْدَفِيل الضَّخْمُ؛ قَالَ الْمَخْرُوعُ السَّعْدِيُّ: وتحتَ رَحْلِي حُرَّة ذَمُولُ، ... مائرةُ الضَّبْعَيْنِ قَنْدَفِيلُ، للمَرْوِ فِي أَخْفافِها صَليلُ وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ قَنْدَوِيل، وَهِيَ الضَّخْمَةُ الرأْس أَيضاً، فأَما القَنْدَفِيل، بِالْفَاءِ، فَلَمْ يَرْوِهِ إِلا ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أَظنه معرَّباً كأَنه شبَّه نَاقَتَهُ بِفِيلٍ يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ كَنْدَهْ پيل. قنذعل: القِنْذَعْل، بِالدَّالِ وَالذَّالِ: الأَحمق.

_ (1). قوله [وعربة أرض إلخ] هي محركة وسكنها الشاعر ضرورة كما نبه على ذلك المجد في مادة عرب وأتى بعجز البيت: مِنَ النَّاسِ إِلَّا اللَّوْذَعِيُّ الحلاحل

قنصل: قُنْصُل: قَصِير. قنفل: القَنْفَل: العَنْز الضَّخْمَةُ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: عَنْزٌ مِنَ السُّكِّ ضَبُوبٌ قَنْفَلُ، ... تَكَادُ مِنْ غُزْرٍ تَدقُّ المِقْيَل وقُنْفُل: اسم. قنقل: القَنْقَلُ: مِكْيال عَظِيمٌ ضَخْمٌ؛ وَقَالَ: كَيْلَ عِدَاءٍ بالجُرَافِ القَنْقَلِ ... مِنْ صُبْرَةٍ، مِثْلِ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ وَقَالَ رؤبة: ما لكَ لَا تَجْرُفُها بالقَنْقَلِ؟ ... لَا خيرَ فِي الكَمأَةِ إِنْ لَمْ تَفْعَلِ وَفِي الْخَبَرِ: كَانَ تاجُ كِسْرَى مِثْلَ القَنْقَل الْعَظِيمِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: كَانَ لِكِسْرَى تَاجٌ يُسَمَّى الْقَنْقَلُ. قهل: القَهَل: كالقَرَهِ فِي قَشَف الإِنسان وقَذَر جلدِه. وَرَجُلٌ مُتَقَهِّل: لَا يتعهَّد جَسَدَهُ بِالْمَاءِ وَالنَّظَافَةِ. وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ مُتَقَهِّل يَابِسُ الجلد سيِء الْحَالِ مِثْلُ المُتَقَحِّل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَتاه شَيْخٌ مُتَقَهِّل أَي شعِث وسِخ. يُقَالُ: أَقْهَلَ الرجلُ وتَقَهَّل. الْمُحْكَمُ: قَهِلَ جلدُه وقَهَلَ وتَقَهَّلَ يبِس، فَهُوَ قَاهِل قاحِل؛ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اليُبْس مِنَ الْعِبَادَةِ قَالَ: مِنْ راهِبٍ مُتَبَتِّلٍ مُتَقَهِّلٍ، ... صادِي النهارِ لليلِه مُتَهَجِّد والقَهَل فِي الْجِسْمِ: القشَف، واليُبس القَرَهُ. وقَهِلَ قَهَلًا وتَقَهَّلَ: لَمْ يتعهَّد جِسْمَهُ بِالْمَاءِ وَلَمْ يُنَظِّفْهُ. والتَّقَهُّل: رَثاثة الملبَس والهيئةِ. وَرَجُلٌ مُتَقَهِّل إِذا كَانَ رَثَّ الْهَيْئَةِ متقشِّفاً. وأَقْهَلَ الرَّجُلُ: دنَّس نَفْسَهُ وتكلَّف مَا يَعِيبه؛ وأَنشد: خَلِيفة اللَّهِ بِلَا إِقْهال والقَهْل: كُفران الإِحسان. وقَهَلَه يَقْهَلُه قَهْلًا: أَثنى عَلَيْهِ ثَنَاءً قَبِيحًا. وقَهِلَ الرَّجُلُ قَهَلًا: استقلَّ الْعَطِيَّةَ وكفَر النِّعْمَةَ. وانْقَهَلَ: سَقَطَ وضعُف؛ فأَما قَوْلُهُ: ورأَيتُه لمَّا مررتُ ببَيْتِه، ... وَقَدِ انْقَهَلَّ فَمَا يُريد بَراحا فإِنه شَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ انْفَعَلَّ. الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً: انْقَهَلَ ضعُف وَسَقَطَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ انْقَهَلَّ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ، قَالَ: والانْقِهْلال السُّقُوطُ وَالضَّعْفُ؛ وأَورد الْبَيْتَ: وَقَدِ انْقَهَلَّ فَمَا يُريدُ بَراحا وَقَالَ: الْبَيْتُ لِرَيْسان بْنِ عِنْترة الْمُغَنِّي، قَالَ: وَعَلَى هَذَا يَكُونُ وَزْنُهُ افْعَلَلَّ بِمَنْزِلَةِ اشْمَأَزَّ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ انْفَعَلَّ. والتَّقَهُّل: شَكْوَى الْحَاجَةِ؛ وأَنشد: فَلَا تكوننَّ رَكِيكاً تَنْتَلا ... لَعْواً، إِذا لاقَيْته تَقَهَّلا، وإِنْ حَطَأْتَ كَتِفَيه ذَرْمَلا الرَّكِيكُ: الضَّعِيفُ، والتَّنْتَل: القذِر، والذَّرْمَلة: إِرْسال السَّلْح. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَهَلَ الرَّجُلُ قَهْلًا إِذا جَدَّف؛ قَالَهُ الأُموي. وَرَجُلٌ مِقْهال إِذا كَانَ مُجَدِّفاً كَفُوراً. وتَقَهَّلَ: مشَى مَشْيًا بَطِيئًا. وحيَّا اللَّهُ هَذِهِ القَيْهَلة أَي الطَّلْعة والوَجْه. وقَيْهَلٌ: اسْمٌ.

قهبل: القَهْبَلة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ. والقَهْبلة: الأَتان الْغَلِيظَةُ مِنَ الْوَحْشِ. الْفَرَّاءُ: حيَّا اللَّهُ قَهْبَلَته أَي حيَّا اللَّهُ وجهَه. ابْنُ الأَعرابي: حيَّا اللَّهُ قَهْبَله ومُحيَّاه وسَمَامَتَه وطَلَله وآلَه. أَبو العباس: الهاء زائدة فيبقى حيَّا اللَّهُ قَبَلَه أَي مَا أَقبل مِنْهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الْمُؤَرِّجُ: القَهْبَلة القَمْلة. قول: القَوْل: الْكَلَامُ عَلَى التَّرْتِيبِ، وَهُوَ عِنْدَ المحقِّق كُلُّ لَفْظٍ قَالَ بِهِ اللِّسَانُ، تَامًّا كَانَ أَو نَاقِصًا، تَقُولُ: قَالَ يَقُولُ قَولًا، وَالْفَاعِلُ قَائِل، وَالْمَفْعُولُ مَقُول؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَاعْلَمْ أَن قُلْتَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِنما وَقَعَتْ عَلَى أَن تَحْكِي بِهَا مَا كَانَ كَلَامًا لَا قَوْلًا، يَعْنِي بِالْكَلَامِ الجُمَل كَقَوْلِكَ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ وَقَامَ زَيْدٌ، وَيَعْنِي بالقَوْل الأَلفاظ الْمُفْرَدَةَ الَّتِي يُبْنَى الْكَلَامُ مِنْهَا كَزَيْدٍ مِنْ قَوْلِكَ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، وَعَمْرٌو مِنْ قَوْلِكَ قَامَ عَمْرٌو، فأَما تَجوُّزهم فِي تَسْمِيَتِهِمْ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْآرَاءَ قَوْلًا فلأَن الِاعْتِقَادَ يخفَى فَلَا يُعْرَفُ إِلَّا بِالْقَوْلِ، أَو بِمَا يَقُومُ مَقَامَ القَوْل مِنْ شَاهِدِ الْحَالِ، فَلَمَّا كَانَتْ لَا تَظْهَرُ إِلا بالقَوْل سُمِّيَتْ قَوْلًا إِذ كَانَتْ سَبَبًا لَهُ، وَكَانَ القَوْل دَلِيلًا عَلَيْهَا، كَمَا يسمَّى الشَّيْءَ بِاسْمِ غَيْرِهِ إِذا كَانَ مُلَابِسًا لَهُ وَكَانَ الْقَوْلُ دَلِيلًا عَلَيْهِ، فإِن قِيلَ: فَكَيْفَ عبَّروا عَنِ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْآرَاءِ بالقَوْل وَلَمْ يُعَبِّرُوا عَنْهَا بِالْكَلَامِ، وَلَوْ سَوَّوْا بَيْنَهُمَا أَو قَلَبُوا الِاسْتِعْمَالَ فِيهِمَا كَانَ مَاذَا؟ فَالْجَوَابُ: أَنهم إِنما فَعَلُوا ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ القَوْل بِالِاعْتِقَادِ أَشبه مِنَ الْكَلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّ الِاعْتِقَادَ لَا يُفْهَم إِلَّا بِغَيْرِهِ وَهُوَ الْعِبَارَةُ عَنْهُ كَمَا أَن القَوْل قَدْ لَا يتمُّ مَعْنَاهُ إِلَّا بِغَيْرِهِ، أَلا تَرَى أَنك إِذا قُلْتَ قَامَ وأَخليته مِنْ ضَمِيرٍ فإِنه لَا يَتِمُّ مَعْنَاهُ الَّذِي وُضِعَ فِي الْكَلَامِ عَلَيْهِ وَلَهُ؟ لأَنه إِنما وُضِع عَلَى أَن يُفاد مَعْنَاهُ مقترِناً بِمَا يُسْنَدُ إِليه مِنَ الْفَاعِلِ، وَقَامَ هَذِهِ نَفْسُهَا قَوْل، وَهِيَ نَاقِصَةٌ مُحْتَاجَةٌ إِلى الْفَاعِلِ كَاحْتِيَاجِ الِاعْتِقَادِ إِلى الْعِبَارَةِ عَنْهُ، فَلَمَّا اشْتَبَهَا مِنْ هُنَا عُبِّرَ عَنْ أَحدهما بِصَاحِبِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ الْكَلَامُ لأَنه وُضِعَ عَلَى الِاسْتِقْلَالِ وَالِاسْتِغْنَاءِ عَمَّا سِوَاهُ، والقَوْل قَدْ يَكُونُ مِنَ المفتقِر إِلى غَيْرِهِ عَلَى مَا قدَّمْناه، فَكَانَ بِالِاعْتِقَادِ الْمُحْتَاجِ إِلى الْبَيَانِ أَقرب وبأَنْ يعبَّر عَنْهُ أَليق، فَاعْلَمْهُ. وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ القَوْل فِي غَيْرِ الإِنسان؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: قَالَتْ لَهُ الطيرُ: تقدَّم رَاشِدًا، ... إِنك لَا ترجِعُ إِلا حامِدا وَقَالَ آخَرُ: قَالَتْ لَهُ العينانِ: سَمْعًا وَطَاعَةً، ... وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وَقَالَ آخَرُ: امتلأَ الْحَوْضُ وقَالَ: قَطْني وَقَالَ الْآخَرُ: بَيْنَمَا نَحْنُ مُرْتعُون بفَلْج، ... قَالَتِ الدُّلَّح الرِّواءُ: إِنِيهِ إِنِيهِ: صَوْت رَزَمة السَّحَابِ وحَنِين الرَّعْد؛ وَمِثْلُهُ أَيضاً: قَدْ قَالَتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جَازَ أَن يسمَّى الرأْي وَالِاعْتِقَادُ قَوْلًا، وإِن لَمْ يَكُنْ صَوْتًا، كَانَ تَسْمِيَتُهُمْ مَا هُوَ أَصوات قَوْلًا أَجْدَر بِالْجَوَازِ، أَلا تَرَى أَن الطَّيْرَ لَهَا هَدِير، وَالْحَوْضَ لَهُ غَطِيط، والأَنْساع لَهَا أَطِيط، وَالسَّحَابَ لَهُ دَوِيّ؟ فأَما قَوْلُهُ: قَالَتْ لَهُ العَيْنان: سَمْعاً وَطَاعَةً فإِنه وإِن لَمْ يَكُنْ مِنْهُمَا صَوْتٌ، فإِن الْحَالَ آذَنَتْ بأَن لَوْ كَانَ لَهُمَا جَارِحَةُ نُطْقٍ لَقَالَتَا سَمْعًا وَطَاعَةً؛ قَالَ

ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ حرَّر هَذَا الْمَوْضِعَ وأَوضحه عَنْتَرَةُ بِقَوْلِهِ: لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا المُحَاورة اشْتَكى، ... أَو كَانَ يَدْرِي مَا جوابُ تَكَلُّمي «2» وَالْجَمْعُ أَقْوال، وأَقاوِيل جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ يَقُولُ قَوْلًا وقِيلًا وقَوْلةً ومَقالًا ومَقالةً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ يُخَاطِبُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تحنّنْ علَيَّ، هَداكَ المَلِيك ... فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا وَقِيلَ: القَوْل فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، والقَال والقِيل فِي الشرِّ خَاصَّةً، وَرَجُلٌ قَائِلٌ مِنْ قَوْمٍ قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ. حَكَى ثَعْلَبٌ: إِنهم لَقالةٌ بِالْحَقِّ، وكذلك قَؤول وقَوُول، وَالْجَمْعُ قُوُل وقُوْل؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وَكَذَلِكَ قَوَّال وقَوَّالةٌ مِنْ قَوْمٍ قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوَالةٌ؛ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مِقْوَل، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، قَالَ: وَلَا يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَن مؤَنثه لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ. ومِقْوَال: كمِقْوَل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ عَلَى النسَب، كُلُّ ذَلِكَ حسَن القَوْل لسِن، وَفِي الصِّحَاحِ: كَثِيرُ القَوْل. الجوهري: رجل قَؤُول وَقَوْمٌ قُوُل مِثْلُ صَبور وصُبُر، وإِن شِئْتَ سَكَّنْتَ الْوَاوَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ قَؤُول وقُوْل، بإِسكان الْوَاوِ، تَقُولُ: عَوان وعُوْن الأَصل عُوُن؛ وَلَا يُحَرَّكُ إِلا فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل «3» . قَالَ: وَشَاهِدُ قوله رجل قَؤُول قَوْلُ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَوي: وعَوراء قَدْ قِيلَتْ فَلَمْ أَلْتَفِتْ لَهَا، ... وَمَا الكَلِمُ العُورانُ لِي بِقَبيل وأُعرِضُ عَنْ مَوْلَايَ، لَوْ شِئْتُ سَبَّني، ... وَمَا كُلُّ حِينٍ حِلْمُهُ بأَصِيل وَمَا أَنا، لِلشَّيْءِ الَّذِي لَيْسَ نافِعِي ... ويَغْضَب مِنْهُ صَاحِبِي، بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه ... خليلٌ، وَمَا قَلْبي لَهُ بخَلِيل وامرأَة قَوَّالَة: كَثِيرَةُ القَوْل، وَالِاسْمُ القَالَةُ والقَالُ والقِيل. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِنه لَمِقْوَل إِذا كَانَ بَيِّناً ظَرِيفَ اللِّسَانِ. والتِّقْولةُ، الكثيرُ الْكَلَامِ الْبَلِيغُ فِي حَاجَتِهِ. وامرأَة وَرَجُلٌ تِقْوالةٌ: مِنْطِيقٌ. وَيُقَالُ: كثُر القالُ والقِيلُ. الْجَوْهَرِيُّ: القُوَّل جَمْعُ قَائِل مِثْلُ راكِع ورُكَّع؛ قَالَ رُؤْبَةَ: فَالْيَوْمَ قَدْ نَهْنَهَني تنَهْنُهِي، ... أَوَّل حِلْمٍ لَيْسَ بالمُسَفَّهِ، وقُوَّل إِلَّا دَهٍ فَلا دَهِ وَهُوَ ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الْكَلَامِ فَصِيحٌ. التَّهْذِيبُ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ ذَا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وَابْنُ أَقْوالٍ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نُهِيَ عَنْ قِيل وقَالٍ وإِضاعةِ الْمَالِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ قِيلٍ وَقَالٍ نحوٌ وعربيَّة، وَذَلِكَ أَنه جَعَلَ القَال مَصْدَرًا، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ عَنْ قِيلٍ وقالٍ كأَنه قَالَ عَنْ قيلٍ وقَوْلٍ؟ يُقَالُ عَلَى هَذَا: قلتُ قَوْلًا وقِيلًا وَقَالًا، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: ذلك عيسى بنُ مَرْيَمَ قالَ الحقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ؛ فَهَذَا مِنْ هذا كأَنه

_ (2). وفي رواية أخرى: ولكان لو علمَ الكلامَ مُكَلمي (3). قوله [تمنحه إلخ] صدره كما في مادة سوك: أغر الثنايا أحم اللثات ... تَمْنَحُهُ سُوُكَ الإِسحل

قَالَ: قالَ قَوْلَ الْحَقِّ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: القالُ فِي مَعْنَى القَوْل مِثْلُ العَيْب والعابِ، قَالَ: وَالْحَقُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يُرَادُ بِهِ الله تعالى ذِكرُه كأَنه قَالَ قَوْلَ اللهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ القَالَةُ. يُقَالُ: كثرتْ قَالَةُ النَّاسِ، قَالَ: وأَصْل قُلْتُ قَوَلْتُ، بِالْفَتْحِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالضَّمِّ لأَنه يَتَعَدَّى. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ونهيِه عَنْ قِيلٍ وقَالٍ وَكَثْرَةِ السؤَال ، قَالَ: فَكَانَتَا كَالِاسْمَيْنِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَلَوْ خُفِضتا عَلَى أَنهما أُخرجتا مِنْ نِيَّةِ الْفِعْلِ إِلى نِيَّةِ الأَسماء كَانَ صَوَابًا كَقَوْلِهِمْ: أَعْيَيْتني مِنْ شُبٍّ إِلى دُبٍّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه نهَى عَنِ فُضُول مَا يتحدَّث بِهِ المُتجالِسون مِنْ قَوْلِهِمْ قِيلَ كَذَا وقَالَ كَذَا، قَالَ: وَبِنَاؤُهُمَا عَلَى كَوْنِهِمَا فِعْلَيْنِ مَاضِيَيْنِ محكيَّيْن متضمِّنين لِلضَّمِيرِ، والإِعراب عَلَى إِجرائهما مَجْرَى الأَسماء خِلْوَيْن مِنَ الضَّمِيرِ وإِدخال حَرْفِ التَّعْرِيفِ عَلَيْهِمَا لِذَلِكَ فِي قَوْلِهِمْ القِيل والقَال، وَقِيلَ: القالُ الِابْتِدَاءُ، والقِيلُ الْجَوَابُ، قَالَ: وَهَذَا إِنما يَصِحُّ إِذا كَانَتِ الرِّوَايَةُ قِيل وَقَالَ عَلَى أَنهما فِعْلان، فَيَكُونُ النَّهْيُ عَنِ القَوْل بِمَا لَا يَصِحُّ وَلَا تُعلم حقيقتُه، وَهُوَ كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا وأَما مَنْ حكَى مَا يَصِحُّ وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صَادِقٍ فَلَا وَجْهَ لِلنَّهْيِ عَنْهُ وَلَا ذَمَّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنه جَعَلَ الْقَالَ مَصْدَرًا كأَنه قَالَ: نَهَى عَنْ قيلٍ وقوْلٍ، وَهَذَا التأْويل عَلَى أَنهما اسْمَانِ، وَقِيلَ: أَراد النَّهْيَ عَنْ كَثْرَةِ الْكَلَامِ مُبتدئاً ومُجيباً، وَقِيلَ: أَراد بِهِ حِكَايَةَ أَقوال النَّاسِ وَالْبَحْثَ عَمَّا لَا يُجْدِي عَلَيْهِ خَيْرًا وَلَا يَعْنيه أَمرُه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَلا أُنَبِّئُكم مَا العَضْهُ؟ هِيَ النميمةُ القَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ أَي كَثْرَةُ القَوْلِ وإِيقاع الْخُصُومَةِ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا يَحْكِي البعضُ عَنِ الْبَعْضِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَفَشَتِ القَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ القَوْل والحديثَ. اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ كَثُرَ فِيهِ القالُ والقِيلُ، وَيُقَالُ إِن اشتِقاقَهما مِنْ كَثْرَةِ مَا يَقُولُونَ قَالَ وَقِيلَ لَهُ، وَيُقَالُ: بَلْ هُمَا اسْمَانِ مُشْتَقَّانِ مِنَ القَوْل، وَيُقَالُ: قِيلَ عَلَى بِنَاءِ فِعْل، وقُيِل عَلَى بِنَاءِ فُعِل، كِلَاهُمَا مِنَ الْوَاوِ وَلَكِنَّ الْكَسْرَةَ غَلَبَتْ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ. الْفَرَّاءُ: بَنُو أَسد يَقُولُونَ قُولَ وقِيلَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ، ... وقُولَ لَا أَهلَ لَهُ وَلَا مالْ بِمَعْنًى وقِيلَ: وأَقْوَلَهُ مَا لَمْ يَقُلْ وقَوَّلَه مَا لَمْ يَقُل، كِلاهما: ادَّعَى عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ أَقَالَهُ مَا لَمْ يقُل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً، قَالَ: والإِتمام لُغَةُ أَبي الْجَرَّاحِ. وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني مَا لَمْ آكُل أَي ادّعَيْته عَليَّ. قَالَ شَمِرٌ: تَقُولُ قَوَّلَني فُلان حَتَّى قلتُ أَي عَلَّمَنِي وأَمرني أَن أَقول، قَالَ: قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني مَا أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني عَلَى القَوْل. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ حِينَ قِيلَ لَهُ: مَا تقول في عثمان وعلي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؟ فَقَالَ: أَقول فِيهِمَا مَا قَوَّلَنِيَ اللَّهُ تَعَالَى؛ ثُمَّ قرأَ: وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (الْآيَةَ). وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: سَمِعَ امرأَة تندُب عمَر فَقَالَ: أَما وَاللَّهِ مَا قالتْه وَلَكِنْ قُوِّلَتْه أَي لُقِّنَته وعُلِّمَته وأُلْقِيَ عَلَى لِسَانِهَا يَعْنِي مِنْ جَانِبِ الإِلْهام أَي أَنه حَقِيقٌ بِمَا قَالَتْ فِيهِ. وتَقَوَّلَ قَوْلًا: ابتدَعه كذِباً. وتَقَوَّلَ فُلَانٌ عليَّ بَاطِلًا أَي قَالَ عَليَّ مَا لَمْ أَكن قلتُ وَكَذِبَ عليَّ؛

وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ . وَكَلِمَةٌ مُقَوَّلَة: قِيلتْ مرَّة بَعْدَ مرَّة. والمِقْوَل: اللِّسَانُ، وَيُقَالُ: إِنَّ لِي مِقْوَلًا، وَمَا يسُرُّني بِهِ مِقْوَل، وَهُوَ لِسَانُهُ. التَّهْذِيبُ: أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا، قَالَ: اعْلَمْ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: قَالَ إِنه وَزَعَمَ أَنه، فَكَسَرُوا الأَلف فِي قَالَ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَفَتَحُوهَا فِي زَعَمَ، لأَن زَعَمَ فِعْل وَاقِعٌ بِهَا متعدٍّ إِليها، تَقُولُ زَعَمْتُ عبدَ اللَّهِ قَائِمًا، وَلَا تَقُولُ قُلْتُ زَيْدًا خَارِجًا إِلَّا أَن تُدْخِلَ حَرْفًا مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِفْهَامِ فِي أَوله فَتَقُولُ: هَلْ تَقُولُه خَارِجًا، وَمَتَى تَقُولُه فعَل كَذَا، وَكَيْفَ تَقُولُه صَنَعَ، وعَلامَ تَقُولُه فَاعِلًا، فَيَصِيرُ عِنْدَ دُخُولِ حُرُوفِ الِاسْتِفْهَامِ عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ الظَّنِّ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ: مَتَى تَقُولُني خَارُجًا، وَكَيْفَ تَقُولُك صَانِعًا؟ وأَنشد: فَمَتَى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا قَالَ الْكُمَيْتُ: عَلامَ تَقُولُ هَمْدانَ احْتَذَتْنا ... وكِنْدَة، بالقوارِصِ، مُجْلِبينا؟ وَالْعَرَبُ تُجْري تَقُولُ وَحْدَهَا فِي الِاسْتِفْهَامِ مَجْرَى تظنُّ فِي الْعَمَلِ؛ قَالَ هُدْبَةُ بْنُ خَشْرم: مَتَّى تَقُولُ القُلُصَ الرَّواسِما ... يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما؟ فَنَصَبَ القُلُص كَمَا يُنْصَبُ بالظنِّ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: عَلامَ تَقُولُ الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي، ... إِذا أَنا لَمْ أَطْعُنْ، إِذا الخيلُ كَرَّتِ؟ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ، ... فَمَتَى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا؟ قَالَ: وَبَنُو سُلَيْمٍ يُجْرون متصرِّف قُلْتُ فِي غَيْرِ الِاسْتِفْهَامِ أَيضاً مُجْرى الظنِّ فيُعدُّونه إِلى مَفْعُولَيْنِ، فَعَلَى مَذْهَبِهِمْ يَجُوزُ فَتْحُ أنَّ بَعْدَ القَول. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَمِعَ صوْت رَجُلٍ يقرأُ بِاللَّيْلِ فَقَالَ أَتَقُولُه مُرائياً أَي أَتظنُّه؟ وَهُوَ مختصٌّ بِالِاسْتِفْهَامِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: البِرَّ تَقُولون بهنَ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ، قَالَ: وفِعْلُ القَوْلِ إِذا كَانَ بِمَعْنَى الْكَلَامِ لَا يعمَل فِيمَا بَعْدَهُ، تَقُولُ: قلْت زَيْدٌ قَائِمٌ، وأَقول عَمْرٌو مُنْطَلِقٌ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُعمله فَيَقُولُ قلْت زَيْدًا قَائِمًا، فإِن جعلتَ القَوْلَ بِمَعْنَى الظَّنِّ أَعملته مَعَ الِاسْتِفْهَامِ كَقَوْلِكَ: مَتَى تَقُولُ عمراً ذاهباً، وأَ تَقُولُ زَيْدًا مُنْطَلِقًا؟ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا أَحسن قِيلَك وقَوْلَك ومَقالَتَكَ ومَقالَك وقالَك، خَمْسَةُ أَوجُه. اللَّيْثُ: يُقَالُ انتشَرَت لِفُلَانٍ فِي النَّاسِ قالةٌ حَسَنَةٌ أَو قالةٌ سَيِّئَةٌ، والقَالَةُ تَكُونُ بِمَعْنَى قائلةٍ، والقَالُ فِي مَوْضِعِ قَائِلٍ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ لِقَصِيدَةٍ: أَنا قالُها أَي قائلُها. قَالَ: والقَالَةُ القَوْلُ الْفَاشِي فِي النَّاسِ. والمِقْوَل: القَيْل بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المِقْوَل والقَيْل الْمَلِكُ مِنْ مُلوك حِمْير يَقُول مَا شَاءَ، وأَصله قَيِّل؛ وقِيلَ: هُوَ دُونَ الْمَلِكِ الأَعلى، وَالْجَمْعُ أَقْوال. قَالَ سِيبَوَيْهِ: كسَّروه عَلَى أَفْعال تَشْبِيهًا بِفَاعِلٍ، وَهُوَ المِقْوَل وَالْجَمْعُ مَقاوِل ومَقاوِلة، دَخَلَتِ الْهَاءُ فِيهِ عَلَى حدِّ دُخُولِهَا فِي القَشاعِمة؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَهَا غَلَلٌ مِنْ رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيمان عُجْمٍ، يَنْصُفُون المَقاوِلا

والمرأَة قَيْلةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل قَيْل قَيِّل، بِالتَّشْدِيدِ، مِثْلُ سَيِّد مِنْ سَادَ يَسُود كأَنه الَّذِي لَهُ قَوْل أَي ينفُذ قولُه، وَالْجَمْعُ أَقْوال وأَقْيال أَيضاً، وَمَنْ جمَعه عَلَى أَقْيال لَمْ يَجْعَلِ الْوَاحِدَ مِنْهُ مشدَّداً؛ التَّهْذِيبُ: وَهُمُ الأَقْوال والأَقْيَال، الْوَاحِدُ قَيْل، فَمَنْ قَالَ أَقْيال بَنَاهُ عَلَى لَفْظِ قَيْل، وَمَنْ قَالَ أَقْوال بَنَاهُ عَلَى الأَصل، وأَصله مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ؛ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَتَبَ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر وَلِقَوْمِهِ: مِنْ محمدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِلى الأَقْيال العَباهِلة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الأَقْيال ملوك باليمن دُونَ الْمَلِكِ الأَعظم، واحدُهم قَيْل يَكُونُ مَلِكًا عَلَى قَوْمِهِ ومِخْلافِه ومَحْجَره، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيَ الْمَلِكُ قَيْلًا لأَنه إِذا قَالَ قَوْلًا نفَذ قولُه؛ وَقَالَ الأَعشى فَجَعَلَهُمْ أَقْوالًا: ثُمَّ دانَتْ، بَعْدُ، الرِّبابُ، وَكَانَتْ ... كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ قَالَ: الأَقْوال جَمْعُ قَيْل، وَهُوَ الْمَلِكُ النَّافِذُ القَوْل والأَمرِ، وأَصله قَيْوِل فَيْعِل مِنَ القَوْل، حُذِفَتْ عَيْنُهُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ أَموات فِي جَمْعِ ميْت مُخَفَّفِ مَيِّتٍ، قَالَ: وأَما أَقْيال فَمَحْمُولٌ عَلَى لَفْظِ قَيْل كَمَا قِيلَ أَرْياح فِي جَمْعِ رِيحٍ، وَالشَّائِعُ المَقِيس أَرْواح. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وَقَالَ بِه : تعطَّف العِزَّ أَي اشْتَمَلَ بالعِزِّ فَغَلَبَ بِالْعِزِّ كلَّ عَزِيزٍ، وأَصله مِنَ القَيْل ينفُذ قولُه فِيمَا يُرِيدُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَى وَقَالَ بِهِ أَي أَحبَّه واختصَّه لِنَفْسِهِ، كَمَا يُقال: فُلَانٌ يَقُول بِفُلَانٍ أَي بمحبَّته واختصاصِه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ حَكَم بِهِ، فإِن القَوْل يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى الحُكْم. وَفِي الْحَدِيثِ: قُولُوا بقَوْلكم أَو بَعْضِ قَوْلِكم وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشَّيْطَانُ أَي قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم، يَعْنِي ادْعُونِي رَسُولًا وَنَبِيًّا كَمَا سمَّاني اللَّهُ، وَلَا تُسَمُّونِي سيِّداً كَمَا تسمُّون رُؤَسَاءَكُمْ، لأَنهم كَانُوا يحسَبون أَن السِّيَادَةَ بِالنُّبُوَّةِ كَالسِّيَادَةِ بأَسباب الدُّنْيَا، وَقَوْلُهُ بَعْضِ قولِكم يَعْنِي الاقتصادَ فِي الْمَقَالِ وتركَ الإِسراف فِيهِ، قَالَ: وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا مَدَحُوهُ فَكَرِهَ لَهُمُ الْمُبَالَغَةَ فِي الْمَدْحِ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ، يُرِيدُ تكلَّموا بِمَا يحضُركم مِنَ القَوْلِ وَلَا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشَّيْطَانِ ورُسُلُه تنطِقون عَنْ لِسَانِهِ. واقْتال قَوْلًا: اجْتَرَّه إِلى نفسِه مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. واقْتَالَ عَلَيْهِمُ: احْتَكَم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للغَطَمَّش مِنْ بَنِي شَقِرة: فبالخَيْر لَا بالشرِّ فارْجُ مَوَدَّتي، ... وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتَالُ مِنِّي التَّرَهُّبُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ عَدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ فِي رُقْية النَّمْلة: العَرُوس تَحْتَفِل، وتَقْتالُ وتَكْتَحِل، وكلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلْ، غَيْرَ أَن لَا تَعْصِي الرَّجُلْ؛ قَالَ: تَقْتَال تَحْتَكِم عَلَى زَوْجِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: اقْتال عَلَيْهِ أَي تحكَّم؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَويّ: ومنزلَةٍ فِي دَارِ صِدْق وغِبْطةٍ، ... وَمَا اقْتَال مِنْ حُكْمٍ عَليَّ طَبيبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده بِالرَّفْعِ ومنزلةٌ لأَن قَبْلَهُ: وخَبَّرْتُماني أَنَّما الموتُ فِي القُرَى، ... فَكَيْفَ وَهَاتَا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سَمَاءٍ كَانَ غَيْرَ مَحَمَّة ... بِبَرِّيَّةٍ، تَجْري عَلَيْهِ جَنُوبُ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: ولمِثْلِ الَّذِي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الدهر ... تَأْبى حُكُومَةَ المُقْتالِ وقاوَلْته فِي أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: وإِنَّ اللَّهَ نافِلةٌ تُقَاهُ، ... وَلَا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ أَي وَلَا يَقُولُهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فإِنَّ اللَّهَ، بِالْفَاءِ؛ وَقَبْلَهُ: حَمِدْتُ اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ: القُلَةُ، مَقْلُوبٌ مغيَّر، وَهُوَ العُود الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهُ قِيلان؛ قَالَ: وأَنا فِي ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الْجَوْهَرِيُّ: القالُ الْخَشَبَةُ الَّتِي يضرَب بِهَا القُلَة؛ وأَنشد: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بينَهُم، ... نَزْوُ القُلاة، قَلَاهَا قالُ قالِينا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ يُرْوَى لِابْنِ مُقْبِلٍ، قَالَ: وَلَمْ أَجده فِي شِعْرِهِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ اقْتَالَ بِالْبَعِيرِ بَعِيرًا وَبِالثَّوْبِ ثَوْبًا أَي اسْتَبْدَلَهُ بِهِ، وَيُقَالُ: اقْتَالَ باللَّوْن لَوْناً آخَرَ إِذا تَغَيَّرَ مِنْ سفرٍ أَو كِبَر؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا، ... وَكَانَ هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ قَالُوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه، وقُلْنا بِهِ أَي قَتَلْناه؛ وأَنشد: نَحْنُ ضَرَبْنَاهُ عَلَى نِطَابه، ... قُلْنا بِهِ قُلْنا بِهِ قُلْنا بِهِ أَي قَتَلْناه، والنَّطابُ: حَبْل العاتِقِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: فقَالَ بِالْمَاءِ عَلَى يَده ؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فقَالَ بِثَوبه هَكَذَا ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الْقَوْلَ عِبَارَةً عَنْ جَمِيعِ الأَفعال وتطلِقه عَلَى غَيْرِ الْكَلَامِ وَاللِّسَانِ فَتَقُولُ قَالَ بِيَده أَي أَخذ، وقَالَ برِجْله أَي مَشَى؛ وَقَدْ تقدَّم قَوْلُ الشَّاعِرِ: وقَالَتْ لَهُ العَيْنانِ: سَمْعًا وَطَاعَةَ أَي أَوْمَأَتْ، وقَالَ بِالْمَاءِ عَلَى يدِه أَي قَلب، وقَالَ بِثَوْبٍ أَي رفَعَه، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَجَازِ وَالِاتِّسَاعِ كَمَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ السَّهْوِ قَالَ: مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالُوا: صدَق ، رُوِيَ أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نَعَمْ وَلَمْ يتكلَّموا؛ قَالَ: وَيُقَالُ قَالَ بِمَعْنَى أَقْبَلَ، وَبِمَعْنَى مَالَ واستراحَ وضرَب وغلَب وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ جُرَيْجٍ: فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه ؛ همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ، وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً. قيل: الْقَائِلَةُ: الظَّهِيرة. يُقَالُ: أَتانا عِنْدَ القائِلة، وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى القَيْلولة أَيضاً، وَهِيَ النَّوْم فِي الظَّهِيرَةِ. الْمُحْكَمُ: الْقَائِلَةُ نِصفُ النَّهَارِ. اللَّيْثُ: القَيْلُولَة نَوْمةُ نِصْف النَّهَارِ، وَهِيَ القَائِلَةُ، قَالَ يَقِيلُ، وَقَدْ قَالَ الْقَوْمُ قَيْلًا وقَائِلَةً وقَيْلُولَةً ومَقَالًا ومَقِيلًا، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. والمَقِيلُ أَيضاً: الْمَوْضِعُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ المَقَال لمَوْضع القَيْلولة، قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا إِنْ يَرْعَوِينَ لِمَحْلِ سَبْتٍ، ... وَمَا إِنْ يَرْعَوينَ عَلَى مَقَالَ وَقَالَتْ قُرَيْشٌ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْل أَن فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الفُتوحَ: إِنَّا لأَكْرَمُ مُقاماً

وأَحسن مَقِيلًا، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ، قَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ بَعْضُ المحدِّثين يُرْوَى أَنه يُفْرَغ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ فِي نِصْف ذَلِكَ الْيَوْمِ فَيَقِيلُ أَهل الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وأَهلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ، قَالَ: وَأَهل الْكَلَامِ إِذا اجْتَمَعَ لَهُمْ أَحمق وَعَاقِلٌ لَمْ يَسْتَجِيزُوا أَن يَقُولُوا: هَذَا أَحمق الرَّجُلَيْنِ وَلَا أَعْقل الرَّجُلَيْنِ، وَيَقُولُونَ: لَا تَقُولُ هَذَا أَعْقل الرَّجُلَيْنِ إِلا لِعَاقِلٍ يفضُل عَلَى صَاحِبِهِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا فَجَعَلَ أَهل الْجَنَّةِ خَيْرًا مستَقرًّا مِنْ أَهل النَّارِ، وَلَيْسَ فِي مستَقرِّ أَهل النَّارِ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ، فَاعْرِفْ ذَلِكَ مِنْ خَطَئِهِمْ، وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: إِنما جَازَ ذَلِكَ لأَنه مَوْضِعٌ فَيُقَالُ هَذَا الْمَوْضِعُ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، وإِذا كَانَ نَعْتًا لَمْ يَسْتَقِمْ أَن يَكُونَ نعتُ وَاحِدٍ لِاثْنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، قَالَ الأَزهري: وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزجَّاج وَقَالَ: يُفْرَق بَيْنَ المَنازِل والنُّعوت. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والقَيْلولة عِنْدَ الْعَرَبِ والمَقِيلُ الِاسْتِرَاحَةُ نِصْفَ النَّهَارِ إِذا اشتدَّ الْحَرُّ وإِن لَمْ يَكُنْ مَعَ ذَلِكَ نَوْمٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَن الْجَنَّةَ لَا نَوْمَ فِيهَا. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: قِيلوا، فإِن الشَّيَاطِينَ لَا تَقِيل. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لَا يُقِيلُ مَالًا وَلَا يُبِيتُه أَي كَانَ لَا يُمسِك مِنَ الْمَالِ مَا جَاءَهُ صَبَاحًا إِلى وقْت الْقَائِلَةِ، وَمَا جَاءَهُ مَسَاءً لَا يُمسِكه إِلى الصَّبَاحِ. والمَقِيل والقَيْلولة: الِاسْتِرَاحَةُ نصفَ النَّهَارِ وإِن لَمْ يَكُنْ مَعَهَا نَوْمٌ، يُقَالُ: قَالَ يَقِيلُ قَيْلُولَة، فَهُوَ قَائِل. وَمِنْهُ حَدِيثِ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل: مَا مُهاجِرٌ كمَن قَالَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا مُهَجِّر ، أَي لَيْسَ مَنْ هاجَر عَنْ وَطَنه أَو خَرَجَ فِي الهاجِرة كمَن سكَن فِي بَيْتِهِ عِنْدَ الْقَائِلَةِ وأَقام بِهِ، وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد: رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَيْ أُمّ مَعْبَدِ أَي نَزَلَا فِيهَا «4» عِنْدَ الْقَائِلَةِ إِلا أَنه عدَّاه بِغَيْرِ حَرْفِ جرٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ بِتِعْهِن وَهُوَ قَائِل السُّقْيا ، تِعْهِنُ والسُّقْيا: مَوْضِعَانِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، أَي أَنه يَكُونُ بالسُّقْيا وقْتَ الْقَائِلَةِ، أَو هُوَ مِنَ القوْل أَي يَذْكُرُ أَنه يَكُونُ بالسُّقْيا، وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجَنَائِزِ: هَذِهِ فُلانة مَاتَتْ ظُهْراً وأَنت صَائِمٌ قَائِلٌ أَي سَاكِنٌ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ الْقَائِلَةِ، وَفِي شِعْرِ ابْنِ رَواحة: اليَوْمَ نَضْرِبْكُم عَلَى تَنْزِيلِه، ... ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِه الهامُ: جمعُ هامةٍ وَهِيَ أَعلى الرأْس، ومَقِيلُه: مَوْضِعُهُ، مستعارٌ مِنْ مَوْضِعِ الْقَائِلَةِ، وَسُكُونُ الْبَاءِ مِنْ نَضْرِبْكم مِنْ جَائِزَاتِ الشِّعْرِ، وموضعُها الرفعُ. وتَقَيَّلوا: نَامُوا فِي الْقَائِلَةِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَالُ مَا أَقْيَلَه، استَغْنوا عَنْهُ بِمَا أَنْوَمَهُ كَمَا قَالُوا تركْتُ وَلَمْ يَقُولُوا ودَعْتُ لَا لعلَّةٍ. وَرَجُلٌ قَائِلٌ وَالْجَمْعُ قُيَّلٌ، بِالتَّشْدِيدِ، وقُيَّال، والقَيْلُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ كالشَّرْب والصَّحْب والسَّفْر، قَالَ: إِن قَالَ قَيْلٌ لَمْ أَقِلْ فِي القُيَّل فَجَاءَ بالجَمْعَيْن، وقَيل: هُوَ جَمْعُ قَائِل. وَمَا أَكْلأَ قَائِلَتَه أَي نَوْمَه، فَأَمَّا قَوْلُ الْعَجَّاجِ: إِذا بَدَا دُهانِجٌ ذُو أَعْدَال «5» فَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْفِعْلِ الَّذِي هُوَ قَالَ كضرَّاب وشَتَّام،

_ (4). قوله [فيها] هكذا في الأصل والنهاية بضمير الإِفراد والمناسب فيهما بضمير التثنية. (5). قوله [فَأَمَّا قَوْلُ الْعَجَّاجِ إِذَا بدا إلخ] هكذا في الأصل ولعل الشاهد فيما بعده.

وَقَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَب، كَمَا قَالُوا نَبَّال لِصَاحِبِ النَّبْل. وشَرِبَتِ الإِبلُ قَائِلَةً أَي فِي الْقَائِلَةِ، كَقَوْلِكَ شرِبَتْ ظَاهِرَةً أَي فِي الظَّهِيرة، وَقَدْ يَكُونُ قَائِلَةً هُنَا مَصْدَرًا كالعافِية. وأَقَالَها هُوَ وقَيَّلَها: أَوردها ذَلِكَ الوقْت. واقْتَالَ: شَرِبَ نصْفَ النَّهَارِ. والقَيْلُ: اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَبُ نِصْفَ النَّهَارِ وقْتَ القَائِلَة، وَقَوْلُهُ: وَكَيْفَ لَا أَبْكي، عَلَى عِلَّاتي، ... صَبَائِحِي غَبائِقِي قَيلاتي عَنى بِهِ ذَوَاتَ قَيْلاتي، فقَيْلات عَلَى هَذَا جَمْعُ قَيْلَةٍ الَّتِي هِيَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ القَيْل، الأَزهري: أَنشدني أَعرابي: مَا لِيَ لَا أَسْقِي حُبَيِّباتي، ... وهُنَّ يَوْمَ الوِرْدِ أُمَّهاتي، صَبَائِحي غَبائِقي قَيْلاتي أَراد بِحُبَيِّباتِه إِبِلَه الَّتِي يَسْقِيها ويشرَبُ أَلْبانها، جعلهنَّ كأُمَّهاته. والقَيُول: كالقَيْل اسْمٌ كالصَّبُوح والغَبُوق. وقَيَّلَ الرجلَ: سَقَاهُ القَيْل. وتَقَيَّلَ هُوَ القَيْلَ: شَرِبه، أَنشد ثَعْلَبٌ: وَلَقَدْ تَقَيَّلَ صَاحِبِي مِنْ لِقْحةٍ ... لَبَناً يَحِلّ، ولحمُها لَا يُطْعَم الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ قَيَّلَه فَتَقَيَّلَ أَي سَقَاهُ نصفَ النَّهَارِ فَشَرِبَ، قَالَ الرَّاجِزُ: يَا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق، ... مُقَيَّل أَو مَغْبُوقْ، مِنْ لَبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ وَيُقَالُ: هُوَ شَرُوب لِلْقَيْل إِذا كَانَ مِهْيافاً دَقِيقَ الخَصْر يَحْتَاجُ إِلى شُرْبٍ نِصْفَ النَّهَارِ. وقالَ يَقِيلُ قَيْلًا إِذا شَرِبَ نصفَ النَّهَارِ، وتَقَيَّلَ أَيضاً. وَحَكَى ابْنُ دَرَسْتَوَيْه اقْتَالَ، وَوَزْنُهُ افْتَعَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ قَوَلَ. واقْتَلْتُ اقْتِيَالًا إِذا شَرِبْتَ القَيْل. التَّهْذِيبُ: القَيْل شُرْب نِصْفَ النَّهَارِ، وأَنشد: يُسْقَيْنَ رَفْهاً بِالنَّهَارِ والليلْ، ... مِنَ الصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْلْ جَعَلَ القَيْل هَاهُنَا شَرْبة نِصْفَ النَّهَارِ، وَقَالَتْ أُم تأَبَّط شَرًّا: مَا سَقَيْتُه غَيْلًا، وَلَا حَرَمْتُه قَيْلًا. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وأَكْتَفِي مِنْ حَمْلِه بالقَيْلَة ، القَيْلَة والقَيْلُ: شُرْب نِصْفَ النَّهَارِ يَعْنِي أَنه يَكْتَفِي بِتِلْكَ الشَّرْبَةِ لَا يَحْتَاجُ إِلى حَمْلِهَا للخِصْب وَالسَّعَةِ. وتَقَيَّلَ النَّاقَةَ: حلَبها عِنْدَ الْقَائِلَةِ، تَقُولُ: هَذِهِ قَيْلي وقَيْلَتي. وَفِي تَرْجَمَةِ صبح: والقَيْلُ والقَيْلَة النَّاقَةُ الَّتِي تحلَب فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي يَشْرَبُونَ لَبَنها نِصْفَ النَّهَارِ قَيْلة، وهُنَّ قَيْلاتي للِّقاح الَّتِي يَحْتَلِبونها وَقْتَ الْقَائِلَةِ. والمِقْيَل: مِحْلَب ضَخْمٌ يحلَب فِيهِ فِي الْقَائِلَةِ، عَنِ الْهَجَرِيِّ وأَنشد: عَنْزٌ مِنَ السُّكِّ ضَبوبٌ قَنْفَلْ، ... تَكادُ مِنْ غُزْرٍ تَدُقُّ المِقْيَلْ وقَالَهُ البيعَ قَيْلًا وأَقالَهُ إِقالةً، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنَّ قِلْتُهُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. واستَقَالَني: طَلَبَ إِليَّ أَنْ أُقِيلَه. وتَقَايَلَ البيِّعان: تَفاسَخا صَفْقَتهما. وتركْتُهما يَتَقَايَلان البيعَ أَي يَسْتَقِيل كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. وَقَدْ تَقَايَلا بعد ما تَبَايَعَا أَي تَتَاركا.

فصل الكاف

وأَقَلْتُه البيعَ إِقَالَةً: وَهُوَ فسخُه، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا قِلْتُه البيعَ فأَقَالَني إِيَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَقَالَ نادِماً أَقَالَهُ اللَّه مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَقَالَه اللَّه عَثْرَته ، أَي وَافَقَهُ عَلَى نَقْض الْبَيْعِ وأَجابه إِليه. يُقَالُ: أَقَالَه يُقِيلُه إِقَالةً. وتَقايَلا إِذا فَسَخَا الْبَيْعَ وَعَادَ الْمَبِيعُ إِلى مَالِكِهِ والثمنُ إِلى الْمُشْتَرِي إِذا كَانَ قَدْ نَدِم أَحدهما أَو كِلاهما، قَالَ: وَتَكُونُ الإِقالة فِي البَيعة وَالْعَهْدِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: لَمَّا قُتل عُثْمَانُ قُلْتُ لَا أَسْتَقِيلُها أَبداً أَي لَا أُقِيل هَذِهِ العَثْرة وَلَا أَنساها: والاستِقَالَة: طَلب الإِقالة. وتَقَيَّل الماءُ في المكان المنخفص: اجْتَمَعَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ تَقَيَّلَ فُلَانٌ أَباه وتقيَّضه تَقَيُّلًا وتقيُّضاً إِذا نَزَعَ إِليه فِي الشبَه. وَيُقَالُ: أَقَالَ اللَّهُ فُلَانًا عَثْرته بِمَعْنَى الصَّفْح عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقِيلوا ذَوِي الهيئَات عَثَراتِهم ، وأَقَالَ اللَّهُ عَثْرتك وأَقالَكَها. والقَيْل: المَلِك مِنْ مُلُوكِ حِمْير يَتَقَيَّلُ مَنْ قَبْله مِنْ مُلُوكِهِمْ يُشْبِهه، وَجَمْعُهُ أَقْيال وقُيُول وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِلى قَيْل ذِي رُعَيْنٍ أَي مَلِكها، وَهِيَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ تنسَب إِلى ذِي رُعَيْنٍ، وَهُوَ مِنْ أَذْواء الْيَمَنِ ومُلوكِها. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الأَقْيال الْمُلُوكُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يخصَّ بِهَا مُلُوكَ حِمْير. واقْتَالَ شَيْئًا بِشَيْءٍ: بَدَّله، عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ أَدخِل بعيرَك السُّوقَ واقْتَلْ بِهِ غيرَه أَي اسْتَبْدِلْ بِهِ، وأَنشد: واقْتَلْت بالجِدَّة لَوْناً أَطْحَلا أَي اسْتَبْدَلْتُ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ قَوَلَ: وِرْد هُموم طَرَقَتْ بالبَلْبَالْ، ... وظُلم ساعٍ وأَمير مُقْتَالْ أَي مُختار قَدْ جُعل بَدَلًا مِنْ غيره. قال أَبو مصنور: والمُقَايَلة والمُقايَضة الْمُبَادَلَةُ، يُقَالُ: قَايَضه وقَايَلَه إِذا بادَله. والقَيْلة والقِيلة: الأُدْرةُ. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْبَيْتِ: وَلَا حَامِلَ القِيلَة ، القِيلة، بِالْكَسْرِ: الأُدرة وَهُوَ انْتِفَاخُ الخُصْية. وَرَمَاهُ اللَّهُ بقِيلَة، مَكْسُورَةٍ، أَي الأَدَرِ. وَقِيلَ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ عَادٍ. وقَيْلٌ: وافِد عَادٍ. وقَيْلَةُ: مَوْضِعٌ. وقَيْلَة: أُمُّ الأَوْس والخَزْرَج. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: ابْنَي قَيْلة ، يُرِيدُ الأَوسَ والخزرجَ قَبِيلَتَيِ الأَنصار. وقَيْلة: اسْمُ أُمٍّ لَهُمْ قَدِيمَةٍ، وَهِيَ قَيْلَة بِنْتُ كاهِل. وقِيَال، بِكَسْرِ الْقَافِ: اسْمُ جَبَلٍ بالبادية عال. فصل الكاف كأل: الكأْلُ: أَن تَشْتَرِيَ أَو تَبِيعَ دَيْناً لَكَ عَلَى رَجُلٍ بدَينٍ لَهُ عَلَى آخَرَ، وَكَذَلِكَ الكأْلة والكُؤولة؛ كُلُّهُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والكَوَأْلَلُ: الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ مَعَ غِلَظ وَشِدَّةٍ. وَقَدِ اكْوَأَلَّ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُكْوَئِلٌّ إِذا قصُر. والمُكْوَئِلُّ: الْقَصِيرُ الأَفْحَجُ؛ الأَصمعي: إِذا كَانَ فِيهِ قِصَرٌ وَغِلَظٌ مَعَ شِدَّةٍ قِيلَ رَجُلٌ كَوَأْلَل وكَأْلَل وكُلاكِل. كبل: الكَبْل: قَيْد ضَخْمٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الكَبْل والكِبْل القَيْد مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ الأَقْياد، وَجَمْعُهُمَا كُبُول. يُقَالُ: كَبَلْت الأَسير وكَبَّلْته إِذا قيَّدته، فَهُوَ مَكْبُول ومُكَبَّل. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ القَيْد والكَبْل والنِّكْل والوَلْمُ والقُرْزُل والمَكْبُول: الْمَحْبُوسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ضَحِكْت مِنْ قَوْمٍ يؤْتى بِهِمْ إِلى الْجَنَّةِ فِي كَبْل الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مرثَد: ففُكَّت

عَنْهُ أَكْبُله ؛ هِيَ جَمْعُ قِلَّة للكَبْل القَيْدِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: مُتَيَّم إِثْرَها لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ أَي مقيَّد. وكَبَلَه يَكْبِلُه كَبْلًا وكَبَّلَه وكَبَلَه كَبْلًا: «1» حَبسه فِي سِجْنٍ أَو غَيْرِهِ، وأَصله مِنَ الكَبْل؛ قَالَ: «2». إِذا كنتَ فِي دارٍ يُهِينُكَ أَهلُها، ... وَلَمْ تَكُ مَكْبُولًا بِهَا، فتحوَّل وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: إِذا وَقَعَتِ السُّهْمان فَلَا مُكابَلة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَكُونُ المُكَابَلَة بِمَعْنَيَيْنِ: تَكُونُ مِنَ الحَبْس، يَقُولُ إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فَلَا يُحْبَس أَحد عَنْ حقِّه، وأَصله مِنَ الكَبْل القَيْد، قَالَ الأَصمعي: والوجهُ الْآخَرُ أَن تَكُونَ المُكَابَلَة مَقْلُوبَةً مِنَ المُباكَلة أَو المُلابكة وَهِيَ الِاخْتِلَاطُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ الكَبْل وَمَعْنَاهُ الْحَبْسُ عَنْ حَقِّهِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَجْهَ الْآخَرَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّوَابُ، وَالتَّفْسِيرُ الْآخَرُ غَلَطٌ لأَنه لَوْ كَانَ مِنْ بَكَلْت أَو لَبَكْت لَقَالَ مُباكَلة أَو مُلابَكةً، وإِنما الْحَدِيثُ مُكابلَة؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ فِي المُكابَلَة؛ قَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ التأْخير. يُقَالُ: كَبَلْتُك دَيْنَك أَخَّرته عَنْكَ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَقُولُ إِذا حُدَّت الدَّارُ، وَفِي النِّهَايَةِ: إِذا حُدَّت الحُدود فَلَا يحبَس أَحد عَنْ حَقِّهِ كأَنه كَانَ لَا يَرَى الشُّفْعة لِلْجَارِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنَ الكَبْل الْقَيْدِ، قَالَ: وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ لَا يَرَى الشُّفْعَةَ إِلَّا للخَلِيط؛ الْمُحْكَمُ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ قِيلَ هِيَ مَقْلُوبَةٌ مِنْ لَبَك الشَّيْءَ وبَكَله إِذا خلَطه، وَهَذَا لَا يَسُوغُ لأَن المُكابَلَة مصدر، والمقلوب لا مصدر لَهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. والمُكابَلَة أَيضاً: تأْخير الدَّيْن. وكَبَلَه الدينَ كَبْلًا: أَخَّره عَنْهُ. والمُكَابَلَة: التأْخير وَالْحَبْسُ، يُقَالُ: كَبَلْتُك دَيْنَك. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُكَابَلَة أَن تُباع الدَّارُ إِلى جَنْبِ دَارِكَ وأَنت تُرِيدُهَا وَمُحْتَاجٌ إِلى شِرَائِهَا، فَتُؤَخِّرُ ذَلِكَ حَتَّى يَسْتَوْجِبَهَا الْمُشْتَرِي ثُمَّ تأْخذها بالشُّفْعة وَهِيَ مَكْرُوهَةٌ، وَهَذَا عِنْدَ مَنْ يَرى شُفعة الجِوار. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا مُكَابَلَة إِذا حُدَّت الحُدود وَلَا شُفْعة ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: مَتَى يَعِدْ يُنْجِزْ، وَلَا يَكْتَبِلْ ... مِنْهُ الْعَطَايَا طولُ إِعْتامِها إِعْتامُها: الإِبطاء بِهَا، لَا يَكْتَبِل: لَا يَحْتَبِسُ. وفَرْوٌ كَبْلٌ: كَثِيرُ الصُّوفِ ثَقِيلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: فَرْوٌ كَبَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي قَصِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه كَانَ يلبَس الفَرْوَ وَالكَبْل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الكَبْل فَرْوٌ كَبِيرٌ. والكَبْل: مَا ثُنيَ مِنَ الْجِلْدِ عِنْدَ شَفةِ الدَّلْوِ فخُرِز، وَقِيلَ: شَفَتُها، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن اللَّامَ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ فِي كَبْن. والكَابُول: حِبالة الصَّائِدِ، يَمَانِيَةٌ. وكابُلُ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ عَجَمِيٌّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: قُعوداً لَهُ غَسَّانُ يَرْجُون أَوْبَهُ، ... وتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعْجَمِين وكابُلُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي طَالِبٍ: تُطاعُ بِنا الأَعداءُ، ودُّوا لَوَ انَّنا ... تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ وكابُل فكابُل أَعجمي وَوَزْنُهُ فَاعُل، وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ الْفَرَزْدَقُ كَثِيرًا فِي شِعْرِهِ؛ وَقَالَ غونة بن سلمى: «3».

_ (1). قوله [وكَبَلَه كَبْلًا] تكرار لما سبق الكلام عليه (2). قوله [من الكَبْل قَالَ] هَكَذَا فِي الْأَصْلِ ولعله مِنَ الكَبْل الْقَيْدِ قَالَ إلخ نظير ما يأتي بعده (3). قوله [وقال غونة بن سلمى] كذا بالأصل، والذي في ياقوت: وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ: وددت إلخ

وَدِدْتُ مَخافَةَ الحجَّاجِ أَني ... بِكابُلَ فِي اسْتِ شيطانٍ رَجيمِ مُقِيماً فِي مَضارِطِهِ أُغَنِّي: ... أَلا حَيِّ المَنازِلَ بالغَمِيمِ وَقَالَ حَنْظَلَةُ الْخَيْرِ بْنُ أَبي رُهْم، وَيُقَالُ حسَّان بْنُ حَنْظَلَةَ: نَزَلْت لَهُ عَنِ الضُّبَيْبِ، وَقَدْ بَدَتْ ... مُسَوَّمَةٌ مِنْ خَيْلِ تُرْكٍ وكَابُلِ وَذُو الكَبْلَينِ: فَحْلٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ ضَبَّاراً فِي قَيْده. كبثل: الكَبَوْثَلُ: ولدٌ يقَعُ بَيْنَ الخُنفُساء والجُعَل؛ عَنْ كراع. كبرتل: التَّهْذِيبِ فِي الْخُمَاسِيِّ: ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ لِذَكَرِ الخُنفُساء المُقَرَّضُ والحُوَّاز والكَبَرْتَل والمُدَحْرِج والجُعَل. كتل: اللَّيْثُ: الكُتْلة أَعظم مِنَ الخُبْزة وَهِيَ قِطْعَةٌ مِنْ كنِيز التَّمْرِ. الْمُحْكَمُ: الكُتْلة مِنَ الطِّينِ وَالتَّمْرِ وَغَيْرِهِمَا مَا جُمِع؛ قَالَ: وبالغَداةِ كُتَلَ البَرْنِجِ أَراد البَرْنيَّ. الصِّحَاحُ: الكُتْلة الْقِطْعَةُ الْمُجْتَمِعَةُ مِنَ الصَّمْغ. والمُكَتَّل: الشَّدِيدُ الْقَصِيرُ. ورأْس مُكَتَّل: مجمَّع مدوَّر. والكُتْلة: الفِدْرة مِنَ اللَّحْمِ. وكَتَّلَه: سمَّنه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ مُكَتَّل وَذُو كَتَلٍ وَذُو كَتالٍ: غليظُ الْجِسْمِ. والكَتَال: القوَّة. والكَتَال: اللَّحْمُ. وَرَجُلٌ مُكَتَّل الخلْق إِذا كَانَ مُداخَل الْبَدَنِ إِلى القِصَر مَا هُوَ. وأَلقى عَلَيْهِ كَتَالَه أَي ثِقْلَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَسْت بِراحِلٍ أَبداً إِليهم، ... وَلَوْ عالَجْت مِنْ وَتِدٍ كَتالا أَي مؤونةً وثِقْلًا. والكَتَالُ: النَّفْسُ. والكَتَال: الْحَاجَةُ تَقْضِيهَا. والكَتَالُ: كلُّ مَا أُصْلِح مِنْ طَعَامٍ أَو كُسْوة. وَزَوَّجَهَا عَلَى أَن يُقِيمَ لَهَا كَتَالَها أَي مَا يُصْلحها مِنْ عَيْشِهَا. والكَتَال: سُوءُ الْعَيْشِ. والأَكْتَل: الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الكَتَال، وَهُوَ سُوءُ الْعَيْشِ وَضِيقُهُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: إِنّ بِهَا أَكْتَلَ، أَو رِزاما، ... خُوَيْرِبان يَنْقُفانِ الْهاما قَالَ: ورِزام اسمُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ أَكْتَل ورِزام، قَالَ: وَلَيْسَا مِنْ أَسماء الشَّدَائِدِ إِنما هُمَا اسْمَا لِصَّين مِنْ لُصوص الْبَادِيَةِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ خُوَيرِبان؟ يُقَالُ لِصّ خارِب، ويصغَّر فَيُقَالُ خُوَيرِب. وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه أَنشده ذَلِكَ، قَالَ الْفَرَّاءُ: أَو هَاهُنَا بِمَعْنَى وَاوِ الْعَطْفِ، أَراد أَن بِهَا أَكتَلَ ورِزاماً، وَهُمَا خارِبان، وَبِذَلِكَ فَسَّرَ ابْنُ سِيدَهْ أَكْتَل ورِزاماً، وسيأْتي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء: وارْمِ عَلَى أَقفائهم بمِكْتَل ؛ المِكْتَل هَاهُنَا مِنَ الأَكْتَل وَهِيَ شَدِيدَةٌ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ. والكَتالُ: سُوءُ العيش وضيق المؤونة والثِّقْل، وَيُرْوَى: بمِنْكَل، مِنَ النَّكال الْعُقُوبَةِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَرَّ فُلَانٌ يتَكَرَّى ويتَكَتَّل ويَتَقَلَّى إِذا مَرَّ مَرًّا سَرِيعًا. وَفُلَانٌ يَتَكَتَّل فِي مَشْيِهِ إِذا قَارَبَ فِي خَطْوِهِ كأَنه يَتَدَحْرَجُ. وَيُقَالُ لِلْحِمَارِ إِذا تمرَّغ فلزِق بِهِ التُّرَابُ: قَدْ كَتِل جلدُه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يشرَبُ مِنْهَا نَهَلاتٌ وثعلْ، ... وَفِي مراغٍ جلدُها مِنْهُ كَتلْ

وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: كَاتَلَه اللَّهُ، بِمَعْنَى قَاتَلَهُ اللَّهُ. والتَّكَتُّل: ضرْب مِنَ الْمَشْيِ. ابْنُ سِيدَهْ: تَكَتَّلَ الرَّجُلُ فِي مِشْيَتِهِ وَهِيَ من مشي القصار الغلاظ. وَمَا كَتَلَكَ عنَّا أَي مَا حَبَسَكَ. والكَتِيلَة: النَّخْلَةُ الَّتِي فَاتَتِ اليَدَ، طَائِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ الكَتَائِل؛ قَالَ: قَدْ أَبصَرَتْ سُعْدَى بِهَا كَتَائِلِي، ... طَويلةَ الأَقْناءِ والعَثاكِلِ، مِثْلَ العَذارى الخُرَّدِ العَطابِلِ ابْنُ الأَعرابي: الكَتِيلَة النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ، وَهِيَ العُلْبة والعَوانة والقِرْواح. النَّضْرُ: كُتُول الأَرض فَنَادِيرُها، وَهِيَ مَا أَشرف مِنْهَا؛ وأَنشد: وتَيْماء تمشِي الريحُ فِيهَا رَدِيَّة، ... مَريضة لَوْنِ الأَرْض طُلْساً كُتولها والمِكْتَل والمِكْتلة: الزَّبيل الَّذِي يحمَل فِيهِ التَّمْرُ أَو الْعِنَبُ إِلى الجَرين، وَقِيلَ: المِكْتَل شِبْهُ الزَّبيل يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا. وَفِي حَدِيثِ الظِّهار: أَنه أُتِيَ بمِكْتَل مِنْ تَمْرٍ ؛ هُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ: الزَّبيل الْكَبِيرُ كأَن فِيهِ كُتَلًا مِنَ التَّمْرِ أَي قِطعاً مُجْتَمِعَةً. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فَخَرَجُوا بمَساحِيهم ومَكاتِلِهم. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: «1» مِكْتَل غيره مِكْتَل بُرٍّ. وَيُقَالُ: كَتِنَتْ جَحافِل الْخَيْلِ مِنَ العُشب وكَتِلَت، بِالنُّونِ وَاللَّامِ، إِذا لزِجَتْ. وكَتِل الشَّيْءُ، فَهُوَ كَتِل: تلزَّق وتلزَّج؛ قَالَ: وَفِي مراغٍ جلدُها مِنْهُ كَتِلْ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ لَامُ كَتِل بَدَلًا مِنْ نُونِ كَتِنَ، وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والكُنْتَأْلُ، بِالضَّمِّ: الْقَصِيرُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكِتال المِراس. يُقَالُ: أَيَّ شَيْءٍ كاتَلْتَ مِنْ فُلَانٍ أَي مارَسْت؛ قَالَ ابْنُ الطَّثَريَّة: أَقول، وَقَدْ أَيقَنْت أَنِّي مُواجه، ... مِنَ الصَّرْم، باباتٍ شَدِيدًا كِتالُها وَهُوَ مَصْدَرُ كاتَلْت. والكِتَالُ أَيضاً: المؤونة؛ «2»؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدَ اوْصَيْتَ أَمسِ المُخْلَفين وَصِيَّة، ... قَلِيلًا على المُسْتَخْلَفِين كِتَالُها والكَوَاتِل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: خلالَ المَطايا يَتَّصِلنَ، وَقَدْ أَتت ... قِنانُ أُبَيْرٍ دُونَهَا والكَوَاتِل وكُتْلة: مَوْضِعٌ بشِقّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِلَابٍ، وَقَالَ ابْنُ جَبَلة: هِيَ رَمْلَةٌ دُونَ الْيَمَامَةِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فكُتْلَةٌ فُرؤَامٌ مِنْ مَساكِنها، ... فمنتَهى السَّيْل مِنْ بَنْبان فالحُمَل وكُتَيْل وأَكْتَل: اسْمَانِ؛ قَالَ: إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ، أَو رِزاما، ... خُوَيْرِبَينِ يَنْقُفان الْهَامَا «3». كثل: الأَزهري: أَما كَثل فأَصل بِنَاءِ الكَوْثَل وَهُوَ فَوْعَل، وَقَالَ اللَّيْثُ: الكَوْثَل مؤَخَّر السَّفِينَةِ، وَقَدْ يُشَدَّدُ فَيُقَالُ: كَوْثَلٌّ، وَفِي الكَوْثَل يَكُونُ المَلَّاحون ومَتاعُهم؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [وفي حديث سعد إلى قوله بر] هكذا في الأصل (2). قوله [والكِتَال أَيضاً المؤونة] كذا بضبط الأصل بوزن كتاب كالذي قبله، وفي القاموس: الكِتَال كسحاب المؤونة (3). في صفحة 582 الخُوَيربان بدل الخُوَيربَين، ولكلَيهما وجه من الإعراب

حَمَلْت فِي كَوْثَلِّها عَوِيقا «1» . أَبو عَمْرٍو: المَرْنَحة صَدْر السَّفِينَةِ والدَّوْطِيرة كَوْثَلها، وَقِيلَ: الكَوْثَلُ السُّكَّان، أَبو عُبَيْدٍ: الخَيْزُرانةُ السُّكَّان، وَهُوَ الكَوْثَل؛ قَالَ الأَعشى: مِنَ الخَوْفِ كَوْثَلُها يُلْتَزم وكَوْثَلُ السُّلَمِيُّ: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ، إِليه يُعْزَى سِبَاع بْنُ كَوْثَل أَحد شعرائهم. كحل: الكُحْل: مَا يُكْتَحَلُ بِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكُحْل مَا وُضِع فِي الْعَيْنِ يُشتَفى بِهِ، كَحَلَها يَكْحَلها ويَكْحُلها كَحْلًا، فَهِيَ مَكْحُولة وكَحِيل، مِنْ أَعين كُحْلاء وكَحَائِل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وكَحَّلَها، أَنشد ثَعْلَبٌ: فمَا لَكَ بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَى ... جُفُونُ عُيون، بالقَذَى لَمْ تُكَحَّل وَقَدِ اكْتَحَل وتَكَحَّل. والمِكْحَال: المِيلُ تُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ مِنَ المُكْحُلة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المِكْحَل والمِكْحَال الْآلَةُ الَّتِي يُكْتَحَل بِهَا؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المِكْحَل والمِكْحال المُلْمُول الَّذِي يُكْتَحَل بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا الفَتَى لَمْ يَرْكَب الأَهْوالا، ... وخالَفَ الأَعْمام والأَخْوالا فأَعْطِهِ الْمِرْآةَ والمِكْحَالا، ... واسْعَ لَهُ وعُدَّه عِيَالا وتَمَكْحَلَ الرَّجُلُ إِذا أَخذ مُكْحُلَة. والمُكْحُلَة: الوِعاء، أَحد مَا شذَّ مِمَّا يرتَفق بِهِ فَجَاءَ عَلَى مُفْعُل وَبَابُهُ مِفْعَل، وَنَظِيرُهُ المُدْهُن والمُسْعُط؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ عَلَى الْمَكَانِ إِذ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ لفتح لأَنه من يَفْعُ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا كَانَ عَلَى مِفْعَل ومِفْعَلة مِمَّا يُعْمَلُ بِهِ فَهُوَ مَكْسُورُ الْمِيمِ مِثْلُ مِخْرَز ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة ومِخْلاة، إِلا أَحرفاً جَاءَتْ نَوَادِرَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ وَهِيَ: مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْحُلة ومُنْصُل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي قَالَ وَهُوَ لِلَبِيدٍ فِيمَا زَعَمُوا: كَمِيش الإِزار يَكْحُل الْعَيْنَ إِثْمداً، ... وَيَغْدُو عَلَيْنَا مُسْفِراً غيرَ واجِم فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَى يكْحُلُ الْعَيْنَ إِثْمداً أَنه يَرْكَبُ فَحْمَةَ اللَّيْلِ وَسَوَادَهُ. الأَزهري: الكَحَل مَصْدَرُ الأَكْحَل والكَحْلاء مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والكَحَل فِي العين أَن يَعْلُو مَنابت الأَسْفار سَوَادٌ مِثْلُ الكُحْل مِنْ غَيْرِ كَحْل، رَجُلٌ أَكْحَل بيِّن الكَحَل وكَحِيل وَقَدْ كَحِلَ، وَقِيلَ: الكَحَل فِي الْعَيْنِ أَن تَسْوَدَّ مَوَاضِعُ الكُحْل، وَقِيلَ: الكَحْلاء الشَّدِيدَةُ السَّوَادُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَرَاهَا كأَنها مَكْحولة وإِن لَمْ تُكْحَل؛ وأَنشد: كأَنَّ بِهَا كُحْلًا وإِن لَمْ تُكَحَّل الْفَرَّاءُ: يُقَالُ عَيْنٌ كَحِيلٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَي مَكْحولة. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي عَيْنِهِ كَحَل ؛ الكَحَل، بِفُتْحَتَيْنِ: سَوَادٌ فِي أَجفان الْعَيْنِ «2» خِلْقَةً. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْجَنَّةِ: جُرْد مُرْد كَحْلى ؛ كَحْلى: جَمْعُ كَحِيل مِثْلُ قَتِيلٍ وَقَتْلَى. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنة: إِن جَاءَتْ بِهِ أَدْعَج أَكْحَل الْعَيْنَيْنِ. والكَحْلاء مِنَ النِّعَاجِ: الْبَيْضَاءُ السَّوْدَاءُ الْعَيْنَيْنِ. وَجَاءَ مِنَ الْمَالِ بكُحْل عَيْنيْن

_ (1). قوله [عويقا] هكذا في الأصل (2). قوله [في أجفان العين] صوابه في أشفار العين كما في هامش الأصل

أَي بِقَدْرِ مَا يَمْلَؤُهُمَا أَو يغَشِّي سَوَادَهُمَا. أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ لِفُلَانٍ كُحْل وَلِفُلَانٍ سَواد أَي مَالٌ كَثِيرٌ. قَالَ: وَكَانَ الأَصمعي يتأَول فِي سَواد الْعِرَاقِ أَنه سُمِّيَ بِهِ لِلْكَثْرَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما أَنا فأَحسبه للخُضْرة. وَيُقَالُ: مَضَى لِفُلَانٍ كُحْل أَي مَالٌ كَثِيرٌ. والكَحْلة: خَرَزَةٌ سَوْدَاءُ تُجْعَلُ عَلَى الصِّبْيَانِ. وَهِيَ خَرَزَةُ الْعَيْنِ وَالنَّفْسِ تُجْعَلُ مِنَ الْجِنِّ والإِنس، فِيهَا لَوْنَانِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ كالرُّبِّ والسَّمْن إِذا اخْتَلَطَا، وَقِيلَ: هِيَ خَرَزَةٌ تُستعطَف بِهَا الرِّجَالُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ خَرَزَةٌ تُؤخِّذ بِهَا النساءُ الرِّجَالَ. وكُحْل العُشْبِ: أَن يُرَى النَّبْتُ فِي الأُصول الْكِبَارِ وَفِي الْحَشِيشِ مخضَرّاً إِذا كَانَ قَدْ أُكل، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي العِضاه. واكْتَحَلَتِ الأَرض بالخُضْرة وكَحَّلَتْ وتَكَحَّلَتْ وأَكْحَلَتْ واكْحَالَّتْ: وَذَلِكَ حِينَ تُرِي أَوَّلَ خضرةِ النَّبَاتِ. والكَحْلاء: عُشْبة رَوْضِيَّة سَوْدَاءُ اللَّوْن ذَاتُ ورَق وقُضُب، وَلَهَا بُطون حُمْرٌ وعِرْق أَحمر يَنْبُتُ بنَجْد فِي أَحْويَةِ الرَّمْل. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَحْلاء عُشْبة سُهْلية تنبُت عَلَى ساقٍ، وَلَهَا أَفْنان قَلِيلَةٌ ليِّنة وورَق كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خضرٌ ووَرْدة نَاضِرَةٌ، لَا يَرْعَاهَا شَيْءٌ وَلَكِنَّهَا حَسَنَةُ المَنْظَر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكَحْلاء نَبْتٌ تَرْعَاهُ النَّحْلُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ فِي صفة النحل: قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ، ... فِي النَّبْع والكحْلاء والسِّدْر والإِكْحَال والكَحْل: شدَّة المَحْل. يُقَالُ: أَصابهم كَحْل ومَحْل. وكَحْلُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ، تُصْرَفُ وَلَا تُصْرَفُ عَلَى مَا يَجِبُ فِي هَذَا الضرْب مِنَ الْمُؤَنَّثِ الْعَلَمِ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: قومٌ، إِذا صَرَّحت كَحْلٌ، بُيوتُهُمُ ... مأْوَى الضَّرِيكِ، ومأْوَى كلِّ قُرْضُوب فأَجراه الشاعرُ لِحَاجَتِهِ إِلى إِجْرائه؛ القُرْضوب هَاهُنَا: الْفَقِيرُ. وَيُقَالُ: صرَّحت كَحْلُ إِذا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمَاءِ غَيْم. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ وأَبو حنيفة فيها الكَحْل، وبالأَلف وَاللَّامِ، وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلسَّنَةِ الْمُجْدِبَةِ كَحْل، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ لَا تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ. وكَحَلَتْهم السِّنون: أَصابتهم؛ قَالَ: لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ ... إِحدى السِّنين، فَجارُهم تَمْرُ يَقُولُ: يأْكلون جارَهم كَمَا يُؤْكَلُ التَّمْرِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَحَلَت السنةُ تَكْحَل كَحْلًا إِذا اشتدَّت. الْفَرَّاءُ: اكْتَحَلَ الرَّجُلُ إِذا وَقَعَ بشدَّة بَعْدَ رَخَاءٍ. وَمِنْ أَمثالهم: بَاءَتْ عَرَارِ بِكَحْلٍ؛ إِذا قُتِل الْقَاتِلُ بِمَقْتُولِهِ. يُقَالُ: كَانَتَا بَقَرَتين فِي بَنِي إِسرائيل قُتلت إِحداهما بالأُخرى؛ قَالَ الأَزهري: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ الْقَدِيمَةِ قَوْلُهُمْ فِي التَّسَاوِي: باءتْ عَرارِ بكَحْلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَحْل اسْمُ بَقَرَةٍ بِمَنْزِلَةِ دَعْد، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، فَشَاهِدُ الصَّرْفِ قَوْلُ ابْنِ عَنْقَاءَ الْفَزَارِيِّ: باءتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق مَعًا، ... فَلَا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل وَشَاهِدُ تَرْكِ الصَّرْفِ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ ذُبْيَانَ: باءتْ عَرارِ بكَحْل فِيمَا بَيْنَنَا، ... والحقُّ يعرِفه ذَوُو الأَلباب وكَحْلَةُ: مِنْ أَسماء السَّمَاءِ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وتأَلَّهَ

قَيْسُ بْنُ نُشْبة فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ مُنَجِّماً متفلسِفاً يُخْبِرُ بِمَبْعَثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بُعِثَ أَتاه قَيْسُ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ مَا كَحْلة؟ فَقَالَ: السَّمَاءُ، فَقَالَ: مَا مَحْلة؟ فَقَالَ: الأَرض، فَقَالَ: أَشهد أَنك لَرَسُولُ اللَّهِ فإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنه لَا يَعْرِفُ هَذَا إِلَّا نَبِيٌّ ؛ وَقَدْ يُقَالُ لَهَا الكَحْل، قَالَ الأُموي: كَحْلٌ السَّمَاءُ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: إِذا مَا المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ، ... وَلَمْ تَنْدَ مِنْ أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها والأَكْحَل: عِرْق فِي الْيَدِ يُفْصَد، قَالَ: وَلَا يُقَالُ عِرْقُ الأَكْحَل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ لَهُ النَّسا فِي الفخِذ، وَفِي الظَّهْرِ الأَبْهَرَ، وَقِيلَ: الأَكْحَل عِرْق الْحَيَاةِ يُدْعى نَهْرَ البدَن، وَفِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ لَهَا اسْمٌ عَلَى حِدَة، فإِذا قُطِعَ فِي الْيَدِ لَمْ يَرْقإِ الدمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سَعْدًا رُمِيَ فِي أَكْحَلَه ؛ الأَكْحَل: عِرْقٌ فِي وسط الذراع يَكْثُرُ فَصْدُهُ. والمِكْحالان: عَظْمَانِ شاخِصان مِمَّا يَلِي باطنَ الذِّرَاعَيْنِ مِنْ مَرْكِبِهِمَا، وَقِيلَ: هُمَا فِي أَسفل بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَقِيلَ: هُمَا عَظْما الوَرِكين مِنَ الْفَرَسِ. والكُحَيْل، مَبْنِيٌّ عَلَى التَّصْغِيرِ: الَّذِي تُطْلَى بِهِ الإِبل للجرَب، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا مصغَّراً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِثْلِ الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِ قِيلَ: هُوَ النِّفْط والقَطِران، إِنما يُطْلَى بِهِ لِلدَّبَر والقِرْدان وأَشباه ذَلِكَ؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: هَذَا مِنْ مَشْهُورِ غَلَطِ الأَصمعي لأَن النِّفْط لَا يُطْلَى بِهِ للجرَب وإِنما يُطْلَى بالقَطِران، وَلَيْسَ القَطِران مَخْصُوصًا بالدَّبَر والقِرْدان كَمَا ذَكَرَ؛ وَيُفْسِدُ ذَلِكَ قَوْلُ القَطِران الشَّاعِرِ: أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى، ... وَفِي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ وَكَذَلِكَ قَوْلُ القُلَّاخ المِنْقَري: إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ وكُحَيْلَةُ وكُحْل: موضعان. كحثل: الكَحْثَلَة: عِظَم الْبَطْنِ. كدل: قَالَ الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ، قَالَ: وَوَجَدْتُ أَنا فِيهِ بَيْتًا لتأَبَّط شَرًّا: أَلا أَبلغا سَعْدَ بْنَ لَيْثٍ وجُنْدُعاً ... وكَلْباً: أَنيبوا المَنَّ غَيْرَ المُكَدَّل وَقِيلَ: المُكَدَّل والمُكَدَّر وَاحِدٌ، وَاللَّامُ مبدلة من الراء. كربل: كَرْبَلَ الشَّيْءَ: خَلَطَهُ. أَبو عَمْرٍو: كَرْبَلْت الطَّعَامَ كَرْبَلةً هذَّبته ونقَّيته مثل غَرْبَلْته؛ وأَنشد فِي صِفَةِ حِنْطَةَ: يَحْمِلْنَ حمراءَ رَسُوباً بالنَّقَلْ، ... قَدْ غُرْبِلَتْ وكُرْبِلَتْ مِنَ القَصَلْ والكِرْبالُ: المِنْدَف الَّذِي يُنْدَف بِهِ القُطْن؛ وأَنشد الشَّيْبَانِيُّ: تَرْمي اللُّغامَ عَلَى هَامَاتِهَا قَزَعاً، ... كالبِرْس طَيَّره ضرْبُ الكَرَابِيلِ والكَرْبَلَة: رَخاوة فِي القَدَمين. يُقَالُ: جَاءَ يَمْشِي مُكَرْبِلًا أَي كأَنه يَمْشِي فِي طِينٍ. وكَرْبَل: اسْمُ نَبْتٍ، وَقِيلَ: إِنه الحُمَّاض، قَالَ أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ عُهُون الهَوْدج:

وثامِرُ كَرْبَلٍ وعَمِيمُ دِفْلى ... عَلَيْهَا، والنَّدَى سَبِط يَمُور والكَرْبَل: نَبْتٌ لَهُ نَوْر أَحمر مشرِق؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: كأَنَّ جَنى الدِّفْلى يُغَشِّي خُدورَها، ... ونُوَّارُ ضاحٍ مِنْ خُزامى وكَرْبَل وكَرْبَلاء: اسْمُ مَوْضِعٍ وَبِهَا قَبْرُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ قَالَ كثيِّر: فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمان وبِرٍّ، ... وسِبْطٌ غَيَّبَته كَرْبَلاء كسل: اللَّيْثُ: الكَسَل التَّثاقُل عَمَّا لَا يَنْبَغِي أَن يُتَثاقَل عَنْهُ، وَالْفِعْلُ كَسِلَ وأَكْسَلَ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِلْعَجَّاجِ: أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُ ... أَن الأَميرَ بالقَضاء يَعْجَلُ عَنْ كَسَلاتي، والحِصان يُكْسِلُ ... عَنِ السِّفادِ، وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَسَمِعْتُ رؤْبة يُنْشِدُهَا: فَالْجَوَادُ يُكْسِل؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ رَبِيعَةِ الجُوعِ يَرْوِيهِ: يَكْسَل، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَمَنْ رَوَى يَكْسَل فَمَعْنَاهُ يثقُل، وَمَنْ رَوَى يُكْسِل فَمَعْنَاهُ تَنْقَطِعُ شَهْوَتُهُ عِنْدَ الْجِمَاعِ قَبْلَ أَن يَصِلَ إِلى حَاجَتِهِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ أَيضاً: قَدْ ذَادَ لَا يَسْتَكْسِل المَكاسِلا أَراد بالمَكاسِل الكَسَل أَي لَا يَكْسَل كَسَلًا. الْمُحْكَمُ: الكَسَل التثاقُل عَنِ الشَّيْءِ والفُتور فِيهِ؛ كَسِلَ عَنْهُ، بِالْكَسْرِ، كَسَلًا، فَهُوَ كَسِلٌ وكَسْلان وَالْجَمْعُ كَسَالَى وكُسَالَى وكَسْلى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ اللَّامَ كَمَا قُلْنَا فِي الصَّحارِي، والأُنثى كَسِلَة وكَسْلَى وكَسْلانة وكَسُول ومِكْسَال. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا تُكْسِله المَكاسِل؛ يَقُولُ: لَا تُثْقِلُه وُجُوهُ الكَسَل. والمِكْسَال والكَسُول: الَّتِي لَا تَكَادُ تبرَح مجلسَها، وَهُوَ مدحٌ لَهَا مِثْلُ نَؤوم الضُّحَى، وَقَدْ أَكْسَلَه الأَمر. وأَكْسَلَ الرجلُ: عَزَل فَلَمْ يُرِدْ وَلَدًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُعَالِجَ فَلَا يُنزل، وَيُقَالُ فِي فَحْلِ الإِبل أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ أَن رَجُلًا سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إِن أَحدنا يُجَامِعُ فيُكْسِل ؛ مَعْنَاهُ أَنه يفتُرُ ذكَرُه قَبْلَ الإِنزال وَبَعْدَ الإِيلاج وَعَلَيْهِ الْغَسْلُ إِذا فَعَلَ ذَلِكَ لِالْتِقَاءِ الخِتانين. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ فِي الإِكْسَال إِلا الطَّهُور ؛ أَكْسَلَ إِذا جَامَعَ ثُمَّ لَحِقه فُتور فَلَمْ يُنْزِل، وَمَعْنَاهُ صَارَ ذَا كَسَل، قَالَ ابْنُ الأَثير: لَيْسَ فِي الإِكْسَال غُسْل وإِنما فِيهِ الْوُضُوءُ، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ رأَى أَن الْغُسْلَ لَا يَجِبُ إِلا مِنَ الإِنزال، وَهُوَ مَنْسُوخٌ، والطَّهور هاهنا يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَيُرَادُ بِهِ التَّطَهُّرُ، وَقَدْ أَثبت سِيبَوَيْهِ الطَّهور والوَضوء والوَقود، بِالْفَتْحِ، فِي الْمَصَادِرِ. وكَسِلَ الفحلُ وأَكْسَلَ: فَدَر؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: أَإِن كَسِلْتُ والجَواد يَكْسَلُ فَجَاءَ بِهِ عَلَى فَعِلْت، ذَهَبَ بِهِ إِلى الدّاءِ لأَن عَامَّةَ أَفعال الدَّاءِ عَلَى فَعِلْت. والكِسْل: وَتَرُ المِنْفَحة، والمِنْفَحة: الْقَوْسُ الَّتِي يُنْدَف بِهَا القُطْن؛ قَالَ: وأَبْغِ لِي مِنْفَحةً وكِسْلا ابْنُ الأَعرابي: الكِسْل وتَر قَوْسِ الندَّاف إِذا نُزِعَ

مِنْهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: المِكْسَل وَتَرُ قَوْسِ النَّدَّافِ إِذا خُلِعَ مِنْهَا. والكَوْسَلة: الحَوْثَرَة وَهِيَ رأْس الأُذَافِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ حَوْثَرة، وَفِي تَرْجَمَةِ كَسَلَ: الكَوْسَلة، بِالسِّينِ فِي الفَيْشة وَلَعَلَّ الشِّينَ فِيهَا لُغَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كَشَل أَيضاً مُبَيَّنًا. كسطل: الكَسْطَل والكَسْطال: الغُبار، والأَعرف بالقاف. كشل: الكَوْشَلة: الفَيْشَلة الْعَظِيمَةُ الضَّخْمَةُ، وَهُوَ الكَوْش والفَيْش أَيضاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الكَوْسَلة، بِالسِّينِ فِي الفَيْشة وَلَعَلَّ الشِّينَ فِيهَا لُغَةٌ، فإِن الشِّينَ عَاقَبَتِ السِّينَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ رَسْم ورَشْم، وسَمَّر وشَمَّر، وسَمَّت وشَمَّت، والسُّدْفة والشُّدْفة. كعل: الكَعْل مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الأَسود؛ قَالَ جَنْدَلٌ: وأَصبحَتْ لَيْلَى لَهَا زَوُج قَذِرْ، ... كَعْلٌ تَغَشَّاه سَوادٌ وقِصَرْ والكَعْل: الرَّجِيع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حِينَ يَضَعه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والكَعْل: مَا يَتَعَلَّقُ بخُصَى الكِباش من الوَذَح. كعثل: الكَعْثَلة: الثَّقِيلُ مِنَ العَدْو. كعطل: كَعْطَلَ كَعْطَلَةً: عَدَا عدْواً شَدِيدًا، وَقِيلَ: عَدَا عَدْوًا بَطِيئًا، وشَدٌّ كَعْطَل، منه. كعظل: الكَعْظَلة: عدوٌ بطيءٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يُدْرك الفَوْت بشَدٍّ كَعْظَلِ، ... إِلَّا بإِجْذامِ النَّجا المُعَجَّلِ وَالْمَعْرُوفُ عَنْ يَعْقُوبَ بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ. وكَعْظَل يُكَعْظِل إِذا عَدَا عَدْوًا شَدِيدًا. كفل: الكَفَل، بِالتَّحْرِيكِ: العجُز، وَقِيلَ: رِدْفُ العجُز، وَقِيلَ: القَطَن يَكُونُ للإِنسان وَالدَّابَّةِ، وإِنها لعَجْزاءُ الكَفَل، وَالْجَمْعُ أَكْفَال، وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ وَلَا صِفَةٌ. والكِفْل: مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ وَهُوَ كِسَاءٌ يؤْخذ فيعقَد طَرَفَاهُ ثُمَّ يُلقَى مقدَّمه عَلَى الكاهِل ومؤخَّره مِمَّا يَلِي العجُز، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ مُسْتَدِيرٌ يُتخذ مِنْ خِرَقٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ وَيُوضَعُ عَلَى سَنام الْبَعِيرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ قَالَ: ذَاكَ كِفْل الشَّيْطَانِ ، يَعْنِي معقده. واكْتَفَلَ البعيرَ: جَعَلَ عَلَيْهِ كِفْلًا. الْجَوْهَرِيُّ: والكِفْل مَا اكتفَل بِهِ الرَّاكِبُ وَهُوَ أَن يُدار الْكِسَاءُ حَوْلَ سَنَامِ الْبَعِيرِ ثُمَّ يَرْكَبُ. والكِفْل: كِسَاءٌ يُجْعَلُ تَحْتَ الرحْل؛ قَالَ لَبِيدٌ: وإِن أَخَّرْت فالكِفْل ناجزُ وَقَالَ أَبو ذؤَيب: عَلَى جَسْرةٍ مرفوعةِ الذَّيْلِ والكِفْلِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: تُعْجِل شَدَّ الأَعْبَلِ المَكافِلا فَسَّرَهُ فَقَالَ: وَاحِدُ المَكافِلِ مُكْتَفَل، وَهُوَ الكِفْل مِنَ الأَكسية. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ قَدْ تَكَفَّلْتُ بِالشَّيْءِ: مَعْنَاهُ قَدْ أَلزمته نَفْسِي وأَزلت عَنْهُ الضَّيْعَة والذهابَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الكِفْل، والكِفْل: مَا يَحْفَظُ الرَّاكِبَ مِنْ خَلْفِهِ. والكِفْل: النَّصِيبُ مأْخوذ مِنْ هَذَا. أَبو الدُّقَيْشِ: اكْتَفَلْت بِكَذَا إِذا ولَّيْتَه كَفَلَكَ، قَالَ: وَهُوَ الافْتِعال؛ وأَنشد:

قَدِ اكتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دُونَهَا ... ضَواربُ مِنْ خَفَّان تَجْتابُه سَدْرا وَفِي حَدِيثِ إِبراهيم: لَا تَشْرَبْ مِنْ ثُلْمة الإِناء وَلَا عُرْوَته فإِنها كِفْل الشَّيْطَانِ أَي مَرْكَبُه لِمَا يَكُونُ مِنَ الأَوْساخ، كَرِه إِبراهيم ذَلِكَ. والكِفْل: أَصله المركَب فإِنَّ آذانَ العُرْوة والثُّلْمةَ مَرْكَبُ الشَّيْطَانِ. والكِفْل مِنَ الرِّجال: الَّذِي يَكُونُ فِي مؤخَّر الْحَرْبِ إِنما همَّته فِي التأَخر والفِرار. والكِفْل: الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى ظُهُورِ الْخَيْلِ؛ قَالَ الجَحَّاف بْنُ حَكِيمٍ: والتَّغْلَبيّ عَلَى الجَواد غنيمةٌ، ... كِفْلُ الفُروسة دائمُ الإِعْصام وَالْجَمْعُ أَكْفال؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ قَوْمًا: غيرُ مِيلٍ وَلَا عَوَاوِيرَ فِي الهيْجا، ... ولا غُزَّلٍ وَلَا أَكْفَال وَالِاسْمُ الكُفولَة، وَهُوَ الكفِيل. وَفِي التَّهْذِيبِ: الكِفْل الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى مَتْن الْفَرَسِ، وَجَمْعُهُ أَكْفال؛ وأَنشد: مَا كنتَ تَلْقَى فِي الحُروب فَوَارِسي ... مِيلًا، إِذا رَكِبوا، وَلَا أَكْفَالا وَهُوَ بيِّن الكُفولة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَالَ: إِني كَائِنٌ فِيهَا كالكِفْل آخُذُ مَا أَعرِف وأَترك مَا أُنْكِر ؛ قِيلَ: هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الْحَرْبِ هِمَّتُهُ الفِرار، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى الرُّكُوبِ وَالنُّهُوضِ فِي شَيْءٍ فَهُوَ لَازِمُ بَيْتِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والكِفْل الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ. والكِفْل: الحَظُّ والضِّعف مِنَ الأَجر والإِثم، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ، وَيُقَالُ لَهُ: كِفْلان مِنَ الأَجر، وَلَا يُقَالُ: هَذَا كِفْل فُلَانٍ حَتَّى تَكُونَ قَدْ هيَّأْت لِغَيْرِهِ مِثْلَهُ كَالنَّصِيبِ، فإِذا أَفردت فَلَا تَقُلْ كِفْل وَلَا نَصِيبٌ. والكِفْل أَيضاً: المِثْل. وَفِي التَّنْزِيلِ: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ يؤْتكم ضِعْفَين، وَقِيلَ: مِثْلين؛ وَفِيهِ: وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الكِفْل الْحَظُّ، وَقِيلَ: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ أَي حَظَّين، وَقِيلَ ضِعْفين. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: لَهُ كِفْلان مِنَ الأَجر ؛ الكِفْل، بِالْكَسْرِ: الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: وعَمَدْنا إِلى أَعظم كِفْل. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الكِفْل فِي اللُّغَةِ النَّصِيبُ أُخذ مِنْ قَوْلِهِمُ اكْتَفَلْت الْبَعِيرَ إِذا أَدرْتَ عَلَى سَنامه أَو عَلَى مَوْضِعٍ مِنْ ظَهْرِهِ كِساء وَرَكِبْتَ عَلَيْهِ، وإِنما قِيلَ لَهُ كِفْل؛ وَقِيلَ: اكْتَفَلَ البعيرَ لأَنه لَمْ يَسْتَعْمِلِ الظَّهْرَ كُلَّهُ إِنما اسْتَعْمَلَ نَصِيبًا مِنَ الظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ مَجيء الْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ: وعياشُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ وسلمةُ بْنُ هِشَامٍ مُتَكَفِّلان عَلَى بَعِيرٍ. يُقَالُ: تَكَفَّلْت الْبَعِيرَ واكْتَفَلْته إِذا أَدرت حَوْلَ سَنَامِهِ كِساء ثُمَّ رَكِبْتَهُ، وَذَلِكَ الكِساء الكِفْل، بِالْكَسْرِ. والكافِل: العائِل، كَفَلَه يَكْفُله وكَفَّلَه إِيّاه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وكَفَلَها زَكَرِيَّا ؛ وَقَدْ قُرِئَتْ بِالتَّثْقِيلِ وَنَصْبِ زَكَرِيَّا، وَذَكَرَ الأَخفش أَنه قُرِئَ: وكَفِلَها زَكَرِيَّا ، بِكَسْرِ الفاء. وفي الحديث: أَنه وكَافِل الْيَتِيمِ كهاتَيْن فِي الْجَنَّةِ لَهُ وَلِغَيْرِهِ ؛ والكافِل: الْقَائِمُ بأَمر الْيَتِيمِ المربِّي لَهُ، وَهُوَ مِنَ الكَفِيل الضَّمِينِ، وَالضَّمِيرُ فِي لَهُ وَلِغَيْرِهِ رَاجِعٌ إِلى الكافِل أَي أَن الْيَتِيمَ سَوَاءٌ كَانَ الكافِل مِنْ ذَوِي رَحِمِهِ وأَنسابه أَو كَانَ أَجنبيّاً لِغَيْرِهِ تكفَّل بِهِ، وَقَوْلُهُ كَهَاتَيْنِ إِشارة إِلى إِصبعيه السبَّابة وَالْوُسْطَى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الرَّابُّ كافِلٌ ؛ الرَّابُّ: زَوْجُ أُمِّ الْيَتِيمِ لأَنه يكفُل تَرْبِيَتَهُ

وَيَقُومُ بأَمره مَعَ أُمه. وَفِي حَدِيثِ وَفْد هَوازِن: وأَنت خَيِّرُ المَكْفُولين ، يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي خَيْرُ مَنْ كُفِل فِي صِغَرِهِ وأُرْضِعَ ورُبِّيَ حَتَّى نشأَ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. والكَافِل والكَفِيل: الضَّامِنُ، والأُنثى كَفِيل أَيضاً، وَجَمْعُ الكَافِل كُفَّل، وَجَمْعُ الكَفيل كُفَلاء، وَقَدْ يُقَالُ لِلْجَمْعِ كَفِيل كَمَا قِيلَ فِي الْجَمْعِ صَدِيق. وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا ، أَي ضمَّنها إِياه حَتَّى تكفَّل بِحَضَانَتِهَا، وَمَنْ قرأَ: وكَفَلَها زَكَرِيَّا ، فَالْمَعْنَى ضمِن الْقِيَامَ بأَمرها. وكَفَلَ المالَ وبالمالِ: ضَمِنه. وكَفَلَ بِالرَّجُلِ «3» يَكْفُلُ ويَكْفِلُ كَفْلًا وكُفُولًا وكَفَالَةً وكَفُلَ وكَفِلَ وتَكَفَّلَ بِهِ، كُلُّهُ: ضمِنه. وأَكْفَلَه إِياه وكَفَّلَه: ضمَّنه، وكَفَلْت عَنْهُ بِالْمَالِ لِغَرِيمِهِ وتَكَفَّلَ بِدَيْنِهِ تَكَفُّلًا. أَبو زَيْدٍ: أَكْفَلْت فُلَانًا المالَ إِكْفالًا إِذا ضمَّنته إِياه، وكَفَلَ هُوَ بِهِ كُفُولًا وكَفْلًا، والتَّكْفِيل مِثْلُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ؛ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ اجْعَلْنِي أَنا أَكْفُلُها وَانْزِلْ أَنت عَنْهَا. ابْنُ الأَعرابي: كَفِيلٌ وكافِل وضَمِين وضامِن بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما الكَافِل فَهُوَ الَّذِي كَفَل إِنساناً يَعُوله ويُنْفِقُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّبِيب كَافِلٌ ، وَهُوَ زَوْجُ أُمّ الْيَتِيمِ كأَنه كَفَل نَفَقَةَ الْيَتِيمِ. والمُكافِل: المُجاوِر المُحالِف، وَهُوَ أَيضاً المُعاقِد الْمُعَاهِدُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد بَيْتَ خِدَاش بْنُ زُهَير: إِذا مَا أَصاب الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غيْثَهم، ... مِنَ النَّاسِ، إِلا مُحْرِم أَو مُكَافِل المُحْرِم: المُسالِم، والمُكافِل: المُعاقد المُحالف، والكَفِيل مِنْ هَذَا أُخِذ. والكِفْل والكَفِيل: المِثْل؛ يُقَالُ: مَا لِفُلَانٍ كِفْل أَي مَا لَهُ مِثْلٌ؛ قَالَ عَمْرُو بن الحرث: يَعْلو بِهَا ظَهْرَ الْبَعِيرِ، وَلَمْ ... يوجَدْ لَهَا، فِي قَوْمِهَا، كِفْل كأَنه بِمَعْنَى مِثْلٍ. قَالَ الأَزهري: والضِّعْف يَكُونُ بِمَعْنَى المِثْل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لرجلٍ: لَكَ كِفْلان مِنَ الأَجر أَي مِثْلَانِ. والكِفْل: النَّصِيبُ والجُزْء؛ يُقَالُ: لَهُ كِفْلان أَي جزءَان ونَصيبان. والكافِل: الَّذِي لَا يأْكل، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَصِل الصِّيَامَ، وَالْجَمْعُ كُفَّل. وكَفَلْت كَفْلًا أَي واصَلْت الصَّوْمَ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ إِبلًا بقلَّة الشُّرْبِ: يلُذْنَ بأَعْقارِ الحِياضِ، كأَنها ... نساءُ النَّصَارَى أَصبحتْ، وَهِيَ كُفَّل قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: هُوَ مِنَ الضَّمَانِ أَي قَدْ ضَمِنَّ الصَّوْمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي. وَذُو الكِفْل: اسْمُ نَبِيٍّ مِنَ الأَنبياء، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين، وَهُوَ مِنَ الكَفالة، سُمِّيَ ذَا الكِفْل لأَنه كَفَل بِمِائَةِ رَكْعَةٍ كُلَّ يَوْمٍ فَوَفَى بِمَا كَفَل، وَقِيلَ: لأَنه كَانَ يَلْبَسُ كِسَاءً كالكفْل، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِن ذَا الكِفْل سُمِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنه تكفَّل بأَمر نَبِيٍّ فِي أُمته فَقَامَ بِمَا يَجِبُ فِيهِمْ، وَقِيلَ: تكفَّل بِعَمَلِ رَجُلٍ صَالِحٍ فقام به. كلل: الكُلُّ: اسْمٌ يَجْمَعُ الأَجزاء، يُقَالُ: كلُّهم منطلِق وكُلُّهن مُنْطَلِقَةٌ وَمُنْطَلِقٌ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ

_ (3). قوله [وكَفَلَ بالرجل إلخ] عبارة القاموس: وقد كَفلَ بالرجل كضرب ونصر وكرم وعلم

سَوَاءٌ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: كُلَّتُهُنَّ منطلِقةٌ، وَقَالَ: العالِمُ كلُّ العالِم، يُرِيدُ بِذَلِكَ التَّناهي وأَنه قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ فِيمَا يَصِفُهُ بِهِ مِنَ الْخِصَالِ. وَقَوْلُهُمْ: أَخذت كُلَّ الْمَالِ وَضَرَبْتُ كلَّ الْقَوْمِ، فَلَيْسَ الكلُّ هُوَ مَا أُضيف إِليه. قَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ السِّيرَافِيِّ: إِنما الكلُّ عِبَارَةٌ عَنْ أَجزاء الشَّيْءِ، فَكَمَا جَازَ أَن يُضَافَ الْجُزْءُ إِلى الْجُمْلَةِ جَازَ أَن تُضَافَ الأَجزاء كُلُّهَا إِليها، فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ وكُلٌّ لَهُ قانِتُونَ* ، فَمَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ، وكأَنه إِنما حُمِلَ عَلَيْهِ هُنَا لأَن كُلًّا فِيهِ غَيْرُ مُضَافَةٍ، فَلَمَّا لَمْ تُضَفْ إِلى جَمَاعَةٍ عُوِّض مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ الْجَمَاعَةِ فِي الْخَبَرِ، أَلا تَرَى أَنه لَوْ قَالَ: لَهُ قانِتٌ، لَمْ يَكُنْ فِيهِ لَفْظُ الْجَمْعِ البتَّة؟ وَلَمَّا قَالَ سُبْحَانَهُ: وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً ، فَجَاءَ بِلَفْظِ الْجَمَاعَةِ مُضَافًا إِليها، اسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِ الْجَمَاعَةِ فِي الْخَبَرِ؟ الْجَوْهَرِيُّ: كُلٌّ لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ، قَالَ: فَعَلَى هَذَا تَقُولُ كُلٌّ حَضَرَ وكُلٌّ حَضَرُوا، عَلَى اللَّفْظِ مَرَّةً وَعَلَى الْمَعْنَى أُخرى، وكُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ، وَلَمْ يجئْ عَنِ الْعَرَبِ بالأَلف وَاللَّامِ، وَهُوَ جَائِزٌ لأَن فِيهِمَا مَعْنَى الإِضافة، أَضفت أَو لَمْ تُضِف. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ وَيُقَالُ فِي قَوْلِهِمْ كِلا الرَّجُلَيْنِ إِن اشْتِقَاقَهُ مِنْ كُلّ الْقَوْمِ، وَلَكِنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: لَا تَجْعَلُ كُلًّا مِنْ بَابِ كِلا وكِلْتا وَاجْعَلْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ، قَالَ: وأَنا مُفَسِّرٌ كِلَا وَكِلْتَا فِي الثُّلَاثِيِّ المعتلِّ، إِن شَاءَ اللَّهُ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا أَفادني عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ: تَقَعُ كُلٌّ عَلَى اسْمٍ مَنْكُورٍ موحَّد فَتُؤَدِّي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ كَقَوْلِهِمْ: مَا كُلُّ بَيْضَاءَ شَحْمةً وَلَا كُلُّ سَوْداء تَمْرَةً، وتمرةٌ جَائِزٌ أَيضاً، إِذا كَرَّرْتَ مَا فِي الإِضمار. وَسُئِلَ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* ، وَعَنْ تَوْكِيدِهِ بِكُلِّهِمْ ثُمَّ بأَجمعون فَقَالَ: لَمَّا كَانَتْ كُلُّهُمْ تَحْتَمِلُ شَيْئَيْنِ تَكُونُ مَرَّةً اسْمًا ومرة توكيداً جاء بالتوكيد الَّذِي لَا يَكُونُ إِلا تَوْكِيدًا حَسْب؛ وَسُئِلَ الْمُبَرِّدُ عَنْهَا فَقَالَ: لَوْ جَاءَتْ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ* احْتَمَلَ أَن يَكُونَ سَجَدَ بَعْضُهُمْ، فَجَاءَ بِقَوْلِهِ كُلُّهُمْ* لإِحاطة الأَجزاء، فَقِيلَ لَهُ: فأَجمعون؟ فَقَالَ: لَوْ جَاءَتْ كُلُّهُمْ لَاحْتَمَلَ أَن يَكُونَ سَجَدُوا كُلُّهُمْ فِي أَوقات مُخْتَلِفَاتٍ، فَجَاءَتْ أَجمعون لِتَدُلَّ أَن السُّجُودَ كَانَ مِنْهُمْ كلِّهم فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَتْ كُلُّهُمْ للإِحاطة وَدَخَلَتْ أَجمعون لِسُرْعَةِ الطَّاعَةِ. وكَلَّ يَكِلُّ كَلًّا وكَلالًا وكَلالة؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: أَعْيا. وكَلَلْت مِنَ الْمَشْيِ أَكِلُّ كَلالًا وكَلالة أَي أَعْيَيْت، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذا أَعيا. وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه. وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً أَي كَلَّ بعيرُه. ابْنُ سِيدَهْ: أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت إِبلُهم. والكَلُّ: قَفَا السَّيْفِ والسِّكِّين الَّذِي لَيْسَ بحادٍّ. وكَلَّ السيفُ والبصرُ وَغَيْرُهُ مِنَ الشَّيْءِ الْحَدِيدِ يَكِلُّ كَلًّا وكِلَّة وكَلالة وكُلُولة وكُلولًا وكَلَّل، فَهُوَ كَلِيل وكَلٌّ: لَمْ يَقْطَعْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الكُلول قَوْلَ سَاعِدَةَ: لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ قَالَ: وَشَاهِدُ الكِلَّة قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: وذُو البَثِّ فِيهِ كِلَّةٌ وخُشوع وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: فَمَا زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلًا ؛ كَلَّ السيفُ: لَمْ يَقْطَعْ. وطرْف كَلِيل إِذا لَمْ يحقِّق الْمَنْظُورَ. اللِّحْيَانِيُّ: انْكَلَّ السَّيْفُ ذَهَبَ حدُّه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَلَّ بصرُه كُلولًا نَبَا، وأَكلَّه الْبُكَاءُ وَكَذَلِكَ اللِّسَانُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّهَا سَوَاءٌ فِي الْفِعْلِ وَالْمَصْدَرِ؛ وَقَوْلُ الأَسود بْنِ يَعْفُر:

بأَظفارٍ لَهُ حُجْنٍ طِوالٍ، ... وأَنيابٍ له كَانَتْ كِلالا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ كالٍّ كَجَائِعٍ وجِياع وَنَائِمٍ ونِيام، وأَن يَكُونَ جَمْعَ كَلِيل كَشَدِيدٍ وشِداد وحَديد وحِداد. اللَّيْثُ: الكَلِيل السَّيْفُ الَّذِي لَا حدَّ لَهُ. وَلِسَانٌ كَلِيل: ذُو كَلالة وكِلَّة، وَسَيْفٌ كَلِيل الحدِّ، وَرَجُلٌ كَلِيل اللِّسَانِ، وكَلِيل الطرْف. قَالَ: وَنَاسٌ يَجْعَلُونَ كَلَّاءَ للبَصْرة اسْمًا مِنْ كَلَّ، عَلَى فَعْلاء، وَلَا يَصْرِفُونَهُ، وَالْمَعْنَى أَنه مَوْضِعٌ تَكِلُّ فِيهِ الريحُ عَنْ عمَلها فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ، ... يكِلُّ وَفْد الرِّيحِ مِنْ حَيْثُ انْخَرَقْ والكَلُّ: الْمُصِيبَةُ تحدث، والأَصل مِنْ كَلَّ عَنْهُ أَي نَبَا وضعُف. والكَلالة: الرَّجُلُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الكَلُّ الرَّجُلُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ كَلالة، وَقِيلَ: مَا لَمْ يَكُنْ مِنَ النَّسَبِ لَحًّا فَهُوَ كَلالةٌ. وَقَالُوا: هُوَ ابْنُ عمِّ الكَلالَةِ، وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ، وَابْنُ عَمِّي كَلالةً، وَقِيلَ: الكَلالَةُ مِنْ تَكَلَّل نسبُه بِنَسَبِكَ كَابْنِ الْعَمِّ وَمَنْ أَشبهه، وَقِيلَ: هُمُ الإِخْوة للأُمّ وَهُوَ الْمُسْتَعْمَلُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَلالة مِنَ العصَبة مَنْ ورِث مَعَهُ الإِخوة مِنَ الأُم، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَمْ يَرِثه كَلالةً أَي لَمْ يَرِثْهُ عَنْ عُرُض بَلْ عَنْ قرْب وَاسْتِحْقَاقٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ورِثْتم قَناةَ المُلْك، غيرَ كَلالةٍ، ... عَنِ ابْنَيْ مَنافٍ: عبدِ شمسٍ وَهَاشِمِ ابْنُ الأَعرابي: الكَلالةُ بَنُو الْعَمِّ الأَباعد. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: مَالِي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة مُتَرَاخٍ نسبُهم؛ وَيُقَالُ: هُوَ مَصْدَرٌ مِنْ تكَلَّله النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه مِنْ جِهَةِ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أَحد، فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً (الْآيَةَ)؛ وَاخْتَلَفَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ فِي تَفْسِيرِ الكَلالة فَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه قَالَ: الكَلالة كُلُّ مَنْ لَمْ يرِثه وَلَدٌ أَو أَب أَو أَخ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَخفش: وَقَالَ الْفَرَّاءُ الكَلالة مِنَ الْقَرَابَةِ مَا خلا الوالد والولد، سموا كَلالة لِاسْتِدَارَتِهِمْ بِنَسَبِ الْمَيِّتِ الأَقرب، فالأَقرب مِنْ تكَلله النَّسَبُ إِذا اسْتَدَارَ بِهِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ الكَلالة مَنْ سَقَطَ عَنْهُ طَرَفاه، وَهُمَا أَبوه وَوَلَدُهُ، فَصَارَ كَلًّا وكَلالة أَي عِيالًا عَلَى الأَصل، يَقُولُ: سَقَطَ مِنَ الطَّرَفين فَصَارَ عِيالًا عَلَيْهِمْ؛ قَالَ: كَتَبْتُهُ حِفْظًا عَنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَحَدِيثُ جَابِرٍ يُفَسِّرُ لَكَ الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يَقُولُ مَرِضْت مَرَضًا أَشفيت مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ فأَتيت النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِني رَجُلٌ ليس يرثني إِلا كَلالةٌ ؛ أَراد أَنه لَا وَالِدَ لَهُ وَلَا وَلَدَ، فَذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الكَلالة فِي سُورَةِ النِّسَاءِ فِي مَوْضِعَيْنِ، أَحدهما قَوْلُهُ: وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ؛ فَقَوْلُهُ يُورَثُ مِنْ وُرِث يُورَث لَا مِنْ أُورِث يُورَث، وَنَصَبَ كَلالة عَلَى الْحَالِ، الْمَعْنَى أَن مَنْ مَاتَ رَجُلًا أَو امرأَة فِي حَالِ تكَلُّلِه نَسَبَ ورثِته أَي لَا وَالِدَ لَهُ وَلَا وَلَدَ وَلَهُ أَخ أَو أُخت مِنْ أُم فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، فَجَعَلَ الميت هاهنا كَلالة وَهُوَ المورِّث، وَهُوَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ الْوَارِثُ: فَكُلُّ مَن مَاتَ وَلَا وَالِدَ لَهُ وَلَا وَلَدَ فَهَوَ كلالةُ ورثتِه، وكلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَالِدٍ

لِلْمَيِّتِ وَلَا ولدٍ لَهُ فَهُوَ كلالةُ مَوْرُوثِه، وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ مُوَافِقٌ لِلتَّنْزِيلِ والسُّنة، وَيَجِبُ عَلَى أَهل الْعِلْمِ مَعْرِفَتُهُ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ عَلَيْهِمْ مَا يَحْتَاجُونَ إِليه مِنْهُ؛ وَالْمَوْضِعُ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الكَلالة قَوْلُهُ: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ مَا تَرَكَ (الْآيَةَ)؛ فَجَعَلَ الكَلالة هَاهُنَا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم، فَجَعَلَ للأُخت الْوَاحِدَةِ نصفَ مَا تَرَكَ الْمَيِّتُ، وللأُختين الثُّلُثَيْنِ، وللإِخوة والأَخوات جَمِيعَ الْمَالِ بَيْنَهُمْ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثيين، وَجَعَلَ للأَخ والأُخت مِنَ الأُم، فِي الْآيَةِ الأُولى، الثُّلُثَ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، فَبَيَّنَ بسِياق الْآيَتَيْنِ أَن الكَلالة تَشْتَمِلُ عَلَى الإِخوة للأُم مرَّة، وَمَرَّةً عَلَى الإِخوة والأَخوات للأَب والأُم؛ وَدَلَّ قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنَّ الأَب لَيْسَ بكَلالة، وأَنَّ سَائِرَ الأَولياء مِنَ العَصَبة بَعْدَ الْوَلَدِ كَلالة؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى لَهُ، ... ومَوْلَى الكَلالة لَا يغضَب أَراد: أَن أَبا الْمَرْءِ أَغضب لَهُ إِذا ظُلِم، وَمَوَالِي الْكَلَالَةِ، وَهُمُ الإِخوة والأَعمام وَبَنُو الأَعمام وَسَائِرُ الْقِرَابَاتِ، لَا يغضَبون لِلْمَرْءِ غَضَب الأَب. ابن الْجَرَّاحِ: إِذا لَمْ يَكُنِ ابْنُ الْعَمِّ لَحًّا وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَشِيرَةِ قَالُوا: هُوَ ابْنُ عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة، فَافْهَمْهُ؛ قَالَ: وَقَدْ فسَّرت لَكَ مِنْ آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما مَا تَشْتَفِي بِهِ ويُزيل اللَّبْسَ عَنْكَ، فَتَدَبَّرْهُ تَجِدْهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ: قَدْ ثَبَّجَ اللَّيْثُ مَا فَسَّرَهُ مِنَ الكَلالة فِي كِتَابِهِ وَلَمْ يُبَيِّنِ الْمُرَادَ مِنْهُ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اعْلَمْ أَن الكَلالة فِي الأَصل هِيَ مَصْدَرُ كَلَّ الميتُ يَكِلُّ كَلًّا وكَلالة، فَهُوَ كَلٌّ إِذا لَمْ يُخَلِّفْ وَلَدًا وَلَا وَالِدًا يرِثانه، هَذَا أَصلها، قَالَ: ثُمَّ قَدْ تَقَعُ الكَلالة عَلَى الْعَيْنِ دُونَ الحدَث، فَتَكُونُ اسْمًا لِلْمَيِّتِ المَوْروث، وإِن كَانَتْ فِي الأَصل اسْمًا للحَدَث عَلَى حدِّ قَوْلِهِمْ: هَذَا خَلْقُ اللَّهِ أَي مَخْلُوقُ اللَّهِ؛ قَالَ: وَجَازَ أَن تَكُونَ اسْمًا لِلْوَارِثِ عَلَى حدِّ قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ عَدْل أَي عَادِلٌ، وماءٌ غَوْر أَي غَائِرٌ؛ قَالَ: والأَول هُوَ اخْتِيَارُ الْبَصْرِيِّينَ مِنْ أَن الكَلالة اسْمٌ لِلْمَوْرُوثِ، قَالَ: وَعَلَيْهِ جاء التَّفْسِيرِ فِي الْآيَةِ: إِن الكَلالة الَّذِي لَمْ يخلِّف وَلَدًا وَلَا وَالِدًا، فإِذا جَعَلْتَهَا لِلْمَيِّتِ كَانَ انْتِصَابُهَا فِي الْآيَةِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن تَكُونَ خَبَرَ كَانَ تَقْدِيرُهُ: وإِن كَانَ الْمَوْرُوثُ كَلالةً أَي كَلًّا لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَكُونَ انْتِصَابُهَا عَلَى الْحَالِ من الضمير في يُورَث أَي يورَث وَهُوَ كَلالة، وَتَكُونُ كَانَ هِيَ التَّامَّةَ الَّتِي لَيْسَتْ مُفْتَقِرَةً إِلى خَبَرٍ، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ أَن تَكُونَ النَّاقِصَةَ كَمَا ذَكَرَهُ الْحَوْفِيُّ لأَن خَبَرَهَا لَا يَكُونُ إِلا الكَلالة، وَلَا فَائِدَةَ فِي قَوْلِهِ يورَث، وَالتَّقْدِيرُ إِن وقَع أَو حضَر رَجُلٌ يَمُوتُ كَلالة أَي يورَث وَهُوَ كَلالة أَي كَلّ، وإِن جَعَلْتَهَا للحدَث دُونَ الْعَيْنِ جَازَ انْتِصَابُهَا عَلَى ثَلَاثَةُ أَوجه: أَحدها أَن يَكُونَ انْتِصَابُهَا عَلَى الْمَصْدَرِ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ يورَث وِراثة كَلالةٍ كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ورِثْتُم قَناة المُلْك لَا عَنْ كَلالةٍ أَي وَرِثْتُمُوهَا وِراثة قُرْب لَا وِراثة بُعْد؛ وَقَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْل: وَمَا سَوَّدَتْني عامِرٌ عَنْ كَلالةٍ، ... أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ وَلَا أَب وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هُوَ ابْنُ عَمٍّ كَلالةً أَي بَعِيدَ النِّسَبِ،

فإِذا أَرادوا القُرْب قَالُوا: هُوَ ابْنُ عَمٍّ دِنْيَةً، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن تَكُونَ الكَلالة مَصْدَرًا وَاقِعًا مَوْقِعَ الْحَالِ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ: جَاءَ زَيْدٌ رَكْضاً أَي راكِضاً، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي دِنيةً أَي دَانِيًا، وَابْنُ عَمِّي كَلالةً أَي بَعِيدًا فِي النسَب، وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ أَن تَكُونَ خَبَرَ كَانَ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ مُضَافٍ، تَقْدِيرُهُ وإِن كَانَ المَوْروث ذَا كَلالة؛ قَالَ: فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوجه فِي نَصْبِ الْكَلَالَةِ: أَحدها أَن تَكُونَ خَبَرَ كَانَ، الثَّانِي أَن تَكُونَ حَالًا، الثَّالِثُ أَن تَكُونَ مَصْدَرًا عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ مُضَافٍ، الرَّابِعُ أَن تَكُونَ مَصْدَرًا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، الْخَامِسُ أَن تَكُونَ خَبَرَ كَانَ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ مُضَافٍ، فَهَذَا هُوَ الْوَجْهُ الَّذِي عَلَيْهِ أَهل الْبَصْرَةِ وَالْعُلَمَاءُ بِاللُّغَةِ، أَعني أَن الكَلالة اسْمٌ لِلْمَوْرُوثِ دُونَ الْوَارِثِ، قَالَ: وَقَدْ أَجاز قَوْمٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ، وَهُمْ أَهل الْكُوفَةِ، أَن تَكُونَ الكَلالة اسْمًا للوارِث، واحتجُّوا فِي ذَلِكَ بأَشياء مِنْهَا قِرَاءَةُ الْحَسَنِ: وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، فالكَلالة عَلَى ظَاهِرِ هَذِهِ القِراءة هِيَ ورثةُ الْمَيِّتِ، وَهُمُ الإِخوة للأُم، واحتجُّوا أَيضاً بِقَوْلِ جَابِرٍ إِنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنما يرِثني كَلالة ، وإِذا ثَبَتَ حُجَّةُ هَذَا الْوَجْهِ كَانَ انْتِصَابُ كَلالة أَيضاً عَلَى مِثْلِ مَا انْتَصَبَتْ فِي الْوَجْهِ الْخَامِسِ مِنَ الْوَجْهِ الأَول، وَهُوَ أَن تَكُونَ خَبَرَ كَانَ وَيُقَدَّرُ حَذْفُ مُضَافٍ لِيَكُونَ الثَّانِي هُوَ الأَول، تَقْدِيرُهُ: وإِن كَانَ رَجُلٌ يورِث ذَا كَلالة، كَمَا تَقُولُ ذَا قَرابةٍ لَيْسَ فِيهِمْ وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا جعلتَه حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي يُورِثُ تَقْدِيرُهُ ذَا كَلالةٍ، قَالَ: وَذَهَبَ ابْنُ جِنِّي فِي قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة ويورِّث كَلالة أَن مَفْعُولَيْ يُورِث ويُوَرِّث مَحْذُوفَانِ أَي يُورِث وارثَه مالَه، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَبْقَى كَلالة عَلَى حَالِهِ الأُولى الَّتِي ذَكَرْتُهَا، فَيَكُونُ نَصْبُهُ عَلَى خَبَرِ كَانَ أَو عَلَى الْمَصْدَرِ، وَيَكُونُ الكَلالة للمَوْروث لَا لِلْوَارِثِ؛ قَالَ: وَالظَّاهِرُ أَن الكَلالة مَصْدَرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَارِثِ وَعَلَى الْمَوْرُوثِ، وَالْمَصْدَرُ قَدْ يَقَعُ لِلْفَاعِلِ تَارَةً وَلِلْمَفْعُولِ أُخرى، وَاللَّهُ أَعلم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَب وَالِابْنُ طرَفان لِلرَّجُلِ فإِذا مَاتَ وَلَمْ يخلِّفهما فَقَدْ مَاتَ عَنْ ذَهَابِ طَرَفَيْه، فَسُمِّيَ ذَهَابُ الطرَفين كَلالة، وَقِيلَ: كُلُّ مَا احْتَفَّ بِالشَّيْءِ مِنْ جَوَانِبِهِ فَهُوَ إِكْلِيل، وَبِهِ سُمِّيَتْ، لأَن الوُرَّاث يُحيطون بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ. والكَلُّ: الْيَتِيمُ؛ قَالَ: أَكُولٌ لِمَالِ الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه، ... إِذا كَانَ عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد والكَلُّ: الَّذِي هُوَ عِيال وثِقْل عَلَى صَاحِبِهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ ، أَي عِيال. وأَصبح فُلَانٌ مُكِلًّا إِذا صَارَ ذَوُو قَرابته كَلًّا عَلَيْهِ أَي عِيالًا. وأَصبحت مُكِلًّا أَي ذَا قراباتٍ وَهُمْ عليَّ عِيَالٌ. والكالُّ: المُعْيي، وَقَدْ كَلَّ يَكِلُّ كَلالًا وكَلالةً. والكَلُّ: العَيِّل والثِّقْل، الذكَر والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى الكُلول فِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، كَلَّ يَكِلُّ كُلولًا. وَرَجُلٌ كَلٌّ: ثَقِيلٌ لَا خَيْرَ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الكَلُّ الصَّنَمُ، والكَلُّ الثقيلُ الرُّوحِ مِنَ النَّاسِ، والكَلُّ الْيَتِيمُ، والكَلُّ الوَكِيل. وكَلَّ الرَّجُلُ إِذا تعِب. وكَلَّ إِذا توكَّل؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي أَراد ابنُ الأَعرابي بِقَوْلِهِ الكلُّ الصنَم قَوْلَهُ تَعَالَى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً؛ ضَرَبَهُ مَثَلًا للصَّنَم الَّذِي عبدُوه وَهُوَ لَا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ يَسْتَوِي هَذَا الصَّنَم الكَلُّ وَمَنْ يأْمر بِالْعَدْلِ، اسْتِفْهَامٌ مَعْنَاهُ التَّوْبِيخُ كأَنه قَالَ: لَا تسوُّوا بَيْنَ الصَّنَمِ الكَلِّ وَبَيْنَ

الْخَالِقِ جَلَّ جَلَالُهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ : هُوَ أُسيد بْنُ أَبي الْعِيصِ وَهُوَ الأَبْكم، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ ورأْس الكَلّ رَئِيسُ الْيَهُودِ. الْجَوْهَرِيُّ: الكَلُّ العِيال والثِّقْل. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ: كَلَّا إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَ ؛ هُوَ، بِالْفَتْحِ: الثِّقْل مِنْ كُلِّ مَا يُتكلَّف. والكَلُّ: العِيال؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ تَرك كَلًّا فَإِلَيَّ وعليَّ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: وَلَا يُوكَل كَلُّكم أَي لَا يوكَل إِليكم عِيالكم وَمَا لَمْ تُطِيقُوهُ، ويُروى: أُكْلُكم أَي لَا يُفْتات عَلَيْكُمْ مَالُكُمْ. وكَلَّلَ الرجلُ: ذَهَبَ وَتَرَكَ أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ. وكَلَّلَ عَنِ الأَمر: أَحْجَم. وكَلَّلَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ وكَلَّلَ السبعُ: حَمَلَ. ابْنُ الأَعرابي: والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان، وَهِيَ البِكْلَة؛ يُقَالُ: بَاتَ فُلَانٌ بكِلَّة سُوءٍ أَي بِحَالِ سُوءٍ قَالَ: والكِلَّة مَصْدَرُ قَوْلِكَ سَيْفٌ كَلِيل بَيِّنُ الكِلَّة. وَيُقَالُ: ثقُل سَمْعُهُ وكَلَّ بَصَرُهُ وذَرَأَ سِنُّه. والمُكَلِّل: الجادُّ، يُقَالُ: حَمَل وكَلَّلَ أَي مَضَى قُدُماً وَلَمْ يَخِم؛ وأَنشد الأَصمعي: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنْهُ فقَضَبْ، ... تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ كَلَّلَ بِمَعْنَى جَبُن، يُقَالُ: حَمَلَ فَمَا كَلَّلَ أَي فَمَا كذَب وَمَا جبُن كأَنه مِنَ الأَضداد؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لجَهْم بْنِ سَبَل: وَلَا أُكَلِّلُ عَنْ حَرْبٍ مُجَلِّحةٍ، ... وَلَا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه يُقَالُ: إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّلُ، وإِن النَّمِرَ يُكَلِّلُ وَلَا يُهَلِّل، قال: والمُكَلِّل الَّذِي يحمِل فَلَا يَرْجِعُ حَتَّى يقَع بقِرْنه، والمُهَلِّل يَحْمِلُ عَلَى قِرْنه ثُمَّ يُحْجِم فَيَرْجِعُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: بَكَرَتْ تَلُومُ، وأَمْسِ مَا كَلَّلْتها، ... وَلَقَدْ ضَلَلْت بِذَاكَ أَيَّ ضَلَالِ ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها. يُقَالُ: كَلَّلَ فُلَانٌ فُلَانًا أَي لَمْ يُطِعه. وكَلَلْتُه بِالْحِجَارَةِ أَي عَلَوْتُهُ بِهَا؛ وقال: وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ «4» . والكُلَّة: الصَّوْقَعة، وَهِيَ صُوفة حَمْرَاءُ فِي رأْس الهَوْدَج. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها ؛ قِيلَ: التّكْلِيل رفعُها تُبْنَى مِثْلَ الكِلَل، وَهِيَ الصَّوامع والقِباب الَّتِي تُبْنَى عَلَى الْقُبُورِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْب الكِلَّة عَلَيْهَا وَهِيَ سِتْر مربَّع يضرَب عَلَى الْقُبُورِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكِلَّة مِنَ السُّتور مَا خِيطَ فَصَارَ كَالْبَيْتِ؛ وأَنشد «5»: مِنْ كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ عَلَيْهِ كِلَّةٌ وقِرامُها والكِلَّة: السِّتر الرَّقِيقُ يُخاط كَالْبَيْتِ يُتَوَقّى فِيهِ مِنَ البَقِّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الكِلَّة السِّتر الرَّقِيقُ، قَالَ: والكِلَّة غشاءٌ مِنْ ثَوْبٍ رَقِيقٍ يُتوقَّى بِهِ مِنَ البَعُوض. والإِكْلِيل: شِبْهُ عِصابة مزيَّنة بِالْجَوَاهِرِ، وَالْجَمْعُ أَكالِيل عَلَى الْقِيَاسِ، وَيُسَمَّى التَّاجُ إِكْلِيلًا. وكَلَّلَه أَي أَلبسه الإِكْلِيل؛ فأَما قَوْلُهُ «6» أَنشده ابْنُ جِنِّي: قَدْ دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْنَ ... سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ

_ (4). قوله [وفرحه إلخ] هكذا في الأَصل (5). لبيد في معلقته (6). البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة

فَهَذَا جَمْعُ إِكْلِيل، فَلَمَّا حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وَبَقِيَتِ الْكَافُ سَاكِنَةً فُتِحَتْ، فَصَارَتْ إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فَجُمِعَ عَلَى أَكِلَّة كأَدِلَّة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه ؛ هِيَ جَمْعُ إِكْلِيل، قَالَ: وَهُوَ شِبْهُ عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر، فجعلتْ لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكالِيلَ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِعَارَةِ؛ قَالَ: وَقِيلَ أَرادتْ نَوَاحِيَ وَجْهِهِ وَمَا أَحاط بِهِ إِلى الجَبِين مِنَ التَّكَلُّل، وَهُوَ الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يُجْعَلُ كالحَلْقة وَيُوضَعُ هُنَالِكَ عَلَى أَعلى الرأْس. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَنَظَرْتُ إِلى الْمَدِينَةِ وإِنها لَفِي مثْل الإِكْلِيل ؛ يُرِيدُ أَن الغَيْم تَقَشَّع عَنْهَا وَاسْتَدَارَ بِآفَاقِهَا. والإِكْلِيل: منزِل مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ وَهُوَ أَربعة أَنجُم مصطفَّة. قَالَ الأَزهري: الإِكْلِيل رأْس بُرْج الْعَقْرَبِ، ورقيبُ الثُّرَيَّا مِنَ الأَنْواء هُوَ الإِكْلِيل، لأَنه يطلُع بِغُيُوبها. والإِكْلِيل: مَا أَحاط بالظُّفُر مِنَ اللَّحْمِ. وتَكَلَّله الشيءُ: أَحاط بِهِ. وَرَوْضَةٌ مُكَلَّلة: مَحْفُوفَةٌ بالنَّوْر. وَغَمَامٌ مُكَلَّل: مَحْفُوفٌ بقِطَع مِنَ السَّحَابِ كأَنه مُكَلَّل بهنَّ. وانْكَلَّ الرجلُ: ضَحِكَ. وانْكَلَّت المرأَة فَهِيَ تَنْكَلُّ انْكِلالًا إِذا مَا تبسَّمت؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: وتَنْكَلُّ عَنْ عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه، ... لَهُ أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر وانْكَلَّ الرَّجُلُ انْكِلالًا: تبسَّم؛ قَالَ الأَعشى: ويَنْكَلُّ عَنْ غُرٍّ عِذابٍ كأَنها ... جَنى أُقْحُوان، نَبْتُه مُتَناعِم يُقَالُ: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كُلُّ ذَلِكَ تَبْدُو مِنْهُ الأَسنان. وانْكِلال الغَيْم بالبَرْق: هُوَ قَدْرُ مَا يُرِيك سَوَادَ الْغَيْمِ مِنْ بَيَاضِهِ. وانْكَلَّ السَّحَابُ بِالْبَرْقِ إِذا مَا تبسَّم بِالْبَرْقِ. والإِكْلِيل: السحابُ الَّذِي تَرَاهُ كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه. وَسَحَابٌ مُكَلَّل أَي ملمَّع بِالْبَرْقِ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي حَوْلَهُ قِطع مِنَ السَّحَابِ. واكْتَلَّ الغمامُ بِالْبَرْقِ أَي لَمَعَ. وانكَلَّ السَّحَابُ عَنِ الْبَرْقِ واكْتَلَّ: تَبَسَّمَ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: عَرَضْنا فقُلْنا: إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ ... كَمَا اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: تَكَلَّلَ فِي الغِماد فأَرْضِ لَيْلَى ... ثَلَاثًا، مَا أَبين لَهُ انْفِراجَا قِيلَ: تَكَلَّل تَبَسَّمَ بِالْبَرْقِ، وَقِيلَ: تنطَّق وَاسْتَدَارَ. وانكلَّ البرقُ نَفْسُهُ: لَمَعَ لَمَعًا خَفِيفًا. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو: الْغَمَامُ المُكَلَّل هُوَ السَّحَابَةُ يَكُونُ حَوْلَهَا قِطَع مِنَ السَّحَابِ فَهِيَ مكَلَّلة بهنَّ؛ وأَنشد غَيْرُهُ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه، ... كَلَمْع اليَدَيْن فِي حَبيٍّ مُكَلَّلِ وإِكْلِيل المَلِك: نَبْتٌ يُتداوَى بِهِ. والكَلْكَل والكَلْكال: الصَّدْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ التَّرْقُوَتَيْن، وَقِيلَ: هُوَ بَاطِنُ الزَّوْرِ؛ قَالَ: أَقول، إِذْ خَرَّتْ عَلَى الكَلْكَالِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ مُشَدَّدًا؛ وَقَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي: كأَنَّ مَهْواها، عَلَى الكَلْكَلِّ، ... موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ موقِعُ كفَّيْ رَاهِبٍ، لأَن بَعْدَ قَوْلِهِ عَلَى الكَلْكَلِّ: ومَوْقِفاً مِنْ ثَفِناتٍ زُلِ قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ الكَلْكَل، وإِنما جَاءَ الكَلْكَال فِي الشِّعْرِ ضَرُورَةً فِي قَوْلُ الرَّاجِزِ: قلتُ، وَقَدْ خرَّت عَلَى الكَلْكَالِ: ... يَا ناقَتي، مَا جُلْتِ مِنْ مَجَالِ «1» . والكَلْكَل مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ مَحْزِمه إِلى مَا مسَّ الأَرض مِنْهُ إِذا رَبَضَ؛ وَقَدْ يُسْتَعَارُ الكَلْكَل لِمَا لَيْسَ بِجِسْمٍ كَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ فِي صِفَةِ لَيْل: فقلتُ لَهُ لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه، ... وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل «2» . وَقَالَتْ أَعرابية تَرْثي ابْنَهَا: أَلْقَى عَلَيْهِ الدهرُ كَلْكَلَهُ، ... مَنْ ذَا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟ فَجَعَلَتْ لِلدَّهْرِ كَلْكَلًا؛ وَقَوْلُهُ: مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مَعَ السُّرَى، ... حَتَّى ذَهَبْنَ كَلاكلًا وصُدوراً وَضَعَ الأَسماء مَوْضِعَ الظُّرُوفِ كَقَوْلِهِ ذَهَبْنَ قُدُماً وأُخُراً. وَرَجُلٌ كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، وَقِيلَ: الكُلْكُل والكُلاكِل، بِالضَّمِّ، الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ، والأُنثى كُلْكُلَة وكُلاكِلة، والكَلاكِل الْجَمَاعَاتُ كالكَراكِر؛ وأَنشد قَوْلَ الْعَجَّاجِ: حَتَّى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا الْفَرَّاءُ: الكُلَّة التأْخير، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، والكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل. وَيُقَالُ: ذِئْبٌ مُكِلّ قَدْ وَضَعَ كَلَّهُ عَلَى النَّاسِ. وذِئب كَلِيل: لَا يَعْدُو عَلَى أَحد. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه دُخِل عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ أَبِأَمْرك هَذَا؟ فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ أَي بَعْضُهُ عَنْ أَمري وَبَعْضُهُ بِغَيْرِ أَمري؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَوْضِعُ كُلّ الإِحاطة بِالْجَمِيعِ، وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى الْبَعْضِ قَالَ: وَعَلَيْهِ حُمِل قولُ عُثْمَانَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: قالتْ لَهُ، وقولُها مَرْعِيُّ: ... إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ، وكُلُّ ذَاكَ يَفْعَل الوَصِيُ أَي قَدْ يفعَل وَقَدْ لَا يفعَل. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وكَلّا حَرْفُ رَدْع وزَجْر؛ وَقَدْ تأْتي بِمَعْنَى لَا كَقَوْلِ الْجَعْدِيِّ: فقلْنا لَهُمْ: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها ... فَقَالُوا لَنَا: كَلَّا فقلْنا لَهُمْ: بَلى فكَلَّا هُنَا بِمَعْنَى لَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فَقُلْنَا لَهُمْ بَلَى، وبَلى لَا تأْتي إِلا بَعْدَ نَفْيٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ أَيضاً: قُرَيْش جِهازُ النَّاسِ حَيّاً ومَيِّتاً، ... فَمَنْ قَالَ كَلَّا، فالمُكذِّب أَكْذَبُ وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا . وَفِي الْحَدِيثِ: تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فَقَالَ أَعرابي: كَلَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَلَّا رَدْع فِي الْكَلَامِ

_ (1). في الصفحة السابقة: أقول إذ خَرَّت إلخ (2). في المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه

وَتَنْبِيهٌ وَمَعْنَاهَا انْتَهِ لَا تَفْعَلْ، إِلا أَنها آكَدُ فِي النَّفْيِ والرَّدْع مِنْ لَا، لِزِيَادَةِ الْكَافِ؛ وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى حَقّاً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ؛ والظُّلَل: السَّحاب. كمل: الكَمَال: التَّمام، وَقِيلَ: التَّمام الَّذِي تَجَزَّأَ مِنْهُ أَجزاؤه، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كَمَلَ الشَّيْءُ يَكْمُل، وكَمِلَ وكَمُلَ كَمَالًا وكُمولًا، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْكَسْرُ أَرْدَؤُها. وَشَيْءٌ كَمِيل: كامِل، جاؤوا بِهِ عَلَى كَمُلَ؛ وأَنشد سيبويه: على أَنه بعد ما قَدْ مَضَى ... ثَلَاثُونَ للهَجْر حَوْلًا كَميلا وتَكَمَّل: ككَمَل. وتَكَامَلَ الشَّيْءُ وأَكْمَلْته أَنا وأَكْمَلْت الشَّيْءَ أَي أَجْمَلْتُه وأَتممته، وأَكْمَلَه هُوَ واسْتَكْمَلَه وكَمَّلَه: أَتَمَّه وجَمَلَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فقُرَى العِراق مَقِيلُ يومٍ واحدٍ، ... والبَصْرَتان وواسِط تَكْمِيلُه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَراد كَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ يُسار فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وأَراد بِالْبَصْرَتَيْنِ الْبَصْرَةَ وَالْكُوفَةَ. وأَعطاه الْمَالَ كَمَلًا أَي كامِلًا؛ هَكَذَا يُتَكَلَّمُ بِهِ فِي الْجَمِيعِ والوُحْدَان سَوَاءً، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ قَالَ: وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ وَلَا نَعْتٍ إِنما هُوَ كَقَوْلِكَ أَعطيته كُلَّه، وَيُقَالُ: لَكَ نصفُه وَبَعْضُهُ وكَماله، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (الْآيَةَ)؛ وَمَعْنَاهُ، وَاللَّهٌ أَعلم: الْآنَ أَكْمَلتُ لَكُمُ الدِّين بأَنْ كَفَيْتُكُمْ خَوْفَ عدوِّكم وأَظْهَرْتكم عَلَيْهِمْ، كَمَا تَقُولُ الْآنَ كَمُلَ لَنَا المُلْك وكَمُلَ لَنَا مَا نُرِيدُ بأَن كُفينا مَنْ كنَّا نَخَافُهُ، وَقِيلَ: أَكمَلْتُ لَكُمْ دِينكم أَي أَكْملتُ لَكُمْ فَوْقَ مَا تَحْتَاجُونَ إِليه فِي دِينِكم، وَذَلِكَ جَائِزٌ حسَن، فأَما أَن يَكُونَ دِينُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي وَقْتٍ مِنَ الأَوقات غَيْرَ كامِل فَلَا؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ أَبي إِسحق وَهُوَ الزُّجَّاجُ، وَهُوَ حسَن، وَيَجُوزُ لِلشَّاعِرِ أَن يَجْعَلَ الْكَامِلَ كَمِيلًا؛ وأَنشد: ثَلَاثُونَ للهَجْر حَوْلًا كَمِيلا والتَّكْمِلاتُ فِي حِساب الوَصايا: مَعْرُوفٌ. وَيُقَالُ: كَمَّلْت لَهُ عَدَدَ حقِّه ووَفاء حَقِّهِ تَكْميلًا وتَكمِلَة، فَهُوَ مُكَمَّل. وَيُقَالُ: هَذَا المكمِّل عِشْرِينَ والمكمِّل مِائَةً والمُكَمِّل أَلفاً؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فكَمَّلَت مِائَةً فِيهَا حَمامَتُها، ... وأَسرعتْ حِسْبةً فِي ذَلِكَ العَدَدِ وَرَجُلٌ كامِل وَقَوْمٌ كَمَلَة: مِثْلُ حافِد وحَفَدة. وَيُقَالُ: أَعطه هَذَا الْمَالَ كَمَلًا أَي كلَّه. والتَّكمِيل والإِكْمال: التَّمَامُ. واسْتَكْمَلَه: استَتَمَّه؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ حُمَيْدٍ: حَتَّى إِذا مَا حاجِبُ الشَّمْسِ دَمَجْ، ... تَذَكَّرَ البِيضَ بكُمْلول فَلَجْ قَالَ: مَنْ نَوَّن الكُمْلول قَالَ هُوَ مَفازة، وفَلَج: يُرِيدُ لَجَّ فِي السَّيْرِ، وإِنما تُرِكَ التَّشْدِيدُ لِلْقَافِيَةِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الكُمْلُول نَبْتٌ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بَرْغَسْت؛ حَكَاهُ أَبو تُرَابٍ فِي كِتَابِ الاعتِقاب، وَمَنْ أَضاف قَالَ: فَلْج نَهْرٍ صَغِيرٍ. والكَامِل مِنْ شُطُورِ العَروض: مَعْرُوفٌ وأَصله مُتَفَاعِلُنْ سِتُّ مَرَّاتٍ، سُمِّيَ كَامِلًا لأَنه استكمَل عَلَى أَصله فِي الدَّائِرَةِ. وَقَالَ أَبو إِسحق: سُمِّيَ كامِلًا لأَنه كَمُلَت أَجزاؤه وَحَرَكَاتُهُ، وَكَانَ أَكْمَل مِنَ الوافِر،

لأَن الوافِر تَوَفَّرتْ حَرَكَاتُهُ وَنَقَصَتْ أَجزاؤه. وَقَالَ. ابْنُ الأَعرابي: المِكْمَل الرَّجُلُ الكامِل لِلْخَيْرِ أَو الشَّرِّ. والكامِلِيَّةُ مِنَ الرَّوافِض: شَرُّ جِيلٍ. وكامِل: اسْمُ فَرَسٍ سَابِقٍ لِبَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ، وَقِيلَ: كَانَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ. وكامِل أَيضاً: فَرَسُ زَيْدِ الْخَيْلِ؛ وإِياه عَنَى بِقَوْلِهِ: مَا زلتُ أَرميهم بثُغْرة كَامِل وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كامِل اسْمُ فَرَسُ زَيْدِ الْفَوَارِسِ الضَّبِّي؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْعَائِفُ الضَّبِّيّ: نِعْمَ الْفَوَارِسُ، يَوْمَ جَيْشِ مُحَرِّقٍ، ... لَحِقوا وَهُمْ يُدْعَوْن يالَ ضِرارِ زيدُ الفوارِس كَرَّ وَابْنَا مُنْذِرٍ، ... والخيلُ يَطْعُنُها بَنُو الأَحْرارِ يَرْمي بِغُرَّةِ كامِلٍ وبنَحْره، ... خَطَرَ النُّفوس وأَيّ حِين خِطارِ وكَامِل أَيضاً: فَرَسٌ للرُّقَاد بْنِ المُنْذِر الضَّبِّيّ. وكَمْلٌ وكَامِلٌ ومُكَمَّل وكُمَيْل وكُمَيْلة، كلها: أَسماء. كمتل: كُمْتَل وكُمَاتِل وكُمْتُر وكُماتِر: صُلْب شديد. كمثل: الكَمَيْثَل: الْقَصِيرُ. وَرَجُلٌ كَمْثَل وكُماثِل: صُلْب شَدِيدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ نَاقَةٌ مُكَمْثَلة الخلْقِ إِذا كَانَتْ مُداخَلة مجتمِعة. كمهل: التَّهْذِيبُ: كَمْهَلْت الْحَدِيثَ أَي أَخْفيته وعمَّيْته. ابْنُ الأَعرابي: كَمْهَل إِذا جَمَعَ ثِيَابَهُ وحزَمها لِلسَّفَرِ. وكَمْهَل فُلَانٌ عَلَيْنَا: مَنَعَنَا حَقَّنا. وَفِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْت الْمَالَ كَمْهَلة وحَبْكَرْته حَبْكرة ودَبْكَلْتُه دَبْكَلة وحَبْحَبْتُه حَبْحَبة وزَمْزَمْته زَمْزَمة وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته إِذا جَمَعْتَهُ وردَدْت أَطراف مَا انْتَشَرَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ كَبْكَبْتُه. كنبل: رَجُلٌ كُنْبُل وكُنابِل: شَدِيدٌ صُلْب. وكُنابِيل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَاللَّهُ أَعلم. كنثل: الكُنْثال «1»: الْقَصِيرُ؛ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. كندل: الكَنْدَلى: شَجَرٌ يُدْبَغ بِهِ، وَهُوَ مِنْ دِباغ السِّنْد، وَدِبَاغُهُ يَجيء أَحمر؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ الكَنْدَلاءُ فمَدَّ، قَالَ: وماءُ الْبَحْرِ عدُوُّ كُلِّ شَجَرٍ إِلا الكَنْدَلاءَ والقُرْمَ، والقُرْمُ مَذْكُورٌ فِي موضعه. كنعل: الأَزهري: الكَنْعَلَةُ فِي العَدْو الثقيلُ منه. كنفل: رجلٌ كَنْفَلِيلُ اللِّحْية: ضَخْمُها. ولِحية كَنْفَلِيلة: ضَخْمَةٌ جافِية. كنهل: كَنْهَلٌ وكِنْهِلٌ: مَوْضِعٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ يَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: طَوَى البَينُ أَسبابَ الوِصال، وحاوَلَتْ ... بكِنْهِل أَقْران الهَوى أَنْ تُجَذَّما الأَزهري: كِنْهِل مَاءٌ لِبَنِي تَمِيمٍ مَعْرُوفٌ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثوم: فجَلَّلَها الجِيادَ بكِنْهِلاء

_ (1). قوله [الكنثال] هكذا في الأصل بالثاء المثلثة مضبوطاً، وفي الصحاح في مادة كتل بالتاء المثناة: وَالْكُنْتَأْلُ، بِالضَّمِّ، الْقَصِيرُ؛ وَالنُّونُ زائدة. وفي القاموس: الكنتأل كجردحل القصير. انتهى. أي بالمثناة

كنهدل: كَنَهْدَلٌ: صُلب شَدِيدٌ. كهل: الكَهْلُ: الرَّجُلُ إِذا وَخَطه الشَّيْبُ ورأَيت لَهُ بَجالةً، وَفِي الصِّحَاحِ: الكَهْلُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي جاوَز الثَلَاثِينَ ووَخَطَه الشيبُ. وَفِي فَضْلِ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هَذَانِ سيِّدا كُهول الْجَنَّةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الكَهْلُ مِنَ الرِّجَالِ مَنْ زَادَ عَلَى ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلى الأَربعين، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ إِلى تَمَامِ الْخَمْسِينَ؛ وَقَدِ اكْتَهَلَ الرجلُ وكَاهَلَ إِذا بَلَغَ الكُهولة فَصَارَ كَهْلًا، وَقِيلَ: أَراد بالكَهْلِ هاهنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن اللَّهَ يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ عُقَلاءَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَقِيلَ هُوَ مِنْ أَربع وَثَلَاثِينَ إِلى إِحدى وَخَمْسِينَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد ومُكَلِّماً النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وكَهْلًا؛ وَالْعَرَبُ تَضَع يَفْعَلُ فِي مَوْضِعِ الْفَاعِلِ إِذا كَانَا فِي مَعْطُوفَيْنِ مُجْتَمِعَيْنِ فِي الْكَلَامِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: بِتُّ أُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ، ... يَقْصِدُ فِي أَسْوُقِها، وجائِرِ أَراد قاصِدٍ فِي أَسوُقها وجائرٍ، وَقَدْ قِيلَ: إِنه عَطَفَ الكَهْل عَلَى الصِّفَةِ، أَراد بِقَوْلِهِ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وكَهْلًا ، فردَّ الكَهْلَ عَلَى الصِّفَةِ كَمَا قَالَ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً؛ رَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ: ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِعِيسَى آيَتَيْنِ: تَكْلِيمَهُ النَّاسَ فِي المَهْد فَهَذِهِ مُعْجِزَةٌ، والأُخْرى نُزُولُهُ إِلى الأَرض عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ كَهْلًا ابْنَ ثَلَاثِينَ سَنَةً يكلِّم أُمة مُحَمَّدٍ فَهَذِهِ الْآيَةُ الثَّانِيَةُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِذا بَلَغَ الْخَمْسِينَ فإِنه يُقَالُ لَهُ كَهْل؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: هَلْ كَهْل خَمْسين، إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ ... مُسَفَّه رأَيُه فِيهَا، ومَسْبوبُ؟ فَجَعَلَهُ كَهْلًا وَقَدْ بَلَغَ الْخَمْسِينَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للغُلام مُراهِق ثُمَّ مُحْتَلم، ثُمَّ يُقَالُ تخرَّج وجهُه «1» ثُمَّ اتَّصلت لِحْيَتُهُ، ثُمَّ مُجْتَمِعٌ ثُمَّ كَهْلٌ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً؛ قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لَهُ كَهْل حينئد لِانْتِهَاءِ شَبابه وَكَمَالِ قوَّته، وَالْجَمْعُ كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادة: وَكَيْفَ تُرَجِّيها، وَقَدْ حَالَ دُونها ... بَنُو أَسَدٍ، كُهْلانُها وشَبابُها؟ وكُهَّل؛ قَالَ: وأَراها عَلَى توهُّم كاهِل، والأُنثى كَهْلَة مِنْ نِسْوَةٍ كَهْلاتٍ، وَهُوَ الْقِيَاسُ لأَنه صِفَةٌ، وَقَدْ حُكِيَ فِيهِ عَنْ أَبي حَاتِمٍ تَحْرِيكُ الْهَاءِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ النَّحْوِيُّونَ فِيمَا شذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: قَلَّمَا يُقَالُ للمرأَة كَهْلَةٌ مُفْرَدَةٌ حَتَّى يُزَوِّجُوها بشَهْلة، يَقُولُونَ شَهْلةٌ كَهْلةٌ. غَيْرُهُ: رَجُلٌ كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انْتَهَى شبابُهما، وَذَلِكَ عِنْدَ اسْتِكْمَالِهِمَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ امرأَة كَهْلة وَلَمْ يُذْكَرْ مَعَهَا شَهْلة؛ قَالَ ذَلِكَ الأَصمعي وأَبو عُبَيْدَةَ وَابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيًّا، ... أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا، والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا واكْتَهَل أَي صَارَ كَهْلًا، وَلَمْ يَقُولُوا كَهَلَ إِلَّا أَنه قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ؟ ويروى:

_ (1). قوله [ثُمَّ يُقَالُ تَخَرَّجَ وَجْهُهُ إلى قوله ثم مجتمع] هكذا في الأصل، وعبارته في مادة جمع: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ مُجْتَمِعٌ ثُمَّ كَهْلٌ بعد ذلك

مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دَخَلَ حدَّ الكُهُولة وَقَدْ تزوَّج، وَقَدْ حَكَى أَبو زَيْدٍ: كاهَلَ الرجلُ تزوَّج. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه سأَل رَجُلًا أَراد الجهادَ مَعَهُ فَقَالَ: هَلْ فِي أَهلِك مِنْ كاهِلٍ؟ يُرْوَى بِكَسْرِ الْهَاءِ عَلَى أَنه اسْمٌ، وَيُرْوَى مَنْ كَاهَلَ بِفَتْحِ الْهَاءِ عَلَى أَنه فِعْل، بِوَزْنِ ضارِبٍ وضارَبَ، وَهُمَا مِنَ الكُهُولة؛ يَقُولُ: هَلْ فِيهِمْ مَنْ أَسَنَّ وَصَارَ كَهْلًا؟ وَذُكِرَ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ أَنه ردَّ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ هَذَا التَّفْسِيرَ وَزَعَمَ أَنه خطأٌ، قَدْ يخلُف الرجلُ الرجلَ فِي أَهله كَهْلًا وَغَيْرَ كَهْلٍ، قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ غَيْرِ مسأَلة أَن الرَّجُلَ الَّذِي يخلُف الرجلَ فِي أَهله يُقَالُ لَهُ الكاهِن، وَقَدْ كَهَنَ يَكْهَن كُهُوناً، قَالَ: وَلَا يَخْلُو هَذَا الْحَرْفُ مِنْ شَيْئَيْنِ، أَحدهما أَن يَكُونَ المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ أَنه كاهِلٌ وإِنما هُوَ كاهِنٌ، أَو يَكُونَ الْحَرْفُ تَعَاقَبَ فِيهِ بَيْنَ اللَّامِ وَالنُّونِ كَمَا يُقَالُ هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ، والغِرْيَنُ والغِرْيَلُ وَهُوَ مَا يَرْسُب أَسفل قَارُورَةِ الدُّهْن مِنْ ثُفْلِه، ويرسُب مِنَ الطِّينِ أَسفل الغَدير وَفِي أَسفل القِدْر مِنْ مَرَقه؛ عَنِ الأَصمعي، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو سَعِيدٍ لَهُ وَجْهٌ غَيْرَ أَنه بَعِيدٌ، وَمَعْنَى قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل في أَهلِك من كَاهِلٍ أَي فِي أَهلك مَنْ تعْتَمِده لِلْقِيَامِ بشأْن عِيَالِكَ الصِّغَارِ وَمَنْ تُخلِّفه مِمَّن يَلْزَمُكَ عَوْلُه، فَلَمَّا قَالَ لَهُ: مَا هُمْ إِلَّا أُصَيْبِيَةٌ صِغار، أَجابه فَقَالَ: تَخَلَّف وجاهِد فِيهِمْ وَلَا تضيِّعهم. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مُضَر كاهِلُ الْعَرَبِ وسَعْد كاهِل تَمِيمٍ، وَفِي النِّهَايَةِ: وتَمِيم كاهِلُ مُضَر، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ كَاهِل الْبَعِيرِ وَهُوَ مقدَّم ظَهْرِهِ وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ المَحْمِل، قَالَ: وإِنما أَراد بِقَوْلِهِ هل في أَهلك من تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي الْقِيَامِ بأَمر مَنْ تُخَلِّف مِنْ صِغار وَلَدِكَ لِئَلَّا يُضَيِّعُوا، أَلا تَرَاهُ قَالَ لَهُ: مَا هُمْ إِلَّا أُصَيْبِية صِغَارٌ ، فأَجابه وَقَالَ: فَفِيهِمْ فجاهِد ، قَالَ: وأَنكر أَبو سَعِيدٍ الكاهِل وَقَالَ: هُوَ كاهِن كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَقَوْلُ أَبي خِراش الْهُذَلِيِّ: فَلَوْ كَانَ سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ ... رِماحُ ابنِ سَعْدٍ، رَدَّه طَائِرٌ كَهْلُ «2» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد، قَالَ: وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ جَعَلَهُ كَهْلًا مُبَالَغَةً بِهِ فِي الشِّدَّةِ. الأَزهري: يُقَالُ طَارَ لِفُلَانٍ طَائِرٌ كَهْلٌ إِذا كَانَ لَهُ جَدّ وحَظّ فِي الدُّنْيَا. ونَبْت كَهْل: مُتناهٍ. واكْتَهَلَ النبتُ: طَالَ وَانْتَهَى مُنْتَهَاهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: تَمَّ طولُه وَظَهَرَ نَوْرُه؛ قَالَ الأَعشى: يُضاحِكُ الشمسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ، ... مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل وَلَيْسَ بَعْدَ اكْتِهال النَّبْت إِلَّا التَّوَلِّي؛ وَقَوْلُ الأَعشى يُضاحِك الشمسَ مَعْنَاهُ يدُور مَعَهَا، ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن لَهُ ونُضْرة، والكَوْكب: مُعْظَم النَّبَاتِ، والشَّرِقُ: الرَّيَّان المُمْتلئ مَاءً، والمُؤَزَّر: الَّذِي صَارَ النَّبْتُ كالإِزار لَهُ، والعَمِيمُ: النبتُ الْكَثِيفُ الحسَن، وَهُوَ أَكثر مِنَ الجَمِيم؛ يُقَالُ نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ. واكْتَهَلَت الرَّوْضَةُ إِذا عَمَّها نبتُها، وَفِي التَّهْذِيبِ: نَوْرُها. وَنَعْجَةٌ مُكْتَهِلةٌ إِذا انْتَهَى سِنُّها. الْمُحْكَمُ: وَنَعْجَةٌ مُكْتَهِلةٌ مُخْتَمِرةُ الرأْس بِالْبَيَاضِ، وأَنكر بَعْضُهُمْ ذَلِكَ. والكاهِلُ: مقَدَّم أَعلى الظَّهْرِ مِمَّا يَلي العنُق وَهُوَ الثُلث الأَعلى فِيهِ سِتُّ فِقَر؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ

_ (2). قوله [رماح ابن سعد] هكذا الأصل، وفي الأساس: رباح ابن سعد

يَصِفُ فَرَسًا: لَهُ حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثَّرَى ... إِلى كاهِل، مِثْلَ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وَقَالَ النَّضْرُ: الكَاهِلُ مَا ظَهَرَ مِنَ الزَّوْر، والزَّوْرُ مَا بَطَن مِنَ الكاهِل؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الكَاهِل مِنَ الْفَرَسِ مَا ارْتَفَعَ مِنْ فُروعِ كَتِفَيْه؛ وأَنشد: وكاهِل أَفْرعَ فيه، مع ... الإِفْراعِ، إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن، وَهُوَ أَيضاً الكَاهِلُ؛ قَالَ: والمِنْسَجُ أَسفل مِنْ ذَلِكَ، وَالْكَائِبَةُ مقدَّم المِنْسَج؛ وَقِيلَ: الكَاهِلُ مِنَ الإِنسان مَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْصِل العنُق فِي الصُّلْب، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْفَرَسِ خلْف المِنْسَج، وَقِيلَ: هُوَ مَا شَخَص مِنْ فُروعِ كَتِفَيْهِ إِلى مُسْتَوى ظَهْرِهِ. وَيُقَالُ لِلشَّدِيدِ الغَضَب والهائِجِ مِنَ الْفُحُولِ: إِنه لَذُو كاهِل، حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِهِ المَوْسُوم بالأَلفاظ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: إِنه لَذُو صاهِل، بِالصَّادِّ؛ وَقَوْلُهُ: طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلًا، ... أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وَضَعَ الِاسْمَ فِيهِ مَوْضِعَ الظَّرْفِ كأَنه قَالَ: ذَهَبَ صُعُداً. وإِنه لَشَدِيدُ الكَاهِل أَي مَنِيعُ الْجَانِبِ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ فُلَانٌ كَاهِل بَنِي فُلَانٍ أَي مُعْتمَدهم فِي المُلِمَّات وسَنَدُهم فِي الْمُهِمَّاتِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ كَاهِلِ الظَّهْرِ لأَن عُنُق الْفَرَسِ يَتَسانَدُ إِليه إِذا أَحْضَر، وَهُوَ مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الْفَارِسِ عَلَيْهِ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُ رُؤْبَةَ يَمْدَحُ مَعَدّاً: إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا، ... فابْنَا نِزَارٍ فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْنِ كَانَا لِمَعَدٍّ كاهِلا، ... ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا التَّلاتِلا أَي كَانَا، يَعْنِي رَبِيعَةَ ومُضَر، عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم. وَفِي كِتَابِهِ إِلى أَهل الْيَمَنِ فِي أَوقات الصَّلَاةِ والعِشاء: إِذا غَابَ الشَّفَقُ إِلى أَن تَذْهب كَوَاهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تَشْبِيهًا لليْل بالإِبل السَّائِرَةِ الَّتِي تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها وتَوالِيها. والكَواهِل: جَمْعُ كاهِل وَهُوَ مقدَّم أَعلى الظهْر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: وقَرَّر الرُّؤُوسَ عَلَى كَوَاهِلها أَي أَثْبَتها فِي أَماكنها كأَنها كَانَتْ مشْفِية عَلَى الذَّهَابِ وَالْهَلَاكِ. الْجَوْهَرِيُّ: الكاهِلُ الحارِكُ وَهُوَ مَا بَيْنَ الكَتِفين. قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: تميمٌ كاهِلٌ مُضَر وَعَلَيْهَا المَحْمل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الحارِكُ فَرْعُ الْكَاهِلِ؛ هَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ، قَالَ: وَهُوَ عَظْمٌ مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ مَنْبَتُ أَدنى العُرْف إِلى الظَّهْرِ، وَهُوَ الَّذِي يأْخذ بِهِ الْفَارِسُ إِذا رَكِب. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِنه لَذُو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ، بِالنُّونِ وَاللَّامِ، إِذا اشتدَّ غضبُه، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِلْفَحْلِ عِنْدَ صِيالِه حِينَ تسمَع لَهُ صَوْتاً يَخْرُجُ مِنْ جَوْفه. والكُهْلُولُ: الضحَّاكُ، وَقِيلَ: الكَريم، عَاقَبَتِ اللامُ الراءَ فِي كُهْرُورٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كُلُّهُ السخيُّ الْكَرِيمُ. والكَهْوَلُ: العَنْكَبُوت، وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ أَراد عَزْلَه عَنْ مِصْر: إِني أَتيتُك مِنَ العِراق وإِنَّ أَمْرَك كَحُقِّ الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةِ أَو كالكُعْدُبةِ، فَمَا زِلْتُ

أُسْدِي وأُلْحِمُ حَتَّى صَارَ أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ اللفظة قَدِ اختُلِف فِيهَا، فَرَواها الأَزهري بِفَتْحِ الْكَافِ وَضَمِّ الْهَاءِ وَقَالَ: هِيَ العَنْكَبُوت، وَرَوَاهَا الخطابيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ بِسُكُونِ الْهَاءِ وَفَتْحِ الْكَافِ وَالْوَاوِ وَقَالَا: هِيَ الْعَنْكَبُوتُ، وَلَمْ يقيِّدها الْقُتَيْبِيُّ، وَيُرْوَى: كَحُقِّ الكَهْدَل، بِالدَّالِّ بَدَلَ الْوَاوِ، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَما حُقُّ الكَهْدَل فَلَمْ أَسمع شَيْئًا مِمَّنْ يُوثَقُ بِعِلْمِهِ بِمَعْنَى أَنه بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ؛ وَيُقَالُ: إِنه ثَدْيُ العَجوز، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ نَفْسُهَا، وحُقُّها ثديُها، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ؛ والجُعْدُبةُ: النُّفَّاخاتُ الَّتِي تَكُونُ مِنْ مَاءِ الْمَطَرِ، والكُعْدُبةُ: بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ: أَسماء يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَصْغِيرُ كَهْل وأَن يَكُونَ تَصْغِيرُ كاهِلٍ تصغيرَ التَّرْخِيمِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَن يَكُونَ تَصْغِيرَ كَهْلٍ أَولى لأَن تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ لَيْسَ بِكَثِيرٍ فِي كَلَامِهِمْ. وكُهَيْلَة: مَوْضِعُ رَمْلٍ؛ قَالَ: عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ ... فبَيْنُونَةٍ، تَلْقى لَهَا الدهرَ مَرْتَعا الْجَوْهَرِيُّ: كَاهِل أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الأَسد، وَهُوَ كَاهِل بْنُ أَسد بْنِ خُزيمة، وَهُمْ قَتَلَةُ أَبي امْرِئِ الْقَيْسِ. وكِنْهِل، بِالْكَسْرِ: اسْمُ مَوْضِعٍ أَو مَاءٍ. كهبل: رَجُلٌ كَهْبَلٌ: قَصِيرٌ. والكَنَهْبَل، بِفَتْحِ الْبَاءِ وضمِّها: شَجَرٌ عِظام وَهُوَ مِنَ العِضاه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما كَنَهْبُل فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةً لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ عَلَى مِثَالِ سَفَرْجُل، فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ مَا يشتقُّ مِمَّا لَيْسَ فِيهِ نُونٌ، فكَنهْبُل بِمَنْزِلَةِ عَرَنْتُنٍ، بنَوْهُ بِناءَه حِينَ زَادُوا النُّونَ، وَلَوْ كَانَتْ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يصِف مَطَرًا وسَيلًا: فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ مِنْ كُلِّ فِيقةٍ، ... يَكُبُّ عَلَى الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنهْبُلِ «1» . والكَنَهْبَل: لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابي مَنْ أَهل السَّراة قَالَ: الكَنَهْبَلُ صِنْف مِنَ الطَّلْح جَفْرُ قِصار الشَّوْكِ. الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الكَنَهْبَل وَاحِدَتُهَا كَنَهْبَلة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ شَجَرٌ عِظام مَعْرُوفَةٌ، وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ، قَالَ: وَلَا أَعرف فِي الأَسماء مِثْلَ كَنَهْبُل، وَقَالَ فِيهِ: الكَنَهْبُل مِنَ الشَّعِير أَضْخَمُه سُنْبُلةً، قَالَ: وَهِيَ شُعَيْرَةٌ يَمَانِيَّةٌ حَمْرَاءُ السُّنْبُلَةِ صَغِيرَةُ الحَبِّ. كهدل: الكَهْدَل: الْعَنْكَبُوتُ، وَقِيلَ: العَجوز، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ أَراد عَزْله عَنْ مِصْرَ: إِني أَتيتك مِنَ العِراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهْوَلِ، وَيُرْوَى: كحُقِّ الكَهْدَلِ بالدالِ عِوَض الْوَاوِ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَما حُقُّ الكَهْدَل فإِني لَمْ أَسمع شَيْئًا مِمَّنْ يُوثَق بِعِلْمِهِ بِمَعْنَى أَنه بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ، وَيُقَالُ: إِنه ثَدْيُ الْعَجُوزِ، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ نفسُها، وحُقُّها ثَدْيُهَا، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. والكَهْدَل: الْجَارِيَةُ السَّمِينَةُ النَّاعِمَةُ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِيمَا رَوَى عَنْهُ الْقُتَيْبِيُّ: الكَهْدَل العاتِقُ مِنَ الجَواري؛ وأَنشد: إِذا مَا الكَهْدَلُ العارِكُ ... ماسَتْ فِي جَوارِيها حَسِبْتَ القَمَرَ الباهِرَ، ... فِي الحُسْن، يُباهِيها وكَهْدَل: اسْمُ رَاجِزٍ؛ قَالَ يَعْنِي نَفْسَهُ: قَدْ طَرَدَتْ أُمُّ الحَدِيدِ كَهْدَلا

_ (1). في رواية أخرى: فوق كُتَيفةٍ، وهو موضع في اليمن، بدل كلّ فِيقة

أُم الْحَدِيدِ: امرأَته، والأَبيات بِكَمَالِهَا مَذْكُورَةٌ فِي حَرْفِ الْحَاءِ مِنْ بَابِ الدَّالِّ. وكَهْدَل: من أَسمائهم. كهمل: كَهْمَل: ثقيلٌ وَخِمٌ. وأَخذ الأَمرَ مُكَهْمَلًا أَي بأَجمعه. كول: تَكَوَّل القومُ عَلَيْهِ وتَثَوَّلوا عَلَيْهِ تَثَوُّلًا إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَضَرَبُوهُ وَلَا يُقْلِعُون عَنْ ضَرْبِهِ وَلَا شَتْمه، وَقِيلَ: تَكَوَّلوا عَلَيْهِ وانْكالوا انْقَلَبُوا عَلَيْهِ بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ فَلَمْ يُقْلِعُوا، وَقِيلَ: انْكالوا عَلَيْهِ وانْثالوا بِهَذَا الْمَعْنَى. وتَكاوَل الرجلُ: تَقاصر. والكَوْلانُ، بِالْفَتْحِ: نَبْتٌ وَهُوَ البَرْدِيُّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: نَبَاتٌ ينبُت فِي الْمَاءِ مِثْلَ البَرْدِيِّ يشبِه ورَقُه وساقُه السَّعْدَى «1» إِلا أَنه أَغلظ وأَعظم، وأَصله مِثْلُ أَصله يُجْعَلُ فِي الدَّوَاءِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَسَمِعَتْ بَعْضَ بَنِي أَسد يَقُولُ الكُولان، فيضم الكاف. كيل: الكَيْلُ: المِكْيال. غَيْرُهُ: الكَيْل كَيْل البُرِّ وَنَحْوِهِ، وَهُوَ مَصْدَرُ كَالَ الطعامَ وَنَحْوَهُ يَكِيلُ كَيْلًا ومَكالًا ومَكِيلًا أَيضاً، وَهُوَ شَاذٌّ لأَن الْمَصْدَرَ مِنْ فَعَل يَفْعِل مَفْعِل، بِكَسْرِ الْعَيْنِ؛ يُقَالُ: مَا فِي بُرِّكَ مَكالٌ، وَقَدْ قِيلَ مَكِيل عَنِ الأَخفش؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ، وَصَوَابُهُ مَفْعَل بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وكِيلُ الطعامُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وإِن شِئْتَ ضَمَمْتَ الْكَافَ، والطعامُ مَكِيلٌ ومَكْيُول مِثْلُ مَخِيط ومَخْيوط، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كُوِلَ الطعامُ وبُوعَ واصْطُودَ الصَّيْدُ واسْتُوقَ مالُه، بِقَلْبِ الْيَاءِ وَاوًا حِينَ ضُمَّ مَا قَبْلَهَا لأَن الْيَاءَ السَّاكِنَةَ لَا تَكُونُ بَعْدَ حَرْفٍ مَضْمُومٍ. واكْتَالَه وكَالَه طَعَامًا وكَالَه لَهُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: اكْتَل يَكُونُ عَلَى الِاتِّحَادِ وَعَلَى المُطاوَعة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ؛ أَي اكْتالوا مِنْهُمْ لأَنفسهم؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ مِنَ النَّاسِ، وَالِاسْمُ الكِيلَةُ، بِالْكَسْرِ، مِثْلُ الجِلْسة والرِّكْبة. واكْتَلْت مِنْ فُلَانٍ واكْتَلْت عَلَيْهِ وكِلْت فُلاناً طَعَامًا أَي كِلْتُ لَهُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ ؛ أَي كالُوا لَهُمْ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحَشَفاً وسُوء كِيلة؟ أَي أَتَجْمَعُ عليَّ أَن يَكُونَ المَكِيل حَشَفاً وأَن يَكُونَ الكَيل مُطَفَّفاً؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَشَف وَسُوءُ كِيلةٍ وكَيْلٍ ومَكِيلةٍ. وبُرٌّ مَكِيلٌ، وَيَجُوزُ فِي الْقِيَاسِ مَكْيُول، وَلُغَةُ بَنِي أَسد مَكُول، وَلُغَةٌ رَدِيئَةٌ مُكالٌ؛ قَالَ الأَزهري: أَما مُكالٌ فَمِنْ لُغَاتِ الحَضَرِيِّين، قَالَ: وَمَا أَراها عَرَبِيَّةً مَحْضَةً، وأَما مَكُول فَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَاللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ مَكِيل ثُمَّ يَلِيهَا فِي الْجَوْدَةِ مَكْيول. اللَّيْثُ: المِكْيال مَا يُكالُ بِهِ، حَدِيدًا كَانَ أَو خَشَبًا. واكْتَلْتُ عَلَيْهِ: أَخذت مِنْهُ. يُقَالُ: كَال الْمُعْطِي واكْتال الآخِذ. والكَيْلُ والمِكْيَلُ والمِكْيال والمِكْيَلةُ: مَا كِيلَ بِهِ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ. وَرَجُلٌ كَيَّال: مِنَ الكَيْل؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي الإِمالة، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى التَّكْثِيرِ لأَن فِعْله مَعْرُوفٌ، وإِما يُفَرّ إِلى النسَب إِذا عُدِم الْفِعْلُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: حِينَ تكالُ النِّيبُ فِي القَفِيزِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَراد حِينَ تَغْزُر فيُكال لَبَنُها كَيْلًا فَهَذِهِ النَّاقَةُ أَغزرهنَّ. وكَالَ الدراهمَ وَالدَّنَانِيرَ: وَزَنَهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي خَاصَّةً؛ وأَنشد لِشَاعِرٍ جعل الكَيْل وَزْناً: قارُروة ذَاتُ مِسْك عِنْدَ ذِي لَطَفٍ، ... مِنَ الدَّنانيرِ، كَالُوها بمِثْقال

_ (1). قوله [السعدى] هكذا في الأصل ولم نجده اسماً لنبت فيما بأيدينا من كتب اللغة، ولعله السعادى كحبارى لغة في السعد بالضم النبت المعروف

فإِما أَن يَكُونَ هَذَا وَضْعاً، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ لأَن الكَيْل وَالْوَزْنَ سَوَاءٌ فِي معرِفة المَقادير. وَيُقَالُ: كِلْ هَذِهِ الدراهمَ، يُرِيدُونَ زِنْ. وَقَالَ مُرَّة: كُلُّ مَا وُزِنَ فَقَدْ كِيلَ. وَهُمَا يتَكايَلان أَي يتَعارَضان بالشَّتْم أَو الوَتْرِ؛ قَالَتِ امرأَة مِنْ طيِءٍ: فيَقْتل خيراً بامرِئٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ ... نِواءٌ، وَلَكِنْ لَا تَكَايُلَ بالدَّمِ قَالَ أَبو رِياش: مَعْنَاهُ لَا يَجُوزُ لَكَ أَن تَقْتُلَ إِلَّا ثأْرَك وَلَا تُعْتَبَرُ فِيهِ المُساواة فِي الْفَضْلِ إِذا لَمْ يَكُنْ غَيْرُهُ. وكَايَلَ الرجلُ صاحبَه: قَالَ لَهُ مِثْلَ مَا يَقُولُ أَو فَعَل كَفِعْلِهِ. وكَايَلْته وتَكَايَلْنا إِذا كَالَ لَكَ وكِلْتَ لَهُ فَهُوَ مُكَائِل، بِالْهَمْزِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه نَهَى عَنِ المُكايَلة وَهِيَ المُقايَسة بالقَوْل وَالْفِعْلِ، وَالْمُرَادُ المُكافأَة بالسُّوءِ وتركُ الإِغْضاء والاحتمالِ أَي تَقُولُ لَهُ وتفعَل مَعَهُ مِثْلَ مَا يَقُولُ لَكَ وَيَفْعَلُ مَعَكَ، وَهِيَ مُفاعلة مِنَ الكَيْل، وَقِيلَ: أَراد بِهَا المُقايَسة فِي الدِّين وَتَرْكَ الْعَمَلِ بالأَثر. وكَالَ الزَّنْدُ يَكِيلُ كَيْلًا: مِثْلَ كَبا وَلَمْ يخرِج نَارًا فَشَبَّهَ مؤخَّر الصُّفُوفِ «1» فِي الْحَرْبِ بِهِ لأَنه لَا يُقاتِل مَن كَانَ فِيهِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: المِكْيال مِكْيال أَهل الْمَدِينَةِ والمِيزانُ مِيزانُ أَهلِ مَكَّةَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقال إِن هَذَا الْحَدِيثَ أَصل لِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الكَيْل والوَزْن، وإِنما يأْتَمُّ النَّاسُ فِيهِمَا بأَهل مَكَّةَ وأَهل الْمَدِينَةِ، وإِن تغيَّر ذَلِكَ فِي سَائِرِ الأَمصار، أَلا تَرَى أَن أَصل التَّمْرِ بِالْمَدِينَةِ كَيْلٌ وَهُوَ يُوزَن فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمصار، وأَنَّ السَّمْن عِنْدَهُمْ وَزْن وَهُوَ كَيْل فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمصار؟ وَالَّذِي يُعْرَفُ بِهِ أَصل الكَيْل والوَزْن أَن كُلَّ مَا لَزِمه اسْمُ المَخْتوم والقَفِيزِ والمَكُّوكِ والمُدِّ والصاعِ فَهُوَ كَيْل، وكلُّ مَا لَزِمَهُ اسْمُ الأَرْطالِ والأَواقيِّ والأَمْناءِ فَهُوَ وَزْنٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالتَّمْرُ أَصله الكَيْل فَلَا يَجُوزُ أَن يُبَاعَ مِنْهُ رِطْل بِرِطْلٍ وَلَا وَزْنٌ بِوَزْنٍ، لأَنه إِذا رُدَّ بَعْدَ الْوَزْنِ إِلى الْكَيْلِ تَفاضَل، إِنما يُباع كَيْلًا بكَيْل سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ أَصله مَوْزُوناً فإِنه لَا يَجُوزُ أَن يُباع مِنْهُ كَيْل بكَيْل، لأَنه إِذا رُدَّ إِلى الْوَزْنِ لَمْ يؤْمن فِيهِ التَّفاضُل، قَالَ: وإِنما احْتِيجَ إِلى هَذَا الْحَدِيثِ لِهَذَا الْمَعْنَى، وَلَا يتَهافت النَّاسُ فِي الرِّبَا الَّذِي نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ، وَكُلُّ مَا كَانَ فِي عَهْد النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ والمدينة مَكِيلًا فَلَا يُباعُ إِلا بالكَيْل، وَكُلُّ مَا كَانَ بِهَا مَوْزُوناً فَلَا يُباع إِلا بِالْوَزْنِ لِئَلَّا يَدْخُلَهُ الرِّبا بالتَّفاضُل، وَهَذَا فِي كُلِّ نَوْعٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ أَحكام الشَّرْعِ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَى دُونَ مَا يَتعامل بِهِ الناسُ فِي بِياعاتِهم، فأَما المِكْيال فَهُوَ الصَّاعُ الَّذِي يتعلَّق بِهِ وُجوب الزَّكَاةِ وَالْكَفَّارَاتِ وَالنَّفَقَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهُوَ مُقَدَّرٌ بِكَيْلِ أَهل الْمَدِينَةِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ البُلْدان لِهَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ مِفْعال مِنَ الكَيْل، وَالْمِيمُ فِيهِ لِلْآلَةِ؛ وأَما الوَزْن فَيُرِيدُ بِهِ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ خَاصَّةً لأَن حَقَّ الزَّكَاةِ يتعلَّق بِهِمَا، ودِرْهمُ أَهلِ مَكَّةَ سِتَّةُ دَوانيق، وَدَرَاهِمُ الإِسلام المعدَّلة كُلُّ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ سَبْعَةُ مَثاقيل، وَكَانَ أَهلُ الْمَدِينَةِ يتَعاملون بِالدَّرَاهِمِ عِنْدَ مَقْدَمِ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالعَدَدِ فأَرْشَدَهم إِلى وَزْنِ مَكَّةَ، وأَما الدَّنَانِيرُ فَكَانَتْ تُحْمَلُ إِلى الْعَرَبِ مِنَ الرُّوم إِلى أَن ضَرَبَ عبدُ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوان الدِّينَارَ فِي أَيامه، وأَما الأَرطالُ والأَمْناءُ فَلِلنَّاسِ فِيهَا عَادَاتٌ

_ (1). قوله [فشبه مؤخر الصفوف إلى قوله من كان فيه] هكذا في الأصل هنا، وقد ذكره ابن الأثير عقب حديث دجانة، ونقله المؤلف عنه فيما يأتي عقب ذلك الحديث ولا مناسبة له هنا فالاقتصار على ما يأتي أحق

مُخْتَلِفَةٌ فِي البُلْدان وَهُمْ مُعاملون بِهَا ومُجْرَوْن عَلَيْهَا. والكَيُّولُ: آخِرُ الصُّفوفِ فِي الْحَرْبِ، وَقِيلَ: الكَيُّول مُؤَخَّرُ الصُّفُوفِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يقاتِلُ العدوَّ فسأَله سَيْفًا يقاتِل بِهِ فَقَالَ لَهُ: فلَعَلَّك إِن أَعطيتك أَن تَقُومَ فِي الكَيُّول، فَقَالَ: لَا، فأَعطاه سَيْفًا فَجَعَلَ يُقاتِل وَهُوَ يَقُولُ: إِنِّي امْرُؤٌ عاهَدَني خَلِيلي ... أَن لَا أَقومَ الدَّهْرَ فِي الكَيُّولِ أَضْرِبْ بسيفِ اللَّهِ والرسولِ، ... ضَرْبَ غُلامٍ ماجدٍ بُهْلولِ فَلَمْ يَزَلْ يقاتِل به حَتَّى قُتِل. الأَزهري: أَبو عُبَيْدٍ الكَيُّولُ هُوَ مُؤَخَّرُ الصُّفُوفِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَسَكَّنَ الباءَ فِي أَضْرِبْ لِكَثْرَةِ الْحَرَكَاتِ. وتَكَلَّى الرجلُ أَي قَامَ فِي الكَيُّول، والأَصل تَكَيَّل وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرجَز لأَبي دُجَانَةَ سِمَاك بْنِ خَرَشَةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الكَيُّول، فَيْعُول، مِنْ كَالَ الزندُ إِذا كَبَا وَلَمْ يُخْرِجْ نَارًا، فشبَّه مؤخَّر الصُّفُوفِ بِهِ لأَن مَنْ كَانَ فِيهِ لَا يُقاتِل، وَقِيلَ: الكَيُّول الجَبَان؛ والكَيُّول: مَا أَشرف مِنَ الأَرض، يُريد تقومُ فوقَه فَتَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ غَيْرُكَ. أَبو مَنْصُورٍ: الكَيُّول فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا خَرَجَ مِنْ حَرِّ الزَّنْد مُسْوَدّاً لَا نَارَ فِيهِ. اللَّيْثُ: الْفَرَسُ يُكايِل الْفَرَسَ فِي الجَرْي إِذا عارَضه وَبَارَاهُ كأَنه يَكِيل لَهُ مِنْ جَرْيهِ مِثْلَ مَا يَكِيل لَهُ الْآخَرُ. ابْنُ الأَعرابي: المُكَايَلَة أَن يتَشاتَم الرَّجُلَانِ فيُرْبِي أَحدهما عَلَى الْآخَرِ، والمُوَاكَلَة أَن يُهْدِيَ المُدانُ للمَدِينِ ليُؤخِّر قَضَاءَهُ. وَيُقَالُ: كِلْتُ فُلَانًا بفلانٍ أَي قِسْتُه بِهِ، وإِذا أَردْت عِلْمَ رَجُلٍ فكِلْهُ بِغَيْرِهِ، وكِلِ الفرسَ بِغَيْرِهِ أَي قِسْه بِهِ فِي الجَرْي؛ قَالَ الأَخطل: قَدْ كِلْتُموني بالسَّوابِقِ كُلِّها، ... فَبَرَّزْتُ مِنْهَا ثَانِيًا مِنْ عِنَانِيَا أَي سَبَقْتُهَا وَبَعْضُ عِناني مَكْفوف. والكِيَالُ: المُجاراة؛ قَالَ: أُقْدُرْ لنَفْسِكَ أَمْرَها، ... إِن كَانَ مِنْ أَمْرٍ كِيَالَهْ وَذَكَرَ أَبو الْحَسَنِ بْنُ سِيدَهْ فِي أَثناء خُطْبة كِتَابِهِ الْمُحْكَمِ مِمَّا قَصَدَ بِهِ الوَضْعَ مِنْ ابْنِ السِّكِّيتِ فَقَالَ: وأَيُّ مَوْقِفةٍ أَخْزَى لِواقِفِها مِنْ مَقَامَةِ أَبي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسحاق السِّكِّيتِ مَعَ أَبي عُثْمَانَ الْمَازِنِيِّ بَيْنَ يَدَيِ المتوكِّل جَعْفَرٍ؟ وَذَلِكَ أَن الْمُتَوَكِّلَ قَالَ: يَا مَازِنِيُّ سَلْ يَعْقُوبَ عَنْ مسأَلة مِنَ النَّحْوِ، فَتَلَكَّأَ الْمَازِنِيُّ عِلْماً بتأَخر يَعْقُوبَ فِي صِنَاعَةِ الإِعراب، فعَزَم الْمُتَوَكِّلُ عَلَيْهِ وَقَالَ: لَا بدَّ لَكَ مِنْ سُؤَالِهِ، فأَقبل الْمَازِنِيُّ يُجْهِد نَفْسَهُ فِي التَّلْخِيصِ وتَنكُّب السُّؤَالِ الحُوشِيِّ العَوِيص، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبا يُوسُفَ مَا وَزْن نَكْتَلْ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ ، فَقَالَ لَهُ: نَفْعَل؛ قَالَ: وَكَانَ هُنَاكَ قَوْمٌ قَدْ عَلِمُوا هَذَا المِقْدار، ولم يُؤْتَؤْا مِنْ حَظِّ يَعْقُوبَ فِي اللُّغَةِ المِعْشار، فَفَاضُوا ضَحِكاً، وأَداروا مِنَ اللَّهْو فَلَكاً، وَارْتَفَعَ المتوكِّل وَخَرَجَ السِّكِّيتي وَالْمَازِنَيُّ، فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يَا أَبا عُثْمَانَ أَسأْت عِشْرَتي وأَذْويْتَ بَشَرتي، فَقَالَ لَهُ الْمَازِنِيُّ: وَاللَّهِ مَا سأَلتُك عَنْ هَذَا حَتَّى بَحَثْتُ فَلَمْ أَجد أَدْنى مِنْهُ مُحاوَلًا، وَلَا أَقْرَب منه مُتَناوَلًا.

فصل اللام

فصل اللام لثل: لَثْلةُ: موضع. لعل: الْجَوْهَرِيُّ: لَعَلَّ كَلِمَةُ شَكٍّ، وأَصلها عَلَّ، وَاللَّامُ فِي أَولها زَائِدَةٌ؛ قَالَ مَجْنُونُ بَنِي عَامِرٍ: يَقُولُ أُناسٌ: عَلَّ مجنونَ عامِرٍ ... يَرُومُ سُلُوّاً قلتُ: إِنِّي لِمَا بيَا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِنَافِعِ بْنِ سَعْدٍ الغَنَويّ: ولَسْتُ بِلَوَّامٍ عَلَى الأَمْرِ بعد ما ... يفوتُ، وَلَكِنْ عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّما وَيُقَالُ: لَعَلِّي أَفعل ولَعَلَّني أَفعل بِمَعْنًى، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ لَعَلَّ، وَهِيَ كَلِمَةُ رجاءٍ وطمَع وَشَكٍّ، وَقَدْ جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ بِمَعْنَى كَيْ. وَفِي حَدِيثِ حاطِب: وَمَا يُدْرِيك لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهل بَدْرٍ فَقَالَ لَهُمُ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غفرتُ لَكُمْ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: ظَنَّ بعضُهم أَن مَعْنَى لعَلَّ هَاهُنَا مِنْ جِهَةِ الظَّنِّ وَالْحُسْبَانِ، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وإِنما هِيَ بِمَعْنَى عَسَى، وعَسَى ولَعَلَّ مِنَ اللَّهِ تحقيق. لمل: اللَّمَالُ: الكُحْل؛ حَكَاهُ أَبو رِياش؛ وأَنشد: لَهَا زَفَراتٌ مِنْ بَوَادِرِ عَبْرةٍ، ... يَسُوقُ اللَّمَالَ المَعْدِنيَّ انْسِجالُها وَقِيلَ: إِنما هُوَ اللُّمَالُ، بِالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ كُرَاعٌ. والتَّلَمُّلُ بِالْفَمِ: كالتَّلَمُّظ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَتَكُونُ شَكْواها إِذا هِيَ أَنْجَدَتْ، ... بعدَ الكَلالِ، تَلَمُّلٌ وصَرِيفُ ليل: اللَّيْلُ: عَقِيبُ النَّهَارِ ومَبْدَؤُه مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْلُ ضِدَّ النَّهَارِ واللَّيْلُ ظَلَامُ اللَّيْلِ والنهارُ الضِّياءُ، فإِذا أَفرَدْت أَحدهما مِنَ الْآخَرِ قُلْتَ لَيْلَةٌ وَيَوْمٌ، وَتَصْغِيرُ لَيْلَةٍ لُيَيْلِيَةٌ، أَخرجوا الياء الأَخيرة من مَخْرَجها فِي اللَّيَالِي، يَقُولُ بَعْضُهُمْ: إِنما كَانَ أَصل تأْسيس بِنائها لَيْلا مَقْصُورٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْلَة كَانَتْ فِي الأَصل لَيْلِية، وَلِذَلِكَ صغِّرت لُيَيْلِيَة، وَمِثْلُهَا الكَيْكَةُ البَيْضة كَانَتْ فِي الأَصل كَيْكِية، وَجَمْعُهَا الكَياكي. أَبو الْهَيْثَمِ: النَّهار اسْمٌ وَهُوَ ضدُّ اللَّيْلِ، والنهارُ اسْمٌ لِكُلِّ يَوْمٍ، واللَّيْل اسْمٌ لِكُلِّ لَيْلَةٍ، لَا يُقَالُ نَهار ونَهاران وَلَا لَيْلٌ ولَيْلان، إِنما وَاحِدُ النَّهَارِ يَوْمٌ وَتَثْنِيَتُهُ يَوْمَانِ وَجَمْعُهُ أَيام، وَضِدُّ الْيَوْمِ لَيْلَة وَجَمْعُهَا لَيَال، وَكَانَ الْوَاحِدُ لَيْلاة فِي الأَصل، يدلُّ عَلَى ذَلِكَ جَمْعُهُمْ إِياها اللَّيالي وَتَصْغِيرُهُمْ إِياها لُيَيْلِيَة، قَالَ: وَرُبَّمَا وَضَعَتِ الْعَرَبُ النَّهَارَ فِي مَوْضِعِ الْيَوْمِ فَيَجْمَعُونَهُ حِينَئِذٍ نُهُر؛ وَقَالَ دُرَيْد بْنُ الصِّمَّة: وَغارة بَيْنَ الْيَوْمِ والليلِ فَلْتَةً، ... تَدارَكْتُها وَحْدي بسِيدٍ عَمَرَّد فَقَالَ: بَيْنَ الْيَوْمِ واللَّيلِ، وَكَانَ حقُّه بَيْنَ الْيَوْمِ واللَّيلة لأَن اللَّيْلَةَ ضِدُّ الْيَوْمِ وَالْيَوْمُ ضِدُّ اللَّيْلَةِ، وإِنما الليل ضِدُّ النَّهَارِ كأَنه قَالَ بَيْنَ النَّهَارِ وَبَيْنَ اللَّيْلِ، وَالْعَرَبُ تستَجِيز فِي كَلَامِهَا: تَعَالَى النهارُ، فِي مَعْنَى تَعَالَى الْيَوْمُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ سِيرَ عَلَيْهِ لَيْلٌ، وَهُمْ يُرِيدُونَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فإِنما حَذَفَ الصِّفَةَ لِمَا دَلَّ مِنَ الْحَالِ عَلَى مَوْضِعِهَا، وَاحِدَتُهُ لَيْلَة وَالْجَمْعُ لَيَالٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، توهَّموا وَاحِدَتَهُ لَيْلاة، وَنَظِيرُهُ مَلامِح وَنَحْوُهَا مِمَّا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَتَصْغِيرُهَا لُيَيْلِيَة، شَذَّ التَّحْقِيرُ كَمَا شَذَّ التَّكْسِيرُ؛ هَذَا مَذْهَبُ

سِيبَوَيْهِ فِي كُلِّ ذَلِكَ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي لَيْلاة؛ وأَنشد: فِي كلِّ يَوْمٍ مَا وكلِّ لَيْلاهْ ... حَتَّى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاهْ: يَا وَيْحَهُ مِنْ جَمَلٍ مَا أَشْقاهْ وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: لَيايِل جَمْعُ لَيْلَة، وَهُوَ شَاذٌّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ: جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الَّذِي ... أَضاءتْ بِهِ مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل الْجَوْهَرِيُّ: اللَّيْل وَاحِدٌ بِمَعْنَى جَمْعٍ، وَوَاحِدُهُ لَيْلَةٌ مِثْلُ تَمْرة وتَمْر، وَقَدْ جُمِعَ عَلَى لَيَالٍ فَزَادُوا فِيهِ الْيَاءُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، قَالَ: وَنَظِيرُهُ أَهل وأَهالٍ، وَيُقَالُ: كأَنَّ الأَصل فِيهَا لَيْلاة فَحُذِفَتْ. واللَّيْنُ: اللَّيْل عَلَى الْبَدَلِ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ وأَنشد: بَناتُ وُطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْنْ، ... لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْنْ، مَا دامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَو عَيْنْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: بَناتُ وُطّاءٍ عَلَى خَدّ اللَّيْلْ ... لأُمِّ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ وَلَيْلَةٌ لَيْلاءُ ولَيْلى: طَوِيلَةٌ شَدِيدَةٌ صَعْبَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ أَشد لَيالي الشَّهْرِ ظُلْمَةً، وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة لَيْلَى، وَقِيلَ: اللَّيْلاء لَيْلَةُ ثَلَاثِينَ، ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كَذَلِكَ، قَالَ: وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الْكَثْرَةَ كأَنهم توهَّموا لُيِّلَ أَي ضُعِّف لَيَالِيَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْس: وَكَانَ مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَ ما ... مَضى نصفُ لَيْلٍ، بَعْدَ لَيْلٍ مُلَيَّلِ «2» . التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ تَقُولُ الْعَرَبُ هَذِهِ لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها، ولَيْلٌ أَلْيَل. وأَنشد للكُميت: ولَيْلهم الأَليَل؛ قَالَ: وَهَذَا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ وأَما فِي الْكَلَامِ فلَيْلاء. وليلٌ أَلْيَلُ: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: قَالُوا وخاثِرُهُ يُرَدُّ عليهمُ، ... والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ ولَيْلٌ أَليَلُ: مِثْلُ يَوْم أَيْوَمُ. وأَلالَ القومُ وأَليَلوا: دَخَلُوا فِي اللَّيْلِ. ولايَلْتُه مُلايَلَةً ولِيالًا: استأْجرته لِلَّيْلَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعامَله مُلايَلةً: مِنَ اللَّيْلِ، كَمَا تَقُولُ مُياوَمة مِنَ الْيَوْمِ. النَّضِرُ: أَلْيَلْتُ صِرْت فِي اللَّيْلِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ يَقُولُ: أَسير بِالنَّهَارِ وَلَا أَستطيع سُرى اللَّيْلِ. قَالَ: وإِلى نِصْفِ النَّهَارِ تَقُولُ فعلتُ الليلةَ، وإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ الَّتِي قَدْ مَضَتْ. أَبو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ رأَيت الليلةَ فِي مَنَامِي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشَّمْسِ، فإِذا زَالَتْ قَالُوا رأَيت البارحةَ فِي مَنَامِي، قَالَ: وَيُقَالُ تَقْدَمُ الإِبلُ هذه اللَّيْلَةَ التي في السَّمَاءِ إِنما تَعْنِي أَقربَ اللَيْلِيّ مِنْ يَوْمِكَ، وَهِيَ الليلةُ الَّتِي تَلِيهِ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: الهِلالُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ التي في السماء يَعْنِي الليلةَ الَّتِي تَدْخُلُهَا، يُتَكَلَّم بِهَذَا فِي النَّهَارِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلَيْلة ثمانٍ وَعِشْرِينَ الدَّعْجاءُ، وللَيْلَة تسعٍ وعشرين الدَّهماءُ،

_ (2). قوله [وكان مجود] هكذا في الأصل

وللَيْلَة الثَّلَاثِينَ اللَّيْلاءُ، وَذَلِكَ أَظلمها، وليلةٌ ليْلاءُ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كَمْ ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى ... أُفْقَ السَّمَاءِ سَرَيْت غَيْرَ مُهَيَّب واللَّيْلُ: الذكَر والأُنثى جَمِيعًا مِنَ الحُبارَى، وَيُقَالُ: هُوَ فَرْخُهما، وَكَذَلِكَ فَرْخ الكَرَوان؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: والشَّيْب ينْهَضُ فِي الشَّبابِ، كأَنه ... لَيْلٌ يَصِيحُ بِجانِبَيْهِ نَهارُ قِيلَ: عَنَى باللَّيْل فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى، وبالنَّهار فَرْخَ القَطاة، فحُكِيَ ذَلِكَ لِيُونُسَ فَقَالَ: اللَّيْل ليلُكم والنَّهار نَهاركم هَذَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَذَكَرَ قَوْمٌ أَن اللَّيْل وَلَدُ الكَروان، والنَّهار وَلَدُ الحُبارى، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الأَشعار، قَالَ: وَذَكَرَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرْقِ النَّهارَ وَلَمْ يذكُر الليلَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ الَّذِي عَناه الجوهريُّ بِقَوْلِهِ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الأَشعار هُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار، ... ولَيْلًا أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم وأُمُّ لَيْلَى: الخمرُ السَّوْداء؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبَ: وأُم لَيْلَى الْخَمْرُ، وَلَمْ يقيِّدها بِلَوْنٍ، قَالَ: ولَيْلَى هِيَ النَّشْوَةُ، وَهُوَ ابتداءُ السُّكْر. وحَرَّةُ لَيْلَى: مَعْرُوفَةٌ فِي الْبَادِيَةِ وَهِيَ إِحْدَى الحِرَار. ولَيْلَى: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ اسْمُ امرأَة، وَالْجَمْعُ لَيَالِي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمْ أَرَ فِي صَواحِبِ النِّعالِ، ... اللَّابِساتِ البُدَّنِ الحَوَالي، شِبْهاً لِلَيْلَى خِيرةِ اللَّيَالِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لَيْلَى مِنْ أَسماء الْخَمْرَةِ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة؛ قَالَ: وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَجَمْعُهُ لَيَالَى، قَالَ: وَصَوَابُهُ وَالْجَمْعُ لَيَالٍ. وَيُقَالُ للْمُضَعَّفِ والمُحَمَّقِ: أَبو لَيْلَى. قَالَ الأَخفش عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ: الَّذِي صَحَّ عِنْدَهُ أَن مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ كَانَ يُكْنى أَبا لَيْلَى؛ وَقَدْ قَالَ ابْنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيّ: إِنِّي أَرَى فِتْنةً تَغْلي مَرَاجِلُها، ... والمُلْكُ بَعْدَ أَبي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبا قَالَ: وَيُحْكَى أَن مُعَاوِيَةَ هَذَا لَمَّا دُفِن قَامَ مَرْوان بْنُ الحَكَم عَلَى قَبْرِهِ ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُون مَن دَفَنْتُمْ؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: هَذَا أَبو لَيْلَى؛ فَقَالَ أَزْنَمُ الفَزَارِي: لَا تخْدَعَنَّ بآباءٍ ونِسْبَتِها، ... فالمُلْكُ بعدَ أَبي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبا وَقَالَ الْمُدَايِنِيُّ: يُقَالُ إِنَّ القُرَشِيَّ إِذا كان ضعيفاً يقال له أَبو لَيْلَى، وإِنما ضَعُفَ مُعَاوِيَةُ لأَنَّ وِلايته كَانَتْ ثَلَاثَةَ أَشهر؛ قَالَ: وأَما عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ أَبو لَيْلَى لأَنَّ لَهُ ابْنَةً يُقَالُ لَهَا لَيْلَى، وَلَمَّا قُتِلَ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنِّي أَرَى فِتْنَةً تَغْلي مَراجِلُها، ... والمُلْكُ بَعْدَ أَبي لَيْلَى لِمن غَلَبا قَالَ: وَيُقَالُ أَبو لَيْلَى أَيضاً كُنْيةُ الذكَر؛ قَالَ نَوْفَلُ بْنُ ضَمْرَةَ الضَّمْري: إِذا مَا لَيْلِي ادْجَوْجَى، رَماني ... أَبو لَيْلَى بِمُخْزِيةٍ وعَارِ ولَيْلٌ ولَيْلَى: مَوْضِعَانِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةُ:

فصل الميم

مَا اضْطَرَّك الحِرْزُ مِنْ لَيْلَى إِلى بَرَد ... تَخْتارُه مَعْقِلًا عَنْ جُشِّ أَعْيارِ «1» . يُرْوَى: مِنْ لَيْلٍ وَمِنْ لَيْلى. فصل الميم مأل: رَجُلٌ مَأْلٌ ومَئِلٌ: ضَخم كَثِيرُ اللَّحْمِ تَارٌّ، والأُنثى مَأْلَةٌ ومَئِلةٌ، وَقَدْ مَأَلَ يَمْأَلُ: تَمَلَّأَ وضخُم؛ التَّهْذِيبِ: وَقَدْ مَئِلْتَ تَمْأَل ومَؤُلْتَ تَمْؤُل. وَجَاءَهُ أَمْرٌ مَا مَأَلَ لَهُ مَأْلًا وَمَا مَأَلَ مَأْلَهُ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي لَمْ يستعدَّ لَهُ وَلَمْ يشعُر بِهِ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: مَا تَهيَّأَ لَهُ. ومَوْأَلة: اسْمُ رَجُلٍ فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَهُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مَفْعَل شَاذٌّ، وَتَعْلِيلُهُ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. متل: مَتَلَ الشيءَ مَتْلًا: زَعْزَعَهُ أَو حرَّكه. مثل: مِثل: كلمةُ تَسْوِيَةٍ. يُقَالُ: هَذَا مِثْله ومَثَله كَمَا يُقَالُ شِبْهه وشَبَهُه بِمَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَرْقُ بَيْنَ المُمَاثَلَة والمُساواة أَن المُساواة تَكُونُ بَيْنَ المختلِفين فِي الجِنْس والمتَّفقين، لأَن التَّساوِي هُوَ التكافُؤُ فِي المِقْدار لَا يَزِيدُ وَلَا ينقُص، وأَما المُمَاثَلَة فَلَا تَكُونُ إِلا فِي الْمُتَّفِقِينَ، تَقُولُ: نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه كطعمِه، فإِذا قِيلَ: هُوَ مِثْله عَلَى الإِطلاق فَمَعْنَاهُ أَنه يسدُّ مسدَّه، وإِذا قِيلَ: هُوَ مِثْلُه فِي كَذَا فَهُوَ مُساوٍ لَهُ فِي جهةٍ دُونَ جهةٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ مُثَيْلُ هَذَا وَهُمْ أُمَيْثَالُهم، يريدون أَن المشبَّه بِهِ حَقِيرٌ كَمَا أَن هَذَا حَقِيرٌ. والمِثْل: الشِّبْه. يُقَالُ: مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وقوله عز وجل: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ؛ جَعَل مِثْل وَمَا اسْمًا وَاحِدًا فَبَنَى الأَولَ عَلَى الْفَتْحِ، وَهُمَا جَمِيعًا عِنْدَهُمْ فِي مَوْضِعِ رفعٍ لِكَوْنِهِمَا صِفَةً لِحَقٍّ، فإِن قُلْتَ: فَمَا مَوْضِعُ أَنكم تنطِقون؟ قِيلَ: هُوَ جَرٌّ بإِضافة مِثْلَ مَا إِليه، فإِن قُلْتَ: أَلا تَعْلَمُ أَن مَا عَلَى بِنائها لأَنها عَلَى حَرْفَيْنِ الثَّانِي مِنْهُمَا حرفُ لِينٍ، فَكَيْفَ تَجُوزُ إِضافة الْمَبْنِيِّ؟ قِيلَ: لَيْسَ الْمُضَافُ مَا وحدَها إِنما الْمُضَافُ الِاسْمُ الْمَضْمُومُ إِليه مَا، فَلَمْ تَعْدُ مَا هَذِهِ أَن تَكُونَ كَتَاءِ التأْنيث فِي نَحْوِ جَارِيَةِ زيدٍ، أَو كالأَلف وَالنُّونِ فِي سِرْحان عَمْرو، أَو كَيَاءِ الإِضافة فِي بَصْرِيِّ القومِ، أَو كأَلف التأْنيث فِي صَحْرَاءِ زُمٍّ، أَو كالأَلف وَالتَّاءِ فِي قَوْلِهِ: فِي غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ؛ أَراد لَيْسَ مِثْلَه لَا يَكُونُ إِلا ذَلِكَ، لأَنه إِن لَمْ يَقُل هَذَا أَثبتَ لَهُ مِثْلًا، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ؛ ونظيرُه مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ: لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ أَي مَقَقٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: إِن قَالَ قَائِلٌ وَهَلْ للإِيمان مِثْل هُوَ غَيْرُ الإِيمان؟ قِيلَ لَهُ: الْمَعْنَى وَاضِحٌ بيِّن، وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تَصْدِيقِكُمْ فِي إِيمانكم بالأَنبياء وَتَصْدِيقِكُمْ كَتَوْحِيدِكُمْ «2» فَقَدِ اهْتَدَوْا أَي قَدْ صَارُوا مُسْلِمِينَ مِثْلَكُمْ. وَفِي حَدِيثِ المِقْدام: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتاب ومِثْلَه مَعَهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ وَجْهَيْنِ مِنَ التأْويل: أَحدهما أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن

_ (1). قوله [وَقَوْلُ النَّابِغَةِ مَا اضْطَرَّكَ إلخ] كذا بالأصل هنا، وفي مادة جشش وفي ياقوت هنا ومادة برد: قال بدر بن حزان (2). قوله [وتصديقكم كتوحيدكم] هكذا في الأَصل، ولعله وبتوحيد كتوحيدكم

غيرِ المَتْلُوِّ مِثْلَ مَا أُعطيَ مِنَ الظَّاهِرِ المَتْلُوِّ، وَالثَّانِي أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي مِنَ البَيان مثلَه أَي أُذِنَ لَهُ أَن يبيِّن مَا فِي الْكِتَابِ فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد وينقُص، فَيَكُونُ فِي وُجوب العَمَل بِهِ وَلُزُومِ قَبُولِهِ كالظاهِر المَتْلوِّ مِنَ الْقُرْآنِ. وَفِي حَدِيثِ المِقْدادِ: قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن يقولَ كَلِمَتَهُ أَي تَكُونُ مِنْ أَهل النَّارِ إِذا قتلتَه بَعْدَ أَن أَسْلَمَ وتلفَّظ بِالشَّهَادَةِ، كَمَا كَانَ هُوَ قَبْلَ التلفُّظ بِالْكَلِمَةِ مِنْ أَهل النَّارِ، لَا أَنه يَصِيرُ كَافِرًا بِقَتْلِهِ، وَقِيلَ: إِنك مِثْله فِي إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قَبْلَ أَن يُسْلِم مُباحُ الدَّمِ، فإِن قَتَلَهُ أَحد بَعْدَ أَن أَسلم كَانَ مُباحَ الدَّمِ بحقِّ القِصاصِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ صَاحِبِ النِّسْعةِ: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَاءَ فِي رِوَايَةِ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ الرجلَ قَالَ وَاللَّهِ مَا أَردت قَتْله ، فَمَعْنَاهُ أَنه قَدْ ثَبت قَتْلُه إِياه وأَنه ظَالِمٌ لَهُ، فإِن صَدَقَ هُوَ فِي قَوْلِهِ إِنه لَمْ يُرِد قَتْله ثُمَّ قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظَالِمًا مثلَه لأَنه يَكُونُ قَدْ قَتَلَه خَطَأً. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: أَمَّا العبَّاس فإِنها عَلَيْهِ ومِثْلُها مَعها ؛ قِيلَ: إِنه كَانَ أَخَّرَ الصَّدَقة عَنْهُ عامَيْن فَلِذَلِكَ قَالَ ومثلُها مَعَهَا، وتأْخير الصدقةِ جَائِزٌ للإِمام إِذا كَانَ بِصَاحِبِهَا حاجةٌ إِليها، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: فإِنها عَليَّ ومِثْلُها مَعَهَا ، قِيلَ: إِنه كَانَ اسْتَسْلَف مِنْهُ صدقةَ عَامَيْنِ، فَلِذَلِكَ قَالَ عَليَّ. وَفِي حَدِيثِ السَّرِقة: فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه ؛ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الوَعِيدِ والتغليظِ لَا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عَنْهُ، وإِلّا فَلَا واجبَ عَلَى متلِف الشَّيْءِ أَكثر مِنْ مِثْلِه، وَقِيلَ: كَانَ فِي صدْر الإِسلام تَقَعُ العُقوباتُ فِي الأَموال ثُمَّ نسِخ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فِي ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها ومِثْلُها مَعَهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَحاديث كَثِيرَةٌ نَحْوُهُ سبيلُها هَذَا السَّبِيلُ مِنَ الْوَعِيدِ وَقَدْ كَانَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يحكُم بِهِ، وإِليه ذَهَبَ أَحمدُ وَخَالَفَهُ عامَّة الْفُقَهَاءِ. والمَثَلُ والمَثِيلُ: كالمِثْل، وَالْجَمْعُ أَمْثالٌ، وَهُمَا يَتَماثَلانِ؛ وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ مُسْتَرادٌ لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مُسْتَراد مِثْله أَو مِثْلها، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ: والمَثَلُ: الحديثُ نفسُه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه قَوْلُ لَا إِله إِلَّا اللَّهُ وتأْويلُه أَن اللَّهَ أَمَر بِالتَّوْحِيدِ ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ، وَهِيَ الأَمثال؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ بِهِ وتَمَثَّله؛ قَالَ جَرِيرٌ: والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى، ... حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا عَلَى أَن هَذَا قَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ تمثَّل بالأَمْثال ثُمَّ حذَف وأَوْصَل. وامْتَثَلَ القومَ وَعِنْدَ الْقَوْمِ مَثَلًا حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد بَيْتًا ثُمَّ آخَر ثُمَّ آخَر، وَهِيَ الأُمْثولةُ، وتَمَثَّلَ بِهَذَا البيتِ وَهَذَا البيتَ بِمَعْنًى. والمَثَلُ: الشَّيْءُ الَّذِي يُضرَب لِشَيْءٍ مِثْلًا فَيَجْعَلُ مِثْلَه، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا يُضرَب بِهِ مِنَ الأَمْثال. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ومَثَلُ الشَّيْءِ أَيضاً صِفَتُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ* ؛ قَالَ اللَّيْثُ: مَثَلُها هُوَ الْخَبَرُ عَنْهَا، وَقَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ صِفة الْجَنَّةِ، وَرَدَّ ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ، قَالَ: لأَن المَثَلَ الصِّفَةُ غَيْرُ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، إِنما مَعْنَاهُ التَّمْثِيل. قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي خَلِيفَةَ: سَمِعْتُ مُقاتِلًا صاحبَ التَّفْسِيرِ يسأَل أَبا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ عَنْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَثَلُ الْجَنَّةِ : مَا مَثَلُها؟ فَقَالَ: فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ، قَالَ: مَا مَثَلُهَا؟ فَسَكَتَ أَبو عَمْرٍو، قَالَ:

فسأَلت يُونُسَ عَنْهَا فَقَالَ: مَثَلُها صِفَتُهَا؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: وَمِثْلُ ذَلِكَ قوله: ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ ؛ أَي صِفَتُهم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ونحوُ ذَلِكَ رُوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وأَما جَوَابُ أَبي عَمْرٍو لمُقاتِل حِينَ سأَله مَا مَثَلُها فَقَالَ فِيهَا أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ، ثُمَّ تكْريرُه السُّؤَالَ مَا مَثَلُها وَسُكُوتُ أَبي عَمْرٍو عَنْهُ، فإِن أَبا عَمْرٍو أَجابه جَوَابًا مُقْنِعاً، وَلَمَّا رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سَكَتَ عنه لما وقف مِنْ غِلَظِ فَهْمِهِ، وَذَلِكَ أَن قَوْلَهُ تَعَالَى: مَثَلُ الْجَنَّةِ ، تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ؛ وَصَفَ تِلْكَ الجناتِ فَقَالَ: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وصفْتُها، وَذَلِكَ مِثْل قَوْلِهِ: ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ ؛ أَي ذَلِكَ صفةُ محمدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَصحابِه فِي التَّوْرَاةِ، ثُمَّ أَعلمهم أَن صِفَتَهُمْ فِي الإِنجيل كَزَرْعٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلِلنَّحْوِيِّينَ فِي قَوْلِهِ: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ، قولٌ آخَرُ قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ فِي كِتَابِ الْمُقْتَضَبِ، قَالَ: التَّقْدِيرُ فِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ مَثَلُ الْجَنَّةِ ثُمَّ فِيهَا وَفِيهَا، قَالَ: ومَنْ قَالَ إِن مَعْنَاهُ صِفةُ الجنةِ فَقَدْ أَخطأَ لأَن مَثَل لَا يُوضَعُ فِي مَوْضِعِ صِفَةٍ، إِنما يُقَالُ صِفَةُ زَيْدٍ إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ. وَيُقَالُ: مَثَلُ زَيْدٍ مَثَلُ فُلَانٍ، إِنما المَثَل مأْخوذ مِنَ المِثال والحَذْوِ، والصفةُ تَحْلِية ونعتٌ. وَيُقَالُ: تَمَثَّلَ فلانٌ ضَرَبَ مَثَلًا، وتَمَثَّلَ بِالشَّيْءِ ضَرَبَهُ مَثَلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ؛ وَذَلِكَ أَنهم عَبَدُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر وَمَا لم ينزِل بِهِ حُجَّة، فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جَعَلُوهُ لَهُ مَثَلًا ونِدًّا فَقَالَ: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً؛ يَقُولُ: كَيْفَ تكونُ هَذِهِ الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالًا للهِ وَهِيَ لَا تخلُق أَضعفَ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ اللهُ وَلَوِ اجْتَمَعُوا كلُّهم لَهُ، وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ الضعيفُ شَيْئًا لَمْ يخلِّصوا المَسْلوبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ؛ وَقَدْ يَكُونُ المَثَلُ بِمَعْنَى العِبْرةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ، فَمَعْنَى السَّلَفِ أَنا جَعَلْنَاهُمْ متقدِّمين يَتَّعِظُ بِهِمُ الغابِرُون، وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَمَثَلًا أَي عِبْرة يعتبِر بِهَا المتأَخرون، وَيَكُونُ المَثَلُ بِمَعْنَى الآيةِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَةِ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ ؛ أَي آيَةً تدلُّ عَلَى نُبُوّتِه. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ولَمَّا ضُرِب ابنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قومُك مِنْهُ يَصُدُّون ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن كفَّارَ قريشٍ خاصَمَتِ النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قِيلَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ، قَالُوا: قَدْ رَضِينا أَن تَكُونَ آلِهَتُنَا بِمَنْزِلَةِ عِيسَى والملائكةِ الَّذِينَ عُبِدوا مَنْ دُونِ اللَّهِ، فَهَذَا مَعْنَى ضَرْبِ المَثَل بِعِيسَى. والمِثالُ: المقدارُ وَهُوَ مِنَ الشِّبْه، وَالْمِثْلِ: مَا جُعل مِثالًا أَي مِقْدَارًا لِغَيْرِهِ يُحْذَى عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ المُثُل وَثَلَاثَةُ أَمْثِلةٍ، وَمِنْهُ أَمْثِلَةُ الأَفعال والأَسماء فِي بَابِ التَّصْرِيفِ. والمِثَال: القالِبُ [القالَبُ] الَّذِي يقدَّر عَلَى مِثْله. أَبو حَنِيفَةَ: المِثالُ قالِب [قالَب] يُدْخَل عَيْنَ النَصْل فِي خَرْق فِي وَسَطِهِ ثُمَّ يُطْرق غِراراهُ حَتَّى يَنْبَسِطا، وَالْجَمْعُ أَمْثِلَةٌ. وتَمَاثَل العَليلُ: قارَب البُرْءَ فَصَارَ أَشْبَهَ بِالصَّحِيحِ مِنَ الْعَلِيلِ المَنْهوك، وَقِيلَ: إِن قولَهم تَمَاثَلَ المريضُ مِنَ المُثولِ والانتصابِ كأَنه هَمَّ بالنُّهوض وَالِانْتِصَابِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: فَحَنَتْ لَهُ قِسِيَّها وامْتَثَلوه

غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم، وَهُوَ افتَعل مِنَ المُثْلةِ. وَيُقَالُ: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولًا وَانْتِصَابًا ثُمَّ جُعِلَ صِفَةً للإِقبال. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمُ المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن حَالًا مِنْ حالةٍ كَانَتْ قَبْلَهَا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: هُوَ أَمْثَلُ قَوْمِهِ أَي أَفضل قَوْمِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: فلانٌ أَمْثَلُ بَنِي فلانٍ أَي أَدناهم لِلْخَيْرِ. وَهَؤُلَاءِ أَمَاثِلُ الْقَوْمِ أَي خيارُهم. وَقَدْ مَثُلَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، مَثَالَةً أَي صَارَ فاضِلًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَثَالَةُ حسنُ الْحَالِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: زَادَكَ اللَّهُ رَعالةً كُلَّمَا ازْدَدْتَ مَثَالةً، والرَّعالةُ: الحمقُ؛ قَالَ: وَيُرْوَى كُلَّمَا ازْددْت مَثَالَة زَادَكَ اللهُ رَعالةً. والأَمْثَلُ: الأَفْضَلُ، وَهُوَ مِنْ أَماثِلِهم وذَوِي مَثَالَتِهم. يُقَالُ: فُلَانٌ أَمْثَلُ مِنْ فُلَانٍ أَي أَفضل مِنْهُ، قَالَ الإِيادي: وَسُئِلَ أَبو الْهَيْثَمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ لِلرَّجُلِ: ائْتِنِي بِقَوْمِكَ، فَقَالَ: إِن قَوْمِي مُثُلٌ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُرِيدُ أَنهم سَادَاتٌ لَيْسَ فَوْقَهُمْ أَحد. وَالطَّرِيقَةُ المُثْلى: الَّتِي هِيَ أَشبه بِالْحَقِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً ؛ مَعْنَاهُ أَعْدَلُهم وأَشْبهُهم بأَهل الْحَقِّ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَمْثَلُهم طَرِيقَةً أَعلمهم عِنْدَ نَفْسِهِ بِمَا يَقُولُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ فِرْعَوْنَ أَنه قَالَ: وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى ؛ قَالَ الأَخفش: المُثْلَى تأْنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى، وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى الأَمْثَل ذُو الْفَضْلِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَن يُقَالَ هُوَ أَمثل قَوْمِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: المُثْلَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِمَنْزِلَةِ الأَسماء الحُسْنى وَهُوَ نَعْتٌ لِلطَّرِيقَةِ وَهُمُ الرِّجَالُ الأَشراف، جُعِلَتِ المُثْلَى مُؤَنَّثَةً لتأْنيث الطَّرِيقَةِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ الخيل يُقَالُ هَذَا عبدُ اللَّهِ مِثْلك وَهَذَا رَجُلٌ مِثْلك، لأَنك تَقُولُ أَخوك الَّذِي رأَيته بالأَمس، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي مَثَل. والمَثِيلُ: الفاضلُ، وإِذا قِيلَ مَنْ أَمْثَلُكُم قُلْتَ: كُلُّنا مَثِيل؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، قَالَ: وإِذا قِيلَ مَنْ أَفضلكُم؟ قُلْتَ فاضِل أَي أَنك لَا تَقُولُ كلُّنا فَضيل كَمَا تَقُولُ كُلُّنا مَثِيل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَشدُّ النَّاسِ بَلاءً الأَنبياءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ والأَعلى فالأَعلى فِي الرُّتبةِ وَالْمَنْزِلَةِ. يُقَالُ: هَذَا أَمْثَلُ مِنْ هَذَا أَي أَفضلُ وأَدنَى إِلى الْخَيْرِ. وأَمَاثِلُ النَّاسِ: خيارُهم. وَفِي حَدِيثِ التَّراويح: قَالَ عُمَرُ لَوْ جَمَعْت هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ أَي أَولى وأَصوب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ بَعْدَ وقعةِ بَدْر: لَوْ كَانَ أَبو طَالِبٍ حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنا قَدْ بَسَأَتْ بالمَيَاثِل ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَاهُ اعْتَادَتْ واستأْنستْ بالأَمَاثِل. ومَاثَلَ الشيءَ: شَابَهَهُ. والتِّمْثَالُ: الصُّورةُ، وَالْجَمْعُ التَّمَاثِيل. ومَثَّلَ لَهُ الشيءَ: صوَّره حَتَّى كأَنه يَنْظُرُ إِليه. وامْتَثَلَه هُوَ: تصوَّره. والمِثَالُ: مَعْرُوفُ، وَالْجَمْعُ أَمْثِلَة ومُثُل. ومَثَّلْتُ لَهُ كَذَا تَمْثيلًا إِذا صوَّرت لَهُ مِثَالَهُ بِكِتَابَةٍ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَشدُّ النَّاسِ عَذَابًا مُمَثِّل مِنَ المُمَثِّلين أَي مصوِّر. يُقَالُ: مَثَّلْت، بِالتَّثْقِيلِ وَالتَّخْفِيفِ، إِذا صوَّرت مِثالًا. والتِّمْثَالُ: الِاسْمُ مِنْهُ، وظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ تِمْثَالُه. ومَثَّلَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ: سوَّاه وشبَّهه بِهِ وَجَعَلَهُ مِثْلَه وَعَلَى مِثالِه. وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: رأَيت الجنةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتين فِي قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا تَمَثِّلُوا بنَامِيَةِ اللَّهِ أَي لَا تُشَبِّهُوا بِخَلْقِهِ وتصوِّروا مِثْلَ تَصْوِيرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ المُثْلة. والتِّمْثَال: اسْمٌ لِلشَّيْءِ الْمَصْنُوعِ مشبَّهاً بِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، وَجَمْعُهُ

التَّمَاثِيل، وأَصله مِنْ مَثَّلْت الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ إِذا قدَّرته عَلَى قَدْرِهِ، وَيَكُونُ تَمْثيل الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ تَشْبِيهًا بِهِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الممثَّل تِمْثال. وأَما التَّمْثال، بِفَتْحِ التَّاءِ، فَهُوَ مَصْدَرُ مَثَّلْت تَمْثِيلًا وتَمْثَالًا. وَيُقَالُ: امْتَثَلْت مِثالَ فُلَانٍ احْتَذَيْت حَذْوَه وَسَلَكْتُ طَرِيقَتَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وامْتَثَلَ طَرِيقَتَهُ تبِعها فَلَمْ يَعْدُها. ومَثَلَ الشيءُ يَمْثُلُ مُثُولًا ومَثُلَ: قَامَ مُنْتَصِبًا، ومَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ مُثُولًا أَي انْتَصَبَ قَائِمًا؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَنارة المَسْرَجة مَاثِلةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل لَهُ النَّاسُ قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنَ النَّارِ أَي يَقُومُوا لَهُ قِياماً وَهُوَ جَالِسٌ؛ يُقَالُ: مَثُلَ الرَّجُلُ يَمْثُلُ مُثُولًا إِذا انْتَصَبَ قَائِمًا، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَنه مِنْ زِيِّ الأَعاجم، ولأَن الْبَاعِثَ عَلَيْهِ الكِبْر وإِذلالُ النَّاسِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَقَامَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُمْثِلًا ؛ يُرْوَى بِكَسْرِ الثَّاءِ وَفَتْحِهَا، أَي مُنْتَصِبًا قَائِمًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا شُرِحَ، قَالَ: وَفِيهِ نَظَرٌ مِنْ جِهَةِ التَّصْرِيفِ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَمَثَلَ قَائِمًا. والمَاثِلُ: الْقَائِمُ. والمَاثِلُ: اللاطِيءُ بالأَرض. ومَثَلَ: لَطِئَ بالأَرض، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تَحَمَّلَ مِنْهَا أَهْلُها، وخَلَتْ لَهَا ... رُسومٌ، فَمِنْهَا مُسْتَبِينٌ ومَاثِلُ والمُسْتَبِين: الأَطْلالُ. والمَاثِلُ: الرُّسومُ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ أَيضاً فِي المَاثِل المُنْتَصِبِ: يَظَلُّ بِهَا الحِرْباءُ لِلشَّمْسِ مَاثِلًا ... عَلَى الجِذْل، إِلا أَنه لَا يُكَبِّرُ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: ثُمَّ أَصْدَرْناهُما فِي وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاه كالمَثَلْ فسَّره المفسِّر فَقَالَ: المَثَلُ المَاثِلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنه وَضَعَ المَثَلَ مَوْضِعَ المُثُولِ، وأَراد كَذِي المَثَل فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقَامَهُ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ المَثَلُ جَمْعَ مَاثِل كَغَائِبٍ وغَيَب وخادِم وخَدَم وَمَوْضِعُ الْكَافِ الزِّيَادَةُ، كَمَا قَالَ رُؤْبَةَ: لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ أَي فِيهَا مَقَقٌ. ومَثَلَ يَمْثُلُ: زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ؛ قَالَ أَبو خِراش الْهُذْلِيُّ: يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيحُ لِما يَرى، ... فَمِنْهُ بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ «3» . أَبو عَمْرٍو: كَانَ فُلَانٌ عِنْدَنَا ثُمَّ مَثَلَ أَي ذَهَبَ. والمَاثِلُ: الدارِس، وَقَدْ مَثَلَ مُثُولًا. وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احْتَذَاهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتُن: رَبَاعٍ لَهَا، مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عِنْدَهُ، ... خُماشاتُ ذَحْلٍ مَا يُراد امْتِثَالُها ومَثَلَ بِالرَّجُلِ يَمْثُلُ مَثْلًا ومُثْلَة؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ومَثَّلَ، كِلَاهُمَا: نكَّل بِهِ، وَهِيَ المَثُلَة والمُثْلة، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الضَّمَّةُ فِيهَا عِوَض مِنَ الْحَذْفِ، وَرَدَّ ذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ وَقَالَ: هُوَ مِنْ بَابِ شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ لَجِبات.

_ (3). قوله [يقربه النهض إلخ] تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما هنا

الْجَوْهَرِيُّ: المَثُلَة، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الثَّاءِ، الْعُقُوبَةُ، وَالْجَمْعُ المَثُلات. التَّهْذِيبِ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ ؛ يَقُولُ: يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ الَّذِي لَمْ أُعاجلهم بِهِ، وَقَدْ عَلِمُوا مَا نَزَلَ مِنْ عُقوبَتِنا بالأُمَمِ الْخَالِيَةِ فَلَمْ يَعْتَبِرُوا بِهِمْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْعُقُوبَةِ مَثُلَة ومُثْلَة فَمَنْ قَالَ مَثُلَة جَمَعَهَا عَلَى مَثُلات، وَمَنْ قَالَ مُثْلة جمعها على مُثُلات ومُثَلات ومُثْلات، بإِسكان الثَّاءِ، يَقُولُ: يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ* أَي يطلبُون الْعَذَابَ فِي قَوْلِهِمْ: فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنَ الْعَذَابِ مَا هُوَ مُثْلة وَمَا فِيهِ نَكالٌ لَهُمْ لَوِ اتَّعظوا، وكأَن المَثْل مأْخوذ مِنَ المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ فِي عُقوبته جَعَلَهُ مَثَلًا وعَلَماً. وَيُقَالُ: امْتَثَلَ فُلَانٌ مِنَ الْقَوْمِ، وهؤُلاء مُثْلُ الْقَوْمِ وأَمَاثِلُهم، يَكُونُ جَمْعَ أَمْثالٍ وَيَكُونُ جَمْعَ الأَمْثَلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أَن يُمَثَّلَ بالدوابِّ وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بِهَا ، وَهُوَ أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع أَطرافها وَهِيَ حَيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن المُثْلَة. يُقَالُ: مَثَلْت بِالْحَيَوَانِ أَمْثُلُ بِهِ مَثْلًا إِذا قَطَعْتَ أَطرافه وشَوَّهْت بِهِ، ومَثَلْت بِالْقَتِيلِ إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شَيْئًا مِنْ أَطرافه، وَالِاسْمُ المُثْلَة، فأَما مَثَّل، بِالتَّشْدِيدِ، فَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ. ومَثَلَ بِالْقَتِيلِ: جَدَعه، وأَمْثَلَه: جَعَلَهُ مُثْلة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَثَلَ بالشَّعَر فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَلاق يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ مُثْلَة الشَّعَر: حَلْقُه مِنَ الخُدُودِ، وَقِيلَ: نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد، وَرُوِيَ عن طاووس أَنه قَالَ: جَعَلَهُ اللَّهُ طُهْرةً فَجَعَلَهُ نَكالًا. وأَمْثَلَ الرجلَ: قَتَلَه بقَوَدٍ. وامْتَثَلَ مِنْهُ: اقتصَّ؛ قَالَ: إِن قَدَرْنا يَوْمًا عَلَى عامِرٍ، ... نَمْتَثِلْ مِنْهُ أَو نَدَعْهُ لكْم وتَمَثَّلَ مِنْهُ: كامْتَثَلَ. يُقَالُ: امْتَثَلْت مِنْ فُلَانٍ امْتِثَالًا أَي اقْتَصَصْتُ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتن: خُماشات ذَحْلٍ مَا يُرادُ امْتِثَالُها أَي مَا يُراد أَن يُقْتَصَّ مِنْهَا، هِيَ أَذل مِنْ ذَلِكَ أَو هِيَ أَعز عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلْحَاكِمِ: أَمْثِلْني مِنْ فُلَانٍ وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي أَقِصَّني مِنْهُ، وَقَدْ أَمْثَلَه الْحَاكِمُ مِنْهُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: والمِثالُ القِصاص؛ قَالَ: يُقَالُ أَمْثَلَهُ إِمْثالًا وأَقصَّه إِقْصاصاً بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ المِثالُ والقِصاصُ. وَفِي حَدِيثِ سُويد بْنِ مُقَرِّنٍ: قَالَ ابنُه مُعَاوِيَةُ لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا فدَعاه أَبي وَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ امْثُلْ مِنْهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: امْتَثِلْ، فعَفا، أَي اقتصَّ مِنْهُ. يُقَالُ: أَمْثَلَ السلطانُ فُلَانًا إِذَا أَقادَه. وَقَالُوا: مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مَن لَا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا، ... يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلًا ماثِلا، وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا عَنَى بالتَّلاتِل الشَّدَائِدَ. والمِثالُ: الفِراش، وَجَمْعُهُ مُثُل، وإِن شِئْتَ خفَّفت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى سَعْدٍ وَفِي الْبَيْتِ مِثالٌ رَثٌ أَي فِراش خَلَق. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أُم مُوسَى أُم وَلَدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَتْ: زوَّج عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ شابَّين وابْني مِنْهُمَا فَاشْتَرَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِثَالَيْنِ، قَالَ

جَرِيرٌ: قُلْتُ لمُغيرة مَا مِثَالان؟ قَالَ: نَمَطان ، والنّمَطُ مَا يُفْترش مِنْ مَفارش الصُّوفِ الملوَّنة؛ وَقَوْلُهُ: وَفِي الْبَيْتِ مِثَالٌ رَثٌ أَي فِراش خلَق؛ قَالَ الأَعشى: بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ، كأَنما ... يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثَالَ المُمَهَّدا وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: أَن رَجُلًا مِنْ أَهل الْجَنَّةِ كَانَ مُسْتَلْقِياً عَلَى مُثُلِه ؛ هِيَ جَمْعُ مِثَال وَهُوَ الفِراش. والمِثَالُ: حجَر قَدْ نُقِر فِي وَجْهه نَقْرٌ عَلَى خِلْقة السِّمَة سَوَاءً، فَيُجْعَلُ فِيهِ طَرَفُ الْعَمُودِ أَو المُلْمُول المُضَهَّب، فَلَا يَزَالُونَ يَحْنون مِنْهُ بأَرْفَق مَا يَكُونُ حَتَّى يَدخل المِثال فِيهِ فَيَكُونُ مِثْله. والأَمْثال: أَرَضُون ذاتُ جِبَالٍ يُشْبِهُ بعضُها بَعْضًا وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ أَمْثَالًا وَهِيَ مِنَ البَصرة عَلَى لَيْلَتَيْنِ. والمِثْل: مَوْضِعٌ «1»؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْب: أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَغَيَّرَتِ الرَّحَى، ... رَحَى المِثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كَمَا هِيَا؟ مجل: مَجِلَتْ يدُه، بِالْكَسْرِ، ومَجَلَتْ تَمْجَلُ وتَمْجُلُ مَجَلًا ومَجْلًا ومُجُولًا لُغَتَانِ: نَفِطَتْ مِنَ الْعَمَلِ فمَرَنَتْ وصَلُبت وثَخُن جلدُها وتَعَجَّر وَظَهَرَ فيها ما يشبه البَثَر مِنَ الْعَمَلِ بالأَشياء الصُّلْبة الخشِنة؛ وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ: أَنها شَكَتْ إِلى عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، مَجْلَ يديْها مِنَ الطَّحْن ؛ وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: فَيظَلُّ أَثرُها مِثْلَ أَثَر المَجَل. وأَمْجَلَها العملُ، وَكَذَلِكَ الحافِرُ إِذا نَكَبَتْه الْحِجَارَةُ فرَهَصَتْه ثُمَّ بَرِئ فصلُب وَاشْتَدَّ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: رَهْصاً مَاجِلًا والمَجْلُ: أَثرُ العملِ فِي الكفِّ يُعَالِجُ بِهَا الإِنسانُ الشَّيْءَ حَتَّى يَغْلُظَ جلدُها؛ وأَنشد غَيْرُهُ: قَدْ مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِينِ، ... وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن جِبْرِيلَ نَقَر رأْس رَجُلٍ مِنَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فَتَمَجَّلَ رأْسُهُ قيْحاً وَدَمًا أَي امتلأَ، وَقِيلَ: المَجْل أَن يَكُونَ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ مَاءٌ. والمَجْلَةُ: قِشرة رَقِيقَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءٌ مِنْ أَثر الْعَمَلِ، وَالْجَمْعُ مَجْلٌ ومِجَالٌ. والمَجْل: أَن يُصيب الجلدَ نارٌ أَو مشقَّة فيَتَنَفَّط ويَمْتلئ مَاءً. والرَّهْص المَاجِلُ: الَّذِي فِيهِ مَاءٌ فإِذا بُزِغَ خَرَجَ مِنْهُ الْمَاءُ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِمُسْتَنْقَع الْمَاءِ مَاجِل؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، بِكَسْرِ الْجِيمِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِنه رُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو المَأْجَل، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَهَمْزَةٍ قَبْلِهَا، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ الجَيْئةِ، وَجَمْعُهُ مآجِل؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجِلا وَفِي حَدِيثِ أَبي وَاقِدٍ: كُنَّا نَتَماقَلُ فِي ماجِلٍ أَو صِهْريج ؛ المَاجِلُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي بِكَسْرِ الْجِيمِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ بِالْفَتْحِ وَالْهَمْزِ، وَقِيلَ: إِن مِيمَهُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ بَابِ أَجل، وقيل: هو معرَّب، والتَّماقُل: التَّغاوُصُ فِي الْمَاءِ. وَجَاءَتِ الإِبلُ كأَنها المَجْلُ مِنَ الرِّيِّ أَي مُمْتَلِئَةً رِواء كَامْتِلَاءِ المَجْل، وَذَلِكَ أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ رِيِّها. والمَجْلُ: انفِتاق مِنَ العَصَبة الَّتِي فِي أَسفل عُرْقوب الْفَرَسِ، وَهُوَ مِنْ حَادِثِ عيوب الخيل. محل: المَحْلُ: الشِّدَّةُ. والمَحْلُ: الْجُوعُ الشَّدِيدُ وإِن لَمْ يَكُنْ جَدْب. والمَحْل: نَقِيضُ الخِصْب،

_ (1). قوله [والمِثْل موضع] هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة، ولكن في القاموس ضبط بالضم

وَجَمْعُهُ مُحول وأَمْحال. الأَزهري: المُحُولُ والقُحوطُ احْتِبَاسُ الْمَطَرِ. وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ: لَمْ يُصِبْهَا الْمَطَرُ فِي حِينِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: المَحْل الجدبُ وَهُوَ انْقِطَاعُ الْمَطَرِ ويُبْسُ الأَرض مِنَ الكَلإِ. غَيْرُهُ قَالَ: وَرُبَّمَا جَمَعَ المَحْل أَمْحالًا؛ وأَنشد: لَا يَبْرَمُون، إِذا مَا الأُفْقُ جلَّله ... صِرُّ الشِّتَاءِ مِنَ الأَمْحال كالأَدَمِ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَمْحَلَ البلدُ، هو مَاحِل، وَلَمْ يَقُولُوا مُمْحِل، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه ... شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني ... فِي قَصْرِ دُومَةَ أَو سَوَاءِ الهَيْكَلِ ابْنُ سيدَة: أَرْضٌ مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول، وَفِي التَّهْذِيبِ: ومَحُولة أَيضاً، بِالْهَاءِ، لَا مَرْعَى بِهَا وَلَا كَلأَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى أَبا حَنِيفَةَ قَدْ حَكَى أَرض مُحُولٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ، وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض مُمْحِلة ومُمْحِل؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ؛ الأَزهري: وأَرض مِمْحال؛ قَالَ الأَخطل: وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها، ... بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلًا أَي جَدْباً؛ والمَحْل فِي الأَصْل: انْقِطَاعُ الْمَطَرِ. وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَلَ البلدُ، فَهُوَ مَاحِل عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَرَجُلٌ مَحْل: لَا يُنْتفع بِهِ. وأَمْحَلَ المطرُ أَي احْتَبَسَ، وأَمْحَلْنا نَحْنُ، وإِذا احْتَبَسَ القَطْر حَتَّى يمضِيَ زمانُ الوَسْمِيِّ كَانَتِ الأَرض مَحُولًا حَتَّى يُصِيبَهَا المطرُ. وَيُقَالُ: قَدْ أَمْحَلْنا مُنْذُ ثَلَاثِ سِنِينَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ حُكِيَ مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت. وأَمْحَلَ القومُ: أَجْدبوا، وأَمْحَلَ الزمانُ، وَزَمَانٌ مَاحِلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَالْقَائِلُ القَوْل الَّذِي مِثْلُه ... يُمْرِعُ مِنْهُ الزَّمَنُ المَاحِلُ الْجَوْهَرِيُّ: بَلَدٌ مَاحِلٌ وَزَمَانٌ مَاحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول، كَمَا قَالُوا بَلَدٌ سَبْسَب وَبَلَدٌ سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يُرِيدُونَ بِالْوَاحِدِ الْجَمْعَ، وَقَدْ أَمْحَلَت. والمَحْل: الغُبار؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمُتَمَاحِل مِنَ الرِّجَالِ: الطويلُ الْمُضْطَرِبُ الخلْق؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه، ... غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتَمَاحِل قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِنْ صِفَةِ أَشْعَث، والبَوْشِيُّ: الْكَثِيرُ البَوْشِ والعِيال، وأُحاحُه: مَا يَجِدُهُ فِي صَدْره مَنْ غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا مَا يَجِدُهُ مِنْ غَمَر العِيال؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: يَطْوِي الحَيازيمَ عَلَى أُحاحِ والجَرْدةُ: بُرْدة خلَق. والمُتَمَاحِلُ: الطَّوِيلُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِنّ مِنْ وَرائكم أُموراً مُتَمَاحِلَة أَي فِتَناً طَوِيلَةَ الْمُدَّةِ تطولُ أَيامها وَيَعْظُمُ خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وَقِيلَ: يَطُولُ أَمرها. وسَبْسَب مُتَمَاحِل أَي بَعِيدُ مَا بَيْنَ الطرَفين. وفَلاة مُتَمَاحِلَة: بَعِيدَةُ الأَطراف؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي وَجْزَةَ: كأَنّ حَرِيقًا ثاقِباً فِي إِباءةٍ، ... هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتَمَاحِل

وَقَالَ آخَرُ: بَعِيدٌ مِنَ الْحَادِي، إِذا مَا تَدَفَّعَتْ ... بناتُ الصُّوَى فِي السَّبْسَب المُتَمَاحِل وَقَالَ مُزَرِّدٌ: هَواها السَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ وَنَاقَةٌ مُتَمَاحِلَة: طَوِيلَةٌ مُضطَربة الخلْق أَيضاً. وَبَعِيرٌ مُتَمَاحِل: طَوِيلٌ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ. والمَحْلُ: البُعد. وَمَكَانٌ مُتَمَاحِل: مُتباعد؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مِنَ المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ ... لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ أَي هَواها أَن تَجِدَ مُتَّسعاً بَعِيدُ مَا بَيْنَ الطرَفين تَغْدُو بِهِ. وتَمَاحَلَتْ بهم الدارُ: تَبَاعَدَتْ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأُعْرِض، إِنِّي عَنْ هَوَاكُنَّ مُعْرِض؛ ... تَمَاحَلَ غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ دَعَا عَلَيْهِنَّ حين سلا عنهن بِكِبَرٍ أَو شُغْلٍ أَو تَبَاعُدٍ. ومَحَلَ لِفُلَانٍ حَقَّهُ: تكلَّفه لَهُ. والمُمَحَّل مِنَ اللَّبَنِ: الَّذِي قَدْ أَخذ طَعْمًا مِنْ الْحُمُوضَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي حُقِن ثُمَّ لَمْ يُتْرَكْ يأْخذ الطَّعْمَ حَتَّى شُرِبَ؛ وأَنشد: مَا ذُقْتُ ثُفْلًا، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ، ... إِلَّا مِنَ القارِصِ والمُمَحَّلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لأَبي النَّجْمِ يَصِفُ رَاعِيًا جَلْداً، وَصَوَابُهُ: مَا ذاقَ ثُفْلًا؛ وَقَبْلُهُ: صُلْب العَصا جافٍ عَنِ التَّغَزُّلِ، ... يحلِف بِاللَّهِ سِوى التَّحَلُّلِ والثُّفْل: طَعَامُ أَهل القُرى مِنَ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَنَحْوِهِمَا. الأَصمعي: إِذا حُقِن اللَّبَنُ فِي السِّقاء وَذَهَبَتْ عَنْهُ حَلاوة الحَلَب وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طعمُه فَهُوَ سامِطٌ، فإِن أَخذ شَيْئًا مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ خامِطٌ، فإِن أَخذ شَيْئًا مِنْ طَعْمٍ فَهُوَ المُمَحَّل. وَيُقَالُ: مَعَ فُلَانٍ مَمْحَلَة أَي شَكْوة يُمَحِّل فِيهَا اللَّبَنَ، وَهُوَ المُمَحَّل وَيُدِيرُهَا «1» ... الْجَوْهَرِيُّ: والمُمَحَّل، بِفَتْحِ الْحَاءِ مُشَدَّدَةً، اللَّبَنُ الَّذِي ذَهَبَتْ مِنْهُ حَلَاوَةُ الحَلَب وتغيَّر طعمُه قَلِيلًا. وتَمَحَّلَ الدراهمَ: انْتَقَدَها. والمِحالُ: الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل. ومَحِلَ [مَحَلَ] بِهِ يَمْحَلُ «2» مَحْلًا: كَادَهُ بسِعاية إِلى السُّلْطَانِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: سَمِعْتُ أَحمد بْنُ يَحْيَى يَقُولُ: المِحال مأْخوذ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ مَحَلَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ أَي سَعَى بِهِ إِلى السُّلْطَانِ وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه، فَهُوَ مَاحِل ومَحُول، والمَاحِلُ: السَّاعِي؛ يُقَالُ: مَحَلْت بِفُلَانٍ أَمْحَلَ إِذا سَعَيْتَ بِهِ إِلى ذِي سُلْطَانٍ حَتَّى تُوقِعه فِي وَرْطة ووَشَيْتَ بِهِ. الأَزهري: وأَما قَوْلُ النَّاسِ تمَحَّلْت مَالًا بِغَرِيمِي فإِن بَعْضَ النَّاسِ ظَنَّ أَنه بِمَعْنَى احْتَلْتُ وقدَّر أَنه مِنَ الْمَحَالَةِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهِيَ مَفْعلة مِنَ الْحِيلَةِ، ثُمَّ وُجِّهت الْمِيمُ فِيهَا وِجْهة الْمِيمِ الأَصلية فَقِيلَ تمَحَّلْت، كَمَا قَالُوا مَكان وأَصله مِنَ الكَوْن، ثُمَّ قَالُوا تمكَّنت مِنْ فُلَانٍ ومَكَّنْت فُلَانًا مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: وَلَيْسَ التَّمَحُّل عِنْدِي مَا ذَهَبَ إِليه فِي شَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ مِنَ المَحْل وَهُوَ السَّعْيُ، كأَنه يَسْعَى فِي طَلَبِهِ وَيَتَصَرَّفُ فِيهِ. والمَحْل: السِّعايةُ مِنْ نَاصِحٍ وَغَيْرِ نَاصِحٍ. والمَحْل:

_ (1). هكذا بياض في الأَصل (2). قوله [ومَحلَ به يَمْحَلُ إلخ] عبارة القاموس: ومَحلَ به مثلثة الحاء مَحْلًا ومحالًا؛ كَادَهُ بِسِعَايَةٍ إِلَى السُّلْطَانِ

المَكْر وَالْكَيْدُ. والمِحَال: الْمَكْرُ بالحقِّ. وَفُلَانٌ يُمَاحِلُ عَنِ الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع. والمِحالُ: الْغَضَبُ. والمِحالُ: التَّدْبِيرُ. والمُمَاحَلَة: المُماكَرة والمُكايَدة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: شَدِيدُ الْمِحالِ ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ: لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم ... ومِحَالُهم، عَدْواً، مِحالَك أَي كيدَك وَقُوَّتَكَ؛ وَقَالَ الأَعشى: فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ فِي غُصُنِ المَجْدِ، ... غزِير النَّدَى، شَدِيدُ المِحال «1» . أَي شَدِيدُ الْمَكْرِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ولبّسَ بَيْنَ أَقوامٍ، فكُلٌّ ... أَعَدَّ لَهُ الشَّغازِبَ والمِحَالا وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ: إِن إِبراهيم يَقُولُ لسْتُ هُناكُم أَنا الَّذِي كَذَبْتُ ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: واللهِ مَا فِيهَا كَذْبة إِلا وَهُوَ يُماحِلُ بِهَا عَنِ الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل، مِنَ المِحال، بالكسر، وَهُوَ الْكَيْدُ، وَقِيلَ: الْمَكْرُ، وَقِيلَ: الْقُوَّةُ والشدَّة، وَمِيمُهُ أَصلية. وَرَجُلٌ مَحِلٌ أَي ذُو كَيْد. وتمَحَّلَ أَي احْتَالَ، فَهُوَ مُتَمَحِّلٌ. يُقَالُ: تَمَحَّلْ لِي خَيْرًا أَي اطلُبْه. الأَزهري: والمِحَالُ مُمَاحَلَة الإِنسان، وَهِيَ مُناكَرتُه إِياه، يُنْكر الَّذِي قَالَهُ. ومَحَلَ فلانٌ بِصَاحِبِهِ ومَحِلَ بِهِ إِذا بَهَتَه وَقَالَ: إِنه قَالَ شَيْئًا لَمْ يَقُلْه. ومَاحَلَه مُمَاحَلةً ومِحَالًا: قَاوَاهُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ أَيّهما أَشدّ. والمَحْل فِي اللُّغَةِ: الشِّدَّةُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ شَدِيدُ الْقُدْرَةِ وَالْعَذَابِ، وَقِيلَ: شَدِيدُ الْقُوَّةِ وَالْعَذَابِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: أَصله أَن يَسْعَى بِالرَّجُلِ ثُمَّ يَنْتَقِلَ إِلى الهَلَكة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِن هَذَا الْقُرْآنَ شافِعٌ مُشَفَّع ومَاحِلٌ مُصدَّق ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: جَعَلَهُ يَمْحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذا لَمْ يتَّبع مَا فِيهِ أَو إِذا هُوَ ضيَّعه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي خَصْم مُجادل مُصدَّق، وَقِيلَ: ساعٍ مُصدَّق، مِنْ قَوْلِهِمْ مَحَلَ بِفُلَانٍ إِذا سَعَى بِهِ إِلى السُّلْطَانِ، يَعْنِي أَن مَنِ اتَّبعه وعَمِل بِمَا فِيهِ فإِنه شَافِعٌ لَهُ مَقْبُولُ الشَّفَاعَةِ ومُصدَّق عَلَيْهِ فِيمَا يَرْفع مِنْ مَساوِيه إِذا تَرك العملَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: لَا يُنْقَض عهدُهم عَنْ شِيَةِ مَاحِلٍ أَي عَنْ وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ، وَيُرْوَى: سنَّة مَاحِل ، بِالنُّونِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَحَلَ بِهِ كادَه، وَلَمْ يُعَيِّن أَعِنْد السُّلْطَانِ كَادَهُ أَم عِنْدَ غَيْرِهِ؛ وأَنشد: مَصادُ بنَ كَعْبٍ، والخطوبُ كَثِيرَةٌ، ... أَلم تَرَ أَن اللَّهَ يَمْحَل بالأَلْف؟ وَفِي الدُّعَاءِ: وَلَا تجْعَلْه مَاحِلًا مُصدَّقاً. والمِحَالُ مِنَ اللَّهِ: العِقابُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ تعالى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ؛ وَهُوَ مِنَ النَّاسِ العَداوةُ. ومَاحَلَه مُمَاحَلَة ومِحَالًا: عَادَاهُ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ؛ قَالَ: شَدِيدُ الانتِقام ، وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ: شَدِيدُ الحِيلة ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ جُريج: أَي شَدِيدُ الحَوْل ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَراه أَراد المَحال، بِفَتْحِ الْمِيمِ، كأَنه قرأَه كَذَلِكَ وَلِذَلِكَ فَسَّرَهُ الحَوْلَ، قَالَ: والمِحَال الْكَيْدُ وَالْمَكْرُ؛ قَالَ عَدِيٌّ: مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العام، ... فَقَدْ أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال قَالَ: مكَروا وسَعَوْا. والمِحَال، بكسر الميم:

_ (1). قوله [في غصن المجد] هكذا ضبط في الأصل بضمتين

المُمَاكَرة؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: شَدِيدُ المِحَال أَي شَدِيدُ الْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، قَالَ: وأَصلُ المِحَال الحِيلةُ؛ وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: أَعدَّ لَهُ الشغازِبَ والمِحالا قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: المِحَالُ الجِدالُ؛ مَاحَلَ أَي جادَلَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ أَي الحيلةِ غلَطٌ فَاحِشٌ، وكأَنه تَوَهَّمَ أَن مِيمَ المِحال مِيمُ مِفْعَل وأَنها زَائِدَةٌ، وَلَيْسَ كَمَا توهَّمه لأَن مِفْعَلًا إِذا كَانَ مِنْ بَنَاتِ الثَّلَاثَةِ فإِنه يَجِيءُ بإِظهار الْوَاوِ وَالْيَاءِ، مِثْلَ المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل وَمَا شَاكَلَهَا، قَالَ: وإِذا رأَيت الْحَرْفَ عَلَى مِثَالِ فِعال أَوّله مِيمٌ مَكْسُورَةٌ فَهِيَ أَصلية مِثْلَ مِيمِ مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وَمَا أَشبهها؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ: المِحَال الْمُمَاحَلَةُ. يُقَالُ فِي فَعَلْت: مَحَلْت أَمْحَل مَحْلًا، قَالَ: وأَما المَحالة فَهِيَ مَفْعَلة مِنَ الحِيلة، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا كُلُّهُ صَحِيحٌ كَمَا قَالَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وقرأَ الأَعرج: وَهُوَ شَدِيدُ المَحال ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَدُلُّ عَلَى الْفَتْحِ لأَنه قَالَ: الْمَعْنَى وَهُوَ شَدِيدُ الحَوْل ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: يُقَالُ مَحِّلْني يَا فُلَانُ أَي قَوِّني؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُهُ شَدِيدُ الْمِحالِ أَي شَدِيدُ الْقُوَّةِ. والمَحالة: الفَقارة. ابْنُ سِيدَهْ: والمَحَالة الفِقْرة مِنْ فَقار الْبَعِيرِ، وَجَمْعُهُ مَحال، وَجَمْعُ المَحال مُحُل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنّ حَيْثُ تَلْتَقِي مِنْهُ المُحُلْ، ... مِنْ قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ يَعْنِي قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ، شبَّه ضُلُوعَهُ فِي اشْتِبَاكِهَا بقُرون الأَوْعال؛ الأَزهري: وأَما قَوْلُ جَنْدَلٍ الطَّهَويّ: عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ فإِنه أَراد مَوْضِعَ مَحال الظَّهْرِ، جَعَلَ الْمِيمَ لَمَّا لَزِمَتِ المَحَالَة، وَهِيَ الفَقارة مِنْ فَقار الظَّهْرِ، كالأَصلية. والمَحِلُ: الَّذِي قَدْ طُرِد حَتَّى أَعيا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور وَفِي النَّوَادِرِ: رأَيت فُلَانًا مُتماحِلًا وماحِلًا وناحِلًا إِذا تَغَيَّرَ بدَنه. والمَحالُ: ضرْب مِنَ الحَلي يُصَاغُ مُفَقَّراً أَي مُحَزَّزاً عَلَى تَفْقِيرِ وَسَطِ الْجَرَادِ؛ قَالَ: مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ، وَلُؤْلُؤٌ ... مِنَ القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب والمَحَالةُ: الَّتِي يَسْتَقِي عَلَيْهَا الطيَّانون، سُمِّيَتْ بفَقارة الْبَعِيرِ، فَعالة أَو هِيَ مَفْعَلة لتَحوُّلها فِي دَوَرانها. وَالْمَحَالَةُ وَالْمَحَالُ أَيضاً: البكَرة الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَسْتَقِي بِهَا الإِبل؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: يَرِدْن، والليلُ مُرِمٌّ طائرُه، ... مُرْخًى رِواقاه هُجودٌ سامِرُه، وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ والمَحالةُ: البكَرة، هِيَ مَفْعَلة لَا فَعالة بِدَلِيلِ جَمْعِهَا عَلَى مَحاوِل، وإِنما سُمِّيَتْ مَحالة لأَنها تَدُورُ فَتُنْقَلُ مِنْ حَالَةٍ إِلى حَالَةٍ، وَكَذَلِكَ المَحالة لفِقْرة الظَّهْرِ، هِيَ أَيضاً مَفْعَلة لَا فَعالة، مَنْقُولَةٌ مِنَ المَحالة الَّتِي هِيَ البكَرة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَحَقُّ هَذَا أَن يُذْكَرَ فِي حول. غَيْرُهُ: المَحالة البكَرة الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَكُونُ للسَّانية. وَفِي الْحَدِيثِ: حَرَّمْت شَجَرَ الْمَدِينَةِ إِلَّا مَسَدَ مَحالة ؛

هِيَ البكَرة الْعَظِيمَةُ الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، وَكَثِيرًا مَا تَسْتَعْمِلُهَا السَّفَّارة عَلَى البِئار الْعَمِيقَةِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا مَحَالَةَ يُوضَعُ مَوْضِعَ لَا بُدَّ وَلَا حِيلَةَ، مَفْعلة أَيضاً مِنَ الحَوْل والقوَّة؛ وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَيْقَنْتُ أَني، لا مَحَالةَ، ... حَيْثُ صَارَ القومُ، صائِرْ أَي لَا حِيلَةَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الحَوْل الْقُوَّةُ أَو الْحَرَكَةُ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنْهُمَا، وأَكثر مَا تُسْتَعْمَلُ لَا مَحالة بِمَعْنَى الْيَقِينِ والحقيقةِ أَو بِمَعْنَى لَا بُدَّ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: إِنْ حَوَّلْناها عَنْكَ بِمِحْوَلٍ ؛ الْمِحْوَلُ، بِالْكَسْرِ: آلةُ التحويلِ، وَيُرْوَى بِالْفَتْحِ، وَهُوَ مَوْضِعُ التحويل، والميم زائدة. مخل: ابْنُ الأَعرابي: الخافِلُ الهارِب، وَكَذَلِكَ الماخِل والمالِخُ. مدل: المِدْلُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الخفيُّ الشخصِ، القليلُ الْجِسْمِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ المَدْلُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، للخَسيس مِنَ الرِّجَالِ، والمِذْل، بِالدَّالِ وَالذَّالِ وَكَسْرِ الْمِيمِ فِيهِمَا. والمِدْل: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ. ومَدَلَ: قَيْل مِنْ حِمْير. وتَمَدَّلَ بالمِنْديل: لُغَةٌ فِي تَنَدَّل. مذل: المَذَل: الضجَر والقَلَق، مَذِلَ مَذَلًا فَهُوَ مَذِلَ، والأُنثى مَذِلَة. والمَذِل: الْبَاذِلُ لِمَا عِنْدَهُ مِنْ مَالٍ أَو سِرٍّ، وَكَذَلِكَ إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى ضَبْطِ نَفْسِهِ. ومَذِل بسرِّه «2»، بِالْكَسْرِ، مَذَلًا ومِذالًا، فَهُوَ مَذِلَ ومَذِيلٌ، ومَذَلَ يَمْذُلُ، كِلَاهُمَا: قَلِقَ بسرِّه فأَفشاه. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: المِذالُ مِنَ النِّفَاقِ ؛ هُوَ أَن يَقْلَق الرجلُ عَنْ فِراشه الَّذِي يُضاجِع عَلَيْهِ حَلِيلَتَهُ ويتحوَّل عَنْهُ ليَفْتَرِشَه غيرُه، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: المِذاء، مَمْدُودٌ، فأَما المِذال، بِاللَّامِ، فإِن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: أَصله أَن يَمْذَل الرَّجُلُ بسرِّه أَي يَقْلَق، وَفِيهِ لُغَتَانِ: مَذِلَ يَمْذَلُ مَذَلًا، ومَذَلَ يَمْذُلُ، بِالضَّمِّ، مَذْلًا أَي قلقْت بِهِ وضَجِرْت حَتَّى أَفْشَيته، وَكَذَلِكَ المَذَل، بِالتَّحْرِيكِ. ومَذِلْت مِنْ كَلَامِهِ: قَلِقْت. وكلُّ مَنْ قَلِقَ بسرِّه حَتَّى يُذيعه أَو بِمَضْجَعه حَتَّى يتحوَّل عَنْهُ أَو بمَالِه حَتَّى يُنْفِقه، فَقَدْ مَذِلَ؛ وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ: وَلَقَدْ أَرُوحُ عَلَى التِّجَارِ مُرَجَّلًا ... مَذِلًا بِمالي، لَيِّناً أَجْيادِي وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: فَلَا تَمْذُلْ بسِرِّك، كُلُّ سرٍّ، ... إِذا مَا جاوَز الِاثْنَيْنِ، فاشِي قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فالمِذال فِي الْحَدِيثِ أَن يَقْلق بفِراشه كَمَا قدَّمنا، وأَما المِذاء، بِالْمَدِّ، فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُ الأَعرابي: المِمْذِل الكثيرُ خَدَرِ الرِّجْل. والمِمْذَل: القَوَّاد عَلَى أَهله. والمِمْذلُ: الَّذِي يَقْلَق بسرِّه. ومَذِلَت نَفْسُهُ بِالشَّيْءِ مَذَلًا ومَذُلَت مَذَالَة: طابتْ وسمحتْ. وَرَجُلٌ مَذِلُ النفسِ والكفِّ واليدِ: سمحٌ. ومَذَل بِمَالِهِ ومَذِلَ: سَمَحَ، وَكَذَلِكَ مَذِلَ بنفسِه وعِرْضه؛ قَالَ: مَذِلٌ بِمُهْجَتِه إِذا مَا كذَّبَتْ، ... خَوْفَ المَنِيَّة، أَنْفُسُ الأَنْجادِ

_ (2). قوله [ومَذِلَ بسره إلخ] عبارة القاموس: ومَذلَ بسره كنصر وعلم وكرم

وَقَالَتِ امرأَة مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ تَعِظ ابْنَهَا: وعِرْضكَ لَا تَمْذُلْ بعِرْضِك، إِنما ... وجَدْت مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعهُ ومَذِلَ عَلَى فِراشه مَذَلًا، فَهُوَ مَذِلَ، ومَذُلَ مَذَالةً، فَهُوَ مَذِيلٌ، كِلاهما: لَمْ يستقرَّ عَلَيْهِ مِنْ ضَعْفٍ وغَرَض. وَرِجَالٌ مَذْلى: لا يطمئنون، جاؤوا بِهِ عَلَى فَعْلى لأَنه قَلَق، وَيَدُلُّ عَلَى عَامَّةِ مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْجَمْعِ «1». والمَذِيلُ: الْمَرِيضُ الَّذِي لَا يَتَقارُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: مَا بَالُ دَفِّك بالفِراشِ مَذِيلا؟ ... أَقَذًى بِعَيْنِك أَم أَرَدْتَ رَحِيلا؟ والمَذِلُ والمَاذِلُ: الَّذِي تَطِيب نفسُه عَنِ الشَّيْءِ يَتْرُكُهُ وَيَسْتَرْجِي غيرَه. والمُذْلَةُ: النُّكْتَةُ فِي الصَّخْرَةِ وَنَوَاةُ التَّمْرِ. ومَذِلَتْ رجلُه مَذَلًا ومَذْلًا وأَمْذَلَتْ: خَدِرَتْ، وامْذَالَّتِ امْذِلالًا. وكلُّ خَدَرٍ أَو فَتْرةٍ مَذَلٌ وامْذِلالٌ؛ وَقَوْلُهُ: وإِنْ مَذِلَتْ رِجْلي، دعَوتُكِ أَشْتَفِي ... بِذِكْراكِ مِنْ مَذْلٍ بِهَا، فَتَهُونُ إِما أَن يَكُونَ أَراد مَذَل فَسَكَّنَ لِلضَّرُورَةِ، وإِما أَن تَكُونَ لُغَةً. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مَذِلْت مِنْ كَلَامِكَ وَمَضَضْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ مِذْل أَي صَغِيرُ الْجُثَّةِ مِثْلُ مِدْل. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ مَذْل ومَذِيل وفَرْج وفَرِيج وطَبّ وَطَبِيبٌ «2». والامْذِلالُ: الِاسْتِرْخَاءُ والفُتور، والمَذَل مِثْلُهُ. وَرَجُلٌ مِذْل: خفيُّ الْجِسْمِ وَالشَّخْصِ قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَالدَّالُ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمَذِيلُ: الحديدُ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ نَرمْ آهَنْ. مرجل: اللَّيْثُ: المَرَاجِل ضرْب مِنْ بُرود الْيَمَنِ؛ وأَنشد: وأَبْصَرْتُ سَلْمَى بَيْنَ بُرْدَيْ مَرَاجِلٍ، ... وأَخْياشِ عصبٍ مِنْ مُهَلْهلَة اليَمنْ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: يُسائِلْنَ: مَنْ هَذَا الصَّريعُ الَّذِي نَرَى؟ ... ويَنْظُرْنَ خَلْساً مِنْ خِلال المَرَاجِل وَثَوْبٌ مُمَرْجَل: عَلَى صَنْعَةِ المَراجِلِ مِنَ البُرود. وَفِي الْحَدِيثِ: وَعَلَيْهَا ثِياب مَرَاجِل ، يُرْوَى بِالْجِيمِ وَالْحَاءِ، فَالْجِيمُ مَعْنَاهُ أَن عَلَيْهَا نُقوشاً تِمْثال الرِّجَالِ، وَالْحَاءُ مَعْنَاهُ أَن عَلَيْهَا صُوَرَ الرِّحال وَهِيَ الإِبل بأَكْوَارِها. وَمِنْهُ: ثوبٌ مُرَحَّل، وَالرِّوَايَتَانِ مَعًا مِنْ بَابِ الرَّاءِ، وَالْمِيمُ فِيهِمَا زَائِدَةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ أَيضاً فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَبَعَثَ مَعَهُمَا بِبُرْد مَرَاجِل ؛ هُوَ ضرْب مِنْ بُرود الْيَمَنِ، قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ «3» يُشْبِهُ أَن تَكُونَ الْمِيمُ أَصلية. والمُمَرْجَل: ضرْب مِنْ ثِيَابِ الوَشْيِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بِشِيَةٍ كَشِيَةِ المُمَرْجَلِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ مَرَاجِل ميمُها مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ وَهِيَ ثِيَابُ الوَشْيِ. وَفِي الْحَدِيثِ: ولِصَدْرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل ؛ هُوَ، بِالْكَسْرِ: الإِناء الَّذِي يُغْلى فيه الماء، وسواء

_ (1). قوله [من الجمع] هكذا في الأصل (2). قوله [وطب وطبيب] هكذا في الأصل (3). قوله [قال وهذا التفسير] عبارة النهاية: قال الأزهري هذا إلخ

كَانَ مِنْ حَدِيدٍ أَو صُفْر أَو حِجَارَةٍ أَو خَزَف، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، قِيلَ: لأَنه إِذا نُصِب كأَنه أُقيم عَلَى أَرْجُل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمِرْجَل المِشط [المُشط]، مِيمُهُ زَائِدَةٌ لأَنه يرجَّل بِهِ الشَّعْرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَرَاجِلُنا مِنْ عَظْمِ فِيلٍ، وَلَمْ تَكُنْ ... مَرَاجِلُ قَومي مِنْ جَديد القَماقِم مرطل: مَرْطَلَهُ فِي الطِّين: لَطَخَه. ومَرْطَلَ الرجلُ ثَوْبَهُ بِالطِّينِ إِذا لَطَخَه، ومَرْطَلَ عِرْضَه كَذَلِكَ؛ قَالَ صَخْرُ بْنُ عَمِيرَةَ: مَمْغُوثة أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ، ... كَمَا تُلاثُ فِي الهِناءِ الثَّمَلَهْ ومَرْطَلَه المطرُ: بَلَّه. ومَرْطَلَ العملَ: أَدامه. مسل: المَسِيلُ: السَّيَلان، والمَصْلُ: القَطْرُ، وَيُقَالُ لِمَسِيل الْمَاءِ مَسَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ. الْمُحْكَمُ: المَسَل والمَسِيلُ مَجْرَى الْمَاءِ وَهُوَ أَيضاً مَاءُ الْمَطَرِ، وَقِيلَ: المَسَل المَسِيلُ الظَّاهِرُ، والجمْع أَمْسِلَةٌ ومُسُلٌ ومُسْلانٌ ومَسَائِلُ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن مِيمَهُ زَائِدَةٌ مِنْ سَالَ يَسيل وأَن الْعَرَبَ غَلِطت فِي جَمْعِهِ، قَالَ الأَزهري: هَذِهِ الْجُمُوعُ عَلَى توهُّم ثُبُوتِ الْمِيمِ أَصلية فِي المَسِيل كَمَا جَمَعُوا الْمَكَانَ أَمكنة، وأَصله مَفْعَل مِنْ كَانَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ النَّحْلَ: مِنْهَا جَوارِسُ للسَّراة، وتَخْتَوِي ... كَرَباتِ أَمْسِلَةٍ إِذا تَتَصَوَّب «4» . تَخْتَوِي: تأْكل لِلْخَواء، والكَرَبُ: مَا غَلُظَ مِنْ أُصول جَرِيدِ النَّخْلِ، والأَمْسِلَة: جَمْعُ المَسِيل وَهُوَ الْجَرِيدُ الرَّطْب، وَجَمْعُهُ المُسُل. الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي سَعْدٍ نشَأَ بالأَحْساء يَقُولُ لِجَرِيدِ النَّخْلِ الرّطْبِ: المُسُل، وَالْوَاحِدُ مَسِيل. ومُسَالا الرَّجُلِ: عَضُداه. ومُسَالا الرَّجُلِ: جانِبا لَحْيَيْه، وَهُوَ أَحد الظُّرُوفِ الشَّاذَّةِ الَّتِي عَزَلَها سِيبَوَيْهِ ليفسِّر مَعَانِيَهَا؛ وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ: إِذا ما تَغَشَّاه عَلَى الرَّحْل يَنْثَني ... مُسَالَيْه عَنْهُ مِنْ وَرَاءٍ ومُقْدِم قَالَ سِيبَوَيْهِ: ومُسَالاه عِطْفاه فَجَرَى مَجْرَى جَنْبَيْ فُطَيمة. ابْنُ الأَعرابي: المَسَالَةُ طُولُ الْوَجْهِ مَعَ حُسْنٍ. ومَسُولَى: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد للمَرّار: فأَصْبَحْتُ مَهْموماً كأَنّ مَطِيَّتي، ... بِبَطْن مَسُولَى أَو بِوَجْرَةَ، ظالِعُ أَي طَالَ وُقوفي حَتَّى كأَن ناقتي ظالع. مشل: المَشَل «5»: الحَلَب الْقَلِيلُ. والمِمْشَلُ: الْحَالِبُ الرَّفِيقُ بالحَلْب. ومَشَّلَت الناقةُ تَمْشِيلًا: أَنزلت شَيْئًا قَلِيلًا مِنَ اللبَن. وتَمْشِيلُ الدِّرَّة: انتشارُها لَا تَجْتَمِعُ فيَحْلُبها الْحَالِبُ وَقَدْ تَمَشَّلَها الحالبُ أَو فَصِيلُها؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَوْ لَمْ أَسمعه لِابْنِ شُمَيْلٍ لأَنكرته. سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: التَّمْشِيل أَن تَحْلُب وَتُبْقِيَ فِي الضَّرْع شَيْئًا، وَهُوَ التَّفْشِيل أَيضاً. وامْتَشَلَ سيفَه: اخْتَرَطَه. ابن السكيت: امْتَشَلَ

_ (4). قوله [وتختوي] هكذا في الأصل، وأورده في التكملة بلفظ: تأتري، ثم قال تأتري تفتعل من الأري، والكربات: أماكن ترتفع عن السهل، وقيل أماكن مرتفعة تصب في الأودية إلى آخر ما هنا (5). قوله [المَشَل] هكذا في التهذيب مضبوطاً بالتحريك، ومقتضى صنيع القاموس وضبط التكملة أنه بالفتح

سيفَه مِنْ غِمْده وامْتَشَقه وانْتضاه وانْتَضَله بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وفَخِذٌ نَاشِلَة: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ: قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ الأَعراب يَقُولُ: فَخِذ مَاشِلَة بِهَذَا الْمَعْنَى. وَهُوَ مَمْشُول الفخِذ أَي قَلِيلُ اللَّحْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مُشَلَّل، بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الشِّينِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ الأُولى وَفَتْحِهَا، مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. مصل: المَصْل: مَعْرُوفٌ. والمُصُولُ: تمَيُّزُ الْمَاءِ عَنِ الأَقِطِ. واللبنُ إِذا عُلِّق مَصَل مَاؤُهُ فقَطر مِنْهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مَصْلَة مَثَّلَ أَقْطة. الْمُحْكَمُ: مَصَلَ الشيءُ يَمْصُلُ مَصْلًا ومُصولًا قطَر. ومَصَلَتِ اسْتُه أَي قطرَت. والمَصْل والمُصَالَة: مَا سَالَ مِنَ الأَقِط إِذا طُبخ ثُمَّ عَصَرَ. أَبو زَيْدٍ: المَصْل ماءُ الأَقِط حينَ يُطبخ ثُمَّ يُعْصر، فعُصارةُ الأَقِط هِيَ المَصْل. الْجَوْهَرِيُّ: ومَصْلُ الأَقِط عملُه، وَهُوَ أَن تَجْعَلَهُ فِي وِعاء خُوصٍ أَو غَيْرِهِ حَتَّى يقطُر مَاؤُهُ، وَالَّذِي يَسِيل مِنْهُ المُصَالَةُ، والمُصَالَةُ: مَا قَطَرَ مِنَ الحُبِّ. ومَصَلَ اللبَنَ يَمْصُلُه مَصْلًا إِذا وَضَعَهُ فِي وِعاء خُوصٍ أَو خِرَق حَتَّى يُقَطَّرَ مَاؤُهُ، وإِنه ليحلُب من الناقة لَبَنًا مَاصِلًا. وأَمْصَلَ الرَّاعِي الغنمَ إِذا حَلَبَهَا واستَوْعب مَا فِيهَا. والمُصُولُ: تمييزُ الْمَاءِ مِنَ اللَّبَنِ. ولبنٌ مَاصِلٌ: قَلِيلٌ. وَشَاةٌ مُمْصِلٌ ومِمْصَالٌ: يَتزايَلُ لبنُها فِي العُلْبة قَبْلَ أَن يُحْقَن. والمُمْصِلُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُلْقي ولدَها مُضْغة. وَقَدْ أَمْصَلَتِ المرأَة أَي أَلقت وَلَدَهَا وَهُوَ مُضْغَةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ أَمْصَلْتَ بِضاعةَ أَهلِك إِذا أَفسدتها وصرَفْتها فِيمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَقَدْ مَصَلَتْ هِيَ. ابْنُ الأَعرابي: المِمْصَل الَّذِي يُبَذِّرُ مَالَهُ فِي الْفَسَادِ. والمِمْصَل أَيضاً: رَاوُوقُ الصبَّاغ. وأَمْصَلَ مالَه أَي أَفسده وصرَفه فِيمَا لَا خَيْرَ فِيهِ؛ وَقَالَ الْكِلَابِيُّ يُعَاتِبُ امرأَته: لعَمْري لَقَدْ أَمْصَلْتِ ماليَ كلَّه، ... وَمَا سُسْتِ مِنْ شَيْءٍ فربُّكِ ماحِقُه والمَاصِلَةُ: المُضَيِّعة لِمَتَاعِهَا وَشَيْئِهَا. وَيُقَالُ: أَعْطى عَطَاءً مَاصِلًا أَي قَلِيلًا. وإِنه ليحلُب مِنَ النَّاقَةِ لَبَنًا مَاصِلًا أَي قَلِيلًا. وَقَالَ سَلِيمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: مَصَلَ فلانٌ لِفُلَانٍ مِنْ حقِّه إِذا خَرَجَ لَهُ مِنْهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَا زِلت أُطالبُه بحقِّي حَتَّى مَصَلَ بِهِ صَاغِرًا. ومَصَل الجُرْحُ أَي سَالَ مِنْهُ شَيْءٌ يَسِيرٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: المَاصِلُ مَا رَقَّ مِنَ الدَّبوقاءِ، والجُعْمُوسُ ما يَبِس منه. مطل: المَطْلُ: التَّسْوِيفُ والمُدافَعة بالعِدَة والدَّيْن ولِيَّانِه، مَطَلَه حَقَّه وَبِهِ يَمْطُلُه مَطْلًا وامْتَطَلَه ومَاطَلَه بِهِ مُمَاطَلَةً ومِطَالًا وَرَجُلٌ مَطُول ومَطَّال. وَفِي الْحَدِيثِ: مَطْلُ الغنيِّ ظُلْمٌ. والمَطْلُ: المَدُّ؛ مَطَلَ الحبلَ وَغَيْرَهُ يَمْطُلُه مَطْلًا فامْطَلَّ؛ أَنشد الأَصمعي لِبَعْضِ الرُّجَّاز: كأَن صَابًا آلَ حَتَّى امْطَلَّا والمَطْلُ: مدُّ المَطَّال حديدةَ الْبَيْضَةِ الَّتِي تُذاب لِلسُّيُوفِ ثُمَّ تُحْمَى وتُضرب وتُمد وتُرَبَّع. ومَطَلَ الْحَدِيدَةَ يَمْطُلها مَطْلًا: ضرَبها ومدَّها وَسَبَكَهَا وأَدارَها ثُمَّ طبَعها فَصَاغَهَا بَيْضَةً، وَهِيَ المَطِيلَة، وَكَذَلِكَ الْحَدِيدَةُ تُذَابُ لِلسُّيُوفِ ثُمَّ تُحْمَى وَتُضْرَبُ وتمدّ وتربَّع ثُمَّ تُطْبَع بَعْدَ المَطْل فَتُجْعَلُ صَفِيحَةً. الصِّحَاحُ: مَطَلْت الْحَدِيدَةَ أَمْطُلُها مَطْلًا إِذا ضَرَبْتُهَا وَمَدَدْتُهَا لِتَطُول؛ والمَطَّال: صَانِعُ ذَلِكَ، وَحِرْفَتُهُ المِطَالَة. يُقَالُ: مَطَلَها المَطَّال ثُمَّ طَبَعَهَا بَعْدَ

المَطْل. والمَطِيلَةُ: اسْمُ الْحَدِيدَةِ الَّتِي تُمْطَل مِنَ الْبَيْضَةِ وَمِنَ الزَّنْدة. والمَطْلُ: الطُّولُ. والمَمْطُولُ: الْمَضْرُوبُ طُولًا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد الْحَدِيدَ أَو السَّيْفَ الَّذِي ضَرَبَ طُولًا، كَمَا قَالَ اللَّيْثُ: وَكُلُّ مَمْدُودٍ مَمْطُول، والمَطْل فِي الْحَقِّ والدَّيْن مأْخوذ مِنْهُ، وَهُوَ تَطْوِيلُ العِدَّة الَّتِي يضربُها الغريمُ لِلطَّالِبِ، يُقَالُ: مَطَلَه ومَاطَلَه بحقِّه. واسمٌ مَمْطُولٌ: طالَ بإِضافة أَو صِلَةٍ، اسْتَعْمَلَهُ سِيبَوَيْهِ فِيمَا طالَ مِنَ الأَسماء: كَعِشْرِينَ رَجُلًا، وَخَيْرًا مِنْكَ، إِذا سُمِّيَ بِهِمَا رَجُلٌ. والمَطَلَةُ: لُغَةٌ فِي الطَّمَلة، وَهِيَ بَقِيَّةُ الْمَاءِ الكَدِر فِي أْسفل الْحَوْضِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: مَطَلَتُه طينتُه وكَدَرُه. ابْنُ الأَعرابي: وسطُ الْحَوْضِ مَطَلَتُه وسِرْحانُه، قَالَ: ومَطَلَتُه غِرْيَنُه ومَسِيطَتُه ومَطِيطَتُه. وامْتَطَلَ النباتُ: الْتَفَّ وتدَاخَل. ومَاطِلٌ: فَحْلٌ مِنْ كِرام فُحول الإِبل إِليه تنسَب الإِبل الماطِلِيَّة؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: كفَحْلِ الهِجان المَاطِلِيِّ المُرَفَّلِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: سِهامٌ نجَتْ مِنْهَا المَهَارَى وغودِرَتْ ... أَراحِيبُها، والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ ابْنُ الأَعرابي: المِمْطَلُ اللِّصُّ. والمِمْطَلُ: مِيقَعةُ الحدَّاد. معل: معَل الحمارَ وغيرَه يَمْعَله مَعْلًا: استَلَّ خُصْيَيْه. والمَعْل: الِاخْتِلَاسُ بعَجلة فِي الْحَرْبِ. ومَعَلَ الشيءَ يَمْعَلُه: اختطفَه. ومَعَلَهُ مَعْلًا: اخْتَلَسَهُ؛ وَقَوْلُهُ: إِني، إِذا مَا الأَمرُ كَانَ مَعْلا، ... وأَوْخَفَتْ أَيْدِي الرِّجالِ الغِسْلا، لَمْ تُلْفِني دارِجةً ووَغْلا يَعْنِي إِذا كَانَ الأَمر اختِلاساً؛ وَقَوْلُهُ: وأَوْخَفَتْ أَيدي الرِّجَالِ الغِسْلا أَي قلَّبوا أَيديَهم فِي الْخُصُومَةِ كأَنهم يَضْرِبُونَ الخِطْميَّ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانَتِ الْعَرَبُ إِذا تَواقَفَت لِلْحَرْبِ تَفاخرتْ قَبْلَ الْوَقْعَةِ فَتَرْفَعُ أَيديَها وتُشيرُ بِهَا فَتَقُولُ: فَعَل أَبي كَذَا وَكَذَا، وقامَ بأَمْرِ كَذَا وَكَذَا، فَشُبِّهَتْ أَيديهم بالأَيدي الَّتِي تُوخِف الخطميَّ، وَهُوَ الغِسل، والدارِجة والوَغْل الخسيسُ. ابْنُ الأَعرابي: امْتَعَلَ فُلَانٌ إِذا دَارَكَ الطِّعانَ فِي اختلاسٍ وسُرعة. ومَعَلَه عَنْ حَاجَتِهِ وأَمْعَلَه: أَعجله وأَزعجه. والمَعْلُ: مدُّ الرَّجل الحُوارَ مِنْ حَيَاءِ النَّاقَةِ يُعْجِلُه بِذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ اسْتِخْرَاجُهُ بِعَجَلَةٍ. ومَعَلَ أَمرَه يَمْعَلُه مَعْلًا: عَجَّله قَبْلَ أَصحابه وَلَمْ يَتَّئِد. ومَعَلَ أَمرَه مَعْلًا أَيضاً: أَفسده بإِعجاله؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ ومَعَلْتَ أَمرَك أَي عَجَّلتَه وَقَطَعْتَهُ وأَفسدته، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْقَلَّاخِ: إِني، إِذا مَا الأَمرُ كَانَ مَعْلا، ... وَلَمْ أَجِدْ مِنْ دُونٍ شَرٍّ وَعْلا، وَكَانَ ذُو العِلْم أَشدَّ جَهْلا ... مِنَ الجَهُول، لَمْ تَجِدْني وَغْلا، وَلَمْ أَكُنْ دارِجةً ونَغْلا والمَعْل: سَيْرُ النَّجاء. والمَعْل: السرعةُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ابْنِ الْعَمْيَاءِ: لَقَدْ أَجوبُ البَلَدَ القَراحا، ... المَرْمَرِيسَ النائيَ الصَّحْصاحا، بالقَوْم لَا مَرْضَى وَلَا صِحاحا،

إِنْ يَنْزِلوا لَا يَرْقُبوا الإِصْباحا، ... وإِن يَسِيروا يَمْعَلوا الرَّواحا أَي يُعَجِّلُوا ويُسرعوا. ومَعَلَ السيرَ يَمْعَلُه مَعْلًا: أَسرع. وَغُلَامٌ مَعِلٌ أَي خَفِيفٌ. ومَعَلَ رِكابه يَمْعَلُها: قَطَعَ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. يُقَالُ: لَا تَمْعَلُوا رِكابكم أَي لَا تَقْطَعُوا بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ. ومَعَلَ الْخَشَبَةَ مَعْلًا: شقَّها. وَمَا لَكَ مِنْهُ مَعْلٌ أَي بُدٌّ. والمِعْوَلُ: مِيمُهُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ مَضَى فِي فصل العين. مغل: المَغَل: وَجَعُ الْبَطْنِ مِنْ تُرَابٍ «1» مَغِلَتِ الدَّابَّةُ، بِالْكَسْرِ، وَالنَّاقَةُ تَمْغَلُ مَغَلًا، فَهِيَ مَغِلَةٌ، ومَغَلَتْ: أَكلت الترابَ مَعَ البَقْل فأَخذها لِذَلِكَ وجَعٌ فِي بَطْنِهَا، وَالِاسْمُ المَغْلَة، ويُكْوَى صاحبُ المَغْلةِ ثلاثَ لَذَعات بالمِيسَم خلْف السُّرَّة، وَبِهَا مَغْلَة شَديدةٌ. ابْنُ الأَعرابي: المِمْغَل الَّذِي يُولَعُ بأَكل التُّرَابِ فيَدْقَى مِنْهُ أَي يَسْلَح. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: صومُ شهرِ الصَّبْرِ وثلاثةِ أَيام مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صومُ الدهرِ وَيَذْهَبُ بمَغْلَةِ الصدْر أَي بنَغَلِه وَفَسَادِهِ، مِنَ المَغَل وَهُوَ داءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فِي بُطُونِهَا، ويُروى: بِمَغَلَّةِ الصدْر ، بِالتَّشْدِيدِ، مِنَ الغِلِّ الْحِقْدِ. وأَمْغَلَ القومُ: مَغِلَتْ إِبِلُهم وَشَاؤُهُمْ، وَهُوَ دَاءٌ. يُقَالُ: مَغِلَتْ تَمْغَلُ. قَالَ: والإِمْغَالُ فِي الشاءِ لَيْسَ فِي الإِبل وَهُوَ مِثْلُ الكِشَافِ فِي الإِبل أَن تحمِل كلَّ عَامٍ. والمَغْل والمَغَلُ: اللَّبَنُ الَّذِي تُرْضِعه المرأَة ولدَها وَهِيَ حَامِلٌ، وَقَدْ مَغِلَتْ بِهِ وأَمْغَلَتْه، وَهِيَ مُمْغِلٌ. والإِمْغَال: وجَعٌ يُصيبُ الشاةَ فِي بَطْنِهَا، فكلَّما حَمَلَت وَلَدًا أَلْقته، وَقِيلَ: الإِمْغَال فِي الشَّاةِ أَن تحمِل عَلَيْهَا فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ مَرَّتَيْنِ، وَقَدْ أَمْغَلَتْ وَهِيَ مُمْغِل، وَقِيلَ: هُوَ أَن تُنْتَجَ سنَواتٍ مُتتابِعةً، والمَغْلَةُ: النعجةُ والعَنْزُ الَّتِي تُنْتَجُ فِي عَامٍ مَرَّتَيْنِ، وَالْجَمْعُ مِغَالٌ. وأَمْغَلَتْ غنمُ فُلَانٍ إِذا كَانَتْ تِلْكَ حالَها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِمْغَال أَن لَا تُراحَ الإِبلُ وَلَا غيرُها سنَةً وَهُوَ مِمَّا يُفْسِدها. والمُمْغِلُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَلِد كلَّ سَنَةٍ وتحمِل قَبْلَ فِطام الصَّبِيِّ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: بَيْضاء مَحْطوطَة المَتْنَيْنِ بَهْكَنَة، ... رَيَّا الرَّوادِف لَمْ تُمْغِلْ بأَوْلادِ يَقُولُ: لَمْ يَكْثُرْ وَلَدُهَا فَيَكُونُ ذَلِكَ مَفْسَدَةً لَهَا ويُرَهِّل لحمَها؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ عَيْراً: يَرْمي بِخَوصاءَ إِلى مَزالِها، ... لَيْسَتْ كَعَين الشَّمْسِ فِي أَمْغالِها أَراد بمَزالها زَوَالَ الشَّمْسِ. والمَغَل: الرَّمَص، وَجَمْعُهُ أَمْغَال. ومَغِلت عَيْنُهُ إِذا فَسَدَتْ. ومَغَل فُلَانٌ يَمْغَل مَغْلًا ومَغَالَةً: وَشى، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الوِشايَة عِنْدَ السُّلْطَانِ، يُقَالُ: أَمْغَلَ بِي فُلَانٌ عِنْدَ السلطان أَي وَشَى بي إِليه. ومَغَلَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ عِنْدَ فُلَانٍ إِذا وَقع فِيهِ، يَمْغَلُ مَغْلًا، وإِنه لَصَاحِبُ مَغالةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: يَتَأَكَّلون مَغَالَةً ومَلاذةً، ... ويُعابُ قائلُهم، وإِن لَمْ يَشْغَبِ «2» . وَالْمِيمُ فِي المَغَالَة والمَلاذة أَصلية مِنْ مَغَل ومَلَذ. والمُمْغِل: الأَرض الْكَثِيرَةُ الغَمْلى، وَهُوَ النَّبْت الْكَثِيرُ.

_ (1). قوله [من تراب] أي من أكل التراب (2). قوله [يتأَكلون مَغَالَة إلخ] هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة ملذ بلفظ يتحدثون مَغَالَة إلخ وهو كذلك في النهاية في مواضع، إلا أنه وقع في مادة ملذ: وإن لم يشعب بالعين المهملة وهو خطأ والصواب ما هنا من أنه بالغين المعجمة

مقل: المُقْلَة: شَحْمة الْعَيْنِ الَّتِي تَجْمَعُ السوادَ والبياضَ، وَقِيلَ: هِيَ سوادُها وبياضُها الَّذِي يَدُورُ كُلُّهُ فِي الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الحَدَقة؛ عَنْ كَرَاعٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَيْنُ كلُّها، وإِنما سُمِّيَتْ مُقْلَة لأَنها تَرْمِي بِالنَّظَرِ. والمَقْل: الرَّمْيُ. والحدَقة: السوادُ دُونَ البياضِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَعرف ذَلِكَ فِي الإِنسان، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِي النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَ ما ... يُرَى، فِي فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ وقال أَبو دواد: سمعت بالغَرّاف يَقُولُونَ: سخِّن جَبِينَك بالمُقْلَة؛ شبَّه عَيْنَ الشَّمْسِ بالمُقْلةِ. والمَقْل: النَّظَرُ. ومَقَلَه بِعَيْنِهِ يَمْقُله مَقْلًا: نَظَرَ إِليه؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: وَلَقَدْ يَرُوعُ قُلوبَهُنَّ تَكَلُّمِي، ... ويَرُوعُني مَقْلُ الصِّوارِ المُرْشق وَيُرْوَى: مُقَل، ومَقْل أَحسن لِقَوْلِهِ تكلُّمِي. وَيُقَالُ: مَا مَقَلَتْه عَيْنِي مُنْذُ الْيَوْمِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِي. مَا مَقَلَتْ عَيْنِي مثلَه مَقْلًا أَي مَا أَبصرتْ وَلَا نظرتْ، وَهُوَ فَعَلَتْ مِنَ المُقْلة، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَسُئِلَ عَنْ مَسْح الحَصى فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ مرَّةً: وتركُها خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ نَاقَةٍ لِمُقْلةٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُقْلَة هِيَ الْعَيْنُ، يَقُولُ: تَرْكُهَا خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ نَاقَةٍ يَخْتَارُهَا الرَّجُلُ عَلَى عَيْنِهِ وَنَظَرِهِ كَمَا يُرِيدُ، قَالَ: وَقَالَ الأَوزاعي وَلَا يُرِيدُ أَنه يَقْتَنِيهَا؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: خيرٌ مِنْ مِائَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا أَسْوَدُ المُقْلَةِ أَي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَسودُ الْعَيْنِ. والمَقْلة، بِالْفَتْحِ: حَصاة القَسْم تُوضَعُ فِي الإِناء ليُعْرَف قدرُ مَا يُسْقَى كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَذَلِكَ عِنْدَ قلَّة الْمَاءِ فِي المَفاوِزِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: تُوضَع فِي الإِناء إِذا عَدِموا الْمَاءَ فِي السَّفَرِ ثُمَّ يُصَبُّ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ قَدْرُ مَا يَغْمُرُ الحَصاة فيُعطاها كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ طُعْمة الخَطْمِيّ وخَطْمةُ مِنَ الأَنصار بَنُو عبدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَوْس: قَذَفُوا سيِّدَهم فِي وَرْطةٍ، ... قَذْفَك المَقْلَةَ وسْطَ المُعْتَرَكْ ومَقَلَ المَقْلة: أَلقاها فِي الإِناء وصبَّ عَلَيْهَا مَا يغمُرها مِنَ الْمَاءِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي حَمْزَةَ: يُقَالُ مَقْلَة ومُقْلَة، شُبِّهَتْ بمُقْلة الْعَيْنِ لأَنها فِي وَسَطِ بَيَاضِ الْعَيْنِ، وأَنشد بَيْتَ الخَطْمِيّ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا جُرْعة كجُرْعة المَقْلَة ؛ هِيَ بِالْفَتْحِ حَصاة القَسْم، وَهِيَ بِالضَّمِّ وَاحِدَةُ المُقْل الثَّمَرُ الْمَعْرُوفُ، وَهِيَ لصِغَرِها لَا تسَعُ إِلا الشَّيْءَ الْيَسِيرَ مِنَ الْمَاءِ. ومَقَلَه فِي الْمَاءِ يَمْقُلُه مَقْلًا: غَمَسه وغطَّه. ومَقَلَ الشَّيْءَ فِي الشَّيْءِ يَمْقُلُه مَقْلًا: غَمَسَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا وقَع الذُّبابُ فِي إِناء أَحدِكم فَامْقُلُوه فإِن فِي أَحد جَناحيه سُمّاً وَفِي الْآخَرِ شِفاء وإِنه يقدِّم السُّمَّ ويؤخر الشِّفاء ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ فامْقُلُوه يَعْنِي فاغْمِسوه فِي الطَّعَامِ أَو الشَّرَابِ ليُخْرِج الشِّفَاءَ كَمَا أَخرج الدَّاءَ. والمَقْل: الغَمْس. وَيُقَالُ للرَّجُلَين إِذا تَغاطَّا فِي الْمَاءِ: هُمَا يَتَمَاقَلان، والمَقْل فِي غَيْرِ هَذَا النظرُ. وتَمَاقَلُوا فِي الْمَاءِ: تَغاطُّوا. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَاصِمٍ: يَتَمَاقَلان فِي الْبَحْرِ ، وَيُرْوَى: يَتَمَاقَسَان. ومَقَلَ فِي الْمَاءِ يَمْقُلُ مَقْلًا: غاصَ. وَيُرْوَى أَن ابْنَ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ سأَل أَباه لُقْمَانَ فَقَالَ: أَرأَيت الحَبَّة الَّتِي تَكُونُ فِي مَقْل الْبَحْرِ أَي فِي مَغاص الْبَحْرِ، فأَعلمه أَن اللَّهَ يَعْلَمُ الحَبَّة حَيْثُ هِيَ، يَعْلَمُهَا

بعِلمه وَيَسْتَخْرِجُهَا بلُطفه؛ وَقَوْلُهُ فِي مَقْل الْبَحْرِ، أَراد فِي مَوْضِعِ المَغاص مِنَ الْبَحْرِ. والمَقْل: أَن يَخَاف الرَّجُلُ عَلَى الْفَصِيلِ مِنْ شُرْبِهِ اللَّبَنَ فيسقيَه فِي كَفِّهِ قَلِيلًا قَلِيلًا؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ لَا يَعْرِفُ المَقْل الغَمْس، وَلَكِنَّ المَقْل أَن يُمْقَل الفصيلُ الماءَ إِذا آذَاهُ حَرُّ اللَّبَنِ فيُوجَر الماءَ فَيَكُونُ دَوَاءً. وَالرَّجُلُ يَمْرَضُ فَلَا يَسْمَعُ شَيْئًا فَيُقَالُ: امْقُلُوه الماءَ واللبنَ أَو شَيْئًا مِنَ الدَّوَاءِ فَهَذَا المَقْل الصَّحِيحُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا لَمْ يَرْضَع الفَصِيل أُخِذ لِسَانُهُ ثُمَّ صُبَّ الْمَاءُ فِي حَلْقه، وَهُوَ المَقْل، وَقَدْ مَقَلْتُه مَقْلًا، قَالَ: وَرُبَّمَا خَرَجَ عَلَى لِسَانِهِ قُروح فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الرِّضَاعِ حَتَّى يُمْقَل؛ وأَنشد: إِذا اسْتَحَرَّ فامْقُلُوه مَقْلا، ... فِي الحَلْقِ واللَّهاةِ صُبُّوا الرِّسْلا والمَقْل: ضرْب مِنَ الرِّضَاعِ؛ وأَنشد فِي وَصْفِ الثَّدْي: كَثَدْي كَعابٍ لَمْ يُمَرَّثَ بالمَقْلِ قَالَ اللَّيْثُ: نصَب الثَّاءَ عَلَى طلَب النُّونِ، قَالَ الأَزهري: وكأَنَّ المَقْل مَقْلُوبٌ مِنَ المَلْق وَهُوَ الرِّضَاعُ. ومَقْل الْبِئْرِ: أَسفلها. والمُقْل: الكُنْدُر الَّذِي تُدَخِّن بِهِ اليهودُ وَيُجْعَلُ فِي الدَّوَاءِ. والمُقْل: حَمْلُ الدَّوْم، وَاحِدَتُهُ مُقْلَة، والدَّوْم شَجَرَةٌ تُشْبِهُ النَّخْلَةَ فِي حَالَاتِهَا. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُقْل الصَّمْغُ الَّذِي يُسَمَّى الكُور، وَهُوَ مِنَ الأَدوية. مكل: المُكْلَة والمَكْلَة: جَمَّةُ الْبِئْرِ، وَقِيلَ: أَول مَا يُستقَى مِنْ جَمَّتِها. والمُكْلَة: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ يَبْقَى فِي الْبِئْرِ أَو الإِناء فَهُوَ مِنْ الأَضداد، وَقَدْ مَكَلَتِ الرَّكِيَّة تَمْكُلُ مُكُولًا، فَهُوَ مَكُول فِيهِمَا، وَالْجَمْعُ مُكُلٌ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: قَلِيبٌ مُكُلٌ كعُطُل، ومَكِلٌ كنَكِدٍ، ومُمْكَلَة ومَمْكُولَة كُلُّ ذَلِكَ الَّتِي قَدْ نَزَح مَاؤُهَا، وَقِيلَ: المَكُول مِنَ الْآبَارِ الَّتِي يقلُّ مَاؤُهَا فتَسْتَجِمُّ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمَاءُ فِي أَسفلها، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ المُكْلَة. والمَكَل: اجْتِمَاعُ الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ. اللَّيْثُ: مَكَلَتِ الْبِئْرُ إِذَا اجْتَمَعَ الْمَاءُ فِي وَسَطِهَا وَكَثُرَ، وَبِئْرٌ مَكُولٌ وجَمَّة مَكُول. ابْنُ الأَعرابي: المِمْكَلُ الغَدير الْقَلِيلُ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَكِلَت الْبِئْرُ أَي قَلَّ مَاؤُهَا وَاجْتَمَعَ فِي وَسَطِهَا، وَقِيلَ: إِذا اجْتَمَعَ فِيهَا قَلِيلًا قَلِيلًا إِلى وَقْتِ النَّزْح الثَّانِي فَاسْمُ ذَلِكَ مَكْلَة ومُكْلَة. يُقَالُ: أَعْطني مكلَةَ رَكيَّتك أَي جَمَّة رَكِيَّتِكَ، وَالْبِئْرُ مَكُول، وَالْجَمْعُ مُكُل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُحَيْحة بْنِ الجُلاح: صَحَوْت عَنِ الصِّبا واللَّهْوُ غُولُ، ... ونَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ أَي قَلِيلَةُ الْخَيْرِ مِثْلَ الْبِئْرِ المَكُول. والمَكُولِيُّ: اللَّئِيمُ؛ عَنْ أَبي العَميْثَل الأَعرابي. ملل: المَلَلُ: المَلالُ وَهُوَ أَن تَمَلَّ شَيْئًا وتُعْرِض عَنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأُقْسِمُ مَا بِي مِنْ جَفاءٍ وَلَا مَلَل وَرَجُلٌ مَلَّةٌ إِذا كَانَ يَمَلُّ إِخوانَه سَرِيعًا. مَلِلْتُ الشَّيْءَ مَلَّة ومَلَلًا ومَلالًا ومَلالَة: بَرِمْت بِهِ، واسْتَمْلَلْتُه: كمَلِلْتُه؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: قِفا فَهَرِيقا الدمْع بالمَنْزِل الدَّرْسِ، ... وَلَا تَسْتَمِلَّا أَن يَطُولَ بِهِ عَنْسِي وَهَذَا كَمَا قَالُوا خَلَت الدارُ واستخْلت وعَلا قِرْنَه

واسْتَعْلاه؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَا يَسْتَمِلُّ وَلَا يَكْرى مُجالِسُها، ... وَلَا يَمَلُّ مِنَ النَّجْوَى مُناجِيها وأَمَلَّنِي وأَمَلَّ عَليَّ: أَبرَمَني. يُقَالُ: أَدَلَّ فأَمَلَّ. وَقَالُوا: لَا أَمْلاهُ أَي لَا أَمَلُّه، وَهَذَا عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ وَالَّذِي فَعَلُوهُ فِي هَذَا ونحوِه مِنْ قَوْلِهِمْ لَا «3» ... لَا أَفعل؛ وإِنشادهم: مِنْ مآشِرٍ حِداءِ «4» . لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا فَيَجِبُ هَذَا، وإِنما غُيِّر اسْتِحْسَانًا فَسَاغَ ذَلِكَ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَلِلْت الشَّيْءَ، بِالْكَسْرِ، ومَلِلْت مِنْهُ أَيضاً إِذا سَئِمْته، وَرَجُلٌ مَلٌّ ومَلول ومَلُولَة ومالُولَةٌ ومَلَّالَة وَذُو مَلَّة؛ قَالَ: إِنك وَاللَّهِ لَذُو مَلَّة، ... يَطرِفُك الأَدْنى عَنِ الأَبْعَدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ وَصَوَابُ إِنشاده: عَنِ الأَقدَم؛ وَبَعْدَهُ: قُلْتُ لَهَا: بَلْ أَنتِ مُعْتَلَّة ... فِي الوَصل، يَا هندُ، لِكَي تَصْرِمي وَفِي الْحَدِيثِ: اكْلَفوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقون فإِن اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ؛ مَعْنَاهُ إِن اللَّهَ لَا يَمَلُّ أَبداً، مَلِلْتم أَو لَمْ تَمَلُّوا، فَجَرَى مَجْرَى قَوْلِهِمْ: حَتَّى يَشِيبَ الْغُرَابُ ويبيضَّ القارُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِن اللَّهَ لَا يَطَّرِحُكم حَتَّى تَتْرُكُوا الْعَمَلَ وَتَزْهَدُوا فِي الرَّغْبَةِ إِليه فَسَمَّى الْفِعْلَيْنِ مَلَلًا وَكِلَاهُمَا لَيْسَ بِمَلَل كَعَادَةِ الْعَرَبِ فِي وَضْعِ الْفِعْلِ مَوْضِعَ الْفِعْلِ إِذا وَافَقَ مَعْنَاهُ نَحْوَ قَوْلِهِمْ: ثُمَّ أَضْحَوْا لَعِبَ الدهرُ بِهِمْ، ... وَكَذَاكَ الدهرُ يُودِي بِالرِّجَالِ فَجَعَلَ إِهلاكه إِياهم لَعِباً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِن اللَّهَ لَا يَقْطَعُ عَنْكُمْ فَضْله حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَالَهُ فسمَّى فِعل اللَّهِ مَلَلًا عَلَى طَرِيقِ الازْدِواج فِي الْكَلَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، وَقَوْلُهُ: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ؛ وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فأَلَّف اللَّهُ السَّحاب ومَلَّتْنا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ، قِيلَ: هِيَ مِنَ المَلَلِ أَي كَثُرَ مطرُها حَتَّى مَلِلناها، وَقِيلَ: هِيَ مَلَتْنا، بِالتَّخْفِيفِ، مِنَ الامْتِلاء فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ، وَمَعْنَاهُ أَوسَعَتْنا سَقْياً ورِيًّا. وَفِي حَدِيثِ المُغيرة: مَلِيلَة الإِرْغاء أَي مَمْلولة الصَّوْتِ، فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، يَصِفها بِكَثْرَةِ الْكَلَامِ ورَفْعِ الصَّوْتِ حَتَّى تُمِلَّ السَّامِعِينَ، والأُنثى مَلُول ومَلُولَة، فمَلُول عَلَى الْقِيَاسِ ومَلُولَة عَلَى الْفِعْلِ. والمَلَّة: الرَّماد الحارُّ والجمْر. وَيُقَالُ: أَكلنا خُبزَ مَلَّة، وَلَا يُقَالُ أَكلنا مَلَّة. ومَلَّ الشيءَ فِي الجمْر يَمُلُّه مَلًّا، فَهُوَ مَمْلول ومَلِيل: أَدخله «5». يُقَالُ: مَلَلْت الخُبزةَ فِي المَلَّة مَلًّا وأَمْلَلْتها إِذا عمِلتها فِي المَلَّة، فَهِيَ مَمْلُولَة، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَشْوِيّ فِي المَلَّة مِنْ قَريس وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: هَذَا خُبز مَلَّةٍ، وَلَا يُقَالُ لِلْخُبْزِ مَلَّة، إِنما المَلَّة الرَّماد الْحَارُّ وَالْخُبْزُ يُسَمَّى المَلِيل والمَمْلول، وَكَذَلِكَ اللحمُ؛ وأَنشد

_ (3). هكذا بياض في الأصل (4). قوله [من مآشر حداء] قبله كما في مادة حدد: يَا لَكَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ شِيشَاءِ ... يَنْشَبُ فِي الْمَسْعَلِ وَاللَّهَاءِ أَنْشَبَ مِنْ مآشر حداء (5). قوله [أدخله] يعني فيه فلفظ فيه إما ساقط من قلم الناسخ أو اقتصاراً من المؤلف

أَبو عُبَيْدٍ: تَرَى التَّيْمِيَّ يَزْحَفُ كالقَرَنْبى ... إِلى تَيْمِيَّةٍ، كعَصا المَلِيل وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ أَبو هُرَيْرَةَ لَمَّا افتتَحْنا خَيبرَ إِذا أُناس مِنْ يَهُود مُجْتَمِعُونَ عَلَى خُبزة يَمُلُّونها أَي يَجْعَلُونَهَا فِي المَلَّة. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: أَنه مرَّ بِهِ رِجْل مِنْ جَراد فأَخذ جَرادَتين فمَلَّهما أَي شَواهما بالمَلَّة؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: كأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنَّارِ مَمْلُولُ أَي كأَنَّ مَا ظَهَرَ مِنْهُ لِلشَّمْسِ مَشْويّ بالمَلَّة مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ. وَيُقَالُ: أَطعَمَنا خُبْزَ مَلَّةٍ وأَطعمَنا خُبْزَةً مَلِيلًا، وَلَا يُقَالُ أَطعَمنا مَلَّة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا أَشْتُم الضَّيْفَ إِلّا أَنْ أَقولَ لَهُ: ... أَباتَكَ اللَّهُ فِي أَبيات عَمَّارِ أَباتَك اللَّهُ فِي أَبيات مُعْتَنِزٍ ... عَنِ المَكارِم، لَا عَفٍّ وَلَا قارِي صَلْدِ النَّدى، زاهِدٍ فِي كُلِّ مَكْرُمة، ... كأَنَّما ضَيْفُهُ فِي مَلَّة النارِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المَلَّة الحُفْرة نَفْسُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنَّ لِي قَراباتٍ أَصِلُهم ويَقْطَعُونَني وأُعْطِيهم ويَكْفُرونني فَقَالَ لَهُ: إِنما تُسِفُّهم المَلَ ؛ المَلُّ والمَلَّة: الرَّمَادُ الْحَارُّ الَّذِي يُحْمى ليُدْفَن فِيهِ الْخُبْزُ ليَنْضَج، أَراد إِنما تَجْعَلُ المَلَّة لَهُمْ سَفُوفاً يَسْتَفُّونه، يَعْنِي أَن عَطاءَك إِياهم حَرَامٌ عَلَيْهِمْ ونارٌ فِي بُطُونِهِمْ. وَيُقَالُ: بِهِ مَلِيلة ومُلالٌ، وَذَلِكَ حَرارة يَجِدُهَا، وأَصله مِنَ المَلَّة، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِراشه ويَتَمَلَّلُ إِذا لَمْ يَسْتَقِرَّ مِنَ الْوَجَعِ كأَنه عَلَى مَلَّة. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مَلِيل لِلَّذِي أَحرقته الشَّمْسُ؛ وَقَوْلُ الْمَرَّارُ: عَلَى صَرْماءَ فِيهَا أَصْرَماها، ... وخِرِّيتُ الفَلاة بِها مَلِيلُ قَوْلُهُ: وخِرِّيتُ الفَلاةِ بِهَا مَلِيلُ أَي أَضْحَت الشَّمْسُ فلَفَحَتْه فكأَنه مَمْلول فِي المَلَّة. الْجَوْهَرِي: والمَلِيلَة حَرارة يَجِدُهَا الرَّجُلُ وَهِيَ حُمَّى فِي الْعَظْمِ. وَفِي المثَل: ذَهَبَتِ البَلِيلة بالمَلِيلة. والبَلِيلة: الصِّحَّة مِنْ أَبَلَّ مِنْ مَرَضه أَي صَحَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَزال المَلِيلةُ والصُّداعُ بِالْعَبْدِ ؛ المَلِيلَة: حَرَارَةُ الحُمَّى وتوهُّجُها، وَقِيلَ: هِيَ الحُمَّى الَّتِي تَكُونُ فِي الْعِظَامِ. والمَلِيلُ: المِحْضَأُ. ومَلَّ القَوْسَ والسهمَ وَالرُّمْحَ فِي النَّارِ: عَالَجَهَا بِهِ «1» عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: والمَلِيلةُ والمُلالُ: الحرُّ الكامِن. وَرَجُلٌ مَمْلُول ومَلِيل: بِهِ مَلِيلة. والمَلَّةُ والمُلالُ: عَرَق الحُمَّى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مُلِلْتُ مَلًّا وَالِاسْمُ المَلِيلةُ كَحُمِمْت حُمَّى وَالِاسْمُ الحُمَّى. والمُلال: وَجَعُ الظَّهْر؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: دَاوِ بِهَا ظَهْرَك مِنْ مُلالِه، ... مِنْ خُزُرات فِيهِ وانْخِزالِه، كَمَا يُداوى العَرُّ مِنْ إِكالِه والمُلال: التقلُّب مِنَ الْمَرَضِ أَو الْغَمُّ؛ قَالَ: وهَمّ تأْخُذُ النُّجَواءُ منه، ... يُعَدُّ بِصالِبٍ أَو بالمُلالِ وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ مَلَّ. وتَمَلَّلَ الرجلُ وتَمَلْمَلَ: تَقلَّب، أَصله تَمَلَّل فَفُكَّ بِالتَّضْعِيفِ. ومَلَّلْته أَنا: قلَّبته. وتَمَلَّلَ اللحمُ عَلَى النَّارِ: اضْطَرَبَ. شَمِر: إِذا نَبا بِالرَّجُلِ مَضْجَعُه مِنْ غَمٍّ أَو وَصَب

_ (1). قوله [عالجها به] هكذا في الأصل، ولعله عالجها بها

قِيلَ: قَدْ تَمَلْمَلَ، وَهُوَ تقلُّبه عَلَى فِراشه، قَالَ: وتَمَلْمُلُه وَهُوَ جَالِسٌ أَن يَتوكأَ مَرَّةً عَلَى هَذَا الشِّق، وَمَرَّةً عَلَى ذَاكَ، وَمَرَّةً يَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ. وأَتاه خَبَر فَمَلْمَلَه، والحِرْباءُ تَتَمَلْمَلُ مِنَ الحرِّ: تصعَد رأْس الشَّجَرَةِ مَرَّةً وتَبْطُن فِيهَا مَرَّةً وَتَظْهَرُ فِيهَا أُخرى. أَبو زَيْدٍ: أَمَلَّ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا شقَّ عَلَيْهِ وأَكثر فِي الطلَب. يُقَالُ: أَمْلَلْت عليَّ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَلا يَا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بالبِلى المَلَوانِ وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ أَمَلَّ عَلَيْهَا بالبِلى: أَلقى عَلَيْهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَلَحَّ عَلَيْهَا حَتَّى أَثَّر فِيهَا. وَبَعِيرٌ مُمَلٌّ: أَكثر رُكوبه حَتَّى أَدْبَر ظَهره؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فأَظهر التَّضْعِيفَ لِحَاجَتِهِ إِليه يصِف نَاقَةً. حَرْف كقَوْسِ الشَّوْحَطِ المُعَطَّلِ، ... لَا تَحْفِل السَّوْطَ وَلَا قَوْلِي حَلِ تشكُو الوَجى مِنْ أَظْلَلٍ وأَظلَلِ، ... مِنْ طُولِ إِمْلالٍ وظَهْرٍ مُمْلَلِ أَراد تشكُو النَّاقَةُ وجَى أَظَلَّيْها، وَهُمَا باطِنا مَنْسِمَيها، وَتَشْكُو ظهرَها الَّذِي أَمَلَّه الرُّكُوبُ أَي أَدْبَرَه وجَزَّ وبَره وهَزَله. وَطَرِيقٌ مَلِيل ومُمَلٌّ: قَدْ سُلِكَ فِيهِ حَتَّى صَارَ مُعْلَماً؛ وَقَالَ أَبو دُواد: رَفَعْناها ذَمِيلًا فِي ... مُمَلٍّ مُعْمَلٍ لَحْبِ وَطَرِيقٌ مُمَلّ أَي لَحْب مَسْلُوكٌ. وأَمَلَّ الشيءَ: قَالَهُ فكُتِب. وأَمْلاه: كأَمَلَّه، عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ؛ وَهَذَا مِنْ أَمَلَّ، وَفِي التَّنْزِيلِ أَيضاً: فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا؛ وَهَذَا مِنْ أَمْلى. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: أَنا أُمْلِلُ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، بإِظهار التَّضْعِيفِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَمْلَلْت لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ وَبَنِي أَسد، وأَمْلَيْت لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وَقَيْسٍ. يُقَالُ: أَمَلَّ عَلَيْهِ شَيْئًا يَكْتُبُهُ وأَمْلَى عَلَيْهِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ الْعَزِيزُ بِاللُّغَتَيْنِ مَعاً. وَيُقَالُ: أَمْلَلْتُ عَلَيْهِ الْكِتَابَ وأَمْلَيْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ: أَنه أَمَلَّ عَلَيْهِ لَا يَستوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. يُقَالُ: أَمْلَلْتُ الكتابَ وأَمْلَيْتُهُ إِذا أَلقيته عَلَى الْكَاتِبِ لِيَكْتُبَهُ. ومَلَّ الثوبَ مَلًّا: درَزَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: مَلَّ ثوبَه يَمُلُّه إِذا خَاطَهُ الْخِيَاطَةَ الأُولى قَبْلَ الكَفِّ؛ يُقَالُ مِنْهُ: مَلَلْتُ الثوبَ بِالْفَتْحِ. والمِلَّة: الشَّرِيعَةُ وَالدِّينُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَتوارثُ أَهلُ مِلَّتَيْنِ ؛ المِلَّة: الدِّينُ كملَّةِ الإِسلام والنَّصرانية وَالْيَهُودِيَّةِ، وَقِيلَ: هِيَ مُعْظم الدِّينِ، وَجُمْلَةُ مَا يَجِيءُ بِهِ الرُّسُلُ. وتَمَلَّلَ وامْتَلَّ: دَخَلَ فِي المِلَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: المِلة فِي اللُّغَةِ سُنَّتُهم وَطَرِيقُهُمْ وَمِنْ هَذَا أُخذ المَلَّة أَي الْمَوْضِعُ الَّذِي يختبزُ فِيهِ لأَنه يؤثَّر فِي مَكَانِهَا كَمَا يؤثَّر فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ إِذا اتفَق لفظُه فأَكثره مُشتق بعضُه مِنْ بَعْضٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِمَّا يُؤَيِّدُ قولَه قولُهم مُمَلٌّ أَي مَسْلُوكٌ مَعْلُومٌ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: كأَنه فِي ملَّة مَمْلُول قَالَ: المَمْلُول مِنَ المِلَّة، أَراد كأَنه مِثَالٌ مُمَثَّل مِمَّا يُعْبَدُ فِي مِلَل الْمُشْرِكِينَ. أَبو الْهَيْثَمِ: المِلَّة الدِّيَةُ، والمِلَل الدِّيَاتُ؛ وأَنشد:

غَنائم الفِتْيان فِي يَوْمِ الوَهَل، ... وَمِنْ عَطايا الرُّؤَسَاءِ فِي المِلَل «1» . وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: لَيْسَ عَلَى عَرَبِيٍّ مِلْك ولَسْنا بنازِعِين مِنْ يدِ رَجُلٍ شَيْئًا أَسلَم عَلَيْهِ، ولكِنَّا نُقَوِّمُهم «2» كَمَا نُقَوِّم أَرشَ الدِّيات ونَذَرُ الجِراحَ، وَجَعَلَ لكلِّ رأْسٍ مِنْهُمْ خَمْسًا مِنَ الإِبل يَضْمَنُها عَشائِرُهم أَو يَضْمَنُونَهَا لِلَّذِينِ مَلَكوهم. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَطَؤون الإِماءَ ويَلِدْنَ لَهُمْ فَكَانُوا يُنْسَبُون إِلى آبَائِهِمْ وَهُمْ عَرَب، فرأَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن يَرُدَّهُمْ عَلَى آبَائِهِمْ فَيَعْتِقون ويأْخُذُ مِنْ آبَائِهِمْ لِمَواليهم عَنْ كلِّ وَلَدٍ خَمْسًا مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: أَراد مَن سُبِيَ مِنَ الْعَرَبِ فِي الجاهليَّة وأَدركه الإِسلام وَهُوَ عَبْدُ مَن سَباه أَن يَرُدَّهُ حُرًّا إِلى نَسَبِهِ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ قِيمَتُهُ لِمَن سَباه خَمْسًا مِنَ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنَّ أَمَةً أَتت طَيِّئاً فأَخبرتهم أَنها حُرَّة فَتَزَوَّجَتْ فولَدت فَجَعَلَ فِي وَلَدِها المِلَّة أَي يَفْتَكُّهم أَبوهم مِنْ مَوالي أُمِّهم، وَكَانَ عُثْمَانُ يُعْطِي مكانَ كلَّ رأْسٍ رأْسَيْن، وغيرُه يُعْطِي مَكَانَ كُلِّ رأْس رأْساً، وَآخَرُونَ يُعْطُون قِيمَتَهُ بَالِغَةً مَا بَلَغَتِ. ابْنُ الأَعرابي: مَلَّ يَمِلُّ، بِالْكَسْرِ كسرِ الْمِيمِ، إِذا أَخذ المِلَّة؛ وأَنشد: جَاءَتْ بِهِ مُرَمَّداً مَا مُلَّا، ... مَا فِيَّ آلُ خَمَّ حِينَ أَلَّى «3» . قَوْلُهُ: مَا مُلَّا مَا جُحِد، وَقَوْلُهُ: مَا فيَّ آلٌ، مَا صِلَةٌ، والآلُ: شَخْصُهُ، وخَمَّ: تَغَيَّرَتْ ريحُه، وَقَوْلُهُ: أَلَّى أَي أَبْطأَ، ومُلَّ أَي أُنضِج. وَقَالَ الأَصمعي: مَرَّ فُلَانٌ يَمْتَلُّ امْتِلالًا إِذا مَرَّ مَرًّا سَرِيعًا. الْمُحْكَمُ: مَلَّ يَمُلُّ مَلًّا وامْتَلَّ وتَمَلَّلَ أَسرع. وَقَالَ مُصْعَبٌ: امْتَلَّ واسْتَلَّ وانْمَلَّ وانسَلَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَحِمَارٌ مُلامِلٌ: سَرِيعٌ، وَهِيَ المَلْمَلَة. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مَلْمَلَى عَلَى فَعْلَلى إِذا كَانَتْ سَرِيعَةً؛ وأَنشد: يَا ناقَتا مَا لَكِ تَدْأَلِينا، ... أَلم تَكُونِي مَلْمَلى دَفونا؟ «4» . والمُلمُول: المِكْحال. الْجَوْهَرِيُّ: المُلْمُول الَّذِي يكتحَل بِهِ؛ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ المُلْمُول الَّذِي يُكْحَل وتُسْبَرُ بِهِ الْجِرَاحُ، وَلَا يُقَالُ المِيل، إِنما المِيلُ القِطعة مِنَ الأَرض. ومُلْمُول الْبَعِيرِ وَالثَّعْلَبِ: قَضِيبُهُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ مالُّ، وَجَمْعُهُ مُلَّان، وَلَمْ يفسِّره. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدٍ: أَنه حَمَل يَوْمَ الجِسْر فَضَرَبَ مَلْمَلة الفِيل يَعْنِي خُرْطومَه. ومَلَل: مَوْضِعٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بَيْنَ الحرَمين، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ فِي طَرِيقِ البادِية. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَصبح النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بمَلَل ثُمَّ راحَ وتعشَّى بسَرفٍ ؛ مَلَلٌ، بِوَزْنِ جَبل: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى سَبْعَةَ عَشَرَ ميلًا بالمدينة «5» ومُلال:

_ (1). قوله [غنائم الفتيان إلخ] في هامش النهاية ما نصه: قَالَ وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْمَكَارِمِ: غنائم الفتيان أيام الْوَهَلِ ... وَمِنْ عَطَايَا الرُّؤَسَاءِ والمِلَل يريد إبلًا بعضها غنيمة وبعضها صلة وبعضها من ديات (2). قوله [ولكنا نقوّمهم إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: ولكنا نقوّمهم المِلَّة على آبائهم خمساً من الإبل : المِلَّة الدية وجمعها مِلَل؛ قال الأزهري إلى آخر ما هنا وقال الصاغاني بعد أن ذكر الحديث كما في النهاية: قال الأزهري أراد إنما نقومهم كما نقوّم إلى آخر ما هنا وضبط لفظ ونذر الجراح بهذا الضبط ففي عبارة الأصل سقط ظاهر (3). قوله [وأنشد جاءت به إلخ] هكذا في الأصل (4). قوله [دفونا] هكذا في الأصل؛ وفي التكملة: ذقونا، بالذال والقاف (5). قوله [سَبْعَةَ عَشَرَ مَيْلًا بِالْمَدِينَةِ] الذي في ياقوت: ثمانية وعشرين ميلًا من المدينة

مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رَمى قلبَه البَرْقُ المُلالِيُّ رَمْيةً، ... بذكرِ الحِمَى وَهْناً، فباتَ يَهِيمُ مندل: قَالَ الْمُبَرِّدُ: المَنْدَل الْعُودُ الرَّطْب، وَهُوَ المَنْدَلِيُّ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ عِنْدِي رُبَاعِيٌّ لأَن الْمِيمَ أَصلية، قَالَ: لَا أَدري أَعربي هُوَ أَو معرب. مهل: المَهْل والمَهَل والمُهْلة، كُلُّهُ: السَّكِينة والتُّؤَدة والرِّفْق. وأَمْهَلَه: أَنظره ورَفَق بِهِ وَلَمْ يَعْجَلْ عَلَيْهِ. ومَهَّلَه تَمْهِيلًا: أَجَّله. والاسْتِمْهال: الِاسْتِنْظَارُ. وتَمَهَّلَ فِي عَمَلِهِ: اتَّأَدَ. وكلُّ ترفُّقٍ تمَهُّل. ورُزِق مَهْلًا: رَكِب الذُّنوب والخَطايا فمُهِّلَ وَلَمْ يُعْجَل. ومَهَلَت الغنمُ إِذا رَعَتْ بِالْلَيْلِ أَو بِالنَّهَارِ عَلَى مَهَلِها. والمُهْلُ: اسمٌ يَجْمَعُ مَعْدِنِيَّات الْجَوَاهِرِ. والمُهْل: مَا ذَابَ مِنْ صُفْرٍ أَو حَدِيدٍ، وَهَكَذَا فُسِّرَ فِي التَّنْزِيلِ، وَاللَّهُ أَعلم. والمُهْل والمُهْلة: ضرْب مِنَ القَطِران ماهِيٌّ رَقِيق يُشْبه الزَّيْتَ، وَهُوَ يضرِب إِلى الصُّفْرَةِ مِنْ مَهاوَتِه، وَهُوَ دَسِم تُدْهَن بِهِ الإِبل فِي الشِّتَاءِ؛ قَالَ: والقَطِران الْخَاثِرُ لَا يُهْنَأُ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ دُرْدِيُّ الزيتِ، وَقِيلَ: هُوَ العَكَر المُغْلى، وَقِيلَ: هُوَ رَقِيق الزَّيْتِ، وَقِيلَ: هُوَ عامَّته؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَفوه الأَوْدِي: وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ ... بالمُهْلِ، مِنْ نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى شبَّه الدمَ حِينَ يَبِس بِدُرْدِيّ الزَّيْتِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ؛ يُقَالُ: هُوَ النُّحاس الْمُذَابُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُهْل دُرْدِيُّ الزَّيْتِ؛ قَالَ: والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد. ومَهَلْت البعيرَ إِذا طَلَيْتَهُ بالخَضْخاض فَهُوَ مَمْهُول؛ قَالَ أَبو وَجِزَةَ «1». صَافِي الأَديم هِجان غَيْرُ مَذْبَحِه، ... كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهُول وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ ، قَالَ: المُهْل دُرْدِيُّ الزَّيْتِ، قَالَ الأَزهري: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ «2» قَالَ أَبو إِسحاق: كالدِّهان أَي تَتَلوَّن كَمَا يتلوَّن الدِّهان الْمُخْتَلِفَةُ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ كَالزَّيْتِ الَّذِي قَدْ أُغْليَ. وَسُئِلَ ابنُ مَسْعُودٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ؛ فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَميَّع وتَلوَّن، فَقَالَ: هَذَا مِنْ أَشبَهِ مَا أَنتم رَاؤُونَ بالمُهْل؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد تأْويلَ هَذِهِ الْآيَةِ. وَقَالَ الأَصمعي: حدَّثني رَجُلٌ، قَالَ وَكَانَ فَصِيحًا، أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْصى فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: ادفِنوني فِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فإِنهما للمَهْلةِ وَالتُّرَابِ ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: المِهْلة، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَقَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: المُهْل عِنْدَنَا السُّمُّ. والمُهْل: الصَّدِيدُ وَالدَّمُ يَخْرُجُ فِيمَا زَعَمَ يُونُسُ. والمُهْل: النُّحَاسُ الذَّائِبُ؛ وأَنشد: ونُطْعمُ مِنْ سَدِيفِ اللحْم شِيزى، ... إِذا مَا الماءُ كالمُهْلِ الفَرِيغِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا ؛ الكَثِيب الرَّمْلُ، والمَهِيل الَّذِي يحرَّك أَسفله فيَنْهال عَلَيْهِ مِنْ أَعلاه، والمَهِيل مِنْ بَابِ المُعْتَلِّ. والمُهْل: مَا يَتَحاتُّ عَنِ الخُبزة مِنَ الرَّمَادِ وَنَحْوِهِ إِذا أُخرِجت مِنَ المَلَّة. قَالَ أَبو حنيفة: المُهْل بقيّة

_ (1). قوله [قال أبو وجزة] في التهذيب زيادة لفظ: يصف ثوراً (2). قَوْلُهُ [فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ] في الأزهري زيادة: جمع الدهن

جَمْر فِي الرَّمَادِ تُبِينُه إِذا حرَّكته. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُهْل عِنْدَهُمُ المَلَّة إِذا حَمِيت جِدًّا رأَيتها تَمُوج. والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلَةُ: صَدِيدُ الْمَيِّتِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَوْصى فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: ادفِنوني فِي ثوبيَّ هَذَيْنِ فإِنما هُمَا للمُهْل وَالتُّرَابِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُهْل فِي هَذَا الْحَدِيثِ الصديدُ والقيحُ، قَالَ: والمُهْل فِي غَيْرِ هَذَا كلُّ فِلِزٍّ أُذِيبَ، قَالَ: والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ والنُّحاس، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُهْل فِي شَيْئَيْنِ، هُوَ فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، القيحُ والصديدُ، وَفِي غَيْرِهِ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ، لَمْ يُعْرَفْ مِنْهُ إِلَّا هَذَا، وَقَدْ قدَّمنا أَنه رُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ المُهْلة والمِهْلة، بِضَمِّ الْمِيمِ «1» وَكَسْرِهَا، وَهِيَ ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الَّذِي يذُوب فيَسيل مِنَ الْجَسَدِ، وَمِنْهُ قِيلَ للنُّحاس الذَّائِبِ مُهْل. والمَهَلُ والتمَهُّل: التقدُّم. وتَمَهَّلَ فِي الأَمر: تقدَّم فِيهِ. والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ، الْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ: الرجلُ الطويلُ المعتدلُ، وَقِيلَ: الطويلُ المنتصبُ. أَبو عُبَيْدٍ: التَّمَهُّل التقدُّم. ابْنُ الأَعرابي: المَاهِلُ السَّرِيعُ، وَهُوَ المتقدِّم. وَفُلَانٌ ذُو مَهَل أَي ذُو تقدُّم فِي الْخَيْرِ وَلَا يُقَالُ فِي الشرِّ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كَمْ فيهمُ مِنْ أَشَمِّ الأَنْفِ ذِي مَهَلٍ، ... يأْبى الظُّلامةَ مِنْهُ الضَّيْغم الضَّارِي أَي تقدُّمٍ فِي الشرَف وَالْفَضْلِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ أَخذ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ المُهْلَةَ إِذا تقدَّمه فِي سِنٍّ أَو أَدبٍ، وَيُقَالُ: خُذِ المُهْلَةَ فِي أَمْرك أَي خُذِ العُدَّة؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الأَعشى: إِلا الَّذِينَ لَهُمْ فِيمَا أَتَوْا مَهَلُ قَالَ: أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بِالْمَوْضِعِ. وَيُقَالُ: مَهَلُ الرجلِ: أَسْلافُه الَّذِينَ تَقَدَّمُوهُ، يُقَالُ: قَدْ تَقَدَّمَ مَهَلُك قَبْلَكَ، ورَحِم اللَّهُ مَهَلَك. ابْنُ الأَعرابي: رُوِيَ عَنْ عليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه لَمَّا لَقِيَ الشُّراةَ قَالَ لأَصحابه: أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا، وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ فَمَهْلًا مَهْلًا أَي رِفْقاً رِفْقاً، وإِذا وَقَعَتِ الْعَيْنُ عَلَى الْعَيْنِ فَمَهَلًا مَهَلًا أَي تقدُّماً تقدُّماً، السَّاكِنُ الرِّفْقُ، وَالْمُتَحَرِّكُ التقدُّم، أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المَهَل، بِالتَّحْرِيكِ، التُّؤدة والتباطُؤ، وَالِاسْمُ المُهْلة. وَفُلَانٌ ذُو مَهَل، بِالتَّحْرِيكِ، أَي ذُو تقدُّم فِي الْخَيْرِ، وَلَا يُقَالُ فِي الشَّرِّ. يُقَالُ: مَهَّلْته وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته. وَمِنْهُ حَدِيثُ رُقَيْقة: مَا يبلُغ سَعْيُهم مَهَلَه أَي مَا يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه؛ وَقَوْلُ أُسامة بن الحرث الْهُذَلِيِّ: لَعَمْري لَقَدْ أَمْهَلْت فِي نَهْي خالدٍ ... عَنِ الشَّامِ، إِمّا يَعْصِيَنَّك خَالِدُ أَمْهَلْت: بَالَغْتُ؛ يَقُولُ: إِن عَصَانِي فَقَدْ بَالَغْتُ فِي نَهْيِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالًا أَي اعتدلَ وانتصَب؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ أَي منتصِب؛ وَقَالَ الْقُحَيْفُ: إِذا مَا الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم، ... نَمَا النِّيُّ فِي أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ وَقَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها، ... نَمَتْ فِي نَعيمٍ، واتْمَهَلَّ بِهَا الْجِسْمُ

_ (1). قوله [بضم الميم] لم يتقدم له ذلك

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْلٍ: فِي مكانٍ لَيْسَ فِيهِ بَرَمٌ، ... وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ الْمَرِّ قَالَ الْعَبْدِيُّ: لَقَدْ زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً ... لَعُوباً تُناغِيهِ، إِذا مَا اتْمَهَلَّتِ «1» . وَقَالَ عُقبة بْنُ مُكَدّم: فِي تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ، ... مُتْمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ والاتْمِهْلال أَيضاً: سُكُونٌ وَفُتُورٌ. وَقَوْلُهُمْ: مَهْلًا يَا رَجُلٌ، وَكَذَلِكَ لِلِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُؤَنَّثِ، وَهِيَ مُوَحَّدَةٌ بِمَعْنَى أَمْهِل، فإِذا قِيلَ لَكَ مَهْلًا، قُلْتَ لَا مَهْلَ وَاللَّهِ، وَلَا تَقُلْ لَا مَهْلًا وَاللَّهِ، وَتَقُولُ: مَا مَهْلٌ وَاللَّهِ بمُغْنِيةٍ عَنْكَ شَيْئًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَقُولُ لَهُ، إِذا مَا جَاءَ: مَهْلًا ... وَمَا مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول وَهَذَا الْبَيْتُ «2» أَورده الْجَوْهَرِيُّ: أَقول لَهُ إِذ جَاءَ: مَهْلًا ... وَمَا مَهْل بِوَاعِظَةِ الْجَهُولِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ وَصَدْرُهُ لِجَامِعِ بْنِ مُرْخِيَةَ الكِلابيِّ، وَهُوَ مُغَيَّر نَاقِصٌ جُزْءًا، وعَجُزه لِلْكُمَيْتِ وَوَزْنُهُمَا مختلفٌ: الصَّدْرُ مِنَ الطَّوِيلِ والعَجُز مِنَ الْوَافِرِ؛ وَبَيْتُ جَامِعٍ: أَقول لَهُ: مَهْلًا، وَلَا مَهْلَ عِنْدِهِ، ... وَلَا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل وأَما بَيْتُ الْكُمَيْتِ فَهُوَ: وكُنَّا، يَا قُضاع، لَكُمْ فَمَهْلًا، ... وَمَا مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ فَعَلَى هَذَا يَكُونَ الْبَيْتُ مِنَ الْوَافِرِ مَوْزُونًا، وَقَالَ اللَّيْثُ: المَهْلُ السَّكِينَةُ والوَقار. تَقُولُ: مَهْلًا يَا فلانُ أَي رِفْقاً وَسُكُونًا لَا تَعْجَلُ، وَيَجُوزُ لَكَ كَذَلِكَ وَيَجُوزُ التَّثْقِيلُ؛ وأَنشد: فَيَا ابنَ آدَمَ، مَا أَعْدَدْتَ فِي مَهَلٍ؟ ... لِلَّهِ دَرُّكَ مَا تأْتي وَمَا تَذَرُ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ ؛ فَجَاءَ بِاللُّغَتَيْنِ أَي أَنْظِرْهُمْ. مهصل: حِمَارٌ مُهْصُلٌ: غَلِيظٌ كبُهْصُلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ. وأَرى الميم بدلًا. مول: المالُ: مَعْرُوفٌ مَا مَلَكْتَه مِنْ جَمِيعِ الأَشياء. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنْ شَاذِّ الإِمالة قَوْلُهُمْ مَال، أَمالُوها لِشَبَهِ أَلفها بأَلف غَزَا، قَالَ: والأَعرف أَن لَا يُمَالَ لأَنه لَا علَّة هُنَاكَ تُوجِبُ الإِمالة، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن الْمَالَ يُؤَنَّثُ؛ وأَنشد لِحَسَّانَ: المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ، ... وَقَدْ تُسَوِّد غَيْرَ السيِّد المَالُ وَالْجَمْعُ أَمْوَال. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ إِضاعة الْمَالِ ؛ قِيلَ: أَراد بِهِ الْحَيَوَانَ أَي يُحْسَن إِليه وَلَا يهمَل، وَقِيلَ: إِضاعته إِنفاقه فِي الْحَرَامِ وَالْمَعَاصِي وَمَا لَا يُحِبُّهُ

_ (1). قوله [المرداد] هكذا في الأصل (2). قوله [وهذا البيت إلخ] الذي في نسخ الصحاح الخط والطبع التي بأَيدينا كما أورده سابقاً وكذا هو في الصاغاني عن الجوهري فلعل ما وقع لابن بري نسخة فيها سقم

اللَّهُ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ التَّبْذِيرَ والإِسْراف وإِن كَانَ فِي حَلال مُباح. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَالُ فِي الأَصل مَا يُملك مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ثُمَّ أُطلِق عَلَى كُلِّ مَا يُقْتَنَى ويملَك مِنَ الأَعيان، وأَكثر مَا يُطلق الْمَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلَى الإِبل لأَنها كَانَتْ أَكثر أَموالهم. ومِلْتَ بَعْدَنَا تَمالُ ومُلْت وتَمَوَّلْت، كُلُّهُ: كثُر مالُك. وَيُقَالُ: تَمَوَّلَ فُلَانٌ مَالًا إِذا اتَّخذ قَيْنة «1»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فليأْكُلْ مِنْهُ غَيْرُ مُتَمَوِّل مَالًا وَغَيْرُ مُتَأَثِّل مَالًا ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتقارِبان. ومالَ الرَّجُلُ يَمُولُ ويَمَالُ مَوْلًا ومُؤولًا إِذا صَارَ ذَا مالٍ، وتصغيره مُوَيْل، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مُوَيِّل، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَهُوَ رجلٌ مالٌ، وتَمَوَّلَ مِثْلُهُ ومَوَّلَه غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا جاءَك مِنْهُ وأَنتَ غيرُ مُشْرِف عَلَيْهِ فَخْذْه وتَمَوَّلَه أَي اجْعَلْهُ لَكَ مَالًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمَالِ عَلَى اخْتِلَافِ مُسَمَّياتِه فِي الْحَدِيثِ ويُفرَق فِيهَا بالقَرائن. ورجلٌ مالٌ: ذُو مالٍ، وَقِيلَ: كثيرُ الْمَالِ كأَنه قَدْ جَعل نفسَه مَالًا، وَحَقِيقَتُهُ ذُو مالٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: إِذا كَانَ مَالًا كَانَ مَالًا مُرَزَّأً، ... وَنَالَ ندَاه كلُّ دانٍ وجانِب قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ مَالَ إِما أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عينُه، وإِما أَن يَكُونَ فَعْلًا مِنَ قَوْمٍ مَالَةٍ ومالِينَ، وامرأَة مالةٌ مِنْ نِسْوَةٍ مالةٍ ومالاتٍ. وَمَا أَمْوَلَهُ أَي مَا أَكثر مالَهُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَحَكَى الْفَرَّاءُ عَنِ الْعَرَبِ رَجُلٌ مَئِلٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ، وأَصلُها مَوِل بِوَزْنِ فَرِقٍ وحَذِرٍ، ثُمَّ انْقَلَبَتِ الْوَاوُ أَلِفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَتْ مَالًا، ثُمَّ إِنهم أَتوا بِالْكَسْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي وَاوِ مَوِل فَحَرَّكُوا بِهَا الأَلف فِي مالٍ فَانْقَلَبَتْ هَمْزَةً فَقَالُوا مَئِل. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَب بْنِ عُمَيْرٍ: قَالَتْ لَهُ أُمُّه وَاللَّهِ لَا أَلبَسُ خِماراً وَلَا أَستظِلُّ أَبداً وَلَا آكُلُ وَلَا أَشرب حَتَّى تَدَعَ مَا أَنتَ عَلَيْهِ، وَكَانَتِ امرأَة مَيِّلة أَي ذَاتَ مَالٍ. يُقَالُ: مالَ يَمالُ ويَمولُ فَهُوَ مالٌ ومَيِّل، عَلَى فَعْل وفَيْعِل، قَالَ: وَالْقِيَاسُ مائِل. وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْلِ: كَانَ رَجُلًا شَرِيفًا شَاعِرًا مَيِّلًا أَي ذَا مالٍ. ومُلْتُه: أَعطيته الْمَالَ. ومالُ أَهلِ الْبَادِيَةِ: النَّعَمُ. والمُولةُ: الْعَنْكَبُوتُ؛ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الْعَنْكَبُوتُ والمُولَةُ والشَّبَثُ والمِنَنَة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: زَعَمَ قَوْمٌ أَن المُولَ الْعَنْكَبُوتُ، الْوَاحِدَةُ مُولةٌ؛ وأَنشد: حَامِلَةٌ دَلْوك لَا محمولَهْ، ... مَلأَى مِنَ المال كعَيْن المُولَهْ قَالَ: وَلَمْ أَسمعه عَنِ ثِقَة. ومُوَيْل: مِنْ أَسماء رَجَب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراها عادِيَّة. ميل: المَيْلُ: العُدول إِلى الشَّيْءِ والإِقبالُ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ المَيلَان. ومَالَ الشيءُ يَميلُ مَيْلًا ومَمالًا ومَمِيلًا وتَمْيالًا، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد: لَمَّا رأَيْتُ أَنَّني راعِي مالْ، ... حَلَقْتُ رأْسي وتركتُ التَّمْيالْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الصِّيغَةُ مَوْضُوعَةٌ بالأَغلب لِتَكْثِيرِ الْمَصْدَرِ، كَمَا أَن فَعَّلْت بالأَغلب مَوْضُوعَةٌ لِتَكْثِيرِ الْفِعْلِ. والمَيَل: مَصْدَرُ الأَمْيَل. يُقَالُ: مالَ الشيءُ يَميلُ مَمَالًا ومَمِيلًا مِثَالُ مَعابٍ ومَعِيب فِي الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ. وَمَالَ عَنِ الْحَقِّ وَمَالَ عَلَيْهِ فِي الظُّلْمِ، وأَمَالَ

_ (1). قوله [قينة] كذا في الأصل، ولعله بالكسر كما يؤخذ ذلك من مادة قنو في المصباح

الشَّيْءَ فمَالَ، وَرَجُلٌ مَائِلٌ مِنْ قَوْمٍ مُيَّل ومالَةٍ. يُقَالُ: إِنهم لَمَالَةٌ إِلى الحَق، وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: غَدَاهُ ظَهْرُه نُجُد، عَلَيْهِ ... ضَباب تَنْتَحِيه الريحُ مِيلُ «1» قِيلَ: ضَباب مِيلٌ مَعَ الرِّيحِ يَتكفَّأ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِي مِيل، فإِنه وإِن كَانَ جَمْعًا فإِنه أَجراه عَلَى الضَّباب، وإِن كَانَ وَاحِدًا مِنْ حَيْثُ كَانَ كَثِيرًا فَذَهَبَ بِالْجَمْعِ إِلى الْكَثْرَةِ كَمَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ: فَنُوَّارُه مِيلٌ إِلى الشَّمْسِ زاهِرُه قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِيلٌ واحداً كَنِقْضٍ ونِضْوٍ ومِرْطٍ، وَقَدْ أَمَالَهُ إِليه ومَيَّلَه. واسْتَمَالَ الرَّجُلَ: مِنَ المَيْل إِلى الشَّيْءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى أَنه قَالَ لأَنس: عُجِّلَت الدُّنْيَا وغُيِّبَتِ الْآخِرَةُ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ عايَنوها مَا عَدَلوا وَلَا مَيَّلوا ، قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ مَا مَيَّلُوا لَمْ يشكُّوا وَلَمْ يتردَّدوا. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِني لأُمَيِّلُ بَيْنَ ذَيْنِكَ الأَمرَين، وأُمَايِلُ بَيْنَهُمَا أَيَّهما أَرْكَب، وأُمايِطُ بَيْنَهُمَا، وإِني لأُمَيِّلُ وأُمَايِل بَيْنَهُمَا أَيُّهما أَفضل، وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ: لَمَّا رأَوا مَخرَجاً مِنْ كُفْرِ قَوْمِهِمْ، ... مَضَوْا فَمَا مَيَّلوا فِيهِ وَمَا عَدَلوا مَا مَيَّلوا أَي لَمْ يشكُّوا. وإِذا مَيَّلَ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا فَهُوَ شاكٌّ، وَقَوْلُهُ مَا عَدَلوا كَمَا تَقُولُ مَا عدَلْت بِهِ أَحداً، وَقِيلَ: مَا عَدَلوا أَي مَا ساوَوْا بِهَا شَيْئًا. وتَمَايَلَ فِي مِشْيته تَمَايُلًا، واسْتَمَالَه واسْتَمَالَ بقلْبه. والتَّمْيِيل بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: كَالتَّرْجِيحِ بَيْنَهُمَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فقرَّبَ إِليه طَعَامًا فِيهِ قِلَّةٌ فمَيَّل فِيهِ لِقلَّتِه، فَقَالَ أَبو ذَرٍّ: إِنما أَخاف. كَثْرَتَهُ وَلَمْ أَخَف قِلَّته ، مَيَّل أَي تردَّد هَلْ يأْكل أَو يَتْرُكُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: إِني لأُمَيِّل بَيْنَ ذيْنِك الأَمرين وأُمايِلُ بَيْنَهُمَا أَيَّهما آتِي. والمَيْلاءُ: ضرْب مِنْ الاعتِمام، حَكَى ثَعْلَبٌ: هو يَعْتَمُّ المَيْلاءَ أَي يُمِيل الْعِمَامَةَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: صِنْفانِ مِنْ أَهل النَّارِ لَمْ أَرهُما بعدُ، قومٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كأَذْنابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ النَّاسَ بِهَا، ونساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مَائِلاتٌ مُمِيلاتٌ، رُؤُوسُهنَّ كأَسْنِمة البُخْتِ المَائِلَة، لَا يَدْخُلْن الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْن ريحَها، وإِنَّ ريحَها لَتُوجدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، «2» يَقُولُ: يَمِلْنَ بالخُيَلاء ويُصْبِينَ قلوبَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: مَائِلات الخِمْرة كَمَا قَالَ الْآخَرُ: مَائِلَةِ الخِمْرةِ والكلامِ وَقِيلَ: المَائِلَات المُتَبرِّجات، وقيل: مَائِلات الرؤُوس إِلى الرِّجَالِ. والمِشْطةُ الميْلاء: مَعْرُوفَةٌ وَقَدْ كرِهها بَعْضُهُمْ لِلنِّسَاءِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: المَائِلاتُ الزائِغاتُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمَا يَلْزَمُهُنَّ حِفْظُهُ، ومُمِيلاتٌ يُعلِّمن غَيْرَهُنَّ الدخولَ فِي مِثْلِ فِعْلِهن، وَقِيلَ: مَائِلاتٌ مُتَبَخْتِرات فِي الْمَشْيِ مُمِيلات لأَكتافهنَّ وأَعطافهنّ، وَقِيلَ: مَائِلات يَمْتَشِطْنَ المِشْطةَ المَيْلاء وَهِيَ مِشْطة الْبَغَايَا، وَقَدْ جَاءَ كراهتُها فِي الْحَدِيثِ. والمُمِيلات: اللَّوَاتِي يَمْشُطْن غيرَهنَّ تِلْكَ المِشْطة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَتْ لَهُ امرأَة إِني أَمْتَشِط المَيْلاء، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: رأْسُك تَبَعٌ لقلبِك، فَإِنِ اسْتَقَامَ قلبُك اسْتَقَامَ رأْسُك، وإِن مَالَ

_ (1). قوله [غداه ظهره نجد] هكذا في الأصل. (2). قوله [لَتُوجَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا] عبارة الصاغاني: لتوجد من مسيرة كذا وكذا.

قلبُك مَالَ رأْسُك. ومَالَتِ الشمسُ مُيُولًا: ضَيَّفَت لِلْغُرُوبِ، وَقِيلَ: مَالَتْ زاغَتْ عَنِ الكَبِد. والمَيْل: فِي الْحَادِثِ، والمَيَلُ، بِالتَّحْرِيكِ: فِي الخِلْقة والبِناء. تَقُولُ: رَجُلٌ أَمْيَلُ العاتِق فِي عُنُقه مَيَل، وَتَقُولُ فِي الْحَائِطِ مَيَل، وَكَذَلِكَ السَّنام، وَقَدْ مَيِلَ يَمْيَل مَيَلًا فَهُوَ أَمْيَل. أَبو زَيْدٍ: مَيِلَ الْحَائِطُ يَمْيَلُ ومَيِلَ سَنام الْبَعِيرِ مَيَلًا، ومَيِلَ الْحَائِطُ مَيَلًا، قَالَ: وَمَالَ الْحَائِطُ يَمِيل مَيْلًا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ مَيَلَ عَلَيْنَا وَالْحَائِطُ مَيَلَ، بِتَحْرِيكِ الْيَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَهْلِك أُمتي حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُمُ التَّمايُل والتَّمايُز أَي لَا يَكُونُ لَهُمْ سُلْطَانٌ يكُفُّ الناسَ عَنِ التَّظالم فيَمِيل بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بالأَذى والحَيْف. والمَيْلاءُ مِنَ الإِبل: الْمَائِلَةُ السنام. ولأُقِيمَنَّ مَيَلك، وفيه مَيْل علينا. والأَمْيَلُ، على أَفْعَل: الذي يَمِيل على السرج في جانب ولا يستوي عليه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا سَيف معه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا رُمْح معه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا تُرْس معه، وقيل: هو الجَبان، «1» وجمعه مِيلٌ، قال الأَعشى: لَا مِيل وَلَا عُزُلُ «2» ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَمْيَل الَّذِي لَا سَيْفَ مَعَهُ، والأَكْشَفُ الَّذِي لَا تُرْس مَعَهُ، قَالَ: والأَمْيَلُ عِنْدَ الرُّواة الَّذِي لَا يُثْبَتُ عَلَى ظُهُورِ الْخَيْلِ إِنما يَمِيل عَنِ السَّرج فِي جَانِبٍ، فإِذا كَانَ يَثْبُتُ عَلَى الدَّابَّةِ قِيلَ فارسٌ، وإِن لَمْ يَثْبُتْ قِيلَ كِفْل، قَالَ جَرِيرٌ: لَمْ يركُبوا الخيلَ إِلا بعد ما هَرِموا، ... فَهُمْ ثِقَالٌ عَلَى أَكتافها مِيلُ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: إِذا توقَّدتِ الحِزَّانُ والمِيلُ وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ أَمْيَل وَهُوَ الكَسِل الَّذِي لَا يحْسِنُ الرُّكُوبَ والفُروسِيَّة، وَفِي قَصِيدَتِهِ أَيضاً: عِنْدَ اللِّقاء وَلَا مِيلٌ مَعازِيلُ والمَيْلاءُ: عُقْدة مِنَ الرَّمْلِ ضَخْمَةٌ، زَادَ الأَزهري: مُعْتزِلة، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَيْلاءَ مِنْ مَعْدِن الصِّيرانِ قاصِيةٍ، ... أَبعارُهُنَّ عَلَى أَهدافِها كُثَبُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف المَيْلاء فِي صِفَةِ الرِّمَالِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه مِنْ الْعَرَبِ، قَالَ: وأَما الأَمْيَلُ فَمَعْرُوفٌ، قَالَ: وأَحسب اللَّيْثَ أَراد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: مَيْلاء مِنْ معدِن الصِّيران قاصيَةٍ إِنما أَراد بالمَيْلاءِ هَهُنَا أَرْطاةً، قَالَ: وَلَهَا حِينَئِذٍ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنه أَراد أَنَّ فِيهَا اعْوِجاجاً، وَالثَّانِي أَنه أَراد بالمَيْلاء أَنها متنحِّية مُتَبَاعِدَةٌ مِنْ مَعدِن بَقَرِ الوَحْش، قَالَ: وَجَمْعُ الأَمْيَل مِنَ الرَّمْلِ مِيلٌ، ومَيْلاء موضعُه خَفْضٌ لأَنه مِنْ نَعْتِ أَرْطاة فِي قَوْلِهِ: فَبَاتَ ضَيْفاً إِلَى أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ، ... من الكَثِيبِ، لهادِفْءٌ ومُحْتَجَبُ الْجَوْهَرِيُّ: المَيْلاء مِنَ الرَّمْلِ العُقْدة الضَّخْمَةُ، وَالشَّجَرَةُ الْكَثِيرَةُ الْفُرُوعِ أَيضاً. وأَلِفُ الإِمالة: هِيَ الَّتِي تَجِدُهَا بَيْنَ الأَلف وَالْيَاءِ نَحْوُ قَوْلِكَ فِي عَالَمٍ وَخَاتَمٍ عَالَمٌ وَخَاتَمٌ. ومالَ بِنَا الطريقَ: قَصَدها. ومَايَلَنا المَلك فمَايَلْناه أَي أَغار عَلَيْنَا فأَغَرْنا عليه.

_ (1). قوله [الجبان] كذا هو في القاموس أيضاً، والذي بخط الصاغاني: الجبار، بتشديد الباء وراء، عن الليث. (2). قوله [قال الأَعشى إلخ] عبارته في مادة عور قَالَ الأَعشى: غَيْرَ مِيلٍ وَلَا عَوَاوِيرَ في الهيجا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكفال

فصل النون

والمِيلُ مِنَ الأَرض: قدْرُ منتهَى مدِّ الْبَصَرِ، وَالْجَمْعُ أَمْيَال ومُيُول، قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: سيأْتِي أَميرَ المؤْمنين، وَدُونَهُ ... صِمادٌ مِنَ الصَّوّان، مَرْتٌ مُيُولُها ثَنائي تُنَمِّيهِ إِليك ومِدْحَتِي ... صُهابِيَّةُ الأَلوانِ، باقٍ ذمِيلُها وَقِيلَ للأَعلام الْمَبْنِيَّةِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ أَمْيَال لأَنها بُنِيَتْ عَلَى مَقادِير مَدَى البَصَر مِنَ المِيلِ إِلى المِيلِ، وكلُّ ثلاثةِ أَمْيال مِنْهَا فَرْسَخ. والمِيلُ: مَنارٌ يبنَى لِلْمُسَافِرِ فِي أَنْشازِ الأَرض وأَشرافِها، وَقِيلَ: مَسَافَةٌ مِنَ الأَرض مُتَراخِية لَيْسَ لَهَا حَدّ مَعْلُومٌ. والمِيلُ: المُلْمول، وَالْجَمْعُ كالجمع. الأَصعي: قَوْلُ الْعَامَّةِ المِيلُ لِمَا تُكْحَل بِهِ الْعَيْنُ خَطَأٌ، إِنما هُوَ المُلْمُول، وَهُوَ الَّذِي يُكحَل بِهِ الْبَصَرُ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي يُكْتَبُ بِهَا فِي أَلواح الدَّفْتَرِ مُلْمُول، وَلَا يُقَالُ مِيلٌ إِلا للمِيل مِنْ أَمْيال الطَّرِيقِ. الْجَوْهَرِيُّ: مِيلُ الْكُحْل ومِيلُ الجِراحَة ومِيلُ الطَّرِيقِ، والفرسخُ ثلاثةُ أَمْيال، وَجَمْعُهُ أَمْيَال وأَمْيُل، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ: حَتَّى إِذَا الآلُ جَرَى بالأَمْيُلِ، ... وفارَق الجزْءَ ذَوُو التَّأَبُّلِ وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: فتُدْنَى الشمسُ حِينَ تَكُونُ قَدْر مِيلٍ ، قِيلَ: أَراد المِيلَ الَّذِي يُكْتَحل بِهِ، وقِيل: أَراد ثُلُثَ. الفَرْسخ، وَقِيلَ: المِيلُ القِطْعة مِنَ الأَرض مَا بَيْنَ العَلَمَين، وَقِيلَ: هُوَ مَدُّ الْبَصَرِ. وأَمَالَ الرجلُ: رَعَى الخُلَّة، قَالَ لَبِيدٌ: وَمَا يَدْرِي عُبَيدُ بَني أُقَيْشٍ، ... أَيُوضِعُ بالحَمائلِ أَمْ يُمِيلُ؟ أَوْضع: حَوَّل إِبلَه إِلَى الحَمْضِ. والاسْتِمَالَة: الاكْتِيال بالكَفَّيْن والذِّراعين، وَفِي الْمُحْكَمِ: اسْتَمَالَ الرَّجُلُ كَالَ بِالْيَدَيْنِ وَبِالذِّرَاعَيْنِ، قَالَ الرَّاجِزُ: قالتْ لَهُ سَوْداءُ مثْل الغُول: ... مَا لَكَ لَا تَغْدو فتَسْتَمِيل؟ وَقَوْلُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَكَانَتِ امرأَةً مَيِّلَةً، قَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ مَوَلَ، واللَّه أَعلم. ميكائيل: مِيكائِيلُ ومِيكائين: مِنْ أَسماء الملائكة. فصل النون نأل: النَّأَلانُ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ كأَنه يَنْهَض برأْسه إِلى فَوْقُ. نأَلَ يَنْأَلُ نَأْلًا ونَئِيلًا ونَأَلاناً: مشَى ونَهَض برأْسه يُحَرِّكُهُ إِلى فَوْقُ مِثْلُ الَّذِي يَعْدُو وَعَلَيْهِ حِمْل ينهَض بِهِ، وَقَدْ صحَّف اللَّيْثُ النَّأَلان فَقَالَ: التَّأَلان؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيفٌ فَاضِحٌ. ونَأَلَ الفرسُ يَنْأَلُ نَأْلًا، فَهُوَ نَؤُول: اهتزَّ فِي مِشْيَته، وضَبُع نَؤُول كَذَلِكَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: لَهَا خُفَّان قَدْ ثُلِبا، ورأْس ... كرأْس العُود، شَهْرَبةٌ نَؤُولُ ونَأَلَ أَن يَفْعَلَ أَي ينبغي. نأجل: اللَّيْثُ: النَّأْجِيلُ الجَوْزُ الهنديُّ، قَالَ: وَعَامَّةُ أَهل الْعِرَاقِ لَا يَهْمِزُونَهُ، وَهُوَ مَهْمُوزٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ دَخِيلٌ «1»، وَاللَّهُ أَعلم. نأدل: النِّئْدِلُ: الدَّاهِيَةُ، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (1). قوله [وهو دخيل] عبارة الأزهري: وهو معرب دخيل

نأرجل: النَّأْرَجِيل، بِالْهَمْزِ: لُغَةٌ فِي النَّارَجِيلُ، وَقَدْ ذُكِرَ. نأطل: النِّئْطِلُ: الدَّاهِيَةُ الشَّنْعاءُ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي. وَرَجُلٌ نِئْطِلٌ: داهٍ. نأمل: النَّأْمَلةُ: مَشْيُ المُقيَّد، وقد نَأْمَلَ. نبل: النُّبْل، بِالضَّمِّ: الذَّكاءُ والنَّجابة، وَقَدْ نَبُلَ نُبْلًا ونَبَالَة وتَنَبَّلَ، وَهُوَ نَبِيلٌ ونَبْلٌ، والأُنثى نَبْلَة، وَالْجَمْعُ نِبَالٌ، بِالْكَسْرِ، ونَبَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، ونَبَلَة. والنَّبِيلَة: الفَضِيلة «1»، وأَما النَّبالة فَهِيَ أَعمّ تَجْرِي مَجْرَى النُّبْل، وَتَكُونُ مَصْدَرًا لِلشَّيْءِ النَّبِيل الْجَسِيمِ؛ وأَنشد: كَعْثَبُها نَبِيلُ قَالَ: وَهُوَ يَعيبها بِهَذَا، قَالَ: والنَّبَلُ فِي مَعْنًى جَمَاعَةُ النَّبِيل، كَمَا أَن الأَدَم جَمَاعَةُ الأَدِيم، والكَرَم قَدْ يَجِيءُ جَمَاعَةَ الْكَرِيمِ. وَفِي بَعْضِ الْقَوْلِ: رَجُلٌ نَبْل وامرأَة نَبْلة وَقَوْمٌ نِبالٌ، وَفِي الْمَعْنَى الأَول قَوْمٌ نُبَلاء. الْجَوْهَرِيُّ: النُّبْل والنَّبَالَة الفَضْل، وامرأَة نَبِيلَة فِي الْحُسْنِ بَيِّنة النَّبالة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ امرأَة: وَلَمْ تَنَطَّقْها عَلَى غِلالَهْ، ... إِلَّا لِحُسنِ الخَلْق والنَّبَالَهْ وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ فِي حُسْنِ الخَلْق. وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم: حَسَنه مَعَ غِلَظٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وَحَشيّتي سَرْجٌ عَلَى عَبْل الشَّوَى، ... مهدٍ مراكِلُهُ، نَبِيلِ المَحْزِمِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ رَجُلٍ: فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ، ... لَمْ يَلْقَ بُؤْساً لَحْمُهُ وَلَا دَمُهْ وَيُقَالُ: مَا انْتَبَلَ نَبْلَهُ إِلَّا بأَخَرةٍ، ونُبْلَه ونَبَالَه كَذَلِكَ أَي لَمْ يَنْتَبِه لَهُ وَمَا بَالَى بِهِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَفِيهَا أَربع لُغَاتٍ: نُبْلَه ونَبالَهُ ونَبَالَتَه ونُبَالَتَه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّغَاتُ الأَربع الَّتِي ذَكَرَهَا يَعْقُوبُ إِنما هِيَ نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبَالَتَه لَا غَيْرَ. وأَتاني فلانٌ وأَتاني هَذَا الأَمر وَمَا نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي مَا شعَرْت بِهِ وَلَا أَردته؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَتاني ذَلِكَ الأَمر وَمَا انتَبَلْت نُبْلَه ونُبْلَتَه؛ قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ القَناني، ونَبَالَه ونَبَالَتَه أَي مَا عَلِمْتُ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَاهُ مَا شَعرْت بِهِ وَلَا تهيَّأْت لَهُ وَلَا أَخذت أُهْبَتَه، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يغْفُل عَنِ الأَمر فِي وَقْتِهِ ثُمَّ يَنْتَبِهُ لَهُ بَعْدَ إِدْباره. وَفِي حَدِيثِ النَّضْرِ بْنِ كَلْدة: وَاللَّهِ يَا معْشَر قُرَيْشٍ لَقَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمر مَا ابْتَلْتم بَتْلَه ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا خَطَأٌ وَالصَّوَابُ مَا انتَبَلْتم نُبْله أَي مَا انْتَبَهْتُمْ لَهُ وَلَمْ تَعْلَمُوا عِلْمَهُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنذرتك الأَمر فَلَمْ تَنْتَبِل نَبْله أَي مَا انْتَبَهْتَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ الأَعرابي: النُّبْلة اللُّقْمة الصَّغِيرَةُ وَهِيَ المَدَرَة الصَّغِيرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والنُّبْلة العطيَّة. والنَّبَل: الكِبارُ؛ قَالَ بِشْرٌ: نَبِيلَة مَوْضِعِ الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ، ... وَفِي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار والنَّبَلُ أَيضاً: الصِّغار، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والنَّبَل: عِظام الْحِجَارَةِ والمَدَر وَنَحْوِهِمَا وَصِغَارُهَا ضِدٌّ، وَاحِدَتُهَا نَبَلَة، وَقِيلَ: النَّبَل العِظام والصِّغار مِنَ

_ (1). قوله [ونَبَلٌ بِالتَّحْرِيكِ ونَبَلَة والنَبِيلَة الفضيلة] هكذا في الأصل المعول عليه مصلحاً بخط السيد مرتضى لتقطيع في الورق، وفي بعض النسخ: ونَبَلٌ بالتحريك مثل كريم وكرم، الليث: النبل في الفضل والفضيلة إلى آخر ما هنا

الْحِجَارَةِ والإِبل وَالنَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. والنَّبَلُ: الْحِجَارَةُ الَّتِي يُسْتنجى بِهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ النُّبَل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَاحِدَتُهَا نُبْلَة كغُرْفة وغُرَف، وَالْمُحْدَثُونَ يَفْتَحُونَ النُّونَ وَالْبَاءَ كأَنه جَمْعُ نَبِيل فِي التَّقْدِيرِ؛ والنَّبَل، بِالْفَتْحِ، فِي غَيْرِ هَذَا الكِبار مِنَ الإِبل وَالصِّغَارُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ونَبَّلَه نُبَلًا: أَعطاه إِياها يَسْتَنْجِي بِهَا، وتَنَبَّلَ بِهَا: اسْتَنْجى؛ قَالَ الأَصمعي: أَراها هَكَذَا بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الْبَاءِ. يُقَالُ: نَبِّلْني أَحجاراً لِلِاسْتِنْجَاءِ أَي أَعطنيها، ونَبِّلْنِي عَرْقاً أَي أَعطنيه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ النَّبَل، بِفَتْحِ النُّونِ، قَالَ: وَنَرَاهَا سُمِّيَتْ نَبَلًا لِصِغَرِهَا، وَهَذَا مِنَ الأَضداد فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يُقَالَ للعِظام نَبَل وَلِلصِّغَارِ نَبَل. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: النَّبَل جَمْعُ نَابِل وَهِيَ الحذَّاق بعمَل السِّلَاحِ. والنَّبَل: حِجَارَةُ الِاسْتِنْجَاءِ، قَالَ: وَيُقَالُ النُّبَل، بِضَمِّ النُّونِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحاق بْنِ عِيسَى: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مَعْنٍ يَقُولُ: إِن رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بِمَوْتِ أَخيه لمَّا وَرِثَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا؟ إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً، ... جَزْءُ، فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا يَقُولُ: أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وَقَدْ رُزِئْت بكِبار الكِرام؟ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَرْويه نُبَلا، يُرِيدُ جُمَعَ نُبْلة، وَهِيَ الْعَظِيمَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لحضْرَميِّ بَنِي عَامِرٍ، والنَّبَل فِي الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام، قَالَ: فنَرى أَن حِجَارَةَ الِاسْتِنْجَاءِ سُمِّيت نَبَلًا لصَغارتها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: كُلَّمَا ناولْت شَيْئًا ورَميته فَهُوَ نَبَل، قَالَ: وَفِي هَذَا طَرِيقٌ آخَرُ: يُقَالُ مَا كَانَتْ نُبْلَتك مِنْ فُلَانٍ فِيمَا صنعْت أَي مَا كَانَ جَزاؤُك وثوابُك مِنْهُ، قَالَ: وأَما مَا رُوِيَ شَصائصاً نَبَلا، بِفَتْحِ النُّونِ، فَهُوَ خَطَأٌ وَالصَّحِيحُ نُبَلا، بِضَمِّ النُّونِ. والنُّبَلُ هاهنا: عِوَضٌ مِمَّا أُصِبْت بِهِ، وَهُوَ مَرْدُودٌ إِلى قَوْلِنَا مَا كَانَتْ نُبْلَتُك مِنْ فُلَانٍ أَي مَا كَانَ ثوابُك. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِيمَا أَلَّفه مِنَ الأَضداد: يُقَالُ ضَبٌّ نَبَلٌ وَهُوَ الضَّخْمُ، وَقَالُوا: النَّبَل الخسيسُ؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ وأَنشد: أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا بِفَتْحِ النُّونِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ وأَعِدُّوا النُّبَل، فَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ، جَمْعُ النُّبْلة وَهُوَ مَا تَناولْته مِنْ مَدَرٍ أَو حجَر، وأَما النَّبَل فَقَدْ جَاءَ بِمَعْنَى النَّبِيل الْجَسِيمِ وَجَاءَ بِمَعْنَى الْخَسِيسِ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ تِنْبَل وتِنْبال؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ بَيْتَ طَرَفَةَ: وَهُوَ بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ «1» . فَقَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ نَبِيل أَي عَاقِلٌ، وَقِيلَ: حاذِق، وَهُوَ نَبِيلُ الرأْي أَي جيِّده، وَقِيلَ: نَبِيل أَي رَفِيقُ بإِصلاح عِظام الأُمور. واسْتَنْبَلَ المالَ: أَخذ خِيارَه. ونُبْلَة كُلِّ شَيْءٍ: خِيارُه، وَالْجَمْعُ نُبُلات مِثْلُ حُجْرة وحُجُرات؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: لآلئ، من نُبُلاتِ الصِّوارِ، ... كحْلَ المَدامِع لَا تَكْتَحِل

_ (1). قوله [وَهُوَ بِسَمْلِ الْمُعْضَلَاتِ نَبِيلُ] هكذا في الأصل بالنون والباء والياء التحتية في الشطر وتفسيره، والذي في شرح القاموس فيهما تِنْبَل كدرهم بالمثناة الفوقية والنون والباء ويشهد له ما يأْتي

أَي خِيار الصِّوار، شبَّه الْبَقْرَ الوَحْشِيَّ بِاللَّآلِئِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ لِمَا قدَّمته مِنْ أَن النَّبَل الصغارُ، أَو أَكبرَ لِمَا قدَّمت مِنْ أَن النَّبَل الكِبارُ، وإِن كَانَ ذَلِكَ لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. والتِّنْبَالُ والتِّنْبَالَةُ؛ الْقَصِيرُ بَيِّن التِّنْبالة، ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلى أَنه مِنَ النَّبَل، وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ رُبَاعِيًّا. والنَّبْلُ: السِّهَامُ، وَقِيلَ: السِّهامُ الْعَرَبِيَّةُ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، فَلَا يُقَالُ نَبْلة وإِنما يُقَالُ سَهْمٌ ونشَّابة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدَتُهَا نَبْلَة، وَالصَّحِيحُ أَنه لَا وَاحِدَ لَهُ إِلا السَّهْم؛ التَّهْذِيبُ: إِذا رَجَعُوا إِلى وَاحِدِهِ قِيلَ سَهْمٌ؛ وأَنشد: لَا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بِكَسْرِهِ «2» . وَحُكِيَ نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ ... بأَنْبَالٍ، مَرَقْنَ مِنَ السَّوادِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى نِبال قولَ أَبي النَّجْمِ: واحْبِسْنَ فِي الجَعْبةِ مِنْ نِبالَها وَقَوْلُ اللَّعِين: ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبَال «3» . وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّبْل بِمَنْزِلَةِ الذَّوْد. يُقَالُ: هَذِهِ النَّبْلُ، وتصغَّر بِطَرْحِ الْهَاءِ، وَصَاحِبُهَا نَابِلٌ. وَرَجُلٌ نَابِلٌ: ذُو نَبْلٍ. والنَّابِلُ: الَّذِي يعمَل النَّبْلَ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَكُونَ بِالتَّشْدِيدِ، وَالْفِعْلُ النِّبَالَةُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ نَابِلٌ ونَبَّال إِذا كَانَ مَعَهُ نَبْل، فإِذا كَانَ يَعْمَلُهَا قُلْتَ نَابِلٌ. ونَابَلْتُه فَنَبَلْتُه إِذا كُنْتَ أَجودَ نَبْلًا مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي النُّبْل أَيضاً، وَتَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كَانَ مَعَهُ نَبْل. وتَنَبَّلَ أَيضاً أَي تكلَّف النُّبْل. وتَنَبَّلَ أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوس: وأَمْلَقَ مَا عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّلُ وَفِي الْمَثَلِ: ثارَ حابِلُهم عَلَى نَابِلِهم أَي أَوْقَدوا بَيْنَهُمُ الشرَّ. ونَبَّال، بِالتَّشْدِيدِ: صانعٌ للنَّبْل، وَيُقَالُ أَيضاً: صَاحِبُ النَّبْل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَلَيْسَ بِذِي رُمْحٍ فيَطْعُنني بِهِ، ... وَلَيْسَ بِذِي سَيْف، وَلَيْسَ بنَبَّال يَعْنِي لَيْسَ بِذِي نَبْل. وَكَانَ أَبو حَرَّار يَقُولُ: لَيْسَ بِنابِلٍ مِثْلُ لابِنٍ وتامِر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّبَّال، بِالتَّشْدِيدِ، الَّذِي يَعْمَلُ النَّبْل، والنابِلُ صَاحِبُ النَّبْل، هَذَا هُوَ الْمُسْتَعْمَلُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نَابِلُ، ... والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنابِلُ وَنَسَبَ ابْنُ الأَثير هَذَا الْقَوْلَ لِعَاصِمٍ وَقَالَ: نَابِل أَي ذُو نَبْل، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ نَبَّال فِي مَوْضِعِ نَابِل، ونَابِلٌ فِي مَوْضِعِ نَبَّال. وَلَيْسَ الْقِيَاسَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَقُولُونَ لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونَابِل، وإِن كَانَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال، ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ تَقُولُ لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال، عَلَى التَّشْبِيهِ بالآخر،

_ (2). قوله [لا تجفواني] هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه (3). قوله [وَلَكِنْ حَقُّهَا هُرْدَ النِّبَالِ] هكذا في الأصل مضبوطاً

وحِرْفَته النِّبالة. ومُتَنَبِّل: حَامِلُ نَبْل. وَنَبَلَه بالنَّبْل يَنْبُلُه نَبْلًا: رَمَاهُ بالنَّبْل. وَقَوْمٌ نُبَّلٌ: رُماةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ونَبَلَه يَنْبُلُه نَبْلًا وأَنْبَلَه، كِلَاهُمَا: أَعطاه النَّبْل. وأَنْبَلْته سَهْمًا. أَعطيته. واسْتنْبَلَه: سأَله النَّبْل. ونَبِّلْني أَي هَبْ لِي نِبالًا. واسْتَنْبَلَنِي فُلَانٌ فأَنْبَلْتُه أَي أَعطيته نَبْلًا، وَفِي الصِّحَاحِ: اسْتَنْبَلَني فَنَبَلْته أَي نَاوَلْتُهُ نَبْلًا. ونَبَلَ عَلَى الْقَوْمِ يَنْبُلُ: لَقَطَ لَهُمُ النَّبْل ثُمَّ دَفَعَهَا إِليهم لِيَرْمُوا بِهَا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ أَيامَ الفِجار أَنْبُل عَلَى عُمُومَتي ، وَرُوِيَ: كُنْتُ أُنَبِّلُ عَلَى عُمومتي يومَ الفِجَار ؛ نَبَّلْت الرَّجُلَ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا ناوَلْته النَّبْل لِيَرْمِيَ، وَكَذَلِكَ أَنْبَلْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنّ سَعْدًا كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُد والنبيُّ يُنَبِّلُه ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَفَتًى يُنَبِّلُه كُلَّمَا نَفِدتْ نَبْلُه ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَنْبُلُه ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَسْكِينِ النُّونِ وَضَمِّ الْبَاءَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ نَقَلة الْحَدِيثِ لأَن مَعْنَى نَبَلْتُه أَنْبُلُه إِذا رَمَيْتَهُ بالنَّبْل، وَقَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: بَلْ هُوَ صَحِيحٌ، يَعْنِي يُقَالُ نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الرامِي ومُنْبِله ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بالمُنْبِل الَّذِي يردُّ النَّبْل عَلَى الرَّامِي مِنَ الهَدَف. ونَبَلَ بِسَهْم وَاحِدٍ: رَمَى بِهِ، وَرَجُلٌ نَابِلٌ: حاذِق بالنَّبْل. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَنَابَلَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَنَبَلَه فُلَانٌ إِذا تَنافَرا أَيهما أَنْبَل، مِنَ النُّبْل، وأَيهما أَحذق عَمَلًا. ونَابَلَني فُلَانٌ فنَبَلْتُه أَي كُنْتُ أَجود نَبْلًا مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رَوَى بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ عَنْ رُؤْبَةَ قَالَ سأَلناه عَنْ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: نَطْعُنُهم سُلْكَى ومَخْلوجةً، ... لَفْتَكَ لأْمين عَلَى نَابِلِ «1» . فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبي عَنْ أَبيه قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي وَكَانَتْ فِي بَنِي دارِمٍ فَقَالَتْ: سأَلت إمرأَ الْقَيْسِ وَهُوَ يَشْرَبُ طِلاءً مَعَ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدة مَا مَعْنَى: كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ فَقَالَ: مَرَرْتُ بنَابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الرِّيشَ لُؤاماً وظُهاراً فَمَا رأَيت أَسرع مِنْهُ وَلَا أَحسن فشبَّهت بِهِ. التَّهْذِيبُ: النَّابِل الَّذِي يَرْمِي بالنَّبْل فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُسَوِّي النِّبال. وَهُوَ مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ أَي أَعلمهم بالنَّبْل؛ قَالَ: تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها ... أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا وَفُلَانٌ نَابِل أَي حاذِق بِمَا يُمارِسُه مِنْ عَمَلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلًا أَو نَبْعَةً: تَدَلَّى عَلَيْهَا، بالحِبال مُوَثَّقاً ... شديدَ الوَصاةِ، نَابِلٌ وابنُ نَابِلِ «2» . الْجَوْهَرِيُّ: والنَّابِلُ الحاذِق بالأَمر. يُقَالُ: فُلَانٌ نَابِل وابنُ نَابِل أَي حاذِق وَابْنُ حاذِق؛ وأَنشد الأَصمعي لِذِي الإِصْبع: قَوَّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها ... أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا أَي أَعلَمُهم بالنَّبْل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ حاذِق

_ (1). قوله [لفتك إلخ] مع بعد كرك لأَمين إلخ هكذا في الأصل (2). سيرد هذا البيت في الصفحة التالية وروايته مختلفة عما هو عليه هنا

نَابِل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عاسِلًا: تَدَلَّى عَلَيْهَا، بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ، ... شديدُ الوَصاة نَابِلٌ وابنُ نَابِل جَعَلَهُ ابنَ نَابِل لأَنه أَحْذَق لَهُ. وأَنْبَلَ قِدَاحَهُ: جَاءَ بِهَا غِلاظاً جافِية؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وأَصابتني خُطوب تَنَبَّلَت مَا عِنْدِي أَي أَخذت؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: لمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّد نائِلي، ... وأَمْلَقَ مَا عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّل تَنَبَّلتْ مَا عِنْدِي: ذَهَبَتْ بِمَا عِنْدِي. ونَبَلَتْ: حَمَلتْ. ونَبَلَ الرجلَ بِالطَّعَامِ ينْبُله: علَّله بِهِ وَنَاوَلَهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. ونَبَلَ بِهِ يَنْبُلُ: رَفَقَ. ولأَنْبُلَنَّك بِنَبَالَتِكَ أَي لأَجزينك جَزَاءَكَ. والنَّبْل: السَّيْرُ الشَّدِيدُ السَّرِيعُ، وَقِيلَ: حسْن السَّوْقِ للإِبل، نَبَلَها يَنْبُلُها نَبْلًا فِيهِمَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: نَبَلْت الإِبل أَنْبُلُها نَبْلًا إِذا سُقْتَهَا سَوْقًا شَدِيدًا. ونَبَلْت الإِبل أَي قُمْتُ بِمَصْلَحَتِهَا؛ قَالَ زُفَرُ بْنُ الخِيار الْمُحَارِبِيُّ: لَا تَأْوِيا للعِيسِ وانْبُلاها، ... فإِنها مَا سَلِمَتْ قُواها، بَعِيدة المُصْبَحِ مِنْ مُمْساها، ... إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها، لَبِئْسَما بُطْءٌ وَلَا تَرْعاها «1» والنَّبْل: حُسْنُ السَّوْق، والنَّابِلُ: المُحْسِن لِلسَّوْقِ أَبو زَيْدٍ «2». انْبُلْ بِقَوْمِكَ أَي ارْفُقْ بِقَوْمِكَ، وَكُلُّ جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ يحشُرهم أَي يجمَعُهم لَهُ نُبُلٌ أَي رِفْق. قَالَ: والنَّبْلُ فِي الحِذْق، والنَّبَالَةُ والنَّبْلُ فِي الرِّجَالِ. وَيُقَالُ: ثَمَرة نَبِيلَة وقِدْح نَبِيل. وتَنَبَّلَ الرجلُ والبعيرُ: مَاتَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ الشَّاعِرِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا بَا جُعادةَ إِنْ تَمُتْ، ... أَدَعْك وَلَا أَدْفِنْك حَتَّى تَنَبَّل والنَّبِيلَة: الجِيفةُ. والنَّبِيلةُ: المَيْتةُ. ابْنُ الأَعرابي: انْتَبَلَ إِذا مَاتَ أَو قُتِلَ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وأَنْبَلَه عُرْفاً: أَعطاه إِيَّاه. والتِّنْبَال: القصير. نتل: نَتَلَ مِنْ بَيْنِ أَصحابه يَنْتِلُ نَتْلًا ونَتَلاناً ونُتُولًا واسْتَنْتَل: تقدَّم. واسْتَنْتَلَ القومُ عَلَى الْمَاءِ إِذا تقدَّموا. والنَّتْل: هُوَ التَّهَيُّؤُ فِي القُدوم. وَرُوِيَ عَنْ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه سُقِيَ لَبَناً ارْتاب بِهِ أَنه لَمْ يحلَّ لَهُ شُربه فاسْتَنْتَل يَتَقَيَّأُ أَي تقدَّم. واسْتَنْتَل للأَمر: استعدَّ لَهُ. أَبو زَيْدٍ: اسْتَنْتَلْت للأَمر اسْتِنْتالًا وابْرَنْتَيْت ابْرِنْتاءً وابْرَنْذَعْت ابْرِنْذاعاً كُلُّ هَذَا إِذا استعدَدْت لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّتْل التقدُّم فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وانْتَتَل إِذا سَبَقَ، واسْتَنْتَل مِنَ الصفِّ إِذا تقدَّم أَصحابه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ وَمَعَهُ صِبْية فِي السِّكّة فاسْتَنْتَلَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمامَ الْقَوْمِ أَي تقدَّم. وَفِي الحديث: يُمَثَّلُ القرآنُ

_ (1). قوله [لا تأويا إلخ] المشاطير الثلاث الأول أوردها الجوهري، وفي الصاغاني وصواب إنشاده: لَا تَأْوِيَا لِلْعِيسِ وانْبُلاها ... لَبِئْسَمَا بُطْءٌ وَلَا نَرْعَاهَا فإنها أن سلمت قواها ... نائية المرفق عن رحاها بَعِيدَةُ الْمُصْبَحِ مِنْ مُمْسَاهَا ... إِذَا الْإِكَامُ لَمَعَتْ صُوَاهَا (2). قوله [أبو زيد إلخ] عبارة الصاغاني: أبو زيد يقال انْبُلْ بِقَوْمِكَ أَيِ ارْفُقْ بهم، قال صخر الغيّ: فانْبُلْ بقومك إما كنت حاشرهم ... وكل جامع محشور له نبل أي كل سَيِّدِ جَمَاعَةٍ يَحْشُرُهُمْ أَيْ يجمعهم انتهى. وضبط لفظ نبل بفتحتين وضمتين وكتب عليه لفظ معاً، وبهذه العبارة يعلم ما في الأصل

رَجُلًا فيُؤتى بِالرَّجُلِ كَانَ قَدْ حَمَلَهُ مُخالفاً لَهُ فَيَنْتَتِل خَصْمًا لَهُ أَي يتقدَّم وَيَسْتَعِدُّ لِخِصَامِهِ، وَخَصْمًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَن ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَرزَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَتَرَكَهُ الناسُ لِكَرامة أَبيه، فَنَتَلَ أَبو بَكْرٍ وَمَعَهُ سيفُه أَي تقدَّم إِليه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ إِبراهيم: مَا سبقَنا ابنُ شِهاب مِنَ الْعِلْمِ بِشَيْءٍ إِلَّا كُنَّا نأْتي المجلسَ فيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ أَي يَتَقَدَّمُ. والنَّتْل: الجَذْب إِلى قدَّام. أَبو عَمْرٍو: النَّتْلَة البَيْضة وَهِيَ الدَّوْمَصَة، والنَّتْل بَيْضُ النَّعام يُدْفَن فِي المَفازة بِالْمَاءِ، والنَّتَل بِالتَّحْرِيكِ مِثْلُهُ؛ وَقَوْلُ الأَعشى يَصِفُ مَفازة: لَا يَتَنَمَّى لَهَا فِي القَيْظِ يَهْبِطُها ... إِلَّا الَّذِينَ لَهُمْ، فِيمَا أَتَوْا، نَتَلُ قَالَ: زَعَمُوا أَن الْعَرَبَ كَانُوا يملؤُون بيضَ النَّعَامِ مَاءً فِي الشِّتَاءِ وَيَدْفِنُونَهَا فِي الفَلَوَات الْبَعِيدَةِ مِنَ الْمَاءِ، فإِذا سَلَكُوهَا فِي القَيْظ اسْتَثَارُوا البيضَ وَشَرِبُوا مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ، فَذَلِكَ النَّتَل. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلُ النَّتْل التقدُّم والتهَيُّؤ لِلْقُدُومِ، فَلَمَّا تقدَّموا فِي أَمر الْمَاءِ بأَن جَعَلُوهُ فِي الْبَيْضِ وَدَفَنُوهُ سُمِّيَ الْبَيْضُ نَتْلًا. وتَنَاتَلَ النبتُ: التَفَّ وَصَارَ بَعْضُهُ أَطول مِنْ بَعْضٍ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع: والأَصلُ يَنْبُتُ فرْعُه مُتَنَاتِلًا، ... والكفُّ لَيْسَ نَباتُها بسَواء ونَاتَلُ، بِفَتْحِ التَّاءِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. ونَاتِل: فَرَسُ رَبِيعَةَ بْنِ عامر «1». ونَتْلَة ونُتَيْلَة: وهي أُم الْعَبَّاسِ وَضِرَارِ ابْنَيْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِحدى نِسَاءِ بَنِي النَّمِر بْنِ قاسِط، وَهِيَ نُتَيْلَة بِنْتُ خبَّاب بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو «2». بْنِ زَيْدِ مَناة بْنِ عَامِرٍ، وَهُوَ الضَّحْيان مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِط بْنِ رَبِيعَةَ؛ وأَما قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: يَطُفْن حَوْلَ نَتَلٍ وَزْوازِ فَيُقَالُ: هُوَ الْعَبْدُ الضَّخْمُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي: يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإِ وَزْوازِ والوَزَأُ: الشَّدِيدُ الخلْق القصيرُ السمينُ. والوَزْوازُ: الَّذِي يحرِّك اسْتَه إِذا مَشَى ويُلَوِّيها. نثل: نَثَلَ الرَّكِيَّة يَنْثِلُها نَثْلًا: أَخرج تُرابها، وَاسْمُ التُّرَابِ النَّثِيلَةُ والنُّثَالَةُ. أَبو الْجَرَّاحِ: هِيَ ثَلَّة الْبِئْرِ ونَبِيثَتها. والنَّثِيلةُ: مِثْلُ النَّبِيثة، وَهُوَ تُرَابُ الْبِئْرِ. وَقَدْ نَثَلْت الْبِئْرَ نَثْلًا وأَنْثَلْتها: اسْتَخْرَجْتُ تُرابها. وَتَقُولُ: حُفْرتك نَثَل، بِالتَّحْرِيكِ، أَي مَحْفُورَةٌ. ونَثَلَ كِنانته نَثْلًا: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهَا مِنَ النَّبْل، وَكَذَلِكَ إِذا نَفَضْتَ مَا فِي الْجِرَابِ مِنَ الزَّادِ. وَفِي حَدِيثِ صُهَيْبٍ: وانْتَثَلَ مَا فِي كِنانته أَي اسْتَخْرَجَ مَا فِيهَا مِنَ السِّهام. وتَنَاثَلَ الناسُ إِليه أَي انصبُّوا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُحِبُّ أَحدكم أَن تُؤتى مَشْرُبَتُه فيُنْتَثَل مَا فِيهَا؟ أَي يُستخرج وَيُؤْخَذُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَما تَرى حُفْرتك تُنْثَل أَي يُسْتَخْرَجُ تُرابها، يُرِيدُ القَبْر. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنتم تَنْتَثِلونَها ، يَعْنِي الأَموالَ وَمَا فُتِحَ عَلَيْهِمْ مِنَ زَهْرة الدُّنْيَا. ونَثَلَ الفرسُ يَنْثُلُ، فَهُوَ مِنْثَلٌ: راثَ؛ قَالَ يَصِفُ بِرْذَوْناً:

_ (1). قوله [فَرَسُ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ] الذي في القاموس: فرس ربيعة بن مالك (2). قوله [ابن عمرو إلخ] هكذا في الأصل وشرح القاموس، وفي التهذيب: ابن عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زيد إلخ. وقوله ابن ربيعة هُوَ فِي الْأَصْلِ أَيضاً والذي في التهذيب من ربيعة

ثَقِيلٌ عَلَى مَنْ سَاسَهُ، غَيْرَ أَنه ... مِثَلٌّ عَلَى آرِيِّهِ الرَّوْثَ، مِنْثَلُ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثَلٌّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذَاتَ حافِر مِنَ الْخَيْلِ والبِغال وَالْحَمِيرِ. وَقَوْلُهُ ثَلَّ ونَثَلَ أَي راثَ. والنَّثِيلُ: الرَّوْث. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَعَمْري إِن هَذَا لَمِمَّا يُقَوِّي رِوَايَةَ مَنْ رَوَى الرَّوْثَ، بِالنَّصْبِ، قَالَ الأَحمر: يُقَالُ لِكُلِّ حافِر ثَلَّ ونَثَلَ إِذا رَاثَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَيْنَ نَثِيلِه ومُعْتَلَفِه ؛ النَّثِيلُ: الرَّوْثُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه دَخَلَ دَارًا فِيهَا رَوْث فَقَالَ أَلَّا كَنَسْتم هَذَا النَّثِيل؟ وَكَانَ لَا يُسَمِّي قَبِيحًا بقَبِيح. ونَثَلَ اللحمَ فِي الْقَدْرِ يَنْثِلُه: وَضَعَهُ فِيهَا مقطَّعاً. ومَرَةٌ نَثُول: تفعَل ذَلِكَ كَثِيرًا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ: ... يَا ابْنَةَ شَحْمٍ، فِي المَريءِ بُولي أَي أَبشري بِهَذِهِ الشَّحْمة المَجْمُولة الذَّائِبَةِ فِي حَلْقك؛ قَالَ ابْنُ سيدَة: وَهَذَا تَفْسِيرٌ ضَعِيفٌ لأَن الشَّحْمَةَ لَا تُسَمَّى جَمُولًا، إِنما الجَمُول المُذِيبةُ لَهَا، قَالَ: وأَيضاً فإِن هَذَا التَّفْسِيرَ الَّذِي فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي هَذَا الْبَيْتَ إِذا تؤمِّل كَانَ مُسْتَحيلًا؛ وَقَالَ الأَصمَعي فِي قَوْلِ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً: مُسامِيةً خَوْصاء ذَاتُ نَثِيلَةٍ، ... إِذا كَانَ قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا قَالَ: مَسَامِيةٌ تسامِي خطامَها الطريقَ تنظُر إِليه، وَذَاتَ نَثِيلَة أَي ذَاتَ بقيَّة مِنْ شَدِّه، وقَيْدامُ المَجَرَّةِ: أَوَّلها وَمَا تقدَّم مِنْهَا، والأَقْودُ: المستطيلُ. والنَّثْلَةُ: الدِّرْع عَامَّةً، وَقِيلَ: هِيَ السَّابِغَةُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْوَاسِعَةُ مِنْهَا مِثْلُ النَّثْرةِ. ونَثَل عَلَيْهِ دِرْعه يَنْثُلُها «3» صَبَّها. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ نَثَلَ دِرْعه أَي أَلقاها عَنْهُ، وَلَا يُقَالُ نَثَرها. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنه كَانَ يَنْثُلُ دِرْعه إِذ جَاءَهُ سَهْمٌ فَوَقَعَ فِي نَحْرِه ، أَي يَصُبُّها عَلَيْهِ وَيَلْبَسُهَا. والنَّثْلة: النُّقْرة الَّتِي بَيْنَ السَّبَلَتَيْن فِي وسَطِ ظَاهِرِ الشَّفَةِ العُلْيا. وَنَاقَةٌ ذَاتُ نَثِيلة، بِالْهَاءِ، أَي ذَاتُ لَحْمٍ، وَقِيلَ: هِيَ ذَاتُ بقيَّة مِنْ شَحْمٍ. والمِنْثَلَة: الزِّنْبِيلُ، والله أَعلم. نجل: النَّجْل: النَّسْل. الْمُحْكَمُ: النَّجْل الْوَلَدُ، وَقَدْ نَجَلَ بِهِ أَبوه يَنْجُلُ نَجْلًا ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قَالَ الأَعشى: أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ بِهِ، ... إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم مَا نَجَلا قَالَ الْفَارِسِيُّ: مَعْنَى وَالِدَاهُ بِهِ كَمَا تَقُولُ أَنا بِاللَّهِ وبِكَ. والناجِلُ: الْكَرِيمُ النَّجْل، وأَنشد الْبَيْتَ، وَقَالَ: أَنْجَب وَالِدَاهُ بِهِ إِذ نَجَلاه فِي زَمَانِهِ، وَالْكَلَامُ مقدَّم ومؤخَّر. والانْتِجالُ: اخْتِيَارُ النَّجْل؛ قَالَ: وانْتَجَلُوا مِنْ خَيْرِ فَحْلٍ يُنْتَجَلْ والنَّجْل: الْوَالِدُ أَيضاً، ضِدٌّ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي نَوَادِرِهِ. يُقَالُ: قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: كَانَ لَهُ كَلْب صَائِدٌ يَطْلُبُ لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي وَلَدَهَا. والنَّجْل: الرَّمْيُ بِالشَّيْءِ، وَقَدْ نَجَلَ بِهِ ونَجَلَه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

_ (3). قوله [يَنْثلُها] ضبط في المحكم بضم المثلثة وكذا في النهاية في حديث طلحة الآتي، وصنيع المجد يقتضي أنه من باب ضرب

كأَنَّ الحَصَى مِنْ خَلْفها وأَمامِها، ... إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا وَقَدْ نَجَلَ الشيءَ أَي رمَى بِهِ. وَالنَّاقَةُ تَنْجُلُ الحَصَى مَناسِمُها نَجْلًا أَي ترمِي بِهِ وَتَدْفَعُهُ. ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضَرَبْتَهُ بمقدَّم رِجْلِكَ فَتَدَحْرَجَ. يُقَالُ: مَنْ نَجَلَ الناس نَجَلُوه أَي من شارَّهم شارُّوه. وَفِي الْحَدِيثِ: من نَجَل الناس نَجَلوه أَي مَنْ عَابَ النَّاسَ عَابُوهُ ومَنْ سَبَّهم سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كَمَا يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ، وَقَدْ صُحِّف هَذَا الْحَرْفُ فَقِيلَ فِيهِ: نَحَل فُلَانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه، فَهُوَ ينْحَله يُسابُّه؛ وأَنشد لِطَرَفَةَ: فَذَرْ ذَا، وَانْحَل النُّعْمان قَوْلًا، ... كنَحْتِ الفَأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ نَحَل فُلَانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه بَاطِلٌ وَهُوَ تَصْحِيفٌ لِنَجَل فُلَانٌ فُلَانًا إِذا قَطَعه بالغيبةِ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَهُ اللَّيْثُ بِالْحَاءِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ. والنَّجْل والفَرْض مَعْنَاهُمَا القَطْع؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَدِيدَةِ ذَاتِ الأَسنان: مِنْجَل، والمِنْجَل مَا يُحْصَد بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتُتَّخَذ السُّيوف مَنَاجِل ؛ أَراد أَن النَّاسَ يَتْرُكُونَ الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والمِنْجَل: المِطْرَد؛ قَالَ مَسْعُودُ بْنُ وَكِيعٍ: قَدْ حَشَّها اللَّيْلُ بِحادٍ مِنْجَلِ أَي مِطْرَد يَنْجلُها أَي يُسْرِعُ بِهَا. والمِنْجَل: الَّذِي يقضَب بِهِ الْعُودُ مِنَ الشَّجَرِ فيُنْجَلُ بِهِ أَي يرمَى بِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعتمل بِهِ مَكْسُورَ الأَول، كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ أَو لَمْ تَكُنْ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ لأَسْنان الإِبل فَقَالَ: إِذا لَمْ يَكُنْ إِلَّا القَتادُ، تَنَزَّعت ... مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب ابْنُ الأَعرابي: النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ فِي السابِل، وَهُوَ مِحْمَل الطيَّانين، إِلى البَنَّاء. ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلًا: شقَّه. والمَنْجُول مِنَ الْجُلُودِ: الَّذِي يُشق مِنْ عُرْقوبَيْه جَمِيعًا ثُمَّ يسلَخ كَمَا تُسْلَخُ النَّاسُ الْيَوْمَ؛ قَالَ المُخَبَّل: وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ نَاجِلُهْ يَعْنِي بالرَّهْو هُنَا خُلَيدة بِنْتُ الزِّبْرقان، وَلَهَا حَدِيثٌ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَدْ نَجَلْتُ الإِهاب وَهُوَ إِهابٌ مَنْجُول؛ اللِّحْيَانِيُّ: المَرْجُول والمَنْجُول الَّذِي يُسلخ مِنْ رِجْلَيْهِ إِلى رأْسه. أَبو السَّمَيْدع: المَنْجول الَّذِي يُشقّ مِنْ رِجْلِهِ إِلى مَذْبَحِهِ، والمَرْجُول الَّذِي يُشقّ مِنْ رِجْلِهِ ثُمَّ يقلَب إِهابه. ونَجَلَه بالرُّمْح يَنْجُلُه نَجْلًا: طَعَنه وأَوسع شَقَّه. وطَعْنة نَجْلاء أَي وَاسِعَةٌ بَيِّنة النَّجَل. وسِنان مِنْجَل وَاسْعُ الجُرْح. وطَعْنة نَجْلَاء: وَاسِعَةٌ. وَبِئْرٌ نَجْلاء المَجَمِّ: واسِعَته؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنَّ لَهَا بِئْرًا بِشَرْقِيِّ العَلَمْ، ... واسعةَ الشُّقّة، نَجْلاءَ المَجَمْ والنَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: سِعَةُ شقِّ الْعَيْنِ مَعَ حُسْنٍ، نَجِلَ نَجَلًا وَهُوَ أَنْجَلُ، وَالْجَمْعُ نُجْل ونِجَال، وَعَيْنٌ نَجْلاء، والأَسد أَنْجَلُ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: عَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْن ؛ عَيْنٌ نَجْلَاء أَي وَاسِعَةٌ. وَسِنَانٌ مِنْجَل إِذا كَانَ يُوسِّع خَرْقَ الطَّعْنَةِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: سِنانُها مِثْلُ القُدامَى مِنْجَل

ومَزاد أَنْجَلُ: وَاسِعٌ عَرِيضٌ. وَلَيْلٌ أَنْجَلُ: وَاسِعٌ طَوِيلٌ قَدْ عَلَا كلَّ شَيْءٍ وأَلبَسَه، وَلَيْلَةٌ نَجْلاء. والنَّجْل: الْمَاءُ السَّائِلُ. والنَّجْل: الماءُ المُستنقِع، والولَد، والنَّزُّ، وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، والمَحَجَّة الْوَاضِحَةُ، وسلْخ الجِلْد مِنْ قَفاه. والنَّجْل أَيضاً: إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها. والنَّجْل: السَّيْرُ الشَّدِيدُ وَالْجَمَاعَةُ أَيضاً تَجتمع فِي الْخَيْرِ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: قَدِم رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المدينةَ وَهِيَ أَوْبأُ أَرض اللَّهِ وَكَانَ وَادِيهَا يَجْري نَجْلًا ؛ أَرادت أَنه كَانَ نَزًّا وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، تَعْنِي واديَ الْمَدِينَةِ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَنْجَال؛ ومنه حديث الحرث بن كَلْدة: قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجَال والبَعوض أَي النُّزُوز والبَقِّ. وَيُقَالُ: استَنْجَلَ الْمَوْضِعَ أَي كثُر بِهِ النَّجْل وَهُوَ الْمَاءُ يَظْهَرُ مِنَ الأَرض. الْمُحْكَمُ: النَّجْل النَّزُّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الأَرض وَالْوَادِي، وَالْجَمْعُ نِجَال. واستَنْجَلَتِ الأَرض: كَثُرَتْ فِيهَا النِّجال. واسْتَنْجَلَ النزَّ: اسْتَخْرَجَهُ. واسْتَنْجَلَ الْوَادِي إِذا ظهرَ نُزُوزه. الأَصمعي: النَّجْل مَاءٌ يُستَنْجَلُ مِنَ الأَرض أَي يُسْتَخْرَجُ. أَبو عَمْرٍو: النَّجْل الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، والنَّجْل المَحَجَّة. وَيُقَالُ للجَمَّال إِذا كَانَ حَاذِقًا: مِنْجَل؛ قَالَ لَبِيدٌ: بِجَسْرَة تَنْجُلُ الظِّرَّانَ ناجيةٍ، ... إِذا توقَّد فِي الدَّيْمُومة الظُّرَر أَي تثيرُها بِخُفِّهَا فَتَرْمِي بِهَا. والنَّجْل: مَحْوُ الصَّبِيِّ اللَّوْحَ. يُقَالُ: نَجَل لوحَه إِذا مَحَاهُ. وَفَحْلٌ نَاجِل: وَهُوَ الْكَرِيمُ الْكَثِيرُ النَّجْل؛ وأَنشد: فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها، ... وانْتَجَلُوا مِنْ خَيْرِ فَحْلٍ يُنْتَجَل وَفَرَسٍ نَاجِل إِذا كَانَ كَرِيمَ النَّجْل. أَبو عَمْرٍو: التَّنَاجُلُ تَنَازُعُ النَّاسِ بَيْنَهُمْ. وَقَدْ تَنَاجَلَ القومُ بَيْنَهُمْ إِذا تَنَازَعُوا. وانْتَجَلَ الأَمرُ انْتِجَالًا إِذا اسْتَبَانَ وَمَضَى. ونَجَلْت الأَرض نَجْلًا: شقَقْتها لِلزِّرَاعَةِ. والإِنْجِيل: كِتَابُ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، يؤَنث ويذكَّر، فمَن أَنث أَراد الصَّحِيفَةَ، وَمَنْ ذكَّر أَراد الْكِتَابَ. وَفِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: مَعَهُ قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم ؛ هُوَ جَمْعُ إِنْجِيل، وَهُوَ اسْمُ كِتَابِ اللَّهِ المنزَّلِ عَلَى عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ اسْمٌ عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ، وَقِيلَ: هُوَ عَرَبِيٌّ، يُرِيدُ أَنهم يقرؤون كِتَابَ اللَّهِ عَنْ ظَهْرِ قُلُوبِهِمْ وَيَجْمَعُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ حِفظاً، وَكَانَ أَهل الْكِتَابِ إِنما يقرؤون كُتُبَهُمْ فِي الصُّحُفِ وَلَا يَكَادُ أَحدهم يَجْمَعُهَا حِفْظًا إِلا الْقَلِيلُ، وَفِي رِوَايَةٍ: وأَناجِيلهم فِي صُدُورِهِمْ أَي أَن كتُبَهم محفوظة فيه. والإِنْجِيل: مِثْلَ الإِكْلِيل والإِخْرِيط، وَقِيلَ اشْتِقَاقُهُ مِنَ النَّجْل الَّذِي هُوَ الأَصل، يُقَالُ: هُوَ كَرِيمُ النَّجْل أَي الأَصل والطَّبْع، وَهُوَ مِنَ الفِعل إِفْعِيل. وقرأَ الْحَسَنُ: وليحكُم أَهل الأَنْجِيل ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَلَيْسَ هَذَا الْمِثَالُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَلِلْقَائِلِ أَن يَقُولَ هُوَ اسْمٌ أَعجمي فَلَا يُنكَر أَن يَقَعَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ لأَن كَثِيرًا مِنَ الأَمثلة الْعَجَمِيَّةِ يُخَالِفُ الأَمثلةَ الْعَرَبِيَّةَ نَحْوَ آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل. والنَّجِيل: ضَرْبٌ مِنْ دِقِّ الحَمْض مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ نُجُل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ خَيْرُ الحَمْض كُلِّهِ وأَلْيَنُه عَلَى السَّائِمَةِ. وأَنْجَلُوا دوابَّهم: أَرسلوها فِي النَّجِيل. والنَّواجِلُ مِنَ الإِبل: الَّتِي ترعَى النَّجِيلَ، وَهُوَ الهَرْم مِنَ الحَمْض. ونَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ.

والنَّجِيل: مَا تكسَّر مِنْ ورَق الهَرْم، وَهُوَ ضرْب مِنَ الحَمْض؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ يَصِفُ مَاءً آجِناً: يُفَجِّين بالأَيْدي عَلَى ظَهْرِ آجِنٍ، ... لَهُ عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ «1» . ابْنُ الأَعرابي: المِنْجَل السَّائِقُ الحاذِق، والمِنْجَل الَّذِي يَمْحُو أَلْواح الصِّبْيان، والمِنْجَل الزَّرْعُ الملتفُّ المُزْدَجُّ، والمِنْجَل الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الأَولاد، والمِنْجَل الْبَعِيرُ الَّذِي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه. والصَّحْصَحانُ الأَنْجل: هُوَ الْوَاسِعُ. ونَجَلْت الشَّيْءَ أَي استخرجْته. ومَناجِلُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وجادَ رَهْوَى إِلى مَنَاجِلَ ... فالصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا نحل: النَّحْل: ذُباب الْعَسَلِ، وَاحِدَتُهُ نَحْلَة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نهَى عَنِ قَتْل النَّحْلَة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد ؛ وَرُوِيَ عَنْ إِبراهيم الْحَرْبِيِّ أَنه قَالَ: إِنما نَهَى عَنْ قتلهنَّ لأَنهنَّ لَا يؤْذِين الناسَ، وَهِيَ أَقل الطُّيُورِ والدوابِّ ضَرَرًا عَلَى النَّاسِ، لَيْسَ هِيَ مِثْلَ مَا يتأَذى الناسُ بِهِ مِنَ الطُّيُورِ الغُرابِ وَغَيْرِهِ، قِيلَ لَهُ: فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل؟ قَالَ: النَّمْلة لَا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذَّرُّ، قِيلَ لَهُ: إِذا عضَّت الذَّرَّةُ تُقتَل؟ قَالَ: إِذا آذَتْك فَاقْتُلْهَا. والنَّحْل: دَبْر الْعَسَلِ، الْوَاحِدَةُ نَحْلَة. وَقَالَ أَبو إِسحق الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ؛ جَائِزٌ أَن يَكُونَ سُمِّيَ نَحْلًا لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَحَل الناسَ العسلَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ: النَّحْل يذكَّر وَيُؤَنَّثُ وَقَدْ أَنثها اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً؛ وَمَنْ ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لَفْظَهُ مُذَكَّرٌ، وَمَنْ أَنثه فلأَنه جَمْعُ نَحْلة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة ؛ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ وَاحِدَةُ النَّخْل، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، يُرِيدُ نَحْلة الْعَسَلِ، وَوَجْهُ الْمُشَابَهَةِ بَيْنَهُمَا حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه فِي اللَّيْلِ وتنزُّهه عَنِ الأَقذار وطيبُ أَكله وأَنه لَا يأْكل مِنْ كَسْبِ غَيْرِهِ ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره؛ وإِنّ للنَّحْل آفاتٍ تَقْطَعُهُ عَنْ عَمَلِهِ مِنْهَا: الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ وَالْمَاءُ والنارُ، وَكَذَلِكَ المؤْمن لَهُ آفَاتٌ تفتِّره عَنْ عَمَلِهِ: ظلمةُ الْغَفْلَةِ وغيمُ الشَّكِّ وريحُ الْفِتْنَةِ ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى. الْجَوْهَرِيُّ: النَّحْل والنحْلة الدَّبْر، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى حَتَّى تَقُولَ يَعْسُوب. والنَّحْل: الناحِلُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتالُها «2» . ونَحِلَ جسمُه ونَحَلَ يَنْحَلُ ويَنْحُلُ نُحُولًا، فَهُوَ نَاحِل: ذهَب مِنْ مَرَضٍ أَو سفَر، وَالْفَتْحُ أَفصح؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب: وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه ... بأَطْرافها، حَتَّى استَدقَّ نُحولُها إِنما أَراد ناحِلها، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ ناحِل كأَنه جَعَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَظْمِ ناحِلًا، ثُمَّ جَمَعَهُ عَلَى فُعُول كشاهِد وشُهود، وَرَجُلٌ نَحِيل مِنْ قَوْمٍ نَحْلَى وناحِل، والأُنثى ناحِلة، ونساءٌ نَوَاحِل ورجال نُحَّل. وَفِي حَدِيثِ أُم معبَد: لَمْ تَعِبْه نَحْلَة أَي دِقَّة وهُزال. والنُّحْل الِاسْمُ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسمع بالنُّحْل فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلا

_ (1). قوله [يفجين إلخ] هكذا في الأصل بالجيم، وتقدم في مادة أسد يفحين بالحاء، والصواب ما هنا (2). انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة

فِي العَطِيَّة. والنُّحُول: الهُزال، وأَنْحَلَه الهمُّ، وجملٌ نَاحِل: مَهْزُولٌ دَقِيقٌ. وَجَمَلٌ نَاحِل: رَقِيقٌ. والنَّوَاحِلُ: السُّيُوفُ الَّتِي رقَّت ظُباها مِنْ كَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. وَسَيْفٌ نَاحِل: رَقِيقٌ، عَلَى المَثل؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَلم تَعْلَمِي، يَا مَيُّ، أَنَّا وَبَيْنَنَا ... مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتالُها هُوَ جَمْعُ نَاحِل، جَعَلَ كُلَّ جزءٍ مِنْهَا ناحِلًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي اسْمٌ لِلْجَمْعِ لأَن فاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فَعْل، قَالَ: وَلَمْ أَسمع بِهِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. الأَزهري: السَّيْفُ الناحِل الَّذِي فِيهِ فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بَعْدَ أُخرى حَتَّى يَرِقَّ وَيَذْهَبَ أَثَرُ فُلُوله، وَذَلِكَ أَنه إِذا ضُرِب بِهِ فصَمَّم انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عَلَيْهِ بالمَداوِس والصَّقْل حَتَّى تَذهب فُلوله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: مَضارِبُها، مِنْ طُول مَا ضَرَبوا بِهَا، ... ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين، نَواحِلُ وقمرٌ نَاحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس. ونَحْلةُ: فَرَسُ سُبَيْع بْنِ الخَطِيم. والنُّحْل، بِالضَّمِّ: إِعْطاؤُك الإِنسانَ شَيْئًا بِلَا اسْتِعاضةٍ، وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ جميعَ أَنواع العَطاء، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ المُعْطى، وَقَدْ أَنْحَلَه مَالًا ونَحَلَه إِياه، وأَبى بعضُهم هَذِهِ الأَخيرة. ونُحْل المرأَةِ: مَهْرُها، وَالِاسْمُ النِّحْلَة، تَقُولُ: أَعطيتها مهرَها نِحْلَة، بِالْكَسْرِ، إِذا لَمْ تُرِد مِنْهَا عِوَضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً . وَقَالَ أَبو إِسحاق: قَدْ قِيلَ فِيهِ غيرُ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَرِيضةً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دِيانةً، كَمَا تَقُولُ فُلَانٌ يَنْتَحِل كَذَا وَكَذَا أَي يَدِينُ بِهِ، وَقِيلَ: نِحْلَةً أَي دِيناً وتَدَيُّناً، وَقِيلَ: أَراد هِبةً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ نِحْلة مِنَ اللَّهِ لهنَّ أَن جَعَلَ عَلَى الرَّجُلِ الصَّداق وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَى المرأَة شَيْئًا مِنَ الغُرْم، فَتِلْكَ نِحْلة مِنَ اللَّهِ للنِّساء. ونَحَلْت الرجلَ والمرأَةَ إِذا وَهَبْتَ لَهُ نِحْلة ونُحْلًا، ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: والصداقُ فَرْضٌ لأَن أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا لَا يُعطون النِّسَاءَ مِنْ مُهورِهنَّ شَيْئًا، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً ، هِبَةً مِنَ اللَّهِ لِلنِّسَاءِ فَرِيضَةً لهنَّ عَلَى الأَزواج، كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِذا زوَّج الرَّجُلُ ابْنَتَهُ استَجْعل لِنَفْسِهِ جُعْلًا يسمَّى الحُلْوان، وَكَانُوا يُسَمُّونَ ذَلِكَ الشَّيْءَ الَّذِي يأْخذه النافِجَة، كَانُوا يَقُولُونَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي النافِجَة فَجَعَلَ اللَّهُ الصَّدُقة لِلنِّسَاءِ فأَبطل فعلَهم. الْجَوْهَرِيُّ: النُّحْل، بِالضَّمِّ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ نَحَلْته مِنَ العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلًا، بِالضَّمِّ. والنِّحْلَة، بِالْكَسْرِ: العطيَّة. والنُّحْلَى: الْعَطِيَّةُ، عَلَى فُعْلى. ونَحَلْتُ المرأَة مهرَها عَنْ طِيب نَفْسٍ مِنْ غَيْرِ مُطَالَبَةٍ أَنْحَلُها، وَيُقَالُ مِنْ غَيْرِ أَن يأْخذ عِوَضًا، يُقَالُ: أَعطاها مهرَها نِحْلةً، بِالْكَسْرِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ التَّسْمِيَةُ أَن يَقُولَ نَحَلْتُها كَذَا وَكَذَا ويَحُدّ الصَّدَاقَ ويُبَيِّنه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا نَحَلَ والدٌ وَلَدًا مِنْ نُحْلٍ أَفضَل مِنْ أَدبٍ حَسَنٍ ؛ النُّحْلُ: الْعَطِيَّةُ وَالْهِبَةُ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ وَلَا اسْتِحْقَاقٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا بَلَغَ بَنُو أَبي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ مالُ اللَّهِ نُحْلًا ؛ أَراد يَصِيرُ الْفَيْءُ عَطَاءً مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ عَلَى الإِيثار وَالتَّخْصِيصِ. الْمُحْكَمُ: وأَنْحَلَ ولدَه مَالًا ونَحَلَه خصَّه بِشَيْءٍ مِنْهُ، والنُّحْل والنُّحْلانُ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْمُعْطَى. والنِّحْلةُ: الدَّعْوَى. وانْتَحَلَ فلانٌ شِعْر فلانٍ. أَو قولَ فلانٍ إِذا ادَّعَاهُ أَنه قائلُه. وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وَهُوَ لِغَيْرِهِ. وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّ عُرْوَة بْنَ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدَ

اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ دَخلا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمير الْمَدِينَةِ، فَجَرَى بَيْنَهُمُ الْحَدِيثُ حَتَّى قَالَ عُرْوَة فِي شَيْءٍ جَرَى مِنْ ذِكْر عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ مَا أَحْبَبْتُ أَحداً حُبِّي عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ، لَا أَعني رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَبَوَيَّ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنكم لتَنْتَحِلون عَائِشَةَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ انْتِحَالَ مَنْ لَا يَرَى لأَحد مَعَهُ فِيهَا نَصِيبًا فَاسْتَعَارَهُ لَهَا ؛ وَقَالَ ابْنُ هَرْمة: وَلَمْ أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فِيهَا، ... وَلَمْ تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ ونَحَلَه القولَ يَنْحَلُه نَحْلًا: نَسَبه إِليه. ونَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلًا، بِالْفَتْحِ: إِذا أَضَفْت إِليه قولًا قاله غَيْرُهُ وادّعيتَه عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ يَنْتَحِلُ مذهبَ كَذَا وقبيلةَ كَذَا إِذا انْتَسَبَ إِليه. وَيُقَالُ: نُحِلَ الشاعرُ قَصِيدَةً إِذا نُسِبَت إِليه وَهِيَ مِنْ قِيلِ غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الأَعشى فِي الانْتِحَال: فكيْفَ أَنا وانْتِحَالِي القَوا ... فِ، بَعدَ المَشِيب، كفَى ذَاكَ عَارًا وقَيَّدَني الشِّعْرُ فِي بيتِه، ... كَمَا قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا أَراد انْتِحَالِي القوافيَ فدَلَّت كَسْرَةُ الْفَاءِ مِنَ الْقَوَافِي عَلَى سُقُوطِ الْيَاءِ فَحَذَفَهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ، وتَنَحَّلَه مثلُه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذا مَا قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً، ... تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِمُ انْتَحَلَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا: مَعْنَاهُ قَدْ أَلزَمَه نفْسه وَجَعَلَهُ كالمِلْك لَهُ، وَهِيَ الْهِبَةُ» وَالْعَطِيَّةُ يُعْطاها الإِنسانُ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: كَانَ بُشَيرُ بْنُ أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ وَيَهْجُو بِهِ أَصحابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويَنْحَلُه بعضَ الْعَرَبِ أَي يَنْسُبه إِليهم مِنَ النِّحْلة وَهِيَ النِّسْبة بالباطِل. وَيُقَالُ: مَا نِحْلَتُكَ أَي مَا دِينُكَ؟ الأَزهري: اللَّيْثُ يُقَالُ نَحَلَ فلانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه فَهُوَ يَنْحَله يُسابُّه؛ قَالَ طَرَفَةُ: فَدَعْ ذَا، وانْحَل النُّعمانَ قَوْلًا ... كنَحْت الفأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور قَالَ الأَزهري: نَحَلَ فلانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه باطلٌ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ لنَجَل فلانٌ فلانا إِذا قطعَه بالغِيبة. وَيُرْوَى الْحَدِيثُ: مَنْ نَجَل الناسَ نَجَلوه أَي مَنْ عابَ النَّاسَ عَابُوهُ وَمَنْ سبَّهم سبُّوه، وَهُوَ مِثْلُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ: إِن قارَضْتَ النَّاسَ قارَضُوك، وإِن تَرَكْتَهم لَمْ يَتْركوك ؛ قَوْلُهُ: إِن قَارَضْتَهُمْ مأْخوذ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رفَع اللهُ الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مُسْلِمٍ فَذَلِكَ الَّذِي حَرِج ، وَقَدْ فُسِّرَ فِي مَوْضِعِهِ. نخل: نَخَلَ الشيءَ يَنْخُلُه نَخْلًا وتَنَخَّلَه وانْتَخَلَه: صَفَّاه واختارَه؛ وَكُلُّ مَا صُفِّيَ ليُعْزَل لُبابُه فَقَدِ انتُخِلَ وتُنُخِّلَ، والنُّخَالَة: مَا تُنُخِّل مِنْهُ. والنَّخْل: تَنْخِيلُك الدقيقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل نُخَالَتَهُ عَنْ لُبابه. والنُّخَالَة أَيضاً: مَا نُخِل مِنَ الدَّقِيقِ. ونَخْلُ الدَّقِيقِ: غَرْبَلتُه. والنُّخَالَة أَيضاً: مَا بَقي فِي المُنْخُل مِمَّا يُنْخَل؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وكلُّ مَا نُخِلَ فَمَا يَبْقَى فَلَمْ يَنْتَخِلْ نُخالةٌ، وَهَذَا عَلَى السَّلْبِ. والمُنْخُل والمُنْخَل: مَا يُنْخَل بِهِ، لَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا قَوْلُهُمْ

_ (3). قوله [كَالْمِلْكِ لَهُ وَهِيَ الْهِبَةُ] كذا في الأصل. وعبارة المحكم: كالملك له، أخذ من النحلة وهي الهبة وبها يظهر مرجع الضمير

مُنْصُل ومُنْصَل، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الأَدوات عَلَى مُفْعل، بِالضَّمِّ. وأَما قَوْلُهُمْ فِيهِ مُنْغُل، فعَلى الْبَدَلِ لِلْمُضَارَعَةِ. وانْتَخَلْتُ الشَّيْءَ: اسْتَقْصَيْتُ أَفضله، وتَنَخَّلْتُه: تَخَيَّرْتُه. وَرَجُلٌ نَاخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ. وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قُلْتَ: نَخَلْت وانْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِية، والانتِخالُ الِاخْتِيَارُ لِنَفْسِكَ أَفضله، وَكَذَلِكَ التَّنَخُّل؛ وأَنشد: تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، وَلَمْ أَكنْ ... لِغيرهمُ، فِيمَا مضَى، أَتَنَخَّل وانْتَخَلْت الشَّيْءَ: استَقْصَيْت أَفضَله، وتَنَخَّلْتُه: تخيَّرته. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا النَّاخِلة أَي الْمَنْخُولَةَ الْخَالِصَةَ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفْعُولَةٍ كماءٍ دافِق؛ وَفِيهِ أَيضاً: لَا يقبلُ اللَّهُ إِلا نَخَائِلَ الْقُلُوبِ أَي النِّيّات الْخَالِصَةِ. يُقَالُ: نَخَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ إِذا أَخلصتها. والنَّخْلُ: تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق؛ تَقُولُ: انْتَخَلَتْ ليلتُنا الثلجَ أَو مَطَرًا غَيْرَ جَوْد. والسَّحاب يَنْخُلُ البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه. والنَّخْلَة: شَجَرَةُ التَّمْرِ، الْجَمْعُ نَخْل ونَخِيل وَثَلَاثُ نَخَلات، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ النَّخْلَ لِشَجَرِ النارَجيل تحمِل كَبائِس فِيهَا الفَوْفَل «1» أَمثال التَّمْرِ؛ وقال مرة يصف شجر الكاذِي: هُوَ نَخْلَة فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ حِليتها، وإِنما يُرِيدُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنه يُشْبِهُ النَّخْلَة، قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَ النَّخْلَ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ؛ وأَهل نَجْدٍ يذكِّرون؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي تَذْكِيرِهِ: كنَخْلٍ مِنَ الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّقِ قَالَ: وَقَدْ يُشْبِه غيرُ النَّخْل فِي النِّبْتة النَّخْلَ وَلَا يُسَمَّى شَيْءٌ مِنْهُ نَخْلًا كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَثَل الْمُؤْمِنِ كمثَل النَّحْلة ، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: كَمَثَلِ النَّخْلة ؛ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ وَاحِدَةُ النَّخْل، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، يُرِيدُ نحْلة العسَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَبو نَخْلة: كُنْيَةٌ؛ قَالَ أَنشده ابْنُ جِنِّي عَنْ أَبي عَلِيٍّ: أُطْلُبْ، أَبا نَخْلَة، مَنْ يأْبُوكا ... فَقَدْ سأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا وأَبو نُخَيْلَة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ كُنِّي بِذَلِكَ لأَنه وُلِد عِنْدَ جِذْع نَخْلَةٍ، وَقِيلَ: لأَنه كَانَتْ لَهُ نُخَيْلة يَعْتَهِدها؛ وَسَمَّاهُ بَخْدَجٌ الشَّاعِرُ النُّخَيْلات فَقَالَ يَهْجُوهُ: لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا ... مِنِّي، وشَلًّا لِلِّئام مِشْقَذا «2» . ونَخْلة: مَوْضِعٌ؛ أَنشد الأَخفش: يَا نَخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ، ... تَطاوَلي مَا شئتِ أَن تَطاوَلي، إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ جَمَعَ بَيْنَ الْكَسْرَةِ وَالْفَتْحَةِ. ونُخَيْلَةُ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وبَطن نَخْلَة بِالْحِجَازِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ. ونَخْلٌ: ماءٌ مَعْرُوفٌ. وعَين نَخْل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

_ (1). قوله [لِشَجَرِ النَّارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الْفَوْفَلُ] كذا في الأصل. وعبارة المحكم: لشجر النارجيل وما شاكله، فقال: أخبرت أن شجرة الْفُوفَلِ نَخْلَة مِثْلُ نَخْلَةِ النَّارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الْفَوْفَلُ إلخ. ففي عبارة الأصل سقط ظاهر (2). قوله [للئام] هو رواية المحكم هنا، وروايته في حنذ: للأعادي

مِنَ المتعرِّضات بعَيْن نَخْل، ... كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ وَذُو النُّخَيْل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذَا النُّخَيْل، وَقَدْ أَرى ... وأبيَّ مالكِ ذُو النُّخَيْل بِدَارِ «1» . أَبو مَنْصُورٍ: فِي بِلَادِ الْعَرَبِ وَادِيَانِ يُعرفان بالنَّخْلَتَيْنِ: أَحدهما بِالْيَمَامَةِ ويأْخذ إِلى قُرى الطَّائِفِ، وَالْآخَرُ يأْخذ إِلى ذَاتِ عِرْق. والمُنَخَّل، بِفَتْحِ الْخَاءِ مُشَدَّدَةً: اسْمُ شَاعِرٍ؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجى إِيابُه: حَتَّى يَؤُوبَ المُنَخَّل، كَمَا يُقَالُ: حَتَّى يؤُوبَ القارِظ العَنزيّ؛ قَالَ الأَصمعي: المُنَخَّل رَجُلٌ أُرسل فِي حَاجَةٍ فَلَمْ يرجِع، فَصَارَ مَثَلًا يُضْرَبُ فِي كُلِّ مَنْ لَا يُرْجَى؛ يُقَالُ: لا أَفعله حتى يؤُوب المُنَخَّل. والمُتَنَخِّل: لَقَبُ شَاعِرٍ مِنْ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ عُوَيمِر أَخي بَنِي لِحْيان مِنْ هُذَيْلٍ. وَبَنُو نَخْلان: بَطْنٌ مِنْ ذِي الكَلاع؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: رأَيتُ بِهَا قَضِيبًا فَوْقَ دِعْصٍ، ... عَلَيْهِ النَّخْل أَيْنَع والكُروم فالنَّخْل قَالُوا: ضرْب مِنَ الحُليّ، والكُرومُ: الْقَلَائِدُ، وَاللَّهُ أَعلم. ندل: النَّدْل: نَقْل الشَّيْءِ واحتِجانُه. الْجَوْهَرِيُّ: النَّدْل النَّقْل وَالِاخْتِلَاسُ. الْمُحْكَمُ: نَدَلَ الشيءَ نَدْلًا نقَله مِنْ مَوْضِعٍ إِلى آخَرَ، ونَدَلَ التمرَ مِنَ الجُلَّة، والخُبزَ مِنَ السُّفْرة يَنْدُلُه نَدْلًا غرَف مِنْهُمَا بكفِّه جَمْعَاءَ كُتَلًا، وَقِيلَ: هُوَ الغَرْف بِالْيَدَيْنِ جَمِيعًا، وَالرَّجُلُ مِنْدَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ يَصِفُ رَكْباً وَيَمْدَحُ قَوْمَ دارِين بالجُود: يَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهم، ... ويَخْرُجْن مِنْ دارِينَ بُجْرَ الحَقائب عَلَى حينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورِهم، ... فَنَدْلًا زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب يَقُولُ: انْدُلِي يَا زُرَيْقُ، وَهِيَ قَبِيلَةٌ، نَدْلَ الثعالِب، يُرِيدُ السُّرْعة؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَكْسَبُ مِنْ ثَعْلَبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ فِي هَذَا الشَّاعِرِ إِنه يصِف قَوْمًا لُصوصاً يأْتون مِنْ دارِين فيسرقون ويَمْلؤُون حَقائبهم ثُمَّ يفرِّغونها وَيَعُودُونَ إِلى دَارِينَ، وَقِيلَ: يَصِفُ تُجَّاراً، وَقَوْلُهُ عَلَى حِينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورهم: يُرِيدُ حِينَ اشْتَغَلَ النَّاسُ بالفِتَن وَالْحُرُوبِ، والبُجْرُ: جَمْعُ أَبْجَر وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، والنَّدْل: التَّناوُل؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ: فَنَدْلًا زُرَيْقُ المالَ. وَيُقَالُ: انْتَدَلْت الْمَالَ وانْتَبَلْته أَي احْتَمَلْتُهُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّدُل «2». خَدَم الدَّعْوَةِ؛ قَالَ الأَزهري: سُمُّوا نُدُلًا لأَنهم ينقُلون الطَّعَامَ إِلى مَنْ حَضَرَ الدَّعْوة. ونَدَلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها مِنَ الْبِئْرِ. والنَّدْلُ: شِبْهُ الوَسَخ «3» ونَدِلَت يدُه نَدَلًا غمِرت. والمِنْدِيلُ والمَنْدِيلُ نَادِرٌ والمِنْدَل، كُلُّهُ: الَّذِي يُتَمَسَّح بِهِ، قِيلَ: هُوَ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ، وَقِيلَ: إِنما اشْتِقَاقُهُ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ التَّنَاوُلُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: النَّدْل كأَنه الْوَسَخُ مِنْ غَيْرِ اسْتِعْمَالٍ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَقَدْ تَنَدَّلَ بِهِ وتَمَنْدَلَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنكر الْكِسَائِيُّ تَمَنْدَلَ. وتَنَدَّلْت بالمِنْدِيل

_ (1). قوله: وَأَبِيَّ مَالِكَ ذُو النُّخَيْلَ؛ هكذا في الأصل (2). قوله [الندل] في القاموس بضمتين، وفي خط الصاغاني بفتحتين (3). قوله [والندل شبه الوسخ] ضبط في القاموس بسكون الدال وكذا في المحكم في كل موضع إلا المصدر، وفي الأصل بالسكون في قوله بعد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ النَّدْلِ الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ، وضبط في مصدر الفعل هنا بالتحريك

وتَمَنْدَلْت أَي تمسَّحت بِهِ مِنْ أَثر الوَضوء أَو الطَّهور؛ قَالَ: والمِنْدِيلُ، عَلَى تَقْدِيرِ مِفْعِيل، اسْمٌ لِمَا يمسَح بِهِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً تَمَنْدَلْت. والمَنْدَل «1». والمَنْقَل: الخُفّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ النَّدْل الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ لأَنه يَقِي رِجْلَ لَابِسِهِ الْوَسَخَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو زَيْدٍ: بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا، ... عِنْدَ النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ امرأَة فَيَكُونُ فَعُولًا مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ شَبِيهُ الْوَسَخِ، وإِنما سَمَّاهَا بِذَلِكَ لِوَسَخِهَا، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ رَجُلًا، وأَن يَكُونَ عَنَى بِهِ الضبُع، وأَن يَكُونَ عَنَى كَلْبَةً أَو لَبُوءَةً، أَو أَن يَكُونَ مَوْضِعًا. والمُنَوْدِل: الشَّيْخُ المُضْطَرِب مِنَ الكِبَر. ونَوْدَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ مِنَ الكِبَر. ومَنْدَل: بلدٌ بِالْهِنْدِ. والمَنْدَلِيُّ مِنَ العُود: أَجودُه نُسِب إِلى مَنْدَل، هَذَا البلدِ الهِنْدِيِّ، وَقِيلَ: المَنْدَل والمَنْدَلِيُّ عودُ الطِّيبِ الَّذِي يُتبخَّر بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِبَلَدٍ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ للعُجير السَّلُولِيِّ: إِذا مَا مَشَتْ نَادَى بِمَا فِي ثِيابها ... ذَكِيُّ الشَّذَا، والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر «2» . يَعْنِي العُود. قَالَ الْمُبَرِّدُ: المَنْدَل الْعُودُ الرطْب وَهُوَ المَنْدَلِيُّ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ عِنْدِي رُبَاعِيٌّ لأَن الْمِيمَ أَصلية لَا أَدري أَعربيّ هُوَ أَو مُعَرَّبٌ، والمُطَيَّر: الَّذِي سطعتْ رَائِحَتُهُ وتفَرَّقت. والمَنْدَلِيُّ: عِطْر يُنْسَبُ إِلى المَنْدَل، وَهِيَ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ أَن يَقُولَ والمَنْدَليُّ عُودٌ يُنْسَب إِلى مَنْدَل لأَن مَنْدَلَ اسْمُ عَلَمٍ لِمَوْضِعٍ بِالْهِنْدِ يُجْلَب مِنْهُ الْعُودُ، وَكَذَلِكَ قَمارِ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: كأَنَّ الركْبَ، إِذ طَرَقَتْك، باتُوا ... بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ «3» وقَمارِ عُوده دُونَ عُودِ مَنْدَل؛ قَالَ: وَشَاهِدِهُ قَوْلُ كثيِّر يَصِفُ نَارًا: إِذا مَا خَبَتْ مِنْ آخِر اللَّيْلِ خَبْوَةً، ... أُعِيد إِليها المَنْدَلِيّ فَتثقُب وَقَدْ يَقَعُ المَنْدَل عَلَى الْعُودِ، عَلَى إِرادة يَاءَيِ النَّسَبِ وَحَذْفِهِمَا ضَرُورَةً، فَيُقَالُ: تبخَّرت بالمَنْدَل وَهُوَ يُرِيدُ المَنْدَليَّ عَلَى حَدِّ قَوْلِ رُؤْبَةُ: بَلْ بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ، ... لَا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه يُرِيدُ جَهْرَميُّه، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ دُخُولُ الأَلف وَاللَّامِ فِي المَنْدَل؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: لِمَنْ نارٌ، قُبَيْلَ الصُّبحِ ... عندَ الْبَيْتِ، مَا تَخْبُو؟ إِذا مَا أُوقِدَتْ يُلْقَى، ... عَلَيْهَا، المَنْدَلُ الرَّطْبُ

_ (1). قوله [والمندل الخ] كذا في القاموس وضبطهما الصاغاني بخطه بالكسر (2). قوله [المطير] كذا في الأصل والجوهري والأَزهري، والذي في المحكم: المطيب (3). قوله [كأن الركب إلخ] هكذا في الأصل بجر القافية، وفي ياقوت: قماراً بألف بعد الراء، وقبله: أُحِبُّ اللَّيْلَ، أَنَّ خَيَالَ سَلْمَى ... إِذَا نِمْنَا أَلَمَّ بنا فزارا

ويروى: إِذا أُخْمِدَتْ؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ: بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً، ... وَقَدْ أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ زُبَيْرٌ أَن مَدَنِيَّةً قَالَتْ لكُثيِّر: فضَّ اللَّهُ فَاكَ أَنت الْقَائِلُ: بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً، ... وَقَدْ أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها فَقَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: أَرأَيت لَوْ أَن زِنْجِيَّة بخَّرت أَردانَها بمَنْدَل رطْب أَما كَانَتْ تَطِيب؟ هلَّا قُلْتَ كَمَا قَالَ سَيِّدُكُمُ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَلم تَرَياني كلَّما جئتُ طَارِقًا، ... وجدتُ بِهَا طِيباً، وإِن لَمْ تَطَيَّب؟ والنَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ: الكابوسُ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الْكَابُوسِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: تِفْرِجة القَلْب قَلِيلُ النَّيْلْ، ... يُلْقى عَلَيْهِ النَّيْدُلان باللَّيْلْ وَقَالَ آخَرُ: أُنْجُ نَجاء مِنْ غَرِير مَكْبولْ، ... يُلْقَى عَلَيْهِ النَّيْدُلانُ والغُولْ والنِّئْدُلان: كالنَّيْدُلان؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ: حدَّثني بِذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا الْفَصْلِ النَّأْدَل والنِّئْدَل الْكَابُوسُ، قَالَ: وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِمُ النَّيْدُلان «1». أَبُو زَيْدٍ فِي كِتَابِهِ فِي النَّوَادِرِ: نَوْدَلَتْ خُصْياه نَوْدَلَةً إِذا اسْتَرْخَتَا، يُقَالُ: جَاءَ مُنَوْدِلًا خُصْياه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كأَنَّ خُصْيَيْهِ، إِذا مَا نَوْدَلا، ... أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا الأَصمعي: مشَى الرَّجُلُ مُنَوْدِلًا إِذا مَشَى مُسْترخِياً؛ وأَنشد: مُنَوْدِل الخُصْيَيْن رِخْو المشْرَجِ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ رَجُلٌ نَوْدَل «2»، قَالَ الشَّاعِرُ: فازَتْ خليلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ ... رِخْوِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشوَّى وانْدَالَ بطنُ الإِنسان والدابةِ إِذا سَالَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْدَالَ وَزْنُهُ انْفَعَل، فَنُونُهُ زَائِدَةٌ وَلَيْسَتْ أَصلية، قَالَ: فَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ دَوَلَ، وَقَدْ ذُكِرَ هُنَاكَ. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ إِذا تَمَخَّضَ: هُوَ يُهَوْذِل ويُنَوْدِل، الأُولى بِالذَّالِ وَالثَّانِيَةُ بِالدَّالِ. والنَّوْدَلان: الثَّدْيان. وابنُ مَنْدَلَةَ: رَجُلٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ جُوَيْنٍ فِيمَا زَعَمَ السِّيرَافِيُّ «3»، أَو امْرُؤُ الْقَيْسِ فِيمَا حَكَى الْفَرَّاءُ: وآلَيْتُ لَا أُعطي مَلِيكاً مَقادَتي، ... وَلَا سُوقةً، حَتَّى يؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَه ونَوْدَل: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ: فَازَتْ خَليلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ ... رَخْصِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشَّوى «4» . وَاللَّهُ أَعلم.

_ (1). قوله [النِّيدُلان إلخ] هكذا ضبط في الأصل هنا وفيما يأتي، وعبارة القاموس: والنِّيدلان، بكسر النون والدال وتضم الدال، والنيدل بكسر النون وفتحها وتثليث الدال وبفتح النون وضم الدال، والنئدلان مهموزة بكسر النون والدال وتضم الدال والنئدل بكسر النون وفتحها وضم الدال الكابوس أو شيء مثله (2). قوله [ويقال رجل نودل] هكذا في الأصل، والظاهر أن يقول ونودل رجل كما يأتي له بعد (3). قوله [فيما زعم السيرافي] في المحكم: الفارسي (4). قوله [بمكدن] كذا في الأصل وشرح القاموس بنون، والذي في المحكم باللام

نذل: النَّذْل والنَّذِيل مِنَ النَّاسِ: الَّذِي تَزْدَرِيه فِي خِلْقته وعَقْله، وَفِي الْمُحْكَمِ: الخَسِيسُ المُحْتَقَر فِي جَمِيعِ أَحواله، وَالْجَمْعُ أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ، وَقَدْ نَذُلَ نَذَالَةً ونُذُولَةً. الْجَوْهَرِيُّ: النَّذَالَةُ السَّفالة. وَقَدْ نَذُلَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ؛ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ: مُنِيباً، وَقَدْ أَمْسى يُقدّم وِرْدَها، ... أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ مُنِيب: مُقْبل، وأَناب: أَقبل، وأُقَيْدِرُ: يُرِيدُ بِهِ الصَّائِدَ، والأَقْدَرُ: الْقَصِيرُ العُنُق. والقِطاع: جَمْعُ قِطْع وَهُوَ نَصْل قَصِيرٌ عَرِيض، وَقَالَ: نَذِيل ونُذال مِثْلَ فَرِير وفُرار؛ حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي حَاتِمٍ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ نَذْل قَوْلُ الشَّاعِرِ: لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه، ... وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا ويُعْرَفُ فِي جُودِ امْرِئٍ جودُ خَالِهِ، ... ويَنْذُل إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا «1». نرجل: النَّارَجِيلُ: جَوْزُ الهنْدِ، وَاحِدَتُهُ نَارَجِيلَة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني الْخَبِيرُ أَن شَجَرَتَهُ مِثْلُ النَّخْلَةِ سَوَاءً إِلَّا أَنها لَا تَكُونُ غَلْباء تَمِيدُ بمُرْتَقيها حَتَّى تُدْنِيَه مِنَ الأَرض لِيناً، قَالَ: وَيَكُونُ فِي القِنْوِ الْكَرِيمِ مِنْهُ ثَلَاثُونَ نَارَجِيلة. نزل: النُّزُول: الْحُلُولُ، وَقَدْ نَزَلَهم ونَزَلَ عَلَيْهِمْ ونَزَلَ بِهِمْ يَنْزل نُزُولًا ومَنْزَلًا ومَنْزِلًا، بِالْكَسْرِ شَاذٌّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها [مَنْزَلُها] جُمْلُ أَراد: أَإِن ذكَّرتك نُزولُ جُمْلٍ إِياها، الرَّفْعُ فِي قَوْلِهِ منزلُها صَحِيحٌ، وأَنَّث النزولَ حِينَ أَضافه إِلى مؤنَّث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقْدِيرُهُ أَإِن ذكَّرتك الدَّارُ نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فَاعِلٌ بالنُّزول، والنُّزولُ مَفْعُولٌ ثانٍ بذكَّرتك. وتَنَزَّلَه وأَنْزَلَه ونَزَّلَه بِمَعْنًى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يفرُق بَيْنَ نَزَّلْت وأَنْزَلْت وَلَمْ يَذْكُرْ وجهَ الفَرْق؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَا فَرْقَ عِنْدِي بَيْنَ نَزَّلْت وأَنْزَلْتُ إِلا صِيغَةَ التَّكْثِيرِ فِي نَزَّلْتُ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وأَنْزَلَ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِيلًا ؛ أَنْزَلَ: كنَزَّلَ؛ وَقَوْلُ ابْنِ جِنِّي: الْمُضَافُ وَالْمُضَافُ إِليه عِنْدَهُمْ وَفِي كَثِيرٍ مِنْ تَنْزِيلاتِهم كَالِاسْمِ الْوَاحِدِ، إِنما جَمَعَ تَنْزِيلًا هُنَا لأَنه أَراد لِلْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِليه تَنْزيلات فِي وجُوه كَثِيرَةٍ منزلةَ الِاسْمِ الْوَاحِدِ، فَكَنَّى بالتَّنْزيلات عَنِ الْوُجُوهِ الْمُخْتَلِفَةِ، أَلا تَرَى أَن الْمَصْدَرَ لَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا تشعُّب الأَنواع وكثرتُها؟ مَعَ أَن ابْنَ جِنِّي تسمَّح بِهَذَا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق، فأَما عَلَى مَذْهَبِ الْعَرَبِ فَلَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا مَا قُلْنَا. والنُّزُل: المَنْزِل؛ عَنِ الزَّجَّاجِ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ؛ قَالَ: نُزُلًا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِقَوْلِهِ خالِدِينَ فِيها* لأَن خُلودهم فِيهَا إِنْزالُهم فِيهَا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ مِنْ نُزُول النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. يُقَالُ: مَا وجدْنا عِنْدَكُمْ نُزُلًا. والمَنْزَل، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالزَّايِ: النُّزول وَهُوَ الحلول، تَقُولُ: نَزَلْتُ نُزُولًا ومَنْزَلًا؛ وأَنشد أَيضاً: أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ ... بَكيْتَ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟

_ (1). قوله [إن تلقى] هكذا في الأَصل، والوجه إن تلقَ، بالجزم، ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الألف

نَصَبَ المَنْزَل لأَنه مَصْدَرٌ. وأَنْزَلَه غيرُه واسْتَنْزَلَه بِمَعْنًى، ونَزَّلَه تَنْزِيلًا، والتَّنْزِيل أَيضاً: الترتيبُ. والتَنَزُّل: النُّزول فِي مُهْلة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ يَنْزِل كُلَّ لَيْلَةٍ إِلى سَمَاءِ الدُّنْيَا ؛ النُّزُول والصُّعود وَالْحَرَكَةُ والسكونُ مِنْ صِفَاتِ الأَجسام، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَيَتَقَدَّسُ، وَالْمُرَادُ بِهِ نُزول الرَّحْمَةِ والأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها مِنَ الْعِبَادِ، وتخصيصُها بِاللَّيْلِ وبالثُلث الأَخيرِ مِنْهُ لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ النَّاسِ عمَّن يتعرَّض لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَكُونُ النيةُ خَالِصَةً والرغبةُ إِلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وافِرة، وَذَلِكَ مَظِنَّة الْقَبُولِ والإِجابة. وَفِي حَدِيثِ الْجِهَادِ: لَا تُنْزِلْهم عَلَى حُكْم اللَّهِ وَلَكِنْ أَنزِلْهم عَلَى حُكْمِك أَي إِذَا طَلب العدوُّ مِنْكَ الأَمان والذِّمامَ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فلا تُعْطيهم، وأَعطِهم عَلَى حُكْمِكَ، فإِنك ربَّما تُخْطِئُ فِي حُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى أَو لَا تَفِي بِهِ فتأْثَم. يُقَالُ: نَزَلْتُ عَنِ الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كُنْتَ مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ مُسْتَوْلِيًا. وَمَكَانٌ نَزِل: يُنْزَل فِيهِ كَثِيرًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونَزَلَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْل: انْحَدَرَ. والنِّزَالُ فِي الحربْ: أَن يتَنازَل الْفَرِيقَانِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَن يَنْزل الفَرِيقان عَنْ إِبِلهما إِلى خَيْلهما فيَتضاربوا، وَقَدْ تَنَازَلُوا. ونَزالِ نَزالِ أَي انزِلْ، وَكَذَا الِاثْنَانِ والجمعُ والمؤنثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ؛ وَاحْتَاجَ الشَّمَّاخُ إِليه فثقَّله فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتْ خيلٌ بمُوقانَ أَنَّني ... أَنا الفارِسُ الْحَامِي، إِذا قِيلَ: نَزَّال «1» . الْجَوْهَرِيُّ: ونَزَالِ مِثْلَ قَطامِ بِمَعْنَى انْزِل، وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنِ المُنازَلة، وَلِهَذَا أَنثه الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ، إِذا ... دُعِيَتْ نَزالِ، ولُجَّ فِي الذُّعْرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِزَيْدِ الْخَيْلِ: وَقَدْ علمتْ سَلامةُ أَن سَيْفي ... كَرِيهٌ، كُلَّمَا دُعِيَتْ نزالِ وقال جُرَيبة الْفَقْعَسِيُّ: عَرَضْنا نَزالِ، فَلَمْ يَنْزِلوا، ... وَكَانَتْ نَزالِ عَلَيْهِمْ أَطَمْ قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ نَزالِ مَعْدُولٌ مِنَ المُنازلة، يَدُلُّ عَلَى أَن نَزالِ بِمَعْنَى المُنازلة لَا بِمَعْنَى النُّزول إِلى الأَرض؛ قَالَ: ويقوِّي ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ أَيضاً: وَلَقَدْ شهدتُ الخيلَ، يومَ طِرادِها، ... بسَلِيم أَوْظِفةِ القَوائم هَيْكل فَدَعَوْا: نَزالِ فكنتُ أَولَ نَازِلٍ، ... وعَلامَ أَركبُه إِذا لَمْ أَنْزِل؟ وَصَفَ فَرَسَهُ بِحُسْنِ الطَّرَادِ فَقَالَ: وعلامَ أَركبُه إِذا لَمْ أُنازِل الأَبطال عَلَيْهِ؟ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ: فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عِنْدَ الإِغارَةِ، ... إِذا أَنا لَمْ أَنزِلْ إِذا الْخَيْلُ جالَتِ؟ فَهَذَا بِمَعْنَى المُنازلة فِي الْحَرْبِ والطِّراد لَا غَيْرَ؛ قَالَ: ويدلُّك عَلَى أَن نَزالِ فِي قَوْلِهِ: فَدعَوْا نَزالِ بِمَعْنَى المُنازلة دُونَ النُّزول إِلى الأَرض قَوْلُهُ: وعَلامَ أَركبه إِذا لَمْ أَنزل؟ أَي ولِمَ أَركبُه إِذا لَمْ أُقاتل عَلَيْهِ أَي فِي حِينِ عَدَمِ قِتَالِي عَلَيْهِ، وإِذا جَعَلْتَ نَزالِ بِمَعْنَى النُّزُولِ إِلى الأَرض

_ (1). قوله [لقد علمت خيل إلخ] هكذا في الأصل بضمير التكلم، وأَنشده ياقوت عند التكلم على موقان للشماخ ضمن أبيات يمدح بها غيره بلفظ: وقد علمت خيل بموقان أنه ... هو الْفَارِسُ الْحَامِي إِذَا قِيلَ تنزال

صَارَ الْمَعْنَى: وعَلام أَركبه حِينَ لَمْ أَنزل إِلى الأَرض، قَالَ: وَمَعْلُومٌ أَنه حِينَ لَمْ يَنْزِلْ هُوَ رَاكِبٌ فكأَنه قَالَ: وَعَلَامَ أَركبه فِي حِينِ أَنا رَاكِبٌ؛ قَالَ وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ: ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت، إِذا ... دُعِيَتْ نَزال، ولُجَّ فِي الذُّعْرِ أَلا تَرى أَنه لَمْ يَمْدَحْهُ بِنُزُولِهِ إِلى الأَرض خَاصَّةً بَلْ فِي كُلِّ حَالٍ؟ وَلَا تمدَح الْمُلُوكُ بِمِثْلِ هَذَا، وَمَعَ هَذَا فإِنه فِي صِفَةِ الْفَرَسِ مِنَ الصِّفَاتِ الْجَلِيلَةِ وَلَيْسَ نُزُولُهُ إِلى الأَرض مِمَّا تمدَح بِهِ الْفَرَسُ، وأَيضاً فَلَيْسَ النُّزُولُ إِلى الأَرض هُوَ العلَّة فِي الرُّكُوبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَازَلْتُ رَبِّي فِي كَذَا أَي رَاجَعْتُهُ وسأَلته مرَّة بَعْدَ مرَّة، وَهُوَ مُفاعَلة مِنَ النُّزُول عَنِ الأَمر، أَو مِنَ النِّزَال فِي الْحَرْبِ. والنَّزِيلُ: الضَّيْفُ؛ وَقَالَ: نَزِيلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً، ... وحَقُّ اللهِ فِي حَقِّ النَّزِيلِ سِيبَوَيْهِ: وَرَجُلٌ نَزِيل نازِل. وأَنْزالُ القومِ: أَرزاقهم. والنُّزُل والنُّزْل: مَا هُيِّئَ لِلضَّيْفِ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَحَسَنُ النُّزْل والنُّزُل أَي الضِّيَافَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: فَجَاءَتْ بِيَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَما قَالَ: أَراد لِضِيافة النَّاسِ؛ يَقُولُ: هُوَ يَخِفُّ لِذَلِكَ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ؛ يَقُولُ: أَذلك خَيْرٌ فِي بَابِ الأَنْزَال الَّتِي يُتَقَوَّت بِهَا وتمكِن مَعَهَا الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النَّارِ؟ قَالَ: وَمَعْنَى أَقمت لَهُمْ نُزُلهم أَي أَقمت لَهُمْ غِذاءَهم وَمَا يصلُح مَعَهُ أَن يَنْزِلُوا عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: والنُّزْل مَا يهيَّأُ للنَّزِيل، وَالْجَمْعُ الأَنْزَال. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَسأَلك نُزْلَ الشُّهَدَاءِ ؛ النُّزْل فِي الأَصل: قِرَى الضَّيْفِ وتُضَمّ زايُه، يُرِيدُ مَا لِلشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الأَجر وَالثَّوَابِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ: وأَكرم نُزُله. والمُنْزَلُ: الإِنْزال، تَقُولُ: أَنْزِلْني مُنْزَلًا مُباركاً. ونَزَّلَ القومَ: أَنْزَلَهم المَنازل. ونَزَّلَ فُلَانٌ عِيرَه: قَدَّر لَهَا المَنَازل. وَقَوْمٌ نُزُل: نازِلون. والمَنْزِل والمَنْزِلَة: مَوْضِعُ النُّزول. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ مَنْزِلُنا بِمَوْضِعِ كَذَا، قَالَ: أُراه يَعْنِي مَوْضِعَ نُزولنا؛ قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ؛ وَقَوْلُهُ: دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ إِنما أَراد المَنازل فَحَذَفَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَخطل: أَمستْ مَناها بأَرض مَا يبلِّغُها، ... بِصَاحِبِ الهمِّ، إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ أَراد: أَمستْ مَنازلها فَحَذَفَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِمَنَاهَا قصدَها، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا حَذْفَ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنْزِل المَنْهَل، والدارُ والمَنْزِلَة مِثْلُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ، سلامٌ عَلَيْكُمَا ... هلِ الأَزْمُنُ اللَّائي مَضَيْنَ رَواجِعُ؟ والمنزِلة: الرُّتبة، لَا تجمَع. واستُنْزِل فُلَانٌ أَي حُطَّ عَنْ مَرْتَبَتِهِ. والمَنْزِل: الدَّرَجَةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هُوَ مِنِّي مَنْزِلَة الشَّغَاف أَي هُوَ بِتِلْكَ المنزِلة،

وَلَكِنَّهُ حَذَفَ كَمَا قَالُوا دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَذَهَبَتِ الشامَ لأَنه بِمَنْزِلَةِ الْمَكَانِ وإِن لَمْ يَكُنْ مَكَانًا، يَعْنِي بِمَنْزِلَةِ الشَّغَاف، وَهَذَا مِنَ الظُّرُوفِ الْمُخْتَصَّةِ الَّتِي أُجريت مُجرى غَيْرِ المختصَّة. وَفِي حَدِيثُ مِيرَاثِ الجدِّ: أَن أَبا بَكْرٍ أَنْزَلَه أَباً أَي جَعَلَ الجدَّ فِي مَنْزِلَةِ الأَب وأَعطاه نصيبَه مِنَ الْمِيرَاثِ. والنُّزَالَة: مَا يُنْزِل الفحلُ مِنَ الْمَاءِ، وَخَصَّ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: النُّزَالَة، بِالضَّمِّ، ماءُ الرَّجُلِ. وَقَدْ أَنْزَلَ الرجلُ مَاءَهُ إِذا جَامَعَ، والمرأَة تَسْتَنْزِل ذَلِكَ. والنَّزْلَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ النُّزول. والنازِلة: الشَّدِيدَةُ تنزِل بِالْقَوْمِ، وَجَمْعُهَا النَّوَازِل. الْمُحْكَمُ: والنَّازِلَة الشدَّة مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ تَنْزِلُ بِالنَّاسِ، نسأَل اللَّهَ الْعَافِيَةَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ تَنَزَّلَت الرَّحْمَةُ. الْمُحْكَمُ: نَزَلَتْ عليهم الرحمة ونَزَلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ كِلاهما عَلَى المثل. ونَزَلَ بِهِ الأَمر: حلَّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثعلب: أَعْزِرْ عليَّ بأَن تَكُونَ عَلِيلا ... أَو أَن يَكُونَ بِكَ السَّقام نَزِيلا جعله كالنَّزِيل مِنَ النَّاسِ أَي وأَن يَكُونَ بِكَ السَّقام نازِلًا. ونَزَلَ القومُ: أَتَوْا مِنَى؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وافَيْتُ لمَّا أَتاني أَنَّها نَزَلَتْ، ... إِنّ المَنَازِلَ مِمَّا تجمَع العَجَبَا أَي أَتت مِنَى؛ وَقَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: أَنازِلةٌ أَسماءُ أَم غيرُ نَازِلَه؟ ... أَبيني لَنَا، يَا أَسْمَ، مَا أَنْت فاعِلَه والنُّزْل: الرَّيْعُ والفَضْلُ، وَكَذَلِكَ النَّزَل. الْمُحْكَمُ: النُّزْل والنَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ، رَيْعُ مَا يُزرع أَي زَكاؤه وبركتُه، وَالْجَمْعُ أَنْزَال، وَقَدْ نَزِلَ نَزَلًا. وطعامٌ نَزِلٌ: ذُو نَزَل، ونَزِيلٌ: مُبَارَكٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَطَعَامٌ قَلِيلُ النُّزْل والنَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ، أَي قَلِيلُ الرَّيْع، وَكَثِيرُ النُّزْل والنَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ. وأَرض نَزْلَة: زَاكِيَةُ الزَّرْع والكَلإِ. وَثَوْبٌ نَزِيل: كامِلٌ. وَرَجُلٌ ذُو نَزَلٍ: كَثِيرُ الفَضْل والعطاءِ وَالْبَرَكَةِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ولَنْ تَعْدَمُوا فِي الحرْب لَيْثاً مُجَرَّباً ... وَذا نَزَلٍ، عندَ الرَّزِيَّةِ، باذِلا والنَّزْلَةُ: كالزُّكام؛ يُقَالُ: بِهِ نَزْلَة، وَقَدْ نُزِلَ «1» وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ؛ قَالُوا: مرَّة أُخرى. والنَّزِلُ: الْمَكَانُ الصُّلب السريعُ السَّيْل. وأَرض نَزِلَة: تَسيلُ مِنْ أَدنى مَطَرٍ. وَمَكَانٌ نَزِل: سريعُ السَّيْلٍ. أَبو حَنِيفَةَ: وادٍ نَزِلٌ يُسِيله الْقَلِيلُ الهيِّن مِنَ الْمَاءِ. والنَّزَل: المطرُ. وَمَكَانٌ نَزَل: صُلب شديدٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَكَانٌ نَزْل واسعٌ بعيدٌ؛ وأَنشد: وإِنْ هَدَى مِنْهَا انتِقالُ النَّقْلِ، ... فِي مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنايا نَزْلِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَكَانٌ نَزِل إِذا كَانَ مَجالًا مَرْتاً، وَقِيلَ: النَّزِل مِنَ الأَودية الضيِّق مِنْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: أَرض نَزِلَة وَمَكَانٌ نَزِلٌ بيِّن النَّزالة إِذا كَانَتْ تَسِيل مِنْ أَدنى مَطَرٍ لصَلابتها، وَقَدْ نَزِل، بِالْكَسْرِ. وحَظٌّ نَزِل أَي مجتَمِع. وَوَجَدْتُ الْقَوْمَ عَلَى نَزِلاتهم أَي مَنازلهم. وَتَرَكْتُ الْقَوْمَ عَلَى نَزَلاتهم ونَزِلاتهم أَي عَلَى استقامة أَحوالهم

_ (1). قوله [وقد نُزِلَ] هكذا ضبط بالقلم في الأَصل والصحاح، وفي القاموس: وقد نَزِلَ كعلم

مِثْلَ سَكِناتهم؛ زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يَكُونُ إِلا فِي حُسْنِ الْحَالِ. ومُنازِلُ بْنُ فُرْعان «1»: مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ وَكَانَ مُنازِل عقَّ أَباه فَقَالَ فِيهِ: جَزَتْ رَحِمٌ، بَيْنِي وَبَيْنَ مُنازِلٍ، ... جَزاءً كَمَا يَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ فعَقَّ مُنازلًا ابنُه خَلِيج فَقَالَ فِيهِ: تَظَلَّمَني مَالِي خَلِيجٌ، وعقَّني ... عَلَى حِينِ كانت كالحِنِيِّ عِظامي نسل: النَّسْل: الخلْق. والنَّسْل: الْوَلَدُ والذرِّية، وَالْجَمْعُ أَنْسَال، وَكَذَلِكَ النَّسِيلة. وَقَدْ نَسَلَ يَنْسُلُ نَسْلًا وأَنْسَلَ وتَنَاسَلُوا: أَنْسَلَ بعضُهم بَعْضًا. وتَنَاسَلَ بَنُو فُلَانٍ إِذا كَثُرَ أَولادهم. وتَنَاسَلُوا أَي وُلد بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، ونَسَلَتِ الناقةُ بِوَلَدٍ كَثِيرِ تَنْسُلُ، بِالضَّمِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ نَسَلَ الوالدُ ولدَه نَسْلًا، وأَنْسَلَ لُغَةٌ فِيهِ، قَالَ: وَفِي الأَفعال لِابْنِ الْقَطَّاعِ: ونَسَلَتِ النَّاقَةُ بِوَلَدٍ كَثِيرِ الوَبر أَسقطته. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: إِنما كَانَتْ عِنْدَنَا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلْنَاها أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها، قَالَ: وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ أَي نَسَلْنا بِهَا أَو مِنْهَا نَحْوَ أَمرتُك الخيرَ أَي بِالْخَيْرِ، قَالَ: وإِن شدِّد كَانَ مِثْلَ ولَّدناها. يُقَالُ: نَسَلَ الْوَلَدُ يَنْسُلُ ويَنْسِلُ ونَسَلَتِ النَّاقَةُ وأَنْسَلَتْ نَسْلًا كَثِيرًا. والنَّسُولة: الَّتِي تُقْتَنى للنَّسْل. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَنْسَلُهم أَي أَبعدُهم مِنَ الجَدِّ الأَكبر. ونَسَلَ الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُلُ نُسُولًا وأَنْسَلَ: سقَط وتقطَّع، وَقِيلَ: سقَط ثُمَّ نبَت، ونَسَلَه هُوَ نَسْلًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَنْسَلَه الطائرُ وأَنْسَلَ البعيرُ وبَره. أَبو زَيْدٍ: أَنْسَلَ ريشُ الطَّائِرِ إِذا سَقَطَ، قَالَ: ونَسَلْته أَنا نَسْلًا، واسمُ مَا سقَط مِنْهُ النَّسِيل والنُّسَال، بِالضَّمِّ، وَاحِدَتُهُ نَسِيلَة ونُسَالة. وَيُقَالُ: أَنْسَلَتِ الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله، وَقَدْ نَسَلَتْ بِوَلَدٍ كثيرٍ تَنْسُلُ. ونُسَالُ الطَّيْرِ: مَا سقَط مِنْ رِيشِهَا، وَهُوَ النُّسَالَة. وَيُقَالُ: نَسَلَ الطائرُ ريشَه يَنْسُلُ ويَنْسِلُ نَسْلًا. ونَسَلَ الوبرُ وَرِيشُ الطَّائِرِ بِنَفْسِهِ، يتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَكَذَلِكَ أَنْسَلَ الطَّائِرُ ريشَه وأَنْسَلَ ريشُ الطَّائِرِ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وأَنْسَلَتِ الإِبلُ إِذا حَانَ لَهَا أَن تَنْسُل وبرَها. ونَسَلَ الثوبُ عَنِ الرَّجُلِ: سقَط. أَبو زَيْدٍ: النَّسُولَة مِنَ الْغَنَمِ مَا يُتَّخَذ نسلُها. وَيُقَالُ: مَا لِبَنِي فُلَانٍ نَسُولَةٌ أَي مَا يُطلَب نسلُه مِنْ ذَوَاتِ الأَربع. وأَنْسَلَ الصِّلِّيانُ أَطرافَه: أَبرَزَها ثُمَّ أَلقاها. والنُّسالُ: سُنْبُل الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ «2»: أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ، ... آكُلُ مِنْ حَوْذانِه وأَنْسِلُ وَيُرْوَى: وأُنسِل، فمَن رَوَاهُ وأَنْسِل فَمَعْنَاهُ سمِنت حَتَّى سَقَطَ عَنِّي الشَّعْرُ، وَمَنْ رَوَاهُ أُنْسِل فَمَعْنَاهُ تُنْسِل إِبلي وغنَمي. والنَّسِيلة: الذُّبالةُ، وَهِيَ الفَتِيلة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. ونَسَلَ الْمَاشِي يَنْسِلُ ويَنْسُلُ نَسْلًا ونَسَلًا ونَسَلاناً: أَسرع؛ قال:

_ (1). قوله [ومُنَازِل بن فرعان] ضبط في الأصل بضم الميم، وفي القاموس بفتحها، وعبارة شرحه: هو بفتح الميم كما يقتضيه إطلاقه ومنهم من ضبطه بضمها انتهى. وفي الصاغاني: وسموا منازل ومنازلًا بفتح الميم وضمها (2). قوله [أبي ذؤيب] كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في المحكم: ابن أبي دواد لأَبيه، ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل

عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً، ... بَرَدَ الليلُ عَلَيْهِ فَنَسَلْ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَسٌّ أَمامَ الْقَوْمِ دَائِمُ النِّسَلْ وَقِيلَ: أَصل النَّسلانِ لِلذِّئْبِ ثُمَّ استعمِل فِي غَيْرِ ذَلِكَ. وأَنْسَلْتُ القومَ إِذا تقدَّمتهم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَنْسَل الدِّرْعَانِ غَرْبٌ خَذِمٌ، ... وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لَمْ يُدَنْ «1» . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: يَخْرُجُونَ بِسُرْعَةٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّسَلان مِشْية الذِّئْبِ إِذا أَسرع. وَقَدْ نَسَلَ فِي العدْوِ يَنْسِلُ ويَنْسُلُ نَسْلًا ونَسَلاناً أَي أَسرع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم شكَوْا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الضَّعْفَ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بالنَّسْل ؛ قَالَ ابن الأَعرابي: ببسط «2» وَهُوَ الإِسراع فِي الْمَشْيِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنهم شَكَوْا إِليه الإِعْياء فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بالنَّسَلان ، وَقِيلَ: فأَمرهم أَن يَنْسِلوا أَي يُسْرِعُوا فِي الْمَشْيِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: وإِذا سَعى الْقَوْمُ نَسَل أَي إِذا عَدَوْا لِغَارَةٍ أَو مَخافة أَسرع هُوَ، قَالَ: والنَّسَلان دُونَ السَّعْيِ. والنَّسَل، بِالتَّحْرِيكِ: اللَّبَنُ يَخْرُجُ بنفْسه مِنَ الإِحليل. والنَّسِيل: الْعَسَلُ إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع. الْمُحْكَمُ: والنَّسِيل والنَّسِيلَةُ جَمِيعًا الْعَسَلُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ لِلَّبن الَّذِي يَسِيل مِنْ أَخضر التِّين النَّسَل، بِالنُّونِ، ذَكَرَهُ أَبو مَنْصُورٍ فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى نَلِسَ «3». وَاعْتَذَرَ عَنْهُ أَنه أَغفله فِي بَابِهِ فأَثبته فِي هَذَا الْمَكَانِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ يَنْسِلُ الوَدِيقة وَيَحْمِي الحقيقة. نشل: نَشَل الشَّيْءَ يَنْشُلُه نَشْلًا: أَسرع نَزْعَه. ونَشَلَ اللحمَ يَنْشُلُه ويَنْشِلُه نَشْلًا وأَنْشَلَه: أَخرجه مِنَ القِدْر بِيَدِهِ مِنْ غَيْرِ مِغْرفة. وَلَحْمٌ نَشِيل: مُنْتَشَل. وَيُقَالُ: انْتَشَلْت مِنَ الْقِدْرِ نَشِيلًا فأَكلتُه. ونَشَلْت اللحمَ مِنَ الْقِدْرِ أَنْشُلُه، بِالضَّمِّ، وانْتَشَلْته إِذا انتزَعته منها. والمِنْشَل والمِنْشال: حَدِيدَةٌ فِي رأْسها عُقَّافَة يُنْشَل بِهَا اللَّحْمُ مِنَ القِدْر وَرُبَّمَا «4» ....... مِنْشَال مِنَ المَنَاشِل؛ وأَنشد: وَلَوْ أَنِّي أَشاءُ نَعِمْتُ بَالًا، ... وباكَرَني صَبُوحٌ أَو نَشِيلُ ونَشَلَ اللحمَ يَنْشُلُه ويَنْشِلُه نَشْلًا وانْتَشَلَه: أَخذ بِيَدِهِ عُضْواً فتَناول مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ بفِيه، وَهُوَ النَّشِيل. وَفِي الْحَدِيثِ: ذُكِر لَهُ رَجُلٌ فَقِيلَ هُوَ مِنْ أَطول أَهل الْمَدِينَةِ صَلاةً، فأَتاه فأَخذ بعَضُده فنَشَلَه نَشَلاتٍ أَي جَذَبه جَذَبات كَمَا يَفْعَلُ مَنْ يَنْشِل اللَّحْمَ مِنَ الْقِدْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ عَلَى قِدْرٍ فانْتَشَل مِنْهَا عَظْماً أَي أَخذه قَبْلَ النُّضْجِ، وَهُوَ النَّشِيل. والنَّشِيل: مَا طُبِخَ مِنَ اللَّحْمِ بغير تابِل [تابَل]، والفِعْل كالفِعْل؛ قَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ: إِنَّ الشِّواءَ والنَّشِيلَ والرُّغُفْ، ... والقَيْنَةَ الحَسْناء والكَأْسَ الأُنُفْ لِلضَّارِبِينَ الهامَ، والخيلُ قُطُفْ اللَّيْثُ: النَّشْل لَحْمٌ يطبَخ بِلَا توابِل يَخْرُجُ مِنَ المَرَق ويُنْشَل. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ نَشِّلوا ضيفَكم وسَوِّدُوه

_ (1). قوله [أنسل الدرعان إلخ] هكذا في الأصل (2). قوله [ببسط] هو هكذا في الأصل بدون نقط (3). قوله [على نلس] هكذا في الأصل بدون نقط (4). هنا بياض في الأصل قدر ثلاث كلمات

ولَوُّوه وسَلِّفُوه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو حَاتِمٍ: النَّشِيل مَا انْتَشَلْت بيدِك مِنْ قِدْر اللَّحْمِ بِغَيْرِ مِغْرَفة، وَلَا يَكُونُ مِنَ الشِّواء نَشِيل إِنما هُوَ مِنَ القَدِير، وَهُوَ مِنَ اللبَن سَاعَةَ يحلَب. والنَّشِيل: اللَّبَنُ سَاعَةَ يحلَب وَهُوَ صَرِيفٌ ورَغْوَته عَلَيْهِ؛ قَالَ: عَلِقْت نَشِيلَ الضَّأْنِ، أَهْلًا ومَرْحَباً ... بِخالي، وَلَا يُهْدَى لِخالك مِحْلَبُ وَقَدْ نُشِلَ. وعضُد مَنْشُولَة ونَاشِلَة: دَقِيقَةٌ. وَفَخِذٌ نَاشِلَة: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ، نَشَلَتْ تَنْشُلُ نُشُولًا، وَكَذَلِكَ السّاقُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنها لَمَنْشُولَةُ اللَّحْمِ؛ وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ الأَعراب يَقُولُ فَخِذٌ ماشِلةٌ بِهَذَا الْمَعْنَى، وَقِيلَ: النُّشُولُ ذهابُ لَحْمِ السَّاقِ. والنَّشِيلُ: السيفُ الْخَفِيفُ الرقيقُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: نَشِيل من البِيضِ الصَّوارمِ بعد ما ... تَقَضَّضَ، عَنْ سِيلانِه، كلُّ قائِم قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ الأَعراب يَقُولُونَ لِلْمَاءِ الَّذِي يُسْتَخرَج مِنَ الركِيَّة قَبْلَ حَقْنِه فِي الأَسَاقي نَشِيل. وَيُقَالُ: نَشِيلُ هَذِهِ الركيَّة طيِّبٌ، فإِذا حُقِنَ فِي السِّقَاءِ نَقَصَت عُذُوبَتُه. ونَشَلَ المرأَة يَنْشُلها نَشْلًا: نكحَها. أَبو تُرَابٍ عَنْ خَلِيفَةَ: نَشَلَتْه الحَيَّة ونَشَطَتْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمَنْشَلَة، بِالْفَتْحِ: مَا تَحْتَ حَلْقة الْخَاتَمِ مِنَ الإِصبع؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعُ الْخَاتَمِ مِنَ الخِنْصِر. وَيُقَالُ: تَفَقَّدِ المَنْشَلةَ إِذا توضَّأْتَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِرَجُلٍ فِي وُضوئه: عَلَيْكَ بالمَنْشَلَة ، يَعْنِي موضعَ الْخَاتَمِ مِنَ الخنصِر، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنه إِذا أَراد غَسْلَه نَشَلَ الخاتمَ أَي اقْتلعه ثُمَّ غَسَله. نصل: التَّهْذِيبُ: النَّصْلُ نصلُ السَّهْمِ ونَصْلُ السيفِ والسِّكِّينِ والرمحِ، ونَصْلُ البُهْمَى مِنَ النبات ونحوه إِذا خَرَجَتْ نصالُها. الْمُحْكَمُ: النَّصْلُ حديدةُ السَّهْمِ والرمحِ، وَهُوَ حَدِيدَةُ السَّيْفِ مَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَقْبَض [مَقْبِض]؛ حَكَاهَا ابْنُ جِنِّي قَالَ: فإِذا كَانَ لَهَا مَقْبَض [مَقْبِض] فَهُوَ سَيْفٌ؛ وَلِذَلِكَ أَضاف الشَّاعِرُ النَّصْل إِلى السَّيْفِ فَقَالَ: قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ عُطْبول ... أَنِّي، بنَصْل السَّيْفِ، خَنْشَلِيل ونَصْل السَّيْفِ: حَدِيدُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ النصْل كُلُّ حَدِيدَةٍ مِنْ حَدَائِدِ السِّهام، وَالْجَمْعُ أَنصُل ونُصُول ونِصال. والنَّصْلانِ: النَّصْل والزُّجُّ؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ: عِشْنا بِذَلِكَ دَهْراً ثُمَّ فارَقَنا، ... كَذَلِكَ الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْن ينكَسِر وَقَدْ سمِّي الزُّجُّ وحدَه نَصْلًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّصْل السَّهْمُ العريضُ الطويلُ يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ فِتْر والمِشْقَصُ عَلَى النِّصْفِ مِنَ النَّصْل، قَالَ: وَالسَّهْمُ نَفْسُ النَّصْل، فَلَوِ التقطْتَ نَصْلًا لقلْتُ مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ؟ وَلَوِ التقطتَ قِدْحاً لَمْ أَقل مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ. وأَنْصَلُ السهمَ ونَصَّلَه: جَعَلَ فِيهِ النَّصْلَ، وَقِيلَ: أَنْصَلَه أَزال عَنْهُ النَّصْل، ونَصَّلَه ركَّب فِيهِ النَّصْل، ونَصَلَ السهمُ فِيهِ ثَبَتَ فَلَمْ يَخْرُجْ، ونَصَلْتُه أَنا ونَصَلَ خَرَجَ، فَهُوَ مِنَ الأَضداد، وأَنْصَلَه هُوَ. وَكُلُّ مَا أَخرجته فَقَدْ أَنْصَلْتَه. ابْنُ الأَعرابي: أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْته جَعَلْتُ لَهُ نَصْلًا، وأَنْصَلْته نَزَعْتُ نَصْلَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: فَامَّرَطَ قُذَذُ السَّهْمِ وانْتَصَلَ أَي سَقَطَ نَصْلُه. وَيُقَالُ:

أَنْصَلْت السهمَ فانْتَصَلَ أَي خَرَجَ نَصْلُه. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: وإِن كَانَ لِرُمْحِك سِنان فأَنْصِلْه أَي انزعْه. وَيُقَالُ: سَهْمٌ نَاصِل إِذا خَرَجَ مِنْهُ نَصْلُه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا بَلِلْتُ مِنْ فُلَانٍ بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي مَا ظفِرت مِنْهُ بِسَهْمٍ انْكَسَرَ فُوقُه وَسَقَطَ نَصْلُه. وَسَهْمٌ نَاصِل: ذُو نَصْل، جَاءَ بِمَعْنَيَيْنِ مُتضادَّين. الْجَوْهَرِيُّ: ونَصَل السهمُ إِذا خَرَجَ مِنْهُ النَّصْل؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَحُطَّ عَلَيْهَا والضُّلوعُ كأَنها، ... مِنَ الخَوْفِ، أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ وَقَالَ رَزِين بْنُ لُعْط: أَلا هَلْ أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَننا ... رَدَدْنا بَنِي كَعْب بأَفْوَقَ نَاصِلِ؟ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: ومَنْ رَمَى بِكُمْ فَقَدْ رَمَى بأَفْوَقَ نَاصِلٍ أَي بِسَهم مُنْكَسِرِ الفُوق لَا نَصْل فِيهِ. وَيُقَالُ أَيضاً «1». نَصَل السَّهْمُ إِذا ثَبَتَ نَصْلُهُ فِي الشَّيْءِ فَلَمْ يَخْرُجْ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ونَصَّلْت السهمَ تَنْصِيلًا: نَزَعْتُ نَصْلَه، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ قَرَّدْت البعيرَ وقَذَّيْت العينَ إِذا نَزَعْتَ مِنْهَا القُراد والقَذَى، وَكَذَلِكَ إِذا ركَّبت عَلَيْهِ النَّصْل فَهُوَ مِنَ الأَضداد، وَكَانَ يُقَالُ لِرَجَب: مُنْصِل الأَلَّةِ ومُنْصِل الإِلال ومُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كَانُوا يَنزِعون فِيهِ أَسِنَّة الرِّماح؛ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا يُسَمُّونَ رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة أَي مخرِج الأَسِنَّة مِنْ أَماكنها، كَانُوا إِذا دَخَلَ رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح ونِصالَ السِّهام إِبطالًا لِلْقِتَالِ فِيهِ وَقَطْعًا لأَسباب الفِتَن لحُرْمته، فَلَمَّا كَانَ سَبَبًا لِذَلِكَ سمِّي بِهِ. الْمُحْكَمُ: مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا ينزِعون الأَسِنَّة فِيهِ إِعْظاماً لَهُ وَلَا يَغْزُون وَلَا يُغِيرُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الأَعشى: تَدارَكَه فِي مُنْصِل الأَلِّ بعد ما ... مضَى غَيْرَ دَأْداءٍ، وَقَدْ كادَ يَذْهَبُ أَي تَداركه فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِهِ. الْكِسَائِيُّ: أَنْصَلْت السهمَ، بالأَلف، جَعَلْتُ فِيهِ نَصْلًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَجْهَ الْآخَرَ أَن الإِنْصال بِمَعْنَى النَّزْع والإِخراج، قَالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّصْل القَهَوْباة بِلَا زِجاجٍ، والقَهَوْبات السِّهامُ الصغارُ «2». ونَصَلَ فِيهِ السَّهْمُ: ثَبَتَ فَلَمْ يَخْرُجْ، وَقِيلَ: نَصَلَ خَرَجَ، وَقَالَ شِمْرٌ: لَا أَعرف نَصَلَ بِمَعْنَى ثَبت، قَالَ: ونَصَلَ عِنْدِي خَرَجَ. ونَصْلُ الغَزْلِ: مَا يَخْرُجُ مِنَ المِغْزَلِ. وَيُقَالُ للغزْل إِذا أُخْرج مِنَ المِغْزَل: نَصَل. ونَصَلَ مِنْ بَيْنِ الْجِبَالِ نُصُولًا: خَرَجَ وَظَهَرَ. ونَصَلَ فُلَانٌ مِنَ الْجَبَلِ إِلى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا عَلَيْنَا أَي خَرَجَ. ونَصَلَ الطريقُ مِنْ مَوْضِعِ كَذَا: خَرَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ تَنَصَّلَت هَذِهِ تَنْصُرُ بَني كَعْبٍ أَي أَقبلت، مِنْ قَوْلِهِمْ نَصَلَ عَلَيْنَا إِذا خَرَجَ مِنْ طَرِيقٍ أَو ظَهَرَ مِنْ حِجَابٍ، وَيُرْوَى: تَنْصَلِتُ أَي تقصِد لِلْمَطَرِ. ونَصَلَ الحافرُ نُصُولًا إِذا خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ فَسَقَطَ كَمَا يَنْصُلُ الخِضابُ. ونَصَلَتِ اللحيةُ تَنْصُلُ نُصُولًا، ولحيةٌ نَاصِل، بِغَيْرِ هَاءٍ، وتَنَصَّلْت: خَرَجَتْ مِنَ الخِضاب؛ وقوله:

_ (1). قوله [ويقال أيضاً إلخ] هكذا في الأَصل، وعبارة النهاية: ويقال نَصَلَ السَّهْمُ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ النصل، ونَصَلَ أيضاً إِذا ثبت نصله انتهى. ففي الأَصل سقط (2). ورد في مادة قهب أن القَهَوبات جمع. وأنّ القَهُوبات السهام الصغار واحدها قَهُوبة (راجع مادة قهب).

كَمَا اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ ... مُشاشَ المُرَوَّى، ثُمَّ لَمَّا تَنَصَّلِ مَعْنَاهُ لَمْ تَخرج فيَصْحو شارِبُها، وَيُرْوَى: ثُمَّ لَمَّا تَزَيَّل. ونَصَلَ الشَّعَرُ يَنْصُلُ: زَالَ عَنْهُ الخِضاب. ونَصَلَتِ اللَّسْعَةُ والحُمَةُ تَنْصُلُ: خَرَجَ سَمُّها وَزَالَ أَثَرُها؛ وَقَوْلُهُ: ضَوْرِيةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ... نَاصِلَة الحِقْوَينِ مِنْ إِزارِها إِنما عَنَى أَن حِقْوَيْها يَنْصُلان مِنْ إِزارِها، لتسلُّطها وتَبَرُّجِها وقلَّة تثقُّفها فِي مَلَابِسِهَا لأَشَرِها وشَرَهِها. ومِعْوَلٌ نَصْل: نَصَلَ عَنْهُ نِصابُه أَي خَرَجَ، وَهُوَ مِمَّا وصِف بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: شَرِيح كحُمَّاض الثَّماني عَلَتْ بِهِ، ... عَلَى راجِفِ اللَّحْيَين، كالمِعْوَل النَّصْل وتَنَصَّلَ فُلَانٌ مِنْ ذَنْبِهِ أَي تبرَّأَ. والتَّنَصُّلُ: شِبْهُ التبرُّؤ مِنْ جِنَايَةٍ أَو ذَنْبٍ. وتَنَصَّلَ إِليه مِنَ الْجِنَايَةِ: خَرَجَ وتبرَّأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَنَصَّلَ إِليه أَخوه فَلَمْ يقبَل أَي انْتَفَى مِنْ ذَنْبِهِ وَاعْتَذَرَ إِليه. وتَنَصَّلَ الشيءَ: أَخرجه. وتَنَصَّلَه: تَخَيَّره. وتَنَصَّلُوه: أَخذوا كُلَّ شَيْءٍ مَعَهُ. وتَنَصَّلْت الشَّيْءَ واسْتَنْصَلْته إِذا اسْتَخْرَجْتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ: قَرْم تَنَصَّلَه مِنْ حاصِنٍ عُمَرُ والنَّصْل: مَا أَبْرَزتِ البُهْمَى ونَدَرتْ بِهِ مِنْ أَكِمَّتها، وَالْجَمْعُ أَنْصُلٌ ونِصَال. والأُنْصُولَةُ: نَوْرُ نَصْل البُهْمَى، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُوبِسُه الحرُّ مِنَ البُهْمَى فَيَشْتَدُّ عَلَى الأَكَلَة؛ قَالَ: كأَنه واضِحُ الأَقْراب فِي لُقُحٍ ... أَسْمَى بهنَّ، وعَزَّتْه الأَناصِيلُ أَي عزَّت عَلَيْهِ. واسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جَعَلَهُ أَناصِيل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا، بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع وَيُرْوَى المَرابع؛ عِراقيَّة الأَقْياظ أَي تطلُب الْمَاءَ فِي القَيْظ، قَالَ غَيْرُهُ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى العِراق الَّذِي هُوَ شَاطِئُ الْمَاءِ، وَقَوْلُهُ: نَجْدُ المَراتِع أَراد جَمْعَ نَجْديٍّ فَحَذَفَ يَاءَ النَّسَبِ فِي الْجَمْعِ، كَمَا قَالُوا زَنْجِيّ وزَنْج. وَيُقَالُ: اسْتَنْصَلَتِ الريحُ اليَبِيسَ إِذا اقتلَعَتْه مِنْ أَصله. وبُرٌّ نَصِيلٌ: نَقِيٌّ مِنَ الغَلَثِ. والنَّصِيل: حَجَرٌ طَوِيلٌ قدْرُ ذِراع يُدقُّ بِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّصِيل حَجَرٌ طَوِيلٌ رقيقٌ كَهَيْئَةِ الصَّفِيحَةِ المحدَّدة، وَجَمْعُهُ النُّصُل، وَهُوَ البِرْطِيلُ، وَيُشَبَّهُ بِهِ رأْس الْبَعِيرِ وخُرْطومه إِذا رَجَف فِي سَيْرِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَحْلًا: عَرِيض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ، ... لَيْسَ بلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ وَقَالَ الأَصمعي: النَّصِيل مَا سَفَل مِنْ عَيْنَيْه إِلى خَطْمه، شبِّه بِالْحَجَرِ الطَّوِيلِ؛ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ فِي النَّصِيل فَجَعَلَهُ الحجَر: وَلَا أَمْغَرُ السَّاقَيْن بَاتَ كأَنه، ... عَلَى مُحْزَئِلَّات الإِكام، نَصِيلُ وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِيّ: فَقَامَ النَّحَّامُ العَدَويّ يَوْمَئِذٍ وَقَدْ أَقام عَلَى صُلْبه نَصِيلًا ؛ النَّصِيلُ: حَجر طَوِيلٌ

مُدَمْلَك قَدْرَ شِبْرٍ أَو ذِرَاعٍ، وَجَمْعُهُ نُصُل. وَفِي حَدِيثِ خَوَّاتٍ: فأَصاب ساقَه نَصِيل حَجَرٍ. والنَّصِيل: الحنَك عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. والنَّصِيل: مَفْصِل مَا بَيْنَ الْعُنُقِ والرأْس تَحْتَ اللَّحْيين، زَادَ اللَّيْثُ: مِنْ بَاطِنٍ مِنْ تَحْتِ اللَّحْيين. والنَّصِيل: الخَطْمُ. ونَصِيلُ الرأْس ونَصْله: أَعلاه. والنَّصْلُ: الرأْس بجميع ما فيه. والنَّصْلُ: طُولُ الرأْس فِي الإِبل وَالْخَيْلِ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ للإِنسان؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا «1» قَالَ: الْوَاحِدُ نَصِيل وَهُوَ مَا تَحْتَ الْعَيْنِ إِلى الخَطْم فَيَقُولُ تَحْسَبها فؤُوساً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّصِيل حَيْثُ تَصِل الجِباه. والمُنْصُل، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالصَّادِ، والمُنْصَل: السَّيْفُ اسْمٌ لَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ اسْمًا عَلَى مُفْعُل ومُفْعَل إِلا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ مُنْخُل ومُنْخَل. والنَّصِيل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَفوه: تُبَكِّيها الأَرامِلُ بِالْمَآلِي، ... بِداراتِ الصَّفائِح والنَّصِيلِ نضل: نَاضَلَه مُناضَلَةً ونِضَالًا ونِيضالًا: باراهُ فِي الرَّمْي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا عَهْدَ لِي بنِيضالْ، ... أَصبحتُ كالشَّنِّ البالْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فِيعالٌ فِي الْمَصْدَرِ عَلَى لُغَةِ الَّذِينَ قَالُوا تحمَّل تِحْمالًا، وَذَلِكَ أَنهم يُوَفِّرون الْحُرُوفَ ويجيئُون بِهِ عَلَى مِثَالِ «2». قَوْلِهِمْ كلَّمْتُه كِلَّاماً، وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ إِنه أَشبع الْكَسْرَةَ فأَتبعها الْيَاءَ كَمَا قال الآخر «3»: أَدْنُو فأَنْظُورُ، أَتبع الضَّمَّةَ الْوَاوَ اخْتِيَارًا، وَهُوَ عَلَى قَوْلِ ثَعْلَبٍ اضْطِرَارًا. ونَضَلْته أَنْضُلُه نَضْلًا: سَبَقْتُهُ فِي الرِّماءِ. ونَاضَلْت فُلَانًا فنَضَلْته إِذا غَلَبْتَهُ. اللَّيْثُ: نَضَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا نَضَله فِي مُراماةٍ فَغَلَبه. وَخَرَجَ الْقَوْمُ يَنْتضِلُون إِذا اسْتَبَقوا فِي رَمْي الأَغْراض. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بقومٍ يَنْتَضِلُون أَي يَرْتَمُون بالسِّهام. يُقَالُ: انْتَضَل الْقَوْمُ وتَنَاضَلُوا أَي رَمَوْا للسَّبْق. ونَاضَلْت عَنْهُ نِضَالًا: دافَعْت. وتَنَضَّلْت الشيءَ: أَخرجته. واجْتَلْت مِنْهُمْ جَوْلًا مَعْنَاهُ الِاخْتِيَارُ أَي اخْتَرْتُ. وانْتَضَلَ سيفَه: أَخرجه. وانْتَضَلْت مِنْهُمْ نَضْلة: اخْتَرْت. وفلانٌ نَضِيلي: وَهُوَ الَّذِي يُرامِيه ويُسابِقه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُنَاضِلُ عَنْ فُلَانٍ إِذا نَصَح عَنْهُ وَدَافَعَ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ بِعُذْرِهِ وحاجَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ: بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كنتُ أُنَاضِل أَي أُجادل وأُخاصِمُ وأُدافِعُ؛ وَمِنْهُ شِعْرِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتُم، وبَيْتِ اللهِ، يُبْزَى محمدٌ ... ولَمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُنَاضِل «4» . وانْتَضَلَ القومُ وتَنَاضَلُوا أَي رَمَوْا للسَّبْق؛ وَمِنْهُ قِيلَ: انْتَضَلُوا بالكلام والأَشعارِ. وانْتَضَلْت

_ (1). قوله [بناصلات إلخ] صدره وهو لرؤبة كما في التكملة: والصهب تمطو الحلق المعكوسا (2). قوله [على مثال إلخ] هكذا في الأصل، وفي نسختين من المحكم على مثال إفعال وعلى مثال قولهم كلمته إلخ (3). قوله [كما قال الآخر إلخ] في القاموس في مادة نظر: وَأَنَّنِي حَيْثُمَا يَثْنِي الْهَوَى بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُمَا سَلَكُوا أدنو فأنظور (4). قوله [يبزى] في النهاية في مادة بزي ما نصه: يُبْزَى أَيْ يُقْهَرُ وَيُغْلَبُ؛ أراد لَا يُبْزَى، فَحَذْفَ لَا مِنْ جَوَابِ الْقِسْمِ وَهِيَ مُرَادُهُ أَيْ لَا يُقْهَرُ وَلَمْ نُقَاتِلْ عَنْهُ وَنُدَافِعْ

رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ وانْتَضَلْت سَهْمًا مِنَ الكِنانة أَي اخْتَرْت. والمُنَاضَلَةُ: المُفاخَرة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مَلِكٌ تَدِينُ لَهُ الْمُلُوكُ، ... وَلَا يُجاثِيه المُنَاضِل وانْتَضَلَ القومُ إِذا تفاخَروا؛ قَالَ لَبِيدٌ: فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ ... كعَتِيق الطيرِ يُغْضي ويُجَل ابْنُ السِّكِّيتِ: انْتَضى السَّيْفَ مِنْ غِمْدِه وانْتَضَلَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَنَضَّلْتُ الشيءَ إِذا اسْتَخْرَجْتَهُ. وانْتِضَال الإِبل: رَمْيُها بأَيديها فِي السَّيْر. ونَضِلَ البعيرُ والرجُل نَضْلًا: هُزِل «1». وأَعْيا، وأَنْضَلَه هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: النَّضَل والتَّبْدِيدُ التعبُ، وَقَدْ نَضِلَ يَنْضَلُ نَضَلًا. ونَضِلَت الدَّابَّةُ: تَعِبَتْ. ونَضْلَةُ: اسْمٌ، وَهُوَ نَضْلَةُ بْنُ هَاشِمٍ، ونَضْلَة بنُ حِمار. الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ يُكْنى أَبا نَضْلَةَ. نطل: النَّطْلُ: مَا عَلَى طُعْمِ الْعِنَبِ مِنَ القِشْر. والنَّطْلُ: مَا يُرْفَع مِنْ نَقِيع الزَّبِيبِ بَعْدَ السُّلاف، وإِذا أَنْقَعْت الزَّبِيبَ فأَوّل مَا يُرْفَع مِنْ عُصارتِه هُوَ السُّلاف، فإِذا صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ ثَانِيَةً فَهُوَ النَّطْل؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْخَمْرَ: مِمَّا تُعَتَّق فِي الدِّنانِ كأَنها، ... بِشفاهِ ناطِلِه، ذَبِيحُ غَزالِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النَّأْطَل، يُهْمز وَلَا يُهْمز، القدَح الصَّغِيرُ الَّذِي يُري الخمَّارُ فِيهِ النَّمُوذَج. ابْنُ الأَعرابي: والنَّطْلُ اللَّبَنُ الْقَلِيلُ. والنَّاطِلُ: الجُرْعة مِنَ الْمَاءِ واللبنِ والنبيذِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَلَوْ أَنّ مَا عندَ ابنِ بُجْرةَ عندَها ... مِنَ الخَمْرِ، لَمْ تَبْلُلْ لَهاتي بنَاطِل قَوْلُهُ مِنَ الْخَمْرِ مُتَّصِلٌ بِعِنْدَ الَّتِي فِي الصِّلَةِ، وَعِنْدَهَا الثَّانِيَةُ خَبَرُ أَن، التَّقْدِيرُ: فَلَوْ أَن مَا عِنْدَ ابْنِ بُجْرَةَ مِنَ الْخَمْرِ عِنْدَهَا، فَفَصَلَ بَيْنَ الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ، وَقِيلَ: النَّاطِلُ الخمرُ عامَّة. يُقَالُ: مَا بِهَا طَلٌّ وَلَا نَاطِلٌ، فالناطلُ مَا تَقَدَّمَ، والطَّلُّ اللبَن. والناطِلُ أَيضاً: الْفَضْلَةُ تَبْقَى فِي المِكْيال. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: كَرِه أَن يُجعل نَطْلُ النَّبيذ فِي النَّبيذ ليشتدَّ بالنَّطْل ؛ هُوَ أَن يُؤْخَذَ سُلاف النَّبيذ وَمَا صَفَا مِنْهُ، فإِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا العَكَر والدُّرْدِيُّ صبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ وخُلِط بِالنَّبِيذِ الطَّريِّ ليشتدَّ. يُقَالُ: مَا فِي الدَّنِّ نَطْلة ناطِل أَي جُرْعة، وَبِهِ سُمِّيَ القدَح الصَّغِيرُ الَّذِي يَعْرِض فِيهِ الخمَّار أُنْموذَجَه ناطِلًا. والناطِلُ والناطَلُ والنَّيْطَل والنَّأْطَل: مِكْيَالُ الشَّراب وَاللَّبَنِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: تكُرُّ عَلَيْنَا بالمِزاجِ النَّيَاطِلُ أَبو عَمْرٍو: النَّيَاطِل مَكاييل الْخَمْرِ، وَاحِدُهَا نأْطَل، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ ناطِل، بِكَسْرِ الطَّاءِ غَيْرِ مَهْمُوزٍ والأَول مَهْمُوزٌ. اللَّيْثُ: الناطِلُ مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ اللَّبَنُ وَنَحْوُهُ، وَجَمْعُهُ النَّواطِل. أَبو تُرَابٍ: يُقَالُ انْتَطَلَ فُلَانٌ مِنَ الزِّقِّ نَطْلَةً وامتَطَل مَطْلة إِذا اصْطَبَّ مِنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا. الْجَوْهَرِيُّ: النَّاطِل، بِالْكَسْرِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، كُوزٌ كَانَ يُكَالُ بِهِ الْخَمْرُ، وَالْجَمْعُ النَّيَاطِل. قال

_ (1). قوله [نَضْلًا هزل] ضبط في الأصل بسكون الضاد في هذا المصدر وكذا فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ والتهذيب، وفي أخرى من المحكم نَضَلًا بالتحريك

ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ الْجَمْعُ نَيَاطِل هُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ منعُه لأَن فاعِلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَياعِل، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن نَيَاطِل جَمْعُ نَيْطَل لُغَةٌ فِي الناطَل والناطِل؛ حَكَاهَا ابْنِ الأَنباري عَنْ أَبيه عَنِ الطَّوْسِيِّ. ونَطَل الخَمر: عصَرها. والنِّطْل: خُثارةُ الشَّرَابِ. والنَّيْطَل: الدَّلْوُ، مَا كَانَتْ؛ قَالَ: ناهَبْتهم بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ، ... بِمَسْك عَنْزٍ مِنْ مُسُوك الرِّيفِ الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَتِ الدَّلْوُ كَبِيرَةً فَهِيَ النَّيْطَل. وَيُقَالُ: نَطَل فُلَانٌ نَفْسَهُ بِالْمَاءِ نَطْلًا إِذا صبَّ عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ يَتعالَج بِهِ. والنِّئْطِلُ والنَّيْطَلُ: الدَّاهِيَةُ. وَرَجُلٌ نَيْطَل: داهٍ. وَمَا فِيهِ نَاطِلٌ أَي شَيْءٌ. الأَصمعي: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بالنِّئْطِل والضِّئْبِل، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَمْعُ النِّئْطِل نَآطِل؛ وأَنشد: قَدْ عَلِمَ النآطِلُ الأَصْلالُ، ... وعلماءُ الناسِ والجهَّالُ، وَقْعي إِذا تَهافَتَ الرُّؤالُ قَالَ: وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ فِي مُفْرَدِهِ: وعَلِمْتُ أَنِّي قَدْ رُمِيتُ بِنِئْطِلٍ، ... إِذْ قيلَ: صارَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قَوْمَسُ دَوْفَن: قَبِيلَةٌ، وقَوْمَس: أَمير. ونطلْت رأْس الْعَلِيلِ بالنَّطول: وَهُوَ أَن تَجْعَلَ الْمَاءَ الْمَطْبُوخَ بالأَدْوية فِي كُوزٍ ثُمَّ تصبَّه عَلَى رأْسه قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ: وَسَقَوْهُمْ بِصَبِير النَّيْطَل ؛ النَّيْطَلُ: الموتُ وَالْهَلَاكُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، والصَّبِيرُ السَّحَابُ، وَاللَّهُ أَعلم. نعل: النَّعْل والنَّعْلةُ: مَا وَقَيْت بِهِ القدَم مِنَ الأَرض، مُؤَنَّثَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا شَكَا إِليه رَجُلًا مِنَ الأَنصار فَقَالَ: يَا خيرَ مَنْ يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّعْل مُؤَنَّثَةٌ وَهِيَ الَّتِي تُلبَس فِي المَشْي تسمَّى الْآنَ تاسُومة، وَوَصَفَهَا بِالْفَرْدِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ لأَن تأْنيثها غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، والفَرْدُ هِيَ الَّتِي لَمْ تُخْصَف وَلَمْ تُطارَق وإِنما هِيَ طاقٌ وَاحِدٌ، وَالْعَرَبُ تمدَح برقَّة النِّعال وَتَجْعَلُهَا مِنْ لِباس المُلوك؛ فأَما قَوْلُ كثيِّر: لَهُ نَعَلٌ لَا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها، ... وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت فإِنه حرَّك حَرْفَ الْحَلْقِ لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهُ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: يَغَدُو وَهُوَ مَحَمُوم، فِي يَغْدو وَهُوَ مَحْموم، وَهَذَا لَا يُعَدُّ لُغَةً إِنما هُوَ مُتْبَع مَا قَبْلُهُ، وَلَوْ سُئِلَ رَجُلٌ عَنْ وَزْنِ يَغَدُو وَهُوَ مَحَموم لَمْ يَقُلْ إِنه يَفَعَل وَلَا مَفَعُول؛ وَالْجَمْعُ نِعَال. ونَعِلَ يَنْعَلُ نَعَلًا وتَنَعَّلَ وانْتَعَلَ: لبِس النَّعْل. والتَّنْعِيل: تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق مِنْ حَدِيدٍ تَقِيه الْحِجَارَةَ، وَكَذَلِكَ تَنْعِيل خفِّ الْبَعِيرِ بِالْجِلْدِ لِئَلَّا يَحفَى. ونَعْل الدَّابَّةِ: مَا وُقِيَ بِهِ حافرُها وخفُّها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النَّعْل الحِذاء، مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا نُعَيْلَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَكُنِ الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي مَنْ يَكُنْ ذَا جِدّ يَبِنْ ذَلِكَ عَلَيْهِ. ونَعَلَ القومَ: وهَب لَهُمْ نِعالًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَنْعَلُوا وهُمْ نَاعِلون، نَادِرٌ: كثُرتْ نِعالهم؛ عَنْهُ أَيضاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لَهُمْ قُلْتَ فَعَلْتهم

بِغَيْرِ أَلف، وإِذا أَردت أَن ذَلِكَ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفْعَلوا. وأَنْعَلَ الرجلُ دابَّتَه إِنْعَالًا، فَهُوَ مُنْعِل. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْعَلَ الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما. وَيُقَالُ: أَنْعَلْتُ الْخَيْلَ، بِالْهَمْزَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن غَسَّان تُنْعِل خيلَها. وَرَجُلٌ نَاعِل ومُنْعِل: ذُو نَعْل «1» وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ مَيَّادة: يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ، ويَعْتَزي ... إِلى شَرِّ حافٍ فِي البِلادِ ونَاعِلِ وإِذا قُلْتَ مُنْتَعِل فَمَعْنَاهُ لابسٌ نَعْلًا، وامرأَة نَاعِلَة. وَفِي الْمَثَلِ: أَطِرِّي فإِنك نَاعِلَة؛ أَراد أَدِلِّي عَلَى الْمَشْيِ فإِنك غليظةُ الْقَدَمَيْنِ غَيْرُ مُحْتَاجَةٍ إِلى النَّعْلَيْنِ، وأَحال الأَزهري تَفْسِيرَ هَذَا الْمَثَلِ عَلَى مَوْضِعِهِ فِي حَرْفِ الطَّاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ «2». وَحَافِرٌ نَاعِلٌ: صُلْب، عَلَى المثَل؛ قَالَ: يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً نَاعِلا «3» . الوَقِيعُ: الَّذِي قَدْ ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة، يَقُولُ: قَدْ صَلُب مِنْ تَوْقِيعِ الْحِجَارَةِ حَتَّى كأَنه مُنْتَعِل. وَفَرَسٌ مُنْعَل: شديدُ الْحَافِرِ. وَيُقَالُ لِحِمَارِ الْوَحْشِ: نَاعِل، لِصَلَابَةِ حَافِرِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنْعَلْت خُفِّي ودابَّتي، قَالَ: وَلَا يُقَالُ نَعَلْت. وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كَذَا أَو رَجُلٌ كَذَا أَو الْيَدَيْنِ أَو الرِّجْلَيْنِ إِذا كَانَ البَياض فِي مآخِير أَرْساغِ رِجْلَيْهِ أَو يَدَيْهِ وَلَمْ يَسْتَدِرْ، وَقِيلَ: إِذا جَاوَزَ البياضُ الخاتمَ، وَهُوَ أَقلُّ وضَحِ الْقَوَائِمِ، فَهُوَ إِنْعَال مَا دَامَ فِي مؤخَّر الرُّسْغ مِمَّا يَلي الحافرَ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ مِنْ وَضَح الفَرس الإِنْعَال، وَهُوَ أَن يُحيط الْبَيَاضُ بِمَا فَوْقَ الْحَافِرِ مَا دَامَ فِي مَوْضِعِ الرُّسغ. يُقَالُ: فَرَسٌ مُنْعَل، قَالَ: وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ هُوَ بَيَاضٌ يَمَسُّ حَوافِرَه دُونَ أَشاعِره، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الإِنْعَال أَن يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي مؤخَّر الرُّسْغ مِمَّا يَلي الْحَافِرَ عَلَى الأَشْعَر لَا يَعْدُوه وَلَا يَستدير، وإِذا جَاوَزَ الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ وَاسْتَدَارَ فَهُوَ التَّخْدِيم. وانْتَعَلَ الرجلُ الأَرض: سافرَ رَاجِلًا؛ وَقَالَ الأَزهري: انْتَعَلَ فُلَانٌ الرَّمضاء إِذا سافَر فِيهَا حَافِيًا. وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا عَقَل الظلُّ نِصْفَ النَّهَارِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: وانْتَعَلَ الظِّلَّ فَكَانَ جَوْرَبا وَيُرْوَى: وانْتَعِلِ الظِّلّ. قَالَ الأَزهري: وانْتَعَلَ الرجلُ إِذا رَكِبَ صِلاب الأَرض وحِرارها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فِي كُلِّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ ابْنُ الأَعرابي: النَّعْلُ مِنَ الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كُلُّ هَذِهِ لَا تَكُونُ إِلا مِنَ الحَرَّة، فالنَّعْلُ مِنْهَا شبيهٌ بالنَّعْل فِيهَا ارتفاعٌ وصلابةٌ، والخُفُّ أَطول مِنَ النَّعْل، والكُراعُ أَطول مِنَ الخُفِّ، والضِّلَعُ أَطول مِنَ الكُراعِ، وَهِيَ مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النَّعْل مِنَ الأَرض الْقِطْعَةُ الصُّلْبة الْغَلِيظَةُ شِبْهُ الأَكَمة يَبْرق حَصاها وَلَا تُنْبِتُ شَيْئًا، وَقِيلَ: هِيَ قِطْعَةٌ تَسِيلُ مِنَ الحَرَّة مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ: فِدًى لامْرئٍ، والنَّعْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ... شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ

_ (1). قوله [ومُنْعِل ذو نعل] هكذا ضبط في الأصل، وفي القاموس: ومنعل كمكرم ذو نعل (2). قوله [وسنذكره في موضعه] هكذا في الأصل، وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر (3). قوله [يركب فيناه] هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه بالقاف

قَالَ الأَزهري: النَّعْل نَعْل الْجَبَلِ، والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ، وأَصله الْعَطَشُ، والحَواثِر مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَالْجَمْعُ نِعَال؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ قَوْمًا مُنْهَزِمِينَ: كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث ... بالحَرِّ، إِذ تَبْرُقُ النِّعَالُ» . وأَنشد الْفَرَّاءُ: قَوْم، إِذا اخضرَّتْ نِعَالُهمُ، ... يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: إِذا ابْتَلَّت النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النِّعَالُ جَمْعُ نَعْل وَهُوَ مَا غلُظ مِنَ الأَرض فِي صَلابة وإِنما خَصَّهَا بِالذِّكْرِ لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنَدِّيها بِخِلَافِ الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف الماءَ؛ قَالَ الأَزهري: يَقُولُ إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بِمَنْ يَمْشِي فِيهَا فصلُّوا فِي مَنازلكم، وَلَا عَلَيْكُمْ أَن لَا تَشْهَدُوا الصَّلَاةَ فِي مَسَاجِدِ الْجَمَاعَاتِ. والمَنْعَل والمَنْعَلَةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ اسمٌ وصفةٌ. والنَّعْلُ مِنْ جَفْن السَّيْفِ: الحديدةُ الَّتِي فِي أَسفل قِرابه. ونَعْل السَّيْفِ: حَدِيدَةٌ فِي أَسفلِ غِمْده، مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلى مَلِكٍ لَا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ، ... أَجَلْ لَا، وإِن كَانَتْ طِوالًا مَحامِلُهْ وَيُرْوَى: حَمائلُهْ، وَصَفَهُ بِالطُّولِ وَهُوَ مَدْحٌ. ونَعْل السَّيْفِ: مَا يَكُونُ فِي أَسفل جَفْنِه مِنْ حَدِيدَةٍ أَو فضَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ نَعْلُ سيفِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ فِضَّة ؛ نعْلُ السَّيْفِ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي أَسفل القِراب. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّعْل حَدِيدَةُ المِكْرب، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ السِّنَّ. والنَّعْلُ: العَقَب الَّذِي يُلْبَسه ظَهْرُ السِّيَة مِنَ الْقَوْسِ، وَقِيلَ: هي الجلدة الَّتِي عَلَى ظَهْرِ السِّيَةِ، وَقِيلَ: هِيَ جِلْدَتُهَا الَّتِي عَلَى ظَهْرِهَا كُلُّهُ. والنَّعْل: الرَّجُلُ الذَّلِيلُ يُوطَأُ كَمَا تُوطَأُ الأَرض؛ وأَنشد للقُلاخ: وَلَمْ أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا «2». وَبَنُو نُعَيْلَة: بَطْنٌ. قَالَ الأَزهري: إِذا قُطعت الوَدِيَّة مِنْ أُمِّها بِكَرَبها قِيلَ: ودِيَّة مُنْعَلَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ وأَنكره الطُّوسِيُّ، وَقَالَ: صَوَابُهُ بكَرَبة، يُرِيدُ تَقْطَعُ بكَرَبةٍ مِنَ الأُمّ أَي مَعَ كَرَبة مِنْهَا، وَذَلِكَ أَن الوَدِيَّة تَكُونُ فِي أَصل النَّخْلة مَعَ أُمِّها، وأَصلها فِي الأَرض، وَتَكُونُ فِي جِذْعِ أُمِّها فإِذا قُلِعت مَعَ كَرَبةٍ مِنْ أُمِّها قِيلَ: وَدِيَّة مُنْعَلَة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَمَاهُ بالمُنْعِلات أَي بِالدَّوَاهِي، وَتَرَكْتُ بَيْنَهُمُ المُنْعِلات. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِزَوْجَةِ الرَّجُلِ هِيَ نَعْلُه ونَعْلَتُه؛ وأَنشد لِلرَّاجِزِ: شَرُّ قَرِينٍ لِلْكَبِيرِ نَعْلَتُهْ، ... تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ وَالْعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالنَّعْل. نعثل: النَّعْثَلُ: الشيخُ الأَحمقُ. وَيُقَالُ: فِيهِ نَعْثَلَةٌ أَي حُمْقٌ. والنَّعْثَلُ: الذِّيخُ وَهُوَ الذكَر مِنَ الضِّبَاعِ. ونَعْثَلَ: خَمَع. والنَّعْثَلَة: أَن يمشِيَ الرَّجُلُ مُفاجًّا ويَقْلِب قَدَمَيْه كأَنه يَغْرِفُ بهما،

_ (1). قوله [بالحر] تقدم في مادة حرشف بدله بالجو (2). قوله [وأنشد للقلاخ إلخ] هكذا في الأصل، والشطر في التهذيب غير منسوب وعبارة الصاغاني عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ قَالَ القلاخ: شر عبيد حسباً وأصلا ... دراجة موطوءة ونعلا ويروى دارجة

وَهُوَ مِنَ التبختُر. ونَعْثَل: رَجُلٌ مِنْ أَهل مِصْر كَانَ طَوِيلَ اللِّحْية، قِيلَ: إِنه كَانَ يُشْبِه عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وشاتِمُو عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُسَمُّونَهُ نَعْثَلًا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه كَانَ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَنَالَ مِنْهُ، فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَا يَمْنَعَنَّك مَكَانُ ابْنِ سَلَامٍ أَن تَسُبَّ نَعْثَلًا فإِنه مِنْ شِيعته ، وَكَانَ أَعداءُ عُثْمَانَ يُسَمُّونَهُ نَعْثَلًا تَشْبِيهًا بِالرَّجُلِ المِصْريّ الْمَذْكُورِ آنِفًا. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: اقْتُلُوا نَعْثَلًا قَتَل اللهُ نَعْثَلًا تَعْنِي عُثْمَانَ، وَكَانَ هَذَا مِنْهَا لَمَّا غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مَكَّةَ، وكان عثمان إِذا نِيلَ مِنْهُ وَعِيبَ شبِّه بِهَذَا الرَّجُلِ المِصْريّ لِطُولِ لِحْيَتِهِ وَلَمْ يَكُونُوا يَجِدُونَ فِيهِ عَيْبًا غَيْرَ هَذَا. والنَّعْثَلَةُ مِثْلُ النَّقْثَلة: وَهِيَ مِشْية الشَّيْخِ. ابْنُ الأَعرابي: نَعْثَلَ الفرسُ فِي جَرْيِهِ إِذا كَانَ يَقْعُد عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ العدْوِ وَهُوَ عَيْبٌ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: كُلُّ مُكِبِّ الجَرْي أَو مُنَعْثِلَهْ وَفَرَسٌ مُنَعْثِل: يُفَرِّقُ قَوَائِمَهُ فإِذا رَفَعَهَا فكأَنما يَنْزِعها مِنْ وَحَل يَخْفِق برأْسه وَلَا تَتْبَعُهُ رجلاه. نعدل: الأَصمعي «3»: مَرَّ فُلَانٌ مُنَعْدِلًا ومُنَوْدِلًا إِذا مَشَى مسترخياً. نعظل: العَنْظَلة والنَّعْظَلَة، كِلَاهُمَا: العَدْوُ البَطيءُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عنظل. نغل: النَّغَل، بِالتَّحْرِيكِ: فَسَادُ الأَدِيم فِي دِباغه إِذا تَرَفَّت وتَفَتَّت. وَيُقَالُ: لَا خَيْرَ فِي دَبْغة عَلَى نَغْلَة. نَغِلَ الأَديمُ، بِالْكَسْرِ، نَغَلًا، فَهُوَ نَغِلٌ: فَسَدَ فِي الدَّبَّاغِ، وأَنْغَلَه هُوَ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ: بَنِي كاهِلٍ لَا تُنْغِلُنَّ أَدِيمَها، ... ودَعْ عَنْك أَفْصَى، لَيْسَ مِنْهَا أَدِيمُها وَالِاسْمُ: النَّغْلَة. ونَغِلَ الجُرْحُ نَغَلًا: فَسَدَ، وبَرئ الجُرْحُ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ نَغَلٍ أَي فسادٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: رُبَّمَا نَظَر الرجلُ نَظْرةً فَنَغِلَ قلبُه كَمَا يَنْغَلُ الأَديمُ فِي الدِّباغ فَيَتَثقَّب. ونَغِلَ الأَديمُ إِذا عفِن وتَهَرَّى فِي الدِّبَاغِ فَيَفْسَدُ ويَهْلِك. وجَوْزةٌ نَغِلَةٌ: متَغيِّرة. وَرَجُلٌ نَغِلٌ ونَغْلٌ: فَاسِدُ النسَب، وَقِيلَ: إِن الْعَامَّةَ تَقُولُ نَغْل. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ نَغُلَ المولودُ يَنْغُلُ نُغُولَةً، فَهُوَ نَغْل. والنَّغْل: وَلَدُ الزِّنْيَة، والأُنثى نَغْلَة، والمصدرُ أَو اسمُ الْمَصْدَرِ مِنْهُ النِّغْلَة. والنَّغَلُ: الإِفسادُ بَيْنَ الْقَوْمِ والنَّميمةُ؛ قال الأَعشى يَذْكُرُ نَبَاتَ الأَرض: يَوماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ... العَصْبِ، وَيَوْمًا أَدِيمُها نَغِلا وَاسْتَشْهَدَ الأَزهري بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى قَوْلِهِ نَغِلَ وجهُ الأَرض إِذا تهشَّم مِنَ الجُدوبة. وَفِيهِ نَغَلَةٌ أَي نميمةٌ. وأَنْغَلَهم حَدِيثًا سمعَه: نَمَّ إِليهم بِهِ. ونَغِلَ قلبُه أَي ضَغِن. يُقَالُ: نَغِلَتْ نِيَّاتُهم أَي فسدتْ. نغبل: النُّغْبُول والغُنْبُول: طَائِرٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبت. نفل: النَّفَل، بِالتَّحْرِيكِ: الغنيمةُ والهبةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ، ... وبإِذْنِ اللهِ رَيْثي والعَجَلْ

_ (3). قوله [نعدل الأَصمعي إلخ] هذه المادة في الأَصل بالعين المهملة بعد النون. وأتي بها في القاموس بالغين المعجمة بعد النون أيضاً لكن نبه شارحه على أنه بالعين المهملة، والذي في الصاغاني هو ما ذكره المجد، وأما الذي في التهذيب فهو معندلًا بالعين قبل النون

وَالْجَمْعُ أَنْفَال ونِفَال؛ قَالَتْ جَنُوب أُخت عَمْرو ذِي الكَلْب: وَقَدْ عَلِمَتْ فَهْمُ عِنْدَ اللِّقاء، ... بأَنهمُ لَكَ كَانُوا نِفَالا نَفَّلَه نَفَلًا وأَنْفَلَه إِيَّاه ونَفَلَه، بِالتَّخْفِيفِ، ونفَّلْت فُلَانًا تَنْفِيلًا: أَعطيته نَفَلًا وغُنْماً. وَقَالَ شَمِرٌ: أَنفَلْت فُلَانًا ونَفَلْته أَي أَعطيته نافِلة مِنَ الْمَعْرُوفِ. ونَفَّلْته: سوَّغت لَهُ مَا غَنِم؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيت سَنَةَ جَمادَى، ... أَخَذْتُ فَأْسي أَقْطَعُ القَتادا، رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا قَالَ: أَنشدَتْه العُقَيْليَّة فَقِيلَ لَهَا مَا الإِنْفَال؟ فَقَالَتْ: الإِنْفَال أَخذُ الفأْس يَقْطَعُ القَتادَ لإِبِله لأَن يَنْجُوَ مِنَ السَّنَة فَيَكُونَ لَهُ فَضْل عَلَى مَنْ لَمْ يَقْطَعِ القَتاد لإِبله. ونَفَّلَ الإِمامُ الجُنْدَ: جَعَلَ لَهُمْ مَا غَنِمُوا. والنَّافِلَةُ: الْغَنِيمَةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِنْ تَكُ أُنْثَى مِنْ مَعَدٍّ كَرِيمَةً ... عَلَيْنَا، فَقَدْ أَعطيت نَافِلَة الفَضْل وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ؛ يُقَالُ الغَنائم، واحدُها نَفَل، وإِنما سأَلوا عَنْهَا لأَنها كَانَتْ حَرَامًا عَلَى مَن كَانَ قَبْلَهُمْ فأَحلَّها اللَّهُ لَهُمْ، وَقِيلَ أَيضاً: إِنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفَّلَ فِي السَّرايا فكَرِهُوا ذَلِكَ؛ فِي تأْويله: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ، كَذَلِكَ تُنَفِّلُ مَنْ رأَيتَ وإِن كَرِهُوا، وَكَانَ سيدُنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَى بأَسِير شَيْئًا فَقَالَ بعضُ الصَّحَابَةِ: يَبْقَى آخرُ النَّاسِ بِغَيْرِ شَيْءٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وجِماعُ مَعْنَى النَّفَل والنَّافِلَة مَا كَانَ زِيَادَةً عَلَى الأَصل، سمِّيت الغنائمُ أَنْفَالًا لأَن الْمُسْلِمِينَ فُضِّلوا بِهَا عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ تحلَّ لَهُمُ الغَنائم. وصلاةُ التطوُّع نَافِلةٌ لأَنها زِيَادَةُ أَجْرٍ لَهُمْ عَلَى مَا كُتِبَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِ مَا فُرِضَ عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: ونَفَّلَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، السَّرَايا فِي البَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي القَفْلة الثُّلُثَ، تَفْضِيلًا لَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهل الْعَسْكَرِ بِمَا عانَوْا مِنْ أَمر العَدُوِّ، وقاسَوْهُ مِنَ الدُّؤُوب والتَّعَبِ، وَبَاشَرُوهُ مِنَ القِتال وَالْخَوْفِ. وكلُّ عطيَّةٍ تَبَرَّع بِهَا مُعطيها مِنْ صدقةٍ أَو عملِ خَيْرٍ فَهِيَ نَافِلَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّفَل الغنائمُ، والنَّفَل الْهِبَةُ، والنَّفَل التطوُّع. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَنَفَّلَ فُلَانٌ عَلَى أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مِمَّا أَخذوا عِنْدَ الْغَنِيمَةِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ. نَفَّلْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ أَي فضَّلته. والنَّفَل، بِالتَّحْرِيكِ: الْغَنِيمَةُ، والنَّفْل، بِالسُّكُونِ وَقَدْ يُحَرَّكُ: الزِّيَادَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا ونَفَّلَهم بَعِيرًا بَعِيرًا أَي زَادَهَمْ عَلَى سِهامهم، وَيَكُونُ مِنْ خُمْس الخُمْسِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا نَفَل فِي غَنيمةٍ حَتَّى يُقسَم جَفَّةً كُلُّهَا أَي لَا ينفِّل مِنْهَا الأَمير أَحداً مِنَ المُقاتِلة بَعْدَ إِحْرازها حَتَّى يُقْسَمَ كُلُّهَا، ثُمَّ ينفِّله إِن شَاءَ مِنَ الْخُمُسِ، فأَما قَبْلَ القِسْمة فَلَا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ النَّفَل والأَنْفال فِي الْحَدِيثِ، وَبِهِ سمِّيت النَّوَافِل فِي العِبادات لأَنها زَائِدَةٌ عَلَى الفَرائض. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزَالُ العَبْد يتقرَّب إِليّ بالنَّوَافِل. وَفِي حَدِيثِ قِيامِ رَمَضَانَ: لَوْ نَفَّلْتنا بقيَّة ليلتِنا هَذِهِ أَي زِدْتنا مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِنّ المَغانِمَ كَانَتْ محرَّمة عَلَى الأُمَمِ فنَفَّلَها اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الأُمة أَي زَادَهَا. والنَّافِلَةُ:

العطيَّة عَنْ يدٍ. والنَّفْل والنَّافِلَةُ: مَا يَفْعَلُهُ الإِنسان مِمَّا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ؛ النَّفْل والنَّافِلَةُ: عَطِيَّةُ التطوُّع مِنْ حَيْثُ لَا يَجِبُ، وَمِنْهُ نَافِلَةُ الصَّلَاةِ. والتَّنَفُّل: التطوُّع. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَتْ لأَحد نَافِلَة إِلَّا لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ غفر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخَّر فعمَلُه نَافِلَةٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِهِ نَافِلَةٌ زِيَادَةٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاصَّةً لَيْسَتْ لأَحد لأَن اللَّهَ تَعَالَى أَمره أَن يَزْدَادَ فِي عِبَادَتِهِ عَلَى مَا أَمرَ بِهِ الخلْق أَجمعين لأَنه فضَّله عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَعَدَهُ أَن يبعَثَه مَقاماً مَحْمُودًا وصحَّ أَنه الشَّفَاعَةُ. وَرَجُلٌ كَثِيرُ النَّوَافِل أَي كثيرُ العَطايا والفَواضِل؛ قَالَ لَبِيدٌ: لِلَّهِ نَافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ قَالَ شَمِرٌ: يُرِيدُ فَضْل مَا ينفِّل مِنْ شَيْءٍ. ونَفَّلَ غيرَه يُنَفِّلُ أَي فضَّله عَلَى غَيْرِهِ. والنَّافِلَةُ: ولدُ الولدِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الأَصلَ كَانَ الْوَلَدَ فَصَارَ ولدُ الولدِ زِيَادَةً عَلَى الأَصل؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً ؛ كأَنه قَالَ وَهَبْنَا لإِبراهيم إِسحاقَ فَكَانَ كالفَرْضِ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيَعْقُوبَ نافِلَةً ، فالنَّافِلَةُ ليعقوبَ خَاصَّةً لأَنه ولدُ الْوَلَدِ أَي وَهَبْنَا لَهُ زِيَادَةً عَلَى الفَرْض لَهُ، وَذَلِكَ أَن إِسحاقَ وُهِبَ لَهُ بدُعائه وزِيدَ يَعْقُوبُ تفضُّلًا. والنَّوْفَلُ: الْعَطِيَّةُ. والنَّوْفَل: السيِّدُ المِعْطاءُ يشبَّهان بِالْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَن النَّوْفَل البَحْرُ وَلَا نصَّ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَعني أَنهم لَمْ يصرِّحوا بِذَلِكَ بأَن يَقُولُوا النَّوْفَل الْبَحْرُ. أَبو عَمْرٍو: هُوَ اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْمَاءُ وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم «1». والخَسِيفُ. والنَّوْفَلُ: الْبَحْرُ «2». التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ النَّوَافِل وَهِيَ العَطايا نَوْفَل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ رَجُلًا: غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُوع، ... لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ يَعْنِي الْمَذْكُورَ، ضاعَني أَي أَفْزَعَني. قَالَ شَمِرٌ: الزُّفَر القَويّ عَلَى الحَمالات، والنَّوْفَل الْكَثِيرُ النَّوافِل، وَقَوْمٌ نَوْفَلون. والنَّوْفَلُ: الْعَطِيَّةُ تشبَّه بِالْبَحْرِ. والنَّوْفَل: الرَّجُلُ الكثيرُ الْعَطَاءِ؛ وأَنشد لأَعشى بَاهِلَةَ: أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها، ... يأْبَى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ مِنْهُ النَّوْفَل الزُّفَر؛ النَّوْفَل: مَنْ يَنْفِي عَنْهُ الظلْمَ مِنْ قَوْمِهِ أَي يَدْفعه. والنَّوْفَلة: المَمْحَلةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَمْلَحةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف النَّوْفلة بِهَذَا الْمَعْنَى. وانْتَفَلَ مِنَ الشَّيْءِ: انْتَفى وتبرَّأَ مِنْهُ. أَبو عُبَيْدٍ: انْتَفلْت مِنَ الشَّيْءِ وانْتَفَيْت مِنْهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ كأَنه إِبدال مِنْهُ؛ قَالَ الأَعشى: لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ جِدِّ مَعْرَكة، ... لَا تُلْفِنا عَنْ دِماءِ الْقَوْمِ نَنْتَفِلُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ فُلَانًا انْتَفَلَ مِنْ وَلَده أَي تبرَّأَ مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ لِي فُلَانٌ قَوْلًا فانْتَفَلْت مِنْهُ أَي أَنكرت أَن أَكون فَعَلْته؛

_ (1). قوله [والعليم] هكذا في الأصل مضبوطاً، والذي في القاموس: العيلم أي كحيدر (2). قوله [والنَّوْفَل البحر] كذا في الأصل وهو مستغنى عنه

وأَنشد للمتَلَمِّس: أَمُنْتَفِلًا مِنْ نَصْرِ بُهْثَةَ دَائِبًا؟ ... وتَنْفُلُني مِنْ آلِ زَيْدٍ فَبِئْسما قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَنْفُلُني تَنْفِيني. والنَّافِلُ: النَّافِي. وَيُقَالُ: انْتَفَلَ فُلَانٌ إِذا اعْتَذَرَ. وانْتَفَلَ: صَلَّى النَّوافِل. وَيُقَالُ: نَفَّلْت عَنْ فُلَانٍ مَا قِيلَ فِيهِ تَنْفِيلًا إِذا نَضَحْت عَنْهُ ودَفَعْتَه. وَفِي حَدِيثِ القَسامة: قَالَ لأَولِياء المَقْتول: أَتَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسين مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلُوه؟ يُقَالُ: نَفَّلْته فنَفَلَ أَي حلَّفته فحلَف. ونَفَلَ وانْتَفَلَ إِذا حلَف. وأَصل النَّفْل النَّفْي. يُقَالُ: نَفَلْت الرجلَ عَنْ نسَبه. وانْفُلْ عَنْ نَفْسِكَ إِن كُنْتَ صَادِقًا أَي انْفِ مَا قِيلَ فِيكَ، وَسُمِّيَتِ الْيَمِينُ فِي الْقَسَامَةِ نَفْلًا لأَنَّ القِصاص يُنْفَى بِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهه: لَوَدِدْتُ أَنَّ بَنِي أُمَيَّة رَضُوا ونَفَّلْناهم خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَحْلِفُون مَا قَتَلْنا عُثْمَانَ وَلَا نَعْلَمُ لَهُ قاتِلًا ؛ يُرِيدُ نَفَّلْنا لَهُمْ. وأَتَيْتُ أَتَنَفَّله أَي أَطلبه؛ عَنِ ثَعْلَبٍ. وأَنْفَلَ لَهُ: حلَف. والنَّفَل: ضرْب مِنْ دِقِّ النَّبَاتِ، وَهُوَ مِنْ أَحْرار البُقول تنبُت مُتَسَطِّحةً وَلَهَا حَسَك يَرْعاه القَطا، وَهِيَ مِثْلُ القَثِّ لَهَا نَوْرةٌ صفراءُ طيبةُ الرِّيحِ، وَاحِدَتُهُ نَفَلةٌ، قَالَ: وبالنَّفَل سُمِّيَ الرَّجُلُ نُفَيْلًا؛ الْجَوْهَرِيُّ: النَّفَل نَبْتٌ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ هُوَ الْقُطَامِيُّ: ثُمَّ استمرَّ بِهَا الحادِي، وجَنَّبها ... بَطْنَ الَّتِي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فِي لَيَالِي الشَّهْرِ ثَلَاثٌ غُرَر، وَذَلِكَ أَول مَا يَهِلُّ الْهِلَالُ، سمِّين غُرَراً لأَن بياضَها قَلِيلٌ كغرَّة الْفَرَسِ، وَهِيَ أَقل مَا فِيهِ مِنْ بَيَاضِ وَجْهِهِ، وَيُقَالُ لِثَلَاثِ لَيَالٍ بَعْدَ الغُرَر: نُفَل، لأَن الغُرَر كَانَتِ الأَصل وَصَارَتْ زِيَادَةُ النُّفَل زِيَادَةً عَلَى الأَصل، وَاللَّيَالِي النُّفَل هِيَ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ مِنَ الشَّهْرِ. والنَّوْفَلِيَّة: ضرْب مِنَ الامتِشاط؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي عَنِ الْفَارِسِيِّ؛ وأَنشد لجِران العَوْد: أَلا لَا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ ... عَلَى الرأْسِ بَعْدِي، والترائبُ وُضَّحُ وَلَا فاحِمٌ يُسْقى الدِّهانَ، كأَنه ... أَساوِدُ يَزْهاها مَعَ اللَّيْلِ أَبْطَحُ وَكَذَلِكَ رُوِيَ: يَغُرَّنَّ، بِلَفْظِ التَّذْكِيرِ، وَهُوَ أَعذر مِنْ قَوْلِهِمْ حَضَرَ القاضيَ امرأَةٌ لأَن تأْنيث المِشْطة غَيْرُ حَقِيقِيٍّ. التَّهْذِيبُ: والنَّوْفَلِيَّة شَيْءٌ يتَّخذه نساءُ الأَعراب مِنْ صُوفٍ يَكُونُ فِي غِلَظٍ أَقل مِنَ الساعِد، ثُمَّ يُحْشى وَيُعْطَفُ فَتَضَعُهُ المرأَة عَلَى رأْسها ثُمَّ تَخْتَمِرُ عَلَيْهِ، وأَنشد قَوْلَ جِران العَوْد. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداء: إِياكم والخَيْلَ المنَفِّلة الَّتِي إِن لَقِيَتْ فَرَّتْ وإِن غَنِمت غَلَّتْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه مِنَ النَّفَل الغنيمةِ أَي الَّذِينَ قصدُهم مِنَ الغَزْو الغنيمةُ والمالُ دُونَ غَيْرِهِ، أَو مِنَ النَّفْل وَهُمُ المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الَّذِينَ لَا اسمَ لَهُمْ فِي الدِّيوان فَلَا يقاتِلون قِتالَ مَنْ لَهُ سَهْم، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي مُوسَى مِنْ حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد مِنْ رِوَايَةِ أَبي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِياكم والخيلَ المُنَفِّلَة، فإِنها إِن تَلْقَ تَفِر، وإِن تَغْنَم تَغْلُلْ ؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُمَا حَدِيثَانِ. ونَوْفَل ونُفَيْل: اسمان.

نقل: النَّقْلُ: تحويلُ الشَّيْءِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، نَقَله يَنْقُلُه نَقْلًا فانْتَقَلَ. والتَّنَقُّل: التحوُّل. ونَقَّلَه تَنْقِيلًا إِذا أَكثر نَقْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَا سَمِين فيَنْتَقِل أَي ينقُله النَّاسُ إِلى بُيُوتِهِمْ فيأْكلونه. والنُّقْلَة: الِاسْمُ مِنَ انتِقال الْقَوْمِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، وَهَمْزَةُ النَّقْل الَّتِي تَنْقُل غَيْرَ المتعدِّي إِلى المتعدِّي كَقَوْلِكَ قَامَ وأَقَمْتُه، وَكَذَلِكَ تشديدُ النَّقْل هُوَ التضعيفُ الَّذِي يَنْقُل غَيْرَ الْمُتَعَدِّي إِلى الْمُتَعَدِّي كَقَوْلِكَ غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته. والنُّقْلَة: الانتِقال. والنُّقْلَة: النمِيمةُ تنْقُلها. والنَّاقِلةُ مِنْ نَوَاقِل الدَّهْرِ: الَّتِي تنقُل قَوْمًا مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ. والنَّواقِلُ مِنَ الخَراج: مَا يُنْقَل مِنْ قَرْيَةٍ إِلى أُخرى. والنَّوَاقِلُ: قَبائل تَنتَقِل مِنْ قَوْمٍ إِلى قَوْمٍ. والنَّاقِلَةُ مِنَ النَّاسِ: خلافُ القُطَّان. والنَّاقِلَةُ: قبيلةٌ تَنْتَقِلُ إِلى أُخرى. التَّهْذِيبُ: نَوَاقِل الْعَرَبِ مَنِ انتقَل مِنْ قَبِيلَةٍ إِلى قَبِيلَةٍ أُخرى فانتَمى إِليها. والنَّقلُ: سُرْعَةُ نَقْل الْقَوَائِمِ. وَفَرَسٌ مِنْقَل أَي ذُو نَقَل وَذُو نِقال. وَفَرَسٌ مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل: سَرِيعُ نَقْل الْقَوَائِمِ، وإِنه لَذُو نَقِيل. والتَّنْقِيل: مِثْلُ النَّقَل؛ قَالَ كَعْبٌ: لَهُنَّ، مِنْ بعدُ، إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ والنَّقِيلُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ وَهُوَ المُداومة عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: انتَقَلَ سَارَ سَيْرًا سَرِيعًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَوْ طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ، ... مثلَ انْتِقَال نَفَرٍ عَلَى إِبِلْ وَقَدْ نَاقَلَ مُنَاقَلَةً ونِقَالًا، وَقِيلَ: النِّقَالُ الرَّدَيان وَهُوَ بَيْنٌ العدْو والخَبَبِ. وَالْفَرَسُ يُناقِل فِي جَرْيه إِذا اتَّقى فِي عَدْوه الْحِجَارَةَ. ومُنَاقَلَةُ الْفَرَسِ: أَن يَضَعَ يدَه وَرِجْلَهُ عَلَى غَيْرِ حجَر لحسْن نَقْلِه فِي الْحِجَارَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى، ... ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ وأَرض جَرِلةٌ: ذاتُ جَراوِل وغِلظ وَحِجَارَةٍ. والمُنَقِّلَة، بِكَسْرِ الْقَافِ، مِنَ الشِّجاج: الَّتِي تُنَقِّل الْعَظْمَ أَي تُكَسِّرُهُ حَتَّى يَخْرُجُ مِنْهَا فَراشُ العِظام، وَهِيَ قُشور تَكُونُ عَلَى العَظْم دُونَ اللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: شَجَّة مُنَقِّلَة بَيِّنة التَّنْقِيل، وَهِيَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا كِسَرُ العِظام، وَوَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ قَالَ: وَهِيَ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا صِغار العِظام وتنتَقِل عَنْ أَماكنها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُنَقِّلُ الْعَظْمَ أَي تُكَسِّرُهُ، وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَنْبة: المنقِّلَة الَّتِي تُوضِح الْعَظْمَ مِنْ أَحد الْجَانِبَيْنِ وَلَا توضِحه مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، وَسُمِّيَتْ منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الَّذِي أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد، والتَّنْقِيل: أَن يَنْقُلَ بالمِرْوَد لِيَسْمَعَ صَوْتَ الْعَظْمِ لأَنه خَفِيٌّ، فإِذا سَمِعَ صَوْتَ الْعَظْمِ كَانَ أَكثر لنَذْرِها وَكَانَتْ مثلَ نِصْفِ المُوضِحة؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْفُقَهَاءِ هُوَ أَول مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنها الَّتِي تنقِّل فَراشَ العِظام، وَهُوَ حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدِ عَنِ الأَصمعي، وَهُوَ الصَّوَابُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ الأَكثر عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ المُنَقَّلَة، بِفَتْحِ الْقَافِ. والمَنْقَلَةُ: المَرْحلة مِنْ مَراحل السَّفَرِ. والمَناقِل: المَراحِل. والمَنْقَلُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. والمَنْقَل: طَرِيقٌ مختصَر. والنَّقْل: الطريق المختصر. والنَّقَل: الْحِجَارَةُ كالأَثافِيِّ والأَفْهار، وَقِيلَ: هِيَ الْحِجَارَةُ الصِّغار، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقَى مِنَ الْحَجَرِ إِذا اقتُلِع، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَقِيَ مِنَ الْحِجَارَةِ إِذا قُلِع جبَل وَنَحْوُهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقَى مِنْ حجَر الحِصْن أَو الْبَيْتِ إِذا هُدِم،

وَقِيلَ: هُوَ الْحِجَارَةُ مَعَ الشَّجَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، النَّقَل ؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ صِغار الْحِجَارَةِ أَشباه الأَثافيّ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَنْقول. ونَقِلَتْ أَرضُنا فَهِيَ نَقِلَة: كَثُرَ نَقَلُها؛ قَالَ: مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ وَيُرْوَى: بالجُرْف، بِالْجِيمِ. وأَرضٌ مَنْقَلة: ذاتُ نَقَل. وَمَكَانٌ نَقِلٌ، بِالْكَسْرِ عَلَى النَّسَبِ، أَي حَزْنٌ. وأَرض نَقِلَةٌ: فِيهَا حِجَارَةٌ، والحجارةُ الَّتِي تَنْقُلُها قوائمُ الدَّابَّةِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ نَقِيلٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يُنَاقِلْنَ النَّقِيلَ، وهُنّ خُوصٌ ... بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ وَقِيلَ: يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ. والنَّقْلَةُ والنَّقْلُ والنِّقْلُ والنَّقَلُ: النَّعْلُ الخَلَقُ أَو الخفُّ، وَالْجَمْعُ أَنْقَال ونِقَال؛ قَالَ: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقَالِ يَعْنِي نَبَاتًا مُتهَدِّلًا مِنْ نَعْمته، شبَّهه فِي تَهَدُّلِه بالنعْل الخَلَق الَّتِي يجرُّها لَابِسُهَا. والمَنْقَلَةُ: كالنَّقْلِ. والنَّقائِلُ: رِقاعُ النَّعل والخُفِّ، وَاحِدَتُهَا نَقِيلَة. والنَّقِيلَة أَيضاً: الرُّقْعة الَّتِي يُنْقَل بِهَا خفُّ الْبَعِيرِ مِنْ أَسفله إِذا حَفِيَ ويُرْقَع، وَالْجَمْعُ نَقَائِل ونَقِيلٌ. وَقَدْ نَقَلَه وأَنْقَلَ الخُفَّ والنعلَ ونَقَلَه ونَقَّلَه: أَصلحه، وَنَعْلٌ مُنَقَّلة. قَالَ الأَصمعي: فإِن كَانَتِ النَّعْلُ خلَقاً قِيلَ نِقْل، وَجَمْعُهُ أَنْقَال. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ نَقَلٌ ونِقْلٌ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: نَعْلٌ نَقْلٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَا مِنْ مُصَلًّى لامرأَة أَفضَل مِنْ أَشدّ مَكَانًا فِي بَيْتِهَا ظُلمةً إِلَّا امرأَة قَدْ يَئِسَتْ مِنَ البُعُولة فَهِيَ فِي مَنْقَلِها ؛ قَالَ الأُموي: المَنْقَل الْخُفُّ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: وَكَانَ الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ، ... وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ مَا يُصيب الْحَافِيَ مِنَ الرَّمْضاءِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَوْلَا أَن الرِّوَايَةَ فِي الْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ اتَّفقا عَلَى فَتْحِ الْمِيمِ مَا كَانَ وَجْهُ الْكَلَامِ فِي المَنْقَل إِلَّا كَسْرَ الْمِيمِ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: المَنْقَلُ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ الثَّنِيَّة، قَالَ: وَكُلُّ طَرِيقٍ مَنْقَل؛ وأَنشد: كَلَّا وَلَا، ثُمَّ انْتَعَلْنا المَنْقَلا ... قِتْلَيْن مِنْهَا: نَاقَةً وجَمَلا، عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا قَالَ: وَيُقَالُ لِلْخُفَّيْنِ المَنْقَلان، وللنَّعْلين المَنْقَلان. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْخُفِّ المَنْدَل والمِنْقَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي كِتَابِ الرَّمَكِيِّ بِخَطِّ أَبي سَهْلٍ الهرَوي: فِي نَصِّ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ أَشد مكانٍ ، بِالْخَفْضِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. الْفَرَّاءُ: نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة، فالمُنَقَّلَة الْمَرْقُوعَةُ، والمُطَرَّقة الَّتِي أُطبق عَلَيْهَا أُخرى. وَقَالَ نُصير لأَعرابي: ارْقَع نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ جَاءَ فِي نَقْلَيْن لَهُ ونِقْلَيْن لَهُ. ونَقَلَ الثوبَ نَقْلًا: رَقَعه. والنِّقْلَة: المرأَة تُتْرَك فَلَا تُخْطَبُ لكِبَرها. والنَّقِيلُ: الْغَرِيبُ فِي الْقَوْمِ إِن رافَقهم أَو جاوَرهم، والأُنثى نَقِيلَة ونَقِيل؛ قَالَ وَزَعَمُوا أَنه لِلْخَنْسَاءِ: تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ، ... كأَنَّني بعْدَك فِيهِمْ نَقِيلْ

وَيُقَالُ: رَجُلٌ نَقِيل إِذا كَانَ فِي قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه ابْنُ نَقِيلَة لَيْسَتْ مِنَ الْقَوْمِ أَي غَرِيبَةٍ. ونَقَلَةُ الْوَادِي: صوتُ سَيْله، يُقَالُ: سَمِعْتُ نَقَلَة الْوَادِي وَهُوَ صَوْتُ السَّيْلِ. والنَّقيل: الأَتيُّ وَهُوَ السَّيْلُ الَّذِي يَجِيءُ مِنْ أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لَمْ تمطَر؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والنَّقَل فِي الْبَعِيرِ: دَاءٌ يُصِيبُ خفَّه فيتخَرَّق. والنَّقِيلُ: الطَّرِيقُ، وَكُلُّ طَرِيقٍ نَقِيل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها، ... أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب النَّقِيلُ: الطَّرِيقُ، وثَكَمُه وسطُه، وإِلْحاحُ الدَّابَّةِ وقوفُها عَلَى أَهلها لَا تَبْرَحُ. والنَّقَلُ: مُرَاجَعَةُ الْكَلَامِ فِي صَخَب؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَلَقَدْ يعلَم صحْبي كلُّهم، ... بِعِدانِ [بِعَدانِ] السَّيفِ، صَبْري ونَقَلْ أَبو عُبَيْدٍ: النَّقَل المُناقَلة فِي المنطِق. ونَاقَلْتَ فُلَانًا الحديثَ إِذا حدَّثته وحدَّثك. وَرَجُلٌ نَقِلٌ: حَاضِرُ المنطِق وَالْجَوَابِ، وأَنشد لِلَبِيدٍ هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً: صَبْرِي ونَقَلْ. وَقَدْ نَاقَلَه. وتَنَاقَلَ القومُ الكلامَ بَيْنَهُمْ: تنازَعوه؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: كَانَتْ إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ، ... وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لَمْ تَنْقَلْ «3» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَقَدْ يَكُونُ مِنَ النَّقَل الَّذِي هُوَ حُضُورُ المنطِق وَالْجَوَابِ، قَالَ: غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْمَعْ نَقِل الرَّجُلُ إِذا جاوَب، وإِنما نَقِلٌ عِنْدَنَا عَلَى النَّسَبِ لَا عَلَى الْفِعْلِ، إِلَّا أَن نَجْهَلَ مَا عَلِمَ غيرُنا فَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْعَرَبُ قَالَتْ ذَلِكَ إِلَّا أَنه لَمْ يَبْلُغْنَا نَحْنُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ تَنْقَل تَنْفَعِل مِنَ القَوْل كَقَوْلِكَ لَمْ تَنْقَد مِنَ الِانْقِيَادِ، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا انْقالَ الرجلُ عَلَى شَكْل انْقادَ، قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ ذَلِكَ مَقُولًا أَيضاً إِلَّا أَنه لَمْ يصل إِلينا، قال: والأَسبق إِليَّ أَنه مِنَ النَّقَل الَّذِي هُوَ الْجَوَابُ لأَن ابْنَ الأَعرابي لمَّا فَسَّرَهُ قَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ تُجاوِبني. والنَّقْل: مَا يَعْبَث بِهِ الشَّارِبُ عَلَى شَرابه، وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: النَّقْل الَّذِي يُتَنَقَّل بِهِ عَلَى الشَّراب، لَا يُقَالُ إِلّا بِفَتْحِ النُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: والنُّقْل، بِالضَّمِّ، مَا يُتَنَقَّل بِهِ عَلَى الشَّرَابِ، وَفِي بقيَّة النُّسَخِ: النَّقْل، بِالْفَتْحِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: النَّقْل بِفَتْحِ النُّونِ الانْتقال عَلَى النَّبِيذِ، وَالْعَامَّةُ تضمُّه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: النَّقَل، بِفَتْحِ النُّونِ وَالْقَافِ، الَّذِي يُتنقَّل بِهِ عَلَى الشَّرَابِ. والنَّقَل: المُجادلة. وأَرض ذَاتُ نَقَل أَي ذَاتُ حِجَارَةٍ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ القَتَّال الْكِلَابِيِّ: بَكْرِيُّه يَعْثُرُ فِي النِّقَال وَقَوْلُ الأَعشى: غَدَوْتُ عليها، قُبَيْلَ الشُّروقِ، ... إِمَّا نِقَالًا وإِمَّا اغْتِمارا قَالَ بَعْضُهُمْ: النِّقَال مُنَاقَلَة الأَقْداح. يُقَالُ: شَهِدت نِقَالَ بَنِي فُلَانٍ أَي مجلِس شَرابهم. ونَاقَلْت فُلَانًا أَي نَازَعْتُهُ الشرابَ. والنِّقال: نصالٌ عَرِيضَةٌ قَصِيرَةٌ مِنْ نِصال السِّهَامِ، وَاحِدَتُهَا نَقْلة، يَمَانِيَةٌ.

_ (3). قوله [تطلمت] هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة

والنَّقَل، بِالتَّحْرِيكِ، مِنْ رِيشات السِّهَامِ: مَا كَانَ عَلَى سَهْمٍ آخَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّقَل، بِالتَّحْرِيكِ، الريشُ يُنْقَل مِنْ سَهْمٍ فَيُجْعَلُ عَلَى سَهْمٍ آخَرَ؛ يُقَالُ: لَا تَرِشْ سَهْمِي بِنَقَل، بِفَتْحِ الْقَافِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ صَائِدًا وَسِهَامَهُ: وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها، ... لَا نَقَلٌ رِيشُها وَلَا لَغَبُ الْجَوْهَرِيُّ: والأَنْقِلاءُ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ بِالشَّامِ. والنِّقالُ أَيضاً: أَن تشرَب الإِبل نَهَلًا وعَلَلًا بِنَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ أَحد، يُقَالُ: فَرَسٌ مِنْقَل وَقَدْ نَقَلْتها أَنا؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: فَنَقَلْنا صَنْعَه حَتَّى شَتَا ... ناعِمَ الْبَالِ، لَجُوجاً فِي السَّنَنْ صَنْعه: حُسْن الْقِيَامِ عَلَيْهِ، والسَّنَن: اسْتِنانُه ونَشاطُه. نقثل: النَّقْثَلَةُ: مِشْية تُثير الترابَ، وَقَدْ نَقْثَل. الْجَوْهَرِيُّ: النَّقْثَلَة مِشية الشَّيْخِ يُثير التُّرَابَ إِذا مَشى؛ وَقَالَ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ: قارَبْتُ أَمشِي القَعْولى والفَنْجَلَهْ، ... وَتَارَةً أَنبُث نَبْثَ النَّقْثَلَهْ نكل: نَكَلَ عَنْهُ يَنْكِلُ «1» ويَنْكُلُ نُكُولًا ونَكِلَ: نَكَصَ. يُقَالُ: نَكَلَ عَنِ الْعَدُوِّ وَعَنِ الْيَمِينِ يَنْكُلُ، بِالضَّمِّ، أَي جَبُنَ، ونَكَّلَه عَنِ الشَّيْءِ: صَرَفَهُ عَنْهُ. وَيُقَالُ: نَكَلَ الرَّجُلُ عَنِ الأَمر يَنْكُلُ نُكُولًا إِذا جَبُنَ عَنْهُ، وَلُغَةٌ أُخرى نَكِلَ، بِالْكَسْرِ، يَنْكَلُ، والأُولى أَجود. اللَّيْثُ: النِّكْلُ «2» اسْمٌ لِمَا جعلْته نَكالًا لِغَيْرِهِ إِذا رَآهُ خَافَ أَن يَعْمَلَ عَمَلَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: نَكَّلَ بِهِ تَنْكِيلًا إِذا جَعَلَهُ نَكالًا وعِبْرة لِغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: نَكَّلْت بِفُلَانٍ إِذا عَاقَبْتَهُ فِي جُرْم أَجرمه عُقوبة تُنَكِّل غَيْرَهُ عَنِ ارْتِكَابِ مِثْلِهِ. وأَنْكَلْت الرجلَ عَنْ حَاجَتِهِ إِنْكَالًا إِذا دَفَعْتَهُ عَنْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي جَعَلْنَا هَذِهِ الفَعلة عِبرةً يَنْكُل أَن يَفْعَلَ مثلَها فاعلٌ فَيناله مِثْلُ الَّذِي نَالَ الْيَهُودَ المُعْتَدِين فِي السَّبْت. وَفِي حَدِيثِ وِصالِ الصَّوْمِ: لَوْ تأَخَّر لزدْتُكُم كالتَّنْكِيل لَهُمْ أَي عُقوبة لَهُمْ. الْمُحْكَمُ: ونَكَلَ بِفُلَانٍ إِذا صَنَعَ بِهِ صَنِيعاً يحذَر غَيْرُهُ مِنْهُ إِذا رَآهُ، وَقِيلَ: نَكَلَه نحَّاه عَمَّا قِبَلَه. والنَّكَال والنُّكْلَة والمَنْكَل: مَا نَكَلْت بِهِ غَيْرَكَ كَائِنًا مَا كَانَ. الْجَوْهَرِيُّ: المَنْكَل الَّذِي يُنَكِّل بالإِنسان. ونَكِلَ الرَّجُلُ: قَبِلَ النَّكَالَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فاتَّقُوا اللهَ، وخَلُّوا بَيْنَنَا ... نَبْلغِ الثَّأْر، ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ أَي يُنَكَّل بِهِ أَعداؤه؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَنْطِقِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: يُنْكَل بِهِ أَعداؤه. التَّهْذِيبُ: وَفُلَانٌ نِكْلُ شَرٍّ أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ نِكْل شَرٍّ أَي يُنَكِّل فِي الشَّرِّ. وَرَجُلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ إِذا نُكِّل بِهِ أَعداؤه أَي دُفِعوا وأُذِلُّوا. ورَماه اللَّهُ بِنُكْلَة أَي بِمَا يُنَكِّله بِهِ. والنِّكْلُ، بِالْكَسْرِ: الْقَيْدُ الشَّدِيدُ مِنْ أَي شَيْءٍ كَانَ، وَالْجَمْعُ أَنْكَال. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً

_ (1). قوله [نَكَلَ عنه يَنْكِلُ إلخ] عبارة القاموس: نَكلَ عنه كضَرَبَ ونَصَرَ وعَلِمَ نُكُولًا: نكص وجبن (2). قوله [الليث النكل إلخ] عبارة التهذيب: الليث النكال اسم إلخ

؛ قِيلَ: هِيَ قُيُودٌ مِنْ نارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُؤْتَى بِقَوْمٍ فِي النُّكُول ، بِمَعْنَى القُيود، الْوَاحِدُ نِكْل وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى أَنْكَال، وَسُمِّيَتِ الْقُيُودُ أَنْكَالًا لأَنها يُنْكَل بِهَا أَي يُمنع. والنَّاكِلُ: الجَبانُ الضعيفُ. والنِّكْلُ: ضرْب مِنَ اللُّجُم، وَقِيلَ: هُوَ لِجام البَرِيدِ قِيلَ لَهُ نِكْل لأَنه يُنْكَل بِهِ المُلْجَم أَي يُدفَع، كَمَا سُمِّيَتْ حَكَمة الدَّابَّةِ حَكَمَة لأَنها تَمْنَعُ الدَّابَّةَ عَنِ الصُّعوبة. شَمِرٌ: النِّكْل الَّذِي يَغْلِبُ قِرْنَه، والنِّكْل اللِّجام، والنِّكْل الْقَيْدُ، والنِّكْل حَدِيدَةُ اللِّجَامِ. والنَّكَلُ: عِناجُ الدَّلْوِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تشدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأَكْراب وَرَجُلٌ نَكَلٌ: قويٌّ مجرَّب شُجَاعٌ، وَكَذَلِكَ الفرَس. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَل عَلَى النَّكَل، بِالتَّحْرِيكِ، قِيلَ لَهُ: وَمَا النَّكَل عَلَى النَّكَل؟ قَالَ: الرَّجُلُ القويُّ المجرَّب الْمُبْدِئُ المعيدُ أَي الَّذِي أَبدأَ فِي غَزْوِه وأَعاد عَلَى مِثْلِهِ مِنَ الْخَيْلِ، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّكَل عَلَى النَّكَل يَعْنِي الرَّجُلَ القويَّ المجرَّب عَلَى الْفَرَسِ الْقَوِيِّ المجرَّب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: ضرْباً بكفَّيْ نَكَلٍ لَمْ يُنْكَل قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّكَل، بِالتَّحْرِيكِ، مِنَ التَّنْكِيل وَهُوَ الْمَنْعُ وَالتَّنْحِيَةُ عَمَّا يُرِيدُ؛ وَمِنْهُ النُّكُول فِي الْيَمِينِ وَهُوَ الِامْتِنَاعُ مِنْهَا وَتَرْكُ الإِقدام عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مُضَرُ صَخْرة اللهِ الَّتِي لَا تُنْكَل أَي لَا تُدْفَع عمَّا سُلِّطت عَلَيْهِ لِثُبُوتِهَا فِي الأَرض. يُقَالُ: أَنْكَلْت الرَّجُلَ عَنْ حَاجَتِهِ إِذا دَفَعْتَه عَنْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ماعِزٍ: لأَنْكُلَنَّه عنهنَ أَي لأَمنَعنَّه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: غَيْرَ نِكْلٍ فِي قَدَمٍ وَلَا وَاهِنًا فِي عَزْمٍ أَي بِغَيْرِ جُبن وَلَا إِحْجام فِي الإِقدام، وَقَدْ يَكُونُ القَدَم بِمَعْنَى التَّقَدُّمِ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ رَجُلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ كأَنه تُنْكَل بِهِ أَعداؤه، وَمَعْنَاهُ قَرِيبٌ مِنَ التَّفْسِيرِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً رَجُلٌ بِدْل وبَدَل ومِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ فِي فِعْل وفَعَل بِمَعْنًى وَاحِدٍ غَيْرَ هَذِهِ الأَربعة الأَحرف. والمَنْكَلُ: اسْمُ الصَّخْرِ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ: فارْمِ عَلَى أَقْفائهم بِمَنْكَل، ... بصخرةٍ أَو عَرْض جَيشٍ جَحْفَل وأَنْكَلْت الحجَر عَنْ مَكَانِهِ إِذا دفعته عنه. نلل: التَّهْذِيبُ فِي الثُّنَائِيِّ الْمُضَاعَفِ: ابْنُ الأَعرابي النُّلْنُلُ الشيخ الضعيف. نمل: النَّمْلُ: مَعْرُوفٌ وَاحِدَتُهُ نَمْلَة ونَمُلَة، وَقَدْ قُرِئَ بِهِ فَعَلَّله الْفَارِسِيُّ بأَن أَصل نَمْلَة نَمُلَة، ثُمَّ وَقَعَ التَّخْفِيفُ وَغَلَبَ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ؛ جَاءَ لَفْظُ ادْخُلُوا فِي النَّمْل وَهِيَ لَا تعقِل كَلَفْظِ مَا يعقِل لأَنه قَالَ قَالَتْ، وَالْقَوْلُ لَا يَكُونُ إِلا للحيِّ النَّاطِقِ فأُجريت مُجراه، وَالْجَمْعُ نِمَال؛ قَالَ الأَخطل: دَبِيب نِمَال فِي نَقاً يَتَهيَّل وأَرض نَمِلَةٌ: كَثِيرَةُ النَّمْل. وَطَعَامٌ مَنْمُول: أَصابه النَّمْل. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نحل فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ قَتْلِ النَّحْلة والنَّمْلَة والصُّرَد والهُدْهُد ؛ وَرُوِيَ عَنْ إِبراهيم الْحَرْبِيِّ قَالَ: إِنما نَهَى عَنْ قتلهنَ

لأَنهنّ لَا يُؤْذِينَ الناسَ وَهِيَ أَقل الطُّيُورِ والدوابِّ ضَرَرًا عَلَى النَّاسِ، لَيْسَ مِثْلَ مَا يتأَذى الناسُ بِهِ مِنَ الطُّيُورِ الغُرابِ وَغَيْرِهِ، قِيلَ لَهُ: فالنَّمْلة إِذا عضَّت تُقتَل؟ قَالَ: النَّمْلَةُ لَا تَعَض إِنما يَعَضّ الذَّرُّ، قِيلَ لَهُ: إِذا عَضَّت الذرَّة تُقتل؟ قَالَ: إِذا آذتْك فاقْتُلْها قَالَ: والنَّمْلَة هِيَ الَّتِي لَهَا قَوَائِمُ تَكُونُ فِي البَراري والخَرابات، وَهَذِهِ الَّتِي يتأَذى النَّاسُ بِهَا هِيَ الذرُّ وَهِيَ الصِّغَارُ، ثُمَّ قَالَ: والنَّمْل ثَلَاثَةُ أَصْناف: النَّمْل وفازِر وعُقيفان، قَالَ: والنَّمْل يَسْكُنُ الْبَرَارِي والخَرابات وَلَا يُؤْذِي النَّاسَ، والذرُّ يُؤْذِي، وَقِيلَ: أَراد بِالنَّهْيِ نَوْعًا خَاصًّا وَهُوَ الْكِبَارُ ذَوَاتُ الأَرْجُل الطِّوَالِ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: النَّمْل مَا كَانَ لَهُ قَوَائِمُ فأَما الصِّغَارُ فَهُوَ الذرُّ. وَرُوِيَ عَنْ قتادة في قوله: عُلِّمْنا مَنْطِق الطَّيْرِ، قَالَ: النَّمْلة مِنَ الطَّيْرِ، وَقَالَ أَبو خِيرَةَ: نَمْلَةٌ حَمراء «3» يُقَالُ لَهَا سُليمان يُقَالُ لَهُنَّ الْحُوَّ، بِالْوَاوِ، قَالَ: والذَّرُّ داخِل فِي النَّمْل، ويشبَّه فِرِنْد السَّيْفِ بِالذَّرِّ وَالنَّمْلِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّمْل الَّذِي لَهُ رِيش، يُقَالُ نَمْل ذُو رِيشٍ والنَّمْل العُظَّام. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ نَمِّلْ ثوبَك والقُطْه أَي ارْفَأْهُ. والنُّمْلَةُ والنَّمْلةُ والنِّمْلةُ والنَّمِيلةُ، كُلُّ ذَلِكَ: النمِيمة. وَرَجُلٌ نَمِلٌ ونَامِلٌ ومُنْمِلٌ ومِنْمَلٌ ونَمَّالٌ، كُلُّهُ نَمَّام، وَكَذَلِكَ الإِنمال؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ النُّمْلَة قَوْلُ أَبي الْوَرْدِ الْجَعْدِيِّ: أَلا لَعَنَ اللهُ الَّتِي رَزَمَتْ بِهِ ... فَقَدْ ولَدت ذَا نُمْلَةٍ وغَوائِل وَجَمْعُهَا نُمْل، وَقَدْ نَمِلَ ونَمَلَ يَنْمُلُ نَمْلًا وأَنْمَلَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ولا أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظات ... للأَقْرَبِين، وَلَا أُنْمِلُ وَفِيهِ نَمْلَةٌ أَي كَذِبٌ. وامرأَة مُنَمَّلَة ونَمْلَى: لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ، وَفَرَسٌ نَمِلٌ كَذَلِكَ، وَهُوَ أَيضاً مِنْ نَعْتِ الْغِلَظِ. وَفَرَسٌ نَمِل الْقَوَائِمِ: لَا يَسْتَقِرُّ. وَفَرَسٌ ذُو نُمْلَة، بِالضَّمِّ، أَي كَثِيرُ الْحَرَكَةِ. وَرَجُلٌ مُؤَنْمَلُ الأَصابع إِذا كَانَ غَلِيظَ أَطرافِها فِي قِصَر. وَرَجُلٌ نَمِلٌ أَي حاذِق. وَغُلَامٌ نَمِلٌ أَي عَبِثٌ. ونَمِلَ فِي الشَّجَرِ يَنْمَلُ نَمَلًا إِذا صَعِد فِيهَا؛ الْفَرَّاءُ: نَمَلَ فِي الشَّجَرِ يَنْمُلُ نُمُولًا إِذا صَعِد فِيهَا. والنَّمِل: الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَنْظُرُ إِلى شَيْءٍ إِلا عَمِله. وَرَجُلٌ نَمِل الأَصابع إِذا كَانَ كَثِيرَ العَبَث بِهَا أَو كَانَ خفيفَ الأَصابع فِي الْعَمَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ نَمِلٌ خَفِيفُ الأَصابع لَا يَرى شَيْئًا إِلا عمِله. يُقَالُ: رَجُلٌ نَمِلٌ الأَصابع أَي خَفِيفُهَا فِي الْعَمَلِ. وتَنَمَّلَ القومُ: تحرَّكوا وَدَخَلَ بعضُهم فِي بَعْضٍ. ونَمِلَتْ يدُه: خَدِرت. والنُّمْلَة، بِالضَّمِّ: البقيَّة مِنَ الْمَاءِ تَبْقَى فِي الْحَوْضِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ فِي بَابِ النُّونِ. والأَنْمُلة، بِالْفَتْحِ «4»: المَفْصِل الأَعْلى الَّذِي فِيهِ الظُّفْرُ مِنَ الإِصبع، وَالْجَمْعُ أَنَامِل وأَنمُلات، وَهِيَ رُؤُوسُ الأَصابع، وَهُوَ أَحد مَا كسِّر وسَلِم بِالتَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْتُ هَذَا لأَنهم قَدْ يَسْتَغْنُونَ بِالتَّكْسِيرِ عَنْ جَمْعِ السَّلَامَةِ وَبِجَمْعِ السَّلَامَةِ عَنِ التَّكْسِيرِ، وَرُبَّمَا جُمِعَ الشَّيْءُ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا كنحو بُوَانٍ وبُون

_ (3). قوله [وَقَالَ أَبُو خِيرَةَ نَمْلَةٌ حمراء إلخ] هكذا في الأصل هنا، وعبارته في مادة حوأ: أَبُو خَيْرَةَ الْحُوُّ مِنَ النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يُقَالُ لها نمل سليمان، فلعل ما هنا فيه سقط (4). قوله [والأنملة بالفتح إلخ] عبارة القاموس: والأنملة بتثليث الميم والهمزة تسع لغات التي فيها الظفر، الجمع أَنَامِل وأَنْمُلات

وبُونات؛ هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. والنَّمْلة: شَقٌّ فِي حافِر الدَّابَّةِ. والنَّمْلة: عَيْبٌ مِنْ عُيوب الْخَيْلِ. التَّهْذِيبُ: والنَّمْلة فِي حَافِرِ الدَّابَّةِ شَقّ. أَبو عُبَيْدَةَ: النَّمْلة شَقٌّ فِي الْحَافِرِ مِنَ الأَشعر إِلى طَرَفٍ السُّنْبك، وَفِي الصِّحَاحِ: إِلى المَقَطِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَشعَر ما أَحاط بِالْحَافِرِ مِنَ الشَّعْرِ، ومَقَطُّ الْفَرَسِ مُنْقَطَع أَضلاعه. والنَّمْلَة: شَيْءٌ فِي الْجَسَدِ كالقرْح وَجَمْعُهَا نَمْل، وَقِيلَ: النَّمْل والنَّمْلَة قُروح فِي الْجَنْبِ وَغَيْرِهِ، ودَواؤه أَن يُرْقى بريقِ ابْنِ المَجوسيِّ مِنْ أُخته، تَقُولُ المَجوس ذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ نَسْل لِمَعْشرٍ ... كِرامٍ، وأَنَّا لَا نَخُطُّ عَلَى النَّمْل أَي لَسْنا بمَجُوس ننكِح الأَخوات؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وأَنشدنا ابْنُ الأَعرابي هَذَا الْبَيْتَ: وأَنَّا لَا نَحُطُّ عَلَى النَّمْل، وَفَسَّرَهُ: أَنَّا كِرام وَلَا نأْتي بُيوت النمْل فِي الجَدْب لنحفِر عَلَى مَا جمَع لنأْكُله، وَقِيلَ: النَّمْلَة بَثْر يَخْرُجُ بِجَسَدِ الإِنسان. الْجَوْهَرِيُّ: النَّمْل بُثور صِغَارٌ مَعَ وَرَمٍ يَسِيرٍ ثُمَّ يتقَرَّح فَيَسْعَى ويتَّسع وَيُسَمِّيهَا الأَطباءُ الذُّباب، وَتَقُولُ الْمَجُوسُ: إِن وَلَدَ الرَّجُلِ إِذا كَانَ مِنْ أُخته ثُمَّ خَطَّ عَلَى النَّمْلة شُفِيَ صاحبُها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رُقْية إِلا فِي ثَلَاثٍ: النَّمْلَة والحُمَةِ والنَّفْس ؛ النَّمْلَة: قُروح تخرُج فِي الجنْب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِلشَّفّاء: عَلِّمِي حَفْصةَ رُقْية النَّمْلَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: شَيْءٌ كَانَتْ تستعمِله النِّسَاءُ يَعْلَم كلُّ مَنْ سمِعه أَنه كَلَامٌ لَا يَضُرُّ وَلَا ينفَع، ورُقْية النَّمْلَة الَّتِي كَانَتْ تُعْرَف بَيْنَهُنَّ أَن يُقال: العَرُوس تحْتَفِل، وتخْتضب وتَكْتَحِلْ، وكلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلْ، غَيْرَ أَن لَا تَعْصِي الرَّجُلَ؛ قَالَ: وَيُرْوَى عِوَضَ تحْتَفِل تنتعِل، وَعِوَضَ تَخْتَضِب تَقْتال، فأَراد النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَذَا الْمَقَالِ تأْنِيبَ حفصةَ لأَنه أَلقى إِليها سِرًّا فأَفشَتْه. وَكِتَابٌ مُنَمَّل: مَكْتُوبٌ، هُذَلِيَّةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وكتابٌ مُنْمَل متقارِب الْخَطِّ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ الْهُذَلِيُّ: والمَرْءُ عُمْرًا، فأْتِهِ بنَصِيحةٍ ... مِنِّي يَلوح بِهَا كتابٌ مُنْمَلُ ومُنَمَّل: كمُنْمَل. ونَمَلَى: مَوْضِعٌ. والنَّأْمَلَةُ: مِشية الْمُقَيَّدِ، وَهُوَ يُنَأْمِلُ فِي قَيْده نَأْمَلَةً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِنِّي، وَلَا كُفْران لِلَّهِ أَيَّةً ... لِنَفْسي، لَقَدْ طالَبْت غَيْرَ مُنَمَّل قَالَ أَبو نَصْرٍ: أَراد غَيْرَ مَذْعور، وَقَالَ: غَيْرُ مُرْهَق وَلَا مُعْجَل عَمَّا أُريد. نهل: النَّهْل: أَوَّل الشُّرْب؛ تَقُولُ: أَنهَلْتُ الإِبلَ وَهُوَ أَول سَقْيِهَا، ونَهِلَتْ هِيَ إِذا شَرِبَتْ فِي أَوَّل الوِرْد، نَهِلَتِ الإِبلُ نَهَلًا وإِبل نَوَاهِل ونِهَال ونَهَلٌ ونُهُول ونَهِلَة ونَهْلَى. يُقَالُ: إِبِل نَهْلَى وعَلَّى لِلتي تشرَب النَّهَل والعَلَل؛ قَالَ عاهانُ بْنِ كَعْبٍ: تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها ونَهْلَى، ... وَدُونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ أَي يَنَامُ صَاحِبُهَا إِذا حَصَلَتْ إِبله فِي مَكَانٍ أَمين، وَأَرَادَ ونَهْلاها فاجتزأَ مِنْ ذَلِكَ بإِضافة عَلَّاها، وأَراد وَدُونَ مَوْضِعِ ذِيادها فَحُذِفَ الْمُضَافُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا هَذَا لأَن الذِّياد الَّذِي هُوَ العَرَض لَا يَمْنَعُ مِنْهُ العطَن، إِذ العطَن جَوْهَرٌ، وَالْجَوَاهِرُ لَا

تَحُولُ دُونَ الأَعراض، فتفهَّمه، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الْمَاشِيَةِ وَالنَّاسِ. والنَّهَل: الرِّيُّ والعَطَش، ضِدٌّ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والمَنْهَل: المشرَب ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سُمِّيَتْ مَنازل السُّفَّار عَلَى المِياه مَناهِل. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ أَنه يَرِد كلَّ مَنْهَل. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَنْهَل الْمَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ المشرَب. والمَنْهَل: الشُّرْب، قَالَ: وَهَذَا الأَخير يَتَّجِهُ أَن يَكُونَ مَصْدَرَ نَهِلَ وَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يَذْكُرَهُ لأَنه مُطَّرد. والنَّاهِلَة: المختلِفة إِلى المَنْهَل، وَكَذَلِكَ النازِلة؛ وأَنشد: وَلَمْ تُراقِب هناك نَاهِلَةَ ... الواشِينَ، لَمَّا اجْرَهَدَّ نَاهِلُها قَالَ أَبو مَالِكٍ: المَنازِل والمَناهِل وَاحِدٌ، وَهِيَ المَنازِل عَلَى الْمَاءِ. وأَنْهَلَ القومُ: نَهِلَت إِبِلُهم. وَرَجُلٌ مِنْهَال: كَثِيرُ الإِنْهال. قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ الْغَنَوِيُّ وَغَيْرُهُ: المَنْهَل كُلُّ مَا يَطَؤه الطريقُ مِثْلُ الرُّحَيل والحفِير، قَالَ: وَمَا بَيْنَ المَنَاهِل مَراحِل، والمَنْهَل مِنَ الْمِيَاهِ: كلُّ مَا يَطَؤه الطَّرِيقُ، وَمَا كَانَ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يُدْعَى مَنْهَلًا، وَلَكِنْ يُضَافُ إِلى مَوْضِعِهِ أَو إِلى مَنْ هُوَ مختصٌّ بِهِ فَيُقَالُ: مَنْهَل بَنِي فُلَانٍ أَي مَشْرَبهم وَمَوْضِعُ نَهَلهم؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول أَي مَسْقِيٌّ بالراحِ. يُقَالُ: أَنْهَلْته فَهُوَ مُنْهَلُ، بِضَمِّ الْمِيمِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: النُّهُل الشُّروع ؛ هُوَ جَمْعُ نَاهِل وَشَارِعٌ أَي الإِبل العِطاش الشارِعة فِي الْمَاءِ. وَيُقَالُ: مِنْ أَين نَهِلْت الْيَوْمَ؟ فَتَقُولَ: بِمَاءِ بَنِي فُلَانٍ وبمَنْهَل بَنِي فُلَانٍ؛ وَقَوْلُهُ أَين نَهِلَت أَي شَرِبت فَرَوِيت؛ وأَنشد: مَا زَالَ مِنْهَا نَاهِلٌ ونائِب قَالَ: النَّاهِلُ الَّذِي رُوِيَ فاعتزَل، والنائبُ الَّذِي يَنُوب عَوداً بَعْدَ شُرْبها لأَنها لَمْ تُنْضَح رِيّاً. الْجَوْهَرِيُّ: المَنْهَل المَوْرِد وَهُوَ عَيْنُ ماءٍ تَرِدُه الإِبِل فِي المَراعي، وَتُسَمَّى المَنازل الَّتِي فِي المَفاوِز عَلَى طَرِيقِ السُّفَّار مَنَاهِل لأَن فِيهَا مَاءً. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: النَّاهِل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ العَطْشان، والنَّاهِل الَّذِي قَدْ شرِب حَتَّى روِي، والأُنثى نَاهِلَة، والنَّاهِل العَطْشان، والنَّاهِل الرَّيَّان، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: الطاعِن الطَّعْنة، يَوْمَ الوَغَى، ... يَنْهَل مِنْهَا الأَسَلُ النَّاهِلُ جَعَلَ الرِّماح كأَنها تعطَش إِلى الدَّمِ فإِذا شَرَعَتْ فِيهِ رَوِيتْ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ هَاهُنَا الشارِب وإِن شِئْتَ العَطْشان أَي يُرْوَى مِنْهُ الْعَطْشَانُ. وَقَالَ أَبو الْوَلِيدِ: يَنْهَل يَشْرَبُ مِنْهُ الأَسَلُ الشارِب؛ قَالَ الأَزهري «1»: وَقَوْلُ جَرِيرٍ يَدُلُّ عَلَى أَن العِطاش تسمَّى نِهالًا؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: وأَخُوهُما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَه، ... حَتَّى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهَالا قَالَ: وَقَالَ عُمْرَةُ «2» بْنُ طَارِقٍ فِي مِثْلِهِ: فَمَا ذُقْت طَعْم النَّوْم، حَتَّى رأَيتُني ... أُعارِضُهم وِرْدَ الخماسِ النَّوَاهِل

_ (1). قوله [قال الأَزهري إلخ] نسب المؤلف الشطر الأَخير في مادة جبى إلى الأَخطل (2). قوله [وقال عمرة] عبارة التهذيب: عميرة

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: نَاهِل ونَهَل مِثْلٌ خادِم وخَدَم وَغَائِبٍ وغَيَب وحارِس وحَرَس وقاعِد وقَعَد. وَفِي حَدِيثِ لَقِيطٍ: أَلَا فيطَّلِعون عَنْ حَوْض الرَّسُولِ لَا يَظْمأ وَاللَّهِ نَاهِلُه ؛ يَقُولُ: مَنْ رَوِي مِنْهُ لَمْ يعطَش بَعْدَ ذَلِكَ أَبداً، وَجَمْعُ النَّاهِل نَهَلٌ مِثْلُ طالِب وطَلَب، وَجَمْعُ النَّهَل نِهَال مِثْلُ جَبَل وجِبال؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّك لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهَالا، ... بمِثْل أَنْ تُدارِك السِّجالا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ النِّهَال بِمَعْنَى العِطاش قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: يذُودُ الأَوابِدَ فِيهَا السَّمُوم، ... ذِيادَ المُحِرِّ المَخاضَ النِّهَالا وَقَالَ آخَرُ: مِنْهُ تُرَوِّي الأَسَل النَّوَاهِلا والنَّهَل: الشُّرْب الأَوّل. وَقَدْ نَهِلَ، بِالْكَسْرِ، وأَنْهَلَتْه أَنا لأَنَّ الإِبل تُسْقَى فِي أَوّل الوِرْد فتردُّ إِلى العَطَن، ثُمَّ تُسْقَى الثَّانِيَةَ وَهِيَ العَلَل فَتُرَدُّ إِلى المرعَى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى نَهِل قَوْلَ الشَّاعِرِ: وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ وعَلَّتِ وَقَالَ آخَرُ فِي أَنْهَلَتْ: أَعَلَلًا وَنَحْنُ مُنْهِلُونَهْ قَالَ الأَصمعي: إِذا أَوْرد إِبله الْمَاءَ فالسقيةُ الأُولى النَّهَل، وَالثَّانِيَةُ العَلَل؛ وَاسْتَعْمَلَ بَعْضُ الأَغْفال النَّهَل فِي الدُّعَاءِ فَقَالَ: ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعدِ ذَا، فصَلَّى ... عَلَى النبيِّ نَهَلًا وعَلَّا والنَّهَلُ: مَا أُكِل مِنَ الطَّعامِ. وأَنْهَلَ الرجلَ: أَغضبه. والمِنْهَال: أَرض. والمِنْهَال: اسْمُ رَجُلٍ. ومِنْهَال: اسْمُ رَجُلٍ «1» قَالَ: لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهَالُ، تحتَ رِدائِه، ... فَتىً غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّة أَرْوَعا ونُهَيْل: اسْمٌ. والمِنْهَال: القَبْر. والمِنْهَال: الْغَايَةُ فِي السَّخَاءِ. والمِنْهَال: الكَثِيب الْعَالِي الَّذِي لَا يَتماسَك انْهِياراً. نَهْبَلَ: هَنْبَل الرجلُ: ظَلَع ومَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء، ونَهْبَل كذلك. والنَّهْبَل: الشَّيْخ. ونَهْبَل: أَسَنَّ، وشيخٌ نَهْبَلٌ وَعَجُوزٌ نَهْبَلَة؛ قَالَ أَبو زُبيد: مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلَةٍ، ... تَأْوي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ والنَّهْبَلَة: الناقة الضخمة. نهشل: النَّهْشَل: المُسِنُّ المضطَرب مِنِ الكِبَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَسنَّ وَفِيهِ بقيَّة، والأُنثى نَهْشَلَة، وَقَدْ نَهْشَلَ. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: نَهْشَل مشتقٌّ مِنَ النَّهْشَلة، وَهِيَ الكِبَر والاضطرابُ. وَقَدْ نَهْشَلَ الرَّجُلُ إِذا كَبِر. ونَهْشَل: مِنْ أَسماء الذِّئْبِ. ونَهْشَل: اسْمُ رَجُلٍ، وَهِيَ أَيضاً قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الأَخطل: خَلا أَنّ حَيًّا مَنْ قُرَيْشٍ تَفاضَلوا ... عَلَى النَّاسِ، أَو أَنَّ الأَكارِم نَهْشَلا «2».

_ (1). قوله [ومِنْهَال اسم رجل] هذه عبارة المحكم، وقد اقتصر على ما قبل هذا وذكر البيت بعده، فلعلها زيادة من الناسخ (2). نصب نهشلا على أنها بدل من الأَكارم وخبر أنّ محذوف

نُونُهَا أَصليَّة لأَنها بإِزاء سِينِ سَلْهَب. ونَهْشَل: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ يَنْصَرِفُ لأَنه فَعْلَل، وإِذا كَانَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفَر لَمْ يُمْكِنِ الْحُكْمُ بِزِيَادَةِ النُّونِ، وَكَانَ لَقِيطُ بنُ زُرارةَ التَّمِيمِيُّ يُكْنَى أَبا نَهْشَل. والنَّهْشَل: الذِّئْبُ. والنَّهْشَل: الصَّقْر. الأَزهري: نَهْشَل إِذا عضَّ إِنساناً تَجْميشاً، ونَهْشَل إِذا أَكل أَكْل الجائع. نهضل: النَّهْضَل: المُسِنُّ مِنَ الرِّجَالِ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ، والأُنثى بِالْهَاءِ. نول: اللَّيْثُ: النائِل مَا نِلْت مِنْ مَعْرُوفِ إِنسان، وَكَذَلِكَ النَّوَال. وأَنَالَهُ مَعْرُوفَهُ ونَوَّلَه: أَعطاه مَعْرُوفَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ، ... وتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ والنّالُ والمَنَالَةُ والمَنَالُ: مَصْدَرُ نِلْت أَنال. وَيُقَالُ: نُلْت لَهُ بِشَيْءٍ أَي جُدْت، وَمَا نُلْتُه شَيْئًا أَي مَا أَعطيته. وَيُقَالُ: نالَني بِالْخَيْرِ يَنُولُني نَوالًا ونَوْلًا ونَيْلًا، وأَنالَني بِخَيْرٍ إِنَالَةً. وَيُقَالُ فِي الأَمر مِنْ نِلْت أَنالُ لِلْوَاحِدِ: نَلْ، وَلِلِاثْنَيْنِ، نَالَا، وَلِلْجَمْعِ: نالُوا. ونُلْتُه مَعْرُوفًا ونَوَّلْته. الْجَوْهَرِيُّ: النَّوَال العَطاء، والنَّائِل مِثْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: النّالُ والنَّوَالُ مَعْرُوفٌ، ونُلْتُه ونُلْت لَهُ ونُلْتُه بِهِ أَنُولُه بِهِ نَوْلًا؛ قَالَ العُجير السَّلُولي: فعَضَّ يَدَيْهِ أُصْبُعاً ثُمَّ أُصْبُعاً ... وَقَالَ: لعلَّ اللَّهَ سَوْفَ يَنِيل أَي يَنُول بِخَيْرٍ، فَحَذَفَ. وأَنَلْته بِهِ وأَنَلْته إِيّاه ونَوَّلْته ونَوَّلْت عَلَيْهِ بِقَلِيلٍ، كُلُّهُ: أَعطيته. الْكِسَائِيُّ: لَقَدْ تَنَوَّلَ عَلَيْنَا فُلَانٌ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ أَي أَعطانا شَيْئًا يَسِيرًا، وتَطَوَّل مِثْلُهَا. وَقَالَ أَبو مِحْجَنٍ: التَّنَوُّل لَا يَكُونُ إِلا فِي الْخَيْرِ، والتطوُّل قَدْ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ جَمِيعًا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نُلْت لَهُ بالعطيَّة أَنُولُ نَوْلًا ونُلْتُه العطيَّة. ونَوَّلْته: أَعطيته نَوالًا؛ قَالَ وَضّاح اليَمن: إِذا قلتُ يَوْمًا: نَوِّلِيني، تبسَّمتْ ... وَقَالَتْ: مَعاذ اللَّهِ مِنْ نَيْل مَا حَرُمْ فَمَا نَوَّلتْ حَتَّى تضرَّعْت عندَها، ... وأَنْبَأْتُها مَا رَخَّص اللهُ فِي اللَّمَمْ يَعْنِي التقبيلَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ نُلْت لَهُ بالعطيَّة قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَنُول بِمَعْرُوفِ الحديثِ، وإِن تُرِدْ ... سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منك، وَهِيَ ذَعُورُ وَقَالَ الْغَنَوِيُّ: وَمَنْ لَا يَنُلْ حَتَّى تسدَّ خِلالُه، ... يجِدْ شَهوات النفْس غَيْرَ قليلِ وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: حَمَلُوهما فِي السَّفِينَةِ بِغَيْرِ نَوْلٍ أَي بِغَيْرِ أَجْرٍ وَلَا جُعْل، وَهُوَ مَصْدَرُ نَالَه يَنُولُه إِذا أَعطاه، وإِنه لَيَتَنَوَّل بِالْخَيْرِ وَهُوَ قَبْلَ ذَلِكَ لَا خَيْرَ فِيهِ. وَرَجُلٌ نالٌ، بوزْن بالٍ: جَوَاد، وَهِيَ فِي الأَصل نَائِلٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلًا وأَن يَكُونَ فاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، وَقِيلَ: كَثِيرُ النَّائِل. ونالَ يَنَال نَائِلًا ونَيْلًا: صَارَ نَالًا. وَمَا أَنْوَلَه أَي مَا أَكثر نَائِلَهُ. وَمَا أَصَبْتُ مِنْهُ نَوْلَةً أَي نَيْلًا. وَشَيْءٌ مُنَوَّل ومَنِيل؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ نالٌ كَثِيرُ النَّوال، وَرَجُلَانِ نَالان وَقَوْمٌ أَنْوَال؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ:

وقَفْتُ بهنَّ حَتَّى قَالَ صحْبي: ... جَزِعْتَ وَلَيْسَ ذَلِكَ بالنَّوَال أَي بِالصَّوَابِ. ونَالَتِ المرأَة بِالْحَدِيثِ وَالْحَاجَةِ نَوَالًا: سَمَحَتْ أَو هَمَّت؛ قَالَ الشاعر: تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الْحَدِيثِ، وإِن تُرِدْ ... سِوَى ذَاكَ تُذْعَر منك، وهي ذَعورُ وَقِيلَ: النَّوْلَة القُبْلة. ونَاوَلْت فُلَانًا شَيْئًا مُنَاوَلَة إِذا عاطَيْته. وتَنَاوَلْت مِنْ يَدِهِ شَيْئًا إِذا تَعاطيته، ونَاوَلْته الشيءَ فتَنَاوَلَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: تَنَاوَلَ الأَمرَ أَخذه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما نَوْل فَتَقُولُ نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي يَنْبَغِي لَكَ فِعْل كَذَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي حقُّك أَن تَفْعَلَ كَذَا، وأَصله مِنَ التناوُل كأَنه يَقُولُ تناوُلك كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: هاجَتْ، وَمِثْلِي نَوْلُه أَن يَرْبَعا، ... حمامةٌ نَاجَتْ حَمَّامًا سُجَّعا أَي حقُّه أَين يكُفَّ، وَقِيلَ: الرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ؛ وإِذا قَالَ لَا نَوْلُك فكأَنه يَقُولُ أَقْصِر، وَلَكِنَّهُ صَارَ فِيهِ مَعْنَى يَنْبَغِي لَكَ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ لَا نَوْلُك أَن تَفْعَلَ، جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ يَنْبَغِي مُعاقِباً لَهُ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلِذَلِكَ وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ هُنَا غَيْرَ مكرَّرة. وَقَالُوا: مَا نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي مَا يَنْبَغِي لَكَ أَن تَناله؛ رَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِمْ لِلرَّجُلِ مَا كَانَ نَوْلُكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا قَالَ: النَّوْل مِنَ النَّوال؛ يَقُولُ مَا كَانَ فعلُك هَذَا حَظًّا لَكَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَلَمْ يَأْنِ وأَ لَمْ يَأْنِ لك وأَ لم يَنَلْ لك وأَ لم يُنِلْ لَكَ، قَالَ: وأَجْوَدُهنّ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ الْعَزِيزُ يَعْنِي قَوْلَهُ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا. وَيُقَالُ: أَنَّى لَكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا ونَالَ لَكَ وأَنَالَ لَكَ وَأَآنَ لَكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا نَوْل امرئٍ مُسْلِمٍ أَن يَقُولَ غَيْرَ الصَّوَابِ أَو أَن يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ أَي مَا يَنْبَغِي لَهُ وَمَا حظُّه أَن يَقُولَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا. الأَزهري في قوله قولهم: وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا ، قَالَ: النَّيْل مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، صُيِّر وَاوُهَا يَاءً لأَن أَصله نَيْوِل، فأَدغموا الْوَاوَ فِي الْيَاءِ فَقَالُوا نَيّل، ثُمَّ خفَّفوا فقال نَيْل، وِمِثْلُهُ مَيِّت ومَيْت، قَالَ: وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا ، هُوَ مِنْ نِلْت أَنالُ لَا مِنْ نُلْت أَنُول. والنَّوْل: الْوَادِي السَّائِلُ؛ خَثْعَمِيَّةٌ عَنْ كُرَاعٍ. والنَّوْل: خشبةُ الْحَائِكِ الَّتِي يلفُّ عَلَيْهَا الثَّوْبَ، وَالْجَمْعُ أَنْوَال. والمِنْوَلُ والمِنْوَال: كالنَّوْل. اللَّيْثُ: المِنْوَال الْحَائِكُ الَّذِي يَنْسِج الوَسائد ونحوَها نفسُه، ذَهَبَ «3» إِلى أَنه يَنْسِج بالنَّوْل وَهُوَ مِنْسَج يُنسَج بِهِ وأَداتُه الْمَنْصُوبَةُ تُسَمَّى أَيضاً مِنْوَالًا؛ وأَنشد: كُمَيْتاً كأَنها هِراوَةُ مِنْوَالِ وَقَالَ: أَراد بالمِنْوَال النَّسّاج. وإِذا استوتْ أَخلاقُ الْقَوْمِ قِيلَ: هُمْ عَلَى مِنْوَالٍ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ رَمَوْا عَلَى مِنْوَالٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى رِشْقٍ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ إِذَا اسْتَووا فِي النِّضال. وَيُقَالُ: لَا أَدري عَلَى أَي مِنْوَالٍ هُوَ أَي عَلَى أَيِّ وَجْهٍ هُوَ. والنَّالَةُ: مَا حَوْلَ الحرَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَلِفها أَنها وَاوٌ لأَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوِ عَيْنًا أَعرف مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَلِفها يَاءٌ لأَنها مِنَ النَّيْل أَي مَنْ كَانَ فِيهَا لَمْ تَنَله الْيَدُ، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي.

_ (3). قوله [نفسه ذهب إلخ] عبارة الصاغاني بعد قوله ونحوها: وقال ابن الأعرابي المِنْوَال الحائك نفسه ذهب إلخ

وأَنالَ بِاللَّهِ: حَلَفَ بِاللَّهِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: يُنِيلانِ بِاللَّهِ المجيدِ لَقَدْ ثَوَى ... لَدَى حَيْثُ لاقَى رينُها ونَصِيرُها «1» . ونَوَّال ومُنَوِّل: اسمان. نيل: نِلْتُ الشَّيْءَ نَيْلًا ونَالًا ونَالَةً وأَنَلْتُه إِيّاه وأَنَلْتُ لَهُ ونِلْتُهُ؛ ابْنُ الأَعرابي: نِلْتُهُ مَعْرُوفًا؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: إِني سأَشكُر مَا أُوليت مِنْ حَسَن، ... وخيرُ مَنْ نِلْت مَعْرُوفًا ذَوو الشكر ويقال: أَنَلْتُك نَائِلًا ونِلْتُكَ وتَنَوَّلْتُ لَكَ ونَوَّلْتك؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَذْكُرُ نِسَاءً: لَا يَتَنَوَّلْنَ مِنَ النَّوَالِ ... لِمَنْ تعرَّضْنَ مِنَ الرِّجالِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ نائلٍ حَلالِ أَي لَا يُعْطِين الرِّجَالَ إِلا حَلَالًا بِتَزْوِيجٍ وَيَجُوزُ أَن يُقَالَ: نَوَّلَني فتَنَوَّلْت أَي أَخذْت، وَعَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ لَا يأْخُذْن إِلَّا مَهْرًا حَلَالًا. وَيُقَالُ: لَيْسَ لَكَ هَذَا بالنَّوَال؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: النَّوَال هَاهُنَا الصَّوَابُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي جُحيفة: فَخَرَجَ بلالٌ بفَضْل وَضوء النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْن ناضِحٍ ونَائِلٍ أَي مصيبٍ مِنْهُ وآخِذٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَجُل لَهُ أَربعُ نِسوةٍ فطلَّق إِحداهنّ وَلَمْ يَدْر أَيَّتَهُنَّ طلَّق فَقَالَ: يَنالُهُنَّ مِنَ الطَّلَاقِ مَا يَنَالُهُنَّ مِنَ الْمِيرَاثِ أَي أَن المِيراث يكون بينهن لَا تَسْقُطُ مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ حَتَّى تُعرَف بِعَيْنِهَا، وَكَذَلِكَ إِذا طلَّقها وَهُوَ حيٌّ فإِنه يَعْتَزِلُهُنَّ جَمِيعًا إِذا كَانَ الطَّلَاقُ ثَلَاثًا، يَقُولُ كَمَا أُورِّثُهنَّ جَمِيعًا آمرُ باعتزالهنَّ جَمِيعًا. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ هَمُّوا بِمَا لَمْ يُدْرِكوه. والنَّيْل والنائِل: مَا نِلْته. وَمَا أَصاب مِنْهُ نَيْلًا وَلَا نَيْلةً وَلَا نُولة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها ؛ أَراد لَنْ يَصِل إِليه لحومُها وَلَا دِمَاؤُهَا وإِنما يصِل إِليه التَّقْوَى، وذكَّر لأَن مَعْنَاهُ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ شيءٌ مِنْ لُحومِها وَلَا دِمائِها، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ؛ أَي شَيْءٌ مِنَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا ؛ قَالَ الأَزهري: رَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ النَّيْل مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي نول. وَفُلَانٌ يَنَالُ مِنْ عِرْضِ فُلَانٍ إِذا سَبَّه، وَهُوَ يَنَالُ مِنْ مَالِهِ ويَنَالُ مِنْ عدوِّه إِذا وَتَرَه فِي مالٍ أَو شَيْءٍ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ نِلْت أَنَالُ أَي أَصَبْت. وَيُقَالُ: نَالَنِي مِنْ فُلَانٍ مَعْرُوفٌ يَنَالُنِي أَي وَصَل إِليّ مِنْهُ مَعْرُوفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ ؛ أَي لَنْ يصِل إِليه مَا يُعدُّ لَكُمْ بِهِ ثَوابه غَيْرَ التقوَى دُونَ اللُّحوم والدِّماء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رجُلًا كَانَ يَنَالُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، يَعْنِي الْوَقِيعَةَ فِيهِمْ. يُقَالُ مِنْهُ: نَالَ يَنَالُ نَيْلًا إِذا أَصاب، فَهُوَ نَائِل. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: قَدْ نَالَ الرحيلُ أَي حانَ ودَنا. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: مَا نَالَ لَهُمْ أَن يَفْقَهوا أَي لَمْ يقرُبْ وَلَمْ يَدْن. الْجَوْهَرِيُّ: نَالَ خَيْرًا يَنَالُ نَيْلًا، قَالَ: وأَصله نَيِل يَنْيَل مِثَالُ تعِب يتعَب وأَنَالَه غَيْرُهُ، والأَمرُ مِنْهُ نَلْ، بِفَتْحِ النُّونِ، وإِذا أَخبرت عَنْ نَفْسِكَ كَسَرْتَهُ. ونَالَةُ الدَّارُ: قاعَتُها لأَنها تُنال. ابْنُ الأَعرابي: باحةُ الدَّارِ ونَالَتُها وقاعَتُها وَاحِدٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يُسقَى بأَجْدادِ عادٍ هُمَّلًا رَغَداً، ... مِثْلَ الظِّباء الَّتِي فِي نَالَةِ الحَرَم

_ (1). قوله [رينها ونصيرها] هكذا في الأصل

فصل الهاء

قَالَ الأَصمعي: نَالَةُ الحرَم سَاحَتُهَا وباحتُها. والنِّيل: نَهْرُ مِصْرَ، حَمَاهَا اللَّهُ وَصَانَهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: فَيْضُ مِصْرَ. ونِيل: نَهْرٌ بِالْكُوفَةِ، وَحَكَى الأَزهري قَالَ: رأَيت فِي سَوَادِ الْكُوفَةِ قَرْيَةً يُقَالُ لَهَا النِّيل يَخْرِقُها خَلِيج كَبِيرٌ يَتَخَلَّج مِنَ الفُرَات الْكَبِيرِ، قَالَ: وَقَدْ نَزَلْتُ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: ما جاوَزَ النِّيلُ يَوْمًا أَهل إِبْلِيلًا وَجَعَلَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ السَّحاب نِيلًا فَقَالَ: أَناخُ بأَعْجازٍ وجاشَتْ بِحارُه، ... ومَدَّ لَهُ نِيلُ السَّمَاءِ المنزَّلُ ونُيَال: مَوْضِعٌ؛ قَالَ السُّلَيك بْنُ السُّلَكة: أَلَمَّ خَيالٌ مِنْ أُميَّة بالرَّكْبِ، ... وهُنَّ عِجالٌ عَنْ نُيَالٍ وَعَنْ نَقْبِ ونَائِلَةُ: امرأَة. ونَائِلَةُ: صَنَمٌ كَانَتْ لِقُرَيْشٍ، والله أَعلم. فصل الهاء هبل: الهَبِلة: الثَّكِلة. والهُبْلة: القُبْلة. والهَبَل: الثُّكْل، هَبِلَتْهُ أُمُّه: ثَكِلَتْه. الْجَوْهَرِيُّ: الهَبَل، بِالتَّحْرِيكِ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ هَبِلَتْه أُمُّه. والإِهْبَال: الإِثْكال. والهَبُول مِنَ النِّسَاءِ: الثَّكُول. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: فَعِل إِذا كَانَ مُجَاوِزاً فَمَصْدَرُهُ فَعْل إِلّا ثَلَاثَةَ أَحرف: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، وعَمِلْت الشَّيْءَ عَمَلًا، وزَكِنْت الخبرَ زَكَناً. والمُهَبَّل: الَّذِي يُقَالُ لَهُ: هَبِلَتْك أُمُّك! وامرأَة هَابِل وهَبُول. وَفِي الدُّعَاءِ: هَبِلْتَ وَلَا يُقَالُ هُبِلْت، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ ثَعْلَبٌ: الْقِيَاسُ هُبِلْت، بِالضَّمِّ، لأَنه إِنما يَدْعُو عَلَيْهِ بأَن تَهْبَله أُمُّه أَي تَثْكَله. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ فَضَّل الوادِعِيُّ سُهْمان الْخَيْل عَلَى المَقارِيف فأَعْجَبه فَقَالَ: هَبِلَتِ الوادِعِيَّ أُمُّه لَقَدْ أَذْكَرَتْ بِهِ! هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، بِالتَّحْرِيكِ: ثَكِلَتْه، قَالَ: هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى المَدْح والإِعْجاب، يَعْنِي مَا أَعْلَمه وَمَا أَصْوَب رأْيه كَقَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب! وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: هَوَتْ أُمُّه مَا يَبْعَثُ الصُّبْح غَادِيًا، ... وَمَاذَا يُرى فِي اللَّيْلِ حين يَؤُوبُ وَقَوْلُهُ أَذْكَرَتْ بِهِ أَي ولَدَت ذَكَرًا مِنَ الرِّجَالِ شَهْماً. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لأُمِّك هَبَلٌ أَي ثَكَل. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: فَقِيلَ لأُمِّك الهَبَل. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ: وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ؟ هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَقَدِ استعاره هاهنا لفَقْد المَيْز والعَقْل مِمَّا أَصابها مِنَ الثَّكَل بولدِها كأَنه قَالَ: أَفَقدْت عَقْلك بِفَقْدِ ابْنِكِ حَتَّى جَعَلْتِ الجِنان جنَّة وَاحِدَةً؟ وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: هَبِلَتهم الهَبُول أَي ثَكِلَتهم الثَّكُول، وَهِيَ بِفَتْحِ الْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا يبقى لها وَلَدٌ. والمَهْبِل: الرَّحِمُ، وَقِيلَ: هُوَ أَقصى الرَّحِم، وَقِيلَ: هُوَ مَسْلَك الذكَر مِنَ الرحِم، وَقِيلَ: هُوَ فَمُه، وَقِيلَ: هُوَ طَرِيقُ الْوَلَدِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الظَّبْية والرَّحِم، قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا طَرَّق الأَمْرُ بالمُعْضِلات ... يَتْناً، وَضَاقَ بِهِ المَهْبِل وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ الولَد مِنَ الرحِم، قَالَ الْهُذَلِيُّ: لَا تَقِهِ المَوْتَ وَقِيَّاتُه، ... خُطَّ لَهُ ذَلِكَ فِي المَهْبِلِ وَقِيلَ: هُوَ موقِع الْوَلَدِ مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:

الْخَيْرُ وَالشَّرُّ خُطَّا لِابْنِ آدَمَ وَهُوَ فِي المَهْبِل ، هُوَ بِكَسْرِ الْبَاءِ مَوْضِعُ الولد من الرحِم، وَقِيلَ: أَقصاه، قِيلَ: وَهُوَ البَهْوُ بَيْنَ الوَرِكَيْن حَيْثُ يَجْثُمُ الْوَلَدُ، شبِّه بِمَهْبِل الجَبل وَهُوَ الهوَّة الذَّاهِبَةُ فِي الأَرض. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَهْبِل مَا بَيْنَ الغَلَفَيْن «1» أَحدهما فَمُ الرَّحِم وَالْآخَرُ مَوْضِعُ العُذْرة. والمَهْبِل: الاسْت. والمَهْبِل: الهَواء «2» مِنْ رأْس الْجَبَلِ إِلَى الشِّعْب. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فتحمِلهم فتطْرَحهم بالمَهبِل ، هُوَ الهُوَّة الذاهبةُ فِي الأَرض، وَقَالَ أَوس فِي مَهْبِل الْجَبَلِ: فأَبْصَرَ أَلْهاباً مِنَ الطَّودِ دُونَهُ، ... يَرَى بَيْنَ رأْسَيْ كلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا قَالَ أَبو زِيَادٍ: المَهْبِل حَيْثُ يَنْطُفُ فِيهِ أَبو عُمَيْرٍ بِأَرونِه، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ. وَقَالَ الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ فِي بَهِلَ: اهْتَبَلَ الرَّجُلُ إِذا كذَب، واهْتَبَلَ إِذا غَنِم، واهْتَبَلَ إِذا ثَكِل. وَسَمِعَ كَلِمَةً فاهْتَبَلَها أَي اغْتنَمها. والاهْتِبَال: الاغْتِنام والاحْتيال والاقْتصاص. وَيُقَالُ: اهْتَبَلْت غَفلته، قَالَ الْكُمَيْتُ: وعاثَ فِي غَابِرٍ مِنْهَا بعَثْعَثةٍ ... نَحْرَ المُكافئ، والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اهْتَبَلَ جَوْعةَ مؤمنٍ كَانَ لَهُ كَيْت وكَيْت أَي تَحَيَّنَها واغْتَنَمها مِنَ الهُبَالَةِ الغَنيمة «3» وَفِي حَدِيثِ أَبي ذرٍّ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: فاهْتَبَلْت غَفْلته وافْتَرَصْتها واحتلْت لَهُ حَتَّى وَجَدْتُهَا كالرجُل يَطْلُبُ الفُرْصة فِي الشَّيْءِ ، قَالَ الْكُمَيْتُ: وَقَالَتْ ليَ النَّفسُ: اشعَبِ الصِّدْعَ واهْتَبِلْ ... لإِحْدى الهَناتِ المُضْلِعاتِ اهْتِبَالَها أَي استعدَّ لَهَا واحْتَلْ. وَرَجُلٌ مُهْتَبِل وهَبَّال، وهَبَّلَ لأَهله وتَهَبَّلَ واهْتَبَلَ: تكسَّب. واهْتَبَلَ الصَّيْدَ: بَغاه وتكسَّبه. والصيَّاد يَهْتَبِلُ الصيدَ أَي يَغْتَنِمُه ويغترُّه. والهَبَّالُ: الكاسِب المُحْتال، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو مُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لبُغْيَتِه ... أَلْفى أَباهُ، بِذَاكَ الكَسْب، يكتسِبُ وَمَا لَهُ هَابِلٌ وَلَا آبِلٌ، الهَابِل هُنَا: الكاسِب، وَقِيلَ المُحْتال، والآبِل: الَّذِي يُحْسِن القيامَ عَلَى الإِبِل والرِّعْيةَ لَهَا، وإِنما هُوَ الأَبِل، بِالْقَصْرِ، فَمَدَّهُ ليُطابِق الهابِل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنه فاعِل مِنْ قَوْلِهِمْ أَبَل «4» الإِبِلَ يأْبُلها ويأْبِلُها حذَق مَصْلحتها. وَذِئْبٌ هِبِلٌّ أَي مُحْتال. والهَبَالَةُ: اسْمُ ناقةٍ لأَسماء بْنِ خَارِجَةَ، وَقَالَ: فَلَأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً ... أَوْساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبَالَهْ والهِبِلُّ: الضَّخْم المُسِنُّ مِنَ الرِّجَالِ والنِّعام والإِبل. والهِبَلُّ، مِثَالُ الهِجَفِّ: الثَّقِيلُ المُسِنُّ الْكَبِيرُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُحَيم عَبْدِ بني

_ (1). قوله [ما بين الغلفين] هكذا في الأصل بالفاء بعد اللام، وفي التهذيب بالقاف بدلها. (2). قوله [والمهبل الهواء] هكذا في الأصل والمحكم والتكملة، وفي القاموس: أنه الهويّ. (3). قوله [من الهبالة الغنيمة] هكذا ضبط في الأصل بضم الهاء، وفي بعض نسخ النهاية بفتحها. (4). قوله [من قولهم أبل إلخ] هكذا ضبط في الأصل وفي المحكم أيضاً، وعبارة القاموس في مادة أبل: وأبل كنصر وفرح أبالة وأبلًا فهو آبل وأبل.

الحَسحاس: هِبَلٌّ كمِرِّيخِ المَغالي هَجَنَّعٌ، ... لَهُ عُنُق مِثْلَ السِّطاعِ قَوِيمُ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَنا أَبو نَعامة الشيخُ الهِبَلّ، ... أَنا الَّذِي وُلِدْت فِي أُخْرى الإِبِلْ يَعْنِي أَنه لَمْ يُولَدْ عَلَى تَنْعيم أَي أَنه أَخشنُ شَدِيدٌ غَلِيظٌ لَا يَهُوله شَيْءٌ. والهِبِلُّ: الرَّجُلُ الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والمُهَبَّل: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ المُوَرَّم الوجْه. وَقَدْ هَبَّلَه اللَّحْمُ إِذا كثُر عَلَيْهِ وركِب بعضُه بَعْضًا وأَهْبَلَه، قَالَ أَبو كَبِيرٍ: مِمَّن حَمَلْنَ بِهِ، وهُنَّ عَواقِدٌ ... حُبُكَ النِّطاقِ، فَشبَّ غَيْرُ مُهَبَّل وَيُقَالُ هُوَ المُلَعَّن. وَقَالَتْ عَائِشَةُ فِي حَدِيثِ الإِفْك: والنِّساء يَوْمَئِذٍ لَمْ يُهَبِّلْهنَّ اللحمُ ، مَعْنَاهُ لَمْ يَكْثُرْ عَلَيْهِنَّ اللَّحْمُ والشَّحمُ. والهَابِلُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ والشحْم. وَيُقَالُ للمُهَبَّج المُرَبَّل: مُهَبَّل، كأَنَّ بِهِ ورَماً مِنْ سِمَنه. يُقَالُ: أَصبح فُلَانٌ مُهَبَّلًا، وَهُوَ المُهَبَّجُ الَّذِي كأَنه تورَّم مِنَ انتِفاخه. وهَبُلَتِ المرأَة عَبُلت. واهْتَبِلْ هَبَلَك أَي اشتغِل بشأْنِك، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمُهْتَبِل: الْكَذَّابُ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد: يَا قاتَل اللهُ هَذَا كَيْفَ يَهْتَبِلُ والمِهْبَل: الْخَفِيفُ، عَنْ خَالِدٍ، وَرَوَى بَيْتَ تأَبَّط شَرًّا: ولستُ بِراعي صِرْمةٍ كَانَ عَبْدُها ... طويلَ العَصا مِئْناثةَ الصَّقْبِ مِهْبَلِ والاهْتِبَال مِنَ السَّيْرِ: مَرْفُوعَهُ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، وأَنشد: أَلا إِن نصَّ العِيسِ يُدْني مِنَ الهَوَى، ... ويَجْمَع بَيْنَ الهائمينَ اهْتِبَالُها والهَبَال: شَجَرٌ تُعمَل مِنْهُ السِّهام، وَاحِدَتُهُ هَبَالَة، قَالَ أَسماء بْنُ خَارِجَةَ: فَلأَحْشأَنَّك مِشْقَصاً ... أَوْساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبَالَهْ وابنُ الهَبُولَة وَابْنُ هَبُولَةَ جَمِيعًا: ملِك. وبَنُو هُبَل بَطْن مِنْ كلْب يُقَالُ لَهُمُ الهُبَلات. وهُبَل: اسْمُ صَنَم كَانَ فِي الْكَعْبَةِ لِقُرَيْشٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: قَالَ يَوْمَ أَحد: اعْلُ هُبَل ، هُوَ الصنَم الَّذِي كَانُوا يَعْبُدُونَهُ. وهُبَل: اسْمُ رَجُلٍ، مَعْدول عَنْ هابِل مَعْرِفَةٍ. وَبَنُو هُبَل: بطْن مِنَ الْعَرَبِ مِنْ كلْب يُقَالُ لَهُمُ الهُبَلات. وَبَنُو هَبِيل: بَطْنٌ. والهَيْبُلِيُّ والأَيْبُلِيُّ: الراهب. هبركل: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: أَبو تُرَابٍ غُلَامٌ هَبَرْكَل قَوِيٌّ؛ وأَنشدت أُمُّ بُهْلول: يَا رُبَّ بَيْضاء، بِوَعْثِ الأَرْمُلِ، ... قَدْ شُغِفَتْ بناشِئٍ هَبَرْكَلِ «5». هتل: التَّهْتَالُ: مِثْلُ التَّهْتان. وسحائبُ هُتَّلٌ وهُتَّن: هُطَّل، وَقِيلَ: مُتتابعة الْمَطَرِ؛ قَالَ العجاج:

_ (5). قوله [يا رب بيضاء إلخ] سقط بين المشطورين ثلاثة مشاطير وهي: شبيهة العين بعين المغزل فيها طماح عن خليل حنكل وهي تداري ذاك بالتجمل قد شغفت إلخ

عَزَّزَ مِنْهُ، وَهُوَ مُعْطِي الأَسْهالْ، ... ضرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتَال أَي عَزَّزَ مَتْنَ هَذَا الْكَثِيبِ، وَمَعْنَى عَزَّزه صلَّبه. هَتَلَتِ السماءُ وهَتَنَت تَهْتِلُ هَتْلًا وهُتُولًا وتَهْتَالًا وهَتَلاناً: هَطَلت، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ الهَطْل، وَهُوَ الهَتَلان والهَتَنان، وَقِيلَ: الهَتَلان المطرُ الضَّعِيفُ الدَّائِمُ. والهَتْلى: ضرْب مِنَ النَّبْتِ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. والهَتِيلُ: موضع. هتمل: الهَتْمَلَةُ: الْكَلَامُ الخفيُّ. والهَتْمَلَة: كالهَتْلمة، وَقَدْ هَتْمَلَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَا أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيهِ، ... إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَتْمَلُوا وهَتْمَلَ الرَّجُلَانِ: تكلَّما بِكَلَامٍ يُسِرَّانه عَنْ غَيْرِهِمَا، وَهِيَ الهَتْمَلَة، وَجَمْعُهَا هَتَامِل: أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تسمَعُ للجِنِّ بِهِ زِيْ زِيْ زَما، ... هَتَامِلًا مِنْ رِزِّها وهَيْنَما وَقَالَ ابْنُ أَحمر: فَسِرْ قصْدَ سَيري، يَا ابْنَ سَمْراء، إِنني ... صَبورٌ عَلَى تِلْكَ الرُّقَى والهَتَامِل «1» . والمُهَتْمِل: النَّمَّام «2». هثمل: الهَثْمَلَة: الْفَسَادُ وَالْاخْتِلَاطُ. هجل: الهَجْل: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض نَحْوَ الْغَائِطِ. الأَزهري: الهَجْل الْغَائِطُ يَكُونُ مُنْفَرِجًا بَيْنَ الْجِبَالِ مُطْمَئِنًّا مَوْطِئه صُلْب، وَالْجَمْعُ أَهْجَال وهِجَال وهُجُول؛ قَالَ أَبو زُبيد: تحنُّ للظِّمْءِ مِمَّا قَدْ أَلَمَّ بِهَا ... بالهَجْل مِنْهَا كأَصْوات الزَّنابير قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ الزَّنانِير، بِالنُّونِ، وَهِيَ الْحَصَى الصِّغار؛ فأَما قَوْلُهُ: لَهَا هَجَلاتٌ سَهْلة، ونِجادُها ... دَكادِكُ لَا تُؤْبي بِهِنَّ المَراتِعُ فَزَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَنه جَمْعُ هَجْل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ وَقَالَ: إِنما هُوَ جَمْعُ هَجْلَة، قَالَ: يُقَالُ هَجْل وهَجْلَة كَمَا يُقَالُ سَلّ وسَلَّة وكَوٌّ وكَوَّة، وأَنا لَا أَثِق بهَجْلة وَلَا أَتَيَقَّنها، وإِنما هَجْل وهَجَلات عِنْدِي مِنْ بَابِ سُرادِق وسُرادِقات وحَمَّام وحمَّامات، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمُذَكَّرِ الْمَجْمُوعِ بِالتَّاءِ. والهَجِيل مِنَ الأَرض: كالهَجْل؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَجْل مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض وغَمَضَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: والخيلُ يَرْدِين بهَجْل هَاجِلِ ... فَوارِطاً، قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ والهَجْل والهَبْرُ: مُطْمَئِنٌّ يُنْبِت وَمَا حَوْله أَشدّ ارْتِفَاعًا، وَجَمْعُهُ هُجُول وهُبور. وأَهْجَلَ القومُ فهُم مُهْجِلُون. والهَجِيلُ: الحوْض الَّذِي لَمْ يُحْكَمُ عمَله. والهَجُول: البَغِيُّ مِنَ النِّسَاءِ. والهَجُول مِنَ النِّسَاءِ: الْوَاسِعَةُ، وَقِيلَ: الفاجِرة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: عُيون زَهاها الكُحْل، أَما ضَمِيرُها ... فعَفٌّ، وأَما طَرْفُها فهَجُول قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه الفاجِر؛ وقال ثعلب هنا:

_ (1). قوله [يا ابن سمراء] في شرح القاموس: يا ابن حمراء (2). ومما يستدرك عليه ما ذكره في التهذيب ونصه، وقال أَبُو زَيْدٍ: الْمُتْمَهِلُّ الْمُعْتَدِلُ، وَقَدِ اتْمَهَل سَنَامُ الْبَعِيرِ واتمأل إذا انتصب واستقام فهو متمهل ومتمئل

إِنه الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، وَهُوَ مِنْهُ خَطَأٌ. والهَوْجَل مِنَ النِّسَاءِ «1»: كالهَجُول: قُلْتُ تعلَّق فَيْلَقاً هَوْجَلَّا والهَوْجَل: الْمَفَازَةُ الذَّاهِبَةُ فِي سَيْرِهَا. والهَوْجَل: الْمَفَازَةُ الْبَعِيدَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِهَا أَعلام. والهَوْجَل: الأَرض الَّتِي لَا مَعالم بِهَا، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ نُجيم: الهَوْجَل الطَّرِيقُ الَّذِي لَا عَلَمَ بِهِ، وأَنشد: إِليك، أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَمَتْ بِنَا ... هُمومُ المُنَى، والهَوْجَل المُتَعَسِّف وَيُقَالُ: فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لَمْ يَهْتَدُوا بِهَا؛ وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ قَسَا: وهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزامى، ... تَهَادَى الجِرْبِياءُ بِهِ الحَنِينا «2» . وَقَالَ: الهَجْل الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، والهَوْجَل الأَرض الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وجَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ، ... بِهَا لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ والهَوْجَل: الأَرض تأْخذ مرَّة هَكَذَا وَمَرَّةً هَكَذَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَرض هَوْجَل تأْخذ مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا. والهَوْجَل: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ الذَّاهِبَةُ فِي سَيْرِهَا، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الَّتِي كأَنَّ بِهَا هَوَجاً مِنْ سُرْعَتِهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وبعد إِشارتهم بالسِّياطِ ... هَوْجاء ليلتَها هَوْجَل «3» . أَي فِي لَيْلَتِهَا. وَنَاقَةٌ هَوْجَل: لِلسَّرِيعَةِ الوَساع، وأَرض هَوْجَل مُشْتَقٌ مِنْهُ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: والآلُ فِي كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ، ... كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ قُطْنٌ سُخام بأَيادِي غُزَّلِ والهَوْجَل: الدَّلِيلُ الحاذِق. والهَوْجَل: الْبَطِيءُ المُتَواني الثقيلُ الوَخِم، وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق. والهَوْجَل: الرَّجُلُ الذاهِب فِي حُمْقِه. ومشيٌ هَوْجَل: مُسْترخ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فِي صَلَبٍ لَدْنٍ ومَشْيٍ هَوْجَلِ وهَجَّلْتُ بِالرَّجُلِ: أَسمعته القبيحَ وشتَمْته. أَبو زَيْدٍ: هَجَّلْت الرجلَ وَبِالرَّجُلِ تَهْجِيلًا وسَمَّعْت بِهِ تَسْمِيعًا إِذا أَسمعته الْقَبِيحَ وَشَتَمْتَهُ. ابْنُ بُزُرْج: لَا تَهَجَّلَنَّ فِي أَعراض النَّاسِ أَي لَا تَقَعَنّ فِيهِمْ. والهَوْجَل: الرَّجُلُ الأَهْوَج؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ: فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً ... سُهُداً، إِذا مَا نَامَ لَيلُ الهَوجَلِ والمُهْجَل: المُهْمَل. ومالٌ مُهْجَل ومُسْجَل إِذا كَانَ مُضَيَّعاً مُخَلّى. وهَجَلَتِ المرأَة بِعَيْنِهَا ورَمَشَت وغَيَّقَت ورَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرَّجُلِ. والهَوْجَل: أَنْجَر السَّفِينَةِ. والهَوْجَل: بَقايا النُّعاس. ابْنُ الأَعرابي: هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً؛ وأَنشد: إِلَّا بَقَايَا هَوْجَل النعاسِ والهَاجِلُ: النَّائِمُ. والهاجِلُ: الْكَثِيرُ السفَر. وهَجَلَ بالقَصَبَة وَغَيْرِهَا إِذا رَمَى بِهَا، وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ الْمَسْجِدَ وإِذا فِتْية مِنَ الأَنصار يَذْرَعون الْمَسْجِدَ بقصَبة فأَخذ

_ (1). قوله [والهَوْجَل من النساء إلخ] قال في شرح القاموس: وشدده الشاعر للضرورة (2). قوله [وهَجْلٍ من قساً إلخ] تقدم في مادة ذفر بلفظ: بهَجْلٍ مِنْ قَسًا ذَفِرِ الْخُزَامَى، ... تَدَاعَى الْجِرْبِيَاءُ بِهِ حنينا (3). قوله [وبعد إشارتهم] في التكملة: وقبل إشارتهم

القَصَبَة فهَجَلَ بِهَا أَي رَمَى بِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف هَجَلَ بِمَعْنَى رَمَى، وَلَكِنْ يُقَالُ نَجَل وزَجَل بِالشَّيْءِ رَمَى به. هجنجل: هَجْنْجَل: اسْمٌ، وَقَدْ كَنَّوْا بأَبي الهَجَنْجَل؛ قَالَ: ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ، ... وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ أَي وظلَّ يومُها مَقُولًا فِيهِ حَوْبَ حَلِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: دُخُولُ لَامِ التَّعْرِيفِ فِي الهَجَنْجَل مَعَ الْعَلَمِيَّةِ يَدُلُّ أَنه فِي الأَصل صفة كالحرث والعباس «1». هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه ... عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام أَي غِناءُ غُلام. ابْنُ سِيدَهْ: الهَدِيل صوتُ الْحَمَامِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ وحْشِيَّها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ وَنَحْوِهَا، هَدَلَ القُمْرِيُّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: هَدَلَ يَهْدِلُ هَدِيلًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا ناقَتي عِنْدَ المُحَصَّب شاقَها ... رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ «2» . وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا هاجَ شَوْقَك مِنْ هَدِيلِ حمامةٍ، ... تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الغُصُون حَماما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الهَدِيل فِي صَوْتِ الهُدْهُد؛ قَالَ الرَّاعِي: كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ، ... يَدْعُو بِقارِعَة الطريقِ هَدِيلا قَالَ: وَهَذَا تَصْغِيرُ هُدْهُد أُبْدِلت مِنْ يَائِهِ أَلف، قَالَ: وَمِثْلُهُ دُوابَّةٌ، حَكَاهُمَا أَبو عَمْرٍو وَلَمْ يُعْرَف لَهُمَا ثَالِثٌ. وهَدَلَتِ الْحَمَامَةُ تَهْدِلُ هَدِيلًا، وَقِيلَ: الهَدِيل ذكَرُ الْحَمَامِ، وَقِيلَ: هُوَ فَرْخها؛ قَالَ جِرانُ العَوْد: كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها، ... مِنَ البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَزْعُمُ الأَعراب فِي الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمَاتَ ضَيْعةً وعطَشاً فَيَقُولُونَ إِنه لَيْسَ مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ؛ قَالَ نُصيب «3». وَقِيلَ هُوَ لأَبي وَجْزَةَ: فَقُلْتُ: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ ... هَدِيلًا، وَقَدْ أَوْدى وَمَا كَانَ تُبَّعُ؟ يَقُولُ: وَلَمْ يُخْلَقْ تُبَّع بعدُ، قَالَ: وَيُقَالُ صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ مِنْ جَوارِح الطَّيْرِ؛ وأَنشد الْكُمَيْتُ الأَسدي: وَمَا مَنْ تَهْتِفِينَ بِهِ لِنَصْرٍ ... بأَسْرَعَ، جَابَةً لكِ، مِنْ هَدِيلِ فَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ الطائرَ نفسَه، ومرَّة يَجْعَلُونَهُ الصَّوْت. والهَدِيلُ أَيضاً: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الشعَر، وَقِيلَ: هُوَ الأَشْعَث الَّذِي لَا يسرِّح رأْسه وَلَا يَدْهُنُهُ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة، ... هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ

_ (1). ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه: وامرأَة مهجلة وهي التي أفضى قبلها ودبرها؛ وقال الشاعر: ما كان أهلًا أن يكذب منطقي ... سعد بن مهجلة العجان فليق (2). قوله [إذا ناقتي] في الصحاح: أرى ناقتي (3). قوله [قال نصيب إلخ] في المحكم: قال نصيب، ولم يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الأموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي لنصيب

النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. وَرَجُلٌ هَدِيل: ثَقِيلٌ. وتَهَدَّلَتِ الثِّمارُ وأَغصان الشَّجَرَةِ أَي تدلَّت، فَهِيَ مُتَهَدِّلَة. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: وروضةٍ قَدْ تَهَدَّلَت أَغصانها أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بِالثَّمَرِ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنف: مِنْ ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ. وهَدَلَ الشيءَ يَهْدِلُهُ هَدْلًا: أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه. والهَدَل: استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِلَ هَدَلًا. ومِشْفَر هَادِلٌ وأَهْدَلَ وشَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عَنِ الذَّقَن. وهَدِلَ الْبَعِيرُ يَهْدَلُ هَدَلًا فَهُوَ أَهْدَلُ: أَخذته الْقُرْحَةُ فهَدِلَ مِشْفَره وَطَالَ. وهَدِلَ يَهْدَلُ هَدلًا فَهُوَ هَدِلَ: طَالَ مِشْفره، وَبَعِيرٌ هَدِلٌ مِنْهُ. وَبَعِيرٌ أَهْدَلُ، وَذَلِكَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمي: يُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ، ... بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ «4» . وَقَدْ تَهَدَّلَتْ شَفَته أَي استرختْ، وَقِيلَ: الهَدَل فِي الشَّفَةِ عِظَمُها وَاسْتِرْخَاؤُهَا وَذَلِكَ لِلْبَعِيرِ، وإِنما يُقَالُ رَجُلٌ أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مُسْتَعَارًا مِنَ الْبَعِيرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل الشَّفَتَيْنِ ؛ الأَهْدَلُ: الْمُسْتَرْخِي الشَّفَةِ السُّفْلَى الْغَلِيظِهَا، أَي وإِن كَانَ الْآخِذُ أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً، وَالضَّمِيرُ فِي أَعْطِهم للوُلاة وأُولي الأَمْرِ. وَفِي حَدِيثِ زِيَادٍ: أَهْدَبُ أَهْدَلُ : وَالسَّحَابُ إِذا تدلَّى هَيْدَبُه فَهُوَ أَهْدَل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ وَيُقَالُ: شِدْق أَهْدَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُلْقِيه فِي طُرْقٍ أَتتها مِنْ عَلِ ... قُذْف لَهًا جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ «5» . والتَّهَدُّل: اسْتِرْخَاءُ جِلْدَةِ الخُصْية وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ: كأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّهَدُّلِ، ... ظَرْفُ عَجُوز فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِ وَيُرْوَى: مِنَ التَّدَلْدُل. والهَدال: مَا تَهَدَّل مِنَ الأَغصان؛ قَالَ الأَعشى: ظَبْيَةٌ مِنْ ظِباء وَجْرَة أَدْماءُ، ... تَسُفُّ الكَباثَ تَحْتَ الهَدَالِ الْجَوْهَرِيُّ: والهَدَالُ مَا تَدَلَّى مِنَ الْغُصْنِ؛ وَقَالَ: يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه، ... أُصُلًا، بأَوديةٍ ذَواتِ هَدَالِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: طامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الهَدَالِ والهَدَالَةُ: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي السَّمُر لَيْسَتْ مِنْهُ وَتَنْبُتُ فِي اللَّوْز وَالرُّمَّانِ وَفِي كُلِّ شَجَرَةٍ «6». وَثَمَرَتُهَا بَيْضَاءُ، وَقِيلَ: الهَدَالَة كلُّ غُصْنِ نَبْتٍ مُسْتَقِيمًا فِي طَلْحة أَو أَراكة، وَهُوَ مِمَّا يُشْفَى بِهِ المَطْبوب، وَالْجَمْعُ هَدَالٌ، وَيُقَالُ: كُلُّ غُصْنٍ يَنْبُتُ فِي أَراكة أَو طَلْحة مُسْتَقِيمَةٍ فَهِيَ هَدَالَةٌ، كأَنها مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِهَا مِنَ الأَغصان، وَرُبَّمَا دَاوَوْا بِهِ مِنَ السِّحْر والجُنون. والهَدَال: ضرْب مِنَ الشَّجَرِ. والهَدَال: شَجَرٌ بِالْحِجَازِ لَهُ ورَق عِراض أَمثال الدَّراهِم الضِّخام لَا يَنْبُتُ إِلَّا مَعَ أَشجار السَّلَع والسَّمُر؛ يَسْحَقه أَهلُ الْيَمَنِ ويطبُخُونه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ لَبَن هِدْلٌ لُغَةٌ

_ (4). قوله [يبادر الحوض إلخ] هكذا في الأصل، وأنشده للعجاج في شعشع بلفظ: تُبَادِرُ الْحَوْضَ إِذَا الْحَوْضُ شُغِلْ ... بِشَعْشَعَانِيٍّ صُهَابِيٍّ هَدِل والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا (5). قوله [يلقيه في طرق إلخ] هكذا في الأصل مضبوطاً (6). قوله [وفي كل شجرة] كذا في الأصل والمحكم، وفي الصاغاني: وفي كل الشجر

فِي إِدْلٍ لَا يُطاق حَمَضاً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه على البدَل. هدمل: الهِدْمِل، بِالْكَسْرِ: الثَّوْبُ الخلَق؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: ومَرْقَبةٍ، يَا أُمَّ عَمْروٍ، طِمِرَّةٍ ... مُذَبْذَبةٍ فَوقَ المَراقِب عَيْطَل نَهَضْت إِليها مِنْ جُثُومٍ كأَنها ... عَجُوز، عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل مِنْ جُثوم أَي مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جُثوم جَمْعُ جاثِم أَي نَهَضْتُ مِنْ بَيْنِ جَمَاعَةٍ جُثوم. والهِدَمْلَة، عَلَى وَزْنِ السِّبَحْلة: الرَّمْلة المُشْرِفةُ الْكَثِيرَةُ الشَّجَرِ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ جَرِيرٌ: حَيِّ الهِدَمْلَة مِن ذاتِ المَواعِيس وَجَمْعُهَا الهِدَمْلات؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها، ... كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّوَاسِيمُ والهِدَمْلَةُ: مَوْضِعٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. والهِدَمْلَةُ: الدَّهْرُ الَّذِي لَا يُوقَفُ عَلَيْهِ لِطُولِ التَّقادُم، وَيُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي فَاتَ؛ يَقُولُ بعضُهم لِبَعْضٍ: كَانَ هَذَا أَيام الهِدَمْلَة؛ قَالَ كثيِّر: كأَنْ لَمْ يُدَمِّنها أَنِيسٌ، وَلَمْ يكنْ ... لَهَا بَعْدَ أَيّام الهِدَمْلَةِ عامِرُ هذل: هَوْذَلَ فِي مَشْيهِ هَوْذَلَةً: أَسرع، وَقِيلَ: الهَوْذَلَة أَن يضْطَرِب فِي عَدْوِه. وهَوْذَلَ السقاءُ: تَمَخَّضَ، مِنْ ذَلِكَ. وهَوْذَلَ السقاءُ إِذا أَخرج زُبْدَتهُ. وهَوْذَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ فِي عَدْوه، وَكَذَلِكَ الدَّلْوُ؛ قَالَ: هَوْذَلَةَ المِشْآةِ فِي الطَّوِيِ وَفِي نُسْخَةٍ: فِي قَعْرِ الطَّوِيِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِشْآة الزَّبِيلُ الَّذِي يُخرج بِهِ تُرَابُ الْبِئْرِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ لِابْنِ هَرْمة: إِمَّا يَزالُ قائِلٌ أَبِنْ أَبِنْ، ... هَوْذَلَة المِشْآةِ عَنْ ضِرسِ اللَّبِنْ اللِّيْثُ: الهَوْذَلَة القَذْف بالبَوْلِ. وهَوْذَل إِذا قَاءَ. وهَوْذَل إِذا رمَى بالعُرْبُونِ، وَهُوَ الْغَائِطُ والعَذِرة. وَذَهَبَ بَوْلُه هَذَالِيلَ إِذا انْقَطَعَ. وهَوْذَلَ الْبَعِيرُ ببوله إِذا اختزَّ بَوْلُه وتحرَّك. وهَوْذَلَ ببَوْله: نَزَّاه وقَذَفه وَرَمَى بِهِ؛ قَالَ: لَوْ لمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ، ... فِي صَدْره، مِثْلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمْ وهَوْذَلَ الفحلُ مِنَ الإِبل ببوْلِه إِذا اهتزَّ وتحرَّك. والهَاذِلُ، بِالذَّالِ: وسَط اللَّيْلِ. وأَهْذَبَ فِي مَشْيِهِ وأَهْذَل إِذا أَسرع، وَجَاءَ مُهْذِباً مُهْذِلًا. والهُذْلُول: الرجلُ الْخَفِيفُ والسهمُ الْخَفِيفُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والهَوْذَلُ وَلَدُ القِرد؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: يُدِيرُ النَّهارَ بِحَشْرٍ لَهُ، ... كَمَا دارَ بالمَنَّةِ الهَوْذَلُ المَنَّة: القِرْدة، والهَوْذَلُ ابْنُهَا، والنَّهار فَرْخ الحُبارَى؛ يَصِفُ صَبِيًّا يُديرُ نَهَارًا فِي يَدِهِ بحَشْرٍ وَهُوَ سَهْمٌ خَفِيفٌ. والهُذْلُولُ: التلُّ الصَّغِيرُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ الهَذَالِيل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَعْلو الهَذَالِيلَ ويَعْلو القَرْدَدا وَقِيلَ: الهُذْلُول الرَّمْلة الطَّوِيلَةُ المُسْتَدِقَّة المشرِفة،

وَكَذَلِكَ السَّحابة المُسْتَدِقَّة. وهَذَالِيلُ الْخَيْلِ: خِفافُها؛ وَقَالَ اللِّيْثُ: الهُذْلُولُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض مِنْ تِلال صِغَارٍ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الهُذْلُول الْمَكَانُ الوطيءُ فِي الصَّحْرَاءِ لَا يشعُر بِهِ الإِنسان حَتَّى يُشرِف عَلَيْهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: كأَنَّ دِياراً، بَيْنَ أَسْنِمةِ النَّقا ... وَبَيْنَ هَذَالِيلِ البُحَيْرة، مُصْحَفُ قَالَ: وبُعْده نَحْوَ القامةِ يَنْقاد لَيْلَةً أَو يَوْمًا وعُرْضُهُ قِيدُ رُمْحٍ أَو أَنْفس، لَهُ سَنَدٌ وَلَا حُرُوفَ لَهُ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: الهَذَالِيلُ رِمال دِقاق صِغار، وَقَالَ غَيْرُهُ: الهُذْلُولُ مَا سَفَتِ الريحُ مِنْ أَعالي الأَنْقاء إِلى أَسافِلها، وَهُوَ مِثْلُ الخَنْدَق فِي الأَرض. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَذَالِيلُ مَسايِل صِغار مِنَ الْمَاءِ وَهِيَ الثُّعْبان. وَذَهَبَ ثوبُه هَذَالِيلَ أَي قِطعاً. ابْنُ سِيدَهْ: الهُذْلُولُ السَّرِيعُ الْخَفِيفُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذِّئْبُ هُذْلُولًا. وهُذْلُول: فَرَس عَجْلان بْنِ بَكْرة» . التَّيْمِيِّ. وهُذْلُول أَيضاً: فَرَسُ جَابِرِ بْنِ عُقَيل؛ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الهُذْلُول اسْمُ سَيْفٍ كَانَ لِبَعْضِ بَنِي مَخْزوم، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ: وَكَمْ مِنْ كَمِيٍّ قَدْ سَلَبْت سِلاحَه، ... وغادَرَهُ الهُذْلُولُ يكْبُو مُجَدَّلا وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قلتُ لِقَوْمٍ خَرَجُوا هَذَالِيلْ ... نَوْكَى، وَلَا يُقَطِّع النَّوْكَى القِيلْ «2» . فَسَّرَهُ فَقَالَ: الهَذالِيل المتقطِّعون، وَقِيلَ: هُمُ المسرِعون يَتْبَعُ بعضُهم بَعْضًا. وهُذَيْل: اسْمُ رَجُلٍ. وهُذَيْل: قَبِيلَةٌ النِّسْبَةُ إِليها هُذَيْلِيّ وهُذَلِيٌّ قِيَاسٌ وَنَادِرٌ، وَالنَّادِرُ فِيهِ أَكثر عَلَى أَلسِنتهم. وهُذَيْل: حَيٌّ مِنَ مُضَر، وَهُوَ هُذيْل بْنِ مُدْرِكَة بنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ، وَقِيلَ: هُذَيْل قَبِيلَةٌ مِنْ خِنْدِف أَعْرَقَتْ فِي الشِّعْر. هذمل: الهَذْمَلَةُ: كالهَذْلَمةِ وَهِيَ مِشْية فِيهَا قَرْمَطة، وَفِي الصِّحَاحِ: الهَذْمَلة ضرْب مِنَ المشي. هرجل: الهَرْجَلَة: الِاخْتِلَاطُ فِي الْمَشْيِ، وَقَدْ هَرْجَلَ، وهَرْجَلَتِ النَّاقَةُ كَذَلِكَ. ابْنُ الفرَج: الهَراجِيبُ والهَرَاجِيلُ مِنَ الإِبل الضِّخام؛ قَالَ جِرَان العَوْد: حَتَّى إِذا مُنِعَتْ، والشمسُ حامِيةٌ، ... مَدَّتْ سَوالِفَها الصُّهْبُ الهَرَاجِيلُ هردل: النِّهَايَةُ «3» فِي الْحَدِيثِ فأَقْبَلَتْ تُهَرْدِلُ أَي تَسْتَرْخِي في مَشْيها. هرطل: الْجَوْهَرِيُّ: الهِرْطَالُ الطويلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْبَوْلَانِيِّ: قَدْ مُنِيَتْ بِناشِئٍ هِرْطَالِ ... فازْدالَها، وأَيَّما ازْدِيالِ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ الْجَسِيمِ: هِرْطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّرٌ وقَنَوَّرٌ. هرقل: هِرْقِلُ: مِنْ مُلُوكِ الرُّومِ، وهِرْقِلُ، عَلَى وَزْنِ خِنْدِف: مَلِكُ الرُّومِ. وَيُقَالُ هِرَقْل عَلَى وَزْنِ دِمَشق، وَهُوَ أَول مَنْ ضرَب الدنانيرَ وأَول مَنْ أَحدث البَيعَة؛ قَالَ لَبِيَدٌ: غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ، ... وَكَمَا فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ أَراد هِرَقْلًا فاضطرَّ فغيَّر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ:

_ (1). قوله [ابن بكرة] كذا في الأصل والمحكم بالباء، وفي القاموس والتكملة بالنون بدلها وكتب عليه فيها علامة التصحيح (2). قوله [ولا يقطع النوكى] في التهذيب: ولا ينفع للنوكى (3). قوله [(هردل) النهاية إلخ] هكذا في الأَصل بالدال المهملة، وفي نسخ النهاية التي بأَيدينا بالذال المعجمة

وأَرْضَ هِرَقْلٍ قَدْ قَهَرْت وداهِراً، ... ويَسْعَى لَكُمْ مِنْ آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ: يراتب جُمًّا فِي أَسِيلٍ ومُقْلةٍ، ... كَمَا شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ «1» . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ: لَمَّا أُريد عَلَى بَيْعة يزيدَ بنِ مُعاوية فِي حَيَاةِ أَبيه قَالَ جِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة : أَراد أَن البَيعة لأَولاد الْمُلُوكِ سُنَّة مُلُوكِ الرُّوم والعَجم. والهِرْقِلُ: المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي. هركل: الهَرْكَلةُ والهُرَكِلَةُ والهِرْكَوْلةُ والهِرَّكْلَة الحسَنة الْجِسْمِ والخلْق والمِشْية؛ قَالَ: هِرَّكْلَةٌ فُنُقٌ نِيافٌ طَلَّةٌ، ... لَمْ تعدُ عَنْ عَشْرٍ وحَوْلٍ، خَرْعَبُ والهَرْكَلَةُ: ضرْب مِنَ الْمَشْيِ فِيهِ اخْتيالٌ وبُطْءٌ؛ وأَنشد: قامَتْ تَهادَى مَشْيَها الهِرْكَلَّا، ... بَيْنَ فِناءِ البَيْتِ والمُصَلَّى «2» . وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ قُطْرُبٍ: الهَرْكَلَةُ الْمَشْيُ الْحَسَنُ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ: أَنه رأَى أَبا عُبَيْدَةَ مَحْمُومًا يَهْذِي يَقُولُ دِينَارُ كَذَا وَكَذَا فَقُلْنَا لِلطَّبِيبِ: سَلْه عَنِ الهِرْكَوْلَةِ، فَقَالَ: يَا أَبا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: مَا الهِرْكَوْلَة؟ قَالَ: الضَّخْمة الأَوْراك، وَقَدْ قِيلَ: إِن الْهَاءَ فِي هِرْكَوْلَة زَائِدَةٌ، وَلَيْسَ بقويٍّ. امرأَة هِرْكَوْلَة: ذَاتُ فَخْذَيْنِ وَجِسْمٍ وعَجُز. الأَصمعي: الهِرْكَوْلَة مِنَ النِّسَاءِ الْعَظِيمَةِ الوَرِكين. وَجَمَلٌ هُرَاكِل: جَسِيمٌ ضَخْمٌ، وَرَجُلٌ هُرَاكِل كَذَلِكَ. والهِرْكَوْلَة، عَلَى وَزْنِ البِرْذَونة: الْجَارِيَةُ الضَّخْمَةُ المُرْتَجَّة الأَرْداف. والهَرَاكِلَةُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ: حَيْثُ تَكْثُرُ فِيهِ الأَمْواج؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ دُرَّة: رأَى مِنْ دُونِهَا الغَوَّاصُ هَوْلًا ... هَرَاكِلَةً، وحِيتاناً ونُونا التَّهْذِيبِ: الهَرَاكِلَة كِلابُ الْمَاءِ؛ أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ «3». فَلَا تَزالُ وُرَّشٌ تأْتِينا ... مُهَرْكِلاتٌ ومُهَرْكِلِينا وُرَّش: جَمْعُ وارِش وَهُوَ الطفيليّ. هرمل: هَرْمَلَت العجوزُ: بَلِيَتْ مِنَ الكِبَر. والهُرْمُولَةُ مِثْلُ الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ مِنْ أَسفل الْقَمِيصِ ودَنادِنِ الْقَمِيصِ. والهُرْمُولُ: قِطْعَةٌ مِنَ الشَّعَر تَبَقَّى فِي نَوَاحِي الرأْس، وَكَذَلِكَ مِنَ الرِّيش والوَبَر؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: هَيْق هِزَفّ وزَفَّانِيَّة مَرَطَى، ... زَعْراء رِيشُ ذُناباها هَرامِيلُ وشَعر هَرَامِيل إِذا سَقَطَ. وهَرْمَلَ الشعرَ وغيرَه: قَطَعَهُ ونتَفه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَدُّوا لأَحْداجِهِمْ بُزْلًا مُخَيَّسةً، ... قَدْ هَرْمَلَ الصيفُ عَنْ أَعْناقها الوَبَرا وهَرْمَلَ عملَه: أَفسده. وهَرْمَلَهُ أَي نَتَفَ شَعرَه. وهَرْمَلَ شعرَه إِذا زَبَقَه. هرول: الهَرْوَلَة: بَيْنَ العَدْوِ وَالْمَشْيِ، وَقِيلَ: الهَرْوَلَة بَعْدَ العَنَق، وَقِيلَ: الهَرْوَلَة الإِسراع.

_ (1). قوله [يراتب] هكذا في الأَصل من غير نقط (2). قوله [وأنشد قامت تهادى إلخ] عبارة شرح القاموس: ومما يستدرك عليه الهِرْكَلّ مثال قِثْوَلّ نوع من المشي، قال: قامت تهادى إلخ (3). قوله [أنشد أبو عبيدة إلخ] عبارة القاموس وشرحه: والهركلة مشي في اختيال وبطء، حكاه أبو عبيدة وأنشد: ولا تزال ورش إلخ

الْجَوْهَرِيُّ: الهَرْوَلَة ضرْب مِنَ العَدْو وَهُوَ بَيْنَ الْمَشْيِ والعَدْو. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن أَتاني يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَة ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ سُرْعَةِ إِجابة اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَبُولِ تَوْبَةِ الْعَبْدِ ولُطْفه وَرَحْمَتِهِ. هَرْوَلَ الرجلُ هَرْوَلَةً: بَيْنَ الْمَشْيِ والعَدْو، وَقِيلَ: الهَرْوَلَة فَوْقَ الْمَشْيِ وَدُونَ الْخَبَبِ، والخَبَبُ دُونَ العَدْو. هزل: الهَزْل: نَقِيضُ الجِدّ، هَزَلَ يَهْزِلُ هَزْلًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَرانا عَلَى حُبِّ الحياةِ وطُولِها ... تَجِدُّ بِنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ ونَهْزِلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ. يُجَدُّ بِنَا؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وهَزِلَ فِي اللَّعِبِ هَزَلًا؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وهَزَلَ الرجلُ فِي الأَمر إِذا لَمْ يجدَّ، وهَازَلَنِي؛ قَالَ: ذُو الجِدِّ، إِنْ جدَّ الرِّجَالُ بِهِ، ... ومُهَازِلٌ، إِن كَانَ فِي هَزْل وَرَجُلٌ هِزِّيلٌ: كَثِيرُ الهَزْل. وأَهْزَلَهُ: وجَدَه لَعَّاباً. حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: كلُّ النَّاسِ يَقُولُونَ هَزَلَ يَهْزِلُ مِثْلُ ضرَب يضرِب، إِلا أَن أَبا الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيَّ قَالَ: هَزِلَ يَهْزَلُ مِنَ الهَزْل ضِدُّ الجِدّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ تَحْتَ الهَيْزَلَةِ ؛ قِيلَ: هِيَ الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بِهَا كأَنها تَهْزِل مَعَهَا، والهَزْل واللَّعِب مِنْ وادٍ واحِد، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمر وأَهل خَيْبَرَ: إِنما كَانَتْ هُزَيْلَة مِنْ أَبي الْقَاسِمِ ؛ تَصْغِيرُ هَزْلَة، وَهِيَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ الهَزْل ضِدُّ الجِدّ. وقولٌ هَزْل: هُذاءٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي لَيْسَ بِهَذَيان، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي مَا هُوَ باللَّعِب. وَفُلَانٌ يَهْزِلُ فِي كَلَامِهِ إِذا لَمْ يَكُنْ جَادًّا؛ تَقُولُ: أَجادٌّ أَنت أَم هَازِل؟ والمُشَعْوِذُ إِذا خفَّت يَدَاهُ بالتَّخاييل الْكَاذِبَةِ ففِعْله يُقَالُ لَهُ الهُزَيْلَى «1» لأَنها هَزْل لَا جِدَّ فِيهَا. والهُزَالَة: الفُكاهة. ابْنُ الأَعرابي: الهَزْل اسْتِرْخَاءُ الْكَلَامِ وتَفْنينه. والهُزَال: نَقِيضُ السِّمَن، وَقَدْ هُزِلَ الرَّجُلُ والدابَّة هُزَالًا، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، وهَزَلَ هُوَ هَزْلًا وهُزْلًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو إِسحق: واللهِ لَوْلَا حَنَفٌ بِرِجْلِه، ... ودِقَّةٌ فِي ساقِه مِنْ هُزْلِه، مَا كَانَ فِي فِتْيانِكم مِنْ مِثْله وهَزَلْته أَنا أَهْزِلُه هَزْلًا فَهُوَ مَهْزُول، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كُلُّ ضُرٍّ هُزَال؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عَبْدًا؟ ... وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُزَال ابْنُ الأَعرابي قَالَ: والهَزْل يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا، يُقَالُ: هَزَلَ الفرسُ وهَزَلَه صَاحِبُهُ وأَهْزَلَه وهَزَّلَه. وهَزَلَ الرجلُ يَهْزِل هَزْلًا: مَوَّتَتْ ماشِيَتُه، وأَهْزَلَ يُهْزِلُ إِذا هُزِلت مَاشِيَتُهُ، زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ تَمُت؛ قَالَ: يَا أُمَّ عبدِ اللَّهِ، لَا تَسْتَعْجِلي ... ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ، إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ ... يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل وَمَنْ لَا يُهْزَلِ يَعِهْ، وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلي يُهْزِل مَوْضِعُهُ رَفْعٌ وَلَكِنَّهُ أُسكن لِلضَّرُورَةِ وَهُوَ فِعْلٌ لِلزَّمَانِ، ويَعِهْ كَانَ فِي الأَصل يَعِيه فَلَمَّا سقطت

_ (1). قوله [يقال له الهُزَيْلَى] هكذا ضبط في الأَصل، وفي التهذيب ضبط بتشديد الزاي كقبيطي

الْيَاءُ انْجَزَمَتِ الْهَاءُ، ويَعِه: تُصِبْ ماشِيَتَه العاهةُ. وأَهْزَلَ القومُ: أَصابتْ مَواشيهم سَنة فهُزِلتْ. وأَهْزَلَ الرجلُ إِذا هُزلتْ دابَّته. وَتَقُولُ: هَزَلْتها فعَجِفَت. وَفِي حَدِيثِ مازِن: فأَذهَبْنا الأَموالَ وأَهْزَلْنا الذَّراريّ والعِيالَ أَي أَضعفناهم، وَهِيَ لُغَةٌ فِي هَزَل وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ. والهَزْل: مَوْتُ مَوَاشِي الرَّجُلِ، وإِذا مَاتَتْ قِيلَ: هَزَلَ الرجلُ يَهْزِلُ هَزْلًا فَهُوَ هَازِل أَي افْتَقَرَ، وَفِي الهُزَال يُقَالُ: هُزِلَ الرَّجُلُ يُهْزَلُ فَهُوَ مَهْزُول؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ هَزَلْت الدَّابَّةَ أَهْزُلُها هَزْلًا وهُزَالًا، وهَزَلَهم الزَّمَانُ يَهْزِلُهم. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَزَلَ القومُ وأَهزَلُوا هُزِلت أَموالهم. والهَزِيلَة: اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الهُزَال كالشَّتِيمة مِنَ الشتْم ثُمَّ فَشَتِ الهَزيلة فِي الإِبل؛ قَالَ: حَتَّى إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ ... عَنْهَا هَزِيلَتُها، والفحلُ قَدْ ضَرَبا وَالْجَمْعُ هَزَائِل وهَزْلَى. والهَزْل: الفَقْر. والمَهَازِل: الجُدُوب. وأَهْزَلَ القومُ: حبَسوا أَموالهم عَنْ شِدَّةٍ وَتَضْيِيقٍ. وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَزْل فِي الجَراد فَقَالَ: يَجِيءُ فِي الشِّتَاءِ أَحمر هَزْلًا لَا يَدَع رطْباً وَلَا يَابِسًا إِلَّا أَكله؛ وأَرض مَهْزُولَة: رَقِيقَةٌ؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وَاسْتَعْمَلَ الأَخفش المَهْزُول فِي الشِّعْرِ فَقَالَ: الرَّمَل كُلُّ شِعر مَهْزُول لَيْسَ بِمُؤْتَلِفِ الْبِنَاءِ كَقَوْلِهِ: أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِه مَلْحُوبُ ... فالقُطَبِيَّات فالذَّنُوبُ «2» . وَهَذَا نَادِرٌ. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ للحيَّات الهَزْلَى عَلَى فَعْلى جَاءَ فِي أَشعارهم وَلَا يعرَف لَهَا وَاحِدٌ؛ قَالَ: وأَرْسال شِبْثانٍ وهَزْلَى تَسَرَّبُ وهَزَّال وهُزَيْلٌ: اسْمَانِ. هزبل: مَا فِي النِّحْيِ هَزْبَلِيلَةٌ أَي شَيْءٌ، لَا يتكلَّم بِهِ إِلَّا في الجَحْد، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَا فِيهِ هَزْبَلِيَّة إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ. الأَزهري: الهَزْبَلِيلُ الشَّيْءُ التافِه الْيَسِيرُ. وهَزْبَل إِذا افْتَقَرَ فَقْرًا مُدْقِعاً. هزقل: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ هرقل: وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي. هشل: ابْنُ سِيدَهْ: الهَشِيلةُ، مِثْلُ فَعِيلة؛ عَنْ كُرَاعٍ: كلُّ مَا ركِبْت مِنْ غَيْرِ إِذن صَاحِبِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَشِيلَة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا الَّذِي يأْخذه الرَّجُلُ مِنْ غَيْرِ إِذن صَاحِبِهِ يَبْلُغُ عَلَيْهِ حَيْثُ يُرِيدُ ثُمَّ يَرُدُّهُ؛ وَقَالَ: وكلُّ هَشِيلةٍ، مَا دُمْتُ حَيّاً، ... عَلَيَّ محرَّم إِلَّا الجِمال والهَيْشَلَة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا: مَا اعْتَصَب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ وَقَعَ فِيهِ الْخَطَأُ مِنْ جِهَتَيْنِ: إِحداهما فِي نَفْسِ الْكَلِمَةِ، والأُخرى فِي تَفْسِيرِهَا، وَالصَّوَابُ الهَشِيلَة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا مَا اغتُصِب لَا مَا اعْتَصب؛ قَالَ: وأُثبت لَنَا عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: يَقُولُ مُفاخِر الْعَرَبِ منَّا مَنْ يُهْشِل أَي مِنَّا مَنْ يُعْطِي الهَشِيلة، وَهُوَ أَن يأْتي الرَّجُلُ ذُو الْحَاجَةِ إِلى مُراح الإِبل فيأْخذ بَعِيرًا فَيَرْكَبَهُ فإِذا قَضَى حَاجَتَهُ ردَّه، وأَما الهَيْشَلَة، عَلَى فَيْعَلَة، فإِن شَمِرًا وَغَيْرَهُ قَالُوا: هِيَ النَّاقَةُ المُسِنَّة السمينة، والله أَعلم. هضل: الهَضْل: الْكَثِيرُ؛ قَالَ المرَّار الْفَقْعَسِيُّ: أُصُلًا قُبَيْلَ الليلِ، أَو غادَيْتُها ... بَكراً غُدَيَّةَ فِي النَّدى الهَضْلِ وامرأَة هَضْلاء: طَوِيلَةُ الثَّدْيَين، وهي أَيضاً التي

_ (2). قوله [فالقطبيات] هكذا ضبط في الأصل والمحكم ويوافقه ما في القاموس في مادة قطب، وضبطه ياقوت بتشديد الطاء والياء في عدة مواضع واستشهد بالبيت على المشدد

ارْتَفَعَ حَيْضها. الْجَوْهَرِيُّ: الهَيْضَلَة من النساء الضَّخْمة النَّصَفُ، وَمِنَ النُّوقِ الغَزيرة. والهَيْضَل والهَيْضَلَةُ: جَمَاعَةٌ متسلِّحة أَمْرُهم فِي الْحَرْبِ وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: أَزُهَيرُ، إِنْ يَشِبِ القَذالُ فإِنَّني ... رُبْ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لفَفْت بِهَيْضَلِ قَالَ اللَّيْثُ: الهَيْضَل جَمَاعَةٌ فإِذا جُعِلَ اسْمًا قِيلَ هَيْضَلَة، وَقِيلَ: الهَيْضَلَة الْجَمَاعَةُ يُغْزى بهم ليسوا بالكثير. والهَيْضَل: الرَّجَّالة، وَقِيلَ: الجَيْش. وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَجَمَلٌ هَيْضَل: ضَخْمٌ طَوِيلٌ عَظِيمٌ، وَنَاقَةٌ هَيْضَلَة كَذَلِكَ. والهَيْضَلَة مِنَ الإِبل: الْغَزِيرَةُ، وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الضَّخْمة النَّصَف، وَقِيلَ: الهَيْضَلَة مِنَ النِّسَاءِ والإِبل وَالشَّاءِ هِيَ المسِنَّة، وَلَا يُقَالُ بَعِيرٌ هَيْضَل. و ... حَمَلْتُهم فِيهَا مَعَ الهَيَاطِلَهْ، ... أَثْقِلْ بِهِمْ مِنْ تِسْعَةٍ فِي قافِلَهْ والهَيْطَلُ: الْجَمَاعَةُ يغزى بهم لَيْسُوا بالكثير. وَيُقَالُ: الهَيَاطِلَة جِيلٌ مِنَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُمْ شَوْكة وكانت

_ (1). قوله [والسحاب يَهْطِلُ بالدموع] هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: والسحاب يَهْطِلُ والعين تَهْطِلُ بالدموع (2). قوله [يَهْطِلُها الركض] في الصاغاني: يعصرها الركض. وقوله [بطيس] في التكملة والتهذيب: بطشّ (3). قوله [فوق الناعجات] هكذا في الأصل والتهذيب، وفي التكملة للصاغاني: فوق الواسجات

لَهُمْ بِلَادُ «1» طَخَيْرِسْتان، وأَتراك خَزْلَخَ وَخَنْجِينَةَ مِنْ بَقَايَاهُمْ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: أَن الهَيَاطِلَة لَمَّا نَزَلَتْ بِهِ بَعِلَ بِهِمْ ؛ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ الهِنْد، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ كأَنه جَمْعُ هَيْطَل، وَالْهَاءُ لتأْكيد الْجَمْعِ. والهَيْطَل يُقَالُ: هُوَ الثعْلب. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ الهَيْطَلَة آنِيَةٌ مِنْ صُفْر يُطْبَخُ فِيهَا؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مُعَرَّبٌ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ، أَصله پاتِيلَهْ. التَّهْذِيبُ: وتَهَطْلَأْتُ وتَطَهْلأْتُ أَي وقَعْتُ «2». الأَزهري فِي تَرْجَمَةٍ هَلَطَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهالِطُ الْمُسْتَرْخِي الْبَطْنِ، والهاطِل الزرع الملتفُّ. هطمل: التَّهْذِيبُ: فِي الرُّبَاعِيِّ: الهَطْمَلِيّ «3» الأَسود القصير. هقل: الهِقْلُ: الفتيُّ مِنَ النَّعام؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِنْ ضُرِبَتْ عَلَى العِلَّات أَجَّتْ ... أَجِيجَ الهِقْلِ مِنْ خَيْطِ النَّعامِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهِقْل الظَّلِيمُ وَلَمْ يُعَيِّنِ الفتيَّ، والأُنثى هِقْلَة. والهَيْقَل: كالهِقْل؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ: وَاللَّهِ مَا هِقْلةٌ حَصَّاد عَنَّ لَهَا، ... جَوْن السَّراةِ، هِزَفٌّ لحمُه زِيَمُ هكل: تَهَاكَلَ القومُ: تَنَازَعُوا فِي الأَمر. والهَيْكَلُ: الضخمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والهَيْكَلَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْعَظِيمَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والهَيْكَلُ مِنَ الْخَيْلِ: الْكَثِيفُ العَبْلُ الليِّنُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِمُنْجَردٍ قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ «4» . وَالنَّبْتُ لَا يُوصَفُ بالضِّخَم لَكِنَّهُ أَراد الْكَثْرَةَ فأَقام الضِّخَم مَقَامَهَا. اللَّيْثُ: الهَيْكَلُ الْفَرَسُ الطَّوِيلُ عُلُوًّا وعدْواً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَيْكَلُ الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ الْحَيَوَانِ. الأَزهري: الهَيْكَلُ البِناء الْمُرْتَفِعُ يُشَبَّهُ بِهِ الْفَرَسُ الطَّوِيلُ. والهَيْكَلُ: الْفَرَسُ الطَّوِيلُ الضَّخْم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَتْ الدَّهْناء بِنْتُ مِسحل زَوْجَةِ الْعَجَّاجِ رَفَعَتْهُ إِلى الْوَالِي وَكَانَتْ رَمَتْهُ بالتَّعْنين فَقَالَ: أَظَنَّت الدَّهْنا، وظنَّ مِسْحَلُ ... أَنَّ الأَمِيرَ بالقَضاء يَعْجَلُ عَنْ كَسِلاتي، والحصانُ يُكْسِلُ ... عَنِ السِّفاد، وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ؟ أَبو حَنِيفَةَ: الهَيْكَل النَّبْتُ الَّذِي طَالَ وعظُم وبلَغ وَكَذَلِكَ الشَّجَرُ، وَاحِدَتُهُ هَيْكَلَة. وهَيْكَل الزَّرْعُ: نَما وَطَالَ. والهَيْكَل: بَيْتٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ صَنَمٌ عَلَى خلْقة مَرْيَمَ فِيمَا يَزْعُمُونَ؛ وأَنشد: مَشْيَ النَّصارى حَوْلَ بَيتِ الهَيْكَلِ وَفِي الْمُحْكَمِ: الهَيْكَل بَيْتٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ صُورَةُ مَرْيَمَ وَعِيسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ الأَعشى: وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ ... بَناه، وصَلَّب فِيهِ وَصَارَا

_ (1). قوله [وكانت لهم بلاد إلخ] هكذا في الأصل، والذي في الصحاح: وأتراك خلخ إلخ، وفي شرح القاموس: طخارستان وأتراك خلج والخنجية من بقاياهم انتهى. وفي ياقوت: أن طخارستان وطخيرستان لغتان في اسم البلدة، وفيه خلج آخره جيم اسم بلد وأما خلخ وخزلخ آخره خاء وخنجينة فلم يذكرهما (2). قوله [أي وقعت] في التكملة: برأت من المرض (3). قوله [الهَطْمَلِيُّ إلخ] هكذا في الأصل، والذي في التهذيب والقاموس: الطهملي بتقديم الطاء (4). قوله [بمنجرد قيد الأَوابد إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة المحكم بعد الشطر: وقيل هو الطويل عُلُوّاً وعداء وقيل هو التام، قال أبو النجم فاستعاره للنبات: في حبة جرف وحمض هَيْكَل وَالنَّبْتُ لَا يُوصَفُ إلى آخر ما هنا

وَرُبَّمَا سُمِّيَ بِهِ دَيْرُهم. الهَيْكَلُ: الْبِنَاءُ المُشرف. والهَيْكَلُ: بيت الأَصنام. هلل: هَلَّ السحابُ بِالْمَطَرِ وهَلَّ المطرُ هَلًّا وانْهَلَّ بِالْمَطَرِ انْهِلالًا واسْتَهَلَّ: وَهُوَ شدَّة انْصِبَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فأَلَّف اللَّهُ السَّحَابَ وهَلَّتْنَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ، يُقَالُ: هَلَّ السحابُ إِذا أَمطر بشدَّة، والهِلالُ الدُّفْعَةُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَا يُصِيبُكَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَهِلَّة عَلَى الْقِيَاسِ، وأَهَالِيلُ نَادِرَةٌ. وانْهَلَّ الْمَطَرُ انْهِلالًا: سَالَ بشدَّة، واسْتَهَلَّتِ السماءُ فِي أَوَّل الْمَطَرِ، وَالِاسْمُ الهِلالُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَلَّ السَّحَابُ إِذا قَطَر قَطْراً لَهُ صوْت، وأَهَلَّه اللَّهُ؛ وَمِنْهُ انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ الْمَطَرِ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: الأَهَالِيل الأَمْطار، وَلَا وَاحِدَ لَهَا فِي قَوْلِ ابْنُ مُقْبِلٍ: وغَيْثٍ مَرِيع لَمْ يُجدَّع نَباتُهُ، ... ولتْه أَهَالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: هِلال وهَلالُهُ «1» وَمَا أَصابنا هِلالٌ وَلَا بِلالٌ وَلَا طِلالٌ؛ قَالَ: وَقَالُوا الهِلَلُ الأَمطار، وَاحِدُهَا هِلَّة؛ وأَنشد: مِنْ مَنْعِجٍ جَادَتْ رَوابِيهِ الهِلَلْ وانْهَلَّتِ السماءُ إِذا صبَّت، واسْتَهَلَّتْ إِذا ارْتَفَعَ صوتُ وَقْعِهَا، وكأَنَّ استِهْلالَ الصَّبِيِّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ قَالَ: فنَيَّف عَلَى الْمِائَةِ وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُ ؛ كُلُّ شَيْءٍ انصبَّ فَقَدِ انْهَلَّ، يُقَالُ: انْهَلَّ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ يَنْهَلُّ انْهِلالًا وَهُوَ شِدَّةُ انْصِبابه. قَالَ: وَيُقَالُ هَلَّ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ هَلَلًا، وَيُقَالُ لِلْمَطَرِ هَلَلٌ وأُهْلُول. والهَلَلُ: أَول الْمَطَرِ. يُقَالُ: اسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ وَذَلِكَ فِي أَول مَطَرِهَا. وَيُقَالُ: هُوَ صَوْتُ وَقْعِه. واسْتَهَلَّ الصبيُّ بالبُكاء: رَفَعَ صوتَه وَصَاحَ عِنْدَ الوِلادة. وَكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَعَ صوتُه فَقَدِ اسْتَهَلَّ. والإِهْلالُ بِالْحَجِّ: رفعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبية. وكلُّ مُتَكَلِّمٍ رَفَعَ صَوْتَهُ أَو خَفَضَهُ فَقَدْ أَهَلَّ واسْتَهَلَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصبيُّ إِذا وُلِد لَمْ يُورَث وَلَمْ يَرِثْ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا. وَفِي حَدِيثِ الجَنِين: كَيْفَ نَدِي مَن لَا أَكَل وَلَا شَرِبَ وَلَا اسْتَهَلَّ؟ وَقَالَ الرَّاجِزُ: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، ... كَمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ وأَصله رَفْعُ الصوَّت. وأَهَلَّ الرَّجُلُ واسْتَهَلَّ إِذا رَفَعَ صوتَه. وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رَفَعَ صوتَه بالتَّلْبية، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الإِهْلال، وَهُوَ رفعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِية. أَهَلَّ المحرِمُ بِالْحَجِّ يُهِلُّ إِهْلالًا إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه. والمُهَلُّ، بِضَمِّ الْمِيمِ: موضعُ الإِهْلال، وَهُوَ الْمِيقَاتُ الَّذِي يُحْرِمون مِنْهُ، وَيَقَعُ عَلَى الزَّمَانِ وَالْمَصْدَرِ. اللَّيْثُ: المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم عَلَى نَفْسِهِ؛ تَقُولُ: أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة فِي مَعْنَى أَحْرَم بِهَا، وإِنما قِيلَ للإِحرامِ إِهْلال لِرَفْعِ المحرِم صَوْتَهُ بالتَّلْبِيَة. والإِهْلال: التَّلْبِيَةُ، وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ. وَكُلُّ رافِعٍ صوتَه فَهُوَ مُهِلٌّ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ* ؛ هُوَ مَا ذُبِحَ لِلْآلِهَةِ وَذَلِكَ لأَن الذَّابِحَ كَانَ يسمِّيها عِنْدَ الذَّبْحِ، فَذَلِكَ هُوَ الإِهْلال؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَذْكُرُ دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها مِنَ الْبَحْرِ: أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها ... بَهِجٌ، متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ

_ (1). قوله [هِلال وهَلالُهُ إلخ] عبارة الصاغاني والتهذيب: وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ هِلَالٌ المطر وهلاله إلخ

يَعْنِي بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بِالدُّعَاءِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ إِذا رَآهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ فِي اسْتِهْلال الصبيِ أَنه إِذا وُلد لَمْ يَرِثْ وَلَمْ يُورَثْ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا وَذَلِكَ أَنه يُستدَل عَلَى أَنه وُلد حَيًّا بِصَوْتِهِ. وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ: كُلُّ مُتَكَلِّمٍ رافعِ الصَّوْتِ أَو خافضِه فَهُوَ مُهِلٌّ ومُسْتَهِلٌّ؛ وأَنشد: وأَلْفَيْت الخُصوم، وهُمْ لَدَيْهِ ... مُبَرْسمَة أَهَلُّوا ينظُرونا وَقَالَ: غَيْرَ يَعفور أَهَلَّ بِهِ ... جَابَ دَفَّيْه عَنِ الْقَلْبِ «2» . قِيلَ فِي الإِهْلال: إِنه شَيْءٌ يَعْتَرِيهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يَخْرُجُ مِنْ جَوْفِهِ شَبِيهٌ بالعُواء الْخَفِيفِ، وَهُوَ بَيْنَ العُواء والأَنين، وَذَلِكَ مِنْ حاقِّ الحِرْص وَشِدَّةِ الطَّلَبِ وَخَوْفِ الفَوْت. وانْهَلَّتِ السَّمَاءُ مِنْهُ يَعْنِي كَلْبَ الصَّيْدِ إِذا أُرسل عَلَى الظَّبْي فأَخذه؛ قَالَ الأَزهري: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ وَحَكَاهُ عَنْ أَصحابه قَوْلُ السَّاجِعِ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَضى فِي الجَنين «3» إِذا سقَط مَيِّتًا بغُرَّة فَقَالَ: أَرأَيت مَن لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلْ، وَلَا صَاحَ فاسْتَهَلّ، وَمِثْلُ دَمِه يُطَلُّ، فَجَعَلَهُ مُسْتَهِلًّا برفعِه صَوْتَهُ عِنْدَ الوِلادة. وانْهَلَّتْ عينُه وتَهَلَّلَتْ: سَالَتْ بِالدَّمْعِ. وتَهَلَّلَتْ دموعُه: سَالَتْ. واسْتَهَلَّتِ الْعَيْنُ: دمَعت؛ قَالَ أَوس: لَا تَسْتَهِلُّ مِنَ الفِراق شُؤوني وَكَذَلِكَ انْهَلَّتِ العَيْن؛ قَالَ: أَو سُنْبُلًا كُحِلَتْ بِهِ فانْهَلَّتِ والهَلِيلَةُ: الأَرض الَّتِي استهلَّ بِهَا الْمَطَرُ، وَقِيلَ: الهَلِيلَةُ الأَرض المَمْطورة وَمَا حَوالَيْها غيرُ مَمطور. وتَهَلَّلَ السحابُ بالبَرْق: تَلأْلأَ. وتَهَلَّلَ وَجْهُهُ فَرَحاً: أَشْرَق واستهلَّ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: فَلَمَّا رَآهَا استبشَر وتَهَلَّلَ وجهُه أَي اسْتَنَارَ وَظَهَرَتْ عَلَيْهِ أَمارات السُّرُورِ. الأَزهري: تَهَلَّلَ الرَّجُلُ فَرَحًا؛ وأَنشد «4»: تَراه، إِذا مَا جئتَه، مُتَهَلِّلًا ... كأَنك تُعطيه الَّذِي أَنت سائلُهْ واهْتَلَّ كتَهَلَّلَ؛ قَالَ: وَلَنَا أَسامٍ مَا تَليقُ بغيرِنا، ... ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا وَمَا جَاءَ بِهِلَّة وَلَا بِلَّة؛ الهِلَّة: مِنَ الْفَرَحِ وَالِاسْتِهْلَالِ، والبِلَّة: أَدنى بَللٍ مِنَ الْخَيْرِ؛ وَحَكَاهُمَا كُرَاعٌ جَمِيعًا بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: مَا أَصاب عِنْدَهُ هِلَّة وَلَا بِلَّة أَي شَيْئًا. ابْنُ الأَعرابي: هَلَّ يَهِلُّ إِذا فَرِحَ، وهَلَّ يَهِلُّ إِذا صَاحَ. والهِلالُ: غِرَّةُ الْقَمَرِ حِينَ يُهِلُّه الناسُ فِي غُرَّةِ الشَّهْرِ، وَقِيلَ: يُسَمَّى هِلالًا لِلَيْلَتَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ ثُمَّ لَا يسمَّى بِهِ إِلى أَن يَعُودَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، وَقِيلَ: يُسَمَّى بِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ ثُمَّ يُسَمَّى قَمَرًا، وَقِيلَ: يَسِمَاهُ حَتَّى يُحَجِّر، وَقِيلَ: يُسَمَّى هِلالًا إِلى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سَوَادَ اللَّيْلِ، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَالَّذِي عِنْدِي وَمَا عَلَيْهِ الأَكثر أَن يسمَّى هِلالًا ابنَ لَيْلَتَيْنِ فإِنه فِي الثَّالِثَةِ يَتَبَيَّنُ ضوءُه، وَالْجَمْعُ أَهِلَّة؛ قال:

_ (2). قوله [غير يعفور إلخ] هو هكذا في الأصل والتهذيب (3). قوله [حِينَ قَضَى فِي الْجَنِينِ إلخ] عبارة التهذيب: حِينَ قَضَى فِي الْجَنِينِ الذي أسقطته أمه ميتاً بغرة إلخ (4). هذا الْبَيْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى من قصيدة له

يُسيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّرَى، ... أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَى سابِغ القَطْرِ أَهَلَّة نَضَّاخِ النَّدَى كَقَوْلِهِ: تَلَقَّى نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ، ... وخيرُ النَّوْءِ مَا لَقِيَ السِّرَارا التَّهْذِيبُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: يسمَّى الْقَمَرُ لِلَيْلَتَيْنِ مِنْ أَول الشَّهْرِ هِلالًا، وَلِلَيْلَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ ستٍّ وَعِشْرِينَ وسبعٍ وَعِشْرِينَ هِلالًا، وَيُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِكَ قَمَرًا. وأَهَلَّ الرجلُ: نَظَرَ إِلى الهِلال. وأَهْلَلْنا هِلال شَهْرِ كَذَا واسْتَهْلَلْناه: رأَيناه. وأَهْلَلْنا الشَّهْرَ واسْتَهْلَلْنَاه: رأَينا هِلالَه. الْمُحْكَمُ: وأَهَلَّ الشَّهْرُ واسْتَهَلَّ ظَهَرَ هِلالُه وتبيَّن، وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا يُقَالُ أَهَلَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قَالَهُ غَيْرُهُ؛ الْمُحْكَمُ أَيضاً: وهَلَّ الشَّهْرُ وَلَا يُقَالُ أَهَلَّ. وهَلَّ الهِلالُ وأَهَلَّ وأُهِلَّ واستُهِلَّ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: ظهَر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: الحمدُ لِلَّهِ إِهْلالَك إِلى سِرارِك يَنْصِبُونَ إِهْلالَك عَلَى الظَّرْفِ، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي تَكُونُ أَحياناً لِسَعَةِ الْكَلَامِ كخُفوق النَّجْمِ. اللَّيْثُ: تَقُولُ أُهِلَّ الْقَمَرُ وَلَا يُقَالُ أُهِلَّ الهِلالُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ وَكَلَامُ الْعَرَبِ أُهِلَّ الهِلالُ. رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ لَا غَيْرُ، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أُهِلَّ الهلالُ واسْتُهِلَّ، قَالَ: واسْتَهَلَّ أَيضاً، وَشَهْرٌ مُسْتَهلٌّ؛ وأَنشد: وَشَهْرٌ مُسْتَهلٌّ بَعْدَ شهرٍ، ... ويومٌ بَعْدَهُ يومٌ جَدِيدُ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَسُمِّيَ الهلالُ هِلالًا لأَن النَّاسَ يَرْفَعُونَ أَصواتهم بالإِخبار عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن نَاسًا قَالُوا لَهُ إِنَّا بَيْنَ الجِبال لَا نُهِلُّ هِلالًا إِذا أَهَلَّه النَّاسُ أَي لَا نُبْصِره إِذا أَبصره النَّاسُ لأَجل الْجِبَالِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: انطَلِقْ بِنَا حَتَّى نُهِلَّ الهِلال أَي نَنْظُر أَنَراه. وأَتَيْتُك عِنْدَ هِلَّةِ الشَّهْرِ وهِلِّه وإِهْلاله أَي اسْتِهلاله. وهَالَّ الأَجيرَ مُهَالَّةً وهِلالًا: استأْجره كُلَّ شَهْرٍ مِنَ الهِلال إِلى الهِلال بِشَيْءٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وهَالِلْ أَجيرَك كَذَا؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهكذا سَمِعَهُ مِنْهُمْ أَم هُوَ الَّذِي اخْتَارَ التَّضْعِيفَ؛ فأَما مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلُهُ: تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ، ... والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ فإِنه أَراد تَضَعُها عَلَى شكْلِ الهِلال، وَذَلِكَ لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ تَخُطُّ تُهَلِّلُ، فكأَنه قَالَ: تُهَلِّلُ لَامَ أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِيلًا أَيَّما تَهْليل. والمُهَلِّلَةُ، بِكَسْرِ اللَّامِ، مِنَ الإِبل: الَّتِي قَدْ ضَمَرت وتقوَّست. وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ: مشبَّه بِالْهِلَالِ. وَبَعِيرٌ مُهَلَّل، بِفَتْحِ اللَّامِ: مقوَّس. والهِلالُ: الجمَل الَّذِي قَدْ ضرَب حَتَّى أَدَّاه ذلك إِلى الهُزال والتقوُّس. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا اسْتَقْوَس وحَنا ظهرُه وَالْتَزَقَ بَطْنُهُ هُزالًا وإِحْناقاً: قَدْ هُلِّلَ الْبَعِيرُ تَهْلِيلًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّياطِ، وهُلِّلَتْ ... جُرُومُ المَطايا، عَذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ وَمَعْنَى هُلِّلَتْ أَي انحنتْ كأَنها الأَهِلَّة دِقَّةً وضُمْراً. وهِلالُ الْبَعِيرِ: مَا اسْتَقْوَسَ مِنْهُ عِنْدَ ضُمْره؛ قَالَ ابْنُ هَرِمَةَ: وطارِقِ هَمٍّ قَدْ قَرَيْتُ هِلالَهُ، ... يَخُبُّ، إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ، ويَرْسِمُ [يَرْسُمُ]

أَراد أَنه قَرَى الهَمَّ الطارقَ سيْر هَذَا الْبَعِيرِ. والهِلالُ: الْجَمَلُ الْمَهْزُولُ مِنْ ضِراب أَو سَيْرٍ. والهِلال: حَدِيدَةٌ يُعَرْقَب بِهَا الصَّيْدُ. والهِلالُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تضمُّ مَا بَيْنَ حِنْوَيِ الرَّحْل مِنْ حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ، وَالْجَمْعُ الأَهِلَّة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْحَدَائِدِ الَّتِي تضمُّ مَا بَيْنَ أَحْناءِ الرِّحال أَهِلَّة، وَقَالَ غَيْرُهُ: هلالُ النُّؤْي مَا استقْوَس مِنْهُ. والهِلالُ: الحيَّة مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ الذكَر مِنَ الْحَيَّاتِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِلَيك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ، كأَنه ... هِلالٌ بدَا فِي رَمْضةٍ يَتَقَلَّب يَعْنِي حيَّة. والهِلال: الحيَّة إِذا سُلِخَت؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَى الوَشْيَ لَمَّاعاً عَلَيْهَا كأَنه ... قَشيبُ هِلال، لَمْ تقطَّع شَبَارِقُهْ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي يَصِفُ دِرْعًا شَبَّهَهَا فِي صَفائها بسَلْخ الحيَّة: فِي نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ، ... كأَنها مِنْ خِلَعِ الهِلالِ وهُزْؤُها بالنِّصال: ردُّها إِياها. والهِلالُ: الْحِجَارَةُ المَرْصوف بعضُها إِلى بعضٍ. والهِلالُ: نِصْف الرَّحَى. والهلالُ: الرَّحَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: ويَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا، ... طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ والشَّعِيرَا والهِلالُ: طَرَفُ الرَّحَى إِذا انْكَسَرَ مِنْهُ. والهِلالُ: الْبَيَاضُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي أُصول الأَظْفار. والهِلالُ: الغُبار، وَقِيلَ: الهِلالُ قِطْعَةٌ مِنَ الغُبار. وهِلالُ الإِصبعِ: المُطيفُ بِالظُّفْرِ. والهِلالُ: بقيَّة الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. ابْنُ الأَعرابي: والهِلالُ مَا يَبْقَى فِي الْحَوْضِ مِنَ الْمَاءِ الصَّافِي؛ قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لَهُ هِلالٌ لأَن الْغَدِيرَ عِنْدَ امْتِلَائِهِ مِنَ الْمَاءِ يَسْتَدِيرُ، وإِذا قلَّ مَاؤُهُ ذَهَبَتِ الاستدارةُ وَصَارَ الْمَاءُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ. اللَّيْثُ: الهُلاهِلُ مِنْ وَصْفِ الْمَاءِ الْكَثِيرِ الصَّافِي، والهِلالُ: الْغُلَامُ الحسَن الْوَجْهِ، قَالَ: وَيُقَالُ للرَّحى هِلال إِذا انْكَسَرَتْ. والهِلالُ: شَيْءٌ تُعرقَبُ بِهِ الحميرُ. وهِلالُ النَّعْلِ: ذُؤابَتُها. والهَلَلُ: الفَزَع والفَرَقُ؛ قَالَ: ومُتَّ مِنِّي هَلَلًا، إِنما ... مَوْتُك، لَوْ وارَدْت، وُرَّادِيَهْ يُقَالُ: هَلَكَ فُلَانٌ هَلَلًا وهَلًّا أَي فَرَقاً، وحَمل عَلَيْهِ فَمَا كذَّب وَلَا هَلَّلَ أَي مَا فَزِع وَمَا جبُن. يُقَالُ: حَمَل فَمَا هَلَّلَ أَي ضَرَبَ قِرْنه. وَيُقَالُ: أَحجم عنَّا هَلَلًا وهَلًّا؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ. والتَّهْلِيل: الفِرارُ والنُّكوصُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: لَا يقَعُ الطَّعْنُ إِلا فِي نُحورِهِمُ، ... وَمَا لهمْ عَنْ حِياضِ المَوْتِ تَهْلِيلُ أَي نُكوصٌ وتأَخُّرٌ. يُقَالُ: هَلَّلَ عَنِ الأَمر إِذا ولَّى عَنْهُ ونَكَص. وهَلَّل عَنِ الشَّيْءِ: نَكَل. وَمَا هَلَّلَ عَنْ شَتْمِي أَي مَا تأَخر. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: لَيْسَ شَيْءٌ أَجْرأَ مِنَ النَّمِرِ، وَيُقَالُ: إِنّ الأَسد يُهَلِّلُ ويُكَلِّل، وإِنَّ النَّمِر يُكَلِّل وَلَا يُهَلِّلُ، قَالَ: والمُهَلِّل الَّذِي يَحْمِلُ عَلَى قِرْنه ثُمَّ يجبُن فَيَنْثَني وَيَرْجِعُ، وَيُقَالُ: حَمَل ثُمَّ هَلَّلَ، والمُكَلِّل: الَّذِي يَحْمِلُ فَلَا يَرْجِعُ حَتَّى يَقَعَ بقِرْنه؛ وَقَالَ: قَوْمي عَلَى الإِسْلام لمَّا يَمْنَعُوا ... ماعُونَهُمْ، ويُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا «1».

_ (1). قوله [ويضيعوا التَّهْلِيلا] وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب

أَي لمَّا يَرْجِعُوا عمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الإِسلام، مِنْ قَوْلِهِمْ: هَلَّلَ عَنْ قِرْنه وكَلَّس؛ قَالَ الأَزهري: أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شَهَادَةُ أَن لَا إِله إِلا اللَّهُ وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالشَّهَادَةِ، وَهَذَا عَلَى رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ ويُضَيِّعوا التَّهْليلا، وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّهْليل قَوْلُ لَا إِله إِلا اللَّهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَراه مأْخوذاً إِلا مِنْ رَفْعِ قَائِلِهِ بِهِ صَوْتَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وَلَيْسَ بِهَا رِيحٌ، وَلَكِنْ وَدِيقَةٌ ... يَظَلُّ بِهَا السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مرَّة يَذْهَبُ رِيقُه يَعْنِي يُهِلُّ، وَمَرَّةً يَجيء يَعْنِي يَنْقَع؛ وَالسَّامِي الَّذِي يَصْطَادُ وَيَكُونُ فِي رِجْلِهِ جَوْرَبان؛ وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: السَّامِي الَّذِي يَطْلُبُ الصَّيْدَ فِي الرَّمْضاء، يَلْبَسُ مِسْمَاتَيْه ويُثير الظِّباء مِنْ مَكانِسِها، فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السَّامِي فيأْخذها بِيَدِهِ، وَجَمْعُهُ السُّمَاة؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِهِ يُهِلُّ: هُوَ أَن يَرْفَعَ الْعَطْشَانُ لِسَانَهُ إِلى لَهاته فَيَجْمَعُ الرِّيقَ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يُهِلُّ مِنَ الْعَطَشِ. والنَّقْعُ: جَمْعُ الرِّيقِ تَحْتَ اللِّسَانِ. وتَهْلَلُ: مِنْ أَسماء الْبَاطِلِ كَثَهْلَل، جَعَلُوهُ اسْمًا لَهُ عَلَمًا وَهُوَ نَادِرٌ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: ذَهَبُوا فِي تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لَمْ يَجِدُوا فِي الْكَلَامِ [ت هـ ل] مَعْرُوفَةً وَوَجَدُوا [هـ ل ل] وَجَازَ التَّضْعِيفُ فِيهِ لأَنه عَلَمٌ، والأَعلام تُغَيَّرُ كَثِيرًا، وَمِثْلُهُ عِنْدَهُمْ تَحْبَب. وَذَهَبَ فِي هِلِيَّانٍ وَبِذِي هِلِيَّانٍ أَي حَيْثُ لَا يدرَى أَيْنَ هُوَ. وامرأَة هِلٌّ: متفضِّلة فِي ثَوْبٍ واحدٍ؛ قَالَ: أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ، ... وإِن قَعَدَتْ هِلًّا فأَحْسنْ بِهَا هِلَّا والهَلَلُ: نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ، وَيُقَالُ لِنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ الهَلَل والهَلْهَلُ. وهَلَّلَ الرجلُ أَي قَالَ لَا إِله إِلا اللَّهُ. وَقَدْ هَيْلَلَ الرجلُ إِذا قَالَ لَا إِله إِلا اللَّهُ. وَقَدْ أَخذنا فِي الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا فِي التَّهْليل، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ حَوْلَقَ الرَّجُلُ وحَوْقَلَ إِذا قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ؛ وأَنشد: فِداكَ، مِنَ الأَقْوام، كُلُّ مُبَخَّل ... يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ الْخَلِيلُ: حَيْعَل الرَّجُلُ إِذا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ هَذَا إِذا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِلْكَلِمَتَيْنِ ضَمُّوا بَعْضَ حُرُوفِ إِحداهما إِلى بَعْضِ حُرُوفِ الأُخرى، مِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا تُبَرْقِل عَلَيْنَا؛ والبَرْقَلة: كَلَامٌ لَا يَتْبَعه فِعْلٌ، مأْخوذ مِنَ البَرْق الَّذِي لَا مَطَرَ مَعَهُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الحَوْلَقة والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة، قَالَ: هَذِهِ الأَربعة أَحرف جَاءَتْ هَكَذَا، قِيلَ لَهُ: فالْحَمدلة؟ قَالَ: وَلَا أُنْكِرُهُ «1». وأَهَلَّ بِالتَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ؛ أَي نودِيَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: أَهْلَلْنا عَنْ لَيْلَةِ كَذَا، وَلَا يُقَالُ أَهْلَلْناه فهَلَّ كَمَا يُقَالُ أَدخلناه فدَخَل، وَهُوَ قِيَاسُهُ. وَثَوْبٌ هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهَالٌ وهُلاهِل ومُهَلْهَل: رَقِيقٌ سَخيفُ النَّسْج. وَقَدْ هَلْهَلَ النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه وخفَّفه. والهَلْهَلَةُ: سُخْفُ النسْج. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَلْهَلَه بالنَّسْج خَاصَّةً. وَثَوْبٌ هَلْهَلٌ رَديء النسْج، وَفِيهِ مِنَ اللُّغَاتِ جَمِيعُ مَا تَقَدَّمَ فِي الرَّقِيقِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ، ... وَلَمْ يأْتِ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ ناصِعُ

_ (1). قوله [قال ولا أنكره] عبارة الأزهري: فقال لا وأنكره

وَيُرْوَى: لَهْلَه. وَيُقَالُ: أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهَالًا. والمُهَلْهَلَة مِنَ الدُّروع: أَرْدَؤها نسْجاً. شَمِرٌ: يُقَالُ ثَوْبٌ مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل ومُنَهْنَةٌ؛ وأَنشد: ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه ... عَلَيْكَ الظِّلالَ، فَمَا هَلْهَلُوا وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِ السِّلَاحِ: المُهَلْهَلَة مِنَ الدُّروع قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الحَسنة النسْج لَيْسَتْ بِصَفِيقَةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ الْوَاسِعَةُ الحَلَق. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ثَوْبٌ لَهْلَهُ النَّسْجِ أَي رَقِيقٌ لَيْسَ بِكَثِيفٍ. وَيُقَالُ: هَلْهَلْت الطَّحِينَ أَي نَخَلْتَهُ بِشَيْءٍ سَخيف؛ وأَنشد لأُمية: «1». كَمَا تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا وَشِعْرٌ هَلْهَلٌ: رقيقٌ. ومُهَلْهِل: اسْمُ شَاعِرٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِرَداءة شعْره، وَقِيلَ: لأَنه أَوَّل مَنْ أَرقَّ الشعْر وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ رَبِيعَةَ «2» أَخو كُليب وَائِلٍ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ مُهَلْهِلًا بِقَوْلِهِ لِزُهَيْرِ بْنِ جَناب: لمَّا تَوَعَّرَ فِي الكُراعِ هَجِينُهُمْ، ... هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جَابِرًا أَو صِنْبِلا وَيُقَالُ: هَلهَلْت أُدرِكه كَمَا يُقَالُ كِدْت أُدْرِكُه، وهَلْهَلَ يُدْركه أَي كان يُدركه، وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: لَمَّا تَوَغَّلَ فِي الكُراع هَجِينُهم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ لَمَّا توعَّر كَمَا أَوردْناه عَنْ غَيْرِهِ، وَقَوْلُهُ لَمَّا توَعَّر أَي أَخذ فِي مَكَانٍ وعْر. وَيُقَالُ: هَلْهَلَ فُلَانٌ شعْره إِذا لَمْ ينَقِّحه وأَرسله كَمَا حضَره وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الشَّاعِرُ مُهَلهِلًا. والهَلْهَل: السَّمُّ القاتِل، وَهُوَ معرَّب؛ قَالَ الأَزهري: لَيْسَ كُلُّ سَمّ قَاتِلٍ يسمَّى هَلْهَلًا وَلَكِنِ الهَلْهَلُ سَمٌّ مِنَ السُّموم بِعَيْنِهِ قاتِلٌ، قَالَ: وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ وأَراه هنْدِيّاً. وهَلْهَلَ الصوْتَ: رجَّعه. وماءٌ هُلاهِلٌ: صافٍ كَثِيرٌ. وهَلْهَلَ عَنِ الشَّيْءِ: رجَع. والهُلاهِلُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ الصَّافِي. والهَلْهَلَةُ: الِانْتِظَارُ والتأَني؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ حَرملة بْنِ حَكيم: هَلهِلْ بكَعْبٍ، بَعْدَ مَا وَقَعَتْ ... فَوْقَ الجَبِين بساعِدٍ فَعْمِ وَيُرْوَى: هَلِّلْ وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا انْتَظِرْ بِهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَالِهِ مِنْ هَذِهِ الضرْبة؛ وَقَالَ الأَصمعي: هَلْهِلْ بكَعْب أَي أَمْهِله بَعْدَ مَا وَقَعَتْ بِهِ شَجَّة عَلَى جَبِينِهِ، وَقَالَ شَمِرٌ: هَلْهَلْت تَلَبَّثت وتنظَّرت. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ أَهَلَّ السيفُ بِفُلَانٍ إِذا قَطَعَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: وَيْلُ امِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ بِهِ ... عَلَى الهَباءَة، لَا نِكْسٌ وَلَا وَرَع وَذُو هُلاهِلٍ: قَيْلٌ مِنْ أَقْيال حِمْير. وهَلْ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، فإِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا شَدَّدْتَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَلْ كَلِمَةُ اسْتِفْهَامٍ هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ، قَالَ: وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ أَم لِلِاسْتِفْهَامِ، وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ بَلْ، وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ قَدْ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ قَالُوا: مَعْنَاهُ قَدِ امْتَلأْت؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا تَفْسِيرٌ عَلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ وهَلْ مُبقاة عَلَى اسْتِفْهَامِهَا، وقولها

_ (1). قوله [وأنشد لأمية إلخ] عبارة التكملة لِأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ يصف الرياح: أذعن به جوافل معصفات ... كَمَا تَذْرِي المُهَلْهِلَة الطَّحِينَا به أي بذي قضين وهو موضع (2). قوله: وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ربيعة: هكذا في الأصل، والمشهور أنه أبو ليلى عَدِيّ بن ربيعة

هَلْ مِن مَزِيدٍ أَي أَتعلم يَا ربَّنا أَن عِنْدِي مَزِيدًا، فَجَوَابُ هَذَا مِنْهُ عزَّ اسْمُهُ لَا، أَي فكَما تَعْلَمُ أَن لَا مَزيدَ فَحَسْبِي مَا عِنْدِي، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الْجَزَاءِ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الجَحْد، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الأَمر. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: هَلْ أَنت سَاكِتٌ؟ بِمَعْنَى اسْكُتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ وَرِوَايَتُهُ. الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ هَلْ قَدْ تَكُونُ جَحْداً وَتَكُونُ خبَراً، قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ قَدْ أَتى عَلَى الإِنسان مَعْنَاهُ الْخَبَرُ، قَالَ: والجَحْدُ أَن تَقُولَ: وهَلْ يقدِر أَحد عَلَى مِثْلِ هَذَا؛ قَالَ: وَمِنَ الخبَر قَوْلُكَ لِلرَّجُلِ: هَلْ وعَظْتك هَلْ أَعْطَيتك، تقرَّره بأَنك قَدْ وعَظْته وأَعطيته؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ هَلْ تأْتي اسْتِفْهَامًا، وَهُوَ بابُها، وتأْتي جَحْداً مِثْلَ قَوْلِهِ: أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لذيذٍ بِدَائِمِ مَعْنَاهُ أَلا مَا أَخو عيشٍ؛ قَالَ: وتأْتي شرْطاً، وتأْتي بِمَعْنَى قَدْ، وتأْتي تَوْبيخاً، وتأْتي أَمراً، وتأْتي تَنْبِيهًا؛ قَالَ: فإِذا زِدْتَ فِيهَا أَلِفاً كَانَتْ بِمَعْنَى التَّسْكِينِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ إِذا ذُكِر الصَّالِحُونَ فحَيَّهَلًا بعُمَر ، قَالَ: مَعْنَى حَيّ أَسرِعْ بِذِكْرِهِ، وَمَعْنَى هَلًا أَي اسْكُن عِنْدَ ذِكْرِهِ حَتَّى تَنْقُضِي فَضَائِلَهُ؛ وأَنشد: وأَيّ حَصانٍ لَا يُقال لَها هَلًا أَي اسْكُني لِلزَّوْجِ؛ قَالَ: فإِن شَدَّدْت لامَها صَارَتْ بِمَعْنَى اللوْم والحضِّ، اللومُ عَلَى مَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، والحَضُّ عَلَى مَا يأْتي مِنَ الزَّمَانِ، قَالَ: وَمِنَ الأَمر قَوْلُهُ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ . وهَلًا: زجْر لِلْخَيْلِ، وهَالٍ مِثْلُهُ أَي اقرُبي. وَقَوْلُهُمْ: هَلًا اسْتِعْجَالٌ وَحَثٌّ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: هَلَّا بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك ؛ هَلَّا، بِالتَّشْدِيدِ: حَرْفٌ مَعْنَاهُ الحثُّ والتحضيضُ؛ يُقَالُ: حَيَّ هَلا الثريدَ، وَمَعْنَاهُ هَلُمَّ إِلى الثَّرِيدِ، فُتحت يَاؤُهُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنَ وبُنِيَت حَيّ وهَلْ اسْمًا وَاحِدًا مِثْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ وسمِّي بِهِ الْفِعْلُ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ قُلْتَ حَيَّهَلا، والأَلف لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ كَالْهَاءِ فِي قَوْلِهِ كِتابِيَهْ* وحِسابِيَهْ* لأَنَّ الأَلِف مِنْ مَخْرَجِ الْهَاءِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا ذكِرَ الصَّالِحُونَ فحَيَّهَلَ بعُمَرَ ، بِفَتْحِ اللَّامِ مِثْلُ خَمْسَةَ عَشَرَ، أَي فأَقْبِلْ بِهِ وأَسرِع، وَهِيَ كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، فحَيَّ بمعنى أَقبِلْ وهَلا بمعنى أَسرِعْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَلَيْكَ بعُمَر أَي أَنه مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ، وَيَجُوزُ فحَيَّهَلًا، بِالتَّنْوِينِ، يُجْعَلُ نَكِرَةً، وأَما حَيَّهَلا بِلَا تَنْوِينٍ فإِنما يَجُوزُ فِي الْوَقْفِ فأَما فِي الإِدراج فَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ عرَّفت الْعَرَبُ حَيَّهَلْ؛ وأَنشد فِيهِ ثَعْلَبٌ: وَقَدْ غَدَوْت، قَبْلَ رَفْعِ الحَيَّهَلْ، ... أَسوقُ نابَيْنِ وَنَابًا مِلإِبِلْ وَقَالَ: الحَيَّهَل الأَذان. والنابانِ: عَجُوزان؛ وَقَدْ عُرِّف بالإِضافة أَيضاً فِي قَوْلِ الْآخَرِ: وهَيَّجَ الحَيَّ مِنْ دارٍ، فظلَّ لَهُمْ ... يومٌ كَثِيرٌ تَنادِيه، وحَيَّهَلُهْ قَالَ: وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ فِي آخِرِ الْفَصْلِ: هَيْهاؤُه وحَيْهَلُهْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَيْهَل نَبْتٌ مِنْ دِقّ الحَمْض، وَاحِدَتُهُ حَيْهَلة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لسُرعة نَبَاتِهَا كَمَا يُقَالُ فِي السُّرْعَةِ والحَثّ حَيَّهَل؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ:

بِمِيثٍ بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ، ... دَمِيثٍ بِهَا الرِّمْثُ والحَيْهَلُ «3» . وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ يَذْكُرُ صاحِباً لَهُ فِي السَّفَرِ كَانَ أَمَرَه بالرَّحِيل: يَتمارَى فِي الَّذِي قلتُ لَهُ، ... وَلَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ فإِنما سَكَّنَهُ لِلْقَافِيَةِ. وَقَدْ يَقُولُونَ حَيَّ مِنْ غَيْرِ أَن يَقُولُوا هَلْ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي الأَذان: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاح إِنما هُوَ دُعَاءٌ إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ: مَا بالُ رُفْقَتِهِ ... حَيَّ الحُمولَ، فإِنَّ الركْبَ قَدْ ذهَبا قَالَ: أَنْشَأَ يسأَل غُلَامَهُ كَيْفَ أَخذ الرَّكْبُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: حَيَّهَلا الصَّلَاةَ، يَصِلُ بهَلا كَمَا يُوصَلُ بعَلَى فَيُقَالُ حَيَّهَلا الصَّلَاةَ، وَمَعْنَاهُ ائْتُوا الصَّلَاةَ واقربُوا مِنَ الصَّلَاةِ وهَلُمُّوا إِلى الصَّلَاةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ حَيَّهَلَ الصلاةَ بِنَصْبِ الصَّلَاةِ لَا غَيْرُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ حَيَّهَلَ الثريدَ، بِالنَّصْبِ لَا غَيْرُ. وَقَدْ حَيْعَلَ المؤَذن كَمَا يُقَالُ حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً مِنْ كَلِمَتَيْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي ... إِلى أَن دَعَا دَاعِي الصَّباح، فَحَيْعَلا وَقَالَ آخَرُ: أَقولُ لَهَا، ودمعُ العينِ جارٍ: ... أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي؟ وَرُبَّمَا أَلحقوا بِهِ الْكَافَ فَقَالُوا حَيَّهَلَك كَمَا يُقَالُ رُوَيْدَك، وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ فَقَطْ وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب لأَنها لَيْسَتْ بِاسْمٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رَجُلًا يَدْعُو بِالْفَارِسِيَّةِ رَجُلًا يَقُولُ لَهُ زُوذْ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ؟ قُلْنَا: يَقُولُ عَجِّل، فَقَالَ: أَلا يَقُولَ: حَيَّهَلك أَي هَلُمَّ وتَعَال؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ فإِنما جَعَلَهُ اسْمًا وَلَمْ يأْمر بِهِ أَحداً. الأَزهري: عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: حَيهل أَي أَقبل إِليَّ، وَرُبَّمَا حُذِفَ فَقِيلَ هَلا إِليَّ، وَجَعَلَ أَبو الدُّقَيْشِ هَل الَّتِي لِلِاسْتِفْهَامِ اسْمًا فأَعربه وأَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ، وَذَلِكَ أَنه قَالَ لَهُ الْخَلِيلُ: هَلْ لَكَ فِي زُبدٍ وَتَمْرٍ؟ فَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاهُ، فَجَعَلَهُ اسْمًا كَمَا تَرَى وعرَّفه بالأَلف وَاللَّامِ، وَزَادَ فِي الِاحْتِيَاطِ بأَن شدَّده غَيْرَ مُضْطَرٍّ لتتكمَّل لَهُ عدّةُ حُرُوفِ الأُصول وَهِيَ الثَّلَاثَةُ؛ وَسَمِعَهُ أَبو نُوَاس فَتَلَاهُ فَقَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ: هَلْ لكَ، والهَلُّ خِيَرْ، ... فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ؟ وَيُقَالُ: كلُّ حَرْفِ أَداة إِذا جَعَلْتَ فِيهِ أَلِفاً وَلَامًا صَارَ اسْمًا فقوِّي وثقِّل كَقَوْلِهِ: إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناءُ قَالَ الْخَلِيلُ: إِذا جَاءَتِ الْحُرُوفُ الليِّنة فِي كَلِمَةٍ نَحْوِ لَوْ وأَشباهها ثقِّلت، لأَن الْحَرْفَ الليِّن خَوَّار أَجْوَف لَا بدَّ لَهُ مِنَ حَشْوٍ يقوَّى بِهِ إِذا جُعل اسْمًا، قَالَ: وَالْحُرُوفُ الصِّحاح القويَّة مُسْتَغْنِيَةٌ بجُرُوسِها لَا

_ (3). قوله [بها الرمث والحيهل] هكذا ضبط في الأصل، وضبط في القاموس في مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام، وقال بعد أن ذكر الشطر الثاني: نقل حركة اللام إلى الهاء

تَحْتَاجُ إِلى حَشْو فتتركْ عَلَى حَالِهَا، وَالَّذِي حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي حِكَايَةِ أَبي الدُّقَيْشِ عَنِ الْخَلِيلِ قَالَ: قُلْتُ لأَبي الدُّقيْش هَلْ لَكَ فِي ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُيُونُ الضَّيَاوِن؟ فَقَالَ: أَشدُّ الهَلِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ رَوَى أَهل الضَّبْطِ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ لأَبي الدُّقَيْشِ أَو غَيْرِهِ هَلْ لَكَ فِي تَمْرٍ وزُبْدٍ؟ فَقَالَ: أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه، وَفِي رِوَايَةٍ أَنه قَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي الرُّطَب؟ قَالَ: أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه؛ وأَنشد: هَلْ لَكَ، والهَلُّ خِيَرْ، ... فِي ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ؟ وَقَالَ شَبيب بْنُ عَمْرٍو الطَّائِيُّ: هَلْ لَكَ أَن تدخُل فِي جَهَنَّمِ؟ ... قلتُ لَهَا: لَا، والجليلِ الأَعْظَمِ، مَا ليَ مِنْ هَلٍّ وَلَا تكلُّمِ قَالَ ابْنُ سَلَامَةَ: سأَلت سِيبَوَيْهِ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ؛ عَلَى أَي شَيْءٍ نُصِبَ؟ قَالَ: إِذا كَانَ مَعْنَى إِلَّا لَكِنَّ نُصِبَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ أُبيّ فهَلَّا ، وَفِي مُصْحَفِنَا فَلَوْلا، قَالَ: وَمَعْنَاهَا أَنهم لَمْ يُؤْمِنُوا ثُمَّ اسْتَثْنَى قَوْمَ يُونُسَ بِالنَّصْبِ عَلَى الِانْقِطَاعِ مِمَّا قَبْلَهُ كأَنَّ قَوْمَ يُونُسَ كَانُوا منقطِعين مِنْ قَوْمٍ غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ أَيضاً: لَوْلَا إِذا كَانَتْ مَعَ الأَسماء فَهِيَ شَرْطٌ، وإِذا كَانَتْ مَعَ الأَفعال فَهِيَ بِمَعْنَى هَلَّا، لَوْمٌ عَلَى مَا مَضَى وتحضيضٌ عَلَى مَا يأْتي. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ، مَعْنَاهُ هَلَّا. وهَلْ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى مَا؛ قَالَتِ ابْنَةُ الحُمارِس: هَلْ هِيَ إِلَّا حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ، ... أَو صَلَفٌ مِنْ بَيْنِ ذَاكَ تَعْلِيقْ أَي مَا هِيَ وَلِهَذَا أُدخلت لَهَا إِلا. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ أَنه قَالَ: هَلْ زِلْتَ تَقُولُهُ بِمَعْنَى مَا زِلْتَ تَقُولُهُ، قَالَ: فَيَسْتَعْمِلُونَ هَلْ بِمَعْنَى مَا. وَيُقَالُ: مَتَى زِلْت تَقُولُ ذَلِكَ وَكَيْفَ زِلْت؛ وأَنشد: وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم، ... وتنبتُ فِي أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ؟ وَقَوْلُهُ: وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة، ... فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِنْ مُعَوَّل؟ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا ظَاهِرُهُ اسْتِفْهَامٌ لِنَفْسِهِ وَمَعْنَاهُ التَّحْضِيضُ لَهَا عَلَى الْبُكَاءِ، كَمَا تَقُولُ أَحسنت إِليّ فَهَلْ أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك، وَقَدْ زُرْتَني فَهَلْ أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك. وَقَوْلُهُ: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ قَدْ أَتَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يُمْكِنُ عِنْدِي أَن تَكُونَ مُبْقاةً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى مَا بِهَا مِنَ الِاسْتِفْهَامِ فكأَنه قَالَ، وَاللَّهُ أَعلم: وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنسان هَذَا، فَلَا بُدَّ فِي جَوابهم مِنْ نَعَمْ مَلْفُوظًا بِهَا أَو مُقَدَّرَةً أَي فَكَمَا أَن ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَيَنْبَغِي للإِنسان أَن يَحْتَقِرَ نَفْسَهُ وَلَا يُباهي بِمَا فُتِحَ لَهُ، وَكَمَا تَقُولُ لِمَنْ تُرِيدُ الِاحْتِجَاجَ عَلَيْهِ: بِاللَّهِ هَلْ سأَلتني فأَعطيتك أَم هَلْ زُرْتَني فأَكرمتك أَي فَكَمَا أَن ذَلِكَ كَذَلِكَ فَيَجِبُ أَن تعرِف حَقِّي عَلَيْكَ وإِحْساني إِليك؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: إِذا جَعَلْنَا مَعْنَى هَلْ أَتى قَدْ أَتى فَهُوَ بِمَعْنَى أَلَمْ يأْتِ عَلَى الإِنسان حينٌ مِنَ الدَّهْر؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ورَوَيْنا عَنْ قُطْرُبٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنهم يَقُولُونَ أَلْفَعَلْت، يُرِيدُونَ هَلْ فَعَلْت. الأَزهري: ابْنُ السِّكِّيتِ إِذا قِيلَ هَلْ لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتَ: لِي فِيهِ، وإِن لِي فِيهِ، وَمَا لِي فِيهِ، وَلَا تَقُلْ إِن لِي فِيهِ هَلًّا، والتأْويل: هَلْ لَكَ فِيهِ حَاجَةٌ فَحُذِفَتِ

الْحَاجَةُ لمَّا عُرف الْمَعْنَى، وَحَذَفَ الرادُّ ذِكْر الْحَاجَةِ كَمَا حَذَفَهَا السَّائِلُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هَلْ حَقِيقَةً اسْتِفْهَامٌ، تَقُولُ: هَلْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وهَلْ لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ: وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: أَهَلْ أَنت وَاصِلُهُ اضْطِرَارٌ لأَن هَلْ حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ وَكَذَلِكَ الأَلف، وَلَا يُسْتَفْهَمُ بحَرْفي اسْتِفْهَامٍ. ابْنُ سِيدَهْ: هَلَّا كَلِمَةُ تَحْضِيضٍ مُرَكَّبَةٍ مِنْ هَلْ وَلَا. وَبَنُو هِلَالٍ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وهِلال: حيٌّ مِنْ هَوازن. والهِلالُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي أَسفل الرُّكيّ. والهِلال: السِّنانُ الَّذِي لَهُ شُعْبتان يصاد به الوَحْش. همل: الهَمْل، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ هَمَلَتْ عينُه تَهْمُلُ وتَهْمِلُ هَمْلًا وهُمُولًا وهَمَلاناً. وانْهَمَلَتْ: فَاضَتْ وَسَالَتْ. وهَمَلَتِ السماءُ هَمْلًا وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ: دَامَ مطرُها مَعَ سكونٍ وضعفٍ، وهَمَلَ دمعُه، فَهُوَ مُنْهَمِلٌ. والهَمَل: السُّدى الْمَتْرُوكُ لَيْلًا أَو نَهَارًا. وَمَا تَرَكَ اللَّهُ النَّاسَ هَمَلًا أَي سُدًى بِلَا ثوابٍ وَلَا عِقاب، وَقِيلَ: لَمْ يَتْرُكْهُمْ سُدى بِلَا أَمر وَلَا نَهْيٍ وَلَا بَيَانٍ لِمَا يَحْتَاجُونَ إِليه، وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُلُ، وبعيرٌ هَامِل مِنْ إِبل هَوامِل وهُمَّلٌ وهَمَلٌ، وَهُوَ اسْمُ الْجَمْعِ كَرَائِحٍ ورَوَح لأَن فَاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فَعَلٍ، وَقَدْ أَهْمَلَها، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْغَنَمِ. ابْنُ الأَعرابي: إِبِل هَمْلَى مُهْمَلة، وإِبِل هَوامِل مُسَيَّبة لَا رَاعِيَ لَهَا، وأَمر مُهْمَل مَتْرُوكٌ؛ قَالَ: إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوَامِلِ ... خَيْرًا مِنَ التَّأْنانِ والمَسائلِ أَراد: إِنَّا وَجَدْنَا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سَلًّا وسَرِقة أَهْون عَلَيْنَا مِنْ مَسَأَلَةِ النَّاسِ والتَّباكي إِليهم. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: فَلَا يَخْلُص مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَم ؛ الهَمَل: ضَوالُّ الإِبلِ، وَاحِدُهَا هَامِلٌ، أَي أَنَّ النَّاجِيَ مِنْهُمْ قَلِيلٌ فِي قلَّة النَّعَم الضالَّة. وَفِي حَدِيثُ طَهْفَةَ: وَلَنَا نَعَم هَمَلٌ أَي مهمَلة لَا رِعاءَ لَهَا وَلَا فِيهَا مَنْ يُصلحها ويَهديها فَهِيَ كالضَّالة؛ وَمِنْهُ حديثُ سُرَاقَةَ: أَتيته يَوْمَ حُنَين فسأَلته عَنِ الهَمَل. وَفِي حَدِيثِ قَطَن بْنِ حَارِثَةَ: عَلَيْهِمْ فِي الهَمُولَة الرَّاعِيَةِ فِي كُلِّ خَمْسِينَ ناقةٌ ؛ هِيَ الَّتِي أُهْمِلت تَرْعَى بأَنفسها، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فَعولة بِمَعْنَى مَفْعولة. وأَهْمَلَ أَمرَه: لَمْ يُحْكِمْه. والهَمَل، بِالتَّحْرِيكِ: الإِبلُ بِلَا راعٍ، مِثْلُ النَّفَش، إِلَّا أَن الهَمَل بِالنَّهَارِ «1». والنَّفَش لَا يَكُونُ إِلَّا لَيْلًا. يُقَالُ: إِبِل هَمَلٌ وهَامِلَة وهُمَّال وهَوَامِل، وتركْتها هَمَلًا أَي سُدًى إِذا أَرسلتها تَرْعَى لَيْلًا بِلَا راعٍ. وَفِي الْمَثَلِ: اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل، والمَرْعيُّ: الَّذِي لَهُ راعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فسأَلته عَنِ الهَمَل يَعْنِي الضَّوالَّ مِنَ النَّعَم، وَاحِدُهَا هَامِل مِثْلُ حارِس وحَرَس وَطَالِبٍ وَطَلَب. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الهَمُولَة الراعِية كَذَا مِنَ الصدَقة ؛ يَعْنِي الَّتِي قَدْ أُهْمِلَت تَرْعَى. والهَمَل أَيضاً: الْمَاءُ الَّذِي لَا مَانِعَ لَهُ. وأَهْمَلْت الشَّيْءَ: خلَّيت بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ. والمُهْمَل مِنَ الْكَلَامِ: خِلَافُ المستعمَل. والهَمَلُّ: الْبَيْتُ الصَّغِيرُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وأَنشد لأَبي حَبِيبٍ الشَّيْبَانِيِّ: دخلتُ عَلَيْهَا فِي الهَمَلّ، فأَسْمَحَتْ ... بأَقْمَرَ، فِي الحِقْوَيْن، جَأْبٍ مُدَوَّرِ

_ (1). قوله [إِلَّا أَنَّ الهَمَل بِالنَّهَارِ إلخ] مثله في التهذيب، وعبارة الصحاح: إلا أن النفش لَا يَكُونُ إِلَّا لَيْلًا والهَمَل يَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا انتهى. ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد

والأَقْمرُ: الأَبيض. وَثَوْبٌ هَمالِيل: مخرَّق. وكِساءٌ هِمِلٌّ: خَلَق. والهِمِلُّ: الْكَبِيرُ السِّنِّ. والهَمَل: اللِّيف الْمُتَنَزِّعُ، وَاحِدَتُهُ هَمَلَة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وهُمَيل وهَمَّال: اسْمَانِ. وأَرض هُمَّال بَيْنَ النَّاسِ: قَدْ تَحامَتْها الحُروب فَلَا يَعْمُرها أَحد. وَشَيْءٌ هُمَّال: رِخْوٌ. واهْتَمَلَ الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بِكَلَامٍ لَا يُفهم؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ بِهَذَا الْمَعْنَى هَتْمَل، وهو رباعي. همرجل: الهَمَرْجَلُ: الجَواد السَّرِيعُ، وعَمَّ بِهِ السِّيرَافِيُّ كُلَّ خَفِيفٍ سَرِيعٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَنَاقَةٌ هَمَرْجَلَة: سَرِيعَةٌ، وَتَكُونُ مِنْ نَعْتِ السَّيْرِ أَيضاً، والهَمَرْجَلَة مِنَ النُّوقِ: النَّجيبة، وَتُجْمَعُ الهَمَرْجَلَةُ هَمَرْجَلات. والهَمَرْجَل مِنَ الإِبل: السَّرِيعُ. وَجَمَلٌ هَمَرْجَل: سَرِيعٌ؛ وأَنشد: يَسُفْن عِطْفَيْ سَنِمٍ هَمَرْجَل ونَجَاء هَمَرْجَل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا جَدَّ فيهنَّ النَّجَاءُ الهَمَرْجَلُ ابْنُ الأَعرابي. الهَمَرْجَل الْجَمَلُ الضَّخْمُ، ومثله الشَّمرْذل. هنبل: الهَنْبَلَة، بِزِيَادَةِ النُّونِ: مشْية الضَّبُع العَرْجاء، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ مَشْي الضِّبَاعِ. وهَنْبَلَ الرجلُ: ظَلَع وَمَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء، ونَهْبَل كَذَلِكَ، وَجَاءَ مُهَنْبلًا؛ وأَنشد: مِثْلُ الضِّباع إِذا رَاحَتْ مُهَنْبِلةً، ... أَدنى مآوِبِها الغِيرانُ واللَّجَفُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: خَزْعَلة الضِّبْعان راحَ الهَنْبَلَهْ هنتل: هَنْتَلٌ: موضع. هنجل: الهُنْجُل: الثقيل. هندل: الهَنْدَويلُ: الضَّخْمُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو الهَنْدَويل الضَّعِيفُ الَّذِي فِيهِ اسْتِرْخَاءٌ ونُوكٌ. هول: الهَوْلُ: الْمَخَافَةُ مِنَ الأَمر لَا يَدْري مَا يَهْجِم عَلَيْهِ مِنْهُ كَهَوْل اللَّيْلِ وهَوْل الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ أَهْوَال وهُؤُول، والهُؤُول جَمْعُ هَوْل؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: رَحَلْنا مِنْ بِلَادِ بَنِي تَمِيمٍ ... إِليك، وَلِمَ تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يَهْمِزُونَ الْوَاوَ لِانْضِمَامِهَا. والهِيلَة: الهَوْلُ. وهَالَنِي الأَمرُ يَهُولُنِي هَوْلًا: أَفزَعَني؛ وَقَوْلُهُ: وَيْهاً فِدَاءً لَكَ يَا فَضالَهْ ... أَجِرَّهُ الرُّمْحَ، وَلَا تُهالَهْ فَتَحَ اللَّامَ لِسُكُونِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الأَلف قَبْلَهَا، وَاخْتَارُوا الْفَتْحَةَ لأَنها مِنْ جِنْسِ الأَلف الَّتِي قَبْلَهَا، فَلَمَّا تحرَّكت اللَّامُ لَمْ يَلْتَقِ سَاكِنَانِ فَتُحْذَفُ الأَلف لِالْتِقَائِهِمَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ الْآخَرِ: إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها، ... ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: هُوَ مَدْفوع مَصْنُوعٌ عِنْدَ عَامَّةِ أَصحابنا وَلَا رِوَايَةَ تثبُت بِهِ، وأَيضاً فإِنه ضَعِيفٌ سَاقِطٌ فِي الْقِيَاسِ، وَذَلِكَ لأَن التأْكيد مِنْ مَوَاضِعِ الإِطْناب والإِسْهاب فَلَا يَليق بِهِ الحَذْف وَالِاخْتِصَارُ، فإِذا كَانَ السماعُ والقياسُ يَدْفَعَانِ هَذَا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غَيْرِهِ مِمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ وصحَّ قِيَاسُهُ. وهَوْلٌ هَائِلٌ ومَهُول، وكَرِهَها بَعْضُهُمْ،

وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ. والتَّهْوِيل: التَّفْزِيعُ؛ الأَزهري: أَمر هَائِل وَلَا يُقَالُ مَهُول إِلا أَن الشَّاعِرَ قَدْ قَالَ: ومَهُولٍ، منَ المَناهِل، وَحْشٍ ... ذِي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ وَتَفْسِيرُ المَهُول أَي فِيهِ هَوْل، وَالْعَرَبُ إِذا كَانَ الشَّيْءُ هُوَ لَهُ أَخرجوه عَلَى فاعِل مِثْلُ دارِع لِذِي الدِّرْع، وإِن كَانَ فِيهِ أَو عَلَيْهِ أَخرجوه عَلَى مَفْعول، كَقَوْلِكَ مَجْنون فِيهِ ذَاكَ، ومَدْيون عَلَيْهِ ذَاكَ. وَمَكَانٌ مَهِيل أَي مَخُوف؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَهِيلُ أَفْيافٍ لَهَا فُيُوفُ «2» . وَكَذَلِكَ مَكَانٌ مَهالٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ الهذلي: أَلا يَا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيالِ ... أَرَّقَ مِنْ نازِحٍ ذِي دَلالِ أَجازَ إِلينا، عَلَى بُعْده، ... مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ وَيُقَالُ: اسْتَهَال فُلَانٌ كَذَا يَسْتَهِيلُه، وَيُقَالُ يَسْتَهْوِلُه، والجيِّد يَسْتَهِيله. وهُلْته فاهْتَالَ: أَفزعته فَفَزِعَ، وَقَدْ هَوَّلَ عَلَيْهِ. والتَّهْوِيل والتَّهَاوِيلُ: مَا هُوِّلَ بِهِ؛ قَالَ: عَلَى تَهَاوِيلَ لَهَا تَهْوِيلُ التَّهْذِيبُ: التَّهَاوِيلُ جَمَاعَةُ التَّهْوِيل، وَهُوَ مَا هَالَكَ مِنْ شَيْءٍ، وهَوَّلَ القومُ عَلَى الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: أَن مُحَمَّدًا لَمْ يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كَانَتْ مَعَهُ الأَهْوَال ؛ هِيَ جَمْعُ هَوْل وَهُوَ الْخَوْفُ والأَمرُ الشَّدِيدُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذرٍّ: لَا أَهُولَنَّك أَي لَا أُخِيفُك فَلَا تَخَفْ مِنِّي. وَفِي حَدِيثِ الوحْيِ: فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت، كقُلْتُ مِنَ القَوْل. وهَوَّلَ الأَمرَ: شنَّعه. والهُولَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَهُول الناظرَ مِنْ حُسْنِهَا؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ: بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعِ، هُولةٌ ... لِلنَّاظِرِينَ، كدُرَّة الغَوَّاصِ ووَجْهُه هُولَةٌ مِنَ الهُوَلِ أَي عَجَب. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ مَا هُوَ إِلَّا هُولَةٌ مِنَ الهُوَل إِذا كَانَ كَرِيهَ المنظَر. والهَولةُ: مَا يفزَّع بِهِ الصَّبِيُّ، وَكُلُّ مَا هَالَكَ يسمَّى هُولَةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كَهُولَة مَا أَوْقَدَ المُحْلِفُون، ... لَدى الحالِفِينَ، وَمَا هَوَّلُوا وهَوَّلَ عَلَى الرَّجُلِ: حَمل. وَنَاقَةٌ هُولُ الجَنان: حديدةٌ. وتَهَوَّلَ لِلنَّاقَةِ تَهَوُّلًا: تشبَّه لَهَا بالسبُع لِيَكُونَ أَرْأَمَ لَهَا عَلَى الَّذِي تُرْأَم عَلَيْهِ، وَهُوَ مِثْلُ تَذَأَّبت لَهَا تَذَؤُّباً إِذا لَبِسْتَ لَهَا لِبَاسًا تَتَشبَّه بِالذِّئْبِ، قَالَ: وَهُوَ أَن تستخْفي لَهَا إِذا ظَأَرتْها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا فتَشَبَّهت لَهَا بِالسَّبُعِ فَيَكُونُ أَرْأَم لَهَا عَلَيْهِ. والتَّهَاوِيل: زِينَةُ التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي وَالسِّلَاحِ وَالثِّيَابِ والحَلْي، وَاحِدُهَا تَهْوِيل. والتَّهَاوِيل: الأَلوان الْمُخْتَلِفَةُ مِنَ الأَصْفر والأَحْمر. وهَوَّلت المرأَة: تَزَيَّنَتْ بِزِينَةِ اللِّباس والحَلْيِ؛ قَالَ: وهَوَّلَتْ مِنْ رَيْطِها تَهاوِلا والتَّهَاوِيل: مَا عَلَى الهَوادِج مِنَ الصُّوفِ الأَحمر والأَخضر والأَصفر؛ وَيُقَالُ للرِّياض إِذا تَزَيَّنَت

_ (2). قوله [قال رؤبة إلخ] نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال: هذا تصحيف وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة، والمهبل المنقطع بين أرضين

بِنَوْرها وأَزاهِيرها مِنْ بَيْنِ أَصفر وأَحمر وأَبيض وأَخضر: قَدْ عَلَاهَا تَهْوِيلُها؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ عَسَلة فِيمَا أَخرجه الزرعُ مِنَ الأَلوان؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: يصِف نَبَاتًا: وعازِبٍ قَدْ عَلا التَّهْوِيلُ جَنْبَتَهُ، ... لَا تنفعُ النَّعْل فِي رَقْراقِهِ الحافِي وَمِثْلُهُ لِعَدِيٍّ: حَتَّى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ ... مِنَ التَّهَاوِيل، شَكْل العِهْن فِي التُّوَمِ وَرَوَى الأَزهري بإِسناده عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رأَيت لِجِبْرِيلَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء الْمُخْتَلِفَةُ الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهَاوِيل تَزايينَ رِيشِهِ وَمَا فِيهِ مِنْ صُفْرَةٍ وَحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ وَخُضْرَةٍ مِثْلَ تَهاوِيلِ الرِّيَاضِ؛ وَيُقَالُ لِمَا يَخْرُجُ مِنْ أَلوان الزَّهْر فِي الرِّيَاضِ التَّهَاوِيل، وَاحِدُهَا تَهْوَال، وأَصلها مَا يَهُولُ الإِنسانَ وَيُحَيِّرُهُ. والتَّهْوِيلُ: شَيْءٌ كَانَ يُفْعَلُ فِي الجاهليَّة، كَانُوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرَّجُلَ أَوْقَدُوا نَارًا وأَلْقَوْا فِيهَا مِلْحاً. والمُهَوِّل: المحلِّف، وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِكُلِّ قَوْمٍ نَارٌ وَعَلَيْهَا سَدَنةٌ، فَكَانَ إِذا وَقَعَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ خُصومة جاءَا إِلى النَّارِ فيحلَّف عِنْدَهَا «1» وَكَانَ السَّدَنة يطرَحون فِيهَا مِلْحاً مِنْ حَيْثُ لَا يشعُر يُهَوِّلون بِهَا عَلَيْهِ، وَاسْمُ تِلْكَ النَّارِ الهُولَةُ، بِالضَّمِّ؛ التَّهْذِيبُ: كَانَتِ الهُولَةُ نَارًا يُوقِدونها عِنْدَ الحَلِف ويُلْقون فِيهَا مِلْحاً فيَتَفَقَّع، يُهَوِّلُون بِهَا، وَكَذَلِكَ إِذا اسْتَحْلَفُوا رَجُلًا؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ: إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه، ... كَمَا صَدَّ عَنْ نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السَّكْرَانُ يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل فِي سُكْرِهِ فَيَفْزَعُ لَهَا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ خَمْرًا وَشَارِبَهَا: تَمَشَّى فِي مَفاصِلِه، وتَغْشى ... سَناسِنَ صُلْبِه حَتَّى يُهالا وَرَجُلٌ هَوَلْوَلٌ: خَفِيفٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ فَعَلْعَل؛ وأَنشد: هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ وَالْمَعْرُوفُ حَوَلْوَل. والهَالُ: فُوهٌ مِنْ أَفْواهِ الطِّيبِ. والهَالَةُ: دارةُ الْقَمَرِ، وهَالَةُ: الشمْسُ مَعْرَّفَةً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَةَ أُمُّهُ، ... سَبَاهِي الفُؤادِ مَا يَعِيش بمَعْقُول وَيُرْوَى أُمَّه، يُرِيدُ أَنه فَرس كَرِيمٌ كأَنما نُتِجَته الشمسُ، ومُنْتَخَب حذِر كأَنه مِنْ ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ، وسَباهِي الفُؤاد: مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا مِنَ المَرَح، وهو مدكور فِي مَوْضِعِهِ. وهَالَةُ: اسْمُ امرأَة عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وهَالٌ: من زجر الخيل. هيل: هَالَ عَلَيْهِ التُّرابَ هَيْلًا وأَهَالَه فانْهَالَ وهَيَّله فتَهَيَّلَ، وَيُذَمُّ الرَّجُلُ فَيُقَالُ: جُرْفٌ مُنْهَالٌ، «2» فإِنما يَعْنِي أَنه لَيْسَ لَهُ حَزْم وَلَا عَقْل؛ وأَما قَوْلُهُمْ سَحَابٌ مُنْجال فَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُطْمَع فِي خَيْرِهِ كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ مُنْجَلٍ. والهَيْل: مَا لَمْ تَرْفَعْ بِهِ يَدَكَ، والحَثْيُ: مَا رَفَعْتَ بِهِ يَدَك. وهَالَ الرملَ: دَفَعَهُ فانْهَالَ، وَكَذَلِكَ هَيَّلَه فَتَهَيَّلَ. والهَيْل والهَائِل

_ (1). قوله: يحلَّف عندها أي الخصم (2). قوله [فيقال جرف منهال إلخ] عبارة المحكم: فيقال جرف منهال وسحاب منجال، أَما جُرْفٌ مُنْهَالٌ فَإِنَّمَا يَعْنِي ... إلى آخر ما هنا

مِنَ الرَّمْلِ: الَّذِي لَا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فَيَسْقُطُ، وهِلْتُه أَنا؛ وأَنشد: هَيْلٌ مَهِيلٌ مِنْ مَهِيلِ الأَهْيَلِ وَفِي حَدِيثِ الخندَق: فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ أَي رَمْلًا سَائِلًا، والهَيْل والهَيَال والهَيْلانُ: مَا انْهال مِنْهُ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ: بِكُلٍّ نَقاً وَعْثٍ، إِذا مَا عَلَوْتَه ... جَرَى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ وَرَمْلٌ أَهْيَلُ: مُنْهال لَا يَثْبُتُ. وَجَاءَ بالهَيْل والهَيْلَمَان والهَيْلُمَان أَي جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، وَضَعُوا الهَيْل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الِاسْمِ أَي بالمَهِيل، شُبِّهَ بِالرَّمْلِ فِي كَثْرَتِهِ، فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا فِي الهَيْلَمَان زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زُرْقُم؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي بِالرَّمْلِ وَالرِّيحِ، فالهَيْل مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ ضبُعاً نَبَشت قَبْرًا: فذَاحَتْ بالوَتائر ثُمَّ بَدَّت ... يدَيْها، عِنْدَ جانِبِه، تَهِيلُ والهَيْلَمَان، فَيْعَلان، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ هَلْمان فَسَقَطَتِ الْيَاءُ، وَضَعُوا الهَيْل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الِاسْمِ أَي بالمَهِيل، شُبِّهَ بِالرَّمْلِ فِي كَثْرَتِهِ فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا فِي الهَيْلَمَان زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زُرْقُم، الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ فَالْوَزْنُ عَلَى هَذَا فَعْلَمان. وانْهَالَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ: تَتَابَعُوا عَلَيْهِ وعَلَوْه بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ والقَهر. والأَهْيل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: هَلْ تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل، ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لَمْ يَخْمُل والهَيُول: الهَباءُ المنبتُّ وَهُوَ مَا تَرَاهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ ضَوْء الشَّمْسِ يَدْخُلُ فِي الكُوَّةِ، عِبْرَانِيَّةٌ أَو رُومِيَّةٌ معرَّبة. والهَالَةُ: دَارَةُ الْقَمَرِ؛ قَالَ: فِي هَالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى عَيْنِهَا أَنها يَاءٌ لأَن فِيهِ مَعْنَى الهَيُول الَّذِي هُوَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فإِن قُلْتَ: إِن الهَيُول رُومِيَّةٌ والهَالَة عَرَبِيَّةٌ كَانَتِ الْوَاوُ أَولى بِهِ لأَنّ انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوِ وَهِيَ عَيْنٌ أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ هالاتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: هِلْتُ الدَّقِيقَ فِي الجِراب صَبَبْته مِنْ غَيْرِ كَيْل، وَكُلُّ شَيْءٍ أَرسلته إِرْسالًا مِنْ رَمْلٍ أَو تُرَابٍ أَو طَعَامٍ أَو نَحْوِهِ قُلْتَ هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلًا فانْهَالَ أَي جَرَى وانصبَّ، وَهُوَ طَعَامٌ مَهِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا شكَوْا إِليه سُرْعَةَ فَناء طَعَامِهِمْ فَقَالَ: أَتَكِيلون أَم تَهِيلُون؟ فَقَالُوا: نَهِيلُ، فَقَالَ: كِيلوا وَلَا تَهِيلُوا فإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الكَيْل. وَفِي الْمَثَلِ: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُسيء فِي فِعْلِهِ فَيُؤْمَرُ بِذَلِكَ عَلَى الهُزْء بِهِ. وَفِي حَدِيثِ العَلاء: أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ هِيلُوا عليَّ هَذَا الكثيبَ وَلَا تحفِروا لِي. وتَهَيَّلَ: تصبَّب. وأَهَلْتُ الدَّقِيقَ: لُغَةٌ فِي هِلْت، فَهُوَ مُهَال ومَهِيل. وهَيْلانُ فِي شِعْرِ الْجَعْدِيِّ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَيُقَالُ: هُوَ مَكَانٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتُ الْجَعْدِيِّ هُوَ قَوْلُهُ: كأَنَّ فاهَا، إِذا تَوَسَّنُ، مِنْ ... طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم، يُسَنُّ بالضَّرْوِ مِنْ بَرَاقِش أَو ... هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ مِنَ العُتُم والضرْوُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ، والعُتُم: الزَّيْتُونُ،

فصل الواو

وَقِيلَ: نَبْتٌ يُشْبِهُهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَراقِش وهَيْلان وَادِيَانِ بِالْيَمَنِ. وهَالَةُ: أُم حمزة بن عبد المطلب. فصل الواو وَأَلَ: وَأَلَ إِليه وَأْلًا ووُؤُولًا وَوَئِيلًا ووَاءَلَ مُوَاءَلَةً ووِئالًا: لجأَ. والْوَأْلُ والمَوْئِلُ: الملجأُ، وَكَذَلِكَ المَوْأَلَةُ مِثَالُ المَهْلَكة؛ وَقَدْ وَأَلَ إِليه يَئِلُ وَأْلًا ووُؤُولًا عَلَى فُعول أَي لجأَ، ووَاءَلَ مِنْهُ عَلَى فَاعَلَ أَي طَلَبَ النَّجَاةَ، ووَاءَلَ إِلى الْمَكَانِ مُوَاءَلَةً ووِئَالًا: بَادَرَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَن دِرْعَه كَانَتْ صَدْراً بِلَا ظَهْر، فَقِيلَ لَهُ: لَوِ احترزتَ مِنْ ظَهْرِك، فَقَالَ: إِذا أَمْكَنْت مِنْ ظَهْرِي فَلَا وَأَلْتُ أَي لَا نجوْت. وَقَدْ وَأَلَ يَئِلُ، فَهُوَ وَائِلٌ إِذَا التجأَ إِلى مَوْضِعٍ ونَجا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ البَراء بْنِ مَالِكٍ: فكأَنَّ نَفْسِي جاشَتْ فَقُلْتُ: لَا وَأَلْتِ أَفِراراً أَوَّل النَّهَارِ وجُبْناً آخِرَهُ؟ وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: فوَأَلْنا إِلى حِواءٍ أَي لجَأْنا إِليه، والحِواء: البيوتُ المجتمِعة. اللَّيْثُ: المَآلُ والمَوْئِلُ المَلْجأُ. يُقَالُ مِنَ المَوْئِل وَأَلْتُ مِثْلَ وَعَلْت وَمِنَ الْمَآلِ أُلْتُ مِثْلَ عُلْت مَآلًا، بِوَزْنِ مَعَالًا؛ وأَنشد: لَا يَسْتَطيعُ مَآلًا مِنْ حَبائِلهِ ... طيرُ السَّمَاءِ، وَلَا عُصْم الذُّرَى الوَدِقِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: المَوْئِل المَنْجَى وَهُوَ المَلْجأُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنه لَيُوَائِل إِلى مَوْضِعِهِ يُرِيدُونَ يَذْهَبُ إِلى مَوْضِعِهِ وَحِرْزِهِ؛ وأَنشد: لَا وَاءَلَتْ نفسُك خلَّيتها ... للعامِرِيَّيْن، وَلَمْ تُكْلَم يُرِيدُ: لَا نَجَتْ نفسُك. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ وَأَلَ يَئِلُ وَأْلًا ووَأْلَةً ووَاءَلَ يُوَائِلُ مُوَاءَلَةً ووِئَالًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَأْلًا ونَجْنَجَها، ... مَخافةَ الرَّمْي حَتَّى كلُّها هِيمُ يُرْوَى: وَعْلًا: وَيُرْوَى: وَغْلًا، فالوَأْل المَوْئل، والوَغْل المَلْجَأُ يَغِل فِيهِ أَي يَدْخُلُ فِيهِ. يُقَالُ: وغَل يَغِل فَهُوَ واغِل، وَكُلُّ ملجإٍ يُلجأ إِليه وَغْل ومَوْغِل، ومَن رواه وَغْلًا فَهُوَ مِثْلُ الوَأْل سَوَاءٌ، قُلبت الْهَمْزَةُ عَيْنًا؛ ونَجْنَجَها أَي حَرَّكها وردَّدها مَخَافَةَ صَائِدٍ أَن يَرْمِيَهَا. اللَّيْثُ: الوَأْلُ والوَعْل الْمَلْجَأُ. التَّهْذِيبُ: شَمِرٌ قَالَ أَبو عَدْنَانَ قَالَ لِي مَن لَا أُحْصِي مِنْ أَعْراب قيسٍ وَتَمِيمٍ: إِيلةُ الرَّجُلِ بَنُو عَمِّهِ الأَدْنون. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَن أَطاف بِالرَّجُلِ وحلَّ مَعَهُ مِنْ قَرابته وَعَشِيرَتِهِ فَهُوَ إِيلَتُه. وَقَالَ الْعُكْلِيُّ: هُوَ مِنْ إِيلَتِنا أَي مِنْ عشيرتِنا. ابْنُ بُزُرْج: إِلَةُ فُلَانٍ الَّذِينَ يَئِلُ إِليهم وَهُمْ أَهله دِنْياً، وَهَؤُلَاءِ إِلَتُك وَهُمْ إِلَتِي الَّذِينَ وأَلْت إِليهم. وَقَالُوا: رَدَدْته إِلى إِيلَته أَي إِلى أَصله؛ وأَنشد: وَلَمْ يَكُنْ فِي إِلَتِي غَوَالِي يُرِيدُ أَهلَ بَيْتِهِ وَهَذَا مِنْ نَوَادِرِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَمّا إِلَةُ الرَّجُلِ فَهُمْ أَهلُ بيتِه الَّذِينَ يَئِلُ إِليهم أَي يَلجَأُ إِليهم، مِنْ وَأَلَ يَئِلُ. وإِلَةٌ: حَرْفٌ نَاقِصٌ أَصله وِئْلةٌ مِثْلُ صِلةٍ وزِنةٍ أَصلهما وِصْلة ووِزْنة، وأَما إِيلةُ الرَّجُلِ فَهُمْ أَصله الذين يَؤُولُ إِليهم، وَكَانَ أَصلُه إِوْلةٌ فَقُلِبَتْ الْوَاوُ يَاءً. التَّهْذِيبُ: وأَيْلة قَرْيَةٌ عربيَّة كأَنها سُمِّيَتْ أَيلة لأَن أَهلها يَؤُولون إِليها، وأَمَّا إِلْيةُ الرَّجُلِ فقَراباته، وَكَذَلِكَ لِيَتُه.

والمَوْئل: الْمَوْضِعُ الَّذِي يستقِرُّ فِيهِ السَّيْل. والأَوَّل: الْمُتَقَدِّمُ وَهُوَ نَقِيضُ الآخِر؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَدانَ، وأَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ ... بأَنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وفِيّ الأَوَّلون: النَّاسُ الأَوَّلون والمَشْيخة، يَقُولُ: قَالُوا لَهُ إِنَّ الَّذِي بَايَعْتَهُ مَلِيٌّ وفِيٌّ فاطمئِن، والأُنثى الأُولى وَالْجَمْعُ الأُوَل مِثْلُ أُخْرى وأُخَر، قَالَ: وَكَذَلِكَ لِجَمَاعَةِ الرِّجَالِ مِنْ حَيْثُ التأْنيث؛ قَالَ بَشير بْنُ النِّكْث: عَوْدٌ عَلَى عَوْدٍ لأَقوامٍ أُوَلْ، ... يَموتُ بالتَّرْكِ ويَحْيا بالعَمَلْ يَعْنِي نَاقَةً مسنَّة عَلَى طَرِيقٍ قَديم، وإِن شِئْتَ قُلْتَ الأَوَّلون. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: وأَمْرُنا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَل ؛ يُرْوَى بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْوَاوِ جَمْعُ الأُولَى، وَيَكُونُ صِفَةً للعَرب، وَيُرْوَى أَيضاً بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ صِفَةً للأَمر، وَقِيلَ: هُوَ الْوَجْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رضي اللَّهُ عَنْهُ، وأَضيافِهِ: بِسْمِ اللَّهِ الأُولَى لِلشَّيْطَانِ ، يَعْنِي الْحَالَةَ الَّتِي غَضِبَ فِيهَا وحلَف أَن لَا يأْكل، وَقِيلَ: أَراد اللُّقْمة الأُولى الَّتِي أَحنثَ بِهَا نفسَه وأَكَلَ؛ وَمِنْهُ الصلاةُ الأُولَى، فَمَنْ قَالَ صَلَاةُ الأُولَى فَهُوَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ أَو عَلَى أَنه أَراد صلاةَ الساعةِ الأُولى مِنَ الزَّوال. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى مَن كَانَ مِنْ لَدُن آدَمَ إِلى زَمَنِ نُوحٍ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ وَقِيلَ: مُنْذ زَمَنَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلى زَمَنِ إِدريس، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ: مُنْذ زَمَنُ عِيسَى إِلى زَمَنِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَهَذَا أَجود الأَقوال لأَنهم الْجَاهِلِيَّةُ الْمَعْرُوفُونَ وَهُمْ أَوَّل مِنْ أُمة سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا يتَّخِذون البَغايا يُغْلِلْن لَهُمْ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ عَبيد بْنِ الأَبرص: فاتَّبَعْنا ذاتَ أُولانا الأُولى ... الْمُوقِدِي الحرْب، ومُوفٍ بالحِبال فإِنه أَراد الأُوَل فقلَب وأَراد وَمِنْهُمْ مُوفٍ بالحِبال أَي الْعُهُودِ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ جِنِّي مِنْ قَوْلُ الأَسْود بْنِ يَعْفُرَ: فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَريقَ أُلاهُمُ فإِنه أَراد أُولاهم فَحَذَفَ اسْتِخْفَافًا، كَمَا تُحْذَفُ الْحَرَكَةُ لِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: وقَدْ بَدا هَنْكِ مِنَ المِئْزَرِ وَنَحْوُهُ، وَهُمُ الأَوَائِل أَجْرَوْه مُجْرى الأَسماء. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَما قَوْلُهُمْ أَوَائِل، بِالْهَمْزِ، فأَصله أَواوِل، وَلَكِنْ لَمَّا اكْتَنَفَتِ الأَلفَ واوانِ ووَلِيَت الأَخيرةُ مِنْهُمَا الطرَفَ فَضَعُفَتْ، وَكَانَتِ الْكَلِمَةُ جَمْعًا وَالْجَمْعُ مُسْتَثْقَلٌ، قُلِبَتِ الأَخيرة مِنْهُمَا هَمْزَةً وَقَلَبُوهُ فَقَالُوا الأَوَالِي؛ أَنشد يعقوب لذي الرُّمَّةِ: تَكادُ أَوَالِيها تُفَرِّي جُلودَها، ... ويَكْتَحِل التَّالِي بِمُورٍ وحاصِبِ أَراد أَوائلَها. وَالْجَمْعُ الأُوَل. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ الأَوَائِل مِنَ الأُول فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَوَّلُ تأسيسِ بِنائِه من همزة وواوٍ ولامٍ، وَمِنْهُمْ مَن يَقُولُ تأْسيسُه مِنْ وَاوَيْنِ بَعْدَهُمَا لامٌ، ولكلٍّ حُجَّةٌ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: جَهام تَحُثُّ الوَائِلاتِ أَواخِرُهْ قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو الدُّقَيش الأَوَّلاتِ؛ قَالَ: والأَوَّل والأُولى بِمَنْزِلَةِ أَفعَل وفُعْلى، قَالَ: وَجَمْعُ أَوَّل أَوَّلُون وَجَمْعُ أُولَى أُولَيَات. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ

جُمِعَ أَوَّل عَلَى أُوَل مِثْلُ أَكْبَر وكُبَر، وَكَذَلِكَ الأُولَى، وَمِنْهُمْ مَنْ شدَّد الواوَ مِنْ أَوَّل مَجْمُوعًا؛ اللَّيْثُ: مَنْ قَالَ تأْليف أَوَّل مَنْ هَمْزَةٍ وَوَاوٍ وَلَامٍ فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ أَفعَل مِنْهُ أَأْوَل بِهَمْزَتَيْنِ، لأَنك تَقُولُ مِنْ آبَ يَؤُوب أَأْوَب، وَاحْتَجَّ قَائِلُ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الأَصل كَانَ أَأْوَل، فَقُلِبَتْ إِحدى الْهَمْزَتَيْنِ وَاوًا ثُمَّ أُدغمت فِي الْوَاوِ الأُخرى فَقِيلَ أَوَّل، ومَن قَالَ إِنَّ أَصلَ تأْسيسِه واوانِ وَلَامٌ، جَعَلَ الْهَمْزَةَ أَلف أَفْعَل، وأَدغم إِحدى الْوَاوَيْنِ فِي الأُخرى وشدَّدهما؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل أَوَّل أَوْأَل عَلَى أَفعَل مهموزَ الأَوْسط قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاوًا وأُدغم، يدلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: هَذَا أَوَّل مِنْكَ، وَالْجَمْعُ الأَوَائِل والأَوَالِي أَيضاً عَلَى القَلْب، قَالَ: وَقَالَ قومٌ أَصله وَوَّل عَلَى فَوْعَل، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ الأُولى هَمْزَةً. قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: قَوْلُهُ أَصْل أَوَّل أَوْأَل هُوَ قَوْلٌ مَرْغوبٌ عَنْهُ، لأَنه كَانَ يجِب عَلَى هَذَا إِذا خفِّفت هَمْزَتُهُ أَن يُقَالَ فِيهِ أَوَل، لأَن تَخْفِيفَ الهمزة إِذا سكَن مَا قَبْلَهَا أَن تحذَف وَتُلْقَى حركتُها عَلَى مَا قَبْلَهَا، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ أَيضاً أَن يَكُونَ أَصله وَوْأَل عَلَى فَوْعَل، لأَنه يَجِبُ عَلَى هَذَا صَرْفه، إِذْ فَوْعَل مَصْرُوفٌ وأَوَّل غَيْرُ مَصْرُوفٍ فِي قَوْلِكَ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَوَّلَ، وَلَا يَصِحُّ قَلْبَ الْهَمْزَةِ وَاوًا فِي وَوْأَل عَلَى مَا قدَّمت ذكرَه فِي الْوَجْهِ الأَوَّل، فَثَبَتَ أَن الصَّحِيحَ فِيهَا أَنها أَفْعَل مِنْ وَوَل، فَهِيَ مِنْ بَابِ دَوْدَن «3» وكَوْكَب مِمَّا جَاءَ فَاؤُهُ وعينُه مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وأَصحابه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما لَمْ يُجمع عَلَى أَواوِل لِاسْتِثْقَالِهِمُ اجتماعَ الْوَاوَيْنِ بَيْنَهُمَا أَلفُ الْجَمْعِ، قَالَ: وَهُوَ إِذا جَعَلْتَهُ صِفَةً لَمْ تَصْرِفْهُ، تَقُولُ: لَقِيتُه عَامًا أَوَّلَ، وإِذا لَمْ تَجْعَلْهُ صِفَةً صَرَفْتَهُ، تَقُولُ: لقيتُه عَامًا أَوَّلًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا غَلَطٌ فِي التَّمْثِيلِ لأَنه صِفَةٌ لِعَامٍ فِي هَذَا الْوَجْهِ أَيضاً، وَصَوَابُهُ أَن يمثِّله غَيْرَ صِفَةٍ فِي اللَّفْظِ كَمَا مثَّله غَيْرُهُ، وَذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ مَا رأَيت لَهُ أَوَّلًا وَلَا آخِراً أَي قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا تَقُلْ عامَ الأَوَّلِ. وَتَقُولُ: مَا رأَيته مُذْ عامٌ أَوَّلُ ومُذْ عامٍ أَوَّلَ، فمَنْ رَفَعَ الأَوَّل جَعَلَهُ صِفَةً لعامٍ كأَنه قَالَ أَوَّلُ مِنْ عامِنا، ومنْ نَصَبَهُ جَعَلَهُ كالظرْف كأَنه قَالَ مُذْ عامٍ قَبْلَ عامِنا، وإِذا قُلْتَ ابْدَأْ بِهَذَا أَوَّلُ ضَمَمْته عَلَى الْغَايَةِ كَقَوْلِكَ: افْعَلْه قبلُ، وإِن أَظهرت الْمَحْذُوفَ نصَبت قُلْتُ: ابْدَأْ بِهِ أَوَّلَ فِعْلك، كَمَا تَقُولُ قبلَ فِعْلِك؛ وَتَقُولُ: مَا رأَيته مُذْ أَمْسِ، فإِنْ لَمْ تَره يَوْمًا قَبْلَ أَمْس قُلْتَ: مَا رأَيته مُذْ أَوَّلُ مِنْ أَمْس، فإِنْ لَمْ تَره مُذْ يَوْمَيْنِ قبلَ أَمْس قُلْتَ: مَا رأَيته مُذْ أَوَّلَ مِنْ أَوَّلَ مِنْ أَمْس، وَلَمْ تُجاوِز ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَقِيتُهُ عَامًا أَوَّلَ جَرَى مَجْرى الِاسْمِ فَجَاءَ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَقِيتُهُ عامَ الأَوَّلِ بإِضافة العامِ إِلى الأَوَّلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ الْكِلَابِيِّ يَذْكُرُ بنتَه وامرأَته: فأَبْكل لَهُمْ بَكِيلةً فأَكلوا ورَمَوْا بأَنفسهم فكأَنما مَاتُوا عامَ الأَوَّلِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَتيْتُك عامَ الأَوَّلِ والعامَ الأَوَّلَ وَمَضَى عامُ الأَوَّلِ عَلَى إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ. والعامُ الأَوَّلُ وعامٌ أَوَّلٌ مَصْرُوفٌ، وعامُ أَوَّلَ وَهُوَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ أَيضاً. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا لَقِيتُهُ مُذْ عامٌ أَوَّلَ، نَصَبَهُ عَلَى الظرْف، أَراد مُذْ عامٌ وقَع أَوَّل؛ وَقَوْلُهُ: يَا لَيْتَها كَانَتْ لأَهْلي إِبِلا، ... أَو هُزِلَتْ فِي جَدْب عامٍ أَوَّلا

_ (3). قوله [أَنَّهَا أَفْعَلُ مِنْ وَوَلَ فَهِيَ مِنْ بَابِ دَوْدَنَ إلخ] هكذا في الأَصل

يَكُونُ عَلَى الْوَصْفِ وَعَلَى الظرفِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِذا قُلْتَ عامٌ أَوَّلُ فإِنما جَازَ هَذَا الْكَلَامُ لأَنك تَعْلَمُ أَنك تَعْنِي العامَ الَّذِي يَلِيه عامُك، كَمَا أَنك إِذا قُلْتَ أَوَّل مِنْ أَمْس وَبَعْدَ غَدٍ فإِنما تَعْنِي بِهِ الَّذِي يَلِيهِ أَمْس وَالَّذِي يَلِيه غَد. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ رأَيته عَامًا أَوَّل لأَن أَوَّل عَلَى بِنَاءِ أَفْعَل، قَالَ اللَّيْثُ: ومَنْ نَوَّن حَمَلَهُ عَلَى النَّكِرَةِ، ومَنْ لَمْ ينوِّن فَهُوَ بَابُهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَقِيته أَوَّل ذِي يَدَيْنِ أَي سَاعَةَ غَدَوْت، واعْمَل كَذَا أَوَّل ذَاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كُلِّ شَيْءٍ تعمَله. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَوَّل فَوْعَل، قَالَ: وَكَانَ فِي الأَصل ووَّل، فَقُلِبَتِ الواوُ الأُولى هَمْزَةً وأُدغمت إِحدى الْوَاوَيْنِ فِي الأُخْرى فَقِيلَ أَوَّل. أَبو زَيْدٍ: لَقِيتُهُ عامَ الأَوَّل ويومَ الأَوَّل، جَرَّ آخِرَه؛ قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِكَ أَتيت مسجدَ الجامِعِ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نعتِه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ جَاءَ فِي أَوَّلِيَّة النَّاسِ إِذا جَاءَ فِي أَولهم. التَّهْذِيبُ: قَالَ الْمُبَرِّدُ فِي كِتَابِ الْمُقْتَضَبِ: أَوَّل يَكُونُ عَلَى ضَرْبين: يَكُونُ اسْمًا، وَيَكُونُ نَعْتًا مَوْصُولًا بِهِ مِنْ كَذَا، فأَما كَوْنُهُ نَعْتًا فَقَوْلُكَ: هَذَا رَجُلٌ أَوَّلُ مِنْكَ، وَجَاءَنِي زَيْدٌ أَوَّلَ مِنْ مَجِيئِكَ، وَجِئْتُكَ أَوَّلَ مِنْ أَمس، وأَما كَوْنُهُ اسْمًا فَقَوْلُكَ: مَا تَرَكْتُ أَوَّلًا وَلَا آخِراً كَمَا تَقُولُ مَا تَرَكْتُ لَهُ قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا، وَعَلَى أَيِّ الْوَجْهَيْنِ سميْت بِهِ رَجُلًا انْصَرَفَ فِي النَّكِرَةِ، لأَنه فِي بَابِ الأَسماء بِمَنْزِلَةِ أَفْكل، وَفِي بَابِ النُّعُوتِ بِمَنْزِلَةِ أَحْمَر. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ أَوَّلُ مَا أَطْلَع ضَبٌّ ذنَبَه، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَصْنَعُ الْخَيْرَ وَلَمْ يَكُنْ صَنَعَهُ قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَرْفَعُ أَوَّل وَتَنْصِبُ ذنَبَه عَلَى مَعْنَى أَوَّل مَا أَطْلَع ذنبَه، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُ أَوَّل وَيَرْفَعُ ذنبَه عَلَى مَعْنَى أَوّلُ شَيْءٍ أَطلعه ذنَبُه، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْصِبُ أَوَّل وَيَنْصِبُ ذَنَبَه عَلَى أَن يَجْعَلَ أَوّل صِفَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْصِبُ أَوّل وَيَرْفَعُ ذنَبَه عَلَى مَعْنَى فِي أَول مَا أَطلع ضَبٌّ ذنَبُهُ أَي ذنبُهُ فِي أَوّل ذَلِكَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ، قَالَ: أَوَّل فِي اللُّغَةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ ابتداءُ الشَّيْءِ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ الْمُبْتَدَأُ لَهُ آخِر، وَجَائِزٌ أَن لَا يَكُونُ لَهُ آخِرٌ، فالواحدُ أَوَّل العَدَدِ والعَدد غَيْرُ متناهٍ، ونعيمُ الْجَنَّةِ لَهُ أَوَّل وَهُوَ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ؛ وَقَوْلُكَ: هَذَا أَوَّلُ مَالٍ كسَبته جَائِزٌ أَن لَا يَكُونَ بَعْدَهُ كَسْب، وَلَكِنْ أَراد بَلْ هَذَا ابْتِدَاءُ كَسْبي، قَالَ: فَلَوْ قَالَ قَائِلٌ أَوَّلُ عبدٍ أَملكهُ حُرٌّ فَمَلَكَ عَبْدًا لَعَتَقَ ذَلِكَ العبدُ، لأَنه قَدِ ابتدأَ الْمِلْكَ فَجَائِزٌ أَن يَكُونَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ هُوَ الْبَيْتُ الَّذِي لَمْ يَكُنِ الحجُّ إِلى غَيْرُهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَلَمْ يُبَيِّنْ أَصْل أَوَّل وَاشْتِقَاقِهِ مِنَ اللُّغَةِ، قَالَ: وَقِيلَ تَفْسِيرُ الأَوَّل فِي صِفَةِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنه الأَوَّل لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ والآخِر لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، قَالَ: وَجَاءَ هَذَا فِي الْخَبَرِ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يَجُوزُ أَن نَعْدُوَ فِي تَفْسِيرِ هَذَيْنِ الاسْمين مَا رُوي عَنْهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وأَقرب مَا يَحْضُرني فِي اشتقاقِ الأَوَّل أَنه أَفْعَل من آل يؤول، وأُولَى فُعْلى مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَ أَوَّل فِي الأَصل أَأْوَل فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ وَاوًا وأُدغمت فِي الْوَاوِ الأُخرى فَقِيلَ أَوَّل، قَالَ: وأُراه قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وكأَنه من قولهم آل يَؤُولُ إِذا نَجَا وَسَبَقَ؛ وَمِثْلُهُ وأَلَ يَئِل بِمَعْنَاهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُمْ ابْدَأْ بِهَذَا أَوَّلُ، فإِنما يُرِيدُونَ أَوَّلَ مِنْ كَذَا وَلَكِنَّهُ حُذِفَ لِكَثْرَتِهِ فِي كَلَامِهِمْ، وبُنِيَ عَلَى الْحَرَكَةِ لأَنه مِنَ المتمكِّن الَّذِي جُعِلَ فِي مَوْضِعٍ بِمَنْزِلَةِ غَيْرِ المتمكِّن؛ قَالَ: وَقَالُوا

ادخُلُوا الأَوَّلَ فالأَوَّلَ، وَهِيَ مِنَ المَعارف الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ الْحَالِ، وَهُوَ شَاذٌّ، وَالرَّفْعُ جَائِزٌ عَلَى الْمَعْنَى أَي ليَدْخُل الأَوَّلُ فالأَوَّلُ. وَحُكِيَ عَنِ الْخَلِيلِ: مَا ترَك لَهُ أَوَّلًا وَلَا آخِراً أَي قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا، جَعَلَهُ اسْمًا فنكَّر وصرَف، وَحَكَى ثَعْلَبٌ: هنَّ الأَوَّلاتُ دُخولًا والآخِراتُ خُرُوجًا، وَاحِدَتُهَا الأَوَّلَة وَالْآخِرَةُ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ هَذَا أَصل الْبَابِ وإِنما أَصل الْبَابِ الأَوَّل والأُولَى كالأَطْوَل والطُّولى. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَما أُولَى بأُولى فإِنِّي أَحمَد اللَّهَ، لَمْ يزدْ عَلَى ذَلِكَ. وَتَقُولُ: هَذَا أَوَّلُ بَيّنُ الأَوَّلِيَّة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ماحَ البِلادَ لَنَا فِي أَوَّلِيَّتِنا، ... عَلَى حَسُود الأَعادي، مائحٌ قُثَمُ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وَمَا فَخْرُ مَن لَيْسَتْ لَهُ أَوَّلِيَّةٌ ... تُعَدُّ، إِذا عُدَّ القَديمُ، وَلَا ذِكْرُ يَعْنِي مَفاخِر آبَائِهِ. وأَوَّلُ مُعَرَّفَةً: الأَحَدُ فِي التَّسمية الأُولى؛ قَالَ: أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمي ... بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ وأَهْوَن وجُبَار: الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءُ وَكُلٌّ مِنْهُمَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ أَي إِذا عَبَرها بَرٌّ صادقٌ عَالِمٌ بأُصولها وفُروعها واجتهدَ فِيهَا وقعتْ لَهُ دُونَ غَيْرِهِ ممن فَسَّرها بعدَه. والوَأْلَةُ مِثْلُ الوَعْلة: الدِّمْنةُ والسِّرْجِينُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَبْعارُ الْغَنَمِ والإِبلِ جَمِيعًا تَجْتَمِعُ وتَتَلَبَّد، وَقِيلَ: هِيَ أَبوالُ الإِبل وأَبْعارُها فَقَطْ. يُقَالُ: إِن بَني فُلَانٍ وَقُودُهم الوَأْلة. الأَصمعي: أَوْأَلَتِ الماشيةُ فِي الْمَكَانِ، عَلَى أَفْعَلَتْ، أَثَّرت فِيهِ بأَبْوالها وأَبْعارها، واسْتَوْأَلَتِ الإِبلُ: اجْتَمَعَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ لِرَجُلٍ أَنت مِنْ بَني فُلَانٍ؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: فأَنت مِنْ وَأْلَةَ إِذاً قُمْ فَلَا تقرَبَنِّي ؛ قِيلَ: هِيَ قَبِيلَةٌ خسيسةٌ سُمِّيَتْ بالوَأْلَةِ وَهِيَ الْبَعْرَةُ لخسَّتها. وَقَدْ أَوْأَلَ المكانُ، فَهُوَ مُوئِل، وَهُوَ الوَأْلُ والوَأْلةُ وأَوْأَلَهُ هُوَ؛ قَالَ فِي صِفَةِ مَاءٍ: أَجْنٍ ومُصْفَرِّ الجِمامِ مُوئِل وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: أَجْنٌ ومُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده كَمَا أَنشده أَبو عُبَيْدٍ فِي الْغَرِيبِ المصنَّف أَجْنٍ؛ وَقَبْلَهُ بأَبيات: بمَنْهَلٍ تَجْبِينه عَنْ مَنْهَلِ ووَائِل: اسْمُ رَجُلٍ غلَب عَلَى حيٍّ مَعْرُوفٍ، وَقَدْ يُجْعَل اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ فَلَا يُصرف، وَهُوَ وَائِل بنُ قاسِط بْنِ هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيٍّ. ومَوْأَلَةُ: اسْمٌ أَيضاً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَاءَ عَلَى مَفْعَل لأَنه لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ، إِذ لَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ لَكَانَ مَفْعِلًا، وأَيضاً فإِن الأَسماءَ الأَعْلامَ قَدْ يَكُونُ فِيهَا مَا لَا يَكُونُ فِي غَيْرِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما ذَلِكَ فِيمَنْ أَخذه مِنْ وَأَلَ، فأَما مَنْ أَخذه مِنْ قَوْلِهِمْ مَا مأَلْت مَأْلَةً، فإِنما هُوَ حِينَئِذٍ فَوْعَلة، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ومَوْأَلةُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ هَذَا الْفَصْلِ. ابْنُ سِيدَهْ: وبنُو مَوْأَلَةَ بطْن. قَالَ خَالِدُ بنُ قَيْس بنِ مُنْقِذ بْنِ طَرِيفِ لِمَالِكِ بن بُحَبره «1»: ورَهَنَته بَنُو مَوْأَلَة بْنِ مَالِكٍ فِي دِيةٍ ورَجَوْا أَن يَقْتُلُوهُ فَلَمْ يَفْعَلوا؛ وَكَانَ مَالِكٌ يحمَّق فَقَالَ خَالِدٌ: لَيْتَك إِذ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ، ... حَزُّوا بنَصلِ السيفِ عِنْدَ السَّبَلهْ، وحَلَّقت بِكَ العُقابُ القَيْعَلهْ

_ (1). قوله [لمالك بن بحبره] هكذا في الأصل من غير نقط

قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن كَانَ مَوْأَلَة مِنْ وَأَل فَهُوَ مُغَيَّر عَنْ مَوْئلة للعلميَّة، لأَن مَا فَاؤُهُ واوٌ إِنما يَجِيءُ أَبداً عَلَى مَفْعِل بِكَسْرِ الْعَيْنِ نَحْوَ مَوْضِع ومَوْقِع، وَقَدْ ذُكِرَ بَعْضُ ذَلِكَ فِي مأَل. وبل: الوَبْلُ والوابِلُ: الْمَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْم القطْرِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلًا وَابِلا وَقَدْ وَبَلَتِ السماءُ تَبِلُ وَبْلًا ووَبَلَتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلًا؛ فأَما قَوْلُهُ: وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قَدْ أَذاعَتْ ... بِهَا الإِعْصار، بعدَ الوابِلِينا فإِن شِئْتَ جَعَلْتَ الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ، يَصِفُهُمْ بالوَبْل لسَعةِ عَطاياهم، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ وَبْلًا بعدَ وَبْل فَكَانَ جَمْعًا لَمْ يُقْصَدْ بِهِ قَصْدُ كَثْرةٍ وَلَا قِلَّة. وأَرض مَوْبُولَةٌ: مِنَ الوابِل. اللَّيْثُ: سَحاب وابِل، وَالْمَطَرُ هُوَ الوَبْلُ كَمَا يُقَالُ وَدْقٌ وادِق. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلًا، وَهُوَ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ الْقَطْرِ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ بدَل مِنَ الْوَاوِ مِثْلَ أَكَّد ووَكَّدَ، وَجَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ: فَوُبِلْنا، جَاءَ بِهِ عَلَى الأَصل. والوَبِيلُ مِنَ المَرعَى: الْوَخِيمُ، وَبُلَ المَرْتَع وَبَالَةً ووَبَالًا ووَبَلًا. وأَرض وَبِيلَةٌ: وَخيمةُ المَرتَع، وَجَمْعُهَا وُبُلٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ لأَن حُكْمَهُ أَن يَكُونَ وَبائل، يُقَالُ: رَعَيْنَا كَلَأً وَبِيلًا. ووَبُلَت عَلَيْهِمُ الأَرضُ وُبُولًا: صَارَتْ وَبِيلةً. واسْتَوْبَلَ الأَرضَ إِذا لَمْ تُوَافِقْه فِي بدَنه وإِن كَانَ مُحِبّاً لَهَا. واسْتَوْبَلْت الأَرضَ والبلدَ: اسْتَوْخَمْتها، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لَمْ يسْتَمْرِئْ بِهَا الطعامَ وَلَمْ تُوافِقْه فِي مَطْعَمه وإِن كَانَ مُحِبًّا لَهَا، قَالَ: واجْتَوَيْتُها إِذا كَرِهَ المُقامَ بِهَا وإِن كَانَ فِي نِعمة. وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّين: فاسْتَوْبَلوا الْمَدِينَةَ أَي استوخَموها وَلَمْ تُوَافِقْ أَبدانَهم. يُقَالُ: هَذِهِ أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ بَنِي قُرَيظة نَزَلُوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلَةً. والوَبِيلُ: الَّذِي لَا يُسْتَمْرَأُ. وماءٌ وَبِيلٌ ووبيءٌ: وَخِيم إِذا كَانَ غَيْرَ مَرِيءٍ، وَقِيلَ: هُوَ الثقيلُ الغليظُ جِدًّا، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْمَطَرِ الْغَلِيظِ وَابِل. ووَبَلَةُ الطعامِ: تُخَمَتُه، وَكَذَلِكَ أَبَلَتُه عَلَى الإِبْدال. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى «2» بْنِ يَعْمَر: أَيُّما مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فَقَدْ ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً، أَي ذَهَبَتْ مَضَرَّتُه وإِثْمُه، وَهُوَ مِنَ الوَبال، وَيُرْوَى بِالْهَمْزِ عَلَى الْقَلْبِ، وَيُرْوَى وَبَلَتُه. والوَبَالُ: الفسادُ، اشْتِقَاقُهُ مِنَ الوَبِيل؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ شَرُّه ومَضَرَّته. الْجَوْهَرِيُّ: الوَبَلَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، الثَّقَل والوَخَامة مِثْلُ الأَبَلةِ، والوَبالُ الشِّدَّةُ والثِّقَل. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلَّ بِناءٍ وَبَالٌ عَلَى صاحِبه ؛ الوَبالُ فِي الأَصل: الثِّقَل وَالْمَكْرُوهُ، وَيُرِيدُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ الْعَذَابَ فِي الْآخِرَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وفَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا ؛ أَي شَدِيدًا. وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شَدِيدٌ. ووَبَلَ الصيدَ وَبْلًا: وَهُوَ الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد، وعَذابٌ وَبِيلٌ كَذَلِكَ. والوَبِيلةُ: العَصَا مَا كَانَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والوَبِيلُ والمَوْبِلُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ: الْعَصَا الغليظةُ الضخمةُ؛ قال الشاعر:

_ (2). قوله [وفي حديث يحيى إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ كُلُّ مَالٍ أَدَّيْتَ زَكَاتَهُ فَقَدْ ذهبت وبلته أَيْ ذَهَبَتْ مَضَرَّتُهُ وَإِثْمُهُ، وَهُوَ مِنَ الْوَبَالِ، وَيُرْوَى بالهمز على القلب، وقد تقدم

أَما وَالَّذِي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه، ... طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه لَوْ أَصْبَحَ فِي يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها، ... وَفِي كَفِّيَ الأُخْرى وَبِيلٌ تُحاذِرُهْ لجاءتْ عَلَى مَشْي الَّتِي قَدْ تُنُضِّيت، ... وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لَا تُعاسِرُهْ يَقُولُ: لَوْ تشدَّدْت عَلَيْهَا وأَعْدَدْت لَهَا مَا تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها نَاقَةٌ قَدْ تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بِالسَّيْرِ وَرُكِبَتْ حَتَّى هُزِلت وَصَارَتْ نِضْوةً، والنِّضْوُ: البعيرُ الْمَهْزُولُ، وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لِمَنْ يَسوقُها وَلَمْ تُتْعبه لذُلِّها، وَالْمَعْنَى فِي ذَلِكَ أَنه جَعَلَ مَا ذَكَرَهُ كِنَايَةً عَنِ امرأَة وَاللَّفْظُ لِلنَّاقَةِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ فِي المَوْبِلِ العَصَا الضَّخْمَةِ: زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لَهَا ... أَسْعَى بمَوْبِلِها، وأُكْسِبُها الخَنا وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ: يَظَلُّ عَلَى البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه، ... مِنَ الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ، وَبِيلُ يَقُولُ: ضَمَر مِنَ الغَيْرة والخوفِ حَتَّى صَارَ كالعَصا؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: فَقَامَ تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه، ... قَدْ عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي مِيبَل مِفْعَل مِنَ الوَبيل، تَقُولُ الْعَرَبُ: رأَيت وَبِيلًا عَلَى وبِيلٍ «1» أَي شَيْخًا عَلَى عَصاً، وَجَمْعُ المِيبَل مَوَابِل، عَادَتِ الواوُ لِزَوالِ الْكَسْرَةِ. والوَبِيلُ: الْقَضِيبُ الَّذِي فِيهِ لِينٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِزِ: إِمّا تَرَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ والوَبِيلُ: خشَبة القصَّار الَّتِي يدقُّ بِهَا الثِّيَابَ بَعْدَ الْغَسْلِ. والوَبِيلُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الناقوسُ. ووَبَلَه بالعَصا والسَّوْط وَبْلًا: ضرَبه، وَقِيلَ: تَابَعَ عَلَيْهِ الضرْب. ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلًا؛ قَالَ طرَفة: فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ، ... عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ والوَبِيلُ والوَبِيلَةُ والإِبَالَةُ: الحزْمة مِنَ الْحَطَبِ. التَّهْذِيبُ: والمَوْبِلَة أَيضاً الحُزْمة «2» مِنَ الْحَطَبِ؛ وأَنشد: أَسعَى بمَوْبِلِها، وأُكسِبُها الخَنا وَيُقَالُ: بالشّاةِ وَبَلَةٌ شَدِيدَةٌ أَي شَهْوَةٌ للفَحْل، وَقَدِ اسْتَوْبَلَتِ الْغَنَمُ. والوَابِلَةُ: طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ، وَقِيلَ: هُوَ طَرَفُ الكَتِف، وَقِيلَ: هِيَ لُحْمَةُ الْكَتِفِ، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمٌ فِي مَفْصِل الرُّكْبة، وَقِيلَ: الوَابِلَتَان مَا الْتَفَّ مِنْ لَحْمِ الفَخِذين فِي الوَرِكَيْن، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هِيَ الحَسَنُ، وَهُوَ طرَف عظْم العَضُدِ الَّذِي يَلي المَنْكِب، سُمِّيَ حَسَناً لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ؛ وأَنشد: كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها ... كَلْبٌ، ووَابِلَةٌ دَسْماءُ فِي فِيها وَقَالَ شَمِرٌ: الوَابِلَةُ رأْس العضُد فِي حُقِّ الكتِف. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَهْدَى رَجُلٌ لِلْحَسَنِ والحُسين، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَلَمْ يُهْد لابن الحَنفيَّة

_ (1). قوله [رَأَيْتُ وَبِيلًا عَلَى وَبِيلٍ] عبارة القاموس: وأبيل على وبيل شيخ على عصاً (2). قول [والمَوْبِلَة أيضاً الحزمة إلخ] وقوله [أسعى بمَوْبِلِها إلخ] هكذا في الأصل

فأَوْمَأَ عليٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلى وَابِلَةِ محمدٍ ثُمَّ تَمَثَّل: وَمَا شَرُّ الثلاثةِ، أُمَّ عَمْرو، ... بصاحِبك الَّذِي لَا تُصْبِحِينا الوَابِلةُ: طرفُ العضُد فِي الكتِف وَطَرَفُ الفَخِذ فِي الوَرِك، وَجَمْعُهَا أَوَابِل. والوَابِلَة: نَسْل الإِبل وَالْغَنَمِ. ووَبَال: فرَس ضَمْرةَ بنِ جَابِرٍ. ووَبَال: اسْمُ ماءٍ لبني أَسَد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: تِلْك المَكارم، يَا فَرَزْدَقُ، فاعْترف ... لَا سَوْق بَكْرِك، يَوْمَ جُرفِ وَبالِ وتل: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الوُتُلُ «1» مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَلَؤُوا بُطُونَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ، الْوَاحِدِ أَوْتَل، والكُتَّام، بِالتَّاءِ: الْمَالِئُوهَا من الطعام. وثل: وَثَّلَ الشيءَ: أَصَّله ومكَّنه، لُغَةٌ فِي أَثَّله، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَثَّالًا. ووَثَّلَ مَالًا: جَمَعَهُ، لُغَةٌ فِي أَثَّل. والوَثِيلُ: الضَّعِيفُ. والوَثِيلُ: كَلُّ خَلَق مِنَ الشَّجَرِ. والوَثْلُ: اللِّيفُ نَفْسُهُ. والوَثِيل: الخَلَق مِنْ حِبال اللِّيف. والوَثِيل: اللِّيف. والوَثيل: الْحَبْلُ مِنْهُ، وَقِيلَ: الوَثَلُ، بِالتَّحْرِيكِ، والوَثِيلُ جَمِيعًا الْحَبْلَ مِنَ اللِّيف، وَقِيلَ الوَثِيل الْحَبْلُ مِنَ القِنَّب. ابْنُ الأَعرابي: الوَثَل: وسَخ الأَديم الَّذِي يُلْقَى مِنْهُ، وَهُوَ الحَمُّ والتِّحْلِئ. ووَاثِلَةُ: مِنَ الأَسماء مأْخوذ مِنَ الوَثِيل. ووَثْل ووَثَالَة ووَثَّال: أَسماء. ووَاثِلَة والوَثِيل: مَوْضِعَانِ، وسُحَيم بن وَثِيل. وجل: الوَجَل: الْفَزَعُ وَالْخَوْفُ، وَجِلَ وَجَلًا، بِالْفَتْحِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وعَظَنا مَوْعِظة وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، ووَجِلْتَ تَوْجَلُ وَفِي لُغَةٍ تَيْجَلُ، وَيُقَالُ: تَاجَلُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَجِلَ يَاجَلُ ويِيجَلُ، أَبدلوا الْوَاوَ أَلفاً كَرَاهِيَةَ الْوَاوِ مَعَ الْيَاءِ، وَقَلَبُوهَا فِي يِيجَلُ يَاءً لِقُرْبِهَا مِنَ الْيَاءِ، وَكَسَرُوا الْيَاءَ إِشْعاراً بِوَجِلَ، وَهُوَ شَاذٌّ، الْجَوْهَرِيُّ: فِي المستقبَل مِنْهُ أَربع لُغَاتٍ يَوْجَلُ ويَاجَلُ ويَيْجَلُ ويِيجَلُ، بِكَسْرِ الْيَاءِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِيمَا أَشبهه مِنْ بَابِ الْمِثَالِ إِذا كَانَ لَازِمًا، فَمَنْ قَالَ يَاجَلُ جَعَلَ الْوَاوَ أَلفاً لِفَتْحَةِ مَا قَبْلَهَا، وَمَنْ قَالَ يِيجَلُ، بِكَسْرِ الْيَاءِ، فَهِيَ عَلَى لُغَةِ بَنِي أَسد فإِنهم يَقُولُونَ أَنا إِيجَلُ وَنَحْنُ نِيجَلُ وأَنت تِيجَلُ، كُلُّهَا بِالْكَسْرِ وَهُمْ لَا يَكْسِرُونَ الْيَاءَ فِي يَعْلَم لِاسْتِثْقَالِهِمُ الْكَسْرَ عَلَى الْيَاءِ، وإِنما يَكْسِرُونَ فِي يِيجَلُ لتقوَّى إِحدى الْيَاءَيْنِ بالأُخرى، وَمَنْ قَالَ يَيْجَلُ بَنَاهُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ، وَلَكِنَّهُ فَتَحَ الْيَاءَ كَمَا فَتَحُوهَا فِي يَعْلم، والأَمر مِنْهُ إِيْجَلْ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما كُسِرَتِ الْيَاءُ مِنْ يِيجَلُ لِيَكُونَ قَلْبُ الْوَاوِ يَاءً بِوَجْهٍ صَحِيحٍ، فأَما يَيْجَلُ بِفَتْحِ الْيَاءِ فإِنَّ قَلْبَ الْوَاوِ فِيهِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ صَحِيحٍ، وَتَقُولُ مِنْهُ: إِنِّي لأَوْجَلُ، ورجلٌ أَوْجَلُ ووَجِلٌ، قَالَ الشَّاعِرُ مَعْن بنُ أَوْس المُزَني: لَعَمْرُكَ مَا أَدرِي، وإِنِّي لأَوْجَلُ، ... عَلَى أَيِّنا تَغْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وَكَانَ لَهَا جارَانِ لَا يَخْفُرَانِها: ... أَبو جَعْدَة العادِي، وعَرْفاءُ جَيْأَلُ أَبو جَعْدة: الذِّئْبُ، وعَرْفاء: الضبُع، وإِذا وَقَعَ الذِّئْبُ والضبُع فِي غَنَمٍ مَنَعَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ: اللهمَّ ضَبُعاً وذِئباً أَي اجْمَعْهُما، وإِذا اجْتَمَعَا سَلِمَت الْغَنَمُ، وَجَمْعُهُ وِجَال،

_ (1). قوله [الوُتُل] قال في القاموس بضمتين وضبط في التكملة كقفل وهو القياس

قَالَتْ جَنُوبُ أُخت عَمْرو ذِي الكَلْب تَرْثِيه: وكُلُّ قَتِيلٍ، وإِن لَمْ تَكُنْ ... أَرَدْتَهُمُ، مِنْكَ بَاتُوا وِجالا «1» والأُنثى وَجِلَة وَلَا يُقَالُ وَجْلاء، وقومٌ وَجِلُون ووِجَالٌ. ووَاجَلَهُ فوَجَلَهُ: كَانَ أَشدَّ وَجَلًا مِنْهُ. وَهَذَا مَوْجِلَه، بِالْكَسْرِ: لِلْمَوْضِعِ. والوَجِيل والمَوْجِل: حُفْرَةٌ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، يمانية. وحل: الوَحَل، بِالتَّحْرِيكِ: الطينُ الرَّقيق الَّذِي ترتَطِمُ فِيهِ الدَّوَابُّ، والوَحْل، بِالتَّسْكِينِ، لُغَةٌ رديَّة، وَالْجَمْعُ أَوْحَالٌ ووُحُولٌ. والمَوْحَل بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ، وَبِالْكَسْرِ الْمَكَانُ. واسْتَوْحَلَ الْمَكَانُ: صَارَ فِيهِ الوَحَل. ووَحِلَ، بِالْكَسْرِ، يَوْحَلُ وَحَلًا، فَهُوَ وَحِلٌ: وَقَعَ فِي الوَحَل؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، ... كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وأَوْحَله غيرُه إِذا أَوقعَه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ سُراقة: فوَحِلَ بِي فَرَسي وإِنني لَفي جَلَدٍ مِنَ الأَرض أَي أَوقعني فِي الوَحَل؛ يُرِيدُ كأَنه يسِير بِي فِي طِينٍ وأَنا فِي صُلْب مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَسْرِ عُقْبة بْنِ أَبي مُعَيْط: فوَحِلَ بِهِ فرسُه فِي جَدَدٍ مِنَ الأَرض ، والجَدَدُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. ووَاحَلَني فوَحَلْتُه أَحِلُه: كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل مِنْهُ، ووَاحَلَه فوَحَلَه. والمَوْحِل: الْمَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ الوَحَل؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهُذلي: فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على ... الأَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ فِي المَوْحَلِ يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ مِنَ الْمَصْدَرِ وَالْمَكَانِ، يَقُولُ: وقفتْ بقَرُ الوَحْش عَلَى الرَّوابي مَخافة الوَحَل لِكَثْرَةِ الأَمطار. وأَوْحَلَ فلانٌ فُلَانًا شَرًّا: أَثقله بِهِ. ومَوْحَل: مَوْضِعٌ «2»؛ قَالَ: مِنْ قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْحَل ودل: وَدَلَ السِّقاءَ وَدْلًا: مخَضه. وذل: الوَذِيلَةُ والوَذِلَةُ والوَذَلَةُ مِنَ النِّسَاءِ: النَّشِيطَةُ الرَّشيقة. ابْنُ بُزرْج: الوَذَلَةُ الْخَفِيفَةُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَغَيْرِهَا. يُقَالُ: خادِم وَذَلَةٌ. وَرَجُلٌ وَذَلٌ ووَذِلٌ: خَفِيفٌ سَرِيعٌ فِيمَا أَخَذ فِيهِ. والوَذِيلَةُ: المِرآة، طَائِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ الْهُذَلِيُّ الوذِيلَة المِرآة فِي لغتِنا، والوَذيلَة السَّبيكة مِنَ الفِضَّة؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، والوَذِيلَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَقِيلَ: مِنَ الْفِضَّةِ المَجْلُوَّة خَاصَّةً، وَالْجَمْعُ وَذِيلٌ ووَذَائِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الطرِمَّاح: بِخُدودٍ كالوَذَائِلِ لَمْ ... يُخْتَزَنْ عَنْهَا وَرِيُّ السَّنامِ الوَرِيُّ: السَّمِينُ، والوَذَائِل: جَمْعُ وَذِيلَة الْمِرْآةُ، وَقِيلَ: صَفيحة الْفِضَّةِ؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: وبَياض وَجْهٍ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُهُ، ... مِثْل الوَذِيلَة أَو كَشَنْفِ الأَنضُرِ الأَنضُر: جَمْعُ نَضْر وَهُوَ الذَّهَبُ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ مَا زِلْت أَرُمُّ أَمرَك بوَذَائِلِه ؛ قَالَ: هِيَ جَمْعُ وَذِيلَة وَهِيَ السَّبيكة مِنَ الْفِضَّةِ، يُرِيدُ أَنه زَيَّنه وحسَّنه؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَراد بالوَذَائِل جَمْعَ وَذِيلَة وَهِيَ المِرآة بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، مَثَّلَ بِهَا آرَاءَهُ الَّتِي كَانَ يَراها لِمُعَاوِيَةَ وأَنها أَشباه المَرايا، يرى فيها وُجوه

_ (1). 1 قوله" وكل قتيل" هكذا في الأصل والمحكم، ولعله وكل قبيل. (2). قوله [ومَوْحَل موضع] كذا في الأصل مضبوطاً

صَلاح أَمره وَاسْتِقَامَةِ مُلْكه أَي مَا زِلت أَرُمُّ أَمرك بِالْآرَاءِ الصَّائِبَةِ وَالتَّدَابِيرِ الَّتِي يُسْتَصْلَحُ المُلْك بِمِثْلِهَا. والوَذِيلَةُ: الْقِطْعَةُ مِنْ شَحْمِ السَّنام والأَلْية عَلَى التَّشْبِيهِ بِصَفِيحَةِ الْفِضَّةِ؛ قَالَ: هَلْ فِي دَجُوبِ الحُرَّة المَخِيطِ ... وَذِيلَةٌ تَشْفِي مِنَ الأَطِيطِ؟ الدَّجُوبُ: الغِرارة. والوَذَالَةُ: مَا يقطَع الجزَّار مِنَ اللَّحْمِ بِغَيْرِ قَسْم. يُقَالُ: لَقَدْ توَذَّلُوا منه. ورل: الوَرَلُ: دابَّةٌ عَلَى خِلقة الضَّبِّ إِلّا أَنه أَعظم مِنْهُ، يَكُونُ فِي الرِّمال والصَّحارِي، وَالْجَمْعُ أَوْرَالٌ فِي الْعَدَدِ ووِرْلانٌ وأَرْؤُل، بِالْهَمْزِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَرْؤُل مَقْلُوبٌ مِنْ أَوْرُل، وَقَلَبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً لِانْضِمَامِهَا؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي الْجَمْعِ عَلَى أَوْرَال: تُطْعِم فَرْخاً لَهَا، قَرْقَمَهُ الجوعُ والإِحْثالُ ... قُلوبَ خِزَّانٍ ذَوِي أَوْرَال كَمَا تُرزَقُ العِيال «1» وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ فِي الْوَاحِدِ: عَنْ لِسانٍ، كجُثَّة الوَرَلِ الأَصفر، ... مَجَّ النَّدَى عَلَيْهِ العَرارُ والأُنثى وَرْلَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الوَرَلُ سَبِط الخلْق طَوِيلُ الذنَب كأَنَّ ذنَبه ذنبُ حيَّة، قَالَ: ورُبَّ وَرَل «2». يَرْبو طولُه عَلَى ذِراعين، قَالَ: وأَما ذَنْبُ الضَّبِّ فَهُوَ عَقِد وأَطول مَا يَكُونُ قدْر شِبر، وَالْعَرَبُ تستخبِث الوَرَل وتستقذِره فَلَا تأْكله، وأَما الضبُّ فإِنهم يحرِصون عَلَى صَيْدِهِ وأَكله، والضبُّ أَحْرَشُ الذَّنَبِ خَشِنه مُفَقَّره، وَلَوْنُهُ إِلى الصُّحْمة وَهِيَ غُبْرة مُشْرَبة سَواداً، وإِذا سَمِن اصْفَرَّ صَدْرُهُ وَلَا يأْكل إِلَّا الجَنادِب والدُّبَّاء والعُشْب وَلَا يأْكل الهوامَّ، وأَما الوَرَلُ فإِنه يأْكل العَقارب والحيَّات والحَرابي والخَنافس وَلَحْمُهُ دِرْياق، وَالنِّسَاءُ يتسمَّنَّ بِلَحْمِهِ. وأُرُلٌ: مَوْضِعٌ يَجُوزُ أَن تَكُونَ هَمْزَتُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ، وأَن تَكُونَ وَضْعًا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَن تَكُونَ وَضْعًا أَولى لأَنا لَمْ نسمع وُرُلًا البتَّة. ورنتل: وَرَنْتَلٌ: الشرُّ والأَمرُ الْعَظِيمُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى الْوَاوِ أَنها أَصل لأَنها لَا تُزَادُ أَولًا أَلْبَتَّةَ، وَالنُّونُ ثَالِثَةٌ وَهُوَ مَوْضِعُ زِيَادَتِهَا، إِلَّا أَن يَجِيءَ ثَبَتٌ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: النُّونُ فِي وَرَنْتَلٍ زَائِدَةٌ كَنُونِ جَحَنْفَل، وَلَا تَكُونُ الْوَاوُ هُنَا زَائِدَةً لأَنها أَول وَالْوَاوُ لَا تُزَادُ أَولًا البتة. وسل: الوَسِيلَةُ: المَنْزِلة عِنْدَ المَلِك. والوَسِيلة: الدَّرَجة. والوَسِيلة: القُرْبة. ووَسَّلَ فلانٌ إِلى اللَّهِ وَسِيلَةً إِذا عَمِل عَمَلًا تقرَّب بِهِ إِليه. والوَاسِل: الراغِبُ إِلى اللَّهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَرى الناسَ لَا يَدْرونَ مَا قَدْرُ أَمرِهم، ... بَلى كلُّ ذِي رَأْيٍ إِلى اللَّهِ وَاسِلُ وتَوَسَّلَ إِليه بوَسِيلَةٍ إِذا تقرَّب إِليه بعَمَل. وتَوَسَّلَ إِليه بِكَذَا: تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عَلَيْهِ. والوَسِيلَةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وَجَمْعُهَا الوَسَائِل، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ؛ الجوهري:

_ (1). قوله [تطعم فرخاً إلخ] هكذا في الأصل بهذا الضبط وبصورة بيتين، وعبارة الأصل في حثل: وَأَحْثَلْتُ الصَّبِيَّ إِذَا أَسَأْتَ غذاءه، ثم قال قال امْرُؤُ الْقَيْسِ: تُطْعِمُ فَرْخًا لَهَا سَاغِبًا ... أَزْرَى بِهِ الجوع والأحثال وفي التكملة وشرح القاموس في ورل: أَوْرَال مَوْضِعٌ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ عقاباً: تخطف خزان الأنيعم بالضحى ... وقد جحرت منها ثعالب أَوْرَال (2). قوله [ورب وَرَل إلخ] لعله ورب ذنب وَرَلٍ إلخ

الوَسِيلَةُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلى الغَيْر، وَالْجَمْعُ الوُسُلُ والوَسَائِلُ. والتَّوْسِيلُ والتَّوَسُّلُ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: اللهمَّ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَة ؛ هِيَ فِي الأَصل مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلى الشَّيْءِ ويُتَقَرَّب بِهِ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ القُرْبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ: هِيَ الشفاعةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنازِل الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. وَشَيْءٌ واسِلٌ: واجبٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وأَنت لَا تَنْهَرُ حَظًّا وَاسِلا والتَّوَسُّل أَيضاً: السَّرِقة، يُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ إِبِلي تَوَسُّلًا أَي سَرقة. ومُوَيْسِلٌ: ماءٌ لِطَيّءٍ؛ قَالَ واقِدُ بْنُ الغِطْرِيف الطَّائِيُّ وَكَانَ قَدْ مَرِضَ فَحُمِيَ الْمَاءُ وَاللَّبَنُ: لَئنْ لَبَنُ المِعْزَى بِماءِ مُوَيْسِل ... بَغانِيَ دَاءً، إِنَّني لَسَقيمُ وشل: الوَشَل، بِالتَّحْرِيكِ: الماءُ الْقَلِيلُ يَتَحَلَّب مِنْ جَبَلٍ أَو صخْرة يقطُر مِنْهُ قَلِيلًا قَلِيلًا، لَا يَتَّصِلُ قطْره، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا مِنْ أَعلى الجَبل، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ يخرُج مِنْ بَيْنِ الصخْر قَلِيلًا قَلِيلًا، وَالْجَمْعُ أَوْشَال. ووَشَل يَشِلُ وَشْلًا ووَشْلاناً: سَالَ أَو قَطَر. وجَبَلٌ وَاشِلٌ: يقطُر مِنْهُ الْمَاءُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: لَا يَزال يتحلَّب منه الماءُ، قد قِيلَ: الوَشَلُ الْمَاءُ الْكَثِيرُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ الأَضداد. التَّهْذِيبُ: ماءٌ وَاشِلٌ يَشِلُ مِنْهُ وَشْلًا. أَبو عُبَيْدٍ: الوَشَلُ مَا قطَر مِنَ الْمَاءِ، وَقَدْ وَشَلَ يَشِلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ جبَلًا يقطُر فِي لَجَفٍ مِنْهُ مِنْ سَقْفه مَاءٌ فيجتَمِع فِي أَسفله يُقَالُ لَهُ الوَشَل. ابْنُ الأَعرابي عَنِ الدُّبَيْرية: يُسَمَّى الْمَاءُ الَّذِي يقطُر مِنَ الْجَبَلِ المَذْعَ والفَزِيزَ والوَشَلَ. وَنَاقَةٌ وَشُول: كَثِيرَةُ اللَّبَنِ يَشِلُ لبنُها مِنْ كَثْرَتِهِ أَي يَسيل ويقطُر مِنَ الوَشَلان. وَنَاقَةٌ وَشُول: دَائِمَةٌ عَلَى مَحْلَبها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَكَذَلِكَ الوَشَل مِنَ الدَّمْعِ يَكُونُ القليلَ والكثيرَ؛ وَبِالْكَثِيرِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ: إِنَّ الَّذِينَ غَدَوْا بِلُبِّك غادَرُوا ... وَشَلًا بِعَيْنِك مَا يَزال مَعِينا والأَوْشَالُ: مياهٌ تَسيلُ مِنْ أَعْراض الجِبال فتجتَمع ثُمَّ تُساق إِلى المَزارع؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَفِي الْمَثَلِ: وهَلْ بالرِّمَالِ أَوْشَال؟ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: رِمالٌ دَمِثَة وعُيون وَشِلَة ؛ الوَشَل: الماء القليل. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِحَفَّار حَفَر لَهُ بِئْرًا: أَخَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْت؟ أَي أَنْبَطْت مَاءً كَثَيِرًا أَم قَلِيلًا. وأَوْشَلَ حظَّه: أَقَلَّه وأَخَسَّه؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي لِبَعْضِ الرُّجَّاز: وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ مِنْ حِظاظِها ... عَلَى أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَلْقَتْ إِليه، عَلَى جَهْدٍ، كَلاكِلها ... سعدُ بْنُ بكْر، وَمِنْ عُثْمَانَ مَنْ وَشَلا فَسَّرَهُ فَقَالَ: وَشَل وُشُولًا احْتَاجَ وضعُف وافتقَر وقَلَّ غَناؤه. ابْنُ السَّكِّيتِ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ الوُشُول قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ والنُّقْصان؛ وأَنشده: إِذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ، ... وَشَلْتُمْ وُشُولَ يَدَ الأَجْذم وَيُقَالُ: وَشَل فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ إِذا ضَرَع إِليه، فَهُوَ وَاشِلٌ إِليه. ورأْيٌ وَاشِلٌ، وَرَجُلٌ وَاشِلُ الرأْيِ: ضعيفُه. وَفُلَانٌ واشِلُ الحظِّ أَي ناقصُه لَا جِدَّ لَهُ.

وأَوْشَلْت حظَّ فُلَانٍ أَي أَقْلَلْته. والوُشُولُ: قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي صُحَار يَمْدَحُ عُبيد اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ: وَدَّعَ مِنْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وشَيَّعَه ... مَجْدٌ يُصاحِبُه، إِنْ سارَ أَو نزَلا أَلْقَتِ إِليه، عَلَى جَهْدٍ، كَلاكِلَها ... سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، ومِنْ عُثْمَانَ مَنْ وَشَلا أَي احْتَاجَ. والوَشَل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو القَمْقام الأَسَدي: إِقْرَأْ عَلَى الوَشَلِ السَّلامَ، وقُلْ لَهُ: ... كلُّ المَشارِبِ، مُذْ هُجِرْتَ، ذَمِيمُ وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ جَبَلٍ عَظِيمٍ بِنَاحِيَةِ تِهَامَةَ وَفِيهِ مِياهٌ عَذْبة. وَجَاءَ القومُ أَوْشَالًا أَي يَتْبع بعضُهم بَعْضًا. والمَواشِلُ: مَعْرُوفَةٌ «3» مِنَ الْيَمَامَةِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا حقيقته. وصل: وَصَلْت الشَّيْءَ وَصْلًا وَصِلَةً، والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران. ابْنُ سِيدَهْ: الوَصْل خِلَافُ الفَصْل. وَصَلَ الشيءَ بِالشَّيْءِ يَصِلُه وَصْلًا وَصِلَةً وصُلَةً؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: لَا أَدري أَمُطَّرِدٌ هُوَ أَم غَيْرُ مطَّرد، قَالَ: وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يَجْعَلُونَ الضَّمَّةَ مُشْعِرة بأَن الْمَحْذُوفَ إِنما هِيَ الْفَاءُ الَّتِي هِيَ الْوَاوُ، وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: الضمَّة فِي الصُّلَة ضَمَّةُ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ مِنَ الوُصْلة، وَالْحَذْفُ وَالنَّقْلُ فِي الضَّمَّةِ شَاذٌّ كَشُذُوذِ حَذْفِ الْوَاوِ فِي يَجُدُ، ووَصَّلَهُ كِلَاهُمَا: لأَمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ ، أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ مَنْ مَضَى بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، لَعَلَّهُمْ يَعْتَبرون. واتَّصَلَ الشيءُ بِالشَّيْءِ: لَمْ يَنْقَطِعْ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي: قامَ بِهَا يُنْشِدُ كُلَّ مُنْشِدِ، ... وايْتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ إِنما أَراد اتَّصَلَتْ، فأَبدل مِنَ التَّاءِ الأُولى يَاءً كَرَاهَةً لِلتَّشْدِيدِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: سُحَيْراً، وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها ... مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بِهَا الوَصْلُ مَعْنَاهُ: أَضَرَّ بِهَا فِقْدان الوَصْل، وَذَلِكَ أَن ينقطِع الثَّغَب فَلَا يَجْري وَلَا يَتَّصِل، والثَّغَبُ: مَسِيلٌ دَقيقٌ، شَبَّه الإِبِل فِي مَدِّها أَعناقها إِذا جَهَدَها السَّيْرُ بالثَّغَب الَّذِي يَخُدُّه السَّيْلُ فِي الْوَادِي. ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشَّيْءِ وُصُولًا وتَوَصَّلَ إِليه: انْتَهَى إِليه وبَلَغه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَوَصَّلُ بالرُّكْبان حِينًا، وتُؤْلِفُ ... الجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها ووَصَّلَه إِليه وأَوْصَلَه: أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّن: أَنه لَمَّا حمَل عَلَى العدُوِّ مَا وَصَلْنا كَتِفَيْه حَتَّى ضرَب فِي الْقَوْمِ أَي لَمْ نَتَّصِل بِهِ وَلَمْ نَقْرُب مِنْهُ حَتَّى حمَل عَلَيْهِمْ مِنَ السُّرْعة. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت سَبَباً وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرض أَي مَوْصولًا، فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كماءٍ دافِقٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا شُرِحَ، قَالَ: وَلَوْ جُعِلَ عَلَى بَابِهِ لَمْ يَبْعُد. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: صِلُوا السيوفَ بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي إِذا قَصُرت السُّيُوفُ عَنِ الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لَمْ تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم بالنَّبْل؛ قَالَ: وَمِنْ أَحسن وأَبلغ مَا قِيلَ فِي هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ زهير:

_ (3). قوله [والمَوَاشِل معروفة] عبارة المحكم: والمَوَاشِل مواضع معروفة

يَطعَنُهُمْ مَا ارْتَمَوْا، حَتَّى إِذا طَعَنُوا ... ضَارَبَهُمْ، فإِذا مَا ضَارَبُوا اعْتَنَقا وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ اسمُ نَبْلِه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، المُوتَصِلَة ؛ سُمِّيَتْ بِهَا تَفَاؤُلًا بوُصولها إِلى العدوِّ، والمُوتَصِلَة لُغَةُ قُرَيْشٍ فإِنها لَا تُدْغم هَذِهِ الْوَاوُ وأَشباهها فِي التَّاءِ، فتقول مُوتَصِلٌ ومُوتَفِق ومُوتَعِد وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَغَيْرُهُمْ يُدْغم فَيَقُولُ مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد. وأَوْصَلَه غيرُه ووَصَلَ: بِمَعْنَى اتَّصَل أَي دَعا دعْوى الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ أَن يَقُولَ: يَا لَ فُلَانٍ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ؛ أَي يَتَّصِلون؛ الْمَعْنَى اقتُلوهم وَلَا تَتَّخِذوا مِنْهُمْ أَولياء إِلَّا مَنِ اتَّصَل بِقَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاق واعْتَزَوْا إِليهم. واتَّصَلَ الرجلُ: انتسَب وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَعشى: إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ، ... وبَكْرٌ سَبَتْها، والأُنُوفُ رَواغِمُ «1» . أَي إِذا انتَسَبَتْ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ ؛ أَي يَنتَسِبون. قَالَ الأَزهري: والاتِّصَال أَيضاً الاعْتزاءُ الْمَنْهِيُّ عنه إِذا قال يا لَ بَنِي فُلَانٍ ابْنُ السِّكِّيتِ: الاتِّصال أَن يَقُولَ يَا لَفُلان، والاعتزاءُ أَن يَقُولَ أَنا ابنُ فُلَانٍ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الاتِّصَالُ دُعاء الرَّجُلِ رَهْطه دِنْياً، والاعْتزاءُ عِنْدَ شَيْءٍ يعجبُه فَيَقُولُ أَنا ابْنُ فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى الجاهلية، وهي قولهم يا لَ فلان، فأَعِضُّوه أَي قُولُوا لَهُ اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك. يُقَالُ: وَصَلَ إِليه واتَّصَلَ إِذا انتَمى. وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَلَ. والوَاصِلَة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَصِل شعَرَها بشعَر غَيْرِهَا، والمُسْتَوْصِلَة: الطالِبة لِذَلِكَ وَهِيَ الَّتِي يُفْعَل بِهَا ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعَنَ الوَاصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا فِي الشعَر وَذَلِكَ أَن تَصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخَرَ زُوراً. وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَيُّما امرأَةٍ وَصَلَتْ شعَرها بِشَعَرٍ آخَرَ كَانَ زُوراً ، قَالَ: وَقَدْ رَخَّصَت الْفُقَهَاءُ فِي القَرامِل وكلِّ شَيْءٍ وُصِلَ بِهِ الشَّعَرُ، وَمَا لَمْ يَكُنِ الوَصْل «2» شَعْرًا فَلَا بأْس بِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنها قَالَتْ: لَيْسَتِ الوَاصِلَةُ بِالَّتِي تَعْنون، وَلَا بأْسَ أَنْ تَعْرَى المرأَةُ عَنِ الشعَر فتَصِل قَرْناً مِنْ قرُونها بصُوفٍ أَسوَد، وإِنما الوَاصِلَة الَّتِي تَكُونُ بَغِيًّا فِي شَبيبَتِها، فإِذا أَسَنَّتْ وَصَلَتْها بالقِيادة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ لمَّا ذُكِر ذَلِكَ لَهُ: مَا سَمِعْتُ بأَعْجَب مِنْ ذَلِكَ. ووَصَلَه وَصْلًا وصِلَة ووَاصَلَهُ مُوَاصَلَةً ووِصَالًا كِلَاهُمَا يَكُونُ فِي عَفاف الْحُبِّ ودَعارَتِه، وَكَذَلِكَ وَصَلَ حَبْله وَصْلًا وصِلةً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فإِن وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لَهَا، ... وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عَنْ تَجامُل ووَاصَلَ حَبْله: كوَصَلَه. والوُصْلَة: الاتِّصال. والوُصْلَة: مَا اتَّصل بِالشَّيْءِ. قَالَ اللَّيْثُ: كلُّ شَيْءٍ اتَّصَل بِشَيْءٍ فَمَا بَيْنَهُمَا وُصْلة، وَالْجَمْعُ وُصَل. وَيُقَالُ: وَصَلَ فُلَانٌ رَحِمَه يَصِلُها صِلَةً. وَبَيْنَهُمَا وُصْلَة أَي اتِّصال وذَرِيعة. ووَصَلَ كتابُه إِليّ وبِرُّه يَصِلُ وُصولًا، وَهَذَا غَيْرُ وَاقِعٍ. ووَصَّلَه تَوْصِيلًا إِذا أَكثر مِنَ الوَصْل، ووَاصَلَه مُوَاصَلَةً ووِصَالًا، وَمِنْهُ المُوَاصَلةُ بِالصَّوْمِ وَغَيْرُهُ. ووَاصَلْت الصِّيام وِصَالًا إِذا لَمْ تُفْطِر أَياماً تِباعاً؛ وَقَدْ نَهَى

_ (1). قوله [قالت لبكر] في المحكم والتهذيب: قالت أَبكر إلخ (2). قوله [وَمَا لَمْ يَكُنِ الوَصْل] أي الموصول به شعراً إلخ

النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، عَنِ الوِصَال فِي الصَّوْمِ وَهُوَ أَن لَا يُفْطِر يَوْمَيْنِ أَو أَياماً، وَفِيهِ النَّهْيُ عَنِ المُوَاصَلَة فِي الصَّلاة، وَقَالَ: إِنَّ امْرَأً وَاصَلَ فِي الصَّلَاةِ خَرَجَ مِنْهَا صِفْراً ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحمد بْنِ حَنْبَلٍ: مَا كُنَّا نَدْري مَا المُوَاصَلَة فِي الصَّلَاةِ حَتَّى قَدِم عَلَيْنَا الشافعيُّ، فَمَضَى إِليه أَبي فسأَله عَنْ أَشياء وَكَانَ فِيمَا سأَله عَنِ المُوَاصَلَة فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هِيَ فِي مَوَاضِعَ: مِنْهَا أَن يَقُولَ الإِمامُ وَلَا الضَّالِّينَ فَيَقُولُ مَن خَلْفَهُ آمِينَ مَعًا أَي يَقُولُهَا بَعْدَ أَن يسكُت الإِمام، وَمِنْهَا أَن يَصِل الْقِرَاءَةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَمِنْهَا السلامُ عَلَيْكُمْ ورحمةُ اللَّهِ فيَصِلها بِالتَّسْلِيمَةِ الثَّانِيَةِ، الأُولى فَرْضٌ وَالثَّانِيَةُ سُنَّة فَلَا يُجْمَع بَيْنَهُمَا، وَمِنْهَا إِذا كبَّر الإِمام فَلَا يُكَبِّر مَعَهُ حَتَّى يَسْبِقَهُ وَلَوْ بِوَاوٍ. وتَوَصَّلْت إِلى فُلَانٍ بوُصْلة وَسَبَبٍ توَصُّلًا إِذا تسبَّبت إِليه بحُرْمة. وتَوَصَّلَ إِليه أَي تلطَّف فِي الوُصول إِليه. وَفِي حَدِيثِ عُتْبة وَالْمِقْدَامِ: أَنهما كَانَا أَسْلَما فَتَوَصَّلا بِالْمُشْرِكِينَ حَتَّى خَرجا إِلى عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حَتَّى خَرَجَا إِلى الْمُسْلِمِينَ، وتَوَصَّلَا بِمَعْنَى توسَّلا وتقرَّبَا. والوَصْل: ضِدُّ الْهِجْرَانِ. والتَّوَاصُل: ضِدُّ التَّصارُم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَصِلْ رَحِمَه ، تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ صِلَة الرَّحِم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ كِناية عَنِ الإِحسان إِلى الأَقرَبين مِنْ ذَوِي النسَب والأَصْهار والعَطف عَلَيْهِمْ والرِّفْق بِهِمْ والرِّعاية لأَحْوالهم، وَكَذَلِكَ إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا، وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذَلِكَ كلِّه. يُقَالُ: وَصَلَ رَحِمَه يَصِلُها وَصْلًا وصِلَةً، وَالْهَاءُ فِيهَا عِوَض مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ فكأَنه بالإِحسان إِليهم قَدْ وَصَلَ مَا بَيَّنَهُ وَبَيْنَهُمْ مِنْ عَلاقة القَرابة والصِّهْر. وَفِي حَدِيثِ جابرٍ: إِنه اشْتَرَى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَصْلًا مِنْ ذهَب أَي صِلةً وهِبةً، كأَنه مَا يَتَّصِل بِهِ أَو يَتَوَصَّل فِي مَعاشه. ووَصَلَه إِذا أَعطاه مَالًا. والصِّلَة: الْجَائِزَةُ والعطيَّة. والوَصْل: وَصْل الثَّوْبِ والخُفّ. وَيُقَالُ: هَذَا وَصْل هَذَا أَي مِثْلُهُ. والمَوْصِل: مَا يُوصَل مِنَ الْحَبْلِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَوْصِل مَعْقِد الحبْل فِي الحَبْل. وَيُقَالُ للرجُلين يُذكران بِفِعال وَقَدْ مَاتَ أَحدهما: فَعَل كَذَا وَلَا يُوصَلُ حَيٌّ بميت، وليس له بِوَصِيل أَي لَا يَتْبَعُه؛ قَالَ الغَنَوِي: كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ، ... ولسْتَ لِمَيْتٍ هَالِكٍ بِوَصِيلِ وَيُرْوَى: وَلَيْسَ لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ المتنَخِّل الْهُذَلِيِّ: ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ، وقد ... عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ دُعاء لِرَجُلٍ أَي لَا وُصِلَ هَذَا الْحَيِّ بِهَذَا المَيت أَي لَا ماتَ مَعَهُ وَلَا وُصِل بِالْمَيِّتِ، ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ عُلِّقَ فِيهِ طَرَفٌ مِنَ الْمَوْتِ أَي سيَمُوت ويَتَّصِل بِهِ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمُعَنَّى فِيهِ عِنْدِي عَلَى غَيْرِ الدُّعاء إِنما يُريد: لَيْسَ هُوَ مَا دَامَ حَيًّا بِوَصِيلٍ لِلْمَيِّتِ عَلَى أَنه قَدْ عُلِّق فِيهِ طَرَفَ المَوْصِل أَي أَنه سيَمُوت لَا مَحَالَةَ فيَتَّصِل بِهِ وإِن كَانَ الْآنَ حَيًّا، وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: يَقُولُ بِأَنَّ الْمَيِّتَ فَلَا يُوَاصِلُهُ الحيُّ، وَقَدْ عُلِّق فِي الْحَيِّ السَّبَب الَّذِي يُوَصِّله إِلى مَا وَصَل إِليه الْمَيِّتُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنْ وَصَلْت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ، ... ومَن يُلْفَ وَاصِلًا فَهُوَ مُودِي

قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يَعْنِي لَوْح المَقابر يُنْقر ويُتْرَك فِيهِ مَوْضِعٌ لِلْمَيِّتِ «1» بَياضاً، فإِذا مَاتَ الإِنسانُ وُصِلَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ بِاسْمِهِ. والأَوْصَال: المَفاصِل. وَفِي صِفته، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ فَعْمَ الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء، الواحدُ وِصْل. والمَوْصِل: المَفْصِل. ومَوْصِل الْبَعِيرِ: مَا بَيْنَ العَجُز والفَخِذ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَرَى يَبِيسَ الماءِ دُونَ المَوْصِلِ ... منه بِعجْزٍ، كصَفاةِ الجَيْحَلِ الجَيْحَل: الصُّلْب الضَّخْم. والوِصْلانِ: العَجُز والفَخِذ، وَقِيلَ: طَبَق الظَّهْرِ. والوِصْل والوُصْل: كلُّ عَظْمٍ عَلَى حِدَة لَا يكسَر وَلَا يُخْلط بِغَيْرِهِ وَلَا يُوصَل بِهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ الكِسْرُ [الكَسْرُ] والجِدْلُ [الجَدْلُ]، بِالدَّالِ، وَالْجَمْعُ أَوْصَال وجُدُول، وَقِيلَ: الأَوْصَال مجتَمَع الْعِظَامِ، وَكُلُّهُ مِنَ الوَصْل. وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ وَصِيلُ هَذَا أَي مِثْلُهُ. والوَصِيل: بُرود الْيَمَنِ، الْوَاحِدَةُ وَصِيلَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَوَّل مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ كسْوةً كامِلةً تُبَّعٌ، كَسَاها الأَنْطاعَ ثُمَّ كَسَاهَا الوَصَائِل أَي حِبَر اليَمَن. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ مَا زِلْتُ أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَصِلُهُ بوَصَائِلِه ؛ الْقُتَيْبِيُّ: الوَصَائِل ثِيَابٌ يَمَانِيَةٌ، وَقِيلَ: ثِيَابٌ حُمْر مُخَطَّطة يَمَانِيَةٌ، ضَرَبَ هَذَا مَثَلًا لإِحكامه إِياه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالوَصَائِل الصِّلاب، والوَذِيلة قِطْعَةٌ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُقَالُ للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ والمَذِيَّةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالوَصَائَل مَا يُوصَل بِهِ الشَّيْءُ، يَقُولُ: مَا زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بِمَا يَجِب أَن يُوصَل بِهِ مِنَ الأُمور الَّتِي لَا غِنَى بِهِ عَنْهَا، أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: الوَصِيلةُ كَانَتْ فِي الشَّاءِ خَاصَّةً، كَانَتِ الشَّاةُ إِذا وَلَدَتْ أُنثى فَهِيَ لَهُمْ، وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جَعَلُوهُ لِآلِهَتِهِمْ، فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً وأُنثى قَالُوا وَصَلَتْ أَخاها فَلَمْ يَذْبَحوا الذكَر لِآلِهَتِهِمْ. والوَصِيلَة الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الناقةُ الَّتِي وَصَلَتْ بَيْنَ عَشْرَةِ أَبْطُن وَهِيَ مِنَ الشَّاءِ الَّتِي وَلَدَتْ سَبْعَةَ أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَت فِي السَّابِعِ عَناقاً قِيلَ وَصَلَتْ أَخاها فَلَا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلَّا الرِّجال دُونَ النِّسَاءِ وتَجْري مَجْرَى السَّائِبَةِ. وَقَالَ أَبو عَرَفَةَ وَغَيْرُهُ: الوَصِيلَة مِنَ الْغَنَمِ كَانُوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ سِتَّةَ أَبْطُن نَظَرُوا، فإِن كَانَ السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل مِنْهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وإِن كَانَتْ أُنثى تُرِكتْ فِي الْغَنَمِ، وإِن كَانَتْ أُنثى وذكَراً قَالُوا وَصَلَتْ أَخاها فَلَمْ يُذْبَح وَكَانَ لَحْمُها «2» حَراماً عَلَى النِّسَاءِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الوَصِيلَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ هِيَ الشَّاةُ تَلِدُ سَبْعَةَ أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَتْ فِي الثَّامِنَةِ جَدْياً وعَناقاً قَالُوا وَصَلَتْ أَخاها، فَلَا يذبَحُون أَخاها مِنْ أَجلها وَلَا يشرَب لبَنها النِّسَاءُ وَكَانَ لِلرِّجَالِ، وجَرَتْ مَجْرَى السَّائِبَةِ. وَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: الوَصِيلَة الشَّاةُ تُنْتَجُ الأَبْطُن، فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بَعْدَ الأَبْطُن الَّتِي وَقَّتوا لَهَا قِيلَ وَصَلتْ أَخاها، وَزَادَ بَعْضُهُمْ: تُنْتَجُ الأَبْطُن الْخَمْسَةُ عَناقَيْن عَناقَيْن فِي بَطْن فَيُقَالُ: هَذِهِ وُصْلةٌ تَصِلُ كلَّ ذِي بَطْنٍ بأَخٍ لَهُ مَعَهُ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: قَدْ يَصِلونها فِي ثَلَاثَةِ أَبْطُن ويُوصِلونها فِي خَمْسَةٍ وَفِي

_ (1). قوله [موضع للميت] لعله موضع لاسم الميت (2). قوله [وكان لحمها] في نسخة لبنها

سَبْعَةٍ. والوَصِيلةُ: الأَرض الْوَاسِعَةُ الْبَعِيدَةُ كأَنها وُصِلَتْ بأُخْرى، وَيُقَالُ: قَطَعْنَا وَصِيلَة بَعِيدَةً. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: إِذا كُنْتَ فِي الوَصِيلَة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها ، قَالَ: لَمْ يُرِد بالوَصِيلَة هاهنا الأَرض الْبَعِيدَةَ وَلَكِنَّهُ أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّصل بأُخرى ذاتِ كَلإٍ؛ قَالَ: وَفِي الأُولى يَقُولُ لَبِيَدٌ: وَلَقَدْ قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً، ... يَبْكي الصَّدَى فِيهَا لِشَجْوِ البُومِ والوَصِيلة: العِمَارة والخِصْب، سمِّيت بِذَلِكَ «1» وَاحِدَتُهَا وَصِيلَة. وحَرْفُ الوَصْل: هُوَ الَّذِي بَعْدَ الرَّوِيِّ، وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما مَا كَانَ بَعْدَهُ خُرُوجٌ كَقَوْلِهِ: عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها وَالثَّانِي أَن لَا يَكُونَ بَعْدَهُ خروجٌ كَقَوْلِهِ: أَلا طالَ هَذَا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ، ... وأَرَّقَني أَن لَا حَليلٌ أُلاعِبُهْ قَالَ الأَخفش: يَلْزَمُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الوَصْل وَلَا يَكُونُ إِلا يَاءً أَو وَاوًا أَو أَلِفاً كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَاكِنَةٌ فِي الشِّعْرِ المُطْلَق، قَالَ: وَيَكُونُ الوَصْل أَيضاً هَاءً وَذَلِكَ هاءُ التأْنيث الَّتِي فِي حَمْزة وَنَحْوِهَا، وهاءُ الإِضْمار للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كَانَتْ أَو سَاكِنَةً نَحْوُ غُلامِه وغُلامِها، وَالْهَاءُ الَّتِي تُبَيَّن بِهَا الْحَرَكَةُ نَحْوُ عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ، يُرِيدُ عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ، فأُدخلت الْهَاءُ لتُبَيَّن بِهَا حَرَكَةُ الْحُرُوفَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَقَوْلُ الأَخفش يَلْزَمُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الوَصْل، لَا يُرِيدُ بِهِ أَنه لَا بُدَّ مَعَ كُلِّ رَويّ أَن يَتْبَعه الوَصْل، أَلا تَرَى أَن قَوْلَ الْعَجَّاجِ: قَدْ جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ لَا وَصْل مَعَهُ؛ وأَن قَوْلَ الْآخَرِ: يَا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما، ... وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا إِنما فِيهِ وَصْل لَا غَيْرَ، وَلَكِنَّ الأَخفش إِنما يُرِيدُ أَنه مِمَّا يَجُوزُ أَن يأْتي بَعْدَ الرَّوِيِّ، فإِذا أَتَى لَزِم فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ بُدٌّ، فأَجْمَل القَوْلَ وَهُوَ يَعْتَقِدُ تفصِيله، وَجَمَعَهُ ابْنُ جِنِّي عَلَى وُصُول، وقياسُه أَن لَا يُجْمَع. والصِّلَةُ: كالوَصْل الَّذِي هُوَ الْحَرْفُ الَّذِي بَعْدَ الرَّوِيّ وَقَدْ وَصَل بِهِ. وَلَيْلَةَ الوَصْل: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ لاتِّصالها بِالشَّهْرِ الآخَر. والمَوْصِل: أَرض بَيْنَ العِراق وَالْجَزِيرَةِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ومَوْصِل كُورة مَعْرُوفَةٌ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا، والعِراقُ لَنَا، ... والمَوْصِلانِ، ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ يُرِيدُ المَوْصِل وَالْجَزِيرَةَ. والمَوْصولُ: دابَّة عَلَى شَكْلِ الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع الناسَ. والمَوْصُول مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي لَمْ يَنْزُ عَلَى أُمِّه غيرُ أَبيه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: هَذَا فَصِيلٌ لَيْسَ بالمَوْصُولِ، ... لكِنْ لِفَحْلٍ طُرْقَةٍ فَحِيلِ ووَاصِل: اسْمُ رَجُلٍ، وَالْجَمْعُ أَوَاصِل بقلْب الْوَاوِ هَمْزَةً كَرَاهَةَ اجْتِمَاعِ الْوَاوَيْنِ. ومَوْصُول: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَغَرَّكَ، يَا مَوْصُولُ، مِنْهَا ثُمالةٌ، ... وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ؟ أَراد تُؤام فأَبدل.

_ (1). قوله [سميت بذلك إلخ] عبارة المحكم: سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها، والوَصَائِلُ ثياب يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك، واحدتها وَصِيلَة

واليَأْصُول: الأَصْلُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما ... عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ يُرِيدُ أَصْلٌ وأَصْلٌ. وعل: الوَعْلُ والوَعِلُ: الأُرْوِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الوَعِل والوُعِلُ جَمِيعًا تَيْس الْجَبَلِ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَفِيهِ مِنَ اللُّغَاتِ مَا يَطَّرِد فِي هَذَا النَّحْوِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَلُغَةُ الْعَرَبِ وُعِلٌ، بِضَمِّ الْوَاوِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ، مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مطَّرِداً لأَنه لَمْ يَجِئْ فِي كَلَامِهِمْ فُعِلٌ اسْمًا إِلَّا دُئلٌ، وَهُوَ شَاذٌّ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما الوُعِلُ فَمَا سَمِعْتُهُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَالْجَمْعُ أَوْعَالٌ ووُعُولٌ ووُعُلٌ ووَعِلَةٌ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، والأُنثى وَعِلَة بِلَفْظِ الْجَمْعِ، ومَوْعَلَةٌ اسْمُ جَمْعٍ، وَنَظِيرُهُ مفْدَرةٌ، وَهِيَ الوُعُولُ أَيضاً. والأَوْعَالُ والوُعُول: الأَشرافُ والرؤُوس يشبَّهون بالأَوْعَال الَّتِي لَا تُرى إِلا فِي رؤوس الْجِبَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَقومُ الساعةُ حَتَّى تَهْلِك الأَوْعَال ، يَعْنِي الأَشراف. وَيُقَالُ لأَشراف النَّاسِ الوُعُول، ولأَراذِلِهم التُّحُوت. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَا تَقوم السَّاعَةُ حَتَّى تَعْلُوَ التُّحُوتُ وتَهْلِك الوُعُول ، وَرُوِيَ مَرْفُوعًا مِثْلُهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي يَغْلب الضُّعَفاءُ مِنَ النَّاسِ أَقْوِياءَهم. وَقَدِ اسْتَوْعَلَتِ الأَوْعال إِذا ذهبَتْ فِي قُلَلِ الْجِبَالِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَوْ كَلَّمَتْ مُسْتَوْعِلًا فِي عَمَايةٍ، ... تَصَبَّاهُ مِنْ أَعْلَى عَمَايةَ قِيلُها يَعْنِي وَعِلًا مُسْتَوْعِلًا فِي قُلَّة عَمَايةَ، وَهُوَ جبَل. وَفِي الْحَدِيثِ فِي تَفْسِيرِ قولهِ: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ، قِيلَ: ثمانيةُ أَوْعَالٍ أَي مَلَائِكَةٍ عَلَى صُورَةِ الأَوْعالِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي الوَعِل شاةٌ يَعْنِي إِذا قَتله المُحْرِم. وَمَا لِي عَنْهُ وَعْلٌ ووَعْيٌ أَي مَا لِي مِنْهُ بُدٌّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَا لِي عَنْهُ وَغْلٌ، بَالِغِينَ مُعْجَمَةً، أَي لَجَأٌ. والوَعْلُ، خَفِيفٌ: بِمَنْزِلَةِ بُدّ. وهمْ عَلَيْنَا وَعْلٌ وَاحِدٌ، بِالتَّسْكِينِ، أَي ضِلَع وَاحِدٌ أَي مجتمِعون عَلَيْنَا بِالْعَدَاوَةِ. والوَعْلُ: المَلْجَأُ، واسْتَوْعَلَ إِليه. يُقَالُ: مَا وَجد وَعْلًا وَلَا وَغْلًا يَلْجَأُ إِليه أَي مَوْئلًا يَئِل إِليه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَعْلًا ونَجْنَجَها، ... مَخافةَ الرَّمْيِ، حَتَّى كُلُّها هِيمُ وَقَالَ الْخَلِيلُ: مَعْنَاهُ لَمْ يَجِدْ بُدًّا، وأَنشد الْفَرَّاءُ هَذَا الْبَيْتَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَعْلًا يَعُودُ عَلَى عَيْرٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ؛ وَمِثْلُهُ للقُلاخ: إِني إِذا مَا الأَمْرُ كَانَ مَعْلا، ... وَلَمْ أَجِدْ مِنْ دُونِ شَرٍّ وَعْلا وتَوَعَّلْت الْجَبَلَ: عَلَوْته مِثْلُ تَوَقَّلْت. وذُو أَوْعَالٍ وَذَاتُ أَوْعَالٍ، كِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هِيَ هَضْبةٌ. وأُمُّ أَوْعَال: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وأُمُّ أَوْعَالٍ كَهَا أَو أَقْرَبَا، ... ذاتَ اليَمِينِ، غَيْرَ مَا إِنْ يَنْكَبَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ الوُعُول إِليها. والوَعْلَةُ: الْمَوْضِعُ المَنِيعُ مِنَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: صخْرةٌ مُشْرِفةٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَقِيلَ: الصَّخْرة المشرِفة مِنَ الْجَبَلِ. وَيُقَالُ لعُرْوة الْقَمِيصِ الوَعْلَةُ، ولِزِرِّه الزِّيرُ. ووَعْلَةُ القَدَح: عُرْوَتُه الَّتِي يُعَلَّق بِهَا، وَكَذَلِكَ الإِبْريق. ووَعْلَةُ: اسْمُ شَاعِرٍ مِنْ جَرْم؛ قَالَ ابْنُ

سِيدَهْ: ووَعْلَة اسْمُ رَجُلٍ سمِّي بأَحد هَذِهِ الأَشياء. ووَعْلٌ: شعبانُ. ووَعِلٌ: شَوّالٌ، وَقِيلَ: وَعِلٌ شَعْبَانُ، وَجَمْعُ ذَلِكَ كُلِّهِ أَوْعَال ووِعْلانٌ. ووُعَيْلَة: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَرَوَّح واسْتَنْعَى بِهِ مِنْ وُعَيْلةٍ ... مَوارِدُ مِنْهَا مُسْتَقيمٌ وجائرُ ووُعالٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ الأَخطل: لِمَنِ الدِّيارُ بِحائلٍ فَوُعَالِ ... دَرَسَتْ، وغَيَّرها سنُون خَوَالي؟ وَقَالَ النَّابِغَةُ: أَمِنْ ظَلَّامةَ الدِّمَنُ البَوَالي، ... بمُرْفَضِّ الحُبَيِّ، إِلى وُعَالِ؟ الحُبَيُّ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَيُرْوَى الحَنيّ، بِالنُّونِ، وَكِلَاهُمَا مَسْموع. وغل: الوَغْلُ مِنَ الرِّجَالِ: النَّذْل والضعيف السَّاقِطُ المقصِّر فِي الأَشياء، وَالْجَمْعُ أَوْغَال؛ وأَنشد: وحاجِبٍ كَرْدَسَه فِي الحَبْلِ ... مِنَّا غُلامٌ كَانَ غيرَ وَغْلِ، حَتَّى افْتَدَى مِنَّا بمالٍ جِبْلِ والوَغْل والوَغِل: المدَّعي نسَباً لَيْسَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَوْغَالٌ. والوَغْلُ والوَغِلُ: السَّيِءُ الغِذاء، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ وَغِل عَلَى الْمُضَارَعَةِ. والوَغْل والواغِلُ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ: الَّذِي يدخُل عَلَى الْقَوْمِ فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَن يَدْعُوه إِليه أَو يُنْفِق مَعَهُمْ مِثْلَ مَا أَنفَقُوا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فمَتى وَاغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّوهُ، ... وتُعْطَفْ عَلَيْهِ كأْسُ السَّاقِي وَيُرْوَى: وتَعْطِفْ عَلَيْهِ كفُّ السَّاقِي؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فاليومَ أُسقَى غيرَ مُسْتَحْقِبٍ ... إِثْماً مِنَ اللَّهِ، وَلَا وَاغِلِ وَقِيلَ: الوَاغِلُ الداخِل عَلَى الْقَوْمِ فِي شَرابهم، وَقِيلَ: هُوَ الداخِل عَلَيْهِمْ فِي طَعَامِهِمْ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: الوَاغِلُ فِي الشَّرَابِ كالوارِش فِي الطَّعَامِ؛ وَقَدْ وَغَلَ يَغِلُ وَغَلاناً ووَغْلًا إِذا دَخَلَ عَلَى الْقَوْمِ فِي شَرابهم فشَرِب مَعَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَن يُدْعى إِليه، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّرَابِ الوَغْلُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئة: إِن أَكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَب ... الوَغْلَ، وَلَا يَسلَمُ مِنِّي البَعير وشُربٌ واغِلٌ عَلَى النسَب؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فشَرِبْنا غَيْرَ شُرْبٍ وَاغِلٍ، ... وعَلَلْنا عَلَلًا بَعْدَ نَهَلْ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: المتَعَلّق بِهَا كالواغِل المُدَفَّع ؛ الواغِلُ الَّذِي يَهْجُم عَلَى الشُّرَّاب لِيَشْرَبَ مَعَهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ فَلَا يَزال مُدَفَّعاً بَيْنَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ الْمِقْدَادِ: فَلَمَّا أَن وَغَلَتْ فِي بَطني أَي دَخَلتْ. ووَغَلَ فِي الشَّيْءِ وُغولًا: دَخَلَ فِيهِ وَتَوَارَى بِهِ، وَقَدْ خُصَّ ذَلِكَ بالشجَر فَقِيلَ: وَغَل الرَّجُلُ يَغِل وُغولًا ووَغْلًا أَي دَخْلٍ فِي الشَّجَرِ وتَوارى فِيهِ. ووَغَلَ: ذهَب وأَبعَد؛ قَالَ الرَّاعِي: قَالَتْ سُلَيمى: أَتَنْوي اليومَ أَمْ تَغِلُ؟ ... وَقَدْ يُنَسِّيكَ بعضَ الحاجةِ العَجَلُ وَكَذَلِكَ أَوْغَلَ فِي الْبِلَادِ وَنَحْوِهَا. وتَوَغَّلَ فِي الأَرض: ذهَب فأَبعَد فِيهَا، وَكَذَلِكَ أَوْغَلَ فِي العِلْم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفقٍ ؛

يُريد سِرْ فِيهِ برِفق وابلُغِ الْغَايَةَ القُصْوى مِنْهُ بالرِّفق، لَا عَلَى سَبِيلِ التهافُتِ والخُرْق، وَلَا تحمِل عَلَى نَفْسِكَ وتكلِّفها مَا لَا تُطيقه فتَعجِزَ وتَترُك الدِّينَ والعَمل. وَفِي حَدِيثِ عِكْرمة: مَن لَمْ يغتسِل يَوْمَ الْجُمْعَةَ فَلْيَسْتَوْغِل أَي فَليغْسِل مَغابِنَه ومَعاطِفَ جَسَدِهِ، وَهُوَ اسْتِفْعال مِنَ الوُغُول الدُّخول، وكلُّ داخِل فَهُوَ واغِل؛ وكلُّ داخِل فِي شَيْءٍ دُخولَ مستعجِلٍ فَقَدْ أَوْغَلَ فِيهِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: غَلَّ فِي الْبِلَادِ وأَوْغَلَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا ذَهَبَ فِيهَا. أَوْغَلَ القومُ وتَوَغَّلوا إِذا أَمْعَنوا فِي السَّيْرِ. والوُغُول: الدُّخُولُ فِي الشَّيْءِ. والإِيغالُ: السَّير السريعُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدُ والإِمْعانُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ الأَعشى: مَرِحَتْ حُرَّة، كقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ، ... تَفْرِي الهَجِير بالإِرْقال تقطَعُ الأَمعَزَ المُكَوكِب، وَخْدًا، ... بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغال وأَوْغَلَ الْقَوْمُ إِذا أَمْعَنوا فِي سَيرِهم داخِلين بَيْنَ ظَهْراني الجِبال أَو فِي أَرض العدُوِّ، وَكَذَلِكَ تَوَغَّلوا وتغَلْغَلوا، وأَما الوُغول فإِنه الدُّخول فِي الشَّيْءِ وإِن لَمْ يُبعَد فِيهِ، وأَوْغَلَتْه الحاجةُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: حَتَّى يَجِيء وجُنْحُ اللَّيْلُ يُوغِلُه، ... والشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلين مَركوزُ وَمَا لكَ عَنْ ذَلِكَ وَغْلٌ أَي بُدٌّ، وَقِيلَ أَي مَلجَأٌ، وَالْمَعْرُوفُ وَعْلٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن غَيْنه بدَل مِنْ عَيْنِ وَعْل، وَزَعَمَ الأَصمعي أَن الوَاغِل الَّذِي هُوَ الداخِلُ عَلَى الْقَوْمِ فِي شَرابهم وَلَمْ يُدْعَ إِنما اشتقَّ مِنْ هَذَا أَي لَيْسَ لَهُ مَكَانٌ يلجَأُ إِليه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ هَذَا فخَليقٌ أَن لَا يَكُونَ بدَلًا لأَنَّ المُبْدل لَا يَبْلُغُ مِنَ الْقُوَّةِ أَن يصرَّف هَذَا التَّصْرِيفَ. والوَغْلُ: الشَّجَرُ الملتفُّ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: فلمَّا رأَى أَنْ لَيْسَ دُونَ سَوادِها ... ضَراءٌ، وَلَا وَغْلٌ مِنَ الحَرَجات واسْتَوْغَلَ الرجلُ: غَسَل مَغابِنَه وبَواطِن أَعضائه، والله أَعلم. وفل: الوَفْلُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ. وَقَلَ: وَقَلَ فِي الْجَبَلِ، بِالْفَتْحِ، يَقِلُ وَقْلًا ووُقولًا وتَوَقَّلَ تَوَقُّلًا: صَعَّد فِيهِ، وفرسٌ وَقِلٌ ووَقُلٌ ووَقَلٌ، وَكَذَلِكَ الوَعِل؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: عَوْداً أَحَمَّ القَرا إِزْمَوْلةً وَقَلا، ... يأْتي تُراثَ أَبيه يَتْبَعُ القَذفا والواقِلُ: الصاعِدُ بَيْنَ حُزونةِ الْجِبَالِ، وكلُّ صاعِدٍ فِي شَيْءٍ مُتَوَقِّلٌ. وَقَلَ يَقِلُ وَقْلًا: رَفَع رِجلًا وأَثبَت أُخرى؛ قَالَ الأَعشى: وهِقْلٌ يَقِلُ المَشْيَ ... معَ الرَّبْداءِ والرَّأْلِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَقَلُ الكَرَبُ الَّذِي لَمْ يُسْتَقص، فبقيتْ أُصوله بارِزة فِي الجِذْع، فأَمكن المُرْتَقِيَ أَن يَرْتَقِيَ فِيهَا، وكلُّه مِنَ التَّوَقُّل الَّذِي هُوَ الصُّعود. وَفِي الْمَثَلِ: أَوْقَلُ مِنْ غُفْرٍ، وَهُوَ وَلد الأُروِيَّة. وَفَرَسٌ وَقِلٌ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَحسن الدُّخُولَ بَيْنَ الْجِبَالِ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَيْسَ بِلَبِدٍ فيُتَوَقَّل ؛ التَّوَقُّل: الإِسراعُ فِي الصُّعود. وَفِي حَدِيثِ ظَبيان: فتَوَقَّلَتْ بِنَا القِلاص. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لمَّا كَانَ يومُ أُحُد كُنْتُ أَتَوَقَّلُ كَمَا تَتَوَقَّلُ الأُرْوِيَّةُ أَي أَصعَد فِيهِ كَمَا تَصْعَد أُنثى الوُعول والوَقَلُ: الْحِجَارَةُ.

والوَقْلُ، بِالتَّسْكِينِ: شَجَرُ المُقْل، وَاحِدَتُهُ وَقْلَة، وَقَدْ يُقَالُ: الدَّوْمُ شَجَرُ المُقْل والوَقْلُ ثَمَره؛ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ واحدٍ مِنْ بَنِي كِلَابٍ يَقُولُ: الوَقْلُ ثَمَرَةُ المُقْل؛ وَدَلَّ عَلَى صِحَّتِهِ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: وكأَنَّ عِيرَهُمُ، تُحَثُّ غُدَيَّةً، ... دَوْمٌ يَنُوءُ بيانِعِ الأَوْقَال «1» . فالدَّوْم: شَجَرُ المُقْل، وأَوْقاله ثمارُه، وَجَمْعُ الوَقْل أَوْقال؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ مِنْهَا غيرُ أَن هَتَفَتْ ... حَمامةٌ فِي سَحُوقٍ ذاتِ أَوْقالِ والسَّحُوق: مَا طَالَ مِنَ الدَّوْم، وأَوْقاله: ثمارُه، والوَقْلَةُ أَيضاً: نَواتُه، وجمعه وُقُولٌ كبَدْرة وبُدورٍ وصَخْرة وصُخور، والله أَعلم. وَكَلَ: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الوَكِيلُ: هُوَ الْمُقِيمُ الْكَفِيلُ بأَرزاق الْعِبَادِ، وَحَقِيقَتُهُ أَنه يستقلُّ بأَمر المَوْكول إِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ رَبًّا وَيُقَالُ كافِياً؛ ابْنُ الأَنباري: وَقِيلَ الوَكِيلُ الْحَافِظُ، وَقَالَ أَبو إِسحاق: الوَكِيلُ فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي توَكَّل بِالْقِيَامِ بِجَمِيعِ مَا خَلَق، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الوَكِيلُ الْكَفِيلُ ونِعْمَ الكَفِيل بأَرزاقِنا، وَقَالَ فِي قَوْلِهِمْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ : كافِينا اللهُ ونِعْمَ الْكَافِي، كَقَوْلِكَ: رَازِقُنَا اللهُ ونِعْم الرَّازِقُ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ فِي الوَكِيل بِمَعْنَى الرَّبِّ: وداخِلةٍ غَوْراً، وبالغَوْرِ أُخرِجتْ، ... وَبِالْمَاءِ سِيقَتْ، حِينَ حانَ دُخولُها ثَوَتْ فِيهِ حَوْلًا مُظلِماً جَارِيًا لَهَا، ... فسُرَّتْ بِهِ حَقًّا وسُرَّ وَكِيلُها داخِلة غَوْراً: يَعْنِي جَنِين النَّاقَةِ غارَ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ، وبالغَوْر أُخْرِجت: بالرَّحِم أُخْرجت مِنَ الْبَطْنِ، بِالْمَاءِ سِيقَتْ إِلى الرَّحم حِينَ حَمَلتْه، سُرَّت يَعْنِي الأُمّ بِالْجَنِينِ، وسُرَّ وَكِيلُها: يَعْنِي رَبَّ النَّاقَةِ سَرَّه خُروجُ الجَنين. والمُتَوَكِّل عَلَى اللَّهِ: الَّذِي يَعْلَمُ أَن اللَّهَ كافِلٌ رِزْقَهُ وأَمْرَه فيرْكَن إِليه وحْدَه وَلَا يتوَكَّل عَلَى غَيْرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَكِلَ بِاللَّهِ وتَوَكَّلَ عَلَيْهِ واتَّكَلَ استَسْلم إِليه، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ التَّوكُّل؛ يُقَالُ: تَوَكَّلَ بالأَمر إِذا ضَمِن القِيامَ بِهِ، ووَكَلْت أَمري إِلى فُلَانٍ أَي أَلجَأْتُه إِليه وَاعْتَمَدْتُ فِيهِ عَلَيْهِ، ووَكَّلَ فلانٌ فُلَانًا إِذا استَكْفاه أَمرَه ثِقةً بكِفايتِه أَو عَجْزاً عَنِ القِيام بأَمر نَفْسِهِ. ووَكَلَ إِليه الأَمرَ: سلَّمه. ووَكَلَه إِلى رأْيه وَكْلًا ووُكُولًا: تَرَكَهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: لمَّا رأَيت أَنَّني راعِي غَنَمْ، ... وإِنَّما وَكْلٌ عَلَى بعضِ الخَدَمْ عَجْزٌ وتَعْذِيرٌ، إِذا الأَمرُ أَزَمْ أَراد أَنَّ التوكُّل على بعض الخدَم عَجْزٌ. وَرَجُلٌ وَكَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، ووُكَلَة مِثْلُ هُمَزة وتُكَلَة عَلَى البدَل ومُوَاكِل: عاجِزٌ كَثِيرُ الِاتِّكَالِ عَلَى غَيْرِهِ. يُقَالُ: وُكَلَةٌ تُكَلَةٌ أَي عَاجِزٌ يَكِل أَمره إِلى غَيْرِهِ ويَتَّكِل عَلَيْهِ؛ قَالَتِ امرأَة: وَلَا تكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ الوَكَل: الَّذِي يَكِلُ أَمره إِلى غَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذِهِ المرأَة هِيَ مَنْفوسة بِنْتُ زَيْدِ الْخَيْلِ؛ قال:

_ (1). قوله [بيانع] في التهذيب والتكملة: بناعم

والرَّجَز إِنما هُوَ لِزَوْجِهَا قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، وَهُوَ: أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشبِهْ عَمَلْ، ... وَلَا تَكونَنَّ كَهِلَّوْفٍ وَكَلْ يُصْبِحُ فِي مَضْجَعه قَدِ انْجَدَلْ، ... وارْقَ إِلى الخَيْرات زَنْأً فِي الجَبَلْ وأَما الَّذِي قَالَتْهُ مَنْفوسة فإِنها قَالَتْهُ فِي وَلَدِهَا حَكِيمٍ: أَشْبِهْ أَخي، أَو أَشبِهَنْ أَباكا ... أَمّا أَبي فَلَنْ تَنال ذَاكَا تَقْصُر أَنْ تَنالَه يَداكا وَقَالَ أَبو المُثلم أَيضاً: حامِي الحَقيقةِ لَا وانٍ وَلَا وَكَل اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ وَكَلٌ إِذا كَانَ ضَعِيفًا لَيْسَ بنافِذٍ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُوَاكِل أَي لَا تَجِدُهُ خَفِيفًا، بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَيُقَالُ: فِيهِ وَكَالٌ أَي بُطْءٌ وبَلادة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا مَشَى عُرِف فِي مَشْيِهِ أَنه غَيْرُ غَرِضٍ وَلَا وَكَلٍ ؛ الوَكَلُ والوَكِلُ: البليدُ وَالْجَبَانُ، وَقِيلَ: الْعَاجِزُ الَّذِي يَكِلُ أَمره إِلى غَيْرِهِ. وَفِي مَقْتَل الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ سِنَانٌ قاتلُه للحجَّاج: وَلَّيْتُ رَأْسَه «2» امْرَأً غَيْرَ وَكَلَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَكَلْتُه إِلى غَيْرِ وَكَلَ ، يَعْنِي نفسَه. وَيُقَالُ: قَدِ اتَّكَلَ عَلَيْكَ فُلَانٌ وأَوْكَلَ عَلَيْكَ فُلَانٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: قَدْ أَوْكَلْت عَلَى أَخيك الْعَمَلَ أَي خلَّيته كُلَّهُ. وَرَجُلٌ وُكَلَةٌ إِذا كَانَ يَكِلُ أَمرَه إِلى النَّاسِ. ووَاكَلْت فُلَانًا مُوَاكَلَةً إِذا اتَّكَلْت عَلَيْهِ واتَّكَل هُوَ عَلَيْكَ. والوَكَالُ: الضَّعْفُ؛ قَالَ أَبو الطَّمَحان القَيْنِيُّ: إِذا وَاكَلْتَه لَمْ يُوَاكِل وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: وَمَا تَرْكُ قَوْمٍ، لَا أَبا لكَ، سَيِّداً ... يَحُوطُ الذِّمارَ غَيْرُ ذَرْبٍ مُوَاكِل ووَاكَلَتِ الدابةُ وِكَالًا: أَساءت السيرَ؛ وَقِيلَ: المُوَاكِلُ مِنَ الدَّوَابِّ المُرْكِحُ إِلى التأَخُّر. وتَوَاكَلَ الْقَوْمُ مُوَاكَلَةً ووِكَالًا: اتَّكَل بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. أَبو عَمْرٍو: المُوَاكِلُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَتَّكِل عَلَى صَاحِبِهِ فِي العَدْو. وَفِي حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَابْنِ رَبِيعَةَ: أَتَياه يسأَلانه السِّقاية فتَوَاكَلا الكلامَ أَي اتَّكَل كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الْآخَرِ فِيهِ. يُقَالُ: اسْتَعَنْت القومَ فتَوَاكَلوا أَي وكلَني بعضُهم إِلى بَعْضٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ يَعْمَر: فَظَنَنْتُ أَنه سيَكِلُ الكلامَ إِليَ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ لُقْمان: وإِذا كَانَ الشأْنُ اتَّكَلَ أَي إِذا وَقَعَ الأَمر لَا يَنْهَض فِيهِ ويَكِله إِلى غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ المُوَاكَلَة ؛ قِيلَ: هُوَ مِنَ الاتِّكال فِي الأُمور وأَن يَتَّكل كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الْآخَرِ. يُقَالُ: رَجُلٌ وُكَلَةٌ إِذا كثُر مِنْهُ الاتِّكال عَلَى غَيْرِهِ فنُهي عَنْهُ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّنافُر والتقاطُع، وأَن يَكِل صَاحِبَهُ إِلى نَفْسِهِ وَلَا يُعينه فِيمَا يَنُوبُه، وَقِيلَ: إِنما هُوَ مُفاعلة مِنَ الأَكْل، وَالْوَاوُ مُبْدَلة مِنَ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفَرَسٌ وَاكِلٌ: يَتَّكِلُ عَلَى صَاحِبِهِ فِي العَدْوِ وَيَحْتَاجُ إِلى الضرْب. وَيُقَالُ: دابَّة فِيهَا وِكَالٌ شَدِيدٌ ووَكَالٌ شَدِيدٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ. ووَكَلَتِ الدابةُ: فَتَرَت؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: وَكَلَتْ فقلْت لَهَا: النَّجاءَ تَناوَلي ... بِيَ حاجَتي، وتَجَنَّبي هَمْدانا والوَكِيلُ: الجَريءُ، وَقَدْ يَكُونُ الوَكِيلُ لِلْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَقَدْ وَكَّلَه عَلَى الأَمْر، وَالِاسْمُ

_ (2). قوله [وليت رأسه] ضبط في الأصل والنهاية بفتح التاء والظاهر أنه بضمها

الوَكَالَة والوِكَالَةُ. ووَكِيلُ الرَّجُلِ: الَّذِي يَقوم بأَمره، سمِّي وَكِيلًا لأَن مُوَكِّله قَدْ وَكَل إِليه القيامَ بأَمره فَهُوَ مَوْكُولٌ إِليه الأَمرُ. والوَكِيلُ، عَلَى هَذَا الْقَوْلِ: فَعِيل بمعنى مفعول. وتقول: اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنا إِلى أَنفسنا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: لَا تَكِلْني إِلى نَفْسِي طَرْفةَ عَيْنٍ فَأَهْلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ووَكَلَها إِلى اللَّهِ أَي صَرَف أَمْرَها إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَوَكَّلَ بِمَا بَيْنَ لَحْيَيْه ورِجْلَيْهِ تَوَكَّلْت لَهُ بالجنَّة ؛ قِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى تكَفَّل. الْجَوْهَرِيُّ: الوَكِيلُ مَعْرُوفٌ. يُقَالُ: وَكَّلْته بأَمر كَذَا تَوْكِيلًا. والتَّوَكُّل: إِظْهارُ العَجْزِ والاعْتماد عَلَى غَيْرِكَ، وَالِاسْمُ التُّكْلان. واتَّكَلْت عَلَى فُلَانٌ فِي أَمري إِذا اعْتَمَدْتُهُ، وأَصله اوْتَكَلْت، قُلِبَتِ الواوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا ثُمَّ أُبدلت مِنْهَا التَّاءُ فأُدغمت فِي تَاءِ الِافْتِعَالِ، ثُمَّ بُنِيَت عَلَى هَذَا الإِدغام أَسماءٌ مِنَ المِثال، وإِن لَمْ تَكُنْ فِيهَا تِلْكَ الْعِلَّةُ، توهُّماً أَن التَّاءَ أَصلية لأَن هَذَا الإِدغام لَا يَجُوزُ إِظهاره فِي حَالِ، فمِنْ تِلْكَ الأَسماء التُّكَلة والتُّكْلان والتُّخَمة والتُّهَمة والتُّجاهُ والتُّراثُ والتَّقْوَى، وإِذ صغَّرت قُلْتَ تُكَيْلَةٌ وتُخَيْمة، وَلَا تُعيد الْوَاوَ لأَن هَذِهِ حُرُوفٌ أُلْزِمَت البدَل فَبَقِيَتْ فِي التَّصْغِيرِ والجمعِ. ووَكَلَه إِلى نَفْسِهِ وَكْلًا ووُكُولًا، وَهَذَا الأَمر مَوْكُولٌ إِلى رأْيِك؛ وَقَوْلُهُ «1»: كِلِينِي لهَمٍّ، يَا أمَيْمَةَ، ناصِبِ أَي دَعِيني. ومَوْكَل، بِالْفَتْحِ: اسْمُ جَبَلٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ اسْمُ بَيْتٍ كَانَتِ المُلوك تنزِله. وغُرْفَةُ مَوْكَل: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ؛ ذَكَرَهُ لَبِيدٌ فَقَالَ يَصِفُ اللَّيَالِيَ: وغَلَبْنَ أَبْرَهَةَ الَّذِي أَلْفَيْنَهُ ... قَدْ كَانَ خُلِّدَ فَوْقَ غُرْفةِ مَوْكَل وَجَاءَ مَوْكَل عَلَى مَفْعَل نَادِرًا فِي بَابِهِ، والقِياس مَوْكِلٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ شَاذٌّ مثل مَوْحَدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَسود: وأَسبابُه أَهْلَكْنَ عَادًا، وأَنزلت ... عَزِيزاً تغنَّى فَوْقَ غُرْفَةِ مَوْكَلِ وَلْوَلَ: الوَلْوَالُ: البَلْبالُ. ووَلْوَلَت المرأَةُ: دَعَتْ بالوَيْل وأَعْوَلَتْ، وَالِاسْمُ الوَلْوَالُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ أَصْواتَ كِلابٍ تَهْتَرِشْ، ... هاجَتْ بِوَلْوَالٍ ولَجَّتْ فِي حَرَشْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي وَلْوَلَتْ مأْخوذ مِنْ وَيْلٌ لَهُ عَلَى حَدِّ عَبَقْسِيٍّ وَخَرْبَانِ «2». وَفِي حَدِيثِ أَسماء: جَاءَتْ أُمُّ جَمِيلٍ فِي يَدِهَا فِهْرٌ وَلَهَا وَلْوَلَةٌ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: فَسَمع تَوَلْوُلَها تُنادي يَا حَسَنان يَا حُسَينان ؛ الوَلْوَلَةُ: صوتٌ مُتَتَابِعٌ بالوَيْل وَالِاسْتِغَاثَةِ، وَقِيلَ: هِيَ حِكَايَةُ صَوْتِ النَّائِحَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فانْطَلَقَتا تُوَلْوِلان. ووَلْوَلَتِ الفَرَسُ: صوّتتْ. والوَلْوَلُ: الهامُ الذكَرُ، وَقِيلَ: ذكَرُ البُوم. ووَلْوَلٌ: اسمُ سيفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّاب بْنِ أَسِيدٍ وافْتَخر يَوْمَ الجَمَل، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَيْفٌ كَانَ لعَتَّاب بْنِ أَسِيد وَابْنُهُ الْقَائِلُ يَوْمَ الْجَمَلِ: أَنا ابْنُ عَتَّاب وسَيْفي وَلْوَلْ، ... والمَوْتُ دُونَ الجَمَل المُجَلَّلْ «3».

_ (1). أي النابغة، وعجز البيت: وليلٍ أقاسِيهِ بَطِيء الكَواكب (2). قوله [وخربان] هكذا في الأصل (3). قوله [أنا ابن عتاب إلخ] هكذا ضبطت القافية في الأصل بالسكون وفي التكملة برفع ولول وجر المجلل وكتب عليه: فيه إقواء

وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يقتُل بِهِ الرِّجَالَ فتُولْوِل نساؤُهم عليهم. وَهِلَ: وَهِل وَهَلًا: ضعُف وفَزِعَ وجَبُن، وَهُوَ وَهِلٌ، ووَهَّلَه: أَفزعه. الْجَوْهَرِيُّ: الوَهَل، بِالتَّحْرِيكِ، الفزَع، وَقَدْ وَهِلَ يَوْهَل فَهُوَ وَهِلٌ ومُسْتَوْهِل؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ إِبلًا: وتَرى لِجَيْضَتهِنّ عِنْدَ رَحِيلِنا ... وَهَلًا، كأَنَّ بهنَّ جِنَّة أَوْلَق ووَهَلْت إِليه إِذا فَزعْت إِليه. ووَهِلْت، بِالْكَسْرِ، إِذا فَزِعْت مِنْهُ؛ قَالَ: وشاهدُ مُسْتَوْهِلٍ قَوْلُ أَبي دُواد: كأَنه يَرْفَئِيٌّ، باتَ عَنْ غَنَمٍ، ... مُستَوْهِلٌ فِي سَواد الليل مَذْؤُوبُ وَفِي حَدِيثِ قَضَاءِ الصَّلاة والنَّوم عَنْهَا: فقُمْنا وَهِلِينَ أَي فَزِعِينَ. والوَهِل والمُسْتَوْهِل: الفَزِع النَّشِيط. ووَهِلْت إِليه وَهَلًا: فَزِعْت إِليه. ووَهِلْت مِنْهُ: فَزِعْت مِنْهُ. والوَهْلَةُ: الفَزْعة. ووَهَلْت إِليه، بِالْفَتْحِ، وأَنت تريد غيرَه: مثل وَهَمْت وسَهَوْت، ووَهَلْت فأَنا وَاهِل أَي سَهَوْت. ووَهِلَ فِي الشَّيْءِ وَعَنْهُ وَهِلًا: غَلِط فِيهِ ونَسِيه. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهَلْت إِلى الشَّيْءِ وَعَنْهُ إِذا نَسِيته وغَلِطت فِيهِ. وتَوَهَّلْت فُلَانًا أَي عَرَّضته لأَن يَهِلَ ويَغْلَط؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَيْفَ أَنت إِذا أَتاكَ مَلَكان فتَوَهَّلاك فِي قَبْرك؟ أَبو سَعِيدٍ: أَبو زَيْدٍ وَهَلْت إِلى الشَّيْءِ أَهِلُ وَهْلًا، وَهُوَ أَن تُخْطِئ بِالشَّيْءِ فتَهِل إِليه وأَنت تُرِيدُ غيرَه. أَبو زَيْدٍ: وَهِلَ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ يَوْهَلُ وَهَلًا إِذا غلِط فِيهِ وسَها. ووَهَلْتُ إِليه، بِالْفَتْحِ، وأَنت تريد غيره: مثل وَهَمْت؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: رأَيت فِي المَنام أَني أُهاجِر مِنْ مَكَّة فذهَب وَهَلِي إِلى أَنها اليَمامةُ أَو هَجَرُ ؛ وَهَلَ إِلى الشَّيْءِ، بِالْفَتْحِ، يَهِل، بِالْكَسْرِ، وَهْلًا، بِالسُّكُونِ، ويَوْهَلُ إِذا ذَهَبَ وَهْمُه إِليه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَهَلَ ابنُ عُمر أَي ذَهَبَ وَهْمُه إِلى ذَلِكَ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى سَها وغَلِط. يُقَالُ مِنْهُ: وَهِلَ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، يَوْهَلُ وَهَلًا، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: وَهِلَ أَنَسٌ أَي غَلِط. وكلَّمت فُلَانًا وَمَا ذهَب وَهَلِي إِلَّا إِلى فُلَانٍ أَي وَهْمِي. ولَقِيته أَوَّل وَهْلَةٍ ووَهَلَة ووَاهِلةٍ أَي أَوَّل شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل مَا تَرَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فلَقِيته أَوَّل وَهْلةٍ أَي أَوَّل شَيْءٍ، والوَهْلَة المرَّة مِنَ الفزَع، أَي لَقِيَتُهُ أَوّل فَزِعَةٍ فَزِعتها بِلِقَاءِ إِنسان. وَهْبَلَ: وَهْبِيلُ: حَيٌّ مِنَ النَّخَعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن الْوَاوَ أَصْل وإِن لَمْ تَكُنْ مِنْ بَنات الأَربعة، حَمْلًا لَهُ عَلَى وَرَنْتَلٍ إِذ لَا نَعْرِفُ لوَهْبِيلٍ اشْتِقَاقًا كما لم نَعْرِفه لِوَرَنْتَل. وَيَلَ: وَيْلٌ: كَلِمَةٌ مِثْلَ وَيْحٍ إِلَّا أَنها كَلِمَةُ عَذاب. يُقَالُ: وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلي، وَفِي النُّدْبةِ: وَيْلاهُ؛ قَالَ الأَعشى: قالتْ هُرَيْرَةُ لَمَّا جئتُ زائرَها: ... وَيْلِي عليكَ، ووَيْلِي منكَ يَا رَجُلُ وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهِ الْهَاءُ فَيُقَالُ: وَيْلَة؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ جَعْدة التَّغْلُّبِيُّ: لأُمِّك وَيْلَةٌ، وَعَلَيْكَ أُخْرَى، ... فَلَا شاةٌ تُنِيلُ وَلَا بَعِيرُ والوَيْل: حُلولُ الشرِّ. والوَيْلَةُ: الْفَضِيحَةُ والبَلِيَّة،

وَقِيلَ: هُوَ تَفَجُّع، وإِذا قال القائل: وا وَيْلَتَاه فإِنما يعني وا فَضِيحَتاه، وَكَذَلِكَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ ، قَالَ: وَقَدْ تجمَع الْعَرَبُ الوَيْل بالوَيْلات. ووَيَّلَه ووَيَّلَ له: أَكثر مِنْ ذكْر الوَيْل، وَهُمَا يَتَوَايَلان. ووَيَّلَ هُوَ: دَعا بالوَيْل لِمَا نزَل بِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: عَلَى مَوْطِنٍ أُغْشِي هَوازِن كلَّها ... أَخا الْمَوْتِ كَظًّا، رَهْبةً وتَوَيُّلا وَقَالُوا: لَهُ وَيْلٌ وئِلٌ ووَيْلٌ وَئِيلٌ، هَمَزوه عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراها لَيْسَتْ بِصَحِيحَةٍ. ووَيْلٌ وَائِلٌ: عَلَى النسَب والمُبالغة لأَنه لَمْ يستعمَل مِنْهُ فِعْل؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: امْتَنَعُوا مِنَ اسْتِعْمَالِ أَفعال الوَيْل والوَيْسِ والوَيْحِ والوَيْبِ لأَنَّ الْقِيَاسَ نفَاه ومَنَع مِنْهُ، وَذَلِكَ لأَنه لَوْ صُرِّف الْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ لَوَجَبَ اعتلالُ فَائِهِ وعَيْنِه كوَعَد وباعَ، فتَحامَوا اسْتِعْمَالَهُ لِمَا كَانَ يُعْقِب مِنَ اجْتِمَاعِ إِعْلالين. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَيْلٌ لَهُ ووَيْلًا لَهُ أَي قُبْحاً، الرَّفْعُ عَلَى الِاسْمِ وَالنَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَلَا فِعْل لَهُ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ: وَيْل بِهِ؛ وأَنشد: وَيْل بِزَيْد فَتَى شَيْخٍ أَلُوذُ بِهِ ... فَلَا أُعشِّي لَدَى زَيْدٍ، وَلَا أَرِدُ أَراد فَلَا أُعشِّي إِبلي، وَقِيلَ: أَراد فَلَا أَتَعَشَّى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ وَيْلٌ لزيدٍ ووَيْلًا لِزَيْدٍ، فَالنَّصْبُ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ وَالرَّفْعُ عَلَى الِابْتِدَاءِ، هَذَا إِذا لَمْ تضِفْه، فأَما إِذا أَضفْت فَلَيْسَ إِلا النصْب لأَنك لَوْ رَفَعْتَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ خَبَرٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الرَّفْعِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ؛ وَشَاهِدُ النَّصْبِ قَوْلُ جَرِيرٍ: كَسَا اللُّؤْمُ تَيْماً خُضْرةً فِي جُلودِها، ... فَوَيْلًا لِتَيْمٍ مِنْ سَرابِيلِها الخُضْرِ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا قرأَ ابنُ آدمُ السَّجْدةَ فسَجَدَ اعْتزَلَ الشيطانُ يَبْكي يَقُولُ يَا وَيْلَه ؛ الوَيْلُ: الحُزْن والهَلاك والمشقَّة مِنَ العَذاب، وكلُّ مَن وَقع فِي هَلَكة دَعا بالوَيْل، وَمَعْنَى النِّداءِ فِيهِ يَا حَزَني وَيَا هَلاكي وَيَا عَذابي احْضُر فَهَذَا وقْتُك وأَوانك، فكأَنه نادَى الوَيْل أَن يَحْضُره لِما عَرض لَهُ مِنَ الأَمر الفَظيع وَهُوَ النَّدَم عَلَى تَرْك السُّجُودِ لآدمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأَضاف الوَيْلَ إِلى ضَمِيرِ الْغَائِبِ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى، وعَدَلَ عَنْ حِكَايَةِ قَوْلِ إِبليس يَا وَيْلي، كَراهية أَن يُضيف الوَيْلَ إِلى نَفْسِهِ، قَالَ: وَقَدْ يَرِدُ الوَيْلُ بِمَعْنَى التَّعَجُّب. ابْنُ سِيدَهْ: ووَيْل كَلِمَةُ عَذاب. غَيْرُهُ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ووَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَيْلٌ رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ والخبرُ لِلْمُطَفِّفين؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَتْ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ لَجاز وَيْلًا عَلَى مَعْنَى جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ وَيْلًا، وَالرَّفْعُ أَجْودُ فِي الْقُرْآنِ وَالْكَلَامِ لأَن الْمَعْنَى قَدْ ثبَت لَهُمْ هَذَا. والوَيْلُ: كَلِمَةٌ تُقَالُ لِكُلِّ مَن وَقع فِي عَذَابٍ أَو هَلَكةٍ، قَالَ: وأَصْلُ الوَيْلِ فِي اللُّغَةِ العَذاب والهَلاك. والوَيْلُ: الهَلاك يُدْعَى بِهِ لِمَنْ وَقَعَ فِي هَلَكة يَسْتَحِقُّها، تَقُولُ: وَيْلٌ لِزَيْدٍ، وَمِنْهُ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، فإِن وَقع فِي هَلَكة لَمْ يستَحِقَّها قُلْتَ: وَيْح لِزَيْدٍ، يَكُونُ فِيهِ مَعْنَى التِّرَحُّم؛ وَمِنْهُ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيْحُ ابنِ سُمَيَّة تَقْتُله الفِئةُ الباغِية ووَيْلٌ: وادٍ فِي جهنَّم، وَقِيلَ: بابٌ مِنْ أَبوابها، وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْريّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ

اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوَيْلُ وادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الكافِر أَربعين خَرِيفاً لَوْ أُرسلت فيه الجبال لَمَاعَتْ مِنْ حَرِّه قَبْلَ أَن تَبْلُغَ قَعْرَه، والصَّعُودُ: جبَل مِنْ نَارٍ يَصَّعَّد فِيهِ سَبْعِينَ خَريفاً ثُمَّ يَهْوِي كَذَلِكَ ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ؛ وَيْلٌ للمُكَذِّبين، قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن يُقَالَ وَيْلٌ دعاء هاهنا لأَنه قَبيح فِي اللَّفْظِ، وَلَكِنَّ الْعِبَادَ كُلِّموا بِكَلَامِهِمْ وَجَاءَ القُرآن عَلَى لُغَتِهِمْ عَلَى مِقدار فَهْمِهم، فكأَنه قِيلَ لَهُمْ: وَيْلٌ للمُكَذِّبين أَي هَؤُلَاءِ مِمَّن وجَب هَذَا القَوْلُ لَهُمْ؛ وَمِثْلُهُ: قاتَلَهُمُ اللَّهُ*، أُجْرِيَ هَذَا عَلَى كَلَامِ الْعَرَبِ، وَبِهِ نَزَلَ الْقُرْآنُ. قَالَ الْمَازِنِيُّ: حَفِظْتُ عَنِ الأَصْمَعي: الوَيْلُ قُبُوح، والوَيْحُ تَرحُّم، والوَيْسُ تَصْغِيرُهُمَا أَي هِيَ دُونَهُمَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الوَيْل هَلَكة، والوَيْح قُبُوحٌ، والوَيْسُ ترحُّم. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الوَيْل يُقَالُ لِمَنْ وقَع فِي هَلَكة، والوَيْحُ زَجْرٌ لِمَنْ أَشرف عَلَى هَلَكة، وَلَمْ يذكر في الوَيْسِ شيئا. وَيُقَالُ: وَيْلًا لَهُ وَائِلًا، كَقَوْلِكَ شُغْلًا شاغِلًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والهامُ يَدْعُو البُومَ وَيْلًا وَائِلا «4» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِذا قَالَ الإِنسان يَا وَيْلاهُ قُلْتُ قَدْ تَوَيَّلَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَوَيَّلَ إِنْ مَدَدْت يَدي، وَكَانَتْ ... يَميني لَا تُعَلّلُ بالقَلِيل وإِذا قالت المرأَة: وا وَيْلَها، قُلْتُ وَلْوَلَتْ لأَنَّ ذَلِكَ يَتَحَوَّل إِلى حِكَايَاتِ الصَّوْت؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّما عَوْلَتُه مِنَ التَّأَقْ ... عَوْلةُ ثَكْلى وَلْوَلَتْ بَعْدَ المَأَقْ وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ النَّحْوِيِّ أَنه قَالَ: قَوْلُهُمْ وَيْلَه كَانَ أَصلها وَيْ وُصِلَتْ بِلَهُ، وَمَعْنَى وَيْ حُزْنٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وايْه، مَعْنَاهُ حُزْنٌ أُخْرِجَ مُخْرَج النُّدْبَة، قَالَ: والعَوْلُ الْبُكَاءُ فِي قَوْلِهِ وَيْلَه وعَوْلَه، ونُصِبا عَلَى الذمِّ وَالدُّعَاءِ، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: وَيْلُ الشَّيْطَانِ وعَوْلُه، فِي الوَيْل ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ الوَيْلُ وادٍ فِي جَهَنَّمَ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ الوَيْل شِدَّة مِنَ الْعَذَابِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ الأَصل وَيْ للشَّيطان أَي حُزْنٌ لِلشَّيْطَانِ مِنْ قَوْلِهِمْ وَيْ لِمَ فعلْت كَذَا وَكَذَا، قَالَ: وَفِي قَوْلِهِمْ وَيْل الشَّيْطَانِ سِتَّةُ أَوجه: وَيْلَ الشَّيْطَانِ، بِفَتْحِ اللَّامِ، ووَيْلِ، بِالْكَسْرِ، ووَيْلُ، بِالضَّمِّ، ووَيْلًا ووَيْلٍ ووَيْلٌ، فَمَنْ قَالَ وَيْلِ الشَّيْطَانِ قَالَ: وَيْ مَعْنَاهُ حُزْنٌ لِلشَّيْطَانِ، فَانْكَسَرَتِ اللَّامُ لأَنها لَامُ خَفْضٍ، وَمَنْ قَالَ وَيْلَ الشَّيْطَانِ قَالَ: أَصل اللَّامِ الْكَسْرُ، فَلَمَّا كَثُرَ استعمالُها مَعَ وَيْ صَارَ مَعَهَا حَرْفًا وَاحِدًا فَاخْتَارُوا لَهَا الْفَتْحَةَ، كَمَا قَالُوا يالَ ضَبَّةَ، فَفَتَحُوا اللَّامَ، وَهِيَ فِي الأَصل لَامُ خفْض لأَنَّ الِاسْتِعْمَالَ فِيهَا كَثُرَ مَعَ يَا فَجُعِلَا حَرْفًا وَاحِدًا؛ وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ هُذَيْلٍ: فَوَيْلٌ بِبَزّ جَرَّ شَعْلٌ عَلَى الْحَصَى، ... فَوُقِّرَ مَا بَزٌّ هُنَالِكَ ضائعُ «5» . شَعْلٌ: لقَب تأَبَّط شَرًّا، وَكَانَ تأَبَّط قَصِيرًا فَلَبِسَ سيفَه فجرَّه عَلَى الْحَصَى، فوَقَّره: جَعَلَ فِيهِ وَقْرةً أَي فُلولًا، قَالَ: وَيْل بِبَزٍّ فتعجَّب مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ وَيْبَك بِمَعْنَى وَيْلَك؛ قَالَ المُخَبَّل:

_ (4). قوله [والهام إلخ] بعده كما في التكملة: والبوم يدعو الهام ثكلًا ثاكلا (5). قوله [فويل ببز إلخ] تقدم في مادة بزز بلفظ: فوَيْل آمِّ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ عَلَى الْحَصَى ... وَوُقِّرَ بَزٌّ مَا هُنَالِكَ ضَائِعُ وشرحه هناك بما هو أوضح مما هنا

فصل الياء المثناة التحتية

يَا زِبْرِقان، أَخا بَنِي خَلَفٍ، ... مَا أَنت، وَيْبَ أَبيك والفَخْر قَالَ: وَيُقَالُ مَعْنَى ويْبَ التَّصْغِيرُ وَالتَّحْقِيرُ بِمَعْنَى وَيْس. وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ: وَيْح لِزَيْدٍ بِمَعْنَى وَيْل لِزَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويقوِّيه عِنْدِي قَوْلُ سِيبَوَيْهِ تَبًّا لَهُ ووَيْحاً وويحٌ لَهُ وتَبٌّ وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنَى الترحُّم لأَن التَّبَّ الخَسار. ورجلٌ وَيْلِمِّهِ ووَيْلُمِّهِ: كَقَوْلِهِمْ فِي المُسْتجادِ وَيْلُمِّهِ، يُرِيدُونَ وَيْلَ أُمِّه، كَمَا يَقُولُونَ لابَ لَكَ، يُرِيدُونَ: لَا أَبَ لَكَ، فركَّبوه وَجَعَلُوهُ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ؛ ابْنُ جِنِّي: هَذَا خَارِجٌ عَنِ الْحِكَايَةِ أَي يُقَالُ لَهُ مِنْ دَهائه وَيْلِمِّهِ، ثُمَّ أُلحقت الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كداهِيةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ لأَبي بَصِير: وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب ، تَعَجُّباً مِنْ شَجَاعَتِهِ وجُرْأَتِه وإِقدامِه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: وَيْلُمِّهِ كَيْلًا بِغَيْرِ ثمنٍ لَوْ أَنَّ لَهُ وِعاً أَي يَكِيلُ العُلوم الجَمَّة بِلَا عِوَضٍ إِلا أَنه لَا يُصادِفُ واعِياً، وَقِيلَ: وَيْ كَلِمَةٌ مُفردة ولأُمِّه مُفْرَدَةٌ وَهِيَ كَلِمَةُ تفجُّع وتعجُّب، وَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ مِنْ أُمِّه تَخْفِيفًا وأُلقيت حركتُها عَلَى اللَّامِ، وينصَب مَا بَعْدَهَا عَلَى التَّمْيِيزِ، والله أَعلم. فصل الياء المثناة التحتية يَلَل: اليَلَلُ: قِصَر الأَسنان والتزاقُها وإِقبالُها عَلَى غارِ الفَمِ واختلافُ نِبْتَتِها وانعِطافُها إِلى داخِل الْفَمِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اليَلَلُ قِصَرُ الأَسنان العُليا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ، وغلَّطه فِيهِ ابْنُ حَمْزَةَ وَقَالَ: اليَلَلُ قِصَرُ الأَسنان وَهُوَ ضدُّ الرَّوَقِ، والرَّوَقُ طُولُهَا، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: اليَلَلُ انثِناؤها إِلى داخِل الفَمِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اليَلَلُ أَشدُّ مِنَ الكَسَسِ، والأَلَلُ لُغَةٌ عَلَى البدَل؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فِي أَسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ، وَهُوَ أَن تُقْبِل الأَسنان عَلَى باطِن الفَم، وَقَدْ يَلَّ ويَلِلَ يَلًّا ويَلَلًا، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ مِنَ الأَلَلِ فِعلًا فدلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ هَمْزَةَ أَلَلٍ بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ يَلَلٍ، وَرَجُلٌ أَيَلُّ والأُنثى يَلّاءُ. التَّهْذِيبُ: الأَيَلُّ الْقَصِيرُ الأَسنان، وَالْجَمْعُ اليُلُّ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: رَقَميَّات، عَلَيْهَا ناهِضٌ، ... تُكْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهُمْ والأَيَلّ أَي رَمَيْتَهُمْ بِسِهَامٍ. ابْنُ الأَعرابي: الأَيَلُّ الطويلُ الأَسْنان، والأَيَلُّ الصَّغِيرُ الأَسنان. وَهُوَ مِنَ الأَضْداد. وصَفاةٌ يَلَّاءُ بَيِّنةُ اليَلَلِ: مَلْساء مُسْتَوِيَةٌ. وَيُقَالُ: مَا شَيْءٌ أَعذبُ مِنْ ماءِ سَحابة غَرَّاء، في صَفاة يَلّاء. وعَبْدُ يَالِيلَ: اسمُ رَجُلٍ جاهِليّ، وَزَعَمَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنّ كلَّ اسمٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ آخِرُهُ إِلٌّ أَو إِيلٌ كجِبْريل وشِهْمِيل وعَبد يالِيل مُضَافٌ إِلى أَيلٍ أَو إِلٍّ هُمَا مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: وَقَدْ بيَّنا أَن هَذَا خَطَأٌ لأَنه لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَكَانَ الْآخَرُ مَجْرُورًا فَقُلْتَ جِبرِيلٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ويَلْيَل: اسمُ جَبَلٍ مَعْرُوفٍ بالبادِية. ويَلْيَل: مَوْضِعٌ، وَفِي غَزْوَةِ بَدْرٍ يَلْيَل «1» هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءَيْنِ وَسُكُونِ اللَّامِ الأُولى وَادِي يَنْبُع يَصُبُّ فِي غَيْقة؛

_ (1). قوله [وَفِي غَزْوَةِ بَدْرٍ يَلْيَل إلخ] عبارة ياقوت: يَلْيَل اسم قرية قرب وادي الصفراء من أعمال المدينة وفيه عين كبيرة تخرج من جوف رمل، إلى أن قال: وتصب في البحر عند ينبع، ثم قال: ووادي يليل يصب في البحر، ثم قال: وقال ابن إسحاق في غزوة بدر مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل ويَلْيَل بين بدر وبين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش والقليب ببدر من العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة

قَالَ جَرِيرٌ: نَظَرَتْ إِليكَ بِمثْلِ عَيْنَيْ مُغْزِلِ، ... قَطَعَتْ حَبائلَها بأَعْلى يَلْيَلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ وَادِي الصَّفْراء دُوَيْن بَدْرٍ مِنْ يَثرِب؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ حَارِثَةَ بْنِ بَدْرٍ: يَا صَاحٍ إِنِّي لَسْتُ ناسٍ لَيْلَةً، ... مِنْهَا نَزَلْت إِلى جَوانب يَلْيَلِ وَقَالَ مُسافِع بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ: عَمْرُو بنُ عَبْدٍ كَانَ أَوَّل فارِسٍ ... جَزَعَ المَذادَ، وكانَ فارس يَلْيَلِ.

م

الجزء الثاني عشر م حرف الميم م: الميمُ مِنَ الحُروف الشَّفَوِيَّة وَمِنَ الحُروف المَجْهورة، وَكَانَ الْخَلِيلُ يُسَمِّي الْمِيمَ مُطْبقَة لأَنه يُطْبَقُ إِذا لُفِظَ بها. فصل الألف ابْرِيسِمَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الإِبْرِيسِم، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي بَرْسَمَ إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. أتم: الأَتْمُ مِنَ الخُرَز: أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِيرا وَاحِدَةً، والأَتُومُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي التَقى مَسْلَكاها عِنْدَ الافْتِضاض، وَهِيَ المُفْضاة، وأَصلُه أَتَمَ يأْتِمُ إِذا جَمَعَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، وَمِنْهُ سُمِّي المَأْتَمُ لِاجْتِمَاعِ النِّسَاءِ فِيهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصله فِي السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان فَتَصيران وَاحِدَةً؛ وَقَالَ: أَيا ابنَ نخّاسِيَّة أَتُومِ وَقِيلَ الأَتُومُ الصَّغِيرَةُ الفَرْج؛ والمَأْتم كُلُّ مُجْتَمَعٍ مِنْ رِجَالٍ أَو نِسَاءٍ فِي حُزْن أَو فَرَحٍ؛ قَالَ: حَتَّى تَراهُنَّ لَدَيْه قُيّما، ... كَمَا تَرى حَوْلَ الأَمِير المَأْتَما فالمَأْتَمُ هُنَا رِجالٌ لَا مَحالةَ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ النِّسَاءَ يَجْتَمِعْنَ فِي حُزْن أَو فرَح. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَقاموا عَلَيْهِ مَأْتَماً ؛ المَأْتَمُ فِي الأَصل: مُجْتَمَعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الغَمِّ والفَرَح، ثُمَّ خصَّ بِهِ اجْتِمَاعَ النِّسَاءِ لِلْمَوْتِ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّوابُّ منهنَّ لَا غَيْرَ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: المَأْتم عِنْدَ الْعَرَبِ النِّساء يَجْتَمِعْنَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؛ وَقَالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ: رِمَتْهُ أَناةٌ مِنْ رَبِيعةِ عامِرٍ، ... نَؤُومُ الضُّحى فِي مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ فَهَذَا لَا مَحالة مَقام فَرَح؛ وَقَالَ أَبو عطاء السِّنْدي: عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت ... جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ أَي بأَيدي نِساءٍ فَهَذَا لَا مَحالة مَقام حُزْن ونَوْح. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وخصَّ بَعْضُهُمْ بالمَأْتَم الشوابَّ مِنَ

النِّساء لَا غَيْرَ، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي الفَرَح: ومَأْتَمٍ كالدُّمى حُورُ مَدامِعها، ... لَمْ تَيْأَس العَيْشَ أَبكاراً وَلَا عُونا «2» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالْعَامَّةُ تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح وَالنِّيَاحَةُ، وإِنما المَأْتَمُ النِّسَاءُ المجتَمِعات فِي فَرَح أَو حُزْن؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي عَطاء السِّنْدي: عَشِيَّة قَامَ النائحاتُ، وشُقِّقت ... جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ فَجَعَلَ المأْتم النِّسَاءَ وَلَمْ يَجْعَلْهُ النِّياحة؛ قَالَ: وَكَانَ أَبو عَطَاءٍ فَصِيحًا، ثُمَّ ذَكَرَ بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ: ومَأْتمٍ كالدُّمى حُورُ مَدامِعها، ... لَمْ تيْأَس العَيْشَ أَبكاراً وَلَا عُونا وَقَالَ: أَراد ونِساء كالدُّمى؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ بَيْتَ أَبي حَيَّة النُّمَيْرِيِّ: رَمَتْهُ أَناةٌ مِنْ رَبيعةِ عامِرٍ، ... نَؤُومُ الضُّحى فِي مَأْتَمٍ أَيّ مَأْتَمِ يُرِيدُ فِي نِساء أَي نِساء، وَالْجَمْعُ المَآتِم، وَهُوَ عِنْدَ العامَّة المُصيبة؛ يَقُولُونَ: كُنَّا فِي مَأْتَمِ فُلَانٍ وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ: كُنّا فِي مَناحة فُلَانٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَمْتَنِعُ أَن يقَع المَأْتَم بِمَعْنَى المَناحةِ والحزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النِّسَاءَ لِذَلِكَ اجْتَمَعْنَ، والحُزْن هُوَ السَّبَبُ الْجَامِعُ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ التَّيْمِيِّ فِي مَنْصُورِ بْنِ زِياد: والناسُ مَأْتَمُهُم عَلَيْهِ واحدٌ، ... فِي كُلِّ دَارٍ رَنَّةٌ وزَفِيرُ وَقَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: أَفي كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَثُونَه ... عَلَى مِحْمَرٍ، ثَوَّبْتُموه وَمَا رضَا وَقَالَ آخَرُ: أَضْحى بَناتُ النَّبِّي، إِذْ قُتلوا، ... فِي مَأْتَمٍ، والسِّباعُ فِي عُرُسِ «3» . أَي هُنَّ فِي حُزْن والسِّباع فِي سُرورٍ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ مِنَ النَّاسِ، فاصْبِري ... فَلن يُرْجِع المَوْتَى حَنِينُ المَآتِمِ فَهَذَا كُلُّهُ فِي الشَّرِّ والحُزْن، وَبَيْتُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ فِي الْخَيْرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن المأْتَم مشتقٌّ مِنَ الأَتْمِ فِي الخُرْزَتَيْنِ، وَمِنَ المرأَة الأَتُوم، وَالْتِقَاؤُهُمَا أَنَّ المَأْتَم النِّسَاءُ يَجْتَمِعْنَ ويَتقابلن فِي الْخَيْرِ والشرِّ. وَمَا فِي سَيْرِهِ أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء. وَخَطَبَ فَمَا زَالَ عَلَى .. «4» ..... شَيْءٌ وَاحِدٌ. والأُتُم: شَجَرٌ يُشْبِهُ شَجَرَ الزيْتون يَنْبُتُ بالسَّراة فِي الْجِبِالِ، وَهُوَ عِظام لَا يُحْمَلُ، وَاحِدَتُهُ أُتُمة، قَالَ: حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ. والأَتْم: مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ، شُعْثاً، ... يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤامِ وَقِيلَ: اسْمُ وَادٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أُكَلَّفُ، أَن تَحُلَّ بَنُو سُلَيم ... بطونَ الأَتْمِ؛ ظُلْم عَبْقَريّ

_ (2). قوله [تيأس] كذا في التهذيب بمثناة تحتية (3). قوله [النبي] كذا في الأَصل، والذي في شرح القاموس: السبي (4). كذا بياض بالأصل المعول عليه قدر هذا

قَالَ: وَقِيلَ الأَتْمُ اسْمُ جَبَلٍ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ خُفاف بْنِ نُدْبة يَصِفُ غَيثاً: عَلا الأَتْمَ مِنْهُ وابلٌ بَعْدَ وابِلٍ، ... فَقَدْ أُرْهقَتْ قِيعانُه كل مُرْهَق أثم: الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يعمَل مَا لَا يَحِلُّ لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً ؛ أَي مَا أُثِم فِيهِ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ كَمَا جَعَلَ سِيبَوَيْهِ المَظْلِمة اسْمَ مَا أُخِذ مِنْكَ، وَقَدْ أَثِم يأْثَم؛ قَالَ: لَوْ قُلْتَ مَا فِي قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ أَراد مَا فِي قَوْمِهَا أَحد يفْضُلها. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ إِيثَم ؛ هِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ فِي آثَم، وَذَلِكَ أَنهم يَكْسِرُونَ حَرْف المُضارَعة فِي نَحْوِ نِعْلَم وتِعْلَم، فَلَمَّا كَسَرُوا الْهَمْزَةَ فِي إِأْثَم انْقَلَبَتِ الْهَمْزَةُ الأَصلية يَاءً. وتأَثَّم الرَّجُلُ: تابَ مِنَ الإِثْم وَاسْتَغْفَرَ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى السَّلْب كأَنه سَلَب ذَاتَهُ الإِثْم بالتوْبة وَالِاسْتِغْفَارِ أَو رامَ ذَلِكَ بِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ مُعاذ: فأَخْبر بِهَا عِنْدَ موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يُقَالُ: تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلًا خرَج بِهِ مِنَ الإِثْم، كَمَا يُقَالُ تَحَرَّج إِذا فَعَلَ مَا يخرُج بِهِ عَنِ الحَرج؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: مَا عَلِمْنا أَحداً مِنْهُمْ تَرك الصَّلَاةَ عَلَى أَحدٍ مِنْ أَهْل القِبْلة تأَثُّماً ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: كَانُوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا مِنْهُ وتصدَّقوا، فالإِطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وَهُوَ أَن يُهْلِك الرجلُ ويذهِب مالَه، وَجَمْعُ الإِثْم آثامٌ، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذلك. وأَثِم فُلَانٌ، بِالْكَسْرِ، يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وَقَعَ فِي الإِثْم، فَهُوَ آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً. وأَثَمَه اللَّهُ فِي كَذَا يَأْثُمُه ويأْثِمُه أَي عدَّه عَلَيْهِ إِثْماً، فَهُوَ مَأْثُومٌ. ابْنُ سِيدَهْ: أَثَمَه اللَّهُ يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَثَمَه اللَّهُ يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إِذا جَازَاهُ جَزَاءَ الإِثْم، فَالْعَبْدُ مأْثومٌ أَي مَجْزِيٌّ جَزَاءَ إثْمه، وأَنشد الْفَرَّاءُ لنُصيب الأَسود؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ بنُصيب الأَسود المَرواني وَلَا بنُصيب الأَبيض الْهَاشِمِيِّ: وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ فِي أَن ذَكَرْتُها، ... وعَلَّلْتُ أَصحابي بِهَا لَيْلة النفْرِ؟ ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً صورتُها: لَمْ يقُل ابْنُ السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب الْمَرْوَانِيِّ، وإِنما الشِّعْرُ لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مَوْلَى بَنِي الحُبَيك بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ ابن كِنانة، يَعْنِي هَلْ يَجْزِيَنّي اللَّهُ جَزَاءَ إِثْمِي بأَن ذَكَرْتُ هَذِهِ المرأَة فِي غِنائي، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الثَّاءِ وَضَمِّهَا، وَقَالَ فِي الْحَاشِيَةِ الْمَذْكُورَةِ: قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ السِّيرَافِيُّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يغلَط فِي هَذَا الْبَيْتِ، يَرْوِيهِ النَّفَرْ، بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَقِيلَ: هَذَا الْبَيْتُ مِنَ الْقَصِيدِ الَّتِي فِيهَا: أَما وَالَّذِي نادَى مِنَ الطُّور عَبْدَه، ... وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر لَقَدْ زَادَنِي للجَفْر حُبًّا وأَهِله، ... ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى عَلَى الجَفْر وَهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ فِي أَن ذَكَرْتُها، ... وعَلَّلْتُ أَصحابي بِهَا لَيْلَةَ النَّفْر؟

وطيَّرْت مَا بِي مِنْ نُعاسٍ وَمِنْ كَرىً، ... وَمَا بالمَطايا مِنْ كَلال وَمِنْ فَتْرِ والأَثامُ: جَزاء الإِثْم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَلْقَ أَثاماً ، أَراد مُجازاة الأَثام يَعْنِي الْعُقُوبَةَ. والأَثامُ والإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. وسأَل مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ يُونُسَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَلْقَ أَثاماً ، قَالَ: عُقوبةً؛ وأَنشد قَوْلَ بِشْرٍ: وَكَانَ مقامُنا نَدْعُو عَلَيْهِمْ، ... بأَبْطَح ذِي المَجازِ لَهُ أَثامُ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: لَقِي فُلَانٌ أَثامَ ذَلِكَ أَي جَزاء ذَلِكَ، فإِنَّ الْخَلِيلَ وَسِيبَوَيْهِ يَذْهَبَانِ إِلى أَن مَعْنَاهُ يَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ وَقَوْلُ شَافِعٍ اللَّيْثِيِّ فِي ذَلِكَ: جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حَيْثُ أَمْسَى ... عَقُوقاً، والعُقوقُ لَهُ أَثامُ أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وَهِيَ قَطِيعَةُ الرَّحِم. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَثامُ فِي جُمْلَةِ التَّفْسِيرِ عُقوبة الإِثمِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى، يَلْقَ أَثاماً ، قِيلَ: هُوَ وادٍ فِي جَهَنَّمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي أَن مَعْنَاهُ يَلْقَ عِقابَ الأَثام. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن عَضَّ عَلَى شِبذِعِه سَلِمَ مِنَ الأَثام ؛ الأَثامُ، بِالْفَتْحِ: الإِثمُ. يُقَالُ: أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً، وَقِيلَ: هُوَ جَزاء الإِثمِ، وشِبْذِعُه لِسَانُهُ. وآثَمه، بِالْمَدِّ: أَوقعه فِي الإِثمِ؛ عَنِ الزجَّاج؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: بَلْ قُلْت بَعْض القَوْمِ غَيْرُ مُؤْثِمِ وأَثَّمه، بِالتَّشْدِيدِ: قَالَ لَهُ أَثِمْت. وتأَثَّم: تحَرَّجَ مِنَ الإِثمِ وكَفَّ عَنْهُ، وَهُوَ عَلَى السَّلْب، كَمَا أَن تَحَرَّجَ عَلَى السّلْب أَيضاً؛ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً، ... إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هُوَ الإِثمُ وَرَجُلٌ أَثَّامٌ مِنْ قَوْمٍ آثِمِينَ، وأَثِيمٌ مِنْ قَوْمٍ أُثَماء. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَثِيمُ الْفَاجِرُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عُنِيَ بِهِ هُنَا أَبو جَهْلِ بْنُ هِشام، وأَثُومٌ مِنْ قوْم أُثُمٍ؛ التَّهْذِيبُ: الأَثِيمُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِمَعْنَى الآثِم. يُقَالُ: آثَمَهُ اللهُ يُؤْثمه، عَلَى أَفْعَله، أَي جَعَلَهُ آثِماً وأَلفاه آثِماً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يُلَقِّنُ رَجُلًا إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ طَعام الأَثِيم ، وَهُوَ فَعِيل مِنَ الإِثم. والمَأْثَم: الأَثامُ، وَجَمْعُهُ المَآثِم. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ والمَغْرَمِ ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ الَّذِي يَأْثَمُ بِهِ الإِنسان أَو هُوَ الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً لِلْمَصْدَرِ مَوْضِعَ الِاسْمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرَ أَثِمَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع بِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: فَلَا لَغْوٌ وَلَا تأْثيمَ فِيهَا، ... وَمَا فاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ والإِثمُ عِنْدَ بَعْضِهِمُ: الْخَمْرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَرِبْتُ الإِثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلي، ... كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما سمَّاها إِثْماً لأَن

شُرْبها إِثْم، قَالَ: وَقَالَ رَجُلٌ فِي مَجْلِسِ أَبي الْعَبَّاسِ: نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا، ... وتَرى المِسْكَ بَيْنَنَا مُسْتَعارا أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قَالَ: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، وَيُقَالُ: هُوَ المَكُّوكُ الفارسيُّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرفاه، وَيُقَالُ: هُوَ إِناء كَانَ يشرَب فِيهِ الملِك. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَلَيْسَ الإِثمُ مِنْ أَسماء الْخَمْرِ بِمَعْرُوفٍ، وَلَمْ يَصِحَّ فِيهِ ثَبَتٌ صَحِيحٌ. وأَثِمَتِ النَّاقَةُ الْمَشْيَ تأْثَمُه إِثْماً: أَبطأَت؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الأَعشى: جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف، ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا يُقَالُ: نَاقَةٌ آثِمَةٌ وَنُوقٌ آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ كَذِبَ هَاهُنَا خَفِيفَةُ الذَّالِ، قَالَ: وَحَقُّهَا أَن تَكُونَ مُشَدَّدَةً، قَالَ: وَلَمْ تَجِئْ مُخَفَّفَةً إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ، قَالَ: والآثِمات اللَّاتِي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن عَلَى الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ. أجم: أَجَمَ الطعامَ واللَّبنَ وغيرَهما يَأْجِمُه أَجْماً وأَجِمَهُ أَجَماً: كَرِهَه ومَلَّه مِنَ المُداومةِ عَلَيْهِ، وَقَدْ آجَمَهُ. الكسائي وأَبو زَيْدٍ: إِذا كَرِه الطعامَ فَهُوَ آجِمٌ، عَلَى فَاعِلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ عَلَى فَعِل فَقَالَ: أَجِمَ يَأْجَم فَهُوَ أَجِمٌ، وسَنِقَ فَهُوَ سَنِقٌ. اللَّيْثُ: أَكلْتُه حَتَّى أَجِمْتُه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لَهُ عَمْرو بْنُ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا تَسْأَل عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرَتُه. وأَجِمَ النساءَ أَي كَرِهَهُنَّ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ فَقَالَ: جادَتْ بمَطْحونٍ لَهَا لَا تَأْجِمُهْ، ... تَطْبُخُه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ، يَمْسُد أَعْلى لَحْمِه ويَأْدِمُه يَصِفُ إِبلًا جادتْ لَهَا المَراعي باللبَن الَّذِي لَا يَحْتَاجُ إِلَى الطَّحْن كَمَا يُطْحنُ الحبُّ، وَلَيْسَ اللبَن مِمَّا يَحتاج إِلى الطَّحْن بَلِ الضُّرُوعُ طَبَخَتْه، وَيُرِيدُ بِتَأْدِمُه تُخْلَطُ بأُدْمٍ، وعَنى بالأُدْم مَا فِيهِ مِنَ الدَّسَم، يُرِيدُ أَن اللبَن يَشُدُّ لَحْمُهُ، وَمَعْنَى يأْدمه يشدُّه ويُقَوّيه؛ يُقَالُ: حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه، يُرِيدُ أَن شرْب اللبَن قَدْ شدَّ لَحْمَهُ ووثَّقَه؛ وَقَالَ الرَّاعِي: خَمِيص البَطْن قَدْ أَجِمَ الْحَسَارَا «1» . أَي كَرِهَه، وتَأَجَّمَ النهارُ تَأَجُّماً: اشتدَّ حَرُّه. وتَأَجَّمَت النَّارُ: ذَكَتْ مِثَالُ تأَجَّجَتْ، وإِن لَهَا لأَجيماً وأَجيجاً؛ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ أَيوب العَنْبري: ويَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ، ... حَمَلْنَ عَلَيْهِ الجِذْل حَتَّى تَأَجّما رَمَيْت بنفْسي فِي أَجِيج سَمُومِه، ... وبالعَنْسِ حَتَّى جَاشَ مَنْسِمُها دَما وَيُقَالُ مِنْهُ: أَجِّمْ نَارَكَ. وتأَجَّمَ عَلَيْهِ: غَضِب مِنْ ذَلِكَ. وَفُلَانٌ يَتأَجَّم عَلَى فُلَانٍ: يَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ عَلَيْهِ وتَلَهَّف. وأَجَمَ الماءُ: تَغَيَّرَ كأَجَنَ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ميمَها بدَلٌ مِنَ النُّونِ؛ وأَنشد لِعَوْفِ بْنِ الخَرِع: وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياض تَسوفُهُ، ... وَلَوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما «2».

_ (1). قوله [الحسارا] كذا في النسخ بحاء مهملة، والحسار، بالفتح: عُشْبَةٌ خَضْرَاءُ تُسَطَّحُ عَلَى الأَرض وَتَأْكُلُهَا الْمَاشِيَةُ أَكْلًا شديداً كما تقدم في مادة حسر (2). قوله [تسوفه] كذا في الأَصل هنا، وفي مادة مرر وفي التكلمة والتهذيب: تسوفها

هَكَذَا أَنشده بِالْمِيمِ. الأَصمعي: ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كَانَ متغيِّراً، وأَراد ابنُ الخَرِع آجِناً، وَقِيلَ: آجِمٌ بِمَعْنَى مَأْجومٍ أَي تَأْجِمُه وتَكْرَهه. وَيُقَالُ: أَجَمْت الشَّيْءَ إِذا لَمْ يُوافِقْك فكَرِهته. والأُجُمُ: حِصْن بَناه أَهلُ الْمَدِينَةِ مِنْ حِجَارَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الأُجُمُ الحِصْن، وَالْجَمْعُ آجامٌ. والأُجْمُ، بِسُكُونِ الْجِيمِ: كُلُّ بَيْتٍ مُرَبَّع مُسَطَّح؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ: كلُّ بَيْتٍ مربَّع مُسَطَّح أُجُم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وتَيْماءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَةٍ ... وَلَا أُجُماً إِلّا مَشِيداً بِجَنْدلِ «1» . قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي هُوَ يخفَّف ويثقَّل، قَالَ: وَالْجَمْعُ آجامٌ مِثْلُ عُنُق وأَعْناق. والأَجَمُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ قُرْب الفَراديس. التَّهْذِيبُ: الأَجَمَة مَنْبت الشَّجَرِ كالغَيْضة وَهِيَ الْآجَامُ. والأُجُمُ: القَصْر بِلُغَةِ أَهل الْحِجَازِ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تَوارَتْ بآجامِ الْمَدِينَةِ أَي حُصونها، وَاحِدُهَا أُجُم، بِضَمَّتَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ. والأَجَمَة الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الملتفُّ، وَالْجَمْعُ أُجْمٌ وأُجُمٌ وأُجَمٌ وآجامٌ وإِجامٌ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْآجَامُ والإِجامُ جَمْعَ أَجَمٍ، وَنَصَّ اللِّحْيَانِيُّ عَلَى أَن آجَامًا جَمْعُ أَجَمٍ. وتأَجّم الأَسدُ: دخَل فِي أَجَمَتِه؛ قَالَ: مَحَلًّا، كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً ... بِهِ كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ الْجَوْهَرِيُّ: الأَجَمَةُ مِنَ القَصَب، وَالْجَمْعُ أَجَماتٌ وأُجَمٌ وإِجامٌ وآجامٌ وأُجُمٌ، كَمَا سَنَذْكُرُهُ «2». فِي أَكَم إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. أدم: الأُدْمةُ: القَرابةُ والوَسيلةُ إِلى الشَّيْءِ. يُقَالُ: فُلَانٌ أُدْمَتي إِليك أَي وَسيلَتي. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا أُدْمةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ، وَقِيلَ: الأُدْمة الخُلْطة، وَقِيلَ: المُوافَقةُ. والأُدْمُ: الأُلْفَةُ والاتِّفاق؛ وأَدَمَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ يَأْدِمُ أَدْماً. وَيُقَالُ: آدَم بَيْنَهُمَا يُؤْدِمُ إِيداماً أَيضاً، فَعَل وأَفْعَل بِمَعْنًى؛ وأَنشد: والبِيضُ لَا يُؤْدِمْنَ إِلَّا مُؤْدَما أَي لَا يُحْبِبْنَ إِلَّا مُحَبَّباً موضِعاً «3». وأَدَمَ: لأَمَ وأَصْلَح وأَلَّفَ ووفَّق وَكَذَلِكَ آدَمَ يُؤْدِمُ، بِالْمَدِّ، وَكُلُّ مُوافِقٍ إِدامٌ؛ قَالَتْ غَادِيَةُ الدُّبَيْرِيَّة: كَانُوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه قَالَ لِلْمُغِيرَةَ بْنِ شُعبة وخَطَبَ امرأَة لَوْ نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُؤدَم بَيْنَكُمَا يَعْنِي أَن تَكُونَ بَيْنَهُمَا المحبَّة والاتِّفاق؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا أَرى الأَصل فِيهِ إِلا مِنْ أَدْمِ الطَّعَامِ لأَن صَلاحَه وطِيبَه إِنما يَكُونُ بالإِدامِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ طَعَامٌ مَأْدُومٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وإِدامُ اسْمُ امرأَة مِنْ ذَلِكَ؛ وأَنشد: أَلا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها إِدامُ، ... وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ «4» . وأَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً: خَلَطه. وَفُلَانٌ أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون. وأَدَمَهم

_ (1). في معلَّقة إمرئ القيس: ولا أُطُماً بدل أُجماً (2). قوله [كما سنذكره إلخ] عبارة الجوهري: كما قلناه في الأكمة (3). قوله [إلا محبباً موضعاً] الذي في التهذيب: إلا محبباً موضعاً لذلك (4). قوله [زمام] كذا في الأصل، وشرح القاموس بالزاي، ولعله بالراء

يَأْدُمُهم أَدْماً: كَانَ لَهُمْ أَدَمَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. التَّهْذِيبُ: فُلَانٌ أَدَمَةُ بَنِي فُلَانٍ، وَقَدْ أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الَّذِي عَرّفهم النَّاسَ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ جعلتُ فُلَانًا أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم. والإِدامُ: مَعْرُوفٌ مَا يُؤْتَدَمُ بِهِ مَعَ الْخُبْزِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ الإِدام الخَلُ ؛ الإِدام، بِالْكَسْرِ، والأُدْمُ، بِالضَّمِّ: مَا يُؤْكَلُ بِالْخُبْزِ أَيَّ شَيْءٍ كَانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيِّدُ إِدامِ أَهْل الدُّنيا وَالْآخِرَةِ اللحمُ ؛ جَعَلَ اللَّحْمَ أُدْماً وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ لَا يَجْعَلُهُ أُدْماً وَيَقُولُ: لَوْ حَلَفَ أَن لَا يَأْتَدِمَ ثُمَّ أَكل لَحْماً لَمْ يحنَث، وَالْجَمْعُ آدِمةٌ وَجَمْعُ الأُدْمِ آدامٌ، وَقَدِ ائتَدَمَ بِهِ. وأَدَمَ الْخُبْزَ يَأْدِمُه، بِالْكَسْرِ، أَدْماً: خَلَطَهُ بالأُدْم، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَدَمَ الخبزَ بِاللَّحْمِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا مَا الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ، ... فَذَاكَ أَمانَة اللَّهِ الثَّريدُ وَقَالَ آخَرُ: تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ قَالَ: وَشَاهِدُ الإِدامِ قولُ الشَّاعِرِ: الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي: ... الماءُ والفَثُّ بِلَا إِدامِ وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَد: أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم صِرْمَتها «1». وَفِي حَدِيثِ أَنس: وعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لَهَا فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وَجَعَلَتْ فِيهِ إِداماً يؤْكل، يُقَالُ فِيهِ بالمَدّ والقَصْر، وَرُوِيَ بِتَشْدِيدِ الدَّالِ عَلَى التَّكْثِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِقَوْمٍ فَقَالَ: إِنَّكم تَأْتَدِمون عَلَى أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حَتَّى تَكُونُوا شامَةً فِي النَّاسِ ، أَي إِنَّ لَكُمْ مِنَ الغِنى مَا يُصْلِحكم كالإِدامِ الَّذِي يُصلِح الخُبز، فإِذا أَصلَحتم حَالَكُمْ كنْتُم فِي النَّاسِ كالشَّامة فِي الجسَد تَظْهرون للناظِرين؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ كُتُبِ الْغَرِيبِ مَرْوِيّاً مَشْروحاً، وَالْمَعْرُوفُ فِي الرِّوَايَةِ: إِنكم قادِمون عَلَى أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم ، قَالَ: وَالظَّاهِرُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَنه سَهْوٌ. وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: فَوَاللَّهِ إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم. وَقَوْلُ امرأَة دُرَيد بْنِ الصِّمَّة حِينَ طلَّقها: أَبا فُلَانٍ، أَتُطَلِّقُني؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَبْثَثْتَك مَكْتُومي، وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي، وجئتُك باهِلًا غَيْرَ ذَاتِ صِرارٍ ؛ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن، وأَرادت أَنها لَمْ تَمْنَع مِنْهُ شَيْئًا كَالنَّاقَةِ الباهِلة الَّتِي لَمْ تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها مَن شَاءَ. وأَدَمَ القومَ: أَدَمَ لَهُمْ خُبْزَهم؛ أَنشد يَعْقُوبُ فِي صِفَةِ كِلَابِ الصَّيْدِ: فَهِيَ تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ، ... وتُؤْدِمُ الْقَوْمَ إِذا لَمْ تُغْبقِ «2» . وَقَوْلُهُمْ: سَمْنُهم فِي أَديمهم، يَعْنِي طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم رَاجِعٌ فِيهِمْ. التَّهْذِيبُ: مِنْ أَمثالهم: سَمْنُكم هُرِيقَ فِي أَدِيمِكم أَي فِي مَأْدُومِكم، وَيُقَالُ: فِي سِقائكم. والأَدِيمُ: الجِلْد مَا كَانَ، وَقِيلَ: الأَحْمَر، وَقِيلَ: هُوَ المَدْبوغُ، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ الأَفيق، وَذَلِكَ إِذا تَمَّ واحْمَرَّ، وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُهُمْ لِلْحَرْبِ فقال أَنشده

_ (1). قوله [وَإِنَّهَا لَتَأْدُمُهَا وَتَأْدُمُ صِرْمَتَهَا] ضبط في الأصل والنهاية بضم الدال (2). قوله [فهي تباري إلخ] هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة سهق على غير هذا الوجه وأتى بمشطورين بين هذين المشطورين

بعضهم للحرث بْنِ وَعْلة: وإِيَّاك والحَرْبَ الَّتِي لَا أَدِيمها ... صحيحٌ، وَقَدْ تُعْدَى الصِّحاحُ عَلَى السُّقْمِ إِنما أَراد لَا أَدِيمَ لَهَا، وأَراد عَلَى ذَوات السُّقْم، وَالْجَمْعُ آدِمَةٌ وأُدُمٌ، بِضَمَّتَيْنِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَنْ قَالَ رُسْل فسكَّنَ قَالَ أُدْمٌ، هَذَا مُطَّرِدٌ، والأَدَمُ، بِنَصْبِ الدَّالِ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِثْلُ أَفِيقٍ وأَفَقٍ. والآدامُ: جَمْعَ أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام، وإِن كَانَ هَذَا فِي الصِّفَةِ أَكثر، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جمع أَدَمٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ فِي خِطامِها ... حَمْراءَ مِنْ مكَّة، أَو حَرَامِها، أَو بَعْضِ مَا يُبْتاع مِنْ آدامِها والأَدَمَةُ: باطنُ الجلْد الَّذِي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها، وَقِيلَ: ظاهرهُ الَّذِي عَلَيْهِ الشعَر وَبَاطِنُهُ البَشَرة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَدَم جَمْعًا لِهَذَا بَلْ هُوَ الْقِيَاسُ، إِلَّا أَن سِيبَوَيْهِ جَعَلَهُ اسْمًا لِلْجَمْعِ ونَظَّره بأَفَيقٍ وَأَفَقٍ، وَهُوَ الأَدِيمُ أَيضاً. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْجِلْدِ إِهابٌ، وَالْجَمْعُ أُهُبٌ وأَهَبٌ، مُؤَنَّثَةٌ، فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلّا أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فَتَقُولَ: هِيَ الأَدَمُ والأَفَقُ. وَيُقَالُ: أَدِيمٌ وآدِمَةٌ فِي الْجَمْعِ الأَقلّ، عَلَى أَفعِلة. يُقَالُ: ثَلَاثَةُ آدِمةٌ وأَربعة آدِمةٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِرَجُلٍ مَا مالُكَ؟ فَقَالَ: أَقْرُنٌ وآدِمةٌ فِي المَنِيئةِ ؛ الآدِمةُ، بِالْمَدِّ: جَمْعُ أَديم مِثْلُ رَغِيف وأَرْغِفة، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي جَمْعِهِ أُدَم، والمَنِيئةُ، بِالْهَمْزِ: الدِّباغ. وآدَمَ الأَدِيمَ: أَظهر أَدَمَتَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: «1» فِي صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ المُؤْدَمِ وأَدِيمُ كُلِّ شَيْءٍ: ظاهِرُ جلْدِه. وأَدَمَةُ الأَرض: وجهُها؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ وجْهُ الأَرض أَديماً؛ قَالَ الأَعشى: يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية ... العَصْب، وَيَوْمًا أَدِيمُها نَغِلا وَرَجُلٌ مُؤْدَمٌ أَي مَحْبوب. وَرَجُلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: حاذقٌ مُجَرَّب قَدْ جَمَعَ لِيناً وشدَّةً مَعَ الْمَعْرِفَةِ بالأُمور، وأَصلُه مِنْ أَدَمَةِ الْجِلْدِ وبَشَرَته، فالبَشرةُ ظاهِرهُ وَهُوَ مَنْبتُ الشعَر. والأَدَمةُ: باطِنُه، وَهُوَ الَّذِي يَلي اللَّحْم، فَالَّذِي يُرَادُ مِنْهُ أَنه قَدْ جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ كَرِيمُ الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده؛ وَقَالَ الأَصمعي: فُلَانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هُوَ جَامِعٌ يصلُح للشدَّة والرَّخاء، وَفِي الْمَثَلِ: إِنما يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذُو البَشرةِ أَي يُعادُ فِي الدِّباغِ، وَمَعْنَاهُ إِنما يُعاتَب مَنْ يُرْجَى وَفِيهِ مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فِيهِ مُراجَعٌ. وَيُقَالُ: بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته، والأَدِيمُ إِذا نَغِلَتْ بَشَرَته فَقَدْ بَطَل. وَيُقَالُ: آدَمْتُ الْجِلْدَ بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ. وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: إِذا حَسُنَ مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها. وَفِي حَدِيثِ نَجبَة: ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة. يُقال لِلرَّجُلِ الْكَامِلِ: إِنه لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أَي جَمَعَ لينَ الأَدَمةِ ونُعُومَتَها، وَهِيَ بَاطِنُ الجِلْد، وشدَّة الْبَشَرَةِ

_ (1). قوله [قال العجاج] عبارة الجوهري في صلب: والصلب، بالتحريك، لغة في الصلب من الظهر، قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ امْرَأَةً: رَيَّا الْعِظَامِ فَخْمَةُ الْمُخَدَّمِ ... فِي صَلَبٍ مِثْلِ العِنانِ المُؤْدَمِ

وخُشونَتها، وَهِيَ ظَاهِرُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُقَالُ رَجُلٌ مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر عَلَى المؤدَم، قَالَ: والأَول أَعرف أَعني تَقْدِيمَ المُؤْدَمِ عَلَى المُبْشَر. وَقِيلَ: الأَدَمةُ مَا ظَهَرَ مِنْ جِلْدَةِ الرأْس. وأَدَمَةُ الأَرض: باطِنُها، وأَدِيُمها، وَجْهُها، وأَدِيمُ اللَّيْلِ: ظُلْمَتُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَدْ أَغْتَدِي والليلُ فِي جَرِيمِه، ... والصُّبْحُ قَدْ نَشَّمَ فِي أَدِيمهِ وأَدِيمُ النَّهَارِ: بَياضُه. حَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا رأَيته فِي أَدِيمِ نَهارٍ وَلَا سَوادِ لَيْلٍ، وَقِيلَ: أَدِيمُ النَّهَارِ عامَّته. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جئتُك أديمَ الضُّحي أَي عِنْدَ ارْتِفَاعِ الضُّحى. وأَديمُ السَّمَاءِ: مَا ظهَر مِنْهَا. وَفُلَانٌ بَرِيءُ الأَدِيمِ مِمَّا يُلْطخ بِهِ. والأُدْمَةُ: السُّمرةُ. والآدَمُ مِنَ النَّاسِ: الأَسْمَرُ. ابْنُ سِيدَهْ: الأُدْمةُ فِي الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بَيَاضًا، وَقِيلَ: هُوَ البياضُ الواضِحُ، وَقِيلَ: فِي الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بَيَاضًا وَفِي الإِنسان السُّمرة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُدْمةُ البياضُ، وَقَدْ أَدِمَ وأَدُمَ، فَهُوَ آدمُ، وَالْجَمْعُ أُدْمٌ، كسَّروه عَلَى فُعْل كَمَا كسَّروا فَعُولًا عَلَى فُعُل، نَحْوَ صَبور وصُبُرٍ، لأَن أَفْعَل مِنَ الثَّلَاثَةِ «2». وَفِيهِ كَمَا أَن فَعُولًا فِيهِ زِيَادَةٌ وَعِدَّةُ حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول، إِلَّا أَنهم لَا يثقِّلون الْعَيْنَ فِي جَمْعِ أَفْعَل إِلَّا أَن يُضطَرَّ شَاعِرٌ، وَقَدْ قَالُوا فِي جَمْعِهِ أُدْمانٌ، والأُنثى أَدْماءُ وَجَمْعُهَا أُدْمٌ، وَلَا يُجْمَعُ عَلَى فُعْلان؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: والجِيدُ، مِنْ أُدْمانَةٍ، عَتُودُ عِيبَ عَلَيْهِ فَقِيلَ: إِنما يُقَالُ هِيَ أَدْماءُ، والأُدْمان جَمْعٌ كأَحْمَر وحُمْران، وأَنت لَا تَقُولُ حُمْرانة وَلَا صُفْرانة، وَكَانَ أَبو عَلِيٍّ يَقُولُ: بُنيَ مِنْ هَذَا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قُرَيْش الإِبلِ أُدْمُها وصُهْبَتُها، يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلى تَفْضِيلِهَا عَلَى سَائِرِ الإِبلِ، وَقَدْ أَوضحوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ: خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فَجَعَلُوهُمَا خيرَ أَنواع الإِبل، كَمَا أَنّ قُرَيْشاً خيرُ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لمَّا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِن كنتَ تُريد النِّسَاءَ البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْكَ بِبَنِي مُدْلِجٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأُدْم جَمْعُ آدَمَ كأَحْمَر وحُمْر. والأُدْمة فِي الإِبل: الْبَيَاضُ مَعَ سَوَادِ المُقْلَتَيْن، قَالَ: وَهِيَ فِي النَّاسِ السُّمرة الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أُدْمة الأَرض، وَهُوَ لَوْنُها، قَالَ: وَبِهِ سُمِّي آدَمُ أَبو البَشَر، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. اللَّيْثُ: والأُدْمةُ فِي النَّاسِ شُرْبةٌ مِنْ سَواد، وَفِي الإِبِل والظِّباء بَياض. يُقَالُ: ظَبْيَة أَدْماء، قَالَ: وَلَمْ أَسمع أَحداً يَقُولُ للذُّكور مِنَ الظِّباء أُدْمٌ، قَالَ: وَإِنْ قِيلَ كَانَ قِيَاسًا. وَقَالَ الأَصمعي: الآدَمُ مِنَ الإِبل الأَبْيض، فإِن خَالَطَتْهُ حُمْرة فَهُوَ أَصْهب، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فَهُوَ مُدَمًّى. قَالَ: والأُدْمُ مِنَ الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرة، فإِن كَانَتْ خَالِصَةَ البَياض فَهِيَ الآرامُ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ أَحمد بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ قَالَ: كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بْنِ أُخت الْوَزِيرِ فَقَالَ لَنَا يَوْمًا، وَكَانَ ابنُ السِّكِّيتِ حَاضِرًا: مَا تَقولْ فِي الأُدْمِ مِنَ الظِّباء؟ فَقَالَ: هِيَ البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بَيْنَ لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِليَّ وَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبا جَعْفَرٍ؟ فَقُلْتُ؟ الأُدْمُ عَلَى ضَرْبين: أَما التي

_ (2). قوله [لأَن أَفْعَلَ مِنَ الثَّلَاثَةِ إلخ] هكذا في الأَصل، ولعله لأن أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا إلخ

مَساكنها الجِبال فِي بِلاد قَيْس فَهِيَ عَلَى مَا وَصَف، وأَما الَّتِي مَساكنها الرمْل فِي بِلَادِ تَميم فَهِيَ الخَوالِص البَياض، فأَنكر يَعْقُوبُ واستأْذن ابنُ الأَعرابي عَلَى تَفِيئَةِ ذَلِكَ فَقَالَ أَبو أَيوب: قَدْ جَاءَكُمْ مَن يفصِل بَيْنَكُمْ، فدَخَل، فَقَالَ لَهُ أَبو أَيوب: يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الأُدْم مِنَ الظِّباء؟ فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عَنْ لِسَانِ ابْنِ السكِّيت، فَقُلْتُ: يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي ذِي الرُّمَّةِ؟ قَالَ: شَاعِرٌ، قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي قَصِيدَتِهِ صَيْدَح «1»؟ قَالَ: هُوَ بِهَا أَعرف مِنْهَا بِهِ، فأَنشدته: مِنَ المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ ... حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحى فِي مَتْنِها يَتَوَضَّح فَسَكَتَ ابنُ الأَعرابي وَقَالَ: هِيَ الْعَرَبُ تَقُولُ مَا شَاءَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: الأُدْمُ مِنَ الظِّباء ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فِيهَا غُبْرة، زَادَ غَيْرُهُ: وتسكُن الجِبال، قَالَ: وَهِيَ عَلَى أَلْوان الْجِبَالِ؛ يُقَالُ: ظَبْية أَدْماء؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرِ ذِي الرُّمَّةِ أُدْمانة؛ قَالَ: أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلًا: ... أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَجاليد جَمْعُ أَجْلاد، وأَجْلاد جَمْعُ جَلَد، وَهُوَ مَا صَلُب مِنَ الأَرض، وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مِثْلُ حُمْران وسُودان وَلَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أُدْمانةٌ وأُدْمان مِثْلُ خُمْصانة وخُمْصان، فَجَعَلَهُ مُفرداً لَا جَمْعًا، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ قَوْلُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والأُدْمة فِي الإِبِلِ الْبَيَاضُ الشَّدِيدُ. يُقَالُ: بَعِيرٌ آدَم وَنَاقَةٌ أَدْماء، وَالْجَمْعُ أُدْمٌ؛ قَالَ الأَخْطل فِي كَعْب بْنِ جُعَيْل: فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كَمَا ضَجْرَ بازِلٌ ... مِنَ الأُدْمِ، دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ وَيُقَالُ: هُوَ الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن. واختُلف فِي اشتِقاق اسْمِ آدَم فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق مِنْ أَدَمةِ الأَرض، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لأُدْمةٍ جعلَها اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: آدَمُ أَصله بِهَمْزَتَيْنِ لأَنه أَفْعَل، إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثَّانِيَةَ، فإِذا احتَجْت إِلى تَحْرِيكِهَا جَعَلْتَهَا وَاوًا وَقُلْتَ أَوادِم فِي الْجَمْعِ، لأَنه لَيْسَ لَهَا أَصل فِي الْيَاءِ مَعْرُوفٌ، فَجُعِلَ الغالبُ عَلَيْهَا الْوَاوُ؛ عَنِ الأَخفش؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كُلُّ أَلِف مَجْهُولَةٍ لا يُعْرَف عمَّا ذا انْقِلابُها، وَكَانَتْ عَنْ هَمْزَةٍ بَعْدَ هَمْزَةٍ يَدْعُو أَمْرٌ إِلى تَحْرِيكِهَا، فإِنها تبدَل وَاوًا حَمْلًا عَلَى ضَوارب وضُوَيْرب، فَهَذَا حكمُها فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلا أَن تَكُونَ طَرفاً رَابِعَةً فَحِينَئِذٍ تُبْدَلُ يَاءً؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ «2»: يَقُولُ أَهلُ اللُّغَةِ إِنَّ اشْتِقاق آدَمَ لأَنه خُلِق مِنْ تُراب، وَكَذَلِكَ الأُدْمةُ إِنَّما هِيَ مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب؛ وَقَوْلُهُ: سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا فِي آدَمٍ، ... بَلَغُوا بِهَا غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا جَعَلَ آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قَالَ بَلَغوا بِهَا، فأَنّث وجمَع وَصَرَفَ آدَمَ ضرورة؛ وقوله:

_ (1). قوله [في قصيدته صيدح] هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس، ولعله في قصيدته في صيدح لأَنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها (2). قوله [وقال الزجاج إلخ] كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وَقَالَ الزَّجَّاجُ يَقُولُ أَهْلُ اللغة في آدم إِن اشتقاقه من أديم الأَرض لأَنه خُلِقَ مِنْ تُرَابِ

الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى فِي الشِّيَمْ، ... وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ قِيلَ: أَراد آدَم، وَقِيلَ: أَراد الأَرض؛ قَالَ الأَخفش: لو جعلت في الشِّعْرِ آدَم مَعَ هَاشِمٍ لجَاز؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا هُوَ الْوَجْهُ القويُّ لأَنه لَا يحقِّق أَحدٌ همزةَ آدَم، وَلَوْ كَانَ تحقيقُها حَسَناً لَكَانَ التحقيقُ حَقيقاً بأَن يُسْمَع فِيهَا، وإِذا كَانَ بَدلًا البتَّة وجَب أَن يُجْرى عَلَى مَا أَجْرَتْه عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ مُراعاة لفظِه وَتَنْزِيلِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ الزَّائِدَةِ الَّتِي لَا حظَّ فِيهَا لِلْهَمْزَةِ نَحْوَ عَالِمٍ وَصَابِرٍ، أَلا تَراهم لِمَا كَسَّرُوا قَالُوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم؟ والأَدَمانُ فِي النَّخْل: كالدَّمانِ وَهُوَ العَفَن، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛: وَقِيلَ: الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ فِي قلْب النَّخْلة وَهُوَ وَدِيُّه؛ عَنْ كُراع، وَلَمْ يَقُلْ أَحَد فِي القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلَّا هُوَ. والأَدَمان: شَجَرَةٌ؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعها إِلا مِنْ شُبَيْل بْنِ عَزْرَةَ. والإِيدامةُ: الأَرضُ الصُّلْبة مِنْ غَيْرِ حِجَارَةٍ مأْخوذة مِنْ أَديم الأَرض وَهُوَ وَجْهُها. الْجَوْهَرِيُّ: الأَياديمُ مُتون الأَرض لَا وَاحِدَ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ أَن وَاحِدَتَهَا إِيدامة، وَهِيَ فِيعَالَةُ مِنْ أَدِيم الأَرض؛ وَكَذَا قَالَ الشَّيْبَانِيُّ وَاحِدَتُهَا إِيدامةٌ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: كَمَا رَجَا مِنْ لُعابِ الشمْسِ، إِذ وَقَدَتْ، ... عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ الأَصمعي: الإِيدامةُ أَرض مُسْتَوِية صُلْبة لَيْسَتْ بالغَليظة، وَجَمْعُهَا الأَياديمُ، قَالَ: أُخِذَتِ الإِيدامةُ مِنَ الأَديمِ؛ قَالَ ذُو الرمَّة: كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ مَحُوبَةٌ ... عَنْهَا الجِلالُ، إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ «1» . وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب: يَعْنِي الإِبل الَّتِي أُهْدِيَتْ إِلى مَكَّةَ جُلِّلَتْ بالجِلال. وَقَالَ: الإِيدامةُ الصُّلْبة مِنْ غَيْرِ حِجَارَةٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الإِيدامةُ مِنَ الأَرض السَّنَد الَّذِي لَيْسَ بِشَدِيدِ الإِشْراف، وَلَا يَكُونُ إِلا فِي سُهول الأَرض، وَهِيَ تَنْبُتُ وَلَكِنْ فِي نَبْتِها زُمَرٌ، لِغِلَظِ مَكَانِهَا وقِلَّة اسْتقْرار الْمَاءِ فِيهَا. وأُدمى، عَلَى فُعَلى، والأُدَمى: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: الأُدَمى أَرض بِظَهْرِ الْيَمَامَةِ. وأَدام: بَلَدٌ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: لَقَدْ أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ، ... وساقَتْه المَنِيَّةُ مِنْ أَدَامَا وأُدَيْمَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: كأَن بَني عَمْرو يُرادُ، بِدَارِهِمْ ... بِنَعْمانَ، راعٍ فِي أُدَيْمَةَ مُعْزبُ يَقُولُ: كأَنهم مِنِ امتناعِهم عَلَى مَن أَرادهم فِي جَبَل، وإِن كَانُوا فِي السَّهْل. أرم: أَرَمَ ما عَلَى الْمَائِدَةِ يَأْرِمهُ: أَكله؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَرَمَتِ الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْماً: أَكَلَتْ. وأَرَمَ عَلَى الشَّيْءِ يَأْرِمُ، بِالْكَسْرِ، أَي عَضَّ عَلَيْهِ. وأَرَمَه أَيضاً: أَكَلَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

_ (1). قوله [كأنهن ذرى إلخ] الشطر الأول في الأصل من غير نقط، وكتب في هامش الأصل وشرح القاموس: كأنهن ذرى هدي بمجوبة ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا، ولعل عنها في البيت بمعنى عليها كما يؤخذ من تفسيره

ويَأْرِمُ كلَّ نابِتَةٍ رِعاءً، ... وحُشَّاشاً لهنَّ وحاطِبينا أَي مِنْ كَثْرَتِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ ونأْرِم، بِالنُّونِ، لأَن قَبْلَهُ: تَضِيقُ بِنَا الفِجاجُ، وهُنَّ فِيجٌ، ... ونَجْهَرُ ماءَها السَّدِمَ الدَّفِينا وَمِنْهُ سنَةٌ آرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلة. وَيُقَالُ: أَرَمَتِ السنَةُ بأَموالنا أَي أَكَلت كُلَّ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرَمَتِ السَّائِمَةُ المَرْعَى تَأْرِمُه أَتَتْ عَلَيْهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. وَمَا فِيهِ إِرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرس. والأُرَّمُ: الأَضراس؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنه جَمْعُ آرِمٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَحْرُقُ عَلَيْكَ الأُرَّم إِذا تغَيَّظ فَحكَّ أَضْراسه بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، وَقِيلَ: الأُرّمُ أَطراف الأَصابع. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا هُوَ يَعْلُك عَلَيْهِ الأُرَّم أَي يَصْرِف بأَنيابه عَلَيْهِ حَنَقاً؛ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمَى إِنَّما ... أَضْحَوا غِضاباً، يَحْرُقُونَ الأُرَّما أَنْ قُلْت: أَسْقَى الحَرَّتَيْنِ الدِّيمَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يصحُّ فَتْحُ أَنَّما إِلّا عَلَى أَن تَجْعَلَ أَحْماء مَفْعُولًا ثَانِيًا بإِسقاط حَرْفِ الْجَرِّ، تَقْدِيرُهُ نُبّئتُ عَنْ أَحْماء سُلَيمْى أَنَّهم فَعلوا ذَلِكَ، فإِن جَعَلْتَ أَحْماء مَفْعُولًا ثَانِيًا مِنْ غَيْرِ إِسقاط حَرْفِ الْجَرِّ كَسَرْتَ إِنَّما لَا غَيْرُ لأَنها المفعولُ الثالثُ، وَقَالَ أَبو رِيَاشٍ: الأُرَّمُ الأَنيابُ؛ وأَنشد لِعَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ الضَّبِّيِّ: بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حَبيبٍ، ... نُيُوبَهم عَلَيْنَا يَحْرُقُونَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ حَرَق فَقَالَ: حَرَقَ نابَه يَحْرُقه ويَحْرِقُه إِذا سَحَقَه حَتَّى يُسْمَعَ لَهُ صَرِيف. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ الأُرَّم الحِجارة؛ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: سأَلت نوحَ بْنَ جَرِيرِ بْنِ الخَطَفَى عَنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: يَلُوكُ مِنْ حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا قَالَ: الحَصَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ الأُرَّم الأَنياب هُنَا لِقَوْلِهِمْ يَحْرُق عَليَّ الأُرَّمَ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَرَقَ نابُ الْبَعِيرِ إِذا صوَّت. والأَرْمُ: الْقَطْعُ. وأَرَمَتْهم السنَةُ أَرْماً: قَطَّعَتْهُمْ. وأَرَمَ الرجلَ يَأْرِمهُ أَرْماً: ليَّنَه؛ عَنْ كُراع. وأَرْض أَرْماءُ ومَأْرُومَةٌ: لَمْ يُتْرَك فِيهَا أَصل وَلَا فَرْعٌ. والأَرُومةُ: الأَصْل. وَفِي حَدِيثِ عُمير بْنِ أَفْصى: أَنا مِنَ الْعَرَبِ فِي أَرُومة بِنائها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَرُومةُ بِوَزْنِ الأَكولة الأَصْل. وَفِيهِ كَيْفَ تَبْلُغك صَلاتُنا وَقَدْ أَرِمْتَ أَي بَلِيت؛ أَرِمَ المالُ إِذا فَنِيَ. وأَرض أَرِمةٌ: لَا تُنْبِتُ شَيْئًا، وَقِيلَ: إِنما هُوَ أُرِمْتَ مِنَ الأَرْمِ الأَكل، وَمِنْهُ قِيلَ للأَسْنان الأُرَّم؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَصله أَرْمَمْت أَي بَلِيت وَصِرْتَ رَمِيماً، فَحَذَفَ إِحدى الْمِيمَيْنِ كَقَوْلِهِمْ ظَلْت فِي ظَلِلْت؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَثِيرًا مَا تُرْوَى هَذِهِ اللَّفْظَةُ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَهِيَ لُغَةُ ناسٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي رَمَمَ. والإِرَمُ: حِجارة تُنْصَبُ عَلَماً فِي المَفازة، وَالْجَمْعُ آرامٌ وأُرُومٌ مِثْلُ ضِلَع وأَضْلاع وضُلوع. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا يوجَد فِي آرامِ الجاهليَّة وخِرَبها فِيهِ الخُمْس ؛ الْآرَامُ: الأَعْلام، وَهِيَ حِجَارَةٌ تُجْمَع وتنصَب فِي المَفازة يُهْتَدَى بِهَا، وَاحِدُهَا إِرَم

كعِنَب. قَالَ: وَكَانَ مِنْ عَادَةِ الْجَاهِلِيَّةِ أَنهم إِذا وَجَدُوا شَيْئًا فِي طَرِيقِهِمْ وَلَا يُمْكِنُهُمُ اسْتِصْحابُه تَرَكُوا عَلَيْهِ حِجَارَةً يعرفُونه بِهَا، حَتَّى إِذا عَادُوا أَخذوه. وَفِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع: لَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْت عَلَيْهِ آرَامًا. ابْنُ سِيدَهْ: الإِرَمُ والأَرِمُ الْحِجَارَةُ، والآرامُ الأَعْلام، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ أَعْلام عادٍ، واحدُها إِرَمٌ وأَرِمٌ وأَيْرَمِيٌّ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَرَمِيّ ويَرَمِيّ وإِرَمِيّ. والأُرومُ أَيضاً: الأَعْلام، وَقِيلَ: هِيَ قُبُور عادٍ؛ وعَمَّ بِهِ أَبو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: وساحِرة العُيون مِنَ المَوامي، ... تَرَقَّصُ فِي نَواشِرِها الأُرُومُ فَقَالَ: هِيَ الأَعْلام؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: حَتَّى تَعالى النِّيُّ فِي آرَامِهَا قَالَ: يَعْنِي فِي أَسْنِمَتِها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدْري إِن كَانَتِ الْآرَامُ في الأَصل الأَسْمة، أَوْ شبَّهها بِالْآرَامِ الَّتِي هِيَ الأَعْلام لعِظَمِها وطُولها. وإِرَمٌ: والِدُ عادٍ الأُولَى، وَمَنْ ترَك صَرْفَ إِرَمٍ جَعَلَهُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ، وَقِيلَ: إِرَمُ عادٌ الأَخيرة، وَقِيلَ: إرَم لبَلْدَتِهم الَّتِي كَانُوا فِيهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ، وَقِيلَ فِيهَا أَيضاً أَرامٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ، قَالَ: مَنْ لَمْ يُضِف جَعَلَ إِرَم اسمَه وَلَمْ يَصْرِفه لأَنه جَعَلَ عَادًا اسْمَ أَبيهم، وَمَنْ قرأَه بالإِضافة وَلَمْ يَصْرف جَعَلَهُ اسْمَ أُمّهم أَو اسْمَ بَلدةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ إِرَمَ ذاتِ العِماد ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهَا فَقِيلَ دِمَشق، وَقِيلَ غَيْرُهَا. والأَرُوم، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ: أَصْل الشَّجَرَةِ والقَرْن؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ يَهْجُو رَجُلًا: تَيْسَ تُيُوسٍ، إِذا يُناطِحُها ... يَأْلَمُ قَرْناً، أَرُومه نَقِدُ قَوْلُهُ: يَأْلَمُ قَرْناً أَي يَأْلَمُ قَرْنَه، وَقَدْ جَاءَ عَلَى هَذَا حُرُوفٌ منها قولهم: يَيْجَع ظَهراً، ويَشْتكي عَيْنًا أَي يَشْتَكي عَينَه، وَنُصِبَ تَيْسَ عَلَى الذَّمِّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي جُنْدُبٍ الْهُذَلِيِّ: أَولئك نَاصِرِي وهُمُ أُرُومِي، ... وبَعْضُ الْقَوْمِ لَيْسَ بذِي أُرُومِ وَقَوْلُهُمْ: جَارِيَةٌ مَأْرُومَةٌ حسَنة الأَرْمِ إِذا كَانَتْ مَجْدُولة الخَلْق. وإِرَمٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ مُرَقِّش الأَكْبَرُ: فاذْهَبْ فِدىً لَكَ ابْنُ عَمّك لائحا ... «1» ... الأَشيبة وإِرَمْ والأُرُومةُ والأَرُومة، الأَخيرة تميمة: الأَصلُ، وَالْجَمْعُ أُرُومٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لَهُم فِي الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ، ... وَكَانَ لِكُلِّ ذِي حَسَب أُرُومُ والأَرامُ: مُلْتقى قَبائِلِ الرأْس. ورَأْس مُؤَرَّمٌ: ضخْم القَبائل. وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمةٌ واسِعَةُ الأَعْلى. وَمَا بالدَّارِ أَرِمٌ وأَرِيمٌ وإِرَميٌّ وأَيْرَميّ وإِيْرَمِيّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وأَبي عُبَيْدٍ، أَي مَا بِهَا أَحَدٌ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الجَحْد؛ قَالَ زُهَيْرٌ: دارٌ لأَسْماء بالغَمْرَيْنِ ماثِلةٌ، ... كالوَحْيِ لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِها أَرِمُ وَمِثْلُهُ قول الآخر:

_ (1). هنا بياض في الأصل

تِلْكَ القُرونُ وَرِثْنا الأَرضَ بَعْدَهُمُ، ... فَمَا يُحَسُّ عَلَيْهَا منهمُ أَرِمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ ابْنُ دَرَسْتَوَيْه يُخالف أَهل اللُّغَةِ فَيَقُولُ: ما بها آرِم، على فَاعِلٍ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَنْصِب الأَرَمَ وَهُوَ العَلَم، أَي مَا بِهَا ناصِبُ عَلَم، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ مَا بِهَا أَرِمٌ، عَلَى وَزْنِ حَذِرٍ، وبيتُ زُهَيْرٍ وَغَيْرِهِ يَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِهِمْ، قَالَ: وَعَلَى أَنه أَيضاً حَكَى القَزَّاز وَغَيْرُهُ آرِم، قَالَ: وَيُقَالُ مَا بِهَا أَرَمٌ أَيضاً أَي مَا بِهَا علَم. وأَرَمَ الرجلَ يَأْرِمُه أَرْماً: لَيَّنه. وأَرَمْتُ الحَبْل آرِمُه أَرْماً إِذا فَتَلْتَه فَتْلًا شَدِيدًا. وأَرَمَ الشيءَ يَأْرِمُه أَرْماً: شدَّه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ وَيُرْوَى بِالزَّايِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي أَجم. وَآرَامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: مِن ذاتِ آرامٍ فجَنبَي أَلعسا «2» . وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْر إِرَمٍ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الرَّاءِ الْخَفِيفَةِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ مِنْ دِيَارِ جُذام، أَقْطَعَه سيدُنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَنِي جِعال بْنِ رَبيعة. أزم: الأَزْمُ: شدَّةُ العَضِّ بالفَمِ كلِّه، وَقِيلَ بالأَنْياب، والأَنْيابُ هِيَ الأَوازِمُ، وَقِيلَ: هُوَ أَنَ يَعَضَّه ثُمَّ يكرِّر عَلَيْهِ وَلَا يُرْسِله، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْبِض عَلَيْهِ بِفِيهِ، أَزَمه، وأَزَمَ عَلَيْهِ يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً، فَهُوَ آزِمٌ وأَزُومٌ، وأَزَمْت يَد الرجُل آزِمُها أَزْماً، وَهِيَ أَشدُّ العَضِّ. قَالَ الأَصمعي: قَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ كَانَتْ لَنَا بَطَّة تَأْزِمُ أَي تَعَضُّ، وَمِنْهُ قِيلَ للسَّنة أَزْمَةٌ وأَزُومٌ وأَزامِ، بِكَسْرِ الْمِيمِ. وأَزَمَ الفرسُ عَلَى فأْسِ اللِّجام: قَبض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الصِّدِّيقِ: نَظَرْت يَوْمَ أُحُدٍ إِلى حَلَقة دِرْع قَدْ نَشِبَت فِي جَبين رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانْكَبَبْت لأَنْزِعَها، فأَقْسَم عليَّ أَبو عُبَيْدَةَ فأَزَمَ بِهَا بثَنيَّتيه فجَذبها جَذْباً رَفيقاً أَي عَضَّها وأَمْسكها بَيْنَ ثَنِيَّتَيْه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الكَنْز وَالشُّجَاعِ الأَقْرع: فإِذا أَخذه أَزَم فِي يَدِهِ أَي عَضَّها. والأَزْمُ: القطعُ بِالنَّابِ والسِّكِّين وَغَيْرِهِمَا. والأَوَازمُ والأُزَّمُ والأُزُمُ: الأَنْياب، فَوَاحِدَةُ الأَوازمِ آزِمةٌ، وَوَاحِدَةُ الأُزَّمِ آزِمٌ، وَوَاحِدَةُ الأُزُمِ أَزُومٌ. والأَزْمُ: الجَدْبُ والمَحْل. ابْنُ سِيدَهْ: الأَزْمة الشِّدَّةُ والقَحْط، وَجَمْعُهَا إِزَمٌ كبَدْرةٍ وبِدَر، وأَزْمٌ كتَمْرةٍ وتَمْر؛ قَالَ أَبو خِراش: جَزى اللهُ خَيْرًا خالِداً مِنْ مُكافِئٍ، ... عَلَى كلِّ حالٍ مِنْ رَخاء وَمِنْ أَزْمِ وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرًا لأَزَم إِذا عضَّ، وَهِيَ الوَزْمة أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي ، قَالَ: الأَزْمَة السَّنة المُجْدِبة. يُقَالُ: إِن الشدَّة إِذا تَتابَعت انْفَرَجَتْ وإِذا تَوالَتْ تَوَلَّت. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: أَن قُرَيْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شديدةٌ وَكَانَ أَبو طَالِبٍ ذَا عيالٍ. والأَوازمُ: السِّنُون الشَّدَائِدُ كالبَوازِم. وأَزَمَ عَلَيْهِمُ العامُ والدهرُ يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً: اشْتَدَّ قَحْطُه، وَقِيلَ: اشتدَّ وقَلَّ خَيرُه؛ وَسَنَةٌ أَزْمَةٌ وأَزِمَةٌ وأَزُومٌ وآزِمةٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: إِذا أَزَمَتْ بِهِمْ سَنةٌ أَزُوم وَيُقَالُ: قَدْ أَزَمت أَزامِ؛ قال:

_ (2). قوله [فجني ألعسا] هكذا في الأصل وشرح القاموس

أَهان لَهَا الطَّعامَ فَلَمْ تُضِعْه، ... غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزامِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَلِّيَ هَذَا الْبَيْتَ: أَهانَ لَهَا الطعامَ فَأَنْفَذَتْهُ، ... غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزُومُ وَيُقَالُ: نزلتْ بِهِمْ أَزامِ وأَزُومٌ أَي شدَّة. والمُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزَّمَانِ؛ أَنشد عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ الأَصمعي فِي رَجُلٍ خطَب إِليه ابنَته فردَّ الْخَاطِبَ: قَالُوا: تَعَزَّ فَلَسْتَ نائِلَها، ... حَتَّى تَمَرَّ حَلاوَةُ التَّمْرِ لَسْنا مِنَ المُتأَزِّمينَ، إِذا ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ أَي لَسْنا نُزَوِّجك هَذِهِ المرأَة حَتَّى تَعود حَلاوةُ التَّمْر مَرارةً، وَذَلِكَ مَا لَا يَكُونُ. والمُتَأَزِّمُ: المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزَّمان وشدَّتِه، واللَّمُوسُ: الَّذِي فِي نَسَبه ضَعَةٌ، أَي أَن الضعيفَ النسَب يفْرَح بالسَّنة المُجْدبة ليُرْغَب إِليه فِي مَالِهِ فيَنْكِحَ أَشْراف نِسائهم لحاجَتهم إِلى مَالِهِ. وأَزَمَتْهم السنةُ أَزْماً: استأْصَلَتهم، وَقَالَ شَمِرٌ: إِنما هُوَ أَرَمَتْهم، بِالرَّاءِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ. وَيُقَالُ: أَصابتنا أَزْمة وآزمةٌ أَي شِدَّةٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وأَزَمَ عَلَى الشَّيْءِ يَأْزِمُ أُزُوماً: واظَب عَلَيْهِ ولَزِمَه. وأَزَمَ بِضَيْعَته وَعَلَيْهَا: حَافَظَ. أَبو زَيْدٍ: الأُزُومُ المُحافظة عَلَى الضَّيْعَة. وتَأَزَّمَ القومُ إِذا أَطالوا الإِقامة بِدارهم. وأَزَمَ بصاحِبه يَأْزِمُ أَزْماً: لَزِقَ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَزَمَ الرجلُ بِصَاحِبِهِ إِذا لَزِمَه. وأَزَمَه أَيضاً أَي عَضَّه وأَزَمَ عَنِ الشَّيْءِ: أَمسك عَنْهُ. وأَزَمَ بِالْمَكَانِ أَزْماً: لَزِمَه. وأَزَمْتُ الحَبْلَ والعِنانَ والخَيْط وغيرَه آزِمُه أَزْماً: أَحكَمْت فَتْله وضَفْرَه، بِالرَّاءِ وَالزَّايِ جَمِيعًا، وَالرَّاءُ أَعرف، وَهُوَ مَأْزُومٌ. والأَزْمُ: ضرْب مِنَ الضَّفْر وَهُوَ الفَتْل. وأَزَمَ أَزْماً وأَزِمَ أَزَماً، كِلَاهُمَا: تقبَّض. والمَأْزِمُ: المَضِيق مِثْلُ المَأْزِلِ؛ وأَنشد الأَصمعي عَنْ أَبي مَهْدِيَّة: هَذَا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، ... وعِضَواتٌ تَمْشُق اللَّهازِما وَيُرْوَى عَصَوات، وَهِيَ جَمْعُ عَصاً. وتَمْشُق: تضرِب. والمأْزِم: كلُّ طَرِيقٍ ضيِّق بَيْنَ جَبَلَيْنِ، وَمَوْضِعُ الحَرْبِ أَيضاً مَأْزِمٌ، وَمِنْهُ سُمِّي الْمَوْضِعُ الَّذِي بَيْنَ المَشْعَر وعَرَفة مَأْزِمَيْن. الأَصمعي: المَأْزِمُ فِي سَنَد مَضِيقٌ بَيْنَ جَمْعٍ وعَرَفة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِذا كنتَ بَيْنَ المَأْزِمَيْن دُونَ مِنىً فإِنَّ هُنَاكَ سَرْحَة سُرَّ تحتَها سَبْعُونَ نَبِيًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِني حَرَّمْت الْمَدِينَةَ حَراماً مَا بَيْنَ مَأْزِمَيْها ؛ المَأْزِمُ: المَضِيقُ فِي الْجِبَالِ حَتَّى يَلتَقِي بعضُها بِبَعْضٍ ويَتَّسِع مَا وَرَاءه، والميمُ زَائِدَةٌ، وكأَنه مِنَ الأَزْمِ القُوّة وَالشِّدَّةُ؛ وأَنشد لِساعدة ابن جُؤَيَّةَ الهُذَلي: ومُقامُهنّ، إِذا حُبِسْنَ، بِمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدّهنّ الأَخشَبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ومُقامِهنَّ، بِالْخَفْضِ عَلَى القَسَم لأَنه أَقسم بالبُدْن الَّتِي حُبِسْن بِمَأْزِمٍ أَي بمَضِيق، وأَلَفَّ: مُلْتَفّ، والأَخْشَبُ: جبل،

والمَأْزِمُ: مَضِيقُ الْوَادِي فِي حُزُونةٍ. ومَآزِمُ الأَرض: مَضايِقها تلْتَقي ويتَّسِع مَا وَرَاءَهَا وَمَا قُدّامها. ومآزِمُ الفَرْجِ: مَضايقه، وَاحِدُهَا مَأْزِم. ومأْزِمُ القِتال: مَوْضِعُهُ إِذا ضَاقَ، وَكَذَلِكَ مَأْزِمُ العَيش؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وكلُّ مَضِيق مَأْزِمٌ. والأَزْمُ: إِغْلاق الْبَابِ. وأَزَمَ البابَ أَزْماً: أَغْلَقه. والأَزْمُ: الإِمساك. أَبو زَيْدٍ: الآزِمُ الَّذِي ضَمَّ شَفَتَيْهِ. والأَزْمُ: الصمْت. والأَزْمُ: تركُ الأَكل وأَصله مِنْ ذَلِكَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ قَالَ للحرث بْنِ كَلْدة وَكَانَ طبيبَ العَرب: مَا الطِّبُّ؟ فَقَالَ: هُوَ الأَزْمُ ، وَهُوَ أَن لَا تدخِل طَعَامًا عَلَى طَعَامٍ، وفسَّره الناسُ أَنه الحِمْيَةُ والإِمساك عَنِ الِاسْتِكْثَارِ، وَفِي النِّهَايَةِ: إِمساك الأَسْنان بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ. والأَزْمةُ: الأَكلة الْوَاحِدَةُ فِي الْيَوْمِ مرَّة كالوَجْبةِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ أَنه قَالَ: أَيُّكم المُتَكلِّم؟ فَأَزَمَ القومُ أَي أَمسكوا عَنِ الْكَلَامِ كَمَا يُمسِك الصَّائِمُ عَنِ الطَّعام، قَالَ: وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الحِمْيَةُ أَزْماً، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: فَأَرَمَّ الْقَوْمُ ، بِالرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ السِّواك: يَسْتَعْمِلُهُ عِنْدَ تَغَيُّر الفَمِ، مِنَ الأَزْمِ. وأَزِيمٌ: جبل بالبادية. أسم: أُسامَةُ: مِنْ أَسماء الأَسد، لَا يَنْصرِف. وأُسامة: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ ذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُهُ: وكأَنِّي فِي فَحْمة ابْنٍ جَمِيرٍ ... فِي نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ فإِنه زَادَ اللَّامَ كَقَوْلِهِ: وَلَقَدْ نَهَيتُك عَنْ بَنات الأَوْبرِ وأَما قَوْلُهُ: عَيْنُ بَكِّي لِسَامةَ بْنِ لُؤَيٍّ ... عَلِقَتْ ساقَ سامةَ العَلَّاقهْ «1» . فإِنه أَراد بِقَوْلِهِ لِسامةَ لأُسامة، فَحَذَفَ الْهَمْزَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هَذَا أُسامةُ، وَهُوَ الأَسدُ، وَهُوَ مَعْرِفة؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَمْدح هَرِم بْنَ سِنان: ولأَنْت أَشْجَعُ مِنْ أُسامة، إِذ ... دُعِيَتْ نزَالِ، ولُجَّ فِي الذُّعْرِ وأَما الِاسْمُ فَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ لأَن الأَلف زَائِدَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما أَسماءُ اسْمُ امرأَة فمختلَف فِيهَا، فَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُهَا فَعلاء وَالْهَمْزَةُ فِيهَا أَصْل، وَمِنْهُمْ مَن يجعلُها بَدلًا مِنْ وَاوٍ وأَصْلُها عِنْدَهُمْ وَسْماء، وَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُ هَمْزَتَهَا قَطْعًا زَائِدَةً وَيَجْعَلُهَا جمعَ اسْمٍ سُمِّيَتْ بِهِ المرأَة، قَالَ: وَيُقَوِّي هَذَا الْوَجْهَ قَوْلُهُمْ فِي تَصْغِيرِهَا سُمَيَّة، وَلَوْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ فِيهَا أَصْلًا لَمْ تحذَف. أضم: الأَضَمُ: الحِقْدُ والحسَدُ والغضَبُ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَضَماتٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلِ الشَّاعِرِ: وباكَرَا الصَّيْدَ بحَدٍّ وأَضَمْ، ... لَنْ يَرْجِعا أَو يَخْضِبا صَيْداً بِدَمْ وأَضِمَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، يَأْضَمُ أَضَماً: غَضِبَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فُرُحٌ بالخَيْر إِنْ جاءَهُمُ، ... وإِذا مَا سُئِلُوه أَضِمُوا قَالَ الْعَجَّاجُ: ورأْس أَعْداءٍ شديد أَضَمُهْ

_ (1). قوله [وَأَمَّا قَوْلُهُ عَيْنُ بَكِّي إلخ] هذا البيت من قصيدة لأعرابية ترثي بها أسامة ولها حكاية ذكرت في مادة فوق فانظرها

وَفِي حَدِيثِ نَجْران «1»: وأَضِمَ عَلَيْهِ أَخوه كُرْزُ بنُ عَلْقَمَة حَتَّى أَسلم. يُقَالُ: أَضِمَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يَأْضَمُ أَضَماً إِذا أَضْمَر حِقْداً لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمْضِيَه؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَأَضِمُوا عَلَيْهِ. وأَضِمَ بِهِ أَضَماً، فَهُوَ أَضِمٌ: عَلِقَ بِهِ. وأَضِمَ الْفَحْلُ بالشُّوَّل: عَلِقَ بِهَا يَطْرُدها ويَعَضُّها وأَضِم الرَّجُلُ بأَهله كَذَلِكَ. وإِضَمٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: واحْتَلَّت الشَّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إِضَما وإِضَمٌ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَارًا: نَظَرْت والعَيْنُ مُبينة التَّهَمْ ... إِلى سَنا نارٍ، وقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعلى عانِدَيْن مَنْ إِضَمْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ غَيْرَ مَصْرُوفٍ، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ. وَفِي بَعْضِ الأَحاديث ذِكْر إِضَمٍ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الضَّادِ، اسْمُ جَبَلٍ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ. أطم: الأُطُم: حِصْنٌ مَبْنِيٌّ بِحِجَارَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ بَيْتٍ مُرَبَّع مُسَطَّح، وَقِيلَ: الأُطْم مِثْلُ الأَجّم، يُخَفَّفُ ويثقَّل، وَالْجَمْعُ القليلُ آطامٌ وآجامٌ؛ قَالَ الأَعشى: فإِمَّا أَتَتْ آطامَ جَوٍّ وأَهلَه، ... أُنِيخَت فأَلقَتْ رَحْلَها بِفِنائكا وَالْكَثِيرُ أُطُومٌ، وَهِيَ حُصون لأَهل الْمَدِينَةِ؛ قَالَ أَوْس بْنُ مَغْراء السَّعْدِيُّ: بَثَّ الجُنودَ لَهُمْ فِي الأَرض يَقْتُلُهم، ... مَا بَيْنَ بُصْرى إِلى آطامِ نَجْرانا وَالْوَاحِدَةُ أَطَمة مِثْلُ أَكَمَة؛ وَبِالْيَمَنِ حِصْن يُعرف بأُطُم الأَضْبطِ، وَهُوَ الأَضْبط بْنُ قُرَيْع بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناة، كَانَ أَغار عَلَى أَهْل صَنْعاء وبَنَى بِهَا أُطُماً وَقَالَ: وشَفَيْتُ نَفْسِي، مِنْ ذوِي يَمَنٍ، ... بالطَّعْنِ فِي اللَّبَّات والضربِ قَتَّلتهمْ وأَبَحْتُ بَلْدَتَهم، ... وأَقَمْتُ حَوْلًا كامِلًا أَسْبي وبَنَيْتُ أُطْماً فِي بِلَادِهِمُ، ... لأُثَبِّت التَّقْهِيرَ بالغَصْبِ ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الأُطْم حِصْن مَبْنِيٌّ. ابْنُ الأَعرابي: الأُطُوم القُصور. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: أَنه كَانَ يؤذِّن عَلَى أُطْمٍ ؛ الأُطْم، بِالضَّمِّ: بِنَاءٌ مُرْتَفِعٌ، وَجَمْعُهُ آطَامٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى تَوارَتْ بآطامِ الْمَدِينَةِ يَعْنِي بأَبنيتها الْمُرْتَفِعَةِ كالحُصون. ابْنُ بُزُرْج: أَطَمْت عَلَى البَيْت أَطْماً أَي أَرْخَيْت سُتورَه. والتَّأْطِيمُ فِي الهَوْدَج: أَن يُسَتَّر بِثِيَابٍ، يُقَالُ: أَطَّمْته تَأْطِيماً؛ وأَنشد: تَدْخُلُ جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ وأَزَمَ بِيَدِهِ وأَطَمَ إِذا عضَّ عَلَيْهَا. وأَطَمْت أُطوماً إِذا سَكَتُّ. أَبو عَمْرٍو: التَّأَطُّم سُكُوتُ الرَّجُلِ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ. وأَطَمْتُ الْبِئْرَ أَطْماً: ضَيَّقْت فَاهَا. وتأَطُّمُ اللَّيْلِ: ظُلْمته وأَطِمَ أَطَماً: غضِب. وتَأَطَّم فُلَانٌ تأَطُّماً إِذا غضِب. وَفُلَانٌ يتأَطَّم عَلَى فُلَانٍ: مِثْلُ يَتَأَجَّم. وأَطِمَ أَطَماً: انضمَّ. والأُطامُ والإِطامُ: حصْر البَعير والرجُل، وَهُوَ أَن لَا يَبُول وَلَا يَبْعَر مِنْ داءٍ، وَقَدْ أَطِمَ أَطَماً

_ (1). قوله [وفي حديث نجران إلخ] عبارة النهاية: وفي حديث وفد نجران وأضم عليها منه أخوه إلخ

وأُطِمَ أَطْماً وأُطِمَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا عَسُر عَلَيْهِ بُروزُ غائطِه: قَدْ أُطِم أَطْماً، وأْتُطِمَ ائتِطاماً. وَيُقَالُ: أَصابه أُطامٌ وإِطامٌ إِذا احْتَبَسَ بَطْنُه. وَبَعِيرٌ مَأْطُومٌ وَقَدْ أُطِمَ إِذا لَمْ يَبُل مِنْ داءٍ يَكُونُ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الأُطامُ، بِالضَّمِّ، احْتِبَاسُ الْبَوْلِ، تَقُولُ مِنْهُ: أُؤْتُطِمَ عَلَى الرَّجُلِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تَمْشي مِنَ التَّحْفِيلِ مَشْيَ المُؤْتَطِمْ قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ التَّأَطُّم امْتِنَاعُ النَّجْوِ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو المُؤَطَّم الْمُكَسَّرُ بِالتُّرَابِ؛ وأَنشد لِعِيَاضِ بْنِ درَّة: إِذا سَمِعتْ أَصْوات لأْمٍ مِنَ المَلا، ... بَكَتْ جَزَعاً مِنْ تَحْتِ قَبرٍ مُؤَطَّمِ والأَطِيمةُ: مَوْقِدُ النَّارِ، وَجَمْعُهَا أَطائم؛ قَالَ الأَفْوَهُ الأَوْديّ: فِي مَوْطِنٍ ذَرِبِ الشَّبا، فكأَنَّما ... فِيهِ الرِّجالُ عَلَى الأَطائِم واللَّظى شَمِرٌ: الأَطِيمةُ تُوثِقُ الْحَمَامَ بِالْفَارِسِيَّةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَتُّون والأَطيمة الدَّاسْتَوْرَنُ «1». والأَطُوم: سَمَكَةٌ فِي الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا المَلِصَةُ والزَّالِخَة. والأَطُومُ: السُّلَحْفاة الْبَحْرِيَّةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: سُلَحْفاة بَحْريّة غَلِيظَةُ الجلْد فِي البَحْر يُشَبَّه بِهَا جِلْد الْبَعِيرِ الأَمْلَس، وتُتَّخذ مِنْهَا الْخِفَافُ للجَمّالين وتُخْصَفُ بِهَا النِّعال؛ قَالَ الشمَّاخ «2»: وجِلْدُها من أَطُومٍ ما يُؤَيِّسهُ ... طِلْحٌ، بضاحِية البَيْداء، مَهْزُولُ وَقِيلَ: الأَطُوم القُنْفُذُ. والأَطُوم: البَقَرةُ، قِيلَ: إِنما سُمِّيت بِذَلِكَ عَلَى التَّشْبيه بالسَّمَكة لغِلَظ جِلْدها؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ: كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها، ... أَعْقبَتْها الغُبْسُ مِنْهَا نَدَما غَفَلَتْ ثُمَّ أَتَتْ تَطْلُبُه، ... فإِذا هِيَ بِعِظام وَدَما وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبِ بْنِ زُهَير يَمْدَحُ سيدَنا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وجِلْدُها مِنْ أَطُوم لَا يُؤَيِّسُهُ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَطُومُ الزَّرافةُ يَصِفُ جِلْدها بالقُوَّة والمَلاسَةِ، لَا يُؤَيِّسه: لَا يُؤَثِّر فِيهِ. والأَطِيمُ: شحْم ولَحْم يُطْبخ فِي قِدْرٍ سُدَّ فَمُها. الْفَرَّاءُ: السِّنَّوْرُ يَتَأَطَّمُ ويَتَحَدَّم للصَّوْت الَّذِي فِي صَدْره. وتَأَطَّم السَّيْلُ إِذا ارْتَفَعَتْ فِي وَجْهه طَحَماتٌ كالأَمْواج ثُمَّ يكسَّر بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا ارْتَمَى فِي وَأْدِه تَأَطُّمُهْ وَأْدُه: صَوْتُه. أكم: الأَكَمَةُ: مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ أَكَماتٌ وأَكَمٌ، وَجَمْعُ الأَكَمِ إِكامٌ مِثْلُ جَبَلٍ وجِبالٍ، وَجَمْعُ الإِكامِ أُكُم مِثْلُ كتابٍ وكُتُبٍ، وَجَمْعُ الأُكُم آكامٌ مِثْلُ عُنُقٍ وأَعْناقٍ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي جَمْعِ تَمْرة. قَالَ: يُقَالُ أَكمة وأَكَم مِثْلُ ثَمَرة وثَمَر، وَجَمْعُ أَكَمَةٍ أُكُم كخَشَبَة وخُشُبٍ، وإِكام كرَحَبةٍ ورِحاب، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ آكَامٌ كجَبَل وأَجْبالٍ، غَيْرُهُ: الأَكَمَةُ تَلٌّ مِنَ القُفِّ وَهُوَ حَجر واحد.

_ (1). قوله [شمر الأطيمة إلى قوله الداستورن] مثله في التهذيب إلا أن لفظ توثق الحمام منقوط في التهذيب هكذا وفي الأصل من غير نقط، وقوله الداستورن هو في الأصل هكذا وفي التهذيب الداشوزن (2). هذا البيت لكعب بن زهير لا للشماخ، وفي القصيدة: بضاحية المتنين بدل بضاحية البيداء

ابْنُ سِيدَهْ الأَكَمَة القُفُّ مِنْ حِجَارَةٍ وَاحِدَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الْجِبَالِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي هُوَ أَشدُّ ارْتِفَاعًا ممَّا حَوْلَه وَهُوَ غَلِيظٌ لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ حَجَراً، وَالْجَمْعُ أَكَمٌ وأُكُمٌ وأُكْمٌ وإِكامٌ وآكامٌ وآكُمٌ كأَفْلُسٍ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَكَمَةُ قُفٌّ غَيْرَ أَن الأَكَمةَ أَطْول فِي السَّمَاءِ وأَعظم. وَيُقَالُ: الأَكَمُ أَشْرافٌ فِي الأَرض كالرَّوابي. وَيُقَالُ: هُوَ مَا اجْتَمَعَ مِنَ الحِجارة فِي مكانٍ وَاحِدٍ، فَرُبَّما غَلُظَ وَرُبَّمَا لَمْ يَغْلُظ. وَيُقَالُ: الأَكَمَةُ مَا ارتَفَعَ عَنِ القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعَّدٌ فِي السَّمَاءِ كَثِيرُ الْحِجَارَةِ. وَرَوَى ابْنُ هَانِئٍ عَنْ زَيْد بْنِ كَثْوة أَنه قَالَ: مِنْ أَمثالهم: حَبَسْتُموني ووَراء الأَكَمَةِ مَا وَراءها؛ قالَتْها امرأَة كَانَتْ واعَدَتْ تَبَعاً لَهَا أَن تأْتِيَهُ وَرَاءَ الأَكَمة إِذا جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً، فَبَيْنا هِيَ مُعِيرةٌ فِي مَهْنَة أَهْلِها إِذ نَسَّها شَوْقٌ إِلى مَوْعِدها وَطَالَ عَلَيْهَا المُكْث وضَجِرت «1».، فَخَرَجَ مِنْهَا الَّذِي كَانَتْ لَا تُرِيدُ إِظْهارَه وَقَالَتْ: حَبَسْتُموني ووَراء الأَكَمة مَا وَراءها يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الهُزْء بِكُلِّ مَنْ أَخبر عَنْ نَفْسِهِ ساقِطاً مَا لَا يُرِيدُ إِظْهارَه. واسْتَأْكَم الموضعُ: صَارَ أَكَماً؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: بَيْنَ النَّقَا والأَكَم المُسْتَأْكِمِ وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: عَلَى الإِكامِ والظِّرابِ ومَنابتِ الشجَرِ ؛ الإِكامُ: جَمْعُ أَكَمة وَهِيَ الرابِيَة. والمَأْكَمَةُ: العَجِيزةُ. والمَأْكَمان والمَأْكَمَتان: اللَّحْمَتان اللَّتَانِ عَلَى رُؤوس الوَرِكَيْن، وَقِيلَ: هُمَا بَخَصَتان مُشْرِفتان عَلَى الحَرْقَفَتَيْنِ، وَهُمَا رُؤوس أَعالي الوَرِكَيْن عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَقِيلَ: هُمَا لَحْمتان وَصَلَتا مَا بَيْنَ العَجُز والمَتْنَيْن، وَالْجَمْعُ المَآكِمُ؛ قَالَ: إِذا ضَرَبَتْها الرِّيح فِي المِرْطِ أَشْرَفَتْ ... مَآكِمُها، والزُّلُّ فِي الرِّيحِ تُفْضَحُ وَقَدْ يُفْرَد فَيُقَالُ مَأْكَمٌ ومَأْكِمٌ ومَأْكَمَةٌ ومَأْكِمَةٌ؛ قَالَ: أَرَغْت بِهِ فَرْجاً أَضاعَتْه فِي الوَغى، ... فَخَلَّى القُصَيْرى بَيْنَ خَصْر ومَأْكَمِ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لعَظيمُ المَآكِمِ كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ مَأْكَماً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا صَلَّى أَحدُكم فَلَا يَجْعل يَدَهُ عَلَى مَأْكَمتَيْه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُمَا لَحْمتان فِي أَصل الوَرِكَيْن، وَقِيلَ: بَيْنَ العَجُز والمَتْنَيْن، قَالَ: وَتُفْتَحُ كافُها وتكْسَر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المُغِيرة: أَحْمَر المَأْكَمَةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يُرِدْ حُمْرة ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بِعَيْنِهِ، وإِنما أَراد حُمْرَة مَا تَحْتَهَا مِنْ سَفِلَته، وَهُوَ مَا يُسَبُّ بِهِ فَكَنَى عَنْهَا بِهَا؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ فِي السَّبِّ: يَا ابْنَ حَمْراء العِجَانِ ومَرْأَة مُؤَكِّمَةٌ: عَظِيمَةُ المَأْكِمَتَيْن. وأُكِمَتِ الأَرضُ: أُكِلَ جميعُ مَا فِيهَا. وإِكامٌ: جَبَلٌ بِالشَّامِ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ: بَيْنَ حامِرٍ وبين إِكام «2»

_ (1). قوله [وضجرت] في التهذيب: وصخبت (2). قوله [بين حامر] عبارة ياقوت معجمه بعد أن ذكر أن حامراً عدّة مواضع: وحامراً أيضاً واد في رمال بني سعد، وحامر أيضاً موضع في ديار غطفان، ولا أدري أيهما أَرَادَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بِقَوْلِهِ: أحار تَرَى بَرْقًا أُرِيكَ وَمِيضَهُ ... كلمع اليدين في حيّ مكلل قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ حَامِرٍ ... وَبَيْنَ إِكَامِ بعد ما متأمل وقال عند التكلم على إِكام بكسر الهمزة موضع بالشام، وأنشد البيت الثاني ويروى أيضاً: بَيْنَ ضارجٍ وَبَيْنَ العُذيب بدل بَيْنَ حَامِرٍ وَبَيْنَ إِكام.

ألم: الأَلَمُ: الوجَعُ، وَالْجَمْعُ آلامٌ. وَقَدْ أَلِمَ الرجلُ يَأْلَمُ أَلَماً، فَهُوَ أَلِمٌ. ويُجْمَعُ الأَلَمُ آلَامًا، وتَأَلَّم وآلَمْتُه. والأَلِيمُ: المُؤلِمُ المُوجِعُ مِثْلُ السَّمِيع بِمَعْنَى المُسْمِع؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: يَصُكُّ خُدُودَها وهَجٌ أَلِيمُ والعَذاب الأَلِيمُ: الَّذِي يَبْلغ إِيجاعُهُ غَايَةَ الْبُلُوغِ، وإِذا قُلْتَ عَذاب أَلِيمٌ فَهُوَ بِمَعْنَى مُؤلِم، قَالَ: وَمِثْلُهُ رَجُلٌ وجِع. وضرْب وَجِع أَي مُوجِع. وتَأَلَّم فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِذا تَشَكَّى وتَوَجَّع مِنْهُ. والتَّأَلُّم: التَّوجُّع. والإِيلامُ: الإِيجاعُ. وأَلِمَ بَطنَه: مِنْ بَابِ سَفِه رأْيَه. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ أَلِمْت بطنَك ورَشِدْت أَمْرَك أَي أَلِمَ بَطنُك ورَشِدَ أَمْرُك، وانتِصاب قَوْلِهِ بَطْنَك عِنْدَ الْكِسَائِيِّ عَلَى التَّفْسِيرِ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ، والمُفَسرات نَكرات كَقَوْلِكَ قَرِرْت بِهِ عَيْناً وضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ عِنْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ، قَالَ: وَوَجْهُ الْكَلَامِ أَلِمَ بَطْنُه يَأْلَم أَلَماً، وَهُوَ لَازِمٌ فَحُوِّل فِعْلُه إِلى صَاحِبِ البَطْن، وخَرَج مُفَسّراً فِي قَوْلِهِ أَلِمْتَ بَطْنَك. والأَيْلَمَةُ: الأَلمُ. وَيُقَالُ: مَا أَخذ أَيْلمةً وَلَا أَلماً، وَهُوَ الوجَع. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا سَمِعْتُ لَهُ أَيْلمةً أَي صَوْتاً. وقال شَمِرٌ عَنْهُ: مَا وَجَدْت أَيلمةً وَلَا أَلَماً أَي وَجَعاً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَيْلمةُ الحَركة؛ وأَنشد: فَمَا سَمِعْتُ بَعْدَ تِلْكَ النَّأَمَهْ ... مِنْهَا وَلَا مِنْهُ، هُنَاكَ، أَيْلمهْ قَالَ الأَزهري: وَقَالَ شَمِرٌ تَقُولُ الْعَرَبُ أَما وَاللَّهِ لأُبِيتَنَّك عَلَى أَيْلَمَةٍ، ولأَدَعَنَّ نَوْمَك تَوْثاباً، ولأُثئِدَنَّ مَبْرَكَك، ولأُدْخِلنَّ صَدْرك غمَّة: كلُّه فِي إِدْخال المشقَّة عَلَيْهِ والشدَّة. وأَلُومةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ صَخْر الْغَيِّ: القَائد الخَيْلَ مِنْ أَلومَةَ أَو ... مِنْ بَطْن وادٍ، كأَنها العجَدُ «1» . وَفِي التَّهْذِيبِ: ويَجْلُبُوا الخَيْلَ مِنْ أَلُومَةَ أَوْ ... مِنْ بَطْنِ عَمْقٍ، كأَنَّها البُجُدُ أمم: الأَمُّ، بِالْفَتْحِ: القَصْد. أَمَّهُ يَؤُمُّه أَمّاً إِذا قَصَدَه؛ وأَمَّمهُ وأْتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ ويَمَّه وتَيَمَّمَهُ، الأَخيرتان عَلَى البَدل؛ قَالَ: فَلَمْ أَنْكُلْ وَلَمْ أَجْبُنْ، ولكنْ ... يَمَمْتُ بِهَا أَبا صَخْرِ بنَ عَمرو ويَمَّمْتُه: قَصَدْته؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَزْهَر لَمْ يُولَدْ بنَجْم الشُّحِّ، ... مُيَمَّم البَيْت كَرِيم السِّنْحِ «2» . وتَيَمَّمْتُهُ: قَصَدْته. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَن كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلى سُنَّةٍ فَلِأَمٍّ مَا هُوَ أَي قَصْدِ الطَّرِيقِ المُسْتقيم. يُقَالُ: أَمَّه يَؤمُّه أَمّاً، وتأَمَّمَهُ وتَيَمَّمَه. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الأَمُّ أُقِيم مَقام المَأْمُوم أَي هُوَ عَلَى طَرِيقٍ يَنْبَغِي أَن يُقْصد، وإِن كَانَتِ الرِّوَايَةُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، فإِنه يَرْجِعُ إِلى أَصله «3». مَا هُوَ

_ (1). قوله [قال صخر الغيّ] أنشده في ياقوت هكذا: هم جلبوا الْخَيْلَ مِنْ أَلُومَةَ أَوْ ... مِنْ بَطْنِ عَمْقٍ كَأَنَّهَا البجد جمع بجاد وهو كساء مخطط انتهى. وتقدم للمؤلف في مادة عجد بغير هذه الأَلفاط (2). قوله [أزهر إلخ] تقدم في مادة سنح على غير هذا الوجه (3). قوله [إلى أصله إلخ] هكذا في الأصل وبعض نسخ النهاية وفي بعضها إلى ما هو بمعناه بإسقاط لفظ أصله

بِمَعْنَاهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانُوا يَتَأَمَّمُون شِرارَ ثِمارِهم فِي الصدَقة أَي يَتَعَمَّدون ويَقْصِدون، وَيُرْوَى يَتَيَمَّمون، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وانْطَلَقْت أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فتَيمَّمت بِهَا التَّنُّور أَي قَصَدت. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مالك: ثُمَّ يُؤمَرُ بأَمِّ الْبَابِ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ غَمٌّ أَبداً أَي يُقْصَد إِليه فَيُسَدُّ عَلَيْهِمْ. وتَيَمَّمْت الصَّعيد لِلصَّلَاةِ، وأَصلُه التَّعَمُّد والتَّوَخِّي، مِنْ قَوْلِهِمْ تَيَمَّمْتُك وتَأَمَّمْتُك. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُ: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً* ، أَي اقْصِدوا لصَعِيد طيِّب، ثُمَّ كَثُر استعمالُهم لِهَذِهِ الكلِمة حَتَّى صَارَ التَّيَمُّم اسْمًا علَماً لِمَسْح الوَجْه واليَدَيْن بالتُّراب. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّيَمُّم التَّوَضُّؤ بالتُّراب عَلَى البَدل، وأَصْله مِنَ الأَول لأَنه يقصِد التُّراب فيَتَمَسَّحُ بِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَمَمْتُه أَمًّا وتَيَمَّمته تَيَمُّماً وتَيَمَّمْتُه يَمامَةً، قَالَ: وَلَا يَعْرِفُ الأَصمعي أَمَّمْتُه، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَمَمْتُه وأَمَّمْتُه وتَأَمَّمْتُه وتَيَمَّمْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته. قَالَ: والتَّيَمُّمُ بالصَّعِيد مأْخُوذ مِنْ هَذَا، وَصَارَ التَّيَمُّمُ عِنْدَ عَوامّ النَّاسِ التَّمَسُّح بِالتُّرَابِ، والأَصلُ فِيهِ القَصْد والتَّوَخِّي؛ قَالَ الأَعشى: تَيَمَّمْتُ قَيْساً وَكَمْ دُونَه، ... مِنَ الأَرض، مِنْ مَهْمَهٍ ذِي شزَنْ وقال اللحياني: يقال أَمُّو ويَمُّوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ثُمَّ ذكَر سَائِرَ اللُّغَاتِ. ويَمَّمْتُ المَرِيضَ فَتَيَمَّم لِلصَّلَاةِ؛ وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَكثر ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ يَمَّمَ بِالْيَاءِ. ويَمَّمْتُه بِرُمْحي تَيْمِيماً أَي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْته دُونَ مَن سِوَاهُ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ مَالِكٍ مُلاعِب الأَسِنَّة: يَمَّمْتُه الرُّمْح صَدْراً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: ... هَذِي المُرُوءةُ لَا لِعْب الزَّحالِيقِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ يَمم: واليَمامة القَصْد؛ قَالَ المرَّار: إِذا خَفَّ ماءُ المُزْن عَنْهَا، تَيَمَّمَتْ ... يَمامَتَها، أَيَّ العِدادِ تَرُومُ وجَمَلٌ مِئمٌّ: دَلِيلٌ هادٍ، وَنَاقَةٌ مِئَمَّةٌ كَذَلِكَ، وكلُّه مِنَ القَصْد لأَن الدَّليلَ الْهَادِيَ قاصدٌ. والإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ* ؛ قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: عَلَى إِمَّةٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: قُرِئَ إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ* ، وَهِيَ مِثْلُ السُّنَّة، وَقُرِئَ عَلَى إِمَّةٍ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ مِنْ أَمَمْت. يُقَالُ: مَا أَحسن إِمَّتَهُ، قَالَ: والإِمَّةُ أَيْضًا النَّعِيمُ والمُلك؛ وأَنشد لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: ثُمَّ، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمَّةِ، ... وارَتْهُمُ هُنَاكَ القُبورُ قَالَ: أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه. والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدِّينُ. قَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ، أَيْ كَانُوا عَلَى دينٍ واحد. قال أَبو إِسحق: وقال بَعْضُهُمْ فِي مَعْنَى الْآيَةِ: كَانَ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ كُفّاراً فبعَث اللَّهُ النبيِّين يُبَشِّرون مَنْ أَطاع بِالْجَنَّةِ ويُنْذِرون مَنْ عَصى بِالنَّارِ. وَقَالَ آخَرُونَ: كَانَ جَمِيعُ مَن مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ مُؤْمِنًا ثُمَّ تفرَّقوا مِنْ بَعْدُ عَنْ كُفر فَبَعَثَ اللَّهُ النبيِّين. وقال آخَرُونَ: الناسُ كَانُوا كُفّاراً فَبَعَثَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ والنَّبيِّين مِنْ بعدهِ. قَالَ

أَبو مَنْصُورٍ «1»: فِيمَا فسَّروا يَقَعُ عَلَى الكُفَّار وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ. والأُمَّةُ: الطَّرِيقَةُ وَالدِّينُ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا أُمَّةَ لَهُ أَي لَا دِينَ لَهُ وَلَا نِحْلة لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وهَلْ يَسْتَوي ذُو أُمَّةٍ وكَفُورُ؟ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ؛ قَالَ الأَخفش: يُرِيدُ أَهْل أُمّةٍ أَي خَيْرَ أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِك رِيبةً، ... وَهَلْ يأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ وَهْوَ طائعُ؟ والإِمَّةُ: لُغَةٌ فِي الأُمَّةِ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ والدينُ. والإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشى: وَلَقَدْ جَرَرْتُ لَكَ الغِنى ذَا فاقَةٍ، ... وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَها والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ والشأْن. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فهلْ لكُمُ فيكُمْ، وأَنْتُم بإِمَّةٍ ... عَلَيْكُمْ عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ والإِمَّةُ، بِالْكَسْرِ: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يُقَالُ: هُوَ فِي إِمَّةٍ مِنَ العَيْش وآمَةٍ أَي فِي خِصْبٍ. قَالَ شَمِرٌ: وآمَة، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ: عَيْب؛ وأَنشد: مَهْلًا، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلًا ... إِنَّ فِيمَا قلتَ آمَهْ وَيُقَالُ: مَا أَمّي وأَمُّه وَمَا شَكْلي وشَكله أَي مَا أَمْري وأَمْره لبُعْده مِنِّي فلِمَ يَتعرَّض لِي؟ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فَمَا إِمِّي وإِمُّ الوَحْشِ لَمَّا ... تَفَرَّعَ فِي ذُؤابَتِيَ المَشيبُ يَقُولُ: مَا أَنا وطَلَب الوَحْش بَعْدَمَا كَبِرْت، وَذِكْرُ الإِمِّ حَشْو فِي الْبَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَمَا أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، والأَمُّ: القَصْد. وقال ابْنُ بُزُرْج: قَالُوا مَا أَمُّك وأَمّ ذَاتِ عِرْق أَي أَيْهاتَ مِنْكَ ذاتُ عِرْق. والأَمُّ: العَلَم الَّذِي يَتْبَعُه الجَيْش ابْنُ سِيدَهْ: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ. وتَأَمَّم بِهِ وأْتَمَّ: جَعَلَهُ أَمَّةً. وأَمَّ القومَ وأَمَّ بِهِمْ: تقدَّمهم، وَهِيَ الإِمامةُ. والإِمامُ: كُلُّ مَنِ ائتَمَّ بِهِ قومٌ كَانُوا عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ أَو كَانُوا ضالِّين. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ، قَالَتْ طائفة: بكتابهم، وقال آخَرُونَ: بنَبيّهم وشَرْعهم، وَقِيلَ: بِكِتَابِهِ الَّذِي أَحصى فِيهِ عَمَله. وسيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِمامُ أُمَّتِه، وَعَلَيْهِمْ جَمِيعًا الائتمامُ بسُنَّته الَّتِي مَضى عَلَيْهَا. وَرَئِيسُ الْقَوْمِ: أَمُّهم. ابْنُ سِيدَهْ: والإِمامُ مَا ائْتُمَّ بِهِ مِنْ رئيسٍ وغيرِه، وَالْجَمْعُ أَئِمَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الَّذِينَ ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لَهُمْ. الأَزهري: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ ، بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ ، بهمزيتن، قَالَ: وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ ، أَي مَن تَبِعَهم فَهُوَ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُلبت الْهَمْزَةُ يَاءً لثِقَلها لأَنها حَرْفٌ سَفُل فِي الحَلْق وبَعُد

_ (1). قوله [قال أبو منصور إلخ] هكذا في الأصل، ولعله قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ الْإِمَّةُ فيما فسروا إلخ

عَنِ الْحُرُوفِ وحَصَل طرَفاً فَكَانَ النُّطْق بِهِ تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الْهَمْزَةُ الْوَاحِدَةُ، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لَا سِيَّما إِذا كَانَتَا مُصْطَحِبتين غَيْرَ مفرَّقتين فَاءً وَعَيْنًا أَو عَيْنًا وَلَامًا أَحرى، فَلِهَذَا لَمْ يأْت فِي الْكَلَامِ لفظةٌ توالتْ فِيهَا هَمْزتان أَصلًا البتَّة؛ فأَما مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ دَريئة ودَرائئٌ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لَا يُقاس عَلَيْهِ، وَلَيْسَتِ الْهَمْزَتَانِ أَصْلَين بَلِ الأُولى مِنْهُمَا زَائِدَةٌ، وَكَذَلِكَ قِرَاءَةُ أَهل الْكُوفَةِ أَئمَّة ، بِهَمْزَتَيْنِ، شَاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الإِمامُ الَّذِي يُقْتَدى بِهِ وَجَمْعُهُ أَيِمَّة، وأَصله أَأْمِمَة، عَلَى أَفْعِلة، مِثْلَ إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ، فأُدغمت الْمِيمُ فنُقِلَت حركتُها إِلَى مَا قَبْلَها، فَلَمَّا حَرَّكوها بِالْكَسْرِ جَعَلُوهَا يَاءً، وَقُرِئَ أَيِمَّة الكُفْر ؛ قَالَ الأَخفش: جُعلت الْهَمْزَةُ يَاءً، وَقُرِئَ أَيِمَّة الكُفْر ؛ قَالَ الأَخفش: جُعلت الْهَمْزَةُ يَاءً لأَنها فِي مَوْضِعِ كَسْر وَمَا قَبْلَهَا مَفْتُوحٌ فَلَمْ يَهمِزُوا لِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَيْنِ، قَالَ: وَمَنْ كَانَ مِنْ رَأْيه جَمْعُ الْهَمْزَتَيْنِ همَز، قَالَ: وَتَصْغِيرُهَا أُوَيْمة، لَمَّا تحرّكت الهمزة بالفتحة قلبها واواً، وقال الْمَازِنِيُّ أُيَيْمَة وَلَمْ يقلِب، وإِمامُ كلِّ شَيْءٍ: قَيِّمُهُ والمُصْلِح لَهُ، والقرآنُ إِمامُ المُسلمين، وسَيدُنا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِمام الأَئِمَّة، وَالْخَلِيفَةُ إِمَامُ الرَّعِيَّةِ، وإِمامُ الجُنْد قَائِدُهُمْ. وَهَذَا أَيَمُّ مِنْ هَذَا وأَوَمُّ مِنْ هَذَا أَي أَحسن إِمَامَةً مِنْهُ، قَلَبوها إِلى الْيَاءِ مرَّة وإِلى الْوَاوِ أُخرى كَراهِية التقاء الهمزتين. وقال أَبو إِسحق: إِذا فضَّلنا رجُلًا فِي الإِمامةِ قُلْنَا: هَذَا أَوَمُّ مِنْ هَذَا، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هَذَا أَيَمُّ مِنْ هَذَا، قَالَ: والأَصل فِي أَئمَّة أَأْمِمَة لأَنه جَمْعُ إِمامٍ مِثْلُ مِثال وأَمْثِلة ولكنَّ المِيمَيْن لمَّا اجْتَمَعَتَا أُدغمت الأُولى فِي الثَّانِيَةِ وأُلقيت حَرَكَتُهَا عَلَى الْهَمْزَةِ، فَقِيلَ أَئِمَّة، فأَبدلت الْعَرَبُ مِنَ الْهَمْزَةِ الْمَكْسُورَةِ الْيَاءَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ هَذَا أَيَمُّ مِنْ هَذَا، جَعَلَ هَذِهِ الْهَمْزَةَ كلَّما تَحَرَّكَتْ أَبدل مِنْهَا يَاءً، وَالَّذِي قَالَ فُلَانٌ أَوَمُّ مِنْ هَذَا كَانَ عِنْدَهُ أَصلُها أَأَمُّ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ أَن يُبْدِلَ مِنْهَا أَلفاً لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ فَجَعَلَهَا وَاوًا مَفْتُوحَةً، كَمَا قَالَ فِي جَمْعِ آدَم أَوادم، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، قَالَ: وَالَّذِي جَعَلها يَاءً قَالَ قَدْ صَارَتِ الياءُ فِي أَيِمَّة بَدَلًا لَازِمًا، وَهَذَا مَذْهَبُ الأَخفش، والأَول مَذْهَبُ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: وأَظنه أَقْيَس المذهَبين، فأَما أَئمَّة بِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَيْنِ فإِنما يُحْكى عن أَبي إِسحق، فإِنه كَانَ يُجيز اجتماعَهما، قَالَ: وَلَا أَقول إِنها غَيْرُ جَائِزَةٍ، قَالَ: وَالَّذِي بَدَأْنا بِهِ هُوَ الِاخْتِيَارُ. وَيُقَالُ: إِمامُنا هَذَا حَسَن الإِمَّة أَي حَسَن القِيام بإِمامته إِذا صلَّى بِنَا. وأَمَمْتُ القومَ فِي الصَّلاة إِمامةً. وأْتمّ بِهِ أَي اقْتَدَى بِهِ. والإِمامُ: المِثالُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَبوه قَبْلَه، وأَبو أَبِيه، ... بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة عَلَى إِمامِ وإِمامُ الغُلام فِي المَكْتَب: مَا يَتعلَّم كلَّ يَوْمٍ. وإِمامُ المِثال: مَا امْتُثِلَ عَلَيْهِ. والإِمامُ: الخَيْطُ الَّذِي يُمَدُّ عَلَى الْبِنَاءِ فيُبْنَى عَلَيْهِ ويُسَوَّى عَلَيْهِ سافُ الْبِنَاءِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وخَلَّقْتُه، حَتَّى إِذا تمَّ واسْتَوى ... كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ أَي كَهَذَا الخَيْط المَمْدود عَلَى البِناء فِي الامِّلاسِ والاسْتِواء؛ يَصِفُ سَهْماً؛ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فَلَمْ يَزِغْ، ... عَنِ القَصْدِ، حَتَّى بُصِّرَتْ بِدِمامِ وَفِي الصِّحَاحِ: الإِمامُ خَشَبَةُ البنَّاء يُسَوِّي عَلَيْهَا البِناء.

وإِمامُ القِبلةِ: تِلْقاؤها. وَالْحَادِي: إمامُ الإِبل، وإِن كَانَ وَرَاءَهَا لأَنه الْهَادِي لَهَا. والإِمامُ: الطريقُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يَعْنِي قومَ لُوطٍ وأَصحابَ الأَيكةِ. والإِمامُ: الصُّقْعُ مِنَ الطَّرِيقِ والأَرض. وقال الْفَرَّاءُ: وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ ، يَقُولُ: فِي طَريق لَهُمْ يَمُرُّون عَلَيْهَا فِي أَسْفارِهم فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع. والأَمامُ: بِمَعْنَى القُدّام. وَفُلَانٌ يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم. وَيُقَالُ: صَدْرك أَمامُك، بِالرَّفْعِ، إِذا جَعَلْته اسْمًا، وَتَقُولُ: أَخوك أَمامَك، بِالنَّصْبِ، لأَنه صِفَةٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فَجَعله اسْمًا: فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه ... مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها «2» . يَصِفُ بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ. وكِلا فَرْجَيها: وَهُوَ خَلْفُها وأَمامُها. تَحْسِب أَنه: الْهَاءُ عِمادٌ. مَوْلَى مَخافَتِها أَي وَلِيُّ مَخافَتِها. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ مِنَ الأَمامِ. يُقَالُ: فُلانٌ إِمامُ الْقَوْمِ؛ مَعْنَاهُ هُوَ الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ، وَيَكُونُ الإِمامُ رئِيساً كَقَوْلِكَ إمامُ الْمُسْلِمِينَ، وَيَكُونُ الكتابَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ، وَيَكُونُ الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ ، وَيَكُونُ الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ: بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ عَلَى إِمامِ معناه على مِثال؛ وقال لَبِيدٌ: ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها وَالدَّلِيلُ: إِمامُ السَّفْر. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ: فِي حَلْقِكم عَظْماً وَقَدْ شُجِينا وإِنَّ المُتَّقِين فِي جَنَّات ونَهَرٍ. وَقِيلَ: الإِمامُ جَمْعُ آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ إِمامٍ لَيْسَ عَلَى حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قَدْ قَالُوا إِمامان، وإِنما هُوَ جَمْعٌ مُكَسَّر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْبأَني بِذَلِكَ أَبو العَلاء عَنْ أَبي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ قَالَ: وَقَدِ اسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ هَذَا القياسَ كَثِيرًا، قَالَ: والأُمَّةُ الإِمامُ. اللَّيْثُ: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يُقَالُ: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هَذَا الْمَسْجِدِ مِنْ فُلان أَي بالإِمامة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الإِمَّة الهَيْئةُ فِي الإِمامةِ والحالةُ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة إِذا أَمَّ الناسَ فِي الصَّلاة، وَقَدِ ائتَمَّ بِالشَّيْءِ وأْتَمَى بِهِ، عَلَى البدَل كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي، ... وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي والأُمَّةُ: القَرْن مِنَ النَّاسِ؛ يُقَالُ: قَدْ مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ. وأُمَّةُ كُلِّ نَبِيٍّ: مَن أُرسِل إِليهم مِنْ كَافِرٍ ومؤمنٍ. اللَّيْثُ: كلُّ قَوْمٍ نُسِبُوا إِلى نَبِيٍّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وَقِيلَ: أُمة مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عليهم وَسَلَّمَ، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن بِهِ أَو كَفَر، قَالَ: وَكُلُّ جِيلٍ مِنَ النَّاسِ هُمْ أُمَّةٌ عَلَى حِدَة.

_ (2). قوله [فعدت كلا الفرجين] هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها عيناً صغيرة، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعجة ومثله في التكملة في مادة فرج، ومثله كذلك في معلقة لبيد

وقال غَيْرُهُ: كلُّ جِنس مِنَ الْحَيَوَانِ غَيْرِ بَنِي آدَمَ أُمَّةٌ عَلَى حِدَة، والأُمَّةُ: الجِيلُ والجِنْسُ مِنْ كُلِّ حَيّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ فِي مَعْنىً دُونَ مَعْنىً، يُريدُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بِمَا شَاءَ أَنْ يَتَعَبَّدَهُم مِنْ تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها مِنْهُمْ وَلَمْ يُفَقِّهْنا ذَلِكَ. وَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الْحَيَوَانِ أُمَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، وَلَكِنِ اقْتُلوا مِنْهَا كُلَّ أَسْوَد بَهيم ، وَوَرَدَ فِي رِوَايَةٍ: لَوْلَا أَنَّهَا أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها ؛ يَعْنِي بِهَا الْكِلَابَ. والأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ وَفِي حديث: إِنْ أَطاعُوهما، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم ، وَقِيلَ، هُوَ نَقِيضُ قَوْلِهِمْ هَوَتْ أُمُّه، فِي الدُّعاء عَلَيْهِ، وَكُلُّ مَن كَانَ عَلَى دينِ الحَقِّ مُخالفاً لِسَائِرِ الأَدْيان، فَهُوَ أُمَّةٌ وَحْدَهُ. وَكَانَ إبراهيمُ خليلُ الرَّحْمَنِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا نظِير لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ ؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كانَ أُمَّةً أَيِ إِمَامًا. أَبو عَمْرٍو الشَّيباني: إِنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلشَّيْخِ إِذَا كَانَ باقِيَ الْقُوَّةِ: فُلَانٌ بإِمَّةٍ، مَعْنَاهُ رَاجِعٌ إِلَى الْخَيْرِ والنِّعْمة لأَن بَقاء قُوّتِه مَنْ أَعظم النِّعْمة، وَأَصْلُ هَذَا الْبَابِ كُلِّهِ مِنَ القَصْد. يُقَالُ: أَمَمْتُ إِلَيْهِ إِذَا قَصَدْته، فَمَعْنَى الأُمَّة فِي الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد وَاحِدٌ، وَمَعْنَى الإِمَّة فِي النِّعْمة إِنَّمَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه، وَمَعْنَى الأُمَّة فِي الرجُل المُنْفَرد الَّذِي لَا نَظِير لَهُ أَنَّ قَصْده مُنْفَرِدٌ مِنْ قَصْد سَائِرِ النَّاسِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَهَلْ يَأْثَمَنْ ذُو أُمَّةٍ وَهْوَ طائعُ وَيُرْوَى: ذُو إمَّةٍ، فَمَنْ قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذُو دينٍ وَمَنْ قَالَ ذو إمَّةٍ فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: وَمَعْنَى الأُمَّةِ الْقَامَةُ «1». سَائِرُ مَقْصِدِ الْجَسَدِ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَنْ مَعْنَى أَمَمْت قَصَدْت. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً ؛ قَالَ: أُمَّةً مُعلِّماً للخَير. وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فسأَله عَنِ الأُمَّةِ، فَقَالَ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ ، والأُمَّةُ المُعَلِّم. وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: يُبْعَث يَوْمَ الْقِيَامَةِ زيدُ بنُ عَمْرِو بنِ نُفَيْل أُمَّةً عَلَى حِدَةٍ ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ تَبَرَّأَ مِنْ أَدْيان الْمُشْرِكِينَ وآمَن بِاللَّهِ قَبْلَ مَبْعَث سيدِنا مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: أَنه يُبْعَث يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وحْدَه ؛ قَالَ: الأُمَّةُ الرَّجُلُ المُتَفَرِّد بدينٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ ، وَقِيلَ: الأُمَّةُ الرجلُ الْجَامِعُ لِلْخَيْرِ. والأُمَّةُ: الحِينُ. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ، قَالَ بَعْدَ حينٍ مِنَ الدَّهْرِ. وقال تَعَالَى: وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ . وقال ابْنُ الْقَطَّاعِ: الأُمَّةُ المُلْك، والأُمة أَتْباعُ الأَنبياء، والأُمّةُ الرَّجُلُ الجامعُ لِلْخَيْرِ، والأُمَّةُ الأُمَمُ، والأُمَّةُ الرَّجُلُ المُنْفَرد بِدِينِهِ لَا يَشْرَكُه فِيهِ أَحدٌ، والأُمَّةُ القامةُ والوجهُ؛ قَالَ الأَعشى: وإنَّ مُعاوية الأَكْرَمِينَ ... بيضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ أَيْ طِوالُ القاماتِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّمَرْدَل بْنِ شَرِيكٍ اليَرْبوعي: طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ

_ (1). وقوله [ومعنى الأُمة القامة إلخ] هكذا في الأَصل

قَالَ: وَيُرْوَى الْبَيْتُ للأَخْيَلِيَّة. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لحسَنُ الأُمَّةِ أَيِ الشَّطاطِ. وأُمَّةُ الْوَجْهِ: سُنَّته وَهِيَ مُعظَمه ومَعْلم الحُسْن مِنْهُ. أَبُو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَحَسن أُمَّة الْوَجْهِ يَعْنُون سُنَّته وصُورَته. وَإِنَّهُ لَقَبيحُ أُمَّةِ الْوَجْهِ. وأُمَّة الرَّجُلِ: وَجْهُه وقامَتُه. والأُمَّة: الطَّاعَةُ. والأُمَّة: العالِم. وأُمَّةُ الرَّجُلِ: قومُه. والأُمَّةُ: الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ وَفِي الْمَعْنَى جَمْع، وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إنَّ يَهُودَ بَني عَوْفٍ أُمَّةٌ مِنَ المؤْمنين ، يُرِيدُ أَنهم بالصُّلْح الَّذِي وقَع بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ المؤْمنين كجماعةٍ مِنْهُمْ كلمَتُهم وَأَيْدِيهِمْ وَاحِدَةٌ. وأُمَّةُ اللَّهِ: خلْقه: يُقَالُ: مَا رأَيت مِنْ أُمَّةِ اللَّهَ أَحسنَ مِنْهُ. وأُمَّةُ الطَّرِيقِ وأُمُّه: مُعْظَمُه. والأُمَمُ: القَصْد الَّذِي هُوَ الوسَط. والأَمَمُ: القُرب، يُقَالُ: أَخذت ذَلِكَ مِنْ أَمَمٍ أَيْ مِنْ قُرْب. وَدَارِي أَمَمُ دارِه أَيْ مُقابِلَتُها. والأَمَمُ: الْيَسِيرُ. يُقَالُ: دَارُكُمْ أَمَمٌ، وَهُوَ أَمَمٌ مِنْكَ. وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ. وأمْرُ بَني فُلان أَمَمٌ ومُؤامٌّ أَيْ بيّنٌ لَمْ يُجَاوِزِ الْقَدْرَ. والمؤَامُّ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ: الْمُقَارِبُ، أُخِذ مِنَ الأَمَم وَهُوَ الْقُرْبُ؛ يُقَالُ: هَذَا أَمْرٌ مؤَامٌّ مِثْلَ مُضارٍّ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا كَانَ مُقارِباً: هُوَ مُؤامٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا يَزال أَمْرُ النَّاسِ مُؤَامّاً مَا لَمْ يَنْظروا فِي القَدَرِ والوِلْدان أَيْ لَا يَزال جَارِيًا عَلَى القَصْد وَالِاسْتِقَامَةِ. والمُؤَامُّ: المُقارَب، مُفاعَل مِنَ الأَمِّ، وَهُوَ القَصْد أَو مِنَ الأَمَمِ الْقُرْبُ، وأَصله مُؤامَم فأُدْغِم. وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ: لَا تَزال الفِتْنة مُؤامّاً بِهَا مَا لَمْ تبْدأْ مِنَ الشَّامِ ؛ مُؤَامٌّ هُنَا: مُفاعَل، بِالْفَتْحِ، عَلَى الْمَفْعُولِ لأَن مَعْنَاهُ مُقارَباً بِهَا، وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ، وَيُرْوَى مُؤَمّاً، بِغَيْرِ مدٍّ. والمُؤَامٌّ: المُقارِب والمُوافِق مِنَ الأَمَم، وَقَدْ أَمَّهُ؛ وَقَوْلُ الطرِمّاح: مِثْلَ مَا كافَحْتَ مَحْزُوبَةً ... نَصَّها ذاعِرُ وَرْعٍ مُؤَامْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد مُؤَامٌّ فَحَذَفَ إِحْدَى الْمِيمَيْنِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَراد مُؤَامٌّ فأَبدل مِنَ الْمِيمِ الأَخيرة يَاءً فَقَالَ: مُؤَامي ثُمَّ وَقَفَ لِلْقَافِيَةِ فَحَذَفَ الْيَاءَ فَقَالَ: مُؤَامْ، وَقَوْلُهُ: نَصَّها أَيْ نَصَبَها؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ أَبو نَصْرٍ أَحسنُ مَا تَكُونُ الظَّبْية إِذَا مَدَّت عُنُقَها مِنْ رَوْعٍ يَسير، وَلِذَلِكَ قَالَ مؤَامْ لأَنه المُقاربُ اليَسير. قَالَ: والأَمَمُ بَيْنَ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَهُوَ مِنَ المُقارَبة. والأَمَمُ: الشيءُ الْيَسِيرُ؛ يُقَالُ: مَا سأَلت إِلَّا أَمَماً. وَيُقَالُ: ظلَمْت ظُلْماً أَمَماً؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنّ عَيْني، وَقَدْ سَالَ السَّلِيلُ بِهِمْ، ... وَجِيرة مَا هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ يَقُولُ: أَيُّ جيرةٍ كَانُوا لَوْ أَنَّهُمْ بِالْقُرْبِ مِنِّي. وَهَذَا أمْر مُؤَامٌّ أَيْ قَصْدٌ مُقارب؛ وأَنشد اللَّيْثُ: تَسْأَلُني بِرامَتَيْنِ سَلْجَما، ... لَوْ أَنَّهَا تَطْلُب شَيْئًا أَمَما أَرَادَ: لَوْ طَلَبَت شَيْئًا يقْرُب مُتَناوَله لأَطْلَبْتُها، فأَما أَنْ تَطْلُب بالبلدِ السَّباسِبِ السَّلْجَمَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُتَيَسِّر وَلَا أَمَمٍ. وأُمُّ الشَّيْءِ: أَصله. والأُمُّ والأُمَّة: الْوَالِدَةُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقَبَّلَها مِنْ أُمَّةٍ، ولَطالما ... تُنُوزِعَ، فِي الأَسْواق مِنْهَا، خِمارُها

وَقَالَ سِيبَوَيْهِ «1» ..... لإِمِّك؛ وَقَالَ أَيْضًا: اضْرِب الساقَيْنِ إمِّك هابِلُ قَالَ فكسَرهما جَمِيعًا كَمَا ضَمَّ هُنَالِكَ، يَعْنِي أُنْبُؤُك ومُنْحُدُر، وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ لُغَةً، وَالْجَمْعُ أُمَّات وأُمّهات، زادوا الهاء، وقال بَعْضُهُمْ: الأُمَّهات فِيمَنْ يَعْقِلُ، والأُمّات بِغَيْرِ هَاءٍ فِيمَنْ لَا يَعْقِلُ، فالأُمَّهاتُ لِلنَّاسِ والأُمَّات لِلْبَهَائِمِ، وَسَنَذْكُرُ الأُمَّهات فِي حَرْفِ الْهَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصل فِي الأُمَّهات أَنْ تَكُونَ لِلْآدَمِيِّينَ، وأُمَّات أَنْ تَكُونَ لِغَيْرِ الآدَمِيِّين، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِعَكْسِ ذَلِكَ كَمَا قَالَ السفَّاح اليَرْبوعي فِي الأُمَّهات لِغَيْرِ الآدَمِيِّين: قَوّالُ مَعْروفٍ وفَعّالُه، ... عَقَّار مَثْنى أُمَّهات الرِّباعْ قَالَ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سِوى مَا أَصابَ الذئبُ مِنْهُ وسُرْبَةٌ ... أطافَتْ بِهِ مِنْ أُمَّهات الجَوازِل فَاسْتَعْمَلَ الأُمَّهات للقَطا واستعملها اليَرْبوعي للنُّوق؛ وقال آخَرُ فِي الأُمَّهات للقِرْدانِ: رَمى أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ مِنَ السَّفا، ... وأَحْصَدَ مِنْ قِرْبانِه الزَّهَرُ النَّضْرُ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ الإِبل: وَهَامٍ تَزِلُّ الشمسُ عَنْ أُمَّهاتِه ... صِلاب وأَلْحٍ، فِي المَثاني، تُقَعْقِعُ وقال هِمْيان فِي الإِبل أَيْضًا: جاءَتْ لِخِمْسٍ تَمَّ مِنْ قِلاتِها، ... تَقْدُمُها عَيْساً مِنُ امَّهاتِها وَقَالَ جَرِيرٌ فِي الأُمَّات للآدَمِييِّن: لَقَدْ وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، ... مُقَلَّدة مِنَ الأُمَّاتِ عَارَا التَّهْذِيبُ: يَجْمَع الأُمَّ مِنَ الآدَميّاتِ أُمَّهات، وَمِنَ البَهائم أُمَّات؛ وَقَالَ: لَقَدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ فِي جَداعِ، ... وَإِنْ مُنِّيتُ، أُمَّاتِ الرِّباعِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل الأُمِّ أُمّهةٌ، وَلِذَلِكَ تُجْمَع عَلَى أُمَّهات. وَيُقَالُ: يَا أُمَّةُ لَا تَفْعَلي وَيَا أَبَةُ افْعَلْ، يَجْعَلُونَ عَلَامَةَ التأْنيث عِوَضًا مِنْ يَاءِ الإِضافة، وتَقِفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ؛ وَقَوْلُهُ: مَا أُمّك اجْتاحَتِ المَنايا، ... كلُّ فُؤادٍ عَلَيْك أُمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَلَّق الْفُؤَادَ بعَلى لأَنه فِي مَعْنَى حَزينٍ، فكأَنه قَالَ: عَلَيْكَ حَزينٌ. وأَمَّتْ تَؤُمُّ أُمُومَةً: صَارَتْ أُمّاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي امرأَة ذَكَرَهَا: كَانَتْ لَهَا عَمَّةٌ تَؤُمها أَيْ تَكُونُ لَهَا كالأُمِّ. وتَأَمَّها واسْتَأَمَّها وتأَمَّمها: اتَّخَذَها أُمّاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومِن عَجَبٍ، بَجِيلَ، لَعَمْرُ أُمّ ... غَذَتْكِ، وغيرَها تَتأَمّمِينا قَوْلُهُ: وَمِنْ عَجَبٍ خَبَرُ مبتدإٍ مَحْذُوفٍ، تقديرهُ: وَمِنْ عَجَبٍ انْتِفاؤكم عَنْ أُمِّكم الَّتِي أَرْضَعَتْكم واتِّخاذكم أُمّاً غيرَها. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ تأَمَّم فُلَانٌ أُمّاً إِذَا اتَّخذَها لِنَفْسِهِ أُمّاً، قَالَ: وَتَفْسِيرُ الأُمِّ فِي كُلِّ مَعَانِيهَا أُمَّة لأَن تأْسيسَه مِنْ حَرْفين صَحِيحَيْنِ وَالْهَاءُ فِيهَا أَصْلِيَّةٌ، وَلَكِنَّ العَرب حذَفت تِلْكَ الْهَاءَ إِذْ أَمِنُوا اللَّبْس. وَيَقُولُ بعضُهم فِي تَصْغير أُمّ أُمَيْمة،

_ (1). هنا بياض بالأَصل

قَالَ: وَالصَّوَابُ أُمَيْهة، تُردُّ إِلَى أَصل تأْسيسِها، وَمَنْ قَالَ أُمَيْمَة صغَّرها عَلَى لَفْظِهَا، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ أُمّات؛ وأَنشد: إذِ الأُمّهاتُ قَبَحْنَ الوُجوه، ... فَرَجْتَ الظَّلامَ بأُمَّاتِكا وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: يُقَالُ أُمٌّ وَهِيَ الأَصل، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُمَّةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُمَّهة؛ وَأَنْشَدَ: تَقَبَّلْتَها عَنْ أُمَّةٍ لَكَ، طالَما ... تُنوزِعَ بالأَسْواقِ عَنْهَا خِمارُها يُرِيدُ: عَنْ أُمٍّ لَكَ فأَلحقها هَاءَ التأْنيث؛ وَقَالَ قُصَيّ: عِنْدَ تَناديهمْ بِهالٍ وَهَبِي، ... أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ أَبي فأَما الْجَمْعُ فأَكثر الْعَرَبِ عَلَى أُمَّهات، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أُمَّات، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: وَالْهَاءُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ، وَهِيَ مَزِيدَةٌ فِي الأُمَّهات، والأَصل الأَمُّ وَهُوَ القَصْد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ لأَن الْهَاءَ مَزِيدَةٌ فِي الأُمَّهات؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ أَلف أُمّ كَقَوْلِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَيُّها العائِبُ، عِنْدِ، امَّ زَيْدٍ، ... أَنْتَ تَفْدي مَن أَراكَ تَعِيبُ وَإِنَّمَا أَرَادَ عنْدي أُمَّ زيدٍ، فَلَمَّا حذَف الأَلف التَزقَتْ يَاءُ عنْدي بصَدْر الْمِيمِ، فَالْتَقَى سَاكِنَانِ فَسَقَطَتِ الْيَاءُ لِذَلِكَ، فكأَنه قَالَ: عِنْدِي أُمَّ زَيْدٍ. وَمَا كُنْتِ أُمّاً ولقد أَمِمْتِ أُمُومةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الأُمَّهة كالأُمِّ، الْهَاءُ زَائِدَةٌ لأَنه بِمَعْنَى الأُمِّ، وَقَوْلُهُمْ أمٌّ بَيِّنة الأُمومة يُصَحِّح لَنَا أَنَّ الْهَمْزَةَ فِيهِ فَاءُ الْفِعْلِ وَالْمِيمَ الأُولى عَيْن الفِعْل، وَالْمِيمَ الأُخرى لَامُ الفعْل، فَأُمٌّ بِمَنْزِلَةِ دُرّ وجُلّ وَنَحْوِهِمَا مِمَّا جَاءَ عَلَى فُعْل وعينُه ولامُه مِنْ مَوْضِعٍ، وَجَعَلَ صاحبُ العَيْنِ الْهَاءَ أَصْلًا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ: إِذَا قَالَتِ الْعَرَبُ لَا أُمَّ لَكَ فَإِنَّهُ مَدْح عِنْدَهُمْ؛ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لَا أُمَّ لَكَ، وَهُوَ ذَمٌّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: زَعَمَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ قَوْلَهُمْ لَا أُمَّ لَكَ قَدْ وُضعَ مَوْضِعَ المَدح؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَويّ يَرْثي أَخاه: هَوَتْ أُمُّه مَا يَبْعَث الصُّبْح غادِياً، ... وَمَاذَا يُؤدّي الليلُ حينَ يَؤوبُ؟ قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ فِي هَذَا الْبَيْتِ: وأَيْنَ هَذَا مِمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عُبَيْدٍ؟ وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا كَقَوْلِهِمْ: وَيْحَ أُمِّه ووَيْلَ أُمِّه والوَيلُ لَهَا، وَلَيْسَ لِلرَّجُلِ فِي هَذَا مِنَ المَدْح مَا ذهَب إِلَيْهِ، وَلَيْسَ يُشْبِه هَذَا قَوْلَهُمْ لَا أُمَّ لَكَ لأَن قَوْلَهُ لَا أُمَّ لَكَ فِي مَذْهَبٍ لَيْسَ لَكَ أُمٌّ حُرَّة، وَهَذَا السَّبُّ الصَّريح، وَذَلِكَ أَنّ بَني الإِماء عِنْدَ الْعَرَبِ مَذْمومون لَا يَلْحَقُونَ بِبَني الحَرائر، وَلَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ لَا أُمَّ لَكَ إلَّا فِي غضَبه عَلَيْهِ مُقَصِّراً بِهِ شاتِماً لَهُ، قَالَ: وأَمّا إِذَا قَالَ لَا أَبا لَك، فَلَمْ يَترك لَهُ مِنَ الشَّتِيمَة شَيْئًا، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ لَا أُمَّ لَكَ، يَقُولُ أَنْتَ لَقِيطٌ لَا تُعْرَف لَكَ أُمٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَوْلُهُ هَوَتْ أُمُّه، يُسْتَعْمَل عَلَى جِهَةِ التعَجُّب كَقَوْلِهِمْ: قاتَله اللَّهُ مَا أَسْمَعه مَا يَبْعَث الصبحُ: مَا اسْتِفْهَامٌ فِيهَا مَعْنَى التعَجُّب وَمَوْضِعُهَا نَصْب بيَبْعَث، أَيْ أَيُّ شيءٍ يَبعَثُ الصُّبْح مِنْ هَذَا الرَّجُلِ؟ أَي إِذَا أَيْقَظه الصُّبح تصرَّف فِي فِعْل مَا يُريده. وغادِياً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَالْعَامِلُ فيه يَبْعَث، ويَؤُوب: يَرجع، يُرِيدُ أَن إِقْبال اللَّيل سَبَب رُجُوعِهِ إِلَى بَيْتِهِ كَمَا أَن إِقْبال النَّهَارِ

سَبَب لتصرُّفه، وَسَنَذْكُرُهُ أَيضاً فِي الْمُعْتَلِّ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ وَيْلِمِّهِ، ويريدون وَيْلٌ لأُمّه فَحُذِفَ لِكَثْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيْلِمِّه، مَكْسُورَةُ اللَّامِ، شاهده قول المتنخل الْهُذَلِيِّ يَرْثي ولدهَ أُثَيلة: وَيْلِمِّه رجلَا يأْتي بِهِ غَبَناً، ... إِذَا تَجَرَّد لَا خالٌ وَلَا بَخِلُ الغَبَنُ: الخَديعةُ فِي الرأْي، وَمَعْنَى التَّجَرُّد هَاهُنَا التَّشْميرُ للأَمرِ، وأَصْله أَن الإِنسان يَتجرَّد مِنْ ثِيَابِهِ إِذَا حاوَل أَمْراً. وَقَوْلُهُ: لَا خالٌ وَلَا بَخِل، الخالُ: الِاخْتِيَالُ والتَّكَبُّر مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ فِيهِ خالٌ أَيْ فِيهِ خُيَلاء وكِبْرٌ، وأَما قَوْلُهُ: وَيْلِمِّه، فَهُوَ مَدْح خَرَجَ بِلَفْظِ الذمِّ، كَمَا يَقُولُونَ: أَخْزاه اللَّهُ مَا أَشْعَرَه ولعَنه اللَّهُ مَا أَسْمَعه قَالَ: وكأَنهم قَصَدوا بِذَلِكَ غَرَضاً مَّا، وَذَلِكَ أَن الشَّيْءَ إِذَا رَآهُ الإِنسان فأَثْنى عَلَيْهِ خَشِيَ أَن تُصِيبه الْعَيْنُ فيَعْدِل عَنْ مَدْحه إِلَى ذَمِّهِ خَوْفًا عَلَيْهِ مِنَ الأَذيَّةِ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَيْضًا غَرَضاً آخَرَ، وَهُوَ أَن هَذَا الْمَمْدُوحَ قَدْ بلَغ غَايَةَ الفَضْل وَحَصَلَ فِي حَدّ مَنْ يُذَمُّ ويُسَب، لأَن الفاضِل تَكْثُر حُسَّاده وعُيّابه والناقِص لَا يُذَمُّ وَلَا يُسَب، بَلْ يَرْفعون أَنفسَهم عَنْ سَبِّه ومُهاجاتِه، وأَصْلُ وَيْلِمِّه وَيْلُ أُمِّه، ثُمَّ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وكَسَروا لامَ وَيْل إِتْباعاً لِكَسْرَةِ الْمِيمِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَصْلُهُ وَيلٌ لأُمِّه، فَحُذِفَتْ لَامُ وَيْل وَهَمْزَةُ أُمّ فَصَارَ وَيْلِمِّه، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَصله وَيْ لأُمِّه، فَحُذِفَتْ هَمْزَةُ أُمّ لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ لِرَجُلٍ: لَا أُمَّ لَكَ ؛ قَالَ: هُوَ ذَمٌّ وسَبٌّ أَي أَنت لَقِيطٌ لَا تُعْرف لَكَ أُمٌّ، وَقِيلَ: قَدْ يقَع مَدْحاً بِمَعْنَى التعَجُّب مِنْهُ، قَالَ: وَفِيهِ بُعدٌ. والأُمُّ تَكُونُ للحيَوان الناطِق وَلِلْمَوَاتِ النامِي كأُمّ النَّخْلة والشجَرة والمَوْزَة وَمَا أَشبه ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الأَصمعي لَهُ: أَنَا كالمَوْزَة الَّتِي إِنَّمَا صَلاحُها بمَوْت أُمِّها. وأُمُّ كُلِّ شَيْءٍ: أَصْلُه وعِمادُه؛ قَالَ ابْنُ دُرَيد: كُلُّ شَيْءٍ انْضَمَّت إِلَيْهِ أَشياء، فَهُوَ أُمٌّ لَهَا. وأُم الْقَوْمِ: رئيسُهم، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الشنْفَرى: وأُمَّ [أُمِ] عِيال قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ يَعْنِي تأَبط شَرًّا. وَرَوَى الرَّبيعُ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يَلِي طَعام القَوْم وخِدْمَتَهم هُوَ أُمُّهم؛ وأَنشد لِلشَّنْفَرَى: وأُمِّ عِيال قَدْ شَهدت تَقُوتُهُمْ، ... إِذَا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ «2» . وأُمُّ الكِتاب: فاتِحَتُه لأَنه يُبْتَدَأُ بِهَا فِي كُلِّ صلاة، وقال الزَّجَّاجُ: أُمُّ الْكِتَابِ أَصْلُ الْكِتَابِ، وَقِيلَ: اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ. التَّهْذِيبُ: أُمُّ الْكِتَابِ كلُّ آيَةٍ مُحْكَمة مِنْ آيَاتِ الشَّرائع والأَحْكام وَالْفَرَائِضِ، وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ: أنَّ أُم الكِتاب هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ لأَنها هِيَ المُقَدَّمة أَمامَ كلِّ سُورةٍ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ وابْتُدِئ بِهَا فِي المُصْحف فقدِّمت وَهِيَ «3» ..... الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا ، فَقَالَ: هُوَ اللَّوْح المَحْفوظ، وَقَالَ قَتادة: أُمُّ الْكِتَابِ أَصْلُ الكِتاب. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أُمُّ الكِتاب الْقُرْآنُ مِنْ أَوله إِلَى آخِرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ، وَلَمْ يَقُلْ أُمَّهات لأَنه عَلَى الحِكاية كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لَيْسَ لِي مُعين، فَتَقُولُ: نَحْنُ مُعِينك فتَحْكِيه، وَكَذَلِكَ قوله تعالى:

_ (2). قوله [وَأُمَّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة حتر على غير هذا الوجه وشرح هناك (3). هنا بياض في الأَصل

وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً. وأُمُّ النُّجوم: المَجَرَّة لأَنها مُجْتَمَع النُّجوم. وأُمُّ التَّنائف: المفازةُ الْبَعِيدَةُ. وأُمُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمها إِذَا كَانَ طَرِيقًا عَظِيمًا وحَوْله طرُق صِغار فالأَعْظم أُمُّ الطَّرِيقِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وأُمُّ الطَّرِيقِ مُعظمه فِي قَوْلِ كُثَيِّرِ عَزّة: يُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِيّ وناصِحٍ، ... تَخصُّ بِهِ أُمُّ الطريقِ عِيالَها قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ الضَّبُع، والعَسْب: مَاءُ الفَحْل، والوالِقِيّ وناصِح: فَرَسان، وعِيالُ الطَّرِيقِ: سِباعُها؛ يُرِيدُ أَنهنّ يُلْقِين أَولادَهنّ لِغَيْرِ تَمامٍ مِنْ شِدّة التَّعَب. وأُمُّ مَثْوَى الرَّجُلِ: صاحِبةُ مَنْزِله الَّذِي يَنْزله؛ قَالَ: وأُمُّ مَثْوايَ تُدَرِّي لِمَّتي الأَزهري: يُقَالُ للمرأَة الَّتِي يَأْوي إِلَيْهَا الرَّجُلُ هِيَ أُمُّ مَثْواهُ. وَفِي حَدِيثِ ثُمامَة: أَتى أُمَّ مَنْزِلِه أَي امرأَته وَمَنْ يُدَبِّر أَمْر بَيْته مِنَ النِّسَاءِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الأُم امرأَة الرَّجُلِ المُسِنَّة، قَالَ: والأُمّ الْوَالِدَةُ مِنَ الْحَيَوَانِ. وأُمُّ الحَرْب: الرَّايَةُ. وأُم الرُّمْح: اللِّواء وَمَا لُفَّ عَلَيْهِ مِنْ خِرْقَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وسَلَبْنا الرُّمْح فِيهِ أُمُّه ... مِنْ يَدِ العاصِي، وَمَا طَالَ الطِّوَلْ وأُم القِرْدانِ: النُّقْرَةُ الَّتِي فِي أَصْل فِرْسِن الْبَعِيرِ. وأُم القُرَى: مَكَّةُ، شرَّفها اللَّهُ تَعَالَى، لأَنها توسطَت الأَرض فِيمَا زَعَموا، وَقِيلَ لأَنها قِبْلةُ جَمِيعِ النَّاسِ يؤُمُّونها، وَقِيلَ: سُمِّيَت بِذَلِكَ لأَنها كَانَتْ أَعظم القُرَى شأْناً، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا . وكلُّ مَدِينَةٍ هِيَ أُمُّ مَا حَوْلها مِنَ القُرَى. وأُمُّ الرأْسِ: هِيَ الخَريطةُ الَّتِي فِيهَا الدِّماغ، وأُمُّ الدِّماغِ الجِلدة الَّتِي تجْمع الدِّماغَ. وَيُقَالُ أَيضاً: أُم الرأْس، وأُمُّ الرأْس الدِّماغ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيد: هِيَ الجِلْدة الرَّقِيقَةُ الَّتِي عَلَيْهَا، وَهِيَ مُجْتَمعه. وَقَالُوا: مَا أَنت وأُمُّ الباطِل أَيْ مَا أَنْتَ والباطِل؟ ولأُمّ أَشياءُ كَثِيرَةٌ تُضَافُ إِلَيْهَا؛ وفي حديث: أَنَّهُ قَالَ لِزَيْدِ الْخَيْلِ نِعْم فَتىً إِنْ نَجا مِنْ أُمّ كلْبةَ ، هِيَ الحُمَّى، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَمْ تَضُرّه أُمُّ الصِّبْيان ، يَعْنِي الرِّيحَ الَّتِي تَعْرِض لَهُمْ فَربما غُشِي عَلَيْهِمْ مِنْهَا. وأُمُّ اللُّهَيْم: المَنِيّة، وأُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب، وأُمُّ جابرٍ الخُبْزُ، وأُمُّ صَبّار الحرَّةُ، وأُم عُبيدٍ الصحراءُ، وأُم عَطِيَّةَ الرَّحى، وأُمُّ شَمْلَةَ الشَّمْسُ «1» ، وأُمُّ الخُلْفُف الداهيةُ، وأُمُّ رُبَيقٍ الحَرْبُ، وأُم لَيْلى الخَمْر، ولَيْلى النَّشْوة، وأُمُّ دَرْزٍ الدنيْا، وأُم جِرْذَانَ النَّخْلَةُ، وأُم رَجيه النَّحْلَةُ، وأُمُّ رِيَاحٍ الْجَرَادَةُ، وأُمُّ عامِرٍ الْمَقْبَرَةُ، وأُمُّ جَابِرٍ السُّنْبُلة، وأُمُّ طِلْبة العُقابُ، وَكَذَلِكَ شَعْواء، وأُمُّ حُبابٍ الدُّنيا، وَهِيَ أُمُّ وافِرَةَ، وأُمُّ وَافِرَةَ الْبِيرَةُ «2» ، وأُم سَمْحَةَ الْعَنْزُ، وَيُقَالُ للقِدْر: أُمُّ غِيَاثٍ، وأُمُّ عُقْبَة، وأُمُّ بَيْضاء، وأُمُّ رسمة، وأُمُّ العِيَالِ، وأُمُّ جِرْذان النَّخْلة، وَإِذَا سَمَّيْتَ رجُلًا بأُمِّ جِرْذان لَمْ تَصْرِفه، وأُمُّ خَبِيصٍ «3» ، وأُمُّ سُوَيْدٍ، وأُمُّ عِزْم، وأُم عُقَاقٍ، وأُم طَبِيخَةَ وَهِيَ أُم تِسْعِينَ، وأُمُّ حِلْس كُنْية الأَتان، وَيُقَالُ للضَّبُع أُمُّ عامِر وأُمُّ عَمْرو.

_ (1). قوله [وأم شملة الشمس] كذا بالأَصل هنا، وتقدم في مادة شمل: أن أم شملة كنية الدنيا والخمر (2). قوله [وأم خبيص إلخ] قال شارح القاموس قبلها: ويقال للنخلة أيضاً أم خبيص إلى آخر ما هنا، لكن في القاموس: أم سويد وأم عزم بالكسر وأم طبيخة كسكينة في باب الجيم الاست (3). قوله: البيرة هكذا في الأَصل. وفي القاموس: أم وافرة الدنيا

الْجَوْهَرِيُّ: وأُم البَيْضِ فِي شِعْرِ أَبي دُواد النعَامة وَهُوَ قَوْلُهُ: وأَتانا يَسْعَى تَفَرُّسَ أُمِّ ... البيضِ شَدّاً، وَقَدْ تَعالى النَّهارُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَصِفُ رَبيئَة، قَالَ: وَصَوَابُهُ تَفَرُّش، بِالشِّينِ معجَمةً، والتَّفَرُّش: فَتْحُ جَناحَي الطَّائِرِ أَو النَّعامة إِذَا عَدَتْ. التَّهْذِيبُ: وَاعْلَمْ أنَّ كُلَّ شَيْءٍ يُضَمُّ إِلَيْهِ سائرُ مَا يَلِيهِ فإنَّ العربَ تُسَمِّي ذَلِكَ الشَّيْءَ أُمّاً، مِنْ ذَلِكَ أُمُّ الرأْس وَهُوَ الدِّماغُ، والشجَّةُ الآمَّةُ الَّتِي تَهْجُمُ عَلَى الدِّماغ. وأَمَّه يَؤُمُّه أَمّاً، فَهُوَ مَأْمُومٌ وأَمِيم: أَصَابَ أُمَّ رأْسِه. الْجَوْهَرِيُّ: أَمَّهُ أَيْ شجَّهُ آمَّةً، بالمدِّ، وَهِيَ الَّتِي تَبْلُغ أُمَّ الدِّماغِ حَتَّى يبقَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الدِّماغ جِلْدٌ رقيقٌ. وَفِي حَدِيثِ الشِّجاج: فِي الآمَّة ثُلُثُ الدِّيَة ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: المَأْمُومَة ، وَهِيَ الشَّجَّة الَّتِي بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس، وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تجمَع الدِّمَاغَ. الْمُحْكَمُ: وشَجَّةٌ آمَّةٌ ومَأْمُومةٌ بَلَغَتْ أُمَّ الرأْس، وَقَدْ يُستعار ذَلِكَ فِي غَيْرِ الرأْس؛ قَالَ: قَلْبي منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوى، ... وَحَشايَ مِنْ حَرِّ الفِرَاقِ أَمِيمُ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فَلَوْلَا سِلاحي، عندَ ذاكَ، وغِلْمَتي ... لَرُحْت، وَفِي رَأْسِي مآيِمُ تُسْبَرُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: جَمَع آمَّةً عَلَى مآيِمَ وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمُ الْخَيْلُ تَجْرِي عَلَى مَسَاوِيها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي زِيَادَةٌ وَهُوَ أَنه أَرَادَ مآمَّ، ثُمَّ كَرِه التَّضْعِيف فأَبدل الْمِيمَ الأَخيرة يَاءً، فَقَالَ مآمِي، ثُمَّ قَلَبَ اللامَ وَهِيَ الْيَاءُ المُبْدَلة إِلَى مَوْضِعِ الْعَيْنِ فَقَالَ مآيِم، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ فِي الشَّجَّة مَأْمُومَة، قَالَ: وَكَذَا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ بعضُ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي الآمَّة مَأْمُومَة؛ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ وَهَذَا غلَطٌ إِنَّمَا الآمَّةُ الشَّجَّة، والمَأْمُومَة أُمُّ الدِّماغ المَشْجُوجَة؛ وأَنشد: يَدَعْنَ أُمَّ رأْسِه مَأْمُومَهْ، ... وأُذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَه وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَمِيمٌ ومَأْمُومٌ لِلَّذِي يَهْذِي مِنْ أُمِّ رأْسه. والأُمَيْمَةُ: الْحِجَارَةُ الَّتِي تُشْدَخ بها الرُّؤُوس، وَفِي الصِّحَاحِ: الأَمِيمُ حَجَرٌ يُشْدَخُ بِهِ الرأْس؛ وأَنشد الأَزهري: ويَوْمَ جلَّيْنا عَنِ الأَهاتِم ... بالمَنْجَنِيقاتِ وبالأَمائِم قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: مُفَلَّقَة هاماتُها بالأَمائِم وأُم التَّنائف: أَشدُّها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ ، وَهِيَ النارُ «1» . يَهْوِي مَن أُدْخِلَها أَيْ يَهْلِك، وَقِيلَ: فَأُمُّ رأْسه هاوِيَة فِيهَا أَيْ ساقِطة. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقوا الخَمْر فَإِنَّهَا أُمُّ الخَبائث ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: أُمُّ الْخَبَائِثِ الَّتِي تَجْمَع كلَّ خَبيث، قَالَ: وَقَالَ الْفَصِيحُ فِي أَعراب قَيْسٍ إِذَا قِيلَ أُمُّ الشَّرِّ فَهِيَ تَجْمَع كُلَّ شَرٍّ عَلَى وَجْه الأَرض، وَإِذَا قِيلَ أُمُّ الْخَيْرِ فَهِيَ تَجْمَعُ كلَّ خَيْر. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأُمُّ لِكُلِّ شَيْءٍ هو المَجْمَع والمَضَمُّ.

_ (1). قوله [وهي النار إلخ] كذا بالأَصل ولعله هي النار يهوي فيها من إلخ

والمَأْمُومُ مِنَ الإِبِل: الَّذِي ذهَب وَبَرهُ عَنْ ظَهْره مِنْ ضَرْب أَوْ دَبَرٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَيْسَ بذِي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ، ... وَلَا بِخَوّارٍ وَلَا أَزَبِّ، وَلَا بمأْمُومٍ وَلَا أَجَبِ وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ العَمِدِ المُتَأَكِّل السَّنامِ: مَأْمُومٌ. والأُمِّيّ: الَّذِي لَا يَكْتُبُ، قَالَ الزَّجَّاجُ: الأُمِّيُّ الَّذِي عَلَى خِلْقَة الأُمَّةِ لَمْ يَتَعَلَّم الكِتاب فَهُوَ عَلَى جِبِلَّتِه، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى الأُمِّيّ المَنْسُوب إِلَى مَا عَلَيْهِ جَبَلَتْه أُمُّه أَيْ لَا يَكتُبُ، فَهُوَ فِي أَنه لَا يَكتُب أُمِّيٌّ، لأَن الكِتابة هِيَ مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إِلَى مَا يُولد عَلَيْهِ أَيْ عَلَى مَا وَلَدَته أُمُّهُ عَلَيْهِ، وَكَانَتِ الكُتَّاب فِي الْعَرَبِ مِنْ أَهل الطَّائِفِ تَعَلَّموها مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الحِيرة، وأَخذها أَهل الْحِيرَةِ عَنْ أَهل الأَنْبار. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسُب ؛ أَراد أَنهم عَلَى أَصل وِلَادَةِ أُمِّهم لَمْ يَتَعَلَّموا الكِتابة والحِساب، فَهُمْ عَلَى جِبِلَّتِهم الأُولى. وَفِي الْحَدِيثِ: بُعِثتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّة ؛ قِيلَ لِلْعَرَبِ الأُمِّيُّون لأَن الكِتابة كَانَتْ فِيهِمْ عَزِيزة أَو عَديمة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ . والأُمِّيُّ: العَييّ الجِلْف الْجَافِي القَليلُ الْكَلَامِ؛ قَالَ: وَلَا أعُودُ بعدَها كَرِيّا ... أُمارسُ الكَهْلَةَ والصَّبيَّا، والعَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّيَّا قِيلَ لَهُ أُمِّيٌّ لأَنه عَلَى مَا وَلَدَته أُمُّه عَلَيْهِ مِنْ قِلَّة الْكَلَامِ وعُجْمَة اللِّسان، وَقِيلَ لِسَيِّدِنَا محمدٍ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الأُمِّي لأَن أُمَّة الْعَرَبِ لَمْ تَكُنْ تَكْتُب وَلَا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه اللَّهُ رَسُولًا وَهُوَ لَا يَكْتُب وَلَا يَقْرأُ مِنْ كِتاب، وَكَانَتْ هَذِهِ الخَلَّة إحْدَى آيَاتِهِ المُعجِزة لأَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَلا عَلَيْهِمْ كِتابَ اللَّهِ مَنْظُوماً، تَارَةً بَعْدَ أُخْرَى، بالنَّظْم الَّذِي أُنْزِل عَلَيْهِ فَلَمْ يُغَيِّره وَلَمْ يُبَدِّل أَلفاظَه، وَكَانَ الخطيبُ مِنَ الْعَرَبِ إِذَا ارْتَجَل خُطْبَةً ثُمَّ أَعادها زَادَ فِيهَا ونَقَص، فحَفِظه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبيِّه كَمَا أَنْزلَه، وأَبانَهُ مِنْ سَائِرِ مَن بَعَثه إِلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي بايَنَ بَينه وَبَيْنَهُمْ بِهَا، فَفِي ذَلِكَ أَنْزَل اللَّهُ تَعَالَى: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا، ولَقالوا: إِنَّهُ وَجَدَ هَذِهِ الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها مِنَ الكُتُب. والأَمامُ: نَقِيضُ الوَراء وَهُوَ فِي مَعْنَى قُدَّام، يَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ الكِسائي أَمَامَ مُؤَنَّثَةٌ، وَإِنْ ذُكِّرتْ جَازَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَمامَك إِذَا كُنْتَ تُحَذِّره أَوْ تُبَصِّره شَيْئًا، وَتَقُولُ أَنْتَ أَمامَه أَيْ قُدَّامه. ابْنُ سِيدَهْ: والأَئمَّةُ كِنانة «1» ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأُمَيْمَة وأُمامةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: قالتْ أُمَيْمةُ: مَا لجِسْمك شاحِباً ... مِثْلِي ابْتُذِلْتَ، ومِثلُ مَا لَكَ يَنْفَعُ «2» . وَرَوَى الأَصمعي أُمامةُ بالأَلف، فَمَن رَوَى أُمامة عَلَى التَّرْخِيمِ «3» . وأُمامةُ: ثَلَثُمائة مِنَ الإِبِلِ؛ قال:

_ (1). قوله: والأئمة كِنانة؛ هكذا في الأَصل، ولعله أراد أن بني كنانة يقال لهم الأَئمة (2). قوله [مثلي ابتذلت] تقدم في مادة نفع بلفظ منذ ابتذلت وشرحه هناك (3). قوله [فَمَنْ رَوَى أُمَامَةَ عَلَى الترخيم] هكذا في الأَصل، ولعله فمن روى أمامة فعلى الأَصل ومن روى أميمة فعلى تصغير الترخيم

أَأَبْثُرهُ مالي ويَحْتِرُ [يَحْتُرُ] رِفْدَه؟ ... تَبَيَّنْ رُوَيْداً مَا أُمامةُ مِنْ هِنْدِ أَراد بأُمامة مَا تقدَّم، وأَراد بِهِنْد هُنَيْدَة وَهِيَ الْمِائَةُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا فَسَّرَهُ أَبو العَلاء؛ وَرِوَايَةُ الحَماسة: أَيُوعِدُني، والرَّمْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ؟ ... تَبَيَّنْ رُوَيْداً مَا أُمامة مِنْ هِنْدِ وأَما: مِنْ حُرُوفِ الِابْتِدَاءِ وَمَعْنَاهَا الإِخْبار. وإمَّا فِي الجَزاء: مُرَكَّبة مِنْ إنْ ومَا. وإمَّا فِي الشَّكِّ: عَكْسُ أَوْ فِي الْوَضْعِ، قَالَ: وَمِنْ خَفِيفِه أَمْ. وأَمْ حَرْفُ عَطف، معناه الِاسْتِفْهَامُ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى بَلْ. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ أَمْ فِي الْمَعْنَى تَكُونُ رَدًّا عَلَى الِاسْتِفْهَامِ عَلَى جِهَتَيْن: إِحْدَاهُمَا أَنْ تُفارِق مَعْنَى أَمْ، والأُخرى أَنْ تَسْتَفْهِم بِهَا عَلَى جِهَةِ النّسَق، وَالَّتِي يُنْوى به الِابْتِدَاءُ إلَّا أَنه ابْتِدَاءٌ متصِل بِكَلَامٍ، فَلَوِ ابْتَدَأْت كَلَامًا لَيْسَ قَبْلَهُ كلامٌ ثُمَّ استَفْهَمْت لَمْ يَكُنْ إِلَّا بالأَلف أَوْ بهَلْ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَنْزِيلُ الْكِتابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ، فَجَاءَتْ بأَمْ وَلَيْسَ قَبْلَها اسْتِفْهَامٌ فَهَذِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنها اسْتِفْهَامٌ مبتدأٌ عَلَى كَلَامٍ قَدْ سَبَقَهُ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ ، فَإِنْ شِئْتَ جعَلْته اسْتِفْهَامًا مُبْتَدَأً قَدْ سَبَقَهُ كلامٌ، وَإِنْ شِئْتَ جعَلْته مَرْدُودًا عَلَى قَوْلِهِ مَا لَنَا لَا نَرَى «1» ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي، ثُمَّ قَالَ: أَمْ أَنَا خَيْرٌ ، فَالتَّفْسِيرُ فِيهِمَا واحدٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَرُبَّمَا جَعَلتِ الْعَرَبُ أَمْ إِذا سَبَقَهَا اسْتِفْهَامٌ وَلَا يَصْلُح فِيهِ أَمْ عَلَى جِهَةِ بَلْ فَيَقُولُونَ: هَلْ لَكَ قِبَلَنا حَقٌّ أَم أَنتَ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ بالظُّلْم، يُريدون بَلْ أَنْتَ رجُل مَعْرُوفٌ بالظُّلْم؛ وأَنشد: فوَالله مَا أَدري أَسَلْمى تَغَوَّلَتْ، ... أَمِ النَّوْمُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ يُريد: بَلْ كلٌّ، قَالَ: وَيَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ بأَوْ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وقال الزَّجَّاجُ: أَمْ إِذا كَانَتْ مَعْطُوفَةً عَلَى لَفْظِ الِاسْتِفْهَامِ فَهِيَ مَعْرُوفَةٌ لَا إِشكال فِيهَا كَقَوْلِكَ زَيْدٌ أَحسن أَمْ عَمرو، أَكذا خيرٌ أَمْ كَذَا، وَإِذَا كَانَتْ لَا تقَعُ عَطْفًا عَلَى أَلِف الِاسْتِفْهَامِ، إِلا أَنها تَكُونُ غَيْرَ مبتدأَة، فإِنها تُؤذِن بِمَعْنَى بَلْ وَمَعْنَى أَلف الِاسْتِفْهَامِ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ ، قَالَ: الْمَعْنَى بَلْ تُريدون أَن تَسأَلوا رسولَكم، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ؛ قَالَ: الْمَعْنَى بَلْ يَقُولُونَ افْتَراه، قَالَ اللَّيْثُ: أَمْ حَرْف أَحسَن مَا يَكُونُ فِي الِاسْتِفْهَامِ عَلَى أَوَّله، فَيَصِيرُ الْمَعْنَى كأَنه اسْتِفْهَامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ، قَالَ: وَيَكُونُ أمْ بِمَعْنَى بَلْ، وَيَكُونُ أَمْ بِمَعْنَى ألِف الِاسْتِفْهَامِ كَقَوْلِكَ: أَمْ عِنْدك غَداء حاضِرٌ؟ وَأَنْتَ تُرِيدُ: أَعِندَك غَدَاءٌ حاضِرٌ وَهِيَ لُغَةٌ حَسَنَةٌ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يَجُوز إِذا سَبَقَهُ كَلَامٌ، قَالَ اللَّيْثُ: وَتَكُونُ أَمْ مبتدَأَ الْكَلَامِ فِي الْخَبَرِ، وَهِيَ لُغَةٌ يَمانية، يَقُولُ قائلُهم: أَمْ نَحْن خَرَجْنا خِيارَ النَّاسِ، أَمْ نُطْعِم الطَّعام، أَمْ نَضْرِب الهامَ، وَهُوَ يُخْبِر. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ أَبو زَيْدٍ أَم تَكُونُ زَائِدَةً لغةُ أَهل الْيَمَنِ؛ قَالَ وأَنشد:

_ (1). قوله [وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ مَرْدُودًا عَلَى قَوْلِهِ مَا لَنَا لا نرى] هكذا في الأَصل

يَا دَهْن أَمْ مَا كَانَ مَشْيي رَقَصا، ... بَلْ قَدْ تَكُونُ مِشْيَتي تَوَقُّصا أَراد يَا دَهْناء فَرَخَّم، وأَمْ زَائِدَةٌ، أَرَادَ مَا كَانَ مَشْيي رَقَصاً أَيْ كنت أَتَوقَّصُ وأَنا فِي شَبِيبتي واليومَ قَدْ أَسْنَنْت حَتَّى صَارَ مَشيي رَقَصاً، والتَّوَقُّص: مُقارَبةُ الخَطْو؛ قَالَ ومثلُه: يَا لَيْتَ شِعْرِي وَلَا مَنْجى مِنَ الهَرَمِ، ... أَمْ هلْ عَلَى العَيْش بعدَ الشَّيْب مِن نَدَمِ؟ قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ أَبي زَيْدٍ وَغَيْرِهِ، يذهَب إِلَى أَن قَوْلَهُ أَمْ كَانَ مَشْيي رَقَصاً مَعْطُوفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ تَقَدَّمَ، الْمَعْنَى كأَنه قَالَ: يَا دَهْن أَكان مَشْيي رَقَصاً أَمْ مَا كَانَ كَذَلِكَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَكُونُ أَمْ بِلُغَةِ بَعْضِ أَهل اليَمن بِمَعْنَى الأَلِف واللامِ، وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَ امْبرِّ امْصِيامُ فِي امْسَفَر أَيْ لَيْسَ من البِرِّ الصِّيامُ في السفَر؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَلفُ فِيهَا أَلفُ وَصْلٍ تُكْتَب وَلَا تُظْهر إِذَا وُصِلت، وَلَا تُقْطَع كَمَا تُقْطَع أَلِف أَم الَّتِي قدَّمنا ذكْرَها؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني، ... يَرْمي وَرَائِي بامْسَيْفِ وامْسَلِمَه أَلَا تَرَاهُ كَيْفَ وَصَل الميمَ بِالْوَاوِ؟ فَافْهَمْهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْوَجْهُ أَنْ لَا تُثْبَتَ الأَلف فِي الكِتابة لأَنها مِيمٌ جعلتْ بدَلَ الأَلفِ وَاللَّامِ للتَّعْريف. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المكرَّم: قَالَ فِي أَوَّل كَلَامِهِ: أَمْ بِلُغَةِ الْيَمَنِ بِمَعْنَى الأَلف وَاللَّامِ، وأَوردَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ: والأَلف أَلفُ وَصْل تُكْتَبُ وَلَا تُظْهر وَلَا تُقْطَع كَمَا تُقْطَع أَلف أَمْ، ثُمَّ يَقُولُ: الوَجُه أَن لَا تُثْبَتَ الأَلِف فِي الْكِتَابَةِ لأَنها ميمٌ جُعِلَتْ بدَل الأَلف وَاللَّامِ للتَّعْريف، وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ أَن الميمَ عِوَض لَامِ التَّعْريف لَا غَيْر، والأَلفُ عَلَى حالِها، فَكَيْفَ تَكُونُ الْمِيمُ عِوَضاً مِنَ الأَلف وَاللَّامِ؟ وَلَا حُجَّة بِالْبَيْتِ الَّذِي أَنشده فإِن أَلفَ التَّعْريف وَاللَّامَ فِي قَوْلِهِ والسَّلِمَة لَا تَظْهَرُ فِي ذَلِكَ، وَلَا فِي قَوْلِهِ وامْسَلِمَة، وَلَوْلَا تشديدُ السِّينِ لَما قَدَرَ عَلَى الإِتْيان بِالْمِيمِ فِي الوزْن، لأَنَّ آلةَ التَّعْريف لَا يَظْهر مِنْهَا شَيْءٌ فِي قَوْلِهِ والسَّلِمة، فَلَمَّا قَالَ وامْسَلِمة احْتَاجَ أَن تَظْهَرَ الْمِيمُ بِخِلَافِ اللَّامِ والأَلف عَلَى حَالَتِهَا فِي عَدَم الظُّهور فِي اللَّفْظِ خاصَّة، وبإِظهاره الْمِيمَ زَالَتْ إِحْدى السِّينَيْن وخَفَّت الثَّانِيَةُ وارْتَفَع التشديدُ، فإِن كَانَتِ الْمِيمُ عِوَضاً عَنِ الأَلف وَاللَّامِ فَلَا تُثْبَتُ الأَلف وَلَا اللَّامُ، وإِن كَانَتْ عِوَضَ اللَّامِ خاصَّة فَثُبوت الأَلف واجبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَمّا أَمْ مُخَفَّفة فَهِيَ حَرف عَطف فِي الِاسْتِفْهَامِ وَلَهَا مَوْضِعان: أحدهُما أَنْ تَقَع مُعادِلةً لأَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ بِمَعْنَى أَيْ تَقُولُ أَزَيْدٌ فِي الدَّارِ أَمْ عَمرو وَالْمَعْنَى أَيُّهما فِيهَا، وَالثَّانِي أَن تَكُونَ مُنْقَطِعة مِمَّا قَبْلَهَا خَبراً كَانَ أَوِ اسْتِفْهَامًا، تَقُولُ فِي الخَبَر: إِنها لإِبلٌ أَمْ شاءٌ يَا فَتَى، وَذَلِكَ إِذا نَظَرْت إِلَى شَخْص فَتَوَهَّمته إبِلًا فَقُلْتَ مَا سَبَقَ إِلَيْكَ، ثُمَّ أَدْرَكك الظنُّ أَنه شاءٌ فانصَرَفْت عَنِ الأَوَّل فَقُلْتَ أَمْ شاءٌ بِمَعْنَى بَلْ لأَنه إضْرابٌ عمَّا كَانَ قَبْلَهُ، إلَّا أَنَّ مَا يَقَع بَعْدَ بَلْ يَقِين وَمَا بَعْد أَمْ مَظْنون، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ فَقُلْتَ أمْ شاءٌ بِمَعْنَى بَلْ لأَنه إِضْراب عَمَّا كَانَ قَبْلَهُ: صَوابُه أَنْ يَقول بِمَعْنَى بَلْ أَهِيَ شاءٌ، فيأْتي بأَلِف الِاسْتِفْهَامِ الَّتِي وَقَع بِهَا الشكُّ، قَالَ: وتَقول فِي الِاسْتِفْهَامِ هَلْ زَيْدٌ مُنْطَلِق أمْ عَمرو يَا فَتى؟ إِنَّمَا أَضْرَبْت عَنْ سُؤالك عَنِ انْطِلاق زيدٍ وجعَلْته عَنْ عَمرو، فأَمْ

مَعَهَا ظنٌّ وَاسْتِفْهَامٌ وإضْراب؛ وأَنشد الأَخفش للأَخطل: كَذَبَتْك عَينُكَ أَمْ رأَيت بِواسِطٍ ... غَلَسَ الظَّلام، مِنَ الرَّبابِ، خَيالا؟ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ؛ وَهَذَا لَمْ يَكُنْ أَصلهُ اسْتِفْهَامًا، وَلَيْسَ قَوْلُهُ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ شَكًّا، ولكنَّه قَالَ هَذَا لِتَقبيح صَنيعِهم، ثُمَّ قَالَ: بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، كأَنه أَراد أَن يُنَبِّه عَلَى مَا قَالُوهُ نَحْوَ قَوْلِكَ لِلرَّجُلِ: الخَيرُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أمِ الشرُّ؟ وأَنتَ تَعْلَم أَنَّهُ يَقُولُ الْخَيْرُ وَلَكِنْ أَردت أَنْ تُقَبِّح عِنْدَهُ مَا صنَع، قَالَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ ، وَقَدْ عَلِم النبيُّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَالْمُسْلِمُونَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ لَمْ يَتَّخِذ وَلَداً سُبْحَانَهُ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِيُبَصِّرهم ضَلالَتَهم، قَالَ: وتَدْخُل أَمْ عَلَى هلْ تَقُولُ أَمْ هلْ عندك عمرو؛ وَقَالَ عَلْقمة بْنُ عَبَدة: أَمْ هلْ كَبيرٌ بَكَى لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَه، ... إثْرَ الأَحبَّةِ، يَوْمَ البَيْنِ، مَشْكُومُ؟ قال ابن بري: أمْ هنا مُنْقَطِعة، واستَأْنَف السُّؤال بِهَا فأَدْخَلها عَلَى هلْ لتَقَدُّم هلْ فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ؛ وَهُوَ: هلْ مَا عَلِمْت وَمَا اسْتودِعْت مَكْتوم ثُمَّ استأْنف السُّؤَالَ بِأَمْ فَقَالَ: أَمْ هلْ كَبير؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الجَحَّاف بْنِ حَكِيمٍ: أَبا مالِكٍ، هلْ لُمْتَني مُذْ حَضَضتَنِي ... عَلَى القَتْل أَمْ هلْ لامَني منكَ لائِمُ؟ قَالَ: إِلَّا أَنه مَتَى دَخَلَتْ أَمْ عَلَى هلْ بَطَل مِنْهَا مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ، وَإِنَّمَا دَخَلتْ أَم عَلَى هلْ لأَنها لِخُروجٍ مِنْ كَلَامٍ إِلى كَلَامٍ، فَلِهَذَا السَّبَب دخلتْ عَلَى هلْ فقلْت أَمْ هلْ ولم تَقُل أَهَلْ، قَالَ: وَلَا تَدْخُل أَم عَلَى الأَلِف، لَا تَقول أَعِنْدك زَيْدٌ أَمْ أَعِنْدك عَمْرو، لأَن أَصْلَ مَا وُضِع لِلِاسْتِفْهَامِ حَرْفان: أَحدُهما الأَلفُ وَلَا تَقع إِلا فِي أَوَّل الْكَلَامِ، وَالثَّانِي أمْ وَلَا تَقَعُ إِلَّا فِي وَسَط الْكَلَامِ، وهلْ إِنما أُقيم مُقام الأَلف فِي الِاسْتِفْهَامِ فَقَطْ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقَع فِي كُلٍّ مَواقِع الأَصْل. أنم: الأَنامُ: مَا ظَهَرَ عَلَى الأَرض مِنْ جَمِيعِ الخَلْق، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْر الأَنِيمُ، وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ؛ همُ الجِنُّ والإِنْس، قَالَ: والدليلُ عَلَى مَا قَالُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ بعَقِبِ ذِكْره الأَنامَ إِلى قَوْلِهِ: وَالرَّيْحانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ، وَلَمْ يَجْرِ للجنِّ ذِكْر قبلَ ذَلِكَ إِنما ذَكَر الجانَّ بَعْدَهُ فَقَالَ: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ؛ والجِنُّ والإِنسُ هُما الثَّقَلان، وَقِيلَ: جَازَ مُخاطَبَةُ الثَّقَلَيْن قَبْلَ ذِكْرِهِما معاً لأَنها ذُكِرَا بِعَقِب الخِطاب؛ قَالَ المُثَقَّب العَبْدي: فَمَا أَدْرِي، إِذَا يَمَّمْتُ أَرْضاً ... أُرِيدُ الخَيْرَ، أَيُّهما يَلِيني؟ أَأَلخَيْر الَّذِي أَنَا أَبْتَغيهِ، ... أمِ الشَّر الَّذِي هُوَ يَبْتَغِيني؟ فقال: أَيُهما وَلَمْ يَجْر لِلشَّرِّ ذِكْرٌ إِلَّا بَعْدَ تَمام البيت.

اندرم: النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ وسُئل كَيْفَ نُسَلِّم «2». عَلَى أَهْلِ الذِّمَّة؟ فَقَالَ: قُلْ أَنْدَرَايَمْ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ مَعْناها أَأَدْخُل، وَلَمْ يُرِدْ أَن يَخُصَّهم بالاسْتِئذان بالفارِسِيَّة، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا مَجوساً فأَمَره أَن يُخاطِبَهم بِلِسانِهم، قَالَ: وَالَّذِي يُراد مِنْهُ أَنه لَمْ يَذْكُر السَّلامَ قَبْل الاسْتِئذان، أَلَا تَرَى أَنه لَمْ يَقُلْ عَلَيْكُمْ أَنْدَرَايَمْ؟ أوم: الأُوامُ، بِالضَّمِّ: العَطَش، وَقِيلَ: حَرُّه، وَقِيلَ: شِدَّةُ العَطَش وأَن يَضِجَّ العَطْشان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ أَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِي: قَدْ عَلِمَتْ أَنِّي مُرَوِّي هامِها، ... ومُذْهِبُ الغَلِيلِ مِنْ أُوامِها وقد آمَ يَؤُومُ أَوْماً، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَمْ يُذْكُرْ لَهُ فِعلًا. والإِيامُ: الدُّخان، وَالْجَمْعُ أُيُمٌ، أُلْزِمَتْ عَيْنُه البَدَل لِغَيْرِ عِلّة، وإِلا فحُكْمُه أَنْ يَصِحَّ لأَنه لَيْسَ بمَصْدر فَيَعْتَلُّ باعْتِلال فِعْله، وَقَدْ آمَ عليها وآمَها يَؤُومُها أَوماً وإِياماً: دَخَّنَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤية: فَمَا بَرِحَ الأَسْبابَ، حَتَّى وَضَعْنَه ... لَدَى الثَّوْلِ يَنْفِي جَثَّها ويؤُومُها وَهَذِهِ الكلِمة واوِيَّة وَيَائِيَّةٌ، وَهِيَ مِنَ الْيَاءِ بدَلالةِ قَوْلِهِمْ آمَ يَئِيمُ، وَهِيَ مِنَ الْوَاوِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ يَؤُومُ أَوْماً، فَحَصَلَ مِنْ ذَلِكَ أَنها واويَّة ويائِيَّة، غَيْرَ أَنهم لَمْ يَقولوا فِي الدُّخَان أُوَام إِنما قَالُوا إِيَام فَقَطْ، وإِنما تَدَاوَلَتِ الياءُ والواوُ فِعْلَه ومَصْدَرَه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قِيلَ فَقَدْ ذَكَرْت الإِيَامَ الَّذِي هُوَ الدُّخَان هُنَا وإِنما مَوْضِعُهُ الْيَاءُ، قُلْنَا: إنَّ الْيَاءَ فِي الإِيَام الَّذِي هُوَ الدُّخان قَدْ تَكُونُ مقْلوبة فِي لُغَةِ مَنْ قَالَ آمَها يَؤُومُها أَوْماً، فكأَنَّا إِنما قُلْنَا الأُوام وإِن كَانَ حُكْمُها أَن لَا تَنْقَلِب هُنَا لأَنه اسمٌ لَا مَصْدَر، لكنَّها قُلِبَتْ هُنَا قَلْباً لِغَيْرِ عِلَّة كَمَا قُلْنَا، إِلا طَلَبَ الخِفَّة، وَسَنَذْكُرُ الإِيَامَ فِي الْيَاءِ. والمُؤَوَّمُ مِثْلُ المُعَوَّمِ: الْعَظِيمُ الرأْس والخَلْق، وَقِيلَ: المُشَوَّه كالمُوَأَّمِ، قَالَ: وأَرَى المُوَأَّم مَقْلُوباً عَنِ المُؤَوَّم؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِعَنْتَرَةَ: وكأَنَّما يَنْأَى بِجانِب دَفِّها ... الوَحْشِيّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّم «3» . فَسَّرَهُ بأَنه المُشَوَّه الخَلْق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي سِنَّوْراً، قَالَ: والهَزِج المُتراكِب الصَّوْت وعَنى بِهِ هِرًّا وإِن لَمْ يتقدَّم لَهُ ذِكْر، وَإِنَّمَا أَتى بِهِ فِي أَول الْبَيْتِ الثَّانِي وَالتَّقْدِيرُ يَنْأَى بِجانِبها مِنْ مُصَوِّت بالعَشِيِّ هِرٌّ، ومَن رَوى تَنْأَى بِالتَّاءِ لتأْنِيثِ الناقةِ قَالَ هِرٍّ، بِالْخَفْضِ، وَتَقْدِيرُهُ مِنْ هِرٍّ هَزِج العَشِيّ؛ وفسَّر الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ فَقَالَ: أَراد مِنْ حادٍ هَزِج الْعَشِيِّ بحُدائه. قَالَ: والأُوامُ أَيضاً دُخان المُشْتار. والآمةُ: الْعَيْبُ؛ قَالَ عَبِيد: مَهْلًا، أَبيتَ اللَّعْنَ مَهْلًا، ... إنَّ فِيمَا قُلْتَ آمَهْ والآمَةُ أَيضاً: مَا يَعْلَق بسُرَّةِ المَوْلود إِذَا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّه. وَيُقَالُ: مَا لُفَّ فِيهِ مِنْ خِرْقة وما

_ (2). قوله [كيف نسلم] هكذا في الأَصل بالنون مبنياً للفاعل، وفي نسخ النهاية: كيف يسلم، بالياء وبناء الفعل للمفعول (3). هو مذكور في مادة هزج

خَرَج مَعَهُ؛ وَقَالَ حَسَّانُ: وَمَوْؤُودَةٍ مَقْرُورةٍ فِي مَعاوِزٍ ... بآمَتِها، مَرْسُومةٍ لَمْ تُوَسَّدِ أَبو عَمْرٍو: اللَّيالي الأُوَّمُ المُنْكَرَة، ولَيالٍ أُوَمٌ كَذَلِكَ؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيت آخِرَ اللَّيلِ عَتَمْ، ... وأَنها إحْدى لَيالِيك الأُوَمْ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مأْخوذاً مِنَ الْآمَةِ وَهِيَ العَيْب، وَمِنْ قَوْلِهِمْ مُؤَوّم. ودَعا جريرٌ رجُلًا مِنْ بَنِي كُلَيب إِلَى مُهاجاتِه فَقَالَ الكُلَيْبيُّ: إنَّ نِسائي بآمَتِهِنَّ وإنَّ الشُّعراء لَمْ تَدَع فِي نِسائك مُتَرقَّعاً؛ أَراد أَنَّ نِساءَه لَمْ يُهْتَك سِتْرهنَّ وَلَمْ يَذْكُر سِواهنُّ سَوأَتَهُنَّ، بِمَنْزِلَةِ الَّتِي وُلدتْ وَهِيَ غَيْرُ مَخْفوضَة وَلَا مُقْتَضَّة. وآمَهُ اللهُ أَيْ شَوَّه خَلْقه. والأُوامُ: دُوارٌ فِي الرأْس. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَوَّمَه الكَلأُ تأْويماً أَي سَمَّنه وعظَّم خَلْقه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّؤْبان، أَوَّمَهُ ... روْضُ القِذافِ رَبيعاً أَيَّ تَأْويمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَرَكْرَك غَلِيظ قَويٌّ، ومُهْجِر أَي فَائِقٌ، والأَصل فِي قَوْلِهِمْ بَعِيرٌ مُهْجِر أَي يَهْجُرُ الناسُ بذِكْره أَيْ يَنْعَتُونه، والضُّؤبانُ: السَّمِين الشديدُ أَي يَفوقُ السمان. أيم: الأَيامى: الَّذِينَ لَا أَزواجَ لَهُمْ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وأَصله أَيايِمُ، فَقُلِبَتْ لأَن الْوَاحِدَ رَجُلٌ أَيِّمٌ سَوَاءً كَانَ تزوَّج قَبْلُ أَو لَمْ يَتَزَوَّجْ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَيِّمُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا زَوْج لَهَا، بِكْراً كَانَتْ أَو ثَيِّباً، وَمِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا امرأَة لَهُ، وجمعُ الأَيِّمِ مِنَ النِّسَاءِ أَيايِمُ وأَيامى، فأَمَّا أَيايِم «1» فَعَلَى بَابِهِ وَهُوَ الأَصل أَيايِم جَمْعُ الأَيِّم، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ وجُعلت بَعْدَ الْمِيمِ، وأَمّا أَيامى فَقِيلَ: هُوَ مِنْ بَابِ الوَضْع وُضِع عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ؛ وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: هُوَ مَقلوب مَوْضِعِ الْعَيْنِ إِلَى اللام. وقد آمَتِ المرأَة مِنْ زَوْجها تَئِيمُ أَيْماً وأُيُوماً وأَيْمَةً وإِيمة وتأَيَّمَتْ زَمَانًا وأتامَتْ وأْتَيَمْتها: تَزَوَّجْتُها أَيّماً. وتأَيَّم الرجلُ زَمَانًا وتأَيَّمتِ المرأَة إِذَا مَكَثا أَيّاماً وَزَمَانًا لَا يتزوَّجان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَقَدْ إمْتُ حَتَّى لامَني كلُّ صاحِبٍ، ... رَجاءً بسَلْمى أَن تَئِيمَ كَمَا إمْتُ وأَنشد أَيْضًا: فَإِنْ تَنْكِحِي أَنْكِحْ، وَإِنْ تَتَأَيَّمِي، ... يَدَا الدَّهْرِ، مَا لم تنْكِحي أَتَأَيَّم وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ: كلُّ امْرئٍ سَتَئيمُ منهُ ... العِرْسُ، أَوْ مِنْهَا يَئيم وقال آخَرُ: نَجَوْتَ بِقُوفِ نَفْسِك، غَيْرَ أَني ... إخالُ بأَنْ سَيَيْتَمُ أَوْ تَئِيمُ أَيْ يَيتمُ ابنُك أَوْ تَئِيمُ امرأَتُك. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ يَعْقُوبُ سَمِعت رجُلًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: أَيٌّ يَكُونَنَّ عَلَى الأَيْمِ نَصِيبي؛ يَقُولُ مَا يَقَعُ بيَدي بَعْدَ تَرْك التزوُّج أَيّ امرأَة صَالِحَةٌ أَو غَيْرُ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ امرأَة صَالِحَةٌ أَمْ غَيْرُ ذَلِكَ. والحَرْبُ مَأْيَمَة لِلنِّسَاءِ أَي تَقْتل الرجال فتَدَعُ

_ (1). قوله [فأما أيايم إلى قوله وأما أيامى] هكذا في الأَصل

النِّسَاءَ بِلَا أَزواجٍ فَيَئِمْنَ، وَقَدْ أَأَمْتُها وأَنا أُئيمُها: مِثْلَ أَعَمْتُها وأَنا أُعِيمُها. وآمَتِ المرأَةُ إِذَا مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا أَوْ قُتِل وَأَقَامَتْ لَا تَتَزوَّج. يُقَالُ: امرأَةٌ أَيِّمٌ وَقَدْ تأَيَّمَتْ إِذَا كَانَتْ بِغَيْرِ زَوْج، وَقِيلَ ذَلِكَ إِذَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ فَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ تَصْلُح للأَزْواج لأَنَّ فِيهَا سُؤْرةً مِنْ شَباب؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُغايراً أَو يَرْهَبُ التَّأْيِيما وأَيَّمَهُ اللهُ تَأْيِيماً. وَفِي الْحَدِيثِ: امرأَةٌ آمَتْ مِنْ زوجِها ذاتُ مَنْصِب وجَمالٍ أَيْ صارَتْ أَيِّماً لَا زَوْجَ لَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حَفْصَةَ: أَنها تَأَيَّمتْ مِنَ ابْنِ خُنَيْسٍ زَوْجِها قَبْل النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: مَاتَ قَيِّمُها وَطَالَ تَأَيُّمُها ، وَالِاسْمُ مِنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ الأَيْمةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَطول أَيْمَةُ إحْداكُنَّ، يُقَالُ: أَيِّمٌ بَيِّن الأَيْمة. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا لهُ آمٌ وعامٌ أَيْ هَلَكتِ امرأَته وماشِيَتُه حَتَّى يَئِيمَ ويَعيمَ إِلى اللَّبَن. ورجلٌ أَيْمانُ عَيْمانُ؛ أَيْمانُ: هَلَكتِ امرأَته، فأَيْمانُ إِلى النِّسَاءِ وعَيْمانُ إِلى اللَّبَنِ، وامرأَة أَيْمَى عَيْمَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ ؛ دخَل فِيهِ الذَّكَر والأُنْثى والبِكْر والثَّيِّب، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الحَرائر. وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا ، فَهَذِهِ الثَّيِّبُ لَا غَيْرَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَا تَنْكِحَنَّ الدَّهْرَ، مَا عِشْتَ، أَيِّماً ... مُجَرَّبةً، قَدْ مُلَّ مِنْهَا، ومَلَّتِ والأَيِّمُ فِي الأَصل: الَّتِي لَا زوجَ لَهَا، بِكْراً كَانَتْ أَو ثَيِّباً، مطلَّقة كَانَتْ أَوْ مُتَوَفّى عَنْهَا، وَقِيلَ: الأَيامى القَرابات الابْنةُ والخالةُ والأُختُ. الْفَرَّاءُ: الأَيِّمُ الحُرَّة، والأَيِّمُ القَرابة. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَتَزَوَّجْ أَيِّمٌ، والمرأَة أَيِّمَةٌ إِذا لَمْ تَتَزَوَّج، والأَيِّمُ البِكْر والثَّيّب. وآمَ الرجلُ يَئِيمُ أَيْمةً إِذا لَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ، وَكَذَلِكَ المرأَة إِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الأَيْمةِ والعَيْمة ، وَهُوَ طولُ العُزْبةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلانَةُ أَيِّمٌ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْجٌ. وَرَجُلٌ أَيِّمٌ: لَا مرأَة لَهُ، وَرَجُلَانِ أَيِّمانِ وَرِجَالٌ أَيِّمُون ونساءٌ أَيِّماتٌ وأُيَّمٌ بَيِّنُ الأُيُوم والأَيْمةِ. والآمةُ: العُزَّاب، جَمْعُ آمٍ، أَراد أيِّم فقلَب؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أُمْهِرْنَ أَرْماحاً، وهُنَّ بآمَةٍ، ... أَعْجَلْنَهُنَّ مَظنَّة الإِعْذارِ يُرِيدُ أَنَّهنَّ سُبِينَ قَبْلَ أَن يُخْفَضْنَ، فَجَعَلَ ذَلِكَ عَيْباً. والأَيْمُ والأَيِّمُ: الحيَّة الأَبْيَضُ اللَّطِيفُ، وعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ جَمِيعَ ضُروب الْحَيَّاتِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كُلُّ حيَّة أيْمٌ ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، وربَّما شدِّد فَقِيلَ أَيِّم كَمَا يُقَالُ هَيْن وهَيِّن؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: باللَّيْل مَوْرِدَ أَيِّم مُتَغَضِّفِ وقال الْعَجَّاجُ: وبَطْنَ أَيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا والأَيْم والأَيْنُ: الحيَّة. قَالَ أَبُو خَيْرَةَ: الأَيْمُ والأَيْنُ والثُّعْبان الذُّكْرانُ مِنَ الحَيَّات، وَهِيَ الَّتِي لَا تَضُرُّ أَحداً، وَجَمْعُ الأَيْمِ أُيُومٌ وأَصله التَّثْقِيل فكسِّر عَلَى لَفْظِهِ، كَمَا قَالُوا قُيُول فِي جَمْعِ قَيْل، وَأَصْلُهُ فَيْعِل، وَقَدْ جَاءَ مُشَدَّدًا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:

فصل الباء

إلَّا عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ، ... باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ «2» . يَعْنِي أَن هَذَا الْكَلَامَ مِنْ مَوارِد الحيَّات وأَماكِنها؛ ومُعِيدة: تُعاوِد الوِرْد مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِسَوَّارِ بْنِ الْمُضَّرَبِ: كأَنَّما الخَطْو مِنْ مَلْقَى أَزِمَّتِها ... مَسْرَى الأُيُومِ، إِذا لَمْ يُعْفِها ظَلَفُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَتَى عَلَى أَرض جُرُزٍ مُجْدِبةٍ مَثْلَ الأَيْم ؛ الأَيْمُ والأَيْنُ: الحيَّة اللَّطِيفة؛ شبَّه الأَرض فِي مَلاسَتِها بالحيَّة. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنه أَمَرَ بِقَتْلِ الأَيْمِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي بَيْتِ أَبِي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: عَواسِرُ بِالرَّفْعِ، وَهُوَ فَاعِلُ يَشْرب فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ، وَهُوَ: وَلَقَدْ وَرَدْتُ الْمَاءَ، لَمْ يَشْرَبْ بِهِ، ... حَدَّ الرّبيعِ إِلى شُهورِ الصَّيِّفِ قَالَ: وَكَذَلِكَ مُعِيدة الصوابُ رَفْعُها عَلَى النَّعْت لِعَواسِر، وعَواسِرُ ذِئابٌ عَسَرت بأَذْنابِها أَي شالَتْها كالسِّهام المَمْرُوطَةِ، ومُعِيدة: قَدْ عاوَدت الوُرودَ إِلى الْمَاءِ، والمُتَغَضِّف: المُتَثَنِّي. ابْنُ جِنِّي: عَيْنُ أَيِّمٍ ياءٌ، يدلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ أَيْم، فَظَاهِرُ هَذَا أَن يَكُونَ فَعْلًا والعينُ مِنْهُ ياءٌ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ مُخَفَفًا مِنْ أَيِّم فَلَا يَكُونُ فِيهِ دَلِيلٌ، لأَن القَبِيلين مَعًا يَصيرانِ مَعَ التَّخْفِيفِ إِلى لَفْظِ الْيَاءِ، وَذَلِكَ نَحْوَ لَيْنٍ وهَيْنٍ. والإِيَامُ: الدُّخَان؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ: فَلمَّا جَلاها بالإِيَامِ تَحَيَّزَتْ ... ثُباتٍ، عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِئابُها وجمعُه أُيُمٌ. وَآمَ الدُّخانُ يَئيم إيَاماً: دخَّن. وَآمَ الرجُلُ إيَاماً إِذا دَخَّن عَلَى النَّحْل لِيَخْرُجَ مِنَ الخَلِيَّة فيأْخُذ مَا فِيهَا مِنَ العَسَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: آمَ الرجُل مِنَ الْوَاوِ، يقال: آمَ يَؤُومُ، قَالَ: وإيامٌ الْيَاءُ فِيهِ منقلِبة عَنِ الْوَاوِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِيَامُ عُودٌ يجعَل فِي رأْسه نارٌ ثُمَّ يُدَخَّنُ بِهِ عَلَى النَّحْل ليُشْتارَ العَسَلُ. والأُوامُ: الدُّخانُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والآمةُ: الْعَيْبُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: وآمةٌ عَيْب؛ قَالَ: مَهْلًا، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلًا، ... أَن فِيمَا قلتَ آمَهْ وَفِي ذَلِكَ آمةٌ عَلَيْنَا أَيْ نَقْص وغَضاضَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وبَنُو إيَامٍ: بَطْن مِنْ هَمْدان. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: يتَقارب الزَّمان ويَكْثُر الهَرْج، قِيلَ: أَيْمَ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: القَتْل ، يُرِيدُ مَا هُوَ؛ وأَصله أَيّ مَا هُوَ أَي أَيُّ شيءٍ هُوَ فَخَفَّفَ الْيَاءَ وَحَذَفَ أَلف مَا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن رَجُلًا ساوَمَهُ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَعَامًا فَجَعَلَ شَيْبَة بْنُ رَبِيعَةَ يَشير إِليه لَا تَبِعْه، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يقولُ أَيْمَ تَقول؟ يَعْنِي أَيّ شيء تقول؟ فصل الباء بالام: النِّهَايَةُ فِي ذِكْرِ أُدْمِ أَهلِ الْجَنَّةِ قَالَ: إدامُهم بالامُ والنونُ، قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ ونونٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مفسَّراً، أمَّا النونُ فَهُوَ الحُوتُ وَبِهِ سمِّي يُونُسُ،

_ (2). قوله [إلا عواسر إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة عسر ومرط وعود وصيف وغضف وفيه روايات، وقوله: يَعْنِي أَن هَذَا الْكَلَامَ، لعله أَن هذا المكان

عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، ذَا النُّون ، وأَما بَالامُ فَقَدْ تَمَحَّلوا لَهَا شَرْحًا غَيْرَ مرضِيّ، ولَعَلَّ اللَّفْظَةَ عِبْرَانِيَّةٌ، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ لَعَلَّ اليهوديَّ أَراد التَعْمِيَة فَقَطَعَ الهِجاء وقدَّم أحدَ الحَرفَين عَلَى الْآخَرِ، وَهِيَ لَامُ أَلف وَيَاءٌ؛ يُرِيدَ لَأَى بوزْن لَعَا، وَهُوَ الثَّوْر الوحشيُّ، فصحَّف الرَّاوِي الْيَاءَ بِالْبَاءِ، وَقَالَ: هَذَا أَقْرَبُ مَا يقع لي فيه. ببم: أَبَنْبَمُ ويَبَنْبَمُ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبَنْبَم عَلَى أَفَنْعَل مِنْ أَبْنية الْكِتَابِ؛ قَالَ طُفيل: أَشاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفر أَبَنْبَمِ؟ ... نَعَمْ بُكُراً مِثْلَ الفَسيلِ المُكَمَّمِ التَّهْذِيبُ: يَبَمْبَمُ ذَكَرَهُ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ فَقَالَ: إِذا شِئتُ غَنَّتْني بأَجْزاعِ بِيشَةٍ، ... أَوِ الجِزْع مِنْ تَثْلِيثَ أو من يَبَمبَما بتم: البُتْمُ والبُتَّمُ: جَبَلٌ من ناحية فَرْغانَة. بجم: بَجَم الرجلُ يَبْجِمُ بَجْماً وبُجُوماً: سَكَتَ مِنْ هَيْبَةٍ أَوْ عِيّ. ورأَيت بَجْماً مِنَ النَّاسِ وبَجْداً أَي جَمَاعَةً. والبَجْمُ: الْجَمَاعَةُ الكثيرة. بجرم: البَجارِمُ: الدواهِي. بحم: غَدِير بَحْوَمٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ؛ عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد: فصِغارُها مِثْلُ الدَّبَى، وكِبارُها ... مِثْل الضَّفادِعِ فِي غَدِيرٍ بَحْوَمِ بخذم: بَخْذَم: اسمٌ. بذم: البُذْمُ: الرأْيُ الجَيِّدُ. والبُذْمُ: احتمالُك لِما حُمِّلْت. والبُذْمُ: النَّفْس. والبُذْمُ: القوَّة والطاقةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنُوءُ بِرِجْلٍ بِهَا بُذْمُها، ... وأَعْيَتْ بِهَا أُخْتُها الآخِرَه أَوِ الغابِرَه. ورجلٌ ذُو بُذْمٍ أَيْ كَثافَةٍ وجلَدَ، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ. وثوبٌ ذُو بُذْمٍ أَيْ كَثِيرُ الغَزْل. وَرَجُلٌ ذُو بُذْمٍ أَيْ سَمِينٌ، وَيُقَالُ: ذُو رَأْيٍ وحَزْمٍ، وَقَالَ الأُموي: ذُو نَفَس، وَقَالَ الكِسائي: ذُو احْتِمال لِما حُمِّل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي إِذا لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ رَأْيٌ قِيلَ: مَا لَهُ بُذْمٌ. والبَذْمُ: مَصْدَرُ البَذِيمِ، وَهُوَ العاقِلُ الغَضَبِ [الغَضَبَ] مِن الرِّجال أَيْ أَنه يَعْلَمُ مَا يأْتيه عِنْدَ الغضَب؛ كَذَا حَكَاهُ أَهل اللُّغَةِ، وَقِيلَ: يَعْلم مَا يَغْضَب لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَرِيمُ عُروقِ النَّبْعَتَينِ مُطَهَّرٌ، ... ويَغْضَبُ ممَّا مِنْهُ ذُو البَذْمِ يَغْضَبُ اللَّيْثُ: رجلٌ بُذْمٌ وبَذِيمٌ إِذا غَضِب ممَّا يَجِبُ أَن يُغْضَب مِنْهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: البَذِيمةُ الَّذِي لَا يَغْضَب فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الغضَب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الْمَرَّارِ: يَا أُمَّ عِمْران وأُخْتَ عَتْمِ، ... قَدْ طالَ مَا عِشْتُ بِغَيْرِ بُذْمِ «1» . أَي بِغَيْرِ مُروءةٍ، وَقَدْ بَذُمَ بَذامةً. ابْنُ الأَعرابي: والبَذيمُ مِنَ الأَفْواه المُتَغَيِّر الرَّائِحَةِ؛ وأَنشد: شَمِمْتها بشارِبٍ بَذِيمِ ... قَدْ خَمَّ، أَوْ قَدْ هَمَّ بالخُمُومِ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَبْذَمَتِ الناقةُ وأَبْلَمَتْ إِذا وَرِمَ حيَاؤُها مِنْ شدّةِ الضَّبَعَة، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي

_ (1). قوله [يا أم عمران إلخ] هكذا في الأَصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: وأخت عثم، بالثاء

بَكَرات الإِبل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا سَمَا فَوْقَ جَمُوحٍ مِكْتامْ ... مِنْ غَمْطِه الأَثْناءَ ذَاتِ الإِبْذامْ يَصِف فَحْل إبِل أَراد أَنه يَحْتَقِر الأَثْناءَ ذواتِ البَلمَة، فيَعْلُو الناقةَ الَّتِي لَا تَشُول بذَنَبها، وَهِيَ لاقِح، كأَنها تكتُم لَقاحَها. برم: البَرَمُ: الَّذِي لَا يَدْخُل مَعَ الْقَوْمِ فِي المَيْسِر، وَالْجَمْعُ أَبْرامٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: إِذا عُقَبُ القُدُور عُدِدْنَ مَالًا، ... تَحُتُّ حَلائلَ الأَبْرامِ عِرْسِي وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا بَرَماً تُهْدى النساءُ لعِرْسِهِ، ... إِذا القَشْعُ مِنْ بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا وَفِي الْمَثَلِ: أَبَرَماً قَرُوناً أَيْ هُوَ بَرَمٌ ويأْكل مَعَ ذَلِكَ تَمرَتَيْن تَمرتَيْن، وَفِي حَدِيثِ وفْدِ مَذحِج: كِرامٌ غَيْرُ أَبْرامٍ ؛ الأَبْرامُ: اللِّئامُ، واحِدُهم بَرَمٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَهُوَ فِي الأَصل الَّذِي لَا يَدْخُل مَعَ القومِ فِي المَيْسِر وَلَا يُخْرِج مَعَهُمْ فِيهِ شَيْئًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكْرِبَ: قَالَ لعُمر أَأَبْرامٌ بَنو المُغِيرة؟ قَالَ: ولِمَ؟ قَالَ نزلتُ فِيهِمْ فَمَا قَرَوْني غَيْرَ قَوْس وثَوْرٍ وكَعْب، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَشِبَعاً ؛ القَوْسُ: مَا يَبْقى فِي الجُلَّة مِنَ التَّمْر، والثَّوْرُ: قِطْعَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ الأَقِط، والكَعْبُ: قِطْعة مِنَ السَّمْن؛ وَأَمَّا مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ أُحَيْحة: إِنْ تُرِدْ حَرْبي، تُلاقِ فَتىً ... غيرَ مَمْلوكٍ وَلَا بَرَمَهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنَّهُ عَنى بالبَرَمَة البَرَمَ، وَالْهَاءُ مُبَالَغَةٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُؤَنَّثَ عَلَى مَعْنَى العَيْنِ والنَّفْس، قَالَ: وَالتَّفْسِيرُ لَنَا نَحْنُ إِذ لَا يَتَّجِه فِيهِ غَيْرَ ذَلِكَ. والبَرَمةُ: ثَمَرةُ العِضاهِ، وَهِيَ أَوَّل وَهْلة فَتْلةٌ ثُمَّ بَلَّةٌ ثُمَّ بَرَمةٌ، وَالْجَمْعُ البَرَمُ، قَالَ: وَقَدْ أَخطأَ أَبو حَنِيفَةَ فِي قَوْلِهِ: إِن الفَتْلة قَبْل البَرَمَة، وبَرَمُ العِضاهِ كُلُّهُ أَصفر إلَّا بَرَمَة العُرْفُطِ فإِنها بَيْضاء كأَنَّ هَيادِبها قُطْن، وَهِيَ مِثْلُ زِرِّ القَمِيص أَو أَشَفُّ، وبَرَمة السَّلَم أَطيب البَرَمِ رِيحاً، وَهِيَ صَفْراء تؤْكَل، طيِّبة، وَقَدْ تَكُونُ البَرَمَةُ للأَراكِ، وَالْجَمْعُ بَرَمٌ وبِرامٌ. والمُبْرِمُ: مُجْتَني البَرَمِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مُجْتَني بَرَمَ الأَراك. أَبو عَمْرٍو: البَرَمُ ثَمَر الطَّلْح، وَاحِدَتُهُ بَرَمَة. ابْنُ الأَعرابي: العُلَّفَةُ مِنَ الطَّلْح مَا أَخلفَ بَعْدَ البَرَمَة وَهُوَ شِبْهُ اللُّوبياء، والبَرَمُ ثَمَرُ الأَراك، فَإِذَا أَدْرَك فَهُوَ مَرْدٌ، وإِذا اسْوَدَّ فَهُوَ كَباثٌ وبَريرٌ. وَفِي حَدِيثِ خُزيمة السِّلْمِيِّ: أَيْنَعَتِ العَنَمَةُ وسَقَطَت البَرَمةُ ؛ هِيَ زَهْرُ الطَّلْح، يَعْنِي أَنها سَقَطَتْ مِنْ أَغْصانها للجَدْب. والبَرَمُ: حَبُّ العِنب إِذا كَانَ فَوْقَ الذَّرِّ، وَقَدْ أَبْرَمَ الكَرْمُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والبَرَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ بَرِمَ بالأَمْرِ، بِالْكَسْرِ، بَرَماً إِذا سَئِمَهُ، فَهُوَ بَرِمٌ ضَجِر. وَقَدْ أَبْرَمَهُ فُلَانٌ إِبْراماً أَيْ أَمَلَّه وأَضْجَره فَبَرِمَ وتَبَرَّم بِهِ تَبَرُّماً. وَيُقَالُ: لَا تُبْرِمْني بكَثرة فُضولك. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: السلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً ؛ هُوَ مَصْدَرُ بَرِمَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، يَبْرَمُ بَرَماً، بِالْفَتْحِ، إِذا سَئِمَه ومَلَّه. وأَبْرَمَ الأَمرَ وبَرَمَه: أَحْكَمه، والأَصل فِيهِ إِبْرامُ الفَتْل إِذا كَانَ ذَا طاقيْن. وأَبْرَمَ الحَبْلَ:

أَجادَ فَتَلَهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَبْرَمَ الحَبْلَ جَعَلَهُ طاقَيْن ثُمَّ فَتَله. والمُبْرَمُ والبَريمُ: الحَبْل الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ مَفْتُولَيْن فَفُتِلا حَبْلًا وَاحِدًا مِثْلَ مَاءٌ مُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وعَسَلٌ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ، ومِيزانٌ مُتْرَصٌ وتَريصٌ. والمُبْرَمُ مِنَ الثِّياب: المَفْتُول الغَزْل طاقَيْن، وَمِنْهُ سمِّي المُبْرَمُ، وَهُوَ جنسٌ مِنَ الثِّياب. والمَبارِمُ: المَغازِلُ الَّتِي يُبْرَمُ بِهَا. والبَريمُ: خَيْطان مُخْتلفان أَحمرُ وأَصفرُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ لَوْنان مُخْتلِطان، وَقِيلَ: البَريمُ خَيْطان يَكُونَانِ مِنْ لَوْنَيْن. والبَريمُ: ضَوْءُ الشَّمْسِ مَعَ بَقِيَّة سَوادِ اللَّيْلِ. والبَريمُ: الصبْح لِما فِيهِ مِنْ سَوادِ اللَّيْلِ وبَياض النَّهَارِ، وَقِيلَ: بَريمُ الصُّبْحِ خَيْطه المُخْتلط بِلَوْنَيْن، وَكُلُّ شَيْئَيْنِ اختلَطا واجْتمعا بَريمٌ. والبَريمُ: حَبْل فِيهِ لَوْنان مُزَيَّن بجَوْهر تشدُّه المرأَة عَلَى وَسَطها وعَضُدِها؛ قَالَ الكَروّس بْنُ حِصْنٍ «1». وقائلةٍ: نِعْمَ الفَتى أَنت مِنْ فَتىً؛ ... إِذا المُرْضِعُ العَرْجاءُ جالَ بَريمُها وَفِي رِوَايَةٍ: مُحَضَّرة لَا يُجْعَل السِّتْر دُونها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ ذَكَرَهُ أَبو تَمّام لِلْفَرَزْدَقِ فِي بَابِ الْمَدِيحِ مِنَ الْحَمَاسَةِ. أَبُو عَبِيدٍ: البَريمُ خَيْط فِيهِ أَلوانٌ تشدُّه المرأَة عَلَى حَقْوَيْها. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَريمُ خَيْطٌ يُنْظَم فِيهِ خَرَز فتشدُّه المرأَة عَلَى حَقْوَيْها. والبَريمُ: ثَوْبٌ فِيهِ قَزٌّ وكتّانٌ. والبَريمُ: خَيْطٌ يُفْتَل عَلَى طاقَيْن، يُقال: بَرَمْتُه وأَبْرَمْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: البَريمُ الحبْل المَفْتول يَكُونُ فِيهِ لَوْنان، وربَّما شدَّتْه المرأَةُ عَلَى وَسَطها وعَضُدها، وَقَدْ يُعلَّق عَلَى الصَّبِيِّ تدفَع بِهِ العَيْن، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَيْشِ بَريم لأَلْوان شِعار القَبائل فِيهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: أَبْدى الصَّباحُ عَنْ بَريمٍ أَخْصفَا قَالَ: البَريمُ حبْل فِيهِ لَوْنان أَسود وَأَبْيَضُ، وَكَذَلِكَ الأَخْصَفُ والخَصِيفُ، ويشبَّه بِهِ الفَجْر الكاذِبُ أَيضاً، وَهُوَ ذَنَب السِّرْحان؛ قَالَ جامِعُ بْنُ مُرْخِيَة: لَقَدْ طَرَقَتْ دَهْماء، والبُعْدُ بَيْنَهَا، ... ولَيْل، كأثْناء اللِّفاعِ، بَهِيمُ عَلَى عَجَلٍ، والصبحُ بالٍ كأَنه ... بأَدْعَجَ مِنْ لَيْلِ التِّمام بَريمُ قَالَ: والبَريمُ أَيْضًا الماءُ الَّذِي خالَط غيرَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَتَّى إِذا مَا خاضَتِ البَرِيما والبَريمُ: القَطيع مِنَ الغنَم يَكُونُ فِيهِ ضَرْبان مِنَ الضَّأْن والمَعَز. والبَريمُ: الدَّمْعُ مَعَ الإِثْمِدِ. وبَرِيمُ الْقَوْمِ: لَفِيفُهم. والبَرِيمُ: الجَيْش فِيهِ أَخْلاط مِنَ النَّاسِ. والبَرِيمان: الجَيْشان عرَب وعَجَم؛ قَالَتْ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة: يَا أَيها السَّدِمُ المُلَوِّي رأْسَه ... لِيَقُود مِنْ أَهل الحِجاز بَرِيما أَرادت جَيْشاً ذَا لَوْنَيْن، وكلُّ ذِي لَوْنَيْن بَريمٌ. ويُقال: اشْوِ لَنا مِنْ بَرِيمَيْها أَي مِنَ الكَبِد والسَّنام يُقَدَّان طُولًا ويُلَفَّان بِخَيْط أَوْ غَيْرِهِ، وَيُقَالُ: سمِّيا بِذَلِكَ لبَياض السَّنام وسَوادِ الكَبِد.

_ (1). قوله [قَالَ الْكَرَوَّسُ بْنُ حِصْنٍ] هكذا في الأَصل، وفي شرح القاموس: الكروس بن زيد، وقد استدرك الشارح هذا الاسم على المجد في مادة كرس

والبُرُمُ: القَومُ السيِّئُو الأَخْلاق. والبَرِيمُ العُوذَة. والبَرَم: قِنانٌ مِنَ الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا بَرَمَة. والبُرْمَةُ: قِدْر مِنْ حِجَارَةٍ، وَالْجَمْعُ بُرَمٌ وبِرامٌ وبُرْمٌ؛ قال طرَفة: جاؤوا إِليك بِكُلِّ أَرْمَلَةٍ ... شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرم وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: وَالْبَائِعَاتُ بِشَطَّيْ نخْلةَ البُرَمَا وَفِي حَدِيثِ بَرِيرَةَ: رَأَى بُرْمةً تَفُورُ ؛ البُرْمة: القِدْرُ مُطْلَقًا، وَهِيَ فِي الأَصل المُتَّخَذَة مِنَ الحَجر الْمَعْرُوفِ بِالْحِجَازِ واليَمن. والمُبْرِمُ: الَّذِي يَقْتَلِعُ حِجارةَ البِرامِ مِنَ الْجَبَلِ ويقطَعُها ويُسَوِّيها ويَنْحَتها. يُقَالُ: فُلَانٌ مُبْرِمٌ للَّذي يقْتَطِعُها مِنْ جَبَلها ويَصْنعَها. وَرَجُلٌ مُبْرِمٌ: ثَقِيلٌ، مِنْهُ، كأَنه يَقْتَطِع مِنْ جُلَسائه شَيْئًا، وَقِيلَ: الغَثُّ الحديثِ مِنَ المُبْرِمِ وَهُوَ المُجْتَني ثَمَر الأَراك. أَبو عُبَيْدَةَ: المُبْرِمُ الغَثُّ الحديثِ الَّذِي يحدِّث الناسَ بالأَحاديث الَّتِي لَا فَائِدَةَ فِيهَا وَلَا مَعْنَى لَهَا، أُخِذَ مِنَ المُبْرِم الَّذِي يَجْني البَرَمَ، وَهُوَ ثَمَرُ الأَراك لَا طَعْم لَهُ وَلَا حَلاوة وَلَا حُمُوضة وَلَا مَعْنَى لَهُ. وَقَالَ الأَصمعي: المُبْرِمُ الَّذِي هُوَ كَلٌّ عَلَى صَاحِبِهِ لَا نَفْعَ عِنْدِهِ وَلَا خَيْر، بِمَنْزِلَةِ البَرَم الَّذِي لَا يدخُل مَعَ القومِ فِي المَيْسِر ويأْكل مَعَهُمْ مِنْ لَحْمِه. والبَيْرَمُ العَتَلَةُ، فارِسيّ معرَّب، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ عَتَلَة النَّجَّار، وَهُوَ بالفارسيَّة بِتَفْخِيمِ الْبَاءِ. والبَرَمُ: الكُحْل؛ وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي جَاءَ: مَنْ تسمَّع إِلى حَدِيثِ قومٍ صُبَّ فِي أُذنه البَرَمُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ للمفضَّل مَا البَرَمُ؟ قَالَ: الكُحْل المُذاب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ صُبَّ فِي أُذنه البَيْرَمُ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَيْرَمُ البِرْطِيلُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: البَيْرَمُ عَتَلَةُ النَّجار، أَوْ قَالَ: العَتَلة بَيْرَمُ النَّجَّارِ. وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ اسْتَمَع إِلى حَدِيثِ قومٍ وَهُمْ لَهُ كارِهُون مَلأَ اللَّهُ سمعَه مِنَ البَيْرَم والآنُكِ ، بِزِيَادَةِ الْيَاءِ. والبُرامُ، بِالضَّمِّ: القُرادُ وَهُوَ القِرْشام؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجُؤَيَّةَ بْنِ عَائِذٍ النَّصْري: مُقيماً بمَوْماةٍ كأَن بُرَامَها، ... إِذا زالَ فِي آلِ السَّراب، ظَليمُ وَالْجَمْعُ أَبْرِمَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبِرْمةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كثيِّر عَزَّة: رَجَعْت بِهَا عَنِّي عَشِيَّة بِرْمةٍ، ... شَماتةَ أَعْداءٍ شُهودٍ وغُيَّب وأَبْرَمُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ نَبْت «2» ؛ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ. وبَرامٌ وبِرامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَقْوى فَعُرِّيَ واسطٌ فبِرامُ ... مِنْ أَهْلِه، فَصُوَائِقٌ فَخُزامُ وبُرْمٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: وَلَوْ أَنَّ مَا حُمِّلْتُ حُمِّلَه ... شَعَفَاتُ رَضْوَى، أَو ذُرَى بُرْم برجم: ابْنُ دُرَيْدٍ: البَرْجَمةُ غِلَظُ الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَمِنْ أَهْل الرَّهْمَسَة والبَرْجَمة أنت؟

_ (2). قوله [وَأَبْرَمُ مَوْضِعٌ وَقِيلَ نَبْتٌ] ضبط في الأَصل والقاموس والتكملة بفتح الهمزة، وفي ياقوت بكسرها وصوبه شارح القاموس

البَرْجَمة، بِالْفَتْحِ: غِلَظ فِي الْكَلَامِ. الْجَوْهَرِيُّ: البُرْجُمَة، بِالضَّمِّ، وَاحِدَةُ البَراجِمِ وَهِيَ مَفاصِل الأَصابع الَّتِي بَيْنَ الأَشاجِع والرَّواجِب، وهي رؤوس السُّلامَيَات مَنْ ظَهْر الْكَفِّ إِذا قَبَض الْقَابِضُ كفَّه نَشَزَت وَارْتَفَعَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: البُرْجُمةُ المَفْصِل الظَّاهِرُ مِنَ المَفَاصِل، وَقِيلَ: الباطِن، وَقِيلَ: البَراجِمُ مَفاصِل الأَصابع كُلِّهَا، وَقِيلَ: هِيَ ظُهور القَصَب مِنَ الأَصابع. والبُرْجُمةُ: الإِصْبَعُ الوُسْطى مِنْ كُلِّ طَائِرٍ. والبَراجِم: أَحْياءٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، مِنْ ذَلِكَ، وَذَلِكَ أَن أَباهُمْ قبَض أَصابعه وَقَالَ: كُونُوا كَبرَاجِم يَدِي هَذِهِ أَيْ لَا تَفَرَّقُوا، وَذَلِكَ أَعزُّ لَكُمْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَمسة مِنْ أَولادِ حَنْظلة ابن مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُمُ البَراجِم، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَراجِمُ فِي بَنِي تَمِيمٍ: عَمْرٌو وقَيْس وغالِب وكُلْفَة وظُلَيْم، وهو بَنُو حَنْظلة بْنِ زَيْدِ مَناة، تَحالَفوا عَلَى أَن يَكُونُوا كبَراجِم الأَصابع فِي الِاجْتِمَاعِ. وَمِنْ أَمثالهم: إِنَّ الشَّقِيَّ راكِبُ البراجِمِ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ هِنْد لَهُ أخٌ فَقَتَلَهُ نَفَر مِنْ تَمِيمٍ فَآلَى أَنْ يَقْتُل بِهِ مِنْهُمْ مِائَةً فَقَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَكَانَ نَازِلًا فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ، فأَحْرَق القَتْلى بِالنَّارِ، فمرَّ رَجُلٌ مِنَ البَراجِم وراحَ رائحةَ حَرِيق القَتْلى فَحسبه قُتَارَ الشِّواء فَمَالَ إِليه، فلمَّا رَآهُ عَمْرو قَالَ لَهُ: ممَّن أَنْتَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مَنَّ البَراجِم، فَقَالَ حِينَئِذٍ: إِنَّ الشَّقِيَّ راكبُ البراجِم، وأَمَر فقُتِلَ وأُلْقِيَ فِي النَّارِ فَبرَّت بِهِ يَمينه. وَفِي الصِّحَاحِ: إِن الشَّقِيَّ وافِدُ البَراجِم، وَذَلِكَ أَن عَمْرَو بْنَ هِنْد كَانَ حَلَفَ ليُحْرِقَنَّ بأَخيه سعدِ بْنِ المُنْذِر مِائَةً، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وسمَّت الْعَرَبُ عَمْرَو بْنَ هِنْد مُحَرِّقاً لذلك. التهذيب: الرَّاجِبَةُ البُقْعة المَلْساء بَيْنَ البراجِم. قَالَ: والبراجِمُ المُشَنَّجاتُ فِي مَفاصِل الأَصابع، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي ظُهور الأَصابع، والرَّواجِبُ مَا بَيْنَهَا، وَفِي كُلِّ إِصْبَعٍ ثَلَاثُ بُرْجمات إِلَّا الإِبهام، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَفِي كُلِّ إِصْبَعٍ بُرْجُمَتان. أَبو عُبَيْدٍ: الرَّواجِمُ «1» والبَراجِمُ مَفاصِل الأَصابع كُلِّها. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنَ الفِطْرة غَسْلُ البَراجِمِ ؛ هِيَ العُقَدُ الَّتِي تَكُونُ فِي ظُهور الأَصابع يَجْتَمع فِيهَا الوَسَخ. برسم: البِرسامُ: المُومُ. وَيُقَالُ لِهَذِهِ العِلَّة البِرسامُ، وكأَنه معرَّب، وَبِرْ: هُوَ الصَّدْرُ، وسَام: مِنْ أَسماء الْمَوْتِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الِابْنُ، والأَول أَصحُّ لأَن العلَّة إِذا كَانَتْ فِي الرأْس يُقَالُ سِرْسام، وسِرْ هُوَ الرأْس، والمُبَلْسَم والمُبَرْسَم وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البِرْسامُ علَّة مَعْرُوفَةٌ، وَقَدْ بُرْسِمَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُبَرْسَمٌ. قَالَ: والإِبْرِيسَم مُعَرَّبٌ وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَالْعَرَبُ تَخْلِطُ فِيمَا لَيْسَ مِنْ كَلَامِهَا؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الإِبريسَم، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ وَفَتْحِ السِّينِ، وَقَالَ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ «2» إفْعِيلِل مِثْلَ إهْليلَج وإبْريسَم، وَهُوَ يَنْصَرِفُ، وَكَذَلِكَ إِن سمَّيت بِهِ عَلَى جِهَةِ التَّلْقيب انْصَرَفَ فِي الْمَعْرِفَةِ والنَّكِرة، لأَن الْعَرَبَ أَعْرَبَته فِي نَكِرَته وأَدْخَلَت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ وأَجْرته مجْرى مَا أَصل بنائهِ لَهُمْ، وَكَذَلِكَ الفِرِنْدُ والدِّيباجُ والرَّاقُودُ والشِّهْريز والآجُرُّ والنَّيْرُوزُ والزَّنْجَبِيل، وَلَيْسَ كذلك إسحق وَيَعْقُوبُ وَإِبْرَاهِيمُ، لأَن الْعَرَبَ مَا أَعربتها إِلَّا فِي حال

_ (1). قوله [الرواجم] هو بالميم في الأَصل، وفي التهذيب بالباء، وفي المصباح نقلًا عن الكفاية: البراجم رؤوس السلاميات والرواجم بطونها وظهورها. (2). قوله [لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إلخ] عبارة الصحاح نقلًا عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ أَيضاً: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِفْعِيلِلُ بِالْكَسْرِ وَلَكِنْ إِفْعِيلَلَ مِثْلُ إهلِيلَج إلخ، ففي العبارة سقط ظاهر، وتقدم له في هلج مثل ما في الصحاح

تعْريفها وَلَمْ تنطِق بِهَا إِلَّا مَعارف وَلَمْ تنقُلْها مِنْ تَنْكِير إِلى تَعْريف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَبْرَيْسَم، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الْهَمْزَةَ وَيَفْتَحُ الرَّاءَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّما اعْتَمَّتْ ذُرَى الأَجْبالِ ... بالقَزِّ، والإِبْرَيْسَمِ الهَلْهالِ برشم: البَرْشَمةُ: تَلْوِينُ النُّقَطِ. وبَرْشَم الرجلُ: أَدامَ النَّظَرَ أَو أَحَدَّه، وَهُوَ البِرْشامُ، والبِرْشامُ: حِدَّةُ النظَر. والمُبَرْشِمُ: الحادُّ النَّظَرِ، وَهِيَ البَرْشَمة والبَرْهَمة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِلْكُمَيْتِ: أَلُقْطَةَ هُدْهُدٍ وجُنُودَ أُنْثى ... مُبَرْشِمَةً، أَلَحْمِي تَأْكلونا؟ وَفِي حَدِيثِ حُذيفة: كَانَ النَّاسُ يَسأَلون رسولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، عن الخَيْر وَكُنْتُ أَسْأَلُه عَنِ الشرِّ فبَرْشَموا لَهُ أَي حَدَّقوا النَّظَرَ إِليه. والبَرْشَمة: إدامةُ النَّظر. وَرَجُلٌ بُراشِم: حَديدُ النظرَ. وبَرْشَمَ الرَّجُلُ إِذا وَجَمَ وأَظهر الحُزْن. والبُرْشُم: البُرقُعُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وَأَنْشَدَ: غَداةَ تَجْلُو واضِحاً مُوَشَّما، ... عَذْباً لَهَا تُجْري عَلَيْهِ البُرْشُما والبُرْشومُ: ضرْب مِنَ النَّخْلِ، وَاحِدَتُهُ بُرْشومةٌ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ؛ قَالَ ابْنُ دُريد: لَا أَدْري مَا صحَّته؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البُرْشومُ جِنْس مِنَ التَّمْرِ، وَقَالَ مرَّة: البُرْشُومةُ والبَرْشُومةُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، أَبْكَرُ النخْل بالبَصرة. ابْنُ الأَعرابي: البُرْشُومُ مِنَ الرُّطَب الشَّقمُ، ورُطَب البُرْشُوم يتقدَّم عِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ عَلَى رُطَب الشِّهْريزِ ويُقْطَع عِذْقُه قَبْلَهُ، والله أعلم. برصم: البُرْصُوم: عِفاصُ القارُورةِ ونحوِها فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. برطم: البِرْطامُ والبُراطِمُ: الرَّجُلُ الضَّخْم الشَّفَة. وشَفةٌ بِرْطامٌ: ضَخْمَةٌ، وَالِاسْمُ البَرْطَمة، والبَرطَمَةُ: عُبوس فِي انتِفاخ وغَيْظ: قَالَ: مُبَرْطِمٌ بَرْطَمة الغَضْبانِ، ... بِشَفةٍ ليستْ عَلَى أَسْنانِ تَقُولُ مِنْهُ: رأَيتُه مُبَرْطماً، وَمَا أَدْري مَا الَّذِي بَرْطَمهُ. والبَرْطَمةُ: الانتفاخُ مِنَ الغضَب. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: قَدْ بَرْطَم بَرْطَمةً إِذا غضِب، وَمِثْلُهُ اخْرَنْطَم. وَجَاءَ فُلَانٌ مُبْرَنْطِماً إِذا جَاءَ مُتَغَضِّباً. وبَرْطَم الليلُ إِذا اسْوَدَّ. الْكِسَائِيُّ: البَرْطَمَةُ والبَرْهَمةُ كَهَيْئَةِ التَّخاوُص. وتَبَرْطَمَ الرَّجُلُ أَيْ تغضَّب مِنْ كَلَامٍ. وبَرْطَم الرَّجُلُ إِذا أَدْلى شَفَتَيْه مِنَ الغَضب. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ، قَالَ: هِيَ البَرْطَمةُ وَهُوَ الانتفاخُ مِنَ الغضَب. وَرَجُلٌ مُبَرْطِمٌ: مُتَكَبِّر، وَقِيلَ: مُقَطِّب مُتَغَضِّب، والسامِدُ الرَّافِعُ رأْسه تَكَبُّرًا. برعم: البُرْعُمُ والبُرْعومُ والبُرْعُمةُ والبُرْعُومةُ، كلُّه: كِمُّ ثَمَر الشجَر والنَّوْر، وَقِيلَ: هُوَ زَهْرَةُ الشَّجَرَةِ ونَوْرُ النَّبْتِ قَبْلَ أَن يَتَفَتَّح. وبَرْعَمتِ الشَّجَرَةُ، فَهِيَ مُبَرْعِمةٌ وتَبَرْعَمتْ: أَخرجت بُرْعُمَتَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: الآكِلين صَريحَ مَحْضِهما، ... أَكْلَ الحُبارى بُرْعُمَ الرُّطْبِ

وبَراعِيمُ الجبال: شَماريخها، واحداتها بُرْعُومةٌ. والبَراعِيمُ: أَكْمامُ الشَّجَرِ فِيهَا الثَّمرة، وفسَّر مُؤرّج قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: فِيهَا الدِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيم فَقَالَ: هِيَ رِمالٌ فِيهَا داراتٌ تُنْبِت البَقل. والبَراعِيمُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كأَنَّ قُتُودي فَوْقَ جَأْبٍ مُطَرَّدٍ، ... يُريدُ نَحُوصاً بالبَراعِيمِ حَائِلَا برهم: بَرْهَمةُ الشجَر: بُرْعُمَتُهُ، وَهُوَ مُجْتَمَعُ ورَقه وثَمره ونَوْره. وبَرْهَمَ: أَدام النظَر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بُدَّلْنَ بالنّاصعِ لَوْناً مُسْهَما، ... ونَظَراً هَوْنَ الهُوَيْنا بَرْهَما وَيُرْوَى: دُونَ الهُوَيْنا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: عَذْب اللِّثى تَجْرى عَلَيْهِ البرْهَما قَالَ: البَرْهَمُ مِنْ قَوْلِهِمْ بَرْهَمَ إِذا أَدام النظرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ. وَهَذَا إِذا تأَمَّلْته وجَدْته غَيْرَ مُقْنِع. الأَصمعي: بَرْهَمَ وبَرْشَم إِذا أَدام النَّظَرَ. غيرهُ: البَرْهَمةُ إدامةُ النظَر وَسُكُونُ الطَّرْف. الْكِسَائِيُّ: البَرْطَمةُ والبَرْهَمَةُ كَهَيْئَةِ التَّخاوُص. وَإِبْرَاهِيمُ: اسْمٌ أَعجمي وَفِيهِ لُغَاتٌ: إبْراهامُ وإبْراهَم وإبْراهِمُ، بِحَذْفِ الْيَاءِ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: عُذْتُ بِمَا عاذَ بِهِ إبْراهِمُ ... مُسْتَقْبِلَ القِبْلةِ، وهْو قائمُ، إِنِّي لَكَ اللَّهمَّ عانٍ راغِمُ وتصغيرُ إِبْرَاهِيمَ أُبَيْرِةٌ، وَذَلِكَ لأَن الأَلف مِنَ الأَصل لأَن بعدَها أَربعة أَحرف أُصول، وَالْهَمْزَةُ لَا تُلْحق ببَنات الأَربعة زَائِدَةً فِي أَوَّلها، وَذَلِكَ يُوجِب حَذف آخِرِهِ كَمَا يُحذف مِنْ سَفَرْجَل فَيُقَالُ سُفَيْرج، وَكَذَلِكَ القولُ فِي إِسْمَاعِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، وَهَذَا قولُ الْمُبَرَّدِ، وبعضُهم يتوهَّم أَن الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ إِذا كَانَ الِاسْمُ أعْجميّاً فَلَا يُعْلَم اشتِقاقُه، فيصغِّره عَلَى بُرَيْهِيمٍ وسُمَيْعيلٍ وسُرَيْفيلٍ، وَهَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَهُوَ حَسَنٌ، والأَوَّل قِياسٌ، وَمِنْهُمْ مَن يَقُولُ بُرَيْهٌ بطَرْح الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ. والبَراهِمةُ: قَوْمٌ لَا يُجَوِّزُونَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِعْثةَ الرسل. بزم: البَزْمُ: شدَّةُ العَضّ بالثَّنايا والرَّباعِيَات، وَقِيلَ: هُوَ العَضُّ بمقدَّمِ الفَمِ، وَهُوَ أَخف العَضِّ؛ وأَنشد: وَلَا أَظُنُّكَ، إِن عَضَّتْكَ بازِمَةٌ ... مِنَ البَوازِمِ، إلَّا سَوْفَ تَدْعوني بَزَمَ عَلَيْهِ يَبْزِمُ بَزْماً أَي عَضَّ بمقدَّم أَسْنانِه. والمِبْزَمُ: السنُّ لِذَلِكَ، وأَهل اليَمن يُسمون السِّنَّ البَزَمَ. أَبو زَيْدٍ: بَزَمْتُ الشَّيْءَ وَهُوَ العَضُّ بالثَّنايا دُونَ الأَنْياب والرَّباعِيَات، أُخِذ ذَلِكَ مِنْ بَزْمِ الرَّامِي، وَهُوَ أَخْذُه الوَتَر بالإِبْهام والسبَّابة ثُمَّ يُرْسِل السَّهْمَ، والكَدْمُ بالقَوادِم والأَنْيابِ، والبَزْمُ والمَصْرُ الحَلْب بالسبَّابة والإِبْهامِ. وبَزَمَ الناقةَ يَبْزِمُها ويَبْزُمُها بَزْماً: حَلَبها بالسبَّابةِ والإِبْهام فَقَطْ. والبَزْمُ: أَن تأْخُذ الوَتَرَ بالسبَّابة والإِبْهام ثُمَّ تُرْسِله. والبَزْمُ: صَريمة الأَمر. وَهُوَ ذُو مُبازَمة أَيْ ذُو صَريمَةٍ للأَمر. وَفُلَانٌ ذُو بازِمَةٍ أَيْ ذُو صَرِيمةٍ للأَمْر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف فَلاةً أَجْهَضَت الركابُ فِيهَا أَولادَها: بِهَا مُكَفَّنَةٌ أَكْنافُها قَسَبٌ، ... فَكَّتْ خَواتِيمَها عَنْهَا الأَبازِيمُ

بِهَا: بِهَذِهِ الفَلاة أَولادُ إِبلٍ أَجْهَضَتْها فهي مُكَفَّنَة فِي أَغْراسِها، فَكَّتْ خَواتِيمَ رَحِمِها عَنْهَا الأَبازِيم، وَهِيَ أَبازيمُ الأَنْساعِ. والبَزْمةُ: وَزْنُ ثَلَاثِينَ، والأُوقِيَّة أَربعون، والنَّشُّ وَزْنُ عِشْرِينَ. والبَزمةُ: الشدّةُ. والبَوازِمُ: الشَّدائدُ، وَاحِدَتُهَا بازِمةٌ؛ وأَنشد لِعَنْتَرَةَ بْنِ الأَخرس: خَلُّوا مَراعِي العينِ، إِنَّ سَوامَنَا ... تَعَوَّدُ طُولَ الحَبْسِ عندَ البَوازِمِ وَيُقَالُ: بَزَمَتْه بازِمَةٌ مِنْ بَوازِمِ الدَّهْر أَي أَصابَتْه شِدَّةٌ مِنْ شَدَائِدِهِ. وبَزَمَ بالعِبْءِ: نَهَضَ واستمرَّ بِهِ. وبَزَمَه ثَوْبَه بَزْماً: كَبَزَّه إِيَّاه؛ عَنْ كُرَاعٍ. والبَزِيمُ: الخُوصةُ يشدُّ بِهَا البَقْلُ. اللَّيْثُ: البَزِيمُ وَهُوَ الوَزِيمُ حُزْمةٌ مِنَ البَقْل؛ وقول الشاعر: وجاؤوا ثائرِين، فلم يؤُوبوا ... بأُبْلُمةٍ تُشَدُّ عَلَى بَزِيمِ قَالَ: فيروَى بِالْبَاءِ وَالرَّاءِ، وَيُقَالُ: هُوَ باقةُ بَقْل، وَيُقَالُ: هُوَ فَضْلة الزادِ، وَيُقَالُ: هُوَ الطَّلْع يُشقُّ ليُلْقَحَ ثُمَّ يُشَدُّ بِخُوصة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويُروى بِالْوَاوِ: تُشَدُّ عَلَى وَزِيمِ. وَهُوَ يَأْكُلُ البَزْمَة والوَزْمَةَ إِذا كَانَ يأْكل وَجْبَةً أَي مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. والبَزِيمُ: مَا يَبْقَى مِنَ المَرَق فِي أَسفل القِدْر مِنْ غَيْرِ لَحْم، وَقِيلَ: هُوَ الوَزيم. والإِبْزيمُ والإِبْزامُ: الَّذِي فِي رَأْسِ المِنْطَقة وَمَا أَشبهه وَهُوَ ذُو لِسانٍ يُدْخَل فِيهِ الطَرَف الْآخَرُ، وَالْجَمْعُ الأَبازيمُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَلْقة الَّتِي لَهَا لِسان يدخَل فِي الخَرْق فِي أَسفل المِحْمَل ثُمَّ تَعَضُّ عَلَيْهَا حَلْقَتها، والحَلْقة جَمِيعًا إبْزيمٌ، وَهُوَ الجَوامِع تَجْمع الحَوامِلَ، وَهِيَ الأَوازِمُ قَدْ أَزَمْنَ عَلَيْهِ. أَراد بالمِحْمَل حَمائل السَّيْفِ. والبَزيمُ: خَيْط القِلادة «1» ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هُمُ مَا هُمُ فِي كُلِّ يَومِ كَريهة، ... إِذا الكاعِبُ الحَسْناء طاحَ بَزيمُها وَقَالَ جَرِيرٌ فِي البَعِيث: تَركناك لَا تُوفي بِجارٍ أَجَرْتَهُ، ... كأَنَّك ذاتُ الوَدْعِ أَوْدى بَزيمُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الإِبْزيمُ حديدةٌ تَكُونُ فِي طرَف حِزَامِ السرْج يَسْرَج بِهَا، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ فِي طَرف المِنْطَقة؛ قَالَ مُزاحِم: تُباري سَديساها، إِذا مَا تَلَمَّجَت، ... شَباً مِثل إِبْزيمِ السِّلَاحِ المُوشَّلِ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: يَدُقُّ إبْزيمَ الحِزام جُشَمُهْ وَقَالَ آخَرُ: لَوْلَا الأَبازيمُ، وإنَّ المِنْسَجا ... نَاهَى عنِ الذِّئْبَةِ أَن تَفَرَّجا وَيُقَالُ للإِبْزيمِ أَيضاً زِرْفين وزُرْفين، وَيُقَالُ للقُفْل أَيضاً الإِبْزيم، لأَن الإِبْزِيم هُوَ إِفْعِيل مِنْ بزَم إِذا عضَّ، وَيُقَالُ أَيضاً إِبْزين، بِالنُّونِ؛ قَالَ أَبو دواد:

_ (1). قوله [والبزيم خيط القلادة إلخ] مثله في الصحاح، وقال في القاموس تبعاً للصاغاني: وقول الجوهري البزيم خيط القلادة تصحيف وصوابه بالراء المكررة في اللغة، وفي البيتين الشاهدين، وقال شارحه: والبريم في البيتين ودع منظوم يكون في أحقي الإِماء، ثم قال: وذات الودع الأَمة لأَن الودع من لباس الإِماء وإنما أراد أَن أمة أمة

من كُلِّ جَرْداء قد طارتْ عَتِيقَتُها، ... وكُلِّ أَجْرَد مُسْتَرْخي الأَبازِينِ وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لإِبْزيمٌ أَي بَخِيل. بسم: بَسَمَ يَبْسِم بَسْماً وابْتَسَمَ وتَبَسَّم: وَهُوَ أَقلُّ الضَّحِك وأَحَسنُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: التَّبَسُّم أكثرُ ضَحِك الأَنبياء، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَسَمَ يَبْسم بَسْماً إِذا فَتَح شَفَتَيه كالمُكاشِر، وامرأَة بَسَّامةٌ وَرَجُلٌ بَسَّامٌ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ جلُّ ضَحِكهِ التَّبَسُّم. وابْتَسَمَ السحابُ عَنِ البَرْق: انْكَلَّ عنه. بسطم: الْجَوْهَرِيُّ: بِسْطامُ لَيْسَ مِنْ أَسماء الْعَرَبِ، وَإِنَّمَا سَمَّى قيسُ بنُ مَسْعُودٍ ابنَه بِسْطاماً بِاسْمِ مَلِكٍ مِنْ مُلوك فارِس، كَمَا سَمَّوا قابُوس ودَخْتَنُوس، فعرَّبوه بِكَسْرِ الْبَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا ثبَت أَن بِسْطام اسْمُ رَجُلٍ مَنْقول مِنَ اسْمِ بسْطام الَّذِي هُوَ اسْمُ ملِك مِنْ مُلوك فَارِسٍ فالواجبُ تَرْكُ صَرْفه للعُجْمة والتَّعْريف، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ يَنْبَغِي أَن لَا يُصْرف. بشم: البَشَم: تُخَمَةٌ عَلَى الدَّسَمِ، وَرُبَّمَا بَشِمَ الفَصِيلُ مِنْ كَثْرَةِ شُرْب اللبَن حَتَّى يَدْقى سَلْحاً فَيَهلِك. يُقَالُ: دَقِيَ إِذا كثُر سَلْحُه. ابْنُ سِيدَهْ: البَشَمُ التُّخَمة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُكْثِرَ مِنْ الطَّعَامِ حَتَّى يَكْرُبَه. يُقَالُ: بَشِمْت مِنَ الطَّعَامِ، بِالْكَسْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: وَأَنْتَ تَتَجَشَّأُ مِنَ الشِّبَع بَشَماً، وأَصله فِي الْبَهَائِمِ، وَقَدْ بَشِم وأَبْشَمه الطَّعامُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِلْحَذْلَمِيِّ: وَلَمْ يُجَشِّئْ عَنْ طَعام يُبْشِمُهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَز لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسي؛ وَقَبْلَهُ: وَلَمْ تَبِتْ حُمَّى بِهِ تُوَصِّمُهْ وَبَعْدَهُ: كأنَّ سَفُّودَ حَديدٍ مِعْصَمُه وَفِي حَدِيثِ سمُرة بْنِ جُنْدَب: وَقِيلَ لَهُ إِنَّ ابنَك لَمْ يَنَمِ البارِحةَ بَشَماً، قَالَ: لَوْ مَاتَ مَا صلَّيْت عَلَيْهِ ؛ البَشَمُ: التُّخَمة عَنِ الدَّسَم؛ وَرَجُلٌ بَشِمٌ، بِالْكَسْرِ. وبَشِمَ الفَصِيلُ: دَقِيَ مِنَ اللبَن فَكَثُرَ سَلْحُه. وبَشِمْت مِنْهُ بَشماً أَي سَئمْت. والبَشامُ: شَجَرٌ طيِّب الرِّيحِ والطَّعْم يُستاكُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُبادة: خيرُ مالِ المُسْلِم شاةٌ تأْكلُ مِنْ ورَق القَتاد والبَشام. وَفِي حَدِيثِ عَمرو بْنِ دِينار: لَا بأسَ بنَزْع السِّواك مِنَ البَشامةِ. وَفِي حَدِيثُ عُتْبة بْنِ غَزْوان: مَا لَنَا طَعام إِلَّا وَرَقُ البَشام ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَشام يُدَقُّ ورَقُه ويُخْلَط بالحِنَّاء للتَّسْويد. وَقَالَ مرَّة: البَشام شجَر ذُو ساقٍ وأَفْنانٍ وورَقٍ صِغار أَكْبَرَ مِنْ وَرَقِ الصَّعْتَر وَلَا ثَمَر لَهُ، وإِذا قُطِعت وَرقَتُه أَو قُصِف غُصْنُه هُريقَ لبَناً أَبيض، وَاحِدَتُهُ بَشامة؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَتَذْكُر يومَ تَصْقُل عارِضَيْها ... بِفَرعِ بَشامةٍ؛ سُقِيَ البَشامُ يَعْنِي أَنها أَشارَتْ بسِواكِها، فَكَانَ ذَلِكَ وداعَها وَلَمْ تتكلَّم خِيفة الرُّقَباء؛ وَصَدْرُ هَذَا الْبَيْتِ فِي التَّهْذِيبِ: أَتَذْكُر إِذ تُوَدِّعُنا سُلَيْمَى وبَشامةُ: اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ. بصم: رجلٌ ذُو بُصْمٍ: غَلِيظٌ. وثوبٌ لَهُ بُصْمٌ إِذا كَانَ كَثِيفاً كَثِيرَ الغَزْل. والبُصْمُ: فَوْتُ مَا بَيْنَ

طَرَفِ الخِنْصِر إِلى طرَف البِنْصِر؛ عَنْ أَبي مَالِكٍ وَلَمْ يَجِئْ بِهِ غَيْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا فارَقْتُك شِبْراً وَلَا فِتْراً وَلَا عَتَباً وَلَا رَتَباً وَلَا بُصْماً؛ قَالَ: البُصْم مَا بَيْنَ الخِنْصِر والبِنْصِر، والعَتَب والرَّتَب مَذْكُورَانِ فِي مواضِعهما، وَهُوَ مَا بَيْنَ الوسَط والسَّبابة، وَالْفِتْرُ مَا بَيْنَ السَّبابة والإِبْهام، والشِّبْرُ مَا بَيْنَ الإِبهام والخِنْصِر، والفوْت مَا بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْن طُولًا. بضم: مَا لَهُ بُضْمٌ أَي نفْس. والبُضُمُ أَيضاً: نَفْس السُّنبلة حِينَ تخرُج مِنَ الحبَّة فَتَعْظُم. وبَضَمَ الحبُّ: اشتدّ قليلًا. بطم: البُطْمُ: شجَر الحبَّةِ الخَضْراء، وَاحِدَتُهُ بُطمةٌ، وَيُقَالُ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يسمُّونها الضَّرْو. والبُطْمُ: الحبَّة الخَضْراء، عِنْدَ أَهل العالِية. الأَصمعي: البُطُمُ، مثقَّلة، الحبَّة الخَضْراء. والبُطَيْمة: بُقْعة مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع: وعُونٍ يُباكِرْنَ البُطَيْمَة مَوْقِعا، ... حَزأْنَ فَمَا يَشْرَبْنَ إِلّا النَّقائِعا بغم: بُغَامُ الظَّبْيَة: صَوْتُها. بَغَمَتِ الظَّبْيةُ تَبْغَمُ وتَبْغِمُ وتَبْغُمُ بُغاماً وبُغُوماً، وَهِيَ بَغُومٌ: صاحتْ إِلى ولَدها بأَرْخَم مَا يَكُونُ مِنْ صوْتها. وبَغَمْتُ الرجلَ إِذا لَمْ تُفْصِح لَهُ عَنْ مَعْنَى مَا تُحَدِّثه بِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلّا مَا تَخَوَّنَهُ، ... داعٍ يُنادِيهِ باسْمِ الْمَاءِ مَبْغُومُ وَضَع مَفْعولًا مَكَانَ فاعِل. والمَبْغُومُ: الْوَلَدُ، وأُمُّه تَبْغُمُه أَي تَدْعوه، والبَقَرةُ تَبْغُم، وَقَوْلُهُ داعٍ يُناديه حَكَى صوْت الظَّبْية إِذا صَاحَتْ ماءْ ماءْ، وداعٍ هُوَ الصوْتُ، مَبْغُوم يُقَالُ بُغام مَبْغُوم كَقَوْلِكَ قوْلٌ مَقُول، يَقُولُ: لَا يَرْفَع طَرْفه إِلّا إِذا سَمِعَ بُغام أُمِّه. وبُغامُ النَّاقَةِ: صَوْتٌ لَا تُفْصِح بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الخِرَق: حَسِبْتَ بُغامَ رَاحِلَتي عَناقاً، ... وَمَا هِيَ، وَيْبَ غَيْرِك، بالعَناقِ وباغَمَ فُلَانٌ المرأةَ مُباغَمةً إِذا غازَلها بِكَلَامِهِ؛ قَالَ الأَخطل: حَثُّوا المَطِيَّ فَوَلَّوْنا مَناكِبَها، ... وَفِي الخُدُورِ، إِذا باغَمْتَها، صُوَرُ «2» . وبَغَمتِ النَّاقَةُ تَبْغِمُ، بِالْكَسْرِ، بُغاماً: قَطَّعَتِ الحَنِينَ وَلَمْ تَمُدَّه وَيَكُونُ ذَلِكَ لِلْبَعِيرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِذِي هِبابٍ دائبٍ بُغامُهُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أُنِيخَتْ، فأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوق بَلْدةٍ ... قَلِيلٍ بِهَا الأَصْواتُ، إلَّا بُغامُها وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ إِذا وَضَعَت يَدَها عَلَى سَنامِ بعيرٍ أَو عَجُزه رفَع بُغامَه ؛ البُغامُ: صوْت الإِبل. والمُباغَمةُ: المُحادثةُ بصَوْتٍ رَخِيمٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يَتَقَنَّصْنَ لِي جآذِرَ كالدّرِّ، ... يُباغِمْنَ مِنْ وَراء الحِجاب وامرأَة بَغُومٌ: رَخِيمةُ الصَّوْت. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كَانَ مِنَ الخُفِّ خَاصَّةً فَإِنَّهُ يُقَالُ لصَوْته إِذا بَدا البُغامُ، وَذَلِكَ لأَنه يُقَطِّعه وَلَا يَمُدُّه. وبَغَم

_ (2). وفي رواية أخرى: الصور بدل صور

الثَّيْتَلُ والأَيِّل يَبْغَم: صوَّت، وَرُبَّمَا اسْتُعْمِل البُغامُ فِي البَقَرَة؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ بقرةَ وَحْشٍ: خَنْساء ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ، فَلَمْ يَرِمْ ... عُرْضَ الشَّقائقِ طَرْفُها وبُغامُها «1» . وتَبَغَّم فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: كَبَغَم؛ قَالَ كثيِّر عزَّة: إِذا رُحِلَتْ مِنْهَا قَلُوصٌ تَبَغَّمَتْ، ... تَبَغُّمَ أُمِّ الخِشْفِ تَبْغِي غَزالَها وبَغَمَ بَغْماً: كَنَغَمَ نَغْماً؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ دُريد: وأَحسَبُهُم قَدْ سَمَّوْا بَغُوماً. بغثم: بَغْثَمٌ: اسمٌ. بقم: البُقامةُ: الصُّوفةُ يُغْزَل لُبُّها ويَبْقَى سائرُها، وبُقامةُ النَّادِف: مَا سقَط مِنَ الصُّوفِ لَا يقْدر عَلَى غَزْلِه، وَقِيلَ: البُقامةُ مَا يُطَيِّره النجَّادُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِذا اغْتَزَلَتْ مِنْ بُقام الفَرِيرِ، ... فَيا حُسْنَ شَمْلَتها شَمْلَتا وَيَا طِيبَ أَرْواحِها بالضُّحَى ... إِذا الشَّمْلَتان لهَا ابتُلَّتَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ البُقامُ هُنَا جَمْعَ بُقامَة، وأَن يَكُونَ لُغَةً فِي البُقامةِ، قَالَ: وَلَا أَعرفها، وأَن يَكُونَ حَذْفُ الْهَاءِ لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَوْلُهُ شَمْلَتا كأَنَّ هَذَا يَقُولُ فِي الوَقْف شَمْلَت ثُمَّ أَجْراها فِي الوَصْل مُجْراها فِي الوَقْف. وَمَا كَانَ فُلان إلَّا بُقامَةً مِنْ قِلَّة عَقْلِه وَضَعْفِهِ شُبِّه بالبُقامة مِنَ الصُّوف. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ: مَا أَنت إِلَّا بُقامةٌ، قَالَ فَلَا أَدري أَعَنَى الضعيفَ فِي عَقْله أَمِ الضعِيفَ فِي جِسْمِهِ. التَّهْذِيبُ: رَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ البُقامةُ مَا تَطاير مِنْ قَوْس الندَّاف مِنَ الصُّوف. والبَقَّمُ: شَجر يُصْبغ بِهِ، دَخِيل معرَّب؛ قَالَ الأَعشى: بكأسٍ وإبْرِيقٍ كأَنَّ شَرابَها، ... إِذا صُبَّ فِي المِسْحاة، خالَطَ بَقَّمَا الْجَوْهَرِيُّ: البَقَّمُ صِبْغ مَعْرُوفٌ وَهُوَ العَنْدَمُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بِطَعْنَةٍ نَجْلاءَ فِيهَا أَلَمُهْ، ... يَجِيشُ مَا بَيْنَ تَراقِيه دَمُهْ، كمِرْجَل الصَّبَّاغ جَاشَ بَقَّمُهْ «2» . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قلتُ لأَبي عليٍّ الفَسَوِيّ أَعربيّ هُوَ؟ فَقَالَ: معرَّب، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمُ اسْمٌ عَلَى فَعَّل إلَّا خَمْسَةٌ: خَضَّم بْنِ عَمرو بْنِ تَمِيمٍ وَبِالْفِعْلِ سمِّي، وبَقَّم لِهَذَا الصِّبْغ، وشَلَّم مَوْضِعٌ الشام، وَقِيلَ هُوَ بَيْت المَقْدِس وهُما أَعجميان، وبَذَّر اسْمُ مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ العرَب، وعَثَّر مَوْضِعٌ؛ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَا سمِّيا بالفعْل، فثَبَت أَن فَعَّل لَيْسَ فِي أُصول أَسمائهم وَإِنَّمَا يختصُّ بالفِعْل فَإِذَا سمَّيْت بِهِ رَجُلًا لَمْ يَنصرف فِي المَعْرفة لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الفِعْل، وانْصَرَف فِي النَّكِرة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما عَلِمْنا مِنْ بَقَّم أَنه دَخِيل معرَّب لأَنه لَيْسَ لِلْعَرَبِ بِنَاءٌ عَلَى حُكْم فَعَّل، قَالَ: فَلَوْ كَانَتْ بَقَّم عربيَّة لوُجِدَ لَهَا نَظِيرٌ إِلَّا مَا يُقَالُ بَذَّر وخَضَّم، هُمْ بَنو العَنْبر مِنْ عَمرو بْنِ تَمِيمٍ، وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: كُلُّ فَعَّل لا

_ (1). قوله [طرفها وبغامها] في المحكم: أطوفها وبغامها. وفي المعلقة: طَوفها وبغامها (2). قوله [بطعنة إلخ] مثله في الصحاح، وقال الصاغاني: الرواية من بين تراقيه، وسقط بين قوله دمه وقوله كمرجل مشطور وهو: تغلي إِذا جاوبها تكلمه

يَنصرف إِلَّا أَن يَكُونَ مُؤَنَّثًا «1» ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ أَبو مَنْصُورِ بْنُ الجَوالِيقِي فِي المعرَّب: تَوَّج مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ خَوَّد؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَعْطوا البَعِيثَ جَفَّةً ومِنْسَجا، ... وافْتَحَلُوه بَقَراً بِتَوَّجَا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَعْيُن العِينِ بأَعْلى خَوَّدَا وشمَّر: اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ: وجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فارِسُ شَمَّرَا والبُقْمُ: قَبيلةٌ. بكم: البَكَمُ: الخرَسُ مَعَ عِيّ وبَلَهٍ، وَقِيلَ: هُوَ الخرَس مَا كَانَ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: البَكَمُ أَنْ يُولَدَ الإِنسانُ لَا يَنْطِق وَلَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر، بَكِمَ بَكَماً وبَكامةً، وَهُوَ أَبْكَمُ وبَكِيمٌ أَي أَخْرَس بَيِّن الخَرَس. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ* ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: قِيلَ مَعْنَاهُ أَنهم بِمَنْزِلَةِ مَنْ وُلد أَخْرَس، قَالَ: وَقِيلَ البُكْمُ هُنَا المَسْلُوبُو الأَفئدة. قَالَ الأَزهري: بَيْن الأَخْرسِ والأَبْكَمِ فَرقٌ فِي كَلَامِ العرَب: فالأَخْرسُ الَّذِي خُلِقَ وَلَا نُطْقَ لَهُ كالبَهيمة العَجْماء، والأَبْكَم الَّذِي لِلِسَانِهِ نُطْقٌ وَهُوَ لَا يعْقِل الجوابَ وَلَا يُحْسِن وَجْه الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: الصُّمّ البُكْمُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: البُكُم جَمْعُ الأَبْكَم وَهُوَ الَّذِي خُلِقَ أَخْرَس، وأَراد بِهِمُ الرَّعاعَ والجُهَّالَ لأَنهم لَا يَنْتَفِعُونَ بالسَّمْع وَلَا بالنُّطْق كبيرَ منْفعةٍ فكأَنهم قَدْ سُلِبُوهُما؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سَتكونُ فِتنةٌ صَمَّاءُ بَكْماءُ عَمْياءُ ؛ أَراد أَنها لَا تَسْمَع وَلَا تُبْصِر وَلَا تَنْطِق فَهِيَ لِذَهَابِ حَواسِّها لَا تُدْرِك شَيْئًا وَلَا تُقلِع وَلَا تَرْتَفِع، وَقِيلَ: شَبَّههَا لاخْتِلاطِها وقَتْل الْبَرِيءِ فِيهَا والسَّقِيم بالأَصَمّ الأَخْرس الأَعمى الَّذِي لَا يَهْتَدِي إِلى شَيْءٍ، فَهُوَ يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْواء. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي صِفَة الكُفَّار: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ* ؛ وَكَانُوا يَسْمَعون ويَنْطِقُون ويُبْصرون وَلَكِنَّهُمْ لَا يعُون مَا أَنزل اللَّهُ وَلَا يتكلَّمون بِمَا أُمروا بِهِ، فَهُمْ بمنزِلة الصُّمِّ البُكْمِ العُمْي. والبَكِيمُ: الأَبْكَمُ، وَالْجَمْعُ أَبْكامٌ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: فَلَيْتَ لِساني كانَ نِصْفَيْنِ: مِنْهُمَا ... بَكِيمٌ ونِصفٌ عِنْدِ مَجْرَى الكَواكِب وبَكُمَ: انقَطع عَنِ الْكَلَامِ جَهْلًا أَو تَعَمُّداً. اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا امتنَع مِنَ الْكَلَامِ جَهْلًا أَوْ تَعمُّداً: بَكُمَ عَنِ الْكَلَامِ. أَبو زَيْدٍ فِي النَّوَادِرِ: رجلٌ أَبْكَم وَهُوَ العَييُّ المُفْحَم، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الأَبْكَم الأَقْطَع اللِّسَانِ، وَهُوَ العَييُّ بالجَواب الَّذِي لَا يُحسِن وَجْهَ الْكَلَامِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَبْكَمُ الَّذِي لَا يَعْقِل الجَواب، وَجَمْعُ الأَبْكَم بُكْمٌ وبُكْمان، وَجَمْعُ الأَصَمِّ صُمٌّ وصُمَّانٌ. بلم: البَلَمةُ: بَرَمةُ العِضاه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبَيلَمُ: القُطْنُ، وَقِيلَ: قُطْن القَصَب، وَقِيلَ: الَّذِي فِي جَوْف القَصَبة، وَقِيلَ: قُطْن البَرْدِيِّ، وَقِيلَ: جَوْزُ القُطْن. وَسَيْفٌ بَيْلَمِيٌّ: أَبْيضُ. والإِبْلِمُ والأَبْلَمُ والأُبْلُمُ والإِبْلِمَةُ والأُبْلُمة، كُلُّ ذَلِكَ: الخُوصةُ. يُقَالُ: المالُ بَيْنَنَا والأَمْرُ بَيْنَنَا شِقّ الإِبْلِمَة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: شِقَّ الأُبْلُمة، وَهِيَ الخُوصة، وَذَلِكَ لأَنها تُؤْخَذُ فتُشَقُّ طُولًا على

_ (1). قوله [لَا يَنْصَرِفُ إِلَّا أَن يَكُونَ مُؤَنَّثًا] هكذا في الأَصل والتهذيب

السَّواء. وَفِي حَدِيثِ السقِيفَة: الأَمْرُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كقَدِّ الأُبْلُمة ؛ الأُبْلُمة، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ وَفَتْحِهِمَا وَكَسْرِهِمَا، أَي خُوصة المُقْلِ، وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ، يَقُولُ: نَحْنُ وإِيَّاكم فِي الحُكْم سَوَاءٌ لَا فَضْل لأَميرٍ عَلَى مَأْمُورٍ كالخُوصة إِذا شُقَّتْ باثْنَتَيْن مُتَساوِيتين. الْجَوْهَرِيُّ: الأَبْلَم خُوصُ المُقْل، وَفِيهِ ثلاثُ لُغات: أَبْلَم وأُبْلُم وإبْلِم، وَالْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ. ونَخْلٌ مُبَلَّم: حَوْلَهُ الأَبْلَمِ؛ قَالَ: خَوْد تُرِيكَ الجَسَدَ المُنَعَّما، ... كَمَا رأَيتَ الكَثَرَ المُبَلَّمَا قَالَ أَبو زِيَادٍ: الأَبْلَم، بالفَتح، بَقْلة تخْرج لَهَا قُرُونٌ كالباقِلّى وَلَيْسَ لَهَا أَرُومةٌ، وَلَهَا وُرَيْقة مُنْتَشِرة الأَطْراف كأَنها ورَق الجَزَر؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ. والبَلَمُ والبَلَمَةُ: داءٌ يَأْخُذُ النَّاقَةَ فِي رَحِمِها فتَضيق لِذَلِكَ، وأَبْلَمتْ: أَخذها ذَلِكَ. والبَلَمةُ: الضَّبَعةُ، وَقِيلَ: هِيَ ورَمُ الحَياء مِنْ شِدَّةِ الضَّبَعة. الأَصمعي: إِذا وَرِمَ حياءُ النَّاقَةِ مِنَ الضَّبَعةِ قِيلَ: قَدْ أَبْلَمتْ، وَيُقَالُ بِهَا بَلَمَةٌ شَدِيدَةٌ. والمُبْلِمُ والمِبْلامُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَرْغُو مِنْ شِدَّة الضَّبَعَةِ، وخصَّ ثَعْلَبٌ بِهِ البَكْرة مِنَ الإِبل؛ قَالَ أَبو الهَيثم: إِنَّمَا تُبْلِمُ البَكْرات خاصَّة دُونَ غَيْرِهَا؛ قَالَ نَصِيرٌ: البَكْرة الَّتِي لَمْ يَضْرِبْها الْفَحْلُ قطُّ فإِنها إِذا ضَبِعَتْ أَبْلَمَتْ فَيُقَالُ هِيَ مُبْلِمٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَذَلِكَ أَن يَرِمَ حَياؤُها عِنْدَ ذَلِكَ، وَلَا تُبْلِمُ إلَّا بَكْرة، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ: المُبْلِمُ البَكْرةُ الَّتِي لَمْ تُنْتَج قطُّ وَلَمْ يَضْرِبها فَحلٌ، فَذَلِكَ الإِبْلامُ، وإِذا ضَرَبَهَا الفحلُ ثُمَّ نَتَجُوها فإِنها تَضْبَع وَلَا تُبْلِمُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَبْلَمت النَّاقَةُ إِذا وَرِمَ حَياؤها مِنْ شدَّة الضَّبَعَةِ، وَقِيلَ: لَا تُبْلِم إلَّا البَكْرة مَا لَمْ تُنْتَج. وأَبْلَمَت شَفَته: وَرِمَتْ، والاسمُ البَلَمَةُ. وَرَجُلٌ أَبْلَم أَي غَليظُ الشفتَين، وَكَذَلِكَ بَعِيرٌ أَبْلَم وأَبلَم الرَّجُلُ إِذا وَرِمَتْ شَفَتاه. ورأَيت شَفَتيه مُبْلَمَتَيْن إِذا وَرِمتَا. والتَّبْلِيمُ: التقْبيحُ. يُقَالُ: لَا تُبَلِّم عَلَيْهِ أَمرَه أَي لَا تُقَبِّح أَمْره، مَأْخُوذٌ مَنْ أَبْلَمتِ النَّاقَةُ إِذا وَرِم حَياؤها مِنْ الضَّبَعةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو يُقَالُ مَا سمِعْت لَهُ أَبْلَمةً أَي حَرَكَةً؛ وأَنشد: فَمَا سمعْت، بعدَ تِلْكَ النَّأمهْ، ... مِنْهَا وَلَا مِنْه هُنَاكَ أَبْلَمَهْ وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: رأَيته بَيْلَمانِيّاً أَقْمَر هِجاناً أَي ضخمٌ مُنتَفِخ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ. والبَلْماءُ: ليلةُ البَدْر لعِظَم القَمر فِيهَا لأَنه يَكُونُ تَامًّا. التَّهْذِيبُ: أَبو الْهُذَيْلِ الإِبْلِيمُ العَنْبر؛ وأَنشد: وحُرَّةٍ غَيْرِ مِتْفالٍ لَهَوْتُ بِهَا، ... لَوْ كَانَ يَخْلُد ذُو نُعْمى لِتَنْعيمِ كأَنَّ، فوقَ حَشاياها ومِحْبَسِها، ... صَوائرَ المسْك مَكْبُولًا بإِبْلِيمِ أَي بالعَنْبر؛ قَالَ الأَزهري وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِبْلِيمُ العسَل، قَالَ: وَلَا أَحفَظُه لإِمامٍ ثقةٍ، وبَيْلَمُ النجَّارِ: لغَة في البَيْرَم. بلتم: قَالَ فِي تَرْجَمَةٍ بَلْدَمَ: البَلَنْدَم والبَلْدَم والبِلْدامة الثَّقِيل المَنْظَر البليدُ، والبَلْتَم لُغَةٌ فِي ذَلِكَ أَرى. بلدم: بَلْدَمُ الفَرس: مَا اضْطَرب مِنْ حُلْقومه، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرَس: مَا

اضْطَرَبَ مِنْ حُلْقومه ومَريئه وجِرانِه، قَالَ: وقَرَأْته عَلَى أَبي سَعِيدٍ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ. البَلْدَمُ: مقدَّم الصَّدْرِ، وَقِيلَ: الحُلْقوم وَمَا اتَّصل بِهِ مِنَ المَريء، وَقِيلَ: هِيَ بِالذَّالِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قول الراجز: ما زالَ ذِئْب الرَّقْمَتَيْنِ كلَّما ... دارَتْ بِوَجهٍ دارَ مَعْها أَيْنَما، حَتَّى اخْتَلى بالنابِ مِنْهَا البَلْذَما قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: بَلْدَمُ الْفَرَسِ صدْرُه، بِالدَّالِ وَالذَّالِ مَعًا. وبَلْدَمَ الرجلُ بَلْدَمةً إِذا فَرِق فسكَتَ، بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. والبَلَنْدَم والبَلْدَمُ والبِلْدامةُ: الرجلُ الثَّقِيلُ فِي المنظَر الْبَلِيدُ فِي المَخْبَر الْمُضْطَرِبُ الخلْق، وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: مَا أَنتَ إِلَّا أَعْفَكٌ بَلَنْدَمُ، ... هِرْدَبَّةٌ هَوْهاءَةٌ مُزَرْدَمُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَانِ الحَرْفان أَعني هَذَا والبَلْدَم: مقدَّم الصَّدْرِ عِنْدَ الأَئمة الثِّقات، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعل الدالَ والذالَ فِي البَلْدَم لُغَتين. وَسَيْفٌ بَلْدَم: لَا يَقْطَعُ. بلذم: البَلْذَمُ: مَا اضْطَرَبَ مِنَ المَريء، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الفَرسِ، وَقِيلَ: هُوَ الحُلْقوم. والبَلْذَمُ: البليدُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ بَلْدَمَ، بِالدَّالِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: البَلْذَمُ المَريءُ والحُلْقوم، والأَوْداجُ يُقَالُ لَهَا بَلْذَم. قَالَ: والبَلْذَمُ مِنَ الْفَرَسِ مَا اضْطَرَبَ مِنْ حُلْقومه ومَريئه وجِرانه، قُرِئَ عَلَى أَبي سَعِيدٍ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ، قَالَ: وَالْمَرِّيءُ مَجْرى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، والجِرانُ الجلْد الَّذِي فِي بَاطِنِ الحَلْق متَّصل بالعُنُق، والحْلْقوم مَخْرَج النفَس والصوْت. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: بَلْذَم الْفَرَسِ صدْره، بِالدَّالِ والذال معاً. بلسم: بَلْسَمَ: سَكَتَ عَنْ فَزَع، وَقِيلَ: سَكَتَ فَقَطْ مِنْ غَيْرِ أَن يقَيَّد بفَرَقٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الأَصمعي: طَرْسَم الرَّجُلُ طَرْسَمةً وبَلْسَمَ بَلْسَمَة إِذا أَطرق وسكَت وفَرِق. والبِلْسامُ: البِرْسامُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ شَاعِرًا أَفْحَمَه: فَلَمْ يَزَلْ بالقَوْم والتَّهَكُّمِ ... «2». حَتَّى التَقَيْنا، وَهُوَ مِثْلُ المُفْحَمِ، واصْفَرَّ حَتَّى آضَ كالمُبَلْسَمِ قَالَ: المُبَلْسَمُ والمُبَرْسَم وَاحِدٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البِلْسامُ البِرْسامُ وَهُوَ المُومُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ بِلْساماً بِهِ أَو مُوما وَقَدْ بُلْسِمَ وبَلْسَمَ: كَرَّهَ وجهَه. بلصم: بَلْصَم الرجلُ وَغَيْرُهُ بَلْصَمةً: فَرَّ. بلطم: بَلْطَمَ الرجلُ: سكَت. بلعم: البُلْعُم والبُلْعومُ: مَجْرى الطَّعَامِ فِي الحَلْق وَهُوَ المَريءُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَا يَذهَب أَمرُ هَذِهِ الأُمَّة إِلَّا عَلَى رَجُلٍ واسِع السُّرْمِ ضَخْم البُلْعُوم ؛ يُريدُ عَلَى رَجُلٍ شَدِيدٍ عَسُوف أَو مُسْرِف فِي الأَمْوال والدِّماء، فَوَصَفَهُ بسَعة المَدْخَل والمَخْرَج؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: حَفِظْت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا لَوْ بَثَثْتُه فِيكُمْ لقُطِع هَذَا البُلْعُوم. وبَلْعَم اللُّقْمة: أَكلها. والبُلْعومُ: الْبَيَاضُ الَّذِي فِي جَحْفَلة الحِمار فِي طرَف

_ (2). قوله [فلم يزل بالقوم] هكذا في الأَصل بالميم

الْفَمِّ؛ وأَنشد: بِيض البَلاعِيم أَمثال الخَواتِيم وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البُلْعوم مَسِيل يَكُونُ فِي القُفِّ دَاخِلٌ فِي الأَرض. والبَلْعَمة: الإِبْتِلاعُ. والبَلْعَمُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الأَكل الشَّدِيدُ البَلْع لِلطَّعَامِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وبَلْعَم: اسمُ رجلٍ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُريد، قَالَ: ولا أَحسبه عربيّاً. بلغم: البَلْغَم: خِلْطٌ مِنْ أَخلاط الجسَد، وَهُوَ أَحد الطّبائع الأَرْبَع. بمم: البَمُّ مِنَ العُود: مَعْرُوفٌ أَعجمي. الْجَوْهَرِيُّ: البَمُّ الوَتَر الْغَلِيظُ مِنْ أَوتار المَزاهِر. التَّهْذِيبُ: بَمُّ العُودِ الَّذِي يُضْرَب بِهِ هُوَ أَحدُ أَوتارِه، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَمُّ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، أَرض مِنْ كِرْمان. وَفِي الْحَدِيثِ: مَدِينَةٌ بكِرْمان ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَلَا أَيها اللَّيْلُ الَّذِي طالَ أَصْبِحِ ... بِبَمَّ، وَمَا الإِصْباح فِيكَ بأَرْوَحِ وأَورد الأَزهري للطِّرِمَّاح: أَلَيْلَتَنا فِي بَمِّ كِرْمانَ أَصْبِحِي بنم: البَنامُ: لُغَةٌ فِي البنَانِ؛ قَالَ عُمر بْنُ أَبي رَبيعة: فقالتْ وعَضَّتْ بالبنَام: فَضَحْتَني «1». بهم: البَهِيمةُ: كلُّ ذاتِ أَربَعِ قَوائم مِنْ دَوابّ البرِّ وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ بَهائم. والبَهْمةُ: الصغيرُ مِنْ أَولاد الغَنَم الضأْن والمَعَز والبَقَر مِنَ الْوَحْشِ وَغَيْرِهَا، الذكَرُ والأُنْثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وقل: هُوَ بَهْمةٌ إِذا شبَّ، وَالْجَمْعُ بَهْمٌ وبَهَمٌ وبِهامٌ، وبِهاماتٌ جَمْعُ الجمعِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي نَوادِره: البَهْمُ صِغارُ المعَز؛ وَبِهِ فسِّر قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي ... عَجايا كلُّها إِلَّا قَلِيلًا أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لأَوْلاد الغنَم سَاعَةَ تَضَعها مِنَ الضأْن والمَعَز جَمِيعًا، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، سَخْلة، وَجَمْعُهَا سِخال، ثُمَّ هِيَ البَهْمَة الذكَرُ والأُنْثى. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُم يُبَهِّمون البَهْمَ إِذا حَرَمُوه عَنْ أُمَّهاتِه فَرَعَوْه وحدَه، وإِذا اجتَمَعَت البِهامُ والسِّخالُ قُلْتَ لَهَا جَمِيعًا بِهامٌ، قَالَ: وبَهِيمٌ هِيَ الإِبْهامُ للإِصْبَع. قَالَ: وَلَا يُقَالُ البِهامُ، والأَبْهم كالأَعْجم. واسْتُبْهِم عَلَيْهِ: اسْتُعْجِم فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ. وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ: البَهْمةُ مُسْتَبْهِمَةٌ عَنِ الْكَلَامِ أَي مُنْغَلِق ذَلِكَ عَنْهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ ؛ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ لأَنَّ كلَّ حَيّ لَا يميِّز، فَهُوَ بَهِيمة لأَنه أُبْهِم عَنْ أَن يميِّز. وَيُقَالُ: أُبْهِم عَنِ الْكَلَامِ. وطريقٌ مُبْهَمٌ إِذا كَانَ خَفِيّا لَا يَسْتَبين. وَيُقَالُ: ضرَبه فَوَقَعَ مُبْهَماً أَي مَغْشيّاً عَلَيْهِ لَا يَنْطِق وَلَا يميِّز. وَوَقَعَ فِي بُهْمةٍ لَا يتَّجه لَهَا أَي خُطَّة شَدِيدَةٍ. واستَبْهَم عَلَيْهِمُ الأَمرُ: لَمْ يدْرُوا كَيْفَ يأْتون لَهُ. واسْتَبْهَم عَلَيْهِ الأَمر أَي استَغْلَق، وتَبَهَّم أَيضاً إِذا أُرْتِجَ عَلَيْهِ؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: أَعْيَيْتَني كلَّ العَياءِ، ... فَلَا أَغَرَّ وَلَا بَهِيم قَالَ: يُضْرَب مَثَلًا للأَمر إِذا أَشكل لَمْ تَتَّضِحْ جِهَته

_ (1). في ديوان عمر: وعضت بالبنان بدل البنام

واستقامَتُه ومعرِفته؛ وأَنشد فِي مِثْلِهِ: تَفَرَّقَتِ المَخاضُ عَلَى يسارٍ، ... فَمَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيبُ وأَمرٌ مُبْهَم: لَا مَأْتَى لَهُ. واسْتَبْهَم الأَمْرُ إِذا اسْتَغْلَق، فَهُوَ مُسْتَبْهِم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: كَانَ إِذا نَزَل بِهِ إحْدى المُبْهَمات كَشَفَها ؛ يُريدُ مَسْأَلَةً مُعضِلةً مُشْكِلة شاقَّة، سمِّيت مُبْهَمة لأَنها أُبْهِمت عَنِ الْبَيَانِ فَلَمْ يُجْعل عَلَيْهَا دَلِيلٌ، وَمِنْهُ قِيلَ لِما لَا يَنْطِق بَهِيمة. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: تَجْلُو دُجُنَّاتِ «1». الدَّياجي والبُهَم ؛ البُهَم: جَمْعُ بُهْمَة، بِالضَّمِّ، وَهِيَ مُشكلات الأُمور. وَكَلَامٌ مُبْهَم: لَا يعرَف لَهُ وَجْه يُؤْتَى مِنْهُ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ حَائِطٌ مُبْهَم إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ بابٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَبْهَمَ عَلَيَّ الأَمْرَ إِذا لَمْ يَجعل لَهُ وَجْهًا أَعرِفُه. وإبْهامُ الأَمر: أَن يَشْتَبه فَلَا يعرَف وجهُه، وَقَدْ أَبْهَمه. وَحَائِطٌ مُبْهَم: لَا بَابَ فِيهِ. وبابٌ مُبْهَم: مُغلَق لَا يُهْتَدى لفتحِه إِذا أُغْلِق. وأبْهَمْت البابَ: أَغلَقْته وسَدَدْته. وليلٌ بَهيم: لَا ضَوء فِيهِ إِلى الصَّباح. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فِي تَوابيت مِنْ حديدٍ مُبْهَمةٍ عَلَيْهِمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: المُبْهَمة الَّتِي لَا أَقْفالَ عَلَيْهَا. يُقَالُ: أَمرٌ مُبْهَم إِذا كَانَ مُلْتَبِساً لَا يُعْرَف مَعْنَاهُ وَلَا بَابُهُ. غَيْرُهُ: البَهْمُ جَمْعُ بَهْمَةٍ وَهِيَ أَولادُ الضأْن. والبَهْمة: اسْمٌ لِلْمُذَكِّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، والسِّخالُ أَولادُ المَعْزَى، فَإِذَا اجْتَمَعَ البهامُ والسِّخالُ قَلْتَ لَهُمَا جَمِيعًا بِهامٌ وبَهْمٌ أَيضاً؛ وأَنشد الأَصمعي: لَوْ أَنَّني كنتُ، مِنْ عادٍ ومِن إِرَمٍ، ... غَذِيَّ بَهْمٍ ولُقْماناً وَذَا جَدَنِ لأَنَّ الغَذِيَّ السَّخلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ لأَن الغَذِيَّ السَّخْلة وَهَم، قَالَ: وإِنما غَذِيُّ بَهْمٍ أَحدُ أَمْلاك حِمْير كَانَ يُغَذّى بلُحوم البَهْم، قَالَ وَعَلَيْهِ قَوْلُ سَلْمَى بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبِّيِّ: أَهلَك طَسْماً، وبَعْدَهم ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جَدَنِ قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنه عَطَفَ لُقْماناً عَلَى غَذِيَّ بَهْمٍ، وَكَذَلِكَ فِي بَيْتِ سَلْمَى الضَّبِّيِّ، قَالَ: وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنشده الأَصمعي لأَفْنون التَّغْلَبِيِّ؛ وَبَعْدَهُ: لَمَا وَفَوْا بأَخِيهم مِنْ مُهَوّلةٍ ... أَخا السُّكون، وَلَا جَارُوا عَنِ السَّنَنِ وَقَدْ جَعل لَبيد أَولادَ الْبَقَرِ بِهاماً بِقَوْلِهِ: والعِينُ ساكنةٌ عَلَى أَطلائِها ... عُوذاً، تأَجَّل بالفَضاء بِهامُها وَيُقَالُ: هُم يُبَهِّمُون البَهْمَ تَبْهِيماً إِذا أَفرَدُوه عَنْ أُمَّهاته فَرَعَوْه وحْدَه. الأَخفش: البُهْمَى لَا تُصْرَف. وكلُّ ذِي أَربع مِنْ دوابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ يسمَّى بَهِيمة. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان والقَدَر: وَتَرَى الحُفاةَ العُراة رِعاءَ الإِبل والبَهْم يَتطاوَلون فِي البُنْيان ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَراد بِرِعاءِ الإِبِل والبَهْم الأَعْرابَ وأَصحابَ البَوادي الَّذِينَ يَنْتَجِعون مواقعَ الغَيْث وَلَا تَسْتَقِرُّ بِهِمُ الدَّارُ، يَعْنِي أَن الْبِلَادَ تفتَح

_ (1). قوله [تجلو دجنات] هكذا في الأَصل والنهاية بالتاء، وفي مادة دجن من النهاية: يجلو دجنات بالياء

فَيَسْكُنُونَهَا ويَتطاوَلون فِي البُنْيان، وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: رُعاة الإِبل البُهُم، بِضَمِّ الْبَاءِ وَالْهَاءِ، عَلَى نَعْتِ الرُّعاة وَهُمُ السُّودُ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: البُهُم، بِالضَّمِّ، جَمْعُ البَهِيم وَهُوَ الْمَجْهُولُ الَّذِي لَا يُعْرَف. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: أَنَّ بَهْمَةً مَرَّتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يصلِّي ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنه قَالَ لِلرَّاعِي مَا ولَّدت؟ قَالَ: بَهْمة، قَالَ: اذْبَحْ مكانَها شَاةً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن البَهْمة اسْمٌ للأُنثى لأَنه إِنَّمَا سَأَلَهُ ليعلَم أذَكَراً ولَّد أَمْ أُنْثى، وإلَّا فَقَدْ كَانَ يَعْلم أَنه إِنَّمَا ولَّد أَحدَهما. والمُبْهَم والأَبْهَمُ: المُصْمَت؛ قَالَ: فَهَزَمتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم أَي الَّذِي لَا صَدْع فِيهِ؛ وأَما قَوْلُهُ: لكافرٍ تاهَ ضَلالًا أَبْهَمُه فَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَبْهَمُه قلبُه، قَالَ: وأَراه أَراد أَنَّ قَلْبَ الْكَافِرِ مُصْمَت لَا يَتَخَلَّله وعْظ وَلَا إنْذار. والبُهْمةُ، بِالضَّمِّ الشُّجَاعُ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَارِسُ الَّذِي لَا يُدْرَى مِنْ أَين يُؤتى لَهُ مِنْ شدَّة بأْسِه، وَالْجَمْعُ بُهَم؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا يَدْرِي مُقاتِله مِنْ أَين يَدخل عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُمْ جَمَاعَةُ الفُرْسان، وَيُقَالُ لِلْجَيْشِ بُهْمةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فُلَانٌ فارِس بُهْمةٍ وليثُ غابةٍ؛ قَالَ مُتَمِّم بْنُ نُوَيْرة: وللِشرْب فابْكِي مالِكاً، ولِبُهْمةٍ ... شديدٍ نَواحِيها عَلَى مَن تَشَجَّعا وهُم الكُماة، قِيلَ لَهُمْ بُهْمةٌ لأَنه لَا يُهْتَدى لِقِتالهم؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: البُهْمةُ السوادُ أَيضاً، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رَجُلٌ بُهْمَةٌ إِذا كَانَ لَا يُثْنَى عَنْ شَيْءٍ أَراده؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: البُهْمةُ فِي الأَصل مَصْدَرٌ وُصف بِهِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: هُوَ فارسُ بُهْمةٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ، فَجَاءَ عَلَى الأَصل ثُمَّ وَصَفَ بِهِ فَقِيلَ رَجُلٌ عَدْل، وَلَا فِعْل لَهُ، وَلَا يُوصف النساءُ بالبُهْمةِ. والبَهِيمُ: مَا كَانَ لَوناً وَاحِدًا لَا يُخالِطه غَيْرُهُ سَواداً كَانَ أَو بَيَاضًا، وَيُقَالُ للَّيالي الثَّلَاثِ الَّتِي لَا يَطْلُع فِيهَا الْقَمَرُ بُهَمٌ، وَهِيَ جَمْعُ بُهْمةٍ. والمُبْهَم مِنَ المُحرَّمات: مَا لَا يحلُّ بوجْهٍ وَلَا سَبَبٍ كَتَحْرِيمِ الأُمِّ والأُخْت وَمَا أَشبَهه. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ، وَلَمْ يُبَيّن أَدَخَل بِهَا الإِبنُ أَمْ لَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَبْهِموا مَا أَبْهَمَ اللَّهُ ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيت كَثِيرًا مِنْ أَهل الْعِلْمِ يذهَبون بِهَذَا إِلى إِبهام الأَمر واستِبهامِه، وَهُوَ إشْكالُه وَهُوَ غلَطٌ. قَالَ: وَكَثِيرٌ مِنْ ذَوي الْمَعْرِفَةِ لَا يميِّزون بَيْنَ المُبْهَم وَغَيْرِ المُبْهَم تَمْيِيزًا مُقْنِعاً، قَالَ: وأَنا أُبيّنه بعَوْن اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ، هَذَا كُلُّهُ يُسمَّى التحريمَ المُبْهَم لأَنه لَا يحلُّ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ وَلَا سَبَبٍ مِنَ الأَسباب، كالبَهِيم مِنْ أَلوان الْخَيْلِ الَّذِي لَا شِيَةَ فِيهِ تُخالِف مُعْظم لونِه، قَالَ: ولمَّا سئل ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَلَمْ يُبيِّن اللَّهُ الدُّخولَ بهنَّ أَجاب فَقَالَ: هَذَا مِنْ مُبْهَم التَّحْرِيمِ الَّذِي لَا وَجْهَ فِيهِ غَيْرُ التَّحْرِيمِ، سَوَاءٌ دَخَلْتم بِالنِّسَاءِ أَو لَمْ تَدْخُلوا بِهِنَّ، فأُمَّهات نِسائكم حُرِّمْنَ عَلَيْكُمْ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ ، وأَما قَوْلُهُ: وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ، فالرَّبائبُ هاهنا لسْنَ مِنَ المُبْهمات لأَنَّ لهنَّ وَجْهَيْنِ مُبيَّنَين أُحْلِلْن فِي أَحدِهما

وحُرِّمْن فِي الْآخَرِ، فَإِذَا دُخِل بأُمَّهات الرَّبائب حَرُمت الرَّبائبُ، وإِن لَمْ يُدخل بأُمَّهات الرَّبَائِبِ لَمْ يَحْرُمن، فَهَذَا تفسيرُ المُبْهَم الَّذِي أَراد ابنُ عَبَّاسٍ، فَافْهَمْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا التَّفْسِيرُ مِنَ الأَزهري إِنَّمَا هُوَ للرَّبائب والأُمَّهات لَا للحَلائل، وَهُوَ فِي أَول الْحَدِيثِ إِنَّمَا جَعل سُؤَالَ ابنِ عَبَّاسٍ عَنِ الحَلائل لَا عَنِ الرَّبَائِبِ. ولَونٌ بَهِيمٌ: لَا يُخالطه غيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ؛ وَقِيلَ: البَهِيمُ الأَسودُ. والبَهِيمُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا شِيةَ فِيهِ، الذكَر والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَالْجَمْعُ بُهُم مِثْلُ رغِيفٍ ورُغُف. وَيُقَالُ: هَذَا فَرَسٌ جَوَادٌ وبَهِيمٌ وَهَذِهِ فُرْسٌ جَوَادٌ وبَهِيمٌ، بِغَيْرِ هاء، وَهُوَ الَّذِي لَا يُخالط لونَه شَيْءٌ سِوى مُعْظَم لونِه. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا فَرَسٌ بَهِيمٌ أَي مُصْمَتٌ. وَفِي حديث عياش ابن أَبي رَبِيعَةَ: والأَسود البَهيمُ كأَنه مِنْ ساسَمٍ كأَنه المُصْمَتُ «1» . الَّذِي لَا يُخالِطُ لونَه لَوْنٌ غيرُه. والبَهيمُ مِنَ النِّعاج: السَّوْداءُ الَّتِي لَا بَيَاضَ فِيهَا، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ بُهْمٌ وبُهُمٌ فأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: يُحْشَر الناسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْماً أَي لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، وَيُقَالُ: أَصِحَّاءَ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو البُهْمُ وَاحِدُهَا بَهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالِط لَونَه لونٌ سِواه مِنْ سَوادٍ كَانَ أَو غَيْرُهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَمَعْنَاهُ عِنْدِي أَنه أَراد بِقَوْلِهِ بُهْماً يقولُ: لَيْسَ فِيهِمْ شيءٌ مِنَ الأَعراض وَالْعَاهَاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الدُّنْيَا مِنَ العَمى والعَوَر والعَرَج والجُذام والبَرَص وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صُنوف الأَمراض والبَلاءِ، وَلَكِنَّهَا أَجسادٌ مُبْهَمَة مُصَحَّحَة لِخُلود الأَبد، وَقَالَ غَيْرُهُ: لِخُلود الأَبَدِ فِي الْجَنَّةِ أَو النَّارِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: الَّذِي ذَكَرَهُ الأَزهري وَغَيْرُهُ أَجْسادٌ مُصَحَّحة لخُلود الأَبد، وَقَوْلُ ابْنِ الأَثير فِي الْجَنَّةِ أَو فِي النَّارِ فِيهِ نَظَر، وَذَلِكَ أَن الْخُلُودَ فِي الْجَنَّةِ إِنَّمَا هُوَ للنَّعيم المحْضِ، فصحَّة أَجْسادِهم مِنْ أَجل التَّنَعُّم، وأَما الْخُلُودُ فِي النَّارِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْعَذَابِ والتأسُّف والحَسرة، وزيادةُ عذابِهم بِعَاهَاتِ الأَجسام أَتمُّ فِي عُقوبتهم، نسأَل اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ ذَلِكَ بِكَرَمِهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رُوي فِي تَمَامِ الْحَدِيثِ: قِيلَ وَمَا البُهْم؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ مِنْ أَعراض الدُّنْيَا وَلَا مِنْ متاعِها ، قَالَ: وَهَذَا يُخَالِفُ الأَول مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى. وصَوْتٌ بَهِيم: لَا تَرْجيع فِيهِ. والإِبْهامُ مِنَ الأَصابع: العُظْمى، مَعْرُوفَةٌ مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تَكُونُ فِي اليَدِ والقدَم، وَحَكَى اللِّحْيَانِي أَنها تذكَّر وتؤنَّثُ؛ قَالَ: إِذا رأَوْني، أَطال اللَّهُ غَيْظَهُمُ، ... عَضُّوا مِنَ الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فَقَدْ شَهدَت قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيبةَ، إِلَّا عَضَّها بالأَباهِمِ فإِنما أَراد الأَباهِيم غَيْرَ أَنه حُذِفَ لأَنَّ القصِيدةَ لَيْسَتْ مُرْدَفَة، وَهِيَ قَصِيدَةٌ مَعْرُوفَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ للإِصْبَع إِبْهامٌ لأَنها تُبْهِم الْكَفَّ أَي تُطْبِقُ عَلَيْهَا. قَالَ: وبَهِيم هِيَ الإِبْهام للإِصبع، قَالَ: وَلَا يُقَالُ البِهامُ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الإِبْهام الإِصْبَع الكُبْرى الَّتِي تَلِي المُسَبِّحةَ، وَالْجَمْعُ الأَباهِيم، وَلَهَا مَفْصِلان. الْجَوْهَرِيُّ: وبُهْمى نَبْت، وَفِي الْمُحْكَمِ: والبُهْمى نَبْت؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ خَيْرُ أَحْرار البُقُولِ رَطْباً وَيَابِسًا وَهِيَ تَنْبُت أَوَّل شَيْءٍ بارِضاً، وَحِينَ تُخْرِجُ مِنَ الأَرض تَنْبت كَمَا يَنْبُت الحَبُّ، ثُمَّ يبلُغ

_ (1). قوله [كأنه المصمت] الذي في النهاية: أي المصمت

بِهَا النَّبْت إِلى أَن تَصِيرَ مِثْلَ الحَبّ، وَيَخْرُجُ لَهَا إِذا يَبِسَتْ شَوْك مِثْلَ شَوْكِ السُّنْبُل، وإِذا وَقَع فِي أُنوف الغَنَم والإِبل أَنِفَت عَنْهُ حَتَّى يَنْزِعه الناسُ مِنْ أَفواهها وأُنوفِها، فإِذا عَظُمَت البُهْمى ويَبِسَتْ كَانَتْ كَلأً يَرْعاه النَّاسُ حَتَّى يُصِيبه المطَر مِنْ عامٍ مُقْبِل، ويَنْبت مِنْ تحتِه حبُّه الَّذِي سقَط مِنْ سُنْبُله؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: البُهْمى نَبْت تَجِد بِهِ الغنَم وَجْداً شَدِيدًا مَا دَامَ أَخضر، فإِذا يَبِس هَرّ شَوْكُه وامتَنَع، وَيَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ بُهْمى، وَالْجَمْعُ بُهْمى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: البُهْمى تَكُونُ وَاحِدَةً وَجَمْعًا وأَلفها لِلتَّأْنِيثِ؛ وَقَالَ قومٌ: أَلفها للإِلْحاق، وَالْوَاحِدَةُ بُهْماةٌ؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: هَذَا لَا يُعَرَفُ وَلَا تَكُونُ أَلف فُعْلى، بِالضَّمِّ، لِغَيْرِ التَّأْنِيثِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرةً، ... وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها وَالْعَرَبُ تَقُولُ: البُهْمى عُقْر الدارِ وعُقارُ الدارِ؛ يُريدون أَنه مِنْ خِيار المَرْتَع فِي جَناب الدَّار؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّواة: البُهْمى ترتفِع نَحْوَ الشِّبْر ونَباتُها أَلْطَف مِنْ نَبات البُرِّ، وَهِيَ أَنْجَعُ المَرْعَى فِي الحافرِ مَا لَمْ تُسْفِ، واحدتُها بُهْماة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قولُ أَهل اللُّغَةِ، وَعِنْدِي أَنّ مَن قَالَ بُهماةٌ فالأَلف مُلْحِقة لَهُ بِجُخْدَب، فإِذا نَزَعَ الْهَاءَ أَحال اعْتِقاده الأَول عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ الأَلف لِلتَّأْنِيثِ فِيمَا بَعْدُ فَيَجْعَلُهَا للإِلْحاق مَعَ تَاءِ التَّأْنِيثِ وَيَجْعَلُهَا لِلتَّأْنِيثِ إِذا فَقَدَ الْهَاءَ. وأَبْهَمَتِ الأَرض، فَهِيَ مبْهِمة: أَنْبَتَت البُهْمَى وكثُر بُهْماها، قَالَ: كَذَلِكَ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَهَذَا عَلَى النَّسَبِ. وبَهَّم فُلَانٌ بِمَوْضِعِ كَذَا إِذا أَقام بِهِ وَلَمْ يَبْرَحْهُ. وَالْبَهَائِمُ: اسْمُ أَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: البَهائم أَجْبُل بالحِمَى عَلَى لَون وَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: بَكَى خَشْرَمٌ لمَّا رأَى ذَا مَعارِكٍ ... أَتى دُونَهُ، والهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم والأَسماءُ المُبْهَمة عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ: أَسماء الإِشارات نَحْوُ قَوْلِكَ هَذَا وَهَؤُلَاءِ وَذَاكَ وأُولئك، قَالَ الأَزهري: الحُروف المُبْهَمة الَّتِي لَا اشتقاقَ لَهَا وَلَا يُعْرف لَهَا أُصول مِثْلَ الَّذِي وَالَّذِينَ وَمَا ومَن وَعَنْ «2» . وَمَا أَشبهها، والله أَعلم. بهرم: بَهْرَمَةُ النَّوْر: زَهْرُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبَهْرَمَةُ: عِبادةُ أَهلِ الْهِنْدِ. قَالَ الأَصمعي: الرَّنْفُ بَهْرامَج البرِّ. والبَهْرَم والبَهْرَمان: العُصْفُر، وَقِيلَ: ضرْب مِنَ الْعُصْفُرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ يَصِفُ نَاقَةً: كَوْماء مِعْطير كلَوْنِ البَهْرَمِ وَيْقَالُ للعُصْفر: البَهْرَم والفَغْوُ. وبَهْرَمَ لِحْيَته: حَنَّأَها تحْنِئة مُشْبَعَةً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَصْبَحَ بالحِنَّاء قَدْ تَبَهْرَما يَعْنِي رَأْسَهُ أَي شاخَ فَخَضَب. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه غَطَّى وجهَه بقَطيفَة حَمراء أُرْجُوانٍ وَهُوَ مُحْرم ؛ قَالَ: الأُرْجُوان هُوَ الشَّدِيدُ الحُمْرة، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ الحُمْرة أُرْجُوانٌ. والبَهرَمان دُونَهُ بِشَيْءٍ فِي الحُمْرة، والمُفَدَّمُ المُشْبَع حُمرة، والمُضَرَّجُ دُونَ المُشْبَع، ثُمَّ المُوَرَّدُ بَعْدَهُ. وَفِي

_ (2). قوله [ومن وعن] كذا في الأَصل والتهذيب ونسخة من شرح القاموس غير المطبوع، وفي شرح القاموس المطبوع: ومن نحن

فصل التاء

حَدِيثِ عُروة: أَنه كَرِه المُفَدَّم للمُحْرِم وَلَمْ يَرَ بالمُضَرَّج المُبَهْرَم بأْساً ، والمُبَهْرَم: المُعَصفر. وبَهْرام: اسْمُ المِرِّيخ؛ وإِيَّاه عَنَى الْقَائِلُ: أَما تَرَى النَّجْم قَدْ تَوَلَّى، ... وهَمَّ بَهْرام بالأُفُولِ؟ وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَوس: لَهُ كِبْرِياءُ المُشْتَرِي وسُعُودُهُ، ... وسَوْرَة بَهْرام وظَرْفُ عُطارِدِ بوم: البُومُ: ذكَر الهامِ، وَاحِدَتُهُ بُومةٌ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. يُقَالُ: بُومٌ بَوّامٌ صَوَّاتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: البُومُ والبُومةُ طَائِرٌ يقَع عَلَى الذكَر والأُنثى حَتَّى تَقُولَ صَدىً أَو فَيَّاد، فَيختصّ بِالذَّكَرِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُجمع بُومٌ عَلَى أَبْوام؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَغْضَف قَدْ غادَرْتُه وادَّرَعْتُه، ... بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوامِ، جَمِّ العَوازِف فصل التاء تأم: التَّوْأَمُ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ: الْمَوْلُودُ مَعَ غَيْرِهِ فِي بَطْن مِنَ الِاثْنَيْنِ إِلى مَا زَادَ، ذكَراً كَانَ أَو أُنْثى، أَو ذَكَرًا مَعَ أُنثى، وَقَدْ يُسْتَعَارُ فِي جَمِيعِ المُزْدَوِجات وأَصله ذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُهُ: تَحْسَبه ممَّا بِهِ نِضْوَ سَقَمْ، ... أَو تَوْأَماً أَزْرَى بِهِ ذَاكَ التَّوَمْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد ذَاكَ التَّوْأَم، فخفَّف الْهَمْزَةَ بأَن حَذَفها وأَلقى حَرَكَتُهَا عَلَى السَّاكِنِ الَّذِي قَبْلَهَا كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي الْهَمْزَةِ المتحرِّكة السَّاكِنِ مَا قَبْلَهَا، وَلَا يَكُونُ التَّوَم هنا من ت وم لأَنَّ مَعْنَى التَّوْأَم الَّذِي هو من ت أم قَائِمٌ فِيهِ وكأنَّ هَذَا إِنما يَكُونُ عَلَى الْحَذْفِ كَأَنَّهُ قَالَ وُجودُ ذَلِكَ التَّوْأَم. وَالْجَمْعُ تَوائم وتُؤامٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قالتْ لنَا ودمْعُها تُؤامُ، ... كالدُّرِّ إِذ أَسْلَمَهُ النِّظامُ: عَلَى الَّذِينَ ارْتَحَلُوا السَّلامُ وَقَالَ أَبو دُوَادَ: نَخَلات مِنْ نَخْل نَيْسان أَيْنَعْنَ ... جَمِيعًا، ونَبْتُهُنَّ تُؤام قَالَ الأَزهري: وَمِثْلُ تُؤام غَنَم رُبابٌ وَإِبِلٌ ظُؤار، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ، وَلَهُ نَظَائِرُ قَدْ أُثبتت فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ هَذَا الْكِتَابِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ تَوْأَم للذكَر، وتَوْأَمة للأُنثى، فإِذا جمَعوهما قَالُوا هُمَا تَوْأَمان وَهُمَا تَوْأَمٌ، قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: فجاؤوا بِشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَى بِهَا ... نُدُوباً، مِنَ الأَنْساعِ، فَذّاً وتَوْأَمَا وَقَدْ أَتْأَمَتِ الْمَرْأَةُ إِذا وَلَدَتِ اثْنَيْنِ فِي بَطْن وَاحِدٍ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَتْأَمت الْمَرْأَةُ وَكُلُّ حَامِلٍ وَهِيَ مُتْئِمٌ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً فَهِيَ مِتآمٌ. وتاءَمَ أَخاه: وُلِد مَعَهُ، وَهُوَ تِئْمُه وتُؤْمُه وتَئِيمُه؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ فِي الْمَصَادِرِ، والوَلَدان تَوْأَمان. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وأَم: ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ يُقَالُ هُمَا تَوْأَمان، وَهَذَا تَوْأَم هَذَا، عَلَى فَوْعَل، وَهَذِهِ تَوْأَمةُ هَذِهِ، وَالْجَمْعُ توَائِم مثل قَشْعَم قَشاعِم، وتُؤام عَلَى مَا فُسر فِي عُراق؛ قَالَ حُدَيْرٌ «1» . عَبْدُ بَنِي قَمِيئة مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ: قَالَتْ لَنَا ودَمْعُها تُؤَامُ

_ (1). قوله [قال حدير إلخ] هكذا في الأَصل وشرح القاموس

قَالَ: وَلَا يَمتنع هَذَا مِنَ الْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الآدَميِّين كَمَا أَنَّ مؤَنثه يُجْمَعُ بِالتَّاءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَلَا تَفْخَرْ فإِنَّ بَنِي نِزَارٍ ... لعَلَّاتٍ، ولَيْسوا تَوْأَمِينا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ تَوْأَم قَوْلُ الأَسلع بْنِ قِصاف الطُّهَوِيّ: فِداء لقَوْمِي كلُّ مَعْشَرِ جارِمٍ ... طَريدٍ ومَخْذُولٍ بِمَا جَرَّ، مُسْلَمِ هُمُ أَلْجَمُوا الخَصْم الَّذِي يَسْتَقِيدُني، ... وهُمْ فَصَمُوا حِجْلي، وَهُمْ حَقَنوا دَمِي بأَيْدٍ يُفَرِّجْنَ المَضِيقَ، وأَلْسُنٍ ... سِلاطٍ، وَجَمْعٍ ذِي زُهاءٍ عَرَمْرَمِ إِذا شِئت لَمْ تَعْدَم لَدى الْبَابِ منهُمُ ... جَمِيلَ المُحَيَّا، وَاضِحًا غَيْرَ تَوْأَمِ قَالَ: وَشَاهِدُ تَوْأَمة قَوْلُ الأَخطل بْنِ رَبِيعَةَ: وَلَيْلَةَ ذِي نَصَب بِتُّها ... عَلَى ظَهْرِ تَوْأَمةٍ ناحِلَهْ وبَيْني، إِلى أَنْ رأَيت الصَّباح، ... وَمِنْ بَينها الرَّحْل والراحِلَهْ قَالَ: وَشَاهِدُ تَوائم فِي الْجَمْعِ قَوْلُ المُرَقِّش: يُحَلَّيْنَ يَاقُوتًا وشَذْراً وصَيْعة، ... وجَزْعاً ظفارِيّاً ودُرّاً تَوائِما «1» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَهَبَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ إِلى أَن تَوأَم فَوْعَل مِنَ الوِئام، وَهُوَ المُوافقةُ والمُشاكلةُ، فَقَالَ: هُوَ يُوائمُني أَي يُوافِقُني، فالتَّوْأَمُ عَلَى هَذَا أَصله وَوْأَم، وَهُوَ الَّذِي واءَم غَيْرَهُ أَي وافَقه، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ الأُولى يَاءً، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَوْأَم لِلْآخَرِ أَي مُوافِقه. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّوْأَمُ ولَدان مَعًا، وَلَا يُقَالُ هُمَا تَوْأَمان، وَلَكِنْ يُقَالُ هَذَا تَوْأَم هَذِهِ وَهَذِهِ تَوْأَمَتُه، فإِذا جُمِعَا فَهُمَا تَوْأَم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَخطأَ اللَّيْثُ فِيمَا قَالَ، وَالْقَوْلُ مَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَالنَّحْوِيِّينَ الَّذِينَ يُوثَق بعلْمهم، قَالُوا: يُقَالُ لِلْوَاحِدِ تَوْأَمٌ، وَهُمَا توأَمان إِذا وُلِدَا فِي بطْن وَاحِدٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: بَطَلٌ كأَنَّ ثيابَه فِي سَرْحَةٍ، ... يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرْتُ هَذَا الْحَرْفَ فِي بَابِ التَّاءِ وأَعَدْت ذِكْرَهُ فِي بَابِ الْوَاوِ لأُعرِّفك أَن التَّاءَ مُبْدَلة مِنَ الْوَاوِ، فالتَّوْأَمُ وَوْأَمٌ فِي الأَصل، وَكَذَلِكَ التَّوْلَجُ فِي الأَصل وَوْلَجٌ، وَهُوَ الكِناس، وَأَصْلُ ذَلِكَ مِنَ الوِئام، وَهُوَ الوِفاق. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يغنِّي غِناء مُتوائماً وافَق بعضُه بَعْضًا وَلَمْ تَخْتَلِفْ أَلحانه؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَرَى ناقَتي حَنَّتْ بِلَيْلٍ وساقَها ... غِناءٌ، كَنَوْحِ الأَعْجَمِ المُتَوائم وَفِي حَدِيثِ عُمَير بْنِ أَفصى: مُتْئم أَو مُفْرِد ؛ المُتئم الَّتِي تَضَع اثْنَيْنِ فِي بطْن، والمُفْرِد: الَّتِي تَلِد وَاحِدًا. وتوائِم النُّجوم: مَا تَشَابَكَ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ تَوائمُ اللُّؤْلُؤِ. وتاءَم الثوبَ: نسَجه عَلَى خَيْطَين. وَثَوْبٌ مِتْآم إِذا كَانَ سَداه ولُحْمَتُه طاقَين طَاقَيْنِ. وَقَدْ تاءَمْتُ مُتاءمةً، عَلَى مُفاعلة، إِذا نَسَجْته عَلَى خَيطَين خَيْطَيْنِ. وأَتْأَمَها أَي أَفْضاها؛ قَالَ عُرْوَةُ

_ (1). قوله [وصيعة] هكذا في الأَصل مضبوطاً

بْنُ الْوَرْدِ «1». أَخَذْتَ وَراءَنا بِذِنابِ عَيْشٍ، ... إِذا مَا الشمسُ قامَتْ لَا تَزُولُ وكنتَ كلَيْلَةِ الشَّيْباء هَمَّتْ ... بِمَنع الشَّكْرِ، أَتْأَمَها القَبيلُ وَفَرَسٌ مُتائم: تَأْتِي بِجَرْيٍ بَعد جَرْيٍ؛ قَالَ: عافِي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوائِمُ، ... وَفِي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ تَرْفَضُّ عَنْ أَرْساغِه الجَرائِمُ وكلُّ هَذَا مِنَ التَّوْأَم. والتَّوْأَمُ: مِنْ منازلِ الجَوْزاء، وَهُمَا توأَمانِ. والتَّوْأَم: السَّهم مِنْ سِهام المَيْسِر، قِيلَ: هُوَ الثَّانِي مِنْهَا؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فِيهِ فَرْضان وَلَهُ نَصِيبان إِن فازَ، وَعَلَيْهِ غُرْم نَصيبَين إِن لَمْ يفُزْ. والتَّوْأَماتُ مِنْ مَراكِب النِّسَاءِ: كالمَشاجِرِ لَا أَظْلالَ لَهَا، واحدَتُها تَوْأَمة؛ قَالَ أَبو قِلابة الهُذلي يَذْكُرُ الظُّعْن: صَفَّا جَوانحَ بَيْنَ التَّوْأَماتِ، كَمَا ... صَفَّ الوُقوعَ حَمامُ المشْرَبِ الْحَانِي قَالَ: والتَّوْأَمُ فِي أَكْثَرِ مَا ذكرتُ الأَصل فِيهِ وَوْأَمٌ. والتَّوْأَمانِ: نَبْت مُسْلَنْطح. والتَّوْأَمانِ: عُشْبَة صَغِيرَةٌ لَهَا ثمَرة مثلُ الكَمُّون كثيرةُ الْوَرَقِ، تَنْبُت فِي القِيعان مُسْلَنْطِحة، وَلَهَا زَهْرة صَفراء؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والتِّئمَةُ: الشَّاةُ تكونُ للمرأَة تَحْتَلِبها، والإِتْآم ذَبْحها. وتُؤام، مِثْلُ تُعَام: مَدِينَةٌ مِنْ مُدُن عُمَان يقَع إِليها اللُّؤْلُؤُ فيُشْترى مِنْ هُنَالِكَ. والتُّؤَامِيَّة، مِثْلُ التُّعامِيَّة، والتُّوآمِيَّة، مِثْلُ التُّوعامِيَّة: اللُّؤْلُؤُ. الْجَوْهَرِيُّ: تُؤَام قصَبَة عُمَان «2» مِمَّا يَلي الساحِل وينسَب إِليها الدُّرُّ؛ قَالَ سُويد: كالتُّؤامِيَّة إِن باشَرْتَها، ... قَرَّتِ العينُ وطابَ المُضْطَجَعْ التُّؤامِيَّة: الدُّرة نسَبها إِلى التُّؤام. قَالَ الأَصمعي: التُّؤَام مَوْضِعٌ بِالْبَحْرَيْنِ مَغاص، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: ساحِل عُمان، وَيُقَالُ: قَرْيَةٌ لِبَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَي، وَقَالَ النَّجِيرَمِيُّ: الَّذِي عِنْدِي أَنَّ التُّؤَامِية مَنْسُوبَةٌ إِلى الصَّدَف والصَّدَف كُلُّهُ تُؤام كَمَا قَالُوا صَدَفِيَّة، وَلَمْ نَرُدّه إِلى الْوَاحِدِ فَنَقُولُ تَوْأَمِيَّة لِلضَّرُورَةِ. وَفِي تَرْجَمَةِ تُومَ: فِي الْحَدِيثِ: أَتَعْجِزُ إِحداكنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَين؟ قَالَ: مَن رَوَاهُ «3» تَوْأَمِيَّة فَهُمَا درَّتان للأُذنين إحداهما تَوْأَمة الأُخْرى. وتَوْأَم وتَوْأَمة: اسْمَانِ. تحم: الأَتْحَمِيُّ: ضرْب مِنَ البُرود؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَمْسَى كَسَحْقِ الأَتْحَمِيِّ أَرْسُمُهْ وَقَالَ الشاعر:

_ (1). قوله [قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ] مثله في الصحاح، وتعقبه الصاغاني بأن البيت الثاني ليس لعروة بن الورد، وهو غير مرويّ في ديوانه (2). قوله [الْجَوْهَرِيُّ تُؤَامُ قَصَبَةُ عُمَانَ إلخ] هكذا في الأَصل، ولعل المؤلف وقعت له نسخة صحيحة من الصحاح كما وقع لشارح القاموس فإِنه نبه على ذلك لما اعترض المجد على الجوهري حيث وقعت له نسخة سقيمة فقال: وكغراب بلد على عشرين فرسخاً من قصبة عمان وموضع بالبحرين، ووهم الجوهري في قوله توأم كجوهر وفي قوله قصبة عمان (3). قوله [من رواه إلخ] هذا ليس برواية في الحديث بل أحد احتمالين للأَزهري في تفسير الحديث كما نقله عنه في مادة توم وعبارته هناك: ومن قال توأمية إلخ. وانظرها هناك فما هنا تحريف

وَعَلَيْهِ أَتْحَمِيٌّ، ... نَسْجُه مِنْ نَسْج هَوْرَمْ «1». غَزلَتْه أُمُّ حِلْمِي، ... كُلَّ يومٍ وَزْنَ دِرْهَمْ وَقَالَ: وصَهْوَتُه مِنْ أَتْحَمِيّ مُشَرْعَبِ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ رَسْماً: أَصْبَح مِثْلَ الأَتْحَمِيِّ أَتْحَمُهْ أَراد أَصبح أَتْحَمِيُّه كَالثَّوْبِ الأَتْحَمِيِّ وَهِيَ أَيضاً المُتْحَمةُ والمُتَحَّمة. وَقَدْ أَتْحمت البُرودَ إتْحاماً، فَهِيَ مُتْحَمة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَفْراءَ مُتْحَمةً حِيكَتْ نَمانِمُها ... مِنَ الدِّمَقْسِيِّ، أَو مِنْ فَاخِرِ الطُّوطِ الطُّوطُ: القُطْن؛ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ: كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ، خَلْفَ ذِراعِه، ... صُراحِيُّهُ والآخِنِيّ المُتَحَّمُ وَيُقَالُ: تَحَّمْت الثوبَ إِذا وَشَّيْته. وَفَرَسٌ مُتَحَّمُ اللَّوْن إِلى الشُّقرة: كأَنه شُبِّهَ بالأَتْحَمِيِّ مِنَ الْبُرُودِ، وَهُوَ الأَحْمر، وَفَرَسٌ أَتْحَمِيُّ اللَّون. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: التَّحَمةُ البُرود المخطَّطة بالصُّفْرة. أَبو عَمْرٍو: التاحِمُ الحائكُ. تخم: التُّخومُ: الفَصْل بَيْنَ الأَرضَيْن مِنَ الْحُدُودِ والمَعالِم، مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاح، وَيُقَالُ هُوَ لأَبي قَيْسِ بْنِ الأَسلت: يَا بَنِيَّ التُّخومَ لَا تَظْلِموها، ... إِنَّ ظُلْمَ التُّخوم ذُو عُقَّالِ والتَّخْمُ: مُنْتَهَى كُلِّ قَرْية أَو أَرض؛ يُقَالُ: فُلَانٌ عَلَى تَخْم مِنَ الأَرْض، وَالْجَمْعُ تُخوم مِثْلُ فَلْس وفُلوس. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تُخومها حُدودُها، أَلا تَرَى أَنه قَالَ لَا تَظْلِموها وَلَمْ يَقُلْ لَا تَظْلِمُوهُ؟ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ هي تُخومُ الأَرض، وَالْجَمْعُ تُخُم، وَهِيَ التُّخوم أَيضاً عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ وَلَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ، وَقَدْ قِيلَ: وَاحِدُهَا تَخْم وتُخْم، شَامِيَّةٌ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَلْعون مَنْ غَيَّر تُخومَ الأَرض. أَبو عُبَيْدٍ: التُّخومُ هاهنا الحُدود والمَعالِمُ، وَالْمَعْنَى مِنْ ذَلِكَ يَقَعُ فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحدهما أَن يَكُونَ ذَلِكَ فِي تَغْيِيرِ حُدود الحَرم الَّتِي حَدَّها إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَنْ يَدْخُل الرجلُ فِي مِلْكِ غَيْرِهِ مِنَ الأَرض فيَقْتَطِعه ظُلْمًا، فَقِيلَ: أَراد حُدودَ الحَرم خاصَّة، وَقِيلَ: هُوَ عامٌّ فِي جَمِيعِ الأَرض، وأَراد المَعالم الَّتِي يُهْتدى بِهَا فِي الطَّرِيقِ، وَيُرْوَى تَخُوم، بِفَتْحِ التَّاءِ عَلَى الإِفراد، وَجَمْعُهُ تُخُم، بِضَمِّ التَّاءِ وَالْخَاءِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ السُّلَميّ التَّخُومة، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ: وإِن أَفْخَرْ بمَجْدِ بَني سُلَيْم، ... أَكُنْ مِنْهَا التَّخُومةَ والسَّرارا وإِنه لَطيِّب التُّخُوم والتَّخُوم أَي السُّعُوف يَعْنِي الضَّرائب. اللَّيْثُ: التُّخوم مَفْصِل مَا بَيْنَ الكُورَتَيْن والقَرْيَتَيْن، قَالَ: وَمُنْتَهَى أَرض كُلِّ كُورة وقَرْية تُخومها، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ هَذِهِ الأَرض تُتاخِم أَرض كَذَا أَي تُحادُّها، وبِلاد عُمان تُتاخِم بلاد

_ (1). قوله [من نسج هورم] هكذا في الأَصل بالراء ومثله فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ، وفي بعضها هوزم بالزاي. وقوله: أُم حلمي، في الأَصل بالحاء وفي نسخ الصحاح بالخاء

الشَّحْر. وَقَالَ غَيْرُهُ: وتُطاخِم، بَالطَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى لُغَةٌ، قَلَبَتِ التَّاءَ طَاءً لِقُرْبِ مُخْرِجِهِمَا، والأَصل التُّخومُ وَهِيَ الحُدود، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ التُّخومُ مَضْمُومَةٌ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ التَّخوم الْعَلَامَةُ؛ وأَنشد: يَا بَنيَّ التَّخُومَ لَا تَظْلِموها ومَن رَوَى هَذَا الْبَيْتَ التُّخوم فَهُوَ جَمْعُ تَخْم، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصحاب الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ هِيَ التَّخوم، بِفَتْحِ التَّاءِ، وَيَجْعَلُونَهَا وَاحِدَةً، وأَما أَهل الشَّامِ فَيَقُولُونَ التُّخوم، وَيَجْعَلُونَهَا جَمْعًا، وَالْوَاحِدُ تَخْم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ تَخوم وتُخوم وزَبور وزُبور وعَذوب وعُذوب فِي هَذِهِ الأَحرف الثَّلَاثَةِ، قَالَ: وَلَمْ يُعْلَمْ لَهَا رَابِعٌ، وَالْبَصْرِيُّونَ يَقُولُونَ تُخوم، بِالضَّمِّ، وَالْكُوفِيُّونَ يَقُولُونَ تَخُوم، بِالْفَتْحِ وَقَالَ كُثَيِّر فِي التُّخوم، بِالضَّمِّ: وعُلَّ ثَرى تِلْكَ الحَفيرةِ بالنَّدى، ... وبُورِكَ مَن فِيهَا وطابَتْ تُخومُها قَالَ: وَيُرْوَى وَطَابَ تَخُومها؛ وَقَالَ ابْنُ هَرْمة فِي التُّخُوم أَيضاً: إَذا نَزلوا أَرضَ الحَرام تَباشَرَتْ، ... بِرُؤْيَتِهم، بَطْحاؤها وتُخُومُها وَيُرْوَى: وتَخُومها، بِالْفَتْحِ أَيضاً؛ وأَنشد ابْنُ دُريد للمنذر بْنِ وَبَرَةَ الثَّعْلَبِيِّ: وَلَهُمْ دانَ كلُّ مَن قَلَّت العَيْرُ ... بنَجْدٍ إِلى تُخوم العِراقِ قَالَ: العَيْرُ هُنَا البَصَر، وَيُقَالُ: اجْعَلْ هَمَّك تُخوماً أَي حَدّاً تَنْتَهِي إِليه وَلَا تُجَاوِزُهُ؛ وَقَالَ أَبو دُواد: جَاعِلًا قَبْرَه تُخوماً وقد جرْرَ ... العَذارى عَلَيْهِ وَافِي الشَّكِيرِ قَالَ شَمِرٌ: أَقْرَأَني ابنُ الأَعرابي لِعُدَيِّ بْنِ زَيْدٍ: جاعِلًا سِرَّك التُّخومَ، فَمَا أَحْفِلُ ... قَوْلَ الوُشاةِ والأَنْذالِ «2» . قَالَ: التُّخومُ الْحَالُ الَّذِي تُرِيدُهُ. وأَما التُّخَمةُ مِنَ الطَّعَامِ فأَصلها وُخَمة، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهَا إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ترم: ابْنُ الأَعرابي: التَّريمُ مِنَ الرِّجَالِ المُلَوَّث بالمَعايب والدَّرَن، قَالَ: والتَّريمُ المُتواضِع لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والتَّرَمُ: وجَع الخَوْران. وتِرْيَم: مَوْضِعٌ؛ قَالَ النَّمَريُّ: أَتيتُ الزِّبْرِقانَ فَلَمْ يُضِعْني، ... وضَيَّعَني بتِرْيَم مَن دَعاني قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَقَالَ تِرْيَم فِعْيَل كحِذْيم وطِرْيم، وَلَا يَكُونُ فِعْلَل كدِرْهَم لأَن الْيَاءَ وَالْوَاوَ لَا يَكُونَانِ أَصلا فِي ذَوَاتِ الأَربعة، فأَما وَرَنْتَل فَشَاذٌّ؛ الْجَوْهَرِيُّ: تَرْيَم مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هلْ أُسْوَةٌ ليَ فِي رِجالٍ صُرِّعُوا ... بِتِلاعِ تَرْيَمَ هامُهُمْ لَمْ تُقْبَر؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وتَرْيم وَادٍ قُرْبَ النَّقِيع «3»، قال:

_ (2). قوله [جاعلًا سرك إلخ] هكذا في الأَصل، والذي في التكملة: جاعل همك بالرفع (3). قوله [وَتَرْيَمُ وَادٍ قُرْبَ النَّقِيعِ] قال شارح القاموس: قرأت في كتاب نصر هو بالحجاز واد قريب من ينبع وقيل دوين مدين وأيضاً موضع في بادية البصرة انتهى فحينئذ قول ابن بري قرب النقيع تصحيف فإِن النقيع من أودية المدينة

ورأَيته بِخَطِّ الْقَزَّازِ تَرْيَم، بِفَتْحِ التَّاءِ، كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَالصَّوَابُ تِرْيَم مِثْلُ عِثْير، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْيَل غَيْرُ ضَهْيَد، قَالَ: وَلَا يَصْحُّ فَتْحُ التَّاءِ مِنْ تِرْيم إِلا أَن يَكُونَ وَزْنُهَا تَفْعَل، قَالَ: وَهَذَا الْوَجْهُ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ، والأَول أَظهر. ترجم: التُّرْجُمانُ والتَّرْجَمان: المفسِّر لِلِّسَانِ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: قَالَ لتُرْجُمانه ؛ التُّرْجُمَانُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: هُوَ الَّذِي يُتَرْجِم الْكَلَامَ أَي يَنْقُلُهُ مِنْ لُغَةٍ إِلى لُغَةٍ أُخرى، وَالْجَمْعُ التَّراجِم، وَالتَّاءُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ، وَقَدْ تَرْجَمه وتَرْجَم عَنْهُ، وتَرْجُمان هُوَ مِنَ المُثُل الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما تَرْجُمان فَقَدْ حَكَيْتُ فِيهِ تُرْجُمان بِضَمِّ أَوله، وَمِثَالُهُ فُعْلُلان كعُتْرُفان ودُحْمُسان، وَكَذَلِكَ التَّاءُ أَيضاً فِيمَنْ فَتَحها أَصلية، وإِن لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفُر لأَنه قَدْ يَجُوزُ مَعَ الأَلف وَالنُّونِ مِنَ الأَمثلة مَا لَوْلَاهُمَا لَمْ يَجُزْ كعُنْفُوان وخِنْذِيان ورَيْهُقان، أَلا تَرَى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعْلُو وَلَا فِعْلي ولا فَيْعُل؟ تغلم: ابْنُ سِيدَهْ: تَغْلَمُ مَوْضِعٌ وَلَيْسَ لَهُ اشْتِقَاقٌ فأَقضي عَلَى التَّاءِ بِالزِّيَادَةِ؛ وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: دِيار لِشَعْثاء الفُؤاد وتِرْبها، ... ليَاليَ تَحْتَلّ المَراض فَتَغْلَما قَالَ مُفَسِّرُهُ: هُمَا تَغْلَمان جبلان فأَفرد للضرورة. تقدم: تَقْدَم: اسْمٌ كَأَنَّهُ يُعنى به القَدَم. تكم: تُكْمَةُ: بنْتُ مُرٍّ وهي أُمُّ السُّلَمِيِّين. تلم: التَّلَمُ: مشَقُّ الكِراب فِي الأَرض، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ وأَهل الغَوْر، وَقِيلَ: كُلُّ أُخْدُودٍ مِنْ أَخاديد الأَرض، وَالْجَمْعُ أَتْلامٌ، وَهُوَ التِّلامُ وَالْجَمْعُ تُلُم، وَقِيلَ: التِّلامُ أَثَرُ اللُّومَةِ فِي الأَرض، وَجَمْعُهَا التُّلُم. واللُّومَةُ: الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّلَم خَطُّ الْحَارِثِ، وَجَمْعُهُ أَتْلامٌ. والعَنَفَةُ: مَا بَيْنَ الخَطَّين، والسَّخْلُ: الخَطُّ، بِلُغَةِ نَجْران. والتِّلامُ والتَّلام جَمِيعًا فِي شِعْرِ الطِّرمَّاح الصاغةُ، وَاحِدُهُمْ تِلْم، وَقِيلَ: التِّلام، بِالْكَسْرِ، الحِمْلاجُ الَّذِي يُنفَخ فِيهِ، والتَّلامُ، بِالْفَتْحِ، التَّلاميذُ الَّتِي تنفُخ فِيهَا مَحْذُوفٌ؛ وأَنشد: كالتَّلامِيذِ بأَيْدي التِّلامِ قَالَ: يُرِيدُ بالتُّلْمُوذ الحُمْلُوجَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما الرُّواة فَقَدْ رَوَوْا هَذَا الْبَيْتَ للطِّرمَّاح يَصِفُ بَقَرَةً: تَتَّقِي الشمسَ بِمَدْرِيَّةٍ، ... كالحَاليج بأَيدي التِّلامي وَقَالَ: التِّلامُ اسْمٌ أَعْجَمِي ويُراد بِهِ الصَّاغَةُ، وَقِيلَ: غِلْمان الصَّاغَةِ، يُقَالُ: هُوَ بِالْكَسْرِ يُقْرأُ «1». بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِي الْقَافِيَةِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بأَيدي التَّلامْ، فَمَنْ رَوَاهُ التَّلامِي، بِفَتْحِ التَّاءِ وَإِثْبَاتِ الْيَاءِ، أَراد التَّلامِيذ يَعْنِي تَلاميذَ الصَّاغة، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو؛ وَقَالَ: حَذَفَ الذَّالَ مِنْ آخِرِهَا كَقَوْلِ الْآخَرِ: لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْم تُتَمِّرهُ ... مِنَ الثَّعالي، ووَخْزٌ مِنْ أَرانِيها «2» . أَراد مِنَ الثعالِب وَمِنْ أَرانِبِها، وَمَنْ رَوَاهُ بأَيدي التِّلامْ، بِكَسْرِ التَّاءِ، فإِن أَبا سَعِيدٍ قَالَ: التِّلْم

_ (1). قوله [يقرأ] في التكملة: يروى، وهو أنسب بما بعده (2). قوله [تتمره] هكذا في الأَصل، والذي في التكملة: متمرة

الغُلام، قَالَ: وَكُلُّ غلامٍ تِلْم، تِلْمِيذًا كَانَ أَو غَيْرَ تِلْميذ، وَالْجَمْعُ التِّلام. ابْنُ الأَعرابي: التِّلامُ الصَّاغَةُ، والتِّلامُ الأَكَرَةُ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: قَالَ اللَّيْثُ إِن بَعْضَهُمْ قَالَ: التَّلاميذ الحَماليجُ الَّتِي يُنفَخ فِيهَا، قَالَ: وَهَذَا بَاطِلٌ مَا قَالَهُ أَحدٌ؛ والحَماليِجُ، قَالَ شَمِرٌ: هِيَ مَنافِخُ الصَّاغَةِ الحديديَّة الطِّوال، وَاحِدُهَا حُمْلوج، شبَّه الطِّرمَّاح قَرْن البَقرة الوحشيَّة بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: التَّلامي التَّلَامِيذُ، سَقَطَتْ مِنْهُ الذَّالُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ التَّلام، بِفَتْحِ التَّاءِ، فِي شِعْرِ غَيْلان بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ: وسِرْبال مُضاعَفَة دِلاصٍ ... قَدْ أحْرَزَ شَكَّها صُنْعُ التَّلامِ وَيُرْوَى التِّلام جَمْعُ تِلْم، وهم الصاغة. تمم: تَمَّ الشَّيْءُ يَتِمُّ تَمّاً وتُمّاً وتَمامةً وتَماماً وتِمامةً وتُماماً وتِماماً وتُمَّة وأَتَمَّه غَيْرُهُ وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه بِمَعَنًى، وتَمَّمَه اللَّهُ تَتْميماً وتَتِمَّةً، وتَمامُ الشَّيْءِ وتِمامَتُه وتَتِمَّتُه: مَا تَمَّ بِهِ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: تَمامُ الشَّيْءِ مَا تمَّ بِهِ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ؛ يَحْكِيهِ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وأَتمَّ الشيءَ وتَمَّ بِهِ يَتِمُّ: جَعَلَهُ تَامًّا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنْ قلتَ يَوْمًا نَعَمْ بَدْأً، فَتِمَّ بِهَا، ... فإِنَّ إمْضاءَها صِنْف مِنَ الكَرَم وَفِي الْحَدِيثِ أَعوذ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التامَّاتِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما وَصَفَ كَلَامَهُ بِالتَّمَامِ لأَنه لَا يَجُوزُ أَن يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِ نَقْص أَو عَيْبٌ كَمَا يَكُونُ فِي كَلَامِ النَّاسِ، وَقِيلَ: مَعْنَى التَّمام هاهنا أَنها تنفَع المُتَعَوِّذ بِهَا وتَحْفَظه مِنَ الْآفَاتِ وتَكْفيه. وَفِي حَدِيثِ دُعاء الأَذان: اللهمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوة التامَّة ؛ وصَفَها بالتَّمام لأَنها ذِكْر اللَّهِ ويُدْعَى بِهَا إِلى عِبادته، وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يستحِق صِفَة الْكَمَالِ وَالتَّمَامِ. وتَتِمَّة كُلِّ شَيْءٍ: مَا يَكُونُ تَمام غَايَتِهِ كَقَوْلِكَ هَذِهِ الدَّرَاهِمُ تَمَامُ هَذِهِ الْمِائَةِ وتَتِمَّة هَذِهِ الْمِائَةِ. والتِّمُّ: الشَّيْءُ التامُّ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ فَعمِل بِهِنَّ، وَالْكَلِمَاتُ عَشْر مِنَ السُّنَّة: خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ، وخَمْسٌ فِي الجَسد، فَالَّتِي فِي الرَّأْسِ: الفَرْق وقَصُّ الشَّارِبِ والمَضْمَضةُ والاسْتِنْشاقُ والسِّواكُ، وَأَمَّا الَّتِي فِي الجسَد فالخِتانةُ وحَلْقُ العانةِ وتَقْليمُ الأَظفار ونتفُ الرُّفْغَيْن والاستِنْجاءُ بِالْمَاءِ. وَيُقَالُ: تَمَّ إِلى كَذَا وَكَذَا أَي بَلغه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَمَّا دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا ... إِلى المَعالي، وبهنَّ سُمُّوا وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: إِن تَمَمْتَ عَلَى مَا تُرِيدُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ مُخَفَّفاً وَهِيَ بِمَعْنَى الْمُشَدَّدِ. يُقَالُ: تَمَّ عَلَى الأَمر وتَمَمَ عَلَيْهِ، بإِظهار الإِدغام، أَي استمرَّ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: تَتامَّتْ إِليه قُرَيش أَي أَجابته وجاءَتْه مُتوافِرة مُتَابعة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ؛ قِيلَ: إتْمامهما تَأدِيةُ كلِّ مَا فِيهِمَا مِنَ الْوُقُوفِ والطَّواف وَغَيْرِ ذَلِكَ. ووُلِدَ فُلَانٌ لِتَمامٍ «1» ولِتِمام، بِالْكَسْرِ. وليلُ التِّمامِ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ، أَطول مَا يَكُونُ مِنَ ليَالي الشِّتاء؛ وَيُقَالُ: هِيَ ثَلَاثُ لَيَالٍ لَا يُسْتَبان زيادتُها مِنْ نُقْصانها، وَقِيلَ: هِيَ إِذا بَلَغَت اثنَتَيْ عَشْرة سَاعَةً فَمَا زَادَ؛ قَالَ امْرُؤُ القَيس: فَبِتُّ أُكابِدُ لَيْلَ التِّمامِ، ... والقَلْبُ مِنْ خَشْيَةٍ مُقْشَعِر

_ (1). قوله [وولد فلان لتمام إلخ] عبارة القاموس: وولدته لتم وتمام ويفتح الثاني

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها، أَنها قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ.، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُومُ الليلةَ التِّمام فيقرأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ وَسُورَةَ النساء ولا يَمرُّ بِآيَةٍ إِلّا دَعَا اللَّهَ فِيهَا ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: لَيْلُ التِّمام أَطول مَا يَكُونُ مِنَ اللَّيْلِ، وَيَكُونُ لِكُلِّ نجْم هَوِيّ مِنَ اللَّيْلِ يَطْلُع فِيهِ حَتَّى تَطْلُع كُلُّهَا فِيهِ، فَهَذَا لَيْلُ التِّمام. وَيُقَالُ: سَافَرْنَا شَهْرَنَا لَيْلَ التِّمام لَا نُعَرِّسُه، وَهَذِهِ لَيَالِي التِّمام، أَي شَهْراً فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ. الأَصمعي: لَيْلُ التِّمام فِي الشِّتَاءِ أَطول مَا يَكُونُ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: ويَطُول لَيْلُ التِّمام حَتَّى تَطْلُع فِيهِ النُّجوم كُلُّهَا، وَهِيَ لَيْلَةُ مِيلَادِ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالنَّصَارَى تعظِّمُها وَتَقُومُ فِيهَا. حُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ أَنه قَالَ: لَيْلٌ تِمام إِذا كَانَ اللَّيْلُ ثلاثَ عَشْرَةَ سَاعَةً إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ سَاعَةٍ. وَيُقَالُ لِلَّيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَتِمُّ فِيهَا الْقَمَرُ لَيْلَةُ التَّمام، بِفَتْحِ التَّاءِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: ليلُ التِّمام سِتَّةُ أَشهر: ثَلَاثَةُ أَشهر حِينَ يَزِيدُ عَلَى ثنتَيْ عشْرة سَاعَةٍ، وَثَلَاثَةِ أَشهر حِينَ يَرْجِع، قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: كُلُّ لَيْلَةٍ طَالَتْ عَلَيْكَ فَلَمْ تَنَمْ فِيهَا فَهِيَ لَيْلَةُ التِّمام أَو هِيَ كَلَيْلَةِ التِّمام. وَيُقَالُ: ليلٌ تِمامٌ وليلُ تِمام، عَلَى الإِضافة، وليلُ التِّمام وليلٌ تِمامِيٌّ أَيضاً؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تِمامِيّاً، كأَنَّ شَآمِياتٍ ... رَجَحْنَ بِجانِبَيْه من الغُؤُور وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: لَيْلَةُ السَّواء لَيْلَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَفِيهَا يَسْتوي الْقَمَرُ، وَهِيَ لَيْلَةُ التَّمام. وَلَيْلَةُ تَمامِ الْقَمَرِ، هَذَا بِفَتْحِ التَّاءِ، والأَول بِالْكَسْرِ. وَيُقَالُ: رُئِيَ الْهِلَالُ لتِمِّ الشَّهْرِ، وَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ لِتِمّ وتِمام وتَمامٍ إِذا أَلْقَتْه وَقَدْ تَمَّ خَلْفه. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الأَصمعي: ولدَتْه للتَّمام، بالأَلف وَاللَّامِ، قَالَ: وَلَا يَجيء نكِرةً إِلّا فِي الشِّعْرِ. وأَتَمَّت الْمَرْأَةُ، وَهِيَ مُتِمٌّ: دَنَا وِلادُها. وأَتَمَّت الحُبْلى، فَهِيَ مُتِمٌّ إِذا تَمَّت أَيامُ حَمْلِها. وَفِي حَدِيثِ أَسماء: خرجْت وأَنا مُتِمٌ ؛ يُقَالُ: امرأَة مُتِمٌّ لِلْحَامِلِ إِذا شارَفَتِ الوَضْع، ووُلِد المَوْلود لِتَمامِ وتِمامٍ. وأَتَمَّت النَّاقَةُ، وَهِيَ مُتِمٌّ: دَنَا نِتَاجُهَا. وأَتَمَّ النَّبْتُ: اكْتَهل. وأَتَمَّ القمرُ: امْتلأَ فبَهَر، وَهُوَ بدْرُ تَمامٍ وتِمامٍ وبدرٌ تَمامٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وُلِد الْغُلَامُ لِتِمٍّ وتِمامٍ وبدرُ تِمامٍ وَكُلُّ شَيْءٍ بَعْدَ هَذَا فَهُوَ تَمامٌ، بِالْفَتْحِ. غَيْرُهُ: وقمرُ تَمامٍ وتِمامٍ إِذا تَمَّ لَيْلَةَ البَدْر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَماما عَلَى المُحْسِن، أَراد تَماماً مِنَ اللَّهِ عَلَى المُحْسِنين، وَيَجُوزُ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحسنه مُوسَى مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ واتِّباع أَمره، وَيَجُوزُ تَماماً عَلَى الَّذِي هُوَ أَحسن الأَشياء، وتَماماً مَنْصُوبٌ مَفْعُولٌ لَهُ، وَكَذَلِكَ وتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ؛ الْمَعْنَى: آتَيْنَاهُ لِهَذِهِ العِلَّة أَي للتَّمام والتَّفصيل؛ قَالَ: وَالْقِرَاءَةُ عَلَى الْذِي أَحسَنَ، بِفَتْحِ النُّونِ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَحسنُ عَلَى إِضْمَارِ الَّذِي هُوَ أَحسنُ، وأَجاز القُراءُ أَن يَكُونَ أَحسَن فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ، وأَن يَكُونَ مِنْ صِفَةِ الَّذِي، وَهُوَ خطأٌ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ لأَنهم لَا يُعَرِّفُونَ الَّذِي إِلَّا مَوْصُولَةً وَلَا تُوصَف إِلا بَعْدَ تَمَامِ صِلَتها. والمُسْتَتِمُّ فِي شِعر أَبي دُواد: هُوَ الَّذِي يَطْلُبُ الصُّوفَ والوَبَرَ لِيُتِمَّ بِهِ نَسْجَ كِسائه، والمَوْهوب تُمَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ عَنْ أَبي زَيْدٍ، وَالْجَمْعُ تِمَمٌ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الجِزَّة مِنَ الصُّوف أَو الشعَر أَو الوَبَر؛ وَبَيْتُ أَبي دُوَادَ هُوَ قَوْلُهُ:

فَهْيَ كالبَيْضِ، فِي الأَداحِيّ، لَا يُوهَبُ ... مِنْهَا لِمُسْتَتِمٍّ عِصامُ أَي هَذِهِ الإِبل كالبَيْض فِي الصِّيانة، وَقِيلَ فِي المَلاسة لَا يُوهب مِنْهَا لمُسْتَتِمّ أَي لَا يُوجد فِيهَا مَا يُوهَب لأَنها قَدْ سَمِنت وأَلْقَت أَوْبارَها؛ قَالَ: والمُسْتَتِمُّ الَّذِي يطلُب التُّمَّةَ، والعِصامُ: خَيْطُ القِرْبة. والمُتَتَمِّمُ: المتكسِّر؛ قَالَ الشَّاعِرُ إِذا مَا رَآهَا رُؤيةً هِيضَ قَلْبه ... بِهَا، كانْهِياضِ المُتْعَب المُتَتَمِّمِ وتَمَّمَ عَلَى الجَريح: أَجْهَزَ. وتَمَّ عَلَى الشَّيْءِ: أَكمله؛ قَالَ الأَعشى: فتَمَّ عَلَى مَعْشوقَةٍ لَا يَزيدُها ... إِليه، بَلاءُ السُّوءِ، إِلَّا تَحبُّبا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَباتَ بجَمْعٍ ثُمَّ ثابَ إِلى مِنىً، ... فأَصْبَحَ رَأْداً يَبْتَغِي المَزْجَ بالسَّحْل قَالَ: أَراه يَعْنِي «1». بتَمَّ أَكْمَل حَجَّه. واسْتَتَمَّ النِّعْمة: سأَل إِتْمامها. وَجَعَلَهُ تِمّاً أَي تَماماً. وجعلْته لَكَ تِمّاً أَي بِتَمامه. وتَمَّمَ الكَسْر فَتَمَّمَ وتَتَمَّم: انصَدَعَ وَلَمْ يَبِنْ، وَقِيلَ: إِذا انصَدَعَ ثُمَّ بانَ. وَقَالُوا: أَبى قائلُها إِلَّا تَمّاً وتُمّاً وتِمّاً، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، أَي تَماماً، وَمَضَى عَلَى قَوْلِهِ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْهُ، وَالْكَسْرُ أَفصح؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائصٍ ... جُدّاً، تَعاوَرَه الرياحُ وَبيلًا بائصٍ: بعيدٍ شاقٍّ، ووَبِيلًا: وَخِيماً. والتَّمِيمُ: الطويلُ؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ: لَمَّا دَعَوْا يَالَ تَمِيمٍ تَمُّوا والتَّمِيمُ: التامُّ الخلْق. والتَّمِيمُ: الشادُّ الشديدُ. والتَّميمُ: الصُّلْب؛ قَالَ: وصُلْب تَمِيم يَبْهَرُ اللِّبْدَ جَوْزُه، ... إِذا مَا تَمَطَّى فِي الحِزام تَبَطَّرا أَي يَضيق عَنْهُ اللِّبْد لتَمامه، وَقِيلَ: التَّمِيمُ التامُّ الخلْقِ الشَّدِيدُهُ مِنَ النَّاسِ والخَيْل. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسار: الجَذَعُ التامُّ التِّمُّ يُجْزئ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تِمٌّ وتَمٌّ بِمَعْنَى التامِّ، وَيُرْوَى الجَذَع التامُّ التَّمَمُ، فالتامُّ الَّذِي اسْتَوْفَى الْوَقْتَ الَّذِي يسمَّى فِيهِ جَذَعاً وبَلغ أَن يسمَّى ثَنِيّاً، والتَّمَمُ التامُّ الخلْق، وَمِثْلُهُ خلْق عَمَمٌ. والتَّمِيمُ: العُوَذ، وَاحِدُتُهَا تَمِيمةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد الخَرز الَّذِي يُتَّخَذ عُوَذاً. والتَّمِيمةُ: خَرزة رَقْطاء تُنْظَم فِي السَّير ثُمَّ يُعقد فِي العُنق، وَهِيَ التَّمائم والتَّمِيمُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَقِيلَ: هِيَ قِلادة يُجْعَلُ فِيهَا سُيُورٌ وعُوَذ؛ وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: تَمَّمْت المَوْلود علَّقْت عَلَيْهِ التَّمائم. والتَّمِيمةُ: عُوذةٌ تُعَلَّقُ عَلَى الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ سلَمة بْنِ الخُرْشُب: تُعَوَّذُ بالرُّقى مِنْ غَيْرِ خَبْلٍ، ... وتُعْقَد فِي قَلائدها التَّمِيمُ قَالَ: والتَّمِيمُ جَمْعُ تمِيمةٍ؛ وَقَالَ رِفَاعُ «2» بْنُ قيس

_ (1). قوله [أراه يعني إلخ] هكذا في الأصل، ولعل الشاهد في بيت ذكره ابن سيدة غير هذا، وأما هذا البيت فهو في الأصل كما ترى ولا شاهد فيه وقد تقدم مع بيت بعده في مادة سحل (2). قوله [رفاع] هكذا في الأصل رفاع بالفاء، وتقدم في مادة نوط: رقاع منقوطاً بالقاف ومثله في شرح القاموس هنا وهناك

الأَسدي: بِلادٌ بِهَا نِيطَتْ عليَّ تَمائِمي ... وأَوَّل أَرضٍ مَسَّ جِلدي تُرابُها وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمرو «1»: مَا أُبالي ما أَتيت إِن تَعَلَّقَتْ تَمِيمةً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن عَلَّق تَمِيمةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ ؛ وَيُقَالُ: هِيَ خَرزة كَانُوا يَعْتَقِدون أَنها تَمامُ الدَّواء والشِّفاء، قَالَ: وأَمّا المَعاذاتُ إِذا كُتِب فِيهَا الْقُرْآنُ وأَسماءُ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا بأْسَ بِهَا. والتَّمِيمةُ: قِلادةٌ مِنْ سُيورٍ، وَرُبَّمَا جُعِلَتِ العُوذةَ الَّتِي تعلَّق فِي أَعناق الصِّبْيَانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: التَّمائمُ والرُّقى والتِّوَلةُ مِنَ الشِّرْك. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّمائمُ واحدتُها تَمِيمةٌ، وَهِيَ خَرزات كَانَ الأَعرابُ يعلِّقونها عَلَى أَولادِهم يَنْفون بِهَا النفْس والعَين بزَعْمهم، فأَبطله الإِسلامُ؛ وإِيّاها أَراد الهُذَلي بِقَوْلِهِ: وإِذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها، ... أَلْفَيْتَ كلَّ تَمِيمة لَا تَنْفَعُ وَقَالَ آخَرُ: إِذا مَاتَ لَمْ تُفْلِحْ مُزَيْنةُ بعدَه، ... فنُوطِي عَلَيْهِ، يَا مُزَيْنُ، التَّمائما وَجَعَلَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ مِنَ الشِّرْك لأَنهم جَعلوها واقِيةً مِنَ المَقادِير والموْتِ وأَرادُوا دَفْعَ ذَلِكَ بِهَا، وَطَلَبُوا دَفْعَ الأَذى مِنْ غَيْرِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ دافِعُه، فكأَنهم جَعَلُوا لَهُ شَرِيكًا فِيمَا قَدّر وكَتَب مِنْ آجَالِ العِبادِ والأَعْراضِ الَّتِي تُصيبهم، وَلَا دَافِعَ لِمَا قَضى وَلَا شَرِيكَ لَهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ فِيمَا قَدّر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَنْ جَعل التَّمائم سُيوراً فغيرُ مُصِيبٍ؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَكَيْفَ يَضِلُّ العَنْبَرِيُّ ببلْدةٍ، ... بِهَا قُطِعَتْ عَنْهُ سُيور التَّمائِم؟ فإِنه أَضاف السُّيورَ إِلى التَّمائم لأَن التَّمَائِمَ خَرز تُثْقَب وَيُجْعَلُ فِيهَا سُيورٌ وخُيوط تُعلَّق بِهَا. قَالَ: وَلَمْ أَرَ بَيْنَ الأَعراب خِلَافًا أَنّ التَّميمةَ هِيَ الْخَرَزَةُ نفسُها، وَعَلَى هَذَا مَذْهَبُ قَوْلِ الأَئمة؛ وَقَوْلُ طُفَيل: فإِلَّا أَمُتْ أَجْعَلْ لِنَفْرٍ قِلادَةٌ، ... يُتِمُّ بِهَا نَفْرٌ قَلائدَه قَبْلُ قَالَ: أَي عَاذَهُ «2». الَّذِي كَانَ تقلَّده قَبْلُ؛ قَالَ: يُتِمُّ يَحُطُّهَا تَمِيمةَ خَرزِ قَلَائِدِهِ إِلى الْوَاسِطَةِ، وإِنما أَراد أُقَلِّده الهِجاء. ابْنُ الأَعرابي: تُمَّ إِذا كُسِر وتَمَّ إِذا بلَّغ «3»؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: فِي بَطْنه غاشيةٌ تُتَمِّمُهْ قَالَ شَمِرٌ: الْغَاشِيَةُ وَرَم يَكُونُ فِي البطْن، وَقَالَ: تُتَمِّمُهُ أَي تُهْلِكه وتبلِّغه أَجَلَه؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كانْهِياض المُعْنَتِ المُتَتَمِّمِ يُقَالُ: ظَلَع فُلَانٌ ثُمَّ تَتَمَّم تَتَمُّماً أَي تَمَّ عَرَجُه كَسْراً، مِنْ قَوْلِكَ تُمَّ إِذا كُسِرَ. والمُتَمُّ: منقَطَع عِرْق السُّرَّة. والتُّمَمُ والتِّمَمُ مِنَ الشعَر والوَبر والصُّوف: كالجِزَزِ، الْوَاحِدَةُ تُمَّة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَمَّا التَّمُّ فأَراه اسْمًا لِلْجَمْعِ. واسْتَتَمَّه:

_ (1). قوله [وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو] هكذا في الأصل ونسخة من النهاية بفتح أوله، وفي نسخة من النهاية: عمر بضم أوله (2). قوله [قال أي عاذه إِلى قوله إِلى الواسطة] هكذا في الأصل (3). قوله [وتم إِذا بلغ إلخ] هكذا في الأصل والتكملة والتهذيب، وأما شارح القاموس فذكر هذا الشطر عقب قول المتن: وتمم الشيء أهلكه وبلغه أجله، ثم قال في المستدرك: تُمَّ إِذا كُسِرَ وَتَمَّ إِذا بلغ، ولم يذكر شاهداً عليه

طَلَبَ مِنْهُ التِّمَمَ، وأَتَمَّه: أَعطاه إِياها. ابْنُ الأَعرابي: التِّمُّ الفأْس، وَجَمْعُهُ تِمَمةٌ. والتَّامُّ مِنَ الشِّعْر «1»: مَا يُمْكِنُ أَن يَدْخُله الزِّحافُ فيَسلَمُ مِنْهُ، وَقَدْ تَمَّ الجُزء تَماماً، وَقِيلَ: المُتَمَّمُ كلُّ مَا زِدْتَ عَلَيْهِ بَعْدَ اعتدالِ الْبَيْتِ، وَكَانَا مِنَ الجُزْء الَّذِي زِدْتَه عَلَيْهِ نَحْوُ فاعِلاتُنْ فِي ضَرْبِ الرَّمْلِ، سُمِّيَ مُتَمَّماً لأَنك تَمَّمْتَ أَصل الجُزْء. وَرَجُلٌ مُتَمِّم إِذا فازَ قِدْحُه مرَّة بَعْدَ مرَّة فأَطعَم لَحْمَه الْمَسَاكِينَ. وتَمَّمَهم: أَطعمهم نَصِيبَ قِدْحه؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد قَوْلَ النَّابِغَةِ: إِني أُتَمِّمُ أَيْساري وأَمْنَحُهُمْ ... مَثْنى الأَيادي، وأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما أَي أُطْعِمهم ذَلِكَ اللَّحْم. ومُتَمِّمُ بْنُ نُويْرة: مِنْ شُعرائهم شاعرُ بَنِي يَرْبوع؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ بالمُتَمِّم الَّذِي يُطْعِم اللَّحْم الْمَسَاكِينَ والأَيْسار؛ وَقِيلَ: التَّتْمِيمُ فِي الأَيسار أَن ينقُص الأَيْسار فِي الجَزُور فيأْخذ رجُل مَا بَقِي حَتَّى يُتَمِّم الأَنْصِباء. وتَمِيمٌ: قَبيلةٌ، وَهُوَ تَمِيمُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَة بنِ إِلْياسَ بْنِ مُضَرَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ تَميمٌ يَجْعَلُهُ اسْمًا للأَب ويصرِف، وَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ فَلَا يَصْرِف، وَقَالَ: قَالُوا تَميم بنتُ مُرٍّ فأَنَّثوا وَلَمْ يَقُولُوا ابْنُ. وتَمَّمَ الرجلُ: صَارَ هَواه تَمِيمِيّاً. وتَمَّم: انتَسب إِلى تَمِيمٍ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: إِذا دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه مِنْ هَذَا أَي أَسرعوا إِلى الدَّعْوَةِ. اللَّيْثُ: تَمَّم الرجلُ إِذا صَارَ تَميميَّ الرأْي وَالْهَوَى والمَحَلَّة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وقياسُ مَا جَاءَ فِي هَذَا الْبَابِ تَتَمَّم، بِتَاءَيْنِ، كَمَا يُقَالُ تَمَضَّر وتَنَزَّر، وكأَنهم حَذَفُوا إِحدى التَّاءَيْنِ اسْتِثْقَالًا لِلْجَمْعِ. وتتامُّوا أَي جاؤوا كُلُّهُمْ وتَمُّوا. والتَّمْتَمةُ: ردُّ الْكَلَامِ إِلى التَّاءِ وَالْمِيمِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَعْجَل بِكَلَامِهِ فَلَا يَكَادُ يُفْهِمك، وَقِيلَ: هُوَ أَن تسبِق كلمتُه إِلى حَنَكِه الأَعْلى، والفأْفاء: الَّذِي يعسُر عَلَيْهِ خُرُوجُ الْكَلَامِ، وَرَجُلٌ تَمْتام، والأُنْثى تَمْتامةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّمْتَمةُ فِي الْكَلَامِ أَن لَا يُبَيِّنَ اللِّسَانُ يُخْطئ مَوْضِعَ الْحَرْفِ فيرجِع إِلى لَفْظٍ كأَنه التَّاءُ وَالْمِيمُ، وإِن لَمْ يَكُنْ بَيِّناً. مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: التَّمْتَمَة التَّرْدِيدُ فِي التَّاءِ، والفأْفأَة الترديد في الفاء. تنم: فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن الشمسَ كُسِفَت عَلَى عَهْدِهِ فاسْوّدتْ وآضَتْ كأَنها تَنُّومةٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّنُّومةُ نوعٌ مِنْ نَبَاتِ الأَرض فِيهِ سوادٌ «2». وَفِي ثَمَرِهِ يأْكله النَّعام. ابْنُ سِيدَهْ: التَّنُّوم شَجَرٌ لَهُ حَمْل صِغار كَمِثْلِ حبِّ الخِرْوَع ويتفلَّق عَنْ حبٍّ يأْكله أَهلُ الْبَادِيَةِ، وكَيْفَما زَالَتِ الشَّمْسُ تَبِعها بأَعْراض الْوَرَقِ، وَوَاحِدَتُهُ تَنُّومة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّنُّوم مِنَ الأَغْلاث، وَهِيَ شَجَرَةٌ غَبْراء يأْكلها النَّعام والظِّباءُ، وَهِيَ مِمَّا تُحْتَبَل فِيهَا الظِّباء، وَلَهَا حَبٌّ إِذا تَفَتَّحتْ أَكمامُه اسودَّ، وَلَهُ عِرْق، وَرُبَّمَا اتُّخِذَ زَنْداً، وأَكثر مَنابتها شُطآن الأَودية؛ ولِحُبِّ النَّعَامِ لَهُ قَالَ زُهَيْرٌ فِي صِفَةِ الظَّليم: أَصَكّ مُصَلَّم الأُذُنَيْنِ أَجْنى، ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآهُ

_ (1). قوله [والتام من الشعر إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة التكملة: ومن ألقاب العروض التام وهو ما استوفى نصفه نصف الدائرة وكان نصفه الأخير بمنزلة الحشو يجوز فيه ما جاز فيه (2). قوله [فيه سواد إلخ] عبارة النهاية: فيها وفي ثمرها سواد قليل

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّنُّومةُ، بِالْهَاءِ، شَجَرَةٌ مِنَ الجَنْبَةِ عَظِيمَةٌ تَنْبُتُ، فِيهَا حَبٌّ كالشَّهْدانِج يَدَّهِنون بِهِ ويأْتَدِمونه، ثُمَّ تَيْبَس عِنْدَ دُخُولِ الشِّتاء وَتَذْهَبُ؛ هَذَا كُلُّهُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ الأَزهري: التَّنُّومة شَجَرَةٌ رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ يضرِب لَوْنُ ورَقها إِلى السَّوَادِ، وَلَهَا حَبٌّ كَحَبِّ الشَّهْدانِج أَو أَكبر مِنْهَا قَلِيلًا، ورأَيت نِسَاءَ الْبَادِيَةِ يَدْقُقْن حبَّه ويَعْتَصِرْن مِنْهُ دُهناً أَزرق فِيهِ لُزوجة، ويَدَّهِنَّ بِهِ إِذا امْتَشَطْن. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّنُّوم حبَّة دَسِمة غَبْراء. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّنُّومة تَمِهة الطَّعْم لَا يَحْمَدُها الْمَالُ. وتَنَمَ البعيرُ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ: أَكل التَّنُّوم. تهم: تَهِمَ الدُّهْنُ واللحمُ تَهَماً، فَهُوَ تَهِمٌ: تَغَيَّرَ. وَفِيهِ تَهَمةٌ أَي خُبْث رِيح نَحْوُ الزُّهومة. والتَّهَمُ: شدَّة الحرِّ وسكونُ الرِّيحِ. وتِهامةُ: اسْمُ مَكَّةَ وَالنَّازِلُ فِيهَا مُتْهِمٌ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ اشتِقاقُها مِنْ هَذَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الأَوَّل لأَنها سَفُلتْ عَنْ نَجْدٍ فَخبُث ريحُها، وَقِيلَ: تِهامةُ بَلَدٌ، وَالنَّسَبُ إِليه تِهامِيٌّ وتَهامٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنهم بَنَوا الِاسْمَ عَلَى تَهْمِيّ أَو تَهَمِيٍّ، ثُمَّ عوَّضوا الأَلف قَبْلَ الطَّرف مِنْ إِحْدى الياءَين اللَّاحِقَتين بَعْدَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا يدُلُّك عَلَى أَن الشَّيْئَيْنِ إِذا اكتَنَفا الشَّيْءَ مِنْ نَاحِيَتِهِ تقاربَتْ حَالَاهُمَا وحالاهُ بِهِمَا، ولأَجله وبسبَبه مَا ذهَب قَوْمٌ إِلى أَن حَرَكَةَ الْحَرْفِ تَحْدُث قَبْلَهُ، وَآخَرُونَ إِلى أَنها تَحْدُث بَعْدَهُ، وَآخَرُونَ إِلى أَنها تحدُث مَعَهُ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَذَلِكَ لغُمُوضِ الأَمر وَشِدَّةِ القُرْب، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي شَآمٍ ويَمانٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قُلْتَ فإِنَّ فِي تِهامةَ أَلِفاً فلِمَ ذهَبْتَ فِي تَهام إِلى أَن الأَلف عِوَض مِنْ إِحْدَى ياءَي الإِضافة؟ قِيلَ: قَالَ الْخَلِيلُ فِي هَذَا إِنهم كأَنهم نسَبوا إِلى فَعْل أَو فَعَل، فكأَنهم فَكُّوا صِيغة تِهامةَ فأَصاروها إِلى تَهْمٍ أَو تَهَم، ثُمَّ أَضافوا إِليه فَقَالُوا تَهامٍ، وإِنما مثَّل الْخَلِيلُ بَيْنَ فَعْل وفَعَل وَلَمْ يَقْطَعْ بأَحدهما لأَنه قَدْ جَاءَ هَذَا الْعَمَلُ فِي هَذَيْنِ جَمِيعًا، وَهُمَا الشَّامُ وَالْيَمَنُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا التَّرْخيم الَّذِي أَشرف عَلَيْهِ الْخَلِيلُ ظَنًّا قَدْ جَاءَ بِهِ السَّمَاعُ نَصًّا؛ أَنْشَدَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: أَرَّقَنِي الليلةَ ليلٌ بالتَّهَمْ، ... يَا لَكَ بَرْقاً، مَن يَشِمْه لَا يَنَمْ قَالَ: فَانْظُرْ إِلى قوَّة تصوُّر الْخَلِيلِ إِلى أَن هَجَم بِهِ الظنُّ عَلَى الْيَقِينِ، ومَن كَسَرَ التَّاءَ قَالَ تِهامِيّ؛ هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: النِّسْبَةُ إِلى تِهامةَ تِهامِيّ وتَهامٍ، إِذا فَتَحْتَ التَّاءَ لَمْ تُشَدِّدْ كَمَا قَالُوا يَمانٍ وشآمٍ، إِلَّا أَنَّ الأَلف فِي تَهامٍ مِنْ لَفْظِهَا، والأَلف فِي يَمانٍ وشآمٍ عِوَضٌ مِنْ ياءَي النِّسْبَةِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وكنَّا وهُم كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا ... سِوىً، ثُمَّ كَانَا مُنْجِداً وتَهامِيَا وأَلْقى التَّهامِي مِنْهُمَا بِلَطاتِه، ... وأَحْلَط هَذَا: لَا أَرِيمُ مَكانِيَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ إِلا أَنَّ الأَلف فِي تَهام مِنْ لَفْظِهَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، بَلِ الأَلف غَيْرُ الَّتِي فِي تِهامة، بِدَلِيلِ انْفِتَاحِ التَّاءِ فِي تَهام، وأَعاد مَا ذَكَرْنَاهُ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه مَنْسُوبٌ إِلى تَهْم أَو تَهَم، أَراد بِذَلِكَ أَن الأَلف عِوَض مِنْ إِحدى ياءَي النَّسَبِ، قَالَ: وَحَكَى ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ عَنِ الزِّيَادِيِّ عَنِ الأَصمعي أَن التَّهَمةَ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلى الْبَحْرِ، قَالَ: وكأَنها مَصْدَرٌ مِنْ تِهامةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا

يقوِّي قَوْلَ الْخَلِيلِ فِي تَهامٍ كأَنه مَنْسُوبٌ إِلى تَهَمَة أَو تَهْمة؛ قَالَ: وشاهدُ تَهامٍ قَوْلُ أَبي بَكْرِ بْنِ الأَسود الْمَعْرُوفِ بِابْنِ شُعُوبَ اللِّيثِيِّ وَشُعُوبُ أُمُّه: ذَرِيني أَصْطَبِحْ يَا بَكْرُ، إِني ... رأَيتُ الْمَوْتَ نقَّب عَنْ هِشامِ تَخَيَّره وَلَمْ يَعْدِلَ سِواهُ، ... فَنِعْمَ المَرْءُ مِنْ رجُل تَهامِ وأَتْهَم الرجلُ وتَتَهَّمَ: أَتَى تِهامَةَ؛ قَالَ الممزَّق العَبْدِيّ: فإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً عليكُم، ... وإِنْ تُعْمِنوا مُستَحْقبي الحَرب أُعْرِق قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشاد الْبَيْتِ: فإِنْ يُتْهِموا أُنْجِدْ خِلَافًا عليهمُ عَلَى الغَيبة لَا عَلَى الْخِطَابِ، يُخاطب بِذَلِكَ بَعْضَ الْمُلُوكِ ويَعْتَذِرُ إِليه لسُوءٍ بلَغه عَنْهُ؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: أَكَلَّفْتَني أَدْواءَ قَومٍ تَرَكْتُهمْ، ... فإِلَّا تَداركْني مِنَ البَحْر أَغْرَق أَي كلَّفْتَنِي جِنَايَاتِ قَوْمٍ أَنا مِنْهُمْ بَرِيءٌ ومُخالِف لَهُمْ ومُتباعد عَنْهُمْ، إِن أَتْهَموا أَنْجَدْت مخالِفاً لَهُمْ، وإِن أَنْجَدوا أَعْرَقْت، فَكَيْفَ تأْخُذني بذَنْب مَن هَذِهِ حَالُهُ؟ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذليّ: شَآم يَمان مُنْجِد مُتَتَهِّم، ... حِجازِيَّة أَعْجازُه وَهُوَ مُسْهِلُ قَالَ الرِّياشيّ: سَمِعْتُ الأَعراب يَقُولُونَ: إِذا انْحَدرْت مِنْ ثَنايا ذاتِ عِرْق فَقَدْ أَتْهَمْت. قَالَ الرِّياشيّ: والغَوْرُ تهِامةُ، قَالَ: وأَرض تَهِمةٌ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، قَالَ: وتَبالةُ مِنْ تِهامةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَبِهِ وَضَحٌ، فَقَالَ: انظُرْ بَطْن وادٍ لَا مُنْجِدٍ وَلَا مُتْهِمٍ فَتَمَعَّكْ فِيهِ، فَفَعَلَ فَلَمْ يَزِدِ الوَضَحُ حَتَّى مَاتَ ؛ فالمُتْهِمُ: الَّذِي يَنْصبُّ مَاؤُهُ إِلى تِهامةَ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يُرد سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ الْوَادِي لَيْسَ مِنْ نَجْد وَلَا تِهامةَ، وَلَكِنَّهُ أَراد حَدًّا مِنْهُمَا فَلَيْسَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنْ نَجْد كُلُّهُ وَلَا مِنْ تِهامةَ كُلُّهُ، وَلَكِنَّهُ مِنْهُمَا، فَهُوَ مُنْجِد مُتْهِم، ونَجْد مَا بَيْنَ العُذَيب إِلى ذاتِ عِرْق وإِلى الْيَمَامَةِ وإِلى جَبَلَيْ طَيِءٍ وإِلى وَجْرة وإِلى الْيَمَنِ، وَذَاتُ عِرْق: أَوّل تِهامة إِلى الْبَحْرِ وجُدَّةَ، وَقِيلَ: تِهامةُ مَا بَيْنَ ذَاتِ عِرْق إِلى مَرْحَلَتين مِنْ وَرَاءِ مَكَّةَ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ المَغْرب فَهُوَ غَوْر، وَالْمَدِينَةُ لَا تِهاميَّة وَلَا نَجْديَّة فإِنها فَوْقَ الغَوْر وَدُونَ نَجْد. وقومٌ تَهامون: كَمَا يُقَالُ يَمانون. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنْهُمْ مَن يَقُولُ تَهامِيّ ويَمانيّ وشآمِيّ، بِالْفَتْحِ مَعَ التَّشْدِيدِ. والتَّهْمة: تُسْتَعمل فِي مَوْضِعِ تِهامةَ كأَنها الْمَرَّةُ فِي قِيَاسِ قَوْلِ الأَصمعي. والتَّهَم، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرٌ مِنْ تِهامة؛ وَقَالَ: نَظَرْت، والعينُ مُبينةُ التَّهَمْ، ... إِلى سَنا نارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعْلى عانِدَيْن مِنْ إِضَمْ والمِتْهامُ: الْكَثِيرُ الإِتْيان إِلى تِهامةَ. وإِبل مَتاهِيم ومَتاهِم: تأْتي تِهامةَ؛ قَالَ: أَلا انْهَماها إِنَّها مَناهِيمْ، ... وإِنَّنا مَناجِدٌ مَتاهِيمْ يَقُولُ: نَحْنُ نأْتي نَجْداً ثُمَّ كَثِيرًا مَا نأْخُذ مِنْهَا

إِلى تِهامةَ. وأَتْهَمَ الرجلُ إِذا أَتى بِمَا يُتْهَم عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هُما سَقَياني السُّمَّ مِنْ غَيْرِ بَغْضةٍ، ... عَلَى غَيْرِ جُرْم فِي أَقاوِيل مُتْهِم وَرَجُلٌ تِهامٌ وامرأَة تِهاميَّة إِذا نُسِبَا إِلى تِهامةَ. الأَصمعي: التَّهَمةُ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلى الْبَحْرِ كأَنها مَصْدَرٌ مِنْ تِهامة. والتَّهائم: المُتصوِّبة إِلى الْبَحْرِ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: إِنما قَالُوا رَجُلٌ تَهام فِي النِّسْبَةِ إِلى التَّهْمة لأَن الأَصل تَهمة، فَلَمَّا زَادُوا أَلفاً خفَّفوا يَاءَ النِّسْبَةِ كَمَا قَالُوا رَجُلٌ يَمان إِذا نَسَبُوا إِلى الْيَمَنِ، خفَّفوا لَمَّا زَادُوا أَلفاً، وشآمٍ إِذا نسبتَ إِلى الشَّامِ زَادُوا أَلفاً فِي تَهام وخفَّفوا يَاءَ النِّسْبَةِ. وتَهِمَ البعيرُ تَهَماً: وَهُوَ أَن يستنكِر المَرْعَى وَلَا يَسْتَمْرِئه وتَسُوء حالُه، وَقَدْ تَهِم أَيضاً، وَهُوَ تَهِمٌ إِذا أَصابه حَرُورٌ فهُزِل، وتَهِم الرَّجُلُ، فَهُوَ تَهِمٌ: خَبُثت ريحُه. وتَهِمَ الرَّجُلُ، فَهُوَ تَهِمٌ: ظَهَرَ عَجْزُهُ وتحيَّر؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَنْ مُبْلِغ الحَسْنَا اْنَّ بَعْلَها تَهِمْ، ... وأَنَّ مَا يُكْتَم مِنْهُ قَدْ عُلِمْ؟ أَراد الحَسْناء فقصَر لِلضَّرُورَةِ، وأَراد أَنَّ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ لِلضَّرُورَةِ أَيضاً كَقِرَاءَةِ مَنْ قرأَ: أَنِ ارْضِعيه. والتُّهْمةُ: أَصلها الْوَاوُ فَتُذْكَرُ هناك. توم: التُّومةُ: اللُّؤْلُؤَةُ، وَالْجَمْعُ تُوَمٌ وتُومٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَحْفٌ كأَنَّ النَّدَى، والشمسُ ماتِعةٌ، ... إِذا تَوقَّد فِي أَفْنانِهِ، التُّومُ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الدرَّة والتُّومةُ والتُّؤَامِيَّة واللَّطَمِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: التُّومةُ، بِالضَّمِّ، وَاحِدَةُ التُّوَمِ، وَهِيَ حبَّة تعمَل مِنَ الفِضَّة كالدرَّة؛ هَكَذَا فُسِّرَ فِي شِعْرِ ذِي الرُّمَّةِ. والتُّومةُ: القُرْط فِيهِ حبَّة. وَقَالَ اللَّيْثُ: التُّومةُ القُرْط. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ أَيوب ومِسْحَل ابْنَا رَبْداء ابْنَةِ جَرِيرٍ: كَانَ جَرِيرٌ يُسَمِّي قَصِيدَتَيْهِ اللَّتَيْنِ مدَح فِيهِمَا عبدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوان وَهَجَا الشُّعَرَاءَ وإِحداهما: ظَعَن الخليطُ لغُرْبة وتَنائِي، ... وَلَقَدْ نَسِيت برَامَتَيْنِ عَزائي والأُخرى: يَا صاحِبَيَّ دَنا الرَّواحُ فَسِيرَا قَالَا: كَانَ يسمِّيهما التُّومَتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه قَالَ لِلنِّسَاءِ أَتَعْجِز إِحداكُنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَيْن مِنْ فضَّة ثُمَّ تُلَطِّخَهما بعَنْبر؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَنْ قَالَ للدرَّة تُومةٌ شبَّهها بِمَا يسوَّى مِنَ الفضَّة كَاللُّؤْلُؤَةِ الْمُسْتَدِيرَةِ تجعلُها الْجَارِيَةُ فِي أُذنيها، وَمَنْ قَالَ تَوْأَمِيَّة فَهُمَا دُرَّتان للأُذنين إِحداهما تَوْأَمةُ الأُخرى. وَفِي حَدِيثِ الْكَوْثَرِ: ورَضْراضُه التُّومُ أَي الدرُّ. والتُّومةُ: بيضَةُ النَّعام تَشْبِيهًا بتُومة اللُّؤْلُؤِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَحَتَّى أَتى يومٌ يَكادُ مِنَ اللَّظى ... بِهِ التُّومُ، فِي أُفْحُوصه، يَتَصَيَّحُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعني البَيْض. ويَتَصَيَّح: لُغَةٌ فِي يَتَصَوَّح بِمَعْنَى يتشقَّق؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِف نَبَاتًا وَقَعَ عَلَيْهِ الطَّلُّ فتعلَّق مِنْ أَغْصانه كأَنه الدرُّ فَقَالَ: وَحْفٌ كأَنَّ النَّدَى، والشمسُ ماتِعةٌ، ... إِذا توقَّد فِي أَفْنانه، التُّومُ

أَفْنانُه: أَغْصانُه، الْوَاحِدُ فَنَن. توقَّد: أَنارَ لِطُلُوعِ الشَّمْسِ عَلَيْهِ. وتَوْماءُ: مَوْضِعٌ وَهُوَ مِنْ عمَل دِمَشْق؛ قَالَ جَرِيرٌ: صَبَّحْنَ تَوْماءَ، والناقُوسُ يَقْرَعُه ... قَسُّ النَّصَارَى، حَراجِيجاً بنا تَجِفُ تيم: التَّيْمُ: أَن يَسْتَعْبده الهَوَى، وَقَدْ تامَه؛ وَمِنْهُ تَيْمُ اللَّهِ: وَهُوَ ذَهابُ الْعَقْلِ مِنَ الهَوى، وَرَجُلٌ مُتَيَّم، وَقِيلَ: التَّيم ذِهَابُ الْعَقْلِ وَفَسَادُهُ؛ وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبٍ: مُتَيَّم إِثْرها لَمْ يُفْدَ مَكْبولُ أَي مُعَبَّد مُذَلَّل. وتيَّمَه الحبُّ إِذا اسْتولى عَلَيْهِ. قَالَ الأَصمعي: تَيَّمَتْ فلانةُ فَلَانًا تُتَيِّمهُ وتامَتْه تَتِيمُه تَيْماً، فَهُوَ مُتَيَّم بِالنِّسَاءِ ومَتِيمٌ بهنَّ؛ وأَنشد للقِيط بْنِ زُرارة: تامَتْ فؤادَك، لَوْ يَحْزُنْك مَا صَنَعَتْ، ... إِحْدَى نِساء بَنِي ذُهْلِ بنِ شَيْبانا وَقِيلَ: المُتَيَّم المُضَلَّل؛ وَمِنْهُ قِيلَ للفَلاة تَيْماء، لأَنه يُضَلُّ فِيهَا. وأَرض تَيْماءُ: مُضِلَّة مُهْلِكة، وَقِيلَ: وَاسِعَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: التَّيْماء فَلاة وَاسِعَةٌ. قَالَ الأَصمعي: التَّيْماء الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا مِنَ الأَرَضِين، وَنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ أَبو وَجْزة. ابْنُ الأَعرابي: تامَ إِذا عَشِق، وتامَ إِذا تَخَلَّى مِنَ النَّاسِ. والتَّيم: الْعَبْدُ، وتَيمُ اللَّهِ مِنْهُ كَمَا تقولُ عَبْدُ اللَّهِ. وتَيمُ: قبيلةٌ. وَبَنُو تَيمٍ: بطْن مِنَ الرِّباب. وَبَنُو تَيْم اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ: مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. وأَما قَوْلُهُمْ التَّيم فإِنما أَدخلوا اللَّامَ عَلَى إِرادة التَّيْمِيِّين، كَمَا قَالُوا الْمَجُوسَ وَالْيَهُودَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: والتَّيْمُ أَلأَمُ مَن يَمْشي، وأَلأَمُهُ ... تَيمُ بنُ ذُهْلٍ بنُو السُّود المَدانِيس الْجَوْهَرِيُّ: تَيْمُ اللَّهِ حَيٌّ مِنْ بَكْرٍ يُقَالُ لَهُمُ اللَّهازم، وَهُوَ تَيْمُ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بنِ عُكابةَ. وتَيمُ اللَّهِ فِي النَّمِر ابن قاسِط، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ تَيَّمه الحبُّ أَي عَبَّدَه وذلَّلَهُ، فَهُوَ مُتَيَّم، وَمَعْنَى تَيْمِ اللَّهِ عبدُ اللَّهِ. وتَيْمٌ فِي قُرَيْشٍ: رَهْطُ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ تَيْمُ بنُ مُرَّة بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْر بْنِ مَالِكٍ. وتَيْم بْنُ غَالِبِ بْنِ فِهْر أَيضاً فِي قُرَيْشٍ وَهُمْ بَنُو الأَدْرَمِ، وتَيم بن عَبْدُ مَناة ابْنُ أُدِّ بْنُ طابِخَة بْنِ إِلْياس بْنِ مُضَر، وتَيْم بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكابَة، وتَيْمُ بْنُ شَيْبان بْنِ ثَعْلَبَةَ ابن عُكابَة فِي بَكْرٍ، وتَيْم بْنُ ضَبَّة، وتَيْمُ اللَّاتِ أَيضاً فِي ضَبَّة، وتَيْمُ اللَّاتِ أَيضاً فِي الخَزْرَج مِنَ الأَنْصار وَهُمْ تَيْمُ اللَّاتِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَاسْمُهُ النجَّار؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَقَرَّ حَشا إمْرِئ الْقَيْسِ بْنِ حُجْرٍ ... بَنُو تَيْمٍ مَصابيحُ الظَّلامِ فَهُوَ بَنُو تَيْم بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ طَيِءٍ. والتِّيمةُ، بِالْكَسْرِ: الشَّاةُ تُذْبَح فِي المَجاعة، والإِتْئام ذبحُها، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزِ. وَكَتَبَ سيدُنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِوَائِلِ بْنِ حُجْر كَتَابًا أَمْلَى فِيهِ: فِي التِّيعة شاةٌ والتِّيمَةُ لِصَاحِبِهَا، وَقِيلَ: التِّيَمةُ الشَّاةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الأَربعين حَتَّى تبلُغ الفَرِيضة الأُخرى، وَقِيلَ: هِيَ الشَّاةُ تَكُونُ لِصَاحِبِهَا فِي مَنْزِلِهِ يَحْتَلِبُها، وَلَيْسَتْ بسائمةٍ، وَهِيَ مِنَ الْغَنَمِ الرَّبائب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَرُبَّمَا احْتَاجَ صَاحِبُهَا إِلى لَحْمها فيَذْبَحها فَيُقَالُ عِنْدَ ذَلِكَ: قَدْ أَتامَ الرَّجُلُ وأَتامَتِ المرأَة. وَفِي الْحَدِيثِ : التِّيمةُ

فصل الثاء

لأَهْلها ؛ تَقُولُ مِنْهُ: اتَّامَ الرَّجُلُ يَتَّامُ اتِّياماً إِذا ذَبَحَ تِيمَته، وَهُوَ افْتَعَل؛ قَالَ الحُطَيئة: فَمَا تَتَّامُ جارةُ آلِ لأْيٍ، ... وَلَكِنْ يَضْمَنُون لَهَا قِراها يَقُولُ: جارتُهم لَا تَحْتَاجُ أَن تَذْبَح تِيمَتَها لأَنهم يَضْمَنون لَهَا كفايتَها مِنَ القِرى فَهِيَ مُسْتَغنية عَنْ ذَبْحِ تِيمَتِها. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الاتِّيامُ أَن يَشْتَهيَ القومُ اللحمَ فيذبَحوا شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، فَتِلْكَ يُقَالُ لَهَا التِّيمة تُذْبَحُ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ، يَقُولُ: فجارتُهم لَا تَتَّامُ لأَن اللحمَ عِنْدَهَا مِنْ عِنْدِهِمْ فَتَكْتَفِي وَلَا تَحْتَاجُ أَن تَذْبَحَ شَاتَهَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الاتِّيام أَن تُذْبَح الإِبل وَالْغَنَمُ بِغَيْرِ عِلَّة؛ قَالَ الْعُمَانِيُّ: يَأْنَفُ لِلْجَارَةِ أَن تَتَّاما، ... ويَعْقِر الكُومَ ويُعْطي حَامَا أَي يُطْعِم السُّودان مِنْ أَولاد حامٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: التِّيمةُ الشَّاةُ يذبَحُها القومُ فِي المَجاعة حِينَ يُصِيب الناسَ الجوعُ. وتَيْماء: مَوْضِعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: والأَبْلَقُ الفَرْدُ مِنْ تَيْماء مَنْزِله وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ مِنْ عَمل دِمَشْق؛ قَالَ جَرِيرٌ: صَبَّحْنَ تَيْماءَ، والناقُوسُ يَقْرَعُه ... قَسُّ النَّصَارَى، حَراجِيجاً بِنَا تَجِفُ وَاللَّهُ أَعلم. فصل الثاء ثتم: يُقَالُ: ثَتَمَتْ «3» خَرْزها أَفْسَدَتْه ثجم: الثَّجْمُ: سُرْعة الصرْف عَنِ الشَّيْءِ. والإِثْجامُ: سُرْعة المطَر. وأَثْجَمت السماءُ: دَامَ مطرُها، وَفِي الصِّحَاحِ: أَثْجَمَت السَّمَاءُ أَيَّاماً ثُمَّ أَنْجَمَتْ، وَقِيلَ: كلُّ شَيْءٍ دَامَ، فَقَدْ أَثْجَم. الأَصمعي: أَثْجَم المطَرُ وأَغْضَنَ إِذا دَامَ أَيّاماً لَا يُقْلِعُ وكثر. ثدم: رجُل ثَدْمٌ: عَيِيُّ الحجَّةِ والكلامِ مَعَ ثِقَل ورَخاوةٍ وقِلَّة فَهْم، وَهُوَ أَيضاً الغَليظ الشِّريِّر الأَحْمق الْجَافِي، وَالْجَمْعُ ثِدام، والأُنثى ثَدْمة وَهِيَ الضخْمة الرِّخْوة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والثِّدامُ: المصْفاة. وإِبْريقٌ مُثَدَّم: وُضِع عَلَيْهِ الثِّدامُ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن الثَّاءَ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ. وَرَجُلٌ فَدْم ثدْم بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ثرم: الثَّرَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: انكِسارُ السِّنِّ مِنْ أَصلها، وَقِيلَ: هُوَ انكِسار سِنٍّ مِنَ الأَسْنان المقدَّمة مِثْلَ الثَّنايا والرَّباعِيات، وَقِيلَ: انكِسار الثَّنِيَّة خاصَّة، ثَرِمَ، بِالْكَسْرِ، ثَرَماً وَهُوَ أَثْرَمُ والأُنْثَى ثَرْماء. وثَرَمه، بِالْفَتْحِ، يَثْرِمه ثرْماً إِذا ضَرَبَهُ عَلَى فِيه فَثَرِمَ، وأَثْرَمَه فانْثَرَمَ. وثَرَمْتُ ثَنِيَّته فانْثَرَمَتْ، وأَثْرَمَه اللَّهُ أَي جَعَلَهُ أَثْرَم. أَبو زَيْدٍ: أَثْرَمت الرَّجُلَ إِثْراماً حَتَّى ثَرِمَ إِذا كَسرت بَعْضَ ثَنيَّته. قَالَ: وَمِثْلُهُ أَنْتَرْت الكَبْش حَتَّى نَتِر «4» وأَعْوَرْت عينَه، وأَعْضَبْت الكَبْشَ حَتَّى عَضِب إِذا كسرْت قَرْنه. والثَّرْم: مَصْدَرُ الأَثْرَم، وَقَدْ ثرَمْت الرَّجُلَ فثَرِم، وثَرمْت ثَنِيَّته فانْثَرَمَتْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وكلُّ كَسْرٍ ثَرْمٌ ورَثْم ورَتْم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُضَحَّى بالثَّرْماء ؛ الثَّرَمُ: سُقُوطُ الثَّنِيَّة من

_ (3). 1 قوله [ثتمت خرزها] هكذا في الأصل بسكون الراء وفي القاموس بفتحها (4). قوله [وَمِثْلُهُ أَنْتَرْتُ الْكَبْشَ حَتَّى نتر إلخ] هكذا في الأصل وشرح القاموس

الأَسْنان، وَقِيلَ: الثنيَّة والرَّباعيَة، وَقِيلَ: هُوَ أَن تُقْلَع السنُّ مِنْ أَصلها مُطْلَقًا، وإِنما نَهى عَنْهَا لنُقْصان أَكلها. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ فِرْعَون: أَنه كَانَ أَثْرَم. والأَثْرَمُ مِنْ أَجزاء العَروض: مَا اجْتَمَعَ فِيهِ القَبْض والخَرْمُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الطَّويل والمتَقارَب، شبِّه بالأَثْرَم مِنَ النَّاسِ. والأَثْرَمان: الليلُ والنهارُ. والأَثْرَمان: الدَّهْر والموْت؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ولمَّا رأَيتُك تَنْسى الذِّمام، ... وَلَا قَدْرَ عِنْدَكَ للمُعْدِمِ، وتَجْفُو الشَّريف إِذا مَا أَخَلَّ، ... وتُدْني الدَّنيَّ عَلَى الدِّرْهَمِ، وهَبْتُ إِخاءَك للأَعْمَيَيْن، ... وللأَثْرَمَيْنِ وَلَمْ أَظْلِمِ الأَعْمَيان: السَّيلُ وَالنَّارُ. وأَخَلَّ: احْتَاجَ، والخَلَّةُ الْحَاجَةُ. والثَّرْمانُ: نَبْت، وَهُوَ فِيمَا ذكَر أَبو حَنِيفَةَ عَنْ بَعْضِ الأَعراب شجَر لَا ورَق لَهُ، ينبُت نَبَاتَ الحُرُض مِنْ غَيْرِ ورَق، وإِذا غُمِزَ انْثَمأَ كَمَا يَنْثمِئٌ الحَمْضُ. وَهُوَ كَثِيرُ الْمَاءِ وَهُوَ حامِضٌ عَفِصٌ تَرْعاه الإِبِل وَالْغَنَمُ وَهُوَ أَخْضَر، ونَباته فِي أَرُومةٍ، والشِّتاءُ يُبِيدُه، وَلَا خَشَبَ لَهُ إِنما هُوَ مَرْعىً فَقَطْ. والثَّرْماء: مَاءٌ لكِنْدةَ مَعْرُوفٌ. وثَرَم: اسْمُ ثَنِيَّةٍ تُقابِل مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ الوَشْم، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ: والوَشْم قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ، وقابَلَها ... مِنَ الثَّنايا الَّتِي لَمْ أَقْلِها ثَرَمُ ثرتم: الثُّرْتُم، بِالضَّمِّ: مَا فَضَل مِنَ الطَّعَامِ والإِدام فِي الإِناء، وخصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ مَا فضَل فِي القَصْعة؛ أَنشد أَبو عُبَيْدٍ: لَا تَحْسَبَنَّ طِعانَ قَيْس بالقَنا ... وضِرابَهْم بالبيضِ حَسْوَ الثُّرْتُم ثرطم: الطَّرْثَمة والثَّرْطَمة: الإِطْراق مِنْ غَضَبٍ أَو تكبُّر، وَقَدْ ثَرْطَم. والمُثَرْطِمُ: المُتناهي السِّمَن مِنَ الدوابِّ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْتَهي سِمناً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ ثَرْطَم. ثرعم: ابْنُ الأَعرابي: الثِّرْعامة المرأَة؛ وأَنشد: أَفْلَحَ مَن كَانَتْ لَهُ ثِرْعامَهْ أَي امرأَة، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الثِّرْعامة مِظلَّة النَّاطُورِ؛ وأَنشد: أفْلَح مَن كَانَتْ لَهُ ثِرْعامَهْ، ... يُدخلُ فِيهَا كلَّ يوم هامَهْ ثطعم: تَثَطْعَم عَلَى أَصحابه: عَلاهم بِكَلَامٍ، وَهِيَ الثَّطْعَمة؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبت. ثعم: الثَّعْمُ: النَّزْعُ والجرُّ. ثعَمه ثَعْماً: جَرَّه ونزَعه. وتثَعَّمَتْه الأَرضُ: أَعْجبته فَذَعَتْه إِليها وجرَّته لَهَا، عَلَى المثَل، وَنَحْوُ ذَلِكَ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَا سَمِعْتُ الثَّعْم فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِمْ غَيْرَ مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ؛ وَرَوَاهُ أَبو زَيْدٍ بِالنُّونِ. وابنُ الثُّعامة: ابنُ الفاجِرة. ثغم: الثَّغام، بِالْفَتْحِ: نَبْت عَلَى شَكْل الحَلِيِّ وَهُوَ أَغلظ مِنْهُ وأَجلُّ عُوداً، يَكُونُ فِي الجَبل ينبُت أَخضر ثُمَّ يَبْيَضُّ إِذا يَبِس وَلَهُ سَنَمة غَلِيظَةٌ، وَيُقَالُ

لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ دَرْمَنَه إِسْبيذ «1». وَلَا ينبُت إِلَّا فِي قُنَّة سَوْدَاءَ، وَهُوَ ينبُت بنَجْد وتِهامة. التَّهْذِيبِ: الثَّغامةُ نَبات ذُو ساقٍ جُمَّاحَته مِثْلُ هَامَةِ الشَّيْخ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أُتِيَ بأَبي قُحافةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وكأَن رأْسه ثَغامةٌ فأَمرهم أَن يغيِّروه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ نَبْت أَبيض الثَّمر والزَّهْر يُشَبَّه بَيَاضُ الشَّيْب بِهِ؛ قَالَ حَسَّانُ: إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّر لونُه ... شَمَطاً، فأَصبح كالثَّغامِ المُمْحِل وَقَالَ الدِّينَورِي: الثَّغام حَلِيُّ الجَبل يَكُونُ أَبيضَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثَّغام أَرقُّ مِنَ الحَلِيِّ وأَدقُّ وأَضعف، وَهُوَ يُشْبِهه، ونَبْتُه نَبْت النَّصِيّ مَا دَامَ رَطْباً، فإِذا يَبِس ابْيضَّ ابْيِضاضاً شَدِيدًا فشبِّه الشَّيْب بِهِ، وَاحِدَتُهُ ثَغامة، وأَثْغِماء اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وكأَنَّ أَلفَيه بَدَلٌ مِنْ هَاءِ أَثْغِمة. ورأْس ثاغِمٌ إِذا ابيضَّ كُلُّهُ؛ قَالَ الْمَرَّارُ الأَسدي «2»: أَعَلاقةً أُمَّ الوُلَيِّد، بعد ما ... أَفْنان رأْسِكَ كالثَّغامِ المُخْلِسِ؟ ابْنُ الأَعرابي: الثَّغامة شَجَرَةٌ تبيضُّ كأَنها الثَّلْجُ؛ وأَنشد: إِذا رأَيت صَلَعاً فِي الهامَهْ، ... وحَدَباً بَعْدَ اعْتِدال القامَهْ وَصَارَ رأْسُ الشَّيْخِ كالثَّغامَهْ، ... فايأَسْ مِنَ الصحَّة والسَّلامَهْ والمُثاغَمةُ والمُفاغمة: مُلاثَمةُ الرَّجُلِ امرأَته. والثَّغِمُ: الضارِي من الكِلاب. ثكم: ثَكَمُ الطَّرِيقِ، بِالتَّحْرِيكِ: وسَطه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَمَّا خَشِيت بسُحْرَةٍ إِلْحاحَها، ... أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللَّاحِبِ الإِلْحاح: قيامُ الدَّابَّةِ عَلَى أَهله فَلَمْ يَبرح، والنَّقِيلُ: الطَّرِيقُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّكْمةُ المَحَجَّة. رُوِيَ عَنْ أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَوَخَّ حَيث تَوَخَّى صَاحِبَاكَ فإِنهما ثَكَما لَكَ الحقَّ ثَكْماً أَي بَيَّناه وأَوضحاه حَتَّى تَبَين كأَنه مَحَجَّة ظَاهِرَةٌ، والثَّكْمُ: مَصْدَرُ ثَكَمَ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَرادت أُم سَلَمَةَ أَنهما لَزِما الحقَّ وَلَمْ يَظْلما وَلَا خَرَجا عَنِ المَحَجَّة يَمِينًا وَلَا شِمَالًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: أَنَّ أَبا بَكْرٍ وعُمر ثَكَما الأَمر فَلَمْ يَظْلماه ؛ قَالَ الأَزهري: أَراد رَكِبا ثَكَم الطَّرِيقِ وَهُوَ قَصْده. وثَكِمَ بِالْمَكَانِ، بِالْكَسْرِ، يَثْكَم إِذا أَقام بِهِ، وثَكِمْت الطَّرِيقَ إِذا لَزِمته. وثُكامة: اسم بلد. ثلم: ثَلَمَ الإِناءَ والسيفَ ونحوَه يَثْلِمُهُ ثَلْماً وثلَّمه فانْثَلَم وتَثَلّم: كَسَرَ حَرْفَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي الإِناء ثَلْم إِذا انْكَسَرَ مِنْ شَفَتِه شَيْءٌ، وَفِي السَّيْفِ ثَلْم. والثُّلْمة: الْمَوْضِعُ الَّذِي قَدِ انْثَلم، وَجَمْعُهَا ثُلَم، وَقَدِ انْثَلَم الْحَائِطُ وتَثَلَّم؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: بالحَزْن فالصَّمَّان فالمُتَثَلَّمِ «3» وَيُقَالُ: ثَلَمْت الْحَائِطَ أَثْلِمُه، بِالْكَسْرِ، ثَلْماً

_ (1). 1 قوله [درمنه اسبيذ] عبارة شارح القاموس: واختلف في ضبطه، فالذي في نسختنا بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وسكون الميم، وفي بعضها بفتح الدال وتشديد الراء المفتوحة وسكون الميم، وكل هذا خبط، والصحيح درمنه بفتح الأَول والثالث وسكون الراء وأصله درميانه واسبيذ بالكسر والمعنى في وسطه أبيض (2). 2 قوله [قال المرار الأسدي] عبارة التكملة: المرار الفقعسي (3). 1 هذا البيت لعنترة من معلقته وصدره: وتحلّ عبلة بالجواء وأهلنا ويروى أيضاً: المتثلِّم، بكسر اللام.

فَهُوَ مَثْلوم. والثُّلْمة: الخَلَل فِي الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ. وثَلِمَ الشَّيْءُ، بِالْكَسْرِ، يَثْلَم، فَهُوَ أَثْلَم بيِّن الثَّلَم، وثَلَّمته أَيضاً شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عن الشُّرْب مِنْ ثُلْمة القَدَح أَي مَوْضِعُ الْكَسْرِ، وإِنما نَهى عَنْهُ لأَنه لَا يَتماسك عَلَيْهَا فَمُ الشَّارِبِ وربَّما انصبَّ الْمَاءُ عَلَى ثَوْبِهِ وَبَدَنِهِ، وَقِيلَ: لأَنَّ مَوْضِعَهَا لَا يَنَالُهُ التَّنْظِيفُ التامُّ إِذا غُسل الإِناء، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه مَقْعَدُ الشَّيْطَانِ ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ أَراد بِهِ عَدَمَ النَّظَافَةِ. والثُّلْمة: فُرْجة الجُرْف الْمَكْسُورِ. والثَّلَم فِي الْوَادِي، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يَنْثَلِم جُرْفُه، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي النُّؤْي والحَوْضِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت بِنَاحِيَةِ الصَّمَّان مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ الثَّلَم، قَالَ: وأَنشدني أَعرابي: تَرَبَّعَتْ جَوَّ خُوَيّ فالثَّلَمْ والثَّلْم فِي العَرُوض: نَوْعٌ مِنَ الخَرْم وَهُوَ يَكُونُ فِي الطَّوِيلِ والمُتَقارَب. وثُلِمَ في مالهِ ثَلْمة إِذا ذهَب مِنْهُ شَيْءٌ. والأَثْلم: التُّرَابُ وَالْحِجَارَةُ كالأَثْلَب، عَنِ الْهَجَرِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري أَلغة أَم بَدَلٌ، وأَنشد: أَحْلِف لَا أُعْطِي الخبيثَ دِرْهَمَا ... ظُلْماً، وَلَا أُعطِيه إِلّا الأَثْلَمَا ومُثَلَّم: اسْمٌ. والثَّلْماءُ: مَوْضِعٌ. والثَّلَم: مَوْضِعٌ، قَالَ زُهَيْرٌ: هلْ رامَ أَمْ لَمْ يَرِمْ ذُو الجِزْعِ فالثَّلَمُ، ... ذَاكَ الهَوى مِنْكَ لَا دانٍ وَلَا أَمَمُ أَراد ذَاكَ المَهْوِيّ فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الْمَفْعُولِ، وَيُرْوَى فالسَّلَم. والمُتَثَلَّم: مَوْضِعٌ رَوَاهُ أَهل الْمَدِينَةِ فِي بَيْتِ زُهَيْرٍ: بحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ «1» وَرِوَايَةُ غَيْرِهِمْ مِنْ أَهل الْحِجَازِ: فالمُتَثَلِّمِ. والمُثَلَّم: اسْمُ مَوْضِعٍ. وأَبو المُثَلَّم: من شعرائهم. ثمم: ابْنُ الأَعرابي: ثُمَّ إِذا حُشي، وثُمَّ إِذا أُصلِحَ. ابْنُ سِيدَهْ: ثَمّ يَثُمُّ، بِالضَّمِّ، ثَمّاً أَصلَح. وثمَمْت الشَّيْءَ أَثُمُّه، بِالضَّمِّ، ثَمّاً إِذا أَصلَحته ورمَمْتَه بالثُّمام؛ وَمِنْهُ قِيلَ: ثَمَمْت أُموري إِذا أَصلَحتها ورمَمْتَها. ورُوي عَنْ عُرْوة بْنِ الزُّبَيْرِ أَنه ذَكَرَ أُحَيْحة بْنَ الجُلاح وقَوْل أَخْوالِه فِيهِ: كنَّا أَهلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ حَتَّى استَوى عَلَى عُمَمِه وعَمَمِه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمُحَدِّثُونَ هَكَذَا يَرْوُونه، بِالضَّمِّ، ووجْهه عِنْدِي بِالْفَتْحِ. والثَّمُّ: إِصلاحُ الشَّيْءِ وإِحكامُه، وَهُوَ والرَّمُّ بِمَعْنَى الإِصلاح، وَقِيلَ: هُمَا، بِالضَّمِّ، مَصْدَرَانِ كَالشُّكْرِ أَو بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ كالذُّخْر أَي كنَّا أَهل تَرْبِيَتِه والمُتَولِّين لإِصلاح شأْنه، يُقَالُ مِنْهُ: ثَمَمْت أَثُمُّ ثَمّاً؛ وَقَالَ هِمْيان بْنُ قُحافة يَذْكُرُ الإِبل وأَلْبانَها: حَتَّى إِذا مَا قضَتِ الْحَوَائِجَا، ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا مِنْهَا، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا قَالَ: أَراد أَنهم شدُّوها وأَحكَموها، قَالَ: والنَّواشجُ الْمُمْتَلِئَةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ ثَمُّوا الأَوْطُب النَّواشِجَ أَي فَرشوا لَهَا الثُّمامَ وظَلَّلوها بِهِ، قَالَ: وَهَكَذَا سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ: ثَمَمْت السِّقاء إِذا فَرَشْت لَهُ الثُّمام وجعلتَه فَوْقَهُ لِئَلَّا تُصيبه الشمسُ فَيَتَقطَّع لَبَنُه. والثُّمامُ: نَبْت مَعْرُوفٌ فِي الْبَادِيَةِ وَلَا تَجْهَدُه النَّعَم

_ (1). 1 صدر هذا البيت: أمِن أُمِّ أَوْفَى دِمنةٌ لَمْ تكلَّمِ

إِلَّا فِي الجُدوبة، قَالَ: وَهُوَ الثُّمَّةُ أَيضاً، وَرُبَّمَا خفِّف فَقِيلَ: الثُّمَة، والثُّمَةُ: الثُّمامُ. ورجلٌ مِعَمٌّ مِثَمٌّ مِلَمٌّ لِلَّذِي يُصْلح الأَمْر وَيَقُومُ بِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المِثَمُّ الَّذِي يَرْعَى عَلَى مَن لَا راعِيَ لَهُ، ويُفْقِرُ مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، ويَثُمُّ مَا عَجَزَ عَنْهُ الحيُّ مِنْ أَمرهم، وإِذا كَانَ الرَّجُلُ شَدِيدًا يأْتي مِنْ وَرَاءِ الصَّاغِيَةِ وَيَحْمِلُ الزِّيَادَةَ ويردُّ الرِّكاب قِيلَ لَهُ: مِثَمٌّ، وإِنه لَمِثَمٌّ لأَسافِل الأَشياء. ومَثَمُّ الفَرس، بِالْفَتْحِ: منقطَع سُرَّتِه، والمَثَمَّةُ مِثْلُهُ. وثَمَّ الشيءَ يَثُمه ثَمّاً: جَمَعَهُ، وأَكثرُ مَا يُستعمَل فِي الحَشيش. وَيُقَالُ: هُوَ يَثُمُّه ويقمُّه أَي يَكْنُسُه ويَجمع الجيِّد والرَّديء. وَرَجُلٌ مِثَمٌّ ومِقَمٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِذا كَانَ كَذَلِكَ، ومِثَمَّةٌ ومِقَمَّةٌ أَيضاً، الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَالَ أَعرابي: جَعْجَع بِي الدهرُ عَنْ ثُمِّه ورُمِّه أَي عَنْ قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ. والثُّمَّةُ، بِالضَّمِّ: القَبْضة مِنَ الْحَشِيشِ. وثَمَّ يَدَهُ بالحشيشِ أَو الأَرضِ: مَسَحها، وثَمَمْت يَدِي كَذَلِكَ. وانْثَمَّ عَلَيْهِ أَي انْثال عَلَيْهِ. وانْثَمَّ جسمُ فُلَانٍ أَي ذاب مِثْلُ انْهَمَّ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. أَبو حَنِيفَةَ: الثُّمُّ لُغَةٌ فِي الثُّمامِ، الْوَاحِدَةُ ثُمَّةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصبح فِيهِ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ، ... وثُمٍّ عَلَى عَرْش الْخِيَامِ غَسيِل وَقَالُوا فِي المَثَلِ لنَجاحِ الْحَاجَةِ: هُوَ عَلَى رأْس الثُّمَّة؛ وَقَالَ: لَا تَحْسبي أَنَّ يَدي فِي غُمَّهْ، ... فِي قَعْر نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ جَمَّهْ، أَمسحُها بتُرْبَةٍ أَو ثُمَّهْ وثَمَّتِ الشاةُ الشيءَ والنَّباتَ بفِيها تَثُمُّه ثَمّا، وَهِيَ ثَمُومٌ: قَلَعَتْه بفِيها، وكلَّ مَا مرَّت بِهِ، وَهِيَ شَاةٌ ثَمُومٌ. الأُموي: الثَّمُومُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي تَقْلَع الشَّيْءَ بِفِيهَا، يُقَالُ مِنْهُ: ثَمَمْت أَثُمُّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا يَعسُر تَناوُلُه: هُوَ عَلَى طَرَف الثُّمام، وَذَلِكَ أَن الثُّمامَ لَا يَطول فيَشُقّ تناوُلُه. أَبو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ فِي التَّشْبِيهِ هُوَ أَبوه عَلَى طَرَف الثُّمَّة إِذا كَانَ يُشْبهه، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الثَّمَّة، مَفْتُوحَةٌ. قَالَ: والثُّمَّة الثُّمام إِذا نُزِع فَجُعِلَ تَحْتَ الأَساقي. يُقَالُ: ثَمَمْتُ السِّقاء أَثُمُّه إِذا جَعَلْتُ تحتَه الثُّمَّة، وَيُقَالُ: ثُمَّ لَهَا أَي اجْمع لَهَا. وثَمَّ الشيءَ يَثُمُّه وثَمَّمَهُ: وطِئَه، وَالِاسْمُ الثُّمُّ، وَكَذَلِكَ ثَمَّ الوَطْأَة. وثَمَّمَ الكثيرُ: لُغَةٌ فِي ثَمَّمَ «1»، وَيُقَالُ ذَلِكَ عَلَى الثُّمَّة، يضرَب مَثَلًا فِي النَّجَاحِ. وانْثَمَّ الشَّيْخُ انْثِماماً: ولَّى وكَبِرَ وهَرِمَ. وثَمَّ الطَّعامَ ثَمّاً: أَكلَ جَيِّده. وَمَا لَهُ ثُمٌّ وَلَا رُمٌّ: فالثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقيهم وآنِيتَهُم، والرُّمُّ مَرمَّةُ الْبَيْتِ. وَمَا يَمْلِكُ ثُمّاً وَلَا رُمّاً أَي قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، لَا يُستعمل إِلَّا فِي النَّفْيِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الثُّمُّ والرُّمُّ صَحِيحٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبو عمرو: الثُّمُّ الرُّمُّ؛ وأَنشد لأَبي سَلَمَةَ الْمُحَارِبِيِّ: ثَمَمْت حَوَائِجِي ووَذَأْتُ عَمْراً، ... فَبِئْسَ مُعَرَّسُ الرَّكْب السِّغاب «2» . ثَمَمْت: أَصلحت؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كنَّا أَهل ثُمِّه ورُمِّه. والثُّمامُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ ثُمامة وثُمَّة؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ، وَبِهِ فُسِّرَ

_ (1). 1 قوله [وَكَذَلِكَ ثَمَّ الْوَطْأَةَ وَثَمَّمَ الكثير لغة في ثمم] هكذا في الأصل (2). 2 قوله [ووذأت عمراً] في نسخة: بشراً وهو كذلك في الصحاح هنا وفي مادة وذأ، وفي الأصل: الشعاب بالشين المعجمة والعين المهملة. وفي الصحاح في المادتين المذكورتين: السغاب بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ

قَوْلُهُمْ: هُوَ لَكَ عَلَى رأْس الثُّمَّةِ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ ثُمامة. والثُّمام: نَبْتٌ ضَعِيفٌ لَهُ خُوصٌ أَو شَبِيهٌ بالخُوص، وَرُبَّمَا حُشِي بِهِ وسُدَّ بِهِ خَصاص الْبُيُوتِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ضَعِيفَ الثُّمام: وَلَوْ أَنّ مَا أَبْقَيْت مِني مُعَلَّقٌ ... بعُودِ ثُمامٍ، مَا تأَوَّدَ عُودُها وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: اغْزوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِر قَبْلَ أَن يَصِيرَ ثُماماً ثُمَّ رُماماً ثُمَّ حُطاماً ؛ والثُّمام: نَبْتٌ ضَعِيفٌ قَصِيرٌ لَا يَطُولُ، والرُّمامُ: الْبَالِي، والحُطامُ: المتَكسِّر المُتَفَتِّت؛ الْمَعْنَى: اغْزُوا وأَنتم تُنْصَرون وتُوفِّرُون غَنَائِمَكُمْ قَبْلَ أَن يَهِنَ ويَضْعُف وَيَصِيرَ كالثُّمام. والثُّمام: مَا يَبِس مِنَ الأَغْصان الَّتِي توضَع تَحْتَ النَّضَدِ. وبيتٌ مَثْمومٌ: مُغَطىًّ بالثُّمامِ، وَكَذَلِكَ الوَطْب، وَهُوَ عَلَى طَرَف الثُّمام أَي مُمْكِنٌ لَا مُحال؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري: الثُّمامُ أَنواع: فَمِنْهَا الضَّعَة وَمِنْهَا الجَليلةُ وَمِنْهَا الغَرَفُ، وَهُوَ شَبِيهٌ بالأَسَل وتُتَّخذ مِنْهُ المَكانِس ويُظَلَّل بِهِ المَزاد فيُبَرِّد الْمَاءَ. وَشَاةٌ ثَمومٌ: تأْكل الثُّمامَ، وَقَدْ قُلْنَا إِنها الَّتِي تقلَع الشَّيْءَ بفِيها. ابْنُ السِّكِّيتِ: ثَمَّمْتُ العَظْم تَثْميماً، وَذَلِكَ إِذا كَانَ عَنِتاً فأَبَنْتَه. والثَّمِيمةُ: التّامورةُ المشدودةُ الرأْس، وَهِيَ الثِّفالُ وَهِيَ الإِبريقُ. وثَمَّ، بِفَتْحِ الثَّاءِ: إِشارة إِلى الْمَكَانِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: ثَمَّ يَعْنِي بِهِ الجَنَّة، وَالْعَامِلُ فِي ثمَّ مَعْنَى رأَيت، الْمَعْنَى وإِذا رَمَيْتَ ببصَرك ثَمَّ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْمَعْنَى إِذا رأَيت مَا ثَمَّ رأَيت نَعيماً، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا غَلَطٌ لأَن مَا مَوْصُولَةٌ بِقَوْلِهِ ثَمَّ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ، وَلَا يَجُوزُ إِسقاط الْمَوْصُولِ وتَرْكُ الصِّلة، وَلَكِنَّ رأَيت متعدٍّ فِي الْمَعْنَى إِلى ثَمَّ. وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ، فإِن الزَّجَّاجَ قَالَ أَيضاً: ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب، وَلَكِنَّهُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ ثَمّاً زيدٌ «1»، وإِنما بُنيَ عَلَى الْفَتْحِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وثَمَّ فِي الْمَكَانِ: إِشارة إِلى مَكَانٍ مُنْزاحٍ عَنْكَ، وإِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها، قَالَ: وَلَا أَعلم أَحداً شَرَحَ ثَمَّ هَذَا الشَّرْحَ، وأَما هُنَا فَهُوَ إِشارة إِلى الْقَرِيبِ مِنْكَ. وثَمَّ: بِمَعْنَى هُنَاكَ وَهُوَ لِلتَّبْعِيدِ بِمَنْزِلَةِ هُنَا لِلتَّقْرِيبِ. قَالَ أَبو إِسحاق: ثَمَّ فِي الْكَلَامِ إِشارة بِمَنْزِلَةِ هُنَاكَ زَيْدٌ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْبَعِيدُ مِنْكَ، ومُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها وبَقِيت عَلَى الْفَتْحِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وثَمَّتَ أَيضاً: بِمَعْنَى ثَمَّ. وثُمّ وثُمَّتَ وثُمَّتْ، كُلُّهَا: حَرْفُ نَسَق وَالْفَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. اللَّيْثُ: ثُمَّ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ النَّسَق لَا يُشَرِّك مَا بعدَها بِمَا قَبْلَهَا إِلا أَنها تُبَيِّنُ الْآخِرِ مِنَ الأَوّل، وأَما قَوْلُهُ: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها ، والزَّوْج مَخْلُوقٌ قَبْلَ الْوَلَدِ، فَالْمَعْنَى أَن يُجْعَل خلْقُه الزوجَ مَرْدُودًا عَلَى واحدةٍ، الْمَعْنَى خَلَقَهَا واحدة ثم جعل منها زَوْجَها، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ، قَالَ: الْمَعْنَى خَلَقَكُمْ مِنْ نفسٍ خَلَقَهَا وَاحِدَةً ثمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوجَها أَي خَلَقَ مِنْهَا زوجَها قَبْلَكُمْ؛ قَالَ: وثُمَّ لَا تَكُونُ فِي العُطوف إِلَّا لِشَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ، وَالْعَرَبُ تَزِيدُ فِي ثُمَّ تَاءً تَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّت فَعَلْتُ كَذَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيم يَسُبُّني، ... فمضَيْت ثُمَّتَ قُلْتُ: لَا يَعْنِيني وَقَالَ الشاعر:

_ (1). 1 قوله [وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ ثماً زيد] هكذا في الأصل ولعله وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ ثماً زيد

فصل الجيم

ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشجاعْ وثُمَّ: حَرْفُ عَطْفٍ يَدُلُّ على الترتيب والتراخي. ثمثم: الثَّمْثَمُ: الْكَلْبُ، وَقِيلَ: الثَّمْثَمُ كَلْبُ الصَّيْدِ. الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: العُرْبُجُ والثَّمْثَمُ كَلْبُ الصَّيْدِ. وثَمْثَمَ الرجلُ عَنِ الشَّيْءِ وتَثَمْثَم: تَوَقَّفَ، وَكَذَلِكَ الثورُ والحِمارُ؛ قَالَ الأَعشى: فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تَحْتَ لَبانِه، ... وجالَ عَلَى وَحْشِيِّه لَمْ يُثَمْثِمِ وَتَكَلَّمَ فَمَا تَثَمْثَمَ وَلَا تَلَعْثَم بِمَعْنًى. وثَمْثَموا الرَّجُلَ: تَعْتَعُوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وثَمْثَمَ الرَّجُلُ إِذا غَطَّى رأْس إِنائه. وَيُقَالُ: مَثْمِثُوا بِنَا سَاعَةً وثَمْثِموا بِنَا سَاعَةً ولَثْلِثوا سَاعَةً وحَفْحِفوا «1». سَاعَةً أَي رَوِّحوا بِنَا قَلِيلًا. الثَّمْثام: الَّذِي إِذا أَخذ الشَّيْءَ كسَره. وَيُقَالُ: هَذَا سَيْف لَا يُثَمْثَمُ نَصْله أَي لَا يُثْنَى إِذا ضُرب بِهِ وَلَا يَرْتَدّ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ: فوَرَّك لَيْناً لَا يُثَمْثَمُ نَصْلُه، ... إِذا صابَ أَوساطَ العِظامِ صَمِيمُ صَميمٌ أَي مُصَمِّم فِي العَظْم؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: مُسْتَرْدِفاً، مِن السَّنام الأَسْنَمِ، ... حَشاً طَوِيلَ الفَرْع لَمْ يُثَمْثَمِ أَي لَمْ يكْسَر وَلَمْ يُشْدخ بالحَمْل، يَعْنِي سَنامه، وَلَمْ يُصِبْه عَمَدٌ فَيَنْهَشِم؛ العَمَدُ: أَن يَنْشَدِخ فَيَنْغَمِر. وثَمْثَمَ قِرْنَه إِذا قَهَرَه؛ قَالَ: فَهُوَ لِحُولانِ القِلاصِ ثَمْثام ثوم: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثُّومُ هَذِهِ البَقْلة مَعْرُوفٌ، وَهِيَ بِبَلَدِ الْعَرَبِ كَثِيرَةٌ مِنْهَا بَرِّيٌّ وَمِنْهَا رِيفِيٌّ، وَاحِدَتُهُ ثُومةٌ. والثُّومة: قَبِيعةُ السيْفِ عَلَى التَّشْبِيهِ لأَنها عَلَى شَكْلها. والثُّوم: لُغَةٌ فِي الفُوم، وَهِيَ الحِنْطة. وأُمُّ ثُومةَ: امرأَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي الْجَرَّاحِ نَفْسِهِ: فَلَوْ أَنَّ عِنْدِي أُمَّ ثُومةَ لَمْ يَكُنْ ... عليَّ، لِمُسْتَنِّ الرِّياح، طريقُ وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ أُمُّ ثُومةَ هُنَا السَّيْفَ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَن الثُّومةَ قَبيعةُ السيفِ، وكأَنه يَقُولُ: لَوْ كَانَ سيْفي حَاضِرًا لَمْ أُذَلَّ وَلَمْ أُهَنْ. والثِّوَمُ: شَجَرٌ طيِّب الرِّيحِ عِظَامٌ وَاسِعُ الورَق أَخضر، أَطيب رِيحاً مِنَ الْآسِ، يُبْسط فِي الْمَجَالِسِ كَمَا يُبْسَط الرَّيحان، وَاحِدَتُهُ ثِوَمةٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعُبَة والنُّونَةُ والثُّومَةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمةُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبَةُ مَشقّ مَا بَيْنَ الشارِبين بحِيال الوتَرَةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل الجيم جثم: جثَم الإِنسانُ والطائرُ والنَّعامةُ والخِشْف والأَرْنبُ واليَرْبوعُ يَجْثِم ويَجْثُم جَثْماً وجثُوماً، فَهُوَ جاثِم: لَزِم مَكَانَهُ فَلَمْ يَبْرَح أَي تَلَبَّد بالأَرض، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقَعَ عَلَى صَدْرِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا الكُماةُ جَثَمُوا على الرُّكَبْ، ... ثَبَجْتَ، يا عَمْرو، ثُبُوجَ المُحْتَطِبْ قَالَ: وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ البُرُوك للإِبل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فلزِمها حَتَّى تَجَثَّمَها تَجَثُّمَ الطَّيْرِ أُنْثاه إِذا عَلاها

_ (1). 1 قوله [حفحفوا] هكذا هو في الأصل هنا وفي مادة لثث

للسِّفاد. وجَثَم فُلَانٌ بالأَرضَ يَجْثُم جُثوماً: لصِق بِهَا ولَزِمها؛ قَالَ النَّابِغَةُ يصِف رَكَبَ امرأَةٍ: وإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جَاثِمًا. ... مُتَحَيِّراً بِمَكَانِهِ مِلْءَ اليَدِ اللَّيْثُ: الجاثِمُ اللَّازِمُ مَكَانَهُ لَا يَبْرح. اللَّيْثُ: الجاثِمَةُ واللَّبِدُ الَّذِي لَا يَبْرحُ بيتَه؛ يُقَالُ: رَجُلٌ جُثَمةٌ وجَثَّامة للنَّؤوم الَّذِي لَا يسافِر. وَيُقَالُ: إِن العسَل يَجْثُم عَلَى المَعِدة ثُمَّ يَقْذِف بِالدَّاءِ، وَفِي بَعْضِ الْكَلَامِ: إِذا شرِبت العسَل جَثَم عَلَى رأْس المَعِدة ثُمَّ قَذف الدَّاءَ؛ وجمعُ الجاثِمِ جُثوم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ* ؛ أَي أَجساداً مُلْقاةً فِي الأَرض؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَي أَصابهم البلاءُ فبَركوا فِيهَا، والجاثِمُ: البارِك عَلَى رِجْليه كَمَا يَجْثِمُ الطيرُ، أَيْ أَصابهم العذابُ فَمَاتُوا جاثِمين أَيْ بارِكين. الأَصمعي: جَثَمْت وجَثَوْت وَاحِدٌ. والجَثُومُ: الأَرْنَبُ لأَنها تَجْثِمُ، وَمَكَانُهَا مَجْثَمٌ. والجُثامُ والجاثُومُ: الكابُوس يَجْثِمُ عَلَى الإِنسان، وَهُوَ الدَّيَثانيُّ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلَّذِي يقَع عَلَى الإِنسان وَهُوَ نَائِمٌ جاثُوم وجُثَم وجُثَمة ورازِمٌ ورَكَّاب وجَثَّامة؛ قَالَ: وَهُوَ هَذَا النَّجْتُ «1» الَّذِي يقَع عَلَى النَّائِمِ. وجَثَمَ الليلُ جُثوماً: انتصَف؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والجَثَمَةُ والحَثَمة «2». والجَثوم: الأَكَمَةُ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: نَهَضْتُ إِلَيْهَا مِنْ جَثومٍ كأَنَّها ... عجوزٌ، عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَلِ والجَثَّامةُ: البَلِيدُ؛ قَالَ الرَّاعِي: مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَواتٍ لَا تَزالُ لَهُ ... بَزْلاءُ، يَعْيَا بِهَا الجَثَّامة اللُّبَدُ وَيُرْوَى اللَّبِدُ، بالكسر، وهي أَجود عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ، والجَثَّامةُ: السَّيِّدُ الْحَلِيمُ: والمُجَثَّمةُ: المَحْبوسةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عَنِ المَصْبُورة والمُجَثَّمةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُجَثَّمة الَّتِي نَهَى عَنْهَا هِيَ المَصْبورة وَهِيَ كُلُّ حَيَوَانٍ يُنْصَب ويُرْمَى ويُقْتَل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَكِنَّ المُجَثَّمة لَا تَكُونُ إِلَّا مِنَ الطَّيْرِ والأَرانِب وأَشْباهِها مِمَّا يَجْثِمُ بالأَرض أَيْ يَلْزمها، لأَن الطَّيْرَ تَجْثِم بالأَرض إِذا لَزِمَتْها ولَبَدت عَلَيْهَا، فإِنْ حَبَسَها إِنْسَانٌ قِيلَ: قَدْ جُثِّمتْ، فَهِيَ مُجَثَّمة إِذا فُعِل ذَلِكَ بِهَا، وَهِيَ الْمَحْبُوسَةُ، فإِذا فَعَلَتْ هِيَ مِنْ غَيْرِ فِعْل أَحد قِيلَ: جَثَمتْ تَجْثِمُ وتَجْثُمُ جُثُوماً، فَهِيَ جَاثِمَةٌ. شَمِرٌ: المُجَثَّمة هِيَ الشَّاةُ الَّتِي تُرْمى بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُؤْكَلُ، قَالَ: وَالشَّاةُ لَا تَجْثِم إِنما الجُثوم لِلطَّيْرِ وَلَكِنَّهُ استُعِير. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرمة أَنه قَالَ: المُجَثَّمة الشَّاةُ تُرمَى بالنَّبْل حَتَّى تُقْتَل. وجَثَمَ الطِّين والترابَ والرَّماد: جَمَعها، وَهِيَ الجُثْمة. والجَثْمُ والجَثَم: الزَّرْع إِذا ارْتَفَعَ عَنِ الأَرض شَيْئًا واستقَلّ نَبَاتُهُ، وَقَدْ جَثَم يجثِم. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَثْمُ العِذْقُ إِذَا عَظُم بُسْرُه، وَالْجَمْعُ جُثُومٌ. وجَثَمَت العُذُوق تَجْثُمُ، بِضَمِّ الثَّاءِ، جُثوماً: عَظُم بُسْرُها شَيْئًا، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذَا عظُمت فلزِمتْ مَكَانَهَا. والجُثْمان: الجِسْم؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

_ (1). 1 قوله [وهو هذا النجت] هكذا في أصل من غير نقط، وفي نسخة سقيمة من التهذيب: وهو هذا النجت (2). 2 قوله [والجثمة إلخ] عبارة التكملة: الجثمة والحثمة، بالتحريك فيهما، والجثوم الأكمة إِلى آخر ما هنا، وضبط الأَخير فيها كصبور ولكن يستفاد من القاموس أَن الأَخير مضموم الأَول

وباتَتْ بِجُثْمانِيَّةِ الماءِ نِيبُها، ... إِلَى ذاتِ رَحْلٍ كالمآتِمِ حُسَّرا جُثْمانِيَّة الْمَاءِ: الماءُ نفسُه. وَيُقَالُ: جُثْمانِيَّة الماءِ وسَطُه ومُجْتَمَعُه ومكانُه؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: واعْطِفْ عَلَى بازٍ تَراخى مَجْثَمُهْ أَيْ بَعُدَ وَكْره. التَّهْذِيبُ: الجُثْمان بِمَنْزِلَةِ الجُسْمان جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُ بِهِ جِسْمه وأَلواحَه. وَيُقَالُ: مَا أَحسن جُثْمان الرَّجُلِ وجُسْمانه أَيْ جَسَدُهُ؛ قَالَ الممزَّق العَبْديّ: وَقَدْ دعَوْا ليَ أَقْواماً، وَقَدْ غَسَلوا، ... بالسِّدْر والماءِ، جُثْماني وأَطْباقي الأَزهري: قَالَ الأَصمعي الجُثْمان الشَّخْصُ، والجُسْمانُ الجِسْم؛ قَالَ بِشْر: أَمُونٌ كدُكَّان العِباديِّ فَوْقَها ... سَنامٌ كجُثْمان البَنِيَّةِ أَتْلَعا يَعْنِي بالبَنِيَّة الْكَعْبَةَ، وَهُوَ شَخْصٌ وَلَيْسَ بجَسد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صوابُ إنْشاده أَمُوناً بِالنَّصْبِ لأَنه مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ فكَلَّفْت قَبْلَهُ، وَهُوَ: فكَلَّفْت مَا عِنْدِي، وَإِنْ كنتُ عامِداً ... مِنَ الوَجْدِ كالثَّكْلان، بَلْ أَنا أَوْجَعُ وأَتْلَعُ بِالرَّفْعِ لأَنه نَعْتٌ لسَنام، وَالَّذِي فِي شِعْره كجُثْمان البَلِيَّة، وَهِيَ النَّاقَةُ تُجْعَلُ عِنْدَ قَبْرِ الْمَيِّتِ؛ شبَّه سَنام نَاقَتِهِ بجُثْمانِها. وَيُقَالُ: جَاءَنِي بثَريد مِثْلِ جُثْمان القَطاة. والجُثُوم: جَبَلٌ؛ قَالَ: جَبَل يَزيدُ عَلَى الجِبالِ إِذَا بَدَا، ... بَيْنَ الرَّبائِع والجُثُومِ مُقِيمُ جحم: أَجْحَم عَنْهُ: كَفَّ كأَحْجَم. وأَحْجَم الرجلَ: دَنا أَن يُهْلِكَه. والجحيمُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء النَّارِ. وكلُّ نارٍ عَظِيمَةٍ فِي مَهْواةٍ فَهِيَ جَحِيمٌ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ . ابْنُ سِيدَهْ: الجحيمُ النارُ الشديدة التأَجُّج كَمَا أَجَّجوا نارَ إِبْرَاهِيمَ النبيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَهِيَ تَجْحَمُ جُحوماً أَيْ توقَّد توقُّداً، وَكَذَلِكَ الجَحْمةُ والجُحْمةُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: إنْ تأْتِه، فِي نَهار الصَّيْفِ، لَا تَرَهُ ... إلَا يُجَمِّع مَا يَصْلى مِنَ الجُحَمِ ورأَيت جُحْمةَ النارِ أَيْ توقُّدَها. وكلُّ نارٍ تُوقد عَلَى نارٍ جَحِيمٌ، وَهِيَ نارٌ جاحِمةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: وضالةٌ مثلُ الجحِيمِ المُوقَدِ شَبَّه النِّصال وحِدَّتها بِالنَّارِ؛ وَنَحْوٌ مِنْهُ قَوْلُ الهذلي: كأَنّ ظُباتِها عُقُرٌ بَعِيجُ وَيُقَالُ لِلنَّارِ: جاحِمٌ أَي توقُّد والتهابٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ يَتجاحَمُ أَي يتحرَّق حِرْصاً وبُخْلًا، وَهُوَ مِنَ الجحِيم، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْجَحِيمِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسماء جَهَنَّمَ، وأَصله مَا اشْتَدَّ لَهَبُه مِنَ النَّارِ. والجاحِمُ: الْمَكَانُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ؛ قَالَ الأَعشى: يُعِدُّون للهَيْجاء قبلَ لِقائها، ... غَداةَ احْتِضار البأْس، والموتُ جاحِمُ وجحَم النارَ: أَوْقَدها. وجَحُمَت نارُكم تَجْحُم جُحوماً: عَظُمت وتأَجَّجَتْ، وجَحِمتْ جَحَماً وجَحْماً وجُحوماً: اضْطَرمَتْ وكثُر جَمْرُها

ولَهَبُها وتَوقُّدها، وَهِيَ جَحيمٌ وجاحِمةٌ. وجَمْرٌ جاحِمٌ: شَدِيدُ الاشتِعال. وجاحِمُ الحَرْب: مُعْظَمُها، وَقِيلَ: شدَّة القَتْل فِي مُعْتَركها؛ وأَنشد: حَتَّى إِذَا ذَاقَ مِنْهَا جاحِماً بَرَدا وَقَالَ الْآخَرُ: والحَرْب لَا يَبْقى ... لجاحِمِها التخيُّل والمِراح وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ جَحَّامُ وَهُوَ يَتجاحَمُ عَلَيْنَا أَيْ يَتضايَقُ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ جاحِمِ الحَرْب، وَهُوَ ضِيقُها وشدّتُها. والجُحام: دَاءٌ يُصِيب الإِنسانَ فِي عَيْنِهِ فتَرِم، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يُصيب الْكَلْبَ يُكْوى مِنْهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لِمَيْمُونةَ كلبٌ يُقَالُ لَهُ مِسْمار فأَخذه دَاءٌ يُقَالُ لَهُ الجُحام، فَقَالَتْ: وارَحْمتا لمِسْمار تَعْنِي كلبَها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الجُحام دَاءٌ يأْخذ الْكَلْبَ فِي رأْسه فيُكوَى مِنْهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ يُصيبُ الإِنسان أَيضاً. والجَحْمةُ: العينُ. وجَحْمَتا الإِنسان: عَيْنَاهُ. وجَحْمَتا الأَسدِ: عَيْنَاهُ، بِلُغَةِ حِمْيَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ خاصَّة: قَالَ: أَيا جَحْمَتا بَكِّي عَلَى أُمِّ مالك، ... أَكِيلةِ قِلَّوْبٍ بأَعْلى المَذانِب القِلَّوْب: الذِّئْبُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بِمَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ: أُتِيحَ لَهَا القِلَّوْبُ مِنْ أَرض قَرْقَرى، ... وقد يَجْلُبُ [يَجْلِبُ] الشَّرَّ البَعِيدَ الجَوالِبُ فَيَا جَحْمَتي بَكِّي عَلَى أُمِّ مالكٍ، ... أَكِيلةِ قِلِّيبٍ ببعضِ المَذانِب فَلَمْ يُبْقِ مِنْهَا غيرَ نِصفِ عِجانِها، ... وشُنْتُرةٍ مِنْهَا، وإحْدى الذَّوائِب وأَجْحَم العينِ: جاحِمها. قَالَ الأَزهري: جَحْمَتا الأَسدِ عَيْنَاهُ، بِكُلِّ لُغَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجُحامُ مَعْرُوفٌ. والجُحُمُ: القليلُو الْحَيَاءِ. والتَّجْحِيمُ: الاسْتِثبات فِي النَّظَرِ لَا تَطْرِف عَيْنُهُ؛ قَالَ: كأَنّ عَيْنَيْهِ، إِذَا مَا حَجَّما ... عَيْنَا أَتان تَبْتَغِي أَنْ تُرْطَما وعينٌ جاحِمةٌ: شاخِصةٌ. وجَحَم الرجلُ عَيْنَيْهِ كالشاخِص. وجَحَّمني بعينِه تَجْحيماً: أحدَّ إليَّ النَّظَرَ. والأَجْحَمُ: الشديدُ حُمْرةِ الْعَيْنَيْنِ مَعَ سَعَتِهما، والأُنثى جَحْماءُ مِنْ نِسْوةٍ جُحْمٍ وجَحْمى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجَوْحَمُ الوَرْد الأَحمر، والأَعْرف تَقْدِيمُ الْحَاءِ. وأجْحَمُ بنُ دِنْدِنَةَ الخُزاعي: أَحَدُ سَادَاتِ الْعَرَبِ، وَهُوَ زَوْجُ خَالِدَةَ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. جحدم: جَحْدَم: اسمٌ. والجَحْدمةُ: الضِّيقُ وسوءُ الخلُق. والجَحْدَمة: السُّرعة في عَدْوٍ. جحرم: الجَحْرَمة: الضيقُ وسوءُ الخلُق. ورجلٌ جَحْرَمٌ وجُحارِم: سيِءُ الخلُق ضَيِّقُه، وَهِيَ الجَحْرمة. جحشم: بعيرٌ جَحْشَمٌ: مُنْتَفِخ الجَنْبين؛ قَالَ الفَقْعسيّ: نِيطَتْ بِجَوْزِ جَحْشَمٍ كُمَاتِرِ

الْجَوْهَرِيُّ: الجَحْشَمُ البعيرُ المُنْتَفِخ الجَنْبَينِ. جحظم: رَجُلٌ جَحْظَمٌ: عَظِيمُ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الجَحَظِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الجَحْظَم. الْكِسَائِيُّ: جَحْظَمْت الغلامَ جَحْظَمةً إِذَا شَدَدْت يَدَيْه عَلَى رُكْبَتَيْه ثُمَّ ضَرَبْتَه. ثُمَّ سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِهِ جَحْظَمْتُ فَقَالَ: أَخبرني بِهِ الدُّبَيْرِيّ هَاهُنَا، وأَشار إِلَى دُكان؛ جَحْظَمَه بالحَبْل: أَوثقه كيفما كان. جحلم: جَحْلمه: صَرَعَه؛ قَالَ: هُمْ شَهِدُوا يومَ النِّسارِ المَلْحَمَهْ، ... وغادَرُوا سَراتَكُمْ مُجَحْلَمَهْ وجَحْلَم الحبلَ: مِثْلُ حَمْلَجَه. جخدم: الجَخْدَمَةُ: السُّرْعَةُ فِي عَدْوٍ؛ ذَكَرَهُ الأَزهري، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: السرعةُ فِي الْعَمَلِ وَالْمَشْيِ، وَاللَّهُ أَعلم. جدم: الجَدَمةُ، بِالتَّحْرِيكِ: القصيرُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ والغنَم، وَالْجَمْعُ جَدَمٌ؛ قَالَ: فَمَا لَيلَى مِنَ الهَيْقاتِ طُولًا، ... وَلَا لَيْلى مِنَ الجَدَمِ القِصارِ وَالِاسْمُ الجَدَم، عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ؛ هَذِهِ وَحْدَهَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي خَاصَّةً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ فِي الجَدَمَةِ الْقَصِيرَةِ مِنَ النِّسَاءِ: لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ، ... سَمِعْتُ مِنْ فَوْقِ البُيوتِ كَدَمَه إِذَا الخَرِيعُ العَنْقَفِيرُ الجَدَمَه، ... يَؤُرُّها فَحْلٌ شَديدُ الضَّمْضَمَهْ الكَدَمَة: الْحَرَكَةُ، والخَرِيعُ. الماجِنة، والعَنْقَفِيرُ: السَّلِطة، والجَدَمة: القصيرةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى الحُذَمة، بِالْحَاءِ عَلَى مِثَالِ هُمَزة، قَالَ: والأَوّل هُوَ المَشْهور، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبو عَمْرٍو. وشاةٌ جَدَمَةٌ: رَدِيِئة. والجَدَمُ: الرُّذالُ مِنَ النَّاسِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَهُ: مِنَ الجَدَمِ القِصارِ. والجَدَمَةُ: مَا لَمْ يَنْدقَّ مِنَ السُّنْبُل وَبَقِيَ أَنصافاً. والجَدَمة أَيْضًا: مَا يُغَرْبَلُ ويُعْزَل ثُمَّ يُدَقّ فَيَخْرُجُ مِنْهُ أَنْصافُ سُنْبُلٍ ثُمَّ يُدَقّ ثَانِيَةً، فالأُولى القَصَرة، وَالثَّانِيَةُ الجَدَمةُ والجُدامةُ، وَقِيلَ للحَبَّة قِشْرَتانِ: فالعُلْيا جَدَمةٌ والسُّفْلى قَصَرة. ابْنُ سِيدَهْ: والجَدَم ضَرْب مِنَ التَّمْرِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الجُدامِيُّ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ بِالْيَمَامَةِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الشُّهْرِيز [الشِّهْرِيز] بِالْبَصْرَةِ والتَّبِّيّ بِالْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ مُلَيْح: بذِي حُبُكٍ مثلِ القُنِيِّ، تَزِينُه ... جُدامِيَّةٌ مِنْ نَخْل خَيْبرَ دُلَّخِ التَّهْذِيبُ: والجُدامُ أَصْل السَّعَف. وَنَخْلَةٌ جُدامِيَّة: كَثِيرَةُ السَّعَف. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَجْدَم النخْلُ وزَبَّب إِذَا حَمل شِيصاً. وَنَخْلٌ جادِم وجُدامِيّ: مُوقَرٌ. وإجْدَمْ وهِجْدَم عَلَى البدَل كِلَاهُمَا: مِنْ زَجْر الْخَيْلِ إِذَا زُجِرت لِتَمْضِيَ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: إجْدَمْ وأَقْدِمْ إِذَا هِيجَ ليَمْضِيَ. وأَقْدِمْ أَجْودها. وأَجْدَمَ الفرسَ: قَالَ لَهُ إجْدَمْ، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ مستوفى في هجدم. جذم: الجَذْم: القَطْع. جَذَمه يَجْذِمه جَذْماً: قطَعه، فَهُوَ جذِيم. وجَذَّمه فانْجَذم وتَجَذَّم. وجَذَب فلانٌ حَبْلَ وِصَالِهِ وجَذَمه إِذَا قطَعه؛

قَالَ الْبُعَيْثُ: أَلَا أَصْبَحَت خَنْساءُ جاذِمةَ الوَصْلِ والجَذْمُ: سُرْعَةُ القَطْع؛ وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ أَهل الْمَدِينَةِ طَالَ عَلَيْهِمُ الجَذْم والجَذْبُ أَيِ انْقِطاعُ المِيرة عَنْهُمْ. والجِذْمة: القِطْعة مِنَ الشَّيْءِ يُقْطع طَرَفُه وَيَبْقَى جَذْمُه، وَهُوَ أَصله. والجِذْمة: السَّوْط لأَنه يَتَقَطَّعُ ممَّا يُضْرَب بِهِ. والجِذْمة مِنَ السَّوْط: مَا يُقْطع طرفُه الدَّقِيق وَيَبْقَى أَصله؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: يُوشُونَهُنَّ، إِذَا مَا آنَسوا فَزَعاً ... تَحْتَ السَّنَوَّر، بالأَعْقابِ والجِذَم ورجلٌ مِجْذامٌ ومِجذامةٌ: قَاطِعٌ للأُمور فَيْصل. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مِجْذامة لِلْحَرْبِ والسَّير والهَوَى أَيْ يَقْطَعُ هَواه ويَدَعُه. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مِجْذامة أَيْ سَرِيعُ الْقَطْعِ للمَوَدَّة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وَإِنِّي لبَاقِي الوُدِّ مِجْذامةُ الهَوَى، ... إِذَا الإِلف أَبْدَى صَفْحه غَيْرَ طَائِلِ والأَجْذَمُ: الْمَقْطُوعُ اليَد، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ أنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً وجَذَمها وأَجْذَمها، والجَذْمةُ والجَذَمةُ: مَوْضِعُ الجَذْم مِنْهَا. والجِذْمة: القِطعة مِنَ الْحَبْلِ وَغَيْرِهِ. وَحَبْلٌ جِذْمٌ مَجْذومٌ: مَقْطُوعٌ؛ قَالَ: هَلَّا تُسَلِّي حاجةٌ عَرَضَتْ ... عَلَقَ القَرينةِ، حَبْلُها جِذْمُ والجَذَم: مَصْدَرُ الأَجْذَم اليَدِ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ أَصابعِ كَفَّيْهِ. وَيُقَالُ: مَا الَّذِي جَذَّمَ يدَيه وَمَا الَّذِي أَجْذمه حَتَّى جَذِم. والجُذام مِنَ الدَّاء: مَعْرُوفٌ لتَجَذُّم الأَصابع وتقطُّعها. وَرَجُلٌ أَجْذَمَ ومُجَذَّم: نَزَل بِهِ الجُذام؛ الأَوّل عَنْ كُرَاعٍ؛ غَيْرُهُ: وَقَدْ جُذِم الرَّجُلُ، بِضَمِّ الْجِيمِ، فَهُوَ مَجْذوم. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ أَجْذَمَ. والجاذِمُ: الَّذِي وَلِيَ جَذْمَه. والمُجذَّم: الَّذِي يَنْزِلُ بِهِ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الجُذام. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعَلَّم الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيه لَقِيَ اللهَ يومَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَم. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَجْذَم المَقْطوع الْيَدِ. يُقَالُ: جَذِمَت يدُه تَجْذَمُ جَذَماً إِذَا انْقَطَعَتْ فَذَهَبت، فَإِنْ قَطَعْتها أَنت قُلْتَ: جَذَمْتُها أَجْذِمُها جَذْماً؛ قَالَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ مَنْ نَكَثَ بَيْعَتَه لَقِي اللَّهَ وَهُوَ أَجْذم لَيْسَتْ لَهُ يَدٌ ، فَهَذَا تَفْسِيرُهُ؛ وَقَالَ المُتَلَمِّسُ. وَهَلْ كنتُ إلَّا مِثْلَ قاطِعِ كَفِّه ... بِكَفٍّ لَهُ أُخْرى، فأَصْبَحَ أَجْذَما؟ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الأَجْذَم فِي هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي ذَهَبَتْ أَعضاؤه كُلُّهَا، قَالَ: وَلَيْسَتْ يَدُ الناسِي لِلْقُرْآنِ أَولى بالجَذْم مِنْ سَائِرِ أَعضائه. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَجْذَمُ ومَجْذوم ومُجَذَّم إِذَا تَهافَتَتْ أَطْرافُه مِنْ دَاءِ الجُذام. قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ قَرِيبٌ مِنَ الصَّوَابِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَالَ ابْنُ الأَنباري رَدًّا عَلَى ابْنِ قُتَيْبَةَ: لَوْ كَانَ الْعِقَابُ لَا يقَعُ إلَّا بِالْجَارِحَةِ الَّتِي بَاشَرَتِ الْمَعْصِيَةَ لَما عُوقب الزَّانِي بالجَلْد والرَّجْم فِي الدُّنْيَا، وَفِي الْآخِرَةِ بِالنَّارِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه لَقِيَ اللهَ وَهُوَ أَجْذَمُ الحُجَّةِ، لَا لِسانَ لَهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَلَا حُجَّةَ فِي يَدِهِ. وَقَوْلُ عَلِيٍّ: لَيْسَتْ لَهُ يَدٌ أَي لَا حُجَّة لَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَقِيَه وَهُوَ مُنْقَطِعُ السَّبَب، يدلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: القرآنُ سَبَبٌ بيدِ اللَّهِ وسَبَبٌ بأَيديكم، فَمن نَسِيه فَقَدْ قَطع

سَبَبَه ؛ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ أَنَّ مَنْ نَسِيَ الْقُرْآنَ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى خاليَ الْيَدِ مِنَ الْخَيْرِ، صِفْرَها مِنَ الثَّوَابِ، فَكَنَّى بِالْيَدِ عَمَّا تَحْوِيهِ وَتَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي تَخْصِيصِ حَدِيثِ عَلِيٍّ بذكْر اليَدِ مَعْنَى لَيْسَ فِي حَدِيثِ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ، لأَن البَيْعَة تُباشِرُها الْيَدُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَعضاء، وَهُوَ أَنْ يَضَع المُبايِعُ يَدَهُ فِي يَدِ الإِمام عِنْدَ عَقْدِ البَيْعة وأَخذِها عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كُلُّ خُطْبة لَيْسَ فِيهَا شَهادة كَالْيَدِ الجَذْماء أَيِ الْمَقْطُوعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ لمَجْذُوم فِي وَفْدِ ثَقيفٍ: ارْجِعْ فَقَدْ بايَعْناك ؛ المَجْذومُ: الَّذِي أَصابه الجُذام، كأَنه مِنْ جُذِمَ فَهُوَ مَجْذوم، وَإِنَّمَا ردَّة النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِئَلَّا يَنْظُرُ أصحابُه إِلَيْهِ فَيزْدَرُوه ويَرَوْا لأَنفسهم فضْلًا عَلَيْهِ، فيَدْخُلهم العُجْبُ والزَّهْو، أَوْ لِئَلَّا يَحْزَن المَجْذومُ بِرُؤْيَةِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وأَصحابه وَمَا فَضَلوا عَلَيْهِ فيَقِلّ شُكْرُهُ عَلَى بَلاء اللَّهِ، وَقِيلَ: لأَن الجُذام مِنَ الأَمراض المُعْدِية، وَكَانَ الْعَرَبُ تتطيَّرُ مِنْهُ وتَتَجَنَّبُه، فردَّه لِذَلِكَ، أَو لِئَلَّا يَعْرِض لأَحدهم جُذام فيظنَّ أَن ذَلِكَ قَدْ أَعْداه، ويَعْضُد ذَلِكَ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: أَنه أَخذ بِيَدِ مَجْذوم فَوضعها مَعَ يَدِهِ فِي القَصْعة وَقَالَ: كُلْ ثِقَةً بِاللَّهِ وتَوكُّلًا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا فَعل ذَلِكَ ليُعْلِم الناسَ أَن شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا بِتَقْدِيرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ورَدَّ الأَوَّلَ لِئَلَّا يَأْثَم فِيهِ الناسُ، فإنَّ يَقِينهم يَقْصُر عَنْ يَقِينه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُدِيمُوا النظَر إِلَى المَجْذومين ، لأَنه إِذَا أَدام النَّظَرَ إِلَيْهِ حَقَرَه، ورأَى لِنَفْسِهِ عَلَيْهِ فَضْلًا، وتأَذَّى بِهِ المَنْظور إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَربعٌ لَا يَجُزْنَ فِي البَيْع وَلَا النِّكَاحِ: المَجْنونةُ والمَجْذومةُ والبَرْصاءُ والعفْلاء ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ جَذْمى مِثْلُ حَمْقى ونَوْكَى. وجَذِمَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، جَذَماً: صَارَ أَجْذَمَ، وَهُوَ الْمَقْطُوعُ اليَدِ. والجِذْمُ، بِالْكَسْرِ: أَصل الشَّيْءِ، وَقَدْ يُفْتَحُ. وجِذْمُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصلُه، وَالْجَمْعُ أَجْذامٌ وجُذُومٌ. وجِذْمُ الشَّجَرَةِ: أَصلُها، وَكَذَلِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وجِذْمُ الْقَوْمِ: أَصلُهم. وَفِي حَدِيثِ حاطِب: لَمْ يَكُنْ رجُل مِنْ قُرَيْش إلَّا لَهُ جِذْمٌ بمكَّة ؛ يُرِيدُ الأَهْلَ والعَشِيرةَ. وجِذْمُ الأَسْنان: مَنابِتُها؛ وقال الحَرِث بْنُ وَعْلة الذُّهْليُّ: أَلآنَ لمَّا ابيَضَّ مَسْرُبَتي، ... وعَضِضْتُ منْ نَابِي عَلَى جِذْمِ أَيْ كَبِرت حَتَّى أَكلْت عَلَى جِذْم نَابِي. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي الأَذان: أَنه رأَى فِي الْمَنَامِ كأَنَّ رجُلًا نزلَ مِنَ السَّمَاءِ فعَلا جِذْمَ حَائِطٍ فأَذَّن ؛ الجِذْمُ: الأَصلُ، أَراد بقيَّة حَائِطٍ أَوْ قِطْعة مِنْ حَائِطٍ. والجَذْمُ والخَذْمُ: القَطْعُ. والانْجِذامُ: الانْقِطاعُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بانَتْ سُعادُ فأَمسى حَبْلُها انْجَذما، ... واحْتَلَّتِ الشِّرْعَ فالأَجْراعَ مِنْ إضَما «3» . وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، قَالَ: انْجَذَمَ أَبو سُفْيَانَ بِالْعِيرِ أَيِ انقطَع بِهَا «4». مِنَ الرَّكْب. وسارَ وأَجْذمَ السيرَ: أَسرع فِيهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: صَائِبُ الجِذْمةِ مِنْ غَيْرِ فَشَلْ

_ (3). 1 في ديوان النابغة: وأَمسى بدل فأَمسى، والشَّرع بدل الشِّرع، والأَجزاع بدل الأجراع (4). 2 قوله [أي انقطع بها إلخ] عبارة النهاية: أي انقطع عن الجادة نحو البحر

ابْنُ الأَعرابي: الجِذْمة فِي بَيْتِهِ الإِسْراعُ، جَعَلَهُ اسْمًا مِنَ الإِجْذام، وَجَعَلَهُ الأَصمعي بقيَّة السَّوْط وأَصلَه. اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ: الإِجْذامُ السرعةُ فِي السَّيْرِ. وأَجذم البعيرُ فِي سَيْرِهِ أَيْ أَسرع. وَرَجُلٌ مِجْذامُ الرَّكْض فِي الحرْب: سريعُ الرَّكْض فِيهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَجْذَمَ الفرسُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَعْدُو اشْتَدَّ عَدْوُه. والإِجْذام: الإِقْلاع عَنِ الشَّيْءِ «5»؛ قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ: وحَرَّقَ قَيْسٌ عَليَّ البِلادَ، ... حَتَّى إِذَا اضْطَرَمَتْ أَجْذَما وَرَجُلٌ مُجَذَّمٌ: مُجَرّب؛ عَنْ كُرَاعٍ. والجَذَمةُ: بَلَحاتٌ يَخْرُجْنَ فِي قَمِع وَاحِدٍ، فَمَجْمُوعُهَا يُقَالُ لَهُ جَذَمةٌ. والجُذامةُ مِنَ الزَّرْعِ: مَا بَقِيَ بَعْدَ الحَصْد. وجُذْمان: نخلٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: فَلَا تَقْرَبُوا جُذْمانَ، إِنَّ حَمامَهُ ... وجَنَّتَه تَأْذى بِكُمْ فَتَحَمَّلُوا وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمر اليَمامة فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: الجُذامِيُّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ فِي الجُذامِيّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هُوَ تَمْرٌ أَحمرُ اللَّوْن، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ جَدَمٍ، بِالدَّالِ الْيَابِسَةِ، شَيْئًا مِنْ هَذَا. والجَذْماء: امرأَة مِنْ بَنِي شَيْبان كَانَتْ ضَرَّة للبَرْشاء، وَهِيَ امرأَة أُخرى، فَرَمَت الجَذْماءُ البَرْشاءَ بِنَارٍ فأَحرقتها فسُمِّيَت البَرْشاءَ، ثُمَّ وثَبَتْ عَلَيْهَا البَرْشاءُ فقطعتْ يدَها فسُمِّيت الجَذْماءَ. وَبَنُو جَذيمَة: حَيٌّ مِنْ عَبْد القَيْس، وَمَنَازِلُهُمُ البَيْضاءُ بِنَاحِيَةِ الخَطِّ مِنَ البَحْرين. وجُذامُ: قَبِيلَةٌ مِنَ اليَمن تَنْزِلُ بِجِبَالِ حِسْمَى، وتَزْعُم نُسَّابُ مُضَرَ أَنهم مِنْ مَعَدٍّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ انْتِقَالَهُمْ إِلى اليَمن بنسَبهم: نَعَاءِ جُذاماً غَيْرَ موتٍ وَلَا قَتْلِ، ... وَلَكِنْ فِراقاً للدَّعائم والأَصْلِ ابْنُ سِيدَهْ: جُذامٌ حَيٌّ مِنَ اليَمنِ، قِيلَ: هُمْ مِنْ وَلَدِ أَسَد بْنِ خُزَيمة؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: كأَن ثِقالَ المُزْن بَيْنَ تُضارُعٍ ... وشابَةَ بَرْكٌ، مِنْ جُذامَ، لَبِيجُ أَراد بَرْك مِنْ إِبِلِ جُذام؛ وخَصَّهم لأَنهم أَكْثَرُ النَّاسِ إِبِلًا كَقَوْلِ النَّابِغَةِ الجعْديِّ: فأَصْبَحَتِ الثِّيرانُ غَرْقى، وأَصْبحتْ ... نِساءُ تَمِيمٍ يَلْتَقِطْنَ الصَّياصِيا ذَهَبَ إِلى أَن تَمِيماً حاكةٌ، فنِساؤهم يَلْتَقِطْن قُرونَ البَقر المَيْتَة فِي السَّيْل. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِن قَالُوا وَلَدَ جُذامٌ كَذَا وَكَذَا صَرَفته لأَنك قصدْت قَصْدَ الأَب، قَالَ: وإِن قُلْتَ هَذِهِ جُذامُ فَهِيَ كسَدُوسَ. وجَذِيمةُ: قبيلةٌ؛ وَالنَّسَبُ إِلَيْهَا جُذَمِيٌّ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدول النسَب. وجَذِيمةُ: مَلِك مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَذِيمةُ الأَبْرَشُ ملِك الحِيرة صاحبُ الزَّبَّاء، وَهُوَ جَذيمة بنُ مَالِكِ بنِ فَهْم بْنِ دَوْسٍ مِنَ الأَزْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: جَذيمة قَبِيلَةٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ينسَب إِلَيْهِمْ جَذَمِيٌّ، بِالتَّحْرِيكِ، وَكَذَلِكَ إِلى جَذيمةِ أَسَدٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَحَدَّثَنِي بعضُ مَنْ أَثِق بِهِ يَقُولُ فِي بَنِي جَذيمة جُذَميّ،

_ (5). 1 قوله [والإِجذام الْإِقْلَاعُ عَنِ الشَّيْءِ] ويطلق على العزم على الشيء أيضاً كما في القاموس والتكملة، فهو من الأَضداد

بِضَمِّ الْجِيمِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ حَدَّثَنِي مَنْ أَثق بِهِ فإِنما يَعْنِيني. وَيُقَالُ: مَا سَمِعت لَهُ جُذْمة أَيْ كَلِمَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ بالثَّبَت انتهى. جذعم: يُقَالُ للجَذَع: جَذْعَمٌ وجَذْعَمَة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَسْلَم وَاللَّهِ أَبو بَكْرٍ وَأَنَا جَذْعَمة ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَسلمت وَأَنَا جَذْعَمة ؛ أَراد: وَأَنَا جَذَعٌ أَيْ حديثُ السِّنِّ، فَزَادَ فِي آخِرِهِ مِيمًا تَوْكِيدًا، كَمَا قَالُوا زُرْقُمٌ وَغَيْرُهُ «1» انتهى. جَرَمَ: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قَطَعَهُ. وَشَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَةٌ. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ جارمٌ، وَقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرَّام، وَتَمْرٌ جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حَانَ جِرامُه؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: «2». سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيع ثمانِياً، ... يَلْوِي بعَيْقاتِ الْبِحَارِ ويَجْنُبُ يَقُولُ: قَطَعَ ثَمَانِيَ لَيَالٍ مُقِيمًا فِي الْبَضِيعِ يَشْرَبُ الْمَاءَ؛ والجَرِيم: النَّوَى، وَاحِدَتُهُ جَرِيمة، وَهُوَ الجَرامُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَسمع للجَرام بِوَاحِدٍ، وَقِيلَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بِالْفَتْحِ، التَّمْرُ الْيَابِسُ؛ قَالَ: يَرَى مَجْداً ومَكْرُمَةً وعِزّاً، ... إِذَا عَشَّى الصَّديِقَ جَرِيمَ تمرِ والجُرامَة: التَّمْرُ المَجْرُوم، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُجْرَمُ مِنْهُ بعد ما يُصْرَمُ يُلْقَطُ مِنَ الكَرَب؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: مُفِجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ، كأَنَّها ... نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَنْ جَرِيم مُلَجْلَجِ «3» . أَراد النَّوَى؛ وَقِيلَ: الجَرِيم البُؤْرَةُ الَّتِي يُرْضَحُ فِيهَا النَّوَى. أَبو عَمْرٍو: الجَرام، بِالْفَتْحِ، والجَرِيمُ هُمَا النَّوَى وَهُمَا أَيضاً التَّمْرُ الْيَابِسُ؛ ذَكَرَهُمَا ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ فَعِيل وفَعالٍ مِثْلَ شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح. قَالَ: وأَما الجِرام، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ جَمْعُ جَرِيم مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ. يُقَالُ: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَيْ عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإِبلُ المَسانُّ. وَرُوِيَ عَنْ أَوْس بْنِ حارثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَا وَالَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ مِنَ الجَريمة والنارَ مِنَ الوثِيمةِ ؛ أَراد بِالْجَرِيمَةِ النواةَ أَخرج اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا النَّخْلَةَ. والوَثِيمةُ: الْحِجَارَةُ الْمَكْسُورَةُ. والجَريمُ: التَّمْرُ المَصْرُوم. والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ وَالشَّعِيرِ، وَهِيَ أَطرافه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى، والأَعرفُ الجُدَامَة، بِالدَّالِ، وَكُلُّهُ مِنَ القَطْع. وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه. والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أَيْ يَصْرِمُون؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَلَوْنَ بأَنْطاكِيَّةٍ، فَوْقَ عَقْمَةٍ، ... كجِرْمةِ نَخْلٍ أَوْ كجَنَّة يَثْرِبِ الجِرْمَةُ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ مِنَ البُسْر، شَبَّهَ مَا على

_ (1). 1 قوله [كَمَا قَالُوا زُرْقُمٌ وَغَيْرُهُ] الذي في النهاية: كما قالوا زرقم وستهم، والتاء للمبالغة (2). 2 قوله [وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ] أي يصف سحاباً كما في ياقوت وقبله: أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كَأَنَّ وَمِيضَهُ غَابٌ تَشَيَّمَهُ ضِرَامٌ مثقب قال الأَزهري: ساد أي مهمل، وقال أَبو عمرو: السادي الذي يبيت حيث يمسي. وتجرم أي قطع ثمانياً في البضيع وهي جزيرة بالبحر. يلوي بماء البحر: أي يحمله ليمطره ببلده (3). 1 قوله [عن نسور] الذي في نسخة التهذيب: من، بالميم

الْهَوْدَجِ مِنْ وَشْيٍ وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أَوْ بِجَنَّةِ يَثْرِبَ لأَنها كَثِيرَةُ النَّخْلِ، والعَقْمةُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَشْيِ. الأَصمعي: الجُرامة، بِالضَّمِّ، مَا سَقَطَ مِنَ التَّمْرِ إِذَا جُرِمَ، وَقِيلَ: الجُرامة مَا الْتُقِطَ مِنَ التَّمْرِ بعد ما يُصْرَمُ يُلْقَط مِنَ الكَرَبِ. أَبو عَمْرو: جَرِمَ الرَّجُلُ «1» إِذَا صَارَ يأْكل جُرامة النَّخْلِ بَيْنَ السَّعَفِ. وَيُقَالُ: جَاءَ زمنُ الجِرامِ والجَرام أَيْ صِرامِ النَّخْلِ. والجُرَّامُ: الَّذِينَ يَصْرِمونَ التَّمْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وَعَلَى الأَرض عَيْنٌ تَطْرِفُ ، يُرِيدُ تَجَرُّم ذَلِكَ القَرْنِ. يُقَالُ: تَجَرَّم ذَلِكَ القَرْنُ أَيِ انْقَضَى وانْصَرَم، وَأَصْلُهُ مِنَ الجَرْم القَطْعِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الخَرْم، وَهُوَ الْقَطْعُ. وجَرَمْتُ صُوفَ الشَّاةِ أَي جَزَزْته، وَقَدْ جَرَمْتُ مِنْهُ إِذَا أَخذت مِنْهُ مِثْلُ جَلَمْتُ. والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذَّنْبُ، وَالْجَمْعُ أَجْرامٌ وجُرُومٌ، وَهُوَ الجَرِيمَةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فَهُوَ مُجْرِم وجَرِيمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعظمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْماً مَنْ سأَل عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُجَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ ؛ الجُرْم: الذَّنْبُ. وقولُه تَعَالَى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ؛ قَالَ الزجاج: المُجْرِمون هاهنا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، الْكَافِرُونَ لأَن الَّذِي ذُكِرَ مِنْ قِصَّتهم التَّكْذِيبُ بِآيَاتِ اللَّهِ وَالِاسْتِكْبَارُ عَنْهَا. وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أَيِ ادَّعَى ذَنْبًا لَمْ أَفْعَلْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَعُدُّ عَليَّ الذَّنْبَ، إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ، ... وإِلَّا تَجِدْ ذَنْباً عَليَّ تَجَرَّم ابْنُ سِيدَهْ: تَجَرَّم ادَّعَى عَلَيْهِ الجُرْمَ وإِن لَمْ يُجْرِم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَدْ يُعْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّم وَقَالُوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قَالَ الشَّاعِرُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وتَرَى اللبيبَ مُحَسَّداً لَمْ يَجْتَرِمْ ... عِرْضَ الرجالِ، وعِرْضُه مَشْتُومُ وجَرَمَ إِلَيْهِمْ وَعَلَيْهِمْ جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إِذَا عَظُمَ جُرْمُه أَيْ أَذنب. أَبو الْعَبَّاسِ: فُلَانٌ يَتَجَرَّمُ عَلَيْنَا أَيْ يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنه؛ وأَنشد: أَلَا لَا تُبالي حَرْبَ قَومٍ تَجَرَّمُوا قَالَ: مَعْنَاهُ تَجَرَّمُوا الذُّنُوبَ عَلَيْنَا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وَكَذَلِكَ الجَرِيمَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُني، ... لَا إحْنَةٌ عِنْدَه وَلَا جَرِمَهْ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَلَا مَعْشَرٌ شُوسُ العُيون كأَنَّهم ... إليَّ، وَلَمْ أجْرِمْ بِهِمْ، طالِبُو ذحْلِ قَالَ: أَراد لَمْ أجْرِم إليهم أَو عَلَيْهِمْ فأَبدل الْبَاءَ مَكَانَ إِلى أَوْ عَلَى. والجُرْم: مَصْدَرُ الجارِم الَّذِي يَجْرِم نَفْسَه وَقَوْمَهُ شَرّاً. وَفُلَانٌ لَهُ جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الْجَانِي. والمُجْرِم: الْمُذْنِبُ؛ وَقَالَ: وَلَا الجَارِمُ الْجَانِي عَلَيْهِمْ بمُسْلَم

_ (1). 1 قوله [أَبُو عَمْرٍو جَرِمَ الرَّجُلُ إلخ] عبارة الأزهري: عمرو عن أبيه جرم إلخ

قَالَ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ* ، قال الفراء: القُرّاءُ قرؤوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ* ، وقرأَها يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ والأَعْمَشُ وَلَا يُجْرِمَنَّكم ، مِنْ أَجْرَمْتُ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: وَلَا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قَوْمٍ أَن تَعْتَدُوا، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ فُلَانٌ جَريمَة أَهله أَيْ كَاسِبُهُمْ. وَخَرَجَ يَجْرِمُ أَهْلَه أَيْ يَكْسبهم، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا مُتَقَارِبٌ لَا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قَوْمٍ أَن تَعْتَدُوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ واجْتَرم: كَسَبَ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص بَنِي سَعْد: طَريدُ عَشِيرةٍ، ورهينُ جُرْمٍ ... بِمَا جَرَمَتْ يَدي وجنَى لِساني وَهُوَ يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ وَيَطْلُبُ ويَحْتالُ. وجَريمةُ الْقَوْمِ: كاسِبُهم. يُقَالُ: فُلَانٌ جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أَيْ كَاسِبُهُمْ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يَصِفُ عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ لَهُ: جَريمَةُ ناهِضٍ فِي رأْسِ نِيقٍ، ... تَرى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيبا جَريمَةُ: بِمَعْنَى كَاسِبَةٍ، وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ: قَالَ يَصِفُ عُقاباً تَصِيدُ فَرْخَها الناهضَ مَا تأْكله مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ أَكَلَتْهُ، وَبَقِيَ عِظَامُهُ يَسِيلُ مِنْهَا الْوَدَكُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ثَعْلَبٌ أَن الجَريمة النَّواة. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: يُقَالُ: أَجْرَمَني كَذَا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَا يُجْرِمنَّكم : لَا يُدْخِلَنَّكم فِي الجُرم، كَمَا يُقَالُ آثَمْتُه أَيْ أَدخلته فِي الإِثم. الأَخفش فِي قَوْلِهِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ* أَيْ لَا يُحِقَّنَّ لَكُمْ لأَن قوله: لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ، إِنما هُوَ حَقٌّ أَن لهم النار؛ وأَنشد: جَرَمَتْ فَزارةُ بعدَها أَن يَغْضَبوا يَقُولُ: حَقَّ لَهَا. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَمَّا قَوْلُهُ لَا يُحِقَّنَّ لَكُمْ فإِنما أَحْقَقْتُ الشيءَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَقّاً فَجَعَلْتُهُ حَقًّا، وإِنما مَعْنَى الْآيَةِ، وَاللَّهُ أَعلم، فِي التَّفْسِيرِ لَا يَحْملَنَّكُم وَلَا يَكْسبَنَّكم، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وَلَا يَجْرِمَنَّكم قَالَ: لَا يَحْمِلَنَّكم «1»، وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَبِي أَسماء. والجِرْمُ، بِالْكَسْرِ: الجَسَدُ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَجرام؛ قَالَ يزيدُ بْنُ الحَكَمِ الثَّقَفيُّ: وَكَمْ مَوْطِنٍ، لَوْلاي، طِحْتَ كَمَا هَوى ... بأَجْرامِه مِنْ قُلَّة النِّيقِ مُنْهَوي وجَمَعَ، كَأَنَّهُ صَيَّر كُلَّ جُزْءٍ مِنْ جِرْمه جِرْماً، وَالْكَثِيرُ جُرُومٌ وجُرُم؛ قَالَ: مَاذَا تقُولُ لأَشْياخ أُولي جُرُمٍ، ... سُودِ الوُجوهِ كأمْثالِ المَلاحِيبِ التَّهْذِيبُ: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عَلَيْهِ أَجْرامه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ يُرِيدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ عَلَى مَا تَقَدَّم فِي بَيْتِ يَزِيدَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: اتّقُوا الصُّبْحة فَإِنَّهَا مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الجِرْمُ البَدَنُ. وَرَجُلٌ جَريمٌ: عَظِيمُ الجِرْم؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وَقَدْ تَزْدَري العينُ الفَتى، وَهُوَ عاقِلٌ، ... ويُؤفَنُ بَعْضُ القومِ، وَهُوَ جَريمُ

_ (1). 1 قوله [وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ قَالَ لَا يَحْمِلَنَّكُمْ]، هذا القول ليونس كما نص عليه الأَزهري

وَيُرْوَى: وَهُوَ حَزِيمُ، وَسَنَذْكُرُهُ، والأُنثى جَريمة ذَاتُ جِرْم وجِسْم. وَإِبِلٌ جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حَكَى يَعْقُوبُ عَنْ أَبي عَمْرٍو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: عِظام الأَجْرام يَعْنِي الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ: لأَسْتَلّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه، ... وَقَدْ كانَ ذَا ضِغْنٍ يَضِيقُ بِهِ الجِرْمُ يَقُولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصَّوْتُ، وَقِيلَ: جَهارَتُه، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ. وجِرْمُ الصَّوْتِ: جَهارته. وَيُقَالُ: مَا عَرِفْتُهُ إِلا بِجِرْم صَوْتِهِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَدْ أُولِعَتِ العامَّةُ بِقَوْلِهِمْ فُلَانٌ صَافِي الجِرْم أَيْ الصَّوْتِ أَوِ الحَلْق، وَهُوَ خطأٌ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: كَانَ حَسَنَ الجِرْم ؛ قِيلَ: الجِرْم هُنَا الصَّوْتُ، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَرِمَ لونُه «1» إِذَا صَفَا. وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وَسَنَةٌ مُجَرَّمة: تامَّة، وَقَدْ تَجَرَّم. أَبو زَيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ الْمَاضِي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: ولكنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْني ثلاثَةً ... مُجَرَّمةً، ثُمَّ اسْتَمَرَّتْ بِنَا غِبَّا ابْنُ هَانِئٍ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وَشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فِيهِمَا، وَيَوْمٌ مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وَهُوَ التَّامُّ، اللَّيْثُ: جَرَّمْنا هَذِهِ السنةَ أَيْ خَرَجْنا مِنْهَا، وتَجَرَّمَتِ السنةُ أَيِ انْقَضَتْ، وتَجَرَّمَ الليلُ ذَهَبَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: دِمَنٌ، تَجَرَّم، بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها، ... حِجَجٌ خَلَوْنَ: حَلالُها وحَرامُها أَيْ تَكَمَّل؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ القَطْع كأَنّ السَّنَةَ لَمَّا مَضَتْ صَارَتْ مَقْطُوعَةً مِنَ السَّنَةِ الْمُسْتَقْبَلَةِ. وجَرَّمْنا القومَ: خَرَجْنَا عَنْهُمْ. وَلَا جَرَم أَيْ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ حَقّاً؛ قَالَ أَبو أسماء بن الضَّريبَةِ: وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزارةَ، بعدَها، أَن يَغْضَبُوا أَيْ حَقَّتْ لَهَا الغَضَبَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كسَبَتْها الغَضَبَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ، فإِن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها فعل، ومعناها لَقَدْ حَقَّ أَن لَهُمُ النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أَن لَهُمُ النارَ يَدُلُّك عَلَى أَنها بِمَنْزِلَةِ هَذَا الْفِعْلِ إِذَا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ عَمِلَتْ بعدُ فِي أَنّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا جَرَمَ لآتِيَنَّك، لَا جَرَم لَقَدْ أَحْسَنْتَ، فَتَرَاهَا بِمَنْزِلَةِ الْيَمِينِ، وَكَذَلِكَ فَسَّرَهَا الْمُفَسِّرُونَ حَقّاً أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُون، وَأَصْلُهَا مِنْ جَرَمْتُ أَيْ كَسَبْتُ الذنبَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ إِن جَرَمْتُ كَقَوْلِكَ حُقِقْتُ أَوْ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وإِنما لَبَّس عَلَيْهِ قولُ الشَّاعِرِ: جَرَمَتْ فَزارةُ بَعْدَهَا أَن يَغْضَبُوا فَرَفَعُوا فَزارة وَقَالُوا: نَجْعَلُ الْفِعْلَ لفَزارة كأَنها بِمَنْزِلَةِ حَقَّ لَهَا أَوْ حُقَّ لَهَا أَن تَغْضَبَ، قَالَ: وَفَزَارَةُ مَنْصُوبٌ فِي الْبَيْتِ، الْمَعْنَى جَرَمَتْهُم الطعنةُ الغَضَبَ أَيْ كَسَبَتْهم. وَقَالَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ: حَقِيقَةُ مَعْنَى لَا جَرَمَ* أن لا نَفْيٌ هاهنا لَمَّا ظَنُّوا أَنَّهُ يَنْفَعُهُمْ؛ فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقِيلَ: لَا يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ ابتدأ فقال:

_ (1). 1 قوله [وجرم لونه] وكذلك جرم إذا عظم بدنه، وبابهما فرح كما ضبط بالأَصل والتهذيب والتكملة وصوّبه السيد مرتضى على قول المجد: وأَجرم عظم لونه وصفا

جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ؛ أَيْ كَسَبَ ذَلِكَ العملُ لَهُمُ الخُسْرانَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ؛ الْمَعْنَى لَا يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لَهُمْ عذابَ النَّارِ أَيْ كَسَبَ بهم عَذابَها. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ أَبْيَن مَا قِيلَ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْفَرَّاءُ لَا جَرَم كلمةٌ كَانَتْ فِي الأَصل بِمَنْزِلَةِ لَا بُدَّ وَلَا مَحَالَةَ، فَجَرتْ عَلَى ذَلِكَ وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم وَصَارَتْ بِمَنْزِلَةِ حَقًّا، فَلِذَلِكَ يُجَابُ عَنْهَا بِاللَّامِ كَمَا يُجَابُ بِهَا عَنِ الْقَسَمِ، أَلَا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ لَا جَرَم لَآتِيَنَّكَ؟ قَالَ: وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ جَرَمْتُ حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا لَبَّسَ عَلَيْهِ الشَّاعِرُ أَبو أَسماء بِقَوْلِهِ: جَرَمْتَ فَزارة؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَحَقّت عَلَيْهِمُ الغضَبَ أَيْ أَحَقَّتْ الطعنةُ فَزَارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا، وحَقَّتْ أَيْضًا: مِنْ قَوْلِهِمْ لَا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا أَيْ حَقّاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْقَوْلُ ردٌّ عَلَى سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلِ لأَنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أَيْ بالغَضَبِ فَأَسْقَطَ الْبَاءَ، قَالَ: وَفِي قَوْلِ الْفَرَّاءِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ فِيهِ لأَن تَقْدِيرَهُ عِنْدَهُ كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عَلَيْكَ، قَالَ: وَالْبَيْتُ لأَبي أَسماء بْنِ الضَّريبة، وَيُقَالُ لعَطِية بْنِ عَفِيفٍ، وَصَوَابُهُ: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة، بِفَتْحِ التَّاءِ، لأَنه يُخَاطِبُ كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: يَا كُرْزُ إنَّك قَدْ قُتِلْتَ بفارسٍ ... بَطَلٍ، إِذَا هابَ الكُماةُ وجَبَّبُوا وَكَانَ كُرْزٌ قَدْ طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَةَ، وَهُوَ حِصْنُ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْر الفَزاريّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ جَرَم إِنَّمَا تَكُونُ جَوَابًا لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْكَلَامِ، يَقُولُ الرَّجُلُ: كَانَ كَذَا وَكَذَا وَفَعَلُوا كَذَا فَتَقُولُ: لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ سَيَنْدَمُونَ، أَوْ أَنه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ يَقُولَانِ لَا جَرَمَ تَبْرِئةٌ. وَيُقَالُ: لَا جَرَم «2» وَلَا ذَا جَرَم وَلَا أنْ ذَا جَرَم وَلَا عَنْ ذَا جَرَم وَلَا جَرَ، حَذَفُوهُ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِيَّاهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ، بِلَا مِيمٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَثُرَ فِي الْكَلَامِ فَحُذِفَتِ الْمِيمُ، كَمَا قَالُوا حاشَ للهِ وَهُوَ فِي الأَصل حاشَى، وَكَمَا قَالُوا أَيْشْ وَإِنَّمَا هُوَ أيُّ شَيْءٍ، وَكَمَا قَالُوا سَوْ تَرَى وَإِنَّمَا هُوَ سوفَ تَرَى. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قِيلَ لَا صِلَةَ فِي جَرَم وَالْمَعْنَى كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: يَا أُمَّ عَمْرٍو، بَيِّني لَا أَوْ نَعَمْ، ... إِنْ تَصْرمِي فراحةٌ مِمَّنْ صَرَمْ، أَوْ تَصِلِي الحَبْلَ فَقَدْ رَثَّ ورَمّ ... قُلْتُ لَهَا: بِينِي فَقَالَتْ: لَا جَرَمْ أنَّ الفِراقَ اليومَ، واليومُ ظُلَمْ ابْنُ الأَعرابي: لَا جَرَ لَقَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا أَيْ حَقًّا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَم، وَالْعَرَبُ تَصِلُ كَلَامَهَا بِذِي وَذَا وَذُو فَتَكُونُ حَشْواً وَلَا يُعْتَدُّ بِهَا؛ وأَنشد: إِنَّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ وَفِي حَدِيثِ قَيْس بْنِ عَاصِمٍ: لَا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ تَرِدُ بِمَعْنَى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَقْدِيرِهَا فَقِيلَ أَصْلُهَا التَّبْرِئَةُ بِمَعْنَى لَا بُدَّ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ فِي مَعْنَى حقّاً، وقيل:

_ (2). 1 قوله [ويقال لا جرم إلخ] زاد الصاغاني: لا جرم بضم فسكون، ولا جرم بوزن كرم، ومعنى لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أن ذا جرم أستغفر الله، والأجرام: متاع الراعي. والأجرام من السمك: لونان مستدير بلون وأسود له أجنحة

جَرَمَ بِمَعْنَى كَسَب، وَقِيلَ: بِمَعْنَى وَجَبَ وحَقَّ وَلَا رَدٌّ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْكَلَامِ ثُمَّ يبتدأُ بِهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ؛ أَيْ لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثُمَّ ابتدأَ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُمُ النَّارُ. والجَرْمُ: الحَرُّ، فَارِسِيٌّ معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حَارَّةٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: دَفِيئةٌ، وَالْجَمْعُ جُرُومٌ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. اللَّيْثُ: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يُقَالُ: هَذِهِ أَرض جَرْمٌ وَهَذِهِ أَرض صَرْدٌ، وَهُمَا دخِيلان «1». فِي الحرِّ وَالْبَرْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: والجُروُمُ مِنَ الْبِلَادِ خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ مِنْ زوارقِ اليَمَن، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُرُومٌ. والمُدّ يُدْعَى بِالْحِجَازِ: جَرِيماً. يُقَالُ: أَعطيته كَذَا وَكَذَا جَرِيماً مِنَ الطَّعَامِ. وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ فِي قُضاعة وَهُوَ جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، وَالْآخَرُ فِي طيِء. وَبَنُو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ فِي بَنِي ضَبَّة، وَالْآخَرُ فِي بَنِي سَعْدٍ. اللَّيْثُ: جَرْمٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَالَ: إِذَا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ ... إِلَى رَمْلِها، والجارمِيُّ عَمِيدُها «2» . عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وَقَدْ يُثَقَّلُ، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ قبيلة. جرثم: الجُرْثُومة: الأَصل؛ وجُرْثُومة كُلِّ شَيْءٍ أَصلُه ومُجْتَمَعُه، وَقِيلَ: الجُرْثُومة مَا اجْتَمَعَ مِنَ التُّرَابِ فِي أُصول الشَّجَرِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وجُرثومة النَّمْلِ: قَرْيته. اللَّيْثُ: الجُرْثومة أَصْلُ شَجَرَةٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْهَا التُّرَابُ. والجُرْثُومة: التُّرَابُ الَّذِي تَسْفيه الريحُ، وَهِيَ أَيْضًا مَا يَجْمَعُ النَّمْلُ مِنَ التُّرَابِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: لَمَّا أَراد أَنْ يَهْدِمَ الْكَعْبَةَ وَيَبْنِيَهَا كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ جَراثيمُ أَيْ كَانَ فِيهَا أَمَاكِنُ مُرْتَفِعَةٌ عَنِ الأَرض مُجْتَمِعَةٌ مِنْ تُرَابٍ أَوْ طِينٍ؛ أَراد أَن أَرض الْمَسْجِدِ لَمْ تَكُنْ مُسْتَوِيَةً. والاجْرِنْثامُ: الاجتماعُ واللزومُ لِلْمَوْضِعِ. واجْرَنْثَمَ القومُ إِذَا اجْتَمَعُوا وَلَزِمُوا مَوْضِعًا. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وعادَ لَهَا النِّقادُ مُجْرَنْثِماً أَيْ مُجْتَمِعًا مُتَقَبضاً، والنِّقادُ صِغَارُ الْغَنَمِ، وَإِنَّمَا اجْتَمَعَتْ مِنَ الجَدْب لأَنها لَمْ تَجِدْ مَرْعىً تَنْتَشِرُ فِيهِ، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ مُجْرَنْثِمةً لأَن لَفْظَ النِّقادِ لَفْظُ الِاسْمِ الْوَاحِدِ كالحِذَارِ والخِمارِ، وَيُرْوَى مُتَجَرْثِماً، وَهُوَ مُتَفَعْلِلٌ مِنْهُ، وَالنُّونُ وَالتَّاءُ فِيهِمَا زَائِدَتَانِ، وَقَدِ اجْرَنْثَمَ وتَجَرْثَم؛ قَالَ نُصَيْبٌ: يَعلُّ بَنِيهِ المَحْض مِنْ بَكَراتِها، ... وَلَمْ يُحْتلَبْ زِمْزيرُها المُتَجَرْثِمُ وتَجَرْثَم الرجلُ: اجْتَمَعَ. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: الأَسْدُ جُرْثُومةُ العربِ فَمَنْ أَضَلَّ نَسَبه فليأْتهم ؛ هُمْ، بِسُكُونِ السِّينِ، الأَزْدُ فأَبدلوا الزَّايَ سِينًا، وتَجَرْثَمَ الشيءُ واجْرَنْثَم إِذَا اجْتَمَعَ؛ قَالَ خُلَيْدٌ اليَشْكُريُّ: وكَعْثَباً مُرَكَّناً مُجْرَنْثِما وَفِي الْحَدِيثِ: تَمِيم بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها ؛ الجُرثُمة هِيَ الجُرْثُومة، وَجَمْعُهَا جَرَاثِيمُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَن سَرَّه أَنْ يَتَقَحَّمَ جَراثِيمَ جَهَنَّمَ فلْيَقْضِ فِي الجَدِّ. والجُرْثُومة: الغَلْصَمَةُ. واجْرَنْثَم الرجلُ وتَجَرْثَمَ إِذَا سَقَطَ مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ.

_ (1). 1 قوله [وهما دخيلان إلخ] عبارة التهذيب: دخيلان مستعملان (2). 2 قوله [إذا ما إلخ] تقدم في عمد: شمساً بدل حرباً والجلهمي بدل الجارميّ، والذي هناك هو ما في المحكم

وتَجَرْثمَ الشيءَ: أخَذ مُعْظَمَه؛ عَنْ نُصَيْرٍ. وجُرْثُمُ: مَوْضِعٌ. جرجم: جَرْجَمَ الطعامَ: أَكله، عَلَى البَدَل مِنْ جَرجَبَ. وجَرْجَمَ الشرابَ: شَرِبه. وجَرْجَمَ البيتَ: هَدَمَه أَوْ قَوَّضَه. وتَهَدّم الحائطُ وتَجَرْجَمَ هُوَ: سَقَطَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أخَذ بعُرْوتها الوُسطَى، يَعْنِي مَدَائِنَ قَوم لُوطٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ أَلْوَى بِهَا فِي جَوِّ السَّمَاءِ حَتَّى سَمِعَتِ الملائكةُ ضَواغِيَ كِلَابِهَا، ثُمَّ جَرْجَمَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ أَيْ أَسقط. والمُجَرْجَمُ: المَصْرُوعُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنهم مِنْ فائِظٍ مُجَرْجَمِ وجَرْجَمَ الرجلَ: صَرَعه. وتَجَرْجَمَ الوَحْشِيُّ وَغَيْرُهُ فِي وَجَارِهِ: تَقَبَّض وَسَكَنَ، وَقَدْ جَرْجَمه الخوفُ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ طالوتُ لِدَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْتَ رَجُلٌ جَرِيءٌ وَفِي جِبَالِنَا هَذِهِ جَراجِمةٌ يَحْتَرِبُون الناسَ أَيْ لُصُوصٌ يَسْتَلِبون الناسَ ويَنْتَهبونهم. والجَراجِمَة: قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ بِالْجَزِيرَةِ. وَيُقَالُ: الجَراجِمة نَبَطُ الشَّام؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي وَجْزة: لَوْ أَنَّ جَمْعَ الرُّومِ والجَراجِمَا جردم: الجَرْدَمَة فِي الطَّعَامِ: مِثْلُ الجَرْدَبَة. ابْنُ سِيدَهْ: جَرْدَمَ عَلَى الطَّعَامِ وَفِي الطَّعَامِ لُغَةٌ فِي جَرْدَب، وَهُوَ أَنْ يَسْتُرَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الطَّعَامِ بِشِمَالِهِ لِئَلَّا يَتَنَاوَلَهُ غَيْرُهُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: مِيمُهُ بَدَلٌ مِنْ بَاءِ جَرْدَبَ؛ وأَنشد: هَذَا غُلامٌ لَهِمٌ مُجَرْدِمُ، ... لزادِ مَنْ رافَقَه مُزَرْدِمُ وَرَجُلٌ جَرْدَمٌ: كَثِيرُ الْكَلَامِ. وجَرْدَمَ السِّتِّين: جاوَزَها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وجَرْدَمَ مَا فِي الجَفْنة: أَتَى عَلَيْهِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وجَرْدَمَ الخُبْزَ: أَكَلَهُ كلَّه. شَمِرٌ: هُوَ يُجَرْدِمُ مَا فِي الإِناء أَيْ يأْكله ويُفْنيه. وجَرْدَم إِذَا أَكْثَرَ الْكَلَامَ. والجَرْدَمَةُ: الإِسراعُ؛ عن كراع. جرذم: الجَرْذَمة: السُّرْعة فِي المَشْي والعَمَل. جرزم: الجَرْزَم والجِرْزِم «1»؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ: الخُبْزُ القَفارُ اليابس. جرسم: الجُرْسُم: السَّمُّ «2»؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ ذُكِرَ بِالْحَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: رَأَيْتُهُ مُقَيَّدًا بِخَطِّ اللِّحْيَانِيِّ الجُرْسُم، بِالْجِيمِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ. والجِرْسامُ: البِرسامُ. ابْنُ دُرَيْدٍ: جِرْسامٌ وجِلْسامٌ الَّذِي تُسميه الْعَامَّةُ بِرْساماً، والله أَعلم. جرشم: جَرْشَمَ الرجلُ: لُغَةٌ فِي جَرْشَبَ. اللَّيْثُ: جَرْشَم الرجلُ وجَرْشَبَ بِمَعْنًى أَيِ انْدَمل بَعْدَ الْمَرَضِ والهُزال. وجَرْشَم: مِثْلُ بَرْشَم أَيْ أَحَدَّ النَّظَرَ. وجَرْشَمَ: كَرَّهَ وَجْهَه. غَيْرُهُ: جَرْشَم الرجلُ إِذَا كَانَ مَهْزُولًا أَوْ مَرِيضًا ثُمَّ انْدَمَلَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جَرْشَبَ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِابْنِ الرِّقاع: مُجْرَنْشِماً لعَماياتٍ تُضِيءُ بِهِ، ... مِنْهُ الرِّضابُ وَمِنْهُ المُسْبِلُ الهَطِلُ قَالَ: مُجْرَنْشِمٌ مُجْتَمِعٌ مُتَقَبِّضٌ، بِالْجِيمِ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْخَاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ، وَقَدْ وَرَدَتْ حُرُوفٌ تَعاقب فِيهَا الْخَاءُ وَالْجِيمُ كالزَّلَخَانِ والزَّلَجانِ،

_ (1). 1 قوله [الجرزم والجرزم] كجعفر وزبرج. قاموس (2). 2 قوله [الجرسم السم] عبارة التكملة: الجرسم والجرسام السم انتهى وضبط الأَول كقنفذ والثاني بكسر الجيم كسروال، ولما رأى السيد مرتضى اقتصار اللسان على الأَول كتب على قول المجد: والجرسام بالكسر السم، الصواب فيه كقنفذ

وانْتَجَبْتُ الشَّيْءَ وانْتَخَبْتُه إِذَا اخْتَرْتَه. والجَرْشَمُ مِنَ الحيَّات: الخَشِنُ الجِلْد. جرضم: نَاقَةٌ جِرْضِمٌ: ضَخْمة. اللَّيْثُ: الجُرْضُمُ والجُراضِمُ مِنَ الغنمِ الأَكُول الْوَاسِعُ الْبَطْنِ، وَهُوَ الأَكُول جِدّاً، ذَا جِسْم كَانَ أَوْ نَحِيفًا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَلَمَّا تَصافنَّا الإِداوَةَ أَجْهَشَتْ ... إليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ ابْنُ دُرَيْدٍ: جُراضِمٌ وجُرافِضٌ وَهُوَ الثَّقِيلُ الوَخِمُ. والجِرْضَمُّ مِنَ الْغَنَمِ «1»: الْكَبِيرَةُ السَّمِينَةُ، وَمِنَ الإِبل الضَّخْمة. جَرْهَمَ: جُرْهُم: حَيٌّ مِنَ اليَمن نَزَلُوا مَكَّةَ وَتَزَوَّجَ فِيهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَهُمْ أَصهاره ثُمَّ أَلْحَدُوا فِي الحرَم فأَبادَهم اللَّهُ تَعَالَى. وَرَجُلٌ جِرْهامٌ ومُجْرَهِمٌّ: جادٌّ «2». فِي أَمْره، وَبِهِ سُمِّيَ جُرْهُمٌ. وجِرْهامٌ: مِنْ صِفَاتِ الأَسد. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ الجُرْهُمُ الجَرِيءُ فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. وَجَمَلٌ جُرَاهِمٌ: عَظِيمٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة يَصِفُ ضَبُعاً: تَرَاهَا الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً ... جُراهِمَةً، لها حِرَةٌ وثِيلُ عَنَى بالجُراهِمَةِ الضخمةَ الثقيلةَ، وَقَوْلُهُ: لَهَا حِرَةٌ وثِيل، مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّ ضَبُع خُنْثَى فِيمَا زَعَمُوا، وَاسْتَعَارَ الثِّيلَ لَهَا وَإِنَّمَا هُوَ لِلْبَعِيرِ، يُقَالُ: بَعِيرٌ عُرَاهِنٌ وعُراهِمٌ وجُراهِمٌ عَظِيمٌ؛ وَقَالَ عَمْرٌو الهُذَلي: فَلَا تَتَمَنَّنِي وتَمنَّ جِلْفاً ... جُراهِمَةً هِجَفّاً، كالخَيالِ جُراهِمَة: ضَخْمًا، هِجَفّاً: ثَقِيلًا طَوِيلًا، كَالْخَيَالِ: لَا غَناءَ عِنْدَهُ. وجمَل جُراهِمٌ وَنَاقَةٌ جُراهِمَةٌ أَي ضَخمة. جَزَمَ: الجَزْمُ: الْقَطْعُ. جَزَمْتُ الشَّيْءَ أَجْزِمُهُ جَزْماً: قَطَعْتُهُ. وجَزَمْتُ الْيَمِينَ جَزْماً: أَمضيتها، وَحَلَفَ يَمِينًا حَتْماً جَزْماً. وَكُلُّ أَمْرٍ قَطَعْتَهُ قَطْعًا لَا عَوْدَةَ فِيهِ، فَقَدْ جَزَمْتَه. وجَزَمْتُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَيْ قَطَعْتُهُ؛ وَمِنْهُ جَزْمُ الحَرْفِ، وَهُوَ فِي الإِعراب كَالسُّكُونِ فِي الْبِنَاءِ، تَقُولُ جَزَمْتُ الْحَرْفَ فانْجَزم. اللَّيْثُ: الجَزْمُ عَزِيمةٌ فِي النَّحْوِ فِي الْفِعْلِ فالحرفُ المَجْزُومُ آخرهُ لَا إِعْرَابَ لَهُ. وَمِنَ الْقِرَاءَةِ أَن تَجْزِمَ الْكَلَامَ جَزْماً بِوَضْعِ الحروف مواضعها في بيانٍ ومَهَلٍ. والجَزْمُ: الْحَرْفُ إِذَا سَكَنَ آخِرُهُ. المُبرّد: إِنَّمَا سُمِّيَ الجَزْمُ فِي النَّحْوِ جَزْماً لأَن الجَزْم فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْقَطْعُ. يُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ جَزْماً فكأَنه قُطِعَ الإِعرابُ عَنِ الْحَرْفِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَزْمُ إِسْكَانُ الْحَرْفِ عَنْ حَرَكَتِهِ مِنَ الإِعراب مِنْ ذَلِكَ، لِقُصُورِهِ عَنْ حَظِّه مِنْهُ وَانْقِطَاعِهِ عَنِ الْحَرَكَةِ ومَدِّ الصَّوْتِ بِهَا للإِعراب، فَإِنْ كَانَ السُّكُونُ فِي مَوْضُوعِ الْكَلِمَةِ وأَوَّلِيَّتها لَمْ يُسَمَّ جَزْماً، لأَنه لَمْ يَكُنْ لَهَا حَظٌّ فقَصُرَتْ عَنْهُ. وَفِي حديث النخعي: التكبير جَزْمٌ وَالتَّسْلِيمُ جَزْمٌ ؛ أَرَادَ أَنَّهُمَا لَا يُمَدَّان وَلَا يُعْرَبُ آخِرُ حُرُوفِهِمَا، وَلَكِنْ يُسَكَّنُ فَيُقَالُ: اللَّهُ أكْبَرْ، إِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ، وَلَا يُقَالُ اللَّهُ أَكْبَرُ فِي الْوَقْفِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْعَرَبُ تسمِّي خَطَّنا هَذَا جَزْماً. ابْنُ سِيدَهْ: والجَزْمُ هَذَا الخطُّ المؤَلَّف مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سُمِّيَ جَزْماً

_ (1). 1 قوله [والجرضم من الغنم إلخ] وكذلك الشيخ الساقط هزالًا وضبط في التكملة كقرشبّ وفي القاموس كجعفر (2). 2 قوله [مجرهم جادّ] كذا ضبط مجرهم كمقشعرّ بالأصل والمحكم لكن ضبط في القاموس كالتكملة بوزن مدحرج

لأَنه جُزِمَ عَنِ المُسْنَدِ، وَهُوَ خَطُّ حِمْيَر فِي أَيام مُلْكهم، أَيْ قُطِعَ. وجَزَمَ عَلَى الأَمر وجَزَّمَ: سَكَتَ. وجَزَّم عَنِ الشَّيْءِ: عَجَزَ «1». وجَبُنَ. وجَزَّمَ القومُ إِذَا عَجَزُوا وبَقِيتُ مُجَزِّماً: مُنْقَطِعًا؛ قَالَ: ولكنِّي مَضَيْتُ وَلَمْ أُجَزِّمْ، ... وَكَانَ الصَّبْرُ عادَةَ أَوَّلِينا والجَزْمُ مِنَ الخَطِّ: تسويةُ الْحَرْفِ. وقَلَمٌ جَزْمٌ: لَا حَرْفَ لَهُ. وجَزَمَ القراءةَ جَزْماً: وَضَعَ الحروف مواضعها في بيان ومَهَلٍ. وجَزَمْت القِربةَ: ملأْتها، والتّجْزيمُ مِثْلُهُ. وسِقاء جازِمٌ ومِجْزَمٌ: مُمْتَلِئٌ؛ قَالَ: جَذْلانَ يَسَّر جُلَّةً مَكْنوزةً، ... دَسْماءَ بَحْوَنَةً ووَطْباً مِجْزَما وَقَدْ جَزَمَهُ جَزْماً: قَالَ صَخْرُ الغَيّ: فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهَا قِرْبَتي، ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَوْ خَلِيفا والخَلِيفُ: طَرِيقٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ. وجَزَّمَهُ: كَجَزَمَهُ. وَيُقَالُ للسِّقاء مِجْزَمٌ، وَجَمْعُهُ مَجازِمُ. والجَزْمَةُ: الأَكْلَة الْوَاحِدَةُ. وجَزَمَ يَجْزِمُ جَزْماً: أَكَلَ أَكْلَةً تَمَّلأَ عَنْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جَزَمَ إِذَا أَكَلَ أَكْلَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. وجَزَم النخلَ يَجْزِمُه جَزْماً واجْتَزمَه: خَرَصَه وحَزَرَه؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ الأَعشى: هُوَ الواهِبُ المائةِ المُصْطَفاةِ، ... كالنَّخْلِ طافَ بِهَا المُجْتَزِم بِالزَّايِ، مَكَانَ الْمُجْتَرِمِ، بِالرَّاءِ؛ قَالَ الطُّوسي: قُلْتُ لأَبي عَمْرٍو لِمَ قَالَ طَافَ بِهَا المُجْتَرِم؟ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: أَراد أَنَّهُ يَهَبُها عِشاراً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا قَدْ بَلَغَتْ أَنْ تُنتَج كَالنَّخْلِ الَّتِي بَلَغَتْ أَنْ تُجتَرَمَ أَيْ تُصْرَمَ، فَالْجَارِمُ يَطُوفُ بِهَا لصَرْمِها. وَيُقَالُ: اجْتَزَمْتُ النَّخلةَ اشْتَرَيْتُ تَمْرَهَا فَقَطْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الاجْتِزامُ شِرَاءُ النَّخْلِ إِذَا أَرْطَبَ. واجْتَزَمَ فلانٌ حَظِيرةَ فُلَانٍ إِذا اشْتَرَاهَا، قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْيَمَامَةِ. واجْتَزَمَ فُلَانٌ نَخْل فلانٍ فأَجْزَمه إِذا ابْتَاعَهُ مِنْهُ فَبَاعَهُ. وجَزَم مِنْ نَخْلِهِ جِزْماً أَي نَصِيبًا. ابْنُ الأَعرابي: إِذا بَاعَ الثَّمَرَةَ فِي أَكمامها بِالدَّرَاهِمِ فَذَلِكَ الجَزْمُ. والجَزْم: شَيْءٌ يُدْخَلُ فِي حَياء النَّاقَةِ لتَحْسِبَهُ ولدَها فتَرْأَمَه كالدُّرْجَة. وجَزَّمَ بسَلْحه: أَخرج بَعْضَهُ وَبَقِيَ بَعْضُهُ، وَقِيلَ: جَزَّم بِسَلْحِهِ «2». خَذَفَ. وتَجَزَّمَتِ الْعَصَا: تَشَقَّقَتْ كَتَهَزَّمَتْ. والجَزْمُ مِنَ الأُمور: الَّذِي يأْتي قَبْلَ حِينِهِ «3»، والوَزْمُ الَّذِي يأْتي فِي حِينِهِ. والجِزْمةُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الْمَاشِيَةِ: المائةُ فَمَا زَادَتْ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الأَربعين، وَقِيلَ: الجِزْمَةُ مِنَ الإِبل خَاصَّةً نَحْوَ الصِّرْمَة. الْجَوْهَرِيُّ: الجِزْمَةُ، بِالْكَسْرِ، الصِّرْمةُ مِنَ الإِبل، والفِرْقةُ مِنَ الضأْن. وَيُقَالُ: جَزَّم البعيرُ فَمَا يَبْرَحُ، وانْجَزَمَ العظمُ إِذا انْكَسَرَ. الْفَرَّاءُ: جَزَمَتِ الإِبلُ إذا رَوِيَتْ

_ (1). 1 قوله [وَجَزَّمَ عَنِ الشَّيْءِ عَجَزَ] وكذلك جزم بالتخفيف كما في القاموس والتهذيب (2). 1 قوله [وجزم بسلحه] كذا ضبط بالتثقيل بالأصل والمحكم والتكملة، ومقتضى صنيع القاموس أَنه بالتخفيف (3). 2 قوله [الَّذِي يَأْتِي قَبْلَ حِينِهِ إلخ] ومنه قول شبيل بالتصغير ابن عذرة بفتح فسكون: إلى أجل يوقت ثم يأتي بجزم أو بوزم باكتمال انتهى. التكملة. وزاد الجوازم: وطاب اللبن المملوءة، والجزم، بالفتح، إيجاب الشيء؛ يقال: جزم على فلان كذا وكذا أوجبه، واجتزمت جزمة من المال، بالكسر، أي أَخذت بعضه وأَبقيت بعضه

مِنَ الْمَاءِ، وَبَعِيرٌ جازمٌ وإِبل جَوازِمُ. جَسَمَ: الجِسْمُ: جَمَاعَةُ البَدَنِ أَو الأَعضاء مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالدَّوَابِّ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الأَنواع الْعَظِيمَةِ الخَلْق، وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الْخُطَبَاءِ للأَعراض فَقَالَ يَذْكُرُ عِلْم القَوافي: لَا مَا يَتَعَاطَاهُ الْآنَ أَكثر النَّاسِ مِنَ التَّحَلي بِاسْمِهِ، دُونَ مُبَاشَرَةِ جَوْهَره وجِسْمه، وكأَنه إِنما كَنى بِذَلِكَ عَنِ الْحَقِيقَةِ لأَن جِسْم الشَّيْءِ حقيقةٌ واسْمه لَيْسَ بِحَقِيقَةٍ، أَلَا تَرَى أَنَّ العَرَض لَيْسَ بِذِي جِسْمٍ وَلَا جَوْهَرٍ إِنما ذَلِكَ كُلُّهُ اسْتِعَارَةٌ ومَثَلٌ؟ وَالْجَمْعُ أَجْسامٌ وجُسومٌ. والجُسْمانُ: جَمَاعَةُ الجِسْمِ. والجُسْمانُ: جِسْمُ الرَّجُلِ. وَيُقَالُ: إِنه لنَحيفُ الجُسْمان، وجُسمانُ الرجلُ وجُثْمانُه وَاحِدٌ. ورجُل جُسْمانيٌّ وجُثْمانيٌّ إِذا كَانَ ضَخْم الجُثَّة. أَبو زَيْدٍ: الجِسْمُ الجَسَدُ، وَكَذَلِكَ الجُسْمانُ، والجُثْمانُ الشَّخْصُ. وَقَدْ جَسُمَ الشيءُ أَي عَظُمَ، فَهُوَ جَسِيمٌ وجُسام، بِالضَّمِّ. والجِسامُ، بِالْكَسْرِ: جَمْعُ جَسيمٍ. وجَسُمَ الرجلُ وَغَيْرُهُ يَجْسُمُ جَسامةً، فَهُوَ جَسِيمٌ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ وأَنشد شَاهِدًا عَلَى جُسامٍ: أَنْعَتُ عَيْراً سَهُوَقاً جُساما أَبو عُبَيْدٍ: تجَسَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَي اخْتَرْتُهُ كأَنك قَصَدْتَ جِسْمَه، كَمَا تَقُولُ تأَيَّيْتُه أَي قَصَدْتُ آيَتَه وَشَخْصَهُ. وتَجَسَّمْها نَاقَةً مِنَ الإِبل فانْحَرْها أَي اخْتَرْها؛ وأَنشد: تَجَسَّمَه مِنْ بَينِهِنَّ بمُرْهَفٍ، ... لَهُ جالِبٌ، فَوْقَ الرِّصاف، عَلِيلُ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَجَسَّمْتُ الأَمْرَ إِذا رَكِبْتَ أَجْسَمَه وجَسِيمَه ومُعْظَمه. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُرْهَفُ النَّصْلُ الرَّقِيقِ، وَالْجَالِبُ الَّذِي عَلَيْهِ كالجُلْبَةِ مِنَ الدَّمِ، عَليلٌ عُلَّ بِالدَّمِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وتَجَسَّمْتُ الرملَ وَالْجَبَلَ أَي رَكِبْتُ أَعظمه. وتَجَسَّمْتُ الأَرضَ إِذا أَخذتَ نحوَها تُرِيدُهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُلِجْنَ مِنْ أَصواتِ حادٍ شَيْظَمِ، ... صُلْبٍ عَصاهُ للمَطيّ مِنْهَمِ، لَيْسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّم أَي لَيْسَ يَنْتَظر. وتَجَسَّمَ: مِنَ الجِسْم. والتَّجَسُّمُ: رُكُوبُ أَجْسمِ الأَمرِ ومُعْظَمِه. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سمِعت أَبَا مِحْجَنٍ وغيرَه يَقُولُ: تَجَسَّمْتُ الأَمر وتَجشَّمْتُهُ إِذا حَمَلْت نَفْسَكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَبَلٍ: تَجَسَّمَ القُرْقُور مَوْجَ الْآذِيِّ والجُسُم: الأُمور الْعِظَامُ. والجُسُمُ: الرِّجَالُ العُقلاء. والجَسِيمُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وَعَلَاهُ الْمَاءُ؛ وَقَالَ الأَخْطَلُ: فَمَا زَالَ يَسْقي بَطْنَ خَبْتٍ وعَرْعَرٍ ... وأَرْضَهُما، حَتَّى اطْمأَنَّ جَسِيمُها والأَجْسَمُ: الأَضْخَمُ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: لَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ مِنْ عامرٍ ... بأَنَّ لَنَا الذِّرْوَةَ الأَجْسَما «1» . وَبَنُو جَوْسَم: حَيٌّ قَدِيمٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ بَنُو جاسِمٍ. وجاسِمٌ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَديّ بْنِ الرِّقاعِ:

_ (1). 1 قَوْلُهُ [لَقَدْ عَلِمَ الْحَيُّ إلخ] تبع فيه الجوهري، قال الصاغاني: الرواية ذروة الأَجسم والقافية مجرورة وبعده: وأَنا الْمَصَالِيتُ يَوْمَ الْوَغَى إِذا ما العواوير لم تقدم

لَوْلَا الحَياءُ، وأَنّ رأْسِيَ قَدْ عَفا ... فِيهِ المَشِيبُ، لزُرْتُ أُمَّ القاسِمِ فكأَنَّها، بَيْنَ النِّساءِ، أَعَارَهَا ... عَيْنَيْهِ أَحْوَرُ مِنْ جآذِرِ جاسِمِ ويروى عاسِم. جَشِمَ: جَشِمَ الأَمْرَ، بِالْكَسْرِ، يَجْشَمُه جَشْماً وجَشامةً وتَجَشَّمَه: تَكَلَّفَه عَلَى مَشَقَّةٍ. وأَجْشَمَني فلانٌ أَمْراً وجَشَّمَنِيه أَيْ كَلَّفَني؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعْشى: فَمَا أَجْشَمْتُ مِنْ إِتْيانِ قَومٍ، ... هُمُ الأَعْداءُ والأَكْبادُ سُودُ وجَشَّمْتُه الأَمرَ تَجْشِيماً؛ وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عمرو ابن نُفَيْلٍ: مَهْما تُجَشِّمْني فإِنِّي جاشِمُ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا مِحْجَنٍ وباهِليّاً تَجَشَّمْتُ الأَمر وتَجَسَّمْتُه إِذا حَمَلْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَميل «1»: تَجَشَّم القُرْقُورُ مَوْجَ الْآذِيِّ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَجَشَّمْتُ الأَمْرَ إِذَا رَكِبْتَ أَجْسَمه، وتَجَشَّمْتُه إِذَا تَكَلَّفْتَهُ، وتَجَشَّمْتُ الأَرضَ إِذَا أخذتَ نحوَها تُرِيدُهَا، وتَجَشَّمْت الرملَ رَكِبْتَ أَعْظَمَه. أَبو النَّضْرِ: تَجَشَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَيْ قَصَدْتُ قَصْدَه؛ وأَنشد: وبَلَدٍ ناءٍ تَجَشَّمْنا بِهِ ... عَلَى جَفاهُ، وَعَلَى أَنقابه أَبُو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: قَدْ تَجَشَّمْتُ كَذَا وَكَذَا أَي فَعَلْتُهُ عَلَى كُرْه وَمَشَقَّةٍ، والجُشَمُ: الِاسْمُ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ؛ قَالَ المرَّارُ: يَمْشِينَ هَوْناً، وَبَعْدَ الهَوْنِ مِنْ جُشَمٍ، ... ومِنْ جَناءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتُورِ «2» . والجُشَمُ: الجَوْف، وَقِيلَ: الصَّدْرُ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الضُّلوع. وجُشَمُ البعيرِ: صَدْرُه وَمَا غَشِي بِهِ القِرْنَ مِنْ صَدره وَسَائِرِ خَلْقه. وَيُقَالُ: غَتَّه بجُشَمِه إِذَا أَلقى صَدْرَهُ عَلَيْهِ. وَرَمَى عَلَيْهِ جَشَمَه وجُشمه أَيْ ثِقْلَه. والجَشِمُ: الْغَلِيظُ «3»؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجُشُمُ السِّمانُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَشَمُ السِّمَنُ. ابْنُ خَالَوَيْهِ: الجُشْمُ دَرَاهِمُ رَدِيئَةٌ، وَجَمْعُهَا جُشُومٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: بَدَا ضَربُ الكِرامِ وضَرْبُ تَيْمٍ، ... كضَرْبِ الدُّنْبُلِيَّة والجُشُوم أَبو زَيْدٍ: مَا جَشِمْتُ الْيَوْمَ ظِلْفاً «4»؛ يَقُولُهُ القانِصُ إِذَا لَمْ يَصِدْ وَرَجَعَ خَائِبًا. وَيُقَالُ: مَا جَشَمْتُ الْيَوْمَ طَعَامًا أَيْ مَا أَكلت؛ قَالَ: وَيُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ خَيْبَةِ كُلِّ طَالِبٍ فَيُقَالُ: مَا جَشَمْتُ اليومَ شَيْئًا. أَبو عُبَيْدٍ: تَجَشَّمْتُ فُلَانًا مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ أَيِ اخْتَرْتُهُ؛ وأَنشد: تَجَشَّمْتُه مِنْ بَيْنِهِنَّ بمُرْهَفٍ، ... لَهُ جالِبٌ، فوقَ الرِّصافِ، عَلِيلُ

_ (1). 1 قوله [وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَمِيلٍ] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي تقدم في جسم: عمرو بن جبل (2). 1 قوله [ومن جناء غضيض] كذا بالأَصل جناء بالأَلف، وفي شرح القاموس: جنى (3). 2 قوله [والجشم الغليظ إلخ] كذا بالأَصل كالمحكم مضبوطاً بوزن كتف، والذي في القاموس: وكأمير الغليظ انتهى. قال شارحه: والذي في كتاب كراع ككتف (4). 3 قوله [مَا جَشِمْتُ الْيَوْمَ ظِلْفًا] وقوله [مَا جَشَمْتُ الْيَوْمَ طَعَامًا] ضبط في الأَصل ونسخة من التهذيب بفتح الجيم والشين ولم نجد هذه العبارة لغير التهذيب حتى نستأنس لهذا الضبط

وَقَدْ تَقَدَّمَ أَكثر ذَلِكَ فِي جَسَمَ. ابْنُ الأَعرابي: الجُشُمُ الطِّوالُ الأَعْفارُ. والأَعْفارُ مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ عِفْرٌ: داهٍ خبيثٌ. أَبو عَمْرٍو: الجَشْمُ الْهَلَاكُ. وجُشَمُ بْنُ بَكْرٍ: حيٌّ مِنْ مُضَرَ. وجُشَمُ بْنُ هَمْدانَ: حَيّ مِنَ اليمَن. وَبَنُو جَوْشَم: حَيّ مِنْ جُرْهُم دَرَجُوا. وجُشَمُ: حَيّ مِنَ الأَنصار، وَهُوَ جُشَمُ بْنُ خَزْرَج؛ وَقَالَ الأَغْلَبُ العِجْليّ: إِنْ سَرَّكَ العزُّ فَجَخْجِخْ بجُشَم وجُشَمُ: فِي ثَقِيف، وَهُوَ جُشَمُ بْنُ ثَقِيفٍ. وجُشَمُ: حَيٌّ مَنْ تَغْلِبَ وَهُمُ الأَراقِمُ. التَّهْذِيبُ: وجُشَمُ حَيّ مِنْ تَغْلِب، وجُشَمُ فِي هَوَازِنَ، وَهُوَ جُشَمُ بْنُ مُعاوية بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازن. جَعَمَ: الجَعْماءُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي أُنْكِرَ عَقْلُها هَرَماً، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ أَجْعَمُ. والجَعْماء: النَّاقَةُ المُسِنَّة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي غَابَتْ أَسنانُها فِي اللِّثَاتِ، وَالذَّكَرُ أَجْعَمُ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَجْعَمُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ دَابَّةٍ ذَهَبَتْ أَسنانها كُلُّهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الجَمْعاءُ والجَعْماءُ. والجَعْماءُ مِنَ النِّسَاءِ: الهَوْجاء البَلْهاءُ. وجَعِمَ الرجلُ لِكَذَا أَيْ خَفَّ لَهُ. وَقَدْ جَعِمْتُ جَعَماً وأَجْعَمَتِ الأَرضُ: كَثُرَ الحَنَكُ عَلَى نَبَاتِهَا فَأَكَلَهُ وألجأَه إِلَى أُصوله. وأُجْعِمَ الشَّجَرُ: أُكل وَرَقُه فَآلَ إِلَى أُصوله؛ قَالَ: عَنْسِيَّة لَمْ تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَمَا وجَعِمَ إِلى اللَّحْمِ جَعَماً، فَهُوَ جَعِمٌ: قَرِمَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَكُولٌ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: نُوفي لَهُمْ كَيْلَ الإِناءِ الأَعْظَمِ، ... إِذ جَعِمَ الذُّهْلانِ كلَّ مَجْعَمِ وَيُقَالُ: جَعامَةً فِي الْمَصْدَرِ أَيضاً؛ عَنِ ابْنِ بَرِّيٍّ، والذُّهْلانِ: ذُهْلُ بْنُ ثَعْلَبَة وهو الأَكبر، وذُهْلُ ابن شَيْبان بْنِ ثَعْلَبة، أَي حَرَّضَ الذُّهْلان عَلَى قِتَالِنَا وقَرِمُوا إِلى الشَّرِّ كَمَا يُقْرَمُ إِلَى اللَّحْمِ. وجَعِمَتِ الإِبلُ تَجْعَمُ جَعَماً إِذا لَمْ تَجِدْ حَمْضاً وَلَا عِضاهاً فَتَقْرَمُ إِليها، فتَقْضَمُ العظامَ وخُرْءَ الْكِلَابِ لِشبْه قَرَم يُصِيبُهَا؛ وَيُقَالُ: إِن دَاءَ الجُعامِ أَكثرُ مَا يُصيبها مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ جَيْعَمٌ: لَا يَرَى شَيْئًا إِلَّا اشْتَهَاهُ. وجَعِمَ جَعَماً وجَعَمَ: لَمْ يَشْتَهِ الطعامَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وجَعِمَ جَعَماً، فَهُوَ جَعِمٌ، وتَجَعَّمَ: طَمعَ. والجَعَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الطَّمَعُ. والجَعُوم: الطَّمُوع فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ. والجَعَمُ: غِلَظُ الْكَلَامِ فِي سَعَةِ حَلْقٍ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، والصِّفَة كَالصِّفَةِ. وجَعَمَ البَعِيرَ: جَعَلَ عَلَى فِيهِ مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الأَكل والعضِّ. والجِعْمِيُّ: الْحَرِيصُ، وَقِيلَ: الْحَرِيصُ مَعَ شَهْوَةٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَعِمَ إِلى الْفَاكِهَةِ، وَلَيْسَ الجَعَمُ القَرَمَ مُطْلَقًا، وَيُقَالُ: جَعِمَ الرجلُ وجَعَمَ إِذا اشتدَّ حرْصه. وأَجْعَمَتِ الأَرضُ: أُكل نباتُها. وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَن الهَجَرِيّ قَالَ فِي نَوَادِرِهِ: الجُعامُ دَاءٌ يُصِيبُ الإِبل مِنَ النَّدَى بأَرض الشَّامِ، يأْخذها لَيٌّ فِي بُطُونِهَا ثُمَّ يُصيبها لَهُ سُلاحٌ. وَقَدْ أَجْعَمَ القومُ إِذا أَصاب إِبلَهُم الجُعامُ. والجَعُومُ: المرأَة الْجَائِعَةُ. وَيُقَالُ للدُّبر: الجَعْماءُ والوَجْعاءُ والجَهْوةُ والصُّمارَى.

والجِعْمُ: الجُوعُ «1»، وَيُقَالُ: يَا ابْنَ الجَعْماء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَيْعَمُ الجائع. جَعْثَمَ: الجُعْثُوم: الغُرْمُولُ الضَّخْمُ. والجُعْثُمَةُ: اسْمٌ. والتَّجَعْثُمُ: انْقِبَاضُ الشَّيْءِ وَدُخُولُ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وَبَنُو جُعْثُمَة: حَيّ مِنَ اليَمَن؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ ارْتِجازَ الجُعْثُمِيَّاتِ، وَسْطَهُم، ... نَوائِحُ يَشْفَعْنَ البُكا بالأَزامِلِ يَعْنِي بالجُعْثُمِيَّاتِ قِسِيّاً مَنْسُوبَةً إِلى هَذَا الْحَيِّ. الأَزهري: جُعْثُمةُ حَيّ مِنْ أَزدِ السَّراةِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: جُعْثُمَةُ مِنْ هُذَيْلٍ. الأَزهري: الجِعْثِمُ والجِعْثِن أُصول الصِّلِّيان. جَعْشَمَ: الجُعْشُمُ: الصَّغِيرُ «2». البَدَن الْقَلِيلُ لَحْمِ الْجَسَدِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ الغليظُهما، وَقِيلَ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ مَعَ شِدَّةٍ، وَيُقَالُ لَهُ جُعْشُمٌ وكُنْدُرٌ؛ وأَنشد: لَيْسَ بجُعْشُوشٍ وَلَا بجُعْشُمِ وجُعْشُمٌ: اسْمٌ، وَهُوَ جَدُّ سُراقَةَ بْنِ مَالِكٍ المُدْلِجِيّ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: يُهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نَحْوَهُمُ، ... لَا مُنْتَأَى عَنْ حِياض المَوْتِ والحُمَم والجَعْشَمُ: الوَسَطُ؛ قَالَ: وكلّ نَأْآجٍ عُراضٍ جَعْشَمُه قَالَ الْفَرَّاءُ: فَتْحُ الْجِيمِ وَالشِّينِ فِيهِ أَفصح. جَلَمَ: جَلَمَ الشيءَ يَجْلِمُه جَلْماً: قَطَعَهُ. والجَلَمانِ: المِقْراضانِ، وَاحِدُهُمَا جَلَمٌ لِلَّذِي يُجَزُّ بِهِ؛ قَالَ سَالِمُ بْنُ وابِصَةَ: داوَيْتُ صَدْراً طَوِيلًا غِمْرُه حَقِداً ... مِنْهُ، وقَلَّمْتُ أَظفاراً بِلَا جَلَمِ والجَلَمُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الجَلَمَيْنِ كَمَا يُقَالُ المِقْراضُ والمِقْراضان والقَلَمُ والقَلَمانِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَوْلَا أَيادٍ مِنْ يَزيدَ تَتابَعَتْ، ... لَصَبَّحَ فِي حافاتِها الجَلَمانِ وَقَوْلُهُ: فأَخذت مِنْهُ بالجَلَمَيْنِ؛ الجَلَمُ: الَّذِي يُجَزُّ بِهِ الشعرُ والصوفُ، والجَلَمان شَفْرَتاه، وَهَكَذَا يُقَالُ مُثَنّىً كالمِقَصِّ والمِقَصَّيْنِ. والجَلْمُ: مَصْدَرُ جَلَمَ الجَزُور يَجْلِمُها جَلْماً واجْتَلَمها إِذا أَخذ مَا عَلَى عِظَامِهَا مِنَ اللَّحْمِ. والجَلَمُ: مِنْ سِمات الإِبل «3» شَبِيهٌ بالجَلَم فِي الخَدّ؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ؛ وأَنشد: هُوَ الفَزارِيُّ الَّذِي فِيهِ عَسَمْ، ... فِي يَدِهِ نَعْلٌ وأُخْرى بالقَدَمْ يَسُوقُ أَشْباهاً عَلَيهِنَّ الجَلَمْ والجَلَمُ: الهِلالُ لَيْلَةَ يُهِلُّ «4»؛ شُبِّه بالجَلَمِ. التَّهْذِيبُ: والجَلَمُ الْقَمَرُ. وجَلْمَة الجَزُورِ وجَلَمَتُها: لَحْمُهَا أَجْمَعُ، يُقَالُ: خُذْ جُلْمَة الجَزورِ أَي لَحْمَهَا أَجْمَعَ. والجَلَمَةُ:

_ (1). 1 قوله [والجعم الجوع] ضبط في الأَصل بالكسر وصرح به شارح القاموس، وضبط في نسخة من التهذيب بفتح فسكون لكن مقتضى تفسيره بالمصدر أَنه الجعم محرّكاً (2). 2 قوله [الجعشم الصغير إلخ] بضم الشين وفتحها كما في القاموس، وفي التكملة: والجعشم الطويل مع عظم الجسم (3). 1 قوله [وَالْجَلَمُ مِنْ سِمَاتِ الإِبل إلخ] كذا في المحكم أَيضاً، والذي في التكملة: والجلم أَي محرّكاً سمة لبني فزارة في الفخذ. (4). 2 قوله [ليلة يهل] زاد في التكملة: الجيلم كصقيل القمر ليلة البدر

الشَّاةُ الْمَسْلُوخَةُ إِذا ذَهَبَتْ عَنْهَا أَكارعُها وفُضُولُها. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذِهِ جَلَمَةُ الجَزُور «1»، بِالتَّحْرِيكِ، أَي لَحْمُهَا أَجْمَعُ. وجَلَمَةُ الشَّاةِ: مَسْلوخَتُها بِلَا حَشْوٍ وَلَا قَوَائِمَ. وجَلَمَ الشَّعَرَ وَصُوفَ الشَّاةِ بالجَلَمِ يَجْلِمُه جَلْماً: جَزَّه كَمَا تَقُولُ قَلَمْتُ الظُّفْر بالقَلَم؛ وأَنشد: لَمَّا أَتَيْتُم وَلَمْ تَنْجُوا بمَظْلِمَةٍ، ... قِيسَ القُلامَةِ مِمَّا جَزَّه الجَلَمُ والقَلَمُ، كلٌّ يُرْوى. وَيُقَالُ للمِقْراضِ المِقْلامُ والقَلَمانُ والجَلَمانُ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ الْكِسَائِيُّ، بِضَمِّ النُّونِ، كأَنه جَعَلَهُ نَعْتًا عَلَى فَعَلانَ مِنَ القَلْمِ والجَلْم، وَجَعَلَهُ اسْمًا وَاحِدًا، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ شحَذَانٌ وأَبَيانٌ. والجَلَمُ: الَّذِي يُجَزُّ بِهِ. والجُلامَةُ: مَا جُزّ. أَبو مَالِكٍ: جَلْمَةٌ مِثْلُ حَلْقَة، وَهُوَ أَن يُجْتَلَمَ مَا عَلَى الظَّهْر مِنَ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ. والجُلَّامُ: التُّيُوس المَحْلوقَةُ. وهَنٌ مَجْلومٌ: مَحْلُوقٌ؛ قَالَ الفَرَزْدَقُ: أَتَتْه بمَجْلُوم كأَنّ جبِينَه ... صَلايةُ وَرْسٍ، وسْطُها قَدْ تَفَلَّقا وأَخذ الشيءَ بجُلْمَتِهِ وجَلْمَتِه أَي جَمَاعَتِهُ. والجَلَم: الجَدْيُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَجَمْعُهُ جِلامٌ؛ قَالَ الأَعشى: سَواهِمُ جُذْعانُها كالجِلامِ ... قَدْ أَقْرَحَ القَوْدُ مِنْهَا النُّسُورا وَيُرْوَى: قَدْ اقْرَحَ مِنْهَا القِيادُ النُّسورا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده بِالنَّصْبِ؛ وَقَبْلَهُ: وجَأْواءَ تُتْعِبُ أَبْطالَها، ... كَمَا أَتْعَبَ السابقُون الكَسِيرا وَقِيلَ: الجِلامُ غَنَمٌ مِنْ غَنَمِ الطَّائِفِ صِغَارٌ؛ قَالَ: قُدْنا إِلى هَمْدانَ، مِنْ أَرْضِنا، ... شُعْثَ النَّواصي شُزَّباً كالجِلام أَبو عُبَيْدٍ: الجِلامُ شاءُ أَهلِ مَكَّةَ، وَاحِدَتُهَا جَلَمَةٌ؛ وأَنشد: شَواسِفٌ مثْلُ الجِلام قُبّ جلثم: جَلْثَمٌ: اسم. جَلْحَمَ: اجْلَحَمَّ القومُ: اجْتَمَعُوا، وَيُقَالُ: اسْتَكْبَرُوا، قَالَ: نَضْرِبُ جَمْعَيْهِم إِذا اجْلَحَمُّوا جَلْخَمَ: اجْلَخَمَّ الرجلُ: اسْتَكْبَرَ، واجْلَخَمَّ القومُ: اسْتَكْبَرُوا؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إِذا اجْلَخَمُّوا، ... خَوادِباً أَهْوَنُهُنَّ الأَمُ أَي ضَرَبات خَوادِب، والخَدْبُ: الضربُ الَّذِي لَا يَتمالك، وَيُرْوَى: إِذا اجْلَحَمُّوا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ، وأَنشده بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. واجْلَخَمَّ الْقَوْمُ اجْلِخْماماً: لُغَةٌ فِي اجْلَحَمُّوا؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ أَعلى. جَلْسَمَ: الجِلْسام: البِرْسام كالجِرْسام، وقد تقدم.

_ (1). 1 قوله [جلمة الجزور إلخ] بفتح أَو ضم فسكون وبالتحريك كما في القاموس

جَلْعَمَ: الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمَة قِضْعِمٌ وجَلْعَمٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَلْعَمُ القليلُ الْحَيَاءِ. جَلْهَمَ: جُلْهُمَتا الْوَادِي: نَاحِيَتَاهُ، وَقِيلَ: حَافَّتَاهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سُفْيان: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ أَبا سُفْيانَ فِي الإِذْنِ وأَدْخَلَ غيرَه مِنَ النَّاسِ قَبْلَهُ، فَقَالَ: مَا كِدْتَ تَأْذَنُ لِي حَتَّى تَأْذَنَ لِحِجَارَةِ الجُلْهُمَتَيْنِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد جانبَي الْوَادِي، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ الجَلْهَتان؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع بالجُلْهُمةِ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا جَاءَتْ إِلا وَلَهَا أَصل؛ وَقَالَ شِمْرٌ: لَمْ أَسمع الجُلْهُمَة إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَحَرْفًا آخَرَ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هَذَا جُلْهُمٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرْوَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ أَنْتَ كَمَا قِيل: كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْف الفَرا ؛ أَراد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يَتأَلَّفَه بِهَذَا الْكَلَامِ وَكَانَ مِنَ المؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَهُوَ أَبو سُفْيَانَ بن الحرث بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكَانَ هَجَا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هِجَاءً قَبِيحًا؛ قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَتَيْنِ الجَلْهَمَتَيْنِ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، قَالَ: وَلَمْ يَرْوِ أَحدٌ الجُلْهُمَتَيْن، بِضَمِّ الْجِيمِ، إِلا شِمْرٌ وَابْنُ خَالَوَيْهِ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه مَفْتُوحٌ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ: إِنه أَراد الجَلْهَتَيْنِ فَزَادَ الْمِيمَ، قَالَ: وَلَوْ كَانَتِ الْجِيمُ مَضْمُومَةً لَمْ تَكُنِ الْمِيمُ زَائِدَةً. وَقَالَ أَبو هَفَّانَ المِهْزَمِيُّ: جُلْهُمَةُ اسْمُ رَجُلٍ، بِالضَّمِّ، مَنْقُولٌ مِنَ الجُلْهمة لطَرَفِ الْوَادِي، قَالَ: وَالْمُحَدِّثُونَ يُخْطئُون وَيَقُولُونَ الجَلْهَمَتَيْن، قَالَ: والجَلْهَةُ نَاحِيَةُ الْوَادِي؛ وأَنشد: كأَنَّها وَقَدْ بَدا عُوارِضُ، ... واللَّيْلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رَابِضُ، بِجَلْهَةِ الوادِي قَطاً نواهِضُ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: الجُلْهُمَةُ فَمُ الْوَادِي، وَقِيلَ: جَانِبُهُ، زِيدَتْ فِيهَا الْمِيمَ كَمَا زِيدَتْ فِي زُرْقُمٍ وسُتْهُمٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ زَادَتِ الْمِيمَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، مِنْهَا قَوْلُهُمْ قَصْمَل الشيءَ إِذا كَسَرَهُ وأَصله قَصَلَ، وجَلْمَطَ شَعْرَهُ إِذا حَلقه والأَصل جَلَطَ، وفَرْصَمَ الشَّيْءَ إِذا قَطَعَهُ والأَصل فَرَصَ، وَاللَّهُ أَعلم. وجُلْهُمَة، بِالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ. وجُلْهُمُ: اسْمُ امرأَة؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ للأَسود بْنِ يَعْفُرَ: أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بصِرْمَتِهِ؛ ... إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسَى حَيَّةَ الْوَادِي أَراد المرأَة وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْعَرَبُ يُسَمُّونَ الرَّجُلَ جُلْهُمَةَ والمرأَة جُلْهُمَ. والجُلْهُمُ: القارَةُ الضَّخْمَةُ «2»، وحَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ يُقَالُ لهم الجَلاهِمُ. جمم: الجَمُّ والجَمَمُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَمَالٌ جَمٌّ: كَثِيرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا ، أَي كَثِيرًا، وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ؛ وَقَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليّ: إِنْ تَغْفِرِ، اللَّهُمَّ، تَغْفِرْ جَمّا، ... وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقِيلَ: الجَمُّ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ، جَمّ يَجِمُّ ويَجُمُّ، وَالضَّمُّ أَعلى، جُمُوماً، قَالَ أَنس: تُوُفِّيَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والوَحْيُ أَجَمُّ مَا كَانَ لَمْ يَفْتُرْ بعدُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَجَمُّ مَا كَانَ أَكثرُ مَا كَانَ وجَمَّ المالُ وَغَيْرُهُ إِذا كَثُرَ. وجَمُّ الظَّهِيرة: مُعْظَمُهَا؛ قَالَ أَبو كَبير الْهُذَلِيُّ:

_ (2). 1 قوله [القارة الضخمة] كذا بالقاف في الأصل والتهذيب والتكملة، وتحرّفت في نسخ القاموس بالفأرة

ولقَد رَبَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تَواكَلُوا، ... جَمَّ الظَّهِيرَةِ فِي اليَفَاعِ الأَطْوَلِ جَمَّ الشيءُ واسْتَجَمَّ، كِلَاهُمَا: كَثُرَ. وجَمُّ الماءِ: مُعْظَمُه إِذا ثَابَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا نَزَحْنا جَمَّها عادَتْ بجَمّ وَكَذَلِكَ جُمَّتُه، وَجَمْعُهَا جِمامٌ وجُمُومٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فَلَمَّا وَرَدْنا الْمَاءَ زُرْقاً جِمامُه، ... وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية: فَلَمَّا دَنا الإِفْرادُ حَطَّ بشَوْرِه ... إِلى فَضَلاتٍ مُسْتَحيرٍ جُمُومُها وجَمَّةُ المَرْكَبِ الْبَحْرِيِّ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ الرَّاشِحُ مِنْ حُزوزه، عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ. وماءٌ جَمٌّ: كَثِيرٌ: وَجَمْعُهُ جِمَام. والجَمُوم: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ. وَبِئْرٌ جَمَّة وجَمُوم: كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: كتَمْتُكَ لَيلًا بالجَمُومَيْنِ ساهِرا يَجُوزُ أَن يَعْني رَكِيَّتَيْنِ قَدْ غَلَبَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ عَلَيْهِمَا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَا مَوْضِعَيْنِ. وجَمَّتْ تَجِمُّ وتَجُمُّ، وَالضَّمُّ أَكثر: تَرَاجَعَ مَاؤُهَا. وأَجَمَّ الماءَ وجَمَّه: تَرَكَهُ يَجْتَمِعُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدانِ هامةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُها والجُمَّة: الْمَاءُ نَفْسُهُ. واسْتُجِمَّتْ جُمَّةُ الْمَاءِ: شُرِبَتْ واسْتَقَاها الناسُ. والمَجَمُّ: مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ. وأَجَمَّه: أَعطاه جُمَّة الرِّكِيَّة. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ مِنَّا مَنْ يُجيرُ ويُجِمُّ، فَلَمْ يُفَسَّرْ يُجِمُّ إِلَّا أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِكَ أَجَمَّه أَعطاه جُمَّة الْمَاءِ. الأَصمعي: جَمَّتِ البئرُ، فَهِيَ تَجُمُّ وتَجِمُّ جُمُوماً إِذا كَثُر مَاؤُهَا وَاجْتَمَعَ؛ يُقَالُ: جِئْتُهَا وَقَدِ اجْتَمَعَتْ جُمَّتُها وجَمُّها أَي مَا جَمَّ مِنْهَا وَارْتَفَعَ. التَّهْذِيبُ: جَمَّ الشيءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْمَاءِ والسَّير؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: يَجِمُّ عَلَى السَّاقَيْنِ، بَعْدَ كَلاله، ... جُمومَ عُيونِ الحِسْيِ بعدَ المُحَيَّضِ أَبو عَمْرٍو: يَجِمُّ ويَجُمُّ أَي يَكْثُرُ. ومَجَمُّ الْبِئْرِ: حَيْثُ يَبْلُغ الماءُ وَيَنْتَهِي إِليه. والجَمُّ: مَا اجْتَمَعَ مِنْ مَاءِ الْبِئْرِ؛ قَالَ صَخْرٌ الْهُذَلِيُّ: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّه، ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصُّفْنُ مِثْلُ الرُّكْوةِ، والمُدابِرُ صاحبُ الدَّابِرِ مِنَ السِّهَامِ، وَهُوَ ضِدُّ الفائِز، وعَطوفاً الَّذِي تَكَرَّرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. والجَمَّةُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاؤُهُ، وَالْجَمْعُ الجِمامُ، والجُمُومُ، بِالضَّمِّ، المصدرُ. وَيُقَالُ: جَمَّ الماءُ يَجُمُّ ويَجِمُّ جُموماً إِذا كَثُرَ فِي الْبِئْرِ وَاجْتَمَعَ بعد ما اسْتُقِيَ مَا فِيهَا؛ قَالَ: فَصَبَّحَتْ قَلَيْذَماً هَمُومَا، ... يَزيدُها مَخْجُ الدِّلا جُمُومَا قَلَيْذَماً: بِئْرًا غَزِيرَةً، هَمُوماً: كَثِيرَةَ الْمَاءِ، ومَخْجُ الدَّلْوِ: أَن تَهُزَّها فِي الْمَاءِ حَتَّى تَمْتَلئ. والجَمام، بِالْفَتْحِ: الرَّاحَةُ. وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَمّاً وجَماماً. وأَجَمَّ: تُرِكَ فَلَمْ يُرْكَبْ

فعَفَا مِنْ تَعَبه وَذَهَبَ إِعياؤه، وأَجَمَّه هُوَ. وجَمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَماماً: تَرَكَ الضِّراب فتَجَمَّع مَاؤُهُ. وجِمامُ الْفَرَسِ وجُمامُه: مَا اجْتَمَعَ مِنْ مَائِهِ. وأُجِمَّ الفرسُ إِذا تُرِك أَنْ يُرْكَب، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وجُمَّ وَفَرَسٌ جَمُومٌ إِذا ذَهَبَ مِنْهُ إِحْضارٌ جَاءَهُ إِحْضار، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَولَب: جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَى، ... تَخالُ بَياضَ غُرَّتِها سِراجَا قَوْلُهُ شَائِلَةَ الذُّنابى يَعْنِي أَنها تَرْفَعُ ذَنَبها فِي العَدْو. واسْتَجَمَّ الفرسُ وَالْبِئْرُ أَي جَمَّ. وَيُقَالُ: أَجِمَّ نَفْسَك يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ أَي أَرِحْها؛ وَفِي الصَّحَّاحِ: أَجْمِمْ نَفْسَك. وَيُقَالُ: إِني لأَسْتَجِمُّ قَلْبِيَ بِشَيْءٍ مِنَ اللَّهو لأَقْوَى بِهِ عَلَى الْحَقِّ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: رَمَى إِليَّ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسَفَرْجلة وَقَالَ دُونَكَهَا فإِنها تُجِمُّ الفُؤادَ أَي تُريحه، وَقِيلَ: تَجْمَعه وتُكَمِّلُ صَلاحَه ونَشاطَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي التَّلْبِينَةِ: فإِنها تُجِمُّ فؤادَ الْمَرِيضِ ، وحديثُها الْآخَرُ: فإِنها مَجَمَّة أَي مَظِنَّة الِاسْتِرَاحَةِ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبية: وإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا أَي اسْتَرَاحُوا وَكَثُرُوا. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فأَتى الناسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً أَي مُسْتريحين قَدْ رَوُوا مِنَ الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لأَصْبَحْنا غَداً حِينَ نَدْخُل عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمامةٌ أَي رَاحَةٌ وشِبَعٌ ورِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: بَلَغها أَن الأَحْنف قَالَ شِعْرًا يَلُومُهَا فِيهِ فَقَالَتْ: سبحانَ اللَّهِ لَقَدِ اسْتَفْرَغَ حِلْمَ الأَحْنف هِجاؤُه إِياي، أَليَ كَانَ يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهه؟ أَرادت أَنه كَانَ حَلِيمًا عَنِ النَّاسِ فَلَمَّا صَارَ إِليها سَفِه، فكأَنه كَانَ يُجِمُّ سَفَهه لَهَا أَي يُريحُه ويَجْمعه. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: مَنْ أَحَبَّ أَن يَسْتَجِمَّ لَهُ الناسُ قِياماً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ أَي يَجْتَمِعون لَهُ فِي الْقِيَامِ عِنْدَهُ ويَحْبِسون أَنفسَهم عَلَيْهِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَسَنَذْكُرُهُ. والمَجَمُّ: الصَّدْر لأَنه مُجْتَمَع لِمَا وَعَاهُ مِنْ عِلْمٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: رَحْبُ المَجَمِّ إِذا مَا الأَمر بَيَّته، ... كالسَّيْفِ لَيْسَ بِهِ فَلٌّ وَلَا طَبَعُ ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ واسعُ المَجَمِّ إِذا كَانَ واسعَ الصَّدْرِ رَحْبَ الذِّرَاعِ؛ وأَنشد: رُبَّ ابْنِ عَمٍّ، لَيْسَ بِابْنِ عَمِّ، ... بَادِي الضَّغِين ضَيِّقِ المَجَمِ وَيُقَالُ: إِنه لَضَيِّقُ المَجَمِّ إِذا كَانَ ضَيِّقَ الصَّدْرِ بالأُمور؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَمَا كُنْتُ أَخْشى أَنَّ فِي الحَدِّ رِيبةً، ... وإِنْ كانَ مَرْدُودُ السَّلام يَضِيرُ وقَفْنا فَقُلْنَاهَا السَّلامُ عليكمُ، ... فأَنْكَرها ضَيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ أَي ضَيِّقُ الصَّدْر. ورجُل رَحْبُ الجَمَمِ: وَاسِعُ الصَّدْرِ. وأَجَمَّ العِنَبَ: قَطَعَ كلَّ مَا فَوْقَ الأَرض مِنْ أَغصانه؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والجَمامُ والجِمامُ والجُمامُ والجَمَمُ: الكَيْلُ إِلى رأْس الْمِكْيَالِ، وَقِيلَ: جُمامه طَفافُه [طِفافُه] وإِناء جَمَّامٌ: بَلَغَ الكيلُ جُمامَه، وَيُقَالُ: أَجْمَمْتُ الإِناء «1». وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي الإِناء جَمامُه وجَمُّه.

_ (1). 1 قوله [ويقال أجممت الإناء] وكذلك جمّمته وجممته مثقلًا ومخففاً كما في القاموس

أَبو الْعَبَّاسِ فِي الْفَصِيحِ: عِنْدَهُ جِمام القَدَح وجُمام المَكُّوكِ، بِالرَّفْعِ، دَقيقاً. وجَمَمْتُ المكيالَ جَمّاً. الْجَوْهَرِيُّ: جِمامُ المَكُّوك وجُمامُه وجَمامُه وجَمَمُه، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مَا عَلَا رأْسَه فوق طَفافه [طِفافه]. وجَمَمْتُ المكيالَ وأَجْمَمْتُه، فَهُوَ جَمّان إِذا بَلَغَ الكيلُ جُمامَه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: عِنْدِي جِمامُ القَدَحِ مَاءً، بِالْكَسْرِ، أَي مِلْؤُه. وجُمامُ المَكُّوك دَقيقاً، بِالضَّمِّ؛ وجَمامُ الْفَرَسِ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ، وَلَا يُقَالُ جُمام بِالضَّمِّ إِلا فِي الدَّقِيقِ وأَشباهه، وهو ما علا رأْسَه بَعْدَ الِامْتِلَاءِ. يُقَالُ: أَعْطِني جُمامَ المَكُّوك إِذا حَطَّ مَا يَحْمله رأْسُه فأَعطاه، وجُمْجُمَةٌ جَمَّاءُ، وَقَدْ جَمَّ الإِناءَ وأَجَمَّه. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ أَعْطِه جُمامَ المَكُّوك أَي مَكُّوكاً بِغَيْرِ رأْس، واشْتُقَّ ذَلِكَ مِنَ الشَّاةِ الجَمّاء، هَكَذَا رأَيت فِي الأَصل، ورأَيت حَاشِيَةَ صَوَابِهِ: مَا حَمَله رأْسُ المَكُّوكِ. وجَمٌّ: مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ الأَوَّلِين. والجَمِيمُ: النَّبْتُ الْكَثِيرُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ أَن يَنْهَضَ ويَنْتَشِرَ، وَقَدْ جَمَّم وتَجَمَّمَ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ وَذَكَرَ وَحْشًا: يَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ فِي النَّدى، ... وعِذْقَ الخُزامى والنَّصِيَّ المُجَمَّما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ عَلَى الخَرْم، لأَنَّ قَوْلَهُ يَقْرِمْ فَعْلُن وَحُكْمُهُ فَعْوَلْنَ، وَقِيلَ: إِذا ارْتَفَعَتِ البُهْمى عَنِ البارِضِ قَلِيلًا فَهُوَ جَميم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حِمَارًا: «1»: رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرَةً، ... وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصالُها وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَجِمَّاءُ. والجَمِيمَةُ: النَّصِيَّةُ إِذا بَلَغَتْ نِصْفَ شَهْرٍ فملأَت الْفَمَ. واسْتَجَمَّتِ الأَرضُ: خَرَجَ نَبْتُهَا. والجَمِيمُ: النَّبْتُ الَّذِي طَالَ بَعض الطُّول وَلَمْ يَتِمَّ؛ وَيُقَالُ: فِي الأَرض جَمِيمٌ حَسنُ النَّبْتِ قَدْ غَطَّى الأَرضَ وَلَمْ يَتِمَّ بَعْدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْميماً إِذا وَفَى جَمِيمُها، وجَمَّمَ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ إِذا صَارَ لَهُمَا جُمَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ خُزيمة: اجْتاحَت جَمِيمَ اليَبِيس ؛ الجَمِيمُ: نَبْتٌ يَطُولُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ جُمَّة الشَّعْرِ. والجُمَّةُ، بِالضَّمِّ: مُجْتَمَعُ شَعْرِ الرأْس وَهِيَ أَكثر مِنَ الوَفْرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جُمَّةٌ جَعْدَةٌ ؛ الجُمَّة مِنْ شَعْرِ الرأْس: مَا سَقَط عَلَى المَنْكِبَيْن؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عنها، حيث بَنى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَقَدْ وَفتْ لِي جُمَيْمَةٌ أَي كَثُرت؛ والجُمَيْمَةُ: تَصْغِيرُ الجُمَّة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: كأَنما جُمِّمَ شَعَرُه أَي جُعل جُمَّةً، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللَّهُ المُجَمِّماتِ مِنَ النِّسَاءِ ؛ هنَّ اللَّوَاتِي يَتَّخِذْن شعورَهن جُمَّةً تَشَبُّهًا بِالرِّجَالِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجُمَّةُ الشَّعْرُ، وَقِيلَ: الْجُمَّةُ مِنَ الشَّعْرِ أَكثر مِنَ اللِّمَّةِ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الشَّعْرُ الْكَثِيرُ، وَالْجَمْعُ جُمَمٌ وجِمامٌ. وَغُلَامٌ مُجَمَّمٌ: ذُو جُمَّة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ جُمَّانيّ، بِالنُّونِ، عَظِيمُ الجُمَّة طَوِيلُهَا، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ النَّسَبِ، قَالَ: فإِن سَمَّيْتَ بِجُمَّةٍ ثُمَّ أَضفت إِليها لَمْ تَقُلْ إِلَّا جُمِّيٌّ. والجُمَّةُ: الْقَوْمُ يسأَلون فِي الحَمالة

_ (1). 1 قوله [يصف حماراً] المراد الجنس لقوله رعت وآنفتها، وأورد المؤلف كالجوهري هذا البيت كذلك في غير موضع، رواه الجوهري في هذه المادة: رعى وآنفته، قال الصاغاني: الرواية رعت وآنفتها، وقبل البيت: طوال الهوادي وَالْحَوَادِي كَأَنَّهَا ... سَمَاحِيجُ قُبٍّ طار عنها نسالها

والدِّياتِ؛ قَالَ: لَقَدْ كانَ فِي لَيْلى عَطاءٌ لجُمَّةٍ، ... أَناخَتْ بِكُمْ تَبْغي الفضائلَ والرِّفْدا ابْنُ الأَعرابي: هُمُ الجُمَّةُ والبُرْكَةُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ: وجُمَّةٍ تَسْأَلني أَعْطَيْتُ، ... وسائِلٍ عَنْ خَبَرٍ لَوَيْتُ، فقُلْتُ: لَا أَدْري، وَقَدْ دَرَيْتُ وَيُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ فِي جُمَّةٍ عظيمةٍ وجَمَّةٍ عظيمةٍ أَي فِي جَمَاعَةٍ يسأَلون الدِّيَة، وَقِيلَ: فِي جَمَّةٍ غَلِيظَةٍ أَي فِي جَمَاعَةٍ يسأَلون فِي حَمالةٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: مالُ أَبي زَرْعٍ عَلَى الجُمَمِ محبوسٌ ؛ الجُمَمُ: جَمْعُ جُمَّةٍ وَهُمُ الْقَوْمُ يسأَلون فِي الدِّيَةِ. يُقَالُ: أَجَمَّ يُجِمُّ إِذا أَعْطى الجُمَّةَ. والجَمَمُ: مصدرُ؛ الشَّاةُ الأَجَمِّ: هُوَ الَّذِي لَا قَرْنَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أُمِرْنا أَن نَبْنيَ المَدائن شُرَفاً والمساجدَ جُمّاً ، يَعْنِي الَّتِي لَا شُرَفَ لَهَا، وجُمٌّ: جَمْعُ أَجَمَّ، شبَّه الشُّرَفَ بالقُرون. وَشَاةٌ جَمَّاءُ إِذا لَمْ تَكُنْ ذَاتَ قَرْن بَيِّنَةُ الجَمَمِ. وَكَبْشٌ أَجَمُّ: لَا قَرْنَيْ لَهُ، وَقَدْ جَمَّ جَمَماً، وَمِثْلُهُ فِي البَقر الجَلَحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَدِيَنَّ الجَمَّاءَ مِنْ ذَاتِ القَرْنِ ، والجَمَّاء: الَّتِي لَا قَرنَيْ لَهَا، ويَدِيَنَّ أَي يَجْزي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَما أَبو بَكْرِ بنُ حَزْم فَلَوْ كَتَبْتُ إِليه اذْبَحْ لأَهل الْمَدِينَةِ شَاةً لَرَاجَعَنِي فِيهَا: أَقَرْناء أَم جَمَّاء؟ وبُنْيانٌ أَجَمُّ: لَا شُرَف لَهُ. والأَجَمُّ: القَصْر الَّذِي لَا شُرَفَ لَهُ. وامرأَة جَمَّاء المَرافِقِ. وَرَجُلٌ أَجَمُّ: لَا رُمْحَ مَعَهُ فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ أَوس: وَيْلُمِّهِمْ مَعْشَراً جُمّاً بُيُوتُهُمُ ... مِنَ الرِّماح، وَفِي المَعْروفِ تَنْكِيرُ وَقَالَ الأَعشى: متى تَدْعُهُم لِقِراع الكُماةِ، ... تأْتِك خَيْلٌ لَهُمْ غيرُ جُمّ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: أَلمْ تَعْلَمْ، لَحاكَ اللَّهُ أَني ... أَجَمُّ إِذا لَقِيتُ ذَوِي الرِّماح والجَمَمُ: أَن تُسَكِّنَ اللامَ مِنْ مُفاعَلَتُنْ فَيَصِيرَ مَفاعِيلُنْ، ثُمَّ تُسْقِطَ الْيَاءَ فَيَبْقَى مَفاعِلُنْ، ثُمَّ تَخْرِمَه فَيَبْقَى فاعِلُنْ؛ وَبَيْتُهُ: أَنْتَ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ المَطايا، ... وأَكْرَمُهُمْ أَخاً وأَباً وأُمّا والأَجَمُّ: قُبُلُ المرأَة؛ قَالَ: جارِيَةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها، ... «2». بائِنةُ الرِّجْلِ فَمَا تَضُمُّها، فَهْيَ تَمَنَّى عَزَباً يَشُمُّها ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَجَمُّ زَرَدانُ القَرَنْبَى أَي فرجُها. وجَمَّ العظمُ، فَهُوَ أَجَمُّ: كَثُرَ لَحْمُهُ. ومَرَةٌ جَمَّاءُ العِظام: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ عَلَيْهَا؛ قَالَ: يَطُفْنَ بِجَمَّاءِ المَرافِقِ مِكْسالِ التَّهْذِيبُ: جُمَّ إِذا مُلِئَ، وجَمَّ إِذا عَلا.

_ (2). 1 قوله [جارية أعظمها إلخ] سقط بعد الشطر الأَول: قَدْ سَمَّنَتْهَا بِالسَّوِيقِ أُمُّهَا وبعد الثاني: تبيت وسنى والنكاح همها هكذا نص التكملة

قَالَ: والجِمُّ الشيطانُ. والجِمُّ: الغَوْغاء والسِّفَل. والجَمَّاء الغَفِيرُ: جماعة الناس. وجاؤوا جَمّاً غَفِيراً، وجَمَّاء الغَفِير، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ أَي بِجَمَاعَتِهِمْ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الجَمَّاءُ الغَفِيرُ مِنَ الأَسماء الَّتِي وُضِعَتْ مَوْضِعَ الْحَالِ وَدَخَلَتْهَا الأِلف وَاللَّامُ كَمَا دَخَلَتْ فِي العِراكِ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَرْسَلَها العِراكَ، وقيل: جاؤوا بجَمَّاء الْغَفِيرِ أَيضاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَمَّاءُ الغفِيرُ الْجَمَاعَةُ، وَقَالَ: الجَمَّاءُ بَيْضَةُ الرأْس، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها جَمَّاء أَي مَلْساءُ، وَوُصِفَتْ بِالْغَفِيرِ لأَنها تَغْفِر أَي تُغَطِّي الرأْسَ؛ قَالَ: وَلَا أَعرف الجَمَّاءَ فِي بَيضة السِّلَاحِ عَنْ غَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الرُّسُلُ؟ قَالَ: ثُلْثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمَّ الغَفِير ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَتِ الرِّوَايَةُ، قَالُوا: وَالصَّوَابُ جَمّاً غَفِيراً؛ يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ جَمّاً غَفِيراً، والجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَمَّاءَ غَفِيرًا أَي مُجْتَمِعِينَ كَثِيرِينَ؛ قَالَ: وَالَّذِي أُنْكِرَ مِنَ الرِّوَايَةِ صَحِيحٌ، فإِنه يقال جاؤوا الجَمَّ الغفيَر ثُمَّ حَذَفَ الأَلف وَاللَّامَ وأَضاف مِنْ بَابِ صَلَاةِ الأُولى وَمَسْجِدِ الْجَامِعِ، قَالَ: وأَصل الْكَلِمَةِ مِنَ الجُمُومِ والجَمَّةِ، وَهُوَ الِاجْتِمَاعُ وَالْكَثْرَةُ، والغَفِيرُ مِنَ الغَفْر وَهُوَ التَّغْطِيَةُ والسَّتْر، فَجُعِلَتِ الْكَلِمَتَانِ فِي مَوْضِعِ الشُّمُولِ والإِحاطة، وَلَمْ تَقُلِ الْعَرَبُ الجَمَّاء إِلَّا مَوْصُوفًا، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ كطُرّاً وَقَاطِبَةً فَإِنَّهَا أَسماء وُضِعَتْ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. وأَجَمَّ الأَمرُ والفِراقُ: دَنَا وَحَضَرَ، لُغَةٌ فِي أَحَمَّ؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مَعْنَاهُ قَدْ حانَ وقوعُه فَقَدْ أَجَمَّ، بِالْجِيمِ، وَلَمْ يُعْرَفْ أَحَمَّ، بِالْحَاءِ؛ قَالَ: حَيِّيَا ذَلِكَ الغَزالَ الأَحَمَّا، ... إِن يَكُنْ ذَاكُمَا الفِراقُ أَجَمَّا وقال عَدِيّ بْنُ الْعَذِيرِ: فإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلِكٌ مَنْ أَطاعَها، ... تنافسُ دُنْيا قَدْ أَجَمَّ انْصِرامُها وَمِثْلُهُ لساعِدَةَ: وَلَا يُغْني امْرَأً وَلَدٌ أَجمَّتْ ... مَنِيَّتُه، وَلَا مالٌ أَثِيلُ وَمِثْلُهُ لزُهَيرٍ: وكنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوْمًا لحاجةٍ، ... مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ لَا تَخْلُو يُقَالُ: أَجَمَّتِ الحاجةُ إِذا دَنَتْ وَحَانَتْ تُجِمُّ إِجْماماً. وجَمَّ قُدُوم فُلانٍ جُمُوماً أَي دَنَا وَحَانَ. والجُمُّ: ضَرْبٌ مِنْ صَدَف الْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعلم حَقِيقَتَهَا. والجُمَّى، مَقْصور: الباقِلَّى؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والجَمَّاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَوْضِعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ تكرَّر ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. والجَمْجَمةُ: أَن لَا يُبَيِّنَ كلامَه مِنْ غَيْرِ عِيٍّ، وَفِي التهذيب: أَن لا تُبين كَلَامَكَ مِنْ عِيٍّ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: لعَمْرِي لَقَدْ طالَ مَا جَمْجَمُوا، ... فَمَا أَخَّروه وَمَا قَدَّموا وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي لَا يُبَيَّنُ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيَّدَ بِعِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، والتَّجَمْجُمُ مِثْلُهُ. وجَمْجَمَ فِي صَدْرِهِ شَيْئًا: أَخفاه وَلَمْ يُبْدِه؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لَا يَتَجَمْجَمِ «1».

_ (1). 1 قوله [إلى مطمئن إلخ] صدره كما في معلقة زهير: ومن يوف لم يذمم ومن يهد قلبه

يَقُولُ: مَنْ أَفضى قلبُه إِلى الإِحسان الْمُطَمْئِنِ الَّذِي لَا شُبْهَةَ فِيهِ لَمْ يَتَجَمْجَمْ لَمْ يَشْتَبِهْ عَلَيْهِ أَمره فَيَتَرَدَّدَ فِيهِ، والبِرُّ: ضِدَّ الفُجور. وجَمْجَمَ الرَّجُلُ وتَجَمْجَمَ إِذا لَمْ يُبَيِّنْ كلامَه. والجُمْجُمَةُ: عَظْمُ الرأْس المشتملُ عَلَى الدِّمَاغِ. ابْنُ سِيدَهْ: والجُمْجُمة القِحْفُ، وَقِيلَ: العظْم الَّذِي فِيهِ الدِّمَاغُ، وَجَمْعُهُ جُمْجُمٌ. ابْنُ الأَعرابي: عِظَامُ الرأْس كُلُّهَا جُمْجُمة وأَعلاها الهامةُ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الْهَامَةُ هِيَ الجُمْجُمة جَمْعًا، وَقِيلَ: القِحْفُ القِطْعة مِنَ الجُمْجُمة، وَشَحْمَةُ الأُذن خَرْقُ القُرْط أَسْفلَ الأُذن أَجمعَ، وَهُوَ مَا لانَ مِنْ سُفْله. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجُمْجُمة رُؤَسَاءُ الْقَوْمِ. وجَماجِمُ الْقَوْمِ: سَادَاتُهُمْ، وَقِيلَ: جَماجِمُهم القبائلُ الَّتِي تَجْمَع البطونَ ويُنسب إِليها دُونَهُمْ نَحْوَ كلْب بْنِ وَبْرة، إِذا قُلْتَ كَلْبِيٌّ اسْتَغْنَيْتَ أَن تَنْسُب إِلى شَيْءٍ مِنْ بُطُونِهِ، سُمُّوا بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِذَلِكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وجَماجم الْعَرَبِ رُؤَسَاؤُهُمْ، وكلُّ بَني أَبٍ لَهُمْ عِزٌّ وشَرَف فَهُمْ جُمْجُمة. والجُمْجُمة: أَربعُ قَبائل، بَيْنَ كُلِّ قَبِيلَتَيْنِ شأْنٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجُمْجُمة سِتُّونَ مِنِ الإِبل؛ عَنِ ابْنِ فَارِسٍ. والجُمْجُمة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَكَايِيلِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ أَو عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اسْتَسْقَى رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَتَيْتُه بجُمْجُمة فِيهَا مَاءٌ وَفِيهَا شَعْرة فَرَفَعْتُهَا وَنَاوَلْتُهُ، فَنَظَرَ إِليَّ وَقَالَ: اللَّهُمَّ جَمِّلْه ؛ قَالَ القُتَيْبيُّ: الجُمْجُمَة قَدَح مِنْ خَشَب، وَالْجَمْعُ الجَماجِمُ. ودَيْرُ الجَماجِمِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سَمَّى دَيْر الجَماجم مِنْهُ لأَنه يُعْمَلُ فِيهَا الأَقداح مِنْ خَشَبٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تُسَوَّى مِنَ الزُّجاج فَيُقَالُ قِحْفٌ وجُمْجمة؛ وبدَيْرِ الجَماجم كَانَتْ وَقْعَةُ ابْنِ الأَشعث مَعَ الحَجاج بِالْعِرَاقِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ دَيْرَ الجَماجم لأَنه بُني مِنْ جَماجم القَتْلى لِكَثْرَةِ مَنْ قُتِلَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّف: رأَى رَجُلًا يَضْحَكُ فَقَالَ: إِن هَذَا لَمْ يَشْهَدِ الجَماجِمَ ؛ يُرِيدُ وَقْعَةَ دَير الجَماجم أَي أَنه لَوْ رأَى كَثْرَةَ مَنْ قُتِلَ بِهِ مِنْ قُرَّاء الْمُسْلِمِينَ وَسَادَاتِهِمْ لَمْ يَضْحَكْ، وَيُقَالُ لِلسَّادَاتِ جَماجم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِيتِ الْكُوفَةَ فإِن بِهَا جُمْجُمةَ الْعَرَبِ أَي سَادَاتِهَا لأَن الجُمْجُمة الرأْس وَهُوَ أَشرف الأَعضاء. والجَماجم: مَوْضِعٌ بَيْنَ الدَهْناء ومُتالِع فِي دِيَارِ تَمِيمٍ. وَيَوْمُ الجَماجمِ: يَوْمٌ مِنْ وَقَائِعِ الْعَرَبِ فِي الإِسلام مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنه لَمْ يَزَلْ يَرَى الناسَ يَجْعَلُونَ الجَماجم فِي الحَرْث ، هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي رأْسها سِكَّةُ الْحَرْثِ. والجُمْجُمَة: الْبِئْرُ تُحْفَر فِي السَّبَخَة. والجَمْجَمَة: الإِهْلاك؛ عَنْ كُرَاعٍ. وجَمْجَمه أَهلكه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كَمْ مِنْ عِدىً جَمْجَمَهم وجَحْجَبا جنم: ابْنُ الأَعرابي: الجَنْمة جَمَاعَةُ الشَّيْءِ؛ قَالَ الأَزهري: أَصله الجَلْمة فَقُلِبَتِ اللَّامُ نُونًا، يُقَالُ: أَخذت الشَّيْءَ بجَلْمَته إِذا أَخذته كُلَّه. جهم: الجَهْمُ والجَهِيمُ «1». مِنَ الْوُجُوهِ: الْغَلِيظُ الْمُجْتَمِعُ فِي سَماجة، وَقَدْ جَهُم جُهُومةً وجَهامةً. وجَهَمَه يَجْهَمُه: اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهٍ كَرِيهٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الفَضْفاض الجُهَنيُّ: وَلَا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما ... بِنَا داءُ ظَبْيٍ لَمْ تَخُنه عَوامِلُه «2».

_ (1). قوله [والجهيم] كذا بالأصل والمحكم بوزن أمير، وفي القاموس الجهم وككتف (2). قوله [ولا تجهمينا] كذا بالأصل بالواو، والذي في الصحاح: فلا بالفاء، والذي في المحكم والتهذيب: لا تجهمينا بالخرم، زاد في التكملة: الاجتهام الدخول في مآخير الليل، ومثله في التهذيب

داءُ ظَبْيٍ: أَنه إِذا أَراد أَن يَثِب مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ وَثَب، وَقِيلَ: أَراد أَنه لَيْسَ بِنَا دَاءٌ كَمَا أَن الظَّبْيَ لَيْسَ بِهِ دَاءٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا أَحَبُّ إِليَّ. وتَجَهَّمَه وتَجَهَّم لَهُ: كَجَهِمَه إِذا اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهٍ كَرِيهٍ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: إِلى مَنْ تَكِلُني إِلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُني أَي يَلْقَانِي بالغِلْظة وَالْوَجْهِ الْكَرِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَجَهَّمَني القومُ. وَرَجُلٌ جَهْمُ الْوَجْهِ أَي كالِحُ الْوَجْهِ، تَقُولُ مِنْهُ: جَهَمْتُ الرجلَ وتَجَهَّمْتُه إِذا كلَحْتَ فِي وَجْهِهِ. وَقَدْ جَهُم، بِالضَّمِّ، جُهُومةً إِذا صَارَ باسِرَ الْوَجْهِ. وَرَجُلٌ جَهْمُ الوَجْه وجَهِمُهُ: غليظُه، وَفِيهِ جُهُومة. وَيُقَالُ للأَسد: جَهْمُ الوَجْهِ. وجَهُمَ الرَّكَبُ: غَلُظ. وَرَجُلٌ جَهْم وجَهِمٌ وجَهُوم: عَاجِزٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ: وبَلْدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، ... زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهلًا رَسُوما تَجَهَّمُ الجَهُوما أَي تَسْتَقْبِلُهُ بِمَا يَكْرَهُ. والجَهْمَةُ والجُهْمَة: أَوّلُ مَآخِيرِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هِيَ بقيةُ سَوادٍ مِنْ آخِرِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: جَهْمَةُ اللَّيْلِ وجُهْمَته، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مآخِير اللَّيْلِ، وَذَلِكَ مَا بَيْنَ اللَّيْلِ إِلى قَرِيبٍ مِنْ وَقْتِ السَّحَر؛ وأَنشد: قَدْ أَغْتَدي لِفِتْيَةٍ أَنْجابِ، ... وجُهْمَةُ الليلِ إِلى ذَهابِ وَقَالَ الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُر وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها ... بجُهْمةٍ، والدِّيكُ لَمْ يَنْعَب أَبو عُبَيْدٍ: مَضى مِنَ اللَّيْلِ جُهْمةٌ وجَهْمة. والجَهْمَة: القِدْر الضَّخْمة؛ قَالَ الأَفْوَهُ: ومَذانِبٌ مَا تُسْتَعارُ، وجَهْمةٌ ... سَوداءُ، عِنْدَ نَشِيجِها، لَا تُرْفَعُ والجَهامُ، بِالْفَتْحِ: السَّحَابُ «1». الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ، وَقِيلَ: الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَه مَعَ الرِّيحِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: ونَسْتَحيلُ الجَهامَ؛ الجَهامُ: السَّحَابُ الَّذِي فَرَغَ مَاؤُهُ، وَمَنْ رَوَى نَسْتَخِيلُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَراد نَتَخَيَّلُ فِي السَّحَابِ خَالًا أَي الْمَطَرُ، وإِن كَانَ جَهاماً لِشِدَّةِ حَاجَتِنَا إِليه، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْحَاءِ أَراد لَا نَنْظُرُ مِنَ السَّحَابِ فِي حَالٍ إِلا إِلى جَهام مِنْ قِلَّةِ الْمَطَرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ لُحيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ: جِئتَني بجَهام أَي الَّذِي تَعْرِضُه عَليَّ مِنَ الدِّينِ لَا خَيْرَ فِيهِ كالجَهامِ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ. وأَبو جَهْمَة اللَّيثيّ: مَعْرُوفٌ: حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وجُهَيْمٌ وجَيْهَمٌ: اسْمَانِ. وجُهَيْمة: امرأَة؛ قَالَ: فَيَا رَبّ عَمِّرْ لِي جُهَيْمَةَ أَعْصُراً ... فمالِكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني وَبَنُو جاهِمَة: بَطْنٌ مِنْهُمْ. وجَيْهَمٌ: مَوْضِعٌ بالغَوْرِ كَثِيرُ الْجِنِّ؛ وأَنشد: أَحاديثُ جِنٍّ زُرْنَ جِنّاً بجَيهما جهرم: الجَهْرَمِيَّة: ثيابٌ مَنْسُوبَةٌ مِنْ نَحْوِ البُسُط وَمَا يُشْبهها، يُقَالُ هِيَ مِنْ كَتَّانٍ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: بَلْ بَلدٍ مِلْء الفِجاجِ قَتَمُه، ... لَا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه جَعَلَهُ اسْمًا بإِخراج يَاءِ النِّسْبَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَهْرَم

_ (1). قوله [والجهام بالفتح السحاب] في التكملة بعد هذا: يقال أجهمت السماء

قَرْيَةٌ مِنْ قُرى فارِسَ تُنْسَبُ إِليها الثيابُ والبُسُطُ؛ قَالَ الزِّيَادِيُّ: وَقَدْ يُقَالُ للبِساطِ نَفْسِه جَهْرَم. جهضم: الجَهْضَمُ: الضَّخْمُ الْجَنْبَيْنِ، وَقِيلَ: الضَّخْم الْهَامَةِ المستديرُها، وَفِي الصِّحَاحِ: الضَّخْم الهامةِ المُسْتَدِيرُ الْوَجْهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْتَفِخ الجَنْبين الغليظُ الوَسَطِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الجَهْضَمُ الجَبان. فُلَانٌ جَهْضَمٌ ماهُ القَلْبِ: نهايةٌ فِي الجُبْنِ، وتَجَهْضَمَ الفحلُ عَلَى أَقرانه: عَلَاهُمْ بكَلْكَله. وَبَعِيرٌ جَهْضَمُ الجَنْبَيْنِ: ضَخْمٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: رَحْبُ الجَنْبَيْنِ. والجَهْضَم: الأَسد. والتَّجَهْضُم: كالتَّعَظُّمِ والتَّغَطْرُسِ. جهنم: الجِهنّامُ: القَعْرُ الْبَعِيدُ. وَبِئْرٌ جَهَنَّمٌ وجِهِنَّامٌ، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْهَاءِ: بَعِيدَةُ القَعْر، وَبِهِ سُمِّيَتْ جَهَنَّم لبُعْدِ قَعْرِها، ولم يقولوا حِهِنَّام فِيهَا؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جِهِنَّام اسْمٌ أَعجمي، وجُهُنّام اسْمُ رَجُلٍ، وجُهُنَّام لَقَبُ عَمْرِو بْنِ قَطَنٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يُهاجِي الأَعشى، وَيُقَالُ هُوَ اسْمُ تَابِعَتِهِ؛ وَقَالَ فِيهِ الأَعشى: دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلًا، ودَعَوْا لَهُ ... جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ وتَرْكُه إِجراءَ جهُنَّام يَدُلُّ عَلَى أَنه أَعجمي، وَقِيلَ: هُوَ أَخو هُرَيْرَة الَّتِي يَتَغَزّل بِهَا فِي شِعْرِهِ: وَدِّعْ هُرَيْرَةَ. الجَوْهري: جَهَنَّم مِنْ أَسماء النَّارِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا؛ هَذِهِ عِبَارَةُ الْجَوْهَرِيِّ وَلَوْ قَالَ: يُعَذِّبُ بِهَا مَنِ اسْتَحَقَّ الْعَذَابَ مِنْ عَبِيدِهِ كَانَ أَجْوَدَ، قَالَ: وَهُوَ مُلْحَق بِالْخُمَاسِيِّ، بِتَشْدِيدِ الْحَرْفِ الثَّالِثِ مِنْهُ، وَلَا يُجْرَى لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث: وَيُقَالُ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ الأَزهري: فِي جَهَنَّم قَوْلَانِ: قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ وأَكثر النَّحْوِيِّينَ: جَهَنَّمُ اسْمُ النَّارِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللَّهُ بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَهِيَ أَعجمية لَا تُجْرَى لِلتَّعْرِيفِ والعُجْمة، وَقَالَ آخَرُونَ: جَهَنَّم عَرَبِيٌّ سُمِّيَتْ نَارُ الْآخِرَةِ بِهَا لبُعْد قَعْرِها، وإِنما لَمْ تُجْرَ لِثقَلِ التَّعْرِيفِ وثِقَل التأْنيث، وَقِيلَ: هُوَ تَعْرِيبٌ كِهِنَّام بالعِبْرانية؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ جَعَلَ جهنَّم عَرَبِيًّا احْتَجَّ بِقَوْلِهِمْ بِئْرٌ جِهِنَّام وَيَكُونُ امْتِنَاعُ صَرْفِهَا للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، وَمَنْ جَعَلَ جَهَنَّمَ اسْمًا أَعجميّاً احْتَجَّ بِقَوْلِ الأَعشى: ودَعَوْا لَهُ جُهُنَّامَ فَلَمْ يُصْرَفْ، فَتَكُونُ جَهَنَّمَ عَلَى هَذَا لَا تَنْصَرِفُ لِلتَّعْرِيفِ وَالْعُجْمَةِ والتأْنيث أَيضاً، وَمَنْ جَعَلَ جُهُنَّام اسْمًا لِتَابِعَةِ الشَّاعِرِ المُقاوِم للأَعشى لَمْ تَكُنْ فِيهِ حُجَّةٌ لأَنه يَكُونُ امْتِنَاعُ صَرْفِهِ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ لَا لِلْعُجْمَةِ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ عَنِ يُونُسَ: أَن جَهَنَّمَ اسْمٌ عَجَمِيٌّ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَيُقَوِّيهِ امْتِنَاعُ صَرْفِ جُهُنَّام فِي بَيْتِ الأَعشى. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: بِئْرٌ جِهِنَّامٌ لِلْبَعِيدَةِ الْقَعْرِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ جَهَنَّمُ، قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ أَنها عَرَبِيَّةٌ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَيضاً: جُهُنَّامُ، بِالضَّمِّ، لِلشَّاعِرِ الَّذِي يُهاجِي الأَعشى، وَاسْمُ البئر جِهِنَّام، بالكسر. جوم: الجَوْمُ: الرِّعاءُ يَكُونُ أَمرهم وَاحِدًا. اللَّيْثُ: الجَوْمُ كأَنها فَارِسِيَّةٌ، وَهُمُ الرُّعاةُ أَمرهم وَكَلَامُهُمْ وَمَجْلِسُهُمْ وَاحِدٌ. والجَامُ: إِناء مِنْ فِضَّةٍ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَنَّ أَلفها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَامُ الفَاثُور مِنَ اللُّجَيْن ويُجْمَع عَلَى أَجْؤُمٍ. قَالَ: وجامَ يَجُومُ مِثْلُ حامَ يَحُوم حَوْماً إِذا طَلَبَ شَيْئًا خَيْرًا أَو شَرًّا. ابْنُ الأَعرابي: جمعُ الجَامِ جَامَاتٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ جُومٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَامُ

فصل الحاء المهملة

جَمْعُ جامَة، وَجَمْعُهَا جاماتٌ، وَتَصْغِيرُهَا جُوَيْمة، قَالَ: وَهِيَ مؤنثة أَعني الجام. جيم: الْجِيمُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ؛ التَّهْذِيبُ: الْجِيمُ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي تُؤَنَّثُ وَيَجُوزُ تَذْكِيرُهَا. وَقَدْ جَيَّمْتُ جِيماً إِذا كَتَبْتَهَا «1». جيعم: الجَيْعَمُ: الجائع. فصل الحاء المهملة حبرم: الأَزهري: مِنَ الرُّبَاعِيِّ «2». المؤلَّفِ المُحَبْرَمُ وَهُوَ مَرَقَةُ حَبِّ الرُّمَّان. حتم: الحَتْمُ: الْقَضَاءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَتْمُ إِيجاب القَضاء. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ؛ وَجَمْعُهُ حُتُومٌ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي الصَّلْتِ: حَنَانَيْ رَبِّنا، وَلَهُ عَنَوْنَا، ... بكَفَّيْهِ المَنايا والحُتُومُ وَفِي الصِّحَاحِ: عِبادُك يُخْطِئونَ، وأَنتَ رَبٌّ ... بكَفَّيْكَ المَنايا والحُتومُ وحَتَمْتُ عليه الشيءَ: أَوْجَبْتُ. وَفِي حَدِيثِ الوِتْر: الوِتْرُ لَيْسَ بحَتْمٍ كَصَلَاةِ المَكْتوبة ؛ الحَتْمُ:؛ اللَّازِمُ الْوَاجِبُ الَّذِي لَا بُدَّ مِنْ فِعْلِهِ. وحَتَمَ اللهُ الأَمرَ يَحْتِمُه: قَضَاهُ. والحاتِمُ: الْقَاضِي، وَكَانَتْ فِي الْعَرَبِ امرأَة مُفَوَّهَةٌ يُقَالُ لَهَا صَدُوفُ، قَالَتْ: لَا أَتَزَوَّج إِلا مَنْ يَرُدُّ عَلَيَّ جَوابي، فَجَاءَ خَاطِبٌ فَوَقَفَ بِبَابِهَا فَقَالَتْ: مَنْ أَنتَ؟ فَقَالَ: بَشَرٌ وُلِدَ صَغِيرًا ونشأَ كَبِيرًا، قَالَتْ: أَين مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: عَلَى بِساطٍ وَاسِعٍ وَبَلَدٍ شاسِعٍ، قريبُهُ بعيدٌ وبعيدُهُ قريبٌ، فَقَالَتْ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَنْ شَاءَ أَحْدَثَ اسْماً، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتْماً، قَالَتْ: كأَنه لَا حَاجَةَ لَكَ، قَالَ: لَوْ لَمْ تَكُنْ حاجةٌ لَمْ آتِكِ، وَلَمْ أَقِفْ ببابِكِ، وأَصِلْ بأَسبابك، قَالَتْ: أَسِرٌّ حَاجَتُكَ أَمْ جَهْرٌ؟ قَالَ: سِرٌّ وسَتُعْلَنُ قَالَتْ: فأَنتَ خَاطِبٌ؟ قَالَ: هُوَ ذَاكَ، قَالَتْ: قُضِيَتْ، فتزوَّجها. والحَتْمُ: إِحْكام الأَمرِ. والحاتِمُ: الغُراب الأَسود؛ وأَنشد لمُرَقِّش السَّدوسي، وَقِيلَ هو لخُزَرِ بْنِ لَوْذان: لَا يَمْنَعَنَّكَ، من بِغاءِ ... الخَيْرِ، تَعْقادُ التَّمائِمْ وَلَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لَا ... أَغْدُو، عَلَى واقٍ وحاتِمْ فإِذا الأَشائِمُ كالأَيامِنِ، ... والأَيامِنُ كالأَشائِمْ وكذاكَ لَا خَيْرٌ، وَلَا ... شَرٌّ عَلَى أَحدٍ بدائِمْ قَدْ خُطَّ ذلك في الزُّبورِ ... الأَوَّليَّاتِ القَدائِمْ قَالَ: والحاتِمُ المَشْؤوم. والحاتِمُ: الأَسْود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جاءتْ بِهِ أَسْحَمَ

_ (1). زاد في شرح القاموس: الجيم بالكسر الجمل المغتلم، نقله في البصائر عن الخليل، وأنشد: كأني جيم في الوغى ذو شكيمة ... ترى البزل فيه راتعات ضوامرا والجيم: الديباج، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وبه سمى كتابه في اللغة لحسنه، نقله في البصائر (2). قوله [من الرباعي إلخ] عبارته: ومن الرباعي المؤلف قولهم لمرقة حب الرمان: المحبرم، ومنه قول الراجز: لم يعرف السكباج والمحبرما

أَحْتَمَ أَي أَسود. والحَتَمَةُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ «1» وَالتَّاءِ: السَّوَادُ، وَقِيلَ: سُمِّي الْغُرَابُ الأَسود حاتِماً لأَنه يَحْتِمُ عِنْدَهُمْ بالفِراق إِذا نَعَبَ أَي يَحْكم. والحاتِمُ: الحاكِم الموجِبُ للحُكْم. ابْنُ سِيدَهْ: الحاتِمُ غُرَابُ البَيْن لأَنه يَحْتِمُ بالفِراق، وَهُوَ أَحمر المِنْقار وَالرِّجْلَيْنِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي يُولَعُ بِنَتْفِ رِيشِهِ وَهُوَ يُتشاءم بِهِ؛ قَالَ خُثَيْمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَقِيلَ الرقَّاص الكَلْبيُّ، يَمْدَحُ مَسْعُودَ بْنَ بَحْرٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَهُوَ الصَّحِيحُ: وليسَ بهَيَّابٍ، إِذا شدَّ رَحْلَهُ ... يقولُ: عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: ولسْتُ بهيَّابٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ وَلَيْسَ بهَيَّابٍ لأَن قَبْلَهُ: وجَدْتُ أَباكَ الحُرَّ بحْراً بنجْدَةٍ، ... بَناها لَهُ مَجْداً أَشَمُّ قُماقِمُ «2». وَلَيْسَ بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رحلَه ... يَقُولُ: عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ وَلَكِنَّهُ يَمْضي عَلَى ذاكَ مُقْدِماً، ... إِذا صَدَّ عَنْ تِلْكَ الهَناتِ الخُثارِمُ وَقِيلَ: الحاتِمُ الْغُرَابُ الأَسود لأَنه يَحْتِمُ عِنْدَهُمْ بالفِراق؛ قَالَ النَّابِغَةُ: زَعَمَ البَوارِحُ أَن رِحْلَتَنا غَداً، ... وبِذاكَ تَنْعابُ الغرابِ الأَسودِ قول مُلَيْحٍ الهُذلي: وصَدَّقَ طُوَّافٌ تَنادَوْا بِرَدِّهِمْ ... لَهامِيمَ غُلْباً، والسَّوامُ المُسَرَّحُ حُتوم ظِباءٍ واجَهَتْنا مَرُوعَة، ... تَكادُ مَطايانا عليهِنَّ تَطْمَحُ يَكُونُ حُتومٌ جمعَ حاتِمٍ كشاهِدٍ وشُهود، وَيَكُونُ مَصْدَرَ حَتَمَ. وتَحَتَّم: جعَل الشَّيْءَ عَلَيْهِ حَتْماً؛ قَالَ لَبيد: ويَوْمَ أَتانا حَيُّ عُرْوَةَ وابنِهِ ... إِلى فاتِكٍ ذِي جُرْأَةٍ قَدْ تَحَتَّما والحُتامةُ: مَا بَقِيَ عَلَى الْمَائِدَةِ مِنَ الطَّعَامِ أَو مَا سَقَطَ مِنْهُ إِذا أُكِلَ، وَقِيلَ: الحُتامةُ «3» مَا فَضَلَ مِنَ الطَّعَامِ عَلَى الطَّبَق الَّذِي يُؤْكَلُ عَلَيْهِ. والتَّحَتُّم: أَكل الحُتامة وَهِيَ فُتات الْخُبْزِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَكل وتَحَتَّم دَخَلَ الْجَنَّةَ ؛ التَّحَتُّم: أَكل الحُتامة، وَهِيَ فُتات الْخُبْزِ الساقطُ عَلَى الخِوَان. وتَحَتَّم الرجلُ إِذا أَكل شَيْئًا هَشّاً فِي فِيهِ. اللَّيْثُ: التَّحَتُّم الشَّيْءُ إِذا أَكلته فَكَانَ فِي فَمِك هَشّاً. والحَتَمَةُ: السَّوَادُ. والأَحْتَمُ: الأَسود. والتَّحتُّم: الهَشاشةُ. يُقَالُ: هُوَ ذُو تَحَتُّمٍ، وَهُوَ غَضُّ المُتَحَتَّم. والتَّحَتُّم: تَفَتُّتُ الثُّؤْلول إِذا جَفَّ. والتَّحتم: تَكسُّر الزُّجَاجِ بَعْضِهِ عَلَى بعضٍ. والحَتَمَةُ: الْقَارُورَةُ المُفَتَّتةُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ تَحَتَّمْتُ لَهُ بِخَيْرٍ أَي تمنيتُ لَهُ خَيْرًا وتَفاءلت لَهُ. وَيُقَالُ: هُوَ الأَخ الحَتْمُ أَي المَحْضُ الحقُّ؛ وَقَالَ أَبو خِراشٍ يَرْثِي رَجُلًا «4»

_ (1). قوله [والحتمة بفتح الحاء إلخ] كذا في النهاية والمحكم مضبوطاً بهذا الضبط أيضاً، والذي في القاموس والتكملة: والحتمة، بالضم، السواد انتهى. وجعلهما الشارح لغتين فيها (2). قوله [الحر] سيأتي في مادة خثرم بدله الخير (3). قوله [وقيل الحتامة إلخ] هكذا بالأصل (4). قوله [رجلًا] في التكملة: يرثي خالد بن زهير

: فواللهِ لَا أَنساكَ، مَا عِشْتُ، لَيْلَةً، ... صَفيِّي مِنَ الإِخْوانِ والولدِ الحَتْمِ وحاتِمٌ الطائيُّ: يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي الجُود، وَهُوَ حاتِمُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْد بْنِ الحَشْرَجِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: عَلَى حالةٍ لَوْ أَنَّ فِي القومِ حاتِماً، ... عَلَى جودِهِ، مَا جادَ بالمالِ، حاتِمِ «1» . وإِنما خَفَضَهُ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْهَاءِ فِي جودِه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وحاتِمُ الطائيُّ وَهَّابُ المِئِي وَهُوَ اسْمٌ يَنْصَرِفُ، وإِنما تَرَكَ التَّنْوِينَ وَجُعِلَ بَدَلَ كَسْرَةِ النُّونِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، حذفَ النُّونَ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الشِّعْرُ لامرأَة مِنْ بَنِي عَقِيلٍ تَفْخَرُ بأَخوالها مِنَ الْيَمَنِ، وَذَكَرَ أَبو زَيْدٍ أَنه للعامِرِيّة؛ وَقَبْلَهُ: حَيْدَةُ خَالِي ولَقِيطٌ وعَلِي، ... وحاتِمُ الطائيُّ وَهَّابُ المِئِي وَلَمْ يَكُنْ كَخَالِكَ العَبْدِ الدَّعِي ... يأْكل أَزْمانَ الهزالِ والسِّنِي هَيَّاب عَيْرٍ مَيْتةٍ غيرِ ذَكِي وتَحْتَمُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ السُّلَيْك بْنُ السُّلَكة: بِحَمْدِ الإِلَه وامْرِئٍ هُوَ دَلَّنِي، ... حَوَيْتُ النِّهابَ مِنْ قَضِيبٍ وتَحْتَما حتلم: حَتْلَم وحِتْلِم «2»: مَوْضِعٌ. حثم: الحَثْمةُ: أُكَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ حِجَارَةٍ. والحُثُمُ: الطُّرُقُ «3». الْعَالِيَةُ. والحَثْمَة: أَرْنَبةُ الأَنف. والحَثْمَةُ: المُهر الصَّغِيرُ؛ الأَخيرتان عَنِ الْهَجَرِيِّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حِثامٌ. وحَثَمَ لَهُ حَثْماً أَي أَعطاه. الْجَوْهَرِيُّ: الحَثْمَةُ الأَكَمة الْحَمْرَاءُ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة حَثْمَةَ. الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلرَّابِيَةِ الحَثَمَة. يُقَالُ: انزِل بَهَاتِيكَ الحَثَمَة، وَجَمْعُهَا حَثَماتٌ، وَيَجُوزُ حَثْمَة، بِسُكُونِ الثَّاءِ، وَمِنْهُ ابْنُ أَبي حَثْمة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ذَكَرَ حَثْمَة؛ هِيَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الثَّاءِ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ قُرْبَ الحَجون. وأَبو حَثْمَةَ: رَجُلٌ مِنْ جُلَساء عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُنِّيَ بِذَلِكَ. وحَثَمَ لَهُ الشَّيْءَ يَحْثِمُه حَثْماً ومَحَثَهُ: دلَكه بِيَدِهِ دلْكاً شَدِيدًا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبَتٍ. حثرم: الحِثْرِمَةُ، بِالْكَسْرِ: الدَّائِرَةُ الَّتِي تَحْتَ الأَنف. الْجَوْهَرِيُّ: الحِثْرِمَةُ الدَّائِرَةُ فِي وسَط الشَّفَةِ الْعُلْيَا، وَقِيلَ هِيَ الأَرْنبة، كِلَاهُمَا بِكَسْرِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ بِفَتْحِهِمَا، وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مَعَ الْكَسْرِ فِي الْخَاءِ وَالرَّاءِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِذا طَالَتِ الحِثْرِمةُ قَلِيلًا قِيلَ رَجُلٌ أَبْظَرُ؛ وَقَالَ: كأَنَّما حِثْرِمَةُ ابْنِ غابِنِ ... قُلْفَةُ طِفْلٍ تَحْتَ مُوسى خاتِنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ابْنُ دُرَيْدٍ حِثْرِبَة، بِالْبَاءِ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ السِّجْزيّ: الخِثْرِمَةُ بِالْخَاءِ لِهَذِهِ الدَّائِرَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الحِثْرِمةُ بِالْحَاءِ؛ الأَزهري: هُمَا لُغَتَانِ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ. وَرَجُلٌ حُثارِمٌ: غَلِيظُ الشَّفَةِ، وَالِاسْمُ الحَثْرَمَةُ.

_ (1). قوله [على جوده إلخ] كذا في الأصل، والمشهور: على جوده لضنّ بالماء حاتم (2). قوله [حتلم] كزبرج وجعفر كما في القاموس (3). قوله [والحثم الطرق] ضبط في نسخة من التهذيب بهذا الضبط

حثلم: الحِثْلِبُ والحِثْلِمُ: عَكَرُ الدُّهْنِ أَو السَّمْنِ فِي بعض اللغات. حجم: الإِحْجامُ: ضدُّ الإِقْدام. أَحْجَمَ عَنِ الأَمر: كَفَّ أَو نَكَصَ هَيْبةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخذَ سَيْفاً يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: مَنْ يأْخذ هَذَا السَّيْفَ بحَقِّه؟ فأَحْجَم الْقَوْمُ أَي نَكَصُوا وتأَخروا وتَهَيَّبوا أَخْذه. وَرَجُلٌ مِحْجام: كَثِيرُ النُّكوص. والحِجامُ: شَيْءٌ يُجْعَلُ فِي فَمِ الْبَعِيرِ أَو خَطْمِه لِئَلَّا يَعَضَّ «1»، وَهُوَ بَعِيرٌ مَحْجُوم، وَقَدْ حَجَمه يَحْجُمه حَجْماً إِذا جَعَلَ عَلَى فَمِهِ حِجَامًا وَذَلِكَ إِذا هاجَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: وَذَكَرَ أَباه فَقَالَ: كَانَ يَصيحُ الصَّيْحةَ يَكَادُ مَنْ سَمِعَهَا يَصْعَقُ كَالْبَعِيرِ المَحْجُوم. وأَما قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ حَمْزَةَ: إِنه خَرَجَ يومَ أُحُدٍ كأَنه بَعِيرٌ مَحْجُوم ، وَفِي رِوَايَةٍ: رَجُلٌ مَحْجوم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي جَسِيمٌ، مِنَ الحَجْمِ وَهُوَ النُّتُوُّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا قِيلَ فِي الشِّعْرِ فُلَانٌ يَحْجُم فُلَانًا عَنِ الأَمر أَي يَكُفُّهُ، والحَجْمُ: كَفُّكَ إِنساناً عَنْ أَمر يُرِيدُهُ. يُقَالُ: أَحْجَمَ الرجلُ عَنْ قِرْنِه، وأَحْجَمَ إِذا جَبُنَ وكَفَّ؛ قَالَهُ الأَصمعي وَغَيْرُهُ، وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعرابي: حَجَمْتُه عَنْ حَاجَتِهِ مَنَعْتُهُ عَنْهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: حَجَوْتُه عَنْ حَاجَتِهِ مِثْلُهُ، وحَجَمْتُه عَنِ الشَّيْءِ أَحْجُمُه أَي كفَفْته عَنْهُ. يُقَالُ: حَجَمْتُه عَنِ الشَّيْءِ فأَحْجَمَ أَي كَفَفْتُهُ فكَفَّ، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ مِثْلُ كبَبْتُه فأَكبَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ حَجَمْته عَنِ الشَّيْءِ فأَحْجَم أَي كَفَفْتُهُ عَنْهُ وأَحْجَمَ هُوَ وكَبَبْتُه وأَكَبَّ هُوَ، وشَنَقْتُ البعيرَ وأَشنَقَ هُوَ إِذا رَفَعَ رأْسه، ونَسَلْتُ ريشَ الطَّائِرِ وأَنْسَلَ هُوَ، وقَشَعَتِ الريحُ الغيمَ وأَقْشَعَ هُوَ، ونَزَفْتُ البئرَ وأَنْزَفَتْ هِيَ، ومَرَيْتُ الناقةَ وأَمْرَتْ هِيَ إِذا دَرَّ لبنُها. وإِحْجام المرأَةِ المولودَ: أَوَّلُ إِرْضاعةٍ تُرْضِعُه، وَقَدْ أَحْجَمَتْ لَهُ. وحَجَمَ العظمَ يَحْجُمه حَجْماً: عَرَقَهُ. وحَجَمَ ثَدْيُ المرأَة يَحْجُم حُجُوماً: بَدَا نُهُوده؛ قَالَ الأَعشى: قَدْ حَجَمَ الثَّدْيُ عَلَى نَحْرِها ... فِي مُشْرِقٍ ذِي بَهْجةٍ ناضِرِ «2» . وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي التَّهْذِيبِ بالأَلف فِي النَّثْرِ وَالنَّظْمِ: قَدْ أَحْجَمَ الثديُ عَلَى نَحْرِ الْجَارِيَةِ. قَالَ: وحَجَّمَ وبَجَّم إِذا نَظَرَ نَظَرًا شَدِيدًا، قَالَ الأَزهري: وحَمَّجَ مِثْلُهُ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذا غَطَّى اللحمُ رؤوس عِظَامِهَا فَسَمِنَتْ: مَا يَبْدُو لعِظامها حَجْمٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: حَجْمُ الشَّيْءِ حَيْدهُ. يُقَالُ: لَيْسَ لِمِرْفَقِهِ حَجْمٌ أَي نُتُوٌّ. وحَجْم كلِّ شَيْءٍ: مَلْمَسُه النَّاتِئُ تَحْتَ يَدِكَ، وَالْجَمْعُ حُجُوم. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَجْمُ الْعِظَامِ أَن يُوجَدَ مَسُّ العِظام مِنْ وَرَاءِ الْجِلْدِ، فَعَبَّرَ عَنْهُ تَعْبيرَه عَنِ الْمَصَادِرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهو عِنْدَهُ مَصْدَرٌ أَم اسْمٌ. قَالَ اللَّيْثُ: الحَجْمُ وِجْدانُك مسَّ شَيْءٍ تَحْتَ ثَوْبٍ، تَقُولُ: مَسِسْت [مَسَسْت] بطنَ الحُبْلى فَوَجَدْتُ حَجْمَ الصبيِّ فِي بَطْنِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَصِف حَجْمَ عِظَامِهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد لَا يَلْتَصِقُ الثَّوْبُ بِبَدَنِهَا فَيَحْكي الناتئَ والناشزَ مِنْ عِظَامِهَا وَلَحْمِهَا، وَجَعَلَهُ وَاصِفًا عَلَى التَّشْبِيهِ لأَنه إِذا أَظهره وبيَّنه كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْوَاصِفِ لَهَا بِلِسَانِهِ. والحَجْمُ: المَصّ. يُقَالُ:

_ (1). قوله [لئلا يعض] في المحكم بعده: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ الدَّيْنَوَرِيُّ هي مخلاة تجعل على خطمه لئلا يعض (2). قوله [ذي بهجة إلخ] كذا في المحكم، وفي التكملة: ذي صبح نائر

حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إِذا مَصَّهُ. وَمَا حَجَمَ الصبيُّ ثَدْيَ أُمه أَي مَا مَصَّه. وثَدْيٌ مَحْجوم أَي مَمْصُوصٌ. والحَجَّامُ: المَصَّاص. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلْحَاجِمِ حَجَّامٌ لامْتِصاصه فَمَ المِحْجَمَة، وَقَدْ حَجَمَ يَحْجِمُ ويَحْجُم حَجْماً وحاجِمٌ حَجُومٌ ومِحْجَمٌ رَفيقٌ. والمِحْجَمُ والمِحْجَمَةُ: مَا يُحْجَم بِهِ. قَالَ الأَزهري: المحْجَمَةُ قارُورَتُهُ، وَتُطْرَحُ الْهَاءُ فَيُقَالُ مِحْجَم، وَجَمْعُهُ مَحاجِم؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَلَمْ يُهَريقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجمِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَعْلَقَ فِيهِ مِحْجَماً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المِحْجَمُ، بِالْكَسْرِ، الْآلَةُ الَّتِي يُجْمَعُ فِيهَا دَمُ الحِجامة عِنْدَ الْمَصِّ، قَالَ: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَمٍ ، وحِرفَتُه وفعلُه الحِجامةُ. والحَجْمُ: فِعْلُ الْحَاجِمِ وَهُوَ الحَجّامُ. واحْتَجَمَ: طَلَبَ الحِجامة، وَهُوَ مَحْجومٌ، وَقَدِ احْتَجَمْتُ مِنَ الدَّمِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجومُ ؛ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ: أَنهما تَعَرَّضا للإِفْطار، أَما المَحْجومُ فَلِلضَّعْفِ الَّذِي يَلْحَقُهُ مِنْ خُرُوجِ دَمِهِ فَرُبَّمَا أَعجزه عَنِ الصَّوْمِ، وأَما الحاجمُ فَلَا يأْمَنُ أَن يَصِلَ إِلى حَلْقِهِ شَيْءٌ مِنَ الدَّمِ فيبلعَهُ أَو مِنْ طَعْمِه، قَالَ: وَقِيلَ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا أَي بَطَلَ أَجْرُهما فكأَنهما صَارَا مُفْطِرَيْنِ، كقَوله: مَنْ صَامَ الدَّهْرَ فَلَا صَامَ وَلَا أَفطر. والمَحْجمة مِنَ الْعُنُقِ: مَوْضِعُ المِحْجمةِ. وأَصل الحَجْمِ الْمَصُّ، وَقَوْلُهُمْ: أَفْرَغُ مِنْ حَجَّام ساباطٍ، لأَنه كَانَ تَمُرُّ بِهِ الْجُيُوشُ فيَحْجُمهم نَسيئةً مِنَ الْكَسَادِ حَتَّى يَرْجِعُوا فَضَرَبُوا بِهِ المَثَلَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحِجامةُ مِنَ الحَجْمِ الَّذِي هُوَ البَداءُ لأَن اللَّحْمَ يَنْتَبِرُ أَي يَرْتَفِعُ. والحَوْجَمةُ: الوَرْدُ الأَحمر، وَالْجَمْعُ حَوْجَمٌ. حدم: الأَزهري: الحَدْمُ شِدَّةُ إِحْمَاءِ الشَّيْءِ بحَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارِ، تَقُولُ: حَدَمَه كَذَا فاحْتَدَمَ؛ وَقَالَ الأَعشى: وإدْلاجُ لَيْلٍ عَلَى غِرَّةٍ، ... وهاجِرَة حَرُّها محْتَدِمْ الْفَرَّاءُ: لِلنَّارِ حَدَمَةٌ وحَمَدَةٌ وَهُوَ صَوْتُ الِالْتِهَابِ. وحَدَمةُ النَّارِ، بِالتَّحْرِيكِ: صَوْتُ الْتِهَابِهَا. وَهَذَا يَوْمٌ مُحْتَدِمٌ ومُحْتَمِدٌ: شَدِيدُ الْحَرِّ. والاحْتِدامُ: شِدَّةُ الْحَرِّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: احْتَدَمَ يومُنا احْتَمَدَ. ابْنُ سِيدَهْ: حَدْمُ النَّارِ والحرِّ وحَدَمُهما شِدَّةُ احْتِرَاقِهِمَا وحَمْيُهما. الْجَوْهَرِيُّ: احْتَدَمَت النَّارُ الْتَهَبَتْ. غَيْرُهُ: احْتَدَمَتِ النارُ والحرُّ اتَّقَدَا. واحْتَدَمَ صدرُ فُلَانٍ غَيْظًا واحْتَدَمَ عليَّ غَيْظًا وتَحَدَّمَ: تَحَرّقَ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ، وَمَا أَدْرِي مَا أَحْدَمَه. وَكُلُّ شَيْءٍ الْتهب فَقَدِ احْتَدَمَ. والحَدَمَةُ: صَوْتُ جَوْفِ الأَسْود مِنَ الحيَّات. الأَزهري: قَالَ أَبو حَاتِمٍ الحَدَمَةُ مِنْ أَصْوَاتِ الحيَّة صوتُ حَفِّه كأَنه دَوِيٌّ يَحْتَدِمُ. واحْتَدَمَتِ القِدْرُ إِذا اشْتَدَّ غَلَيانُها. قَالَ أَبو زَيْدٍ: زَفِيرُ النارِ لَهَبُها وشَهِيقُها وحَدَمُها وحَمَدُها وكَلْحَبَتُها بِمَعْنًى وَاحِدٍ. واحْتَدَمَ الشرابُ إِذا غَلَى؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ الْخَمْرَ: رُدَّتْ إِلى أَكْلَفِ المَناكِبِ مَرْشومٍ ... مُقيمٍ فِي الطِّينِ مُحْتَدِمِ قَالَ الأَزهري: أَنشد أَبو عمرو «1».

_ (1). قوله [أنشد أبو عمرو إلخ] ليس محل ذكره هنا بل محل مادة د ح م

قالَتْ: وكيفَ وَهُوَ كالمُبَرْتَكِ؟ ... إِنِّي لطولِ الفَشْلِ فِيهِ أَشْتَكِي، فادْحَمْهُ شَيْئًا سَاعَةً ثُمَّ ابْرُكِ ابْنُ سِيدَهْ: احْتَدَمَ الدمُ إِذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ حَتَّى يَسْوَدّ، وحدَمَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: قِدْرٌ حُدَمَةٌ سَرِيعَةُ الغَلْي، وَهُوَ ضِدُّ الصَّلُود. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: يوشِكُ أَن تَغشاكم دَواجي ظُلَلِهِ واحْتِدامُ عِلَلِه أَي شِدَّتُهَا، وَهُوَ مِنِ احْتِدام النَّارِ أَي الْتِهَابِهَا وَشِدَّةِ حَرِّهَا. وحُدْمَة: موضع «2» معروف. حذم: الحَذْمُ: الْقَطْعُ الوَحِيُّ. حَذَمَه يَحْذِمُه حَذْماً: قَطَعَهُ قَطْعًا وَحِيّاً، وَقِيلَ: هُوَ الْقَطْعُ مَا كَانَ. وَسَيْفٌ حَذِمٌ وحِذْيَمٌ. قَاطِعٌ. والحَذْمُ: الإِسراع فِي الْمَشْيِ وكأَنه مَعَ هَذَا يَهْوِي بِيَدَيْهِ إِلى خَلْف، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِبَعْضِ الْمُؤَذِّنِينَ: إِذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ وَإِذَا أَقَمْتَ فاحْذِمْ ؛ قَالَ الأَصمعي: الحَذْمُ الحَدْرُ فِي الإِقامة وَقَطْعُ التَّطْوِيلِ؛ يُرِيدُ عَجّلْ إِقامة الصَّلَاةِ وَلَا تُطَوِّلها كالأَذان، هَكَذَا رَوَاهُ الْهَرَوِيُّ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَسَيَجِيءُ، وَقِيلَ: الحَذْم كالنَّتْفِ فِي المشي شيبةٌ بِمَشْيِ الأَرانب. والحَذْمُ: الْمَشْيُ الْخَفِيفُ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَسرعت فِيهِ فَقَدَ حَذَمْتَهُ، يُقَالُ: حَذَمَ فِي قِرَاءَتِهِ، والحَمامُ يَحْذِمُ فِي طَيَرانِه كَذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: الحُذُمُ الأَرانب السِّرَاعُ، والحُذُمُ أَيضاً اللُّصُوصُ الحُذَّاقُ. والأَرنب تَحْذِمُ أَي تُسْرِعُ، وَيُقَالُ لَهَا حُذَمَةٌ لُذَمَةٌ، تسبِقُ الْجَمْعَ بالأَكَمَة؛ حُذمَةٌ إِذَا عَدَتْ فِي الأَكَمَةِ أَسرعت فَسَبَقَتْ مَنْ يَطْلُبُهَا، لُذَمَةٌ: لازمةٌ للعَدْوِ. وَيُقَالُ: حَذَمَ فِي مِشْيَته إِذا قَارَبَ الخُطى وأَسرع. والحُذَمُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ الْقَرِيبُ الخَطْو. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: الحَذَمانُ شَيْءٌ مِنَ الذَّمِيل فَوْقَ الْمَشْيِ، قَالَ: وَقَالَ لِي خَالِدُ بْنُ جَنْبة الحَذَمانُ إِبْطاءُ الْمَشْيِ، وَهُوَ مِنْ حُرُوفِ الأَضداد، قَالَ: وَاشْتَرَى فلانٌ عَبْدًا حُذامَ الْمَشْيِ لَا خَيْرَ فِيهِ. وامرأَة حُذَمَةٌ: قَصِيرَةٌ. والحُذَمةُ: الْمَرْأَةُ الْقَصِيرَةُ؛ وَقَالَ: إِذا الخَرِيعُ العَنْقَقِيرُ الحُذَمَهْ ... يَؤُرُّها فحلٌ شَدِيدُ الصُّمَمَه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا ذَكَرَهُ يَعْقُوبُ الحُذَمَة، بِالْحَاءِ، وَكَذَا أَنشده أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ فِي نَوَادِرِهِ بِالْحَاءِ أَيضاً، وَالْمَعْرُوفُ الجَدَمَةُ، بِالْجِيمِ مَفْتُوحَةً وَالدَّالِ، وَصَوَابُ الْقَافِيَةِ الأَخيرة الضَّمْضَمَة، قَالَ: وَكَذَا أَنشده أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَكَذَا أَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ أَيْضًا وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: الضَّمْضَمَةُ الأَخذ الشَّدِيدُ. يُقَالُ: أَخذه فَضَمْضَمَهُ أَي كَسَرَهُ؛ قَالَ وأَوَّله: سَمِعتُ مِنْ فَوْقِ البُيوت كَدَمَهْ، ... إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الجَدَمَهْ يَؤُرُّها فَحْلٌ شَدِيدُ الضَّمْضَمَه، ... أَرّاً بعَتَّارٍ إِذا مَا قَدَّمهْ فِيهَا انْفَرَى وَمَّاحُها وخَرَمَهْ، ... فَطَفِقَتْ تَدْعُو الهَجِينَ ابْنَ الأَمَهْ فَمَا سَمِعْتُ بَعْدَ تِيك النَّأَمَهْ ... مِنْهَا، وَلَا مِنْهُ هُنَاكَ، أبْلُمَهْ قَالَ: والرجز لرِياحٍ الدبيري.

_ (2). قوله [وحدمة موضع] عبارة المحكم: وحدمة مضبوطاً بالضم وقيل حدمة مضبوطاً كهمزة موضع، وصرح بذلك كله في التكملة

والحِذْيَمُ: الْحَاذِقُ بِالشَّيْءِ. وحُذَمَةُ: اسْمُ فَرَسٍ. وحَذامِ: مِثْلُ قَطامِ. وحَذامِ: اسْمُ امْرَأَةٍ معدولةٌ عَنْ حاذِمَةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هِيَ بِنْتُ العَتِيك بْنِ أَسْلَمَ بْنِ يَذْكُر بْنِ عَنَزَةَ؛ قَالَ وسِيمُ بْنُ طارقٍ، وَيُقَالُ لِجِيمِ بْنِ صَعْب وحَذامِ امرأَته: إِذا قالتْ حَذامِ فَصَدِّقُوها، ... فإِنَّ القولَ مَا قالَتْ حَذامِ التَّهْذِيبُ: حَذامِ مِنْ أَسماء النِّسَاءِ، قَالَ: جَرَّت العربُ حَذامِ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ لأَنها مصروفةٌ عَنْ حاذِمة، فَلَمَّا صُرِفَتْ إِلى فَعال كُسِرَتْ لأَنهم وَجَدُوا أَكثر حَالَاتِ الْمُؤَنَّثِ إِلى الْكَسْرِ، كَقَوْلِكَ: أَنتِ عَلَيْكِ، وكذلكِ فَجار وفَساقِ، قَالَ: وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عُدِلَ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ عَنْ وَجْهِهِ يُحْمَلُ عَلَى إِعراب الأَصوات والحكاياتِ مِنَ الزَّجْرِ وَنَحْوِهِ مَجْرُورًا، كَمَا يُقَالُ فِي زَجْر الْبَعِيرِ ياهٍ ياهٍ، ضَاعَفَ ياهٍ مَرَّتَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُنَادِي بِيَهْياهٍ وياهٍ، كأَنَّهُ ... صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بِاللَّيْلِ صاحِبُهْ «1» . يَقُولُ: سَكَنَ الحَرْفُ الَّذِي قَبْلَ الْحَرْفِ الْآخِرِ فحُرِّكَ آخِرُهُ بكسرةٍ، وإِذا تَحَرَّكَ الحَرْفُ قَبْلَ الْحَرْفِ الْآخِرِ وَسُكِّنَ الآخِرُ جَزَمْتَ، كَقَوْلِكَ بَجَلْ وأَجَلْ، وأَما حَسْب وجَيْر فإِنك كَسَرْت آخِرَهُ وَحَرَّكْتَهُ بِسُكُونِ السِّينِ وَالْيَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ الشاعر: بَصيرٌ بِمَا أَعْيَا النِّطاسِيَّ حِذْيَما فإِنما أَراد ابْنُ حِذْيَمٍ «2»، فحذف ابن. وحَذِيمةُ: بْنِ يَرْبوع بْنِ غَيْظ بْنِ مُرَّة. وحُذَيْمٌ وحِذْيَمٌ: إسمان. حذلم: الأَصمعي: حَذْلَمَ سِقاءه إِذَا ملأَه؛ وأَنشد: بِشابةَ فالقُهْبِ المَزادَ المُحَذْلَما وحَذْلَمَ فَرسَه: أَصلحه. وحَذْلَم العُودَ: بَرَاه وأَحَدَّه. وإِناء مُحَذْلَمٌ: مَمْلُوءٌ. والحُذْلوم: الْخَفِيفُ السَّرِيعُ. وتَحَذْلَمَ الرجلُ إِذَا تأَدَّب وَذَهَبَ فُضُولُ حُمْقه. وحَذْلَم: اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنْهُ. وحَذْلَم: اسم رجل. وتميم ابن حَذْلَم الضَّبّيّ: مِنَ التَّابِعِينَ. والحَذْلَمَةُ: الهَذْلَمةُ، وَهُوَ الإِسراع. يُقَالُ: مرَّ يَتَحَذْلَمُ إِذَا مَرَّ كأَنه يتدحْرج. وحَذْلَمْتُ: دَحْرجت. وذَحْلَمْتُ، بِتَقْدِيمِ الذَّالِ: صَرَعْتُ. الأَزهري: الحَذْلمةُ السُّرْعَةُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْحَرْفُ وُجِدَ فِي كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ لِابْنِ دريد مع حروف غَيْرِهَا وَمَا وَجَدْتُ أَكثرها لأَحد من الثقات. حرم: الحِرْمُ، بِالْكَسْرِ، والحَرامُ: نَقِيضُ الْحَلَالِ، وَجَمْعُهُ حُرُمٌ؛ قَالَ الأَعشى: مَهادي النَّهارِ لجاراتِهِمْ، ... وَبِاللَّيْلِ هُنَّ عليهمْ حُرُمْ وَقَدْ حَرُمَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، حُرْمَةً وحَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وحَرُمَتِ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَرْأَةِ حُرُماً وحُرْماً، وحَرِمَتْ عليها

_ (1). قوله [ينادي بيهياه وياه] أَي ينادي ياهياه ثُمَّ يَسْكُتُ مُنْتَظَرًا الْجَوَابَ عَنْ دَعْوَتِهِ فإِذا أَبطأ عنه قال ياه (2). قوله [فإِنما أَراد ابْنُ حِذْيَمٍ إلخ] عبارة شرح القاموس: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي شرح الديوان الطبيب هو حذيم نفسه أو هو ابن حذيم، وإنما حذف ابن اعتماداً على الشهرة، قال شيخنا: وهل يكون هذا من الحذف مع اللبس أو من الحذف مع أمن اللبس خلاف، وقد بسطه البغدادي في شرح شواهد الرضي بما فيه كفاية

حَرَماً وحَراماً: لُغَةٌ فِي حَرُمَت. الأَزهري: حَرُمَت الصَّلَاةُ عَلَى الْمَرْأَةِ تَحْرُمُ حُروماً، وحَرُمَتِ المرأةُ عَلَى زَوْجِهَا تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً، وحَرُمَ عَلَيْهِ السَّحورُ حُرْماً، وحَرِمَ لغةٌ. والحَرامُ: مَا حَرَّم اللهُ. والمُحَرَّمُ: الحَرامُ. والمَحارِمُ: مَا حَرَّم اللهُ. ومَحارِمُ الليلِ: مَخاوِفُه الَّتِي يَحْرُم عَلَى الجَبان أَن يَسْلُكَهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مَحارِمُ اللَّيْلِ لهُنَّ بَهْرَجُ، ... حِينَ يَنَامُ الوَرَعُ المُحَرَّجُ «1» . وَيُرْوَى: محارِمُ اللَّيْلِ أَي أَوائله. وأَحْرَمَ الشَّيْءَ: جَعله حَراماً. والحَريمُ: مَا حُرِّمَ فَلَمْ يُمَسَّ. والحَريمُ: مَا كَانَ المُحْرِمون يُلْقونه مِنَ الثِّيَابِ فَلَا يَلْبَسونه؛ قَالَ: كَفى حَزَناً كَرِّي عَلَيْهِ كأَنه ... لَقىً، بَيْنَ أَيْدي الطائفينَ، حَريمُ الأَزهري: الحَريمُ الَّذِي حَرُمَ مَسُّهُ فَلَا يُدْنى مِنْهُ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا حَجَّت الْبَيْتَ تَخْلَعُ ثِيَابَهَا الَّتِي عَلَيْهَا إِذَا دَخَلُوا الحَرَمَ وَلَمْ يَلْبسوها مَا دَامُوا فِي الحَرَم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَقىً، بَيْنَ أَيدي الطائفينَ، حَريمُ وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ؛ كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ عُراةً وَيَقُولُونَ: لَا نَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي ثِيَابٍ قَدْ أَذْنَبْنا فِيهَا، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَطُوفُ عُرْيانَةً أَيضاً إِلّا أَنَّهَا كَانَتْ تَلْبَس رَهْطاً مِنْ سُيور؛ وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ: اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ، ... وَمَا بَدا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ تَعْنِي فَرْجَهَا أَنه يَظْهَرُ مِنْ فُرَجِ الرَّهْطِ الَّذِي لَبِسَتْهُ، فأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ ذِكْرِهِ عُقوبة آدمَ وَحَوَّاءَ بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالاستتار فقال: يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ؛ قَالَ الأَزهري: والتَّعَرِّي وظهور السوءة مَكْرُوهٌ، وَذَلِكَ مُذْ لَدُنْ آدَمَ. والحَريمُ: ثَوْبُ المُحْرم، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَطُوفُ عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بَيْنَ أَيديهم فِي الطَّوَافِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عِياضَ بْنَ حِمار المُجاشِعيّ كَانَ حِرْميَّ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا حَجَّ طَافَ فِي ثِيَابِهِ ؛ كَانَ أَشراف الْعَرَبِ الَّذِينَ يتَحَمَّسونَ عَلَى دِينِهِمْ أَي يتشدَّدون إِذَا حَج أَحَدُهُمْ لَمْ يَأْكُلْ إِلّا طعامَ رجلٍ مِنَ الحَرَم، وَلَمْ يَطُفْ إلَّا فِي ثِيَابِهِ فَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَشرافهم رجلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَيَكُونُ كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا حِرْمِيَّ صَاحِبَهُ، كَمَا يُقَالُ كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري، قَالَ: والنَّسَبُ فِي النَّاسِ إِلى الحَرَمِ حِرْمِيّ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ. يُقَالُ: رَجُلٌ حِرْمِيّ، فَإِذَا كَانَ فِي غَيْرِ النَّاسِ قَالُوا ثَوْبٌ حَرَمِيّ. وحَرَمُ مَكَّةَ: مَعْرُوفٌ وَهُوَ حَرَمُ اللَّهِ وحَرَمُ رَسُولِهِ. والحَرَمانِ: مَكَّةُ والمدينةُ، وَالْجَمْعُ أَحْرامٌ. وأَحْرَمَ القومُ: دَخَلُوا فِي الحَرَمِ. وَرَجُلٌ حَرامٌ: دَاخِلٌ فِي الحَرَمِ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَقَدْ جَمَعَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى حُرُمٍ. وَالْبَيْتُ الحَرامُ وَالْمَسْجِدُ الحَرامُ وَالْبَلَدُ الحَرام. وَقَوْمٌ حُرُمٌ ومُحْرِمون. والمُحْرِمُ: الدَّاخِلُ فِي الشَّهْرِ الحَرام، والنَّسَبُ إِلَى الحَرَم حِرْمِيٌّ،

_ (1). قوله [المحرج] كذا هو بالأَصل والصحاح، وفي المحكم؛ المزلج كمعظم

والأُنثى حِرْمِيَّة، وَهُوَ مِنَ الْمَعْدُولِ الَّذِي يَأْتِي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، قَالَ الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ امْرَأَةٌ حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ: وحُرْمَةُ الْبَيْتِ وحِرْمَةُ الْبَيْتِ؛ قَالَ الأَعشى: لَا تأوِيَنَّ لحِرْمِيّ مَرَرْتَ بِهِ، ... يَوْمًا، وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ فِي النَّارِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُحْكَمِ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ، وَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ مُصَحَّف، وإِنما هُوَ: لَا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيّ ظَفِرْتَ بِهِ، ... يَوْمًا، وإِن أُلْقِيَ الجَرْميُّ فِي النَّارِ الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بِذِي خُشُبٍ، ... والدَّاخِلين عَلَى عُثْمان فِي الدَّار وَشَاهِدُ الحِرْمِيَّةِ قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي، ... بِذِي المَجازِ، وَلَمْ تَحْسُسْ بِهِ نَغَما مِنْ قَوْلِ حِرْمِيَّةٍ قَالَتْ، وَقَدْ ظَعنوا: ... هَلْ فِي مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما؟ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ، كأَنها ... ضَرائرُ حِرْميّ تفاحشَ غارُها قَالَ الأَصمعي: أَظنه عَنى بِهِ قُرَيْشاً، وَذَلِكَ لأَن أَهل الحَرَمِ أَول مَنِ اتَّخَذَ الضَّرَائِرَ، وَقَالُوا فِي الثَّوْبِ الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ حَرَمِيّ، وَذَلِكَ لِلْفَرْقِ الَّذِي يُحَافِظُونَ عَلَيْهِ كَثِيرًا وَيَعْتَادُونَهُ فِي مِثْلِ هَذَا. وَبَلَدٌ حَرامٌ وَمَسْجِدٌ حَرامٌ وَشَهْرٌ حَرَامٌ. والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة: ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ أَي متتابِعة وَوَاحِدٌ فَرْدٌ، فالسَّرْدُ ذُو القَعْدة وَذُو الحِجَّة والمُحَرَّمُ، والفَرْدُ رَجَبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ قَوْلُهُ مِنْها، يُرِيدُ الْكَثِيرَ، ثُمَّ قَالَ: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ لَمَّا كَانَتْ قَلِيلَةً. والمُحَرَّمُ: شَهْرُ اللَّهِ، سَمَّتْه الْعَرَبُ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنهم كَانُوا لَا يستَحلُّون فِيهِ الْقِتَالَ، وأُضيف إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِعظاماً لَهُ كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْتُ اللَّهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مِنَ الأَشهر الحُرُمِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ. الْجَوْهَرِيُّ: مِنَ الشُّهُورِ أَربعة حُرُمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ إِلا حَيّان خَثْعَم وطَيِءٌ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يستَحِلَّان الشُّهُورَ، وكان الذين يَنْسؤُون الشُّهُورَ أَيام الْمَوَاسِمِ يَقُولُونَ: حَرّمْنا عَلَيْكُمُ القتالَ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ إلَّا دِمَاءَ المُحِلِّينَ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الشُّهُورِ، وَجَمْعُ المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ. الأَزهري: كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي شَهْرَ رَجَبٍ الأَصَمَّ والمُحَرَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ وأَنشد شَمِرٌ قَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْر: رَعَيْنَ المُرارَ الجَوْنَ مِنْ كُلِّ مِذْنَبٍ، ... شهورَ جُمادَى كُلَّها والمُحَرَّما قَالَ: وأَراد بالمُحَرَّمِ رَجَبَ، وَقَالَ: قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَقَالَ الْآخَرُ: أَقَمْنا بِهَا شَهْرَيْ ربيعٍ كِليهما، ... وشَهْرَيْ جُمادَى، واسْتَحَلُّوا المُحَرَّما وَرَوَى الأَزهري بإِسناده عَنْ أُم بَكْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَ فِي صِحَّته فَقَالَ: أَلا إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السموات والأَرض، السَّنَة اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَربعة حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدة وَذُو الحِجَّة والمحَرَّمُ،

ورَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ. والمُحَرَّم: أَول الشُّهُورِ. وحَرَمَ وأَحْرَمَ: دَخَلَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ؛ قَالَ: وإذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بِالنَّاسِ مُحْرِماً، ... فَمُلِّئَ مِنْ عَوْفِ بْنِ كعبٍ سَلاسِلُهْ فَقَوْلُهُ مُحْرِماً لَيْسَ مِنْ إِحْرام الْحَجِّ، وَلَكِنَّهُ الدَّاخِلُ فِي الشَّهْرِ الحَرامِ. والحُرْمُ، بِالضَّمِّ: الإِحْرامُ بِالْحَجِّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عنها: كُنْتُ أُطَيِّبُه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لحِلِّهِ ولِحُرْمِه أَي عِنْدَ إِحْرامه؛ الأَزهري: الْمَعْنَى أَنها كَانَتْ تُطَيِّبُه إِذَا اغْتسل وأَراد الإِحْرام والإِهْلالَ بِمَا يَكُونُ بِهِ مُحْرِماً مِنْ حَجٍّ أَو عُمْرَةٍ، وَكَانَتْ تُطَيِّبُه إِذَا حَلّ مِنْ إِحْرامه؛ الحُرْمُ، بِضَمِّ الْحَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الإِحْرامُ بِالْحَجِّ، وَبِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ المُحْرِمُ؛ يُقَالُ: أَنتَ حِلّ وأَنت حِرْمٌ. والإِحْرامُ: مَصْدَرُ أَحْرَمَ الرجلُ يُحْرِمُ إِحْراماً إِذَا أَهَلَّ بِالْحَجِّ أَو الْعُمْرَةِ وباشَرَ أَسبابهما وَشُرُوطَهُمَا مِنْ خَلْع المَخِيط، وأَن يَجْتَنِبَ الأَشياء الَّتِي مَنَعَهُ الشَّرْعُ مِنْهَا كَالطِّيبِ وَالنِّكَاحِ وَالصَّيْدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، والأَصل فِيهِ المَنْع، فكأَنَّ المُحْرِم مُمْتَنِعٌ مِنْ هَذِهِ الأَشياء. وَمِنْهُ حَدِيثُ الصَّلَاةِ: تَحْرِيمُها التَّكْبِيرُ ، كأَن الْمُصَلِّيَ بِالتَّكْبِيرِ وَالدُّخُولِ فِي الصَّلَاةِ صَارَ مَمْنُوعًا مِنَ الْكَلَامِ والأَفعال الْخَارِجَةِ عَنْ كَلَامِ الصَّلَاةِ وأَفعالِها، فَقِيلَ لِلتَّكْبِيرِ تَحْرِيمٌ لِمَنْعِهِ الْمُصَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ تكبيرَة الإِحْرام أَي الإِحرام بِالصَّلَاةِ. والحُرْمَةُ: مَا لَا يَحِلُّ لَكَ انْتِهَاكُهُ، وَكَذَلِكَ المَحْرَمَةُ والمَحْرُمَةُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا؛ يُقَالُ: إِنَّ لِي مَحْرُماتٍ فَلَا تَهْتِكْها، وَاحِدَتُهَا مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمَةٌ، يُرِيدُ أَنَّ لَهُ حُرُماتٍ. والمَحارِمُ: مَا لَا يَحِلُّ اسْتِحْلَالُهُ. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبية: لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يعَظِّمون فِيهَا حُرُماتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطيتُهم إِياها ؛ الحُرُماتُ جَمْعُ حُرْمَةٍ كظُلْمَةٍ وظُلُماتٍ؛ يُرِيدُ حُرْمَةَ الحَرَمِ، وحُرْمَةَ الإِحْرامِ، وحُرْمَةَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ مَا وَجَبَ القيامُ بِهِ وحَرُمَ التفريطُ فِيهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الحُرُماتُ مَكَّةُ وَالْحَجُّ والعُمْرَةُ وَمَا نَهَى اللَّهُ مِنْ مَعَاصِيهِ كُلِّهَا، وَقَالَ عَطَاءٌ: حُرُماتُ اللَّهِ مَعَاصِي اللَّهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَرَمُ حَرَمُ مَكَّةَ وَمَا أَحاط إِلى قريبٍ مِنَ الحَرَمِ، قَالَ الأَزهري: الحَرَمُ قَدْ ضُرِبَ عَلَى حُدوده بالمَنار الْقَدِيمَةِ الَّتِي بَيَّنَ خليلُ اللَّهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مشَاعِرَها وَكَانَتْ قُرَيْش تَعْرِفُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ والإِسلام لأَنهم كانوا سُكان الحَرَمِ، ويعملون أَن مَا دُونَ المَنارِ إِلى مَكَّةَ مِنَ الحَرَمِ وَمَا وَرَاءَهَا لَيْسَ مِنَ الحَرَمِ، وَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقرَّ قُرَيْشاً عَلَى مَا عَرَفُوهُ مِنْ ذَلِكَ، وَكَتَبَ مَعَ ابْنِ مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلَى قُرَيْشٍ: أَن قِرُّوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ فَإِنَّكُمْ عَلَى إرْثٍ مِنْ إرْثِ إِبْرَاهِيمَ، فَمَا كَانَ دُونَ الْمَنَارِ، فَهُوَ حَرَم لَا يَحِلُّ صَيْدُهُ وَلَا يُقْطَع شَجَرُهُ، وَمَا كَانَ وَرَاءَ المَنار، فَهُوَ مِنَ الحِلّ يحِلُّ صَيْدُهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَائِدُهُ مُحْرِماً. قَالَ: فإِن قَالَ قَائِلٌ مِنَ المُلْحِدين فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ؛ كَيْفَ يَكُونُ حَرَماً آمِنًا وَقَدْ أُخِيفوا وقُتلوا فِي الحَرَمِ؟ فَالْجَوَابُ فِيهِ أَنه عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُ حَرَماً آمِنًا أَمراً وتَعَبُّداً لَهُمْ بِذَلِكَ لَا إِخباراً، فَمَنْ آمَنَ بِذَلِكَ كَفَّ عَمَّا نُهِي عَنْهُ اتِّبَاعًا وَانْتِهَاءً إِلى مَا أُمِرَ بِهِ، وَمَنْ أَلْحَدَ وأَنكر أَمرَ

الحَرَمِ وحُرْمَتَهُ فَهُوَ كَافِرٌ مباحُ الدمِ، وَمَنْ أَقَرَّ وَرَكِبَ النهيَ فَصَادَ صَيْدَ الْحَرَمِ وَقَتَلَ فِيهِ فَهُوَ فَاسِقٌ وَعَلَيْهِ الكفَّارة فِيمَا قَتَلَ مِنَ الصَّيْدِ، فإِن عَادَ فإِن اللَّهَ يَنْتَقِمُ مِنْهُ. وأَما الْمَوَاقِيتُ الَّتِي يُهَلُّ مِنْهَا لِلْحَجِّ فَهِيَ بَعِيدَةٌ مِنْ حُدُودِ الحَرَمِ، وَهِيَ مِنَ الْحِلِّ، وَمَنْ أَحْرَمَ مِنْهَا بِالْحَجِّ فِي الأَشهر الحُرُمِ فَهُوَ مُحْرِمٌ مأْمور بِالِانْتِهَاءِ مَا دَامَ مُحْرِماً عَنِ الرَّفَثِ وَمَا وراءَه مِنْ أَمر النِّسَاءِ، وَعَنِ التَّطَيُّبِ بالطيبِ، وَعَنْ لُبْس الثَّوْبِ المَخيط، وَعَنْ صَيْدِ الصَّيْدِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِ الأَعشى: بأَجْيادِ غَرْبيِّ الصَّفا والمُحَرَّمِ قَالَ: المُحَرَّمُ هُوَ الحَرَمُ. وَتَقُولُ: أَحْرَمَ الرجلُ، فَهُوَ مُحْرِمٌ وحَرامٌ، وَرَجُلٌ حَرامٌ أَي مُحْرِم، وَالْجَمْعُ حُرُم مِثْلُ قَذالٍ وقُذُلٍ، وأَحْرَم بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ لأَنه يَحْرُم عَلَيْهِ مَا كَانَ لَهُ حَلالًا مِنْ قبلُ كَالصَّيْدِ وَالنِّسَاءِ. وأَحْرَمَ الرجلُ إِذا دَخَلَ فِي الإِحْرام بالإِهلال، وأَحْرَمَ إِذا صَارَ فِي حُرَمِه مِنْ عَهْدٍ أَو مِيثَاقٍ هُوَ لَهُ حُرْمَةٌ مِنْ أَن يُغار عَلَيْهِ؛ وأَما قَوْلُ أُحَيْحَة أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قَسَماً، مَا غيرَ ذِي كَذِبٍ، ... أَن نُبيحَ الخِدْن والحُرَمَه «2» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنِّي أَحسب الحُرَمَةَ لُغَةً فِي الحُرْمَةِ، وأَحسن مِنْ ذَلِكَ أَن يَقُولَ والحُرُمَة، بِضَمِّ الرَّاءِ، فَتَكُونَ من باب طُلْمة وظُلُمَةٍ، أَو يَكُونَ أَتبع الضَّمَّ الضَّمَّ لِلضَّرُورَةِ كَمَا أَتْبَعَ الأَعشى الْكَسْرَ الْكَسْرَ أَيضاً فَقَالَ: أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها، ... وَقَدْ تُكْرَهُ الحربُ بَعْدَ السِّلِمْ إِلَّا أَن قَوْلَ الأَعشى قَدْ يَجُوزُ أَن يَتَوَجَّه عَلَى الْوَقْفِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَرَرْتُ بالعِدِلْ. وحُرَمُ الرجلِ: عِيَالُهُ وَنِسَاؤُهُ وَمَا يَحْمِي، وَهِيَ المَحارِمُ، وَاحِدَتُهَا مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة. ورَحِمٌ مَحْرَمٌ: مُحَرَّمٌ تَزْويجُها؛ قَالَ: وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا ... كَمَا بَراها اللَّهُ، إِلا إِنما مكارِهُ السَّعْيِ لِمَنْ تَكَرَّمَا كَمَا بَراها اللَّهُ أَي كَمَا جَعَلَهَا. وَقَدْ تَحَرَّمَ بصُحْبته؛ والمَحْرَمُ: ذَاتُ الرَّحِم فِي الْقَرَابَةِ أَي لَا يَحِلُّ تَزْوِيجُهَا، تَقُولُ: هُوَ ذُو رَحِمٍ مَحْرَمٍ، وَهِيَ ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ هُوَ ذُو رَحِمٍ مِنْهَا إِذا لَمْ يَحِلَّ لَهُ نكاحُها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَعَ ذِي حُرْمَةٍ مِنْهَا ؛ ذُو المَحْرَمِ: مَنْ لَا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحُهَا مِنَ الأَقارب كالأَب وَالِابْنِ وَالْعَمِّ وَمَنْ يَجْرِي مَجْرَاهُمْ. والحُرْمَة: الذِّمَّةُ. وأَحْرَمَ الرجلُ، فَهُوَ مُحْرِمٌ إِذا كَانَتْ لَهُ ذِمَّةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً، ... ودَعا فَلَمْ أَرَ مثلَهُ مَقْتولا وَيُرْوَى: مَخْذولا، وَقِيلَ: أَراد بِقَوْلِهِ مُحْرِماً أَنهم قَتَلُوهُ فِي آخِرِ ذِي الحِجَّةِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَي صَائِمًا. وَيُقَالُ: أَراد لَمْ يُحِلَّ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا يوقِعُ بِهِ فَهُوَ مُحْرِمٌ. الأَزهري: رَوَى شَمِرٌ لعُمَرَ أَنه قَالَ الصِّيَامُ إِحْرامٌ ، قَالَ: وإِنما قَالَ الصيامُ إِحْرام لَامْتِنَاعِ الصَّائِمِ مِمَّا يَثْلِمُ صيامَه، وَيُقَالُ لِلصَّائِمِ أَيضاً مُحْرِمٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ مُحْرِماً فِي بَيْتِ الرَّاعِي مِنَ الإِحْرام وَلَا مِنَ الدُّخُولِ فِي الشَّهْرِ الحَرام، قَالَ: وإِنما هُوَ مِثْلُ الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ، وإِنما

_ (2). قوله [أَن نبيح الخدن] كذا بالأَصل، والذي في نسختين من المحكم: أَن نبيح الحصن

يُرِيدُ أَن عُثْمَانَ فِي حُرْمةِ الإِسلام وذِمَّته لَمْ يُحِلَّ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا يُوقِعُ بِهِ، وَيُقَالُ لِلْحَالِفِ مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه بِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ فِي الرَّجُلِ يُحْرِمُ فِي الْغَضَبِ أَي يَحْلِفُ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: قَتَلُوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً، ... غادَرُوه لَمْ يُمَتَّعْ بكَفَنْ يُرِيدُ: قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ. الأَزهري: الحُرْمة المَهابة، قَالَ: وإِذا كَانَ بالإِنسان رَحِمٌ وَكُنَّا نَسْتَحِي مِنْهُ قُلْنَا: لَهُ حُرْمَةٌ، قَالَ: وَلِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حُرْمةٌ ومَهابةٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ حُرْمَتُك وَهُمْ ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غَائِبًا وَشَاهِدًا وَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ حَقُّه. وَيُقَالُ: أَحْرَمْت عَنِ الشَّيْءِ إِذا أَمسكتَ عَنْهُ، وَذَكَرَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ عَنِ الْيَزِيدِيِّ أَنه قَالَ: سَأَلْتُ عَمِّي عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ مُسْلم عَنْ مُسْلِمٍ مُحْرِمٌ، قَالَ: المُحْرِمُ الْمُمْسِكُ ، مَعْنَاهُ أَن الْمُسْلِمَ مُمْسِكٌ عَنْ مَالِ الْمُسْلِمِ وعِرْضِهِ ودَمِهِ؛ وأَنشد لمِسْكين الدَّارِمِيِّ: أَتتْني هَناتٌ عَنْ رجالٍ، كأَنها ... خَنافِسُ لَيْلٍ لَيْسَ فِيهَا عَقارِبُ أَحَلُّوا عَلَى عِرضي، وأَحْرَمْتُ عنهُمُ، ... وَفِي اللهِ جارٌ لَا ينامُ وطالِبُ قَالَ: وأَنشد الْمُفَضَّلُ لأَخْضَرَ بْنِ عَبَّاد المازِنيّ جَاهِلِيٌّ: لَقَدْ طَالَ إِعْراضي وصَفْحي عَنِ الَّتِي ... أُبَلَّغُ عنْكم، والقُلوبُ قُلوبُ وَطَالَ انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ... ليَرْجِعَ وُدٌّ، والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عَنِ الَّتِي ... كرِهْتُ، وَمِنْهَا فِي القُلوب نُدُوبُ فَلَا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ، ... فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً فِي المَقالِ ومنكُمُ، ... إِذا مَا ارْتَمَيْنا فِي المَقال، عُيوبُ وَيُقَالُ: أَحْرَمْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنَى حَرَّمْتُه؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: إِلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كَأَنَّهَا ... رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ قَالَ: وَالضَّمِيرُ فِي كَأَنَّهَا يَعُودُ عَلَى رِكابٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. وتَحَرَّم مِنْهُ بحُرْمَةٍ: تَحَمّى وتَمَنَّعَ. وأَحْرَمَ القومُ إِذا دَخَلُوا فِي الشَّهْرِ الحَرامِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: جَعَلْنَ القَنانَ عَنْ يَمينٍ وحَزْنَهُ، ... وَكَمْ بالقَنانِ مِنْ مُحِلّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إِذا دَخَلَ فِي حُرْمة لَا تُهْتَكُ؛ وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ: وَكَمْ بالقنانِ مِنْ مُحِلّ ومُحْرِمِ أَيْ مِمَّنْ يَحِلُّ قتالُه وَمِمَّنْ لَا يَحِلُّ ذَلِكَ مِنْهُ. والمُحْرِمُ: المُسالمُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فِي قَوْلِ خِداش بْنُ زُهَيْرٍ: إِذا مَا أصابَ الغَيْثُ لَمْ يَرْعَ غَيْثَهمْ، ... مِنَ النَّاسِ، إِلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هَكَذَا أَنشده: أَصاب الغَيْثُ، بِرَفْعِ الْغَيْثِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَراها لُغَةً فِي صابَ أَو عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ

كَأَنَّهُ إِذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الْغَيْثُ بلادَهُم فأَعْشَبَتْ؛ وأَنشده مَرَّةً أُخرى: إِذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ: المُجاوِرُ المُحالِفُ، والكَفيلُ مِنْ هَذَا أُخِذَ. وحُرْمَةُ الرَّجُلِ: حُرَمُهُ وأَهله. وحَرَمُ الرَّجُلِ وحَريمُه: مَا يقاتِلُ عَنْهُ ويَحْميه، فَجَمْعُ الحَرَم أَحْرامٌ، وَجَمْعُ الحَريم حُرُمٌ. وَفُلَانٌ مُحْرِمٌ بِنَا أَي فِي حَريمنا. تَقُولُ: فُلَانٌ لَهُ حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بِنَا بصحبةٍ أَو بِحَقٍّ وذِمَّةِ. الأَزهري: والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ، والحَريمُ فِناءُ الْمَسْجِدِ. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ وَاصِلٍ الْكِلَابِيِّ: حَريم الدَّارِ مَا دَخَلَ فِيهَا مِمَّا يُغْلَقُ عَلَيْهِ بابُها وَمَا خَرَجَ مِنْهَا فَهُوَ الفِناءُ، قَالَ: وفِناءُ البَدَوِيِّ مَا يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ، وَهُوَ مِنَ الحَضَرِيّ إِذا كَانَتْ تُحَاذِيهَا دَارٌ أُخرى، ففِناؤُهما حَدُّ مَا بَيْنَهُمَا. وحَريمُ الدَّارِ: مَا أُضيف إِلَيْهَا وَكَانَ مِنْ حُقُوقِهَا ومَرافِقها. وحَريمُ الْبِئْرِ: مُلْقى النَّبِيثَة والمَمْشى عَلَى جَانِبَيْهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ الصِّحَاحُ: حَريم الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا مَا حَوْلَهَا مِنْ مَرافقها وحُقوقها. وحَريمُ النَّهْرِ: مُلْقى طِينِهِ والمَمْشى عَلَى حَافَّتَيْهِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَريمُ الْبِئْرِ أَربعون ذِرَاعًا ، هُوَ الْمَوْضِعُ الْمُحِيطُ بِهَا الَّذِي يُلْقى فِيهِ ترابُها أَي أَن الْبِئْرَ الَّتِي يَحْفِرُهَا الرَّجُلُ فِي مَواتٍ فَحريمُها لَيْسَ لأَحد أَن يَنْزِلَ فِيهِ وَلَا يُنَازِعَهُ عَلَيْهَا، وَسُمِّيَ بِهِ لأَنه يَحْرُمُ مَنْعُ صَاحِبِهِ مِنْهُ أَو لأَنه مُحَرَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ التصرفُ فِيهِ. الأَزهري: الحِرْمُ الْمَنْعُ، والحِرْمَةُ الحِرْمان، والحِرْمانُ نَقيضه الإِعطاء والرَّزْقُ. يُقَالُ: مَحْرُومٌ ومَرْزوق. وحَرَمهُ الشيءَ يَحْرِمُهُ وحَرِمَهُ حِرْماناً وحِرْماً «1» وحَريماً وحِرْمَةً وحَرِمَةً وحَريمةً، وأَحْرَمَهُ لغةٌ لَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ، كُلُّهُ: مَنَعَهُ الْعَطِيَّةَ؛ قَالَ يَصِفُ امْرَأَةً: وأُنْبِئْتُها أَحْرَمَتْ قومَها ... لتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرِينا أَي حَرَّمَتْهُم عَلَى نَفْسِهَا. الأَصمعي: أَحْرَمَتْ قَوْمَهَا أَي حَرَمَتْهُم أَن يَنْكِحُوهَا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: كُلُّ مُسلمٍ عَنْ مُسْلِمٍ مُحْرِمٌ أَخَوانِ نَصيرانِ ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ إِنَّهُ لمُحْرِمٌ عَنْكَ أَي يُحَرِّمُ أَذاكَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا بِمَعْنَى الْخَبَرِ، أَراد أَنه يَحْرُمُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَن يُؤْذي صاحبَهُ لحُرْمة الإِسلام المانِعَتِه عَنْ ظُلْمِه. وَيُقَالُ: مُسلم مُحْرِمٌ وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُحِلَّ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا يُوقِعُ بِهِ، يُرِيدُ أَن الْمُسْلِمَ مُعْتَصِمٌ بالإِسلام مُمْتَنِعٌ بحُرْمتِهِ مِمَّنْ أَراده وأَراد مَالَهُ. والتَّحْرِيمُ: خِلَافُ التَّحْليل. وَرَجُلٌ مَحْروم: مَمْنُوعٌ مِنَ الْخَيْرِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: المَحْروم الَّذِي حُرِمَ الخيرَ حِرْماناً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ؛ قِيلَ: المَحْروم الَّذِي لَا يَنْمِي لَهُ مَالٌ، وَقِيلَ أَيضاً: إِنه المُحارِفُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَكْتَسِبُ. وحَرِيمةُ الربِّ: الَّتِي يَمْنَعُهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ. وأَحْرَمَ الرجلَ: قَمَرَه، وحَرِمَ فِي اللُّعبة يحْرَمُ حَرَماً: قُمِرَ وَلَمْ يَقْمُرْ هُوَ؛ وأَنشد: ورَمَى بسَهْمِ حَريمةٍ لَمْ يَصْطَدِ ويُخَطُّ خَطٌّ فَيَدْخُلُ فِيهِ غِلمان وَتَكُونُ عِدَّتُهُمْ فِي خَارِجٍ مِنَ الخَطّ فيَدْنو هَؤُلَاءِ من الخط ويصافحُ

_ (1). قوله [وحرماً] أي بكسر فسكون، زاد في المحكم: وحرماً ككتف

أَحدُهم صاحبَهُ، فإِن مسَّ الداخلُ الخارجَ فَلَمْ يَضْبُطْهُ الداخلُ قِيلَ لِلدَّاخِلِ: حَرِمَ وأَحْرَمَ الخارِجُ الداخلَ، وإِن ضَبَطَهُ الداخلُ فَقَدْ حَرِمَ الخارِجُ وأَحْرَمَه الداخِلُ. وحَرِمَ الرجلُ حَرماً: لَجَّ ومَحَكَ. وحَرِمَت المِعْزَى وغيرُها مِنْ ذَوَاتِ الظِّلْف حِراماً واسْتحْرَمَتْ: أَرادت الْفَحْلَ، وَمَا أَبْيَنَ حِرْمَتَها، وَهِيَ حَرْمَى، وَجَمْعُهَا حِرامٌ وحَرامَى، كُسِّرَ عَلَى مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ فَعْلَى الَّتِي لَهَا فَعْلانُ نَحْوُ عَجْلان وعَجْلَى وغَرْثان وغَرْثى، وَالِاسْمُ الحَرَمةُ والحِرمةُ؛ الأَول عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَلِكَ الذِّئْبَةُ وَالْكَلْبَةُ وَأَكْثَرُهَا فِي الْغَنَمِ، وَقَدْ حُكِيَ ذَلِكَ فِي الإِبل. وَجَاءَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: الَّذِينَ تَقُومُ عَلَيْهِمُ الساعةُ تُسَلَّطُ عَلَيْهِمُ الحِرْمَةُ أَي الغُلْمَةُ ويُسْلَبُون الحياءَ، فاسْتُعْمِل فِي ذُكُورِ الأَناسِيِّ، وَقِيلَ: الاسْتِحْرامُ لِكُلِّ ذَاتِ ظِلْفٍ خَاصَّةً. والحِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ: الغُلْمةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَأَنَّهَا بِغَيْرِ الْآدَمِيِّ مِنَ الْحَيَوَانِ أَخَصُّ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ اسْتَحْرَمَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِهِ مائةَ سنةٍ لَمْ يَضْحَكْ ؛ هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَحْرَمَ الرجلُ إِذا دَخَلَ فِي حُرْمَةٍ لَا تهْتَكُ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنِ اسْتِحْرام الشاة. الجوهري: والحِرْمةُ فِي الشَّاءِ كالضَّبْعَةِ فِي النُّوقِ، والحِنَاء فِي النِّعاج، وَهُوَ شَهْوَةُ البِضاع؛ يُقَالُ: اسْتَحْرَمَت الشاةُ وَكُلُّ أُنثى مِنْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ خَاصَّةً إِذا اشْتَهَتِ الْفَحْلَ. وَقَالَ الأُمَوِيُّ: اسْتَحْرَمتِ الذِّئبةُ والكلبةُ إِذا أَرادت الْفَحْلَ. وَشَاةٌ حَرْمَى وَشِيَاهٌ حِرامٌ وحَرامَى مِثْلُ عِجالٍ وعَجالى، كأَنه لَوْ قِيلَ لمذكَّرِهِ لَقِيل حَرْمانُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَعْلَى مُؤَنَّثَةُ فَعْلان قَدْ تُجْمَعُ عَلَى فَعالَى وفِعالٍ نَحْوُ عَجالَى وعِجالٍ، وأَما شَاةٌ حَرْمَى فَإِنَّهَا، وإِن لَمْ يُسْتَعْمَلْ لَهَا مذكَّر، فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ مَا قَدِ اسْتُعْمِلَ لأَن قِيَاسَ الْمُذَكَّرِ مِنْهُ حَرْمانُ، فَلِذَلِكَ قَالُوا فِي جَمْعِهِ حَرامَى وحِرامٌ، كَمَا قَالُوا عَجالَى وعِجالٌ. والمُحَرَّمُ مِنَ الإِبل مِثْلُ العُرْضِيِّ: وَهُوَ الذَلُول الوَسَط «1» الصعبُ التَّصَرُّفِ حِينَ تصَرُّفِه. وَنَاقَةٌ مُحَرَّمةٌ: لَمْ تُرَضْ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ نَاقَةٌ مُحَرَّمَةُ الظهرِ إِذا كَانَتْ صَعْبَةً لَمْ تُرَضْ وَلَمْ تُذَلَّلْ، وَفِي الصِّحَاحِ: نَاقَةٌ مُحَرَّمةٌ أَي لَمْ تَتِمَّ رياضتُها بَعْدُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: إِنه أَراد البَداوَة فأَرسل إليَّ نَاقَةً مُحَرَّمةً ؛ هِيَ الَّتِي لَمْ تُرْكَبْ وَلَمْ تُذَلَّل. والمُحَرَّمُ مِنَ الْجُلُودِ: مَا لَمْ يُدْبَغْ أَو دُبغ فَلَمْ يَتَمَرَّن وَلَمْ يُبَالِغْ، وجِلد مُحَرَّم: لَمْ تَتِمَّ دِباغته. وَسَوْطٌ مُحَرَّم: جَدِيدٌ لَمْ يُلَيَّنْ بعدُ؛ قَالَ الأَعشى: تَرَى عينَها صَغْواءَ فِي جنبِ غَرْزِها، ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطيعَ المُحَرَّما وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي جَنْبِ مُوقِهَا تُحاذر كفِّي؛ أَراد بالقَطيع سَوْطَهُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت الْعَرَبَ يُسَوُّون سياطَهم مِنْ جُلُودِ الإِبل الَّتِي لَمْ تُدْبَغْ، يَأْخُذُونَ الشَّريحة الْعَرِيضَةَ فَيَقْطَعُونَ مِنْهَا سُيوراً عِراضاً وَيَدْفِنُونَهَا فِي الثَّرَى، فإِذا نَدِيَتْ وَلَانَتْ جَعَلُوا مِنْهَا أَربع قُوىً، ثُمَّ فَتَلُوهَا ثُمَّ علَّقوها مِنْ شِعْبَي خشبةٍ يَرْكُزونها فِي الأَرض فتُقِلُّها مِنَ الأَرض مَمْدُودَةً وَقَدْ أَثقلوها حَتَّى تَيَبَّسَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وحِرْم عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنهم لَا يَرْجِعُونَ ؛ رَوَى قَتادةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَعْنَاهُ واجبٌ عَلَيْهَا إِذا هَلَكَتْ أَن لَا تُرْجَعُ إِلى دُنْياها؛ وَقَالَ أَبو مُعاذٍ النَّحْوِيُّ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قرأَها وحَرمَ عَلَى قَرْيَةٍ أَي وَجَب عَلَيْهَا، قَالَ: وحُدِّثْت

_ (1). قوله [وهو الذلول الوسط] ضبطت الطاء في القاموس بضمة، وفي نسختين من المحكم بكسرها ولعله أقرب للصواب

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنه قرأَها: وحِرْمٌ على قَرْيَةٍ أَهلكناها ؛ فَسُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ: عَزْمٌ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها ؛ يَحْتَاجُ هَذَا إِلى تَبْيين فَإِنَّهُ لَمْ يُبَيَّنْ، قَالَ: وَهُوَ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَالَ: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ، أَعْلَمنا أَنه قَدْ حَرَّمَ أَعْمَالَ الْكُفَّارِ، فَالْمَعْنَى حَرامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل مِنْهُمْ عَمَلٌ، لأَنهم لَا يَرْجِعُونَ أَي لَا يَتُوبُونَ؛ وَرُوِيَ أَيضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ: وحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهلكناها، قَالَ: واجبٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهلكناها أَنه لَا يَرْجِعُ مِنْهُمْ رَاجِعٌ أَي لَا يَتُوبُ مِنْهُمْ تَائِبٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وَرَوَى الْفَرَّاءُ بإِسناده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وحِرْمٌ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَي وَاجِبٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما تَأَوَّلَ الْكِسَائِيُّ وَحَرامٌ فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى وَاجِبٍ، لِتَسْلَمَ لَهُ لَا مِنَ الزِّيَادَةِ فَيَصِيرَ الْمَعْنَى عِنْدَهُ واجبٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهلكناها أَنهم لَا يَرْجِعُونَ، وَمِنْ جَعَلَ حَراماً بِمَعْنَى الْمَنْعِ جَعَلَ لَا زَائِدَةً تَقْدِيرُهُ وحَرامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهلكناها أَنهم يَرْجِعُونَ، وَتَأْوِيلُ الْكِسَائِيِّ هُوَ تأْويل ابْنِ عَبَّاسٍ؛ وَيُقَوِّي قَوْلَ الْكِسَائِيِّ إِن حَرام فِي الْآيَةِ بِمَعْنَى وَاجِبٌ قولُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُمانَةَ المُحاربيّ جَاهِلِيٌّ: فإِنَّ حَراماً لَا أَرى الدَّهْرَ باكِياً ... عَلَى شَجْوِهِ، إِلَّا بَكَيْتُ عَلَى عَمْرو وَقَرَأَ أَهل الْمَدِينَةِ وَحَرامٌ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وحَرامٌ أَفشى فِي الْقِرَاءَةِ. وحَرِيمٌ: أَبو حَيّ. وحَرامٌ: اسْمٌ. وَفِي الْعَرَبِ بُطون يُنْسَبُونَ إِلى آلِ حَرامٍ «1» بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ فِي جُذام وَبَطْنٌ فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. وحَرامٌ: مَوْلَى كُلَيْبٍ. وحَريمةُ: رَجُلٌ مِنْ أَنجادهم؛ قَالَ الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ: فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها، ... وَقَدْ جَعَلَتْني مِنْ حَريمةَ إِصْبَعا وحَرِمٌ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَيِّ دارَ الحَيِّ لَا حَيَّ بِهَا، ... بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ: الْبَقَرُ، وَاحِدَتُهَا حَيْرَمة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَبَدَّلَ أُدْماً مِنْ ظِباءٍ وحَيْرَما قَالَ الأَصمعي: لَمْ نَسْمَعْ الحَيْرَمَ إِلا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر، وَلَهُ نَظَائِرُ مَذْكُورَةٌ فِي مَوَاضِعِهَا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: والقولُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَنَحْوِهَا وجوبُ قَبُولِهَا، وَذَلِكَ لِمَا ثبتتْ بِهِ الشَّهادةُ مِنْ فَصاحة ابْنِ أَحمر، فإِما أَن يَكُونَ شَيْئًا أَخذه عَمَّنْ نَطَقَ بِلُغَةٍ قَدِيمَةٍ لَمْ يُشارَكْ فِي سَمَاعِ ذَلِكَ مِنْهُ، عَلَى حَدِّ مَا قُلْنَاهُ فِيمَنْ خَالَفَ الْجَمَاعَةَ، وَهُوَ فَصِيحٌ كَقَوْلِهِ فِي الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وإِما أَن يَكُونَ شَيْئًا ارْتَجَلَهُ ابْنُ أَحمر، فإِن الأَعرابي إِذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وَارْتَجَلَ مَا لَمْ يَسْبِقْهُ أَحد قَبْلَهُ، فَقَدْ حُكِيَ عَنْ رُؤبَة وأَبيه: أَنهما كَانَا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لَمْ يَسْمَعَاهَا وَلَا سُبِقا إِليها، وَعَلَى هَذَا قَالَ أَبو عُثْمَانَ: مَا قِيس عَلَى كَلَامِ العَرَب فَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. ابْنُ الأَعرابي: الحَيْرَمُ الْبَقَرُ، والحَوْرَمُ الْمَالُ الْكَثِيرُ مِنَ الصامِتِ وَالنَّاطِقِ. والحِرْمِيَّةُ: سِهام تُنْسَبُ إِلى الحَرَمِ، والحَرَمُ قَدْ يَكُونُ الحَرامَ، وَنَظِيرُهُ زَمَنٌ وزَمانٌ.

_ (1). قوله [إِلى آل حرام] هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل

وحَريمٌ الَّذِي فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ حَريمُ بْنُ جُعْفِيّ جَدُّ الشُّوَيْعِر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي قَوْلَهُ: بَلِّغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَني، ... عَمْدَ عَيْنٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ شِعْرٍ. والحرَيمةُ: مَا فَاتَ مِنْ كُلِّ مَطْموع فِيهِ. وحَرَمَهُ الشَّيْءَ يَحْرِمُه حَرِماً مِثْلُ سَرَقَه سَرِقاً، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً وأَحْرَمَهُ أَيضاً إِذا مَنَعَهُ إِياه؛ وَقَالَ يَصِفُ امْرَأَةً: ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَها ... لتَنْكِحَ فِي مَعْشَرٍ آخَرِينا «2» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ شَاهِدًا عَلَى أَحْرَمَتْ بَيْتَيْنِ مُتَبَاعِدٌ أَحدهما مِنْ صَاحِبِهِ، وَهُمَا فِي قَصِيدَةٍ تُرْوَى لشَقِيق بْنِ السُّلَيْكِ، وَتُرْوَى لَابْنِ أَخي زِرّ ابن حُبَيْشٍ الْفَقِيهِ الْقَارِئِ، وَخَطَبَ امرأَة فَرَدَّتْهُ فَقَالَ: ونُبِّئْتُها أَحْرَمَتْ قَوْمَهَا ... لتَنكِح فِي معشرٍ آخَرينا فإِن كنتِ أَحْرَمْتِنا فاذْهَبي، ... فإِن النِّساءَ يَخُنَّ الأَمينا وطُوفي لتَلْتَقِطي مِثْلَنا، ... وأُقْسِمُ باللهِ لَا تَفْعَلِينا فَإِمَّا نَكَحْتِ فَلَا بالرِّفاء، ... إِذا مَا نَكَحْتِ وَلَا بالبَنِينا وزُوِّجْتِ أَشْمَطَ فِي غُرْبة، ... تُجَنُّ الحَلِيلَة مِنْهُ جُنونا خَليلَ إماءٍ يُراوِحْنَهُ، ... وللمُحْصَناتِ ضَرُوباً مُهِينا إِذا مَا نُقِلْتِ إِلى دارِهِ ... أَعَدَّ لظهرِكِ سَوْطًا مَتِينا وقَلَّبْتِ طَرْفَكِ فِي مارِدٍ، ... تَظَلُّ الحَمامُ عَلَيْهِ وُكُونا يُشِمُّكِ أَخْبَثَ أَضْراسِه، ... إِذا مَا دَنَوْتِ فتسْتَنْشِقِينا كأَن المَساويكَ فِي شِدْقِه، ... إِذا هُنَّ أُكرِهن، يَقلَعنَ طِينَا كأَنَّ تَواليَ أَنْيابِهِ ... وَبَيْنَ ثَناياهُ غِسْلًا لَجِينا أَراد بالمارِدِ حِصْناً أَو قَصراً مِمَّا تُعْلى حيطانُه وتُصَهْرَجُ حَتَّى يَمْلاسَّ فَلَا يَقْدِرُ أَحد عَلَى ارْتِقَائِهِ، والوُكُونُ: جَمْعُ واكِنٍ مِثْلُ جَالِسٍ وجُلوسٍ، وَهِيَ الجاثِمة، يُرِيدُ أَن الْحَمَامَ يَقِفُ عَلَيْهِ فَلَا يُذْعَرُ لِارْتِفَاعِهِ، والغِسْل: الخطْمِيُّ، واللَّجِينُ: الْمَضْرُوبُ بِالْمَاءِ، شبَّه مَا رَكِبَ أَسنانَه وأَنيابَه مِنَ الْخُضْرَةِ بالخِطميّ الْمَضْرُوبِ بِالْمَاءِ. والحَرِمُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الحِرْمانُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وإِنْ أَتاه خليلٌ يَوْمَ مَسْأَلةٍ ... يقولُ: لَا غائبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ وإِنما رَفَعَ يقولُ، وَهُوَ جَوَابُ الْجَزَاءِ، عَلَى مَعْنَى التَّقْدِيمِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ كأَنه قَالَ: يَقُولُ إِن أَتاه خَلِيلٌ لَا غَائِبٌ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ عَلَى إِضْمَارِ الْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

_ (2). قَوْلُهُ [ونبئتها] في التهذيب: وأنبئتها

الحَرِمُ الْمَمْنُوعُ، وَقِيلَ: الحَرِمُ الحَرامُ. يُقَالُ: حِرْمٌ وحَرِمٌ وحَرامٌ بِمَعْنًى. والحَريمُ: الصَّدِيقُ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ حَريمٌ صَريح أَي صَديق خَالِصٌ. قَالَ: وَقَالَ العُقَيْلِيُّونَ حَرامُ اللَّهِ لَا أَفعلُ ذَلِكَ، ويمينُ اللَّهِ لَا أَفعلُ ذَلِكَ، مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا هُوَ بحارِم عَقْلٍ، وَمَا هُوَ بعادِمِ عَقْلٍ، مَعْنَاهُمَا أَن لَهُ عَقْلًا. الأَزهري: وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ إِذا اجْتَمَعَتْ حُرْمتانِ طُرِحت الصُّغْرى للكُبْرى ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يَقُولُ إِذا كَانَ أَمر فِيهِ مَنْفَعَةٌ لعامَّة النَّاسِ ومَضَرَّةٌ عَلَى خَاصٍّ مِنْهُمْ قُدِّمت مَنْفَعَةُ الْعَامَّةِ، مِثَالُ ذَلِكَ: نَهْرٌ يَجْرِي لشِرْب الْعَامَّةِ، وَفِي مَجْراه حائطٌ لِرَجُلٍ وحَمَّامٌ يَضُرُّ بِهِ هَذَا النَّهْرُ، فَلَا يُتْرَكُ إِجْرَاؤُهُ مِنْ قِبَلِ هَذِهِ المَضَرَّة، هَذَا وَمَا أَشبهه، قَالَ: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِي الحَرامِ كَفَّارةُ يمينٍ ؛ هُوَ أَن يَقُولَ حَرامُ اللَّهِ لَا أَفعلُ كَمَا يَقُولُ يمينُ اللهِ، وَهِيَ لُغَةُ العقيلِييّن، قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ تَحْريمَ الزَّوْجَةِ وَالْجَارِيَةِ مِنْ غَيْرِ نِيَّةِ الطَّلَاقِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ، ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عنها: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ نِسَائِهِ وحَرَّمَ فَجَعَلَ الحَرامَ حَلَالًا ، تَعْنِي مَا كَانَ حَرّمهُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ نِسَائِهِ بالإِيلاء عَادَ فأَحَلَّهُ وَجَعَلَ فِي الْيَمِينِ الكفارةَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «1» فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ: أَنتِ عليَّ حَرامٌ ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَنْ حَرّمَ امرأَته فَلَيْسَ بشيءٍ ، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: إِذا حَرَّمَ الرَّجُلُ امرأَته فَهِيَ يمينٌ يُكَفِّرُها. والإِحْرامُ والتَّحْريمُ بِمَعْنًى؛ قَالَ يَصِفُ بَعِيرًا: لَهُ رِئَةٌ قَدْ أَحْرَمَتْ حِلَّ ظهرِهِ، ... فَمَا فِيهِ للفُقْرَى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ وَلَّاد وَغَيْرُهُ: لَهُ رَبَّة، وَقَوْلُهُ مَزْعَم أَي مَطْمع. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ* ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ المُحارِف. أَبو عَمْرٍو: الحَرُومُ النَّاقَةُ المُعْتاطةُ الرَّحِمِ، والزَّجُومُ الَّتِي لَا تَرْغُو، والخَزُوم الْمُنْقَطِعَةُ فِي السَّيْرِ، والزَّحُوم الَّتِي تزاحِمُ عَلَى الْحَوْضِ. والحَرامُ: المُحْرِمُ. والحَرامُ: الشَّهْرُ الحَرامُ. وحَرام: قَبِيلَةٌ مَنْ بَنِي سُلَيْمٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَمَنْ يَكُ خَائِفًا لأَذاةِ شِعْرِي، ... فَقَدْ أَمِنَ الهجاءَ بَنُو حَرامِ وحَرَام أَيضاً: قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. والتَّحْرِيمُ: الصُّعوبة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَيَّثْتُ مِنْ قَسْوتِهِ التَّحرِيما يُقَالُ: هُوَ بَعِيرٌ مُحَرَّمٌ أَي صَعْبٌ. وأَعرابيّ مُحَرَّمٌ أَي فَصِيحٌ لَمْ يُخَالِطِ الحَضَرَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَما عَلِمْتَ أَن الصُّورَةَ مُحَرَّمةٌ؟ أَي مُحَرَّمَةُ الضربِ أَو ذَاتُ حُرْمةٍ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: حَرَّمْتُ الظلمَ عَلَى نَفْسِي أَي تَقَدَّسْتُ عَنْهُ وتعالَيْتُ، فَهُوَ فِي حَقِّهِ كَالشَّيْءِ المُحَرَّم عَلَى النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فَهُوَ حَرامٌ بحُرمة اللَّهِ أَي بِتَحْرِيمِهِ، وَقِيلَ: الحُرْمةُ الْحَقُّ أَي بِالْحَقِّ الْمَانِعِ مِنْ تَحْلِيلِهِ. وَحَدِيثُ الرَّضَاعِ: فَتَحَرَّمَ بِلَبَنِهَا أَي صَارَ عَلَيْهَا حَراماً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وذُكِرَ عِنْدَهُ قولُ عَلِيٍّ أَو عُثْمَانَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الأَمَتَيْن الأُختين: حَرَّمَتْهُنَّ آيةٌ وأَحَلَّتْهُنَّ آيةٌ، فَقَالَ: يُحَرِّمُهُنَّ عليَّ قرابتي

_ (1). قوله [وفي حديث عليّ إلخ] عبارة النهاية: ومنه حديث عليّ إلخ

مِنْهُنَّ وَلَا يُحرِّمُهُنَّ قرابةُ بَعْضِهِنَّ مِنْ بَعْضٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد ابْنُ عَبَّاسٍ أَن يُخْبِرَ بالعِلَّة الَّتِي وَقَعَ مِنْ أَجْلِهَا تَحْريمُ الْجَمْعِ بَيْنَ الأُختين الحُرَّتَين فَقَالَ: لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ بِقُرَابَةِ إِحداهما مِنَ الأُخرى إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَحِلَّ وطءُ الثَّانِيَةِ بَعْدَ وَطْءِ الأُولى كَمَا يَجْرِي فِي الأُمِّ مَعَ الْبِنْتِ، وَلَكِنَّهُ وَقَعَ مِنْ أَجْلِ قَرَابَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمَا فَحُرمَ عَلَيْهِ أَن يَجْمَعَ الأُختَ إِلى الأُخت لأَنها مِنْ أَصْهاره، فكأَن ابْنَ عَبَّاسٍ قَدْ أَخْرَجَ الإِماءَ مِنْ حُكْمِ الحَرائر لأَنه لَا قَرَابَةَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ إمائِه، قَالَ: وَالْفُقَهَاءُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لَا يُجِيزُونَ الْجَمْعَ بَيْنَ الأُختين فِي الحَرائر والإِماء، فَالْآيَةُ المُحَرِّمةُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ، وَالْآيَةُ المُحِلَّةُ قَوْلُهُ تعالى: ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ. حرجم: حَرْجَمَ الإِبلَ: رَدَّ بعضَها عَلَى بَعْضٍ. وحَرْجَمْتُ الإِبل فاحْرَنْجَمَتْ إِذا رَدَدْتَها فَارْتَدَّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ واجْتَمعت؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عايَنَ حَيّاً كالحِراجِ نَعَمُهْ، ... يكونُ أَقْصى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وَذَكَرَ السَّنة فَقَالَ تَرَكَتْ كَذَا وَكَذَا والذِّيخ مُحْرَنْجِماً أَي مُنْقَبِضًا مُجْتَمِعًا كَالِحًا مِنْ شِدَّةِ الجَدْب أَي عَمَّ المَحْلُ حَتَّى نَالَ السِّباعَ وَالْبَهَائِمَ، والذِّيخُ: ذَكَرُ الضِّباع، وَالنُّونُ فِي احْرَنْجَمَ زَائِدَةٌ. الأَصمعي: المُحْرَنْجِمُ الْمُجْتَمِعُ. اللَّيْثُ: حَرْجَمْتُ: الإِبل إِذا رددتَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ؛ وأَنشد الْبَيْتَ: يَكُونُ أَقْصى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ قَالَ الْبَاهِلِيُّ: مَعْنَاهُ أَن الْقَوْمَ إِذا فاجأَتهم الغارةُ لَمْ يَطْرُدُوا نَعَمَهُمْ وَكَانَ أَقْصى طردِهِمْ لَهَا أَن يُنِيخوها فِي مَبَارِكِهَا ثُمَّ يقاتِلوا عَنْهَا، ومَبْرَكُها هُوَ مُحْرَنْجَمُها الَّذِي تَحْرَنْجِمُ فِيهِ وَتَجْتَمِعُ وَيَدْنُو بعضُها مِنْ بَعْضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: احْرَنْجَمَ القومُ ازْدَحَمُوا. والمُحْرَنْجِمُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ؛ وأَنشد: الدَّارُ أَقْوَتْ بَعْدَ مُحْرَنْجِمِ، ... مِنْ مُعْرِبٍ فِيهَا وَمِنْ مُعْجِمِ واحْرَنْجَمَ الرجلُ: أَراد الأَمر ثُمَّ كَذَّبَ عَنْهُ. واحْرَنْجَمَ القومُ: اجْتَمَعَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ. واحْرَنْجَمَت الإِبل: اجْتَمَعَتْ وَبَرَكَتْ، اعْرَنزَم واقْرَنْبَعَ واحْرَنْجَمَ إِذا اجْتَمَعَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِن فِي بَلَدِنَا حَرَاجِمَةً أَي لُصُوصًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ كُتُبِ المتأَخرين، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ بِجِيمَيْنِ، كَذَا جَاءَ فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ وَاللُّغَةِ إِلّا أَن يَكُونَ قَدْ أَثبتها فَرَوَاهَا. حردم: الحَرْدَمَةُ: اللجاج. حرزم: حَرْزَمَهُ: ملأَه. وحَرْزَمَهُ اللَّهُ: لَعَنَهُ. وحَرْزَمٌ: رَجُلٌ. وحَرْزَمٌ: جَمَلٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ: لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ ... بلِيتِهِ عند وُضوحِ الشَّرْطِ حرسم: الحِرْسِمُ: السَّمُّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ مُرَّةُ: سَقَاهُ اللَّهُ الحِرْسِمَ وَهُوَ المَوْت. اللِّحْيَانِيُّ: سَقَاهُ اللَّهُ الحِرْسِمَ وَهُوَ السَّمُّ الْقَاتِلُ. وَيُقَالُ: مَا لَهُ سَقَاهُ الحِرْسِمَ وَكَأْسَ الذَّيفَان لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ؛ قَالَ: رأَيته مُقَيَّدًا بِخَطِّهِ فِي كِتَابِ اللِّحْيَانِيِّ الجِرْسِم، بِالْجِيمِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَلَيْسَ الجِرْسِمُ مِنْ هَذَا الْبَابِ هُوَ فِي الْجِيمِ. أَبو عَمْرٍو: الحَراسيمُ والحَراسِينُ السِّنون المُقْحِطاتُ. ابْنُ الأَعرابي: الحِرْسِمُ الزَّاوِيةُ.

حرقم: حَرْقَمٌ: مَوْضِعٌ؛ التَّهْذِيبُ: قُرِئَ عَلَى شَمِرٍ فِي شِعْرِ الحُطَيْئةِ: فقلتُ لَهُ: أَمْسِكْ فَحَسْبُكَ، إِنَّما ... سأَلْتُكَ صِرْفاً مِنْ جيادِ الحَراقِمِ قَالَ: الحَراقِمُ الأَدَمُ والصُّوف الأَحمر «1». حرهم: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَاقَةٌ حُراهِمَةٌ أَي ضَخْمَةٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَيَّة يصف ضبعا: تَرَاهَا، الضَّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رأْساً، ... حُراهِمَةً لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ الضَّبُعُ حُراهِمَةٌ عُراهِمَةٌ. حزم: الحَزْمُ: ضَبْطُ الإِنسان أَمره والأَخذ فِيهِ بالثِّقة. حَزُمَ، بِالضَّمِّ، يَحْزُم حَزْماً وحَزامَةً وحُزُومة، وَلَيْسَتِ الحُزُومةُ بِثَبْتٍ. وَرَجُلٌ حازمٌ وحَزيمٌ مِنْ قَوْمٍ حَزَمة وحُزَماء وحُزَّمٍ وأَحْزامٍ وحُزَّامٍ: وَهُوَ الْعَاقِلُ الْمُمَيِّزُ ذُو الحُنْكةِ. وَقَالَ ابْنُ كَثْوَةَ: مِنْ أَمثالهم: إِن الوَحَا مِنْ طَعَامِ الحَزْمَة؛ يُضْرَبُ عِنْدَ التَّحَشُّد عَلَى الانْكِماش وحَمْدِ المُنْكَمِشِ. والحَزْمَةُ: الحَزْمُ. وَيُقَالُ: تَحَزَّم فِي أَمرك أَي اقْبَلْهُ بالحَزْم والوَثاقة. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ ؛ الحَزْمُ ضَبْطُ الرَّجُلِ أَمْرَه والحَذَرُ مِنْ فَوَاتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الوِتْر: أَنه قَالَ لأَبي بَكْرٍ أَخذتَ بالحَزْم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا رأَيتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أَذهبَ للُبِّ الحازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ أَي أَذْهَبَ لِعَقْلِ الرَّجُلِ المُحْتَرِزِ فِي الأُمور، الْمُسْتَظْهِرِ فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ مَا الحَزْمُ؟ فَقَالَ: الحَزْمُ أَن تَسْتَشِيرَ أَهل الرأْي وَتُطِيعَهُمْ. الأَزهري: أُخِذَ الحَزْمُ فِي الأُمور، وَهُوَ الأَخذ بالثِّقة، مِنَ الحَزْمِ، وَهُوَ الشَّدُّ بالحِزامِ وَالْحَبْلِ اسْتِيثَاقًا مِنَ المَحْزوم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ أَحْزِمُ لَوْ أَعْزِمُ أَي قَدْ أَعرف الحَزْمَ وَلَا أَمضي عَلَيْهِ. والحَزْمُ: حزْمُكَ الْحَطَبَ حُزْمةً. وحَزَمَ الشَّيْءَ يَحْزِمُه حَزْماً: شَدُّهُ. والحُزْمَةُ: مَا حُزِمَ. والمِحْزَمُ والمِحْزَمةُ والحِزامُ والحِزامَةُ: اسْمُ مَا حُزِمَ بِهِ، وَالْجَمْعُ حُزُمٌ. واحْتَزَمَ الرجلُ وتَحَزَّمَ بِمَعْنًى، وَذَلِكَ إِذا شَدَّ وَسَطَهُ بِحَبْلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ بِغَيْرِ حِزامٍ أَي مِنْ غَيْرِ أَن يشُدَّ ثَوْبُهُ عَلَيْهِ، وإِنما أَمر بِذَلِكَ لأَنهم قَلَّما يَتَسَرْوَلُونَ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَراويلُ، أَو كَانَ عَلَيْهِ إِزَارٌ، أَو كَانَ جَيْبُه وَاسِعًا وَلَمْ يَتَلَبَّبْ أَو لَمْ يَشُدَّ وسْطه فَرُبَّمَا انْكَشَفَتْ عورتُه وَبَطَلَتْ صَلَاتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن يُصَلِّيَ الرجلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ أَي يتَلَبَّبَ وَيَشُدَّ وَسَطَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنه أَمر بالتَّحَزُّمِ فِي الصَّلَاةِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: فتَحَزَّمَ الْمُفْطِرُونَ أَي تلَبَّبُوا وَشَدُّوا أَوساطهم وعَمِلُوا لِلصَّائِمِينَ. والحِزامُ للسَّرْج والرحْل والدابةِ وَالصَّبِيِّ فِي مَهْدِه. وَفَرَسٌ نبيلُ المِحْزَمِ. وحِزامُ الدَّابَّةِ مَعْرُوفٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ. وحَزَمَ الفرسَ: شَدَّ حزامَهُ: قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبارُ كأَنها ... زَلَفٌ، وأُلقِيَ قِتْبُها المَحْزوم تَحَيَّرَت: امتلأَت مَاءً. والدّبارُ: جَمْعُ دَبْرةٍ

_ (1). قوله [والصوف الأَحمر] هكذا في الأَصل، والذي في التهذيب: والصرف بالراء ومثله في التكملة ومقصودهما تفسير لفظ الصرف المذكور في البيت بالأَحمر، وقد نطقت بذلك عبارة التكملة ومنه يعلم ما في القاموس من جعله كلا من الأَدم والصرف الأَحمر معنى للحراقم وما في شرحه من تصويب الصوف الأَحمر اغتراراً بنسخة اللسان

أَو دِبارَة، وَهِيَ مَشارَةُ الزَّرْعِ. والزَّلَفُ: جَمْعُ زَلَفَةٍ وَهِيَ مَصْنَعة الْمَاءِ الْمُمْتَلِئَةُ، وَقِيلَ: الزَّلَفَةُ المَحارَةُ أَي كأَنها مَحَارٍ مَمْلُوءَةٌ. وأَحْزَمهُ: جَعَلَ لَهُ حِزاماً، وَقَدْ تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ. ومَحْزِمُ الدَّابَّةِ: مَا جَرَى عَلَيْهِ حِزامُها. والحَزيمُ: مَوْضِعُ الحِزامِ مِنَ الصَّدْرِ والظهرِ كُلِّهِ مَا اسْتَدَارِ، يُقَالُ: قَدْ شَمَّر وشدَّ حَزيمَهُ؛ وأَنشد: شيخٌ، إِذا حُمِّلَ مَكْروهة، ... شَدَّ الحَيازِيمَ لَهَا والحَزِيما وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: اشْدُدْ حَيازيمكَ للمَوْتِ، ... فإِن المَوْتَ لاقِيكا «1». هِيَ جَمْعُ الحَيْزُوم، وَهُوَ الصَّدْر، وَقِيلَ: وَسَطُهُ، وَهَذَا الْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَنِ التَّشَمُّرِ للأَمر وَالِاسْتِعْدَادِ لَهُ. والحَزيمُ: الصَّدْرُ، وَالْجَمْعُ حُزُمٌ وأَحْزِمَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَزيمُ والحَيْزُومُ وسط الصدر وما يُضَمُّ عَلَيْهِ الحِزامُ حَيْثُ تلتقي رؤوس الجَوانح فَوْقَ الرُّهابةِ بحِيالِ الكاهِل؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحَزيمُ مِثْلُهُ. يُقَالُ: شَدَدْتُ لِهَذَا الأَمر حَزيمي، وَاسْتَحْسَنَ الأَزهري التَّفْرِيقَ بَيْنَ الحَزيم والحَيْزُوم وَقَالَ: لَمْ أَر لِغَيْرِ اللَّيْثِ هَذَا الْفَرْقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَيْزوم أَيضاً الصَّدْرُ، وَقِيلَ: الْوَسَطُ، وَقِيلَ: الحيَازيمُ ضُلُوعُ الفُؤاد، وَقِيلَ: الحَيْزوم مَا اسْتَدَارَ بِالظَّهْرِ وَالْبَطْنِ، وَقِيلَ: الحَيْزومانِ مَا اكْتَنَفَ الحُلْقوم مِنْ جَانِبِ الصَّدْرِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يدافِعُ حَيْزومَيْهِ سُخْنُ صَريحِها، ... وَحَلْقًا تَرَاهُ للثُّمالَةِ مُقْنَعا واشْدُدْ حَيْزومَكَ وحيَازيمك لِهَذَا الأَمر أَي وطِّنْ عَلَيْهِ. وَبَعِيرٌ أَحْزَمُ: عَظِيمُ الحَيْزوم، وَفِي التَّهْذِيبِ: عظيمُ موضعِ الحِزام. والأَحْزَمُ: هُوَ المَحْزِمُ أَيضاً، يُقَالُ: بَعِيرٌ مُجْفَرُ الأَحْزَمِ؛ قَالَ ابْنُ فَسْوة التَّمِيمِيُّ: تَرى ظَلِفات الرَّحْل شُمّاً تُبينها ... بأَحْزَمَ، كَالتَّابُوتِ أَحزَمَ مُجْفَرِ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنَةِ الخُسِّ لأَبيها: اشْتَرِه أَحْزَمَ أَرْقَب. الْجَوْهَرِيُّ: والحَزَمُ ضدُّ الهَضَمِ، يُقَالُ: فَرَسٌ أَحْزَمُ وَهُوَ خِلَافُ الأَهْضَم. والحُزْمةُ: مِنَ الْحَطَبِ وَغَيْرِهِ. والحَزْمُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: الْمُرْتَفِعُ وَهُوَ أَغْلَظُ وأَرفع مِنَ الحَزْنِ، وَالْجَمْعُ حُزومٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ، لَمَّا أَشْرَفَتْ ... فِي الآلِ، وارْتَفَعَتْ بهنَّ حُزومُ، نَخْلٌ كَوارِعُ فِي خَليج مُحَلِّمٍ ... حَمَلَتْ، فَمِنْهَا موقَرٌ مَكْمومُ وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن مِيمَ حَزْمٍ بَدَلٌ مِنْ نُونِ حَزْنٍ. والأَحْزَمُ والحَيْزُوم: كالحَزْم؛ قَالَ: تاللهِ لَوْلَا قُرْزُلٌ، إِذ نَجا، ... لكانَ مَأْوَى خَدِّكَ الأَحْزَما وَرَوَاهُ بعضهم الأَحَرَما أَي لَقَطَعَ رَأْسَكَ فَسَقَطَ عَلَى أَخْرَمِ كَتِفَيْهِ. والحَزْمُ مِنَ الأَرض: مَا احْتَزَمَ مِنَ السَّيْلِ مِنْ نَجَوات الأَرض والظُّهور، والجمع

_ (1). قوله [اشدد حيازيمك إلخ] هذا بيت من الهزج مخزوم كما استشهد به العروضيون على ذلك وبعده: ولا تجزع من الموت ... إِذا حل بناديكا

الحُزُوم. والحَزْمُ: مَا غَلُظ مِنَ الأَرض وَكَثُرَتْ حِجَارَتُهُ وأَشرف حَتَّى صَارَ لَهُ إِقبال لَا تَعْلُوهُ الإِبلُ وَالنَّاسُ إِلا بالجَهْد، يَعْلُونَهُ مِنْ قِبَلِ قُبْلهِ، أَو هُوَ طِينٌ وَحِجَارَةٌ وَحِجَارَتُهُ أَغلظ وأَخشن وأكْلَبُ مِنْ حِجَارَةِ الأَكَمَةِ، غَيْرَ أَن ظَهْرَهُ عَرِيضٌ طَوِيلٌ يَنْقَادُ الْفَرْسَخَيْنِ والثلاثةَ، وَدُونَ ذَلِكَ لَا تَعْلُوهَا الإِبل إِلا فِي طَرِيقٍ لَهُ قُبْل، وَقَدْ يَكُونُ الحَزْم فِي القُفِّ لأَنه جَبَلٌ وقُفٌّ غَيْرَ أَنه لَيْسَ بِمُسْتَطِيلٍ مِثْلَ الجَبَلِ، وَلَا يُلْفَى الحَزْمُ إِلا فِي خُشُونَةٍ وقُفّ؛ قَالَ المَرَّارُ بْنُ سَعِيدٍ فِي حَزمِ الأَنْعَمَيْنِ: بحَزْم الأَنْعَمَيْنِ لهُنَّ حادٍ، ... مُعَرّ ساقَهُ غَرِدٌ نَسولُ قَالَ: وَهِيَ حُزومٌ عِدَّةٌ، فَمِنْهَا حَزْما شَعَبْعَبٍ وحَزْمُ خَزازى، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ الرِّقاعِ فِي شِعْرِهِ: فَقُلْتُ لَهَا: أَنَّى اهْتَدَيْتِ ودونَنا ... دُلوكٌ، وأَشرافُ الجِبالِ القَواهِرُ وجَيْحانُ جَيْحانُ الجُيوشِ وآلِسٌ، ... وحَزْمُ خَزازَى والشُّعوبُ القَواسِرُ وَيُرْوَى العَواسِرُ؛ وَمِنْهَا حَزْمُ جَديدٍ ذَكَرَهُ المرَّار فَقَالَ: يقولُ صِحابي، إِذ نَظَرْتُ صَبابةً ... بحَزْمِ جَدِيدٍ: مَا لِطَرْفِك يَطْمَحُ؟ وَمِنْهَا حَزْمُ الأَنْعَمَيْنِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْمَرَّارُ أَيضاً؛ وسَمَّى الأَخطلُ الحَزْمَ مِنَ الأَرض حَيْزُوماً فَقَالَ: فَظَلّ بحَيْزُومٍ يفُلُّ نُسورَهُ، ... ويوجِعُها صَوَّانُهُ وأَعابِلُهْ ابْنُ بَرِّيٍّ: الحَيزُوم الأَرض الْغَلِيظَةُ؛ عَنِ الْيَزِيدِيِّ. والحَزَمُ: كالغَصَصِ فِي الصَّدْرِ، وَقَدْ حَزِمَ يَحْزَمُ حَزَماً. وحَزْمَةُ: اسْمُ فَرَسٍ مَعْرُوفَةٍ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ، قَالَ: وحَزْمَةُ فِي قَوْلِ حَنْظَلَةَ بْنِ فاتِكٍ الأَسَدِيّ: أَعْدَدْتُ حَزْمَةَ، وَهِيَ مُقْرَبَةٌ، ... تُقْفَى بقوتِ عِيالِنا وتُصانُ اسْمُ فَرَسٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الكلبيُّ أَن اسْمَهَا حَزْمَةُ، قَالَ: وَكَذَا وَجَدْتُهُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، بِخَطِّ مَنْ لَهُ عِلمٌ؛ وأَنشد لحَنْظَلَة بْنِ فاتِكٍ الأَسديّ أَيضاً: جَزَتْني أَمْسِ حَزْمَةُ سَعْيَ صِدْقٍ، ... وَمَا أَقْفَيْتُها دُونَ العِيالِ وحَيْزُومُ: اسْمُ فَرَسِ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: أَنه سَمِعَ صَوْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ يَقُولُ: أَقْدِم حَيْزُومُ ؛ أَراد أقْدِمْ يَا حَيْزومُ فَحَذَفَ حَرْفَ النِّدَاءِ، وَالْيَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَيْزُوم اسْمُ فَرَسٍ مِنْ خَيْلِ الْمَلَائِكَةِ. وحِزامٌ وحازِمٌ: اسْمَانِ. وحَزيمةُ: اسْمُ فَارِسٍ مِنْ فُرْسَانِ الْعَرَبِ. والحَزيمَتانِ والزَّبينتانِ مِنْ باهِلَةَ بْنِ عَمْرو بْنِ ثَعْلبَة، وَهُمَا حَزِيمَةُ وزبينةُ؛ قَالَ أَبو مَعْدانَ الْبَاهِلِيُّ: جَاءَ الحزائِمُ والزّبائِنُ دُلْدُلًا، ... لَا سابِقينَ وَلَا مَعَ القُطَّانِ فَعَجِبْتُ مِنْ عَوفٍ وَمَاذَا كُلِّفَتْ، ... وتَجِيء عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ

حزرم: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَزْرَمٌ جَبَلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَيَسْعَى لزَيدِ اللهِ وافٍ بِذِمَّةٍ، ... إِذا زالَ عَنْهُمْ حَزْرَمٌ وأَبانُ حَسَمَ: الحَسْمُ: الْقَطْعُ، حَسَمَهُ يَحْسِمُهُ حَسْماً فانْحَسَمَ: قَطعه. وحَسَمَ العِرْقَ: قَطَعَهُ ثُمَّ كواهُ لِئَلَّا يَسِيلَ دَمُهُ، وَهُوَ الحَسْمُ. وحَسَمَ الداءَ: قَطَعَهُ بِالدَّوَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فإِنه مَحْسَمةٌ للعِرْق ومَذْهَبَةٌ للأَشَرِ أَي مَقْطَعَةٌ لِلنِّكَاحِ؛ وَقَالَ الأَزهري: أَي مَجْفَرة مَقْطعة للباهِ. والحُسامُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ. وَسَيْفٌ حُسامٌ: قَاطِعٌ، وَكَذَلِكَ مُدْيَةٌ حُسامٌ كَمَا قَالُوا مُدْيَةٌ هُذام وجُرازٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَبي خِراش الْهُذَلِيِّ: وَلَوْلَا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ، ... حُسامَ الحَدِّ مَذْروباً خَشيبا يَعْني سَيْفًا حديدَ الحدِّ، وَيُرْوَى: حُسامَ السيفِ أَي طَرَفَهُ. وَخَشِيبًا أَي مَصْقولًا. وحُسامُ السَّيْفِ: طرَفُهُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَحْسِمُ «2»، الدَّمَ أَي يَسْبِقُهُ فكأَنه يَكْوِيهِ. والحَسْمُ: الْمَنْعُ. وحَسَمَه الشيءَ يَحْسِمُهُ حَسْماً: مَنَعَهُ إِياه. والمَحْسُومُ: الَّذِي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤُه أَي قُطِعَ. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ السَّيِء الْغِذَاءِ: مَحسُومٌ. وَتَقُولُ: حَسَمَتْه الرَّضاعَ أُمُّه تَحْسِمُهُ حَسْماً، وَيُقَالُ: أَنا أَحْسِمُ عَلَى فُلَانٍ الأَمر أَي أَقطعه عَلَيْهِ لَا يَظْفَرُ مِنْهُ بِشَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتيَ بِسَارِقٍ فَقَالَ اقْطعوه ثُمَّ احْسِموه أَي اقْطَعُوا يَدَهُ ثُمَّ اكْوُوهَا لِيَنْقَطِعَ الدَّمُ. والمَحْسومُ: السَّيِءُ الغِذاء؛ وَمِنْ أَمثالهم: وَلْغُ جُرَيّ كَانَ مَحْسوماً؛ يُقَالُ عِنْدَ اسْتِكْثَارِ الْحَرِيصِ مِنَ الشَّيْءِ، لَمْ يَكُنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ فقَدَرَ عَلَيْهِ، أَو عِنْدَ أَمره بِالِاسْتِكْثَارِ حِينَ قَدَرَ. والحُسُوم: الشُّؤْمُ. وأَيام حُسومٌ، وُصِفَتْ بِالْمَصْدَرِ: تَقْطَعُ الخيرَ أَو تَمْنَعُهُ، وَقَدْ تُضَافُ، وَالصِّفَةُ أَعلى. وَفِي التَّنْزِيلِ: سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ؛ وَقِيلَ: الأَيام الحُسومُ الدَّائِمَةُ فِي الشَّرِّ خَاصَّةً، وَعَلَى هَذَا فَسَّرَ بَعْضُهُمْ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي تَلَوْنَاهَا، وَقِيلَ: هِيَ المُتَواليةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه الْمُتَوَالِيَةَ فِي الشَّرِّ خَاصَّةً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الحُسومُ التِّباعُ، إِذا تَتابع الشيءُ فَلَمْ يَنْقَطِعْ أَولهُ عَنْ آخِرِهِ قِيلَ لَهُ حُسومٌ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ: ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً أَي مُتَتَابِعَةً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد مُتَتَابِعَةً لَمْ يُقطع أَوله عَنْ آخِرِهِ كَمَا يُتابَعُ الكَيُّ عَلَى الْمَقْطُوعِ ليَحْسِمَ دمَهُ أَي يَقْطَعُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ شَيْءٍ تُوبِعَ: حاسِمٌ، وَجَمْعُهُ حُسومٌ مِثْلُ شاهِدٍ وشُهودٍ. وَيُقَالُ: اقْطَعُوهُ ثُمَّ احْسِموهُ أَي اقْطَعُوا عَنْهُ الدَّمَ بِالْكَيِّ، والحَسْمُ: كَيُّ العِرْقِ بِالنَّارِ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: أَنه كَوَاهُ فِي أَكْحَلِهِ ثُمَّ حَسَمَهُ أَي قَطَعَ الدَّمَ عَنْهُ بالكَيّ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ اللَّيَالِي الحُسُومُ لأَنها تَحْسِمُ الْخَيْرَ عَنْ أَهلها، قِيلَ: إِنما أُخِذَ مِنْ حَسْمِ الدَّاءِ إِذا كُوِيَ صاحبُه، لأَنه يُحْمَى يُكوى بالمِكْواة ثُمَّ يتابَعُ ذَلِكَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي توجِبُه اللغةُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ حُسوماً أَي تَحْسِمُهُمْ حُسوماً أَي تُذْهبهم وتُفْنيهم؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كَقَوْلِهِ عَزَّ وَعَلَا: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا. وَقَالَ يُونُسُ: الحُسُومُ يورِثُ الحُشومَ، وَقَالَ: الحُسومُ الدُّؤوبُ، قال: والحُشومُ الإِعْياءُ.

_ (2). قوله [لأَنه يحسم إلخ] عبارة المحكم: لأَنه يحسم العدو عما يريد من بلوغ عداوته، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يحسم الدم إلخ

وَيُقَالُ: هَذِهِ لَيَالِي الحُسوم تَحْسِمُ الخيرَ عَنْ أَهلها كَمَا حُسِمَ عَنْ عَادٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً أَي شُؤْماً عَلَيْهِمْ ونَحْساً. والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جَمِيعًا: الآدَمُ «1»، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ حَيْسُماناً. والحَيْسُمانُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بْنُ حَابِسٍ الْجَوْهَرِيُّ: وحِسْمَى، بِالْكَسْرِ، أَرض بِالْبَادِيَةِ فِيهَا جِبَالٌ شَواهِقُ مُلسُ الْجَوَانِبِ لَا يَكَادُ القَتامُ يُفَارِقُهَا. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لتُخْرِجَنَّكم الرُّومُ مِنْهَا كَفْراً كَفْراً إِلى سُنْبُكٍ مِنَ الأَرض، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ السُّنْبُكُ؟ قَالَ: حِسْمى جُذامَ ؛ ابْنُ سِيدَهْ حِسْمى مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: قَبِيلَةُ جُذامَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِذا لَمْ يَذْكُرْ كُثَيِّرٌ غَيْقَةَ فحِسْمَى، وإِذا ذَكَرَ غَيْقَة فَحَسْنا «2»؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلنَّابِغَةِ: فأَصبَحَ عاقِلًا بِجِبَالٍ حِسْمَى، ... دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي حِسْمى قَدْ أَحاط بِهِ القَتامُ كَالْحِزَامِ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَهُ مِثْلُ قُورِ حِسْمَى ؛ حِسْمى، بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ: اسْمُ بَلَدِ جُذام. والقُور: جَمْعُ قارةٍ وَهِيَ دُونَ الْجَبَلِ. أَبو عَمْرٍو: الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل الْقَاطِعُ للأُمور. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَيْسَمُ الرَّجُلُ الْقَاطِعُ للأُمور الكيِّس. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: حِسْمَى وحُسُمٌ وَذُو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ مَوَاضِعُ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: عَفا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنا فالفَوارِعُ، ... فجَنْبا أَريكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ وَقَالَ مُهَلْهِلٌ: أَليْلَتَنا بِذِي حُسُمٍ أَنِيري، ... إِذا أَنْتِ انقضيْتِ فَلَا تَحُوري حشم: الحِشْمَةُ: الحَياءُ والانْقِباضُ، وَقَدِ احْتَشَمَ عَنْهُ وَمِنْهُ، وَلَا يُقَالُ احْتَشَمَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الحِشْمَةُ الِانْقِبَاضُ عَنْ أَخيك فِي المَطْعَمِ وطلبِ الحاجةِ؛ تَقُولُ: احْتَشَمْتَ وَمَا الَّذِي أَحْشَمَكَ، وَيُقَالُ حَشَمَكَ، فأَما قَوْلُ الْقَائِلِ: وَلَمْ يَحْتَشِمْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ حَذَفَ مِنْ وأَوصل الفعلَ. والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يَجْلِسَ إِلَيْكَ الرَّجُلُ فتؤذِيَهُ وتُسْمِعَهُ مَا يَكْرَهُ، حَشَمَه يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَهُ. وحَشَمْتُه: أَخجلته، وأَحْشَمْتُهُ: أَغضبته. قَالَ ابْنُ الأَثير: مَذْهَبُ ابْنِ الأَعرابي أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه أَخجلته، وَغَيْرُهُ يَقُولُ: حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه. وَيُقَالُ للمُنْقَبِض عَنِ الطَّعَامِ: مَا الَّذِي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ، مِنَ الحِشْمَةِ وَهِيَ الِاسْتِحْيَاءُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الإِبَةُ الحَياء، يُقَالُ: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي احْتَشَمَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: لِكُلِّ داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِيَّةِ، وَلِكُلِّ طَاعِمٍ حشْمَةٌ فابدؤوه بِالْيَمِينِ ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لكُثَيِّر فِي الاحتِشام بِمَعْنَى الِاسْتِحْيَاءِ: إنِّي، مَتى لَمْ يَكُنْ عَطاؤهما ... عِنْدِي بِمَا قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ

_ (1). قوله [جميعاً الآدم] الذي في المحكم: الضخم الآدم (2). قوله [فحسنا] بالفتح ثم السكون ونون وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأَنه رباعيّ، قال ابن حبيب: حسنى جبل قرب ينبع. وكلام ابن الأَعرابي غامض، لا يُدرى إِلى أَي قولٍ قاله كثيّر يعود

وَقَالَ عَنْتَرَةُ: وأَرى مَطاعِمَ لَوْ أَشاءُ حَوَيتُها، ... فيَصُدُّني عَنْهَا كثيرُ تَحَشُّمِي وَقَالَ سَاعِدَةُ: إِن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ ... يُكْسَى جَمالًا ويُفْسِدْ غَيْرَ مُحتَشِم «1» . وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي السَّارِقِ: إِنِّي لأَحْتَشِمُ أَن لَا أَدَعَ لَهُ يَدًا أَي أَستحي وأَنقبص. والحِشْمةُ: الِاسْتِحْيَاءُ. وَهُوَ يَتَحَشَّم المَحارم أَي يَتَوَقَّاهَا. وحَشِمَ حَشَماً: غَضِبَ. وحَشَمهُ يَحْشِمُه حَشْماً وأَحْشمهُ: أَغضبه؛ وأَنشدوا فِي ذَلِكَ: لَعَمْرُكَ إِنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْب ... بَطِيءُ النُّضْج، مَحْشوم الأَكيل أَي مُغْضَب، وَالِاسْمُ الحِشْمة، وَهُوَ الِاسْتِحْيَاءُ وَالْغَضَبُ أَيضاً. وَقَالَ الأَصمعي: الحِشْمَةُ إِنما هُوَ بِمَعْنَى الْغَضَبِ لَا بِمَعْنَى الِاسْتِحْيَاءِ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ فُصَحاء الْعَرَبِ أَنه قَالَ: إِن ذَلِكَ لَمِمَّا يُحْشِمُ بَنِي فُلَانٍ أَي يُغْضِبُهُمْ، واحْتَشَمْتُ واحْتَشَمْتُ مِنْهُ بِمَعْنًى؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ورأَيتُ الشَّريفَ فِي أَعْيُنِ النَّاس ... وَضِيعاً، وقَلَّ مِنْهُ احْتِشامي والاحْتِشامُ: التَّغَضُّبُ. وحَشَمْتُ فُلَانًا وأَحْشمْتُه أَي أَغضبته. وحُشْمَةُ الرَّجُلِ وحَشَمُهُ وأَحْشامُهُ: خاصَّتُهُ الَّذِينَ يَغْضَبُونَ لَهُ مِنْ عبيدٍ أَو أَهلٍ أَو جِيرةٍ إِذا أَصَابَهُ أَمر. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي أَن الحَشَمَ واحدٌ وَجَمْعٌ، قَالَ: يُقَالُ هَذَا الْغُلَامُ حَشَمٌ لِي، فأُرى أَحْشاماً إِنما هُوَ جَمْعٌ هَذَا لأَن جَمْعَ الْجَمْعِ وَجَمْعَ الْمُفْرَدِ الَّذِي هُوَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ غَيْرُ كَثِيرٍ. وحَشَمُ الرَّجُلِ أَيضاً: عِيَالُهُ وَقَرَابَتُهُ. الأَزهري: والحَشَمُ خَدَمُ الرَّجُلِ، وسُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم يَغْضَبُونَ لَهُ. والحُشْمَةُ، بِالضَّمِّ: الْقَرَابَةُ. يُقَالُ: فِيهِمْ حُشْمَةٌ أَي قُرَابَةٌ. وَهَؤُلَاءِ أَحشامي أَي جِيرَانِي وأَضيافي. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ إِنَّهُ لمُحْتَشمِ بِأَمْرِي أَي مُهْتَمّ بِهِ. وَقَالَ يُونُسُ: لَهُ الحُشْمةُ الذِّمامُ، وَهِيَ الحُشْمُ «2»، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الحُشْمَة والحَشَمُ، وإِني لأَتَحَشَّمُ مِنْهُ تَحَشُّماً أَي أَتَذَمَّمُ وأَستحي. ابْنُ الأَعرابي: الحُشُمُ ذَوُو الْحَيَاءِ التَّامِّ، والحُسُمُ، بِالسِّينِ، الأَطِبَّاء، وَالْحَشَمُ الِاسْتِحْيَاءُ «3». والحُشُمُ: الْمَمَالِيكُ. والحُشُم: الأَتباع، مماليكَ كَانُوا أَو أَحراراً. وَفِي حَدِيثِ الأَضاحي: فشكَوْا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَهُمْ عِيَالًا وحَشَماً ؛ الحَشَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: جَمَاعَةُ الإِنسان اللَّائذون بِهِ لِخِدْمَتِهِ. والحُشومُ: الإِقبال بَعْدَ الْهُزَالِ؛ حَشَمَ يَحْشِمُ حُشوماً: أَقبل بَعْدَ هُزَالٍ، وَرَجُلٌ حاشِمٌ. وحَشَمَتِ الدوابُّ فِي أَول الرَّبِيعِ تَحْشِمُ حَشْماً: وَذَلِكَ إِذا أَصابت مِنْهُ شَيْئًا فصَلَحَتْ وسَمِنَتْ وَعَظُمَتْ بُطُونُهَا وحَسُنَتْ. وحَشَمَتِ الدوابُّ: صاحَتْ. وَمَا حَشَمَ مِنْ طَعَامِهِ شَيْئًا أَي مَا أَكل. وغَدَوْنا نُريغُ الصَّيْدَ فَمَا حَشَمْنا صَافِرًا أَي مَا أَصبنا. يُونُسُ: تَقُولُ الْعَرَبُ الحُسُومُ يُورِثُ الحُشُومَ، قَالَ: والحُسُومُ

_ (1). قوله [إِن الشباب رداء إِلى آخر البيت] هكذا هو موجود بالأَصل (2). قوله [وهي الحشم] وكذلك قوله بعد [الحشمة والحشم] كذا هو بضبط الأَصل (3). قوله [والحشم الاستحياء] كذا بالأَصل بدون ضبط، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ غير موثوق بها مضبوط بالتحريك، لكن الذي في القاموس: التحشم الاستحياء

الدُّؤُوب، والحُشُوم الإِعْياء؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ مُزاحم: فَعنَّتْ عُنوناً، وَهْيَ صَغْواءُ، مَا بِهَا، ... وَلَا بالخَوافي الضَّارباتِ، حُشُومُ أَي إِعياء؛ وَقَدْ حُشِم حَشْماً. وَقَالَ الأَصمعي: فِي يَدَيْهِ حُشُومٌ أَيِ انْقِبَاضٌ، وَرَوَى الْبَيْتَ: وَلَا بِالْخَوَافِي الخافقاتِ حُشوم وَرَجُلٌ حَشِيمٌ أي مُحْتَشِمٌ. حصم: حَصَم بِهَا يَحْصِم حَصْماً: ضرطَ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الفَرس؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فباسَتْ أَتانٌ باتَتِ الليلَ تَحْصِم والحَصُومُ: الضَّرُوطُ. يُقَالُ: حَصَم بِهَا ومَحَصَ بِهَا وحَبَجَ بِهَا وخَبَجَ بِهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمِحْصَمَةُ: مِدَقَّةُ الْحَدِيدِ. قَالَ: والحَصْماءُ الأَتانُ الخَضَّافة، وَهِيَ الضَّرَّاطة. وانْحَصَمَ العُودُ: انْكَسَرَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَبَيَاضًا أَحْدثَتْهُ لِمّتي، ... مِثْلَ عِيدانِ الحَصادِ المُنْحَصِمْ حصرم: الحِصْرِمُ: أَولُ العِنَب، وَلَا يَزَالُ العنبُ مَا دَامَ أَخضر حِصْرِماً. ابْنُ سِيدَهْ: الحِصْرِمُ الثَّمر قَبْلَ النُّضج. والحِصْرِمةُ، بِالْهَاءِ: حَبَّةُ العِنب حِينَ تَنْبُتُ؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: إِذا عَقَد حَبُّ الْعِنَبِ فَهُوَ حِصْرِمٌ. الأَزهري: الحِصْرِمُ حَبُّ الْعِنَبِ إِذا صَلُبَ وَهُوَ حَامِضٌ. أَبو زَيْدٍ: الحِصْرِمُ حَشَفُ كلِّ شَيْءٍ. والحِصْرِمُ: العَوْدَقُ، وَهِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُخْرَجُ بِهَا الدَّلْوُ. ورَجل حِصْرِمٌ ومُحَصْرَمٌ: ضَيِّقُ الخُلُقِ بَخِيلٌ، وَقِيلَ: حِصْرِم فَاحِشٌ ومُحَصْرَمٌ قَلِيلُ الْخَيْرِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّيِّقِ الْبَخِيلِ حِصْرِمٌ ومُحَصْرَمٌ. وَعَطَاءٌ مُحَصْرَمٌ: قَلِيلٌ. وحَصْرَم قَوْسَهُ: شَدَّ وتَرَها. والحَصْرَمَةُ: شِدَّةُ فَتْلِ الْحَبْلِ. والحَصْرَمةُ: الشُّحُّ. وَشَاعِرٌ مُحَصرَمٌ: أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي الضَّادِ. وحَصْرَمَ القلمَ: بَراهُ. وحَصْرَمَ الإِناءَ: ملأَه؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. الأَصمعي: حَصْرَمْتُ القِربة إِذا ملأْتها حَتَّى تَضِيقَ. وَكُلُّ مُضَيَّق مُحَصْرَمٌ. وزُبْدٌ مُحَصْرَمٌ؛ وتَحَصْرَمَ الزُّبْدُ: تَفَرَّقَ فِي شِدَّةِ الْبَرْدِ فَلَمْ يجتمع. حصلم: الحِصْلِبُ والحِصْلِمُ: التُّرَابُ. حضجم: الحِضْجِمُ والحُضاجِمُ: الْجَافِي الْغَلِيظُ اللَّحْمِ؛ وأَنشد: لَيْسَ بمِبْطان ولا حُضاجِمِ حضرم: الحَضْرَمِيَّةُ: اللُّكْنَةُ. وحَضْرَمَ فِي كَلَامِهِ حَضْرَمةً: لَحَنَ، بِالْحَاءِ، وَخَالَفَ بالإِعراب عَنْ وَجْهِ الصَّوَابِ. والحَضْرَمَةُ: الْخَلْطُ، وَشَاعِرٌ مُحَضْرَمٌ. وحَضْرَمَوْت: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ مَعْرُوفٌ. وَنَعْلٌ حَضْرَمِيُّ إِذا كَانَ مُلَسَّناً. وَيُقَالُ لأَهل حَضْرَمَوْتَ: الحَضارِمَةُ، وَيُقَالُ للعرب الذي يَسْكُنُونَ حَضْرَمَوْتَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: الحَضارِمَةُ؛ هَكَذَا يَنْسُبُونَ كما يقولون المَهالِبَة والصَّقالِبَة. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَب بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي فِي الحَضْرَمِيّ ؛ هُوَ النَّعْلُ المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْتَ المتَّخَذَة بها. حطم: الحَطْمُ: الْكَسْرُ فِي أَيِّ وَجْهٍ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ كَسْرُ الشَّيْءِ الْيَابِسِ خاصَّةً كالعَظْم وَنَحْوِهِ. حَطَمهُ يَحْطِمُهُ حَطْماً أَيْ كَسَرَهُ، وحَطَّمَهُ

فانْحَطَم وتَحَطَّم. والحطْمَةُ والحُطامُ: مَا تَحَطَّمَ مِنْ ذَلِكَ. الأَزهري: الحُطامُ مَا تَكّسّرَ مِنَ اليَبيس، والتَّحْطيمُ التَّكْسِيرُ. وصَعْدَةٌ حِطَمٌ كَمَا قَالُوا كِسَرٌ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ قِطْعَةٍ مِنْهَا حِطْمةً؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: مَاذَا هُنالِكَ مِنْ أسْوانَ مُكْتَئِبٍ، ... وساهِفٍ ثَمِلٍ فِي صَعْدَةٍ حِطَمِ وحُطامُ البَيْضِ: قِشره؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كأَنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فِيهِ ... فَراشُ صَميمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ والحَطيمُ: مَا بَقِيَ مِنْ نَبَاتِ عامِ أَوَّلَ ليُبْسِهِ وتَحَطُّمِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: إِذا تَكَسَّرَ يَبيسُ البَقْل فَهُوَ حُطامٌ. والحَطْمَةُ والحُطْمَةُ وَالْحَاطُومُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ لأَنها تَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: لَا تُسَمَّى حَاطُومًا إِلا فِي الجَدْب الْمُتَوَالِي. وَأَصَابَتْهُمْ حَطْمَةٌ أَيْ سَنَةٌ وجَدْبٌ: قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: مِنْ حَطْمَةٍ أَقْبَلَتْ حَتَّتْ لَنَا وَرَقاً ... نُمارِسُ العُودَ، حَتَّى يَنْبُت الوَرَقُ وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ: كُنَّا نَخْرُجُ سَنَةَ الحُطْمةِ ؛ هِيَ الشَّدِيدَةُ الجَدْبِ. الْجَوْهَرِيُّ: وحَطْمَةُ السَّيْلِ مِثْلُ طَحْمَتِه، وَهِيَ دُفعَتُهُ. والحَطِمُ: الْمُتَكَسِّرُ فِي نَفْسِهِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذا تَهَدَّمَ لِطُولِ عُمْرِهِ: حَطِمٌ. الأَزهري: فَرَسٌ حَطِمٌ إِذا هُزِلَ وأَسَنَّ «4» فَضَعُفَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ حَطِمَتِ الدابةُ، بِالْكَسْرِ، أَيْ أَسَنَّتْ، وحَطَمَتْهُ السِّنُّ، بِالْفَتْحِ، حَطْماً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَطَمَتْهُ السِّنُّ إِذا أَسَنَّ وَضَعُفَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: بعد ما حَطَمْتُموه ، تَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يُقَالُ: حَطَمَ فُلَانًا أَهلُه إِذا كَبِرَ فِيهِمْ كأَنهم بِمَا حَمَّلُوه مِنْ أَثقالهم صَيَّروه شَيْخًا مَحْطوماً. وحُطامُ الدُّنْيَا: كلُّ مَا فِيهَا مِنْ مَالٍ يَفْنى وَلَا يَبْقَى. وَيُقَالُ للهاضومِ: حاطُومٌ. وحَطْمَةُ الأَسَد فِي الْمَالِ: عَيْثُه وفَرْسُهُ لأَنه يَحْطِمُه. وأَسد حَطُومٌ: يَحْطِمُ كلَّ شَيْءٍ يَدُقُّه، وَكَذَلِكَ رِيحٌ حَطُومٌ. وَلَا تَحْطِمْ عَلَيْنَا المَرْتَعَ أَي لَا تَرْعَ عِنْدَنَا فَتُفْسِدَ عَلَيْنَا المَرْعى. وَرَجُلٌ حُطَمَةٌ: كَثِيرُ الأَكل. وإِبل حُطَمَةٌ وَغَنَمٌ حُطَمَةٌ: كَثِيرَةٌ تَحْطِمُ الأَرض بخِفافِها وأَظْلافِها وتَحْطِمُ شَجَرَهَا وبَقْلَها فتأْكله، وَيُقَالُ للعَكَرةِ مِنَ الإِبل حُطَمَةٌ لأَنها تَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ؛ وَقَالَ الأَزهري: لِحَطْمِها الكَلأَ، وَكَذَلِكَ الْغَنَمُ إِذا كَثُرَتْ. وَنَارٌ حُطَمَةٌ: شَدِيدَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ؛ الحُطَمَة: اسْمٌ مِنْ أَسماء النَّارِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا، لأَنها تَحْطِمُ مَا تَلْقى، وَقِيلَ: الحُطَمَةُ بَابٌ مِنْ أَبواب جَهَنَّمَ، وكلُّ ذَلِكَ مِنَ الحَطْمِ الَّذِي هُوَ الْكَسْرُ وَالدَّقُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن هَرِمَ بْنَ حَيَّان غَضِبَ عَلَى رَجُلٍ فَجَعَلَ يَتَحَطَّمُ عَلَيْهِ غَيْضاً أَيْ يَتَلَظَّى ويتوقَّد؛ مأْخوذاً مِنَ الحُطَمَة وَهِيَ النَّارُ الَّتِي تَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَجْعَلُهُ حُطاماً أَيْ مُتَحَطِّماً مُتَكَسِّرًا. وَرَجُلٌ حُطَمٌ وحُطُمٌ: لَا يَشْبَعُ لأَنه يَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ؛ قَالَ: قَدْ لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ

_ (4). قوله [وأسن] كذا في الأَصل بالواو وفي التهذيب أو

وَرَجُلٌ حُطَمٌ وحُطَمَةٌ إِذا كَانَ قَلِيلَ الرَّحْمَةِ لِلْمَاشِيَةِ يَهْشِمُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. وَفِي المَثَلِ: شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ «1»؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ العنيفُ بِرِعَايَةِ الإِبل فِي السَّوْق والإِيراد والإِصْدارِ، ويُلْقي بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ ويَعْسِفُها، ضَرَبَهُ مَثَلًا لِوالي السُّوءِ، وَيُقَالُ أَيضاً حُطَمٌ، بِلَا هَاءٍ. وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَتْ قُرَيْشٌ إِذا رأَتْهُ فِي حَرْب قَالَتْ: احْذَرُوا الحُطَمَ، احْذَرُوا القُطَمَ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ فِي خُطْبَتِهِ: قَدْ لَفّها الليلُ بسَوّاق حُطَم أَيْ عَسُوف عنيفٍ. والحُطَمَةُ: مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ وَهُوَ الَّذِي يَكْثُرُ مِنْهُ الحَطْمُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ النَّارُ الحُطَمَةَ لأَنها تَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: رأَيت جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا. الأَزهري: الحُطَمةُ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي لَا يُمَكِّنُ رَعِيَّتَهُ مِنَ الْمَرَاتِعِ الخَصيبة وَيَقْبِضُهَا وَلَا يَدَعُها تَنْتَشِرُ فِي المَرْعى، وحُطَمٌ إِذا كَانَ عَنِيفًا كأَنه يَحْطِمُها أَي يَكْسِرُهَا إِذا سَاقَهَا أَوْ أَسامها يَعْنُفُ بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ: قَدْ لَفَّها الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ هُوَ للحُطَمِ القَيْسِيّ، وَيُرْوَى لأَبي زُغْبَة الخَزْرَجيّ يَوْمَ أُحُدٍ؛ وَفِيهَا: أَنا أَبو زُغْبَةَ أَعْدو بالهَزَمْ، ... لَنْ تُمْنَعَ المَخْزاةُ إِلَّا بالأَلَمْ يَحْمِي الذِّمار خَزْرَجِيٌّ مِنْ جُشَمْ، ... قَدْ لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ الهَزَمُ: مِنَ الِاهْتِزَامِ وَهُوَ شِدَّةُ الصَّوْتِ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ الهَزِيمة. وَقَوْلُهُ بِسَوَّاقٍ حُطَمٍ أَي رَجُلٍ شَدِيدِ السَّوْقِ لَهَا يَحْطِمُها لِشِدَّةِ سَوْقِهِ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَلَمْ يُرِدْ إِبلًا يَسُوقُهَا وإِنما يُرِيدُ أَنه دَاهِيَةٌ مُتَصَرِّفٌ؛ قَالَ: وَيُرْوَى الْبَيْتُ لرُشَيْد بْنِ رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ مِنْ أَبيات: بَاتُوا نِياماً، وابنُ هِنْدٍ لَمْ يَنَمْ ... بَاتَ يُقَاسِيهَا غُلَامٌ كالزَّلَمْ، خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ، ... ليْسَ بِراعي إبِلٍ وَلَا غَنَمْ، وَلَا بِجَزَّار عَلَى ظَهْرِ وَضَمْ ابْنُ سِيدَهْ: وانْحَطَمَ الناسُ عَلَيْهِ تَزَاحَمُوا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سَوْدَةَ: إِنها استأْذَنَتْ أَن تَدْفَعَ مِنْ مِنىً قَبْلَ حَطْمةِ النَّاسِ أَي قَبْلَ أَن يَزْدَحِمُوا ويَحْطِمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثُ تَوْبَةِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: إِذَنْ يَحْطِمُكم الناسُ أَيْ يَدُوسُونَكُمْ وَيَزْدَحِمُونَ عَلَيْكُمْ، وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطيمُ مَكَّةَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ، وَقِيلَ: هُوَ الحِجْر المُخْرَجُ مِنْهَا، سُمِّيَ بِهِ لأَن الْبَيْتَ رُفِع وَتُرِكَ هُوَ مَحْطوماً، وَقِيلَ: لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَطْرَحُ فِيهِ مَا طَافَتْ بِهِ مِنَ الثِّيَابِ، فَبَقِيَ حَتَّى حُطِمَ بِطُولِ الزَّمَانِ، فَيَكُونُ فَعيلًا بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: قَالَ للعبَّاس احْبِسْ أَبا سُفْيانَ عِنْدَ حَطْمِ الجَبَل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَتْ فِي كِتَابِ أَبي مُوسَى، وَقَالَ: حَطْمُ الجَبَل الْمَوْضِعُ الَّذِي حُطِمَ مِنْهُ أَيْ ثُلِمَ فَبقي مُنْقَطِعًا، قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ عِنْدَ مَضِيقِ الجَبَل حَيْثُ يَزْحَمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ فِي كِتَابِهِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَفَسَّرَهَا فِي غَرِيبِهِ فقال:

_ (1). قوله [وَفِي الْمَثَلِ شَرُّ الرِّعَاءِ الحطمة] كونه مثلًا لا ينافي كونه حديثاً وكم من الأَحاديث الصحيحة عدت في الأَمثال النبوية، قاله ابن الطيب محشي القاموس راداً به عليه وأَقره الشارح

الخَطْمُ والخَطْمَةُ أَنف الْجَبَلِ «1» النَّادِرُ مِنْهُ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ عِنْدَ حَطْمِ الخَيْلِ، هَكَذَا مَضْبُوطًا، قَالَ: فإِن صَحَّتِ الرِّوايةُ وَلَمْ يَكُنْ تَحْرِيفًا مِنَ الكَتَبَةِ فَيَكُونُ مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَنه يَحْبِسُهُ فِي الْمَوْضِعِ الْمُتَضَايِقِ الَّذِي تَتَحَطَّمُ فِيهِ الخَيْلُ أَيْ يَدُوسُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَزْحَمُ بعضُها بَعْضًا فَيَرَاهَا جَمِيعَهَا وَتَكْثُرُ فِي عَيْنِهِ بِمُرُورِهَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الضَّيِّقِ، وَكَذَلِكَ أَراد بِحَبْسِهِ عِنْدَ خَطْمِ الْجَبَلِ، عَلَى مَا شَرَحَهُ الْحُمَيْدِيُّ، فإِن الأَنف النَّادِرَ مِنَ الْجَبَلِ يُضَيِّقُ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الحَطِيمُ الجِدار بِمَعْنَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الحَطِيمُ حِجْرُ مَكَّةَ مِمَّا يَلِي المِيزاب، سُمِّيَ بِذَلِكَ لانْحِطام النَّاسِ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: لأَنهم كَانُوا يَحْلِفُونَ عِنْدَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فيَحْطِمُ الكاذِبَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. الأَزهري: الحَطِيمُ الَّذِي فِيهِ المِرْزابُ، وإِنما سُمي حَطيماً لأَن الْبَيْتَ رُفِعَ وَتُرِكَ ذَلِكَ مَحْطوماً. وحَطِمَتْ حَطَماً: هَزِلَتْ. وَمَاءٌ حاطُومٌ: مُمْرِئٌ. والحُطَمِيَّةُ: دُرُوعٌ تُنْسَبُ إِلى رَجُلٍ كَانَ يَعْمَلُهَا، وَكَانَ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا الحُطَمِيَّةُ. وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ أَيْنَ دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ؟ هِيَ الَّتِي تَحْطِمُ السُّيُوفَ أَيْ تَكْسِرُهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْعَرِيضَةُ الثَّقِيلَةُ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى بطْنٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهُمْ حُطَمَةُ بنُ محاربٍ كَانُوا يَعْمَلُونَ الدُّرُوعَ، قَالَ: وَهَذَا أَشبه الأَقوال. ابْنُ سِيدَهْ: وَبَنُو حَطْمَةَ بطنٌ. حظم: الأَزهري: قَالَ أَبُو تُرَابٍ «2». سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ حَمَزَهُ وحمظهُ أَيْ عَصَرَهُ، وَجَاءَ بِهِ فِي بَابِ الظَّاءِ وَالزَّايِ. حقم: الحَقْمُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ يُشْبِهُ الْحَمَامَ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَمَامُ يَمَانِيَةٌ. والحَقِيمانِ: مُؤَخَّرُ الْعَيْنَيْنِ مِمَّا يَلِي الصدْغَيْنِ. حكم: اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَحْكَمُ الحاكمِينَ، وَهُوَ الحَكِيمُ لَهُ الحُكْمُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. قَالَ اللَّيْثُ: الحَكَمُ اللَّهُ تَعَالَى. الأَزهري: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ الحَكَمُ والحَكِيمُ والحاكِمُ، وَمَعَانِي هَذِهِ الأَسماء متقارِبة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَراد بِهَا، وَعَلَيْنَا الإِيمانُ بأَنها مِنْ أَسمائه. ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى الحَكَمُ والحَكِيمُ وَهُمَا بِمَعْنَى الحاكِم، وَهُوَ الْقَاضِي، فَهو فعِيلٌ بِمَعْنَى فاعِلٍ، أَوْ هُوَ الَّذِي يُحْكِمُ الأَشياءَ وَيُتْقِنُهَا، فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ، وَقِيلَ: الحَكِيمُ ذُو الحِكمة، والحِكْمَةُ عِبَارَةٌ عَنْ مَعْرِفَةِ أَفْضَلِ الأَشياء بِأَفْضَلِ الْعُلُومِ. وَيُقَالُ لمَنْ يُحْسِنُ دَقَائِقَ الصِّناعات ويُتقنها: حَكِيمٌ، والحَكِيمُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى الحاكِمِ مِثْلَ قَدِير بِمَعْنَى قَادِرٍ وعَلِيمٍ بِمَعْنَى عالِمٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُكْم الحِكْمَةُ مِنَ الْعِلْمِ، والحَكِيمُ العالِم وَصَاحِبُ الحِكْمَة. وَقَدْ حَكُمَ أَيْ صَارَ حَكِيماً؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب: وأَبْغِض بَغِيضَكَ بُغْضاً رُوَيْداً، ... إِذا أَنتَ حاوَلْتَ أَن تَحْكُما أَي إِذا حاوَلتَ أَن تَكُونَ حَكيِماً. والحُكْمُ: العِلْمُ وَالْفِقْهُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ،

_ (1). قوله [والخطمة أنف الجبل] مضبوطة في نسخة النهاية بالفتح، وفي نسخة الصحاح مضبوطة بالضم (2). قوله [الْأَزْهَرِيُّ قَالَ أَبُو تُرَابٍ إلخ] عبارته أهمل الليث وجوهه وقال أبو تراب إلخ

أَي عِلْمًا وَفِقْهًا، هَذَا لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: الصَّمْتُ حُكْمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لحُكْماً أَيْ إِن فِي الشِّعْرِ كَلَامًا نَافِعًا يَمْنَعُ مِنَ الْجَهْلِ والسَّفَهِ ويَنهى عَنْهُمَا، قِيلَ: أَراد بِهَا الْمَوَاعِظَ والأَمثال الَّتِي يَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهَا. والحُكْمُ: العِلْمُ وَالْفِقْهُ وَالْقَضَاءُ بِالْعَدْلِ، وَهُوَ مَصْدَرُ حَكَمَ يَحْكُمُ، وَيُرْوَى: إِن مِنَ الشِّعْرِ لحِكْمَةً ، وَهُوَ بِمَعْنَى الحُكم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الخِلافةُ فِي قُرَيش والحُكْمُ فِي الأَنصار ؛ خَصَّهُم بالحُكْمِ لأَن أَكثر فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ فِيهِمْ، منهم مُعاذُ ابن جَبَلٍ وأُبَيّ بن كَعْبٍ وزيد بْنُ ثَابِتٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنِي أَنه نَهَى أَن يُسَمَّى الرجلُ حكِيماً «1»، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ سَمَّى الناسُ حَكيماً وحَكَماً، قَالَ: وَمَا علمتُ النَّهي عَنِ التَّسْمِيَةِ بِهِمَا صَحيحاً. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ يُكَنَّى أَبَا الحَكَمِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ هُوَ الحَكَمُ، وَكَنَّاهُ بأَبي شُرَيْحٍ ، وإِنما كَرِه لَهُ ذَلِكَ لِئَلَّا يُشارِكَ اللَّهَ فِي صِفَتِهِ؛ وَقَدْ سَمّى الأَعشى الْقَصِيدَةَ المُحْكمَةَ حَكِيمَةً فَقَالَ: وغَريبَةٍ، تأْتي المُلوكَ، حَكِيمَةٍ، ... قَدْ قُلْتُها ليُقالَ: مَنْ ذَا قالَها؟ وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْقُرْآنِ: وَهُوَ الذِّكْرُ الحَكِيمُ أَيِ الحاكِمُ لَكُمْ وَعَلَيْكُمْ، أَوْ هُوَ المُحْكَمُ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ وَلَا اضْطِرَابَ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَلٍ، أُحْكِمَ فَهُوَ مُحْكَمٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قرأْت المُحْكَمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ يُرِيدُ المُفَصَّلَ مِنَ الْقُرْآنِ لأَنه لَمْ يُنْسَخْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَمْ يَكُنْ مُتَشَابِهًا لأَنه أُحْكِمَ بيانُه بِنَفْسِهِ وَلَمْ يَفْتَقِرْ إِلى غَيْرِهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَكَمْتُ وأَحْكَمْتُ وحَكَّمْتُ بِمَعْنَى مَنَعْتُ وَرَدَدْتُ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْحَاكِمِ بَيْنَ النَّاسِ حاكِمٌ، لأَنه يَمْنَعُ الظَّالِمَ مِنَ الظُّلْمِ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِمْ: حَكَمَ اللَّهُ بَيْنَنَا ؛ قَالَ الأَصمعي: أَصل الْحُكُومَةِ رَدُّ الرَّجُلِ عَنِ الظُّلْمِ، قَالَ: وَمِنْهُ سُمِّيَتْ حَكَمَةُ اللِّجَامِ لأَنها تَرُدُّ الدَّابَّةَ؟ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِنْ عَوْراتِها ... كلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّ والجِنْثِيُّ: السَّيْفُ؛ الْمَعْنَى: رَدَّ السيفُ عَنْ عَوْراتِ الدِّرْعِ وَهِيَ فُرَجُها كلَّ حِرْباءٍ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَحْرَزَ الجِنثيُّ وَهُوَ الزَّرَّادُ مَسَامِيرَهَا، وَمَعْنَى الإِحْكامِ حِينَئِذٍ الإِحْرازُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحُكْمُ القَضاء، وَجَمْعُهُ أَحْكامٌ، لَا يكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ حَكَمَ عَلَيْهِ بالأَمر يَحْكُمُ حُكْماً وحُكومةً وَحَكَمَ بَيْنَهُمْ كَذَلِكَ. والحُكْمُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ حَكَمَ بَيْنَهُمْ يَحْكُمُ أَيْ قَضَى، وحَكَمَ لَهُ وَحَكَمَ عَلَيْهِ. الأَزهري: الحُكْمُ الْقَضَاءُ بِالْعَدْلِ؛ قَالَ النابغة: واحْكمْ كحكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ، إِذ نَظَرَتْ ... إِلى حَمامٍ سِراعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ «2» . وَحَكَى يَعْقُوبُ عَنِ الرُّواةِ أَن مَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ:

_ (1). قوله [أَن يُسَمَّى الرَّجُلُ حَكِيمًا] كذا بالأَصل، والذي في عبارة الليث التي في التهذيب: حكماً بالتحريك (2). قوله [حمام سراع] كذا هو في التهذيب بالسين المهملة وكذلك في نسخة قديمة من الصحاح، وقال شارح الديوان: ويروى أيضاً شراع بالشين المعجمة أَي مجتمعة

كُنْ حَكِيماً كَفَتَاةِ الْحَيِّ أَي إِذا قُلْتَ فأَصِبْ كَمَا أَصابت هَذِهِ المرأَة، إِذ نظَرَتْ إِلى الحمامِ فأَحْصَتْها ولم تُخْطِئ عَدَدَهَا؛ قَالَ: ويَدُلُّكَ عَلَى أَن مَعْنَى احْكُمْ كُنْ حَكِيماً قولُ النَّمر بْنِ تَوْلَب: إِذا أَنتَ حاوَلْتَ أَن تَحْكُما يُرِيدُ إِذا أَردت أَن تَكُونَ حَكِيماً فَكُنْ كَذَا، وَلَيْسَ مِنَ الحُكْمِ فِي الْقَضَاءِ فِي شَيْءٍ. والحاكِم: مُنَفّذُ الحُكْمِ، وَالْجَمْعُ حُكّامٌ، وَهُوَ الحَكَمُ. وحاكَمَهُ إِلى الحَكَمِ: دَعَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وبكَ حاكَمْتُ أَي رَفَعْتُ الحُكمَ إِليك وَلَا حُكْمَ إِلا لَكَ، وَقِيلَ: بكَ خاصمْتُ فِي طَلَبِ الحُكْمِ وإِبطالِ مَنْ نازَعَني فِي الدِّين، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الحُكْمِ. وحَكَّمُوهُ بَيْنَهُمْ: أَمروه أَن يَحكمَ. وَيُقَالُ: حَكَّمْنا فُلَانًا فِيمَا بَيْنَنَا أَي أَجَزْنا حُكْمَهُ بَيْنَنَا. وحَكَّمَهُ فِي الأَمر فاحْتَكَمَ: جَازَ فِيهِ حُكْمُه، جَاءَ فِيهِ الْمُطَاوِعُ عَلَى غَيْرِ بَابِهِ وَالْقِيَاسُ فَتَحَكَّمَ، وَالِاسْمُ الأُحْكُومَةُ والحُكُومَةُ؛ قَالَ: ولَمِثْلُ الَّذِي جَمَعْتَ لرَيْبِ الدَّهْرِ ... يَأْبى حُكومةَ المُقْتالِ يَعْنِي لَا يَنْفُذُ حُكومةُ مَنْ يَحْتَكِمُ عَلَيْكَ مِنَ الأَعداء، وَمَعْنَاهُ يأْبى حُكومةَ المُحْتَكِم عَلَيْكَ، وَهُوَ المُقْتال، فَجَعَلَ المُحْتَكِمَ المُقْتالَ، وَهُوَ المُفْتَعِلُ مِنَ الْقَوْلِ حَاجَةً مِنْهُ إِلى الْقَافِيَةِ، وَيُقَالُ: هُوَ كَلَامٌ مستعمَلٌ، يُقَالُ: اقْتَلْ عليَّ أَي احْتَكِمْ، وَيُقَالُ: حَكَّمْتُه فِي مَالِي إِذا جعلتَ إِليه الحُكْمَ فِيهِ فاحْتَكَمَ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ. واحْتَكَمَ فلانٌ فِي مَالِ فُلَانٍ إِذا جَازَ فِيهِ حُكْمُهُ. والمُحاكَمَةُ: الْمُخَاصَمَةُ إِلى الحاكِمِ. واحْتَكَمُوا إِلى الحاكِمِ وتَحاكَمُوا بِمَعْنًى. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: فِي بَيْتِهِ يُؤْتَى الحَكَمُ؛ الحَكَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَاكِمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَقادَتْ بَنُو مَرْوانَ قَيْساً دِماءَنا، ... وَفِي اللَّهِ، إِن لَمْ يَحْكُمُوا، حَكَمٌ عَدْلُ والحَكَمَةُ: الْقُضَاةُ. والحَكَمَةُ: الْمُسْتَهْزِئُونَ. وَيُقَالُ: حَكَّمْتُ فُلَانًا أَي أَطلقت يَدَهُ فِيمَا شَاءَ. وحاكَمْنا فُلَانًا إِلى اللَّهِ أَي دَعَوْنَاهُ إِلى حُكْمِ اللَّهِ. والمُحَكَّمُ: الشَّارِي. والمُحَكَّمُ: الَّذِي يُحَكَّمُ فِي نَفْسِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والخَوارِج يُسَمَّوْنَ المُحَكِّمَةَ لإِنكارهم أَمر الحَكَمَيْن وقولِهِمْ: لَا حُكْم إِلا لِلَّهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وتحْكِيمُ الحَرُوريَّةِ قَوْلُهُمْ لَا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ وَلَا حَكَمَ إِلا اللهُ، وكأَن هَذَا عَلَى السَّلْبِ لأَنهم يَنْفُونَ الحُكْمَ؛ قَالَ: فكأَني، وَمَا أُزَيِّنُ مِنْهَا، ... قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَّحْكيما «3» . وَقِيلَ: إِنما بدءُ ذَلِكَ فِي أَمر عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ومعاوِيةَ. والحَكَمان: أَبو مُوسَى الأَشعريُّ وعمرو بْنُ الْعَاصِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الْجَنَّةَ للمُحَكّمين ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِهَا، فَالْفَتْحُ هُمُ الَّذِينَ يَقَعُون فِي يَدِ الْعَدُوِّ فيُخَيَّرُونَ بَيْنَ الشِّرْك وَالْقَتْلِ فَيَخْتَارُونَ الْقَتْلَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَصحاب الأُخْدودِ فُعِل بِهِمْ ذَلِكَ، حُكِّمُوا وخُيِّروا بَيْنَ الْقَتْلِ وَالْكُفْرِ، فَاخْتَارُوا الثَّبات عَلَى الإِسلام مَعَ الْقَتْلِ، قَالَ: وأَما الْكَسْرُ فَهُوَ المُنْصِفُ مِنْ نَفْسِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَول الْوَجْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ:

_ (3). قوله [وما أزين] كذا في الأَصل، والذي في المحكم: مما أزين

إِن فِي الْجَنَّةِ دَارًا، وَوَصْفَهَا ثُمَّ قَالَ: لَا يَنْزِلُها إِلا نَبِيٌّ أَو صِدِّيق أَو شَهيد أَو مُحَكَّمٌ فِي نَفْسِهِ. ومُحَكَّم اليَمامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ. والمُحَكَّمُ، بِفَتْحِ الْكَافِ «1»، الَّذِي فِي شِعْرِ طَرَفَةَ إِذ يَقُولُ: لَيْتَ المُحَكَّمَ والمَوْعُوظَ صوتَكُما ... تحتَ التُّرابِ، إِذا مَا الباطِلُ انْكشفا «2» . هُوَ الشَّيْخُ المُجَرّبُ الْمَنْسُوبُ إِلى الحِكْمة. والحِكْمَةُ: الْعَدْلُ. وَرَجُلٌ حَكِيمٌ: عَدَلٌ حَكِيمٌ. وأَحْكَمَ الأَمر: أَتقنه، وأَحْكَمَتْه التجاربُ عَلَى المَثَل، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ حَكِيمًا: قَدْ أَحْكَمَتْه التجارِبُ. وَالْحَكِيمُ: الْمُتْقِنُ للأُمور، وَاسْتَعْمَلَ ثَعْلَبٌ هَذَا فِي فَرْجِ المرأَة فَقَالَ: المكَثَّفَة مِنَ النِّسَاءِ الْمُحْكَمَةُ الْفَرْجِ، وَهَذَا طَرِيفٌ جِدًّا. الأَزهري: وحَكَمَ الرجلُ يَحْكُمُ حُكْماً إِذا بَلَغَ النِّهَايَةَ فِي مَعْنَاهُ مَدْحًا لَازِمًا؛ وَقَالَ مُرَقَّشٌ: يأْتي الشَّبابُ الأَقْوَرينَ، وَلَا ... تَغْبِطْ أَخاك أَن يُقالَ حَكَمْ أَي بَلَغَ النِّهَايَةَ فِي مَعْنَاهُ. أَبو عَدْنَانَ: اسْتَحْكَمَ الرجلُ إِذا تَنَاهَى عَمَّا يَضُرُّهُ فِي دِينه أَو دُنْياه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لمُسْتَحْكِمٌ جَزْل المُرُوءَةِ مؤمِنٌ ... مِنَ الْقَوْمِ، لَا يَهْوى الْكَلَامَ اللَّواغِيا وأَحْكَمْتُ الشَّيْءَ فاسْتَحْكَمَ: صَارَ مُحْكَماً. واحْتَكَمَ الأَمرُ واسْتَحْكَمَ: وثُقَ. الأَزهري: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ؛ فإِن التَّفْسِيرَ جَاءَ: أُحْكِمَتْ آياتُهُ بالأَمر وَالنَّهِيِ والحلالِ والحرامِ ثُمَّ فُصِّلَتْ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، قَالَ: وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، أَن آيَاتِهِ أُحْكِمَتْ وفُصِّلَتْ بِجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ إِليه مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَتَثْبِيتِ نُبُوَّةِ الأَنبياء وَشَرَائِعِ الإِسلام، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ ؛ إِنه فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعَلٍ، وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا إِن شَاءَ اللَّهُ كَمَا قِيل، والقرآنُ يُوَضِّحُ بعضُه بَعْضًا، قَالَ: وإِنما جَوَّزْنَا ذَلِكَ وَصَوَّبْنَاهُ لأَن حَكَمْت يَكُونُ بِمَعْنَى أَحْكَمْتُ فَرُدَّ إِلى الأَصل، وَاللَّهُ أَعلم. وحَكَمَ الشَّيْءَ وأَحْكَمَهُ، كِلَاهُمَا: مَنَعَهُ مِنَ الْفَسَادِ. قَالَ الأَزهري: وَرُوِّينَا عَنْ إِبراهيم النَّخَعِيُّ أَنه قَالَ: حَكِّم اليَتيم كَمَا تُحكِّمُ وَلَدَكَ أَي امْنَعْهُ مِنَ الْفَسَادِ وأَصلحه كَمَا تُصْلِحُ وَلَدَكَ وَكَمَا تَمْنَعُهُ مِنَ الْفَسَادِ، قَالَ: وَكُلُّ مَنْ مَنَعْتَهُ مِنْ شَيْءٍ فَقَدْ حَكَّمْتَه وأحْكَمْتَهُ، قَالَ: وَنَرَى أَن حَكَمَة الدَّابَّةِ سُمِّيَتْ بِهَذَا الْمَعْنَى لأَنها تَمْنَعُ الدَّابَّةَ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الجَهْل. وَرَوَى شمرٌ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِ النَّخَعِيِّ: حَكِّمِ اليَتيم كَمَا تُحكِّمُ وَلَدَكَ ؛ مَعْنَاهُ حَكِّمْهُ فِي مَالِهِ ومِلْكِه إِذا صَلَحَ كَمَا تُحكِّمُ وَلَدَكَ فِي مِلْكِه، وَلَا يَكُونُ حَكَّمَ بِمَعْنَى أَحْكَمَ لأَنهما ضدان؛

_ (1). قوله [والمحكم بفتح الكاف إلخ] كذا في صحاح الجوهري، وغلطه صاحب القاموس وصوب أَنه بكسر الكاف كمحدث، قال ابن الطيب محشيه: وجوز جماعة الوجهين وقالوا هو كالمجرب فإِنه بالكسر الذي جرب الأمور، وبالفتح الذي جربته الحوادث، وكذلك المحكم بالكسر حكم الحوادث وجربها وبالفتح حكمته وجربته، فلا غلط (2). قوله [ليت المحكم إلخ] في التكملة ما نصه: يقول ليت أَني والذي يأمرني بالحكمة يوم يكشف عني الباطل وأَدع الصبا تحت التراب، ونصب صوتكما لأَنه أَراد عاذليّ كفّا صوتكما

قَالَ الأَزهري: وَقَوْلُ أَبي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ لَيْسَ بِالْمَرْضِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: حَكَمَ فلانٌ عَنِ الأَمر وَالشَّيْءِ أَي رَجَعَ، وأَحْكَمْتُه أَنا أَي رَجَعْتُه، وأَحْكَمه هُوَ عَنْهُ رَجَعَهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَبَني حنيفةَ، أَحْكِمُوا سُفَهاءَكم، ... إِني أَخافُ عليكمُ أَن أَغْضَبا أَي رُدُّوهم وكُفُّوهُمْ وَامْنَعُوهُمْ مِنَ التَّعَرُّضِ لِي. قَالَ الأَزهري: جُعِلَ ابْنُ الأَعرابي حَكَمَ لَازِمًا كَمَا تَرَى، كَمَا يُقَالُ رَجَعْتُه فرَجَع ونَقَصْتُه فنَقَص، قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ حَكَمَ بِمَعْنَى رَجَعَ لِغَيْرِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَهُوَ الثِّقَةُ المأْمون. وحَكَمَ الرجلَ وحَكَّمَه وأَحْكَمَهُ: مَنَعَهُ مِمَّا يُرِيدُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ الرَّجُلُ يَرِثُ امرأَةً ذاتَ قَرَابَةٍ فيَعْضُلُها حَتَّى تموتَ أَو تَرُدَّ إِليه صَدَاقَهَا، فأَحْكَمَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ أَي مَنَعَ مِنْهُ. يُقَالُ: أَحْكَمْتُ فُلَانًا أَي مَنَعْتُهُ، وَبِهِ سُمِّيَ الحاكمُ لأَنه يَمْنَعُ الظَّالِمَ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ حَكَمْتُ الفَرسَ وأَحْكَمْتُه وحَكَّمْتُه إِذا قَدَعْتَهُ وكَفَفْتَه. وحَكَمْتُ السَّفِيه وأَحْكَمْتُه إِذا أَخذت عَلَى يَدِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: أَبَني حَنِيفَةَ، أَحْكِمُوا سُفهاءكم وحَكَمَةُ اللِّجَامِ: مَا أَحاط بحَنَكَي الدَّابَّةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: بالحَنَك، وَفِيهَا العِذاران، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَمْنَعُهُ مِنَ الْجَرْيِ الشَّدِيدِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَجَمْعُهُ حَكَمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَنا آخِذٌ بحَكَمَة فَرَسِهِ أَي بِلِجَامِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلا وَفِي رأْسه حَكَمَةٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي رأْس كُلِّ عَبْدٍ حَكَمَةٌ إِذا هَمَّ بسيئةٍ، فإِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَن يَقْدَعَه بِهَا قَدَعَه ؛ والحَكَمَةُ: حَدِيدَةٌ فِي اللِّجَامِ تَكُونُ عَلَى أَنف الْفَرَسِ وحَنَكِهِ تَمْنَعُهُ عَنْ مُخَالَفَةِ رَاكِبِهِ، وَلَمَّا كَانَتِ الحَكَمَة تأْخذ بِفَمِ الدَّابَّةِ وَكَانَ الحَنَكُ متَّصلًا بالرأْس جَعَلَهَا تَمْنَعُ مَنْ هِيَ فِي رأْسه كَمَا تَمْنَعُ الحَكَمَةُ الدَّابَّةَ. وحَكَمَ الفرسَ حَكْماً وأَحْكَمَهُ بالحَكَمَةِ: جَعَلَ لِلِجَامِهِ حَكَمَةً، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَّخِذُهَا مِنَ القِدِّ والأَبَقِ لأَن قَصْدَهُمُ الشجاعةُ لَا الزِّينَةُ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: الْقَائِدَ الخَيْلَ مَنْكوباً دوائرُها، ... قَدْ أُحْكِمَتْ حَكَمات القِدِّ والأَبَقا يُرِيدُ: قَدْ أُحْكِمَتْ بحَكَماتِ القِدِّ وبحَكَماتِ الأَبَقِ، فَحَذَفَ الحَكَمات وأَقامَ الأَبَقَ مَكَانَهَا؛ وَيُرْوَى: مَحْكومَةً حَكَماتِ القِدِّ والأَبَقا عَلَى اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: عَدَّى قَدْ أُحْكِمَتْ لأَن فِيهِ مَعْنًى قُلِّدَتْ وقُلِّدَتْ مُتَعَدِّيَةٌ إِلى مَفْعُولَيْنِ. الأَزهري: وَفَرَسٌ مَحْكومةٌ فِي رأْسها حَكَمَةٌ؛ وأَنشد: مَحْكومة حَكَمات القِدِّ والأَبقا وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ: قد أُحْكِمَتْ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ حَكَمْتُ الْفَرَسَ وأَحْكَمْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَكَمَةُ حَلْقَةٌ تَكُونُ فِي فَمِ الْفَرَسِ. وحَكَمَةُ الإِنسان: مُقَدَّمُ وَجْهِهِ. وَرَفَعَ اللَّهُ حَكَمَتَهُ أَي رأْسه وشأْنه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِن الْعَبْدَ إِذا تَوَاضَعَ رَفَعَ اللهُ حَكَمَتَهُ أَي قَدْرَهُ وَمَنْزِلَتَهُ. يُقَالُ: لَهُ عِنْدَنَا حَكَمَةٌ أَي قَدْرٌ، وَفُلَانٌ عَالِي الحَكَمَةِ، وَقِيلَ: الحَكَمَةُ مِنَ الإِنسان أَسفل

وَجْهِهِ، مُسْتَعَارٌ مِنْ مَوْضِعِ حَكَمَةِ اللِّجَامِ، ورَفْعُها كِنَايَةٌ عَنِ الإِعزاز لأَن مِنْ صِفَةِ الذَّليل تنكيسَ رأْسه. وحَكَمة الضَّائِنَةِ: ذَقَنُها. الأَزهري: وَفِي الْحَدِيثِ: فِي أَرْش الجِراحات الحُكومَةُ ؛ وَمَعْنَى الحُكومة فِي أَرش الْجِرَاحَاتِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا دِيَةٌ مَعْلُومَةٌ: أَن يُجْرَحَ الإِنسانُ فِي موضع في بَدَنه يُبْقِي شَيْنَهُ وَلَا يُبْطِلُ العُضْوَ، فيَقْتاس الْحَاكِمُ أَرْشَهُ بِأَنْ يَقُولَ: هَذَا المَجْروح لَوْ كَانَ عَبْدًا غَيْرَ مَشينٍ هَذَا الشَّيْنَ بِهَذِهِ الجِراحة كَانَتْ قيمتُه أَلفَ دِرْهمٍ، وَهُوَ مَعَ هَذَا الشِّينِ قيمتُه تِسْعُمائة دِرْهَمٍ فَقَدْ نَقَصَهُ الشَّيْنُ عُشْرَ قِيمَتِهِ، فَيَجِبُ عَلَى الْجَارِحِ عُشْرُ دِيَتِه فِي الحُرِّ لأَن الْمَجْرُوحَ حُرٌّ، وَهَذَا وَمَا أَشبهه بِمَعْنَى الْحُكُومَةِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا الْفُقَهَاءُ فِي أَرش الْجِرَاحَاتِ، فاعْلَمْه. وَقَدْ سَمَّوْا حَكَماً وحُكَيْماً وحَكِيماً وحَكّاماً وحُكْمان. وحَكَمٌ: أَبو حَيّ مِنَ الْيَمَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَفاعَتي لأَهل الْكَبَائِرِ مِنْ أُمتي حَتَّى حَكَم وحاءَ ؛ وَهُمَا قَبِيلَتَانِ جافِيتان مِنْ وَرَاءِ رَمْلِ يَبرين. حلم: الحُلْمُ والحُلُم: الرُّؤْيا، وَالْجَمْعُ أَحْلام. يُقَالُ: حَلَمَ يَحْلُمُ إِذا رأَى فِي المَنام. ابْنُ سِيدَهْ: حَلَمَ فِي نَوْمِهِ يَحْلُمُ حُلُماً واحْتَلَم وانْحَلَمَ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: أَحَقٌّ مَا رأَيتَ أَمِ احْتِلامُ؟ وَيُرْوَى أَم انْحِلامُ. وتَحَلَّمَ الحُلْمَ: اسْتَعْمَلَهُ. وحَلَمَ بِهِ وحَلَمَ عَنْهُ وتَحَلَّم عَنْهُ: رأَى لَهُ رُؤْيا أَو رَآهُ فِي النَّوْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَحَلَّم مَا لَمْ يَحْلُمْ كُلِّفَ أَنْ يَعقِدَ بَيْنَ شَعيرتين ، أَي قَالَ إِنه رأَى فِي النَّوْمِ مَا لَمْ يَرَهُ. وتَكَلَّفَ حُلُماً: لَمْ يَرَه. يُقَالُ: حَلَم، بِالْفَتْحِ، إِذا رأَى، وتَحَلَّم إِذا ادَّعَى الرؤْيا كَاذِبًا، قَالَ: فإِن قِيلَ كَذِبُ الكاذِبِ فِي منامِه لَا يَزِيدُ عَلَى كَذبه فِي يَقَظَتِه، فلِمَ زادَتْ عُقوبته وَوَعِيدُهُ وتَكليفه عَقْدَ الشَّعِيرَتَيْنِ؟ قِيلَ: قَدْ صَحَّ الخَبَرُ أَن الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّة، والنبوةُ لَا تَكُونُ إِلَّا وَحْياً، وَالْكَاذِبُ فِي رُؤْيَاهُ يَدَّعِي أَن اللَّهَ تَعَالَى أَراه مَا لَمْ يُرِهِ، وأَعطاه جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ولم يعطه إِياه، والكذِبُ عَلَى اللَّهِ أَعظم فِرْيَةً مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى الْخَلْقِ أَو عَلَى نَفْسِهِ. والحُلْمُ: الِاحْتِلَامُ أَيضاً، يُجْمَعُ عَلَى الأَحْلامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَالرُّؤْيَا والحُلْمُ عِبَارَةٌ عَمَّا يَرَاهُ النَّائِمُ فِي نَوْمِهِ مِنَ الأَشياء، وَلَكِنْ غَلَبت الرُّؤْيَا عَلَى مَا يَرَاهُ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّيْءِ الْحَسَنِ، وَغَلَبَ الحُلْمُ عَلَى مَا يَرَاهُ مِنَ الشَّرِّ وَالْقَبِيحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَضْغاثُ أَحْلامٍ* ، ويُستعمل كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ، وتُضَم لامُ الحُلُمِ وَتُسَكَّنُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُلُمُ، بِالضَّمِّ، مَا يَرَاهُ النَّائِمُ. وَتَقُولُ: حَلَمْتُ بِكَذَا وحَلَمْتُه أَيضاً؛ قَالَ: فَحَلَمْتُها وبنُو رُفَيْدَةَ دُونَهَا، ... لَا يَبْعَدَنَّ خَيالُها المَحْلُومُ «1» . وَيُقَالُ: قَدْ حَلَم الرجلُ بالمرأَة إِذا حَلَم فِي نَوْمِهِ أَنه يُبَاشِرُهَا، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ خالوَيْه: أَحْلامُ نائمٍ ثِيابٌ غِلاظٌ «2». والحُلْم والاحْتِلامُ: الجِماع وَنَحْوُهُ فِي النَّوْمِ، وَالِاسْمُ الحُلُم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ؛ والفِعْل

_ (1). إِن هذا البيت للأَخطل (2). قوله [أَحْلَامُ نَائِمٍ ثِيَابٌ غِلَاظٌ] عبارة الأَساس: وهذه أحلام نائم للأَماني الكاذبة. ولأَهل المدينة ثياب غلاظ مخططة تسمى أحلام نائم، قال: تبدلت بعد الخيزران جريدة ... وبعد ثياب الخز أحلام نائم يقول: كبرت فاستبدلت بقدّ في لين الخيزران قدّاً في يبس الجريدة وبجلد في لين الخز جلداً في خشونة هذه الثياب

كالفِعْل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر مُعاذاً أَن يأْخذ مِنْ كُلِّ حالِمٍ دِينَارًا يَعْنِي الْجِزْيَةَ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد بالحالِمِ كلَّ مَنْ بَلَغَ الحُلُمَ وَجَرَى عَلَيْهِ حُكْمُ الرِّجَالِ، احتَلَمَ أَو لَمْ يَحْتَلِم. وَفِي الْحَدِيثِ: الغُسْلُ يومَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ حالِمٍ إِنما هُوَ عَلَى مَنْ بَلَغَ الحُلُم أَي بَلَغَ أَن يَحْتَلم أَو احْتَلَم قَبْلَ ذَلِكَ، وَفِي رِوَايَةٍ: مُحْتَلِمٍ أَي بَالِغٍ مُدْرِك. والحِلْمُ، بِالْكَسْرِ: الأَناةُ وَالْعَقْلُ، وَجَمْعُهُ أَحْلام وحُلُومٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا؛ قَالَ جَرِيرٌ: هَلْ مِنْ حُلُومٍ لأَقوامٍ، فَتُنْذِرَهُم ... مَا جَرَّبَ الناسُ مِنْ عَضِّي وتَضْرِيسي؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا أَحد مَا جُمِعَ مِنَ الْمَصَادِرِ. وأَحْلامُ الْقَوْمِ: حُلَماؤهم، وَرَجُلٌ حَلِيمٌ مِنْ قَوْمٍ أَحْلامٍ وحُلَماء، وحَلُمَ، بِالضَّمِّ، يحْلُم حِلْماً: صَارَ حَليماً، وحلُم عَنْهُ وتَحَلَّم سَوَاءً. وتَحَلَّم: تَكَلَّفَ الحِلْمَ؛ قَالَ: تَحَلَّمْ عَنِ الأَدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهم، ... وَلَنْ تستطيعَ الحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّما وتَحالَم: أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. والحِلْم: نقيضُ السَّفَه؛ وشاهدُ حَلُمَ الرجُلُ، بِالضَّمِّ، قولُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْس الرُّقَيَّات: مُجَرَّبُ الحَزْمِ فِي الأُمورِ، وإِن ... خَفَّتْ حُلُومٌ بأَهلِها حَلُمَا وحَلَّمه تَحليماً: جَعَلَهُ حَلِيماً؛ قَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيُّ: ورَدُّوا صُدورَ الخَيْل حَتَّى تَنَهْنَهَتْ ... إِلى ذِي النُّهَى، واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ أَي أَطاعوا الَّذِي يأْمرهم بالحِلْمِ، وقيل «1»: حَلَّمه أَمره بالحِلْمِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ: لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولوا الأَحْلام والنُّهَى أَي ذَوُو الأَلباب وَالْعُقُولِ، وَاحِدُهَا حِلْمٌ، بِالْكَسْرِ، وكأَنه مِنَ الحِلْم الأَناة والتثبُّت فِي الأُمور، وَذَلِكَ مِنْ شِعار الْعُقَلَاءِ. وأَحْلَمَت المرأَةُ إِذا وَلَدَتِ الحُلَماء. والحَلِيمُ فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَعْنَاهُ الصَّبور، وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَنه الَّذِي لَا يسْتَخِفُّهُ عِصْيان العُصاة وَلَا يستفِزّه الْغَضَبُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنَّهُ جَعَلَ لِكُلِّ شيءٍ مِقْداراً، فَهُوَ مُنْتَهٍ إِليه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ؛ قَالَ الأَزهري: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه كِنايةٌ عَنْ أَنهم قَالُوا إِنك لأَنتَ السَّفِيهُ الْجَاهِلُ، وَقِيلَ: إِنهم قَالُوهُ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِهْزَاءِ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: هَذَا مِنْ أَشدّ سِباب الْعَرَبِ أَن يَقُولَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ إِذا اسْتَجْهَلَهُ يَا حَلِيمُ أَي أَنت عِنْدَ نَفْسِكَ حَلِيمٌ وَعِنْدَ النَّاسِ سَفِيهٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ؛ أَي بِزَعْمِكَ وَعِنْدَ نَفْسِكَ وأَنتَ المَهِينُ عِنْدَنَا. ابْنُ سِيدَهْ: الأَحْلامُ الأَجسام، قَالَ: لَا أَعرف وَاحِدَهَا. والحَلَمَةُ: الصَّغِيرَةُ مِنَ القِرْدانِ، وَقِيلَ: الضَّخْمُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ آخِرُ أَسنانها، وَالْجَمْعُ الحَلَمُ وَهُوَ مِثْلُ العَلّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَنْهَى أَن تُنْزَع الحَلَمَةُ عَنْ دَابَّتِهِ ؛ الحَلَمَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْقُرَادَةُ الْكَبِيرَةُ. وحَلِمَ البعيرُ حَلَماً، فَهُوَ حَلِمٌ: كَثُرَ عَلَيْهِ الحَلَمُ، وبعِير حَلِمٌ: قَدْ أَفسده الحَلَمُ

_ (1). قوله [أَي أَطاعوا الَّذِي يَأْمُرُهُمْ بالحلم وقيل إلخ] هذه عبارة المحكم، والمناسب أَن يقول: أَي أَطاعوا من يعلمهم الحلم كما في التهذيب، ثم يقول: وقيل حلمه أَمره بالحلم، وعليه فمعنى البيت أَطاعوا الَّذِي يَأْمُرُهُمْ بِالْحِلْمِ

مِنَ كَثْرَتِهَا عَلَيْهِ. الأَصمعي: القرادُ أَوّل مَا يكونُ صَغِيرًا قَمْقامَةٌ، ثُمَّ يَصِيرُ حَمْنانةً، ثُمَّ يَصِيرُ قُراداً، ثُمَّ حَلَمَة. وحَلَّمْتُ الْبَعِيرَ: نَزَعْتُ حَلَمَهُ. وَيُقَالُ: تَحَلَّمَتِ القِرْبةُ امتلأَت مَاءً، وحَلَّمْتُها ملأْتها. وعَناقٌ حَلِمة وتِحْلِمَةٌ «2»: قَدْ أَفسد جلدَها الحَلَمُ، وَالْجَمْعُ الحُلَّامُ. وحَلَّمَهُ: نَزَعَ عَنْهُ الحَلَمَ، وَخَصَّصَهُ الأَزهري فَقَالَ: وحَلَّمْتُ الإِبل أَخذت عَنْهَا الحَلَم، وَجَمَاعَةٌ تِحْلِمَةٌ تَحالِمُ: قَدْ كَثُرَ الحَلَمُ عَلَيْهَا. والحَلَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يَفْسُد الإِهابُ في العمل ويقعَ فِيهِ دُودٌ فيَتَثَقَّبَ، تَقُولُ مِنْهُ: حَلِمَ، بِالْكَسْرِ. والحَلَمَةُ: دُودَةٌ تَكُونُ بَيْنَ جِلْدِ الشَّاةِ الأَعلى وَجِلْدِهَا الأَسفل، وَقِيلَ: الحَلَمةُ دُودَةٌ تَقَعُ فِي الْجِلْدِ فتأْكله، فإِذا دُبغ وَهَى موضعُ الأَكل فَبَقِيَ رَقِيقًا، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه حَلَمٌ، تَقُولُ مِنْهُ: تَعَيَّب الجلدُ وحَلِمَ الأَديمُ يَحْلَمُ حَلَماً؛ قَالَ الوَليد بْنُ عُقْبَةَ ابن أَبي عُقْبَةَ «3». مِنْ أَبيات يَحُضُّ فِيهَا مُعاوية عَلَى قِتَالِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَيَقُولُ لَهُ: أَنتَ تَسْعَى فِي إِصلاح أَمر قَدْ تمَّ فسادُه، كَهَذِهِ المرأَة الَّتِي تَدْبُغُ الأَديم الحَلِمَ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الحَلَمَةُ، فنَقَّبَته وأَفسدته فَلَا يَنْتَفِعُ بِهِ: أَلا أَبْلِغْ معاوِيةَ بنَ حَرْبٍ ... بأَنَّكَ، مِنْ أَخي ثِقَةٍ، مُلِيمُ قطعتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم المُعَنَّى، ... تُهَدِّرُ فِي دِمَشْق وَمَا تَرِيمُ فإنَّكَ والكتابَ إِلى عليٍ، ... كدابِغةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ لكَ الوَيْلاتُ، أَقْحِمْها عَلَيْهِمْ، ... فَخَيْرُ الطالِبي التِّرَةِ الغَشُومُ فقَوْمُكُ بِالْمَدِينَةِ قَدْ تَرَدَّوْا، ... فَهُمْ صَرْعى كأَنَّهُمُ الهَشِيمُ فَلَوْ كنتَ المُصابَ وَكَانَ حَيّاً، ... تَجَرَّدَ لَا أَلَفُّ وَلَا سَؤُومُ يُهَنِّيكَ الإِمارةَ كلُّ رَكْبٍ ... مِنَ الْآفَاقِ، سَيْرُهُمُ الرَّسِيمُ وَيُرْوَى: يُهَنِّيك الإِمارةَ كلُّ ركبٍ، ... لإنْضاءِ الفِراقِ بِهِمْ رَسِيمُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحَلَمُ أَن يَقَعَ فِي الأَديم دوابُّ فَلَمْ يَخُصَّ الحَلَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْهُ إِغفال. وأَديم حَلِمٌ وحَلِيم: أَفسده الحَلَمُ قَبْلَ أَن يُسْلَخَ. والحَلَمَةُ: رأْس الثَّدْي، وَهُمَا حَلَمتان، وحَلَمَتا الثَّدْيَيْن: طَرَفاهما. والحَلَمَةُ: الثُّؤْلول الَّذِي فِي وَسَطِ الثَّدْيِ. وتَحَلَّم المالُ: سَمِنَ. وتَحَلَّم الصبيُّ والضَّبُّ واليَرْبوع والجُرَذ والقُراد: أَقبل شَحْمُهُ وسَمن وَاكْتَنَزَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: لحَيْنَهُمُ لَحْيَ العَصا فطرَدْنَهُمْ ... إِلى سَنةٍ، قِرْدانُها لَمْ تَحَلَّمِ وَيُرْوَى: لحَوْنَهم، وَيُرْوَى: جِرْذانها، وأما أَبو

_ (2). قوله [وعناق حلمة وتحلمة] كذا هو مضبوط في المحكم بالرفع على الوصفية وبكسر التاء الأُولى من تحلمة وفي التكملة مضبوط بكسر تاء تحلمة والجر بالإضافة وكذا فيما يأتي من قوله وجماعة تحلمة تحالم (3). قوله [عُقْبَةَ بْنِ أَبي عُقْبَةَ] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس: عُقْبَةَ بْنِ أَبي مُعَيْطٍ انتهى. ومثله في القاموس في مادة م ع ط

حَنِيفَةَ فَخَصَّ بِهِ الإِنسان. والحَلِيم: الشَّحْمُ الْمُقْبِلُ؛ وأَنشد: فإِن قَضاءَ المَحْلِ أَهْوَنُ ضَيْعَةً ... مِنَ المُخِّ فِي أَنقاءِ كلِّ حَلِيم وَقِيلَ: الحَلِيمُ هُنَا الْبَعِيرُ المُقْبِلُ السِّمَنِ فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا إِلَّا مَزيداً. وَبَعِيرٌ حَلِيمٌ أَي سَمِينٌ. ومُحَلِّم فِي قَوْلِ الأَعشى: وَنَحْنُ غداةَ العَيْنِ، يومَ فُطَيْمةٍ، ... مَنَعْنا بَنِي شَيْبان شُرْبَ مُحَلِّمِ هُوَ نَهْرٌ يأْخذ مِنْ عَيْنِ هَجَرَ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ ظُعُناً وَيُشَبِّهُهَا بِنَخِيلٍ كَرَعَتْ فِي هَذَا النَّهْرِ: عُصَبٌ كَوارِعُ فِي خَليج مُحَلِّمٍ ... حَمَلَت، فَمِنْهَا مُوقَرٌ مكْمومُ وَقِيلَ: مُحَلِّمٌ نَهْرٌ بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَسِيلٌ دَنَا جَبَّارُه مِنْ مُحَلِّمٍ وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ وَذَكَرَ السَّنَةَ: وبَضَّت الحَلَمَةُ أَي دَرَّتْ حَلَمةُ الثَّدْيِ وَهِيَ رأْسه، وَقِيلَ: الحَلَمةُ نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ، والحديثُ يَحْتَمِلُهُمَا، وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: فِي حَلَمَةِ ثَدْيِ المرأَة رُبع دِيَتِها. وقَتيلٌ حُلَّامٌ: ذَهَبَ بَاطِلًا؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: كلُّ قتيلٍ فِي كُلَيْبٍ حُلَّامْ، ... حَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ هَمّامْ والحُلامُ والحُلَّامُ: وَلَدَ الْمَعْزِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الجَدْيُ والحَمَلُ الصَّغِيرُ، يَعْنِي بِالْحَمَلِ الخروفَ. والحُلَّامُ: الْجَدْيُ يُؤْخَذُ مِنْ بَطْنِ أُمه؛ قَالَ الأَصمعي: الحُلَّامُ والحُلَّانُ، بِالْمِيمِ وَالنُّونِ، صِغَارُ الْغَنَمِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُمِّيَ الْجَدْيُ حُلَّاماً لِمُلَازَمَتِهِ الحَلَمَةَ يَرْضَعُهَا؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ: كُلُّ قَتِيلٍ فِي كُلَيْبٍ حُلَّامْ وَيُرْوَى: حُلّان؛ والبيتُ الثَّانِي: حَتَّى يَنَالَ القتلُ آلَ شَيْبانْ يَقُولُ: كلُّ مَنْ قُتِلَ مِنْ كُلَيْبٍ ناقصٌ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ إِلا آلَ هَمَّامٍ أَو شَيْبَانَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه قَضى فِي الأَرْنَب يقتلُه المُحْرِمُ بحُلَّام ، جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنه هُوَ الجَدْيُ ، وَقِيلَ: يَقَعُ عَلَى الجَدْي والحَمَل حِينَ تَضَعُهُ أُمّه، وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَالْمِيمِ بَدَلٌ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الَّذِي حَلَّمهُ الرَّضاعُ أَي سَمَّنَهُ فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصلية؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَصل حُلَّان، وَهُوَ فُعْلان مِنَ التَّحْلِيلِ، فَقُلِبَتِ النونُ مِيمًا. وَقَالَ عَرّام: الحُلَّانُ مَا بَقَرْتَ عَنْهُ بَطْنَ أُمه فَوَجَدْتَهُ قَدْ حَمَّمَ وشَعَّرَ، فإِن لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَهُوَ غَضِينٌ، وَقَدْ أَغْضَنَتِ الناقةُ إِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ. وَشَاةٌ حَلِيمةٌ: سَمِينَةٌ. وَيُقَالُ: حَلَمْتُ خَيالَ فُلَانَةٍ، فَهُوَ مَحْلُومٌ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَخطل: لَا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلُوم والحالُوم، بِلُغَةِ أَهل مِصْرَ: جُبْنٌ لَهُمْ. الجوهري: الحالُومُ لبن يغلُط فَيَصِيرُ شَبِيهًا بِالْجُبْنِ الرَّطْبِ وَلَيْسَ بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الحالُومُ ضَرْبٌ مِنَ الأَقِط. والحَلَمةُ: نَبْتٌ؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ الحَلَمةُ واليَنَمة، وَقِيلَ: الحَلَمةُ نَبَاتٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ فِي الرَّمْلِ فِي جُعَيْثنة، لَهَا زَهْرٌ وَوَرَقُهَا أُخَيْشِنٌ عَلَيْهِ شَوْكٌ كأَنه أَظافير الإِنسان، تَطْنى الإِبل وتَزِلُ

أَحناكُها، إِذا رَعَتْهُ، مِنَ الْعِيدَانِ الْيَابِسَةِ. والحَلَمَةُ: شَجَرَةُ السَّعْدان وَهِيَ مِنْ أَفاضل المَرْعَى، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَلَمةُ دُونَ الذِّرَاعِ، لَهَا وَرَقَةٌ غَلِيظَةٌ وأَفْنانٌ وزَهْرَةٌ كَزَهْرَةِ شَقائق النُّعْمانِ إِلا أَنها أَكبر وأَغلظ، وَقَالَ الأَصمعي: الحَلَمةُ نَبْتٌ مِنَ العُشْبِ فِيهِ غُبْرَةٌ لَهُ مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر الثَّمَرَةِ، وَجَمْعُهَا حَلَمٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَتِ الحَلَمَةُ مِنْ شَجَرِ السَّعْدان فِي شَيْءٍ؛ السَّعدانُ بَقْلٌ لَهُ حَسَكٌ مُسْتَدِيرٌ لَهُ شَوْكٌ مُسْتَدِيرٌ «1»، والحَلَمةُ لَا شَوْكَ لَهَا، وَهِيَ مِنَ الجَنْبةِ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتها، وَيُقَالُ للحَلَمَةِ الحَماطةُ، قَالَ: والحَلَمةُ رأْس الثَّدْيِ فِي وَسَطِ السَّعْدانة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الحَلَمةُ الهُنَيَّةُ الشَّاخِصَةُ مِنْ ثَدْيِ المرأَة وثُنْدُوَة الرَّجُلِ، وَهِيَ القُراد، وأَما السَّعْدانة فَمَا أَحاطَ بالقُراد مِمَّا خَالَفَ لونُه لَوْنَ الثَّدْيِ، واللَّوْعَةُ السَّوَادُ حَوْلَ الحَلَمةِ. ومُحَلِّم: اسْمُ رَجُلٍ، وَمِنْ أَسماء الرَّجُلِ مُحَلِّمٌ، وَهُوَ الَّذِي يُعَلّم الحِلْمَ؛ قَالَ الأَعشى: فأَمَّا إِذا جَلَسُوا بالعَشِيّ ... فأَحْلامُ عادٍ، وأَيْدي هُضُمْ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَنُو مُحَلَّمٍ وَبَنُو حَلَمَةَ قَبِيلَتَانِ. وحَلِيمةُ: اسْمُ امرأَة. وَيَوْمُ حَلِيمةَ: يَوْمٌ مَعْرُوفٌ أَحد أَيام الْعَرَبِ الْمَشْهُورَةِ، وَهُوَ يَوْمَ التَقَى المُنْذِرُ الأَكبر والحَرثُ الأَكبر الغَسَّانيّ، وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ المَثَلَ فِي كُلِّ أَمر مُتَعالَمٍ مَشْهُورٍ فَتَقُولُ: مَا يَوْمُ حَلِيمةَ بسِرٍّ، وَقَدْ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ النابهِ الذِّكْرِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: مَا يَوْمُ حَلِيمةَ بشَرّ، قَالَ: والأَول هُوَ الْمَشْهُورُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ السُّيُوفَ: تُوُرِّثْنَ مِنْ أَزمان يومِ حَلِيمةٍ ... إِلى الْيَوْمِ، قَدْ جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هِيَ حَليمةُ بنت الحَرِث بْنَ أَبي شِمْر، وَجَّهَ أَبوها جَيْشًا إِلى المُنْذِرِ بْنُ مَاءِ السَّمَاءِ، فأَخْرجَتْ حليمةُ لَهُمْ مِرْكَناً فطَيَّبتهم. وأَحْلام نائمٍ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحقُّها. والحُلَّامُ: اسْمُ قَبَائِلَ. وحُلَيْماتٌ، بِضَمِّ الْحَاءِ: مَوْضِعٌ، وهُنَّ أَكمات بطن فَلْج؛ وأَنشد: كأَنَّ أَعْناقَ المَطِيِّ البُزْلِ، ... بَيْنَ حُلَيْماتٍ وَبَيْنَ الجَبْلِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، جُذُوعُ النَّخلِ أَراد أَنها تَمُدُّ أَعناقها مِنَ التَّعَبِ. وحُلَيْمَةُ، عَلَى لَفْظِ التَّحْقِيرِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ إِبلًا: تَتَبَّعُ أَوضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ، ... وتَرْعَى هَشِيماً مِنْ حُلَيْمةَ بالِياً ومُحَلِّمٌ: نَهْرٌ بِالْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ الأَخطل: تَسَلسَلَ فِيهَا جَدْوَلٌ مِنْ مُحَلِّمٍ، ... إِذا زَعْزَعَتْها الريحُ كادتْ تُمِيلُها الأَزهري: مُحَلِّمٌ عينٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بِالْبَحْرَيْنِ وَمَا رأَيت عَيْنًا أَكثر مَاءً مِنْهَا، وَمَاؤُهَا حَارٌّ فِي مَنْبَعِه، وإِذا بَرَد فَهُوَ مَاءٌ عَذْبٌ؛ قَالَ: وأَرى مُحَلِّماً اسمَ رَجُلٍ نُسِبَت العينُ إِليه، وَلِهَذِهِ الْعَيْنِ إِذا جَرَتْ فِي نَهْرِهَا خُلُجٌ كَثِيرَةٌ، تَسْقِي نَخِيلَ جُؤاثا وعَسَلَّج وقُرَيَّات مِنْ قُرَى هَجَرَ.

_ (1). قوله [له شوك مستدير] كذا بالأَصل، وعبارة أَبي منصور في التهذيب: له حسك مستدير ذو شوك كثير

حلسم: الحِلَّسْمُ: الْحَرِيصُ الَّذِي لَا يأْكل مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، وَهُوَ الحَلِسُ؛ قَالَ: لَيْسَ بِقِصْلٍ حَلِسٍ حِلَّسْمِ، ... عِنْدَ الْبُيُوتِ، راشِنٍ مِقَمِ حلقم: الحُلْقُوم: الحَلْقُ. ابْنُ سِيدَهْ: الحُلْقُومُ مَجْرى النَّفَس والسُّعال مِنَ الْجَوْفِ، وَهُوَ أَطْباقُ غَراضِيفَ، لَيْسَ دُونَهُ مِنْ ظَاهِرِ بَاطِنِ العُنُقِ إِلَّا جِلْدٌ، وطرفُه الأَسفل فِي الرئةِ، وطَرَفُهُ الأَعلى فِي أَصل عكَدَةِ اللِّسَانِ، وَمِنْهُ مَخْرَجُ النَّفَس وَالرِّيحِ والبُصاق وَالصَّوْتِ، وَجَمْعُهُ حَلاقِمُ وحَلاقيم. التَّهْذِيبُ قَالَ: فِي الحُلْقُوم والحُنجور مَخْرَجُ النَّفَس لَا يَجْرِي فِيهِ الطعامُ وَالشَّرَابُ الْمَرِّيءُ «1»، وَتَمَامُ الذَّكَاةِ قَطْعُ الحُلْقُوم والمَريء والوَدَجَيْنِ، وَقَوْلُهُمْ: نَزَلْنَا فِي مِثْلِ حُلْقُوم النَّعامة، إِنما يُرِيدُونَ بِهِ الضِّيقَ. والحَلْقَمةُ: قَطْعُ الحُلْقُوم. وحَلْقَمَه: ذَبَحَهُ فَقَطَعَ حُلْقومَهُ. وحَلْقَمَ التمرُ: كَحَلْقَن، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه بَدَلٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحُلُقوم الحلْقُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: قِيلَ لَهُ إِن الْحَجَّاجَ يأْمر بِالْجُمُعَةِ فِي الأَهْواز فَقَالَ: يَمْنَعُ الناسَ فِي أَمصارهم ويأْمر بِهَا فِي حَلاقيم البلادِ أَي فِي أَواخرها وأَطرافها، كَمَا أَن حُلْقُومَ الرَّجُلِ وَهُوَ حَلْقُه فِي طَرَفه، والميمُ أَصلية، وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ الحَلْقِ، وَهِيَ والواوُ زَائِدَتَانِ. وحَلاقيمُ الْبِلَادِ: نَوَاحِيهَا، واحدُها حُلْقُوم عَلَى الْقِيَاسِ. الأَزهري: رُطَبٌ مُحَلْقِمٌ ومُحَلْقِنٌ وَهِيَ الحُلْقامةُ والحُلقانة، وَهِيَ الَّتِي بَدَا فِيهَا النُّضْجُ مِنْ قِبَلِ قِمَعها، فإِذا أَرطبت مِنْ قِبَلِ الذَّنَبِ، فَهِيَ التَّذْنوبةُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَ تحريمُ الْخَمْرِ كُنَّا نَعْمِدُ إِلى الحُلْقامة، وَهِيَ التَّذْنُوبةُ، فَنَقْطَعُ مَا ذَنَّبَ مِنْهَا حَتَّى نَخْلُص إِلى البُسْرِ ثُمَّ نَفْتَضِخُه. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ للبُسر إِذا بَدَا فِيهِ الإِرْطابُ مِنْ قِبَلِ ذَنَبَهُ مُذَنِّبٌ فإِذا بَلَغَ الإِرطابُ نصفَهُ فهو مُجَزِّعٌ، فإِذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ. حلكم: الحُلْكُمُ: الرَّجُلُ الأَسود، وَفِيهِ حَلْكَمةٌ؛ قَالَ هَمَيان: مَا منهمُ إِلَّا لَئِيمٌ شُبْرُمُ، ... أَرْصَعُ لَا يُدْعَى لخيرٍ، حُلْكُمُ وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ أَوردها ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ حَلَكَ، قَالَ: وأَهمل الْجَوْهَرِيُّ مِنْ هَذَا الْفَصْلِ الحُلْكُمَ، وَهُوَ الأَسود، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. الْفَرَّاءُ: الحُلْكُمُ الأَسود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فِي باب فُعْلُلٍ. حمم: قَوْلُهُ تَعَالَى: حم* ؛ الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَاهُ قَضَى مَا هُوَ كَائِنٌ، وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَعَلَيْهِ العَمَلُ. وآلُ حامِيمَ: السُّوَرُ الْمُفْتَتَحَةُ بِحَامِيمْ. وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ حَامِيمْ اسْمُ اللَّهِ الأَعظم، وَقَالَ حَامِيمْ قَسَم، وَقَالَ حَامِيمْ حُرُوفُ الرَّحْمَنِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَالْمَعْنَى أَن الر وَحَامِيمْ وَنُونْ بِمَنْزِلَةِ الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: آلُ حَامِيمْ دِيباجُ القرآنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ كَقَوْلِكَ آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ السورةَ كُلَّهَا إِلى حم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَجَدْنا لَكُمْ فِي آلِ حامِيمَ آيَةً، ... تأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ الْعَامَّةِ الحَوامِيم فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحَواميم سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [لَا يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ المريء] كذا هو بالأصل، وعبارة التهذيب: لَا يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ يقال له المريء

وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ، ... وبالحَوامِيم الَّتِي قَدْ سُبِّعَتْ قَالَ: والأَولى أَن تُجْمَعَ بذَواتِ حَامِيمْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ فِي حَامِيمْ لشُرَيْحِ بْنِ أَوْفَى العَبْسِيّ: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ، ... فهلَّا تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ قَالَ: وأَنشده غَيْرُهُ للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، وَالضَّمِيرُ فِي يُذَكِّرُنِي هُوَ لِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، وَقَتَلَهُ الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ. وَفِي حَدِيثِ الْجِهَادِ: إِذا بُيِّتُّمْ فَقُولُوا حَامِيمْ لَا يُنْصَرون ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرُون، قَالَ: ويُرِيدُ بِهِ الخَبرَ لَا الدُّعاء لأَنه لَوْ كَانَ دُعَاءً لَقَالَ لَا يُنصروا مَجْزُومًا فكأَنه قَالَ وَاللَّهِ لَا يُنصرون، وَقِيلَ: إِن السُّوَر الَّتِي أَوَّلها حَامِيمْ لَهَا شأْن، فَنبَّه أَن ذِكْرَهَا لِشَرَفِ مَنْزِلَتِهَا مِمَّا يُسْتَظهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ النَّصْرِ مِنَ اللَّهِ، وَقَوْلُهُ لَا يُنصرون كَلَامٌ مستأْنف كأَنه حِينَ قَالَ قُولُوا حَامِيمْ، قِيلَ: مَاذَا يَكُونُ إِذا قُلْنَاهَا؟ فَقَالَ: لَا يُنصرون. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَتِ الْعَامَّةُ فِي جَمْعِ حم وَطس حَواميم وطَواسين، قَالَ: وَالصَّوَابُ ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم. وحُمَّ هَذَا الأَمرُ حَمّاً إِذا قُضِيَ. وحُمَّ لَهُ ذَلِكَ: قُدِّرَ؛ قأَما مَا أَنشده ثَعْلَبٌ مِنْ قَوْلِ جَميل: فَلَيْتَ رِجَالًا فيكِ قَدْ نذَرُوا دَمِي ... وحُمُّوا لِقائي، يَا بُثَيْنَ، لَقوني فإِنه لَمْ يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالتَّقْدِيرُ عِنْدِي للِقائي فَحَذَفَ أَي حُمَّ لَهُمْ لِقائي؛ قَالَ: وروايتُنا وهَمُّوا بِقَتْلِي. وحَمَّ اللهُ لَهُ كَذَا وأَحَمَّهُ: قَضَاهُ؛ قَالَ عَمْرُو ذُو الْكَلْبِ الهُذَليُّ: أَحَمَّ اللهُ ذَلِكَ مِنْ لِقاءٍ ... أُحادَ أُحادَ فِي الشَّهْرِ الحَلال وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فَهُوَ مَحْموم؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لخَبَّابِ بْنِ غُزَيٍّ: وأَرْمي بِنَفْسِي فِي فُروجٍ كثيرةٍ، ... وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ اللَّهُ صارِفُ وَقَالَ البَعيثُ: أَلا يَا لَقَوْمِ كلُّ مَا حُمَّ واقِعُ، ... وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ والحِمامُ، بِالْكَسْرِ: قَضَاءُ الْمَوْتِ وقَدَرُه، مِنْ قَوْلِهِمْ حُمَّ كَذَا أَي قُدِّرَ. والحِمَمُ. المَنايا، وَاحِدَتُهَا حِمَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ الحِمام كَثِيرًا، وَهُوَ الْمَوْتُ؛ وَفِي شِعْرِ ابْنِ رَواحةَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ: هَذَا حِمامُ الموتِ قَدْ صَلِيَتْ أَي قَضَاؤُهُ، وحُمَّةُ الْمَنِيَّةِ والفِراق مِنْهُ: مَا قُدِّرَ وقُضِيَ. يُقَالُ: عَجِلَتْ بِنَا وَبِكُمْ حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الْمَوْتِ أَي قَدَرُ الفِراق، وَالْجَمْعُ حُمَمٌ وحِمامٌ، وَهَذَا حَمٌّ لِذَلِكَ أَي قَدَرٌ؛ قَالَ الأَعشى: تَؤُمُّ سَلَامَةَ ذَا فائِشٍ، ... هُوَ اليومَ حَمٌّ لِمِيعَادِهَا أَي قَدَرٌ، وَيُرْوَى: هُوَ الْيَوْمَ حُمَّ لِمِيعَادِهَا أَي قُدِّر لَهُ. وَنَزَلَ بِهِ حِمامُه أَي قَدَرُهُ وموتُه. وَحَمَّ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ بِعِيرَهُ: فَلَمَّا رَآنِي قَدْ حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ، ... تَلَمَّكَ لَوْ يُجْدي عَلَيْهِ التَّلَمُّكُ

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي عَجَّلْتُ ارْتِحَالَهُ، قَالَ: وَيُقَالُ حَمَمْتُ ارْتِحَالَ الْبَعِيرِ أَي عَجَلَتَهُ. وحامَّهُ: قارَبه. وأَحَمَّ الشيءُ: دَنَا وَحَضَرَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وكنتُ إِذا مَا جِئْتُ يَوْمًا لحاجةٍ ... مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد مَا تَخْلو مَعْنَاهُ حانَتْ وَلَزِمَتْ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ: وأَجَمَّتْ. وَقَالَ الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بِالْجِيمِ، تُجِمُّ إِجْماماً إِذا دنَتْ وَحَانَتْ، وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ: وأَجَمَّتْ، بِالْجِيمِ، وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَمَّتْ، بِالْحَاءِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَحَمَّتْ فِي بَيْتِ زُهَيْرٍ يُرْوَى بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ جَمِيعًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَرِدْ بالغَدِ الَّذِي بَعْدَ يَوْمِهِ خَاصَّةً وإِنما هُوَ كِنَايَةٌ عَمَّا يستأْنف مِنَ الزَّمَانِ، وَالْمَعْنَى أَنه كلَّما نَالَ حَاجَةً تطلَّعتْ نَفْسُهُ إِلى حَاجَةٍ أُخرى فَمَا يَخْلو الإِنسان مِنْ حَاجَةٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إِذا دَنَتْ؛ وأَنشد: حَيِّيا ذَلِكَ الغَزالَ الأَحَمَّا، ... إِن يَكُنْ ذَلِكَ الفِراقُ أَجَمَّا الْكِسَائِيُّ: أَحَمَّ الأَمرُ وأَجَمَّ إِذا حَانَ وَقْتُهُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للَبيد: لِتَذودَهُنَّ. وأَيْقَنَتْ، إِن لَمْ تَذُدْ، ... أَن قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها وَقَالَ: وَكُلُّهُمْ يَرْوِيهِ بِالْحَاءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَحَمَّ قُدومُهم دَنَا، قَالَ: وَيُقَالُ أَجَمَّ، وَقَالَتِ الْكِلَابِيَّةُ: أَحَمَّ رَحِيلُنا فَنَحْنُ سَائِرُونَ غَدًا، وأَجَمَّ رَحيلُنا فَنَحْنُ سَائِرُونَ الْيَوْمَ إِذا عَزَمْنا أَن نَسِيرَ مِنْ يَوْمِنَا؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مَعْنَاهُ قَدْ حانَ وُقوعُه فَهُوَ أَجَمُّ بِالْجِيمِ، وإِذا قُلْتَ أَحَمّ فَهُوَ قُدِّرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: أَن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قَالَ لَهُ: إِنا جِئْنَاكَ فِي غَيْرِ مُحِمَّة ؛ يُقَالُ: أَحَمَّت الْحَاجَةُ إِذا أَهَمَّتْ وَلَزِمَتْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ المُحِمَّةُ الْحَاضِرَةُ، مِنْ أَحَمَّ الشيءُ إِذا قَرُبَ وَدَنَا. والحَمِيمُ: الْقَرِيبُ، وَالْجَمْعُ أَحِمَّاءُ، وَقَدْ يَكُونُ الحَمِيم لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ. والمُحِمُّ: كالحَمِيم؛ قَالَ: لَا بأْس أَني قَدْ عَلِقْتُ بعُقْبةٍ، ... مُحِمٌّ لَكُمْ آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ العُقْبَةُ هُنَا: البَدَلُ. وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني. واحْتَمَّ لَهُ: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هَذَا الأَمر واحْتَمَمْتُ لَهُ كَأَنَّهُ اهْتِمَامٌ بِحَمِيمٍ قَرِيبٍ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: تَعَزَّ عَلَى الصَّبابةِ لَا تُلامُ، ... كأَنَّكَ لَا يُلِمُّ بِكَ احْتِمامُ واحْتَمَّ الرجلُ: لَمْ يَنَمْ مِنَ الْهَمِّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: عَلَيْهَا فَتًى لَمْ يَجعل النومَ هَمَّهُ ... وَلَا يُدْرِكُ الحاجاتِ إِلا حَمِيمُها يَعْنِي الكَلِفَ بِهَا المُهْتَمَّ. وأَحَمَّ الرجلُ، فَهُوَ يُحِمُّ إِحْماماً، وأَمر مُحِمٌّ، وَذَلِكَ إِذا أَخذك مِنْهُ زَمَعٌ وَاهْتِمَامٌ. واحْتَمَّتْ عَيْنِي: أَرِقتْ مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ. وَمَا لَهُ حُمٌّ وَلَا سُمٌّ غَيْرُكَ أَي مَا لَهُ هَمٌّ غيرُك، وَفَتْحُهُمَا لُغَةٌ، وَكَذَلِكَ مَا لَهُ حُمٌّ وَلَا رُمّ، وحَمٌّ وَلَا رَمٌّ، وَمَا لَكَ عَنْ ذَلِكَ حُمٌّ وَلَا رُمٌّ، وحَمٌّ وَلَا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وَمَا لَهُ حَمٌّ وَلَا رَمٌّ أَي قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها ... مِنْ ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ وحامَمْتُه مُحامَّةً: طَالَبْتُهُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَنا مُحامٌّ عَلَى هَذَا الأَمر أَي ثَابِتٌ عَلَيْهِ. واحْتَمَمْتُ: مِثْلَ اهْتَمَمْتُ. وَهُوَ مِنْ حُمَّةِ نَفْسِي أَي مِنْ حُبَّتها، وَقِيلَ: الْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: فُلَانٌ حُمَّةُ نَفْسِي وحُبَّة نَفْسِي. والحامَّةُ: العامَّةُ، وَهِيَ أَيضاً خاصَّةُ الرجل من أَهله وولده. يُقَالُ: كَيْفَ الحامَّةُ وَالْعَامَّةُ؟ قَالَ اللَّيْثُ: والحَميمُ الْقَرِيبُ الَّذِي تَوَدُّه ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أَهله وَوَلَدِهِ وَذِي قَرَابَتِهِ؛ يُقَالُ: هَؤُلَاءِ حامَّتُه أَي أَقرِباؤه. وَفِي الْحَدِيثِ: اللهمَّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بَيْتِي وحامَّتي أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تَطْهِيرًا ؛ حامَّة الإِنسان: خاصتُه وَمَنْ يَقْرُبُ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: انْصَرَفَ كلُّ رجلٍ مِنْ وَفْد ثَقيف إِلى حامَّته. والحَمِيمُ القَرابةُ، يُقَالُ: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ؛ لَا يسأَل ذُو قَرَابَةٍ عَنْ قَرَابَتِهِ، وَلَكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَهُمْ سَاعَةً ثُمَّ لَا تَعارُفَ بَعْدَ تِلْكَ السَّاعَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: حَميمكَ قَرِيبُكَ الَّذِي تَهْتَمُّ لأَمره. وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للضِّباب بْنِ سُبَيْع: لعَمْري لَقَدْ بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه، ... وبَعْضُ الْبَنِينَ حُمَّةٌ وسُعالُ وحَمُّ الشَّيْءِ: مُعْظَمُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِذا الْتَقَى الزَّحْفانِ وَعِنْدَ حُمَّةِ النَّهْضات أَي شِدَّتِهَا وَمُعْظَمِهَا. وحُمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَصلها مِنَ الحَمِّ الْحَرَارَةُ وَمِنْ حُمَّة السِّنان.، وَهِيَ حِدَّتُه. وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أَي فِي شِدَّةِ حَرِّهَا؛ قَالَ أَبو كَبير: وَلَقَدْ ربَأْتُ، إِذا الصِّحابُ تَوَاكَلُوا، ... حَمَّ الظَّهيرةِ فِي اليَفاع الأَطْولِ الأَزهري: مَاءٌ مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول وَمَنْقُوصٌ ومَثْمود بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جَمِيعًا: الْمَاءُ الْحَارُّ. وشربتُ الْبَارِحَةَ حَميمةً أَي مَاءً سُخْنًا. والمِحَمُّ، بِالْكَسْرِ: القُمْقُمُ الصَّغِيرُ يُسَخَّنُ فِيهِ الْمَاءُ. وَيُقَالُ: اشربْ عَلَى مَا تَجِدُ مِنَ الْوَجَعِ حُسىً مِنْ مَاءٍ حَمِيمٍ؛ يُرِيدُ جَمْعَ حُسْوَةٍ مِنْ مَاءٍ حَارٍّ. والحَمِيمَةُ: الْمَاءُ يُسَخَّنُ. يُقَالُ: أَحَمُّوا لَنَا الْمَاءَ أَي أَسخنوا. وحَمَمْتُ الْمَاءَ أَي سَخَّنْتُهُ أَحُمُّ، بِالضَّمِّ. والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ إِذا سُخِّنَ. وَقَدْ أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غَسَلَهُ بالحَمِيم. وَكُلُّ مَا سُخِّنَ فَقَدْ حُمِّمَ؛ وَقَوْلُ العُكْلِيِّ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وبِتْنَ عَلَى الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها، ... وحارَدْنَ إِلا مَا شَرِبْنَ الحَمائِما فَسَّرَهُ فَقَالَ: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إِذ لَيْسَ لَهُنَّ مَا يأَكلْنَ وَلَا مَا يشربْنَ إِلا أَن يُسَخِّنَّ الْمَاءَ فَيَشْرَبْنَهُ، وإِنما يُسَخِّنَّهُ لِئَلَّا يشربْنه عَلَى غَيْرِ مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فَلَيْسَ لَهُنَّ غِذاءٌ إِلا الْمَاءُ الحارُّ، قَالَ: والحَمائِمُ جَمْعُ الحَمِيم الَّذِي هُوَ الْمَاءُ الحارُّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَن فَعِيلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعائل، وإِنما هُوَ جَمْعُ الحَمِيمَةِ الَّذِي هُوَ الْمَاءُ الحارُّ، لُغَةٌ فِي الحَميم، مِثْلَ صَحيفةٍ وصَحائف. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ بالحَميم ، وَهُوَ الْمَاءُ الحارُّ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَمّامُ مُشدّد وَاحِدُ الحَمّامات الْمَبْنِيَّةِ؛

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُبَيْدِ بْنِ القُرْطِ الأَسديّ وَكَانَ لَهُ صَاحِبَانِ دَخَلَا الحَمّامَ وتَنَوَّرا بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وَكَانَ نَهَاهُمَا عَنْ دُخُولِهِ فَلَمْ يَفْعَلَا: نَهَيْتُهما عَنْ نُورةٍ أَحْرقَتْهما، ... وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ لِرَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ: خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فَلَا أَرى ... بِهَا مَنْزِلًا إِلا جَديبَ المُقَيَّدِ نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بَعْدَ مَا لعِبَت بِنَا ... تِهامَةُ فِي حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جاءَ الحَمَّامُ مُؤَنَّثًا فِي بَيْتٍ زَعَمَ الْجَوْهَرِيُّ أَنه يَصِفُ حَمّاماً وَهُوَ قَوْلُهُ: فإِذا دخلْتَ سمعتَ فِيهَا رَجَّةً، ... لَغَط المَعاوِلِ فِي بُيُوتِ هَدادِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَميم، مُذَكَّرٌ تُذَكِّرُه الْعَرَبُ، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الأَسماء عَلَى فَعّالٍ نَحْوَ القَذَّافِ والجَبَّانِ، وَالْجَمْعُ حَمَّاماتٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمَعُوهُ بالأَلف وَالتَّاءِ وإِن كَانَ مُذَكَّرًا حِينَ لَمْ يكسَّر، جَعَلُوا ذَلِكَ عِوَضًا مِنَ التَّكْسِيرِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سَأَلْتُ ابْنَ الأَعرابي عَنْ الحَمِيم فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: وساغَ لِي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً ... أَكادُ أَغَصُّ بِالْمَاءِ الحَميمِ فَقَالَ: الحَميم الْمَاءُ الْبَارِدُ؛ قَالَ الأَزهري: فالحَميم عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي مِنَ الأَضداد، يَكُونُ الماءَ الْبَارِدَ وَيَكُونُ الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شَمِرٌ بَيْتَ المُرَقِّش: كلُّ عِشاءٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ ... ذاتُ كِباءٍ مُعَدّ، وحَميم وَحَكَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَمِيم إِن شِئْتَ كَانَ مَاءً حَارًّا، وإِن شِئْتَ كَانَ جَمْرًا تَتَبَخَّرُ بِهِ. والحَمَّةُ: عَيْنُ مَاءٍ فِيهَا مَاءٌ حَارٌّ يُسْتَشْفى بِالْغَسْلِ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هِيَ عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ مِنَ الأَرض يَستشفي بِهَا الأَعِلَّاءُ والمَرْضَى. وَفِي الْحَدِيثِ مَثَلُ الْعَالِمِ مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ وَيَتْرُكُهَا القُرَباءُ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذ غَارَ ماؤُها وَقَدِ انْتَفَعَ بِهَا قَوْمٌ وَبَقِيَ أَقوام يَتَفَكَّنون أَي يتندَّمون. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: أَخبروني عَنْ حَمَّةِ زُغَرَ أَي عَيْنِهَا، وزُغَرُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. واسْتَحَمَّ إِذا اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إِذا غَسَلَهَا بِالْمَاءِ الْحَارِّ. والاستِحْمامُ: الِاغْتِسَالُ بِالْمَاءِ الْحَارِّ، هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ صَارَ كلُّ اغْتِسَالٍ اسْتِحْماماً بِأَيِّ مَاءٍ كَانَ. وَفِي الْحَدِيثُ: لَا يبولَنَّ أَحدُكم فِي مُسْتَحَمِّه ؛ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَغْتَسِلُ فِيهِ بالحَميم، نَهَى عَنْ ذَلِكَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسْلَكٌ يَذْهَبُ مِنْهُ الْبَوْلُ أَو كَانَ الْمَكَانُ صُلْباً، فَيُوهَمُ الْمُغْتَسِلُ أَنه أَصابه مِنْهُ شَيْءٌ فَيَحْصُلُ مِنْهُ الوَسْواسُ؛ وَمِنْهُ حديث ابن مُغَغَّلٍ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ البولَ فِي المُسْتَحَمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن بعضَ نِسَائِهِ اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنابةٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتَحِمُّ مِنْ فَضْلِهَا أَي يَغْتَسِلُ؛ وَقَوْلُ الحَذْلَمِيّ يَصِفُ الإِبل: فذاكَ بَعْدَ ذاكَ مِنْ نِدامِها، ... وبعد ما اسْتَحَمَّ فِي حَمَّامها فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: عَرِقَ مِنْ إِتعابها إِياه فَذَلِكَ اسْتحمامه.

وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده. والحَمِيمُ: الْمَطَرُ الَّذِي يأْتي فِي الصَّيْفِ حِينَ تَسْخُن الأَرض؛ قَالَ الهُذَليُّ: هُنَالِكَ، لَوْ دَعَوْتَ أَتاكَ مِنْهُمْ ... رِجالٌ مِثْلَ أَرْمية الحَمِيمِ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الحَمِيم الْمَطَرُ الَّذِي يأْتي بَعْدَ أَن يَشْتَدَّ الْحَرُّ لأَنه حَارٌّ. والحَمِيمُ: القَيْظ. وَالْحَمِيمُ: العَرَقُ. واسْتَحَمَّ الرَّجُلُ: عَرِقَ، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ؛ قَالَ الأَعشى: يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها ... وجَحْشَيْهما، قَبْلَ أَن يَسْتَحِم قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا: فكأَنَّه لَمَّا اسْتَحَمَّ بمائِهِ، ... حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي ذُؤَيْبٍ: تأْبَى بدِرَّتها، إِذا مَا اسْتُكْرِهَتْ، ... إِلا الحَمِيم فإِنه يَتَبَضَّعُ فأَما قَوْلُهُمْ لِدَاخِلِ الحمَّام إِذا خَرَجَ: طَابَ حَمِيمُك، فَقَدْ يُعْنى بِهِ الاستحْمامُ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَدْ يُعْنَى بِهِ العَرَقُ أَي طَابَ عَرَقُكَ، وإِذا دُعِيَ لَهُ بِطِيبِ عَرَقِه فَقَدْ دُعِي لَهُ بِالصِّحَّةِ لأَن الصَّحِيحَ يَطِيبُ عرقُه. الأَزهري: يُقَالُ طَابَ حَمِيمُك وحِمَّتُكَ لِلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الحَمَّام أَي طَابَ عَرَقُك. والحُمَّى والحُمَّةُ: عِلَّةٌ يسْتَحِرُّ بِهَا الجسمُ، مِنَ الحَمِيم، وأَما حُمَّى الإِبلِ فبالأَلف خَاصَّةً؛ وحُمَّ الرجلُ: أَصابه ذَلِكَ، وأَحَمَّهُ اللَّهُ وَهُوَ مَحْمُومٌ، وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مَحْمُوم بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ، وَهِيَ أَحد الْحُرُوفِ الَّتِي جَاءَ فِيهَا مَفْعُول مِنْ أَفْعَلَ لِقَوْلِهِمْ فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فِيهِ الحُمَّى كَمَا أَن فُتِنَ جُعِلَتْ فِيهِ الفِتْنةُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حُمِمْتُ حَمّاً، وَالِاسْمُ الحُمَّى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن الحُمَّى مَصْدَرٌ كالبُشْرَى والرُّجْعَى. والمَحَمَّةُ: أَرض ذَاتُ حُمَّى. وأَرض مَحَمَّةٌ: كَثِيرَةُ الحُمَّى، وَقِيلَ: ذَاتُ حُمَّى. وَفِي حَدِيثِ طَلْقٍ: كُنَّا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أَي ذَاتِ حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لِمَوْضِعِ الأُسود والذِّئاب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى الْفَارِسِيُّ مُحِمَّةً، وَاللُّغَوِيُّونَ لَا يَعْرِفُونَ ذَلِكَ، غَيْرَ أَنهم قَالُوا: كَانَ مِنَ الْقِيَاسِ أَن يُقَالَ، وَقَدْ قَالُوا: أَكْلُ الرَّطْبِ مَحَمَّةٌ أَي يُحَمُّ عَلَيْهِ الآكلُ، وَقِيلَ: كُلُّ طَعَامٍ حُمَّ عَلَيْهِ مَحَمَّةٌ، يُقَالُ: طعامٌ مَحَمَّةٌ إِذا كَانَ يُحَمُّ عَلَيْهِ الَّذِي يأْكله، وَالْقِيَاسُ أَحَمَّتِ الأَرضُ إِذا صَارَتْ ذَاتَ حُمَّى كَثِيرَةٍ. والحُمامُ، بِالضَّمِّ: حُمَّى الإِبل وَالدَّوَابِّ، جَاءَ عَلَى عَامَّةٍ مَا يَجِيءُ عَلَيْهِ الأَدواءُ. يُقَالُ: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرَّجُلُ حُمَّى شَدِيدَةً. الأَزهري عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: الإِبل إِذا أَكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها فِي جِلْدِهَا حَرٌّ حَتَّى يُطْلَى جسدُها بِالطِّينِ، فَتَدَعُ الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يَكُونُ بِهَا الشهرَ ثُمَّ يَذْهَبُ، وأَما القُماحُ فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِهِ. وَيُقَالُ: أَخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وَهُوَ المُومُ يأْخذ النَّاسَ. والحَمُّ: مَا اصطَهَرْتَ إِهالته مِنَ الأَلْيَةِ وَالشَّحْمِ، وَاحِدَتُهُ حَمَّةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُهَمُّ فِيهِ القومُ هَمَّ الحَمِ

وَقِيلَ: الحَمُّ مَا يَبقى مِنَ الإِهالة أَي الشَّحْمِ الْمُذَابِ؛ قَالَ: كأَنَّما أَصواتُها، فِي المَعْزاء، ... صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عِنْدَ القَلَّاء الأَصمعي: مَا أُذيب مِنَ الأَلْيَةِ فَهُوَ حَمٌّ إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِ وَدَكٌ، وَاحِدَتُهُا حَمَّة، قَالَ: وَمَا أُذيب مِنَ الشَّحْمِ فَهُوَ الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالصَّحِيحُ مَا قَالَ الأَصمعي، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِمَا أُذيب مِنْ سَنَامِ الْبَعِيرِ حَمّ، وَكَانُوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَمُّ مَا بَقِيَ مِنَ الأَلية بَعْدَ الذَّوْب. وحَمَمْتُ الأَليةَ: أَذبتها. وحَمَّ الشحمةَ يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وجارُ ابْنِ مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه ... مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمّ ضُروعُها يَقُولُ: تُطْلَى بَحمّ لِئَلَّا يُرْضِعَهَا الرَّاعِي مِنْ بُخْلِهِ. وَيُقَالُ: خُذْ أَخاك بحَمِّ اسْتِهِ أَي خُذْهُ بأَول مَا يُسْقِطُ بِهِ مِنَ الْكَلَامِ. والحَمَمُ: مَصْدَرُ الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وَهُوَ الأَسود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالِاسْمُ الحُمَّةُ. يُقَالُ: بِهِ حُمَّةٌ شَدِيدَةٌ؛ وأَنشد: وقاتمٍ أَحْمَرَ فِيهِ حُمَّةٌ وَقَالَ الأَعشى: فَأَمَّا إِذا رَكِبوا للصَّباحِ ... فأَوجُههم، مِنْ صدىَ البَيْضِ، حُمُ وَقَالَ النَّابِغَةُ: أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد وَرَجُلٌ أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ اللَّهُ: جَعَلَهُ أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قَالَ الأَصمعي: وَفِي الكُمْتة لَوْنَانِ: يَكُونُ الْفَرَسُ كُمَيْتاً مْدَمّىً، وَيَكُونُ كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الْخَيْلِ جُلوداً وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحمَّةُ لَوْنٌ بَيْنَ الدُّهْمَة والكُمْتة، يُقَالُ: فَرَسٌ أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: الْوَافِدُ فِي اللَّيْلِ الأَحَمِ أَي الأَسود، وَقِيلَ: الأَحَمّ الأَبيض؛ عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد: أَحَمُّ كَمِصْبَاحِ الدُّجى وَقَدْ حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلي: أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ، ... كَحِنَاءِ ظَهْرِ البُرمة المُتَحَمِّم «2» . وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: وَقَدْ أَلَّ مِنْ أَعضادِه ودَنا لَهُ، ... مِنَ الأَرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما وَالِاسْمُ الحُمَّة؛ قَالَ: لَا تَحْسِبَنْ أَن يَدِي فِي غُمَّهْ، ... فِي قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ، أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أَو ثُمَهْ عَنَى بالحُمَّة مَا رسَب فِي أَسفل النِّحيِ مِنْ مُسْوَدّ مَا رسَب مِنَ السَّمن وَنَحْوِهِ، وَيَرْوِي خُمَّه، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهَا. والحَمَّاءُ، عَلَى وَزْنِ فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَمَّاء سافِلَةُ الإِنسان، والجمع حُمٌّ.

_ (2). قوله [كحناء ظهر] كذا بالأَصل، والذي في المحكم: كجآء

والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جَمِيعًا: الأَسْود. الْجَوْهَرِيُّ: الحِمْحِمُ، بِالْكَسْرِ، الشديدُ السوادِ. وشاةٌ حِمْحِم، بِغَيْرِ هَاءٍ: سَوْدَاءُ؛ قَالَ: أَشَدُّ مِنْ أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ ... دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ، تَحْلُبُ هَيْساً فِي الإِناء الأَعْظَمِ الهَيْسُ، بِالسِّينِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ: الحَلْبُ الرُّوَيْد. والحُمَمُ: الفَحْمُ، وَاحِدَتُهُ حُمَمَةٌ. والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ مَا احْتَرَقَ مِنَ النَّارِ. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم الْبَارِدُ، الْوَاحِدَةُ حُمَمَةٌ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ حُمَمة. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِن رَجُلًا أَوصى بَنيه عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِقُوني بِالنَّارِ، حَتَّى إِذا صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثُمَّ ذَرُّوني فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللهَ ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ، ... أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟ وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بِالْفَتْحِ، إِذا صَارَتْ حُمَمةً. وَيُقَالُ أَيضاً: حَمَّ الماءُ أَي صَارَ حَارًّا. وحَمَّم الرَّجُلُ: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وَهُوَ الفحمُ. وَفِي حَدِيثِ الرَّجْم: أَنه أَمَرَ بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الْوَجْهِ، مِنَ الحُمَمَة الفَحْمةِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: خُذي مِنِّي أَخي ذَا الحُمَمة ؛ أَراد سَوادَ لَونه. وَجَارِيَةٌ حُمَمَةٌ: سَوْدَاءُ. واليَحْموم مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، يَفْعُولُ مِنَ الأَحَمِّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَغَيْرُ سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم باختلاسِ حركةِ الْمِيمِ الأُولى، حَذْفُ الْيَاءِ لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا وأَظهر التَّضْعِيفَ لِلضَّرُورَةِ أَيضاً كَمَا قَالَ: مهْلًا أَعاذِلَ، قَدْ جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي ... أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا واليَحْمومُ: دُخَّانٌ أَسود شَدِيدُ السَّوَادِ؛ قَالَ الصَّبَّاح بْنُ عَمْرٍو الهَزَّاني: دَعْ ذَا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ، ... ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اليَحْمومُ الدخانُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ، عَنى بِهِ الدُّخَانَ الأَسود، وَقِيلَ أَي مِنْ نَارٍ يُعَذَّبون بِهَا، وَدَلِيلُ هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه مَوْصُوفٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِشِدَّةِ السَّوَادِ، وَقِيلَ: اليَحْمومُ سُرادِق أَهل النَّارِ، قَالَ اللَّيْثُ: واليَحْمومُ الفَرَس، قَالَ الأَزهري: اليَحْمومُ اسْمُ فُرْسٍ كَانَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، سُمِّيَ يَحموماً لِشِدَّةِ سَوَادِهِ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ الأَعشى فَقَالَ: ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ ... بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فَقَدْ كَادَ يَسْنَقُ وَهُوَ يَفْعولٌ مِنَ الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: والحارِثانِ كِلَاهُمَا ومُحَرِّقٌ، ... والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ واليَحْمومُ: الأَسْود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَتَسْمِيَتُهُ بالَيحْمومِ تَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: إِما أَن يَكُونَ مِنَ الحَميمِ الَّذِي هُوَ العَرَق، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ

السَّواد كَمَا سُمِّيَتْ فُرُسٌ أُخرى حُمَمة؛ قَالَتْ بَعْضُ نِسَاءِ الْعَرَبِ تَمْدَحُ فَرَسَ أَبيها: فَرَسُ أَبي حُمَمةُ وَمَا حُمَمةُ. والحُمَّةُ دُونَ الحُوَّةِ، وَشَفَةٌ حَمَّاء، وَكَذَلِكَ لِثَةٌ حَمَّاءُ. وَنَبْتٌ يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ. وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بَدَا نباتُها أَخضرَ إِلى السَّوَادِ. وحَمَّمَ الفرخُ: طلَع ريشُه، وَقِيلَ: نَبْتٌ زَغَبُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ لَجَإٍ: فَهُوَ يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ، ... مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بَعْدَ الحَلْق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَمَّمَ الرأْسُ نَبَتَ شَعَرُه بَعْدَ مَا حُلِق؛ وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنه كَانَ إِذا حَمَّمَ رأْسُه بِمَكَّةَ خَرَجَ وَاعْتَمَرَ ، أَي اسْوَدَّ بَعْدَ الحلْق بِنَبَاتِ شَعْرِهِ، وَالْمَعْنَى أَنه كَانَ لَا يُؤَخِّرُ الْعُمْرَةَ إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كَانَ يَخْرُجُ إِلى الْمِيقَاتِ وَيَعْتَمِرُ فِي ذِي الحِجَّة؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ أَي سُوِّدَ، لأَن الشَّعْرَ إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بِالْمَاءِ ظَهَرَ سَوَادُهُ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ أَي جُعل جُمَّةً. وحَمَّمَ الغلامُ: بَدَتْ لِحْيَتُهُ. وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بِشَيْءٍ بَعْدَ الطَّلَاقِ؛ قَالَ: أَنتَ الَّذِي وَهَبْتَ زَيداً، بَعْدَ مَا ... هَمَمْتُ بِالْعَجُوزِ أَن تُحَمَّما هَذَا رَجُلٌ وُلِدَ لَهُ ابنٌ فَسَمَّاهُ زَيْدًا بَعْدَ مَا كَانَ هَمّ بِتَطْلِيقِ أُمِّه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وحَمَّمْتُها قَبْلَ الْفِرَاقِ بِطعنةٍ ... حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قَلِيلُ وَرَوَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ مَسْلمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَقُولُ فِي خُطبته: إِن أَقلَّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً أَي مَالًا وَمَتَاعًا، وَهُوَ مِنَ التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وَقَالَ الأَزهري: قَالَ سُفْيَانُ أَراد بِقَوْلِهِ أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، وَمِنْهُ تَحْمِيم المطلَّقة. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنه طَلَّقَ امرأَته فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بِهَا بَعْدَ الطَّلَاقِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مَفْعُولَيْنِ لأَنه فِي مَعْنَى أَعطاها إِياها، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد حَمَّمَها بِهَا فَحَذَفَ وأَوصَل. وثِيابُ التَّحِمَّة: مَا يُلْبِس المطلِّقُ المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ، ... فَلَنْ يُفْلِحَ الْوَاشِي بِكِ المُتَنَصِّحُ الأَزهري: الحَمامة طَائِرٌ، تَقُولُ الْعَرَبُ: حمامَةٌ ذكرٌ وَحَمَامَةٌ أُنثى، وَالْجَمْعُ الحَمام. ابْنُ سِيدَهْ: الحَمام مِنَ الطَّيْرِ البَرّيُّ الَّذِي لَا يأْلَف الْبُيُوتَ، قَالَ: وَهَذِهِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ هِيَ اليَمام. قَالَ الأَصمعي: اليَمام ضَرْبٌ مِنَ الْحَمَامِ برِّيّ، قَالَ: وأَما الْحَمَامُ فكلُّ مَا كَانَ ذَا طَوْق مِثْلَ القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وَهِيَ تَقَعُ عَلَى الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ كالحَيّة والنَّعامة وَنَحْوِهَا، وَالْجَمْعُ حَمائم، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ حَمام؛ فأَما قَوْلُهُ: حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فَطَارَا فَعَلَى أَنه عَنى قَطِيعَيْنِ أَو سِرْبين كَمَا قَالُوا جِمالان؛ وأَما قَوْلُ العَجَّاج: ورَبِّ هَذَا البلدِ المُحَرَّمِ، ... والقاطِناتِ الْبَيْتِ غيرِ الرُّيَّمِ، قَوَاطِنًا مكةَ مِنْ وُرْقِ الحَمي

فإِنما أَراد الحَمام، فَحَذَفَ الْمِيمَ وَقَلَبَ الأَلف يَاءً؛ قال أَبو إِسحق: هَذَا الحذفُ شَاذٌّ لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ فِي الحِمار الحِمي، تُرِيدُ الحِمار، فأَما الحَمام هُنَا فإِنما حُذِفَ مِنْهَا الأَلف فَبَقِيَتِ الحَمَم، فَاجْتَمَعَ حَرْفَانِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، فَلَزِمَهُ التَّضْعِيفُ فأَبدل مِنَ الْمِيمِ يَاءً، كَمَا تَقُولُ فِي تظنَّنْت تظنَّيْت، وَذَلِكَ لِثِقَلِ التَّضْعِيفِ، وَالْمِيمُ أَيضاً تُزِيدُ فِي الثِّقَلِ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الشَّافِعِيِّ: كلُّ مَا عَبَّ وهَدَر فَهُوَ حَمام ، يَدْخُلُ فِيهَا القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سَوَاءٌ كَانَتْ مُطَوَّقة أَو غَيْرَ مطوَّقة، آلِفةً أَو وَحْشِيَّةً؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الشَّافِعِيُّ اسْمَ الحَمام وَاقِعًا عَلَى مَا عَبَّ وهَدَر لَا عَلَى مَا كَانَ ذَا طَوْقٍ، فَتَدْخُلُ فِيهِ الوُرْق الأَهلية والمُطَوَّقة الْوَحْشِيَّةُ، وَمَعْنَى عَبَّ أَي شَرِبَ نَفَساً نَفَساً حَتَّى يَرْوَى، وَلَمْ يَنْقُر الْمَاءَ نَقْراً كَمَا تَفْعَلُهُ سَائِرُ الطَّيْرِ. والهَدير: صَوْتُ الْحَمَامِ كُلِّهِ، وجمعُ الحَمامة حَمام وحَمامات وحَمائم، وَرُبَّمَا قَالُوا حَمام لِلْوَاحِدِ؛ وأَنشد قَوْلَ الْفَرَزْدَقِ: كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ، ... عَلَى شرَك الطريقِ إِذا اسْتَنَارَا تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ ... حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فَطَارَا وَقَالَ جِرانُ العَوْد: وذَكَّرَني الصِّبا، بَعْدَ التَّنائي، ... حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحَمام عِنْدَ الْعَرَبِ ذَوَاتُ الأَطواق مِنْ نَحْوِ الفَواخِت والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذَلِكَ، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، لأَن الْهَاءَ إِنما دَخَلَتْهُ عَلَى أَنه وَاحِدٌ مِنْ جِنْسٍ لَا للتأْنيث، وَعِنْدَ الْعَامَّةِ أَنها الدَّواجِنُ فَقَطْ، الْوَاحِدَةُ حَمامة؛ قَالَ حُمَيْد بْنُ ثوْرٍ الْهِلَالِيُّ: وَمَا هاجَ هَذَا الشَّوْقَ إِلَّا حمامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما والحَمامة هَاهُنَا: قُمْرِيَّةٌ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: واحْكُمْ كحُكْمِ فَتَاةِ الْحَيِّ، إِذ نَظَرتْ ... إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ «3» هَذِهِ زَرْقاء الْيَمَامَةِ نَظَرَتْ إِلى قَطاً؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهَا: لَيت الحَمامَ لِيَهْ ... إِلى حمامَتِيَهْ، ونِصْفَه قَدِيَهْ، ... تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ قَالَ: والدَّواجن الَّتِي تُسْتَفْرَخ فِي الْبُيُوتِ حَمام أَيضاً، وأَما اليَمام فَهُوَ الحَمامُ الْوَحْشِيُّ، وَهُوَ ضَرْب مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ، هَذَا قَوْلُ الأَصمعي، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: الحَمام هُوَ الْبَرِّيُّ، وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يأْلف الْبُيُوتَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ: أَنه كَانَ يُعْجبه النَّظَرُ إِلى الأُتْرُجِّ والحَمام الأَحْمَر ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: قَالَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ هُوَ التُّفَّاحُ؛ قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ لَمْ أَرَهُ لِغَيْرِهِ. وحُمَة الْعَقْرَبِ، مُخَفَّفَةُ الْمِيمِ: سَمُّها، وَالْهَاءُ عِوَضٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ. ابْنُ الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ، وَغَيْرُهُ لَا يُجِيزُ التَّشْدِيدَ، يَجْعَلُ أَصله حُمْوَةً.

_ (3). وفي رواية أَخرى: سِراعٍ

والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛ قَالَ: إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها ... بتَيْهاء، لَا يَقْضي كَراها رَقِيبُهَا والحَمامة: المرأَة؛ قَالَ الشَّمَّاخ: دارُ الفتاةِ الَّتِي كُنَّا نَقُولُ لَهَا: ... يَا ظَبْيَةً عُطُلًا حُسّانَةَ الجيدِ تُدْني الحمامةَ مِنْهَا، وَهِيَ لاهِيةٌ، ... مِنْ يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ وَمَنْ ذَهَبَ بالحَمامةِ هُنَا إِلى مَعْنَى الطَّائِرِ فَهُوَ وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري للمُؤَرِّج: كأَنَّ عَيْنَيْهِ حَمامتانِ أَي مِرآتانِ. وحَمامةُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ الشمَّاخ: ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ ... عَلَى كلِّ إِجْرِيَّائِها، وَهُوَ آبِرُ والحَمامة: خِيار الْمَالِ. والحَمامة: سَعْدانة الْبَعِيرِ. والحَمامة: سَاحَةُ الْقَصْرِ النَّقِيَّةُ. والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو. والحَمامة: المرأَة الْجَمِيلَةُ. وَالْحَمَامَةُ: حَلْقة الْبَابِ. والحَمامةُ مِنَ الفَرَس: القَصُّ. والحَمائِم: كَرَائِمُ الإِبل، وَاحِدَتُهَا حَميمة، وَقِيلَ: الحَميمة كِرام الإِبل، فَعَبَّرَ بِالْجَمْعِ عَنِ الْوَاحِدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ قَوْلُ كُرَاعٍ. يُقَالُ: أَخذ المُصَدِّقُ حَمائِمَ الإِبل أَي كَرَائِمَهَا. وإِبل حامَّةٌ إِذا كَانَتْ خِيَارًا. وحَمَّةُ وحُمَّةُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد الأَخفش: أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ ... سأَلْت، فَلَمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثُمَّ صَمَّتِ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَمَّةُ حِجَارَةٌ سُودٌ تَرَاهَا لَازِقَةً بالأَرض، تقودُ فِي الأَرض الليلةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ والثلاثَ، والأَرضُ تَحْتَ الْحِجَارَةِ تَكُونُ جَلَداً وسُهولة، وَالْحِجَارَةُ تَكُونُ مُتدانِية وَمُتَفَرِّقَةً، تَكُونُ مُلْساً مِثْلَ الجُمْع وَرُؤُوسِ الرِّجَالِ، وَجَمْعُهَا الحِمامُ، وَحِجَارَتُهَا مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وَتَنْبُتُ نَبْتًا كَذَلِكَ لَيْسَ بِالْقَلِيلِ وَلَا بِالْكَثِيرِ. وحَمام: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَالِمُ بْنُ دارَة يَهْجُو طَريفَ بْنَ عَمْرٍو: إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ ... لِشَتْمِ بَنِيَ الطَّمَّاح أَهلِ حَمام إِذا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ ... بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ. والحُمَامُ: اسْمُ رَجُلٍ. الأَزهري: الحُمام السَّيِّدُ الشَّرِيفُ، قَالَ: أُراه فِي الأَصل الهُمامَ فقُلبت الْهَاءُ حَاءً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي، ... حُمام عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْعَامِرِيُّ قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ أَبَقِيَ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقَالَ: هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ. وحِمَّانُ: حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ أَحد حَيَّيْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وحَمَّانُ، بِالْفَتْحِ، اسْمُ رَجُلٍ «1». وحَمُومةُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ: مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وأَظنه أَسود يَذْهَبُ إِلى اشْتِقَاقِهِ مِنَ الحُمَّة الَّتِي هِيَ السَّوَادُ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالُوا: جَارَا حَمومةَ، فَحَمومةُ هُوَ هَذَا الْمَلِكُ، وَجَارَاهُ: مَالِكُ بْنُ جعفر

_ (1). قوله [وَحَمَّانُ بِالْفَتْحِ اسْمُ رَجُلٍ] قَالَ في التكملة:؛ المشهور فيه كسر الحاء

ابْنُ كِلَابٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُشَيْر. والحَمْحَمة: صَوْتُ البِرْذَوْن عِنْدَ الشَّعِير «1». وَقَدْ حَمْحَمَ، وَقِيلَ: الحَمْحَمة والتَّحَمْحُم عَرُّ الْفَرَسِ حِينَ يُقَصِّر فِي الصَّهيل وَيَسْتَعِينُ بنفَسه؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَمْحَمة صَوْتُ البِرْذَوْنِ دُونَ الصَّوْتِ الْعَالِي، وصَوتُ الْفَرَسِ دونَ الصَّهيل، يُقَالُ: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ حَمْحَمَةً؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه حِكَايَةُ صَوْتِهِ إِذا طَلَبَ العَلَفَ أَو رأَى صَاحِبَهُ الَّذِي كَانَ أَلِفه فاستأْنس إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجِيءُ أَحدُكم يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِفَرَسٍ لَهُ حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ. والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِمْحِم والخِمْخِم وَاحِدٌ. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وَقَدْ يُقَالُ لَهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وحُماحِمٌ لَوْنٌ مِنَ الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه حُماحِمِيٌّ. والحَماحِم: رَيْحانة مَعْرُوفَةٌ، الْوَاحِدَةُ حَماحِمَةٌ. وَقَالَ مُرَّةُ: الحَماحِم بأَطراف الْيَمَنِ كَثِيرَةٌ وَلَيْسَتْ ببَرّية وتَعْظُم عِنْدَهُمْ. وَقَالَ مُرَّةُ: الحِمْحِم عُشْبةٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ لَهَا زغَبٌ أَخشنُ يَكُونُ أَقل مِنَ الذِّرَاعِ. والحُمْحُمُ والحِمْحِم جَمِيعًا: طَائِرٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ: إِذا قِيلَ لَنَا أَبَقِيَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قُلْنَا: حَمْحامِ. واليَحْموم: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ الأَخطل: أَمْسَتْ إِلى جَانِبِ الحَشَّاك جيفَتُهُ، ... ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ وحَمُومةُ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْبَادِيَةِ. واليَحاميمُ: الْجِبَالُ السُّودُ. حنم: الأَزهري: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الحَنَمة الْبُومَةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِهِ، وَهُوَ ثِقة. حنتم: الحَنْتَم: جِرارٌ خُضْرٌ تَضرب إِلى الْحُمْرَةِ؛ قَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ سَحَابًا: لَه هَيْدبٌ دانٍ كأَن فُروجَه، ... فُوَيْقَ الحَصى والأَرْضِ، أَرفاضُ حَنْتَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَمرو بْنِ شَأْس: رَجَعْتُ إِلى صَدْرٍ كجَرَّةِ حَنْتَمٍ، ... إِذا قُرِعَتْ صِفْراً مِنَ الْمَاءِ صَلَّتِ وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ عَدِيٍّ: مَنْ مُبْلِغُ الحَسْناء أَنَّ حَليلَها، ... بمَيْسانَ، يُسْقى مِنْ رُخامٍ وحَنْتَمِ؟ والحَنْتَمُ: سَحَابٌ، وَقِيلَ: سَحَابٌ سُودٌ. والحَناتم: سَحائب سُودٌ لأَن السَّوَادَ عِنْدَهُمْ خُضْرَةٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: سَقى أُمَّ عمروٍ، كلَّ آخرِ ليلةٍ، ... حناتمُ سُحْمٌ ماؤُهنَّ ثَجيجُ وَالْوَاحِدَةُ حَنتمةٌ، وأَصل الحَنْتَمِ الْخُضْرَةُ، وَالْخُضْرَةُ قَرِيبَةٌ مِنَ السَّوَادِ. وحَنتَمٌ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: كأَنكَ بالصحْراءِ مِنْ فَوقِ حَنْتَم ... تُناغِيكَ، مِنْ تَحْتِ الخُدُورِ، الجَآذر وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ والحَنْتَم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ جِرارٌ حُمْرٌ

_ (1). قوله [عند الشعير] أَي عند طلبه، أَفاده شارح القاموس

كَانَتْ تُحْمَلُ إِلى الْمَدِينَةِ فِيهَا الخمرُ؛ قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لِلسَّحَابِ حَنْتَم وحَناتم لِامْتِلَائِهَا مِنَ الْمَاءِ، شُبِّهَتْ بحَناتم الجِرار الْمَمْلُوءَةِ، وَفِي النِّهَايَةِ: الحَنْتَمُ جِرَارٌ مَدْهُونَةٌ خُضْرٌ كَانَتْ تُحْمَلُ الخمرُ فِيهَا إِلى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهَا فَقِيلَ للخَزَف كلِّه حَنْتم، وَاحِدَتُهَا حَنْتَمةٌ، وإِنما نَهَى عَنِ الِانْتِبَاذِ فِيهَا لأَنها تُسْرِعُ الشدةُ فِيهَا لأَجل دَهْنِهَا، وَقِيلَ: لأَنها كَانَتْ تُعْمل مَنْ طِينٍ يُعْجَنُ بِالدَّمِ وَالشَّعْرِ، فَنَهَى عَنْهَا ليُمْتنَع مِنْ عَمَلِهَا، والأَول الْوَجْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْعَاصِ: أَن ابْنَ حَنْتَمَةَ بعَجَتْ لَهُ الدُّنْيَا مِعاها ؛ حَنْتَمَةُ: أُم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِيَ بِنْتُ هاشم بن المغيرة. حندم: الحَنْدَمُ: شَجَرٌ حُمْرُ العُروق؛ قَالَ يَصِفُ إِبلًا: حُمْراً ورُمْكاً كعُروقِ الحَنْدَمِ وَاحِدَتُهُ حَنْدَمَة. وحَنْدَمٌ: اسْمٌ. والحِنْدِمانُ: قَبِيلَةٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السيرافي. حنذم: الْجَوْهَرِيُّ: الحِنْذِمانُ الْجَمَاعَةُ، وَيُقَالُ الطائفةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِنا لزَوَّارُونَ بالمِقْنَبِ العِدى، ... إِذا حِنْذِمانُ اللُّؤْمِ طابَتْ وِطابُها حوم: الحَوْمُ: القَطيع الضخمُ مِنَ الإِبل أَكثرُه إِلى الأَلف؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ونَعَماً حَوْماً بِهَا مُؤَبَّلا وَقِيلَ: هِيَ الإِبل الْكَثِيرَةُ مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدَّ عددُها. وحَوْمةُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ كَالْبَحْرِ وَالْحَوْضِ وَالرَّمْلِ. والحَوْمةُ: أَكثر مَوْضِعٍ فِي الْبَحْرِ مَاءً وأَغْمَرُه، وَكَذَلِكَ فِي الْحَوْضِ. وحَوْمَةُ الْقِتَالِ: مُعْظَمُهُ وأَشدُّ موضعٍ فِيهِ، وَكَذَلِكَ مِنَ الرَّمْلِ وَالْمَاءِ وَغَيْرِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: حَتَّى إِذا كَرَعْنَ فِي الحَوْمِ المَهَقْ وحَوْمةُ الْمَاءِ: غَمْرَتُهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والحَوَمانُ: دَومانُ الطَّائِرِ يُدَوِّم ويَحُومُ حَوْلَ الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَا وَليَ أَحدٌ إِلَّا حامَ عَلَى قَرَابَتِهِ أَي عَطَفَ كَفِعْلِ الْحَائِمِ عَلَى الْمَاءِ، وَيُرْوَى حَامَى. وحامَ الطائرُ عَلَى الشَّيْءِ حَوْماً وحَوَماناً: دَوَّمَ. والطائرُ يَحُومُ حَوْلَ الْمَاءِ ويَلُوبُ إِذا كَانَ يَدُورُ حَوْلَهُ مِنَ الْعَطَشِ. الْجَوْهَرِيُّ: حامَ الطَّائِرُ وَغَيْرُهُ حَوْلَ الشَّيْءِ يَحُومُ حَوْماً وحَوَماناً أَي دَارَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ بهائمَنا الحائمةَ ؛ هِيَ الَّتِي تَحُومُ حَوْلَ الْمَاءِ أَي تَطُوفُ فَلَا تَجِدُ مَاءً تَرِدُهُ، وحامَتِ الإِبلُ حَوْلَ الْمَاءِ حَوْماً كَذَلِكَ. وكلُّ مَنْ رامَ أَمْراً فَقَدْ حامَ عليه حَوْماً وحِياماً وحُؤُوماً وحَوَماناً. والحَومُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: جَمْعُ. وكلُّ عَطْشَانَ حائمٌ. وإِبل حَوائم وحُوَّمٌ: عِطَاشٌ جِدّاً؛ الأَصمعي: الحوَّمُ مِنَ الإِبل العِطاش الَّتِي تَحومُ حَوْلَ الْمَاءِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ عَلْقَمة بْنِ عَبدَةَ: كأْسٌ عَزِيزٌ مِنَ الأَعْناب عَتَّقَها، ... لبَعْضِ أَربابها، حانِيَّةٌ حُومُ قَالَ: الحُومُ الْكَثِيرَةُ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ الحُومُ الَّتِي تَحُومُ فِي الرأْس أَي تَدُورُ، والمُعَتَّقة: الَّتِي طَالَ مُكْثُها. وهامَةٌ حائِمةٌ: عَطْشى، وَفِي التَّهْذِيبِ: قَدْ عَطِشَ دِماغُها.

فصل الخاء المعجمة

والحَوْمانةُ: مَكَانٌ غليظٌ منْقادٌ، وَجَمْعُهُ حَوْمان وحَوامِينُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَومْانُ مِنَ السَّهْلِ مَا أَنبت العَرْفَجَ، وَقُرِئَ بِخَطِّ شَمرٍ لأَبي خَيْرَةَ قَالَ: الحَوْمانُ وَاحِدَتُهَا حَوْمانةٌ شَقَائِقُ بَيْنَ الْجِبَالِ، وهي أَطيب الحُزُونة، ولكنها جَلَدٌ ليس فيها إِكام وَلَا أَبارقُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَا كَانَ فَوْقَ الرَّمْلِ وَدُونَهُ حِينَ تَصْعَدُه أَو تَهْبِطُهُ. وَفِي حَدِيثِ وَفْد مَذْحِج: كأَنها أَخاشِبُ بالحَوْمان أَي الأَرض الْغَلِيظَةِ الْمُنْقَادَةِ. والحَوْمانُ: نَبَاتٌ بِالْبَادِيَةِ، وَاحِدَتُهُ حَوْمانةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الحَوْمان فِي أَسماء النَّبَاتِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ قَالَ: وأَظنه وَهَماً. وحَامٌ: أَحدُ أَولاد نَبِيِّ اللَّهِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ أَبو السُّودان؛ يُقَالُ: غُلَامٌ حامِيٌّ وعَبْدٌ حامِيٌّ. والحَوْمانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ: وأَضحى يَقْتَرِي الحَوْمانَ فَرْداً ... كنَصْلِ السَّيف حُودِثَ بالصِّقالِ الأَزهري: وردتُ رَكِيَّة فِي جَوٍّ وَاسِعٍ يَلِي طَرَفاً مِنْ أَطراف الدَّوّ يُقَالُ لَهَا رَكِيَّة الحَوْمانة، قَالَ: وَلَا أَدري الحَوْمان فَوْعال مِن حَمَنَ، أَو فَعْلان مِنْ حَامَ. فصل الخاء المعجمة ختم: خَتَمَه يَخْتِمُه خَتْماً وخِتاماً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: طَبَعَه، فَهُوَ مَختوم ومُخَتَّمٌ، شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ، والخاتِمُ الفاعِلُ، والخَتْم عَلَى القَلْب: أَن لَا يَفهَم شَيْئًا وَلَا يَخرُج مِنْهُ شَيْءٌ كأَنه طَبْعٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ؛ هُوَ كَقَوْلِهِ: طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ*، فَلَا تَعْقِلُ وَلَا تَعِي شَيْئًا؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى خَتَمَ وطَبَعَ فِي اللُّغَةِ واحدٌ، وَهُوَ التَّغْطِيَةُ عَلَى الشَّيْءِ والاستِيثاقُ مِنْ أَن لَا يَدخله شَيْءٌ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا: أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها؛ وَفِيهِ: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ؛ مَعْنَاهُ غَلَبَ وغَطَّى عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: الْمَعْنَى إِن يشإِ اللَّهُ يُنْسِكَ مَا آتاكَ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ إِن يشإِ اللَّهُ يَرْبِطْ عَلَى قَلْبِكَ بِالصَّبْرِ عَلَى أَذاهم وَعَلَى قَوْلِهِمُ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً. والخاتَمُ: مَا يُوضَع عَلَى الطيِّنة، وَهُوَ اسْمٌ مِثْلُ العالَمِ. والخِتامُ: الطِّينُ الَّذِي يُخْتَم بِهِ عَلَى الْكِتَابِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وصَهْباء طَافَ يَهُودِيُّها، ... وأَبْرَزَها وَعَلَيْهَا خَتَمْ أَي عَلَيْهَا طِينَةٌ مَخْتُومَةٌ، مِثلُ نَفَضٍ بِمَعْنَى مَنْفُوضٍ وقَبَضٍ بِمَعْنَى مَقبوضٍ. والخَتْمُ: الْمَنْعُ. والخَتْم أَيضاً: حفْظُ مَا فِي الْكِتَابِ بتَعْلِيم الطِّينَة. وَفِي الْحَدِيثِ: آمِينَ خاتَمُ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ طَابَعُه، وعلامتُه الَّتِي تدفَعُ عَنْهُمُ الأَعراضَ وَالْعَاهَاتِ، لأَن خاتَمَ الْكِتَابِ يَصُونهُ ويمنَعُ النَّاظِرِينَ عَمَّا فِي بَاطِنِهِ، وَتُفْتَحُ تَاؤُهُ وتُكْسَرُ، لُغَتان. والخَتَمُ والخاتِمُ والخاتَمُ والخاتامُ والخَيْتامُ: مِنَ الحَلْي كأَنه أَوّل وَهْلة خُتِمَ بِهِ، فَدَخَلَ بِذَلِكَ فِي بَابِ الطابَع ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ لِذَلِكَ وإِن أُعِدَّ الخاتَمُ لِغَيْرِ الطَّبْع؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الخَيْتام: يَا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرَبِ المُنْشَقّ، ... أَخَذْتِ خَيْتامي بِغَيْرِ حَقِّ وَيُرْوَى: خاتامِي؛ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:

أَتُوعِدُنا بِخَيْتام الأَمِير قَالَ: وَشَاهِدُ الْخَاتَامِ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ لِبَعْضِ بَنِي عُقَيْلٍ: لئِن كَانَ مَا حُدِّثْته اليومَ صَادِقًا، ... أَصُمْ فِي نهارِ القَيْظ لِلشَّمْسِ بَادِيَا وأَرْكبْ حِماراً بَيْنَ سَرْجٍ وفَرْوة، ... وأُعْرِ مِنَ الخاتامِ صُغْرَى شِمالِيَا وَالْجَمْعُ خَواتِم وخَواتِيم. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الَّذِينَ قَالُوا خَواتِيم إِنما جَعَلُوهُ تَكْسِيرَ فاعالٍ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِي كَلَامِهِمْ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ لَمْ يَعْرِفْ خَاتَامًا، وَقَدْ تَخَتَّم بِهِ: لَبِسَهُ؛ ونَهى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنِ التختُّم بِالذَّهَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: التَّخَتُّم بِالْيَاقُوتِ يَنْفي الْفَقْرَ ؛ يُريد أَنه إِذا ذهَبَ مالُه بَاعَ خاتَمَه فوجدَ فِيهِ غِنىً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَشبه، إِن صَحَّ الْحَدِيثُ، أَن يَكُونَ لخاصَّة فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن لُبْس الخاتَم إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ أَي إِذا لَبسه لِغَيْرِ حَاجَةٍ وَكَانَ للزِّينة المَحْضَةِ، فَكَرَّهَ لَهُ ذَلِكَ ورخَّصها لِلسُّلْطَانِ لِحَاجَتِهِ إِليها فِي خَتْم الكُتُب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ خاتَمُ شَبَهٍ فَقَالَ: مَا لِي أَجدُ مِنك رَيحَ الأَصنام؟ لأَنها كَانَتْ تُتّخذُ مِنَ الشَّبَه، وَقَالَ فِي خاتَم الْحَدِيدِ: مَا لِي أَرى عليكَ حِلْيَةَ أَهلِ النَّارِ؟ لأَنه كَانَ مِنْ زِيِّ الْكُفَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَصحاب النَّارِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ خَتَمَ عَلَيْكَ بابَهُ أَعرَض عَنْكَ. وخَتَم فُلَانٌ لكَ بابَه إِذا آثَرَكَ عَلَى غَيْرِكَ. وخَتَم فُلَانٌ الْقُرْآنَ إِذا قرأَه إِلى آخِرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ. خَتَم الشَّيْءَ يَخْتِمُه خَتْماً بَلَغَ آخرَه، وخَتَمَ اللَّهُ لَهُ بخَير. وخاتِمُ كُلِّ شَيْءٍ وخاتِمَته: عَاقِبَتُهُ وآخِرُه. واخْتَتَمْتُ الشَّيْءَ: نَقيض افتَتَحْتُه. وخاتِمَةُ السُّورَةِ: آخرُها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده الزَّجَّاجُ: إِن الخليفَة، إِن اللَّهَ سَرْبَلَه ... سِرْبالَ مُلْك، بِهِ تُرْجى الخَواتِيمُ إِنما جَمَع خاتِماً عَلَى خَوَاتِيمَ اضْطِرَارًا. وخِتامُ كُلِّ مَشروب: آخرُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: خِتامُهُ مِسْكٌ ، أَي آخرُه لأَن آخِرَ مَا يَجدونه رَائِحَةُ الْمِسْكِ، وَقَالَ عَلْقَمَةُ: أَي خِلْطُه مِسك، أَلم ترَ إِلى المرأَة تَقُولُ للطِّيب خِلْطُه مِسكٌ خِلْطُه كَذَا؟ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَعْنَاهُ مِزاجُه مِسْكٌ، قَالَ: وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ عَلْقَمَة؛ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: عاقِبتُه طَعْم المِسك، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، خاتِمُه مِسك؛ وَقَالَ: أَما رأَيتَ المرأَةَ تَقُولُ للعطَّار اجْعَلْ لِي خاتِمَه مِسكاً، تُرِيدُ آخرَه؟ قَالَ الْفَرَّاءُ: والخاتِمُ والخِتام مُتَقَارِبَانِ فِي الْمَعْنَى، إِلَّا أَن الخاتِمَ الاسمُ، والخِتام الْمَصْدَرُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فبِتْنَ جَنَابَتَيَّ مُصَرَّعاتٍ، ... وبِتُّ أَفُضُّ أَغلاقَ الخِتامِ وَقَالَ: ومثلُ الخاتِم والخِتام قَوْلُكَ لِلرَّجُلِ: هُوَ كَرِيمُ الطَّابِع والطِّباع، قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ أَن أَحدهم إِذا شَرِبَ وَجَدَ آخِرَ كأْسِه ريحَ المِسك. وخِتامُ الْوَادِي: أَقصاه. وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم: آخرُهم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَمُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خاتِمُ الأَنبياء، عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. التَّهْذِيبُ: والخاتِم والخاتَم مِنْ أَسماء النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ؛ أَي آخِرَهُمْ، قَالَ: وَقَدْ قُرِئَ وخاتَمَ ؛ وَقَوْلُ العَجَّاج: مُبارَكٍ للأَنبياء خاتِمِ إِنما حَمَلَهُ عَلَى الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ فَكَسَرَ، وَمِنْ أَسمائه

الْعَاقِبُ أَيضاً وَمَعْنَاهُ آخِرُ الأَنبياء. وأَعطاني خَتْمي أَي حَسْبي، قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمّة: وإِني دَعَوْتُ اللَّهَ، لَمَّا كَفَرْتَني، ... دُعاءً فأَعطاني عَلَى ماقِطٍ خَتْمِي وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن حَسْبَ الرَّجُلِ آخرُ طَلَبِهِ. وخَتَم زَرْعَهُ يَخْتِمُه خَتْماً وخَتَم عَلَيْهِ: سَقَاهُ أَولَ سَقْيَةٍ، وَهُوَ الخَتْم، والخِتام اسْمٌ لَهُ لأَنه إِذا سُقِيَ خُتِم بالرَّجاء، وَقَدْ خَتَمُوا عَلَى زُروعِهم أَي سَقَوْها وَهِيَ كِرابٌ بَعْدُ؛ قَالَ الطَّائِفِيُّ: الخِتام أَن تُثار الأَرض بالبَذْر حَتَّى يَصير البَذْر تحتَها ثُمَّ يَسقونها، يَقُولُونَ خَتَمُوا عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصل الخَتْم التَّغْطِيَةُ، وخَتْم الْبَذْرِ تغطيتُه، وَلِذَلِكَ قِيلَ للزَّرَّاع كَافِرٌ لأَنه يُغطّي الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ. والخَتْم: أَفواه خَلايا النَّحْل. والخَتْم: أَن تَجمع النحلُ مِنَ الشَّمَع شَيْئًا رَقِيقًا أَرقّ مِنْ شَمَع القُرْص فَتَطْليَه بِهِ، والخاتَمُ أَقلُّ وضَحِ الْقَوَائِمِ. وَفَرَسٌ مُخَتَّم: بأَشاعِرِه بَياضٌ خفيٌّ كاللُّمَع دُونَ التَّخْدِيمِ. وخاتَمُ الفَرَسِ الأُنثى: الحلْقَة الدُّنْيا مِنْ ظَبْيَتها «2». ابْنُ الأَعرابي: الخُتُمُ فُصُوص مَفاصِل الخَيل، وَاحِدُهَا خِتام وخَتام. وتَختَّم عَنِ الشَّيْءِ: تَغافَل وسَكَتَ. والمِخْتَم: الجَوْزَةُ الَّتِي تُدْلَكُ لِتَمْلاسَّ فَيُنْقَدَ بِهَا، تُسمّى التِّير بِالْفَارِسِيَّةِ. وَجَاءَ مُتَخَتِّماً أَي مُتَعمِّماً وَمَا أَحسن تَخَتُّمَهُ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَاللَّهُ أَعلم. خترم: خَتْرَمَ: صَمَتَ عَنْ عِيٍّ أَو فَزَع. خثم: خَثَّم الشيءَ: عَرَّضه. والخَثَم، بِالتَّحْرِيكِ: عِرَضُ الأَنف. والخَثَمُ: عِرَض رأْس الأُذن وَنَحْوِهَا مِنْ غَيْرِ أَن تَطَرّف، وأُذن خَثْماء، وَقَدْ خَثِم خَثَماً، وَهُوَ أَخْثَمُ. وأَنف أَخْثَمُ: عَرِيضُ الأَرْنَبة، وَقِيلَ: الخَثَم غِلَظُ الأَنف كلِّه؛ والأَخْثم: السَّيْفُ الْعَرِيضُ، مِنْ قَوْلِ الْعَجَّاجِ: بِالْمَوْتِ مِنْ حَدِّ الصَّفِيحِ الأَخْثم والأَخْثَم: الجَهازُ الْمُرْتَفِعُ الْغَلِيظُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وإِذا لمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً، ... مُتَحَيِّزاً بِمَكَانِهِ مِلْءَ الْيَدِ «3» . ورَكَبٌ أَخْثَم إِذا كَانَ مُنْبَسِطًا غَلِيظًا. ونَعْل مُخَثَّمة: مُعرَّضة بِلَا رأْس، وَقِيلَ: عَريضة. والخُثْمة: قِصَر فِي أَنف الثَّوْرِ. اللَّيْثُ: ثَوْر أَخثم وَبَقَرَةٌ خَثْماء؛ قَالَ الأَعشى: كأَني ورَحْلي والقُنانَ ونُمْرُقي، ... عَلَى ظَهْر طاوٍ أَسْفَعِ الخدِّ أَخْثَما والخُثْمة: غِلَظ وقِصَر وتَفَرْطُحٌ. وَنَاقَةٌ خَثماء، وخَثَمُها: اسْتِدَارَةُ خُفها وانبساطُه وقِصَر مَناسِمِه، وَبِهِ يُشبَّه الرَّكَبُ لِاكْتِنَازِهِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ الأَخَثّ. ثَعْلَبٌ: فَرْج أَخْثَم مُنْتَفِخٌ حُزُقَّةٌ قَصِيرُ السَّمْك خَنّاقٌ ضَيِّقٌ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الأَبرد للنَّمر، وَيُقَالُ لأُنثاه الخَيْثَمَة. وخَيْثَم وخَيْثَمَة وخُثامة وأَخْثَم وخُثَيْمٌ، كُلُّهَا: أَسماء. وَقَدْ خَثِم المِعْوَلُ: صَارَ مُفَرْطَحاً؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: رَدّتْ مَعاوِلَه خُثْماً مُفَلّلة، ... وصادَفَتْ أَخضرَ الجالَيْنِ صَلَّالا

_ (2). قوله [الْحَلْقَةُ الدُّنْيَا مِنْ ظَبْيَتِهَا] هكذا هو بالأصل، وهو نص المحكم، وفي نسخة القاموس تحريف له فليتنبه له (3). في ديوان النابغة: أجثم بدل أخثم

خثرم: الخُثارم، بِالضَّمِّ: الرَّجُلُ الْمُتَطَيِّرُ؛ قَالَ خُثَيْمُ بْنُ عَدِيّ: وَلَسْتُ بَهيّاب، إِذا شدَّ رَحلَه، ... يَقُولُ: عَداني اليومَ واقٍ وحاتِمُ وَلَكِنَّهُ يَمضي عَلَى ذَاكَ مُقْدِماً، ... إِذا صَدَّ عَنْ تِلْكَ الهَناة الخُثارِمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ هُوَ للرَّقّاص الْكَلْبِيِّ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وَصَوَابُهُ: وَلَيْسَ بِهيّاب إِذا شدَّ رَحلَه بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ: وَلَكِنَّهُ يَمْضِي عَلَى ذَاكَ مُقْدِماً قَالَ: وَالضَّمِيرُ فِي وَلَيْسَ يَعُودُ عَلَى رَجُلٍ خَاطَبَهُ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ فِي فَصْلِ حَتْمٍ، وَهُوَ: وجدتُ أَباكَ الْخَيْرَ بَحْراً بنَجدة، ... بَنَاهَا لَهُ مَجْداً أَشَمُّ قُماقِمُ وَرَجُلٌ خُثارِم وحُثارم: غَلِيظُ الشَّفَةِ. والخِثْرِمة، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ: الدَّائِرَةُ تَحْتَ الأَنف. والخِثْرمة: طَرَف الأَرنبة إِذا غَلُظَتْ؛ رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ بِالْخَاءِ، وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، بِالْحَاءِ، حِثْرِمة؛ قَالَ: وَهِيَ لُغَتَانِ الدَّائِرَةُ الَّتِي عِنْدَ الأَنف وسْط الشَّفَةِ الْعُلْيَا. وعَمرو بْنُ الخُثارِم البَجَليُّ. خثعم: خَثْعَم: اسمُ جَبَلٍ، فَمَنْ نَزَلَهُ فَهُمْ خَثْعَمِيُّونَ. وخَثْعَمٌ: اسْمُ قَبِيلَةٍ أَيضاً، وَهُوَ خَثْعَمُ بْنُ أَنمار مِنَ الْيَمَنِ، وَيُقَالُ: هُمْ مِنْ مَعَدٍّ صَارُوا بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: خَثْعَمٌ اسْمُ جَمَلٍ، سُمي بِهِ خَثْعَمٌ. والخَثْعَمة: تَلَطُّخُ الْجَسَدِ بِالدَّمِ، وَقِيلَ: بِهِ سُمِّيَتِ هَذِهِ الْقَبِيلَةُ لأَنهم نَحَرُوا بَعِيرًا فَتَلَطَّخُوا بِدَمِهِ وتَحالفوا. والخَثْعَمَةُ: أَن يُدخِل الرَّجُلَانِ إِذا تَعَاقَدَا كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِصبعاً فِي مَنْخِر الجَزُور المَنحور، يَتعاقدان عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ، قَالَ قُطْرُبٌ: الخَثْعمة التَّلَطُّخُ بِالدَّمِ؛ يُقَالُ: خَثعموه فَتَرَكُوهُ أَي رَمَّلوه بِدَمِهِ. وتَخَثْعم القومُ بِالدَّمِ: تَلَطَّخُوا بِهِ، وَقِيلَ: الخثْعمة أَن يَجْتَمِعَ النَّاسُ فيَذبَحوا ويأْكلوا ثُمَّ يَجمَعوا الدَّمَ ثُمَّ يَخلطوا فِيهِ الزعفَران والطِّيبَ، ثُمَّ يَغمِسوا أَيديهم وَيَتَعَاقَدُوا أَن لا يَتخاذلوا. خثلم: خَثْلَم الشيءَ: أَخذه فِي خُفْية. وخَثْلَمٌ:؛ اسْمٌ. والخَثْلَمَةُ: الاختلاط. خجم: الخِجامُ: المرأَة الواسِعةُ الهَنِ، وَهُوَ سَبٌّ عِنْدَ الْعَرَبِ، يَقُولُونَ: يَا ابْنَ الخِجام وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ صِفَةِ النِّسَاءِ مِنَ الْجِمَاعِ: بِذَاكَ أَشفي النَّيْزَجَ الخِجاما وَيُقَالُ لَهَا الخُجارِمُ أَيضاً. الأَزهري: النَّيْزَجُ جَهاز المرأَة إِذا نَزا بَظْرُه. خدم: الخَدَم: الخُدَّمُ. والخادِمُ: واحدُ الخَدَمِ، غُلَامًا كَانَ أَو جَارِيَةً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ قَوْمًا: مُخَدَّمون ثِقالٌ فِي مَجالسهم، ... وَفِي الرِّجال، إِذا رافقتَهم، خَدَمُ وتَخَدَّمْتُ خادِماً أَي اتَّخَذْتُ. وَلَا بُدَّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خادمٌ أَن يَخْتَدِم أَي يَخْدُم نفسه. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ وَعَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: اسأَلي أَباكِ خادِماً تَقِيكِ حَرَّ مَا أَنتِ فِيهِ ؛ الخادِمُ: وَاحِدُ الخَدَم، وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى لإِجرائه مُجرى الأَسماء غَيْرِ المأْخوذة مِنَ الأَفعال كَحَائِضٍ وعاتِق. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنه طَلَّقَ امرأَته فَمَتَّعها بِخَادِمٍ سَوداء أَي جَارِيَةٍ. وَهَذِهِ خادِمُنا، بِغَيْرِ هَاءٍ، لِوُجُوبِهِ،

وَهَذِهِ خادِمتُنا غَدًا. ابْنُ سِيدَهْ: خَدَمَه يَخْدُمه ويَخدِمه؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، خَدْمةً، عَنْهُ، وخِدْمة، مَهَنَهُ، وَقِيلَ: الْفَتْحُ الْمَصْدَرُ، وَالْكَسْرُ الِاسْمُ، وَالذَّكَرُ خَادِمٌ، وَالْجَمْعُ خُدَّام. والخَدَمُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ كالعَزَبِ والرَّوَح، والأُنثى خادِم وخادِمة، عَرَبيَّتان فَصِيحَتَانِ، وخدَم نفسهَ يَخْدُمُها ويَخْدِمُها كَذَلِكَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا بدَّ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ أَن يَختَدِم أَي يخدُم نَفْسَه. واستخدَمَه فأَخدَمَه: استوهَبَه خادِماً فَوَهَبَه لَهُ. وَيُقَالُ: اخْتَدَمْتُ فُلَانًا واسْتَخْدَمْتُه أَي سأَلتُهُ أَن يَخْدُمني. وقومٌ مُخَدَّمُون أَي مَخْدُومُون، يُرَادُ بِهِ كثرةُ الخَدَم والحَشَم. وأَخدمتُ فُلَانًا: أَعطيتُه خَادِمًا يَخدُمُه، يَقَعُ الخادِمُ عَلَى الأَمة وَالْعَبْدِ. وَرَجُلٌ مَخْدُوم: لَهُ تَابِعَةٌ مِنَ الْجِنِّ. والخَدَمة: السَّيْرُ الْغَلِيظُ المحكمُ مثل الحَلْقة، يُشدّ فِي رُسْغ الْبَعِيرِ ثُمَّ يُشَدّ إِليها سَرائحُ نَعْلِها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: وطايَفْنَ مَشْياً فِي السَّرِيح المُخَدَّم وَالْجَمْعُ خَدَمٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: خِدامٌ، وَقَدْ خَدَّم الْبَعِيرَ. والخَدَمةُ: الخَلْخالُ. هو مِنْ ذَلِكَ لأَنه رُبَّمَا كَانَ مِنْ سُيُورٍ يُرَكَّبُ فِيهَا الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَالْجَمْعُ خِدامٌ، وَقَدْ تُسمَّى الساقُ خَدَمَةً حَمْلًا عَلَى الخَلْخال لِكَوْنِهَا مَوْضِعَهُ، وَالْجَمْعُ خَدَمٌ وخِدامٌ؛ قَالَ: كَيْفَ نَوْمِي عَلَى الفراشِ، ولمَّا ... تَشْمَلِ الشأْمَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشيخَ عَنْ بَنيهِ، وتُبْدي ... عَنْ خِدامِ العَقِيلَةُ العَذْراءُ أَراد وتُبْدِي عَنْ خِدامٍ الْعَقِيلَةَ، وخِدام هَاهُنَا فِي نِيَّةٍ عَنْ خِدامها؛ وعدَّى تُبْدِي بعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى تَكْشِفُ كَقَوْلِهِ: تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أَسيلٍ وتَتَّقِي أَي تَكْشِفُ عَنْ أَسيلٍ أَو تُسْفِرُ عَنْ أَسيلٍ. والمُخَدَّمُ: مَوْضِعُ الخَدَمَة مِنَ الْبَعِيرِ والمرأَة؛ قَالَ طُفَيْلٌ: وَفِي الظَّاعِنينَ القَلْبُ قَدْ ذَهَبَتْ بِهِ ... أَسيلَةُ مَجْرى الدَّمْعِ، رَيَّا المُخَدَّمِ والمُخَدَّمُ مِنَ الْبَعِيرِ: مَا فَوْقَ الْكَعْبِ. غَيْرُهُ: والمُخَدَّم والمُخَدَّمة مَوْضِعُ الخِدام مِنَ السَّاقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَدَمِ نِسائكم شيءٌ ، جَمْعُ خَدَمَةٍ، يَعْنِي الْخَلْخَالَ، وَيُجْمَعُ عَلَى خِدامٍ أَيضاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كُنَّ يُدْلِجْنَ بالقِرَبِ عَلَى ظُهُورِهِنَّ ويَسْقِينَ أَصحابه باديَةً خِدامُهُنَّ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أَنه كَانَ عَلَى حِمار وَعَلَيْهِ سَراويلُ وخَدَمَتاه تَذَبْذَبانِ ؛ أَراد بخَدَمَتَيْه ساقَيْه لأَنهما مَوْضِعُ الخَدَمتين وَهُمَا الخَلْخالانِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِمَا مَخْرَجَ الرِّجْلَيْنِ مِنَ السَّرَاوِيلِ. أَبو عَمْرٍو: الخِدام الْقُيُودُ. وَيُقَالُ لِلْقَيْدِ: مِرْمَلٌ ومِحْبَسٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُخَدَّم رِباطُ السَّراويل عِنْدَ أَسفل رِجْلِ السَّراويل. أَبو زَيْدٍ: إِذا ابْيَضَّت أَوْظِفَةُ النَّعْجَةِ فَهِيَ حَجْلاءُ وخَدْماءُ، والخَدْماءُ مِثْلُ الحَجْلاء: الشَّاةُ الْبَيْضَاءُ الأَوْظِفَةِ أَو الوَظيفِ الْوَاحِدِ، وَسَائِرُهَا أَسود، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِي سَاقِهَا عِنْدَ مَوْضِعِ الرُّسْغِ بَيَاضٌ كالخَدَمةِ فِي سَوَادٍ أَو سَوَادٌ فِي بَيَاضٍ، وَكَذَلِكَ الوُعُولُ مُشَبَّهٌ بالخَدَم مِنَ الْخَلَاخِيلِ، وَالِاسْمُ الخُدْمةُ، بِضَمِّ الْخَاءِ، وَيُسَمُّونَ مَوْضِعَ الخَلْخال مُخَدَّماً؛ وَقَوْلُ الأَعشى:

وَلَوْ أَنَّ عِزَّ الناسِ فِي رأْس صَخْرَةٍ ... مُلَمْلَمَةٍ، تُعْيِي الأَرَحَّ المُخَدَّما لأَعطاك ربُّ الناسِ مِفْتاحَ بابِها، ... وَلَوْ لَمْ يَكُنْ بابٌ لأَعطاكَ سُلَّمَا يُرِيدُ وَعْلًا ابْيَضَّتْ أَوْظِفَتُهُ. وَفَرَسٌ مُخَدَّمٌ وأَخْدَمُ: تحجيلُه مُسْتَدِيرٌ فَوْقَ أَشاعره، وَقِيلَ: فَرَسٌ مُخدَّمٌ جَاوَزَ البياضُ أَرساغه أَو بَعْضَهَا، وَقِيلَ: التَّخْديمُ أَن يَقْصُرَ بَيَاضُ التَّحْجِيلِ عَنِ الوَظيف فَيَسْتَدِيرَ بأَرساغ رِجْلَيِ الْفَرَسِ دُونَ يَدَيْهِ فَوْقَ الأَشاعر، فإِن كَانَ بِرجْلٍ وَاحِدَةٍ فَهُوَ أَرْجَلُ، وَقَدْ تُسَمَّى حَلْقَةُ الْقَوْمِ خَدَمَةً. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلى مَرازِبةِ فَارِسَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ ؛ قَالَ: فَضَّ اللَّهُ خَدَمَتهم أَي فَرَّقَ جَمَاعَتَهُمْ؛ الخَدَمة، بِالتَّحْرِيكِ: سَيْرٌ غَلِيظٌ مَضْفُورٌ مِثْلُ الحَلْقة يُشَدُّ فِي رُسْغِ الْبَعِيرِ، ثُمَّ يُشَدُّ إِليها سَرائِحُ نَعْلِهِ، فإِذا انْفَضَّتِ الخَدَمَة انْحَلَّت السَّرائِحُ وَسَقَطَتِ النَّعْلُ، فَضَرَبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِذَهَابِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ وتفَرُّقِهِ، وشَبَّه اجْتِمَاعَ أَمر العَجَمِ وَاتِّسَاقَهُ بِالْحَلْقَةِ الْمُسْتَدِيرَةِ، فَلِهَذَا قَالَ: فَضَّ خَدَمَتكُم أَي فَرَّقَهَا بَعْدَ اجْتِمَاعِهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا مَثَلٌ، وأَصل الخَدَمَةِ الحلقةُ الْمُسْتَدِيرَةُ المُحْكَمَةُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْخَلَاخِيلِ خِدامٌ؛ وأَنشد: كانَ مِنَّا المُطارِدون على الأُخْرى، ... إِذا أَبْدَتِ العَذَارَى الخِدامَا قَالَ: فَشَبَّهَ خَالِدٌ اجْتِمَاعَ أَمرهم كَانَ وَاسْتِيثَاقَهُمْ بِذَلِكَ، وَلِهَذَا قَالَ: فَضَّ اللَّهُ خَدَمَتَكُمْ أَي فَرَّقَهَا بَعْدَ اجْتِمَاعِهَا. وَابْنُ خِدامٍ: شَاعِرٌ قَدِيمٌ، وَيُقَالُ: ابْنُ خِذامٍ، بالذال المعجمة. خذم: الخَذَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: سُرْعَةُ السَّيْرِ، وظَلِيْمٌ خَذُومٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ظَليماً: مِزْعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ خَذُومُ وَقَدْ خَذِمَ الفرسُ خَذَماً فَهُوَ خَذِمٌ، وَفَرَسٌ خَذِمٌ: سَرِيعٌ، نَعْتٌ لَهُ لَازِمٌ، لَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. وَقَدْ خَذَمَ يَخْذِمُ خَذَماناً، وَبِهِ سُمِّي السيفُ مِخْذَماً. والخَذْمُ: سُرْعَةُ الْقَطْعِ. خَذَمَهُ يَخْذِمُه خَذْماً أَي قَطَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِذا أَذَّنْتَ فاستَرْسِلْ، وإِذا أَقمت فاخْذِمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرجه الزَّمَخْشَرِيُّ وَقَالَ: هُوَ اخْتِيَارُ أَبي عُبَيْدٍ وَمَعْنَاهُ التَّرْتيلُ كأَنه يَقْطَعُ الْكَلَامَ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ، قَالَ: وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أُتيَ عَبد الحَميد وَهُوَ أَمير عَلَى الْعِرَاقِ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ قَدْ قَطَعُوا الطَّرِيقَ وخَذَمُوا بالسُّيوف أَي قَطَعُوا وَضَرَبُوا النَّاسَ بِهَا فِي الطَّرِيقِ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، بمَواسيَ خَذِمَةٍ أَي قَاطِعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَضَرَبَا حَتَّى جَعَلَا يَتَخَذَّمانِ الشجرةَ أَي يَقْطَعَانِهَا. والتَّخْذيمُ: التَّقْطِيعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: تَخَذَّمَ مِنْ أَطرافِه مَا تَخَذَّما وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: وخَذَّمَ السَّريحَ مِنْ أَنْقابِهِ وثَوْبٌ خَذِمٌ وخَذاويمُ «4» بِمَنْزِلَةِ رَعابِيل، وخَذَّمه فتَخَذَّمَ، وتَخَذَّمَهُ هُوَ أَيضاً؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ الرِّقاع: عامِيَّة جَرَّتِ الرِّيحُ الذُّيولَ بِهَا، ... فَقَدْ تَخَذَّمها الهِجْرانُ والقِدَمُ

_ (4). قوله [وخذاويم] هكذا في الأصل، وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو خذاريم بالراء، ولكن الذي في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس

وخَذِمَ الشيءُ: انْقَطَعَ؛ قَالَ فِي صِفَةِ دَلْوٍ: أَخَذِمَتْ أَم وَذِمَتْ أَمْ ما لَها؟ ... أَم صادَفَتْ فِي قَعْرِها حِبالَها؟ والمِخْذَمُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ. وَسَيْفٌ خَذِمٌ وخَذُومٌ ومِخْذَمٌ: قَاطِعٌ. ومِخْذَمٌ ورَسُوبٌ: اسمان لسَيْفَي الحرثِ بْنَ أَبي شَمِرٍ، وَعَلَيْهِ قَوْلُ عَلْقَمَةَ: مظاهِرُ سِرْبالَيْ حَديدٍ، عَلَيْهِمَا ... عَقِيلا سُيوفٍ: مِخْذَمٌ ورَسُوبُ والخُذُم: الآذانُ المقطَّعة. وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنكم بالتُّرْكِ وَقَدْ جَاءَتْكُمْ عَلَى بَراذِين مُخَذَّمةِ الْآذَانِ أَي مُقَطَّعَتِها. وأُذن خَذيمةٌ: مَقْطُوعَةٌ؛ قَالَ الكَلْحَبة: كأَن مَسِيحَتَيْ وَرِقٍ عَلَيْهَا، ... نَمَتْ قُرْطَيْهِما أُذُنٌ خَذِيمُ قَالَ ثَعْلَبٌ: شَبَّهَ صَفاءَ جِلْدِهَا بِفِضَّةٍ جُعِلَتْ فِي الأُذن. وَيُقَالُ: خَذِمَت النعلُ خَذَماً إِذا انْقَطَعَ شِسْعُها. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وأَخْذَمْتُها إِذا أَصلحت شِسْعَها. والخُذامَةُ: الْقِطْعَةُ. والخَذْماءُ مِنَ الشَّاءِ: الَّتِي شُقَّتْ أُذنها عَرْضًا وَلَمْ تَبِنْ. التَّهْذِيبُ: الخَذْمةُ مِنْ سِمات الشَّاءِ شقُّه مِنْ عَرْض الأُذن فَتَتْرُكُ الأُذن نَائِسَةً. وَنَعْجَةٌ خَذْماءُ: قُطِعَ طَرَفُ أُذنها. والخَذْمةُ: مِنْ سِمات الإِبل مُذْ كَانَ الإِسلام. وخَذَمه الصَّقْرُ «1»: ضربَه بمِخْلَبه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَهُ: صَائِبُ الخَذمة مِنْ غَيْرِ فَشَلْ قَالَ: وَيُرْوَى الجَذْمة، يَعْنِي بِكُلِّ ذَلِكَ الخَطْفة والضَّرْبَة. ابْنُ السِّكِّيتِ: الإِخْذامُ الإِقرار بالذُّلِّ وَالسُّكُونِ؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسد فِي أَولياء دَمٍ رَضُوا بالدِّيَةِ فَقَالَ: شَرى الكِرْشُ عَنْ طُولِ النَّجِيِّ أَخاهُمُ ... بمالٍ، كأَن لَمْ يَسْمعوا شِعْرَ حَذْلَمِ شَرَوْهُ بِحُمْرٍ كالرِّضام، وأَخْذموا ... عَلَى الْعَارِ، مَنْ لَمْ يُنْكِرِ العارَ يُخْذِمِ أَي بَاعُوا أَخاهم بإِبل حُمْرٍ وَقَبِلُوا الدِّيَةَ وَلَمْ يَطْلُبُوا بِدَمِهِ. والخُذُمُ: السَّكارى. والخَذيمةُ: المرأَة السَّكْرى، وَالرَّجُلُ خَذيم. قَالَ الأَزهري: وقرأْت شَمِرٍ سَكَتَ الرَّجُلُ وأَطِمَ وأَرْطَمَ وأَخْذَم واخْرَنْبَقَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ خَذِمٌ: سَمْحٌ طَيْبُ النَّفْسِ كَثِيرُ الْعَطَاءِ، وَالْجَمْعُ خَذِمون، وَلَا يُكَسَّر. وَرَجُلٌ خَذِمُ الْعَطَاءِ أَي سَمْحٌ. وخِذامٌ: بَطْنٌ مِنْ مُحارب؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: خِذامِيَّة آدتْ لَهَا عَجْوَةُ القُرى، ... وتأْكل بالمَأْقوط حَيْساً مُجَعَّدا أَراد عَجْوَةَ وَادِي القُرى. المُجَعَّدُ: الغليظُ، رَمَاهَا بِالْقَبِيحِ. وخِذامُ: اسْمُ فَرَسِ حَاتِمِ بْنِ حَيَّاش؛ قَالَ: أَقْدِمْ خِذامُ إِنها الأَساوِرهْ، ... وَلَا تَهُولَنَّكَ ساقٌ نادِرَهْ وَابْنُ خِذامٍ: رَجُلٌ جَاهِلِيٌّ مِنَ الشُّعَرَاءِ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: عُوجا عَلَى الطَّلَلِ المُحيلِ لأَنَّنا ... نَبْكي الدِّيَارَ، كَمَا بَكى ابنُ خِذامِ

_ (1). قوله [وخذمه الصقر إلخ] هكذا بضبط الأصل والمحكم

قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: خِذامٌ مَنْقُولٌ مِنَ الخِذامِ، وَهُوَ الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ، قَالَ: وَيُقَالُ للحَمام ابْنُ خِذام وَابْنُ شَنَّة «1»، ولأَننا هَاهُنَا بِمَعْنَى لَعَلَّنا؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَريني جَواداً مَاتَ هَزْلًا، لأَنَّني ... أَرى مَا تَرَيْنَ، أَو بَخِيلًا مُكَرَّما وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ. خذلم: خَذْلَمُ: أَسرع، وَالْحَاءُ المهملة لغة. خرم: الخَرْمُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُها، بِالْكَسْرِ، خَرْماً وخَرَّمَها فَتَخرَّمَتْ: فَصَمَها وَمَا خَرَمْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا نَقَصْتُ وَمَا قَطَعْتُ. والتَّخَرُّمُ والانْخِرامُ: التَّشَقُّقُ. وانْخَرَمَ ثَقْبُه أَي انْشَقَّ، فإِذا لَمْ يَنْشَقَّ فَهُوَ أَخْزَمُ، والأُنثى خَزْماءُ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنْهُ الخَرَمَةُ: اللَّيْثُ: خَرِمَ أَنفُه يَخْرَمُ خَرَماً، وَهُوَ قَطْعٌ فِي الوَتَرَةِ وَفِي الناشِرتَيْنِ أَو فِي طَرَفٍ الأَرْنَبة لَا يَبْلُغُ الجَدْعَ، وَالنَّعْتُ أَخْرَمُ وخَرْماءُ، وإِن أَصاب نَحْوَ ذَلِكَ فِي الشَّفَةِ أَو فِي أَعلى قُوف الأُذن فَهُوَ خَرْمٌ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: فِي الخَرَماتِ الثلاثِ مِنَ الأَنف الدِّيَة فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا ثُلُثُهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَرَماتُ جَمْعُ خَرَمَةٍ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الِاسْمِ مِنْ نَعْتِ الأَخْرَمِ، فكأَنه أَراد بالخَرَمات المَخْرُومات، وَهِيَ الحُجُبُ الثَّلَاثَةُ: فِي الأَنف اثْنَانِ خَارِجَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَالْيَسَارِ، وَالثَّالِثُ الوَتَرَةُ، يَعْنِي أَن الدِّيَة تَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْحُجُبِ الثَّلَاثَةِ. وخَرِمَ الرَّجُلُ خَرَماً فَهُوَ مَخْروم وَهُوَ أَخْرَمُ: تَخَرَّمَتْ وَتَرَةُ أَنفه وَقُطِعَتْ وَهِيَ مَا بَيْنَ مَنْخِرَيْه، وَقَدْ خَرَمه يَخْرِمه خَرْماً. والخَرَمةُ: مَوْضِعُ الخَرْمِ مِنَ الأَنف، وَقِيلَ: الَّذِي قُطِعَ طَرَفُ أَنفه لَا يَبْلُغُ الجَدْعَ. والخَوْرَمةُ: أَرنبة الإِنسان. وَرَجُلٌ أَخْرَمُ الأُذن كأَخربها: مَثْقُوبُهَا. والخَرماءُ مِنَ الْآذَانِ: المُتَخَرِّمةُ. وَعَنْزٌ خَرْماءُ: شُقَّت أُذنها عَرْضًا. والأَخْرَمُ: الْمَثْقُوبُ الأُذن، وَالَّذِي قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طَرَفُهُ شَيْئًا لَا يَبْلُغُ الجَدْعَ، وَقَدِ انْخَرَمَ ثَقْبُه. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ خَرْماء ؛ أَصل الخَرْمِ الثَّقْبُ وَالشَّقُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَن يُضَحَّى بالمُخَرَّمةِ الأُذنِ ، يَعْنِي الْمَقْطُوعَةَ الأُذن، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد الْمَقْطُوعَةَ الأُذن تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بأَصله، أَو لأَن المُخَرَّمةَ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ كأَن فِيهَا خُرُوماً وشُقوقاً كَثِيرَةً. قَالَ شَمِرٌ: والخَرْمُ يَكُونُ فِي الأُذن والأَنف جَمِيعًا، وَهُوَ فِي الأَنف أَن يُقْطَع مُقَدَّمُ مَنْخِرِ الرَّجُلِ وأَرْنَبَتِه بَعْدَ أَن يُقْطَعَ أَعلاها حَتَّى يَنْفُذَ إِلى جَوْفِ الأَنف. يُقَالُ رَجُلٌ أَخْرَمُ بيِّن الخَرَمِ. والأَخْرَمُ: الْغَدِيرُ، وَجَمْعُهُ خُرْمٌ لأَن بَعْضَهَا يَنْخَرِمُ إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُرَجِّعُ بَيْنَ خُرْمٍ مُفْرَطات، ... صَوافٍ لَمْ تُكَدِّرْها الدِّلاءُ والأَخْرَمُ مِنَ الشِّعْرِ: مَا كَانَ فِي صَدْرِهِ وَتِدٌ مجموعُ الحركتينِ فَخُرِمَ أَحدهما وطُرِحَ كَقَوْلِهِ: إِنَّ امْرأً قَدْ عَاشَ عِشرِينَ حِجَّةً، ... إِلى مِثلها يَرْجو الخُلودَ، لجاهِلُ «2».

_ (1). قوله [وابن شنة] هكذا بالأصل مضبوط (2). قوله [عشرين حجة] كذا بالأصل، والذي في التهذيب والتكملة: تسعين؛ وقوله إِلى مثلها، الذي في التكملة: إِلى مائة، وقد صحح عليه

كَانَ تَمَامُهُ: وإِنَّ امْرَأً؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مِنْ عِلَلِ الطَّويل الخَرْمُ وَهُوَ حَذْفُ فَاءِ فَعُولُنْ وَهُوَ يُسَمَّى الثَّلْمَ، قَالَ: وخَرْمُ فَعولُنْ بَيْتُهُ أَثْلَمُ، وخَرْمُ مَفاعِيلن بَيْتُهُ أَعْضَبُ، وَيُسَمَّى مُتَخَرِّماً ليُفْصَلَ بَيْنَ اسْمِ مُنْخَرم مَفاعِيلن وَبَيْنَ مُنْخَرِمِ أَخْرَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخَرْمُ فِي العَروض ذَهَابُ الْفَاءِ مِنْ فَعولن فَيَبْقَى عولُنْ، فَيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيعِ إِلى فَعْلُنْ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الخَرْمُ إِلا فِي أَول الْجُزْءِ فِي الْبَيْتِ، وَجَمَعَهُ أَبو إِسحاق عَلَى خُرُوم، قَالَ: فَلَا أَدري أَجَعَله اسْمًا ثُمَّ جَمَعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَم هُوَ تسمُّح مِنْهُ. وإِذا أَصاب الرَّامِي بِسَهْمِهِ القِرْطاسَ وَلَمْ يَثْقُبْه فَقَدْ خَرَمَهُ. وَيُقَالُ: أَصاب خَوْرَمَته أَي أَنفه. والخَرْمُ: أَنف الْجَبَلِ. والأَخْرمانِ: عظمانِ مُنْخَرِمانِ فِي طَرَفِ الحَنَك الأَعلى. وأَخْرَما الْكَتِفَيْنِ: رُؤُوسُهُمَا مِنْ قِبَلِ الْعَضُدَيْنِ مِمَّا يَلِي الوابِلة، وَقِيلَ: هُمَا طَرَفَا أَسفل الْكَتِفَيْنِ اللَّذَانِ اكْتَنَفَا كُعْبُرة الْكَتِفِ، فالكُعْبُرَةُ بَيْنَ الأَخْرَمَين، وَقِيلَ: الأَخْرَمُ مُنْقَطَعُ العَيْرِ حَيْثُ يَنْجَدِعُ وَهُوَ طَرَفُهُ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَذْكُرُ فَرَسًا يُدْعى قُرْزُلًا: تَاللَّهِ لَوْلَا قُرْزُلٌ، إِذْ نَجا، ... لَكَانَ مَثْوَى خَدِّكَ الأَخْرَما أَي لقُتِلْتَ فَسَقَطَ رأْسُكَ عَنْ أَخْرَمِ كَتِفِكَ. وأَخْرَمُ الْكَتِفِ: طَرَفُ عَيْره. التَّهْذِيبُ: أَخْرَمُ الْكَتِفِ مَحَزٌّ فِي طَرَفِ عَيْرِها مِمَّا يَلِي الصَّدَفة، وَالْجَمْعُ الأَخارِمُ. وخُرْمُ الأَكَمَةِ ومَخْرِمُها: مُنْقَطَعُها. ومَخْرِمُ الْجَبَلِ والسَّيْل: أَنفه. والخَرْمُ: مَا خَرَمَ سَيْلٌ أَو طريقٌ فِي قُفّ أَو رأْس جَبَلٍ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِذا اتَّسَعَ مَخْرِمٌ كمَخْرِم العَقَبةِ ومَخْرِم المَسِيلِ. والمَخْرِمُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: مُنْقَطَعُ أَنف الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ المَخارِمُ، وَهِيَ أَفواه الفِجاجِ. والمَخارِمُ: الطُّرُق فِي الْغِلَظِ؛ عَنِ السُّكَّريّ، وَقِيلَ: الطُّرُقُ فِي الجبالِ وأَفواه الفِجاجِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بِهِ رُجُماتٌ بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ ... نُهُوجٌ، كَلَبَّات الهَجائِنِ، فِيحُ وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: مَرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِيِّ فَحَمَلَهُمَا عَلَى جَمَلٍ وَبَعَثَ مَعَهُمَا دَليلًا وَقَالَ: اسْلُكْ بِهِمَا حيثُ تَعْلَمُ مِنْ مَخارِمِ الطُّرُق، وَهُوَ جَمْعُ مَخْرِم ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ أَو الرَّمْلِ، وَقِيلَ: هُوَ مُنْقَطَعُ أَنف الْجَبَلِ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: وإِذا رَمَيْتَ بِهِ الفِجاجَ رأَيْتَهُ ... يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ أَراد فِي مَخارِمِها فَهُوَ عَلَى هَذَا ظَرْفٌ كَقَوْلِهِمْ ذهبتُ الشأْمَ وعَسَلَ الطريقَ الثَّعْلَبُ، وَقِيلَ: يَهْوِي هُنَا فِي مَعْنَى يَقْطَعُ، فإِذا كَانَ هَذَا فَمَخارِمَها مَفْعُولٌ صَحِيحٌ. وَمَا خَرَمَ الدليلُ عَنِ الطَّريقِ أَي مَا عَدَلَ. ومَخارِمُ اللَّيْلِ: أَوائلُه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَخارِمُ اللَّيْلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ، ... حِين ينامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ قَالَ: وَيُرْوَى مَحارِمُ اللَّيْلِ أَي مَا يَحْرُمُ سُلوكه عَلَى الجَبانِ الهِدانِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ويَمِينٌ ذَاتُ مَخارِمَ أَي ذاتُ مَخارِجَ. وَيُقَالُ: لَا خَيرَ فِي يَمِينٍ لَا مَخارِمَ لَهَا أَي لَا مَخارِجَ، مأْخوذ مِنَ المَخْرِمِ وَهُوَ الثَّنِيَّةُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. وَقَالَ

أَبو زَيْدٍ: هَذِهِ يَمينٌ قَدْ طَلَعَتْ فِي المَخارِمِ، وَهِيَ الْيَمِينُ الَّتِي تَجْعَلُ لِصَاحِبِهَا مَخْرَجاً. والخَوْرَمةُ: أَرْنَبةُ الإِنسانِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ الأَنف، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ المَنْخِرَيْنِ. والخَوْرَمُ: صُخور لَهَا خُرُوقٌ، وَاحِدَتُهَا خَوْرَمَةٌ. والخَوْرَمُ: صَخْرَةٌ فِيهَا خُروق. والخَرْمُ: أَنف الْجَبَلِ، وَجَمْعُهُ خُرُومٌ، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ المَخْرِم. وضَرْعٌ فِيهِ تَخريمٌ وتَشْريمٌ إِذا وَقَعَ فِيهِ حُزُوزٌ. واخْتُرِمَ فلانٌ عَنَّا: مَاتَ وَذَهَبَ. واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ مِنْ بَيْنِ أَصحابه: أَخَذَتْهُ مِنْ بَيْنِهِمْ. واخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمَهُم أَي اقْتَطَعَهُمْ واستأْصلهم. وَيُقَالُ: خَرَمَتْهُ الخَوارِمُ إِذا مَاتَ، كَمَا يُقَالُ شَعَبَتْهُ شَعُوبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُرِيدُ أَن يَنْخَرِمَ ذَلِكَ القَرْنُ ؛ القَرْنُ: أَهلُ كلِّ زمانٍ، وانْخِرامُهُ: ذهابُهُ وَانْقِضَاؤُهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: كِدْتُ أَن أَكون السوادَ المُخْتَرَمَ ، مِنِ اخْتَرَمَهُم الدهرُ وتَخَرَّمهم استأْصلهم. والخَرْماءُ: رابِيةٌ تَنْهَبِطُ فِي وَهْدَةٍ، وَهُوَ الأَخرمُ أَيضاً. وأَكَمَةٌ خَرْماءُ: لَهَا جَانِبٌ لَا يُمْكِنُ مِنْهُ الصُّعودُ. وَرِيحٌ خارِمٌ: بَارِدَةٌ؛ كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِالرَّاءِ، وَرَوَاهُ كُرَاعٌ خازِمٌ، بِالزَّايِ، قَالَ: كأَنها تَخْزِمُ الأَطْراف أَي تُنَظِّمُهَا، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والخُرَّمُ: نباتُ الشَّجرِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَعَيْشٌ خُرَّمٌ: ناعِمٌ، وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلة فِي صِفَةِ الإِبل: قاظَتْ مِنَ الخُرْمِ بقَيْظٍ خُرَّمِ أَراد بقَيْظٍ نَاعِمٍ كَثِيرِ الخَيْرِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: كَانَ عَيْشُنا بِهَا خُرَّماً؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والخُرْمُ وكاظِمَة «3»: جُبَيْلاتٌ وأُنوفُ جبالٍ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ: إِنَّ الكَنِيسة كانَ هَدْمُ بِنَائِهَا ... نَصْراً، وَكَانَ هَزيمةً للأَخْرَمِ فإِنَّ الأَخْرَمَ اسمُ مَلك مِنْ مُلوك الرُّوم. والخَريمُ: الماجِنُ. والخارِمُ: التارِكُ. والخارِمُ: المُفْسِدُ. والخارِمُ: الرِّيحُ الباردةُ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: لَمَّا شَكَاهُ أَهل الْكُوفَةِ إِلى عُمَرَ فِي صِلَاتِهِ قَالَ مَا خَرَمتُ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا أَي مَا تركْتُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَمْ أَخْرِمْ مِنْهُ حَرْفاً أَي لَمْ أَدَعْ. والخُرّامُ: الأَحداث المُتَخَرِّمونَ فِي الْمَعَاصِي. وَجَاءَ يَتَخَرَّمُ زَنْدُه أَي يَرْكبُنا بِالظُّلْمِ والحُمْق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ قَنَانٍ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَتَوَعَّدُهُ: وَاللَّهِ لَئِنِ انْتَحَيْتُ عَلَيْكَ فإِني أَراك يَتَخَرَّمُ زَنْدُك، وَذَلِكَ أَن الزَّنْدَ إِذا تَخَرَّمَ لَمْ يُورِ القادِحُ بِهِ نَارًا، وإِنما أَراد أَنه لَا خَيْرَ فِيهِ كَمَا أَنه لَا خَيْرَ فِي الزَّنْدِ المُتَخَرِّم. وتَخَرَّمَ زَنْدُ فُلَانٍ أَي سَكَنَ غضبُه. وتَخَرَّمَ أَي دانَ بدينِ الخُرَّمِيَّة، وَهُمْ أَصحاب التَّناسُخِ والإِباحةِ. أَبو خَيْرَةَ: الخَرْوَمانةُ بقلةٌ خبيثةُ الرِّيحِ تنبُتُ فِي العَطَنِ «4»، وأَنشد:

_ (3). قوله [والخرم وكاظمة إلخ] كذا بالأَصل ومثله في التكملة، والذي في ياقوت: والخرم في كاظمة إلخ (4). قوله [تنبت في العطن] هكذا في الأَصل ويؤيده ما في مادة ش ق ذ من الأَصل والمحكم من التعبير بالإِعطان وصوبه شارح القاموس وخطأ ما فيه وهو تنبت في القطن ولكن الذي في التهذيب والتكملة هنا مثل ما في القاموس

إِلى بَيْتِ شِقْذانٍ، كأَنَّ سِبالَهُ ... ولِحْيَتَهُ فِي خَرْوَمانٍ منوِّرِ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ خُرَيْمٍ، هو مُصَغَّرٌ ثَنِيَّةٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ والرَّوْحاء، كَانَ عَلَيْهَا طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ. ومَخْرَمَةُ، بِالْفَتْحِ، ومُخَرَّمٌ وخُرَيْمٌ: أَسماء. وخُرْمانُ وأُم خُرْمانَ «1»: مَوْضِعَانِ. والخَرْماءُ: عَيْنٌ بالصَّفْراء كَانَتْ لِحَكيم بْنِ نَضْلَةَ الغِفارِيِّ ثُمَّ اشْتُرِيَتْ مِنْ وَلَدِهِ. والخَرْماءُ: فَرَسٌ لِبَني أَبي رَبيعةَ. والخُرَّمانُ: نبْتٌ. والخُرْمانُ، بِالضَّمِّ: الكذِبُ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بالخُرْمانِ أَي بِالْكَذِبِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا نَبَسْتُ فِيهِ بخَرْماءَ، يَعْنِي بِهِ الْكَذِبَ. خرثم: خَرْثَمةُ النَّعْلِ وخِرْثِمَتُها: رأْسها. خرشم: الخُرْشُومُ: أَنف الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ عَلَى وادٍ أَو قاعٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَلُ الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا غَلظ مِنَ الأَرض. وخَرْشَمَ الرجلُ: كَرَّه وجهَه. والمُخْرَنْشِمُ: الْمُتَعَظِّمُ الْمُتَكَبِّرُ فِي نَفْسِهِ؛ وَقِيلَ: الْغَضْبَانُ الْمُتَكَبِّرُ. ابْنُ الأَعرابي: اخْرَنْشَمَ الرجلُ إِذا انْقَبَضَ وَتَقَارَبَ خَلْقُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ؛ وأَنشد: وفَخِذٍ طَالَتْ وَلَمْ تَخْرَنْشِمِ والمُخْرَنْشِمُ كَذَلِكَ. والمُخْرَنْشِمُ: المتغيرُ اللونِ الذَّاهِبُ اللَّحْمِ الضَّامِرُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: أَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْفِ فإِنه رُوِيَ بِالْجِيمِ أَيضاً، قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ حُرُوفٌ تَعاقبَ فِيهَا الْخَاءُ وَالْجِيمُ كالزَّلَخان والزلَجانِ. وانْتَجَبْتُ الشيءَ وانْتَخَبْتُه إِذا اخْتَرْتَهُ. وأَرض خِرْشَمَّةٌ: يَابِسَةٌ صُلْبَةٌ، وَجَبَلٌ خِرْشَمٌ كَذَلِكَ. خرطم: الخُرْطومُ: الأَنف، وَقِيلَ: مُقَدَّمُ الأَنف، وَقِيلَ: مَا ضَمَّ الرَّجُلُ عَلَيْهِ الحَنَكَيْنِ. أَبو زَيْدٍ: الخُرْطومُ والخَطْمُ الأَنف. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ؛ فَسَّرهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي عَلَى الْوَجْهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه الأَنف وَاسْتَعَارَهُ للإِنسان لأَن فِي المُمْكن أَن يُقَبِّحَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَجْعَلَهُ كخُرْطومِ السَّبع، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَنَجْعَلُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ العَلَم الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ أَهلُ النَّارِ مِنِ اسْوِدَادِ وُجُوهِهِمْ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الخُرْطومُ وإِن خُصَّ بالسِّمَةِ فإِنه فِي مَذْهَبِ الوجهِ، لأَن بعضَ الْوَجْهِ يُؤَدِّي عَنْ بعضٍ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هُوَ مِنَ السِّباع الخَطْمُ والخُرْطومُ، وَمِنَ الْخِنْزِيرِ الفِنْطِيسَةُ، وَمِنْ ذِي الجَناح المنْقارُ، وَمِنْ ذَوَاتِ الخُفِّ المِشْفَرُ، وَمِنَ النَّاسِ الشَّفَةُ، وَمِنَ الْحَافِرِ الجَحافلُ. والخُرْطُوم للفِيل وَهُوَ أَنفه، وَيَقُومُ لَهُ مَقَامَ يَدِهِ ومَقام عُنُقِهِ؛ قَالَ: والخُروقُ الَّتِي فِيهِ لَا تَنْفُذُ وإِنما هُوَ وِعاءٌ إِذا ملأَه الفيلُ مِنْ طَعَامٍ أَو مَاءٍ أَوْلَجَهُ فِي فِيه، لأَنه قَصِيرُ العُنُق لَا يَنَالُ مَاءً وَلَا مَرْعىً، قَالَ: وإِنما صَارَ ولدُ البُخْتِيِّ مِنَ البُخْتِيَّةِ جَزُورَ لحمٍ لِقِصَرِ عُنقه، وَلِعَجْزِهِ عَنْ تَنَاوُلِ الْمَاءِ والمَرْعى، قَالَ: وللبَعُوضة خُرْطومٌ وَهِيَ شبيهةٌ بِالْفِيلِ، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خالَوَيْهِ: فُلَانٌ خُرْطُمانيٌّ عَلَيْهِ خُفّ قُرْطُمانيٌّ؛ خُرطُمانيٌّ: كَبِيرُ الأَنف، والقُرْطُمانيُّ: الْخُفُّ لَهُ مِنْقارٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ وَذَكَرَ أَصحاب الدَّجَّالِ قَالَ: خِفافُهُمْ مُخَرْطَمةٌ أَي ذَاتُ خَراطيِمَ وأُنوفٍ، يَعْنِي أَن صُدورها وَرُؤُوسَهَا مُحَدَّدَةٌ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده

_ (1). قوله [وأم خرمان] بضم فسكون كما في ياقوت والتكملة

ابْنُ الأَعرابي: أَصْبَحَ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ أُمِّه: ... مِنْ عِظَمِ الرأْسِ وَمِنْ خُرْطُمِّه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَكُونُ الخُرْطُمُّ لُغَةً فِي الخُرْطومِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد الخُرْطُمَ فشَدَّدَه لِلضَّرُورَةِ وحَذَفَ الْوَاوَ لِذَلِكَ أَيضاً. والخَراطِيم لِلسِّبَاعِ بِمَنْزِلَةِ المناقيرِ لِلطَّيْرِ. وخَرْطَمَهُ: ضَرَبَ خُرْطومَهُ. وخَرْطَمَهُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ. واخْرَنْطَمَ الرجلُ: عَوَّجَ خُرْطومَهُ وَسَكَتَ عَلَى غَضَبِهِ، وَقِيلَ: رَفَعَ أَنفَهُ وَاسْتَكْبَرَ. والمُخْرَنْطِمُ: الْغَضْبَانُ الْمُتَكَبِّرُ مَعَ رَفْعِ رأْسه؛ وَقَالَ جَنْدَل يَصِفُ فُحولًا: وهُنَّ يَعْمِينَ مِنَ المَلامِجِ ... بقَرَدٍ مُخْرَنْطمِ المَتَاوِجِ، عَلَى عُيونٍ لجإِ المَلاحِجِ «1» . مَلامِجُها: أَفواهها، والقَرَدُ: اللُّغامُ الجَعْدُ، والمَتاوِجُ تَتَتَوَّجُ بالعِمامة أَي صَارَ الزَّبَدُ لَهَا تَاجًا، والمَلاحِجُ: مَداخِلُ الْعَيْنِ، لجأٌ: قَدْ غَابَتْ. وَذُو الخُرْطومِ: سَيْفٌ بِعَيْنِهِ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، وأَنشد: تَظَلُّ لِذِي الخُرْطُومِ فيهِنَّ سَوْرَةٌ، ... إِذا لَمْ يُدافِعْ بعضَها الضَّيْفُ عَنْ بَعْضِ وَمِنْ أَسماء الْخَمْرِ الخُرْطومُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فغَمَّها حَوْلَيْنِ ثُمَّ استَوْدَفا ... صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفا والخُرْطومُ: الْخَمْرُ السريعةُ الإِسكارِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول مَا يَجْرِي مِنَ العِنَبِ قَبْلَ أَن يُداسَ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: وفِتْيَة غَيْرُ أَنْذالٍ دَلَفْتُ لَهُمْ ... بِذِي رِقاعٍ، مِنَ الخُرطُومِ، نَشَّاجِ «2» . يَعْنِي بِذِي الرِّقاعِ الزِّقَّ. ابْنُ الأَعرابي: الخُرْطُومُ السُّلافُ الَّذِي سَالَ مِنْ غَيْرِ عَصْرٍ. وخَراطِيمُ الْقَوْمِ: سَادَاتُهُمْ ومُقَدَّموهُمْ فِي الأُمور. والخُراطِمُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي دَخَلَتْ فِي السِّنِّ. والخُرْطُومان: جُشَمُ بْنُ الخَزْرَجِ، وَعَوْفُ بْنُ الخَزْرَجِ. خزم: خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ، حَلقَةٌ تُجْعَلُ فِي أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي الْبَعِيرِ، وَقِيلَ: هِيَ حَلقةٌ مِنْ شَعَرٍ تُجْعَلُ فِي وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بِهَا الزِّمامُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِن كَانَتْ مِنْ صُفْرٍ فَهِيَ بُرَة، وإِن كَانَتْ مِنْ شَعَرٍ فَهِيَ خِزامةٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ شَيْءٍ ثَقَبْتَهُ فَقَدْ خَزَمْتَهُ: قَالَ شَمِرٌ: الخِزامَةُ إِذا كَانَتْ مِنْ عَقَبٍ فَهِيَ ضانَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا خِزامَ وَلَا زِمامَ ؛ الخِزامُ جَمْعُ خِزامةٍ وَهِيَ حَلْقَةٌ مِنْ شَعَرٍ تُجْعَلُ فِي أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي الْبَعِيرِ، كَانَتْ بَنُو إِسرائيل تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَنواع التَّعْذِيبِ، فَوَضَعَهُ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَي لَا يُفْعَلُ الخِزامُ فِي الإِسلام، وَفِي الْحَدِيثِ: وَدَّ أَبو بَكْرٍ أَنه وجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَهْداً وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: اقْرَأْ عَلَيْهِمُ السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا الْقُرْآنَ بخَزائمهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ خِزامةٍ، يريد

_ (1). قوله [لجأ] هكذا بالأَصل بدون ضبط (2). قوله [أَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ وَفِتْيَةٌ إلخ] كذا بالأَصل، وعبارة المحكم: أنشد أَبو حنيفة: وكأن ريقتها إِذا نبهتها ... بعد الرقاد تعل بالخرطوم وقال الراعي وفتية إلخ

بِهِ الانقيادَ لِحُكْمِ الْقُرْآنِ وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ، ودخولُ الْبَاءِ فِي خَزائمهم مَعَ كَوْنِ أَعطى يتعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ كَقَوْلِهِ أعْطى «1» بِيَدِهِ إِذا انْقَادَ ووَكَلَ أَمْرَهُ إِلى مَنْ أَطَاعَهُ وعَنَا لَهُ، قَالَ: وَفِيهَا بيانُ مَا تضَمَّنَتْ مِنْ زِيَادَةِ الْمَعْنَى عَلَى مَعْنَى الإِعطاء المُجَرَّدِ، وَقِيلَ: الْبَاءُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: يَعْطوا، بِفَتْحِ الْيَاءِ، مِنْ عَطا يَعْطُو إِذا تَنَاوَلَ، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى أَن يأْخذوا الْقُرْآنَ بِتَمَامِهِ وحَقّه كَمَا يُؤخَذُ البعيرُ بِخزامَتِه، قَالَ: والأَول الوَجْهُ. والمُخَزَّمُ: مِنْ نَعْتِ النَّعام، قِيلَ لَهُ مُخَزَّمٌ لثَقْب فِي مِنْقارِهِ، وَقَدْ خَزَمَهُ يَخْزِمُهُ خَزْماً وخَزَّمَه. وإِبل خَزْمَى: مُخَزَّمَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنها خَزْمَى وَلَمْ تُخَزَّمِ وَذَلِكَ أَن النَّاقَةَ إِذا لقِحَتْ رَفَعَتْ ذَنَبَها ورأْسها، فكأَنَّ الإِبل إِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ خَزْمَى أَي مشدودةُ الأُنوف بالخِزامةِ وإِن لَمْ تُخَزَّمْ. والخَزْماءُ: النَّاقَةُ الْمَشْقُوقَةُ المَنْخِرِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَزْماءُ النَّاقَةُ الْمَشْقُوقَةُ الخِنَّابَةِ وَهِيَ المَنْخِرُ، قَالَ: والزَّخْماءُ المُنْتِنَةُ الرَّائِحَةِ، وَكُلُّ مَثْقُوبٍ مَخزُومٌ. وخَزَمْتُ الجَرادَ فِي العُود: نَظَمْتُهُ. وخَزَمْتُ الْكِتَابَ وَغَيْرَهُ إِذا ثَقَبْتَهُ، فَهُوَ مَخْزُومٌ. ابْنُ الأَعرابي: الخُزُمُ الخَرَّازونَ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة: إِن اللَّهَ يَصْنَعُ صانِعَ الخَزَمِ وَيَصْنَعُ كلَّ صَنْعَةٍ ؛ يُرِيدُ أَن اللَّهَ يَخْلُقُ الصِّناعة وصانِعها سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي قَوْلِ حُذَيْفَةَ تَكذيبٌ لِقَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ إِن الأَعمال لَيْسَتْ بِمَخْلُوقَةٍ، وَيُصَدِّقُ قولَ حُذَيْفَةَ قولُ اللَّهِ تَعَالَى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ؛ يَعْنِي نَحْتَهُمْ للأَصنام يَعْمَلُونَهَا بأَيديهم، وَيُرِيدُ بِصَانِعِ الخَزَمِ صانِعَ مَا يُتَّخَذُ مِنَ الخَزَمِ، وَالطَّيْرُ كُلُّهَا مَخْزُومَةٌ ومُخَزَّمَةٌ لأَن وَتَراتِ أُنوفِها مَثْقُوبَةٌ، وَكَذَلِكَ النَّعامُ؛ قَالَ: وأَرْفَعُ صَوْتِي لِلنَّعَامِ المُخَزَّمِ وخِزامةُ النعلِ: السَّيْرُ الدَّقِيقُ الَّذِي يَخْزِمُ بَيْنَ الشِّراكَيْنِ، وشِراك مَخْزُومٌ ومَشْكوكٌ. وتَخَزَّمَ الشوكُ فِي رِجْلِهِ: شَكَّها وَدَخَلَ فِيهَا؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: سَرَى فِي جَلِيدِ اللَّيْلِ، حَتَّى كأَنما ... تَخَزَّمَ بالأَطْراف شَوْكُ العَقارِبِ وخازَمَه الطريقَ: أَخذ فِي طَرِيقٍ وأَخذ غَيْرَهُ فِي طَرِيقٍ حَتَّى الْتَقَيَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَهِيَ المُخاصَرَةُ. والمُخازَمَةُ: المعارضةُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ ابْنُ فَسْوَةَ: إِذا هُوَ نَحَّاها عَنِ القَصْدِ خازَمَتْ ... بِهِ الجَوْرَ، حَتَّى يَسْتَقِيمَ ضُحَى الغَدِ ذَكَرَ نَاقَتَهُ أَن رَاكِبَهَا إِذا جارَ بِهَا عَنِ الْقَصْدِ ذهبَتْ بِهِ خِلَافَ الجَوْر حَتَّى تَغْلِبَهُ فتأْخذ عَلَى القَصد؛ وأَما قَوْلُهُ: قطعتُ مَا خازَمَ مِنْ مُزْوَرِّهِ فَمَعْنَاهُ مَا عَرَضَ لِي مِنْهُ. وَرِيحٌ خازِمٌ: بَارِدَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد: تُراوِحُها إِمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ، ... وإِمَّا صَباً، مِنْ آخِرِ الليْلِ، خازِمُ

_ (1). قوله [كقوله أعطى إلخ] أَي كدخولها في قوله أعطى إلخ وقد عبر به في النهاية

وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ خارِمٌ، بِالرَّاءِ. والخَزَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَجَرٌ لَهُ ليفٌ تُتَّخذ مِنْ لِحَائِهِ الْحِبَالُ، الْوَاحِدَةُ خَزَمَةٌ؛ وأَنشد قَوْلَ أُميَّة: وانْبَعَثَتْ حَرْجَفٌ يَمانِيَةٌ، ... يَيْبَسُ مِنْهَا الأَراكُ والخَزَمُ وَقَالَ ساعِدَةُ: أَفْنادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مِثْلَ رِشاء الخَزَمِ المُبْتَلِ التَّهْذِيبُ: الخَزَمُ شَجَرٌ؛ وأَنشد الأَصمعي: فِي مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ، ولَهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَة الخَزَمِ أَبو حَنِيفَةَ: الخَزَمُ شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ الدَّوْمِ سَوَاءٌ، وَلَهُ أَفنان وبُسْرٌ صِغَارٌ، يَسْوَدّ إِذا أَيْنَعَ، مُرٌّ عَفِصٌ لَا يأْكله النَّاسُ وَلَكِنَّ الغرْبان حَرِيصَةٌ عَلَيْهِ تَنْتابُهُ، وَاحِدَتُهُ خَزَمَةٌ. والخَزَّامُ: بَائِعُ الخَزَمِ، وَسُوقُ الخَزَّامينَ بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوفٌ. والخَزَمةُ: خُوصُ المُقْل تُعمَلُ مِنْهُ أَحْفاشُ النِّسَاءِ. والخُزامَى: نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَاحِدَتُهُ خُزاماة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخُزامى عُشْبَةٌ طَوِيلَةُ الْعِيدَانِ صَغِيرَةُ الْوَرَقِ حَمْرَاءُ الزَّهْرَةِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ، لَهَا نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ مِنَ الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيبَ نَفْحَة مِنْ نَفْحَةِ الخُزامَى؛ وأَنشد: لَقَدْ طَرَقَتْ أُمُّ الظِّباءِ سَحَابَتِي، ... وَقَدْ جَنَحَتْ للغَوْرِ أُخْرى الكواكبِ بريحِ خُزامَى طَلَّةٍ مِنْ ثِيابِها، ... ومِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّدِ المِسْكِ ثاقِبِ وَهِيَ خِيرِيُّ البَرِّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمام، ... ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُرْ والخَزُومَةُ: الْبَقَرَةُ، بِلُغَةِ هُذَيْلٍ؛ قَالَ أَبو دُرَّةَ الهُذَليّ «1»: إِن يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ: ... أَهْلِ خَزُوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ وَقِيلَ: هِيَ المُسِنَّةُ الْقَصِيرَةُ مِنَ الْبَقَرِ، وَالْجَمْعُ خَزائمُ وخُزُمٌ وخَزُومٌ، وَقِيلَ الخَزُومُ وَاحِدٌ؛ وَقَوْلُهُ: أَرْبابُ شاءٍ وخَزُومٍ ونَعَمْ يَدُلُّ عَلَى أَنه جَمْعٌ عَلَى حدِّ السَّعَةِ وَالِاخْتِيَارِ، وإِن كَانَ قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاحِدًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ دارَةَ: يَا لعنةَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الرَّقَمْ، ... أَهلِ الوَقِيرِ والحَميرِ والخُزُمْ والأَخزم: الحَيَّةُ الذَّكَرُ. وذكَرٌ أَخْزَمُ: قَصِيرُ الوَتَرَةِ، وكَمَرَةٌ خَزْماءُ كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي الكَمَرَةِ الخَزْماءِ لَا أَعْرِفُهُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الأَخْزَمَ فِي اسْمِ الحيَّات، وَقَدْ نَظَرْتُ فِي كُتُبِ الحيَّات فَلَمْ أَر الأَخْزَمَ فِيهَا؛ وَقَالَ

_ (1). قوله [أَبو درة الهذلي] كذا هو بالأَصل بهذا الضبط وبالدال المهملة، وعبارة القاموس في مادة ذ ر ر: وأَبو ذرة الهذلي الصاهلي شاعر، أَو هو بضم الدال المهملة

رَجُلٌ لبُنَيٍّ لَهُ أَعجبه: شِنْشِنَةٌ أَعْرفُها مِنْ أَخْزَمِ أَي قَطَران الْمَاءِ «2» مِنْ ذَكر أَخْزَمَ، وَقِيلَ: أَخْزَمُ قِطْعَةٌ مِنْ جَبَلٍ. وأَبو أَخْزَمَ: جَدُّ أَبي حاتِمِ طَيِءٍ أَو جَدُّ جَدِّهِ، وَكَانَ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ أَخْزَمُ فَمَاتَ أَخْزَمُ وَتَرَكَ بَنين فَوَثَبُوا يَوْمًا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ عَلَى جَدِّهِمْ أَبي أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فَقَالَ: إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُوني بالدَّمِ، ... شِنْشِنَةٌ أَعْرِفها مِنْ أَخْزَمِ، مَنْ يَلْقَ آسادَ الرجالِ يُكْلَمِ كأَنه كَانَ عَاقًّا، والشِّنْشِنةُ: الطَّبِيعَةُ أَي أَنهم أَشبهوا أَباهم فِي طَبِيعَتِهِ وخُلُقِه. والخَزْمُ، بِالزَّايِ، فِي الشِّعْرِ: زِيَادَةُ حَرْفٍ فِي أَول الْجُزْءِ أَو حَرْفَيْنِ أَو حُرُوفٍ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي نَحْوَ الْوَاوِ وَهَلْ وَبَلْ، والخَرْمُ: نُقْصَانٌ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وإِنما جَازَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي أَوائل الأَبيات كَمَا جَازَ الخَرْمُ، وَهُوَ النُّقْصَانُ فِي أَوائل الأَبيات، وإِنما احْتُمِلَتِ الزيادةُ والنقصانُ فِي الأَوائل لأَن الْوَزْنَ إِنما يَسْتَبِينُ فِي السَّمْعِ وَيَظْهَرُ عَوارُهُ إِذا ذهبتَ فِي الْبَيْتِ، وَقَالَ مُرَّةُ: قَالَ أَصحاب الْعَرُوضِ جَازَتِ الزِّيَادَةُ فِي أَول الأَبيات وَلَمْ يُعْتَدَّ بِهَا كَمَا زِيدَتْ فِي الْكَلَامِ حروفٌ لَا يُعْتَدُّ بِهَا نَحْوَ مَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ؛ وَالْمَعْنَى فبرحمةٍ مِنَ اللَّهِ، وَنَحْوَ: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ، مَعْنَاهُ لأَنْ يَعْلَمَ أَهلُ الْكِتَابِ، قَالَ: وأَكثر مَا جَاءَ مِنَ الخَزْمِ بِحُرُوفِ الْعَطْفِ، فكأَنك إِنما تَعْطِفُ بِبَيْتٍ عَلَى بَيْتٍ فإِنما تَحْتَسِبُ بِوَزْنِ الْبَيْتِ بِغَيْرِ حُرُوفِ الْعَطْفِ؛ فالخَزْمُ بِالْوَاوِ كَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: وكأَنَّ ثَبِيراً، فِي أَفانينِ وَدْقِهِ، ... كبيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزَمَّلِ فَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ رُوِيَتْ أَبيات هَذِهِ الْقَصِيدَةِ بِالْوَاوِ، وَالْوَاوُ أَجود فِي الْكَلَامِ لأَنك إِذا وَصَفْتَ فَقُلْتَ كأَنه الشمسُ وكأَنه الدُّرُّ كَانَ أَحسن مِنْ قَوْلِكَ كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ، بِغَيْرِ وَاوٍ، لأَنك أَيضاً إِذا لَمْ تَعْطِفْ لَمْ يَتَبَيَّنْ أَنك وصفتَه بِالصِّفَتَيْنِ، فَلِذَلِكَ دَخَلَ الخَزْمُ؛ وَكَقَوْلِهِ: وإِذا خَرَجَتْ مِنْ غَمْرَةٍ بَعْدَ غَمْرَةٍ فَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. وَقَدْ يأْتي الخَزْمُ فِي أَول المِصْراعِ الثَّانِي؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُهُ، ... بَلْ لَا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما فَزَادَ بَلْ فِي أَول الْمِصْرَاعِ الثَّانِي وإِنما حَقُّه: بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرقبه، ... لَا يُرى إِلا إِذا اعْتَلَما وَرُبَّمَا اعْتَرَضَ فِي حَشْوِ النِّصْفِ الثَّانِي بَيْنَ سَببٍ ووَتِدٍ كَقَوْلِ مَطرِ بْنِ أَشْيَمَ: الفَخْرُ أَوَّلُهُ جَهْلٌ، وَآخِرُهُ ... حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرَتِ الأَقوالُ والكَلِمُ فإِذا هُنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ السَّبَبِ الْآخَرِ الَّذِي هُوَ تَفْ وَبَيْنَ الْوَتِدِ الْمَجْمُوعِ الَّذِي هُوَ عِلُنْ؛ وَقَدْ زَادُوا الْوَاوَ فِي أَول النِّصْفِ الثَّانِي فِي قَوْلِهِ: كُلَّما رابَكَ مِنِّي رائبٌ، ... ويَعْلَمُ العالِمُ مِني ما عَلِمْ

_ (2). قوله [أَي قطران الماء إلخ] كذا في الأَصل والتكملة، وعبارة التهذيب: أَي قطرة ماء من ذكرى الأَخزم

وَزَادُوا الْبَاءَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: والهَبانِيقُ قِيامٌ مَعَهُمْ ... بكُلِّ مَلْثومٍ، إِذا صُبَّ هَمَل وَزَادُوا يَاءً أَيضاً؛ قَالُوا: يَا نَفْسِ أَكْلًا واضْطِجاعاً، ... يَا نَفْسِ لَسْتِ بخالِدَه وَالصَّحِيحُ: يَا نفسِ أَكْلًا وَاضْطِجَاعًا، ... نَفْسِ لَسْتِ بِخَالِدَهْ وَكَقَوْلِهِ: يَا مَطَرُ بْنَ ناجِيةَ بْنِ ذِرْوَةَ إِنني ... أُجْفى، وتُغْلَقُ دُونَنَا الأَبْوابُ وَقَدْ يَكُونُ الخَزْمُ بِالْفَاءِ كَقَوْلِهِ: فَنَرُدّ القِرْنَ بالقِرْنِ ... صَريعَيْنِ رُدافى فَهَذَا مِنَ الهَزَجِ، وَقَدْ زِيدَ فِي أَوله حَرْفٌ؛ وخَزَمُوا بِبَلْ كَقَوْلِهِ: بَلْ لَمْ تَجْزَعُوا يَا آلَ حُجْرٍ مَجْزَعا وَقَالَ: هَل تَذَكَّرُونَ إِذْ نُقاتِلكُمْ، ... إِذ لَا يَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ «1» وخَزَمُوا بنَحْنُ قَالَ: نَحْنُ قَتَلْنا سَيِّدَ الخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبادَهْ وَنَظِيرُ الخَزْمِ الَّذِي فِي أَول الْبَيْتِ مَا يُلْحِقُونَهُ بَعْدَ تَمَامِ الْبِنَاءِ مِنَ التَّعدِّي والمُتَعَدِّي، والغُلُوّ وَالْغَالِي. والأَخْزَمُ: قِطْعَةٌ مِنْ جَبَلٍ. وخُزام: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَقْوَى فَعُرِّيَ واسِطٌ فبَرامُ، ... مِنْ أَهله، فصُوائِقٌ فَخُزامُ ومَخْزُومٌ: أَبو حَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مَخْزُوم بْنُ يَقَظَةَ بْنُ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ. وبِشْرُ بْنُ أَبي خازِمٍ: شَاعِرٌ مِنْ بَنِي أَسَد. خشم: خَشِمَ اللحمُ خَشَماً وأَخْشَمَ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ. والخَيْشُوم مِنَ الأَنف: مَا فَوْقَ نُخْرَتِهِ مِنَ القَصَبة وَمَا تَحْتَهَا مِنْ خَشارِمِ رأْسه، وَقِيلَ: الخَياشِيمُ غَراضيف فِي أَقصى الأَنف بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدِّمَاغِ، وَقِيلَ: هِيَ عُروق فِي بَاطِنِ الأَنف، وَقِيلَ: الخَيْشُومُ أَقصى الأَنف. والخَشْمُ: كسْر الخَيْشُومِ؛ خَشَمَهُ يَخشِمُهُ خَشْماً: كَسَرَ خَيشومَهُ. وخَياشِيمُ الْجِبَالِ: أُنوفها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّة: مِنْ ذِرْوَةِ الصَّمَّان خَيْشُومُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ البلادِ أَمْرَأُ؟ قَالَتْ: خَياشِيم الحَزَنِ أَو جِواءُ الصَّمَّانِ. والخَشَمُ والخُشوم: سَعَةُ الأَنف، خَشِمَ خَشَماً وخُشوماً وَهُوَ أَخْشَمُ. والخَشَمُ: دَاءٌ يأْخذ فِي جَوْفِ الأَنف فَتَتَغَيَّرُ رَائِحَتُهُ؛ والخُشامُ: دَاءٌ يأْخذ فِيهِ وسُدَّةٌ، وَصَاحِبُهُ مَخْشومٌ. وَرَجُلٌ أَخْشَمُ بَيِّنُ الخَشَمِ: وَهُوَ دَاءٌ يَعْتَرِي الأَنف. وَفُلَانٌ ظَاهِرُ الخَيْشومِ أَي وَاسِعُ الأَنف؛ وأَنشد: أَخْشَم بادي النَّعْوِ والخَيْشومِ

_ (1). قوله [وقال هل تذكرون إلخ] هكذا بالأَصل وفيه سقط يعلم من عبارة شارح القاموس وعبارة صاحب التكملة فإنهما قالا وبهل كقوله هل تذكرون إلخ

والخَشَمُ: سُقُوطُ الخَياشيم وانسدادُ المُتَنَفِّس وَلَا يَكَادُ الأَخْشَمُ يَشُمُّ شَيْئًا. والخُشامُ: كالخَشَمِ. وَفِي الأَنف ثَلَاثَةُ أَعظم فإِذا انْكَسَرَ مِنْهَا عَظْمٌ تَخَشَّمَ الخَيْشومُ فَصَارَ مَخشوماً. والأَخْشَمُ: الَّذِي لَا يَجِدُ رِيحَ طِيبٍ وَلَا نَتْنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ أَخْشَمُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن مَرْجانةَ ولِيدتَهُ أَتت بولدِ زِناً، فَكَانَ عمرُ يَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ ويَسْلِتُ خَشَمَهُ ؛ الخَشَمُ: مَا يَسِيلُ مِنَ الخَياشِيم أَي يَمْسَحُ مُخاطه وَمَا سَالَ مِنْ خَيْشومِه. وَرَجُلٌ مَخْشُوم ومُتَخَشّمٌ ومُخَشَّمٌ، بِفَتْحِ الشِّينِ مُشَدَّدَةً: سَكْرَانُ، مُشْتَقٌّ مِنَ الخَيْشُومِ؛ قَالَ الأَعشى: إِذا كَانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّماً وخَشَّمَه الشرابُ: تَثَوَّرَتْ رِيحُهُ فِي الخَيْشُومِ وَخَالَطَتِ الدِّمَاغَ فأَسكرته، وَالِاسْمُ الخُشْمَةُ، وَقِيلَ: المُخَشَّمُ السَّكْرَانُ الشَّدِيدُ السُّكر مِنْ غَيْرِ أَن يُشْتَقَّ مِنَ الخَيْشُوم. التَّهْذِيبُ: والتَّخَشُّم مِنَ السُّكر، وَذَلِكَ أَن رِيحَ الشَّرَابِ تَثُور فِي خَيْشُومِ الشَّارِبِ ثُمَّ تُخَالِطُ الدِّمَاغَ فَيَذْهَبُ الْعَقْلُ، فَيُقَالُ: تَخَشَّمَ وخَشَّمَه الشرابُ؛ وأَنشد: فأَرْغَمَ اللهُ الأُنوفَ الرُّغَّمَا، ... مَجْدوعَها والعَنِتَ المُخَشَّما أَي المكسَّر. والخُشامُ: الْعَظِيمُ مِنَ الأُنوف وإِن لَمْ يَكُنْ مُشْرِفاً. وَيُقَالُ: إِن أَنف فُلَانٍ لَخُشامٌ إِذا كَانَ عَظِيمًا. وَرَجُلٌ خُشامٌ، بِالضَّمِّ: غَلِيظُ الأَنف، وَكَذَلِكَ الجبَل الَّذِي لَهُ أَنف غَلِيظٌ. والخَيْشُومُ: سَلائلُ سُود ونَغَفٌ فِي الْعَظْمِ، والسَّلِيلَةُ هَنَةٌ رَقِيقَةٌ كَاللَّحْمِ. وخَياشِيم الْجِبَالِ: أُنوفها. والخُشامُ: الْعَظِيمُ مِنَ الْجِبَالِ؛ وأَنشد: ويَضْحَى بِهِ الرَّعْنُ الخُشامُ كأَنَّه، ... وَرَاءَ الثَّنايا، شَخْصُ أَكْلَفَ مُرْقِلِ أَبو عَمْرٍو: الخُشامُ الطَّوِيلُ مِنَ الْجِبَالِ الَّذِي لَهُ أَنف. وَابْنُ الخُشامِ: مِنْ فُرسانهم؛ قَالَ مُرَقِّشٌ: أَبَأْتُ، بثَعْلَبَةَ بن الخُشامِ، ... عَمْرَو بنَ عَوْفٍ فَزاحَ الوَهَلْ خشرم: الخَشْرَمُ: جَمَاعَةُ النَّحْلِ وَالزَّنَابِيرِ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي صِفَةِ كِلَابِ الصَّيْدِ: وكأَنَّها، خَلْفَ الطَّريدةِ، ... خَشْرَمٌ مُتَبَدِّدُ الأَصمعي: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّحْلِ يُقَالُ لَهَا الثَّوْلُ والخَشْرَمُ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ أَسماء النَّحْلِ الخَشْرَمُ، وَاحِدَتُهَا خَشْرَمَةٌ. والخَشْرَمُ أَيضاً: أَمير النَّحْلِ. والخشرَمُ أَيضاً: مأْوى الزَّنَابِيرِ وَالنَّحْلِ وبيتُها ذُو النَّخاريب. وَفِي الْحَدِيثِ: لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا خَشْرَم دَبْرٍ لَسَلَكْتُمُوهُ ؛ هُوَ مأْوى النَّحْلِ وَالزَّنَابِيرِ والدَّبْرِ، قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَيْهَا أَنفسها؛ والدَّبْرُ: النَّحْلُ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ يَصِفُ صَائِدًا: يأْوي إِلى عُظْمِ الغَريفِ، ونَبْلُهُ ... كسَوامِ دَبْر الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ أَضاف الدَّبْرَ إِلى أَميرها أَو مأْواها، وَلَا يَكُونُ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ. وخَشارِمُ الرأْس: مَا رَقَّ مِنَ السِّحاء الَّذِي فِي خَياشيمه، وَهُوَ مَا فَوْقَ نُخْرَتِه إِلى قصَبة أَنفه. والخَشارِمُ، بِالضَّمِّ: الأَصواتُ، وخَشْرَمَتِ

الضَّبُع: صَوَّتَتْ فِي أَكلها؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَقَالَ: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ: الضَّبْعُ تُخَشْرِمُ وَذَلِكَ صَوْتُ أَكلها إِذا أَكلت. ابْنُ شُمَيْلٍ: الخَشْرَمَةُ أَرض حِجَارَتُهَا رَضْراضٌ كأَنها نُثِرَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرض نَثْراً، فَلَا تَكَادُ تَمْشِي فِيهَا، حِجَارَتُهَا حُمٌّ، وَهُوَ جَبَلٌ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ الْغَلِيظِ، فِيهِ رَخاوة مَوْضُوعٌ بالأَرض وَضْعًا، وَهُوَ مَا اسْتَوَى مَعَ الأَرض، وَمَا تَحْتَ هَذِهِ الْحِجَارَةِ المُلقاة عَلَى وَجْهِ الأَرض أَرضٌ فِيهَا حِجَارَةٌ وَطِينٌ مُخْتَلِطَةٌ، وَهِيَ فِي ذَلِكَ غَلِيظَةٌ، وَقَدْ تَنْبُتُ الْبَقْلَ وَالشَّجَرَ؛ وَقِيلَ: الخَشْرَمَةُ رَضْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ مَرْكوم بعضُه عَلَى بعضٍ، والخَشْرَمةُ لَا تَطُولُ وَلَا تَعْرُضُ، إِنما هِيَ رَضْمَةٌ وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ؛ وَزَادَ اللَّيْثُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أَنه قَالَ: حِجَارَةُ الخَشْرَمةِ أَعظمها مِثْلُ قَامَةِ الرَّجُلِ تَحْتَ التُّرَابِ، قَالَ: وإِذا كَانَتِ الخَشْرَمةُ مُسْتَوِيَةً مَعَ الأَرض فَهِيَ القِفافُ، وإِنما قَفَّفَها كثرةُ حِجَارَتِهَا؛ قَالَ أَبو أَسلم: الخَشْرَمةُ مِنْ أَعظم القفِّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَشْرَمُ مَا سَفُلَ مِنَ الْجَبَلِ، وَهِيَ قُفٌّ وَغِلْظٌ، وَهُوَ جَبَلٌ غَيْرُ أَنه مُتَوَاضِعٌ، وَجَمْعُهُ الخَشارِمُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَشارِمَةُ قِفافٌ حِجَارَتُهَا رَضْراضٌ، وَاحِدَتُهَا خَشرَمٌ وخَشْرمة. والخَشْرَمُ: الْحِجَارَةُ الرَّخْوَةُ الَّتِي يُتَّخَذُ مِنْهَا الجِصُّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ: ومُسُكاً مِنْ خَشْرَمٍ ومَدَرا وخَشْرَمٌ: اسْمٌ. وَابْنُ خَشْرَمٍ: رَجُلٌ، وَهُوَ أَيضاً ابْنُ الخَشْرَمِ. خشسبرم: الخَشَسْبَرَمْ: شَبِيهٌ بالمَرْوِ، وَهُوَ مِنْ رَيَاحِينِ الْبَرِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ بِسُكُونِ آخِرِهِ، وَعَزَاهُ إِلى الأَعراب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه غَيْرُ عَرَبِيٍّ «1». خصم: الخُصومَةُ: الجَدَلُ. خاصَمَه خِصاماً ومُخاصَمَةً فَخَصَمَهُ يَخْصِمهُ خَصْماً: غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ، والخُصومَةُ الِاسْمُ مِنَ التَّخاصُمِ والاخْتِصامِ. والخَصْمُ: مَعْرُوفٌ، واخْتَصَمَ القومُ وتَخاصَموا، وخَصْمُكَ: الَّذِي يُخاصِمُكَ، وَجَمْعُهُ خُصُومٌ، وَقَدْ يَكُونُ الخَصْمُ لِلِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ؛ جَعَلَهُ جَمْعًا لأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الخَصْمِ: وخَصْم يَعُدُّونَ الدُّخولَ، كأَنَّهُمْ ... قرومٌ غَيارى، كلَّ أَزهَرَ مُصْعَبِ وَقَالَ ثَعْلَبُ بْنُ صُعَيْرٍ المازِنيّ: ولَرُبَّ خَصْمٍ قَدْ شَهِدت أَلِدَّةٍ، ... تَغْلي صُدُورُهُمْ بِهِتْرٍ هاتِرِ قَالَ: وَشَاهَدُ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ والإِفراد قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَبَرُّ عَلَى الخُصُومِ، فَلَيْسَ خَصْمٌ ... وَلَا خَصْمانِ يَغْلِبُه جِدالا فأَفرد وثَنّى وجَمع. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: عَنى الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خَصْمٌ؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الْيَهُودَ قَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ: دِينُنا وكِتابُنا أَقدم مِنْ دِينِكُمْ وكِتابكم، فأَجابهم الْمُسْلِمُونَ: بأَننا آمَنَّا بِمَا أُنْزِلَ إِلينا وَمَا أُنْزِلَ إِليكم وآمَنَّا

_ (1). قوله [قَالَ وَعِنْدِي أَنه غَيْرُ عربي] قال شارح القاموس قلت: وهو كما قال وأصله بالفارسية هكذا خوش سبرم بضم الخاء وسكون الواو والشين وفتح السين المهملة وسكون الباء العجمية وفتح الراء وسكون الميم

بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورسُله وأَنتم كَفَرْتُمْ بِبَعْضٍ، فظهرتْ حُجَّةُ الْمُسْلِمِينَ. والخَصِيمُ: كالخَصْمِ، وَالْجَمْعُ خُصَماءُ وخُصْمانٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تَخَفْ خَصْمانِ ؛ أَي نَحْنُ خَصْمانِ، قَالَ: والخَصْمُ يَصْلُحُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ وَالذَّكَرِ والأُنثى لأَنه مَصْدَرُ خَصَمْتُهُ خَصْماً، كأَنك قُلْتَ: هُوَ ذُو خَصْم، وَقِيلَ للخَصْمَيْنِ خَصْمان لأَخذ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي شِقٍّ مِنَ الحِجاج والدَّعْوى. قال: هَؤُلَاءِ خَصْمي، وَهُوَ خَصْمِي. وَرَجُلٌ خَصِمٌ: جَدِلٌ، عَلَى النَّسَبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَخِصِّمُونَ ، فِيمَنْ قرأَ بِهِ، لَا يَخْلُو «1». مِنْ أَحد أَمرين: إِما أَن تَكُونَ الْخَاءُ مُسَكَّنَةً البَتَّة، فَتَكُونُ التَّاءُ مِنْ يَخْتَصِمُونَ مُخْتَلَسة الْحَرَكَةِ، وإِما أَن تَكُونَ الصَّادُ مُشَدَّدَةً، فَتَكُونُ الخاءُ مَفْتُوحَةً بِحَرَكَةِ التَّاءِ الْمَنْقُولِ إِليها، أَو مَكْسُورَةً لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الصَّادِ الأُولى. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: خاصِمِ المَرْءَ فِي تُراثِ أَبيه أَي تَعَلَّقْ بِشَيْءٍ، فإِن أَصبتَه وإِلَّا لَمْ يَضُرَّكَ الْكَلَامُ. وخاصَمْتُ فُلَانًا فَخصَمْتُه أَخْصِمهُ، بِالْكَسْرِ، وَلَا يُقَالُ بِالضَّمِّ، وَهُوَ شَاذٌّ؛ وَمِنْهُ قرأَ حَمْزَةُ: وَهُمْ يَخْصِمونَ ، لأَن مَا كَانَ مِنْ قَوْلِكَ فاعَلْتُه ففعَلْتُه، فإِن يَفْعِلُ مِنْهُ يُرَدُّ إِلى الضَّمِّ إِذا لَمْ يَكُنْ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ مِنْ أَي بَابٍ كَانَ مِنَ الصَّحِيحِ، عالَمْتهُ فَعَلَمْتُه أَعْلُمُهُ، بِالضَّمِّ، وفاخَرْته فَفَخَرْته أَفْخَرُه، بِالْفَتْحِ، لأَجل حَرْفِ الْحَلْقِ، وأَما مَا كَانَ مِنَ الْمُعْتَلِّ مِثْلُ وَجَدْتُ وبِعتُ وَرَمَيْتُ وخَشِيتُ وسَعَيْتُ فإِن جَمِيعَ ذَلِكَ يُرَدُّ إِلى الْكَسْرِ، إِلَّا ذَوَاتَ الْوَاوِ فإِنها تُرَدُّ إِلى الضَّمِّ، تَقُولُ راضَيْتُهُ فَرَضَوْتُه أَرْضُوهُ، وخاوَفَني فخُفْتُه أَخُوفهُ، وَلَيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَكُونُ ذَلِكَ، لَا يُقَالُ نازعْتُه فنَزعْتُه لأَنهم يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ بِغَلَبْتُهُ، وأَما مَنْ قرأَ: وَهُمْ يَخَصِّمونَ؛ يُرِيدُ يَخْتَصِمونَ، فيَقْلِبُ التَّاءَ صَادًا فَيُدْغِمُهُ وَيَنْقُلُ حَرَكَتَهُ إِلى الْخَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَنْقُلُ وَيَكْسِرُ الْخَاءَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، لأَن السَّاكِنَ إِذا حُرِّك حُرِّكَ إِلى الْكَسْرِ، وأَبو عَمْرٍو يَخْتَلِسُ حَرَكَةَ الْخَاءِ اخْتِلَاسًا، وأَما الْجَمْعُ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ فَلَحْنٌ، وَاللَّهُ أَعلم. وأَخْصَمْتُ فُلَانًا إِذا لقَّنْته حُجته عَلَى خَصْمِهِ. والخُصْمُ: الْجَانِبُ، وَالْجَمْعُ أَخْصامٌ. والخَصِمُ، بِكَسْرِ الصَّادِ: الشَّدِيدُ الخُصُومَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقُولُ خَصِمَ الرجلُ غَيْرُ مُتَّعَدٍّ، فَهُوَ خَصِمٌ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، وَقَدْ يُقَالُ خَصِيم؛ قَالَ: والأَظهر عِنْدِي أَنه بِمَعْنَى مُخاصِمٍ مِثْلَ جَلِيسٍ بِمَعْنَى مُجالِسٍ وعَشيِرٍ بِمَعْنَى مُعاشرٍ وخَدِينٍ بِمَعْنَى مُخادنٍ، قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وتعالى: لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً ؛ أَي مُخاصِماً، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ أَن يُقْرَأَ عَلَى هَذَا خَصِماً لأَنه غَيْرُ مُتَعَدّ، لأَن الخَصِمَ الْعَالِمُ بالخُصومَةِ،

_ (1). قوله [يَخِصِّمُونَ فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ لا يخلو إلخ] في زاده على البيضاوي: وفي قوله تعالى يَخِصِّمُونَ سبع قراءات، الأَولى عن حمزة يخصمون بسكون الخاء وتخفيف الصاد، والثانية يختصمون على الأَصل، والثالثة يخصمون بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد أسكنت تاء يختصمون فأدغمت في الصاد فالتقى ساكنان فكسر أَولهما، والرابعة بكسر الياء إِتباعاً للخاء، والخامسة يخصمون بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد المكسورة نقلوا الفتحة الخالصة التي في تاء يختصمون بكمالها إِلى الخاء فأدغمت في الصاد فصار يخصمون بإخلاص فتحة الخاء وإِكمالها، والسادسة يخصمون بإِخفاء فتحة الخاء واختلاسها وسرعة التلفظ بها وعدم إِكمال صوتها نقلوا شيئاً من صوت فتحة تاء يختصمون إِلى الخاء تنبيهاً على أَن الخاء أصلها السكون، والسابعة يخصمون بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الصاد المكسورة والنحاة يستشكلون هذه القراءة لاجتماع ساكنين على غير حدهما إِذ لم يكن أَول الساكنين حرف مد ولين وإِن كان ثانيهما مدغماً

وإِن لَمْ يُخاصِمْ، والخَصيم: الَّذِي يُخاصِمُ غَيْرَهُ. والخُصْمُ: طرَف الرَّاوِيَةِ الَّذِي بِحِيال العَزْلاءِ فِي مُؤَخَّرِها، وَطَرَفِهَا الأَعلى هُوَ العُصْمُ، وَالْجَمْعُ أَخْصامٌ، وَقِيلَ: أَخْصامُ المَزادَةِ وخُصُومُها زَوَايَاهَا. وخُصُومُ السَّحَابَةِ: جَوَانِبُهَا؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ سَحَابًا: إِذا طَعَنَتْ فِيهِ الجَنُوبُ تَحامَلَتْ ... بأَعْجازِ جَرَّارٍ، تَداعَى خُصومُها أَي تَجاوبَ جَوَانِبُهَا بِالرَّعْدِ، وطَعْنُ الجَنُوب فِيهِ: سَوْقُها إِياه، والجَرَّار: الثَّقِيلُ ذُو الْمَاءِ، تَحاملتْ بأَعجازه: دَفَعَتْ أَواخرَهُ خُصومُها أَي جوانُبها. والأَخْصامُ: الَّتِي عِنْدَ الكُلْيَةِ وَهِيَ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ يَصِفُ الإِبل: واهْتَجَمَ العِيدانُ مِنْ أَخْصامِها والأُخْصُومُ: عُرْوَةُ الجُوالِقِ أَو العِدْل. والخُصْمُ، بِالضَّمِّ: جَانِبُ العِدْلِ وزاوِيَتُه؛ يُقَالُ لِلْمَتَاعِ إِذا وَقَعَ فِي جَانِبِ الوِعاء مِنْ خُرْج أَو جُوالِقٍ أَو عَيْبَةٍ: قَدْ وَقَعَ فِي خُصْمِ الوِعاءِ، وَفِي زَاوِيَةِ الْوِعَاءِ؛ وخُصْمُ كلِّ شَيْءٍ: طرفُه مِنَ المَزادَة والفِراش وَغَيْرِهِمَا، وأَما عُصُمُ الرَّوايا فَهِيَ الْحِبَالُ الَّتِي تُثْبَتُ فِي عُراها ويُشَدُّ بِهَا عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، وَاحِدُهَا عِصامٌ. وأَعْصَمْتُ المَزادة إِذا شَدَدْتَهَا بالعِصاميْنِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى خُصْمِ كُلِّ شَيْءٍ جَانِبُهُ وَنَاحِيَتُهُ للطِّرمّاح: تُزَجِّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامُها العُلا، ... وَمَا نَزَلَتْ حَوْلَ المَقَرِّ عَلَى عَمْدِ أَخْصامها: فُرَجُها. وَقَالَ الأَخطل: تَداعى خُصُومُها. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ أَراك ساهِمَ الوجْهِ أَمِنْ عِلَّةٍ؟ قَالَ: لَا ولكنَّ السبعةَ الدَّنانير الَّتِي أُتِينا بِهَا أَمْسِ نسيتُها فِي خُصْمِ الفِراش فبِتُّ وَلَمْ أَقسمها ؛ خُصْمُ الْفِرَاشِ: طَرَفُهُ وَجَانِبُهُ. وخُصْمُ كلِّ شَيْءٍ: طَرَفُهُ وَجَانِبُهُ. والخَصْمَة: مِنْ خَرَزِ الرِّجَالِ يَلْبِسُونَهَا إِذا أَرادوا أَن يُنَازِعُوا قَوْمًا أَو يَدْخُلُوا على سلطان، قربما كَانَتْ تَحْتَ فَصِّ الرَّجُلِ إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً، وَتَكُونُ فِي زِرِّه، وَرُبَّمَا جَعَلُوهَا فِي ذُؤابة السَّيْفِ. وخَصَمْتُ فُلَانًا: غَلَبْتُهُ فِيمَا خاصَمْتُهُ. والخُصُومَةُ: مَصْدَرُ خُصَمْتُه إِذا غَلَبْتُهُ فِي الخِصام. يُقَالُ خَصَمْته خِصاماً وخُصُومَةً. وَفِي حَدِيثِ سَهْل بْنِ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ لَمَّا حُكِّمَ الحَكَمان: هَذَا أَمر لَا يُسَدُّ مِنْهُ خُصْمٌ إِلا انْفَتَحَ عَلَيْنَا مِنْهُ خُصْمٌ ؛ أَراد الإِخبار عَنِ انْتِشَارِ الأَمر وَشِدَّتِهِ وأَنه لَا يَتَهَيَّأُ إِصلاحُه وتَلافيه، لأَنه بِخِلَافِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الإِتفاق. وأَخْصامُ العينِ: مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأَشْفارُ. وَالسَّيْفُ يَخْتَصِمُ «2» جَفْنَه إِذا أَكله من حِدَّتِه. خضم: الخَضْمُ: الأَكل عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ مَلءُ الْفَمِ بِالْمَأْكُولِ، وَقِيلَ: الخَضْمُ الأَكل بأَقْصى الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها؛ قَالَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْم يَذْكُرُ أَهل الْعِرَاقِ حِينَ ظَهَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مُصْعَبٍ: رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكل خَضْماً، فَقَدْ رَضُوا، أَخيراً مِنْ أَكْلِ الخَضْمِ، أَن يأْكلوا القضْمَا وَقِيلَ: الخَضْمُ أَكلُ الشَّيْءِ الرَّطْب خَاصَّةٌ كالقِثَّاء وَنَحْوِهِ، وكلُّ أَكل فِي سَعَة ورَغَد خَضْمٌ، وقيل:

_ (2). قوله [والسيف يختصم] كذا ذكره الجوهري هنا وغلطه صاحب القاموس وصوب أَنه بالضاد المعجمة وأَقره شارحه وعضده بأن الأَزهري أَيضاً ضبطه بالمعجمة

الخَضمُ للإِنسان بِمَنْزِلَةِ القَضْم مِنَ الدَّابّة، خَضِم يَخْضَمُ خَضْماً، وقَضِمَ يَقْضَمُ قَضْماً. والخُضامُ: مَا خُضِمَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه مَرَّ بمَرْوانَ وَهُوَ يَبْنِي بُنياناً لَهُ فَقَالَ: ابْنوا شَدِيدًا، وأَمِّلُوا بَعِيدًا، واخْضَمُوا فَسَنَقْضَمُ. الْجَوْهَرِيُّ: خَضِمت الشيءَ، بِالْكَسْرِ، أَخْضَمُه خضْماً؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ الأَكل بِجَمِيعِ الْفَمِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَقَامَ إِليه بَنُو أُميَّة يَخْضَمونَ مَالَ اللَّهِ خَضْمَ الإِبل نَبْتَةَ الرَّبِيعِ ؛ الخَضْمُ: الأَكل بأَقصى الأَضراس والقَضْمُ بأَدْناها، خَضِمَ يَخْضَمُ خَضْماً. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: تأْكلون خَضْماً ونأْكل قَضْماً. وَفِي حَدِيثِ المُغِيرَة: بِئس، لعَمْرُ اللهِ، زَوْجُ المرأَةِ الْمُسْلِمَةِ خُضَمَةٌ حُطَمَةٌ أَي شَدِيدُ الخَضْم، وَهُوَ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. أَبو حَنِيفَةَ: الخَضِيمة النَّبْتُ إِذا كَانَ رَطْباً أَخضر، قَالَ: وأَحسبه سُمِّيَ خَضِيمةً لأَن الرَّاعِيَةَ تَخْضِمُهُ كَيْفَ شَاءَتْ. والخَضِيمةُ مِنَ الأَرض: مِثْلُ الخُضُلَّة، وَهِيَ النَّاعِمَةُ المِنباتُ. ورجلُ مُخْضَمٌ: مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا. وخَضَم لَهُ مِنْ مَالِهِ: أَعطاه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ورَدَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ وَقَالَ: إِنما هُوَ هَضَمَ. والخِضَمُّ، عَلَى وَزْنِ الهِجَفِّ: السَّيِّدُ الحَمُولُ الجَوادُ المِعْطاءُ الْكَثِيرُ المعروفِ والعطيةِ، وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأَة، وَالْجَمْعُ خِضَمُّونَ، وَلَا يُكَسَّرُ. والخِضَمُّ: الْبَحْرُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ وَخَيْرِهِ، وَبَحْرٌ خِضَمٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافِدات، ... بَخٍ لكَ بَخّ لبَحْرٍ خِضَمّ والخِضَمُّ أَيضاً: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فاجْتَمَع الخِضَمُّ والخِضَمُّ، ... فَخَطَمُوا أَمْرَهُمُ وزَمُّوا خَطَموا أَمرهم: أَحكموه، وَكَذَلِكَ زَمُّوا، وأَصلها مِنَ الخِطام والزِّمامِ. والخِضَمُّ: الْفَرَسُ الضَّخْمُ الْعَظِيمُ الوَسَطِ. وخَضَمَه يَخْضِمُه خَضْماً: قَطَعَهُ. والسيفُ يَختَضِمُ العظمَ إِذا قَطَعَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِنَّ القُساسِيَّ، الَّذِي يُعْصَى بِهِ، ... يَخْتَضِمُ الدَّارِعَ فِي أَثوابه واخْتَضَمَ الطريقَ إِذا قَطَعَهُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ إِبل ضُمّرٍ: ضَوابِعٌ مِثْلُ قِسِيِّ القَضْبِ، ... تَخْتَضِمُ البِيد بِغَيْرِ تَعْبِ «1» . وَسَيْفٌ خِضَمٌّ: قَاطِعٌ. والخِضَمُّ: المِسَنُّ لأَنه إِذا شَحَذَ الحديدَ قَطَعَ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنانُ بِهَا، ... عَلَى خِضَمّ، يُسَقَّى الماءَ، عَجَّاجِ وَفِي الصِّحَاحِ: الخِضَمُّ فِي قَوْلِ أَبي وَجْزَةَ المُسِنُّ مِنَ الإِبل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ المِسَنُّ الَّذِي يُسَنّ عَلَيْهِ الحديدُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأُمَويّ، وَذَكَرَ الْبَيْتَ الَّذِي ذَكَرَهُ لأَبي وَجْزَةَ، وَقَدْ أَورده ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: شَبَّهَهَا بِسَهْمٍ مُوَقَّعٍ قَدْ مَاجَتِ الأَصابع فِي سَنِّه عَلَى حَجَرٍ خِضَمٍّ يأْكل الْحَدِيدَ، عَجَّاج أَي بِصَوْتِهِ عَجِيج، والحَرَّى: المِرْماة العَطْشَى.

_ (1). قوله [بغير تعب] كذا هو مضبوط في التهذيب وكذا في التكملة بسكون العين وعليه علامة صح

الأَصمعي: الخُضُمَّةُ، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، عَظْمَةُ الذِّرَاعِ وَهِيَ مُسْتَغْلَظُهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: خُضُمَّة الذِّراعِ هذا المُخْتَلا وخُضُمَّة الذِّرَاعِ: مُعْظَمُها. وطَعَنَ فِي خُضُمَّته أَي فِي وَسَطِهِ. وَفُلَانٌ فِي خُضُمَّةِ قَوْمِهِ أَي أَوساطهم. وَيُقَالُ: إِن الخُضُمَّةَ مُعْظَمُ كُلِّ أَمر. والخَضِيمةُ: حِنْطة تُؤْخَذُ فتُنَقَّى وتُطَيَّبُ ثُمَّ تُجْعَلُ فِي الْقِدْرِ وَيَصُبُّ عَلَيْهَا مَاءٌ فَتُطْبَخُ حَتَّى تَنْضَجَ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الرطْبُ الأَخضر مِنَ النَّبَاتِ. والمُخْضِمُ: الْمَاءُ الَّذِي لَا يَبْلُغُ أَن يَكُونَ أُجاجاً يَشْرَبُهُ الْمَالُ وَلَا يَشْرَبُهُ النَّاسُ. والخَضَّم: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ: حَوْلي أُسَيِّدُ والهُجَيمُ ومازنٌ، ... وإِذا حَلَلْتُ فَحَوْلَ بَيْتيَ خَضَّمُ وخَضَّم: اسْمُ بَلَدٍ. والخَضَّمُ، وَفِي الصِّحَاحِ خَضَّمٌ عَلَى وَزْنِ بَقَّمٍ: اسْمُ العَنْبَر بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْقَبِيلَةِ، يَزْعُمُونَ أَنهم إِنما سُموا بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ الخَضْمِ، وَهُوَ الْمَضْغُ بالأَضراس لأَنه مِنْ أَبنية الأَفعال دُونَ الأَسماء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ طَريف بْنِ مَالِكٍ العَنْبري: حَوْلي فَوارِسُ مِنْ أُسَيِّدَ شَجْعَةٌ، ... وإِذا نَزَلْتُ فَحَوْلَ بَيتيَ خَضَّمُ وخَضَّمٌ: اسْمُ مَاءٍ، زَادَ الأَزهري: لِبَنِي تَمِيمٍ، وَقَالَ: لَوْلَا الإِلَهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا، ... وَلَا ظَلِلْنا بالمَشائي قُيَّمَا وَفِي الصِّحَاحِ: بالمَشاء «1» قُيَّما، قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي بَقَّم. أَبو تُرَابٍ: قَالَ زَائِدَةُ الْقَيْسِيُّ خَضَفَ بِهَا وخَضَمَ بِهَا إِذا ضَرط، وَقَالَهُ عَرَّامٌ؛ وأَنشد للأَغْلَب: إِن قابَلَ العِرْسَ تَشَكّى وخَضَمْ «2» . الأَزهري: وحَصَمَ مِثْلُهُ، بِالْحَاءِ وَالصَّادِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: الدَّنَانِيرُ السَّبْعَةُ نَسِيتُهَا فِي خُضْمِ الفِراش أَي جَانِبِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حَكَاهَا أَبو مُوسَى عَنْ صَاحِبِ التَّتِمَّةِ، وَقَالَ: الصَّحِيحُ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وَذَكَرَ الْجُمْعَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الخَضِماتِ «3»، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِنَوَاحِي المدينة. والخُضُمَّانِ: موضع. خضرم: بِئْرٌ خِضْرِمٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ. وَمَاءٌ مُخَضْرَمٌ وخُضارِمٌ: كَثِيرٌ؛ وَخَرَجَ العَجَّاج يُرِيدُ اليَمامة فَاسْتَقْبَلَهُ جَريرُ بْنُ الخَطَفى فَقَالَ: أَين تُرِيدُ؟ قَالَ: أُريد الْيَمَامَةَ، قَالَ: تَجِدُ بِهَا نَبيذاً خِضْرِماً أَي كَثِيرًا. والخِضْرِمُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وكلُّ شَيْءٍ كَثِيرٌ وَاسِعٌ خِضْرِمٌ. والخِضْرِمُ، بِالْكَسْرِ: الجَواد الْكَثِيرُ الْعَطِيَّةِ، مُشَبَّهٌ بِالْبَحْرِ الخِضْرِمِ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وأَنكر الأَصمعي الخِضْرِمَ فِي وَصْفِ الْبَحْرِ، وَقِيلَ السَّيِّدُ الحَمولُ، وَالْجَمْعُ خَضارِمُ وخَضارِمَةٌ، الْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ، وخِضْرِمُونَ، وَلَا تُوصَفُ بِهِ المرأَة. والخُضارِمُ: كالخِضْرِمِ. والمُتَخَضْرِمُ مِنَ الزُّبْد: الَّذِي يَتَفَرَّقُ فِي الْبَرْدِ ولا يجتمع.

_ (1). قوله [وَفِي الصِّحَاحِ بِالْمَشَّاءِ قُيَّمَا] كذا هو بالأَصل (2). قوله [إِن قابل إلخ] تمامه كما في التكملة: وإِن تولى مدبراً عنها خضم (3). قوله [الخضمات] كفرحات كما ضبطه السيد السمهودي وضبطه الجلال بالتحريك وضبطه صاحب القاموس في تاريخ المدينة بالكسر، أَفاده شارح القاموس

وَنَاقَةٌ مُخَضْرَمَةٌ: قُطعَ طرَف أُذنها. والخَضْرَمةُ: قَطْعُ إِحدى الأُذنين، وَهِيَ سِمَةُ الْجَاهِلِيَّةِ. وخَضْرَمَ الأُذن: قَطَعَ مِنْ طَرَفِهَا شَيْئًا وَتَرَكَهُ يَنُوسُ، وَقِيلَ قَطَعَهَا بِنِصْفَيْنِ، وَقِيلَ: المُخَضْرَمَةُ مِنَ النُّوقِ وَالشَّاءِ الْمَقْطُوعَةُ نِصْفِ الأُذن؛ وَفِي الْحَدِيثِ: خَطَبَنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى نَاقَةٍ مُخَضْرَمَةٍ ، وَقِيلَ: المُخَضْرَمَةُ الَّتِي قُطِعَ طَرَفُ أُذنها، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يُخَضْرِمونَ نَعَمَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلامُ أَمرهم النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أَن يُخَضرِموا مِنْ غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُخَضْرِمُ مِنْهُ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ، وأَصل الخَضْرَمَةِ أَن يُجْعَلَ الشَّيْءُ بَيْنَ بَيْنَ، فإِذا قُطِعَ بَعْضُ الأُذن فَهِيَ بَيْنَ الوافِرَةِ والناقِصة، وَقِيلَ: هِيَ الْمَنْتُوجَةُ بَيْنَ النَّجَائِبِ والعُكاظِيَّات، وَمِنْهُ قِيلَ لِكُلٍّ مَنْ أَدْرَكَ الجاهلية والإِسلام: مُخَضْرَمٌ لأَنه أَدرك الخَضْرَمَتَيْنِ. وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ: أَخطأَت خافِضَتُها فَأَصَابَتْ غَيْرَ مَوْضِعِ الخَفْضِ. وامرأَة مُخَضْرَمَةٌ أَي مَخْفُوضَةٌ. قَالَ إِبراهيم الْحَرْبِيُّ: خَضْرَمَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ نَعَمَهُمْ أَي قطعُوا مِنْ آذَانِهَا فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي خَضْرَمَ فِيهِ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَانَتْ خَضْرَمَةُ أَهل الإِسلام بَائِنَةً مِنْ خَضْرَمَةِ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ: أَن قَوْمًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بُيِّتُوا لَيْلًا وسِيقَ نَعَمُهُمْ، فَادَّعَوْا أَنهم خَضْرَمُوا خَضْرَمَةَ الإِسلام وأَنهم مُسْلِمُونَ، فَرَدُّوا أَموالهم عَلَيْهِمْ ، فَقِيلَ لِهَذَا الْمَعْنَى لِكُلِّ مَنْ أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام: مُخَضْرَمٌ، لأَنه أَدرك الخَضْرَمتَينِ: خضْرمة الْجَاهِلِيَّةِ وخَضْرمة الإِسلام. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ: لَمْ يَخْتَتِنْ. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ إِذا كَانَ نصفُ عُمْرِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَنِصْفُهُ فِي الإِسلام. وَشَاعِرٌ مُخَضْرَمٌ: أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام مِثْلَ لَبيدٍ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ أَدركهما؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِلى ابنِ حَصانٍ، لَمْ تُخَضْرَمْ جدودُه، ... كثيرِ الثَّنا والخِيم والفَرْعِ والأَصْلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَكثر أَهل اللُّغَةِ عَلَى أَنه مُخَضْرِمٌ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، لأَن الْجَاهِلِيَّةَ لَمَّا دَخَلُوا فِي الإِسلام خَضْرَمُوا آذَانَ إِبلهم لِيَكُونَ عَلَامَةً لإِسلامهم إِن أُغِيرَ عَلَيْهَا أَو حُورِبوا. وَيُقَالُ لِمَنْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام: مُخَضْرِمٌ، وأَما مَنْ قَالَ مُخَضْرَمٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَتَأْوِيلُهُ عِنْدَهُ أَنه قُطِعَ عَنِ الْكُفْرِ إِلى الإِسلام. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: خَضْرَمَ خَلَّطَ، وَمِنْهُ المُخَضْرِمُ الَّذِي أَدرك الْجَاهِلِيَّةَ والإِسلام. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ: أَبوه أَبيض وَهُوَ أَسود. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمٌ: نَاقِصُ الحَسَبِ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِكَرِيمِ النَّسَبِ. وَرَجُلٌ مُخَضْرَمُ النَّسَبِ أَي دَعِيٌّ، وَقَدْ يُتْرَكُ ذِكْرُ النَّسَبِ فَيُقَالُ: المُخَضْرَمُ الدَّعِيُّ، وَقِيلَ: المُخَضْرَمُ فِي نَسَبِهِ الْمُخْتَلِطِ مِنْ أَطرافه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَعْرِفُ أَبواه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي وَلَدَتْهُ السَّراري؛ وَقَوْلُهُ: فَقُلْتُ: أَذاكَ السَّهمُ أَهْوَنُ وَقْعَةً ... عَلَى الخُضْرِ، أَم كَفُّ الهَجينِ المُخَضْرَمِ؟ «1» إِنما هُوَ أَحد هَذِهِ الأَشياء الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي الحَسَب والنسبِ. وَلَحْمٌ مُخَضْرَم، بِفَتْحِ الرَّاءِ: لَا يُدْرَى أَمن ذَكَرٍ هُوَ أَم من أُنثى. وطام مُخَضْرَمٌ: حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه الَّذِي لَيْسَ بحُلْوٍ وَلَا مُرّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَيْنَ الثَّقِيلِ وَالْخَفِيفِ. وَمَاءٌ مُخَضْرَمٌ: غَيْرُ عَذْبٍ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَمَاءٌ خُضَرِمٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ: بَيْنَ الحلو والمِلْحِ.

_ (1). قوله [الخضر] هكذا في الأَصل

والخُضَرِمُ، مِثَالُ العُلَبِطِ: فَرْخُ الضَّبِّ يَكُونُ حِسْلًا ثُمَّ خُضَرِماً؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَهُوَ حِسْلٌ ثُمَّ مُطَبِّخٌ ثُمَّ خُضرِمٌ ثُمَّ ضَبٌّ، وَلَمْ يَذْكُرِ الغَيْداقَ وَذَكَرُهُ أَبو زَيْدٍ. والخُضارِمةُ: قَوْمٌ بِالشَّامِ، وَذَلِكَ أَن قَوْمًا مِنَ الْعَجَمِ خَرَجُوا فِي أَول الإِسلام فَتَفَرَّقُوا فِي بِلَادِ الْعَرَبِ، فَمَنْ أَقام مِنْهُمْ بِالْبَصْرَةِ فَهُمُ الأَساوِرَةُ، وَمَنْ أَقام مِنْهُمْ بِالْكُوفَةِ فهو الأَحامِرةُ، وَمَنْ أَقام مِنْهُمْ بِالشَّامِ فَهُمُ الخَضارِمةُ، وَمَنْ أَقام مِنْهُمْ بالجَزيرة فَهُمُ الجَراجِمةُ، وَمَنْ أَقام مِنْهُمْ بِالْيَمَنِ فَهُمُ الأَبْناءُ، وَمَنْ أَقام مِنْهُمْ بالمَوْصِلِ فَهُمُ بالمَوْصِلِ فَهُمُ الجَرامِقَةُ، وَاللَّهُ أَعلم. خطم: الخَطْمُ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ: مِنْقارُهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ قَطاةٍ: لأَصْهَبَ صَيْفيّ يُشَبَّهُ خَطْمُه، ... إِذا قَطَرَتْ تَسْقِيه، حَبَّةَ قِلْقِلِ والخَطْمُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ: مُقَدَّمُ أَنفها وَفَمِهَا نَحْوَ الْكَلْبِ وَالْبَعِيرِ، وَقِيلَ: الخَطْمُ مِنَ السَّبْعِ بِمَنْزِلَةِ الجَحْفَلَةِ مِنَ الْفَرَسِ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِنْ السَّبْعِ الخَطْم والخُرْطومُ، وَمِنَ الْخِنْزِيرِ الفِنْطِيسةُ، وَمِنْ ذِي الْجَنَاحِ غَيْرِ الصَّائِدِ المِنْقارُ، وَمِنَ الصَّائِدِ المَنْسِرُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الخَطْمُ مِنَ الْبَازِيِّ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْقارُهُ. أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الأُنوف يُقَالُ لَهَا المَخاطِمُ، وَاحِدُهَا مَخْطِمٌ، بِكَسْرِ الطَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ كَعْب: يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْ بَقيعِ الغَرْقَدِ سَبْعِينَ أَلفاً هُمْ خيارُ مَن يَنْحَتُّ عَنْ خَطْمه المَدَرُ أَي تَنْشَقُّ عَنْ وَجْهِهِ الأَرضُ، وأَصل الخَطْمِ فِي السِّبَاعِ مَقَادِيمُ أُنوفها وأَفواهها فَاسْتَعَارَهَا لِلنَّاسِ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: كأَنَّ مَا فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحها، ... مِنْ خَطْمِها وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ، بِرْطيلُ أَي أَنفها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يصلِّ أَحدُكم وثوبُهُ عَلَى أَنفه، فإِن ذَلِكَ خَطْمُ الشَّيْطَانِ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: خَبَأتُ لَكُمْ خَطْمَ شاةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَطْمُ الإِنسان ومَخْطِمُهُ ومِخْطَمُهُ أَنفه، وَالْجَمْعُ مَخاطِم. وخَطَمَهُ يَخْطِمُهُ خَطْماً: ضَرَبَ مَخْطِمَهُ. وخَطَمَ فلانٌ بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَ حاقَّ وسْطِ أَنفِهِ. وَرَجُلٌ أَخْطَمُ: طَوِيلُ الأَنف. رَوَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبيه قَالَ: أَوْصى أَبو بَكْرٍ أَن يكَفَّنَ فِي ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ وأَن يُجْعَلَ مَعَهُمَا ثوبٌ آخَرُ، فأَرادت عَائِشَةُ أَن تَبْتَاعَ لَهُ أَثواباً جُدُداً فَقَالَ عُمَرُ: لَا يُكَفَّنُ إِلَّا فِيمَا أَوْصَى بِهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا عُمَرُ وَاللَّهِ ما وُضِعَتِ الخُطُمُ على آنُفِنا فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: كَفِّنِي أَباك فِيمَا شِئْتِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَى قَوْلِهَا ما وُضِعَت الخُطُمُ على آنُفِنا أَي مَا مَلَكْتَنا بعدُ فَتَنْهَانَا أَن نَصْنَعَ مَا نُرِيدُ فِي أَملاكنا. والخُطُمُ: جَمْعُ خِطامٍ، وَهُوَ الْحَبَلُ الَّذِي يُقَادُ بِهِ الْبَعِيرُ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا غَلَبَ أَن يُخْطَمَ: مَنَعَ خِطامَهُ؛ وَقَالَ الأَعشى: أَرادوا نَحْتَ أَثْلَتِنا، ... وَكُنَّا نَمْنَع الخُطُمَا والخَطْمَةُ: رَعْنُ الْجَبَلِ «2». والخِطامُ: الزِّمامُ. وخَطَمْتُ الْبَعِيرَ: زَممْتُهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الخِطامُ كُلُّ حَبْلٍ يُعَلَّقُ فِي حَلْقِ الْبَعِيرِ ثُمَّ يُعْقَدُ عَلَى أَنفه، كَانَ مِنْ جِلْدٍ أَو صُوفٍ أَو لِيفٍ أَو قِنَّبٍ، وَمَا

_ (2). قوله [والخطمة رعن الجبل] ضبط في الأَصل والمحكم والنهاية بفتح الخاء وسكون الطاء، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ بضم الخاء

جَعَلْتَ لشِفار بَعِيرِكَ مِنْ حَبَلٍ فَهُوَ خِطامٌ، وَجَمْعُهُ الخُطُمُ، يُفْتَلُ مِنَ اللِّيف وَالشَّعْرِ والكَتَّان وَغَيْرِهِ، فإِذا ضُفِرَ مِنَ الأَدَمِ فَهُوَ جَريرٌ، وَقِيلَ: الخِطامُ الْحَبْلُ يُجْعَلُ فِي طَرَفِهِ حَلْقَةٌ ثُمَّ يُقَلَّدُ الْبَعِيرَ ثُمَّ يُثَنَّى عَلَى مَخْطِمِه، قَالَ: وخَطَمَهُ بالخِطامِ إِذا عُلِّقَ فِي حَلْقِه ثُمَّ ثُنِّيَ عَلَى أَنفه وَلَا يُثْقَبُ لَهُ الأَنف. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخِطامُ كلُّ مَا وُضِع فِي أَنف الْبَعِيرِ ليُقاد بِهِ، وَالْجَمْعُ خُطُمٌ. وخَطَمَه بالخِطامِ يَخْطِمُه خَطماً وخَطَّمَه، كِلَاهُمَا: جَعَلَهُ عَلَى أَنفه، وَكَذَلِكَ إِذا حَزَّ أَنفه حَزّاً غَيْرَ عَمِيقٍ لِيَضَعَ عَلَيْهِ الخِطامَ، وَنَاقَةٌ مَخْطومةٌ، وَنُوقٌ مُخَطَّمةٌ: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فَخَطَمَ الأُخرى دُونَهَا أَي وضَعَ الخِطامَ فِي رأَسها وأَلقاه إِليه ليَقُودَها بِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: خِطام الْبَعِيرِ أَن يَأْخُذَ حَبْلًا مِنْ لِيفٍ أَو شَعْرٍ أَو كَتَّانٍ، فَيَجْعَلُ فِي أَحد طَرَفَيْهِ حَلْقَةً ثُمَّ يُشَدُّ فِيهِ الطَّرَفُ الْآخَرُ حَتَّى يَصِيرَ كَالْحَلْقَةِ، ثُمَّ يُقَلَّدُ الْبَعِيرَ ثُمَّ يُثَنَّى عَلَى مُخَطَّمِه، وأَما الَّذِي يُجْعَلُ فِي الأَنف دَقِيقًا فَهُوَ الزِّمامُ؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الرُّجَّازِ الخِطامَ فِي الحَشَرات فَقَالَ: يَا عَجَبا، لَقَدْ رأَيْتُ عَجَبا: ... حِمار قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبَا عاقِلَها خاطِمَها أَن تَذْهَبَا ... فَقُلْتُ: أَرْدِفْني فَقَالَ: مَرْحَبَا أَراد لِئَلَّا تَذْهَبَ أَو مَخَافَةَ أَن تَذْهَبَ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي: خاطِمَها زأَمّها أَن تَذْهَبَا أَراد زامَّها؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: تِلْكُمْ لُجَيْمٌ فَمَتَى تَخْرِنْطِمْ، ... تَخْطِمْ أُمور قَوْمِهَا وتَخْطِمْ يُقَالُ: فُلَانٌ خاطِمُ أَمر بَني فلانٍ أَي هُوَ قَائِدُهُمْ ومُدَبِّرُ أَمرهم، أَراد أَنهم القادةُ لِعِلْمِهِمْ بالأُمور. وَفِي حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ: مَا تكلمتُ بِكَلِمَةٍ إِلَّا وأَنا أَخْطِمُها أَي أَربطها وأَشدُّها، يُرِيدُ الِاحْتِرَازَ فِيمَا يَقُولُهُ وَالِاحْتِيَاطَ فِيمَا يَلْفِظُ بِهِ. وخِطامُ الدَّلوِ: حَبْلُهَا. وخِطامُ القَوْس: وتَرُها. أَبو حَنِيفَةَ: خَطَمَ القَوْسَ بالوَتَرِ يَخْطِمُها خَطْماً وخِطاماً عَلَّقَهُ عَلَيْهَا، وَاسْمُ ذَلِكَ المُعَلَّقِ الخِطامُ أَيضاً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: يَلْحَسُ الرَّصْفَ، لَهُ قَضْبَةٌ، ... سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطام وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الرُّجَّازِ للدَّلْوِ فَقَالَ: إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ فِي خِطامِها ... حَمْراءَ مِنْ مَكَّةَ، أَو إِحْرامِها وخَطَمَهُ بِالْكَلَامِ إِذا قَهره وَمَنَعَهُ حَتَّى لَا يَنْبِسُ وَلَا يُحِيرُ. والأَخْطَمُ: الأَسود، وخَطْمُ الليلِ: أَول إِقباله كَمَا يُقَالُ أَنف اللَّيْلِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: أَتتنا خُزامَى ذاتُ نَشْرٍ، وحَنْوَةٌ ... وراحٌ وخَطَّامٌ مِنَ المِسْكِ يَنْفَحُ قَالَ الأَصمعي: مِسْكٌ خَطَّامٌ يَفْعَمُ الخَياشيم. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرْسَلًا: أَنه وَعَدَ رَجُلًا أَن يَخْرُجَ إِليه فأَبطأَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ: شَغَلَنِي عَنْكَ خَطْمٌ أَي خَطْبٌ جَلِيلٌ، وكأَن الْمِيمَ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ بِهِ أَمر خَطَمَه أَي مَنَعَهُ مِنَ الْخُرُوجِ. والخِطامُ: سِمَةٌ دُونَ الْعَيْنَيْنِ؛ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: الخِطامُ سِمَةٌ عَلَى أَنف الْبَعِيرِ

حَتَّى تَنْبَسِطَ عَلَى خَدَّيْهِ. النَّضِرُ: الخِطامُ سِمَةٌ فِي عُرْضِ الْوَجْهِ إِلى الْخَدِّ كَهَيْئَةِ الخَطِّ، وَرُبَّمَا وُسِمَ بِخِطامٍ، وَرُبَّمَا وُسِمَ بخِطامَيْنِ. يُقَالُ: جَمَلٌ مَخْطُومُ خِطامٍ ومَخْطُومُ خِطامَيْنِ، عَلَى الإِضافة، وَبِهِ خِطامٌ وخِطامانِ. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَيَقُولُونَ قَدْ رأَيناها، ثُمَّ تَتَوارى حَتَّى تعاقَبَ ناسٌ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ تَخْرُجُ الثَّانِيَةُ فِي أَعظم مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِكُمْ، فَتَأْتِي المسلمَ فتُسَلِّمُ عَلَيْهِ وتأْتي الْكَافِرَ فتَخْطِمُه وتَعَرِّفُهُ ذُنُوبَهُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ فَتَخْطِمُهُ، الخَطْمُ الأَثَرُ عَلَى الأَنف كَمَا يُخْطَمُ الْبَعِيرُ بالكَيّ. يُقَالُ: خَطَمْتُ الْبَعِيرَ، وَهُوَ أَن يُوسَمَ بخَطّ مِنَ الأَنف إِلى أَحد خَدَّيْه، وَبَعِيرٌ مَخْطومٌ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَخْطِمُه أَي تسِمُه بِسِمَةٍ يُعْرفُ بِهَا؛ وَفِي رِوَايَةٍ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا عَصا مُوسَى وخاتَمُ سُلَيْمَانَ فَتُحَلِّي وَجْهَ الْمُؤْمِنِ «1». بِالْعَصَا وتَخْطِمُ أَنف الْكَافِرِ بالخاتَمِ أَي تسِمُهُ بِهَا، مَنْ خَطَمْتُ الْبَعِيرَ إِذا كَوَيْتَهُ خَطّاً مِنَ الأَنف إِلى أَحد خَدَّيْهِ، وَتُسَمَّى تِلْكَ السِّمَةُ الخِطام، وَمَعْنَاهُ أَنها تُؤثِّرُ فِي أَنفه سِمَة يُعرف بِهَا، وَنَحْوُ ذَلِكَ قِيلَ فِي قَوْلِهِ: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ . وَفِي حَدِيثِ لَقيطٍ فِي قِيَامِ السَّاعَةِ والعَرْضِ عَلَى اللَّهِ: وأَما الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ بِمِثْلِ الحُمَمِ الأَسود أَي تُصِيبُ خَطْمَه، وَهُوَ أَنفه، يَعْنِي تُصِيبُهُ فَتَجْعَلَ لَهُ أَثَراً مِثْلَ أَثر الخِطام فتردُّه بصُغْرٍ، والحُمَمُ: الْفَحْمُ. والمُخَطَّمُ مِنَ الأَنف: مَوْضِعُ الخِطام؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ لأَنا لَمْ نَسْمَعْ خَطَّمَ إِلَّا أَنهم تَوَهَّمُوا ذَلِكَ. وَفَرَسٌ مُخَطَّمٌ: أَخذ البياضُ مِنْ خَطْمِه إِلى حَنَكِهِ الأَسفل، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي الأَول. وَتَزَوَّجَ عَلَى خِطامٍ أَي تَزَوَّجَ امرأَتين فَصَارَتَا كَالْخِطَامِ لَهُ. وخَطَمَ الأَديمَ خَطْماً: خَاطَ حواشِيَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمُخَطَّمُ والمُخَطِّمُ: البُسْرُ الَّذِي فِيهِ خُطُوطٌ وَطَرَائِقُ؛ الْكَسْرُ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وَإِذْ حَبَا مِنْ أَنفِ رَمْلٍ مَنْخِرُ، ... خَطَمْنَهُ خَطْماً، وهُنَّ عُسَّرُ قَالَ الأَصمعي: يُرِيدُ بِقَوْلِهِ خَطَمْنَه مَرَرْنَ عَلَى أَنف ذَلِكَ الرَّمْلِ فقَطَعْنَهُ. والخِطْمِيُّ والخَطْمِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُغْسَلُ بِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: يُغْسَلُ بِهِ الرأَسُ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَمَنْ قَالَ خِطْمِيّ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، فَقَدْ لَحَنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَغْسِلُ رأَسه بالخِطْمِيّ وَهُوَ جُنُبٌ يَجْتَزِئُ بِذَلِكَ وَلَا يصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ أَي أَنه كَانَ يَكْتَفي بِالْمَاءِ الَّذِي يَغسل بِهِ الخِطْمِيَّ، وَيَنْوِي بِهِ غُسْلَ الجَنابة، وَلَا يَسْتَعْمِلُ بَعْدَهُ مَاءً آخَرَ يَخُصُّ بِهِ الْغُسْلَ. وقَيْسُ بْنُ الخَطِيم: شاعِرٌ مِنَ الأَنصار. وخَطِيمٌ وخِطامٌ وخُطامَةُ: أَسماء. وَبَنُو خُطامَة: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمٌ مَعْرُوفُونَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَيٌّ مِنَ الأَزْدِ. وخَطْمَةُ: بَطْنٌ مِنْ أَوْسِ اللَّاتِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وخَطْمَةُ مِنَ الأَنصار، وَهُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ. والخَطْمُ وخَطْمةُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ: غداةَ دَعَا بَنِي شِجْعٍ، ووَلَّى ... يَؤُمُّ الخَطْمَ، لَا يَدْعُو مُجِيبَا وأَنشد ابن الأَعرابي:

_ (1). قوله [فتحلي وجه المؤمن] كذا في الأَصل والتكملة بالحاء، وفي نسختين من النهاية بالجيم، وفي التهذيب: فتجلو

نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدودِ، ... لَا تَرِدُ الماءَ إِلَّا صِياما يَقُولُ: هِيَ صَائِمَةٌ مِنْهُ لَا تَطْعَمُهُ، قَالَ: وَذَلِكَ لأَن النَّعام لَا تَرِدُ الْمَاءَ وَلَا تَطْعَمُهُ. وَذَاتُ الخَطْماء «1»: مِنْ مَسَاجِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الْمَدِينَةِ وتَبوكَ. وخِطامُ الكَلْبِ: من شعرائهم. خعم: الخَوْعَمُ: الأَحْمق. والخَيْعامة: كِنَايَةٌ عَنِ الرَّجُلِ السَّوْءِ، وَقِيلَ: هُوَ نَعْتُ سَوْءٍ. والخَيْعامةُ: المأْبون؛ والخَيْعَمُ والخَيْعامةُ والمَجْبُوسُ والجَبيس والمأْبونُ والمُتَدَثِّرُ والمِثْفَرُ والمِثْفارُ والمَمْسوحُ وَاحِدٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّمَجُ هَيَجانُ الخَيْعامَةِ، وَهُوَ المأْبون. وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ: لَا يُحِبُّنا، أَهْلَ البيتِ، الخَيْعامةُ ؛ قِيلَ: هُوَ المأْبون، وَالْيَاءُ زائدة والهاء للمبالغة. خقم: خَيْقَم: حِكَايَةُ صَوْتٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يَدْعُو خَيْقَماً وخَيْقَما «2» . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ رَكِيَّةً عادِيَّةً تُسَمَّى خَيْقَمانَةَ؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُهُمْ وَنَحْنُ نَسْتَقِي مِنْهَا: كأَنَّما نُطْفَةُ خَيْقَمانِ ... صَبيبُ حِنَّاءٍ وزَعْفَرانِ وَكَانَ مَاءُ هَذِهِ الرَّكِيَّةِ أَصفر شَدِيدَ الصُّفْرَةِ. خلم: الخِلْمُ، بِالْكَسْرِ: الصَّديقُ الْخَالِصُ. وَهُوَ خِلْمُ نساءٍ أَي تِبْعُهُنَّ، وَالْجَمْعُ أَخْلامٌ وخُلَماءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن خُلَماءَ إِنما هُوَ عَلَى تَوَهُّمِ خَلِيم. والمُخالَمَةُ: المُصادقةُ والمُغازَلَةُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ حِكَايَةً عَنِ الْبَصْرِيِّينَ: كَانُوا لَا يَعُدُّونَ الْمُتَفَنِّنَةَ حَتَّى يَكُونَ لَهَا خِلْمان سِوَى زَوْجِهَا. أَبو عَمْرٍو: الخِلْمُ شَحْمُ ثَرْبِ الشَّاةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي بَابِ فُعُلٍ: الخُلُمُ شُحوم ثَرْبِ الشَّاةِ، والخُلُمُ الأَصْدِقاءُ، والأَخْلام الأَصحاب؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا ابتَسَرَ الحَرْبَ أَخْلامُها ... كِشافاً، وهُيِّجَتِ الأَفْحُلُ والخِلْمُ: مَرْبِضُ الظَّبْيَةِ أَو كِناسُها لإِلْفِها إِياه، وَهُوَ الأَصل فِي ذَلِكَ، تَتَّخِذُهُ مَأْلَفاً وتَأْوِي إِليه، ويُسَمَّى الصَّدِيقُ خِلْماً لأُلْفَتِه، وَفُلَانٌ خِلْمُ فلانٍ. والأَخْلامُ: مَرابِضُ الْغَنَمِ. والخِلْمُ أَيضاً: العظيم. خلجم: الخَلْجَمُ والخَلَيْجَمُ: الجَسيم الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ المُنْجَذِبُ الخَلْقِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ فَقَطْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: خَدْلاء خَلْجَمَة «3». خمم: خَمَّ البيتَ والبئرَ يَخُمُّهما خَمّاً واخْتَمَّهما: كَنَسَهُمَا، والاخْتِمامُ مِثْلُهُ. والمِخَمَّةُ: المِكنسَةُ. وخُمامَةُ البيتِ وَالْبِئْرِ: مَا كُسِحَ عَنْهُ مِنَ التُّرَابِ فأُلقِيَ بعضُه عَلَى بعضٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخُمامَةُ والقُمامَةُ: الكُناسةُ، وَمَا يُخَمُّ مِنْ تُرَابِ الْبِئْرِ. وخُمامةُ الْمَائِدَةِ: مَا يَنْتَثِرُ مِنَ الطَّعَامِ فَيُؤْكَلُ ويُرْجَى عَلَيْهِ الثَّوَابُ.

_ (1). قوله [وذات الخطماء] كذا بالأَصل ومثله في المحكم. وعبارة ياقوت: ذات الخطمى موضع فيه مسجد لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، بناه فِي مَسِيرِهِ إِلى تَبُوكَ من المدينة (2). قوله [يدعو خيقماً إلخ] أَوله كما في التكملة: وَلَمْ يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مدعما ... للناس يدعو خَيقماً وخيقما (3). قوله [خدلاء خلجمة] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في التهذيب جلالًا خلجمة وضبط جلالًا بوزن غراب

وَقَلْبٌ مَخْمومٌ أَي نَقِيٌّ مِنَ الغِلِّ وَالْحَسَدِ. وَرَجُلٌ مَخمُومُ الْقَلْبِ: نَقِيٌّ مِنَ الْغِشِّ والدَّغَلِ، وَقِيلَ: نَقِيُّهُ مِنَ الدَّنَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ المَخْمومُ الْقَلْبِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا المَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: الَّذِي لَا غِشَّ فِيهِ وَلَا حَسَدَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: سُئِلَ أَيُّ الناسِ أَفضلُ؟ قَالَ: الصادقُ اللسانِ المَخْمومُ الْقَلْبِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: ذُو الْقَلْبِ المَخْمومِ وَاللِّسَانِ الصَّادِقِ ، وَهُوَ مِنْ خَمَمْتُ الْبَيْتَ إِذا كَنَسْتَهُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مَالِكٍ: وَعَلَى السَّاقي خَمُّ الْعَيْنِ أَي كَنْسُهَا وَتَنْظِيفُهَا، وَهُوَ السُّمُّ لَا يَخِمُّ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ خَالِصًا؛ ومَثَلٌ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا ذُكِرَ بِخَيْرٍ وأُثْنِيَ عَلَيْهِ: هُوَ السَّمْنُ لَا يَخِمُّ. والخَمُّ: الثَّنَاءُ الطَّيِّبُ: وَفُلَانٌ يَخُمُّ ثِيَابَ فُلَانٍ إِذا كَانَ يُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ خَمَّه بِثَناءٍ حسَنٍ يَخُمُّه، وطَرَّهُ يَطُرُّه طَرّاً، وبَلَّه بِثَنَاءٍ حَسَنٍ ورَشَّه، كلُّ هَذَا إِذا أَتبعه بِقَوْلٍ حَسَنٍ. وخَمَّ الناقةَ: حَلَبَهَا. وخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ، بِالْكَسْرِ، ويَخُمُّ خَمّاً وخُموماً وَهُوَ خَمٌّ وأَخَمَّ: أَنتن أَو تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ. وَلَحْمٌ خامٌّ ومُخِمٌّ أَي مُنْتِنٌ. اللَّيْثُ: اللَّحْمُ المُخِمُّ الَّذِي قَدْ تَغَيَّرَتْ رِيحُهُ وَلَمَّا يفسدْ كَفَسَادِ الجِيَفِ. وَقَدْ خَمَّ اللحمُ يَخِمُّ، بِالْكَسْرِ، إِذا أَنتن وَهُوَ شِواءٌ أَو طَبِيخٌ. وَفِي حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: مَنْ أَحب أَن يَسْتَخِمَّ الناسُ لَهُ قِيَامًا ، قَالَ الطَّحَاوِيُّ: هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، يُرِيدُ أَن تَتَغَيَّرَ رَوَائِحُهُمْ مِنْ طُولِ قِيَامِهِمْ عِنْدَهُ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: خَمَّ اللحمُ أَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْمَطْبُوخِ والمَشْويّ، قَالَ: فأَما النِّيءُ فَيُقَالُ فِيهِ صَلَّ وأَصَلَّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَمثلة: خَمَّ اللحمُ وأَخَمَّ إِذا تَغَيَّرَ وَهُوَ شواءٌ أَو قَديرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُنْتِنُ بَعْدَ النُّضْج. وإِذا خَبُثَ ريحُ السِّقاء فأَفسد اللبنَ قِيلَ: أَخَمَّ اللبنُ، قَالَ: وخَمَّ مِثْلُهُ؛ وأَنشد الأَزهري: أَخَمَّ أَو قَدْ هَمَّ بالخُمُوم «1» . والخَمِيمُ: اللَّبَنُ سَاعَةَ يُحْلَبُ. وخَمّ اللبنُ وأَخَمَّ: غَيَّره خُبْثُ رَائِحَةِ السِّقاء، وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ الخُمُومُ فِي الإِنسان؛ قَالَ ذِرْوَة بْنُ خَجْفَةَ الصَّمُوتي: يَا ابْنَ هشامٍ عَصَرَ المظلومِ، ... إِليك أَشْكُو جَنَفَ الخُصومِ وشَمَّةً مِنْ شارِفٍ مَزْكومِ، ... قَدْ خَمَّ أَو زَادَ عَلَى الخُمومِ وأَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ بجَرّ شَمَّةٍ وَالْمَعْرُوفُ وشَمَّةً لِقَوْلِهِ إِليك أَشكو؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ صوتَ شَخْبِها إِذا خَمى إِنما أَراد خَمَّ فأَبدل مِنَ الْمِيمِ الأَخيرة يَاءً، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ لَا أَمْلاه أَي لَا أَمَلُّه. والخَمُّ: تَغَيُّرُ رَائِحَةِ القُرْصِ إِذا لَمْ يَنْضَجْ. والخُمُّ: قَفَصُ الدَّجَاجِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ لِخُبْثِ رَائِحَتِهِ. وخُمَّ إِذا جُعل فِي الخُمِّ وَهُوَ حَبْسُ الدَّجَاجِ، وخُمَّ إِذا نُظِّفَ. والخَمِيمُ: الْمَمْدُوحُ. والخَمِيمُ: الثَّقِيلُ الرُّوحِ. والخَمُّ: البُكاء الشَّدِيدُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ. والخِمامةُ: رِيشَةٌ فَاسِدَةٌ رَدِيئَةٌ تَحْتَ الرِّيشِ. والخَمُّ والاخْتِمامُ: الْقَطْعُ. واخْتَمَّه: قَطَعَهُ؛ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ رأَيْتَ عَمَّكا؟ ... أَرَدْتَ أَن تَخْتَمَّهُ فاخْتَمَّكا

_ (1). قوله [أَخم أَو قد إلخ] الذي في التهذيب: قد حم أَو قد إلخ

وخَمَّانُ النَّاسِ: خُشارَتُهُمْ، وَقِيلَ: جَمَاعَتُهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: خَمَّانُ النَّاسِ ونُتَّاشُ النَّاسِ وعَوَذُ النَّاسِ وَاحِدٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رأَيت خَمَّاناً مِنَ النَّاسِ أَي ضُعَفاء. وَيُقَالُ: ذَاكَ رَجُلٌ مِنْ خُمَّانِ النَّاسِ وخَمَّانِ النَّاسِ، عَلَى فُعْلان وفَعْلان، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، أَي مِنْ رُذالهم: وخُمّانُ الْبَيْتِ: رَدِيءُ مَتَاعِهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هَكَذَا رَوَى عَنْ أَبي الْخَطَّابِ. والخِمُّ: الْبُسْتَانُ الْفَارِغُ. وخُمّان: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ حَسَّان بْنُ ثَابِتٍ: لِمَنِ الدَّارُ أَوْحَشَتْ بَمغانِ، ... بَيْنَ أَعْلى اليَرْمُوكِ فالخَمّانِ «1» ؟ وخَمَّانُ الشَّجَرِ: رَدِيئُهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، ... تأْكل القَتَّ وخَمَّانَ الشَّجَرْ والخَمَّانُ أَيضاً مِنَ الرِّماح: الضَّعِيفُ. وخَمٌّ: غَديرٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ بالجُحْفةِ، وَهُوَ غَدِيرُ خَمّ، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: إِنما هُوَ خُمٌّ، بِضَمِّ الْخَاءِ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ: عَفا وخَلا ممَّنْ عَهِدْتَ بِهِ خُمُّ، وشاقَك بالمَسْحاء مِنْ سَرِفٍ رَسْمُ وَوَرَدَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ تَصُبُّ فِيهِ عَيْنٌ هُنَاكَ، وَبَيْنَهُمَا مَسْجِدُ سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ خُمّى ، بِضَمِّ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ الْمَفْتُوحَةِ، وَهِيَ بِئْرٌ قَدِيمَةٌ كَانَتْ بِمَكَّةَ. وإِخْمِيمُ: مَوْضِعٌ بِمِصْرَ. وخُمَّام، عَلَى مِثْلِ خُطَّاف: أَبو بطن. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى ابْنَ دُرَيْد إِنما قَالَ خُمام، بِالتَّخْفِيفِ. والخَمْخَمَةُ والتَّخَمْخُمُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكل قَبِيحٌ، وَبِهِ سُمِّي الخَمْخامُ، وَمِنْهُ التَّخَمْخُمُ. والخِمْخِمُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ تُعْلَفُ حَبَّه الإِبلُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: مَا راعَني إِلا حَمُولَةُ أَهْلِها، ... وَسْطَ الدِّيارِ، تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ وَيُقَالُ: هُوَ بِالْحَاءِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخِمْخِمُ والحِمْحِمُ وَاحِدٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَهُوَ الشُّقّارى. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ ثَغَرَ: والثَّغْرُ مِنْ خِيَارِ العُشْبِ، وَلَهَا زَغَبٌ خَشِنٌ، وَكَذَلِكَ الخِمْخِمُ، وَيُوضَعُ الثَّغْرُ والخِمْخِمُ فِي الْعَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: فكأَنَّما اشْتَمَلَتْ مَواقي عَيْنِهِ، ... يَوْمَ الفِراقِ، عَلَى يَبِيسِ الخِمْخِمِ والخَمْخَمَةُ: مِثْلُ الخَنْخَنَةِ، وَهُوَ أَن يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ كأَنه مَخْنُونٌ مِنَ التِّيه والكِبْر. وضَرْعٌ خِمْخِمٌ: كَثِيرُ اللَّبَنِ غَزيرُه؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: وحَبَّبَتْ أَسْقِيَةً عَواكِما، ... وفَرَّغَتْ أُخْرى لَهَا خَماخِما والخَمْخامُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَدُوس، سُمِّيَ بالخَمْخَمَةِ الخَنْخَنَةِ، وكلُّ مَا فِي أَسماءِ الشُّعَرَاءِ ابْنُ حُمام، بِالْحَاءِ، إِلا ابْنَ خُمام، وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ خُمام بْنِ سَيَّارٍ، فإِنه بِالْخَاءِ. والخُمْخُمُ: دُوَيْبَّةٌ فِي البحر؛ عن كراع. خنم: تَخْنِمُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَهَلْ يَشْتاقُ مِثْلُك مِنْ رُسُومٍ ... دَوارِسَ، بَيْنَ تَخْنِمَ والخِلالِ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى تَائِهِ بِالزِّيَادَةِ لأَنها لو

_ (1). وفي رواية: فالصَّمَّان بدل فالخمّان

كَانَتْ أَصلية لَكَانَ فَعْلِلًا، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفِرٍ. خندم: الخِنْدِمانُ: اسْمُ قَبِيلَةٍ: وخِنْدِم: اسْمُ مَوْضِعٍ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ حِينَ أَسَرَهُ أَبو اليَسَرِ يَوْمَ بَدْرٍ قَالَ: إِنه لأَعظم فِي عَيْنِي مِنَ الخَنْدَمَةِ ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: أَظنه جَبَلًا، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ مَكَّةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَمِنْهُ يَوْمُ الخَنْدَمَةِ، وَكَانَ لَقِيَهُمْ خَالِدُ بْنُ الوَليد فهَزَمَ الْمُشْرِكِينَ وقَتَلَهم؛ وَقَالَ الرَّاعِشُ لامرأَته وَكَانَتْ لامَتْهُ عَلَى انْهِزَامِهِ: إِنَّكِ لَوْ شاهَدْتِ يومَ الخَنْدَمَهْ، ... إِذ فَرَّ صَفْوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ، ولَحِقَتْنا بالسُّيوف المُسْلِمَهْ، ... يَفْلِقْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ ضَرْباً، فَلَا تُسْمَعُ إِلا غَمْغَمَهْ، ... لَهُمْ نَهِيتٌ، حَوْلَهُ، وحَمْحَمَهْ، لَمْ تَنْطِقِي بِاللَّوْمِ أَدنى كَلِمهْ وَكَانَ قَدْ قَالَ قَبْلَ ذَلِكَ: إِن يُقْبِلُوا اليومَ فَمَا بِي عِلَّهْ، ... هَذَا سِلاحٌ كامِل وأَلَّهْ، وَذُو غِرارَيْنِ سَريعُ السِّلَّهْ رأَيت هُنَا حَاشِيَةً أَظنها بِخَطِّ الشَّيْخِ الشَّاطِبِيِّ اللُّغَوِيِّ صَاحِبِنَا، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: هَذَا الرَّجَزُ نَسَبَهُ ابْنُ السَّيِّدِ البَطَلْيُوسِيّ فِي المُثَلَّث للرَّاعِشِ الهُذَليّ وأَنشده السِّلَّة، بِكَسْرِ السِّينِ، قَالَ: وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ سَلَلَ بِفَتْحِهَا، وَلَمْ يُسَمِّ الرَّاجِزَ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَاكَ أَنه حِماسُ بْنُ قَيْس بْنِ خَالِدٍ الكنائي، قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ الْحَاشِيَةُ، وَكَذَلِكَ شاهدتُ فِي حَاشِيَةِ المُثَلَّثِ مَا مِثاله: كَانَ حِماسُ بن قَيْس ابن خَالِدٍ أَحَدِ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِنانة يُعِدُّ سِلَاحًا وَيُصْلِحُهُ قَبْلَ قُدُومِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَتْ لَهُ امرأَته: لِمَاذَا تُعِدُّهُ؟ فَقَالَ: لِمُحَمَّدٍ وأَصحابه وإِني لأَرجو أَن أُخْدِمَكِ بعضَهُمْ؛ ثُمَّ قَالَ: إِن يَلْقَني الْيَوْمَ فَما بِيَ علَّه ... الأَبيات. وَلَقِيَهُمْ خَالِدٌ وَقَتَلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أُناساً، ثُمَّ انْهَزَمُوا فَخَرَجَ حِماسُ بْنُ قَيْس مُنْهَزِمًا ، قَالَ: وَقِيلَ إِن هَذَا الرَّجَزَ لهُرَيْم بْنِ الحَطيم، قَالَهُ وَهُوَ يُحَارِبُ بَنِي جَعْفَرٍ، وَكَانُوا قَتَلُوا أَخاه فحَمَلَ هُرَيْمٌ عَلَى قَاتِلِهِ فَقَتَلَهُ، وَجَعَلَ يَرْتَجِزُ بِهَا، وَذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ فِي سِيرة سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الرَّاعِشَ وحِماساً وَلَمْ يَذْكُرْ هُريماً، وَهَذَا اخْتِلَافٌ ظَاهِرٌ. خوم: أَرض خامَةٌ أَي وخِيمةٌ؛ حَكَاهُ أَبو الجَرَّاحِ، وَقَدْ خامَتْ تَخِيمُ خَيَماناً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ الْفَرَّاءُ لَا أَعرف ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ مِنْ أَنه لَا يَعْرِفُهُ صَحِيحٌ، إِذ حُكْمُ مِثْلِ هَذَا خامَتْ تَخُومُ خَوَماناً. والخامةُ: الغَضَّةُ الرِّطْبَةُ مِنَ النَّبَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الخامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُمَيِّلُها الريحُ مَرَّةً هَكَذَا وَمَرَّةً هَكَذَا ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: إِنما نَحْن مِثْلُ خامةِ زَرْعٍ، ... فمَتى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ الطَّاقةُ اللِّينَةُ، وأَلفها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ.

خيم: الخَيْمَةُ: بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مُسْتَدِيرٌ يَبْنِيهِ الأَعراب مِنْ عيدانِ الشَّجَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ «2» فَلَيْسَتْ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ أَبي سَعِيدٍ، وَقَدْ جَعَلَ الْخَامَةَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ بِمَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، والخامُ مِنَ الْجُلُودِ: مَا لَمْ يُدْبغ أَو لَمْ يُبالَغْ فِي دَبْغِهِ. والخامُ: الدِّبْسُ الَّذِي لَمْ تَمسه النَّارُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَهُوَ أَفضله. والخِيمُ: الحَمْضُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وخِيماءُ اسْمُ ماءةٍ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ: وخِيَمٌ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ وخِيمٌ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. والمَخِيمُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: ثُمَّ انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا ... بطنَ المَخِيم، فَقَالُوا الجَرّ أَو راحُوا

فصل الدال المهملة

قَالَ ابْنُ جِنِّي: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لِعَدَمِ م خ م، وعِزَّة بَابُ قَلِقَ. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: خَامَتِ الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وَزَعَمَ أَنه مَقْلُوبٌ مِنْ وَخُمَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنما هُوَ فِي مَعْنَاهُ لَا مَقْلُوبٌ عَنْهُ. وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إِذا رَفَعْتَهَا؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: رَأَوْا وَقْرَةً فِي السّاقِ مِنّي فَحَاوَلُوا ... جُبُورِيَ، لَمَّا أَن رأَوْني أُخِيمُها الفراء وابن الأَعرابي: الإِخامَةُ أَن يصيِب الإِنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ فِي رِجْله، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ مِنَ الأَرض فيُبْقِي عَلَيْهَا؛ يُقَالُ: إِنه ليُخِيم إِحدى رجْليه. أَبو عُبَيْدٍ: الإِخامَةُ لِلْفَرَسِ أَن يَرْفَعَ إِحدى يَدَيْهِ أَو إِحدى رِجْلَيْهِ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ مَا أَنشده ثَعْلَبٌ أَيضاً: رَأَوْا وَقْرَةً فِي السَّاقِ مِنِّي فَحَاوَلُوا ... جُبُوريَ، لَمَّا أَن رأَوْني أُخِيمُها فصل الدال المهملة دأم: دَأَمَ الحائطَ عَلَيْهِ دَأَماً: دَفَعَهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الدَّأْمُ إِذا دَفَعْتَ حائِطاً فَدَأَمْتَهُ بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى شَيْءٍ فِي وَهْدَةٍ، تَقُولُ: دَأَمْتُهُ عَلَيْهِ. ودَأَمْتُ الْحَائِطَ أَي رَفَعْتُهُ مِثْلُ دعَمْتُهُ. وتَداءَمَتْ عَلَيْهِ الأُمور والأَهْوالُ والهمومُ والأَمواج، بِوَزْنِ تَفاعَلَتْ، وتَدَأَّمَتْهُ؛ الأَخيرة مُعَدَّاةٌ بِغَيْرِ حَرْفٍ: تَرَاكَمَتْ عَلَيْهِ وَتَزَاحَمَتْ وتَكَسَّرَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ. وتَدَأّمَهُ الماءُ: غَمَرَهُ، وَهُوَ تَفَعَّل؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: كَمَا هَوى فِرْعَوْنُ، إِذْ تَغَمْغَما، ... تَحْتَ ظِلال المَوْجِ، إِذ تَدَأّما الأَصمعي: تَداءَمَهُ الأَمرُ مِثْلُ تَداعَمَهُ إِذا تَرَاكَمَ عَلَيْهِ وتكسَّر بعضُه فَوْقَ بَعْضٍ. وتَدَأّمَ الفحلُ الناقةَ أَي تَجَلَّلها. والدَّأْمُ: مَا غَطَّاك مِنْ شَيْءٍ. وَجَيْشٌ مِدْأَمٌ: يَرْكبُ كلَّ شَيْءٍ. أَبو زَيْدٍ: تَدَأّمْتُ الرَّجُلَ تَدَؤُّماً إِذا وَثَبْت عَلَيْهِ فَرَكِبْتَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: والدَّأْماء الْبَحْرُ، عَلَى فَعْلاء؛ قَالَ الأَفوَهُ الأَوْديّ: واللَّيْل كالدَّأَماءِ مُسْتَشْعِرٌ، ... مِنْ دُونِهِ، لَوْناً كلَوْنِ السَّدُوس دجم: دُجَمُ العِشْقِ وَالْبَاطِلِ: غَمَراتُه؛ يُقَالُ: انْقَشَعَتْ دُجمُ الأَباطيل. وإِنه لَفِي دُجَمِ الهَوى أَي فِي غَمَراتِهِ وظُلَمِهِ، الْوَاحِدَةُ دُجْمَةٌ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قِيلَ دِجْمَةٌ ودِجَمٌ لِلْعَادَاتِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: دَجَمَ الليلُ دُجْمَةً ودَجْماً أَظلم. والدِّجْمُ: الخُلُق. وَيُقَالُ: إِنك عَلَى دِجْمٍ كَرِيمٍ أَي خُلُقٍ، ودجملٌ كَرِيمٌ مِثْلُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ ودِجْمُ الرَّجُلِ: صَاحِبُهُ. ودَجِمَ الرجلُ ودُجِمَ: حَزِنَ، والدَّجْمُ مِنَ الشَّيْءِ: الضَّرْبُ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: وكَلَّ مِنْ طُولِ النِّضالِ أَسْهُمُهْ، ... واعْتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا ودِجَمُهْ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: دِجَمُهُ أَخْدانُه وأَصحابه، الْوَاحِدُ دِجْمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَن فِعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَلٍ إِلا أَن يَكُونَ إِسماً لِلْجَمْعِ، وَالْمَعْنَى أَن الَّذِي كَانَ يُتَابِعُنِي فِي الصِّبا اعْتَلّ عَلَيَّ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: أَمِنْ هَذَا الدَّجْمِ أَنت أَي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّجُومُ وَاحِدُهُمْ دِجْمٌ، وَهُمْ خَاصَّةُ

الْخَاصَّةِ، وَمِثْلُهُ قِدْرٌ وقُدور، والصَّاغِيَةُ والحُزانة والحُزابة مِثْلُهُ، والحُزانة: مَنْ حَزَنَهُ أَمْرُهُ، والحُزابة: مَنْ حَزَبَهُ، وَفُلَانٌ مُداجِمٌ لِفُلَانٍ ومُدامِجٌ لَهُ، وَمَا سَمِعْتُ لَهُ دَجْمَةً وَلَا دُجْمَةً أَي كَلِمَةً. أَبو زَيْدٍ: هُوَ عَلَى تِلك الدُّجْمَةِ والدُّمْجَةِ أَي الطريق. دحم: الدَّحْمُ: الدَّفْعُ الشَّدِيدُ. ابْنُ الأَعرابي: دَحَمَهُ دَحْماً إِذا دَفَعَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَا لَمْ يُبِجْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُهْ أَي يَدْفَعُهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي الرَّجُلُ دَحْمانَ ودُحَيْماً. والدَّحْمُ: النِّكَاحُ. ودَحَمَ المرأَة يَدْحَمُها دَحْماً: نَكَحَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه قِيلَ لَهُ أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بيده دَحْماً دَحْماً، فإِذا قَامَ عَنْهَا رَجعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْراً قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ النِّكَاحُ وَالْوَطْءُ بِدَفْعٍ وإِزعاج، وَانْتِصَابُهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَي يَدْحَمُونَ دَحْماً يُجَامِعُونَ، وَالتَّكْرِيرُ لِلتَّأْكِيدِ، هُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ لَقِيتُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا، أَي دَحْماً بَعْدَ دَحْمٍ. وَفِي حَدِيثِ: أَبي الدَّرْدَاءِ: وَذَكَرَ أَهل الْجَنَّةِ فَقَالَ إِنما يَدْحَمُونَهُنَّ دَحْماً. وَهُوَ مِنْ دِحْمِ فُلَانٍ أَي مِنْ أَصله وشَجَرته؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَدْ سَمّتْ دَحْماً ودُحَيْماً ودَحْمانَ. ودَحْمَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: لَمْ يَقْضِ أَن يَمْلِكَنا ابْنُ الدَّحَمَهْ حَرَّكَ احْتِيَاجًا، يَعْنِي يَزيدَ بْنَ المُهَلَّبِ. دحسم: اللَّيْثُ: الدُّحْسُمُ والدُّماحِسُ الْغَلِيظَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدُّحْسُمُ والدُّحْمُسُ والدُّماحِس والدُّحْسُمانيُّ والدُّحْمُسانيُّ كُلُّ ذَلِكَ الْعَظِيمُ مَعَ سواد. الدُّماحِسُ: السيِء الْخُلُقِ. والدُّحْسُمانيُّ والدُّحْمُسانيُّ: السَّمِينُ الْحَادِرُ فِي أُدْمةٍ. الدُّحْسُمان، بِالضَّمِّ: قَلْبُ الدُّحْمُسانِ، وَهُوَ الآدَمُ السَّمِينُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُبايِعُ الناسَ وَفِيهِمْ رجل دُحْسُمانٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الدُّحْسُمانُ والدُّحْمُسانُ الأَسود الْغَلِيظُ، وَقِيلَ: السَّمِينُ الصَّحِيحُ الْجِسْمِ، وَقَدْ يَلْحَقُ بِهِمَا يَاءُ النَّسَبِ كأحْمَرِيّ. دحلم: الدَّحْلَمَةُ: دَهْوَرَتُك الشَّيْءَ مِنْ جَبَلٍ أَو بِئْرٍ؛ وأَنشد: كَمْ مِنْ عَدُوّ زَالَ أَو تَدَحْلَمَا، ... كأَنه فِي هُوَّةٍ تَقَحْذَمَا تَدَحْلَمَ إِذا تَهَوَّرَ فِي بِئْرٍ أَو مِنْ جبل. دخم: الدَّخْمُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، قِيلَ: هُوَ دَفْعٌ فِي إِزعاج، دَخَمَها يَدْخَمُها دَخْماً، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ. دخشم: دَخْشَمٌ: اسْمَ رَجُلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والدَّخْشَم الْقَصِيرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا ثَنَتْ أَسْحَجَ غَيْرَ دَخْشَمِ، ... وأَرْجَفَتْهُ رَجَفانَ الكَرْزَمِ والكَرْزَمُ والكَرْزَنُ جَمِيعًا: الفأْس؛ عَنْ أَبي عمرو. ددم: الدُّوادِمُ والدُّوَدِمُ، عَلَى وَزْنِ الهُدَبِدِ: شَيْءٌ شِبْهُ الدَّمِ يَخْرُجُ مِنَ السَّمُرَةِ، وَخَاصَّتُهُ مَذْكُورَةٌ فِي بَابِ الصُّموغِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الحُذالُ. يُقَالُ: قَدْ حَاضَتِ السَّمُرَةُ إِذا خَرَجَ ذَلِكَ مِنْهَا، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الدِّمْدِمُ مَا يَبِسَ مِنَ الكلإِ وَالشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الدِّنْدِنُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ الحُذالُ شَيْءٌ آخَرُ غَيْرَ الدُّوَدِمِ

يُشْبِهُهُ، يَأْكُلُهُ مَنْ يَعْرِفُهُ ومنْ لَا يَعْرِفُهُ يَظُنُّهُ دُوَدِماً. درم: اللَّيْثُ: الدَّرَمُ اسْتِوَاءُ الْكَعْبِ وعَظْم الحاجِب وَنَحْوِهِ إِذا لَمْ يَنْتَبِرْ فَهُوَ أَدْرَمُ، وَالْفِعْلُ دَرِمَ يَدْرَمُ فَهُوَ دَرِمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرَمُ فِي الْكَعْبِ أَن يوازِيَهُ اللحمُ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ. ابْنُ سِيدَهْ: دَرِمَ الكعبُ والعُرْقوب وَالسَّاقُ دَرَماً، وَهُوَ أَدْرَمُ، اسْتَوَى. وَمَكَانٌ أَدْرَمُ: مستوٍ، وَكَعْبٌ أَدْرَمُ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: قامَتْ تُرِيكَ، خَشْيَةً أَن تَصرِمَا، ... سَاقًا بَخَنْداةً، وكَعْباً أَدْرَمَا ومَرافقها دُرْمٌ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ أَن العَجَّاجَ أَنشده: سَاقًا بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا قَالَ: الأَدْرَمُ الَّذِي لَا حَجْمَ لعِظامه؛ وَمِنْهُ الأَدْرَمُ الَّذِي لَا أَسنان لَهُ، وَيُرِيدُ أَن كَعْبَهَا مُسْتَوٍ مَعَ السَّاقِ لَيْسَ بِناتٍ، فإِن اسْتِوَاءَهُ دَلِيلُ السِّمَنِ، ونُتُوُّهُ دليلُ الضَّعْفِ. ودَرِمَ العظمُ: لَمْ يَكُنْ لَهُ حَجْمٌ. وامرأَة دَرْماء: لَا تَسْتَبِينَ كُعُوبُها وَلَا مَرافِقُها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ أَلهُو، إِذا مَا شِئتُ، يَوْماً ... إِلى دَرْماءَ بَيْضاء الكُعُوبِ وَكُلُّ مَا غَطَّاهُ الشحمُ واللحمُ وَخَفِيَ حَجْمُهُ فَقَدْ دَرِمَ. ودَرِمَ المِرْفَقُ يَدْرَمُ دَرَماً. ودِرْع دَرِمَةٌ: مَلْسَاءُ، وَقِيلَ: لَيِّنَةٌ مُتَّسِقة؛ قَالَتْ: يَا قائدَ الخَيْلِ، ومُجْتابَ ... الدِّلاصِ الدَّرِمَه شَمِرٌ: والمُدَرَّمَةُ مِنَ الدُّرُوع اللينةُ المستويةُ؛ وأَنشد: هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِلُ شِكَّتي، ... ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ مُدَرَّمَهْ وَيُقَالُ لَهَا الدَّرِمَةُ. ودَرِمَتْ أَسنانه: تحاتَّتْ، وَهُوَ أَدْرَمُ. والأَدْرَمُ: الَّذِي لَا أَسنان لَهُ. وَدَرِمَ البعيرُ دَرَماً، وَهُوَ أَدْرَمُ إِذا ذَهَبَتْ جِلْدَةُ أَسنانه وَدَنَا وُقُوعُهَا. وأَدْرَمَ الصبيُّ: تَحَرَّكَتْ أَسنانه ليَسْتَخْلِفَ أُخَرَ. وأَدْرَمَ الفصيلُ للإِجْذاعِ والإِثْناءِ، وَهُوَ مُدْرِمٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، إِذا سقطتْ رَواضِعُهُ. أَبو الجَرَّاح العُقَيليّ: وأَدْرَمَت الإِبلُ للإِجْذاعِ إِذا ذَهَبَتْ رَوَاضِعُهَا وَطَلَعَ غَيْرُهَا، وأَفَرَّتْ للإِثْناء، وأَهْضَمَتْ للإِرْباعِ والإِسْداس جَمِيعًا؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ مِثْلَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْغَنَمُ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَا أَجودَ مَا قَالَ الْعُقَيْلِيُّ فِي الإِدْرامِ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيُقَالُ للقَعُود إِذا دَنا وقوعُ سِنِّه فَذَهَبَ حِدَّةُ السِّنِّ الَّتِي تُرِيدُ أَن تَقَعَ: قَدْ دَرِمَ، وَهُوَ قَعُودٌ دارِمٌ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا أَثْنى الفرسُ أَلقى رواضِعهُ، فَيُقَالُ أَثنى وأَدْرَمَ للإِثناء، ثُمَّ هُوَ رَباعٌ، وَيُقَالُ: أَهْضَمَ للإِرْباعِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الإِدْرامُ أَن تَسْقُطَ سِنُّ الْبَعِيرِ لِسِنٍّ نَبَتَتْ، يُقَالُ: أَدْرَمَ للإِثْناء وأَدْرَمَ للإِرْباعِ وأَدْرَمَ للإِسْداسِ، فَلَا يُقَالُ أَدْرَمَ للبُزول لأَن البازِلَ لَا يَنْبُتُ إِلا فِي مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ سِنٌّ قَبْلَهُ. ودَرَمَتِ الدابةُ إِذا دَبَّتْ دَبيباً. والأَدْرَمُ مِنَ العَراقيب: الَّذِي عَظُمَتْ إِبْرَتُه. ودَرَمَتِ الفأْرة والأَرنبُ والقُنْفُذُ تَدْرِمُ، بِالْكَسْرِ، دَرْماً ودَرِمَتْ دَرَماً ودَرِماً ودَرَماناً ودَرامةً: قَارَبَتِ الخَطْوَ فِي عَجَلَةٍ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ دارِمُ بْنَ مَالِكِ بْنِ

حَنظَلَة بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ يُسَمَّى بَحْراً، وَذَلِكَ أَن أَباه لَمَّا أَتاه قوم فِي حَمالَةٍ فَقَالَ لَهُ: يَا بَحْرُ ائْتِني بخَريطة، فَجَاءَهُ يَحْمِلُها وَهُوَ يَدْرِمُ تَحْتَهَا مِنْ ثِقْلِهَا وَيُقَارِبُ الخَطْوَ، فَقَالَ أَبوه: قَدْ جَاءَكُمْ يُدارِمُ، فسمِّي دارِماً لِذَلِكَ. والدَّرْماءُ: الأَرنب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تَمَشَّى بِهَا الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، ... كأَنْ بَطْن حُبْلى ذَاتِ أَوْنَيْنِ مُتْئِم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَصِفُ رَوْضَةً كَثِيرَةَ النَّبَاتِ تَمْشِي بِهَا الأَرنب سَاحِبَةً قُصْبها حَتَّى كأَن بَطْنَهَا بَطْنُ حُبْلَى، والأَوْنُ: الثِّقْلُ، والدَّرِمَةُ والدَّرَّامَةُ: مِنْ أَسماء الأَرنب والقُنفُذ. والدَّرَّامُ: الْقُنْفُذُ لدَرَمانه. والدرَمانُ: مِشْيَةُ الأَرنب والفأْرِ والقُنْفُذِ وَمَا أَشبهه، وَالْفِعْلُ دَرَمَ يَدْرِمُ. والدَّرَّامُ: الْقَبِيحُ المِشْيَةِ والدَّرَامةِ. والدَّرَّامةُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّيِّئَةُ الْمَشْيِ القصيرةُ مَعَ صِغَرٍ؛ قَالَ: مِنَ البِيضِ، لَا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ، ... تَبُذُّ نِساء النَّاسِ دَلًّا ومِيسَمَا والدَّرُومُ: كالدَّرَّامَةِ، وَقِيلَ: الدَّروم الَّتِي تَجِيءُ وَتَذْهَبُ بِاللَّيْلِ. أَبو عَمْرٍو: الدَّرُومُ مِنَ النُّوق الْحَسَنَةُ المِشْية. ابْنُ الأَعرابي: والدَّرِيمُ الْغُلَامُ الفُرْهُدُ النَّاعِمُ. ودَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إِذا دَبَّت دَبيباً. والدَّرْماءُ: نَبَاتٌ سُهْليٌّ دسْتيّ، لَيْسَ بِشَجَرٍ وَلَا عُشْب، يَنْبُتُ عَلَى هَيْئَةِ الكَبِد وَهُوَ مِنَ الحَمْض؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَهَا وَرَقٌ أَحمر، تَقُولُ الْعَرَبَ: كُنَّا فِي دَرْماء كأَنها النَّهَارُ. وَقَالَ مُرة: الدَّرْماء تَرْتَفِعُ كأَنها حُمَةٌ، وَلَهَا نَوْرٌ أَحمر، وَرَقُهَا أَخضر، وَهِيَ تُشْبِهُ الحَلَمَة. وَقَدْ أَدْرَمَتِ الأَرض. والدَّارِمُ: شَجَرٌ شَبِيهٌ بالغَضَا، وَلَوْنُهُ أَسود يَسْتاك بِهِ النِّسَاءُ فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تَحْمِيرًا شَدِيدًا، وَهُوَ حِرِّيف، رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: إِنما سَلّ فُؤادي ... دَرَمٌ بالشَّفَتين والدَّرِمُ: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ حِبَالٌ لَيْسَتْ بالقَويَّةِ. ودارِمٌ: حيٌّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِيهِمْ بَيْتُهَا وَشَرَفُهَا، وَقَدْ قِيلَ: إِنه مُشْتَقٌّ مِنَ الدَّرَمان الَّذِي هُوَ مُقَارَبَةُ الخطوِ فِي الْمَشْيِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ودَرِمٌ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَني شَيْبانَ. وَفِي الْمَثَلِ: أَوْدَى دَرِم، وَذَلِكَ أَنه قُتِلَ فَلَمْ يُدْرَكْ بثَأْره فَصَارَ مثلًا لِما يُدْرَكْ بِهِ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ الأَعشى فَقَالَ: وَلَمْ يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى لَهُ، ... كَمَا قِيلَ فِي الْحَرْبِ: أَوْدى دَرِمْ أَي لَمْ يَهْلِكْ مَن سَعَيْتَ لَهُ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ دَرِمُ بْنُ دُبِّ «3» بْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبانَ؛ وَقَالَ المؤَرِّج: فُقِدَ كَمَا فُقدَ القارِظ العَنَزِي فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ فُقِدَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ كَانَ دَرِمٌ هَذَا هَرَبَ مِنَ النُّعْمانِ فَطَلَبَهُ فأُخِذَ فَمَاتَ فِي أَيديهم قَبْلَ أَن يَصِلُوا بِهِ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ: أَوْدَى دَرِمٌ، فَصَارَتْ مَثَلًا. وعِزٌّ أَدْرَمُ إِذا كَانَ سَمِينًا غَيْرَ مَهْزُولٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَهْوُونَ عَنْ أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما وَبَنُو الأَدْرَمِ: حَيٌّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَبَنُو الأَدْرَمِ قبيلة.

_ (3). قوله [ابن دب] هو هكذا في الأَصل بتشديد الباء، والذي في التهذيب: درب، براء بعد الدال وبتخفيف الباء

درخم: الْجَوْهَرِيُّ: الدُّرَخْمِينُ الدَّاهِيَةُ، بِوَزْنِ شُرَحْبِيلٍ؛ قَالَ دَلَمٌ وَكُنْيَتُهُ أَبو زُغْبَةَ العَبْشَمِيّ: أَنْعَتُ مِنْ حَيَّاتِ بُهْلٍ كشحين، ... صِلَّ صَفاً داهية دُرَخْمِينْ دردم: مَرَةٌ دِرْدِمٌ: تَذْهَبُ وَتَجِيءُ بِاللَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الدِّرْدِمُ الناقة المسنة. درعم: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ، وَسَيَأْتِي ذكره. درقم: الدِّرْقِمُ: السَّاقِطُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَسماء الرِّجَالِ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. درهم: المُدْرَهِمُّ: السَّاقِطُ مِنِ الكِبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ الكبيرُ السِّنِّ أَيّاً كَانَ. وَقَدِ ادْرَهَمَّ يَدْرَهِمُّ ادْرِهْماماً أَي سَقَطَ مِنِ الْكِبَرِ؛ وَقَالَ القُلاخُ: أَنا القُلاخُ فِي بُغائي مِقْسَما، ... أَقْسمْتُ لَا أَسْأَمُ حَتَّى يَسْأَما، ويَدْرَهِمَّ هَرَماً وأَهْرَما وادْرَهَمَّ بصرُه: أَظلم. والدِّرْهَمُ والدِّرْهِمُ: لُغَتَانِ، فارِسِيّ مُعَرَّبٌ مُلْحَقٌ بِبِنَاءِ كَلَامِهِمْ، فدِرْهَمٌ كهِجْرَعٍ، ودِرْهِمٌ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، كحِفْرِدٍ، وَقَالُوا فِي تَصْغِيرِهِ دُرَيْهِيم، شَاذَّةٌ، كأَنَّهم حَقَّرُوا دِرْهاماً، وإِن لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ؛ هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ دِرْهام، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا دِرْهام؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ أَنَّ عِنْدي مِائَتَيْ دِرْهامِ، ... لَجَازَ فِي آفاقِها خَاتَامِي «1» . وَجَمْعُ الدِّرْهَمِ دَراهِمُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَاءَ فِي تَكْسِيرِهِ الدَّراهِيمُ؛ وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن الدَّراهِيمَ إِنما جَاءَ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: تَنْفِي يَداها الحَصى فِي كلِّ هاجِرَةٍ، ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّياريفِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَبَّهَ خُرُوجَ الْحَصَى مِنْ تَحْتِ مَناسِمِها بِارْتِفَاعِ الدَّرَاهِمِ عَنِ الأَصابع إِذا نُقِدَتْ. وَرَجُلٌ مُدَرْهَمٌ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، أَي كَثِيرُ الدَّراهِمِ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، قَالَ: وَلَمْ يَقُولُوا دُرْهِمَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَكِنَّهُ إِذا وُجِدَ اسْمُ الْمَفْعُولِ فَالْفِعْلُ حاصِلٌ. ودَرْهَمَتِ الخُبَّازى: اسْتَدَارَتْ فَصَارَتْ عَلَى أَشكال الدَّراهِمِ، اشْتَقُّوا مِنَ الدراهِمِ فِعْلًا وإِن كَانَ أَعجميّاً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وأَما قَوْلُهُمْ دَرْهَمَتِ الخُبَّازى فَلَيْسَ مِنْ قولهم رجل مُدَرْهَمٌ. دسم: الدَّسَمُ: الوَدكُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ ودَكٌ مِنَ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَشَيْءٌ دَسِمٌ وَقَدْ دَسِمَ، بِالْكَسْرِ، يَدْسَمُ فَهُوَ دَسِمٌ وتَدَسّمَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِابْنِ مُقْبِلٍ: وقِدْر ككَفِّ القِرْدِ لَا مُسْتَعِيرُها ... يُعارُ، وَلَا مَنْ يَأْتِها يَتَدَسَّمُ والدِّسَمُ: الوَضَرُ والدَّنَسُ؛ قال: لاهُمَّ، إِنَّ عامِرَ بْنَ جَهْمِ ... أَوْذَمَ حَجّاً فِي ثِيابٍ دُسْمِ يَعْنِي أَنه حَجَّ وَهُوَ مُتَدَنِّسٌ بِالذُّنُوبِ، وأَوْذَمَ الحَجَّ: أَوجبه. وتَدْسِيم الشَّيْءِ: جَعْلُ الدَّسَمِ عَلَيْهِ. وَثِيَابٌ دُسْمٌ: وَسِخَةٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَدَنَّسَ بمَذامِّ الأَخلاق: إِنه لَدَسِمُ الثوبِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: فُلَانٌ أَطْلَسُ الثوبِ. وفلان أَدْسَم

_ (1). قوله [لو أَن عندي إِلخ] في التكملة ما نصه: هذا الإِنشاد فاسد، والرواية: لَوْ أَن عِنْدِي مِائَتَيْ درهام ... لابتعت داراً في بني حرام وعشت عيش الملك الهمام ... وسرت في الأَرض بلا خاتام

الثَّوْبِ ودَنِسُ الثَّوْبِ إِذا لَمْ يَكُنْ زَاكِيًا؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ يَصِفُ سَيْحَ ماءٍ: مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما، ... فَخِمْنَ، إِذْ هَمَّ بأَنْ يَخِيما المُنْفَجِرُ: المُنْفَتِحُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وكَوْكَبُ كلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ، والمَدْسُومُ: المَسْدُودُ، والدَّسْمُ: حَشْوُ الْجَوْفِ. ودَسَمَ الشيءَ يَدْسُمُهُ، بِالضَّمِّ، دَسْماً: سَدَّهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ جُرْحاً: إِذا أَرَدْنا دَسْمَهُ تَنَفَّقا، ... بناجِشات المَوْتِ، أَو تَمطَّقا وَيُرْوَى: إِذا أَرادوا دَسْمَهُ، وتَنَفَّقَ: تَشَقَّقَ مِنْ جَوَانِبِهِ وعَمِل فِي اللَّحْمِ كَهَيْئَةِ الأَنْفاقِ، الْوَاحِدُ نَفَقٌ، وَهُوَ كالسَّرَبِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ نافِقاءُ اليَرْبُوع، والناجِشاتُ: الَّتِي تُظْهِرُ الموتَ وَتَسْتَخْرِجُهُ، وناجِشُ الصَّيد: مُسْتَخْرِجُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، والتَّمَطُّقُ: التَّلَمُّظُ. والدِّسامُ: مَا دُسِمَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الدِّسامُ، بِالْكَسْرِ، مَا تُسَدُّ بِهِ الأُذن وَالْجُرْحُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، تَقُولُ مِنْهُ: دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ، بِالضَّمِّ، دَسْماً. والدِّسامُ: السِّدادُ، وَهُوَ مَا يُسَد بِهِ رأْس الْقَارُورَةِ وَنَحْوُهَا. وَفِي بَعْضِ الأَحاديث: إِن لِلشَّيْطَانِ لَعُوقاً ودِساماً ؛ الدِّسامُ: مَا تُسَدُّ بِهِ الأُذن فَلَا تَعِي ذِكْراً وَلَا مَوْعِظَةً، يَعْنِي أَن لَهُ سِداداً يَمْنَعُ بِهِ مِنْ رُؤْيَةِ الْحَقِّ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ سَدَدْتَهُ فَقَدْ دَسَمْتَهُ دَسْماً، يَعْنِي أَن وَساوِسَ الشَّيْطَانِ مهْما وَجَدتْ مَنْفَذاً دخلتْ فِيهِ. ودَسَمَ الْقَارُورَةَ دَسْماً: شدَّ رأْسها. والدُّسْمَةُ: مَا يُشَدُّ بِهِ خَرْقُ السِّقاء. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ فِي المُسْتَحاضة: تَغْتَسِلُ مِنَ الأُولى إِلى الأُولى وتَدْسُمُ مَا تَحْتَهَا ، قَالَ أَي تَسُدّ فَرْجَها وَتَحْتَشِي مِنَ الدِّسامِ السِّدادِ. والدُّسْمَةُ: غُبْرَةٌ إِلى السَّوَادِ، دَسِمَ وَهُوَ أَدْسَمُ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّسْمَةُ السَّوَادُ، وَمِنْهُ قِيلَ للحَبشيّ: أَبو دُسْمَةَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: رأَى صَبِيّاً تأْخذه العينُ جَمالًا، فَقَالَ: دَسِّمُوا نُونَتَهُ أَي سَوِّدُوها لِئَلَّا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ، قَالَ: ونُونَتُهُ الدَّائِرَةُ المَليحةُ الَّتِي فِي حَنَكه، لِتَرُدَّ الْعَيْنَ عَنْهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه خَطَبَ وَعَلَى رأْسه عِمَامَةٌ دَسْماء أَي سَوْدَاءَ؛ وَفِي حَدِيثِ آخَرَ: خَرَجَ وَقَدْ عَصَبَ رأْسه بِعِمَامَةٍ دَسِمَةٍ. وَفِي حَدِيثِ هِنْدٍ: قَالَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ لأَبي سُفْيان اقْتُلُوا هَذَا الدَّسِمَ الأَحْمَشَ أَي الأَسود الدَّنِيءَ. والدُّسْمَةُ: الرَّديء مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: الدَّنيء مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: الدُّسْمَةُ الرَّديء الرَّذْلُ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لِبَشِيرٍ الفِرَبْريّ: شَنِئْتُ كلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ ابْنُ الأَعرابي: الدَّسِيمُ القليلُ الذِّكْرِ، وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداء: أَرَضِيتمْ إِن شَبِعْتُمْ عَامًا لَا تَذْكرون اللَّهَ إِلا دَسْماً ، يُرِيدُ ذِكْراً قَلِيلًا، مِنَ التَّدْسِيم وَهُوَ السَّوَادُ الَّذِي يُجْعَلُ خَلْفَ أُذن الصبيِّ لِكَيْلَا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ، وَلَا يَكُونُ إِلا قَلِيلًا؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ دَسَمَ المطرُ الأَرْضَ إِذا لَمْ يَبْلُغْ أَن يَبُلَّ الثَّرَى. والدَّسِيمُ: الْقَلِيلُ الذِّكْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ لَا تَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا دَسْماً ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَكُونُ هَذَا مَدْحاً وَيَكُونُ ذَمًّا، فإِذا كَانَ مَدْحًا فَالذِّكْرُ حَشْوُ قلوبِهِمْ وأَفواهِهِمْ، وإِن كَانَ ذَمًّا فإِنما هُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ ذِكْرًا قَلِيلًا مِنَ التَّدْسِيم، قَالَ: وَمِثْلُهُ أَن رَجُلًا ذُكِر بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ،

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ ؛ يَكُونُ هَذَا أَيضاً مَدْحًا وَذَمًّا، فَالْمَدْحُ أَنه لَا يَنَامُ اللَّيْلَ فَلَا يَتَوَسَّدُ فَيَكُونُ الْقُرْآنُ مُتَوَسَّداً مَعَهُ، وَالذَّمُّ أَنه لا يَحْفَطُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فإِذا نَامَ لَمْ يَتَوَسَّدْ مَعَهُ الْقُرْآنُ، قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَول، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا دَسْماً أَي مَا لَهُمْ هَمٌّ إِلا الأَكل ودَسْم الأَجواف، قَالَ: وَنَصَبَ دَسْماً عَلَى الْخِلَافِ. ودَسَمَ المطرُ الأَرضَ: بَلَّها وَلَمْ يُبالِغْ. وَيُقَالُ: مَا أَنت إِلَّا دُسْمَةٌ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَشِيَ جاريَتَهُ: قَدْ دَسَمها. ودَسَم المرأَة دَسْماً: نَكَحَهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ. ودُسْمانُ: مَوْضِعٌ. والدَّيْسَمُ: الثَّعْلَبُ، وَقِيلَ: وَلَدُ الثَّعْلَبِ مِنَ الكَلْبَة. والدَّيْسَمُ: وَلَدُ الذئْب مِنَ الْكَلْبَةِ، وَقِيلَ: وَلَدُ الدُّبِّ، وَقِيلَ: فَرْخُ النَّحْلِ «2»، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّيْسَمُ الدُّبُّ؛ وأَنشد: إِذا سَمعَتْ صَوْتَ الوَبِيل، تَشَنَّعَتْ ... تَشَنُّعَ فُدْسِ الغارِ، أَو دَيْسَمٍ ذَكَر وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الدَّيْسَمُ وَلَدُ الْكَلْبَةِ مِنَ الذِّئْبِ، والسَّمْعُ وَلَدُ الضَّبْعِ مِنَ الذِّئْبِ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّيْسَمُ وَلَدُ الدُّبِّ، قَالَ: وَقُلْتُ لأَبي الغَوْث يُقَالُ إِنه وَلَدُ الذِّئْبِ مِنَ الْكَلْبَةِ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلا وَلَدُ الدُّبِّ. ودَسَمَ الأَثَرُ: مِثْلُ طَسَمَ. والدَّيْسَمُ: الظُّلْمةُ. ودَيْسَم: اسْمٌ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: أَخشى عَلَى دَيْسَمَ مِنْ بَردِ الثَّرَى، ... أَبى قَضاءُ اللَّهُ إِلا مَا تَرَى تَرَكَ صَرْفه لِلضَّرُورَةِ. وسُئِلَ أَبو الْفَتْحِ صاحِبُ قُطْرُبٍ، وَاسْمُ أَبي الْفَتْحِ دَيْسَم، فَقَالَ: الدَّيْسَمُ «3» الذُّرَة. وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّيْسمَةُ الذرة. والدَّيْسَمُ: نبات. دشم: الدُّشْمَةُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ. دعم: دَعَمَ الشيءَ يَدْعَمُه دَعْماً: مَالَ فأَقامه. والدِّعْمَةُ: مَا دَعَمَهُ بِهِ. والدِّعامُ والدِّعامَةُ: كالدِّعْمَةِ؛ قَالَ: لَمَّا رأَيْتُ أَنَّهُ لَا قامَهْ، ... وأَنَّني ساقٍ عَلَى السَّآمَهْ، نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ اللَّيْثُ: الدَّعْمُ أَن يميلَ الشَّيْءُ فَتَدْعَمَهُ بدِعامٍ كَمَا تَدْعَمُ عُروشَ الكَرْمِ وَنَحْوِهِ، والدِّعامَةُ: اسْمُ الْخَشَبَةِ الَّتِي يُدْعَمُ بِهَا، والمَدْعُومُ: الَّذِي يَمِيلُ فتَدْعَمُهُ لِيَسْتَقِيمَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فَمَالَ حَتَّى كَادَ ينْجَفِلُ فأَتيته فَدَعَمْتُهُ أَي أَسندته؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدِّعَمُ والدَّعائِمُ الخُشُبُ الْمَنْصُوبَةُ لِلتَّعْرِيشِ، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. ابْنُ شُمَيْلٍ دَعَمَ الرجلُ المرأَة بأَيْره يَدْعَمُها ودَحَمَها، والدَّعْمُ والدَّحْمُ: الطَّعْنُ وإِيلاجُهُ أَجْمَعَ، ويُسَمَّى السيدُ الدِّعامَةَ. ودِعامَةُ العَشيرة: سَيِّدُهَا، عَلَى المَثَلِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَتىً مَا أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ، ... مِنَ القَوْمِ، لَيْلةَ لَا مُدَّعَمْ لَا مُدَّعَم: لَا مَلْجَأَ وَلَا دِعامَة. والدِّعْمَتانِ والدِّعامَتان: خَشَبَتَا البَكَرَةِ، فإِن كَانَتَا من

_ (2). قوله [فرخ النحل] بالحاء المهملة كما في القاموس والتكملة والمحكم (3). قوله [ديسم فقال ديسم إِلخ] هكذا في الأَصل ومثله في التهذيب، وعبارة التكلمة: وَاسْمُ أَبي الْفَتْحِ دَيْسَمٌ ما الديسم؟ فقال إِلخ

طين فهما زُرْنُوقانِ؛ وأَنشد: لَمَّا رأَيتُ أَنَّهُ لَا قامَهْ، ... وأَنَّني مُوفٍ عَلَى السَّآمَهْ، نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامَهْ الْقَامَةُ: البَكَرَةُ، وَقِيلَ جَمْعُ قائِمٍ كحائكٍ وحاكَةٍ، أَي لَا قَائِمِينَ عَلَى الْحَوْضِ فَيَسْتَقُونَ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَتِ زَرانِيقُ الْبِئْرِ مِنْ خَشَبٍ فَهِيَ دِعَمٌ. والدَّعْمُ: الْقُوَّةُ وَالْمَالُ. يُقَالُ: لِفُلَانٍ دَعْمٌ أَي مَالٌ كَثِيرٌ. والدُّعْمِيُّ: الْفَرَسُ الَّذِي فِي لَبَّتِه بَيَاضٌ. أَبو عَمْرٍو: إِذا كَانَ فِي صَدْرِ الْفَرَسِ بَيَاضٌ فَهُوَ أَدْعَمُ، فإِذا كَانَ فِي خَواصره فَهُوَ مُشَكَّلٌ. والدُّعْمِيُّ: النَّجّارُ. والدُّعْمِيُّ: الشديد. يقال للشي الشَّدِيدِ الدِّعامِ: إِنه لدُعْمِيٌّ؛ وأَنشد: أَكْتَدَ دُعْمِيَّ الحَوامي جَسْرَبا والدِّعامَةُ: عِمَادُ الْبَيْتِ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ. وَقَدْ أَدعَمْتُ إِذا اتكأْت عَلَيْهَا، وَهُوَ افْتَعَلْتُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِكُلِّ شَيْءٍ دِعامَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَنْبَسَةَ: يَدَّعِمُ عَلَى عَصاً لَهُ ؛ أَصله يَدْتَعِمُ، فأَدغم التَّاءَ فِي الدَّالِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: أَنه كَانَ يَدّعِمُ عَلَى عَسْرائه أَي يَتَّكِئُ عَلَى يَدِهِ؛ العَسْراء تأْنيث الأَعْسَرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَصَفَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: دِعامَةُ الضَّعِيفِ. وَجَارِيَةٌ ذَاتُ دَعْمٍ إِذا كَانَتْ ذَاتَ شَحْمٍ وَلَحْمٍ. وَلَا دَعْمَ بِفُلَانٍ إِذا لَمْ تَكُنْ بِهِ قُوَّةٌ وَلَا سِمَنٌ؛ وَقَالَ: لَا دَعْمَ بِي، لكِنْ بلَيْلى دَعْمُ، ... جَارِيَةٌ فِي وَرِكَيْها شَحْمُ قَالَ: لَا دَعْمَ بِي أَي لَا سِمَنَ بِي يَدْعَمُني أَي يُقَوّيني. ودُعْمِيُّ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ إِبلًا: وصَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِيّا، ... تَرْكَبُ مِنْ دُعْمِيِّها دُعْمِيّاً دُعْمِيّها: وَسَطُهَا، دُعْمِيّاً أَي طَرِيقًا موطوءاً. ودُعْمِيٌّ: اسْمُ أَبي حَيّ مِنَ رَبِيعَةَ. ودُعميٌّ: مِنْ إِيادٍ. ودُعْمِيٌّ: مِنْ ثَقيفٍ. ودِعامَة ودِعام: اسْمَانِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: دُعْمِيٌّ قَبِيلَةٌ، وَهُوَ دُعْمِيُّ بْنِ جَديلةَ بْنِ أَسد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزارِ بْنِ مَعدٍّ. دعرم: الدَّعْرَمَةُ: قِصَرُ الخَطْوِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ عَجِلٌ. والدِّعْرِمُ: الرَّدِيءُ البَذيّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذا الدِّعْرِم الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَهُ، ... فإِنَّ لنا ذَوْداً ضِخامَ المَحالِبِ لهُنَّ فِصالٌ لَوْ تَكَلَّمْنَ لاشْتَكَتْ ... كُلَيْباً، وَقَالَتْ: ليْتَنا لِابْنِ غالِبِ والدِّعْرِمُ: الْقَصِيرُ الدَّميم؛ أَنشد أَبو عَدْنان: قَرَّبَ رَاعِيهَا القَعُودَ الدِّعْرِمَا وَقَالَ: الدِّعْرِمُ الْقَصِيرُ. والدَّعْرَمَةُ: لُؤْمٌ وخِبٌّ. وقَعُود دِعْرِمٌ أَي تَرَبُوتٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مُتَّكِئاً عَلَى القَعود الدِّعْرِمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرْعِمُ كالدِّعْرِمِ دعسم: دَعْسَمٌ: اسم. دغم: دَغَمَ الغيثُ الأَرض يَدْغَمُها وأَدْغَمَها إِذا غَشِيَهَا وَقَهَرَهَا. والدَّغْمُ: كَسْرُ الأَنف إِلى بَاطِنِهِ

هَشْماً. دَغَمَ أَنفه دَغْماً: كَسَرَهُ إِلى بَاطِنِهِ هَشْمًا. والدُّغْمَةُ والدَّغَمُ مِنْ أَلوان الْخَيْلِ: أَن يَضْرِبَ وجْهُه وجَحافِلُهُ إِلى السَّوَادِ مُخَالِفًا لِلَوْنِ سَائِرِ جَسَدِهِ، وَيَكُونُ وَجْهُهُ مِمَّا يَلِي جَحافله أَشدّ سَوَادًا مِنْ سَائِرِ جَسَدِهِ، وَقَدِ ادْغَامَّ، وَفَرَسٌ أَدْغَمُ، والأُنثى دَغْماءُ بَيِّنة الدَّغَمِ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الأَعاجم دِيزَجْ. والدَّغْماءُ مِنَ النِّعاج: الَّتِي اسْوَدَّتْ نُخْرتُها، وَهِيَ الأَرْنَبَةُ، وحَكَمَتُها وَهِيَ الذَّقَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ضَحَّى بِكَبْشٍ أَدْغَمَ ؛ هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ أَدنى سَوَادٍ وَخُصُوصًا فِي أَرْنَبَته وَتَحْتَ حَنَكِه؛ وَقَالُوا فِي المَثَل: الذِّئْبُ أَدْغَمُ، لأَن الذِّئْبَ وَلَغَ أَو لَمْ يَلَغْ فالدُّغْمَةُ لَازِمَةٌ لَهُ، لأَن الذِّئاب دُغْمٌ، فَرُبَّمَا اتُّهِمَ بالوُلوغِ وَهُوَ جَائِعٌ، يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِمَنْ يُغْبَطُ بِمَا لَمْ يَنَلْه. والأَدْغَمُ: الأَسود الأَنف، وَجَمْعُهُ الدُّغْمانُ؛ قَالَ أَعرابي: وضَبَّة الدُّغْمانِ، فِي رُوسِ الأَكَمْ، ... مُخْضَرَّةٌ أَعْيُنُها مثلُ الرَّخَمْ والدُّغْمانُ، بِالضَّمِّ: الأَسود، وَقِيلَ: الأَسود مَعَ عِظَمٍ. وَرَجُلٌ راغِمٌ داغِمٌ: إِتباع، وَقَدْ أَرْغَمَهُ اللَّهُ وأَدْغَمَهُ؛ وَقِيلَ: أَرْغَمَهُ اللَّهُ أَسخطه، وأَدْغَمَه سَوَّدَ وجهَه. وَفِي الدُّعَاءِ: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، كلُّ ذَلِكَ إِتباع. يُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى رَغْمِه ودَغْمِه وشَغْمِه، وَيُقَالُ: شِنَّغْمِه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ وسِنَّغْمه، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي النَّوَادِرِ: الدُّغامُ والشُّوالُ «1» وَجَعٌ يأْخذ فِي الحلَق. ودَغِمَهُم الحَرُّ والبَرْدُ يَدْغَمُهُمْ دَغْماً ودَغَمَهُمْ دَغَماناً: غَشِيَهُمْ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَدْغَمَهُمْ أَي غَشِيَهُمْ. وأَدْغَمَهُ الشيءُ: سَاءَهُ وأَرْغَمَهُ. والإِدْغامُ: إِدخال حَرْفٍ فِي حَرْفٍ. يُقَالُ: أَدْغَمْت الْحَرْفَ وادَّغَمْته، عَلَى افْتَعَلْتُه. والإِدْغامُ: إِدخال اللِّجَامِ فِي أَفواه الدَّوابِّ. وأَدْغَمَ الفرسَ اللجامَ: أَدخله فِي فِيهِ، وأَدْغَمَ اللِّجامَ فِي فَمِهِ كَذَلِكَ؛ قَالَ ساعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: بمُقْرَباتٍ بأَيْدِيهِمْ أَعِنَّتُها ... خُوصٍ، إِذا فَزِعُوا أُدْغِمْنَ باللُّجُمِ قَالَ الأَزهري: وإِدغامُ الْحَرْفِ فِي الْحَرْفِ مأْخوذ مِنْ هَذَا؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الإِدْغامِ في الحروف، وقيل: بَلِ اشتقاقُ هَذَا مِنْ إِدْغامِ الحُروفِ، وَكِلَاهُمَا لَيْسَ بعَتيق، إِنما هُوَ كَلَامٌ نَحْوِيّ. وأَدْغَمَ الرجلُ: بَادَرَ القومَ مَخافَة أَن يَسْبِقُوهُ فأَكل الطعامَ بِغَيْرِ مَضْغٍ. ودَغَمَ الإِناء دَغْماً: غَطَّاهُ. ودُغْمان ودُغَيْمٌ: اسمان. دقم: الدَّقَمُ: الضَّزَزُ. دَقِمَ دَقَماً وَهُوَ أَدْقَمُ: ذَهَبَ مُقَدَّمُ فيهِ. ودَقَمَهُ يَدْقُمُهُ ويَدْقِمُهُ دَقْماً وأَدْقَمَهُ، مِثْلُ دَمَقَهُ عَلَى الْقَلْبِ، أَي كسَرَ أَسنانه. أَبو زَيْدٍ: دَقَمْتُ فَاهُ ودَمَقْتُهُ دَقْماً ودَمْقاً إِذا كَسَرْتَ أَسنانه. والدِّقِمُّ: الْمَكْسُورُ الأَسنان، وَزَعَمَ كُرَاعٌ أَنه مِنَ الدَّقِّ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قَوْلٌ لَا يُلْتَفَتُ إِليه إِذ قَدْ ثَبَتَ دَقَمْتُهُ. والدَّقْمُ: دفعكَ شَيْئًا مُفاجأَة، تَقُولُ: دَقَمْتُه عَلَيْهِمْ دَقْماً. ودَقَمَهُ دَقْماً: دَفَعَ فِي صَدْرِهِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: مُمارِسُ الأَقْرانِ دَقْماً دَقْما ودَقَمَتْ عَلَيْهِمُ الريحُ والخيلُ وانْدَقَمَتْ:

_ (1). قوله [والشوال] كذا هو بالأَصل وشرح القاموس، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: الشواك

دخلتْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَرّاً جَنُوباً وشَمالًا تَنْدَقِمْ والدَّقْمُ: الْغَمُّ الشَّدِيدُ مِنَ الدَّيْنِ وَغَيْرِهِ. والمُدْقِمَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي يَلْتَهِمُ فَرْجُها كُلَّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَسْمَعُ لِفَرْجِهَا صَوْتًا عِنْدَ الْجِمَاعِ. ودُقَيْمٌ ودُقْمان: اسْمَانِ. دكم: دَكَمَ الشيءَ يَدْكُمُه دَكْماً: كَسر بعضَه فِي إِثر بَعْضٍ، وَقِيلَ: الدَّكْمُ دَوْسُ بعضِه عَلَى بعضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: دَكَمَ الشَّيْءَ دَكْماً جَمَعَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. ودَكَمَ فَاهُ دَكْماً: دَقَّهُ. ودَكَمَه دَكْماً: زَحَمَهُ. ودَكَمَهُ دَكْماً ودَقَمَه دَقْماً إِذا دَفَعَ فِي صَدْرِهِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن كَافَهُ بَدَلٌ مِنْ قَافِ دَقَمَ. وانْدَكَمَ عَلَيْنَا فلانٌ وانْدَقَمَ إِذا انْقَحَمَ. ورأَيتهم يَتَداكَمُون أَي يتدافعون. دلم: الأَدلَمُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ مِنَ الرِّجَالِ والأُسْدِ وَالْحَمِيرِ وَالْجِبَالِ والصَّخرِ فِي مُلُوسَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الآدَمُ، وَقَدْ دَلِمَ دَلَماً. التَّهْذِيبُ: الأَدْلَمُ مِنَ الرِّجَالِ الطويلُ الأَسْودُ، وَمِنَ الْجَبَلِ كَذَلِكَ فِي مُلُوسَةِ الصَّخْر غَيْرُ جِدّ شَدِيدِ السَّوَادِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فِيلًا: كَانَ دَمْخاً ذَا الهِضابِ الأَدْلَمَا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأَدْلَمُ مِنَ الأَلوان الأَدْغَمُ. وَقَالَ شِمْرٌ: رَجُلٌ أَدْلَمُ وَجَبَلٌ أَدْلَمُ، وَقَدْ دَلِمَ دَلَماً، وَقَدِ ادْلامَّ الرجلُ وَالْحِمَارُ ادْلِيماماً؛ وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ: وَلَقَدْ هَمَمْتُ بِغارةٍ فِي ليلةٍ ... سَوْداءَ حالِكةٍ، كلَوْنِ الأَدْلَمِ قَالُوا: الأَدْلَمُ هَاهُنَا الأَرَنْدَجُ. وَيُقَالُ لِلِحْيَةِ الأَسود: أَدْلَمُ. وَيُقَالُ: الأَدْلامُ أَولاد الْحَيَّاتِ، وَاحِدُهَا دُلْمٌ. وَمِنْ أَمثالهم: أَشدُّ مِنْ دَلَمٍ؛ يُقَالُ: إِنه يشبه الحيَّة يكون بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ؛ الدَّلَمُ يُشَبِّهُ الطَّبُّوعَ وَلَيْسَ بِالْحَيَّةِ. والدَّلْماءُ: لَيْلَةُ ثَلَاثِينَ مِنَ الشَّهْرِ لِسَوَادِهَا. والدَّلامُ: السَّوَادُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والدَّلامُ: الأَسود؛ قَالَ: وإِياه عَنَى سِيبَوَيْهِ بِقَوْلِهِ: انْعَتْ دَلاماً. ودَلَمٌ: مِنْ أَسماء شُعَرَائِهِمْ، وَهُوَ دَلَمٌ أَبو زُغَيْبٍ، وإِليه عَزَا ابْنُ جِنِّيٍّ قَوْلَهُ: حَتَّى يقولَ كلُّ رَاهٍ إِذْ راهْ: ... يَا وَيْحَهُ مِنْ جَمَلٍ، مَا أَشْقاهْ! أَراد إِذْ رَآه، فأَلقى «1» حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى الْهَاءِ وَكَسَرَهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَحَذَفَ الْهَمْزَةَ البَتَّة كَقِرَاءَةِ مَنْ قرأَ: أَنِ ارْضِعيه ، بِكَسْرِ النُّونِ وَوَصْلِ الأَلف، وَهُوَ شَاذٌّ. والدَّيْلَمُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ. والدَّيْلَمُ: الحَبَشِيّ مِنَ النَّمْلِ، يَعْنِي الأَسود، وَقِيلَ الدَّيْلَمُ مُجْتَمَعُ النَّمْلِ والقِرْدانِ فِي أَعْقارِ الحِياض وأَعْطان الإِبل، وَقِيلَ هِيَ الْجَمَاعَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: يُعْطِي الهُنَيْداتِ ويُعْطِي الدَّيْلَمَا اللَّيْثُ: الدَّيْلَمُ جيلٌ مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمْ مِنْ وَلَدِ ضَبَّةَ بْنَ أُدٍّ، وَكَانَ بَعْضُ مُلوك الْعَجَمِ وضَعهم فِي تِلْكَ الْجِبَالِ فَرَبَلُوا بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: الدَّيْلَم النَّمْلُ والدَّيْلَمُ السُّودان. ابْنُ سِيدَهْ: والدّيْلَمُ جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ يُسَمَّى التُّرْكَ، عَنْ كُرَاعٍ.

_ (1). 1 قوله «أَراد إذ رآه إِلى قوله البتة» هكذا في الأصل.

وَفِي الْحَدِيثِ: أَميرُكم رَجُلٌ طُوالٌ أَدْلَمُ ، الأَدْلمُ الأَسود الطَّوِيلُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَدْلَمُ فاستأْذن عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، قِيلَ: هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي ذِكْرِ أَهل النَّارِ: لَسَعَتْهم عقارِبُ كأَمثال البِغال الدُّلْمِ أَي السُّودِ، جَمْعُ أَدْلَم. والدَّيْلَمُ: الإِبل، وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: فِي ذِي قُدامَى مُرْجَحِنٍّ ديْلَمُه فإِن أَبا عَمْرٍو قَالَ: كَثْرَته كَكَثْرةِ النَّمْلِ، وَهُوَ الدَّيْلَمُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْجَيْشِ الْكَثِيرِ دَيْلَم، أَراد فِي جَيش ذِي قُدامَى، والمُرْجَحِنُّ: الثَّقِيلُ الْكَثِيرُ. والدَّيْلَمُ: الأَعداء. والديْلَمُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ بأَقاصي البَدْوِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّيْلَمُ مَاءَةٌ لِبَنِي عَبْسٍ، وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ: شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ يُفَسَّرُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ، وَقِيلَ فِيهِ: عَنْ حِياض الأَعْداء، وَقِيلَ: الدَّيْلَمُ حِيَاضٌ بالغَوْرِ، وَقِيلَ: عَنْ حِيَاضِ ماءٍ لِبَنِي عَبْسٍ، وَقِيلَ: أَراد بالدَّيْلَمِ بَنِي ضَبَّة، سُمُّوا دَيْلَماً لدُغْمَةٍ فِي أَلوانهم. يُقَالُ: هُمْ ضَبَّة لأَنهم أَو عامَّتَهُمْ دُلْمٌ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سأَل أَبو مُحَلّم بَعْضَ الأَعراب عَنِ الدَّيْلَمِ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَقَالَ: هِيَ حِياض بالغَوْر، قَالَ: وَقَدْ أَورد بِهَا إِبلًا وأَراد بِذَلِكَ تَخْطِئَةَ الأَصمعي، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن الدَّيْلَمَ رَجُلٌ مِنْ ضَبَّةَ، وَهُوَ الدَّيْلَمُ بن ناسِكِ ابن ضَبَّةَ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا سَارَ ناسِك إِلى أَرض الْعِرَاقِ وأَرض فارِسَ اسْتَخْلَفَ الدَّيْلَمَ ولَده عَلَى أَرض الْحِجَازِ، فَقَامَ بأَمر أَبيه وحَوَّضَ الحِياض وحَمَى الأَحْماء، ثُمَّ إِن الدّيْلَمَ لَمَّا سَارَ إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دَارُهُ وَبَقِيَتْ آثَارُهُ، فَقَالَ عَنْتَرَةُ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ. والدُّحْرُضانِ: هُمَا دُحْرُضٌ ووَسِيعٌ مَاءَانِ: فدُحْرُضٌ لِآلِ الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ، ووَسِيعٌ لِبَنِي أَنْف النَّاقةِ، وَقِيلَ: أَراد عَنْتَرَةُ بِالْبَيْتِ أَن عَدَاوَتَهُمْ كَعَدَاوَةِ الدَّيْلَمِ مِنَ الْعَدُوِّ لِلْعَرَبِ، وَلَمْ يُرِدِ النملَ وَلَا القِرْدان كَمَا قال: جاؤوا يَجُرُّونَ البُرُودَ جَرّا، ... صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُون الشَّرّا أَراد أَن عَدَاوَتَهُمْ كَعَدَاوَةِ الرُّومِ لِلْعَرَبِ، والرُّومُ صُهْبُ السِّبال وأَلوانُ الْعَرَبِ السُّمْرَةُ والأُدْمَةُ إِلّا قَلِيلًا. والدّيْلَمُ: ذَكَر الدُّرّاج، عَنْ كُرَاعٍ. ودَلَمٌ ودُلَمٌ ودُلامٌ ودُلامَةُ ودُلَيْمٌ كُلُّهَا: أَسماء، قَالَ: إِن دُلَيْماً قَدْ أَلاحَ بعَشِي ... وَقَالَ: أَنْزِلْني، فَلَا إِيضاع بِي أَراد لَا قُوَّةَ بِي عَلَى الإِيضاع. وأَبو دُلامةَ: كُنْيَةُ رَجُلٍ. وأَبو دُلامَة: اسْمُ الْجَبَلِ المُطِلِّ عَلَى الحَجُونِ، وَقِيلَ: كَانَ الحَجُون هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَبو دُلامَة. والدّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ، أَنشد أَبو زَيْدٍ يَصِفُ سَهْماً، وَقِيلَ: هُوَ للمَيْدانِ الفَقْعَسِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ للكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ، وَيُرْوَى لأَبيه: أَنْعَتُ أَعْياراً رَعَيْنَ كِيرَا، ... مُسْتَبْطناتٍ قَصَباً ضُمُورَا يَحْمِلْنَ عَنْقاءَ وعَنْقَفِيرَا، ... وأُمَّ خَشَّافٍ وخَنْشَفيرَا، والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفيرَا

وَكُلُّهَا دواهٍ، وأَعْيار النُّصُول هِيَ النَّاتِئَةُ فِي وَسَطِهَا، ورَعْيُهنّ كِيرَ الحَدّادِ كونُهن فِي النَّارِ ثُمَّ رُكِّبْنَ فِي قَصَبِ السِّهَامِ. والدَّيْلَمُ: الْمَوْتُ، وَقَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ: أَراد بالأَعْيارِ حُمُرَ الْوَحْشِ، وكيرٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وأَراد بِقَوْلِهِ يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعنْقفيرا وَنَحْوَهَا مِنَ الدَّوَاهِي كَمَراً وجَرادينَ تُهْدَى لامرأَة وأَنها تَصْلُحُ لَهَا، يَهْجُو بِذَلِكَ سالم بن دارَةَ، ودارةُ أُمُّه، وَالَّذِي ذَكَرَهُ أَبو زَيْدٍ مِنْ أَنه وَصَفَ سِهَامًا أَقرب وأَبين مِنْ هَذَا. التَّهْذِيبُ: ابْنُ شُمَيْلٍ السَّلامُ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْجِبَالِ نُسَمِّيهَا الدَّيْلَمَ. دلثم: الدَّلْثَمُ والدَّلاثِمُ: السَّرِيعُ. دلخم: نَوْمٌ دِلَّخْمٌ: خَفِيفٌ، وَقِيلَ: طَوِيلٌ، والدِّلَّخم: الدَّاءُ الشَّدِيدُ، وَكُلُّ ثَقِيلٍ دِلَّخْمٌ. يُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بالدِّلَّخْم. ابْنُ شُمَيْلٍ: القِلَّخْمُ والدِّلَّخْمُ، اللَّامُ مِنْهُمَا شَدِيدَةٌ، وَهُمَا الْجَلِيلُ مِنَ الجِمال الضَّخمُ العظيمُ؛ وأَنشد: دِلَّخْمَ تِسْعِ حَجِيجٍ دَلَهْمَسَا «1». دلظم: الدَّلْظَمُ والدِّلَظْمُ: الهَرِمَةُ الفانيةُ، وَقِيلَ: الدِّلَظْمُ الْجَمَلُ الْقَوِيُّ. وَرَجُلٌ دِلَظْمٌ: شَدِيدٌ قوي. دلعثم: الدَّلَعْثَمُ: الْبَطِيءُ مِنَ الإِبل، وَرُبَّمَا قَالُوا دِلِعْثام. دلقم: امرأَة دِلْقِمٌ: هَرِمَةٌ، وَهِيَ مِنَ النُّوق الَّتِي تَكَسَّرَتْ أَسنانها فَهِيَ تمجُّ الْمَاءَ مِثْلَ الدَّلُوقِ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْضُهُمْ فِي الْمُذَكَّرِ فَقَالَ: أَقْمَرُ نَهَّامٌ يُنَزِّي وفْرَتِجْ، ... لَا دِلْقِمُ الأَسنان، بَلْ جَلدٌ فَتِجْ قَالَ الأَصمعي: الدِّلْقِمُ النَّاقَةُ الَّتِي انْكَسَرَ فُوها وَسَالَ مَرْغُها: وَيُقَالُ: الدِّلْقِمُ الَّتِي أَكلت أَسنانها مِنَ الكِبَرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي الْقَافِ. دلهم: المُدْلَهِمُّ: الأَسود. وادْلَهَمَّ الليلُ وَالظَّلَامُ: كَثُفَ واسْودّ. وَلَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّة أَي مُظْلِمَةٌ. وأَسود مُدْلَهِمّ: مُبالَغٌ بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفَلَاةٌ مُدْلَهِمَّةٌ: لَا أَعْلام فِيهَا. ودَلْهَمٌ: اسم رجل. دمم: دَمَّ الشيءَ يَدُمُّه دَمّاً: طَلَاهُ. والدَّمُّ والدِّمامُ مَا دُمَّ بِهِ. ودُمَّ الشيءُ إِذا طُليَ. والدِّمامُ، بِالْكَسْرِ: دَوَاءٌ تُطْلى بِهِ جبهةُ الصَّبِيِّ وظاهرُ عَيْنَيْهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ طُليَ بِهِ فَهُوَ دِمامٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ سَهْماً: وخَلَّقْتُهُ، حَتَّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى، ... كمُخَّةِ ساقٍ أَو كمتْنِ إِمامِ، قَرَنْتُ بحِقْوَيْهِ ثَلَاثًا، فَلَمْ يَزِغْ ... عَنِ القَصْدِ، حَتَّى بُصِّرَتْ بدِمامِ يَعْنِي بالدِّمامِ الغِراءَ الَّذِي يُلَزَقُ بِهِ ريشُ السَّهْمِ، وعَنى بِالثَّلَاثِ الرِّيشَاتِ الثَّلَاثَ الَّتِي تُرَكَّبُ عَلَى السَّهْمِ، وَيَعْنِي بالحِقْو مُسْتَدَقَّ السَّهْمِ مِمَّا يَلِي الرِّيشَ، وبُصِّرَتْ: يَعْنِي رِيشَ السَّهْمِ طُلِيَتْ بالبَصِيرةِ، وَهِيَ الدَّمُ. والدِّمامُ: الطِّلاءُ بِحُمْرَةٍ أَو غَيْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ فِي الْبَيْتِ الأَول وخَلَّقته: مَلَّسْته، والإِمامُ الْخَيْطُ الَّذِي يُمَدُّ عَلَيْهِ البناءُ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاح فِي الدِّمامِ الطِّلاءِ أَيضاً: كُلُّ مَشْكُوكٍ عَصافِيره، ... قَانِئُ اللَّوْنِ حَديث الدِّمام

_ (1). هذا الشطر مختلّ الوزن

وَقَالَ آخَرُ: مِنْ كُلِّ حَنْكَلةٍ، كأَنَّ جَبِينها ... كَبِدٌ تَهَيَّأَ للبِرامِ دِماما وَفِي كَلَامُ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وتَطْلي المُعْتَدَّةُ وَجْهَهَا بالدِّمامِ وَتَمْسَحُهُ نَهَارًا. والدِّمامُ: الطِّلَاءُ؛ وَمِنْهُ دَمَمْتُ الثوبَ إِذا طَلَيْتَهُ بالصِّبْغِ. ودَمَّ النبتَ: طَيَّنَهُ. ودَمَّ الشيءَ يَدُمُّهُ دَمّاً: طَلَاهُ وجَصَّصَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَمْتُ الشيءَ أَدُمُّهُ، بالضم، كذا طَلَيْتَهُ بأَيّ صِبْغٍ كَانَ. والمَدْمُومُ: الأَحمر. وقِدْرٌ دَمِيمٌ ومَدْمومةٌ ودمِيمةٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَطْلِيَّةٌ بالطِّحالِ أَو الكَبدِ أَو الدَّمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دَمَمْتُ القِدْرَ أَدُمُّها دَمّاً إِذا طَلَيْتَهَا بِالدَّمِ أَو بالطِّحال بَعْدَ الجَبْرِ، وَقَدْ دُمَّت الْقِدْرُ دَمّاً أَي طُيِّنت وجُصِّصَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الدَّم نَبَاتٌ، والدُّمُّ القُدور المَطْلِيَّةُ، والدُّمُّ الْقَرَابَةُ، والدِّمَمُ الَّتِي تُسَد بِهَا خَصاصاتُ البِرامِ مِنْ دَمٍ أَو لِبَإٍ. ودَمَّ العينَ الوَجِعةَ يَدُمُّها دَمّاً ودَمَّمها، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: طَلَى ظَاهِرَهَا بدمامٍ. ودَمَّتِ المرأَة مَا حَوْلَ عَيْنِهَا تَدُمُّهُ دَمّاً إِذا طَلَتْه بِصَبْرٍ أَو زَعْفران. التَّهْذِيبُ: الدَّمُّ الْفِعْلُ مِنَ الدِّمامِ، وَهُوَ كُلُّ دَوَاءٍ يُلْطَخُ عَلَى ظَاهِرِ الْعَيْنِ، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: تَجْلُو، بقادِمَتَيْ حَمامَةِ أَيْكَةٍ، ... بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ بدِمامِ يعني النَّؤُور وَقَدْ طُلِيَتْ بِهِ حَتَّى رَشَّحَ. والمَدْمُومُ: الْمُمْتَلِئُ شَحْماً مِنَ الْبَعِيرِ وَنَحْوِهِ. وَقَدْ دُمَّ بالشَّحم أَي أُوقِرَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَخضر بْنِ هُبَيْرَةَ: حَتَّى إِذا دُمَّتْ بِنِيٍّ مُرْتَكِمْ والمدْموم: الْمُتَنَاهِي السِّمَنِ الْمُمْتَلِئُ شَحْمًا كأَنه طُلِيَ بِالشَّحْمِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْحِمَارَ: حَتَّى انْجَلى البَرْدُ عَنْهُ، وَهُوَ مُحْتَفِرٌ ... عَرْضَ اللِّوَى زَلِقُ المَتْنَيْنِ مَدْمُومُ ودُمَّ وجهُهُ حُسْناً: كأَنه طُليَ بِذَلِكَ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي المرأَة وَالرَّجُلِ وَالْحِمَارِ والثَّوْرِ وَالشَّاةِ وَسَائِرِ الدوابِّ، وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ السَّمِينِ: كأَنَّما دُمَّ بِالشَّحْمِ دَمّاً، وَقَالَ عَلْقَمَةُ: كأَنه مِنْ دَمِ الأَجْواف مَدْمُومُ ودُمَّ الْبَعِيرُ دَمّاً إِذا كَثُرَ شَحْمُهُ وَلَحْمُهُ حَتَّى لَا يَجِدَ اللامِسُ مَسَّ حَجْم عَظْمٍ فِيهِ، ودَمَّ السَّفِينَةَ يَدُمُّها دَمّاً: طَلَاهَا بِالْقَارِ. ودَمَّ الصَّدْعَ بِالدَّمِ وَالشَّعْرِ المُحْرَقِ يَدُمُّه دَمّاً ودَمَّمَهُ بِهِمَا، كِلَاهُمَا: جُمِعا ثُمَّ طُلِيَ بِهِمَا عَلَى الصَّدْعِ. والدِّمَّةُ: مَرْبِضُ الْغَنَمِ كأَنه دُمَّ بِالْبَوْلِ وَالْبَعْرِ أَي طُليَ بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ إِبراهيم النَّخَعِيِّ: لَا بأْس بِالصَّلَاةِ فِي دِمَّةِ الْغَنَمِ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ؛ أَراد فِي دِمْنَةِ الْغَنَمِ، فَحَذَفَ النُّونَ وَشَدَّدَ الْمِيمَ، وَفِي النِّهَايَةِ: فَقَلَبَ النُّونَ مِيمًا لِوُقُوعِهَا بَعْدَ الْمِيمِ ثُمَّ أَدغم، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ الفَزاريّ يُحَدِّثه، وإِنما هُوَ فِي الْكَلَامِ الدِّمْنَةُ بِالنُّونِ، وَقِيلَ: دِمَّةُ الْغَنَمِ مَربضُها كأَنه دُمَّ بِالْبَوْلِ وَالْبَعْرِ أَي أُلْبِسَ وطُليَ. ودَمَّ الأَرضَ يَدُمُّها دَمّاً: سَوَّاهَا. والمِدَمَّةُ: خَشَبَةٌ ذَاتُ أَسنان تُدَمُّ بِهَا الأَرضُ بَعْدَ الكِرابِ. وَيُقَالُ لليَرْبُوعِ إِذا سَدَّ فا جُحْرِهِ بنَبِثته: قَدْ دَمَّه يَدُمُّه دَمّاً، وَاسْمُ الجُحْرِ الدَّامَّاء، مَمْدُودٌ، والدُّمَّاءُ والدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ الدُّمَماءُ والقُصَعاء فِي جُحْر اليَرْبوع. الْجَوْهَرِيُّ:

والدَّامَّاء إِحدى جِحَرَةِ اليَرْبوع مِثْلُ الرَّاهِطاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَسماء جِحَرَة الْيَرْبُوعِ سَبْعَةٌ: القاصِعاءُ والنافِقاءُ والراهِطاءُ والدَّامَّاءُ والعانِقاءُ والحاثِياءُ واللُّغَزُ، وَالْجَمْعُ دَوامُّ عَلَى فَواعِل، وَكَذَلِكَ الدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ أَيضاً عَلَى وَزْنِ الحُمَمَةِ. ودَمَّ اليربوعُ جُحْرَهُ أَي كَنَسَهُ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ أَسمع أَحداً يُثَقِّلُ الدَّمَ؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: قَدْ دَمِيَ الرجلُ أَو أُدْمِيَ. ابْنُ سِيدَهْ: ودَمَّ اليَرْبوعُ الجُحْر يَدُمُّهُ دَمّاً غطَّاه وسوَّاه. والدُّمَمَةُ والدّامَّاءُ: تُرَابٌ يَجْمَعُهُ الْيَرْبُوعُ ويُخْرِجُهُ مِنَ الجُحْر فَيَدُمُّ بِهِ بَابَهُ أَي يُسَوِّيهِ، وَقِيلَ هُوَ تُرَابٌ يَدُمُّ بِهِ بَعْضَ جِحَرَتهِ كَمَا تُدَمُّ العينُ بالدِّمامِ أَي تُطْلى. ودَمَّ يَدُمُّ دَمّاً: أَسرع. والدِّمّةُ: القَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ أَو النَّمْلةُ. والدِّمَّةُ: الرَّجُلُ الْحَقِيرُ الْقَصِيرُ، كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ دَمِيمٌ: قَبِيحٌ، وَقِيلَ: حَقِيرٌ، وَقَوْمٌ دِمامٌ، والأُنثى دَمِيمةٌ، وَجَمْعُهَا دَمائِمُ ودِمامٌ أَيضاً. وَمَا كَانَ دَمِيماً وَلَقَدْ دَمَّ وَهُوَ يَدِمُّ دَمامةً، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: دَمَمْتَ بَعْدِي تَدُمُّ دَمامَةً، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّمِيمُ، بِالدَّالِ، فِي قَدِّه، والذَّمِيمُ فِي أَخلاقه؛ وَقَوْلُهُ: كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوجهِها، ... حَسَداً وبَغْياً: إِنَّه لدَمِيمُ إِنما يَعْنِي بِهِ الْقَبِيحَ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ لذَميم، بِالذَّالِ، مِنَ الذَّمِّ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الْمَدْحِ، فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وَقَدْ دَمَمْتَ تَدِمُّ وتَدُمُّ ودَمِمْتَ ودُمِمْتَ دَمامة، فِي كُلِّ ذَلِكَ: أَسأْتَ. وأَدْمَمْتَ أَي أَقْبَحْت الفعْلَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَساء فُلَانٌ وأَدَمَّ أَي أَقبح، وَالْفِعْلُ اللَّازِمُ دَمَّ يَدِمُّ. وَالدَّمِيمُ: الْقَبِيحُ. وَقَدْ قِيلَ: دَمَمْتَ يَا فُلَانُ تَدُمُّ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْمُضَاعَفِ مِثْلُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَمْتَ يَا فُلَانُ تَدِمُّ وتَدُمُّ دَمامة أَي صِرْت دَميماً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: وإِني، عَلَى مَا تَزْدَري مِنْ دَمَامَتي، ... إِذا قيسَ ذَرعي بالرِّجال أَطُولُ قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي دَمِيمٌ مَنْ دَمُمْتَ عَلَى فَعُلْتَ مِثْلُ لَبُبْتَ فأَنت لَبِيبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ بأُسامة دَمامَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَحْسَنَ بِنَا إِذ لَمْ يَكُنْ جارِيةً ؛ الدَّمامةُ، بِالْفَتْحِ: القِصَرُ والقُبْحُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المُتْعَةِ: هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الدَّمامةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَا يُزَوِّجَنَّ أَحدُكم ابْنَتَهُ بدَميم. ودَمَّ رأْسَه يَدُمُّهُ دَمّاً: ضَرَبَهُ فَشَدَخه وشَجَّهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن تَضْرِبَهُ فتَشْدَخَهُ أَو لَا تَشْدَخهُ. ودَمَمْتُ ظَهْرَهُ بآجُرَّةٍ أَدُمُّهُ دَمّاً: ضَرَبته. ودمَّ الرَّجُلُ فُلَانًا إِذا عَذَّبه عَذَابًا تَامًّا، ودَمْدَمَ إِذا عَذَّبَ عَذَابًا تَامًّا. والدَّيْمومةُ: الْمَفَازَةُ لَا مَاءَ بِهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: إِذا التَخَّ الدَّياميمُ والدَّيْمُومُ والدَّيْمومةُ: الْفَلَاةُ الْوَاسِعَةُ. ودَمْدَمْتُ الشَّيْءَ إِذا أَلْزَقْتَهُ بالأَرض وطحْطحْته. ودَمَّهُمْ يَدُمُّهُمْ دَمّاً: طَحَنَهُمْ فأَهلكهم، وَكَذَلِكَ دَمْدَمَهُمْ ودَمْدَمَ عَلَيْهِمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ ؛ أَي أَهلكهم، قَالَ: دَمْدَمَ أَرْجَفَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: دَمْدَمَ أَي غَضِب. وتَدَمْدَمَ الجرحُ: برأَ؛ قَالَ نُصَيْبٌ:

وإِن هَواها فِي فُؤَادِي لقُرْحَةٌ ... دَوىً، مُنذُ كَانَتْ، قَدْ أَبَتْ مَا تَدَمدَمُ الدَّمْدَمَةُ: الغَضَب. ودَمْدَمَ عَلَيْهِ: كَلَّمَه مُغْضَباً؛ قَالَ: وَتَكُونُ الدَّمْدَمَةُ الْكَلَامَ الَّذِي يُزْعج الرجلَ، إِلَّا أَن أَكثر الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا فِي دَمْدَمَ عَلَيْهِمْ أَي أَرْجَفَ الأَرضَ بِهِمْ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى دَمْدَمَ عَلَيْهِمْ أَي أَطبق عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ. يُقَالُ: دَمَمْتُ عَلَى الشَّيْءِ «2». أَي أَطبقت عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دَمَمْت عَلَيْهِ الْقَبْرَ وَمَا أَشبهه. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ يُدْفَنُ: قَدْ دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ أَي سوَّيت عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ: نَاقَةٌ مَدْمُومة أَي قَدْ أُلبِسَها الشحمُ، فَإِذَا كرّرتَ الإِطْباقَ قُلْتَ دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ. والدَّمْدامَةُ: عُشْبة لَهَا وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ مُدَوّرة صَغِيرَةٌ، وَلَهَا عِرْق وأَصل مِثْلُ الجَزَرة أَبيض شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ يأْكله النَّاسُ، وَيَرْتَفِعُ مِنْ وَسَطِهَا قَصَبة قَدْرُ الشِّبْرِ، فِي رأْسها بُرْعُومةٌ مِثْلُ بُرْعومة الْبَصَلِ فِيهَا حَبٌّ، وَجَمْعُهَا دَمْدامٌ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ. والدُّمادِمُ: شَيْءٌ يُشْبِهُ القَطِرانَ يَسِيلُ مِنَ السَّلَمِ والسَّمُرِ أَحمرُ، الْوَاحِدُ دُمَدِمٌ، وَهُوَ حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ يَعْنِي شجرَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الدِّمْدِمُ أُصول الصِّلِّيانِ المُحِيل فِي لُغَةِ بَنِي أَسَد، وَهُوَ فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ الدِّنْدِنُ. شِمْرٌ: أُمُّ الدَّيْدَمِ هِيَ الظَّبْيَةُ؛ وأَنشد: غَرَّاء بَيْضاء كأُمِّ الدَّيْدَمِ والدُّمَّةُ: لُعْبَةٌ. والدُّمَّةُ: الطَّرِيقَةُ. والدِّمَّةُ، بِالْكَسْرِ: الْبَعْرَةُ. والدُّمادِم مِنَ الأَرض: روابٍ سهلةٌ. والمُدَمَّمُ: الْمَطْوِيُّ مِنَ الكِرارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَرَبَّعُ بالفَأْوَيْنِ ثُمَّ مَصِيرُها ... إِلى كلِّ كَرّ، مِنْ لَصاف، مُدَمَّمِ دنم: الدِّنَّامَةُ والدِّنَّمَةُ: الْقَصِيرُ مِثْلُ الدِّنَّابَة والدِّنَّبة؛ أَنشد يَعْقُوبُ لأَعرابي يَهْجُو امرأَة: كأَنَّها غُصْنٌ ذَوَى مِنْ يَنَمَهْ، ... تُنْمَى إِلى كلِّ دَنيءٍ دِنَّمَهْ دندم: الدِّنْدِمُ: النَّبْتُ الْقَدِيمُ الْمُسْوَدُّ كالدِّنْدِنِ، بِلُغَةِ بَنِي أَسَد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا أَنه قَالَ بِلُغَةِ بَنِي أَسد لجَعَلْتُ مِيمَ الدِّنْدِمِ بَدَلًا مِنْ نُونِ الدِّنْدِنِ. دهم: الدُّهْمَةُ: السَّوَادُ. والأَدْهَمُ: الأَسْود، يَكُونُ فِي الْخَيْلِ والإِبل وَغَيْرِهِمَا، فَرس أَدْهَمُ وَبَعِيرٌ أَدْهَمُ، قَالَ أَبو ذؤيب: أَمِنْكِ البَرْقُ أَرْقُبُهُ فهَاجَا، ... فبتُّ إِخالُهُ دُهْماً خِلاجَا؟ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مُلُوكُ الْخَيْلِ دُهْمُها، وَقَدِ ادْهامَّ، وَبِهِ دُهْمَةٌ شَدِيدَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: ادْهَمَّ الفرسُ إِدْهِماماً أَي صَارَ أَدْهَمَ، وادْهامَّ الشَّيْءُ ادْهيماماً أَي اسْوَادَّ، وادْهامَّ الزَّرْعُ: عَلاه السَّوَادُ رِيّاً. وحديقةٌ دَهْماءُ مُدْهامَّةٌ: خَضْرَاءُ تَضْرِب إِلى السَّوَادِ مِنْ نَعْمَتِها ورِيِّها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُدْهامَّتانِ أَي سَوْدَاوَانِ مِنْ شِدَّةِ الْخُضْرَةِ مِنَ الريِّ؛ يَقُولُ: خَضْراوانِ إِلى السواد مِنَ الرِّيّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي أَنهما خَضْراوان تَضْرِب خُضْرتُهما إِلى السَّوَادِ، وَكُلُّ نَبْتٍ أَخضر فتَمامُ خِصْبِهِ ورِيِّهِ أَن يَضْرِبَ إِلى السَّوَادِ. والدُّهْمةُ عِنْدَ الْعَرَبِ:

_ (2). قوله [دممت على الشيء إلخ] كذا بالأَصل، والذي في التهذيب: دمدمت على الشيء ودمدمت عليه القبر. وفي التكملة: إن دمم ودمدم بمعنى واحد

السَّوَادُ، وإِنما قِيلَ للجَنَّة مُدْهامَّة لِشِدَّةِ خُضْرَتِهَا. يُقَالُ: اسودَّت الْخُضْرَةُ أَي اشتدَّت. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: ورَوْضة مُدْهامَّة أَي شَدِيدَةُ الْخُضْرَةِ الْمُتَنَاهِيَةِ فِيهَا كأَنها سَوْدَاءُ لِشِدَّةِ خُضْرَتِهَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ أَخضر أَسْودُ، وَسَمِّيَتْ قُرَى الْعِرَاقِ سَوَادًا لِكَثْرَةِ خُضْرَتِهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ نَخْلٍ: دُهْماً كأَنَّ اللَّيْلَ فِي زُهَائِها، ... لَا تَرْهَبُ الذِّئْبَ عَلَى أَطْلائها يَعْنِي أَنها خُضْرٌ إِلى السَّوَادِ مِنَ الرِّيّ، وأَن اجْتِمَاعَهَا يُرِي شُخوصَها سُودًا وزُهاؤها شُخُوصُهَا، وأَطلاؤها أَولادها، يَعْنِي فُسْلانَها، لأَنها نَخْلٌ لَا إِبِلٌ. والأَدْهَمُ: الْقَيْدُ لِسَوَادِهِ، وَهِيَ الأَداهِمُ، كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء وإِن كَانَ فِي الأَصل صِفَةً لأَنه غَلَبَ غَلَبةَ الِاسْمِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: هُوَ القَيْنُ وَابْنُ القَيْنِ، لَا قَيْنَ مثلُهُ ... لبَطْحِ المَساحي، أَو لِجَدْلِ الأَداهِمِ أَبو عَمْرٍو: إِذا كَانَ القَيدُ مِنْ خَشب فَهُوَ الأَدْهَمُ والفَلَقُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلْقَيْدِ الأَدْهَمُ؛ وَقَالَ: أَوعَدَني، بالسِّجنِ والأَداهِمِ، ... رِجْلي، ورِجْلي شَثْنَةُ المَناسِمِ والدُّهْمَةُ مِنْ أَلوان الإِبل: أَن تَشْتَدَّ الوُرْقَةُ حَتَّى يَذْهَبَ البياضُ. بَعِيرٌ أَدْهَمُ وَنَاقَةٌ دَهْماءُ إِذا اشْتَدَّتْ وُرْقَتُهُ حَتَّى ذَهَبَ الْبَيَاضُ الَّذِي فِيهِ، فإِن زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى اشْتَدَّ السوادُ فَهُوَ جَوْنٌ، وَقِيلَ: الأَدْهمُ مِنَ الإِبل نَحْوَ الأَصفر إِلا أَنه أَقلُّ سَوَادًا، وَقَالُوا: لَا آتِيكَ مَا حَنَّت الدَّهْماء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ: هِيَ النَّاقة، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه مِنَ الدُّهْمَةِ الَّتِي هِيَ هَذَا اللَّوْنُ، قَالَ الأَصمعي: إِذا اشْتَدَّتْ وُرْقَةُ الْبَعِيرِ لَا يُخَالِطُهَا شَيْءٌ مِنَ الْبَيَاضِ فَهُوَ أَدْهَمُ. وَنَاقَةٌ دَهْماءُ وَفَرَسٌ أَدْهَمُ بَهِيمٌ إِذا كَانَ أَسود لَا شِيَةَ فِيهِ. والوطأَةُ الدَّهْماءُ: الْجَدِيدَةُ، والغَبْراءُ: الدارِسَةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: سِوَى وَطْأَةٍ دَهْماءَ، مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍ، ... ثَنَى أُخْتَها عَنْ غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ أَراد غَيْرَ جَعْدَة. وَقَالَ الأَصمعي: أَثَرٌ أَدْهَمُ جَديد، وأَثر أَغْبرُ قَديم دارِسٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَثرٌ أَدْهَمُ قَدِيمٌ دارِس. قَالَ: الوَطْأَة الدَّهْماءُ الْقَدِيمَةُ، وَالْحَمْرَاءُ الْجَدِيدَةُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ الأَضداد؛ قَالَ: وَفِي كلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أَنت واجدٌ ... بِهَا أَثَراً منها جَديداً وأَدْهَمَا والدَّهْماءُ: لَيْلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. والدُّهْمُ ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنَ الشَّهْرِ لأَنها دُهْمٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَمْ يَمْنَعْ ضَوْءَ نُورِها ادْهِمامُ سَجْفِ اللَّيْلِ المظلمِ ؛ الادْهِمامُ: مَصْدَرُ ادْهَمَّ أَي اسْوَدَّ. والادْهِيمامُ: مَصْدَرُ ادْهامَّ كالاحْمرار والاحْمِيرار فِي احْمَرَّ واحْمارَّ. والدَّهْماء مِنَ الضأْنِ: الحمراءُ الْخَالِصَةُ الحُمْرةِ. اللَّيْثُ: الدَّهْمُ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ. وَقَدْ دَهَمُونا أَي جاؤونا بِمَرَّةٍ جَمَاعَةٌ. ودَهَمَهُمْ أَمرٌ إِذا غَشِيَهُمْ فاشِياً؛ وأَنشد: جِئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُومَا وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الْعَرَبِ وسَبَقَ إِلى عَرَفَاتٍ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مِنْ قَبْلِ أَن يَدْهَمَك الناسُ أَي يَكْثُرُوا عَلَيْكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِثْلُ هَذَا لَا يَجُوزُ أَن يُسْتَعْمَلَ فِي الدعاء إِلَّا لمن يقول بِغَيْرِ تَكَلُّفٍ. الأَزهري: وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ؛

قَالَ أَبو جَهْلٍ: مَا تَسْتَطِيعُونَ يَا مَعشر قُرَيْشٍ، وأَنتم الدَّهْمُ، أَن يَغْلِبَ كلُّ عَشَرَةٍ مِنْكُمْ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَي وأَنتم الْعَدَدُ الْكَثِيرُ؛ وَجَيْشٌ دَهْمٌ أَي كَثِيرٌ. وَجَاءَهُمْ دَهْمٌ مِنَ النَّاسِ أَي كَثِيرٌ. والدَّهْمُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مُحَمَّدٌ فِي الدَّهْمِ بِهَذَا القَوْر ، وَحَدِيثُ بَشير بْنِ سَعْد: فأَدركه الدَّهْمُ عِنْدَ اللَّيْلِ ، وَالْجَمْعُ الدُّهوم؛ وَقَالَ: جئْنا بدَهْمٍ يَدْهَمُ الدُّهُوما ... مَجْرٍ، كأَنَّ فوقَهُ النُّجوما ودَهِمُوهُمْ ودَهَمُوهُمْ يَدْهَمُونَهُمْ دَهْماً: غَشُوهُمْ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِمٍ: فَدَهَمْتُهُمْ دَهْماً بِكُلِّ طِمِرَّةٍ ... ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالَة مِرْجَمِ وَكُلُّ مَا غَشِيَكَ فَقَدْ دَهَمَكَ ودَهِمَكَ دَهْماً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لأَبي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ: يَا سعدُ عَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ، ... يَوْمَ تَلاقَى شاؤُه ونَعَمُهْ ابْنُ السِّكِّيتِ: دَهِمَهم الأَمر يَدْهَمُهُمْ ودَهِمَتْهم الْخَيْلُ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ ودَهَمَهُمْ، بِالْفَتْحِ، يَدْهَمُهُمْ لُغَةً. وأَتتكم الدُّهَيْماءُ؛ يُقَالُ: أَراد بالدُّهَيماء السَّوْدَاءِ الْمُظْلِمَةِ، وَيُقَالُ: أَراد بِذَلِكَ الدَّاهِيَةَ يَذْهَبُ إِلى الدُّهَيْمِ اسْمُ نَاقَةٍ، وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: وَذَكَرَ الْفِتْنَةَ فَقَالَ أَتتكم الدُّهَيْماءُ تَرْمي بالنَّشَفِ ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا تَرْمِي بالرَّضْفِ ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: حَتَّى ذكرَ فِتْنَةَ الأَحْلاس ثُمَّ فِتْنَةَ الدُّهَيْماءِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ الدُّهَيْماءُ نَرَاهُ أَراد الدَّهْماء فصَغَّرها، قَالَ شِمْرٌ: أَراد بالدَّهْماء الْفِتْنَةَ السَّوْدَاءَ الْمُظْلِمَةَ وَالتَّصْغِيرُ فِيهَا لِلتَّعْظِيمِ، وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: لتكونَنَّ فِيكُمْ أَربع فِتَنٍ الرَّقْطاءُ والمظْلِمةُ وَكَذَا وَكَذَا ؛ فالمُظْلِمةُ مِثْلُ الدَّهْماءِ، قَالَ: وَبَعْضُ النَّاسِ يَذْهَبُ بالدُّهَيْماء إِلى الدُّهَيْمِ وَهِيَ الدَّاهِيَةُ، وَقِيلَ لِلدَّاهِيَةِ دُهَيْمٌ أَن نَاقَةً كَانَ يُقَالُ لَهَا الدُّهَيْمُ، وَغَزَا قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمًا فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعَةُ إِخْوة فحُمِلوا عَلَى الدُّهَيْمِ، فَصَارَتْ مَثَلًا فِي كُلِّ داهيةٍ. قَالَ شِمْرٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَرْوِي عَنِ المُفَضَّل أَن هَؤُلَاءِ بَنُو الزَّبَّان بْنِ مُجالِدٍ، خَرَجُوا فِي طَلَبِ إِبل لَهُمْ فَلَقِيَهُمْ كَثِيفُ بْنُ زُهَيْرٍ، فَضَرَبَ أَعناقهم ثم حمل رؤوسهم فِي جُوالِقٍ وعَلَّقه فِي عُنق نَاقَةٍ يُقَالُ لَهَا الدُّهَيْمُ، وَهِيَ نَاقَةُ عَمْرِو بْنِ الزَّبَّان، ثُمَّ خَلّاها فِي الإِبل فَرَاحَتْ عَلَى الزَّبَّان فَقَالَ لَمَّا رأَى الجُوالِقَ: أَظن بَنِيَّ صَادُوا بَيْضَ نَعام، ثُمَّ أَهوى بِيَدِهِ فأَدخلها فِي الجُوالِقِ فإِذا رَأْسٌ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَقِيلَ: أَثقل مِنْ حِمْل الدُّهَيْمِ وأَشأَم مِنَ الدُّهَيْمِ؛ وَقِيلَ فِي الدُّهَيمِ: اسْمُ نَاقَةٍ غَزَا عَلَيْهَا سِتَّةُ إِخوة فقُتِلُوا عَنْ آخِرِهِمْ وحُمِلوا عَلَيْهَا حَتَّى رَجَعَتْ بِهِمْ، فَصَارَتْ مَثَلًا فِي كُلِّ دَاهِيَةٍ، وَضَرَبَتِ الْعَرَبُ الدُّهَيْمَ مَثَلًا فِي الشَّرِّ وَالدَّاهِيَةِ؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ جَوْرَ السُّعَاةِ: كتبَ الدُّهَيْمُ مِنَ العَداءِ لِمُسْرِفٍ ... عادٍ، يُريدُ مَخانةً وغُلولا وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَهَمْدانُ مَهْلًا لَا يُصَبِّح بُيوتَكمْ ... بِجُرْمِكُمُ حِمْلُ الدُّهَيْمِ، وَمَا تَزْبي وَهَذَا الْبَيْتُ حَجَّةٌ لِمَا قَالَهُ الْمُفَضَّلُ. والدَّهْماء: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ

دَخَلْتُ فِي خَمَرِ النَّاسِ أَي فِي جَمَاعَتِهِمْ وَكَثْرَتِهِمْ، وَفِي دَهْماء النَّاسِ أَيضاً مِثْلُهُ؛ وَقَالَ: فَقَدْناك فِقْدانَ الربِيع، وليْتَنا ... فَدَيْناكَ، مِنْ دَهْمائِنا، بأُلوفِ وَمَا أَدري أَيُّ الدَّهْمِ هُوَ وأَيُّ دَهْمِ اللَّهِ هُوَ أَي أَيّ خَلْقِ اللَّهِ. والدَّهْماءُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ. ودَهْماءُ النَّاسِ: جَمَاعَتُهُمْ وَكَثْرَتُهُمْ. والدُّهَيْماءُ، تَصْغِيرُ الدَّهْماء: الدَّاهِيَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِظْلامِها، والدُّهَيْم أُمّ الدُّهَيْمِ الدَّواهي، وَفِي الْمُحْكَمِ: الدَّاهِيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَراد أَهل الْمَدِينَةِ بدَهْمٍ أَي بِغَائِلَةٍ مِنْ أَمر عَظِيمٍ يَدْهَمُهُمْ أَي يَفْجَؤُهُمْ. وَيُقَالُ: هَدَمَهُ ودَهْدَمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَمَا سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ ... والنُّؤْيِ، بَعْدَ عَهْدِهِ المُدَهْدَم يَعْنِي الْحَاجِزَ حَوْلَ الْبَيْتِ إِذا تَهَدَّمَ؛ وَقَالَ: غَيْرَ ثَلاثٍ فِي المَحَلِّ صُيَّمِ ... رَوائم، وهُنَّ مِثْلُ الرُّؤَّمِ، بَعْدَ البِلى، شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَمِ ورَبْعٌ أَدْهَمُ: حَدِيثُ الْعَهْدِ بالحَيِّ، وأَرْبُعٌ دُهْمٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ أَيضاً: أَلِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأَنَّها ... بَقِيَّةُ وَحْيٍ فِي بُطونِ الصَّحائف؟ الأَزهري: المُتَدَهَّمُ والمُتَدَأّمُ والمُتَدَثِّرُ هُوَ المَجْبوسُ المأْبونُ. والدَّهْماءُ: القِدْرُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّهْماء السَّوْدَاءُ مِنَ القُدور، وَقَدْ دَهَّمَتْها النارُ. والدَّهْماء: سَحْنَةُ الرَّجُلِ. وفَعَلَ بِهِ مَا أَدْهَمَهُ أَي ساءَه وأَرْغَمَهُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والدَّهْماءُ: عُشْبَة ذَاتُ وَرَقٍ وقُضُبٍ كأَنها القَرْنُوَةُ، وَلَهَا نَوْرَةٌ حَمْرَاءُ يُدْبَغُ بِهَا، ومَنْبِتُها قِفافُ الرَّمْلِ. وَقَدْ سَمَّوْا داهِماً ودُهَيْماً ودُهْماناً. والدُّهَيْم: اسْمُ نَاقَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. ودُهْمان: بَطْنٌ مِنْ هُذَيْلٍ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: ورَهْط دُهْمانَ ورَهْطُ عادِيَهْ والأَدْهَمُ: فَرَسُ عَنْتَرَةَ بْنِ مُعاوية «3»، صفة غالبة. دهثم: الدَّهْثَمُ: الْمَكَانُ الوَطيءُ السَّهْلُ الدَّمِثُ. وأَرض دَهْثَمَةٌ ودَهْثَمٌ: سَهْلَةٌ. وَرَجُلٌ دَهْثَم الخُلُقِ: سَهْلُهُ. وامرأَة دَهْثَمَةٌ: سَهْلَةٌ دَمِثَةُ الأَخْلاق؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ لَجَإٍ: ثُمَّ تَنَحَّتْ عَنْ مَقامِ الحُوَّمِ ... لِعَطَنٍ رَابِي المَقامِ، دَهْثَمِ وسُمّي الرَّجُلُ دَهْثَماً بِذَلِكَ. الأَصمعي: الْعَرَبُ تَقُولُ للصَّقْرِ الزَّهْدَمُ، وَلِلْبَحْرِ الدَّهْثَمُ. والدَّهْثَمُ: الرَّجُلُ السَّخِيُّ. ودَهْثَمٌ: اسْمٌ. دهدم: دَهْدَم الشيءَ: قلَب بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. وتَدَهْدَمَ الحائطُ وتَجَرْجَمَ: سَقَطَ. وَيُقَالُ: دَهْدَمْتُ الْبِنَاءَ إِذا كَسَرْتَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والنُّؤيِ، بَعْدَ عَهْده، المُدَهْدَمِ دهقم: الدَّهْقَمَةُ: الكَيْسُ. دهكم: الدَّهْكَمُ: الشَّيْخُ الْفَانِي. والتَّدَهْكُمُ: الِاقْتِحَامُ فِي الأَمر الشَّدِيدِ. وتَدَهْكَمَ عَلَيْنَا: تَدَرَّأَ. دَوَمَ: دامَ الشيءُ يَدُومُ ويَدامُ؛ قَالَ: يَا مَيّ لَا غَرْوَ وَلَا مَلامَا ... فِي الحُبِّ، إِن الحُبَّ لن يَدامَا

_ (3). المشهور أَنه عنترة بن شدّاد

قَالَ كُرَاعٌ: دامَ يَدُومُ فَعِلَ يَفْعُلُ، وَلَيْسَ بقَوِيّ، دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ نَظَرٌ، ذَهَبَ أَهل اللُّغَةِ فِي قَوْلِهِمْ دِمْتَ تَدُومُ إِلى أَنها نَادِرَةٌ كمِتَّ تَموتُ، وفَضِلَ يَفْضُلُ، وحَضِرَ يَحْضُرُ، وَذَهَبَ أَبو بَكْرٍ إِلى أَنها مُتَرَكِّبَةٌ فَقَالَ: دُمْتَ تَدُومُ كقُلْتَ تَقُولُ، ودِمْتَ تَدامُ كخِفْتَ تَخافُ، ثُمَّ تَرَكَّبَتِ اللُّغَتَانِ فَظَنَّ قَوْمٌ أَن تَدُومُ عَلَى دِمْتَ، وتَدامُ عَلَى دُمْتَ، ذَهَابًا إِلى الشُّذُوذِ وإِيثاراً لَهُ، والوَجْه مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَن تَدامُ عَلَى دِمْتَ، وتَدُومُ عَلَى دُمْتَ، وَمَا ذَهَبُوا إِليه مِنْ تَشْذيذ دِمْتَ تَدومُ أَخف مِمَّا ذَهَبُوا إِليه مِنْ تَسَوُّغِ دُمْتَ تَدامُ، إِذ الأُولى ذَاتُ نَظَائِرَ، وَلَمْ يُعْرَفْ مِنْ هَذِهِ الأَخيرة إِلَّا كُدْتَ تَكادُ، وَتَرْكِيبُ اللُّغَتَيْنِ بَابٌ وَاسِعٌ كَقَنَطَ يَقْنَطُ ورَكَنَ يَرْكَنُ، فَيَحْمِلُهُ جُهَّالُ أَهل اللُّغَةِ عَلَى الشُّذُوذِ. وأَدامَهُ واسْتَدامَهُ: تأَنَّى فِيهِ، وَقِيلَ: طَلَبَ دوَامَهُ، وأَدْومَهُ كَذَلِكَ. واسْتَدَمْتُ الأَمر إِذا تأَنَّيْت فِيهِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للمَجْنون وَاسْمُهُ قَيسُ بْنُ مُعاذٍ: وإِنِّي عَلَى لَيْلى لَزارٍ، وإِنَّني، ... عَلَى ذاكَ فِيمَا بَيْنَنا، مُسْتَدِيمُها أَي مُنْتَظِرٌ أَن تُعْتِبَني بِخَيْرٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي مُسْتَديم بِمَعْنَى مُنْتَظِر: تَرَى الشُّعراءَ مِنْ صَعِقٍ مُصابٍ ... بصَكَّتِه، وَآخَرَ مُسْتَدِيمِ وأَنشد أَيضاً: إِذا أَوقَعْتُ صاعِقةً عَلَيْهِمْ، ... رأَوْا أُخْرَى تُحَرِّقُ فاسْتَدامُوا اللَّيْثُ: اسْتِدامَةُ الأَمرِ الأَناةُ؛ وأَنشد لقَيْسِ ابن زُهَيرٍ: فَلَا تَعْجَلْ بأَمرِكَ واسْتَدِمْهُ، ... فَمَا صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيمِ وتَصْلِيةُ الْعَصَا: إِدارتها عَلَى النَّارِ لِتَسْتَقِيمَ، واسْتدامتها: التَّأَنِّي فِيهَا، أَي مَا أَحْكَمَ أَمْرَها كالتَّأَنِّي. وَقَالَ شِمْرٌ: المُسْتَدِيمُ المُبالِغُ فِي الأَمر. واسْتَدِمْ مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي انْتَظِرْهُ وارْقُبْهُ؛ قَالَ: وَمَعْنَى الْبَيْتِ مَا قَامَ بِحَاجَتِكَ مثلُ مَنْ يُعْنى بِهَا وَيُحِبُّ قَضَاءَهَا. وأَدامه غيرهُ، والمُداومَةُ عَلَى الأَمر: الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ. والدَّيُّومُ: الدائِمُ مِنْهُ كَمَا قَالُوا قَيُّوم. والدِّيمةُ: مَطَرٌ يَكُونُ مَعَ سُكُونٍ، وَقِيلَ: يَكُونُ خَمْسَةَ أَيَّامٍ أَو سِتَّةً وَقِيلَ: يَوْمًا وَلَيْلَةً أَو أَكثر، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: الدِّيمةُ مِنَ الْمَطَرِ الَّذِي لَا رَعْدَ فِيهِ وَلَا بَرْقَ تَدُومُ يَوْمَها، وَالْجَمْعَ دِيَمٌ، غُيِّرَت الْوَاوُ فِي الْجَمْعِ لتَغَيُّرِها فِي الْوَاحِدِ. وَمَا زَالَتِ السماءُ دَوْماً دَوماً ودَيْماً دَيْماً، الْيَاءُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، أَي دَائِمَةَ الْمَطَرِ؛ وَحَكَى بَعْضُهُمْ: دامَتِ السماءُ تَدِيمُ دَيْماً ودَوَّمَتْ وديَّمَتْ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مِنَ الْوَاوِ لِاجْتِمَاعِ الْعَرَبِ طُرّاً عَلَى الدَّوامِ، وَهُوَ أَدْوَمُ مِنْ كَذَا، وَقَالَ أَيضاً: مِنَ التدريج في اللغة قولهم دِيمةٌ ودِيَمٌ، وَاسْتِمْرَارُ الْقَلْبِ فِي الْعَيْنِ إِلى الْكَسْرَةِ قَبْلَهَا «1»، ثُمَّ تَجَاوَزُوا ذَلِكَ لَمَّا كَثُرَ وَشَاعَ إِلى أَن قَالُوا دَوَّمَتِ السماءُ ودَيَّمَتْ، فأَما دَوَّمَتْ فَعَلَى الْقِيَاسِ، وأَما دَيَّمَتْ فَلِاسْتِمْرَارِ الْقَلْبِ فِي دِيمَةٍ ودِيَمٍ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل، ... إِنْ دَيَّمُوا جادَ، وإِنْ جادُوا وَبَلْ

_ (1). قوله [إِلى الكسرة قبلها] هكذا في الأَصل

وَيُرْوَى: دَوَّمُوا. شِمْرٌ: يُقَالُ دِيمةٌ ودِيْمٌ؛ قَالَ الأَغْلَبُ: فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ، ... لَا تَتَأَنَّى حَذَرَ الكُلُومِ رُوِيَ عَنْ أَبي العَمَيْثَلِ أَنه قَالَ: دِيمَة وَجَمْعُهَا دُيومٌ بِمَعْنَى الدِّيمةِ. وأَرض مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ: أَصابتها الدِّيَمُ، وأَصلها الْوَاوُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى الْيَاءَ مُعَاقِبَةً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: عَقِيلَةُ رَمْلٍ دافعَتْ فِي حُقوفِهِ ... رَخاخَ الثَّرَى، والأُقْحُوانَ المُدَيَّمَا وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي دَيَمَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها سُئِلَتْ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُفَضِّلُ بَعْضَ الأَيام عَلَى بَعْضٍ؟ وَفِي رِوَايَةٍ: أَنها ذكرَتْ عَمَل رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ؛ شبهتْه بالدِّيمَةِ مِنَ الْمَطَرِ فِي الدَّوامِ وَالِاقْتِصَادِ. وَرُوِيَ عَنْ حُذَيْقَة أَنه ذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَالَ: إِنها لآتِيَتُكُمْ دِيَماً ، يَعْنِي أَنها تملأَ الأَرض مَعَ دَوامٍ؛ وأَنشد: دِيمَةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفٌ، ... طَبَّقَ الأَرْضَ، تَحَرَّى وتَدُرّ والمُدامُ: المَطر الدَّائِمُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. والمُدامُ والمُدامَةُ: الْخَمْرُ، سُمِّيَتْ مُدامَةً لأَنه لَيْسَ شَيْءٌ تُستطاع إِدامَةُ شُرْبِهِ إِلا هِيَ، وَقِيلَ: لإِدامتها فِي الدَّنِّ زَمَانًا حَتَّى سكنتْ بعد ما فارَتْ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ مُدامَةً إِذا كَانَتْ لَا تَنْزِفُ مِنْ كَثْرَتِهَا، فَهِيَ مُدامَةٌ ومُدامٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ مُدامَةً لِعتْقها. وَكُلُّ شَيْءٍ سَكَنَ فَقَدْ دامَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَاءِ الَّذِي يَسْكن فَلَا يَجْرِي: دائِمٌ. وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يُبالَ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ ثُمَّ يُتَوضَّأَ مِنْهُ ، وَهُوَ الْمَاءُ الرَّاكِدُ الساكنُ، مِنْ دامَ يَدُومُ إِذا طَالَ زَمَانُهُ. ودامَ الشيءُ: سَكَنَ. وَكُلُّ شَيْءٍ سكَّنته فَقَدَ أَدَمْتَه. وظلٌّ دَوْمٌ وَمَاءٌ دَوْمٌ: دَائِمٌ، وصَفُوهُما بِالْمَصْدَرِ. والدَّأْماءُ: الْبَحْرُ لدَوامِ مَائِهِ، وَقَدْ قِيلَ: أَصله دَوْماء، فإعْلاله عَلَى هَذَا شَاذٌّ. ودامَ البحرُ يَدُومُ: سَكَنَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَجَاءَ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ، ... تَدُومُ البحارُ فَوْقَهَا وتَمُوجُ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: يَدُومُ الفُراتُ، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ لأَن الدُّرَّ لَا يَكُونُ فِي الْمَاءِ الْعَذْبِ. والدَّيْمومُ والدَّيْمومَةُ: الْفَلَاةُ يَدُومُ السَّيْرُ فِيهَا لِبُعْدِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرْتُ قَوْلَ أَبي عَلِيٍّ أَنها مِنَ الدَّوامِ الَّذِي هُوَ السَّخُّ «1». والدَّيْمُومةُ: الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ الَّتِي لَا أَعلام بِهَا وَلَا طَرِيقَ وَلَا مَاءَ وَلَا أَنيس وإِن كَانَتْ مُكْلِئَةً، وهنَّ الدَّيامِيمُ. يُقَالُ: عَلَوْنا دَيْمومةً بَعِيدَةَ الغَوْرِ، وعَلَوْنا أَرضاً دَيْمومة مُنكَرةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَّيامِيمُ الصَّحاري المُلْسُ الْمُتَبَاعِدَةُ الأَطرافِ. ودَوَّمَتِ الكلابُ: أَمعنت فِي السَّيْرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ فِي الأَرض راجَعَهُ ... كِبْرٌ، وَلَوْ شَاءَ نَجّى نفسَه الهَرَبُ أَي أَمعنت فِيهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَدامَتْهُ، وَالْمَعْنَيَانِ مُقْتَرِبَانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي دَوَّمَتْ خطأٌ مِنْهُ، لَا يَكُونُ التَّدْويم إِلا في

_ (1). قوله: السخَّ، هكذا في الأَصل

السَّمَاءِ دُونَ الأَرض؛ وَقَالَ الأَخفش وَابْنُ الأَعرابي: دَوَّمَتْ أَبعدت، وأَصله مِنْ دامَ يَدُومُ، وَالضَّمِيرُ فِي دَوَّمَ يَعُودُ عَلَى الْكِلَابِ؛ وَقَالَ عليُّ بْنُ حَمْزَةَ: لَوْ كَانَ التَّدْويمُ لَا يَكُونُ إِلا فِي السَّمَاءِ لَمْ يَجُزْ أَن يُقَالَ: بِهِ دُوامٌ كَمَا يُقَالُ بِهِ دُوارٌ، وَمَا قَالُوا دُومَةُ الجَنْدَلِ وَهِيَ مُجْتَمِعَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْجَارِيَةِ الْمَفْقُودَةِ: فَحَمَلني عَلَى خافيةٍ ثُمَّ دَوَّمَ بِي فِي السُّكاك أَي أَدارني فِي الْجَوِّ. وَفِي حَدِيثِ قُسّ والجارُود: قَدْ دَوَّمُوا الْعَمَائِمَ أَي أَداروها حول رؤوسهم. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ، قَالَ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشيًّا وَيُرِيدُ بِهِ الشَّمْسَ، قَالَ: وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُولَ دَوَّتْ فدَوَّمَتْ اسْتِكْرَاهٌ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: ذَكَرَ الأَصمعي أَن التَّدْويمَ لَا يَكُونُ إِلا مِنَ الطَّائِرِ فِي السَّمَاءِ، وَعَابَ عَلَى ذِي الرُّمَّةِ مَوْضِعَهُ؛ وَقَدْ قَالَ رُؤْبَةُ: تَيْماء لَا يَنْجو بِهَا مَنْ دَوَّما، ... إِذا عَلاها ذُو انْقِباضٍ أَجْذَما أَي أَسرع. ودَوَّمَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِد السَّمَاءِ. ودَوَّمَت الشَّمْسُ: دَارَتْ فِي السَّمَاءِ. التَّهْذِيبُ: وَالشَّمْسُ لَهَا تَدْويمٌ كأَنها تَدُورُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصَّبِيِّ الَّتِي تَدُورُ كدَوَرانها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جُنْدَباً: مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُهُ، ... والشَّمْسُ حَيْرى لَهَا فِي الجَوّ تَدْوِيمُ كأَنها لَا تَمْضِي أَي قَدْ رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض، والرَّمَضُ: شِدَّةُ الْحَرِّ، مَصْدَرُ رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً، ويركُضُهُ: يَضْرِبُهُ بِرِجْلِهِ، وَكَذَا يَفْعَلُ الجُندَبُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: مَعْنَى قَوْلِهِ وَالشَّمْسُ حَيْرى تَقِفُ الشَّمْسُ بالهاجِرَةِ عَلَى المَسير مِقْدَارُ سِتِّينَ فَرْسَخًا «1». تَدُورُ عَلَى مَكَانِهَا. وَيُقَالُ: تَحَيَّرَ الْمَاءُ فِي الرَّوْضَةِ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ جِهَةٌ يَمْضِي فِيهَا فَيَقُولُ كأَنها مُتَحَيِّرَة لدَوَرانها، قَالَ: والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ، قَالَ أَبو بَكْرٍ: الدَّائِمُ مِنْ حُرُوفِ الأَضداد، يُقَالُ لِلسَّاكِنِ دَائِمٌ، وللمتحرِّك دَائِمٌ. وَالظِّلُّ الدَّوْمُ: الدَّائِمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للَقِيط بْنِ زُرارَةَ فِي يَوْمِ جَبَلَة: يَا قَوْمِ، قدْ أَحْرَقْتُموني باللَّوْمْ، ... وَلَمْ أُقاتِلْ عامِراً قبلَ اليَوْمْ شَتَّانَ هَذَا والعِناقُ والنَّوْم، ... والمَشْرَبُ البارِدُ والظِّلُّ الدَّوْم وَيُرْوَى: فِي الظِّلِّ الدَّوْم. ودَوَّمَ الطَّائِرُ إِذا تَحَرَّكَ فِي طَيَرانه، وَقِيلَ: دَوَّمَ الطَّائِرُ إِذا سَكَّنَ جَنَاحَيْهِ كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم. ودَوَّمَ الطائرُ واستدامَ: حَلَّقَ فِي السَّمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُدَوِّمَ فِي السَّمَاءِ فَلَا يُحَرِّكُ جَنَاحَيْهِ، وَقِيلَ: أَن يُدَوِّمَ وَيَحُومَ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْفَرْقِ بَيْنَ التَّدوِيمِ والتَّدْوِيَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: التَّدْويمُ فِي السَّمَاءِ، والتَّدْوِيَةُ فِي الأَرض، وَقِيلَ بِعَكْسِ ذَلِكَ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ جَوَّاسٌ، وَقِيلَ هُوَ لِعَمْرِو بْنِ مِخْلاةِ الحمارِ: بيَوْمٍ تَرَى الرَّايَاتِ فِيهِ، كأَنها ... عَوافي طيورٍ مُسْتَديم وواقِع وَيُقَالُ: دَوَّم الطائرُ فِي السَّمَاءِ إِذا جَعَلَ يَدُور، ودَوَّى فِي الأَرض، وَهُوَ مِثْلُ التَّدْويمِ فِي السَّمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: تَدْويمُ الطَّائِرِ تَحْلِيقُهُ فِي طَيَرانِهِ لِيَرْتَفِعَ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: وَجَعَلَ ذو الرمة التَّدْوِيمَ

_ (1). قوله [مقدار ستين فرسخاً] عبارة التهذيب مقدار ما تسير ستين فرسخاً

فِي الأَرض بِقَوْلِهِ فِي صِفَةِ الثَّوْرِ: حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ في الأَرض «1» وأَنكر الأَصمعي ذَلِكَ وَقَالَ: إِنما يُقَالُ دَوَّى فِي الأَرض ودَوَّمَ فِي السَّمَاءِ، كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، قَالَ: وَكَانَ بَعْضُهُمْ يُصَوِّبُ التَّدْويم فِي الأَرض وَيَقُولُ: مِنْهُ اشْتُقَّتِ الدُّوَّامَةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ، وَهِيَ فَلْكَةٌ يَرْمِيهَا الصَّبِيُّ بِخَيْطٍ فتُدَوِّمُ عَلَى الأَرض أَي تَدُورُ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ: إِنما سُمِّيَت الدُّوَّامَةَ مِنْ قَوْلِهِمْ دَوَّمْتُ القِدْرَ إِذا سكَّنْتَ غَلَيَانَهَا بِالْمَاءِ لأَنها مِنْ سُرْعَةِ دَورَانها قَدْ سكنتْ وهَدَأَتْ. والتَّدْوامُ: مِثْلُ التَّدْويمِ؛ وأَنشد الأَحمر فِي نَعْتِ الْخَيْلِ: فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها، ... جُنْحَ النَّواصِي نحْوَ أَلْوِياتها، كَالطَّيْرِ تَبْقي مُتَداوِماتِها قَوْلُهُ تَبْقي أَي تَنْظُرُ إِليها أَنت وتَرْقُبُها، وَقَوْلُهُ مُتَداوِمات أَي مُدَوِّمات دَائِرَاتٍ عَائِفَاتٍ عَلَى شَيْءٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَدْويمُ الْكَلْبِ إِمعانُهُ فِي الهَرَبِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ لِلطَّائِرِ إِذا صَفّ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ وسَكَّنهما فَلَمْ يُحَرِّكْهُمَا كَمَا تَفْعَلُ الحِدَأُ والرَّخَمُ: قَدْ دَوَّمَ الطَّائِرُ تَدْوِيماً، وسُمِّي تَدْوِيمًا لِسُكُونِهِ وَتَرْكِهِ الخَفَقان بِجَنَاحَيْهِ. اللَّيْثُ: التَّدْويمُ تَحْلِيقُ الطَّائِرِ فِي الْهَوَاءِ ودَوَرانه. ودُوَّامة الْغُلَامِ، بِرَفْعِ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ: وَهِيَ الَّتِي تَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ فَتُدار، وَالْجَمْعُ دُوَّامٌ، وَقَدْ دَوَّمْتُها. وَقَالَ شِمْرٌ: دُوَّامةٌ الصَّبِيِّ، بِالْفَارِسِيَّةِ، دَوَابُّهُ وَهِيَ الَّتِي تَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ تُلَفُّ بِسَيْرٍ أَو خَيْطٍ ثُمَّ تُرْمى عَلَى الأَرض فتَدور؛ قَالَ المُتَلَمِّسُ فِي عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ: أَلَك السَّدِيرُ وبارِقٌ، ... ومَرابِضٌ، ولَكَ الخَوَرْنَقْ، والقَصْرُ ذُو الشُّرُفاتِ مِنْ ... سِنْدادَ، والنَّخْلُ المُنَبَّقْ، والقادِسِيَّةُ كلُّها، ... والبَدْوُ مِنْ عانٍ ومُطْلَقْ؟ وتَظَلُّ، فِي دُوَّامةِ ... المولودِ يُظْلَمُها، تَحَرَّقْ فَلَئِنْ بَقيت، لَتَبْلُغَنْ ... أَرْماحُنا مِنْكَ المُخَنَّقْ ابْنُ الأَعرابي: دامَ الشيءُ إِذا دَارَ، وَدَامَ إِذا وقَف، وَدَامَ إِذا تَعِبَ. ودَوَّمَتْ عينُه: دَارَتْ حَدَقَتُهَا كأَنها فِي فَلْكةٍ، وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ: تَيْماء لَا يَنْجُو بِهَا مَنْ دَوَّمَا والدُّوامُ: شِبْهُ الدُّوارِ فِي الرأْس، وَقَدْ دِيمَ بِهِ وأُدِيمَ إِذا أَخذه دُوارٌ. الأَصمعي: أَخذه دُوَامٌ فِي رأْسه مِثْلُ الدُّوارِ، وَهُوَ دُوارُ الرأْس. الأَصمعي: دَوّمَتِ الْخَمْرُ شَارِبَهَا إِذا سَكِرَ فدارَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تَصِفُ مِنَ الدُّوامِ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةٍ فِي سَبْعِ غَدَواتٍ عَلَى الرِّيقِ ؛ الدُّوامُ، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: الدُّوارُ الَّذِي يَعْرِضُ فِي الرأْس. ودَوَّمَ المرقةَ إِذا أَكثر فِيهَا الإِهالة حَتَّى تَدُور فَوْقَهَا، وَمَرَقَةٌ داوِمة نَادِرٌ، لأَن حَقَّ الْوَاوِ فِي هَذَا أَن تُقْلَبَ هَمْزَةً. ودَوَّمَ الشَّيْءَ: بَلَّةُ، قَالَ ابْنُ أَحمر: هَذَا الثَّناءُ، وأَجْدِرْ أَن أُصاحِبَهُ ... وَقَدْ يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأَمَلُ

_ (1). البيت

أَي يبلُّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ هَذَا ثَنَائِي على النُّعْمان ابن بَشِيرٍ، وأَجْدر أَن أُصاحبه وَلَا أُفارقه، وأَملي لَهُ يُبْقي ثَنَائِي عَلَيْهِ ويُدَوِّمُ رِيقِي فِي فَمِي بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: والتَّدْويمُ أَن يَلُوكَ لسانَه لِئَلَّا يَيْبَسَ ريقُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَعِيرًا يَهْدِرُ فِي شِقْشِقتِه: فِي ذَاتِ شامٍ تَضْرِبُ المُقَلَّدَا، ... رَقْشَاءَ تَنْتاخُ اللُّغامَ المُزْبِدَا، دَوَّمَ فِيهَا رِزُّه وأَرْعَدَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ فِي ذَاتِ شامٍ يَعْنِي فِي شِقْشِقَةٍ، وشامٌ: جَمْعُ شامةٍ، تَضْرب المُقَلَّدَا أَي يُخْرِجُهَا حَتَّى تَبْلُغَ صَفْحَةَ عُنُقِهِ؛ قَالَ: وتَنْتاخُ عِنْدِي مِثْلُ قَوْلِ الرَّاجِزِ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ حُرَّةٍ عَلَى إِشباع الْفَتْحَةِ، وأَصله تَنْتَخ وتَنْبَعُ، يُقَالُ: نَتَخَ الشَّوْكَةَ مِنْ رِجْلِهِ إِذا أَخرجها، والمِنْتاخُ: المِنْقاش، وَفِي شِعْرِهِ تَمْتاخ أَي تَخْرُجُ، والماتِخُ: الَّذِي يُخْرِجُ الْمَاءَ مِنَ الْبِئْرِ. ودَوَّمَ الزعفرانَ: دافَهُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: تَدْوِيمُ الزَّعْفَرَانِ دَوْفُه وإِدارَتُه فِي دَوْفِه؛ وأَنشد: وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعفران المُدَوَّمَا وأَدامَ القِدْرَ ودَوَّمَها إِذا غَلَت فَنَضَحَهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ لِيَسْكُنَ غَلَيانها؛ وَقِيلَ: كَسَرَ غَلَيَانَهَا بِشَيْءٍ وسكَّنَهُ؛ قَالَ: تَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ فنُدِيمُها، ... ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذا حَمْيها غَلَى قَوْلُهُ نُدِيمُها: نُسَكِّنها، ونَفْثَؤُها: نَكْسِرُهَا بِالْمَاءِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: سَعَرْتُ عليكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها، ... فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَيْنِ تُدِيمُها يُقَالُ: أَدام القِدْرَ إِذا سكَّن غَلَيانها بأَن لَا يُوقدَ تَحْتَهَا وَلَا يُنزِلَها، وَكَذَلِكَ دَوَّمَها. وَيُقَالُ لِلَّذِي تُسَكَّنُ بِهِ الْقِدْرُ: مِدْوامٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِدامةُ أَن تَتْرُكَ الْقِدْرَ عَلَى الأَثافيِّ بَعْدَ الْفَرَاغِ، لَا يُنْزِلُهَا وَلَا يُوقِدُهَا. والمِدْوَمُ والمِدْوامُ: عُودٌ أَو غَيْرُهُ يُسَكَّنُ بِهِ غَلَيَانُهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واسْتَدامَ الرجلُ غَرِيمَهُ: رفَق بِهِ، واسْتَدْماهُ كَذَلِكَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَنه مَقْلُوبٌ لأَنَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ مَصْدَرًا؛ واسْتَدْمَى مَوَدَّته: تَرَقَّبَهَا مِنْ ذَلِكَ، وإِن لَمْ يَقُولُوا فِيهِ اسْتَدام؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وَمَا زِلْتُ أَسْتَدْمِي، وَمَا طَرَّ شارِبي، ... وِصالَكِ، حَتَّى ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُها قَوْلُهُ وَمَا طَرَّ شارِبي جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ. وَقَالَ ابْنُ كَيْسانَ فِي بَابِ كَانَ وأَخواتها: أَما مَا دامَ فَمَا وَقتٌ، تَقُولُ: قُمْ مَا دَامَ زيدٌ قَائِمًا، تُرِيدُ قُمْ مُدَّةَ قِيَامِهِ؛ وأَنشد: لَتَقْرَبَنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا، ... مَا دَامَ فيهِنَّ فَصِيل حَيَّا أَي مدَّة حَيَاةِ فُصْلانها، قَالَ: وأَما صَارَ فِي هَذَا الْبَابِ فإِنها عَلَى ضَرْبين: بُلُوغٌ فِي الْحَالِ، وَبُلُوغٌ فِي الْمَكَانِ، كَقَوْلِكَ صَارَ زَيْدٌ إِلى عَمْرٍو، وَصَارَ زَيْدٌ رَجُلًا، فإِذا كَانَتْ فِي الْحَالِ فَهِيَ مِثْلُ كَانَ فِي بَابِهِ، فأَما قَوْلُهُمْ مَا دَامَ فَمَعْنَاهُ الدَّوامُ لأَن مَا اسْمُ مَوْصُولٍ بدامَ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا ظَرْفاً كَمَا تُسْتَعْمَلُ الْمَصَادِرُ

ظُرُوفًا، تَقُولُ: لَا أَجلس مَا دُمْتَ قَائِمًا أَي دَوامَ قيامِكَ، كَمَا تَقُولُ: ورَدْتُ مَقْدَمَ الْحَاجِّ. والدَّوْمُ: شَجَرُ المُقْلِ، وَاحِدَتُهُ دَوْمَةٌ، وَقِيلَ: الدَّوْمُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ ثَمَرُهُ المُقْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي ظِلِّ دَوْمة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ وَاحِدَةُ الدَّوْمِ وَهُوَ ضِخَامُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: شَجَرُ المُقْلِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ وتَسْمُو ولها خُوصٌ كخُوصِ النحل وتُخرِجُ أَقْناءً كأَقْناء النَّخْلَةِ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبو زِيَادٍ الأَعرابي أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَمِّي النَّبْقَ دَوْماً. قَالَ: وَقَالَ عُمَارَةُ الدَّوْمُ العظامُ مِنَ السِّدْرِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّوْمُ ضِخام الشَّجَرِ مَا كَانَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: زَجَرْنَ الهِرَّ تَحْتَ ظِلَالِ دَوْمٍ، ... ونَقَّبْنَ العَوارِضَ بالعُيونِ وَقَالَ طُفَيْلٌ: أَظُعْنٌ بِصَحْراء الغَبيطَينِ أَم نَخْلُ ... بَدَتْ لَكَ، أَمْ دَومٌ بأَكمامِها حَمْلُ؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والدَّوْمُ شَجَرٌ يُشْبِهُ النَّخْلَ إِلَّا أَنه يُثْمِر المُقْلَ، وَلَهُ لِيفٌ وخُوص مِثْلُ لِيفِ النَّخْلِ. ودُومَةُ الجَنْدَلِ: مَوْضِعٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: حِصْنٌ، بِضَمِّ الدَّالِ، وَيُسَمِّيهِ أَهل الْحَدِيثِ دَوْمَة، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ خطأٌ، وَكَذَلِكَ دُوماء الجَنْدَلِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: دَوْمَةُ الجَنْدَلِ فِي غَائِطٍ مِنَ الأَرض خَمْسَةُ فراسِخَ، وَمِنْ قِبَلِ مَغْرِبِهِ عَيْنٌ تَثُجُّ فَتَسْقِي مَا بِهِ مِنَ النَّخْلِ وَالزَّرْعِ، قَالَ: ودَوْمَةُ ضاحِيَةٌ بَيْنَ غَائِطِهَا هَذَا، وَاسْمُ حِصْنِهَا مارِدٌ، وَسُمِّيَتْ دَوْمَةَ الجَنْدَلِ لأَن حِصْنَهَا مَبْنِيٌّ بِالْجَنْدَلِ، قَالَ: والضاحِيةُ مِنَ الضَّحْل مَا كَانَ بَارِزًا مِنْ هَذَا الغَوْطِ والعينِ الَّتِي فِيهِ، وَهَذِهِ الْعَيْنُ لَا تَسْقِي الضَّاحِيَةَ، وَقِيلَ: هُوَ دُومة، بِضَمِّ الدَّالِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ وَرَدَتْ فِي الْحَدِيثِ، وَتُضَمُّ دَالُهَا وَتُفْتَحُ، وَهِيَ مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ بَنَاتَ الدَّهْرِ: وأَعْصَفْنَ بالدُّومِيِّ مِنْ رأْس حِصْنِهِ، ... وأَنْزَلْنَ بالأَسباب ربَّ المُشَقَّرِ يَعْنِي أُكَيْدِر، صَاحِبَ دُومَةِ الجَنْدَلِ. وَفِي حَدِيثِ قَصْرِ الصَّلَاةِ: وَذَكَرَ دَوْمِين ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَكَسْرِ الْمِيمِ، قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْ حِمْص. والإِدامَةُ: تَنْقيرُ السَّهْمِ عَلَى الإِبْهام. ودُوِّمَ السَّهْمُ: فُتِل بالأَصابع؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لِلْكُمَيْتِ: فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ، ... عِنْدَ الإِدامَةِ، حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ لليَهُود عَلَيْكُمُ السامُ الدامُ أَي الْمَوْتُ الدَّائِمُ، فَحَذَفَتِ الْيَاءَ لأَجل السَّامِ. ودَوْمانُ: اسْمُ رَجُلٍ. ودَوْمانُ: اسْمُ قَبِيلَةٍ. ويَدُومُ: جَبَلٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: وَفِي يَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُهُ، ... وذِرْوة الكَوْر عَنْ مَرْوانَ مُعْتزل وَذُو يَدُومَ: نَهْرٌ مِنْ بِلَادِ مُزَيْنَة يَدْفَعُ بِالْعَقِيقِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: عَرَفْتُ الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ بِرِئْمٍ ... إِلى لأْيٍ، فمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ وأَدام: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ: لَقَدْ أُجْرِي لمصْرَعِهِ تَلِيدٌ، ... وساقَتْهُ المَنِيَّةُ مِنْ أَداما

فصل الذال المعجمة

قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَكُونُ أَفْعَلَ مِنْ دامَ يَدُومُ فَلَا يُصْرَفُ كَمَا لَا يُصْرَفُ أَخْزَمُ وأَحمر، وأَصله عَلَى هَذَا أَدْوَم، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ د م ي، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. دَيَمَ: الديمةُ: الْمَطَرُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رَعْد وَلَا بَرْقٌ، أَقله ثُلْثُ النَّهَارِ أَو ثُلْثُ اللَّيْلِ، وأَكثره مَا بَلَغَ مِنَ العِدَّة، وَالْجَمْعُ دِيَمٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ ... تَرْوي الخَمائِلَ، دَائِمًا تَسْجامُها ثُمَّ يُشَبَّه بِهِ غَيْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَسُئِلَتْ عَنِ عَمَلِ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِبَادَتِهِ فَقَالَتْ: كَانَ عملُه دِيمةً ؛ الدِّيمةُ الْمَطَرُ الدَّائِمُ فِي سُكُونٍ، شَبَّهَتْ عَمَلَهُ فِي دَوَامِهِ مَعَ الِاقْتِصَادِ بِدِيمَةِ الْمَطَرِ الدَّائِمِ، قَالَ: وأَصله الْوَاوُ فَانْقَلَبَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: وَذَكَرَ الْفِتَنَ فَقَالَ إِنها لآتِيَتُكُم دِيَماً دِيَماً أَي أَنها تملأُ الأَرض فِي دَوامٍ، ودِيَمٌ جَمْعُ دِيمَةِ الْمَطَرُ، وَقَدْ دَيَّمَت السماءُ تَدْيِيماً؛ قَالَ جَهْم بْنُ سَبَلٍ يَمْدَحُ رَجُلًا بالسَّخاء: أَنا الجَواد ابْنُ الجَواد ابْنِ سَبَلْ، ... إِن دَيَّمُوا جادَ، وإِن جَادُوا وَبَل «2» . والدَّيامِيمُ: المفاوِزُ. وَمَفَازَةٌ دَيْمومَةٌ أَي دَائِمَةُ الْبُعْدِ. وَفِي حَدِيثِ جُهَيْشِ بْنِ أَوْس: ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ ؛ هِيَ الصَّحْرَاءُ الْبَعِيدَةُ، وَهِيَ فَعْلُولة مِنَ الدَّوامِ، أَي بَعِيدَةُ الأَرْجاء يَدُومُ السَّيْرُ فِيهَا، وَيَاؤُهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَقِيلَ: هِيَ فَيْعُولة مِنْ دَمَمْتُ الْقِدْرَ إِذا طَلَيْتُهَا بِالرَّمَادِ أَي أَنها مُشْتَبِهَةٌ لَا عَلَمَ بِهَا لِسَالِكِهَا. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ: مَا زَالَتِ السَّمَاءُ دَيْماً دَيْماً أَي دَائِمَةَ الْمَطَرِ، قَالَ: وأَراها مُعَاقِبَةً لِمَكَانِ الْخِفَّةِ، فإِذا كَانَ هَذَا لَمْ يُعْتَدّ بِهِ فِي الْيَاءِ، وَقَدْ رُوِيَ: دامَتِ السَّمَاءُ تَديمُ مَطَرَتْ دِيمةً، فإِن صَحَّ هَذَا الْفِعْلُ اعْتُدَّ بِهِ فِي الْيَاءِ. وأَرض مَديمةٌ ومُدَيَّمةٌ: أَصابتها الدِّيمةُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي دَوَمَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ فِي حُقوفِهِ ... رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوانَ المُدَيَّما وَقَالَ كُرَاعٌ: اسْتَدامَ الرَّجُلُ إِذا طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ مِنْهُ الدَّمُ، مَقْلُوبٌ عن اسْتَدْمى. فصل الذال المعجمة ذأم: ذَأَمَ الرجلَ يَذْأَمُهُ ذَأْماً: حقَّره وذَمَّهُ وَعَابَهُ، وَقِيلَ: حَقَّرَهُ وَطَرَدَهُ، فَهُوَ مَذْؤُومٌ، كَذَأَبهُ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: فإِن كُنْتَ لَا تَدْعُو إِلى غَيْرِ نافِعٍ ... فذَرْني، وأَكْرِمْ مِنْ بَدَا لَكَ واذْأَمِ وذَأَمَهُ ذَأْماً: طَرَدَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً ؛ يكون مَعْنَاهُ مَذْمُومًا وَيَكُونُ مَطْرُودًا. وقال مجاهد: مَذْؤوماً مَنْفِيًّا، ومَدْحوراً مَطْرُودًا. وذأَمَه ذَأْماً: أَخزاه. والذَّأْمُ: الْعَيْبُ، يُهْمَزُ وَلَا يَهْمَزُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ لليَهُود عَلَيْكُمُ السامُ

_ (2). قوله [أَنا الْجَوَادُ ابْنُ الْجَوَادِ إِلخ] قد تقدم في المادة قبل هذه هو الجواد. وكذلك الجوهري أَورده في مادة سبل وقال: إِن سبلًا فيه اسم فرس، وقد تقدم للمؤلف هناك عن ابن بري أَن الشِّعْرُ لِجَهْمِ بْنِ سَبَلَ وأَن أَبا زياد الكلابي أَدركه يُرْعَدُ رأْسه وَهُوَ يَقُولُ: أَنا الجواد إِلخ انتهى. فظهر من هذا أَن سبلًا ليس اسم فرس بل اسم لوالد جهم القائل هذا الشعر يمدح به نفسه لا رجلًا آخر

والذَّأْمُ ؛ الذَّأْمُ: الْعَيْبُ، وَلَا يُهْمَزُ، وَيُرْوَى بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. أَبو الْعَبَّاسِ: ذَأَمْتُه عِبْتُهُ، وَهُوَ أَكثر من ذَمَمْتُهُ. ذحلم: ذَحْلَمَهُ وسَحْتَنَه إِذا ذَبَحَهُ. وذَحْلَمَهُ فَتَذَحْلَمَ إِذا دَهْوَرَهُ فَتَدَهْوَرَ. وَمَرَّ يَتَذَحْلَمُ كأَنه يَتَدَحْرَجُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّهُ فِي هُوَّةٍ تَذَحْلَما وذَحْلَمْتُهُ: صَرَعْتُهُ وَذَلِكَ إِذا ضربته بحجر ونحوه. ذلم: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي قَالَ الذَّلَمُ مَغِيضُ مَصَبِّ الوادي. ذمم: الذَّمُّ: نَقِيضُ الْمَدْحِ. ذَمَّهُ يَذُمُّهُ ذَمّاً ومَذَمَّةً، فَهُوَ مَذْمُومٌ وذَمٌّ. وأَذَمَّهُ: وَجَدَهُ ذَمِيماً مَذْمُوماً. وأَذَمَّ بِهِمْ: تَرَكَهُمْ مَذْمُومينَ فِي النَّاسِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَذَمَّ بِهِ: تَهَاوَنَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ ذَمَّ يَذُمُّ ذَمّاً، وَهُوَ اللَّوْمُ فِي الإِساءة، والذَّمُّ والمَذموم وَاحِدٌ. والمَذَمَّة: الْمَلَامَةُ، قَالَ: وَمِنْهُ التَّذَمُّمُ. وَيُقَالُ: أَتيت مَوْضِعَ كَذَا فأَذْمَمْتُهُ أَي وَجَدْتُهُ مَذْمُومًا. وأَذَمَّ الرجلُ: أَتى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وتذامَّ القومُ: ذَمَّ بعضُهم بَعْضًا، وَيُقَالُ مِنَ التَّذَمُّمِ. وَقَضَى مَذَمَّةَ صَاحِبِهِ أَي أَحسن إِليه لِئَلَّا يُذَمَّ. واسْتَذَمَّ إِليه: فَعَلَ مَا يَذُمُّهُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا وخَلاكَ ذَمٌّ أَي خلاكَ لَوْمٌ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا يُقَالُ وخَلاكَ ذَنْبٌ، وَالْمَعْنَى خَلَا مِنْكَ ذَمٌّ أَي لَا تُذَمُّ. قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: لَمْ أَر كَالْيَوْمِ قَطُّ يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مثلُ هَذَا الرُّطَبِ لَا يُذِمُّونَ أَي لَا يَتَذَمَّمُونَ وَلَا تأْخذهم ذمامةٌ حَتَّى يُهْدُوا لِجِيرانهم. والذَّامُّ، مُشَدَّدٌ، والذامُ مُخَفَّفٌ جَمِيعًا: الْعَيْبُ. واسْتَذَمَّ الرجلُ إِلى النَّاسِ أَي أَتى بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ. وتَذَمَّمَ أَي اسْتَنْكَفَ؛ يُقَالُ: لَوْ لَمْ أَترك الْكَذِبَ تأَثُّماً لِتَرَكْتُهُ تَذَمُّماً. وَرَجُلٌ مُذَمَّمٌ أَي مذْمُومٌ جِدًّا. وَرَجُلٌ مُذِمٌّ: لَا حَراك بِهِ. وَشَيْءٌ مُذِمٌّ أَي مَعيب. والذُّموم: العُيوب؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لأُمَيَّةَ بْنِ أَبي الصَّلْتِ: سَلَامُكَ، رَبَّنا، فِي كُلِّ فَجْرٍ ... بَريئاً مَا تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ وَبِئْرٌ ذَمَّةٌ وذَميمٌ وذَميمةٌ: قَلِيلَةُ الْمَاءِ لأَنها تُذَمُّ، وَقِيلَ: هِيَ الغَزيرة، فَهِيَ مِنَ الأَضداد، وَالْجَمْعُ ذِمامٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ إِبلًا غارتْ عُيُونُهَا مِنَ الكَلالِ: عَلَى حِمْيَرِيّاتٍ، كأَنَّ عُيونَها ... ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ أَنْكَزَتها: أَقَلَّتْ ماءَها؛ يَقُولُ: غَارَتْ أَعينها مِنَ التَّعَبِ فكأَنَّها آبَارٌ قَلِيلَةُ الْمَاءِ. التَّهْذِيبُ: الذَّمَّةُ الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ ذَمٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصلاة والسلام، مَرَّ بِبِئْرٍ ذمَّة فَنَزَلْنَا فِيهَا ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها مَذْمومة؛ فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ: نُرَجِّي نَائِلًا مِنْ سَيْبِ رَبّ، ... لَهُ نُعْمَى، وذَمَّتُهُ سِجالُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ الْغَزِيرَةَ وَالْقَلِيلَةَ الْمَاءِ أَي قَلِيلُهُ كَثِيرٌ. وَبِهِ ذَمِيمةٌ أَي عِلَّةٌ مِنْ زَمانَةٍ أَو آفَةٌ تَمْنَعُهُ الْخُرُوجَ. وأَذَمَّتْ رِكَابُ الْقَوْمِ إِذْماماً: أَعيت وَتَخَلَّفَتْ وتأَخرت عَنْ جَمَاعَةِ الإِبل وَلَمْ تَلْحَقْ بِهَا، فَهِيَ مُذِمَّةٌ، وأَذَمَّ بِهِ بَعيرهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشد أَبو الْعَلَاءِ:

قَوْمٌ أَذَمَّتْ بِهِمْ رَكائِبُهُمْ، ... فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بِهَا وَفِي حَدِيثِ حَليمة السَّعْدِيَّةِ: فخرجْتُ عَلَى أَتاني تِلْكَ فَلَقَدْ أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ أَي حَبَسَتْهُمْ لِضَعْفِهَا وَانْقِطَاعِ سَيْرِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المِقْدادِ حِينَ أَحْرَزَ لِقاحَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وإِذا فِيهَا فَرَسٌ أَذَمُ أَي كالٌّ قَدْ أَعيْا فَوَقَفَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رضيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ طَلَعَ فِي طَرِيقٍ مُعْوَرَّةٍ حَزْنَةٍ وإِنَّ رَاحِلَتَهُ أَذَمَّتْ أَي انْقَطَعَ سَيْرُهَا كأَنها حَمَلَت النَّاسَ عَلَى ذَمِّها. وَرَجُلٌ ذُو مُذَمَّةٍ ومَذِمَّةٍ أَي كلٌّ عَلَى النَّاسِ، وإِنه لَطَوِيلُ المَذَمَّةِ، التَّهْذِيبُ: فأَما الذَّمُّ فَالِاسْمُ مِنْهُ المَذَمَّةُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المَذِمَّةُ، بِالْكَسْرِ، مِنَ الذِّمامِ والمَذَمَّةُ، بِالْفَتْحِ، مِنَ الذَّمِّ. وَيُقَالُ: أَذهِبْ عَنْكَ مَذِمَّتَهُمْ بِشَيْءٍ أَي أَعطهم شَيْئًا فإِن لَهُمْ ذِماماً. قَالَ: ومَذَمَّتهم لغةٌ. والبُخل مَذَمَّةٌ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ، أَي مِمَّا يُذَمُّ عَلَيْهِ، وَهُوَ خِلَافُ المَحْمَدَةِ. والذِّمامُ والمَذَمَّةُ: الْحَقُّ والحُرْمة، وَالْجُمَعُ أَذِمَّةٌ. والذِّمَّة: الْعَهْدُ والكَفالةُ، وَجَمْعُهَا ذِمامٌ. وَفُلَانٌ لَهُ ذِمَّة أَي حَقٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا بِهِ زَعِيمٌ أَي ضَمَانِي وَعَهْدِي رَهْنٌ فِي الْوَفَاءِ بِهِ. والذِّمامُ والذِّمامةُ: الحُرْمَةُ؛ قَالَ الأَخطل: فَلَا تَنْشُدُونا مِنْ أَخيكم ذِمامةً، ... ويُسْلِم أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها والذِّمامُ: كُلُّ حُرْمَةٍ تَلْزمك إِذا ضَيَّعَتْها المَذَمَّةُ، وَمِنْ ذَلِكَ يُسَمَّى أَهلُ الْعَهْدِ أَهلَ الذِّمَّةِ، وَهُمُ الَّذِينَ يُؤَدُّونَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كُلِّهِمْ. وَرَجُلٌ ذِمِّيٌّ: مَعْنَاهُ رَجُلٌ لَهُ عَهْدٌ. والذِّمَّةُ: الْعَهْدُ مَنْسُوبٌ إِلى الذِّمَّةِ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الذِّمَّةُ أَهل الْعَقْدِ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ الذِّمّةُ الأَمان فِي قَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَيَسْعَى بذِمَّتِهِمْ أَدناهم. وَقَوْمٌ ذِمَّةٌ: مُعاهدون أَي ذَوُو ذِمَّةٍ، وَهُوَ الذِّمُّ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: يُغَرِّدُ بالأَسْحار فِي كلِّ سُدْفَةٍ، ... تَغَرُّدَ مَيَّاحِ النَّدَى المُتَطَرِّب «1» . وأَذَمَّ لَهُ عَلَيْهِ: أَخَذَ لَهُ الذِّمَّة. والذَّمامَةُ والذِّمامة: الْحَقُّ كالذِّمّة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تكُنْ عَوْجةً يَجزِيكما اللَّهُ عِنْدَهَا ... بِهَا الأَجْرَ، أَو تُقضى ذِمامةُ صَاحِبِ ذِمامة: حُرْمَةٌ وَحَقٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الذِّمَّة والذِّمامِ، وَهُمَا بِمَعْنَى العَهْد والأَمانِ والضَّمانِ والحُرْمَةِ وَالْحَقِّ، وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ ذِمَّةً لِدُخُولِهِمْ فِي عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وأَمانهم. وَفِي الْحَدِيثِ فِي دُعَاءِ الْمُسَافِرِ: اقْلِبْنا بذِمَّةٍ أَي ارْدُدْنا إِلى أَهلنا آمِنِينَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّة أَي أَن لِكُلِّ أَحد مِنَ اللَّهِ عَهْدًا بِالْحِفْظِ والكِلايَةِ، فإِذا أَلْقى بِيَدِهِ إِلى التَّهْلُكَةِ أَو فَعَلَ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ أَو خَالَفَ مَا أُمِرَ بِهِ خَذَلَتْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى. أَبو عُبَيْدَةَ: الذِّمَّةُ التَّذَمُّمُ مِمَّنْ لَا عَهْدَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمُسْلِمُونَ تَتَكافأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بذِمَّتهم أَدناهم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الذِّمَّةُ الأَمان هَاهُنَا، يَقُولُ إِذا أَعْطى الرجلُ مِنَ الْجَيْشِ الْعَدُوَّ أَماناً جَازِ ذَلِكَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ لَهُمْ أَن يُخْفِروه وَلَا أَن يَنْقُضوا عَلَيْهِ عَهْدَهُ كَمَا أَجاز عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَمان عبدٍ عَلَى أَهل الْعَسْكَرِ جَمِيعِهِمْ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَلْمان ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ ؛ فالذِّمَّةُ هِيَ الأَمان، وَلِهَذَا سُمِّيَ المُعاهَدُ ذِمِّيّاً، لأَنه أُعْطيَ

_ (1). هكذا ورد هذا البيت في الأصل، وليس فيه أَيّ شاهد على شيء مما تقدم من الكلام

الأَمان عَلَى ذِمَّةِ الجِزْيَة الَّتِي تُؤْخَذُ مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ؛ قَالَ: الذِّمَّةُ الْعَهْدُ، والإِلّ الحِلْف؛ عَنْ قَتَادَةَ. وأَخذتني مِنْهُ ذِمامٌ ومَذَمَّةٌ، وَلِلرَّفِيقِ عَلَى الرَّفِيقِ ذِمامٌ أَي حَقٌّ. وأَذَمَّهُ أَي أَجاره. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: قِيلَ لَهُ مَا يَحِلُّ مِنْ ذِمَّتِنا؟ أَراد مِنْ أَهل ذِمَّتِنا فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَشْتَرُوا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَعْنَى أَنهم إِذا كَانَ لَهُمْ مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حَسَنَةٌ ظَاهِرَةٌ كَانَ أَكثر لجِزْيتهم، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَن الجِزْية عَلَى قَدْرِ الْحَالِ، وَقِيلَ فِي شِرَاءِ أَرَضِيهْم إِنه كَرِهَهُ لأَجل الخَراج الَّذِي يَلْزَمُ الأَرض، لِئَلَّا يَكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذا اشْتَرَاهَا فَيَكُونَ ذُلًّا وصَغاراً. التَّهْذِيبُ: والمُذِمُّ المَذْموم الذَّمِيمُ. وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ: أَن الْحُوتَ قاءَهُ رَذِيّاً ذَمّاً أَي مَذْموماً شِبْهَ الْهَالِكِ. ابْنُ الأَعرابي: ذَمْذَمَ الرَّجُلُ إِذا قَلَّلَ عَطِيَّتَهُ. وذُمَّ الرجلُ: هُجِيَ، وذُمَّ: نُقِص. وَفِي الْحَدِيثِ: أُرِيَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنَامِهِ احْفِرْ زَمْزَمَ لَا يُنْزَفُ وَلَا يُذمُ ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال: أَحدها لَا يُعَابُ مِنْ قَوْلِكَ ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه، وَالثَّانِي لَا تُلْفَى مَذْمومة؛ يُقَالُ أَذْمَمْتُه إِذا وَجَدْتَهُ مَذْموماً، وَالثَّالِثُ لَا يُوجَدُ مَاؤُهَا قَلِيلًا نَاقِصًا مِنْ قَوْلِكَ بِئْرٌ ذَمَّة إِذا كَانَتْ قَلِيلَةَ الْمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سأَل النبيَّ «2»، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّا يُذهبُ عَنْهُ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ فَقَالَ: غُرَّة عَبْدٍ أَو أَمَة ؛ أَراد بمَذَمَّةِ الرَّضَاعِ ذِمامَ الْمُرْضِعَةِ بِرِضَاعِهَا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ يُونُسُ يَقُولُونَ أَخذَتني مِنْهُ مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ. وَيُقَالُ: أَذهِبْ عَنْكَ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ بِشَيْءٍ تُعْطِيهِ للظِّئْر، وَهِيَ الذِّمامُ الَّذِي لَزِمَكَ بإِرضاعها وَلَدَكَ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: المَذَمَّةُ، بِالْفَتْحِ، مَفْعَلة مِنَ الذَّمِّ، وَبِالْكَسْرِ مِنَ الذِّمَّةِ والذِّمامِ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ الحقُّ وَالْحُرْمَةُ الَّتِي يُذَمُّ مُضَيِّعُها، وَالْمُرَادُ بمَذَمَّة الرَّضَاعِ الْحَقُّ اللَّازِمُ بِسَبَبِ الرَّضَاعِ، فكأَنه سأَل: مَا يُسْقِطُ عَنِّي حَقَّ المُرضعة حَتَّى أَكون قَدْ أَديته كَامِلًا؟ وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَن يَهَبُوا للمرضِعة عِنْدَ فِصَالِ الصَّبِيِّ شَيْئًا سِوَى أُجرتها. وَفِي الْحَدِيثِ: خِلال المَكارم كَذَا وَكَذَا والتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ ؛ هُوَ أَن يَحْفَظَ ذِمامَهُ ويَطرح عَنْ نَفْسِهِ ذَمَّ النَّاسِ لَهُ إِن لَمْ يَحْفَظْهُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى والخَضِر، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمامَةٌ أَي حَيَاءٌ وإِشفاق مِنَ الذَّمِّ وَاللَّوْمِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيّادٍ: فأَصابتني مِنْهُ ذَمامَةٌ. وأَخذتني مِنْهُ مَذَمَّة ومَذِمَّة أَي رِقَّةٌ وَعَارٌ مِنْ تِلْكَ الحُرْمة. والذَّمِيمُ: شَيْءٌ كالبَثْرِ الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ بِبَيْضِ النَّمْلِ، يَعْلُو الْوُجُوهَ والأُنوف مِنْ حَرٍّ أَو جَرَب؛ قَالَ: وَتَرَى الذَّمِيم عَلَى مَراسِنِهم، ... غِبَّ الهِياجِ، كمازِنِ النملِ وَالْوَاحِدَةُ ذَمِيمةٌ. والذَّمِيم: مَا يَسِيلُ عَلَى أَفخاذ الإِبل وَالْغَنَمِ وضُرُوعها مِنْ أَلبانها. والذَّمِيمُ: النَّدى، وَقِيلَ: هُوَ نَدىً يَسْقُطُ بِاللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فَيُصِيبُهُ التُّرَابُ فَيَصِيرُ كقِطَعِ الطِّينِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّؤْم والطِّيَرَةِ: ذَرُوها ذَمِيمةً أَي مَذْمومةً، فَعِيلةٌ بِمَعْنَى مفعولةٍ، وإِنما أَمرهم بِالتَّحَوُّلِ عَنْهَا إِبطالًا لِمَا وَقَعَ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ أَن الْمَكْرُوهَ إِنما أَصابهم بِسَبَبِ سُكْنى الدَّارِ، فإِذا تَحَوَّلُوا عَنْهَا انْقَطَعَتْ مَادَّةُ ذَلِكَ الْوَهْمِ وَزَالَ مَا خَامَرَهُمْ مِنَ الشبهة. والذَّمِيمُ:

_ (2). قوله [سأل النبي إِلخ] السائل للنبي هو الحجاج كما في التهذيب

فصل الراء المهملة

الْبَيَاضُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى أَنف الجدْي؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سيده: فأَما قَوْلُهُ أَنشدَناه أَبو الْعَلَاءِ لأَبي زُبَيْدٍ: تَرى لأَخْفافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلًا، ... مِثْلَ الذَّمِيمِ عَلَى قُزْمِ اليَعامِيرِ فَقَدْ يَكُونُ البياضَ الَّذِي عَلَى أَنف الجَدْي، فأَما أَحمد بْنُ يَحْيَى فَذَهَبَ إِلى أَن الذَّمِيمَ مَا يَنْتَضحُ عَلَى الضُّرُوعِ مِنَ الأَلبان، واليَعاميرُ عِنْدَهُ الجِداء، وَاحِدُهَا يَعْمور، وقُزْمُها صِغارُها، والذَّمِيمُ: مَا يَسِيلُ عَلَى أُنوفها مِنَ اللَّبَنِ؛ وأَما ابْنُ دُرَيْدٍ فَذَهَبَ إِلى أَن الذَّمِيم هَاهُنَا النَّدى، وَالْيَعَامِيرُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. ابْنُ الأَعرابي: الذَّمِيمُ والذَّنينُ مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنف. والذَّمِيمُ: المُخاط وَالْبَوْلُ الَّذِي يَذِمُّ ويَذِنُّ مِنْ قَضيب التَّيْسِ، وَكَذَلِكَ اللَّبَنُ مِنْ أَخلاف الشَّاةِ، وأَنشد بَيْتَ أَبي زُبَيْدٍ. والذَّمِيمُ أَيضاً: شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنْ مَسامِّ المارِنِ كَبَيْضِ النَّمْلِ؛ وَقَالَ الحادِرَةُ: وَتَرَى الذَّمِيمَ عَلَى مَراسِنِهم، ... يَوْمَ الْهِيَاجِ، كمازِنِ النَّمل وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: كَمَازِنِ الجَثْلِ، قَالَ: والجَثْلُ ضَرْبٌ مِنَ النَّمْلِ كِبَارٌ؛ وَرُوِيَ: وَتَرَى الذَّميم عَلَى مَناخرهم قَالَ: والذَّميم الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى الأَنف مِنَ القَشَفِ، وَقَدْ ذَمَّ أَنفُه وذَنَّ. وَمَاءٌ ذَميم أَي مَكْرُوهٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمَرَّارِ: مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرَّكْضَ تَبْتَغي ... نَضائِضَ طَرْقٍ، ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ قَوْلُهُ مواشِكة مُسْرِعَةٌ، يَعْنِي القَطا، ورَكْضُها: ضَرْبُهَا بِجَنَاحِهَا، والنَّضائض: بَقِيَّةُ الْمَاءِ، الْوَاحِدَةُ نَضِيضة. والطَّرْقُ: المَطْروق. ذيم: الذَّيْمُ والذامُ: الْعَيْبُ؛ قَالَ عُوَيْفُ القَوافي: أَلَمَّتْ خُناسُ، وإِلمامُها ... أَحاديث نَفْسٍ وأَسْقامُها وَمِنْهَا: يَرُدُّ الكَتِيبة مَفْلولةً، ... بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذامُها وَقَدْ ذامَهُ يَذيمه ذَيْماً وَذَامًا: عَابَهُ. وذِمْتُه أَذيمُه وذأَمْتُهُ وذَمَمْتُهُ كُلُّهُ بِمَعْنًى؛ عَنِ الأَخفش، فَهُوَ مَذيم عَلَى النَّقْصِ، ومَذْيُومٌ على التمام، ومَذْؤُومٌ إِذا هَمَزْتَ، ومَذْمومٌ مِنَ الْمُضَاعَفِ؛ وَقِيلَ: الذَّيْمُ والذامُ الذَّمُّ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَعْدَمُ الحَسْناءُ ذَامًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَنَسِ بْنِ نُواسِ المُحارِبيّ: وكُنْتَ مُسَوَّداً فِينَا حَميداً، ... وَقَدْ لَا تَعْدَمُ الحَسْناء ذَامَا وَفِي الْحَدِيثِ: عَادَتْ مَحاسنهُ ذَامًا ؛ الذامُ والذَّيْمُ الْعَيْبُ، وَقَدْ يَهْمَزُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ لِلْيَهُودِ عَلَيْكُمُ السَّامُ والذامُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكره، والله أَعلم. فصل الراء المهملة رأم: رَئِمتِ الناقةُ وَلَدَهَا تَرْأَمُهُ رَأْماً ورَأَماناً: عطفتْ عَلَيْهِ وَلَزِمَتْهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: رِئْماناً أَحَبَّتْهُ؛ قَالَ: أَم كَيْفَ يَنْفَعُ مَا تُعْطي العَلُوقُ بِهِ ... رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا مَا ضُنَّ بِاللَّبَنِ؟

وَيُرْوَى رِئْمانَ ورِئْمانُ، فَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ، وَمِنْ رَفَعَ فَعَلَى الْبَدَلِ مِنَ الهاء. والناقة رؤوم ورائِمَةٌ ورائِمٌ: عَاطِفَةٌ عَلَى وَلَدِهَا، وأَرْأَمَها عَلَيْهِ: عَطَّفها فَتَرأّمتْ هِيَ عَلَيْهِ تعطَّفت، ورَأْمُها ولدُها الَّذِي تَرْأَمُ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَذِيّ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه سَمَّاهُ بِالْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ كأَنه مَرْؤُوم رَذيّ. والرُّؤَامُ والرُّؤَالُ: اللُّعاب. ابْنُ الأَعرابي: الرَّأْمُ الْوَلَدُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ للبَوّ وَالْوَلَدِ رَأْمٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّأْمُ البَوُّ أَو وَلَدٌ ظُئِرَتْ عَلَيْهِ غَيْرُ أُمّه؛ وأَنشد: كأُمهات الرِّئْم أَو مَطافِلا وَقَدْ رَئِمَتْه، فَهِيَ رائِمٌ ورَؤومٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّأْم البَوّ. وَكُلُّ مَنْ لَزِمَ شَيْئًا وأَلِفَهُ وأَحبَّه فَقَدْ رَئِمَهُ؛ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة: أَبى اللهُ والإِسلامُ أَن تَرْأَمَ الْخَنَى ... نفوسُ رِجالٍ، بالخَنَى لَمْ تُذَلَّلِ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَرْأَمْتُهُ عَلَى الأَمر وأَظْأَرته إِذا أَكرهته. والرَّوائم: الأَثافِيُّ لرِئمانها الرمادَ، وَقَدْ رَئِمَتِ الرمادَ، فَالرَّمَادُ كَالْوَلَدِ لَهَا. وأَرْأَمْنا النَّاقَةَ أَي عَطَّفناها عَلَى رَأْمِها. الأَصمعي: إِذا عُطِّفت النَّاقَةُ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا فَرَئِمَتْه فَهِيَ رَائِمٌ، فإِن لَمْ تَرْأَمْهُ وَلَكِنَّهَا تشَمُّهُ وَلَا تَدرّ عَلَيْهِ فَهِيَ عَلوق. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: تَرْأَمُهُ ويأْباها، تُرِيدُ الدُّنْيَا أَي تَعْطِف عَلَيْهِ كَمَا تَرْأَمُ الأُم وَلَدَهَا وَالنَّاقَةُ حُوارَها فَتَشُمُّهُ وتَتَرشَّفُه. وكلُّ مَنْ أَحبَّ شَيْئًا وأَلِفَهُ فَقَدْ رَئِمَهُ. ورَئِم الجُرْحُ رَأْماً ورِئْماناً حَسَنًا: التَأَم، وَفِي الْمُحْكَمِ: انْضَمَّ فُوه للبُرْء؛ وأَرْأَمَهُ إِرآماً: دَاوَاهُ وَعَالَجَهُ حَتَّى رَئِمَ، وَفِي الصِّحَاحِ: حَتَّى يبرأَ أَو يَلْتَئِمَ. وأَرْأَمَ الرجلَ عَلَى الشَّيْءِ: أَكرهه. ورَأَمَ الحبلَ يَرْأَمُه وأَرْأَمَه: فَتَلَهُ فَتْلًا شَدِيدًا. والرُّومَةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ: الغِراء الَّذِي يُلصَقُ بِهِ رِيشُ السَّهْمِ، وَحَكَاهَا ثَعْلَبٌ مَهْمُوزَةً. الْجَوْهَرِيُّ: الرُّؤمَة الغِراء الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ الشَّيْءُ. والرِّئْمُ: الْخَالِصُ مِنَ الظِّباء وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الظَّبي، وَالْجَمْعُ أَرْآم، وَقَلَبُوا فَقَالُوا آرَامٌ، والأُنثى رِئْمَة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: بِمِثْلِ جِيد الرِّئْمة العُطْبُلِ شَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ كَقَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا: ببازلٍ وَجْناء أَو عَيْهَلِ أَراد أَو عَيْهَلٍ فشدَّد. الأَصمعي: مِنَ الظِّباء الْآرَامِ وَهِيَ الْبِيضُ الْخَالِصَةُ الْبَيَاضِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ مِثْلَهُ، وَهِيَ تَسْكُنُ الرِّمال. والرَّؤُوم مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تَلْحَسُ ثِيَابَ مَنْ مرَّ بِهَا. ورَأَمَ القَدَحَ يَرْأَمُهُ رَأْماً ولأَمَهُ: أَصلَحَه كَرأَبَهُ. الشَّيْبَانِيُّ: رأَمْتُ شَعْب القَدَح إِذا أَصلحته؛ وأَنشد: وقَتْلى بِحِقْفٍ مِنْ أُوارَةَ جُدِّعَتْ، ... صَدَعْنَ قُلُوبًا لَمْ تُرَأّمْ شُعوبها والرُّئِمُ: الِاسْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، حَكَّاهَا بالأَلف وَاللَّامِ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلَّا الدُّئِل وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ذَلَّ وأَقْعَتْ بالحَضِيضِ رُئِمُه ورِئام: مَوْضِعٌ. وَقِيلَ: هِيَ مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ حِمْير يَحُلُّها أَولادُ أَوْدٍ، قَالَ الأَفْوَه الأَوْدي: إِنَّا بَنُو أَوْدِ الَّذِي بِلِوائه ... مُنِعَتْ رِئامُ، وَقَدْ غَزاها الأَجْدع

ربم: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرِّبَمُ الكَلأُ المتصل. رتم: رَتَمَ الشيءَ يَرْتِمُهُ رَتْماً: كَسَرَهُ وَدَقَّهُ. وشيءٌ رتِيمٌ ورَتْمٌ، عَلَى الصِّفَةِ بِالْمَصْدَرِ: مَكْسُورٌ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالرَّتْم كَسْرَ الأَنف. التَّهْذِيبُ: والرَّتْمُ والرَّثْمُ، بِالتَّاءِ وَالثَّاءِ، وَاحِدٌ. وَقَدْ رَتَمَ أَنْفَه ورَثَمَهُ: كَسَرَهُ. والرَّتْمُ: المَرْتوم. والرَّتْمُ: الدَّقُّ وَالْكَسْرُ. يُقَالُ: رَتَمَ أَنفه رَتْماً؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرِ: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى، ... مكانَ النَّبيِّ من الكائِبِ وَرُوِيَ بَيْتُ أَوس بْنِ حَجَرٍ بِالتَّاءِ وَالثَّاءِ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فِي كُلِّ شَيْءٍ صَدَقَةٌ حَتَّى فِي بَيَانِكَ عَنِ الأَرْتَمِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا وَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ، فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَلَعَلَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ رَتَمْتُ الشَّيْءَ إِذا كَسَرْتَهُ، وَيَكُونُ مَعْنَاهُ مَعْنَى الأَرَتِّ الَّذِي لَا يُفْصح الْكَلَامَ وَلَا يُفْهِمُه وَلَا يُبِينُهُ، وإِن كَانَ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ فسيأْتي ذِكْرُهُ. والرُّتامُ: الْمُتَكَسِّرُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: أَلَسْتم تَغضبون إِذا رأَيتم ... يَمِينِى وَعْثَةً، وَفِمِي رُتاما؟ وَعْثة: مُتَكَسِّرَةً. والرَّتَمَةُ: الْخَيْطُ يُعْقَدُ عَلَى الإِصبع وَالْخَاتَمِ لِلْعَلَامَةِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: خَيْطٌ يُعْقَدُ فِي الإِصبع للتَّذَكُّر، وَفِي الصِّحَاحِ: خَيْطٌ يُشَدُّ فِي الإِصبع لتُسْتذكر بِهِ الحاجةُ. وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ الرَّتْمة، ورأَيته فِي بَاقِي الأُصول الرَّتَمَةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الرَّتَمَةُ هِيَ الرَّتِيمة، بِفَتْحِ التَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّهْيُ عَنْ شدِّ الرَّتائِم ؛ هِيَ جَمْعُ رَتِيمةٍ الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي الإِصبع لِتُسْتَذْكَرَ بِهِ الْحَاجَةُ، وَالْجَمْعُ رَتَمٌ، وَهِيَ الرَّتِيمة، وَجَمْعُهَا رَتائِم ورِتام. وأَرْتَمَه إِرْتاماً: عَقَدَ الرَّتِيمة فِي إِصبعه يَسْتَذْكِرُهُ حَاجَتَهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذا لَمْ تَكُنْ حاجاتُنا فِي نُفُوسِكُمْ، ... فَلَيْسَ بمُغْنٍ عَنْكَ عَقْدُ الرَّتائم وارْتَتَمَ بِهَا وتَرَتَّمَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: هَلْ يَنْفعَنْكَ الْيَوْمَ، إِن هَمَّتْ بِهَمْ، ... كثرةُ مَا تُوصي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّتَمُ هَاهُنَا جَمْعُ رَتَمَةٍ وَهِيَ الرَّتِيمة، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ النَّبَاتَ الْمَعْرُوفَ لأَن الرَّتائِم لَا تَخُصُّ شَجَرًا دُونَ شَجَرٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وتَعْقادُ الرَّتَم قَالَ: الرَّتِيمةُ أَن يَعْقد الرجلُ إِذا أَراد سَفَرًا شَجَرَتَيْنِ أَو غُصْنين يَعْقِدُهُمَا غُصْناً عَلَى غُصْنٍ وَيَقُولُ: إِن كَانَتِ المرأَة عَلَى الْعَهْدِ وَلَمْ تَخُنْهُ بَقِيَ هَذَا عَلَى حَالِهِ مَعْقُودًا وإِلَّا فَقَدْ نَقَضَتِ الْعَهْدَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فإِذا رجع فوجدهما عَلَى مَا عَقَدَ قَالَ قَدْ وَفَتِ امرأَته، وإِذا لَمْ يَجِدْهُمَا عَلَى مَا عَقَدَ قَالَ قَدْ نَكَثَتْ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ. والرَّتَمُ، بِفَتْحِ التَّاءِ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ رَتَمَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّتَمُ والرَّتِيمَةُ نَبَاتٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ كأَنه مِنْ دِقَّتِهِ يشبَّه بالرَّتَمِ؛: قَالَ الرَّاجِزُ: نَظَرْتُ والعَيْنُ مُبِينَةُ التَّهَمْ ... إِلى سَنا نارٍ، وَقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعْلى عانِدَيْنِ مِنْ إِضَمْ والرَّتَمُ: المَزادة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فتِلْكُ المَكارِمُ لَا قِيلُكُمْ، ... غَداةَ اللِّقاءِ، مَكَرَّ الرَّتَمْ «1».

_ (1). قوله: تلكُ بالبناء على الضمّ، لعله أَراد تِلكُمُ المكارمُ فحذف الميم محافظة على وزن الشعر وأَبقى البناء على الضم

ابْنُ الأَعرابي: الرَّتَمُ المَزادة الْمَمْلُوءَةُ مَاءً. والرَّتْماءُ: النَّاقَةُ الَّتِي تَحْمِلُ الرَّتَمَ، والرَّتَمُ: المحجَّةُ. والرتَم: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ. وَمَا رَتَمَ فُلَانٌ بِكَلِمَةٍ أَي مَا تَكَلَّمَ بِهَا. والرَّتَمُ: الحَياء التَّامُّ. والرَّتَمُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ. وَمَا زِلْتُ راتِماً عَلَى هَذَا الأَمر وراتِباً أَي مُقِيمًا، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن مِيمَهُ بَدَلٌ، وَالْمَصْدَرُ الرتَمُ. ويَرْتُمٌ: جَبَلٌ بأَرض بَنِي سُلَيْمٍ؛ قَالَ: تَلَفَّعَ فِيهَا يَرْتُمٌ وتَعَمَّما رثم: الرَّثَمُ والرُّثْمةُ: بَيَاضٌ فِي طَرَفِ أَنف الْفَرَسِ، وَقِيلَ: هُوَ فِي جَحْفَلَةِ الْفَرَسِ الْعُلْيَا، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ بَيَاضٌ قَلَّ أَو كَثُرَ إِذا أَصاب الجَحْفَلة الْعُلْيَا إِلى أَن يَبْلُغَ المَرْسِنَ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَيَاضُ فِي الأَنف؛ وَقَدْ رَثِمَ رَثَماً، فَهُوَ رَثِمٌ وأَرْثَمُ، والأُنثى رَثْماء. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي شِيَاتِ الْفَرَسِ: إِذا كَانَ بجَحْفَلَةِ الْفَرَسِ الْعُلْيَا بَيَاضٌ فَهُوَ أَرْثَمُ، وإِن كَانَ بالسُّفلى بَيَاضٌ فَهُوَ أَلْمظُ، وَهِيَ الرُّثْمَةُ واللُّمظَةُ، الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدِ ارْثَمَّ الْفَرَسُ ارْثِماماً صَارَ أَرْثَمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الْخَيْلِ الأَرْثَمُ الأَقْرَحُ ؛ الأَرْثَمُ الَّذِي أَنفه أَبيض وَشَفَتُهُ الْعُلْيَا. وَنَعْجَةٌ رَثْماء: سَوْدَاءُ الأَرْنَبَة وَسَائِرُهَا أَبيض. ورَثَمَ أَنفه وَفَاهُ يَرْثِمُهُ رَثْماً، فَهُوَ مَرْثُومُ ورَثيم إِذا كَسَرَهُ حَتَّى تَقَطَّرَ مِنْهُ الدَّمُ، وَكَذَلِكَ رَتَمَه، بِالتَّاءِ. وَكُلُّ مَا لُطِخَ بِدَمٍ أَو كُسِرَ فَهُوَ رَثِيم. اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ رَثَمْتُ فَاهُ رَثْماً، والرَّثْمُ تَخْديش وَشَقٌّ مِنْ طَرَفِ الأَنف حَتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ فَيُقَطَّرُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: بَيَانُكَ عَنِ الأَرْثَمِ صَدَقَةٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي لَا يُصَحِّح كَلَامَهُ وَلَا يُبَيِّنُهُ لآفةٍ فِي لِسَانِهِ، وأَصله مِنْ رَثيم الحَصى، وَهُوَ مَا دُقَّ مِنْهُ بالأَخْفاف أَو مِنْ رَثَمْتُ أَنفه إِذا كَسَرْتَهُ فكأَنّ فَمَهُ قَدْ كُسِرَ فَلَا يُفْصِحُ فِي كَلَامِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي رَتَمَ بِالتَّاءِ. ورَثَمَتِ المرأَة أَنفها بِالطِّيبِ: لطَخَتْهُ وطَلَتْهُ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. والمِرْثَمُ: الأَنف فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ مِنْ ذَلِكَ. ورَثِمَ مَنْسِمُ الْبَعِيرِ: دَمِيَ. التَّهْذِيبُ: والرَّثْمُ كَسْرٌ مِنْ طَرَفِ مَنْسِمِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ امرأَة: تَثْني النِّقابَ عَلَى عِرْنِينِ أَرْنَبَة ... شَمَّاء، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثوم قَالَ الأَصمعي: الرَّثْم أَصله الْكَسْرُ، فَشَبَّهَ أَنفها مُلَغَّماً بِالطِّيبِ بأَنف مَكْسُورٍ مُلَطَّخٍ بِالدَّمِ، كأَنه جَعَلَ الْمِسْكَ فِي المارِنِ شَبيهاً بِالدَّمِ فِي الأَنف المَرْثوم. وخُفّ مَرْثُوم مِثْلُ مَلْثُوم إِذا أَصابته حِجَارَةٌ فَدَمِيَ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي المَنْسِمِ: بِرَثِيمٍ مَعِرٍ دَامِي الأَظَلّ مَنْسِمٌ رَثِيم: أَدْمَتْهُ الْحِجَارَةُ. وحَصىً رَثِيمٌ ورَثْمٌ إِذا انْكَسَرَ؛ قَالَ الطَّرماح: رَثِيم الحَصى مِنْ مَلْكِها المُتَوَضِّحِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكُلُّ كَسْرٍ ثَرْمٌ ورَتْمٌ ورَثْم؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: لأَصْبَحَ رَثْماً دُقاقَ الحَصى، ... مَكَانَ النبيِّ مِنَ الكاثِب «1» . والرَّثِيمةُ: الفأْرة. رجم: الرَّجْمُ: الْقَتْلُ، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ الرَّجْمُ الْقَتْلُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإِنما قِيلَ لِلْقَتْلِ رَجْمٌ لأَنهم كَانُوا إِذا قتلوا رجلًا رَمَوْهُ

_ (1). راجع البيت في مادة رتم

بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ قَتْلٍ رَجْمٌ، وَمِنْهُ رَجْمُ الثيِّبَيْنِ إِذا زَنَيا، وأَصله الرَّمْيُ بِالْحِجَارَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّجْمُ الرَّمْيُ بِالْحِجَارَةِ. رَجَمَهُ يَرْجُمُهُ رَجْماً، فَهُوَ مَرْجُوم ورَجِيمٌ. والرَّجْمُ: اللَّعْنُ، وَمِنْهُ الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ أَي المَرْجُومُ بالكَواكب، صُرِفَ إِلى فَعِيلٍ مِنْ مَفْعُولٍ، وَقِيلَ: رَجِيم مَلْعُونٌ مَرْجوم بِاللَّعْنَةِ مُبْعَدٌ مَطْرُودٌ، وَهُوَ قَوْلُ أَهل التَّفْسِيرِ، قَالَ: وَيَكُونُ الرَّجيمُ بِمَعْنَى المَشْتُوم المَنْسوب مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ؛ أَي لأَسُبَّنَّكَ. والرَّجْمُ: الهِجْرانُ، والرَّجْمُ الطَّرْدُ، والرَّجْمُ الظَّنُّ، وَالرَّجْمُ السَّب وَالشَّتْمُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى، حِكَايَةً عَنْ قَوْمِ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ؛ قِيلَ: الْمَعْنَى مِنَ المَرْجومين بِالْحِجَارَةِ، وَقَدْ تَراجَمُوا وارْتَجَمُوا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وأَنشد: فَهْيَ تَرامى بالحَصى ارْتِجامها والرَّجْمُ: مَا رُجِمَ بِهِ، وَالْجَمْعُ رُجومٌ. والرُّجُمُ والرُّجُوم: النُّجُومُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا. التَّهْذِيبُ: والرَّجْمُ اسْمٌ لِمَا يُرْجَمُ بِهِ الشَّيْءُ المَرْجوم، وَجَمْعُهُ رُجومٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الشُّهُب: وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ؛ أَي جَعَلْنَاهَا مَرامي لَهُمْ. وتَراجَمُوا بِالْحِجَارَةِ أَي تَرامَوْا بِهَا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: خَلَقَ اللَّهُ هَذِهِ النُّجُومَ لثلاثٍ: زِينَةً لِلسَّمَاءِ، ورُجوماً لِلشَّيَاطِينِ، وعَلاماتٍ يُهْتَدى بِهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الرُّجُومُ جَمْعُ رَجْمٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا لَا جَمْعًا، وَمَعْنَى كَوْنِهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ أَن الشُّهُبَ الَّتِي تَنْقَضُّ فِي اللَّيْلِ منفصلةٌ مِنْ نَارِ الْكَوَاكِبِ ونورِها، لَا أَنهم يُرْجَمُونَ بِالْكَوَاكِبِ أَنفسها، لأَنها ثَابِتَةٌ لَا تَزُولُ، وَمَا ذَاكَ إِلا كَقَبسٍ يُؤْخَذُ مِنْ نَارٍ وَالنَّارُ ثَابِتَةٌ فِي مَكَانِهَا، وَقِيلَ: أَراد بالرُّجوم الظُّنون الَّتِي تُحْزَرُ وتُظَنُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ ؛ وَمَا يُعَانِيهِ المُنَجِّمُونَ مِنَ الحَدْسِ وَالظَّنِّ والحُكْمِ عَلَى اتِّصَالِ النُّجُومِ وَانْفِصَالِهَا، وإِياهم عَنَى بِالشَّيَاطِينِ لأَنهم شَيَاطِينُ الإِنْس، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي بعد الأَحاديث: مَنِ اقْتَبَسَ بَابًا مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ لِغَيْرِ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ ، المُنَجِّمُ كاهِنٌ وَالْكَاهِنُ سَاحِرٌ والساحر كَافِرٌ ؛ فَجَعَلَ المُنَجِّمَ الَّذِي يَتَعَلَّمُ النُّجُومَ لِلْحُكْمِ بِهَا وَعَلَيْهَا وَيَنْسُبُ التأْثيرات مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِليها كَافِرًا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. والرَّجْمُ: الْقَوْلُ بِالظَّنِّ والحَدْسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَن يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِالظَّنِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: رَجْماً بِالْغَيْبِ . وَفَرَسٌ مِرْجَمٌ: يَرْجُمُ الأَرض بحَوافره، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ، وَهُوَ مَدْحٌ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّقِيلُ مِنْ غَيْرِ بُطْء، وَقَدِ ارْتَجَمَتِ الإِبل وتَراجَمَتْ. وَجَاءَ يَرْجُمُ إِذا مَرَّ يَضْطَرِمُ عَدْوُهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وراجَمَ عَنْ قَوْمِهِ: ناضَلَ عَنْهُمْ. والرِّجامُ: الْحِجَارَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الْحِجَارَةُ الْمُجْتَمِعَةُ، وَقِيلَ: هِيَ كالرِّضام وَهِيَ صُخُورٌ عِظَامٌ أَمثال الجُزُرِ، وَقِيلَ: هِيَ كالقُبور العادِيَّةِ، وَاحِدَتُهَا رُجْمةٌ، والرُّجْمةُ حِجَارَةٌ مُرْتَفِعَةٌ كَانُوا يَطُوفُونَ حَوْلَهَا، وَقِيلَ: الرُّجُمُ، بِضَمِّ الْجِيمِ، والرُّجْمَةُ، بِسُكُونِ الْجِيمِ جَمِيعًا، الْحِجَارَةُ الَّتِي تُنْصَبُ عَلَى الْقَبْرِ، وَقِيلَ: هُمَا العلامةُ. والرُّجْمة والرَّجْمة: الْقَبْرُ، وَالْجَمْعُ رِجامٌ، وَهُوَ الرَّجَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ أَرْجامٌ، سُمِّيَ رَجَماً لِمَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ مِنَ الأَحجار؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْب

بْنِ زُهَيْرٍ: أَنا ابنُ الَّذِي لَمْ يُخْزِني فِي حَياتِه، ... وَلَمْ أُخْزِه حَتَّى أُغَيَّبَ فِي الرَّجَمْ «2» . والرَّجَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ الْقَبْرُ نَفْسُهُ. والرُّجْمَة، بِالضَّمِّ، وَاحِدُ الرُّجَمِ والرِّجامِ، وَهِيَ حِجَارَةٌ ضِخامٌ دُونَ الرِّضامِ، وَرُبَّمَا جُمِعَتْ عَلَى الْقَبْرِ ليُسَنَّمَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ: يَسِيلُ عَلَى الحاذَيْنِ والسَّتِّ حَيضُها، ... كَمَا صَبّ فوقَ الرُّجْمةِ الدّمَ ناسِكُ السَّتُّ: لُغَةٌ فِي الاسْتِ. اللَّيْثُ: الرُّجْمة حِجَارَةٌ مَجْمُوعَةٌ كأَنها قُبورُ عادٍ وَالْجَمْعُ رِجام. الأَصمعي: الرُّجْمةُ دُونَ الرِّضام وَالرِّضَامُ صُخُورٌ عِظام تُجْمَعُ فِي مَكَانٍ. أَبو عَمْرٍو: الرِّجامُ الهِضابُ، وَاحِدَتُهَا رُجْمة. ورِجامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٍ: عَفَتِ الدِّيارُ: مَحَلُّها فَمُقامُها ... بِمِنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والرَّجَمُ والرِّجامُ: الْحِجَارَةُ الْمَجْمُوعَةُ عَلَى الْقُبُورِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيّ: لَا تَرْجُموا قَبْرِي أَي لَا تَجْعَلُوا عَلَيْهِ الرَّجَمَ، وأَراد بِذَلِكَ تَسْوِيَةَ الْقَبْرِ بالأَرض، وأَن لَا يَكُونَ مُسَنَّماً مُرْتَفِعًا كَمَا قَالَ الضَّحَّاكُ فِي وَصِيَّتِهِ: ارْمُسُوا قَبْرِي رَمْساً؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَى وَصِيَّتِهِ لبَنِيه لَا تَرْجُمُوا قَبْرِي مَعْنَاهُ لَا تَنُوحُوا عند قبري أَي لا تَقُولُوا عِنْدَهُ كَلَامًا سَيِّئاً قَبِيحًا، مِنَ الرَّجْم السَّبِّ وَالشَّتْمِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ لَا تَرْجُمُوا، مُخَفَّفًا، وَالصَّحِيحُ تُرَجِّمُوا مُشَدَّدًا، أَي لَا تَجْعَلُوا عَلَيْهِ الرَّجَمَ وَهِيَ الْحِجَارَةُ، والرَّجْماتُ: المَنارُ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الَّتِي تُجْمَعُ وَكَانَ يُطاف حَوْلَهَا تُشَبَّهُ بِالْبَيْتِ؛ وأَنشد: كَمَا طافَ بالرَّجْمَةِ المُرْتَجِمْ ورَجَمَ الْقَبْرَ رَجْماً: عَمِلَهُ، وَقِيلَ: رَجَمَه يَرْجُمه رَجْماً وَضَعَ عَلَيْهِ الرَّجَم، بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ، الَّتِي هِيَ الْحِجَارَةُ. والرَّجَمُ أَيضاً: الحُفْرَةُ وَالْبِئْرُ والتَّنُّور. أَبو سَعِيدٍ: ارْتَجَمَ الشيءُ وارْتَجَنَ إِذا رَكِبَ بعضُه بَعْضًا. والرُّجْمَةُ، بِالضَّمِّ: وِجارُ الضَّبُعِ. وَيُقَالُ: صَارَ فُلَانٌ مُرَجَّماً لَا يُوقَفُ عَلَى حَقِيقَةِ أَمره؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ المُرَجَّمُ، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَمَا هُوَ عَنْهَا بالحَديث المُرَجَّمِ والرَّجْمُ: القَذْفُ بِالْغَيْبِ وَالظَّنُّ؛ قَالَ أَبو العِيال الهُذَليّ: إِنَّ البَلاءَ، لَدَى المَقاوِسِ، مُخْرِجٌ ... مَا كَانَ مِنْ غَيْبٍ، ورَجْمِ ظُنونِ وَكَلَامٌ مُرَجَّمٌ: عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَأَرْجُمَنَّكَ أَي لأَهْجُرَنَّكَ ولأَقولنَّ عَنْكَ بِالْغَيْبِ مَا تَكْرَهُ. والمَراجمُ: الكلِمُ القَبيحة. وتَراجَموا بَيْنَهُمْ بمَراجِمَ: تَرامَوْا. والرِّجامُ: حَجَرٌ يُشَدُّ فِي طَرَف الْحَبْلِ، ثم يُدَلَّى في البئر فتُخَضْخَض بِهِ الحَمْأَة حَتَّى تَثُورَ، ثُمَّ يُسْتَقَى ذَلِكَ الماءُ فَتُسْتَنْقَى البئرُ، وَهَذَا كُلُّهُ إِذا كَانَتِ الْبِئْرُ بَعِيدَةَ الْقَعْرِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى أَن يَنْزِلُوا فَيُنْقُوها، وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ يُشَدُّ بعَرْقوَةِ الدَّلو لِيَكُونَ أَسرع لانْحِدارها؛ قال:

_ (2). قوله [أَغيب] كذا في الأصل، والذي في التهذيب: تغيب

كأَنَّهُما، إِذا عَلَوا وجِيناً ... ومَقْطَعَ حَرَّةٍ، بَعَثا رِجاما وَصَفَ عَيْراً وأَتاناً يَقُولُ: كأَنما بَعَثَا حِجَارَةً. أَبو عَمْرٍو: الرِّجامُ مَا يُبْنى عَلَى الْبِئْرِ ثُمَّ تُعَرَّضُ عَلَيْهِ الخشبةُ لِلدَّلْوِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: عَلَى رِجامَيْنِ مِنْ خُطَّافِ ماتِحَةٍ، ... تَهْدِي صُدُورَهُما وُرْقٌ مَراقِيلُ الْجَوْهَرِيُّ: الرِّجامُ المِرْجاس، قَالَ: وَرُبَّمَا شُدّ بِطَرَفِ عَرْقُوَةِ الدَّلْوِ لِيَكُونَ أَسرع لِانْحِدَارِهَا. وَرَجُلٌ مِرْجَمٌ، بِالْكَسْرِ، أَي شَدِيدٌ كأَنه يُرْجَمُ بِهِ مُعادِيه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: قَدْ عَلِمَتْ أُسَيِّدٌ وخَضَّمُ ... أَن أَبا حَرْزَمَ شَيْخٌ مِرْجَمُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: دَفَعَ رَجُلٌ رَجُلًا فَقَالَ: لَتَجِدَنِّي ذَا مَنْكِبٍ مِزْحَم ورُكْنٍ مِدْعَم وَلِسَانٍ مِرجَم. والمِرْجامُ: الَّذِي تُرْجَمُ بِهِ الْحِجَارَةُ. وَلِسَانٌ مِرْجَمٌ إِذا كَانَ قَوَّالًا. والرِّجامانِ: خَشَبَتَانِ تُنْصَبَانِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ يُنْصبُ عَلَيْهِمَا القَعْوُ وَنَحْوُهُ مِنَ المَساقي. والرَّجائم: الْجِبَالُ الَّتِي تَرْمِي بِالْحِجَارَةِ، وَاحِدَتُهَا رَجِيمةٌ؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ: غِفارِية حَلَّتْ بِبَوْلانَ حَلَّةً ... فَيَنْبُعَ، أَو حَلَّتْ بَهَضْبِ الرَّجائم والرَّجْمُ: الإِخْوانُ: عَنْ كُرَاعٍ وَحْدَهُ، وَاحِدُهُمْ رَجْمٌ ورَجَمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّجْمُ الخَليل والنَّدِيم. والرُّجْمَةُ: الدُّكَّانُ الَّذِي تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ النَّخْلَةُ الْكَرِيمَةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وأَبي حَنِيفَةَ، قَالَا: أَبدلوا الْمِيمَ مِنَ الْبَاءِ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنها لُغَةٌ كالرُّجْبَةِ. ومَرْجُومٌ: لَقَبُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ كَانَ سيِّداً فَفَاخَرَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ إِلى بَعْضِ مُلُوكِ الحِيرة فَقَالَ لَهُ: قَدْ رَجَمْتُك بِالشَّرَفِ، فَسُمِّيَ مَرْجُوماً؛ قَالَ لَبِيدٌ: وقَبِيلٌ، مِنْ لُكَيْزٍ، شاهِدٌ، ... رَهْطُ مَرْجُومٍ ورَهْطُ ابْنِ المُعَلّ وَرِوَايَةُ مَنْ رَوَاهُ مَرْحُوم، بِالْحَاءِ خَطَأٌ، وأَراد ابْنَ المُعَلَّى وَهُوَ جَدُّ الجارودِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ المُعَلَّى. والرِّجامُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: بمِنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والتَّرْجُمانُ والتُّرْجُمانُ: المفسِّر، وَقَدْ تَرْجَمَهُ وتَرْجَمَ عَنْهُ، وَهُوَ مِنَ الْمِثْلِ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما تَرْجُمانُ فَقَدْ حَكَيْتُ فِيهِ تُرْجُمان، بِضَمِّ أَوله، وَمِثَالُهُ فُعْلُلان كعُتْرُفان ودُحْمُسان، وَكَذَلِكَ التَّاءُ أَيضاً فِيمَنْ فَتَحَهَا أَصلية، وإِن لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفُرٍ لأَنهُ قَدْ يَجُوزُ مَعَ الأَلف وَالنُّونِ مِنَ الأَمثله مَا لَوْلَاهُمَا لَمْ يَجُزْ، كعُنْفُوان وخِنْذِيان ورَيْهُقان، أَلا تَرَى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعْلُوٌ وَلَا فِعْلِيٌ وَلَا فَيْعُلٌ؟ وَيُقَالُ: قَدْ تَرْجَمَ كلامَه إِذا فَسَّرَهُ بِلِسَانٍ آخَرَ؛ وَمِنْهُ التَّرْجَمانُ، وَالْجَمْعُ التَّراجِمُ مِثْلُ زَعْفَرانٍ وزَعافِر، وصَحْصحان وصحاصِح؛ قَالَ: وَلَكَ أَن تَضُمَّ التَّاءَ لِضَمَّةِ الْجِيمِ فَتَقُولَ تُرْجُمان مِثْلُ يَسْرُوع ويُسْروع؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ومَنْهل وَرَدْتُه التِقاطا

لَمْ أَلْقَ، إِذْ وَرَدْتُه، فُرَّاطا ... إِلا الحمامَ الوُرْقَ والغَطاطا، فهُنَّ يُلْغِطْنَ بِهِ إِلْغاطا، ... كالتُّرْجُمان لَقِيَ الأَنْباطا رحم: الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مِثْلُهُ، وَقَدْ رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عَلَيْهِ. وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والرَّحْمَةُ: الْمَغْفِرَةُ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي وَصْفِ الْقُرْآنِ: هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* ؛ أَي فَصَّلْناه هَادِيًا وَذَا رَحْمَةٍ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ؛ أَي هُوَ رَحْمةٌ لأَنه كَانَ سَبَبَ إِيمانهم، رَحِمَهُ رُحْماً ورُحُماً ورَحْمةً ورَحَمَةً؛ حَكَى الأَخيرة سِيبَوَيْهِ، ومَرحَمَةً. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ؛ أَي أَوصى بعضُهم بَعْضًا بِرَحْمَة الضَّعِيفِ والتَّعَطُّف عَلَيْهِ. وتَرَحَّمْتُ عَلَيْهِ أَي قُلْتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ؛ فإِنما ذَكَّرَ عَلَى النَّسَبِ وكأَنه اكْتَفَى بِذِكْرِ الرَّحْمَةِ عَنِ الْهَاءِ، وَقِيلَ: إِنما ذَلِكَ لأَنه تأْنيث غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، وَالِاسْمُ الرُّحْمى؛ قَالَ الأَزهري: التَّاءُ فِي قَوْلِهِ إِنَّ رَحْمَتَ أَصلها هَاءٌ وإِن كُتِبَتْ تَاءً. الأَزهري: قَالَ عِكْرِمَةُ فِي قَوْلِهِ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها : أَي رِزْقٍ، وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ : أَي رِزقاً، وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً : أَي عَطْفاً وصُنعاً، وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ : أَي حَياً وخِصْباً بَعْدَ مَجاعَةٍ، وأَراد بِالنَّاسِ الْكَافِرِينَ. والرَّحَمُوتُ: مِنَ الرَّحْمَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ أَي لأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَن تُرْحَمَ، لَمْ يُسْتَعْمَلْ عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ إِلا مُزَوَّجاً. وتَرَحَّم عَلَيْهِ: دَعَا لَهُ بالرَّحْمَةِ. واسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، وَرَجُلٌ مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ شَدَّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا مَجَازٌ وَفِيهِ مِنَ الأَوصاف ثَلَاثَةٌ: السَّعَةُ وَالتَّشْبِيهُ وَالتَّوْكِيدُ، أَما السَّعَةُ فلأَنه كأَنه زَادَ فِي أَسماء الْجِهَاتِ وَالْمَحَالِّ اسْمٌ هُوَ الرَّحْمةُ، وأَما التَّشْبِيهُ فلأَنه شَبَّه الرَّحْمةَ وإِن لَمْ يَصِحَّ الدُّخُولُ فِيهَا بِمَا يَجُوزُ الدُّخُولُ فِيهِ فَلِذَلِكَ وَضَعَهَا مَوْضِعَهُ، وأَما التَّوْكِيدُ فلأَنه أَخبر عَنِ العَرَضِ بِمَا يُخْبَرُ بِهِ عَنِ الجَوْهر، وَهَذَا تَغالٍ بالعَرَضِ وَتَفْخِيمٌ مِنْهُ إِذا صُيِّرَ إِلى حَيّز مَا يشاهَدُ ويُلْمَسُ وَيُعَايَنُ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ بَعْضِهِمْ فِي التَّرْغِيبِ فِي الْجَمِيلِ: وَلَوْ رأَيتم الْمَعْرُوفَ رَجُلًا لرأَيتموه حَسَنًا جَمِيلًا؟ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: وَلَمْ أَرَ كالمَعْرُوفِ، أَمّا مَذاقُهُ ... فحُلْوٌ، وأَما وَجْهه فَجَمِيلُ فَجَعَلَ لَهُ مَذَاقًا وجَوْهَراً، وَهَذَا إِنما يَكُونُ فِي الْجَوَاهِرِ، وإِنما يُرَغِّبُ فِيهِ وَيُنَبِّهُ عَلَيْهِ ويُعَظِّمُ مِنْ قَدْرِهِ بأَن يُصَوِّرَهُ فِي النَّفْسِ عَلَى أَشرف أَحواله وأَنْوَه صِفَاتِهِ، وَذَلِكَ بأَن يَتَخَيَّرَ شَخْصًا مجسَّماً لَا عَرَضاً متوهَّماً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ؛ مَعْنَاهُ يَخْتَصُّ بنُبُوَّتِهِ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ أَخْبَرَ عَزَّ وَجَلَّ أَنه مُصْطفىً مختارٌ. وَاللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ: بُنِيَتِ الصِّفَةُ الأُولى عَلَى فَعْلانَ لأَن مَعْنَاهُ الْكَثْرَةُ، وَذَلِكَ لأَن رَحْمَتَهُ وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فأَما الرَّحِيمُ فإِنما ذُكِرَ بَعْدَ الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مَقْصُورٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،. وَالرَّحِيمَ قَدْ يَكُونُ لِغَيْرِهِ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: إِنما قِيلَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ فَجِيءَ بِالرَّحِيمِ بَعْدَ اسْتِغْرَاقِ الرَّحْمنِ مَعْنَى الرحْمَة لِتَخْصِيصِ

الْمُؤْمِنِينَ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ، كَمَا قَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، ثُمَّ قَالَ: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ؛ فخصَّ بَعْدَ أَن عَمَّ لِمَا فِي الإِنسان مِنْ وُجُوهِ الصِّناعة وَوُجُوهِ الحكمةِ، ونحوُه كَثِيرٌ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الرَّحْمنُ اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَذْكُورٌ فِي الْكُتُبِ الأُوَل، وَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَهُ مِنْ أَسماء اللَّهِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: أَراه يَعْنِي أَصحاب الْكُتُبِ الأُوَلِ، وَمَعْنَاهُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ ذُو الرحْمةِ الَّتِي لَا غَايَةَ بَعْدَهَا فِي الرَّحْمةِ، لأَن فَعْلان بِنَاءٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فاعلٍ كَمَا قَالُوا سَمِيعٌ بِمَعْنَى سامِع وقديرٌ بِمَعْنَى قَادِرٍ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ رَحُومٌ وامرأَة رَحُومٌ؛ قَالَ الأَزهري وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ رَحْمن إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وفَعْلان مِنْ أَبنية مَا يُبالَعُ فِي وَصْفِهِ، فالرَّحْمن الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ، فَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ رَحْمن لِغَيْرِ اللَّهِ؛ وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ الرَّحْمن الرَّحيم: جَمَعَ بَيْنَهُمَا لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: لَنْ تُدْرِكوا المَجْد أَو تَشْرُوا عَباءَكُمُ ... بالخَزِّ، أَو تَجْعَلُوا اليَنْبُوتَ ضَمْرانا أَو تَتْركون إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ، ... ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُمْ رَحْمانَ قُرْبانا؟ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمَا اسْمَانِ رَقِيقَانِ أَحدهما أَرق مِنَ الْآخَرِ، فالرَّحْمن الرَّقِيقُ والرَّحيمُ الْعَاطِفُ عَلَى خَلْقِهِ بِالرِّزْقِ؛ وَقَالَ الْحَسَنُ؛ الرّحْمن اسْمٌ مُمْتَنِعٌ لَا يُسَمّى غيرُ اللَّهِ بِهِ، وَقَدْ يُقَالُ رَجُلٌ رَحيم. الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسْمَانِ مُشْتَقَّانِ مِنَ الرَّحْمة، وَنَظِيرُهُمَا فِي اللُّغَةِ نَديمٌ ونَدْمان، وَهُمَا بِمَعْنًى، وَيَجُوزُ تَكْرِيرُ الِاسْمَيْنِ إِذا اخْتَلَفَ اشْتِقَاقُهُمَا عَلَى جِهَةِ التَّوْكِيدِ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ جادٌّ مُجِدٌّ، إِلا أَن الرَّحْمَنَ اسْمٌ مُخْتَصٌّ لِلَّهِ تَعَالَى لَا يَجُوزُ أَن يُسَمّى بِهِ غَيْرُهُ وَلَا يُوصَفَ، أَلا تَرَى أَنه قَالَ: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ؟ فَعَادَلَ بِهِ الِاسْمَ الَّذِي لَا يَشْرَكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ، وَهُمَا مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، ورَحمن أَبلغ مِنْ رَحِيمٌ، والرَّحيم يُوصَفُ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى فَيُقَالُ رَجُلٌ رَحِيمٌ، وَلَا يُقَالُ رَحْمن. وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ الكذاب يقال له رَحْمن اليَمامة، والرَّحيمُ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى المَرْحوم؛ قَالَ عَمَلَّسُ بْنُ عقيلٍ: فأَما إِذا عَضَّتْ بِكَ الحَرْبُ عَضَّةً، ... فإِنك مَعْطُوفٌ عَلَيْكَ رَحِيم والرَّحْمَةُ فِي بَنِي آدَمَ عِنْدَ الْعَرَبِ: رِقَّةُ الْقَلْبِ وَعَطْفُهُ. ورَحْمَةُ اللَّهِ: عَطْفُه وإِحسانه وَرِزْقُهُ. والرُّحْمُ، بِالضَّمِّ: الرَّحْمَةُ. وَمَا أَقرب رُحْم فُلَانٍ إِذا كَانَ ذَا مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي مَا أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَقْرَبَ رُحْماً ، وَقُرِئَتْ: رُحُماً الأَزهري: يَقُولُ أَبرَّ بِالْوَالِدَيْنِ مِنَ الْقَتِيلِ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِرُ، وَكَانَ الأَبوان مُسْلِمَيْنِ وَالِابْنُ كَافِرًا فَوُلِدَ لَهُمَا بعدُ بِنْتٌ فَوَلَدَتْ نَبِيًّا؛ وأَنشد اللَّيْثُ: أَحْنَى وأَرْحَمُ مِنْ أُمٍّ بواحِدِها ... رُحْماً، وأَشْجَعُ مِنْ ذِي لِبْدَةٍ ضارِي وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ: وَأَقْرَبَ رُحْماً ؛ أَي أَقرب عَطْفًا وأَمَسَّ بِالْقَرَابَةِ. والرُّحْمُ والرُّحُمُ فِي اللُّغَةِ: الْعَطْفُ والرَّحْمةُ؛ وأَنشد: فَلا، ومُنَزِّلِ الفُرْقان، ... مالَكَ عِندَها ظُلْمُ وَكَيْفَ بظُلْمِ جارِيةٍ، ... وَمِنْهَا اللينُ والرُّحْمُ؟

وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وَلَمْ تُعَوَّجْ رُحْمُ مَنْ تَعَوَّجا وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَا مُنْزِلَ الرُّحْمِ عَلَى إِدْرِيس وقرأَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: وأَقْرَبَ رُحُماً، وبالتثقيل، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنانٍ: وَمِنْ ضَرِيبتِه التَّقْوى ويَعْصِمُهُ، ... مِنْ سَيِء العَثَراتِ، اللهُ والرُّحُمُ «3» . وَهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ. وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ: مَكَّةُ. وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ: هِيَ أُمُّ رُحْمٍ أَي أَصل الرَّحْمَةِ. والمَرْحُومةُ: مِنْ أَسماء مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَذْهَبُونَ بِذَلِكَ إِلى مُؤْمِنِي أَهلها. وسَمَّى اللَّهُ الغَيْث رَحْمةً لأَنه بِرَحْمَتِهِ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ: هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ؛ أَراد هَذَا التَّمْكِينَ الَّذِي قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ، أَراد وَهَذَا التَّمْكِينُ الَّذِي آتَانِي اللَّهُ حَتَّى أَحكمْتُ السَّدَّ رَحْمَة مِنْ رَبِّي. والرَّحِمُ: رَحِمُ الأُنثى، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ تأْنيث الرَّحِم قَوْلُهُمْ رَحِمٌ مَعْقومَةٌ، وقولُ ابْنِ الرِّقاع: حَرْف تَشَذَّرَ عَنْ رَيَّانَ مُنْغَمِسٍ، ... مُسْتَحْقَبٍ رَزَأَتْهُ رِحْمُها الجَمَلا ابْنُ سِيدَهْ: الرَّحِمُ والرِّحْمُ بَيْتُ مَنْبِتِ الْوَلَدِ وَوِعَاؤُهُ فِي الْبَطْنِ؛ قَالَ عَبيد: أَعاقِرٌ كَذَاتِ رِحْمٍ، ... أَم غانِمٌ كمَنْ يَخِيبُ؟ قَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَن يُعادِلَ بِقَوْلِهِ ذَاتِ رِحْمٍ نَقِيضَتَهَا فَيَقُولَ أَغَيْرُ ذَاتِ رِحْمٍ كَذَاتِ رِحْمٍ، قَالَ: وَهَكَذَا أَراد لَا مَحالة وَلَكِنَّهُ جَاءَ بِالْبَيْتِ عَلَى المسأَلة، وَذَلِكَ أَنها لَمَّا لَمْ تَكُنِ الْعَاقِرُ وَلُوداً صَارَتْ، وإِن كَانَتْ ذاتِ رِحْمٍ، كأَنها لَا رِحْم لَهَا فكأَنه قَالَ: أَغيرُ ذَاتِ رِحْمٍ كَذَاتِ رِحْمٍ، وَالْجَمْعُ أَرْحامٌ، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وامرأَة رَحُومٌ إِذا اشْتَكَتْ بَعْدَ الْوِلَادَةِ رَحِمَها، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ فِي الْمُحْكَمِ بِالْوِلَادَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّحَمُ خُرُوجُ الرَّحِمِ مِنْ عِلَّةٍ؛ وَالْجَمْعُ رُحُمٌ «4»، وَقَدْ رَحِمَتْ رَحَماً ورُحِمتْ رَحْماً، وَكَذَلِكَ العَنْزُ، وَكُلُّ ذَاتِ رَحِمٍ تُرْحَمُ، وَنَاقَةٌ رَحُومٌ كَذَلِكَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بَعْدَ الْوِلَادَةِ فَتَمُوتُ، وَقَدْ رَحُمَتْ رَحامةً ورَحِمَتْ رَحَماً، وَهِيَ رَحِمَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذها فِي رَحِمِها فَلَا تَقْبَلُ اللِّقاح؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الرُّحامُ أَن تَلِدَ الشَّاةُ ثُمَّ لَا يَسْقُطُ سَلاها. وَشَاةٌ راحِمٌ: وارمةُ الرَّحِمِ، وَعَنْزٌ راحِمٌ. وَيُقَالُ: أَعْيَا مِنْ يدٍ فِي رَحِمٍ، يَعْنِي الصبيَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرُ ثَعْلَبٍ. والرَّحِمُ: أَسبابُ الْقَرَابَةِ، وأَصلُها الرَّحِمُ الَّتِي هِيَ مَنْبِتُ الْوَلَدِ، وَهِيَ الرِّحْمُ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّحِمُ الْقَرَابَةُ، والرِّحْمُ، بِالْكَسْرِ، مثلُه؛ قَالَ الأَعشى: إِمَّا لِطالِبِ نِعْمة يَمَّمْتَها، ... ووِصالَ رِحْمٍ قَدْ بَرَدْتَ بِلالَها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لقَيْل بْنِ عَمْرِو بْنِ الهُجَيْم: وَذِي نَسَب ناءٍ بَعِيدٍ وَصَلتُه، ... وَذِي رَحِمٍ بَلَّلتُها بِبِلالها

_ (3). في ديوان زهير: الرَّحِم أَي صلة القرابة بدل الرحُم (4). قوله [والجمع رحم] أَي جمع الرحوم وقد صرح به شارح القاموس وغيره

قَالَ: وَبِهَذَا الْبَيْتِ سُمِّيَ بُلَيْلًا؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ: خُذُوا حِذرَكُم، يَا آلَ عِكرِمَ، وَاذْكُرُوا ... أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغَيْب تُذكَرُ وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن هَذَا مُطَّرِدٌ فِي كلِّ مَا كَانَ ثانِيه مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ، بَكْرِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا أَرْحامٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَوو الرَّحِمِ هُمُ الأَقارب، وَيَقَعُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ نسَب، وَيُطْلَقُ فِي الْفَرَائِضِ عَلَى الأَقارب مِنْ جِهَةِ النِّسَاءِ، يُقَالُ: ذُو رَحِمٍ مَحْرَم ومُحَرَّم، وَهُوَ مَن لَا يَحِلّ نِكَاحُهُ كالأُم وَالْبِنْتِ والأُخت وَالْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ، وَالَّذِي ذَهَبَ إِليه أَكثر الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وأَبو حَنِيفَةَ وأَصحابُه وأَحمدُ أَن مَنْ مَلك ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ عَتَقَ عَلَيْهِ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، قَالَ: وَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الأَئمة وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إِلى أَنه يَعْتِقُ عَلَيْهِ الأَولادُ والآباءُ والأُمهاتُ وَلَا يَعْتِقُ عَلَيْهِ غيرُهم مِنْ ذَوِي قَرَابَتِهِ، وَذَهَبَ مَالِكٌ إِلى أَنه يَعْتِقُ عَلَيْهِ الْوَلَدُ وَالْوَالِدَانِ والإِخْوة وَلَا يَعْتِقُ غيرُهم. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثٌ يَنْقُصُ بِهِنَّ العبدُ فِي الدُّنْيَا ويُدْرِكُ بِهِنَّ فِي الْآخِرَةِ مَا هُوَ أَعظم مِنْ ذَلِكَ : الرُّحْمُ والحَياءُ وعِيُّ اللِّسَانِ؛ الرُّحْمُ، بِالضَّمِّ: الرَّحْمَةُ، يُقَالُ: رَحِمَ رُحْماً، وَيُرِيدُ بِالنُّقْصَانِ مَا يَنال المرءُ بِقَسْوَةِ الْقَلْبِ ووَقاحَة الوَجْه وبَسْطة اللِّسَانِ الَّتِي هِيَ أَضداد تِلْكَ الْخِصَالِ مِنَ الزِّيَادَةِ فِي الدُّنْيَا. وَقَالُوا: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا والرَّحِمُ والرَّحِمَ، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَجَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا والقطيعَة، بِالنَّصْبِ لَا غَيْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُعلقة بِالْعَرْشِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطَعْ مَنْ قَطَعني. الأَزهري: الرَّحِمُ القَرابة تَجمَع بَني أَب. وَبَيْنَهُمَا رَحِمٌ أَي قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ؛ مَنْ نَصب أَراد وَاتَّقُوا الأَرحامَ أَن تَقْطَعُوهَا، ومَنْ خَفَض أَراد تَساءَلون بِهِ وبالأَرْحام، وَهُوَ قَوْلُكَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ وبالرَّحِمِ. ورَحِمَ السِّقاءُ رَحَماً، فَهُوَ رَحِمٌ: ضَيَّعه أَهلُه بَعْدَ عينَتِهِ فَلَمْ يَدْهُنُوه حَتَّى فَسَدَ فَلَمْ يَلزم الْمَاءُ. والرَّحُوم: الناقةُ الَّتِي تَشْتَكِي رَحِمَها بَعْدَ النِّتاج، وَقَدْ رَحُمَتْ، بِالضَّمِّ، رَحامَةً ورَحِمَتْ، بِالْكَسْرِ، رَحَماً. ومَرْحُوم ورُحَيْم: اسمان. رخم: أَرْخَمَتِ النَّعامة وَالدَّجَاجَةُ عَلَى بَيْضِهَا ورَخَمَتْ عَلَيْهِ ورَخَمَتْه تَرْخُمُهُ رَخْماً ورَخَماً، وَهِيَ مُرْخِمٌ وراخِمٌ ومُرْخِمَةٌ: حَضَنَتْهُ، ورَخَّمَها أَهلُها: أَلزموها إِياه. وأَلقى عَلَيْهِ رَخْمَتَهُ أَي مَحَبَّتَهُ وَمَوَدَّتَهُ. ورَخَمَتِ المرأَةُ وَلَدَهَا تَرْخُمُهُ وتَرْخَمُهُ رَخْماً: لَاعَبَتْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَخِمَه يَرْخَمُهُ رَخْمةً، وإِنه لراخِمٌ لَهُ. وأَلْقت عَلَيْهِ رَخَمَها ورَخْمتها أَي عَطْفتها؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: مُدَلَّل يَشْتُمنا ونَرْخَمُهْ، ... أَطْيَبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُهْ وَاسْتَعَارَهُ عَمْرُو ذُو الْكَلْبِ لِلشَّاةِ فَقَالَ: يَا لَيْتَ شِعْري عَنْكَ، والأَمْرُ عَمَمْ، ... مَا فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟ صَبَّ لَهَا فِي الرِّيحِ مِرِّيخٌ أَشَمْ؟ ... فَاجْتَالَ مِنْهَا لَجْبةً ذاتَ هَزَمْ، حاشِكَةَ الدِّرَّةِ وَرْهاءَ الرَّخَمْ

اجْتَالَ لَجْبةً: أَخذ عَنْزًا ذَهَبَ لَبَنُهَا، وَرْهاء الرَّخَم: رِخْوة كأَنها مَجْنُونَةٌ. والرَّخْمَةُ أَيضاً: قَرِيبٌ مِنَ الرَّحْمَةِ؛ يُقَالُ: وقعتْ عَلَيْهِ رَخْمته أَي مَحَبَّتُهُ ولينُه وَيُقَالُ رَخْمان ورَحْمان؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَوَتَتْركونَ إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ، ... ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُم رَخْمانَ قُرْبانا «1» ؟ ورَخِمَهُ رَخْمةً: لُغَةٌ فِي رَحِمَهُ رَحْمةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّها أُمُّ سَاجِي الطَّرْفِ، ... أَخْدَرَها مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرخُومُ قَالَ الأَصمعي: مَرْخوم أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ رَخْمة أُمه أَي حُبُّهَا لَهُ وأُلْفَتُها إِياه، وَزَعَمَ أَبو زَيْدٍ الأَنصاري أَن مِنْ أَهل الْيَمَنِ مَنْ يَقُولُ رَخِمْتُهُ رَخْمةً بِمَعْنَى رَحِمْتُهُ. وَيُقَالُ: أَلْقى اللَّهُ عَلَيْكَ رَخْمةَ فُلَانٍ أَي عَطْفَهُ وَرِقَّتَهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: هُوَ راخِمٌ لَهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَرَةٌ تَرَخَّم صَبيَّها «2». وَعَلَى صَبِيِّهَا وتَرْخَمُهُ وتَرَبَّخُهُ وتَرَبَّخُ عَلَيْهِ إِذا رَحِمَتْهُ. وارْتَخَمَتِ النَّاقَةُ فَصِيلَهَا إِذا رئِمَتْهُ. والرَّخَمُ: الْمَحَبَّةُ، يُقَالُ: رَخِمَتْهُ أَي عطفتْ عَلَيْهِ. ورخمَتْ بِي الغُرُبُ أَي صاحتْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرْخُومُ والرَّخَمُ: الإِشفاق. والرَّخِيم: الحَسَنُ الْكَلَامِ. والرَّخامةُ: لِينٌ فِي المَنْطِق حُسْنٌ فِي النِّسَاءِ. ورَخَمَ الكلامُ والصوتُ ورَخُمَ رَخامةً، فَهُوَ رَخِيمٌ: لانَ وسَهُلَ. وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: بَلَغَنَا أَن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِدَاوُدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا دَاوُدُ، مَجِّدْني بِذَلِكَ الصَّوْتِ الحسنِ الرَّخِيمِ ؛ هُوَ الرَّقِيقُ الشَّجِيُّ الطيبُ النَّغْمة. وَكَلَامٌ رَخِيمٌ أَي رَقِيقٌ. ورَخُمَتِ الْجَارِيَةُ رَخامَةً، فَهِيَ رَخيمة الصَّوْتِ ورَخِيمٌ إِذا كَانَتْ سَهْلَةَ الْمَنْطِقِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: رَبْعاً لواضِحةِ الجَبين غريرةٍ، ... كالشمسِ إِذْ طَلَعَتْ، رَخِيمِ المَنْطِقِ وَقَدْ رَخُمَ كلامُها وَصَوْتُهَا، وَكَذَلِكَ رَخَمَ. يُقَالُ: هِيَ رَخِيمَةُ الصَّوْتِ أَي مَرْخومةُ الصوتِ، يُقَالُ ذَلِكَ للمرأَة والخِشْفِ. والتَّرْخِيمُ: التَّلْيِينُ؛ وَمِنْهُ الترخيمُ فِي الأَسماء لأَنهم إِنما يَحْذِفُونَ أَواخرها ليُسَهِّلُوا النُّطْقَ بِهَا، وَقِيلَ: التَّرْخيم الْحَذْفُ؛ وَمِنْهُ تَرْخيم الِاسْمِ فِي النِّدَاءِ، وَهُوَ أَن يُحْذَفَ مِنْ آخِرِهِ حَرْفٌ أَو أَكثر، كَقَوْلِكَ إِذا نَادَيْتَ حَرِثاً: يا حَرِ، ومالِكاً: يَا مالِ، سُمِّيَ تَرْخيماً لِتَلْيِينِ الْمُنَادِي صَوْتَهُ بِحَذْفِ الْحَرْفِ؛ قَالَ الأَصمعي: أَخَذَ عَنِّي الْخَلِيلُ مَعْنَى الترْخِيم وَذَلِكَ أَنه لَقِيَنِي فَقَالَ لِي: مَا تُسمي الْعَرَبُ السَّهْل مِنَ الْكَلَامِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: الْعَرَبُ تَقُولُ جَارِيَةٌ رَخِيمةٌ إِذا كَانَتْ سَهْلَةَ المَنْطِقِ؛ فَعَمِلَ بَابَ التَّرْخيم عَلَى هَذَا. والرُّخامُ: حَجَرٌ أَبيض سَهْلٌ رِخْوٌ. والرُّخْمَةُ: بَيَاضٌ فِي رأْس الشَّاةِ وغُبْرَةٌ فِي وَجْهِهَا وَسَائِرِهَا أَيّ لَوْنٍ كَانَ، يُقَالُ: شَاةٌ رَخْماءُ، وَيُقَالُ: شَاةٌ رَخْماءُ إِذا ابيضَّ رأْسها واسودَّ سَائِرُ جَسَدِهَا، وَكَذَلِكَ المُخَمَّرة، وَلَا تَقُلْ مُرَخَّمَة. وَفَرَسٌ أَرْخَمُ. والرُّخامى: ضَرب مِنَ الخِلْفة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ غَبْرَاءُ الخُضْرةِ لَهَا زَهْرة بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ولها

_ (1). راجع البيت في مادة رحم (2). قوله [ترخم صبيها إلخ] كذا ضبط في نسخة من التهذيب

عِرْقٌ أَبيض تَحْفُرُهُ الحُمُرُ بِحَوَافِرِهَا، وَالْوَحْشُ كُلُّهُ يأْكل ذَلِكَ العِرْقَ لِحَلَاوَتِهِ وَطِيبِهِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الرُّواةِ تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ وَهِيَ مِنَ الجَنْبَةِ؛ قَالَ عَبِيد: أَو شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخامى ... تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ «1» . والرُّخاءُ: الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ، وَهِيَ الرُّخامى أَيضاً. والرُّخامى: نَبْتٌ تَجذُبه السَّائِمَةُ، وَهِيَ بَقْلة غَبْرَاءُ تَضْرِبُ إِلى الْبَيَاضِ، وَهِيَ حُلْوَةٌ لَهَا أَصل أَبيض كأَنه العُنْقُرُ، إِذا انْتُزِعَ حَلَب لَبَنًا، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ مِثْلَ الضَّالِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً، وَتَارَةً ... تُثِيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَها وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ فِي الرُّخامى، وَهُوَ نَبْتٌ، يَصِفُ فَرَسًا: إِذا نَحْنُ قُدْناه تَأَوَّدَ مَتْنُهُ، ... كعِرق الرُّخامى اللَّدْنِ فِي الهَطَلانِ وَقَالَ مُضَرِّسٌ: أُصُولُ الرُّخامى لَا يُفَزَّعُ طائِرُه . والرُّخامَةُ، بِالْهَاءِ: نَبْتٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: والرَّخَمُ اللَّبَنُ الْغَلِيظُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الرُّخُمُ كُتَلُ اللِّبإِ. والرَّخَمَةُ: طَائِرٌ أَبقع عَلَى شَكْلِ النَّسْر خِلْقةً إِلا أَنه مُبَقَّعٌ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ يُقَالُ لَهُ الأَنُوقُ، وَالْجَمْعُ رَخَمٌ ورُخْمٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فلَعَمْرُ جَدِّك ذي العَواقِب حَتَّى ... انْتَ عِنْدَ جوالِبِ الرُّخْمِ ولعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّماحِ، كَمَا ... عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ وخصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالرَّخَمِ الْكَثِيرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا إِلَّا أَن يَعْنِيَ الْجِنْسَ؛ قَالَ الأَعشى: يَا رُخَماً قاظَ عَلَى مَطْلُوبِ، ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: وَذَكَرَ الرَّافِضَةَ فَقَالَ لَوْ كَانُوا مِنَ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَماً ؛ الرَّخَمُ: نَوْعٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَاحِدَتُهُ رَخَمةٌ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بالغَدْر والمُوقِ، وَقِيلَ بالقَذَر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَخِمَ السّقاءُ إِذا أَنْتن. واليَرْخُوم: ذَكَرُ الرَّخَمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَمَا أَدري أَيُّ تُرْخَمٍ هُوَ، وَقَدْ تُضَمُّ الْخَاءُ مَعَ التَّاءِ، وَقَدْ تُفْتَحُ التَّاءُ وَتُضَمُّ الْخَاءُ، أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ، مِثْلَ جُنْدَبٍ وجُنْدُبٍ وطُحْلَبٍ وطُحْلُبٍ وعُنْصَرٍ وعُنصُرٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تُرْخُمٌ تُفْعُلٌ مِثْلَ تُرْتُبٍ، وتُرْخَمٌ مِثْلَ تُرْتَبٍ. ورَخْمانُ: مَوْضِعٌ. ورَخْمانُ: اسْمُ غارٍ بِبِلَادِ هُذَيلٍ فِيهِ رُمِي تأبَّطَ شَرًّا بَعْدَ قَتْلِهِ؛ قَالَتْ أُخته تَرْثِيهِ «2». نِعْمَ الْفَتَى غادَرْتُمُ بِرَخْمانْ، ... بثابِتِ بْنِ جابِرِ بْنِ سُفْيانْ، مَنْ يَقتل القِرن ويَرْوي النَّدْمانْ وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ شِعْب الرَّخَمِ بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. وتُرْخُمٌ: حَيٌّ مِنْ حِمْيَر؛ قَالَ الأَعشى: عَجِبتُ لآلِ الحُرْقَتَينِ، كأَنَّما ... رَأَوْني نَقِيّاً من إِيادٍ وتُرْخُمِ

_ (1). في قصيدة عبيد: يرتعي بدل يحفر (2). قوله [أُخته ترثيه] كذا في الأَصل، والذي في التكملة للصاغاني ومعجم ياقوت: أُمه

ورُخامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بمَشارِقِ الجَبَلَيْنِ، أَو بمُحَجَّرٍ، ... فتَضَمَّنَتْها فَرْدَةٌ فَرُخامُها ردم: الرَّدْمُ: سَدُّكَ بَابًا كُلُّهُ أَو ثُلْمَةً أَو مَدْخَلًا أَو نَحْوُ ذَلِكَ. يُقَالُ: رَدَمَ البابَ والثُّلْمَةَ ونحوَهما يَرْدِمُهُ، بِالْكَسْرِ، رَدْماً سدَّه، وَقِيلَ: الرَّدْم أَكثر مِنَ السَّدّ، لأَن الرَّدْمَ مَا جُعِلَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَالِاسْمُ الرَّدْمُ وَجَمْعُهُ رُدُومٌ. والرَّدْمُ: السَّدُّ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَ يَأْجوج ومَأْجوج. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً . وَفِي الْحَدِيثِ: فُتِح اليومَ مِنْ رَدْمِ يأْجوج ومأْجوج مثلُ هَذِهِ، وعَقَدَ بِيَدِهِ تِسْعِينَ ، مِنْ رَدَمْتُ الثُّلْمَة رَدْماً إِذا سَددتها، وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ سَوَاءٌ؛ الرَّدْمُ وعَقْدُ التِّسْعِينَ: مِنْ مُواضَعات الحُسّاب، وَهُوَ أَن يَجْعَلَ رأَس الإِصبع السَّبابة فِي أَصل الإِبهام وَيَضُمُّهَا حَتَّى لَا يَبين بَيْنَهُمَا إِلا خَلَلٌ يَسِيرٌ. والرَّدْمُ: مَا يَسْقُطُ مِنَ الْجِدَارِ إِذا انْهَدَمَ. وَكُلُّ مَا لُفِقَ بعضُه بِبَعْضٍ فَقَدْ رُدِمَ. والرَّدِيمةُ: ثَوْبَانِ يُخَاطُ بَعْضُهُمَا بِبَعْضٍ نَحْوَ اللِّفاق وَهِيَ الرُّدُومُ، عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الْهَاءِ. والرَّدِيمُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. وَثَوْبٌ رَدِيمٌ: خَلَقٌ، وَثِيَابٌ رُدُمٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ: يُذْرِينَ دَمْعاً عَلَى الأَشْفارِ مُبْتَدِراً، ... يَرْفُلْنَ بَعْدَ ثِيابِ الخالِ فِي الرُّدُمِ ورَدَمْتُ الثَّوْبَ ورَدَّمْتُه تَرْدِيماً، وَهُوَ ثَوْبٌ رَديمٌ ومُرَدَّمٌ أَي مُرَقَّعٌ. وتَرَدَّمَ الثوبُ أَي أَخْلَقَ واسْتَرْقَعَ فَهُوَ مُتَرَدِّمٌ. والمُتَرَدَّمُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُرَقَّعُ. وَيُقَالُ: تَرَدَّمَ الرجلُ ثَوْبَهُ أَي رَقَّعَهُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. ابْنُ سِيدَهْ: ثَوْبٌ مُرَدَّمٌ ومُرْتَدَمٌ ومُتَرَدَّمٌ ومُلَدَّمٌ خَلَقٌ مُرَقَّعٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ، ... أَم هَلْ عَرَفْتَ الدارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ؟ مَعْنَاهُ أَي مُسْتَصْلَحٍ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَي مِنْ كَلَامٍ يَلْصَقُ بعضُه بِبَعْضٍ ويُلَبَّق أَي قَدْ سَبَقُونَا إِلى الْقَوْلِ فَلَمْ يَدَعُوا مَقَالًا لِقَائِلٍ. وَيُقَالُ: صِرتُ بَعْدَ الوَشْي والخَزِّ فِي رُدُمٍ، وَهِيَ الخُلْقان، بِالدَّالِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: الأَرْدَمُ المَلَّاحُ، وَالْجَمْعُ الأَرْدمون؛ وأَنشد فِي صِفَةِ نَاقَةٍ: وتَهْفُو بهادٍ لَهَا مَيْلَعٍ، ... كَمَا أَقحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونا المَيْلَعُ: الْمُضْطَرِبُ هَكَذَا وَهَكَذَا، والمَيْلَعُ: الْخَفِيفُ. وتَرَدَّمَتِ الناقةُ: عَطَفَتْ عَلَى وَلَدِهَا. والرَّدِيمُ: لَقَب رَجُلٌ مِنْ فُرْسان الْعَرَبِ، سُمِّي بِذَلِكَ لِعِظَمِ خَلقِه، وَكَانَ إِذا وَقَفَ مَوْقِفاً رَدَمَهُ فَلَمْ يُجَاوِزْ. وتَرَدَّمَ القومُ الأَرض: أَكلوا مَرْتَعَها مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وأَرْدَمَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى، وَهِيَ مُرْدِمٌ: دَامَتْ وَلَمْ تُفَارِقْهُ. وأَرْدَمَ عَلَيْهِ المرضُ: لَزِمَهُ. وَيُقَالُ: وِرْدٌ مُرْدِمٌ وَسَحَابٌ مُرْدِمٌ. ورَدَمَ البعيرُ وَالْحِمَارُ يَرْدُمُ رَدْماً: ضَرطَ، وَالِاسْمُ الرُّدامُ، بِالضَّمِّ، وَقِيلَ: الرَّدْمُ الضُّراط عامَّةً. ورَدَمَ بِهَا رَدْماً: ضَرطَ. الْجَوْهَرِيُّ: رَدَمَ يَرْدُمُ، بِالضَّمِّ، رُداماً. والرَّدْمُ: الصَّوْتُ، وَخَصَّ بِهِ بَعْضُهُمْ صَوْتَ القَوْس. ورَدَمَ الْقَوْسَ: صَوَّتها بالإِنْباض؛ قَالَ صَخْر الغَيّ يَصِفُ قَوْسًا:

كأنَّ أُزْبِيَّها إِذا رُدِمَتْ، ... هَزْمُ بُغاةٍ فِي إِثْرِ مَا فَقَدُوا رُدِمَتْ: صُوّتت بالإِنْباض، وَفِي التَّهْذِيبِ: رُدِمَتْ أُنْبض عَنْهَا، والهَزْمُ: الصَّوْتُ. قَالَ الأَزهري: كَأَنَّهُ مأْخوذ مِنَ الرُّدامِ، وَهُوَ الضُّرَاطُ. وَرَجُلٌ رَدْمٌ ورُدامٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ. ورَدَمَ الشيءُ يَرْدُمُ رَدْماً: سَالَ؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ، وَرِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ وَثَعْلَبٍ: رَذَمَ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. والرَّدْمُ: مَوْضِعٌ بِتِهَامَةَ؛ قَالَ أَبو خِراش: فَكَلّا ورَبِّي لَا تَعُودِي لِمِثْلِهِ، ... عَشِيّةَ لاقَتْهُ المَنِيّةُ بالرَّدْمِ حَذَفَ النُّونِ الَّتِي هِيَ عَلَامَةُ رَفْعِ الْفِعْلِ فِي قَوْلِهِ تَعُودي لِلضَّرُورَةِ؛ وَنَظِيرُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَبيتُ أَسْرِي، وتَبِيتي تَدْلُكي ... جِسْمَكِ بالجادِيِّ والمِسْكِ الذَّكِيِّ وَلَهُ نَظَائِرُ، وَنَصَبَ عَشِيَّةً عَلَى الْمَصْدَرِ، أَراد عَوْدَ عشيةٍ، وَلَا يَجُوزُ أَن تَنْتَصِبَ عَلَى الظَّرْفِ لِتَدَافُعِ اجْتِمَاعِ الِاسْتِقْبَالِ وَالْمُضِيِّ، لأَن تَعُودِي آتٍ وَعَشِيَّةَ لاقَتْهُ مَاضٍ؛ هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ جِنِّي. ورَدْمان: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ باليمن. رذم: رَذَمَ أَنفُه يَرْذُمُ ويَرْذِمُ رَذْماً ورَذَماناً: قَطَرَ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: مَا ليَ مِنْهَا، إِذا مَا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ... وَمِنْ أُوَيْسٍ، إِذا مَا أَنْفُهُ رَذَما وَنَاقَةٌ راذِمٌ إِذا دَفَعَتْ بِاللَّبَنِ. والرَّذُومُ: السَّائِلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وقَصعة رَذُومٌ: مَلأَى تُصَبَّبُ جوانبُها حَتَّى إِن جَوَانِبَهَا لتَنْدى أَو كَأَنَّهَا تَسيلُ دَسَماً لِامْتِلَائِهَا، وَالْجَمْعُ رُذُمٌ؛ قَالَ أُمَيَّة بْنُ أَبي الصَّلْتِ يَمْدَحُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُذْعانَ: لَهُ داعٍ بِمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ، ... وآخرُ فَوْقَ دارَتِه يُنَادِي إِلى رُذُمٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ الْجَوْهَرِيُّ: وجِفانٌ رُذُمُ ورَذَمٌ مِثْلَ عَمُودٍ وعُمُدٍ وعَمَدٍ، وَلَا تَقُلْ رِذَمٌ، وَقَدْ رَذِمَتْ تَرْذَمُ رَذَماً وأَرْذَمَتْ، قَالَ: وَقَلَّمَا يُسْتَعْمَلُ إِلا بِفِعْلٍ مُجَاوِزٍ مِثْلَ أَرْذَمَتْ؛ وَقَوْلُهُ: أَعني ابنَ لَيْلى عبدَ العزيزِ بِبابِ ... الْيُونِ تَغْدُو جِفانُه رَذَما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا رَوَاهُ الأَصمعي، سَمَّاهَا بِالْمَصْدَرِ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ رُذُماً جَمْعُ رَذُوم. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الرَّذُوم القَطُور مِنَ الدَّسَم، وَقَدْ رَذَمَ يَرْذِمُ إِذا سَالَ. الْجَوْهَرِيُّ: رَذَمَ الشيءُ سَالَ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: فِي قُدور رَذِمة أَي مُتَصَبِّبة مِنَ الامْتلاء. والرَّذْمُ: القَطر والسَّيلان. وجَفْنة رَذوم وجِفان رُذُم: كَأَنَّهَا تَسِيلُ دَسَمًا لِامْتِلَائِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي الْكَيْلِ: لَا دَقَّ وَلَا رَذْم وَلَا زَلْزَلَة ؛ هُوَ أَن يملأَ المِكيال حَتَّى يجاوِز رأْسه. وكِسْر رَذُوم: يَسِيلُ وَدَكُه؛ قَالَ: وعاذِلةٍ هَبَّت بَليلٍ تَلُومُني، ... وَفِي كفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ الأَبحُّ: الْعَظِيمُ الْمُمْتَلِئُ مِنَ المُخّ، وَالْجَفْنَةُ إِذا مُلِئَتْ شَحماً وَلَحْمًا فَهِيَ جَفنة رَذُوم، وجِفان رُذُم. ابْنُ

الأَعرابي: الرُّذُم الْجِفَانُ الملأَى، والرُّذُم الأَعضاء المُمِخَّة؛ وأَنشد غَيْرُهُ: لَا يَمْلَأُ الدلْوَ صُبابات الوَذَمْ، ... إِلّا سِجالٌ رَذَمٌ عَلَى رَذَمْ قَالَ اللَّيْثُ: الرَّذَم هَاهُنَا الِامْتِلَاءُ، والرَّذَم الِاسْمُ، والرَّذْم الْمَصْدَرُ، والرَّذْم والرُّذام الفَسْلُ. وأَرْذم على الخمسين: زاد. رزم: الرَّزَمَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: ضَرْبٌ مِنْ حَنين النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا حِينَ تَرْأَمُه، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الْحَنِينِ وَالْحَنِينُ أَشد مِنَ الرَّزَمَة. وَفِي الْمَثَلِ: لَا خَيْرَ فِي رَزَمَةٍ لَا دِرّةَ فِيهَا؛ ضُرِبَ مَثَلًا لِمَنْ يُظهر مودَّة وَلَا يُحَقِّقُ، وَقِيلَ: لَا جَدْوَى مَعَهَا، وَقَدْ أَرْزَمت عَلَى وَلَدِهَا؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلميّ يَصِفُ الإِبل: تُبينُ طِيبَ النفْسِ فِي إِرْزامها يَقُولُ: تُبِينُ فِي حَنينها أَنها طَيِّبَةُ النَّفْسِ فَرِحة. وأَرْزَمت الشَّاةُ عَلَى ولَدها: حنَّت. وأَرْزَمت النَّاقَةُ إِرزاماً، وَهُوَ صَوْتٌ تُخْرِجُهُ مِنْ حَلْقها لَا تَفْتَحُ بِهِ فَاهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن نَاقَتَهُ تَلَحْلَحَتْ وأَرْزمت أَي صوَّتت. والإِرْزامُ: الصَّوْتُ لَا يُفْتَحُ بِهِ الْفَمُ، وَقِيلَ فِي الْمَثَلِ: رَزَمَةٌ وَلَا دِرَّةٌ؛ قَالَ: يُضرب لِمَنْ يَعِد وَلَا يَفِي، وَيُقَالُ: لَا أَفْعل ذَلِكَ مَا أَرْزمت أُم حَائِلٍ. ورَزَمَةُ الصَّبِيِّ: صَوْتُهُ. وأَرْزَمَ الرَّعد: اشْتَدَّ صَوْتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ غَيْرُ شَدِيدٍ، وأَصله مِنْ إِرزام النَّاقَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّزَمة الصَّوْتُ الشديدُ. وَرَزَمَةُ السِّبَاعِ: أَصواتها. والرَّزِيم: الزَّئير؛ قَالَ: لِأُسُودهنّ عَلَى الطَّرِيقِ رَزِيم وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: تركُوا عِمرانَ مُنْجَدِلًا، ... لِلسِّبَاعِ حَوْله رَزَمَهْ والإِرْزامُ: صَوْتُ الرَّعْدِ؛ وأَنشد: وعَشِيَّة مُتَجاوِب إِرْزامُها «3» . شبَّه رَزَمَة الرَّعْد بِرَزمة النَّاقَةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المِرْزَم مِنَ الْغَيْثِ وَالسَّحَابِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ رعدُه، وَهُوَ الرَّزِم أَيضاً عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ تَرْثِي أَخاها: جَادَ على قبرك غَيْثٌ ... مِن سَماء رَزِمَهْ وأَرزمت الريحُ فِي جَوْفِهِ كَذَلِكَ. ورَزَمَ البعيرُ يَرْزِمُ ويَرْزُمُ رُزاماً ورُزُوماً: سَقَطَ مِنْ جُوعٍ أَو مَرَضٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَزَم البعيرُ والرجلُ وَغَيْرُهُمَا يَرْزُمُ رُزُوماً ورُزاماً إِذا كَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهُوضِ رَزاحاً وهُزالًا. وَقَالَ مُرَّةً: الرَّازم الَّذِي قَدْ سَقَطَ فَلَا يَقدِر أَن يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكَانِهِ؛ قَالَ: وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسّ: هَلْ يُفلح الْبَازِلُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَهُوَ رازِم؛ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّازِم مِنَ الإِبل الثَّابِتُ عَلَى الأَرض الَّذِي لَا يَقُومُ مِنْ الهُزال. ورزَمت النَّاقَةُ تَرْزُمُ وتَرْزِمُ رُزُوماً ورُزاماً، بِالضَّمِّ: قَامَتْ مِنَ الإِعياء والهُزال فَلَمْ تَتَحَرَّكْ، فَهِيَ رازِم، وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسار: وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ رازمٍ أَي لَا تَتَحَرَّكُ مِنَ الهُزال. وَنَاقَةٌ رَازِمٌ: ذَاتُ رُزام كامرأَة حَائِضٍ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ: تَرَكَتِ الْمُخَّ رِزاماً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَتَكُونُ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، تَقْدِيرُهُ: تَرَكَتْ ذَوَاتَ المُخِ

_ (3). هذا البيت من معلقة لبيد وصدره: مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ، وغادٍ مُدجنٍ

رِزاماً، وَيَكُونُ رِزاماً جَمْعَ رازِمٍ، وإِبل رَزْمَى. ورَزَمَ الرَّجُلُ عَلَى قِرْنه إِذا بَرك عَلَيْهِ. وأَسد رَزامَة ورَزامٌ ورُزَمٌ: يَبْرُك عَلَى فَرِيسته؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَية: يخْشَى عَلَيْهِمْ مِنَ الأَمْلاك نابِخَةً ... مِنَ النَّوابِخِ، مِثْل الحادِرِ الرُّزَمِ قَالُوا: أَراد الْفِيلَ، والحادِرُ الْغَلِيظُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شَعَرِهِ الخادرُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ الأَسد فِي خِدْرِهِ، والنَّابِخَة: المُتَجَبِّرُ، والرُّزَم: الَّذِي قَدْ رَزَم مَكَانَهُ، وَالضَّمِيرُ فِي يَخْشَى يَعُودُ عَلَى ابْنِ جُعْشُم فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ، وَهُوَ: يُهْدِي ابنُ جُعْشُمَ للأَنباء نَحْوَهُمُ، ... لَا مُنْتَأَى عَنْ حِياضِ الْمَوْتِ والحُمَمِ والأَسد يُدْعى رُزَماً لأَنه يَرْزِم عَلَى فَرِيسَتِهِ. وَيُقَالُ لِلثَّابِتِ الْقَائِمِ عَلَى الأَرض: رُزَم، مِثَالُ هُبَعٍ. وَيُقَالُ: رجلٌ مُرْزِم لِلثَّابِتِ عَلَى الأَرض. والرِّزامُ مِنَ الرِّجَالِ «1». الصَّعْب المُتَشدِّد؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَيا بَني عَبْدِ مَناف الرِّزام، ... أَنتم حُماةٌ وأَبوكمُ حَامِ لَا تُسلموني لَا يَحلُّ إِسْلام، ... لَا تَمْنَعُوني فضلكمْ بعدَ الْعَامِ وَيُرْوَى الرُّزَّام جَمْعُ رازِم. اللَّيْثُ: الرِّزْمة مِنَ الثِّيَابِ مَا شُدَّ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وأَصله فِي الإِبل إِذا رَعَتْ يَوْمًا خُلَّةً وَيَوْمًا حَمْضاً. قَالَ ابْنُ الأَنباري: الرِّزْمَة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الَّتِي فِيهَا ضُروب مِنَ الثِّيَابِ وأَخلاط، مِنْ قَوْلِهِمْ رازَمَ فِي أَكله إِذا خَلَط بَعْضًا بِبَعْضٍ. والرِّزمة: الكارةُ مِنَ الثِّيَابِ. وَقَدْ رَزَّمتها تَرْزِيماً إِذا شَدَدْتُهَا رِزَماً. ورَزَمَ الشَّيْءَ يَرْزِمه ويَرْزُمه رَزْماً ورَزَّمه: جَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ، وَهِيَ الرِّزْمة أَيضاً لِمَا بَقِيَ فِي الجُلَّةِ مِنَ التَّمْرِ، يَكُونُ نِصْفَهَا أَو ثُلُثَهَا أَو نَحْوَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه أَعطى رَجُلًا جَزائرَ وَجَعَلَ غرائرَ عَلَيْهِنَّ فِيهِنَّ مِنْ رِزَمٍ مِنْ دَقِيقٍ ؛ قَالَ شَمِرٌ: الرِّزْمة قَدَرُ ثُلُثِ الغِرارة أَو رُبُعُهَا مِنْ تَمْرٍ أَو دَقِيقٍ؛ قَالَ زبد بْنُ كَثْوة: القَوْسُ قَدْرُ رُبُعِ الجُلَّة مِنَ التَّمْرِ، قَالَ: وَمِثْلُهَا الرِّزْمة. ورازَمَ بَيْنَ ضَرْبين مِنَ الطَّعَامِ، ورازَمت الإِبلُ العامَ: رَعَتْ حَمْضاً مرَّة وخُلّة مَرَّةً أُخرى؛ قَالَ الرَّاعِي يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ: كُلي الحَمْضَ، عامَ المُقْحِمِينَ، ورازِمي ... إِلى قابلٍ، ثُمَّ اعْذِري بعدَ قابِل مَعْنَى قَوْلِهِ ثُمَّ اعْذِري بَعْدَ قَابِلِ أَي أَنْتَجع عَلَيْكِ بَعْدَ قَابِلٍ فَلَا يَكُونُ لَكِ مَا تأْكلين، وَقِيلَ: اعْذِري إِن لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ كلأٌ، يَهْزَأُ بِنَاقَتِهِ فِي كُلِّ ذَلِكَ، وَقِيلَ رازَمَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الأَكل وَغَيْرِهِ. ورازَمَتِ الإِبل إِذا خَلَطَت بَيْنَ مَرْعَيَيْن. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رازِمُوا بَيْنَ طَعَامِكُمْ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ اذْكُرُوا اللَّهَ بَيْنَ كُلِّ لُقْمَتَيْنِ. وَسُئِلَ ابْنُ الأَعرابي عَنْ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ إِذا أَكلتم فرازِمُوا ، قَالَ: المُرازَمة المُلازَمة وَالْمُخَالَطَةُ، يُرِيدُ مُوالاة الْحَمْدِ، قَالَ: مَعْنَاهُ اخْلطوا الأَكل بِالشُّكْرِ وَقُولُوا بَيْنَ اللُّقم الْحَمْدُ لِلَّهِ؛ وَقِيلَ: الْمُرَازَمَةُ أَن تأْكل اللَّيِّنَ وَالْيَابِسَ والحامضَ والحُلو والجَشِب

_ (1). قوله [والرزام من الرجال] مضبوط في القاموس ككتاب، وفي التكملة كغراب

والمَأْدُوم، فَكَأَنَّهُ قَالَ: كُلُوا سَائِغًا مَعَ جَشب غَيْرِ سَائِغٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد اخْلِطُوا أَكلكم ليِّناً مَعَ خَشِن وَسَائِغًا مَعَ جَشِب، وَقِيلَ: المُرازمة فِي الأَكل الْمُعَاقَبَةُ، وَهُوَ أَن يأْكل يَوْمًا لَحْمًا، وَيَوْمًا لَبَناً، وَيَوْمًا تَمْرًا، وَيَوْمًا خُبْزًا قَفاراً. والمُرازَمَةُ فِي الأَكل: المُوالاة كَمَا يُرازِمُ الرَّجُلُ بَيْنَ الجَراد وَالتَّمْرِ. ورازَمَ الْقَوْمُ دارَهُمْ: أَطالوا الإِقامة فِيهَا. ورَزَّمَ القومُ تَرْزيماً إِذا ضَرَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ لَا يَبْرَحون؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ: مَصاليتُ فِي يَوْمِ الهِياجِ مَطاعمٌ، ... مَضاريبُ فِي جَنْبِ الفِئامِ المُرَزِّمِ «1» . قَالَ: المُرَزِّمُ الحَذِرُ الَّذِي قَدْ جَرَّب الأَشياء يَتَرَزَّمُ فِي الأَمور وَلَا يَثْبُتُ عَلَى أَمر وَاحِدٍ لأَنه حَذِرٌ. وأَكل الرَّزْمَةَ أَي الوَجْبَة. ورَزَمَ الشتاءُ رَزْمَة شَدِيدَةً: بَرَدَ، فَهُوَ رازِمٌ، وَبِهِ سُمِّي نَوْءُ المِرْزَمِ. أَبو عُبَيْدٍ: المُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرّ الْمُجْتَمِعُ، الرَّاءُ قَبْلَ الزَّايِ، قَالَ: الصَّوَابُ المُزْرَئِمُّ، الزَّايُ قَبْلَ الراي، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَبَلة، وشك أَبو زيد في المقّشَعِرِّ المجتمع أَنه مزْرَئمٌّ أَو مُرْزَئمّ. والمِرْزَمان: نَجْمَانِ مِنْ نُجُومِ الْمَطَرِ، وَقَدْ يُفْرَدُ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: أَعْدَدْتُ، للمِرْزَم والذِّراعَيْن، ... فَرْواً عُكاظِيّاً وأَيَّ خُفَّيْن أَراد: وخُفَّيْنِ أَيَّ خُفَّيْنِ؛ قَالَ ابْنُ كُناسَةَ: المِرْزَمان نَجْمَانِ وَهَمَا مَعَ الشِّعْرَيَيْنِ، فالذِّراعُ الْمَقْبُوضَةُ هِيَ إِحدى المرْزَمَيْن، وَنَظْمُ الجَوْزاء أَحَدُ المِرْزَمَيْنِ، وَنَظْمُهُمَا كَوَاكِبُ مَعَهُمَا فَهُمَا مِرْزَما الشِّعْرَيينِ، والشِّعْرَيان نَجْمَاهُمَا اللَّذَانِ مَعَهُمَا الذِّرَاعَانِ يَكُونَانِ مَعَهُمَا. الْجَوْهَرِيُّ: والمِرْزَمان مِرْزَما الشِّعْرَيين، وَهُمَا نَجْمَانِ: أَحدهما فِي الشِّعْرى، وَالْآخُرُ فِي الذِّرَاعِ. وَمِنْ أَسماء الشَّمَالِ أُم مِرْزَمٍ، مأْخوذ مِنْ رَزَمَةِ النَّاقَةِ وَهُوَ حَنينها إِلى وَلَدِهَا. وارْزامَّ الرجلُ ارْزِيماماً إِذا غَضِبَ. ورِزامٌ: أَبو حَيٍّ مِنْ تَمِيمٍ وَهُوَ رِزامُ بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ؛ وَقَالَ الْحُصَيْنُ بْنُ الحُمَام المُرِّيّ: وَلَوْلَا رجالٌ، مِنْ رِزامٍ، أَعِزَّةٌ ... وآلُ سُبَيْعٍ أَو أَسُوءَكَ عَلْقَما أَراد: أَو أَنْ أَسوءَك يَا عَلْقَمةُ. ورُزَيْمَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ: أَلا طَرَقَتْ رُزَيْمةُ بَعْدَ وَهْنٍ، ... تَخَطَّى هَوْلَ أَنْمارٍ وأُسدِ وأَبو رُزْمَةَ وأُمّ مِرْزَمٍ: الرِّيحُ؛ قَالَ صَخْرُ الغَيّ يُعَيِّرُ أَبا المُثَلَّم ببَرْدِ مَحَلِّهِ: كَأَنِّي أَراه بالحَلاءَة شَاتِيًا ... يُقَشِّرُ أَعلى أَنفه أُمُّ مِرْزَمِ قَالَ: يَعْنِي رِيحَ الشَّمال، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَنه الرِّيحُ وَلَمْ يُقَيِّدْهُ بشَمال وَلَا غَيْرِهِ، والحَلاءة: مَوْضِعٌ. ورَزْمٌ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُهُ: وخافَتْ مِنْ جبالِ السُّغْدِ نَفْسي، ... وخافتْ مِنْ جِبَالِ خُوارِ رَزْمِ

_ (1). قوله [المرزم] كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة كمحدث، وضبطه شارح القاموس كمعظم

قِيلَ: إِن خُواراً مُضَافٌ إِلى رَزْمٍ، وَقِيلَ: أَراد خُوارِزْم فَزَادَ رَاءً لإِقامة الْوَزْنِ. وَفِي تَرْجَمَةِ هَزَمَ: المِهْزامُ عَصًا قَصِيرَةٌ، وَهِيَ المِرزام؛ وأَنشد: فشامَ فِيهَا مِثْلَ مِهْزام العَصا أَو الْغَضَا، وَيُرْوَى: مِثْلَ مِرْزام. رسم: الرَّسْمُ: الأَثَرُ، وَقِيلَ: بَقِيَّةُ الأَثَر، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَيْسَ لَهُ شَخْصٌ مِنَ الْآثَارِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَصِقَ بالأَرض مِنْهَا. ورَسْمُ الدَّارِ: مَا كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَاصِقًا بالأَرض، وَالْجَمْعُ أَرْسُمٌ ورُسومٌ. ورَسَمَ الْغَيْثُ الدَّارَ: عَفّاها وأَبقى فِيهَا أَثراً لَاصِقًا بالأَرض؛ قَالَ الحُطَيئَةُ: أَمِنْ رَسْم دارٍ مُرْبِعٌ ومُصِيفُ، ... لعَينيك من ماءِ الشُّؤُون وكِيفُ؟ رَفَعَ مُرْبِعاً بِالْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ رَسْمٌ، أَراد: أَمن أَن رَسَمَ مُرْبِعٌ ومُصيفٌ دَارًا. وتَرَسَّمَ الرَّسْمَ: نَظَرَ إِليه. وتَرَسَّمْتُ أَي نَظَرَتْ إِلى رُسُوم الدَّارِ. وتَرَسَّمْتُ الْمَنْزِلَ: تَأَمَّلْتُ رَسْمَهُ وتَفَرَّسْتُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَأَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقاء مَنْزِلَةً ... ماءُ الصَّبابةِ، مِنْ عَيْنَيْك، مَسْجُومُ؟ وَكَذَلِكَ إِذا نَظَرْتَ وتفرسْت أَين تَحْفِرُ أَو تَبْنِي؛ وَقَالَ: اللَّهُ أَسْقاك بِآلِ الجَبّار ... تَرَسُّم الشَّيْخِ وضَرْب المِنْقار والرَّوْسَمُ: كالرَّسْمِ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَخْطل: أَتَعْرِفُ مِنْ أَسْماءَ بالجُدِّ رَوْسَما ... مُحِيلًا، ونُؤْياً دارِساً مُتَهَدِّما؟ والرَّوْسَمُ: خَشَبَةٌ فِيهَا كِتَابٌ مَنْقُوشٌ يُخْتَمُ بِهَا الطعامُ، وَهُوَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيضاً. وَيُقَالُ: الرَّوْسَمُ شَيْءٌ تُجْلَى بِهِ الدَّنَانِيرُ؛ قَالَ كثيِّر: مِنَ النَّفَرِ البِيضِ الَّذِينَ وُجُوهُهُمْ ... دَنانيرُ شِيفَتْ، مِنْ هِرَقْلٍ، برَوْسَمِ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّوْسَمُ الطابَعُ، وَالشِّينُ لُغَةٌ، قَالَ: وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الطابَعَ الَّذِي يُطْبَعُ بِهِ رأَس الْخَابِيَةِ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ: قُرْحة برَوْسَمِ أَي بِوَجْهِ الْفَرَسِ. وإِن عَلَيْهِ لرَوْسَماً أَي عَلَامَةَ حسنٍ أَو قُبح؛ قَالَهُ خَالِدُ بْنُ جَبَلَةَ، وَالْجَمْعُ الرَّواسِمُ والرَّواسِيمُ؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عَرَّاماً يَقُولُ هُوَ الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر. ورَسَمَ عَلَى كَذَا ورَشَمَ إِذا كَتَبَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلَّذِي يُطْبَعُ بِهِ رَوْسَمٌ ورَوْشَمٌ وراسُوم وراشُوم مِثْلَ رَوْسَمِ الأَكْداسِ ورَوْسَم الأَمير؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها، ... كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّواسِيمُ والرَّواسيم: كُتب كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، والهِدَمْلاتُ: رِمال مَعْرُوفَةٌ بِنَاحِيَةِ الدَّهناء؛ وَنَاقَةٌ رَسُومٌ. وَثَوْبٌ مُرَسَّمٌ، بِالتَّشْدِيدِ: مخطَّط؛ وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ: فرُسِّمَتْ بالقَباطِيّ والمَطارِف حَتَّى نَزَحُوهَا أَي حَشُوهَا حَشْوًا بَالِغًا، كأَنه مأْخوذ مِنَ الثِّيَابِ المُرَسَّمَةِ، وَهِيَ الْمُخَطَّطَةِ خُطُوطًا خَفِيَّة. ورَسَمَ فِي الأَرض: غَابَ. والرَّاسِمُ: الْمَاءُ الْجَارِي. وَنَاقَةٌ رَسُومٌ: تُؤَثِّرُ فِي الأَرض مِنْ شِدَّةِ الْوَطْءِ. ورَسَمَتِ النَّاقَةُ تَرْسِمُ رَسِيماً: أَثَّرَتْ فِي الأَرض مِنْ شِدَّةِ وَطْئِهَا، وأَرْسَمْتها أَنا؛ فأَما

قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: والمُرْسِمون إِلى عَبْدِ العَزيز بِهَا ... مَعاً وشَتَّى، وَمِنْ شَفْعٍ وفُرَّادِ إِنما أَراد المُرْسموها فَزَادَ الْبَاءَ وَفَصَلَ بِهَا بَيْنَ الْفِعْلِ وَمَفْعُولِهِ. والرَّسْمُ: الركِيّةُ تَدْفِنُهَا الأَرض، وَالْجَمْعُ رِسامٌ. وارْتَسَم الرَّجُلُ: كَبَّرَ وَدَعَا. والارْتِسامُ: التَّكْبِيرُ والتَّعَوُّذ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: فِي ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صاحبُهُ، ... إِذا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهواله ارْتَسَما وَقَالَ الأَعشى: وقابَلَها الريحُ فِي دَنِّها، ... وصَلَّى عَلَى دَنِّها وارْتَسَمْ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ارْتَسَمَ خَتْمُ إِناءَها بالرَّوْسَمِ، قَالَ: وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. والرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الدَّاهِيَةُ. والرَّسِيمُ مِنْ سَيْرِ الإِبل: فَوْقَ الذَّميل، وَقَدْ رَسَمَ يَرْسِمُ، بِالْكَسْرِ، رَسِيماً، وَلَا يُقَالُ أَرْسَمَ؛ وَقَوْلُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: أَجَدَّتْ برِجْلَيْها النَّجاءَ وكَلَّفَتْ ... بعيرَيْ غلامَيَّ الرَّسِيمَ، فأَرْسَما وَفِي رِوَايَةٍ «2» ..... كَلَّفَتْ ... غُلَامَيَّ الرَّسِيم فأَرسما قَالَ أَبو حَاتِمٍ: إِنما أَراد أَرسم الْغُلَامَانِ بَعِيرَيْهِمَا وَلَمْ يَرِدْ أَرْسَمَ البعيرُ. والرَّسُومُ: الَّذِي يَبْقَى عَلَى السَّيْرِ يَوْمًا وَلَيْلَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا بَلَغَ كُراع الغَمِيم إِذا الناسُ يَرْسِمُونَ نَحْوَهُ أَي يَذْهَبُونَ إِليه سِرَاعًا، والرَّسِيمُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ سَرِيعٌ مُؤَثِّرٌ فِي الأَرض. والرَّسَمُ: حُسْن الْمَشْيِ. ورَسَمْتُ لَهُ كَذَا فارْتَسَمَه إِذا امتَثله. وراسِمٌ: اسم. رشم: رَشَمَ إِليه رَشْماً: كَتَبَ. والرَّشْم: خَاتَمُ البُر وَغَيْرِهِ مِنَ الْحُبُوبِ، وَقِيلَ: رَشْمُ كُلِّ شَيْءٍ عَلَامَتُهُ، رَشَمَهُ يَرْشُمُهُ رَشْماً، وَهُوَ وَضْعُ الْخَاتَمِ عَلَى فِرَاءِ البُر فَيَبْقَى أَثره فِيهِ، وَهُوَ الرَّوْشَمُ، سَوَادِيَّةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّوْشَمُ اللَّوْحُ الَّذِي يُخْتَمُ بِهِ البَيادر، بِالسِّينِ وَالشِّينِ جَمِيعًا. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عَرَّاماً يَقُولُ الرَّسْمُ والرَّشْمُ الأَثَرُ. ورَسَمَ عَلَى كَذَا ورَشَمَ أَي كَتَبَ. وَيُقَالُ لِلْخَاتَمِ الَّذِي يَخْتِمُ البُرَّ: الرَّوْشَمُ والرَّوْسَمُ. والرَّشْم: مَصْدَرُ رَشَمْتُ الطَّعَامَ أَرْشُمُهُ إِذا خَتَمْتَهُ. والرَّوْشَمُ: الطابَعُ، لُغَةٌ فِي الرَوْسَمِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ارْتَشَمَ خَتَمَ إِناءه بالرَّوْشَم. والرَّشَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، والرَّوْشَم: أَوَّل مَا يَظْهَرُ مِنْ النَّبْتِ. يُقَالُ: فِيهِ رَشَمٌ مِنَ النَّبَاتِ. وأَرْشَمَتِ الأَرضُ: بَدَا نَبْتُهَا. وأَرْشَمَتِ المَهاةُ: رأَت الرَّشَمَ فَرَعَتْهُ؛ قَالَ أَبو الأَخْزَر الْحِمَّانِيُّ: كَمْ مِنْ كَعابٍ كالمَهاة المُرْشِمِ وَيُرْوَى المُوشِم، بِالْوَاوِ، يَعْنِي الَّتِي نَبَتَ لَهَا وَشْمٌ مِنَ الكَلإِ، وَهُوَ أَوّله، يشبَّه بوَشْمِ النِّسَاءِ. وعامٌ أَرْشَمُ: لَيْسَ بجَيّد خَصيب. وَمَكَانٌ أَرْشَمُ كأَبْرَشَ إِذا اخْتَلَفَتْ أَلوانه. اللِّحْيَانِيُّ: بِرْذَوْن أَرْشَمُ وأَرْمَشُ مِثْلَ الأَبْرَشِ فِي لَوْنِهِ؛ قَالَ: وأَرض رَشْماءُ ورَمْشاء مِثْلَ البَرْشاء إِذا اختلفت

_ (2). قوله [وفي رواية كلفت إلخ] كذا هو بالأَصل ولعله غلامي بعيري

أَلوان عُشْبها. وأَرْشَمَ الشجرُ: أَخرج ثَمَرُهُ كَالْحِمَّصِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرْشَمَ الشجرُ وأَرْمَشَ إِذا أَورق. والأَرْشَمُ: الَّذِي يتشَمَّمُ الطَّعَامَ وَيَحْرِصُ عَلَيْهِ؛ قَالَ البَعِيثُ يَهْجُو جَريراً: لَقًى حملتهُ أُمُّه، وَهِيَ ضَيْفَةٌ، ... فجاءَتْ بيَتْنٍ للضِّيافة أَرْشَما وَيُرْوَى: فَجَاءَتْ بنَزٍّ للنُّزالة أَرْشَما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْبَيْتَ لِجَرِيرٍ، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّشَمُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَشِمَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَرْشَمُ إِذا صَارَ أَرْشَمَ، وَهُوَ الَّذِي يتشمَّمُ الطَّعَامَ وَيَحْرِصُ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ أَرْشَما قَالَ: فِي لَوْنِهِ بَرَشٌ يَشُوبُ لونَه لَوْنٌ آخَرُ يَدُلُّ عَلَى الرِّيبَةِ، قَالَ: وَيُرْوَى مِنْ نُزالة أَرْشَما؛ يُرِيدُ مِنْ مَاءِ عبدٍ أَرْشَمَ. والأَرْشَم: الَّذِي بِهِ وَشْمٌ وَخُطُوطٌ. والأَرْشَمُ: الَّذِي لَيْسَ بِخَالِصِ اللَّوْنِ وَلَا حُرِّهِ. والأَرْشَمُ: الشَّرِهُ. وأَرْشَمَ البرقُ: مِثْلَ أَوْشَمَ. وَغَيْثٌ أَرْشَم: قَلِيلٌ مَذْمُومٌ. ورَشَمَ رَشْماً «1». كرَشَنَ إِذا تَشَمَّمَ الطَّعَامَ وحَرِصَ عَلَيْهِ. والرَّشْمُ: الَّذِي يَكُونُ فِي ظَاهِرِ الْيَدِ وَالذِّرَاعِ بِالسَّوَادِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والأَعرف الوَشْمُ، بِالْوَاوِ. اللَّيْثُ: الرَّشْمُ أَن تُرشمَ يَدَ الكُرْدِيِّ والعِلْجِ كَمَا تُوشَمُ يدُ المرأَة بالنِّيل لِكَيْ تُعرف بِهَا، وَهِيَ كالوَشْمِ. والرُّشْمَةُ: سَوَادٌ فِي وَجْهِ الضَّبْعِ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَضَبْعٌ رَشْماءُ، والله أَعلم. رصم: ابْنُ الأَعرابي: الرَّصَمُ الدُّخُولُ فِي الشِّعْبِ الضَّيِّقِ، بالصاد المهملة. رضم: رَضَم الشيخُ يَرْضِمُ رَضْماً: ثَقُل عَدْوُه، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ. والرَّضَمانُ: تَقارُبُ عَدْو الشَّيْخِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ إِن عَدْوَكَ لرَضَمان أَي بَطِيءٌ، وإِن أَكْلَكَ لَسَلَجان، وإِن قَضَاءَكَ لَلِيَّان. والرَّضْمَةُ والرَّضَمَةُ: الصَّخْرَةُ الْعَظِيمَةُ مِثْلُ الجزُور وَلَيْسَتْ بِنَاتِئَةٍ، وَالْجَمْعُ رَضَمٌ ورِضام؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّضَمُ والرِّضامُ صُخُورٌ عِظَامٌ يُرْضم بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فِي الأَبنية، الْوَاحِدَةُ رَضْمة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْجَمْعُ رَضَماتٌ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لِذِي الرُّمَّةِ: مِنَ الرَّضَماتِ البِيضِ، غَيَّرَ لَوْنَها ... بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، والذَّابلُ الجَزْلُ يَعْنِي بالرَّضَماتِ الأَثافيَّ، وبَناتُ فِراضِ المَرْخ: النيرانُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الزِّناد، والذَّابِلُ: الحَطب، وَالْفِرَاضُ: جَمْعُ فَرْضٍ وَهُوَ الحَزُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا نَزَلَ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ؛ أَتى رَضْمَةَ جَبَلٍ فعَلا أَعْلاها ؛ هِيَ وَاحِدَةُ الرَّضْم والرِّضام، وَهِيَ دُونَ الهِضاب، وَقِيلَ: صُخورٌ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ أَنس فِي المُرْتد نَصْرَانِيًّا: فأَلقَوه بَيْنَ حَجَرَيْنِ ورَضَموا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الطُّفَيْل: لَمَّا أَرادت قُرَيْشٌ بِنَاءَ الْبَيْتِ بالخَشَب وَكَانَ البِناء الأَوّلُ رَضْماً. وَيُقَالُ: رَضَمَ عَلَيْهِ الصَّخْرَ يَرْضِم، بِالْكَسْرِ، رَضْماً، ورَضَمَ فُلَانٌ بَيْتَه بِالْحِجَارَةِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّضْم الْحِجَارَةُ البِيضُ؛ وأَنشد: إِنَّ صُبَيْح ابْنَ الزِّنا قَدْ فأَرا ... فِي الرَّضْم، لَا يَتْرُك مِنْهُ حَجَرا

_ (1). قوله [ورشم رشماً] هذه عبارة المحكم وهي مضبوطة فيه بهذا الضبط كالأصل، ويخالفه ما تقدم قريباً عن الجوهري وهو الذي في القاموس والتكملة

ورَضَمَ الحجارةَ رَضْماً: جَعَلَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ. وكلُّ بِنَاءٍ بُني بصَخْر رَضِيمٌ. ورَضَدْت المَتاع فارْتَضَد ورَضَمْته فارْتَضَمَ إِذا نَضَدتَه. ورَضَمْت الشيءَ فارْتَضَمَ إِذا كَسَرْتَهُ فَانْكَسَرَ. وَيُقَالُ: بَنَى فُلَانٌ دَارَهُ فَرَضَمَ فِيهَا الْحِجَارَةَ رَضْماً؛ وَقَالَ لَبِيدٍ: حُفِزَتْ وزايَلَها السَّرابُ، كأَنها ... أَجْزاعُ بِئشَة أَثْلُها ورِضامُها والرِّضام: حِجَارَةٌ تُجْمَعُ، وَاحِدُهَا رَضْمةٌ ورَضْمٌ؛ وأَنشد: يَنْصاحُ مِنْ جِبْلةِ رَضْمٍ مُدَّهِقْ أَي مِنْ حِجَارَةٍ مَرْضُومة، وَيُقَالُ رَضْمٌ ورَضَمٌ لِلْحِجَارَةِ المَرْضومة؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: حَديِدُهُ وقِطْرُهُ ورَضَمُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى رَكَزَ الرَّايةَ فِي رَضَمٍ مِنْ حِجَارَةٍ. وَبَعِيرٌ مِرْضَمٌ: يَرْمِي بَعْضَ الْحَجَرِ بِبَعْضٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: بكُلِّ مَلْمُومٍ مِرَضٍّ مِرْضَم ورَضَمَ البعيرُ بِنَفْسِهِ رَضْماً: رَمعى بِنَفْسِهِ الأَرض. ورَضَمَ الرجلُ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. ورَضَم الرجلُ فِي بَيْتِهِ أَي سَقَط لَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، ورَمَأ كَذَلِكَ، وَقَدْ رَضَمَ يَرْضِمُ رُضُوماً. ورَضَمَ بِهِ الأَرض إِذا جَلَدَ بِهِ الأَرضَ. وبرْذَوْنٌ مَرْضُوم العَصب إِذا تَشَنَّجَ عَصَبُه صَارَتْ فِيهِ أَمثال العُقَد؛ وأَنشد: مُبَيَّن الأَمْشاشِ مَرْضُوم العَصَبْ جَمْعُ المَشَش، وَهُوَ انْتِبَارُ عَظْمِ الوَظيف. وَيُقَالُ: رَضَمَت أَي ثَبَتت. ورَضَمْتُ الأَرْضَ رَضْماً: أَثَرْتها لزرْع أَو نَحْوِهِ، يَمَانِيَّةٌ. ورُضام: اسْمُ مَوْضِعٍ. والرُّضَيِّمُ: طَائِرٌ، قَالَ النَّضْرُ: يُقَالُ طَائِرٌ رُضَمَة. رطم: رَطَمه يَرْطُمُه رَطْماً فارْتَطَم: أَوحَله فِي أَمر لَا يَخْرُج مِنْهُ. وارْتَطَم فِي الطِّينِ: وَقَعَ فِيهِ فتَخَبَّط. ورَطَمْت الشَّيْءَ فِي الوحْل رَطْماً فارْتَطَم هُوَ فِيهِ أَي ارْتَبَكَ فِيهِ. وارتَطم عَلَيْهِ الأَمر إِذا لَمْ يَقْدِر عَلَى الخُروج مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: فارْتَطَمتْ بسُراقة فرسُه أَي سَاخَتْ قَوائمها كَمَا تَسُوخ فِي الوَحْل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَنْ اتَّجَرَ قَبْلَ أَن يَتَفَقَّه ارتَطَم فِي الرِّبا ثُمَّ ارْتَطَم ثُمَّ ارْتَطَم أَي وَقَعَ فِيهِ وارْتَبَك. وَوَقَعَ فِي رُطمَة ورُطُومة أَي فِي أَمر يتخَبَّط فِيهِ. وارْتَطَمَ فُلَانٌ فِي أَمر لَا مخْرج لَهُ مِنْهُ إِلا بغُمّة لَزِمَتْهُ. وارْتَطَمَتْ عَلَيْهِ أُمورُه: عيَّ فِيهَا وسُدَّت عَلَيْهِ مذاهبُه. ورُطِم البعيرُ رَطْماً: احْتَبَس نَجْوه كأُرْطِم. والتَّراطُم: التَّراكُم. والارتِطام: الازدِحام. ورَطَمَ الرجلُ: نَكَحَ. ورَطَمَها يَرْطُمُها رَطْماً: نَكَحَهَا يَكُونُ فِي المرأَة والأَتان؛ قَالَ: عَيْنا أَتانٍ تَبْتَغِي أَن تُرْطَمَا ورَطَمَ جارِيتَه رَطْماً إِذا جامَعَها فأَدخل ذَكَرَهُ كُلُّهُ فِيهَا. وامرأَة مَرْطُومَة: مَرْمِيّة بِسُوءِ مُتَّهمَة بِشْرٍ؛ قَالَ صَالِحُ بْنُ الأَحنف: فابْرُزْ، كِلانا أُمه لَئيمهْ، ... بِفِعل كلِّ عاهِرٍ مَرْطُومَهْ والرَّطُوم مِنَ النِّسَاءِ: الواسعةُ الفرْج؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَا ابْنَ رَطُومٍ ذاتِ فَرْج عَفْلَق

وامرأَة رَطُوم: واسعةُ الجَهاز كَثِيرَةُ الْمَاءِ. أَبو عَمْرٍو: الرَّطُوم الضَّيِّقة الحَياء مِنَ النُّوقِ، وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الرَّتْقاء، وَمِنَ الدَّجاج البَيْضاء. قَالَ شَمِرٌ: أَرْطَمَ الرجلُ وطَرْسَم وأَسبأَ «1». واصْلَخَمَّ واخرنْبَق كُلُّهُ إِذا سَكَتَ. والرَّطُوم: الأَحمق. والراطِم: اللَّازِم لِلشَّيْءِ. رعم: الرُّعام، بالضم: بالمُخاط، وَقِيلَ: مُخاط الْخَيْلِ وَالشَّاءِ، وَجَمْعُهُ أَرْعِمَة. ورَعَمَتِ الشَّاةُ تَرْعَمُ رُعاماً، وَهِيَ رَعُوم، وأَرْعَمَت: هُزلت فَسَالَ رُعامُها، ورَعَمَ مخاطُها رُعاماً: سَالَ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ دَاءٌ يأْخُذُها فِي أَنفها فَيَسِيلُ مِنْهُ شَيْءٌ فَيُقَالُ لَهُ الرُّعام، بِالضَّمِّ، وَفِي الْحَدِيثِ: صَلُّوا فِي مُراح الْغَنَمِ وَامْسَحُوا رُعامَها ؛ الرُّعام: مَا يَسِيلُ مِنْ أُنوفها. والرَّعُوم: الشَّدِيدُ الهُزال؛ قَالَ الأَزهري: الرَّعُوم، بِالرَّاءِ، مِنَ الشَّاءِ الَّتِي يَسِيلُ مُخَاطُهَا مِنَ الْهُزَالِ. وَيُقَالُ: كِسْرٌ رَعِمٌ ذُو شَحْمٍ. والرِّعْمُ: الشَّحْمُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: فِيهَا كُسُورٌ رَعِماتٌ وسُدُف ابْنُ الأَعرابي: الرَّعامُ واليَعْمُورُ الطَّلِيُّ، وَهُوَ العَرِيضُ. ورَعَمَ الشيءَ يَرْعَمُهُ رَعْماً: رَقَبَه ورَعاهُ. ورَعَمَ الشَّمْسَ يَرْعَمُها: رَقَبَ غَيْبوبتها وَنَظَرَ وُجُوبها مِنْهُ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاح أَورده الأَزهري: ومُشِيح، عَدْوُهُ مِتْأَقٌ، ... يَرْعَمُ الإِيجابَ قبلَ الظَّلام أَي يَنْتَظِرُ وُجُوبَ الشَّمْسِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلطِّرِمَّاحِ يَصِفُ عَيْراً: مِثْلُ عَيرِ الفَلاة شاخَسَ فاهُ ... طُولُ شَرْسِ القَطا، وطولُ العِضاض يَرْعَمُ الشمسَ أَنْ تَمِيل بمثل الجَبءِ، ... جأْبٍ مُقَذَّفٍ بالنِّحاضِ قَوْلُهُ يَرْعَمُ أَي يَنْظُرُ، والجَبْءُ: حُفْرَةٌ فِي الصَّفا، وجَأْب: غَلِيظٌ، والنِّحاضُ: جَمْعُ نَحْضٍ وَهُوَ اللَّحْمُ، والجَبْءُ جَمْعُهُ أَجْباء، والجأْب جَمْعُهُ أَجْآب، والشَّرْسُ: الكِدام. يُقَالُ: شَرَسَهُ أَي نَحَضَهُ، وشاخَسَ فَاهُ: صَيَّرَه مُخْتَلِفًا طَوِيلًا وَقَصِيرًا، والقَطا: مَوْضِعُ الرِّدْفِ؛ يَقُولُ: إِن هَذَا العَيْرَ مِمَّا يَعَضُّ أَعجاز هَذِهِ الأُتُنِ قَدِ اخْتَلَفَتْ أَسنانه، وَشَبَّهَ عَيْنَهُ الَّتِي يَنْظُرُ بِهَا الشَّمْسَ بِحُفْرَةٍ فِي حِجَارَةٍ، يَعْنِي شدَّتها وَاسْتِقَامَتَهَا. والرُّعامَى: زِيَادَةُ الْكَبِدِ، وَالْغَيْنُ أَعلى. والرُّعامَى والرُّعامَةُ: شَجَرٌ لَمْ يُحَلَّ. ورَعُومٌ ورِعْمٌ، كِلَاهُمَا: اسْمُ امرأَة، ورَعْمان ورُعَيمٌ: اسْمَانِ. ورَعْمٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. رغم: الرَّغْم والرِّغْم والرُّغْمُ: الكَرْهُ، والمَرْغَمَةُ مِثْلُهُ. قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: بُعِثْتُ مَرْغَمَةً ؛ المَرْغَمَة: الرُّغْمُ أَي بُعِثْتُ هَوَانًا وذُلًّا لِلْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ رَغِمَهُ ورَغَمَهُ يَرْغَمُ، ورَغِمَتِ السَّائِمَةُ المَرْعَى تَرْغَمُه وأَنِفَتْه تأْنَفُهُ: كرهَته؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وكُنَّ بالرَّوْضِ لَا يَرْغَمْنَ وَاحِدَةً ... مِنْ عَيْشهنّ، وَلَا يَدْرِين كَيْفَ غدُ وَيُقَالُ: مَا أَرْغَمُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أَي مَا أَنْقِمُه وما

_ (1). قوله [وأَسبأ] كذا هو بالأصل وشرح القاموس، وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ: استبأ

أَكرهه. والرُّغْمُ: الذِّلَّة. ابْنُ الأَعرابي: الرَّغْم التُّرَابُ، والرَّغْم الذُّلُّ، والرَّغم القَسر «1». قَالَ: وفي الحديث وإِن رَغَمَ أَنفُه أَي ذَلَّ؛ رَوَاهُ بِفَتْحِ الْغَيْنِ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: عَلَى رَغْمِ مَن رَغَمَ، بِالْفَتْحِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ مَعْقِل بْنِ يَسارٍ: رَغِم أَنفي لأَمر اللَّهِ أَي ذَلّ وَانْقَادَ. ورَغِمَ أَنفي لله رَغْماً ورَغَمَ يَرْغَمُ ويَرْغُمُ ورَغُمَ؛ الأَخيرة عَنِ الْهَجَرِيِّ، كُلُّهُ: ذلَّ عَنْ كُرْهٍ، وأَرغَمَه الذُّلُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا صَلَّى أَحدكم فليُلْزِمْ جَبْهَتَهُ وأَنفه الأَرض حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ الرَّغْمُ ؛ مَعْنَاهُ حَتَّى يَخْضَعَ ويَذِلَّ وَيَخْرُجَ مِنْهُ كِبْرُ الشَّيْطَانِ، وَتَقُولَ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى الرَّغم مِنْ أَنفه. ورَغَمَ فُلَانٌ، بِالْفَتْحِ، إِذا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الِانْتِصَافِ، وَهُوَ يَرْغَمُ رَغْماً، وَبِهَذَا الْمَعْنَى رَغِمَ أَنفُه. والمَرْغَمُ والمَرْغِمُ: الأَنف، وَهُوَ المَرْسِنُ والمَخْطِمُ والمَعْطِسُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو جَرِيرًا: تَبْكِي المَراغَةُ بالرَّغامِ عَلَى ابْنِهَا، ... والناهِقات يَهِجْنَ بالإِعْوالِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: رَغِمَ أَنفُه ثَلَاثًا، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ أَدرك أَبويه أَو أَحدهما حَيًّا وَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ. يُقَالُ: أَرْغَم اللَّهُ أَنْفَه أَي أَلزقه بالرَّغام، وَهُوَ التُّرَابُ؛ هَذَا هُوَ الأَصل، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الذُّلِّ وَالْعَجْزِ عَنِ الِانْتِصَافِ وَالِانْقِيَادِ عَلَى كُرْهٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِن رَغِمَ أَنف أَبي الدَّرْداء أَي وإِن ذَلَّ، وَقِيلَ: وإِن كَره. وَفِي حَدِيثِ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ: كَانَتَا تَرْغيماً لِلشَّيْطَانِ. وَفِي حَدِيثِ أَسماء: إِن أُمِّي قدِمتْ عليَّ راغِمَةً مُشْرِكَةً أَفَأَصِلُها؟ قَالَ: نَعَمْ ؛ لَمَّا كَانَ الْعَاجِزُ الذَّلِيلُ لَا يَخْلُو مِنْ غَضَبٍ، قَالُوا: تَرَغَّمَ إِذا غَضِبَ، وراغِمةً أَي غَاضِبَةً، تُرِيدُ أَنها قدِمَتْ عليَّ غَضْبَى لإِسلامي وَهِجْرَتِي مُتَسَخِّطَةً لأَمري أَو كَارِهَةً مَجِيئَهَا إِليَّ لَوْلَا مَسِيسُ الْحَاجَةِ، وَقِيلَ: هَارِبَةٌ مِنْ قَوْمِهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً ؛ أَي مَهْرباً ومُتَّسَعاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن السِّقْطَ ليُراغِمُ رَبَّهُ إِن أَدخل أَبويه النَّارَ أَي يُغَاضِبُهُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ: فَلَمَّا أَرْغَمَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْغَمَ بِشْرُ بْنُ البَراءِ مَا فِي فِيهِ أَي أَلقى اللُّقْمَةَ مِنْ فِيهِ فِي التُّرَابِ. ورَغَّمَ فُلَانٌ أَنفه: خَضَعَ. وأَرْغَمَهُ: حَمَلَهُ عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ أَن يَمْتَنِعَ مِنْهُ. ورَغَّمَهُ: قَالَ لَهُ رَغْماً ودَغْماً، وَهُوَ راغِمٌ داغِمٌ، ولأَفعلنَّ ذَلِكَ رَغْمًا وَهَوَانًا، نَصَبَهُ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إِظهاره. وَرَجُلٌ راغِمٌ داغِمٌ: إِتباع، وَقَدْ أَرْغَمَهُ اللَّهُ وأَدْغَمَه، وَقِيلَ: أَرْغَمَهُ أَسخطه، وأَدْغَمَهُ، بِالدَّالِ: سَوَّده. وَشَاةٌ رَغْماء: عَلَى طَرَفِ أَنفها بَيَاضٌ أَو لَوْنٌ يُخَالِفُ سَائِرَ بَدَنِهَا. وامرأَة مِرْغامة: مغضِبة لبَعْلِها؛ وَفِي الْخَبَرِ: قَالَ بَيْنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذ رأَى رَجُلًا يَطُوفُ وَعَلَى عُنُقِهِ مِثْلُ المَهاةِ وَهُوَ يَقُولُ: عُدْتُ لِهَذِي جَمَلًا ذَلولا، ... مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهولا، أَعْدِلُها بالكَفِّ أَن تَمِيلا، ... أَحذَر أَن تَسْقُطَ أَو تَزُولَا، أَرْجو بِذَاكَ نَائِلًا جَزِيلا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ هَذِهِ الَّتِي وَهَبْتَ لَهَا حَجَّكَ؟ قَالَ: امرأَتي، يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ إِنها حَمْقَاءُ مِرْغامة، أَكول قَامَةٌ، مَا تَبْقى لَهَا خَامَةٌ قَالَ: مَا لَكَ لَا

_ (1). قوله [والرغم القسر] كذا هو بالسين المهملة في الأَصل، والذي في التهذيب والتكملة: القشر بالشين المعجمة

تُطَلِّقُهَا؟ قَالَ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ، هِيَ حَسْنَاءُ فَلَا تُفْرَك، وأُم صِبْيَانٍ فَلَا تُتْرك قَالَ: فشأَنك بِهَا إِذاً. والرَّغامُ: الثَّرَى. والرَّغام، بِالْفَتْحِ: التُّرَابُ، وَقِيلَ: التُّرَابُ اللَّيِّنُ وَلَيْسَ بِالدَّقِيقِ؛ وَقَالَ: وَلَمْ آتِ البُيوتَ، مُطَنَّباتٍ، ... بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ مِنَ الرَّغامِ أَي انْفَرَدْنَ، وَقِيلَ: الرَّغامُ رَمْلٌ مُخْتَلِطٌ بِتُرَابٍ. الأَصمعي: الرَّغامُ مِنَ الرَّمْلِ لَيْسَ بِالَّذِي يَسِيلُ مِنَ الْيَدِ. أَبو عَمْرٍو: الرَّغامُ دُقاق التُّرَابِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: أَرْغَمْتُه أَي أَهَنْتُهُ وأَلزقته بِالتُّرَابِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو الرَّغام رمل يَغْشى البصر، وَهِيَ الرِّغْمان؛ وأَنشد لنُصَيْب: فَلَا شَكَّ أَنّ الْحَيَّ أَدْنَى مَقِيلِهِمْ ... كُناثِرُ، أَو رِغْمانُ بِيضِ الدَّوائر وَالدَّوَائِرُ: مَا اسْتَدَارَ مِنَ الرَّمْلِ. وأَرْغَمَ اللَّهُ أَنفه ورَغَّمه: أَلزقه بالرَّغام. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها سُئِلَتْ عَنِ المرأَة توضأَتْ وَعَلَيْهَا الخِضابُ فَقَالَتْ: اسْلِتِيهِ وأَرغِمِيه ؛ مَعْنَاهُ أَهِينِيه وَارْمِي بِهِ عَنْكِ فِي التُّرَابِ. ورَغَّمَ الأَنفُ نفسُه: لَزِقَ بالرَّغام. وَيُقَالُ: رَغَمَ أَنفُه إِذا خَاسَ فِي التُّرَابِ. وَيُقَالُ: رَغمَ فُلَانٌ أَنفه «2». اللَّيْثُ: الرُّغامُ مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنف مِنْ دَاءٍ أَو غَيْرِهِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَصَوَابُهُ الرُّعام، بِالْعَيْنِ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: مِنْ قَالَ الرُّغام فِيمَا يَسِيلُ مِنَ الأَنف فَقَدْ صَحَّفَ، وَكَانَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاجُ أَخذ هَذَا الْحَرْفَ مِنْ كِتَابِ اللَّيْثِ فَوَضَعَهُ فِي كِتَابِهِ وَتَوَهَّمَ أَنه صَحِيحٌ، قَالَ: وأَراه عَرَضَ الْكِتَابَ عَلَى الْمُبَرِّدِ وَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ ثَعْلَبٍ «3». قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرَّغامُ والرُّغامُ «4». مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنف، وَهُوَ الْمُخَاطُ، وَالْجَمْعُ أَرْغِمَةٌ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ الغَنم والظِّباء. وأَرْغَمَتْ: سَالَ رُغامُها، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً. والمُراغَمَةُ: الهِجْرانُ وَالتَّبَاعُدُ. والمُراغَمةُ: الْمُغَاضَبَةُ. وأَرْغَمَ أَهله وراغَمَهُمْ: هَجَرَهُمْ. وراغَم قَوْمَهُ: نَبَذهُم وَخَرَجَ عَنْهُمْ وَعَادَاهُمْ. وَلَمْ أُبالِ رَغْم أَنفِه «5». أَي وإِن لَصِقَ أَنفُه بِالتُّرَابِ. والتَّرَغُّمُ: التغضُّب، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالزَّايِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الحُطَيئَةِ: تَرى بَيْنَ لَحْيَيها، إِذا مَا تَرَغَّمَتْ، ... لُغاماً كَبَيْتِ العَنْكَبُوتِ المُمَدَّدِ والمُراغَمُ: السَّعَةُ والمضطَرَبُ، وَقِيلَ: المَذْهب والمَهْرب فِي الأَرض، وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً ؛ مَعْنَى مُراغَماً مُهاجَراً، الْمَعْنَى يَجِدْ فِي الأَرض مُهاجَراً لأَن المُهاجِرَ لِقَوْمِهِ والمُراغِمَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وإِن اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ؛ وأَنشد: إِلى بَلَدٍ غيرِ دَانِي المَحَل، ... بعيدِ المُراغَمِ والمُضْطَرَبْ قَالَ: وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الرَّغام وَهُوَ التُّرَابُ، وَقِيلَ: مُراغَماً مُضْطَرَباً. وَعَبْدٌ مُراغِمٌ «6». أَي مضطربٌ

_ (2). قوله [وَيُقَالُ رَغَّمَ فُلَانٌ أَنفه] عبارة التهذيب: وَيُقَالُ رَغَّمَ فُلَانٌ أَنفه وأَرغمه إِذا حَمَلَهُ عَلَى مَا لَا امتناع له منه (3). قوله [وَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ ثَعْلَبٌ] يعني أَنه بالعين المهملة كما يستفاد من التكملة (4). قوله [والرغام والرغام إلخ] هما بفتح الراء في الأَول وضمها في الثاني، هكذا بضبط الأصل والمحكم (5). قوله [وَلَمْ أَبال رَغْمَ أَنفه هو بهذا الضبط في التهذيب (6). قوله [وعبد مراغم] مضبوط في نسخة من التهذيب بكسر الغين وقال شارح القاموس بفتح الغين

عَلَى مَواليه. والمُراغَمُ: الْحِصْنُ كالعَصَرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد للجَعْدِيّ: كَطَوْدٍ يُلاذُ بأَرْكانِهِ، ... عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسَالِمِ بْنِ دَارَةَ: أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قَدْ حَفَرْت لَهُ ... بِئْرًا تُراغَمُ بَيْنَ الحَمْضِ والشَّجَرِ وَمَا لِي عَنْ ذَلِكَ مَرْغَمٌ أَي مَنْعٌ وَلَا دَفْعٌ. والرُّغامى: زِيَادَةُ الْكَبِدِ مِثْلُ الرُّعامى، بِالْغَيْنِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقِيلَ: هِيَ قَصَبَةُ الرِّئة؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْديّ: شاكَتْ رُغامى قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ ... هَوْلَ الجَنان، وَمَا هَمَّتْ بإِدْلاجِ وَقَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ الحُمُرَ: يُحَشرِجُها طَوْراً وطَوْراً، كأَنَّما ... لها بالرُّغامى والخَياشِم جارِزُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الرُّغامى قَصَبُ الرئَةِ؛ وأَنشد: يَبُلُّ مِنْ مَاءِ الرُّغامى لِيتَهُ، ... كَمَا يَرُبُّ سالئٌ حَمِيتَهُ والرُّغامى مِنَ الأَنف؛ وَقَالَ ابْنُ القُوطِيَّة: الرُّغامى الأَنف وَمَا حَوْلَهُ. والرُّغامى: نَبْتٌ، لُغَةٌ فِي الرُّخامى. والتَّرَغُّمُ: الْغَضَبُ بِكَلَامٍ وَغَيْرِهِ والتَّزَغُّم بِكَلَامٍ؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ لَبِيدٍ: عَلَى خَيْرِ مَا يُلْقى بِهِ مَن تَرَغَّما وَمَنْ تَزَعَّما. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ فِي قَوْلِهِ فَعَلْتُهُ عَلَى رَغْمِه: أَي عَلَى غَضَبِهِ وَمُسَاءَتِهِ. يُقَالُ: أَرْغَمْتُه أَي أَغضبته؛ قَالَ مُرَقِّشٌ: مَا دِيننا فِي أَنْ غَزا مَلِكٌ، ... مِنْ آلِ جَفْنَةَ، حازِمٌ مُرْغَمْ مَعْنَاهُ مُغْضَب. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: صَلِّ فِي مُراح الْغَنَمِ وَامْسَحِ الرُّغامَ عَنْهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد مَسْحَ التُّرَابِ عَنْهَا رِعَايَةً لَهَا وإِصلاحاً لشأْنها. ورُغَيْم: اسم. رفم: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الرَّفَمُ النعيم التام. رقم: الرَّقْمُ والتَّرقيمُ: تَعْجيمُ الْكِتَابِ. ورَقَمَ الْكِتَابَ يَرْقُمُهُ رَقْماً: أَعجمه وبيَّنه. وَكِتَابٌ مَرْقُوم أَي قَدْ بُيِّنتْ حُرُوفُهُ بِعَلَامَاتِهَا مِنَ التَّنْقِيطِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: كِتابٌ مَرْقُومٌ* ؛ كِتَابٌ مَكْتُوبٌ؛ وأَنشد: سأَرْقُم فِي الْمَاءِ القَراحِ إِليكُم، ... عَلَى بُعْدِكُمْ، إِن كَانَ لِلْمَاءِ راقِمُ أَي سأَكتب. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ يَرْقُمُ فِي الْمَاءِ أَي بَلَغَ مِنْ حِذْقه بالأُمور أَن يَرْقُمَ حَيْثُ لَا يَثْبُتُ الرَّقْمُ؛ وأَما الْمُؤْمِنُ فإِن كِتَابَهُ يُجْعَلُ فِي عِلِّيِّينَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وأَما الْكَافِرُ فَيُجْعَلُ كِتَابُهُ فِي أَسفل الأَرضين السَّابِعَةِ. والمِرْقَمُ: القَلَمُ. يَقُولُونَ: طَاحَ مِرْقَمُك أَي أَخطأَ قَلَمُكَ. الْفَرَّاءُ: الرَّقِيمةُ المرأَة الْعَاقِلَةُ البَرْزَةُ الفَطِنَةُ. وَهُوَ يَرْقُمُ فِي الْمَاءِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للفَطِنِ. والمُرَقِّمُ والمُرَقِّنُ: الْكَاتِبُ؛ قَالَ:

دَارٌ كَرَقْم الْكَاتِبِ المُرَقّن والرَّقْمُ: الْكِتَابَةُ وَالْخَتْمُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَسرف فِي غَضَبِهِ وَلَمْ يَقْتَصِدْ: طَما مِرْقَمُكَ وَجَاشَ مرْقَمُكَ وغَلى وطَفَح وفاضَ وَارْتَفَعَ وقَذَفَ مِرْقَمُكَ. والمَرْقُومُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي فِي قَوَائِمِهِ خُطُوطُ كَيَّاتٍ. وَثَوْرٌ مَرْقُوم الْقَوَائِمِ: مُخَطَّطُها بِسَوَادٍ، وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ. التَّهْذِيبُ: والمَرْقُومُ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي يُكْوَى عَلَى أَوْظِفَتِهِ كَيّاتٍ صِغَارًا، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا رَقْمَةٌ، وَيُنْعَتُ بِهَا الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ لِسَوَادٍ عَلَى قَوَائِمِهِ. والرَّقْمتانِ: شِبْهُ ظُفْرَين فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ مُتَقَابِلَتَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اكْتَنَفَ جاعِرتي الْحِمَارِ مِنْ كَيَّة النَّارِ. وَيُقَالُ لِلنُّكْتَتَيْنِ السَّوْدَاوَيْنِ عَلَى عَجُزِ الْحِمَارِ: الرَّقْمتان، وَهُمَا الْجَاعِرَتَانِ. ورَقْمتا الْحِمَارِ والفرسِ: الأَثَرانِ بِبَاطِنِ أَعضادهما. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَنتم فِي الأُمم إِلا كالرَّقْمة فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ ؛ الرَّقْمَةُ: الهَنَةُ النَّاتِئَةُ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ مِنْ دَاخِلٍ، وَهُمَا رَقمتان فِي ذِرَاعَيْهَا، وَقِيلَ: الرَّقْمتان اللَّتَانِ فِي بَاطِنِ ذِرَاعَيِ الْفَرَسِ لَا تُنْبِتان الشَّعَرَ. وَيُقَالُ للصَّناعِ الْحَاذِقَةِ بالخِرازة: هِيَ تَرْقُمُ الْمَاءَ وتَرْقُمُ فِي الْمَاءِ، كأَنها تَخُطُّ فِيهِ. والرَّقْمُ: خَزّ مُوَشّى. يُقَالُ: خَزٌّ رَقْم كَمَا يُقَالُ بُرْدٌ وَشْي. والرَّقْمُ: ضَرْبٌ مِنَ البُرود؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: تَقُولُ: وَلَوْلَا أَنت أُنْكِحْتُ سَيِّدًا ... أُزَفُّ إِليه، أَو حُمِلْتُ عَلَى قَرْمِ لَعَمْري لَقَدْ مُلِّكْتِ أَمْرَك حِقْبةً ... زَمَانًا، فَهَلَّا مِسْتِ فِي العَقْمِ والرَّقْمِ والرَّقْمُ: ضَرْبٌ مُخَطَّطٌ مِنَ الوَشْي، وَقِيلَ: مِنَ الخَزِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتى فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا ستْراً مُوَشًّى فَقَالَ: مَا لَنَا وَالدُّنْيَا والرَّقْم؟ يُرِيدُ النَّقْشَ والوَشْيَ، والأَصل فِيهِ الْكِتَابَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي صِفَةِ السَّمَاءِ: سَقْف سَائِرٌ ورَقِيمٌ مَائِرٌ؛ يُرِيدُ بِهِ وَشْيَ السَّمَاءِ بِالنُّجُومِ. ورَقَمَ الثَّوْبَ يَرْقُمُه رَقْماً ورَقَّمهُ: خَطَّطَهُ؛ قَالَ حُمَيْدٌ: فَرُحْنَ، وَقَدْ زايَلنَ كُلَّ صَنِيعَةٍ ... لَهُنَّ، وباشَرنَ السَّديلَ المُرَقَّما وَالتَّاجِرُ يَرْقُمُ ثَوْبَهُ بسِمَته. ورَقْمُ الثَّوْبِ: كِتَابُهُ، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ؛ يُقَالُ: رَقَمْتُ الثَّوْبَ ورَقَّمْتُه تَرْقِيماً مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ أَي مَا يُكْتَبُ عَلَى الثِّيَابِ مِنْ أَثمانها لِتَقَعَ الْمُرَابَحَةُ عَلَيْهِ أَو يَغْتَرَّ بِهِ الْمُشْتَرِي، ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ الْمُحَدِّثُونَ فِيمَنْ يَكْذِبُ وَيَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَرْقَمُ حَيَّةٌ بَيْنَ الْحَيَّتَيْنِ مُرَقَّم بِحُمْرَةٍ وَسَوَادٍ وكُدْرَةٍ وبُغْثَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَرْقَمُ مِنَ الْحَيَّاتِ الَّذِي فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَالْجَمْعُ أَراقِمُ، غَلَبَ غَلَبَةَ الأَسماء فكُسِّرَ تَكْسِيرَهَا وَلَا يُوصَفُ بِهِ الْمُؤَنَّثُ، يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَرْقَم، وَلَا يُقَالُ حَيَّةٌ رَقْماء، وَلَكِنْ رَقْشاء. والرَّقَمُ والرُّقْمَةُ: لَوْنُ الأَرْقَم. وَقَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَثَلِي كَمَثَلِ الأَرْقَمِ إِن تَقْتُلْهُ يَنْقَمْ وإِن تَتْرُكْهُ يَلْقمْ. وَقَالَ شَمِرٌ: الأَرقَمُ مِنَ الْحَيَّاتِ الَّذِي يُشْبِهُ الجانَّ فِي اتِّقَاءِ النَّاسِ مِنْ قَتْلِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مِنْ أَضعف الحَيّات وأَقلها غَضَبًا، لأَن الأَرْقَمَ وَالْجَانَّ يُتَّقَى فِي قَتْلِهِمَا عُقُوبَةَ الْجِنِّ لِمَنْ قَتَلَهُمَا، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إِن يُقْتَل يَنْقَمْ أَي يُثْأرْ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: الأَرْقَمُ أَخبث

الْحَيَّاتِ وأَطلبها لِلنَّاسِ، والأَرْقَمُ إِذا جَعَلْتَهُ نَعْتًا قُلْتَ أَرْقَشُ، وإِنما الأَرقَمُ اسْمُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: هُوَ إِذاً كالأَرْقَمِ أَي الْحَيَّةِ الَّتِي عَلَى ظَهْرِهَا رَقْمٌ أَي نَقْشٌ، وَجَمْعُهَا أَراقِمُ. والأَراقِمُ: قَوْمٌ مِنْ رَبِيعَةَ، سُمُّوا الأَراقِمَ تَشْبِيهًا لِعُيُونِهِمْ بِعُيُونِ الأَراقِمِ مِنَ الْحَيَّاتِ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَراقِمُ حَيٌّ مَنْ تَغْلب، وَهُمُ جُشَم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ مُهَلْهِلٍ: زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ فِي ... جَنْبٍ، وَكَانَ الحِباءُ مِنْ أَدَم وجَنْبٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. ابْنُ سِيدَهْ: والأَراقِمُ بَنُو بَكْرٍ وجُشَم ومالك والحرث وَمُعَاوِيَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ غَيْرُهُ: إِنما سُميت الأَراقِمُ بِهَذَا الِاسْمِ لأَن نَاظِرًا نَظَرَ إِليهم تَحْتَ الدِّثارِ وَهُمْ صِغار فَقَالَ: كأَنّ أَعينهم أَعين الأَراقِمِ، فَلَجَّ عَلَيْهِمُ اللقبُ. والرَّقِمُ، بِكَسْرِ الْقَافِ: الدَّاهِيَةُ وَمَا لَا يُطاق لَهُ وَلَا يُقام بِهِ. يُقَالُ: وَقَعَ فِي الرقِمِ، والرَّقِمِ الرَّقْماءِ إِذا وَقَعَ فِيمَا لَا يَقُومُ بِهِ. الأَصمعي: جَاءَ فُلَانٌ بالرَّقِمِ الرَّقْماء كَقَوْلِهِمْ بِالدَّاهِيَةِ الدَّهْياء؛ وأَنشد: تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنه وأَنا الرَّقِمْ يُرِيدُ الدَّاهِيَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّقِم، بِكَسْرِ الْقَافِ، الدَّاهِيَةُ، وَكَذَلِكَ بِنْتُ الرَّقِم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرْسَلَها عَليقَة، وَقَدْ عَلِمْ ... أَن العَلِيقاتِ يلاقِينَ الرَّقِمْ وَجَاءَ بالرَّقِمِ والرَّقْمِ أَي الْكَثِيرِ. والرَّقِيمُ: الدَّواة؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ اللَّوْحُ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ الرَّقِيمُ اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْكَهْفُ، وَقِيلَ: اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الرّقِيمُ لوحُ رَصاصٍ كُتِبَتْ فِيهِ أَسماؤهم وأَنسابهم وَقِصَصُهُمْ ومِمَّ فَرُّوا؛ وسأَل ابْنُ عَبَّاسٍ كَعْبًا عَنِ الرَّقِيم فَقَالَ: هِيَ الْقَرْيَةُ الَّتِي خَرَجُوا مِنْهَا، وَقِيلَ: الرَّقِيمُ الْكِتَابُ؛ وَذَكَرَ عِكْرِمةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: مَا أَدري مَا الرَّقِيمُ، أَكتاب أَم بُنْيَانٌ، يَعْنِي أَصحاب الْكَهْفِ والرَّقيمِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي الرَّقيم خَمْسَةُ أَقوال: أَحدهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه لَوْحٌ كُتِبَ فِيهِ أَسماؤهم، الثَّانِي أَنه الدَّواة بِلُغَةِ الرُّوم؛ عَنْ مُجَاهِدٍ، الثَّالِثُ الْقَرْيَةُ؛ عَنْ كَعْبٍ، الرَّابِعُ الْوَادِي، الْخَامِسُ الْكِتَابُ؛ عَنِ الضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ وإِلى هَذَا الْقَوْلِ يَذْهَبُ أَهل اللُّغَةِ، وَهُوَ فَعِيلٌ فِي مَعْنَى مَفْعول. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى يَدَعَها مِثْلَ القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ ، الرّقِيمُ: الْكِتَابُ، أَي حَتَّى لَا تَرَى فِيهَا عِوَجاً كَمَا يُقَوِّم الْكَاتِبُ سُطوره. والتَّرْقِيمُ: مِنْ كَلَامِ أَهل دِيوَانِ الْخَرَاجِ. والرَّقْمةُ: الرَّوْضَةُ، والرّقْمتان: رَوْضَتَانِ إِحداهما قَرِيبٌ مِنَ الْبَصْرَةِ، والأُخرى بنَجْدٍ. التَّهْذِيبُ: والرَّقْمتانِ رَوْضَتَانِ بِنَاحِيَةِ الصَّمَّانِ؛ وإِياهما أَراد زُهَيْرٌ بِقَوْلِهِ: وَدَارٌ لَهَا بالرّقْمَتَيْنِ، كأَنّها ... مَراجيع وَشْمٍ فِي نَواشِر مِعْصَمِ ورَقْمةُ الْوَادِي: مجتَمَعُ مَائِهِ فِيهِ. والرَّقْمةُ: جَانِبُ الْوَادِي، وَقَدْ يُقَالُ للرّوْضة. وَفِي الْحَدِيثِ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَقْمَةً مِنْ جَبَلٍ ؛ رَقمةُ الْوَادِي: جَانِبُهُ، وَقِيلَ: مُجْتَمَعُ مَائِهِ،

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَقْمَةُ الْوَادِي حَيْثُ الْمَاءُ. والمَرْقُومة: أَرض فِيهَا نُبَذٌ مِنَ النَّبْتِ. والرَّقَمَةُ: نَبَاتٌ يُقَالُ إِنه الخُبّازَى، وَقِيلَ: الرَّقَمَةُ مِنَ العُشب الْعُظَامِ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحَةً غَصَنَةً كِبَارًا، وَهِيَ مِنْ أَول العُشْب خُرُوجًا تَنْبُتُ فِي السَّهْلِ، وأَول مَا يَخْرُجُ مِنْهَا تَرَى فِيهِ حُمرة كالعِهْن النَّافِضِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ وَلَا يَكَادُ الْمَالُ يأْكلها إِلا مِنْ حَاجَةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرَّقَمَةُ مِنْ أَحْرار البَقْل، وَلَمْ يَصِفْهَا بأَكثر مِنْ هَذَا، قَالَ: وَلَا بَلَغَتْنِي لَهَا حِلْيةٌ. التَّهْذِيبُ: الرَّقَمَةُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الكَرِشَ. وَيَوْمَ الرَّقَمِ: يَوْمٌ لغَطَفان عَلَى بَنِي عَامِرٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَيَوْمُ الرَّقَمِ مِنْ أَيام الْعَرَبِ، عُقِرَ فِيهِ قُرْزُلٌ فَرَسُ طُفَيْلِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَنه فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ؛ قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن قُرْزُلًا فَرَسُ طُفَيل بْنِ مَالِكٍ، شَاهِدُهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: ومِنهنَّ إِذ نَجَّى طُفَيْلَ بْنَ مالكٍ، ... عَلَى قُرْزُلٍ، رَجْلا رَكوضِ الهَزائِمِ وَقَوْلُهُ أَيضاً: ونَجَّى طُفَيْلًا مِنْ عُلالَةِ قُرْزُلٍ ... قَوائمُ، نَجَّى لحمَهُ مُسْتَقِيمها والرَّقَمِيَّاتُ: سِهَامٌ تُنْسَبُ إِلى مَوْضِعٍ بِالْمَدِينَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّقَمُ مَوْضِعٌ تُعْمَلُ فِيهِ النِّصالُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فرَمَيْتُ القومَ رِشْقاً صَائِبًا، ... لَيْسَ بالعُصْلِ وَلَا بالمُقْتَعِلّ رَقَمِيَّاتٌ عَلَيْهَا ناهضٌ، ... تُكلِحُ الأَرْوَقُ مِنْهُمْ والأَيَلّ أَي عَلَيْهَا ريشُ ناهضٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الناهضُ. والرّقِيمُ والرُّقَيْمُ: مَوْضِعَانِ. والرَّقيمُ: فَرَسُ حِزام بن وابصة. ركم: الرَّكْمُ: جَمْعُكَ شَيْئًا فَوْقَ شَيْءٍ حَتَّى تَجْعله رُكاماً مَرْكُومًا كَرُكَامِ الرَّمْلِ وَالسَّحَابِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْءِ المُرْتكِم بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. رَكَمَ الشَّيْءَ يَرْكُمُه إِذا جَمَعه وأَلقى بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَهُوَ مَرْكُومٌ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. وارْتَكَمَ الشيءُ وتَراكَمَ إِذا اجْتَمَعَ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّكْمُ إِلقاء بَعْضِ الشَّيْءِ عَلَى بَعْضٍ وتَنْضيده، رَكَمَه يَرْكُمُهُ رَكْماً فارْتَكَمَ وتَراكَمَ. وَشَيْءٌ رُكامٌ: بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً ؛ يَعْنِي السَّحَابَ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّكَمُ السَّحَابُ المُتَراكِمُ. الْجَوْهَرِيُّ: الرُّكامُ الرَّمْلُ المُتَراكم، وَكَذَلِكَ السَّحَابُ وَمَا أَشبهه. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: حَتَّى رأَيتُ رُكاماً؛ الرُّكامُ: السَّحَابُ المُتراكِمُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وقَطِيعٌ رُكامُ: ضَخْمٌ كأَنه قَدْ رُكِمَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وتَحْمِي بِهِ حَوْماً رُكاماً وَنِسْوَةً، ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَريرُ والرُّكْمةُ: الطِّينُ وَالتُّرَابُ الْمَجْمُوعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَ بعُودٍ وَجَاءَ بِبَعْرَةٍ حَتَّى رَكَموا فَصَارَ سَوَادًا. ومُرْتَكَمُ الطَّرِيقِ، بِفَتْحِ الْكَافِ: جادَّتُهُ ومَحَجَّتُهُ. رمم: الرَّمّ: إِصلاح الشَّيْءِ الَّذِي فَسَدَ بَعْضُهُ مِنْ نَحْوِ حَبْلٍ يَبْلى فتَرُمُّهُ أَو دَارٍ تَرُمُّ شأْنها مَرَمَّةً. ورَمُّ الأَمر: إِصلاحه بَعْدَ انْتِشَارِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: رَمَمْتُ الشَّيْءَ أَرُمُّهُ وأَرِمُّهُ رَمّاً ومَرَمَّةً إِذا أَصلحته. يُقَالُ: قَدْ رَمَّ شأْنه ورَمَّهُ أَيضاً بِمَعْنَى أَكله. واسْتَرَمَّ الحائطُ أَي حَانَ لَهُ أَن يُرَمَّ إِذا بَعُدَ عَهْدُهُ

بِالتَّطْيِينِ. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ: فَلْيَنْظُرْ إِلى شِسْعه ورَمِّ مَا دَثَرَ مِنْ سِلَاحِهِ ؛ الرَّمُّ: إِصلاح مَا فَسَدَ ولَمُّ مَا تَفَرَّقَ. ابْنُ سِيدَهْ: رَمَّ الشيءَ يَرُمُّهُ رَمّاً أَصلحه، واسْتَرَمَّ دَعَا إِلى إِصلاحه. ورَمَّ الحبلُ: تَقَطَّعَ. والرِّمَّةُ والرُّمَّةُ: قِطْعَةٌ مِنَ الحبْل بَالِيَةٌ، وَالْجَمْعُ رِمَمٌ ورِمام؛ وَبِهِ سُمِّيَ غَيْلانُ الْعَدَوِيُّ الشَّاعِرُ ذَا الرُّمَّةِ لِقَوْلِهِ فِي أُرجوزته يَعْنِي وَتِداً: لَمْ يَبْقَ مِنْهَا، أَبَدَ الأَبِيدِ، ... غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سُودِ وغيرُ مَشْجوجِ القَفا مَوتُودِ، ... فِيهِ بَقايا رُمَّةِ التَّقْليدِ يَعْنِي مَا بَقِيَ فِي رأْس الوَتِدِ مِنْ رُمَّةِ الطُّنُبِ الْمَعْقُودِ فِيهِ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: أَعطيته الشَّيْءَ برُمَّتِه أَي بِجَمَاعَتِهِ. والرُّمَّةُ: الْحَبْلُ يقلَّد الْبَعِيرَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ أَخذ الشَّيْءَ برُمَّتِه: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَن الرُّمَّةَ قِطْعَةُ حَبْلٍ يُشَدُّ بِهَا الأَسير أَو القاتلُ إِذا قِيدَ إِلى الْقَتْلِ للقَوَدِ، وقولُ عَلِيٍّ يَدُلُّ عَلَى هَذَا حِينَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ ذُكِرَ أَنه رأَى رَجُلًا مَعَ امرأَته فَقَتَلَهُ فَقَالَ: إِن أَقام بَيِّنَةً عَلَى دَعْوَاهُ وَجَاءَ بأَربعة يَشْهَدُونَ وإِلا فلْيُعْطَ برُمَّتِهِ ، يَقُولُ: إِن لَمْ يُقِم الْبَيِّنَةَ قَادَهُ أَهله بِحَبْلِ عُنُقِهِ إِلى أَولياء الْقَتِيلِ فَيُقْتَلُ بِهِ، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ أَخذت الشَّيْءَ تَامًّا كَامِلًا لَمْ يَنْقُصُ مِنْهُ شَيْءٌ، وأَصله الْبَعِيرُ يُشَدُّ فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ فَيُقَالُ أَعطاه الْبَعِيرَ برُمَّته؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَصْلُ خَرْقاءَ رُمَّةٌ فِي الرِّمام قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصله أَن رَجُلًا دَفَعَ إِلى رَجُلٍ بَعِيرًا بِحَبْلٍ فِي عُنُقِهِ فَقِيلَ ذَلِكَ لِكُلِّ مَنْ دَفَعَ شَيْئًا بِجُمْلَتِهِ؛ وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد الأَعشى بِقَوْلِهِ يُخَاطِبُ خَمَّاراً: فقلتُ لَهُ: هذِه، هاتِها ... بأَدْماءَ فِي حَبْل مُقْتادِها وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَلِيٍّ: الرُّمَّةُ، بِالضَّمِّ، قِطْعَةُ حبْل يُشَدُّ بِهَا الأَسير أَو الْقَاتِلُ الَّذِي يُقاد إِلى الْقِصَاصِ أَي يُسلَّم إِليهم بِالْحَبْلِ الَّذِي شُدَّ بِهِ تَمْكِينًا لَهُمْ مِنْهُ لِئَلَّا يَهْرُبَ، ثُمَّ اتَّسَعُوا فِيهِ حَتَّى قَالُوا أَخذت الشَّيْءَ برُمَّتِهِ وبزَغْبَرِهِ وبجُمْلَتِه أَي أَخذته كُلَّهُ لَمْ أَدع مِنْهُ شَيْئًا. ابْنُ سِيدَهْ: أَخذه برُمَّته أَي بِجَمَاعَتِهِ، وأَخذه برُمَّتِهِ اقْتَادَهُ بِحَبْلِهِ، وأَتيتك بِالشَّيْءِ برُمَّتِهِ أَي كُلِّهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ أَصله أَن يُؤْتى بالأَسير مَشْدُودًا برُمَّتِهِ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. التَّهْذِيبُ: والرُّمَّة مِنَ الْحَبْلِ، بِضَمِّ الرَّاءِ، مَا بَقِيَ مِنْهُ بَعْدَ تَقَطُّعِهِ، وَجَمْعُهَا رُمٌّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، يَذُمُّ الدُّنْيَا: وأَسبابُها رِمامٌ أَي بَالِيَةٌ، وَهِيَ بِالْكَسْرِ جَمْعُ رُمَّةٍ، بِالضَّمِّ، وَهِيَ قِطْعَةُ حَبْلٍ بَالِيَةٌ. وَحَبْلٌ رِمَمٌ ورِمامٌ وأَرْمام: بالٍ، وَصَفُوهُ بِالْجَمْعِ كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ وَاحِدًا ثُمَّ جَمَعُوهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ بالرَّوْثِ والرِّمَّةِ ؛ والرِّمَّةُ، بِالْكَسْرِ: الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ، وَالْجَمْعُ رِمَمٌ ورِمام؛ قال لبيد: والبيت إِن تعرَ مِنِّي رِمَّةٌ خَلَقاً، ... بَعْدَ المَماتِ، فَإِنِّي كنتُ أَثَّئِرُ والرمِيمُ: مِثْلُ الرِّمَّةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَهِيَ رَمِيمٌ لأَن فَعِيلًا وفَعُولًا قَدِ اسْتَوَى فِيهِمَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ، مِثْلُ رَسُول وعَدُوٍّ

وصَديقٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي النَّهْيِ عَنِ الاستنجاءِ بالرِّمَّة قَالَ: يَجُوزُ أَن تَكُونَ الرِّمَّة جَمْعَ الرَّمِيم، وإِنما نَهَى عَنْهَا لأَنها رُبَّمَا كَانَتْ مَيْتَةً، وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَو لأَن الْعَظْمَ لَا يَقُومُ مَقَامَ الْحَجَرِ لِمَلَاسَتِهِ؛ وَعَظْمٌ رَمِيمٌ وأَعظم رَمائِمُ ورَمِيمٌ أَيضاً؛ قَالَ حَاتِمٌ أَو غَيْرُهُ، الشَّكُّ مِنَ ابْنِ سِيدَهْ: أَما وَالَّذِي لَا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيْرُهُ، ... ويُحْيي العِظامَ البِيضَ، وَهِيَ رَمِيمُ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي بالرَّمِيمِ الْجِنْسَ فَيَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ لَفْظِ الْجَمْعِ. والرَّمِيمُ: مَا بَقِيَ مِنْ نَبْتِ عَامِ أَول؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. ورَمَّ العظمُ وَهُوَ يَرِمُّ، بِالْكَسْرِ، رَمّاً ورَمِيماً وأَرَمَّ: صَارَ رِمَّةً؛ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ مِنْهُ رَمَّ العظمُ يَرِمُّ، بِالْكَسْرِ، رِمَّةً أَي بَلِيَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَمَّتْ عِظَامُهُ وأَرَمَّتْ إِذا بَلِيَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صلاتُنا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمَّتَ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْحَرْبِيُّ كَذَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُونَ، قَالَ: وَلَا أَعرف وَجْهَهُ، وَالصَّوَابُ أَرَمَّتْ، فَتَكُونُ التَّاءُ لتأْنيث الْعِظَامِ أَو رَمِمْتَ أَي صِرْتَ رَمِيماً، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ أَرَمْتَ، بِوَزْنِ ضَرَبْتَ، وأَصله أَرْمَمْتَ أَي بَلِيتَ، فَحُذِفَتْ إِحدى الْمِيمَيْنِ كَمَا قَالُوا أَحَسْتَ فِي أَحْسَسْتَ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ أَرْمَتَّ، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، عَلَى أَنه أَدغم إِحدى الْمِيمَيْنِ فِي التَّاءِ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلٌ سَاقِطٌ، لأَن الْمِيمَ لَا تُدْغَمُ فِي التَّاءِ أَبداً، وَقِيلَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أُرِمْتَ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، بِوَزْنِ أُمِرْتَ، مِنْ قَوْلِهِمْ: أَرَمَت الإِبل تَأْرمُ إِذا تَنَاوَلَتِ العلفَ وَقَلَعَتْهُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ رَمَّ الميتُ وأَرَمَّ إِذا بَليَ. والرِّمَّةُ: الْعَظْمُ الْبَالِي، وَالْفِعْلُ الْمَاضِي مِنْ أَرَمَّ لِلْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ أَرْمَمْتُ وأَرْمَمْتَ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَلُّ فِعْلٍ مضعَّف فإِنه يَظْهَرُ فِيهِ التَّضْعِيفُ مَعَهُمَا، تَقُولُ فِي شَدَّ: شَدَدْتُ، وَفِي أَعَدَّ: أَعْدَدْتُ، وإِنما ظَهَرَ التَّضْعِيفُ لأَن تَاءَ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ مُتَحَرِّكَةٌ وَلَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلا سَاكِنًا، فإِذا سَكَنَ مَا قَبْلَهَا وَهِيَ الْمِيمُ الثَّانِيَةُ الْتَقَى سَاكِنَانِ، فإِن الْمِيمَ الأُولى سَكَنَتْ لأَجل الإِدغام، وَلَا يُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَلَا يَجُوزُ تَحْرِيكُ الثَّانِي لأَنه وَجَبَ سُكُونُهُ لأَجل تَاءِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ، فَلَمْ يَبْقَ إِلا تَحْرِيكُ الأَول، وَحَيْثُ حُرِّكَ ظَهَرَ التَّضْعِيفُ، وَالَّذِي جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بالإِدغام، وَحَيْثُ لَمْ يَظْهَرِ التَّضْعِيفُ فِيهِ عَلَى مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ احْتَاجُوا أَن يُشَدِّدُوا التَّاءَ لِيَكُونَ مَا قَبْلَهَا سَاكِنًا، حَيْثُ تَعَذَّرَ تَحْرِيكُ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ، أَو يَتْرُكُوا القِياسَ فِي الْتِزَامِ سُكُونِ مَا قَبْلَ تَاءِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ، قَالَ: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ وَلَمْ تَكُنْ مُحَرَّفَةً فَلَا يُمْكِنُ تَخْرِيجُهُ إِلا عَلَى لُغَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ، فإِن الْخَلِيلَ زَعَمَ أَن نَاسًا مِنْ بَكْر بْنِ وائلٍ يَقُولُونَ: رَدَّتُ ورَدَّتَ، وَكَذَلِكَ مَعَ جَمَاعَةِ الْمُؤَنَّثِ يَقُولُونَ: رُدَّنَ ومُرَّنَ، يُرِيدُونَ رَدَدْتُ ورَدَدْتَ وارْدُدْنَ وامْرُرْنَ، قَالَ: كأَنهم قَدَّرُوا الإِدْغامَ قَبْلَ دُخُولِ التَّاءِ وَالنُّونِ، فَيَكُونُ لَفْظُ الْحَدِيثِ أَرَمَّتَ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَفَتْحِ التَّاءِ. والرَّميمُ: الخَلَقُ الْبَالِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ورَمَّتِ الشاةُ الْحَشِيشَ تَرُمُّه رَمّاً: أَخذته بِشَفَتِهَا. وَشَاةٌ رَمُومٌ: تَرُمُّ مَا مَرَّتْ بِهِ. ورَمَّتِ البهمةُ وارْتَمَّتْ: تَنَاوَلَتِ الْعِيدَانَ. وارْتَمَّتِ الشَّاةُ مِنَ الأَرض أَي رَمَّتْ وأَكلت. وَفِي الْحَدِيثِ عَلَيْكُمْ بأَلْبان الْبَقَرِ فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ أَي

تأْكل، وَفِي رِوَايَةٍ: تَرْتَمُ ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّمُّ والارْتِمامُ الأَكل؛ والرُّمامُ مِنَ البَقْلِ، حِينَ يَبْقُلُ، رُمامٌ أَيضاً. الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلَّذِي يَقُشُّ مَا سَقَطَ مِنَ الطَّعَامِ وأَرْذَله ليأْكله وَلَا يَتَوَقَّى قَذَرَهُ: فلانٌ رَمَّام قَشَّاش وَهُوَ يَتَرَمَّمُ كُلَّ رُمامٍ أَي يأْكله. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَمَّ فُلَانٌ مَا فِي الغَضارَةِ إِذا أَكل مَا فِيهَا. والمِرَمَّةُ، بِالْكَسْرِ: شَفَةُ الْبَقَرَةِ وكلِّ ذَاتِ ظِلْفٍ لأَنها بِهَا تأْكل، والمَرَمَّةُ، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ فِيهِ؛ أَبو الْعَبَّاسِ: هِيَ الشَّفَةُ مِنَ الإِنسان، وَمِنَ الظِّلْفِ المِرَمَّة والمِقَمَّة، وَمِنْ ذَوَاتِ الْخُفِّ المِشْفَرُ. وَفِي حَدِيثِ الهِرَّة: حَبَسَتْها فَلَا أَطْعَمَتْها وَلَا أَرسلتْها تُرَمْرِمُ مِنْ خَشاشِ الأَرض أَي تأْكل، وأَصلها مِنْ رَمَّتِ الشَّاةُ وارْتَمَّتْ مِنَ الأَرض إِذا أَكلت، والمِرَمَّةُ مِنْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: كالفَم مِنَ الإِنسان. والرِّمُّ، بِالْكَسْرِ: الثَّرى؛ يُقَالُ: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ؛ وَقِيلَ: الطِّمُّ الْبَحْرُ، والرِّمُّ، بِالْكَسْرِ، الثَّرَى، وَقِيلَ: الطِّمُّ الرَّطْبُ والرِّمُّ الْيَابِسُ، وَقِيلَ: الطِّمُّ التُّرْبُ والرِّمُّ الْمَاءُ، وَقِيلَ: الطِّمُّ مَا حَمَلَهُ الْمَاءُ والرِّمُّ مَا حَمله الرِّيحُ، وَقِيلَ: الرِّمُّ مَا عَلَى وَجْهِ الأَرض مِنْ فُتات الْحَشِيشِ. والإِرْمام: آخِرُ مَا يَبْقَى مِنَ النَّبْتِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَرْعى سُمَيْراء إِلى إِرْمامِها وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَبْلَ أَن يَكُونَ ثُماماً ثُمَّ رُماماً ؛ الرُّمامُ، بِالضَّمِّ: مُبَالَغَةٌ فِي الرَّميم، يُرِيدُ الهَشِيمَ الْمُتَفَتِّتَ مِنَ النَّبْتِ، وَقِيلَ: هُوَ حِينَ تَنْبُتُ رؤوسه فتُرَمُّ أَي تُؤْكَلُ. وَفِي حَدِيثِ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ: حُمِلْتُ عَلَى رِمٍّ مِنَ الأَكرْادِ أَي جَمَاعَةٌ نُزول كالحَيّ مِنَ الأَعراب؛ قَالَ أَبو مُوسَى: فكأَنه اسْمٌ أَعجمي، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الرِّمِّ، وَهُوَ الثَّرَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ. والمَرَمَّةُ: مَتَاعُ الْبَيْتِ. وَمِنْ كَلَامِهِمُ السَّائِرِ: جَاءَ فُلَانٌ بالطِّمِّ والرِّمِّ؛ مَعْنَاهُ جَاءَ بِكُلِّ شَيْءٍ مِمَّا يَكُونُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، أَرادوا بالطِّمِّ الْبَحْرَ، والأَصل الطَّمُّ، بِفَتْحِ الطَّاءِ، فَكُسِرَتِ الطَّاءُ لِمُعَاقَبَتِهِ الرِّمَّ، والرِّمُّ مَا فِي الْبَرِّ مِنَ النَّبَاتِ وَغَيْرِهِ. وَمَا لَهُ ثُمٌ وَلَا رُمٌّ؛ الثُّمُّ: قُماش النَّاسِ أَساقيهم وَآنِيَتَهُمْ، والرُّمُّ مَرَمَّةُ الْبَيْتِ. وَمَا عَنْ ذَلِكَ حُمٌّ وَلَا رُمٌّ؛ حُمٌّ: مَحال، ورُمٌّ إِتباع. وَمَا لَهُ رُمٌّ غيرُ كَذَا أَي هَمٌّ. التَّهْذِيبُ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ فِي بَابِ النَّفْيِ: مَا لَهُ عَنْ ذَلِكَ الأَمرِ حَمٌّ وَلَا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وَقَدْ يضمَّان، قَالَ اللَّيْثُ: أَما حَمٌّ فَمَعْنَاهُ لَيْسَ يَحُولُ دُونَهُ قَضَاءٌ، قَالَ: ورَمٌّ صِلَة كَقَوْلِهِمْ حَسَن بَسَن؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَا لَهُ حُمٌّ وَلَا سُمٌّ أَي مَا لَهُ هَمٌّ غَيْرَكَ. وَيُقَالُ: مَا لَهُ حُمٌّ وَلَا رُمٌّ أَي لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ، وأَما الرُّمُّ فإِن ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ: يُقَالُ مَا لَهُ ثُمٌّ وَلَا رُمٌّ وَمَا يَمْلِكُ ثُمّاً وَلَا رُمّاً، قَالَ: والثُّمُّ قُمَاشُ النَّاسِ أَساقيهم وَآنِيَتَهُمْ، والرُّمُّ مَرَمَّةُ الْبَيْتِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْكَلَامُ هُوَ هَذَا لَا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ، قَالَ: وقرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ ذَكَرَ أُحَيْحَةَ بْنَ الجُلاح وَقَوْلَ أَخواله فِيهِ: كُنَّا أَهل ثُمِّه ورُمِّه حَتَّى اسْتَوَى عَلَى عُمُمِّهِ ؛ قَالَ: أَبو عُبَيْدٍ حَدَّثُوهُ بِضَمِّ الثَّاءِ وَالرَّاءِ، قَالَ وَوَجْهُهُ عِنْدِي ثَمِّه ورَمِّه، بِالْفَتْحِ، قَالَ: والثَّمُّ إِصلاح الشَّيْءِ وإِحكامه، والرَّمُّ الأَكل؛ قَالَ شَمِرٌ: وَكَانَ هَاشِمُ بْنُ عبدِ مَنافٍ تَزَوَّجَ سَلْمى بِنْتِ زَيْدٍ النَّجَّاريّة بَعْدَ أُحَيْحَةَ بْنِ الجُلاح فَوَلَدَتْ لَهُ شَيْبةَ وَتُوُفِّيَ هَاشِمٌ وشَبَّ الْغُلَامُ، فقَدِم المطَّلِب بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ فرأَى رَمَتْني، وسِتْرُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، ... عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ، رَمِيمُ أَراد بأَحْجار الكِناس رَمْلَ الكِناس. وأَرْمام: مَوْضِعٌ. ويَرَمْرَمُ: جَبَلٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا يَلَمْلَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ رُمّ، بِضَمِّ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَهِيَ بِئْرٌ بِمَكَّةَ مِنْ حَفْرِ مُرَّة بْنِ كعب. رنم: الرَّنِيمُ والتَّرْنِيمُ: تَطْرِيبُ الصَّوْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ أَذَنَه لِنَبِيٍّ حَسَنِ التَّرَنُّمِ بِالْقُرْآنِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَسَنِ الصَّوْتِ يتَرَنَّمُ بِالْقُرْآنِ ؛ التَّرنُّمُ: التَّطْرِيبُ والتغَنِّي وَتَحْسِينُ الصَّوْتِ بِالتِّلَاوَةِ

_ (7). قوله [قال] أَي سيبويه، وقوله [سألته] يعني الخليل، وقد صرح بذلك الجوهري في مادة ر م ن

وَيُطْلَقُ عَلَى الْحَيَوَانِ وَالْجَمَادِ، ورَنَّمَ الحَمامُ والمُكَّاء والجُنْدُبُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ، ... إِذا تجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ وَالْحَمَامَةُ تَتَرنَّمُ، وَلِلْمُكَّاءِ فِي صَوْتِهِ تَرْنِيمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّنَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، الصَّوْتُ. وَقَدْ رَنِمَ، بِالْكَسْرِ، وتَرَنّمَ إِذا رَجَّعَ صَوْتَهُ، وَالتَّرْنِيمُ مِثْلُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا تجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ وتَرَنَّمَ الطَّائِرُ فِي هَديرِه، وتَرَنَّمَ الْقَوْسُ عِنْدَ الإِنْباضِ، وتَرَنَّمَ الْحَمَامُ وَالْقَوْسُ وَالْعُودُ، وَكُلُّ مَا اسْتُلِذَّ صَوْتُهُ وَسُمِعَ مِنْهُ رَنَمَةٌ حَسَنَةٌ «1» فَلَهُ تَرْنِيمٌ، وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ، وقال: أَراد بِبُرْدَيْهِ جَنَاحَيْهِ، وَلَهُ صَريرٌ يَقَعُ فِيهِمَا إِذا رَمِضَ فَطَارَ وَجَعَلَهُ تَرْنِيماً. ابْنُ الأَعرابي: الرُّنُمُ المُغَنِّيات المُجِيدات، قَالَ: والرُّنُمُ الْجَوَارِي «2» الكَيِّساتُ. وَقَوْسٌ تَرْنَمُوتٌ لَهَا حَنين عِنْدَ الرَّمْيِ. والتَّرْنَموت أَيضاً: تَرَنُّمها عِنْدَ الإِنْباض؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: أَنشدني الغَنَويّ فِي الْقَوْسِ: شِرْيانَةٌ تُرْزِم مِنْ عُنْتُوتها، ... تُجاوِبُ القَوْسَ بتَرْنَمُوتِها، تَسْتَخْرِجُ الحَبَّة مِنْ تابوتِها يَعْنِي حَبَّةَ الْقَلْبِ مِنَ الْجَوْفِ، وَقَوْلُهُ بِتَرْنَمُوتها أَي بتَرَنُّمها. الْجَوْهَرِيُّ: والتَّرْنَموتُ التَّرَنُّمُ، زَادُوا فِيهِ الْوَاوَ وَالتَّاءَ كَمَا زَادُوا فِي مَلَكُوتٍ. الأَصمعي: مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ الحُرْبُثُ والرَّنَمَةُ والتَّرِبَةُ؛ قَالَ شَمِرٌ: رَوَاهُ المِسْعَريُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ الرَّنَمة، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَنَا الرَّتَمة، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرَّنَمَةُ مِنْ دِقِّ النَّبَاتِ مَعْرُوفٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّنَمَةُ، بِالنُّونِ، ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يَعْرِفْ شَمِرٌ الرَّنَمَةَ فَظَنَّ أَنه تَصْحِيفٌ وَصَيَّرَهُ الرَّتَمَةَ، والرَّتَمُ مِنَ الأَشجار الْكِبَارُ ذَوَاتُ السَّاقِ، والرَّنَمَةُ من دِقِّ النبات. رهم: الرِّهْمةُ، بِالْكَسْرِ: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ الدَّائِمُ الصَّغِيرُ القَطْر، وَالْجَمْعُ رِهَمٌ ورِهامٌ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: مِنَ الدِّيمة الرِّهْمَةُ، وَهِيَ أَشد وَقْعًا مِنَ الدِّيمَةِ وأَسرع ذَهَابًا. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: وَنَسْتَحِيلُ الرِّهامَ وَهِيَ الأَمطار الضَّعِيفَةُ. وأَرْهَمَتِ السَّحَابَةُ: أَتت بالرِّهام. وأَرْهَمَتِ السَّمَاءُ إِرْهاماً: أَمطرت. وَرَوْضَةٌ مَرْهُومَةٌ، وَلَمْ يَقُولُوا مُرْهَمَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو نَفْحَة مِنْ أَعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فِيهَا الصَّبا مَوْهِناً، والرَّوْضُ مَرْهومُ وَنَزَلْنَا بِفُلَانٍ فَكُنَّا فِي أَرْهَمِ جَانِبَيْهِ أَي أَخصبهما. والمَرْهَمُ: طِلاء يُطْلى بِهِ الْجُرْحُ، وَهُوَ أَلين مَا يَكُونُ مِنَ الدَّوَاءِ، مُشْتَقٌّ مِنَ الرِّهْمَةِ لِلِينِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مُعَرَّبٌ. والرَّهامُ: مَا لَا يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ، الأَزهري: والرُّهْم جَمَاعَتُهُ وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة رُهْماً، قَالَ: وَقِيلَ الرُّهامُ جَمْعُ رُهامةٍ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الرُّهامَ، قَالَ: وأَرجو أَن يَكُونَ صَحِيحًا. وَبَنُو رُهْم: بَطْنٌ. الْجَوْهَرِيُّ: ورُهْمٌ، بِالضَّمِّ، اسْمُ امرأَة؛ وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ برعس:

_ (1). قوله [رنمة حسنة] كذا هو مضبوط في الأَصل بالتحريك وإِليه مال شارح القاموس وأَيده بعبارة الأَساس (2). قوله [والرنم الجواري] كذا هو بالأَصل بالنون، وكتب عليه بالهامش ما نصه: صوابه الرمم

إِنْ سَرَّكَ الغُزْرُ المَكُودُ الدائمُ، ... فاعْمِدْ بَراعِيسَ أَبوها الرَّاهِمُ قَالَ: وراهِمٌ اسْمُ فحل. رهسم: رَهْسَمَ فِي كَلَامِهِ ورَهْسَمَ الخبرَ: أَتى مِنْهُ بطَرَفٍ وَلَمْ يُفْصِح بِجَمِيعِهِ، ورَهْمَسه مِثْلُ رَهْسَمَه. وأُتيَ الْحَجَّاجُ بِرَجُلٍ فَقَالَ: أَمن أَهل الرَّسِّ والرَّهْمَسَةِ أَنت؟ كأَنه أَراد المسارَّة فِي إِثارة الْفِتَنِ وشقِّ العَصا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ يُرَهْمِسُ ويُرَهْسِمُ إِذا سارَّ وساوَرَ. روم: رَامَ الشيءَ يَرومُهُ رَوْماً ومَراماً: طَلَبَهُ، وَمِنْهُ رَوْمُ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْفُوعِ وَالْمَجْرُورِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما الَّذِينَ رَامُوا الْحَرَكَةَ فإِنه دَعَاهُمْ إِلى ذَلِكَ الحِرْصُ عَلَى أَن يُخرجوها مِنْ حالِ مَا لَزِمَهُ إِسكانٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وأَن يُعلموا أَن حَالَهَا عِنْدَهُمْ لَيْسَ كَحَالِ مَا سَكَنَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَذَلِكَ أَراد الَّذِينَ أَشَمُّوا إِلا أَن هَؤُلَاءِ أَشد تَوْكِيدًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَوْمُ الْحَرَكَةِ الَّذِي ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ حَرَكَةٌ مُخْتَلَسَةٌ مُخْتفاةٌ لِضَرْبٍ مِنَ التَّخْفِيفِ، وَهِيَ أَكثر مِنَ الإِشمام لأَنها تُسْمَعُ، وَهِيَ بِزِنَةِ الْحَرَكَةِ وإِن كَانَتْ مُخْتلَسة مِثْلَ هَمْزَةٍ بَيْنَ بَيْنَ كَمَا قَالَ: أَأَن زُمَّ أَجْمالٌ وفارقَ جِيرَةً، ... وَصَاحَ غُراب البَيْنِ: أَنتَ حَزِينُ قَوْلُهُ أَأَن زُمَّ: تَقْطِيعُهُ فَعُولُنْ، وَلَا يَجُوزُ تَسْكِينُ الْعَيْنِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: شَهْرُ رَمَضانَ، فِيمَنْ أَخفى إِنما هُوَ بِحَرَكَةٍ مُخْتَلَسَةٍ، وَلَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ الرَّاءُ الأُولى سَاكِنَةً لأَن الْهَاءَ قَبْلَهَا سَاكِنٌ، فَيُؤَدِّي إِلى الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنِينَ فِي الْوَصْلِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ قَبْلَهَا حَرْفُ لِينٍ، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي شَيْءٍ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وأَمَّنْ لا يَهِدِّي ويَخِصِّمُونَ، وأَشباه ذَلِكَ، قَالَ: وَلَا مُعْتَبَر بِقَوْلِ القُرَّاء إِن هَذَا وَنَحْوَهُ مُدْغَمٌ لأَنهم لَا يُحَصِّلون هَذَا الْبَابَ، وَمَنْ جَمَعَ بَيْنَ السَّاكِنِينَ فِي مَوْضِعٍ لَا يَصِحُّ فِيهِ اخْتِلَاسُ الْحَرَكَةِ فَهُوَ مُخْطِئٌ كقراءَة حَمْزَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَا اسْطاعُوا، لأَنَّ سِينَ الِاسْتِفْعَالِ لَا يَجُوزُ تَحْرِيكُهَا بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمَرامُ المَطْلَبُ. ابْنُ الأَعرابي: رَوَّمْتُ فُلَانًا ورَوَّمْتُ بِفُلَانٍ إِذا جَعَلْتَهُ يَطْلُبُ الشَّيْءَ. والرامُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. والرَّوْمُ: شَحْمة الأُذن. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أَوصى رَجُلًا فِي طَهَارَتِهِ فَقَالَ: تَعَهَّد المَغْفَلَةَ والمَنْشَلَةَ والرَّوْمَ ؛ هُوَ شَحْمَةُ الأُذن. والرُّومُ: جِيلٌ مَعْرُوفٌ، وَاحِدُهُمْ رُوميّ، يَنْتَمون إِلى عِيصُو بْنِ إِسحاق النَّبِيِّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. ورُومانُ، بِالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: رُومٌ ورُومِيّ مِنْ بَابِ زَنْجِيّ وَزَنْج؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِثْلُهُ عِنْدِي فارِسيّ وفُرْسٌ، قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ إِلا الْيَاءَ الْمُشَدَّدَةَ كَمَا قَالُوا تَمْرَةٌ وَتَمْرٌ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ إِلا الْهَاءُ. قَالَ: والرُّومَة بِغَيْرِ هَمْزٍ الغِراء الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ رِيشُ السَّهْمِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَحَكَاهَا ثَعْلَبٌ مَهْمُوزَةً. ورُومة: بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ. وَبِئْرُ رُومَةَ، بِضَمِّ الرَّاءِ: الَّتِي حَفَرَهَا عُثْمَانُ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: اشْتَرَاهَا وسَبَّلها. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الرُّومِيُّ شِراعُ السَّفِينَةِ الْفَارِغَةِ، والمُرْبعُ شِراع المَلأَى. ورامَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ؛ وَفِيهِ جَاءَ الْمَثَلُ: تَسْألُني برامَتَيْنِ سَلْجَما

وَالنِّسْبَةُ إِليهم رامِيّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، قَالَ: وَكَذَلِكَ النِّسْبَةُ إِلى رامَهُرْمُزَ، وَهُوَ بَلَدٌ، وإِن شِئْتَ هُرْمُزِيّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ سَلْجَمُ مُعَرَّبٌ وأَصله بِالشِّينِ، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَتَكَلَّمُ بِهِ إِلا بِالسِّينِ غَيْرَ الْمُعْجَمَةِ؛ وَقِيلَ لرامِيٍّ: لمَ زَرَعْتُمُ السَّلْجَمَ؟ فَقَالَ: مُعَانَدَةً لِقَوْلِهِ: تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما، ... يَا مَيُّ، لَوْ سأَلتِ شَيْئًا أَمَما، جَاءَ بِهِ الكَرِيُّ أَو تَجَشَّما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَالنِّسْبَةُ إِلى رَامَةٍ رامِيّ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ، قَالَ: هُوَ عَلَى الْقِيَاسِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّسَبُ إِلى رامَتَيْن رامِيّ، كَمَا يُقَالُ فِي النَّسَبِ إِلى الزَّيْدَيْنِ زَيْدِيّ، قَالَ: فَقَوْلُهُ رَامِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لَا مَعْنَى لَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّسَبِ إِلى رامَهُرْمُز رامِيّ عَلَى الْقِيَاسِ. ورُومَةُ: مَوْضِعٌ، بِالسُّرْيَانِيَّةِ. ورُوَيْمٌ: اسْمٌ. ورُومانُ: أَبو قَبِيلَةٍ. ورُوام: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ رامَةُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لِمَنْ طَلَلٌ برامَةَ لَا يَرِيمُ ... عَفَا، وخِلالُهُ حُقُبٌ قَدِيمُ؟ فأَما إِكثارهم مِنْ تَثْنِيَةِ رامَةَ فِي الشِّعْرِ فَعَلَى قَوْلِهِمْ لِلْبَعِيرِ ذُو عَثانِينَ، كأَنه قَسَّمَهَا جُزْئَيْنِ كَمَا قَسَّمَ تِلْكَ أَجزاء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى رامَتَيْنِ أَنها تَثْنِيَةٌ سُمِّيَتْ بِهَا الْبَلْدَةُ لِلضَّرُورَةِ، لأَنهما لَوْ كَانَتَا أَرْضَين لَقِيلَ الرَّامَتَيْنِ بالأَلف وَاللَّامِ كَقَوْلِهِمُ الزَّيْدَانِ، وَقَدْ جَاءَ الرامَتان بِاللَّامِ؛ قَالَ كثيِّر: خَلِيلَيَّ حُثَّا العِيسَ نُصْبِحْ، وَقَدْ بَدَتْ، ... لَنَا مِنْ جِبَالِ الرامَتَيْنِ، مَناكِبُ ورامَهُرْمُزَ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا الْفَصْلِ مَا فِيهَا مِنَ اللغات والنسب إِليها. ريم: الرَّيْمُ: البَراحُ، وَالْفِعْلُ رامَ يَرِيمُ إِذا بَرِحَ. يُقَالُ: مَا يَرِيمُ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَي مَا يَبْرَحُ. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ مَا رِمْتُ أَفعله وَمَا رِمْتُ الْمَكَانَ وَمَا رِمْتُ مِنْهُ. ورَيَّمَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِلْعَبَّاسِ لَا تَرِمْ مِنْ مَنْزِلِكَ غَدًا أَنت وبَنُوكَ أَي لَا تَبْرَح، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النَّفْيِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَوَالكَعْبَة مَا رَامُوا أَي مَا بَرِحُوا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ رامَهُ يَرِيمُهُ رَيْماً أَي بَرِحَهُ. يُقَالُ: لَا تَرِمْه أَي لَا تَبْرَحْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: فأَلْقَى التِّهامِي مِنْهُمَا بلَطاتِه، ... وأَحْلَطَ هَذَا لَا أَرِيمُ مكانِيا وَيُقَالُ: رِمْتُ فُلَانًا ورِمْتُ مِنْ عِنْدِ فُلَانٍ بِمَعْنًى؛ قَالَ الأَعشى: أَبانا فَلَا رِمْتَ مِن عِنْدِنَا، ... فإِنَّا بخَيْرٍ إِذا لَمْ تَرِمْ أَي لَا بَرِحْتَ. والرَّيْمُ: التَّبَاعُدُ، مَا يَرِيمُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يَقُولُ فِي قَوْلِهِمْ يَا رمْت بكرٍ قَدْ رَمَتْ «1»، قَالَ: وَغَيْرُهُ لَا يَقُولُهُ إِلا بِحَرْفِ جَحْدٍ؛ قَالَ وأَنشدني: هَلْ رَامَنِي أَحدٌ أَراد خَبِيطَتي، ... أَمْ هَلْ تَعَذَّر سَاحَتِي وجَنابي؟ يُرِيدُ: هَلْ بَرِحَني، وَغَيْرُهُ يُنْشِدُهُ: مَا رَامَنِي. وَيُقَالُ: رَيَّمَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا زَادَ عَلَيْهِ. والرَّيْمُ: الزِّيَادَةُ وَالْفَضْلُ. يُقَالُ: لَهَا رَيمٌ عَلَى هَذَا أَي فَضْلٌ؛

_ (1). قوله [فِي قَوْلِهِمْ يَا رِمْتَ بكر قد رمت] كذا هو بالأَصل بهذا الضبط

قَالَ الْعَجَّاجُ: والعَصْر قبلَ هَذِهِ العُصُورِ ... مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَرِيرِ بالزَّجْرِ والرَّيْمِ عَلَى المَزْجورِ أَي مَنْ زُجِرَ فَعَلَيْهِ الْفَضْلُ أَبداً لأَنه إِنما يُزْجَرُ عَنْ أَمر قَصَّرَ فِيهِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: فَأَقْعِ كَمَا أَقْعَى أَبوكَ عَلَى اسْتِهِ، ... يَرَى أَن رَيْماً فَوْقَهُ لَا يُعادِلُهْ والرَّيْمُ: الدَّرجة والدُّكَّان، يَمَانِيَّةٌ. والرَّيْمُ: النَّصِيبُ يَبقى مِنَ الجَزورِ، وَقِيلَ: هو عظم يبقى بعد ما يُقْسَمُ لَحْمُ الجَزور والمَيْسِر، وَقِيلَ: هُوَ عَظْمٌ يَفْضُلُ لَا يَبْلُغُهُمْ جَمِيعًا فيُعْطاه الجَزَّارُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُؤْتَى بالجَزور فَيَنْحَرُها صَاحِبُهَا ثُمَّ يَجْعَلُهَا عَلَى وَضَمٍ وَقَدْ جَزَّأَها عَشَرَةَ أَجزاء عَلَى الْوَرِكَيْنِ وَالْفَخِذَيْنِ والعَجُزِ والكاهلِ والزَّوْرِ والمَلْحاء وَالْكَتِفَيْنِ، وَفِيهِمَا الْعَضُدَانِ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلى الطَّفاطِف وخَرَزِ الرقَبة فَيُقَسِّمُهَا صَاحِبُهَا عَلَى تِلْكَ الأَجزاء بِالسَّوِيَّةِ، فإِن بَقِيَ عَظْمٌ أَو بَضعة فَذَلِكَ الرَّيْمُ، ثُمَّ يَنْتَظِرُ بِهِ الْجَازِرُ مَنْ أَراده فَمَنْ فَازَ قِدْحُه فأَخذه يَثْبُتُ بِهِ، وإِلا فَهُوَ لِلْجَازِرِ؛ قَالَ شَاعِرٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ: وَكُنْتُمْ كَعَظْمِ الرَّيْمِ، لَمْ يَدْرِ جازِرٌ ... عَلَى أَيِّ بَدْأَيْ مَقْسِمِ اللَّحْمِ يُجْعَلُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده اللِّحْيَانِيُّ، وَرِوَايَةُ يَعْقُوبَ: يُوضَعُ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ مَا أَنشده اللِّحْيَانِيُّ، وَلَمْ يَرْوِ يُوضع أَحد غَيْرَ يَعْقُوبَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ مِنْ قَصِيدَةٍ عَيْنِيَّةٍ وَهُوَ للطِرمَّاحِ الأَجَئيّ مِنْ قَصِيدَةٍ لَامِيَّةٍ، وَقِيلَ: لأَبي شَمِرِ بْنِ حُجْر، قَالَ: وَصَوَابُهُ يُجْعَلُ مَكَانَ يُوضَعُ، قَالَ: وَكَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ؛ وَقَبْلُهُ: أَبوكُمْ لَئِيمٌ غَيْرُ حُرّ، وأُمُّكُمْ ... بُرَيْدَةُ إِن ساءتْكُمُ لَا تُبَدَّلُ والرَّيْمُ: القَبر، وَقِيلَ: وَسَطُهُ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ: إِذا مُتُّ فاعتادِي القُبورَ وسَلِّمِي ... عَلَى الرَّيْم، أُسْقِيتِ الغَمامَ الغَوادِيا والرَّيْمُ: آخِرُ النَّهَارِ إِلى اخْتِلَاطِ الظُّلْمَةِ. وَيُقَالُ: عَلَيْكَ نَهَارٌ رَيْمٌ أَي عَلَيْكَ نَهَارٌ طَوِيلٌ. يُقَالُ: قَدْ بَقِيَ رَيْمٌ مِنَ النَّهَارِ وَهِيَ السَّاعَةُ الطَّوِيلَةُ. ورِيمَ بِالرَّجُلِ إِذا قُطِعَ بِهِ؛ وَقَالَ: ورِيمَ بالسَّاقي الَّذِي كَانَ مَعِي ابْنُ السِّكِّيتِ: ورَيَّمَ فُلَانٌ بِالْمَكَانِ تَرْيِيماً أَقام بِهِ. ورَيَّمَتِ السَّحَابَةُ فأَغْضَنَتْ إِذا دامَت فَلَمْ تُقْلِعْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَيَّمَ زَادَ فِي السَّيْرِ مِنَ الرَّيْم، وَهُوَ الزِّيادة وَالْفَضْلُ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي الصَّلْتِ: رَيَّمَ فِي البَحْرِ للأَعداءِ أَحْوالا قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ رَيَّمَ مِنَ الرَّيْمِ وَهُوَ آخِرُ النَّهَارِ، فكأَنه يُرِيدُ أَدْأَبَ السَّيْرَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، كَمَا يُقَالُ أَوَّبَ إِذا سَارَ النَّهَارَ كُلَّهُ، وَقَدْ يَكُونُ رَيَّمَ مِنَ الرَّيْمِ وَهُوَ الْبَرَاحُ، فكأَنه يُرِيدُ أَكثر الجَوَلانَ والبَراحَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ. والرِّيمُ: الظَّبْيُ الأَبيض الْخَالِصُ الْبَيَاضِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي كِتَابِهِ يَضَعُ مِنَ ابْنِ السِّكِّيتِ: أَيُّ شَيْءٍ

فصل الزاي

أَذْهَبُ لزَيْن وأَجْلب لغَمْر عَيْنٍ مِنْ مُعَادَلَتِهِ فِي كِتَابِهِ الإِصلاح الرَّيْمَ الَّذِي هُوَ الْقَبْرُ وَالْفَضْلُ بالرِّيم الَّذِي هُوَ الظَّبْيُ، ظَنَّ التَّخْفِيفَ فِيهِ وَضْعًا. والرَّيْمُ: الظِّرابُ وَهِيَ الْجِبَالُ الصِّغَارُ. والرَّيْمُ: الْعِلَاوَةُ بَيْنَ الفَوْدَيْنِ، يُقَالُ لَهُ الْبِرْوَازُ. ورَيْمان: مَوْضِعٌ. وتِرْيَم: مَوْضِعٌ؛ وَقَالَ: هَلْ أُسْوَةٌ لِيَ فِي رِجَالٍ صُرِّعُوا، ... بتِلاعِ تِرْيَمَ، هامُهُم لَمْ تُقْبَرِ؟ أَبو عَمْرٍو: ومَرْيَم مَفْعَل مِنْ رَامَ يَرِيم. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ رِيمٍ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، اسْمُ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. فصل الزاي زأم: زَئِمَ الرجلُ زَأَماً، فَهُوَ زَئِمٌ، وازْدَأَمَ: فَزِع وَاشْتَدَّ ذُعْرُه؛ وزَأَمَهُ هُوَ: ذَعَرَهُ: وَرَجُلٌ زئِمٌ: فَزِعٌ. وَرَجُلٌ مِزْآمٌ: وَهُوَ غَايَةُ الذُّعْر والفَزَعِ. وزَئِمَ بِهِ إِذا صَاحَ بِهِ. وزُئِم أَي ذُعِرَ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وأَزْأَمْتُه عَلَى الأَمر أَي أَكرهته، مِثْلَ أَذْأَمْتُهُ. وزَأَمَ لِي فُلَانٌ زَأْمةً أَي طَرَحَ كَلِمَةً لَا أَدري أَحقٌّ هِيَ أَم بَاطِلٌ. وَيُقَالُ: مَا يَعْصِيهِ زَأْمَةً أَي كَلِمَةً. وزأَم الرَّجُلُ يزأَمُ زَأْماً وزُؤاماً: مَاتَ مَوْتًا وَحِيّاً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَمَوْتٌ زُؤامٌ: عَاجِلٌ، وَقِيلَ سَرِيعٌ مُجْهِزٌ، وَقِيلَ كَريه، وَهُوَ أَصح. وَقَضَيْتُ مِنْهُ زَأْمَتي كَنَهْمَتي أَي حَاجَتِي. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي كِتَابِ الْمَنْطِقِ لَهُ: زَئِمْتُ الطَّعَامَ زَأْماً، قَالَ: والزَّأَمُ أَن يملأَ بَطْنَهُ. وَقَدْ أَخذ زَأْمَتَهُ أَي حَاجَتَهُ مِنَ الشِّبَع والرِّيِّ. وَقَدِ اشْتَرَى بَنُو فُلَانٍ زَأْمَتَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ أَي مَا يَكْفِيهِمْ سَنَتَهُمْ. وزَئِمْتُ اليومَ زَأْمَةً أَي أَكلة. والزَّأْمُ: شِدَّةُ الأَكل، وَفِي الصِّحَاحِ: والزَّأْمة شِدَّةُ الأَكل وَالشُّرْبِ؛ وَقَالَ: مَا الشُّرْبُ إلَّا زأَماتٌ فالصَّدَرْ وأَزْأَمْتُ الْجُرْحَ بِدَمِهِ أَي غَمَزْتُهُ حَتَّى لَزِقَتْ جِلْدَتُهُ بِدَمِهِ وَيَبِسَ الدَّمُ عَلَيْهِ، وجرحٌ مُزْأَمٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ أَزْأَمْتُ الْجُرْحَ بِالزَّايِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ: أَرْأَمْتُ الْجُرْحَ إِذا دَاوَيْتَهُ حَتَّى يبرأَ إِرْآماً، بِالرَّاءِ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَهُ ابْنُ شُمَيْلٍ صَحِيحٌ بِمَعْنَاهُ الَّذِي ذَهَبَ إِليه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَرْأَمْتُ الرَّجُلَ عَلَى أَمر لَمْ يَكُنْ مِنْ شأْنه إِرْآماً إِذا أَكرهته عَلَيْهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وكأَنَّ أَزْأَمَ الْجُرْحَ، فِي قَوْلِ ابْنِ شُمَيْلٍ، أُخذ مِنْ هَذَا. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: وزَأَمَهُ القُرُّ، وَهُوَ أَن يملأَ جَوْفَهُ حَتَّى يَرْعُدَ مِنْهُ ويأْخذه لِذَلِكَ قِلٌّ وقِفَّة أَي رِعْدة. وَيُقَالُ: مَا عَصيته زَأْمَةً وَلَا وَشْمَةً. والزَّأْمَةُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ، وَمَا سَمِعْتُ لَهُ زَأَمَةً أَي صَوْتًا. وأَصبحتْ وَلَيْسَ بِهَا زَأْمَةٌ أَي شِدَّةُ الرِّيحِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كأَنه أَراد أَصبحت الأَرض أَو الْبَلْدَةُ أَو الدَّارُ. الْفَرَّاءُ: الزُّؤامِيُّ الرَّجُلُ القَتَّال، مِنَ الزُّؤَام وَهُوَ الْمَوْتُ. زجم: الزَّجْمُ: أَن تَسْمَعَ شَيْئًا مِنَ الْكَلِمَةِ الْخَفِيَّةِ، وَمَا تَكَلَّمَ بزَجْمَة أَي مَا نَبَسَ بِكَلِمَةٍ، وَمَا سَمِعْتُ لَهُ زَجْمَةً وَلَا زُجْمَةً أَي نَبْسَةً. وَسَكَتَ فَمَا زَجَمَ بِحَرْفٍ أَي مَا نَبَسَ. وَمَا زَجَمَ إِليَّ كَلِمَةً يَزْجُمُ زَجْماً أَي مَا كَلَّمَنِي بِكَلِمَةٍ، وَمَا عَصَيْتُهُ زَجْمَةً مِنْهُ. وزَجَمَ لَهُ بِشَيْءٍ مَا فَهِمَهُ. والزَّجمةُ، بِالْفَتْحِ: الصَّوْتُ بِمَنْزِلَةِ النَّأْمَة. يُقَالُ: مَا عَصَيْتُهُ زَجْمةً وَلَا نَأْمَةً وَلَا زَأْمَةً وَلَا وَشْمَةً أَي مَا عَصَيْتُهُ فِي كَلِمَةٍ. وَيُقَالُ: مَا يَعْصِيهِ زَجْمَةً

أَي شَيْئًا. والزَّجومُ: الْقَوْسُ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الإِرْنانِ. وَقَوْسٌ زَجُوم: ضَعِيفَةُ الإِرْنان؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فظَلَّ يَمْطُو عُطُفاً زَجُوما قَالَ: بَاتَ يُعاطي فُرُجاً زَجُوما وَيُرْوَى: هَمَزى. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَوْس زجُومٌ حَنُونٌ، وَالْقَوْلَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَبَعِيرٌ أَزْجَمُ: لَا يَرْغُو، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُفْصِحُ بالهَدير، وَقَدْ يُقَالُ بِالسِّينِ. الأَحمر: بَعِيرٌ أَزْيَمُ وأَسْجَمُ وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْغُو؛ قال شَمِرٌ: الَّذِي سَمِعْتُهُ بَعِيرٌ أَزْجَمُ، قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ الأَزْيَمِ والأَزْجَمِ إِلا تَحْوِيلُ الْيَاءِ جِيمًا، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْجِيمَ مَكَانَ الْيَاءِ لأَن مَخْرَجَهُمَا مِنْ شَجْر الْفَمِ، وشَجْر الْفَمِ الْهَوَاءُ وَخَرْقُ الْفَمِ الَّذِي بَيْنَ الْحَنَكَيْنِ. والزَّجُومُ: النَّاقَةُ السَّيِّئَةُ الْخَلْقِ الَّتِي لَا تَكَادُ تَرْأَمُ سَقْبَ غَيْرِهَا تَرْتابُ بِشَمِّهِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: كَمَا ارْتاب فِي أَنْفِ الزَّجُوم شَمِيمُها وَرُبَّمَا أُكرهت حَتَّى تَرْأَمَهُ فَتدِرّ عَلَيْهِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلَمْ أُحْلِلْ لصاعِقةٍ وبَرْقٍ، ... كَمَا دَرَّتْ لِحَالِبِهَا الزَّجُومُ وأَحَلَّتْ إِذا أَصابت «2» الرَّبِيعَ فأَنزلت اللَّبَنَ؛ يَقُولُ: لَمْ أُعطهم مِنَ الكُرْه عَلَى مَا يُرِيدُونَ كَمَا تَدِرّ الزَّجُوم عَلَى الكره. زحم: الزَّحْمُ: أَن يَزْحَمَ القومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ كَثْرَةِ الزِّحَامِ إِذا ازْدَحَمُوا. والزَّحْمةُ: الِّزحامُ. وزَحَمَ القومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَزْحَمُونَهُمْ زَحْماً وزِحاماً: ضَايَقُوهُمْ. وازْدَحَمُوا وَتَزاحموا: تَضَايِقُوا. وزَحَمْتُهُ وزاحَمْتُهُ، والأَمواج تَزْدَحِمُ وتَتَزاحَم: تَلْتَطِمُ. والزِّحْمُ: المزْدَحِمُونَ؛ قال الشاعر: جا بِزَحْم مَعَ زَحْمٍ فازْدَحَم ... تَزاحُمَ المَوْجِ، إِذا الْمَوْجُ الْتَطَمَ ابْنُ سِيدَهْ: جَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ. وزاحَمَ فلان الخمسين وزاهَمَاها، بِالْهَاءِ، إِذا بَلَغَهَا، وَكَذَلِكَ حَبا لَهَا. وَرَجُلٌ مِزْحَمٌ: كَثِيرُ الزِّحام أَو شَدِيدُهُ، وَمَنْكِبٌ مِزْحَمٌ مِنْهُ. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: لتجدَنَّني ذَا مَنْكِبٍ مِزْحَمٍ وركنٍ مِدْعَمٍ ورأْسٍ مصدَم وَلِسَانٍ مِرْجَمٍ ووطءٍ مِيثم. قَالَ الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وَالْفِيلُ وَالثَّوْرُ ذُو الْقَرْنَيْنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْمُنْكَرُ الْقَرْنَيْنِ، يُكَنِّيَانِ بمُزاحِمٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بأَبي مُزاحِمٍ. وأَبو مُزاحِمٍ: أَول خاقانَ وَليَ التُّرْكَ وقاتَل الْعَرَبَ. وزَحْمٌ ومُزاحِمٌ: اسْمَانِ. وزُحْمٌ: مِنْ أَسماء مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَحَرَسَهَا؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ رُحْم. زخم: الزَّخَمَةُ: الرَّائِحَةُ الْكَرِيهَةُ، وَطَعَامٌ لَهُ زَخَمَةٌ. يُقَالُ: أَتانا بِطَعَامٍ فِيهِ زَخَمَةٌ أَي رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ. لَحْمٌ زَخِمٌ دَسِمٌ: خَبِيثُ الرَّائِحَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ نَمِساً كَثِيرَ الدَّسَمِ فِيهِ زُهُومة، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ لُحُومَ السِّبَاعِ، قَالَ: لَا تكون الزَّخَمَةُ إِلا

_ (2). قوله [وأَحلت إِذا أَصابت إِلخ] عبارة التهذيب عقب البيت: لم أَحلل من قولك أَحلت الناقة إِذا أَصابت إِلخ

فِي لُحُومِ السِّبَاعِ، والزَّهَمَةُ فِي لُحُومِ الطَّيْرِ كُلِّهَا وَهِيَ أَطيب مِنَ الزَّخَمَة، وَقَدْ زَخِمَ زَخَماً، وَفِيهِ زَخَمَةٌ. ابْنُ بُزُرْج: أَزْخَمَ وأَشْخَمَ. والزُّخْمَةُ: نَتَنُ العِرْض. وزَخَمَه يَزْخَمُهُ زَخْماً: دَفَعَهُ دَفْعًا شَدِيدًا. والزُّخْمُ: مَوْضِعٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ زُخْمٍ، هُوَ بِضَمِّ الزَّايِ وَسُكُونِ الْخَاءِ، جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ. الأَزهري: الخَزْماء النَّاقَةُ الْمَشْقُوقَةُ الخِنّابة، وَهُوَ المَنْخِرُ، قَالَ: والزَّخْماء الْمُنْتِنَةُ الرائحة. زرم: الزَّرِمُ مِنَ السَّنانير وَالْكِلَابِ. مَا يَبْقَى جَعْرُه فِي دُبُرِهِ. وزَرِمَ الْكَلْبُ والسِّنَّوْرُ زَرَماً، فَهُوَ زَرِمٌ: بَقِيَ جَعْرُه فِي دُبُرِهِ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ السِّنَّوْرُ أَزْرَمَ. وزَرِمَ البيعُ إِذا انْقَطَعَ. وزَرَمَ الشيءَ يَزْرِمُهُ زَرْماً. وأَزْرَمهُ وزَرَّمَه: قَطَعَهُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: إِني لأَهْواك حُبّاً غيرَ مَا كَذِبٍ، ... وَلَوْ نأَيْت سِوانا فِي النوَى حِجَجا حُبَّ الضَّريكِ تِلادَ الْمَالِ زَرَّمهُ ... فَقْرٌ، وَلَمْ يَتَّخِذْ فِي النَّاسِ مُلْتَحَجا أَراد: قَطَعَ عَنْهُ الْخَيْرَ. وزرِمَ دمعُهُ وبولُهُ وحِلْفَتُهُ وكلامه وازْرَأَمَّ: انْقَطَعَ. وَكُلُّ مَا انْقَطَعَ فَقَدْ زَرِم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتي بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فوُضعَ فِي حجْره فَبَالَ فِي حَجْرِهِ فأُخِذَ فَقَالَ: لَا تُزْرِمُوا ابْنِي، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ ؛ قَالَ الأَصمعي: الإِزْرامُ الْقَطْعُ أَي لَا تَقْطَعُوا عَلَيْهِ بَوْلَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَعرابي الَّذِي بَالَ فِي الْمَسْجِدِ: قَالَ لَا تُزْرِمُوه ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا قَطَعَ بِوَلَهُ: قَدْ أَزْرَمْتَ بَوْلَكَ. وأَزْرَمَهُ غَيْرُهُ أَي قَطَعَهُ؛ قَالَ عَدِيّ: أَو كَمَاءِ المَثْمود بَعْدَ جِمامٍ، ... زَرِم الدَّمْعِ لَا يَؤُوب نَزُورا قَالَ: فالزَّرِمُ الْقَلِيلُ الْمُنْقَطِعُ. أَبو عَمْرٍو: الزَّرِمُ النَّاقَةُ الَّتِي تَقْطَعُ بَوْلَهَا قَلِيلًا قَلِيلًا، يُقَالُ لَهَا إِذا فَعَلَتْ ذَلِكَ: قَدْ أَوزَغَتْ وأَوْشَقَتْ وشلْشَلَتْ وأَنفصت وأَزْرَمَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: زَرِمَ البولُ، بِالْكَسْرِ، إِذا انْقَطَعَ، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ ولَّى، وأَزْرَمَهُ غَيْرُهُ. وازْرَأَمَّ: غَضِبَ، فَهُوَ مُزْرئِمٌّ؛ ذَكَرَهُ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ. والزَّرْم: الوِلاد. وَقَدْ زَرَمَتْ بِهِ زَرْماً: وَلَدَتْهُ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الوَرْدِ الْجَعْدِيِّ: أَلا لَعَنَ اللهُ الَّتِي زَرَمَتْ بِهِ ... فَقَدْ وَلَدَتْ ذَا نُمْلَة وغَوائِلِ والزَّرِيمُ: الذَّلِيلُ الْقَلِيلُ الرَّهْطِ. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ زَرِمٌ ذَلِيلٌ قَلِيلُ الرَّهْطِ؛ قَالَ الأَخطل: لَوْلَا بَلاؤُكُمُ فِي غَيْرِ وَاحِدَةٍ، ... إِذاً لَقُمْتُ مقَام الخائِفِ الزَّرِمِ الأَصمعي: الزَّرِمُ المضيَّق عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: زَرِمٌ، وزَرَّمَه غَيْرُهُ، وأَنشد بَيْتَ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ. الأَصمعي: المُزْرَئِمُّ المُنْقَبِضُ، الزَّايُ قَبْلَ الرَّاءِ، وَقَدِ ازْرَأَمَّ ازْرِئْماماً؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَخطَل: تُمْذي إِذا سُحِبَتْ مِنْ قَبْلِ أَدْرَعِها، ... وتَزْرَئِمُّ إِذا مَا بَلَّها المَطَرُ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ فِي المُزْرَئِمِّ السَّاكِتِ:

أَلْفَيْتُهُ غَضْبان مُزْرَئِمَّا، ... لَا سَبِطَ الكَفِّ وَلَا خِضَمَّا والزَّرِمُ: الَّذِي لَا يَثْبُتُ فِي مَكَانٍ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة: مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصَّوْمِ يرقُبُهُ، ... مِنَ المَغارِبِ، مَخْطوفُ الحَشا زَرِمُ والمُزْرَئِمُّ والزُّرَأْمِيمُ: الْمُتَقَبِّضُ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والمُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرُّ الْمُجْتَمَعُ، الرَّاءُ قَبْلَ الزَّايِ، قَالَ: الصَّوَابُ المُزْرَئِمُّ، الزَّايُ قَبْلَ الرَّاءِ، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَبلة وشك أَبو زيد في المُقْشَعِرّ المجتمع أَنه مُزْرَئِمّ أَو مُرْزَئِمّ. زردم: زَرْدَمَهُ: خَنَقَهُ وزَرْدَبَه كَذَلِكَ. وزَرْدَمَه: عَصَرَ حَلْقَهُ. والزَّرْدَمَةُ: الغَلْصَمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ فَارِسِيَّةٌ، وَقِيلَ: الزَّرْدَمَهُ مِنَ الإِنسان تَحْتَ الْحُلْقُومِ واللسانُ مُرَكَّبٌ فِيهَا، وَقِيلَ: الزَّرْدَمَةُ الابتلاع، والازدرام الابتلاعُ. زرقم: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الأَصمعي وَمِمَّا زَادُوا فِيهِ الْمِيمَ زُرْقُمٌ لِلرَّجُلِ الأَزرق. اللَّيْثُ: إِذا اشْتَدَّتْ زُرْقَة عَيْنِ المرأَة قِيلَ: إِنها لزَرْقاءُ زُرْقُمٌ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: زَرْقَاءُ زُرْقُم، بِيَدَيْهَا تَرْقم، تَحْتَ القُمْقُم، وَالْمِيمُ زائدة. ززم: ابْنُ بَرِّيٍّ خَاصَّةً قَالَ: مَاءٌ زُوَزِمٌ وزُوازِمٌ بين المِلْحِ والعَذْبِ. زعم: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ، وَقَالَ تَعَالَى: فَقالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ؛ الزَّعْمُ والزُّعْمُ والزِّعْمُ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الْقَوْلُ، زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً أَي قَالَ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَوْلُ يَكُونُ حَقًّا وَيَكُونُ بَاطِلًا، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لأُمَيّةَ فِي الزَّعْم الَّذِي هُوَ حَقٌّ: وإِني أَذينٌ لَكُمْ أَنه ... سَيُنجِزُكم ربُّكم مَا زَعَمْ وَقَالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُ أَهل الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ إِذا قِيلَ ذَكَرَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حَقٌّ، وإِذا شُكَّ فِيهِ فَلَمْ يُدْرَ لَعَلَّهُ كَذِبٌ أَو بَاطِلٌ قِيلَ زَعَمَ فُلَانٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ تُفَسَّرُ هَذِهِ الْآيَةُ: فَقالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ؛ أَي بِقَوْلِهِمُ الْكَذِبَ، وَقِيلَ: الزَّعْمُ الظَّنُّ، وَقِيلَ: الْكَذِبُ، زَعَمَهُ يَزْعُمُهُ، والزُّعْمُ تميميَّة، والزَّعْمُ حِجَازِيَّةٌ؛ وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ: زَعَمَ الهمامُ بأَنَّ فَاهَا بارِدٌ وَقَوْلُهُ: زَعَمَ الغُدافُ بأَنَّ رِحْلتنا غَداً فَقَدْ تَكُونُ الْبَاءُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ: سُود المَحاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ وَقَدْ تَكُونُ زَعَمَ هَاهُنَا فِي مَعْنَى شَهِدَ فَعَدَّاهَا بِمَا تُعدّى بِهِ شَهِدَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا. وَقَالُوا: هَذَا وَلَا زَعْمَتَكَ وَلَا زَعَماتِكَ، يَذْهَبُ إِلى رَدِّ قَوْلِهِ، قَالَ الأَزهري: الرَّجُلُ مِنَ الْعَرَبِ إِذا حدَّث عَمَّنْ لَا يُحَقِّقُ قَوْلَهُ يَقُولُ وَلَا زَعَماتِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَقَدْ خَطَّ رومِيٌّ وَلَا زَعَماتِهِ وزَعَمْتَني كَذَا تَزْعُمُني زَعْماً: ظَنَنْتني؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَإِنَّ تَزْعُمِيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ، ... فإِني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بِالْجَهْلِ

وَتَقُولُ: زَعَمَتْ أَني لَا أُحبها وزَعَمَتْني لَا أُحبها، يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ، فأَما فِي الْكَلَامِ فأَحسن ذَلِكَ أَن يُوقَعَ الزَّعْمُ عَلَى أَنَّ دُونَ الِاسْمِ. والتَّزَعُّمُ: التَّكَذُّبُ؛ وأَنشد: أَيها الزَّاعِمُ مَا تَزَعَّما وتَزاعَمَ القومُ عَلَى كَذَا تَزاعُماً إِذا تَضَافَرُوا عَلَيْهِ، قَالَ: وأَصله أَنه صَارَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ زَعِيماً؛ وَفِي قَوْلِهِ مَزاعِمُ أَي لَا يُوثَقُ بِهِ، قَالَ الأَزهري: الزَّعْمُ إِنما هُوَ فِي الْكَلَامِ، يُقَالُ: أَمر فِيهِ مَزاعِمُ أَي أَمر غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ فِيهِ مُنَازَعَةٌ بعدُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيُقَالُ للأَمر الَّذِي لَا يَوْثَقُ بِهِ مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هَذَا أَنه كَذَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الزَّعْمُ يأْتي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَربعة أَوجه، يَكُونُ بِمَعْنَى الكَفالة والضَّمان؛ شَاهِدُهُ قَوْلُ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: قُلْتُ: كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضى ... وازْعُمِي يَا هندُ، قَالَتْ: قَدْ وَجَب وازْعُمِي أَي اضْمَنِي؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ «1» يَصِفُ نُوحاً: نُودِيَ: قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إِنَّ ... اللَّهَ مُوفٍ لِلنَّاسِ مَا زَعَمَا زَعَمَ هُنَا فُسِّرَ بِمَعْنَى ضَمِنَ، وَبِمَعْنَى قَالَ، وَبِمَعْنَى وعَدَ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى الوعْد، قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: وعاذِلة تَحْشَى الرَّدَى أَن يُصيبَني، ... تَرُوحُ وتَغْدُو بالمَلامةِ والقَسَمْ تَقُولُ: هَلَكْنا، إِن هَلكتَ وإِنما ... عَلَى اللَّهِ أَرْزاقُ العِباد كَمَا زَعَمْ وزَعَمَ هُنَا بِمَعْنَى قَالَ وَوَعَدَ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الْقَوْلِ وَالذِّكْرِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: يَا لَهْفَ نَفْسِيَ إِن كَانَ الَّذِي زَعمُوا ... حَقّاً وَمَاذَا يَرُدّ الْيَوْمَ تَلْهِيفِي إِن كَانَ مَغْنَى وُفُودِ النَّاسِ رَاحَ بِهِ ... قومٌ إِلى جَدَثٍ، فِي الْغَارِ، مَنْجُوفِ؟ الْمَعْنَى: إِن كَانَ الَّذِي قَالُوهُ حَقًّا لأَنه سَمِعَ مَنْ يَقُولُ حُمِلَ عثمانُ عَلَى النَّعْش إِلى قَبْرِهِ؛ قَالَ المُثَقّبُ الْعَبْدِيُّ: وكلامٌ سَيِءٌ قَدْ وَقِرَتْ ... أُذُني عَنْهُ، وَمَا بِي مِنْ صَمَمْ فتصامَمْتُ، لكَيْما لَا يَرَى ... جاهلٌ أَنِّي كَمَا كَانَ زَعَمْ وَقَالَ الْجُمَيْحُ: أَنتم بَنُو المرأَةِ الَّتِي زَعَمَ الناس ... عَلَيْهَا، فِي الْغَيِّ، مَا زَعَمُوا وَيَكُونُ بِمَعْنَى الظَّنِّ؛ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: فذُقْ هَجْرَها قَدْ كنتَ تَزْعُمُ أَنه ... رَشادٌ، أَلا يَا رُبَّما كذَبَ الزَّعْمُ فَهَذَا الْبَيْتُ لَا يَحْتَمِلُ سِوَى الظَّنِّ، وَبَيْتُ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ لَا يَحْتَمِلُ سِوَى الضَّمان، وَبَيْتُ أَبي زُبَيْدٍ لَا يَحْتَمِلُ سِوَى الْقَوْلِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ عَلَى مَا فُسِّرَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً عَنِ ابْنِ خالَوَيْه: الزَّعْمُ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُذَمّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ؛ حَتَّى قَالَ بَعْضُ المفسرين: الزَّعْمُ

_ (1). هو النابغة الجعديّ لا النابغة الذبياني

أَصله الْكَذِبُ، قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ فِيمَا يُحْمَدُ إِلا فِي بَيْتَيْنِ، وَذَكَرَ بَيْتَ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ وَذَكَرَ أَنه رُوِيَ لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ، وَذَكَرَ أَيضاً بَيْتَ عَمْرِو بْنِ شَأْس وَرَوَاهُ لمُضَرِّسٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: تَقُولُ الْعَرَبُ قَالَ إِنه وَتَقُولُ زَعَمَ أَنه، فَكَسَرُوا الأَلف مَعَ قَالَ، وَفَتَحُوهَا مَعَ زَعَمَ لأَن زَعَمَ فِعْلٌ وَاقِعٌ بِهَا أَي بالأَلف مُتَعَدٍّ إِليها، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ زَعَمْتُ عبدَ اللَّهِ قَائِمًا، وَلَا تَقُولُ قُلْتُ زَيْدًا خَارِجًا إِلا أَن تُدْخِلَ حَرْفًا مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِفْهَامِ فَتَقُولُ هَلْ تَقُولُهُ فَعَلَ كَذَا وَمَتَّى تقولُني خَارِجًا؛ وأَنشد: قَالَ الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا، ... فَمَتَى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا؟ وَمَعْنَاهُ فَمَتَى تَظُنُّ وَمَتَى تَزْعُمُ. والزَّعُوم مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ: الَّتِي يُشَكُّ فِي سِمنَها فتُغْبَطُ بالأَيدي، وَقِيلَ: الزَّعُوم الَّتِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَن بِهَا نِقْياً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وبَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما، ... زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهَلًا رَسُوما، مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وإِنَّا مِنْ مَوَدَّة آلِ سَعْدٍ، ... كَمَنْ طَلَبَ الإِهالةَ فِي الزَّعُومِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ قُصاراكَ عَلَى رعُومِ ... مُخْلِصَةِ العِظامِ، أَو زَعُومِ المُخْلِصَةُ: الَّتِي قَدْ خَلَصَ نِقْيُها. وَقَالَ الأَصمعي: الزَّعُوم مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي لَا يُدْرى أَبها شَحْمٌ أَم لَا، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ مُزاعَم أَي لَا يُوثَقُ بِهِ. والزَّعوم: الْقَلِيلَةُ الشَّحْمِ وَهِيَ الْكَثِيرَةُ الشَّحْمِ، وَهِيَ المُزْعَمَةُ، فَمَنْ جَعَلَهَا الْقَلِيلَةَ الشَّحْمِ فَهِيَ المَزْعُومة، وَهِيَ الَّتِي إِذا أَكلها النَّاسُ قَالُوا لِصَاحِبِهَا تَوْبِيخًا: أَزْعَمْتَ أَنها سَمِينَةٌ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَمْ يَجِئْ أَزْعَمَ فِي كَلَامِهِمْ إِلا فِي قَوْلِهِمْ أَزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إِذا ظُنَّ أَن فِي سَنَامِهَا شَحْمًا. وَيُقَالُ: أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جَعَلْتُكَ بِهِ زَعِيماً. والزَّعِيمُ: الْكَفِيلُ. زَعَمَ بِهِ يَزْعُمُ «2» زَعْماً وزَعامَةً أَي كَفَل. وَفِي الْحَدِيثِ: الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم ؛ والزَّعِيمُ: الْكَفِيلُ، وَالْغَارِمُ: الضَّامِنُ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ؛ قَالُوا جَمِيعًا: مَعْنَاهُ وأَنا بِهِ كَفِيلٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ذِمَّتي رَهينة وأَنا بِهِ زعِيمٌ. وزَعَمْت بِهِ أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ. وزَعِيمُ الْقَوْمِ: رَئِيسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ، وَقِيلَ: رَئِيسُهُمُ الْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ ومِدْرَهُهُمْ، وَالْجَمْعُ زُعَماء. والزَّعامة: السِّيادة وَالرِّيَاسَةُ، وَقَدْ زَعُمَ زَعامَةً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى إِذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ، ... تَحْتَ اللِّواء عَلَى الخَمِيسِ، زَعِيما والزَّعامَةُ: السِّلَاحُ، وَقِيلَ: الدِّرْع أَو الدُّروع. وزَعامَةُ الْمَالِ: أَفضله وأَكثره مِنَ الْمِيرَاثِ وَغَيْرِهِ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: تَطِير عَدائِد الأَشراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً، والزعامَةُ لِلْغُلَامِ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: الزَّعامَةُ هُنَا الدِّرْع والرِّياسة وَالشَّرَفُ، وَفَسَّرَهُ غَيْرُهُ بأَنه أَفضل الْمِيرَاثِ، وَقِيلَ: يُرِيدُ السِّلَاحَ لأَنهم كَانُوا إِذا اقتسموا الميراث دَفَعُوا السِّلَاحَ إِلى الِابْنِ دُونَ الِابْنَةِ، وَقَوْلُهُ شَفْعًا

_ (2). قوله [زعم به يزعم إلخ] هو بهذا المعنى من باب قتل ونفع كما في المصباح

ووِتراً يُرِيدُ قِسْمَةَ الْمِيرَاثِ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثيين. وأَما الزَّعامَةُ وَهِيَ السِّيَادَةُ أَو السِّلَاحُ فَلَا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ، إِذا هِيَ مَخْصُوصَةٌ بِهِ. والزَّعَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الطَّمَعُ، زَعِمَ يَزْعَمُ زَعَماً وزَعْماً: طَمِعَ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: عُلّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها ... زَعْماً، وربِّ الْبَيْتِ، لَيْسَ بمَزْعَمِ «1» . أَي لَيْسَ بِمَطْمَعٍ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كَانَ حُبُّهَا عَرَضاً مِنَ الأَعراض اعْتَرَضَنِي مِنْ غَيْرِ أَن أَطلبه، فَيَقُولُ: عُلِّقْتُها وأَنا أَقتل قَوْمَهَا فَكَيْفَ أُحبها وأَنا أَقتلهم؟ أَم كَيْفَ أَقتلهم وأَنا أُحبها؟ ثُمَّ رَجَعَ عَلَى نَفْسِهِ مُخَاطِبًا لَهَا فَقَالَ: هَذَا فِعْلٌ لَيْسَ بِفِعْلِ مِثْلِي؛ وأَزْعَمْتُه أَنا. وَيُقَالُ: زعَمَ فُلَانٌ فِي غَيْرِ مَزْعَمٍ أَي طَمِعَ فِي غَيْرِ مطمَع؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهُ رَبَّةٌ قَدْ أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِهِ، ... فَمَا فِيهِ للفُقْرى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ وأَمرٌ مُزْعِمٌ أَي مُطْمِعٌ. وأَزْعَمَه: أَطمعه. وشِواءٌ زَعِمٌ وزَعْمٌ «2»: مُرِشّ كَثِيرُ الدَّسَمِ سَرِيعُ السَّيَلان عَلَى النَّارِ. وأَزْعَمَتِ الأَرضُ: طَلَعَ أَول نَبْتِهَا؛ عن ابن الأَعرابي: وزاعِمٌ وزُعَيْم: إِسمان. والمِزْعامة: الْحَيَّةُ. والزُّعْمُومُ: العَييّ. والزَّعْمِيُّ: الْكَاذِبُ «3». والزَّعْمِيّ: الصَّادِقُ. والزَّعْمُ: الْكَذِبُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا الإِكامُ اكتَسَتْ مَآلِيَها، ... وَكَانَ زَعْمُ اللَّوامعِ الكَذِبُ يُرِيدُ السَّراب، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع. وَقَالَ شُرَيْحٌ: زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِب. وَقَالَ شَمِرٌ: الزَّعْمُ والتزاعُمُ أَكثر مَا يُقَالُ فِيمَا يُشك فِيهِ وَلَا يُحَقَّقُ، وَقَدْ يَكُونُ الزَّعْمُ بِمَعْنَى الْقَوْلِ، وَرُوِيَ بَيْتُ الْجَعْدِيِّ يَصِفُ نُوحًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ، فَهَذَا مَعْنَاهُ التَّحْقِيقُ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذا قَالُوا زَعْمَةٌ صَادِقَةٌ لَآتِيَنَّكَ، رَفَعُوا، وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ، قَالَ: وَيَنْصِبُونَ يَمِينًا صَادِقَةً لأَفعلن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ أَيوب، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: كَانَ إِذا مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَتَزاعَمان فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ كَفَّر عَنْهُمَا أَي يَتَدَاعَيَانِ شَيْئًا فَيَخْتَلِفَانِ فِيهِ فَيَحْلِفَانِ عَلَيْهِ كَانَ يُكَفِّرُ عَنْهُمَا لآَجل حَلِفِهِمَا؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنهما يَتَحَادَثَانِ بالزَّعَماتِ وَهِيَ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ مِنَ الأَحاديث، وَقَوْلُهُ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ أَي عَلَى وَجْهِ الِاسْتِغْفَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا ؛ مَعْنَاهُ أَن الرَّجُلَ إِذا أَراد المَسير إِلى بَلَدٍ والظَّعْنَ فِي حَاجَةٍ رَكِبَ مَطِيَّتَهُ وَسَارَ حَتَّى يَقْضِيَ إِرْبَهُ، فَشَبَّهَ مَا يُقَدِّمُهُ الْمُتَكَلِّمُ أَمام كَلَامِهِ وَيَتَوَصَّلُ بِهِ إِلى غَرَضِهِ مِنْ قَوْلِهِ زَعَمُوا كَذَا وَكَذَا بِالْمَطِيَّةِ الَّتِي يُتَوَصَّلُ بِهَا إِلى الْحَاجَةِ، وإِنما يُقَالُ زَعَمُوا فِي حَدِيثٍ لَا سَنَدَ لَهُ وَلَا ثَبَتَ فِيهِ، وإِنما يُحْكَى عَنِ الأَلْسُنِ عَلَى سَبِيلِ الْبَلَاغِ، فذُمَّ مِنَ الْحَدِيثِ مَا كَانَ هَذَا سَبِيلُهُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: زَعِيمُ الأَنْفاس أَي موكَّلٌ بالأَنفاس يُصَعِّدُها لِغَلَبَةِ الْحَسَدِ وَالْكَآبَةِ عَلَيْهِ، أَو أَراد أَنفاس الشُّرْبِ كأَنه يَتَجَسَّس كَلَامَ النَّاسِ ويَعِيبهم بِمَا يُسقطهم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والزَّعيمُ هُنَا

_ (1). في معلقة عنترة: زعْماً، لَعَمْرُ أَبيكَ، ليسَ بمَزعَمِ (2). قوله [وشواه زعم وزعم] كذا هو بالأَصل والمحكم بهذا الضبط وبالزاي فيهما، وفي شرح القاموس بالراء في الثانية وضبطها مثل الأَولى ككتف (3). قوله [والزعمي الكاذب إلخ] كذا هو مضبوط في الأَصل والتكملة بالفتح ويوافقهما إِطلاق القاموس وإِن ضبطه فيه شارحه بالضم

بمعنى الوكيل. زغم: تَزَغَّمَ الْجَمَلُ: رَدَّدَ رُغاءه فِي لَهازِمه، هَذَا الأَصل، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قَالُوا: تَزَغَّمَ الرجلُ إِذا تَكلم تَكَلُّمَ المُتَغَضِّبِ مع تَغَضُّبٍ. والتَّزَغُّمُ: التغضُّب وتَزَمْزُمُ الشَّفَةِ فِي بَرْطَمَةٍ، وتَزَغَّمت الناقةُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّزَغُّمُ التَّغَضُّبُ مَعَ كَلَامٍ، وَقِيلَ مَعَ كَلَامٌ لَا يُفهم، وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّزَغُّمُ صَوْتٌ ضَعِيفٍ؛ قَالَ البَعِيثُ: وَقَدْ خَلَّفَتْ أَسْرابَ جُونٍ مِنَ القَطا ... زَواحِفَ، إِلَّا أَنها تَتَزَغَّمُ وَقِيلَ: التَّزَغُّم الْغَضَبُ بِكَلَامٍ وَغَيْرِ كَلَامٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فأَصْبَحْنَ مَا ينطِقْنَ إِلا تَزَغُّماً ... عليَّ، إِذا أَبْكى الوَليدَ وَلِيدُ يَصِفُ جورهنَّ أَي أَنه إِذا أَبكى صَبيٌّ صَبيّاً غضبْنَ عَلَيْهِ تَجَنِّياً؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ رَجُلًا جَاءَ إِلى مَكَّةَ عَلَى نَاقَةٍ بَيْنَ نُوقٍ: فَجَاءَ وجاءتْ بَيْنَهُنَّ، وإِنَّهُ ... ليَمْسَحُ ذِفْراها تَزَغَّمُ كَالْفَحْلِ قَالَ الأَصمعي: تَزَغُّمُها صِيَاحُهَا وَحِدَّتُهَا، وإِنما يَمْسَحُ ذِفْرَاهَا لِيُسَكِّنَهَا. والتَّزَغُّمُ: حَنِينٌ خفيّ كَحَنِينِ الفَصيل؛ قَالَ لَبِيدٌ: فأَبْلغْ بَني بَكْرٍ، إِذا مَا لَقَيْتَهَا، ... عَلَى خَيْرٍ مَا يُلْقى بِهِ مَنْ تَزَغَّما ويروى بِالرَّاءِ. التَّهْذِيبِ: وأَما التَّرَغُّمُ، بِالرَّاءِ، فَهُوَ التَّغَضُّبُ. وإِن لَمْ يَكُنْ مَعَهُ كَلَامٌ. وتَزَغَّمَ الفَصيل: حَنَّ حَنيناً خَفِيفًا. وَرَجُلٌ زُغْمُوم: عَييُّ اللِّسَانِ. وزُغَيْمٌ: طَائِرُ، وَقِيلَ بِالرَّاءِ، وزُغْمَة: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَرَوَى الْبَيْتُ الَّذِي فِي زَغَبَ: عليهنَّ أَطْرافٌ مِنَ الْقَوْمِ، لَمْ يَكُنْ ... طعامُهُمُ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرا وَهُوَ بزُغْبة، بِالْبَاءِ، في رواية ثعلب. زغلم: لَا يَدْخُلُكَ مِنْ ذَلِكَ زُغْلُمَةٌ أَي لَا يَحِيكَنَّ فِي صَدْرِكَ مِنْ ذَلِكَ شَكٌّ وَلَا وَهْمٌ وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: وَقَعَ فِي قَلْبِي لَهُ زُغْلُمَةٌ، كَقَوْلِكَ حَسَكةٌ وضَغِينةٌ. زقم: الأَزهري: الزَّقْمُ الْفِعْلُ مِنَ الزَّقُّوم، والازْدِقامُ كَالِابْتِلَاعِ. ابْنُ سِيدَهْ: ازْدَقَمَ الشيءَ وتَزَقَّمَهُ ابْتَلَعَهُ. والتَّزَقُّمُ: التَّلَقُّمُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الزَّقْمُ واللَّقْمُ وَاحِدٌ، وَالْفِعْلُ زَقَمَ يَزْقُمُ ولَقِمَ يَلْقَمُ. والتَّزَقُّمُ: كَثْرَةُ شُرْبِ اللَّبَنِ، وَالِاسْمُ الزَّقَمُ، ابْنُ دُرَيْدٍ: يُقَالُ تَزَقَّمَ فُلَانٌ اللَّبَنَ إِذا أَفرط فِي شُرْبِهِ. وَهُوَ يَزْقُمُ اللُّقَمَ زَقْماً أَي يَلْقَمُها. وزَقَمَ اللَّحْمَ زَقْماً بَلَعَهُ. وأَزْقَمْتُه الشَّيْءَ أَي أَبلعته إِياه. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّقُّوم إِسم طَعَامٍ لَهُمْ فِيهِ تَمْرٌ وزُبْدٌ، والزَّقْمُ: أَكله. ابْنُ سِيدَهْ: والزَّقُّومُ طَعَامُ أَهل النَّارِ، قَالَ وَبَلَغَنَا أَنه لَمَّا أُنزلت آيَةُ الزَّقُّومِ: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ ؛ لَمْ يَعْرِفْهُ قُرَيْشٌ، فَقَالَ أَبو جَهْلٍ: إِن هَذَا لَشَجَرٌ مَا يَنْبُتُ فِي بِلَادِنَا فَمَنْ مِنْكُمْ مَنْ يَعْرِفُ الزَّقُّومَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ إِفْريقيَةَ: الزّقُّومُ بِلُغَةِ إِفْريقيَة الزُّبْدُ بِالتَّمْرِ، فَقَالَ أَبو جَهْلٍ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي لَنَا تَمْرًا وَزُبْدًا نَزْدَقِمُه، فَجَعَلُوا يأْكلون مِنْهُ وَيَقُولُونَ: أَفبهذا يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ فِي الْآخِرَةِ؟ فبيَّنَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَلِكَ فِي آيَةٍ أُخرى

فَقَالَ فِي صِفَتِهَا: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ؛ وَقَالَ تَعَالَى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ؛ الأَزهري: فَافْتَتَنَ بِذِكْرِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ جَمَاعَاتٌ مِنْ مُشْركي مَكَّةَ فَقَالَ أَبو جَهْلٍ: مَا نَعْرِفُ الزَّقُّومَ إِلَّا أَكل التَّمْرِ بِالزُّبْدِ؛ فَقَالَ لِجَارِيَتِهِ: زَقِّمِينا. وَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: كَيْفَ يَكُونُ فِي النَّارِ شَجَرٌ وَالنَّارُ تأْكل الشَّجَرَ؟ فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ؛ أَي وَمَا جَعَلْنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ إِلَّا فِتْنَةً لِلْكُفَّارِ؛ وَكَانَ أَبو جَهْلٍ يُنْكِرُ أَن يَكُونَ الزَّقُّومُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَمَّا نَزَلَتْ: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ هَلْ تَدْرُونَ مَا شجرةُ الزَّقُّومِ الَّتِي يُخَوِّفُكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: هِيَ العَجْوةُ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ؛ قَالَ: وَلِلشَّيَاطِينِ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَوجه: أَحدها أَن يُشْبِه طَلْعُها فِي قُبْحِهِ رؤوس الشَّيَاطِينِ لأَنها مَوْصُوفَةٌ بالقُبْحِ وإِن كَانَتْ غَيْرَ مشاهَدة فَيُقَالُ كأَنه رأْس شَيْطَانٍ إِذا كَانَ قَبِيحًا، الثَّانِي أَن الشَّيْطَانَ ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ قَبِيحُ الْوَجْهِ وَهُوَ ذُو العُرْفِ، الثَّالِثُ أَنه نبت قبيح يسمى رؤوس الشَّيَاطِينِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني أَعرابي مَنْ أَزْدِ السَّراة قَالَ: الزَّقُّومُ شَجَرَةٌ غَبْرَاءُ صَغِيرَةُ الْوَرَقِ مُدَوَّرَتُها لَا شَوْكَ لَهَا، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لَهَا كَعابر فِي سُوقها كَثِيرَةٌ، وَلَهَا وُرَيْدٌ ضَعِيفٌ جِدًّا يجْرُسُه النَّحْلُ، ونَوْرَتُها بَيْضَاءُ، ورأْس وَرِقِهَا قَبِيحٌ جِدًّا. والزَّقُّومُ: كُلُّ طَعَامٍ يَقْتل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والزَّقْمَةُ: الطَّاعُونُ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَفِي صِفَةِ النَّارِ: لَوْ أَن قَطْرة مِنَ الزَّقُّوم قَطَرَتْ فِي الدُّنْيَا؛ الزَّقُّومُ: مَا وَصَفَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ؛ قَالَ: هُوَ فَعُّول مِنَ الزَّقْمِ اللَّقْم الشَّدِيدِ وَالشُّرْبِ الْمُفْرِطِ. والزُّلْقُوم، بِاللَّامِ: الحُلْقُوم. زكم: الزُّكْمةُ والزُّكامُ: الأَرض «1»، وَقَدْ زُكِم وزَكَمَه اللَّهُ زَكْماً. وزَكَمَ بِنُطْفَتِهِ: رَمَى بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّكامُ مَعْرُوفٌ، وزُكِمَ الرجل وأَزْكَمَهُ اللَّهُ فَهُوَ مَزْكُومٌ، بُنِيَ عَلَى زُكِمَ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ مَزْكوم وَقَدْ أَزْكَمَه اللَّهُ، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَصمعي، قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَنت أَزْكَمُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا جَاءَ عَلَى فُعِلَ فَهُوَ مَفْعُول، لَا يُقَالُ مَا أَزْهاكَ وَمَا أَزْكَمَكَ. والزُّكامُ: مأْخوذ مِنَ الزَّكْم والزَّكْب، وَهُوَ الملْء. يُقَالُ: زُكِم فُلَانٌ ومُلئَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والزُّكْمَةُ: آخِرُ وَلَدِ الرَّجُلِ والمرأَة. وَفُلَانٌ زُكْمَةُ أَبَوَيْه إِذا كَانَ آخِرَ وَلَدِهِمَا. والزَّكْمةُ، بِالْفَتْحِ: النَّسْلُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: زَكْمَةُ عَمَّارٍ بَنُو عَمَّار، ... مثلُ الحَراقِيص عَلَى حِمار وأَنشده يَعْقُوبُ: زُكْمَةُ عَمَّارٍ. وَهُوَ أَلأَمُ زُكْمة فِي الأَرض أَي أَلأَمُ شَيْءٍ لفَظَهُ شَيْءٌ، كزُكْبَةٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ أَلأَمُ زُكْمَةٍ، كَزُكْبَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ زَكَمَتْ بِهِ أُمُّه إِذا ولدته سَرْحاً. وقِرْبَةٌ مَزْكومة: مملوءَة. زلم: الزُّلَمُ والزَّلَمُ: القِدْح لَا رِيشَ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَزْلام. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّلَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، القِدْحُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَاتَ يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ، ... لَيْسَ بِراعي إِبلٍ وَلَا غَنَمْ

_ (1). قوله [الأَرض] يعني الداء المعروف، فهو يقال له الزكام والأَرض

قَالَ: وَكَذَلِكَ الزُّلَمُ، بِضَمِّ الزَّايِ، وَالْجَمْعُ الأَزْلامُ وَهِيَ السِّهَامُ الَّتِي كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا. وزَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه وليَّنه. وزَلَّمَ الرَّحَى: أَدارها وأَخذ مِنْ حُرُوفِهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَفُضُّ الحَصَى عَنْ مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ، ... كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ «1» . شَبَّهَ خُفَّ الْبَعِيرِ بالرَّحَى أَي قَدْ أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ مِنْ حُرُوفِهَا وسوَّتْها. وزَلَّمْتُ الْحَجَرَ أَي قَطَعْتُهُ وأَصلحته للرَّحَى، قَالَ: وَهَذَا أَصل قَوْلِهِمْ هُوَ العبدُ زُلْمَةً، وَقِيلَ: كُلُّ مَا حُذِقَ وأُخذ مِنْ حُرُوفِهِ فَقَدْ زُلِّم. وَيُقَالُ: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ وقِدْحٌ زَلِيمٌ إِذا طُرَّ وأُجِيدَ قَدُّه وَصَنْعَتُهُ، وعَصاً مُزَلَّمَةٌ، وَمَا أَحسن مَا زَلَّمَ سَهْمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ ؛ قَالَ الأَزهري، رَحِمَهُ اللَّهُ: الِاسْتِقْسَامُ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، والأَزْلامُ كَانَتْ لِقُرَيْشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا أَمر وَنَهْيٌ وافْعَلْ وَلَا تَفْعَلْ، قَدْ زُلّمَتْ وسُوِّيَتْ ووضعتْ فِي الْكَعْبَةِ، يَقُومُ بِهَا سَدَنَةُ الْبَيْتِ، فَإِذَا أَراد رَجُلٌ سَفَرًا أَو نِكَاحًا أَتى السادِنَ فَقَالَ: أَخْرِج لِي زَلَماً، فَيُخْرِجُهُ وَيَنْظُرُ إِليه، فَإِذَا خَرَجَ قِدْحُ الأَمر مَضَى عَلَى مَا عَزَمَ عَلَيْهِ، وإِن خَرَجَ قِدْحُ النَّهْيِ قَعَدَ عَمَّا أَراده، وَرُبَّمَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ زَلَمانِ وَضَعَهُمَا فِي قِرابِه، فإِذا أَراد الِاسْتِقْسَامَ أَخرج أَحدهما؛ قَالَ الحُطَيْئَةُ يَمْدَحُ أَبا مُوسَى الأَشعري: لَمْ يَزْجُرِ الطَّيْرَ، إِن مَرَّتْ بِهِ سُنُحاً، ... وَلَا يُفِيضُ عَلَى قِسْمٍ بأَزْلامِ وَقَالَ طَرَفَةُ: أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً، ... فأَتى أَغْواهما زَلَمَهْ وَيُقَالُ: مرَّ بِنَا فُلَانٌ يَزْلِم زَلَماناً «2» ويَحْذِم حَذَماناً؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: ...... كأَنَّها ... رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قَالَ: الرَّبَابِيحُ القُرود الْعِظَامُ، وَاحِدُهَا رُبَّاح. والمُزَلَّمُ: الْقَصِيرُ الذَّنْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُزَلَّمُ مِنَ الرِّجَالِ الْقَصِيرُ الْخَفِيفُ الظَّرِيفُ، شُبِّهَ بالقِدْحِ الصَّغِيرِ. وَفَرَسٌ مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ الخَلْق. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ خَفِيفَ الْهَيْئَةِ وللمرأَة الَّتِي لَيْسَتْ بِطَوِيلَةٍ: رَجُلٌ مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مِثْلُ مُقذَّذَةٍ. وزَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر جِرمه لِذَلِكَ. وَقَالُوا: هُوَ الْعَبْدُ زُلْماً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وزُلْمَةً وزُلَمَةً وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كأَنه يُشْبِهُ الْعَبْدَ حَتَّى كأَنه هُوَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّكِرَةِ وَكَذَلِكَ فِي الأَمة، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي قُدَّ قَدَّ الْعَبْدِ. يُقَالُ: هَذَا الْعَبْدُ زُلْماً يَا فَتَى أَي قَدّاً وحَذْواً، وَقِيلَ: مَعْنَى كُلِّ ذَلِكَ حَقّاً. وَعَطَاءٌ مُزَلَّم: قَلِيلٌ. وزَلَّمْتُ عَطَاءَهُ: قَلَّلْتُهُ. والمُزَلَّم: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ. ابْنُ الأَعرابي: المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصَّغِيرُ الجُثَّةِ، والمُزَلَّمُ السيِء الْغِذَاءِ. والزَّلَمَةُ: هَنَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي حَلْقِ الشَّاةِ، فَإِذَا كَانَتْ فِي الأُذن فَهِيَ زَنَمَةٌ، وَقَدْ زَنَّمْتُها؛ وأَنشد: بَاتَ يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ

_ (1). قوله [مجمرات وقيعة] هذا هو الصواب في اللفظ والضبط وما تقدم في مادة رقد تحريف (2). قوله [يزلم زلماناً] أَي يسرع

وَقَالَ اللَّيْثُ: الزَّلَمَة تَكُونُ للمِعْزى فِي حُلُوقِهَا مُتَعَلِّقَةٌ كالقُرْط وَلَهَا زَلَمتان، وإِذا كَانَتْ فِي الأُذن فَهِيَ زَنَمَةٌ، بِالنُّونِ، وَالنَّعْتُ أَزْلَمُ وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: الْمَقْطُوعُ طَرَفِ الأُذن. والمزَلَّمُ والمُزَنَّم مِنَ الإِبل: الَّذِي تُقْطَعُ أُذنه وَتُتْرَكُ لَهُ زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ بالكِرامِ مِنْهَا. وَشَاةٌ زَلْماء: مِثْلُ زَنْماء، وَالذَّكَرُ أَزْلَمُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: ازْدَلَم فُلَانٌ رأْس فُلَانٍ أَي قَطَعَهُ، وزَلَم اللَّهُ أَنفه. وأَزْلامُ الْبَقَرِ: قَوَائِمُهَا، قِيلَ لَهَا أَزْلامٌ لِلَطَافَتِهَا، شُبِّهَتْ بأَزْلامِ القِداح. والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَزْلامٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ أَظلاف الْبَقَرِ. والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الَّذِي خَلْفَ الأَظلاف، وَالْجَمْعُ أَزْلام؛ قَالَ: تَزِلُّ عَلَى الأَرض أَزْلامُهُ، ... كَمَا زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْ الآزِحَةُ: الكثيرةُ لَحْمِ الأَخْمَص، شَبَّهَهَا بأَزْلامِ القِداحِ، وَاحِدُهَا زَلَمٌ، وَهُوَ القِدْح المَبْرِيّ؛ وَقَالَ الأَخْفش: وَاحِدُ الأَزْلامِ زُلَم وزَلَم. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: قَالَ سُراقَة فأَخرجت زُلَماً ، وَفِي رِوَايَةٍ: الأَزْلامَ ، وَهِيَ القِداح الَّتِي كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَضَعُهَا فِي وِعَاءٍ لَهُ، فإِذا أَراد سَفَرًا أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يَدَهُ فأَخرج مِنْهَا زُلَماً، فإِن خَرَجَ الأَمرُ مَضَى لشأْنه، وإِن خَرَجَ النَّهْيُ كَفَّ عَنْهُ وَلَمْ يَفْعَلْهُ. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ، وَقِيلَ: الدَّهْرُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدُ الْمَرِّ، وَقِيلَ: هُوَ الْمُتَعَلِّقُ بِهِ البَلايا والمَنايا، وَقَالَ يَعْقُوبُ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الْمَنَايَا مَنُوطة بِهِ تَابِعَةٌ لَهُ؛ قَالَ الأَخطل: يَا بِشْرُ، لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْكُمْ بمَنزلةٍ، ... أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ وَهُوَ الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فَمَنْ قَالَهَا بِالنُّونِ فَمَعْنَاهُ أَن الْمَنَايَا مَنُوطَةٌ بِهِ، أَخذها مِنْ زَنَمَةِ الشَّاةِ، وَمَنْ قَالَ الأَزْلَم أَراد خِفَّتَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مرْداسٍ: إِني أَرَى لكَ أَكْلًا لَا يَقومُ بِهِ، ... مِنَ الأَكولة، إِلَّا الأَزْلَمُ الجَذَع قَالَ: وَقِيلَ الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ العامِرِيّ يَقُولُهُ لأَبي خُباشة عَامِرِ بْنَ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيّ بْنِ كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ الوَعِلُ. وَيُقَالُ للوعِلِ: مُزَلَّم؛ وَقَالَ: لَوْ كَانَ حَيٌّ ناجِياً لَنَجَا، ... من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ وَقَدْ ذَكَرَ أَن الوُعول وَالظِّبَاءَ لَا يَسْقُطُ لَهَا سِنٌّ فَهِيَ جُذْعان أَبداً، وإِنما يُرِيدُونَ أَن الدَّهْرَ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ. وَقَالُوا: أَوْدَى بِهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أَي أَهلكه الدَّهْرُ، يُقَالُ ذَلِكَ لِمَا ولَّى وَفَاتَ ويُئِسَ مِنْهُ. وَيُقَالُ: لَا آتِيهِ الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لَا آتِيهِ أَبداً، وَمَعْنَاهُ أَن الدَّهْرَ باقٍ عَلَى حَالِهِ لَا يَتَغَيَّرُ عَلَى طُولِ إِناه فَهُوَ أَبداً جَذَعٌ لَا يُسِنُّ. والزَّلْماء: الأُرْوِيَّةُ، وَقِيلَ: أُنثى الصُّقور؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. وزَلَمَ الإِناء: ملأَه؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وزَلَمْتُ الْحَوْضَ فَهُوَ مَزْلومٌ إِذا مَلَأْتَهُ؛ وَقَالَ: حَابِيَةٌ كالثَّغَبِ المَزْلوم

أَبو عَمْرٍو: الأَزْلامُ الوِبارُ، وَاحِدُهَا زَلَمٌ؛ وَقَالَ قُحَيْفٌ: يبيتُ مَعَ الأَزْلامِ فِي رأْس حالقٍ، ... ويَرْتادُ مَا لَمْ تَحْتَرِزْه المَخاوِفُ وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: أَم فَادَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَنْ قَالَ ابْنُ الأَثير: فازْلَمَّ أَي ذَهَبَ مُسْرِعًا، والأَصل فِيهِ ازْلأَمَّ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا، وَقِيلَ: أَصلها ازْلامَّ كاشْهابَّ، فَحَذَفَ الأَلف تَخْفِيفًا، وَقِيلَ: ازلَمَّ قَبَضَ، والعَنَنُ: الْمَوْتُ أَي عَرَضَ لَهُ الْمَوْتُ فَقَبَضَهُ. وزُلَيْم وزَلَّامٌ: اسْمَانِ. وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارْتَحَلُوا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَاحْتَمَلُوا الأُمور فازْلأَمُّوا والمُزْلَئِمُّ: الذَّاهِبُ الْمَاضِي، وَقِيلَ: هُوَ الْمُرْتَفِعُ فِي سِيَرٍ أَو غَيْرِهِ؛ قَالَ كُثَيِّر: تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ مِنْهُمُ ... مَكَانَ الَّتِي قَدْ بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت أَي ذَهَبَتْ فَمَضَتْ، وَقِيلَ: ارْتَفَعَتْ فِي سَيْرِهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نَهَضَ فَانْتَصَبَ: قَدِ ازْلأَمَّ. وازْلأَمَّ النَّهَارُ إِذا ارْتَفَعَ. وازْلأَمَّت الضُّحى: انْبَسَطَتْ. الْجَوْهَرِيُّ: ازْلأَمَّ القومُ ازْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً. وازْلأَمَّ الشيءُ: انْتَصَبَ. وازْلأَمَّ النَّهَارُ إِذا ارْتَفَعَ ضَحاؤه، وَقِيلَ فِي شَأْوِ العَنَنِ: إِنه اعْتِرَاضُ الْمَوْتِ عَلَى الخَلْقِ. زلقم: الزُّلْقُوم: الْحُلْقُومُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والزُّلقوم: خُرْطوم الْكَلْبِ وَالسَّبُعِ. وزَلْقَمَ اللُّقْمَةَ: بَلَعَهَا. الأَصمعي: مِقَمَّةُ الشَّاةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَقَمَّة، وَهِيَ مِنَ الْكَلْبِ الزُّلْقُوم. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زُلْقُوم الْفِيلِ خُرْطومه. ابْنُ بَرِّيٍّ: الزَّلْقَمةُ الِاتِّسَاعُ، وَمِنْهُ سُمِّي الْبَحْرُ زُلْقُماً وقُلْزُماً؛ عَنِ ابن خالوَيْهِ. زلهم: المُزْلَهِمُّ: السَّرِيعُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: المُزْلَهِمُّ الْخَفِيفُ؛ وأَنشد: مِنَ المُزْلَهِمِّين الَّذِينَ كأَنَّهُمْ، ... إِذا احْتَضَرَ القومُ الخِوانَ، على وِتْرِ زمم: زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ: شَدَّهُ. والزِّمامُ: مَا زُمَّ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَزِمَّةٌ. والزِّمامُ: الْحَبَلُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي البُرَةِ وَالْخَشَبَةِ، وَقَدْ زمَّ الْبَعِيرَ بالزِّمام. اللَّيْثُ: الزَّمُّ فَعْلٌ مِنَ الزِّمام، تَقُولُ: زَمَمْتُ النَّاقَةَ أَزُمُّها زَمّاً. ابْنُ السِّكِّيتِ: الزَّمُّ مَصْدَرُ زَمَمْتُ الْبَعِيرَ إِذا علَّقْت عَلَيْهِ الزِّمام. الْجَوْهَرِيُّ: الزِّمام الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي البُرَةِ أَو فِي الخِشاشِ ثُمَّ يُشَدُّ فِي طَرَفِهِ المِقْوَد، وَقَدْ يُسَمَّى المِقوَد زِماماً. وزِمام النَّعْلِ: مَا يُشَدُّ بِهِ الشِّسْع. تَقُولُ: زَمَمْتُ النَّعْلَ. وزَمَمْتُ الْبَعِيرَ: خَطَمْته. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا زِمام وَلَا خِزام فِي الإِسلام ؛ أَراد مَا كَانَ عُبَّادُ بَنِي إِسرائيل يَفْعَلُونَهُ مِنْ زمِّ الأُنوف، وَهُوَ أَن يُخْرَق الأَنفُ وَيُجْعَلَ فِيهِ زِمام كزِمام النَّاقَةِ ليُقاد بِهِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: يَا عَجَباً وَقَدْ رأَيتُ عَجَبا: ... حِمارَ قَبَّانٍ يَسُوق أَرْنبا خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهبا، ... فَقُلْتُ: أَرْدِفْني، فَقَالَ: مَرْحَبا أَراد زامَّها فَحَرَّكَ الْهَمْزَةَ ضَرُورَةً لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ،

كَمَا جَاءَ فِي الشِّعْرِ اسْوأَدَّتْ. وزُمِّمَ الجِمال، شَدَّدَ لِلْكَثْرَةِ؛ وَقَوْلُ أُمّ خَلَفٍ الخَثْعَمِيّة: فليتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه، ... يُقادُ إِلى أَهل الغَضَى بزِمامِ إِنما أَرادت مِلْكَ الرِّيحِ السحابَ وَصَرْفَهَا إِياه. ابْنُ جَحْوَشٍ: حَتَّى كأَنَّ الرِّيحَ تَمْلِكُ هَذَا السَّحَابَ فَتَصْرِفُهُ بزمامٍ مِنْهَا، وَلَوْ أَسقطتْ قَوْلَهَا بزِمام لَنَقَصَ دُعَاؤُهَا لأَنها إِذا لَمْ تكُفَّه «3» ... أَمكنه أَن يَنْصَرِفَ إِلى غَيْرِ تِلْقاء أَهل الغَضى فَتَذْهَبُ شَرْقًا وَغَرْبًا وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْجِهَاتِ، وَلَيْسَ هُنَالِكَ زِمامٌ البَتَّةَ إِلّا ضربَ الزِّمام مَثَلًا لمِلْكِ الرِّيحِ إِياه، فَهُوَ مُسْتَعَارٌ إِذ الزِّمام الْمَعْرُوفُ مجسَّمٌ وَالرِّيحُ غَيْرُ مجسَّم. وزَمَّ الْبَعِيرُ بأَنفه زَمّاً إِذا رَفَعَ رأْسه مِنَ أَلَمٍ يَجِدُهُ. وزَمَّ برأْسه زَمّاً: رَفَعَهُ. وَالذِّئْبُ يأْخذ السَّخْلةَ فَيَحْمِلُهَا وَيَذْهَبُ بِهَا زَامًّا أَي رَافِعًا بِهَا رأْسه. وَفِي الصِّحَاحِ: فَذَهَبَ بِهَا زَامًّا رأْسه أَي رَافِعًا. يُقَالُ: زَمَّها الذِّئْبُ وازْدَمَّها بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: قَدِ ازْدَمَّ سَخْلَةً فَذَهَبَ بِهَا. وَيُقَالُ: ازْدَمَّ الشيءَ إِليه إِذا مدَّه إِليه. أَبو عُبَيْدٍ: الزَّمُّ فَعْلٌ مِنَ التَّقَدُّمِ، وَقَدْ زَمَّ يَزِمُّ إِذا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: إِذا تَقَدَّمَ فِي السَّيْرِ؛ وأَنشد: أَن اخْضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأَنف بازِلُهْ «4» . وزَمَّ الرجلُ بأَنفه إِذا شَمَخ وَتَكَبَّرَ فَهُوَ زَامٌّ. وزَمَّ وزامَّ وازْدَمَّ كُلُّهُ إِذا تَكَبَّرَ. وَقَوْمٌ زُمَّمٌ أَي شُمَّخٌ بأُنوفهم مِنَ الْكِبْرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزّ فَدْغَمِ، ... ذِي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيّ مِرْجَمِ، شَدَّاخَةٍ تَقْدَحُ هَامَ الزُّمَّمِ وَفِي شِعْرٍ: يَقْرَعُ، بالباء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه تَلَا الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَهُوَ زامٌّ لَا يَتَكَلَّمُ أَي رَافِعٌ رأْسه لَا يُقْبِلُ عَلَيْهِ. والزَّمُّ: الْكِبْرُ؛ وَقَالَ الْحَرْبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: رَجُلٌ زامٌّ أَي فَزِعٌ. وزَمَّ بأَنفه يَزِمُّ زَمّاً: تَقَدَّمَ. وزَمَّت القربةُ زُموماً: امتلأَت. وَقَالُوا: لَا وَالَّذِي وَجْهِي زَمَمَ بيتِهِ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا أَي قُبالتَه وتُجاهَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا ظَرْفًا. وأَمْرُ بَنِي فُلَانٍ زَمَمٌ أَي هيِّن لَمْ يُجَاوِزِ القَدْرَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ أَي قَصْدٌ كَمَا يُقَالُ أَمَمٌ. وأَمر زَمَمٌ وأَمَمٌ وصَدَدٌ أَي مُقَارِبٌ. وَدَارِي مِنْ دَارِهِ زَمَمٌ أَي قَرِيبٌ. والزُّمَّامُ، مُشَدَّدٌ: العُشبُ الْمُرْتَفِعُ عَنِ اللُّعاع. وإِزْمِيم: لَيْلَةٌ مِنْ لَيَالِي المِحاقِ. وإِزْمِيمٌ: مِنْ أَسماء الْهِلَالِ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبِ: والإِزْمِيمُ الْهِلَالُ إِذا دَقَّ فِي آخِرِ الشَّهْرِ واسْتَقْوس؛ قَالَ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ أَو غَيْرُهُ: قَدْ أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لَاهِيَةً، ... كأَنما آلُها فِي الآلِ إِزْمِيمُ شبَّه شَخْصَهَا فِيمَا شَخَصَ مِنَ الْآلِ بِالْهِلَالِ فِي آخِرِ الشَّهْرِ لضُمْرِها. وإِزْميم: مَوْضِعٌ. والزَّمْزَمَةُ: تَراطُنُ العُلوج عِنْدَ الأَكل وَهُمْ صُمُوت، لَا يَسْتَعْمِلُونَ اللِّسَانَ وَلَا الشَّفة فِي كَلَامِهِمْ، لَكِنَّهُ صَوْتٌ تُدِيرُهُ فِي خيَاشيمها وَحُلُوقِهَا فيَفْهم بعضُها عَنْ بَعْضٍ. والزَّمْزَمَة مِنَ الصَّدْرِ إِذا لَمْ يُفْصِح. وزَمْزَمَ العِلْجُ إِذا تَكَلَّفَ الْكَلَامَ عِنْدَ الأَكل وَهُوَ مُطْبِقٌ فَمَهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الزَّمْزَمَةُ كلام

_ (3). كذا بياض بالأَصل (4). قوله [أَن اخضر] صدره كما في الأَساس: خدب الشوى لم يعد في آل مخلف

الْمَجُوسِ عِنْدَ أَكلهم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَتَبَ إِلى أَحد عُمّالِهِ فِي أَمر الْمَجُوسِ: وانْهَهُم عَنِ الزمْزَمَة ؛ قَالَ: هُوَ كَلَامٌ يَقُولُونَهُ عِنْدَ أَكلهم بِصَوْتٍ خَفِيٍّ. وَفِي حَدِيثِ قَباث بْنِ أَشْيَمَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَحَرَّكَ بِهِ لِسَانِي وَلَا تَزَمْزَمَتْ بِهِ شَفَتايَ ؛ الزَّمْزَمَةُ: صَوْتٌ خِفِيٌّ لَا يَكَادُ يُفهم. وَمِنْ أَمثالهم: حَوْلَ الصِّلِّيان الزَّمْزَمَةُ؛ والصِّلِّيانُ مِنْ أَفضل المَرْعى، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَحُوم حَوْلَ الشَّيْءِ وَلَا يُظهر مَرامَه، وأَصل الزَّمْزَمة صَوْتُ المَجوسيّ وَقَدْ حَجا، يُقَالُ: زَمْزَمَ وزَهْزَمَ، وَالْمَعْنَى فِي الْمَثَلِ أَن مَا تَسْمَعُ مِنَ الأَصوات والجَلَب لِطَلَبِ مَا يُؤْكَلُ وَيُتَمَتَّعُ بِهِ. وزَمْزَمَ إِذا حَفِظَ الشَّيْءَ، والرَّعْدُ يُزَمْزِمُ ثُمَّ يُهَدْهِدُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَهِدُّ بَيْنَ السَّحْرِ والغَلاصِمِ ... هَدّاً كهَدِّ الرَّعْدِ ذِي الزِّمازِمِ والزَّمْزَمَةُ: صَوْتُ الرَّعْدِ. ابْنُ سِيدَهْ: وزَمْزَمَةُ الرَّعْدِ تتابُعُ صَوْتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَحسنه صَوْتًا وأَثْبَتُهُ مَطَرًا. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّمْزَمَةُ مِنَ الرَّعْدِ مَا لَمْ يَعْلُ ويُفْصِح، وَسَحَابٌ زَمْزَامٌ. والزَّمْزَمَةُ: الصَّوْتُ الْبَعِيدُ تَسْمَعُ لَهُ دَوِيّاً. وَالْعُصْفُورُ يَزِمُّ بِصَوْتٍ لَهُ ضَعِيفٍ، وَالْعِظَامُ مِنَ الزَّنَابِيرِ يفعلْنَ ذَلِكَ. أَبو عُبَيْدٍ: وَفَرَسٌ مُزَمْزِمٌ فِي صَوْتِهِ إِذا كَانَ يُطَرِّبُ فِيهِ. وزَمازِمُ النَّارِ: أَصوات لَهَبِهَا؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: زَمازِمُ فَوَّار مِن النَّارِ شاصِب وَالْعَرَبُ تَحْكِي عَزيف الْجِنِّ بِاللَّيْلِ فِي الفَلَواتِ بزيزِيم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تُسْمَعُ لِلْجِنِّ بِهِ زِيزِيمَا وزَمْزَمَ الأَسد: صوَّت. وتَزَمْزَمَتِ الإِبل: هَدَرَتْ. والزِّمْزِمة، بِالْكَسْرِ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: هِيَ الْخَمْسُونَ وَنَحْوُهَا مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَقِيلَ: هِيَ الْجَمَاعَةُ مَا كَانَتْ كالصِّمْصِمَة، وَلَيْسَ أَحد الْحَرْفَيْنِ بَدَلًا مِنْ صَاحِبِهِ، لأَن الأَصمعي قَدْ أَثبتهما جَمِيعًا وَلَمْ يَجْعَلْ لأَحدهما مَزِيَّةً عَلَى صَاحِبِهِ، وَالْجَمْعُ زِمْزِمٌ؛ قَالَ: إِذا تَدانى زِمْزِمٌ لزِمْزِمِ، ... مِنْ كُلِّ جَيْشٍ عَتِدٍ عَرَمْرَمِ وحارَ مَوَّارُ العَجاج الأَقْتَمِ، ... نَضْرِبُ رأْس الأَبْلَجِ الغَشَمْشَمِ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا تَدانى زِمزِمٌ مِنْ زِمْزِمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسي؛ وَفِيهِ: مِنْ وَبِراتٍ هَبِراتِ الأَلْحُمِ وَقَالَ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ: قَدْ صَبَّحَتْهُمْ مِنْ فارِسٍ عُصَبٌ، ... هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزِمُها والزِّمزِمةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ السِّبَاعِ أَو الْجِنِّ. والزِّمْزِمُ والزِّمْزيمُ: الجماعة. والزِّمْزيمُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الإِبل إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا صِغار؛ قَالَ نُصَيْبٌ: يَعُلُّ بَنِيها المَحْض مِنْ بَكَرَاتها، ... وَلَمْ يُحْتَلَبْ زِمْزيمها المُتَجَرْثِمُ وَيُقَالُ: مِائَةٌ مِنَ الإِبل زُمْزُومٌ مثل الجُرْجُور؛ وقال الشَّاعِرُ: زُمْزُومُها جِلَّتها الكِبارُ

وَمَاءٌ زَمْزَمٌ وزُمازِمٌ: كَثِيرٌ. وزَمْزَمُ، بِالْفَتْحِ: بِئْرٌ بِمَكَّةَ. ابْنُ الأَعرابي: هِيَ زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ، وَهِيَ الشُّباعةُ وهَزْمَةُ المَلَكِ ورَكْضَة جِبْرِيلَ لِبِئْرِ زَمْزَمَ الَّتِي عِنْدَ الْكَعْبَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لزَمْزَم اثْنَا عَشَرَ «1» اسْمًا: زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا، الرَّواءُ، رَكْضَةُ جِبْرِيلَ، هَزْمَةُ جِبْرِيلَ، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَيُقَالُ: مَاءٌ زَمْزَمٌ وزَمْزامٌ وزُوازِمٌ وزُوَزِمٌ إِذا كَانَ بَيْنَ المِلْحِ والعَذْبِ، وزَمْزَمٌ وزُوَزِمٌ؛ عَنِ ابْنِ خالوَيْهِ، وزَمْزامٌ؛ عَنِ الْقَزَّازِ، وَزَادَ: وزُمازِمٌ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الزَّمْزامُ الْعَيْكَثُ «2» الرعَّادُ؛ وأَنشد: سَقى أَثْلةً بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ، ... مِنَ الصَّيْفِ، زَمْزامُ العَشِيِّ صَدُوقُ وزَمْزَمٌ وعَيْطَلٌ: اسْمَانِ لِنَاقَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي اللَّامِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: باتَتْ تُبَارِي شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا، ... فَهِيَ تُسَمَّى زَمْزماً وعَيْطلا وزُمٌّ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٍ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: كأَنَّ جيادَهُنَّ، برَعْنِ زُمٍّ، ... جَرادٌ قَدْ أَطاعَ لَهُ الوَراقُ وَقَالَ الأَعشى: ونَظْرَةَ عينٍ عَلَى غِرَّةٍ ... محلَّ الخَليطِ بصَحْراء زُمّ يَقُولُ: مَا كَانَ هَوَاهَا إِلا عُقُوبَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ قَالَ ونظرةَ بِالنَّصْبِ فلأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى مَنْصُوبٍ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ وَهُوَ: وَمَا كَانَ ذَلِكَ إِلَّا الصَّبا، ... وإِلَّا عِقاب امْرِئٍ قَدْ أَثِمْ قَالَ: وَمَنْ خَفَضَ النَّظْرَةَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الأَصمعي، فَعَلَى مَعْنَى رُبَّ نظرةٍ. وَيُقَالُ: زُمٌّ بِئْرٌ بِحَفَائِرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ. وأَنشد بَيْتُ أَوس بْنِ حَجَرٍ. التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: كَمْهَلْتُ الْمَالَ كَمْهَلَةً، وحَبْكَرْتُهُ حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكلةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْته وكَرْكَرْتُه إِذا جَمَعْتَهُ وَرَدَدْتَ أَطراف مَا انْتَشَرَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ كَبْكَبْته. زنم: زَنَمَتا الأُذن: هَنَتَانِ تَلِيَانِ الشَّحْمَةَ، وَتُقَابِلَانِ الوَتَرَةَ. وزَنَمَتا الفُوقِ وزُنْمتاه «3». والأَول أَفصح: أَعلاه وَحَرْفَاهُ. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، وَهُمَا شَرَجا الفُوق، وَهُمَا مَا أَشرف مِنْ حَرْفَيْهِ. والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ: الَّذِي تُقْطَعُ أُذنه وَيُتْرَكُ لَهُ زَنَمَةٌ. وَيُقَالُ: المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الْكَرِيمُ. والمُزَنَّمُ مِنَ الإِبل: الْمَقْطُوعُ طَرَفِ الأُذن؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ بِالْكِرَامِ مِنْهَا؛ والتَّزْنيمُ: اسْمُ تِلْكَ السِّمَةِ اسْمٌ كالتَّنْبيت. الأَحمر: مِنَ السِّمات فِي قَطْعِ الْجِلْدِ الرَّعْلة، وَهُوَ أَن يُشَقَّ مِنَ الأُذن شَيْءٌ ثُمَّ يَتْرُكُ معلَّقاً، وَمِنْهَا الزَّنَمةُ، وَهُوَ أَن تَبِين تِلْكَ الْقِطْعَةُ مِنَ الأُذن، والمُفْضاة مِثْلُهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّنَمَةُ شَيْءٌ يُقْطَعُ مِنْ أُذن الْبَعِيرِ فَيُتْرَكُ مُعَلَّقًا، وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ بالكِرام مِنَ الإِبل. يُقَالُ: بَعِيرٌ زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وَنَاقَةٌ زَنِمَةٌ وزَنْماء

_ (1). قوله [لزمزم اثنا عشر إِلخ] هكذا بالأَصل وبهامشه تجاهه ما نصه: كذا رأَيت انتهى. وذلك لأَن المعدود أَحد عشر (2). قوله [العيكث] كذا هو بالأَصل (3). قوله [وزنمتا الفوق وزنمتاه] كذا هو مضبوط في الأَصل بضم الزاي وسكون النون في الثاني، ومقتضى القاموس فتح الزاي

ومُزَنَّمَةٌ. والزَّنَمُ: لُغَةٌ فِي الزَّلَمِ الَّذِي يَكُونُ خَلْفَ الظِّلْفِ، وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ: الضَّائِنَةُ الزَّنِمَةُ أَي ذَاتُ الزَّنَمَةِ، وَهِيَ الْكَرِيمَةُ، لأَن الضأْن لَا زَنَمَةَ لَهَا وإِنما يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْمَعَزِ؛ قَالَ المُعَلَّى بْنُ حَمّال الْعَبْدِيُّ: وَجَاءَتْ خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا، ... يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ يُفَرِّقُ بَيْنَهَا صَدْعٌ رَباع، ... لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَريمُ والخُلْعَةُ: خِيَارُ الْمَالِ. والزَّنِيمُ: الَّذِي لَهُ زَنَمَتان فِي حَلْقَةٍ، وَقِيلَ: المُزَنَّمُ صِغَارُ الإِبل، وَيُقَالُ: المُزَنَّمُ اسْمُ فَحْلٍ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، مِنْ تِلادِكُمْ، ... مَغانم شَتَّى مِنْ إِفالٍ مُزَنَّمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مِنْ بَابِ السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن مَعْنَى الْجَمَاعَةِ وَالْجَمْعِ سَوَاءٌ، فَحَمَلَ الصِّفَةَ عَلَى الْجَمْعِ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ إِفال المُزَنَّمِ، نَسَبَهُ إِليه كأَنه مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ؛ قِيلَ: مَوْسُومٌ بِالشَّرِّ لأَن قَطْعَ الأُذن وَسْمٌ. وزَنَمَتا الشَّاةِ وزُنْمتها «4»: هَنَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي حَلْقها تَحْتَ لِحْيتها، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْعَنْزَ، وَالنَّعْتُ أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قَالَ ضَمْرَةُ بْنُ ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ يَهْجُو الأَسود بْنَ مُنْذر بْنِ مَاءِ السَّمَاءِ أَخا النُّعْمان بْنِ المُنْذِرِ: تَرَكْتَ بَنِي مَاءِ السماءِ وفِعْلَهُمْ، ... وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلَّا بصالحٍ، ... فإِنَّ لَهُ عِنْدي يُدِيّاً وأَنْعُما قَالَ: وَمِنْ كَلَامِ بَعْضِ فِتْيانِ الْعَرَبِ يَنْشُدُ عَنْزاً فِي الحَرَمِ: كأَنَّ زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة. اللَّيْثُ: وزَنَمتا الْعَنْزِ مِنَ الأُذن. والزَّنَمَةُ أَيضاً: اللَّحْمَةُ المُتَدَلِّيَةُ فِي الْحَلْقِ تُسَمَّى مَلَادَهْ «5». والزَّنِيمُ: وَلَدُ العَيْهَرَةِ. والزَّنِيمُ أَيضاً: الْوَكِيلُ. والزُّنْمةُ: شَجَرَةٌ لَا وَرَقَ لَهَا كأَنها زُنْمةُ الشَّاةِ. والزَّنَمةُ: نَبْتَة سُهَيلية تَنْبُتُ عَلَى شَكْلِ زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي مِنْ شَرِّ النَّبَاتِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّنَمَةُ بَقْلة قَدْ ذَكَرَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّوَاةِ، قَالَ: وَلَا أَحفظ لَهَا عَنْهُمْ صِفَةً. والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدَّهْرُ المعلَّق بِهِ الْبَلَايَا، وَقِيلَ: لأَن الْبَلَايَا مَنُوطةٌ بِهِ مُتَعَلِّقَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ الْمَرِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عَامَّةُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ زَلَمَ. وَيُقَالُ: أَوْدى بِهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الدَّهْرَ: أَفْنى القُرونَ وَهُوَ بَاقِي زَنَمَهْ وأَصل الزَّنَمَةِ الْعَلَامَةُ. والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ. والمُزَنَّمُ: الدَّعيُّ؛ قَالَ: ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما أَي يَسْتَعْبِدُونَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ فِي المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ وإِنه صِغَارُ الإِبل بَاطِلٌ، إِنما المُزَنَّمُ مِنَ الإِبل الْكَرِيمُ الَّذِي جُعِلَ لَهُ زَنَمةٌ عَلَامَةً لكَرَمِهِ،

_ (4). قوله [وزنمتها] كذا هو مضبوط في الأَصل بضم فسكون (5). قوله [تسمى ملاده] كذا هو في الأَصل

وأَما الدَّعِيُّ فَهُوَ الزَّنِيمُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ المُلْصَقُ بِالْقَوْمِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: الزَّنِيمُ الَّذِي يُعْرَفُ بِالشَّرِّ واللُّؤْم كَمَا تُعْرَفُ الشَّاةُ بزَنَمَتِها. والزَّنَمَتانِ: الْمُعَلَّقَتَانِ عِنْدَ حُلوق المِعْزَى، وَهُوَ الْعَبْدُ زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ الْعَبْدِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْعَبْدُ زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي حَقّاً. والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ فِي قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ لَا يَحْتَاجُ إِليه فكأَنه فِيهِمْ زَنَمَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ حَسَّان: وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ، ... كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للخَطِيم التَّمِيمِيِّ، جَاهِلِيٌّ: زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً، ... كَمَا زِيدَ فِي عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ وَجَدْتُ حَاشِيَةَ صُورَتِهَا: الأَعْرَفُ أَن هَذَا الْبَيْتَ لحَسَّان؛ قَالَ: وَفِي الْكَامِلِ لِلْمُبَرِّدِ رَوَى أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ أَن نافِعاً سأَل ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ : مَا الزَّنِيمُ؟ قَالَ: هُوَ الدَّعِيُّ المُلْزَقُ، أَما سَمِعْتَ قَوْلُ حَسَّان بْنِ ثَابِتٍ: زَنِيمٌ تَداعاه الرِّجالُ زِيادةً، ... كَمَا زِيدَ فِي عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَيضاً: الزَّنِيمُ وَهُوَ الدَّعِيُّ فِي النَّسَب ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: بِنْتُ نَبيٍّ لَيْسَ بالزَّنِيمِ وزُنّيْمٌ وأَزْنَمُ: بَطْنَانِ مِنْ بَنِي يَرْبوعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَزْنَمُ بَطْنٌ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ؛ وَقَالَ العَوَّامُ بْنُ شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ: فَلَوْ أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها ... مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: بَنُو أَزْنَمَ بْنِ عُبَيْد بْنِ ثَعْلبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِليهم؛ وأَنشد: يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ، ... لَا ضَرَع السِّنِّ وَلَمْ يُثَلَّبِ يَقُولُ: هَذِهِ الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هَذَا الْبَعِيرِ لأَنه قُدَّام الإِبل. وابن الزُّنَيْمِ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: من شعرائهم. زنكم: الزَّنْكَمَةُ: الزَّكْمَةُ. زهم: الزُّهُومَةُ: رِيحُ لَحْمٍ سَمِينٍ مُنْتِنٍ. وَلَحْمٌ زَهِمٌ: ذُو زُهُومة. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّهُومةُ، بِالضَّمِّ، الرِّيحُ الْمُنْتِنَةُ. والزَّهَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ زَهِمَتْ يَدِي، بِالْكَسْرِ، مِنَ الزُّهومةِ، فَهِيَ زَهِمَةٌ أَي دَسِمَةٌ. والزَّهِمُ: السَّمِينُ. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: وتَجْأَى الأَرضُ مِنْ زَهَمِهِمْ ؛ أَراد أَن الأَرض تُنْتِنُ مِنْ جِيَفِهِم. وَوَجَدْتُ مِنْهُ زُهُومةً أَي تَغَيُّراً. والزُّهْمُ: الرِّيحُ الْمُنْتِنَةُ. وَالشَّحْمُ يُسَمَّى زُهْماً إِذا كَانَ فِيهِ زُهُومةٌ مِثْلُ شَحْمِ الوحْشِ. قَالَ الأَزهري: الزُّهومةُ عِنْدَ الْعَرَبِ كَرَاهَةُ رِيحٍ بِلَا نَتْنٍ أَو تَغَيُّرٍ، وَذَلِكَ مِثْلُ رَائِحَةِ لحمٍ غَثٍّ أَو رَائِحَةِ لَحْمِ سَبُعٍ أَو سمكةٍ سَهِكَةٍ مِنْ سَمَكِ الْبِحَارِ، وأَما سَمَكُ الأَنهار فَلَا زُهُومة لَهَا. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ: زَهِمْتُ زُهْمَةً وخَضِمْتُ خُضْمَةً وغَذِمْتُ غُذْمةً بِمَعْنَى لَقِمْتُ لُقْمَة؛ وَقَالَ:

تَمَلَّئي مِنْ ذَلِكَ الصَّفِيحِ، ... ثُمَّ ازْهَمِيهِ زَهْمَةً فَرُوحِي قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي عَاقَبَتِ الْحَاءُ الْهَاءَ. والزُّهْمَةُ، بِالضَّمِّ: الشَّحْمُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْكَلْبَ: يَذْكُرُ زُهْمَ الكَفَل المَشْروحا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي يَتَذَكَّرُ شَحْمَ الكفَلِ عِنْدَ تَشرِيحه، قَالَ: وَلَمْ يَصِفْ كَلْبًا كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ وإِنما وَصَفَ صَائِدًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لَقِيَ وَحْشاً؛ وَقَبْلَهُ: لاقَتْ تَمِيماً سَامِعًا لَمُوحَا، ... صاحبَ أَقْناص بِهَا مَشْبوحَا وَمِنْ هَذَا يُقَالُ لِلسَّمِينِ زَهِمٌ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شَحْم النَّعَامِ وَالْخَيْلِ. والزُّهْمُ والزَّهَمُ: شَحْمُ الْوَحْشِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ فِيهِ زُهُومة، وَلَكِنَّهُ اسْمٌ لَهُ خَاصٌّ، وَقِيلَ: الزُّهْمُ لِمَا لَا يَجْتَرُّ مِنَ الْوَحْشِ، والوَدَكُ لِمَا اجْتَرَّ، والدَّسَمُ لِمَا أَنبتت الأَرضُ كالسِّمْسِمِ وَغَيْرِهِ. وزَهِمَتْ يدُه زَهَماً، فَهِيَ زَهِمَةٌ: صَارَتْ فِيهَا رَائِحَةُ الشَّحْمِ. والزَّهَمُ: بَاقِي الشَّحْمِ فِي الدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا. والزَّهِمُ: الَّذِي فِيهِ بَاقِي طِرْقٍ، وَقِيلَ: هُوَ السَّمِينُ الْكَثِيرُ الشَّحْمِ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: القائدُ الخَيْلَ، مَنْكوباً دَوابِرُها، ... مِنْهَا الشَّنُونُ، وَمِنْهَا الزاهِقُ الزَّهِمُ وزَهَمَ العَظمُ وأَزْهَمَ: أَمَخَّ. والزُّهْمُ: الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الزَّباد مِنْ تَحْتِ ذَنَبه فِيمَا بَيْنَ الدُّبُر والمَبالِ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ بَيْنَهُمَا مُزاهمةٌ أَي عَدَاوَةٌ ومُحاكَّةٌ. والمُزاهَمة: القُرْب. ابْنُ سِيدَهْ: والمُزاهَمَةُ المُقاربةُ وَالْمُدَانَاةُ فِي السَّيْرِ وَالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وأَزْهَمَ الأَربعين أَو الْخَمْسِينَ أَو غَيْرَهَا مِنْ هَذِهِ العُقود: قَرُبَ مِنْهَا وَدَانَاهَا، وَقِيلَ: دَانَاهَا ولَمّا يَبْلُغْها. ابْنُ الأَعرابي: زاحَمَ الأَربعين وزاهَمَها، وَفِي النَّوَادِرِ: زَهَمْتُ فُلَانًا عَنْ كَذَا وَكَذَا أَي زَجَرْتُهُ عَنْهُ. أَبو عَمْرٍو: جَمَلٌ مُزاهِمٌ. والمُزاهِمَةُ: الفُرُوط العَجِلةُ لَا يَكَادُ يَدْنُو مِنْهُ فَرَسٌ إِذا جُنِبَ إِليه، وَقَدْ زاهَمَ مُزاهَمَةً وأَزْهَمَ إِزهاماً؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: مُسْتَرْعِفات بخدَبٍّ عَيْهام، ... مُرَوْدَكِ الخَلْقِ دِرَفْسٍ مِسْعام، للسَّابِق التَّالي قليلِ الإِزْهام أَي لَا يَكَادُ يَدْنُو مِنْهُ الْفَرَسُ الْمَجْنُوبُ لِسُرْعَتِهِ؛ قَالَ: والمُزاهِمُ الَّذِي لَيْسَ مِنْكَ بِبَعِيدٍ وَلَا قَرِيبٍ؛ وَقَالَ: غَرْبُ النَّوَى أَمْسى لَهَا مُزاهِما، ... مِنْ بَعْدِ مَا كَانَ لَهَا مُلازِمَا فالمُزاهِمُ: المُفارق هَاهُنَا؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: حَمَلَتْ بِهِ سَهواً فَزاهَمَ أَنْفَهُ، ... عِنْدَ النِّكاح، فَصِيلُها بمَضِيقِ والمُزاهَمَةُ: المُداناة، مأْخوذ مِنْ شَمِّ رِيحِهِ. وزَهْمان وزُهْمان: اسْمُ كَلْبٍ؛ عَنِ الرِّياشِيِّ. وَمِنْ أَمثالهم: فِي بَطْنِ زَهْمان زادُهُ؛ يُقَالُ ذَلِكَ إِذا اقْتَسَمَ قَوْمٌ مَالًا أَو جَزُوراً فأَعطوا رَجُلًا مِنْهَا حَظَّه أَو أَكل مَعَهُمْ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ أَطْعِموني، أَي قَدْ أَكلت وأَخذتَ حَظَّكَ، وَقِيلَ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُدْعَى إِلى الْغَدَاءِ وَهُوَ شَبْعَانُ، قَالَ: وَرَجُلٌ زُهمانيٌ

إِذا كَانَ شَبْعَانَ؛ وَقَالَ ابْنُ كَثْوَةَ: يُضْرَبُ هَذَا المَثَلُ لِلرَّجُلِ يَطْلب الشَّيْءَ وَقَدْ أَخذ نَصِيبَهُ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن رَجُلًا نَحَرَ جَزوراً فأَعطى زَهْمانَ نَصِيبًا، ثُمَّ إِنه عَادَ ليأْخذ مَعَ النَّاسِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الجَزُور هَذَا. وزُهام وزُهْمان: موضعان. زهدم: الزَّهْدَمُ وزَهْدَمٌ: الصَّقْرُ، وَيُقَالُ فَرْخُ الْبَازِي، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وزَهْدَمٌ: اسْمٌ. والزَّهْدَمانِ: زهْدَمٌ وكَرْدَمٌ. وزَهْدَمُ: اسْمُ فَرَسٍ، وفارِسُه يُقَالُ لَهُ: فارسُ زَهْدَم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زَهْدَم اسْمٌ لِفُرْسٍ لسُحَيْم بْنِ وَثِيلٍ؛ وَفِيهِ يَقُولُ ابْنُهُ جَابِرٌ: أَقول لَهُمْ بالشِّعْبِ، إِذْ يَيْسِرُونَني: ... أَلم تَعْلَموا أَني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ؟ والزَّهدمانِ: أَخوان مِنْ بَنِي عبسٍ؛ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هُمَا زَهْدَمٌ وَقَيْسٌ ابْنا حَزْنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْر بْنِ رَواحة بْنِ رَبِيعةَ بن مازِنِ بن الحَرِثِ بْنِ قُطَيْعَةَ بْنِ عَبْس بْنِ بَغِيضٍ، وَهُمَا اللَّذَانِ أَدركا حاجِبَ بْنَ زُرارَةَ يَوْمَ جَبَلَةَ ليَأْسِراه فغَلَبَهُما عَلَيْهِ مَالِكٌ ذُو الرُّقَيْبَةِ القُشَيْرِيّ؛ وَفِيهِمَا يَقُولُ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: جَزاني الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ، ... وكُنْتُ المَرْءَ يُجْزى بالكَرامَهْ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُمَا زَهْدَمٌ وكَرْدَمٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الزَّهْدَمانِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ ابْنا جَزْءٍ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: ابْنَا حَزْنٍ. وزَهْدَمٌ: مِنْ أَسماء الأَسد. زهزم: الزَّهْزَمَةُ: الصَّوْتُ مِثْلُ الزَّمْزَمَةِ؛ قَالَ الأَعشى: لَهُ زَهْزَمٌ كالغَنِّ. زوم: ابْنُ الأَعرابي: زامَ الرجلُ إِذا مَاتَ. والزَّويمُ: الْمُجْتَمَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. زيم: الزيِّمةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل أَقلها البعيرانِ والثلاثةُ وأَكثرها الخمسةَ عَشَرَ وَنَحْوُهَا. وتَزَيَّمَت الإِبلُ وَالدَّوَابُّ: تَفَرَّقَتْ فَصَارَتْ زِيَماً؛ قَالَ: وأَصبحتْ بعاشِمٍ وأَعْشَما، ... تَمْنَعُها الكَثْرَةُ أَن تَزَيَّما وَلَحْمٌ زِيَمٌ: مُتَعَضِّلٌ مُتَفَرِّقٌ لَيْسَ بِمُجْتَمَعٍ فِي مَكَانٍ فيَبْدُنَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: قَدْ عُولِيَتْ، فَهِيَ مَرْفُوع جَواشِنُها ... عَلَى قَوائِمَ عوجٍ، لَحْمُهَا زِيَمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَرَكْرَكَةٌ ذَاتُ لَحْمٍ زِيَمْ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ زِيَمٌ ضيِّق؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: باتَتْ ثَلاثَ ليالٍ ثُمَّ وَاحِدَةً، ... بِذِي المَجازِ، تُراعي مَنْزِلًا زِيَما وتَزَيَّمَ: صَارَ زِيَماً، وَقِيلَ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ مَنْزِلًا زِيَماً أَي مُتَفَرِّقَ النَّبَاتِ، وَقِيلَ: أَراد تَتَفَرَّقُ عَنْهُ النَّاسُ، وأَراد بِثَلَاثِ ليالٍ أَيام التَّشْريق ثُمَّ نَفَرَت وَاحِدَةٌ إِلى ذِي المَجازِ؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: أَصله فِي اللَّحْمِ فَاسْتَعَارَهُ؛ وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: هَذَا أَوانُ الحَرْبِ فاشْتَدّي زِيَمْ قَالَ: هُوَ اسْمُ نَاقَةٍ أَو فَرَسٍ وَهُوَ يُخَاطِبُهَا يأْمرها بالعَدْوِ، وَحَرْفُ النِّدَاءِ مَحْذُوفٌ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

فصل السين المهملة

سُمْرُ العُجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصى زِيَماً، ... لم يَقِهِنَّ رؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ الزِّيَمُ: الْمُتَفَرِّقُ، يَصِفُ شِدَّةَ وَطْئِهَا أَنه يُفَرِّقُ الحَصى. وزِيَمُ: اسْمُ فَرَسِ جَابِرِ بْنِ حُنَيْنٍ «1»؛ قَالَ: وإِياها عَنَى الرَّاجِزُ بِقَوْلِهِ: هَذَا أَوانُ الشَّدِّ فَاشْتَدِّي زِيَمْ الْجَوْهَرِيُّ: زِيَمُ اسْمُ فَرَسٍ لَا يَنْصَرِفُ لِلْمَعْرِفَةِ والتأْنيث. وزِيَم: مُتَفَرِّقَةٌ. والزِّيَمُ: الْغَارَةُ كأَنه يُخَاطِبُهَا. وَمَرَرْتُ بِمَنَازِلَ زِيَمٍ أَي مُتَفَرِّقَةٍ. وَبَعِيرٌ أَزْيَمُ: لَا يَرْغُو. والأَزْيَمُ: جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ. الأَحمر: بَعِيرٌ أَزْيَمُ وأَسْجَمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَرْغُو. قَالَ شَمِرٌ: الَّذِي سَمِعْتُ بَعِيرٌ أَزْجَمُ، بِالزَّايِ وَالْجِيمِ، قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ الأَزْيَمِ والأَزْجَم إِلَّا تَحْوِيلُ الْيَاءِ جِيمًا، وَهِيَ لُغَةٌ فِي تَمِيمٍ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ وأَنشدنا أَبو جَعْفَرٍ الهُذَيْمِيّ وَكَانَ عَالِمًا: مِنْ كلِّ أَزْيَمَ شائِكٍ أَنْيابه، ... ومُقَصِّفٍ بالهَدْرِ كَيْفَ يَصُولُ وَيُرْوَى: مِنْ كُلِّ أَزْجَمَ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْجِيمَ مَكَانَ الْيَاءِ لأَن مَخْرَجَيْهِمَا مِنْ شَجْرِ الْفَمِ، وشَجْرُ الْفَمِ الْهَوَاءُ، وَخَرْقُ الْفَمِ الَّذِي بَيْنَ الحَنَكَين. ابْنُ الأَعرابي: الزِّيزيمُ صَوْتُ الْجِنِّ بِاللَّيْلِ. قَالَ: وَمِيمُ زِيزِيمٍ مِثْلُ دَالِ زَيْدٍ يَجْرِي عَلَيْهَا الإِعراب؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَسْمَعُ للجِنِّ بِهَا زِيزيما زيغم: التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْعَيْنِ العَذْبة عَيْنٌ عَيْهَم، وَلِلْعَيْنِ الْمَالِحَةِ عَيْنٌ زَيْغَمٌ. فصل السين المهملة سأم: سَئِمَ الشيءَ وسَئِمَ مِنْهُ وسَئِمْتُ مِنْهُ أَسْأَمُ سَأَماً وسَأْمَةً وسَآماً وسَآمةً: مَلَّ؛ وَرَجُلٌ سَؤُومٌ وَقَدْ أَسْأَمَهُ هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ لَا يَسْأَمُ حَتَّى تَسْأَمُوا. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مِثْلَ قَوْلِهِ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَهُوَ الرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ. والسآمةُ: المَلَلُ والضَّجَرُ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: زَوْجي كَلَيْلِ تِهامة لَا قُرٌّ وَلَا سَآمة أَي أَنه طَلْقٌ معتدِل فِي خُلُوِّه مِنْ أَنواع الأَذى وَالْمَكْرُوهِ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ والضَّجَر أَي لَا يَضْجَرُ مِنِّي فَيَمَلّ صُحْبَتِي. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَن الْيَهُودَ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّأْمُ عَلَيْكَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمُ السَّأْمُ والذَّأْمُ وَاللَّعْنَةُ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مَهْمُوزًا مِنَ السَّأْم، وَمَعْنَاهُ أَنكم تَسْأَمون دِينكم، وَالْمَشْهُورُ فِيهِ تَرْكُ الْهَمْزِ وَيَعْنُونَ بِهِ الْمَوْتَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. سأسم: السَّأْسَمُ: شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا الشِّيزُ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ السَّاسَمُ، غَيْرُ مهموز، وسنذكره. ستهم: الْجَوْهَرِيُّ: السُّتْهُمُ الأَسْتَهُ، والميم زائدة. سجم: سَجَمَتِ الْعَيْنُ الدَّمْعَ والسحابةُ الْمَاءَ تَسْجِمُه وتَسْجُمُه سَجْماً وسُجُوماً وسَجَماناً: وَهُوَ قَطَران الدَّمْعِ وسَيَلانه، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا، وكذلك الساجِمُ مِنَ الْمَطَرِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ دَمْعٌ ساجِمٌ. وَدَمْعٌ مَسْجوم: سَجَمَتْه الْعَيْنُ سَجْماً، وقد أَسْجَمَه وسَجَّمَه. والسَّجَمُ: الدَّمْعُ. وأَعْيُنٌ سُجُومٌ: سَواجِمُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ يَصِفُ الإِبل بِكَثْرَةِ أَلبانها: ذَوارِفُ عَيْنَيْها مِنَ الحَفْلِ بالضُّحى، ... سُجُومٌ كتَنْضاح الشِّنان المُشَرَّبِ

_ (1). قوله [ابن حنين] هكذا في الأَصل، والذي في القاموس: ابن حبي

وَكَذَلِكَ عَيْنٌ سَجُوم وَسَحَابٌ سَجُوم. وانْسَجَمَ الماءُ وَالدَّمْعُ، فَهُوَ مُنْسَجِمٌ إِذا انْسَجَمَ أَي انْصَبَّ. وسَجَّمَتِ السَّحَابَةُ مَطَرَهَا تَسْجِيماً وتَسْجاماً إِذا صَبَّتْه؛ قَالَ: دَائِمًا تَسجامها «1» وَفِي شِعْرِ أَبي بَكْرٍ: فدَمْعُ الْعَيْنِ أَهْوَنُه سِجامُ سَجَمَ العينُ والدمعُ الماءَ يَسْجُمُ سُجُوماً وسِجاماً إِذا سَالَ وانْسَجَمَ. وأَسْجَمَتِ السَّحَابَةُ: دَامَ مَطَرُهَا كأَثجَمَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرض مَسْجومة أَي مَمْطُورَةٌ. وأَسْجَمَتِ السماءُ: صَبَّت مِثْلَ أَثْجَمَتْ. والأَسْجَمُ: الْجَمَلُ الَّذِي لَا يَرْغُو. وَبَعِيرٌ أَسْجَم: لَا يَرْغُو، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي زَيْمٍ. والسَّجَمُ: شَجَرٌ لَهُ وَرَقٌ طَوِيلٌ مُؤَلَّلُ الأَطرافِ ذُو عَرْضٍ تشبَّه بِهِ المَعابِلُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ وَعِلًا: حَتَّى أُتِيحَ لَهُ رامٍ بِمُحْدَلَةٍ ... جَشْءٍ، وبِيضٍ نَواحِيهِنَّ كالسَّجَم وَقِيلَ: السَّجَمُ هُنَا مَاءُ السَّمَاءِ، شَبّه الرِّمَاحَ فِي بَيَاضِهَا بِهِ. والسَّاجُوم: صِبْغٌ. وَسَاجُومٌ والسَّاجوم: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَسَا مُزْبِدَ السَّاجومِ وَشْياً مُصَوَّرا سحم: السَّحَمُ والسُّحام والسُّحْمَةُ: السَّوَادُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: السّحْمَةُ سَوَادٌ كَلَوْنِ الْغُرَابِ الأَسْحَمِ، وَكُلُّ أَسود أَسْحَمُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: إِن جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَحْتَمَ ؛ هُوَ الأَسود. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: وَعِنْدَهُ امرأَة سَحْماء أَي سَوْدَاءُ، وَقَدْ سُمِّيَ بِهَا النِّسَاءُ، وَمِنْهُ شَرِيكُ بْنُ سَحْماء صَاحِبُ اللَّعَّانِ؛ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ إِذا كَانَ كَذَلِكَ، وَهُوَ مِمَّا تبالِغُ بِهِ الْعَرَبُ فِي صِفَةِ النَّصِيّ، كَمَا يَقُولُونَ صِلِّيانٌ جَعْدٌ وبُهْمَى صَمْعاء، فَيُبَالِغُونَ بِهِمَا، والسَّحْماء: الِاسْتُ لِلَوْنِهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لَمْ تَتَفَلَّلا، ... وحَا الذِّئْبِ عَنْ طَفْلٍ مَناسمُهُ مُخْلي ثُمَّ فَسَّرَهُمَا فَقَالَ: السَّحْماوان هُمَا القَرْنانِ، وأَنث عَلَى مَعْنَى الصِّيصِيَتَيْنِ كأَنه يَقُولُ بصِيصِيَتَينِ سَحْماوَيْنِ، وَوَحَا الذِّئْبُ: صَوْتُهُ؛ والطَّفْلُ: الظَّبْيُ الرَّخْصُ، والمَناسِم للإِبلِ فَاسْتَعَارَهُ لِلظَّبْيِ، ومُخْلٍ: أَصاب خَلاءً، والإِسْحِمانُ: الشَّدِيدُ الأُدْمَةِ «2». والسَّحَمَةُ: كَلأَ يُشْبِهُ السَّخْبَرَة أَبيض يَنْبُتُ فِي البِراقِ والإِكامِ بِنَجْدٍ، وَلَيْسَتْ بعُشبٍ وَلَا شَجَرٍ، وَهِيَ أَقرب إِلى الطَّريفة والصِّلِّيانِ، وَالْجَمْعُ سَحَمٌ؛ قَالَ: وصِلِّيانٍ وحَلِيٍّ وسَحَمْ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّحَمُ يَنْبُتُ نَبْتَ النَّصيِّ والصِّلِّيان والعَنْكَثِ إِلا أَنه يَطُولُ فَوْقَهَا فِي السَّمَاءِ، وَرُبَّمَا كَانَ طولُ السَّحَمَةِ طولَ الرجل وأَضخم، والسَّحَمَةُ

_ (1). قوله [دائماً تسجامها] قطعة من بيت للبيد وأَورده الصاغاني بتمامه وهو: بَاتَتْ وأَسبل وَاكِفٌ مِنْ دِيمَةٍ ... يَرْوِي الْخَمَائِلَ دَائِمًا تسجامها (2). قوله [والإِسحمان الشديد الأَدمة] كذا هو مضبوط في المحكم بالكسر في الهمزة والحاء، وضبطه شارح القاموس في المستدركات بضمهما

أَغلَظها أَصلًا؛ قَالَ: أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي، ... وجاوِزِي ذَا السَّحَمِ المَجْلُوحِ وَقَالَ طَرَفة: خَيرُ مَا تَرْعَونَ مِنْ شَجَرٍ ... يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّحَمُ والصُّفار نَبْتَانِ؛ وأَنشد لِلنَّابِغَةِ: إِن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا، ... مَا كَانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا وصُفارِ والسَّحْماءِ مِثْلُهُ. وَبَنُو سَحْمَةَ: حَيٌّ. والأُسْحُمانُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ قَالَ: وَلَا يَزالُ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ ... تُلْقَى الدَّواهِي حَوْلَهُ، ويَسْلَمُ وإِسْحِمان والإِسْحِمان: جَبَلٌ بِعَيْنِهِ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْحَاءِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَزَعَمَ أَبو الْعَبَّاسِ أَنه الأُسْحُمان، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خَطَأٌ إِنما الأُسْحُمانُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الإِسْحِمانُ الأَسود «1»، وَهَذَا خطأٌ لأَن الأَسود إِنما هُوَ الأَسْحَمُ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الأَسْحَمُ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ: نَجاءٌ مُجِدّ، لَيْس فِيهِ وَتِيرَةٌ، ... وتَذْبِيبُها عَنْهُ بأَسْحَمَ مِذْوَدِ بقَرْنٍ أَسْود؛ وَفِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا، ... بأَسْحَمَ دانٍ، مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ «2» . هُوَ السَّحَابُ، وَقِيلَ: السَّحَابُ الأَسود. وَيُقَالُ لِلسَّحَابَةِ السَّوْدَاءِ سَحْماء؛ والأَسْحَمُ فِي قَوْلِ الأَعشى: رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ، تَحالَفَا ... بأَسْحَمَ داجٍ: عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ يُقَالُ: الدَّمُ تُغْمَسُ فِيهِ الْيَدُ عِنْدَ التَّحَالُفِ، وَيُقَالُ: بالرَّحِمِ، وَيُقَالُ: بِسَوَادِ حَلَمَة الثَّدْيِ، وَيُقَالُ: بِزِقِّ الْخَمْرِ، وَيُقَالُ: هُوَ اللَّيْلُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ احْمِلْني وسُحَيْماً ؛ هُوَ تَصْغِيرُ أَسْحَمَ وأَرادَ بِهِ الزِّقَّ لأَنه أَسود، وأَوهمه أَنه اسْمُ رَجُلٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَسْحَمَتِ السَّمَاءُ وأَثْجَمَتْ صَبَّتْ مَاءَهَا. ابْنُ الأَعرابي: السَّحَمَةُ الكُتْلَةُ مِنَ الْحَدِيدِ، وَجَمَعَهَا سَحَمٌ؛ وأَنشد لطَرَفَة فِي صِفَةِ الْخَيْلِ: مُنْعَلات بالسَّحَمْ قَالَ: والسُّحُمُ مَطارِقُ الحَدَّاد. وسُحامٌ: مَوْضِعٌ. وسُحَيمٌ وسُحامٌ: مِنْ أَسماء الْكِلَابِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسابِ، فضُرِّجَتْ ... بِدَمٍ، وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُحامُها سخم: السَّخَمُ: مَصْدَرُ «3» السَّخِيمَةِ، والسَّخِيمةُ الحِقْدُ والضَّغِينةُ والمَوْجِدةُ فِي النَّفْسِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: نَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّخِيمَةِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحْنَفِ: تَهادَوْا تَذْهَبِ الإِحَنُ والسَّخائِمُ أَي الحُقُودُ، وَهِيَ جَمْعُ سَخِيمةٍ. وَفِي حَدِيثِ: مَنْ سَلَ

_ (1). قوله [وقيل الإِسحمان الأَسود إِلخ] هكذا في المحكم مضبوطاً (2). قوله [صوب الجنوب] الذي في التكملة ريح الجنوب، وقوله [بأسحم] هكذا هو في الجوهري وفي ديوان زُهير وقال الصاغاني: صوابه وأَسحم، بالواو، ورفع أَسحم عطفاً على ريح (3). قوله [السخم مصدر] هكذا هو مضبوط في الأَصل بالتحريك، وفي نسخة المحكم بالفتح

سَخِيمَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُق الْمُسْلِمِينَ لَعَنَهُ اللَّهُ ، يَعْنِي الْغَائِطَ والنَّجْوَ. وَرَجُلٌ مُسَخَّم: ذُو سَخِيمَة، وَقَدْ سَخَّمَ بِصَدْرِهِ. والسُّخْمَةُ: الْغَضَبُ، وَقَدْ تَسَخَّمَ عَلَيْهِ. والسُّخامُ مِنَ الشَّعَرِ وَالرِّيشِ وَالْقُطْنِ والخَزِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ: اللَّيِّنُ الحَسَن؛ قَالَ يَصِفُ الثَّلْجَ: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، ... قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرّجَزُ لجَنْدَل بْنِ المُثَنَّى الطُّهَويّ، وَصَوَابُهُ يَصِفُ سَراباً لأَن قَبْلَهُ: والآلُ فِي كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ شَبَّهَ الْآلَ بِالْقُطْنِ لِبَيَاضِهِ، والأَنجل: الْوَاسِعُ، وَيُقَالُ: هُوَ مِنَ السَّوَادِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ مَا كَانَ لَيِّناً تَحْتَ الرِّيشِ الأَعلى؛ وَاحِدَتُهُ سُخامَةٌ، بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ: هَذَا ثَوْبٌ سُخامُ المَسِّ إِذا كَانَ لَيِّنَ المَسِّ مِثْلَ الخَزِّ. وَرِيشٌ سُخامٌ أَي لَيِّنُ الْمَسِّ رَقِيقٌ، وَقُطْنٌ سُخامٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ السَّوَادِ؛ وَقَوْلُ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يُحْفِلُ لَونَها ... سُخامٌ، كغِرْبانِ البَرِيرِ، مُقَصَّبُ السخامُ: كُلُّ شَيْءٍ ليِّن مِنْ صُوفٍ أَو قُطْنٍ أَو غَيْرِهِمَا، وأَراد بِهِ شِعْرَهَا. وخَمْر سُخامٌ وسُخامِيَّةٌ: لَيِّنَةٌ سَلِسةٌ؛ قَالَ الأَعشى: فبِتُّ كأَني شارِبٌ، بَعْدَ هَجْعَةٍ، ... سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري إِلى أَيّ شَيْءٍ نُسِبَتْ؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: هُوَ مِنَ الْمَنْسُوبِ إِلى نَفْسِهِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: شرابٌ سُخامٌ وَطَعَامٌ سُخامٌ لَيِّنٌ مُسْتَرْسل، وَقِيلَ: السُّخام مِنَ الشَّعَر الأَسودُ، والسُّخامِيّ مِنَ الْخَمْرِ الَّذِي يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ، والأَول أَعلى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ لَا يُقَالُ لِلْخَمْرِ إِلَّا سُخامِيَّة؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الخَرِعِ: كأَني اصْطَبَحْتُ سُخامِيَّةً، ... تَفَشَّأُ بالمَرْءِ صِرْفاً عُقارا وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: السَّخِيمُ الْمَاءُ الَّذِي لَيْسَ بحارٍّ وَلَا بَارِدٍ؛ وأَنشد لِحَمْلِ بْنِ حارث المُحارِبيّ: إِن سَخِيمَ الْمَاءِ لَنْ يَضِيرا، ... فَاعْلَمْ، وَلَا الحازِر، إِلَّا البُورا والسُّخْمَةُ: السَّوَادُ. والأَسْخَمُ: الأَسود. وَقَدْ سَخَّمْتُ بِصَدْرِ فُلَانٍ إِذا أَغضبته وَسَلَلْتُ سَخِيمَتَهُ بِالْقَوْلِ اللَّطِيفِ والتَّرَضِّي. والسُّخامُ، بِالضَّمِّ: سَوَادُ القِدْر. وَقَدْ سَخَّمَ وجهَه أَي سَوَّدَهُ. والسُّخامُ: الفَحْمُ. والسَّخَم: السَّوَادُ. وَرَوَى الأَصمعي عَنْ مُعْتَمِرٍ قَالَ: لَقِيتُ حِمْيَرِيّاً آخَرَ فَقُلْتُ مَا مَعَكَ؟ قَالَ: سُخامٌ ؛ قَالَ: والسُّخامُ الْفَحْمُ، وَمِنْهُ قِيلَ: سَخَّمَ اللهُ وَجْهَهُ أَي سَوَّدَهُ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، فِي شَاهِدِ الزُّور: يُسَخَّم وَجْهُهُ أَي يسوَّد. ابْنُ الأَعرابي: سَخَّمْتُ الْمَاءَ وأَوْغَرْتُه إِذا سخنته. سدم: السَّدَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّدَمُ والحُزْنُ. والسَّدَمُ: الهَمُّ، وَقِيلَ: هَمٌّ مَعَ نَدَمٍ، وَقِيلَ: غَيْظٌ مَعَ حُزْنٍ، وَقَدْ سَدِمَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ سادِمٌ وسَدْمان. تَقُولُ: رأَيته سادِماً نادِماً، ورأَيته سَدْمان نَدْمان، وَقَلَّمَا يُفْرَدُ السَّدَمُ مِنَ النَّدَمِ، وَرَجُلٌ سَدِمٌ نَدِمٌ. ابْنُ الأَنباري فِي

قَوْلِهِمْ رَجُلٌ سادمٌ نادِمٌ: قَالَ قَوْمٌ السادِمُ مَعْنَاهُ الْمُتَغَيِّرُ الْعَقْلِ مِنَ الغَمّ، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ مَاءٌ سُدُمٌ. وَمِيَاهٌ سُدْمٌ وأَسْدامٌ إِذا كَانَتْ مُتَغَيِّرَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَواجِنُ أَسْدامٌ وبعضٌ مُعَوَّرٌ وَقَالَ قَوْمٌ: السادِمُ الْحَزِينُ الَّذِي لَا يُطِيقُ ذَهاباً وَلَا مَجيئاً، مِنْ قَوْلِهِمْ بَعِيرٌ مُسَدَّمٌ إِذا مُنع عَنِ الضِّراب وَمَا لَهُ هَمٌّ وَلَا سَدَمٌ إِلَّا ذَاكَ. والسَّدَمُ: الحِرْصُ. والسَّدَمُ: اللَّهَجُ بِالشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّه وسَدَمَهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ؛ السَّدَمُ: الْوَلُوعُ بِالشَّيْءِ واللَّهَجُ بِهِ. وفحل سَدَمٌ وسَدِمٌ مَسْدوم ومُسَدَّمٌ: هَائِجٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُرْسَلُ فِي الإِبل فَيَهْدِرُ بَيْنَهَا، فإِذا ضَبَعَتْ أُخْرِجَ عَنْهَا اسْتِهْجَانًا لنَسْله، وَقِيلَ: المَسْدُومُ والمُسَدَّمُ المَمْنوع مِنَ الضِّرَابِ بأَيّ وَجْهٍ كَانَ. والمُسَدَّمُ: مِنْ فَحَوْلِ الإِبل. والسَّدِمُ: الَّذِي يُرْغَبُ عَنْ فِحْلَتِهِ فَيُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُلّافهِ ويُقَيَّدُ إِذا هَاجَ، فَيَرْعَى حوالَي الدَّارِ، وإِن صَالَ جُعِلَ لَهُ حِجامٌ يَمْنَعُهُ عَنْ فَتْحِ فَمِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّى، ... تُهَدِّرُ، فِي دِمَشْقَ، وَمَا تَريمُ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وكلُّ رَباعٍ، أَو سَديسٍ مُسَدَّمٍ ... يَمُدُّ بِذِفْرى حُرَّةٍ وجِرانِ وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا دَبِرَ ظَهْرُهُ فأُعْفِيَ مِنَ القَتَبِ حَتَّى صَلُحَ دَبَرُهُ مُسَدَّمٌ أَيضاً؛ وإِياه عَنَى الكُمَيْتُ بِقَوْلِهِ: قَدْ أَصْبَحَتْ بِكَ أَحْفاضِي مُسَدَّمَةً، ... زُهْراً بِلَا دَبَرٍ فِيهَا، وَلَا نَقَبِ أَي أَرَحْتَها مِنَ التَّعَبِ فابْيَضَّتْ ظُهُورُهَا ودَبَرُها وَصَلُحَتْ. والأَحْفاضُ: جَمْعُ حَفَضٍ وَهُوَ الْبَعِيرُ الَّذِي يَحْمَلُ عَلَيْهِ خُرْثِيُّ الْمَتَاعِ وسَقَطُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَعِيرٌ سَدِمٌ وعاشِق سَدِمٌ إِذا كَانَ شَدِيدَ الْعِشْقِ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الهَرِمَةِ: سَدِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسادَّةٌ وكافَّةٌ. الجوهري: والسَّدِمُ الفحل القِطْيَمُّ الهائج؛ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: كالسَّدِم المُعَنَّى؛ وَرَجُلٌ سَدِمٌ أَي مُغْتاظ. وفَنِيقٌ مُسَدَّمٌ: جَعَلَ عَلَى فَمِهِ الكِعامُ. والسَّديمُ: الضَّبابُ الرَّقِيقُ؛ قَالَ: وَقَدْ حالَ رُكْنٌ مِنْ أُحامِرَ دونَهُ، ... كأَنَّ ذُراهُ جُلِّلَتْ بسَديمٍ وسَدَمَ البابَ: ردَّه «1»؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَدْ سَطَمْتُ الْبَابَ وسَدَمْتُهُ إِذا رَدَدْتُهُ، فَهُوَ مَسْطومٌ ومَسْدومٌ. وَمَاءٌ سَدَمٌ «2» وسَدِمٌ وسُدُمٌ وسُدُومٌ وسَدومٌ: مُنْدَفِقٌ، وَالْجَمْعُ أَسْدام وسِدام، وَقَدْ قِيلَ: الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. ومُسَدَّمٌ: كسَدِمٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفازَةٍ ... إِليك، وَمِنْ أَحْواضِ مَاءٍ مُسَدَّمِ وَقَوْلُهُ: ورَّاد أَسْمالِ المِياهِ السُّدْمِ، ... فِي أُخْرَيَاتِ الغَبَشِ المِغَمِ

_ (1). قوله [وسدم الباب رده] هكذا في الأَصل والمحكم، والذي في التهذيب والتكملة والقاموس: ردمه، وصوب شارحه ما في المحكم (2). قوله [وماء سدم إِلخ] هذه عبارة المحكم، وليس فيها الرابع وهو سدوم بالضم بل هو في الأَصل فقط مضبوط بهذا الضبط، وقد ذكره شارح القاموس أَيضاً في المستدركات وضبطه بالضم

يَكُونُ جَمْعُ سَدُومٍ كَرَسُول ورُسْل، والأَصل فِيهِ التَّثْقِيلُ. ورَكِيَّةٌ سُدْمٌ وسُدُمٌ مِثْلَ عُسْرٍ وعُسُرٍ إِذا ادَّفَنَتْ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: يَشْرَبْنَ مِنْ ماوانَ مَاءً مُرّا، ... وَمِنْ سَنامٍ مثْلَهُ، أَو شَرّا، سُدْمَ المَساقي المُرْخِيات صُفْرا قَالَ: وَمِثْلُهُ فِي السُّدْمِ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ: إِذا مَا المِياهُ السُّدْمُ آضَتْ كأَنها، ... مِنَ الأَجْنِ، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ وَقَالَ الأَخطل: حَبَسُوا المَطِيَّ عَلَى قليلٍ عَهْدُهُ ... طامٍ يَعِينُ، وَغَائِرٍ مَسْدُوم والسَّدِيمُ: التَّعَب. والسَّدِيم: السَّدر. والسَّديمُ: الْمَاءُ المُنْدِفق. والسَّديمُ: الْكَثِيرُ الذِّكْرِ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَا يَذْكرون اللَّهَ إِلَّا سَدْما قَالَ اللَّيْثُ: مَاءٌ سُدُمٌ وَهُوَ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الأَقْمِشَة والجَوْلانُ حَتَّى يَكَادَ يَنْدَفِنُ، وَقَدْ سَدَمَ يَسْدُمُ. وَيُقَالُ: مَنْهَلٌ سَدُوم فِي مَوْضِعٍ سُدُمٍ؛ وأَنشد: ومَنْهَلًا ورَدْته سَدُوما وسَدُومُ، بِفَتْحِ السِّينِ: مَدِينَةٌ بحِمْص، وَيُقَالُ لِقَاضِيهَا: قَاضِي سَدُومَ، وَيُقَالُ: هِيَ مَدِينَةٌ مِنْ مَدَائِنِ قَوْمِ لُوطٍ كَانَ قَاضِيهَا يُقَالُ لَهُ سَدُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَذَلِكَ قَومُ لوطٍ حِينَ أَمْسَوْا ... كعَصْفٍ، فِي سَدُومِهِمُ، رَميمِ الأَزهري: قَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ المُزال والمُفْسَد إِنما هُوَ سَذُوم، بالذال المعجمة، قال: وَالدَّالُ خطأٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عِنْدِي هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنه سَذُوم، بالذال المعجمة، قال وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ؛ قَالَ: وَكَذَا روي بيت عمرو ابن دَرَّاكٍ الْعَبْدِيِّ: وإِني، إِنْ قَطَعْتُ حِبال قَيْسٍ، ... وخالَفْتُ المُرُونَ عَلَى تَميمِ «1»، لأَعْظَمُ فَجْرَةً مِنْ أَبِي رِغالٍ، ... وأَجْوَرُ فِي الحُكومة مِنْ سَدُومِ قَالَ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن تَحْذِفَ مُضَافًا تَقْدِيرُهُ مِنْ أَهل سَدُوم، وَهُمْ قَوْمُ لُوطٍ فِيهِمْ مَدِينَتَانِ وَهُمَا سَدُوم وعاموراءُ أَهلكهما اللَّهُ فِيمَا أَهلكه، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَكُونَ سَدُوم اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ: وَكَذَا نَقَلَ أَهل الأَخبار، قَالُوا: كَانَ سَدُوم مَلِكاً فَسُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ بِاسْمِهِ، وَكَانَ مِنْ أَجور الْمُلُوكِ؛ وأَنشد ابْنُ حَمْزَةَ بَيْتَيْ عَمْرِو بْنِ درّاكٍ وَالْبَيْتُ الثَّانِي: لأَخْسَرُ صَفْقَةً مِنْ شيخٍ مَهْوٍ، ... وأَجْوَرُ فِي الحُكومة مِنْ سَدُومِ وَنَسَبَهُمَا إِلى ابْنِ دَارَةَ، قَالَهُمَا فِي وَقْعَةِ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو القم «2». سذم: الأَزهري: أُهملت السِّينُ مَعَ التَّاءِ وَالذَّالِ وَالظَّاءِ فَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهَا شَيْءٌ فِي مُصاص كَلَامِ الْعَرَبِ، وأَما قَوْلُهُمْ: هَذَا قَضَاءُ سَذُوم، بالذال، فَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ إِنه أَعجمي، وَكَذَلِكَ البُسَّذُ لِهَذَا الْجَوْهَرِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَكَذَلِكَ السَّبَذَةُ فارسي.

_ (1). قوله [وخالفت المرون] هكذا هو بالأَصل (2). قوله [عمرو القم] هكذا هو بالأصل

سرم: رَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ضِرْساً طَحوناً ومَعِدَةً هَضُوماً وسُرْماً نَثُوراً ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السُّرْمُ أُمُّ سُوَيْدٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّرْمُ بَاطِنُ طَرَفِ الخَوْرانِ. الْجَوْهَرِيُّ: السُّرْمُ مَخْرَجُ الثُّفْل وَهُوَ طرَف المِعى الْمُسْتَقِيمِ، كَلِمَةٌ مولَّدة، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لَا يَذْهَبُ أَمر هَذِهِ الأُمة إِلا عَلَى رَجُلٍ وَاسِعِ السُّرْم ضَخْمُ البُلعُومِ ؛ السُرْمُ: الدُبرُ، والبُلعُومُ: الْحَلْقُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ رَجُلًا عَظِيمًا شَدِيدًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ إِذا اسْتَعْظَمُوا الأَمر وَاسْتَصْغَرُوا فَاعِلَهُ: إِنما يَفْعَلُ هَذَا مِنْ هُوَ أَوسَعُ سُرْماً مِنْكَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ أَنه كَثِيرُ التَّبْذير والإِسراف فِي الأَموال وَالدِّمَاءِ، فَوَصَفَهُ بِسِعَةِ المَدْخل والمَخْرج. ابْنُ سِيدَهْ: السُّرْمُ حَرْفُ الخَوران، وَالْجَمْعُ أَسْرامٌ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيّ: فِي عَطَنٍ أَكْرَسَ مِنْ أَسْرامِها وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ذَوَاتَ البَراثِنِ مِنَ السِّبَاعِ. ابْنُ الأَعرابي: السَّرَمُ وَجَعُ العَوَّاء وَهُوَ الدُّبُرُ. وَجَاءَتِ الإِبل مُتَسَرِّمَةً أَي مُتَقَطِّعَةً. وغُرَّةٌ مُتَسَرِّمَةٌ: غَلُظَتْ مِنْ مَوْضِعٍ ودَقَّتْ من آخر. والسُّرْمانُ: ضَرْبٌ مِنَ الزَّنَابِيرِ أَصفر وأَسود ومُجَزَّعٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: صُفْرٌ، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُجَزَّعٌ بِحُمْرَةٍ وَصُفْرَةٍ وَهُوَ مِنْ أَخبثها، وَمِنْهَا سُودٌ عِظام، وَقِيلَ: السِّرْمانُ الْعَظِيمُ مِنَ اليَعاسِيب، وَالضَّمُّ لُغَةٌ. والسِّرْمان: دُوَيْبَّة كالحَجَل. اللَّيْثُ: السَّرْمُ ضَرْبٌ مِنْ زَجْرِ الْكِلَابِ، يُقَالُ: سَرْماً سَرْماً إِذا هيجته. سرجم: السَّرْجَمُ: الطَّوِيلُ مِثْلُ السَّلْجَمِ. سرطم: السَّرْطَمُ: الطويل؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: كربَاعٍ لاحَهُ تَعْداؤه، ... سَبِطٍ أَكْرُعُهُ، فِيهِ طَرَقْ، أَصْمَعِ الكَعْبَيْنِ، مَهْضومِ الحَشى، ... سَرْطَمِ اللَّحْيَيْنِ، مَعّاجٍ تَئِقْ وَرَجُلٌ سرْطَمٌ وسُرْطوم وسُراطِمٌ: طَوِيلٌ. والسَّرْطَمُ: الْبُلْعُومُ لِسِعَتِهِ. والسَّرْطَم والسِّرْطِمُ: الْوَاسِعُ الْحَلْقِ السَّرِيعُ البَلْعِ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ الِابْتِلَاعِ مَعَ جِسْمٍ وخَلْقٍ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَبْتَلِعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الْخَلِيلِ. والسِّرْطِمُ: البَيِّنُ الأَقوال مِنَ الرِّجَالِ فِي كَلَامِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَبْتَلِعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سَرْطٍ لأَن بَعْضَهُمْ يجعل الميم زائدة. سسم: السَّاسَمُ، بِالْفَتْحِ: شَجَرٌ أَسود. وَفِي وَصِيَّتِهِ لِعَيَّاشِ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: والأَسود البَهِيم كأَنه مِنْ ساسَمٍ ؛ قِيلَ: هُوَ شَجَرٌ أَسود، وقيل: هو الآبَنُوس. قال أَبو حَاتِمٍ: والساسَمُ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ السهامُ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: إِذا شَاءَ طالَعَ مَسْجُورَةً، ... تَرى حَوْلَها النَّبْعَ والسَّاسَما وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ وَهُوَ مِنَ العُتُق الَّتِي يُتَّخَذُ مِنْهَا القِسِيُّ، قَالَ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنه الْآبَنُوسُ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ الشِّيزُ، قال: وَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ هَذَيْنِ يَصْلُحُ للقِسِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: السَّاسَمُ شَجَرَةٌ تُسَوَّى مِنْهَا الشِّيزى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ناهَبْتها القومَ عَلَى صُنْتُعٍ ... أَجْرَبَ، كالقِدْح من السَّاسَم

سطم: سَطَمَ البابَ: رَدَّهُ كَسَدَمَهُ. والسَّطْم والسِّطامُ: حَدّ السَّيْفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْعَرَبُ سِطامُ الناس أَي هُمْ فِي شَوْكَتِهِمْ وحِدَّتهم كَالْحَدِّ مِنَ السَّيْفِ. وسُطُمَّةُ الْبَحْرِ والحسَب وأُسْطُمَّتُهُ وأُسْطُمهُ: وَسَطُهُ وَمُجْتَمَعُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وصَلْتُ مِنْ حَنْظَلةَ الأُسْطُمَّا «3» . وَرُوِيَ الأُصْطُمَّا، بِالصَّادِّ، بِمَعْنَاهُ، وَالْجَمْعُ الأَساطِمُ، والأُطْسُمَّةُ مِثْلُهُ، عَلَى الْقَلْبِ، قَالَ: وَتَمِيمٌ تَقُولُ أَساتِم، تُعَاقِبُ بَيْنَ الطَّاءِ وَالتَّاءِ فِيهِ. والأُسْطُمُّ: مُجْتَمَعُ الْبَحْرِ. وأُسْطُمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ. وَهُوَ فِي أُسْطُمَّةِ قَوْمِهِ أَي فِي سِرِّهم وَخِيَارِهِمْ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَقِيلَ: فِي وَسَطِهِمْ وأَشرافهم، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ إِذا كَانَ وَسَطًا فِيهِمْ مُصاصاً. والإِسطامُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخيه فَلَا يأْخُذَنَّه فإِنما أَقْطَعُ لَهُ سِطاماً مِنَ النَّارِ أَي قِطْعَةٌ مِنْهَا، وَيُرْوَى إِسْطاماً ، وَهُمَا الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُحَرَّكُ بِهَا النَّارُ وتُسْعَرُ أَي أَقطع لَهُ مَا يُسْعِرُ بِهِ النارَ عَلَى نَفْسِهِ ويُشْعِلُها، أَو أَقْطعُ لَهُ نَارًا مُسَعَّرَة، وَتَقْدِيرُهُ: ذَاتُ إِسْطامٍ؛ قَالَ الأَزهري: مَا أَدْري أَعَجَمِيَّةٌ هِيَ أَم أَعجمية عُرّبَتْ «4»، وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا النَّارُ سِطامٌ وإِسْطامٌ إِذا فُطِح طَرَفُهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِسَدَادِ القِنِّينَة العِذامُ «5». والسِّطامُ والعِفاصُ والصِّمادُ والصِّبار. ابْنُ الأَعرابي: السُّطُمُ الأُصول. وَيُقَالُ للدَّرَوَنْد: سِطام. وَقَدْ سَطَمْتُ الْبَابَ وسَدَمْتُه إِذا رَدَدْتُهُ، فَهُوَ مَسْطوم ومَسْدُوم. سعم: السَّعْمُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ وَالتَّمَادِي فِيهِ. سَعَمَ يَسْعَمُ سَعْماً: أَسرع فِي سَيْرِهِ وتَمادَى؛ قَالَ: قلتُ، ولمَّا أَدْرِ ما أَسْماوُهُ: ... سَعْمُ المَهارَى والسُّرى دَواوُهُ «6» . وَنَاقَةٌ سَعُومٌ؛ وَقَالَ: يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّةً سَعُوما قَوْلُهُ نَظَّاريَّة إِبل مَنْسُوبَةٌ إِلى بَنِي النَّظَّارِ قَوْمٌ مِنْ عُكلٍ، وَقِيلَ: السَّعْمُ ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: غَيَّرَ خِلّيك الإِداوَى والنَّجَمْ، ... وطولُ تَخْوِيدِ المَطيّ والسَّعَمْ حَرَّك الْعَيْنَ مِنَ السَّعْمِ لِلضَّرُورَةِ، وَكَذَلِكَ فِي النَّجْمِ، وَرَوَاهُ الْمَازِنِيُّ والنَّجُمْ عَلَى النَّقْلِ لِلْوَقْفِ، وَرَوَاهُ قَوْمٌ النُّجُمْ عَلَى أَنه جَمْعُ نَجْم كَسَحْلٍ وسُحُلٍ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: وبالنُّجُمِ هُمْ يَهْتدون ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ هَذَا رَجُلٌ مُسَافِرٌ مَعَهُ إِداوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَهُوَ يَنْظُرُ كَمْ بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْمَاءِ وَيَنْظُرُ إِلى النَّجْم لِئَلَّا يَضِلَّ. وَنَاقَةٌ سَعُوم: بَاقِيَةٌ عَلَى السِّيَرِ، وَالْجَمْعُ سُعُمٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا قَوْلُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيِّ: وهُنَّ، مَا لَمْ يَخْفِضِ السِّياطا، ... يَسْعَمْنَ سَعْماً يَتْرُكُ الْآبَاطَا تَزْدادُ مِنْهُ الغُضُنُ انْبِساطا

_ (3). قوله [وصلت من حنظلة] كذا في الجوهري، وتقدم في مادة وس ط: وسطت من حنظلة (4). قوله [أَعجمية هِيَ أَم أَعجمية عربت] هكذا هو بالأصل والنهاية، والذي في نسخة التهذيب التي بأَيدينا: أَعربية محضة أَو معربة (5). قوله [العذام] كذا هو في الأَصل والتهذيب (6). قوله [أَسماوه] كذا هو بالأصل والمحكم بواو غير مهموزة فيه وفي قوله دواوه

يريد الغُضُون. وسَعَمَه وسَعَّمَه: غذاه. وسَعَّمَ إِبله: أَرعاها. والمُسَعَّمُ: الحَسَنُ الغِذاء، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ لغة. سعرم: رَجُلٌ سُعارِمُ اللِّحْيَةِ: ضخمها. سغم: سَغَمَ الرجلَ يَسْغَمُه سَغْماً: أَوصل إِلى قَلْبِهِ الأَذى وَبَالَغَ فِي أَذاه. وسَغَّمَ الرجلَ: أَحسن غِذَاءَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: سَغَّمْتُ الطينَ مَاءً والطعامَ دُهْناً رَوَّيته وَبَالَغْتُ فِي ذَلِكَ؛ الْمُحْكَمِ: وَكَذَلِكَ سَغَّم الزرعَ بِالْمَاءِ والمصباحَ بِالزَّيْتِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: تَسْمَعُ الرَّعْدَ فِي المُخِيلةِ مِنْهَا، ... مِثْلَ هَزْمِ القُرُومِ فِي الأَشْوالِ وتَرَى البَرْقَ عارِضاً مُسْتَطِيلًا، ... مَرَجَ البُلْقِ جُلْنَ فِي الأَجْلالِ أَو مَصابيح راهبٍ فِي يَفاعٍ، ... سَغَّمَ الزيتَ، ساطعاتِ الذُّبالِ أَراد: سَغَّمَ بِالزَّيْتِ، فَحَذَفَ الجارَّ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عدَّاها إِلى مَفْعُولَيْنِ حَيْثُ كَانَ فِي مَعْنَى سَقَّاها، وسَغَّمَ الرجلُ إِبله: أَطعَمَها وجَرَّعها. وسَغَّمَ فَصِيلَهُ إِذا سَمَّنه. والمُسَغَّمُ: الحسَنُ الْغِذَاءِ مِثْلَ المُخَرْفَج. وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ الْمُمْتَلِئِ البَدَنِ نَعْمَةً: مُفَنَّقٌ ومُفَتَّقٌ ومُسَغَّمٌ ومُثَدَّنٌ. اللَّيْثُ: فُلَانٌ يُسَغِّمُ فُلَانًا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وَيْلٌ لَهُ، إِن لَمْ تُصِبْه سِلْتِمُهْ ... مِنْ جُرَعِ الغَيْظ الَّذِي تُسَغِّمُهْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُسَغِّمُهُ يُرَبِّيه. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ الأَلفاظ: يُقَالُ رَغْماً لَهُ دَغْماً سَغْماً، قَالَ: كُلُّهُ تَوْكِيدٌ للرغْم، بِغَيْرِ واوٍ جَاءَ بِهِ، وَقَالَ فِي هَذَا الْكِتَابِ: التَّعْسُ أَن يخِرَّ عَلَى وَجْهِهِ والنَّكْس أَن يخِرَّ عَلَى رأْسه، والتَّعْسُ الْهَلَاكُ، وَيُقَالُ: تَعِس وانْتَكَسَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رغْماً له ودَغْماً وسَغْماً، بِالْوَاوِ. وفَعَل ذَلِكَ عَلَى رَغْمِهِ وسَغْمِه. وسَغَمَ الرجلُ جَارَيْتَهُ: جَامَعَهَا. والسَّغْمُ: كأَنه رَجُلٌ لَا يُحِبُّ أَن يُنْزلَ فِي المرأَة فيُدْخله الإِدْخالَة ثم يُخْرِجه. سفم: سَيْفَمٌ: اسْمُ بَلَدٍ «1» ... ولد. سقم: السَّقامُ والسُّقْمُ والسَّقَمُ: المَرَض، لُغَاتٌ مِثْلَ حُزْنٍ وحَزَنٍ، وَقَدْ سَقِمَ وسَقُمَ سُقْماً وسَقَماً وسَقاماً وسَقامَةً يَسْقُمُ، فَهُوَ سَقِم وسَقِيمٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ سِقامٌ جاؤوا بِهِ عَلَى فِعالٍ، يَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ إِلى الإِشعار بأَنه كُسِّر تَكْسِيرَ فاعِلٍ، وأَسْقَمَهُ الدَّاءُ. وَقَالَ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِيمَا قصَّهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: إِنِّي سَقِيمٌ ؛ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: مَعْنَاهُ إِني طَعِينٌ أَي أَصابه الطَّاعُونُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِني سأَسْقُمُ فِيمَا أَستقبل إِذا حَانَ الأَجلُ، وَهَذَا مِنْ مَعَارِضِ الْكَلَامِ، كَمَا قَالَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ؛ الْمَعْنَى إِنك سَتَمُوت وإِنهم سَيَمُوتُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ إِنه اسْتَدَلَّ بِالنَّظَرِ فِي النُّجُومِ عَلَى وَقْتِ حمَّى كَانَتْ تأْتيه، وَكَانَ زَمَانُهُ زَمَانَ نُجومٍ، فَلِذَلِكَ نُظِرَ فِيهَا، وَقِيلَ إِن مَلِكَهُمْ أَرسل إِليه أَن غَداً عِيدُنا فاخْرُجْ مَعَنَا، فأَراد التَّخَلُّف عَنْهُمْ، فَنَظَرَ إِلى نَجْمٍ فَقَالَ: إِن هَذَا النَّجْمَ لَمْ يَطْلُعْ قَطُّ إِلا أَسْقُمُ، وَقِيلَ: قال أَراد إِنِّي سَقِيمٌ بِمَا أَرى مِنْ عِبَادَتِكُمْ غَيْرَ اللَّهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالصَّحِيحُ أَنها إِحدى كَذَباتِهِ الثَّلَاثِ، وَالثَّانِيَةُ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ، وَالثَّالِثَةُ عَنْ زَوْجَتِهِ سارةَ إِنها أُخْتِي، وكلُّها كانت

_ (1). كذا بياض بالأصل

فِي ذَاتِ اللَّهِ ومُكابَدَةً عن دينه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والمِسقام: كالسَّقِيمِ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ السُّقْم، والأُنثى مِسْقام أَيضاً؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَسْقَمَه الله وسَقَّمَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هامَ الفُؤادُ بِذكْراها وخامرَها، ... مِنْهَا عَلَى عُدَواء الدَّارِ، تَسْقِيمُ وأَسْقَمَ الرجُلُ: سَقِمَ أَهْلُه. والسَّقامُ وسَقامٌ: وادٍ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ: أَمْسى سَقامٌ خَلاءً لَا أَنيسَ بِهِ ... إِلا السِّباعُ، ومَرُّ الرِّيحِ بالغُرَفِ وَيُرْوَى: إِلا الثُّمامُ، وأَبو عَمْرٍو يَرْفَعُ إِلا الثمامُ، وَغَيْرُهُ يَنْصِبُهُ. والسَّوْقَمُ: شَجَرٌ يُشَبِّهُ الخِلافَ وَلَيْسَ بِهِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّوْقَمُ شَجَرٌ عِظَامٌ مِثْلُ الأَثأَبِ سَوَاءً، غَيْرَ أَنه أَطول طُولًا مِنَ الأَثْأَبِ وأَقل عَرْضًا مِنْهُ، وَلَهُ ثَمَرَةٌ مِثْلَ التِّينِ، وإِذا كَانَ أَخضر فإِنما هُوَ حَجَرٌ صَلابةً، فإِذا أَدرك اصْفَرَّ شَيْئًا ولانَ وحَلا حَلاوَةً شَدِيدَةً، وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ يُتَهادى. سكم: السَّكْمُ: تَقارُبُ الخَطْو فِي ضَعْفٍ، سَكَمَ يَسْكُمُ سَكْماً. وسَيْكِمُ: اسْمُ امرأَة مِنْهُ. التَّهْذِيبِ: ابْنُ دُرَيْدٍ السَّكْمُ فِعْلٌ مُماتٌ. والسَّيْكَمُ: الَّذِي يُقَارِبُ خَطْوُهُ فِي ضعف. سلم: السَّلامُ والسَّلامَةُ: الْبَرَاءَةُ. وتَسَلَّمَ مِنْهُ: تَبَرَّأَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّلامة الْعَافِيَةُ، والسَّلامةُ شَجَرَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ، مَعْنَاهُ تَسَلُّماً وَبَرَاءَةً لَا خَيْرَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ولا شر، وليس على السَّلام المُسْتَعْمَل فِي التحيَّة لأَن الْآيَةَ مَكِّيَّةٌ وَلَمْ يُؤْمَرِ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ أَن يُسَلِّمُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ، هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَزَعَمَ أَن أَبا رَبِيعَةَ كَانَ يَقُولُ: إِذا لقيتَ فُلَانًا فَقُلْ سَلاماً أَي تَسَلُّماً، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ سَلامٌ أَي أَمري وأَمرك المبارأَة والمُتاركة. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: قالُوا سَلاماً أَي قَالُوا قَوْلًا يتسَلّمون فِيهِ لَيْسَ فِيهِ تَعدٍّ وَلَا مَأْثم، وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُحَيُّونَ بأَن يَقُولَ أَحدهم لِصَاحِبِهِ أَنْعِمْ صَبَاحًا، وأَبَيْتَ اللَّعْنَ، وَيَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فكأَنه عَلَامَةُ المُسالَمَةِ وأَنه لَا حَرْب هُنَالِكَ، ثُمَّ جَاءَ اللَّه بالإِسلام فَقَصَرُوا عَلَى السَّلَامِ وأَمروا بإِفْشائِهِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: نَتَسَلَّمُ مِنْكُمْ سَلَامًا وَلَا نُجاهلكم، وَقِيلَ: قالُوا سَلاماً أَي سَداداً مِنَ الْقَوْلِ وقَصْداً لَا لَغْو فِيهِ. وَقَوْلُهُ: قالُوا سَلاماً ، قَالَ: أَي سَلِّمُوا سَلاماً، وَقَالَ: سَلامٌ أَي أَمري سَلامٌ لَا أُريد غَيْرَ السَّلامَةِ، وَقُرِئَتِ الأَخيرة: قَالَ سِلْمٌ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وسِلْمٌ وسَلامٌ وَاحِدٌ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَول مَنْصُوبٌ عَلَى سَلِّموا سَلاماً، وَالثَّانِي مَرْفُوعٌ عَلَى مَعْنَى أَمْري سَلامٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ، أَي لَا دَاءَ فِيهَا وَلَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَن يَصْنَعَ فِيهَا شَيْئًا وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّلامُ جَمْعُ سَلامة. والسَّلامُ: التَّحِيَّةُ، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ السلامُ والسَّلامَةُ لُغَتَيْنِ كاللَّذَاذِ واللَّذاذَةِ، وأَنشد: تُحَيِّي بالسَّلامَةِ أُمُّ بَكْرِ، ... وهَلْ لَكِ بَعْدَ قَومِكِ مِنْ سَلامِ؟ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّلامُ جَمع سَلامَةٍ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السَّلامُ وَالتَّحِيَّةُ مَعْنَاهُمَا

وَاحِدٌ، وَمَعْنَاهُمَا السَّلامَةُ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاتِ. الْجَوْهَرِيُّ: والسِّلْمُ، بِالْكَسْرِ، السَّلامُ، وَقَالَ: وقَفْنا فَقُلْنا: إِيه سِلْمٌ! فَسَلَّمَتْ، ... فَمَا كَانَ إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي رَوَاهُ القَنانيّ: فَقُلْنَا: السَّلام، فاتَّقَتْ مِنْ أَسيرِها، ... وَمَا كَانَ إِلَّا وَمْؤها بالحَواجِبِ وَفِي حَدِيثِ التَّسْلِيم: قُلِ السَّلامُ عَلَيْكَ فإِن عَلَيْكَ السَّلامُ تحيَّة المَوْتَى ، قَالَ: هَذِهِ إِشارة إِلى مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ فِي المَراثي، كَانُوا يُقَدِّمُونَ ضَمِيرَ الْمَيِّتِ عَلَى الدُّعَاءِ لَهُ كَقَوْلِهِ: عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ أَميرٍ، وبارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وَكَقَوْلِ الْآخَرِ: عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ، قَيْسَ بْنَ عاصمٍ، ... ورَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَن يَتَرَحَّما قَالَ: وإِنما فَعَلُوا ذَلِكَ لأَن المُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ يَتَوَقَّعُ الْجَوَابَ وأَن يُقَالَ لَهُ عَلَيْكَ السَّلام، فَلَمَّا كَانَ الْمَيِّتُ لَا يُتَوَقَّعُ مِنْهُ جَوَابٌ جَعَلُوا السَّلَامَ عَلَيْهِ كَالْجَوَابِ، وَقِيلَ: أَراد بالمَوْتَى كفَّار الْجَاهِلِيَّةِ، وَهَذَا فِي الدُّعَاءِ بِالْخَيْرِ وَالْمَدْحِ، وأَما الشَّرُّ والذَّم فَيُقَدَّمُ الضَّمِيرُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي، وَكَقَوْلِهِ: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ*. والسُّنَّة لَا تَخْتَلِفُ فِي تَحِيَّةِ الأَموات والأَحيْاء، وَيَشْهَدُ لَهُ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: أَنه كَانَ إِذا دَخَلَ الْقُبُورَ قَالَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ دارَ قَومٍ مُؤْمِنِينَ. والتَّسْلِيمُ: مُشْتَقٌّ مِنَ السَّلام اسْمِ اللَّه تَعَالَى لِسَلَامَتِهِ مِنَ الْعَيْبِ وَالنَّقْصِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن اللَّه مُطَّلِعٌ عَلَيْكُمْ فَلَا تَغْفُلوا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اسْمُ السَّلامِ عليكَ، إِذ كَانَ اسْمُ اللَّه تَعَالَى يُذْكَرُ عَلَى الأَعمال تَوَقُّعاً لِاجْتِمَاعِ مَعَانِي الْخَيِّرَاتِ فِيهِ، وَانْتِفَاءِ عَوارض الْفَسَادِ عَنْهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سَلِمْتَ مِنِّي فَاجْعَلْنِي أَسْلَمُ مِنْكَ مِنَ السَّلامة بِمَعْنَى السَّلام. وَيُقَالُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، وسَلامٌ عَلَيْكُمْ، وسَلامٌ، بِحَذْفِ عَلَيْكُمْ، وَلَمْ يَرِدْ فِي الْقُرْآنِ غَالِبًا إِلَّا مُنَكَّراً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ ، فأَمَّا فِي تَشَهُّدِ الصَّلَاةِ فَيُقَالُ فِيهِ مُعَرَّفاً ومُنَكَّراً، وَالظَّاهِرُ الأَكثر مِنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَنه اخْتَارَ التَّنْكِيرَ، قَالَ: وأَما فِي السَّلام الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ فَرَوَى الربيعُ عَنْهُ أَنه قَالَ: لَا يَكْفِيهِ إِلَّا مُعَرَّفاً ، فإِنه قَالَ: أَقَلُّ مَا يَكْفِيهِ أَن يَقُولَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، فإِن نَقَصَ مِنْ هَذَا حَرْفًا عَادَ فسَلَّمَ، وَوَجْهُهُ أَن يَكُونَ أَراد بالسَّلام اسْمَ اللَّه، فَلَمْ يَجُزْ حَذْفُ الأَلف وَاللَّامِ مِنْهُ، وَكَانُوا يَسْتَحْسِنُونَ أَن يَقُولُوا فِي الأَوّل سلامٌ عَلَيْكُمْ وَفِي الآخِر السَّلام عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُ الأَلف وَاللَّامُ للعَهْدِ، يَعْنِي السَّلام الأَول. وَفِي حَدِيثِ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ: كَانَ يُسَلَّمُ عليَّ حَتَّى اكْتَوَيْتُ ، يَعْنِي أَن الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَلَمَّا اكْتَوَى بِسَبَبِ مَرَضِهِ تَرَكُوا السَّلامَ عَلَيْهِ، لأَن الكَيَّ يَقْدَحُ فِي التَّوَكُّلِ والتَّسْلِيمِ إِلى اللَّه وَالصَّبْرِ عَلَى مَا يُبْتَلى بِهِ العبدُ وطلبِ الشِّفَاءِ مِنْ عِنْدِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ قَادِحًا فِي جَوَازِ الكَيِّ، وَلَكِنَّهُ قَادِحٌ فِي التَّوَكُّلِ، وَهِيَ دَرَجَةٌ عَالِيَةٌ وَرَاءَ مُبَاشَرَةِ الأَسباب. والسَّلامُ: السَّلامةُ. والسَّلامُ: اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، اسْمٌ مِنْ أَسمائه لسَلامته مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ وَالْفَنَاءِ، حَكَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه سَلِمَ مِمَّا يَلْحَق الْغَيْرَ مِنْ آفَاتِ الغِيَر وَالْفَنَاءِ، وأَنه الْبَاقِي الدَّائِمُ الَّذِي تَفْنى الْخَلْقُ وَلَا يَفْنى، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

والسَّلامُ فِي الأَصل: السَّلامةُ، يُقَالُ: سَلِمَ يَسْلَمُ سَلاماً وسَلامةً، وَمِنْهُ قِيلٌ لِلْجَنَّةِ: دار السَّلامِ لأَنها دار السَّلامةِ مِنَ الْآفَاتِ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ أَن أَبا بَكْرٍ قَالَ: السَّلامُ أَمانُ اللَّهِ فِي الأَرض. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، قَالَ بَعْضُهُمْ: السَّلامُ هَاهُنَا اللَّه وَدَلِيلُهُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ، وقال الزَّجَّاجُ: سُمِّيَتْ دارَ السَّلامِ لأَنها دارُ السلامَة الدَّائِمَةِ الَّتِي لَا تنقَطع وَلَا تَفْنى وَهِيَ دَارُ السَّلامةِ مِنَ الْمَوْتِ والهَرَم والأَسْقام، وَقَالَ أَبو إِسحاق: أَي لِلْمُؤْمِنِينَ دَارُ السَّلَامِ، وَقَالَ: دارُ السَّلامِ الجنةُ لأَنها دارُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فأُضيفت إِليه تَفْخِيمًا لَهَا، كَمَا قِيلَ لِلْخَلِيفَةِ عَبْدُ اللَّه، وَقَدْ سلَّمَ عَلَيْهِ. وَتَقُولُ: سَلِمَ فلانٌ مِنَ الآفات سَلامةً وسَلَّمَه اللَّه مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثَةٌ كلُّهم ضَامِنٌ عَلَى اللَّه أَحَدُهم مَنْ يَدْخُل بيته بسلامٍ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد أَن يَلْزَمَ بَيْتَهُ طَالِبًا لِلسَّلَامَةِ مِنَ الفِتَنِ وَرَغْبَةً فِي العُزْلَةِ، وَقِيلَ: أَراد أَنه إِذا دَخَلَ سَلَّمَ، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ. وسَلِمَ مِنَ الأَمر سَلامةً: نَجا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى ، مَعْنَاهُ أَن مَنِ اتَّبَعَ هُدى اللَّه سَلِمَ مِنْ عَذَابِهِ وَسَخَطِهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه لَيْسَ بسَلامٍ أَنه لَيْسَ ابْتِدَاءً لِقَاءٌ وَخِطَابٌ. والسَّلامُ: الِاسْمُ مِنَ التَّسْليم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ «2»، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَن السَّلامَ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ أَربعة أَشياء: فَمِنْهَا سَلَّمْتُ سَلاما مَصْدَرُ سَلَّمْتُ، وَمِنْهَا السَّلامُ جَمْعُ سَلامة، وَمِنْهَا السَّلامُ اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّه تَعَالَى، وَمِنْهَا السلامُ شَجَرٌ، وَمَعْنَى السَّلام الَّذِي هُوَ مَصْدَرُ سَلَّمْتُ أَنه دُعَاءٌ للإِنسان بأَن يَسْلَمَ مِنَ الْآفَاتِ فِي دِينِهِ وَنَفْسِهِ، وتأْويله التَّخْلِيصُ، قَالَ: وتأْويل السَّلام اسْمُ اللَّه أَنه ذُو السَّلامِ الَّذِي يَمْلِكُ السَّلَامَ أَي يُخَلِّصُ مِنَ الْمَكْرُوهِ. ابْنُ الأَعرابي: السَّلام اللَّه، والسَّلامُ السلامةُ، والسَّلامةُ الدُّعَاءُ. ودارُ السَّلَامِ: دَارُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. والسَّالِمُ فِي العَرُوض: كُلُّ جُزْءٍ يَجُوزُ فِيهِ الزِّحافُ فَيَسْلَمُ مِنْهُ كَسَلامةِ الْجَزْءِ مِنَ القَبْض والكَفِّ وَمَا أَشبهه. وَرَجُلٌ سَلِيمٌ: سَالِمٌ، وَالْجَمْعُ سُلَماءُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، أَي سَلِيمٍ مِنَ الْكُفْرِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ : وَقُرِئَ وَرَجُلًا سالِما لِرَجُلٍ ، فَمَنْ قرأَ سَالِمًا فَهُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ عَلَى سَلِم فَهُوَ سالِمٌ، وَمَنْ قرأَ سِلْماً وسَلْماً فَهُمَا مَصْدَرَانِ وُصفَ بِهِمَا عَلَى مَعْنَى وَرَجُلًا ذَا سِلمٍ لِرَجُلٍ وَذَا سَلْمٍ لِرَجُلٍ، وَالْمَعْنَى أَن مَنْ وَحَّدَ اللَّه مَثَلُه مَثَلُ السَّالِمِ لِرَجُلٍ لَا يَشْرَكُه فِيهِ غَيْرُهُ، ومَثَلُ الَّذِي أَشرك اللَّه مَثَلُ صَاحِبِ الشُّرَكاء المتشاكِسينَ، والسلامُ: الْبَرَاءَةُ مِنَ العُيوب فِي قَوْلِ أُمَيَّة، وقرىء: وَرَجُلًا سَلَماً، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي قَوْلَ أُمية: سَلامَكَ رَبَّنا فِي كلِّ فَجرٍ ... بَرِيئاً مَا تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ الذُّموم: الْعُيُوبُ أَي مَا تَلْزَقُ بِكَ وَلَا تنتسب إِليك. وسَلَّمَه اللَّه مِنَ الأَمر: وَقَاهُ إِياه. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ كُنْتُ راعِيَ إِبل فأَسْلَمْتُ عَنْهَا أَي تَرَكْتُهَا. وَكُلُّ صَنِيعَةٍ أَو شَيْءٍ تَرَكْتَهُ وَقَدْ كُنْتَ فِيهِ فَقَدْ أَسْلَمْت عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيت: لَا بِذي تَسْلَمُ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلِلِاثْنَيْنِ: لَا بِذي تَسْلَمانِ، وَلِلْجَمَاعَةِ: لَا بِذِي تَسْلَمُونَ، وَلِلْمُؤَنَّثِ: لَا بِذِي تَسْلَمِينَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: لَا بِذي تَسْلَمْن، والتأْويل: لَا واللَّه الَّذِي يُسَلِّمُكَ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا.

_ (2). الآية

وَيُقَالُ: لَا وسَلامَتِكَ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ: اذْهَبْ بِذِي تَسْلَمُ يَا فَتَى، وَاذْهَبَا بِذِي تَسْلَمان، أَي اذْهَبْ بسَلامَتِك، قَالَ الأَخفش: وَقَوْلُهُ ذِي مُضَافٍ إِلى تَسْلَمُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَعشى: بآيةِ يُقْدِمونَ الخَيْلَ زُوراً، ... كأَنَّ عَلَى سَنابِكِها مُدامَا أَضافَ آيَةً إِلى يُقْدِمُون، وَهُمَا نَادِرَانِ، لأَنه لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الأَسماء يُضَافُ إِلى الْفِعْلِ غَيْرَ أَسماء الزَّمَانِ كَقَوْلِكَ هَذَا يومَ يُفْعَل أَي يُفْعَل فِيهِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: لَا أَفعل ذَلِكَ بِذِي تَسْلَمُ، قَالَ: أُضيف فِيهِ ذُو إِلى الْفِعْلِ، وَكَذَلِكَ بِذِي تَسْلَمان وَبِذِي تَسْلَمُون، وَالْمَعْنَى لَا أَفعل ذَلِكَ بِذِي سَلامتك، وَذُو هُنَا الأَمر الَّذِي يُسَلِّمُكَ، وَلَا يُضَافُ ذُو إِلَّا إِلى تَسْلَمُ، كَمَا أَنَّ لَدُنْ لَا تَنْصِبُ إِلا غُدْوَةً. وأَسْلَمَ إِليه الشيءَ: دَفَعَهُ. وأَسلَمَ الرجلَ: خَذَلَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ، قَالَ: إِنما وَقَعَتْ سَلَامَتُهُمْ مِنْ أَجلك، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصحاب الْيَمِينِ، وَقَدْ بَيَّنَ مَا لأَصحاب الْيَمِينِ فِي أَول السُّورَةِ، وَمَعْنَى فَسَلامٌ لَكَ أَي أَنك تَرَى فِيهِمْ مَا تُحِبُّ مِنَ السَّلامة وَقَدْ علمتَ مَا أُعدَّ لَهُمْ مِنَ الْجَزَاءِ. والسَّلْمُ: لَدْغُ الْحَيَّةِ. والسلِيمُ: اللَّدِيغُ، فَعيلٌ مِنَ السَّلْمِ، وَالْجَمْعُ سَلْمَى، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ مِنَ السَّلامة، وإِنما ذَلِكَ عَلَى التَّفَاؤُلِ لَهُ بِهَا خِلَافًا لِمَا يُحْذَر عَلَيْهِ مِنْهُ، والمَلْدُوغ مَسْلُوم وسَلِيمٌ. وَرَجُلٌ سَلِيم: بِمَعْنَى سالِمٍ، وإِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَليما لأَنهم تَطَيَّروا مِنَ اللَّدِيغ فَقَلَبُوا الْمَعْنَى، كَمَا قَالُوا للحَبَشِيّ أَبو الْبَيْضَاءِ، وَكَمَا قَالُوا لِلْفَلَاةِ مَفَازَةٌ، تَفَاءَلُوا بِالْفَوْزِ وَهِيَ مَهْلَكة، فَتَفَاءَلُوا لَهُ بِالسَّلَامَةِ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَلِيماً لأَنه مُسْلَمٌ لِمَا بِهِ أَو أُسْلِمَ لِمَا بِهِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ السَّلْمُ اللَّدْغُ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ غُدَدِه وَمَا قَالَهُ غَيْرُهُ. وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي: سَلِيمٌ بِمَعْنَى مُسْلَمٍ، كَمَا قَالُوا مُنْقَعٌ ونَقِيعٌ ومُوتَمٌ ويَتيم ومُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ السَّلِيم لِلْجَرِيحِ، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وطِيرِي بمِخْراقٍ أَشَمَّ كأَنهُ ... سَلِيمُ رِماحٍ، لَمْ تَنَلْه الزَّعانِفُ وَقِيلَ: السَّلِيمُ الجَريحُ المُشْفِي عَلَى الهَلَكة، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَشْكُو، إِذا شُدَّ لَهُ حِزامُهُ، ... شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِبَتْ كِلامُهُ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ السَّلِيمُ هُنَا اللَّدِيغَ، وسَمَّى مَوْضِعَ نَهْشِ الْحَيَّةِ مِنْهُ كَلْماً، عَلَى الِاسْتِعَارَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِ سَلِيمٌ فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ راقٍ ؟ السَّلِيمُ: اللَّدِيغُ. يُقَالُ: سَلَمَتْه الْحَيَّةُ أَي لَدَغَتْه. والسَّلْمُ والسِّلْمُ: الصُّلْحُ، يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فأَما قَوْلُ الأَعشى: أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنفاسَها، ... وَقَدْ تُكْرَهُ الحَرْبُ بَعْدَ السَّلِمْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما هَذَا عَلَى أَنه وقَفَ فأَلْقَى حَرَكَةَ الْمِيمِ عَلَى اللَّامِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَتْبَعَ الكَسْرَ الْكَسْرَ، وَلَا يَكُونُ مِنْ بَابِ إِبِلٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، لأَنه لَمْ يأْت مِنْهُ عِنْدَهُ غَيْرُ إِبلٍ. والسَّلْمُ والسَّلامُ: كالسِّلْمِ، وَقَدْ سالَمَهُ مُسالَمَةً وسِلاماً، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: هاجُوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كأَنَّهُمْ، ... لَمَّا أُصِيبُوا، أَهْلُ دِينٍ مُحْتَرِ

والسِّلْمُ: المُسَالِمُ. تَقُولُ: أَنا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَني. وَقَوْمٌ سِلْمٌ وسَلْمٌ: مُسالِمونَ، وَكَذَلِكَ امرأَة سِلْمٌ وسَلْمٌ. وتَسالمُوا: تَصَالَحُوا. وَفُلَانٌ كَذَّابٌ لَا تَسايَرُ خَيْلاهُ فَلَا تَسالَمُ خَيْلاهُ أَي لَا يُصَدَّقُ فيُقْبَلُ مِنْهُ، وَالْخَيْلُ إِذا تَسالَمَتْ تَسايَرَتْ لَا يَهيج بعضُها بَعْضًا، وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ مُحارِبٍ: وَلَا تَسايَرُ خَيْلاهُ، إِذا الْتَقَيا، ... وَلَا يُقَدَّعُ عَنْ بابٍ إِذا وَرَدا وَيُقَالُ: لَا يَصْدُقُ أَثَرهُ يَكْذِبُ مِنْ أَين جَازَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فُلَانٌ لَا يُرَدُّ عَنْ بَابٍ وَلَا يُعَوَّجُ عَنْهُ. والسَّلَمُ: الاسْتِسْلامُ. والتَّسالُمُ: التَّصالُحُ. والمُسالَمَةُ: المُصالحة. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيَةِ: أَنه أَخذ ثَمَانِينَ مِنْ أَهل مكة سَلْماً [سِلْماً] ، قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى بكسر السين وفتحا، وَهُمَا لُغَتَانِ لِلصُّلْحِ، وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ عَلَى مَا فَسَّرَهُ الحُمَيْدِيُّ فِي غَرِيبِهِ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنه السَّلَمُ، بِفَتْحِ السِّينِ وَاللَّامِ، يُرِيدُ الاسْتسْلامَ والإِذْعانَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ، أَي الِانْقِيَادَ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الأَشبه بالقَضيَّةِ، فإِنهم لَمْ يُؤْخَذوا عَنْ صُلْحٍ، وإِنما أُخِذُوا قَهْراً وأَسْلَمُوا أَنفسهم عَجْزاً، وللأَول وَجْهٌ، وَذَلِكَ أَنهم لَمْ يَجْرِ مَعَهُمْ حَرْبٌ، إِنما لَمَّا عَجَزُوا عَنْ دَفْعِهِمْ أَو النَّجَاةِ مِنْهُمْ رَضُوا أَن يُؤْخَذُوا أَسْرى وَلَا يُقتلوا، فكأَنهم قَدْ صُولِحُوا عَلَى ذَلِكَ، فَسُمِّيَ الِانْقِيَادُ صُلْحًا، وَهُوَ السِّلْمُ، وَمِنْهُ كِتَابِهِ بَيْنَ قُرَيْشٍ والأَنصار: وإِن سِلْمَ الْمُؤْمِنِينَ وَاحِدٌ لَا يُسالَمُ مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ أَي لَا يُصالَحُ وَاحِدٌ دُونَ أَصحابه، وإِنما يَقَعُ الصُّلْحُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ بِاجْتِمَاعِ مَلَئِهِمْ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: وَمِنَ الأَول حَدِيثُ أَبي قَتَادَةَ: «1» لآتِينَّكَ بِرَجُلٍ سَلَمٍ أَي أَسير لأَنه اسْتَسْلَم وانقاد. واستسلم أَي انْقَادَ «2». وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَسْلَمُ سالَمَها اللَّهُ ، هو مِنَ المُسالَمَةِ وَتَرْكِ الْحَرْبِ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ دُعَاءً وإِخباراً، إِما دُعَاءً لَهَا أَن يُسالِمَها اللَّه وَلَا يأْمر بِحَرْبِهَا، أَو أَخبر أَن اللَّه قَدْ سالَمَها وَمَنَعَ مِنْ حَرْبِهَا. والسَّلامُ: الاسْتِسْلامُ، وَحُكِيَ السِّلْمُ والسَّلْمُ الاسْتِسْلامُ وَضِدُّ الْحَرْبِ أَيضاً، قَالَ: أَنائِل، إِنَّني سِلْمٌ ... لأَهْلِكِ، فاقْبَلي سِلمي! وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ ، وَقَلْبٌ سَلِيمٌ أَي سَالِمٌ. والإِسْلامُ والاسْتِسْلامُ: الِانْقِيَادُ. والإِسْلامُ مِنَ الشَّرِيعَةِ: إِظهار الْخُضُوعِ وإِظهار الشَّرِيعَةِ وَالْتِزَامُ مَا أَتى بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِذَلِكَ يُحْقَنُ الدَّمُ ويُسْتَدْفَعُ الْمَكْرُوهُ، وَمَا أَحسن مَا اخْتَصَرَ ثَعْلَبٌ ذَلِكَ فَقَالَ: الإِسْلامُ بِاللِّسَانِ والإِيمان بِالْقَلْبِ. التَّهْذِيبِ: وأَما الإِسلام فإِن أَبا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ قَالَ: يُقَالُ فُلَانٌ مُسْلِمٌ وَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما هُوَ المُسْتَسْلِمُ لأَمر اللَّه، وَالثَّانِي هُوَ المُخْلِصُ للَّه العبادةَ، مِنْ قَوْلِهِمْ سَلَّمَ الشيءَ لِفُلَانٍ أَي خَلَّصَهُ، وسَلِمَ لَهُ الشيءُ أَي خَلَصَ لَهُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلمون مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، قَالَ الأَزهري: فَمَعْنَاهُ

_ (1). قوله" وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ أَبي قتادة إلخ" كذا هو بالأصل والنهاية وبهذا الضبط. (2). قوله" واستسلم أَي انقاد" كذا بالأصل وهو ساقط من عبارة النهاية. وقوله" ومنه الحديث أَسلم إلخ" كذا بالأصل، وعبارة النهاية: وفيه أَسلم إلخ.

أَنه دَخَلَ فِي بَابِ السَّلامَةِ حَتَّى يَسْلَمَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ بَوائقه. وَفِي الْحَدِيثِ: المُسْلِمُ أَخو المُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ أَسْلَمَ فلانٌ فُلَانًا إِذا أَلقاه فِي الهَلَكَة وَلَمْ يَحْمِهِ مِنْ عدوِّه، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ مَنْ أَسْلَمَ إِلى شَيْءٍ، لَكِنْ دَخَلَهُ التَّخْصِيصُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ الإِلقاء فِي الهَلَكَةِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِني وَهَبْتُ لِخَالَتِي غُلَامًا فَقُلْتُ لَهَا: لَا تُسْلِميه حَجَّاماً وَلَا صَائِغًا وَلَا قَصَّاباً أَي لَا تُعْطِيهِ لِمَنْ يعلِّمه إِحدى هَذِهِ الصَّنَائِعِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنما كَرِهَ الحَجَّامَ والقَصَّاب لأَجل النَّجَاسَةِ الَّتِي يُبَاشِرَانِهَا مَعَ تَعَذُّرِ الِاحْتِرَازِ، وأَما الصَّائِغُ فِيمَا يَدْخُلُ صَنْعَتَهُ مِنَ الْغِشِّ، ولأَنه يَصُوغُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَرُبَّمَا كَانَ عِنْدَهُ آنيةٌ أَو حَلْيٌ لِلرِّجَالِ، وَهُوَ حَرَامٌ، وَلِكَثْرَةِ الْوَعْدِ وَالْكَذِبِ فِي نُجَازِ مَا يُسْتَعْمَلُ عِنْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْطَانٌ، قِيلَ: وَمَعَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنَّ اللَّه أَعانني عَلَيْهِ فأَسْلَمَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَتَّى أَسْلَم أَي انْقَادَ وكَفَّ عَنْ وَسْوَسَتي، وَقِيلَ: دَخَلَ فِي الإِسْلام فَسَلِمْتُ مِنْ شَرِّهِ، وَقِيلَ: إِنما هُوَ فأَسْلَمُ، بِضَمِّ الْمِيمِ، عَلَى أَنه فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ أَي أَسْلَمُ أَنا مِنْهُ وَمِنْ شَرِّهِ، وَيَشْهَدُ للأَول الْحَدِيثُ الْآخَرُ: كَانَ شيطانُ آدَمَ كَافِرًا وَشَيْطَانِيِّ مُسْلِماً. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ، قَالَ الأَزهري: فإِن هَذَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلى تَفَهُّمِهِ لِيَعْلَمُوا أَين يَنْفَصِلُ الْمُؤْمِنُ مِنَ المُسْلِمِ وأَين يَسْتَوِيَانِ، فالإِسلامُ إِظهار الخُضُوعِ والقَبُول لِمَا أَتى بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهِ يُحْقَنُ الدمُ، فإِن كَانَ مَعَ ذَلِكَ الإِظهار اعْتِقَادٌ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ فَذَلِكَ الإِيمان الَّذِي هَذِهِ صِفَتُهُ، فأَما مَنْ أَظْهَرَ قَبُولَ الشَّريعة واسْتَسْلَمَ لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ مُسْلِمٌ وَبَاطِنُهُ غَيْرُ مُصَدِّقٍ، فَذَلِكَ الَّذِي يَقُولُ أَسلمت، لأَن الإِيمان لَا بُدَّ مِنْ أَن يَكُونَ صَاحِبُهُ صِدِّيقاً، لأَن الإِيمان التَّصْديقُ: فَالْمُؤْمِنُ مُبْطِنٌ مِنَ التَّصْدِيقِ مِثْلَ مَا يُظْهِرُ، والمُسْلِمُ التَّامُّ الإِسْلامِ مُظْهِرٌ لِلطَّاعَةِ مُؤْمِنٌ بِهَا، والمُسْلِمُ الَّذِي أَظهر الإِسلام تَعَوّذاً غَيْرُ مُؤْمِنٍ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَّا أَن حُكْمَهُ فِي الظَّاهِرِ حُكْمُ المُسْلِمِ، قَالَ: وإِنما قُلْتُ إِن الْمُؤْمِنَ مَعْنَاهُ المُصَدِّقُ لأَن الإِيمان مأْخوذ مِنَ الأَمانَة، لأَن اللَّه تَعَالَى تَوَلَّى عِلْم السَّرائر وثَبات العَقْدِ، وَجَعَلَ ذَلِكَ أَمانة ائْتَمَنَ كلَّ مُسْلِمٍ عَلَى تِلْكَ الأَمانة، فَمَنْ صَدَّقَ بِقَلْبِهِ مَا أَظهره لسانُه فَقَدْ أَدَّى الأَمانة وَاسْتَوْجَبَ كَرِيمَ الْمَآبِ إِذا مَاتَ عَلَيْهِ، وَمَنْ كَانَ قَلْبُهُ عَلَى خِلَافِ مَا أَظهر بِلِسَانِهِ فَقَدْ حَمَلَ وِزْرَ الْخِيَانَةِ واللَّه حَسْبُهُ، وإِنما قِيلَ للمُصَدِّق مُؤْمِنٌ وَقَدْ آمَنَ لأَنه دَخَلَ فِي حَدِّ الأَمانة الَّتِي ائْتَمَنَهُ اللَّه عَلَيْهَا، وَبِالنِّيَّةِ تَنْفَصِلُ الأَعمال الزَّاكِيَةُ مِنَ الأَعمال الْبَائِرَةِ، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ الصَّلَاةَ إِيمانا وَالْوُضُوءَ إِيمانا؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنا أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ ، يَعْنِي مِنْ قَوْمِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مُوسَى: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي مؤمِني زمانِه، فإِن ابْنَ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وإِن كَانَ مِنَ السَّابِقِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَقُولُ إِذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْني مِنْ رَمَضَانَ وسَلِّم رمضانَ لِي وَسُلِّمْهُ مِنِّي ، قَوْلُهُ سَلِّمْني مِنْهُ أَي لَا يُصِيبُنِي فِيهِ مَا يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ صَوْمِهِ مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ وسَلِّمْهُ لِي هُوَ أَن لا يُغَمَّ عليه الهلالُ فِي أَوله وَآخِرِهِ فيلتبسَ عَلَيْهِ الصومُ والفطرُ، وقوله وسَلِّمْهُ مِنِّي أَي بِالْعِصْمَةِ مِنَ الْمَعَاصِي فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: وَكَانَ عَليٌّ مُسَلَّماً فِي شأْنها أَي سالِما لَمْ يَبْدُ بِشَيْءٍ

مِنْهَا، وَيُرْوَى: مُسَلِّماً ، بِكَسْرِ اللَّامِ، قَالَ: وَالْفَتْحُ أَشبه لأَنه لَمْ يَقُلْ فِيهَا سُوءًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: كُلُّ نَبِيٍّ بُعِثَ بالإِسلام غَيْرَ أَن الشَّرَائِعَ تَخْتَلِفُ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ، أَراد مُخْلِصَيْنِ لَكَ فعدَّاه باللام إِذ كَانَ فِي مَعْنَاهُ. وَكَانَ فُلَانٌ كَافِرًا ثُمَّ تَسَلَّمَ أَي أَسْلَمَ، وَكَانَ كَافِرًا ثُمَّ هُوَ الْيَوْمَ مَسْلَمَةٌ يَا هَذَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ادْخُلُوا فِي السَّلْمِ كافَّةً ، قَالَ: عَنى بِهِ الإِسلامَ وَشَرَائِعَهُ كلَّها، وقرأَ أَبو عَمْرٍو: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ، يَذْهَبُ بِمَعْنَاهَا إِلى الإِسلام. والسِّلْمُ: الإِسلامُ، 1 «3» قَالَ الأَحْوصُ: فذادُوا عَدُوَّ السِّلْمِ عَنْ عُقْرِ دارِهِمْ، ... وأَرْسَوْا عَمُودَ الدِّينِ بَعْدَ التَّمايُلِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ بْنِ عابِسٍ: فَلَسْتُ مُبَدِّلًا باللَّه رَبّاً، ... وَلَا مُسْتَبْدِلًا بالسِّلْم دِينَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَخي كِنْدَةَ: دَعَوْتُ عَشِيرتي للسِّلْمِ لَمَّا ... رَأَيْتُهُمُ تَوَلَّوْا مُدْبِرِينا والسَّلم: الإِسلام. والسَّلْمُ: الِاسْتِخْذَاءُ وَالِانْقِيَادُ والاسْتِسْلامُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلقى إِليكم السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا، وَقُرِئَتْ: السَّلامَ، بالأَلف، فأَما السلامُ فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ التَّسْلِيم، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى السَّلَمِ، وَهُوَ الاستِسلامُ وإِلقاء المَقادة إِلى إِرادة الْمُسْلِمِينَ. وأَخذه سَلَماً: أَسَرَهُ مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَخذه سَلَماً أَي جَاءَ بِهِ مُنْقَادًا لَمْ يَمْتَنِعْ، وإِن كَانَ جَريحاً. وتَسَلَّمَه مني: قبضه. وسَلَّمْتُ إِليه الشَّيْءَ فَتَسَلَّمَه أَي أَخذه. والتَّسْلِيمُ: بَذْلُ الرِّضَا بِالْحُكْمِ. والتَّسْلِيمُ: السَّلامُ. والسَّلَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: السَّلَفُ، وأَسْلَمَ فِي الشيء وسَلَّمَ وأَسْلَف بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالِاسْمُ السَّلَمُ. وَكَانَ راعيَ غَنَمٍ ثُمَّ أَسلم أَي تَرَكَهَا، كَذَا جَاءَ، أَسْلَم هُنَا غَيْرُ مُتَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: مَنْ تَسَلَّم فِي شَيْءٍ فَلَا يَصْرِفْه إِلى غَيْرِهِ. يُقَالُ: أَسْلَمَ وسَلَّمَ إِذا أَسْلَفَ وَهُوَ أَن تُعْطِيَ ذَهَبًا وَفِضَّةً فِي سِلْعةٍ مَعْلُومَةٍ إِلى أَمَدٍ مَعْلُومٍ، فكأَنك قَدْ أَسْلَمْتَ الثَّمَنَ إِلى صَاحِبِ السِّلْعَةِ وسَلَّمْتَهُ إِليه، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن يُسْلِفَ مَثَلًا فِي بُرٍّ فَيُعْطِيَهُ المُسْتَلِف غيرَه مِنْ جِنْسٍ آخَرَ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَن يأْخذه، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسمع تَفَعَّل مِنَ السَّلَمِ، إِذا دَفَعَ، إِلَّا فِي هَذَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَكْرَهُ أَن يُقَالَ السَّلَمُ بِمَعْنَى السَّلَفِ وَيَقُولُ الإِسْلامُ للَّه عَزَّ وَجَلَّ ، كأَنه ضَنَّ بِالِاسْمِ 1 «4» الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الطَّاعَةِ وَالِانْقِيَادِ للَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ أَن يُسَمَّى بِهِ غَيْرُهُ، وأَن يُسْتَعْمَلَ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ وَيُذْهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى السَّلَف، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا مِنَ الإِخْلاصِ بَابٌ لَطِيفُ المَسْلَكِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَسْلَمَ الرَّجُلُ فِي الطَّعَامِ أَي أَسلف فِيهِ، وأَسْلَمَ أَمره للَّه أَي سَلَّمَ، وأَسْلَمَ أَي دَخَلَ فِي السِّلْمِ، وَهُوَ الاسْتِسْلامُ، وأَسْلَمَ مِنَ الإِسْلامِ. وأَسْلَمَه أَي خَذَلَهُ. والسَّلْمُ: الدَّلْوُ الَّتِي لَهَا عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ، مُذَكَّرٌ نَحْوَ دَلْوِ السَّقَّائين، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ لَهَا عَرْقُوَةٌ واحدة

_ (3). قوله والسلم الإسلام أي بالفتح والكسر كما في البيضاوي فالذي تحصل أنه بهما بمعنى الاستسلام والصلح والإسلام. (4). قوله [كأَنه ضَنَّ بالاسم] أي الذي هو السلم وقوله الَّذِي هُوَ مَوْضِعُ الطَّاعَةِ والانقياد لأن السلم اسم من الإسلام بمعنى الإذعان والانقياد فكره أن يُسْتَعْمَلَ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ اللَّهِ وإن كان يذهب به مستعمله إلى معنى السلف الذي ليس من الاستسلام

كَدَلْوِ السَّقَّائِينَ، وَلَيْسَ ثَمَّ دَلْوٌ لَهَا عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ أَسْلُمٌ وسِلامٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: تُكَفْكِفُ أَعْداداً مِنَ الدَّمْعِ رُكِّبَتْ ... سَوانيها ثُمَّ انْدَفَعْنَ بأَسْلُمِ «1» وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ إِبل سُقِيَتْ: قَابَلَهُ مَا جَاءَ فِي سِلامِها ... برَشَفِ الذِّناب والتِهامِها وَقَالَ الطرمَّاحُ: أَخو قَنَصٍ يَهْفُو، كأَن سَراتَه ... ورِجلَيْهِ سَلْمٌ بَيْنَ حَبْلَيْ مُشاطِنِ وَفِي التَّهْذِيبِ: لَهُ عُرْوَةٌ وَاحِدَةٌ يَمْشِي بِهَا السَّاقِي مِثْلَ دلاءِ أَصحاب الرَّوايا، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهَا أَسالِم، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ. وسَلَمَ الدلوَ يَسْلِمُها سَلْماً: فَرَغَ مِنْ عَمِلَهَا وأَحكمها، قَالَ لَبِيدٌ: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ ... قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلومُ والمَسْلُومُ مِنَ الدِّلاء: الَّذِي قَدْ فُرِغ مِنْ عَمَلِهِ. وَيُقَالُ: سَلَمْتُهُ أَسْلِمُهُ فَهُوَ مَسْلُومٌ. وسَلَمْتُ الْجِلْدَ أَسْلِمُهُ، بِالْكَسْرِ، إِذا دَبَغْتَهُ بالسَّلَمِ. والسَّلَمُ: نَوْعٌ مِنَ العِضاه وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلَمُ سَلِبُ الْعِيدَانِ طُولًا، شِبْهُ القُضْبانِ، وَلَيْسَ لَهُ خَشَبٌ وإِن عظُم، وَلَهُ شَوْكٌ دُقاقٌ طُوالٌ حَادٌّ إِذا أَصاب رِجْلَ الإِنسان، قَالَ: وللسَّلَمِ بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حَبَّةٌ خَضْرَاءُ «2» طَيِّبَةُ الرِّيحِ، وَفِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَرَارَةٍ وتَجِدُ بِهَا الظِّباءُ وَجْداً شَدِيدًا، وَاحِدَتُهُ سَلَمةٌ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَقَدْ يَجْمَعُ السَّلَمُ عَلَى أَسْلامٍ، قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنما هَيَّجَ، حِينَ أَطْلَقَا ... مِنْ ذَاتِ أَسْلامٍ، عِصِيّاً شِقَقا وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: بَيْنَ سَلَمٍ وأَراكٍ ، السَّلَمُ: شَجَرٌ مِنَ العِضاه وَوَرَقُهَا القَرَظ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ الأَديمُ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ سَلْمَةَ، وَيُجْمَعُ عَلَى سَلَماتٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ سَلَماتٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِكَسْرِ اللَّامِ جَمْعَ سَلِمَةٍ، وَهِيَ الْحَجَرُ. أَبو عَمْرٍو: السَّلامُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، الْوَاحِدَةُ سَلامَةٌ. والسَّلامُ والسِّلامُ أَيضاً: شَجَرٌ، قَالَ بِشْرٌ: تَعَرُّضَ جَأْبَةِ المِدْرى خَذُولٍ ... بِصاحَةَ، فِي أَسِرَّتهِا السِّلامُ وَوَاحِدَتُهُ سِلامَةٌ. وأَرض مَسْلوماءُ: كَثِيرَةُ السَّلَمِ. وأَدِيم مَسْلومٌ: مَدْبُوغٌ بالسَّلَمِ. وَالْجِلْدُ المَسْلومُ: الْمَدْبُوغُ بالسَّلَمِ. شَمِرٌ: السَّلَمَةُ شَجَرَةٌ ذَاتَ شَوْكٍ يُدْبَغُ بِوَرَقِهَا وَقِشْرِهَا، وَيُسَمَّى وَرَقُهَا القَرَظَ، لَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حَبَّةٌ خَضْرَاءُ طَيِّبَةُ الرِّيحِ تُؤْكَلُ فِي الشِّتَاءِ، وَهِيَ فِي الصَّيْفِ تَخْضَرُّ، وَقَالَ: كُلِي سَلَم الجَرْداءِ فِي كُلِّ صَيْفَةٍ، ... فإِن سأَلوني عَنْكِ كلَّ غَرِيمِ إِذا مَا نَجا مِنْهَا غَرِيمٌ بِخَيْبَةٍ، ... أَتى مَعِكٌ بالدَّيْنِ غيرُ سَؤومِ الْجَرْدَاءُ بَلَدٌ دُونَ الفَلْجِ بِبِلَادِ بَنِي جَعْدَةَ، وإِذا

_ (1). قوله" سوانيها" هكذا في الأَصل، والوزن مختل، إلا إذا شددت الياء، ولعل هذا من الجوازات الشعرية. (2). قوله" وَلِلسَّلَمِ بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حبة خضراء إلخ" هكذا في الأصل، وعبارة المحكم: وللسلم برمة صفراء وهو أطيب البرم ريحا ويدبغ بورقه، وعن ابن الأعرابي: السلمة زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ فِيهَا حَبَّةٌ إلخ.

دُبغَ الأَدِيمُ بورَقِ السَّلَمِ فَهُوَ مَقْروظٌ، وإِذا دُبِغَ بِقِشْرِ السَّلَمِ فَهُوَ مَسْلومٌ، وَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَرْوِيَها، فاذهَبْ ونَمْ، ... إِن لَهَا رَيّاً كمِعْصالِ السَّلَمْ والسَّلامُ: شَجَرٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمُوا أَن السَّلَامَ أَبداً أَخضر لَا يأْكله شَيْءٌ والظِّباء تَلْزَمُهُ تَسْتَظِلُّ بِهِ وَلَا تَسْتَكِنُّ فِيهِ، وَلَيْسَ مِنْ عِظام الشَّجَرِ وَلَا عِضاهِها، قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِفُ ظَبْيَةً: حَذَراً والسِّرْبُ أَكنافَها ... مُسْتَظِلٌّ فِي أُصول السَّلام وَاحِدَتُهُ سَلامةٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّلَمُ شَجَرٌ، وَجَمْعُهُ سَلامٌ، وَرُوِيَ بَيْتُ بِشْرٍ: بِصاحَةَ فِي أَسِرَّتِها السَّلامُ قَالَ: مَنْ رَوَاهُ السِّلام، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ جَمْعُ سَلَمة كأَكَمَةٍ وإِكام، وَمَنْ رَوَاهُ السَّلام، بِفَتْحِ السِّينِ، فَهُوَ جَمْعُ سَلامةٍ، وَهُوَ نَبْتٌ آخَرُ غَيْرَ السَّلَمَة، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاح، قَالَ: وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: حُورٌ يُعَلِّلْن العَبيرَ رَوادِعاً ... كَمَهَا الشَّقائقِ، أَو ظِباء سَلامِ والسَّلامانُ: شَجَرٌ سُهْلِيٌّ، وَاحِدَتُهُ سَلامانة. ابْنُ دُرَيْدٍ: سَلامانُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. والسِّلامُ والسَّلِمُ: الْحِجَارَةُ، وَاحِدَتُهَا سَلِمَةٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السِّلامُ جَمَاعَةُ الْحِجَارَةِ الصَّغِيرُ مِنْهَا وَالْكَبِيرُ لَا يُوَحِّدُونَهَا. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: السِّلامُ اسْمُ جَمْعٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ، هُوَ اسْمٌ لِكُلِّ حَجَرٍ عَرِيضٍ، وَقَالَ: سَلِيمة وسَلِيمٌ مِثْلُ سِلامٍ، قَالَ رُؤْبَةُ: سَالَمَهُ فَوْقَكَ السَّلِيمَا «1» التَّهْذِيبِ: وَمِنَ السَّلام الشَّجَرُ فَهُوَ شَجَرٌ عَظِيمٌ، قَالَ: أَحسبه سَمِّيَ سَلاما لِسَلَامَتِهِ مِنَ الْآفَاتِ. والسِّلامُ، بِكَسْرِ السِّينِ: الْحِجَارَةُ الصُّلْبَةُ، سُمِّيَتْ بِهَذَا سَلاماً لِسَلَامَتِهَا مِنَ الرَّخَاوَةِ، قَالَ الشَّاعِرُ: تَداعَيْنَ بِاسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّمِ، ... جوانِبُهُ مِنْ بَصرَةٍ وسِلامِ وَالْوَاحِدَةُ سَلِمَةٌ، قَالَ لَبِيدٌ: خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها «2» والسَّلِمَةُ: وَاحِدَةُ السَّلِمِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، قَالَ: وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي السَّلِمَةِ: ذَاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني، ... يَرْمِي وَرَائِي بَامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ أَراد والسَّلِمَة، وَهِيَ مِنْ لُغَاتِ حِمْير، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لبُجَيرِ بْنِ عَنَمَة الطَّائِيِّ، قَالَ وَصَوَابُهُ: وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني، ... لَا إِحْنَةٌ عِندَه وَلَا جَرِمَهْ يَنْصُرُني مِنْكَ غيرَ مُعْتَذِرٍ، ... يَرْمِي وَرَائِي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ واسْتَلَمَ الحَجر واسْتَلأَمَهُ: قَبَّله أَو اعْتَنَقَهُ، وَلَيْسَ أَصله الْهَمْزُ، وَلَهُ نَظَائِرُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: اسْتَلَم مِنَ السَّلام لَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى الِاتِّخَاذِ، وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

_ (1). قوله" سالمه إلخ" كذا هو بالأصل. (2). قوله" خلقا كما إلخ" صدره: فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا المدافع جمع مدفع: أماكن يندفع عنها الماء من الربى. والريان: جبل. والوحي: الكتاب والجمع الوحى. وخلقا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ وَالْعَامِلُ فيه عرى. والضمير في سلامها للوحي، يعني: غيرت رسوم هذه الديار بالسيول ولم تنمح بطول الزمان فكأَنه كتاب ضمن حجراً: شبه بقاء الآثار لقدم الأيام ببقاء الكتاب في الحجر، أَفاده الزوزني.

بَيْنَ الصَّفا والكَعْبَةِ المُسَلَّم قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ أَراد المُسْتَلَم كأَنه بَنَى فِعْلَه عَلَى فَعَّلَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: اسْتَلأَمْتُ الْحَجَرَ، وإِنما هُوَ مِنَ السِّلام، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، وكأَن الأَصل اسْتَلمْتُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتِلامُ الْحَجَرِ افْتِعالٌ فِي التَّقْدِيرِ مأْخوذ مِنَ السِّلام، وَهِيَ الْحِجَارَةُ، تَقُولُ: اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ إِذا لَمَسْتَهُ مِنَ السِّلام كَمَا تَقُولُ اكْتَحَلْتُ مِنَ الكُحْلِ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ، قال: وَالَّذِي عِنْدِي فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ أَنه افْتِعالٌ مِنَ السَّلام وَهُوَ التَّحِيَّةُ، واستلامُه لَمْسُهُ بِالْيَدِ تَحَرِّياً لِقَبُولِ السَّلَامِ مِنْهُ تَبَرُّكًا بِهِ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: اقْتَرَأْتُ مِنْهُ السَّلام، قَالَ: وَقَدْ أَمْلى عليَّ أَعرابي كِتَابًا إِلى بَعْضِ أَهاليه فَقَالَ في آخره: اقْتَرِىءْ مِنِّي السَّلامَ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ أَن أَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الرُّكْنَ الأَسوَد المُحيَّا، مَعْنَاهُ أَن النَّاسَ يُحَيُّونه بالسَّلام، فَافْهَمْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَقْبَلَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْحَجَرَ فاسْتَلَمَه ثُمَّ وَضع شفتَيْه عَلَيْهِ يبكي طويلًا فالتفت فإِذا هُوَ بعُمَرَ يَبْكِي، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، هَاهُنَا تُسْكَبُ العَبَراتُ. وَرَوَى أَبو الطُّفَيْلِ قَالَ: رأَيت رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَطُوفُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ بمِحْجَنِه ويُقَبِّل المِحْجَنَ ، قَالَ اللَّيْثُ: اسْتِلامُ الْحَجَرِ تَنَاوُلُهُ بِالْيَدِ وبالقُبْلةِ ومَسْحُه بِالْكَفِّ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ. الْجَوْهَرِيُّ: اسْتَلَمَ الْحَجَرَ لَمَسَهُ إِما بالقُبْلَةِ أَو بِالْيَدِ، لَا يُهْمَزُ لأَنه مأْخوذ مِنَ السِّلام، وَهُوَ الْحَجَرُ، كَمَا تَقُولُ اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ. والسُّلامى: عظامُ الأَصابع فِي الْيَدِ والقَدَم. وسُلامَى الْبَعِيرِ: عِظَامُ فِرْسِنِه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السُّلامى عِظامٌ صِغارٌ عَلَى طُولِ الإِصبع أَو قَرِيبٌ مِنْهَا، في كُلِّ يَدٍ وَرِجْلٍ أَربع سُلامَياتٍ أَو ثَلَاثٌ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: عَلَى كلِّ سُلامَى مِنْ أَحدكم صدقةٌ، ويُجْزئ فِي ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا مِنَ الضُّحَى ، قَالَ ابْنُ الأَثير: السُّلامَى جَمْعُ سُلامِيَةٍ وَهِيَ الأُنْمُلَةُ مِنَ الأَصابع، وَقِيلَ: وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ، وَتُجْمَعُ عَلَى سُلامَياتٍ، وَهِيَ الَّتِي بَيْنَ كُلِّ مَفْصِلَيْنِ مِنْ أَصابع الإِنسان، وَقِيلَ: السُّلامَى كُلُّ عَظْمٍ مُجَوَّفٍ مِنْ صِغار الْعِظَامِ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ فِي ذِكْرِ السَّنَةِ: حَتَّى آلَ السُّلامَى أَي رَجَعَ إِليه الْمُخُّ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السُّلامى فِي الأَصل عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، وَيُقَالُ: إِن آخِرَ مَا يَبْقَى فِيهِ الْمُخُّ مِنَ الْبَعِيرِ إِذَا عَجُفَ فِي السُّلامَى وَفِي الْعَيْنِ، فإِذا ذَهَبَ مِنْهُمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَقيَّة بَعْدُ، وأَنشد لأَبي مَيْمُون النَّضْرِ بْنِ سَلَمَة العِجْليّ: لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْن، ... مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامى أَو عَيْن قَالَ: وكأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَى كُلِّ سُلامى مِنْ أَحدكم صدقةٌ أَن عَلَى كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظام ابْنِ آدَمَ صَدَقَةً، وَالرَّكْعَتَانِ تُجْزِيَانِ مِنْ تِلْكَ الصَّدَقَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّلامى عِظَامُ الأَصابع والأَشاجِع والأَكارعِ، وَهِيَ كَعابِرُ كأَنها كِعابٌ، وَالْجَمْعُ سُلامَياتٌ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فِي الْقَدَمِ قَصَبُها وسُلامَياتُها، وَقَالَ: عِظام الْقَدَمِ كُلُّهَا سُلامَياتٌ، وقَصَبُ عِظام الأَصابع أَيضاً سُلامَياتٌ، الْوَاحِدَةُ سُلامى، وَفِي كُلِّ فِرْسِنٍ سِتُّ سُلامَياتٍ ومَنْسِمان وأَظَلُّ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلْجِلْدَةِ الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنِ والأَنف سالمٌ، وَقَالَ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ فِي ابْنِهِ سَالِمٍ:

يُديرُونَني عَنْ سالمٍ وأُريغُهُ، ... وجِلْدَةُ بينَ العينِ والأَنفِ سالِمُ قَالَ: وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد عَبْدُ المَلِكِ فِي جَوَابِهِ عَنْ كِتَابِ الحَجَّاجِ أَنه عِنْدِي كَسَالِمٍ وَالسَّلَامِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وَهْمٌ قَبِيحٌ أَي جَعْلُهُ سالِماً اسْمًا لِلْجِلْدَةِ الَّتِي بَيْنَ الْعَيْنِ والأَنف، وإِنما سالِم ابْنُ ابْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَهُ لِمَحَبَّتِهِ بِمَنْزِلَةِ جِلْدَةٍ بَيْنَ عَيْنِهِ وأَنفه. والسَّلِيمُ مِنَ الْفَرَسِ: مَا بَيْنَ الأَشْعر «1» وَبَيْنَ الصَّحْن مِنْ حَافِرِهِ. والأُسَيْلِمُ: عِرْقٌ فِي الْيَدِ، لَمْ يأْت إِلَّا مُصَغَّراً، وَفِي التهذيبِ: عِرْقٌ فِي الْجَسَدِ. الْجَوْهَرِيُّ: الأُسَيْلِمُ عِرْقٌ بَيْنَ الخِنْصِرِ والبِنْصِر. والسُّلَّمُ: وَاحِدُ السَّلالِيمِ الَّتِي يُرْتَقَى عَلَيْهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: السُّلَّمُ الدرجةُ والمِرقاةُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَا تُحْرِزُ المرْءَ أَحْجاءُ البِلادِ، وَلَا ... يُبْنى لَهُ فِي السَّماواتِ السَّلالِيمُ احْتَاجَ فَزَادَ الْيَاءَ، قَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَ السُّلَّمُ سُلَّماً لأَنه يُسْلِمُكَ إِلى حَيْثُ تُرِيدُ. والسُّلَّمُ: السَّبَبُ إِلى الشَّيْءِ، سُمِّيَ بِهَذَا الإِسم لأَنه يؤدِّي إِلى غَيْرِهِ كَمَا يؤدِّي السُّلَّمُ الَّذِي يُرْتَقى عَلَيْهِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سُمّي الغَرْزُ بِذَلِكَ، قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبيُّ: مُطارة قَلْبٍ إِن ثَنى الرِّجْلَ رَبُّها ... بِسُلَّمِ غَرْزٍ فِي مُناخٍ يُعاجِلُهْ وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: سُمِّيَتْ بَغْدَادُ مَدِينَةَ السَّلام لِقُرْبِهَا مِنْ دَجْلَةَ، وَكَانَتْ دَجْلَةُ تُسَمَّى نَهْرَ السَّلامِ. وسَلْمى: أَحد جَبَلَيْ طَيِءٍ. والسُّلامى: الجَنُوبُ مِنَ الرِّيَاحِ، قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: مَرَتْهُ السُّلامى فاسْتَهَلَّ وَلَمْ تَكُنْ ... لتَنْهَضَ إِلَّا بالنُّعامى حَوامِلُهْ وأَبو سَلْمان: ضَرْبٌ مِنَ الوَزَغِ والجِعْلان. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَبو سَلْمانَ كُنْيَةُ الجُعَلِ، وَقِيلَ: هُوَ أَعظم الجِعْلان، وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَةٌ مِثْلُ الجُعَلِ لَهُ جَنَاحَانِ، وَقَالَ كُرَاعٍ: كُنْيَتُهُ أَبو جَعْرانَ، بِفَتْحِ الْجِيمِ. وسَلْمان: اسْمُ جَبَلٍ وَاسْمُ رَجُلٍ. وسالِمٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وسَلامانُ: مَاءٌ لَبَنِي شَيْبَانَ. وسَلامان: بَطْنَانِ بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ وبَطْنٌ فِي الأَزْدِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: سَلامانُ بَطْنٌ فِي الأَزْدِ وقُضاعَةَ وطيِءٍ وقَيْسِ عَيْلانَ. وسَلامانُ بْنُ غَنْمٍ قَبِيلَةٌ اسْمُ غَنْمٍ اسْمُ قَبِيلَةٍ «2». وسُلَيْمٌ قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْس عَيْلانَ. وَهُوَ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وسُلَيْمٌ أَيضاً: قَبِيلَةٌ فِي جُذامَ مِنَ اليمن. وبنو سُلَيْمَةَ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ. وبنو سَلِيمَةَ: مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: النَّسَبُ إِلى سَلِيمَة سَليمِيٌّ، نادر. وسَلُّومُ: اسم مُرادٍ. وأَسْلَمُ: أَبو قبيلة في مُرادٍ. وبنو سَلِمَةَ: بطن من الأَنصار، وليس في العرب سَلِمَةُ غَيْرُهُمْ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَالنِّسْبَةِ إِليهم سَلِمِيٌّ، وَالنِّسْبَةِ إِلى بَنِي سُلَيْمٍ وإِلى سَلامَةَ سَلامِيٌّ. وأَبو سُلْمَى، بِضَمِّ السِّينِ: أَبو زُهَيْر بْنُ أَبي سُلْمى، الشَّاعِرِ المُزَنيّ، على فُعْلى، واسمه رَبيعَةُ بْنُ رَباحٍ مَنْ بَنِي مازِنٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ سُلْمى غَيْرُهُ، لَيْسَ سُلْمى مِنَ الأَسْلَمِ كالكُبْرى مِنَ الأَكْبَرِ. وَعَبْدُ

_ (1). قوله" الأشعر" كذا بالأصل، والذي في خط الصاغاني: والسليم من الحافر بين الأمعر والصحن من باطنه. (2). قوله" اسْمُ غَنْمٍ اسْمُ قَبِيلَةٍ" هكذا بالأصل المعول عليه بأَيدينا.

اللَّه بْنُ سَلامٍ، بِتَخْفِيفِ اللَّامِ، وَكَذَلِكَ سلامُ بْنُ مِشْكَم: رَجُلٌ كَانَ مِنَ الْيَهُودِ، مُخَفَّفٌ، قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا تَداعَوْا بأَسْيافِهِمْ، ... وحانَ الطِّعانُ، دَعَوْنا سَلاما يَعْنِي دَعَوْنا سَلامَ بْنَ مِشْكَمٍ، وأَما الْقَاسِمُ بْنُ سَلّامٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ فَاللَّامُ فِيهِمَا مُشَدَّدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَر: ذَكَرَ السُّلالِم، هِيَ بِضَمِّ السِّينِ، وَقِيلَ: بِفَتْحِهَا، حِصْنٌ مِنْ حُصُون خَيْبَرَ، ويقال فيه السُّلالِيمُ أَيضاً. والأُسْلُومُ: بُطُونٌ مِنَ الْيَمَنِ. وسَلْمانُ وسُلالِمُ: مَوْضِعَانِ. والسَّلامُ: مَوْضِعٌ. وَدَارَةُ السَّلامِ: موضع هنا لك. وَذَاتُ السُّلَيْمِ: مَوْضِعٌ، قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: تَحَمَّلْنَ مِنْ ذَاتِ السُّلَيْمِ، كاَّنها ... سَفائِنُ يَمٍّ تَنْتَحِيها دَبُورُها وسَلَمِيَّةُ: قَرْيَةٌ. وسَلَمِيَّةُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْدِ. وسُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ: قَبِيلَةٌ. وسَلَمَةُ ومَسْلَمَةُ وسَلامٌ وسَلامَةُ وسُلَيْمانُ وسُلَيْمٌ وسَلْمٌ وسَلَّامٌ وسَلَّامَةُ، بِالتَّشْدِيدِ، ومُسْلِمٌ وسَلْمانُ: أَسماء. ومَسْلَمَةُ: اسمُ مَفْعَلَةٌ مِنَ السَّلْمِ. وسَلِمَةُ، بِكَسْرِ اللَّامِ أَيضاً: اسْمُ رَجُلٍ وسَلْمى: اسْمُ رَجُلٍ. الْمُحْكَمُ: وسَلْمى اسْمُ امرأَة، وَرُبَّمَا سُمِّيَ بِهَا الرَّجُلُ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَيْسَ سَلْمانُ مِنْ سَلْمى كسَكْرانَ مِنْ سَكْرى، أَلا تَرَى أَن فَعْلان الَّذِي يُقَابِلُهُ فَعْلى إِنما بَابُهُ الصِّفَةُ كغَضْبان وغَضْبى وعَطْشان وعَطْشى؟ وَلَيْسَ سَلْمان وسَلْمى بِصِفَتَيْنِ وَلَا نَكِرَتَيْنِ، وإِنما سَلْمان مِنْ سَلْمى كقَحْطان مِنْ قَحْطى، ولَيْلان مِنْ لَيْلى، غَيْرَ أَنهما كَانَا مَنْ لَفْظٍ وَاحِدٍ فَتَلَاقَيَا فِي عُرْضِ اللُّغَةِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَلَا إِيثار لتقاوُدِهما، أَلا تَرَى أَنك لَا تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ سَلْمان وَلَا هَذِهِ امرأَة سَلْمى كَمَا تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ سَكْران وَهَذِهِ امرأَة سَكْرى، وَهَذَا رَجُلٌ غَضْبان وَهَذِهِ امرأَة غَضْبى، وَكَذَلِكَ لَوْ جَاءَ فِي العَلَمِ لَيْلان لَكَانَ مِنْ لَيْلى كسَلْمان مِنْ سَلْمى، وَكَذَلِكَ لَوْ وُجِدَ فِيهِ قَحْطى لَكَانَ مِنْ قَحْطان كسَلْمى مِنْ سَلْمان، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سُلَيْمان تَصْغِيرُ سَلْمان، وَقَوْلُ الحُطَيْئةِ: جَدْلاءَ مُحْكَمَةٍ مِنْ نَسجِ سَلَّامِ «3» كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانيّ: ونَسْج سُلَيْم كُلَّ قَضّاء ذائِل أَراد نَسْجَ دَاوُدَ فَجَعَلَهُ سُلَيْمانَ ثُمَّ غَيَّرَ الِاسْمَ فَقَالَ سَلَّام وسُلَيْم، وَمِثْلُ ذَلِكَ فِي أَشعارهم كَثِيرٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا فِي سُلَيْمانَ اسْمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُلَيْمٌ وسَلّام فَغَيَّرُوهُ ضَرُورَةً، وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ الذُّبْياني، وأَنشد لِآخَرَ: مُضاعَفَة تَخَيَّرَها سُلَيْمٌ، ... كأَن قَتِيرَها حَدَقُ الجَرادِ وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: ودَعا بمُحْكَمَةٍ أَمينٍ سَكُّها، ... مِنْ نَسْجِ داودٍ أَبي سلَّامِ وَحَكَى الرُّؤاسي: كَانَ فُلَانٌ يُسَمّى مُحَمَّدًا ثُمَّ تَمَسْلَم أَي تَسَمَّى مُسْلِماً، الْجَوْهَرِيُّ: وسَلْمَى حَيٌّ مِنْ دَارِمَ، وَقَالَ: تُعَيِّرُني سَلْمَى، وَلَيْسَ بقُضأَةٍ، ... وَلَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى تَفَرَّعْتُ دارِما

_ (3). قوله" جدلاء محكمة إلخ" صدره: فيه الرماح وفيه كل سابغة

قَالَ: وَفِي بُنِيَ قُشَيْرٍ سَلَمَتان سَلَمَةُ بْنُ قُشَيٍر وَهُوَ سَلَمَة الشَّرِّ وأُمُّه لُبَيْنَى بِنْتُ كَعْبِ بْنِ كلابٍ، وسَلَمَةُ بْنُ قُشَيْرٍ وَهُوَ سَلَمَة الْخَيْرِ وَهُوَ ابْنُ القُشَيْرِيَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسَّلَمَتانِ سَلَمَةُ الْخَيْرِ وسَلَمَةُ الشَّرِّ، وإِنما قَالَ الشَّاعِرُ: يَا قُرَّةَ بنَ هُبَيْرَةَ بنِ قُشَيْرٍ، ... يا سيِّدَ السَّلَماتِ، إِنك تظْلمُ لأَنه عَنَاهُمَا وقومَهما. وَحُكِيَ أَسْلُم اسْمُ رَجُلٍ، حَكَاهُ كُرَاعٍ وَقَالَ: سُمِّيَ بِجَمْعِ سَلْمٍ، وَلَمْ يُفَسِّرْ أَيّ سَلْمٍ يَعْنِي، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه جَمَعَ السَّلْمِ الَّذِي هُوَ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ. وسُلالِمُ: اسْمُ أَرض، قَالَ كعبُ بْنُ زُهَيرٍ: ظَلِيمٌ مِنَ التَّسْعاء، حَتَّى كأَنه ... حَدِيثٌ بِحُمَّى أَسْأَرَتْها سُلالِمُ «1» وسُلَّمٌ فَرَسُ زَبَّانَ بْنِ سَيَّارٍ. والسِّلامُ، بِالْكَسْرِ: مَاءٌ، قَالَ بِشْرٌ: كأَنَّ قُتُودِي عَلَى أَحْقَبٍ ... يُريدُ نَحُوصاً تَؤُمُّ السِّلاما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ فِي شِعْرِهِ تَدُقُّ السِّلاما، والسِّلامُ، عَلَى هَذِهِ الرواية: الحجارة. سلتم: السِّلْتِمُ، بِالْكَسْرِ: الدَّاهِيَةُ وَالسَّنَةُ الصَّعْبَةُ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الْهَيْثَمِ التَّغْلَبيِّ فِي الدَّاهِيَةِ: ويَكْفَأُ الشِّعْبَ، إِذا مَا أَظْلَمَا، ... ويَنْثَني حِينَ يخافُ سِلْتِمَا وأَنشد فِي السَّنَةُ الصَّعْبَةِ: وَجَاءَتْ سِلْتِمٌ لَا رَجْعَ فِيهَا، ... وَلَا صَدْعٌ فَتَحْتَلِبَ الرَّعاءُ والسِّلْتِمُ: الغُولُ. سلجم: السَّلْجَمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ. والسَّلْجَمُ: النَّصْلُ الطَّوِيلُ. والسَّلْجَمُ: الدَّقِيقُ مِنَ النِّصال. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلْجَمُ مِنَ النِّصَالِ الطَّوِيلُ الْعَرِيضُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤيبٍ: فَذَاكَ تِلادُهُ ومُسَلْجَماتٌ ... نظائِرُ كلِّ خَوَّارٍ بَرُوقِ إِنما عَنَى سِهاماً مطوَّلات مُعَرَّضات. وَيُقَالُ لِلنِّصَالِ الْمُحَدَّدَةِ: سَلاجِمُ وسَلامِجُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَغْدُو بكَلْبَيْنِ وقَوْسٍ قارِح، ... وقَرَنٍ وصِيغَةٍ سَلاجِم والسَّلاجِمُ: سِهامٌ طِوالُ النِّصال. والسَّلْجَمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ. وَرَجُلٌ سَلْجَمٌ وسُلاجمٌ: طَوِيلٌ، وَالْجَمْعُ فِيهِمَا سَلاجِمُ، بِالْفَتْحِ. وجَمَلٌ سَلْجَمٌ وسُلاجِم، بِالضَّمِّ: مُسِنٌّ شَدِيدٌ. ولَحْيٌ سَلْجَمٌ: شَدِيدٌ وَافِرٌ كَثيفٌ. ورأْس سَلجَمٌ: طَوِيلُ اللَّحْيَيْنِ. وَبَعِيرٌ سُلاجِمٌ: عَرِيضٌ. والسَّلْجَم: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ البُقُول؛ قَالَ: تَسْأَلُني برامَتَيْنِ سَلْجَما، ... لَوْ أَنَّها تَطْلُب شَيْئًا أَمَمَا وَيُرْوَى: يَا مَيّ، لَوْ سأَلتِ شَيْئًا أَمَمَا، ... جَاءَ بِهِ الكَرِيُّ أَو تَجَشَّمَا التَّهْذِيبِ: المأْكول يُقَالُ لَهُ سَلْجَم، وَلَا يُقَالُ لَهُ شَلْجَم وَلَا ثَلْجَم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الزحف:

_ (1). قوله" ظليم من التسعاء" الذي في المحكم: طليح.

هَذَا ورَبِّ الرَّاقِصاتِ الرُّسَّمِ ... شِعْرِي، وَلَا أُحسِنُ أَكل السَّلْجَمِ قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِهِ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وَيُرْوَى الرَّجَزُ بِالسِّينِ وَالشِّينِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّلْجَمُ معرَّب وأَصله بِالشِّينِ، وَالْعَرَبُ لَا تَتَكَلَّمُ بِهِ إِلا بِالسِّينِ، قَالَ: وَكَذَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ بِالسِّينِ فِي بَابِ عِلَل مَا يَجْعَلُهُ زَائِدًا فَقَالَ: وتُجْعَل السينُ زَائِدَةً إِذا كَانَتْ فِي مِثْلِ سَلْجَم. سلخم: الأَصمعي: إِنه لَمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمّ أَي متكبِّر مُتَعَظِّمٌ، وَكَذَلِكَ مُسْلَخِمّ. سلطم: السَّلْطَم والسُّلاطِم: الطَّوِيلُ. والسَّلْطم أَيضاً: الَّذِي يبتلِع كلَّ شَيْءٍ. سلعم: رَجُلٌ سِلْعام: طَوِيلُ الأَنف دقيقُه، وَقِيلَ: السِّلْعام الواسِع الفَمِ. المُفَضَّل: هُوَ أَخبث مِنْ أَبي سِلْعامةَ، وَهُوَ الذِّئْبُ؛ قَالَ الطرمَّاح يَصِفُ كِلاباً: مُرْغِنات لأَخْلَجِ الشِّدْق سِلْعامٍ ... مُمَرٍّ مَفْتولةٍ عَضُدُهْ «1» قَوْلُهُ مُرْغِنات أَي مُصْغِيات لدُعاء كَلْبٌ أَخْلَجِ الشِّدْقِ واسِعه. سلغم: السَّلْغَمُ: الطويل. سلقم: السَّلْقَمُ: الْعَظِيمُ مِنَ الإِبل، وَالْجَمْعُ سَلاقِم وسَلاقِمَة. والسِّلْقِمَةُ: الذِّئبَةُ «2». سلهم: اسلَهَمَّ المريضُ: عُرِف أَثَرُ مَرَضِه فِي بدَنهِ، وَقِيلَ: المُسْلَهِمُّ الَّذِي قَدْ ذَبَلَ ويَبِس إِمَّا مِنْ مَرَض، وإِمَّا مِنْ هَمٍّ، لَا يَنام عَلَى الْفِرَاشِ، يَجِيءُ ويذهَب، وَفِي جَوْفِهِ مَرَضٌ قَدْ أَيْبَسَه وغَيَّر لَوْنه، وَقَدِ اسْلَهَمَّ اسْلِهْماماً، وَقِيلَ: هُوَ الضَّامِرُ الْمُضْطَرِبُ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ. الأَصمعي: المُسْلَهِمُّ المتغيِّر اللَّوْن، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي بَرَاهُ المرض والدُّؤوب فَصَارَ كأَنه مَسْلول. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: اسْلَهَمَّ الشَّيْءُ اسْلِهْماماً أَي تَغَيَّرَ رِيحُه. وسِلْهِمٌ، بِالْكَسْرِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سِلْهِم حَيٌّ مِنْ مَذْحجٍ، والله أَعلم. سمم: السَّمُّ والسِّمُّ والسُّمُّ: القاتلُ، وَجَمْعُهَا سِمامٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام، يذُمُّ الدُّنْيَا: غِذَاؤُهَا سِمام ، بِالْكَسْرِ؛ هُوَ جَمْعُ السَّمِّ الْقَاتِلُ. وشيءٌ مَسْمُوم: فِيهِ سَمٌّ. وسَمَّتْه الهامَّة: أَصابَتْه بسَمِّها. وسَمَّه أَي سَقَاهُ السمَّ. وسَمَّ الطَّعَامَ: جَعَلَ فِيهِ السُّمَّ. والسَّامَّةُ: الموتُ، نَادِرٌ، وَالْمَعْرُوفُ السَّامُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ بِلَا هَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمير بْنِ أَفْصَى: تُورِدُه السَّامَّةَ أَي الْمَوْتَ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ فِي الْمَوْتِ أَنه السَّامُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ لِلْيَهُودِ عَلَيْكُمُ السَّامُ والدَّامُ. وأَما السَّامَّةُ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، فَهِيَ ذواتُ السُّمومِ مِنَ الهوامِّ، وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وهامَّه، وَمِنْ كلِّ عَيْنٍ لامَّه، وَمِنْ شرِّ كُلِّ سامَّه. وَقَالَ شَمِرٌ: مَا لَا يَقْتُل ويَسُمُّ فَهِيَ السَّوامُّ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، لأَنها تَسُمُّ وَلَا تَبْلُغُ أَن تقتُل مِثْلَ الزُّنْبور والعَقْرب وأَشباههما. وَفِي الْحَدِيثِ : أُعِيذُكُما بكَلِمات اللَّهِ التامَّه مِنْ كُلِّ سامَّه. والسَّمُّ: سَمُّ الحية. والسامَّةُ: الخاصَّة؛

_ (1). قوله [مرغنات] قد تقدم في مادة خلج: موعبات وهو خطأ والصواب ما هنا كما هو في التكملة (2). قوله [والسلقمة الذئبة] هكذا في الأَصل مضبوطاً، والذي في القاموس: السلقمة الريبة وضبطه بفتح السين، قال شارحه: هكذا في النسخ، والذي في اللسان السلقمة، بالكسر، الذئبة انتهى. لكن الذي في القاموس مثله في المحكم غير أنه ضبطت فيه بكسر السين كاللسان

يُقَالُ: كَيْفَ السَّامَّةُ والعامَّةُ. والسُّمَّةُ: كالسامَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ووُصِلَتْ فِي الأَقْربينَ سُمَمُهْ وسَمَّه سَمّاً: خصَّه. وسَمَّتِ النِّعْمَةُ أَي خصَّت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: هُوَ الَّذِي أَنْعَمَ نُعْمى عَمَّتِ، ... عَلَى البِلاد، رَبُّنا وسَمَّتِ وَفِي الصِّحَاحِ: عَلَى الَّذِينَ أَسْلَموا وسَمَّتِ أَي بَلَغت الكلَّ. وأَهل المَسَمَّةِ: الخاصَّةُ والأَقارب، وأَهلُ المَنْحاة: الَّذِينَ ليسُوا بالأَقارب. ابْنُ الأَعرابي: المَسَمَّةُ الخاصَّةُ، والمَعَمَّةُ العامَّةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: كُنَّا نَقُولُ إِذا أَصبَحْنا: نعوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ السامَّة والعامَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: السَّامَّة هَاهُنَا خاصَّة الرَّجُلِ، يُقَالُ: سَمَّ إِذا خَصَّ. والسَّمُّ: الثَّقْبُ. وسَمُّ كلِّ شَيْءٍ وسُمُّه: خَرْتُه وثَقْبُه، وَالْجَمْعُ سُمُومٌ، وَمِنْهُ سَمُّ الخِيَاط. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ؛ قَالَ يُونُسُ: أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ السُّمُّ والشُّهْدُ، يَرْفَعُون، وَتَمِيمٌ تَفْتَحُ السَّمَّ والشَّهْدَ، قَالَ: وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يَقُولُ هُمَا لُغَتَانِ سَمٌّ وسُمٌّ لِخَرْقِ الإِبْرة. وسُمَّةُ المرأَة: صَدْعُها وَمَا اتَّصل بِهِ مِنَ رَكَبِها وشُفْرَيْها. وَقَالَ الأَصمعي: سُمَّةُ المرأَة ثَقْبة فَرْجِها. وَفِي الْحَدِيثِ: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئتم سِماماً وَاحِدًا ؛ أَي مَأْتىً وَاحِدًا، وَهُوَ مِنْ سِمام الإِبرة ثَقْبِها، وانْتَصَب عَلَى الظَّرْفِ، أَي فِي سِمام وَاحِدٍ، لَكِنَّهُ ظَرْفٌ مَخْصُوصٌ، أُجري مُجْرى المُبْهَم. وسُمومُ الإِنسانِ وَالدَّابَّةِ: مَشَقُّ جِلْده «1». وسُمُوم الإِنسانِ وسِمامُه: فَمُه ومَنْخِرُه وأُذنُه، الْوَاحِدُ سَمٌّ وسُمٌّ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ السُّمُّ الْقَاتِلُ، يُضَمُّ وَيُفْتَحُ، وَيُجْمَعُ عَلَى سُموم وسِمام. ومَسامُّ الْجَسَدِ: ثُقَبُه. ومَسامُّ الإِنسان: تَخَلْخُل بَشَرَتِهِ وجلْده الَّذِي يبرُزُ عَرقُهُ وبُخار بَاطِنِهِ مِنْهَا، سمِّيت مَسامَّ لأَن فِيهَا خُروقاً خَفِيَّةً وَهِيَ السُّموم، وسُمومُ الفَرس: مَا رقَّ عَنْ صَلابة العظْم مِنْ جَانِبَيْ قصَبة أَنفه إِلى نَواهِقه، وَهِيَ مَجاري دُمُوعِهِ، وَاحِدُهَا سَمٌّ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي وَجْهِ الْفَرَسِ سُمومٌ، وَيُسْتَحَبُّ عُرْيُ سُمومِه، وَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى العِتْق؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ الفرَس: طِرْف أَسِيل مَعْقِد البَرِيمِ، ... عارٍ لَطيف مَوْضِعِ السُّمُومِ وَقِيلَ: السَّمَّانِ عِرْقان فِي أَنف الْفَرَسِ. وأَصاب سَمَّ حاجتِه أَي مطلَبَه، وَهُوَ بَصِيرٌ بسَمِّ حَاجَتِهِ كَذَلِكَ. وسَمَمْت سَمَّك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك. وَيُقَالُ: أَصبت سَمَّ حَاجَتِكَ فِي وَجْهِهَا. والسَّمُّ: كُلُّ شَيْءٍ كالوَدَعِ يخرُج مِنَ الْبَحْرِ. والسُّمَّةُ والسَّمُّ: الوَدَع المنظومُ وأَشباهُه، يستخرَجُ مِنَ الْبَحْرِ يُنْظَم لِلزِّينَةِ، وَقَالَ اللَّيْثُ فِي جَمْعِهِ السُّموم، وَقَدْ سَمَّه؛ وأَنشد اللَّيْثُ: عَلَى مُصْلَخِمٍّ مَا يَكَادُ جَسِيمُه ... يَمُدُّ بِعِطْفَيْه الوَضِينَ المُسَمَّما أَراد: وَضِيناً مزيَّناً بالسُّموم. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِتَزاويقِ وجهِ السَّقْف سَمَّان، وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمُّ الوَضِينِ عُرْوَتُه، وَكُلُّ خَرْق سَمٌّ. والتَّسْمِيمُ:

_ (1). قوله [مشق جلده] الذي في المحكم: مشاق

أَن يَتَّخِذَ للْوَضينِ عُرىً؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: عَلَى كلِّ نَابِي المَحْزِمَيْنِ تَرى لَهُ ... شَراسِيفَ، تَغْتالُ الوَضِينَ المُسَمَّما أَي الَّذِي لَهُ ثَلَاثُ عُرىً وَهِيَ سُمُومُه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّمَّانُ الأَصْباغُ الَّتِي تُزَوَّقُ بِهَا السقُوف، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدَةٍ. وَيُقَالُ لِلْجُمَّارة: سُمَّة القُلْب. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِجُمَّارة النَّخْلَةِ سُمَّة، وَجَمْعُهَا سُمَم، وَهِيَ اليَقَقَةُ. وسَمَّ بَيْنَ الْقَوْمِ يَسُمُّ سَمّاً: أَصْلَح. وسَمَّ شَيْئًا: أَصلحه. وسَمَمْت الشيءَ أَسُمُّه: أَصلحته. وسَمَمْت بَيْنَ الْقَوْمِ: أَصْلَحْت؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وتَنْأَى قُعُورُهُمُ فِي الأُمُور ... عَلَى مَنْ يَسُمُّ، ومَن يَسْمُل وسَمَّه سَمّاً: شدَّه. وسَمَمْت القارورةَ ونحوَها والشيءَ أَسُمُّه سَمّاً: شدَدْتُه، وَمِثْلُهُ رَتَوْتُه. وَمَا لَهُ سَمٌّ وَلَا حَمٌّ، بِالْفَتْحِ، غيرُك وَلَا سُمٌّ وَلَا حُمٌّ، بِالضَّمِّ، أَي مَا لَهُ هَمٌّ غَيْرُكَ. وَفُلَانٌ يَسُمُّ ذَلِكَ الأَمر، بِالضَّمِّ، أَي يَسبُره وينظُر مَا غَوْرُهُ. والسُّمَّةُ: حَصِيرٌ تُتَّخذ مِنْ خُوصِ الغَضف، وَجَمْعُهَا سِمامٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. التَّهْذِيبُ: والسُّمَّةُ شِبْه سُفْرَةٍ عَرِيضَةٍ تُسَفُّ مِنَ الْخُوصِ وَتُبْسَطُ تَحْتَ النَّخْلَةِ إِذا صُرِمت ليسقُط مَا تَناثَر مِنَ الرُّطَب والتمر «1» عليهما، قَالَ: وَجَمْعُهَا سُمَمٌ. وسامُّ أَبْرَصَ: ضَرْبٌ مِنَ الوَزَغ. وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ كِبَارِ الوَزَغ، وسامَّا أَبرصَ، وَالْجَمْعُ سَوامُّ أَبْرصَ. وَفِي حَدِيثِ عِياض: مِلْنا إِلى صَخْرَةٍ فإِذا بَيْض، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: بِيضُ السامِ ، يُرِيدُ سامَّ أَبْرصَ نَوْعٌ مِنَ الوَزَغ. والسَّمُومُ: الريحُ الحارَّة، تُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَارِدَةُ لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارًا، تَكُونُ اسْمًا وَصِفَةً، وَالْجَمْعُ سَمائم. ويومٌ سامٌّ ومُسِمٌّ؛ الأَخيرة قَلِيلَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو عُبَيْدَةَ: السَّمومُ بِالنَّهَارِ، وَقَدْ تَكُونُ بِاللَّيْلِ، والحَرُور بِاللَّيْلِ، وَقَدْ تَكُونُ بِالنَّهَارِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: سُمَّ يومُنا فَهُوَ مَسْمومٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرمَّة: هَوْجاء راكِبُها وَسْنانُ مَسْمُومُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَتْ تَصُومُ فِي السفَر حَتَّى أَذْلَقَها السَّمُومُ ؛ هُوَ حرُّ النَّهَارِ. ونَبْتٌ مَسْمُومٌ: أَصابتْه السَّمومُ. ويومٌ مَسْمُومٌ: ذُو سَمومٍ؛ قَالَ: وَقَدْ عَلَوْت قُتودَ الرَّحْل، يَسْفَعُني ... يَوْمٌ قُدَيْدِمُهُ الجَوْزاء مَسْموم التَّهْذِيبِ: وَمِنْ دَوَائِرِ الْفُرْسِ دَائِرَةُ السَّمامةِ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي وَسَط العُنُق فِي عَرضها، وَهِيَ تستحبُّ، قَالَ: وسُمومُ الفَرس أَيضاً كُلُّ عظْم فِيهِ مُخٌّ، قَالَ: والسُّمومُ أَيضاً فُروجُ الفَرس، وَاحِدُهَا سَمٌّ، وفُروجُه عَيناه وأُذناه ومَنْخِراه؛ وأَنشد: فنَفَّسْتُ عَنْ سَمَّيْه حَتَّى تَنَفَّسا أَراد عَنْ مَنْخِريه. وسُمومُ السَّيْفِ: حُزوزٌ فِيهِ يعلَّمُ بِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَمْدَحُ الخَوارج: لِطافٌ بَراها الصومُ حَتَّى كأَنَّها ... سُيوف يَمانٍ، أَخْلَصَتْها سُمُومُها يَقُولُ: بَيَّنَت هَذِهِ السُّموم عَنْ هَذِهِ السيوف أَنها

_ (1). قوله [والتمر] الذي في التكملة: والبسر

عُتُق، قَالَ: وسُموم العُتُق غَيْرَ سُموم الحُدْث. والسَّمام، بِالْفَتْحِ: ضَرْب مِنَ الطَّيْرِ نَحْوَ السُّمانى، وَاحِدَتُهُ سَمامَة؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ دُونَ القَطَا فِي الخِلْقَة، وَفِي الصِّحَاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ وَالنَّاقَةُ السَّرِيعَةُ أَيضاً؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى النَّاقَةِ السَّرِيعَةِ: سَمام نَجَتْ مِنْهَا المَهارَى، وغُودِرَتْ ... أَراحِيبُها والمَاطِلِيُّ الهَمَلَّعُ وَقَوْلُهُمْ فِي المثَل: كلَّفْتَني بَيْضَ السَّماسِم؛ فسرَّه فَقَالَ: السَّماسِمُ طَيْرٌ يُشْبه الخُطَّاف، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ فِي مثَل إِذا سُئل الرَّجُلُ مَا لَا يَجِد وَمَا لَا يَكُونُ: كلَّفْتني سَلَى جَمَلٍ، وَكَلَّفْتَنِي بَيْضَ السَّماسِم، وَكَلَّفْتَنِي بِيضَ الأَنُوق؛ قَالَ: السَّماسِم طَيْرٌ مِثْلَ الخَطاطيف لَا يُقْدَر لَهَا عَلَى بَيْضٍ. والسَّمامُ: اللِّوَاءُ، عَلَى التَّشْبِيهِ. وسَمامَةُ الرجُلِ وكلِّ شَيْءٍ وسَماوتُه: شخصُه، وَقِيلَ: سَماوتُه أَعلاه. والسَّمامَةُ: الشَّخْصُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وعادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّما ... تُزَعْزِعُها، تَحْتَ السَّمامةِ، ريحُ وَقِيلَ: السَّمامة الطَّلْعة. والسَّمامُ والسَّمْسامُ والسُّماسِم والسُّمْسُمانُ والسُّمْسُمانيُّ، كُلُّهُ: الْخَفِيفُ اللطيفُ السريعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ السَّمْسَمةُ. والسَّمْسامةُ: المرأَة الْخَفِيفَةُ اللَّطِيفَةُ. ابْنُ الأَعرابي: سَمْسَمَ الرجلُ إِذا مَشى مَشْياً رفِيقاً. وسَمسَمٌ وسَمْسامٌ: الذِّئب لخِفَّته، وَقِيلَ: السَّمْسَم الذِّئْبُ الصَّغِيرُ الْجِسْمِ. والسَّمْسَمَةُ: ضَرْبٌ مِنْ عَدْوِ الثَّعْلب، وسَمْسَمٌ والسَّمْسَمُ جَمِيعًا مِنْ أَسمائه. ابْنُ الأَعرابي: السَّمْسَمُ، بِالْفَتْحِ، الثَّعْلب؛ وأَنشد: فارَقَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه والسَّمامةُ والسمْسُمة والسِّمْسِمة: دُوَيْبَّة، وَقِيلَ: هِيَ النَّمْلَةُ الْحَمْرَاءُ، وَالْجَمْعُ سَماسِم. اللَّيْثُ: يُقَالُ لدُوَيْبَّة عَلَى خِلْقة الآكِلَة حَمْرَاءُ هِيَ السِّمْسِمة؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ، وَهِيَ تَلْسع فتُؤلم إِذا لَسَعَت؛ وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: هِيَ السَّماسِم، وَهِيَ هَناتٌ تَكُونُ بِالْبَصْرَةِ تَعَضُّ عَضّاً شديداً، لَهُنَّ رؤوس فِيهَا طُولٌ إِلى الْحُمْرَةِ أَلوانُها. وسَمْسَم: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: يَا دارَ سَلْمَى، يَا اسْلَمِي ثُمَّ اسْلَمِي ... بسَمْسَمٍ، أَو عَنْ يَمِينِ سَمْسَمِ وَقَالَ طُفَيل: أَسَفَّ عَلَى الأَفلاجِ أَيمنُ صَوْبهِ، ... وأَيْسَره يَعْلو مَخارِمَ سَمْسَمِ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ رَمْلة مَعْرُوفَةٌ؛ وَقَوْلُ البَعِيث: مُدامِنُ جَوعاتٍ، كأَنَّ عُروقَه ... مَسَارِبُ حَيَّات تَشَرَّبْنَ سَمْسَمَا قَالَ: يَعْنِي السَّمَّ، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ تَسَرَّبْنَ جَعَلَ سَمْسَماً رَمَلَةً، ومساربُ الْحَيَّاتِ: آثَارُهَا فِي السَّهْلِ إِذا مرَّت، تَسَرَّبُ: تَجِيءُ وَتَذْهَبُ، شبَّه عُرُوقَهُ بمَجارِي حَيَّاتٍ لأَنها مُلْتوية. والسِّمْسِمُ: الجُلْجُلانُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ بالسَّراة واليَمَنِ كَثِيرٌ، قَالَ: وَهُوَ أَبيض.

الْجَوْهَرِيُّ: السِّمْسِمُ حَبُّ الحَلِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ أَنه يُقَالُ لبائعِ السِّمْسِمِ سَمَّاسٌ، كَمَا قَالُوا لِبَائِعِ اللُّؤلؤ لأْآلٌ. وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: كأَنهم عِيدانُ السَّماسِمِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ عَلَى اخْتِلَافِ طُرْقِهِ ونُسَخِه، فإِن صحَّت الرِّوَايَةُ فَمَعْنَاهُ أَن السَّماسِم جَمْعُ سِمْسِم، وعيدانُه تَراها إِذا قُلِعت وتُرِكَتْ لِيُؤْخَذَ حَبُّها دِقاقاً سُوداً كأَنَّها مُحْتَرِقَةٌ، فَشُبِّهَ بِهَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَطَالَمَا تَطَلَّبْتُ مَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ وسأَلت عَنْهَا فَلَمْ أَرَ شَافِيًا وَلَا أُجِبْتُ فِيهَا بِمُقْنِعٍ، وَمَا أَشبه مَا تَكُونُ مُحَرَّفةً، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَتْ كأَنهم عِيدَانُ السَّاسَمِ، وَهُوَ خَشَبٌ كَالْآبَنُوسِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. سنم: سَنامُ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ: أَعلى ظَهْرِهَا، وَالْجَمْعُ أَسْنِمَة. وَفِي الْحَدِيثِ: نِسَاءٌ عَلَى رؤوسهن كأَسْنِمة البُخْت ؛ هُنَّ اللَّواتي يَتَعَمَّمْنَ بالمَقانِع على رؤوسهنَّ يُكَبِّرْنَها بِهَا، وَهُوَ مِنْ شِعار المُغَنِّيات. وسَنِمَ سَنَماً، فَهُوَ سَنِمٌ: عَظُمَ سَنامُه، وَقَدْ سَنَّمه الكَلأُ وأَسْنمه. وَقَالَ اللَّيْثُ: جَمَلٌ سَنِمٌ وَنَاقَةٌ سَنِمة ضخْمة السَّنام. وَفِي حَدِيثِ لُقْمان: يَهَب الْمِائَةَ البكْرَةَ السَّنِمةَ أَي الْعَظِيمَةَ السَّنَامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُميرٍ: هَاتُوا بجَزُورٍ سَنِمةٍ، فِي غَدَاةٍ شَبِمةٍ. وَسَنَامُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه؛ وَفِي شِعْرِ حسَّان: وإِنَّ سَنامَ المَجْدِ، مِنْ آلِ هاشِمٍ، ... بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ ووالدُك العَبْدُ أَي أَعلى الْمَجْدِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قَضى القُضاة أَنها سَنامُها فسَّره فَقَالَ: مَعْنَاهُ خِيارُها، لأَن السَّنام خِيارُ مَا فِي الْبَعِيرِ، وسَنَّم الشيءَ: رَفَعَه. وسَنَّم الإِناء إِذا ملأَه حَتَّى صَارَ فَوْقَهُ كالسَّنام. ومَجْدٌ مُسَنَّم: عَظِيمٌ. وسَنَّم الشَّيْءَ وتَسَنَّمه: عَلَاهُ. وتَسَنَّم الفحلُ النَّاقَةَ: رَكِبَهَا وَقاعَها؛ قَالَ يَصِفُ سَحَابًا: مُتَسَنِّماً سَنِماتِها، مُتَفَجِّساً ... بالهَدْرِ يَملأُ أَنْفُساً وَعُيُونَا وَيُقَالُ: تَسَنَّم السَّحابُ الأَرض إِذا جادَها. وتسنَّم الفحلُ النَّاقَةَ إِذا رَكِبَ ظهرَها؛ وَكَذَلِكَ كلُّ مَا رَكِبْتَهُ مُقْبلًا أَو مُدْبِراً فَقَدْ تَسَنَّمْته. وأَسْنم الدخانُ أَي ارْتَفَعَ. وأَسْنَمتِ النارُ: عظُمَ لَهَبُها؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: مَشْمُولةٍ عُلِثَتْ بِنابتِ عَرْفَجٍ، ... كدُخان نارٍ ساطعٍ إِسْنامُها وَيُرْوَى: أَسنامُها، فَمَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ أَراد أَعالِيَها، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَصْدَرُ أَسْنَمتْ إِذا ارْتَفَعَ لَهَبُها إِسْناماً. وأَسْنِمةُ الرَّمْلِ: ظُهورها الْمُرْتَفِعَةُ مِنْ أَثْباجِها. يُقَالُ: أَسْنِمة وأَسْنُمة، فَمَنْ قَالَ أَسْنُمة جَعَلَهُ اسْمًا لِرَمْلَةٍ بِعَيْنِهَا، ومَن قَالَ أَسْنِمة جعَلَها جَمْعَ سَنام وأَسْنِمَةٍ. وأَسْنِمةُ الرِّمَالِ: حُيودها وأَشرافُها، عَلَى التَّشْبِيهِ بسَنام النَّاقَةِ. وأَسْنُمةُ: رَمْلة ذَاتُ أَسْنِمةٍ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ زُهَيْرٍ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، قَالَ: ضَحَّوا قَلِيلًا قَفَا كُثْبان أَسْنُمة، [أَسْنِمة] ... ومنهمُ بالقَسُوميَّاتِ مُعْتَرَكُ الْجَوْهَرِيُّ: وأَسْنُمة، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّ النُّونِ، أَكَمَة مَعْرُوفَةٌ بقُرب طَخْفَة؛ قَالَ بشْرٌ: أَلا بانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يُزاروا، ... وقَلْبُك فِي الظَّعائن مُسْتعارُ

كأَنَّ ظِباء أَسْنُمةٍ عَلَيْهَا ... كوانِسُ، قالِصاً عَنْهَا المَغارُ يُفَلِّجْن الشِّفاهَ عَنُ [عَنِ] اقحُوانٍ ... حَلاه، غِبَّ ساريةٍ، قِطارُ والمَغارُ: مَكانِسُ الظِّباء. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ؛ قَالُوا: هُوَ مَاءٌ فِي الْجَنَّةِ سمِّي بِذَلِكَ لأَنه يَجْري فَوْقَ الغُرَف والقُصور. وتَسْنيمٌ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ زَعَمُوا، وَهَذَا يُوجِبُ أَن تَكُونَ مَعْرِفَةً وَلَوْ كَانَتْ مَعْرِفَةً لَمْ تُصْرَف. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ؛ أَي مِزاجُه مِنْ مَاءٍ مُتَسَنِّمٍ عَيْناً تأْتيهم مِنْ عُلْوٍ تَتَسَنَّم عَلَيْهِمْ مِنَ الغُرَف؛ الأَزهري: أَي مَاءٌ يتنزَّل عَلَيْهِمْ مِنْ مَعالٍ وينصبُ عيْناً عَلَى جِهَتَيْنِ: إِحداهما أَنْ تَنْوي مِنْ تَسْنِيمِ عَيْنٍ فَلَمَّا نُوِّنَتْ نُصِبَتْ، وَالْجِهَةُ الأُخرى أَنْ تَنْوِيَ مِنْ مَاءٍ سُنِّم عَيْنًا، كَقَوْلِكَ رُفِعَ عَيْنًا، وإِن لَمْ يَكُنِ التَّسْنِيمُ اسْمًا لِلْمَاءِ فَالْعَيْنُ نَكِرَةٌ والتَّسْنِيمُ مَعْرِفَةٌ، وإِن كَانَ اسْمًا لِلْمَاءِ فَالْعَيْنُ مَعْرِفَةٌ، فَخَرَجَتْ أَيضاً نَصْبًا، وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَقَالَ الزَّجَّاجُ قَوْلًا يقرُب مَعْنَاهُ مِمَّا قَالَ الْفَرَّاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ الْمَاءِ الشَّبِمُ يَعْنِي الْبَارِدَ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: السَّنِمُ، بِالسِّينِ وَالنُّونِ، وَهُوَ الْمَاءُ الْمُرْتَفِعُ الظَّاهِرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَيُرْوَى بِالشِّينِ وَالْبَاءِ. وكلُّ شَيْءٍ عَلَا شَيْئًا فَقَدْ تَسَنَّمَه. الجوهري: وسَنام الأَرض نَحْرُها ووسَطُها. وماءٌ سَنِمٌ: عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ لِلشَّرِيفِ سَنِيمٌ مأْخوذ مِنْ سَنَامِ الْبَعِيرِ، وَمِنْهُ تَسْنِيمُ القُبور. وقَبْرٌ مُسَنَّم إِذا كَانَ مَرْفُوعًا عَنِ الأَرض. وَكُلُّ شَيْءٍ عَلَا شَيْئًا فَقَدْ تَسَنَّمه. وتَسْنِيمُ القبرِ: خِلَافُ تَسْطيحهِ. أَبو زَيْدٍ: سَنَّمْت الإِناء تَسْنِيماً إِذا ملأْته ثُمَّ حَمَلْت فَوْقَهُ مثلَ السَّنام مِنَ الطَّعَامِ أَو غَيْرِهِ. والتَّسَنُّم: الأَخذ مُغافَسةً، وتَسَنَّمه الشَّيْبُ: كَثُرَ فِيهِ وَانْتَشَرَ كتَشَنَّمه، وَسَيُذْكَرُ فِي حَرْفِ الشِّينِ، وَكِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَسَنَّمه الشَّيْبُ وأَوْشَم فِيهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: تَسَنَّمْتُ الْحَائِطَ إِذا علوتَه مِنْ عُرْضه. والسَّنَمة: كلُّ شَجَرَةٍ لَا تحمِل، وَذَلِكَ إِذا جفَّت أَطرافُها وَتَغَيَّرَتِ. والسَّنَمةُ: رأْس شَجَرَةٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، يَكُونُ عَلَى رأْسها كَهَيْئَةِ مَا يَكُونُ عَلَى رأْس القصَب، إِلَّا أَنه ليِّن تأْكله الإِبل أَكلًا خَضْماً. والسَّنَمُ: جِماعٌ، وأَفضل السَّنَم شَجَرَةٌ تسمَّى الأَسْنامَة، وَهِيَ أَعظمُها سَنَمةً؛ قَالَ الأَزهري: السَّنَمةُ تَكُونُ للنَّصِيِّ والصِّلِّيان والغَضْوَر والسَّنْط وَمَا أَشبهها. والسَّنَمَةُ أَيضاً: النَّوْرُ، والنَّوْرُ غَيْرُ الزَّهْرَة، والفرْق بَيْنَهُمَا أَن الزَّهْرة هِيَ الوَرْدة الوُسْطى، وإِنما تَكُونُ السَّنَمَة للطَّريفة دُونَ البَقْل. وسَنَمةُ الصِّلِّيان: أَطرافه الَّتِي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بعضُ الرُّواة أَن السَّنَمة مَا كَانَ مِنْ ثَمر الأَعْشاب شَبِيهًا بثَمر الإِذْخِر وَنَحْوِهِ، وَمَا كَانَ كَثَمَرِ القصَب، وأَن أَفْضل السَّنَمِ سَنَمُ عُشْبَة تسمَّى الأَسْنامَةَ، والإِبل تأْكلها خَضْماً لِلِينِهَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: لَيْسَ تأْكله الإِبل خَضْماً. وَنَبْتٌ سَنِمٌ أَي مرتفِع، وَهُوَ الَّذِي خَرَجَتْ سَنَمَتُه، وَهُوَ مَا يَعْلو رأْسه كالسُّنْبُل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رَعَيْتها أَكرَمَ عُودٍ عُودا: ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضيدا والخازِبازِ السَّنِمِ المَجُودا، ... بِحَيْثُ يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودا

والأَسْنامة: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَالْجَمْعُ أَسْنام؛ قَالَ لَبِيدٌ: كدُخانِ نارٍ ساطعٍ أَسْنامُها ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَسْنامٌ شَجَرٌ؛ وأَنشد: سَباريتَ إِلَّا أَنْ يَرى مُتَأَمِّلٌ ... قَنازِعَ أَسْنامٍ بِهَا وثَغامِ «2» وَسَنَامٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: خَلَتْ بغَزالها، ودَنا عَلَيْهَا ... أَراكُ الجِزْعِ، أَسْفَلَ مِنْ سَنامِ وَقَالَ اللَّيْثُ: سَنام اسْمُ جَبَلٍ بِالْبَصْرَةِ، يُقَالُ إِنه يَسير مَعَ الدَّجال. والإِسْنامُ: ثَمَرُ الحَليِّ؛ حَكَاهَا السِّيرَافِيُّ عَنْ أَبي مَالِكٍ. الْمُحْكَمُ: سَنام اسْمُ جَبَلٍ، وَكَذَلِكَ سُنَّم. والسُّنَّمُ: الْبَقَرَةُ. ويَسْنَمُ: موضع. سهم: السَّهْمُ: وَاحِدُ السِّهام. والسَّهْمُ: النَّصِيبُ. الْمُحْكَمُ: السَّهْم الحظُّ، والجمع سُهْمان وسُهْمة؛ الأَخيرة كأُخْوة. وَفِي هَذَا الأَمر سُهْمة أَي نَصِيبٌ وَحَظٌّ مِنْ أَثَر كَانَ لِي فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَهْم مِنَ الغنِيمة شَهِد أَو غَابَ ؛ السَّهْم فِي الأَصل: وَاحِدُ السِّهام الَّتِي يُضْرَب بِهَا فِي المَيْسِر وَهِيَ القِداح ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ مَا يَفُوزُ بِهِ الفالِجُ سَهْمُهُ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّيَ كُلُّ نَصِيبٍ سَهْماً، وَتُجْمَعُ عَلَى أَسْهُمٍ وسِهام وسُهمان، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَا أَدري مَا السُّهْمانُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فَلَقَدْ رأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانها ، وَحَدِيثُ بُرَيْدَةَ: خَرَجَ سَهْمُك أَي بالفَلْجِ والظَّفَرِ. والسَّهْم: القِدْح الذي يُقارَع بِهِ، وَالْجَمْعُ سِهام. واسْتَهَمَ الرَّجُلَانِ: تَقَارَعَا. وساهَمَ القومَ فسهَمَهُمْ سَهْماً: قَارَعَهُمْ فَقَرَعَهُمْ. وساهَمْتُهُ أَي قارعته فَسَهَمْتُهُ أَسْهَمُه، بالفتح، وأَسْهَمَ بَيْنَهُمْ أَي أَقْرَعَ. واسْتَهَمُوا أَي اقْتَرَعُوا. وتَساهَمُوا أَي تَقَارَعُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ؛ يَقُولُ: قارَعَ أَهْلَ السَّفِينَةِ فَقُرِعَ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِرَجُلَيْنِ احْتَكما إِليه فِي مَوَارِيثَ قَدْ دَرَسَت: اذْهَبَا فَتَوخَّيا، ثُمَّ اسْتَهِما، ثُمَّ ليأْخذ كلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا تُخْرِجُهُ القسمةُ بالقُرْعةِ، ثُمَّ لِيُحْلِلْ كلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صاحبَه فِيمَا أَخَذ وَهُوَ لَا يَسْتَيْقِنُ أَنه حَقِّهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ اذهَبا فتَوَخَّيا ثُمَّ اسْتَهِما أَي اقْتَرِعا يَعْنِي لِيَظْهَرَ سَهْمُ كلِّ واحدٍ مِنْكُمَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: وَقَعَ فِي سَهْمِي جاريةٌ ، يَعْنِي مِنَ المَغْنَم. والسُّهْمَةُ: النَّصِيبُ. والسَّهْمُ: وَاحِدُ النَّبْلِ، وَهُوَ مَرْكَبُ النَّصْلِ، وَالْجَمْعُ أَسْهُمٌ وسِهامٌ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّهْمُ نَفْسُ النَّصْل، وَقَالَ: لَوِ التَقَطْت نَصْلًا لَقُلْتَ مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ، وَلَوِ الْتَقَطْتَ قِدْحاً لَمْ تَقُلْ مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ، والنَّصْلُ السَّهْم الْعَرِيضُ الطَّوِيلُ يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ فِتْرٍ والمِشْقَص عَلَى النِّصْفِ مِنَ النَّصْل، وَلَا خَيْرَ فِيهِ، يَلْعَبُ بِهِ الوِلْدانُ، وَهُوَ شَرُّ النَّبْلِ وأَحرضه؛ قَالَ: والسَّهْمُ ذُو الغِرارَيْنِ والعَيْرِ، قَالَ: والقُطْبَةُ لَا تُعَدُّ سَهْماً، والمِرِّيخُ الَّذِي عَلَى رأْسه الْعَظِيمَةِ يَرْمِي بِهَا أَهل الْبَصْرَةِ بَيْنَ الهَدَفَيْنِ، والنَّضِيُّ مَتْنُ القِدْح مَا بَيْنَ الفُوق والنَّصْل. والمُسَهَّمُ: البُرْدُ الْمُخَطَّطُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَوْسٍ: فإِنا رأَينا العِرْضَ أَحْوَجَ، سَاعَةً، ... إِلى الصَّوْنِ، مِنْ رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ

_ (2). قوله [وأَسنام شَجَرٌ وأَنشد سَبَارِيتَ إِلخ] عبارة التكملة: أَبو نصر الإسنامة يعني بالكسر ثمر الحلي، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ سَبَارِيتُ إِلخ وأَسنام في البيت مضبوط فيها بالكسر

وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي بُرْدٍ مُسَهَّمٍ أَي مُخَطَّطٍ فِيهِ وَشْيٌ كالسِّهامِ. وبُرْدٌ مُسَهَّمٌ: مُخَطَّطٌ بِصُوَرٍ عَلَى شَكْلِ السِّهام؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما ذَلِكَ لوَشْيٍ فِيهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ دَارًا: كأَنَّها بَعْدَ أَحْوالٍ مَضَيْنَ لَهَا، ... بالأَشْيَمَيْنِ، يَمانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ والسَّهْمُ: القِدْحُ الَّذِي يُقارَعُ بِهِ. والسَّهْمُ: مِقْدَارُ سِتِّ أَذرع فِي مُعَامَلَاتِ النَّاسِ ومِساحاتِهم. والسَّهْمُ: حَجْرٌ يُجْعَلُ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي يُبْنَى للأَسد ليُصاد فِيهِ، فإِذا دَخَلَهُ وَقَعَ الْحَجْرُ عَلَى الْبَابِ فسدَّه. والسُّهْمَةُ، بِالضَّمِّ: الْقَرَابَةُ؛ قَالَ عَبِيدٌ: قَدْ يُوصَلُ النازِحُ النَّائي، وَقَدْ ... يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ القريبُ وَقَالَ: بَني يَثْرَبيٍّ، حَصِّنوا أَيْنُقاتِكُم ... وأَفْراسَكُمْ مِنْ ضَرْبِ أَحْمَرَ مُسْهَمِ وَلَا أُلْفِيَنْ ذَا الشَّفِّ يَطْلُبُ شِفَّهُ، ... يُداوِيهِ منْكُمْ بالأَدِيم المُسَلَّمِ أَراد بِقَوْلِهِ أَيْنُقاتِكُمْ وأَفْراسكم نِسَاءَهُمْ؛ يَقُولُ: لَا تُنْكِحُوهُنّ غَيْرَ الأَكفاء، وَقَوْلُهُ مِنْ ضَرْب أَحْمر مُسْهَمِ يَعْنِي سِفاد رَجُلٍ مِنَ الْعَجَمِ، وَقَوْلُهُ بالأَديم المُسَلَّمِ أَي يَتَصَحَّحُ بِكُمْ. والسُّهام والسَّهامُ: الضُّمْرُ وتَغَيُّر اللون وذُبولُ الشَّفَتين. سَهَمَ، بِالْفَتْحِ، يَسْهَمُ سُهاماً وسُهوماً وسَهُمَ أَيضاً، بِالضَّمِّ، يَسْهُمُ سُهوماً فِيهِمَا وسُهِمَ يُسْهَمُ، فَهُوَ مَسْهومٌ إِذا ضَمُرَ: قَالَ العجَّاجُ: فَهِيَ كرِعْدِيدِ الكَثِيبِ الأَهْيَمِ ... وَلَمْ يَلُحْها حَزَنٌ عَلَى ابْنِمِ وَلَا أَبٍ وَلَا أَخٍ فتَسْهُمِ وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ عليَّ ساهِمَ الوَجْهِ أَي مُتَغَيِّره. يُقَالُ: سَهَمَ لونُهُ يَسْهَمُ إِذا تَغير عَنْ حالهِ لِعَارِضٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَراك ساهِمَ الوَجْهِ؟ وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ: مُسَهَّمةٌ وُجُوهُهُمْ ؛ وَقَوْلُ عَنْترَة: والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُوهِ، كأَنَّما ... يُسْقى فَوارِسُها نَقِيعَ الحَنْظَلِ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما أَراد أَن أَصحاب الْخَيْلِ تَغَيَّرَتْ أَلوانُهم مِمَّا بِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ يُسْقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ؟ فَلَوْ كَانَ السُّهام لِلْخَيْلِ أَنْفُسِها لَقَالَ كأَنَّما تُسْقَى نَقيعَ الحَنْظَلِ. وَفَرَسٌ ساهِمُ الوَجْه: مَحْمُولٌ عَلَى كَرِيهَةِ الجَرْي، وَقَدْ سُهِمَ، وأَنشد بَيْتَ عَنْتَرَةَ: وَالْخَيْلُ ساهِمَةُ الوجوهِ؛ وَكَذَا الرَّجُلُ إِذا حُمِلُ عَلَى كرِيهةٍ فِي الْحَرْبِ وَقَدْ سُهِمَ. وَفَرَسٌ مُسْهَمٌ إِذا كَانَ هَجِينًا يُعْطَى دُونَ سَهْمِ العَتِيقِ مِنَ الْغَنِيمَةِ. والسُّهومُ: العُبوس عُبوسُ الوجهِ مِنَ الهمِّ؛ قَالَ: إِن أَكُنْ مُوثَقاً لكِسرَى، أَسيراً ... فِي هُمومٍ وكُرْبَةٍ وسُهومِ رَهْنَ قَيْدٍ، فَمَا وَجَدْتُ بَلَاءً ... كإِسارِ الْكَرِيمِ عِنْدَ اللَّئيمِ والسُّهامُ: دَاءٌ يأْخذ الإِبل؛ يُقَالُ: بَعِيرٌ مَسْهومٌ وَبِهِ سُهامٌ، وإِبل مُسَهَّمَةٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: وَلَمْ يَقِظْ فِي النَّعَمِ المُسَّهَمِ والسَّهام: وَهَجُ الصَّيْفِ وغَبَراتُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

كأَنَّا عَلَى أَولاد أَحْقَبَ لاحَها، ... ورَمْيُ السَّفَا أَنْفاسَها بسَهامِ وسُهِمَ الرجلُ أَي أَصابه السَّهامُ. والسَّهامُ: لُعاب الشَّيْطَانِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِمٍ: وأَرْض تَعْزِفُ الجِنَّانُ فِيها، ... فيافِيها يَطِيرُ بِهَا السَّهامُ ابْنُ الأَعرابي: السُّهُمُ غَزْلُ عَيْنِ الشَّمْسِ، والسُّهُمُ: الْحَرَارَةُ الغالبةُ. والسَّهامُ، بِالْفَتْحِ: حَرُّ السَّمُومِ. وَقَدْ سُهِمَ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، إِذا أَصابته السَّمُومُ. والسَّهامُ: الرِّيحُ الحارَّة، وَاحِدُهَا وَجَمْعُهَا سَوَاءٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: ورَمَى دَوابِرَها السَّفَا، وتَهَيَّجَتْ ... رِيحُ المَصايِفِ سَوْمُها وسَهامُها والسَّهُومُ: العُقابُ. وأَسْهَمَ الرجلُ، فَهُوَ مُسْهَمٌ، نَادِرٌ، إِذا كَثُرَ كَلَامُهُ كأَسْهَبَ فَهُوَ مُسْهَبٌ، وَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. والسُّهُمُ والشُّهُمُ، بِالسِّينِ وَالشِّينِ: الرِّجَالُ الْعُقَلَاءُ الحُكماءُ العُمَّالُ. وَرَجُلٌ مُسْهَمُ العقلِ والجسمِ: كمُسْهَبٍ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن مِيمَهُ بَدَلٌ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مُسْهَمُ العقلِ كمُسْهَبٍ، قَالَ: وَهُوَ عَلَى الْبَدَلِ أَيضاً، وَكَذَلِكَ مُسْهَمُ الجسمِ إِذا ذَهَبَ جسمُه فِي الحُبِّ. والساهِمَةُ: النَّاقَةُ الضامرةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: أَخا تَنائِفَ أَغْفَى عِنْدَ ساهِمَةٍ ... بأَخْلَقِ الدفِّ، فِي تَصديره جُلَبُ يَقُولُ: زَارَ الخَيالُ أَخا تَنائِفَ نَامَ عِنْدَ نَاقَةٍ ضَامِرَةٍ مَهْزُولَةٍ بِجَنْبِهَا قُروحٌ مِنْ آثَارِ الحِبال، والأَخْلَقُ: الأَملس. وإِبل سَواهِمُ إِذا غَيَّرَهَا السَّفَرُ. وسَهْمُ البيتِ: جائِزُهُ. وسَهْمٌ: قَبِيلَةٌ فِي قُرَيْشٍ. وسَهْمٌ أَيضاً: فِي باهِلَة. وسَهْمٌ وسُهَيمٌ: اسْمَانِ. وسَهامٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُميَّةُ بْنُ أَبي عائِذٍ: تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ، واصَّيَفَتْ ... جُنُوبَ سَهامٍ إِلى سُرْدَدِ سوم: السَّوْمُ: عَرْضُ السِّلْعَةِ عَلَى الْبَيْعِ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّوْمُ فِي الْمُبَايَعَةِ يُقَالُ مِنْهُ ساوَمْتُهُ سُواماً، واسْتامَ عليَّ، وتساوَمْنا، الْمُحْكَمُ وَغَيْرُهُ: سُمْتُ بالسلْعةِ أَسومُ بِهَا سَوْماً وساوَمْت واسْتَمْتُ بِهَا وَعَلَيْهَا غَالَيْتُ، واسْتَمْتُه إِياها وَعَلَيْهَا غالَيْتُ، واسْتَمْتُهُ إِياها سأَلته سَوْمَها، وسامَنيها ذَكَرَ لِي سَوْمَها. وإِنه لِغَالِي السِّيمَةِ والسُّومَةِ إِذا كَانَ يُغْلي السَّوْمَ. وَيُقَالُ: سُمْتُ فُلَانًا سِلعتي سَوْماً إِذا قلتَ أَتأْخُذُها بِكَذَا مِنَ الثَّمَنِ؟ وَمِثْلُ ذَلِكَ سُمْتُ بسِلْعتي سَوْماً. وَيُقَالُ: اسْتَمْتُ عَلَيْهِ بسِلْعتي استِياماً إِذا كنتَ أَنت تَذْكُرُ ثَمَنَهَا. وَيُقَالُ: اسْتامَ مِنِّي بسِلْعتي اسْتِياماً إِذا كَانَ هُوَ الْعَارِضُ عَلَيْكَ الثَّمَن. وَسَامَنِي الرجلُ بسِلْعته سَوْماً: وَذَلِكَ حِينَ يَذْكُرُ لَكَ هُوَ ثَمَنَهَا، وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ السُّومَةُ والسِّيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن يَسومَ الرجلُ عَلَى سَومِ أَخيه ؛ المُساوَمَةُ: الْمُجَاذَبَةُ بَيْنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي عَلَى السِّلْعةِ وفصلُ ثَمَنِهَا، وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ أَن يَتَساوَمَ المتبايعانِ فِي السِّلْعَةِ ويتقارَبَ الانعِقادُ فَيَجِيءُ رَجُلٌ آخَرُ يُرِيدُ أَن يَشْتَرِيَ تِلْكَ السِّلْعَةَ وَيُخْرِجَهَا مِنْ يَدِ الْمُشْتَرِي الأَوَّل بِزِيَادَةٍ عَلَى مَا اسْتَقَرَّ الأَمرُ عَلَيْهِ بَيْنَ المُتساوِمَيْنِ وَرَضِيَا بِهِ قَبْلَ الِانْعِقَادِ، فَذَلِكَ مَمْنُوعٌ عِنْدَ الْمُقَارَبَةِ لِمَا فِيهِ مِنَ الإِفساد، وَمُبَاحٌ فِي أَوَّل العَرْضِ والمُساوَمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: أَنه، صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ السَّوْم قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: السَّوْمُ أَن يُساوِمَ بسِلْعَتِه، وَنَهَى عَنْ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لأَنه وَقْتٌ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ فَلَا يَشْتَغِلُ بِغَيْرِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّوْمُ مِنْ رَعْي الإِبل، لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قَبْلَ شُرُوقِ الشَّمْسِ عَلَيْهِ وَهُوَ نَدٍ أَصابها مِنْهُ دَاءٌ قَتَلَهَا، وَذَلِكَ معروف عند أَهل المال مِنَ الْعَرَبِ. وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حَسَنَةً، وإِنه لَغَالِي السِّيمةِ. وسامَ أَي مَرَّ؛ وَقَالَ صَخْرٌ الْهُذَلِيُّ: أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ، ... إِذا سامَتْ عَلَى المَلَقاتِ ساما وسَوْمُ الرِّيَاحِ: مَرُّها، وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً: اسْتَمَرَّتْ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: ومُسْتامة تُسْتامُ، وَهِيَ رَخِيصةٌ، ... تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ يَعْنِي أَرضاً تَسُومُ فِيهَا الإِبل، مِنَ السَّوْم الَّذِي هُوَ الرَّعْي لَا مِنَ السَّوْم الَّذِي هُوَ الْبَيْعُ، وتُباعُ: تَمُدُّ فِيهَا الإِبل باعَها، وتَمْسَحُ: مِنَ الْمَسْحِ الَّذِي هُوَ الْقَطْعُ، مِنْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ. الأَصمعي: السَّوْمُ سُرْعَةُ المَرِّ؛ يُقَالُ: سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً؛ وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي: مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة ... بالسَّوْمِ، ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ ذِي النِّجادَيْنِ يُخَاطِبُ ناقةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي، ... تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ وَقَالَ غَيْرُهُ: السَّوْمُ سُرْعَةُ المَرِّ مَعَ قَصْدِ الصَّوْب فِي السَّيْرِ. والسَّوَامُ والسائمةُ بِمَعْنًى: وَهُوَ الْمَالُ الرَّاعِي. وسامَتِ الراعيةُ والماشيةُ وَالْغَنَمُ تَسُومُ سَوْماً: رَعَتْ حَيْثُ شَاءَتْ، فَهِيَ سائِمَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ ... غَرْبَةُ العَيْنِ، جِهادُ المَسامْ «3» وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: المَسامُ الَّذِي تَسومُهُ أَي تَلْزَمُهُ وَلَا تَبْرَحُ مِنْهُ. والسَّوامُ والسائمةُ: الإِبل الرَّاعِيَةُ. وأَسامَها هُوَ: أَرعاها، وسَوَّمَها، أَسَمْتُها أَنا: أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِيهِ تُسِيمُونَ . والسَّوَامُ: كُلُّ مَا رَعَى مِنَ الْمَالِ فِي الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ يَرْعَى حَيْثُ شَاءَ. والسَّائِمُ: الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ حَيْثُ شَاءَ. يُقَالُ: سامَتِ السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعَّيْتَها. ثَعْلَبٌ: أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّيْتَها تَرْعَى. وَقَالَ الأَصمعي: السَّوامُ وَالسَّائِمَةُ كُلُّ إِبل تُرْسَلُ تَرْعَى وَلَا تُعْلَفُ فِي الأَصل، وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً: السَّائِمَةُ جُبَارٌ ، يَعْنِي أَن الدَّابَّةَ المُرْسَلَة فِي مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كَانَتْ جنايتُها هَدَراً. وَسَامَهُ الأَمرَ سَوْماً: كَلَّفَه إِياه، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَولاه إِياه، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْعَذَابِ وَالشَّرِّ وَالظُّلْمِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ* ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: يَسُومُونَكُمْ يُولُونَكم؛ التهذيب: والسَّوْم مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ*

_ (3). قوله [جهاد المسام] البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد، لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ

؛ قَالَ اللَّيْثُ: السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مَشَقَّةً أَو سُوءًا أَو ظُلْمًا، وَقَالَ شَمِرٌ: سامُوهم أَرادوهم بِهِ، وَقِيلَ: عَرَضُوا عَلَيْهِمْ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَهُوَ بِمَعْنَى قَوْلِ الْعَامَّةِ عَرْضٌ سابِريٌّ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِمَنْ يَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا أَنت عَنْهُ غَنيّ، كَالرَّجُلِ يَعْلَمُ أَنك نَزَلْتَ دَارَ رَجُلٍ ضَيْفًا فَيَعْرِضُ عَلَيْكَ القِرى. وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: سُمْتُه حَاجَةً أَي كَلَّفْتُهُ إِياها وجَشَّمْتُه إِياها، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ* ؛ أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ الْعَذَابِ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ: أَنها أَتت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِبُرْمةٍ فِيهَا سَخِينَةٌ فأَكل وَمَا سَامَنِي غَيْرَهُ، وَمَا أَكل قَطُّ إِلَّا سَامَنِي غَيْرَهُ ؛ هُوَ مِنَ السَّوْمِ التَّكْلِيفِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَرَضَ عَليَّ، مِنَ السَّوْمِ وَهُوَ طَلَبُ الشِّرَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَن تَرَكَ الجهادَ أَلْبَسَهُ اللَّهُ الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ. والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ: الْعَلَامَةُ. وسَوَّمَ الفرسَ: جَعَلَ عَلَيْهِ السِّيمة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنها مُعَلَّمة بِبَيَاضٍ وَحُمْرَةٍ ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مُسَوَّمة بِعَلَّامَةٍ يُعْلَمُ بِهَا أَنها لَيْسَتْ مِنْ حِجَارَةِ الدُّنْيَا وَيُعْلَمُ بِسِيمَاهَا أَنها مِمَّا عَذَّبَ اللهُ بِهَا؛ الْجَوْهَرِيُّ: مُسَوَّمة أَي عَلَيْهَا أَمثال الْخَوَاتِيمِ. الْجَوْهَرِيُّ: السُّومة، بِالضَّمِّ، الْعَلَامَةُ تُجْعَلُ عَلَى الشَّاةِ وَفِي الْحَرْبِ أَيضاً، تَقُولُ مِنْهُ: تَسَوَّمَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ عَلَيْهِ سِيما حَسَنَةٌ مَعْنَاهُ عَلَامَةٌ، وَهِيَ مأُخوذة مِنْ وَسَمْتُ أَسِمُ، قَالَ: والأَصل فِي سِيَمَا وِسْمى فَحُوِّلَتِ الْوَاوُ مِنْ مَوْضِعِ الْفَاءِ فَوُضِعَتْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ، كَمَا قَالُوا مَا أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه، فَصَارَ سِوْمى وَجُعِلَتِ الْوَاوُ يَاءً لِسُكُونِهَا وَانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ . قَالَ أَبو زَيْدٍ: الْخَيْلُ المُسَوَّمة المُرْسَلة وَعَلَيْهَا رُكْبَانُهَا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: سَوَّمْتُ فُلَانًا إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وَمَا يُرِيدُ، وَقِيلَ: الْخَيْلُ المُسَوَّمة هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا السِّيما والسُّومةُ وَهِيَ الْعَلَامَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السِّيَمُ العلاماتُ عَلَى صُوف الْغَنَمِ. وَقَالَ تَعَالَى: مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ؛ قرئَ بِفَتْحِ الْوَاوِ، أَراد مُعَلَّمين. والخَيْلُ المُسَوَّمة: المَرْعِيَّة، والمُسَوَّمَةُ: المُعَلَّمةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مُسَوِّمِينَ ، قَالَ الأَخفش: يَكُونُ مُعَلَّمين وَيَكُونُ مُرْسَلِينَ مِنْ قَوْلِكَ سَوَّم فِيهَا الخيلَ أَي أَرسلها؛ وَمِنْهُ السَّائِمَةُ، وإِنما جَاءَ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ لأَن الْخَيْلَ سُوِّمَتْ وَعَلَيْهَا رُكْبانُها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِلَّهِ فُرْساناً مِنْ أَهل السَّمَاءِ مُسَوَّمِينَ أَي مُعَلَّمِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ أَي اعْمَلُوا لَكُمْ عَلَامَةً يَعْرِفُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: سِيماهُمُ التَّحْلِيقُ أَي عَلَامَتُهُمْ، والأَصل فِيهَا الْوَاوُ فَقُلِبَتْ لِكَسْرَةِ السِّينِ وَتُمَدُّ وَتُقْصَرُ، اللَّيْثُ: سَوَّمَ فلانٌ فَرَسَهُ إِذا أَعْلَم عَلَيْهِ بِحَرِيرَةٍ أَو بِشَيْءٍ يُعْرَفُ بِهِ، قَالَ: والسِّيما يَاؤُهَا فِي الأَصل وَاوٌ، وَهِيَ الْعَلَامَةُ يُعْرَفُ بِهَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ ؛ قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى السِّيماء بِالْمَدِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً، ... لَهُ سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ «1» . تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً. الْجَوْهَرِيُّ: السِّيمَا مَقْصُورٌ مِنَ الْوَاوِ، قَالَ تَعَالَى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ؛ قال:

_ (1). قوله سيماء؛ هكذا في الأَصل، والوزن مختل، ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية

وَقَدْ يَجِيءُ السِّيما والسِّيميَا مَمْدُودَيْنِ؛ وأَنشد لأُسَيْدِ بْنِ عَنْقاء الفَزارِيِّ يَمْدَحُ عُمَيْلَةَ حِينَ قَاسَمَهُ مالَه: غُلامٌ رَماه اللَّهُ بالحُسْنِ يَافِعًا، ... له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ عَلَى البَصَرْ كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ، ... وَفِي جِيدِه الشِّعْرَى، وَفِي وَجْهِهِ القَمَر لَهُ سِيمياء لَا تَشُقُّ عَلَى الْبَصَرِ أَي يَفْرَح بِهِ مَنْ يَنْظُرُ إِليه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قَالَ: لَا يَرْوي بيتَ ابْنِ عَنْقَاءَ الْفَزَارِيِّ: غُلَامٌ رَمَاهُ اللَّهُ بِالْحُسْنِ يَافِعًا إِلا أَعمى الْبَصِيرَةِ لأَن الحُسْنَ مَوْلود، وإِنما هُوَ: رَمَاهُ اللَّهُ بِالْخَيْرِ يَافِعًا قَالَ: حَكَاهُ أَبو رِياشٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ. الأَصمعي: السِّيماءُ، مَمْدُودَةٌ، السِّيمِياءُ؛ أَنشد شَمِرٌ فِي بَابِ السِّيما مَقْصُورَةً للجَعْدِي: ولهُمْ سِيما، إِذا تُبْصِرُهُمْ، ... بَيَّنَتْ رِيبةَ مَنْ كانَ سَأَلْ والسَّامةُ: الحَفْرُ الَّذِي عَلَى الرَّكِيَّة، وَالْجَمْعُ سِيَمٌ، وَقَدْ أَسامَها، والسَّامَةُ: عِرْقٌ فِي الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ مِنَ المَشْرِقِ إِلى الْمَغْرِبِ لَمْ يُخْلِف أَن يَكُونَ فِيهِ مَعْدِنُ فضَّة، وَالْجَمْعُ سامٌ، وَقِيلَ: السَّامُ عُروق الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فِي الحَجر، وَقِيلَ: السَّامُ عُروق الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَاحِدَتُهُ سامَةٌ، وَبِهِ سُمِّيَ سامَةُ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ؛ قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ: لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلًا فَوْقَ بَيْضِنا، ... تَدَحْرَجَ عَنْ ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ أَي عَلَى ذِي سَامِهِ، وَعَنْ فِيهِ بِمَعْنَى عَلَى، وَالْهَاءُ فِي سَامِهِ تَرْجِعُ إِلى الْبَيْضِ، يَعْنِي البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي الْبَيْضَ الَّذِي لَهُ سامٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَنهم تَراصُّوا فِي الْحَرْبِ حَتَّى لَوْ وَقَعَ حَنْظَلٌ على رؤوسهم عَلَى امِّلاسه واسْتِواءِ أَجزائه لَمْ يَنْزِلْ إِلى الأَرض، قال: وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي وَغَيْرُهُ: السامُ الذَّهَبُ والفضة؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيانيُّ: كأَنَّ فَاهَا، إِذا تُوَسَّنُ، مِنْ ... طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ فِي السَّامِ والزبيب أَقاحِيُّ ... كَثِيبٍ، يَنْدَى مِنَ الرِّهَمِ قَالَ: فَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا فِضَّةً لأَنه إِنما شَبَّهَ أَسنان الثَّغْرِ بِهَا فِي بَيَاضِهَا، والأَعْرَفُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَن السَّامَ الذهبُ دُونَ الْفِضَّةِ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِلْفِضَّةِ بِالْفَارِسِيَّةِ سِيمٌ وَبِالْعَرَبِيَّةِ سامٌ. والسامُ: المَوْتُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: فِي الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ، قِيلَ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: المَوْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتِ الْيَهُودُ إِذا سَلَّموا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ، ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عَلَيْكُمْ، فَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرُدُّ عليهم فَيَقُولُ: وَعَلَيْكُمْ أَي وَعَلَيْكُمْ مثلُ مَا دَعَوْتم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَنها سَمِعَتِ الْيَهُودَ تَقُولُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبا الْقَاسِمِ، فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السامُ والذامُ واللعنةُ ، وَلِهَذَا قَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهل الْكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ ، يَعْنِي الَّذِي يَقُولُونَ لَكُمْ رُدُّوه عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: عَامَّةُ المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُونَ وَعَلَيْكُمْ، بإِثبات وَاوِ الْعَطْفِ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَرْوِيهِ بِغَيْرِ

فصل الشين المعجمة

وَاوٍ وَهُوَ الصَّوَابُ لأَنه إِذا حَذَفَ الْوَاوَ صَارَ قَوْلُهُمُ الَّذِي قَالُوهُ بِعَيْنِهِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمْ خَاصَّةً، وإِذا أَثبت الْوَاوَ وَقَعَ الِاشْتِرَاكُ مَعَهُمْ فِيمَا قَالُوهُ لأَن الْوَاوَ تَجْمَعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي الْحَدِيثِ: لِكُلِّ داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ يَعْنِي الْمَوْتَ. والسَّامُ: شَجَرٌ تُعْمَلُ مِنْهُ أَدْقالُ السُّفُنِ؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد شَمِرٌ قَوْلَ الْعَجَّاجِ: ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ ... صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُ أَجْرَدُ يَقُولُ الدَّقَلُ لَا قِشْر عَلَيْهِ، والصَّعْلُ الدَّقِيقُ الرأْس، يَعْنِي رأْس الدَّقَل، والسَّام شَجَرٌ يَقُولُ الدَّقَلُ مِنْهُ، ورُبَّانيٌّ: رأْس المَلَّاحين. وسامَ إِذا رَعى، وسامَ إِذا طَلَبَ، وسامَ إِذا بَاعَ، وسامَ إِذا عَذَّبَ. النَّضْرُ: سامَ يَسُوم إِذا مَرَّ. وسامَتِ الناقةُ إِذا مَضَتْ، وَخَلَّى لَهَا سَومْها أَي وَجْهها. وَقَالَ شُجَاعٌ: يُقَالُ سارَ القومُ وَسَامُوا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: السَّامَةُ الساقةُ، والسَّامَةُ المَوْتَةُ، والسَّامَةُ السَّبِيكةُ مِنَ الذَّهب، والسَّامةُ السَّبِيكة مِنَ الْفِضَّةِ، وأَما قَوْلُهُمْ لَا سِيمَّا فإِن تَفْسِيرَهُ فِي مَوْضِعِهِ لأَن مَا فِيهَا صِلَةٌ. وسامَتِ الطيرُ عَلَى الشَّيْءِ تَسُومُ سَوْماً: حَامَتْ، وَقِيلَ: كُلُّ حَومٍ سَوْمٌ. وخلَّيْتُه وسَوْمَه أَي وَمَا يُرِيدُ. وسَوَّمَه: خَلَّاه وسَوْمَه أَي وَمَا يُرِيدُ. وَمِنْ أَمثالهم: عَبْدٌ وسُوِّمَ أَي وخُلِّيَ وَمَا يُرِيدُ. وسَوَّمه فِي مَالِي: حَكَّمَه. وسَوَّمْتُ الرجلَ تَسْوِيماً إِذا حَكَّمْتَه في مالك. وسَوَّمْتُ عَلَى الْقَوْمِ إِذا أَغَرْتَ عَلَيْهِمْ فعِثْتَ فِيهِمْ. وسَوَّمْتُ فُلَانًا فِي مَالِي إِذا حَكَّمْتَه في مالك. والسَّوْمُ: العَرْضُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والسُّوامُ: طَائِرٌ. وسامٌ: مِنْ بَنِي آدَمَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَى أَلفه بِالْوَاوِ لأَنها عَيْنٌ. الْجَوْهَرِيُّ: سامٌ أَحد بَنِي نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ أَبو الْعَرَبِ. وسَيُومُ: جَبَلٌ «2». يَقُولُونَ، وَاللَّهُ أَعلم: مَنْ حَطَّها مِنْ رأْسِ سَيُومَ؟ يُرِيدُونَ شَاةً مَسْرُوقَةً مِنْ هَذَا الجبل. سيم: قَوْمٌ سُيُوم آمِنُونَ. وَفِي حَدِيثِ هِجْرَةِ الحَبَشَة: قَالَ النَّجَاشِيُّ لِمَنْ هَاجَرَ إِلى أَرضه امْكُثوا فأَنتم سُيُوم بأَرْضي أَي آمِنُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير كَذَا جَاءَ تَفْسِيرُهُ، قَالَ: هِيَ كَلِمَةٌ حَبَشِيَّةٌ، وَتُرْوَى بِفَتْحِ السِّينِ، وَقِيلَ: سُيُومٌ جَمْعُ سائم أَي تَسُومُون فِي بَلَدِي كَالْغَنَمِ السَّائِمَةِ لَا يُعَارِضُكُمْ أَحد، والله تعالى أَعلم. فصل الشين المعجمة شأم: الشُّؤْمُ: خلافُ اليُمْنِ. ورجل مَشْؤُوم عَلَى قَوْمِهِ، وَالْجَمْعُ مَشائِيمُ نَادِرٌ، وَحُكْمُهُ السَّلَامَةُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ للأَحْوص اليَرْبوعي: مَشائِيمُ لَيْسُوا مُصْلحين عَشيرةً، ... وَلَا ناعِبٍ إِلَّا بشُؤْمٍ غُرابُها رَدَّ نَاعِبًا عَلَى مَوْضِعِ مُصْلِحِينَ، وَمَوْضِعُهُ خَفْضٌ بِالْبَاءِ أَي لَيْسُوا بِمُصْلِحِينَ لأَن قَوْلَكَ لَيْسُوا مُصْلِحِينَ وَلَيْسُوا بِمُصْلِحِينَ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَقَدْ تَشاءمُوا بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن كَانَ الشُّؤْم فَفِي ثَلَاثٍ ؛ مَعْنَاهُ إِن كَانَ فِيمَا تُكْرَهُ عَاقِبَتُهُ وَيُخَافُ فَفِي هَذِهِ الثَّلَاثِ، وَتَخْصِيصُهُ لَهَا لأَنه لَمَّا أَبطل مَذْهَبَ الْعَرَبِ فِي التَّطَيُّر بالسَّوانِح

_ (2). قوله [وسيوم جبل إلخ] كذا بالأصل، والذي في القاموس والتكملة: يسوم، بتقديم الياء على السين، ومثلهما في ياقوت

والبَوارِح مِنَ الطَّيْرِ وَالظِّبَاءِ وَنَحْوِهَا، قَالَ: فإِن كَانَتْ لأَحدكم دَارٌ يَكْرَهُ سُكْنَاهَا أَو امرأَة يَكْرَهُ صُحْبَتَها أَو فَرَسٌ يَكْرَهُ ارْتِبَاطَهَا فَلْيُفَارِقْهَا بأَن يَنْتَقِلَ عَنِ الدَّارِ وَيُطَلِّقَ المرأَة وَيَبِيعَ الْفَرَسَ، وَقِيلَ: شُؤْمُ الدَّارِ ضِيقُها وَسُوءُ جَارِهَا، وشؤْم المرأَة أَن لَا تَلِدَ، وَشُؤْمُ الْفَرَسِ أَن لَا يُنْزى عَلَيْهَا، وَالْوَاوُ فِي الشُّؤْمِ هَمْزَةٌ وَلَكِنَّهَا خُفِّفَتْ فَصَارَتْ وَاوًا، وَغَلَبَ عَلَيْهَا التَّخْفِيفُ حَتَّى لَمْ يُنْطَقْ بِهَا مَهْمُوزَةً، وَقَدْ شُئِمَ عَلَيْهِمْ وشَؤُمَ وشأَمَهُم، وَمَا أَشْأَمه، وَقَدْ تَشاءَم بِهِ. والمَشْأَمة: الشُّؤْمُ. وَيُقَالُ: شَأَمَ فلانٌ أَصحابه إِذا أَصابهم شُؤْم مِنْ قِبَله. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ: مَا أَشْأَمَ فُلَانًا، والعامَّة تَقُولُ مَا أَيْشَمَه. وَقَدْ شَأَمَ فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ يَشْأَمُهم، فَهُوَ شائِمٌ إِذا جَرَّ عَلَيْهِمُ الشُّؤم، وَقَدْ شُئِمَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ مَشْؤُومٌ إِذا صَارَ شُؤماً عَلَيْهِمْ. وَطَائِرٌ أَشْأَمُ: جارٍ بالشُّؤْم. وَيُقَالُ: هَذَا طَائِرٌ أَشْأَمُ وَطَيْرٌ أَشْأَمُ، وَالْجَمْعُ الأَشائِمُ، والأَشائِمُ نَقِيضُ الأَيامِنِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: فإِذا الأَشائِمُ كالأَيامِنِ، ... والأَيامِنُ كالأَشائِمْ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَرَبُ تَقُولُ أَشْأَمُ كلِّ امْرئٍ بَيْنَ لَحْيَيْه؛ قَالَ: أَشْأَمُ فِي مَعْنَى الشُّؤْم يَعْنِي اللسانَ؛ وأَنشد لِزُهَيْرٍ: فَتُنْتَجْ لَكُمْ غِلْمانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ ... كأَحْمَرِ عادٍ، ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِم قَالَ: غِلْمانَ أَشْأَمَ أَي غِلْمانَ شُؤْمٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَفعل بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ لأَنه أَراد غِلْمان شُؤْمٍ فَجُعِلَ اسْمُ الشُّؤم أَشْأَم كَمَا جَعَلُوا اسْمَ الضَّرِّ الضَّرَّاء، فلهذا لم يَقُولُوا شَأْماء، كَمَا لَمْ يَقُولُوا أَضَرُّ لِلْمُذَكَّرِ إِذا كَانَ لَا يَقَعُ بَيْنَ مُؤَنَّثِهِ وَمُذَكَّرِهِ فَصْلٌ لأَنه بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ. وَيَقُولُونَ: قَدْ يُمِنَ فلانٌ عَلَى قَوْمِهِ فَهُوَ مَيْمون عَلَيْهِمْ، وَقَدْ شُئِمَ عليهم فهو مَشْؤُوم عَلَيْهِمْ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَهَا وَاوٌ، وَقَوْمٌ مَشائِيمُ وَقَوْمٌ مَيامين. وَرَجُلٌ شَآمٍ وتَهامٍ إِذا نَسَبْتَ إِلى تِهامةَ والشأْم، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ يَمانٍ، زَادُوا أَلفاً فَخَفَّفُوا يَاءَ النِّسْبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نَشَأَتْ بَحْريةً ثُمَّ تَشاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ ؛ تَشَاءَمَتْ: أَخَذتْ نحوَ الشَّأْم. وَيُقَالُ: تَشاءَمَ الرَّجُلُ إِذا أَخذ نَحْوَ شِماله. وأَشْأَمَ وشاءَمَ إِذا أَتى الشَّأْمَ، ويامَنَ القومُ وأَيْمَنُوا إِذا أَتَوا اليَمَنَ. وَفِي صِفَةِ الإِبل: وَلَا يأْتي خَيْرُها إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الأَشْأَم ، يَعْنِي الشِّمال؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْيَدِ الشِّمَالِ الشُّؤْمى تأْنيثُ الأَشْأَم، يُرِيدُ بِخَيْرِهَا لَبَنَها لأَنها إِنما تُحْلَبُ وتُرْكَبُ مِنَ الْجَانِبِ الأَيسر. وَفِي حَدِيثِ عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ وأَشْأَمَ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قدَّمَ. والشُّؤْمى مِنَ الْيَدَيْنِ: نَقِيضُ اليُمْنى، ناقَضُوا بالاسْمَيْنِ حَيْثُ تَنَاقَضَتِ الْجِهَتَانِ؛ قَالَ القطامِيُّ يَصِفُ الكلابَ والثَّوْرَ: فَخَرَّ عَلَى شُؤْمى يَدَيْهِ، فَذَادَها ... بأَظْمأَ مِنْ فَرْعِ الذُّؤَابةِ أَسْحُما والشَّأْمَةُ: خِلَافَ اليَمْنَةِ. والمَشْأَمة: خِلَافُ المَيْمَنَة. والشَّأْمُ: بِلَادٌ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، سُمِّيَتْ بِهَا لأَنها عن مَشْأَمة القبلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ التأْنيث قَوْلُ جَوَّاس بْنِ القَصْطَل: جِئْتُمْ مِنَ البلدِ البَعيدِ نِياطُه، ... والشَّأْمُ تُنْكَرُ، كَهْلُها وفَتاها قَالَ: كَهْلُها وفَتاها بَدَلٌ مِنَ الشأْم؛ وَشَاهِدُ التَّذْكِيرِ

قَوْلُ الْآخَرِ: يَقُولُونَ إِنَّ الشَّأْمَ يَقْتُلُ أَهْلَهُ، ... فَمَنْ ليَ إِنْ لَمْ آتِهِ بخُلُودِ؟ وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي: الشأْم مُذَكَّرٌ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ، وأَجاز تأْنيثه فِي الشِّعْرِ، ذُكِرَ ذَلِكَ فِي بَابِ الْهِجَاءِ مِنَ الْحَمَاسَةِ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ الشَّآمُ لُغَةً فِي الشَّأْمِ؛ قَالَ الْمَجْنُونُ: وخُبِّرْتُ لَيْلى بالشَّآمِ مَريضةً، ... فأَقْبَلْتُ مِنْ مِصْرٍ إِليها أَعُودُها وَقَالَ آخَرُ: أَتَتْنا قُرَيشٌ قَضَّها بقَضِيضِها، ... وأَهْلُ الشَّآمِ والحجازِ تَقَصَّفُ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَزْمانُ سَلْمَى لَا يَرى مِثْلَها الرّاؤُونَ ... فِي شَأْمٍ وَلَا فِي عِراق إِنما نَكَّره لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ شَأْماً، كَمَا احْتَاجَ إِلى تَنْكِيرِ الْعِرَاقِ، فَجَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عِرَاقًا، وَهِيَ الشَّآمُ، وَالنَّسَبُ إِليها شامِيٌّ، وشَآمٍ عَلَى فَعالٍ وَلَا تَقُلْ شَأْمٍ، وَمَا جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ فَمَحْمُولٌ عَلَى أَنه اقْتَصَرَ مِنَ النِّسْبَةِ عَلَى ذِكْرِ الْبَلَدَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ شآمٍ فِي النِّسْبَةِ قَوْلُ أَبي الدَّرْدَاءِ مَيْسَرَةَ: فهاتيكَ النُّجومُ، وهُنَّ خُرْسٌ، ... يَنُحْنَ عَلَى مُعاويةَ الشَّآمِ وامرأَة شآميَّةٌ وشآمِيَةٌ مُخَفَّفَةُ الْيَاءِ. والمَشْأَمةُ: المَيسَرة، وَكَذَلِكَ الشَّأْمَةُ، وأَشْأَمَ الرجلُ والقومُ: أَتَوا الشأْمَ أَو ذَهَبُوا إِليها؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: سَمِعتْ بِنَا قِيلَ الوُشاةِ، فأَصْبَحَتْ ... صَرَمَتْ حِبالَكَ فِي الخَلِيط المُشْئِم وتَشَأَّم الرجلُ: انْتَسَبَ إِلى الشأْم مِثْلُ تَقَيَّس وتَكَوَّف. ويامِنْ بأَصحابك أَي خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً، وشائِمْ بأَصحابك خُذْ بِهِمْ شأْمَةً أَي ذاتَ الشِّمَالِ أَو خُذْ بِهِمْ إِلى الشأْم، وَلَا يُقَالُ تَيامَنْ بِهِمْ. وَيُقَالُ: قَعَدَ فلانٌ يَمْنَةً وَقَعَدَ فُلَانٌ شأْمةً ونظرتُ يَمْنَة وشأْمَةً. وَيُقَالُ: شَأَمْتُ القومَ أَي يَسَرْتُهم. وَيُقَالُ: تشاءَم أَخَذَ ناحِيةَ الشَّأْم، فإِذا أَردْتَ خُذْ نَاحِيَةَ الشأْم قلتَ شائِمْ، فإِذا أَردت أَتَى الشأْم قُلْتَ أَشْأَم، وَكَذَلِكَ أَيْمَنَ إِذا أَتَى اليَمَنَ، وتَيامَنَ إِذا أَخذ اليَمَن، ويامَنَ إِذا أَخذ نَاحِيَةَ اليَمَن. والشِّئْمَةُ. مهموزَةً: الطبيعةُ؛ حَكَاهَا أَبو زَيْدٍ واللحياني، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَدْ هَمَزَ بَعْضُهُمُ الشِّئمة وَلَمْ يُعَلِّلْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَن هَمْزَهُ نَادِرٌ لأَنه لَيْسَ هُنَالِكَ مَا يُوجِبُهُ، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي شأْم قَالَ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الحَنْظَلِيَّة: حَتَّى تَكُونُوا كأَنَّكم شأْمةٌ فِي النَّاسِ ؛ قَالَ: الشأْمة الخالُ فِي الجَسد معروفة، أَراد كونوا في أَحسن زِيٍّ وَهَيْئَةٍ حَتَّى تَظْهَروا لِلنَّاسِ وَيَنْظُرُوا إِليكم، كَمَا تَظْهَرُ الشأْمة ويُنظر إِليها دُونَ بَاقِي الْجَسَدِ. شبم: الشَّبَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: البَرْدُ. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّبَمُ بَرْدُ الْمَاءِ. يُقَالُ: ماءٌ شَبِمٌ وَمَطَرٌ شَبِمٌ وغَداةٌ ذاتُ شَبَمٍ، وَقَدْ شَبِمَ الماءُ بِالْكَسْرِ، فَهُوَ شَبِمٌ. وَمَاءٌ شَبِمٌ: بَارِدٌ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: خيرُ الْمَاءِ الشَّبِمُ أَي الْبَارِدُ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ وَالنُّونِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي زَوَاجِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَداةٍ شَبِمَةٍ ؛ وَفِي

قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: شُجَّتْ بِذِي شَبمٍ مِنْ ماءِ مَحْنِيةٍ ... صافٍ بأَبْطَحَ، أَضحى وَهُوَ مَشْمُول يُرْوَى بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا عَلَى الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ؛ وَقَوْلُهُ وَقَدْ شَبَّهُوا العِيرَ أَفْراسَنا، ... فَقَدْ وَجَدُوا مَيْرهم ذَا شَبَمْ يَقُولُ: لَمَّا رأَوا خَيْلَنَا مُقْبِلَةً ظَنُّوهَا عِيرًا تَحْمِلُ إِليهم مَيْراً، فَقَدْ وَجَدُوا ذَلِكَ المَيْر بَارِدًا لأَنه كَانَ سَمّاً وَسِلَاحًا، والسَّمُّ وَالسِّلَاحُ بَارِدَانِ؛ وَقِيلَ: الشَّبَمُ هُنَا «3». الْمَوْتُ لأَن الْحَيَّ إِذا مَاتَ بَرَد، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السَّمَّ شَبِماً والموتَ شَبِماً لِبَرْدِهِ، وَقِيلَ لابْنةِ الخُسِّ: مَا أَطَيبُ الأَشياء؟ قَالَتْ: لحمُ جَزُورٍ سَنِمة، فِي غَداةٍ شَبِمَةٍ، بشِفارٍ خَذِمَةٍ، فِي قُدورٍ هَزِمَة؛ أَرادت فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، والشِّفارُ الخَذِمَةُ: الْقَاطِعَةُ، والقُدُور الهَزِمَةُ: السَّرِيعَةُ الغَلَيان. أَبو عَمْرٍو: الشَّبِمُ الَّذِي يَجِدُ البَرْدَ مَعَ الجُوع؛ وأَنشد لحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ: بعَيْنَيْ قُطامِيٍّ نَما فَوْقَ مَرْقَبٍ، ... غَذا شَبِماً يَنْقَضُّ بَيْنَ الهَجارِسِ وَبَقَرَةٌ شَبِمَةٌ: سَمِينة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْمَعْرُوفُ سَنِمةٌ. والشِّبامُ: عُود يُعَرَّضُ فِي شِدْقَي السَّخْلة يُوثَقُ بِهِ مِنْ قِبَلِ قَفاه لِئَلَّا يَرْضَعَ فَهُوَ مَشْبُومٌ، وَقَدْ شَبَمَها وشَبَّمَها؛ وَقَالَ عَدِيٌّ: لَيْسَ للمَرْءِ عُصْرَةٌ مِنْ وِقاع الدَّهْرِ ... تُغْني عَنْهُ شِبامَ عَناقِ وأَسَدٌ مُشَبَّمٌ: مَشْدُود الْفَمِ. وَفِي الْمَثَلِ: تَفْرَقُ مِنْ صَوْتِ الغُرابِ وتَفْتَرِسُ الأَسَدَ المُشَبَّم؛ قَالَ: وأَصلُ هَذَا الْمَثَلِ أَن امرأَة افْتَرَسَتْ أَسداً مُشَبَّماً وَسَمِعَتْ صوتَ غُرابٍ ففَرِقتْ، فَضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ يَفْزَعُ مِنَ الشَّيْءِ الْيَسِيرِ وَهُوَ جَريءٌ عَلَى الجَسِيم. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لرأْس البُرْقُع الصَّوْقَعَةُ، ولكفِّ عَين البُرْقُعِ الضِّرْسُ، وَلِخَيْطِهِ الشِّبامانِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: والشِّبامانِ خَيْطانِ فِي البُرْقُع تَشُدُّه المرأَة بِهِمَا فِي قَفاها. والشَّبامُ، بِفَتْحِ الشِّينِ: نباتٌ يُشَبُّ بِهِ لوْنُ الحِنَّاءِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: عَلَى حِينِ أَن شابَتْ، ورَقَّ لرأْسِها ... شَبامٌ وحِنَّاءٌ مَعًا وصَبِيبُ وشَبامٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ «4». وشبامٌ: حَيٌّ مِنْ هَمْدان. وَفِي الصِّحَاحِ: الشِّبامُ حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وشِبامٌ: اسم جَبَلٍ. شبرم: الشُّبْرُمُ: ضَرْبٌ مِنَ الشِّيحِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ العِضِّ وَهِيَ شَجَرَةٌ شاكَةٌ، وَلَهَا زَهْرة حَمْرَاءُ، وَقِيلَ: الشُّبْرُم ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: الشُّبْرُم مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ، لَهُ وَرَقٌ طُوالٌ كوَرَقِ الحَرْمَلِ، وَلَهُ ثَمَرٌ مِثْلُ الحِمَّصِ، وَاحِدَتُهُ شُبْرُمة

_ (3). قوله [وقيل الشبم هنا] أَي في البيت، ولعله روي ذا شبم بكسر الباء أَيضاً لأَنه الذي بمعنى الموت كما في التكملة (4). قوله [وَشَبَامٌ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ] ضبط في الأصل كنسخة من التهذيب بفتح الشين، وقوله [وَشِبَامٌ حَيٌّ مِنْ هَمْدَانَ] ضبط في الأصل والمحكم بفتح الشين، وقوله [وفي الصحاح الشبام إِلخ] ضبط في الأصل كالصحاح بكسر الشين والذي في القاموس كالتكملة بكسر الشين في الجميع، وأَنشد في التكملة للحرث بن حلزة: فما ينجيكم منا شبام ... ولا قطن ولا أَهل الحجون وقال: شبام وقطن جبلان. وقال ابن حبيب: شبام جبل همدان باليمن، وقال أبو عبيدة: شبام فِي قَوْلِ إِمرئ الْقَيْسِ: أنف كلون دم الغزال معتق ... من خمر عانة أَو كروم شبام موضع بالشأم، وعانة قرية على الفرات فوق هيت

وَقِيلَ: الشُبْرُمُ حَبٌّ يُشْبِه الحِمَّصَ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: تَسْعَى حَلائِلنا إِلى جُثْمانِهِ، ... بجَنَى الأَراكِ تَفِيئَةً والشُّبْرُمِ تَفْيِئَةٌ: مِنَ الفَيْءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا كَانَ تَفِيئَةً عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِنَ الْفَيْءِ فأَصله تَفْيئةً عَلَى تَفْعِلة لأَنه مَصْدَرُ فَيَّأَتِ الشجرةُ تَفْيِئَة، ثُمَّ نَقَلَ كَسْرَةَ الْيَاءِ عَلَى الْفَاءِ فَصَارَتْ تَفِيئةً، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الأَراك، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ التَّفِيئَةُ بِمَعْنَى الحِين، يُقَالُ: أَتيته فِي تَفِيئة ذَلِكَ وإِفَّان ذَلِكَ وتَئِفَّةِ ذَلِكَ أَي حِينَ ذَلِكَ، تَفِيئةٌ عَلَى هَذَا مقلوبٌ، فأَصله تَئِفَّةِ ذَلِكَ لأَن الْهَمْزَةَ فَاءُ الْكَلِمَةِ وَالْفَاءُ عَينها. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَنها شرِبَت الشُّبْرُمَ فَقَالَ إِنه حارٌّ جارٌّ ، الشُّبْرُم: حَبٌّ يُشْبه الحِمَّصَ يُطْبَخُ وَيُشْرَبُ مَاؤُهُ لِلتَّدَاوِي، وَقِيلَ: إِنه نَوْعٌ مِنَ الشِّيحِ، قَالَ: وأَخرجَه الزَّمَخْشَرِيُّ عَنْ أَسماء بِنْتِ عُمَيْس، قَالَ: وَلَعَلَّهُ حَدِيثٌ آخَرَ. والشُّبْرُمُ: البَخيل، وإِن كَانَ طَوِيلًا «1»، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: والشُّبْرُمُ شَجَرَةٌ حارَّةٌ تَسْمُو عَلَى ساقٍ كقِعْدَةِ الصَّبِيِّ أَو أَعظم، لَهَا وَرَقٌّ طُوالٌ رُقاقٌ، وَهِيَ شَدِيدَةُ الخُضْرَة، وَزَعَمَ بَعْضُ الأَعراب أَن لَهَا حَبًّا صِغَارًا كَجَماجِم الحُمَّرِ. أَبو زَيْدٍ: فِي العضاهِ الشُّبْرُمُ، الْوَاحِدَةُ شُبْرُمَة، وَهِيَ شَجَرَةٌ شَاكَةٌ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ نَحْوَ النَّخَر فِي لَوْنِهِ ونِبْتَتِه، وَلَهَا زَهْرَة حَمْرَاءُ، والنَّخَرُ الْحَمْضُ. والشُّبْرُمُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ هِمْيانُ: مَا منهمُ إِلا لئيمٌ شُبْرُمُ، ... أَسْحَمُ لَا يأْتي بخَيْرٍ حَلْكَمُ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَرْصَعُ لَا يُدَعى لعَنزٍ حَلْكَمُ والحَلْكَمُ: الأَسْوَدُ. الْجَوْهَرِيُّ: الشُّبْرُم البخيلُ أَيضاً؛ وأَنشد بَيْتَ هميْان أَيضاً: مَا منهمُ إِلَّا لَئِيمٌ شُبْرُمُ والشُّبْرُمانُ: نَبْتٌ أَو مَوْضِعٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ حَمِيرًا: تَرْفَعُ فِي كُلِّ زُقاقٍ قَسْطَلا، ... فصَبَّحَتْ مِنْ شُبْرُمانَ مَنْهلا أَخْضَرَ طَيْساً زَغْرَبيّاً طَيْسلا وَفِي الصِّحَاحِ: شُبْرُمان بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَامٍ. وشُبْرُمةُ: اسْمُ رجل. شتم: الشَّتْمُ: قَبِيحُ الْكَلَامِ وَلَيْسَ فِيهِ قَذْفٌ. والشَّتْمُ: السَّبُّ، شَتَمَه يَشْتُمُه ويَشْتِمُه شَتْماً، فَهُوَ مَشْتُوم، والأُنثى مَشْتُومة وشَتِيمٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ: سَبَّهُ، وَهِيَ المَشْتَمَةُ والشَّتِيمة؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها ... عَرَقُ السِّقاءِ عَلَى القَعُودِ اللَّاغِبِ يَقُولُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ وإِن لَمْ تُعَدَّ شَتْماً فإِن العَفْو عَنْهَا شَدِيدٌ. والتَّشاتُمُ: التَّسابُّ. والمُشاتَمةُ: المُسابَّةُ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ مَا جَرى مَجْرى المَثَل: كلُّ شَيءٍ وَلَا شَتِيمةُ حُرٍّ وشاتَمه فَشَتَمه يَشْتُمه: غَلَبَه بالشَّتْمِ. وَرَجُلٌ شَتَّامةٌ: كَثِيرُ الشَّتْمِ. الْجَوْهَرِيُّ: والشَّتِيمُ الكَريهُ الْوَجْهِ، وَكَذَلِكَ الأَسَدُ. يُقَالُ: فُلَانٌ شَتِيمُ المُحَيّا، وَقَدْ شَتُمَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، شَتامَةً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للمَرَّار الأَسَدِيّ: يُعْطِي الجَزيلَ وَلَا يُرى، فِي وَجْهِهِ ... لخَلِيلِه، مَنٌّ ولا شَتْمُ

_ (1). قوله: وان كان طويلًا؛ هكذا في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً

قَالَ: وَشَاهِدُ شَتامَةً قَوْلُ الْآخَرِ: وهَزِئْن مِنِّي أَن رَأَيْنَ مُوَيْهِناً ... تَبْدُو عَلَيْهِ شَتامَةُ المَمْلُوكِ والاشْتِيامُ: رَئيسُ الرُّكّابِ. والشَّتِيمُ والشُّتامُ والشُّتامةُ: الْقَبِيحُ الْوَجْهِ. والشُّتامَةُ أَيضاً: السَّيِءُ الخُلُقِ. والشَّتامة: شِدَّةُ الخَلْقِ مَعَ قُبْح وَجْهٍ. وأَسدٌ شَتِيمٌ: عابسٌ. وَحِمَارٌ شَتِيمٌ: وَهُوَ الْكَرِيهُ الْوَجْهِ الْقَبِيحُ. وشُتَيْم ومِشْتَمٌ: اسمان. شجم: ابْنُ الأَعرابي: الشُّجُمُ الطِّوال الأَعْفارُ. أَبو عَمْرٍو: الشَّجَمُ الهلاك. شجعم: الشَّجْعَمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الأُسْد وَغَيْرِهَا مَعَ عِظَمٍ، وعُنُقٌ شَجْعَمٌ كَذَلِكَ، عَلَى التَّمْثِيلِ. وحَيَّةٌ شَجْعَم: شَدِيدَةٌ غَلِيظَةٌ، والشَّجعَم مِنْ نَعْتِ الْحَيَّةِ الشُّجَاعُ؛ قَالَ: قَدْ سالَمَ الحَيّاتُ مِنْهُ القَدَما ... الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَقْضِ عَلَى هَذِهِ الْمِيمِ بِالزِّيَادَةِ إِذ لَمْ يُوجِبْ ذَلِكَ ثَبْثٌ، وَلَا تُزَادُ الْمِيمُ إِلَّا بثَبْتٍ لِقِلَّةِ مَجِيئِهَا زَائِدَةً فِي مِثْلِهِ، هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، وَذَهَبَ غَيْرُهُ إِلى أَنه فَعْلَمٌ مِنَ الشَّجَاعَةِ. شحم: الأَزهري: الشَّحَمُ البَطَرُ. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّحْمُ جَوْهَرُ السِّمَنِ، وَالْجَمْعُ شُحُوم، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ شَحْمةٌ، وشَحُمَ الإِنسانُ وغيرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لعنَ اللهُ اليهودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا وأَكلوا أَثمانَها ؛ الشَّحْمُ الْمُحَرَّمُ عَلَيْهِمْ: هُوَ شَحْمُ الكُلى وَالْكَرِشِ والأَمعاء، وأَما شَحْم الأَلْيَةِ والظُّهور فَلَا. وشَحُمَ فَهُوَ شَحِيمٌ: صَارَ ذَا شَحْم فِي بَدَنِهِ. وَقَدْ شَحُم، بِالضَّمِّ، وشَحِمَ شَحَماً، فَهُوَ شَحِمٌ: اشْتَهى الشَّحْم، وَقِيلَ: أَكل مِنْهُ كَثِيرًا. وأَشْحَمَ: كَثُرَ عِنْدَهُ الشَّحْمُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِينٌ. وَرَجُلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كَانَ قَرِماً إِلى الشَّحْمِ واللَّحْم وَهُوَ يَشْتَهِيهُمَا. وَرَجُلٌ شاحِمٌ لاحِمٌ: ذُو شَحْمٍ ولَحْمٍ عَلَى النَّسب كَمَا قَالُوا لابِنٌ وتامِرٌ. وشَحَم القومَ يَشْحَمُهم شَحْماً وأَشْحَمَهم: أَطْعَمهم الشَّحْم. وَرَجُلٌ شاحِمٌ لاحِمٌ إِذا أَطْعم الناسَ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ. وَرَجُلٌ شَحَّامٌ: يَبِيعُ الشَّحْمَ. والشَّحَّامُ: الَّذِي يُكْثِرُ إِطْعامَ النَّاسِ الشَّحْمَ. وأَشْحَم الرجلُ، فَهُوَ مُشْحِم إِذا كَثُرَ عِنْدَهُ الشَّحْم، وَكَذَلِكَ أَلْحَم، فَهُوَ مُلْحِمٌ. وشَحِمَتِ النَّاقَةُ وشَحُمَتْ شُحُوماً: سَمِنَت بَعْدَ هُزالٍ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي سَنام الْبَعِيرِ شَحْماً، وبياضَ الْبَطْنِ شَحْماً. وشَحْمَةُ الأُذُن: مَا لانَ مِنْ أَسفلها وَهُوَ مُعَلَّقُ القُرْطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِيهِمْ مَنْ يَبْلُغُ العَرَقُ إِلى شَحْمة أُذنه ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: هُوَ مَوْضِعُ خَرْقِ القُرْطِ، وَفِي حَدِيثِ رَبِيعَةَ فِي الرَّجُلِ: يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلى شَحْمة أُذنيه. وشَحْمَةُ الْعَيْنِ: مُقْلَتُها، وَفِي الأَزهري: حَدَقَتُها؛ وَيُقَالُ: هِيَ الشَّحْمَةُ الَّتِي تَحْتَ الحَدَقة. وَطَعَامٌ مَشْحوم وخُبزٌ مَشْحُوم: قَدْ جُعِلَ فِيهِ الشَّحْمُ. وشَحْمة الأَرض: دُودَةٌ بَيْضَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ عَظاءَةٌ بيْضاء غيرُ ضَخْمةٍ، وَقِيلَ: لَيْسَتْ مِنَ العَظاء هِيَ أَطْيَبُ وأَحْسَنُ، وَقَالُوا: شَحْمةُ النَّقا، كَمَا قَالُوا: بناتُ النَّقا. وَفِي الصِّحَاحِ: شَحْمَةُ الأَرض الكَمْأَةُ البيضاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: وشَحْمَة النَّخْلَةِ الجُمَّارةُ، وشَحْمَةُ الرُّمَّانة الهَنَةُ الَّتِي تَفصِلُ بَيْنَ حَبِّها. ورُمَّانة شَحِمةٌ: غَلِيظَةُ الشَّحْمَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كُلُوا الرُّمان بشَحْمِه فإِنه دِباغُ المَعِدَة ؛ قِيلَ: هُوَ مَا فِي جَوْفِهِ

سِوَى الْحَبِّ، وشَحْمُ الرُّمَّانَةِ الأَصفر بَيْنَ ظَهْرانَيِ الحَبِّ. وعِنَبٌ شَحِمٌ: قَلِيلُ الْمَاءِ غَلِيظُ اللِّحاء. وشَحْمَةُ الحَنْظَل: مَعْرُوفَةٌ. وشَحْمُ الحَنْظَل: مَا فِي جَوْفِهِ سِوَى حَبِّهِ. وأَبو شَحْمَةَ: رجل. شخم: شَخَمَ اللحمُ شُخوماً وشَخِمَ شَخَماً، فَهُوَ شَخِمٌ، وأَشْخَمَ إِشْخاماً وشَخَّمَ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، زَادَ الأَزهري: لَا مِنْ نَتْنٍ وَلَكِنْ كَرَاهَةً. وشَخَم الطعامُ، بِالْفَتْحِ، وشَخِمَ، بِالْكَسْرِ، إِذا فَسَدَ، وشَخَّمَه غَيْرُهُ، وأَشْخَمَ فُوه إِشْخاماً؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: ولِثَةٌ قَدْ ثَتِنَتْ مُشَخَّمَه أَي فَاسِدَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ولِثَةً، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: لَمّا رأَتْ أَنْيابَهُ مُثَلَّمَهْ وَيُقَالُ: ثَنِتَ اللَّحْمُ وثَتِنَ، قَالَ: وَحَكَى نَثِتَ أَيضاً. وَلَحْمٌ فِيهِ تَشْخِيمٌ إِذا تَغَيَّرَ رِيحُهُ. وأَزْخَمَ اللحمُ: مِثْلُ أَشْخَم. وأَشْخَمَ اللبنُ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ، وشَخَمَ فَمُهُ وشَخَّمَ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ أَيضاً، ابْنُ الأَعرابي: الشُّخُم هُمُ المُسْتَدُّو الأُنُوفِ مِنَ الرَّوَائِحِ الطَّيِّبَةِ أَو الْخَبِيثَةِ، قَالَ: والشُّخُمُ والشُّحُمُ البِيضُ مِنَ الرِّحَالِ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ جَمِيعًا. والشُّجُمُ، بِالْجِيمِ: الطِّوالُ الأَعْفارُ، والأَعْفارُ الأَشِدَّاءُ، وَاحِدُهُمْ عِفْريٌّ وعِفْرِيَةٌ. وشَخَمَ الرجلُ وأَشْخَمَ: تَهَيَّأَ للبُكاء، وشَعَر أَشْخَمُ: أَبيضُ. والأَشْخَمُ: الرأْس الَّذِي عَلَا بياضُ رأْسه سَوادَه. واشْخامَّ النبْتُ: عَلا بياضُه خُضْرَتَه. وعامٌ أَشْخَم: لَا مَاءَ فِيهِ وَلَا مَرْعى؛ وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: لَمَّا رأيتُ العامَ عَامًا أَشْخَمَا، ... كَلَّفْتُ نَفْسي وصِحابي قُحَمَا، وجُهَماً من لَيْلِها وجُهَمَا وَرَوْضٌ أَشْخَم: لَا نَبْتَ فِيهِ. وَفِيِ النَّوَادِرِ: حِمَارٌ أَطْخَمُ وأَشْخَمُ وأَدْغَمُ بمعنى واحد. شدقم: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الشَّدْقَمِيُّ والشَّدْقَمُ الواسِعُ الشِّدْق، وَهُوَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي زَادَتِ الْعَرَبُ فِيهَا الْمِيمَ، مِثْلُ زُرْقُمٍ وسُتْهُمٍ وفُسْحُمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ يُقَالُ شُداقِمٌ؛ قَالَ الزَّفَيانُ: شُداقِمٍ ذِي شِدْقٍ مُهَرَّتِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: حَدَّثَه رجلٌ بِشَيْءٍ فَقَالَ مِمَّنْ سمعتَ هَذَا؟ فَقَالَ: مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مِنَ الشَّدْقَمِ ؛ هُوَ الواسِع الشِّدْقِ، وَيُوصَفُ بِهِ المِنْطِيقُ البَلِيغُ المُفَوَّه. وشَدْقَمٌ: اسْمُ فَحْلٍ مِنْ فُحُولِ إِبل الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: شَدْقَمٌ فَحْلٌ كَانَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ يُنْسَبُ إِليه الشَّدْقمِيَّاتُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: غُرَيْرِيَّةُ الأَنسابِ أَو شَدْقَمِيَّةٌ، ... يَصِلْنَ إِلى البِيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدا شذم: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الفَتِيَّةِ السَّرِيعَةِ شِمِلَّةٌ وشِمْلالٌ وشَيْذُمانَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّيْذُومان، بِضَمِّ الذَّالِ، والشيْمَذانُ مِنْ أَسماء الذِّئْبِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَلَى حُوَلاءَ يَطْفو السُّخْدُ فِيهَا، ... فَراها الشَّيْذُمانُ عَنِ الخَبيرِ «2» السُّخْدُ: مَاءٌ أَصفر يكون في الحُوَلاء.

_ (2). قوله [عن الخبير] كذا بالأصل، والذي في التهذيب: من الحنين انتهى. ولعله عن الجنين بالجيم. زاد في التكملة: الشذام كسحاب الملح وحمة العقرب والزنبور

شرم: الشَّرْمُ والتَّشْرِيمُ: قَطْعُ الأَرْنَبَةِ وثَفَرِ النَّاقَةِ، قِيلَ ذَلِكَ فِيهِمَا خَاصَّةً. ناقةٌ شَرْماء وشَرِيمٌ ومَشْرومَةٌ. وَرَجُلٌ أَشْرَمُ بَيِّنُ الشَّرَمِ: مَشْرُومُ الأَنْفِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لأَبْرَهَةَ الأَشْرَمُ. وأُذُنٌ شَرْماءُ ومُشَرَّمَةٌ: قُطِع مِنْ أَعلاها شيءٌ يَسِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَهُ بمُصْحَف مُشَرَّمِ الأَطْراف ؛ فَاسْتُعْمِلَ فِي أَطراف الْمُصْحَفِ كَمَا تَرَى. والشَّرْمُ: الشَّق، شَرَمَهُ يَشْرِمُه شَرْماً فَشَرِمَ شَرَماً وانْشَرَم وشَرَّمَهُ فَتَشَرَّم. والشَّرْمُ: مَصْدَرُ شَرَمَهُ أَي شَقَّه؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ يَصِفُ الحَبَشَة والفيلَ عِنْدَ وَرُودِهِمْ إِلى الْكَعْبَةِ الشَّرِيفَةِ: مَحاجِنُهمْ تَحْتَ أَقْرابِه، ... وَقَدْ شَرَمُوا جِلْدَه فانْشَرَم والشَّارِمُ: السَّهْمُ الَّذِي يَشْرِمُ جانِبَ الغَرَضِ. والتَّشْرِيمُ: التَّشْقِيقُ. وتَشَرَّمَ الشيءُ: تَمَزَّق وتَشَقَّقَ. والأَشْرَمُ: أَبْرَهَةُ صاحبُ الْفِيلِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه جَاءَهُ حَجَرٌ فَشَرَمَ أَنفَه ونَجَّاه اللَّهُ ليُخْبِرَ قومَه، فَسُمِّيَ الأَشْرَمَ. وَفِي الحَديث: أَن أَبرهة جَاءَهُ حَجَرٌ فَشَرَم أَنْفَه فَسُمِّيَ الأَشَرمَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه اشْتَرَى نَاقَةً فرأَى بِهَا تَشْرِيمَ الظِّئار فَرَدَّها ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّشْرِيمُ التَّشْقِيقُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَعْنَى تَشْرِيمِ الظِّئار أَنَّ الظِّئَارَ أَن تُعْطَفَ الناقةُ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا فتَرْأَمَه. يُقَالُ: ظاءرْتُ أُظائِرُ ظِئاراً، قَالَ: وَقَدْ شَاهَدْتُ ظِئارَ الْعَرَبِ الناقةَ عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا، فإِذا أَرادوا ذَلِكَ شَدُّوا أَنْفَها وعَيْنَيها ثُمَّ حَشَوْا خَوْرانَها بدُرْجةٍ مَحْشُوَّةٍ خِرَقاً ومُشاقَة، ثُمَّ خَلُّوا الخَوْرانَ بِخِلالَيْنِ وتُرِكَتْ كَذَلِكَ يَوْمًا، فَتَظُنُّ أَنها قَدْ مَخِضَتْ للوِلادِ، فإِذا غَمَّها ذَلِكَ نَفَّسُوا عَنْهَا وَنَزَعُوا الدُّرْجَة مِنْ خَوْرانِها، وَقَدْ هُيِّئَ لَهَا حُوارٌ فَتَرَى أَنها وَلَدَتْهُ فتَذُرُّ عَلَيْهِ. والخَوْرانُ: مَجْرَى خُرُوجِ الطَّعَامِ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ. وَيُقَالُ لِلْجِلْدِ إِذا تَشَقَّقَ وَتَمَزَّقَ: قَدْ تَشَرَّمَ، وَلِهَذَا قِيلَ للمشقوقِ الشَّفَةِ أَشْرَمُ، وَهُوَ شَبِيهٌ بالعَلَم. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: أَنه أُتِي عُمَرُ بِكِتَابٍ قَدْ تَشَرَّمَتْ نَوَاحِيهِ فِيهِ التَّوْرَاةُ أَي تَشَقَّقَتْ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمَشْقُوقِ الشَّفَةِ السُّفْلَى أَفْلَحُ، وَفِي العُلْيا أَعْلَمُ، وَفِي الأَنف أَخْرَمُ، وَفِي الأُذُن أَخْرَبُ، وَفِي الجَفْن أَشْتَرُ، وَيُقَالُ فِيهِ كُلِّه أَشْرَمُ. وشَرَمَ الثريدَة يَشْرِمُها شَرْماً: أَكل مِنْ نَوَاحِيهَا، وَقِيلَ: جَرَفَها. وقَرَّبَ أَعرابي إِلى قَوْمٍ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: لَا تَشرِمُوها وَلَا تَقْعَرُوها وَلَا تَصْقَعوها، فَقَالُوا: وَيحَك وَمِنْ أَين نأْكل؟ فالشَّرْمُ مَا تَقَدَّم، والقَعْرُ أَن يأْكل مِنْ أَسفلها، والصقعُ أَن يأْكل مِنْ أَعلاها؛ وَقَوْلُ عَمْرٍو ذِي الْكَلْبِ: فقلتُ خُذْها لَا شَوىً وَلَا شَرَمْ إِنما أَراد وَلَا شَقٌّ يسيرٌ لَا تَمُوتُ مِنْهُ، إِنما هُوَ شَقٌّ بَالِغٌ يُهْلِكُك، وأَراد وَلَا شَرْمٌ، فحرَّك لِلضَّرُورَةِ. والشَّرِيمُ والشَّرُومُ: المرأَة المُفْضاة. وامرأَة شَرِيم: شُقَّ مَسْلكاها فَصَارَا شَيْئًا وَاحِدًا؛ قَالَ: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أَفْضَلُ مِنْ يَوْم احْلِقِي وقُومِي أَراد الشِّدَّةَ، وَهَذَا مَثَلٌ تَضْرِبُهُ الْعَرَبُ فَتَقُولُ: لَقِيتُ مِنْهُ يومَ احْلِقِي وقُومي أَي الشدَّةَ، وأَصله أَن يَمُوتَ زَوْجُ المرأَة فَتَحْلِق شَعْرَهَا وتقوم مع النوائح؛ وبَقَّةُ: اسْمُ امرأَة، يَقُولُ: يَوْمَ شُرمَ جِلْدُها يعني الاقْتِضاضَ. وكلُّ شَقٍّ فِي جَبَلٍ أَو صَخْرَةٍ لَا

يَنْفُذُ شَرْمٌ. والشَّرْمُ: لُجَّة الْبَحْرِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَبْعَدُ قَعْره. الْجَوْهَرِيُّ: وشَرْمٌ مِنَ الْبَحْرِ خَلِيجٌ مِنْهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والشُّروم غَمَراتُ الْبَحْرِ، وَاحِدُهَا شَرْمٌ؛ قَالَ أُمَيَّة يَصِفُ جَهَنَّمَ: فَتَسْمُو لَا يُغَيِّبُها ضَراءٌ، ... وَلَا تَخْبُو فَتَبْرُدُها الشُّرُومُ وعُشْبٌ شَرْمٌ: كَثِيرٌ يؤْكل مِنْ أَعلاه وَلَا يُحْتَاجُ إِلى أَوساطه وَلَا أُصوله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الرُّوَّادِ: وَجَدْتُ خُشْباً هَرْمَى وعُشْباً شَرْما؛ والهَرْمَى: الَّتِي لَيْسَ لَهَا دُخان إِذا أُوقِدَتْ مِنْ نَفْسها وقِدَمِها. وشَرَمَ لَهُ مِنْ مَالِهِ أَي أَعطاه قَلِيلًا. وتَشْرِيمُ الصَّيْدِ: أَن يَنْفَلِتَ جَرِيحاً؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَليُّ: وَهِلًا، وَقَدْ شَرَعَ الأَسِنَّةَ نَحْوَها، ... مِنْ بينِ مُحْتَقٍّ لَهَا ومُشَرِّمِ «1» . مُحْتَقٍّ: قَدْ نَفَذَ السِّنانُ فِيهِ فَقَتَلَهُ ولم يُفْلِتْ. وشُرْمَةُ: مَوْضِعٌ «2»؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ مَطراً: فأَضْحَى لَهُ جُلْبٌ بأَكناف شُرْمَةٍ، ... أَجَشُّ سِماكِيٌّ مِنَ الوبْلِ أفْضَحُ والشُّرْمَةُ، بِالضَّمِّ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ أَوْسٌ: وَمَا فَتِئَتْ خيلٌ كأَنَّ غُبارَها ... سُرادِقُ يومٍ ذِي رِياحٍ تَرَفَّعُ تَثُوبُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَبانٍ وشُرْمةٍ، ... وتَرْكَبُ مِنْ أَهْلِ القَنانِ وتَفْزَعُ أَبانٌ: جَبَلٌ، وشُرْمة: مَوْضِعٌ، والفَزَعُ هُنَا مِنَ الإِصْراخِ والإِغاثَةِ. شردم: الشِّرْذِمَةُ الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْوَزِيرُ عَنْ أَبي عُمَرَ شِرْذِمَة وشِرْدِمَة، بِالذَّالِ وَالدَّالِ، والله أعلم. شرذم: الشِّرْذِمةُ: القِطْعة مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ شَراذِمُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فَخَرَّتْ وأَلْقَتْ كلَّ نَعْلٍ شَراذِماً، ... يَلُوحُ بِضَاحِي الجِلْدِ مِنْهَا حُدُورُها اللَّيْثُ: الشِّرْذِمةُ الْقِطْعَةُ مِنَ السَّفَرْجَلة وَنَحْوِهَا؛ وأَنشد: يُنَفِّرُ النِّيبَ عَنْهَا بَيْنَ أَسْوُقِها، ... لَمْ يَبْقَ مِنْ شَرِّها إِلَّا شَراذِيمُ والشِّرْذِمةُ: الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ الْقَلِيلَةُ. والشِّرْذمة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: القليلُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْوَزِيرُ عَنْ أَبي عُمَر شِرْذِمة وشِرْدِمة، بِالدَّالِ وَالذَّالِ. وَثِيَابٌ شراذِمُ أَي أَخْلاق مُتَقَطِّعَةٌ. وَثَوْبٌ شَراذمُ أَي قِطَعٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: جَاءَ الشِّتاءُ وقَمِيصي أَخْلاقْ، ... شَراذِمٌ يَضْحَكُ مِنِّي التَّوَّاقْ قَالَ: والتَّوَّاق ابْنُهُ.

_ (1). قوله [وهلًا] كذا بالأصل هنا، وفيه في مادة حقق: هلا (2). قوله [وشرمة موضع] كذا بضبط الأصل بضم فسكون، والذي في القاموس وياقوت: أن اسم الموضع شرمة محركة واسم الجبل بضم فسكون، وأنشد ياقوت البيت شاهداً على اسم الجبل

شظم: الشَّيْظَمُ والشَّيْظمِيُّ: الطَّوِيلُ الجَسِيمُ الفَتِيُّ مِنَ النَّاسِ وَالْخَيْلِ والإِبل، والأُنثى شَيْظَمة؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً، ... مَا بَيْنَ شَيْظَمةٍ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ وَيُرْوَى: وآخَرَ شَيْظَمِ. وَيُقَالُ: الشَّيْظَمِيُّ الفَتِيُّ الجَسِيمُ والفرسُ الرائعُ، وَرَجُلٌ شَيْظَمٌ وشَيْظَمِيٌّ مِنْ رِجَالٍ شَياظِمةٍ. الْجَوْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: الشَّيظَمُ الطَّوِيلُ الشديدُ؛ قَالَ: وأَنشدنا أَبو عَمْرٍو: يُلِحْنَ مِنْ أَصْواتِ حادٍ شَيْظَمِ، ... صُلْبٍ عَصاهُ للمَطِيِّ مِنْهَمِ قَالَ: وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَقِيلَ الشَّيْظَمُ مِنَ الْخَيْلِ الطويلُ الظاهرُ العَصَب، وَهُوَ مِنَ الرِّجَالِ الطويلُ أَيضاً؛ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: يُعَقِّلُهنَّ جَعْدٌ شَيْظَمِيٌ الشَّيْظَمُ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الجَسِيم، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: الشَّيْظَمُ الطَّلْقُ الْوَجْهِ الهَشُّ الَّذِي لَا انْقباضَ لَهُ. والشَّيْظَمُ: المُسِنُّ مِنَ القَنافذ. وَيُقَالُ للأَسد: شَيْظَمٌ وشَيْظَمِيٌّ. وشَيْظَمٌ: اسْمٌ، والله أَعلم. شعم: الشَّعْمُ: الإِصْلاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. والشُّعْمُوم والشُّغْموم، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ: الطَّوِيلُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَفِي التَّهْذِيبِ: الطَّوِيلُ بِغَيْرِ تَقْيِيدٍ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن عَيْنَهَا بَدَلٌ مِنْ غَيْنِ شُغْموم. شغم: رَجُلٌ شَغِمٌ: حَرِيصٌ. وَيُقَالُ: رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً، كُلُّ ذَلِكَ إِتباع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَن شِنَّغْماً مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّجُلِ الشِّنَّغْم أَي الْحَرِيصِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مُوَافِقٌ لِهَذَا الْبَابِ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنه رُبَاعِيٌّ؛ وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ شَنْغَمَ: رَوَى عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ رَغْماً لَهُ دَغْماً شَغْماً تأْكيداً للرَّغْم بغير واو، دَلَّ الشَّغْمُ عَلَى الشِّنَّغْم، قَالَ: وَلَا أَعرف الشَّغْمَ. والشُّغْمُوم: الطَّوِيلُ التامُّ الحَسَنُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ أَيضاً. أَبو عُبَيْدٍ: الشغامِيمُ الطِّوال الحِسانُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: واسْتَرْجَفَتْ هامَها الهِيمُ الشَّغامِيمُ وامرأَة شُغْمُوم وشُغْمُومةٌ وَنَاقَةٌ شُغْمُومٌ؛ قَالَ المَخْرُوع السَّعْديّ: وتحتَ رَحلي بازلٌ شُغْمُومُ، ... مُلَمْلَمٌ غارِبُه مَدْمُومُ وَالْجَمْعُ الشَّغاميم. والشِّغْمِيمُ والشُّغْمُوم: هُوَ الشابُّ الطويلُ الجَلْدُ. وَرَجُلٌ شُغْمُوم وَجَمَلٌ شُغْمُومٌ، بَالْغَيْنِ معجمةً، أَي طويلٌ. شقم: الشَّقَمُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ، وَاحِدَتُهُ شَقَمَةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ الشَّقَمُ جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ، وَاحِدَتُهُ شَقَمَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الشَّقَمَةُ مِنَ النخل البُرْشُومُ. شكم: الشُّكْمُ، بِالضَّمِّ: العَطاء، وَقِيلَ: الْجَزَاءُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الشُّكْمى لُغَةً، قَالَ: وَلَا أَحُقُّها، شكَمَه يَشْكُمه شَكْماً وأَشْكَمه؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا طَيْبة حَجَم رسولَ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اشْكُمُوه أَي أَعْطُوه أَجْرَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَبْلِغْ قَتادَةَ، غَيْرَ سائِلِه ... جَزْلَ العَطاءِ وعاجِلَ الشُّكْمِ قَالَ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ الشُّكْمُ، بِالضَّمِّ، الجَزاءُ، والشُّكْدُ العَطاء بِلَا جَزاءٍ، قَالَ: وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُهُ وأَصله مِنْ شَكِيمةِ اللجامِ كأَنها تُمْسِكُ فَاهُ عَنِ الْقَوْلِ، قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَباح: أَنه قَالَ لِلرَّاهِبِ إِني صَائِمٌ، فَقَالَ: أَلا أَشْكُمُكَ عَلَى صَوْمِكَ شُكْمةً؟ تُوضع يَوْمَ الْقِيَامَةِ مائدةٌ وأَول مَنْ يأْكل مِنْهَا الصَّائِمُونَ ؛ أَي أَلا أُبَشِّرُكَ بِمَا تُعْطى عَلَى صَوْمِك. وَفِي تَرْجَمَةِ شَكَبَ: الشُّكْبُ لغةٌ فِي الشُّكْمِ، وَهُوَ الْجَزَاءُ، وَقِيلَ: الْعَطَاءُ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الأُمَوِيَّ يَقُولُ: الشُّكْمُ الْجَزَاءُ، والشَّكْمُ الْمَصْدَرُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الشُّكْمُ العِوَضُ، وَقَالَ الأَصمعي: الشُّكْمُ والشُّكْدُ الْعَطِيَّةُ. اللَّيْثُ: الشُّكْمُ النُّعْمى. يُقَالُ: فَعَلَ فلانٌ أَمراً فَشَكَمْتُه أَي أَثَبْتُه: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الشُّكْمُ بِالضَّمِّ، الْجَزَاءُ، فإِذا كَانَ الْعَطَاءُ ابْتِدَاءً فَهُوَ الشُّكْدُ، بِالدَّالِ، تَقُولُ مِنْهُ شَكَمْتُه أَي جَزَيْتُهُ. والشَّكِيمة مِنَ اللِّجام: الْحَدِيدَةُ المُعْتَرضة فِي الْفَمِ. الْجَوْهَرِيُّ: الشكِيمُ والشَّكِيمةُ فِي اللِّجَامِ الحديدةُ المُعْتَرِضة فِي فَمِ الْفَرَسِ التي فيها الفأْس؛ قال أَبو دُواد: فَهِيَ فَوْهاءُ كالجُوالِقِ، فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكِيمُ وَالْجَمْعُ شَكائِمُ وشَكِيمٌ وشُكُمٌ؛ الأَخيرة عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ أَو عَلَى أَنه جَمْعُ شَكِيمٍ الَّذِي هُوَ جَمْعُ شَكِيمة، فَيَكُونُ جَمْعَ جَمْعٍ. وشَكَمَه يَشْكُمُه شَكْماً: وَضَعَ الشَّكِيمة فِي فِيهِ. وشَكَمْتُ الْوَالِيَ إِذا رَشَوتَه كأَنك سَدَدْتَ فَمَه بالشَّكِيمة؛ وَقَالَ قَوْمٌ: شَكَمه شَكْماً وشَكِيماً عَضَّه؛ قَالَ جَرِيرٌ: فأَبْقُوا عَلَيْكُمْ، واتَّقُوا نابَ حَيَّةٍ ... أَصاب ابْنَ حَمْراءِ العِجانِ شَكِيمُها قَالَ: وأَما فأْس اللجام فَالْحَدِيدَةُ الْقَائِمَةُ فِي الشَّكِيمَةِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ شديدُ الشَّكيمة إِذا كَانَ ذَا عَارِضَةٍ وَجِدٍّ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّكِيمَةُ قُوَّةُ الْقَلْبِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنه لشديدُ الشَّكِيمةِ إِذا كَانَ شديدَ النَّفْسِ أَنِفاً أَبِيّاً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَمَا بَرِحَتْ شَكِيمَتُه فِي ذَاتِ اللَّهِ أَي شِدَّةُ نَفْسِه، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وأَصله مِنْ شَكِيمَةِ اللِّجَامِ فإِن قُوَّتَها تَدُلُّ عَلَى قُوَّةِ الْفَرَسِ. والشكِيمَةُ: الأَنَفَةُ وَالِانْتِصَارُ مِنَ الظُّلْم، وَهُوَ ذُو شَكِيمةٍ أَي عارِضةٍ وجِدٍّ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكُونَ صَارِمًا حَازِمًا، وَفُلَانٌ ذُو شكِيمة إِذا كَانَ لَا يَنْقاد؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شاسٍ الأَسَدِيُّ يُخاطِب امرأَته فِي ابْنِه عِرار: وإِنَّ عِراراً إِنْ يَكُنْ ذَا شَكِيمةٍ ... تَعافِينَها مِنْهُ، فَمَا أَمْلِكُ الشِّيَمْ وَقَوْلُهُ: أَنا ابنُ سَيَّارٍ عَلَى شَكِيمِه، ... إِن الشِّراكَ قُدَّ مِنْ أَدِيِمِه قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ شَكِيمةٍ كَمَا ذُكِرَ فِي شَكِيمةِ اللِّجَامِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِي الشَّكِيمة، فَيَكُونَ مِنْ بَابِ حُقٍّ وحُقَّةٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد عَلَى شَكِيمَتِهِ فَحَذَفَ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَوْلُ أَبِي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ:

جَهْم المُحَيَّا عَبُوس باسِل شَرِس، ... وَرْد قُساقِسة، رِئْبالَة شَكِم قَالَ السُّكَّرِيُّ: شَكِمٌ غَضُوبٌ. وشَكِيمُ القِدْرِ: عُراها؛ قَالَ الرَّاعِي: وكانَتْ جَدِيراً أَن يُقَسَّمَ لَحْمها، ... إِذا ظَلَّ بينَ المَنْزِلَينِ شَكِيمُها وشُكامَةُ وشُكَيْمٌ: اسْمَانِ. ومِشْكَمٌ، بالكسر: اسم رجل. شلم: الشَّالَمُ والشَوْلَمُ والشَّيْلَم؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: الزُّؤَانُ الَّذِي يَكُونُ فِي البُرِّ، سَوادِيَّةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّيْلَمُ والزُّؤانُ والسَّعِيعُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّيْلَمُ حَبٌّ صِغارٌ مستطيلٌ أَحمر قَائِمٌ كأَنه فِي خِلْقةِ سُوسِ الحِنْطة وَلَا يُسْكِرُ وَلَكِنَّهُ يُمِرُّ الطَّعَامَ إِمْراراً شَدِيدًا؛ وَقَالَ مُرَّةُ: نباتُ الشَّيْلَم سُطَّاحٌ وَهُوَ يَذْهَبُ عَلَى الأَرض، وَوَرَقَتُهُ كَوَرَقَةِ الخِلاف البَلْخِيِّ شديدةُ الخُضْرَة رطبةٌ، قَالَ: وَالنَّاسُ يأْكلون وَرَقَهُ إِذا كَانَ رَطْبًا وَهُوَ طَيِّبٌ لَا مَرارةَ لَهُ وحَبُّه أَعْقَى مِنَ الصَّبر. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: لَقِيتُ رَجُلًا يَتَطاير شِلَّمُه وشِنَّمُه أَي شَرارُه مِنَ الْغَضَبِ؛ وأَنشد: إِنْ تَحْمِلِيهِ سَاعَةً، فَرُبَّما ... أَطارَ فِي حُبِّ رِضاكِ الشِّلَّما الْفَرَّاءُ: لَمْ يأْتِ عَلَى فَعَّلٍ اسْمًا إِلا بَقَّمٌ وعَثَّرُ ونَدَّرُ، وَهُمَا مَوْضِعَانِ، وشَلَّمُ: بيتُ المَقْدِس، وخَضَّمُ: اسْمُ قَرْيَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: شَلَّمُ عَلَى وَزْنِ بَقَّمٍ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، وَيُقَالُ: هُوَ اسْمُ مَدِينَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بالعِبْرانِيَّة وَهُوَ لَا يَنْصَرِفُ لِلْعُجْمَةِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ خَالَوَيْهِ عِدَّةَ أَسماء لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْهَا شَلَّمُ وشَلَمٌ وشَلِمٌ وأُورِي شَلِم «3»؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: وَقَدْ طُفْتُ لِلْمَالِ آفاقَهُ: ... عُمانَ فحِمْصَ فأُورِي شَلَمْ وَيُقَالُ أَيضاً: إِيلِياءُ وبيتُ المَقْدِس وبيتُ المِكْياش «4». ودارُ الضَّرْبِ وصَلَمُونُ. شلجم: الْجَوْهَرِيُّ: الشَّلْجَمُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَسْأَلُني بِرامَتَين شَلْجَما وَيُقَالُ: هُوَ بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سلجم. شَمَّمَ: الشَّمُّ: حِسُّ الأَنف، شَمِمْتُه أَشَمُّه وشَمَمْتُه أَشُمُّه شَمّاً وشَمِيماً وتَشَمَّمْتُه واشْتَمَمْتُه وشَمَّمْتُه؛ قَالَ قَيْس بْنُ ذَرِيح يَصِفُ أَينُقاً وسَقْباً: يُشَمِّمْنَهُ لَوْ يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَهُ، ... إِذا سُفْنَه يَزْدَدْنَ نَكباً عَلَى نَكْبِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَشَمّمَ الشيءَ واشْتَمَّه أَدناه مِنْ أَنفه ليَجْتَذِبَ رائِحَتَه. وأَشَمَّه إِيّاه: جَعَلَهُ يَشُمُّه. وتَشَمَّمْتُ الشيءَ: شَمِمْتُه فِي مَهْلَةٍ، والمُشامَّة مُفاعَلة مِنْهُ، والتَّشامُّ التَّفاعُل. وأَشْمَمْتُ فُلَانًا الطِّيبَ فَشَمَّهُ واشْتَمَّهُ بِمَعْنًى، وَمِنْهُ التَّشَمُّمُ كَمَا تَشَمَّمُ البَهيمةُ إِذا الْتَمَسَت رِعْياً. والشَّمُّ:

_ (3). قوله [وأوري شلم] ضبطت أوري بشكل القلم مفتوحة الراء في الأصل والنهاية والتكملة، وفي ياقوت بالعبارة مكسورتها، وفي القاموس: شلم كبقم وكتف وجبل انتهى. وفي التكملة: بالأخيرين يروى قول الأَعشى (4). قوله [المكياش إلخ] كذا بالأصل

مَصْدَرُ شَمِمْتُ. وأَشْمِمني يَدَك أُقَبِّلْها، وَهُوَ أَحسن مِنْ قَوْلِكَ ناوِلْني يَدَك؛ وَقَوْلُ عَلْقمة بْنُ عَبْدَةَ: يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العبيرِ بِهَا، ... كأَنَّ تَطْيابَها فِي الأَنْفِ مَشْمُومُ قِيلَ: يَعْنِي المِسْكَ، وَقِيلَ: أَراد أَن رَائِحَتَهَا بَاقِيَةٌ فِي الأَنف، كَمَا يُقَالُ: أَكلت طَعَامًا هُوَ فِي فَمِي إِلى الْآنَ. وَقَوْلُهُمْ: يَا ابْنَ شامَّةِ الوَذْرَةِ؛ كلمةٌ مَعْنَاهَا القَذْفُ. والمَشْمُومُ: المِسْكُ، وأَنشد بَيْتَ عَلْقَمَةَ أَيضاً. والشَّمَّاماتُ: مَا يُتَشَمَّمُ مِنَ الأَرْواح الطَّيّبةِ، اسمٌ كالجَبَّانَةِ. ابْنُ الأَعرابي: شَمَّ إِذا اخْتَبَر، وشَمَّ إِذا تَكَبَّر. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، حِينَ أَراد أَن يَبْرُزَ لِعَمْرِو بْنِ وُدٍّ قَالَ: أَخْرُج إِليه فأُشامُّه قَبْلَ اللِّقاء أَي أَخْتَبِرُه وأَنْظُرُ مَا عِنْدَهُ. يُقَالُ: شامَمْتُ فُلَانًا إِذا قارَبْتَه وتَعَرَّفْتَ مَا عِنْدَهُ بالاخْتبار وَالْكَشْفِ، وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ الشَّمّ كأَنك تَشُمُّ مَا عِنْدَهُ ويَشُمُّ مَا عِنْدَك لتَعْمَلا بمقتَضى ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: شامَمْناهُمْ ثُمَّ ناوَشناهُمْ. والإِشْمامُ: رَوْمُ الحَرْفِ السَّاكِنِ بِحَرَكَةٍ خَفِيَّةٍ لَا يُعتدّ بِهَا وَلَا تَكْسِرُ وزْناً؛ أَلا تَرَى أَن سِيبَوَيْهِ حِينَ أَنشد: مَتَى أَنامُ لَا يُؤَرّقْنِي الكَرِي مجزومَ الْقَافَ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يُشِمُّها الرفْع كأَنه قَالَ مَتَى أَنامُ غَيْرَ مُؤَرَّقٍ؟ التَّهْذِيبُ: والإِشمام أَن يُشَمَّ الحرفُ الساكنُ حَرْفاً كَقَوْلِكَ فِي الضَّمَّةِ هَذَا الْعَمَلُ وَتَسْكُتُ، فتَجِدُ فِي فِيكَ إِشماماً للَّام لَمْ يَبْلُغْ أَن يَكُونَ وَاوًا، وَلَا تَحْرِيكًا يُعتدّ بِهِ، وَلَكِنْ شَمَّةٌ مِنْ ضمَّة خَفِيفَةٍ، وَيَجُوزُ ذَلِكَ فِي الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: وإِشْمامُ الحَرْف أَن تُشِمَّه الضمةَ أَو الكسرةَ، وَهُوَ أَقل مِنْ رَوْمِ الْحَرَكَةِ لأَنه لَا يُسمع وإِنما يَتَبَيَّنُ بِحَرَكَةِ الشَّفَةِ، قَالَ: وَلَا يُعتدّ بِهَا حَرَكَةً لِضِعْفِهَا؛ وَالْحَرْفُ الَّذِي فِيهِ الإِشمام سَاكِنٌ أَو كَالسَّاكِنِ مِثْلُ قَوْلِ الشَّاعِرِ: مَتَّى أَنامُ لَا يُؤَرِّقْني الكَرِي ... لَيْلًا، وَلَا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْعَرَبُ تُشِمُّ الْقَافَ شَيْئًا مِنَ الضَّمَّةِ، وَلَوِ اعْتَدَدَّتْ بِحَرَكَةِ الإِشمام لَانْكَسَرَ الْبَيْتُ، وَصَارَ تَقْطِيعُ: رِقُني الكَري، مُتَفَاعِلُنْ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الْكَامِلِ، وَهَذَا الْبَيْتُ مِنَ الرَّجَزِ. وأَشَمَّ الحَجَّامُ الخِتانَ، والخافضةُ البَظْرَ: أَخذا مِنْهُمَا قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لأُم عَطِيَّةَ: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي وَلَا تَنْهَكي فإِنه أَضْوأُ لِلْوَجْهِ وأَحْظى لَهَا عِنْدَ الزَّوْجِ ؛ قَوْلُهُ: وَلَا تَنْهَكي أَي لَا تأْخذي مِنَ البَظْرِ كَثِيرًا، شَبَّهَ الْقَطْعَ الْيَسِيرَ بإِشمام الرَّائِحَةِ، والنَّهْكَ بِالْمُبَالَغَةِ فِيهِ، أَي اقْطَعِي بعضَ النَّواةِ وَلَا تستأْصليها،. وشامَمْتُ العَدُوَّ إِذا دَنَوْتَ مِنْهُمْ حَتَّى يَرَوْكَ وتَراهم. والشَّمَمُ: الدُّنُوُّ، اسْمٌ مِنْهُ، يُقَالُ: شامَمْناهُمْ وناوَشْناهُم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَمْ يَأْتِ للأَمْرِ الَّذِي حَالَ دُونَهُ ... رِجالٌ هُمُ أَعداؤُكَ، الدَّهْرَ، مِنْ شَمَمْ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فأُشامُّهُ أَي أَنْظُر مَا عِنْدَهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمُشامَّةُ: الدُّنُوُّ مِنَ العدوِّ حَتَّى يَتَراءى الْفَرِيقَانِ. وَيُقَالُ: شامِمْ فُلَانًا أَي انْظُرْ مَا عِنْدَهُ.

وشامَمْتُ الرَّجُلَ إِذَا قَارَبْتَهُ وَدَنَوْتَ مِنْهُ. والشَّمَمُ: القُرْبُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمْعانَ التَّغْلَبي: وَلَمْ يأْت للأَمر الَّذِي حَالَ دُونَهُ ... رجالٌ همُ أَعداؤُك، الدهرَ، مِنْ شَمَمْ وشَمِمْتُ الأَمرَ وشامَمْتُه: وَلِيتُ عَمَله بِيَدِي. والشَّمَمُ فِي الأَنف: ارتفاعُ القَصَبة وحُسْنُها وَاسْتِوَاءُ أَعلاها وانتصابُ الأَرْنبَةِ، وَقِيلَ: وُرُود الأَرنبَةِ فِي حُسْنِ اسْتِوَاءِ الْقَصَبَةِ وَارْتِفَاعُهَا أشدَّ مِنِ ارْتِفَاعِ الذَّلَفِ، وَقِيلَ: الشَّمَمُ أَنْ يَطُولَ الأَنف ويَدِقَّ وتَسِيلَ رَوْثَتُه، رجلٌ أَشَمُّ، وَإِذَا وَصَفَ الشاعرُ فَقَالَ أَشَمُّ فَإِنَّمَا يَعْنِي سَيِّداً ذَا أَنفة. والشَّمَمُ: طولُ الأَنف ووُرُودٌ مِنَ الأَرْنَبةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّمَمُ ارتفاعٌ فِي قَصَبَةِ الأَنف مَعَ اسْتِوَاءِ أَعْلَاهُ وإِشراف الأَرنبة قَلِيلًا، فَإِنْ كَانَ فِيهَا احْديدابٌ فَهُوَ القَنا، وَرَجُلٌ أَشَمُّ الأَنف. وَجَبَلٌ أَشَمُّ أَيْ طَوِيلُ الرأْس بَيِّنُ الشَّمَمِ فِيهِمَا. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَحْسِبُه مَنْ لَمْ يتأَمَّلْه أَشَمَ ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: شُمُّ العَرانِينِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُم جَمْعُ أَشَمَّ، والعَرانِينُ: الأُنُوف، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الرِّفْعَةِ وَالْعُلُوِّ وَشَرَفِ الأَنفس؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلْمُتَكَبِّرِ الْعَالِي: شَمَخَ بأَنفه. وشُمُّ الأُنوف: مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، وَرَجُلٌ أَشَمُّ وامرأَة شَمَّاء. أَبو عَمْرٍو: أَشَمَّ الرجلُ يُشِمُّ إِشْماماً، وَهُوَ أَنْ يَمُرَّ رَافِعًا رأْسَه، وَحَكَى عَنْ بَعْضِهِمْ: عَرَضْتُ عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا هُوَ مُشِمٌّ لَا يُرِيدُهُ. وَيُقَالُ: بَيْنا هُمْ فِي وَجْهِ إذْ أَشَمُّوا أَيْ عَدَلُوا. قَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ الكِلابيَّ يَقُولُ أَشَمُّوا إِذَا جَارُوا عَنْ وُجُوههم يَمِينًا وَشِمَالًا، ومَنْكِبٌ أَشَمُّ: مُرْتَفعُ المُشاشَةِ. رَجُلٌ أَشَمُّ وَقَدْ شَمَّ شَمَماً فِيهِمَا. وشَمَّاءُ: اسْمُ أَكَمَةٍ؛ وَعَلَيْهِ فَسَّرَ ابنُ كَيْسانَ قول الحرِث بْنِ حِلِّزةَ: بَعْدَ عَهْدٍ لنا ببُرِقةِ شَمَّاءَ، ... فأَدْنى دِيارِها الخَلْصاءُ وَجَبَلٌ أَشَمُّ: طويلُ الرأْسِ. والشَّمامُ: جَبَلٌ لَهُ رأْسانِ يُسَمَّيانِ ابْنَيْ شَمامٍ. وبُرْقَةُ شَمَّاءَ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، وشَمَامٌ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ جَرِيرٌ: عايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها ... طَيْرٌ يُغاوِلُ فِي شَمامَ وُكُورا وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ أَنَّ الْبَيْتَ للأَخطل، قَالَ: وشَمَامٌ جَبَلٌ بِالْعَالِيَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ أَعربه جَرِيرٌ حَيْثُ يَقُولُ «1»: فإنْ أَصْبَحْتَ تَطْلُبُ ذَاكَ، فانْقُلْ ... شَماماً والمِقَرَّ إِلَى وُعالِ وُعالٌ بالسَّوْدِ سَوْدِ باهلَةَ، والمِقَرُّ بِظَهْرِ البَصْرةِ، قَالَ: ولشَمامٍ هَذَا الْجَبَلِ رأْسان يسمَّيان ابْنَيْ شَمامٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَهَلْ نُبِّئْتَ عَنْ أَخَوَيْنِ دَامَا ... عَلَى الأَحْداثِ، إلَّا ابْنَيْ شَمامِ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى ابْنُ حَمْزَةَ هَذَا الْبَيْتَ: وكلُّ أَخٍ مُفارِقُهُ أَخُوه، ... لَعَمْرُ أَبيكَ، إِلَّا ابْنَيْ شَمامِ

_ (1). قوله [وَقَدْ أَعربه جَرِيرٌ حَيْثُ يقول] أي هاجياً الفرزدق، وقبله كما في ياقوت: تبدل يا فرزدق مثل قومي ... لقومك إن قدرت على البدال

أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَا يَبْقى عَلَى الكِباسةِ مِنَ الرُّطَبِ الشَّماشِمُ. وقَتَبٌ شَمِيمٌ أَي مُرْتَفِعٌ؛ وَقَالَ خَالِدُ ابن الصَّقْعَبِ النَّهْدِي، وَيُقَالُ هُوَ لهُبَيْرة بْنِ عَمْرٍو النَّهْدِيِّ: مُلاعِبةُ العِنانِ بغُصْنِ بانٍ ... إِلى كَتِفَيْنِ، كالقَتَبِ الشَّمِيمِ شنم: ابْنُ الأَعرابي: الشَّنْمُ الخَدْشُ. شَنَمه يَشْنمه شَنْماً: جَرَحَه وعَقَره؛ قَالَ الأَخطل: رَكُوب عَلَى السَّوْآتِ قَدْ شَنَم اسْتَهُ ... مُزاحَمةُ الأَعْداءِ، والنَّخْسُ فِي الدُبُرْ والشُّنُمُ: المُقَطَّعو الْآذَانِ. ورَمى فشَنَمَ إِذَا خَرَقَ طَرَفَ الجِلْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الْمَاءِ الشَّنِمُ ، يَعْنِي الْبَارِدَ. وَقَالَ القُتَيْبيُّ: السَّنِمُ، بِالسِّينِ وَالنُّونِ، وَهُوَ الْمَاءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. شنغم: رَجُلٌ شِنَّغْم: حَرِيصٌ، عَنْ ثَعْلَبٍ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ شِنَّعْم، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ قَلِيلٌ، وفَعَلَ ذَلِكَ عَنْ رَغْمِه وشِنَّغْمِهِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى رَغْمِه وشِنَّغْمِهِ، ذَهَبَ إِلى أَنه إِتباع، والإِتباع فِي غَالِبِ الأَمر لَا يَكُونُ بِالْوَاوِ، وَحَكَى غَيْرُهُ: رَغْماً لَهُ ودَغْماً شِنَّغْماً، وَكُلُّ ذَلِكَ إِتباع، قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنيه الإِياديُّ فِي نَوَادِرِهِ، قَالَ: وقرأْت فِي كِتَابِ النَّوَادِرِ لِابْنِ هانىء عَنْ أَبي زَيْدٍ: رَغْماً سِنَّغْماً، بِالسِّينِ وَشَدِّ النُّونِ، وَالصَّوَابُ شِنَّغْماً، وَحَكَى رَغْماً دَغْماً شَغْماً تأْكيداً للرَّغْمِ بِغَيْرِ وَاوٍ، دَلَّ الشَّغْمُ عَلَى الشِّنَّغْم، قَالَ: وَلَا أَعرف الشَّغْمَ. شهم: الشَّهْمُ: الذَّكِيُّ الفُؤاد المُتَوَقِّدُ، الجَلْدُ، وَالْجَمْعُ شِهام؛ قَالَ: الشَّهْمُ وابْنُ النَّفَرِ الشِّهامِ وَقَدْ شَهُمَ الرجلُ، بالضم، شَهامة وشُهومة إِذَا كَانَ ذكِيّاً، فَهُوَ شَهْمٌ أَيْ جَلْدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ شَهْماً نَافِذًا فِي الأُمور مَاضِيًا. والشَّهْمُ: السَّيِّدُ النَّجْدُ النافذُ فِي الأُمور، وَالْجَمْعُ شُهومٌ. وَفَرَسٌ شَهْمٌ: سريعٌ نَشِيطٌ قَوِيٌّ. وشَهَم الفرسَ يَشْهَمُه شَهْماً: زَجَرَهُ. وشَهَم الرجلَ يَشْهَمُه ويَشْهُمه شَهْماً وشُهوماً: أَفْزَعَهُ. والمَشْهوم: الحديدُ الْفُؤَادُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: طَاوِي الحَشا قَصَّرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَةٌ، ... مُسْتَوْفَضٌ مِنْ بَناتِ القَفْرِ مَشْهومُ أَيْ مَذْعُور. والمَشْهومُ: كالمَذْعُور سَوَاءً، وَقَدْ شَهَمْتُه أَشْهَمُه شَهْماً إِذا ذَعَرْته. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّهْمُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الحَمُول الجَيِّدُ الْقِيَامِ بِمَا حُمِّلَ الَّذِي لَا تَلْقاه إلَّا حَمُولًا طَيِّب النّفْس بِمَا حُمِّلَ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي غَيْرِ النَّاسِ. والشَّهْمُ: حَجَرٌ يَجْعَلُونَهُ فِي أَعلى بَيْتٍ يَبْنُونَهُ مِنْ حِجَارَةٍ وَيَجْعَلُونَ لَحْمَة السَّبُع فِي مُؤَخَّرِ الْبَيْتِ، فَإِذَا دَخَلَ السَّبُعُ فَتَنَاوَلَ اللحمةَ سَقَطَ الْحَجْرُ عَلَى الْبَابِ فَسَدَّه، وَالْمَعْرُوفُ السَّهْمُ. والشَّيْهَمُ: الدُّلْدُلُ. والشَّيْهَمُ: مَا عَظُم شَوْكُهُ مِنْ ذُكور القَنافذ؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الأَعشى: لَئِنْ جَدَّ أَسْبابُ العَداوةِ بَيْنَنا، ... لَتَرْتَحِلَنْ مِنِّي عَلَى ظَهْرِ شَيْهَمِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ عَلَى ظَهْرٍ شَيْهَمِ: أَيْ عَلَى ذُعْرٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَهُوَ القُنْفُذُ والدُّلْدُل والشَّيْهَمُ. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلذَّكَرِ مِنَ الْقَنَافِذِ شَيْهَمٌ. وشَهْمةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ؛ قَالَ الحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ:

زارَتْك شَهْمةُ، والظَّلْماءُ داجِيةٌ، ... والعَيْنُ هاجِعةٌ والرُّوح مَعْروجُ مَعْروجٌ أَرَادَ مَعْروج بِهِ. والشَّهام: السِّعْلاةُ. شهسفرم: شاهَسْفَرَم «1»: ريحانُ الملك، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ فارسية دَخَلَتْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَعشى: وشاهَسْفَرَمْ والياسمِينُ ونَرْجِسٌ ... يُصَبِّحُنا فِي كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما شوم: بَنُو شُوَيْم: بَطْنٌ. شيم: الشِّيمةُ: الخُلُقُ. والشِّيمةُ: الطَّبِيعَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن الْهَمْزَ فِيهَا لُغَيَّة، وَهِيَ نَادِرَةٌ. وتَشَيَّم أَبَاهُ: أَشْبَهَهُ فِي شيمتِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَالشَّامَةُ: عَلَامَةٌ مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِ اللَّوْنِ. وَالْجَمْعُ شاماتٌ وشامٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّامُ جَمْعُ شامةٍ وَهِيَ الخالُ، وَهِيَ مِنَ الْيَاءِ، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير الشَّامَةَ فِي شأَم، بِالْهَمْزِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ قَالَ: حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَأْمة فِي النَّاسِ ، قَالَ: الشأْمةُ الخالُ فِي الجسد معروفة، أراد كونوا فِي أَحْسن زِيّ وهَيْئةٍ حَتَّى تَظْهروا لِلنَّاسِ ويَنْظُروا إِلَيْكُمْ كَمَا تَظْهَرُ الشأْمةُ ويُنْظَرُ إِلَيْهَا دُونَ بَاقِي الْجَسَدِ، وَقَدْ شِيمَ شَيْماً، وَرَجُلٌ مَشِيمٌ ومَشْيُومٌ وأَشْيَمُ، والأُنثى شَيْماء. قَالَ بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ مَشْيُوم لَا فِعْلَ لَهُ. اللَّيْثُ: الأَشْيَمُ مِنَ الدَّوَابِّ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي بِهِ شَامَةٌ، وَالْجَمْعُ شِيمٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مِمَّا لَا يُقَالُ لَهُ بَهِيمٌ وَلَا شِيَةَ لَهُ الأَبْرَشُ والأَشْيَمُ، قَالَ: والأَشْيَمُ أَنْ تَكُونَ بِهِ شامةٌ أَوْ شامٌ فِي جَسده. ابْنُ شُمَيْلٍ: الشامةُ شامةٌ تُخَالِفُ لَوْنَ الْفَرَسِ عَلَى مَكَانٍ يُكْرَهُ وَرُبَّمَا كَانَتْ فِي دَوَائِرِهَا. أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ أشْيَمُ بَيِّنُ الشّيمِ «2» الَّذِي بِهِ شَامَةٌ، وَلَمْ نَعْرِفْ لَهُ فِعْلًا. والشامةُ أَيْضًا: الأَثَرُ الأَسْودُ فِي الْبَدَنِ وَفِي الأَرض، وَالْجَمْعُ شامٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وإنْ لَمْ تَكُوني غَيْرَ شامٍ بقَفْرةٍ، ... تَجُرُّ بِهَا الأَذْيالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْ هَذَا الأَخير فِعْلًا وَلَا فَاعِلًا وَلَا مَفْعُولًا. وشامَ يَشِيمُ إِذَا ظَهَرَتْ بجِلْدَته الرَّقْمَةُ السَّوْدَاءُ. وَيُقَالُ: مَا لَهُ شامةٌ وَلَا زَهْراءُ يَعْنِي ناقةٌ سَوْدَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: وأَتَوْنا يَسْتَرْجِعون، فلم تَرْجِعْ ... لَهُمْ شامةٌ وَلَا زَهْراءُ وَيُرْوَى: فَلَمْ تُرْجَعْ. وَحَكَى نَفْطَوَيْهِ: شأْمة، بِالْهَمْزِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ وَجْهَ هَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ نَادِرًا أَوْ يَهْمِزُهُ مَنْ يَهْمِزُ الخأْتم والعأْلم. والشِّيمُ: السُّودُ. وشِيمُ الإِبل وشُومُها: سُودُها، فَأَمَّا شِيمٌ فَوَاحِدُهَا أشْيَمُ وشَيْماء، وَأَمَّا شُومٌ فَذَهَبَ الأَصمعي إِلَى أَنَّهُ لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمَعَ أشْيَمَ وشَيْماء، إلَّا أَنَّهُ آثَرَ إِخْرَاجَ الْفَاءِ مَضْمُومَةً عَلَى الأَصل، فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ خَمْرًا: فَمَا تُشْتَرى إلَّا بربْحٍ سِباؤُها، ... بَناتُ المَخاضِ شُومُها وحِضارُها وَيُرْوَى: شِيمُها وحِضارُها، وَهُوَ جَمْعُ أَشْيَمَ، أَيْ سُودها وَبِيضُهَا؛ قَالَ ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍو والأَصمعي، هَكَذَا سَمِعْتُهَا، قَالَ: وَأَظُنُّهَا جَمْعًا وَاحِدُهَا أشْيَمُ، وَقَالَ الأَصمعي: شُومها لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَالَ عثمان بن

_ (1). قوله [شاهسفرم] ضبط في الأَصل كالمحكم بفتح الهاء، وضبط في القاموس بكسرها (2). قوله [بين الشيم] كذا بالأَصل، والذي في التهذيب: بين الشام

جِنِّي: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِمَا جَمَعَهُ عَلَى فُعْلٍ أَبقى ضَمَّةَ الْفَاءِ فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا، وَيَكُونُ وَاحِدُهُ عَلَى هَذَا أَشْيَم، قَالَ: وَنَظِيرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عائِطٌ وعِيطٌ وعُوطٌ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ عُقْفانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: سَواءٌ عَلَيْكُمْ شُومُها وهجانُها، ... وَإِنْ كَانَ فِيهَا واضحُ اللَّوْنِ يَبْرُقُ ابْنُ الأَعرابي: الشَّامَةُ الناقةُ السَّوْدَاءُ، وَجَمْعُهَا شامٌ. والشِّيمُ: الإِبلُ السُّودُ، والحِضارُ: البِيضُ، يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ عَلَى حَدِّ ناقةٌ هِجانٌ ونُوق هِجانٌ ودِرْع دِلاصٌ ودُروع دِلاصٌ. وشامَ السَّحابَ والبرقَ شَيْماً: نَظَرَ إِلَيْهِ أَيْنَ يَقْصِدُ وَأَيْنَ يُمْطر، وَقِيلَ: هُوَ النَّظَرُ إِلَيْهِمَا مِنْ بَعِيدٍ، وَقَدْ يَكُونُ الشَّيْمُ النظرَ إِلَى النَّارِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وَلَوْ تُشْتَرى مِنْهُ لباعَ ثِيابَهُ ... بنَبْحةِ كلْبٍ، أَوْ بنارٍ يَشِيمُها وشِمْتُ مَخايِلَ الشَّيْءِ إِذَا تَطَلَّعْتَ نَحْوَهَا بِبَصَرِكَ مُنْتَظِرًا لَهُ. وشِمْتُ البَرْقَ إِذَا نَظَرْت إِلَى سَحَابَتِهِ أَيْنَ تُمْطِرُ. وتَشَيَّمه الضِّرامُ أَيْ دخله؛ وقال ساعدة ابن جُؤَيَّةَ: أفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ، كأَنَّ وَمِيضَهُ ... غابٌ تَشَيَّمهُ ضِرامٌ مُثْقَبُ وَيَرْوِي: تَسَنَّمه، يُرِيدُ أفَمِنْكَ لَا بَرْقٌ، ومُثْقَبٌ: مُوقَدٌ؛ يُقَالُ: أثْقَبْتُ النارَ أوْقَدْتُها. وانْشامَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ مَنْظُورًا إِلَيْهِ. والانْشِيامُ فِي الشَّيْءِ: الدخولُ فِيهِ. وشامَ السيفَ شَيْماً: سلَّه وَأَغْمَدَهُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد، وَشَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ فِي شِمْتُه بِمَعْنَى سللْته، قَالَ شَمِرٌ: وَلَا أَعْرِفُه أَنَا؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي السَّلِّ يَصِفُ السيوفَ: إِذَا هِيَ شِيمَتْ فالقوائِمُ تَحْتَهَا، ... وإنْ لَمْ تُشَمْ يَوْمًا عَلَتْها القوائمُ قَالَ: أَرَادَ سُلَّتْ، وَالْقَوَائِمُ: مقابضُ السُّيُوفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهدُ شِمْتُ السَّيْفَ أغْمَدْتُه قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: بأَيدِي رجالٍ لَمْ يَشيموا سيوفَهُم، ... وَلَمْ تَكْثُرِ القَتْلى بِهَا حِينَ سُلَّتِ قَالَ: الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَلَمْ وَاوُ الْحَالِ أَيْ لَمْ يُغْمِدُوهَا والقَتْلى بِهَا لَمْ تَكْثُرْ، وَإِنَّمَا يُغْمِدونها بَعْدَ أَنْ تَكْثُرَ الْقَتْلَى بِهَا؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَقَدْ كنتُ شِمْتُ السيفَ بَعْدَ اسْتِلالِه، ... وحاذَرْتُ، يومَ الوَعْدِ، مَا قِيلَ فِي الوعْدِ وَقَالَ آخَرُ: إِذَا مَا رَآنِي مُقْبِلًا شامَ نَبْلَهُ، ... ويَرْمِي إِذَا أَدْبَرْتُ عَنْهُ بأَسْهُمِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: شُكِيَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ: لَا أَشِيمُ سَيْفاً سَلَّه اللهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَيْ لَا أُغْمِدُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ لأَبي بَكْرٍ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّة وَقَدْ شَهَرَ سيفَه: شِمْ سَيْفَك وَلَا تفْجَعْنا بنَفْسِك. وَأَصْلُ الشَّيْمِ النظرُ إِلَى الْبَرْقِ، وَمِنْ شأْنه أَنَّهُ كَمَا يَخْفِقُ يُخْفَى مِنْ غَيْرِ تَلَبُّثٍ وَلَا يُشامُ إلَّا خَافِقًا وَخَافِيًا، فَشُبِّه بِهِمَا السَّلُّ والإِغْمادُ. وشامَ يَشِيمُ شَيْماً وشُيُوماً إِذَا حَقَّقَ الحَمْلَة فِي

الْحَرْبِ. وشامَ أَبَا عُمَيْرٍ إِذَا نَالَ مِنَ البِكْرِ مُرادَه. وشامَ الشيءَ فِي الشَّيْءِ: أَدْخَلَهُ وخَبَأَه؛ قَالَ الراعي: بمُعْتَصِبٍ مِنْ لحمِ بِكْرٍ سَمِينةٍ، ... وَقَدْ شامَ رَبَّاتُ العِجافِ المَناقِيا أَيْ خَبَأْنَها وَأَدْخَلْنَهَا الْبُيُوتَ خَشْيَةَ الأَضياف. وانْشام الشيءُ فِي الشَّيْءِ وتَشَيَّم فِيهِ وتَشَيَّمه: دَخَلَ فِيهِ؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ سَاعِدَةَ بْنِ جؤيَّة: غابٌ تَشَيَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ «1» . قَالَ: وَرُوِيَ تَسَنَّمه أَيْ عَلَاهُ ورَكِبَه أَرَادَ: أَعْنَكَ الْبَرْقُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي أَنَّهُ أَرَادَ أَعْنَكَ بَرْقٌ، لأَن سَاعِدَةَ لَمْ يَقُلْ أفَعَنْكَ لَا الْبَرْقُ، مُعَرَّفًا بالأَلف وَاللَّامِ، إِنَّمَا قَالَ أَفَعَنْكَ لَا بَرْقَ، مُنْكَرًا، فَالْحُكْمُ أَنْ يُفَسَّرَ بِالنَّكِرَةِ. وَشَامَ إِذَا دخَل. أَبُو زَيْدٍ: شِمْ فِي الفَرسِ ساقَكَ أَي ارْكلها بساقِكَ وأمِرَّها. أَبُو مَالِكٍ: شِمْ أدْخِلْ وَذَلِكَ إِذَا أَدخَلَ رِجْلَهُ فِي بَطْنِهَا يَضْرِبُهَا. وتَشَيَّمه الشَّيْبُ: كَثُرَ فِيهِ وَانْتَشَرَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والشِّيامُ: حُفْرةٌ أَوْ أرضٌ رِخْوَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشِّيامُ، بِالْكَسْرِ، الفأْر. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ مَشِيمٌ ومَشُومٌ ومَشْيُوم مِنَ الشَّامَةِ. والشِّيامُ: الترابُ عامَّةً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كَمْ بِهِ مِنْ مَكْءٍ وَحْشيَّةٍ، ... قِيضَ فِي مُنْتَثَلٍ أَوْ شِيَامِ «2» . مُنْتَثَل: مَكَانٌ كَانَ مَحْفُورًا فَانْدَفَنَ ثُمَّ نُظِّفَ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: شِيامٌ حُفْرَةٌ، وَقِيلَ: أَرْضٌ رِخْوة التُّرَابِ. وَقَالَ الأَصمعي: الشِّيام الكِناسُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لانْشِيامه فِيهِ أَيْ دُخُولِهِ. الأَصمعي: الشِّيمةُ التُّرَابُ يُحْفَر مِنَ الأَرض. وشامَ يَشِيمُ إِذَا غَبَّرَ رِجْلَيْهِ مِنَ الشِّيام، وَهُوَ التُّرَابُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يُنْشِدُ بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ أَوْ شَيام، بِفَتْحِ الشِّينِ، وَقَالَ: هِيَ الأَرض السَّهْلَةُ؛ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَهُوَ عِنْدِي شِيام، بِكَسْرِ الشِّينِ، وَهُوَ الكِناسُ، سُمِّيَ شِياماً لأَن الْوَحْشَ يَنْشامُ فِيهِ أَيْ يَدْخُلُ، قَالَ: والمُنْتَثَلُ الَّذِي كَانَ اندفَن فَاحْتَاجَ الثورُ إِلَى انْتِثاله أَيِ اسْتِخْرَاجِ تُرَابِهِ، والشِّيامُ الَّذِي لَمْ يَنْدَفِنْ وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى انْتِثاله فَهُوَ يَنْشامُ فِيهِ، كَمَا يُقَالُ لِباسٌ لِمَا يُلْبَسُ. وَيُقَالُ: حَفَرَ فشَيَّمَ، قَالَ: والشَّيَمُ كُلُّ أَرْضٍ لَمْ يُحْفَرْ فِيهَا قَبْلُ فالحفرُ عَلَى الْحَافِرِ فِيهَا أَشَدُّ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ ثَوْرًا: غاصَ، حَتَّى استَباثَ مِنْ شَيَمِ الأَرْضِ ... سَفَاةً، مِنْ دُونها ثَأَدُهْ «3» . التَّهْذِيبُ: المَشِيمَةُ هِيَ للمرأَة الَّتِي فِيهَا الوَلَدُ، وَالْجَمْعُ مَشِيمٌ ومَشايِمُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَذَاكَ الفَحْلُ جَاءَ بِشرِّ نَجْلٍ ... خَبيثاتِ المَثابِرِ والمَشِيمِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِمَا يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ المَشِيمَةُ والكِيسُ والحَوْرانُ «4» والقَمِيصُ. الْجَوْهَرِيُّ: والشِّيمُ ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ؛ وقال:

_ (1). روي هذا البيت سابقاً في هذه المادة (2). قوله [من مكء إلخ] كذا بالأَصل كالتكملة بهمزة بعد الكاف، والذي في الصحاح والتهذيب: من مكو بواو بدلها ولعله روي بهما إذ كل منهما صحيح، وقبله كما في التكلمة: منزل كان لنا مرة ... وطناً نحتله كل عام (3). قوله [غاص] وقع في التهذيب بالصاد المهملة كما في الأَصل، وفي التكلمة بالطاء المهملة وكل صحيح (4). قوله [والحوران] كذا بالأَصل والتهذيب بالحاء المهملة.

فصل الصاد المهملة

قُلْ لِطَغامِ الأَزْدِ: لَا تَبْطَرُوا ... بالشِّيمِ والجِرِّيثِ. والكَنْعَدِ والمَشِيمةُ: الغِرْسُ، وَأَصْلُهُ مَفْعِلةٌ فَسَكَنَتِ الْيَاءُ، وَالْجَمْعُ مَشايِمُ مثلُ مَعايشَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُجْمَعُ أَيْضًا مَشِيماً؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ جَرِيرٍ: خَبِيثَاتُ الْمَثَابِرِ وَالْمَشِيمِ وَقَوْمٌ شُيُومٌ: آمِنُونَ، حَبَشِيَّةٌ. وَمِنْ كَلَامِ النَّجَاشِيِّ لِقُرَيْشٍ: اذْهَبُوا فأَنتم شُيُومٌ بأَرْضِي. وبَنُو أَشْيَمَ: قَبِيلَةٌ. والأَشْيَمُ وشَيْمانُ: اسْمَانِ. ومَطَرُ بْنُ أَشْيَمَ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وصِلةُ بْنُ أشْيَمَ: رجلٌ مِنَ التَّابِعِينَ؛ وَقَوْلُ بِلَالٍ مُؤَذِّنُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَّا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بوادٍ، وحَوْلي إذْخِرٌ وجَليلُ؟ وهَلْ أرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ؟ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامَةٌ وطَفِيلُ؟ هُمَا جَبَلَانِ مُشْرِفانِ، وَقِيلَ: عَيْنَانِ، والأَول أَكْثَرُ. ومَجَنَّةُ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ كَانَتْ تُقام بِهِ سُوقٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ شَابَّةٌ بِالْبَاءِ «1»، وَهُوَ جَبَلٌ حِجَازِيٌّ. والأَشْيَمان: موضعان. فصل الصاد المهملة فصل الصاد المهملة صأم: صَئِمَ مِنَ الشَّرَابِ صأْماً «2». كصَئِبَ إِذَا أكثرَ شُرْبَهُ، وَكَذَلِكَ قَئِبَ وذَئِجَ. أَبو عَمْرٍو: فَأَمْتُ وصَأَبْتُ إِذَا رَوِيتَ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ أَبو السَّمَيْدَع: فأَمْتُ فِي الشَّراب وصَأَمْتُ إِذَا كَرَعْتَ فِيهِ نَفَساً. صتم: الصَّتْمُ، بِالتَّسْكِينِ، والصَّتَمُ، بِالْفَتْحِ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا عَظُمَ وَاشْتَدَّ. والأُنثى صَتْمَة وصَتَمةٌ. وَرَجُلٌ صَتْمٌ وَجَمَلٌ صَتْمٌ: ضَخْمٌ شَدِيدٌ، وَنَاقَةٌ صَتَمة كَذَلِكَ. وَعَبْدٌ صَتْمٌ، بِالتَّسْكِينِ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَالْجَمْعُ صُتْمٌ، بِالضَّمِّ. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ: عَبْدٌ صَتَمٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَيْ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَجَمَلٌ صَتَمٌ أَيضاً وَنَاقَةٌ صَتَمةٌ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهُ ثَعْلَبٌ إلَّا بِالتَّسْكِينِ؛ قَالَ: وأَنشدنا ابْنُ الأَعرابي: ومُنْتَظري صَتْماً فَقَالَ: رَأَيْتُه نَحِيفاً، ... وَقَدْ أَجْرى عَنِ الرَّجُلِ الصَّتْمِ وصَتَّمَ الشيءَ: أَحْكَمَه وأَتَمَّهُ. أَبُو عَمْرٍو: صَتَّمْتُ الشيءَ فَهُوَ مُصَتَّمُ وصَتْمٌ أَيْ مُحْكَمٌ تامٌّ. وَشَيْءٌ صَتْمٌ أَيْ مُحْكَمٌ تَامٌّ. والتَّصْتِيمُ: التَّكْمِيلُ. وأَلْف مُصَتَّم: مُتَمَّمٌ. وأَلْف صَتْمٌ أَيْ تامٌّ. وَمَالٌ صَتْمٌ: تَامٌّ، وَأَمْوَالٌ صُتْمٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّادٍ: أَنَّهُ وَزَنَ تِسْعِينَ فَقَالَ صَتْماً فَإِذَا هِيَ مِائَةٌ ؛ الصَّتْمُ: التَّامُّ، يُقَالُ أَعْطَيْتُهُ أَلْفًا صَتْماً أَيْ تَامًّا كَامِلًا. وعَبْد صَتْمٌ أَيْ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَجَمَلٌ صَتْمٌ وَنَاقَةٌ صَتْمَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّتْمُ مِنْ كل شيء

_ (1). قوله [وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ شَابَّةٌ بالباء] هو الذي صوّبه في التكملة وزاد فيها: أول ما تخرج الخضرة في اليبيس هو التشيم، ويقال تشيمه الشيب واشتام فيه أي دخل، وشم ما بين كذا إلى كذا أي قدّره، والشام الفرق من الناس انتهى. ومثله في القاموس (2). قوله [صَئِمَ مِنَ الشَّرَابِ صَأْمًا] ضبط المصدر في الأَصل بسكون الهمزة، وفي المحكم بفتحها وهو الموافق لقوله كصئب لأنه من باب فرح كما في القاموس وغيره ولاحتمال أن الميم مبدلة من الباء، وأما قول المجد صئم كعلم فليس نصاً في سكون همزة المصدر

مَا عَظُمَ وَاشْتَدَّ، وَجَمَلٌ صَتْمٌ وَبَيْتٌ صَتْمٌ، وَأَعْطَيْتُهُ أَلفاً صَتْماً ومُصَتَّماً؛ قَالَ زُهَيْرٌ: صَحِيحَاتُ أَلفٍ بَعْدَ ألفٍ مُصَتَّمِ «1» . ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَسَنَّ وَلَمْ يَنْقُصْ: فلانٌ وَاللَّهِ بَشَرٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَفُلَانٌ صَتْمٌ مِنَ الرِّجَالِ، وَفُلَانٌ صُمُلٌّ مِنَ الرِّجَالِ قَدْ بَلَغَ أَقْصَى الْكُهُولَةِ. والصَّتْمُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي شَخَصَتْ مَحاني ضُلُوعِهِ حتى تَسَاوَتْ بمَنْكِبِه وعَرُضَتْ صَهْوَتُه. وَالْحُرُوفُ الصُّتْمُ: الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِذَلِكَ مَعْنًى لَيْسَ مِنْ غَرَضِ هَذَا الْكِتَابِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْحُرُوفُ الصُّتْمُ مَا عَدَا الذُّلْقَ. والصَّتِيمةُ: الصَّخْرَةُ الصُّلْبة. والأُصْتُمُّةُ: مُعْظَمُ الشَّيْءِ، تَمِيمِيَّةٌ، التَّاءُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ الطَّاءِ. وفلانٌ فِي أُصْتُمَّةِ قومِه: مِثْلَ أُصْطُمَّتهم. التَّهْذِيبِ: والأَصاتِمُ جَمْعُ الأُصْطُمَّة بِلُغَةِ تَمِيمٍ، جَمَعُوهَا بِالتَّاءِ كَرَاهَةَ تَفْخِيمِ أصاطِمَ فَرَدُّوا الطَّاءَ إِلَى التاء «2». صحم: الأَصْحَمُ والصُّحْمَةُ: سَوَادٌ إِلَى الصُّفْرة، وَقِيلَ: هِيَ لَوْنٌ مِنَ الغُبْرة إِلَى سَوَادٍ قَلِيلٍ، وَقِيلَ: هِيَ حُمْرَةٌ وبياضٌ، وَقِيلَ: صُفْرَةٌ فِي بَيَاضٍ، الذَّكَر أَصْحَمُ والأُنثى عَلَى الْقِيَاسِ، وَبَلْدَةٌ صَحْماءُ: ذَاتُ اغْبِرارٍ؛ وأَنشد يصف حماراً: أوَ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه، ... حَزابِيَةٍ حَيَدى بالدِّحالْ «3» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوْ اصْحَم فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ: كأَني ورَحْلي، إِذَا زُعْتُها، ... عَلَى جَمَزى جازِئٍ بالرِّمالْ وَقَالَ: قَالَ الأَصمعي لَمْ أَسمع فَعَلى فِي مُذَكَّرٍ إلَّا فِي هَذَا الْحَرْفِ فَقَطْ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي حَرْفَيْنِ آخَرَيْنِ وَهُمَا: حَيَدى، فِي الْبَيْتِ الْآخَرِ، ودَلَظى لِلشَّدِيدِ الدَّفْع؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي نَعْتِ الْحَمِيرِ: وصُحْمٍ صِيامٍ بَيْنَ صَمْدٍ ورِجْلَةٍ وَقَالَ شَمِرٌ فِي بَابِ الفَيافي: الغَبْراءُ والصَّحْماءُ فِي أَلْوَانِهَا بَيْنَ الغُبْرةِ والصُّحْمة؛ وَقَالَ الطَّرِمَّاحُ يَصِفُ فَلاةً: وصَحْماءَ أَشْباهِ الحَزابيِّ، مَا يُرى ... بِهَا سارِبٌ غيرُ القَطا المُتَراطِنِ أَبُو عَمْرٍو: الأَصْحَمُ الأَسْوَدُ الحالِكُ، وَإِذَا أَخَذَتِ البَقْلَةُ رِيَّها واشْتَدَّتْ خُضْرَتُها قِيلَ اصْحامّتْ. فَهِيَ مُصْحامَّة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اصْحامَّتِ البَقلَةُ اصْفارَّتْ، واصْحامَّ النَّبتُ اشْتَدَّتْ خُضْرته؛ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: اصْحامَّ النبتُ خالَطَ سَوادَ خُضْرته صُفْرَةٌ، واصْحامَّتِ الأَرض تَغَيَّرَ نَبْتُهَا وأَدْبَرَ مَطرُها، وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ إِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ فِي أَوَّل التَّيَبُّسِ أَوْ ضَرَبه شيءٌ مِنَ القُرِّ. واصْحامَّت الأَرضُ: تَغَيَّرَ لَوْنُ زَرْعِهَا لِلْحَصَادِ، واصْحامَّ الحَبُّ كَذَلِكَ. وحَنَأَتِ الأَرضُ تَحْنَأُ وَهِيَ حانِئَةٌ إِذَا اخْضَرَّتْ والْتَفَّ نَبْتُها، قَالَ: وَإِذَا أَدبر الْمَطَرُ وَتَغَيَّرَ نَبْتُهَا قِيلَ اصْحامَّت، فَهِيَ مُصْحامَّة. والصَّحْماءُ: بِقِلَّةٍ لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْخُضْرَةِ. وأَصْحَمَةُ: اسم رجل.

_ (1). في رواية أخرى: عُلالةُ ألف؛ وفي رواية الديوان: صحيحات مالٍ طالعات بمُخرمِ (2). زاد في التكملة: وهامة صتام بالضم، قال رؤبة: وبريها عن هامة صتام ... في جانبيها الشيب كالثغام والصتمة أي بفتح فسكون كالصتيمة، وتصتم إِذَا عَدَا عَدْوًا شَدِيدًا (3). قوله [أو أصحم] كذا بالأَصل بأو، وأنشده في الصحاح مرة بأو ومرة بالواو

صدم: الصَّدْمُ: ضَرْبُ الشَّيْءِ الصُّلْب بِشَيْءٍ مِثْلِهِ. وصَدَمَه صَدْماً: ضَرَبه بِجَسَدِهِ. وصادَمَهُ فتَصادَما واصطَدَما، وصَدَمَه يَصدِمُه صَدْماً، وصَدَمَهُم أَمْرٌ: أَصابهم. والتَّصادُمُ: التَّزاحُمُ. والرَّجُلانِ يَعْدُوانِ فيَتَصادَمانِ أَي يَصْدِمُ هَذَا ذَاكَ وَذَاكَ هَذَا، والجَيْشانِ يَتَصادَمان. قَالَ الأَزهري: واصطِدامُ السَّفِينَتَيْنِ إِذا ضربتْ كلُّ وَاحِدَةٍ صاحِبَتَها إِذَا مَرَّتا فَوْقَ الْمَاءِ بحَمْوَتِهما، وَالسَّفِينَتَانِ فِي الْبَحْرِ تتَصادَمانِ وتَصْطَدِمان إِذَا ضَرَبَ بعضُهما بَعْضًا، وَالْفَارِسَانِ يَتَصادمان أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمةِ الأُولى أَيْ عِنْدَ فَوْرة المصِيبة وحَمْوَتِها؛ قَالَ شَمِرٌ: يَقُولُ مَنْ صَبَرَ تِلْكَ السَّاعَةَ وتَلَقَّاها بالرِّضا فَلَهُ الأَجر؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَن كُلَّ ذِي مَرْزِئةٍ قُصاراه الصبرُ وَلَكِنَّهُ إِنَّمَا يُحْمَدُ عِنْدَ حِدَّتِها. وَرَجُلٌ مِصْدَمٌ: مِحْرَبٌ. والصَّدِمَتان، بِكَسْرِ الدَّالِ: جَانِبَا الجَبِينَينِ. والصَّدمَةُ: النَّزَعةُ. وَرَجُلٌ أَصْدَمُ إِذَا كَانَ أَنْزَع. أَبُو زَيْدٍ: فِي الرأْس الصَّدِمَتان، بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُمَا الْجَبِينَانِ. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْرٍ: حَتَّى أَفْتَقَ مِنَ الصَّدِمَتَيْنِ ، يَعْنِي مِنْ جَانِبَيِ الْوَادِي، سمِّيتا بِذَلِكَ كأَنهما لِتُقَابُلِهِمَا تَتَصادَمانِ، أَوْ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَصْدِمُ مَنْ يَمُرُّ بِهَا ويُقابلها. والصُّدامُ: داء يأْخذ في رؤوس الدَّوَابِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الصِّدامُ، بالكسر، داء يأْخذ رؤوسَ الدَّوَابِّ، قَالَ: والعامَّة تَضُمُّهُ، قَالَ: وَهُوَ الْقِيَاسُ، قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الصُّدامُ دَاءٌ يأْخذ الإِبل فتَخْمَصُ بُطُونُها وتَدَعُ الْمَاءَ وَهِيَ عِطاشٌ أَياماً حَتَّى تَبْرأَ أَوْ تَمُوتَ، يُقَالُ مِنْهُ: جَمَلٌ مَصْدُوم وَإِبِلٌ مُصَدَّمَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الصُّدامُ ثِقَلٌ يَأْخُذُ الإِنسان فِي رأْسه، وَهُوَ الخُشامُ. أَبُو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّدْمُ الدَّفْعُ، وَيُقَالُ: لَا أَفْعَلُ الأَمرين صَدْمَةً وَاحِدَةً أَيْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. وَقَالَ عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ: إِنِّي وَلَّيْتُكَ الْعِرَاقَيْنِ صَدْمةً وَاحِدَةً أَيْ دَفْعَةَ وَاحِدَةً. وصِدامٌ: اسْمُ فَرَسِ لَقِيط بْنِ زُرارَةَ. وصِدامٌ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد الهَرَويُّ فِي فَصْلٍ نَقَصَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: وما اتَّخَدْتُ صِداماً للمُكوثِ بِهَا، ... وَمَا انْتَقَشْناكَ إلَّا للوَصَرَّاتِ وَقَالَ الأَزهري: لَا أَدري صِدامٌ أَوْ صِرامٌ. وصِدامٌ ومِصْدَمٌ: اسمان. صذم: التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُقَالُ هَذَا قَضاءُ صَذُومَ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَا يقال سَدُوم. صرم: الصَّرْمُ: القَطْعُ البائنُ، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْقَطْعُ أيَّ نَوْعٍ كَانَ، صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَم، وَقَدْ قَالُوا صَرَمَ الحبلُ نَفْسُه؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: وكنتُ إِذَا مَا الحَبْلُ مِنْ خُلَّةٍ صَرَمْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا للصارِمِ صَرِيم كَمَا قَالُوا ضَرِيبُ قِداحٍ لِلضَّارِبِ، وصَرَّمَه فَتَصَرَّم، وَقِيلَ: الصَّرم الْمَصْدَرُ، والصُّرْمُ الِاسْمُ. وصَرَمَه صَرْماً: قَطَعَ كَلَامَهُ. التَّهْذِيبِ: الصَّرْمُ الهِجْرانُ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصارِمَ مُسْلِماً فوقَ ثلاثٍ أَيْ يَهْجُرَه وَيَقْطَعَ مُكالمتَه. اللَّيْثُ: الصَّرْمُ دَخِيلٌ، والصَّرْمُ القَطْع الْبَائِنُ لِلْحَبْلِ والعِذْقِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ الصِّرامُ، وَقَدْ صَرَمَ العِذْقَ عَنِ النَّخْلَةِ.

والصُّرْمُ: اسْمٌ لِلْقَطِيعَةِ، وفِعْلُه الصَّرْمُ، والمُصارمةُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: والانْصِرامُ الِانْقِطَاعُ، والتصارُمُ التَّقَاطُعُ، والتَّصَرُّم التَّقَطُّعُ. وتَصَرَّمَ أَيْ تَجَلّد. وتَصْرِيمُ الْحِبَالِ: تَقْطِيعُهَا شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: صَرَمْتُ الشيءَ صَرْماً قَطَعْتَهُ. يُقَالُ: صَرَمْتُ أُذُنَه وصَلَمْتُ بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ الجُشَمِيِّ: فتَجْدَعُها وَتَقُولُ هَذِهِ صُرُمٌ؛ هِيَ جَمْعُ صَرِيمٍ، وَهُوَ الَّذِي صُرِمَتْ أُذُنُه أَيْ قُطِعَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ بصَرْمٍ «4» أَيْ بِانْقِطَاعٍ وَانْقِضَاءٍ. وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّنُ الصَّرامَةِ والصُّرُومَةِ: قَاطِعٌ لَا يَنْثَنِي. والصارمُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ. وأَمر صَريمٌ: مُعْتَزَمٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَا زالَ فِي الحُوَلاءِ شَزْراً رَائِغًا، ... عِنْدَ الصَّرِيمِ، كرَوْغَةٍ مِنْ ثعْلَبِ وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً عَلَى المَثَل، وَرَجُلٌ صارِمٌ وصَرَّامٌ وصَرُومٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فاقْطَعْ لُبانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه، ... ولَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها وَيُرْوَى: ولَشَرٌّ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: صرمْتَ وَلَمْ تَصْرِمْ، وأنتَ صَرُومُ، ... وكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟ يَعْنِي أَنَّكَ صَرُومٌ وَلَمْ تَصْرِمْ إلا بعد ما صُرِمْتَ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ غَيْرُهُ: قَوْلُهُ ولم تَصْرِمْ وأَنت صَرُومُ أَي وأَنت قَوِيٌّ عَلَى الصَّرْمِ. والصَّرِيمَةُ: الْعَزِيمَةُ عَلَى الشَّيْءِ وقَطْعُ الأَمر. والصَّريمةُ: إِحْكامُك أَمْراً وعَزْمُكَ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ ؛ أَيْ عَازِمِينَ عَلَى صَرْم النَّخْلِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَاضِي الصَّريمة والعَزِيمة؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّرِيمَةُ وَالْعَزِيمَةُ وَاحِدٌ، وَهِيَ الْحَاجَةُ الَّتِي عَزَمْتَ عَلَيْهَا؛ وأَنشد: وطَوَى الفُؤادَ عَلَى قَضاءِ صَرِيمةٍ ... حَذَّاءَ، واتَّخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا وقَضاءُ الشَّيْءِ: إِحكامه والفَراغُ مِنْهُ. وقَضَيْتُ الصَّلَاةَ إِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا. وَيُقَالُ: طَوى فلانٌ فُؤَاده عَلَى عَزيمةٍ، وطَوى كَشْحَه عَلَى عَداوة أَيْ لَمْ يُظْهِرْهَا. وَرَجُلٌ صارِمٌ أَيْ ماضٍ فِي كُلِّ أَمْرٍ. الْمُحْكَمُ وَغَيْرُهُ: رَجُلٌ صارِمٌ جَلْدٌ ماضٍ شُجاعٌ، وَقَدْ صَرُمَ بِالضَّمِّ، صَرامَةً. والصَّرامَةُ: المُسْتَبِدُّ برأْيه المُنْقَطِعُ عَنِ المُشاورة. وصَرامِ: مِنْ أَسماء الْحَرْبِ «5»؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: جَرَّدَ السَّيْفَ تارَتَيْنِ من الدَّهْرِ، ... عَلَى حِينِ دَرَّةٍ مِنْ صَرامِ وَقَالَ الجَعْدِيُّ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو لَيْلَى: أَلا أَبْلِغْ بَنِي شَيْبانَ عَنِّي: ... فَقَدْ حَلَبَتْ صُرامُ لَكُمْ صَراها وَفِي الأَلفاظ لِابْنِ السِّكِّيتِ: صُرامُ داهيةٌ، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ: عَلَى حِينِ دَرَّةٍ من صُرامِ

_ (4). قوله [وقد أَدبرت بصرم] هكذا في الأَصل، والذي في النهاية: قد آذنت بصرم (5). قوله [وَصَرَامِ مِنْ أَسماء الْحَرْبِ] قال في القاموس: وكغراب الحرب كصرام كقطام انتهى. ولذلك تركنا صراح في البيت الأَول بالفتح وفي الثاني بالضم تبعاً للأَصل

والصَّيْرَمُ: الرأْي المحكمُ. والصَّرامُ والصِّرامُ: جَدادُ النَّخْلِ. وصَرَمَ النخلَ والشجرَ وَالزَّرْعَ يَصْرِمُه صَرْماً واصْطَرَمه: جَزَّه. واصْطِرامُ النَّخْلِ: اجْتِرامُه؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ بِهِ، ... فَإِذَا مَا جَزَّ نَصْطَرِمُهْ والصَّريمُ: الكُدْسُ المَصْروُم مِنَ الزَّرْع. ونَخْلٌ صَريمٌ: مَصْروُمٌ. وصِرامُ النَّخْلِ وصَرامُه: أوانُ إِدراكه. وأَصْرَمَ النخلُ: حَانَ وقتُ صِرامِه. والصُّرامَةُ: مَا صُرِمَ مِنَ النَّخْلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا كَانَ حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعثَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عبدَ اللَّهِ بْنُ رَواحة إِلَى خَيْبَر ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ فَتْحُ الرَّاءِ أَيْ حِينُ يُقْطَعُ ثَمَرُ النَّخْلِ ويُجَذُّ. والصِّرامُ: قَطْعُ الثَّمَرَةِ وَاجْتِنَاؤُهَا مِنَ النَّخْلَةِ؛ يُقَالُ: هذا وقتُ الصِّرامِ والجَذاذِ، قَالَ: وَيُرْوَى حينُ يُصْرِمُ النخلُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ أَصْرَمَ النخلُ إِذَا جَاءَ وقتُ صِرامه. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ الصِّرامُ عَلَى النَّخْلِ نَفْسِهِ لأَنه يُصْرَمُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: لَنَا مِنْ دِفْئِهم وصِرامِهم أَيْ نَخْلِهِمْ. والصَّريمُ والصَّريمةُ: القِطعة الْمُنْقَطِعَةُ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ، يُقَالُ: أَفْعى صَريمةٍ. وصَريمةٌ مِنْ غَضىً وسَلَمٍ أَيْ جماعةٌ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: بالصَّرائِمِ اعْفُرْ، يُضْرَبُ مَثَلًا عِنْدَ ذِكْرِ رَجُلٍ بَلَغَكَ أَنَّهُ وَقَعَ فِي شَرّ لَا أَخْطَأَه. الْمُحْكَمُ: وصَريمةٌ مِنْ غَضىً وسَلَمٍ وأَرْطىً ونخلٍ أَيْ قطعةٌ وَجَمَاعَةٌ مِنْهُ، وصِرْمَةٌ مِنْ أَرْطىً وسَمُرٍ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: كَانَ فِي وَصِيَّتِه إنْ تُوُفِّيتُ وَفِي يَدِي صِرْمةُ ابنِ الأَكْوَعِ فَسُنَّتُها سُنَّةُ ثَمْغَ ؛ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: الصِّرْمةُ هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّخْلِ خَفِيفَةٌ، وَيُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الإِبل صِرْمةٌ إِذَا كَانَتْ خَفِيفَةً، وَصَاحِبُهَا مُصْرِمٌ، وثَمْغٌ: مالٌ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَفَهُ، أَي سبيلُها سبيلُ تِلْكَ. والصَّريمَةُ: الأَرضُ المحصودُ زرعُها. والصَّريمُ: الصبحُ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ اللَّيْلِ. والصَّريم: الليلُ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ النَّهَارِ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ صَريمٌ وصَريمةٌ؛ الأُولى عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ تَعَالَى: فأَصْبَحَتْ كالصَّريمِ؛ أَيِ احْتَرَقَتْ فصارتْ سوداءَ مثلَ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ كَاللَّيْلِ المُسْوَدِّ، وَيُقَالُ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أَيْ كَالشَّيْءِ الْمَصْرُومِ الَّذِي ذَهَبَ مَا فِيهِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ، قَالَ: كأَنها صُرِمَتْ، وَقِيلَ: الصَّرِيمُ أرضٌ سَوْدَاءُ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّرِيمُ المَجْذُوذُ الْمَقْطُوعُ، وأَصبحت كالصَّريمِ أَيِ احْتَرقت واسْوادَّتْ، وَقِيلَ: الصَّريمُ هُنَا الشَّيْءُ المَصْرومُ الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ، وَقِيلَ: الأَرضُ الْمَحْصُودَةُ، وَيُقَالُ لِلَّيْلِ وَالنَّهَارِ الأَصْرَمانِ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْصَرِمُ عَنْ صَاحِبِهِ. والصَّريم: اللَّيْلُ. والصَّرِيمُ: النهارُ يَنْصَرِمُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ والنهارُ مِنَ اللَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّريمُ اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَوْ تَزْجُروا مُكْفَهِرّاً لَا كِفاءَ لَهُ، ... كالليلِ يَخْلِطُ أصْراماً بأَصْرامِ قَوْلُهُ تَزْجُرُوا فِعْلٌ مَنْصُوبٌ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ؛ وَهُوَ: إِنِّي لأَخْشى عَلَيْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ، ... مِنْ أجْلِ بَغْضائكم، يومٌ كأَيَّامِ والمُكْفَهِرّ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، لَا كِفاء لَهُ أَيْ لَا

نَظِيرَ لَهُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ يَخْلِطُ أَصْرَامًا بأَصرام أَيْ يَخْلِطُ كُلَّ حَيّ بِقَبِيلَتِهِ خَوْفًا مِنَ الإِغارة عَلَيْهِ، فَيَخْلِطُ، عَلَى هَذَا، مِنْ صِفَةِ الْجَيْشِ دُونَ اللَّيْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: غَدَوْتُ عَلَيْهِ، غَدْوَة، فتركتُه ... قُعُوداً، لَدَيْهِ بالصَّريم، عَواذِلُهْ «1» . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَراد بالصَّريم اللَّيْلَ. وَالصَّرِيمُ: الصُّبْحُ وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والأَصْرَمانِ: الليلُ وَالنَّهَارُ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا انْصَرَمَ عَنْ صَاحِبِهِ؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ فِي الصَّرِيمِ بِمَعْنَى الصُّبْحِ يَصِفُ ثَوْرًا: فَبَاتَ يقولُ: أَصْبِحْ، ليلُ، حَتَّى ... تَكَشَّفَ عَنْ صَريمتِه الظَّلامُ قَالَ الأَصمعي وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ الأَعرابي: تَكَشَّفَ عَنْ صَرِيمَتِهِ أَيْ عَنْ رَمْلَتِهِ الَّتِي هُوَ فِيهَا يَعْنِي الثَّوْرَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو: تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ، ... فَمَا يَنْجابُ، عَنْ ليلٍ، صَريمُ وَيُرْوَى بَيْتُ بِشْرٍ: تَكَشَّفَ عَنْ صَريمَيْهِ قَالَ: وصَريماه أَوَّلُه وَآخِرُهُ. وَقَالَ الأَصمعي: الصَّريمةُ مِنَ الرَّمْلِ قِطْعَةٌ ضَخْمةٌ تَنْصَرِمُ عَنْ سَائِرِ الرِّمَالِ، وتُجْمَعُ الصَّرائمَ. وَيُقَالُ: جَاءَ فلانٌ صَريمَ سَحْرٍ إِذَا جَاءَ يَائِسًا خَائِبًا؛ وَقَالَ الشاعر: أَيَدْهَبُ مَا جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ ... طَليفاً؟ إنَّ ذَا لَهُوَ العَجِيبُ أَيْ أيَذْهَبُ مَا جمعتُ وَأَنَا يَائِسٌ مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الصُّرامُ، بِالضَّمِّ، آخِرَ اللَّبَنِ بَعْدَ التَّغْزير إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ الرجلُ حَلَبَه ضَرُورَةً؛ وَقَالَ بِشْرٌ: ألَا أَبْلِغْ بَنِي سَعْدٍ، رَسُولًا، ... ومَوْلاهُمْ، فَقَدْ حُلِبَتْ صُرامُ يَقُولُ: بلَغ العُذْرُ آخرَه، وَهُوَ مَثَلٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي الصُّرامُ اسْمٌ مِنْ أَسماء الْحَرْبِ وَالدَّاهِيَةِ؛ وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ لِلْكُمَيْتِ: مآشيرُ مَا كَانَ الرَّخاءُ، حُسافَةٌ ... إِذَا الْحَرْبُ سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ بِشْرٍ: فَقَدْ حُلِبَتْ صُرامُ يُرِيدُ النَّاقَةَ الصَّرِمَةَ الَّتِي لَا لَبَنَ لَهَا، قَالَ: وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ وجعَل الاسمَ مَعْرِفَةً يُرِيدُ الدَّاهِيَةَ؛ قَالَ: وَيُقَوِّي قولَ الأَصمعي قولُ الْكُمَيْتِ: إِذَا الْحَرْبُ سمَّاها صرامَ الْمُلَقَّبُ وَتَفْسِيرُ بَيْتِ الْكُمَيْتِ قَالَ: يَقُولُ هُمْ مَآشِيرُ مَا كَانُوا فِي رَخَاءٍ وخِصْبٍ، وَهُمْ حُسافةٌ مَا كَانُوا فِي حَرْبٍ، وَالْحُسَافَةُ مَا تَنَاثَرَ مِنَ التَّمْرِ الْفَاسِدِ. والصَّريمةُ: القِطْعة مِنَ النَّخْلِ وَمِنَ الإِبل أَيْضًا. والصِّرْمَةُ: القِطْعة مِنَ السَّحَابِ. والصِّرْمَة: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل، قِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلَى الْخَمْسِينَ والأَربعين، فَإِذَا بَلَغَتِ السِّتِّينَ فَهِيَ الصِّدْعَة، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الأَربعين، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ عَشَرَةٍ إِلَى بِضْع عَشْرةَ. وَفِي كِتَابِهِ لِعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: فِي التَّبِعَةِ والصُّرَيْمةِ شَاتَانِ إِنِ اجْتَمَعَتَا، وَإِنْ تَفرّقتا فشاةٌ

_ (1). رواية ديوان زهير: بَكَرتُ عليه، غُدوةً، فرأَيتُه

شاةٌ ؛ الصُّرَيْمة تَصْغِيرُ الصِّرْمَةِ وَهِيَ الْقَطِيعُ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ، قِيلَ: هِيَ مِنَ الْعِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِينَ والأَربعين كَأَنَّهَا إِذَا بَلَغَتْ هَذَا الْقَدْرَ تَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهَا فيَقْطَعُها صاحبُها عَنْ مُعظَمِ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ، وَالْمُرَادُ بِهَا فِي الْحَدِيثِ مِنْ مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ شَاةً إِلَى الْمِائَتَيْنِ إِذَا اجْتَمَعَتْ فَفِيهَا شَاتَانِ، فَإِنْ كَانَتْ لِرَجُلَيْنِ وفُرِّق بَيْنَهُمَا فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شاةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: قَالَ لِمَوْلَاهُ أَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمةِ والغُنَيْمة ، يَعْنِي فِي الحِمى والمَرْعى، يُرِيدُ صَاحِبَ الإِبل الْقَلِيلَةِ وَالْغَنَمِ الْقَلِيلَةِ. والصِّرْمَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ السَّحَابِ، وَالْجَمْعُ صِرَمٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وهَبَّتِ الريحُ، مِنْ تلْقاءِ ذِي أُرْكٍ، ... تُزْجي مَعَ الليلِ، مِنْ صُرَّادِها، صِرَما «1» . والصُّرَّادُ: غَيْمٌ رَقِيقٌ لَا مَاءَ فِيهِ، جَمْعُ صارِدٍ. وأَصْرَمَ الرجلُ: افْتَقَرَ. وَرَجُلٌ مُصْرِمٌ: قَلِيلُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ. والأَصْرَمُ: كالمُصْرِم؛ قَالَ: وَلَقَدْ مَرَرْتُ عَلَى قَطيعٍ هالكٍ ... مِنْ مالِ أصْرَمَ ذِي عِيالٍ مُصْرِمِ يَعْنِي بِالْقَطِيعِ هُنَا السَّوْطَ؛ أَلَا تُرَاهُ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا: مِنْ بَعْدِ مَا اعْتَلَّتْ عليَّ مَطِيَّتي، ... فأَزَحْتُ عِلَّتَها، فظَلَّتْ تَرْتَمِي يَقُولُ: أَزَحْتُ عِلَّتَهَا بِضَرْبِي لَهَا. وَيُقَالُ: أَصْرَمَ الرجلُ إصْراماً فَهُوَ مصْرِمٌ إِذَا سَاءَتْ حَالُهُ وَفِيهِ تَماسُك، والأَصل فِيهِ: أَنَّهُ بَقِيَتْ لَهُ صِرْمة مِنَ الْمَالِ أَيْ قِطْعَةٌ؛ وَقَوْلُ أَبِي سَهْمٍ الهُذَلي: أَبوكَ الَّذِي لَمْ يُدْعَ مِنْ وُلْدِ غيرِه، ... وأنتَ بِهِ مِنْ سائرِ النَّاسِ مُصْرِمُ مُصْرِمٌ، يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ أَبٌ غَيْرُهُ وَلَمْ يَدْعُ هُوَ غيركَ؛ يَمْدَحُهُ ويُذَكِّره بالبِرِّ. وَيُقَالُ: كَلأٌ تَيْجَعُ مِنْهُ كَبِدُ المُصْرِمِ أَيْ أَنَّهُ كَثِيرٌ فَإِذَا رَآهُ القليلُ الْمَالِ تأَسف أَنْ لَا تَكُونَ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَةٌ يُرْعِيها فِيهِ. والمِصْرَمُ، بِالْكَسْرِ: مِنْجَلُ المَغازِليّ. والصِّرْمُ، بِالْكَسْرِ: الأَبياتُ المُجْتَمِعةُ الْمُنْقَطِعَةُ مِنَ النَّاسِ، والصِّرْم أَيضاً: الْجَمَاعَةُ مِنْ ذَلِكَ. والصِّرْمُ: الفِرْقة مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِالْكَثِيرِ، وَالْجَمْعُ أَصْرامٌ وأَصاريمُ وصُرْمانٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ الطَّرِمَّاحُ: يَا دارُ أَقْوَتْ بَعْدَ أَصرامِها ... عَامًا، وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ عامِها وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ أَصارِمَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَصاريم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وانْعَدَلَتْ عَنْهُ الأَصاريمُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: وَكَانَ يُغِيرُ عَلَى الصِّرمِ فِي عَماية الصُّبْحِ ؛ الصِّرْمُ: الجماعةُ يَنْزِلُونَ بِإِبِلِهِمْ نَاحِيَةً عَلَى مَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ المرأَة صاحبةِ الْمَاءِ: أَنَّهُمْ كَانُوا يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهم وَلَا يُغِيرُون عَلَى الصِّرْمِ الَّذِي هِيَ فِيهِ. وَنَاقَةٌ مُصَرَّمةٌ: مَقْطُوعَةُ الطُّبْيَيْنِ، وصَرْماءُ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ لأَن غُزْرَها انْقَطَعَ. التَّهْذِيبِ: وَنَاقَةٌ مُصَرَّمةٌ وَذَلِكَ أَنْ يُصَرَّمَ طُبْيُها فيُقْرَحَ عَمْداً حَتَّى يَفْسُدَ الإِحْليلُ فَلَا يَخْرُجُ اللَّبَنُ فَيَيْبَس وَذَلِكَ أَقْوَى لَهَا، وَقِيلَ: نَاقَةٌ مُصَرَّمةٌ وَهِيَ الَّتِي صَرَمَها الصِّرارُ فوَقَّذَها، وَرُبَّمَا صُرِمَتْ عَمْداً لتَسْمَنَ فتُكْوى؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: لُعِنتْ بمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ «2».

_ (1). في ديوان النابغة: ذي أُرُل بدل ذي أُرُك (2). صدر البيت: هَلْ تُبلِغَنِّي دارَها شدنيَّةٌ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ وَقَدْ تكونُ المُصَرَّمةُ الأَطْباءِ مِنِ انْقِطَاعِ اللَّبَنِ، وَذَلِكَ أَنْ يُصِيبَ الضَّرْعَ شيءٌ فيُكْوَى بِالنَّارِ فَلَا يَخْرُجُ مِنْهُ لَبَنٌ أَبَدًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَجُوزُ المُصَرَّمةُ الأَطباء ؛ يَعْنِي الْمَقْطُوعَةَ الضُّروع. والصَّرْماءُ: الْفَلَاةُ مِنَ الأَرض. الْجَوْهَرِيُّ: والصَّرْماء الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا. وفَلاة صَرْمَاءُ: لَا مَاءَ بِهَا، قَالَ: وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ «1». والأَصْرمانِ: الذِّئْبِ والغُرابُ لانْصِرامِهِما وَانْقِطَاعِهِمَا عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ المَرَّارُ: عَلَى صَرْماءَ فِيهَا أصْرَماها، ... وحِرِّيتُ الفَلاةِ بِهَا مَلِيلُ أَيْ هُوَ مَليل، قَالَ: كأَنه عَلَى مَلَّةٍ مِنَ القَلَق، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَلِيلٌ مَلَّتْه الشَّمْسُ أَيْ أَحرقته؛ وَمِنْهُ خُبْزةٌ مَلِيلٌ. وَتَرَكْتُهُ بوَحْشِ الأَصْرَمَيْنِ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ يَعْنِي الْفَلَاةَ. والصِّرْمُ: الخُفُّ المُنَعَّلُ. والصَّريمُ: العُودُ يُعَرَّضُ عَلَى فَمِ الجَدْي أَوِ الفَصِيل ثُمَّ يُشَدُّ إِلَى رأْسه لِئَلَّا يَرْضَعَ. والصَّيْرَمُ: الوَجْبَةُ. وأكلَ الصَّيْرَمَ أَيِ الوَجْبَةَ، وَهِيَ الأَكْلَةُ الواحِدةُ فِي الْيَوْمِ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يأْكل الصَّيْرَمَ إِذَا كَانَ يأْكل الوَجْبة فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ أَكْلَة عِنْدَ الضُّحَى إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الغَدِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ الصَّيْلَمُ أيضاً وهي الحَرْزَمُ «2»؛ وَأَنْشَدَ: وإنْ تُصِبْكَ صَيْلَمُ الصيَّالمِ، ... لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، فعَيشُ ناعِمِ وَفِي الْحَدِيثِ: فِي هَذِهِ الأُمة خَمْسُ فِتَنٍ قَدْ مَضَتْ أَرْبَعٌ وَبَقِيَتْ واحدةٌ وَهِيَ الصَّيْرَمُ ؛ وكأَنها بِمَنْزِلَةِ الصَّيْلَم، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ الَّتِي تستأْصل كُلَّ شَيْءٍ كأَنها فِتْنَةٌ قَطَّاعة، وَهِيَ مِنَ الصَّرْمِ القَطْعِ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. والصَّرُومُ: الناقةُ الَّتِي لَا تَرِدُّ النَّضِيحَ حَتَّى يَخْلُوَ لَهَا، تَنْصَرِمُ عَنِ الإِبل، وَيُقَالُ لَهَا القَذُورُ والكَنُوفُ والعَضادُ والصَّدُوفُ والآزِيَةُ، بِالزَّايِ. المُفَضَّلُ عَنْ أَبِيهِ: وصَرَمَ شَهْراً بِمَعْنَى مَكَثَ. والصَّرْمُ: الجِلْدُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَبَنُو صُرَيْمٍ: حَيٌّ. وصِرْمَةُ وصُرَيْم وأَصْرَمُ: أَسْمَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ غَيَّر اسْمَ أصْرَمَ فَجَعَلَهُ زُرْعةَ ، كَرِهَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ مَعْنَى الْقَطْعِ، وَسَمَّاهُ زُرْعةَ لأَنه مِنَ الزَّرْع النباتِ. صطم: الأُصْطُمَّةُ والأُصْطُمُّ: لُغَةٌ فِي الأُسْطُمَّة والأُسْطُمِّ فِي جَمِيعِ مَا تَصَرَّفَ مِنْهُ. صطخم: المُصْطَخِمُ: المُنْتَصِبُ الْقَائِمُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المُصْلَخِمُّ، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، قَالَ: والمُصْطَخِمُ فِي مَعْنَاهُ غَيْرَ أَنَّهَا مُخَفَّفَةُ الْمِيمِ. واصْطَخَمْتُ فأَنا مُصْطَخِمٌ إِذَا انْتَصَبْتَ قَائِمًا. الأَزهري: المُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ من ضَخَم وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ، قَالَ: وَلَمْ أَجِدْ لِصَخَمَ ذِكْرًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَكَانَ فِي الأَصل مُصْتَخِم فَقُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً كالمُصْطَخِبِ مِنَ الصَّخَبِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري أَيْضًا فِي الرُّبَاعِيِّ؛ قَالَ: وَأَنْشَدَ أَبُو الْعَبَّاسِ: يَوْمًا يَظَلُّ بِهِ الحِرْباءُ مُصْطَخِماً، ... كأَنَّ ضاحِيَهُ بالنارِ مَمْلُولُ قَالَ: مُصْطَخِمٌ سَاكِتٌ قَائِمٌ كأَنه غَضْبَانُ.

_ (1). قوله [قَالَ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ] ليس من قول الجوهري كما يتوهم، بل هو من كلام ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُحْكَمِ، وأول عبارته: وفلاة صرماء إلخ (2). قوله [وهي الحرزم] كذا بهذا الضبط في التهذيب ولم نجده بهذا المعنى فيما بأيدينا من الكتب

صطكم: الأُصْطُكْمةُ: خُبْزة المَلَّةِ. صقم: أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّيْقَمُ المُنْتِنُ الرَّائِحَةِ. صكم: صَكَمَه صَكْماً: ضَرَبَهُ وَدَفَعَهُ. وصَكَمَهُ صَكْمَةً: صَدَمه. اللَّيْثُ: الصَّكْمَةُ صَدْمة شَدِيدَةٌ بِحَجَرٍ أَوْ نَحْوِ حَجَرٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْر، وصواكِمُ الدَّهْرِ: مَا يُصِيبُ مِنْ نَوَائِبِهِ. وصَكَمَ الفرسُ يَصْكُمُ: عَضَّ عَلَى اللِّجَامِ ثُمَّ مَدَّ رأْسَه كأَنه يُرِيدُ أَنْ يُغَالِبَهُ. الأَصمعي: صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كُلُّهُ إِذَا دَفَعْتَه. صلم: صَلَمَ الشيءَ صَلْماً: قَطَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ، وَقِيلَ: الصَّلْمُ قَطْعُ الأُذن والأَنف مِنْ أَصلهما. صَلَمهما يَصْلِمُهما صَلْماً وصَلَّمَهُما إِذَا اسْتَأْصَلَهما، وأُذُنٌ صَلْماء لِرِقَّةِ شَحْمتها. وَعَبْدٌ مُصَلَّم وأَصْلَمُ: مقطوعُ الأُذن. وَرَجُلٌ أَصْلَمُ إِذَا كَانَ مُسْتَأْصَل الأُذنين. وَرَجُلٌ مُصَلَّم الأُذنين إِذَا اقْتُطِعَتا مِنْ أُصولهما. وَيُقَالُ للظَّليم مُصَلَّمُ الأُذنين كأَنه مْسْتَأْصَلُ الأُذنين خِلْقةً. والظَّلِيمُ مُصَلَّم، وُصِفَ بِذَلِكَ لِصِغَرِ أُذنيه وقِصَرِهِما؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أجْنَى، ... لَهُ، بالسِّيِّ، تَنُّومٌ وآءُ «1» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ لما قُتل أَخُوهُ مُصْعَبٌ: أَسْلَمَه النَّعامُ المُصَلَّمُ الآذانِ أَهلُ العراقِ ؛ يُقَالُ لِلنَّعَامِ مُصَلَّمٌ لأَنها لَا آذانَ لَهَا ظَاهِرَةً. والصَّلْمُ: القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ؛ فَإِذَا أُطلق عَلَى النَّاسِ فَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِ الذليلُ المُهانُ كَقَوْلِهِ: فإنْ أَنْتُمُ لَمْ تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُ، ... فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّمِ والأَصْلَمُ مِنَ الشِّعْر: ضَرْبٌ مِنَ الْمَدِيدِ وَالسَّرِيعِ عَلَى التَّشْبِيهِ. التَّهْذِيبُ: والأَصْلَم المُصَلَّمُ مِنَ الشِّعْر وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ السَّرِيعِ يَجُوزُ فِي قَافِيَّتِهِ فَعْلُن فَعْلُن كَقَوْلِهِ: لَيْسَ عَلَى طُولِ الحياةِ نَدَمْ، ... ومِنْ وَراءِ الموتِ مَا يُعْلَمْ والصَّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ لأَنها تَصْطَلِمُ، ويُسَمَّى السيفُ صَيْلَماً؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ، ... يَوْمَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى فأُعْقِبُوا بالصَّيْلَم أَيْ كَانَتْ عاقبتُهم الصَّيْلَمَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشاهدُ الصَّيْلَمِ الداهيةِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: دَسُّوا فَلِيقاً ثُمَّ دَسُّوا الصَّيْلَما وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فَيَكُونُ الصَّيْلَمُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَيِ الْقَطِيعَةُ المُنْكَرة. والصَّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: اخرُجُوا يَا أَهلَ مَكَّةَ قَبْلَ الصَّيْلَمِ كأَنِّي بِهِ أُفَيْحِجَ أُفَيْدِعَ يَهْدِمُ الكَعْبةَ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ صَنَمَ قَالَ: والصَّنَمَة الدَّاهِيَةُ، قَالَ الأَزهري: أَصْلُهَا صَلَمة. وَأَمْرٌ صَيْلَم: شَدِيدٌ مُستأْصِل، وَهُوَ الصَّيْلَميَّة. والصَّيْلَم: الأَمر المُسْتأْصِلُ، وَوَقْعَةٌ صَيْلَمَة مِنْ ذَلِكَ. والاصْطِلامُ: الاسْتِئْصالُ. واصْطُلِمَ الْقَوْمُ: أُبيدوا. والاصْطِلامُ إِذَا أُبيد قَومٌ مِنْ أَصلهم قِيلَ اصْطُلِمُوا. وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: وتُصْطَلَمُون فِي الثَّالِثَةِ ؛ الاصْطِلامُ افْتِعالٌ مِنَ الصَّلْمِ الْقَطْعُ.

_ (1). في ديوان زهير: أصَكّ، وهو المتقارب العرقوبين، بدل أسَكّ وهو القصير الأذن الصغيرها

وَفِي حَدِيثِ الهَدْيِ وَالضَّحَايَا: وَلَا المُصْطَلَمَةُ أَطْباؤُها. وَحَدِيثُ عَاتِكَةَ: لَئِنْ عدْتُم ليَصْطَلِمَنَّكم. والصَّيْلَمُ: الأَكْلَةُ الْوَاحِدَةُ كُلَّ يَوْمٍ. وَهُوَ يأْكل الصَّيْلَم: وَهِيَ أَكْلَةٌ فِي الضُّحَى، كَمَا تَقُولُ: هُوَ يأْكل الصَّيْرَمَ؛ حَكَاهُمَا جَمِيعًا يَعْقُوبُ. والصَّلامَةُ والصِّلامَةُ والصُّلامةُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ. والصُّلاماتُ والصِّلاماتُ: الْجَمَاعَاتُ والفِرَقُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وذَكَرَ فِتَناً فَقَالَ يَكُونُ الناسُ صُلاماتٍ [صِلاماتٍ] يَضْربُ بعضُهم رقابَ بَعْضٍ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ صُلامات [صِلامات] يَعْنِي الفِرَق مِنَ النَّاسِ يَكُونُونَ طوائفَ فتجْتَمع كلُّ فِرْقَةٍ عَلَى حِيالها تُقاتل أُخرى، وكلُّ جَمَاعَةٍ فَهِيَ صُلامَةٌ وصِلامَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: صَلامَةٌ بِفَتْحِ الصادِ؛ وأَنشد أَبُو الجَرَّاح: صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ، ... لَا ضَرَعٌ فِيهَا وَلَا مُذَكِّي والصَّلامَةُ: الْقَوْمُ المُسْتَوُون فِي السِّنِّ والشجاعةِ والسَّخاء. والصَّلَّام والصُّلَّامُ: لُبُّ نَوَى النَّبِقِ. التَّهْذِيبُ: الصُّلَّامُ الَّذِي فِي دَاخِلِ نَواةِ النَّبِقَةِ يُؤْكَلُ، وهو الأُلْبُوبُ. صلخم: بَعِيرٌ صِلَّخْم صِلَّخْدٌ وصَلْخَمٌ مِثْلُ سَلْهَبٍ ومُصْلَخِمٌّ، كُلُّ ذَلِكَ: جَسِيمٌ شديدٌ ماضٍ؛ وأَنشد: وأَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَمِ وَقَالَ آخَرُ: إِنْ تسْأَلِيني: كيفَ أَنْتَ؟ فإنَّنِي ... صَبُورٌ عَلَى الأَعداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَم والصَّلَخْدَمُ: خُمَاسِيٌّ أَصله مِنَ الصَّلْخم والصَّلْخد، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ كَلِمَةٌ خُمَاسِيَّةٌ أَصْلِيَّةٌ فَاشْتَبَهَتِ الْحُرُوفُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ؛ قَالَ الفرَّاء: وَمِنْ نَادِرِ كَلَامِهِمْ: مُسْتَرْعِلات لِصِلَّلْخم سَامِي يُرِيدُ لِصِلَّخْم فَزَادَ لَامًا؛ وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: لِبَلْخَ مَخْشيّ الشَّذَا مُصْلَخْمِمِ فَضَاعَفَ الْمِيمَ كَمَا تَرَى. أَبُو عَمْرٍو: المُصلَخِمُّ والمُصْلَخِدُّ المُنْتَصِبُ الْقَائِمُ، والمُصْطَخِمُ خَفِيفُ الْمِيمِ فِي مَعْنَاهُمَا؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا اصْلَخَمَّ لَمْ يُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ أَيْ غَضَبٍ، قَالَهُ شَمِرٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: انْتَصَبَ. وَجَبَلٌ صِلَّخْمٌ ومُصْلَخِمٌّ: صُلْبٌ مُمْتَنِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَنْ صائلٍ عاسٍ إِذَا مَا اصْلَخْمَما وَفِي الْحَدِيثِ: عُرِضَتِ الأَمانةُ عَلَى الْجِبَالِ الصُّمِّ الصَّلاخِمِ أَيِ الصِّلابِ المانعةِ، الواحدُ صَلْخَمٌ؛ قَالَ: ورَأْس عِزّ راسِياً صِلَّخْمَا والمُصْلَخِمُّ: الغَضْبان. واصْلَخَمَّ اصْلِخْماماً إِذَا انْتَصَبَ قَائِمًا. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: المُصْلَخِمُّ المُسْتَكبر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حَمِيرًا: فظَلَّتْ بمَلْقَى واجِفٍ جَزِع المَعَى ... قِياماً، تُفالي مُصْلَخِمّاً أمِيرَها أَيْ مُسْتَكْبِرًا لَا يُحَرِّكُهَا وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا. وَقَالَ: المُصْلَخِمُّ والمُطْلَخِمُّ والمُطْرَخِمُّ واحد. صلخدم: الصَّلَخْدَمُ: الْجَمَلُ الْمَاضِي الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الْمِيمُ زَائِدَةٌ. والصَّلَخْدمُ: الصُّلْبُ القَوِيُّ؛ وأَنشد الأَزهري فِي الخُماسِيّ:

إِنْ تسْأَلِيني: كَيْفَ أَنْتَ؟ فإنَّني ... صَبُورٌ عَلَى الأَعداء جَلْدٌ صَلَخْدَم قَالَ: والصَّلَخْدَمُ خُمَاسِيٌّ أَصله مِنَ الصَّلْخَمِ والصَّلْخَدِ، قَالَ: وَيُقَالُ بَلْ هُوَ كَلِمَةٌ خُماسية أَصلية فاشْتَبَهتِ الحروفُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. صلدم: الصِّلْدِمُ والصُّلادِمُ: الشَّدِيدُ الحافرِ، وَقِيلَ الصِّلْدِم الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ مِنَ الْحَافِرِ، والأُنثى صِلْدِمَة وصُلادِمَةٌ، وعمَّ بِهِ بَعْضَهُمْ وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الْخَلِيلِ، وَجَمْعُهُ صَلادِمُ. الْجَوْهَرِيُّ: فَرَسٌ صِلْدِمٌ، بِالْكَسْرِ، صُلْبٌ شَدِيدٌ، والأُنثى صِلْدِمَة. ورأْسٌ صِلْدِمٌ وصُلادِمٌ، بِالضَّمِّ: صُلب؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: مِنْ كلِّ كَوْماءِ السَّنامِ فاطمِ، ... تَشْحَى، بمُسْتَنِّ الذَّنوبِ الرَّاذِمِ، شِدْقَيْنِ فِي رأْسٍ لَهَا صُلادِمِ وَالْجَمْعُ صَلادِمُ، بِالْفَتْحِ. والصِّلْدامُ: الشَّدِيدُ كالصِّلْدِمِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَلَوْ مالَ مَيْلٌ مِنْ تَمِيمٍ عَلَيْكُمُ، ... لأَمَّكَ صِلْدامٌ مِنَ العِيسِ قارِحُ صلقم: الصَّلْقَمَةُ: تصادُمُ الأَنْيابِ؛ وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ: أَصْلَقَه العِزِّ بنابٍ فاصْلَقمْ وَيُقَالُ: الْمِيمُ زَائِدَةٌ. والصَّلْقَمُ: الَّذِي يَقرعُ بعضَها بِبَعْضٍ. وصَلْقَمَ: قَرَعَ بَعْضَ أَنيابه بِبَعْضٍ؛ قَالَ كُراع: الأَصل الصَّلْق، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ رُبَاعِيٌّ. والصَّلْقَمُ والصِّلْقِمُ: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيرُ الشَّدِيدُ العضِّ والفَكِّ، وَالْجَمْعُ صَلاقِمُ وصَلاقِمةٌ، الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمَاعَةِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: جَمادٌ بِهَا البَسْباسُ، يُرْهِصُ مُعْزُها ... بَناتِ المَخاضِ والصَّلاقِمةَ الحُمْرا التَّهْذِيبُ: والصِّلْقامُ الضَّخْمُ مِنَ الإِبل؛ وأَنشد: يَعْلُو صَلاقيمَ العِظامِ صِلْقِمُه أَيْ جِسْمُه الْعَظِيمُ. والصَّلْقَمُ: الشَّدِيدُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمُصْلَقِمُّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الشَّدِيدُ الأَكْلِ. والمُصْلَقِمُّ أَيضاً: المرأَة الْكَبِيرَةُ، أَزالوا الْهَاءَ كَمَا أَزالوها مِنْ مُتْئِمٍ وَنَحْوِهَا. أَبو عَمْرٍو: الصِّلْقِمُ الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ؛ وأَنشد لخُلَيْدٍ اليَشْكُرِيّ: فَتِلْكَ لَا تُشْبِه أُخْرى صِلْقِما، ... صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كِرْزِما صلهم: الصِّلْهامُ: مِنْ صِفَاتِ الأَسد «1». واصْلَهَمَّ الشيءُ: صَلُبَ واشْتَدَّ. صمم: الصَّمَمُ: انْسِدادُ الأُذن وثِقَلُ السَّمْعِ. صَمَّ يَصَمُّ وصَمِمَ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ نادرٌ، صَمّاً وصمَماً وأَصَمَّ وأَصَمَّهُ اللهُ فصَمَّ وأَصَمَّ أَيْضًا بِمَعْنَى صَمَّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَشَيْخاً، كالوَليدِ، برَسْمِ دارٍ ... تُسائِلُ مَا أَصَمَّ عَنِ السُّؤالِ؟ يَقُولُ تُسائِلُ شَيْئًا قَدْ أَصَمَّ عَنِ السُّؤَالِ، وَيُرْوَى: أَأَشْيَبَ كَالْوَلِيدِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: نَصَبَ أَشْيَبَ عَلَى الْحَالِ أَيْ أَشائباً تُسائِلُ رَسْمَ دارٍ كَمَا يفعل الوليدُ،

_ (1). قوله [من صفات الأَسد] ويقال رجل صلهام بكسر الصاد أيضاً جريء كما في التكملة

وَقِيلَ: إنَّ مَا صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا لِابْنِ أَحمر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى ... بآخِرِنا، وتَنْسى أَوَّلِينا يَدْعُو عَلَيْهَا أَيْ لَا جَعْلَهَا اللَّهُ تَدْعُو إلَّا أصَمَّ. يُقَالُ: نَادَيْتُ فُلَانًا فأَصْمَمْتُه أَيْ أَصَبْتُه أَصَمَّ، وَقَوْلُهُ تَحَجَّى بآخِرنا: تَسْبقُ إِلَيْهِمْ باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ وأَصْمَمْتُه: وَجَدْتُه أَصَمَّ. وَرَجُلٌ أَصَمُّ، وَالْجَمْعُ صُمٌّ وصُمَّانٌ؛ قَالَ الجُلَيْحُ: يَدْعُو بِهَا القَوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ وأَصَمَّه الداءُ وتَصامَّ عَنْهُ وتَصامَّه: أَراه أَنه أَصَمُّ وَلَيْسَ بِهِ. وتَصامَّ عَنِ الْحَدِيثِ وتَصامَّه: أَرى صاحِبَه الصَّمَمَ عَنْهُ؛ قَالَ: تَصامَمْتُه حَتَّى أَتاني نَعِيُّهُ، ... وأُفْزِعَ مِنْهُ مُخْطئٌ ومُصيبُ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ: ومَنْهَلٍ أَعْوَرِ إحْدى العَيْنَيْن، ... بَصيرِ أُخْرى وأَصَمَّ الأُذُنَيْن قد تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي تَرْجَمَةِ عَوَرَ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمانِ: الصُّمَّ البُكْمَ «1» رُؤوسَ الناسِ ، جَمْعُ الأَصَمِّ وَهُوَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ، وأَراد بِهِ الَّذِي لَا يَهْتَدي وَلَا يَقْبَلُ الحَقَّ مِنْ صَمَمِ العَقل لَا صَمَمِ الأُذن؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضًا: قُلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبٍ ... حِلْمي أَصَمُّ وأُذْني غَيرُ صَمَّاءِ اسْتَعَارَ الصَّمَم لِلْحِلْمِ وَلَيْسَ بِحَقِيقَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ هُوَ أَيْضًا: أجَلْ لَا، ولكنْ أنتَ أَلأَمُ مَنْ مَشى، ... وأَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ ذاتِ صَليلِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَعْنِي الأَرض، وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الْمَاءِ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ، يَعْنِي الأَرضَ. والصَّمَّاءُ مِنَ الأَرض: الغليظةُ. وأَصَمَّه: وَجَدَه أَصَمَّ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ ابْنِ أَحمر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى ... بآخِرِنا، وتَنْسى أَوَّلِينا أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لَا يَسْمَعون عذْلَها عَلَى وَجْهِ الدُّعاء. وَيُقَالُ: نَادَيْتُهُ فأَصْمَمْتُه أَيْ صادَفْتُه أَصَمَّ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بكلمةٍ أصَمَّنِيها الناسُ أَيْ شغَلوني عَنْ سَمَاعِهَا فكأَنهم جَعَلُونِي أَصَمَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الفِتْنةُ الصَّمَّاءُ العَمْياء ؛ هِيَ الَّتِي لَا سَبِيلَ إِلَى تَسْكِينِهَا لِتَنَاهِيهَا فِي ذَهَابِهَا لأَن الأَصَمَّ لَا يَسْمَعُ الِاسْتِغَاثَةَ وَلَا يُقْلِعُ عَمَّا يَفْعَلُه، وَقِيلَ: هِيَ كَالْحَيَّةِ الصَّمَّاء الَّتِي لَا تَقْبَلُ الرُّقى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: والفاجِرُ كالأَرْزَةِ صَمَّاءَ أَيْ مُكْتَنزةً لَا تَخَلْخُلَ فِيهَا. اللَّيْثُ: الصَّمَمُ فِي الأُذُنِ ذهابُ سَمْعِها، في القَناة اكْتِنازُ جَوفِها، وَفِي الْحَجَرِ صَلابَتُه، وَفِي الأَمر شدَّتُه. وَيُقَالُ: أُذُنٌ صَمَّاءُ وقَناة صَمَّاءُ وحَجَرٌ أَصَمُّ وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْكَافِرِينَ: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ؛ التَّهْذِيبُ: يَقُولُ القائلُ كَيْفَ جعلَهم اللَّهُ صُمّاً وَهُمْ يَسْمَعُونَ، وبُكْماً وَهُمْ نَاطِقُونَ، وعُمْياً وَهُمْ يُبْصِرون؟ وَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَنَّ سَمْعَهُم لَمَّا لَمْ يَنْفَعْهم لأَنهم

_ (1). قوله [الصم البكم] بالنصب مفعول بالفعل قبله، وهو كما في النهاية: وأن ترى الحفاة العراة الصم إلخ

لَمْ يَعُوا بِهِ مَا سَمِعوا، وبَصَرَهُم لَمَّا لَمْ يُجْدِ عَلَيْهِمْ لأَنهم لَمْ يَعْتَبِروا بِمَا عايَنُوه مِنْ قُدْرة اللَّهِ وخَلْقِه الدالِّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ، ونُطْقَهم لَمَّا لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا إِذْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ إِيمَانًا يَنْفَعهم، كَانُوا بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَعي؛ ونَحْوٌ منه قَوْلِ الشَّاعِرِ: أصَمُّ عَمَّا ساءَه سَمِيعُ يَقُولُ: يَتَصامَمُ عما يَسُوءُه وإن سَمِعَه فَكَانَ كأَنه لَمْ يَسْمَعْ، فَهُوَ سَمِيعٌ ذُو سَمْعٍ أَصَمُّ فِي تَغَابِيهِ عَمَّا أُريد بِهِ. وصَوْتٌ مُصِمٌّ: يُصِمُّ الصِّماخَ. وَيُقَالُ لصِمامِ القارُورة: صِمَّةٌ. وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه صَمّاً وأَصَمَّه: سَدَّه وشَدَّه، وصِمامُها: سِدادُها وشِدادُها. والصِّمامُ: مَا أُدْخِلَ فِي فَمِ الْقَارُورَةِ، والعِفاصُ مَا شُدَّ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ صِمامَتُها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إِذا شَدَدْتَ رَأْسَها. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ صَمَمْتُ الْقَارُورَةَ أَي سَدَدْتُها. وأَصْمَمْتُ الْقَارُورَةَ أَي جَعَلْتُ لَهَا صِماماً. وَفِي حَدِيثِ الْوَطْءِ: فِي صِمامٍ وَاحِدٍ أَي فِي مَسْلَكٍ واحدٍ؛ الصِّمامُ: مَا تُسَدُّ بِهِ الفُرْجةُ فَسُمِّيَ بِهِ الفَرْجُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِي موضعِ صِمامٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ويقال: صَمَّه بالعصا يَصُمُّه صَمّاً إِذا ضَرَبه بِهَا وَقَدْ صَمَّه بِحَجَرٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: صُمَّ إِذا ضُرِب ضَرْباً شَدِيدًا. وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه صَمّاً: سَدَّةُ وضَمَّدَه بِالدَّوَاءِ والأَكُولِ. وداهيةٌ صَمَّاءُ: مُنْسَدَّة شَدِيدَةٌ. وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ الشديدةِ: صَمَّاءُ وصَمامِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: صَمَّاءُ لَا يُبْرِئُها مِنَ الصَّمَمْ ... حَوادثُ الدَّهْرِ، وَلَا طُولُ القِدَمْ وَيُقَالُ لِلنَّذِيرِ إِذا أَنْذَر قَوْمًا مِنْ بَعِيدٍ وأَلْمَعَ لَهُمْ بِثَوْبِهِ: لَمَع بهم لَمْعَ الأَصَمّ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا كَثُر إِلماعُه بِثَوْبِهِ كَانَ كأَنه لَا يَسْمَعُ الجوابَ فَهُوَ يُدِيمُ اللَّمْعَ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قولُ بِشْر: أَشارَ بِهِمْ لَمْعَ الأَصَمّ، فأَقْبَلُوا ... عَرانِينَ لَا يَأْتِيه لِلنَّصْرِ مُجْلِبُ أَي لَا يأْتيه مُعِينٌ مِنْ غَيْرِ قَوْمِهِ، وإِذا كَانَ المُعينُ مِنْ قَوْمِهِ لَمْ يَكُنْ مُجْلِباً. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ. وفتنةٌ صَمَّاءُ: شَدِيدَةٌ، وَرَجُلٌ أَصَمُّ بَيّنُ الصَّمَمِ فِيهِنَّ، وقولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنيها، وَقِيلَ: لَصَمَمِها إِذا عَطِشَت؛ قَالَ: رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا، ... كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبها بردُ الْمَا والأَصَمُّ: رَجَبٌ لِعَدَمِ سَمَاعِ السِّلَاحِ فِيهِ، وَكَانَ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ اللَّهِ الأَصَمَّ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ لَا يُسْمَع فِيهِ صوتُ مستغيثٍ وَلَا حركةُ قتالٍ وَلَا قَعْقَعةُ سِلَاحٍ، لأَنه مِنَ الأَشهر الحُرُم، فَلَمْ يَكُنْ يُسْمع فِيهِ يَا لَفُلانٍ وَلَا يَا صَبَاحاه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ رَجَبٌ ؛ سُمِّيَ أَصَمَّ لأَنه كَانَ لَا يُسمع فِيهِ صَوْتُ السِّلَاحِ لِكَوْنِهِ شَهْرًا حَرَامًا، قَالَ: وَوُصِفَ بالأَصم مَجَازًا وَالْمُرَادُ بِهِ الإِنسان الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ، كَمَا قِيلَ ليلٌ نائمٌ، وَإِنَّمَا النَّائِمُ مَنْ فِي اللَّيْلِ، فكأَنَّ الإِنسانَ فِي شَهْرِ رجَبٍ أَصَمَّ عَنْ صَوْتِ السِّلَاحِ، وَكَذَلِكَ مُنْصِلُ الأَلِّ؛ قَالَ: يا رُبَّ ذِي خالٍ وَذِي عَمّ عَمَمْ ... قَدْ ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ فِي الشَّهْرِ الأَصَمْ والأَصَمُّ مِنَ الحياتِ: مَا لَا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأَنه

قَدْ صَمَّ عَنْ سَماعِها، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الْعَقْرَبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَرَّطَكِ اللهُ، عَلَى الأُذْنَيْنِ، ... عَقارباً صُمّاً وأَرْقَمَيْنِ وَرَجُلٌ أَصَمُّ: لَا يُطْمَعُ فِيهِ وَلَا يُرَدُّ عن هَواه كأَنه يُنادَى فَلَا يَسْمَعُ. وصَمَّ صَداه أَيْ هَلَك. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمَّ اللهُ صَدَى فلانٍ أَيْ أَهلكه، والصَّدَى: الصَّوْتُ الَّذِي يَرُدُّه الجبلُ إِذَا رَفَع فِيهِ الإِنسانُ صَوْتَه؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها، ... واسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِق السائِلِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل مَهْمَا يُقَلْ تَقُلْ؛ يُرِيدُونَ بابْنةِ الْجَبَلِ الصَّدَى. وَمِنْ أَمثالهم: أَصَمُّ عَلَى جَمُوحٍ «2»؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الَّذِي هَذِهِ الصِّفَةُ صِفَتُهُ؛ قَالَ: فأَبْلِغْ بَني أَسَدٍ آيَةً، ... إِذَا جئتَ سَيِّدَهم والمَسُودَا فأُوصِيكمُ بطِعانِ الكُماةِ، ... فَقَدْ تَعْلَمُونَ بأَنْ لَا خُلُودَا وضَرْبِ الجَماجِمِ ضَرْبَ الأَصَمِّ ... حَنْظَلَ شابَةَ، يَجْني هَبِيدَا وَيُقَالُ: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إِذَا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الأَصَمَّ إِذَا بالَغَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُقَصِّرٌ فَلَا يُقْلِعُ. وَيُقَالُ: دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إِذَا بَالَغَ بِهِ فِي النِّدَاءِ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ فَلاةً: يُدْعَى بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ ودَهْرٌ أَصَمُّ: كأَنَّه يُشْكى إِلَيْهِ فَلَا يَسْمَع. وقولُهم: صَمِّي صَمامِ؛ يُضْرَب لِلرَّجُلِ يأْتي الداهِيةَ أَيِ اخْرَسي يَا صَمامِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ لِلدَّاهِيَةِ: صَمِّي صَمامِ، مِثْلُ قَطامِ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ أَيْ زِيدي؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَسْود بْنِ يَعْفُر: فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانُها، ... صَمِّي، لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمَامِ وَيُقَالُ: صَمِّي ابنةَ الْجَبَلِ، يَعْنِي الصَّدَى؛ يُضْرَبُ أَيضاً مَثَلًا لِلدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَةِ كأَنه قيل له اخْرَسِي يَا دَاهِيَةُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للحيَّةِ الَّتِي لَا تُجِيبُ الرَّاقِيَ صَمّاءُ، لأَن الرُّقى لَا تَنْفَعُهَا؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْحَرْبِ إِذَا اشتدَّت وسُفِك فِيهَا الدِّماءُ الكثيرةُ: صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم؛ يُرِيدُونَ أَن الدِّمَاءَ لَمَّا سُفِكت وَكَثُرَتِ اسْتَنْقَعَتْ فِي المَعْرَكة، فَلَوْ وَقَعَتْ حصاةٌ عَلَى الأَرض لَمْ يُسمع لَهَا صَوْتٌ لأَنها لَا تَقَعُ إِلَّا فِي نَجِيعٍ، وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد إِمرؤ الْقَيْسِ بِقَوْلِهِ صَمِّي ابنةَ الجبلِ، وَيُقَالُ: أَراد الصَّدَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ حَصاةٌ بدمٍ يَنبغي أَنْ يَكُونَ حَصَاةً بِدَمِي، بِالْيَاءِ؛ وبيتُ إِمرئ الْقَيْسِ بِكَمَالِهِ هُوَ: بُدِّلْتُ مِنْ وائلٍ وكِنْدةَ عَدْوانَ ... وفَهْماً، صَمِّي ابنةَ الجَبَلِ قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهامِ وطنِسوان ... قِصار، كهَيْئةِ الحَجَلِ الْمُحْكَمِ: صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أَيْ أَنَّ الدَّمَ كَثُرَ حَتَّى أُلْقيت فِيهِ الحَصاةُ فَلَمْ يُسْمَع لَهَا صَوْتٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لسَدُوسَ بِنْتِ ضباب:

_ (2). قوله [وَمِنْ أَمثالهم أَصم عَلَى جموح إلخ] المناسب أن يذكر بعد قوله: كَأَنَّهُ يُنَادَى فَلَا يَسْمَعُ كما هي عبارة المحكم

إنِّي إِلَى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبةٍ ... أَدْعُو حُبَيْشاً، كَمَا تُدْعى ابْنَةُ الجَبلِ أَيْ أُنَوِّهُ كَمَا يُنَوَّهُ بابنةِ الْجَبَلِ، وَهِيَ الحيَّة، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ. يُقَالُ: صَمِّي صَمامِ، وصَمِّي ابْنةَ الْجَبَلِ. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ؛ وَقَالَ: صَمَّاءُ لَا يُبْرِئُها طُولُ الصَّمَمْ أَيْ داهيةٌ عارُها باقٍ لَا تُبْرِئها الحوادثُ. وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِهِ فِي الأَمثال قَالَ: صَمِّي ابنةَ الْجَبَلِ، يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الأَمر يُسْتَفْظَعُ. وَيُقَالُ: صَمَّ يَصَمُّ صَمَماً؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِابْنَةِ الْجَبَلِ الصَّدَى؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: إِذَا لَقِيَ السَّفِيرَ بِهَا، وَقَالَا ... لَهَا: صَمِّي ابْنَةَ الجبلِ، السّفِيرُ يَقُولُ: إِذَا لَقِي السفِيرُ السَّفِيرَ وَقَالَا لِهَذِهِ الدَّاهِيَةِ صَمِّي ابنةَ الْجَبَلِ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهَا صَخْرَةٌ، قَالَ: وَيُقَالُ صَمِّي صَمامِ؛ وَهَذَا مَثَلٌ إِذَا أَتَى بداهيةٍ. وَيُقَالُ: صَمَامِ صَمَامِ، وَذَلِكَ يُحْمَل عَلَى مَعْنَيَيْنِ: عَلَى مَعْنَى تَصامُّوا واسْكُتوا، وَعَلَى مَعْنَى احْمِلُوا عَلَى العدُوّ، والأَصَمُّ صفة غالبة؛ قال: جَاؤُوا بِزُورَيْهمْ وجئْنا بالأَصَمْ وَكَانُوا جاؤوا بِبعيرين فعَقَلوهما وَقَالُوا: لَا نَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّ هَذَانِ. والأَصَمُّ أَيْضًا: عبدُ اللَّهِ بنُ رِبْعِيٍّ الدُّبَيْريّ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعرابي. والصَّمَمُ فِي الحَجَر: الشِّدَّةُ، وَفِي القَناةِ الاكتِنازُ. وحَجرٌ أَصَمُّ: صُلْبٌ مُصْمَتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ اشْتِمال الصّمَّاءِ ؛ قَالَ: هُوَ أَنْ يَتجلَّلَ الرجلُ بثوبْهِ وَلَا يرفعَ مِنْهُ جَانِبًا، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا صَمَّاء لأَنه إِذَا اشْتَمل بِهَا سَدَّ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ المَنافذَ كلَّها، كأَنَّها لَا تَصِل إِلَى شَيْءٍ وَلَا يَصِل إِلَيْهَا شيءٌ كَالصَّخْرَةِ الصَّمّاء الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خَرْقٌ وَلَا صَدْع؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: اشْتِمال الصَّمَّاءِ أَنْ تُجلِّلَ جَسَدَك بتوبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْراب بأَكْسيَتِهم، وَهُوَ أَنْ يرُدَّ الكِساءَ مِنْ قِبَلِ يمينِه عَلَى يدهِ الْيُسْرَى وعاتِقِه الأَيسر، ثُمَّ يَرُدَّه ثَانِيَةً مِنْ خلفِه عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى وعاتِقِه الأَيمن فيُغَطِّيَهما جَمِيعًا، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ أَن الفُقهاء يَقُولُونَ: هُوَ أَنْ يَشْتَمِلَ بثوبٍ واحدٍ ويَتغَطَّى بِهِ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، ثُمَّ يَرْفَعُهُ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْهِ فيَضَعَه عَلَى مَنْكِبَيْهِ فيَبْدُوَ مِنْهُ فَرْجُه، فَإِذَا قُلْتَ اشْتَمل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنك قُلْتَ اشْتَملَ الشِّمْلةَ الَّتِي تُعْرَف بِهَذَا الِاسْمِ، لأَن الصَّمَّاءَ ضَرْبٌ مِنَ الِاشْتِمَالِ. والصَّمَّانُ والصَّمَّانةُ: أرضٌ صُلْبة ذَاتُ حِجَارَةٍ إِلَى جَنْب رَمْل، وَقِيلَ: الصّمَّان موضعٌ إِلَى جَنْبِ رملِ عالِجٍ. والصَّمّانُ: موضعٌ بِعالِجٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: الصَّمَّانُ أرضٌ غَلِيظَةٌ دُونَ الْجَبَلِ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ شَتَوْتُ الصَّمّانَ شَتْوَتَيْن، وَهِيَ أَرْضٌ فِيهَا غِلَظٌ وارْتفاعٌ، وَفِيهَا قِيعانٌ واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْر، عَذِيَةٌ ورِياضٌ مُعْشِبةٌ، وَإِذَا أَخصبت الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جميعُها، وَكَانَتِ الصَّمَّانُ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ لِبَنِي حَنْظَلَةَ، والحَزْنُ لِبَنِي يَرْبُوع، والدَّهْناءُ لجَماعتهم، والصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء. وصَمَّه بِالْعَصَا: ضَرَبَه بِهَا. وصَمَّه بحجرٍ وصَمَّ رأْسَه بِالْعَصَا وَالْحَجَرِ وَنَحْوَهُ صَمّاً: ضَرَبَهُ. والصِّمَّةُ: الشجاعُ، وجَمْعُه صِمَمٌ. وَرَجُلٌ صِمَّةٌ: شُجَاعٌ. والصِّمُّ والصِّمَّةُ، بِالْكَسْرِ: مِنْ أَسماء الأَسد لِشَجَاعَتِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصِّمُّ، بِالْكَسْرِ، مِنْ أَسْمَاءِ الأَسدِ والداهيةِ. والصِّمَّةُ: الرجلُ الشُّجَاعُ، والذكرُ مِنَ الْحَيَّاتِ، وَجَمْعُهُ صِمَمٌ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ

دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة؛ وَقَوْلُ جَرِيرٌ: سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها، ... فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها «1» . أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً. وصَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّب فَلَمْ يُرْسِلْ مَا عَضّ. وصَمَّمَ الحَيّةُ فِي عَضَّتِه: نَيَّبَ؛ قَالَ المُتَلمِّس: فأَطْرَقَ إِطْراقَ الشُّجاعِ، وَلَوْ رَأَى ... مَساغاً لِنابَيْه الشُّجاعُ لَصَمَّما وأَنشده بَعْضُ المتأَخرين مِنَ النَّحْوِيِّينَ: لِناباه؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَنشده الْفَرَّاءُ لِنَابَاهُ عَلَى اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ لِبَعْضِ الْعَرَبِ «2». والصَّمِيمُ: العَظْمُ الَّذِي بِهِ قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ الرأْس؛ وَبِهِ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: هُوَ مِنْ صَمِيم قَوْمِهِ إِذَا كَانَ مِنْ خالِصِهم، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ مِنْهُ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ، يَوْمَ تأَلَّبَتْ ... عَلَيْنَا تَميمٌ مِنْ شَظىً وصَمِيمِ وصَمِيمُ كلِّ شَيْءٍ: بُنْكه وخالِصهُ. يُقَالُ: هُوَ فِي صَميم قَوْمِه. وصَميمُ الحرِّ وَالْبَرْدِ: شدّتُه. وصَميمُ القيظِ: أَشدُّه حَرًّا. وصَميمُ الشِّتَاءِ: أَشدُّه برْداً؛ قَالَ خُفَاف بْنُ نُدْبَةَ: وإنْ تَكُ خَيْلي قَدْ أُصِيبَ صَمِيمُها، ... فعَمْداً عَلَى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مَالِكًا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَانَ صَميمَ خيلهِ يَوْمَئِذٍ مُعَاوِيَةُ أَخُو خَنْساء، قَتَلَهُ دُرَيْدٌ وَهَاشِمٌ ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده: إِنْ تكُ خَيْلِي، بِغَيْرِ وَاوٍ عَلَى الْخُرْمِ لأَنه أَول الْقَصِيدَةِ. وَرَجُلٌ صَمِيمٌ: مَحْضٌ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ والمؤنتُ. والتَّصْميمُ: المُضِيُّ فِي الأَمر. أَبو بَكْرٍ: صَمَّمَ فلانٌ عَلَى كَذَا أَي مَضَى عَلَى رأْيه بَعْدَ إِرادته. وصَمَّمَ فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ أَيْ مَضَى؛ قَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْر: وحَصْحَصَ فِي صُمِّ القَنَا ثَفِناتِهِ، ... وناءَ بِسَلْمَى نَوْءةً ثُمَّ صَمَّما وَيُقَالُ لِلضَّارِبِ بِالسَّيْفِ إِذَا أَصابَ الْعَظْمَ فأَنْفذ الضَّرِيبَةَ: قَدْ صَمَّمَ، فَهُوَ مُصَمِّم، فَإِذَا أَصاب المَفْصِل، فَهُوَ مُطَبِّقٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: يُصَمِّمُ أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ الْعَظْمِ ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل. والمُصَمِّمُ مِنَ السُّيوف: الَّذِي يَمُرُّ فِي العِظام، وَقَدْ صَمَّمَ وصَمْصَمَ. وصَمَّمَ السيفُ إِذَا مَضَى فِي الْعَظْمِ وقطَعَه، وَأَمَّا إِذَا أَصاب المَفْصِلَ وَقَطَعَهُ فَيُقَالُ طَبَّقَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَيْفًا: يُصَمِّم أَحْياناً وَحِينًا يُطَبِّق وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: صارِمٌ لَا يَنْثَني؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: صَمْصامَةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ إِنَّمَا ذَكَّرَه عَلَى مَعْنَى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: لَوْ وَضَعْتم الصَّمْصامةَ عَلَى رَقبَتي ؛ هِيَ السَّيْفُ الْقَاطِعُ، وَالْجَمْعُ صَماصِم. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم أَي جعلوها لهم بمنزلة

_ (1). قوله [سعرت عليك إلخ] قال الصاغاني في التكملة: الرواية سعرنا (2). أي أَنه منصوب بالفتحة المقدرة على الأَلف للتعذر

الأَرْدِية لحَمْلِهم لَهَا وحَمْلِ حَمائِلها عَلَى عَواتِقهم. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّمْصامَةُ اسمٌ للسيفِ الْقَاطِعِ والليلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّمْصامُ والصَّمْصامةُ السيفُ الصارِمُ الَّذِي لَا يَنْثني؛ والصَّمْصامةُ: اسمُ سيفِ عَمْرو بن معديكرب، سَمَّاه بِذَلِكَ وَقَالَ حِينَ وَهَبَه: خَليلٌ لمْ أَخُنْهُ وَلَمْ يَخُنِّي، ... عَلَى الصَّمْصامةِ السَّيْفِ السَّلامُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: عَلَى الصَّمْصامةِ أَم سَيْفي سَلامِي «1» . وَبَعْدَهُ: خَليلٌ لَمْ أَهَبْهُ مِنْ قِلاهُ، ... ولكنَّ المَواهِبَ فِي الكِرامِ «2». حَبَوْتُ بِهِ كَريماً مِنْ قُرَيْشٍ، ... فَسُرَّ بِهِ وصِينَ عَنِ اللِّئامِ يَقُولُ عَمْرٌو هَذِهِ الأَبياتَ لَمَّا أَهْدَى صَمْصامتَه لسَعِيد ابن الْعَاصِ؛ قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ صَمْصامة غيرَ مُنوّن مَعْرِفَةً للسَّيْف فَلَا يَصْرِفه إِذَا سَمَّى بِهِ سيْفاً بِعَيْنِهِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ: تَصْميمَ صَمْصامةَ حينَ صَمَّما ورجلٌ صَمَمٌ وصِمْصِمٌ وصَمْصامٌ وصَمْصامةٌ وصُمَصِمٌ وصُماصِمٌ: مُصَمِّمٌ، وَكَذَلِكَ الفَرَسُ، الذكرُ والأُنثى فِيهِ سواءٌ، وَقِيلَ: هُوَ الشديدُ الصُّلْبُ، وَقِيلَ: هُوَ المجتمعُ الخَلْق. أَبو عُبَيْدٍ: الصِّمْصِمُ، بِالْكَسْرِ، الغليظُ مِنَ الرِّجَالِ؛ وقولُ عَبْد مَناف بْنِ رِبْع الهُذَليّ: وَلَقَدْ أَتاكم مَا يَصُوبُ سُيوفَنا، ... بَعدَ الهَوادةِ، كلُّ أَحْمَرَ صِمْصِم قَالَ: صِمْصِم غَلِيظٌ شَدِيدٌ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّمْصَمُ البخيلُ النهايةُ فِي البُخْل. والصِّمْصِمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ، وَيُقَالُ: هُوَ الجريءُ الماضي. والصِّمْصِةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ كالزِّمْزِمةِ؛ قَالَ: وحالَ دُوني مِنَ الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ، ... كَانُوا الأُنُوفَ وَكَانُوا الأَكرمِينَ أَبا وَيُرْوَى: زِمْزِمة، قَالَ: وَلَيْسَ أَحدُ الْحَرْفَيْنِ بَدَلًا مِنْ صَاحِبِهِ لأَن الأَصمعي قَدْ أَثبتهما جَمِيعًا وَلَمْ يَجْعَلْ لأَحدِهما مَزِيَّةً عَلَى صاحبِه، وَالْجَمْعُ صِمْصِمٌ. النَّضْرُ: الصِّمْصِمةُ الأَكمَةُ الْغَلِيظَةُ الَّتِي كَادَتْ حِجَارَتُهَا أَن تكونُ مُنْتَصِبة. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ صِفات الْخَيْلِ الصَّمَمُ، والأُنثى صَمَمةٌ، وَهُوَ الشديدُ الأَسْرِ المعْصُوبُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وغارةٍ، تَقْطَعُ الفَيافيَ، قَد ... حارَبْتُ فِيهَا بِصلْدِمٍ صَمَمِ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: والمُصَمِّمُ الجملُ الشديدُ؛ وأَنشد: حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها والصَّمّاءُ مِنَ النُّوقِ: اللَّاقِحُ، وإبِلٌ صُمٌّ؛ قَالَ المَعْلُوطُ القُرَيْعيُّ: وكانَ أَوابِيها وصُمُّ مَخاضِها، ... وشافِعةٌ أُمُّ الفِصالِ رَفُودُ والصُّمَيْماءُ: نباتٌ شِبْه الغَرَزِ يَنْبت بنَجْدٍ في القِيعان.

_ (1). قوله [أَم سيفي] كذا بالأَصل والتكملة بياء بعد الفاء (2). قوله [من قلاه] الذي في التكملة: عن قلاه. وقوله [في الكرام] الذي فيها: للكرام

صنم: الصَّنَمُ: معروفٌ واحدُ الأَصْنامِ، يقال: إِنَّهُ معرَّب شَمَنْ، وَهُوَ الوَثَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ يُنْحَتُ مِنْ خَشَبٍ ويُصَاغُ مِنْ فِضَّةٍ ونُحاسٍ، وَالْجَمْعُ أَصنام، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ الصَّنَمِ والأَصنام، وَهُوَ مَا اتُّخِذَ إِلهاً مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ لَهُ جسمٌ أَو صُورَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ جِسْمٌ أَو صُورَةٌ فَهُوَ وَثَن. وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّنَمةُ والنَّصَمةُ الصُّورةُ الَّتِي تُعْبَد. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: مَا تَخِذُوهُ مِنْ آلهةٍ فَكَانَ غيرَ صُورةٍ فَهُوَ وَثَنٌ، فَإِذَا كَانَ لَهُ صُورَةٌ فَهُوَ صَنَمٌ، وَقِيلَ: الْفَرْقُ بَيْنَ الوَثَن والصنمِ أَن الوَثَنَ مَا كَانَ لَهُ جُثَّة مِنْ خَشَبٍ أَو حَجَرٍ أَو فِضَّةٍ يُنْحَت ويُعْبَد، وَالصَّنَمُ الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ جَعَلَ الوَثَنَ المنصوبَ صَنَمًا، وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه قَالَ: لَمْ يَكُنْ حيٌّ مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ إِلَّا وَلَهَا صنمٌ يَعْبُدُونَهَا يُسَمُّونَهَا أُنثى بَنِي فُلَانٍ «1»؛ وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً؛ والإِناث كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ مِثْلُ الخَشبة وَالْحِجَارَةِ، قَالَ: والصَّنَمةُ الداهيةُ؛ قَالَ الأَزهري: أَصلها صَلَمة. وَبَنُو صُنَيْم: بطنٌ. صهم: الصَّيْهَمُ: الشديدُ؛ قَالَ: فغَدَا عَلَى الرُّكْبانِ، غَيرَ مُهَلِّلٍ ... بِهِراوةٍ، شَكِسُ الخَلِيقةِ صَيْهَمُ والصِّهْمِيمُ: السيدُ الشَّرِيفُ مِنَ النَّاسِ، وَمِنَ الإِبلِ الكريمُ. والصِّهْميمُ: الخالصُ فِي الخيرِ والشَّرِّ مثلُ الصَّمِيم؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْهَاءُ عِنْدِي زَائِدَةٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ للمُخَيِّس: إنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْموما ... مثلَ الصَّفا، لَا تَشْتَكي الكُلومَا قَوْماً تَرى واحِدَهم صِهْمِيما، ... لَا راحِمَ الناسِ وَلَا مَرْحوما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ للمُخَيِّس الأَعرجيِّ، قَالَ: كَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِ الْمَجَازِ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ عِنْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً؛ فالسعيرُ مُذَكَّر ثُمَّ أَنَّثه فَقَالَ: إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنَّ تَمِيمًا خُلِقَتْ مَلْموما فجمعَ وَهُوَ يُرِيدُ أَبا الْحَيِّ؛ ثُمَّ قَالَ فِي الْآخَرِ: لَا راحِمَ الناسِ وَلَا مَرْحُوما قَالَ: وَهَذَا الرَّجَزُ فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الْمَشْهُورُ. الْجَوْهَرِيُّ: والصِّهْميمُ السَّيِءُ الخُلُقِ مِنَ الإِبل. والصِّهْميم: مِنْ نَعْت الإِبل فِي سُوء الخُلُقِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وخَبْط صِهْميمِ اليَدَيْنِ عَيْدَه والصِّيَهْمُ: الجملُ الضخمُ. والصِّيَهْمُ: الَّذِي يَرْفع رأْسَه، وَقِيلَ: هُوَ العظيمُ الغليظُ، وَقِيلَ: هُوَ الجَيِّدُ البَضْعةِ، وَقِيلَ: هُوَ القصيرُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الصِّيَهْمُ الشديدُ مِنَ الإِبل، وكلُّ صُلْبٍ شديدٍ فَهُوَ صِيَهْمٌ وصِيَمٌّ وكأَنَّ الصِّهْميمَ مِنْهُ؛ وَقَالَ مُزاحِم: حَتَّى اتَّقَيْتَ صِيَهْماً لَا تُوَرِّعُه، ... مِثْلَ اتِّقاءِ القَعُودِ القَرْمَ بالذَّنَبِ

_ (1). قوله: ولها صنم يعبدونها: لعلَّه أنث الضمير العائد إلى الحيّ لأَنه في معنى القبيلة. وأنث الضمير العائد إلى الصنم لأَنه في معنى الصورة

والصِّهْميمُ مِنَ الرِّجَالِ: الشجاعُ الَّذِي يَرْكَبُ رأْسَه لَا يَثْنِيه شَيْءٌ عمَّا يُريد ويَهْوَى. والصِّهْمِيمُ مِنَ الإِبل: الشديدُ النَّفْس الممتنعُ السيِءُ الخُلقِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَرْغُو، وسئلَ رَجُلٌ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ عَنِ الصِّهْميمِ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَزُمُّ بأَنْفِه ويَخْبِطُ بيدَيْه ويَرْكُض بِرِجْلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقبِل: وقَرَّبوا كلَّ صِهْميمٍ مَناكِبهُ، ... إِذَا تَدَاكأَ مِنْهُ دَفْعُه شَنَفا قَالَ يَعْقُوبُ: مَناكِبُه نَوَاحِيهِ، وتَداكأ تَدَافَعَ، وتَدافعُهُ سَيْرُه. وَرَجُلٌ صِيَهْمٌ وامرأَة صِيَهْمةٌ: وَهُوَ الضَّخْمُ والضخمةُ. ورجلٌ صِيَهْمٌ: ضخمٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: ومَلَّ صِيَهْمٌ ذُو كَرادِيس لَمْ يَكُنْ ... أَلُوفاً، وَلَا صَبّاً خِلافَ الرَّكائِبِ ابْنُ الأَعرابي: إِذَا أَعطيت الكاهنَ أُجْرتَه فهو الحُلْوان والصِّهْميمُ. صهتم: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ السِّكِّيتِ رَجُلٌ صَهْتمٌ شديدٌ عسِرٌ لَا يرتَدُّ وجْهُه، وَهُوَ مِثْلُ الصِّهْميم؛ وأَنشد غَيْرُهُ: فعَدا عَلَى الرُّكْبانِ، غيرَ مُهَلِّلٍ ... بِهراوةٍ، سَلِسِ الخَلِيقةِ، صَهْتَمُ «2» . كَذَا وَجَدْتُهُ مَضْبُوطًا فِي التَّهْذِيبِ. صوم: الصَّوْمُ: تَرْكُ الطعامِ والشَّرابِ والنِّكاحِ والكلامِ، صامَ يَصُوم صَوْماً وصِياماً واصْطامَ، وَرَجُلٌ صائمٌ وصَوْمٌ مِنْ قومٍ صُوَّامٍ وصُيّامٍ وصُوَّمٍ، بِالتَّشْدِيدِ، وصُيَّم، قَلَبُوا الْوَاوَ لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّرَفِ؛ وصِيَّمٍ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، كَسَرُوا لِمَكَانِ الْيَاءِ، وصِيَامٍ وصَيَامى، الأَخير نَادِرٌ، وصَوْمٍ وَهُوَ اسمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: هُوَ جمعُ صائمٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ صَمْتاً، ويُقوِّيه قولهُ تَعَالَى: فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ إِلَّا الصَّومَ فَإِنَّهُ لِي ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا خَصَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الصَّومَ بأَنه لَهُ وَهُوَ يَجْزِي بِهِ، وإنْ كَانَتْ أَعمالُ البِرِّ كلُّها لَهُ وَهُوَ يَجْزِي بِهَا، لأَن الصَّوْمَ لَيْسَ يَظْهَرُ مِنِ ابنِ آدمَ بلسانٍ وَلَا فِعْلٍ فتَكْتُبه الحَفَظَةُ، إِنَّمَا هُوَ نِيَّةٌ فِي الْقَلْبِ وإمْساكٌ عَنْ حَرَكَةِ المَطْعَم والمَشْرَب، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَنَا أَتوَلَّى جَزَاءَهُ عَلَى مَا أُحِبُّ مِنَ التَّضْعِيفِ وَلَيْسَ عَلَى كتابٍ كُتِبَ لَهُ، وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ فِي الصَّوْمِ رِياءٌ ، قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنة: الصَّوْمُ هُو الصَّبْرُ، يَصْبِرُ الإِنسانُ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالنِّكَاحِ، ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: صَوْمُكُمْ يومَ تَصُومون أَي أَن الخَطأَ مَوْضُوعٌ عَنِ النَّاسِ فِيمَا كَانَ سبيلُه الاجتهادَ، فَلو أنَّ قَوْمًا اجتهدُوا فَلَمْ يَرَوا الهِلال إِلَّا بعدَ الثَّلَاثِينَ وَلَمْ يُفْطِروا حَتَّى اسْتَوْفَوا العددَ، ثُمَّ ثَبَت أَن الشهرَ كَانَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ فَإِنَّ صَوْمَهم وفطْرهم ماضٍ وَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ مِنْ إثْم أَو قضاءٍ، وَكَذَلِكَ فِي الْحَجِّ إذا أَخطؤُوا يومَ عَرفة وَالْعِيدِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عمَّنْ يَصُومُ الدهرَ فَقَالَ: لَا صامَ وَلَا أَفْطَرَ أَي لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى؛ وهو

_ (2). قوله [فعدا على الركبان إلخ] أنشده في المادة التي قبل هذه: فغدا بالغين المعجمة وشكس بالشين المعجمة والكاف تبعاً للمحكم، وأنشده الأَزهري هنا فعدا بالعين المهملة وسلس بسين مهملة فلام، ثم قال: أراد غير مهلل سلس انتهى. وأنشده الصاغاني في التكملة كالتهذيب لكن على أن صهتماً اسم رجل

إحْباطٌ لأَجْرِه عَلَى صَوْمِه حَيْثُ خَالَفَ السنَّةَ، وَقِيلَ: هُوَ دُعاءٌ عَلَيْهِ كراهِيةً لصنيعهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإنِ امْرُؤٌ قاتَلَهُ أَو شاتَمه فَلْيَقُلْ إِنِّي صائمٌ ؛ مَعْنَاهُ أَنْ يَرُدَّه بِذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ ليَنْكَفَّ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقُولَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ ويُذَكِّرَها بِهِ فَلَا يَخُوضَ مَعَهُ وَلَا يُكافِئَه عَلَى شَتْمِه فَيُفْسِدَ صَوْمَه ويُحْبِطَ أَجْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا دُعِيَ أَحدُكم إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صائمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ ؛ يُعَرِّفُهم بِذَلِكَ لِئَلَّا يُكْرِهُوه عَلَى الأَكل أَو لِئَلَّا تَضِيقَ صدورُهم بِامْتِنَاعِهِ مِنَ الأَكل. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَاتَ وَهُوَ صائمٌ فلْيَصُمْ عَنْهُ وَليُّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ بظاهرِه قومٌ مِنْ أَصحاب الْحَدِيثِ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ، وحَمَلَه أَكثرُ الفقهاء على الكفَّارة وعَبَّر عنها بالصوم إذ كَانَتْ تُلازِمُه. وَيُقَالُ: رجلٌ صَوْمٌ ورجُلانِ صَوْمٌ وَقَوْمٌ صَوْمٌ وامرأَة صَوْمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لأَنه نَعْتٌ بِالْمَصْدَرِ، وَتَلْخِيصُهُ رجلٌ ذُو صَوْمٍ وقوْم ذُو صَوْمٍ وامرأَة ذاتُ صَوْمٍ. وَرَجُلٌ صَوَّامٌ قَوَّامٌ إِذَا كَانَ يَصُوم النهارَ ويقومُ الليلَ، ورجالٌ ونِساءٌ صُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصُوَّامٌ وصُيَّامٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَقمتُ بِالْبَصْرَةِ صَوْمَينِ أَيْ رَمضانينِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ صَوْمانُ أَيْ صائمٌ. وصامَ الفرسُ صَوْماً أَيْ قَامَ عَلَى غَيْرِ اعْتلافٍ. الْمُحْكَمُ: وصامَ الفرَسُ عَلَى آرِيِّه صَوْماً وصِياماً إِذَا لَمْ يَعْتَلِفْ، وَقِيلَ: الصائمُ مِنَ الْخَيْلِ القائمُ الساكنُ الَّذِي لَا يَطْعَم شَيْئًا؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبياني: خَيْلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ، ... تحتَ العَجاجِ، وأُخرى تَعْلُكُ اللُّجُما الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَوَنَ: الصائِنُ مِنَ الْخَيْلِ القائمُ عَلَى طرَفِ حافِره مِنَ الحَفاء، وَأَمَّا الصائمُ فَهُوَ القائمُ عَلَى قَوَائِمِهِ الأَربع مِنْ غَيْرِ حَفاء. التَّهْذِيبُ: الصَّوْمُ فِي اللُّغَةِ الإِمساكُ عَنِ الشَّيْءِ والتَّرْكُ لَهُ، وَقِيلَ لِلصَّائِمِ صائمٌ لإِمْساكِه عَنِ المَطْعَم والمَشْرَب والمَنْكَح، وَقِيلَ لِلصَّامِتِ صَائِمٌ لإِمساكه عَنِ الْكَلَامِ، وَقِيلَ لِلْفَرَسِ صَائِمٌ لإِمساكه عَنِ العَلَفِ مَعَ قيامِه. والصَّوْمُ: تَرْكُ الأَكل. قَالَ الْخَلِيلُ: والصَّوْمُ قيامٌ بِلَا عَمَلٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كلُّ مُمْسكٍ عَنْ طعامٍ أَو كلامٍ أَو سيرٍ فَهُوَ صائمٌ. والصَّوْمُ: البِيعةُ. ومَصامُ الفرسِ ومَصامَتُه: مَقامُه ومَوْقِفُه؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأنَّ الثُّرَيّا عُلِّقَتْ فِي مَصامِها، ... بأمْراسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْدَلِ ومَصَامُ النَّجْمِ: مُعَلَّقُه. وصامَتِ الريحُ: رَكَدَتْ. والصَّوْمُ: رُكُودُ الريحِ. وصامَ النهارُ صَوماً إِذَا اعْتَدَلَ وقامَ قائمُ الظَّهِيرَةِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ. فدَعْها، وسَلِّ الهَمَّ عنْكَ بِجَسْرةٍ ... ذَمُولٍ، إِذَا صامَ النهارُ، وهَجَّرا وصامَت الشمسُ: اسْتَوَتْ. التَّهْذِيبُ: وصامَت الشمسُ عِنْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ إِذَا قَامَتْ وَلَمْ تَبْرَحْ مكانَها. وبَكْرةٌ صائمةٌ إِذَا قَامَتْ فَلَمْ تَدُرْ؛ قَالَ الرَّاجِزِ: شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ، ... والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمهْ يَعْنِي الَّتِي لَا تَدُورُ. وصامَ النَّعامُ إِذَا رَمَى بِذَرْقِه وَهُوَ صَوْمُه. الْمُحْكَمُ: صامَ النعامُ صَوْماً أَلْقَى مَا فِي بَطْنِهِ. والصَّوْمُ: عُرَّةُ النَّعامِ، وَهُوَ مَا يَرْمي بِهِ مِنَ دُبُرِه. وصامَ الرجلُ إِذَا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ، وَهُوَ شجرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والصَّوْمُ: شجرٌ عَلَى

فصل الظاء المعجمة

شَكْل شَخْصِ الإِنسانِ كرِيهُ المَنْظَر جِدّاً، يُقَالُ لِثَمرِه رؤُوس الشَّيَاطِينِ، يُعْنى بِالشَّيَاطِينِ الحَيّاتُ، وَلَيْسَ لَهُ وَرَقٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: للصَّوْم هَدَبٌ وَلَا تَنْتَشِرُ أَفْنانُه ينْبُتُ نباتَ الأَثْل وَلَا يَطُولُ طُولَه، وأكثرُ مَنابِته بلادُ بَنِي شَبابة؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: مُوَكَّلٌ بشُدوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُها، ... مِنَ المَناظِر، مَخْطوفُ الحَشَا زَرِمُ شُدُوفُه: شُخوصُه، يَقُولُ: يَرْقُبها مِنَ الرُّعْبِ يَحْسَبُها نَاسًا، واحدتُه صَوْمة. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّوْمُ شجرٌ فِي لُغَةِ هُذَيْل، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي قَوْلَ سَاعِدَةَ: موكَّل بِشُدُوفِ الصَّوْمِ يُبْصِرُهَا، ... مِنَ الْمَعَازِبِ، مخطوفُ الحَشَا زَرِمُ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: مِنَ المَعازب مِنْ حَيْثُ يَعْزُبُ عَنْهُ الشَّيْءُ أَي يَتَبَاعَدُ، ومخطوفُ الحَشا: ضامِرُه، وزَرِم: لَا يَثْبُتُ فِي مَكَانٍ، والشُّدُوفُ: الأَشخاص، وَاحِدُهَا شَدَفٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وصَوامٌ جَبَلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ، كأَنَّ جَدِيلَه ... بقَيْدُومِ رعْنٍ مِنْ صَوامٍ مُمَنَّع صِيمَ: الصِّيَمُّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ المجتمعُ الخَلْقِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل الظاء المعجمة ضبثم: ضَبْثَمٌ: مِنْ أَسماء الأَسد. ضبرم: الضُّبارِمُ، بِالضَّمِّ: الشديدُ الخَلْق مِنَ الأُسْد. الضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ: الأَسد الوَثيق. والضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ: الجريءُ عَلَى الأَعْداء، وَهُوَ ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الْخَلِيلِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارِك، وَهُمَا مِنَ الرجال الشجاع. ضثم: الضَّيْثَمُ: مِنْ أَسماء الأَسد، فَيْعَل مِنْ ضَثَم. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّيْثَمُ الأَسدُ مِثْلُ الضَّيْغَم، أُبدِلَ غَيْنُه ثَاءً، وَفِي أَصحاب الِاشْتِقَاقِ مَنْ يقول: هو الضَّبْثمُ، بِالْبَاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع ضَيْثَم فِي أَسماء الأَسد، بِالْيَاءِ، وَقَدْ سَمِعْتُ ضَبْثَم، بِالْبَاءِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، أَصْلُهُ مِنَ الضَّبْث، وَهُوَ القَبْضُ عَلَى الشَّيْءِ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. ضجم: الضَّجَمُ: العِوَجُ: اللَّيْثُ: الضَّجَم عِوَجٌ فِي الأَنف يَميل إِلَى أَحَدِ شِقَّيه. الْجَوْهَرِيُ: الضَّجَمُ أَن يميلَ الأَنفُ إِلَى أَحد جَانِبَيِ الوجْه. والضَّجَمُ أَيضاً: اعْوِجاجُ أَحد المَنْكِبَين. والمُتَضاجِمُ: المعْوَجُّ الْفَمِ؛ وَقَالَ الأَخطل: جزَى اللَّهُ عَنَّا الأَعْوَرَيْنِ مَلامةً، ... وَفَرْوَة ثَفْرَ النَّوْرةِ المُتَضاجِمِ وفَرْوةُ: اسمُ رَجُلٍ. الْمُحْكَمُ: الضَّجَمُ عِوَجٌ فِي خَطْم الظَّلِيم، وَرُبَّمَا كَانَ مَعَ الأَنفِ أَيضاً فِي الفَمِ وَفِي العُنُق مَيَلٌ يُسمّى ضَجَماً، والنعتُ أَضْجَمُ وضَجماءُ. والضَّجَمُ: عِوجٌ فِي الفمِ ومَيَلٌ فِي الشِّدْق، وَقَدْ يَكُونُ عِوَجاً فِي الشفةِ والذقَنِ والعُنُق إِلَى أَحد شِقَّيْه، ضَجِمَ ضَجَماً وَهُوَ أَضْجَم؛ وَقَدْ يَكُونُ الضَّجَم عِوَجاً فِي الْبِئْرِ وَالْجِرَاحَةِ كَقَوْلِ الْعَجَّاجِ: عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ يَصِف الجِراحات فشبَّهها فِي سَعتِها بِالْآبَارِ المُعْوَجَّة الجِيلان؛ وَقَالَ الْقَطَامِيُّ يَصِفُ جِرَاحَةً:

إِذَا الطَّبِيبُ بِمِحْرافَيْه عالَجَها، ... زادَتْ عَلَى النَّفْرِ أَو تحْريكِه ضَجَما النَّفْرُ: الوَرَم، وَقِيلَ: خروجُ الدَّمِ. وقَليبٌ أضْجَمُ إِذَا كَانَ فِي جالِها عِوَجٌ. وَقَالُوا: الأَسماء تَضاجَمُ أَيْ تختلفُ، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ. وتضاجَمَ الأَمرُ بَيْنَهُمْ إِذَا اخْتَلَفَ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّجِمُ والجُراضِمةُ مِنَ الرِّجَالِ الكثيرُ الأَكلِ، وَهُوَ الجُرامِضةُ أَيضاً. والضُّجْمةُ: دُوَيْبَّة مُنْتِنة الرَّائِحَةِ تَلْسَع. وضُبَيْعةُ أَضْجَمَ: قبيلةٌ مِنَ الْعَرَبِ نُسِبَت إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: قبيلةٌ فِي ربيعةَ مَعْرُوفَةٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَضْجَمُ هُوَ ضُبَيْعة بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، فَجَعَلَ أَضجم هُوَ ضُبَيْعة نفْسه، فَعَلَى هَذَا لَا تَصِحُّ إِضَافَةُ ضُبَيعة إِلَيْهِ لأَن الشَّيْءَ لَا يُضاف إِلَى نفْسه، قَالَ: وَعِنْدِي أَن اسمَه ضُبَيعة وَلَقَبَهُ أَضْجَم، وَكِلَا الِاسْمَيْنِ مُفْرَدٌ، وَالْمُفْرَدُ إِذَا لُقِّبَ بِالْمُفْرَدِ أُضيف إِلَيْهِ كَقَوْلِكَ قَيْسُ قُفَّة وَنَحْوِهِ، فَعَلَى هَذَا تَصِحُّ الإِضافة. ضجعم: ضَجْعَمٌ: أَبو بَطْنٍ مِنَ الْعَرَبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ضَجْعَمٌ مِنْ وَلدِ سَلِيح وأَولاده الضَّجاعِمة كَانُوا مُلوكاً بِالشَّامِ، زَادُوا الْهَاءَ لِمَعْنَى النَّسَبِ كَأَنَّهُمْ أَرادوا الضَّجْعَمِيُّون. ضخم: الضَّخْمُ: الغليظُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. والضُّخامُ، بِالضَّمِّ: العظيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ العظيمُ الجِرْم الكثيرُ اللحْمِ، وَالْجَمْعُ ضِخامٌ، بِالْكَسْرِ، والأُنثى ضَخْمة، وَالْجَمْعُ ضَخْماتٌ، سَاكِنَةُ الْخَاءِ لأَنه صِفَةٌ، وَإِنَّمَا يُحَرَّك إِذَا كَانَ اسْمًا مِثْلَ جَفَنات وتَمَرات. وَفِي التَّهْذِيبِ: والأَسماء تُجْمَع على فَعَلات نحو شَرْبة وشَرَبات وقَرْية وقَرَيات وَتَمْرَةٍ وتَمَرات، وبناتُ الْوَاوِ فِي الأَسماء تُجْمع عَلَى فعْلات نَحْوَ جَوْزة وجَوْزات، لأَنه إِنْ ثُقِّل صَارَتِ الْوَاوُ أَلِفاً، فتُرِكَت الْوَاوُ عَلَى حالِها كَرَاهَةَ الِالْتِبَاسِ، قَالَ: ويُسْتعار فَيُقَالُ أَمرٌ ضَخْمٌ وشأنٌ ضَخْمٌ. وطريقٌ ضَخْمٌ: واسعٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ ضَخُمَ الشيءُ ضِخَماً وضَخامةً وَهَذَا أَضخم مِنْهُ، وَقَدْ شُدِّد فِي الشِّعْرِ لأَنهم إِذَا وَقَفُوا عَلَى اسْمٍ شدَّدُوا آخِرَهُ إِذَا كَانَ مَا قَبْلَهُ مُتَحَرِّكًا كالأَضْخَمّ والضِّخَمّ والإِضْخَمّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ رؤبة: ضَخْم يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمّا فَعَلَى أَنه وَقَفَ عَلَى الأَضْخَمِّ، بِالتَّشْدِيدِ، كَلُغَةِ مَنْ قَالَ رَأَيْتُ الحَجَرْ، وَهَذَا محمدْ وعامِرْ وجَعْفَرْ، ثُمَّ احْتَاجَ فأَجراه فِي الْوَصْلِ مُجْراه فِي الْوَقْفِ، وَإِنَّمَا اعْتَدَّ بِهِ سِيبَوَيْهِ ضَرُورَةً لأَن أَفْعَلًا مُشدَّداً عَدَمٌ فِي الصِّفَاتِ والأَسماء، وأَما قَوْلُهُ: ويرْوى الإِضْخَمَّا فَلَيْسَ مُوَجهاً عَلَى الضَّرُورَةِ، لأَن إفْعَلًّا موجودٌ فِي الصِّفَاتِ وَقَدْ أَثبته هُوَ فَقَالَ: إرْزَبٌّ صفةٌ، مَعَ أَنه لَوْ وَجَّهَه عَلَى الضَّرُورَةِ لتَناقَضَ، لأَنه قَدْ أَثبت أَن إفْعَلًا مخفَّفاً عدَمٌ فِي الصِّفَاتِ، وَلَا يَتَوَجَّه هَذَا عَلَى الضَّرُورَةِ، إلَّا أَن تُثْبِت إفْعَلًا مُخَفَّفًا فِي الصِّفَاتِ، وَذَلِكَ مَا قَدْ نَفاه هُوَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ويُرْوى الضِّخَمّا، لَا يَتَوَجَّهُ عَلَى الضَّرُورَةِ، لأَن فِعَلًا موجودٌ فِي الصِّفَةِ وَقَدْ أَثبته هُوَ فَقَالَ: والصِّفةٌ خِدَبٌّ، مَعَ أَنه لَوْ وَجَّهَهُ عَلَى الضَّرُورَةِ لَتناقَضَ، لأَن هَذَا إِنَّمَا يَتَّجِهُ عَلَى أَن فِي الصِّفَاتِ فِعَلًا، وَقَدْ نَفَاهُ أَيضاً إِلًّا فِي المعتلِّ وَهُوَ قَوْلُهُمْ: مكانٌ سِوىً، فَثَبَتَ مِنْ ذَلِكَ أَن الشَّاعِرَ لَوْ قَالَ الإِضْخَمّا والضِّخَمّا كَانَ أَحْسَنَ، لأَنهما لَا يَتَّجِهان عَلَى الضَّرُورَةِ، لَكِنْ سِيبَوَيْهِ أشعَرك أَنه قَدْ سَمِعه عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ، قَالَ:

والأَضْخَمُّ، بِالْفَتْحِ، عِنْدِي فِي هَذَا الْبَيْتِ عَلَى أَفْعَلَ المُقْتضِيةِ للمُفاضَلة، وأَن اللامَ فِيهَا عَقِيبُ مِنْ، وَذَلِكَ أَذْهَبُ فِي الْمَدْحِ، وَلِذَلِكَ احْتَمَلَ الضَّرُورَةَ لأَن أَخَوَيْه لَا مُفاضَلَة فِيهِمَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قولُ أَهلِ اللُّغَةِ شيءٌ أَضخَمُ فَالَّذِي أَتَصَوَّرُه فِي ذَلِكَ أَنهم لَمْ يَشْعُروا بالمُفاضلةِ فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَجَعَلُوهُ مِنْ بَابِ أَحْمَر، قَالَ: ويدلُّك عَلَى المُفاضَلة أَنهم لَمْ يَجِيئُوا بِهِ فِي بَيْتٍ وَلَا مَثَلٍ مُجَرَّداً من اللام فيما علمناه مِنْ مَشْهُورِ أَشعارهم، عَلَى أَن الَّذِي حَكَاهُ أَهل اللُّغَةِ لَا يَمْتَنِعُ، فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنَّ لِلشَّاعِرِ أَن يَقُولَ الأَضْخَمَ مُخَفَّفًا، قِيلَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ لأَن الْقِطْعَةَ مِنْ مَكْشوفِ مَشْطورِ السَّرِيعِ، والشَّطْرُ عَلَى مَا قُلْتَ أَنت مِنَ الضَّرْبِ الثَّانِي مِنْهُ وَذَلِكَ مُسَدَّسٌ؛ وَبَيْتُهُ: هاجَ الْهَوَى رَسْمٌ بذاتِ الغَضى، ... مُخْلَوْلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنَّ هَذَا قَدْ يَجُوزُ عَلَى أَن تَطْوي مَفْعُولُنْ وتنقُلَه فِي التَّقْطِيعِ إِلَى فَاعِلُنْ، قِيلَ: لَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي هَذَا الضَّرْبِ لأَنه لا يَجْتَمِعُ فِيهِ الطَّيُّ وَالْكَشْفُ، وَقَوْلُ الأَخفش فِي ضِخَمّا: وَهَذَا أَشدُّ لأَنه حَرَّكَ الْخَاءَ وَثَقَّلَ الْمِيمَ، يُرِيدُ أَنه غيَّر بِنَاءَ ضَخْم، وَهَذَا التَّحْرِيفُ كثيرٌ عَنْهُمْ فاشٍ مَعَ الضَّرُورَةِ فِي اسْتِعْمَالِهِمْ؛ أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ قَالُوا فِي قَوْلِ الزَّفَيان: بِسَبْحَلِ الدَّفَّيْنِ عَيْسَجُور أَراد سِبَحْل كَقَوْلِ الْمَرْأَةِ لِبِنْتِها: سِبَحْلة رِبَحْلة تَنْمي نَباتَ النَّخْلة. وَهَذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَنشده سِيبَوَيْهِ لِرُؤْبَةَ أَوْرَدَهُ ابنُ سِيدَهْ والجوهريُّ وغيرُهما: ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُق الأَضْخمَّا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ ضَخْماً، بِالنَّصْبِ، لأَن قَبْلَهُ: ثمَّتَ حيثُ حَيَّةٌ أَصَمَّا والأُضْخُومةُ: عُظَّامةُ المرأةِ وَهِيَ الثَّوْبُ تَشُدُّه الْمَرْأَةُ عَلَى عَجِيزَتِهَا لتُظَنَّ أَنها عَجْزاء. والمِضْخَمُ: الشديدُ الصَّدْمِ والضَّرْبِ. والمِضْخَمُ: السَّيِّدُ الضَّخْمُ الشريفُ. والضِّخَمَّةُ: العَرِيضةُ الأَرِيضةُ الناعِمةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِعَائِذِ بْنِ سَعْدٍ العَنْبريّ يَصِفُ وِرْدَ إبِله: حُمْراً، كأَنَّ خاضِباً مِنْهَا خَضَبْ ... ذُرَى ضِخَمَّاتٍ، كأَشْباه الرُّطَبْ وَبَنُو عَبْدِ بْنِ ضَخْمٍ: قبيلةٌ مِنَ العرَبِ العارِبة دَرَجُوا. ضرم: الضَّرَمُ: مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَماً. وضَرِمَت النارُ وتَضَرَّمَتْ واضْطَرَمَت: اشْتَعَلَتْ والْتَهَبَتْ، واضْطَرَمَ مَشِيبهُ كَمَا قَالُوا اشْتَعَلَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ: وَفِي الْفَتى، بَعْدَ المَشِيب المُضْطَرِمْ، ... مَنافِعٌ ومَلْبَسٌ لِمَنْ سَلِمْ وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وأَضْرَمْتُ النارَ فاضْطَرَمَتْ وضَرَّمْتها فضَرِمَتْ وتَضرَّمَتْ: شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وتَضْرَ، إِذَا ضَرَّيْتُموها فَتضْرَم «3» . واسْتَضْرَمْتُها: أَوْقَدْتُها؛ وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ: حِرْمِيَّةٌ لَمْ يَخْتَبِزْ أَهْلُها ... فَثّاً، وَلَمْ تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجا

_ (3). وصدر البيت: مَتَّى تَبْعَثُوهَا تَبْعَثُوهَا ذَمِيمَةً

اللَّيْثُ: والضَّرِيمُ اسمٌ للحَريق؛ وأَنشد: شَدّاً كَمَا تُشَيِّعُ الضَّرِيما شَبَّهَ حفيفَ شدِّه بحَفيفِ النارِ إِذَا شَيَّعْتَها بالحطَبِ أَيْ أَلْقَيْتَ عَلَيْهَا مَا تُذَكِّيها بِهِ؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الأَصمعي. وَفِي حَدِيثِ الأُخدود: فأمَرَ بالأَخادِيدِ وأَضْرَمَ فِيهَا النِّيرانَ ، وَقِيلَ: الضَّريم كُلُّ شيءٍ أَضْرَمْتَ بِهِ النَّارَ. التَّهْذِيبَ: الضَّرَمُ مِنَ الْحَطَبِ مَا التهبَ سَرِيعًا، والواحدةُ ضَرَمَةٌ. والضِّرامُ: مَا دَقَّ مِنَ الحَطَبِ وَلَمْ يَكُنْ جَزْلًا تُثْقَبُ بِهِ النارُ، الْوَاحِدُ ضَرَمٌ وضَرَمَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي مَرْيَمَ: أَرَى خَلَلَ الرَّمادِ وَمِيضَ جَمْرٍ، ... أُحاذِرُ أَن يَشِبَّ لَهُ ضِرَامُ الْجَوْهَرِيُّ؛: الضِّرامُ اشتِعالُ النارِ فِي الحَلْفاءِ ونحْوها. والضِّرامُ أَيضاً: دُقاق الحَطبِ الَّذِي يُسْرعُ اشْتِعالُ النَّارِ فِيهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِيهِ: ولكِنْ بِهاتِيكِ البِقاعِ فأَوْقدِي ... بجَزْلٍ، إِذَا أَوْقَدْتِ، لَا بِضرامِ «1» . والضَّرَمةُ: السَّعَفةُ والشِّيحةُ فِي طَرَفِها نارٌ. والضِّرامُ والضِّرامةُ: مَا اشْتَعَلَ مِنَ الحَطَب، وَقِيلَ: الضِّرامُ جمعُ ضِرَامةٍ. والضِّرامُ أَيضاً مِنَ الْحَطَبِ: مَا ضَعُفَ ولانَ كالعرْفَج فَمَا دُونَه، والجَزْل: مَا غلُظ واشْتَدّ كالرِّمْثِ فَمَا فَوْقَه، وَقِيلَ: الضِّرامُ مِنَ الْحَطَبِ كلُّ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ جَمْرٌ، والجَزْلُ مَا كَانَ لَهُ جَمْرٌ. والضَّرَمةُ: الجَمرةُ، وَقِيلَ: هِيَ النارُ نفسُها، وَقِيلَ: هِيَ مَا دَقَّ مِنَ الحَطَب. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ لَوَدَّ مُعاويةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هاشمٍ نافِخُ ضَرَمةٍ ؛ هِيَ بِالتَّحْرِيكِ النارُ، وَهَذَا يُقَالُ عِنْدَ المُبالَغة فِي الْهَلَاكِ لأَن الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ يَنْفُخانِ النَّارَ. وأَضْرَمَ النارَ إِذَا أَوْقدَها. وَمَا بالدارِ نافخُ ضَرَمةٍ أَيْ مَا بِهَا أَحدٌ، والجمعُ ضَرَمٌ؛ قَالَ طُفَيْل: كأَنَّ، عَلَى أَعْرافِهِ ولجامِهِ، ... سَنَا ضَرَمٍ مِنْ عَرْفَجٍ مُتَلَهِّب قَالَ ثَعْلَبٌ: يَقُولُ مِنْ خِفَّةِ الجَرْي كأَنَّه يَضْطَرِمُ مِثْلَ النَّارِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ أَشْقَرُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للمُتَلَمِّس: وقَدْ أَلاحَ سُهَيْلٌ، بَعْدَ مَا هَجَعُوا، ... كأَنَّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ قَيْسُ ابنُ أَبي حَازِمٍ كَانَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا وكأَنَّ لِحْيَتهُ ضِرامُ عَرْفَجٍ ؛ الضِّرامُ: لَهَبُ النارِ شُبِّهتْ بِهِ لأَنه كَانَ يَخْضِبُها بالحِنَّاء. والضَّرَمُ: شدَّةُ العَدْوِ. وَيُقَالُ: فرسٌ ضَرِمٌ شديدُ العَدْوِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ والضَّرْيَمُ: الحَريقُ نَفْسُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والضَّرَمُ: غضَبُ الْجُوعِ. وضَرِمَ عَلَيْهِ ضَرَماً وتَضَرَّمَ: تَحَرَّقَ. وضَرِمَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ: اشْتَدَّ حرُّه. يُقَالُ: ضَرِمَ الرجلُ إِذَا اشْتَدَّ جوعُه. أَبو زَيْدٍ: ضَرِمَ فلانٌ فِي الطَّعامِ ضَرَماً إِذَا جَدَّ فِي أَكْله لَا يَدْفَع مِنْهُ شَيْئًا. وَيُقَالُ: ضَرِمَ عَلَيْهِ وتَضَرَّمَ إِذَا احْتَدَّ غَضَباً. وتضَرَّمَ عَلَيْهِ: غَضِبَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُضْطَرِمُ المُغْتَلِمُ مِنَ الْجِمَالِ تراه

_ (1). قوله [ولكن بهاتيك البقاع] أنشده في الأَساس: ولكن بهذاك اليفاع، بمثناة تحتية ففاء

كأَنه حُسْحِسَ بِالنَّارِ، وَقَدْ أَضْرَمَتْه الغُلْمةُ. وضَرِمَ الفَرسُ فِي عَدْوِه ضَرَماً، فَهُوَ ضارِمٌ، واضْطَرمَ: وَذَلِكَ فَوْقَ الإِلْهابِ. وضَرِمَ الأَسَدُ إِذَا اشْتدَّ حَرُّ جوْفِه مِنَ الْجُوعِ، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْءٍ اشْتَدَّ جُوعُه مِنَ اللَّواحِم. والضَّرِمُ: الجائعُ. واسْتَضْرَمَتِ الحَبّةُ: سَمِنَتْ وبَلَغَتْ أَنْ تُشْوى. والضِّرْمُ والضَّرِمُ: فَرْخُ العُقابِ؛ هاتانِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والضَّرْم والضُّرْمُ: ضَرْبانِ مِنَ الشَّجَرِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضُّرْمُ شجرٌ طَيِّبُ الرِّيح، وَكَذَلِكَ دخانُه طَيِّبٌ. وَقَالَ مَرَّةً: الضُّرْمُ شجرٌ أَغبرُ الوَرَق وَرَقُه شبيهٌ بورَق الشِّيح، وَلَهُ ثَمَرٌ أَشْباهُ البَلُّوط، حُمْرٌ إِلَى السَّواد، وَلَهُ وَرْدٌ أَبيض صغيرٌ كثيرُ العسَلِ. والضِّرامةُ: شجرُ البُطْم. والضِّرْيَمُ: ضَرْبٌ مِنَ الصَّمْغ. والضِّرامُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ضرزم: الضَّرْزَمةُ: شِدَّةُ العَضِّ وَالتَّصْمِيمُ عَلَيْهِ. وأَفْعى ضِرْزِمٌ: شديدةُ العَضِّ؛ وأَنشد فِيهِ: يُباشِرُ الحَرْبَ بِنابٍ ضِرْزِمِ وأَنشد أَيضاً الْجَوْهَرِيُّ للْمُساوِر بْنِ هِنْدٍ العَبْسِيَّ: يَا رِيَّها يَوْمَ تُلاقي أَسْلَما، ... يَوْمَ تُلاقي الشَّيْظَمَ المُقَوَّما عَبْلَ المُشاشِ فَتَراه أَهْضَما، ... عِنْدَ كِرامٍ لَمْ يكنْ مُكَرَّما تَحْسِبُ فِي الأُذْنَيْنِ مِنْهُ صَمَما، ... قَدْ سالَمَ الحَيَّاتُ مِنْهُ القَدَما الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَما، ... وذاتَ قَرْنَيْنِ ضَمُوزاً ضِرْزِما هَوَّمَ فِي رِجْلَيْهِ حينَ هَوَّما، ... ثُمَّ اغتَدَيْنَ وغَدا مُسَلَّما قَوْلُهُ: ذاتَ قَرْنَيْنِ، أَفْعى لَهَا قرنانِ مِنْ جِلْدها. والضَّمُوزُ: السَّاكِنَةُ. وَنَاقَةٌ ضِرْزِمٌ وضَرْزَمٌ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ، وضِمْرِزٌ: مُسِنَّة وَهِيَ فَوْقَ العَوْزَمِ، وَقِيلَ: كَبِيرَةٌ قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي قَدْ أَسَنَّتْ وَفِيهَا بقيةٌ مِنْ شَباب الضِّرْزِمُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الضِّرْزِمُ مِنَ النُّوقِ القليلةُ اللَّبَنِ مِثْلُ ضِمْرِزٍ، قَالَ: ونُرى أَنه مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ ضِرِزٌّ إِذَا كَانَ بَخِيلًا، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الضِّمْرِزُ الناقةُ الْقَوِيَّةُ، وأَما الضِّرْزِمُ فالمُسِنَّة وَفِيهَا بقيةُ شَباب؛ قَالَ المُزَرِّدُ أَخُو الشّماخِ: قَذِيفَةُ شَيْطانٍ رَجيم رَمى بِهَا، ... فصارَتْ ضَواةً فِي لَهازِمِ ضِرْزِم وَكَانَ قَدْ هَجا كعبَ بْنَ زُهَيْرٍ فزَجَره قَوْمُه فَقَالَ: كَيْفَ أَردّ الْهِجَاءَ وَقَدْ صَارَتِ القَصِيدَةُ ضَواةً فِي لَهازِمِ نابٍ؟ لأَنها كبيرةُ السِّنِّ لَا يُرْجى بُرْؤُها كَمَا يُرْجى بُرْؤُ الصغير. ضرسم: ابْنُ الأَعرابي: الضِّرْسامَةُ الرِّخْوُ اللَّئِيمُ. وَرَجُلٌ ضِرْسامةٌ: نعتُ سَوْءٍ مِنَ الفَسالَة وَنَحْوِهَا. وضِرْسامٌ: اسْمُ مَاءٍ؛ قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: أَرْمي بِهَا بَلَداً تَرْميهِ عَنْ بَلَدٍ، ... حَتَّى أُنِيخَتْ على أَحْواضِ ضِرْسامِ ضرضم: ابْنُ الأَعرابي: الضَّرْضَمُ ذَكَرُ السِّبَاعِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مِنْ غَرِيبِ أَسْمَاءِ الأَسد الضَّرْضَمُ، وَكُنْيَتُهُ أَبو العباس.

ضرطم: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الضُّراطِميُّ مِنَ الأَرْكابِ الضَّخمُ الْجَافِي، وأَنشد لِجَرِيرٍ: تُواجِهُ بَعْلَها بضُراطِمِيّ، ... كأَنَّ عَلَى مَشافِرِه صُبابا وَقَالَ: مَتاعٌ هَدَّارُ المَشافِر يَهْدِرُ مِشْفَرُه لاغْتِلامِها؛ وَرَوَاهُ ابْنُ شُمَيْلٍ: تُنازِعُ زَوْجَها بعُمارِطِيّ، ... كأَنَّ عَلَى مَشافِرِه جُبابا وَقَالَ: عُمارِطيُّها فَرْجُها. ضرغم: الضَّرْغَمُ والضِّرْغامُ والضِّرْغامةُ: الأَسد. وَرَجُلٌ ضِرْغامةٌ: شُجاعٌ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ شُبِّه بالأَسد، وإِما أَن يَكُونَ ذَلِكَ أَصلًا فِيهِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: فَتى الناسِ لَا يَخْفى عَلَيْهِمْ مكانهُ، ... وضِرْغامةٌ إنْ هَمَّ بالأَمْر أَوْقَعا قَالَ: والأَسْبَقُ أَنه عَلَى التَّشْبِيهِ. وفَحْلٌ ضِرْغامة: عَلَى التَّشْبِيهِ بالأَسد. قِيلَ لابْنةِ الخُسِّ: أَيُّ الفُحولِ أَحمدُ؟ فَقَالَتْ: أَحمرُ ضِرْغامَة شَدِيدُ الزَّئير قليلُ الهَدير. والضَّرْغَمَةُ والتَّضَرْغمُ: انتخابُ الأَبطالِ فِي الْحَرْبِ، وضَرْغَم الأَبطالُ بعضُها بَعْضًا فِي الْحَرْبِ. اللَّيْثُ: تَضَرْغَمتِ الأَبطالُ فِي ضَرْغَمَتِها بِحَيْثُ تأْتخذُ فِي المعْركةِ، وأَنشد: وقَوْمي، إنْ سأَلْتَ، بنُو عَلِيٍّ، ... مَتَى تَرَهُم بضَرْغَمَةٍ تَفِرُّ «1» . وَفِي حَدِيثِ قُسّ: والأَسد الضِّرْغام ؛ هُوَ الضَّارِي الشديدُ المِقْدام مِنَ الأُسود. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: ضِرْغامةٌ مِنْ طِينٍ وثَوِيطَةٌ ولَبِيخَةٌ ولِيخَةٌ وهو الوَحَلُ. ضغم: الضَّغْم: العَضُّ غَيْرُ النَّهْشِ. ضَغَم بِهِ يَضْغَم ضَغْماً وضَغَمَه: عَضَّ عَضّاً دُونَ النَّهْشِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يملأَ فمَه مِمَّا أَهْوى إِلَيْهِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسِي تطيبُ لضَغْمَةٍ، ... لضَغْمِهِماها يَقْرَعُ العَظْمَ نابُها قِيلَ: هُوَ العَضُّ مَا كَانَ. وَفِي حَدِيثِ عُتْبة بْنِ عبدِ العُزَّى: فعَدا عَلَيْهِ الأَسدُ فأَخذ برأْسِه فضَغَمه ضَغْمةً ؛ الضَّغْمُ: العضُّ الشَّدِيدُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الأَسدُ ضَيْغماً، بِزِيَادَةِ الْيَاءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَر والعَجوز: أَعاذكم اللهُ مِنْ جَرْحِ الدَّهْرِ وضَغْمِ الفَقْرِ أَي عَضِّه. والضُّغامَةُ: مَا ضَغَمْتَه ثُمَّ لَفَظْتَه مِنْ فيكَ. والضَّيْغَم: الَّذِي يَعَضُّ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. والضَّيْغَم والضَّيْغَمِيُّ: الأَسد مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ الْوَاسِعُ الشِّدْقِ مِنْهَا؛ قَالَ كَعْبٌ: مِنْ ضَيْغَمٍ مِنْ ضِراءِ الأُسْدِ مخْدَرُه، ... ببطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ «2» . وضَيْغَمٌ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ ضَيْغَم الأَسَدِيُّ. ضمم: الضَّمُّ: ضَمُّكَ الشيءَ إِلَى الشَّيْءِ، وَقِيلَ: قَبْضُ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ، وضَمَّه إِلَيْهِ يَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ وتَضامَّ. تَقُولُ: ضَمَمْتُ هَذَا إِلَى هَذَا، فأَنا ضامٌّ وَهُوَ مَضْموم. الْجَوْهَرِيُّ: ضمَمْتُ الشيءَ إِلَى الشَّيْءِ فانْضَمَّ إِلَيْهِ وضامَّهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: يَا هُنَيُّ ضُمَّ جَناحَك عَنِ النَّاسِ أَي أَلِنْ جانِبَك لَهُمْ وارْفُقْ

_ (1). قوله [بنو علي] حيّ من كنانة والنسبة إليهم عليون لا علويون كذا بهامش التهذيب (2). رواية قصيدة كعب: مِنْ خادرِ مِنْ ليوثِ الأَرض، مَسكِنُه، ... من بطن عثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيل

بِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ زُبَيْبٍ العَنْبَرِيّ: أَعْدِني على رجُلٍ مِنْ جُنْدِك ضَمَّ مِنِّي مَا حَرَّمَ اللهُ ورسولهُ أَيْ أَخذَ مِنْ مَالِي وضَمَّه إِلَى مالِه. وضامَّ الشيءُ الشيءَ: انْضَمَّ مَعَهُ. وتَضامَّ القومُ إِذَا انضَمَّ بعضُهم إِلَى بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَةِ: لَا تَضامُّون فِي رُؤْيَتِهِ ، يَعْنِي رُؤْيَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَي يَنْضَمُّ بعضُكم إِلَى بعضٍ، فيقولَ واحدٌ لِآخَرَ أَرِنِيه كَمَا تَفعلون عِنْدَ النَّظَرِ إِلَى الْهِلَالِ، وَيُرْوَى: لَا تُضامُّونَ ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أرَ ضَامَّ مُتَعَدِّيًا إِلَّا فِيهِ، وَيُرْوَى: تُضامُونَ ، مِنَ الضَّيْم، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، فَالتَّشْدِيدُ مَعْنَاهُ لَا يَنْضَمُّ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وتَزْدحمون وقتَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ ضَمُّ التَّاءِ وَفَتْحُهَا عَلَى تُفاعَلون وتَفاعَلون، وَمَعْنَى التَّخْفِيفِ لَا يَنالكم ضَيمٌ فِي رؤْيته فَيَرَاهُ بعضُكم دُونَ بَعْضٍ. والضَّيْمُ: الظُّلْم؛ فَأَمَّا قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: فألْفَى القومَ قَدْ شَرِبُوا، فَضَمُّوا، ... أمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيفُ أَراد أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا وضَمُّوا إِلَيْهِمْ دوابهَّم ورِحالَهُم، فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ وحَذْفُه كَثِيرٌ. واضْطَمَمْتُ الشيءَ: ضَمَمْتُه إِلَى نَفْسِي، واضْطَمَّ فلانٌ شَيْئًا إِلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ الأَزهري فِي آخِرِ الضَّادِ وَالطَّاءِ وَالْمِيمِ: وَأَمَّا الاضْطِمام فَهُوَ افْتِعالٌ مِنَ الضّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اضْطَمَّ عَلَيْهِ النَّاسُ أَعْنَقَ أَيِ ازْدحموا، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الضَّمِّ، فَقُلِبَتِ التاء طاء ولأَجل لَفْظَةِ الضَّادِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَدَنَا الناسُ واضْطَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. واضْطَمَّتْ عَلَيْهِ الضُّلُوعُ أَيِ اشْتَملت. والضُّمامُ: كلُّ مَا ضُمَّ بِهِ شيءٌ إِلَى شَيْءٍ وأَصْبَحَ مُنْضَمّاً أَي ضامِراً كأَنه ضُمَّ بعضُه إِلَى بَعْضٍ. وضامَمْتُ الرجلَ: أَقَمْتُ مَعَهُ فِي أَمر وَاحِدٍ مُنْضَمّاً إِلَيْهِ. والإِضْمامَةُ: جماعةٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ أَصلهم وَاحِدًا وَلَكِنَّهُمْ لَفيفٌ، وَالْجَمْعُ الأَضامِيمُ؛ وأَنشد: حَيٌّ أَضامِيمُ وأَكْوارُ نَعَمْ وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ: سَبَّاقُ الأَضامِيمِ أَي الْجَمَاعَاتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: والحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهنَّ الأَضامِيمُ وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: وَمَنْ زَنَى مِنْ ثَيِّبٍ فضَرِّجُوه بالأَضاميم؛ يُرِيدُ الرَّجْمَ، والأَضامِيمُ: الحجارةُ، وَاحِدَتُهَا إضْمامةٌ. قَالَ: وَقَدْ يُشَبَّه بِهَا الجماعاتُ المختلفةُ مِنَ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ: لَنَا أَضاميمُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا أَي جماعاتٌ لَيْسَ أَصلهم وَاحِدًا كأَنَّ بعضَهم ضُمَّ إِلَى بَعْضٍ. والإِضْمامة مِنَ الكُتب: مَا ضُمَّ بعضُه إِلَى بَعْضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِضْمامَةُ مِنَ الكُتُب الإِضْبارة، وَالْجَمْعُ الأَضامِيمُ. يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ بإضمامَةٍ مِنْ كُتُبٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي اليَسَرِ: ضِمامةٌ مِنْ صُحُفٍ أَي حُزْمَةٌ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي الإِضمامة. والضِّمُّ والضِّمامُ: الدَّاهِيَةُ الشَّدِيدَةُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلدَّاهِيَةِ صَمِّي صَمامِ، بِالصَّادِ، قَالَ: وأَحسب الليثَ رَآهُ فِي بَعْضِ الصُّحُفِ فصحَّفه وغيَّر بِنَاءَهُ، والضَّمْضَمُ مِثْلُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا سَلَكَ الْوَادِيَ بَيْنَ أَكَمَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ سُمِّيَ ذَلِكَ الموضعُ الموضِعَ المَضْمومَ.

والضُّماضِمُ: مِنْ أَسماء الأَسد. وأَسَدٌ ضُماضِمٌ: يضُمُّ كلَّ شَيْءٍ، وضَمْضَمَتُه: صَوْتُه، وضَمْضَمٌ: مِنْ أَسمائه. وضَمْضَمٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَرَجُلٌ ضُمَضِمٌ وضُماضِمٌ: جريءٌ ماضٍ. وضَمْضَمَ الرجلُ إِذَا شَجَّعَ قَلْبَه. والضُّماضِمُ: الأَكُولُ النَّهِمُ المُسْتأْثِرُ، وَقِيلَ: الْكَثِيرُ الأَكل الَّذِي لَا يَشْبَعُ. وضَمَّ عَلَى الْمَالِ وضَمْضَمَ: أَخَذَه كُلَّه. الأُمَوِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْبَخِيلِ الضِّرزُّ، بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، والضُّماضِمُ والعَضَمَّرُ كُلُّه مِنْ صِفَةِ الْبَخِيلِ، قَالَ: وَهُوَ الصُّوَتِنُ عَلَى فُعَلِنٍ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: الضَّمْضَمُ الجَسيمُ الشُّجاعُ، بِالضَّادِ، والصَّمْصَمُ الْبَخِيلُ النِّهَايَةُ فِي البُخْل، بِالصَّادِ. وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ قَدْ مَضِضْنا فوَجَدْنا عَاقِبَتَهُ مُرّاً ؛ يُخَاطِبُ الدُّنْيَا. والضُّمَضِمُ: الغَضْبانُ، وَاللَّهُ أَعلم. ضوم: ضُمْتُه: كضِمْتُه أَي ظَلَمْته، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْيَاءِ أَيضاً. ضيم: الضَّيْمُ الظُّلْمُ. وَضَامَهُ حَقَّه ضَيْماً: نَقَصه إِيَّاهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ ضَامَه فِي الأَمر وضامَهُ فِي حَقِّهِ يَضِيمُه ضَيْماً، وَهُوَ الانتقاصُ، واسْتَضامَه فَهُوَ مَضِيمٌ مُسْتَضامٌ أَي مَظْلُوم، وَقَدْ جُمعَ المصدرُ مِنْ هَذَا فَقِيلَ فِيهِ ضُيُومٌ؛ قَالَ المُثَقِّبُ الْعَبْدِيُّ: ونَحْمي عَلَى الثَّغْرِ المَخُوفِ، ونَتَّقِي ... بغارَتِنا كَيْدَ العِدى وضُيُومَها وَيُقَالُ: مَا ضِمْتُ أَحداً وَمَا ضُمْتُ أَي مَا ضامَني أَحدٌ. والمَضِيمُ: المَظْلُوم. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ ضِمْتُ أَي ظُلِمْتُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: ضِيمَ الرجلُ وضُيِمَ وضُومَ كَمَا قِيلَ فِي بِيعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَإِنِّي عَلَى المَوْلى، وَإِنْ قَلَّ نَفْعُه، ... دَفُوعٌ، إِذَا مَا ضُمتُ، غَيْرُ صَبورِ وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَةِ، وَقَدْ قِيلَ لَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَرى رَبَّنا يَا رسولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَتُضامُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي غَيْرِ سَحابٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّكُمْ لَا تضامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، وَرُوِيَ تُضارُونَ وتُضارُّونَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. التَّهْذِيبِ: تضامُون وتُضامُّون، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، التشديدُ مِنَ الضَّمِّ وَمَعْنَاهُ تُزاحَمُون، وَالتَّخْفِيفُ مِنَ الضَّيْم لَا يَظْلِمُ بعضُكم بَعْضًا. والضِّيمُ، بالكسرِ: ناحيةُ الجَبَل والأَكَمةِ. وضِيمٌ: جَبَلٌ فِي بِلَادِ هُذَيْلٍ؛ قَالَ أَبو جُنْدَب: وغَرَّبْتُ الدعاءَ، وأَيْنَ مِنِّي ... أُناسٌ بَيْنَ مَرِّ وَذِي يَدُومِ؟ وحَيٌّ بالمَناقِبِ قَدْ حَمَوْها، ... لَدَى قُرَّانَ حَتَّى بَطْنِ ضِيمِ مَرِّ، بِالْخَفْضِ، والمَناقِبُ: طريقُ الطَّائِفِ مِنْ مَكَّةَ. وضِيمٌ: جَبَلٌ. والضِّيمُ: وادٍ فِي السَّراةِ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤيَّةَ: فَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي ذَنُوبَها ... دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فضِيمُها الْجَوْهَرِيُّ: الضِّيمُ، بِالْكَسْرِ، ناحيةُ الجَبَل فِي قَوْلِ الهُذَلي، وأَنشد الْبَيْتِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَنوبها نَصِيبُهَا. ودُفاقٌ: وادٍ، وَكَذَلِكَ عُرْوانُ وضِيمٌ. ضيثم: الضَّيْثَمُ: الشديدُ، وَبِهِ سمي الرَّجُلُ.

فصل الطاء المهملة

فصل الطاء المهملة طحم: طَحْمَةُ السيلِ وطُحْمَتُه، بِفَتْحِ الطَّاءِ وَضَمِّهَا: دُفَّاعُ مُعْظَمِه، وَقِيلَ: دُفْعَتُه الأُولى ومُعْظَمُه، وَكَذَلِكَ طُحْمَة الليلِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعُمارة بنِ عُقَيْلٍ: أَجالتْ حَصاهُنَّ الدَّوادي، وحَيَّضَتْ ... عليهنَّ حَيْضاتُ السُّيول الطَّواحِمِ. وأَتَتْنا طُحْمةٌ مِنَ النَّاسِ وطَحْمةٌ أَي جَمَاعَةٌ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَي دُفْعَةٌ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَ القادِيةَ، والقادِيَةُ أَوَّلُ مَنْ يطرأْ عَلَيْكَ، وَقِيلَ: طُحْمَةُ النَّاسِ جَماعتُهم. وطَحْمَةُ الفِتْنة: جَوْلَةُ الناسِ عِنْدَهَا. وَرَجُلٌ طُحَمة مِثَالُ هُمَزة: شديدُ العِراكِ. وَقَوْسٌ طَحُومٌ: سَرِيعَةُ السَّهْمِ. الأَصمعي: الطَّحُوم والطَّحُورُ الدَّفُوعُ. وَقَوْسٌ طَحُومٌ وطَحُورٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والطَّحْمَةُ: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، وَهِيَ الطَّحْماءُ؛ وقال أَبو حَنِيفَةَ: الطَّحْمَةُ مِنَ الحَمْض وَهِيَ عَرِيضَةُ الْوَرَقِ كَثِيرَةُ الْمَاءِ. والطَّحْماءُ: نَبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ حَمْضِيَّةٌ، قَالَ: والطَّحْماء أَيضاً النَّجِيل، وَهُوَ خَيْر الحَمْض كُلِّه، وَلَيْسَ لَهُ حَطبٌ وَلَا خَشَبٌ إِنَّمَا يَنْبُتُ نَبَاتًا تأْكله الإِبل. الأَزهري: الطَّحْماء نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. طحرم: مَا عَلَيْهِ طِحْرِمَة أَي خِرْقة كطِحْرِيةٍ. وَمَا فِي السَّمَاءِ طِحْرِمَةٌ كطِحْرِيةٍ أَي لَطْخٌ مِنْ غَيْمٍ. وطَحْرَمَ السِّقاءَ: مَلأَه. طَحْرَمْتُ السِّقاءَ وطَحْمَرْتُه بِمَعْنًى أَي مَلأْتُه، وَكَذَلِكَ الْقَوْسُ إِذَا وَتَّرْتَها. طحلم: ماءٌ طُحْلُوم: آجِنٌ. طخم: الأَطْخَمُ: مُقَدَّمُ الخُرْطومِ فِي الإِنسان وَالدَّابَّةِ؛ وأَنشد: وَمَا أَنْتُمُ إِلَّا ظَرابيُّ قَصَّةٍ ... تَفاسَى، وتَسْتَنْشِي بآنُفِها الطُّخْمِ «3» . قَالَ: يَعْنِي لَطْخاً مِنْ قَذَرٍ. والطُّخْمَةُ: سوادٌ فِي مُقَدَّمِ الأَنف ومُقَدَّمِ الخَطْمِ. وكَبْشٌ أَطْخَمُ: أَسْوَدُ الرأْسِ وَسَائِرُهُ أَكْدَرُ: ولَحْمٌ أَطْخَمُ وطَخِيمٌ: جافٌّ يَضْرِبُ لَوْنُه إِلَى السَّوَادِ، وَقَدِ اطْخَمَّ. والأَطْخَمُ: كالأَدْغَمِ، وَقِيلَ: هُوَ لُغَةٌ فِي الأَدْغَمِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَطْخَمُ أَخْضَرُ أَدْغَمُ، وَهُوَ الدَّيْزَجُ. وفَرَسٌ أَطْخَمُ: لُغَةٌ فِي الأَدْغَمِ. وطَخَمَ الرجلُ وطَخُمَ: تَكَبَّرَ. والطَّخْمَةُ: جَمَاعَةُ المَعَزِ. التَّهْذِيبِ: الطُّخُومُ بِمَعْنَى التُّخومِ، وَهِيَ الحُدودُ بَيْنَ الأَرَضِينَ، قَلَبَتِ التَّاءَ طَاءً لِقُرْبِ مخرجيهما. طرم: الطِّرْمُ، بِالْكَسْرِ: العسَلُ عَامَّةً، وَقِيلَ: الطِّرْمُ والطَّرْمُ والطِّرْيَمُ العسَلُ إِذَا امتَلأَتِ البيوتُ خَاصَّةً. والطَّرْمُ والطِّرْمُ: الشَّهْدُ، وَقِيلَ: الزُّبْدُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ النِّسَاءَ: فمِنْهُنَّ مَنْ يُلْفَى كصابٍ وعَلْقَمٍ، ... ومنهنَّ مِثْلُ الشَّهْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرْمِ أَنشده الأَزهري وَقَالَ: الصَّوَابُ: ومنهنَّ مثلُ الزُّبْدِ قَدْ شِيبَ بالطِّرْم وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: يُقَالُ للنَّحْل إِذَا مَلأَ

_ (3). قوله [ وَمَا أَنْتُمُ إِلَّا ظَرَابِيُّ قصة إلخ] أنشده الجوهري في مادة ظرب: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا ظَرَابِيُّ مذحج

أَبْنِيَتَه مِنَ العَسَلِ: قَدْ خَتَمَ، فَإِذَا سَوَّى عَلَيْهِ قِيلَ: قَدْ طَرِمَ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للشَّهْدِ طَرْمٌ وطِرْمٌ. والطَّرَمُ: سَيَلانُ الطِّرْمِ مِنَ الخَلِيَّةِ، وَهُوَ الشَّهْدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الطِّرْمِ العَسَلِ قولُ الشَّاعِرِ: وَقَدْ كنتِ مُزْجاةً زَمَانًا بخَلَّةٍ، ... فأَصبَحتِ لَا تَرْضَينَ بالزَّغدِ والطِّرْمِ قَالَ: والزَّغْدُ الزُّبْدُ؛ وأَنشد لِآخَرَ: فأُتينا بزَغْبَدٍ وحَتِيّ، ... بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمالِ قَالَ: الزَّغْبَدُ الزُّبْدُ، والحَتِيُّ سَويقُ المُقْلِ، والتامِكُ السَّنامُ، والثُّمالُ رَغوَةُ اللبنِ. والطِّرْيَمُ: السحابُ الكثيفُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فاضْطَرَّه السَّيْلُ بوادٍ مُرْمِثِ ... فِي مُكْفَهِرِّ الطِّرْيَمِ الشَّرَنْبَثِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجِئِ الطِّرْيَمُ السحابُ إِلَّا فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ، قَالَ: والطِّرْيَمُ العسلُ أَيضاً. والطِّرْيَمُ: الطويلُ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. ومَرَّ طِرْيَمٌ مِنَ اللَّيْلِ أَيْ وقتٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والطُّرْمَةُ والطُّرْمُ: الْكَانُونُ. والطُّرامةُ: الرِّيق اليابسُ عَلَى الْفَمِ مِنَ الْعَطَشِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يجِفُّ عَلَى فَمِ الرَّجُلِ مِنَ الرِّيقِ مِنْ غَيْرِ أَن يُقيد بِالْعَطَشِ. والطُّرامَةُ، بِالضَّمِّ أَيضاً: الخُضْرَة تَرْكَبُ عَلَى الأَسنان وَهُوَ أشَفُّ مِنَ القَلَح، وَقَدْ أَطْرَمَتْ أَسنانُه إطْراماً؛ قَالَ: إِنِّي قَنِيتُ خَنِينَها، إذْ أَعْرَضَتْ، ... ونَواجِذاً خُضْراً مِنَ الإِطْرام وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطُّرامَةُ بَقِيَّةُ الطَّعَامِ بَيْنَ الأَسنان. واطَّرَمَ فُوه: تغيَّر. والطُّرْمَة والطَّرْمَة والطِّرْمَةُ: نُتُوءٌ فِي وَسَطِ الشَّفَةِ العُليا، وَهِيَ فِي السُّفْلى التُّرْفَةُ، فَإِذَا جَمَعُوا قَالُوا طُرْمتين، فغَلَّبوا لَفْظَ الطُّرْمة عَلَى التُّرْفَة. والطُّرْمَةُ: بَثْرَةٌ تَخْرُجُ فِي وسَطِ الشَّفَةِ السُّفْلَى. والطَّرْمة، بِفَتْحِ الطَّاءِ: الْكَبِدُ. والطارِمَةُ: بيتٌ مِنْ خَشَب كَالْقُبَّةِ، وَهُوَ دَخِيلٌ أَعجمي مُعَرَّبٌ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ طَرَنَ: طَرْيَنُوا وطَرْيَمُوا إِذَا اخْتَلَطوا مِنَ السُّكْر. ابْنُ بَرِّيٍّ: الطَّرْمُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَعز بْنُ مأْنوس: طَرَقَتْ فُطَيْمَةُ أَرْحُلَ السَّفْرِ، ... بالطَّرْم باتَ خيالُها يَسْرِي ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: الطَّرْمُ، بِفَتْحِ أَوله وَإِسْكَانِ ثَانِيهِ، مَدِينَةُ وَهْشُوذانَ الَّذِي هَزَمَه عَضُدُ الدَّوْلَةِ فَنَّاخُسْرو؛ قَالَ: قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ فِي مُعْجم مَا اسْتَعْجَمَ. طرثم: الطَّرْثَمَةُ والثَّرْطَمَةُ: الإِطْراق مِنْ غَضبٍ أَو تَكَبُّرٍ. طرحم: الطُّرْحُومُ نَحْوُ الطُّرْموحِ: وَهُوَ الطويلُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُهُ مقلوباً. طرخم: الاطْرِخمامُ: الِاضْطِجَاعُ. والمُطْرَخِمُّ: المُضْطجِعُ، وَقِيلَ: الْغَضْبَانُ المُتَطاوِلُ، وَقِيلَ: المُتَكَبِّرُ، وَقِيلَ: المُنْتَفِخ مِنْ التُّخَمَة. واطْرَخَمَّ الليلُ: اسْوَدَّ كاطْرَهَمَّ. واطْرَخَمَّ أَي شَمَخَ بأَنفه وتعَظَّمَ اطْرِخْماماً، واطْرَخَمَّ الرجلُ، وَهُوَ عَظَمَةُ الأَحْمَق؛ وأَنشد: والأَزْدُ دعْوى النُّوكِ، واطْرَخَمُّوا

يَقُولُ: ادَّعَوا النُّوك ثُمَّ تَعَظَّمُوا. الأَصمعي: إِنَّهُ لمُطْرَخِمُّ ومُطْلَخِمٌّ أَي مُتَكَبِّرٌ مُتَعَظِّمٌ، وَكَذَلِكَ مُسْلَخِمٌّ. واطْرَخَمَّ الرجلُ إِذَا كلَّ بَصَرُه. وشابٌّ مُطْرَخِمٌّ أَي حَسَنٌ تامٌّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وجامِعِ القُطْرَيْنِ مُطْرَخِمِّ، ... بَيَّضَ عَيْنَيْه العَمَى المُعَمِّي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ؛ وَبَعْدَهُ: مِنْ نَحَمانِ حَسَدٍ نِحَمِ أَي رُبَّ جَامِعٍ قُطْرَيه عَنِّي مُتَكبر عليَّ بَيَّضَ عَيْنَيْهِ حَسَدُهُ فَهُوَ يَنْحِمُ. وشَبابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. طرسم: طَرْسَمَ الليلُ وطَرْمَسَ: أَظلم، وَيُقَالُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. وطَرْسَم الطريقُ: مِثْلُ طَمَسَ ودَرَسَ. وطَرْسم الرجلُ: سَكَتَ مِنْ فَزَع. الأَصمعي: طَرْسَمَ طَرْسَمَةً وبَلْسَمَ بَلْسَمة إِذَا فَرِقَ أَطْرَقَ وسَكَتَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَكَصَ هَارِبًا: قَدْ سَرْطَم وطَرْمَسَ. الْجَوْهَرِيُّ: طَرْسَمَ الرجلُ أَطْرَق، وطَلْسَمَ مثلُه. طرشم: طَرْشَمَ وطَرْمَشَ: أَظلم، والسين أَعلى. طرغم: المُطْرَغِمُّ: الْمُتَكَبِّرُ. واطْرَغَمَّ إِذَا تَكَبَّرَ. والاطْرِغْمامُ: التَّكَبُّرُ؛ وأَنشد: أَوْدَحَ لَمَّا أَن رَأَى الجَدَّ حَكَمْ، ... وكنتُ لَا أنْصِفُه إِلَّا اطْرَغَمْ والإِيداحُ: الإِقرارُ بِالْبَاطِلِ، قَالَ الأَزهري: واطْرَخَمَّ مِثْلُ اطْرَغَمَّ. طرهم: المُطْرَهِمُّ: الشَّبابُ الْمُعْتَدِلُ التَّامُّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أُرَجِّي شَباباً مُطْرَهِمّاً وصِحَّةً، ... وكيفَ رجاءُ المَرءْ مَا لَيْسَ لاقِيا؟ والمُطْرَهِمُّ: الشابُّ الحَسَنُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ الحَسن، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَن الإِنسان يَأْمُلُ أَن يَبْقَى شبابُه وصِحَّتُه، وَهَذَا مَا لَا يَصِحُّ لأَحد، فَعَجِبَ مِنْ تَأْمِيلهِ ذَلِكَ. وشَبابٌ مُطْرَهِمٌّ ومُطْرَخِمٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمُطْرَهِمُّ: الْمُتَكَبِّرُ. واطْرَهَمَّ الليلُ: اسْوَدَّ، وَقَدْ فَسَّرَ يعقوبُ بِهِ قَوْلَ ابْنِ أَحمر: أرجِّي شبابا مطرهما وَصِحَّةً قَالَ: وَلَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا أَن يَعْنِيَ بِهِ اسْوِدَادَ الشَّعَرِ. ابْنُ الأَعرابي: المُطْرَهِمُّ المُمْتَلئ الحَسَنُ. الأَصمعي: هُوَ المُتْرَفُ الطويلُ، وَقَدِ اطْرَهَمَّ اطْرِهْماماً واطْرَخَمَّ. والمُطْرَهِمُّ: فَحْلُ الضِّرابِ. طسم: طَسَمَ الشيءُ والطريقُ وطَمَسَ يَطْسِمُ طُسُوماً: دَرَسَ. وطَسَمَ الطريقُ: مِثْلُ طَمَسَ، عَلَى الْقَلْبِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: رَثَّ حَبْلُ الوَصْلِ فانْصَرَمَا ... مِنْ حَبِيبٍ هاجَ لِي سَقَما كِدْتُ أَقْضِي، إذْ رأَيْتُ لَه ... مَنْزِلًا بالخَيْفِ قَدْ طَسَمَا وَجَاءَ بِهِ الْعَجَّاجُ متعدِّياً؛ فَقَالَ: ورَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، ... مِنْ عَهْدِ إبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ

يَعْنِي بالأَثَر المُقَسَّم مَقامَ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ وَقَوْلُهُ: مَا أَنا بالغادِي وأَكْبَرُ هَمِّه ... جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ فَسَّرَهُ أَبو حَنِيفَةَ فَقَالَ: الطُّسُومُ هُنَا الطَّامِسَةُ أَي فَوْقَهُنَّ أَرضٌ طامِسَةٌ تُحْوِجُ إِلَى التَّفْتِيش والتَّوَسُّم. وطَسِمَ الرجلُ: اتَّخَمَ، قَيْسِيَّةٌ. والطَّسَمُ: الظَّلامُ، والغَسَمُ والطَّسَمُ عِنْدَ الإِمْساء، وَفِي السَّمَاءِ غَسَمٌ مِنْ سَحَابٍ وأَغْسامٌ وأَطْسامٌ مِنْ سَحابٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رأَيته فِي طُسَامِ الْغُبَارِ وطَسَامِه وطَسَّامه وطَيْسانِه، يُرِيدُ فِي كَثِيرِهِ. وأُطْسُمَّةُ الشَّيْءِ: مُعْظَمُه ومُجْتَمَعُه؛ حَكَاهُ السِّيرَافِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ سِيبَوَيْهِ إِلا أُسْطُمَّة. وأُسْطُمَّةُ الحَسَب: وَسَطُه ومُجْتَمَعُه، قَالَ: والأُطْسُمَّةُ مثلُه عَلَى الْقَلْبِ. قَالَ العُمَانِيُّ الرَّاجِزُ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ ذُؤَيْبٍ الفُقَيْمِيُّ لَقَّبَهُ بالعُمَانيّ دُكَيْنٌ الراجزُ لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ مُصْفَرَّ الوجهِ مَطْحُولًا، فَقَالَ: مَن هَذَا العُمانِيُّ؟ فَلَزِمَهُ ذَلِكَ، لأَن عُمَانَ وبِئَةٌ وأَهْلُها صُفْرٌ مَطْحُولُونَ، يُخاطب بِهِ العُمانِيُّ الرَّشيدَ: مَا قاسِمٌ دونَ مَدَى ابْنِ أُمِّهِ، ... وقَدْ رَضِيناهُ فقُمْ فَسَمِّهِ يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ، ... حتَّى يَعُودَ المُلْكُ فِي أُطْسُمِّهِ أَي فِي أَهله وحَقِّه، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الرَّجَزُ لِجَرِيرٍ قَالَهُ فِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ: إِن الإِمامَ بعدَه ابنُ أُمِّهِ، ... ثُمَّ ابْنُهُ وَلِيُّ عَهْدِ عَمِّه قَدْ رَضِيَ الناسُ بِهِ فَسَمِّهِ، ... يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ منْ فُمِّهِ حَتَّى يَعُودَ المُلْكُ فِي أُسْطُمِّه، ... أَبْرِزْ لَنَا يَمينَه مِنْ كُمِّهِ والطَّواسيمُ والطَّواسينُ: سُوَرٌ فِي القرآنِ جُمِعَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: حَلَفْتُ بالسَّبْعِ اللَّواتَي طُوِّلَتْ، ... وبِمِئينٍ بَعْدَها قَدْ أُمْئيتْ، وبمَثَانٍ ثُنِّيَتْ وكُرّرَتْ، ... وبالطَّواسيم الَّتِي قَدْ ثُلِّثَتْ وبالْحَوامِيمِ الَّتِي قَدْ سُبّعَتْ، ... وبالمُفَصَّلِ اللَّواتي فُصِّلَتْ قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن تُجْمَعَ بِذَوَاتٍ وتضافَ إِلَى وَاحِدٍ فَيُقَالُ: ذواتُ طسم، وذواتُ حم. وطَسْمٌ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ انْقَرَضُوا. الْجَوْهَرِيُّ: طَسْمٌ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ كَانُوا فَانْقَرَضُوا، وَفِي حَدِيثِ مَكَّةَ: وسُكَّانها طَسْمٌ وجَدِيسٌ ، وَهُمَا قَوْمٌ مِنْ أَهل الزَّمَانِ الأَوّل، وَقِيلَ: طَسْمٌ حَيٌّ مِنْ عادٍ، والله أَعلم. طعم: الطَّعامُ: اسمٌ جامعٌ لِكُلِّ مَا يُؤكَلُ، وَقَدْ طَعِمَ يَطْعَمُ طُعْماً، فَهُوَ طاعِمٌ إِذَا أَكَلَ أَو ذاقَ، مِثَالُ غَنِمَ يَغْنَمُ غُنْماً، فَهُوَ غانِمٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا . وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَلَّ طُعْمُه أَي أَكْلُه. وَيُقَالُ: طَعِمَ يَطْعَمُ مَطْعَماً وَإِنَّهُ لَطَيّبُ المَطْعَمِ كَقَوْلِكَ طَيِّبُ المَأْكَلِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ فِي زَمْزَمَ: إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ وشِفاءُ سُقْمٍ أَي يَشْبَعُ الإِنسانُ إِذَا شَرب ماءَها كَمَا

يَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ. وَيُقَالُ: إنِّي طاعِمٌ عَنْ طَعامِكُمْ أَي مُسْتَغْنٍ عَنْ طَعامكم. وَيُقَالُ: هَذَا الطَّعامُ طَعامُ طُعْمٍ أَي يَطْعَمُ مَنْ أَكله أَي يَشْبَعُ، وَلَهُ جُزْءٌ مِنَ الطَّعامِ مَا لَا جُزْءَ لَهُ. وَمَا يَطْعَم آكِلُ هَذَا الطَّعَامَ أَي مَا يَشْبَعُ، وأَطْعَمْته الطَّعَامَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اخْتُلِفَ فِي طَعَامِ الْبَحْرِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مَا نَضَب عَنْهُ الْمَاءُ فأُخِذَ بِغَيْرِ صَيْدٍ فَهُوَ طَعامُه، وَقَالَ آخَرُونَ: طعامُه كُلُّ مَا سُقِي بِمَائِهِ فَنَبَتَ لأَنه نَبَتَ عَنْ مَائِهِ؛ كلُّ هَذَا عَنْ أَبي إِسحاق الزَّجَّاجِ، وَالْجَمْعُ أَطْعِمَةٌ، وأَطْعِماتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَقَدْ طَعِمَه طَعْماً وطَعاماً وأَطْعَم غيرَه، وأَهلُ الْحِجَازِ إِذَا أطْلَقُوا اللفظَ بالطَّعامِ عَنَوْا بِهِ البُرَّ خَاصَّةً، وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كُنَّا نُخْرِجُ صدقةَ الفطرِ عَلَى عهدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَاعًا مِنْ طَعامٍ أَو صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ؛ قِيلَ: أَراد بِهِ البُرَّ، وَقِيلَ: التَّمْرُ، وَهُوَ أَشبه لأَن البُرَّ كَانَ عِنْدَهُمْ قَلِيلًا لَا يَتَّسِعُ لإِخراج زَكَاةِ الْفِطْرِ؛ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَالِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن الطَّعامَ هُوَ البُرُّ خَاصَّةً. وَفِي حَدِيثِ المُصَرَّاةِ: مَنِ ابتاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إنْ شَاءَ أَمْسَكها، وَإِنْ شَاءَ رَدَّها ورَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعامٍ لَا سَمْراء. قَالَ ابْنُ الأَثير: الطَّعامُ عامٌّ فِي كلِّ مَا يُقْتات مِنَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَحَيْثُ اسْتَثْنى مِنْهُ السَّمْراء، وَهِيَ الْحِنْطَةُ، فَقَدْ أَطْلَق الصاعَ فِيمَا عَدَاهَا مِنَ الأَطعمة، إلَّا أَن الْعُلَمَاءَ خَصُّوه بِالتَّمْرِ لأَمرين: أَحدهما أَنه كَانَ الغالبَ عَلَى أَطْعمتهم، وَالثَّانِي أَن مُعْظَم رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا جَاءَتْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، وَفِي بَعْضِهَا قَالَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، ثُمَّ أَعقبه بِالِاسْتِثْنَاءِ فَقَالَ لَا سَمْراء ، حَتَّى إِنَّ الْفُقَهَاءَ قَدْ ترَدَّدُوا فِيمَا لَوْ أَخرج بَدَلَ التَّمْرِ زَبِيبًا أَو قُوتًا آخَرَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَبِعَ التَّوقِيفَ، وَمِنْهُمْ مَنْ رَآهُ فِي مَعْنَاهُ إِجْرَاءً لَهُ مُجْرى صَدَقةِ الْفِطْرِ، وَهَذَا الصاعُ الَّذِي أَمَرَ برَدِّه مَعَ المُصَرّاة هُوَ بَدَلٌ عَنِ اللَّبَنِ الَّذِي كَانَ فِي الضَّرْع عِنْدَ العَقْد، وإِنما لَمْ يَجِبْ رَدُّ عينِ اللبنِ أَو مثلِه أَو قِيمَتِهِ لأَنَّ عينَ اللَّبَنِ لَا تَبْقى غَالِبًا، وَإِنْ بَقِيَتْ فتَمْتَزِجُ بآخرَ اجْتَمع فِي الضَّرْعِ بَعْدَ الْعَقْدِ إِلَى تَمَامِ الحَلْب، وأَما المِثْلِيَّةُ فلأَن القَدْرَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعْلُومًا بمِعْيار الشرعِ كَانَتِ المُقابلةُ مِنْ بَابِ الرِّبَا، وَإِنَّمَا قُدِّرَ مِنَ التَّمْرِ دُونَ النَّقْد لفَقْدِه عِنْدَهُمْ غَالِبًا، ولأَن التَّمْرَ يُشارك اللبنَ فِي المالِيَّة والقُوتِيَّة، وَلِهَذَا الْمَعْنَى نَصَّ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه لَوْ رَدَّ المُصَرَّاة بعَيْبٍ آخرَ سِوَى التَّصْرِيَةِ رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ لأَجل اللَّبَنِ. وقولُه تَعَالَى: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ؛ مَعْنَاهُ مَا أُريدُ أَن يَرْزُقُوا أَحداً مِنْ عِبَادِي وَلَا يُطْعِمُوه لأَني أَنا الرَّزَّاقُ المُطْعمُ. وَرَجُلٌ طاعِمٌ: حَسَنُ الْحَالِ فِي المَطْعمِ؛ قَالَ الحُطَيْئَةُ: دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لبُغْيَتِها، ... واقْعُدْ فإنَّك أَنتَ الطاعِمُ الْكَاسِي وَرَجُلٌ طاعِمٌ وطَعِمٌ عَلَى النَّسَبِ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، كَمَا قَالُوا نَهِرٌ. والطَّعْمُ: الأَكْلُ. والطُّعْم: مَا أُكِلَ. وَرَوَى الباهِليُّ عَنِ الأَصمعي: الطُّعْم الطَّعام، والطَّعْمُ الشَّهْوةُ، وَهُوَ الذَّوْقُ؛ وأَنشد لأَبي خِرَاشٍ الهُذَلي: أَرُدُّ شُجاعَ الجُوعِ قَدْ تَعْلَمِينَه، ... وَأُوثِرُ غَيْري مِنْ عِيالِك بالطُّعْم أَي بالطعامِ، وَيُرْوَى: شُجاعَ البَطْنِ، حَيَّةٌ

يُذْكَرُ أَنها فِي البَطْنِ وتُسَمَّى الصَّفَر، تُؤْذي الإِنسانَ إِذَا جَاعَ؛ ثُمَّ أَنشد قَوْلَ أَبي خِراش فِي الطَّعْمِ الشَّهْوة: وأَغْتَبِقُ الماءَ القَراحَ فأَنْتَهي، ... إِذَا الزادُ أَمْسى للمُزَلَّجِ ذَا طَعْمِ ذَا طَعْمٍ أَي ذَا شَهْوَةٍ، فأَراد بالأَول الطعامَ، وَبِالثَّانِي مَا يُشْتَهى مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَنَى عَنْ شِدَّةِ الجُوع بشُجاعِ البَطْنِ الَّذِي هُوَ مِثْلُ الشُّجاع. وَرَجُلٌ ذُو طَعْمٍ أَي ذُو عَقْلٍ وحَزْمٍ؛ وأَنشد: فَلَا تَأْمُري، يَا أُمَّ أَسماءَ، بِالَّتِي ... تُجِرُّ الفَتى ذَا الطَّعْمِ أَن يتَكَلَّما أَي تُخْرِسُ، وأَصله مِنَ الإِجْرارِ، وَهُوَ أَن يُجْعَلَ فِي فَمِ الفَصيل خشَبةٌ تَمْنَعُهُ مِنَ الرَّضاعِ. وَيُقَالُ: مَا بِفُلَانٍ طَعْمٌ وَلَا نَويصٌ أَي لَيْسَ لَهُ عَقْل وَلَا بِهِ حَراكٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قولُهم لَيْسَ لِمَا يَفْعَلُ فلانٌ طَعْمٌ، مَعْنَاهُ لَيْسَ لَهُ لَذَّة وَلَا مَنْزِلَةٌ مِنَ الْقَلْبِ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ للمُزَلَّجِ ذَا طَعْم فِي بَيْتِ أَبي خِراش: مَعْنَاهُ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنَ الْقَلْبِ، والمُزَلَّجُ البخيلُ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّي: المُزَلَّجُ مِنَ الرِّجَالِ الدونُ الَّذِي لَيْسَ بِكَامِلٍ؛ وأَنشد: أَلا مَا لِنَفْسٍ لَا تموتُ فَيَنْقَضِي ... شَقاها، وَلَا تَحْيا حَياةً لَهَا طَعْمُ مَعْنَاهُ لَهَا حلاوةٌ وَمَنْزِلَةٌ مِنَ الْقَلْبِ. وَلَيْسَ بِذِي طَعْم أَي لَيْسَ لَهُ عقْلٌ وَلَا نفْسٌ. والطَّعْمُ: مَا يُشْتَهى. يُقَالُ: لَيْسَ لَهُ طَعْم وَمَا فلانٌ بِذِي طَعْمٍ إِذَا كَانَ غَثّاً. وَفِي حَدِيثِ بدرٍ: مَا قَتَلْنا أَحداً بِهِ طَعْمٌ، مَا قَتَلْنا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً؛ هَذِهِ اسْتِعَارَةٌ أَي قَتَلْنا مَنْ لَا اعْتِدادَ بِهِ وَلَا مَعْرفةَ وَلَا قَدْرَ، وَيَجُوزُ فِيهِ فَتْحُ الطَّاءِ وَضَمُّهَا لأَن الشَّيْءَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ طُعم وَلَا لَهُ طَعْم فَلَا جَدوى فِيهِ لِلْآكِلِ وَلَا منفَعة. والطُّعْمُ أَيضاً: الحَبُّ الَّذِي يُلْقى لِلطَّيْرِ، وأَما سِيبَوَيْهِ فسَوَّى بَيْنَ الِاسْمِ وَالْمَصْدَرِ فَقَالَ: طَعِمَ طُعْماً وأَصاب طُعْمَه، كِلَاهُمَا بِضَمِّ أَوّله. والطُّعْمة: المَأْكَلة، وَالْجَمْعُ طُعَمٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: مُشَمِّرينَ عَلَى خُوصٍ مُزَمَّمةٍ، ... نَرْجُو الإِلَه، ونَرْجُو البِرَّ والطُّعَما وَيُقَالُ: جعَلَ السلطانُ ناحيةَ كَذَا طُعْمةً لِفُلَانٍ أَي مَأْكَلَةً لَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمةً ثُمَّ قَبَضَه جعَلَها لِلَّذِي يَقومُ بَعْدَهُ ؛ الطُّعْمةُ، بالضَّم: شبْهُ الرِّزْق، يريدُ بِهِ مَا كَانَ لَهُ مِنَ الفَيْء وَغَيْرِهِ، وجَمْعُها طُعَمٌ. وَمِنْهُ حديثُ ميراثِ الجَدّ: إِنَّ السدسَ الآخرَ طُعْمةٌ لَهُ أَي أَنه زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّهِ. وَيُقَالُ فلانٌ تُجْبَى لَهُ الطُّعَمُ أَي الخَراجُ والإِتاواتُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مِمَّا يُيَسَّرُ أَحياناً لَهُ الطُّعَمُ «4» . وَقَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: القِتالُ ثلاثةٌ: قِتالٌ عَلَى كَذَا وقتالٌ لِكَذَا وقِتالٌ عَلَى كَسْبِ هَذِهِ الطُّعْمةِ ، يَعْنِي الفَيْءَ والخَراجَ. والطُّعْمة والطِّعْمة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: وَجْهُ المَكْسَبِ. يُقَالُ: فلانٌ طَيِّب الطُّعْمة [الطِّعْمة] وخبيثُ الطُّعمة [الطِّعْمة] إِذَا كَانَ رَديءَ الكَسْبِ، وَهِيَ بِالْكَسْرِ خاصَّةً حالةُ الأَكل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَر ابن أَبي سَلَمَة: فَمَا زالَتْ تِلْكَ طِعْمَتي بعدُ أَي حَالَتِي فِي الأَكل. أَبو عُبَيْدٍ: فُلَانٌ حسَنُ الطِّعْمةِ والشِّرْبةِ، بِالْكَسْرِ. والطُّعْمَةُ: الدَّعْوَةُ إلى الطعام.

_ (4). قوله [قَالَ زُهَيْرٌ مِمَّا يُيَسَّرُ إِلخ] صدره كما في التكملة: ينزع إمة أقوام ذوي حسب

والطِّعْمَةُ: السِّيرَةُ فِي الأَكل، وَهِيَ أَيضاً الكِسْبَةُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لِخَبِيثُ الطِّعْمَةِ أَي السِّيرةِ، وَلَمْ يَقُلْ خبيثُ السِّيرَةِ فِي طَعامٍ وَلَا غَيْرِهِ. وَيُقَالُ: فلانٌ طَيِّبُ الطَّعْمَةِ وَفُلَانٌ خبيثُ الطِّعْمَةِ إِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ لا يأْكل إِلَّا حَلالًا أَو حَرَامًا. واسْتَطْعَمَه: سأَله أَن يُطْعِمه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا اسْتَطْعَمَكُمُ الإِمامُ فأَطْعِمُوه أَي إِذَا أُرْتِجَ عَلَيْهِ فِي قِرَاءَةِ الصلاةِ واسْتَفْتَحكُم فافْتَحُوا عَلَيْهِ ولَقِّنُوهُ، وَهُوَ مِنْ بَابِ التَّمْثِيلِ تَشْبِيهًا بِالطَّعَامِ، كأَنهم يُدْخِلُون الْقِرَاءَةَ فِي فِيهِ كَمَا يُدْخَلُ الطعامُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فاسْتَطْعَمْتُه الحديثَ أَي طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثَني وأَن يُذِيقَني حَدِيثِهِ، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: طعامُ الواحدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وطعامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَربعة ، فَيَعْنِي شِبَعُ الْوَاحِدِ قُوتُ الإِثنين وشِبَعُ الِاثْنَيْنِ قوتُ الأَربعة؛ ومثلُه قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عامَ الرَّمادةِ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَن أُنزِلَ عَلَى أَهلِ كلِّ بَيْتٍ مثلَ عددِهم فإنَّ الرجلَ لَا يَهْلِكُ عَلَى نصفِ بَطْنه. وَرَجُلٌ مِطْعَمٌ: شَديدُ الأَكل، وامرأةٌ مِطْعَمة نادرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلَّا مِصَكَّة. وَرَجُلٌ مُطْعَمٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ: مَرْزُوقٌ. وَرَجُلٌ مِطْعامٌ: يُطْعِمُ الناسَ ويَقْرِيهم كَثِيرًا، وامرأَة مِطْعامٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. والطَّعْم، بِالْفَتْحِ: مَا يُؤَدِّيه. الذَّوْقُ. يُقَالُ: طَعْمُه مُرٌّ. وطَعْمُ كلِّ شيءٍ: حَلاوتُه ومَرارتُه وَمَا بَيْنَهُمَا، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَالْجَمْعُ طُعُومٌ. وطَعِمَه طَعْماً وتَطَعَّمَه: ذاقَه فَوَجَدَ طَعْمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ؛ أَي مَن لَمْ يَذُقْه. يُقَالُ: طَعِمَ فلانٌ الطَّعامَ يَطْعَمه طَعْماً إِذَا أَكله بمُقَدَّمِ فِيهِ وَلَمْ يُسْرِفْ فِيهِ، وطَعِمَ مِنْهُ إِذَا ذاقَ مِنْهُ، وَإِذَا جعلتَه بِمَعْنَى الذَّوْقِ جَازَ فِيمَا يُؤْكل ويُشْرَبُ. وَالطَّعَامُ: اسْمٌ لِمَا يؤْكل، وَالشَّرَابُ: اسْمٌ لِمَا يُشْرَبُ؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ أَي لَمْ يَتَطَعَّمْ بِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: طَعْمُ كلِّ شيءٍ يُؤْكلُ ذَوْقُه، جَعَلَ ذواقَ الْمَاءِ طَعْماً ونَهاهم أَن يأْخذوا مِنْهُ إِلَّا غَرْفَةً وَكَانَ فِيهَا رِيُّهم ورِيُّ دَوَابِّهِمْ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فأَما بنَوُ عامِرٍ بالنِّسار، ... غَدَاةَ لَقُونا، فَكَانُوا نَعَاما نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدودِ، ... لَا تَطْعَمُ الماءَ إِلَّا صِيَاما يَقُولُ: هِيَ صَائِمَةٌ مِنْهُ لَا تَطْعَمُه، قَالَ: وَذَلِكَ لأَن النَّعامَ لَا تَرِدُ الماءَ وَلَا تَطْعَمُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ فِي الكِلابِ: إِذَا وَرَدْنَ الحَكَرَ الصَّغيرَ فَلَا تَطْعَمْه ؛ أَي لَا تَشْرَبه. وَفِي الْمَثَلِ: تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ تَشَهَّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ تَطَعَّمْ تَطْعَمْ أَي ذُقْ حَتَّى تَسْتَفِيقَ أَي تشْتَهِيَ وتأْكلَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَاهُ ذُقِ الطَّعامَ فَإِنَّهُ يَدْعُوكَ إِلَى أَكْلِه، قَالَ: فَهَذَا مَثَلٌ لِمَنْ يُحْجِمُ عَنِ الأَمْرِ فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلْ فِي أَوَّلِه يدعُوك ذَلِكَ إِلَى دُخولِكَ فِي آخِرِه؛ قَالَهُ عَطاءُ بْنُ مُصْعَب. والطَّعْمُ: الأَكْلُ بِالثَّنَايَا. وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لحَسَنُ الطَّعْمِ وَإِنَّهُ ليَطْعَمُ طَعْماً حَسَنًا. واطَّعَمَ الشيءُ: أَخَذَ طَعْماً. ولبنٌ مُطِّعِمٌ ومُطَعِّمٌ: أَخَذَ طَعْمَ السِّقَاء. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ أَبو حَاتِمٍ يُقَالُ لبنٌ مُطَعِّم، وَهُوَ الَّذِي أَخَذَ فِي السِّقاء طَعْماً وطِيباً، وَهُوَ مَا دَامَ فِي العُلْبة مَحْضٌ وَإِنْ تَغَيِّرَ، وَلَا يأخُذُ اللبنُ طَعْماً وَلَا يُطَعِّمُ فِي العُلْبةِ والإِناء أَبداً، وَلَكِنْ يتغَيَّرُ طَعْمُه فِي الإِنْقاعِ. واطَّعَمَتِ الشَّجَرَةُ، عَلَى افْتَعلَتْ: أَدْرَكَتْ ثمرَتُها، يَعْنِي أَخذَت

طَعْماً وطابتْ. وأَطْعَمَتْ: أَدْرَكَتْ أَن تُثْمِرَ. وَيُقَالُ: فِي بُستانِ فلانٍ مِنَ الشَّجَرِ المُطْعِمِ كَذَا أَي مِنَ الشَّجَرِ المُثْمِر الَّذِي يُؤْكلُ ثمرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى عَنْ بَيْعِ الثّمرةِ حَتَّى تُطْعِمَ. يقال: أَطْعَمَتِ الشجرةُ إِذا أَثْمرَتْ وأَطْعَمَتِ الثمرةُ إِذا أَدرَكتْ أَي صَارَتْ ذاتَ طَعْمٍ وَشَيْئًا يُؤْكل مِنْهَا، وَرُوِيَ: حَتَّى تُطْعَم أَي تُؤْكلَ، وَلَا تُؤْكلُ إِلا إِذا أَدرَكتْ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجّال: أَخْبِرُوني عَنْ نخلِ بَيْسانَ هَلْ أَطْعَمَ أَي هَلْ أَثْمَرَ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كرِجْرِجةِ الْمَاءِ لَا تُطْعِمُ أَي لَا طَعْمَ لَهَا، وَيُرْوَى: لَا تَطَّعِمُ ، بِالتَّشْدِيدِ، تَفْتَعِلُ مِنَ الطَّعْمِ. وَقَالَ النَّضْرُ: أَطْعَمْتُ الغُصْنَ إِطْعاماً إِذا وصَلْتَ بِهِ غُصْناً مِنْ غَيْرِ شَجَرِهِ، وَقَدْ أَطْعَمْتُه فطَعِمَ أَي وصَلْتُه بِهِ فقَبِلَ الوَصْلَ. وَيُقَالُ للحَمَامِ الذَّكرِ إِذا أَدخلَ فَمَهُ فِي فمِ أُنْثاه: قَدْ طاعَمَها وَقَدْ تطاعَما؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَمْ أُعْطِها بِيَدٍ، إِذْ بتُّ أَرْشُفُها، ... إِلَّا تَطاوُلَ غُصْنِ الجِيدِ بالجِيدِ كَمَا تَطاعَمَ، فِي خَضْراءَ ناعمةٍ، ... مُطَوَّقانِ أَصاخَا بَعْدَ تَغْريدِ وَهُوَ التَّطاعُم والمُطاعَمةُ، واطَّعَمَتِ البُسْرَةُ أَي صَارَ لَهَا طَعْمٌ وأَخذَتِ الطَّعْمَ، وَهُوَ افتعَلَ مِنَ الطَّعْم مثلُ اطَّلَبَ مِنَ الطَّلَب، واطَّرَدَ مِنَ الطَّرْدِ. والمُطْعِمةُ: الغَلْصَمة؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَخذَ فلانٌ بِمُطْعِمَة فُلَانٍ إِذا أَخذَ بحَلْقِه يَعْصِرُه وَلَا يَقُولُونَهَا إِلا عِنْدَ الخَنْقِ والقِتالِ. والمُطْعِمةُ: المِخْلَبُ الَّذِي تَخْطَفُ بِهِ الطيرُ اللحمَ. والمُطْعِمةُ: القوْسُ الَّتِي تُطْعِمُ الصيدَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَفِي الشِّمالِ مِنَ الشِّرْيانِ مُطْعَمةٌ ... كَبْداءٌ، فِي عَجْسِها عَطْفٌ وتَقْويمُ كَبْداءُ: عريضةُ الكَبِدِ، وَهُوَ مَا فوقَ المَقْبِضِ بِشِبْرٍ؛ وَصَوَابُ إِنشاده: فِي عُودِها عَطْفٌ «1» يَعْنِي مَوْضِعَ السِّيَتَيْنِ وسائرُه مُقوَّم، البيتُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَقَالَ: إِنها تُطْعِمُ صاحبَها الصَّيْدَ. وقوسٌ مُطْعِمةٌ: يُصادُ بِهَا الصيدُ ويَكْثُر الضِّرابُ عَنْهَا. وَيُقَالُ: فلانٌ مُطْعَمٌ للصَّيْدِ ومُطْعَمُ الصَّيْدِ إِذا كَانَ مَرْزُوقًا مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: مُطْعَمٌ للصَّيْدِ، ليسَ لَهُ ... غيْرَها كَسْبٌ، عَلَى كِبَرِهْ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ومُطْعَمُ الصيدِ هَبَّالٌ لِبُغْيتِه وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: رَمَتْني، يومَ ذاتِ الغِمِّ، سلمَى ... بسَهْمٍ مُطْعَمٍ للصَّيْدِ لامِي فقلتُ لَهَا: أَصَبْتِ حصاةَ قَلْبي، ... ورُبَّتَ رَمْيةٍ مِنْ غَيْرِ رَامِي وَيُقَالُ: إِنك مُطْعَمٌ مَوَدَّتي أَي مرزوقٌ مودَّتي؛ وقال الكميت:

_ (1). قوله [وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ فِي عُودِهَا إلخ] عبارة التكملة: والرواية في عودها، فإن العطف والتقويم لا يكونان في العجز وقد أخذه من كتاب ابن فارس والبيت لذي الرمة

بَلى إِنَّ الغَواني مُطْعَماتٌ ... مَوَدَّتَنا، وإِن وَخَطَ القَتِيرُ أَي نُحِبُّهُنَّ وإِن شِبْنا. وَيُقَالُ: إِنه لمُتَطاعِمُ الخَلْقِ أَي مُتَتابِعُ الخَلْق. وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ لَا يَطَّعِمُ، بِتَثْقِيلِ الطَّاءِ، أَي لَا يَتأَدَّبُ وَلَا يَنْجَعُ فِيهِ مَا يُصْلِحه وَلَا يَعْقِلُ. والمُطَّعِمُ والمُطَعِّمُ مِنَ الإِبل: الَّذِي تَجِدُ فِي لَحْمه طَعْمَ الشَّحْمِ مِنْ سِمَنِه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جَرى فِيهَا المُخُّ قَلَيِلًا. وكُلُّ شَيْءٍ وُجِدَ طَعْمُه فَقَدِ اطَّعَم. وطَعَّمَ العظمُ: أَمَخَّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَهُمْ تَرَكُوكُمْ لَا يُطَعِّمُ عَظْمُكُم ... هُزالًا، وَكَانَ العَظْمُ قبلُ قَصِيدا ومُخٌّ طَعُومٌ: يُوجَدُ طَعْمُ السِّمَن فِيهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يقالُ لَكَ غَثُّ هَذَا وطَعُومُه أَي غَثُّه وسَمِينُه. وشاةٌ طَعُومٌ وطَعِيم: فِيهَا بَعْضُ الشَّحْم، وَكَذَلِكَ الناقةُ. وجَزورٌ طَعُومٌ: سَمِينَةٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: جَزُورٌ طَعُومٌ وطَعِيمٌ إِذا كَانَتْ بَيْنَ الغَثَّةِ والسَّمِينَةِ. والطَّعُومَةُ: الشاةُ تُحْبَسُ لتُؤكَلَ. ومُسْتَطْعَمُ الفَرَسِ: جَحافِلُه، وَقِيلَ: مَا تحتَ مَرْسِنِه إِلى أَطراف جَحافِله؛ قَالَ الأَصمعي: يُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَن يَرِقَّ مُسْتَطْعَمُه. والطُّعْمُ: القُدْرة. يُقَالُ: طَعِمْتُ عَلَيْهِ أَي قَدَرْتُ عَلَيْهِ، وأَطْعَمْتُ عَيْنَه قَذىً فَطَعِمَتْهُ واسْتَطْعَمْتُ الفرسَ إِذا طَلَبْتَ جَرْيَه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: تَدارَكهُ سَعْيٌ ورَكْضُ طِمِرَّةٍ ... سَبُوحٍ، إِذا اسْتَطْعَمْتَها الجَرْيَ تَسْبَحُ والمُطْعِمتانِ مِنْ رِجْل كلِّ طائرٍ: هُمَا الإِصْبَعانِ المُتَقَدّمتانِ المُتقابلَتانِ. والمُطْعِمَةُ مِنَ الجَوارحِ: هِيَ الإِصْبَعُ الغَلِيظَةُ المُتَقَدِّمَةُ، واطَّرَدَ هَذَا الاسمُ فِي الطَّيْرِ كُلِّها. وطُعْمَةُ وطِعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِمٌ، كُلُّها: أَسماء؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كَسانيَ ثَوْبَيْ طُعْمةَ المَوْتُ، إِنما التُّراثُ، ... وإِنْ عَزَّ الحَبيبُ، الغَنائِمُ طغم: الطَّغامُ والطَّغامةُ: أَرْذالُ الطَّيْرِ والسِّباعِ، الواحِدةُ طَغامةٌ لِلذَّكَرِ والأُنثى مثلُ نَعامةٍ ونَعامٍ، وَلَا يُنْطَق مِنْهُ بِفعْلٍ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ اشتقاقٌ، وهُما أَيضاً أَرْذالُ الناسِ وأَوغادُهم؛ أَنشد أَبو الْعَبَّاسِ: إِذا كَانَ اللَّبِيبُ كَذا جَهُولًا، ... فَمَا فَضْلُ اللبِيب عَلَى الطَّغامِ؟ الواحدُ والجمعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: هَذَا طَغامة مِنَ الطَّغامِ، الواحدُ والجمعُ سَواءٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وكُنْتُ، إِذا هَمَمْتُ بفِعْلِ أَمرٍ، ... يُخالِفُني الطَّغامَةُ والطَّغامُ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ العَرب تَقُولُ لِلرَّجُلِ الأَحْمَقِ طَغامةٌ ودَغامة، والجَمعُ الطَّغامُ. وقولُ عَليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لأَهْل العِراق: يَا طَغامَ الأَحْلامِ إِنما هُوَ مِنْ بَابِ إِشْفَى المِرْفَقِ، وَذَلِكَ أَن الطَّغام لَمَّا كَانَ ضَعِيفًا اسْتَجَازَ أَن يَصِفَهُمْ بِهِ كأَنه قَالَ يَا ضِعافَ الأَحْلامِ وَيَا طاشَةَ الأَحْلامِ؛ مَعْنَاهُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا مَعْرِفةَ، وَقِيلَ: هُمْ أَوْغادُ الناسِ وأَرذالُهم، ومِثْلُه كَثِيرٌ؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ: مِئْبَرة العُرْقُوب إِشْفى المِرْفَقِ لَمَّا كَانَ الإِشْفى دَقيقاً حَادًّا استَجازَ أَن يَصِفَها بِهِ

كأَنه قَالَ: دَقيقة الْمِرْفَقِ أَو حادَّة المِرْفَقِ، وَكَذَلِكَ كلُّ جَوْهر فِيهِ مَعْنَى الْفِعْلِ يَجُوزُ فِيهِ مثلُ هذا. طلم: الطُّلْمة، بِالضَّمِّ: الخُبْزةُ وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيها النَّاسُ المَلَّةَ، وإِنما المَلَّةُ اسمُ الحُفْرةِ نفْسِها، فأَما الَّتِي يُمَلُّ فِيهَا فَهِيَ الطُّلْمةُ والخُبْزَةُ والمَليلُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رَأَى رَجُلًا يُعالِجُ طُلْمةً لأَصحابه فِي سَفَرٍ وَقَدْ عَرِقَ مِنْ حَرِّ النارِ فتأَذَّى فَقَالَ: لَا تَمَسُّه النارُ أَبداً ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا تَطْعَمُه النارُ بعدَها. والتَّطْليمُ: ضَرْبُكَ الخُبْزَةَ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الطُّلْمَةُ هِيَ الخُبْزةُ تُجْعَل فِي المَلَّة، وَهِيَ الرَّمادُ الحارُّ. وأَصلُ الطَّلْمِ: الضرْبُ ببَسْطِ الكَفِّ، وَقِيلَ: الطُّلْمةُ صفيحةٌ مِنْ حِجَارَةٍ كالطابَقِ يُخْبَزُ عَلَيْهَا، وَقَدْ طَلَمها يَطْلِمها وطَلَّمها. وطَلَّمَ العَرَقَ عَنْ جَبينه: مسحَه؛ قَالَ حسانُ بْنُ ثَابِتٍ: تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، ... يُطَلِّمُهنَّ بالخُمُرِ النساءُ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ تُلَطِّمُهنَّ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، ومَثَلُ العربِ: إِن دونَ الطُّلْمةِ خَرْطَ قَتادِ هَوْبَر؛ قَالَ: وهَوْبَر مكانٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: تَكَلَّفْ مَا بَدا لَكَ غيرَ طُلْمٍ، ... فَفيما دونَه خَرْطُ القَتادِ والطُّلْمُ: جمعُ الطُّلْمةِ. والطُّلَّامُ: التَّنَوُّمُ وَهُوَ حَبُّ الشاهْدانِج. والطَّلَمُ: وسَخُ الأَسنانِ مِنْ تَرْكِ السِّواك، والله أَعلم. طلحم: طِلْحام: موضع. طلخم: اطْلَخَمَّ الليلُ والسحابُ: أَظْلَمَ وتَراكَمَ مِثْلُ اطْرَخَمَّ. الْجَوْهَرِيُّ: اطْلَخَمَّ الليلُ أَي اسْحَنْكَك. وأُمورٌ مُطْلَخِمَّاتٌ: شِدادٌ. واطْلَخَمَّ الرجلُ: تَكَبَّر. والمُطْلَخِمُّ: المتكبِّرُ. الأَصمعي: إِنه لَمُطْرَخِمٌّ ومُطْلَخِمٌّ أَي متكبِّرٌ مُتعظِّم، وَكَذَلِكَ مُسْلَخِمٌّ. والطُّلْخُومُ: العظيمُ الخَلْقِ. والطِّلْخامُ: الفيلُ الأُنثى. وطِلْخام: مَوْضِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فصُوائِقٌ، إِنْ أَيْمَنَتْ، فمَظِنَّةٌ، ... مِنْهَا وِحافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخامُها «2» . وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: هُوَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ؛ ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ: طِلْحام، بِكَسْرِ أَوله وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ أرضٌ، وَقِيلَ: اسمُ وادٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: بَيْضُ النَّعامِ برَعْمٍ دونَ مَسْكَنِها، ... وبالمَذانِبِ مِنْ طِلْخامَ مَرْكومُ «3» . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَمْ يُصْرَفْ لأَنه اسْمٌ لِشَيْءٍ مؤنَّث، قَالَ: وَلَوْ كَانَ اسْمَ وادٍ لانْصَرَفَ، قَالَ: هُوَ مِنْ مُعْجَم مَا اسْتَعْجَم. والطُّلْخومُ: الماءُ الآجِنُ. طلسم: طَلْسَمَ الرجلُ: كَرَّه وجْهَه وقَطَّبَه، وَكَذَلِكَ طَلْمَسَ وطَرْمَسَ.

_ (2). قوله [وحاف القهر] أنشده في التكملة في مادّة ق هـ ر بالراء المهملة، وياقوت في ق هـ ز بالزاي (3). قوله [بيض النعام] الذي في ياقوت: بيض الأنوق، وقوله [وبالمذانب] الذي فيه: وبالأبارق

طمم: طَمَّ الماءُ يَطِمُّ طَمّاً وطُمُوماً: عَلا وغَمَر. وكلُّ مَا كَثُرَ وعَلا حَتَّى غَلَب فَقَدْ طَمَّ يطِمُّ. وطَمَّ الشيءَ يَطُمُّه طَمّاً: غَمَره. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا تُطَمُّ امْرأَةٌ أَوْ صبيٌّ تَسْمَعُ كلامَكم أَيْ لَا تُراعُ وَلَا تُغْلَب بكلِمة تَسْمَعُها مِنَ الرَّفَثِ، وأَصله مِنْ طَمَّ الشيءُ إِذَا عَظُمَ. وطَمَّ الماءُ إِذَا كَثُرَ، وَهُوَ طامٌّ. والطامَّةُ: الدَّاهِيَةُ تَغْلِب مَا سِواها. وطَمَّ الإِناءَ طَمّاً: مَلأَه حَتَّى عَلا الكيلُ أصبارَه. وَجَاءَ السيلُ فطَمَّ رَكيّة آلِ فُلَانٍ إِذَا دفَنها وَسَوَّاهَا؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: فصَبَّحَتْ، والطيرُ لَمْ تَكَلَّمِ، ... خابِيةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَكثُر حَتَّى يَعْلو: قَدْ طَمَّ وَهُوَ يَطِمُّ طَمّاً. وَجَاءَ السيلُ فطَمَّ كلَّ شَيْءٍ أَيْ عَلَاهُ، وَمِنْ ثمَّ قِيلَ: فَوْقَ كلِّ شَيْءٍ طامَّةٌ، وَمِنْهُ سُمِّيت الْقِيَامَةُ طَامَّةً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ ؛ قَالَ: هِيَ القيامةُ تَطُمُّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَيُقَالُ تَطِمُّ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الطامّةُ هِيَ الصَّيْحةُ الَّتِي تَطِمُّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ والنَّسَّابة: مَا مِنْ طامّةٍ إِلَّا وَفَوْقَهَا طامَّةٌ أَيْ مَا مِنْ أمرٍ عظيمٍ إلَّا وفوْقه مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَمَا مِن داهيةٍ إلا وفَوْقها داهيةٌ. وَجَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ: الطِّمُّ الْمَاءُ، وَقِيلَ: مَا عَلَى وجْههِ مِنَ الغُثاء وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: الطِّمُّ والرِّمُّ وَرَقُ الشَّجَرِ وَمَا تَحاتَّ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الثَّرَى، وَقِيلَ: بالطِّمِّ والرِّمِّ أَيِ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ. والطَّمُّ: طَمُّ الْبِئْرِ بِالتُّرَابِ، وَهُوَ الكَبْس وطَمَّ الشَّيْءَ بِالتُّرَابِ طَمّاً: كَبَسه. وطَمَّ البئرَ يَطِمُّها ويَطُمُّها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يَعْنِي كبَسَها. وطَمَّ رأْسَه يَطُمُّه طَمّاً: جَزَّه أَوْ غَضَّ مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: طَمَّ شَعَره أَيْ جَزَّه، وطَمَّ شعَره أَيضاً طُموماً إِذَا عَقَصَه، فَهُوَ شَعَرٌ مَطمومٌ. وأَطَمَّ شَعَرُه أَيْ حَانَ لَهُ أَنْ يُطَمَّ أَيْ يُجَزَّ، واسْتَطَمَّ مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة: خَرَج وَقَدْ طَمَّ شعَرَه أَيْ جَزَّه واستأْصَله. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أَنَّهُ رُؤي مَطموم الرأْس. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: وَعِنْدَهُ رجلٌ مَطموم الشعَر. قَالَ أَبو نصر: يقال للطائر إذا وقَعَ عَلَى غُصْن قَدْ طَمَّمَ تَطمِيماً، وَقِيلَ: الطِّمُّ البَحْرُ والرِّمُّ الثَّرَى. والطَّمُّ، بِالْفَتْحِ: هُوَ الْبَحْرُ فكُسِرت الطَّاءُ ليزدَوج مَعَ الرِّمّ. وَيُقَالُ: جَاءَ بالطِّمّ والرِّمّ أَيْ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ، وَإِنَّمَا كَسَرُوا الطِّمَّ إِتْبَاعًا للرِّمّ، فَإِذَا أفرَدوا الطَّمَّ فَتَحُوهُ. الأَصمعي: جَاءَهُمُ الطِّمُّ والرِّمُّ إِذَا أَتَاهُمُ الأَمر الْكَثِيرُ، قَالَ: وَلَمْ نَعْرِفْ أَصْلَهُمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ جَاءَ بالضِّحّ والرِّيح مِثْلُهُ. وَرَوَى ابْنُ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّي البحرُ الطِّمَّ لأَنه طَمَّ عَلَى مَا فِيهِ، والرِّمُّ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرض مِنْ فُتاتِها ، أَرَادُوا الْكَثْرَةَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: جَاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ مَعْنَاهُ جَاءَ بِالْكَثِيرِ وَالْقَلِيلِ. والطِّمُّ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، والرِّمُّ: مَا كَانَ بالِياً مِثْلَ العَظم وَمَا يُتَقمَّمُ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: سُمِّيت الأَرضُ رِمّاً لأَنها تَرِمُّ. والطُّمّة: الشَّيْءُ مِنَ الكَلإِ، وأَكثر مَا يُوصَف بِهِ اليَبيسُ. والطِّمُّ: الكِبْسُ «1». وطُمَّةُ الناسِ: جماعَتُهم ووَسَطهم. وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ فِي طُمّة الْقَوْمِ أَيْ فِي مُجْتَمعهم. والطَّمَّةُ: الضَّلالُ والحَيرةُ. والطُّمَّةُ: القَذَرُ.

_ (1). قوله [والطم الكبس] بكسر أولهما والباء موحدة ساكنة أي التراب الذي يطم ويكبس به نحو البئر. وفي القاموس: الكيس أي بالمثناة التحتية بوزن سيد

وطَمَّ الفرَسُ والإِنسانُ يَطُمُّ ويَطِمُّ طَمِيماً: خَفَّ وأَسرعَ، وَقِيلَ: ذَهَبَ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقِيلَ: ذَهَبَ أَيّاً كَانَ. الأَصمعي: طَمَّ البعيرُ يَطُمُّ طُموماً إِذَا مرَّ يَعْدو عَدْواً سَهْلًا؛ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ لَجَإٍ: حَوَّزَها، مِنْ بُرَقِ الغَمِيمِ، ... أهْدَأُ يَمْشِي مِشْيَةَ الظَّليمِ بالحَوْزِ والرِّفْقِ وبالطَّمِيمِ قَالَ: حَوَّزَ إِبِلَهُ وجَّهَها نَحْوَ الْمَاءِ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ. والرجلُ يَطُمُّ ويَطِمُّ فِي سَيره طَمِيماً: وَهُوَ مَضاؤُه وخِفّتُه، ويَطِمُّ رأْسُه طَمّاً. والطَّمِيمُ: الفرسُ المُسْرع. ومَرَّ يَطِمُّ، بِالْكَسْرِ، طَميماً أَيْ يَعدو عَدْواً سَهْلًا. وَفَرَسٌ طَمومٌ: سَرِيعَةٌ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْجَوَادِ طِمٌّ؛ قَالَ أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَسًا: أَلصَقَ مِنْ رِيشٍ عَلَى غِرائِه، ... والطِّمُّ كالسَّامي إِلَى ارْتِقائه، يَقْرَعُه بالزَّجْرِ أَوْ إشْلائِه قَالُوا: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ سَمَّاهُ طِمّاً لِطَميم عَدْوِه، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ شَبَّهه بِالْبَحْرِ كَمَا يُقَالُ لِلْفَرَسِ بَحْرٌ وغَرْبٌ وسَكْبٌ. والطِّمُّ: العَدَد الْكَثِيرُ. وطَمِيمُ النَّاسِ: أخْلاطُهم وَكَثْرَتُهُمْ. وطَمِمٌ صُلْبٌ: كَذَا جَاءَ فِي شعْر عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ، بِفَكِّ التَّضْعِيفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدْرِي أللشِّعْر أَمْ هُوَ مِنْ بَابِ لَحِحَتْ عَينُه وأَلِلَ السِّقاءُ؛ قَالَ: تَعْدو عَلَى الجَهْدِ مَغْلولًا مَناسِمُها، ... بَعْدَ الكَلالِ، كَعَدْو القارِح الطَّمِمِ والطَّمْطَمةُ: العُجْمة. والطِّمْطِمُ والطِّمْطِميُّ والطُّماطِم والطُّمْطُمانيُّ: هُوَ الأَعجَم الذي لا يُفْصِح. ورجلٌ طِمطِمٌ، بِالْكَسْرِ، أَيْ فِي لِسَانِهِ عُجْمة لَا يُفْصِح؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ وَفِي لِسَانِهِ طُمْطُمانِيَّةٌ، والأُنثى طِمْطِمِيَّةٌ وطُمْطُمانِيَّةٌ، وَهِيَ الطَّمْطَمةُ أَيْضًا. وَفِي صِفَةِ قُرَيْشٍ: لَيْسَ فيهم طُمطُمانِيَّةُ حِمْيرَ ؛ شَبَّه كَلَامَ حِمْير لِمَا فِيهِ مِنَ الأَلفاظ المُنْكَرة بِكَلَامِ العُجْم. يُقَالُ: أَعْجَم طِمْطِميٌّ، وَقَدْ طَمْطَم فِي كَلَامِهِ. والطِّمْطِمُ: ضرْب مِنَ الضأْن لَهَا آذانٌ صِغارٌ وَأَغْبَابٌ كأَغباب الْبَقَرِ تَكُونُ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ. والطِّمطام: النارُ الْكَبِيرَةُ. ابْنُ الأَعرابي: طَمْطَمَ إِذَا سَبَحَ فِي الطَّمْطام، وَهُوَ وَسَطُ الْبَحْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: هَلْ نفَعَ أَبَا طَالِبٍ قرابَتُه منكَ؟ قَالَ: بَلَى وَإِنَّهُ لَفي ضَحضاحٍ مِنْ نارٍ، ولوْلايَ لَكَانَ فِي الطَّمْطامِ أَيْ فِي وَسَط النَّارِ. وطَمْطامُ الْبَحْرِ: وسَطه؛ استعارَه هَاهُنَا لمُعْظَم النَّارِ حَيْثُ اسْتَعَارَ ليَسيرها الضَّحْضاح، وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ الَّذِي يَبْلغ الْكَعْبَيْنِ. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ إِذَا نصَحْتَ الرجلَ فأَبى إِلَّا اسْتِبْداداً برأْيه: دَعْه يترمَّع فِي طُمَّتِه ويُبْدِع في خُرْئِه. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبُو تُرَابٍ الطَّماطِمُ العُجْم؛ وَأَنْشَدَ للأَفوه الأَوْدِيّ: كالأَسْودِ الحَبَشِيِّ الحَمْسِ يَتْبَعُه ... سُودٌ طَماطِمُ، فِي آذانِها النُّطَفُ قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ المفضَّل يَقُولُ: سأَلت رَجُلًا مِنْ أَعلم النَّاسِ عَنْ قَوْلِ عَنْتَرَةَ: تَأْوي لَهُ قُلُصُ النَّعامِ، كَمَا أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ فَقَالَ: يَكُونُ بِالْيَمَنِ مِنَ السَّحَابِ مَا لَا يَكُونُ لِغَيْرِهِ

مِنَ البُلدان فِي السَّمَاءِ، قَالَ: وَرُبَّمَا نشأَت سَحابةٌ فِي وسَط السَّمَاءِ فيُسْمَع صَوْتُ الرعْدِ فِيهَا كأَنه مِنْ جَمِيعِ السَّمَاءِ فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ السَّحابُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فالحِزَقُ اليَمانِيةُ تِلْكَ السَّحائبُ. والأَعْجَمُ الطِّمْطِمُ: صَوْتُ الرَّعْدِ؛ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو فِي قَوْلِ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً: باتَتْ عَلَى ثَفِنٍ لأْمٍ مَراكِزُه، ... جَافَى بِهِ مُسْتَعِدَّاتٌ أطامِيمُ ثَفِنٍ لأْمٍ: مُسْتَوِيات، مَراكِزهُ: مَفَاصِلُهُ، وأَراد بالمُستَعِدّاتِ القوائِمَ، وَقَالَ: أَطاميمُ نَشِيطةٌ لَا واحدَ لَهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَطَامِيمُ تَطِمُّ فِي السَّيْرِ أَي تُسرِع. طنم: أَهْمَلَهُ اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّنَمةُ صَوْتُ العُودِ المُطْربُ. طهم: المُطَهَّمُ مِنَ النَّاسِ والخيلِ: الحَسَنُ التامُّ كلُّ شَيْءٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ فَهُوَ بارِعُ الجمالِ. فرسٌ مُطَهَّم وَرَجُلٌ مُطَهَّم. والمُطَهَّم أَيضاً: القليلُ لَحْم الوَجْه؛ عَنْ كُرَاعٍ. ووَجْهٌ مُطَهَّمٌ أَيْ مُجْتَمِعٌ مُدَوَّرٌ. والمُطَهَّمُ: المُنْتَفِخُ الوجهِ ضِدٌّ، وَقِيلَ: المُطَهَّمُ السمينُ الفاحشُ. ووصَف عليٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سَيِّدَنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بالمُطَهَّمِ وَلَا بالمُكَلْثَمِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ يَحْتَمِلُ أَنْ يُفسَّرَ بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ لَمْ يَكُنْ بالمُدَوَّرِ الوجْه وَلَا بالمُوَجَّنِ وَلَكِنَّهُ مَسْنُونُ الوجْهِ. الأَزهري: سُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِ المُطَهَّم فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: المُطَهَّم مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: هُوَ الَّذِي كلُّ عُضْوٍ مِنْهُ حسَنٌ عَلَى حِدته، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ المُطَهَّمُ السمينُ الفاحِشُ السِّمَنِ، فَقَدْ تَمَّ النفْيُ فِي قَوْلِهِ لَمْ يَكُنْ بالمُطَهَّم وَهَذَا مَدْحٌ، وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ النَّحافةُ فَقَدْ تَمَّ النَّفْيُ فِي هَذَا لأَن أُمَّ مَعْبَدٍ وصَفَتْه بأَنه لَمْ تَعِبْه نُحْلةٌ وَلَمْ تَشِنْه ثُجْلة أَيِ انتفاخُ بَطنٍ، قَالَ: وَأَمَّا مَنْ قَالَ التَّطْهِيمُ الضِّخَمُ فَقَدْ صَحَّ النَّفْي، فكأَنه قَالَ لَمْ يَكُنْ بالضَّخْم، قَالَ: وَهَكَذَا وَصَفَهُ عليٌّ، رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ بَادِنًا مُتماسِكاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يكن بالمُطَهَّمِ، وهو المُنْتَفِخُ الوَجهِ، وَقِيلَ: الفاحشُ السِّمَنِ، وَقِيلَ: النحيفُ الجِسْمِ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَدْرِي أيُّ الطُّهْمِ هُوَ وأَيُّ الدُّهْمِ هُوَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أيْ أيُّ الناسِ هُوَ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الطُّهْمَةُ والصُّهْمَةُ فِي اللَّوْنِ أَنْ تُجاوِزَ سُمْرَتُه إِلَى السَّوَادِ، ووَجْهٌ مُطهَّمٌ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ؛ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: والتَّطهِيمُ النِّفارُ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: تِلْكَ الَّتِي أَشْبَهَتْ خَرْقاءَ جِلْوَتُها، ... يَوْمَ النَّقا، بَهْجَةٌ مِنْهَا وتَطْهِيمُ قَالَ: التَّطْهِيمُ فِي هَذَا الْبَيْتِ النِّفارُ، قَالَ: ومِن هَذَا يُقَالُ فلانٌ يَتَطَهَّمُ عَنّا أَيْ يَسْتَوْحِشُ، والخيلُ المُطَهَّمَةُ فَإِنَّهَا المُقَرَّبة المُكرَّمةُ العزيزةُ الأَنْفُسِ، وَمِنْهُ يُقَالُ: مَا لَكَ تَطَهَّمُ عَنْ طَعامنا أَيْ تَرْبَأُ بنَفْسِك عنه؛ وقولُ أَبي النَّجْمِ: أَخْطِمُ أَنفَ الطَّامِحِ المُطَهَّمِ أَرَادَ الرجلَ الكريمَ الحسَبِ؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِ طُفَيْل: وَفِينَا رِباطُ الخَيْلِ كلُّ مُطَهَّمٍ ... رَجِيلٍ، كسِرْحانِ الغَضَى المُتَأَوِّبِ قَالَ: المُطَهَّمُ الناعِمُ الحسَنُ، والرَّجيلُ الشديدُ

فصل الظاء المعجمة

المشْي. وَيُقَالُ: تَطَهَّمْتُ الطَّعَامَ إِذَا كرِهْتَه. وطَهْمان: اسمُ رجلٍ، وَاللَّهُ أَعلم. طوم: طُومٌ: اسمٌ للمنِيَّةِ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: إنْ كانَ صَخْرٌ تَوَلَّى فالشَّماتُ بِكُمْ، ... وكَيْفَ يَشْمَتُ مَنْ كانَتْ لَهُ طُومُ؟ وَقَدْ فُسِّر هَذَا الْبَيْتُ بأَنه القَبْرُ أيضاً طيم: طامَهُ الله عَلَى الخَير يَطِيمُه طَيْماً: جَبَله. يُقَالُ: مَا أحْسَنَ مَا طامَه اللهُ. وطانَه يَطِينُه أَيْ جَبَله، وَمِنْهُ الطِّيماءُ، وَهِيَ الجِبِلَّة، والطِّيماءُ الطبيعةُ. يُقَالُ: الشِّعْر مِنْ طِيمائِه أَيْ مِنْ سُوسِه؛ حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَقول إِنَّهَا بدلٌ مِنْ نُونِ طانَ لأَنهم لَمْ يَقُولُوا طِيناء. فصل الظاء المعجمة ظأم: الظَّأْمُ: السِّلْفُ، لغةٌ فِي الظَّأْبِ، وَقَدْ تَظاءَما وظأَمَه. وَقَدْ ظاءَبَني مُظاءبةً وظاءَمني إِذَا تَزوّجْتَ أَنْتَ امرأَةً وَتَزَوَّجَ هُوَ أُخْتَها. وظَأْمُ التَّيْسِ: صَوْتُه ولَبْلَبَتُه كَظَأْبه. الْجَوْهَرِيُّ: الظَّأْمُ الكلامُ والجَلَبَةُ مثل الظَّأْبِ. ظلم: الظُّلْمُ: وَضْع الشَّيْءِ فِي غَيْرِ موضِعه. وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ فِي الشَّبه: مَنْ أَشْبَهَ أَباه فَمَا ظَلَم؛ قَالَ الأَصمعي: مَا ظَلَم أَيْ مَا وَضَعَ الشَّبَه فِي غَيْرِ مَوْضعه وَفِي الْمَثَلِ: مَنِ اسْترْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظلمَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: لَزِموا الطَّرِيق فَلَمْ يَظْلِمُوه أَيْ لَمْ يَعْدِلوا عَنْهُ؛ يُقَالُ: أَخَذَ فِي طريقٍ فَمَا ظَلَم يَمِيناً وَلَا شِمالًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ أُمِّ سَلمَة: إِنَّ أَبَا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فَمَا ظَلَماه أَيْ لَمْ يَعْدِلا عَنْهُ؛ وَأَصْلُ الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الوُضُوء: فَمَنْ زَادَ أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ وظَلَمَ أَيْ أَساءَ الأَدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ، وظَلمَ نفْسه بِمَا نَقَصَها مِنَ الثَّوَابِ بتَرْدادِ المَرّات فِي الوُضوء. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وجماعةُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ: لَمْ يَخْلِطوا إِيمَانَهُمْ بِشِرْكٍ، ورُوِي ذَلِكَ عَنْ حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَلمانَ، وتأَوّلوا فِيهِ قولَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ . والظُّلْم: المَيْلُ عَنِ القَصد، وَالْعَرَبُ تَقُول: الْزَمْ هَذَا الصَّوْبَ وَلَا تَظْلِمْ عَنْهُ أَيْ لَا تَجُرْ عَنْهُ. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ؛ يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لَا شَرِيكَ لَهُ، فَإِذَا أُشْرِك بِهِ غَيْرُهُ فَذَلِكَ أَعْظَمُ الظُّلْمِ، لأَنه جَعل النعمةَ لِغَيْرِ ربِّها. يُقَالُ: ظَلَمَه يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّلمُ الاسمُ يَقُومُ مَقام الْمَصْدَرِ، وَهُوَ ظالمٌ وظَلوم؛ قَالَ ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ: إِذَا هُوَ لمْ يَخَفْني فِي ابْنِ عَمِّي، ... وإنْ لَمْ أَلْقَهُ الرجُلُ الظَّلُومُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ؛ أرادَ لَا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ، وعَدَّاه إِلَى مَفْعُولَيْنِ لأَنه فِي مَعْنَى يَسْلُبُهم، وَقَدْ يَكُونُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي مَوْضِعِ الْمَصْدَرِ أَيْ ظُلْماً حَقِيرًا كمِثْقال الذَّرَّةِ؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَظَلَمُوا بِها* ؛ أَيْ بِالْآيَاتِ الَّتِي جاءَتهم، وَعَدَّاهُ بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى كَفَرُوا بِهَا، والظُّلمُ الاسمُ، وظَلَمه حقَّه وتَظَلَّمه إِيَّاهُ؛ قَالَ أَبُو زُبَيْد الطَّائِيُّ:

وأُعْطِيَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ، ... وأَظْلِمُ بَعْضاً أَوْ جَمِيعاً مُؤَرِّبا وَقَالَ: تَظَلَّمَ مَالي هَكَذَا ولَوَى يَدِي، ... لَوَى يَدَه اللهُ الَّذِي هُوَ غالِبُهْ وتَظَلَّم مِنْهُ: شَكا مِنْ ظُلْمِه. وتَظَلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِه؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ: كانَتْ إِذَا غَضِبَتْ عَلَيَّ تَظَلَّمَتْ، ... وَإِذَا طَلَبْتُ كَلامَها لَمْ تَقْبَلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قولُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَلَا أَدْري كَيْفَ ذَلِكَ، إِنَّمَا التَّظَلُّمُ هَاهُنَا تَشَكِّي الظُّلْم مِنْهُ، لأَنها إِذَا غَضِبَت عَلَيْهِ لَمْ يَجُزْ أَنْ تَنْسُبَ الظُّلْمَ إِلَى ذاتِها. والمُتَظَلِّمُ: الَّذِي يَشْكو رَجُلًا ظَلَمَهُ. والمُتَظَلِّمُ أَيْضًا: الظالِمُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ المُتَظَلِّمِ أَيْ نَأْبَى كِبْرَ الظَّالِمِ. وتَظَلَّمَني فلانٌ أَيْ ظَلَمَني مَالِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: وَمَا يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعوبُه ... بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ قَالَ: وَقَالَ رافِعُ بْنُ هُرَيْم، وَقِيلَ هُرَيْمُ بنُ رَافِعٍ، والأَول أَصح: فهَلَّا غَيْرَ عَمِّكُمُ ظَلَمْتُمْ، ... إِذَا مَا كُنْتُمُ مُتَظَلِّمِينا أَيْ ظالِمِينَ. وَيُقَالُ: تَظَلَّمَ فُلانٌ إِلَى الْحَاكِمِ مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أَيْ أَنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عَلَيْهِ؛ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنَّهُ أَنشد عَنْهُ: إِذَا نَفَحاتُ الجُودِ أَفْنَيْنَ مالَه، ... تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَظَلِّمُ قَالَ: أَيْ أَغارَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَكْثُرَ مالُه. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأَنه إِذَا أَغارَ عَلَى النَّاسِ فَقَدْ ظَلَمَهم؛ قَالَ: وأَنْشَدَنا لِجَابِرٍ الثَّعْلَبِيِّ: وعَمْرُو بنُ هَمَّام صَقَعْنا جَبِينَه ... بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوةَ المُتَظَلِّمِ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: يُرِيدُ نَخْوةَ الظَّالِمِ. والظَّلَمةُ: المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ يُقَالُ: مَا ظَلَمَك عَنْ كَذَا، أَيْ مَا مَنَعك، وَقِيلَ: الظَّلَمةُ فِي المُعامَلة. قَالَ المُؤَرِّجُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ بِهِ أَي الأَظْلَمُ مِنَّا. وَيُقَالُ: ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أَيْ صبَر عَلَى الظُّلْم؛ قَالَ كُثَيّر: مَسائِلُ إنْ تُوجَدْ لَدَيْكَ تَجُدْ بِها ... يَدَاكَ، وإنْ تُظْلَمْ بِهَا تَتَظلَّمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم: احْتَملَ الظُّلْمَ. وظَلَّمه: أَنْبأَهُ أَنَّهُ ظالمٌ أَوْ نَسَبَهُ إِلَى الظُّلْم؛ قَالَ: أَمْسَتْ تُظَلِّمُني، ولَسْتُ بِظالمٍ، ... وتُنْبِهُني نَبْهاً، ولَسْتُ بِنائمِ والظُّلامةُ: مَا تُظْلَمُهُ، وَهِيَ المَظْلِمَةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَمَّا المَظْلِمةُ فَهِيَ اسْمَ مَا أُخِذَ مِنْكَ. وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أَيْ ظُلمه؛ قَالَ: ولَوْ أَنِّي أَمُوتُ أَصابَ ذُلًّا، ... وسَامَتْه عَشِيرتُه الظِّلامَا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ: مَا تَطْلُبه عِنْدَ

الظَّالِمِ، وَهُوَ اسْمُ مَا أُخِذَ مِنْكَ. التَّهْذِيبَ: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك الَّتِي تَطْلُبها عِنْدَ الظَّالم؛ يُقَالُ: أَخَذَها مِنه ظُلامةً. وَيُقَالُ: ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم، مَعْنَاهُ أَنَّهُ احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وَهُوَ قادرٌ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِنْهُ، وَهُوَ افْتِعَالٌ، وأَصله اظْتَلم فقُلِبت التاءُ طَاءً ثُمَّ أُدغِمَت الظَّاءُ فِيهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَالِكِ بْنِ حَريم: مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً ... وأَنْفاً حَمِيّاً، تَجْتَنِبْك المَظَالِمُ وتَظالَمَ القومُ: ظلَمَ بعضُهم بَعْضًا. وَيُقَالُ: أَظْلَمُ مِنْ حَيَّةٍ لأَنها تأْتي الجُحْرَ لَمْ تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه. وَيَقُولُونَ: مَا ظَلَمَك أَنْ تَفْعَلَ؛ وَقَالَ رَجُلٌ لأَبي الجَرَّاحِ: أَكلتُ طَعَامًا فاتَّخَمْتُه، فَقَالَ أَبو الجَرَّاحِ: مَا ظَلَمك أَن تَقِيءَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قالَتْ لَهُ مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَمْ: ... أَلَا تَزُورُنا، إنِ الشِّعْبُ أَلَمّ؟ قالَ: بَلى يَا مَيُّ، واليَوْمُ ظَلَمْ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُمْ يَقُولُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ واليَوْمُ ظَلَم أَيْ حَقّاً، وَهُوَ مَثَلٌ؛ قَالَ: ورأَيت أَنَّهُ لَا يَمْنَعُني يومٌ فِيهِ عِلّةٌ تَمْنع. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَكَانَ ابْنُ الأَعرابي يَقُولُ فِي قَوْلِهِ واليوْمُ ظَلَم حَقًّا يَقِينًا، قَالَ: وأُراه قولَ المُفَضَّل، قَالَ: وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِ مَنْ قَالَ فِي لَا جَرَمَ أَيْ حَقّاً يُقيمه مُقامَ الْيَمِينِ، وَلِلْعَرَبِ أَلفاظ تُشْبِهُهَا وَذَلِكَ فِي الأَيمان كَقَوْلِهِمْ: عَوْضُ لَا أَفْعلُ ذَلِكَ، وجَيْرِ لَا أَفْعلُ ذَلِكَ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً ؛ أَيْ لَمْ تَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئًا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ* ، قَالَ: مَا نَقَصُونا شَيْئاً بِمَا فَعَلُوا وَلَكِنْ نَقَصُوا أنفسَهم. والظِّلِّيمُ، بِالتَّشْدِيدِ: الكثيرُ الظُّلْم. وتَظَالَمتِ المِعْزَى: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعِ: وتَظالَمَتْ مِعْزاها. ووَجَدْنا أَرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أَيْ تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع. والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ: اللبَنُ يُشْرَبُ مِنْهُ قَبْلَ أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه؛ قَالَ: وقائِلةٍ: ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي ... وَهَلْ يَخْفَى عَلَى العَكِدِ الظَّلِيمُ؟ وَفِي الْمَثَلِ: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ وَأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: وصاحِب صِدْقٍ لَمْ تَرِبْني شَكاتُه ... ظَلَمْتُ، وَفِي ظَلْمِي لَهُ عامِداً أَجْرُ قَالَ: هَذَا سِقاءٌ سَقَى مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ زُبْدُه. وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إِذَا سَقَى مِنْهُ قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه. وظَلَمْتُ سِقائِي: سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أَنْ يَرُوبَ؛ وَأَنْشَدَ الْبَيْتَ الَّذِي أَنشده ثَعْلَبٌ: ظَلَمْتُ، وَفِي ظَلْمِي لَهُ عَامِدًا أَجْرُ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا سَمِعْتُ الْعَرَبَ تُنْشِدُهُ: وَفِي ظَلْمِي، بِنَصْب الظَّاءِ، قَالَ: والظُّلْمُ الِاسْمُ والظُّلْمُ العملُ. وظَلَمَ القوْمَ: سَقاهم الظَّلِيمةَ. وَقَالُوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء. التَّهْذِيبَ: الْعَرَبُ تَقُولُ ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إِذَا سَقاه قَبْلَ أَنْ يُخْرَجَ زُبْدُه؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فَهُوَ المَظْلومُ

والظَّلِيمةُ، قَالَ: وَيُقَالُ ظَلَمْتُ القومَ إِذَا سَقاهم اللَّبَنَ قَبْلَ إِدْراكِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا رُوِيَ لَنَا هَذَا الحرفُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ظَلَمْتُ القومَ، وَهُوَ وَهَمٌ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ وَأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى أَنَّهُمَا قَالَا: يُقَالُ ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إِذَا شَرِبْتَه أَوْ سَقَيْتَه قَبْلَ إِدْرَاكِهِ وإخراجِ زُبْدَتِه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه. والمَظْلُوم: اللبنُ يُشْرَبُ قَبْلَ أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ ظَلَم الوَادِي إِذَا بَلَغَ الماءُ مِنْهُ موضِعاً لَمْ يَكُنْ نالَهُ فِيمَا خَلا وَلَا بَلَغَه قَبْلَ ذَلِكَ؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُهُمْ يَصِفُ سَيْلًا: يَكادُ يَطْلُع ظُلْماً ثُمَّ يَمْنَعُه ... عَنِ الشَّواهِقِ، فَالْوَادِي بِهِ شَرِقُ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ يَصِفُ سَيْلًا: إلَّا الأَوارِيَّ لأْياً مَا أُبَيِّنُها، ... والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قَالَ: النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ الْبَيْتِ مِنْ تُرَابٍ، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة، يعني أَرْضًا مَرُّوا بِهَا فِي بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فِيهِ إبِلَهُمْ وَلَيْسَتْ بمَوْضِع تَحْويضٍ. يُقَالُ: ظَلَمْتُ الحَوْضَ إِذَا عَمِلْتَه فِي مَوْضِعٍ لَا تُعْمَلُ فِيهِ الحِياض. قَالَ: وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: عَادَ الأَذِلَّةُ فِي دارٍ، وكانَ بِهَا ... هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلَّامُونَ للجُزُرِ أَيْ وَضَعوا النَّحْرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. وظُلِمَت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أَوْ ضَبِعَتْ عَلَى غَيْرِ ضَبَعَةٍ. وكُلُّ مَا أَعْجَلْتَهُ عَنْ أَوَانِهِ فَقَدْ ظَلَمْتَهُ، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ: هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلَّامُون للجُزُر وظَلَم الحِمارُ الأَتانَ إِذَا كامَها وَقَدْ حَمَلَتْ، فَهُوَ يَظْلِمُها ظَلْماً؛ وأَنشد أَبُو عَمْرٍو يَصِفُ أُتُناً: أَبَنَّ عقَاقاً ثُمَّ يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً ... إِبَاءً، وَفِيهِ صَوْلَةٌ وذَمِيلُ وظَلَم الأَرضَ: حَفَرَها وَلَمْ تَكُنْ حُفِرَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَحْفِرَها فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الحَفْرِ؛ قَالَ يَصِفُ رَجُلًا قُتِلَ فِي مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ لَهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ حَفْرٍ: أَلَا للهِ مِنْ مِرْدَى حُروبٍ، ... حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ أَيُّ الْمَوْضِعِ الْمَظْلُومِ. وظَلَم السَّيلُ الأَرضَ إِذَا خَدَّدَ فِيهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِ تَخْدِيدٍ؛ وأَنشد للحُوَيْدِرَة: ظَلَم البِطاحَ بِهَا انْهلالُ حَرِيصَةٍ، ... فَصَفَا النِّطافُ بِهَا بُعَيْدَ المُقْلَعِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الإِقْلاعِ، مُفْعَلٌ بِمَعْنَى الإِفْعالِ، قَالَ وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ مُقامٌ بِمَعْنَى الإِقامةِ. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي كِتَابِهِ: وأَرضٌ مَظْلُومة إِذَا لَمْ تُمْطَرْ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا أَتَيْتُمْ عَلَى مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: المَظْلُومُ البَلَدُ الَّذِي لَمْ يُصِبْهُ الغَيْثُ وَلَا رِعْيَ فِيهِ لِلرِّكابِ، والإِغْذاذُ الإِسْراعُ. والأَرضُ المَظْلومة: الَّتِي لَمْ تُحْفَرْ قَطُّ ثُمَّ حُفِرَتْ، وَذَلِكَ الترابُ الظَّلِيمُ، وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لِهَذَا الْمَعْنَى؛ وأَنشد:

فأَصْبَحَ فِي غَبْراءَ بعدَ إشاحَةٍ، ... عَلَى العَيْشِ، مَرْدُودٍ عَلَيْهَا ظَلِيمُها يَعْنِي حُفْرَةَ الْقَبْرِ يُرَدُّ تُرابها عَلَيْهِ بَعْدَ دَفْنِ الْمَيِّتِ فِيهَا. وَقَالُوا: لَا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عَنْهُ وتَجُورَ فَتَظْلِمَه. والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إِذَا كُلِّفَ فوقَ مَا فِي طَوْقِهِ، أَو طُلِبَ مِنْهُ مَا لَا يجدُه، أَو سُئِلَ مَا لَا يُسْأَلُ مثلُه، فَهُوَ مُظَّلِمٌ وَهُوَ يَظَّلِمُ وَيَنْظَلِمُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ قَوْلَ زُهَيْرٍ: هُوَ الجَوادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نائِله ... عَفْواً، ويُظْلَمُ أَحْياناً فيَظَّلِمُ أَي يُطْلَبُ مِنْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الطَّلَب، وَهُوَ عِنْدُهُ يَفْتعِلُ، وَيُرْوَى يَظْطَلِمُ، وَرَوَاهُ الأَصمعي يَنْظَلِمُ. الْجَوْهَرِيُّ: ظَلَّمْتُ فُلَانًا تَظْلِيماً إِذَا نَسَبْتَهُ إِلَى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احْتَمَلَ الظُّلْم؛ وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ: ويُظْلَم أَحياناً فَيَنْظَلِمُ وَيُرْوَى فيَظَّلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ، وَفِي افْتَعَل مِنْ ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقْلِبُ التَّاءَ طَاءً ثُمَّ يُظْهِر الطَّاءَ وَالظَّاءَ جَمِيعًا فَيَقُولُ اظْطَلَمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُدْغِمُ الظَّاءَ فِي الطَّاءِ فَيَقُولُ اطَّلَمَ وَهُوَ أَكثر اللُّغَاتِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْرَهُ أَن يُدْغِمَ الأَصلي فِي الزَّائِدِ فَيَقُولَ اظَّلَم، قَالَ: وأَما اضْطَجَع فَفِيهِ لُغَتَانِ مَذْكُورَتَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَعْلُ الْجَوْهَرِيِّ انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ، بِالتَّشْدِيدِ، وَهَمٌ، وَإِنَّمَا انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه، بِالتَّخْفِيفِ كَمَا قَالَ زهير: ويُظْلَم أَحْياناً فيَنْظَلِمُ قَالَ: وأَما ظَلَّمْتُه، بِالتَّشْدِيدِ، فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مِثْلُ كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ، وظَلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ فِي مِثْلِ ظَلَمني حَقِّي حَمْلًا عَلَى مَعْنَى سَلَبَني حَقِّي؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا* ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَتِيلًا وَاقِعًا مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ. وبيتٌ مُظَلَّمٌ: مُزَوَّقٌ كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فِيهِ أَشياء فِي غَيْرِ مَوَاضِعِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَإِذَا البيتُ مُظَلَّمٌ فَانْصَرَفَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَدْخُلْ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ المُزَوَّقُ، وَقِيلَ: هُوَ المُمَوَّهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: وَقَالَ الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بِهَذَا الْمَعْنَى، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ الظَّلْمِ وَهُوَ مُوهَةُ الذَّهَبِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَاءِ الْجَارِي عَلَى الثَّغْرِ ظَلْمٌ. وَيُقَالُ: أَظْلَم الثَّغْرُ إِذَا تَلأْلأَ عَلَيْهِ كَالْمَاءِ الرَّقِيقِ مِنْ شدَّة بَرِيقه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذَا مَا اجْتَلَى الرَّاني إِلَيْهَا بطَرْفِه ... غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وأَظْلَما قَالَ: أَضاء أَي أَصاب ضوءاً، أَظْلَم أَصَابَ ظَلْماً. والظُّلْمَة والظُّلُمَة، بِضَمِّ اللَّامِ: ذَهَابُ النُّورِ، وَهِيَ خِلَافُ النُّورِ، وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَجْلُو بعَيْنَيْهِ دُجَى الظُّلُماتِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ظُلَمٌ جَمْعُ ظُلْمَة، بِإِسْكَانِ اللَّامِ، فأَما ظُلُمة فَإِنَّمَا يَكُونُ جَمْعُهَا بالأَلف وَالتَّاءِ، وَرَأَيْتُ هُنَا

حَاشِيَةً بِخَطِّ سَيِّدِنَا رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ الْخَطِيبُ أَبو زَكَرِيَّا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ، وَيُقَالُ فِي جَمْعِهَا مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ، وَيَجُوزُ مُهَجات، بِالْفَتْحِ، ومُهْجاتٌ، بِالتَّسْكِينِ، وَهُوَ أَضعفها؛ قَالَ: وَالنَّاسُ يأْلَفُون مُهَجات، بِالْفَتْحِ، كأَنهم يَجْعَلُونَهُ جَمْعَ مُهَجٍ، فَيَكُونُ الْفَتْحُ عِنْدَهُمْ أَحسن مِنَ الضَّمِّ. والظَّلْماءُ: الظُّلْمة رُبَّمَا وُصِفَ بِهَا فَيُقَالُ ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة. والظَّلامُ: اسْمٌ يَجْمَع ذَلِكَ كالسَّوادِ وَلَا يُجْمعُ، يَجْري مَجْرَى الْمَصْدَرِ، كَمَا لَا تُجْمَعُ نَظَائِرُهُ نَحْوُ السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ، وَتُجْمَعُ الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الظَّلام أَوّل اللَّيْلِ وَإِنْ كَانَ مُقْمِراً، يُقَالُ: أَتيته ظَلاماً أَيْ لَيْلًا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا. وَأَتَيْتُهُ مَعَ الظَّلام أَيْ عِنْدِ اللَّيْلِ. وليلةٌ ظَلْمةٌ، عَلَى طرحِ الزَّائِدِ، وظَلْماءُ كِلْتَاهُمَا: شَدِيدَةُ الظُّلْمة. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: ليلٌ ظَلْماءُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ غَرِيبٌ وَعِنْدِي أَنه وَضَعَ اللَّيْلَ مَوْضِعَ اللَّيْلَةِ، كَمَا حَكَى ليلٌ قَمْراءُ أَي لَيْلَةٌ، قَالَ: وظَلْماءُ أَسْهلُ مِنْ قَمْراء. وأَظْلَم الليلُ: اسْوَدَّ. وَقَالُوا: مَا أَظْلَمه وَمَا أَضوأَه، وَهُوَ شَاذٌّ. وظَلِمَ الليلُ، بِالْكَسْرِ، وأَظْلَم بِمَعْنًى؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا . وظَلِمَ وأَظْلَمَ؛ حَكَاهُمَا أَبو إِسْحَاقَ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِيهِ لُغَتَانِ أَظْلَم وظَلِمَ، بِغَيْرِ أَلِف. والثلاثُ الظُّلَمُ: أَوّلُ الشَّهْر بعدَ اللَّيَالِي الدُّرَعِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي لَيَالِي الشَّهْرِ بَعْدَ الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ ظُلَمٌ، قَالَ: وَالْوَاحِدَةُ مِنَ الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ وأَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ: واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا الَّذِي قَالَاهُ هُوَ الْقِيَاسُ الصَّحِيحُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِثَلَاثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِي الشَّهْرِ اللَّائِي يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإِظْلامِها عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن قِيَاسَهُ ظُلْمٌ، بِالتَّسْكِينِ، لأَنَّ وَاحِدَتَهَا ظَلْماء. وأَظْلَم القومُ: دَخَلُوا فِي الظَّلام، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ . وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ* ؛ أَي يُخْرِجُهُمْ مِنْ ظُلُمات الضَّلالة إِلَى نُورِ الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غَيْرُ بَيِّنٍ. وَلَيْلَةٌ ظَلْماءُ، وَيَوْمٌ مُظْلِمٌ: شَدِيدُ الشَّرِّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: فأُقْسِمُ أَنْ لوِ الْتَقَيْنا وأَنتمُ، ... لَكَانَ لَكُمْ يومٌ مِنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ وأَمْرٌ مُظْلِم: لَا يُدرَى مِنْ أَينَ يُؤْتَى لَهُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَمرٌ مِظْلامٌ وَيَوْمٌ مِظْلامٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ وأَنشد: أُولِمْتَ، يَا خِنَّوْتُ، شَرَّ إِيلَامِ ... فِي يومِ نَحْسٍ ذِي عَجاجٍ مِظْلام وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْيَوْمِ الَّذِي تَلقَى فِيهِ شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ يومٌ ذُو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حَتَّى صَارَ كَاللَّيْلِ؛ قَالَ: بَني أَسَدٍ، هَلْ تَعْلَمونَ بَلاءَنا، ... إِذَا كَانَ يومٌ ذُو كواكِبَ أَشْهَبُ؟ وظُلُماتُ الْبَحْرِ: شدائِدُه. وشَعرٌ مُظْلِم: شديدُ السَّوادِ. ونَبْتٌ مُظلِمٌ: ناضِرٌ يَضْرِبُ إِلَى السَّوادِ مِنْ خُضْرَتِه؛ قَالَ: فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ، ... ومُظلِماً ليسَ عَلَى دَمالِ

وتكلَّمَ فأَظْلَمَ عَلَيْنَا البيتُ أَي سَمِعنا مَا نَكْرَه، وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَظْلَم فلانٌ عَلَيْنَا الْبَيْتَ إِذَا أَسْمَعنا مَا نَكْرَه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَظْلمَ يَكُونُ لَازِمًا وواقِعاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَضاءَ يَكُونُ بِالْمَعْنَيَيْنِ: أَضاءَ السراجُ بِنَفْسِهِ إِضَاءَةً، وأَضاء للناسِ بِمَعْنَى ضاءَ، وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ. ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ، بِالتَّحْرِيكِ، يَعْنِي حِينَ اخْتَلطَ الظلامُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَقِيتُهُ أَوّلَ كلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: أَدنَى ظَلَمٍ القريبُ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مِنْكَ أَدنَى ذِي ظَلَمٍ، ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ، قَالَ: وَإِنَّهُ لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إِذَا كَانَ أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بِلَيْلٍ أَو نَهَارٍ، قَالَ: وَمِثْلُهُ لَقِيتُهُ أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ؛ الْجَوْهَرِيُّ: لقِيتُه أَوّلَ ذِي ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ فِي الرُّؤْيَةِ، قَالَ: وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. والظَّلَمُ: الجَبَل، وَجَمْعُهُ ظُلُومٌ؛ قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: تَعامَسُ حَتَّى يَحْسبَ الناسُ أَنَّها، ... إِذَا مَا اسْتُحِقَّت بالسُّيوفِ، ظُلُومُ وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَلَم؛ عَنْ كُرَاعٍ، أَي قدِمَ حَقًّا؛ قَالَ: إنَّ الفراقَ اليومَ واليومُ ظَلَمْ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ واليومُ ظَلَمنا، وَقِيلَ: ظَلَم هَاهُنَا وَضَع الشيءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. والظَّلْمُ: الثَّلْج. والظَّلْمُ: الماءُ الَّذِي يَجْرِي ويَظهَرُ عَلَى الأَسْنان مِنْ صَفاءِ اللَّوْنِ لَا مِنَ الرِّيقِ كالفِرِنْد، حَتَّى يُتَخيَّلَ لَكَ فِيهِ سوادٌ مِنْ شِدَّةِ الْبَرِيقِ والصَّفاء؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: تَجْلو غَواربَ ذِي ظَلْمٍ، إِذَا ابتسمَتْ، ... كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ وَقَالَ الْآخَرُ: إِلَى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا ... بماءِ الظَّلْمِ، طَيِّبَةِ الرُّضابِ قَالَ: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى بِمَاءِ الثَّلْج. قَالَ شَمِرٌ: الظَّلْمُ بياضُ الأَسنان كأَنه يَعْلُوهُ سَوادٌ، والغُروبُ ماءُ الأَسنان. الْجَوْهَرِيُّ: الظَّلْمُ، بِالْفَتْحِ، ماءُ الأَسْنان وبَريقُها، وَهُوَ كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ مِنْ شِدَّةِ الْبَيَاضِ كفِرِنْد السَّيْف؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ ضَبَّةَ: بوَجْهٍ مُشْرِقٍ صافٍ، ... وثغْرٍ نائرِ الظلْمِ وَقِيلَ: الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بَيَاضِهَا، وَالْجَمْعُ ظُلُوم؛ قَالَ: إِذَا ضَحِكَتْ لَمْ تَنْبَهِرْ، وتبسَّمَتْ ... ثَنَايَا لَهَا كالبَرْقِ، غُرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم: نَظَرَ إِلَى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ؛ قَالَ: إِذَا مَا اجْتَلى الرَّاني إِلَيْهَا بعَيْنِه ... غُرُوبَ ثَنَايَاهَا، أَنارَ وأَظْلَما «2» . والظَّلِيمُ: الذكَرُ مِنَ النعامِ، وَالْجَمْعُ أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ، قِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي فِي غَيْرِ مَوْضِعِ تَدْحِيَةٍ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَهَذَا مَا لَا يُؤْخذُ. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: ومَهْمَهٍ فِيهِ ظُلْمانٌ ؛ هُوَ جَمْعُ ظَلِيم. والظَّلِيمانِ: نَجْمَانِ. والمُظَلَّمُ مِنَ الطَّيْرِ: الرَّخَمُ والغِرْبانُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم، ... مِنَ الطيرِ، حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ

_ (2). أضاء بدل أنار

فصل العين المهملة

والظِّلَّامُ: عُشْبة تُرْعَى؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلًا، ... عَمِيماً مِنَ الظِّلَّامِ، والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابْنُ الأَعرابي: وَمِنْ غَرِيبِ الشَّجَرِ الظِّلَمُ، وَاحِدَتُهَا ظِلَمةٌ، وَهُوَ الظِّلَّامُ والظِّلامُ والظالِمُ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ شَجَرٌ لَهُ عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حَتَّى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فَمِنْهَا سُمِّيَتْ ظِلاماً. وأَظْلَمُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَظْلمُ اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: يَزِيفُ يمانِيه لأَجْراعِ بِيشَةٍ، ... ويَعْلو شآمِيهِ شَرَوْرَى وأَظْلَما وكَهْفُ الظُّلم: رَجُلٌ مَعْرُوفٌ مِنَ الْعَرَبِ. وظَلِيمٌ ونَعامَةُ: مَوْضِعَانِ بنَجْدٍ. وظَلَمٌ: مَوْضِعٌ. والظَّلِيمُ: فرسُ فَضالةَ بْنِ هِنْدِ بْنِ شَرِيكٍ الأَسديّ، وَفِيهِ يَقُولُ: نصَبْتُ لَهُمْ صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً ... شُراعِيَّةً فِي كفِّ حَرَّان ثائِر ظنم: قَالَ الأَزهري: أَما ظَنَم فالناسُ أَهملوه إِلَّا مَا رَوَى ثعلبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الظَّنَمةُ الشَّرْبةُ مِنَ اللَّبَنِ الَّذِي لَمْ تُخْرَجْ زُبْدَتُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلها ظَلَمة. ظهم: شَيْءٌ ظَهْمٌ: خَلَق. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ كُنَّا عندَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فسُئِلَ أَيُّ المَدينتين تُفْتَحُ أَوَّلَ: قُسْطنْطِينيَّةُ أَو رُومِيَّة؟ فَدَعَا بصندوقٍ ظَهْمٍ، قَالَ: والظَّهْمُ الخَلَقُ، قَالَ: فأَخْرَجَ كِتَابًا فَنَظَرَ فِيهِ وَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَكْتُبُ مَا قَالَ، فسُئِل أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَح أَوَّلَ: قُسْطنْطِينيَّةُ أَو رُوميَّة؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مدينةُ ابنِ هِرَقْلَ تُفْتَح أَوّلَ يَعْنِي القُسْطَنْطِينيَّةَ؛ قَالَ الأَزهري: كَذَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعْه إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. ظوم: الظَّوْمُ: صوتُ التَّيْسِ عِنْدَ الهِياجِ، وَزَعَمَ يعقوبُ أَن مِيمُهُ بَدَلٌ مِنْ بَاءِ الظابِ. فصل العين المهملة عبم: العَبَامُ والعَباماءُ: الغليظُ الخِلْقةِ فِي حُمْقٍ، وَقِيلَ: هُوَ العَيِيُّ الأَحْمَقُ؛ قَالَ أَوْسُ بنُ حجَر يذْكُرُ أَزْمةً فِي سَنَةٍ شَدِيدَةِ البَرْد: وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ مِنَ الأَقْوامِ ... سَقْباً مُجَلَّلًا فَرَعا وَقَدْ عَبُمَ يَعْبُم عَبامَةً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْعَظِيمِ الجسمِ: عِبَمٌّ وهُدَبِدٌ. والعُبُمُ: جماعةُ عَبامٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا عقلَ لَهُ وَلَا أَدبَ وَلَا شجاعةَ وَلَا رأسَ مَالٍ، وَهُوَ عِبَمٌّ وعَبامَاءُ. والعَبامُ: الفَدْمُ العَيِيُّ الثَّقِيلُ. والعَبامُ: الماءُ الكثير «1» الغليظُ. عبثم: عَبْثَمٌ: اسم. عتم: عَتَم الرجلُ عَنِ الشَّيْءِ يَعْتِمُ وعَتَّم: كَفَّ عَنْهُ بَعْدَ المُضِيِّ فِيهِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا يُقَالُ عَتَّم تَعْتِيماً، وَقِيلَ: عَتَّم احْتَبَسَ عَنْ فِعْل الشَّيْءِ يُرِيدُهُ. وعتَم عَنِ الشَّيْءِ يَعْتِمُ وأَعْتَم وعَتَّم: أَبْطأَ، وَالِاسْمُ العَتَمُ: وعَتَم قِراهُ: أَخَّره. وقِرًى عاتِمٌ ومُعَتِّمٌ: بطيءٌ مُمْسٍ، وَقَدْ عَتَم

_ (1). قوله [والعبام الماء الكثير] ضبطه في المحكم كسحاب، وفي التكملة بخط المؤلف: ماء عبام وعطاء عبام كثير، وضبطه بالضم بوزن غراب

قِرَاه. وأَعْتَمه صاحبُه وعَتَّمه أَي أَخَّره. وَيُقَالُ: فلانٌ عاتِمُ القِرَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا رأيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى ... بَخِيلٌ، ذَكَرْنا ليلةَ الهَضْمِ كَرْدَما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ جَاءَنَا ضَيْفٌ عاتِمٌ إِذَا جَاءَ ذَلِكَ الوقتَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَبْني العُلى ويَبْتَني المَكارِما، ... أَقْراهُ للضَّيْفِ يؤُوب عاتِمَا وأَعْتَمْتَ حاجَتك أَي أَخَّرْتَها. وَقَدْ عَتَمَتْ حاجتُك، ولغةٌ أُخرى: أَعْتَمَتْ حاجتُك أَي أَبْطأَتْ؛ وأَنشد قَوْلَهُ: مَعاتِيمُ القِرَى، سُرُفٌ إِذَا مَا ... أَجَنَّتْ طَخْيَةُ الليلِ البَهِيمِ وَقَالَ الطِّرِمّاحُ يَمْدَحُ رَجُلًا: مَتَى يَعِدْ يُنْجِزْ، وَلَا يَكْتَبِلْ ... مِنْهُ العَطايا طُولُ إِعْتامِها وأَنشد ثَعْلَبٌ لِشَاعِرٍ يَهْجُو قَوْمًا: إِذَا غابَ عنْكُمْ أَسوَدُ العَينِ كُنْتُمُ ... كِراماً، وأَنْتمْ، مَا أَقامَ، أَلائِمُ تحَدَّث رُكْبانُ الحَجِيجِ بلُؤْمِكمْ، ... ويَقْرِي بِهِ الضَّيْفَ اللِّقاحُ العَواتِمُ يَقُولُ: لَا تَكُونُونَ كِرَامًا حَتَّى يَغِيبَ عَنْكُمْ هَذَا الجبلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَسْوَدُ العَينِ وَهُوَ لَا يَغِيبُ أَبداً، وَقَوْلُهُ: يَقْرِي بِهِ الضيفَ اللقاحُ الْعَوَاتِمُ، مَعْنَاهُ أَن أَهل الْبَادِيَةِ يتَشاغَلون بِذِكْرِ لُؤْمِكُمْ عَنْ حَلْبِ لِقاحِهم حَتَّى يُمْسُوا، فَإِذَا طَرَقَهم الضيفُ صادفَ الأَلْبانَ بِحَالِهَا لَمْ تُحْلَبْ فَنَالَ حاجَته، فَكَانَ لُؤمُكم قِرى الأَضيافِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُتُم يَكُونُ فَعالُهم مَدْحاً وَيَكُونُ ذَمّاً جمعُ عاتِمٍ وعَتُومٍ، فَإِذَا كَانَ مَدْحاً فَهُوَ الَّذِي يَقْري ضِيفانَه الليلَ والنهارَ، وَإِذَا كَانَ ذَمّاً فَهُوَ الَّذِي لَا يَحْلُب لبَنَ إبِله مُمْسِياً حَتَّى ييْأَسَ مِنَ الضَّيْفِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ؛ العَتَمةُ الإِبْطاءُ أَيضاً؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ الإِطْنابة: وجِلاداً إنْ نَشِطْت لهُ ... عاجِلًا ليسَتْ لَهُ عَتَمه وحمَل عَلَيْهِ فَمَا عَتَّمَ أَي مَا نَكَلَ وَلَا أَبْطأَ. وضرَبَ فلانٌ فُلَانًا فَمَا عَتَّم وَلَا عَتَّبَ وَلَا كَذَّبَ أَي لَمْ يَتَمَكَّثْ وَلَمْ يتَباطأْ فِي ضرْبه إِيَّاهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: نَهى عَنِ الحَريرِ إِلَّا هَكَذَا وَهَكَذَا فَمَا عَتَّمْنا أَنه يَعْني الأَعْلامَ أَي أَبْطأْنا عَنْ معرفةِ مَا عَنى وأَراد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُه قولُ الشَّاعِرِ: فمَرَّ نَضِيُّ السَّهمِ تحتَ لَبانِه، ... وجالَ عَلَى وَحْشِيِّه لَمْ يُعَتِّمِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعامَّةُ تقولُ ضرَبَهُ فَمَا عَتَّبَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: أَنَّ سَلْمانَ غرَس كَذَا وَكَذَا وَدِيَّةً والنبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُناوِلُه وَهُوَ يَغْرِسُ فَمَا عَتَّمَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ أَي مَا لَبِثَتْ أَن عَلِقَتْ. وعَتَمَتِ الإِبلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ وأَعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً وَهُوَ مِنَ الإِبْطاء والتَّأَخُّرِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ: فِيهَا ضَوىً قَدْ رُدَّ مِنْ إِعْتامِها والعَتَمَةُ: ثلثُ الليلِ الأَولُ بَعْدَ غَيْبوبةِ الشَّفَقِ. أَعْتَم الرجلُ: صَارَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَيُقَالُ: أَعْتَمنا مِنَ العَتَمَةِ كَمَا يُقَالُ أَصْبَحْنا مِنَ الصُّبْحِ. وأَعْتَم

القومُ وعَتَّمُوا تَعْتِيماً: سَارُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَو أَوْرَدُوا أَوْ أَصْدَروا، أَو عَمِلوا أَيَّ عَمَلٍ كَانَ، وَقِيلَ: العَتَمةُ وقتُ صلاةِ الْعِشَاءِ الأَخيرةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لاسْتِعْتامِ نَعَمِها، وَقِيلَ: لِتَأخُّر وقتِها. ابْنُ الأَعرابي: عَتَم الليلُ وأَعْتَم إِذَا مَرَّ قِطْعةٌ مِنَ اللَّيْلِ، وَقَالَ: إِذَا ذَهب النهارُ وَجَاءَ اللَّيْلُ فَقَدْ جَنَح الليلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ؛ فَإِنَّ اسْمها فِي كِتَابِ اللَّهِ العِشاءُ، وَإِنَّمَا يُعْتَمُ بحِلابِ الإِبل ؛ قَوْلُهُ: إِنَّمَا يُعْتَمُ بِحلابِ الإِبل ، مَعْنَاهُ لَا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فَإِنَّ الأَعرابَ الَّذِينَ يَحْلُبُونَ إبلَهم إِذَا أَعْتَموا أَي دَخَلُوا فِي وَقْتِ العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة، وسَمَّاها اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ صلاةَ الْعِشَاءِ، فسَمُّوها كَمَا سَمَّاها اللهُ لَا كَمَا سَمَّاهَا الأَعرابُ، فَنَهَاهُمْ عَنِ الِاقْتِدَاءِ بِهِمْ، ويُستحَبُّ لَهُمُ التَّمَسُّكُ بِالِاسْمِ النَّاطِقِ بِهِ لسانُ الشريعةِ، وَقِيلَ: أَرَادَ لَا يَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هَذَا فَتُؤَخِّروا صَلَاتَكُمْ وَلَكِنْ صَلُّوها إِذَا حانَ وقْتُها. وعَتَمةُ الليلِ: ظلامُ أَوَّلهِ عِنْدَ سقوطِ نُورِ الشفقِ. يُقَالُ: عَتَم الليلُ يَعْتِمُ. وَقَدْ أَعْتَم الناسُ إِذَا دَخَلوا فِي وَقْتِ العَتَمة، وأَهلُ البادِية يُرِيحون نَعَمَهم بُعَيْدَ المَغْرِب ويُنِيخُونَها فِي مُراحِها سَاعَةً يَسْتَفِيقونها، فَإِذَا أَفاقَت وَذَلِكَ بَعْدَ مَرِّ قطعة من الليلِ أَثارُوها وحَلَبوها، وَتِلْكَ الساعةُ تُسَمَّى عَتَمةً، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: اسْتَعْتِمُوا نَعَمَكم حَتَّى تُفِيقَ ثُمَّ احْتَلِبوها. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرّ: واللِّقاحُ قَدْ رُوِّحَتْ وحُلِبتْ عَتَمتُها أَي حُلِبَتْ مَا كَانَتْ تُحْلَبُ وقتَ العَتَمةِ، وَهُمْ يُسَمُّون الحِلاب عَتَمةً بِاسْمِ الْوَقْتِ. وَيُقَالُ: قَعَدَ فُلَانٌ عِنْدَنَا قَدْرَ عَتَمة الحَلائبِ أَي احْتَبَس قَدْرَ احْتِباسها للإِفاقَةِ. وأَصلُ العَتْمِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ المُكْثُ والاحْتِباسُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَتَمةُ بقِيَّةُ اللبنِ تُفيقُ بِهَا النَّعَمُ فِي تِلْكَ الساعةِ. يُقَالُ: حَلَبْنا عَتَمةً. وعَتَمةُ الليلُ: ظَلامُه. وَقَوْلُهُ: طَيْفٌ أَلَمّ بذِي سَلَمْ، يَسْرِي عَتَمْ بينَ الخِيَمْ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْهَاءِ كَقَوْلِهِمْ هُوَ أَبو عُذْرِها؛ وَقَوْلُهُ: أَلا ليتَ شِعْرِي هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِيادِي عَلَى الهِجْرانِ أَم هُوَ يائِسُ؟ قَدْ يَكُونُ مِنَ البُطْءِ أَي يَسْري بطِيئاً، وَقَدْ عَتَم الليلُ يَعْتِمُ. وعَتَمَةُ الإِبلِ: رُجوعُها مِنَ المَرْعى بعد ما تُمْسي. وناقةٌ عَتُومٌ: وهي الَّتِي لَا تَزالُ تَعَشَّى حَتَّى تَذْهَبَ ساعةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا تُحْلَبُ إِلَّا بَعْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ قَالَ الرَّاعِي: أُدِرُّ النَّسا كيْلا تَدِرَّ عَتُومُها والعَتُومُ: الناقةُ الَّتِي لَا تَدِرُّ إِلَّا عَتَمَةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ثَعْلَبٌ العَتُومة الناقةُ الغزيرةُ الدَّرّ؛ وأَنشد لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: سُودٌ صَناعِيَةٌ، إِذَا مَا أَوْرَدُوا ... صَدَرَتْ عَتُومَتُهمْ، ولَمَّا تُحْلَبِ صُلْعٌ صَلامعةٌ، كأَنَّ أُنُوفَهُمْ ... بَعَرٌ يُنَظِّمهُ الوَلِيدُ بِمَلْعَب لَا يَخْطُبونَ إِلَى الكرامِ بنَاتِهمْ، ... وتَشِيبُ أَيِّمُهُمْ وَلَمَّا تُخْطَبِ وَيُرْوَى: يُنَظّمُه وَليدٌ يَلْعَبُ سُودٌ صَناعِيَةٌ: يَصْنعونَ المالَ ويُسَمّنُونَه،

والصَّلامِعَةُ: الدِّقاقُ الرُّؤُوس. قَالَ الأَزهري: العَتُوم ناقةٌ غَزِيرَةٌ يُؤخَّرُ حِلابُها إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ. وَقِيلَ: مَا قَمْراءُ أَرْبَع «1»؟ فَقِيلَ: عَتَمةُ رُبَع أَي قَدْر مَا يَحْتَبِسُ فِي عشَائه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ الأَنصاري: الْعَرَبُ تَقول للقَمَرِ إِذَا كَانَ ابْنَ لَيْلَةٍ: عَتَمَةُ سُخَيْلة حَلَّ أَهلُها برُمَيْلة أَي قَدْرُ احْتِباسِ القَمَرِ إِذَا كَانَ ابْنَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غُروبِه قدْر عَتَمةِ سَخْلَةٍ يَرْضَعُ أُمَّه، ثُمَّ يَحْتَبِسُ قَلِيلًا، ثُمَّ يعودُ لرَضاعِ أُمِّه، وَذَلِكَ أَن يُفَوِّقَ السِّخْلُ أمَّه فُواقاً بعدَ فُواقٍ يَقْرُبُ وَلَا يَطولُ، وَإِذَا كَانَ القمرُ ابنَ لَيْلَتَيْن قِيلَ لَهُ: حديثُ أَمَتَيْن بكَذِبٍ ومَيْنٍ، وَذَلِكَ أَن حَدِيثَهما لَا يَطولُ لشُغْلِهما بمَهْنَةِ أَهْلِهما، وَإِذَا كَانَ ابنَ ثَلَاثٍ قِيلَ: حدِيثُ فَتَياتٍ غيرِ مُؤْتَلفاتٍ، وَإِذَا كَانَ ابنَ أَرْبَع قِيلَ: عَتَمةُ رُبَع غَيْرِ جَائِعٍ وَلَا مُرْضَع؛ أَرادوا أَن قدرَ احتباسِ القَمَرِ طَالِعًا ثُمَّ غُروبه قدرُ فُواقِ هَذَا الرُّبَعِ أَو فُواق أُمِّه. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَتَمَةُ أُمِّ الرُّبَع، وَإِذَا كَانَ ابنَ خَمْسٍ قِيلَ: حديثٌ وأُنْس، وَيُقَالُ: عَشاءُ خَلفاتٍ قُعْسٍ، وَإِذَا كَانَ ابنَ سِت قِيلَ: سِرْ وبِتْ، وَإِذَا كَانَ ابنَ سَبْع قِيلَ: دُلْجَةُ الضَّبُعُ، وَإِذَا كَانَ ابنَ ثَمان قِيلَ: قَمَرٌ إضْحِيان، وَإِذَا كَانَ ابنَ تِسْع قِيلَ: يُلْقَطُ فِيهِ الجِزْعُ، وَإِذَا كَانَ ابنَ عَشْر قِيلَ لَهُ: مُخَنِّقُ الفَجْر؛ وَقَوْلُ الأَعشى: نُجُومَ الشِّتاء العَاتماتِ الغَوامِضا يَعْنِي بالعاتماتِ الَّتِي تُظْلِمُ مِنَ الغَبَرة الَّتِي فِي السَّمَاءِ، وَذَلِكَ فِي الجَدْب لأَن نجومَ الشِّتاء أَشدُّ إِضَاءَةً لنَقاء السَّمَاءِ. وضَيْفٌ عاتِمٌ: مُقِيمٌ. وعَتَّمَ الطائرُ إِذَا رَفْرَفَ عَلَى رَأْسِكَ وَلَمْ يَبْعُدْ، وَهِيَ بِالْغَيْنِ وَالْيَاءِ أَعلى. وعَتَم عَتْماً: نَتَفَ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعُتْم والعُتُم: شَجَرُ الزَّيْتُونِ البَرِّي الَّذِي لَا يَحْمِلُ شَيْئًا، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَنْبتُ مِنْهُ بِالْجِبَالِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي زَيْدٍ الغَافِقيِّ: الأَسْوِكَةُ ثلاثةٌ أَراكٌ فَإِنْ لَمْ يكنْ فَعَتَمٌ أَو بُطْمٌ ؛ العَتَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الزَّيْتونُ، وَقِيلَ: شَيْءٌ يُشْبِههُ يَنْبُت بالسَّراة؛ وَقَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّة الهُذَليُّ: مِنْ فَوْقِه شُعَبٌ قُرٌّ، وأَسْفَلُه ... جَيءٌ تَنَطَّقَ بالظَّيَّانِ والعَتَم وثَمَرُه الزَّغْبَجُ، والجَيْءُ: الماءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الدُّور فَيَجْتَمِعُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَمِنْهُ أُخِذَ هَذِهِ الْجَيْئَةُ الْمَعْرُوفَةُ؛ وَقَالَ أُمَيَّةُ: تِلْكُمْ طَرُوقَتُه، واللهُ يَرْفَعها، ... فِيهَا العَذاةُ، وَفِيهَا يَنْبُتُ العَتَمُ وَقَالَ الجَعْدِيّ: تَسْتَنُّ بالضِّرْوِ مِنْ بَراقِشَ أَوْ ... هَيْلانَ، أَوْ ناضِرٍ منَ العُتُم وَقَوْلُهُ: ارْمِ عَلَى قَوْسِكَ مَا لَمْ تَنْهَزِمُ، ... رَمْيَ المَضَاءِ وجَوادِ بنِ عُتُمْ يَجُوزُ فِي عُتُمٍ أَن يَكُونَ اسْمَ رَجُلٍ وأَن يكون اسم فرسٍ. عثم: العَثْمُ: إِساءَةُ الجَبْر حَتَّى يَبْقَى فِيهِ أَوَدٌ كَهَيْئَةِ المَشَشِ. عَثَمَ العظمُ يَعْثِمُ عَثْماً وعَثِمَ عَثَماً، فَهُوَ عَثِمٌ: سَاءَ جَبْرُه وَبَقِيَ فِيهِ أَوَدٌ فَلَمْ يَسْتَوِ.

_ (1). قوله [ما قمراء أربع] كذا في الصحاح والقاموس، والذي في المحكم: ما قمر أربع، بغير مد

وعَثَمَ العظمُ المكسورُ إِذَا انجَبر عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ، وعَثَمْتُه أَنا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وعَثَمه يَعْثِمُه عَثْماً وعَثَّمه، كِلَاهُمَا: جَبَره، وَخَصَّ بعضُهم بِهِ جَبْرَ الْيَدِ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ. يُقَالُ: عَثَمَتْ يدُه تَعْثِمُ وعَثَمْتُها أَنَا إِذَا جَبرْتَها عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَعْثُم، بِضَمِّ الثَّاءِ، وتَعْثُل مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا وَنَحْوُهُ مِنْ بَابِ فَعَلَ وفعَلْتُه شاذٌّ عَنِ الْقِيَاسِ، وَإِنْ كَانَ مُطَّرِدًا فِي الِاسْتِعْمَالِ، إِلَّا أَنَّ لَهُ عِنْدِي وَجْهًا لأَجله جَازَ، وَهُوَ أَن كُلَّ فَاعِلٍ غيرَ الْقَدِيمِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّمَا الفِعْلُ فِيهِ شيءٌ أُعِيرَه وأُعْطِيَه وأُقدِرَ عَلَيْهِ، فَهُوَ وَإِنْ كَانَ فاعِلًا فإنه لَمَّا كَانَ مُعاناً مُقْدَراً صَارَ كأَنَّ فِعْلَهُ لِغَيْرِهِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى؟ قَالَ: وَقَدْ قَالَ بعضُ النَّاسِ إِنَّ الفعلَ لِلَّهِ وَإِنَّ العبدَ مُكْتَسِبٌ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ هَذَا خَطَأً عِنْدَنَا فَإِنَّهُ قولٌ لِقَوْمٍ، فَلَمَّا كَانَ قولُهم عَثَم العظمُ وعَثَمْتُه أنَّ غَيْرَهُ أَعَانَهُ «1»، وإنْ جَرَى لفظُ الْفِعْلِ لَهُ تجاوَزَتِ العربُ ذَلِكَ إِلَى أَنْ أَظهرت هُنَاكَ فِعْلًا بِلَفْظِ الأَوَّلِ مُتَعدِّياً، لأَنه قَدْ كَانَ فاعِلُه فِي وَقْتِ فعلِه إِيَّاهُ، إِنَّمَا هُوَ مُشاءٌ إِلَيْهِ أَو مُعانٌ عَلَيْهِ، فخَرج اللَّفْظَانِ لِمَا ذَكَرْنَا خُروجاً وَاحِدًا، فاعْرِفْه، وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي السَّيْفِ عَلَى التَّشْبِيهِ؛ قَالَ: فَقَدْ يُقْطَعُ السيفُ اليَماني وجَفْنُه ... شَباريقَ أَعشارٍ عُثِمْنَ عَلَى كَسْرِ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العَثْمُ فِي الكَسْر والجُرْحِ تَداني العَظمِ حَتَّى هَمَّ أَن يَجْبُر وَلَمْ يجْبُرْ بعدُ كَمَا يَنْبَغِي. يُقَالُ: أَجَبَر عظمُ الْبَعِيرِ؟ فَيُقَالُ: لَا، وَلَكِنَّهُ عَثَم وَلَمْ يجْبُر. وَقَدْ عَثَم الجرحُ: وَهُوَ أَن يَكْنُبَ ويَجْلُبَ وَلَمْ يَبرأْ بعدُ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي: فِي الأَعضاء إِذَا انجبرَتْ عَلَى غَيْرِ عَثْمٍ صُلحٌ، وَإِذَا انجبرتْ عَلَى عَثْمٍ الدِّيةُ. يُقَالُ: عَثَمْت يَدَه فعَثَمَتْ إِذَا جَبرتَها عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ وَبَقِيَ فِيهَا شيءٌ لَمْ يَنحَكِمْ، وَمِثْلُهُ مِنَ الْبِنَاءِ رَجَعْتُه فرَجَع ووقَفْته فوَقَفَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَثَلَ، بِاللَّامِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ؛ وأَما قَوْلُ عَمْرِو بْنِ الإِطنابَةِ لأُحيحة بْنِ الجُلاحِ: فِيمَ تَبْغِي ظُلْمَنا ولِمَه ... فِي وُسوقٍ عَثْمةٍ قَنِمه؟ فَإِنَّ ثَعْلَبًا قَالَ: عَثْمة فَاسِدَةٌ وأَظن أَنها نَاقِصَةٌ مُشْتَقٌّ مِنَ العَثْمِ، وَهُوَ مَا قدَّمْنا مِنْ أَن يجْبَر العَظمُ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ، وَإِنْ شئتَ قلتَ إِنَّ أَصل العَثْمِ الَّذِي هُوَ جَبر العظمِ الفسادُ أَيضاً، لأَن ذَلِكَ النوعَ مِنَ الجبْر فسادٌ فِي الْعَظْمِ ونقصانٌ عَنْ قُوَّتِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا أَو عَنْ شَكْلِهِ. ابْنُ الأَعرابي: العُثُم جَمْعُ عاثِمٍ وَهُمُ المُجَبِّرون، عَثَمَه إِذَا جَبَرَه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: إِنِّي لأَعثِم شَيْئًا مِنَ الرَّجَز أَي أَنتِفُ. والعَيْثومُ: الضَّخْمُ الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَجَمَلٌ عَيْثُومٌ: ضَخم شَدِيدٌ؛ وأَنشد لِعَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدة: يَهْدي بِهَا أَكلَفُ الخَدَّينِ مُخْتَبَرٌ، ... مِنَ الجِمالِ، كثيرُ اللحمِ عَيْثُومُ والعَيْثُوم: الفيلُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قَالَ الأَخطل: ومُلَحَّبٍ خَضِلِ النَّباتِ، كأَنما ... وَطِئَتْ عَلَيْهِ، بخُفِّها، العَيْثومُ مُلَحَّبٌ: مُجَرَّحٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ أَسِيرُ أَمامَ الحَيِّ تَحْمِلُني ... والفَضْلَتَينِ كِنازُ اللحمِ عَيثُومُ

_ (1). قوله [أن غيره أعانه] هكذا في الأَصل، ولعل في الكلام سقطاً

وَجَمْعُهُ عَياثِمُ. وَقَالَ الغَنويُّ: العَيْثوم الأُنثى مِنَ الفِيَلة؛ وأَنشد الأَخطل: ترَكُوا أُسامة فِي اللِّقاءِ، كأَنَّما ... وَطِئَتْ عَلَيْهِ بخُفِّها العَيْثُومُ والعَيْثُوم أَيضاً: الضَّبُعُ. وَبَعِيرٌ عَيْثَمٌ: ضَخْمٌ طَوِيلٌ. وَامْرَأَةٌ عَيثَمةٌ: طَوِيلَةٌ. وَبَعِيرٌ عَثَمْثَم: قَوِيٌّ طَوِيلٌ فِي غِلَظ، وَقِيلَ: شَدِيدٌ عَظِيمٌ، وَكَذَلِكَ الأَسد. وناقةٌ عَثَمْثمة: شَدِيدَةٌ عَلِيَّة، وَقِيلَ: شَدِيدَةٌ عَظِيمَةٌ، وَالذَّكَرُ عَثَمْثم. والعَثَمْثَم مِنَ الإِبل: الطويلُ فِي غِلظٍ، وَالْجَمْعُ عَثَمْثمات؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَن نابغةَ بَنِي جَعدة امْتَدَحَهُ فَقَالَ يَصِفُ جَمَلًا: أَتاكَ أَبو لَيلى يَجُوبُ بِهِ الدُّجى، ... دُجى الليلِ، جَوَّابُ الفَلاةِ عَثَمْثَمُ هُوَ الجمَل القويُّ الشَّدِيدُ. وبَغْل عَثَمْثم: قَوِيٌّ. والعَثَمْثم: الأَسدُ، وَيُقَالُ ذَلِكَ مِنْ شدة وطئه؛ وقال: خُبَعْثِنٌ مِشْيَتُه عَثَمْثَمُ ومَنكِبٌ عَثَمْثمٌ: شَدِيدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِلَى ذِرَاعِ مَنْكِبٍ عَثَمْثمِ والعَيْثامُ: الدُّلبُ، واحدتُه عَيثامةٌ، وَهِيَ شَجَرَةٌ بَيْضَاءُ تَطولُ جدَّاً، وَقِيلَ: العَيْثامُ شَجَرٌ. أَبو عَمْرٍو: العُثْمانُ الجانُّ فِي أَبواب الْحَيَّاتِ، والعُثمان فَرْخ الثُّعبان، وَقِيلَ: فَرْخ الْحَيَّةِ مَا كَانَتْ، وَكُنْيَةُ الثُّعبان أَبو عُثْمَانَ؛ حَكَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ، وَبِهِ كُنِّيَ «2». الحَنَشُ أَبا عُثمان. والعُثْمان فَرْخ الحُبارى. وعُثمانُ والعَثَّامُ وعَثَّامةُ وعَثْمةُ: أَسماء؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّر عُثمانُ لأَنك إِنْ كَسَّرْته أَوجبت فِي تَحْقِيرِهِ عُثَيْمِين، وَإِنَّمَا تَقُولُ عُثمانون فتُسلِّم كَمَا يَجِبُ لَهُ فِي التَّحْقِيرِ عُثَيمان، وَإِنَّمَا وَجَبَ لَهُ فِي التَّحْقِيرِ ذَلِكَ لأَنا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا عَثامِينُ، فَحَمَلْنَا تَحْقِيرَهُ عَلَى بَابِ غَضْبان لأَن أَكثر مَا جاءَت فِي آخِرِهِ الأَلف وَالنُّونُ إِنَّمَا هُوَ عَلَى بَابِ غَضبان. وعُثمانُ: قَبِيلَةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلقَتْ إِلَيْهِ، عَلَى جَهْدٍ، كَلاكِلَها ... سَعدُ بنُ بَكْرٍ، وَمِنْ عُثمانَ مِنْ وَشَلا وعَثَمتِ المرأَةُ المَزادةَ وأَعْثَمَتْها إِذَا خرَزَتْها خَرْزاً غَيْرَ مُحْكَمٍ؛ وَفِي الْمَثَلِ: إِلَّا أَكُنْ صَنَعاً فَإِنِّي أَعْتَثِمْ أَي إِنْ لَمْ أَكن حاذِقاً فَإِنِّي أَعمل عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَتِي وَيُقَالُ: خُذْ هَذَا فاعْتَثِمْ بِهِ أَي فاستَعِنْ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الفرَج: سمعتُ جَمَاعَةً مِنْ قَيْس يَقُولُونَ: فُلَانٌ يَعْثِمُ ويَعْثِنُ أَي يَجْتَهِدُ فِي الأَمر ويُعْمِل نفْسَه فِيهِ. وَيُقَالُ: العُثمان فَرْخ الحُبارى. عثلم: عَثْلَمةُ: موضع. عجم: العُجْمُ والعَجَمُ: خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ، يَعْتَقِبُ هذانِ المِثالانِ كَثِيرًا، يُقَالُ عَجَمِيٌّ وَجَمْعُهُ عَجَمٌ، وَخِلَافُهُ عَرَبيّ وَجَمْعُهُ عَرَبٌ، وَرَجُلٌ أَعْجَم وَقَوْمٌ أعْجَمُ؛ قَالَ: سَلُّومُ، لَوْ أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأَعْجَمِ ... فِي الرُّومِ أَو فارِسَ، أَو فِي الدَّيْلَمِ، إِذًا لَزُرناكِ وَلَوْ بسُلَّمِ وَقَوْلُ أَبي النَّجْم:

_ (2). قوله [وبه كني إلخ] هو في أصله المنقول منه مرتب بقوله: فَرْخُ الْحَيَّةِ مَا كَانَتْ، وما بينهما اعتراض؛ من كلام التهذيب

وطَالَما وطَالَما وطالَما ... غَلَبْتُ عَادًا، وغَلَبْتُ الأَعْجَما إِنَّمَا أَراد العَجَم فأَفرده لِمُقَابَلَتِهِ إِيَّاهُ بعادٍ، وعادٌ لَفْظٌ مُفْرَدٌ وإِن كَانَ مَعْنَاهُ الجمعَ، وَقَدْ يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ، وإِنما أَراد أَبو النَّجْمِ بِهَذَا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم، وَإِنْ كَانَ الأَعْجَمُ لَيْسُوا مِمَّنْ عارَضَ أَبو النَّجْمِ، لأَن أَبا النَّجْمِ عَرَبِيٌّ والعَجَم غَيْرُ عَرَبٍ، وَلَمْ يَجْعَلِ الأَلف فِي قَوْلِهِ وَطَالَمَا الأَخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال وَمَا جَمِيعًا إِذَا لَمْ تُجْعَلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَهُوَ قَدْ جَعَلَهُمَا هُنَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَكَانَ القياسُ أَن يَجْعَلَهَا هَاهُنَا تأْسيساً لأَن ما هَاهُنَا تَصْحَبُ الفعلَ كَثِيرًا. والعَجَمُ: جَمْعُ العَجميّ، وَكَذَلِكَ العَرَبُ جَمْعُ العَرَبيّ، ونَحْوٌ مِنْ هَذَا جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ وَالْمَجُوسَ. والعُجْمُ: جَمْعُ الأَعْجَمِ الَّذِي لَا يُفْصِحُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ العُجْمُ جمعَ العَجَم، فكأَنه جَمْعُ الْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ العُرْبُ جمعُ العَرَبِ. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ العُجْمُ والعُرْبُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ وَلَا عَرَبُ فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عَطَفَ عَلَيْهِ العَرَبَ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الأَعْجَمُ الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَنْهَل للعبادِ لَا بُدَّ مِنْهُ، ... مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح والأُنثى عَجْماءُ، وَكَذَلِكَ الأَعْجَميُّ، فأَما العَجَميُّ فَالَّذِي مِنْ جِنْسِ العَجَم، أَفْصَحَ أَو لَمْ يُفْصِحْ، وَالْجَمْعُ عَجَمٌ كَعَرَبيّ وعَرَبٍ وعَرَكيّ وعَرَكٍ ونَبَطيّ ونَبَطٍ وخَوَليّ وخَوَلٍ وخَزَريّ وخَزَرٍ. وَرَجُلٌ أَعْجَميٌّ وأَعْجَمُ إِذَا كَانَ فِي لِسَانِهِ عُجْمة، وَإِنْ أَفْصَحَ بِالْعَجَمِيَّةِ، وكلامٌ أَعْجَمُ وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة. وَفِي التَّنْزِيلِ: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ ؛ وَجَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، تَقُولُ: أَحْمَرِيٌّ وأَحْمَرُونَ وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن عَلَى حَدِّ أَشْعَثِيّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريّ وأَشْعَرِينَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ؛ وأَما العُجْمُ فَهُوَ جَمْعُ أَعْجَمَ، والأَعْجَمُ الَّذِي يُجْمَعُ عَلَى عُجْمٍ يَنْطَلِقُ عَلَى مَا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِل، قَالَ الشَّاعِرُ: يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقًا، ... إِلَى ربِّنا، صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ وَيُقَالُ: رَجُلانِ أعْجمانِ، ويُنْسَبُ إِلَى الأَعْجَمِ الذي في لسانه عُجْمةٌ فَيُقَالُ: لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعجميٌّ فتَنسبُه إِلَى نَفْسِهِ إلَّا أَن يَكُونَ أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بِمَعْنًى مِثْلَ دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريّ، هَذَا إِذَا ورَدَ ورُوداً لَا يُمْكِنُ رَدُّه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ؛ قَالَ أَبو سَهْلٍ: أَي تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ بَعْدَ أَن كَانَ أَعْجَمِيّاً، فَعَلَى هَذَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ، وَالَّذِي أَراده الْجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِهِ: وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ، إِنَّمَا أَراد بِهِ الأَعْجَمَ الَّذِي فِي لِسَانِهِ حُبْسَةٌ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا؛ وأَما قولُ ابنِ مَيَّادَةَ، وَقِيلَ هُوَ لمِلْحَة الجَرْميّ: كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما، ... بطينٍ مِنَ الجَوْلان، كُتَّابُ أَعْجَمِ فَلَمْ يُرِدْ بِهِ العَجَمَ وَإِنَّمَا أَراد بِهِ كُتَّابَ رَجُلٍ

أَعجَمَ، وَهُوَ مَلِكُ الرُّومِ. وقوله عَزَّ وجَلَّ: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ ، بِالِاسْتِفْهَامِ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَيكون هَذَا الرسولُ عَرَبِيًّا والكتابُ أَعجمي. قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَاهُ أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا هَلَّا فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الْآيِ كأَن التَّفْصِيل لِلِسَانِ العَرَب، ثُمَّ ابتدأَ فَقَالَ: أَأَعجمي وَعَرَبِيٌّ، حِكَايَةً عَنْهُمْ كأَنهم يَعْجبون فَيَقُولُونَ كتابٌ أَعجميّ وَنَبِيٌّ عَرَبِيٌّ، كَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟ فَكَانَ أَشد لِتَكْذِيبِهِمْ، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: ويُقرأ أَأَعجمي، بِهَمْزَتَيْنِ، وَآعْجَمِيٌّ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مُخَفَّفَةٌ تُشْبِهُ الأَلف، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَلفاً خَالِصَةً لأَن بَعْدَهَا عَيْنًا وَهِيَ سَاكِنَةٌ، ويُقرأُ أَعْجَميٌّ، بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ وَالْعَيْنُ مَفْتُوحَةٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقِرَاءَةُ الْحَسَنِ بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ كَأَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ قِبَلِ الكَفَرَة، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن الْمَعْنَى لَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعجميّاً لَقَالُوا هَلّا بُيِّنَتْ آيَاتُهُ، أَقرآنٌ ونَبيٌّ عَربي، وَمَنْ قرأَ آعْجَمِيٌّ بِهَمْزَةٍ وأَلف فَإِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى اللِّسَانِ الأَعجمي، تَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ أَعْجميٌّ إِذَا كَانَ لَا يُفْصِحُ، كَانَ مِنَ العَجَمِ أَو مِنَ العَرَب. وَرَجُلٌ عَجَمِيٌّ إِذَا كَانَ مِنَ الأَعاجِم، فَصِيحاً كَانَ أَو غَيْرَ فَصِيحٍ، والأَجْوَدُ فِي القراءةِ آعْجَميٌّ، بِهَمْزَةٍ وأَلف عَلَى جِهَةِ النِّسْبَةِ إِلَى الأَعْجَمِ، ألا تَرى قَوْلَه: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا ؟ وَلَمْ يقرأْه أَحَدٌ عَجَمِيّاً؛ وأَما قِرَاءَةُ الْحَسَنِ: أَعَجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ، بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ وَفَتْحِ الْعَيْنِ، فَعَلَى مَعْنَى هَلَّا بُيِّنَتْ آياتُه فَجُعِلَ بعضُه بَيَانًا للعَجَم وبعضُه بَيَانًا لِلْعَرَبِ. قَالَ: وَكُلُّ هَذِهِ الْوُجُوهِ الأَربعة سائغةٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَالتَّفْسِيرِ. وأَعْجَمْتُ الكتابَ: ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى العُجْمَةِ، وَقَالُوا: حروفُ المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إِلَى المُعْجَم، فَإِنْ سأَل سَائِلٌ فَقَالَ: مَا مَعْنَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ؟ هَلِ المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هَذِهِ أَو غَيْرُ وَصْفٍ لَهَا؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ المُعْجَم مِنْ قَوْلِنَا حروفُ المُعْجَم لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِفَةً لحروفٍ هَذِهِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن حُرُوفًا هَذِهِ لَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُضَافَةٍ إِلَى المُعْجَم لَكَانَتْ نَكِرَةً والمُعْجَم كَمَا تَرَى مَعْرِفَةٌ وَمُحَالٌ وَصْفُ النَّكِرَةِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَالْآخَرُ أَن الحروفَ مضافةٌ وَمُحَالٌ إِضَافَةُ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ، وَالْعِلَّةُ فِي امْتِنَاعِ ذَلِكَ أَن الصِّفَةَ هِيَ الْمَوْصُوفُ عَلَى قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ فِي الْمَعْنَى، وإضافةُ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ غَيْرُ جَائِزَةٍ، وَإِذَا كَانَتِ الصفةُ هِيَ الْمَوْصُوفُ عِنْدَهُمْ فِي الْمَعْنَى لَمْ تَجُزْ إِضَافَةُ الْحُرُوفِ إِلَى الْمُعْجَمِ، لأَنه غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ إضافةُ الشيءِ إِلَى نَفْسِهِ، قَالَ: وَإِنَّمَا امْتَنَعَ مِنْ قِبَلِ أَن الغَرَضَ فِي الإِضافة إِنَّمَا هُوَ التخصيصُ والتعريفُ، وَالشَّيْءُ لَا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لَوْ كَانَ مَعْرِفَةً بِنَفْسِهِ لَمَا احْتِيجَ إِلَى إِضَافَتِهِ، إِنَّمَا يُضَافُ إِلَى غَيْرِهِ ليُعَرِّفَه، وَذَهَبَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ إِلَى أَن المُعْجَم مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ الإِعجام كَمَا تَقُولُ أَدْخَلْتُه مُدْخَلًا وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إِدْخَالًا وَإِخْرَاجًا. وَحَكَى الأَخفش أَن بَعْضَهُمْ قَرَأَ: وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَم، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَي مِنْ إكْرامٍ، فكأَنهم قَالُوا فِي هَذَا الإِعْجام، فَهَذَا أَسَدُّ وأَصْوَبُ مِنْ أَنْ يُذْهَب إِلَى أَن قَوْلَهُمْ حُروف المُعْجَم بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ صلاةُ الأُولى وَمَسْجِدِ الْجَامِعِ، لأَن مَعْنَى ذَلِكَ صَلَاةُ الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى وَمَسْجِدُ الْيَوْمِ الْجَامِعِ، فالأُولى غيرُ الصلاةِ فِي المَعنى والجامعُ غيرُ الْمَسْجِدِ فِي الْمَعْنَى، وَإِنَّمَا هُمَا صِفتان حُذف مَوْصُوفَاهُمَا وأُقيما مُقامَهما، وَلَيْسَ كَذَلِكَ حُروفُ المُعْجَم لأَنه لَيْسَ مَعْنَاهُ حروفَ الكلامِ الْمُعْجَمِ وَلَا حُرُوفَ اللفظِ الْمُعْجَمِ، إِنَّمَا الْمَعْنَى أَن الحروفَ هِيَ المعجمةُ فَصَارَ قَوْلُنَا حُرُوفُ الْمُعْجَمِ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمَفْعُولِ إِلَى الْمَصْدَرِ، كَقَوْلِهِمْ هَذِهِ مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي مِنْ شأْنها أَن

تُرْكَب، وَهَذَا سَهْمُ نِضالٍ أَي مِنْ شأْنه أَن يُناضَلَ بِهِ، وكذلكَ حروفُ الْمُعْجَمِ أَي مِنْ شأْنها أَن تُعجَم، فَإِنْ قِيلَ إِنَّ جَمِيعَ الْحُرُوفِ لَيْسَ مُعْجَماً إِنَّمَا المُعْجمُ بَعْضُها، أَلا تَرَى أَنَّ الأَلفَ وَالْحَاءَ والدالَ وَنَحْوَهَا لَيْسَ مُعْجَمًا فَكَيْفَ اسْتَجَازُوا تسميةَ جميعِ هَذِهِ الحروفِ حُروفَ الْمُعْجَمِ؟ قِيلَ: إِنَّمَا سُمّيت بِذَلِكَ لأَن الشَّكْلَ الواحدَ إِذَا اختلفتْ أَصواتُه، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها، فَقَدْ عُلِمَ أَن هَذَا المتروكَ بِغَيْرِ إِعْجَامٍ هُوَ غيرُ ذَلِكَ الَّذِي مِنْ عَادَتِهِ أَن يُعْجَمَ، فَقَدِ ارْتَفَعَ أَيضاً بِمَا فعَلُوا الإِشكالُ والاسْتِبْهامُ عَنْهُمَا جَمِيعًا، وَلَا فرقَ بَيْنَ أَن يزولَ الاستبهامُ عَنِ الحرفِ بإعْجامٍ عَلَيْهِ، أَو مَا يَقُومُ مَقامَ الإِعجام فِي الإِيضاحِ وَالْبَيَانِ، أَلا تَرَى أَنك إِذَا أَعْجَمْتَ الجيمَ بواحدةٍ مِنْ أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ مِنْ فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلًا فَقَدْ عُلِمَ بإِغْفالها أَنها لَيْسَتْ بواحدةٍ مِنَ الْحَرْفَيْنِ الآخَرَيْن، أَعني الجيمَ وَالْخَاءَ؟ وَكَذَلِكَ الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الْحُرُوفِ، فَلَمَّا اسْتَمَرَّ البيانُ فِي جَمِيعِهَا جَازَ تسميتُها حروفَ الْمُعْجَمِ. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ: لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً؟ فَقَالَ: أَما أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ فَيَقُولُ أَعْجَمْتُ أَبهمت، وَقَالَ: والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لَا يُتَبَيَّنُ كلامُه، قَالَ: وأَما الْفَرَّاءُ فَيَقُولُ هُوَ مِنْ أَعْجَمْتُ الْحُرُوفَ، قَالَ: وَيُقَالُ قُفْلٌ مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إِذَا اعْتاصَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الهَيْثَم يَقُولُ مُعجمُ الخَطِّ هُوَ الَّذِي أَعْجَمه كاتِبُه بِالنُّقَطِ، تَقُولُ: أَعْجَمْتُ الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً، وَلَا يُقَالُ عَجَمْتُه، إِنَّمَا يُقَالُ عَجَمْتُ العُودَ إِذَا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه مِنْ رَخاوتِه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْمُعْجَمُ الحروفُ المُقَطَّعَةُ، سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية، قَالَ: وَإِذَا قُلْتَ كتابٌ مُعَجَّمٌ فَإِنَّ تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه وتَضِحَ، قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو الْعَبَّاسِ وأَبو الهَيْثم أَبْينُ وأَوْضَحُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: سُئل عَنْ رَجُلٍ لَهَزَ رَجُلًا فقَطَعَ بعضَ لِسَانِهِ فعَجَمَ كلامَه فَقَالَ: يُعْرَضُ كلامُه عَلَى المُعْجَم، فَمَا نقَصَ كلامُه مِنْهَا قُسِمَت عَلَيْهِ الدِّيةُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حروف المعجم حروف أب ت ث، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ مِنَ التَّعْجيم، وَهُوَ إِزَالَةُ العُجْمة بِالنُّقَطِ. وأَعْجَمْت الْكِتَابَ: خلافُ قَوْلِكَ أَعْرَبْتُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ «1»: الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ، ... إِذَا ارْتَقَى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ، زَلَّتْ بِهِ إِلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ، ... والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ، يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ مَعْنَاهُ يُرِيدُ أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلًا لَا بَيانَ لَهُ، وَقِيلَ: يأْتي بِهِ أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فِيهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: رَفَعَه عَلَى المُخالفة لأَنه يُرِيدُ أَن يُعْربَه وَلَا يُريدُ أَن يُعْجِمه؛ وَقَالَ الأَخفش: لوُقوعه مَوْقِع الْمَرْفُوعِ لأَنه أَراد أَن يَقُولَ يُرِيدُ أَن يُعْرِبَهُ فيقَعُ مَوْقعَ الإِعْجام، فَلَمَّا وُضِعَ قَوْلُهُ فيُعْجِمُه موضعَ قَوْلِهِ فيقعُ رَفعَه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ، ... مِنْ مُعْرِبٍ فِيهَا ومِنْ مُعْجِمِ والعَجْمُ: النَّقْطُ بِالسَّوَادِ مِثْلَ التَّاءِ عَلَيْهِ نُقْطتان. يُقَالُ: أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثْلُه، وَلَا يُقَالُ عَجَمْتُ. وحُروفُ المعجم: هي الحُروفُ

_ (1). قوله [قال رؤبة] تبع فيه الجوهري، وقال الصاغاني: الشعر للحطيئة

المُقَطَّعَةُ مِنْ سَائِرِ حروفِ الأُمَم. وَمَعْنَى حروفِ الْمُعْجَمِ أَي حُرُوفُ الخَطِّ المُعْجَم، كَمَا تَقُولُ مَسْجِدُ الجامعِ أَي مَسْجِدُ الْيَوْمِ الجامعِ، وصلاةُ الأُولى أَي صَلَاةُ الساعةِ الأُولى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ مِنْ أَن المُعْجَم هُنَا مَصْدَرٌ؛ وَتَقُولُ أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً، وَالْمَعْنَى عِنْدَهُ حروفُ الإِعْجامِ أَي الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تُعْجَم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: سَهْمُ نِضالٍ أَي مِنْ شأْنه أَنْ يُتَناضَلَ بِهِ. وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه: نَقَطَه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَعْجَمْتُ الْكِتَابَ أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدَهُ عَلَى السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وَإِنْ كَانَ أَصْلُها الإِثْباتَ فَقَدْ تَجِيءُ لِلسَّلْبِ، كَقَوْلِهِمْ أَشْكَيْتُ زَيْدًا أَي زُلْتُ لَهُ عَمَّا يَشكُوه، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها؛ تأْويله، وَاللَّهُ أَعلم، عِنْدَ أَهل النَّظَرِ أَكاد أُظْهرها، وتلخيصُ هَذِهِ اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها. وَقَالُوا: عَجَّمْتُ الكتابَ، فَجَاءَتْ فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كَمَا جَاءَتْ أَفْعَلْت، وَلَهُ نَظَائِرُ مِنْهَا مَا تَقَدَّمَ وَمِنْهَا مَا سيأْتي، وحُروفُ المُعْجَم مِنْهُ. وكتابٌ مُعْجمٌ إِذَا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط؛ سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول النَّقْط فِيهَا عُجمةٌ لَا بيانَ لَهَا كَالْحُرُوفِ المُعْجَمة لَا بيانَ لَهَا، وَإِنْ كَانَتْ أُصولًا لِلْكَلَامِ كُلِّهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَا كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَر أَي مَا كُنَّا نَكْني ونُوَرّي. وكلُّ مَنْ لَمْ يُفْصح بِشَيْءٍ فَقَدْ أَعْجَمه. واسْتَعْجم عَلَيْهِ الكلامُ: اسْتَبْهَم. والأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ. والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ: كلُّ بهيمةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لَا دِيةَ فِيهِ وَلَا قَودَ؛ أَراد بالعَجْماء الْبَهِيمَةَ، سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لَا تَتَكلَّمُ، قَالَ: وكلُّ مَن لَا يقدِرُ عَلَى الْكَلَامِ فَهُوَ أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: بعدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم ؛ قِيلَ: أَراد بِعَدَدِ كُلِّ آدَمِيّ وبهيمةٍ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي الْبَهِيمَةُ تَنْفَلِتُ فتصيبُ إِنْسَانًا فِي انْفِلاتها، فَذَلِكَ هَدَرٌ، وَهُوَ مَعْنَى الجُبار. وَيُقَالُ: قرأَ فُلَانٌ فاسْتَعْجمَ عَلَيْهِ مَا يَقْرؤه إِذَا الْتَبَسَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَتَهيَّأْ لَهُ أَن يَمضِي فِيهِ. وصلاةُ النهارِ عَجماءُ لإِخْفاء الْقِرَاءَةِ فِيهَا، وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُسْمَعُ فِيهَا قراءةٌ. واسْتَعْجَمَتْ عَلَى المُصَلِّي قِراءته إِذَا لَمْ تَحضُرْه. وَاسْتَعْجَمَ الرَّجُلُ: سكَت. واستَعجمت عَلَيْهِ قراءتُه: انْقَطَعَتْ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِرَاءَةِ مِنْ نُعَاسٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ: إِذَا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عَلَيْهِ قِراءتُه فَلْيُتِمَ ، أَي أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلَمْ يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ بِهِ عُجْمةٌ، وَكَذَلِكَ اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عَنْ جَوَابِ سَائِلِهَا؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها، ... واسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السائلِ عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بِمَعْنَى سكتَتْ؛ وَقَوْلُ عَلْقَمَةَ يَصف فَرَسًا: سُلَّاءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئةٍ، مِنْ نَوَى قُرَّانَ، معجومُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَعْنَى قَوْلِهِ غُلَّ لَهَا أَي أُدخِلَ لَهَا إِدْخَالًا فِي بَاطِنِ الحافرِ فِي مَوْضِعِ النُّسور، وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها صِلابٌ، وَقَوْلُهُ ذُو فَيئَة يَقُولُ لَهُ رُجوعٌ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ صَلابتِه، وَهُوَ أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثُمَّ يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ مِنْهُ النَّوَى فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ صَلابته، وَقَوْلُهُ مَعْجوم يُرِيدُ أَنه نَوى الفَم وَهُوَ أَجود مَا يَكُونُ مِنَ النَّوى لأَنه أَصْلَبُ مِنْ نَوى النبيذِ الْمَطْبُوخِ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةَ: نَهَانَا النبي،

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً ، وَهُوَ أَن نُبالِغَ فِي طَبْخِه ونُضْجه يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه الَّتِي يَصْلُحُ مَعَهَا لِلْغَنَمِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَن التَّمْرَ إِذَا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حَتَّى لَا يَبلُغَ الطَّبخ النَّوَى وَلَا يُؤثِّرَ فِيهِ تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه، لأَن ذَلِكَ يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ، أَو لأَنه قُوتُ الدَّواجِن فَلَا يُنْضَجُ لِئَلَّا تَذْهَبَ قُوَّتُه وخَطَب الحَجَّاجُ يَوْمًا فَقَالَ: إِن أَميرَ المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها عُوداً ؛ يُرِيدُ أَنه قَدْ رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً «2» . أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وَهُوَ يُقَاتِلُهُ. والعَجْمُ: عَضٌّ شديدٌ بالأَضراس دُون الثَّنَايَا. وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْماً وعُجوماً: عَضّه ليَعْلَم صلابَتَه مِنْ خَوَرِه، وَقِيلَ: لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه ... بأَطْرافِها، حَتَّى اسْتدَقَّ نُحولُها يَقُولُ: رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كَمَا عَجَمتِ الإِبلُ العِظامَ. والعُجامةُ: مَا عَجَمْتَه. وَكَانُوا يَعْجُمون القِدْح بَيْنَ الضِّرْسَيْن إِذَا كَانَ مَعْرُوفًا بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فِيهِ أثَراً يَعْرفونه بِهِ. وعَجمَ الرجلَ: رَازَه، عَلَى المَثَل. والعَجْمِيُّ مِنَ الرجالِ: المُميِّزُ العاقلُ. وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه. وَرَجُلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ: عزيزُ النفْس إِذَا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عَزِيزًا صُلْباً. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: قَالَ لِعُمَرَ لَقَدْ جَرَّسَتْكَ الأُمور «3». وعَجَمَتْك البَلايَا أَي خَبَرَتْك، مِنَ العَجْم العَضّ، يُقَالُ: عَجَمْتُ الرجلَ إِذَا خَبَرْتَه، وعَجمْتُ العُودَ إِذَا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ. وناقةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ عَلَى الدَّعْك؛ وأَنشد بَيْتَ المَرَّار: جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ، ... ونُوقٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً، وحُولُ وَقَالَ غَيْرُهُ: ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ، وأَنكره شَمِرٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَيْ ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ عَلَى السَّير. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رجلٌ صُلْبُ المَعْجَم لِلَّذِي إِذَا أَصابَتْه الحوادثُ وَجَدَتْهُ جَلْداً، مِنْ قَوْلِكَ عُودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ لِلَّتِي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ قَويَّةً عَلَى قَطْع الفَلاة، قَالَ: وَلَا يُراد بِهَا السِّمَنُ كَمَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ؛ وَشَاهِدُهُ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسُ: جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة، ... تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ والعَجُومُ: الناقةُ القوِيَّةُ عَلَى السفَر. والثَّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَه إِذَا ضَرب بِهِ الشجرةَ يَبْلُوه. وعَجم السَّيْفَ: هزَّه للتَّجْرِبة. وَيُقَالُ: مَا عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كَذَا أَي مَا أَخَذَتْك. وَيَقُولُ الرجلُ لِلرَّجُلِ: طالَ عهدِي بِكَ وَمَا عَجَمَتْك عَيْنِي. ورأَيتُ فُلَانًا فجعلَتْ عَيْنِي تعْجُمه أَي كأَنها لَا تَعْرِفُه وَلَا تَمْضِي فِي مَعْرِفَتِهِ كأَنها لَا تُثْبِتُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري: كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ، يَوْماً، ... يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ عَلَى أَن البَصيرَ بِهَا، إِذَا مَا ... أَعادَ الطَّرْفَ، يَعْجُم أَو يَفيلُ

_ (2). تمام البيت: فِي حَالِكِ اللَّونِ صَدْقٍ، غير ذي أودِ (3). قوله [لقد جرستك الأَمور] الذي في النهاية: لقد جرستك الدهور وعجمتك الأُمور

أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ، قال أَبو داود السِّنْحيُّ: رَآنِي أَعرابي فَقَالَ لِي: تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنّي رَأَيْتُك، قَالَ: ونَظَرْتُ فِي الْكِتَابِ فعَجَمْتُ أَي لَمْ أَقِفْ عَلَى حُروفه، وأَنشد بَيْتَ أَبي حَيَّة: يَعْجُم أَوْ يَفيل. وَيُقَالُ: لَقَدْ عَجَموني ولَفَظُوني إِذَا عَرَفُوك؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ: فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، ... نَفَى الرِّقَّ عَنْهُ جَذْبُه فَهُوَ كالِحُ قَالَ: والمُعَجَّمُ الَّذِي أُكِلَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا القليلُ، والطُّنُبُ أَصلُ العَرْفَجِ إِذَا انْسَلخَ مِنْ وَرَقِه. والعَجْمُ: صِغارُ الإِبل وفَتاياها، والجمعُ عُجومٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ مِنْ عُجومِ الإِبل فَإِذَا أَثْنَتْ فَهِيَ مِنْ جِلَّتِها، يَسْتَوِي فِيهِ الذكرُ والأُنثى، والإِبلُ تُسَمَّى عَواجمَ وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وكنتُ كعَظْم العاجِمات. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ فِي شِقْشِقةٍ لَا ثُقْبَ لَهَا فَهِيَ فِي شِدْقه وَلَا يَخْرُج الصوتُ مِنْهَا، وَهُمْ يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ فِي الشَّوْلِ لأَنه لَا يَكُونُ إِلَّا مِئْناثاً، والإِبلُ العَجَمُ: الَّتِي تَعْجُم العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بِذَلِكَ مِنَ الحَمْض. والعَواجِمُ: الأَسنانُ. وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه؛ وَقَالَ: أَبَى عُودُك المَعْجومُ إِلَّا صَلابةً، ... وكَفَّاكَ إِلَّا نائِلًا حينَ تُسْأَلُ والعَجَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ، الواحدةُ عَجَمةٌ مِثْلُ قَصَبةٍ وقَصَب. يُقَالُ: ليس هذا الرُّمَّان عَجَم؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ عَجْمٌ، بِالتَّسْكِينِ، وَهُوَ العُجام أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَوَصَفَ أُتُناً: فِي أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: العَجَمةُ حَبَّةُ العِنب حَتَّى تنبُت، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ الأَول، وكلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفٍ مأْكولٍ كَالزَّبِيبِ وَمَا أَشبهه عَجَمٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَتْلَفاً: مُسْتوقدٌ فِي حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره، ... كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ والعَجَمةُ، بِالتَّحْرِيكِ: النخلةُ تنبُت مِنَ النَّواة. وعُجْمةُ الرملِ: كَثرته، وَقِيلَ: آخِره، وَقِيلَ: عُجْمتُه، وعِجْمتُه مَا تعقَّد مِنْهُ. ورملةٌ عَجْماءُ: لَا شجرَ فِيهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى صَعِدْنا إِحْدَى عُجْمَتَي بدرٍ ؛ العُجْمةُ، بِالضَّمِّ: الْمُتَرَاكِمُ مِنَ الرَّمْلِ المُشرف عَلَى مَا حَوْله. والعَجَمات: صُخورٌ تَنبت فِي الأَودية؛ قَالَ أَبو دُواد: عَذْبٌ كَمَاءِ المُزْنِ أَنْزَلَه ... مِنَ العَجَماتِ، بارِدْ يَصِفُ رِيقَ جَارِيَةٍ بِالْعُذُوبَةِ. والعَجَماتُ: الصُّخور الصِّلاب. وعَجْمُ الذَّنَب وعُجْمُه جَمِيعًا: عَجْبُه، وَهُوَ أَصله، وَهُوَ العُصْعُص، وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن ميمَهما بدلٌ مِنَ الْبَاءِ فِي عَجْبٍ وعُجْب. والأَعجَم مِنَ الْمَوْجِ: الَّذِي لَا يتنفَّسُ أَي لَا يَنضَح الماءَ وَلَا يُسمعَ لَهُ صَوْتٌ. وبابٌ مُعْجَم أَي مُقْفَل. أَبو عَمْرٍو: العَجَمْجَمةُ مِنَ النُّوقِ الشَّدِيدَةُ مِثْلُ العَثَمْثَمة؛ وأَنشد:

باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا، ... عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى الوَرِشاتُ: الخِفافُ، والخُشُفُ: الماضيةُ فِي سَيْرِهَا بِاللَّيْلِ. وَبَنُو أَعجَمَ وَبَنُو عَجْمانَ: بَطنان. عجرم: العُجْرُمةُ والعِجْرِمةُ: شَجَرَةٌ مِنَ العِضاه غَلِيظَةٌ عَظِيمَةٌ، لَهَا عُقَدٌ كعُقَد الكِعاب تُتَّخذ مِنْهَا القِسِيُّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العُجْرمةُ والنَّشَمةُ شيءٌ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ عُجْرُمٌ وعِجْرِمٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ ووصفَ الْمَطَايَا: نَواحِلًا مِثلَ قِسِيِّ العِجْرِمِ وَهِيَ العُجرومة، وعَجْرَمَتُها غِلظ عُقَدِها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المُعَجرَم الْقَضِيبُ الْكَثِيرُ العُقَد، وكلُّ مُعقَّد مُعَجرَم. والعِجْرِم: دُوَيْبَّةٌ صُلبة كأَنها مَقْطوطةٌ تَكُونُ فِي الشَّجَرِ وتأْكل الْحَشِيشَ. والعَجاريم مِنَ الدَّابَّةِ: مُجتَمع عُقَد مَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ وأَصل ذكَره. والعُجْرُم: أَصل الذكرَ، وإِنه لَمُعَجرَمٌ إِذَا كَانَ غَلِيظَ الأَصل. والعُجارِم: الذكرَ، وَقِيلَ: أَصله، وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ. وذكَرٌ مُعَجْرَمٌ: غَلِيظُ الأَصل؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يُنْبي بشَرْخَي رَحْلِه مُعَجْرَمُهْ، ... كأَنما يَسْفِيه حادٍ يَنْهَمُهْ ومُعَجرمَ الْبَعِيرِ: سَنامه. والعَجْرَمة: مَشْيٌ فِيهِ شِدَّة وتَقارُب؛ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّة يَوْمَ الْجَمَلِ: هَذَا عَلِيٌّ ذُو لَظىً وهَمْهَمهْ، ... يُعَجْرِمُ المَشيَ إِلَيْنَا عَجْرَمَهْ، كاللَّيث يحْمِي شِبلَه فِي الأَجَمَهْ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العَجْرَمة العدْوُ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد: أَو سِيد عادِيةٍ يُعَجْرِمُ عَجْرَمهْ وَرَجُلٌ عَجرَم وعُجرُم وعُجارِم: شَدِيدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والعُجارِم، بِالضَّمِّ، الرَّجُلُ الشَّدِيدُ، قَالَ: وَرُبَّمَا كُنيَ بِهِ عَنِ الذكَر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: تُنادي بجُنْحِ اللَّيْلِ: يَا آلَ دارِمِ، ... وَقَدْ سَلَخُوا جِلدَ اسْتِها بالعُجارِمِ والعِجْرِم، بِالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ. وَبَعِيرٌ عُجرُم: شَدِيدٌ، وَقِيلَ: كلُّ شَدِيدٍ عُجْرُم. وَنَاقَةٌ مُعَجرَمة: شَدِيدَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: مُعَجْرَماتٍ بُزَّلًا سَغابلا والعَجرَمة مِنَ الإِبل: مِائَةٌ أَو مِائَتَانِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْخَمْسِينَ إِلَى الْمِائَةِ. والعَجرَمة: الإِسراع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَجرَمة إسراعٌ فِي مُقاربة خَطوٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ، وَيُقَالُ الأَسعَر بْنُ حُمران: أَمّا إِذَا يَعدُو فثَعْلَبُ جَرْيةٍ، ... أَو ذِئبُ عادِيةٍ يُعَجْرِمُ عَجْرَمَهْ الأَزهري: عجوزٌ عِكرِشةٌ وعَجْرَمةٌ وعَضَمَّزةٌ وقَلَمَّزةٌ وَهِيَ اللَّئِيمَةُ الْقَصِيرَةُ. وعَجْرَمة: اسم رجل. عجهم: ابْنُ الأَعرابي: العُجْهومُ طائرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ كأَن مِنقارَه جَلَمُ الخَيَّاط. عدم: العَدَمُ والعُدْمُ والعُدُمُ: فِقدان الشيءِ وَذَهَابُهُ، وغلبَ عَلَى فَقْد الْمَالِ وقِلَّته، عَدِمَه يَعْدَمُه عُدْماً وعَدَماً، فَهُوَ عَدِمٌ، وأَعدَم إِذَا افتقرَ، وأَعدَمَه غيرُه. والعَدَمُ: الفقرُ، وَكَذَلِكَ العُدْم، إِذَا ضَمَمْتَ أَوَّله خَفَّفت فَقُلْتَ العُدْم، وَإِنْ فتحتَ أَوَّله ثَقَّلْت فقُلت العَدَم، وَكَذَلِكَ الجُحْد والجَحَد

والصُّلْب والصَّلَب والرُّشْد والرَّشَد والحُزْن والحَزَن. ورجلٌ عَديمٌ: لَا عقلَ لَهُ. وأَعدَمَني الشيءُ: لَمْ أَجِدْه؛ قَالَ لَبِيدٍ: ولقَدْ أَغْدُو، وَمَا يَعْدِمُني ... صاحِبٌ غيرُ طَويلِ المُحْتَبَل يَعْنِي فَرَسًا أَي مَا يَفْقِدُني فَرَسِي، يَقُولُ: لَيْسَ مَعِي أَحدٌ غيرُ نَفْسي وفرَسي، والمُحتَبلُ: مَوْضِعُ الْحَبْلِ فَوْقَ العُرْقوب، وطولُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عيْبٌ، وَمَا يُعْدِمُني أَي لَا أَعدَمُه. وَمَا يَعْدَمُني هَذَا الأَمرُ أَي مَا يَعْدُوني. وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افْتَقَرَ وَصَارَ ذَا عُدْمٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، فَهُوَ عَديمٌ ومُعدِمٌ لَا مالَ لَهُ، قَالَ: وَنَظِيرُهُ أَحضَر الرجلُ إِحْضَارًا وحُضْراً، وأَيسَرَ إِيسَارًا ويُسْراً، وأَعسَرَ إِعْسَارًا وعُسْراً، وأَنذَرَ إِنْذَارًا ونُذْراً، وأَقبَلَ إِقْبَالًا وقُبْلًا، وأَدْبرَ إدْباراً ودُبْراً، وأَفحَشَ إِفْحَاشًا وفُحْشاً، وأَهجَرَ إِهْجَارًا وهُجْراً، وأَنْكَرَ إِنْكَارًا ونُكْراً؛ قَالَ: وَقِيلَ بَلِ الفُعْلُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه الاسمُ والإِفعالُ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن فُعْلًا لَيْسَ مَصْدَرَ أَفعَل. والعَديمُ: الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مالَ لَهُ، وَجَمْعُهُ عُدَماء. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ وَلَا ظَلومٍ ؛ العَديمُ: الَّذِي لَا شَيْءَ عِنْدَهُ، فعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وأَعدَمَه: مَنَعه. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِحَبِيبِهِ: عَدِمْتُ فَقْدَك وَلَا عَدِمتُ فضلَك وَلَا أَعدَمني اللَّهُ فضلَك أَي لَا أَذهبَ عَنِّي فضلَك. وَيُقَالُ: عَدِمتُ فُلَانًا وأَعدَمنِيه اللهُ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ: وليسَ مانِعَ ذِي قُرْبى وَلَا رَحِمٍ، ... يَوْماً، وَلَا مُعْدِماً مِنْ خابِطٍ وَرَقا قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه لَا يَفْتَقِرُ مِنْ سائلٍ يَسْأَلُهُ مَالَهُ فَيَكُونُ كخابطٍ وَرَقاً؛ قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ وَلَا مَانِعًا مِنْ خابطٍ وَرَقاً أَعْدَمْتُه أَي مَنعتُه طَلِبتَه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لعَدِيمُ المعروفِ وَإِنَّهَا لعديمةُ الْمَعْرُوفِ؛ وأَنشد إِنِّي وَجدْتُ سُبَيْعَة ابْنَة خالدٍ، ... عِنْدَ الجَزورِ، عَدِيمةَ المَعْروفِ وَيُقَالُ: فلانٌ يَكسِبُ المَعْدومَ إِذَا كَانَ مَجْدوداً يكسِبُ مَا يُحْرَمُه غيرُه. وَيُقَالُ: هُوَ آكَلُكُم للمَأْدُومِ وأَكْسَبُكم لِلْمَعْدُومِ وأَعْطاكم لِلْمَحْرُومِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذِئْبًا: كَسُوب لَهُ المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ، ... مُحالِفُه الإِقْتارُ مَا يتمَوَّلُ أَي يَكسِبُ المعدومَ وحدَه وَلَا يتموَّلُ. وَفِي حَدِيثِ المَبْعث: قَالَتْ لَهُ خديجةُ كَلَّا إِنَّكَ تَكْسِبُ المعدومَ وتَحْمِلُ الكَلَ ؛ هُوَ مِنَ المَجْدُودِ الَّذِي يَكْسِبُ مَا يُحْرَمُه غيرُه، وَقِيلَ: أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشيءَ المعدومَ الَّذِي لَا يَجِدونَه مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: أَرادت بِالْمَعْدُومِ الفقيرَ الَّذِي صارَ مِنْ شدَّة حَاجَتِهِ كَالْمَعْدُومِ نفْسِه، فَيَكُونُ تَكْسِبُ عَلَى التأْويل الأَولِ متعدِّياً إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ هُوَ المعدومُ، كَقَوْلِكَ كَسَبْتُ مَالًا، وَعَلَى التأْويل الثَّانِي وَالثَّالِثِ يَكُونُ متعدِّياً إِلَى مَفْعُولَيْنِ؛ تَقُولُ: كَسَبْتُ زيداً مَالًا أَي أَعطيتُه، فَمَعْنَى الثَّانِي تُعْطي الناسَ الشيءَ المعدومَ عِنْدَهُمْ فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ الأَول، وَمَعْنَى الثَّالِثِ تُعْطِي الفقراءَ المالَ فَيَكُونُ المحذوفُ المفعولَ الثَّانِيَ. وعَدُمَ يَعْدُمُ عَدامةً إِذَا حَمُقَ، فَهُوَ عَدِيمٌ أَحْمقُ. وأَرض عَدْماءُ: بيضاءُ. وشاةٌ عَدْماءُ: بَيْضَاءُ الرأْسِ

وسائرُها مُخالِفٌ لِذَلِكَ. والعَدائمُ: نَوْعٌ مِنَ الرُّطَب يَكُونُ بِالْمَدِينَةِ يجيءُ آخرَ الرُّطَب. وعَدْمٌ: وادٍ بحَضْرَمَوْتَ كَانُوا يَزْرَعُونَ عَلَيْهِ فغاضَ مَاؤُهُ قُبَيْلَ الإِسلامِ فَهُوَ كَذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ. وعُدامةُ: ماءٌ لِبَنِي جُشَم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهِيَ طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ لِلْعَرَبِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَيْتُ أَنه لَا قامَهْ، ... وأَنه يَوْمُك مِنْ عُدامَهْ «4». عذم: عَذَمَ يَعْذِمُ عَذْماً: عَضَّ. وفرسٌ عَذِمٌ وعَذُومٌ: عَضُوضٌ. والعَذْمُ: العَضُّ والأَكْلُ بجَفاء. يُقَالُ: فرسٌ عَذومٌ لِلَّذِي يَعْذِمُ بأَسْنانِه أَي يَكْدِمُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَذْمُ بالشَّفةِ والعضُّ بالأَسنان. وعذَمَه بِلِسَانِهِ يَعْذِمُه عَذْماً: لامَه وعنَّفَه. والعَذْمُ: الأَخذُ باللِّسان واللَّوْمُ. والعُذُمُ: اللَّوَّامُون والمُعاتِبون؛ قَالَ أَبو خِراش: يعُودُ عَلَى ذِي الجَهْلِ بالحِلْمِ والنُّهَى، ... وَلَمْ يكُ فَحّاشاً عَلَى الجارِ ذَا عَذْمِ والعَذِيمةُ: المَلامةُ، والجمعُ العذائمُ؛ قَالَ: يَظَلُّ مَنْ جَارَاهُ فِي عَذَائِمِ، ... مِن عُنْفُوانِ جَرْيه العُفاهِمِ يُقَالُ: كانَ هَذَا فِي عُفاهِمِ شَبابهِ أَي فِي أَوَّله. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ يُرائي فَلَا يَمُرُّ بقومٍ إِلَّا عَذَمُوه أَي أَخذوُه بأَلسنتِهم، وأَصلُ العَذْمِ العضُّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كالنابِ الضَّرُوسِ تَعْذِم بفِيها وتَخْبِطُ بيدِها. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: فأَقْبلَ عليَّ أَبي فعَذَمَني وعضَّني بلِسانه. قَالَ الأَزهري: العُذَّامُ شجرٌ مِنَ الحَمْض يَنْتمي، وانْتِماؤه انْشِداخُ وَرقِه إِذَا مَسَسْتَه وَلَهُ ورقٌ نحوُ ورقِ القاقُلِّ. والعَذَمُ: نبتٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فِي عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذانَ والعَذَما وَحَكَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. والعَذائمُ: شجرٌ مِنَ الحمْض، الْوَاحِدَةُ عُذامةٌ. وعَذَّامٌ: اسْمُ رَجُلٍ. والعُذَامُ: مكانٌ. وموتٌ عَذَمْذَمٌ: لَا يُبْقي شَيْئًا. وعَذَمَه عَنْ نفْسِه: دَفَعه، وَكَذَلِكَ أَعْذَمه. والعَذْمُ: المَنْعُ؛ يُقَالُ: لأَعْذِمَنَّكَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: والمرأَة تَعْذِمُ الرجلَ إِذَا أَرْبَع لَهَا بالكلامِ أَي تَشْتِمه إِذَا سأَلها المكروهَ، وَهُوَ الإِرباعُ. والعُذُمُ: البراغيثُ، واحدها عَذومٌ «5». عرم: عُرامُ الجيشِ: حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ: وَإِنَّا كالحَصى عَدداً، وَإِنَّا ... بَنُو الحَرْبِ الَّتِي فِيهَا عُرامُ وَقَالَ آخَرُ: وليلةِ هَوْلٍ قَدْ سَرَيْتُ، وفِتْيَةٍ ... هَدَيْتُ، وجَمْعٍ ذِي عُرامٍ مُلادِسِ والعَرَمة: جمعُ عارمٍ. يُقَالُ: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ. وليلٌ عارمٌ: شديدُ البردِ نهايةٌ فِي البرْدِ

_ (4). زاد في التكملة: ويقولون قد عدّموه أي بتشديد الدال أي قالوا إنه مجنون. وقول العامة من المتكلمين: وجد فانعدم خطأ والصواب وجد فعدم أي مبنيين للمجهول (5). قوله [واحدها عذوم] ويقال في واحدها عذام كشداد كما في التكملة والقاموس

نَهارُه وليلُه، وَالْجَمْعُ عُرَّمٌ؛ قَالَ: وليلةٍ مِنَ اللَّيالي العُرَّمِ، ... بينَ الذِّراعينِ وَبَيْنَ المِرْزَمِ، تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ يَعْنِي مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا. وعَرَمَ الإِنسانُ يَعْرُمُ ويَعْرِمُ وعَرِمَ وعَرُمَ عَرامةً، بِالْفَتْحِ وعُراماً: اشتدَّ؛ قَالَ وعْلةُ الجَرْميُّ، وَقِيلَ هُوَ لِابْنِ الدِّنَّبة الثَّقَفي: أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَامَتي، ... وأَنَّ قَناتي لَا تَلِينُ عَلَى الكَسْرِ؟ وَهُوَ عارمٌ وعَرِمٌ: اشتَدَّ؛ وأَنشد: إِنِّي امْرُؤٌ يَذُبُّ عَنْ مَحارمي، ... بَسْطةُ كَفّ ولِسانٍ عارِمِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَلَى حِينِ فتْرَةٍ مِنَ الرُّسُل واعْتِرامٍ مِنَ الفِتَنِ أَي اشتدادٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا قَالَ لَهُ عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ مِنْهَا أَي خاصَمْتُ وفاتَنْتُ، وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ العُرامِ، بِالضَّمِّ، أَي شَرِسٌ؛ قَالَ شَبِيب بنُ البَرْصاء: كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ، ... دَبَّتْ عَلَيْهَا عارماتُ الأَنْبارْ أَي خَبيثاتُها، وَيُرْوَى: ذَرِبات. وَفِي حَدِيثِ عَاقِرِ النَّاقَةِ: فانبَعثَ لَهَا رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ. والعُرَامُ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ والشَّراسةُ. وعَرَمنا الصبيُّ وعَرَمَ عَلَيْنَا وعَرُمَ يَعْرِمُ ويَعْرُمُ عَرامةً وعُراماً: أَشِرَ. وَقِيلَ: مَرِحَ وبَطِرَ، وَقِيلَ: فسَدَ. ابْنُ الأَعرابي: العَرِمُ الجاهلُ، وَقَدْ عَرَمَ يَعْرُمُ وعَرُمَ وعَرِمَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: العُرامِيُّ مِنَ العُرامِ وَهُوَ الجَهْلُ. والعُرامُ: الأَذى؛ قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاليُّ: حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ، ... عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ والعَرَمُ: اللَّحْم؛ قَالَهُ الفراء: إنَّ جزُورَكم لَطَيِّبُ العَرَمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم. وعُرامُ الْعَظْمِ، بِالضَّمِّ: عُراقُهُ. وعَرَمَهُ يَعْرِمُه ويَعْرُمه عَرْماً: تَعَرَّقه، وتَعَرَّمَه: تَعَرَّقَه ونَزَع مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ، والعُرامُ والعُراقُ وَاحِدٌ، وَيُقَالُ: أَعْرَمُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عُرامٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: العُرامُ، بِالضَّمِّ، العُراقُ مِنَ العَظْمِ وَالشَّجَرِ. وعَرَمَتِ الإِبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ مِنْهُ. وعَرِمَ العَظْمُ عَرَماً: قَتِرَ. وعُرَامُ الشَّجَرَةِ: قِشْرُها؛ قَالَ: وتَقَنَّعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ، ... وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ وَخَصَّ الأَزهري بِهِ العَوْسَجَ فَقَالَ: يُقَالُ لقُشور العَوْسَج العُرامُ، وأَنشد الرجزَ. وعَرَمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْماً: رَضَعها، واعْتَرم ثَدْيَها: مَصَّه. واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ مَنْ يَعْرُمُها؛ قَالَ: ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلامِ، ... إِن لَمْ تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ تُرْضِعُه دَرَّتْ هِيَ فَحَلَبَتْ ثَدْيَها، وَرُبَّمَا رَضَعَتْهُ ثُمَّ مَجَّتْه مِنْ فِيهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنَّمَا يُقَالُ هَذَا لِلْمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ مِنْ شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام «1». الأُمَّ المُرْضِعَ إِنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هِيَ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَاهُ

_ (1). قوله [أراد بذات الغلام إلخ] هذه عبارة الأَزهري لإِنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم الغلام

لَا تَكُنْ كَمَنْ يَهْجُو نَفْسَه إِذَا لَمْ يَجِدْ مَنْ يَهْجُوه. والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: تَنْقِيطٌ بِهِمَا مِنْ غَيْرِ أَن يَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، الذكرُ أَعْرَمُ والأُنثى عَرْماءُ، وَقَدْ غَلَبَتِ العَرْماءُ عَلَى الْحَيَّةِ الرَّقْشاءِ؛ قَالَ مَعْقِلٌ الهُذَليُّ: أَبا مَعْقِلٍ، لَا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي ... رُؤُوسَ الأَفاعي فِي مَراصِدِها العُرْمِ الأَصمعي: الحَيَّةُ العَرْماءُ الَّتِي فِيهَا نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ، وَيُرْوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَعْرَمَ ، وَهُوَ الأَبيض الَّذِي فِيهِ نُقَطٌ سُود. قَالَ ثَعْلَبٌ: العَرِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ ذُو لَوْنَيْنِ، قَالَ: والنَّمِرُ ذُو عَرَمٍ. وبَيْضُ القَطا عُرْمٌ؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ: مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ ... باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً، غَيْرَ أَزْواجِ عَنَى بَيْضَ القَطا لأَنها كَذَلِكَ. والعَرَمُ والعُرْمةُ: بَياضٌ بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى، والصفةُ كَالصِّفَةِ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ فِي أُذُنها نُقَطٌ سُود، والاسمُ العَرَمُ. وقطيعٌ أَعْرَمُ بَيِّنُ العَرَمِ إِذَا كَانَ ضَأْناً ومِعْزًى؛ وَقَالَ يَصِفُ امرأَة رَاعِيَةً: حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ والأَعْرَمُ: الأَبْرَشُ، والأُنثى عَرْماءُ. ودَهْرٌ أَعْرَمُ: مُتَلَوِّنٌ. وَيُقَالُ للأَبْرَصِ: الأَعْرَمُ والأَبْقَعُ. والعَرَمَةُ: الأَنْبارُ مِنِ الحِنْطة وَالشَّعِيرِ. والعَرَمُ والعَرَمَةُ: الكُدْسُ المَدُوسُ الَّذِي لَمْ يُذَرَّ يُجْعَلُ كَهَيْئَةِ الأَزَجِ ثُمَّ يُذَرَّى، وحَصَرَه ابنُ برِّي فَقَالَ الكُدْسُ مِنِ الْحِنْطَةِ فِي الجَرِينِ والبَيْدَرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَهَبَ بعضُهم إِلَى أَنه لَا يُقَالُ إِلا عَرْمَةٌ، وَالصَّحِيحُ عَرَمة، بِدَلِيلِ جَمْعِهِمْ لَهُ عَلَى عَرَمٍ، فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فَشَاذٌّ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ، ... دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: العَرِمُ المُسَنَّاة لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَيُقَالُ: وَاحِدُهَا عَرِمَةٌ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للجَعْدِيِّ: مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ، إذْ ... شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ العَرِما قَالَ: وَهِيَ العَرم، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، وَكَذَلِكَ واحدها وهو العَرِمَةُ [العَرَمَةُ]، قَالَ: والعَرِمَةُ مِنْ أَرض الرَّبابِ. والعَرِمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ بِهِ الْوَادِي، وَالْجَمْعُ عَرِمٌ، وَقِيلَ: العَرِمُ جمعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنى فِي أَوْساط الأَوْدِيَةِ. والعَرِمُ أَيضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والعَرِمُ. والعَرِمُ: السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطاق؛ وَمِنْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ؛ قِيلَ: أَضافه إِلَى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وَقِيلَ: إِلَى الفأرِ الَّذِي بَثَق السِّكْرَ عَلَيْهِمْ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الخُلْد، وَلَهُ حَدِيثٌ، وَقِيلَ: العَرِمُ اسْمُ وادٍ، وَقِيلَ: العَرِمُ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ، وَكَانَ قومُ سَبأَ فِي نِعْمةٍ ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كَثِيرَةٍ، وَكَانَتِ المرأَة مِنْهُمْ تَخْرُجُ وَعَلَى رَأْسِهَا الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بِيَدَيْهَا وَتَسِيرُ بَيْنَ ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط فِي زَبيلِها مَا تَحْتَاجُ

إِليه مِنْ ثِمَارِ الشَّجَرِ، فَلَمْ يَشْكُروا نِعْمَة اللَّهِ فبَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ جُرَذاً، وَكَانَ لَهُمْ سِكْرٌ فِيهِ أَبوابٌ يَفْتَحون مَا يَحْتاجُونَ إِليه مِنْ الْمَاءِ فثَقَبه ذَلِكَ الجُرَذُ حَتَّى بَثَقَ عَلَيْهِمُ السِكر فغَرَّقَ جِنانَهم. والعُرامُ: وسَخُ القِدْرِ. والعَرَمُ: وَسَخُ القِدْرِ. وَرَجُلٌ أَعْرَمُ أَقْلَفُ: لَمْ يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ هُنَالِكَ. أَبو عَمْرٍو: العَرَامِينُ القُلْفانُ مِنَ الرِّجَالِ. والعَرْمَةُ: بَيْضَة السِّلاح. والعُرْمانُ: المَزارِعُ، وَاحِدُهَا عَرِيمٌ وأَعْرَمُ، والأَولُ أَسْوَغُ فِي الْقِيَاسِ لأَن فُعْلاناً لَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ أَفْعَلُ إِلا صِفةً. وجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ: كَثِيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والعَرَمْرَمُ: الشديدُ؛ قَالَ: أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها ... بِهَا نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَما وعُرامُ الجَيْشِ: كَثْرَتُه. وَرَجُلٌ عَرَمْرَمٌ: شديدُ العُجْمةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ. الأَزهري: العُرْمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم أَعْرَمُ، وَفِي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ مُلْكٍ وعُرْمانٍ؛ العُرْمانُ: المَزارِعُ، وَقِيلَ: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، وَقِيلَ عَرِيمٌ؛ قَالَ الأَزهري: ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ لَيْسَتْ بأَصلية. يُقَالُ: رَجُلٌ أَعْرَمُ وَرِجَالٌ عُرْمانٌ ثُمَّ عَرامينُ جمعُ الْجَمْعِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِجَمْعِ القِعْدانِ مِنَ الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ، والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ. والعَرِمُ والمِعْذار: مَا يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابْنُ الأَعرابي: العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وعارِض العِرْض وأَعْناق العَرَمْ قَالَ الأَزهري: العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، وعارِضُ الْيَمَامَةِ يُقَابِلُهَا، قَالَ: وَقَدْ نزلتُ بِهَا. وعارِمةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَزهري: عارِمةُ أَرضٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا، ... عَنِ الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سَارَا؟ والعُرَيْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لِبَنِي فَزارةَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لبِشْر بْنِ أَبي خَازِمٍ: إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ... مَا كَانَ مِنْ سَحَمٍ بِهَا وصَفارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلنَّابِغَةِ الذُّبْياني وَلَيْسَ لبِشْرٍ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وَيُرْوَى: إِنَّ الدُّمَيْنَةَ، وَهِيَ ماءٌ لِبَنِي فَزارة. والعَرَمةُ، بِالتَّحْرِيكِ: مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا، ... وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا، والعَرَماتِ دُسْتُها دِياسا ابْنُ الأَعرابي: عَرْمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذَلِكَ، وغَرْمى وحَرْمى، ثَلَاثُ لُغَاتٍ بِمَعْنَى أَمَا واللهِ؛ وأَنشد: عَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ لَهم، ... كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي وَقَالَ بَعْضُ النَّمِريِّين: يُجْعَلُ فِي كُلِّ سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ دَمالٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا العَرَمةُ؟ فَقَالَ: جُثْوَةٌ مِنْهُ تَكُونُ مِزْبَلَين حِمْلَ بَقَرَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وعارِمٌ سِجْنٌ؛ قَالَ كثيِّر:

تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ، ... بَلِ العائذُ المَظْلومُ فِي سِجْنِ عارِمِ وأَبو عُرامٍ: كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار، وَقَدْ سَمَّوْا عارِماً وعَرَّاماً. وعَرْمان: أَبو قبيلة. عرتم: العَرْتَمةُ: مُقَدَّمُ الأَنْفِ. قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ كانَ ذَلِكَ عَلَى رَغْم عَرْتَمتِه أَي عَلَى رَغْم أَنْفِه، وَهِيَ العَرْتَبةُ، بِالْبَاءِ، والميمُ أَكثرُ، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِالثَّاءِ، وَلَيْسَ بِالْعَالِي، وَقِيلَ: العَرْتمةُ طرَفُ الأَنف. اللَّيْثُ العَرْتَمةُ مَا بَيْنَ وَتَرةِ الأَنف والشَّفةِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلدَّائِرَةِ الَّتِي عِنْدَ الأَنف وَسَطَ الشفةِ العُلْيا العَرْتَمةُ، والعَرْتَبَةُ لُغَةٌ فِيهَا؛ الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعبة والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمَةُ. عرجم: فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَضَى فِي الظُّفُرِ إِذا اعْرَنْجَمَ بِقَلُوصٍ ؛ جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ إِذا فَسَد؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَا نَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ وَلَمْ يَثْبُتْ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ سَمَاعًا، وَالَّذِي يُؤدي إِليه الاجتهادُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ جَسا وغَلُظَ، وَذَكَرَ لَهُ أَوجُهاً واشتقاقاتٍ بَعِيدَةً، وَقِيلَ: إِنه احْرَنْجَمَ، بِالْحَاءِ، أَي تقَبَّضَ، فحرَّفَه الرُّواة. الأَزهري: العُرْجومُ والعُلْجومُ الناقةُ الشديدة. عردم: العِرْدامُ والعَرْدَمُ: العِذْقُ الَّذِي فِيهِ الشماريخُ، وأَصلُه فِي النَّخْلَةِ. والعُرْدُمانُ: الغليظُ الشديدُ الرَّقَبَةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ويَعْتَلي الرأْسَ القُمُدَّ عَرْدَمُهْ «1» . عَرْدَمُه: عُنُقُه الشَّدِيدُ. والعَرْدَمُ: الضخْمُ التارُّ الغليظُ القليلُ اللحمِ، والعَرْدُ مثلُه. والعَرْدَمُ: الغُرْمُولُ الطويلُ الثخينُ المُتْمَهِلُّ. والعَرْدمةُ: الشدّةُ والصلابةُ؛ يُقَالُ: إِنه لَعَرْدَمُ القَصَرةِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: نَحْمي حُمَيَّاها بعَرْدٍ عَرْدَمِ قَالَ: إِذا قُلْتَ للعَرْدِ عَرْدَم فَهُوَ أَشدُّ مِنَ العَرْد، كَمَا يُقَالُ للبَلِيد بَلْدَم فَهُوَ أَبلدُ وأَشَدُّ. عرزم: العَرْزَمُ والعِرْزامُ: القوِيُّ الشديدُ المجتمعُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ. واعْرَنْزَمَ واقْرَنْبَعَ واحْرَنْجَمَ: تَجَمَّعَ وتقَبَّض؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: رُكِّبَ منه الرأْسُ فِي مُعْرَنْزِمِ وأَنفٌ مُعْرَنْزِمٌ: غَلِيظٌ مُجْتَمِعٌ؛ وَكَذَلِكَ اللِّهْزِمةُ. وحَيَّةٌ عِرْزِمٌ: قديمةٌ؛ وأَنشد الأَزهري: وذاتَ قَرْنَيْنِ زَحُوفاً عِرْزِما الأَزهري: إِذا غَلُظت الأَرنبة قِيلَ: اعْرَنْزَمَتْ. واعْرنْزمَ الرجلُ: عَظُمَت أَرْنَبتُه أَو لِهْزِمتُه. والاعْرِنْزامُ: الاجتماعُ: قَالَ نَهارُ بْنُ تَوْسِعةَ: ومِنْ مُتَرِبٍ دَعْدَعْتُ بالسَّيفِ مالَه ... فَذَلَّ، وقِدْماً كانَ مُعْرَنْزِمَ الكَرْدِ واعْرَنْزَمَ الشيءُ: اشتدَّ وصَلُبَ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: لَا تَجْعَلُوا فِي قَبْري لَبِناً عَرْزَمِيّاً ؛ عَرْزمُ: جَبّانةٌ بِالْكُوفَةِ نُسِبَ اللبِنُ إِليها، وإِنما كَرِهَه لأَنها موضعُ أَحْداثِ الناسِ وَيَخْتَلِطُ لَبِنُه بالنَّجاسات. عرصم: العِرْصَمُّ والعِرْصامُ: القويُّ الشديدُ البَضْعةِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّئِيلُ الجِسْم، ضِدٌّ، وَقِيلَ: هو

_ (1). قوله [ويعتلي إلخ] صدره كما في التكملة: وعندنا ضرب يمر معصمه

اللئيمُ. والعَرْصَمُ: النشِيطُ. والعَرْصَمُ: الأَكولُ. والعُرْصومُ: البخيل. عركم: عُرْكُم: اسم عرهم: العُراهِمُ: الغليظُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ: فَقَرَّبُوا كلَّ وَأًى عُراهِمِ ... مِنَ الجِمالِ الجِلَّةِ العَياهِمِ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي وَجْزَةَ: وفارَقَتْ ذَا لِبَدٍ عُراهِما وجَمْعُه عَراهِمُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: الهِيم العَراهيم. والعُرْهومُ: الشيخُ الْعَظِيمُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: ويَرْجِعُونَ المُرْدَ والعَراهِما الْفَرَّاءُ: جَملٌ عُراهِمٌ مِثْلُ جُراهِمٍ. وَنَاقَةٌ عُراهِمةٌ أَي ضَخْمة. الْجَوْهَرِيُّ: العُراهِمُ والعُراهِمةُ نعتٌ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، وأَنشد الرَّجَزَ الَّذِي أَوردناه أَوّلًا. الأَزهري: العُراهِمُ التارُّ الناعِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد: وقَصَباً عُفاهِماً عُرْهوما والعُرْهومُ: الشديدُ وَكَذَلِكَ العُلْكوم. الْفَرَّاءُ: بعيرٌ عُراهِنٌ وعُراهِمٌ وجُرَاهِمٌ عظيمٌ، وناقةٌ عُرْهومٌ: حسَنةُ اللونِ والجسمِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَتْلَعَ فِي بَهْجَتِه عُرْهوما ابْنُ سِيدَهْ: العُرْهومُ مِنَ الإِبل الحسنةُ فِي لَوْنِها وجِسْمِها. والعُرْهومُ مِنَ الْخَيْلِ: الحسنةُ العظيمةُ، وَقِيلَ: العُراهِمةُ والعُراهِمُ نعتٌ لِلْمُذَكَّرِ دُونَ المؤنث. عزم: العَزْمُ: الجِدُّ. عَزَمَ عَلَى الأَمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً ومَعْزِماً وعُزْماً وعَزِيماً وعَزِيمةً وعَزْمَةً واعْتَزَمَه واعْتَزمَ عَلَيْهِ: أَراد فِعْلَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَزْمُ مَا عَقَد عَلَيْهِ قَلْبُك مِنْ أَمْرٍ أَنَّكَ فاعِلُه؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: يَرْمي بِهَا فَيُصِيبُ النَّبْلُ حاجَته ... طَوْراً، ويُخْطِئُ أَحْياناً فيَعْتَزِمُ قَالَ: يَعودُ فِي الرَّمْي فَيَعْتَزِمُ عَلَى الصَّوَابِ فيَحْتَشِدُ فِيهِ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ يَعْتزِمُ عَلَى الخطإِ فَيَلِجُ فِيهِ إِنْ كَانَ هَجاهُ. وتَعَزَّم: كعَزَم؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: فأَعْرَضنَ، لَمَّا شِبْتُ، عَني تَعَزُّماً، ... وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ فِي اللَّيالي الذُّواهِبِ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ عَزَمْتُ عَلَى الأَمر وعَزَمْتُه؛ قَالَ الأَسْود بْنُ عُمارة النَّوْفَليُّ. خَلِيلَيَّ منْ سُعْدَى، أَلِمَّا فسَلِّمَا ... عَلَى مَرْيَمٍ، لَا يُبْعِدُ اللهُ مَرْيَمَا وقُولا لَهَا: هَذَا الفراقُ عَزَمْتِه ... فهلْ مَوْعِدٌ قَبْل الفِراقِ فيُعْلَما؟ وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لأَبي بَكْرٍ مَتى تُوتِرُ؟ فَقَالَ: أَوَّلَ الليلِ، وَقَالَ لِعُمَر: مَتَى تُوتِرُ؟ قَالَ: مِن آخرِ الليلِ، فَقَالَ لأَبي بَكرٍ: أَخَذْتَ بالحَزْم، وَقَالَ لِعُمَر: أَخَذْتَ بالعَزْمِ ؛ أَراد أَن أَبا بكرٍ حَذِرَ فَوات الوِتْرِ بالنَّوْم فاحْتاطَ وقدَّمَه، وأَن عُمَر وَثِقَ بالقوّةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ فأَخَّرَه، وَلَا خَيرَ فِي عَزْمٍ بِغَيْرِ حَزْمٍ، فإِن القُوَّة إِذا لَمْ يَكُنْ مَعَهَا حَذَرٌ أَوْرَطَتْ صاحبَها. وعَزَمَ الأَمرُ: عُزِمَ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ ؛ وَقَدْ يَكُونُ أَراد عَزَمَ أَرْبابُ الأَمْرِ؛ قَالَ الأَزهري:

هُوَ فَاعِلٌ مَعْنَاهُ الْمَفْعُولُ، وَإِنَّمَا يُعْزَمُ الأَمرُ وَلَا يَعْزِم، والعَزْمُ للإِنسان لَا لِلأَمرِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ هَلكَ الرجلُ، وَإِنَّمَا أُهْلِك. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ : فَإِذَا جَدَّ الأَمرُ ولَزِمَ فَرْضُ الْقِتَالِ، قَالَ: هَذَا مَعْنَاهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ عَزَمْتُ الأَمرَ وعَزَمْتُ عَلَيْهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . وَتَقُولُ: مَا لِفلان عَزِيمةٌ أَيْ لَا يَثْبُت عَلَى أمرٍ يَعْزِم عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خَيرُ الأُمُورِ عَوازِمُها أَيْ فَرائِضُها الَّتِي عَزَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِفِعْلِها، وَالْمَعْنَى ذواتُ عَزْمِها الَّتِي فيه عَزْمٌ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ خيرُ الأُمورِ مَا وَكَّدْتَ رَأْيَك وعَزْمَك ونِيَّتَك عَلَيْهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ فِيهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤتَى رُخَصُه كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤتَى عَزائِمُه ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: عَزائِمُه فَرائِضُه الَّتِي أَوْجَبَها اللَّهُ وأَمَرنا بِهَا. والعَزْمِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: المُوفي بِالْعَهْدِ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ اللهِ أَيْ حَقٌّ مِنْ حُقوقِ اللَّهِ وواجبٌ مِنْ وَاجِبَاتِهِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كُونُوا قِرَدَةً*؛ هَذَا أَمرٌ عَزْمٌ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ؛ هَذَا فرْضٌ وحُكْمٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ سَلَمة: فَعزَمَ اللهُ لِي أَيْ خَلَقَ لِي قُوَّة وصبْراً. وعَزَم عَلَيْهِ ليَفْعَلنَّ: أَقسَمَ. وعَزَمْتُ عليكَ أَيْ أَمَرْتُك أَمْرًا جِدّاً، وَهِيَ العَزْمَةُ. وَفِي حَدِيثِ عُمر: اشْتدَّتِ العزائمُ ؛ يُرِيدُ عَزَماتِ الأُمراء عَلَى النَّاسِ فِي الغَزْو إِلَى الأَقطار الْبَعِيدَةِ وأَخْذَهُم بِهَا. والعزائمُ: الرُّقَى. وعَزَمَ الرَّاقي: كأَنه أَقْسَمَ عَلَى الدَّاء. وعَزَمَ الحَوَّاءُ إِذَا اسْتَخْرَجَ الْحَيَّةَ كأَنه يُقْسِم عَلَيْهَا. وعزائمُ السُّجودِ: مَا عُزِمَ عَلَى قَارِئِ آيَاتِ السُّجُودِ أَنَّ يَسْجُدَ لِلَّهِ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ سُجُودِ الْقُرْآنِ: ليستْ سَجْدَةُ صادٍ مِنْ عزائِمِ السُّجودِ. وعزائمُ القُرآنِ: الآياتُ الَّتِي تُقْرأُ عَلَى ذَوِي الآفاتِ لِمَا يُرْجى مِنَ البُرْءِ بِهَا. والعَزِيمةُ مِنَ الرُّقَى: الَّتِي يُعزَمُ بِهَا عَلَى الجِنّ والأَرواحِ. وأُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ: الذينَ عَزَمُوا عَلَى أَمرِ اللَّهِ فِيمَا عَهِدَ إِلَيْهِمْ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنَّ أُولي العَزْمِ نُوحٌ «2» وإبراهيمُ وَمُوسَى، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، ومحمّدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أُولي العَزْم أَيضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ ، وَفِي الْحَدِيثِ: ليَعْزِم المَسأَلة أَيْ يَجِدَّ فِيهَا ويَقْطَعها. والعَزْمُ: الصَّبْرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ آدمَ: فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ؛ قِيلَ: العَزْمُ والعَزِيمةُ هُنَا الصَّبرُ أَيْ لَمْ نَجِدْ لَهُ صَبْراً، وَقِيلَ: لَمْ نَجِدْ لَهُ صَرِيمةً وَلَا حَزْماً فِيمَا فَعَلَ، والصَّرِيمةُ والعَزِيمةُ واحدةٌ، وَهِيَ الْحَاجَةُ الَّتِي قَدْ عَزَمْتَ عَلَى فِعْلِها. يُقَالُ: طَوَى فلانٌ فُؤادَه عَلَى عَزِيمةِ أمرٍ إِذَا أَسرَّها فِي فُؤادِه، والعربُ تقولُ: مَا لَه مَعْزِمٌ وَلَا مَعْزَمٌ وَلَا عَزِيمةٌ وَلَا عَزْمٌ وَلَا عُزْمانٌ، وَقِيلَ فِي قوله لم نَجِدْ لَهُ عَزْماً أَيْ رَأْياً مَعْزوماً عَلَيْهِ، والعَزِيمُ والعزيمةُ واحدٌ. يُقَالُ: إنَّ رأْيَه لَذُو عَزِيمٍ. والعَزْمُ: الصَّبْرُ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ، يَقُولُونَ: مَا لِي عَنْكَ عَزْمٌ أَيْ صَبْرٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: فَلَمَّا أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لِذَلِكَ أَيِ احْتَمَلْناه وصبَرْنا عَلَيْهِ، وَهُوَ افْتَعَلْنا مِنَ العَزْم. والعَزِيمُ: العَدْوُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبّيُّ: لَوْلَا أُكَفْكِفُه لكادَ، إِذَا جَرى ... مِنْهُ العَزِيمُ، يَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ

_ (2). قوله [نوح إلخ] قد أَسقط المؤلف من عددهم على هذا القول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام كما في شرح القاموس

والاعْتِزامُ: لزُومُ القَصدِ فِي الحُضْر والمَشْي وَغَيْرِهِمَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ فِي انْتِهاضِ والفَرسُ إِذَا وُصِفَ بالاعْتِزامِ فَمَعْنَاهُ تَجْلِيحُه فِي حُضْرِه غَيْرُ مُجِيبٍ لراكبِه إِذَا كَبَحَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: مُعْتَزِم التَّجْلِيحِ مَلَّاخ المَلَق واعْتَزَمَ الفَرَسُ فِي الجَرْيِ: مَرَّ فِيهِ جامِحاً. واعْتَزَمَ الرجلُ الطريقَ يَعْتَزِمُه: مَضَى فِيهِ وَلَمْ يَنْثَنِ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: مُعْتَزِماً للطُّرُقِ النَّواشِطِ ... والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ وأُمُّ العِزْم وأُمُّ عِزْمَةَ وعِزْمةُ: الاسْتُ. وَقَالَ الأَشْعَث لعَمْرو بن مَعْديكربَ: أمَا واللهِ لئِن دَنَوْتَ لأُضْرِطَنَّكَ قَالَ: كلَّا، وَاللَّهِ إِنَّهَا لَعَزُومٌ مُفَزَّعَةٌ؛ أَرَادَ بالعَزُومِ اسْته أَيْ صَبُورٌ مُجِدّةٌ صحيحةُ العَقْدِ، يُرِيدُ أَنها ذاتُ عَزْمٍ وصرامةٍ وحَزْمٍ وقُوَّةٍ، ولَيْسَتْ بِواهِيةٍ فتَضْرطَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ نَفْسَه، وَقَوْلُهُ مُفَزَّعَةٌ بِهَا تَنْزِل الأَفزاعُ فتجْلِيها. وَيُقَالُ: كَذَبَتْه أُمُّ عِزْمَة. والعَزُومُ والعَوْزَمُ والعَوْزَمَةُ: الناقةُ المُسِنَّةُ وَفِيهَا بَقِيَّةُ شَبابٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي للمَرَّارِ الأَسَدِيِّ: فأَمَّا كلُّ عَوْزَمةٍ وبَكرٍ، ... فمِمَّا يَسْتَعِينُ بِهِ السَّبِيلُ وَقِيلَ: نَاقَةٌ عَوْزَمٌ أَكِلَتْ أَسْنانُها مِنَ الكِبَر، وَقِيلَ: هِيَ الهَرِمَةُ الدِّلْقِمُ. وَفِي حَدِيثِ أَنجَشةَ: قَالَ لَهُ رُوَيْدَكَ سَوْقاً بالعَوازِمِ ؛ العَوازِمُ: جمعُ عَوْزَمٍ وَهِيَ الناقةُ المُسِنَّة وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، كَنَى بِهَا عَنِ النِّساء كَمَا كَنَى عَنْهُنَّ بِالْقَوَارِيرِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرادَ النُّوق نفسَها لضَعفها. والعَوْزَم: الْعَجُوزُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: لقدْ غَدَوْتُ خَلَقَ الأَثوابِ، ... أَحمِلُ عِدْلَينِ مِنَ التُّرابِ لعَوْزَمٍ وصِبْيةٍ سِغابِ، ... فآكِلٌ ولاحِسٌ وآبِي والعُزُمُ: الْعَجَائِزُ، وَاحِدَتُهُنَّ عَزُومٌ. والعَزْمِيُّ: بَيّاع الثَّجير. والعُزُمُ: ثَجِير الزَّبيب، وَاحِدُهَا عَزْمٌ. وعُزْمةُ الرَّجُلِ: أُسرَتُه وَقَبِيلَتُهُ، وَجَمَاعَتُهَا العُزَمُ. والعَزَمة: المصحِّحون للموَدَّة. عزهم: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ تَحْتَاجُ إِلَى نَظَرٍ هَلْ هِيَ بِالزَّايِ أَوْ بِالرَّاءِ، فَإِنَّنِي لَمْ أَرَ فِيهَا إِلَّا بَعْضَ مَا رأَيته فِي عرهم، والله أعلم. عسم: العَسَمُ: يُبْسٌ فِي المِرْفق والرُّسغ تَعوَجُّ مِنْهُ اليدُ والقدَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الْعَبْدِ الأَعْسَمِ إِذَا أُعتِقَ ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِهِ عَسَمٌ يَبْتغِي أَرْنَبا «1» . عَسِمَ عَسَماً وَهُوَ أَعسمُ، والأُنثى عَسماء، والعسَم: انْتِشَارُ رُسغ الْيَدِ مِنِ الإِنسان، وَقِيلَ: العَسَمُ يُبسُ الرُّسغِ. والعَسْمُ: الخُبز اليابسُ، وَالْجَمْعُ عُسُومٌ؛ قَالَ أُميّة بْنُ أَبِي الصَّلْتِ فِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: وَلَا يَتنازَعُونَ عِنانَ شِرْكٍ، ... وَلَا أَقواتُ أهلِهِمُ العُسُومُ وَقِيلَ: العُسومُ كِسَر الخُبز الْيَابِسِ القاحِل، وقيل:

_ (1). صدر البيت: مُرسَّعةٌ بين أرساغِه

العُسومُ القِلَّة. وَمَا ذاقَ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا عَسْمةً أَيْ أَكلةً. وعَسَمَ يَعْسِمُ عَسْماً وعُسوماً: كَسَب. والعَسْمُ: الاكتِساب. والاعتِسام: الاكتِساب. والعَسْمِيُّ: الكَسوبُ عَلَى عِيَالِهِ. والعَسَمِيُّ: المُصِلح «1» لأُموره، وَهُوَ المُعوَجُّ أَيضاً. والعَسْمِيُّ: المُخاتِل. وأَعسَم غَيْرَهُ: أَعْطَاهُ. والعَسْمُ: الطمَع. وعَسَمَ يَعْسِمُ عَسْماً: طَمِعَ. وَيُقَالُ: هَذَا الأَمر لَا يُعْسَمُ فِيهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: استَسْلَموا كَرْهاً وَلَمْ يُسالِموا، ... وهالَهُمْ مِنكَ إيادٌ داهِمُ، كالبَحْرِ لَا يَعسِمُ فِيهِ عاسِمُ أَيْ لَا يَطمع فِيهِ طامِع أَنْ يُغالِبه ويَقْهَره؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: بئرٌ عَضُوضٌ لَيْسَ فِيهَا مَعْسَمُ أَيْ لَيْسَ فِيهَا مَطمعٌ. وَمَا لَكَ فِي فُلَانٍ مَعْسَمٌ أَيْ مَطمعٌ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيِّ: أَمْ فِي الخُلودِ وَلَا باللهِ مِن عَسَمِ أَيْ مِنْ مَطمع، وَيُرْوَى: عَشَمِ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وَقِيلَ: العَسْمُ الْمَصْدَرُ، والعِسْم الِاسْمُ. وَمَا فِي قِدْحِكَ مَعسَمٌ أَيْ مَغْمَزٌ. وَيُقَالُ: مَا عَسَمْتُ بِمِثْلِهِ أَيْ مَا بَلِلْتُ بِمِثْلِهِ. وعسَمَ الرَّجُلُ يَعسِمُ عَسْماً: رَكِبَ رَأْسَه فِي الحرْب وَاقْتَحَمَ ورَمى نَفْسَهُ وَسْطها غَيْرَ مُكترثٍ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: رَمَى نَفْسَهُ وسْط الْقَوْمِ، فِي حَرْبٍ كَانَ أَوْ غَيْرِ حَرْبٍ. والعُسُم: الكادُّون عَلَى العِيال، وَاحِدُهُمْ عَسُوم وعاسِم. وعسَمتْ عَيْنُهُ تَعسِمُ: ذرَفَتْ، وَقِيلَ: انْطَبَقَتْ أجفانُها بعضُها عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ونِقْضٍ كرِئْمِ الرَّمْلِ ناجٍ زَجَرْتُه، ... إِذَا العَينُ كادَتْ مِنْ كَرى الليلِ تَعسِمُ أَيْ تُغَمِّضُ، وَقِيلَ: تَذْرِفُ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: كِلْنا عَلَيْهَا بالقَفِيزِ الأَعْظَمِ ... تِسعينَ كُرّاً، كلُّه لَمْ يُعْسَمِ أَيْ لَمْ يُطفَّفْ وَلَمْ يُنْقَص. قَالَ المُفضَّل: وَيُقَالُ للإِبل وَالْغَنَمِ وَالنَّاسِ إِذَا جُهِدوا عَسَمتْهُم شدَّة الزَّمَانِ، قَالَ: والعَسْمُ الانتِقاصُ. وحمارٌ أَعسَمُ: دقيقُ الْقَوَائِمِ. وفلانٌ يَعْسِمُ أَيْ يَجتهد فِي الأَمر ويُعْمِلُ نفسَه فِيهِ. وَيُقَالُ: مَا عَسَمْتُ هَذَا الثوبَ أَيْ لَمْ أجهَدْه وَلَمْ أَنهَكْه. واعتَسَمْتُه إِذَا أَعْطيتَه مَا يَطمع مِنْكَ. والاعتِسامُ: أَنْ تَضَعَ الشاءُ ويأْتي الرَّاعِي فيُلقي إِلَى كُلِّ واحدةٍ ولدَها. والعَسُومُ: النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ الأَولاد. وَبَنُو عَسامة «2»: قبيلةٌ. وعاسمٌ: مَوْضِعٌ. وعُسامة: اسم. عسجم: العَسْجَمة: الخِفَّة والسُّرْعة. عسطم: عَسْطَمَ الشيءَ: خَلَطَه. عشم: العَشْمُ والعَشَمُ: الطمَعُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّة الْهُذَلِيُّ: أمْ هلْ ترَى أَصَلاتِ العَيْشِ نافِعةً ... أَمْ فِي الخُلودِ، وَلَا باللهِ مِنْ عَشَمِ؟ وعَشِمَ عَشَماً وتَعشَّم: يَبِس. ورجلٌ عَشَمةٌ:

_ (1). قوله [والعسمي المصلح إلخ] ضبط في الأَصل بفتح السين، لكن ضبط في التكملة بإسكانها وهي أوثق، ومثل ما فيها في التهذيب. وقوله [وهو المعوج أيضاً] بفتح الواو ومخففة في الأَصل والتكملة. وفي القاموس: وهو المعوج ضد بكسر الواو مشددة (2). قوله [وبنو عسامة] ضبط بفتح العين في الأَصل والمحكم، وبضمها في القاموس

يَابِسٌ مِنَ الهُزال، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ مِيمها بَدَلٌ مِنْ بَاءِ عَشَبة. وشيخٌ عَشَمةٌ وَعَجُوزٌ عَشَمةٌ: كبيرٌ هرِمٌ يَابِسٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَقارَبَ خَطْوهُ وَانْحَنَى ظهرهُ كعَشَبةٍ. والعَشَمُ: الشُّيوخ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: أَنَّ امرأَةً شَكتْ إِلَيْهِ بَعْلَهَا فَقَالَتْ: فَرِّق بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا عَشَمةٌ مِنَ العَشَم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه وقَفَتْ عَلَيْهِ امرأَةٌ عَشَمةٌ بأَهدامٍ لَهَا أَيْ عجوزٌ قَحِلة يَابِسَةٌ. والعَشَمةُ، بِالتَّحْرِيكِ: النابُ الكبيرةُ. والعَشَم: الْخَبْزُ الْيَابِسُ، الْقِطْعَةُ مِنْهُ عَشَمةٌ. وعَشِمَ الخبزُ يَعْشَمُ عَشَماً وعُشوماً: يَبس وخَنِزَ. وخُبزٌ عَيْشَمٌ وعاشِمٌ: يَابِسٌ خَنِزٌ. وَقَالَ الأَزهري: لَا أَعْرِفُ العاشِمَ فِي بَابِ الخُبز. والعُسوم، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ: كِسَر الخُبز الْيَابِسَةِ، وَقَدْ مَضَى. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ بلدَتنا بَارِدَةٌ عَشَمةٌ أَيْ يَابِسَةٌ، وَهُوَ مِنْ عشِمَ الخُبزُ إِذَا يَبس وتكرَّج، وَقِيلَ: العَيْشَمُ الخُبز الْفَاسِدُ، اسْمٌ لَا صِفَةٌ. والعُشُمُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَاحِدُهُ عاشِم وعَشِم. وَشَجَرٌ أَعشَمُ: أَصابته الهَبْوةُ فَيَبِسَ. وأَرضَ عَشماء: بِهَا شُجَيرٌ أَعشَم. ونبتٌ أَعشم: بالغٌ؛ قَالَ: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذَا خَما، ... صَوْتُ أَفاعٍ فِي خَشِيّ أَعشَما وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: أَغشَما، وسيأْتي ذِكْرُهُ. والعَيشُوم: مَا هاجَ مِنَ النَّبْتِ أَيْ يَبِسَ. والعَيشوم: مَا يَبس مِنَ الحُمَّاض، الْوَاحِدَةُ عَيْشومة؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ نبتٌ غَيْرُ الحُمّاض، وَهُوَ مِنَ الخُلَّة يُشبه الثُّدَّاء، والثُّدَّاءُ والمُصاصُ والمُصّاخُ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ غُورْنَاسْ. والعَيشومُ أَيْضًا: نَبْتٌ دُقاق طُوال يُشبه الأَسَل تُتَّخذ مِنْهُ الحُصُرُ المُصبَّغة الدِّقاقُ، وَقِيلَ: إِنَّ مَنبِته الرَّمْلُ. والعَيْشوم: شَجَرٌ لَهُ صَوْتٌ مَعَ الرِّيحِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: للجِنِّ بِاللَّيْلِ فِي حافاتِها زَجَلٌ، ... كَمَا تَناوَحَ يومَ الريحِ عَيْشومُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ صَلَّى فِي مسجدٍ بِمِنًى فِيهِ عَيشومةٌ ؛ قَالَ: هي نبت ذقيق طويلٌ مُحدَّدُ الأَطراف كأَنه الأَسَل تُتَّخذ منه الحُصُر الدِّقاقُ، وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ يُقَالُ لَهُ مسجدُ العَيْشومة، فِيهِ عَيْشومة خَضْراء أَبَدًا، فِي الجَدْب والخِصب، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ ضَرَبكَ فلانٌ بأُمْصوخةِ عَيْشومةٍ لقتَلك. وَيُقَالُ: العَيْشومةُ، بِالْهَاءِ، شَجَرَةٌ ضخمةُ الأَصلِ تَنْبُتُ نِبْتةَ السَّخْبَرِ، فِيهَا عيدانٌ طِوالٌ كأَنه السَّعفُ الصِّغارُ يُطِيف بأَصْلها، وَلَهَا حُبْلةٌ أَيْ ثمرةٌ فِي أَطراف عُودها تُشْبه ثمرَ السَّخْبر لَيْسَ فِيهَا حَبٌّ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: العَيْشومُ مِنَ الرَّبْل وَمِمَّا يُسْتَخْلف، وَهُوَ شَبِيهٌ بالثُّدَّاء إِلَّا أَنَّهُ أَضْخَمُ. وَعَاشِمٌ: نَقاً بِعالِج. عشرم: الأَزهري: العَشَرَّبُ والعَشَرَّمُ: الشَّهْمُ الْمَاضِي. ابْنُ سِيدَهْ: أَسدٌ عَشَرَّمٌ كعَشَرَّب، وَرَجُلٌ عُشارِمٌ كعُشارب. عصم: العِصْمة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: المَنْعُ. وعِصْمةُ اللَّهِ عَبْدَه: أَنْ يَعْصِمَه مِمَّا يُوبِقُه. عَصَمه يَعْصِمُه عَصْماً: منَعَه ووَقَاه. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ؛ أَيْ لَا مَعْصومَ إِلَّا المَرْحومُ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى النَسب أَيْ ذَا عِصْمةٍ، وَذُو العِصْمةِ يَكُونُ مَفْعُولًا كَمَا يَكُونُ فَاعِلًا، فمِن هُنَا قِيلَ: إِنَّ مَعْنَاهُ لَا مَعْصومَ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ المُستثنى هُنَا مِنْ غَيْرِ نَوْعِ الأَوَّل بَلْ هُوَ مِنْ نوعِه، وَقِيلَ: إِلَّا مَنْ رَحِمَ مُستثنىً لَيْسَ مِنْ نَوْعِ الأَوَّل، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، والاسمُ العِصْمةُ؛: قَالَ الْفَرَّاءُ:

مِنَ فِي مَوْضِعِ نصبٍ لأَن المعصومَ خلافُ العاصِم، والمَرْحومُ مَعصومٌ، فَكَانَ نصْبُه بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ، قَالَ: وَلَوْ جعلتَ عاصِماً فِي تأْويل المَعْصوم أَيْ لَا مَعْصومَ اليومَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ جازَ رفْعُ مِنَ، قَالَ: وَلَا تُنْكِرَنَّ أَنْ يُخَرَّجَ المفعولُ «3» عَلَى الفاعِل، أَلا تَرَى قولَه عَزَّ وَجَلَّ: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ؟ مَعْنَاهُ مَدْفوق؛ وَقَالَ الأَخفش: لَا عاصِمَ الْيَوْمَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ لَا ذَا عِصمةٍ أَيْ لَا مَعْصومَ، وَيَكُونُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رفْعاً بَدَلًا مِنْ لَا عاصِمَ ، قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَهَذَا خَلْفٌ مِنَ الْكَلَامِ لَا يَكُونُ الفاعلُ فِي تأْويل الْمَفْعُولِ إِلَّا شَاذَّا فِي كَلَامِهِمْ، والمرحومُ معصومٌ، والأَوَّل عاصمٌ، ومِنَ نَصْبٌ بِالِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ، قَالَ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الأَخفش يَجُوزُ فِي الشُّذُوذِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ ، أَيْ يمنعُني مِنَ الْمَاءِ، وَالْمَعْنَى مِنْ تَغْرِيقِ الْمَاءِ، قالَ: لَا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ، هَذَا اسْتِثْنَاءٌ لَيْسَ مِنَ الأَول، وموضعُ مِنَ نصبٌ، الْمَعْنَى لكنْ مَنْ رَحِمَ اللهُ فَإِنَّهُ مَعْصُومٌ، قَالَ: وَقَالُوا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عاصِمَ فِي مَعْنَى مَعْصُوم، وَيَكُونُ مَعْنَى لَا عاصِمَ لَا ذَا عِصْمةٍ، وَيَكُونُ مِنَ فِي مَوْضِعِ رفعٍ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى لَا مَعْصومَ إِلَّا الْمَرْحُومَ؛ قَالَ الأَزهري: والحُذَّاقُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ قولَه لَا عاصِمَ بِمَعْنَى لَا مانِعَ، وَأَنَّهُ فاعلٌ لَا مَفْعُولٌ، وأنَّ مِنَ نَصْبٌ عَلَى الِانْقِطَاعِ. واعْتَصَمَ فلانٌ بِاللَّهِ إِذَا امْتَنَعَ بِهِ. والعِصْمة: الحِفْظُ. يُقَالُ: عَصَمْتُه فانْعَصَمَ. واعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ إِذَا امتنعْتَ بلُطْفِه مِنَ المَعْصِية. وعَصَمه الطعامُ: منَعه مِنَ الْجُوعِ. وَهَذَا طعامٌ يَعْصِمُ أَيْ يَمْنَعُ مِنَ الْجُوعِ. واعْتَصَمَ بِهِ واسْتَعْصَمَ: امتنعَ وأبَى؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حِكَايَةً عَنِ امرأَة الْعَزِيزِ حِينَ راودَتْه عَنْ نفْسِه: فَاسْتَعْصَمَ ، أَيْ تَأَبَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يُجِبها إِلَى مَا طلبَتْ؛ قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ أَعْصَمْتُ بِمَعْنَى اعْتَصَمْت؛ وَمِنْهُ قولُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ: فأَشْرَط فِيهَا نفْسَه وهْو مُعْصِمٌ، ... وأَلْقى بأَسْبابٍ لَهُ وتَوَكَّلا أَيْ وَهُوَ مُعْتَصِمٌ بالحبْل الَّذِي دَلَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَانَتْ عِصْمتُه شَهادةَ أَنْ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ أَيْ مَا يَعْصِمُه مِنَ المَهالِك يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ العصْمَةُ: المَنَعةُ. والعاصمُ: المانعُ الْحَامِي. والاعْتِصامُ: الامْتِساكُ بِالشَّيْءِ، افْتِعالٌ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ شِعْرُ أَبي طَالِبٍ: ثِمالُ اليتامَى عِصْمةٌ للأَرامِل أَيْ يَمْنعُهم مِنَ الضَّياعِ والحاجةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهم وأَمْوالَهم. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: فعَصَمها اللَّهُ بالوَرَعِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: وعِصْمة أَبْنائِنا إِذَا شَتَوْنا أَيْ يَمْتَنِعُونَ بِهِ مِنْ شِدَّة السَّنة والجَدْب. وعَصَمَ إِلَيْهِ: اعْتَصَمَ بِهِ. وأَعْصَمَه: هَيَّأ لَهُ شَيْئًا يعْتَصِمُ بِهِ. وأَعْصمَ بالفرَسِ: امْتَسكَ بعُرْفِه، وَكَذَلِكَ البعيرُ إِذَا امْتَسَكَ بحَبْلٍ مِنْ حِبالهِ؛ قَالَ طُفيل: إِذَا مَا غَزَا لَمْ يُسْقِط الرَّوْعُ رُمْحَه، ... وَلَمْ يَشْهَدِ الهَيْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ ألْوَث: ضعيف، ويروى: كذا مَا غَدَا. وأَعصمَ الرجلُ: لَمْ يَثْبُت عَلَى الْخَيْلِ. وأَعْصَمْتُ فُلَانًا إِذَا هَيَّأْتَ لَهُ فِي الرَّحْلِ أَوِ السَّرْج مَا يَعْتَصِمُ بِهِ لِئَلَّا يَسقُط. وأَعصم إِذَا تشدَّد واسْتَمْسَكَ بشيءٍ مِنْ

_ (3). قوله [يخرج المفعول إلخ] كذا بالأَصل والتهذيب، والمناسب العكس كما يدل عليه سابق الكلام ولاحقه

أَن يَصْرَعَه فرَسُه أَوْ رَاحِلَتُهُ؛ قَالَ الجَحّاف بْنُ حَكِيمٍ: والتَّغْلَبيّ عَلَى الجَوادِ غَنِيمة، ... كِفْل الفُروسةِ دائِم الإِعْصامِ والعِصْمةُ: القِلادةُ، والجمعُ عِصَمٌ، وجمعُ الجمعِ أَعْصام، وَهِيَ العُصْمةُ «1» أَيْضًا، وجمعُها أَعْصام؛ عَنْ كُرَاعٍ، وأُراه عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ، والجمعُ الأَعْصِمةُ. قَالَ اللَّيْثُ: أَعْصامُ الكِلابِ عَذَباتُها الَّتِي فِي أَعناقِها، الْوَاحِدَةُ عُصْمةٌ، وَيُقَالُ عِصامٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذَا يَئِسَ الرُّماةُ، وأَرْسَلُوا ... غُضْفاً دَواجِنَ قافِلًا أَعْصامُها قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الذَّنَبُ بهُلْبِه وعَسِيبه يُسمَّى العِصامَ، بِالصَّادِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِ العُصْمةِ القِلادةِ أَعْصام، وَقَوْلُهُ ذَلِكَ لَا يَصحُّ، لأَنه لَا يُجْمَعُ فُعْلةٌ عَلَى أَفْعال، وَالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إنَّ واحدَته عِصْمة، ثُمَّ جُمِعَت عَلَى عِصَمٍ، ثُمَّ جُمِع عِصَمٌ عَلَى أَعْصام، فَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ شِيعة وشِيَع وأَشْياع، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ واحدَ الأَعْصام عِصْمٌ مثلُ عِدْلٍ وأَعْدالٍ، قَالَ: وَهَذَا الأَشْبهُ فِيهِ، وَقِيلَ: بَلْ هِيَ جمعُ عُصُمٍ، وعُصُمٌ جمعُ عِصامٍ، فَيَكُونُ جمعَ الْجَمْعِ، وَالصَّحِيحُ هُوَ الأَول. وأَعْصَمَ الرجلُ بصاحبِه إعْصاماً إِذَا لَزِمَه، وَكَذَلِكَ أَخْلَدَ بِهِ إخْلاداً. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ ؛ وَجَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ الحُدَيْبية جَمْعُ عِصْمة، والكَوافِر: النساءُ الكَفَرَةُ، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَيْ بِعَقْدِ نِكاحِهنَّ. يُقَالُ: بيدهِ عِصْمةُ النِّكاح أَيْ عُقْدةُ النِّكاح؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ: إِذًا لمَلَكْتُ عِصْمةَ أُمِّ وَهْبٍ، ... عَلَى مَا كَانَ مِنْ حَسَكِ الصُّدُورِ قَالَ الزَّجَّاجُ: أصلُ العِصْمةِ الحبْلُ. وكلُّ مَا أَمْسَك شَيْئًا فَقَدْ عَصَمَه؛ تَقُولُ: إِذَا كفَرْتَ فَقَدْ زالتِ العِصْمةُ. وَيُقَالُ لِلرَّاكِبِ إِذَا تقَحَّمَ بِهِ بَعِيرٌ صعْبٌ أَوْ دابَّةٌ فامْتَسك بواسِط رَحْله أَوْ بقَرَبوسِ سَرْجِه لِئَلَّا يُصْرعَ: قَدْ أَعْصَمَ فَهُوَ مُعْصِمٌ. وَقَالَ ابْنُ المظفَّر: أَعْصَمَ إِذَا لجأَ إِلَى الشَّيْءِ وأَعْصَم بِهِ. وَقَوْلُهُ: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ ؛ أَيْ تمَسَّكوا بعهدِ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ أَيْ مَنْ يَتمسَّكْ بحَبْلهِ وعَهْدِه. والأَعْصَمُ: الوَعِلُ، وعُصْمتُه بَياضٌ شِبْهُ زَمَعةِ الشاةِ فِي رِجْل الوَعِلِ فِي مَوْضِعِ الزَّمَعةِ مِنَ الشَّاء، قَالَ: وَيُقَالُ للغُراب أَعْصَمُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ أَبْيَضُ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي نَعْتِ الوَعِل إِنَّهُ شِبْه الزَّمَعة تَكُونُ فِي الشاءِ مُحالٌ، وَإِنَّمَا عُصْمةُ الأَوْعالِ بَياضٌ فِي أَذْرُعِها لَا فِي أوْظِفَتِها، والزَّمَعةُ إِنَّمَا تَكُونُ فِي الأَوْظِفة، قَالَ: وَالَّذِي يُغيِّرُه الليثُ مِنْ تَفْسِيرِ الْحُرُوفِ أَكثرُ مِمَّا يُغيِّره مِنْ صُوَرِها، فكُنْ عَلَى حذَرٍ مِنْ تَفْسِيرِهِ كَمَا تَكُونُ عَلَى حذرٍ مِنْ تَصْحِيفِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعْصمُ مِنَ الظِّباءِ والوُعولِ الَّذِي فِي ذِراعِه بياضٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي ذِراعَيْه بَيَاضٌ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الَّذِي بإِحْدى يَدَيْهِ بياضٌ، والوُعولُ عُصْمٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ: فتَناوَلْتُ القَوْسَ والنَّبْلَ لأَرْميَ ظَبْيةً عَصْماءَ نَرُدُّ بِهَا قرَمَنا. وَقَدْ عَصِمَ عَصَماً، وَالِاسْمُ العُصْمةُ. والعَصْماءُ مِنَ المعَز: البيضاءُ الْيَدَيْنِ أَوِ اليدِ وسائرُها

_ (1). قوله [وهي العصمة] هذا الضبط تبع لما فِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ، وصرح به المجد ولكن ضبط في الأَصل ونسختي المحكم والتهذيب العصمة بالتحريك، وكذا قوله الواحدة عصمة

أَسودُ أَو أَحْمرُ. وغرابٌ أَعْصَمُ: وفي أَحَدِ جَناحَيْه رِيشةٌ بَيْضَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَبيضُ. والغرابُ الأَعْصَمُ: الَّذِي فِي جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأَن جَناح الطَّائِرِ بِمَنْزِلَةِ اليدِ لَهُ، وَيُقَالُ هَذَا كَقَوْلِهِمْ الأَبْلَق الْعَقُوقِ وبَيْض الأَنُوق لِكُلِّ شَيْءٍ يَعِزُّ وُجودُه. وَفِي الْحَدِيثِ: المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم، قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الغُرابُ الأَعْصَمُ؟ قَالَ: الَّذِي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء ؛ يَقُولُ: إِنَّهَا عزيزةٌ لَا تُوجَد كَمَا لَا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فَقَالَ: لَا يدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إِلَّا مِثْلُ الغُرابِ الأَعْصم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الأَبْيضُ الجَناحين، وَقِيلَ: الأَبيض الرِّجْلين، أَرَادَ قِلَّةَ مَنْ يَدْخُلُ الجنةَ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ الأَزهري: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْغُرَابُ الأَعْصمُ هُوَ الأَبيضُ الْيَدَيْنِ، وَمِنْهُ قِيلَ للوُعول عُصْم، والأُنثى مِنْهُنَّ عَصْماء، وَالذَّكَرُ أَعْصَمُ، لِبَيَاضٍ فِي أَيْدِيهَا، قَالَ: وَهَذَا الْوَصْفُ فِي الغِرْبانِ عزيزٌ لَا يَكَادُ يُوجد، وَإِنَّمَا أَرْجُلُها حُمْرٌ، قَالَ: وَأَمَّا هَذَا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فَهُوَ الأَبْقعُ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: عائِشةُ فِي النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ فِي الغربْان ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَأَصْلُ العُصْمة البَياضُ يكونُ فِي يَدَي الفَرسِ والظَّبْي والوَعِل. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلَّا مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم ، فِيمَا رَدَّ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ وَقَالَ: اضْطَرَبَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ لأَنه زَعَمَ أَنَّ الأَعْصمَ هُوَ الأَبيضُ الْيَدَيْنِ، ثُمَّ قَالَ بعدُ: وَهَذَا الْوَصْفُ فِي الغِرْبان عزيزٌ لَا يَكَادُ يُوجَدُ، وَإِنَّمَا أَرْجلُها حمرٌ، فَذَكَرَ مَرَّةً الْيَدَيْنِ وَمَرَّةً الأَرْجُلَ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَ هَذَا الْحَرْفُ مفسَّراً فِي خَبَرٍ آخرَ رَوَاهُ عَنْ خُزَيْمَةَ، قَالَ: بَيْنا نحنُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حَتَّى دخلْنا شِعْباً فَإِذَا نحنُ بِغرْبانٍ وَفِيهَا غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلَين، فَقَالَ عَمْروٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يدخلُ الجنةَ منَ النساءِ إلَّا قَدْرُ هَذَا الغُرابِ فِي هَؤُلَاءِ الغِربْان ؛ قَالَ الأَزهري: فَقَدْ بَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إِلَّا مِثْلُ الغُراب الأَعْصم ، أَنَّهُ أَرَادَ أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه فِي الغِربانِ، لأَن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ أَنَّهُ قَالَ: الغُرابُ الأَعْصمُ الأَبيضُ الْجَنَاحَيْنِ ، وَالصَّوَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ المُفسِّر، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ البياضَ حُمْرةً فَيَقُولُونَ للمرأَة الْبَيْضَاءِ اللَّوْنِ حَمْراء، وَلِذَلِكَ قِيلَ للأَعاجم حُمْر لِغَلَبَةِ الْبَيَاضِ عَلَى أَلوانهم، وَأَمَّا العُصْمةُ فَهِيَ البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ. يُقَالُ: أَعْصَمُ بَيِّن العَصَمِ، وَالِاسْمُ العُصْمةُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُصْمةُ مِنْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ فِي الْيَدَيْنِ، وَمِنَ الغُرابِ فِي السَّاقَيْن، وَقَدْ تَكُونُ العُصْمة فِي الْخَيْلِ؛ قَالَ غَيْلان الرَّبَعيّ: قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأَطْباء ... مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء أَرَادَ موضعَ عُصْمتِها. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي العُصْمةِ فِي الْخَيْلِ قَالَ: إِذَا كَانَ البياضُ بِيَدَيْهِ دونَ رِجْلَيْه فَهُوَ أَعْصمُ، فَإِذَا كَانَ بإحْدى يَدَيْهِ دُونَ الأُخرى قَلَّ أَوْ كثُرَ قِيلَ: أَعْصمُ اليُمنى أَوِ الْيُسْرَى، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَعْصمُ الَّذِي يُصِيبُ الْبَيَاضُ إحْدى يَدَيْهِ فَوْقَ الرُّسْغ، وَقَالَ الأَصمعي: إِذَا ابْيضَّت اليدُ فَهُوَ أَعْصمُ. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: العُصْمةُ بَياضٌ فِي الرُّسْغ، وَإِذَا كَانَ بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أَوْ كثُرَ فَهُوَ أَعْصمُ اليُمْنى أَوِ اليُسْرى، وَإِنْ كَانَ بِيَدَيْهِ

جَمِيعًا فَهُوَ أعْصمُ الْيَدَيْنِ، إلَّا أَنْ يَكُونَ بوجهِه وضَحٌ فَهُوَ مُحجَّلٌ ذهبَ عَنْهُ العَصَمُ، وَإِنْ كَانَ بِوَجْهِهِ وَضَحٌ وبإِحْدى يَدَيْهِ بياضٌ فَهُوَ أَعصم، لَا يُوقِعُ عَلَيْهِ وَضَحُ الوجْهِ اسمَ التحجيلِ إِذَا كَانَ الْبَيَاضُ بيدٍ واحدةٍ. والعصِيمُ: العَرَقُ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ ابْنُ المُظفر العَصِيمُ الصَّدَأُ مِنَ العَرَقِ والهِناءِ والدَّرَنِ والوسَخِ وَالْبَوْلِ إِذَا يَبِسَ عَلَى فَخذِ النَّاقَةِ حَتَّى يَبْقَى كالطَّرِيق خُثورةً؛ وَأَنْشَدَ: وأَضْحى عَنْ مَواسِمِهِمْ قَتِيلًا، ... بِلَبَّتِه سرائحُ كالعَصِيمِ والعَصِيمُ: الوَبَرُ؛ قَالَ: رَعَتْ بَيْنَ ذِي سَقْفٍ إِلَى حَشِّ حِقْفَةٍ ... مِنَ الرَّمْلِ، حَتَّى طارَ عَنْهَا عَصِيمُها والعَصِيمُ والعُصْمُ والعُصُمُ: بقيَّةُ كلِّ شَيْءٍ وأثَرُه مِنَ القَطِران والخِضابِ وَغَيْرُهُمَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كَساهُنَّ الهَواجِرُ كلَّ يَوْمٍ ... رَجيعاً بالمَغابِنِ كالعَصِيمِ والرَّجِيعُ: العرَق؛ وَقَالَ لَبِيدٍ: بِخَطيرةٍ تُوفي الجَدِيلَ سَريحةٍ، ... مِثْل المَشُوف هَنأْتَهُ بِعَصِيمِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَصِيمُ أَيَضًا وَرقُ الشَّجَرِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَعَلَّقْت، مِنْ شَهْباءَ شُهْبٍ عَصِيمُها ... بِعُوجِ الشَّبا، مُسْتَفْلِكاتِ المَجامع شَهْباء: شجرةٌ بَيْضَاءُ مِنَ الجَدْب، والشَّبَا: الشَّوْكُ، ومُسْتَفْلِكاتٌ: مُسْتَديراتٌ، والمَجامعُ: أُصولُ الشَّوْكِ. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لجارتِها: أَعْطِيني عُصْمَ حِنَائِكِ أَيْ مَا سَلَتِّ منه بعد ما اخْتَضَبْتِ بِهِ؛ وَأَنْشَدَ الأَصمعي: يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ، ... مِنْ عَرَقِ النَّضْح، عَصِيمُ الدَّرْسِ أَثَرُ الخِضاب فِي أَثَرِ الجَرَب «1». والعُصْمُ: أثرُ كلِّ شَيْءٍ مِنْ وَرْسٍ أَوْ زَعْفَرانٍ أَوْ نَحْوِهِ. وعَصَمَ يَعْصِمُ عَصْماً: اكْتَسَبَ. وعِصامُ المَحْمِل: شِكالُه. قَالَ اللَّيْثُ: عِصَامَا المَحْمِلِ شِكالُه وقَيْدُه الَّذِي يُشَدُّ فِي طَرَفِ العارِضَيْن فِي أَعلاهما، وَقَالَ الأَزهري: عِصاما المَحْمِلِ كعِصامَي المَزَادَتيْن. والعِصامُ: رِباطُ القِرْبةِ وسَيْرُها الَّذِي تُحْمَل بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرَ قِيلَ هُوَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ، وَقِيلَ لِتأَبَّط شَرًّا وَهُوَ الصَّحِيحُ: وقِرْبة أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامها ... عَلَى كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ وعصامُ القِرْبةِ والدَّلْوِ والإِداوة: حَبْلٌ تُشدُّ بِهِ. وعَصمَ القِرْبةَ وأَعْصَمَها: جعلَ لَهَا عِصاماً، وأَعْصَمَها: شَدَّها بالعِصام. وكلُّ شيءٍ عُصِمَ بِهِ شيءٌ عِصامٌ، والجمعُ أَعْصِمةٌ وعُصُمٌ. وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ فِي جَمْعِ العِصامِ عِصام، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ دِلاصٍ وهِجانٍ. قَالَ الأَزهري: والمحفوظُ مِنَ الْعَرَبِ فِي عُصُمِ المَزادِ أَنَّهَا الحبالُ الَّتِي تُنْشَبُ فِي خُرَبِ الرَّوايَا وتُشَدُّ بِهَا إِذَا عُكِمَتْ عَلَى ظَهْر الْبَعِيرِ ثُمَّ يُرْوَى عَلَيْهَا بالرِّواء الواحدُ، عِصامٌ، وَأَمَّا الوِكاءُ فَهُوَ الشريطُ الدقيقُ أَوِ السَّيْرُ الوثيقُ يُوكَى بِهِ فَمُ القِرْبة والمَزادةِ، وَهَذَا كُلُّه صحيحٌ

_ (1). قوله: أثر الخضاب إلخ هو تفسير لعصيم الدرس في البيت السابق

لَا ارْتِيابَ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ حَبْلٍ يُعْصَمُ بِهِ شيءٌ فَهُوَ عِصامُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِذَا جَدُّ بَنِي عامرٍ جَمَلٌ آدَمُ مُقيَّدٌ بِعُصُم ؛ العُصُمُ: جمعُ عِصامٍ وَهُوَ رباطُ كلِّ شَيْءٍ، أَرَادَ أَنَّ خِصْبَ بلادِه قَدْ حَبَسه بفِنائه فَهُوَ لَا يُبْعِدُ فِي طَلَبِ المَرْعَى، فَصَارَ بِمَنْزِلَةِ المُقَيَّد الَّذِي لَا يَبْرحُ مَكانَه، وَمِثْلُهُ قَوْلُ قَيلةَ فِي الدَّهْناءِ: إِنَّهَا مُقَيَّدُ الجمَل أَيْ يكونُ فِيهَا كالمُقيَّدِ لَا يَنْزِعُ إِلَى غيرِها مِنِ الْبِلَادِ. وعِصامُ الوعاءِ: عُرْوتُه الَّتِي يُعلَّقُ بِهَا. وعِصامُ المَزادةِ: طريقةُ طَرَفِها. قَالَ اللَّيْثُ: العُصُمُ طرائقُ طَرَفِ المَزادة عِنْدَ الكُلْية، وَالْوَاحِدُ عِصامٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ أَغاليطِ اللَّيْثِ وغُدَدِه. والعِضامُ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، عَسِيبُ الْبَعِيرِ وَهُوَ ذَنَبُه العَظْمُ لا الهُلْبُ، وَسَيُذْكَرُ، وَهُوَ لُغَتانِ بِالصَّادِ وَالضَّادِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِصامُ الذَّنَبِ مُسْتدَقُّ طرفِه. والمِعْصَمُ: مَوْضِعُ السِّوارِ مِنَ اليَدِ؛ قَالَ: فاليَوْمَ عِنْدَكَ دَلُّها وحَدِيثُها، ... وغَداً لِغَيْرِكَ كَفُّها والمِعْصَمُ وَرُبَّمَا جَعَلُوا المِعْصَم اليَد، وَهُمَا مَعْصَمانِ؛ وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الأَعشى: فأَرَتْكَ كَفّاً فِي الخِضابِ ... ومِعْصَماً مِلْءَ الجِبارَهْ والعَيْصومُ: الكثيرُ الأَكلِ، الذَّكرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ؛ قَالَ: أُرْجِدَ رَأْسُ شَيْخةٍ عَيْصُومِ وَيُرْوَى عَيْضُوم، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ الأَزهريّ: العَيْصومُ مِنَ النِّساء الكثيرةُ الأَكْلِ الطَّويلةُ النَّوْم المُدَمْدِمةُ إِذَا انْتَبهتْ. ورجلٌ عَيْصُومٌ وعَيْصامٌ إِذَا كَانَ أَكُولًا. والعَصُومُ، بالصادِ: الناقةُ الكثيرةُ الأَكْلِ. وَرُوِيَ عَنِ المؤرِّج أَنَّهُ قَالَ: العِصامُ الكُحْلُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وَقَدْ اعْتَصَمتِ الجاريةُ إِذَا اكْتَحَلتْ، قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعْرِفُ راويَه، فَإِنْ صَحَّتِ الروايةُ عَنْهُ فَهُوَ ثقةٌ مأْمونٌ. وَقَوْلُهُمْ: مَا وَراءَك يَا عِصامُ؛ هُوَ اسْمُ حاجِب النُّعمان بْنِ المُنْذِر، وَهُوَ عِصامُ بْنُ شَهْبَر الجَرْمِيّ؛ وَفِي الْمَثَلِ: كُنْ عِصامِيّاً وَلَا تَكُنْ عِظاميّاً؛ يُرِيدون بِهِ قَوْلَهُ: نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما ... وصَيَّرَتْه مَلِكاً هُماما، وَعَلَّمَتْه الكَرَّ والإِقْدامَا وَفِي تَرْجَمَةِ عَصَبَ: رَوَى بعضُ المُحَدِّثين أَنَّ جبريلَ جَاءَ يومَ بَدْرٍ عَلَى فرسٍ أُنثى وَقَدْ عَصَمَ ثَنِيَّتَه الغُبارُ أَيْ لَزِقَ بِهِ؛ قَالَ الأَزهري: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَلطاً مِنَ المُحدِّث فَهِيَ لُغَةٌ فِي عَصَبَ، والباءُ والميمُ يَتعاقبانِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخرجَيْهما، يقال: ضرْبة لازِبٍ ولازِمٍ، وسَبَدَ رأْسه وسَمَدَه. والعواصِمُ: بِلادٌ، وقَصَبتُها أَنْطاكِيةُ. وَقَدْ سَمَّوْا عِصْمةَ وعُصَيْمةَ وعاصِماً وعُصَيْماً ومَعْصوماً وعِصاماً. وعِصْمةُ: اسمُ امرأَة؛ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: أَلَمْ تَعْلَمِي، يَا عِصْمَ، كَيْفَ حَفِيظَتي، ... إِذَا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيْه المَجادِحُ؟ وأَبو عاصمٍ: كُنْية السَّويقِ. عضم: العَضْمُ فِي القَوْسِ: المَعْجِس، وَهُوَ مَقْبِضُ القَوْسِ، والعَضْمُ والعَجْسُ والمَقْبِضُ كُلُّه بِمَعْنًى واحدٍ، والجمعِ عِضامٌ؛ أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ:

زَادَ صَبِيَّاها عَلَى التَّمامِ، ... وعَضْمُها زَادَ عَلَى العِضَامِ والعَضْمُ: خَشبةٌ ذاتُ أَصابع تُذَرَّى بِهَا الحِنْطةُ؛ قَالَ الأَزهري: والعَضْمُ الحِفْراة الَّتِي يُذَرَّى بِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَضْمُ أصابعُ المِذْرَى. وعَضْمُ الفدّانِ: لَوْحُه العريضُ الَّذِي فِي رأْسِه الحديدةُ الَّتِي تَشُقُّ الأَرض، والجمعُ أَعْضِمةٌ وعُضُمٌ، كِلَاهُمَا نادرٌ، وَعِنْدِي أَنهم كَسَّرُوا العَضْمَ الَّذِي هُوَ الخشبةُ وعَضْمَ الفَدّانِ عَلَى عِضامٍ، كَمَا كَسَّرُوا عَلَيْهِ عَضْمَ القَوْسِ، ثُمَّ كَسَّرُوا عِضاماً عَلَى أعْضِمة وعُضُمٍ كَمَا كَسَّروا مِثالًا عَلَى أَمْثِلَةٍ ومُثُلٍ، والظاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لغةٌ؛ حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ بَعْدَ أَنْ قَدَّمَ الضَّاد. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العَضْمُ شيءٌ مِنَ الْفَخِّ، وَلَمْ يُبَيِّنْ أَيٌّ شيءٍ هُوَ مِنْهُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرِ الطِّرمَّاح، وَلَمْ يُنْشِدِ الْبَيْتَ. والعَضْمُ: عَسِيبُ الفَرس، أصْلُ ذنَبهِ، وَهِيَ العُكْوةُ. والعِضَامُ: عَسِيبُ البعيرِ وهو ذَنَبُه العظم لَا الهُلْبُ، وَالْجَمْعُ القليلُ أَعْضِمةٌ، وَالْجَمْعُ عُضُمٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَضْمُ عَسِيبُ البعيرِ. والعَضْمُ: خَطٌّ فِي الجَبَل يُخالفُ سائِرَ لَونه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: رُبَّ عَضْمٍ رَأَيْتُ فِي وَسْطِ ضَهْرٍ قَالَ: الضَّهْرُ البُقْعةُ مِنَ الْجَبَلِ يُخالِفُ لونُها سائرَ لَوْنِهِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ رُبَّ عَضْمٍ أَرَادَ أَنَّهُ رأَى عُوداً فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فقَطَعه وعَمِلَ بِهِ قَوْساً. والعَضُومُ: الناقةُ الصُّلْبَةُ فِي بدنِها القَوِيَّةُ عَلَى السَّفَر. والعَصُومُ، بِالصَّادِ المُهْمَلة: الكثيرةُ الأَكلِ. وامرأَةٌ عَيْضُومٌ: كثيرةُ الأَكلِ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ: أُرْجِدَ رأْسُ شَيْخةٍ عَيْضُومِ وَالصَّادُ أَعْلى؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ قَبِيحٌ، والصوابُ العَيْصُومُ، بِالصَّادِ؛ كَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: هِيَ العَصُومُ للمرأَة إِذَا كَثُرَ أَكْلُها، وإِنما قِيلَ لَهَا عَصُومٌ وعَيْصُومٌ لأَن كثرةَ أَكْلِها تَعْصِمها مِنَ الهُزالِ وتُقَوِّيها، وَاللَّهُ أَعلم. عطم: ابْنُ الأَعرابي: العُطْمُ الصُّوفُ المنفوشُ. والعُطُمُ: الهَلْكَى، واحدُهم عَطِيمٌ وعاطِمٌ. عَظُمَ: مِنْ صِفاتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ، ويُسبِّح العبدُ رَبَّه فَيَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ؛ العَظِيمُ: الَّذِي جاوَزَ قدْرُهُ وجلَّ عَنْ حدودِ العُقول حَتَّى لَا تُتَصَوَّر الإِحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ. والعِظَمُ فِي صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق، وَاللَّهُ تَعَالَى جلَّ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمَّا الرُّكوعُ فعظِّمُوا فِيهِ الربَّ أَيِ اجْعلُوه فِي أنْفُسِكم ذَا عَظمةٍ، وعَظمةُ اللهِ سُبْحَانَهُ لَا تُكَيَّفُ وَلَا تُحدُّ وَلَا تُمثَّل بِشَيْءٍ، ويجبُ عَلَى العبادِ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ عظيمٌ كَمَا وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذَلِكَ بِلَا كَيفِيَّةٍ وَلَا تَحْديدٍ. قَالَ اللَّيْثُ: العَظمةُ التَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا تُوصَفُ عظمةُ اللَّهِ بِمَا وصَفَها بِهِ الليثُ، وَإِذَا وُصِفَ العبدُ بالعَظمة فَهُوَ ذَمٌّ لأَن الْعَظَمَةَ فِي الْحَقِيقَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا عَظَمَةُ العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ لَقِيَ اللَّهَ، تَبارَك وَتَعَالَى، غَضْبانَ ؛ التَّعَظُّمُ فِي النَّفْسِ: هُوَ الكبرُ والزَّهْوُ والنّخْوةُ. والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ: الكبرُ. وعَظَمَةُ اللِّسَانِ: مَا عَظُمَ منه وغَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ، وعَكَدَتُه

أصْلُه. والعِظَمُ: خلافُ الصِّغَر. عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً وعَظامةً: كَبُرَ، وَهُوَ عظيمٌ وعُظامٌ. وعَظَّمَ الأَمرَ: كَبَّره. وأَعْظَمَه واسْتَعْظَمَه: رَآهُ عَظيماً. وتَعاظَمَه: عَظُمَ عَلَيْهِ. وأَمرٌ لَا يَتَعاظَمُه شيءٌ: لَا يَعْظُم بالإِضافة إِلَيْهِ، وسَيْلٌ لَا يَتَعاظَمُه شيءٌ كَذَلِكَ. وأَصابنا مطرٌ لَا يَتعاظَمُه شيءٌ أَيْ لَا يَعْظُمُ عِنده شَيْءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ ؛ أَيْ لَا يَعْظُمُ عليَّ وعِندِي. وأَعْظَمَني مَا قُلْتَ لِي أَيْ هالَني وعَظُمَ عليَّ. وَيُقَالُ: مَا يُعْظِمُني أَنْ أفْعلَ ذَلِكَ أَيْ مَا يَهُولُني. وأَعْظَمَ الأَمرُ فَهُوَ مُعْظِمٌ: صارَ عَظِيماً. ورَماه بمُعْظَمٍ أَيْ بِعَظِيمٍ. واسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إِذَا أَنْكرتْه. وَيُقَالُ: لَا يتَعاظَمُني مَا أتيتُ إِلَيْكَ مِنْ عَظِيم النَّيْل والعَطِيَّةِ، وسمعتُ خَبَرًا فأَعْظَمْتُه. وَوَصَفَ اللَّهُ عذابَ النَّارِ فَقَالَ: عَذابٌ عَظِيمٌ* ؛ وَكَذَلِكَ العَذاب فِي الدُّنْيا. ووَصَف كَيْدَ النِّساء فَقَالَ: إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ . ورجلٌ عَظِيمٌ فِي المَجْدِ والرَّأْي عَلَى المَثلِ، وَقَدْ تَعظَّمَ واسْتَعظَمَ. ولِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أَيْ حُرْمةٌ يُعظَّمُ لهَا، وَلَهُ مَعاظِمُ مِثْلُه؛ وَقَالَ مُرقِّش: والخالُ لَهُ مَعاظِمٌ وحُرَمْ «2» . وإنَّه لَعَظِيمُ المَعاظِم أَيْ عظيمُ الحُرْمة. وَيُقَالُ: تَعاظَمَني الأَمرُ وتَعاظَمْتُه إِذَا اسْتَعْظَمْتَه، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: تَهَيَّبَني الشيءُ وتهَيَّبْتُه. واسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ وتكبَّرَ، وَالِاسْمُ العُظْمُ. وعُظْمُ الشَّيْءِ: وَسَطُه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عُظْمُ الأَمرِ وعَظْمُه مُعْظَمُه. وَجَاءَ فِي عُظْمِ النَّاسِ وعَظْمِهم أَيْ فِي مُعْظَمِهم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: جَلَسْتُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عُظْمٌ مِنَ الأَنْصارِ أَيْ جماعةٌ كبيرةٌ مِنْهُمْ. واسْتَعظَم الشيءَ: أَخَذَ مُعظَمَه. وعَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العظَمةُ مِنَ السَّاعِدِ مَا يَلي المِرْفقَ الَّذِي فِيهِ العَضَلةُ، قَالَ: وَالسَّاعِدُ نِصفْان: فنِصْفٌ عَظَمةٌ، ونِصفٌ أَسَلةٌ، فالعَظَمةُ مَا يَلي المِرْفقَ مِنْ مُسْتَغْلَظ الذِّراعِ وَفِيهِ العَضَلةُ، والأَسَلةُ مَا يَلي الكفَّ. والعُظمةُ والعِظامةُ والعُظَّامةُ، بِالتَّشْدِيدِ، والإِعْظامةُ والعظيمةُ: ثَوْبٌ تُعظِّمُ بِهِ المرأَةُ عجيزتَها؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: العُظْمةُ شيءٌ تُعَظِّمُ بِهِ الْمَرْأَةُ رِدْفَها مِنْ مِرْفَقةٍ وغيرِها، وَهَذَا فِي كلامِ بَنِي أَسَدٍ، وغيرُهم يَقُولُ: العِظامَةُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ؛ وَقَوْلُهُ: وإنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمةٍ، ... وإلَّا فإنِّي لَا إخالُكَ ناجِيا أَراد مِنْ أَمرٍ ذِي داهيةٍ عَظِيمةٍ. والعَظْمُ: الَّذِي عَلَيْهِ اللحمُ مِنْ قَصَبِ الحيوانِ، وَالْجَمْعُ أَعْظُمٌ وعِظامٌ وعِظامةٌ، الْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ كالفِحالةِ؛ قَالَ: وَيْلٌ لِبُعْرانِ أَبِي نَعامهْ ... منْكَ، ومنْ شَفْرَتِك الهُدامهْ إِذَا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ، ... ثُمَّ نَثرْتَ الفَرْثَ والعِظامهْ وَقِيلَ: العِظامةُ واحدةُ العِظام، ومنه الفِحالةُ والذِّكارةُ والحِجارةُ، والنِّقادةُ جمعُ النَّقَد، والجِمالةُ جمعُ الْجَمَلِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: جِمالاتٌ صُفْرٌ؛ هِيَ جمعُ جِمالةٍ وجِمالٍ. وعَظَّمَ الشاةَ: قَطَّعها عَظْماً عَظْماً. وعَظَمَه عظْماً: ضَرَبَ عِظامَه. وعَظمَ الكلْبَ عَظْماً وأَعْظَمه إيَّاه:

_ (2). تمام البيت كما في التكملة: فنحن أخوالك عمرك و ... الخال له معاظم وحرم

أطْعمَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ؛ ويُقرَأُ: فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً ؛ قَالَ الأَزهري: التَّوْحِيدُ والجمعُ هُنَا جائزانِ لأَنه يُعْلَم أَنَّ الإِنسانَ ذُو عِظامٍ، فَإِذَا وُحِّدَ فلأَنه يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ ولأَن مَعَهُ اللحمَ، ولَفظُه لَفظُ الْوَاحِدِ، وَقَدْ يَجُوزُ مِنَ التَّوْحِيدِ إِذَا كَانَ فِي الْكَلَامِ دليلٌ عَلَى الْجَمْعِ مَا هُوَ أَشدُّ مِنْ هَذَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فِي حَلْقِكم عَظْمٌ وَقَدْ شَجينا يُرِيدُ فِي حُلوقكم عِظامٌ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ؛ قَالَ العِظام وَهِيَ جمعٌ ثُمَّ قَالَ رميمٌ فَوحَّدَ، وَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحدُهما أَنَّ العِظامَ وَإِنْ كَانَتْ جَمْعًا فَبِنَاؤُهَا بِنَاءُ الْوَاحِدِ لأَنها عَلَى بِنَاءِ جدارٍ وكِتاب وجِراب وَمَا أَشْبَهَهَا فوَحَّدَ النَّعْت لِلَّفْظِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا عَمْروُ جِيرانُكمُ باكِرُ، ... فالقَلْبُ لَا لاهٍ وَلَا صابِرُ والجِيرانُ جمعٌ والباكِرُ نعتٌ لِلْوَاحِدِ، وَجَازَ ذَلِكَ لأَن الجيرانَ لَمْ يُبْنَ بناءَ الْجَمْعِ وَهُوَ عَلَى بناءِ عِرْفانٍ وسِرْحانٍ وَمَا أَشْبهه، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّ الرَّمِيمَ فعيلٌ بِمَعْنَى مَرْمومٍ، وَذَلِكَ أَنَّ الإِبلَ تَرُمُّ العِظامَ أَيْ تَقْضَمُها وتأْكُلها، فَهِيَ رَمَّةٌ ومَرْمومةٌ ورَمِيمٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَمِيمٌ مِنْ رَمَّ العَظْمُ إِذَا بَلِيَ يَرِمُّ. فَهُوَ رَامٌّ ورَمِيمٌ أَيْ بالٍ. وعَظْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبةٌ لَهُمْ يَطْرَحُون بِاللَّيْلِ قِطْعةَ عَظْمٍ فَمَنْ أصابَه فَقَدْ غلبَ أصحابَه فَيَقُولُونَ: عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ، ... لَا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ وفي حديث: بَيْنا هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ وَهُوَ صَغيرٌ بِعَظْمِ وَضَّاحٍ مَرَّ عَلَيْهِ يَهُودِيٌّ فَقَالَ لَهُ لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هَذِهِ القَرْيةِ ؛ هِيَ اللُّعْبةُ المذكورةُ وَكَانُوا إِذَا أَصابَه واحدٌ مِنْهُمْ غلَبَ أَصْحابَه، وَكَانُوا إِذَا غَلَبَ واحدٌ مِنَ الفَرِيقين ركِبَ أصْحابُه الفريقَ الآخَرَ مِنَ المَوْضِعِ الَّذِي يَجِدُونه فِيهِ إِلَى المَوْضِعِ الَّذِي رَمَوْا بِهِ مِنْهُ. وعَظْمُ الفَدّانِ: لَوْحُه العَريضُ الَّذِي فِي رأْسِه الحديدةُ الَّتِي تُشَقُّ بِهَا الأَرضُ، وَالضَّادُ لُغَةٌ. والعَظْم: خَشَبُ الرَّحْلِ بِلَا أَنْساعٍ وَلَا أَداةٍ، وَهُوَ عَظْمُ الرَّحْلِ. وَقَوْلُهُمْ فِي التَّعَجُّبِ: عَظُمَ البَطْنُ بَطْنُك وعَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك، بِتَخْفِيفِ الظَّاءِ، وعُظْمَ البطنُ بطنُك، بِسُكُونِ الظَّاءِ ويَنْقُلون ضَمَّتها إِلَى العَيْن، بِمَعْنَى عَظُمَ، وَإِنَّمَا يَكُونُ النَّقْلُ فِيمَا يَكُونُ مَدْحاً أَوْ ذَمّاً، وكلُّ مَا حَسُنَ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَذْهَبِ نِعْمَ وبِئْسَ صحَّ تخفيفُه ونَقْلُ حَرَكَةِ وَسَطِه إِلَى أَوَّلِهِ، وَمَا لَمْ يَحْسُنْ لَمْ يُنْقَل وَإِنْ جَازَ تَخْفِيفُهُ، تَقُولُ حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك وحَسْنَ الوَجْهُ وَجْهُك وحُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ قَدْ حُسْنَ وجْهُك لأَنه لَا يَصْلُحُ فِيهِ نِعْمَ، وَيَجُوزُ أَنْ تُخَفِّفَه فتقولَ قَدْ حَسْنَ وَجْهُك، فقِس عَلَيْهِ. وأَعْظَمَ الأَمْرَ وعَظَّمَه: فَخَّمه. والتَّعْظيمُ: التَّبْجيلُ. والعَظيمةُ والمُعْظَمةُ: النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إِذَا أَعْضَلَتْ. والعَظَمَةُ: الكِبْرياءُ. وَذُو عُظْمٍ: عُرْضٌ مِنْ أَعْراضِ خَيْبَر فِيهِ عيونٌ جَارِيَةٌ ونخيلٌ عَامِرَةٌ. وعَظَماتُ القَوْمِ: سادتُهم وَذَوُ شَرَفِهم. وعُظْمُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه: جُلُّه وأكْثَرهُ. وعُظْمُ الشَّيْءِ: أكْبَرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ لَيْلةً عَنْ بَني إسرائيلَ

لَا يَقُومُ فِيهَا إِلَّا إِلَى عُظْمِ صلاةٍ ؛ كأَنه أَرَادَ لَا يقومُ إِلَّا إِلَى الفَريضةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ إِلَى ابنِ الدُّخْشُمِ أَيْ مُعْظَمَه. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: انْظُرُوا رَجُلًا طُوالًا عُظاماً أَيْ عَظِيماً بَالِغًا، والفُعالُ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ، وأَبلغ مِنْهُ فُعَّال بالتشديد. عظلم: العِظْلِمُ: عُصارةُ بعضِ الشجرِ. قَالَ الأَزهري: عُصارةُ شَجَرٍ لونُه كالنِّيلِ أَخْضر إِلَى الكُدْرة. والعِظْلِمُ: صِبْغٌ أَحمرُ، وَقِيلَ: هُوَ الوَسْمَةُ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: العِظْلِمُ شُجَيْرَةٌ مِنَ الرِّبَّة تَنْبُتُ أَخِيرًا وتَدُومُ خُضْرتُها؛ قَالَ: وأخبرني بعضُ الأَعراب أن العِظْلِمَ هُو الوَسْمةُ الذكَرُ، قَالَ: وبَلَغني هَذَا فِي خبَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الخِضابُ الأَسْودُ فَقَالَ: وَمَا بأْسٌ بِهِ، هأَنذا أَخْضِبُ بالعِظْلِم ؛ وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنِي أعرابيٌّ مِنْ أَهل السَّراة قَالَ العِظْلِمةُ شَجَرَةٌ تَرْتَفِعُ عَلَى ساقٍ نَحْوَ الذِّرَاعِ، وَلَهَا فُروعٌ فِي أَطْرَافِهَا كنَوْرِ الكُزْبَرةِ، وَهِيَ شجرةٌ غَبْراءُ. ولَيْلٌ عِظْلِمٌ: مُظْلِمٌ، عَلَى التشبيهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: ولَيْل عِظْلِم عَرَّضْتُ نَفْسِي، ... وكُنْتُ مُشَيَّعاً رَحْبَ الذِّراعِ عفهم: العُفاهِمُ: القَوِيّةُ الجَلْدةُ مِنَ النُّوقِ. وعَدْوٌ عفاهِمٌ: شديدٌ؛ قَالَ غَيْلَانُ يَصِفُ أَوَّلَ شَبَابِهِ وقُوَّتَه: يَظَلُّ مَنْ جَارَاهُ فِي عَذائِم ... مِنْ عُنْفُوانِ جَرْيهِ العُفاهِم وعُفاهِمُ الشَّبابِ: أَوَّلُه، قَالَ: والعُفاهِمُ مَنْ جَعل الجماعةَ عَفاهيمَ فَإِنَّهُ جعلَ المَدَّةَ فِي آخرِها مكانَ الأَلف الَّتِي أَلْقَاهَا مِنْ وَسَطِها. وَقَالَ شَمِرٌ: عُنْفُوان كُلِّ شيءٍ أَوَّلُه، وَكَذَلِكَ عُفاهِمُه. وسَيْلٌ عُفاهِمٌ أَيْ كثيرُ الْمَاءِ. الْفَرَّاءُ: عَيْشٌ عُفاهِمٌ أَيْ مُخْصِبٌ. أَبُو زَيْدٍ: عيشٌ عُفاهِمٌ أَيْ واسعٌ وَكَذَلِكَ الدَّغْفَلِيُّ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَرْهَمَ: العُرْهُومُ والعُراهِمُ التارُّ الناعِمُ مِنْ كلِّ شيءٍ؛ وَأَنْشَدَ: وقَصَباً عُفاهِماً عُرْهُوما عقم: العَقْمُ والعُقْمُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: هَزْمةٌ تقعُ فِي الرَّحِم فَلَا تَقْبَلُ الولدَ. عَقِمَتِ الرَّحِمُ عَقْماً وعُقِمَتْ عُقْماً وعَقْماً وعَقَماً وعَقَمَها اللهُ يَعْقِمُها عَقْماً ورَحِمٌ عَقِيمٌ وعَقِيمةٌ مَعْقومةٌ، والجمعُ عَقائمُ وعُقُمٌ، وَمَا كَانَتْ عَقِيماً وَلَقَدْ عُقِمَت، فَهِيَ مَعْقومةٌ، وعَقُمَت إِذَا لَمْ تَحْمِلْ فَهِيَ عَقِيمٌ وعَقُرَتْ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وضَمِّ الْقَافِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: امرأَةٌ عقيمٌ، بِغَيْرِ هاءٍ، لَا تَلِدُ مِنْ نِسْوةٍ عَقائم، وَزَادَ اللِّحْيَانِيُّ: مِنْ نسوةٍ عُقْمٍ؛ قَالَ أَبُو دَهْبلٍ يَمْدَحُ عبدَ اللَّهِ بنَ الأَزْرق الْمَخْزُومِيَّ، وَقِيلَ هُوَ لِلْحَزِينِ اللِّيثِيِّ: نَزْر الكلامِ منَ الحَياءِ، تَخالُه ... ضَمِناً، وَلَيْسَ بِجِسْمِه سُقْمُ مُتَهَلِّل بِنَعَمْ، بِلَا مُتباعِد، ... سِيّانِ مِنْهُ الوَفْرُ والعُدْمُ عُقِمَ النِّساءُ فَلَنْ يَلِدْنَ شَبيهَه، ... إِنَّ النِّساءَ بمثْلِه عُقْمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَصِيحُ عَقَمَ اللهُ رحِمَها وعُقِمَت المرأَة، وَمَنْ قَالَ عَقُمَتْ أَوْ عَقِمَتْ قَالَ أَعْقَمَها اللهُ وعَقَمَها مِثْلُ أَحْزَنْتُه وحَزَنْتُه؛ وَأَنْشَدَ فِي العُقْمِ المَصْدر للمُخَبَّل السَّعْديّ: عُقِمَتْ فَناعَمَ نَبْتَه العُقْمُ

وَفِي الْحَدِيثِ: سَوْداءُ وَلُودٌ خيرٌ مِنْ حَسناءَ عَقيم. قَالَ ابْنُ الأَثير: والمرأَةُ عَقيمٌ ومَعْقومةٌ، والرجلُ عَقِيمٌ ومَعْقومٌ. وَفِي كَلَامِ الْحَاضِرَةِ: الرجالُ عندَهُ بُكْم، والنِّساءُ بمثلِه عُقْم. وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ مَعْقومةُ الرَّحِم كأَنها مَسْدودتُها. وَيُقَالُ: عُقِمَت المرأَة تُعْقَم عَقْماً وعَقِمَتْ تَعْقَمُ عَقَماً وعَقُمتْ تَعْقُم عُقْماً، وأَعقمَ اللهُ رَحِمَها فعُقِمتْ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. ورَحِمٌ معقومةٌ أَيْ مَسْدُودَةٌ لَا تَلِدُ وَمَصْدَرُهُ العَقْم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: تَلوِي بعِذْقِ خِصابٍ كُلَّمَا خَطَرَتْ ... عَنْ فَرْج مَعْقومةٍ لَمْ تَتَّبِعْ رُبَعا ورجلٌ عَقيمٌ وعَقامٌ: لَا يُولَد لَهُ، وَالْجَمْعُ عُقَماء وعِقامٌ وعَقْمى. وَامْرَأَةٌ عَقامٌ وَرَجُلٌ عَقامٌ إِذَا كَانَا سيِّئَي الخُلُق، وَمَا كَانَ عَقاماً وَلَقَدْ عَقُم: تَخَلَّقه؛ وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو: وأنتَ عَقامٌ لَا يُصابُ لَهُ هَوىً، ... وَذُو هِمَّةٍ فِي الْمَالِ، وَهُوَ مُضَيّعُ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ العَقِيم مِنْ سُوءِ الخُلُق: عَقُمَتْ. وَالدُّنْيَا عَقيمٌ أَيْ لَا ترُدُّ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، ويومُ الْقِيَامَةِ يومٌ عقِيم لأَنه لَا يومَ بعدَه؛ فَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: العقلُ عَقْلان، فأَما عَقْلُ صَاحِبِ الدُّنْيَا فعَقيمٌ، وَأَمَّا عقلُ صَاحِبِ الْآخِرَةِ فمُثْمِرٌ ، فالعقيمُ هَاهُنَا الَّذِي لَا يَنفعُ وَلَا يرُدُّ خَيْرًا عَلَى المثَل. والريحُ العقيمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ: هِيَ الدَّبورُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ؛ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الريحُ العقيمُ الَّتِي لَا يَكُونُ مَعَهَا لَقَحٌ أَيْ لَا تأْتي بِمَطَرٍ إِنَّمَا هِيَ ريحُ الإِهلاك، وَقِيلَ: هِيَ لَا تُلقِحُ الشَّجَرَ وَلَا تُنشِئُ سَحاباً وَلَا تَحْمِل مَطراً، عادَلوا بِهَا ضدَّها، وَهُوَ قَوْلِهِمْ: رِيحٌ لاقِحٌ أَيْ أَنَّهَا تُلْقِح الشجرَ وتُنشِئُ السَّحاب، وَجَاؤُوا بِهَا عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ وَلَهُ نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ. وَيُقَالُ: المُلْكُ عَقيمٌ لَا يَنْفَعُ فِيهِ نسَبٌ لأَن الأَبَ يقتُلُ ابنَه عَلَى المُلْك. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَقْتُلُ أَبَاهُ وأَخاه وعَمَّه فِي ذَلِكَ. والعَقْمُ: القَطْعُ، وَمِنْهُ قِيلَ: المُلك عَقيمٌ لأَنه تُقطعُ فِيهِ الأَرحام بِالْقَتْلِ والعُقوق. وَفِي الْحَدِيثِ: اليمينُ الْفَاجِرَةُ الَّتِي يُقْتَطعُ بِهَا مالُ المُسلمِ تَعْقِمُ الرَّحِم ؛ يُرِيدُ أَنَّهَا تَقْطع الصِّلة والمعروفَ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَحَرْبٌ عَقامٌ وعُقام وعَقيم: شَدِيدَةٌ لَا يَلوِي فِيهَا أَحدٌ عَلَى أَحَدٍ يَكْثُر فِيهَا القتلُ وتَبقى النِّسَاءُ أَيامى، ويومٌ عَقيمٌ وعُقام وعَقام كَذَلِكَ. وداءٌ عَقام وعُقام: لَا يَبرأُ، والضمُّ أَفْصحُ؛ قَالَتْ لَيْلَى: شَفاها منَ الداءِ العُقامِ الَّذِي بِهَا ... غُلامٌ، إِذَا هَزَّ القَناةَ سَقاها قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَقامُ الداءُ الَّذِي لَا يُبرَأُ مِنْهُ، وَقِيَاسُهُ الضَّمُّ إِلَّا أَنَّ الْمَسْمُوعَ هُوَ الْفَتْحُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ ذُو عُقْمِيَّاتٍ إِذَا كَانَ يُلَوِّي بخَصْمِه. والعَقامُ: اسمُ حيةٍ تَسْكُنُ البحْر، وَيُقَالُ: إِنَّ الأَسودَ مِنَ الْحَيَّاتِ يأْتي شطَّ الْبَحْرِ فيَصْفِر فَتَخْرُجُ إِلَيْهِ العقامُ فيتَلاوَيان ثُمَّ يَفْترِقان، فيذهبُ هَذَا فِي البرِّ وَتَرْجِعُ العَقامُ إِلَى الْبَحْرِ. وناقةٌ عَقامٌ: بازلٌ شَدِيدَةٌ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: وَإِنْ أَجْدَى أَظَلَّاها ومَرَّتْ ... لِمَنْهَلِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ «3» . أجدَى: منْ جَدِيّة الدَّمِ.

_ (3). قوله [لمنهلها] كذا في الأَصل تبعاً للمحكم، والذي في مادة جدي منه: لمنهبها، بالباء

والمَعاقِمُ: فِقَرٌ بَيْنَ الفَريدة والعَجْب فِي مُؤخَّر الصُّلب؛ قَالَ خُفافٌ: وخَيْلٍ تَنادَى لَا هَوادَةَ بَيْنها، ... شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ أَيْ لَيْسَ برَهِلٍ. والاعْتقامُ: الدُّخول فِي الأَمر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ حِينَ ذَكَرَ الْقِيَامَةَ وأَنّ اللهَ يَظهر للخَلْق قَالَ: فيَخِرُّ الْمُسْلِمُونَ سُجوداً لربِّ الْعَالَمِينَ وتُعْقَمُ أصلابُ الْمُنَافِقِينَ ، وَقِيلَ: الْمُشْرِكِينَ ، فَلَا يَسجدون أَيْ تَيْبَس مَفاصِلُهم وَتَصِيرُ مَشدودةً، فَتَبْقَى أصلابُهم طَبَقاً وَاحِدًا أَيْ تُعْقَد ويدخلُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ السُّجُودَ. وَيُقَالُ: عُقِمَتْ مَفاصِلُ يَدَيه ورجليْه إِذَا يَبِستْ. والمَعاقِمُ: الْمَفَاصِلُ. والمَعاقِمُ مِنَ الْخَيْلِ: الْمَفَاصِلُ، واحدُها مَعْقِمٌ، فالرُّسْغ عِنْدَ الْحَافِرِ مَعْقِمٌ، والرُّكْبة مَعْقِم، والعُرْقوب مَعْقِم، وسُمِّيت الْمَفَاصِلُ مَعاقِمَ لأَن بَعْضَهَا مُنْطبقٌ عَلَى بَعْضٍ. والاعتِقام: أَنْ يَحْفِروا الْبِئْرَ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْمَاءِ حَفَروا بِئْرًا صَغِيرَةً فِي وَسَطها حَتَّى يَصِلوا إِلَى الْمَاءِ فيَذُوقوه، فَإِنْ كَانَ عَذْباً وَسَّعوها وحفَروا بقيَّتَها، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَذْباً تَرَكُوهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا: بسَلْهَبَيْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا، ... إِذَا انتَحى مُعْتَقِماً أَوْ لجَّفا أَيْ بقَرْنَين طَوِيلَيْنِ أَيْ عَوَّجَ جِرابَ الْبِئْرِ يَمْنةً ويَسْرة. والاعتِقامُ: المُضِيُّ فِي الْحَفْرِ سُفْلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويأْتي يَعْتَقِمُ بِمَعْنَى يَقهَر؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ: يَعْتَقِمُ الأَجدالَ والخُصوما وَقَوْلُ الشَّاعِرِ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ: وماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ ... تَعَقَّمُ فِي جَوانِبه السِّباعُ أَيْ تحْتَفِر، وَيُقَالُ: ترَدَّدُ. وعاقَمْت فُلَانًا إِذَا خاصمْته. والعَقْمُ: المِرْطُ الأَحمر، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ ثَوْبٍ أَحْمَرَ. والعَقْمُ: ضرْب مِنَ الوَشْي، الْوَاحِدَةُ عَقْمةٌ وَيُقَالُ عِقْمة؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَلْقَمَةَ بْنِ عبَدة: عَقْماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه، ... كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العقْمةُ ضرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْهَوَادِجِ مُوَشّىً، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ ضُروب مِنَ اللَّبَنِ بيضٌ وحُمْر، وَقِيلَ: العِقْمة جَمْعُ عَقْمٍ كشَيخٍ وشِيخةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ للوَشْي عِقْمة لأَن الصَّانِعَ كَانَ يعمَلُ، فَإِذَا أَراد أَنْ يَشِيَ بِغَيْرِ ذَلِكَ اللَّوْنِ لَواه فأَغمَضه وأَظهر مَا يُريد عَمَلَهُ. وَكَلَامٌ عُقْمِيٌّ: قديمٌ قَدْ دَرَسَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والعُقِمِيُّ مِنَ الْكَلَامِ: غريبُ الْغَرِيبِ والعُقْمِيُّ [العِقْمِيُ]: كَلَامٌ عَقيم لَا يُشتقُّ مِنْهُ فِعْل. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَعالِمٌ بعُقْمِيِّ الكلام وعُقْبيّ الْكَلَامِ وَهُوَ غَامِضُ الْكَلَامِ الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ، وَهُوَ مِثْلُ النَّوَادِرِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلت رَجُلًا مِنْ هُذَيل عَنْ حَرْفٍ غَرِيبٍ فَقَالَ: هَذَا كَلَامٌ عُقْمِيٌّ، يَعْنِي أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُعرَفُ اليومَ، وَقِيلَ: عُقْمِيُّ الْكَلَامِ أَيْ قديمُ الْكَلَامِ. وكلامٌ عُقْمِيٌّ وعِقْمِيٌّ أَي غامضٌ. والعُقْميُّ: الرجلُ القديمُ «1» الكرمِ والشرفِ. والتَّعاقُمُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعدَ مرةٍ، وَقِيلَ: الْمِيمَ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ بَاءِ التعاقُبِ. والمَعْقِمُ أَيضاً: عُقْدَةٌ في التِّبْن.

_ (1). قوله [والعقميّ الرجل القديم إلخ] ضبط في الأَصل بالضم وبه صرح في القاموس، وضبط في التهذيب والتكملة بالفتح

عكم: عَكَمَ المتاعَ يَعْكِمُه عَكْماً: شدَّه بِثَوْبٍ، وَهُوَ أَن يبسُطَه ويجعلَ فِيهِ المتاعَ ويَشُدَّه ويُسَمَّى حِينَئِذٍ عِكْماً. والعِكامُ: مَا عُكِمَ بِهِ، وَهُوَ الحَبْلُ الَّذِي يُعْكَمُ عَلَيْهِ. والعِكْمُ: عِكْمُ الثِّيابِ «1» الَّذِي تُشَدُّ بِهِ العَكَمةُ، وَالْجَمْعُ عُكُمٌ. والعِكْمُ: كالعِكام. وَفِي حَدِيثِ أَبِي رَيْحانَة: أَنَّهُ نَهى عَنِ المُعاكَمةِ ، وفَسَّرها الطَّحَاوِيُّ بِضَمِّ الشَّيْءِ إِلَى الشَّيْءِ. يُقَالُ: عَكَمْتُ الثِّيابَ إِذَا شددْت بعضَها إِلَى بَعْضٍ، يريدُ بِهَا أَنْ يجتمعَ الرجُلانِ أَوِ المرأَتانِ عاريَيْنِ لَا حاجزَ بَيْنَ بَدَنَيْهِما؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَا يُفْضي الرجلُ إِلَى الرجلِ وَلَا المرأَةُ إِلى المرأَةِ. والعِكْمُ: العِدْلُ مَا دامَ فِيهِ المتاعُ. والعِكْمانِ: عِدْلانِ يُشَدّانِ عَلَى جَانِبَيِ الهَوْدَجِ بثوبٍ، وجمعُ كلِّ ذَلِكَ أَعْكامٌ، لَا يُكَسَّرُ إلَّا عَلَيْهِ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ قَوْلُهُمْ: هُما كعِكْمَي العَيْرِ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلَيْنِ يَتَساوَيانِ فِي الشَّرَف؛ وَيُرْوَى هَذَا الْمَثَلُ عَنْ هَرِم بْنِ سِنانٍ أَنَّهُ قَالَهُ لعلقمةَ وَعَامِرٍ حِينَ تَنافَرا إِلَيْهِ فَلَمْ يُنَفِّر وَاحِدًا مِنْهُمَا عَلَى صاحِبه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زرعٍ: عُكُومُها رَداحٌ وبَيتُها فَيَّاحٌ ؛ أَبُو عُبَيْدٍ: العُكومُ الأَحْمالُ والأَعْدالُ الَّتِي فِيهَا الأَوْعِية مِنْ صُنوفِ الأَطْعِمة وَالْمَتَاعِ، واحدُها عِكْمٌ، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: نُفاضةٌ كنُفاضةِ العِكْم. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لخَدَمِهم يَوْمَ الظَّعْن اعْتَكِموا؛ وَقَدِ اعْتَكَمُوا إِذَا سَوَّوُا الأَعْدالَ ليشُدُّوها عَلَى الحَمُولةِ. وَقَالَ الأَزهري: كلُّ عِدْلٍ عِكْمٌ، وجمعهُ أَعْكامٌ وعُكومٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ اعْكُمْني وأَعْكِمْني، فَمَعْنَى اعْكُمْني أَي اعْكُمْ لِي وَيَجُوزُ بِكَسْرِ الْكَافِ، وأَما أَعْكِمْني بقطْع الأَلف فَمَعْنَاهُ أَعِنِّي عَلَى العَكْم، وَمِثْلُهُ احْلُبْني أَي احْلُبْ لِي، وأَحْلِبْني أَيْ أَعِنِّي عَلَى الحَلْب. وعَكَمْتُ الرجلَ العِكْمَ إِذَا عَكَمْتَه لَهُ، مِثْلَ قَوْلِكَ حَلَبْتُه الناقةَ أَيْ حلَبتُها لَهُ. والعِكْمُ: الكارةُ، والجمعُ عُكومٌ. ووقعَ المُصْطَرِعانِ عِكْمَيْ عَيْرٍ وكعِكْمَيْ عَيْرٍ: وَقَعا مَعاً لَمْ يَصْرعْ أحدُهما صاحِبَه. وأَعْكَمَه العِكْمَ: أَعانَه عَلَيْهِ. وعَكَمَ البعيرَ يَعْكِمهُ عَكْماً: شدَّ عَلَيْهِ العِكْمَ. ورجلٌ مُعَكَّمٌ صُلْبُ: اللحمِ كثيرُ المَفاصِلِ، شُبِّهَ بالعِكْم. وعَكَمَ البعيرَ يَعْكِمُه عَكْماً: شَدَّ فاهُ، والعِكامُ مَا شُدَّ بِهِ، وَالْجَمْعُ عُكُمٌ. والعِكْمُ: النَّمَطُ تَجْعَلُهُ المرأَةُ كالوِعاء تَدَّخِرُ فِيهِ مَتاعَها؛ قَالَ مُزَرِّد: ولَمَّا غَدَتْ أُمّي تُحَيِّي بَناتِها، ... أَغَرْتُ عَلَى العِكْمِ الَّذِي كَانَ يُمْنَعُ خَلَطْتُ بِصاعِ الأَقْطِ صاعَيْنِ عَجْوَةً ... إِلَى صاعِ سَمْنٍ، وَسْطَهُ يَتَرَيَّعُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: وسَيَجِدُ أَحدُكم امرأَتَه قَدْ مَلأَت عِكْمَها مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ ؛ والعِكْمُ: داخلُ الجَنْبِ عَلَى المَثَل بالعِكْمِ النَّمَطِ؛ قَالَ الحُطَيْئة: نَدِمْتُ عَلَى لِسانٍ كَانَ مِنِّي، ... وَدِدْتُ بِأَنَّه فِي جَوْفِ عِكْمِ وَيُرْوَى: فَلَيْتَ بأَنَّه، وفَلَيْتَ بَيانَه. وعَكْمة البَطْنِ: زاويتُه كالهَزْمةِ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الجَحْدَ فَقَالُوا: مَا بَقِيَ فِي بَطْن الدابَّة هَزْمةٌ وَلَا عَكْمةٌ إلَّا امْتلأَت؛ وأَنشد: حَتَّى إِذَا مَا بَلَّتِ العُكُوما ... مِن قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزُوما

_ (1). قوله [والعكم عكم الثياب إلخ] هي عبارة التهذيب والتكملة، وبقيتها: والعكمتان بالتحريك تشدان من جانبي الهودج بثوب

والجمعُ عُكُومٌ كصَخْرةٍ وصُخُور. وعَكَمَه عَنْ زِيارته يَعْكِمهُ عَكْماً: صَرَفَه عَنْ زِيارتهِ. والعَكُوم: المُنْصَرَفُ. وَمَا عِنْدَه عَكُومٌ أَيْ مَصْرِفٌ. وعُكِمَ عَنْ زِيارتِنا يُعْكَمُ أَيضاً: رُدَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولاحَتْه مِنْ بَعْدِ الجُزوءِ ظَماءةٌ ... وَلَمْ يكُ عنْ وِرْدِ المِياهِ عَكُومُ وعكَمَ عَلَيْهِ يَعْكِمُ: كَرَّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فجالَ وَلَمْ يَعْكِمْ لوِرْدٍ مُقَلِّصٍ أَيْ هَرَب وَلَمْ يَكُرَّ. وَقَالَ شَمِرٌ: يكونُ عَكَم فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنَى انْتَظَر كأَنه قَالَ فجالَ وَلَمْ يَنْتظِرْ؛ وأَنشد بَيْتِ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ: أَزُهَيْرَ، هَلْ عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَعْكِمِ، ... أَمْ لَا خُلودَ لِبازلٍ مُتَكَرِّمِ؟ أَرَادَ زُهَيْرَة ابنتَه، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: هَلْ عَنْ شَيْبةٍ مِنْ مَعْكِم أَيْ مَعْدِل ومَصْرف. وعَكَمَ يَعْكِمُ: انْتَظَر. وَمَا عَكَمَ عَنْ شَتْمي أَيْ مَا تأَخَّرَ. والعَكْمُ: الانْتظارُ؛ قَالَ أَوس: فَجالَ وَلَمْ يَعْكِمْ، وشَيَّعَ أَمْرَه ... بمُنْقَطَعِ الغَضْراءِ شدٌّ مُؤالِف أَيْ لَمْ يَنْتَظِرْ؛ يَقُولُ: هرَب وَلَمْ يَكُرّ. وَفِي الْحَدِيثِ: ما عَكَمَ ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ الإِسْلامُ أَيْ مَا تَحبَّسَ وَمَا انْتظرَ وَلَا عدَلَ. والعِكْمُ: بَكَرَةُ الْبِئْرِ؛ وَأَنْشَدَ: وعُنُقٍ مِثْل عَمُود السَّيْسَبِ، ... رُكِّبَ فِي زَوْرٍ وَثِيقِ المَشْعَبِ كالعِكْمِ بَيْنَ القامتَيْنِ المُنْشَبِ وعَكَّمَتِ الإِبلُ تَعْكِيماً: سَمِنتْ وحَمَلتْ شَحْماً عَلَى شَحْمٍ. وَرَجُلٌ مِعْكَمٌ، بالكسرة: مُكْتنِزُ اللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْغُلَامِ الشابِلِ والشابِنِ المُنَعَّمِ مُعَكَّمٌ ومُكَنَّلٌ ومُصَدَّرٌ وكُلْثُومٌ وحِضَجْرٌ. عكرم: عِكْرِمةُ، مَعْرِفَةٌ: الأُنْثى مِنَ الطَّيْرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ساقُ حُرّ، وَقِيلَ: العِكْرِمةُ الحَمامةُ الأُنثى. وعِكْرِمةُ: اسمُ رَجُلٍ وَهُوَ مِنْهُ؛ فأَما قَوْلُهُ: خُذُوا حِذْرَكُمْ، يَا آلَ عِكرِمَ، واذكُروا ... أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ فَإِنَّهُ رَخَّم وحَذَف الْهَاءَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ اضْطِرَارًا. الْجَوْهَرِيُّ: عِكْرِمةُ أَبُو قَبيلةٍ وَهُوَ عِكْرمة بْنُ حَصَفَة بن قيس عَيْلان. عكسم: العُكْسومُ: الحِمارُ، حِمْيَرِيَّة. علم: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ العَلِيم والعالِمُ والعَلَّامُ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ، وَقَالَ: عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ* ، وَقَالَ: عَلَّامُ الْغُيُوبِ* ، فَهُوَ اللهُ العالمُ بِمَا كَانَ وَمَا يكونُ قَبْلَ كَوْنِه، وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أَنْ يَكُونَ، لَمْ يَزَل عالِماً وَلَا يَزالُ عَالِمًا بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ خافيةٌ فِي الأَرض وَلَا فِي السَّمَاءِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أحاطَ عِلْمُه بِجَمِيعِ الأَشياء باطِنِها وظاهرِها دقيقِها وجليلِها عَلَى أَتَمِّ الإِمْكان. وعَليمٌ، فَعِيلٌ: مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالِغَةِ. وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ للإِنسان الَّذِي عَلَّمه اللهُ عِلْماً مِنَ العُلوم عَلِيم، كَمَا قَالَ يُوسُفُ للمَلِك: إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ . وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ : فأَخبر عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ مِنْ عبادِه مَنْ يَخْشَاهُ، وَأَنَّهُمْ هُمُ العُلمَاء، وَكَذَلِكَ صِفَةُ يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَانَ عَلِيمًا بأَمْرِ رَبِّهِ وأَنه

وَاحِدٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إِلَى مَا عَلَّمه اللَّهُ مِنْ تأْويل الأَحاديث الَّذِي كَانَ يَقْضِي بِهِ عَلَى الْغَيْبِ، فَكَانَ عَلِيمًا بِمَا عَلَّمه اللهُ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المُقْري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ ، قَالَ: لَذُو عَمَلٍ بِمَا عَلَّمْناه، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِمَّن سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنِ ابْنِ عُيَيْنةَ، قلتُ: حَسْبي. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الْعِلْمُ بِكَثْرَةِ الْحَدِيثِ وَلَكِنَّ العِلْم بالخَشْية ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُؤَيِّدُ مَا قَالَهُ قولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ . وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العالمُ الَّذِي يَعْملُ بِمَا يَعْلَم، قَالَ: وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ ابْنِ عُيَيْنَةَ. والعِلْمُ: نقيضُ الْجَهْلِ، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هُوَ نَفْسُه، وَرَجُلٌ عالمٌ وعَلِيمٌ مِنْ قومٍ عُلماءَ فِيهِمَا جَمِيعًا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَقُولُ عُلَماء مَنْ لَا يَقُولُ إِلَّا عالِماً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لمَّا كَانَ العِلْم قَدْ يَكُونُ الْوَصْفُ بِهِ بعدَ المُزاوَلة لَهُ وطُولِ المُلابسةِ صَارَ كَأَنَّهُ غريزةٌ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى أَوَّلِ دُخُولِهِ فِيهِ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مُتعلِّماً لَا عالِماً، فَلَمَّا خَرَجَ بِالْغَرِيزَةِ إِلَى بَابِ فَعُل صَارَ عالمٌ فِي الْمَعْنَى كعَليمٍ، فكُسِّرَ تَكْسيرَه، ثُمَّ حملُوا عَلَيْهِ ضدَّه فَقَالُوا جُهَلاء كعُلَماء، وَصَارَ عُلَماء كَحُلَماء لأَن العِلمَ محْلَمةٌ لِصَاحِبِهِ، وَعَلَى ذَلِكَ جَاءَ عَنْهُمْ فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كَانَ الفُحْشُ مِنْ ضُرُوبِ الْجَهْلِ وَنَقِيضًا للحِلْم، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وجمعُ عالمٍ عُلماءُ، وَيُقَالُ عُلّام أَيْضًا؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكَم: ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي، ... سَواءٌ عِنْدَ عُلّام الرِّجالِ وعَلّامٌ وعَلّامةٌ إِذَا بَالَغْتَ فِي وَصْفِهِ بالعِلْم أَيْ عَالِمٌ جِداً، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ دَاهِيَةً مِنْ قَوْمٍ عَلّامِين، وعُلّام مِنْ قَوْمٍ عُلّامين؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً: عَرَفْتُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه، وعَلُم وفَقُه أَيْ سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ. والعَلّامُ والعَلّامةُ: النَّسَّابةُ وَهُوَ مِنَ العِلْم. قَالَ ابْنُ جِنِّي: رَجُلٌ عَلّامةٌ وَامْرَأَةٌ عَلّامة، لَمْ تَلْحَقِ الْهَاءُ لتأْنيث الموصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، وَإِنَّمَا لَحِقَتْ لإِعْلام السَّامِعِ أَنَّ هَذَا الموصوفَ بِمَا هِيَ فِيهِ قَدْ بلَغ الغايةَ والنهايةَ، فَجَعَلَ تأْنيث الصِّفَةِ أَمارةً لِمَا أُريدَ مِنْ تأْنيث الْغَايَةِ والمُبالغَةِ، وسواءٌ كَانَ الموصوفُ بِتِلْكَ الصِّفَةِ مُذَكَّراً أَوْ مُؤَنَّثًا، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْهَاءَ لَوْ كَانَتْ فِي نَحْوِ امْرَأَةٍ عَلّامة وفَرُوقة وَنَحْوِهِ إِنَّمَا لَحِقت لأَن الْمَرْأَةَ مُؤَنَّثَةٌ لَوَجَبَ أَنْ تُحْذَفَ فِي المُذكَّر فَيُقَالُ رَجُلٌ فَروقٌ، كَمَا أَنَّ الْهَاءَ فِي قَائِمَةٍ وظَريفة لَمَّا لَحِقَتْ لتأْنيث الْمَوْصُوفِ حُذِفت مَعَ تَذْكِيرِهِ فِي نَحْوِ رَجُلٍ قَائِمٍ وَظَرِيفٍ وَكَرِيمٍ، وَهَذَا وَاضِحٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ* الَّذِي لَا يَعْلَمُه إِلَّا اللَّهُ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ. وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إِيَّاهُ فتعلَّمه، وَفَرَّقَ سِيبَوَيْهِ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: عَلِمْتُ كأَذِنْت، وأَعْلَمْت كآذَنْت، وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم، وَلَيْسَ التشديدُ هُنَا لِلتَّكْثِيرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أَيْ مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ أَيْ لَهُ مَنْ يُعَلِّمُه. ويقالُ: تَعلَّمْ فِي مَوْضِعِ اعْلَمْ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: تَعَلَّمُوا أَنَّ رَبَّكم لَيْسَ بأَعور بِمَعْنَى اعْلَمُوا، وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يَرَى أحدٌ مِنْكُمْ رَبَّه حَتَّى يَمُوتَ ، كُلُّ هَذَا بِمَعْنَى اعْلَمُوا؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً ... قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلاب

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لمعديكرِب بن الحرث بْنِ عَمْرِو بْنِ حُجْر آكِلِ المُرار الكِنْدي الْمَعْرُوفُ بغَلْفاء يَرْثي أَخَاهُ شُرَحْبِيل، وَلَيْسَ هُوَ لِعَمْرِو بْنِ معديكرب الزُّبَيدي؛ وَبَعْدَهُ: تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ، ... وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّباب قَالَ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ تَعَلَّمْ بِمَعْنَى اعْلَمْ إِلَّا فِي الأَمر؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً وقول الحرث بْنِ وَعْلة: فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُمْ قَالَ: واسْتُغْني عَنْ تَعَلَّمْتُ بِعَلِمْتُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَعَلَّمْتُ أَنَّ فُلَانًا خَارِجٌ بِمَنْزِلَةِ عَلِمْتُ. وتعالَمَهُ الجميعُ أَيْ عَلِمُوه. وعالَمَهُ فَعَلَمَه يَعْلُمُه، بِالضَّمِّ: غَلَبَهُ بالعِلْم أَيْ كَانَ أعْلَم مِنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا كُنْتُ أُراني أَن أَعْلُمَه؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الْبَابِ بِالْكَسْرِ فِي يَفْعلُ فَإِنَّهُ فِي بَابِ الْمُغَالَبَةِ يَرْجِعُ إِلَى الرَّفْعِ مِثْلَ ضارَبْتُه فَضَرَبْتُهُ أضْرُبُه. وعَلِمَ بِالشَّيْءِ: شَعَرَ. يُقَالُ: مَا عَلِمْتُ بِخَبَرِ قُدُومِهِ أَيْ مَا شَعَرْت. وَيُقَالُ: اسْتَعْلِمْ لِي خَبَر فُلَانٍ وأَعْلِمْنِيه حَتَّى أَعْلَمَه، واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إِيَّاهُ. وعَلِمَ الأَمرَ وتَعَلَّمَه: أَتقنه. وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِذَا قِيلَ لَكَ اعْلَمْ كَذَا قُلْتَ قَدْ عَلِمْتُ، وَإِذَا قِيلَ لَكَ تَعَلَّمْ لَمْ تَقُلْ قَدْ تَعَلَّمْتُ؛ وَأَنْشَدَ: تَعَلَّمْ أنَّهُ لَا طَيْرَ إِلَّا ... عَلى مُتَطَيِّرٍ، وَهِيَ الثُّبُور وعَلِمْتُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَلِذَلِكَ أَجازوا عَلِمْتُني كَمَا قَالُوا ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني. تَقُولُ: عَلِمْتُ عَبْدَ اللَّهِ عَاقِلًا، وَيَجُوزُ أَنْ تَقُولَ عَلِمْتُ الشَّيْءَ بِمَعْنَى عَرَفْته وخَبَرْته. وعَلِمَ الرَّجُلَ: خَبَرَه، وأَحبّ أَنْ يَعْلَمَه أَيْ يَخْبُرَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ . وَأَحَبَّ أَنْ يَعْلَمه أَيْ أَنْ يَعْلَمَ مَا هُوَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ . قَالَ الأَزهري: تَكَلَّمَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، قَالَ: وأبْيَنُ الْوُجُوهِ الَّتِي تأوَّلوا أَنَّ الملَكين كَانَا يُعَلِّمانِ الناسَ وَغَيْرَهُمْ مَا يُسْأَلانِ عَنْهُ، ويأْمران بِاجْتِنَابِ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ وطاعةِ اللَّهِ فِيمَا أُمِروا بِهِ ونُهُوا عَنْهُ، وَفِي ذَلِكَ حِكْمةٌ لأَن سَائِلًا لَوْ سَأَلَ: مَا الزِّنَا وَمَا اللِّوَاطُ؟ لَوَجَبَ أَنْ يُوقَف عَلَيْهِ وَيُعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ، فَكَذَلِكَ مجازُ إِعْلَامِ المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ بِاجْتِنَابِهِ بَعْدَ الإِعلام. وَذُكِرَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنَّهُ قَالَ: تَعَلَّمْ بِمَعْنَى اعْلَمْ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ أَنَّ السَّاحِرَ يَأْتِي الْمَلَكَيْنِ فَيَقُولُ: أخْبراني عَمَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ حَتَّى أَنْتَهِيَ، فَيَقُولَانِ: نَهَى عَنِ الزِّنَا، فَيَسْتَوْصِفُهما الزِّنَا فيَصِفانِه فيقول: وعمَّا ذا؟ فَيَقُولَانِ: وَعَنِ اللِّوَاطِ، ثُمَّ يقول: وعَمَّا ذا؟ فَيَقُولَانِ: وَعَنِ السِّحْرِ، فَيَقُولُ: وَمَا السِّحْرُ؟ فَيَقُولَانِ: هُوَ كَذَا، فَيَحْفَظُهُ وَيَنْصَرِفُ، فَيُخَالِفُ فَيَكْفُرُ، فَهَذَا مَعْنَى يُعلِّمان إِنَّمَا هُوَ يُعْلِمان، وَلَا يَكُونُ تَعْلِيمُ السِّحْرِ إِذَا كَانَ إعْلاماً كُفْرًا، وَلَا تَعَلُّمُه إِذَا كَانَ عَلَى مَعْنَى الْوُقُوفِ عَلَيْهِ لِيَجْتَنِبَهُ كُفْرًا، كَمَا أَنَّ مَنْ عَرَفَ الزِّنَا لَمْ يأْثم بِأَنَّهُ عَرَفه إِنَّمَا يأْثم بِالْعَمَلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: إِنَّهُ جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأَن يُذْكَر، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَّمَهُ الْبَيانَ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ عَلَّمَه الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ

بَيانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَّمَهُ البيانَ جَعَلَهُ مميَّزاً، يَعْنِي الإِنسان، حَتَّى انْفَصَلَ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ: عَشْرُ ذِي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَعْلِيلُهَا فِي ذِكْرِ الأَيام الْمَعْدُودَاتِ، وَأَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ مُنْكِرًا فَقَالَ: والأَيام المعلوماتُ عَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَلَا يُعْجِبني. ولقِيَه أَدْنَى عِلْمٍ أَيْ قبلَ كُلِّ شَيْءٍ. والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة: الشَّقُّ فِي الشَّفة العُلْيا، وَقِيلَ: فِي أَحَدِ جَانِبَيْهَا، وَقِيلَ: هُوَ أَن تنشقَّ فتَبينَ. عَلِمَ عَلَماً، فَهُوَ أَعْلَمُ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً، مِثْلُ كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً: شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا، وَهُوَ الأَعْلمُ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ أَعْلَمُ لِعَلَمٍ فِي مِشْفَرِه الأَعلى، وَإِنْ كَانَ الشَّقُّ فِي الشَّفَةِ السُّفْلَى فَهُوَ أَفْلَحُ، وَفِي الأَنف أَخْرَمُ، وَفِي الأُذُن أَخْرَبُ، وَفِي الجَفْن أَشْتَرُ، وَيُقَالُ فِيهِ كلِّه أَشْرَم. وَفِي حَدِيثِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ كَانَ أَعْلمَ الشَّفَةِ ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العَلْمُ مَصْدَرُ عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً، وَالشَّفَةُ عَلْماء. والعَلَمُ: الشَّقُّ فِي الشَّفَةِ العُلْيا، والمرأَة عَلْماء. وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً: وَسَمَهُ. وعَلَّمَ نَفسَه وأَعْلَمَها: وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ. وَرَجُلٌ مُعْلِمٌ إِذَا عُلِم مكانهُ فِي الْحَرْبِ بعَلامةٍ أَعْلَمَها، وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بَدْرٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَتَعَرَّفوني، إنَّني أَنَا ذاكُمُ ... شاكٍ سِلاحِي، فِي الحوادِثِ، مُعلِمُ وأَعْلَمَ الفارِسُ: جَعَلَ لِنَفْسِهِ عَلامةَ الشُّجعان، فَهُوَ مُعْلِمٌ؛ قَالَ الأَخطل: مَا زالَ فِينَا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً، ... وَفِي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ مُعْلِمَةً، بِكَسْرِ اللَّامِ. وأَعْلَم الفَرَسَ: عَلَّقَ عَلَيْهِ صُوفاً أَحْمَرَ أَوْ أَبْيَضَ فِي الْحَرْبِ. وَيُقَالُ عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً، وَذَلِكَ إِذَا لُثْتَها عَلَى رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بِهَا عِمَّتُك؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشيَّةً ... دُبَيْرِيَّةً، يَعْلِمْنَ فِي لوْثها عَلْما وقَدَحٌ مُعْلَمٌ: فِيهِ عَلامةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ والعَلامةُ: السِّمَةُ، وَالْجَمْعُ عَلامٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إلَّا بِإِلْقَاءِ الْهَاءِ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقاما ... بِسَلْمَى، أَوْ عَرَفْت بِهَا عَلاما والمَعْلَمُ مكانُها. وَفِي التَّنْزِيلِ فِي صِفَةِ عِيسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَكْثَرِ الْقُرَّاءِ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ ؛ الْمَعْنَى أَنَّ ظُهُورَ عِيسَى وَنُزُولَهُ إِلَى الأَرض عَلامةٌ تَدُلُّ عَلَى اقْتِرَابِ السَّاعَةِ. وَيُقَالُ لِما يُبْنَى فِي جَوادِّ الطَّرِيقِ مِنَ الْمَنَازِلِ يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى الطَّرِيقِ: أَعْلامٌ، وَاحِدُهَا عَلَمٌ. والمَعْلَمُ: مَا جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق وَالْحُدُودِ مِثْلَ أَعلام الحَرَم ومعالِمِه الْمَضْرُوبَةِ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَكُونُ الأَرض يَوْمَ الْقِيَامَةِ كقُرْصَة النَّقيِّ لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأَحد ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: المَعْلَمُ الأَثر. والعَلَمُ: المَنارُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يَكُونُ بَيْنَ الأَرْضَيْنِ. والعَلامة والعَلَمُ: شَيْءٌ يُنْصَب فِي الفَلَوات تَهْتَدِي بِهِ الضالَّةُ. وَبَيْنَ الْقَوْمِ أُعْلُومةٌ: كعَلامةٍ؛ عَنْ أَبِي العَمَيْثَل الأَعرابي. وقوله تعالى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ

كَالْأَعْلامِ؛ قَالُوا: الأَعْلامُ الجِبال. والعَلَمُ: العَلامةُ. والعَلَمُ: الْجَبَلُ الطَّوِيلُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَلَمُ الْجَبَلُ فَلَمْ يَخُصَّ الطويلَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذَا قَطَعْنَ عَلَماً بَدا عَلَم، ... حَتَّى تناهَيْنَ بِنَا إِلَى الحَكَم خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّهَم، ... فِي ضِئْضِئِ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم وَفِي الْحَدِيثِ: لَيَنْزِلَنَّ إِلَى جَنْبِ عَلَم ، وَالْجَمْعُ أَعْلامٌ وعِلامٌ؛ قَالَ: قَدْ جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ، ... واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَوِّضُ قَالَ كُرَاعٌ: نَظِيرُهُ جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ، وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال، وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام. واعْتَلَمَ البَرْقُ: لَمَعَ فِي العَلَمِ؛ قَالَ: بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه، ... بَلْ لَا يُرى إلَّا إِذَا اعْتَلَمَا خَزَمَ فِي أَوَّل النِّصْفِ الثَّانِي؛ وَحُكْمُهُ: لَا يُرَى إِلَّا إِذَا اعْتَلَما والعَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، وعَلَمهُ رَقْمُه فِي أَطْرَافِهِ. وَقَدْ أَعْلَمَه: جَعَلَ فِيهِ عَلامةً وجعَلَ لَهُ عَلَماً. وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ، فَهُوَ مُعْلِمٌ، والثوبُ مُعْلَمٌ. والعَلَمُ: الرَّايَةُ الَّتِي تَجْتَمِعُ إِلَيْهَا الجُنْدُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُعْقَد عَلَى الرُّمْحِ؛ فأَما قَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: يَشُجُّ بِهَا عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّفاً، ... وأَمَّا إِذَا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها فَإِنَّ ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ فِيهِ: يَنْبَغِي أَنْ يُحْمَلَ عَلَى أَنه أَراد عَلَمُها، فأَشبع الْفَتْحَةَ فنشأَت بَعْدَهَا أَلِفٌ كَقَوْلِهِ: ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ يُرِيدُ بمُنْتزَح. وأَعلامُ القومِ: سَادَاتُهُمْ، عَلَى الْمَثَلِ، الواحدُ كَالْوَاحِدِ. ومَعْلَمُ الطَّرِيقِ: دَلالتُه، وَكَذَلِكَ مَعْلَم الدِّين عَلَى الْمَثَلِ. ومَعْلَم كلِّ شَيْءٍ: مظِنَّتُه، وَفُلَانٌ مَعلَمٌ لِلْخَيْرِ كَذَلِكَ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلَى الوَسْم والعِلْم، وأَعلَمْتُ عَلَى مَوْضِعِ كَذَا مِنَ الْكِتَابِ عَلامةً. والمَعْلَمُ: الأَثرُ يُستَدَلُّ بِهِ عَلَى الطَّرِيقِ، وَجَمْعُهُ المَعالِمُ. والعالَمُون: أَصْنَافُ الخَلْق. والعالَمُ: الخَلْق كلُّه، وَقِيلَ: هُوَ مَا احْتَوَاهُ بطنُ الفَلك؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فخِنْدِفٌ هامةَ هَذَا العالَمِ جَاءَ بِهِ مَعَ قَوْلِهِ: يَا دارَ سَلْمى يَا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي فأَسَّسَ هَذَا الْبَيْتَ وَسَائِرُ أَبْيَاتِ الْقَصِيدَةِ غَيْرُ مؤسَّس، فعابَ رؤبةُ عَلَى أَبِيهِ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ ذَهَبَ عَنْكَ أَبا الجَحَّاف مَا فِي هَذِهِ، إِنَّ أَباك كَانَ يَهْمِزُ العالمَ والخاتمَ، يَذْهَبُ إِلَى أَن الْهَمْزَ هَاهُنَا يُخْرِجُهُ مِنَ التأْسيس إِذْ لَا يَكُونُ التأْسيس إِلَّا بالأَلف الْهَوَائِيَّةِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْهُمْ: بَأْزٌ، بِالْهَمْزِ، وَهَذَا أَيضاً مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ حَكَى بَعْضُهُمْ: قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحلَّأْتُ السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بِالْحَجِّ، وَهُوَ كُلُّهُ شَاذٌّ لأَنه لَا أَصْلُ لَهُ فِي الْهَمْزِ، وَلَا وَاحِدَ للعالَم مِنْ لَفْظِهِ لأَن عالَماً جَمَعَ أَشياء مُخْتَلِفَةً، فَإِنْ جُعل عالَمٌ اسْمًا لِوَاحِدٍ مِنْهَا صَارَ جَمْعًا لأَشياء مُتَّفِقَةٍ، وَالْجَمْعُ عالَمُون، وَلَا يُجْمَعُ شَيْءٌ عَلَى فاعَلٍ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ إِلَّا هَذَا، وَقِيلَ: جَمْعُ العالَم الخَلقِ العَوالِم. وَفِي التَّنْزِيلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَبِّ الْجِنِّ والإِنس، وَقَالَ قَتَادَةُ: رَبُّ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ.

قَالَ الأَزهري: الدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً؛ وَلَيْسَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَذِيرًا لِلْبَهَائِمِ وَلَا لِلْمَلَائِكَةِ وَهُمْ كُلُّهُمْ خَلق اللَّهِ، وَإِنَّمَا بُعث مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَذِيرًا لِلْجِنِّ والإِنس. وَرُوِيَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ قَالَ: لِلَّهِ تَعَالَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ألفَ عالَم، الدُّنْيَا مِنْهَا عالَمٌ وَاحِدٌ، وَمَا العُمران فِي الْخَرَابِ إِلَّا كفُسْطاطٍ فِي صَحْرَاءَ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى العالمِينَ كُلَّ مَا خَلق اللَّهُ، كَمَا قَالَ: وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ جَمْعُ عالَمٍ، قَالَ: وَلَا وَاحِدَ لعالَمٍ مِنْ لَفْظِهِ لأَن عالَماً جَمَعَ أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً، فَإِنْ جُعل عالَمٌ لِوَاحِدٍ مِنْهَا صَارَ جَمْعًا لأَشياء مُتَّفِقَةٍ. قَالَ الأَزهري: فَهَذِهِ جُمْلَةُ مَا قِيلَ فِي تَفْسِيرِ العالَم، وَهُوَ اسْمٌ بُنِيَ عَلَى مِثَالِ فاعَلٍ كَمَا قَالُوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ. والعُلامُ: الباشِق؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْجَوَارِحِ، قَالَ: وَأَمَّا العُلَّامُ، بِالتَّشْدِيدِ، فَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه الحِنَّاءُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَحَكَاهُمَا جَمِيعًا كُرَاعٌ بِالتَّخْفِيفِ؛ وَأَمَّا قَوْلُ زُهَيْرٍ فِيمَنْ رَوَاهُ كَذَا: حَتَّى إِذَا مَا هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لَهَا ... طارَتْ، وَفِي كَفِّه مِنْ ريشِها بِتَكُ فَإِنَّ ابْنَ جِنِّي رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَعْبَدِيِّ عَنِ ابْنِ أُخت أَبي الْوَزِيرِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: العُلام هُنَا الصَّقْر، قَالَ: وَهَذَا مِنْ طَريف الرِّوَايَةِ وَغَرِيبِ اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ أَحد يَقُولُ إِنَّ العُلَّامَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلَّا الطَّائِيَّ؛ قَالَ: ....... يَشْغَلُها ... عَنْ حاجةِ الحَيِّ عُلَّامٌ وتَحجِيلُ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ «2» مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الْبَاشَقِ بِالتَّخْفِيفِ. والعُلامِيُّ: الرَّجُلُ الْخَفِيفُ الذكيُّ مأْخوذ مِنَ العُلام. والعَيْلَمُ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ العَيالِمِ الخُسُف وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِحَافِرِ الْبِئْرِ أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ ؛ يُقَالُ: أعلَمَ الحافرُ إِذَا وَجَدَ الْبِئْرَ عَيْلَماً أَيْ كَثِيرَةَ الْمَاءِ وَهُوَ دُونُ الخَسْفِ، وَقِيلَ: العَيْلَم المِلْحة مِنَ الرَّكايا، وَقِيلَ: هِيَ الْوَاسِعَةُ، وَرُبَّمَا سُبَّ الرجلُ فقيل: يا ابن العَيْلَمِ يَذْهَبُونَ إِلَى سَعَتِها. والعَيْلَم: الْبَحْرُ. والعَيْلَم: الْمَاءُ الَّذِي عَلَيْهِ الأَرض، وَقِيلَ: العَيْلَمُ الْمَاءُ الَّذِي عَلَتْه الأَرضُ يَعْنِي المُنْدَفِن؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ. والعَيْلَمُ: التَّارُّ الناعِمْ. والعَيْلَمُ: الضِّفدَع؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. والعَيْلامُ: الضِّبْعانُ وَهُوَ ذَكَرُ الضِّباع، وَالْيَاءُ والأَلف زَائِدَتَانِ. وَفِي خَبَرِ إِبْرَاهِيمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّهُ يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ بِهِ الصراطَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ فَإِذَا هو عَيْلامٌ أَمْدَرُ ؛ هو ذَكَرُ الضِّباع. وعُلَيْمٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبُو بَطْنٍ، وَقِيلَ: هُوَ عُلَيم بْنُ جَناب الْكَلْبِيُّ. وعَلَّامٌ وأَعلَمُ وَعَبْدُ الأَعلم: أَسْمَاءٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري إِلَى أَيِّ شَيْءٍ نُسِبَ عَبْدُ الأَعلم. وَقَوْلُهُمْ: عَلْماءِ بَنُو فُلَانٍ، يُرِيدُونَ عَلَى الْمَاءِ فَيَحْذِفُونَ اللَّامَ تَخْفِيفًا. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِ السِّلَاحِ: العَلْماءُ مِنْ أَسماء الدُّروع؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمعه إِلَّا فِي بَيْتِ زُهَيْرِ بْنِ جَنَابٍ: جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لِي، وقِدْماً ... كانَ يُنْحِي القُوَى عَلَى أَمْثالي

_ (2). قوله [وَأَوْرَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ] أي قول زُهَيْرٌ: حَتَّى إِذَا مَا هَوَتْ إلخ

وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْوَعَ ... بَيْنَ العَلْماءِ والسِّرْبالِ يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّجَّةِ ... والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي ترجمة عله. علجم: العَلْجَمُ: الْغَدِيرُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. والعُلْجومُ: الْمَاءُ الغَمْر الْكَثِيرُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وأَظهَرَ فِي غُلَّانِ رَقْدٍ وسَيْلُهُ ... عَلاجِيمُ، لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِح والعُلْجُومُ: الضِّفدَع عامَّة، وَقِيلَ: هُوَ الذَّكَرُ مِنْهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: فَمَا انجَلى الصُّبْحُ حَتَّى بَيَّنَتْ غَلَلًا، ... بَيْنَ الأَشاءِ جَرَتْ فِيهِ العَلاجِيمُ وَقِيلَ: العُلْجُوم البَطُّ الذَّكَر، وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ ذكَرَ الْبَطِّ وأُنثاه؛ أَنشد الأَزهري: حَتَّى إِذَا بَلَغَ الحَوْماتُ أَكْرُعَها، ... وخالَطَتْ مُسْتَنِيماتِ العَلاجِيمِ والعُلْجُم والعُلْجوم جَمِيعًا: الشَّدِيدُ السَّوَادِ. والعُلْجُوم: الظُّلْمة الْمُتَرَاكِمَةُ، وَخَصَّصَهَا الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: ظُلْمَةُ اللَّيْلِ؛ أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: أَوْ مُزْنَة فارِق يَجْلُو غَوَارِبَها ... تَبَوُّجُ البَرْقِ، والظَّلْماءُ عُلْجومُ والعُلْجُوم: التَّامُّ المُسِنُّ مِنَ الْوَحْشِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّاقَةِ الْمُسِنَّةِ عُلْجُوم. والعُلْجُومُ: مَوْجُ الْبَحْرِ والعُلْجُومُ: الأَجَمَةُ. والعُلْجُومُ: الْبُسْتَانُ الْكَثِيرُ النَّخْلِ، وَهُوَ الظُّلْمة الشَّدِيدَةُ. والعُلْجُومُ: الظَّبْيُ الآدَمُ. والعُلْجُومُ مِنَ الإِبل: الشديدةُ. وَقَالَ الأَزهري: العُرْجُوم والعُلْجُومُ النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ. وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: العَلاجِيمُ شِدادُ الإِبل وخِيارُها. والعُلْجومُ: الأَتانُ الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ. والعَلاجِيمُ مِنَ الظِّباء: الوادِقَةُ المُرِيدة للسِّفاد، وَاحِدُهَا عُلْجومٌ. والعَلاجِيمُ: الطِّوال؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: إِذَا مَا العَلاجِيمُ الخَلاجِيمُ نَكَّلوا، ... وطالَ عَليهِمْ ضَرْسُها وسُعارُها وأَراد الخَلاجِمَ فأَشبع الْكَسْرَةَ فنشأَت بَعْدَهَا يَاءٌ. أَبو عَمْرٍو: العَلاجِيمُ طِوالُ الإِبل والحُمُرِ؛ قَالَ الرَّاعِي: فَعُجْنَ عَلَيْنا مِن عَلاجيِمَ جلَّةٍ، ... لِحَاجَتِنا مِنْها رَتُوكٌ وفاسِجُ يَعْنِي إبِلًا ضِخاماً. والعُلْجُومُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. ورَمْلٌ مُعْلَنْجِمٌ: متراكبٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيلة: كأَنَّ رَمْلًا غيرَ ذِي تَهَيُّمِ، ... مِنْ عالِجٍ ورَمْلِها المُعْلَنْجِمِ، بِمُلْتَقَى عَثاعِثٍ ومَأْكِمِ علذم: العَلْذَمِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الحريصُ الَّذِي يأْكل مَا قَدَر عَلَيْهِ. علقم: العَلْقَمُ: شَجَرُ الحَنْظَل، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ عَلْقَمَةٌ، وكُلُّ مُرّ عَلْقَمٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَنْظَلُ بِعَيْنِهِ أَعني ثَمَرَتَهُ، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا عَلْقَمَةٌ. وَقَالَ الأَزهري: هُوَ شَحْمُ الْحَنْظَلِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ فِيهِ مَرَارَةٌ شَدِيدَةٌ: كأَنه العَلْقَم. ابْنُ الأَعرابي: العَلْقَمَة النَّبِقة المُرَّةُ، وَهِيَ الحَزْرة. والعَلْقَمة: المَرارة. وعَلْقَمَ طعامَه: أَمَرَّه كأَنه جَعَلَ فِيهِ العَلْقَم. وَطَعَامٌ فِيهِ عَلْقَمَةٌ أَيْ مَرَارَةٌ. والْعَلْقَمُ: أشدُّ الْمَاءِ مَرَارَةً. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العَلْقَمةُ اخْتِلَاطُ الْمَاءِ وخُثُورَتُه. الْجَوْهَرِيُّ: العَلْقَمُ شَجَرٌ مُرٌّ. وعَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدَة الشَّاعِرُ، وَهُوَ الفَحْلُ، وعَلْقَمَةُ الخَصِيُ

وَهُمَا جَمِيعًا مِنْ رَبيعةِ الجُوعِ، وأَما عَلْقَمةُ بْنُ عُلاثَة فَهُوَ مِنْ بَنِي جعفر. علكم: العُلْكُمُ والعُلْكُوم والعُلاكِمُ والمُعَلْكَمُ: الشديدُ الصُّلْبُ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا، والأَنثى عُلْكُومٌ؛ قال لبيد: بَكَرَتْ بها جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ ... تُرْوِي المَحاجِرَ، بازِلٌ عُلْكُومُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَحاجِر الحَدِيقة؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَالِكِ العُلَيْمي: حَتَّى تَرى الْبُوَيْزِلَ الْعُلْكُوما ... مِنْها تُوَلِّي العِرَكَ الحَيْزُوما وَقَالَ العِرَك، يُرِيدُ العِرَاك. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عُلاكِمَةٌ؛ قَالَ أَبو الأَسود الْعِجْلِيُّ: عُلاكِمَة مِثْل الفَنيقِ شِمِلَّة، ... وحافِزَة فِي ذَلِكَ المِحْلَبِ الجَبْلِ والجَبْلُ: الضَّخْمُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ يَصِفُ النَّاقَةَ: غَلْباءُ وَجْناءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ، ... فِي دَفِّها سَعَةٌ، قُدَّامَها مِيلُ العُلْكُومُ: القويَّة الصُّلبة، والعَلْكَمُ: الرَّجُل الضَّخْم، وَقِيلَ: نَاقَةٌ عُلْكُومٌ غَلِيظَةُ الخَلْقِ مُوَثَّفة، وَقِيلَ: الْجَسِيمَةُ السَّمِينَةُ، وعَلْكَمَتُها: عِظَمُ سَنامها. أَبُو عُبَيْدٍ: العَلاكِمُ العِظام مِنَ الإِبل. والعَلْكَمةُ: عِظَمُ السَّنام. وَرَجُلٌ مُعَلْكَمٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. وعَلْكَمٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَأَنْشَدَ عَنِ ابْنِ قَنان: يُمْسِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلى، ونِسْوَتُه ... وعَلْكَمٌ مِثْل فَحْلِ الضأْن فُرْفُورُ «3» . وعَلْكَمٌ: اسْمُ نَاقَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَقُولُ والنَّاقَةُ بِي تَقَحَّمُ: ... وَيْحَكِ مَا اسْمُ أُمِّها يَا عَلْكَمُ الْجَوْهَرِيُّ: العُلْكُومُ الشَّدِيدُ مِنَ الإِبل مِثْلُ العُلْجُوم، الذكرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. علهم: الأَزهري: الْعِلْهَمُّ الضَّخْم الْعَظِيمُ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا؛ وَأَنْشَدَ: لَقَدْ غَدَوْتُ طَارِداً وقانِصاً ... أَقُودُ عِلْهَمّاً أَشَقَّ شاخِصا أُمْرِجَ فِي مَرْجٍ وَفِي فَصافِصا ... ونَهَرٍ تَرى لَهُ بَصابِصا حَتَّى نَشا مُصامِصاً دُلامِصا قَالَ: وَيَجُوزُ عِلَّهْمٌ، بتشديد اللام. عمم: العَمُّ: أَخو الأَب. وَالْجَمْعُ أَعْمام وعُمُوم وعُمُومة مِثْلُ بُعُولة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَدخلوا فِيهِ الْهَاءَ لِتَحْقِيقِ التأْنيث، وَنَظِيرُهُ الفُحُولة والبُعُولة. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي أَدنى الْعَدَدِ: أَعُمٌّ، وأَعْمُمُونَ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ: جَمْعُ الْجَمْعِ، وَكَانَ الْحُكْمُ أَعُمُّونَ لَكِنْ هَكَذَا حَكَاهُ؛ وأَنشد: تَرَوَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ ... كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وقُلْتُ: تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمّ، ... ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وَهِيَ الطَّرُوحُ أَرَادَ: ابْنَ عَمِّكَ، يُرِيدُ ابْنَ عَمِّهِ خَالِدَ بْنَ زُهَيْرٍ، ونَكَّره لأَن خَبَرهما قَدْ عُرِف، وَرَوَاهُ الأَخفش بْنُ عَمْرٍو؛ وَقَالَ: يَعْنِي ابْنَ عُوَيْمِرٍ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ خَالِدٌ: أَلَمْ تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَيْمِرٍ، ... وأنْتَ صَفِيُّ نَفْسِهِ وسَجِيرُها

_ (3). قوله [يمسي إلخ] كذا في الأَصل، وتقدم في مادة فرر: يمشي بالشين المعجمة، وعليكم بدل قوله وعلكم، والصواب ما هنا

، والأُنثى عَمَّةٌ، وَالْمَصْدَرُ العُمُومة. وَمَا كُنْتَ عَمّاً وَلَقَدْ عَمَمْتَ عُمُومةً. وَرَجُلٌ مُعِمٌّ ومُعَمٌّ: كَرِيمُ الأَعْمام. واسْتَعَمَّ الرجلَ عَمّاً: اتَّخذه عَمّاً. وتَعَمَّمَه: دَعاه عَمّاً، وَمِثْلُهُ تَخَوَّلَ خَالًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ «1» إِذَا كَانَ كَرِيمَ الأَعْمام والأَخْوال كثيرَهم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بِجِيدٍ مُعَمّ فِي العَشِيرةِ مُخْوَلِ قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ فِيهِ مِعَمٌّ مِخْوَلٌ، قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسْمَعْهُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَلَكِنْ يُقَالُ: مِعَمٌّ مِلَمٌّ إِذَا كَانَ يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وَفَضْلِهِ، ويَلُمُّهم أَيْ يُصْلِحُ أَمْرَهُمْ وَيَجْمَعُهُمْ. وتَعَمَّمَتْه النساءُ: دَعَوْنَه عَمّاً، كَمَا تَقُولُ تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاه؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرابِيعِ بَيْتَها ... عَلَيَّ، وقالَتْ لِي: بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ؟ مَعْنَاهُ أَنَّهَا لَمَّا رأَت الشيبَ قَالَتْ لَا تَأْتِنا خِلْماً وَلَكِنِ ائْتِنَا عَمّاً. وَهُمَا ابْنَا عَمّ: تُفْرِدُ العَمَّ وَلَا تُثَنِّيه لأَنك إِنَّمَا تُرِيدُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُضَافٌ إِلَى هَذِهِ الْقَرَابَةِ، كَمَا تَقُولُ فِي حَدِّ الْكُنْيَةِ أبوَا زَيْدٍ، إِنَّمَا تُرِيدُ أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُضَافٌ إِلَى هَذِهِ الْكُنْيَةِ، هَذَا كَلَامُ سِيبَوَيْهِ. وَيُقَالُ: هُمَا ابْنا عَمّ وَلَا يُقَالُ هُمَا ابْنا خالٍ، وَيُقَالُ: هُمَا ابْنا خَالَةٍ وَلَا يُقَالُ ابْنا عَمَّةٍ، وَيُقَالُ: هُمَا ابْنا عَمّ لَحّ وَهُمَا ابْنا خَالَةٍ لَحّاً، وَلَا يُقَالُ هُمَا ابْنا عَمَّةٍ لَحّاً وَلَا ابْنا خالٍ لَحّاً لأَنهما مُفْتَرِقَانِ، قَالَ: لأَنهما رَجُلٌ وامرأَة؛ وأَنشد: فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعاً، ... وإنيَ مِنْ نَزْعٍ سِوى ذَاكَ طَيِّب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ ابْنا عَمّ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابنَ عَمِّي، وَكَذَلِكَ ابْنا خالةٍ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابْنَ خَالَتِي، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقَالُ هُمَا ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابْنَ خَالِي وَالْآخِرَ يَقُولُ لَهُ يَا ابْن عَمَّتي، فَاخْتَلَفَا، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقَالَ هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ لأَن أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابْنَ عَمَّتي وَالْآخِرَ يَقُولُ لَهُ يَا ابنَ خَالِي. وَبَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ عُمُومة كَمَا يُقَالُ أُبُوَّةٌ وخُؤُولةٌ. وَتَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّي وَيَا ابنَ عَمِّ وَيَا ابنَ عَمَّ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَيَا ابنَ عَمِ، بِالتَّخْفِيفِ؛ وَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ: يَا ابْنَةَ عَمَّا، لَا تَلُومي واهْجَعِي، ... لَا تُسْمِعِيني مِنْكِ لَوْماً واسْمَعِي أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة؛ وهكذا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ عَمّاهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ عَمَّاهُ، بِتَسْكِينِ الْهَاءِ؛ وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: استأْذَنتِ النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فِي دُخُولِ أَبِي القُعَيْس عَلَيْهَا فَقَالَ: ائْذَني لَهُ فإنَّه عَمُّجِ ، فَإِنَّهُ يُرِيدُ عَمُّك مِنَ الرَّضَاعَةِ، فأَبدل كَافَ الْخِطَابِ جِيمًا، وَهِيَ لُغَةُ قَوْمٍ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا جَاءَ هَذَا مِنْ بَعْضِ النَّقَلة، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ لَا يَتَكَلَّمُ إلَّا بِاللُّغَةِ الْعَالِيَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَثِيرٍ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ مِنْهَا قَوْلُهُ: لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ فِي امْسَفَرِ وَغَيْرُ ذَلِكَ. والعِمامةُ: مِنْ لِبَاسِ الرأْس مَعْرُوفَةٌ، وَرُبَّمَا كُنِيَ بِهَا عَنِ البَيْضة أَو المِغْفَر، وَالْجَمْعُ عَمائِمُ وعِمامٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جَمْع عِمامَة جَمْعَ التَّكْسِيرِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ طَلْحةٍ وطَلْحٍ، وَقَدِ اعْتَمَّ بِهَا وتَعَمَّمَ بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

_ (1). قوله [رجل معم مخول] كذا ضبط في الأصول بفتح العين والواو منهما، وفي القاموس أنهما كمحسن ومكرم أي بكسر السين وفتح الراء

إِذَا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ، ... فَلَا يَرْتَدِي مِثْلي وَلَا يَتَعَمَّمُ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَلْبَسُ ثِيابَ الْحَرْبِ وَلَا أَتجمل، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَيْسَ يَرْتَدي أَحد بِالسَّيْفِ كَارْتِدَائِي وَلَا يَعْتَمُّ بِالْبَيْضَةِ كاعْتِمامي. وعَمَّمْتُه: أَلبسته العِمامةَ، وَهُوَ حَسَنُ العِمَّةِ أَيِ التَّعَمُّمِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِيمُ وأَرْخَى عِمامتَه: أَمِنَ وتَرَفَّهَ لأَن الرَّجُلَ إِنَّمَا يُرْخي عِمامَتَه عِنْدَ الرَّخَاءِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى مِنْ عِمامَته ... وَقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قَالَ: أَجَلْ قَالَ: أَراد وَقُلْتُ الشَّيْبُ هَذَا الَّذِي حَلَّ. وعُمِّمَ الرجلُ: سُوِّدَ لأَن تِيجَانَ الْعَرَبِ العَمائم، فَكُلَّمَا قِيلَ فِي الْعَجَمِ تُوِّجَ مِنَ التَّاجِ قِيلَ فِي الْعَرَبِ عُمِّمَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَفيهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا سُوِّد: قَدْ عُمِّمَ، وَكَانُوا إِذَا سَوَّدُوا رَجُلًا عَمَّمُوه عِمامةً حَمْرَاءَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامةَ بَعْدَ ما ... رَأَيْتُكَ دَهْراً فاصِعاً لَا تَعَصَّب «1» . وَكَانَتِ الفُرْسُ تُتَوِّجُ مُلُوكَهَا فَيُقَالُ لَهُ مُتَوَّج. وشاةٌ مُعَمَّمةٌ: بَيْضَاءُ الرأْس. وفرَسٌ مُعَمَّمٌ: أَبيض الهامَةِ دُونَ الْعُنُقِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي ابيضَّتْ ناصيتُه كُلُّهَا ثُمَّ انْحَدَرَ الْبَيَاضُ إِلَى مَنْبِت النَّاصِيَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنَ القَوْنَس. وَمِنْ شِياتِ الْخَيْلِ أَدْرَعُ مُعَمَّم: وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ بَيَاضُهُ فِي هَامَتِهِ دُونَ عُنُقِهِ. والمُعَمَّمُ مِنَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا: الَّذِي ابيضَّ أُذناه ومنيت نَاصِيَتِهِ وَمَا حَوْلَهَا دُونَ سَائِرِ جَسَدِهِ؛ وَكَذَلِكَ شاةٌ مُعَمَّمة: فِي هامَتِها بَيَاضٌ. والعامَّةُ: عِيدانٌ مَشْدُودَةٌ تُرْكَبُ فِي الْبَحْرِ ويُعْبَرُ عَلَيْهَا، وخَفَّفَ ابْنُ الأَعرابي الْمِيمَ مِنْ هَذَا الْحَرْفِ فَقَالَ: عامَةٌ مِثْلُ هامَة الرأْس وقامةَ العَلَق وَهُوَ الصَّحِيحُ. والعَمِيمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنَّبَاتِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الرُّؤْيَا: فأَتينا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ أَيْ وَافِيَةِ النَّبَاتِ طَوِيلَتِهِ، وكلُّ مَا اجْتَمَعَ وكَثُرَ عَمِيمٌ، وَالْجَمْعُ عُمُمٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: يَرْفَعُ، بالقارِ والحَديدِ مِنَ الْجَوْزِ، ... طِوالًا جُذُوعُها، عُمُما وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ العَمَمُ. والعَمِيمُ يَبِيسُ البُهْمى. وَيُقَالُ: اعْتَمَّ النبتُ اعْتِماماً إِذَا التفَّ وَطَالَ. وَنَبْتٌ عَمِيمٌ؛ قَالَ الأَعشى: مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ واعْتَمَّ النبتُ: اكْتَهَلَ. وَيُقَالُ لِلنَّبَاتِ إِذَا طَالَ: قَدِ اعْتَمَّ. وَشَيْءٌ عَمِيمٌ أَيْ تَامٌّ، وَالْجَمْعُ عُمُمٌ مِثْلُ سَرير وسُرُر. وَجَارِيَةٌ عَمِيمَةٌ وعَمَّاءُ: طَوِيلَةٌ تامةُ القَوامِ والخَلْقِ،، وَالذَّكَرُ أَعَمُّ. وَنَخْلَةٌ عَمِيمةٌ: طَوِيلَةٌ، وَالْجَمْعُ عُمٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلزموه التَّخْفِيفَ إِذْ كَانُوا يُخَفِّفُونَ غَيْرَ الْمُعْتَلِّ، ونظيرهُ بونٌ، وَكَانَ يَجِبُ عُمُم كَسُرُر لأَنه لَا يُشْبِهُ الْفِعْلَ. ونخلةٌ عُمٌّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: إِمَّا أَن يَكُونَ فُعْلًا وَهِيَ أَقل، وَإِمَّا أَن يَكُونَ فُعُلًا أَصْلُهَا عُمُمٌ، فَسَكَنَتِ الْمِيمُ وأُدغمت، وَنَظِيرُهَا عَلَى هَذَا نَاقَةٌ عُلُطٌ وَقَوْسٌ فُرُجٌ وَهُوَ باب

_ (1). قوله [رأيتك] البيت قبله كما في الأَساس: أيا قوم هل أخبرتم أو سمعتم ... بما احتال مذ ضمّ المواريث مصعب

إِلَى السَّعَة. وَيُقَالُ: نَخْلَةٌ عَمِيمٌ وَنَخْلٌ عُمٌّ إِذَا كَانَتْ طِوالًا؛ قَالَ: عُمٌّ كَوارِعُ فِي خَلِيج مُحَلِّم وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه اختَصم إِلَيْهِ رَجُلَانِ فِي نَخْلٍ غَرَسَه أَحَدُهُمَا فِي غَيْرِ حَقِّهِ مِنَ الأَرض، قَالَ الرَّاوِي: فَلَقَدْ رأَيت النخل يُضرب في أُصولها بالفُؤُوس وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العُمُّ التَّامَّةُ فِي طُولِهَا وَالْتِفَافِهَا؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلًا: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا، وسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ، بَيْنهنّ كُرُومُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَكْرِموا عَمَّتَكم النَّخْلَةَ ؛ سماها عَمَّة لِلْمُشَاكَلَةِ فِي أَنَّهَا إِذَا قُطِعَ رأْسها يَبِستْ كُمَّا إِذَا قُطِعَ رأْس الإِنسان مَاتَ، وَقِيلَ: لأَن النَّخْلَ خَلْقٌ مِنْ فَضْلةِ طِينَةِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. ابْنُ الأَعرابي: عُمَّ إِذَا طُوِّلَ، وعَمَّ إِذَا طَالَ. ونبْتٌ يَعْمومٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ: ولقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْفِعاً، ... وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيرِبي يَعْمومُ والعَمَمُ: عِظَم الخَلْق فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. والعَمَم: الْجِسْمُ التامُّ. يُقَالُ: إِنَّ جِسمه لعَمَمٌ وَإِنَّهُ لعَممُ الْجِسْمِ. وجِسم عَمَم: تامٌّ. وأَمر عَمَم: تامٌّ عامٌّ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ عَمْرٌو ذُو الْكَلْبِ الْهُذَلِيُّ: يَا ليتَ شِعْري عَنْك، والأَمرُ عَمَمْ، ... مَا فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟ ومَنْكِب عَمَمٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: فإنَّ عِراراً إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ، ... فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِب العَمَمْ وَيُقَالُ: اسْتَوى فُلَانٌ عَلَى عَمَمِه وعُمُمِه؛ يُرِيدُونَ بِهِ تَمَامَ جِسْمِهِ وَشَبَابِهِ وَمَالِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ ذَكَرَ أُحَيحة بْنَ الجُلاح وَقَوْلَ أَخواله فِيهِ: كُنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه، حَتَّى إِذَا اسْتَوَى عَلَى عُمُمِّه ، شَدَّدَ لِلِازْدِوَاجِ، أَراد عَلَى طُولِهِ وَاعْتِدَالِ شَبَابِهِ؛ يُقَالُ لِلنَّبْتِ إِذَا طَالَ: قَدِ اعتَمَّ، وَيَجُوزُ عُمُمِه، بِالتَّخْفِيفِ، وعَمَمِه، بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ، فأَما بِالضَّمِّ فَهُوَ صِفَةٌ بِمَعْنَى العَمِيم أَوْ جَمْعُ عَمِيم كسَرير وسُرُر، وَالْمَعْنَى حَتَّى إِذَا اسْتَوَى عَلَى قَدّه التَّامِّ أَو عَلَى عِظَامِهِ وأَعضائه التَّامَّةِ، وَأَمَّا التَّشْدِيدَةُ فِيهِ عِنْدَ مَنْ شَدَّدَهُ فَإِنَّهَا الَّتِي تُزَادُ فِي الْوَقْفِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ: هَذَا عُمَرّْ وَفَرَجّْ، فأُجري الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ نَظَرٌ، وَأَمَّا مَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ فَهُوَ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَنْكِب عَمَمٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ لُقْمَانَ: يَهَبُ الْبَقَرَةَ العَمِيمة أَيِ التَّامَّةَ الخَلق. وعَمَّهُم الأَمرُ يَعُمُّهم عُموماً: شَمِلهم، يُقَالُ: عَمَّهُمْ بالعطيَّة. والعامّةُ: خِلَافُ الخاصَّة؛ قَالَ ثعلب: سميت بذلك لأَنها تَعُمُّ بِالشَّرِّ. والعَمَمُ: العامَّةُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أنتَ رَبِيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ وَيُقَالُ: رجلٌ عُمِّيٌّ وَرَجُلٌ قُصْرِيٌّ، فالعُمِّيُّ العامُّ، والقُصْرِيُّ الخاصُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا أَوى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجزاء: جُزْءًا لِلَّهِ، وَجُزْءًا لأَهله، وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ، ثُمَّ جُزْءًا جزَّأَه بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ فَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ ، أَراد أَن الْعَامَّةَ كَانَتْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْتِ، فَكَانَتِ الخاصَّة تُخْبِرُ العامَّة بِمَا سَمِعَتْ مِنْهُ، فكأَنه أَوْصَلَ الْفَوَائِدَ إِلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ، وَقِيلَ: إِنَّ الْبَاءَ بِمَعْنَى مِنْ، أَي يَجْعَلُ وَقْتَ الْعَامَّةِ بَعْدَ وَقْتِ الْخَاصَّةِ وَبَدَلًا مِنْهُمْ كَقَوْلِ الأَعشى

: عَلَى أَنها، إذْ رَأَتْني أُقادُ، ... قالتْ بِمَا قَدْ أَراهُ بَصِيرا أَي هَذَا العَشا مَكَانُ ذَاكَ الإِبصار وَبَدَلٌ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: إِذَا توَضَّأْت وَلَمْ تَعْمُمْ فتَيَمَّمْ أَي إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَاءِ وُضُوءٌ تامٌّ فتَيمَّمْ، وأَصله مِنَ العُموم. وَرَجُلٌ مِعَمٌّ: يَعُمُّ الْقَوْمَ بِخَيْرِهِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: رَجُلٌ مُعِمٌّ يَعُمُّ النَّاسَ بِمَعْرُوفِهِ أَي يَجْمَعُهُمْ، وَكَذَلِكَ مُلِمٌّ يَلُمُّهم أَي يَجْمَعُهُمْ، وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ فَعَلَ فَهُوَ مُفْعِل غَيْرُهُمَا. وَيُقَالُ: قَدْ عَمَّمْناك أَمْرَنا أَي أَلزمناك، قَالَ: والمُعَمَّم السَّيِّدُ الَّذِي يُقلِّده القومُ أُمُورَهم ويلجأُ إِلَيْهِ العَوامُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: ومِنْ خَيرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الْمُعَمِّمُ ... خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِي والعَمَمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْكَافِي الَّذِي يَعُمُّهم بِالْخَيْرِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بَحْرٌ، جَريرُ بنُ شِقّ مِنْ أُرومَتهِ، ... وخالدٌ مِنْ بَنِيهِ المِدْرَهُ العَمَمُ ابْنُ الأَعرابي: خَلْقٌ عَمَمٌ أَي تامٌّ، والعَمَمُ فِي الطُّولِ وَالتَّمَامِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وقَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه الأَصمعي فِي سِنِّ الْبَقَرِ إِذَا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قِيلَ: قد اعتَمَّ عَمَمٌ، فَإِذَا أَسَنَّ فَهُوَ فارِضٌ، قَالَ: وَهُوَ أَرْخٌ، وَالْجَمْعُ آرَاخٌ، ثُمَّ جَذَعٌ، ثُمَّ ثَنِيٌّ، ثُمَّ رَباعٌ، ثُمَّ سدَسٌ، ثُمَّ التَّمَمُ والتَّمَمةُ، وَإِذَا أَحالَ وفُصِلَ فَهُوَ دَبَبٌ، والأُنثى دَبَبةٌ، ثُمَّ شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ. وعَمْعَمَ الرجلُ إِذَا كَثُرَ جيشُه بَعْدَ قِلَّة. وَمِنْ أَمثالهم: عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِس؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للحَدَث يَحْدُث بِبَلْدَةٍ ثُمَّ يَتَعَدَّاهَا إِلَى سَائِرِ الْبُلْدَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَأَلْتُ رَبِّي أَن لَا يُهْلِكَ أُمتي بسَنةٍ بِعامَّةٍ أَي بِقَحْطٍ عَامٍّ يَعُمُّ جميعَهم، وَالْبَاءُ فِي بِعامَّةٍ زَائِدَةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ؛ وَيَجُوزُ أَن لَا تَكُونَ زَائِدَةً، وَقَدْ أَبدل عامَّة مِنْ سنَةٍ بِإِعَادَةِ الجارِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَ (الْمَلَأُ) الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا (مِنْ قَوْمِهِ) لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: بادِرُوا بالأَعمال سِتّاً : كَذَا وَكَذَا وخُوَيْصَّة أَحدِكم وأَمرَ العامَّةِ؛ أَراد بِالْعَامَّةِ الْقِيَامَةَ لأَنها تَعُمُّ الناسَ بِالْمَوْتِ أَي بَادَرُوا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم والقيامةَ. والعَمُّ: الْجَمَاعَةُ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الحَيّ؛ قَالَ مُرَقِّش: لَا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والغاراتِ، ... إذْ قَالَ الخَميسُ نَعَمْ والعَدْوَ بَينَ المجْلِسَيْنِ، إِذَا ... آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمّ تَنادَوْا: تَجالَسوا فِي النَّادِي، وَهُوَ الْمَجْلِسُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يُرِيغُ إِلَيْهِ العَمُّ حاجةَ واحِدٍ، ... فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بِذي مالِ قَالَ: العَمُّ هُنَا الخَلق الْكَثِيرُ، أَراد الحجرَ الأَسود فِي رُكْنِ الْبَيْتِ، يَقُولُ: الْخَلْقُ إِنَّمَا حَاجَتُهُمْ أَن يَحُجُّوا ثُمَّ إِنَّهُمْ آبَوْا مَعَ ذَلِكَ بِحَاجَاتٍ، وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ فأُبْنا بِحَاجَاتٍ أَي بِالْحَجِّ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ العَماعِم. قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَيْسَ بِجَمْعٍ لَهُ وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ سِبَطْرٍ ولأآلٍ. والأَعَمُّ: الْجَمَاعَةُ أَيضاً؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَفْعَلُ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ غَيْرُ هَذَا إِلَّا أَن يَكُونَ اسْمَ جِنْسٍ كالأَرْوَى والأَمَرِّ الَّذِي هُوَ الأَمعاء؛ وأَنشد:

ثُمَّ رَماني لَا أَكُونَنْ ذَبِيحةً، ... وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ قَالَ أَبو الْفَتْحِ: لَمْ يأْت فِي الْجَمْعِ المُكَسَّر شَيْءٌ عَلَى أَفْعلَ مُعْتَلًّا وَلَا صَحِيحًا إِلَّا الأَعَمّ فِيمَا أَنشده أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: ثُمَّ رَآنِي لَا أَكُونَنَّ ذَبِيحَةً الْبَيْتُ بِخَطِّ الأَرزني رَآنِي؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَرَوَاهُ الْفَرَّاءُ بَيْنَ الأَعُمِّ، جَمْعُ عَمّ بِمَنْزِلَةِ صَكّ وأصُكّ وضَبّ وأَضُبّ. والعَمُّ: العُشُبُ؛ كُلُّهُ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: يَرُوحُ فِي العَمِّ ويَجْني الأُبْلُما والعُمِّيَّةُ، مِثَالُ العُبِّيَّةِ: الكِبْرُ: وَهُوَ مِنْ عَمِيمهم أَيْ صَمِيمِهم. والعَماعِمُ: الجَماعات الْمُتَفَرِّقُونَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: لِكَيْلا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي، ... وأَجْعَلَ أَقْواماً عُمُوماً عماعِما السَّندَرِيُّ: شَاعِرٌ كَانَ مَعَ عَلْقمة بْنِ عُلاثة، وَكَانَ لَبِيدٌ مَعَ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَدُعِي لَبِيدٌ إِلَى مُهَاجَاتِهِ فأَبى، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَيْ أَجعل أَقواماً مُجْتَمَعَيْنِ فِرَقًا؛ وَهَذَا كَمَا قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسلت: ثُمَّ تَجَلَّتْ، ولَنا غايةٌ، ... مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ وعَمَّمَ اللَّبنُ: أَرْغَى كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة. وَيُقَالُ لِلَّبَنِ إِذَا أَرْغَى حِينَ يُحْلَب: مُعَمِّمٌ ومُعْتَمٌّ، وَجَاءَ بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ. ومُعْتَمٌّ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ عُرْوَةُ: أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولَمْ أُقِمْ ... عَلى نَدَبٍ يَوْماً، وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُعْتَمٌّ وَزَيْدٌ قَبِيلَتَانِ، والمُخْطِرُ: المُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ، يَقُولُ: أَتهلك هَاتَانِ الْقَبِيلَتَانِ وَلَمْ أُخاطر بِنَفْسِي لِلْحَرْبِ وأَنا أَصلح لِذَلِكَ؟ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ؛ أَصله عَنْ مَا يَتَسَاءَلُونَ، فأُدغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا وَشُدِّدَتْ، وَحُذِفَتِ الأَلف فَرْقًا بَيْنَ الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ فِي هَذَا الْبَابِ، والخبرُ كَقَوْلِكَ: عَمَّا أَمرتك بِهِ، الْمَعْنَى عَنِ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَعَمَّ ذَلِكَ أَي لِمَ فَعَلْتَه وَعَنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ، وأَصله عَنْ مَا فَسَقَطَتْ أَلف مَا وأُدغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ؛ وأَما قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ ... لِحاجٍ، وإمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا صِلَةٌ وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنْ أَلف أَنْ، الْمَعْنَى بَرَاهُنَّ أَنْ هُنَّ إمَّا بِوَادِئٌ، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ، يَقُولُونَ عَنْ هُنَّ؛ وأَما قَوْلُ الْآخَرِ يُخَاطِبُ امْرَأَةً اسْمُهَا عَمَّى: فَقِعْدَكِ، عَمَّى، اللهَ هَلَّا نَعَيْتِهِ ... إِلَى أَهْلِ حَيّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا؟ عَمَّى: اسْمُ امْرَأَةٍ، وأَراد يا عَمَّى، وقِعْدَكِ واللهَ يَمِينَانِ؛ وَقَالَ المسيَّب بْنِ عَلَس يَصِفُ نَاقَةً: وَلَها، إِذَا لَحِقَتْ ثَمائِلُها، ... جَوْزٌ أعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ مِشْفَرٌ خفِقٌ أَهْدَلُ يَضْطَرِبُ، والجَوْزُ الأَعَمُّ: الْغَلِيظُ التَّامُّ، والجَوْزُ: الوَسَطُ. والعَمُّ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَقْسَمْتُ أُشْكِيك مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ، ... حَتَّى تَرَى مَعْشَراً بالعَمِّ أَزْوَالا «2».

_ (2). قوله [بالعم] كذا في الأَصل تبعاً للمحكم، وأورده ياقوت قرية في عين حلب وأنطاكية، وضبطها بكسر العين وكذا في التكملة

وَكَذَلِكَ عَمَّان؛ قَالَ مُلَيْح: وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتي خَطَرَتْ لَنا ... بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ، الثَّرى فالمُعَرَّفُ وَكَذَلِكَ عُمَان، بِالتَّخْفِيفِ. والعَمُّ: مُرَّة بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلة، وَهُمُ العَمِّيُّون. وعَمٌّ: اسْمُ بَلَدٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ عَمِّيٌّ؛ قَالَ رَبْعان: إِذَا كُنْتَ عَمِّيّاً فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ، ... وإلَّا فَكُنْ، إنْ شِئْتَ، أَيْرَ حِمارِ وَالنِّسْبَةُ إِلَى عَمّ عَمَوِيٌّ كأَنه مَنْسُوبٌ إِلَى عَمىً؛ قاله الأَخفش. عنم: العَنَمُ: شَجَرٌ لَيِّنُ الأَغصان لَطِيفُها يُشَبَّهُ بِهِ البَنان كأَنه بَنان العَذارى، وَاحِدَتُهَا عَنَمةٌ، وَهُوَ مِمَّا يُسْتَاكُ بِهِ، وَقِيلَ: العَنَمُ أَغصان تَنْبُتُ فِي سُوق العِضاه رَطْبَةٌ لَا تُشْبِهُ سَائِرَ أَغصانها حُمْرُ اللَّوْنِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ لَهُ نَوْرٌ أَحمر تشبَّه بِهِ الأَصابع الْمَخْضُوبَةُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بِمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأَنَّ بَنانَهُ ... عَنَمٌ عَلَى أَغصانه لَمْ يَعْقِدِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه نَبْتٌ لَا دُودٌ. وبَنَان مُعَنَّمٌ أَي مَخْضُوبٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ العَنَم ثَمَرُ العَوْسَج، يَكُونُ أَحمر ثُمَّ يَسْوَدُّ إِذَا نَضِجَ وعَقَد، وَلِهَذَا قَالَ النَّابِغَةُ: لَمْ يَعْقِدْ؛ يُرِيدُ لَمْ يُدْرِك بَعْدُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العَنَم الزُّعْرُور؛ وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وأَخلَفَ الخُزَامَى وأَيْنَعَتِ العَنَمَةُ ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَطراف الخَرُّوب الشَّامِيِّ؛ قَالَ: فَلَمْ أَسْمَعْ بِمُرْضِعَةٍ أَمالَتْ ... لَهاةَ الطِّفْلِ بالعَنَمِ المَسُوكِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَنَم شَجَرَةٌ حِجَازِيَّةٌ، لَهَا ثَمَرَةٌ حمْراء يُشَبَّه بِهَا البَنان الْمَخْضُوبُ. والعَنَم أَيضاً: شَوْك الطَّلْح. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَنَمُ شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ تَنْبُتُ فِي جَوْفِ السَّمُرة لَهَا ثَمَرٌ أَحمر. وَعَنِ الأَعْراب القُدُم: العَنَمُ شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا زَهْر شَدِيدُ الْحُمْرَةِ. وَقَالَ مرَّة: العَنَمُ الْخُيُوطُ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الكَرْم فِي تَعارِيشه، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَنَمةٌ. وبَنانٌ مُعْنَمٌ: مشبَّه بالعَنَم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَهْيَ تُرِيكَ مِعْضَداً ومِعْصَما ... عَبْلًا، وأَطرافَ بَنانٍ مُعْنَما وَضَعَ الجمعَ مَوْضِعَ الْوَاحِدِ، أَراد: وطَرَف بَنان مُعْنَمَا. وبَنَانٌ مُعَنَّم: مَخْضُوبٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يُبْدِينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمُه والعَنَمُ والعَنَمةُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَزَغ، وَقِيلَ: العَنَم كالعَظَايَةِ إِلَّا أَنها أَشد بَيَاضًا مِنْهَا وَأَحْسَنُ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي قِيلَ فِي تَفْسِيرِ العَنَم إِنَّهُ الوَزَغُ وَشَوْكُ الطَّلْح غَيْرُ صَحِيحٍ، ونَسَبَ ذَلِكَ إِلَى اللَّيْثِ وأَنه هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذَلِكَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي موضِع: العَنَمُ يُشْبِهُ العُنَّاب، الْوَاحِدَةُ عَنَمَة، قَالَ: والعَنَم الشَّجَر الحُمْر. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَعْنَم إِذَا رَعَى العَنَم، وَهُوَ شَجَرٌ يَحْمِلُ ثَمَرًا أَحمر مِثْلَ العُنَّاب. والعَنْمَةُ: الشَّقَّة فِي شَفَةِ الإِنسان. والعَنْمِيُّ: الحَسَنُ الْوَجْهِ المُشْرَبُ حُمْرَةً. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِ النَّوَادِرِ: العَنَمُ وَاحِدَتُهَا عَنَمَة، وَهِيَ أَغصان تَنْبُتُ فِي سُوق العِضاه رَطْبَةٌ لَا تُشْبِهُ سَائِرَ أَغصانه، أَحمر اللَّوْنِ يَتَفَرَّقُ أَعالي نَوْرُهُ بأَربَعِ فِرَقٍ كأَنه فَنَنٌ مِنْ أَراكة، يَخْرُجْنَ فِي الشِّتَاءِ وَالْقَيْظِ. وعَيْنَمٌ: مَوْضِعٌ. والعَيْنُوم: الضِّفْدَعُ الذكر.

عندم: العَنْدَمُ: دَمُ الأَخَوَيْنِ. وَقِيلَ: هُوَ الأَيْدَعُ. وَقَالَ مُحَارِبٌ العَنْدَم صِبْغ الدَّارْبَرْنَيَانِ «1». وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العَنْدَمُ شَجَرٌ أَحمر. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: العَنْدَمُ دمُ الغَزال بِلِحاء الأَرْطى يُطْبَخَانِ جَمِيعًا حَتَّى يَنْعَقِدَا فَتَخْتَضِبَ بِهِ الْجَوَارِي؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الأَعشى: سُخامِيَّة حَمْرَاءَ تُحْسَبُ عَنْدَما قَالَ: هُوَ صِبْغٌ زَعَمَ أَهل الْبَحْرِينِ أَن جَوَارِيَهُمْ يَخْتَضِبْنَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: العَنْدَمُ البَقَّمُ، وَقِيلَ: دَمُ الأَخوين؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَما وَدِماءٍ مائراتٍ تَخالُها، ... عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما عهم: العَهَمانُ: التحيُّر وَالتَّرَدُّدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَيْهَمُ: السُّرْعة قوله [والعيهم السرعة] كذا في الأَصل والمحكم. وَنَاقَةٌ عَيْهَمٌ: سَرِيعَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: وكَوْرٍ عِلافيّ وقِطْعٍ ونُمْرُقٍ، ... ووَجْناءَ مِرْقالِ الهَواجِرِ عَيْهَمِ وناقةٌ عَيْهامَةٌ: مَاضِيَةٌ. وجَمَلٌ عَيْهَمٌ وعَيْهامٌ وعُياهِم: مَاضٍ سَرِيعٌ، وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما عُياهِم فَحَاكِيهِ صَاحِبُ الْعَيْنِ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، قَالَ: وَذَاكَرْتُ أَبا عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَوْمًا بِهَذَا الْكِتَابِ فأَساء ثَنَاءَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ تَصْنِيفَهُ أَصح وأَمثل مِنْ تَصْنِيفِ الْجَمْهَرَةِ، فَقَالَ: أَرأَيت السَّاعَةَ لَوْ صَنَّف إِنْسَانٌ لُغَةً بِالتُّرْكِيَّةِ تَصْنِيفًا جَيِّدًا، أَكانت تُعدُّ عَرَبِيَّةً؟ وَقَالَ كُرَاعٌ: وَلَا نَظِيرَ لعُياهِم، والأُنثى عَيْهَمٌ وعَيْهَمَة وعَيْهومٌ وعَيْهامةٌ. وَقَدْ عَيْهَمَتْ، وعَيْهَمَتُها: سُرعَتُها، وَجَمْعُهَا عَياهِيمُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: هَيْهاتَ خَرْقاءُ، إلَّا أَن يُقَرِّبَها ... ذُو العَرْشِ والشَّعْشعاناتُ العَياهِيمُ وَقِيلَ: العَيْهامةُ والعَيْهَمةُ الطويلةُ الْعُنُقِ الضَّخْمةُ الرأْس. والعَياهِم: نَجَائِبُ الإِبل. والعَياهِمُ: الشِّدادُ مِنَ الإِبل، الواحد عَيْهَمٌ وعَيْهُومٌ. والعَيْهَمُ: الشَّدِيدُ، وجَمَلٌ عَيْهامٌ كَذَلِكَ، والعَيْهَمُ مِنَ النُّوقِ: الشَّدِيدَةُ. والعَيْهَمِيُّ: الضَّخْمُ الطَّوِيلُ. وَيُقَالُ لِلْفِيلِ الذَّكَرِ: عَيْهَمٌ. وعَيْهَمانُ: اسْمٌ. وعَيْهَمٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: عَيْهَمٌ اسْمُ مَوْضِعٍ بالغَوْرِ مِنْ تِهَامَةَ؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ ضَرَبَهَا أَهلها فِي هَوىً لَهَا: أَلا لَيْتَ يَحيى، يَوْمَ عَيْهَمَ، زارَنا، ... وإنْ نَهِلَتْ مِنَّا السِّياطُ وعَلَّتِ وَقَالَ البُغَيْتُ الجُهَنِيُّ، وَالْبُغَيْتُ بِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ مَضْمُومَةٍ وَغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ وَتَاءٍ مُثَنَّاةٍ: وَنَحْنُ وقَعْنا فِي مُزَيْنَةَ وَقْعَةً، ... غَداةَ التَقَيْنا بَيْنَ غَيْقٍ فَعَيْهَما وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وللشآمِينَ طَريقُ المُشْئِمِ، ... وللْعِراقيِّ ثَنايا عَيْهَمِ كأنَّ عَيْهَماً اسْمُ جَبَلٍ بِعَيْنِهِ. والعَيْهَمانُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا يُدْلِجُ يَنَامُ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ؛ وَقَالَ: وَقَدْ أُثيرُ العَيْهَمانَ الراقِدا والعَيْهُومُ: الأَديمُ الأَملس؛ وأَنشد لأَبي دُواد: فَتَعَفَّتْ بَعْدَ الرَّبابِ زَماناً، ... فَهْيَ قَفْرٌ، كأَنها عَيْهُومُ

_ (1). قوله [الداربرنيان] هو هكذا في التهذيب

وَقِيلَ: شَبَّه الدَّارَ فِي دُرُوسها بالعَيْهَم مِنَ الإِبل، وَهُوَ الَّذِي أَنضاه السَّيْرُ حَتَّى بَلَّاه كَمَا قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: عَفَتْ مِثْلَ مَا يَعْفُو الطَّلِيحُ، وأَصْبَحَتْ ... بِهَا كِبْرِياءُ الصَّعْبِ، وَهْيَ رَكُوب وَيُقَالُ لِلْعَيْنِ العَذْبة: عَيْن عَيْهَم، وَلِلْعَيْنِ الْمَالِحَةِ: عَيْن زَيْغَم «1». عوم: العامُ: الحَوْلُ يأْتي عَلَى شَتْوَة وصَيْفَة، وَالْجَمْعُ أَعْوامٌ، لَا يكسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وعامٌ أَعْوَمُ عَلَى الْمُبَالَغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه فِي الْجَدْبِ كأَنه طَالَ عَلَيْهِمْ لجَدْبه وَامْتِنَاعِ خِصْبه، وَكَذَلِكَ أَعْوامٌ عُوَّمٌ وَكَانَ قِيَاسُهُ عُومٌ لأَن جَمْعَ أَفْعَل فُعْل لَا فُعَّل، وَلَكِنْ كَذَا يَلْفِظُونَ بِهِ كَأَنَّ الْوَاحِدَ عامٌ عائمٌ، وَقِيلَ: أَعوامٌ عُوَّمٌ مِنْ بَابِ شِعْر شَاعِرٌ وشُغْل شَاغِلٌ وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ، يَذْهَبُونَ فِي كُلِّ ذَلِكَ إِلَى الْمُبَالَغَةِ، فَوَاحِدُهَا عَلَى هَذَا عائمٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مِنْ مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ فِي التَّقْدِيرِ جَمْعُ عَائِمٍ إِلَّا أَنه لَا يُفْرَدُ بِالذِّكْرِ لأَنه لَيْسَ بِاسْمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ تَوْكِيدٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِ هَذَا الشِّعْرِ: ومَرّ أَعوام؛ وَقَبْلَهُ: كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وَبَعْدَهُ: تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ: كأعْوَم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالُوا: نَاقَةٌ بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلمي: قامَ إِلَى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها ... بازِلِ عامٍ، أَو سَديسِ عامِها ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لَقِيتُهُ عَامًا أَوّلَ، وَلَا تَقُلْ عَامَ الأَوّل. وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً: استأْجره للعامِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَعَامَلَهُ مُعاوَمَةً أَي لِلْعَامِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المُعَاوَمَةُ أَنْ تَبِيعَ زَرْعَ عامِك بِمَا يَخْرُجُ مِنْ قَابِلٍ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك عَلَى رَجُلٍ فَتَزِيدَهُ فِي الأَجل وَيَزِيدَكَ فِي الدَّين، قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ أَن تَبِيعَ زَرْعَكَ بِمَا يَخْرُجُ مِنْ قابل في أرض الْمُشْتَرِي. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي عُبَيْدٍ قَالَ: أَجَرْتُ فُلَانًا مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وَعَامَلْتُهُ مُعاوَمَةً، كَمَا تَقُولُ مُشَاهَرَةً ومُساناةً أَيضاً، والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عَنْهَا أَن تَبِيعَ زَرْعَ عَامِكَ أَو ثَمَرَ نَخْلِكَ أَو شَجَرَكَ لِعَامَيْنِ أَو ثَلَاثَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ مُعاومةً ، وَهُوَ أَن تَبِيعَ ثَمَرَ النَّخْلِ أَو الْكَرْمِ أَو الشَّجَرِ سَنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: عاوَمَتِ النخلةُ إِذَا حَمَلتْ سَنَةً وَلَمْ تحْمِلْ أُخرى، وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ الْعَامِ السَّنةِ، وَكَذَلِكَ سانَهَتْ حَمَلتْ عَامًا وَعَامًا لَا. ورَسْمٌ عامِيٌّ: أَتى عَلَيْهِ عَامٌ؛ قَالَ: مِنْ أَنْ شَجَاكَ طَلَلٌ عامِيُ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثَلَاثِ سنِين مَضَتْ أَوْ أَربع. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو زَيْدٍ يُقَالُ جَاوَرْتُ بَنِي فُلَانٍ ذاتَ العُوَيمِ، وَمَعْنَاهُ العامَ الثالثَ مِمَّا مَضَى فَصَاعِدًا إِلَى مَا بَلَغَ الْعَشْرَ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَزمان وأَعوام، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: هُوَ كَقَوْلِكَ لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ، وَإِنَّمَا أُنِّث فَقِيلَ ذَاتَ العُوَيم وَذَاتَ الزُّمَين لأَنهم ذَهَبُوا بِهِ إِلَى الْمَرَّةِ والأَتْيَةِ الْوَاحِدَةِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ لقِيتُه ذَاتَ العُوَيم وَذَلِكَ إِذَا لَقِيتَهُ بَيْنَ الأَعوام، كَمَا يُقَالُ لَقِيتُهُ ذَاتَ الزُّمَين وَذَاتَ مَرَّةٍ. وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً: كَثُرَ

_ (1). قوله [زيغم] هكذا في الأَصل والتهذيب

حَمْله عَامًا وقَلَّ آخَرَ. وعاوَمتِ النخلةُ: حَمَلتْ عَامًا وَلَمْ تحْمِل آخَرَ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ النَّضِرِ: عِنَبٌ مُعَوِّم إِذَا حَمَل عَامًا وَلَمْ يَحْمِلْ عَامًا. وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شَحْمُ عامٍ بَعْدَ عَامٍ. قَالَ الأَزهري: وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عَامٍ بَعْدَ عَامٍ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ: تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ ... عَلافِيفُ قَدْ ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً؛ وَقَوْلُ العُجير السَّلولي: رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ، ومَنْ يَكُن ... فَتىً عامَ عامَ الماءِ، فَهْوَ كَبِيرُ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الْعَرَبُ تُكَرِّرُ الأَوقات فَيَقُولُونَ أَتيتك يومَ يومَ قُمْت، ويومَ يومَ تَقُومُ. والعَوْمُ: السِّباحة، يُقَالُ: العَوْمُ لَا يُنْسى. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم ، هُوَ السِّباحة. وعامَ فِي الْمَاءِ عَوْماً: سَبَح. وَرَجُلٌ عَوَّام: مَاهِرٌ بالسِّباحة؛ وسَيرُ الإِبل وَالسَّفِينَةِ عَوْمٌ أَيضاً؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعامَتِ الإِبلُ فِي سَيْرِهَا عَلَى الْمِثْلِ. وفرَس عَوَّامٌ: جَواد كَمَا قِيلَ سَابِحٌ. وسَفِينٌ عُوَّمٌ: عَائِمَةٌ؛ قَالَ: إِذَا اعْوَجَجْنَ قلتُ: صاحِبْ، قَوِّمِ ... بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ «2» . وعامَتِ النجومْ عَوْماً: جرَتْ، وأَصل ذَلِكَ فِي الْمَاءِ. والعُومةُ، بِالضَّمِّ: دُوَيبّة تَسبَح فِي الْمَاءِ كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ، وَالْجَمْعُ عُوَمٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ نَاقَةً: قَدْ تَرِدُ النِّهْيَ تَنَزَّى عُوَمُه، ... فتَسْتَبِيحُ ماءَهُ فتَلْهَمُه، حَتى يَعُودَ دَحَضاً تَشَمَّمُه والعَوّام، بِالتَّشْدِيدِ: الْفَرَسُ السَّابِحُ فِي جَرْيه. قَالَ اللَّيْثُ: يُسَمَّى الْفَرَسُ السَّابِحُ عَوّاماً يَعُومُ فِي جَرْيِهِ ويَسْبَح. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: العامَةُ المِعْبَر الصَّغِيرُ يَكُونُ فِي الأَنهار، وَجَمْعُهُ عاماتٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعامَةُ هَنَةٌ تُتَّخَذُ مِنْ أَغصان الشَّجَرِ وَنَحْوِهِ، يُعْبَر عَلَيْهَا النَّهْرُ، وَهِيَ تَمُوجُ فَوْقَ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عامٌ وعُومٌ. الْجَوْهَرِيُّ: العامَةُ الطَّوْف الَّذِي يُرْكَب فِي الْمَاءِ. والعامَةُ والعُوَّام: هامةُ الرَّاكِبِ إِذَا بَدَا لَكَ رأْسه فِي الصَّحْرَاءِ وَهُوَ يَسِيرُ، وَقِيلَ: لَا يُسَمَّى رأْسه عامَةً حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهِ عِمامة. ونبْتٌ عامِيٌّ أَي يَابِسٌ أَتى عَلَيْهِ عَامٌ؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: سِوَى الحَنْظَلِ العامِيِّ والعِلهِزِ الفَسْلِ وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الْعَامِ لأَنه يُتَّخَذُ فِي عَامِ الجَدْب كَمَا قَالُوا لِلْجَدْبِ السَّنَة. والعامَةُ: كَوْرُ الْعِمَامَةِ؛ وَقَالَ: وعامةٍ عَوَّمَها فِي الْهَامَهْ والتَّعْوِيمُ: وَضْعُ الحَصَد قُبْضةً قُبضة، فَإِذَا اجْتَمَعَ فَهِيَ عامةٌ، وَالْجَمْعُ عامٌ. والعُومَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الحيَّات بعُمان؛ قَالَ أُمية: المُسْبِح الخُشْبَ فوقَ الْمَاءِ سَخَّرَها، ... فِي اليَمِّ جِرْيَتُها كأَنَّها عُوَمُ والعَوَّامُ، بِالتَّشْدِيدِ: رجلٌ. وعُوَامٌ. مَوْضِعٌ. وَعَائِمٌ: صَنَم كَانَ لهم. عيم: العَيْمةُ: شَهُوة اللبَن. عامَ الرجلُ إِلَى اللَّبَن يَعامُ ويَعِيمُ عَيْماً وعَيْمةً: اشْتَهَاهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ عِمْتُ عَيْمة وعَيَماً شَدِيدًا، قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ نَحْوِ هَذَا مِمَّا يَكُونُ مَصْدَرًا لِفَعْلان وفَعْلى، فَإِذَا

_ (2). قوله: صاحبْ قوم: هكذا في الأَصل، ولعلها صاحِ مرخم صاحب

فصل الغين المعجمة

أَنَّثْتَ الْمَصْدَرَ فخَفِّفْ، وَإِذَا حَذَفت الْهَاءَ فثَقِّل نَحْوَ الحَيْرة والحَيَر، والرَّغْبة والرَّغَب، والرَّهبة والرَّهَب، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه مِنْ ذَوَاتِهِ. وَفِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَهُ آمَ وعامَ ؛ فَمَعْنَى آمَ هَلَكَت امرأَتُه، وعامَ هَلَكتْ ماشيتُه فَاشْتَاقَ إِلَى اللَّبَنِ. وعامَ القومُ إِذَا قَلَّ لَبَنُهم. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عامَ فقَدَ اللبنَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. وَرَجُلٌ عَيمانُ أَيمانُ: ذَهَبَتْ إبلُه وَمَاتَتِ امْرَأَتُهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ أَبو زَيْدٍ عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ يَزِيدَ امرأةٌ عَيْمى أَيْمَى، وَهَذَا يَقْضِي بأَن الْمَرْأَةَ الَّتِي مَاتَ زَوْجُهَا وَلَا مَالَ لَهَا عَيْمَى أَيمى. وامرأَة عَيْمى وجمعها عِيامٌ وعَيامى كَعَطْشَانَ وَعِطَاشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْجَعْدِيِّ: كَذَلِكَ يُضرَبُ الثَّوْرُ المُعَنَّى ... ليَشْرَبَ وارِدُ البَقَر العِيام وأَعامَ القومُ: هَلَكتْ إبلُهم فَلَمْ يَجِدُوا لَبناً. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه كَانَ يتعوَّذ مِنَ العَيْمة والغَيْمة والأَيمة ؛ العَيْمةُ: شِدَّةُ الشَّهوة لِلَّبن حَتَّى لَا يُصْبَر عَنْهُ، والأَيمة: طُولُ العُزْبة، والعَيْمُ والغَيْمُ: العَطش؛ وَقَالَ أَبو الْمُثَلَّمِ الْهُذَلِيُّ: تَقول: أَرى أُبَيْنِيك اشْرَهَفُّوا، ... فَهُم شُعْثٌ رُؤُوسُهُم عِيامُ قَالَ الأَزهري: أَراد أَنهم عِيامٌ إِلَى شُرْبِ اللَّبَنِ شَدِيدَةٌ شهوتُهم لَهُ. والعَيْمةُ أَيضاً: شِدَّةُ الْعَطَشِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمي: تُشْفى بِهَا العَيْمةُ مِنْ سَقامِها والعِيمةُ مِنَ المَتاع: خِيرَتُه. قَالَ الأَزهري: عِيمةُ كلِّ شَيْءٍ، بِالْكَسْرِ، خِيارُه، وَجَمْعُهَا عِيَمٌ. وَقَدِ اعْتامَ يَعْتامُ اعْتِياماً واعْتانَ يَعْتانُ اعْتِياناً إِذَا اخْتَارَ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَمْدَحُ رَجُلًا وَصَفَهُ بِالْجُودِ: مَبْسوطة يَسْتَنُّ أَوراقُها ... عَلى مَوَالِيهَا ومُعْتامِها واعْتَامَ الرَّجلُ: أَخَذَ العِيمةَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِذَا وقَفَ الرجلُ عَلَيك غَنَمَهُ فَلَا تَعْتَمْه أَي لَا تَخْتَر غَنَمَهُ وَلَا تأْخذ مِنْهُ خِيارَها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صَدَقَةِ الْغَنَمِ: يَعْتَامُها صاحِبُها شَاةً شَاةً أَي يَخْتَارُهَا، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: بَلَغني أَنك تُنْفِق مالَ اللَّهِ فِيمَنْ تَعْتَامُ مِنْ عَشِيرَتِكَ ، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: رَسُولُهُ المُجْتَبَى مِنْ خَلَائِقِهِ والمُعْتَامُ لِشَرْع حَقَائِقِهِ ، وَالتَّاءُ فِي هَذِهِ الأَحاديث كُلِّهَا تَاءُ الِافْتِعَالِ. واعْتَامَ الشيءَ: اخْتَارَهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرامَ، ويَصْطَفِي ... عَقِيلَةَ مالِ الفاحشِ المُتَشَدِّدِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعامَهُ اللهُ تَرَكَه بِغَيْرِ لَبَنٍ. وأَعامنا بَنُو فُلَانَ أَي أَخذوا حَلائِبَنا حَتَّى بَقِينَا عَيَامَى نَشْتَهِي اللَّبَنَ، وأَصابتنا سَنةٌ أَعامَتْنَا، وَمِنْهُ قَالُوا: عامٌ مُعِيمٌ شَدِيدُ العَيْمةِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: بِعامٍ يَقُولُ لَهُ المُؤْلِفُون: ... هَذا المُعِيمُ لَنَا المُرْجِلُ وَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ اللَّبَنَ قِيلَ: قَدِ اشْتَهَى فُلَانٌ اللَّبَنَ، فَإِذَا أَفْرَطَتْ شهوتُه جِدًّا قِيلَ: قَدْ عَامَ إِلَى اللَّبَنِ، وَكَذَلِكَ القَرَمُ إِلَى اللَّحْم، والوَحَمُ. قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ عَنِ الْمُؤَرِّجِ أَنه قَالَ طَابَ العَيَامُ أَي طَابَ النهارُ، وَطَابَ الشَّرْق أَي الشَّمْسُ، وَطَابَ الهَوِيمُ أَي الليل. عيثم: عَيْثَمٌ: اسم. فصل الغين المعجمة غتم: الغُتْمةُ: عُجْمة فِي الْمَنْطِقِ. ورَجلٌ أَغْتَمُ وغَتْمِيٌّ: لَا يُفْصِح شَيْئًا. وامرأَة غَتْماء وقومٌ

غُتْمٌ وأَغْتام. ولبنٌ غُتْمِيٌّ: ثَخِينٌ لَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ إِذَا صُبَّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الغُتْمُ: قِطَعُ اللَّبَنِ الثِّخانُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلثَّقِيلِ الرُّوحِ: غُتْمِيٌّ. والغَتْمُ: شِدَّةُ الحَرِّ والأَخذِ بالنَّفس؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ، ... وغَتْمُ نَجْمٍ غَيْرِ مُسْتَقِلِ أَي غَيْرُ مُرْتَفِعٍ لِثَبات الحَرِّ الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا يَشْتَدُّ الْحَرُّ عِنْدَ طُلُوعِ الشِّعْرَى الَّتِي فِي الجَوْزاء، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَجِدُ الحَرَّ وَهُوَ جَائِعٌ: مَغْتُومٌ. وأَغْتَمَ فُلَانٌ الزِّيَارَةَ: أَكْثَرَها حَتَّى يُمَلَّ. وَقَالُوا: كَانَ العَجَّاجُ يُغْتِمُ الشِّعْر أَي يُكْثر إغْبابَه. وغَتَمَ الطعامُ: تَجَمَّع؛ عَنِ الهَجَري. وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي أَحواض غُتَيْم أَي وَقَعَ فِي الْمَوْتِ، لُغَةٌ فِي غُثَيْمٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَحُكِيَ اللِّحْيَانِيُّ: وَرَدَ حَوْضَ غُتَيمٍ أَي مَاتَ، قَالَ: والغُتَيْمُ الْمَوْتُ فأَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرفها عَنْ غَيْرِهِ، والله أَعلم. غثم: الغَثَمُ والغُثْمة: شَبِيهٌ بالوُرْقة. والأَغْثَمُ: الأَوْرَقُ. والغُثْمة: أَن يَغْلِب بياضُ الشَّعَر سوادَه، غَثِمَ غَثَماً وَهُوَ أَغْثمُ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ فَزَارَةَ: إِمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُه، ... لَهْزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُه وغَثَمَ لَهُ مِنَ الْمَالِ غَثْمةً إِذَا دفَع لَهُ دُفْعة، وَمِثْلُهُ قَثَمَ وغَذَمَ. وغَثَمَ لَهُ مِنَ العَطِيَّة: أَعطاه مِنَ الْمَالِ قِطْعَةً جَيِّدة، وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن ثَاءَهُ بَدَلٌ مِنْ ذَالِ غَذَم. الْفَرَّاءُ: هِيَ الغَثِمَةُ والْقِبَةُ والفَحِثُ. ابْنُ الأَعرابي: الغُثْمُ القِبَاتُ الَّتِي تُؤْكَلُ. أَبو مَالِكٍ: إنَّه لَنَبْتٌ مَغْثُومٌ ومُغَثْمَرٌ أَي مُخَلَّطٌ لَيْسَ بجَيِّد. وَقَدْ غَثَمْتُه وغَثْمَرْتُه إِذَا خَلَطْتَ كُلَّ شَيْءٍ. والغَثِيمةُ: طَعَامٌ يُطْبَخُ ويُجْعل فِيهِ جرادٌ، وَهِيَ الغَبِيثَةُ. وَوَقع فِي أَحواض غُثَيْمٍ أَي فِي الْمَوْتِ، لُغَةٌ فِي غُتَيْم، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا مَاتَ وَرَدَ حيَاضَ غُثَيْمٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: غُتَيْم، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُتَيْم. وغَثِيمٌ وغُثَيْمٌ: اسمان. غذم: الغَذْمُ: أَكل الرَّطْب اللَّيِّن. والغَذْمُ أَيضاً: الأَكل السَّهْلُ. والغَذْمُ: الأَكل بِجَفَاءٍ وَشِدَّةِ نَهَمٍ. وَقَدْ غَذِمَه، بِالْكَسْرِ، وغَذِمَ وغَذَمَ يَغْذُمُ غَذْماً واغْتَذم: أَكَلَ بنَهْمةٍ، وَقِيلَ: أَكل بِجفاء. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَنه قَالَ عَلَيْكُمْ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ بِدُنْياكُمْ فاغْذَمُوها ؛ هُوَ شِدَّةُ الأَكل بِجَفاء وشدة نَهَمٍ. وَرَجُلٌ غُذَمٌ: كَثِيرُ الأَكل. وبِئْرٌ غُذَمةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وذاتُ غَذِيمةٍ مِثْلُهُ. وتَغَذَّمَ الشيءَ: مَضَغَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ السَّحَابَ: تَغَذَّمْنَ في جانِبَيْهِ الخَبيرَ ... لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبيحا وَهُوَ يَتَغَذَّمُ كُلَّ شَيْءٍ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الأَكل. واغْتَذَمَ الفصيلُ مَا فِي ضَرْع أُمه أَي شَرِبَ جميعَ مَا فِيهِ. وَيُقَالُ للحُوَارِ إِذَا امْتَكَّ مَا فِي الضَّرْع: قَدْ غَذمه واغْتَذَمَه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَجُلٌ يُرَائِي فَلَا يَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا غَذَموه أَي أَخذوه بأَلسنتهم، هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ المتأَخرين بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَالصَّحِيحُ أَنه بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وأَصله العَضُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ أَرباب اللُّغَةِ، وَالْغَرِيبِ وَلَا شَكَّ أَنه وَهَمٌ مِنْهُ. وأَصابوا مِنْ مَعْرُوفِهِ غُذَماً: وَهُوَ شَيْءٌ بَعْدَ شَيْءٍ. والغُذْمَةُ: الجُرْعة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وغَذَم لَهُ مِنْ

مَالِهِ شَيْئًا: أَعطاه مِنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا مِثْلَ غَثَمَ؛ قَالَ شُقْران مَوْلَى سَلامان مِنْ قُضَاعة: ثِقَال الجِفَانِ والحُلُوم، رَحَاهُمُ ... رَحَى الْمَاءِ، يكْتالُونَ كَيلًا غَذَمْذما يَعْنِي جُزَافاً، وَتَكْرِيرُهُ يَدُلُّ عَلَى التَّكْثِيرِ. الأَصمعي: إِذَا أَكْثَرَ مِنَ الْعَطِيَّةِ قِيلَ غَذَمَ لَهُ وغَثَمَ لَهُ وقَذَمَ لَهُ. والغُذَم: الْكَثِيرُ مِنَ اللَّبَنِ، وَاحِدَتُهُ غُذْمةٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو الْفَقْعَسِيُّ: قَدْ تَرَكَتْ فَصِيلَها مُكَرَّما ... ممَّا غَذَتْهُ غُذَماً فَغُذَما الْجَوْهَرِيُّ: والغُذَامةُ، بِالضَّمِّ، شَيْءٌ مِنَ اللَّبَنِ. وَوَقَعُوا فِي غُذْمةٍ مِنَ الأَرض وغَذِيمَةٍ أَيْ فِي وَاقِعَةٍ مُنْكَرَة مِنَ الْبَقْلِ والعُشْب. وغَذَموا بِهَا غُذْمةً وغَذيمةً: أَصابوها. وكُلُّ مَا أَمْكَن مِنَ المَرْتَع فَهُوَ غَذِيمةٌ؛ وأَنشد: وَجَعَلَتْ لَا تَجِدُ الْغَذَائما ... إِلَّا لَوِيّاً وَدَوِيلًا قاشِمَا قَالَ النَّضْرُ: هُوَ سَيِّدٌ مُتَغَذِّمٌ لَا يُمْنَع مِنْ كُلِّ مَا أَراد وَلَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ. والغَذائمُ: الْبُحُورُ، الْوَاحِدَةُ غَذِيمةٌ. والغذِيمة: أَوَّل سِمَنِ الإِبل فِي المَرْعَى. وأَلْقِ فِي غَذِيمةِ فُلَانٍ مَا شِئْتَ أَي فِي رُحْب صَدْرِهِ. وَمَا سَمِعَ لَهُ غَذْمةً أَيْ كَلِمَةً. وتَغَذَّم البعيرُ بزَبَده: تَلَمَّظَ بِهِ وأَلقاه مِنْ فِيهِ. والغَذِيمةُ: كُلُّ كَلإٍ وَكُلُّ شَيْءٍ يَرْكَبُ بعضُه بَعْضًا؛ وَيُقَالُ: هِيَ بَقْلة تَنْبُتُ بَعْدَ سَيْرِ النَّاسِ مِنَ الدَّارِ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: الغَذَائم كُلُّ متراكِبٍ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. والغَذَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: نَبْت، وَاحِدَتُهُ غَذَمةٌ؛ قَالَ الْقَطَّامِيِّ: كأَنَّها بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَها ... فِي عَثعَثٍ يُنْبتُ الحَوْذانَ والغَذَما والغَذِيمةُ: الأَرض تُنْبِتُ الغَذَمَ. يُقَالُ: حَلُّوا فِي غَذيمةٍ مُنْكَرَة. والغُذَّامُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، وَاحِدَتُهُ غُذَّامة. ابْنُ بَرِّيٍّ: الغُذَّامُ لُغَةٌ فِي الغَذَمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ زَغَف الغُذَّامِ والهَشِيما والغُذَّامُ أَشهر مِنَ الغَذَم. غذرم: تَغَذْرَم الشيءَ: أَكله. وتَغَذْرَمها: حَلَفَ بِهَا، يَعْنِي الْيَمِينَ فأَضمرها لِمَكَانِ الْعِلْمِ بِهَا. وَيُقَالُ: تَغَذْرَمَ فلانٌ يَمِيناً إِذَا حَلَفَ بِهَا وَلَمْ يَتَتَعْتَعْ؛ وأَنشد: تَغَذْرَمَها فِي ثَأْوَةٍ مِنْ شِياهِهِ، ... فَلا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القلائِلُ والثَّأْوَةُ: الْمَهْزُولَةُ مِنَ الْغَنَمِ. وغَذْرَمْتُ الشيءَ وغَذْمَرْتُه إِذَا بِعْتَهُ جِزافاً. وماءٌ غُذارِمٌ: كَثِيرٌ. والغَذْرَمَةُ: كيلٌ فِيهِ زِيَادَةٌ عَلَى الْوَفَاءِ. وَكَيْلٌ غُذارِمٌ أَي جُزافٌ؛ قَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ: فَلَهْفَ ابْنَةِ المَجْنُونِ أَنْ لَا تُصِيبَهُ، ... فَتُوفِيَهُ بالصَّاعِ كَيْلًا غُذارِما والغُذارِمُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد فَيَا لَهْفَ، وَالْهَاءُ فِي تُصِيبَهُ وَتُوفِيَهُ تَعُودُ عَلَى مَذْكُورٍ قَبْلَ الْبَيْتِ، وَهُوَ: فَرَّ زُهَيْرٌ خِيفَةً مِنْ عِقابِنا، ... فَلَيْتَكَ لَمْ تَغْدِرْ فَتُصْبِحَ نادِما والغُذارِمُ: الْكَثِيرُ مِنَ الْمَاءِ مِثْلَ الغُذامِر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا طَلَبَ إِلَيْهِ أَهل الطَّائِفِ أَن يَكْتُبَ لَهُمُ الأَمان عَلَى تَحْلِيلِ الرِّبَا وَالْخَمْرِ فَامْتَنَعَ قَامُوا ولَهُمْ تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ «1» ؛ وَقَالَ الرَّاعِي: تَبصَّرْتُهُمْ، حَتَّى إِذَا حالَ بَيْنَهُمْ ... رُكامٌ وَحادٍ ذُو غَذامِيرَ صَيْدَحُ

_ (1). التَّغَذْمُرُ: الْغَضَبُ وَسُوءُ اللَّفْظِ والتخليط بالكلام وكذلك البربرة (النهاية)

وأَجاز بَعْضُ الْعَرَبِ غَمْذَرَ غَمْذَرَةً بِمَعْنَى غَذْرَمَ إِذَا كَالَ فأَكثر. أَبو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَنَبْتٌ مُغَثْمَرٌ ومُغَذْرَمٌ ومَغْثُومٌ أَي مُخَلَّط لَيْسَ بجيد. غرم: غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً، وأغرَمَه وغَرَّمَه. والغُرْمُ: الدَّيْنُ. ورَجُلٌ غارمٌ: عَلَيْهِ دَيْنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحِلُّ المسأَلة إلَّا لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ أَي ذِي حَاجَةٍ لَازِمَةٍ مِنْ غَرامة مُثْقِلة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَم والمَغْرَمِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، وَيُرِيدُ بِهِ مَغْرَمَ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي، وَقِيلَ: المَغْرَم كالغُرْم، وَهُوَ الدَّيْن، وَيُرِيدُ بِهِ مَا اسْتُدِين فِيمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ أَو فِيمَا يَجُوزُ ثُمَّ عَجَزَ عَنْ أَدائه، فأَما دَيْنٌ احْتَاجَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَدائه فَلَا يُسْتَعَاذُ مِنْهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْغَارِمُونَ هُمُ الَّذِينَ لَزِمَهم الدَّيْنُ فِي الحَمالة، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ لَزِمَهُمُ الدَّيْنُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ. والغَرامةُ: مَا يَلْزَمُ أَداؤه، وَكَذَلِكَ المَغْرَمُ والغُرْمُ، وَقَدْ غَرِمَ الدِّيةَ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الغَرامة لِلشَّاعِرِ: دَارَ ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها، ... تَقْضي بِهَا عَنْكَ الغَرامه والغَرِيم: الَّذِي لَهُ الدَّيْن وَالَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ غُرَماء؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه، ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها والغَرِيمان: سَواءٌ، المُغْرِمُ والغارِمُ. وَيُقَالُ: خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوء مَا سَنَحَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ لأَنه لَازِمٌ لِمَا زَعَم أَي كَفَل أَو الْكَفِيلُ لَازِمٌ لأَداء مَا كَفَّله مُغْرِمُه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: الزَّعِيم غارِمٌ ؛ الزَّعِيم الْكَفِيلُ، والغارِم الَّذِي يَلْتَزِمُ مَا ضَمِنه وتكَفَّل بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الثَّمر المُعَلَّق: فَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرامةُ مِثْلَيْه وَالْعُقُوبَةُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ كَانَ هَذَا فِي صَدْرِ الإِسلام ثُمَّ نُسخ، فَإِنَّهُ لَا وَاجِبَ عَلَى مُتْلِف الشَّيْءِ أَكثر مِنْ مِثْلِهِ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى سَبِيلِ الْوَعِيدِ لِيُنْتَهَى عَنْهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فِي ضالَّةِ الإِبل الْمَكْتُومَةِ غَرامَتُها ومِثْلُها مَعَهَا. وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً أَيْ يَرَى رَبُّ الْمَالِ أَنَّ إِخْرَاجَ زَكَاتِهِ غَرامةٌ يَغرَمُها. وأَما مَا حَكَاهُ ثَعْلَبٌ فِي خَبَرٍ مِنْ أَنه لَمَّا قَعَدَ بَعْضُ قُرَيْشٍ لِقَضَاءِ دَيْنِهِ أَتاه الغُرَّامُ فَقَضَاهُمْ دَيْنَه ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَالظَّاهِرُ أَنه جَمْعُ غَرِيمٍ، وَهَذَا عَزِيزٌ لِأَنَّ فَعِيلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعَّال، إِنَّمَا فُعَّال جَمْعُ فَاعِلٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ غُرَّاماً جَمْعُ مُغَرِّم عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كأَنه جَمْعُ فَاعِلٍ مِنْ قَوْلِكَ غَرَمَه أَي غَرَّمَه، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَقُولًا، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غارمٌ عَلَى النَّسَبِ أَيْ ذُو إِغْرَامٍ أَوْ تَغْريم، فَيَكُونُ غُرَّامٌ جَمْعًا لَهُ، قَالَ: وَلَمْ يَقُلْ ثَعْلَبٌ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فاشْتَدَّ عَلَيْهِ بَعْضُ غُرَّامِه فِي التَّقاضي ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَمْعُ غَرِيم كالغُرَماء وَهُمْ أَصْحَابُ الدَّيْنِ، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا وَتَصْرِيفًا. وغُرِّمَ السحابُ: أَمطَرَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ سَحَابًا: وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبابُ ... مِنْهُ، وغُرِّمَ مَاءً صَرِيحا والغَرامُ: اللَّازِمُ مِنَ الْعَذَابِ والشرُّ الدَّائِمُ والبَلاءُ والحُبُّ وَالْعِشْقُ وَمَا لَا يُسْتَطَاعُ أَن يُتَفَصَّى مِنْهُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أَشدُّ الْعَذَابِ فِي اللُّغَةِ، قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفارِ ... كَانَا عَذاباً، وَكَانَا غَراما وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ؛ أَيْ مُلِحّاً دَائِمًا مُلَازِمًا؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ هَلَاكًا ولِزاماً لَهُمْ، قَالَ: وَمِنْهُ رَجُلٌ مُعْرَمٌ، مِنَ الغُرْم أَو الدَّيْن. والغَرام: الوَلُوعُ. وَقَدْ أُغْرِم بِالشَّيْءِ أَيْ أُولِع بِهِ؛ وَقَالَ الأَعشى: إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً، وإن يُعْطِ ... جَزِيلًا فإنَّه لَا يُبالي وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِذُلٍّ مُغْرَمٍ أَيْ لَازِمٍ دَائِمٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ مُغْرَمٌ بِكَذَا أَيْ لَازِمٌ لَهُ مُولَعٌ بِهِ. اللَّيْثُ: الغُرْمُ أَداء شَيْءٍ يَلْزَمُ مِثْلَ كَفَالَةٍ يَغْرَمها، والغَرِيمُ: المُلْزَم ذَلِكَ. وأَغْرَمْتُه وغَرَّمْته بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ مُغْرَمٌ: مُولَعٌ بِعِشْقِ النِّسَاءِ وَغَيْرِهِنَّ. وَفُلَانٌ مُغْرَمٌ بِكَذَا أَيْ مُبتَلىً بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَنِ اللَّهِجُ باللذَّة السَّلِسُ القِياد لِلشَّهْوَةِ أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار؟ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لمُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ إِذَا كَانَ مُولَعاً بهنَّ. وَإِنِّي بِكَ لَمُغْرَمٌ إِذَا لَمْ يَصْبِرْ عَنْهُ. قَالَ: ونُرَى أَنَّ الغَرِيم إِنَّمَا سُمِّيَ غَرِيماً لأَنه يَطْلُبُ حَقَّه ويُلِحُّ حَتَّى يَقْبِضَهُ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَهُ الْمَالُ يَطْلُبُهُ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِ الْمَالُ: غَرِيمٌ، وَلِلَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ: غَرِيمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَه لَهُ غُنْمُه وَعَلَيْهِ غُرْمُه أَيْ عَلَيْهِ أَداء مَا رَهَنَ بِهِ وفَكاكُه. ابْنُ الأَعرابي: الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: غَرْمى كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ فِي مَعْنَى الْيَمِينِ. يُقَالُ: غَرْمى وجَدِّك كَمَا يُقَالُ أَما وجَدّك؛ وأَنشد: غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ، ... كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي غرطم: الغُرْطُمانيُّ: الفتيُّ الحَسَنُ، وأَصله في الخيل. غرقم: أَبُو عَمْرٍو: الغَرْقَمُ الحَشَفَةُ؛ وأَنشد: بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ، إِذْ رَأَيتَ ابنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُها بِغَرْقَمٍ تَتَزَبَّدُ إِذَا انْتَشَرَتْ حَسِبتَها ذاتَ هَضْبَةٍ، ... تَرَمَّزُ فِي أَلْغادِها وتَرَدَّدُ غسم: الغَسَمُ: السَّوَادُ كالغَسَف؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ النَّضِرُ: الغَسَمُ اخْتِلَاطُ الظُّلْمة؛ وأَنشد لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: فظَلَّ يَرْقُبُه، حَتَّى إِذَا دَمَسَتْ ... ذَاتُ العِشاء بأَسْدَافٍ مِنَ الغَسَمِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: مُخْتَلِطاً غُبارُه وغَسَمُه وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ بَيْتَ الْهُذَلِيِّ «2». فَظَلَّ يَرْقُبه، حَتَّى إِذَا دَمَسَتْ ... ذاتُ الأَصِيلِ بأَثْناءٍ مِنَ الغَسَمِ قَالَ: يَعْنِي ظُلْمة اللَّيْلِ. وَلَيْلٌ غاسِمٌ: مُظْلِم؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ أَيضاً: عَنْ أَيِّدٍ مِنْ عِزِّكم لَا يَغْسِمُه والغَسَم والطَّسَم عِنْدَ الإِمساء، وَفِي السَّمَاءِ غُسَمٌ مِنْ سَحَابٍ وأَغْسامٌ، وَمِثْلُهُ أَطْسامٌ مِنْ سَحَابٍ ودُسَمٌ وأَدْسام، وطُلَسٌ مِنْ سَحَابٍ، وَقَدْ أَغْسَمْنا فِي آخِرِ العَشِيِّ. غشم: الْغَشْمُ: الظُّلْم والغَصْبُ، غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً. وَرَجُلٌ غاشِمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى؛ قال:

_ (2). قوله [وأنشد ابن سيدة] كذا في الأَصل وليس في المحكم شيء من هذا البيت، بل الذي أنشده كذلك هو الأَزهري وإنشاده الأَول للجوهري

لَلَوْلا قَاسِمٌ ويَدَا بَسِيلٍ ... لَقَدْ جَرَّتْ عَلَيْكَ يَدٌ غَشُومُ والحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غَيْرَ الْجَانِي. والغَشَمْشَمُ: الْجَرِيءُ الْمَاضِي، وَقِيلَ: الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَرْكَبُ رأْسَه لَا يَثْنيه شَيْءٌ عَمَّا يُرِيدُ ويَهْوَى مِنْ شَجَاعَتِهِ؛ قَالَ أَبُو كَبِيرٍ: وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلام بِمِغْشَمٍ ... جَلْدٍ مِنَ الفِتْيانِ، غَيْرِ مُثَقَّل وَإِنَّهُ لَذُو غَشَمْشَمَة. ووِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فَلَمْ تُثْنَ عَنْ وَجْهِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر فِي ذَلِكَ: هُبارِيَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحى، ... إِذَا أَرْزَمَتْ جَاءَتْ بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ قَالَ: مَوْعِدُهَا الضُّحَى لأَن هُبُوبَ الرِّيحِ يَبْتَدِئُ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ. والغَشُوم: الَّذِي يَخْبِطُ النَّاسَ ويأْخذ كُلَّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، والأَصل فِيهِ مِنْ غَشْمِ الْحَاطِبِ، وَهُوَ أَنْ يَحْتَطِبَ لَيْلًا فَيَقْطَعَ كُلَّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ بِلَا نَظَرٍ وَلَا فِكْرٍ؛ وأَنشد: وقُلْتُ: تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلَا، ... كَمَا يَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّيْلِ حاطِبُ وَيُقَالُ: ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ؛ قَالَ القُحَيف بْنُ عُمَيْرٍ: لَقَدْ لَقِيَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، ... وَهِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما إِذَا مَا غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً، ... هَتَكْنا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دَمَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتَ الأَخير سَرَقَهُ بَشَّار، وَكَذَلِكَ الغَشُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَتَلْنا ناجِياً بِقَتيلِ عَمْرٍو، ... وجَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ بِنَصْبِ التِّرَة، وَكَذَلِكَ أَنشده ابْنُ جِنِّي. وَنَاقَةٌ غَشَمْشَمَةٌ: عَزِيزة النَّفْس؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ: جَهُول، وَكَانَ الجَهْلُ مِنْها سَجِيَّةً، ... غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِينَ زَهُوق يَقُولُ: تُزْهِقُ قائدَها أَيْ تَسْبقه مِنْ نَشَاطِهَا، فَعُولٌ بِمَعْنَى مُفْعِل، وَهُوَ نَادِرٌ. والأَغْشَمُ: الْيَابِسُ الْقَدِيمُ مِنَ النَّبْت؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذَا خَما، ... صَوْتُ أَفَاعٍ فِي خَشِيٍّ أَغْشَما وَيُرْوَى أَعشما، وَهُوَ الْبَالِغُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. وغاشِمٌ وغُشَيْمٌ وغَيْشَمٌ وغَشَّامٌ: أَسماء. غشرم: تَغَشْرَمَ البِيدَ: رَكِبَها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يُصافِحُ البِيدَ عَلَى التَّغَشْرُمِ وغُشارِمٌ: جرِيءٌ ماضٍ كَعُشارِم، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ. غضرم: الغَضْرَمُ [الغَضْرِمُ الغِضْرَمُ الغِضْرِمُ]: مَا تَشَقَّق مِنْ قُلاعِ الطِّينِ الأَحمر الحُرِّ. ومكانٌ غَضْرَمٌ وغُضارِمٌ: كَثِيرُ النَّبْت وَالْمَاءِ. والغَضْرَم: الْمَكَانُ الْكَثِيرُ التُّرَابِ اللَّيِّن اللَّزِجُ الغليظُ. والغَضْرَمُ: المكانُ كالكَذَّانِ الرِّخْوِ والجَصِّ؛ وأَنشد: يَقْعَفْنَ قَاعًا كَفَرَاشِ الغَضْرَم وَقَالَ رُؤْبَةُ: مِنَّا إِذَا اصْطَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُه قَالَ: فَإِذَا يَبِسَ الغَضْرَمُ فَهُوَ القِلْفِع.

غطم: الغِطَمُّ: الْبَحْرُ الْعَظِيمُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. ورَجُلٌ غِطَمٌّ: وَاسِعُ الخُلُق. وجَمْعٌ غِطَمٌّ وبَحْر غِطَمٌّ مِثَالُ هِجَفّ. وغَطَمْطَمٌ غُطامِطٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ كَثِيرُ الِالْتِطَامِ إِذَا تَلَاطَمَتْ أَمواجه. والغَطْمَطَةُ: الْتِطامُ الأَمواج، وَجَمْعُهُ غَطامِطُ. وغَطامِطُه كثيرةٌ: أَصواتُ أَمواجه إِذَا تَلَاطَمَتْ، وَذَلِكَ أَنك تَسْمَعُ نَغْمَةً شِبْه غَطْ ونَغْمَةً شِبْهَ مَطْ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَن يَكُونَ بَيّناً فصحياً كَذَلِكَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَشبه بِهِ مِنْهُ بِغَيْرِهِ، فَلَوْ ضاعَفْتَ وَاحِدَةً مِنَ النَّغْمَتَيْنِ قُلْتَ غَطْغَطَ أَو قُلْتَ مَطْمَطَ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى حِكَايَةِ الصَّوْتَيْنِ، فَلَمَّا أَلَّفْتَ بَيْنَهُمَا فَقُلْتَ غَطْمَط اسْتَوْعَبَ الْمَعْنَى فَصَارَ بِمَعْنَى الْمُضَاعَفِ فَتَمَّ وَحَسُنَ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: سَالَتْ نَواحِيهِ إِلَى الأَوْساطِ ... سَيْلًا، كَسَيْلِ الزَّبَد الغَطْماطِ وأَنشد الْفَرَّاءُ: عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بهِ عَنَطْنَطَه، ... لِلْماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَه ابْنُ شُمَيْلٍ: غُطَامِطُ البحرِ لُجُّه حِينَ يَزْخَرُ، وَهُوَ مُعْظَمُه: وعَدَدٌ غِطْيَمٌّ: كَثِيرٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَسَطُّ مِنْ حَنْظَلَةَ الأُسْطُمَّا، ... والعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطْيَمَّا «1» . والغَطْمَطِيطُ: الصَّوْتُ؛ وأَنشد: بَطِيءٌ ضِفَنٌّ، إِذَا مَا مَشَى ... سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِيطا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ الصوت. غلم: الغُلْمةُ، بِالضَّمِّ: شَهْوَةُ الضِّرَاب. غَلِمَ الرجلُ وغيرهُ، بالكسر، يَغْلِمُ [يَغْلَمُ] غلْماً واغْتَلَمَ اغْتِلاماً إِذَا هاجَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذَا غُلبَ شَهْوَةً، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَةُ. والغِلِّيمُ، بِالتَّشْدِيدِ: الشَّدِيدُ الغُلْمة، وَرَجُلٌ غَلِمٌ وغِلِّيمٌ ومِغْلِيمٌ، والأُنثى غَلِمة ومِغْلِيمةٌ ومِغْلِيمٌ وغِلِّيمةٌ وغِلِّيمٌ؛ قَالَ: يَا عَمْرُو لَوْ كُنتَ فَتًى كَريما، ... أَو كُنْتَ ممَّنْ يَمْنَعُ الحَرِيما، أَوْ كَانَ رُمْحُ اسْتِكَ مُسْتَقِيما ... نِكْتَ بِهِ جَارِيَةً هَضِيما، نَيْكَ أَخيها أُخْتَكَ الغِلِّيما وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ النِّسَاءِ الغَلِمةُ عَلَى زَوْجِهَا ؛ الغُلْمةُ: هَيَجان شَهْوَةِ النِّكَاحِ مِنَ المرأَة وَالرَّجُلِ وَغَيْرِهِمَا. يُقَالُ: غَلِمَ غُلْمةً واغْتَلَمَ اغْتِلَامًا، وبَعِيرٌ غِلِّيمٌ كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: والمِغْلِيمُ سَوَاءٌ فِيهِ الذَّكَرُ والأُنثى، وَقَدْ أَغْلَمهُ الشيءُ. وَقَالُوا: أَغْلَمُ الأَلبان لَبَنُ الخَلِفةِ؛ يُرِيدُونَ أَغْلم الأَلبان لِمَنْ شَرِبَهُ. وَقَالُوا: شُرْبُ لَبَنِ الإِيَّل مَغلَمةٌ أَيْ أَنه تشتدُّ عَنْهُ الغُلْمة؛ قَالَ جَرِيرٍ: أَجِعْثِنُ قَدْ لاقَيْتِ عِمرانَ شارِباً، ... عَلى الحَبَّةِ الخَضْراءِ، أَلْبانَ إيَّلِ وَفِي حَدِيثِ تَمِيمٍ والجَسَّاسة: فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَم أَيْ هَاجٍ وَاضْطَرَبَتْ أَمواجه. والاغْتِلام: مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ. وَفِي نُسْخَةِ الْمُحْكَمِ: والاغْتِلامُ مُجَاوَزَةُ الإِنسان حَدَّ ما أُمر بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَهُوَ مِنْ هَذَا، لأَن الِاغْتِلَامَ فِي الشَّهْوَةِ مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ تَجَهَّزوا لِقِتَالِ المارِقِين المُغْتَلمين. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الاغْتلام أَنْ يَتَجَاوَزَ الإِنسان حَدَّ مَا أُمر بِهِ من الخير والمباح،

_ (1). قوله [وسط] كذا في الأَصل هنا كالتهذيب، وتقدم في مادة وسط بلفظ وسطت، وفي مادة سطم وصلت

أَيِ الَّذِينَ جَاوَزُوا الْحَدَّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: تَجَهَّزوا لِقِتَالِ الْمَارِقِينَ المُغْتَلمين أَيِّ الَّذِينَ تَجَاوَزُوا حَدَّ مَا أُمروا بِهِ مِنْ الدِّينِ وَطَاعَةِ الإِمام وبَغَوْا عَلَيْهِ وطَغَوْا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذَا اغْتَلَمَتْ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الأَشربة فاكْسِروها بِالْمَاءِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يَقُولُ إِذَا جَاوَزَتْ حَدَّها الَّذِي لَا يُسْكِرُ إِلَى حَدِّهَا الَّذِي يُسْكِرُ، وَكَذَلِكَ الْمُغْتَلِمُونَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ. ابْنُ الأَعرابي: الغُلُمُ الْمَحْبُوسُونَ، قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ غُلامُ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ كَهْلًا، كَقَوْلِكَ فُلَانٌ فَتى العَسْكَر وَإِنْ كَانَ شَيْخًا؛ وأَنشد: سَيْراً تَرَى مِنْهُ غُلامَ النَّاسِ ... مُقَنَّعاً، وَمَا بهِ مِنْ بَاسِ، إِلَّا بَقايا هَوْجَلِ النُّعاس والغُلامُ مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الغُلامُ الطَّارُّ الشَّارِبُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ حِينِ يُولَدُ إِلَى أَن يَشِيبَ، وَالْجَمْعُ أَغْلِمَةٌ وغِلْمَةٌ وغِلْمانٌ، وَمِنْهُمْ مَنِ اسْتَغْنَى بِغِلْمَةٍ عَنْ أَغْلِمَةٍ، وَتَصْغِيرُ الغِلْمة أُغَيْلِمَةٌ عَلَى غير مُكَبَّره كأنهم صَغَّرُوا أَغْلِمَة، وَإِنْ لَمْ يَقُولُوهُ، كَمَا قَالُوا أُصَيْبِيَة فِي تَصْغِيرِ صِبْيَة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ غُلَيْمة عَلَى الْقِيَاسُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ صُبَيَّة أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: صُبَيَّة عَلَى الدُّخانِ رُمْكا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَعثَنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَة بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ جَمْعٍ بلَيْلٍ ؛ هُوَ تَصْغِيرٌ أَغْلِمة جَمْعُ غُلام فِي الْقِيَاسُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَمْ يَرِدْ فِي جَمْعِهِ أَغْلِمة، وَإِنَّمَا قَالُوا غِلْمَة، وَمِثْلُهُ أُصَيْبِيَة تَصْغِيرُ صِبْيَة، وَيُرِيدُ بالأُغَيْلمة الصِّبْيان، وَلِذَلِكَ صَغَّرَهُمْ، والأُنثى غُلامةٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ غَلْفاء الهُجَيمي يَصِفُ فَرَسًا: أَعانَ عَلَى مِراس الحَرْب زَغْفٌ، ... مُضاعَفَةٌ لَهَا حَلَقٌ تُؤَامُ ومُطَّرِدُ الكُعوب ومَشْرَفِيٌّ ... مِنَ الأُولى، مَضَارِبُه حُسامُ ومُركضَةٌ صَرِيحِيٌّ أَبُوها، ... يُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ وَهُوَ بَيِّنُ الغُلُومة والغُلُوميَّة والغُلامِيَّة، وَتَصْغِيرُهُ غُلَيِّم، وَالْعَرَبُ يَقُولُونَ لِلْكَهْلِ غُلامٌ نَجيبٌ، وَهُوَ فاشٍ فِي كَلَامِهِمْ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: تَنَحَّ، يَا عَسيفُ، عَنْ مَقامِها ... وطَرِّحِ الدَّلْوَ إِلَى غُلامِها قَالَ: غُلامُها صاحِبُها. والغَيْلَمُ: المرأَة الحَسْناء، وَقِيلَ: الغَيْلَمُ الْجَارِيَةُ المُغْتَلِمَة؛ قَالَ عِيَاضُ الْهُذَلِيُّ: مَعِي صاحِبٌ مِثلُ حَدِّ السِّنان، ... شَدِيدٌ عَلى قِرْنِهِ مِحْطَمُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ المُدَّعِينَ إِذَا نُوكِرُوا، ... تُنِيفُ إِلَى صَوْتِهِ الغَيلَمُ اللَّيْثُ: الغَيلَمُ والغَيْلَمِيُّ الشابُّ الْعَظِيمُ المَفْرِق الْكَثِيرُ الشَّعْرِ. الْمُحْكَمُ: والغَيْلَمُ والغَيلَمِيُّ الشَّابُّ الْكَثِيرُ الشَّعْرِ الْعَرِيضُ مَفْرِقِ الرأْس. والغَيْلَمُ: السُّلَحْفاة، وَقِيلَ: ذكَرُها. والغَيْلَمُ أَيضاً: الضِّفْدَع. والغَيْلَمُ: مَنْبَعُ الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ. والغَيْلَمُ: المِدْرى؛ قَالَ: يُشَذِّبُ بالسَّيْفِ أَقْرانَهُ، ... كَمَا فَرَّقَ اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ الغَيْلم المِدْرى لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَدَلَّ اسْتِشْهَادُهُ بِالْبَيْتِ عَلَى تَصْحِيفِهِ. قَالَ: وأَنشدني غَيْرُ

وَاحِدٍ بَيْتَ الْهُذَلِيُّ: ويَحْمِي المُضافَ إِذَا مَا دَعا، ... إِذَا فَرَّ ذُو اللِّمِّةِ الغَيْلَمُ قَالَ: هَكَذَا أَنْشَدَنِيهِ الإِيادي عَنْ شَمِرٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَقَالَ: الغَيْلَمُ الْعَظِيمُ، قَالَ: وأَنشدنيه غَيْرُهُ: كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ بِالْفَاءِ، قَالَ: وَهَكَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي فِي رِوَايَةِ أَبي الْعَبَّاسِ عَنْهُ، قَالَ: والفَيْلَمُ المُشْط، والغَيْلَمُ: موضعٌ فِي شِعْرِ عَنترة؛ قَالَ: كيْفَ المَزارُ، وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُها ... بعُنَيْزَتَيْنِ، وأَهْلُنا بالغَيْلَم؟ غلصم: الغَلْصَمَةُ: رأْس الحُلْقوم بِشَوَارِبِهِ وحَرْقدته، وَهُوَ الْمَوْضِعُ النَّاتِئُ فِي الحَلْق، وَالْجَمْعُ الغَلاصِمُ، وَقِيلَ: الغَلْصَمةُ اللَّحم الَّذِي بَيْنَ الرأْس والعُنُق، وَقِيلَ: مُتَّصَلُ الْحُلْقُومِ بِالْحَلْقِ إِذَا ازْدَرَدَ الآكلُ لُقْمَته فَزَلَّتْ عَنِ الْحُلْقُومِ، وَقِيلَ: هِيَ العُجرةُ الَّتِي عَلَى مُلْتَقَى اللَّهاةِ والمَرِيءِ. وغَلْصَمَه أَيْ قَطَع غَلْصَمَتَه. وَيُقَالُ: غَلْصَمْتُ فُلَانًا إِذَا أَخَذْتَ بحَلْقِه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فالأُسْدُ مِنْ مُغَلْصَمٍ وخُرْسِ وَاسْتَعَارَ أَبُو نُخَيْلة الغَلاصِمَ للنَّخْل فَقَالَ، أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: صَفَا بُسْرُها، واخْضَرَّتِ العُشْبُ بَعْدَ ما ... عَلاها اغْبِرارٌ لانْضِمامِ الغَلاصِمِ أدامَ لهَا العَصْرَيْنِ رِيّاً، وَلَمْ يَكُنْ ... كَمَنْ ضَنَّ عَن عُمْرانِها بالدَّراهِمِ والغَلْصَمَةُ: الجماعةُ، وَهُمْ أَيضاً السادةُ؛ قال: وهِنْدٌ غادةٌ غَيْداءُ ... فِي غَلْصَمةٍ غُلْبِ يَجُوزُ أَنْ يَعْنِيَ بِهِ الْجَمَاعَةَ وَأَنْ يَعْنِي بِهِ السَّادَةَ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فَمَا أنتَ مِنْ قَيْسٍ فَتَنْبَح دُونَها، ... وَلَا مِنْ تَمِيمٍ فِي اللَّها والغلاصِم عَنَى أَعاليَهم وجِلَّتَهم. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنَّهُ لَفِي غَلْصَمَةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَيْ فِي شَرَفٍ وعَدَدٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَبي لُجَيْمٌ، واسْمُهُ ملءُ الفَمِ، ... فِي غَلْصَمِ الهامِ وهامِ الغَلْصَمِ وَقَالَ الأَصمعي: أَرَادَ أَنه فِي مُعْظَم قَوْمِهِ وشرَفِهم، والغَلْصَمةُ: أَصلُ اللِّسَانِ، أَخْبَرَ أَنه فِي قَومٍ عِظام الهامِ، وَهَذَا مِمَّا يُوصَفُ بِهِ الرجلُ الشديدُ الشريفُ؛ وَذَكَرَ المُنذري أَن أَبا الْهَيْثَمِ أَنشده للأَغلب: كانَتْ تَمِيمُ مَعْشَراً ذَوِي كَرَم، ... غَلْصَمةً مِنَ الغَلاصِمِ العُظَم قَالَ: غَلْصَمَةً جَمَاعَةً لأَن الغَلْصمة مُجْتَمِعَةٌ بِمَا حَوْلَهَا؛ وَقَالَ غَداةَ عَهِدْتُهُنَّ مُغَلْصَماتٍ، ... لَهُنَّ بِكُلِّ مَحْنِيَة نَحِيمُ مُغَلْصَماتٍ: مَشْدُودَاتِ الأَعناق. غمم: الغمُّ: وَاحِدُ الغُمُومِ. والغَمُّ والغُمَّةُ: الكَرْبُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاس إِذْ تُكُمُّوا ... بغُمَّةٍ، لوْ لمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا تُكُمُّوا أَيْ غُطُّوا بالغَمِّ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: لَا تَحْسَبَنْ أَنَّ يَدِي فِي غُمَّه، ... فِي قَعْرِ نِحْيّ أَسْتَثِيرُ حَمَّه

والغَمَّاءُ: كالغَمِّ. وَقَدْ غَمَّه الأَمرُ يَغُمُّه غَمّاً فاغْتَمَّ وانْغَمَّ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ بَعْدَ اغْتَمَّ، قَالَ: وَهِيَ عَرَبِيَّةٌ. وَيُقَالُ: مَا أَغَمَّك إليَّ وَمَا أَغَمَّكَ لِي وَمَا أَغَمَّك عليَّ. وَإِنَّهُ لَفِي غُمَّةٍ مِنْ أَمْرِهِ أَيْ لَبْسٍ وَلَمْ يَهْتَدِ لَهُ. وأَمْرُهُ عَلَيْهِ غُمَّةٌ أَيْ لَبْسٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَجَازُهَا ظُلْمة وضيقٌ وهَمٌّ، وَقِيلَ: أَيْ مُغَطّىً مَسْتُورًا. والغُمَّى: الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: خَروج مِنَ الغُمَّى إِذَا صُكَّ صَكَّةً ... بَدا، والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ وأمْرٌ غُمَّةٌ أَيْ مُبْهَمٌ مُلْتَبِسٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَعَمْري وَمَا أَمْرِي عليَّ بِغُمَّةٍ ... نَهارِي، وَمَا لَيْلي عليَّ بِسَرْمَدِ وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَفِي غُمَّى مِنْ أَمْرِهِمْ إِذَا كَانُوا فِي أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَضْرِبُ فِي الغُمَّى إِذَا كَثُرَ الوَغَى، ... وأَهْضِمُ إنْ أَضْحى المَراضِيعُ جُوَّعا قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: إِذَا قَصَرْتَ الغُمَّى ضَمَمْتَ أَولها، وَإِذَا فتحْت أَولها مَدَدْتَ، قَالَ: والأَكثر عَلَى أَنه يَجُوزُ الْقَصْرُ وَالْمَدُّ فِي الأَوَّل «2» قَالَ مُغَلِّسٌ: حُبِسْتُ بِغَمَّى غَمْرةٍ فَتَركْتُها، ... وَقَدْ أَتْرُك الغَمّى إِذَا ضَاقَ بابُها والغُمَّةُ: قَعْرُ النِّحْي وَغَيْرِهِ. وغُمَّ عَلَيْهِ الخَبَرُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَيِ اسْتَعجم مِثَالُ أُغْمِيَ. وغُمَّ الهِلال عَلَى النَّاسِ غَمّاً: سَترَه الغَيمُ وَغَيْرُهُ فَلَمْ يُرَ. وليلةُ غَمَّاءَ: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنه غُمَّ عَلَيْهِمْ أمرُها أَيْ سُتِرَ فَلَمْ يُدْرَ أَمِن الْمُقْبِلِ هِيَ أَمْ مِنَ الماضي؛ قَالَ: ليلةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها، ... «3» أَوْغَلتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وَهِيَ ليلةُ الغُمَّى. وصُمْنا للغُمَّى وللغَمَّى، بالفتح والضم، إذ غُمَّ عَلَيْهِمِ الْهِلَالُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي يَرَوْنَ أَنَّ فِيهَا اسْتِهْلَالَهُ. وصُمْنا للغَمَّاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وصُمْنا للغُمِّيَّة وللغُمَّة كُلُّ ذَلِكَ إِذَا صَامُوا عَلَى غَيْرِ رُؤْيَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ قَالَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفطروا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فأَكملوا الْعِدَّةَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ غُمَّ عَلَيْنَا الْهِلَالُ غَمّاً فَهُوَ مَغْموم إِذَا حَالَ دُونَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ غَيْمٌ رَقِيق، مِنْ غَمَمْت الشَّيْءَ إِذَا غَطَّيته، وَفِي غُمَّ ضَمِيرُ الْهِلَالِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غُمَّ مُسْنَدًا إِلَى الظَّرْفِ أَيْ فَإِنْ كُنْتُمْ مَغْموماً عَلَيْكُمْ فأَكملوا، وَتَرَكَ ذِكْرَ الْهِلَالِ لِلِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: وَلَا غُمَّةَ فِي فَرَائِضِ اللَّهِ أَيْ لَا تُسْتَرُ وَلَا تُخفَى فَرَائِضُهُ، وَإِنَّمَا تُظْهَر وتُعْلن ويُجْهَر بِهَا؛ وَقَالَ أَبو دُوَادَ: وَلَهَا قُرْحَةٌ تَلأْلأ كالشِّعْرَى، ... أَضاءَتْ وغُمَّ عَنْهَا النُّجومُ يَقُولُ: غَطَّى السحابُ غيرَها مِنَ النُّجُومِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: إِذَا نَجْمٌ تعَقَّبَ لاحَ نَجْمٌ، ... ولَيْسَتْ بالمُحاقِ وَلَا الغُمومِ قَالَ: والغُمُومُ مِنَ النُّجُومِ صِغَارُهَا الْخَفِيَّةُ. قَالَ الأَزهري: وَرُوِيَ هَذَا الحديث فإن غُمِّيَ عليكم

_ (2). قوله [في الأَول] كذا في الأصل، ولعله في الثاني إذ هو الَّذِي يَجُوزُ فِيهِ الْقَصْرُ والمد (3). قوله [ليلة غمى إلخ] أَوْرَدَهُ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى ما بعده وهو المناسب

وأُغْمِيَ عَلَيْكُمْ ، وَسَنَذْكُرُهُمَا فِي الْمُعْتَلِّ. أَبو عُبَيْدٍ: ليلةٌ غَمَّى، بِالْفَتْحِ مِثَالُ كَسْلى، وليلةٌ غَمَّةٌ إِذَا كَانَ عَلَى السَّمَاءِ غَمْيٌ مِثَالُ رَمْيٍ وغَمٌّ وَهُوَ أَنْ يُغَمَّ عَلَيْهِمِ الْهِلَالُ. قَالَ الأَزهري: فَمَعْنَى غُمَّ وأُغْمِيَ وغُمِّيَ وَاحِدٌ، والغَمُّ والغَمْيُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصةً عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغتَمَّ كَشَفَهَا أَيْ إِذَا احْتَبَسَ نَفَسُه عَنِ الْخُرُوجِ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الغَمِّ التَّغْطِيَةِ وَالسَّتْرِ. وغَمَّ القمرُ النُّجُومَ: بَهَرَها وَكَادَ يَسْتُرُ ضوءَها. وغَمَّ يومُنا، بِالْفَتْحِ، يَغُمُّ غَمّاً وغُموماً مِنَ الغَمِّ. ويومٌ غامٌّ وغَمٌّ ومِغَمٌّ: ذُو غَمّ؛ قَالَ: فِي أُخْرَياتِ الغَبَشِ المِغَمِ وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَ يأْخذ بالنَّفَس مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ. وأَغَمَّ يومُنا مِثْلُهُ. وَلَيْلَةٌ غَمَّة وَلَيْلٌ غَمٌّ أَيْ غامَّةٌ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ كَمَا تَقُولُ ماءٌ غَوْرٌ وأَمرٌ غامٌّ. وَرَجُلٌ مَغْموم: مُغْتَمٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ غُمَّ عَلَيْنَا الهلالُ، فَهُوَ مَغْموم إِذَا الْتَبَسَ. والغِمامةُ، بِالْكَسْرِ: خَريطةٌ يُجْعَلُ فِيهَا فَمُ الْبَعِيرِ يُمْنَعُ بِهَا الطَّعَامُ، غَمَّهُ يَغُمُّه غَمّاً، وَالْجَمْعُ الغَمائم. والغِمامة: مَا تُشَدُّ بِهِ عَيْنَا النَّاقَةِ أَوْ خَطْمُها. أَبو عُبَيْدٍ: الغِمامة ثَوْبٌ يُشَدُّ بِهِ أَنف النَّاقَةِ إِذَا ظُئِرَتْ عَلَى حُوار غَيْرِهَا، وَجَمْعُهَا غَمائم؛ قَالَ الْقَطَّامِيُّ: إِذَا رَأْسٌ رأَيْتُ بِهِ طِماحاً، ... شَدَدْتُ لَهُ الغَمائِمَ والصِّقاعا اللَّيْثُ: الغِمامةُ شِبْه فِدامٍ أَوْ كِعامٍ. وَيُقَالُ: غَمَمْتُ الْحِمَارَ والدَّابة غَمّاً، فَهُوَ مَغْمُومٌ إِذَا أَلقَمْتَ فَاهُ وَمُنْخَرَيْهِ؛ الغِمامة، بِالْكَسْرِ: وَهِيَ كالكِعام، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذَا أَلقمت فَاهُ مِخْلاةً أَوْ مَا أَشْبَهَهَا يَمْنَعُهُ مِنَ الِاعْتِلَافِ، وَاسْمُ مَا يُغَمُّ بِهِ غِمامة. التَّهْذِيبُ: شَمِرٌ الغِمَّةُ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، اللِّبْسة؛ تَقُولُ: اللِّباسُ والزِّيُّ والقِشْرة والهَيْئة والغِمَّة وَاحِدٌ. والغِمامةُ: القُلْفة، عَلَى التَّشْبِيهِ. ورُطَبٌ مَغْمومٌ: جُعِلَ فِي الجَرَّة وسُتِر ثُمَّ غُطِّي حَتَّى أَرْطَب. وغَمَّ الشيءَ يَغُمُّه: عَلَاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: أُنُفٌ يَغُمٌّ الضَّالَ نَبْتُ بِحارِها وبحرٌ مُغَمِّمٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ الرَّكِيَّة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الَّتِي تَمْلأُ كلَّ شَيْءٍ وتُغَرِّقه؛ وأَنشد: قَرِيحةُ حِسيٍ مِنْ شُرَيْح مُغَمِّم وغَمَمْتُه: غَطَّيته فانغَمَّ؛ قَالَ أَوس يَرْثِي ابْنَهُ شُرَيْحًا: وقدْ رامَ بَحْري قَبْلَ ذَلِكَ طامِياً، ... مِنَ الشُّعَراءِ، كُلُّ عَوْدٍ ومُفْحِمِ عَلَى حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكاءُ وأَدْرَكتْ ... قَريحةُ حِسْيٍ مِن شُرَيْحٍ مُغَمَّم يُرِيدُ: رَامَ الشُّعَرَاءُ بحري بعد ما ذَكِيتُ، والذَّكاء انْتِهَاءُ السِّنِّ وَاسْتِحْكَامُهُ، وَقَوْلُهُ قَريحةُ حِسْيٍ مِنْ شُرَيْحٍ يُرِيدُ أَن ابْنَهُ شُرَيْحًا قَدْ قَالَ الشِّعْرَ، وقَريحةُ الْمَاءِ: أَول خُرُوجِهِ مِنَ الْبِئْرِ، وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ مُغَمِّمٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، يُرِيدُ الْغَامِرَ الْمُغَطِّي؛ شَبَّهَ شِعْرَ ابْنِهِ شُرَيْحٍ بِمَاءٍ غَامِرٍ لَا يَنْقَطِعُ، وَلَمْ يَرْث ابْنَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ كَمَا ذَكَرَ، وَإِنَّمَا افْتَخَرَ بِنَفْسِهِ وَبِوَلَدِهِ وَنُصْرَةِ قَوْمِهِ فِي يَوْمِ السُّوبان. وغَيم مُغَمِّم: كَثِيرُ الْمَاءِ. والغَمامة، بِالْفَتْحِ: السَّحَابَةُ، وَالْجَمْعُ غَمام وغَمائم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ يَمْدَحُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ: إِذَا غِبْتَ عَنَّا غابَ عَنَّا رَبيعُنا، ... ونُسْقى الغَمامَ الغُرَّ حِينَ تَؤُوبُ

فَوَصَفَ الْغَمَامَ بالغُرّ وَهُوَ جَمْعُ غَرّاء. وَقَدْ أَغَمَّتِ السماءُ أَيْ تَغَيَّرَتْ. وحَبُّ الغَمام: البَرَد. وَسَحَابٌ أَغَمُّ: لَا فُرْجة فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ ؛ الغَمام الغَيْم الأَبيض وَإِنَّمَا سُمِّيَ غَمَامًا لأَنه يَغُمُّ السَّمَاءَ أَيْ يَسْتُرُهَا، وَسُمِّيَ الغَمّ غَمّاً لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْقَلْبِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ ؛ أَراد غَمًّا مُتَّصِلًا، فَالْغَمُّ الأَول الجِراح وَالْقَتْلُ، وَالثَّانِي مَا أُلقي إِلَيْهِمْ مِنْ قَبْلَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأَنساهم الْغَمَّ الأَول. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: عَتَبُوا عَلَى عُثْمَانَ مَوْضِعَ الغَمامة المُحْماة ؛ هِيَ السَّحَابَةُ وَجَمْعُهَا الغَمام، وَأَرَادَتْ بِهَا العُشب والكَلأَ الَّذِي حَمَاهُ، فَسَمَّتْهُ بِالْغَمَامَةِ كَمَا يُسَمَّى بِالسَّمَاءِ، أَرَادَتْ أَنه حَمى الكَلأَ وَهُوَ حَقُّ جَمِيعِ النَّاسِ. والغَمَمُ: أَن يَسيل الشَّعر حَتَّى يَضِيقَ الْوَجْهُ وَالْقَفَا، وَرَجُلٌ أَغَمّ وَجَبْهَةٌ غَمّاء؛ قَالَ هُدْبَةُ بْنُ الْخَشْرَمِ: فَلَا تَنْكِحي، إنْ فَرَّقَ الدهرُ بَيْنَنَا، ... أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ، لَيْسَ بأَنْزَعا وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَغَمّ الْوَجْهِ وأَغَمّ الْقَفَا. وَفِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ فِي رِوَايَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرض غُمَّة «1» ؛ الغُمّةُ: الضَّيِّقَةُ. والغَمّاء مِنَ النَّوَاصِي: كالفاشِغة، وَتُكْرَهُ الغَمّاء مِنْ نَوَاصِي الْخَيْلِ وَهِيَ المُفرطة فِي كَثْرَةِ الشعَر. والغَمِيم: النَّبَاتُ الأَخضر تَحْتَ الْيَابِسِ. وَفِي الصِّحَاحِ: الغَمِيم الغَمِيس وَهُوَ الكلأُ تَحْتَ اليَبِيس. وَفِي النَّوَادِرِ: اعتَمَّ الكلأُ واغْتَمَّ. وأَرض مُعِمّة ومُغِمّة ومُعْلَوْلِية ومُغْلَوْلِيَة، وأَرض عَمْياء وكَمْهاءُ كُلُّ هَذَا فِي كَثْرَةِ النَّبَاتِ وَالْتِفَافِهِ. والغُمام: الزُّكام. وَرَجُلٌ مَغْموم: مَزْكوم. والغَمِيمُ: اللَّبَنُ يُسَخَّنُ حَتَّى يَغْلُظَ. والغَمِيم: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ، وَمِنْهُ كُراع الغَمِيم وبُرَق الغَميم؛ قَالَ: حَوَّزَها مِن بُرَق الغَمِيمِ، ... أَهْدَأُ يَمْشِي مِشْيةَ الظَّلِيمِ والغَمْغَمةُ والتَّغَمْغُم: الْكَلَامُ الَّذِي الَّذِي لَا يُبَين، وَقِيلَ هُمَا أَصوات الثِّيرَانِ عِنْدَ الذُّعْر وأَصوات الأَبطال فِي الوَغى عِنْدَ الْقِتَالِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وظَلَّ لِثيرانِ الصَّرِيم غَماغِمٌ، ... يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُعَلَّب وَأَوْرَدَ الأَزهري هُنَا بَيْتًا نَسَبَهُ لِعَلْقَمَةَ وَهُوَ: وظلَّ لثيرانِ الصَّريمِ غماغِمٌ، ... إِذَا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّب وَقَالَ الرَّاعِي: يَفْلِقْن كلَّ ساعِد وجُمْجُمه ... ضَرباً، فَلَا تَسمع إِلَّا غَمْغَمَه وَفِي صِفَةِ قُرَيْشٍ: لَيْسَ فِيهِمْ غَمْغمةُ قُضاعة ؛ الغَمغمة والتَّغَمْغم: كَلَامٌ غَيْرُ بيِّن؛ قَالَهُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِمُعَاوِيَةَ، قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: قَوْمُكَ مِنْ قُرَيْشٍ؛ وَجَعَلَهُ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعٍ الْهُذَلِيُّ للقِسِيّ فَقَالَ: وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغمةٌ، ... حِسَّ الجَنُوبِ تَسوقُ الْمَاءَ والبَرَدا وَقَالَ عَنْتَرَةُ: فِي حَوْمةِ المَوْتِ الَّتِي لَا تَشْتَكي ... غَمَراتِها الأَبْطالُ، غيرَ تَغَمْغُمِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذَا المُرْضِعاتُ، بَعْدَ أَوّل هَجْعةٍ، ... سَمِعْتَ عَلَى ثُدِيِّهنّ غَماغِما فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَن أَلبانهن قَلِيلَةٌ، فالرَّضيع يُغَمْغِم

_ (1). قوله [في أرض غمة] ضبطت الغمة بضم الغين وشد الميم كما ترى في غير نسخة من النهاية

وَيَبْكِي عَلَى الثَّدي إِذَا رَضِعه طَلَبًا لِلَّبَنِ، فَإِمَّا أَن تَكُونَ الْغَمْغَمَةُ فِي بُكَاءِ الأَطفال وتَصويتهم أَصلًا، وَإِمَّا أَن تَكُونَ اسْتِعَارَةً. وتَغَمْغَمَ الغريقُ تَحْتَ الْمَاءِ: صوَّت، وَفِي التَّهْذِيبِ إِذَا تداكَأَت فَوْقَهُ الأَمواج؛ وأَنشد: مَنْ خَرَّ فِي قَمْقامِنا تَقَمْقَما، ... كَمَا هَوَى فِرعونُ، إذْ تَغَمْغَما تحتَ ظِلال المَوْجِ، إذْ تَدَأّما أَيْ صَارَ فِي دَأْماء الْبَحْرِ. غنم: الغَنَم: الشَّاءُ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَقَدْ ثَنَّوْه فَقَالُوا غنَمانِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هُمَا سَيِّدانا يَزْعُمانِ، وإنَّما ... يَسُودانِنا إِنْ يَسَّرَتْ غَنماهُما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنهم ثَنَّوْهُ عَلَى إِرَادَةِ القَطِيعين أَوِ السِّرْبين؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: تَرُوح عَلَى فُلَانٍ غَنمانِ أَيْ قَطِيعَانِ لِكُلِّ قَطِيع رَاعٍ عَلَى حِدَةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: أَعْطُوا مِنَ الصَّدقة مَنْ أَبْقت لَهُ السَّنَةُ غَنماً وَلَا تُعطوها مَنْ أَبقت لَهُ غَنمَيْنِ أَيْ مَنْ أَبقت لَهُ قِطعةً وَاحِدَةً لَا يُقَطَّعُ مِثْلُهَا فَتَكُونُ قِطْعتين لِقِلَّتِهَا، فَلَا تُعطوا مَنْ لَهُ قِطْعَتَانِ مِنْهَا، وأَراد بالسَّنة الجَدْب؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ تَرُوحُ عَلَى فُلَانٍ إِبِلَانِ: إِبِلٌ هَاهُنَا وَإِبِلٌ هَاهُنَا، وَالْجَمْعُ أَغْنام وغُنوم، وكسَّره أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ أَخو خِراش عَلَى أَغانِم فَقَالَ مِنْ قَصِيدَةٍ يَذْكُرُ فِيهَا فِرار زُهير بْنَ الأَغرّ اللِّحْيَانِيَّ: فَرَّ زُهَيْرٌ رَهْبةً مِن عِقابنا، ... فَلَيْتَكَ لَمْ تَغْدِرْ فتُصْبِح نَادما مِنْهَا: إِلَى صُلْحِ الفَيْفَا فَقُنَّةِ عَاذِبٍ، ... أُجَمِّعُ مِنْهُمْ جامِلًا وأَغانِما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد وأَغانيم فَاضْطَرَّ فَحَذَفَ كَمَا قَالَ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وغَنَم مُغْنَمةٌ ومُغَنَّمَة: كَثِيرَةٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ عَنِ الْكِسَائِيِّ: غَنَمٌ مُغَنِّمة ومُغَنَّمَة أَيْ مُجتمعة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: غَنَمٌ مُغَنَّمة وَإِبِلٌ مُؤبَّلة إِذَا أُفرد لِكُلٍّ مِنْهَا رَاعٍ، وَهُوَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَوْضُوعٌ لِلْجِنْسِ، يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَعَلَى الإِناث وَعَلَيْهِمَا جَمِيعًا، فَإِذَا صَغَّرْتَهَا أَدخلتها الْهَاءَ قُلْتَ غُنَيْمة، لأَن أَسماء الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَتْ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ فالتأْنيث لَهَا لَازِمٌ، يُقَالُ: لَهُ خَمْسٌ مِنَ الْغَنَمِ ذُكُورٌ فَيُؤَنَّثُ الْعَدَدُ وَإِنْ عَنَيْتَ الكِباش إِذَا كَانَ يَلِيهِ مِنَ الْغَنَمِ لأَن الْعَدَدَ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِهِ وتأْنيثه عَلَى اللَّفْظِ لَا عَلَى الْمَعْنَى، والإِبل كَالْغَنَمِ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَا، وَتَقُولُ: هَذِهِ غَنَمٌ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ، فَإِذَا أَفردت الْوَاحِدَةَ قُلْتَ شَاةً. وتَغَنَّم غَنَماً: اتَّخَذَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: السَّكِينةُ فِي أَهل الغَنَم ؛ قِيلَ: أَرَادَ بِهِمْ أَهل الْيَمَنِ لأَن أَكثرهم أَهل غَنَمٍ بِخِلَافِ مُضر ورَبيعة لأَنهم أَصحاب إِبِلٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا آتِيكَ غَنَمَ الفِزْرِ أَي حَتَّى يَجْتَمِعَ غَنَمُ الْفِزْرِ، فأَقاموا الْغَنَمَ مَقَامَ الدَّهْرِ وَنَصَبُوهُ هُوَ عَلَى الظَّرْفِ، وَهَذَا اتِّسَاعٌ. والغُنْم: الفَوْز بِالشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ. والاغتِنام: انْتِهَازُ الغُنم. والغُنم والغَنِيمة والمَغْنم: الْفَيْءُ. يُقَالُ: غَنِمَ القَوم غُنْماً، بِالضَّمِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّهْن لِمَنْ رَهَنه لَهُ غُنْمه وَعَلَيْهِ غُرْمه ؛ غُنْمه: زِيَادَتُهُ ونَماؤه وَفَاضِلُ قِيمَتِهِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤية: وأَلزمَهَا مِنْ مَعْشَرٍ يُبْغِضُونها، ... نَوافِلُ تأْتيها بِهِ وغُنومُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ كسَّر غُنْماً عَلَى غُنوم. وغَنِم الشيءَ غُنْماً: فَازَ بِهِ. وتَغَنَّمه واغْتَنَمه: عَدَّهُ غَنِيمة، وَفِي

الْمُحْكَمِ: انْتَهَزَ غُنْمه. وأَغْنَمه الشيءَ: جَعَلَهُ لَهُ غَنِيمة. وغَنَّمته تَغْنِيماً إِذَا نفَّلته. قَالَ الأَزهري: الغَنِيمة مَا أَوجَف عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْلِهِمْ وَرِكَابِهِمْ مِنْ أَموال الْمُشْرِكِينَ، وَيَجِبُ الْخُمُسُ لِمَنْ قَسَمه اللَّهُ لَهُ، ويُقسَم أَربعةُ أَخْمَاسِهَا بَيْنَ المُوجِفين: لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسهم وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ وَاحِدٌ، وأَما الفَيء فَهُوَ مَا أَفاء اللَّهُ مِنْ أَموال الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِلَا حَرْبٍ وَلَا إِيجَافٍ عليه، مثل جِزية الرؤوس وَمَا صُولحوا عَلَيْهِ فَيَجِبُ فِيهِ الْخُمُسُ أَيضاً لِمَنْ قَسَمَهُ اللَّهُ، وَالْبَاقِي يُصْرَفُ فِيمَا يَسُد الثُّغُورَ مِنْ خَيْلٍ وَسِلَاحٍ وعُدّة وَفِي أَرزاق أَهل الْفَيْءِ وأَرزاق الْقُضَاةِ وَمَنْ غَيْرَهُمْ وَمَنْ يَجْرِي مَجراهم، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْغَنِيمَةِ والمَغنم وَالْغَنَائِمِ، وَهُوَ مَا أُصيب مِنْ أَموال أَهْلِ الْحَرْبِ وأَوجَف عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ الْخَيْلَ وَالرِّكَابَ. يُقَالُ: غَنِمت أَغْنَم غُنماً وغَنيمة، وَالْغَنَائِمُ جَمْعُهَا. والمَغانم: جَمْعُ مَغْنم، وَالْغُنْمُ، بِالضَّمِّ، الِاسْمُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ. وَيُقَالُ فُلَانٌ يَتَغَنَّمُ الأَمر أَيْ يَحرِص عَلَيْهِ كَمَا يَحْرِصُ عَلَى الْغَنِيمَةِ. وَالْغَانِمُ: آخِذُ الْغَنِيمَةِ، وَالْجَمْعُ الْغَانِمُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ ؛ سَمَّاهُ غَنِيمَةً لِمَا فِيهِ مِنَ الأَجر وَالثَّوَابِ. وغُناماك وغُنْمك أَنْ تَفْعَلَ كَذَا أَيْ قُصاراك ومَبْلَغ جُهدك وَالَّذِي تَتَغَنَّمُهُ كَمَا يُقَالُ حُماداك، وَمَعْنَاهُ كُلُّهُ غَايَتُكَ وَآخِرُ أَمرك. وَبَنُو غَنْم: قَبِيلَةٌ مِنْ تَغْلِب وَهُوَ غَنم بْنُ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ. ويَغْنَم: أَبُو بَطْنٍ. وَغَنَّامٌ وَغَانِمٌ وغُنَيم: أَسماءٌ. وغَنَّامة: اسْمُ امرأَة. وغَنّام: اسْمُ بَعِيرٍ؛ وَقَالَ: يَا صَاحِ، مَا أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنَّام ... خَشِيتُ أَن تَظْهَرَ فِيهِ أَوْرام مِن عَوْلَكَيْنِ غَلَبا بالإِبْلام غهم: الغَيْهَمُ: كالغَيْهَب؛ عَنِ اللحياني. غيم: الغَيْم: السَّحَابُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا تَرَى شَمْسًا مِنْ شِدَّةِ الدَّجْن، وَجَمْعُهُ غُيوم وغِيام؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: يَلُوحُ بِهَا المُذَلَّقُ مِذْرَياه، ... خُروجَ النجمِ مِنْ صَلَعِ الغِيام وَقَدْ غامَت السَّمَاءُ وأَغامَت وأَغْيَمت وتَغَيَّمَت وغَيَّمت، كُلُّهُ بِمَعْنًى. وأَغيَم القومُ إِذَا أَصَابَهُمْ غَيْم. وَيَوْمٌ غَيُوم: ذُو غَيم، حُكي عَنْ ثَعْلَبٍ. والغَيم: الْعَطَشُ وَحَرُّ الْجَوْفِ؛ وأَنشد: مَا زالتِ الدَّلْوُ لَهَا تَعُودُ، ... حَتَّى أَفاقَ غَيْمُها المَجْهُودُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ لَهَا تَعُودُ عَلَى بِئْرٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَعُودَ عَلَى الإِبل أَي مَا زَالَتْ تَعُودُ فِي الْبِئْرِ لأَجلها. أَبو عُبَيْدٍ: والغَيْمة الْعَطَشُ، وَهُوَ الغَيْم. أَبو عَمْرٍو: الْغَيْمُ والغَيْن الْعَطَشُ، وَقَدْ غَامَ يَغِيم وَغَانَ يَغِين. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ العَيْمة والغَيْمة والأَيْمة ؛ فالعَيْمة: شِدَّةُ الشَّهْوَةِ لِلَّبَنِ، والغَيمة شِدَّةُ الْعَطَشِ، والأَيمة العُزْبة. وَقَدْ غَامَ إِلَى الْمَاءِ يَغِيم غَيْمة وغَيَماناً ومَغِيماً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فَهُوَ غَيْمان، والمرأَة غَيْمَى؛ وَقَالَ رَبيعة بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ يَصِفُ أُتُناً: فَظَلَّتْ صَوافِنَ، خُزْرَ العُيون ... إِلَى الشَّمْسِ مِن رَهْبةٍ أَن تَغِيما وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: فَظَلَّتْ صَواديَ أَي عِطَاشًا. وَشَجَرٌ غَيْم: أَشِبٌ مُلتفّ كغَين. وغَيَّمَ الطائرُ إِذَا رَفْرَفَ عَلَى رأْسك وَلَمْ يُبعد؛ عَنْ ثعلب، بالغين وَالْيَاءِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغِيام: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فصل الفاء

بَكَتْنا أَرْضُنا لَمَّا ظَعَنّا، ... وحَيَّتْنا سُفَيْرَةُ والغِيام وغَيَّمَ الليلُ تَغْيِيمًا إِذَا جَاءَ مِثْلَ الغَيم. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ قَالَ: قَالَ عَجْرَمَةُ الأَسدي مَا طَلعت الثُّرَيَّا وَلَا بَاءَتْ إِلَّا بِعَاهَةٍ فيُزكَم النَّاسُ ويُبْطَنُون ويُصيبهم مَرَضٌ، وأَكثر مَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِبل فَإِنَّهَا تُقْلَب ويأْخذها عَتَهٌ. وَالْغَيْمُ: شُعبة مِنَ القُلاب. يُقَالُ: بَعِيرٌ مَغْيُوم، وَلَا يَكَادُ الْمَغْيُومُ يَمُوتُ، فأَما المَقْلوب فَلَا يَكَادُ يُفْرِقُ، وَذَلِكَ يُعرف بمَنْخِره، فَإِذَا تَنَفَّسَ منخِره فَهُوَ مَقْلُوبٌ، وَإِذَا كَانَ سَاكِنَ النَفَس فهو مغيوم. فصل الفاء فأم: الفِئامُ: وِطاء يَكُونُ للمَشاجر، وَقِيلَ: هُوَ الهَوْدَج الَّذِي قَدْ وُسِّع أَسْفَلُهُ بِشَيْءٍ زِيدَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: هُوَ عِكْم مِثْلُ الجُوالِق صَغِيرُ الْفَمِ يُغَطَّى بِهِ مَرْكب المرأَة، يُجْعَلُ وَاحِدٌ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَآخَرُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا، إِذَا مَا ... تَقَعَّرتِ المَشاجِرُ بالفِئام «2» والجمع فُؤُوم. وَفِي التَّهْذِيبِ: الْجَمْعُ فُؤُمٌ على وزن فُعُم مِثْلُ خِمار وخُمُر. وفَأّمَ الهَوْدجَ وأَفْأَمَه: وسَّعَ أسفَلَه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: عَلَى كُلِّ قَيْنيٍّ قَشِيبٍ مُفَأّم وَيُرْوَى: ومُفْأَم. وَهَوْدَجٌ مُفَأّم، عَلَى مُفَعَّل: وُطِّئ بالفِئام. وَالتَّفْئِيمُ: تَوْسِيعُ الدَّلو. يُقَالُ: أَفْأَمْتُ الدَّلْوَ وأَفْعَمْتُه إِذَا ملأْته. ومزادةٌ مُفَأّمة إِذَا وُسّعت بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنِ الْجِلْدَيْنِ كَالرَّاوِيَةِ والشَّعِيب، وَكَذَلِكَ الدَّلْوُ المُفَأّمَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: أفْأمت الرحلَ وَالْقَتَبَ إِذَا وسَّعته وَزِدْتَ فِيهِ، وَفَأَّمْتُهُ تَفْئِيمًا مِثْلُهُ، ورَحْل مُفْأم ومُفَأّم؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ زُهَيْرٍ أَيْضًا: ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ، ثُمَّ جَزَعْنَه ... عَلَى كُلِّ قَينيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَم وَقَالَ رُؤْبَةُ: عَبْلًا تَرى فِي خَلْقه تَفْئِيمَا ضِخَماً وسَعة. أَبُو عَمْرٍو: فَأَمْتُ وصَأَمْتُ إِذَا رَوِيتَ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّفاؤمُ أَنْ تملأَ الْمَاشِيَةُ أَفْوَاهَهَا مِنَ العُشب. ابْنُ الأَعرابي: فَأَم البعيرُ إِذَا ملأَ فَاهُ مِنَ الْعُشْبِ؛ وَأَنْشَدَ: ظَلَّتْ برَمْلِ عالجٍ تَسَنَّمُهْ، ... فِي صِلِّيانٍ ونَصِيٍّ تَفْأَمُهْ وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبَا السَّمَيْدع يَقُولُ فَأَمت فِي الشَّرَابِ وصَأَمت إِذَا كَرَعْتَ فِيهِ نَفَساً؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: كأَنه مِنْ أَفْأَمْت الإِناء إِذَا أَفْعَمْته وملأَته. والأَفْآم: فُروغُ الدَّلْوِ الأَربعة الَّتِي بَيْنَ أَطْرَافِ العَراقي؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ؛ وَأَنْشَدَ فِي صِفَةِ دَلْوٍ: كأنَّ، تَحتَ الكَيْلِ مِنْ أَفآمها، ... شَقْراءَ خَيْلٍ شُدَّ مِن حِزامها وَبَعِيرٌ مُفأَم ومُفَأّم: سَمِينٌ وَاسِعُ الْجَوْفِ. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا امتلأَ شَحْمًا: قَدْ فُئِم حَارِكُهُ، وَهُوَ مُفْأَم. والفِئام: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ: كأنَّ مَجامِعَ الرَّبَلاتِ مِنْهَا ... فِئامٌ يَنْهَضُون إِلَى فِئام وَفِي التَّهْذِيبِ: فِئَامٌ مُجْلَبُونَ إلى فئام

_ (2). قوله [وأربد إلخ] تقدم في مادة شجر محرفاً وما هنا هو الصواب.

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. يُقَالُ: عِنْدَ فُلَانٍ فِئام مِنَ النَّاسِ، وَالْعَامَّةِ تَقُولُ فِيام، بِلَا هَمْزٍ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَكُونُ الرَّجُلُ عَلَى الفِئام مِنَ النَّاسِ ؛ هُوَ مَهْمُوزٌ الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ. وَفِي تَرْجَمَةِ فعم: سِقَاءٌ مُفْعَم ومُفْأَم أَيْ مَمْلُوءٌ. فجم: الفَجَم: غِلَظ فِي الشِّدْقِ. رَجُلٌ أفْجم، يَمَانِيَةٌ. وفَجْمة الْوَادِي وفُجْمَته: مُتَّسَعه، وَقَدِ انْفَجَم وتَفَجَّم. وفُجُومة: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وضُبَيْعةُ أفْجَم: قبيلة. فجرم: الفِجْرِمُ: الجَوز الَّذِي يُؤْكَلُ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ كَلَامِ ذِي الرُّمَّةِ. فحم: الفَحْم والفَحَم، مَعْرُوفٌ مِثْلُ نَهْر ونَهَر: الْجَمْرُ الطَّافِئُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَوْ كُنْتُ أنْفُخ فِي فَحَم أَيْ لَوْ كُنْتُ أَعْمَلُ فِي عَائِدَةٍ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: هَلْ غَيْرُ غارٍ هَدَّ غَارًا فانْهَدَمْ؟ ... قَدْ قاتَلُوا لَوْ يَنْفُخُون فِي فَحَمْ، وصَبَروا لَوْ صَبَرُوا عَلَى أَمَمْ يَقُولُ: لَوْ كَانَ قِتَالُهُمْ يُغْنِي شَيْئًا وَلَكِنَّهُ لَا يُغْنِي، فَكَانَ كَالَّذِي يَنْفُخُ نَارًا وَلَا فَحْمَ وَلَا حَطَبَ فَلَا تَتَّقِدُ النَّارُ؛ يُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلَ لِلرَّجُلِ يُمَارِسُ أَمْرًا لَا يُجدي عَلَيْهِ، وَاحِدَتُهُ فَحْمة وفَحَمة. والفَحِيم: كالفَحْم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وإذْ هِيَ سَوْداءُ مِثْلُ الفَحِيم، ... تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِبا وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الفَحِيم جَمْعَ فَحْم كعبْد وعَبِيد، وَإِنْ قَلَّ ذَلِكَ فِي الأَجناس، وَنَظِيرُ مَعْز ومَعِيز وضَأْن وضَئِين. وفَحْمة اللَّيْلِ: أَوَّلُهُ، وَقِيلَ: أَشَدُّ سَوَادٍ فِي أَوَّلِهِ، وَقِيلَ: أَشَدُّهُ سَوَادًا، وَقِيلَ: فَحَمَتُهُ مَا بَيْنَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى نَوْمِ النَّاسِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِحَرِّهَا لأَن أَوَّلَ اللَّيْلِ أَحرّ مِنْ آخِرِهِ وَلَا تَكُونُ الْفَحْمَةُ فِي الشِّتَاءِ، وَجَمْعُهَا فِحام وفُحوم مِثْلُ مَأْنة ومُؤون؛ قَالَ كثيِّر: تُنازِعُ أشْرافَ الإِكامِ مَطِيَّتي، ... مِن اللَّيْلِ، شَيحاناً شَدِيداً فُحومُها وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فُحومها سَوَادَهَا كَأَنَّهُ مَصْدَرُ فَحُم. والفَحْمة: الشَّرَابُ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الأَوقات الْمَذْكُورَةِ. الأَزهري: وَلَا يُقَالُ لِلشَّرَابِ فَحْمَةٌ كَمَا يُقَالُ لِلجاشِرِيَّةِ والصَّبُوح والغَبُوق والقَيْل. وأَفْحِمُوا عَنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ وفَحِّمُوا أَيْ لَا تَسِيرُوا حَتَّى تَذْهَبَ فَحمته، وَالتَّفْحِيمُ مِثْلُهُ. وَانْطَلَقْنَا فَحْمةَ السَّحَر أَيْ حِينَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ضُموا فَواشِيَكم حَتَّى تَذْهَبَ فحمة الشتاء ؛ والفَواشي: مَا انْتَشَرَ مِنَ الْمَالِ والإِبل وَالْغَنَمِ وَغَيْرِهَا. وفَحْمة العِشاء: شِدَّةُ سَوَادِ اللَّيْلِ وظلمتِه، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي أَوَّلِهِ حَتَّى إِذَا سَكَنَ فَوْرُه قَلَّت ظُلمته. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى حَمْزَةُ بْنُ الْحَسَنِ الأَصبهاني أَنَّ أَبَا الْمُفَضَّلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ كُنَّا بِبَابِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ فَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ فِي عَرَضِ كَلَامٍ لَهُ قَحْمة العِشاء، فقلنا: لعله فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَقَالَ: هِيَ قَحْمَةٌ، بِالْقَافِ، لَا يُخْتَلَفُ فِيهَا، فَدَخَلْنَا عَلَى بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ فَحَكَيْنَاهَا لَهُ فَقَالَ: هِيَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، بِالْفَاءِ لَا غَيْرُ، أَيْ فَورته. وَفِي الْحَدِيثِ: اكْفِتوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ؛ هِيَ إِقْبَالُهُ وَأَوَّلُ سَوَادِهِ، قَالَ: وَيُقَالُ للظُّلمة الَّتِي بَيْنَ صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ الْفَحْمَةُ، وَالَّتِي بَيْنَ الْعَتَمَةِ وَالْغَدَاةِ العَسْعَسَةُ. وَيُقَالُ: فَحِّموا عَنِ الْعِشَاءِ؛ يَقُولُ: لَا تَسِيروا فِي أَوَّلِهِ حِينَ تَفُور الظُّلمة وَلَكِنِ امْهَلوا حَتَّى تَسْكن وتَعتدل الظُّلْمَةُ ثُمَّ سِيرُوا؛ وَقَالَ لَبيد:

واضْبِطِ الليلَ، إِذَا طالَ السُّرى ... وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ، واعْتَدَلْ وجاءنا فَحْمةَ ابن جُمَيْرٍ إِذَا جَاءَ نِصْفُ اللَّيْلِ؛ أَنشد ابْنُ الْكَلْبِيِّ: عِنْدَ دَيْجورِ فَحْمةِ ابْنِ جُمَيْرٍ ... طَرَقَتْنا، والليلُ داجٍ بَهِيمُ والفاحِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الأَسود بَيِّن الفُحومة، ويُبالَغ فِيهِ فَيُقَالُ: أَسود فَاحِمٌ. وشَعر فَحِيم: أَسود، وَقَدْ فَحُم فُحوماً. وَشَعَرٌ فاحِم وَقَدْ فَحُم فُحُومة: وَهُوَ الأَسود الْحَسَنُ؛ وأَنشد: مُبَتَّلة هَيْفاء رُؤْد شَبابُها، ... لَها مُقْلَتا رِيمٍ وأَسْودُ فاحِمُ وفَحَّم وَجْهَهُ تَفْحِيمًا: سوَّده. والمُفْحَم: العَييُّ. والمفْحَم: الَّذِي لَا يَقُولُ الشِّعْرَ. وأفْحَمه الهمُّ أَوْ غَيْرُهُ: مَنَعَهُ مِنْ قَوْلِ الشِّعْرِ. وَهَاجَاهُ فأَفْحَمه: صَادَفَهُ مُفْحَماً. وكلَّمه فَفَحَم: لَمْ يُطق جَوَابًا. وَكَلَّمْتُهُ حَتَّى أَفْحَمْته إِذَا أَسكتَّه فِي خُصُومَةٍ أَوْ غَيْرِهَا. وأَفْحَمْته أَيْ وَجَدْتُهُ مُفْحَماً لَا يَقُولُ الشِّعْرَ. يُقَالُ: هاجَيْناكم فَمَا أَفْحَمْناكم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ هَاجَيْتُهُ فأَفْحَمْته بِمَعْنَى أَسكتُّه، قَالَ: وَيَجِيءُ أَفحمته بِمَعْنَى صَادَفْتُهُ مُفحَماً، تَقُولُ: هَجَوته فأَفحمته أَيْ صَادَفْتَهُ مُفْحَمًا، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ فِي هَذَا هَاجَيْتُهُ لأَن الْمُهَاجَاةَ تَكُونُ مِنِ اثْنَيْنِ، وَإِذَا صَادَفَهُ مُفْحَماً لَمْ يَكُنْ مِنْهُ هِجَاءٌ، فَإِذَا قُلْتَ فَمَا أَفحمناكم بِمَعْنَى مَا أَسكتناكم جَازَ كَقَوْلِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: وَهَاجَيْنَاكُمْ فَمَا أَفْحَمْنَاكُمْ أَيْ فَمَا أَسكتناكم عَنِ الْجَوَابِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ مَعَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: فَلَمْ أَلبث أَنْ أَفْحَمْتها أَيْ أَسكتُّها. وَشَاعِرٌ مُفْحَم: لَا يُجِيبُ مُهاجِيه؛ وَقَوْلُ الأَخطل: وانزِعْ إلَيْكَ، فإنَّني لَا جاهلٌ ... بَكِمٌ، وَلَا أَنَا، إنْ نَطَقْتُ، فَحُوم قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ فَحُوم مُفْحَم، قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ تَوَهَّمَ حَذْفَ الزِّيَادَةِ فَجَعَلَهُ كرَكُوب وحَلُوب، أَوْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ فَاعِلًا مِنْ فَحَم إِذَا لَمْ يُطق جَوَابًا، قَالَ: وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ أَصْلًا فاحِم. وفَحَم الصبيُّ، بِالْفَتْحِ، يَفْحَم، وفَحِمَ فَحْماً وفُحاماً وفُحوماً وفُحِمَ وأُفْحِمَ كُلُّ ذَلِكَ إِذَا بَكَى حَتَّى يَنْقَطِعَ نفَسُه وَصَوْتُهُ. اللَّيْثُ: كَلَّمَنِي فُلَانٌ فأَفْحَمته إِذَا لَمْ يُطق جَوَابَكَ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: كأَنه شُبِّهَ بِالَّذِي يَبْكِي حَتَّى يَنْقَطِعَ نفَسه. وفَحَم الكبشُ وفَحِمَ، فَهُوَ فاحِم وفَحِمٌ: صَاحَ. وثَغا الكبْشُ حَتَّى فَحِمَ أَيْ صَارَ فِي صوته بحُوحة. فخم: فَخُم الشيءُ يَفْخُم فَخامة وَهُوَ فَخْم: عَبُلَ، والأُنثى فَخْمة. وفَخُم الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَخامة أَيْ ضَخُم. وَرَجُلٌ فَخْم أَيْ عَظِيمُ الْقَدْرِ. وفَخَّمه وتَفَخَّمه: أجَلَّه وعظَّمه؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: فأنْتَ، إِذَا عُدَّ المَكارم، بَيْنَه ... وبَينَ ابنِ حَرْبٍ ذِي النُّهى المُتَفَخِّم والتَّفْخِيم: التَّعْظِيمُ. وفَخَّم الْكَلَامَ: عظَّمه. وَمَنْطِقٌ فَخْم: جَزْل، عَلَى الْمَثَلِ، وَكَذَلِكَ حسَبٌ فَخْم؛ قَالَ: دَعْ ذَا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا ... فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي هَالَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كَانَ فَخْماً مُفَخَّماً أَي عَظِيمًا مُعَظَّماً فِي الصُّدُورِ وَالْعُيُونِ، وَلَمْ تَكُنْ خِلْقته فِي جِسْمِهِ الضَّخَامَةَ، وَقِيلَ: الفَخامة فِي وَجْهِهِ نُبْلُه وامْتِلاؤه مَعَ الْجَمَالِ وَالْمَهَابَةِ. وأتيْنا فُلَانًا فَفَخَّمْناه أَيْ عَظَّمْناه وَرَفَعْنَا مِنْ شأْنه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

نَحْمَدُ مَوْلانا الأَجَلَّ الأَفْخَما والفَيْخَمانُ: الرَّئِيسُ المُعظَّم الَّذِي يُصدَر عَنْ رأْيه وَلَا يُقطع أمرٌ دُونَهُ. أَبُو عُبَيْدٍ: الفَخامة فِي الْوَجْهِ نُبله وامْتِلاؤه. وَرَجُلٌ فَخْم: كَثِيرُ لَحْمِ الوَجْنَتين. وَالتَّفْخِيمُ فِي الْحُرُوفِ ضِدُّ الإِمالة. وَأَلِفُ التَّفْخِيمِ: هِيَ الَّتِي تَجِدُهَا بَيْنَ الأَلف وَالْوَاوِ كَقَوْلِكَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وقامَ زَيْدٌ، وَعَلَى هَذَا كَتَبُوا الصَّلَوةَ وَالزَّكَوةَ وَالْحَيَوةَ، كُلُّ ذَلِكَ بِالْوَاوِ لأَن الأَلف مَالَتْ نَحْوَ الْوَاوِ، وَهَذَا كَمَا كَتَبُوا إِحْدَيْهِمَا وَسِوَيْهِنَّ بِالْيَاءِ لِمَكَانِ إِمَالَةِ الْفَتْحَةِ قَبْلَ الأَلف إِلَى الْكَسْرَةِ. فدم: الفَدْم مِنَ النَّاسِ: العَيِيُّ عَنِ الْحَجَّةِ وَالْكَلَامِ مَعَ ثِقَلٍ وَرَخَاوَةٍ وَقِلَّةِ فَهْمٍ، وَهُوَ أَيْضًا الْغَلِيظُ السَّمِينُ الأَحمق الْجَافِي، وَالثَّاءُ لُغَةٌ فِيهِ، وَحَكَى يَعْقُوبُ أَنَّ الثاءَ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ، وَالْجَمْعُ فِدام، والأُنثى فَدْمَة وثَدْمة، وَقَدْ فَدُمَ فَدامة وفُدومة؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْجَمْعُ فُدْم «1». والمُفْدَم مِنَ الثِّيَابِ: المُشْبَع حُمْرَةً، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَتْ حُمرته شَدِيدَةً. وأَحْمر فَدْم: مُشْبَعٌ. قَالَ شَمِرٌ: والمُفَدَّمة مِنَ الثِّيَابِ المُشْبَعة حُمْرَةً؛ قَالَ أَبُو خِرَاشٍ الْهُذْلِيُّ: وَلَا بَطَلًا إِذَا الكُماةُ تَزَيَّنُوا، ... لَدَى غَمَراتِ المَوْتِ، بالحالِكِ الفَدْمِ يَقُولُ: كأنَّما تَزَيَّنُوا فِي الْحَرْبِ بِالدَّمِ الْحَالِكِ. والفَدْم: الثقيلُ مِنَ الدَّمِ، والمُفَدَّم مأْخوذ مِنْهُ. وَثَوْبٌ فَدْم إِذَا أُشبع صَبْغُه. وَثَوْبٌ فَدْم، سَاكِنَةُ الدَّالِ، إِذَا كَانَ مَصْبُوغًا بِحُمْرَةٍ مُشْبَعًا. وصِبْغ مُفْدَم أَيْ خاثِر مُشْبَع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والفَدم الدَّمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَقولُ لكامِلٍ فِي الحَرْب لَمَّا ... جَرى بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ الثَّوْبِ المُفْدَم ؛ هُوَ الْمُشْبَعُ حُمْرَةً كَأَنَّهُ الَّذِي لَا يُقدر عَلَى الزِّيَادَةِ عَلَيْهِ لِتَنَاهِي حُمْرَتِهِ فَهُوَ كَالْمُمْتَنِعِ مِنْ قَبُولِ الصَّبْغِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ أَقرأَ وَأَنَا رَاكِعٌ أَوْ أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: أَنَّهُ كَرِهَ المُفْدَم للمُحرم وَلَمْ يرَ بالمُضَرَّج بأْساً ؛ المُضَرَّج: دُونَ المُفْدَم، وَبَعْدَهُ المُوَرَّد. وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّ اللَّهَ ضَرَبَ النَّصَارَى بِذلّ مُفْدَم أَيْ شَدِيدٍ مُشْبَعٍ، فَاسْتَعَارَهُ مِنَ الذَّوَاتِ لِلْمَعَانِي. والفَدْم: الدَّمُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلثَّقِيلِ: فَدْم تَشْبِيهًا بِهِ. والفِدامُ: شَيْءٌ تشدُّه الْعَجَمُ عَلَى أَفْوَاهِهَا عِنْدَ السَّقْي، الْوَاحِدَةُ فِدامَة، وَأَمَّا الفِدام فَإِنَّهُ مِصْفاة الْكُوزِ والإِبريق وَنَحْوِهِ، وسُقاةُ الأَعاجم الْمَجُوسِ إِذَا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم، فَالسَّاقِي مُفَدَّم، والإِبريق الَّذِي يُسقى مِنْهُ الشِّرْب مُفَدَّم. والفَدَّام: شَيْءٌ تَمْسَحُ بِهِ الأَعاجم عِنْدَ السَّقْيِ، وَاحِدَتُهُ فَدَّامة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنَّ ذَا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا ... قَطَّفَ مِن أَعْنابه مَا قَطَّفا يُرِيدُ صَاحِبَ فَدَّامة، تَقُولُ مِنْهُ: فَدَّمْت الْآنِيَةَ تَفدِيماً. والمُفَدَّمات: الأَباريق وَالدِّنَانُ. والفِدامُ والثِّدامُ: المِصْفاة. والفِدام: مَا يُوضَعُ فِي فَمِ الإِبريق، والفَدَّام بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ مِثْلُهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْخِرْقَةُ الَّتِي يَشدّ بِهَا الْمَجُوسِيُّ فَمَهُ. وَإِبْرِيقٌ مُفْدَم ومَفدُوم ومُفَدَّم: عَلَيْهِ فِدام، الثَّاءُ عِنْدَ يَعْقُوبَ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ. والفَدامُ: لُغَةٌ فِي الفِدام. وفَدَّم الإِبريقَ: وَضَعَ عَلَى فَمِهِ الفِدَام؛ قال عنترة:

_ (1). قوله [والجمع فدم] كذا ضبط بالأصل. ووقع في نسخة التهذيب مضبوطاً بشكل القلم أيضاً ككتب

بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ، ... قُرِنَتْ بأَزْهَر فِي الشِّمال مُفَدَّمِ وَقَالَ أَبُو الهِندي: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها ... رِقابُ بَناتِ الْمَاءِ أفْزَعَها الرَّعْدُ عدَّى مُفَدَّمة إِلَى مَفْعُولَيْنِ لأَن الْمَعْنَى مُلْبَسَةٌ أَوْ مَكْسُوَّةٌ. وفَدَم فَاهُ وَعَلَى فِيهِ بالفِدام يَفْدِم فَدْماً وفَدَّم: وَضَعَهُ عَلَيْهِ وغطَّاه؛ وَمِنْهُ رَجُلٌ فَدْمٌ أَيْ عَييّ ثَقِيلٌ بَيِّن الفَدامة والفُدومة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّكُمْ مَدْعُوُّون يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُفَدَّمة أفواهُكُم بالفِدام ؛ هُوَ مَا يُشَدُّ عَلَى فَمِ الإِبريق وَالْكُوزِ مِنْ خِرْقَةٍ لِتَصْفِيَةِ الشَّراب الَّذِي فِيهِ أَيْ أَنَّهُمْ يُمنعون الْكَلَامَ بأَفواههم حَتَّى تَتَكَلَّمَ جَوَارِحُهُمْ وَجُلُودُهُمْ، فَشَبَّهَ ذَلِكَ بِالْفِدَامِ، وَقِيلَ: كَانَ سُقاة الأَعاجم إِذَا سَقَوْا فَدَّموا أَفْوَاهَهُمْ أَيْ غَطَّوْها، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَتَّى تَكَلَّمَ أَفْخَاذُهُمْ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الفَدَّام، قَالَ: وَوَجْهُ الْكَلَامِ الْجَيِّدِ الفِدام. وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا: يُحشر النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِمُ الفِدام ؛ والفِدام هُنَا يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا، فَإِذَا كَانَ وَاحِدًا كَانَ اسْمًا دَالًّا عَلَى الْجِنْسِ، وَإِذَا كَانَ جَمْعًا كَانَ كَكِرام وظِراف. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: الْحِلْمُ فِدام السَّفِيهِ أَيْ الْحِلْمُ عَنْهُ يُغَطِّي فَاهُ ويُسْكته عَنْ سَفَهِهِ. والفِدام: الغِمامة. وفَدَّم البعيرَ: شدَّد على فيه الفِدامة. فدغم: الفَدْغم، بَالْغَيْنِ مُعْجَمَةً: اللَّحِيم الْجَسِيمُ الطَّوِيلُ فِي عِظَم، زَادَ التَّهْذِيبُ: مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِلَى كلِّ مَشْبوحِ الذِّراعَيْنِ، تُتَّقَى ... بِهِ الحَرْب، شَعْشاعٍ وأبْيَضَ فَدْغَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ: لَهَا كلُّ مشبوحِ الذِّراعين، أَيْ لِهَذِهِ الإِبل كُلُّ عَرِيضِ الذِّرَاعَيْنِ يَحْمِيهَا وَيَمْنَعُهَا مِنَ الإِغارة عَلَيْهَا، والأُنثى بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ فَداغِمة نَادِرٌ لأَنه لَيْسَ هُنَا سَبَبٌ مِنَ الأَسباب الَّتِي تَلْحَقُ الْهَاءَ لَهَا. وخَدٌّ فَدْغَم أَيْ حَسَنٌ مُمْتَلِئٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وأَدْنَيْنَ البُرُودَ عَلَى خُدودٍ ... يُزَيِّنّ الفَداغِمَ بالأَسِيلِ فرم: الفَرْمُ والفِرامُ: مَا تَتَضَيَّقُ بِهِ المرأَة مِنْ دواء. ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة: وَهِيَ الَّتِي تَجْعَلُ الدَّوَاءَ فِي فَرْجِهَا لِيَضِيقَ. التَّهْذِيبُ: التَّفْرِيبُ وَالتَّفْرِيمُ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ، تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزَّبِيبِ. يُقَالُ: اسْتَفْرَمَت المرأَة إِذَا احتشَت، فَهِيَ مستَفرمة، وَرُبَّمَا تَتَعَالَجُ بِحَبِّ الزَّبِيبِ تُضيِّق بِهِ مَتَاعَهَا. وَكَتَبَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ إِلَى الْحَجَّاجِ لَمَّا شَكَا مِنْهُ أَنس بن مالك: يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزَّبِيبِ ، وَهُوَ مِمَّا يُسْتَفْرَم بِهِ؛ يُرِيدُ أَنَّهَا تُعالج بِهِ فَرْجَهَا ليَضيق ويَسْتَحْصِف، وَقِيلَ: إِنَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ لأَن فِي نِسَاءِ ثَقِيف سَعةً فهنَّ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ يَسْتَضِقن بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ لِرَجُلٍ عَلَيْكَ بِفِرام أُمك ؛ سُئِلَ عَنْهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: كَانَتْ أُمه ثَقَفِيَّةً، وَفِي أَحْراح نِسَاءِ ثَقِيفٍ سَعَةٌ، وَلِذَلِكَ يُعالِجن بِالزَّبِيبِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَتَّى لَا تَكُونُوا أَذَلَّ مِنْ فَرَم الأَمة ؛ وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ مَا تُعَالِجُ بِهِ المرأَة فَرْجَهَا ليَضِيق، وَقِيلَ: هِيَ خِرْقَةُ الْحَيْضِ. أَبُو زَيْدٍ: الفِرامة الخِرقة الَّتِي تَحْمِلُهَا الْمَرْأَةُ فِي فَرْجِهَا، وَاللُّجْمَةُ: الْخِرْقَةُ الَّتِي تَشُدُّهَا مِنْ أَسفلها إِلَى سُرَّتِهَا، وَقِيلَ: الفِرام أَنْ تَحِيضَ المرأَة وَتَحْتَشِيَ بِالْخِرْقَةِ وَقَدِ افْتَرَمَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وجَدْتُكَ فِيهَا كأُمِّ الغُلام، ... مَتى مَا تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الْجَوْهَرِيُّ: الفَرْمة، بِالتَّسْكِينِ، والفَرْمُ مَا تُعَالِجُ بِهِ المرأَة قُبُلَها لِيَضِيقَ؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا ... مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا يَقُولُ: مِنْ شِدَّةِ جَرْيِهَا يَدْخُلُ الْحَصَى فِي فُرُوجِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَيامُ التَّشْرِيقِ أيامُ لَهْو وفِرام ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُجَامَعَةِ، وأَصله مِنَ الفَرْم، وَهُوَ تَضْيِيقُ المرأَة فَرْجَهَا بالأَشياء العَفِصة، وَقَدِ اسْتَفْرمت أَيِ احْتَشَتْ بِذَلِكَ. والمَفارِم: الخِرق تُتَّخَذُ لِلْحَيْضِ لَا وَاحِدَ لَهَا. والمُفْرَم: الْمَمْلُوءُ بِالْمَاءِ وَغَيْرِهِ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ الْبُرَيْقُ الْهُذَلِيُّ: وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ ... شَهِدْتُ، وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أَيْ مَمْلُوءٌ بِالنَّاسِ. أَبُو عُبَيْدٍ: المُفْرَم مِنَ الْحِيَاضِ الْمَمْلُوءُ بِالْمَاءِ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ؛ وَأَنْشَدَ: حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه يُقَالُ: أفْرَمْت الْحَوْضَ وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إِذَا ملأْته. الْجَوْهَرِيُّ: أَفْرَمْتُ الإِناء ملأْته، بِلُغَةِ هُذَيْلٍ. والفِرْمَى: اسْمُ مَوْضِعٍ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وفَرَما، بِالتَّحْرِيكِ، مَوْضِعٌ؛ قَالَ سُلَيْكُ بْنُ السُّلَكة يَرْثِي فَرَسًا لَهُ نَفَق فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا ... تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلًا مَحارُ «2». عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه، ... كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ يَقُولُ: عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ الشَّاعِرَ رَثَى فَرَسَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا عَالِيَةً شَواه لأَنه إِذَا مَاتَ انْتَفَخَ وَعَلَتْ قَوَائِمُهُ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بِارْتِفَاعِ الْقَوَائِمِ فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ عاليةٌ شَوَاهُ وَعَالِيَةٌ، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، قَالَ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ عَلَى قَرَماء، بِالْقَافِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: قَرَماء عَقَبة وَصَفَ أَنَّ فَرسه نَفَق وَهُوَ عَلَى ظَهْرِهِ قَدْ رَفَعَ قَوَائِمَهُ، وَرَوَاهُ عَالِيَةً شَوَاهُ لَا غَيْرَ، والنحَّام: اسْمُ فَرَسِهِ وَهُوَ مِنَ النُّحْمة وَهِيَ الصَّوْتُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعَلاء إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحرف وَهِيَ: فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء، وَهِيَ أَسماء مَوَاضِعَ، فَشَاهِدُ فَرَماء بَيْتُ سُلَيْكِ بْنِ السُّلَكَةِ هَذَا؛ وَشَاهِدُ جَنَفاء قَوْلُ الشَّاعِرِ: رَحَلْت إلَيْكَ مِنْ جَنَفاء، حتَّى ... أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي وَشَاهِدُ جَسَداء قَوْلُ لَبِيدٍ: فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً، ... عَلَى جَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ قَالَ: وَزَادَ الْفَرَّاءُ ثَأَداء وسَحَناء، لُغَةٌ فِي الثَّأْداء والسَّحْناء، وَزَادَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ نَفَساء، لُغَةٌ فِي النَّفْساء. قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ فِيهِ فَعْلاء وفَعَلاء ثَأَداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء، لُغَةٌ فِي النُّفَساء. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: أَمَّا ثَأَداء والسَّحَناء فَإِنَّمَا حُرِّكَتَا لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ كَمَا يُسَوَّغُ التَّحْرِيكُ فِي مِثْلِ النَّهْرِ والشَعَر، قَالَ: وفَرماء لَيْسَتْ فِيهِ هَذِهِ الْعِلَّةُ، قَالَ: وأَحسبها مَقْصُورَةً مَدَّهَا الشَّاعِرُ ضَرُورَةً، قَالَ: وَنَظِيرُهَا الجَمَزى فِي بَابِ الْقَصْرِ، وَحَكَى عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ ابْنِ حَبِيبٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا أَعلم قَرَماء، بالقاف، ولا أَعلمه

_ (2). قوله [تحمل] في التكملة: تروح

إلا فرَماء بالفاء، وَهِيَ بِمِصْرَ؛ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشاعر: سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي ... قَصائدُ لَا أُرِيدُ بِهَا عِتابا وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الفَرَما، بِالْفَاءِ، مَقْصُورٌ لَا غَيْرُ، وَهِيَ مَدِينَةٌ بِقُرْبِ مِصْرَ، سُمِّيَتْ بأَخي الإِسكندر، وَاسْمُهُ فرَما، وَكَانَ الْفَرَمَا كَافِرًا، وَهِيَ قَرْيَةُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. فرجم: افْرَنْجَم الحَمَلُ كافْرَنْبج: شُوِي فَيبِست أَعاليه. فرزم: الفُرْزُم: سِنْدان الْحَدَّادِ. قَالَ: والفُرْزُوم خَشَبَةُ الحذَّاء، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قُرزوم، بِالْقَافِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفُرْزُوم خَشَبَةٌ مدوَّرة يَحْذو عَلَيْهَا الحَذَّاء، وأَهل الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهَا الجَبْأَة، قَالَ: كَذَا قرأْته عَلَى أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: وَحَكَاهُ أَيْضًا ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ وَهُوَ فِي كِتَابِ ابْنِ دُرَيْدٍ بِالْقَافِ، قَالَ: وسأَلت عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعرف، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الفُرزوم، بِالْفَاءِ خَشَبَةُ الحذَّاء، وَبِالْقَافِ سِنْدَانُ الحدَّاد. فرصم: الفِرْصِمُ: مِنْ أَسماء الأَسد. فرضم: الفِرْضِم مِنَ الإِبل: الضَّخْمَةُ الثَّقِيلَةُ. وفِرْضِم: اسْمُ قَبِيلَةٍ، وَإِبِلٌ فِرْضِمِيَّة مَنْسُوبَةٌ إليه. فرطم: الفُرطُومة: مِنْقَارُ «1». الْخُفِّ إِذَا كَانَ طَوِيلًا مُحَدَّدَ الرأْس، وَخُفٌّ مُفَرْطم. الْجَوْهَرِيُّ: الفُرْطوم طرَف الخُف كالمِنْقار، وخِفاف مُفَرْطمة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ شِيعَةَ الدَّجَّالِ شَوَارِبُهُمْ طَوِيلَةٌ وَخِفَافُهُمْ مُفَرْطَمَةٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفُرطومة حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي بِالْقَافِ. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: قَالَ أَعرابي جَاءَنَا فُلَانٌ فِي نِخافَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ أَيْ لَهُمَا مِنقاران، والنِّخافُ: الْخُفُّ، رَوَاهُ بِالْقَافِ، قَالَ: وَهُوَ أَصَحُّ مِمَّا رواه الليث بالفاء. فرقم: أَبُو عَمْرٍو: الفَرْقَمُ حَشَفة الرَّجُلِ؛ وأَنشد: مَشْعُوفةٍ بِرَهْزِ حَكِّ الفَرْقَم «2» . قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمُ القِرْقِم، قَالَ: وأنا لا أعرفها. فسحم: الْجَوْهَرِيُّ: الفُسْحُم، بِالضَّمِّ، الْوَاسِعُ الصَّدْرِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. فصم: الفَصْم: الْكَسْرُ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. فَصَمه يَفْصِمُه فَصْماً فانْفَصَم: كَسَرَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَبِينَ، وتَفَصَّم مِثْلُهُ، وفَصَّمه فَتَفَصَّم. وخَلْخال أفْصَمُ: مُتَفَصِّم؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ، وَأَنْشَدَ لِعُمَارَةَ بْنِ رَاشِدٍ: وأمَّا الأُلى يَسْكُنَّ غَوْرَ تِهامةٍ، ... فَكُلُّ كَعابٍ تَتْرُكُ الحِجلَ أَفْصَما وفُصِم جانبُ البيتِ: انهدمَ. والانفِصامُ: الِانْقِطَاعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا انْفِصامَ لَها ؛ أَيْ لَا انْقِطَاعَ لَهَا، وَقِيلَ: لَا انْكِسَارَ لَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: دُرَّةٌ بَيْضاءُ لَيْسَ فِيهَا فَصْم وَلَا وَصْم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الفَصم، بِالْفَاءِ، أَنْ يَنْصَدِعَ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَبِين، مِنْ فَصَمت الشَّيْءَ أَفْصِمه فَصْماً إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِ، فَهُوَ مَفصُوم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ غَزَالًا شَبَّهَهُ بدُمْلُج فِضَّةٍ: كأنَّه دُمْلُجٌ مِن فِضَّةٍ نَبَهٌ، ... فِي مَلْعَبٍ مِن جَوَارِي الحَيِّ، مَفْصُومُ شَبَّهَ الْغَزَالَ وَهُوَ نَائِمٌ بِدُمْلُجِ فِضَّةٍ قَدْ طُرح ونُسِي، وَكُلُّ شَيْءٍ سَقَطَ مِنْ إِنْسَانٍ فَنَسِيَهُ وَلَمْ يَهْتَدِ لَهُ فَهُوَ نَبَهٌ، وَهُوَ الخُرت والخُرات «3». وَالنَّاسُ كلهم يقولون

_ (1). قوله [الفرطومة منقار] تبع في ذلك التهذيب والنهاية، والذي في القاموس: الفرطوم بلا هاء (2). قوله [مشعوفة إلخ] قبله كما في التكملة: وأمه أكالة للقمقم (3). قوله [وهو الخرت والخرات إلى قوله وإنما جعله إلخ] كذا بالأصل ولينظر ما مناسبته هنا

خُرت وَهُوَ خَرق النِّصَابِ، وَإِنَّمَا جَعَلَهُ مَفْصُومًا لِتَثَنِّيهِ وَانْحِنَائِهِ إِذَا نَامَ، وَلَمْ يَقُلْ مَقْصُومٌ، بِالْقَافِ، فَيَكُونَ بَائِنًا بِاثْنَيْنِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قِيلَ فِي نَبَهٍ إِنَّهُ الْمَشْهُورُ، وَقِيلَ النَّفِيسُ الضَّالُّ الْمَوْجُودُ عَنْ غَفْلَةٍ لَا عَنْ طَلَبٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَنْسِيُّ. الْفَرَّاءُ: فأْس فَصيم «1». وَهِيَ الضَّخْمَةُ، وفأْس فِنْدَأْيةٌ لَهَا خُرت، وَهُوَ خَرْقُ النِّصَابِ، قَالَ: وَأَمَّا الْقَصْمُ، بِالْقَافِ، فأَن يَنْكَسِرَ الشَّيْءُ فَيَبِينَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي ظَهْرِي انْفِصاماً أَيِ انْصِدَاعًا، وَيُرْوَى بِالْقَافِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: استَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ فِصْمة السِّوَاكِ أَيْ مَا انْكَسَرَ مِنْهُ، وَيُرْوَى بِالْقَافِ. وأَفْصَم الفحلُ إِذَا جَفر؛ وَمِنْهُ قِيلَ: كُلُّ فَحْلٍ يُفْصِم إِلَّا الإِنسان أَيْ يَنْقَطِعُ عَنِ الضِّرَابِ. وَانْفَصَمَ الْمَطَرُ: انْقَطَعَ وأَقْلَع. وأَفصم المطرُ وأَفْصى إِذَا أَقلَع وَانْكَشَفَ، وأَفْصَمَت عَنْهُ الحُمَّى. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: أَنَّهَا قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْزِل عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ البرْدِ فَيُفْصِم الوَحْيُ عنه وإِنَّ جَبِينَه ليَتَفصَّد عرَقاً ؛ فيُفْصِم أَيْ يُقلِع عَنْهُ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: فيُفصم عَنِّي وَقَدْ وَعَيْت يَعْنِي الوَحْي أَيْ يُقلع. فطم: فَطَم العُودَ فَطْماً: قَطَعَهُ. وفَطَمَ الصبيَّ يَفْطِمه فَطْماً، فَهُوَ فَطِيمٌ: فصَلَه مِنَ الرَّضَاعِ. وَغُلَامٌ فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه: فصَلته عَنْ رَضَاعِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: فِطام الصَّبِيِّ فِصاله عَنْ أُمه، فطَمَت الأُم وَلَدَهَا وفُطِم الصَّبِيُّ وَهُوَ فَطِيم، وَكَذَلِكَ غَيْرُ الصَّبِيِّ مِنَ المَراضِع، والأُنثى فَطِيم وفَطِيمة. وَفِي حَدِيثِ امرأَة رَافِعٍ لَمَّا أَسلم وَلَمْ تُسْلِم: فَقَالَ ابْنَتِي وَهِيَ فَطِيم أَيْ مَفْطُومة، وَفَعِيلٌ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، فَلِهَذَا لَمْ تَلْحَقْهُ الْهَاءُ، وَجَمْعُ الفَطِيم فُطُم مِثْلُ سَرِير وسُرُر؛ قَالَ: وَإِنْ أَغارَ، فلم يَحْلو بِطائِلةٍ ... فِي لَيْلةٍ مِنْ حَمِير ساوَرَ الفُطُما وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَقْرَعَ بَيْنَ الفُطُم فَقَالَ: مَا أَرى هَذَا إِلَّا مِنَ الاسْتِقْسام بالأَزْلام ؛ جَمْعُ فَطِيم مِنَ اللَّبَنِ أَيْ مَفْطُوم. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَمْعُ فَعِيل فِي الصِّفَاتِ عَلَى فُعُل قَلِيلٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَمَا جَاءَ مِنْهُ شُبِّه بالأَسماء كنَذِير ونُذُر، فَأَمَّا فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فَلَمْ يَرِدْ إِلَّا قَلِيلًا نَحْوُ عَقِيم وعُقُم وفَطِيم وفُطُم، وَأَرَادَ بِالْحَدِيثِ الإِقْراع بَيْنَ ذَرارِيِّ الْمُسْلِمِينَ فِي العَطاء، وَإِنَّمَا أَنكره لأَن الإِقراع لِتَفْضِيلِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْفَرْضِ، وَالِاسْمُ الفِطام، وَكُلُّ دَابَّةٍ تُفْطَم؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه، فَلَمْ يَخُص مِنْ أَيِّ نَوْعٍ هُوَ؛ وفَطَمْت فُلَانًا عَنْ عَادَتِهِ، وأَصل الفَطْم الْقَطْعُ. وفَطَم الصبيَّ: فَصْلَهُ عَنْ ثَدِي أُمه ورَضاعها. والفَطِيمة: الشَّاةُ إِذَا فُطِمت. وأَفْطَمَت السَّخلة: حَانَ أَنْ تُفْطَم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فَإِذَا فُطِمت فَهِيَ فاطِمٌ ومَفْطُومة وفَطِيمةً؛ عَنْهُ أَيْضًا، قَالَ: وَذَلِكَ لِشَهْرَيْنِ مِنْ يَوْمِ وِلَادَهَا. وتَفاطَم النَّاسُ إِذَا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بَعْدَ الفِطام فَدَفَعَ هَذَا بَهْمَه إِلَى هَذَا وَهَذَا بهْمَه إِلَى هَذَا، وَإِذَا كَانَتِ الشَّاةُ تُرْضِع كُلَّ بَهْمة فَهِيَ المُشْفِع. ابْنِ الأَعرابي قَالَ: إِذَا تَنَاوَلَتْ أَوْلَادَ الشِّيَاهِ الْعِيدَانَ قِيلَ رَمَّت وارتَمَّت، فَإِذَا أَكلت قيل بَهْمة سامع «2». حَتَّى يَدْنُوَ فِطَامُهَا، فَإِذَا دَنَا فِطَامُهَا قِيلَ أَفْطَمَت البَهمة، فَإِذَا فُطمت فَهِيَ فَاطِمٌ ومَفْطومة وَفَطِيمٌ، وَذَلِكَ لِشَهْرَيْنِ مِنْ يَوْمِ فِطَامِهَا

_ (1). قوله [فأس فصيم] كذا في الأصل والقاموس، والذي في التهذيب والتكملة: فيصم أي كصيقل (2). قوله [بهمة سامع] كذا فِي الْأَصْلِ عَلَى هَذِهِ الصورة

فَلَا يَزَالُ عَلَيْهَا اسْمُ الْفِطَامِ حَتَّى تَسْتَجْفِر. وَالْفَاطِمُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يُفْطَم وَلَدُهَا عَنْهَا. وَنَاقَةٌ فاطِم إِذَا بلَغ حُوارها سَنَةً فَفُطِم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ، ... تَشْحَى، بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ، شِدْقَيْنِ فِي رأْسٍ لَهَا صُلادِمِ ولأَفطِمَنَّك عَنْ هَذَا الشَّيْءِ أَيْ لأَقطَعنَّ عَنْهُ طَمَعَكَ. وفاطِمةُ: مِنْ أَسْمَاءِ النِّسَاءِ. التَّهْذِيبُ: وَتُسَمَّى المرأَة فاطِمة وفِطاماً وفَطِيمة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَعطَى عَلِيًّا حُلّةً سِيَراء وَقَالَ شَقِّقها خُمُراً بَيْنَ الفواطِم ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: إِحْدَاهُنَّ سَيِّدَةُ النِّسَاءِ فاطِمةُ بِنْتِ سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا، زَوْجُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالثَّانِيَةُ فاطِمةُ بِنْتُ أَسد بْنِ هَاشِمِ أُم عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَتْ أَسلمت وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ ولَدت لِهَاشِمِيٍّ، قَالَ: وَلَا أَعرف الثَّالِثَةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ عمِّه، سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ وَقَالَ الأَزهري: الثَّالِثَةُ فَاطِمَةُ بنتُ عُتْبة بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَتْ هَاجَرَتْ وَبَايَعَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وأَراه أَراد فَاطِمَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ لأَنها مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْفَوَاطِمُ اللَّاتِي وَلَدن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُرشية وقَيْسِيَّتان ويَمانِيَتانِ وأَزْدِيَّة وخُزاعِيَّةٌ. وَقِيلَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: ابْنَا الْفَوَاطِمِ، فاطمةُ أُمهما، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَد جَدَّتُهُمَا، وفاطمةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عِمْران بْنِ مَخْزُوم جدَّةُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَبيه. وفَطَمْتُ الْحَبْلَ: قَطَعْته. وفُطَيْمةُ: موضع. فعم: الفَعْمُ والأَفْعَم: الممْتلئ، وَقِيلَ: الْفَائِضُ امْتِلَاءً. وساعدٌ فَعْمٌ، فَعُمَ يَفْعُمُ فَعامة وفُعومة فَهُوَ فَعْم: مُمْتَلِئٌ. ووَجْه فَعْم وَجَارِيَةٌ فَعْمة، وافْعَوْعَمَ، قَالَ كَعْبٌ يَصِفُ نَهْرًا: مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِيِّ مُنْبَعِقٌ، ... كأَن فِيهِ أَكُفَّ القَوْمِ تَصْطَفِقُ وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ فَعْمَ الأَوصال أَي مُمْتَلِئَ الأَعضاء، وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها أَي مُمْتَلِئَةُ السَّاقِ. وَفِي حَدِيثِ أُسامة: وأَنَّهم أَحاطوا لَيْلًا بحاضِرِ فَعْمٍ أَي حَيّ مُمْتَلِىءٍ بأَهله. وفَعَمَه يَفْعَمُه وأَفْعَمَه: ملأَه وَبَالَغَ فِي مَلْئِه، وأَنشد: فَصَبَّحَتْ والطيرُ لَمْ تَكَلَّمِ، ... جَابِيَةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ وأَفْعَمْت الْبَيْتَ بِرَائِحَةِ العُود فافْعَوْعَم، وأَفعم المَسَكُ البيتَ: ملأَه بِرِيحِهِ. وأَفعم البيتَ طِيباً: مَلأَه، عَلَى الْمَثَلِ. وافْعَوْعَم هُوَ امتلأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَنَّ امرأَة مِنَ الحُور العِين أَشْرَفَتْ لأَفْعَمَت مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض رِيحَ المِسك أَي ملأَت، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ. وفَعَمَتْه رائحةُ الطِّيبِ وأَفْعَمَتْه: ملأَت أَنفَه، والأَعرف فَغَمتْه، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي لِكُثَيِّرٍ: أَتِيٌّ ومَفْعُومٌ حَثِيثٌ، كأَنه ... غُرُوبُ السَّواني أَتْرَعَتها النَّواضِحُ فإِنه زَعَمَ أَنه لَمْ يُسْمَعْ مَفْعُوم إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَفْعَمْت، وَنَظِيرُهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: الناطِق المَبرُوز والمَخْتُوم وَهُوَ مِنْ أَبرزت، وَمِثْلُهُ المَضْعُوف مِنْ أَضْعَفْت. الأَزهري: ونَهَر مَفْعُوم أَي مُمْتَلِئٌ. وَيُقَالُ: سِقاء مُفْعَم ومُفْأَم أَي مَمْلُوءٌ، وأَنشد أَبو سَهْلٍ فِي أَشعار

الْفَصِيحِ فِي بَابِ الْمُشَدَّدِ بَيْتًا آخَرَ جَاءَ بِهِ شَاهِدًا عَلَى الضِّحِّ وَهُوَ: أَبْيَض أَبرزَه للضِّحِّ راقبهُ، ... مُقَلَّد قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفعومُ أَي مُمْتَلِئٌ لَحْماً. وفَعُمَت المرأَة فَعامة وفُعُومة وَهِيَ فَعْمة: اسْتَوى خَلْقها وغَلُظَ سَاقُهَا، وساعدٌ فَعْمٌ، قَالَ: بساعدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِب ومُخَلْخَل فَعْمٌ، قَالَ: فَعْمٌ مُخَلْخَلُها، وَعْثٌ مُؤزَّرُها، ... عَذْبٌ مُقَبَّلُها، طَعْمُ السَّدَا فُوها السَّدا هَاهُنَا: الْبَلَحُ الأَخضر، وَاحِدَتُهُ سَداة، وَقِيلَ: هُوَ العسَل مِنْ قَوْلِهِمْ سَدَتِ النَّحْلُ تَسْدُو سَداً. الْجَوْهَرِيُّ: أَفْعَمْتُ الرجلَ مَلأْته غَضَبًا، وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي تُرَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَاقِفًا السَّلمَى يَقُولُ أَفْعَمْت الرَّجُلَ وأَفْغَمْته إِذا ملأْته غَضَبًا أَو فرحاً. فغم: فَغَم الوَرْدُ يَفْغَم فُغُوماً: انْفَتَحَ، وَكَذَلِكَ تَفَغَّم أَيْ تَفَتَّحَ. وفَغَمت الرَّائحةُ السُّدَّة: فتَحتْها. وانْفَغَمَ الزُّكام وافْتَغَم: انْفَرَجَ. وفَغَمةُ الطِّيبِ: رائحتُه. فَغمَتْه تَفْغَمُه فَغْماً وفُغُوماً: سدَّت خَياشِيمه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أنَّ امْرَأَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أشْرَفَتْ لأَفْغَمَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض بِرِيحِ الْمِسْكِ أَيْ لملأَتْ؛ قَالَ الأَزهري: الرِّوَايَةُ لأَفعمت ، بِالْعَيْنِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ. يُقَالُ: فَعَمْت الإِناءَ فَهُوَ مَفْعُومٌ إِذَا ملأَته، وَقَدْ مرَّ تَفْسِيرُهُ. والريحُ الطَّيبة تَفْغَمُ الْمَزْكُومَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُوما وَوُجِدَتْ فَغْمة الطِّيبِ وفَغْوَته أَيْ رِيحُهُ. والفَغَم، بِفَتْحِ الْغَيْنِ: الأَنف؛ عَنْ كُرَاعٍ، كَأَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الرِّيحَ تَفْغَمه. أبو زَيْدٍ: بَهَظْته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمِه؛ قَالَ شَمِرٌ: أَراد بفُقْمه فمَه وبفُغْمِه أَنفه. والفَغَم، بِالتَّحْرِيكِ: الحِرص. وفَغِمَ بِالشَّيْءِ فَغَماً فَهُوَ فَغِم: لَهِجَ بِهِ وأُولِعَ بِهِ وحَرَص عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَعشى: تَؤُمُّ دِيارَ بَنِي عامِرٍ، ... وأَنْتَ بآلِ عقِيل فَغِم قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: يُرِيدُ عَامِرَ بْنَ صَعْصَعة وعَقِيل بْنَ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. وكلْبٌ فَغِمٌ: حريصٌ عَلَى الصَّيْدِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فيُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ، ... سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مَا أشدَّ فَغَمَ هَذَا الْكَلْبِ بِالصَّيْدِ، وَهُوَ ضَرَاوَتُهُ ودُرْبَته. والفُغْمُ: الفَم أَجمع، وَيُحَرَّكُ فَيُقَالُ فُغُمٌ. وفَغَمه أَيْ قَبَّله؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: بَعْدَ شَمِيمِ شاغِفٍ وفَغْمِ وَكَذَا المُفاغَمة؛ قَالَ هُدْبة بْنُ خَشْرَم: مَتَّى تقولُ القُلُصَ الرَّواسِما، ... يُدْنِينَ أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما أَلَا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني سَاجِمًا ... حِذارَ دارٍ مِنْكِ أَنْ تُلائِما؟ وَاللَّهُ لَا يَشْفِي الفُؤادَ الهائما، ... تَماحُكُ اللَّبَّاتِ والمآكِما وَفِي رِوَايَةٍ: نَفْثُ الرُّقَى وعَقْدُك التَّمائِما، ... وَلَا اللِّزامُ دُون أَنْ تُفاغِما

وَلَا الفِغامُ دُونَ أَنْ تُفاقِما، ... وتَرْكَبَ القَوائمُ الْقَوَائِمَا وفَغِمَ بِالْمَكَانِ فَغَماً: أَقام بِهِ ولزِمَه. وأَخذ بفُغْم الرَّجُلِ أَيْ بِذَقَنِهِ وَلِحْيَتِهِ كفُقْمه. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُوا الوَغْم وَاطْرَحُوا الفَغْم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الوَغْم مَا تَسَاقَطَ مِنَ الطَّعَامِ، والفَغْم مَا يَعْلَقُ بَيْنَ الأَسنان، أَيْ كُلُوا فُتات الطَّعَامِ وَارْمُوا مَا يُخْرِجُهُ الخِلال، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ بِالْعَكْسِ. فقم: الفَقَمُ فِي الْفَمِ: أَنْ تَدْخُلَ الأَسنان الْعُلْيَا إِلَى الْفَمِ، وَقِيلَ: الفَقَم اخْتِلَافُهُ، وَهُوَ أَنْ يَخْرُجَ أَسْفَلُ اللَّحْي وَيَدْخُلَ أَعْلَاهُ، فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وَهُوَ أَفْقَم، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى صَارَ كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم، وَقِيلَ: الفَقَم فِي الفَم أَنْ تَتَقَدَّمَ الثَّنَايَا السُّفْلَى فَلَا تَقَعُ عَلَيْهَا الْعُلْيَا إِذَا ضَمَّ الرَّجُلُ فَاهُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الفَقَمُ أَنْ يَطُولَ اللَّحْيُ الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَخذ بِلِحْية صَاحِبِهِ وذَقَنه: أَخَذَ بفُقْمه. وفَقَمْت الرَّجُلَ فَقْماً، وَهُوَ مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه. أَبُو زَيْدٍ: بَهَظْتُهُ أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه؛ قَالَ شَمِرٌ: أَرَادَ بفُقمه فَمَهُ وبفُغْمه أَنْفَهُ، قَالَ: والفُقْمانِ هُمَا اللَّحْيان. وَفِي الْحَدِيثِ: من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَيْ مَا بَيْنَ لَحييه؛ والفُقم، بِالضَّمِّ: اللَّحْيُ، وَفِي رِوَايَةٍ: من حفظ ما بين فُقْمَيْه وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ؛ يُرِيدُ مَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ وَفَرْجَهُ. اللَّيْثُ: الفَقَمُ رَدَّة فِي الذَّقَنِ، وَالنَّعْتُ أفْقَمُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَمَّا صَارَتْ عَصَاهُ حَيَّةً وَضَعَتْ فُقماً لَهَا أَسفل وفُقْماً لَهَا فَوْقُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: فأَخذت بفُقْمَيْه أَيْ بِلَحْيَيْهِ. وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: رَجَعَ ذقَنُه إِلَى فَمِهِ. وفَقِمَ أَيضاً: كَثُرَ مَالُهُ. وفَقِمَ الإِناءُ: امتلأَ ماء. ويقال: فَقِمَ الشَّيْءُ اتَّسَعَ، والفَقَمُ الِامْتِلَاءُ. يُقَالُ: أَصاب مِنَ الْمَاءِ حَتَّى فَقِم؛ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. والأَمر الأَفْقَمُ: الأَعوج الْمُخَالِفُ. وأمرٌ مُتَفاقِم، وتَفاقَمَ الأَمر أَيْ عَظُم. وفَقُمَ الأَمرُ فُقوماً: عَظُمَ، وفَقِمَ أَيْضًا فَقَماً. وفَقِمَ الأَمرُ يَفقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم: لم يَجْر عَلَى اسْتِوَاءٍ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: بَطِرَ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن البَطَر خُرُوجٌ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ وَالِاسْتِوَاءِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُهْ، ... مِنْ دائِه، حَتَّى اسْتَقامَ فَقَمُهْ «3» . التَّهْذِيبُ: وَإِنْ قِيلَ فَقَم الأَمرُ كَانَ صَوَابًا؛ وَأَنْشَدَ: فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما، ... فَإِنَّ الأَمرَ قَدْ فَقَما أَبُو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عَرّاماً يَقُولُ رَجُلٌ فَقِمٌ فَهِمٌ إِذَا كَانَ يَعْلُو الْخُصُومَ، وَرَجُلٌ لَقِمٌ لَهِمٌ مِثْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ يَصِفُ امرأَة: فَقْماءَ سَلْفَعٍ ؛ الفَقْماءُ: المائلةُ الحَنَك، وَقِيلَ: هُوَ تَقَدَّمُ الثَّنَايَا السُّفلى حَتَّى لَا تَقَعَ عَلَيْهَا العُليا. والفَقْم والفُقْم: طَرَف خَطْم الْكَلْبِ وَنَحْوُهُ، وَقِيلَ: ذَقْنَ الإِنسان ولَحْييه، وَقِيلَ: هُمَا فَمُهُ. التَّهْذِيبُ: وَرُبَّمَا سَمَّوْا ذَقَنَ الإِنسان فَقْماً وفُقْماً. والمُفاقمة: البُضْع، وَفِي الصِّحَاحِ: البِضاعُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا الفِغامُ دُونَ أَنْ تُفاقِما وَهَذَا الرَّجَزُ للأَغلب الْعِجْلِيِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي فَغَم. وفَقَم المرأَةَ: نَكَحَهَا. وفَقِمَ مالُهُ فَقَماً: نَفِدَ ونَفِقَ. وفُقَيْم: بَطْنٌ فِي كِنَانَةَ، النَّسَبُ إِلَيْهِ فُقَمِيٌّ نادِرٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَالنِّسْبَةُ إليهم فُقَمِيٌ

_ (3). قوله [ترأمه] كذا بالأصل بميم، وفي المحكم ترأبه بالباء، والمعنى واحد

مِثْلُ هُذَليٍّ، وَهُمْ نَسَأَةُ الشُّهُورِ. وفُقَيْمٌ أَيْضًا فِي بَنِي دَارِمٍ النَّسَبُ إِلَيْهِ فُقَيْمِيّ عَلَى الْقِيَاسِ. وأَفْقَمُ: اسم. فلم: الفَيْلَمُ: العَظيم الضخْمُ الجُثَّة مِنَ الرِّجَالِ، وَمِنْهُ تَفَيْلَقَ الْغُلَامِ وتَفَيْلَم بِمَعْنًى وَاحِدٍ. يُقَالُ: رأَيت رَجُلًا فَيْلَماً أَيْ عَظِيمًا. ورأَيت فَيْلَماً مِنَ الأَمر أَيْ عَظِيمًا. والفَيْلم: الأَمر الْعَظِيمُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، والفَيْلَماني مَنْسُوبٌ إِلَيْهِ بِزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الدَّجَّالَ فَقَالَ: أَقْمَرُ فَيْلَمٌ هِجان ، وَفِي رِوَايَةٍ: رأَيته فَيْلَمانِيّاً. والفَيْلَمُ: المُشط الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: الْمُشْطُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمَا فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلَمُ والفَيْلم: الجُمّة العَظِيمة. والفَيْلَمُ: الْجَبَانُ. وَيُقَالُ: فَيْلَمانيٌّ كَمَا يُقَالُ دُحْسُمانيٌّ. والفَيْلم: الْعَظِيمُ؛ وَقَالَ الْبُرَيْقُ الْهُذَلِيُّ: ويَحْمِي المُضافَ إِذَا مَا دَعا، ... إِذَا فَرَّ ذُو اللِّمّةِ الفَيْلَمُ وَيُقَالُ: الفَيلم الرَّجُلُ الْعَظِيمُ الجُمَّة؛ وَقَالَ: يُفَرِّقُ بالسيفِ أَقْرانَه، ... كما فَرَّقَ اللِّمّةَ الفيلم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَنْشَدَهُ لِبَرِيقِ الْهُذَلِيِّ يُرْوَى عَلَى رِوَايَتَيْنِ، قَالَ: وَهُوَ لِعِيَاضِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيِّ؛ وَرَوَاهُ الأَصمعي: يُشَذِّبُ بِالسَّيْفِ أَقرانه، ... إِذَا فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الْفَيْلَمُ قَالَ: وَلَيْسَ الْفِيلْمُ فِي الْبَيْتِ الثَّانِي شَاهِدًا عَلَى الرَّجُلِ الْعَظِيمِ الْجُمَّةِ كَمَا ذَكَرَ إِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى مَنْ رَوَاهُ: كَمَا فَرَّ ذُو اللِّمَّةِ الْفَيْلَمُ قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الْفِيلْمَ مِنَ الرِّجَالِ الضَّخْمُ، وَأَمَّا الْفِيلْمُ فِي الْبَيْتِ عَلَى مَنْ رَوَاهُ: كَمَا فرَّق اللِّمَّةَ الْفِيلْمُ فَهُوَ الْمُشْطُ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: يُقَالُ رَأَيْتُ فَيْلماً يُسرِّح فَيْلَمه بِفَيْلَمٍ أَيْ رأَيت رَجُلًا ضَخماً يُسَرِّحُ جُمة كَبِيرَةً بِالْمُشْطِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد الأَصمعي لِسَيْفِ بْنِ ذِي يَزِنَ فِي صِفَةِ الفُرْس الَّذِينَ جَاءَ بِهِمْ مَعَهُ إِلَى الْيَمَنِ: قَد صَبَّحَتْهُم مِن فارِسٍ عُصَبٌ، ... هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزِمها بِيضٌ طِوالُ الأَيْدِي مَرازبةٌ، ... كُلُّ عَظيمِ الرُّؤُوسِ فَيْلَمُها هَزُّوا بناتِ الرِّياحِ نَحْوَهُم، ... أَعْوَجُها طَامِحٌ وأَقْوَمُها بناتُ الرِّيَاحِ: النَّشاب. والفَيْلَم: الْمُشْطُ بِلُغَةِ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ يُعَظِّمُ مُشْطَه. والفَيْلَمُ: المرأَة الْوَاسِعَةُ الجَهاز. وبِئرٌ فَيْلَمٌ: واسِعة؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: وَاسِعَةُ الْفَمِ، وَكُلُّ وَاسِعٍ فَيْلم؛ عَنِ ابن الأَعرابي. فلقم: الْجَوْهَرِيُّ: الفَلْقَم الْوَاسِعُ. فلهم: الفَلْهَم: فَرْجُ المرأَة الضخْم الطَّوِيلُ الإِسْكَتَيْنِ الْقَبِيحُ. الأَصمعي: الفَلهم مِنْ جَهَازِ النِّسَاءِ مَا كَانَ مُنْفَرِجًا. أَبُو عَمْرٍو: الْفَلْهَمُ الْفَرْجُ؛ وَأَنْشَدَ: يَا ابنَ الَّتِي فَلْهَمُها مِثْلُ فَمِه، ... كالحَفْر قَامَ وِرْدُه بأَسْلُمِه الحَفْر هُنَا: الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطو. وأَسْلُم: جَمْعُ سَلْم الدَّلْوُ، وَأَرَادَ أَنْ فَلْهَمَهَا أَبخر مِثْلُ فَمِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ قَوْمًا افْتَقَدُوا سِخابَ فَتَاتِهِمْ فاتَّهموا امرأَة فَجَاءَتْ

عَجُوزٌ فَفَتَّشَتْ فَلْهَمَهَا أَيْ فَرْجَهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي الْقَافِ. وبِئر فَلْهم: وَاسِعَةُ الجَوْفِ. فمم: فُمَّ: لُغَةٌ فِي ثُمَّ، وَقِيلَ: فَاءَ فُمَّ بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ ثُمَّ. يُقَالُ: رأَيت عَمراً فُمَّ زَيْدًا وَثُمَّ زَيْدًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ قبَّلها فِي فُمّها وثُمِّها. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هَذَا فَمٌ، مَفْتُوحُ الْفَاءِ مُخَفَّفُ الْمِيمِ، وَكَذَلِكَ فِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ رأَيت فَماً ومررتُ بفَمٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذَا فُمٌ وَمَرَرْتُ بفُمٍ ورأَيت فُماً، فَيَضُمُّ الْفَاءَ فِي كُلِّ حَالٍ كَمَا يَفْتَحُهَا فِي كُلِّ حَالٍ؛ وَأَمَّا بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ كَمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ ذُؤَيْبٍ العُماني الفُقَيْمي: يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ مِن فُمِّه، ... حتَّى يَعُودَ المُلْكُ فِي أُسْطُمِّه قَالَ: وَلَوْ قَالَ مِنْ فَمِّه، بِفَتْحِ الْفَاءِ، لِجَازَ؛ وَأَمَّا فُو وَفِي وَفَا فَإِنَّمَا يُقَالُ فِي الإِضافة إِلَّا أَنَّ الْعَجَّاجَ قَالَ: خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وَفَا قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا ذَلِكَ فِي غَيْرِ الإِضافة وَهُوَ قَلِيلٌ. قَالَ اللَّيْثُ: أَمَّا فُو وَفَا وَفِي فَإِنَّ أَصل بِنَائِهَا الفَوْه، حُذِفَتِ الْهَاءُ مِنْ آخِرِهَا وَحُمِلَتِ الْوَاوُ عَلَى الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ فَاجْتَرَّتِ الْوَاوُ صُرُوفَ النَّحْوِ إِلَى نَفْسِهَا فَصَارَتْ كَأَنَّهَا مُدَّةٌ تَتْبَعُ الْفَاءَ، وَإِنَّمَا يَسْتَحْسِنُونَ هَذَا اللَّفْظَ فِي الإِضافة، فَأَمَّا إِذَا لَمْ تُضَف فَإِنَّ الْمِيمَ تُجْعَلُ عِمَادًا لِلْفَاءِ لأَن الْيَاءَ وَالْوَاوَ والأَلف يَسْقُطْنَ مَعَ التَّنْوِينِ فَكَرِهُوا أَنْ يَكُونَ اسْمٌ بِحَرْفٍ مُغْلَقٍ، فَعُمِدَتِ الْفَاءُ بِالْمِيمِ، إِلَّا أَنَّ الشَّاعِرَ قَدْ يَضْطَرُّ إِلَى إِفْرَادِ ذَلِكَ بِلَا مِيمٍ فَيَجُوزُ لَهُ فِي الْقَافِيَةِ كَقَوْلِكَ: خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَيَاشِيمَ وَفَا الْجَوْهَرِيُّ: الْفَمُ أَصله فَوْه نَقَصَتْ مِنْهُ الْهَاءُ فَلَمْ تَحْتَمِلِ الْوَاوُ الإِعراب لِسُكُونِهَا فَعَوَّضَ مِنْهَا الْمِيمَ، فَإِذَا صغَّرت أَوْ جمَعْت رَدَدْتَهُ إِلَى أَصله وَقُلْتَ فُوَيْه وأَفْواه، وَلَا تَقُلْ أَفماء، فَإِذَا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ فَمِيٌّ، وَإِنْ شِئْتَ فَمَوِيٌّ يَجْمَعُ بَيْنَ الْعِوَضِ وَبَيْنَ الْحَرْفِ الَّذِي عُوِّضَ مِنْهُ، كَمَا قَالُوا فِي التَّثْنِيَةِ فَمَوانِ، قَالَ: وَإِنَّمَا أَجازوا ذَلِكَ لأَن هُنَاكَ حَرْفًا آخَرَ محذوفاً وهو الْهَاءُ، كأَنهم جَعَلُوا الْمِيمَ فِي هَذِهِ الْحَالِ عِوَضًا عَنْهَا لَا عَنِ الْوَاوِ؛ وَأَنْشَدَ الأَخفش لِلْفَرَزْدَقِ: هُما نَفَثا فِي فيَّ مِن فَمَوَيْهما، ... عَلَى النابِحِ الْعَاوِي، أَشَدَّ رِجامِ قَوْلُهُ أَشد رِجَامٍ أَيْ أَشدَّ نَفْث، قَالَ: وَحَقُّ هَذَا أَنْ يَكُونَ جَمَاعَةً لأَن كُلَّ شَيْئَيْنِ مِنْ شَيْئَيْنِ جَمَاعَةٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما؛ إِلَّا أَنَّهُ يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ مَا لَا يَجِيءُ فِي الْكَلَامِ، قَالَ: وَفِيهِ لُغَاتٌ: يُقَالُ هَذَا فَمٌ ورأَيت فَماً وَمَرَرْتُ بِفَمٍ، بِفَتْحِ الْفَاءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَضُمُّ الفاء عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الْفَاءَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْرِبُهُ فِي مَكَانَيْنِ، يَقُولُ: رأَيت فَماً وَهَذَا فُمٌ وَمَرَرْتُ بِفِمٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: فُمَّ وثُمَّ مِنْ حُرُوفِ النَّسَقِ. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ أَلقَيْتُ عَلَى الأَديم دَبْغةً، والدَّبْغة أَنْ تُلقي عَلَيْهِ فَماً مِنْ دِبَاغٍ خَفِيفَةٍ أَيْ فَماً مِنْ دِباغ أَيْ نَفْساً، ودَبَغْتُه نَفْساً وَيَجْمَعُ أَنْفُساً كأَنْفُس النَّاسِ وهي المرة. فهم: الفَهْمُ: مَعْرِفَتُكَ الشَّيْءَ بِالْقَلْبِ. فَهِمَه فَهْماً وفَهَماً وفَهامة: عَلِمَه؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. وفَهِمْت الشَّيْءَ: عَقَلتُه وعرَفْته. وفَهَّمْت فُلَانًا وأَفْهَمْته، وتَفَهَّم الْكَلَامَ: فَهِمه شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ فَهِمٌ: سَرِيعُ الفَهْم، وَيُقَالُ: فَهْمٌ وفَهَمٌ. وأَفْهَمه الأَمرَ وفَهَّمه إِيَّاهُ: جَعَلَهُ يَفْهَمُه. واسْتَفْهَمه: سأَله أَنْ يُفَهِّمَه. وَقَدِ اسْتعفْهَمَني الشيءَ فأَفْهَمْته وفَهَّمْته تَفْهِيمًا.

فصل القاف

وفَهْم: قَبِيلَةُ أَبُو حَيٌّ، وَهُوَ فَهْم بْنُ عَمرو بْنِ قَيْسِ ابن عَيْلان. فوم: الفُومُ: الزَّرع أَوِ الحِنْطة، وأَزْدُ الشَّراة يُسمون السُّنْبُل فُوماً، الْوَاحِدَةُ فُومة؛ قَالَ: وقالَ رَبِيئُهم لَمّا أَتانا ... بِكَفِّه فُومةٌ أوْ فُومَتانِ وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ بِكَفِّهِ غَيْرُ مُشْبَعَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الفُومُ الحِمَّص لُغَةٌ شَامِيَّةٌ، وبائِعُه فامِيٌّ مُغَيَّر عَنْ فُومِيّ، لأَنَهم قَدْ يُغيِّرون فِي النَّسَبِ كَمَا قَالُوا فِي السَّهْل والدَّهْر سُهْليٌّ ودُهْرِيٌّ. والفُوم: الْخُبْزُ أَيْضًا. يُقَالُ: فَوِّموا لَنَا أَيِ اخْتَبِزُوا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ لُغَةٌ قَدِيمَةٌ، وَقِيلَ: الفُوم لُغَةٌ فِي الثُّوم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى الْبَدَلِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ بَعْضُ أَهل التَّفْسِيرُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَفُومِها وَعَدَسِها ، إِلَى أَنَّهُ أَرَادَ الثُّوم، فَالْفَاءُ عَلَى هَذَا عِنْدَهُ بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا أَنْ الفُوم الحِنطة وَمَا يُخْتَبَز مِنَ الحبُوب. يُقَالُ: فَوَّمْت الْخُبْزَ وَاخْتَبَزْتُهُ، وَلَيْسَتِ الْفَاءُ عَلَى هَذَا بَدَلًا مِنَ الثَّاءِ، وَجَمَعُوا الْجَمْعَ فَقَالُوا فُومانٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، قَالَ: وَالضَّمَّةُ فِي فُوم غَيْرُ الضَّمَّةِ فِي فُومان، كَمَا أَنَّ الْكَسْرَةَ الَّتِي فِي دِلاصٍ وهِجانٍ غَيْرُ الْكَسْرَةِ الَّتِي فِيهَا لِلْوَاحِدِ والأَلف غَيْرِ الأَلف. التَّهْذِيبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَفُومِها ، قَالَ: الفُوم مِمَّا يَذْكُرُونَ لُغَةٌ قَدِيمَةٌ وَهِيَ الْحِنْطَةُ وَالْخُبْزُ جَمِيعًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَمِعْنَا الْعَرَبَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اللُّغَةِ يَقُولُونَ فَوّمُوا لَنَا، بِالتَّشْدِيدِ، يُرِيدُونَ اخْتَبِزُوا؛ قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ وثُومها ، بِالثَّاءِ، قَالَ: وَكَأَنَّهُ أَشبه الْمَعْنَيَيْنِ بِالصَّوَابِ لأَنه مَعَ مَا يُشَاكِلُهُ مِنَ الْعَدَسِ وَالْبَصَلِ، وَالْعَرَبُ تُبْدِلُ الْفَاءَ ثَاءً فيقولونَ جَدَفٌ وجَدَثٌ لِلْقَبْرِ، وَوَقَعَ فِي عافُور شَرٍّ وعاثُورِ شَرٍّ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْفُومُ الحنْطة، وَيُقَالُ الْحُبُوبُ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الفُوم الحِنطة، وسائرُ الْحُبُوبِ الَّتِي تُخْتَبَزُ يَلْحَقُهَا اسْمُ الفُوم، قَالَ: وَمَنْ قَالَ الفُوم هَاهُنَا الثُّوم فَإِنَّ هَذَا لَا يَعْرِفُ، وَمُحَالٌ أَنْ يَطْلُبَ الْقَوْمُ طَعَامًا لَا بُرَّ فِيهِ، وَهُوَ أَصْلُ الْغِذَاءِ، وَهَذَا يَقْطَعُ هَذَا الْقَوْلَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الثُّوم والفُوم لِلْحِنْطَةِ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: فَإِنْ قرأَها ابْنُ مَسْعُودٍ بِالثَّاءِ فَمَعْنَاهُ الْفُومُ وَهُوَ الْحِنْطَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ هُوَ الْحِنْطَةُ؛ وأَنشد الأَخفش لأَبي مِحْجَن الثَّقَفي: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني كأَغْنى واحِدٍ ... نَزَلَ المَدِينةَ عَنْ زِراعةِ فُومِ وَقَالَ أُميّة فِي جَمْعِ الفُوم: كَانَتْ لَهُمْ جَنّةٌ إِذْ ذَاكَ ظاهِرةٌ، ... فِيهَا الفَرادِيسُ والفُومانُ والبَصَلُ وَيُرْوَى: الفَرارِيسُ؛ قَالَ أَبُو الإِصبع: الفَرارِيسُ الْبَصَلُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الفُومة السُّنبلة، قَالَ: والفامِيُّ السُّكري «4». قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: مَا أُراه عَرَبِيًّا مَحْضًا. وقَطَّعُوا الشَّاةَ فُوماً فُوماً أَيْ قِطَعاً قِطَعاً. والفَيُّوم: مِنْ أَرض مِصْرَ قُتِلَ بِهَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ آخِرُ ملوك بني أُمية. فيم: الفَيامُ والفِيامُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرُهُمْ، قَالَ: وَلَوْلَا الفَيام لَقُلْتُ إِنَّ الفِيام مُخَفَّفٌ مِنَ الفِئام. فصل القاف قأم: قَئِمَ مِنَ الشَّرَابِ قَأَماً: ارْتوى؛ عَنْ أَبِي حنيفة. قتم: القُتْمة: سَوَادٌ لَيْسَ بِشَدِيدٍ، قَتَمَ يَقْتِم قَتامةً فَهُوَ قاتِمٌ وقَتِم قَتَماً وَهُوَ أَقتَمُ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:

_ (4). قوله [السكري] كذا في شرح القاموس، والذي في الأَصل السين عليها ضمة وما بعد الكاف غير واضح

سيُصْبِحُ فَوقي أَقتَمُ الرِّيش واقِعاً ... بِقالِيقَلا أَوْ مِن وَراء دَبِيلِ «1» التَّهْذِيبِ: الأَقتم الَّذِي يَعْلُوهُ سَوَادٌ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ وَلَكِنَّهُ كَسَوَادِ ظَهْرِ البازي، وأَنشد: كَمَا انقَضَّ بازٍ أَقتَمُ اللَّوْن كاسِرُ وَالْمَصْدَرُ القُتْمة. وَسَنَةٌ قَتْماء: شَاحِبَةٌ. وقَتَم وَجْهُهُ قُتوماً: تغَيَّر. وأَسودُ قاتِمٌ وقاتِنٌ، بِالنُّونَ، مُبالَغ فِيهِ كحالِكٍ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الإِبدال، وَقِيلَ: إِنه لُغَةٌ وَلَيْسَ بِبَدَلٍ. والقاتمُ: الأَحمر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِيهِ حُمْرَةٌ وغُبرة، وَهُوَ القُتْمة، وَقَدِ اقتَمَّ اقتِماماً، وبازٍ أَقتمُ الريشِ. ومكانٌ قاتِم الأَعماق: مُغْبَرُّ النَّواحي. والقَتَمُ والقَتامُ: الغُبار، وَحَكَى يَعْقُوبُ فِيهِ القَتان، وَهُوَ لُغَةٌ فِيهِ، وَقَدْ قَتَمَ يَقْتِمُ قُتوماً إِذا ضَرَبَ إِلى السَّوَادِ، وأَنشد: وقاتِم الأَعماقِ خَاوِيِ المُخْتَرَق وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وقَتْلِ الكُماةِ وتَمْتِيعِهم ... بِطَعْنِ الأَسِنَّة تَحْتَ القَتَمْ وَقَالَ الأَصمعي: إِذا كَانَتْ فِيهِ غُبرة وَحُمْرَةٌ فَهُوَ قاتِم، وَفِيهِ قُتْمةٌ، جَاءَ بِهِ فِي الثِّيَابِ وأَلوانها. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّه يَوْمَ صِفِّين انظُر أَين تَرَى عَلِيًّا؟ قَالَ: أَراه فِي تِلْكَ الكَتِيبة القَتْماء، فَقَالَ: للَّه دَرُّ ابْنِ عمَر وَابْنِ مَالِكٍ! فَقَالَ لَهُ: أَيْ أَبَهْ فَمَا يَمْنَعُك إِذ غَبَطْتَهم أَن تَرجِع؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَنا أَبو عَبْدِ اللَّه إِذا حَكَكْتُ قَرْحة دَمَّيْتُها ، القَتْماء: الْغَبْرَاءُ مِنَ القَتام، وتَدْمِيةُ القَرْحة مَثَلٌ أَي إِذا قَصَدْتُ غَايَةً تَقصَّيْتُها، وَابْنُ عُمَرَ: هُوَ عَبْدُ اللَّه، وَابْنُ مَالِكٍ: هُوَ سَعْدَ بْنَ أَبي وَقَّاصٍ، وَكَانَا مِمَّنْ تَخَلَّفَ عَنِ الْفَرِيقَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: أَحمر قاتِمٌ شَدِيدُ الحُمرة، وأَنشد: كُوماً جِلاداً عِند جَلْدٍ قاتِم وأَقتَم اليومُ: اشتدَّ قَتَمُه، عَنْ أَبي عَلِيٍّ. والقَتَمُ: رِيحٌ ذاتُ غُبار كَرِيهَةٌ. وقُتَيْمٌ: مِنْ أَسماء الْمَوْتِ. والقَتَمةُ: رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ، وَهِيَ ضِدُّ الخَمْطة، والخَمْطة تُسْتَحَبُّ والقَتَمة تُكره. قَالَ الأَزهري: أَرى الَّذِي أَراده ابْنُ الْمُظَفَّرِ القَنَمة، بِالنُّونَ، يُقَالُ: قَنِمَ السِّقاء يَقْنَمُ إِذا أَرْوَحَ، وأَما القَتَمةُ، بِالتَّاءِ، فَهِيَ فِي اللَّوْنِ الَّذِي يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ، والقَنَمةُ، بِالنُّونَ: الرَّائِحَةُ الْكَرِيهَةُ. قثم: قَثَمَ الشَّيْءُ يَقْثِمه قَثْماً واقتَثَمه: جَمَعه وَاجْتَرَفَهُ. وَيُقَالُ: قَثام أَيِ اقْثِم، مُطَّرِدٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَمَوْقُوفٌ عِنْدَ أَبِي الْعَبَّاسِ. وَرَجُلٌ قَثُومٌ: جَمّاع لِعِيَالِهِ. والقُثَمُ والقَثوم: الجَموع لِلْخَيْرِ. وَيُقَالُ فِي الشَّرِّ أَيضاً: قَثَم واقْتَثَم. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لقَثُوم لِلطَّعَامِ وَغَيْرِهِ؛ وَأَنْشَدَ: لأَصْبَحَ بَطْنُ مَكةَ مُقْشَعِرًّا، ... كأَنَّ الأَرضَ لَيْسَ بِهَا هِشامُ يَظَلُّ كأَنه أَثناءَ سَرْطٍ، ... وفَوْقَ جِفانِه شَحْمٌ رُكامُ «2». فللكُبَراء أَكْلٌ حيثُ شاؤوا، ... وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: والاقتِثام التَّزْلِيلُ. وقَثَم لَهُ مِنَ العطاء قَثْماً: أكثَر،

_ (1). 1 قوله «واقعاً» كذا في الأصل تبعاً لابن سيدة، والذي في معجم ياقوت في غير موضع: كاسراً. (2). قوله [كأنه أثناء إلخ] كذا بالأصل ولينظر خبر كأنّ

وَقِيلَ: قَثَم لَهُ أَعْطَاهُ دُفعة مِنَ الْمَالِ جيِّدة مِثْلَ قَذَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ. وقُثَم: اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنْ قاثِم وَهُوَ المُعطي. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ كَثِيرَ العَطاء: مائحٌ قُثَمُ؛ وَقَالَ: ماحَ البِلادَ لَنَا فِي أوَّلِيَّتِنا، ... عَلَى حَسودِ الأَعادِي، مائحٌ قُثَمُ وَرَجُلٌ قُثَم وقُذَم إِذَا كَانَ مِعطاء. وقَثَم مَالًا إِذَا كَسبَه. وقَثامِ: اسْمٌ لِلْغَنِيمَةِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً. وَقَدِ اقْتَثَم مَالًا كَثِيرًا إِذَا أَخذه. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: أَنت قُثَم، أَنت المُقَفَّى، أَنت الْحَاشِرُ ؛ هَذِهِ أَسماء النَّبِيِّ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتاني ملَك فَقَالَ أَنت قُثَم وخَلْقُك قَيّم ؛ القُثَمُ: الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: الْجَامِعُ الْكَامِلُ، وَقِيلَ: الجَموع لِلْخَيْرِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ قُثَم، وَقِيلَ: قُثم مَعْدُولٌ عَنْ قَاثِمٍ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الْعَطَاءِ. وَيُقَالُ للذِّيخ قُثُمُ، وَاسْمُ فِعله القُثْمة، وَقَدْ قَثَم يَقْثم قَثْماً وقُثْمة. والقَثم: لَطْخُ الجَعْر وَنَحْوِهِ. وقَثامِ: مِنْ أَسماء الضّبُع، سُمِّيَتْ بِهِ لِالْتِطَاخِهَا بِالْجَعْرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: سُمِّيَتْ بِهِ لأَنها تَقْثِم أَيْ تُقطِّع. وقُثَمُ: الذكَر مِنَ الضِّباع، وَكِلَاهُمَا مَعْدُولٌ عَنْ فَاعِلٍ وَفَاعِلَةٍ، والأُنثى قَثامِ مِثْلُ حَذامِ، سُمِّيَتِ الضَّبُع بِذَلِكَ لِتَلَطُّخِهَا بجَعْرها. والقُثْمة: الغُبرة. وقَثُم قَثْماً وقَثامة: اغْبَرّ. وَيُقَالُ للأَمة: يَا قَثامِ، كَمَا يُقَالُ لَهَا: يَا ذَفارِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُمِّيَ الذِّكَرُ مِنَ الضِّبْعان قُثَم لبُطئه فِي مَشْيِهِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى. يُقَالُ: هُوَ يَقْثُم فِي مَشْيِهِ، وَيُقَالُ: هُوَ يَقْثِمُ أَيْ يَكْسِب، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبَا كَاسِبٍ، وَهَذَا هو الصحيح. قحم: القَحْم: الْكَبِيرُ المُسنّ، وَقِيلَ: القَحْم فَوْقَ الْمُسِنِّ مِثْلَ القَحْر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا، ... طالَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا والأُنثى قَحْمة، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ مِيمَهَا بَدَلٌ مِنْ بَاءِ قَحْبٍ. والقَحومُ: كالقَحْم. والقَحْمة: الْمُسِنَّةُ مِنَ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا كالقَحْبة، وَالِاسْمُ القَحامة والقُحومة، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا أَفعال. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: القَحْم الْكَبِيرُ مِنَ الإِبل وَلَوْ شُبِّهِ بِهِ الرَّجُلُ كَانَ جَائِزًا؛ والقَحْرُ مِثْلُهُ. وَقَالَ أَبُو الْعَمَيْثَلِ: القَحْمُ الَّذِي قَدْ أَقحَمَتْه السِّنُّ، تَرَاهُ قَدْ هَرِمَ مِنْ غَيْرِ أَوَانِ الهَرَم؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنِّي، وإنْ قَالُوا كَبيرٌ قَحْمُ، ... عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ والنَّهْم: زَجر الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: شَيْخٌ قَحْمٌ أَيْ هِمٌّ مِثْلُ قَحْل. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمر: ابْغِني خَادِمًا لَا يَكُونُ قَحْماً فانِياً وَلَا صَغِيرًا ضَرَعاً ؛ القَحْم: الشيخُ الهِمُّ الْكَبِيرُ. وقَحَمَ الرَّجُلُ فِي الأَمرِ يَقْحُم قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم، وَهُمَا أَفصح: رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وَقِيلَ: رَمى بِنَفْسِهِ فِي نَهْرٍ أَوْ وَهْدةٍ أَوْ فِي أَمر مِنْ غَيْرِ دُرْبةٍ، وَقِيلَ: إِنَّمَا جَاءَتْ قَحَمَ فِي الشِّعر وَحْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْحِمْ يَا ابنَ سيفِ اللَّهِ. قَالَ الأَزهري: وَفِي الْكَلَامِ الْعَامِّ اقْتَحَم. وتَقْحِيمُ النفْسِ فِي الشَّيْءِ: إِدْخَالُهَا فِيهِ مِنْ غَيْرِ رَويَّة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لَهَا أَيْ تَتَعرَّضُ لِشَتْمِهَا وَتَدْخُلُ عَلَيْهَا فِيهِ كَأَنَّهَا أَقبلت تشتُمها مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا تثَبُّت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَا آخِذٌ بحُجَزِكم عَنِ النَّارِ وأَنتم تقْتَحِمُون فِيهَا أَيْ تقَعُونَ فِيهَا. يُقَالُ: اقْتَحَم الإِنسانُ الأَمرَ الْعَظِيمَ وتقَحَّمَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ سَرَّه أَنْ

يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جَهَنَّمَ فلْيَقْضِ فِي الجَدِّ أَيْ يَرْمِي بِنَفْسِهِ فِي مَعاظِم عَذَابِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشرك بِهِ شَيْئًا غَفر لَهُ المُقْحِماتِ أَيْ الذنوبَ العِظامِ الَّتِي تُقْحِمُ أَصحابها فِي النَّارِ أَيْ تُلقيهم فِيهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ؛ ثُمَّ فَسَّرَ اقْتِحامَها فَقَالَ: فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ ، وَقُرِئَ: فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ، وَمَعْنَى فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أَيْ فَلَا هُوَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، وَالْعَرَبُ إِذَا نَفَتْ بِلَا فِعْلًا كَرَّرَتْهَا كَقَوْلِهِ: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى، وَلَمْ يُكَرِّرْهَا هَاهُنَا لأَنه أَضمر لَهَا فِعْلًا دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ كأَنه قَالَ: فَلَا أَمن وَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا. واقتحمَ النجمُ إِذَا غَابَ وسَقط؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع، ... بحيْثُ يَجْري النجمُ حَتَّى يقْتَحِم أَيْ يَسْقُطُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ فِي التَّقَدُّمِ: همُ الحامِلونَ الخَيلَ حَتَّى تقَحَّمَت ... قَرابِيسُها، وازدادَ مَوجاً لُبُودها والقُحَمُ: الأُمور العِظام الَّتِي لَا يَركبها كُلُّ أَحد. وَلِلْخُصُومَةِ قُحَم أَي أَنها تَقْحَمُ بِصَاحِبِهَا عَلَى مَا لَا يُرِيدُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه وكَّلَ عبدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ بالخُصومة، وَقَالَ: إِنَّ للخُصومةِ قُحَماً ، وَهِيَ الأُمور الْعِظَامُ الشَّاقَّةُ، وَاحِدَتُهُا قُحْمةٌ، قَالَ أَبو زَيْدٍ الْكِلَابِيُّ: القُحَم المَهالك؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصله مِنَ التَّقَحُّم، وَمِنْهُ قُحْمة الأَعْراب، وَهُوَ كُلُّهُ مَذْكُورٌ فِي هَذَا الْفَصْلِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الإِبل وَشِدَّةَ مَا تَلْقَى مِنَ السَّيْرِ حَتَّى تُجْهِض أَولادها: يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها، ... عَلَى قُحَمٍ، بينَ الفَلا والمَناهِل وَقَالَ شَمِرٌ: كُلُّ شَاقٍّ صَعْب مِنَ الأُمور المُعضِلة وَالْحُرُوبِ وَالدُّيُونِ فَهِيَ قُحَم؛ وأَنشد لرؤْبة: مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد قَالَ: قُحَمُ الدَّيْنِ كَثْرَتُهُ ومَشقَّته؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ، لَا دواءَ لَهُ ... للمَرءِ كَانَ صَحيحاً صائِبَ القُحَمِ يَقُولُ: إِذَا تقَحَّمَ فِي أَمر لَمْ يَطِش وَلَمْ يُخْطِئ؛ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: قومٌ إِذَا حارَبوا، فِي حَرْبِهم قُحَمُ قَالَ: إِقْدَامٌ وجُرأَة وتقَحُّم، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم جَراثِيمَ جَهَنَّمَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ فِي أُهْوِيّة وَشِدَّةٍ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا تَثَبُّتٍ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: إِذَا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُ يَقُولُ: صُرِعَ الَّذِي أُصِيبت كُلْيَتُه. وقُحَمُ الطَّرِيقِ: مَا صَعُبَ مِنْهَا. واقْتَحَم الْمَنْزِلَ: هَجَمه. واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها مِنْ غَيْرِ أَن يُرْسَلَ فِيهَا. الأَزهري: المَقاحِيمُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَقْتَحِم فتَضْرب الشَّوْلَ مِنْ غَيْرِ إِرْسَالٍ فِيهَا، وَالْوَاحِدُ مِقْحام؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا مِنْ نَعْتِ الفُحول. والإِقْحامُ: الإِرْسال فِي عَجَلَةٍ. وَبَعِيرٌ مُقْحَم: يَذْهَبُ فِي الْمَفَازَةِ مِنْ غَيْرِ مُسِيم وَلَا سَائِقٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَوْ مُقْحَم أَضْعفَ الإِبْطانَ حادِجُه، ... بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ قَالَ: شبَّه بِهِ جَناحَي الظَّلِيمِ. وأَعْرابي مُقْحَم: نشأَ فِي البَدْو والفَلوَات لَمْ يُزايِلها. وقَحَم الْمَنَازِلَ: طَواها؛ وَقَوْلُ عَائِذِ بْنِ مُنْقِذٍ العَنْبري أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

تُقَحِّم الرَّاعي إِذَا الرَّاعِي أَكَبُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: تُقَحِّمُ لَا تَنزِل المَنازل وَلَكِنْ تَطوي فتُقَحِّمُه مَنْزِلًا مَنْزِلًا يَصِفُ إِبِلًا؛ وَقَوْلُهُ: مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ يَعْنِي أَنه يَقْتَحِمُ مَنْزِلًا بَعْدَ مَنْزِلٍ يَطْوِيه فَلَا يَنْزِلُ فِيهِ، وَقَوْلُهُ ظَنونَ الشِّرب أَيْ لَا يُدْرَى أَبه مَاءٌ أَمْ لَا. والقُحْمة: الانْقِحام فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: لمَّا رأَيتُ العامَ عَامًا أَسْحَما، ... كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما والمُقْحَم، بِفَتْحِ الْحَاءِ: الْبَعِيرُ الَّذِي يُرْبِعُ ويُثْني فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ فيَقتحِم سِنًّا عَلَى سِنٍّ قَبْلَ وَقْتِهَا، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لِابْنِ الهَرِمَيْن أَو السَّيِءِ الْغِذَاءِ. الأَزهري: الْبَعِيرُ إِذَا أَلقَى سِنَّيْه فِي عَامٍ وَاحِدٍ فَهُوَ مُقْحَم، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا لِابْنِ الهَرِمَين؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَمْرِو بْنِ لجإٍ: وكنتُ قَدْ أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي، ... كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وَعَنَى بالكَبداء مَحالة عَظِيمَةَ الوَسَط. وأُقْحِمَ الْبَعِيرُ: قُدِّم إِلَى سِنٍّ لَمْ يَبْلُغْهَا كأَن يَكُونَ فِي جِرْم رَباعٍ وَهُوَ ثَنِيٌّ فِيقَالُ رَباعٌ لعِظَمِه، أَو يَكُونَ فِي جِرْمِ ثَنِيٍّ وَهُوَ جَذَعٌ فِيقَالُ ثَنِيٌّ لِذَلِكَ أَيضاً، وَقِيلَ: المُقْحَم الحِقُّ وَفَوْقَ الحِقِّ مِمَّا لَمْ يَبْزُل. وقُحْمة الأَعراب: أَنْ تُصِيبَهُمُ السَّنَةُ فتُهْلِكَهم، فَذَلِكَ تقَحُّمها عَلَيْهِمْ أَوْ تقَحُّمُهم بِلَادَ الرِّيفِ. وقَحَمَتهم سَنَةٌ جَدْبَةٌ تقْتحِم عَلَيْهِمْ وَقَدْ أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عَنْ ثَعْلَبٍ، وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بِلَادَ الرِّيفِ هَرَبًا مِنَ الْجَدْبِ. وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وَفِي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إِيَّاهُ. وكلُّ مَا أَدْخلتَه شَيْئًا فَقَدْ أَقْحَمْتَه إِيَّاهُ وأَقْحَمْتَه فِيهِ؛ وَقَالَ: فِي كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها، ... مَا يُشْتَرَى الحَمْدُ إِلَّا دُونَه قُحَمُ الْجَوْهَرِيُّ: القُحْمة السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ. يُقَالُ: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إِذَا أَصابهم قَحْط. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بَنِي جَعْدة أَيْ أَخرجَته مِنَ الْبَادِيَةِ وأَدخَلتْه الحضَر. والقُحمة: رُكُوبُ الإِثْم؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والقُحمة، بِالضَّمِّ: الْمُهْلِكَةُ. وأَسودُ قاحِمٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ كَفَاحِمٍ. والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ: يُقَحِّمُ الفارِسَ لَوْلَا قَبْقَبُهْ وَيُقَالُ: تقَحَّمَتْ بِفُلَانٍ دَابَّتُهُ، وَذَلِكَ إِذَا ندَّت بِهِ فَلَمْ يَضْبِطْ رأْسَها وَرُبَّمَا طَوَّحت بِهِ فِي وَهْدة أَو وَقَصَتْ بِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَقولُ، والناقةُ بِي تقَحَّمُ، ... وأَنا مِنْهَا مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ: ويْحَكِ مَا اسْمُ أُمِّها، يَا عَلْكَمُ؟ يُقَالُ: إِنَّ النَّاقَةَ إِذَا تقَحَّمت بِرَاكَبِهَا نادَّةً لَا يَضْبِطُ رأْسها أَنَّهَا إِذَا سَمَّى أُمَّها وَقَفَتْ. وعَلْكَم: اسْمُ نَاقَةٍ. وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم، واقْتَحم النَّهْرَ أَيضاً: دخَله. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه دخلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فَقَالَ: مَا هَذَا الْغُلَامُ؟ قَالَ: إِنَّهُ تقَحَّمَتْ بِي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني. والقُحْمةُ: الوَرْطةُ والمَهْلكة. وقَحَمَ إِلَيْهِ يَقْحَم: دَنا. والقُحَمُ: ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ لأَن الْقَمَرَ قحَمَ فِي دُنُوِّه إِلَى الشَّمْسِ. واقْتَحمَتْه عَيْنِي: ازْدَرَتْه، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الَّذِي تَقْحَمُه عينُك فَتَرْفَعُهُ فَوْقَ سنِّه لعِظَمه وحُسنه نَحْوَ أَن يَكُونَ ابْنَ لَبُون فَتَظُنَّهُ حِقّاً أَوْ جَذَعاً.

وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقْتَحِمهُ عَين مِنْ قِصَر أَيْ لَا تتجاوَزُه إِلَى غَيْرِهِ احْتِقَارًا لَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ ازْدَرَيْتَه فَقَدِ اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لَا تَسْتَصْغِرُه العينُ وَلَا تَزْدَرِيه لقِصَرِه. وَفُلَانٌ مُقْحَمٌ أَيْ ضَعِيفٌ. وكلُّ شَيْءٍ نُسِبَ إِلَى الضَّعْفِ فَهُوَ مُقْحَم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ الجَعْدي: عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ قَالَ: وأَصل هَذَا وَشِبْهِهِ مِنَ المُقحم الَّذِي يتحوَّل مِنْ سِنٍّ إِلَى سِنٍّ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مِنَ الناسِ أَقْوامٌ، إِذَا صادَفوا الغِنى ... توَلَّوْا، وَقَالُوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَغْلَظُوا عَلَيْهِ وجَفَوه. قحدم: القَحْدَمةُ والقَمَحْدُوةُ والقَحْدُوةُ «3»: الهَنةُ النَّاشِزَةُ فَوْقَ الْقَفَا، وَهِيَ بَيْنَ الذُّؤابة وَالْقَفَا مُنحدرة عَنِ الْهَامَةِ، إِذَا اسْتَلْقَى الرَّجُلُ أَصابت الأَرض مِنْ رأْسه؛ قَالَ: فَإِنْ يُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحورِهم، ... وإنْ يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالي القَماحِدِ «4» . الأَزهري: أَبو عَمْرٍو تقَحْدَمَ الرجلُ فِي أَمره تقَحْدُماً إِذَا تَشَدَّدَ، فَهُوَ مُتَقَحْدِمٌ؛ وقَحْدَم: اسْمُ رَجُلٍ مأْخوذ منه. قحذم: تقَحْذَم الرَّجُلُ: وَقَعَ مُنْصَرِعاً. وتقَحْذَم البيتَ: دخَله. والقَحْذَمةُ والتَّقَحْذُم: الهُوِيّ عَلَى الرأْس؛ قَالَ: كَمْ مِن عَدُوٍّ زالَ أَوْ تَدَحْلَما، ... كأَنَّه فِي هُوَّةٍ تقَحْذَما تَدَحْلَم إِذَا تَدَهْوَرَ فِي بِئْرٍ أَو مِنْ جبَلٍ. قحزم: قَحْزَمَ الرجلَ: صرَفَه عن الشيء. قخم: القَيْخَمُ: الضَّخم الْعَظِيمُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وشَرَفاً ضَخْماً وعِزّاً قَيْخَما والقَيْخمان: كَبِيرُ القَرية ورأْسُها؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَو قَيْخَمانِ القَرْيةِ الْكَبِيرِ قدم: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى المُقَدِّم: هُوَ الَّذِي يُقَدِّم الأَشياءَ وَيَضَعُهَا فِي مَوَاضِعِهَا، فَمَنِ اسْتَحَقَّ التَّقديم قدَّمه. والقَدِيم، عَلَى الإِطلاق: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. والقِدَمُ: العِتْقُ مَصْدَرُ القَدِيم. والقِدَمُ: نَقِيضُ الحُدوث، قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً وقَدامةً وتَقادَمَ، وَهُوَ قَدِيم، وَالْجَمْعُ قُدَماء وقُدَامى. وشيءٌ قُدامٌ: كقَدِيم. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فسَلَّم عَلَيْهِ وَهُوَ يُصلِّي فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فأَخذني مَا قَدُم وَمَا حَدُثَ أَي الْحُزْنُ والكآبَة، يُرِيدُ أَنه عاوَدَتْه أَحْزانه الْقَدِيمَةُ واتَّصَلَت بالحَدِيثة، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ غَلَب عَلَيَّ التفَكُّر فِي أَحوالي الْقَدِيمَةِ وَالْحَدِيثَةِ، أَيُّها كَانَ سَبَبًا لِتَرْكِ ردِّه السَّلَامَ عَلَيَّ. والقَدَمُ والقُدْمةُ: السَّابِقَةُ فِي الأَمر. يُقَالُ: لِفُلَانٍ قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسنَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَدَمُ التَّقَدُّم، قَالَ الشَّاعِرُ: وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قَدْ أُصِيبُوا، فإِنهم ... بَنَوْا لكُمُ خَيرَ البَنِيَّة والقَدَمْ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: عَرَفْتُ أَن لَا يَفُوتَ اللَّهَ ذُو قَدَمٍ، ... وأَنَّه مِنْ أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ هَمّام السَّلُولي: ونسْتَعِينُ، إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ ... عِندَ اللِّقاءِ، بِحَدٍّ ثابتِ القَدَمِ

_ (3). قوله [والقحدوة] كذا بالأَصل مضبوطاً، وفي شرح القاموس: والمقحدوة بزيادة ميم قبل القاف (4). قوله [فان يقبلوا إلخ] تقدم في قمحد: أتى به هنا شاهداً على التفسير

وَقَالَ جَرِيرٌ: أَبَنِي أُسَيْدٍ، قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ ... قَدَماً، وَلَيْسَ لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِنَّا عَلَى مَنازِلنا مِنْ كِتَابِ اللَّه وقِسْمةِ رَسوله والرَّجلُ وقَدَمُه وَالرَّجُلُ وبَلاؤه أَي أَفْعاله وتقَدُّمُه فِي الْإِسْلَامِ وسَبْقُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، أَي سابِقَ خَيْرٍ وأَثراً حَسَنًا، قَالَ الأَخفش: هُوَ التَّقْدِيمُ كأَنه قَدَّمَ خَيْرًا وَكَانَ لَهُ فِيهِ تَقْدِيمٌ، وَكَذَلِكَ القُدْمة، بِالضَّمِّ وَالتَّسْكِينِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: رَجُلٌ قَدَمٌ وَامْرَأَةٌ قَدَمةٌ يَعْنِي أَن لَهُمَا قدَم صِدْقٍ فِي الْخَيْرِ، قِيلَ: وقَدَمُ الصدقِ الْمَنْزِلَةُ الرفيعةُ وَالسَّابِقَةُ، وَالْمَعْنَى أَنه قَدْ سَبَقَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهُ خَيْرٌ، قَالَ: وَلِلْكَافِرِ قَدم شَرٍّ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَنتَ امْرُؤٌ مِنْ أَهلِ بَيْتِ ذُؤابَةٍ، ... لَهُمْ قَدَمٌ مَعْروفةٌ ومَفَاخِرُ قَالُوا: القَدَمُ وَالسَّابِقَةُ مَا تقَدَّموا فِيهِ غَيْرَهُمْ. وَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى: قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، القدَم كُلُّ مَا قَدَّمْت مِنْ خَيْرٍ. وتَقَدَّمَتْ فِيهِ لِفُلَانٍ قَدَمٌ أَي تقَدُّمٌ فِي الْخَيْرِ. ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ يَعْنِي عَمَلًا صَالِحًا قَدَّمُوهُ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ مِنْ رِجَالٍ وَنَسَاءٍ قَدَمٍ، وَهُمْ ذَوُو القَدَم. وَجَاءَ فِي تَفْسِيرِ قَدَمَ صِدْقٍ : شفاعةَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وقُدّام: نَقِيضُ وَرَاءَ، وَهُمَا يُؤَنَّثَانِ وَيُصَغَّرَانِ بِالْهَاءِ: قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة، وَهُمَا شَاذَّانِ لأَن الْهَاءَ لَا تَلْحَقُ الرُّبَاعِيَّ في التصغير، قَالَ الْقُطَامِيُّ، قُدَيْدِمةُ التَّجْرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني ... أَرَى غَفَلاتِ العَيْشِ قبْلَ التَّجَارِبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ كَسَرَ أَن استأْنف، وَمَنْ فَتَحَ فَعَلَى الْمَفْعُولِ لَهُ. وَتَقُولُ: لَقِيتُهُ قُدَيْدِيمةَ ذَلِكَ ووُرَيِّئةَ ذَلِكَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ قُدّام مُؤَنَّثَةٌ وَإِنْ ذُكِّرَتْ جَازَ، وَقَدْ قِيلَ فِي تَصْغِيرِهِ قُدَيْديم، وَهَذَا يُقَوِّي مَا حَكَاهُ الْكِسَائِيُّ مِنْ تَذْكِيرِهَا، وَهِيَ أَيضاً القُدّامُ والقَيْدامُ والقَيْدُوم، عَنْ كُرَاعٍ. والقُدُم: المُضيّ أَمَام أَمامَ، وَهُوَ يَمْشِي القُدُمَ والقُدَمِيَّةَ «1» واليَقْدُمِيَّة والتَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى فِي الْحَرْبِ. وَمَضَى القومُ التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: التَّاءُ زَائِدَةٌ، وقال: ماذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْقَلِ ... مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْيَةَ ... بالمُهَنَّدةِ الصَّفائِحْ التَّهْذِيبِ: يُقَالُ مَشَى فُلَانٌ القُدَمِيَّةَ والتَّقْدُمِيّةَ إِذا تَقَدَّمَ فِي الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ وَلَمْ يتأَخر عَنْ غَيْرِهِ فِي الإِفْضال عَلَى النَّاسِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: إِن ابْنَ أَبي الْعَاصِ مَشَى القُدَمية وإِن ابن الزُّبَيْرَ لَوَى ذَنَبه ، أَراد أَن أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فَحَازَهَا، وأَن الْآخَرَ قَصَّر عَمَّا سَمَا لَهُ مِنْهَا، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ مَشَى القُدَمِيّة: قَالَ أَبو عَمْرٍو مَعْنَاهُ التبَخْتر، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما هُوَ مَثَلٌ وَلَمْ يُرِدِ الْمَشْيَ بِعَيْنِهِ، وَلَكِنَّهُ أَراد بِهِ رَكِبَ مَعَالِيَ الأُمور، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي رِوَايَةٍ الْيَقَدُّمِيَّةُ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ القُدَمِيّة، وَمَعْنَاهَا أَنه تَقدّم فِي الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ عَلَى أَصحابه، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ اليَقْدُمِيّة والتَّقْدُمِيّة، بِالْيَاءِ وَالتَّاءِ، وَهُمَا زَائِدَتَانِ وَمَعْنَاهُمَا التَّقَدُّمُ، ورواه الأَزهري

_ (1). قوله" والقدمية" ضبطت الدال في الأصل والمحكم بالفتح، وفيما بأيدينا من نسخ القاموس الطبع بالضم.

بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ تَحْتَ، وَالْجَوْهَرِيُّ بِالتَّاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ فَوْقَ، قَالَ: وَقِيلَ إِن الْيَقْدُمِيَّةَ بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتَ هُوَ التَّقَدُّم بِهِمَّتِهِ وأَفعاله. والتُّقْدُمةُ والتُّقْدُمِيّةُ: أَول تَقَدُّمِ الْخَيْلِ، عَنِ السِّيرَافِيِّ. وقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً وقُدُوماً وقَدِمَهم، كِلَاهُمَا: صَارَ أَمامهم. وأَقْدَمَه وقَدَّمه بِمَعْنًى، قَالَ لَبِيدٌ: فَمَضَى وقَدَّمَها وَكَانَتْ عَادَةً ... مِنه، إِذا هِي عَرَّدَتْ، إِقْدامُها أَي يُقدِّمُها، قَالُوا: أَنث الإِقْدام لأَنه فِي مَعْنَى التقْدِمة، وَقِيلَ: لأَنه فِي مَعْنَى الْعَادَةِ وَهِيَ خَبَرُ كَانَ، وَخَبَرُ كَانَ هُوَ اسْمُهَا فِي الْمَعْنَى، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: مَا جَاءَتْ، حاجتُك، فأَنث مَا حَيْثُ كَانَتْ فِي الْمَعْنَى الْحَاجَةَ. وتَقَدّم: كَقَدَّمَ. وقدَّمَ واسْتَقْدَم: تَقدَّم. التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ قَدَمَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا تَقدَّمه. الْجَوْهَرِيُّ قَدَم، بِالْفَتْحِ، يَقْدُم قُدوماً أَي تَقَدَّمَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ، أَي يَتقدَّمُهم إِلَى النَّارِ وَمَصْدَرُهُ القَدْمُ. يُقَالُ: قَدَمَ يَقْدُم وتَقَدَّمَ يتقَدَّمُ وأَقدَمَ يُقْدِم واسْتَقْدَم يَسْتَقْدِم بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وقرىء لَا تَقَدَّمُوا ، قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ إِذا أُمرتم بأَمر فَلَا تَفْعَلُوهُ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي أُمرتم أَن تَفْعَلُوهُ فِيهِ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن رَجُلًا ذَبح يَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَتَقَدَّمَ قَبْلَ الْوَقْتِ فأَنزل اللَّه الْآيَةَ وأَعْلَمَ أَن ذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ : فِي طَاعَةِ اللَّه، والْمُسْتَأْخِرِينَ: فِيهَا. والقَدَمةُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تَكُونُ أَمام الْغَنَمِ فِي الرَّعْيِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ، يَعْنِي مَنْ يَتَقَدَّمُ مِنَ النَّاسِ عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْمَوْتِ وَمَنْ يتأَخر مِنْهُمْ فِيهِ، وَقِيلَ: عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَ الأُمم وَعَلِمْنَا المستأْخرِين، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ مَنْ يأْتي مِنْكُمْ أَولًا إِلى الْمَسْجِدِ وَمَنْ يأْتي متأَخراً. وقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَي تَقدَّم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَا تَقَدَّموا، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَنْ قرأَ تُقَدِّمُوا فَمَعْنَاهُ لَا تُقدّموا كَلَامًا قَبْلَ كَلَامِهِ، وَمَنْ قرأَ لَا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قَبْلَهُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تُقَدِّمُوا وتَقدَّموا بِمَعْنًى. وأَقْدِمْ وأَقْدُمْ: زَجْرٌ لِلْفَرَسِ وأَمر لَهُ بالتقَدُّم. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: إِقْدُمْ حَيْزُوم ، بِالْكَسْرِ، وَالصَّوَابُ فَتْحُ الْهَمْزَةِ، كَأَنَّهُ يُؤمر بالإِقدام وَهُوَ التَّقَدُّمُ فِي الْحَرْبِ. والإِقْدام: الشَّجَاعَةُ. قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ الْهَمْزَةُ مِنْ إِقْدم، وَيَكُونُ أَمراً بالتقدُّم لَا غَيْرَ، وَالصَّحِيحُ الْفَتْحُ مِنْ أَقْدَم. وقَيْدُوم كلِّ شَيْءٍ وقَيْدامُه: أَوله، قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ، ... إِذا كَانَ قَيْدامُ المَجَرَّة أَقْوَدا وقيْدُومُ الْجَبَلِ وقُدَيْدِيمَتُه: أَنف يتقدَّم مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِرُ: بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ، كأَن جَدِيلَه ... بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ مُمَنَّعِ وصَوام: اسْمُ جَبَلٍ، وَقَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ: أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى قَيْدُوما أَي أَتاناً يَمْشِي قُدُماً. وقَيْدُوم كُلِّ شَيْءٍ: مُقدَّمه وَصَدْرُهُ. وَقَيْدُومُ كُل شيءٍ: مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ، قَالَ أَبو حَيَّةَ: تحَجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها البَرَدُ

أَي مِنْ قَيْدُومِ هَذِهِ السَّحَابَةِ. وَقَيْدُومُ كُل شَيْءٍ: مُقَدَّمُهُ وَصَدْرُهُ. وقُدُم: نَقِيضُ أُخُر، بِمَنْزِلَةِ قُبُل ودُبُر. وَرَجُلٌ قُدُم: يَقْتَحِمُ الأُمور والأَشياء يَتَقَدَّمُ النَّاسَ وَيَمْشِي فِي الْحُرُوبِ قُدُماً. وَرَجُلٌ قُدُمٌ وقَدَمٌ: شُجَاعٌ، والأُنثى قَدَمة. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ إِذا كَانَا جَرِيئَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: غَيْرَ نَكِلٍ فِي قَدَم وَلَا وَاهِنًا فِي عَزْم أَي فِي تَقَدُّمٍ، وَقَدْ يَكُونُ القَدَم بِمَعْنَى التَّقَدُّمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: طُوبَى لِعَبْدٍ مُغْبَرٍّ قُدُمٍ فِي سَبِيلِ اللَّه! رَجُلٌ قُدُم، بِضَمَّتَيْنِ، أَي شُجَاعٌ، وَمَعْنَى قُدُمٍ أَي لَمْ يُعَرِّج. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: نَظَرَ قُدُماً أَمامه أَي لَمْ يُعرِّج وَلَمْ يَنْثَنِ، وَقَدْ تُسَكَّنُ الدَّالُّ. يُقَالُ: قَدَم، بِالْفَتْحِ، يَقْدَمُ قُدْماً أَي تَقدّم. وَفِي حَدِيثِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ: فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُدْماً هَا أَي تَقَدَّمُوا، وَهَا تَنْبِيهٌ، يُحَرِّضُهُمْ عَلَى الْقِتَالِ. والقَدْمُ: الشَّرَفُ الْقَدِيمُ، عَلَى مِثَالِ فَعْل. ابْنُ شُمَيْلٍ: لِفُلَانٍ عِنْدَ فُلَانٍ قَدَمٌ أَي يَدٌ وَمَعْرُوفٌ وَصَنِيعَةٌ، وَقَدْ قَدَم وقَدِمَ وأَقْدَمَ وتَقَدَّم وَاسْتَقْدَمَ بِمَعْنًى كَمَا يُقَالُ اسْتَجَابَ وأَجاب. وَرَجُلٌ مِقْدام ومِقْدامةٌ: مُقْدِم كَثِيرُ الإِقْدام عَلَى الْعَدُوِّ جَرِيءٌ فِي الْحَرْبِ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرِجَالٌ مَقادِيمُ وَالِاسْمُ مِنْهُ القُدْمة، أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَرَاهُ عَلَى الخَيلِ ذَا قُدْمةٍ، ... إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها وَرَجُلٌ قَدِمٌ، بِكَسْرِ الدَّالِّ، أَي مُتَقدِّم، أَنشد أَبو عَمْرٍو لِجَرِيرٍ: أَسُراقَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني ... قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ، جَسُورُ وَيُقَالُ: ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع عَلَى وَجْهِهِ، وَاحِدُهَا مُقْدِم. وَفِي الْمَثَلِ: اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك، يَعْنِي سَرْجَك أَي سبقَ مَا كَانَ غيرُه أَحَقَّ بِهِ. وَيُقَالُ: هُوَ جَريء المُقْدَم، بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الدَّالِ، أَي هُوَ جَرِيءٌ عِنْدَ الإِقدام. والقُدْمُ: المُضِيُّ وَهُوَ الإِقدْام. يُقَالُ: أقْدَمَ فُلَانٌ عَلَى قِرْنه إِقْداماً وقُدْماً ومَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عَلَيْهِ بِجَرَاءَةِ صَدْرِهِ. وأَقْدَمَ عَلَى الأَمر إِقداماً، والإِقْدامُ: ضِدُّ الإِحجام. ومُقَدِّمة الْعَسْكَرِ وقادِمَتُهم وقُداماهُم: مُتَقَدِّموهم. التَّهْذِيبِ: مُقَدِّمة الْجَيْشِ، بِكَسْرِ الدَّالِ، أَوله الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ الْجَيْشِ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: هُمُ ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُراقِر، ... مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى توَلَّت وَقِيلَ: إِنه يَجُوزُ مُقدَّمة بِفَتْحِ الدَّالِ. ومُقدِّمة الْجَيْشِ: هِيَ مَنْ قَدَّم بِمَعْنَى تَقدَّم، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: المُقدِّمة والنَّتيجة، قَالَ الْبَطْلَيُوسِيُّ: وَلَوْ فُتِحَتِ الدَّالُ لَمْ يَكُنْ لَحْنًا لأَن غَيْرَهُ قدَّمه، وَقَالَ لَبِيدٌ فِي قَدَّم بِمَعْنَى تَقدَّم: قَدَّمُوا إِذ قيلَ: قَيْسٌ قَدِّمُوا ... وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ! أَراد: يَا قَيْسُ، وَيُرْوَى: قَدَّمُوا إِذ قَالَ قَيْسٌ قَدِّمُوا وَقَالَ آخَرُ: إِن نَطق القوم فأَنت صُيّاب، ... أَو سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب، أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وَقَالَ الأَحوص: فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ مِنَ الحُبِّ مُقْدِما ... لَمُتُّ، ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما

وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ إِلى مَلك الرُّومِ: لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الْجَمَاعَةَ الَّتِي تتقَدَّمُ الْجَيْشَ، مِنْ قَدَّم بِمَعْنَى تَقَدَّمَ، وَقَدِ اسْتُعِيرَ لِكُلِّ شَيْءٍ فَقِيلَ: مُقَدِّمة الْكِتَابِ ومُقدِّمة الْكَلَامِ، بِكَسْرِ الدَّالِ، قَالَ: وَقَدْ تُفْتَحُ. ومُقَدِّمةُ الإِبل وَالْخَيْلِ ومُقَدَّمتهما، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: أَول مَا يُنْتَج مِنْهُمَا ويَلْقَح، وَقِيلَ: مُقَدِّمةُ كُلِّ شَيْءٍ أَوله، ومُقَدَّم كُلِّ شَيْءٍ نَقِيضُ مُؤَخَّرِهِ. وَيُقَالُ: ضَرب مُقدَّم وَجْهِهِ. ومُقْدِم الْعَيْنِ: مَا وَلِيَ الأَنف، بِكَسْرِ الدَّالِ، كَمُؤْخِرها مَا يَلِي الصُّدْغَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ مُقدَّم الْعَيْنِ وَقَالَ بَعْضُ الْمُحَرِّرِينَ: لَمْ يُسْمَعِ المُقدَّمُ إِلا فِي مُقدَّم الْعَيْنِ، وَكَذَلِكَ لَمْ يُسْمَعُ فِي نَقِيضِهِ المؤخَّر إِلا مؤخَّر الْعَيْنِ، وَهُوَ مَا يَلِي الصُّدْغَ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره. والمُقَدِّمة: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنَ الْجَبْهَةِ وَالْجَبِينِ. والمُقَدِّمة: النَّاصِيَةُ والجَبهة. ومَقادِيم وَجْهِهِ: مَا اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ، وَاحِدُهَا مُقْدِم ومُقَدِّم، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا كَانَ مَقادِيم جَمْعَ مُقْدِم فَهُوَ شَاذٌّ، وإِذا كَانَ جَمْعَ مُقَدِّم فَالْيَاءُ عِوَضٌ. وامْتَشَطت المرأَةُ المُقدِّمةَ، بِكَسْرِ الدَّالِ لَا غَيْرَ: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الِامْتِشَاطِ، قَالَ: أَراه مِنْ قُدّام رأْسها. وقادِمةُ الرَّحْلِ وقادِمُه ومُقْدِمُه ومُقْدِمَتُه، بِكَسْرِ الدَّالِ مُخَفَّفَةٌ، ومُقَدَّمُه ومُقَدَّمَتُه، بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُشَدَّدَةِ: أَمام الْوَاسِطِ، وَكَذَلِكَ هَذِهِ اللُّغَاتُ كُلُّهَا فِي آخِرَةِ الرَّحْلِ، وَقَالَ: كأَنَّ، مِن آخِرها إِلقادِمِ، ... مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ المَخارِمِ أَراد مِنْ آخِرِهَا إِلَى الْقَادِمِ فَحَذَفَ إِحدى اللَّامَيْنِ الأُولى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ آخِرة الرَّحْلِ وواسِطُه وَلَا تَقُولُ قَادِمَتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن ذِفْراها لَتَكَادُ تُصيب قادِمةَ الرَّحل ، هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي مُقَدِّمة كَوْر الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ قَرَبوس السَّرْجِ. وقَيْدُوم الرَّحْلِ: قادِمتُه. وقادِم الإِنسان: رأْسه، وَالْجَمْعُ القَوادِمُ، وَهِيَ المَقَادِم، وأَكثر مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ جَمْعًا، وَقِيلَ: لَا يَكَادُ يَتَكَلَّمُ بِالْوَاحِدِ مِنْهُ. والقادِمتَانِ والقادِمان: الخِلْفانِ المُتقدِّمان مِنْ أَخلاف النَّاقَةِ. وقادِم الأَطْباء والضُّروع: الْخِلْفَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ مِنْ أَخلاف الْبَقَرَةِ وَالنَّاقَةِ، وإِنما يُقَالُ قادِمانِ لِكُلِّ مَا كَانَ لَهُ آخِران، إِلا أَن طَرَفَةَ اسْتَعَارَهُ لِلشَّاةِ فَقَالَ: مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها، ... وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وَلَيْسَ لَهُمَا آخِران، وَلِلنَّاقَةِ قَادِمان وَآخِرَانِ، الْوَاحِدُ قَادِمٌ وَآخِرُ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرَةُ وقادِماها خِلفاها اللَّذَانِ يَلِيَانِ السُّرَّةَ، وَآخِرَاهَا الْخِلْفَانِ اللَّذَانِ يَلِيَانِ مُؤَخَّرَهَا. وقَوادِمُ رِيشِ الطَائِرِ: ضِدُّ خَوافِيها، الْوَاحِدَةُ قَادِمَة وخافِية. ابْنُ سِيدَهْ: والقَوادِمُ أَربع رِيشات فِي مُقَدَّم الْجَنَاحِ، الْوَاحِدَةُ قَادِمَة، وَهِيَ القُدَامَى، وَالْمَنَاكِبُ اللَّوَاتِي بَعْدَهُنَّ إِلى أَسفل الْجَنَاحِ، والخَوافي مَا بَعْدَ الْمَنَاكِبِ، والأَباهر مِنْ بَعْدِ الْخَوَافِي، وَقِيلَ: قَوَادِم الطَّيْرِ مَقادِيم رِيشِهِ، وَهِيَ عَشَرٌ فِي كُلِّ جَنَاحٍ. ابْنُ الأَنباري: قُدَامَى الرِّيشِ المُقَدَّم، قَالَ رُؤْبَةُ: خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي، ... مِن القُدَامَى لَا مِن الخَوافي «2» وَمِنْ أَمثالهم: مَا جَعل القَوادِم كالخَوافي: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القُدامَى تَكُونُ وَاحِدًا كشُكاعَى وَتَكُونُ جَمْعًا كسُكارَى، قَالَ القطامي: وقد عَلمت شُيوخُهمُ القُدامى وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى القُدَامَى

_ (2). أنشده في غدف: ركِّب فِي جَنَاحِكَ الْغُدَافِي ... مِنَ القُدَامَى وَمِنَ الْخَوَافِي

بِمَعْنَى الْقُدَمَاءِ، وَسَيَأْتِي. والمِقْدام: ضَرْبٌ مِنَ النَّخْلِ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ، هُوَ أَبكر نَخْلِ عُمان، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَقَدُّمِهَا النَّخْلَ بِالْبُلُوغِ. والقَدَمُ: الرِّجل، أُنثى، وَالْجَمْعُ أَقْدَام لَمْ يُجَاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَدَمُ والرِّجل أُنثيان، وَتَصْغِيرُهُمَا قُدَيْمَة ورُجَيلة، وَيُجْمَعَانِ أَرجُلًا وأَقْدَاماً. اللَّيْثُ: القَدَمُ مِنْ لَدُنِ الرُّسْغ مَا يطأُ عَلَيْهِ الإِنسان، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُجْمَعُ قَدَم عَلَى قُدَام، قَالَ جَرِيرٌ: وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدَامِ وخَيْضَفُ وَخَيْضَفٌ: فَيْعَلٌ مِنَ الخَضْف وَهُوَ الضُّراط. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا ، جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه يَعْنِي ابْنَ آدَمَ قَابِيلَ، الَّذِي قَتَلَ أَخاه، وإِبليس، وَمَعْنَى نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا أَي يَكُونَانِ فِي الدَّرْكِ الأَسفل مِنَ النَّارِ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّ دَمٍ ومالٍ ومَأْثُرة كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهِيَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، أَراد أَني قَدْ أَهدرت ذَلِكَ كُلَّهُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد إِخفاءها وإِعدامها وإِذلال أَمر الْجَاهِلِيَّةِ وَنَقْضَ سُنَّتها، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ثَلَاثَةٌ فِي المَنْسَى تَحْتَ قَدَمِ الرَّحْمَنِ أَي أَنهم مَنسيون مَتْرُوكُونَ غَيْرُ مَذْكُورِينَ بِخَيْرٍ. وَفِي أَسمائه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحشَر الناسُ عَلَى قَدَمِي أَي عَلَى أَثَرِي. وَفِي حَدِيثِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ: كَانَ قَدْرُ صِلَاتِهِ الظُّهْرَ فِي الصَّيْفِ ثَلَاثَةَ أَقْدَام إِلى خَمْسَةِ أَقْدَام ، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَقْدَامُ الظِّلِّ الَّتِي تُعرف بِهَا أَوقات الصَّلَاةِ هِيَ قَدَمُ كُلِّ إِنسان عَلَى قَدْرِ قَامَتِهِ، وَهَذَا أَمر يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الأَقاليم وَالْبِلَادِ، لأَن سَبَبَ طُولِ الظِّلِّ وَقِصَرِهِ هُوَ انْحِطَاطُ الشَّمْسِ وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس، فَكُلَّمَا كَانَتْ أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس فِي مَجْرَاهَا أَقرب كَانَ الظِّلُّ أَقصر، وَيَنْعَكِسُ الأَمر بِالْعَكْسِ، وَلِذَلِكَ تَرَى ظِلَّ الشِّتَاءِ فِي الْبِلَادِ الشَّمَالِيَّةِ أَبداً أَطول مِنْ ظِلِّ الصَّيْفِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْهَا، وَكَانَتْ صَلَاتُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُمَا مِنَ الإِقليم الثَّانِي، وَيُذْكَرُ أَن الظِّلَّ فِيهِمَا عِنْدَ الِاعْتِدَالِ فِي آذَارَ وأَيلول ثَلَاثَةُ أَقْدَام وَبَعْضُ قَدَمٍ، فَيُشْبِهُ أَن تَكُونَ صَلَاتُهُ إِذا اشْتَدَّ الْحَرُّ متأَخرة عَنِ الْوَقْتِ الْمَعْهُودِ قَبْلَهُ إِلى أَن يَصِيرَ الظِّلُّ خَمْسَةَ أَقدام أَو خَمْسَةً وَشَيْئًا، وَيَكُونَ فِي الشِّتَاءِ أَول الْوَقْتِ خَمْسَةَ أَقْدَامٍ وَآخِرَهُ سَبْعَةً أَو سَبْعَةً وَشَيْئًا، فَيَنْزِلُ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فِي ذَلِكَ الإِقليم دُونَ سَائِرِ الأَقاليم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ صِفَةِ النَّارِ مِنْ أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا تَسْكُنُ جَهَنَّمُ حَتَّى يَضَعَ اللَّه فِيهَا قَدَمه ، فإِنه رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ وأَصحابه أَنه قَالَ: حَتَّى يَجْعَلَ اللَّه فِيهَا الَّذِينَ قَدَّمهم لَهَا مِنْ شِرَارِ خَلْقِهُ، فَهُمْ قَدَمُ اللَّه لِلنَّارِ كَمَا أَن الْمُسْلِمِينَ قَدَمُه إِلى الْجَنَّةِ. والقَدَمُ: كُلُّ مَا قَدَّمت مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ وتَقَدَّمتْ لِفُلَانٍ فِيهِ قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وَقِيلَ: وَضَعَ القَدَم عَلَى الشَّيْءِ مَثَلٌ للرَّدْع والقَمْع، فكأَنه قَالَ يأْتيها أَمر اللَّه فَيَكُفُّهَا عَنْ طَلَبِ الْمَزِيدِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ تَسْكِينَ فَوْرَتها كَمَا يُقَالُ للأَمر تُرِيدُ إِبطاله: وَضَعْتُه تَحْتَ قَدَمِي، وَقِيلَ: حَتَّى يَضَعَ اللَّه فِيهَا قَدَمَهُ، إِنه مَتْرُوكٌ عَلَى ظَاهِرِهِ ويُؤمَن بِهِ وَلَا يُفسر وَلَا يُكيَّف. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ هُوَ يَضَعُ قَدَمًا عَلَى قَدَمٍ إِذا تَتَبَّعَ السَّهْلَ مِنَ الأَرض، قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ كَانَ عَهْدِي ببَني قَيْس، وهُمْ ... لَا يَضَعُون قَدَماً عَلَى قَدَمْ، وَلَا يَحُلُّوَن بِإِلٍّ فِي الحَرَمْ يَقُولُ: عَهْدِي بِهِمْ أَعزاء لَا يَتَوَقَّوْن وَلَا يَطلبون السَّهل، وَقِيلَ: لَا يَكُونُونَ تِباعاً لِقَوْمٍ، قَالَ:

وَهَذَا أَحسن الْقَوْلَيْنِ، وَقَوْلُهُ: وَلَا يَحُلُّونَ بإِلٍّ أَي لَا يَنْزِلُونَ بِجِوَارِ أَحد يأْخذون مِنْهُ إِلًّا وذمَّة. والقُدُوم: الرُّجُوعُ مِنَ السَّفَرِ، قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ يَقْدَمُ قُدُوماً ومَقْدَماً، بِفَتْحِ الدَّالِ، فَهُوَ قَادِم: آبَ، وَالْجَمْعُ قُدُمٌ وقُدَّام، تَقُولُ: وَرَدْتُ مَقْدَم الْحَاجِّ تَجْعَلُهُ ظَرْفًا، وَهُوَ مَصْدَرٌ، أَي وَقْتَ مَقْدَم الْحَاجِّ. وَيُقَالُ: قَدِمَ فُلَانٌ مِنْ سَفَرِهِ يَقْدَمُ قُدُوما. وقَدِمَ فُلَانٌ عَلَيَّ الأَمر إِذا أَقْدَمَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: فَكَمْ مَا تَرَينَ امْرءاً راشِداً، ... تَبَيَّنَ ثُمَّ انْتَهَى، إِذْ قَدِمَ وقَدِمَ فُلَانٌ إِلى أَمر كَذَا وَكَذَا أَي قَصَدَ لَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَدِمْنا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ، قَالَ الزَّجَّاجُ وَالْفَرَّاءُ: مَعْنَى قَدِمنا عَمَدنا وقصَدنا، كَمَا تَقُولُ قَامَ فُلَانٌ يَفْعَلُ كَذَا، تُرِيدُ قَصَدَ إِلى كَذَا وَلَا تُرِيدُ قَامَ مِنَ الْقِيَامِ عَلَى الرِّجلين. والقُدَائِمُ: القَدِيم مِنَ الأَشياء، هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: قِدْماً كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ اسْمٌ مِنَ القِدَم، جُعِلَ اسْمًا مِنْ أَسماء الزَّمَانِ. والقُدامَى: القُدَماء، قَالَ الْقُطَامِيُّ: وَقَدْ عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ القُدَامَى، ... إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جَمْعُ النَّسْر. وَمَضَى قُدُماً، بِضَمِّ الدَّالِ: لَمْ يُعرّج وَلَمْ يَنثن، وَقَالَ يَصِفُ امرأَة فَاجِرَةً: تَمضِي، إِذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأَةٍ، قُدُما، ... كأنَّها هَدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنْقاضُ يَقُولُ: إِذا زُجِرَت عَنْ قَبِيحٍ أَسرعت إِليه وَوَقَعَتْ فِيهِ كَمَا يَقَعُ الهَدَمُ فِي الْبِئْرِ بإِسراع، وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده ابْنُ السِّيرَافِيِّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ مَعَ أَبيات وَهِيَ: قَدْ رابَني مِنْكِ، يَا أَسماء، إِعْراضُ ... فَدامَ مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضِيني، فَمَا أَحْبَبْتُ غانِيةً ... يرُوضُها مِنْ لِئامِ النَّاسِ رَوَّاضُ تَمْضِي، إِذا زُجِرَت عَنْ سوأَة، قُدُماً، ... كَأَنَّهَا هَدَمٌ فِي الْجَفْرِ منقاضُ قُل لِلغَواني: أَما فِيكُنَّ فاتكةٌ، ... تَعْلُو اللَّئِيم بِضَرْبٍ فِيهِ إِمحاضُ؟ والقُدَّام: الْقَادِمُونَ مِنْ سَفَرٍ. والقُدَّام: الملِك، قَالَ مُهَلْهَلٌ: إِنا لَنضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ، ... ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وَقِيلَ: القُدَّام هَاهُنَا جَمْعُ قَادِمٍ مِنْ سَفَرٍ. وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: القِدِّيمُ الملِك، وَفِي حَدِيثِ الطُّفَيْل بْنِ عَمْرٍو: فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدَامُ أَي القَدِيمُ المُتَقَدِّم مِثْلَ طَوِيلٍ وطُوالٍ. أَبو عَمْرٍو: القُدَّامُ والقِدِّيم الَّذِي يتَقدَّم النَّاسَ بِشَرَفٍ. وَيُقَالُ: القُدَّام رَئِيسُ الْجَيْشِ. والقَدُوم: الَّتِي يُنحَت بِهَا، مُخَفَّفٌ أُنثى، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ قدُّوم، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ مُرَقَّشٌ: يَا بِنْتَ عَجْلانَ، مَا أَصبرَني ... عَلَى خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدوم وأَنشد الْفَرَّاءُ: فقُلتُ: أَعِيراني القَدُومَ لعَلَّني ... أَخُطُّ بِهَا قَبْراً لأِبيَضَ ماجِدِ وَالْجَمْعُ قَدائِمُ وقُدُمٌ، قَالَ الأَعشى: أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنودَ ... حَوْلَين تَضرب فِيهِ القُدُمْ

وَقِيلَ: قَدائِم جَمْعُ القُدُم مِثْلَ قُلُصٍ وقَلائِصَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ نَصَبَ الْجُنُودَ جَعَلَهُ مَفْعُولًا لأَقام أَي أَقام الْجُنُودَ بِهَذَا الْبَلَدِ حَوْلَيْنِ، وَمَنْ خَفَضَهُ فَعَلَى الإِضافة عَلَى مَعْنَى ملكُ الجنودِ وَقَائِدِ الْجُنُودِ، قَالَ: وقَدَائِمُ جَمْعُ قَدُوم لَا قُدُم، قَالَ: وَكَذَلِكَ قلائصُ جَمْعُ قَلوص لَا قُلُص، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وَجَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ. وقَدُوم: ثَنِيَّةٌ بالسَّراة، وَقِيلَ: قَدُوم قَرْيَةٌ بِالشَّامِ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ بالأَلف وَاللَّامِ. وَقَوْلُهُ: اخْتَتن إِبْرَاهِيمُ بقَدُوم أَي هُنَالِكَ. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوّل مَنِ اخْتَتَنَ إِبراهيم بالقَدوم ، قَالَ: قَطَعَهُ بِهَا، فَقِيلَ لَهُ: يَقُولُونَ قَدُوم قَرْيَةٌ بِالشَّامِ، فَلَمْ يَعْرِفَهُ وَثَبَتَ عَلَى قَوْلِهِ، وَيُرْوَى بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، وَقِيلَ: القَدوم، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، قَدُومُ النَّجَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن زَوْجَ فُرَيْعة قُتِلَ بطرَف الْقَدُومِ ، هُوَ بِالتَّخْفِيفِ وَبِالتَّشْدِيدِ مَوْضِعٌ عَلَى سِتَّةِ أَميال مِنَ الْمَدِينَةِ. الصِّحَاحِ: الْقَدُّومُ اسْمُ مَوْضِعٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: قَالَ لَهُ أَبان بْنُ سَعِيدٍ وَبْرٌ تَدَلى مِنْ قَدومِ ضَأْنٍ ، قِيلَ: هِيَ ثَنِيَّةٌ أَو جَبَلٌ بالسَّراة مِنْ أَرض دَوْس، وَقِيلَ: القَدُوم مَا تقدَّم مِنَ الشَّاةِ وَهُوَ رأْسُها، وإِنما أَراد احتِقاره وصِغَر قَدْره. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي هَذَا الْفَصْلِ أَبو قُدَامَة، وَهُوَ جَبَلٌ يُشْرف عَلَى المُعَرَّف. ابْنُ سِيدَهْ: وقَدُومى، «1» مَقْصُورٌ، مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ أَو بِبَابِلَ. وَبَنُو قَدَم: «2» حَيٌّ. وقُدَم: حَيٌّ مِنْهُمْ. وقُدَم: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، سُمِّيَ بَاسِمِ أَبي هَذِهِ الْقَبِيلَةِ، وَالثِّيَابَ القُدَمِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ. شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: القَدْم، بِالْقَافِ، ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ حُمر، قَالَ: وأَقرأَني بَيْتَ عَنْتَرَةَ: وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لَهَا نَفَثٌ ... تحْتَ الضُّلوعِ، كَطُرَّة القَدْمِ لَا يَرْوِيهِ إِلا القَدْم، قَالَ: والفَدْم، بِالْفَاءِ، هَذَا عَلَى مَا جَاءَ وَذَاكَ عَلَى مَا جَاءَ. وقَادِم وقُدَامَة ومُقَدَّم ومِقْدَام ومُقْدِم: أَسماء. وقَدَمُ: اسْمُ امرأَة. وقَدَامِ: اسْمُ فَرَسِ عُروة بْنِ سِنان. وقَدامِ: اسْمُ كَلْبَةٍ، وَقَالَ: وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ، وقدْ ... أَوفى اللَّحاقَ، وحانَ مَصْرَعُهُ ويقْدُم، بِالْيَاءِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ يَقْدُمُ بْنُ عَنَزَة بْنِ أَسد بْنُ رَبيعة بْنِ نِزار. ابْنُ شُمَيْلٍ: وَيُقَالُ قَدِمَة مِنَ الحَرّة وقَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ مَا غَلُظ مِنَ الحرَّة، واللَّه أَعلم. قذم: قَذِمَ مِنَ الْمَاءِ قُذْمَةً أَي جَرِعَ جُرْعة؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَقْذَمْنَ جَرْعاً يَقْصَعُ الغَلائِلا وقَذَمَ لَهُ مِنَ الْعَطَاءِ يَقْذِمُ قَذْمَاً: أَكثر مِثْلُ قَثَم وغَذَمَ وغَثَمَ إِذا أَكثر. وَرَجُلٌ قُذَمٌ، مِثْلُ قُثَمٍ، ومُنْقَذِم: كَثِيرُ الْعَطَاءِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وَرَجُلٌ قِذَمٌّ، مِثْلُ خِضَمٍّ، إِذا كَانَ سيِّداً يُعْطِي الْكَثِيرَ مِنَ الْمَالِ ويأْخذ الْكَثِيرَ. النَّضْرُ: القِذَمُّ السَّيِّدُ الرَّغِيبُ الخُلُق الْوَاسِعُ الْبَلْدَةِ. والقُذُم والقُثُم: الأَسخِياءُ. والقَذِيمَةُ: قِطعة مِنَ الْمَالِ يُعْطِيهَا الرَّجُلُ، وَجَمْعُهَا قَذَائِم. والقِذَمُّ، عَلَى وَزْنِ الهِجَفِّ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: الشديد

_ (1). قوله" وقَدُومَى" هذا الضبط لابن سيدة وتبعه المجد فقال: كهيولى، وقال ياقوت: بفتح أوله وثانيه وسكون الواو. (2). قوله" وبنو قدم" ضبط في الأصل والمحكم بفتحتين وفي القاموس في معاني القدم محركة وحيّ، قال شارحه: وبنو قَدَم حيّ، وعبارة التكملة نقلًا عن ابن دريد: وبنو قَدَم حيّ من العرب وموضع باليمن، سمي باسم هذه القبيلة نسبت إليها الثياب القَدَمِيَّة، وضبط فيها قدم بضم ففتح.

السَّرِيعُ. وَقَدِ انْقَذَمَ أَي أَسرع. وَبِئْرٌ قِذَمٌّ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وقُذَامٌ وقَذُوم: كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ: قَدْ صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما وَكَذَلِكَ فَرْجُ المرأَة؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: القُذام هَنُ المرأَة؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِذا مَا الفَعْلُ نادَمَهُنَّ يَوْمًا، ... عَلَى الفِعِّيل، وانفَتَحَ القُذَامُ وَيُرْوَى: وافتخَّ القُذام. وَيُقَالُ: القُذام الْوَاسِعُ. يُقَالُ: جَفْر قُذام أَي وَاسْعُ الْفَمِ كَثِيرُ الْمَاءِ يَقْذِم بِالْمَاءِ أَي يَدْفَعُهُ. وَقَالُوا: امرأَة قُذُم فَوَصَفُوا بِهِ الْجُمْلَةَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وأَنتُم بَنُو الخَوَّارِ يُعرفُ ضَربُكم، ... وأُمُّكُمُ فُجٌّ قُذَامٌ وخَيْضَفُ ابْنُ الأَعرابي: القُذُم الْآبَارُ الخُسُف، وَاحِدُهَا قَذُوم. قذحم: النَّضْرُ: ذَهَبُوا قِذَّحْرةً وقِذَّحْمَةً، بِالرَّاءِ وَالْمِيمِ، إِذا ذَهَبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ. قرم: القَرَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الشَّهْوَةِ إِلى اللَّحْمِ، قَرِمَ إِلى اللَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: قَرِمَ يَقْرَمُ قَرَماً، فَهُوَ قَرِمٌ: اشْتَهَاهُ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قَالُوا مَثَلًا بِذَلِكَ: قَرِمْتُ إِلى لِقَائِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ القَرَم ، وَهُوَ شِدَّةُ شَهْوَةِ اللَّحْمِ حَتَّى لَا يُصبَر عَنْهُ. يُقَالُ: قَرِمت إِلى اللَّحْمِ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِيهِ: قَرِمْتُه. وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ: هَذَا يومٌ اللحمُ فِيهِ مَقْرُوم ، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَقِيلَ: تَقْدِيرُهُ مَقْرومٌ إِليه فَحُذِفَ الْجَارُّ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: قَرِمنا إِلى اللَّحْمِ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا. والقَرْمُ: الْفَحْلُ الَّذِي يُتْرَكُ مِنَ الرُّكُوبِ وَالْعَمَلِ ويُودَع للفِحْلة، وَالْجَمْعُ قُروم؛ قال: يَا ابْن قُروم لَسْنَ بالأَحْفاضِ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يَمَسَّهُ الحَبْل. والأَقْرَمُ: كالقَرْم. وأَقْرَمَه: جَعله قَرْماً وأَكرمه عَنِ المهْنة، فَهُوَ مُقْرَم، وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّيِّدِ قَرْمٌ مُقْرَم تَشْبِيهًا بِذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: كَالْبَعِيرِ الأَقْرَم ، فَلُغَةٌ مَجْهُولَةٌ. واسْتَقْرَمَ البَكرُ قَبْلَ أَناه، وَفِي الْمُحْكَمِ: واسْتَقْرَمَ الْبِكْرُ صَارَ قَرْماً. والقَرْمُ مِنَ الرِّجَالِ: السَّيِّدُ الْمُعَظَّمُ، عَلَى الْمَثَلِ بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنا أَبو حَسَنٍ القَرْم أَي المُقْرَم فِي الرأْي؛ والقَرْم: فَحْلُ الإِبل، أَي أَنا فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْفَحْلِ فِي الإِبل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ وأَكثر الرِّوَايَاتِ الْقَوْمُ ، بِالْوَاوِ، قَالَ: وَلَا مَعْنَى لَهُ وإِنما هُوَ بِالرَّاءِ أَي المقدَّم فِي الْمَعْرِفَةِ وتَجارِب الأُمور. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقْرَمْتُ الْفَحْلَ، فَهُوَ مُقْرَم، وَهُوَ أَن يُودَع لِلْفَحْلَةِ مِنَ الْحَمْلِ وَالرُّكُوبِ، وَهُوَ القَرْم أَيضاً. وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ دُكَين بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عُمَرَ أَن يُزوِّد النُّعمان بْنَ مُقرِّن المُزَني وأَصحابه فَفَتَحَ غُرفة لَهُ فِيهَا تَمْرٌ كَالْبَعِيرِ الأَقْرَمِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو عَمْرٍو لَا أَعرف الأَقْرَم وَلَكِنِّي أَعرف المُقْرَم، وَهُوَ الْبَعِيرُ المُكْرَم الَّذِي لَا يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَلَا يُذَلَّلُ، وَلَكِنْ يَكُونُ لِلْفَحْلَةِ وَالضِّرَابِ، قَالَ: وإِنما سُمِّيَ السَّيِّدُ الرَّئِيسُ مِنَ الرِّجَالِ المُقْرَم لأَنه شُبِّهَ بالمُقْرَم مِنَ الإِبل لعِظَم شأْنه وكَرَمه عِنْدَهُمْ؛ قَالَ أَوس: إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نابِه، ... تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَم أَراد: إِذا هلَك مِنَّا سَيِّدٌ خَلَفَهُ آخَرُ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: قَرِمَ الْبَعِيرُ، فَهُوَ قَرِمٌ إِذا اسْتَقْرَمَ أَي صَارَ قَرْماً. وَقَدْ أَقْرَمَه صَاحِبُهُ، فَهُوَ مُقْرَم إِذا تَرَكَهُ للفِحْلة، وفَعِلَ وأَفْعَلَ يَلْتَقِيَانِ كوَجِلَ وأَوْجَلَ وتَبِعَ وأَتْبَعَ فِي الْفِعْلِ، وخَشِنٍ وأَخْشَنَ وكَدِرٍ وأَكْدَرَ فِي

الِاسْمِ، قَالَ: وأَما المَقْرُوم مِنَ الإِبل فَهُوَ الَّذِي بِهِ قُرْمَةٌ، وَهِيَ سِمةٌ تَكُونُ فَوْقَ الأَنف تُسلخ مِنْهَا جِلدة ثُمَّ تُجمع فَوْقَ أَنفه فَتِلْكَ القُرْمَة؛ يُقَالُ مِنْهُ: قَرَمْتُ الْبَعِيرَ أَقْرِمُه. وَيُقَالُ للقُرْمة أَيضاً القِرَام، وَمِثْلُهُ فِي الْجَسَدِ الجُرْفة. اللَّيْثُ: هِيَ القُرْمَة والقَرْمَة لُغَتَانِ، وَتِلْكَ الْجِلْدَةُ الَّتِي قطعْتَها هِيَ القُرَامَة، وَرُبَّمَا قَرَمُوا مِنْ كِرْكِرَته وأُذنه قُرَامَات يُتَبَلَّغ بِهَا فِي الْقَحْطِ. الْمُحْكَمُ: وقَرَمَ البعيرَ يَقْرِمُه قَرْماً قَطَعَ مِنْ أَنفه جَلْدَةً لَا تَبِينُ وجَمعَها عَلَيْهِ للسِّمة، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ القِرَام والقُرْمَة وَقِيلَ: القُرْمَة اسْمُ ذَلِكَ الْفِعْلِ. والقَرْمَة والقُرَامَة: الْجِلْدَةُ الْمَقْطُوعَةُ مِنْهُ، فإِن كَانَ مثلُ ذَلِكَ الوسْم فِي الْجِسْمِ بَعْدَ الأُذن وَالْعُنُقِ فَهِيَ الجُرْفة. وَنَاقَةٌ قَرْمَاء: بِهَا قَرْم فِي أَنفها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ الأَعرابي: فِي السِّمات القَرْمة، وَهِيَ سِمة عَلَى الأَنف لَيْسَتْ بحَزٍّ، وَلَكِنَّهَا جَرْفة لِلْجِلْدِ ثُمَّ يُتْرَكُ كَالْبَعْرَةِ، فإِذا حُزَّ الأَنف حَزّاً فَذَلِكَ الفَقْر. يُقَالُ: بَعِيرٌ مَفْقُور ومَقْرُوم ومَجْرُوف؛ وَمِنْهُ ابْنُ مَقْرُومٍ الشَّاعِرُ. وقَرَمَ الشيءَ قَرْماً: قَشَره. والقُرَامَة مِنَ الْخُبْزِ: مَا تقشَّر مِنْهُ، وَقِيلَ: مَا يَلتزِق مِنْهُ فِي التَّنُّورِ، وَكُلُّ مَا قَشَرْته عَنِ الْخُبْزِ فَهُوَ القُرَامَة. وَمَا فِي حَسَبِه قُرَامَة أَي وَصْم، وَهُمَا الْعَيْبُ. وقَرَمَه قَرْماً: عابَه. والقَرْمُ: الأَكل مَا كَانَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَرَمَ يَقْرِمُ قَرْماً إِذا أَكل أَكلًا ضَعِيفًا. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَقَرَّمُ تَقَرُّم البَهْمة. وقَرَمَتِ البَهمة تَقْرِمُ قَرْماً وقُروماً وقَرَمَاناً وتَقَرَّمَتْ: وَذَلِكَ فِي أَول مَا تأْكل، وَهُوَ أَدْنَى التناوُل، وَكَذَلِكَ الفَصيل وَالصَّبِيُّ فِي أَول أَكله. وقَرَّمَه هُوَ: علَّمه ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابية لِيَعْقُوبَ تَذْكُرُ لَهُ تَرْبِية البَهْم: وَنَحْنُ فِي كُلِّ ذَلِكَ نُقَرِّمُهُ وَنُعَلِّمُهُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلصَّبِيِّ أَوّل مَا يأْكل قَدْ قَرَمَ يَقْرِمُ قَرْماً وقُرُوماً. الْفَرَّاءُ: السَّخْلَةُ تَقْرِمُ قَرْماً إِذا تَعَلَّمَتِ الأَكل؛ قَالَ عَدِيٌّ: فَظِباءُ الرَّوْضِ يَقْرِمْنَ الثَّمَرْ وَيُقَالُ: قَرَمَ الصبيُّ والبَهْمُ قَرْماً وقُروماً، وَهُوَ أَكل ضَعِيفٌ فِي أَول مَا يأْكل، وتَقَرَّمَ مِثْلُهُ. وقَرَّمَ القِدْحَ: عَجَمَه؛ قَالَ: خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً، ... ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْر يَعْنِي أَنهن سُبِين واقْتُسمن بالقِداح الَّتِي هِيَ صِفَتُهَا، وأَراد مَجالِد فَوضع الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ. والقِرَامُ: ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ مُلَوَّنٍ فِيهِ أَلوان مِنَ العِهن، وَهُوَ صَفِيقٌ يُتَّخَذُ سِتراً، وَقِيلَ: هُوَ السِّتْرُ الرَّقِيقُ، وَالْجَمْعُ قُرُم، وَهُوَ المِقْرَمَة، وَقِيلَ: المِقْرَمَةُ مَحْبِس الفِراش. وقَرَّمَه بالمِقْرَمَة: حبسَه بِهَا. والقِرَام: سِتْرٌ فِيهِ رَقْم ونقُوش، وَكَذَلِكَ المِقْرَمُ والمِقْرَمَة؛ وَقَالَ يَصِفُ دَارًا: عَلَى ظَهْرِ جَرْعاء العَجُوز، كأَنهَّا ... دَوائِرُ رَقْمٍ فِي سَراةِ قِرَامِ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعَلَى الْبَابِ قِرَامٌ فِيهِ تَماثِيلُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَعَلَى الْبَابِ قِرَامُ سِترٍ ؛ هُوَ السِّتْرُ الرَّقِيقُ فإِذا خِيطَ فَصَارَ كَالْبَيْتِ فَهُوَ كِلَّةٌ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ يَصِفُ الْهَوْدَجَ: مِنْ كلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّه ... زَوْجٌ، عَلَيْهِ كِلَّةٌ وقِرَامُها وَقِيلَ: القِرَام ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ غَلِيظٍ جِدًّا يُفرش فِي الْهَوْدَجِ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي قَوَاعِدِ الْهَوْدَجِ أَو الغَبِيط، وَقِيلَ: هُوَ الصَّفِيق مِنْ صُوفٍ ذِي أَلوان، والإِضافة فِيهِ كَقَوْلِكَ ثوبُ قميصٍ، وَقِيلَ: القِرَام السِّتْرُ الرقِيقُ وَرَاءَ السِّتْرِ الْغَلِيظِ، وَلِذَلِكَ أَضاف؛ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ

الأَحنف بَلَغَهُ أَن رَجُلًا يَغْتَابُهُ فَقَالَ: عُثَيْثةٌ تَقْرِمُ جِلْداً أَمْلَسا أَي تَقْرِض، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والقَرْمُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَا أَدري أَعربي هُوَ أَم دَخِيلٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُرْم، بِالضَّمِّ، شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي جَوف مَاءِ الْبَحْرِ، وَهُوَ يُشْبِهُ شَجَرَ الدُّلْب فِي غِلَظِ سُوقه وَبَيَاضِ قِشْرِهِ، وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ اللَّوْزِ والأَراك، وثمرُه مِثْلُ ثَمَرِ الصَّوْمَر، وَمَاءُ الْبَحْرِ عَدُوُّ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الشَّجَرِ إِلَّا القُرْم والكَنْدَلى، فإِنهما يَنْبُتَانِ بِهِ. وقَارِمٌ ومَقْرُومٌ وقُرَيْمٌ: أَسماء. وبنو قُرَيْمٍ: حي. وقَرْمَانُ: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ قَرَمَاء؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: عَلَا قَرَمَاءَ عالِيةً شَواه، ... كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِه خِمارُ قِيلَ: هِيَ عَقَبة، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي فرم مُسْتَوْفًى. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ قَرْمَاء بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَكَذَلِكَ أَنشد الْبَيْتَ عَلَى قَرْمَاء سَاكِنَةٍ وَقَالَ: هِيَ أَكَمة مَعْرُوفَةٌ، قَالَ: وَقِيلَ قَرْمَاء هُنَا نَاقَةٌ بِهَا قَرْمٌ فِي أَنفها أَي وَسْم، قَالَ: وَلَا أَدري وَجْهَهُ وَلَا يُعْطِيهِ مَعْنَى الْبَيْتِ. ابْنُ الأَنباري فِي كِتَابِ الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ: جَاءَ عَلَى فَعَلاء يُقَالُ لَهُ سَحَناء أَي هَيئة، وَلَهُ ثَأَداءُ أَي أَمَة، وقَرَماء اسْمُ أَرض، وأَنشد الْبَيْتَ وَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ بِالْقَافِ، وَكَانَ عِنْدَنَا فَرَماء لأَرض بِمِصْرَ، قَالَ: فَلَا أَدري قَرَماء أَرض بِنَجْدٍ وفَرَماء بِمِصْرَ. ومَقْرُوم: اسْمُ جَبَلٍ؛ وَرَوِيُ بَيْتُ رُؤْبَةَ: ورَعْنِ مَقْرُومٍ تَسامى أَرَمُهْ والقَرَمُ: الجِداء الصِّغَارُ. والقَرَمُ: صِغار الإِبل، والقَزَمُ، بِالزَّايِ: صغار الغنم وهى الحَذَف. قردم: القُرْدُمانيُّ والقُرْدُمانِيَّة: سِلاح مُعدّ كَانَتِ الفُرس والأَكاسرة تَدَّخِرُهُ فِي خَزَائِنِهَا، أَصله بِالْفَارِسِيَّةِ كَرْدَمانِدْ، مَعْنَاهُ عُمِلَ وبَقِي؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراه فَارِسِيًّا؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: فَخْمةً ذَفْراءَ تُرْتى بالعُرى ... قُرْدُمَانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ قَالَ: القُرْدُمَانِيّة الدُّروع الْغَلِيظَةُ مِثْلُ الثَّوْبِ الكُرْدُواني. وَيُقَالُ: القُرْدُمانيُّ ضَرْبٌ مِنَ الدُّرُوعِ. الْجَوْهَرِيُّ: القُرْدُماني، مَقْصُورٌ، دَوَاءٌ وَهُوَ كَرَوْياء رُومِيٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَرَوْيا مِثْلُ زَكَرِيَّا؛ وَقَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ الجَواليقي: هُوَ مَمْدُودٌ كَرَوْيَاءَ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: القُرْدُمانيّ قِبَاءٌ مَحْشُوٌّ يُتَّخَذُ لِلْحَرْبِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ يُقَالُ لَهُ كَبْر بِالرُّومِيَّةِ أَو بِالنَّبَطِيَّةِ، وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ. وَيُقَالُ: القُرْدُمانيّ ضَرْبٌ مِنَ الدُّرُوعِ، وَيُقَالُ: هُوَ المِغْفَر، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذا كَانَ لِلْبَيْضَةِ مِغفر فَهِيَ قُرْدُمَانِيَة؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لأَنه قَالَ بَعْدَ الْبَيْتِ: أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ مِن عَوْراتِها ... كُلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِه صَلْ قَالَ: فَدَلَّ عَلَى أَنها الدِّرْعُ، وَقِيلَ: القُرْدُمان أَصل لِلْحَدِيدِ وَمَا يُعْمَلُ مِنْهُ بِالْفَارِسِيَّةِ، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ بَلَدٌ يُعْمَلُ فِيهِ الحديد؛ عن السيرافي. قردحم: قِرْدَحْمَة: مَوْضِعٌ. الْفَرَّاءُ: ذَهَبُوا شَعالِيل بِقِرْدَحْمَةٍ أَي تَفَرَّقُوا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ بِقِرْدَحْمَةَ غَيْرَ مَصْرُوفٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي نَوَادِرِهِ: ذَهَبَ الْقَوْمُ بِقِنْدَحْرةٍ وقِنْذَحْرةٍ وقِدَّحْرة وقِذَّحْرةٍ إِذا تفرقوا. قرزم: القُرْزُومُ: سِندان الْحَدَّادِ، وَالْفَاءُ أَعلى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَهُوَ أَيضاً الإِزْمِيل،

وَيُسَمِّي عبدُ الْقَيْسِ المِرْطَ والمِئزر قُرْزُوماً؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبه مُعَرَّبًا. وَرَجُلٌ مُقَرْزَم: قَصِيرٌ مُجْتَمِعٌ. والمُقَرْزَم: الْقَصِيرُ النَّسَبِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: إِلى الأَبطالِ مِنْ سَبَإٍ تَنَمَّتْ ... مَناسِبُ مِنْهُ غَيْرُ مُقَرْزَمات أَي غَيْرُ لَئيمات مِنَ القُرْزُوم. والقِرْزَام: الشَّاعِرُ الدُّون. يُقَالُ: هُوَ يُقَرْزِم الشِّعر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْقُطَامِيِّ: إِنَّ رِزاماً عَرَّها قِرْزَامُها، ... قُلْفٌ عَلَى زِبابِها كِمامُها ابْنُ الأَعرابي: القُرْزُوم، بِالْقَافِ، الْخَشَبَةُ الَّتِي يَحْذُو عَلَيْهَا الحَذّاء، وَجَمْعُهَا القَرَازِيم. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: القُرْزُوم والفُرْزُوم كأَنهما لُغَتَانِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَن القُرْزُوم، بِالْقَافِ مَضْمُومَةٌ، لَوْحُ الإِسكاف الْمُدَوَّرُ وَتُشَبَّهُ بِهِ كِرْكِرة الْبَعِيرِ، قَالَ: وهو بالفاء أَعلى. قرسم: قَرْسَمَ الرجلُ: سَكَتَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ: ولستُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. قرشم: قَرْشَمَ الشيءَ: جَمَعَهُ. والقُرْشُوم: شَجَرَةٌ زَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنها تُنْبِتُ القِرْدان لأَنها مأْوى القِرْدان، وَفِي الْمُحْكَمِ: شَجَرَةٌ يأْوي إِليها القِردان، وَيُقَالُ لَهَا أُم قُرَاشِمَاء، بِالْمَدِّ. وقُرَاشِمَى، مَقْصُورٌ: اسْمُ بَلَدٍ. والقِرْشَامُ والقُرْشُومُ والقُرَاشِم: القُراد الْعَظِيمُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: القُراد الضَّخْمُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَقَدْ لَوَى أَنْفَه بِمِشْفَرِها ... طِلْحُ قَرَاشِيمَ شاحِبٌ جسَدُه والقُرَاشِم: الخَشن المَسِّ. والقُرْشُوم: الصَّغِيرُ الْجِسْمِ. والقِرْشَمُّ: الصُّلْب الشديد. قرصم: قَرْصَمَ الشيءَ: كسرَه. قرضم: هُوَ يُقَرْضِم كُلَّ شَيْءٍ أَي يأْخذه. وَرَجُلٌ قُراضِمٌ وقِرْضِم: يُقَرضمُ كُلَّ شَيْءٍ. والقِرْضِمُ: قِشْرُ الرمَّان وَهُوَ يُدْبَغُ بِهِ. وقَرْضَمْت الشَّيْءَ: قَطَعْته، والأَصل قَرَضْتُه. وقِرْضِمٌ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ مَهْرَةَ بْنِ حَيْدَانَ. وقِرْضِمٌ اسْمٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبلًا: مَهارِيسَ مِثْلَ الهَضْبِ يَنْمي فُحولُها ... إِلى السِّرِّ مِنْ أذْوادِ رَهْطِ بنِ قِرْضِم قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِرْضِم السمينة من الإِبل. قرطم: القُرْطُمُ والقِرْطِمُ والقُرْطُمُّ والقِرْطِمُّ: حَبُّ العُصْفُر، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَمَر الْعُصْفُرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فتَلْتَقِطُ الْمُنَافِقِينَ لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ ؛ هُوَ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ حَبُّ الْعُصْفُرِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي ثُلَاثِيًّا وَجَعَلَ الْمِيمَ زَائِدَةً كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي حَرْفِ الطَّاءِ فِي تَرْجَمَةِ قرط. الأَزهري: قُرْمُوطُ الغَضَى زَهْرُهُ الأَحمر يَحْكِي لونُه لونَ نَوْر الرُّمَّانِ أَوَّل مَا يَخْرُجُ. والقُرْطم [القِرْطم]: شَجَرٌ يُشْبِهُ الرَّاءَ، يَكُونُ بِجَبَلَيْ جُهَيْنَةَ الأَشْعَرِ والأَجْرَدِ وَتَكُونُ عَنْهُ الصَّربَةُ، وَكُلُّ مَا فِي الْقُرْطُمِ عَنِ الْهِجْرِيِّ. والقِرْطِمَتانِ: الهُنَيَّتانِ اللَّتَانِ عَنْ جَانِبَيْ أَنف الْحَمَامَةِ؛ عَنْ أَبي حَاتِمٍ، قَالَ: أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ. وقَرْطَمَ الشَّيْءَ: قطَعه. ابْنُ السِّكِّيتِ: القُرْطُمَانيُّ الْفَتَى الْحَسَنُ الْوَجْهِ مِنَ الرِّجَالِ؛ وأَنشد: القُرْطُمَانِيّ الوأَى الطِّوَلَّا ابْنُ الأَعرابي قَالَ: قَالَ أَعرابي جَاءَنَا فُلَانٌ فِي نِخافَيْن مُقَرْطَمَيْنِ أَي لَهُمَا مِنقاران، والنِّخافُ الخُفّ، رَوَاهُ بِالْقَافِ، وَرَوَاهُ اللَّيْثُ: خُفٌّ مُفَرْطَمٌ، بِالْفَاءِ، قَالَ: وَهُوَ أَصح مِمَّا رواه الليث بالفاء.

قرعم: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِرْعِم التمر. قرقم: القَرْقَمَةُ: ثيابُ كتانٍ بِيضٌ. والمُقَرْقَم: الْبَطِيءُ الشَّبَابُ الَّذِي لَا يَشِبُّ، وَتُسَمِّيهِ الفرس شِيرَزْدَهْ، وقيل: السيِء الغِذاء، وَقَدْ قَرْقَمَه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَشْكُو إِلى اللهِ عِيالًا دَرْدَقا، ... مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزاً سَمْلَقا وقُرْقِمَ الصَّبِيُّ إِذا أُسِيء غِذاؤه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي هُوَ بِالسِّينِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ أَحب إِلي مِنَ الشِّينِ مُعْجَمَةٍ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وكراع شَمْلَقَا بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَرَدَّهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ وَقَالَ هُوَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَفَسَّرَهُ بأَن قَالَ: الْعَجُوزُ السَّمْلَق هِيَ الَّتِي لَا خَيْرَ عِنْدَهَا مأْخوذ مِنَ السَّمْلَق وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا، قَالَ: وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِنه فَسَّرَهُ بأَنها السَّيِّئَةُ الخُلُق، وَذَلِكَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. وَحَكَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه: شَمْلق وسَمْلق، بِالشِّينِ وَالسِّينِ؛ وَحَكَى عَنْهُ أَيضاً شَمَلَّق وسَمَلَّق، وَفِي بَعْضِ الْخَبَرِ: مَا قَرْقَمَني إِلا الكَرَمُ أَي إِنما جِئْتُ ضاوِياً لكَرَم آبَائِي وسَخائهم بِطَعَامِهِمْ عَنْ بُطُونِهِمْ. وَفِي الْمُحْكَمِ: القِرْقِم الحَشَفة؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرفه؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لِابْنِ سَعْدٍ الْمَعْنِيِّ: بِعَيْنَيْكَ وَغْفٌ، إِذْ رَأَيتَ ابْنَ مَرْثَدٍ ... يُقَسْبِرُها بِفِرْقِمٍ يَتَرَبَّدُ ويروى: يَتَزَبَّدُ. قرهم: القَرْهَمُ مِنَ الثِّيرَانِ: كالقَرْهَب، وَهُوَ المسنُّ الضَّخم؛ قَالَ كُرَاعٌ: القَرْهَم الْمُسِنُّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَعمّ بِهِ أَم أَراد الْخُصُوصَ، وَقَالَ مَرَّةً: القَرْهَمُ أَيضاً مِنَ المعَز ذاتُ الشَّعْرِ، وَزَعَمَ أَن الْمِيمَ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. والقَرْهَمُ مِنَ الإِبل: الضَّخْمُ الشَّدِيدُ. والقَرْهَم: السَّيِّدُ كالقَرْهَب؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَزَعَمَ أَن الْمِيمَ بَدَلٌ مِنَ بَاءِ قَرْهَبَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى القَهْرَمان: أَبو زيد يقال قَهْرَمان وقَرْهَمان مقلوب. قزم: القَزَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الدَّناءَة والقَماءةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يتعَوَّذ مِنَ القَزَم : هُوَ اللُّؤم والشحُّ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والقَزَمُ: اللَّئِيمُ الدَّنيء الصَّغِيرُ الجُثة الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهِ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ لأَنه فِي الأَصل مَصْدَرٌ، تَقُولُ الْعَرَبُ: رَجُلٌ قَزَمٌ وامرأَة قَزَمٌ، وَهُوَ ذُو قَزَم، وَلُغَةٌ أُخرى رَجُلٌ قَزَم ورجُلان قَزَمَان وَرِجَالٌ أَقْزَامٌ وامرأَة قَزَمَةٌ وامرأَتان قَزَمَتَانِ ونِساء قَزَمَات، وَقِيلَ: الْجَمْعُ أَقْزَام وقَزَامَى وقُزُمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي ذَمِّ أَهْلِ الشَّامِ: جُفاة طَغامٌ عَبيدٌ أَقْزامٌ ؛ هُوَ جَمْعُ قَزَمٍ. والقِزامُ: اللِّئام؛ وَقَالَ: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ، ... تِلْكَ أَفْعالُ القِزَامِ الوَكَعَهْ وَقَدْ قَزِمَ قَزَماً فَهُوَ قَزِمٌ وقُزُمٌ، والأُنثى قَزِمَة وقُزُمَة. وَشَاةٌ قَزَمَة: رَدِيئَةٌ صَغِيرَةٌ. وَغَنَمٌ قَزَم أَي رُذال لَا خَيْرَ فِيهَا، وإِن شِئْتَ غَنَمٌ أَقْزَام، وَكَذَلِكَ رُذالُ الإِبل وَغَيْرُهَا. والقَزَمُ: أَردأُ الْمَالِ. وقَزَمُ المالِ: صِغَارُهُ وَرَدِيئُهُ. قَالَ بَعْضُهُمْ: القَزَمُ فِي النَّاسِ صِغر الأَخلاق، وَفِي الْمَالِ صِغَرُ الْجِسْمِ. وَرَجُلٌ قَزَمَة: قَصِيرٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَالِاسْمُ القَزَم. والقَزَمُ: رِذَالُ النَّاسِ وسَفِلَتُهم؛ قَالَ زِيَادُ بْنُ مُنْقِذٍ: وهُمْ، إِذا الخَيْلُ جالُوا فِي كَواثِبِها، ... فَوارِسُ الخيلِ، لَا مِيلٌ وَلَا قَزَمُ

وَيُقَالُ لِلرِّذَالِ مِنَ الأَشياء: قَزَم، وَالْجَمْعُ قُزُمٌ؛ وأَنشد: لَا بَخَلٌ خالَطَه وَلَا قَزَم والقَزَمُ: صِغار الْغَنَمِ وَهِيَ الحَذَف. وسُودَدٌ أَقْزَمُ: لَيْسَ بِقَدِيمٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والسُّودَدُ العاديُّ غَيرُ الأَقْزَم وقَزَمَه قَزْماً: عَابَهُ كَقَرَمَه. والتَّقَزُّمُ: اقْتِحَامُ الأُمور بِشدَّة. والقُزَامُ: الْمَوْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وقُزْمَانُ: اسْمُ رَجُلٍ. وقُزْمَانُ: موضع. قسم: القَسْمُ: مَصْدَرُ قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَمَ، وَالْمَوْضِعُ مَقْسِم مِثَالُ مَجْلِسٍ. وقَسَّمَه: جزَّأَه، وَهِيَ القِسْمَةُ. والقِسْم، بِالْكَسْرِ: النَّصِيبُ والحَظُّ، وَالْجَمْعُ أَقْسَام، وَهُوَ القَسِيم، وَالْجَمْعُ أَقْسِماء وأَقَاسِيمُ، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ. يُقَالُ: هَذَا قِسْمُك وَهَذَا قِسْمِي. والأَقاسِيمُ: الحُظُوظ الْمَقْسُومَةُ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَالْوَاحِدَةُ أُقْسُومَة مِثْلُ أُظفُور «3». وأَظافِير، وَقِيلَ: الأَقَاسِيمُ جَمْعُ الأَقْسَام، والأَقْسَام جَمْعُ القِسْم. الْجَوْهَرِيُّ: القِسْم، بِالْكَسْرِ، الْحَظُّ وَالنَّصِيبُ مِنَ الْخَيْرِ مِثْلُ طَحَنْت طِحْناً، والطِّحْنُ الدَّقيق. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ؛ هِيَ الْمَلَائِكَةُ تُقَسِّم مَا وُكِّلت بِهِ. والمِقْسَمُ والمَقْسَم: كالقِسْم؛ التَّهْذِيبُ: كَتَبَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه أَنشد: فَما لكَ إِلَّا مِقْسَمٌ لَيْسَ فائِتاً ... بِهِ أَحدٌ، فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما «4» قَالَ: القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نَصِيبُ الإِنسان مِنَ الشَّيْءِ. يُقَالُ: قَسَمْت الشَّيْءَ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ وأَعطيت كُلَّ شَرِيكٍ مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه، وَسُمِّي مِقْسم بِهَذَا وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ. وَحَصَاةُ القَسْم: حَصَاةٌ تُلْقَى فِي إِناء ثُمَّ يُصَبُّ فِيهَا مِنَ الْمَاءِ قَدْرُ مَا يَغمر الْحَصَاةَ ثُمَّ يَتَعَاطَوْنَهَا، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سفَر وَلَا مَاءَ مَعَهُمْ إِلا شَيْءٌ يَسِيرٌ فَيُقَسِّمُونَهُ هَكَذَا. اللَّيْثُ: كَانُوا إِذا قَلَّ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ فِي الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حَصَاةً فِي أَسفله، ثُمَّ صَبُّوا عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ قَدْرُ مَا يَغْمُرُهَا وقُسِمَ الْمَاءُ بَيْنَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَتُسَمَّى تِلْكَ الحصاةُ المَقْلَةَ. وتَقَسَّمُوا الشَّيْءَ واقْتَسَمُوه وتَقَاسَمُوه: قَسَمُوه بَيْنَهُمْ. واسْتَقسَمُوا بالقِداح: قَسَمُوا الجَزُور عَلَى مِقدار حُظوظهم مِنْهَا. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ، قَالَ: مَوْضِعُ أَن رَفْعٌ، الْمَعْنَى: وحُرّم عَلَيْكُمِ الاسْتِقْسام بالأَزلام؛ والأَزْلام: سِهام كَانَتْ لأَهل الْجَاهِلِيَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَى بَعْضِهَا: أَمَرَني ربِّي، وَعَلَى بَعْضِهَا: نَهاني رَبِّي، فإِذا أَراد الرَّجُلُ سفَراً أَو أَمراً ضَرَبَ تِلْكَ القِداح، فإِن خَرج السَّهْمُ الَّذِي عَلَيْهِ أَمرني رَبِّي مَضَى لِحَاجَتِهِ، وإِن خَرَجَ الَّذِي عَلَيْهِ نَهَانِي رَبِّي لَمْ يَمْضِ فِي أَمره، فأَعلم اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَن ذَلِكَ حَرام؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ أَي تَطْلُبُوا مِنْ جِهَةِ الأَزلام مَا قُسِم لَكُمْ مِنْ أَحد الأَمرين، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّ الأَزلام الَّتِي كَانُوا يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا غَيْرُ قِدَاحِ الْمَيْسِرِ، مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ المُدْلجِي، وَهُوَ ابْنُ أَخي سُراقة بْنِ جُعْشُم، أَن أَباه أَخبره أَنه سَمِعَ سُرَاقَةَ يَقُولُ: جَاءَتْنَا رُسُل كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ لَنَا فِي رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبي بكرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَو أَسَرَهما، قَالَ: فَبَيْنَا أَنا جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلج أَقبل مِنْهُمْ رجل فقام على رؤوسنا فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِني رأَيت آنفاً أَسْوِدةً

_ (3). قوله [مثل أظفور] في التكملة: مثل أُظفورة، بزيادة هاء التأنيث (4). قوله [فاستأخرن أو تقدما] في الأساس بدله: فاعجل به أو تأخرا

بِالسَّاحِلِ لَا أُراها إِلا مُحَمَّدًا وأَصحابه، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنهم هُمْ، فَقُلْتُ: إِنهم لَيْسُوا بِهِمْ وَلَكِنَّكَ رأَيت فُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلَقُوا بُغاة، قَالَ: ثُمَّ لَبِثْت فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً ثُمَّ قمتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي وأَمرت جَارِيَتِي أَن تُخْرِجَ لِي فَرَسِي وتحبِسها مِنْ وَرَاءِ أَكَمَة، قَالَ: ثُمَّ أَخذت رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت بِرُمْحِي فِي الأَرض حَتَّى أَتيت فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا ورفَعْتها تُقَرِّب بِي حَتَّى رأَيت أَسودتهما، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ حَيْثُ أُسْمِعُهم الصَّوْتَ عَثَرَت بِي فَرَسِي فخَرَرت عنها، أَهويت بِيَدِي إِلى كِنانتي فأَخرجت مِنْهَا الأَزْلامَ فاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضِيرُهم أَم لَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكره أَن لَا أَضِيرَهم، فعَصَيْت الأَزلام وَرَكِبْتُ فَرَسِي فرَفَعتها تُقَرِّب بِي، حَتَّى إِذا دَنَوْتُ مِنْهُمْ عَثَرت بِي فَرَسِي وخَرَرْت عَنْهَا، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلى أَن سَاخَتْ يَدًا فَرَسِي فِي الأَرض، فَلَمَّا بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ خَرَرت عَنْهَا ثُمَّ زَجَرْتُهَا، فَنَهَضَتْ فَلَمْ تَكد تَخْرج يَدَاهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخان؛ قَالَ مَعْمَرٌ، أَحد رُوَاةِ الْحَدِيثِ: قُلْتُ لأَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ مَا العُثان؟ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: هُوَ الدُّخَّانُ مِنْ غَيْرِنَا، وَقَالَ: ثُمَّ رَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى أَتيتهم وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيت مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَن سَيَظْهَرَ أَمرُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ إِن قَوْمَكَ جَعَلُوا لِيَ الدِّيَةَ وأَخبرتهم بأَخبار سَفَرِهِمْ وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ مِنْهُمْ، وعَرَضت عَلَيْهِمُ الزاد والمتاع فلم يَرْزَؤُوني شَيْئًا وَلَمْ يسأَلوني إِلا قَالُوا أَخْفِ عَنَّا، قَالَ: فسأَلت أَن يَكْتُبَ كِتَابَ مُوادَعة آمَنُ بِهِ، قَالَ: فأَمرَ عامرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبي بَكْرٍ فَكَتَبَهُ لِي فِي رُقعة مِنْ أَديم ثُمَّ مَضَى ؛ قَالَ الأَزهري: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُبَيِّنُ لَكَ أَن الأَزلام قِداحُ الأَمر وَالنَّهْيِ لَا قِداح المَيْسر، قَالَ: وَقَدْ قَالَ المؤَرّج وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ إِن الأَزلام قِدَاحُ الْمَيْسِرِ، قَالَ: وَهُوَ وهَم. واسْتَقْسَمَ أَي طَلَبَ القَسْم بالأَزلام. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: دَخَلَ الْبَيْتَ فرأَى إِبراهيم وإِسماعيلَ بأَيديهما الأَزلام فَقَالَ: قاتَلَهم اللَّهُ وَاللَّهِ لَقَدْ علِموا أَنهما لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قطُّ ؛ الاسْتِقْسَام: طَلَبُ القِسم الَّذِي قُسِم لَهُ وقُدِّر مِمَّا لَمْ يُقسَم وَلَمْ يُقَدَّر، وَهُوَ استِفعال مِنْهُ، وَكَانُوا إِذا أَراد أَحدهم سفَراً أَو تَزْوِيجًا أَو نَحْوَ ذَلِكَ مِنَ المَهامِّ ضَرَبَ بالأَزلام، وَهِيَ الْقِدَاحُ، وَكَانَ عَلَى بَعْضِهَا مَكْتُوبٌ أَمَرَني ربِّي، وَعَلَى الْآخَرِ نَهَانِي رَبِّي، وَعَلَى الْآخَرِ غُفْل، فإِن خَرَجَ أَمرني مَضى لشأْنه، وإِن خَرَجَ نَهَانِي أَمسك، وإِن خَرَجَ الغُفْل عادَ فأَجالَها وَضَرَبَ بِهَا أُخرى إِلى أَن يَخْرُجَ الأَمر أَو النَّهْيُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وقَاسَمْتُه الْمَالَ: أَخذت مِنْهُ قِسْمَك وأَخذ قِسْمه. وقَسِيمُك: الَّذِي يُقاسِمك أَرضاً أَو دَارًا أَو مَالًا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ، وَالْجَمْعُ أَقسِماء وقُسَماء. وَهَذَا قَسِيم هَذَا أَي شَطْرُه. وَيُقَالُ: هَذِهِ الأَرض قَسيمة هَذِهِ الأَرض أَي عُزِلت عَنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنا قَسِيم النَّارِ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَراد أَن النَّاسَ فَرِيقَانِ: فَرِيقٌ مَعِي وَهُمْ عَلَى هُدى، وَفَرِيقٌ عَلَيَّ وَهُمْ عَلَى ضَلال كَالْخَوَارِجِ، فَأَنَا قَسِيمُ النَّارِ نِصْفٌ فِي الْجَنَّةِ مَعِي وَنِصْفٌ عَلَيَّ فِي النَّارِ. وقَسِيم: فَعِيلٌ فِي مَعْنَى مُقاسِم مُفاعِل، كالسَّمير وَالْجَلِيسِ والزَّميل؛ قِيلَ: أَراد بِهِمُ الْخَوَارِجَ، وَقِيلَ: كُلَّ مَنْ قَاتَلَهُ. وتَقَاسَما الْمَالَ واقْتَسَمَاه، وَالِاسْمُ القِسْمَة مؤَنثة. وإِنما قَالَ تَعَالَى: فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ، بَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ ، لأَنها فِي مَعْنَى الْمِيرَاثِ وَالْمَالِ فذكَّر عَلَى ذَلِكَ. والقَسَّام: الَّذِي يَقْسِم الدُّورَ والأَرض بَيْنَ الشُّرَكَاءِ فِيهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي يَقسِم الأَشياء بَيْنَ النَّاسِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فارْضَوْا بِمَا قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنما ... قَسَمَ المَعِيشةَ بَيْنَنَا قَسَّامُها «1» عَنَى بِالْمَلِيكِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ قَسَمْت الشَّيْءَ بَيْنَهُمْ قَسْماً وقِسْمة. والقِسْمة: مَصْدَرُ الاقْتِسام. وَفِي حَدِيثِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ: قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ ؛ أَراد بِالصَّلَاةِ هَاهُنَا الْقِرَاءَةَ تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِبَعْضِهِ، وَقَدْ جَاءَتْ مُفَسَّرَةً فِي الْحَدِيثِ، وَهَذِهِ القِسْمة فِي الْمَعْنَى لَا اللَّفْظِ لأَن نِصْفَ الْفَاتِحَةِ ثَنَاءٌ وَنَصِفَهَا مَسْأَلة ودُعاء، وَانْتِهَاءُ الثَّنَاءِ عِنْدَ قَوْلِهِ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: هَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي. والقُسَامَة: مَا يَعْزِله الْقَاسِمُ لِنَفْسِهِ مِنْ رأْس الْمَالِ لِيَكُونَ أَجْراً لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم والقُسَامَة ، بِالضَّمِّ؛ هِيَ مَا يأْخذه القَسَّام مِنْ رأْس الْمَالِ عَنْ أُجرته لِنَفْسِهِ كَمَا يأْخذ السَّمَاسِرَةُ رَسماً مرسُوماً لَا أَجراً مَعْلُومًا، كتواضُعهم أَن يأْخذوا مِنْ كُلِّ أَلف شَيْئًا مُعَيَّنًا، وَذَلِكَ حَرَامٌ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَيْسَ فِي هَذَا تَحْرِيمٌ إِذا أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن الْمَقْسُومِ لَهُمْ، وإِنما هُوَ فِيمَنْ وَلِيَ أَمر قَوْمٍ فإِذا قَسَّمَ بَيْنَ أَصحابه شَيْئًا أَمسك مِنْهُ لِنَفْسِهِ نَصِيبًا يستأْثر بِهِ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى: الرَّجُلُ يَكُونُ عَلَى الفِئام مِنَ النَّاسِ فيأْخذ مِنْ حَظّ هَذَا وَحَظِّ هَذَا. وأَما القِسَامَةُ، بِالْكَسْرِ، فَهِيَ صَنْعَةُ القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة. والقُسَامَةُ: الصَّدقة لأَنها تُقسم عَلَى الضُّعَفَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ وابِصة: مثَلُ الَّذِي يأْكل القُسَامَة كَمَثَلِ جَدْيٍ بَطنُه مَمْلُوءٌ رَضْفاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَاءَ تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ أَنها الصَّدَقَةُ، قَالَ: والأَصل الأَوَّل. ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدَهُ قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء، وَلَا يُجْمَعُ، وَهُوَ مِنَ القِسْمة. وقَسَمَهم الدَّهر يَقْسِمُهُم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم فتَفَرَّقوا، وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هُنَا وقِسماً هُنَا. ونَوىً قَسُومٌ: مُفَرِّقة مُبَعِّدة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: نَأَتْ عَنْ بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بِهَا ... نَوىً، يَوْم سُلَّانِ البَتِيلِ، قَسُوم «2» . أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة لَهُ. والتَّقْسِيم: التَّفْرِيقُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ يَذْكُرُ قِدْراً: تُقَسِّمُ مَا فِيهَا، فإِنْ هِي قَسَّمَتْ ... فَذاكَ، وإِن أَكْرَتْ فَعَنْ أَهلِها تُكْري قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَسَّمَت عَمَّت فِي القَسْم، وأَكْرَتْ نَقَصَتْ. ابْنُ الأَعرابي: القَسَامَةُ الهُدنة بَيْنَ الْعَدُوِّ والمسلِمين، وَجَمْعُهَا قَسَامَات، والقَسَم الرَّأْي، وَقِيلَ: الشكُّ، وَقِيلَ: القَدَرُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي القَسْم الشَّكِّ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: ظِنّة شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْمُ ... فأَعدَتْه، والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَمَ أَمرَه قَسْماً: قَدَّره ونَظَر فِيهِ كَيْفَ يَفْعَلُ، وَقِيلَ: قَسَمَ أَمرَه لَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَصنع فِيهِ. يُقَالُ: هُوَ يَقْسِمُ أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره يَنْظُرُ كَيْفَ يَعْمَلُ فِيهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَقُولا لَهُ إِن كَانَ يَقْسِمُ أَمْرَه: ... أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ؟ أُمُّكَ هابِلُ وَيُقَالُ: قَسَمَ فُلَانٌ أَمره إِذا مَيَّل فِيهِ أَن يَفْعَلَهُ أَو لَا يَفْعَلَهُ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ تَرَكْتُ فُلَانًا يَقْتَسِم أَي يُفَكِّرُ ويُرَوِّي بَيْنَ أَمرين، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَرَكْتُ فُلَانًا يَسْتَقْسِم بِمَعْنَاهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَيِّد القَسْمِ

_ (1). رواية المعلقة: فَاقْنَعْ بِمَا قَسَمَ المليكُ، فَإِنَّمَا ... قَسَمَ الخلائقَ بَيْنَنَا عَلامُها (2). قوله [وانقلبت] كذا في الأصل، والذي في المحكم: وانفلتت

أَي جيِّد الرأْي. وَرَجُلٌ مُقَسَّمٌ: مُشتَرك الخواطِر بالهُموم. والقَسَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْيَمِينُ، وَكَذَلِكَ المُقْسَمُ، وَهُوَ الْمَصْدَرُ مِثْلَ المُخْرَج، وَالْجَمْعُ أَقْسَام. وَقَدْ أَقْسَمَ بِاللَّهِ واسْتَقْسَمَه بِهِ وقَاسَمَه: حلَف لَهُ. وتَقَاسَمَ القومُ: تَحَالَفُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ: قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ . وأَقْسَمْت: حَلَفْتُ، وأَصله مِنَ القَسامة. ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ؛ هُمُ الَّذِينَ تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا عَلَى كَيْدِ الرَّسُولِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمُ اليهود والنصارى الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ آمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ. وقَاسَمَهما أَي حلَفَ لَهُمَا. والقَسامة: الَّذِينَ يَحْلِفُونَ عَلَى حَقِّهم ويأْخذون. وَفِي الْحَدِيثِ: نَحْنُ نازِلُون بخَيْفِ بَنِي كِنانة حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ ؛ تَقَاسَمُوا: مِنَ القَسَم الْيَمِينِ أَي تَحَالَفُوا، يُرِيدُ لمَّا تَعَاهَدَتْ قُرَيْشٌ عَلَى مُقاطعة بَنِي هَاشِمٍ وَتَرْكِ مُخالطتهم. ابْنُ سِيدَهْ: والقَسامة الْجَمَاعَةُ يُقْسِمُون عَلَى الشَّيْءِ أَو يُشهدون، ويَمِينُ القَسامةِ مَنْسُوبَةٌ إِليهم. وَفِي حديثٍ: الأَيْمانُ تُقْسَمُ عَلَى أَوْلياء الدمِ. أَبو زَيْدٍ: جَاءَتْ قَسَامَةُ الرجلِ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وقَتل فُلَانٌ فُلَانًا بالقَسَامَة أَي بِالْيَمِينِ. وَجَاءَتْ قَسامة مِنْ بَنِي فُلَانٍ، وأَصله الْيَمِينُ ثُمَّ جُعِل قَوْماً. والمُقْسَمُ: القَسَمُ. والمُقْسَمُ: المَوْضِع الَّذِي حَلَفَ فِيهِ. والمُقْسِم: الرَّجُلُ الْحَالِفُ، أَقْسَمَ يُقْسِمُ إِقْساماً. قَالَ الأَزهري: وَتَفْسِيرُ القَسَامَة فِي الدَّمِ أَن يُقْتل رَجُلٌ فَلَا تَشْهَدُ عَلَى قَتْلِ الْقَاتِلِ إِياه بَيِّنَةٌ عَادِلَةٌ كَامِلَةٌ، فَيَجِيءُ أَولياء الْمَقْتُولِ فَيَدَّعُونَ قِبَل رَجُلٍ أَنه قَتَلَهُ ويُدْلُون بِلَوْث مِنَ الْبَيِّنَةِ غَيْرِ كَامِلَةٍ، وَذَلِكَ أَن يُوجد المُدَّعى عَلَيْهِ مُتلَطِّخاً بِدَمِ الْقَتِيلِ فِي الْحَالِ الَّتِي وُجد فِيهَا وَلَمْ يَشْهَدْ رَجُلٌ عَدْلٌ أَو امرأَة ثِقَهٌ أَن فُلَانًا قَتَلَهُ، أَو يُوجَدُ الْقَتِيلُ فِي دَارِ الْقَاتِلِ وَقَدْ كَانَ بَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ ظَاهِرَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ، فإِذا قَامَتْ دِلَالَةٌ مِنْ هَذِهِ الدَّلَالَاتِ سَبَق إِلى قَلْبِ مَنْ سَمِعَهِ أَن دَعْوَى الأَولياء صَحِيحَةٌ فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ الْقَتِيلِ خَمْسِينَ يَمِينًا أَن فُلَانًا الَّذِي ادَّعَوْا قَتْلَهُ انْفَرَدَ بِقَتْلِ صَاحِبِهِمْ مَا شَرَكه فِي دَمِهِ أَحد، فإِذا حَلَفُوا خَمْسِينَ يَمِينًا اسْتَحَقُّوا دِيَةَ قَتِيلِهِمْ، فإِن أَبَوْا أَن يَحْلِفُوا مَعَ اللَّوْثِ الَّذِي أَدلوا بِهِ حَلَفَ المُدَّعى عَلَيْهِ وبَرِئ، وإِن نَكَلَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ عَنِ الْيَمِينِ خُيِّرَ وَرَثَةُ الْقَتِيلِ بَيْنَ قَتْلِهِ أَو أَخذ الدِّيَةِ مِنْ مَالِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَهَذَا جَمِيعُهُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ. والقَسامةُ: اسْمٌ مِنَ الإِقْسام، وُضِع مَوْضِع الْمَصْدَرِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِينِ يُقْسِمونَ قَسَامة، وإِن لَمْ يَكُنْ لَوْثٌ مِنْ بَيِّنَةٍ حَلَفَ المدَّعى عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمِينًا وَبَرِئَ، وَقِيلَ: يَحْلِفُ يَمِينًا وَاحِدَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اسْتَحْلَف خمسةَ نفَر فِي قَسَامة مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْ غَيْرِهِمْ فَقَالَ: رُدُّوا الأَيمان عَلَى أَجالدِهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: القَسَامة، بِالْفَتْحِ، الْيَمِينُ كالقسَم، وَحَقِيقَتُهَا أَن يُقْسِم مِنْ أَولياء الدَّمِ خَمْسُونَ نَفَرًا عَلَى استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وَجَدُوهُ قَتِيلًا بَيْنَ قَوْمٍ وَلَمْ يُعرف قَاتِلُهُ، فإِن لَمْ يَكُونُوا خَمْسِينَ أَقسم الْمَوْجُودُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا، وَلَا يَكُونُ فِيهِمْ صَبِيٌّ وَلَا امرأَة وَلَا مَجْنُونٌ وَلَا عَبْدٌ، أَو يُقسم بِهَا الْمُتَّهَمُونَ عَلَى نَفْيِ الْقَتْلِ عَنْهُمْ، فإِن حَلَفَ الْمُدَّعُونَ اسْتَحَقُّوا الدِّيَةَ، وإِن حَلَفَ المتهَمون لَمْ تَلْزَمْهُمُ الدِّيَةُ، وَقَدْ أَقْسَمَ يُقْسِمُ قَسَماً وقَسَامَة، وَقَدْ جَاءَتْ عَلَى بِناء الغَرامة والحَمالة لأَنها تَلْزَمُ أَهل الْمَوْضِعِ الَّذِي يُوجَدُ فِيهِ الْقَتِيلُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: القَسامة تُوجِبُ العَقْل أَي تُوجب الدِّيَةَ لَا القَوَد. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَدِينُون بِهَا وَقَدْ قَرَّرَهَا الإِسلام، وَفِي رِوَايَةٍ: القَتْلُ بالقَسَامة جاهِليةٌ أَي أَن أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يقتُلُون بِهَا أَو أَن

الْقَتْلَ بِهَا مِنْ أَعمال الْجَاهِلِيَّةِ، كأَنه إِنكار لِذَلِكَ واسْتِعْظام. والقَسامُ: الجَمال والحُسن؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: يُسَنُّ عَلَى مَراغِمِها القَسَامُ وَفُلَانٌ قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ؛ وَقَالَ بَاعِثُ بْنُ صُرَيْم اليَشْكُري، وَيُقَالُ هُوَ كَعْبُ بْنُ أَرْقَمَ الْيَشْكُرِيُّ قَالَهُ فِي امرأَته وَهُوَ الصَّحِيحُ: ويَوْماً تُوافِينا بَوجْهٍ مُقَسَّمٍ، ... كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مَعَ مَالِهَا، ... فإِنْ لَمْ نُنِلْها لَمْ تُنِمْنا وَلَمْ تَنَمْ نَظَلُّ كأَنَّا فِي خُصومِ غَرامةٍ، ... تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ لَا تَناهَي، فإِنَّني ... أَخو النُّكْر حَتَّى تَقْرَعي السِّنَّ مِنْ نَدَمْ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ أَنشده أَبو زَيْدٍ: كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إِلى ناضِرِ السَّلم وَقَالَ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَنْشُدُهُ: كأَنْ ظبيةٌ؛ يُرِيدُ كأَنها ظَبْيَةٌ فأَضمر الْكِنَايَةَ؛ وَقَوْلُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبي الحُقَيْق: بأَحْسَنَ منها، وقامَتْ تريك ... وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَسَاما أَي حُسْناً. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: قَسِيمٌ وَسِيم ؛ القَسامةُ: الْحَسَنُ. وَرَجُلٌ مُقَسَّم الوجهِ أَي جَمِيلٌ كُلُّهُ كأَن كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ أَخذ قِسْماً مِنَ الْجَمَالِ. وَيُقَالُ لحُرِّ الْوَجْهِ: قَسِمة، بِكَسْرِ السِّينِ، وَجَمْعُهَا قَسِماتٌ. وَرَجُلٌ مُقَسَّمٌ وقَسِيم، والأُنثى قَسِيمَة، وَقَدْ قَسُمَ. أَبو عُبَيْدٍ: القَسَام والقَسَامَة الحُسْن. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَسِيمَة المرأَة الْجَمِيلَةُ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ «3»: وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ فَقِيلَ: هِيَ طُلُوعُ الْفَجْرِ، وَقِيلَ: هُوَ وَقْتُ تَغَير الأَفواه، وَذَلِكَ فِي وَقْتِ السَّحَرِ، قَالَ: وَسُمِّيَ السَّحَرُ قَسِيمَة لأَنه يَقْسِم بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَقَدْ قِيلَ فِي هَذَا الْبَيْتِ إِنه الْيَمِينُ، وَقِيلَ: امرأَة حسَنة الْوَجْهِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ جُؤْنة العَطَّار؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي جُؤْنة الْعَطَّارِ قَسِمَة، فإِن كَانَ ذَلِكَ فإِن الشَّاعِرَ إِنما أَشبع لِلضَّرُورَةِ، قَالَ: والقَسِيمَة السُّوقُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يُفسِّر بِهِ قَوْلَ عَنْتَرَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي مِمَّا يَجُوزُ أَن يُفسَّر بِهِ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ، ... بَارِي السَّماواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ ورَبِّ هَذَا الأَثَرِ المُقَسَّمِ، ... مِن عَهْد إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن، يَعْنِي مَقام إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كأَنه قُسِّم أَي حُسِّن؛ وَقَالَ أَبو مَيْمُونَ يَصِفُ فَرَسًا: كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ الخدّيْن، ... مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ. وَشَيْءٌ قَسَامِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى القَسَام، وَخَفَّفَ الْقُطَامِيُّ يَاءَ النِّسْبَةِ مِنْهُ فأَخرجه مُخرج تِهامٍ وشآمٍ، فَقَالَ: إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما ... مُتَقابلينِ قَسَامِياً وهِجانا أَراد أُبوّة وَالِدَيْنِ. والقَسِمَةُ: الحُسن. والقَسِمَةُ: الوجهُ، وَقِيلَ: مَا أَقبل عَلَيْكَ مِنْهُ، وَقِيلَ: قَسِمَةُ

_ (3). قوله [الشاعر] هو عنترة

الْوَجْهِ مَا خَرج مِنَ الشَّعْرِ. وَقِيلَ: الأَنفُ وناحِيتاه، وَقِيلَ: وسَطه، وَقِيلَ: أَعلى الوَجْنة، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الوَجْنتين والأَنف، تُكْسَرُ سِينُهَا وَتُفْتَحُ، وَقِيلَ: القَسِمَة أَعالي الْوَجْهِ، وَقِيلَ: القَسِمَات مَجارِي الدُّمُوعِ، وَالْوُجُوهُ، وَاحِدَتُهَا قَسِمَةٌ. وَيُقَالُ مِنْ هَذَا: رَجُلٌ قَسِيم ومُقَسَّم إِذا كَانَ جَمِيلًا. ابْنُ سِيدَهْ: والمُقْسَم مَوْضِعُ القَسَم؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم ... بمُقْسَمَةٍ تَمُورُ بِهَا الدِّماء وَقِيلَ: القَسِمَاتُ مَجَارِي الدُّمُوعِ؛ قَالَ مُحْرِز بْنُ مُكَعْبَرٍ الضَّبِّيُّ: وإِنِّي أُراخيكم عَلَى مَطِّ سَعْيِكم، ... كَمَا فِي بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلَّا سَعَيْتُمْ سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ، ... وَمَا لعَلائي فِي الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِيراً عَلَى قَسِمَاتِهِم، ... وإِنْ كَانَ قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ لَحْمِها، ... وبَعضُ الرِّجالِ فِي الحُروب غُثاءُ وَقِيلَ: القَسِمَةُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلَهُ دَنَانِيرًا عَلَى قَسِمَاتهم؛ وَقَالَ أَيضاً: القَسِمَةُ والقَسَمَةُ مَا فَوْقَ الْحَاجِبِ، وَفَتْحُ السِّينِ لُغَةٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ. أَبو الْهَيْثَمِ: القَسَامِيُّ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ. والقَسَامِيّ: الحَسَن، مِنَ القَسَامَة. والقَسَامِيُّ: الَّذِي يَطوي الثِّيَابَ أَول طَيّها حَتَّى تَتَكَسَّرَ عَلَى طَيِّهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب، ... طَيَّ القَسَامِيِّ بُرودَ العَصّاب ورأَيت فِي حَاشِيَةٍ: القَسَّامُ المِيزان، وَقِيلَ: الخَيّاطُ. وَفَرَسٌ قَسَامِيٌّ أَي إِذا قَرَحَ [قَرِحَ] مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ وَهُوَ، مِنْ آخرَ، رَباعٍ؛ وأَنشد الجَعْدي يَصِفُ فَرَسًا: أَشَقَّ قَسَامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ، ... وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أَشْقَرا وَفَرَسٌ قَسَامِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلى قَسَام فَرَسٌ لِبَنِيِ جَعْدة؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْجَعْدِيُّ: أَغَرّ قَسَامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل، ... خَلا يَدُهُ اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا أَي فَرْدٌ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: اسْمُ الْفَرَسِ قَسَامَة، بِالْهَاءِ؛ وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ يَصِفُ ظَبْيَةً: تَسَفُّ برِيرَه، وتَرُودُ فِيهِ ... إِلى دُبُر النهارِ مِنَ القَسَامِ قِيلَ: القَسَامَة شِدَّةُ الْحَرِّ، وَقِيلَ: إِن القَسَام أَول وَقْتِ الْهَاجِرَةِ، قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَقِيلَ: القَسَام وَقْتُ ذُرور الشَّمْسِ، وَهِيَ تَكُونُ حِينَئِذٍ أَحسن مَا تَكُونُ وأَتمّ مَا تَكُونُ مَرْآةً، وأَصل القَسَام الحُسن؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ عِنْدِي؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: لَا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلي جِدّةً أَبداً، ... وَلَا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ يَقُولُ: إِني ظَنَنْتُ أَن لَا تَنْقَسِمَ حالاتٌ كَثِيرَةٌ، يَعْنِي حالاتِ شَبَابِهِ، حَالًا وَاحِدًا وأَمراً وَاحِدًا، يَعْنِي الكِبَر وَالشَّيْبَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ كُنْتُ لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لَا يَهرم، وأَن الثوبَ الْجَدِيدَ لَا يَخْلُق، وأَن الشَّعْب الْوَاحِدَ الْمُمْتَنِعَ لَا يَتفرَّق الشُّعَبَ المتفرِّقةَ فَيَتَفَرَّقُ بَعْدَ اجْتِمَاعٍ وَيَحْصُلُ مُتَفَرِّقًا فِي تِلْكَ الشُّعَبِ «1». والقَسُومِيَّات: مَوَاضِعُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

_ (1). قوله: وأن الشعب إلخ؛ هكذا في الأَصل

ضَحَّوْا قَليلًا قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ، ... ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ «1» . وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسَّام ومِقْسَم ومُقَسِّم: أَسماء. والقَسْم: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. والمُقْسِم: أَرض؛ قَالَ الأَخطل: مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الْخَيْلِ، سَعْيُهُم ... بَين الشَّقِيقِ وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر وأَما قَوْلُ القُلاخ بْنِ حَزْن السَّعْدِيِّ: أَنا القُلاخُ فِي بُغائي مِقْسَما، ... أَقْسَمْتُ لَا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما فَهُوَ اسْمُ غُلَامٍ لَهُ كَانَ قد فرّ منه. قشم: القَشْم: الأَكل، وَقِيلَ: شِدة الأَكل وخَلْطُه، قَشَمَ يَقْشِمُ قَشْماً. والقُشَامُ: اسْمٌ لما يؤْكل مُشْتَقٌّ مِنَ القشْمِ. والقُشَامَة: رَدِيءُ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والقُشَام والقُشَامةُ: مَا وَقَعَ عَلَى الْمَائِدَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ أَو مَا بَقِيَ فِيهَا مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: القُشَامةُ مَا يَبْقَى مِنَ الطَّعَامِ عَلَى الخِوان. وقَشَمْت أَقْشِمُ قَشْماً: نفَيته. وقَشَمْت الطَّعَامَ قَشْماً إِذا نفَيتَ الرَّديء مِنْهُ. وَمَا أَصابت الإِبلُ مَقْشَماً أَي شَيْئًا تَرْعَاهُ. وقَشَمَ الرجلُ قَشْماً: مَاتَ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: قَشَمَتْ فجَرَّ برِجلها أَصحابُها، ... وحَثَوْا عَلَى حَفْصٍ لَهَا وعِماد أَي مَاتَتْ فَدَفَنُوهَا مَعَ مَتاع بَيْتِهَا. وقَشَمَ فِي بَيْتِهِ قشُماً: دَخَلَ. والقِشْمُ والقَشْمُ: اللَّحْمُ المحمرُّ مِنْ شِدَّةِ النُّضج. والقَشْمُ، بِالْكَسْرِ: الْجِسْمُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ فِي بَعْضِ نُسَخِهِ مِنَ الإِصلاح؛ وأَنشد، ابْنُ الأَعرابي: طَبيخُ نُحازٍ أَو طَبيخُ أمِيهةٍ، ... دَقِيقُ العِظامِ سَيِءُ القِشْمِ أَمْلَطُ يَقُولُ: كَانَتْ أُمه بِهِ حَامِلًا وَبِهَا نُحاز أَي سُعَالٌ أَو جُدَرِيٌّ فَجَاءَتْ بِهِ ضاوِياً. وَيُقَالُ: أَرى صَبِيَّكُمْ مُخْتَلًّا قَدْ ذَهَبَ قِشْمه أَي لَحْمُهُ وشَحْمه. والقَشَمُ والقَشْمُ: البُسْر الأَبيض الَّذِي يؤْكل قَبْلَ أَن يُدرك وَهُوَ حُلو. والقُشَامُ: أَن يَنتَقِض الْبَلَحُ قَبْلَ أَن يَصِيرَ بُسْراً. وقال الأَصمعي: فإِذا انْتقض البُسر قَبْلَ أَن يَصِيرَ بَلَحًا قِيلَ قَدْ أَصابه القُشَامُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْبُسْرَةِ إِذا ابيضَّت فأُكلت طَيِّبَةً هِيَ القَشِيمَة. وَيُقَالُ: أَصاب الثمرَ القُشَامُ، هو بِالضَّمِّ، أَن يَنْتَقِضَ ثَمَرِ النَّخْلِ قَبْلَ أَن يَصِيرَ بَلَحًا. وقَشَمَ الخُوصَ يَقْشِمُه قَشْماً: شَقَّهُ لِيَسُفَّه. وإِنه لَقَبِيحُ القِشْمِ أَي الْهَيْئَةِ وَقَالُوا: الكرَم مِنْ قِشْمِه أَي مِنْ طَبعه وأَصله. والقِشْمُ: المَسِيل الضيِّقُ فِي الْوَادِي. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَشْمُ، بِالْفَتْحِ، مَسِيلُ الْمَاءِ فِي الرَّوْضِ، وَجَمْعُهُ قُشُوم. وقُشَام: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ قَلُوصِي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الَّذِي ... بشَرْقِيِّ سَلْمَى، يَوْمَ جَنْبِ قُشَامِ وقُشَامٌ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: يَا لَيْتَ أَنَّي وقُشَاماً نَلْتَقي، ... وَهْو عَلَى ظَهْر الْبَعِيرِ الأَوْرقِ اسْمٌ رَجُلٍ راعٍ. أَبو تُرَابٍ عَنْ مُدرك: يُقَالُ لِفُلَانٍ قَوْمٌ يَقْمشون لَهُ ويَهْمِشون لَهُ بِمَعْنَى يَجْمَعُونَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. قشعم: القُشْعُوم: الصَّغِيرُ الْجِسْمِ، وَبِهِ سُمِّيَ القُراد، وَهُوَ القُرْشوم والقِرْشامُ. والقَشْعَمُ والقِشْعامُ: المُسِنُّ مِنَ الرِّجَالِ والنُّسور والرخَم لطول عمره،

_ (1). قوله [ضحوا قليلًا إلخ] أنشده في التكملة ومعجم ياقوت: وَعَرَّسُوا سَاعَةً فِي كُثْبِ أسنمة

وَهُوَ صِفَةٌ، والأُنثى قَشْعَم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ترَكْتُ أَباكَ قَدْ أَطْلَى، ومالَتْ ... عَلَيْهِ القَشْعَمَانِ مِنَ النُّسور وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ الْمُسِنُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ ضَخْمًا فَهُوَ قَشْعَمٌ؛ وأَنشد: وقِصَعٌ تُكْسَى ثُمالًا قَشْعَما والثُّمال: الرَّغْوة. وأُمُّ قَشْعَم: الحَرب، وَقِيلَ: المنيَّة، وَقِيلَ: الضَّبُعُ، وَقِيلَ: الْعَنْكَبُوتُ، وَقِيلَ: الذِّلة؛ وَبِكُلٍّ فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرٍ: فشَدّ وَلَمْ يُفْزِعْ بُيوتاً كثِيرةً، ... لدَى حيثُ أَلقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ الأَزهري: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ يُقَالُ لَهُ قَشْعم، الْقَافُ مَفْتُوحَةٌ وَالْمِيمُ خَفِيفَةٌ، فإِذا ثُقِّلَتِ الْمِيمُ كُسِرَتِ الْقَافُ، وَكَذَلِكَ بِنَاءُ الرُّبَاعِيِّ الْمُنْبَسِطِ إِذَا ثُقل آخِرُهُ كُسِر أَوله؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: إِذْ زَعَمَتْ رَبِيعةُ القِشْعَمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: القِشْعَمُّ مِثْلُ القَشْعم. وقَشْعَم: مِنْ أَسماء الأَسد، وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ نِزَارٍ يُسَمَّى القَشْعَم؛ قَالَ طَرَفَةُ: والجَوْزُ مِن رَبيعةَ القَشَعْمِ أَراد القَشْعَم فَوَقَفَ، وأَلقى حَرَكَةَ الْمِيمِ عَلَى الْعَيْنِ، كَمَا قَالُوا البَكِرْ، ثُمَّ أَوقعوا القَشْعم عَلَى الْقَبِيلَةِ؛ قَالَ: إِذ زَعَمَتْ ربيعةُ القَشْعَمُ شدَّد ضَرُورَةً وأَجرى الوصل مجرى الوقف. قصم: القَصْمُ: دَقُّ الشَّيْءِ. يُقَالُ لِلظَّالِمِ: قَصَمَ اللَّهُ ظَهْرَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: القَصْمُ كَسْرُ الشَّيْءِ الشَّدِيدِ حَتَّى يَبين. قَصَمَه يَقْصِمُهُ قَصْماً فانْقَصَمَ وتَقَصَّمَ: كسَره كسْراً فِيهِ بَيْنونة. وَرَجُلٌ قَصِمٌ أَي سَرِيعُ الانْقِصام هَيَّابٌ ضَعِيفٌ. وقُصَمُ مِثْلُ قُثَم: يَحْطِم مَا لَقِيَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ قُصَمٌ مِثْلُ قُثَمٍ تَصْرِفُهما لأَنهما صِفتانِ، وإِنما الْعَدْلُ يَكُونُ فِي الأَسماء لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه قَالَ فِي أَهل الْجَنَّةِ يُرْفَعُ أَهلُ الغُرَفِ إِلى غُرَفِهم فِي دُرَّة بَيْضاء لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَلَا فَصْمٌ ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: القَصْمُ، بِالْقَافِ، هُوَ أَن يَنْكَسِرَ الشَّيْءُ فيَبين، يُقَالُ مِنْهُ: قَصَمْت الشَّيْءَ إِذا كسرتَه حَتَّى يَبِينَ، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ أَقْصَمُ الثَّنِيَّة إِذَا كَانَ مُنْكَسِرَهَا، وأَما الفَصْمُ، بِالْفَاءِ، فَهُوَ أَن يَنْصَدِعَ الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ أَن يَبِين. وَفِي الْحَدِيثِ: الفاجرُ كالأَرْزَةِ صمَّاءُ مُعْتدِلة حَتَّى يَقْصِمها اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَلَا قَصَمُوا لَهُ قَناة ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: وَجَدْتُ انْقِصاماً فِي ظَهْرِي ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَا. وَرُمْحٌ قَصِمٌ: مُنْكَسِرٌ، وَقَنَاةٌ قَصِمَةٌ كَذَلِكَ، وَقَدْ قَصِمَ. وقَصِمَتْ سِنُّه قَصَماً وَهِيَ قَصْماء: انْشَقَّتْ عَرْضاً وَرَجُلٌ أَقْصَمُ الثنية إِذا كان منكسرها مِنَ النِّصْفِ بَيِّنَ القَصَمِ، والأَقْصَمُ أَعمُّ وأَعرف مِنَ الأَقصف، وَهُوَ الَّذِي انْقَصَمَتْ ثَنْيَتُهُ مِنَ النِّصْفِ. يُقَالُ: جاءتكمُ القَصْمَاء، تَذْهَبُ بِهِ إِلى تأْنيث الثَّنِيَّةِ. قَالَ بَعْضُ الأَعراب لِرَجُلٍ أَقْصَمِ الثنيةِ: جَاءَتْكُمُ القَصْمَاء، ذَهَبَ إِلى سِنِّه فأَنثها. والقَصْمَاء مِنَ الْمَعَزِ: الَّتِي انْكَسَرَ قَرْنَاهَا مِنْ طَرَفَيْهِمَا إِلى المُشاشة، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَصْمَاء، مِنَ الْمَعْزِ الْمَكْسُورَةُ القرنِ الخارجِ، والعَضْباء الْمَكْسُورَةُ الْقَرْنِ الدَّاخِلِ، وَهُوَ المُشاش. والقَصْمُ فِي عَروض الْوَافِرِ: حَذْفُ الأَول وإِسكان الْخَامِسِ، فَيَبْقَى الْجُزْءُ فاعِيلٌ، فَيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيعِ إِلى مَفْعولن، وَذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ بقَصْم السِّنِّ أَو القَرْن. وقَصْمُ السواكِ وقَصْمَتُه وقِصْمَتُه الْكَسْرَةُ مِنْهُ،

وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ قِصْمَةِ السواكِ. وَالْقِصْمَةُ، بِكَسْرِ الْقَافِ، أَي الْكَسْرَةُ مِنْهُ إِذا اسْتِيكَ بِهِ، وَيُرْوَى بِالْفَاءِ. وقَصَمَه يَقْصِمُه قَصْماً: أَهلكه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ ؛ كَمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بقَصَمنا، وَمَعْنَى قَصَمْنَا أَهلكنا وأَذهبنا. وَيُقَالُ: قَصَمَ اللَّهُ عُمُر الْكَافِرَ أَي أَذهبه. والقاصِمةُ: اسْمُ مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ لأَنها قَصَمت الْكُفْرَ أَي أَذْهَبته. والقَصْمة، بِالْفَتْحِ: مَرْقاة الدَّرَجَةِ مِثْلَ القَصْفة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الشَّمْسَ لتَطْلُعُ مِنْ جَهَنَّمَ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَمَا تَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ مِنْ قَصْمة إِلا فُتحَ لَهَا بَابٌ مِنَ النَّارِ، فإِذا اشتدَّت الظَّهِيرَةُ فُتحت الأَبواب كُلُّهَا. وَسُمِّيَتِ الْمَرْقَاةُ قَصْمَة لأَنها كَسْرَةٌ مِنَ القَصْم الْكَسْرِ. وكلُّ شَيْءٍ كَسَرْته فَقَدْ قَصَمْته. وأَقْصامُ المَرْعى: أُصُوله وَلَا يَكُونُ إِلا مِنَ الطَّريفة، الْوَاحِدُ قِصْمٌ. والقَصْمُ: الْعَتِيقُ مِنَ الْقُطْنِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والقَصِيمَة: مَا سَهُلَ مِنَ الأَرض وَكَثُرَ شَجَرُهُ. والقَصِيمةُ: مَنْبِت الغَضى والأَرْطَى والسَّلَم؛ وَهِيَ رَمَلَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وكتِيبة الأَحْلافِ قَدْ لاقَيْتُهمْ، ... حيثُ اسْتَفاضَ دَكادِكٌ وقَصِيمُ وَقَالَ بِشْرٌ فِي مُفْرَدِهِ: وباكَرَه عِندَ الشُّروقِ مُكَلَّبٌ ... أَزَلُّ، كسِرْحانِ القَصِيمةِ، أَغْبَرُ قَالَ: وَقَالَ أُنَيْف بْنُ جَبَلة: ولقدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَحْمِلُ شِكَّتي ... عَتِدٌ، كسِرْحانِ القَصِيمَة، مُنْهِب اللَّيْثُ: القَصِيمَةُ مِنَ الرَّمْلِ مَا أَنبت الغَضَى وَهِيَ القَصَائِمُ. أَبو عُبَيْدٍ: القَصَائِمُ مِنَ الرِّمَالِ مَا أَنبت العِضاه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ اللَّيْثِ فِي القَصِيمَة مَا يُنبت الْغَضَى هُوَ الصَّوَابُ. والقَصِيمُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ يَشُقُّه طَرِيقُ بَطْن فَلْجٍ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: يَا رِيَّها اليومَ عَلَى مُبِينِ، ... عَلَى مُبينٍ جَرِدِ القَصِيمِ مُبِين: اسْمُ بِئْرٍ. والقَصِيم: نَبْت. والأَجارِدُ مِنَ الأَرض: مَا لَا يُنبت؛ وَقَالَ: أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وعِشارٍ كُومِ ... باتَتْ تُعَشَّى اللَّيلَ بالقَصِيم، لبَابة مِنْ هَمِقٍ عَيْشُوم الرِّيَاشِيُّ: أَنشدني الأَصمعي فِي النُّونِ مَعَ الْمِيمِ: يَطْعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ، ... تحْتَ الذُّنابَى فِي مكانٍ سُخْنِ قَالَ: وَيُسَمَّى هَذَا السِّنَادُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمَّى الدَّالَ وَالْجِيمَ الإِجادة، رَوَاهُ عَنِ الْخَلِيلِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ صَيّاداً: وأَشْعَثَ أَعْلى مَالِهِ كِفَفٌ لَهُ، ... بفَرْشِ فَلاة، بَيْنَهُنَّ قَصِيمُ الفَرْش مَنابت العُرْفُط. ابْنُ الأَعرابي: فَرْشٌ مِنْ عُرفط، وقَصِيمَةٌ مِنْ غَضىً، وأَيْكَةٌ مِنْ أَثْل، وغالٌّ مِنْ سَلَم، وسَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ لِلْجَمَاعَةِ مِنْهَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَصِيمُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَجَمة الْغَضَى، وَجَمْعُهَا قَصَائِم وقُصْم. والقَصِيمَةُ: الغَيْضة. والقَيْصُوم: مَا طَالَ مِنَ الْعُشْبِ، وَهُوَ كالقَيْعُون؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَيْصُوم: مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَيْصُوم مِنَ الذُّكُورِ وَمِنَ الأَمْرار، وَهُوَ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ مِنْ رَياحين الْبَرِّ، وَوَرَقُهُ هَدَب، وَلَهُ

نَوْرَة صَفْرَاءُ وَهِيَ تَنْهض عَلَى سَاقٍ وَتَطُولُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: نَبتَتْ بمَنْبِتِه فطابَ لشمِّها، ... ونَأَتْ عَنِ الجَثْجاثِ والقَيْصُوم وَقَالَ الشَّاعِرُ: بلادٌ بِهَا القَيْصُومُ والشِّيحُ والغَضَى أَبو زَيْدٍ: قَصَم رَاجِعًا وكصَمَ رَاجِعًا إِذَا رَجَعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ وَلَمْ يُتِمَّ إِلَى حَيْثُ قصَد. قصلم: التَّهْذِيبُ فَحل قِصْلامٌ عَضُوضٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: سِوَى زِجاجاتِ مُعِيدٍ قِصْلام قَالَ: والمُعِيد الْفَحْلُ الَّذِي أَعاد الضِّراب فِي الإِبل مَرَّةً بعد أُخرى. قضم: قَضِمَ الفرسُ يَقْضَمُ وخَضِمَ الإِنسانُ يَخْضَم، وَهُوَ كقَضْم الْفَرَسِ، والقَضْمُ بأَطراف الأَسنان والخَضْمُ بأَقصَى الأَضراس؛ وأَنشد لأَيمن بْنِ خُرَيْم الأَسدي يَذْكُرُ أَهْلَ الْعِرَاقِ حِينَ ظَهَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مُصْعَبٍ: رَجَوْا بالشِّقاقِ الأَكْلَ خَضْماً، وَقَدْ رَضُوا ... أَخيراً مِنَ اكْلِ الخَضْمِ أَن يأْكلوا القَضْما وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ أَبي ذَرٍّ: اخْضَمُوا فَإِنَّا سنَقْضَمُ. ابْنَ سِيدَهْ: القَضْمُ أَكل بأَطراف الأَسنان والأَضراس، وَقِيلَ: هُوَ أَكل الشَّيْءِ الْيَابِسِ، قَضِمَ يَقْضَم قَضْماً، والخَضْم: الأَكل بِجَمِيعِ الْفَمِ، وَقِيلَ: هُوَ أَكل الشَّيْءِ الرَّطْب، والقَضْمُ دُونَ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: يُبْلَغُ الخَضْم بالقَضْم أَي أَن الشَّبْعة قَدْ تُبْلَغ بالأَكل بأَطراف الْفَمِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ الغايةَ الْبَعِيدَةَ قَدْ تُدْرَك بالرِّفق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيدَها، ... وبالقَضْمِ حَتَّى تُدْرِكَ الخَضْمَ بالقَضْمِ وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ابْنُوا شَدِيداً وأَمِّلُوا بَعِيدًا واخْضَمُوا فَإِنَّا سنَقْضَم ؛ القَضْمُ: الأَكل بِأَطْرَافِ الأَسنان. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: تأْكلون خَضْماً ونأْكل قَضْماً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: فأَخَذتِ السواكَ فقَضِمَتْه وطَيَّبَتْه أَيْ مَضَغَتْه بأَسنانها ولَيَّنَتْه. والقَضِيم: شَعِيرُ الدَّابَّةِ. وقَضِمت الدابةُ شعيرَها، بِالْكَسْرِ، تَقْضَمُهُ قَضْماً: أَكَلَتْهُ. وأَقْضَمْته أَنَا إِيَّاهُ أَيْ عَلَفْتُهَا القضِيم. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَضْم أَكل دونٌ كَمَا تَقْضَمُ الدابةُ الشَّعِيرَ، وَاسْمُهُ القَضِيم، وَقَدْ أَقْضَمْته قَضِيماً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ قَضِمَ الرجلُ الدابةَ شعيرَها فيعدِّيه إِلَى مَفْعُولَيْنِ، كَمَا تَقُولُ كَسَا زَيْدٌ ثَوْبًا وَكَسَوْتُهُ ثَوْبًا؛ وَاسْتَعَارَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ القَضْمَ لِلنَّارِ فَقَالَ: رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقها ... تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ وَالْغَارَا والقَضِيمُ: مَا قَضِمتْه. وَمَا لِلْقَوْمِ قَضِيمٌ وقَضامٌ وقُضْمَة ومَقْضَمٌ أَيْ مَا يُقْضَمُ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ وَقَدْ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ بِمَكَّةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ بلادَ مَقْضَم وَلَيْسَتْ بِبِلَادِ مَخْضَم. وَمَا ذُقْتُ قَضَاماً أَي شَيْئًا. وأَتتهم قَضِيمَة أَيْ مِيرة قَلِيلَةٌ. والقِضْمُ: مَا ادَّرَعَتْه الإِبل وَالْغَنَمُ مِنْ بَقِيَّةِ الحلْي. والقَضَمُ: انْصِدَاعٌ فِي السِّنِّ، وَقِيلَ: تَثَلُّمٌ وتَكسُّر فِي أَطراف الأَسنان وتفَلُّلٌ وَاسْوِدَادٌ، قَضِمَ قَضَماً، فَهُوَ قَضِمٌ وأَقْضَم، والأُنثى قَضْمَاء. وَقَدْ قَضِمَ فُوهُ إِذَا انْكَسَرَ، ونَقِدَ مِثْلَهُ. والقَضِم، بِكَسْرِ الضَّادِ: السَّيْفُ الَّذِي طَالَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَتَكَسَّرَ حدُّه، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَسَيْفٌ قَضِمٌ طَالَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَتَكَسَّرَ حَدُّه. وَفِي مَضَارِبِهِ قَضَم، بِالتَّحْرِيكِ، أَيْ تَكَسُّرٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ رَاشِدُ بْنُ شِهَابٍ الْيَشْكُرِيُّ:

فَلَا تُوعِدَنِّي، إنَّني إنْ تُلاقِني ... مَعِي مَشْرَفِيٌّ فِي مَضارِبهِ قَضَمْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ قَصَم، بِصَادٍّ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ وَيُرْوَى صَدْرُهُ: مَتى تَلْقَني تَلْقَ امْرأً ذَا شَكِيمةٍ والقَضِيم: الْجِلْدُ الأَبيض يُكْتَبُ فِيهِ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ، وَقِيلَ: النِّطع، وَقِيلَ: هُوَ العَيبة، وَقِيلَ: هُوَ الأَديم مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ حَصِيرٌ مَنْسُوجٌ خُيُوطُهُ سيُور بِلُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيولَها ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ، نَمَّقَتْه الصَّوانِعُ وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَقضِمةٌ وقُضُم، فأَما القَضَمُ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَفِي حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: قُبض رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقُرْآنُ فِي العُسُب والقُضُم ؛ هِيَ الْجُلُودُ الْبِيضُ، وَاحِدُهَا قَضِيم، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى قَضَم، بِفَتْحَتَيْنِ، كأَدَمٍ وأَدِيمٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَهِيَ تَلْعَبُ بِبِنْتٍ مُقَضِّمة ؛ هِيَ لُعبة تُتَّخَذُ مِنْ جُلُودٍ بِيضٍ، وَيُقَالُ لَهَا بِنْتُ قُضَّامَة، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلِعْبَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ اسْمُهَا بِنْتُ قُضَّامَة، بِضَمِّ الْقَافِ غَيْرَ مَصْرُوفٍ، تُعْمَلُ مِنْ جُلُودٍ بِيضٍ. والقَضِيم: النَّطْعُ الأَبيض، وَقِيلَ: مِنْ صُحُفٍ بِيضٍ مِنَ القَضِيمَة وَهِيَ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: والقَضِيمة الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ كالقَضِيم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَجَمْعُهَا قُضُم كَصَحِيفَةٍ وَصُحُفٍ، وقَضَمٌ أَيضاً، قَالَ: وَعِنْدِي أَن قَضَماً اسْمٌ لِجَمْعِ قَضِيمة كَمَا كَانَ اسْمًا لِجَمْعِ قَضِيمٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي القَضِيم بِمَعْنَى الْجِلْدِ الأَبيض: كأَنَّ مَا أبْقَتِ الرَّوامِسُ مِنْهُ، ... والسِّنُونَ الذَّواهِبُ الأُوَلُ، قَرْعُ قَضِيمٍ غَلا صَوانِعُه، ... فِي يَمَنِيِّ العَيَّاب، أَو كِلَلُ غَلَا أَيْ تأَنَّق فِي صُنْعِهِ. اللَّيْثُ: والقَضِيم الْفِضَّةُ؛ وأَنشد: وثُدِيٌّ ناهِداتٌ، ... وبَياضٌ كالقَضِيمِ قَالَ الأَزهري: القَضِيم هَاهُنَا الرَّق الأَبيض الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَعرف الْقَضِيمَ بِمَعْنَى الْفِضَّةِ فَلَا أَدري مَا قَوْلُ اللَّيْثِ هَذَا. والقُضَامُ والقَضَاضِيمُ: النَّخْلُ الَّتِي تَطُولُ حَتَّى يَخِفّ ثَمَرُهَا، وَاحِدَتُهَا قُضَّامَة وقُضامةٌ. والقُضَّام: مِنْ نَجِيلِ السِّبَاخِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ مِنَ الْحَمْضِ، وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ نَبْتٌ يُشْبِهُ الخِذْراف، فَإِذَا جَفَّ ابيضَّ، وَلَهُ وُرَيْقَةٌ صَغِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: كَانَتْ قُرَيْشٌ إِذَا رأَته قَالَتْ احْذَرُوا الحُطَمَ احْذَرُوا القُضَمَ أَيِ الَّذِي يَقْضَمُ الناس فيُهْلِكُهم. قضعم: القَضْعَم والقَعْضَم: هُوَ الشَّيْخُ الْمُسِنُّ الذَّاهِبُ الأَسنان. ابْنُ بَرِّيٍّ: القَضْعَم الأَدْرد؛ قَالَ خُلَيْدٌ الْيَشْكُرِيُّ: دِرْحاية البطنِ يُناغي القَضْعَمَا الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْهَرِمَةِ قِضْعم وجِلْعِم. قطم: القَطَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَهْوَةُ اللَّحْمِ والضِّراب وَالنِّكَاحِ قَطِمَ يَقْطَم قَطَماً فَهُوَ قَطِمٌ بيِّن القَطَم أَيِ اهتاجَ وأَراد الضِّرَابَ وَهُوَ شِدَّةُ اغْتِلَامِهِ، وَرَجُلٌ قَطِم: شَهْوان لِلَّحْمِ. وقَطِمَ الصقْر إِلَى اللَّحْمِ: اشْتَهَاهُ، وَقِيلَ: كُلُّ مُشتهٍ شَيْئًا قَطِمٌ، وَالْجَمْعُ قُطُمٌ. والقَطِمُ: الْغَضْبَانُ. وَفَحْلٌ قَطِمٌ وقِطَمٌّ وقِطْيَمٌّ: ضَؤُولٌ؛ وأَنشد: يَسوقُ قَرْماً قَطِماً قِطْيَمّا «2».

_ (2). قوله [قرماً] كذا في النسخة المنقولة مما في وقف السلطان الأَشرف، والذي في التهذيب: قطماً

والقُطامِيُّ: الصَّقْر، وَيُفْتَحُ. وصَقر قَطَام وقَطامِيٌّ وقُطامِيٌّ: لَحِمٌ، قَيْسٌ يَفْتَحُونَ وَسَائِرُ الْعَرَبِ يَضُمُّونَ وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ اسْمًا، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ القَطِم وَهُوَ الْمُشْتَهِي اللحْم وَغَيْرَهُ. اللَّيْثُ: الْقُطَامِيُّ مِنْ أَسماء الشَّاهِينَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: تأَمَّلُ مَا تقولُ، وكُنتَ قِدْماً ... قَطامِيّاً تَأَمُّلُه قَلِيلُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ كُنْتُ مَرَّةً «1». تَرْكَبُ رأْسك فِي الأُمور فِي حَدَاثَتِكَ، فَالْيَوْمَ قَدْ كَبِرت وشِخت وَتَرَكْتَ ذَلِكَ؛ وَقَوْلُ أُم خَالِدٍ الْخَثْعَمِيَّةِ فِي جَحْوش العُقَيلي: فَلَيْتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُه، ... يُقادُ إِلَى أَهلِ الغَضى بزِمامِ لِيَشْرَبَ مِنْهُ جَحْوشٌ، ويَشيمُه ... بِعَيْنَيْ قَطامِيّ أَغَرَّ شآمِي إِنَّمَا أَرادت بِعَيْنَيْ رَجُلٍ كأَنهما عَيْنَا قَطَامِيٍّ، وَإِنَّمَا وَجَّهْنَاهُ عَلَى هَذَا لأَن الرَّجُلَ نَوْعٌ والقطامي نَوْعٌ آخَرُ سِوَاهُ، فَمُحَالٌ أَنْ يَنْظُرَ نَوْعٌ بِعَيْنِ نَوْعٍ، أَلَا تَرَى أَن الرَّجُلَ لَا يَنْظُرُ بِعَيْنَيْ حِمَارٍ وَكَذَلِكَ الْحِمَارُ لَا ينظر بِعَيْنَيْ رَجُلٍ؟ هَذَا مُمْتَنِعٌ فِي الأَنواع، فَافْهَمْ. ومِقْطَمُ الْبَازِي: مِخْلبه. وقَطَم الشَّيْءَ يَقطِمُه قَطْماً: عَضَّه بأَطراف أَسنانه أَوْ ذَاقَهُ. الْفَرَّاءُ: قَطَمْتُ الشَّيْءَ بأَطراف أَسناني أَقْطِمُهُ إِذَا تَنَاوَلْتُهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَطَمَ يَقْطِمُ إِذَا عضَّ بمقدَّم الأَسنان؛ قَالَ أَبو وجزة: وخائفٍ لَحِمٍ شَاكًّا بَراثنُه، ... كأَنه قَاطِمٌ وَقْفَينِ مِن عاجِ ابْنُ السِّكِّيتِ: القَطْم الْعَضُّ بأَطراف الأَسنان. يُقَالُ: اقْطِمْ هَذَا الْعُودَ فَانْظُرْ مَا طَعْمُهُ. وَالْخَمْرُ قُطاميّ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ، أَيْ طَرِيٌّ «2». وَقَطَمَ الشَّيْءَ يَقْطِمُهُ قَطْمًا: عَضَّهُ بِأَطْرَافِ أَسْنَانِهِ أَوْ ذَاقَهُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: وَإِذَا قَطَمْتَهمُ قَطَمْتَ عَلاقِماً ... وقَواضِيَ الذِّيفانِ فِيمَا تَقْطِمُ والذِّيفان: السُّمُّ، بِكَسْرِ الذَّالِ: والقَطْمُ: تَنَاوُلُ الْحَشِيشِ بأَدنى الْفَمِ. والقُطَامَة: مَا قُطم بِالْفَمِ ثُمَّ أُلقي. وقَطَمَ الفَصِيلُ النبتَ: أَخَذَهُ بِمُقَدَّمِ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَحْكِمَ أَكْلَهُ. وقَطَمَ الشيءَ قَطْمًا: قطَعَه. وقَطَّمَ الشاربُ: ذَاقَ الشَّرَابَ فكَرِهه وزَوَى وجهَه وقَطَّبَ. والقُطامي، بِالضَّمِّ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ مِنْ تَغْلِب وَاسْمُهُ عُمير بْنُ شُيَيْم. وَقَطَامُ: مِنْ أَسْمَاءِ النِّسَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: وقَطَامِ وقَطَامُ اسْمُ امْرَأَةٍ، وأَهل الْحِجَازِ يَبْنُونَهُ عَلَى الْكَسْرِ فِي كُلِّ حَالٍ، وأَهل نَجْدٍ يُجرونه مُجرى مَا لَا يَنْصَرِفُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي رَقاشِ أَيضاً. وَابْنُ أُمّ قَطَامِ: مِنْ مُلُوكِ كِنْدَةَ. وقُطَامَةُ: اسْمٌ. والقُطَمِيّاتُ: مَوَاضِعُ؛ قَالَ عَبِيدٌ: أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِه مَلْحُوبُ، ... فالقُطَمِيَّاتُ فالذَّنُوبُ وقُطْمان: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: ولَما رأَتْ قُطْمَانَ منْ عَن شِمالِها، ... رأَت بَعْضَ مَا تَهْوَى وقَرَّتْ عُيونُها والمُقَطَّم: جَبَلٌ بِمِصْرَ، صَانَهَا الله تعالى. قعم: قُعِمَ الرَّجُلُ وأُقْعِمَ: أَصابه طَاعُونٌ أَو دَاءٌ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ. وأَقْعَمَتْه الحيةُ: لَدَغَتْهُ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ. والقَعَمُ: رِدَّةُ مَيَلٍ فِي الأَنف وطمأْنينة فِي

_ (1). قوله [كنت مرة] كذا في الأَصل والمحكم بالراء (2). قوله أي طري؛ لعله يعود إلى العود لا إلى الخمر

وَسَطِهِ، وَقِيلَ: هُوَ ضِخَم الأَرنبة ونُتوءُها وَانْخِفَاضُ الْقَصَبَةِ فِي الْوَجْهِ، وَهُوَ أَحسن مِنَ الخَنَس والفَطَس، قَعِمَ قَعَماً، فَهُوَ أَقْعَم، والأُنثى قَعْمَاء. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: القَعَمُ كالخَنَس أَو أَحسن مِنْهُ. وَيُقَالُ: فِي فَمِهِ قَعَمٌ أَيْ عَوَجٌ، وَفِي أَسنانه قَعَم: وَهُوَ دُخُولُ أَعلاها إِلَى فَمِهِ. وخُفٌّ أَقْعَمُ ومُقْعَمٌ ومُقَعَّمٌ: مُتَطَامِنُ الْوَسَطِ مُرْتَفِعُ الأَنف؛ قَالَ: عَلَيَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ، ... مُشْتَبها الآنُفِ مُقْعَمَانِ والقَيْعَمُ: السِّنَّور. والقَعْمُ: صُياح السِّنَّوْرِ. الأَصمعي: لَكَ قُعْمَةُ هَذَا الْمَالِ وقُمْعَتُه أي خِياره وأَجْوَدُه. قعضم: العَعْضَمُ والقِعْضِمُ: الشَّيْخُ الْمُسِنُّ الذَّاهِبُ الأَسنان. ققم: رَجُلٌ قَيْقَمٌ: وَاسِعُ الخُلُق؛ عن كراع. قلم: القَلَم: الَّذِي يُكتب بِهِ، وَالْجَمْعُ أَقْلام وقِلام. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَمْعُ أَقْلام أَقَالِيم؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّني، حِينَ آتِيها لتُخْبِرَني ... وَمَا تُبَيّنُ لِي شَيْئاً بِتَكْلِيمِ، صَحِيفةٌ كُتِبَتْ سِرّاً إِلَى رَجُلٍ، ... لَمْ يَدْرِ مَا خُطَّ فِيهَا بالأَقَالِيم والمِقْلَمَة: وِعَاءُ الأَقْلام. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقَلَمُ الَّذِي فِي التَّنْزِيلِ لَا أَعْرِفُ كَيفيته؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مُحرِماً يَقُولُ: سَبَقَ القَضاءُ وجَفَّتِ الأَقْلامُ والقَلَمُ: الزَّلَمُ. والقَلَم: السَّهْم الَّذِي يُجال بَيْنَ القوم في القِمار، وجمعهما أَقْلام. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ سِهَامُهُمْ، وَقِيلَ: أَقْلامهم الَّتِي كَانُوا يَكْتُبُونَ بِهَا التَّوْرَاةَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الأَقْلام هَاهُنَا القِداح، وَهِيَ قِداح جَعَلُوا عَلَيْهَا عَلَامَاتٍ يَعْرِفُونَ بِهَا مَنْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ عَلَى جِهَةِ الْقَرْعَةِ، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلسَّهْمِ القَلَم لأَنه يُقْلم أَيْ يُبْرى. وكلُّ مَا قطَعت مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَقَدَ قَلَمْته؛ مِنْ ذَلِكَ القلم الذي يكتب به، وَإِنَّمَا سُمِّيَ قَلَماً لأَنه قلِمَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ: قَلَمت أَظفاري. وقَلَمت الشَّيْءَ: بَرَيْته وَفِيهِ عالَ قلمُ زَكَرِيَّا؛ هُوَ هَاهُنَا القِدْح وَالسَّهْمُ الَّذِي يُتقارَع بِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُبرى كبَرْي الْقَلَمِ. وَيُقَالُ للمِقْراض: المِقْلامُ. والقَلَمُ: الجَلَمُ. والقَلَمانِ: الجَلَمانِ لَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لعَمْرِيَ لَوْ يُعْطِي الأَميرُ عَلَى اللِّحَى، ... لأُلْفِيتُ قَدْ أَيْسَرْتُ مُنْذُ زَمانِ إِذَا كشَفَتْني لِحْيَتي مِنْ عِصابةٍ، ... لهُمُ عندَه ألفٌ وَلِي مائتانِ لهَا دِرْهَمُ الرحمنِ فِي كلِّ جُمعةٍ، ... وآخَرُ للِخَناء يَبْتَدِرانِ إِذَا نُشِرتْ فِي يَوْمِ عِيدٍ رأَيْتِها، ... عَلَى النَّحْرِ، مِرْماتيْنِ كالقَفَدانِ ولوْلا أَيادٍ مِنْ يَزِيدَ تتابَعتْ، ... لَصَبَّحَ فِي حافاتِها القَلمانِ والمِقْلَم: قَضِيب الْجَمَلِ وَالتَّيْسِ وَالثَّوْرِ، وَقِيلَ: هُوَ طرَفه. شَمِرٌ: المِقْلم طَرف قَضِيبِ الْبَعِيرِ، وَفِي طَرَفِهِ حَجَنةٌ فَتِلْكَ الحَجَنة المِقْلم، وَجَمْعُهُ مَقَالِمُ. والمِقْلَمة: وِعَاءُ قَضِيبِ الْبَعِيرِ. ومَقَالِم الرُّمْحِ: كُعوبه؛ قَالَ: وعادِلًا مارِناً صُمّاً مَقَالِمُه، ... فِيهِ سِنانٌ حَلِيفُ الحَدِّ مَطْرُورُ

وَيُرْوَى: وَعَامِلًا. وقَلَم الظُّفُر وَالْحَافِرَ والعُود يَقْلِمُه قَلْماً وقَلَّمَه: قطَعه بالقَلَمَيْن، وَاسْمُ مَا قُطِع مِنْهُ القُلامة. اللَّيْثُ: القَلْم قَطْعُ الظُّفُرِ بِالْقَلَمَيْنِ، وَهُوَ وَاحِدٌ كُلُّهُ. والقُلامة: هِيَ المَقْلومة عَنْ طَرَفِ الظُّفُرِ؛ وأَنشد: لَمَّا أَتَيْتُم فَلَمْ تَنْجُوا بِمَظْلِمةٍ، ... قِيسَ القُلامةِ مِمَّا جَزَّه القَلَمُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَلَمْت ظُفري وقَلَّمت أَظْفَارِي، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَيُقَالُ لِلضَّعِيفِ: مَقْلُوم الظُّفُرِ وكَلِيل الظُّفُرِ. والقَلَمُ: طُولُ أَيْمةِ المرأَة. وامرأَة مُقَلَّمة أَيْ أَيّم. وَفِي الحديث: اجتاز النبي، صلى الله عليه وسلم، بِنِسْوَةٍ فَقَالَ أَظنُّكُنَّ مُقَلَّماتٍ أَيْ لَيْسَ عَلَيْكُنَّ حَافِظٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي نَوَادِرِهِ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي وخَطَب رَجُلٌ إِلَى نِسْوَةٍ فَلَمْ يُزَوِّجنَه، فَقَالَ: أَظنكنّ مُقَلَّماتٍ أَيْ لَيْسَ لَكُنَّ رَجُلٌ وَلَا أَحَدٌ يَدْفَعُ عَنْكُنَّ. ابْنُ الأَعرابي: القَلَمة العُزّاب مِنَ الرِّجَالِ، الْوَاحِدُ قَالِمٌ. وَنِسَاءٌ مُقَلَّمات: بِغَيْرِ أَزواج. وأَلفٌ مُقَلَّمَةٌ: يَعْنِي الكَتِيبة الشاكَّة فِي السِّلَاحِ. والقُلَّام، بِالتَّشْدِيدِ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: هِيَ القاقُلَّى. التَّهْذِيبُ: القُلَّام القاقُلى؛ قَالَ لَبِيدٌ: مَسْجُورةً متجاوِراً قُلَّامها وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ شُبَيل بْنُ عَزْرة القُلَّام مِثْلُ الأَشنان إِلَّا أَن الْقُلَّامَ أَعظم، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ وَرَقُهُ كَوَرَقِ الحُرْف؛ وأَنشد: أَتوْني بِقُلَّامٍ فَقالوا: تَعَشَّهُ ... وَهَلْ يأْكُلُ القُلَّامَ إِلَّا الأَباعِرُ؟ والإِقْلِيمُ: وَاحِدُ أَقَالِيم الأَرض السَّبْعَةِ. وأَقَالِيمُ الأَرضِ: أَقْسامها، وَاحِدُهَا إِقْلِيم؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسب الإِقْلِيم عَرَبِيًّا؛ قَالَ الأَزهري: وأَحسبه عَرَبِيًّا. وأَهل الحِساب يَزْعُمُونَ أَن الدُّنيا سَبْعَةُ أَقَالِيم كُلُّ إقْلِيم مَعْلُومٌ، كأَنه سُمِّيَ إِقْلِيماً لأَنه مَقْلوم مِنَ الإِقلِيم الَّذِي يُتاخِمه أَيْ مَقْطُوعٌ. وإِقْلِيم: مَوْضِعٌ بِمِصْرَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَبو قَلَمُون: ضَرْبٌ مِنْ ثِياب الرُّومِ يَتَلَوَّنُ أَلْوَانًا لِلْعُيُونِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَلَمُون، فَعَلُول، مِثْلُ قَرَبُوسٍ. وَقَالَ الأَزهري: قَلَمون ثَوْبٌ يُتراءى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَيْهِ بأَلوان شَتَّى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَبو قَلَمُون طَائِرٌ يُتراءى بأَلوان شَتَّى يشبَّه الثَّوْبُ به. قلحم: القِلْحَمُّ: المُسِنُّ الضَّخْم مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الرِّجَالِ الْكَبِيرُ الْمُسِنُّ مِثْلُ القِلْعَمِّ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بجِرْدَحْلٍ، بِزِيَادَةِ مِيمٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ: قَدْ كنتُ قَبْلَ الكِبَر القِلْحَمِّ، ... وقَبْلَ نَخْصِ العَضَل الزِّيَمِ وَقَالَ آخَرُ: أَنا ابنُ أَوْسٍ حَيَّةً أَصَمّا، ... لَا ضَرَعَ السِّنِّ وَلَا قِلْحَمَّا والقِلْحَمُّ: الَّذِي يَتَضَعْضَعُ لَحْمُهُ. والقِلَحْمُ عَلَى مِثَالِ سِبَطْرٍ. الْيَابِسُ الْجِلْدِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وقِلْحَمٌّ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ مُخْتَصَرًا ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الْحَاءِ لأَن الْمِيمَ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ قِلْحَمّ أَن يُذْكَرَ فِي بَابِ قَلْحَمَ لأَن فِي آخِرِهِ مِيمَيْنِ: إِحْدَاهُمَا أَصلية، والأُخرى زَائِدَةٌ للإِلحاق لأَنه يُقَالُ لِلْمُسِنِّ قِلْحَمٌّ، فَالْمِيمُ الأَخيرة فِي قَلْحَمَ زَائِدَةٌ للإِلحاق كَمَا كَانَتِ الْبَاءُ الثَّانِيَةُ فِي جَلْبَبَ زَائِدَةً للإِلحاق بدَحْرَجَ، وأُتي بِاللَّامِ فِي قِلحمّ لأَنه يُقَالُ رَجُلٌ قَحْل وقَحْم لِلْمُسِنِّ فَرَكَّبَ اللَّفْظَ مِنْهُمَا،

وَكَذَلِكَ فِي الْفِعْلِ قَالُوا: اقْلَحَمَّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيْنَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمَّا، ... طالَ عليهِ الدَّهْرُ فاسْلَهَمَّا قلحذم: الأَزهري: القَلَحْذَم: الْخَفِيفُ السريع. قلخم: ابْنُ شُمَيْلٍ: القِلَّخْمُ والدِّلَّخْم اللَّامُ مِنْهُمَا شَدِيدَةٌ، وَهُمَا الْجَلِيلُ مِنَ الْجِمَالِ الضخْم العظيم. قلدم: مَاءٌ قَلَيْدَمٌ: كَثِيرٌ. قلذم: القَلَيْذَمُ: الْبِئْرُ الْغَزِيرَةُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَقَدْ تقدَّم بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ؛ قَالَ: إنَّ لَنَا قَلَيْذَماً قَذُوما، ... يَزِيدُهُ مَخْجُ الدِّلا جُمُوما وَيُرْوَى: قَدْ صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما، وَيُرْوَى: قُلَيْزِماً، اشْتَقَّه مِنْ بَحْرِ القُلْزُم فَصَغَّرَهُ عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. قلزم: القَلْزَمَةُ: ابْتِلاع الشَّيْءِ، وَفِي الْمُحْكَمِ. الِابْتِلَاعُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَا ذِي قَلازِمَ عِندَ الحِياض، ... إِذَا ما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا فأَما اشْتِقَاقُهُ مِنَ القَلْز الَّذِي هُوَ الشُّرْبُ الشَّدِيدُ فَبَعِيدٌ. يُقَالُ: تَقَلْزمَه إِذَا ابْتَلَعَهُ والْتَهَمَه، وَبَحْرُ القُلْزُم مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَبِهِ سُمِّيَ القُلْزُم لِالْتِهَامِهِ مَنْ رَكِبَهُ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي غَرِقَ فِيهِ فِرْعَوْنُ وآلُه؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: القُلْزُم مَقْلُوبٌ مِنَ الزُّلقُم وَهُوَ الْبَحْرُ. والزَّلْقمةُ: الِاتِّسَاعُ؛ وَقَوْلُهُ: قَدْ صَبَّحَتْ قُلَيْزِماً قَذُومَا إِنَّمَا أَخذه مِنْ بَحْرِ الْقُلْزُمِ شَبَّهَ الْبِئْرَ فِي غُزرها بِهِ وَصِغَرِهَا عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ كَقَوْلٍ أَوس: فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامِخِ الرأسِ لَمْ يَكُنْ ... لِيُدْرِكَه، حتَّى يَكِلَّ ويَعْملا «3». قلعم: القِلْعَمُّ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الْمُسِنُّ الهَرِم مِثْلُ القلْحَمِّ. ابْنُ الأَعرابي: القَلْعَمُ الْعَجُوزُ الْمُسِنَّةُ. الأَزهري: القَلْعَمَةُ المُسِنة مِنَ الإِبل، قَالَ: وَالْحَاءُ أَصْوَبُ اللُّغَتَيْنِ. واقْلَعَمَّ الرَّجُلُ: أَسنَّ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. القِلْعَمُّ والقِلْعَمُ: الطَّوِيلُ، وَالتَّخْفِيفُ عَنْ كُرَاعٍ. وقِلْعَمٌ: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. والقَلْعَمُ والقُمْعُلُ القَدَحُ الضَّخْمُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ أَيْضًا اسْمُ جبل. قلقم: القَلْقَمُ: الواسِعُ مِنَ الفُروج. قلهم: القَلْهَم: الفَرج الواسِع. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا افتَقَدُوا سِخابَ فَتاتِهم، فَاتَّهَمُوا امرأَة، فَجَاءَتْ عَجُوزٌ ففتشَت قَلْهَمَها أَيْ فَرْجَهَا؛ التَّفْسِيرُ لِلْهَرَوِيِّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَرِوَايَتُهُ قَلْهَمَها، بِالْقَافِ، وَالْمَعْرُوفُ فَلْهَمَها، بِالْفَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ بِالْفَاءِ، وَقَدْ تقدَّم. وقَلْهَمٌ: اسْمٌ. والقَلْهَمَةُ: السُّرعةُ قلهذم: القَلَهْذَم: الْقَصِيرُ. والقَلَهْذَم: الْبَحْرُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. وَبَحْرٌ قَلَهْذَمٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: القَلَهْذَم الخفيف. قلهزم: التَّهْذِيبُ: القَلَهْزَم الرَّجُلُ المُرتَبِعُ الْجِسْمِ الَّذِي لَيْسَ بفَرِجِ الرَّأْي وَلَا طَرير فِي المَنطق، وَلَيْسَ مِنْ عِظَم رأْسه وَلَا صِغره. ويقال: بل هو

_ (3). قوله [فويق جبيل إلى آخر البيت] ما بعده موجود في النسخة التي كانت في قف السلطان الأَشرف وهي العمدة، وتقدم في مادة ق ص م: بَاتَتْ تُعَشَّى اللَّيْلَ بِالْقَصِيمِ ... لُبَابَةً مِنْ هَمِقٍ عَيْشُومِ وفي المحكم والتهذيب: لباية، بلام مضمومة ومثناة تحتية، وفسرها في التهذيب فقال: اللباية شجر الأَمطى، وفيه: عيشوم، بالعين، وفي المحكم: هيشوم، بالهاء بدل العين

ضَخْم الرأْس واللِّهْزِمَتَينِ. ابْنُ سِيدَهْ: القَلَهْزم الضَّيِّق الخُلُق المِلْحاح، وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ؛ قَالَ عِيَاضُ بْنُ دُرَّةَ: وَمَا يَجْعَلُ السَّاطِي السَّبُوحَ عِنانَه ... إِلَى المُجْنَحِ الجاذِي الأَنُوحِ القَلَهْزَمِ المُجْنَحُ: الْمَائِلُ الخِلقة، والجاذِي الخَلْقِ: الَّذِي لَمْ يَطل خَلْقُه. والأَنُوحُ: الْقَصِيرُ مِنَ الْخَيْلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ: القَلَهْزَم الضيِّق الخُلُق؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: جِلادَ تخاطَتْها الرِّعاء، فأُهْمِلَتْ، ... وآلَفْنَ رَجَّافاً جُرازاً قَلَهْزَما جِلادٌ: غِلاظ مِنَ الإِبل، وجُرازٌ: شَدِيدُ الأَكل، ورَجَّافٌ: يَرْجُف رأْسه. وقَلَهْزَمٌ: قَصِيرٌ غَلِيظٌ. وَامْرَأَةٌ قَلَهْزَمَة: قَصِيرَةٌ جِدًّا. والقَلَهْزَمُ مِنَ الْخَيْلِ: الجَعْدُ الخَلْق. الأَصمعي: إِذَا صَغُر خَلقه وجَعُد قِيلَ لَهُ قَلَهْزَم، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ. قمم: قَمَّ الشيءَ قَمّاً: كَنَسَهُ، حِجَازِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ فَكَانَ يَطُوفُ فِي سِكَكِها فَيَمُرُّ بِالْقَوْمِ فَيَقُولُ: قُمُّوا فِناءكم، حَتَّى مَرَّ بِدَارِ أَبي سُفْيَانَ فَقَالَ: قُمُّوا فِناءكم فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يَجِيءَ مُهَّانُنا الْآنَ، ثُمَّ مرَّ بِهِ فَلَمْ يَصنع شَيْئًا، ثُمَّ مرَّ ثَالِثًا فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، فَوَضَعَ الدِّرَّة بَيْنَ أُذنيه ضَرْبًا، فَجَاءَتْ هِنْدٌ فَقَالَتْ: واللهِ لَرُبَّ يومٍ لَوْ ضَرَبْتَهُ لاقْشَعَرَّ بَطْنُ مَكَّةَ، فَقَالَ: أَجل. والمِقَمَّة: المِكْنَسة. والقُمَامَة: الكُناسة، وَالْجَمْعُ قُمَام. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قُمَامَة الْبَيْتِ مَا كُسِح مِنْهُ فأُلقي بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. اللَّيْثُ القَمُّ مَا يُقَمُّ مِنْ قُمامات القُماش وَيُكْنَسُ. يُقَالُ: قَمَّ بَيْتَهُ يَقُمُّه قَمّاً إِذَا كَنَسَهُ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: أَنها قَمَّتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا أَيْ كَنَسَتْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَتَبَ يسأَلهم عَنِ المُحاقَلة، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَرِطُونَ لِرَبِّ الْمَاءِ قُمَامة الجُرُن أَيِ الكُساحة، والجُرُن: جَمْعُ جَرِين وَهُوَ البَيْدَر. وَيُقَالُ: أَلقِ قُمَامة بَيْتِكَ عَلَى الطَّرِيقِ أَيْ كُناسة بَيْتِكَ. وتَقَمَّمَ أَيْ تَتَبَّعَ القُمامَ فِي الكُناسات. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقُمَّةُ، بِالضَّمِّ، المَزْبَلة؛ قَالَ أَوْس بْنُ مَغْراء: قَالُوا: فَمَا حالُ مِسْكِينٍ؟ فَقُلْت لَهُمْ: ... أَضحى كَقُمَّةِ دارٍ بَيْنَ أَنْداء وقَمَّ مَا عَلَى الْمَائِدَةِ يَقُمُّه قَمّاً: أَكله فَلَمْ يَدَع مِنْهُ شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ كَانُوا يَقُمُّون شَوَارِبَهُمْ أَيْ يَسْتأْصِلونها قَصّاً، تَشْبِيهًا بقَمِّ الْبَيْتَ وَكَنْسِهِ. وَفِي مَثَلٍ لَهُمْ: أَدْرِكي القُوَيْمَّة لَا تأْكله الهوَيْمَّة؛ يَعْنِي الصَّبِيَّ الَّذِي يَأْكُلُ الْبَعْرَ والقَصَب وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ، يَقُولُ لأُمه: أَدركيه لَا تأْكُلُه الهامَّةُ أَي الْحَيَّةُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَراد بالقُوَيْمَّة الصَّبِيَّ الصَّغِيرَ يلقُط مَا تَقَعُ عَلَيْهِ يَدُهُ، فَرُبَّمَا وَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى هامَّة مِنَ الهَوامِّ فتَلْسَعُه. وقَمَّتِ الشاةُ تَقُمُّ قَمّاً إِذَا ارْتَمَّت مِنَ الأَرض. واقْتَمَّت الشَّيْءَ: طلبَتْه لتأْكله، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذَا أَكلت مِنَ المِقَمَّة، ثُمَّ يُسْتَعَارُ فَيُقَالُ: اقْتَمَّ الرَّجُلُ مَا عَلَى الخِوان إِذَا أَكَلَهُ كُلَّهُ، وقَمَّه فَهُوَ رَجُلٌ مِقَمّ. والمِقَمَّةُ: مِرَمَّة الشَّاةِ تَلُفُّ بِهَا مَا أَصابت عَلَى وَجْهِ الأَرض وَتَأْكُلُهُ. ابْنُ الأَعرابي: للغَنم مَقامُّ، وَاحِدَتُهَا مِقَمَّةٌ، وَلِلْخَيْلِ الجَحافِلُ، وَهِيَ الشَّفَةُ للإِنسان. الأَصمعي: يُقَالُ مِقَمَّة ومِرَمَّة لِفَمِ الشَّاةِ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ مَقَمَّة ومَرَمَّة، قَالَ: وَهِيَ مِنَ الْكَلْبِ الزُّلْقُوم، وَمِنَ السِّبَاعِ الخَطْمُ. والمِقَمَّةُ:

مِقَمَّةُ الثَّوْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِقَمَّة والمَقَمَّةُ الشَّفة، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ ذَوَاتِ الظِّلف خَاصَّةً، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَقْتَمُّ بِهِ مَا تأْكله أَيْ تَطلبه. والقَمِيمُ: مَا بَقِيَ مِنْ نَبَاتِ عَامِ أَوّل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ لِيَبِيسِ الْبَقْلِ: القَمِيم، وَقِيلَ: القَمِيم حُطام الطَّرِيفة وَمَا جَمعتْه الرِّيحُ مِنْ يَبيسها، وَالْجَمْعُ أَقِمَّة. والقَمِيم: السَّوِيقُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد: تُعَلَّلُ بالنَّبيذةِ حِينَ تُمْسي، ... وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيم «1» . وقَمَّ الفحلُ الإِبل يَقُمُّها قَمًّا وأَقَمَّها إقْمَاماً: اشْتَمَلَ عَلَيْهَا وضرَبها كُلَّهَا فأَلقحها، وَكَذَلِكَ تَقَمَّمها واقْتَمَّها حَتَّى قَمَّتْ تَقِمُّ وتَقُمُّ قُموماً، وَإِنَّهُ لَمِقَمُّ ضِرابٍ؛ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ رَجْعاً، تَقَمَّمَ حَوْلَها ... مِقَمُّ ضِرابٍ للطَّرُوقة مِغْسَلُ وتَقَمَّم الفحلُ الناقةَ إِذَا عَلَاهَا وَهِيَ بَارِكَةٌ ليضْرِبها، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ يَعْلُو قِرْنَه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَقْتَسِرُ الأَقْرانَ بالتَّقَمُّمِ وَيُقَالُ: شَدَّ الفرسُ عَلَى الحِجْر فَتَقَمَّمَها أَي تَسَنَّمها. وَجَاءَ القَومُ القِمَّة أَيْ جَمِيعًا، دَخَلَتِ الأَلف وَاللَّامُ فِيهِ كَمَا دَخَلَتْ فِي الجَمَّاء الغَفير. والقِمَّةُ: أَعْلَى الرأْسِ وأَعلى كلِّ شَيْءٍ. وقِمَّةُ النَّخْلَةِ: رأْسها. وتَقَمَّمَها: ارْتَقَى فِيهَا حَتَّى يَبْلُغَ رأسَها. وقِمَّةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه وَوَسَطُهُ. وتَقْمِيم النَّجْمِ: أَن يَتَوَسَّطَ السَّمَاءَ فَتَرَاهُ عَلَى قِمَّة الرَّأْسِ. والقِمَّة، بِالْكَسْرِ: القامةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَهُوَ حَسن القِمَّة أَي اللِّبْسةِ وَالشَّخْصِ وَالْهَيْئَةِ، وَقِيلَ: القِمَّة شَخْص الإِنسان مَا دَامَ قَائِمًا، وَقِيلَ: مَا دَامَ رَاكِبًا. يُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ قِمَّتَه أَيْ بَدَنَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ القامةِ والقِمَّةِ والقُومِيّةِ بِمَعْنًى. يُقَالُ: إِنَّهُ لَحَسَنُ القِمَّةِ عَلَى الرَّحْل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حَضّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَامَ رَجُلٌ صَغِيرُ القِمَّة ؛ القِمَّةُ، بِالْكَسْرِ: شَخْصُ الإِنسان إِذَا كَانَ قَائِمًا، وَهِيَ القامةُ. والقِمَّةُ أَيْضًا: وَسَطُ الرأْس. والقِمَّة: رأْس الإِنسان؛ وأَنشد: ضَخْم الفَرِيسةِ لَوْ أَبْصَرْت قِمَّتَه، ... بَيْنَ الرِّجالِ، إِذَا شَبَّهْتَه الجَبَلا الأَصمعي: القِمّةُ قِمَّة الرأْس وَهُوَ أَعلاه. يُقَالُ: صَارَ القَمر عَلَى قِمَّة الرأْس إِذَا صَارَ عَلَى حِيال وَسَطِ الرأْس؛ وأَنشد: عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ والقِمَّة والقُمَامَةُ: جَمَاعَةُ القَوْم. وتَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ: عَلَاهَا. والقَمْقَامُ والقُمَاقِمُ مِنَ الرِّجَالِ: السَّيِّدُ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ الْوَاسِعُ الْفَضْلِ. وَيُقَالُ: سَيِّدٌ قُمَاقِمٌ، بِالضَّمِّ، لِكَثْرَةِ خَيْرِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوْرَثَها القُمَاقِمُ القُمَاقِما وَوَقَعَ فِي قَمْقَام مِنَ الأَمر أَيْ وَقَعَ فِي أَمر عَظِيمٍ كَبِيرٍ. والقَمْقَامُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ. وقَمْقَام الْبَحْرِ: مُعْظَمه لِاجْتِمَاعِ مَائِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَحْرُ كُلُّهُ، وَالْبَحْرُ القَمْقام أَيضاً؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وغَرِقْت حينَ وَقَعْت فِي القَمْقَام والقَمْقام: الْبَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: يَحملها الأَخْضَرُ المُثْعَنْجَرُ، والقَمْقامُ المُسَخَّر : هُوَ الْبَحْرُ «2». والقَمْقَامُ: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ، والقُمْقُمَانُ مِثْلُهُ. وَعَدَدٌ قَمْقَامٌ وقُمَاقِمٌ وقُمْقُمَانٌ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: كَثِيرٌ؛ وأَنشد للعجاج:

_ (1). قوله [بالنبيذة] كذا في الأَصل والمحكم هنا، والذي في المحكم في كمم وفي معو: بالنهيدة؛ وفسر النهيدة بالزبدة (2). في النهاية: المثعنجر بكسر الجيم، والمسجِر بدل المسخر

لَهُ نَواحٍ وَلَهُ أُسْطُمُّ، ... وقُمْقُمَانُ عَدَدٍ قُمْقُمُ هُوَ مِنْ قَمْقَامٍ العدَدِ الْكَثِيرِ؛ قَالَ رَكَّاضُ بْنُ أَبَّاقٍ: مِنْ نَوْفَلٍ فِي الحَسَبِ القَمْقَامِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: مَنْ خَرَّ فِي قَمْقَامِنا تَقَمْقَمَا أَي مَنْ خَرَّ فِي عَدَدِنَا غُمِر وغُلِب كَمَا يُغْمر الْوَاقِعُ فِي الْبَحْرِ الغَمْر. والقَمْقَام: صِغار القِرْدانِ وَضَرْبٌ مِنَ الْقَمْلِ شَدِيدُ التشبُّث بأُصول الشَّعْرِ، وَاحِدَتُهَا قَمْقَامَة، وَقِيلَ: هِيَ القُراد أوَّل مَا يَكُونُ صَغِيرًا لَا يَكَادُ يُرَى مِنْ صِغَرِهِ؛ وَقَوْلُهُ: وعَطَّنَ الذِّبَّانُ فِي قَمْقَامِها لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ الْكَثِيرَ أَو يَعْنِيَ القِرْدان. ابْنُ الأَعرابي: قَمَّ إِذَا جَمع وقَمَّ إِذَا جَفَّ. وقَمْقَمَ اللَّهُ عَصَبَه أَي جَفَّفَ عصَبه. وقَمْقَمَ اللَّهُ عَصَبَهُ أَي سلَّط اللَّهُ عَلَيْهِ القَمْقام، وَقِيلَ: قَمْقَمَ اللَّهُ عصَبه أَيْ جَمعه وقَبَضه، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شدَّده، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي الشَّتْمِ. والقُمْقُمُ: الجَرَّة؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقُمْقُم: ضَرْبٌ مِنَ الأَواني؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: وكأَنَّ رُبّاً أَو كحِيلًا مُعْقَداً ... حَشَّ القيانُ بِهِ جوانِبَ قُمْقُمِ «1» . والقُمْقُمُ: مَا يُسْتَقى بِهِ مِنْ نُحَاسٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القُمْقُم بالرُّومية. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: لأَن أَشْربَ قُمْقُماً أَحْرَقَ مَا أَحرَقَ أَحبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشرب نبيذَ جَرّ ؛ القُمْقُم: مَا يُسَخَّنُ فِيهِ الْمَاءُ مِنْ نُحَاسٍ وَغَيْرِهِ، وَيَكُونُ ضَيِّقَ الرأْس، أَراد شُرْبَ مَا يَكُونُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ الْحَارِّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَمَا يَغْلي المِرْجَلُ بالقُمْقُم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوي، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: كَمَا يَغْلي المِرْجَلُ القُمْقُم، قَالَ: وَهُوَ أَبين إِنْ سَاعَدَتْهُ صِحَّةُ الرِّوَايَةِ. والقُمْقُم: الحُلْقوم. وقُمَيْقِمٌ: مَاءٌ يَنْزِلُهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ عانةَ يُرِيدُ سِنْجارَ؛ قَالَ الْقَطَّامِيُّ: حَلَّتْ جَنُوبُ قُمَيْقِماً بِرِهانِها، ... فَمَتى الخَلاصُ بِذِي الرِّهانِ المُغْلَق؟ وَفِي الْمَثَلِ: عَلَى هَذَا دارَ القُمْقُم أَيْ إِلَى هَذَا صَارَ مَعْنَى الْخَبَرِ، يُضرب لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ خَبِيرًا بالأَمر، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: عَلَى يَديَّ دارَ الحديثُ، وَالْجَمْعُ قَمَاقِمُ. والقِمْقِم: البُسْر الْيَابِسُ، بِالْكَسْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبِسَ مِنَ البُسر إِذَا سَقَطَ اخْضَرَّ ولانَ؛ قَالَ مَعدان بْنُ عُبَيْدٍ: وأَمةٍ أَكَّالةٍ للقِمْقِم قنم: قَنِمَ الطَّعامُ واللحمُ والثَّرِيد والدُّهن والرُّطب يَقْنَم قَنَماً، فَهُوَ قَنِمٌ وأَقْنَمُ: فَسَد وَتَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ؛ وأَنشد: وَقَدْ قَنِمَتْ مِنْ صَرِّها واحْتِلابها ... أَنامِلُ كَفَّيْها، ولَلْوَطْبُ أَقْنَمُ وَالِاسْمُ: القَنَمةُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَعَلُوهُ اسْمًا لِلرَّائِحَةِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ فِيهِ قَنَمَةٌ ونَمَقَةٌ إِذَا أَرْوَح وأَنْتَن. الْجَوْهَرِيُّ: القَنَمة، بِالتَّحْرِيكِ، خُبْث رِيحِ الأَدهان وَالزَّيْتِ وَنَحْوَ ذَلِكَ. وقَنِمت يَدِي مِنَ الزَّيْتِ قَنَماً، فَهِيَ قَنِمة: اتَّسخت. والقَنَمُ فِي الْخَيْلِ والإِبل: أَن يُصيب الشعرَ النَّدى ثُمَّ يُصِيبُهُ الغُبار فَيَرْكَبُهُ لِذَلِكَ وَسَخ. وَبَقَرَةٌ قَنِمَة: مُتَغَيِّرَةُ الرَّائِحَةِ؛ حَكَاهُ

_ (1). قوله [القيان] هذا ما في الأَصل وابن سيدة، والذي في المعلقات: الوقود

ثَعْلَبٌ. وَقَدْ قَنِمَ سِقاؤه، بِالْكَسْرِ، قَنَماً أَيْ تَمِهَ. وقَنِمَ الجَوْزُ، فَهُوَ قَانِم أَيْ فَاسِدٌ. والأَقَانِيمُ: الأُصول، وَاحِدُهَا أُقْنُوم؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَحسبها رومية. قهم: القَهِمُ: الْقَلِيلُ الأَكل مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ. وَقَدْ أَقْهَمَ عَنِ الطَّعَامِ وأَقْهى أَيْ أَمْسَكَ وَصَارَ لَا يَشْتَهِيهِ، وقَهِيَ لِبَعْضِ بَنِي أَسد. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَقْهَمَ عَنِ الشَّرَابِ وَالْمَاءِ تَرَكَهُ. وَيُقَالُ لِلْقَلِيلِ الطُّعْم: قَدْ أَقْهَى وأَقْهَمَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ: المُقْهِمُ الَّذِي لَا يَطْعَمُ مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: الَّذِي لَا يَشْتَهِي الطَّعَامَ مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَقْهَمَ فُلَانٌ إِلَى الطَّعَامِ إقْهَاماً إِذَا اشْتَهَاهُ، وأَقْهَمَ عَنِ الطَّعَامِ إِذَا لَمْ يَشتَهِه؛ وأَنشد فِي الشَّهْوَةِ: وهْو إِلَى الزّادِ شَدِيدُ الإِقْهَامْ وأَقْهَمَتِ الإِبلُ عَنِ الْمَاءِ إِذَا لَمْ تُرِدْهُ؛ وأَنشد لجَهْم بْنِ سَبَل: وَلَوْ أَنّ لُؤْمَ ابْنَيْ سُلَيمانَ فِي الغَضى ... أَو الصِّلِّيانِ، لَمْ تَذُقْه الأَباعِرُ أَو الحَمْضِ لاقْوَرَّتْ، أَو الماءِ أَقْهَمَتْ ... عَنِ الْمَاءِ، حِمْضِيَّاتُهُنَّ الكَناعِرُ قَالَ الأَزهري: مَنْ جَعَلَ الإِقْهام شهوة ذهب بِهِ إِلَى الهَقِمِ، وَهُوَ الْجَائِعُ، ثُمَّ قَلَبَهُ فَقَالَ قَهِم، ثُمَّ بَنى الإِقْهام مِنْهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَقْهَمَتِ الحُمُرُ عَنِ الْيَبِيسِ إِذَا تَرَكَتْهُ بَعْدَ فِقدان الرَّطْب، وأَقْهَمَ الرجلُ عَنْكَ إِذَا كَرِهَك، وأَقْهَمَتِ السماءُ إِذَا انقَشَعَ الغَيمُ عَنْهَا. قهرم: القَهْرَمَان: هُوَ المُسَيْطِرُ الحَفِيظ عَلَى مَنْ تَحْتَ يَدَيْهِ؛ قَالَ: مَجْداً وعِزّاً قَهْرَمَاناً قَبْقَبا قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَارِسِيٌّ. والقُهْرُمَان: لُغَةٌ فِي القَهْرمان؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتُرْجُمان وتَرْجُمان: لُغَتَانِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ قَهْرَمَانٌ وقَرْهَمانٌ مقلوب. ابْنُ بَرِّيٍّ: القَهْرَمَان مِنْ أُمناء الْمَلِكِ وَخَاصَّتِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: كتَب إِلَى قَهرمانِه، هُوَ كالخازِن والوكيل الحافظ لا تَحْتَ يَدِهِ وَالْقَائِمُ بأُمور الرجل بلغة الفرس. قهقم: القِهْقَمُّ: الَّذِي يَبْتَلِعُ كُلَّ شَيْءٍ. الأَزهري: القَهْقَم الْفَحْلُ الضَّخْمُ الْمُغْتَلِمُ. أَبو عَمْرٍو: القَهْقَبُّ والقَهْقَمُّ الْجَمَلُ الضخم. قوم: القِيَامُ: نَقِيضُ الْجُلُوسِ، قَامَ يَقُومُ قَوْماً وقِياماً وقَوْمَة وقَامَةً، والقَوْمَةُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ عَبْدٌ لِرَجُلٍ أَراد أَنْ يَشْتَرِيَهُ: لَا تَشْتَرِنِي فَإِنِّي إِذَا جُعْتُ أَبغضت قَوْماً، وَإِذَا شبِعت أَحببت نَوْماً، أَيْ أَبغضت قِيَامًا مِنْ مَوْضِعِي؛ قَالَ: قَدْ صُمْتُ رَبِّي، فَتَقَبَّلْ صَامَتِي، ... وقُمْتُ لَيْلي، فتقَبَّل قَامَتي أَدْعُوك يَا ربِّ مِنَ النارِ الَّتِي ... أَعْدَدْتَ للكُفَّارِ فِي القِيامةِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا أَراد قَوْمَتي وصَوْمَتي فأَبدل مِنَ الْوَاوِ أَلفاً، وَجَاءَ بِهَذِهِ الأَبيات مؤسَّسة وَغَيْرَ مُؤَسَّسَةٍ، وأَراد مِنْ خَوْفِ النَّارِ الَّتِي أَعددت؛ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الرَّجَزُ شَاهِدًا عَلَى القَوْمة فَقَالَ: قَدْ قُمْتُ لَيْلِي، فتقبَّل قَوْمَتي، ... وَصُمْتُ يَوْمِي، فتقبَّل صَوْمَتي وَرَجُلٌ قَائِمٌ مِنْ رِجَالٍ قُوَّمٍ وقُيَّمٍ وقِيَّمٍ وقُيَّامٍ وقِيَّامٍ. وقَوْمٌ: قِيلَ هُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: جَمْعُ. التَّهْذِيبُ: وَنِسَاءٌ قُيَّمٌ وقَائِمَات أَعرف.

والقَامَةُ: جَمْعُ قَائِم؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَدْ تَرْتَجِلُ الْعَرَبُ لَفْظَةَ قَامَ بَيْنَ يَدَيِ الْجُمَلِ فَيَصِيرُ كَاللَّغْوِ؛ وَمَعْنَى القِيام العَزْمُ كَقَوْلِ العماني الراجز للرشيد عند ما همَّ بأَن يَعْهَدَ إِلَى ابْنِهِ قَاسِمٍ: قُل للإِمامِ المُقْتَدَى بأَمِّه: ... مَا قاسِمٌ دُونَ مَدَى ابنِ أُمِّه، فَقَدْ رَضِيناهُ فَقُمْ فسَمِّه أَيْ فاعْزِمْ ونُصَّ عَلَيْهِ؛ وَكَقَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ: نُبِّئتُ حِصْناً وحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ ... قامُوا فقالُوا؛ حِمانا غيرُ مَقْروبِ أَي عَزَموا فَقَالُوا؛ وَكَقَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: عَلَامَا قامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ، ... كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمادِ «2» . مَعْنَاهُ عَلَامَ يَعْزِمُ عَلَى شَتْمِي؛ وَكَقَوْلِ الْآخَرِ: لَدَى بابِ هِنْدٍ إذْ تَجَرَّدَ قائِما وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ؛ أَيْ لَمَّا عَزَمَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ أَيْ عزَموا فَقَالُوا، قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ الْقِيَامُ بِمَعْنَى الْمُحَافَظَةِ والإِصلاح؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ؛ أَيْ مُلَازِمًا مُحَافِظًا. وَيَجِيءُ الْقِيَامُ بِمَعْنَى الْوُقُوفِ وَالثَّبَاتِ. يُقَالُ لِلْمَاشِي: قِفْ لِي أَيْ تحبَّس مكانَك حَتَّى آتِيَكَ، وَكَذَلِكَ قُم لِي بِمَعْنَى قِفْ لِي، وَعَلَيْهِ فَسَّرُوا قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا ؛ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ وَالتَّفْسِيرِ: قَامُوا هُنَا بِمَعْنَى وقَفُوا وَثَبَتُوا فِي مَكَانِهِمْ غَيْرَ مُتَقَدِّمِينَ وَلَا متأَخرين، وَمِنْهُ التَّوَقُّف فِي الأَمر وَهُوَ الوقُوف عِنْدَهُ مِنْ غَيْرِ مُجاوَزة لَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الْمُؤْمِنُ وَقَّافٌ متَأَنّ ، وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الأَعشى: كَانَتْ وَصاةٌ وحاجاتٌ لَهَا كَفَفُ، ... لَوْ أَنَّ صَحْبَكَ، إذْ نادَيْتَهم، وقَفُوا أَيْ ثَبَتُوا وَلَمْ يتقدَّموا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ هُدبة يَصِفُ فَلَاةً لَا يُهتدى فِيهَا: يَظَلُّ بِهَا الْهَادِي يُقلِّبُ طَرْفَه، ... يَعَضُّ عَلَى إبْهامِه، وَهْوَ واقِفُ أَي ثَابِتٌ بِمَكَانِهِ لَا يتقدَّم وَلَا يتأَخر؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ مُزَاحِمٍ: أَتَعْرِفُ بالغَرَّيْنِ دَارًا تَأبَّدَتْ، ... منَ الحَيِّ، واستَنَّتْ عَليها العَواصِفُ وقَفْتُ بِهَا لَا قاضِياً لِي لُبانةً، ... وَلَا أَنا عنْها مُسْتَمِرٌّ فَصارِفُ قَالَ: فَثَبَتَ بِهَذَا مَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ. قَالَ: وَمِنْهُ قَامَتِ الدَّابَّةُ إِذَا وَقَفَتْ عَنِ السَّيْرِ. وقَامَ عِنْدَهُمُ الْحَقُّ أَيْ ثَبَتَ وَلَمْ يَبْرَحْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَقَامَ بِالْمَكَانِ هُوَ بِمَعْنَى الثَّبَاتِ. وَيُقَالُ: قَامَ الْمَاءُ إِذَا ثَبَتَ متحيراً لا يجد مَنْفَذاً، وَإِذَا جَمد أَيْضًا؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ فُسِّرَ بَيْتُ أَبِي الطِّيِّبِ: وَكَذَا الكَريمُ إِذَا أَقام بِبَلدةٍ، ... سالَ النُّضارُ بِهَا وقَامَ الْمَاءُ أَيْ ثَبَتَ مُتَحَيِّرًا جَامِدًا. وقَامَت السُّوق إِذَا نفَقت، وَنَامَتْ إِذَا كَسَدَتْ. وسُوق قَائِمَة: نافِقة. وسُوق نائِمة: كاسِدة. وقَاوَمْتُه قِوَاماً: قُمْت مَعَهُ، صحَّت الْوَاوُ فِي قِوام لِصِحَّتِهَا فِي قاوَم. والقَوْمَةُ: مَا بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ القِيام. قَالَ أَبو الدُّقَيْش: أُصلي الغَداة قَوْمَتَيْنِ، وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثَ قَوْمات، وَكَذَلِكَ قَالَ في الصلاة.

_ (2). قوله [علاما] ثبتت ألف ما في الإِستفهام مجرورة بعلى في الأَصل، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأَكثر حذفها حينئذ

والمَقَام: مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ؛ قَالَ: هَذَا مَقَامُ قَدَمَي رَباحِ، ... غُدْوَةَ حتَّى دَلَكَتْ بَراحِ وَيُرْوَى: بِراحِ. والمُقَامُ والمُقَامَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُقيم فِيهِ. والمُقَامَة، بِالضَّمِّ: الإِقامة. والمَقَامَة، بِالْفَتْحِ: الْمَجْلِسُ وَالْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: وَأَمَّا المَقامُ والمُقامُ فَقَدْ يَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِمَعْنَى الإِقامة، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى مَوْضِعِ القِيام، لأَنك إِذَا جَعَلْتَهُ مِنْ قَامَ يَقُوم فَمَفْتُوحٌ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَقَامَ يُقِيمُ فَمضْموم، فَإِنَّ الْفِعْلَ إِذَا جَاوَزَ الثَّلَاثَةَ فَالْمَوْضِعُ مَضْمُومُ الْمِيمِ، لأَنه مُشَبَّه بِبَنَاتِ الأَربعة نَحْوُ دَحْرَجَ وَهَذَا مُدَحْرَجُنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا مَقَامَ لَكُمْ، أَيْ لَا مَوْضِعَ لَكُمْ، وقُرئ لَا مُقامَ لَكُمْ ، بِالضَّمِّ، أَيْ لَا إِقَامَةَ لَكُمْ. وحَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً ؛ أَي مَوْضِعًا؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: عَفَتِ الدِّيارُ: مَحلُّها فَمُقامُها ... بِمنىً، تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها يَعْنِي الإِقامة. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ ؛ قِيلَ: المَقَامُ الْكَرِيمُ هُوَ المِنْبَر، وَقِيلَ: الْمَنْزِلَةُ الحسَنة. وقَامَتِ المرأَة تَنُوح أَي جعَلت تَنُوحُ، وَقَدْ يُعْنى بِهِ ضِدُّ القُعود لأَن أَكْثَرَ نَوائِحِ الْعَرَبِ قِيامٌ؛ قَالَ لَبِيدٍ: قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواح وَقَوْلُهُ: يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أَفضَلُ مِنْ يومِ احْلِقِي وقُومِي إِنَّمَا أَراد الشِّدَّةَ فَكَنَّى عَنْهُ باحْلِقي وقُومِي، لأَن المرأَة إِذَا مَاتَ حَمِيمها أَوْ زَوْجُهَا أَوْ قُتل حلَقَت رأْسها وقامَت تَنُوح عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبه ضَرْبَ ابنةِ اقْعُدي وقُومِي أَيْ ضَرْبَ أَمَةٍ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لقُعودها وقِيامها فِي خِدْمَةِ مَوَالِيهَا، وكأنَّ هَذَا جُعِلَ اسْمًا، وَإِنْ كَانَ فِعْلًا، لِكَوْنِهِ مِنْ عَادَتِهَا كَمَا قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ عَنْ قِيلٍ وقالٍ. وأَقَامَ بِالْمَكَانِ إِقَاماً وإقَامةً ومُقَاماً وقَامَةً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: لَبِثَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ قَامَة اسْمٌ كالطّاعةِ والطّاقَةِ. التَّهْذِيبُ: أَقَمْتُ إِقَامَةً، فَإِذَا أَضَفْت حَذَفْت الْهَاءَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ* . الْجَوْهَرِيُّ: وأَقَامَ بِالْمَكَانِ إِقَامَةً، وَالْهَاءُ عِوَضٌ عَنْ عَيْنِ الْفِعْلِ لأَن أصلَه إقْواماً، وأَقَامَه مِنْ مَوْضِعِهِ. وأَقَامَ الشَّيْءَ: أَدامَه، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ* ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ؛ أَرَادَ إِنَّ مَدِينَةَ قَوْمِ لُوطٍ لَبِطَرِيقٍ بيِّن وَاضِحٍ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. والاسْتِقَامَةُ: الاعْتدالُ، يُقَالُ: اسْتَقَامَ لَهُ الأَمر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ أَيْ فِي التَّوَجُّه إِلَيْهِ دُونَ الآلهةِ. وقَامَ الشيءُ واسْتَقَامَ: اعْتدَل وَاسْتَوَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا* ؛ مَعْنَى قَوْلِهِ اسْتَقَامُوا عَمِلُوا بِطَاعَتِهِ ولَزِموا سُنة نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الأَسود بْنُ مَالِكٍ: ثُمَّ اسْتَقَاموا لَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَقَالَ قَتَادَةُ: اسْتَقَامُوا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: فَهُمْ صَرفُوكم، حينَ جُزْتُمْ عنِ الهُدَى، ... بأَسْيافِهِمْ حَتَّى اسْتَقَمْتُمْ عَلَى القِيَمْ قَالَ: القِيَمُ الاسْتِقامةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قُلْ آمَنتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ ؛ فُسِّرَ عَلَى وَجْهَيْنِ: قِيلَ هُوَ الاسْتقامة عَلَى الطَّاعَةِ، وَقِيلَ هُوَ تَرْكُ الشِّرك. أَبو زَيْدٍ: أَقَمْتُ الشَّيْءَ وقَوَّمْته فَقامَ بِمَعْنَى اسْتقام، قَالَ: والاسْتِقامة اعْتِدَالُ الشَّيْءِ واسْتِواؤه. واسْتَقامَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ أَيْ مدَحه وأَثنى عَلَيْهِ. وقَامَ مِيزانُ النَّهَارِ إِذَا انْتَصفَ،

وَقَامَ قائمُ الظَّهِيرة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وقَامَ مِيزانُ النَّهارِ فاعْتَدَلْ والقَوامُ: العَدْل؛ قَالَ تَعَالَى: وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لِلْحَالَةِ الَّتِي هِيَ أَقْوَمُ الحالاتِ وَهِيَ تَوْحِيدُ اللَّهِ، وشهادةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، والإِيمانُ برُسُله، وَالْعَمَلُ بِطَاعَتِهِ. وقَوَّمَه هُوَ؛ وَاسْتَعْمَلَ أَبُو إِسْحَاقَ ذَلِكَ فِي الشِّعر فَقَالَ: اسْتَقَامَ الشِّعر اتَّزَنَ. وقَوَّمَ دَرْأَه: أَزال عِوَجَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَلِكَ أَقَامَه؛ قَالَ: أَقِيمُوا، بَني النُّعْمانِ، عَنَّا صُدُورَكُم، ... وَإِلَّا تُقِيموا، صاغِرِينَ، الرُّؤوسا عدَّى أَقِيمُوا بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى نَحُّوا أَو أَزيلُوا، وأَما قَوْلُهُ: وإلَّا تُقِيموا صاغرين الرُّؤوسا فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ عُني بأَقِيموا أَيْ وَإِلَّا تُقيموا رؤوسكم عنا صاغرين، فالرُّؤوسُ عَلَى هَذَا مَفْعُولٌ بتُقيموا، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ أَقيموا هُنَا غَيْرَ مُتَعَدٍّ بِعَنْ فَلَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ حَرْفٌ ولا حذف، والرُّؤوسا حِينَئِذٍ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْمَفْعُولِ. أَبو الْهَيْثَمِ: القَامَةُ جَمَاعَةُ النَّاسِ. والقَامَةُ أَيْضًا: قامةُ الرَّجُلِ. وقَامَةُ الإِنسان وقَيْمَتُه وقَوْمَتُه وقُومِيَّتُه وقَوامُه: شَطاطُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَما تَرَيني اليَوْمَ ذَا رَثِيَّهْ، ... فَقَدْ أَرُوحُ غيرَ ذِي رَذِيَّهْ صُلْبَ القَناةِ سَلْهَبَ القُومِيَّهْ وصَرَعَه مِنْ قَيْمَتِه وقَوْمَتِه وقَامَته بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وَرَجُلٌ قَوِيمٌ وقَوَّامٌ: حَسَنُ الْقَامَةِ، وَجَمْعُهُمَا قِوَامٌ. وقَوَام الرَّجُلِ: قَامَتُهُ وحُسْنُ طُوله، والقُومِيَّةُ مِثْلُهُ؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ رَجَزَ الْعَجَّاجِ: أَيامَ كنتَ حسَنَ القُومِيَّهْ، ... صلبَ الْقَنَاةِ سَلهبَ القَوْسِيَّهْ والقَوَامُ: حُسْنُ الطُّول. يُقَالُ: هُوَ حَسَنُ القَامَةِ والقُومِيَّة والقِمّةِ. الْجَوْهَرِيُّ: وقَامَةُ الإِنسان قَدْ تُجمَع عَلَى قاماتٍ وقِيَمٍ مِثْل تاراتٍ وتِيَر، قَالَ: وَهُوَ مَقْصُورُ قِيَامٍ وَلَحِقَهُ التَّغْيِيرُ لأَجل حَرْفِ الْعِلَّةِ وَفَارَقَ رَحَبة ورِحاباً حَيْثُ لَمْ يَقُولُوا رِحَبٌ كَمَا قَالُوا قِيَمٌ وتِيَرٌ. والقُومِيَّةُ: القَوام أَو القامةُ. الأَصمعي: فُلَانٌ حَسَنُ القامةِ والقِمّة والقُوميَّة بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: فَتَمَّ مِنْ قَوامِها قُومِيّ وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو قُومِيَّةٍ عَلَى مَالِهِ وأَمْره. وَتَقُولُ: هَذَا الأَمر لَا قُومِيَّة لَهُ أَيْ لَا قِوامَ لَهُ. والقُومُ: القصدُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: واتَّخَذَ الشَّد لهنَّ قُوما وقَاوَمَه فِي المُصارَعة وَغَيْرِهَا. وتَقَاوَمُوا فِي الْحَرْبِ أَيْ قَامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. وقِوَامُ الأَمر، بِالْكَسْرِ: نِظامُه وعِماده. أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ قِوَامُ أَهْلِ بَيْتِهِ وقِيامُ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ الَّذِي يُقيم شأْنهم مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً . وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئَتْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً وقِيَماً. وَيُقَالُ: هَذَا قِوامُ الأَمر ومِلاكُه الَّذِي يَقوم بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيّةٌ مَسْبُوعَةٌ ... خُذِلَتْ، وهادِيةُ الصِّوارِ قوامُها؟ قَالَ: وَقَدْ يُفْتَحُ، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَيِ الَّتِي جعلَها اللَّهُ لَكُمْ قِياماً تُقِيمكم فتَقُومون بِهَا قِياماً، وَمَنْ قرأَ قِيَماً فَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى هَذَا، وَالْمَعْنَى جَعَلَهَا اللَّهُ قِيمةَ

الأَشياء فَبِهَا تَقُوم أُمورُكم؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً يَعْنِي الَّتِي بِهَا تَقُومون قِيَامًا وقِواماً، وقرأَ نَافِعٌ الْمَدَنِيُّ قيَماً ، قَالَ: وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. ودِينارٌ قائِم إِذَا كَانَ مِثْقَالًا سَواء لَا يَرْجح، وَهُوَ عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ نَاقِصٌ حَتَّى يَرْجَح بِشَيْءٍ فَيُسَمَّى مَيّالًا، وَالْجَمْعُ قُوَّمٌ وقِيَّمٌ. وقَوَّمَ السِّلْعة واسْتَقَامَها: قَدَّرها. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا اسْتَقَمْت بنَقْد فبِعْتَ بِنَقْدٍ فَلَا بأْس بِهِ، وَإِذَا اسْتَقَمْت بِنَقْدٍ فَبِعْتَهُ بِنَسيئة فَلَا خَيْرَ فِيهِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ إِذَا اسْتَقَمْتَ يَعْنِي قوَّمت، وَهَذَا كَلَامُ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: استَقَمْتُ المَتاع أَيْ قَوَّمْته، وَهُمَا بِمَعْنًى، قَالَ: وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنْ يدفَعَ الرجلُ إِلَى الرَّجُلِ الثَّوْبَ فَيُقَوِّمُهُ مَثَلًا بِثَلَاثِينَ دِرْهَمًا، ثُمَّ يَقُولُ: بِعْهُ فَمَا زَادَ عَلَيْهَا فَلَكَ، فَإِنْ بَاعَهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بِالنَّقْدِ فَهُوَ جَائِزٌ، ويأْخذ مَا زَادَ عَلَى الثَّلَاثِينَ، وَإِنْ بَاعَهُ بِالنَّسِيئَةِ بأَكثر مِمَّا يَبِيعُهُ بِالنَّقْدِ فَالْبَيْعُ مَرْدُودٌ وَلَا يَجُوزُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بالرأْي لَا يَجُوزُ لأَنها إِجَارَةٌ مَجْهُولَةٌ، وَهِيَ عِنْدَنَا مَعْلُومَةٌ جَائِزَةٌ، لأَنه إِذَا وَقَّت لَهُ وَقْتاً فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ فَالْوَقْتُ يأْتي عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بعد ما رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَسْتَقِيمه بِعَشَرَةٍ نَقْدًا فَيَبِيعُهُ بِخَمْسَةَ عَشَرَ نَسِيئَةً، فَيَقُولُ: أُعْطِي صَاحِبَ الثَّوْبِ مِنْ عِنْدِي عَشَرَةً فَتَكُونُ الْخَمْسَةَ عَشَرَ لِي، فَهَذَا الَّذِي كُرِهَ. قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لأَحمد قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذَا اسْتَقَمْتَ بِنَقْدٍ فَبِعْتَ بِنَقْدٍ ، الْحَدِيثَ، قَالَ: لأَنه يَتَعَجَّلُ شَيْئًا وَيَذْهَبُ عَناؤه بَاطِلًا، قَالَ إِسْحَاقُ: كَمَا قَالَ قُلْتُ فَمَا المُسْتَقِيم؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَدْفَعُ إِلَى الرَّجُلِ الثَّوْبَ فَيَقُولُ بِعْهُ بِكَذَا، فَمَا ازْدَدْتَ فَهُوَ لَكَ، قُلْتُ: فَمَنْ يَدْفَعُ الثَّوْبَ إِلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُ بِعْهُ بِكَذَا فَمَا زَادَ فَهُوَ لَكَ؟ قَالَ: لَا بأْس، قَالَ إِسْحَاقُ كَمَا قَالَ. والقِيمَةُ: وَاحِدَةُ القِيَم، وأَصله الْوَاوُ لأَنه يَقُومُ مَقَامَ الشَّيْءِ. والقِيمة: ثَمَنُ الشَّيْءِ بالتَّقْوِيم. تَقُولُ: تَقَاوَمُوه فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَإِذَا انْقادَ الشَّيْءُ وَاسْتَمَرَّتْ طَرِيقَتُهُ فَقَدِ اسْتَقَامَ لوجه. وَيُقَالُ: كَمْ قَامَتْ ناقتُك أَيْ كَمْ بَلَغَتْ. وَقَدْ قَامَتِ الأَمةُ مِائَةَ دِينَارٍ أَيْ بَلَغَ قِيمَتُهَا مِائَةَ دِينَارٍ، وَكَمْ قَامَتْ أَمَتُك أَيْ بَلَغَتْ. والاسْتِقَامة: التَّقْوِيمُ، لِقَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ اسْتَقَمْتُ الْمَتَاعَ أَيْ قوَّمته. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَوَّمْتَ لَنَا، فَقَالَ: اللَّهُ هُوَ المُقَوِّم ، أَيْ لَوْ سَعَّرْت لَنَا، وَهُوَ مِنْ قِيمَةِ الشَّيْءِ، أَيْ حَدَّدْت لَنَا قِيمَتَهَا. وَيُقَالُ: قَامَتْ بِفُلَانٍ دابتُهُ إِذَا كلَّتْ وأَعْيَتْ فَلَمْ تَسِر. وقَامَتِ الدَّابَّةُ: وَقَفَت. وَفِي الْحَدِيثِ: حِينَ قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ أَيْ قِيَامُ الشَّمْسِ وَقْتَ الزَّوَالِ مِنْ قَوْلِهِمْ قَامَت بِهِ دَابَّتُهُ أَيْ وَقَفَتْ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا بَلَغَتْ وسَط السَّمَاءِ أَبْطأَت حركةُ الظِّلِّ إِلَى أَنْ تَزُولَ، فَيَحْسَبُ النَّاظِرُ المتأَمل أَنَّهَا قَدْ وَقَفَتْ وَهِيَ سَائِرَةٌ لَكِنَّ سَيْرًا لَا يَظْهَرُ لَهُ أَثَرٌ سَرِيعٌ كَمَا يَظْهَرُ قَبْلَ الزَّوَالِ وَبَعْدَهُ، وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْوُقُوفِ الْمُشَاهَدِ: قَامَ قَائِم الظَّهِيرَةِ، والقَائِمُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ. وَيُقَالُ: قَامَ مِيزَانُ النَّهَارِ فَهُوَ قَائِم أَيِ اعْتَدَل. ابْنُ سِيدَهْ: وقَامَ قَائِم الظَّهِيرَةِ إِذَا قَامَتِ الشَّمْسُ وعقَلَ الظلُّ، وَهُوَ مِنَ الْقِيَامِ. وعَيْنٌ قَائِمَة: ذَهَبَ بَصَرُهَا وحدَقَتها صَحِيحَةٌ سَالِمَةٌ. والقَائِم بالدِّين: المُسْتَمْسِك بِهِ الثَّابِتُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزام قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ لَا أخِرَّ إِلَّا قَائِماً؛ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا مِنْ قِبَلِنا فَلَا تَخِرُّ إِلَّا قَائِماً أَيْ لَسْنَا نَدْعُوكَ وَلَا نُبَايِعُكَ إِلَّا قَائِماً أَيْ عَلَى الْحَقِّ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ بَايَعْتُ أَنْ لَا أَمُوتَ إِلَّا ثَابِتًا عَلَى الإِسلام والتمسُّك بِهِ. وكلُ

مَنْ ثَبَتَ عَلَى شَيْءٍ وَتَمَسَّكَ بِهِ فَهُوَ قَائِم عَلَيْهِ. وَقَالَ تَعَالَى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ؛ إِنَّمَا هُوَ مِنَ المُواظبة عَلَى الدِّينِ وَالْقِيَامِ بِهِ؛ الْفَرَّاءُ: القَائِم الْمُتَمَسِّكُ بِدَيْنِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أُمَّة قَائِمَة أَيْ مُتَمَسِّكَةٌ بِدِينِهَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ؛ أَيْ مُواظِباً مُلازِماً، وَمِنْهُ قِيلَ فِي الْكَلَامِ لِلْخَلِيفَةِ: هُوَ القائِمُ بالأَمر، وَكَذَلِكَ فُلَانٌ قَائِمٌ بِكَذَا إِذَا كَانَ حَافِظًا لَهُ مُتَمَسِّكًا بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَائِمُ عَلَى الشَّيْءِ الثَّابِتُ عَلَيْهِ، وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ؛ أَيْ مواظِبة عَلَى الدِّينِ ثَابِتَةٌ. يُقَالُ: قَامَ فُلَانٌ عَلَى الشَّيْءِ إِذَا ثَبَتَ عَلَيْهِ وَتَمَسَّكَ بِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اسْتَقِيموا لقُريش مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ، فإنْ لَمْ يَفْعَلوا فضَعُوا سيُوفَكم عَلَى عَواتِقكم فأَبِيدُوا خضْراءهم ، أَيْ دُوموا لَهُمْ فِي الطَّاعَةِ واثْبُتوا عَلَيْهَا مَا دَامُوا عَلَى الدِّينِ وَثَبَتُوا عَلَى الإِسلام. يُقَالُ: قَامَ واسْتَقَامَ كَمَا يُقَالُ أَجابَ واسْتجابَ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الخَوارِج وَمَنْ يَرى رأْيهم يتأَوَّلونه عَلَى الخُروج عَلَى الأَئمة وَيَحْمِلُونَ قَوْلَهُ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ عَلَى الْعَدْلِ فِي السِّيرة، وَإِنَّمَا الاسْتِقَامَة هَاهُنَا الإِقامة عَلَى الإِسلام، وَدَلِيلُهُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: سيَلِيكم أُمَراءُ تَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الْجُلُودُ وتَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ الْقُلُوبُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفلا نُقاتلهم؟ قَالَ: لَا مَا أَقَامُوا الصَّلَاةَ ، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: الأَئمة مِنْ قُرَيْشٍ أَبرارُها أُمَراءُ أَبرارِها وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجَّارِها ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَوْ لَمْ تَكِلْه لقَامَ لَكُمْ أَيْ دَامَ وَثَبَتَ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَوْ تَرَكَتْه مَا زَالَ قَائِماً ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَها. وقَائِمُ السَّيْفِ: مَقْبِضُه، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ قَائِمَة نَحْوُ قَائِمَةِ الخِوان وَالسَّرِيرِ وَالدَّابَّةِ. وقَوَائِم الخِوان وَنَحْوُهَا: مَا قَامَتْ عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَائِمُ السَّيْفِ وقَائِمَتُه مَقْبِضه. والقَائِمَةُ: وَاحِدَةُ قَوَائِم الدَّوابّ. وقَوَائِم الدَّابَّةِ: أربَعُها، وَقَدْ يُسْتَعَارُ ذَلِكَ فِي الإِنسان؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يَصِفُ السُّيُوفَ: إِذَا هِيَ شِيمتْ فالقَوَائِمُ تَحْتها، ... وإنْ لمْ تُشَمْ يَوْماً علَتْها القَوَائِمُ أَراد سُلَّت. والقَوَائِم: مقَابِض السُّيُوفِ. والقُوَام: داءٌ يأْخذ الْغَنَمَ فِي قَوَائِمِهَا تَقُومُ مِنْهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا فَعل قُوام كَانَ يَعتري هَذِهِ الدَّابَّةِ، بِالضَّمِّ، إِذَا كَانَ يَقُومُ فَلَا يَنْبَعث. الْكِسَائِيُّ: القُوَام داءٌ يأْخذ الشَّاةَ فِي قَوَائِمِهَا تَقُومُ مِنْهُ؛ وقَوَّمْتُ الْغَنَمُ: أَصابها ذَلِكَ فقامت. وقَامُوا بهم: جاؤوهم بأَعْدادهم وأَقرانِهم وأَطاقوهم. وَفُلَانٌ لَا يَقُوم بِهَذَا الأَمر أَيْ لَا يُطِيق عَلَيْهِ، وَإِذَا لَمْ يُطِق الإِنسان شَيْئًا قِيلَ: مَا قَامَ بِهِ. اللَّيْثُ: القَامَةُ مِقدار كَهَيْئَةِ رَجُلٍ يَبْنِي عَلَى شَفِير الْبِئْرِ يُوضَعُ عَلَيْهِ عُودُ البَكْرة، وَالْجَمْعُ القِيَم، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ فَوْقَ سَطْحٍ وَنَحْوِهِ فَهُوَ قَامَة؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الْقَامَةِ غَيْرُ صَحِيحٍ، والقَامَة عِنْدَ الْعَرَبِ الْبَكَرَةُ الَّتِي يُسْتَقَى بِهَا الْمَاءَ مِنَ الْبِئْرِ، وَرُويَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: النَّعامة الْخَشَبَةُ الْمُعْتَرِضَةُ عَلَى زُرْنُوقي الْبِئْرِ ثُمَّ تُعَلَّقُ الْقَامَةُ، وَهِيَ البَكْرة مِنَ النَّعَامَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقامةُ الْبَكَرَةُ يُستقَى عَلَيْهَا، وَقِيلَ: الْبَكَرَةُ وَمَا عَلَيْهَا بأَداتِها، وَقِيلَ: هِيَ جُملة أَعْوادها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَمّا رأَيْتُ أَنَّها لَا قامَهْ، ... وأَنَّني مُوفٍ عَلَى السَّآمَهْ، نزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعامهْ وَالْجَمْعُ قِيَمٌ مِثْلُ تارةٍ وتِيَرٍ، وقَامٌ؛ قَالَ الطِّرِمّاح: ومشَى تُشْبِهُ أَقْرابُه ... ثَوْبَ سَحْلٍ فوقَ أَعوادِ قَامِ

وقال الرَّاجِزُ: يَا سَعْدُ غَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُه، ... يَوْمَ تَلاقى شاؤُه ونَعَمُهْ، واخْتَلَفَتْ أَمْراسُه وقِيَمُهْ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: لَمّا رأَيت أَنها لَا قَامَه قَالَ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلَى أَن قَامَة فِي الْبَيْتِ جَمْعُ قَائِم مِثْلُ بائِع وباعةٍ، كأَنه أَراد لَا قَائِمِينَ عَلَى هَذَا الْحَوْضِ يَسْقُون مِنْهُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الأَصمعي: وقَامَتي رَبِيعةُ بنُ كَعْبِ، ... حَسبُكَ أَخلاقُهمُ وحَسْبي أَيْ رَبِيعة قَائِمُونَ بأَمري؛ قَالَ: وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وإنِّي لابنُ ساداتٍ ... كِرامٍ عنهمُ سُدْتُ وإنِّي لابنُ قَامَاتٍ ... كِرامٍ عنهمُ قُمْتُ أَراد بالقَامَاتِ الَّذِينَ يَقُومُونَ بالأُمور والأَحداث؛ وَمِمَّا يَشْهَدُ بِصِحَةِ قَوْلِ ثَعْلَبٍ أَنَّ القَامَة جَمْعُ قَائِمٍ لَا الْبَكَرَةِ قَوْلُهُ: نَزَعْتُ نَزْعًا زَعْزَعَ الدِّعامه والدِّعامة إِنَّمَا تَكُونُ لِلْبَكَرَةِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ بكْرَةٌ فَلَا دِعَامَةَ وَلَا زعزعةَ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ القَامَة لِلْبَكَرَةِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: إنْ تَسْلَمِ القَامَةُ والمَنِينُ، ... تُمْسِ وكلُّ حائِمٍ عَطُونُ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ ثُمامة الأَرْحبي فِي قَامٍ جَمْعِ قامةِ الْبِئْرِ: قَوْداءَ تَرْمَدُّ مِنْ غَمْزي لَهَا مَرَطَى، ... كأَن هادَيها قَامٌ عَلَى بِيرِ والمِقْوَم: الخَشَبة الَّتِي يُمْسكها الْحَرَّاثُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ أَذِنَ فِي قَطْع المسَدِ والقائمَتينِ مِنْ شَجَرِ الحَرَم ، يُرِيدُ قَائِمَتَيِ الرَّحْل اللَّتَيْنِ تَكُونَانِ فِي مُقَدَّمِه ومُؤَخَّره. وقَيِّمُ الأَمر: مُقِيمهُ. وأمرٌ قَيِّمٌ: مُسْتقِيم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتَانِي مَلَك فَقَالَ: أَنت قُثَمٌ وخُلُقُكَ قَيِّم أَيْ مُسْتَقِيم حسَن. وَفِي الْحَدِيثِ: ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ أَيْ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي لَا زَيْغ فِيهِ وَلَا مَيْل عَنِ الْحَقِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ؛ أَي مُسْتَقِيمَةٌ تُبيّن الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ عَلَى اسْتِواء وبُرْهان؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ؛ أَي دِينُ الأُمةِ الْقَيِّمَةِ بِالْحَقِّ، ويجوز أَن يكن دِينَ المِلة الْمُسْتَقِيمَةِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنَّمَا أَنثه لأَنه أَراد المِلة الْحَنِيفِيَّةَ. والقَيِّمُ: السَّيِّدُ وسائسُ الأَمر. وقَيِّمُ القَوْم: الَّذِي يُقَوِّمُهم ويَسُوس أَمرهم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَفْلَحَ قَوْمٌ قَيِّمَتُهُم امْرَأَةٌ. وقَيِّمُ المرأَةِ: زَوْجُهَا فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وَقَالَ أَبو الْفَتْحِ ابْنُ جِنِّي فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بالمُغْرِب. يُرْوَى أَن جَارِيَتَيْنِ مِنْ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ تَزَوَّجَتَا أَخوين مِنْ بَنِي أَبي بَكْرٍ ابن كِلَابٍ فَلَمْ تَرْضَياهما فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا: أَلا يَا ابْنَةَ الأَخْيار مِن آلِ جَعْفَرٍ ... لَقَدْ ساقَنا منْ حَيِّنا هَجْمَتاهُما أُسَيْوِدُ مِثْلُ الهِرِّ لَا دَرَّ دَرُّه ... وآخَرُ مِثْلُ القِرْدِ لَا حَبَّذا هُما يَشِينانِ وجْهَ الأَرْضِ إنْ يَمْشِيا بِها، ... ونَخْزَى إذَا مَا قِيلَ: مَنْ قَيِّماهُما؟ قَيِّمَاهما: بَعْلاهُما، ثَنَّتِ الهَجّمتين لأَنها أَرادت القِطْعَتَين أَو القَطيعَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امرأَة قَيِّمٌ وَاحِدٌ ؛ قَيِّمُ المرأَةِ: زَوْجُهَا لأَنه

يَقُوم بأَمرها وَمَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَقَامَ بأَمر كَذَا. وَقَامَ الرجلُ عَلَى المرأَة: مانَها. وَإِنَّهُ لَقَوّام عَلَيْهَا: مائنٌ لَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ؛ وَلَيْسَ يُرَادُ هَاهُنَا، وَاللَّهُ أَعلم، القِيام الَّذِي هُوَ المُثُولُ والتَّنَصُّب وَضِدُّ القُعود، إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ قُمْتُ بأَمرك، فَكَأَنَّهُ، وَاللَّهُ أَعلم، الرِّجَالُ مُتكفِّلون بأُمور النساء مَعْنِيُّون بشؤونهن، وَكَذَلِكَ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ؛ أَي إِذَا هَمَمْتم بِالصَّلَاةِ وتَوَجّهْتم إِلَيْهَا بالعِناية وَكُنْتُمْ غَيْرَ مُتَطَهِّرِينَ فَافْعَلُوا كَذَا، لَا بُدَّ مِنْ هَذَا الشَّرْطِ لأَن كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَى طُهر وأَراد الصَّلَاةَ لَمْ يَلْزَمْهُ غَسْل شَيْءٍ مِنْ أَعْضَائِهِ، لَا مرتَّباً وَلَا مُخيراً فِيهِ، فَيَصِيرُ هَذَا كَقَوْلِهِ: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا؛ وَقَالَ هَذَا، أَعني قَوْلَهُ إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَافْعَلُوا كَذَا، وَهُوَ يُرِيدُ إِذَا قُمْتُمْ وَلَسْتُمْ عَلَى طَهَارَةٍ، فَحَذَفَ ذَلِكَ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَحد الِاخْتِصَارَاتِ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ وَهُوَ كَثِيرٌ جِدًّا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: إِذَا مُتُّ فانْعِينِي بِمَا أَنا أَهْلُه، ... وشُقِّي عَلَيَّ الجَيْبَ، يَا ابنةَ مَعْبَدِ تأْويله: فَإِنْ مُتُّ قَبْلَكِ، لَا بُدَّ أَن يَكُونَ الْكَلَامُ مَعْقوداً عَلَى هَذَا لأَنه مَعْلُومٌ أَنه لَا يُكَلِّفُهَا نَعْيَه والبُكاء عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهَا، إِذِ التكليفُ لَا يَصِحُّ إِلَّا مَعَ الْقُدْرَةِ، وَالْمَيِّتُ لَا قُدْرَةَ فِيهِ بَلْ لَا حَياة عِنْدَهُ، وَهَذَا وَاضِحٌ. وأَقامَ الصَّلَاةَ إِقَامةً وإِقَاماً؛ فإِقَامةً عَلَى الْعِوَضِ، وإِقَاماً بِغَيْرِ عِوَضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَقامَ الصَّلاةَ* . وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: مَا أَدري أَأَذَّنَ أَو أَقَامَ؛ يَعْنُونَ أَنهم لَمْ يَعْتَدّوا أَذانَه أَذاناً وَلَا إقامَته إِقَامَةً، لأَنه لَمْ يُوفِّ ذَلِكَ حقَّه، فَلَمَّا وَنَى فِيهِ لَمْ يُثبت لَهُ شَيْئًا مِنْهُ إِذْ قَالُوهَا بأَو، وَلَوْ قَالُوهَا بأَم لأَثبتوا أَحدهما لَا مَحَالَةَ. وَقَالُوا: قَيِّمُ الْمَسْجِدِ وقَيِّمُ الحَمَّام. قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ ابْنُ ماسَوَيْهِ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَن يَكُونَ فِي الشِّتَاءِ كقَيِّم الحَمَّام، وأَما الصَّيْفُ فهو حَمَّام كله وَجَمْعُ قَيِّم عِنْدَ كُرَاعٍ قَامَة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن قَامَة إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ قَائِم عَلَى مَا يَكْثُرُ فِي هَذَا الضَّرْبِ. والمِلَّة القَيِّمة: المُعتدلة، والأُمّة القَيِّمة كَذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ؛ أَيْ الأُمَّة الْقَيِّمَةُ. وَقَالَ أَبو العباس والمبرد: هَاهُنَا مُضْمَرٌ، أَراد ذَلِكَ دِينُ الملَّةِ الْقَيِّمَةِ، فَهُوَ نعت مضمرٍ محذوفٌ محذوقٌ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا مِمَّا أُضيف إِلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ لَفْظَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَا، وَقِيلَ: الْهَاءُ فِي القَيِّمَة لِلْمُبَالَغَةِ، وَدِينٌ قَيِّمٌ كَذَلِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: دِينًا قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ وَقَدْ قُرئ دِيناً قِيَماً أَيْ مُسْتَقِيمًا. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: القَيِّمُ هُوَ المُسْتَقيم، والقِيَمُ: مَصْدَرٌ كالصِّغَر والكِبَر إِلَّا أَنه لَمْ يُقل قِوَمٌ مِثْلَ قَوْلِهِ: لَا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا؛ لأَن قِيَماً مِنْ قَوْلِكَ قَامَ قِيَماً، وقَامَ كَانَ فِي الأَصل قَوَمَ أَو قَوُمَ، فَصَارَ قَامَ فَاعْتَلَّ قِيَم، وأَما حِوَلٌ فَهُوَ عَلَى أَنه جَارٍ عَلَى غَيْرِ فِعْل؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قِيَماً مَصْدَرٌ كَالصِّغَرِ وَالْكِبَرِ، وَكَذَلِكَ دِينٌ قَوِيم وقِوَامٌ. وَيُقَالُ: رُمْحٌ قَوِيمٌ وقَوَامٌ قَوِيمٌ أَي مُسْتَقِيمٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: فَهُمْ ضَرَبُوكُم حِينَ جُرْتم عَنِ الهُدَى ... بأَسْيافهم، حتَّى اسْتَقَمْتُمْ عَلَى القِيَمْ «3» . وَقَالَ حَسَّانُ: وأَشْهَدُ أَنَّكَ، عِنْد المَلِيكِ، ... أُرْسِلْتَ حَقّاً بِدِينٍ قِيَمْ قَالَ: إِلَّا أَنَّ القِيَمَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الِاسْتِقَامَةِ. وَاللَّهُ

_ (3). قوله [ضربوكم حين جرتم] تقدم في هذه المادة تبعاً للأَصل: صرفوكم حين جزتم، ولعله مروي بهما

تَعَالَى القَيُّوم والقَيَّامُ. ابْنُ الأَعرابي: القَيُّوم والقَيَّام والمُدبِّر وَاحِدٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: القَيُّوم والقَيَّام فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وأَسمائه الْحُسْنَى الْقَائِمُ بِتَدْبِيرِ أَمر خَلقه فِي إِنْشَائِهِمْ ورَزْقهم وَعِلْمِهِ بأَمْكِنتهم. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: صُورَةُ القَيُّوم مِنَ الفِعل الفَيْعُول، وَصُورَةُ القَيَّام الفَيْعال، وَهُمَا جَمِيعًا مَدْحٌ، قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ أَكثر شَيْءٍ قَوْلًا للفَيْعال مِنْ ذَوَاتِ الثَّلَاثَةِ مِثْلُ الصَّوَّاغ، يَقُولُونَ الصَّيَّاغ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي القَيِّم: هُوَ مِنَ الْفِعْلِ فَعِيل، أَصله قَوِيم، وَكَذَلِكَ سَيّد سَوِيد وجَيِّد جَوِيد بِوَزْنِ ظَرِيف وكَرِيم، وَكَانَ يَلْزَمُهُمْ أَن يَجْعَلُوا الْوَاوُ أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا ثُمَّ يُسْقِطُوهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الَّتِي بَعْدَهَا، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ صَارَتْ سَيْد عَلَى فَعْل، فَزَادُوا يَاءً عَلَى الْيَاءِ لِيَكْمُلَ بِنَاءُ الْحَرْفِ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قَيِّم وَزْنُهُ فَيْعِل وأَصله قَيْوِم، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالسَّابِقُ سَاكِنٌ أَبدلوا مِنَ الْوَاوِ يَاءً وأَدغموا فِيهَا الْيَاءَ الَّتِي قَبْلَهَا، فَصَارَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي سَيِّدٍ وَجَيِّدٍ وَمَيِّتٍ وَهَيِّنٍ وَلَيِّنٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ فِي أَبنية الْعَرَبِ فَيْعِل، والحَيّ كَانَ فِي الأَصل حَيْواً، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالسَّابِقُ سَاكِنٌ جعلتا يَاءً مُشَدَّدَةً. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: القَيُّوم الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ قَتَادَةُ: القَيُّوم الْقَائِمُ عَلَى خَلْقِهِ بِآجَالِهِمْ وأَعمالهم وأَرزاقهم. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: القَيُّومُ الَّذِي لَا بَدِيء لَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: القَيُّوم الْقَائِمُ عَلَى الأَشياء. الْجَوْهَرِيُّ: وقرأَ عُمَرُ الحيُّ القَيَّام ، وَهُوَ لُغَةٌ، والْحَيُّ الْقَيُّومُ* أَي الْقَائِمُ بأَمر خَلْقِهِ فِي إِنْشَائِهِمْ وَرَزْقِهِمْ وَعِلْمِهِ بمُسْتَقرِّهم وَمُسْتَوْدَعِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: ولكَ الْحَمْدُ أَنت قَيَّام السماواتِ والأَرض ، وَفِي رِوَايَةٍ: قَيِّم ، وَفِي أُخرى: قَيُّوم ، وَهِيَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ، وَمَعْنَاهَا القَيّام بأُمور الْخَلْقِ وَتَدْبِيرِ الْعَالَمِ فِي جَمِيعِ أَحواله، وأَصلها مِنَ الْوَاوِ قَيْوامٌ وقَيْوَمٌ وقَيْوُومٌ، بِوَزْنِ فَيْعالٍ وفَيْعَلٍ وفَيْعُول. والقَيُّومُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ الْمَعْدُودَةِ، وَهُوَ الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ مُطْلَقًا لَا بِغَيْرِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَقُومُ بِهِ كُلُّ مَوْجُودٍ حَتَّى لَا يُتَصوَّر وُجُودُ شَيْءٍ وَلَا دَوَامُ وَجُودِهِ إِلَّا بِهِ. والقِوَامُ مِنَ الْعَيْشِ «1»: مَا يُقيمك. وَفِي حَدِيثِ الْمَسْأَلَةِ: أَو لِذِي فَقْرٍ مُدْقِع حَتَّى يُصِيب قِوَاماً مِنْ عَيْشٍ أَي مَا يَقُومُ بِحَاجَتِهِ الضَّرُورِيَّةِ. وقِوَامُ الْعَيْشِ: عِمَادُهُ الَّذِي يَقُومُ بِهِ. وقِوَامُ الجِسم: تَمَامُهُ. وقِوَام كُلِّ شَيْءٍ: مَا اسْتَقَامَ بِهِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: رأْسُ قِوَامِ الدِّينِ وابنُ رَأْس وإِذا أَصاب البردُ شَجَرًا أَو نَبْتًا فأَهلك بَعْضًا وَبَقِيَ بَعْضٌ قِيلَ: مِنْهَا هامِد وَمِنْهَا قَائِمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وقَوَّمْتُ الشَّيْءَ، فَهُوَ قَوِيم أَيْ مُسْتَقِيمٌ، وَقَوْلُهُمْ مَا أَقْوَمَه شَاذٌّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي كَانَ قِيَاسُهُ أَن يُقَالَ فِيهِ مَا أَشدَّ تَقْويمه لأَن تَقْوِيمَهُ زَائِدٌ عَلَى الثَّلَاثَةِ، وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ قَويم، كَمَا قَالُوا مَا أَشدَّه وَمَا أَفقَره وَهُوَ مَنِ اشْتَدَّ وَافْتَقَرَ لِقَوْلِهِمْ شَدِيدٌ وَفَقِيرٌ. قَالَ: وَيُقَالُ مَا زِلت أُقَاوِمُ فُلَانًا فِي هَذَا الأَمر أَيْ أُنازِله. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن جالَسه أَو قَاوَمَه فِي حَاجَةٍ صابَره. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَاوَمَه فاعَله مِنَ القِيام أَي إِذَا قامَ مَعَهُ لِيَقْضِيَ حاجتَه صبَر عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يقضِيها. وَفِي الْحَدِيثِ: تَسْويةُ الصَّفِّ مِنْ إِقَامَة الصَّلَاةِ أَيْ مِنْ تَمَامِهَا وَكَمَالِهَا، قَالَ: فأَمّا قَوْلُهُ قَدْ قَامَتِ الصلاة فمعناه

_ (1). قوله [والقِوَام من العيش] ضبط القوام في الأَصل بالكسر واقتصر عليه في المصباح، ونصه: والقِوَام، بالكسر، ما يقيم الإِنسان من القوت، وقال أيضاً في عماد الأَمر وملاكه أنه بالفتح والكسر، وقال صاحب القاموس: القوام كسحاب ما يعاش به، وبالكسر، نظام الأَمر وعماده

قامَ أَهلُها أَو حَانَ قِيامهم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فِي الْعَيْنِ القَائِمَة ثُلُث الدِّيَةِ ؛ هِيَ الْبَاقِيَةُ فِي مَوْضِعِهَا صَحِيحَةً وَإِنَّمَا ذَهَبَ نظرُها وإبصارُها. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: رُبَّ قَائِمٍ مَشكورٌ لَهُ ونائمٍ مَغْفورٌ لَهُ أَي رُبَّ مُتَهَجِّد يَستغفر لأَخيه النَّائِمِ فيُشكر لَهُ فِعله ويُغفر لِلنَّائِمِ بِدُعَائِهِ. وَفُلَانٌ أَقْوَمُ كَلَامًا مِنْ فُلَانٍ أَي أَعدَلُ كَلَامًا. والقَوْمُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ جَمِيعًا، وَقِيلَ: هُوَ لِلرِّجَالِ خَاصَّةً دُونَ النِّسَاءِ، ويُقوِّي ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ ؛ أَي رِجَالٌ مِنْ رِجَالٍ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِساء، فَلَوْ كَانَتِ النِّسَاءُ مِنَ الْقَوْمِ لَمْ يَقُلْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ: وَمَا أَدرِي، وسوفَ إخالُ أَدري، ... أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟ وقَوْمُ كُلِّ رَجُلٍ: شِيعته وَعَشِيرَتُهُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء مَعْنَاهُمُ الْجَمْعُ لَا وَاحِدَ لَهُمْ مِنْ لَفْظِهِمْ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنْ نَسَّاني الشَّيْطَانُ شَيْئًا مِنْ صَلَاتِي فليُسبِّح القَوْمُ وليُصَفِّقِ النِّسَاءُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: القَوْم فِي الأَصل مَصْدَرُ قَامَ ثُمَّ غَلَبَ عَلَى الرِّجَالِ دُونَ النساء، ولذلك قابلهن بِهِ، وَسُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بالأُمور الَّتِي لَيْسَ لِلنِّسَاءِ أَن يُقِمْنَ بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: القَوْم الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: وَرُبَّمَا دَخَلَ النِّسَاءُ فِيهِ عَلَى سَبِيلِ التَّبَعِ لأَن قَوْمَ كُلِّ نَبِيٍّ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ، والقَوْم يُذَكَّرُ ويؤَنث، لأَن أَسماء الْجُمُوعِ الَّتِي لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا إِذَا كَانَتْ لِلْآدَمِيِّينَ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ مِثْلَ رَهْطٍ وَنَفَرٍ وقَوْم، قَالَ تَعَالَى: وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ ، فذكَّر، وَقَالَ تَعَالَى: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ، فأَنَّث؛ قَالَ: فَإِنْ صَغَّرْتَ لَمْ تُدْخِلْ فِيهَا الْهَاءَ وَقُلْتَ قُوَيْم ورُهَيْط ونُفَير، وَإِنَّمَا يلحَقُ التأْنيثُ فِعْلَهُ، وَيَدْخُلُ الْهَاءُ فِيمَا يَكُونُ لِغَيْرِ الْآدَمِيِّينَ مِثْلُ الإِبل وَالْغَنَمِ لأَن التَّأْنِيثَ لَازِمٌ لَهُ، وأَما جَمْعُ التَّكْسِيرِ مِثْلَ جِمَالٍ وَمَسَاجِدَ، وَإِنْ ذُكِّرَ وأُنث، فَإِنَّمَا تُرِيدُ الْجَمْعَ إِذَا ذَكَّرْتَ، وَتُرِيدُ الْجَمَاعَةَ إِذَا أَنثت. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ، إِنما أَنَّثَ عَلَى مَعْنَى كَذَّبَتْ جَمَاعَةُ قَوْمِ نُوحٍ، وَقَالَ الْمُرْسَلِينَ، وَإِنْ كَانُوا كَذَّبُوا نُوحًا وَحْدَهُ، لأَن مَنْ كَذَّبَ رَسُولًا وَاحِدًا مِنْ رُسُلِ اللَّهِ فَقَدْ كَذَّبَ الْجَمَاعَةَ وَخَالَفَهَا، لأَن كُلَّ رَسُولٍ يأْمر بِتَصْدِيقِ جَمِيعِ الرُّسُلِ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ كَذَّبَتْ جَمَاعَةٌ الرُّسُلَ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَن الْعَرَبَ تَقُولُ يَا أَيها القَوْم كفُّوا عَنَّا وكُفّ عَنَّا، عَلَى اللَّفْظِ وَعَلَى الْمَعْنَى. وَقَالَ مَرَّةً: الْمُخَاطَبُ وَاحِدٌ، وَالْمَعْنَى الْجَمْعُ، وَالْجَمْعُ أَقْوام وأَقَاوِم وأَقَايِم؛ كِلَاهُمَا عَلَى الْحَذْفِ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ أَنشده يَعْقُوبُ: فإنْ يَعْذِرِ القَلبُ العَشِيَّةَ فِي الصِّبا ... فُؤادَكَ، لَا يَعْذِرْكَ فِيهِ الأَقَاوِمُ وَيُرْوَى: الأَقايِمُ، وَعَنَى بِالْقَلْبِ الْعَقْلَ؛ وأَنشد ابن بري لخُزَز بْنِ لَوْذان: مَنْ مُبْلغٌ عَمْرَو بنَ لَأْيٍ، ... حَيْثُ كانَ مِن الأَقَاوِمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قِيلَ عَنَى بالقَوْم هُنَا الأَنبياء، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، الَّذِينَ جَرَى ذِكْرُهُمْ، آمَنُوا بِمَا أَتى بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَقْتِ مَبْعثهم؛ وَقِيلَ: عَنَى بِهِ مَنْ آمَنَ مِنْ أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأَتباعه، وَقِيلَ: يُعنى بِهِ الْمَلَائِكَةُ فَجَعَلَ الْقَوْمَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ

فصل الكاف

كَمَا جَعَلَ النَّفَرَ مِنَ الْجِنِّ حِينَ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنَّ تَوَلَّى العِبادُ اسْتَبْدَلَ اللَّهُ بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، وَجَاءَ: إِنْ تَوَلَّى أهلُ مَكَّةَ اسْتَبْدَلَ اللَّهُ بِهِمْ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءَ أَيْضًا: يَسْتَبْدِل قَوْماً غَيْرَكُمْ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا أَطْوَعَ لَهُ مِنْكُمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ وناسٌ مِنَ الْجِنِّ وقَوْمٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؛ قَالَ أُمية: وَفِيهَا مِنْ عبادِ اللهِ قَوْمٌ، ... مَلائِكُ ذُلِّلوا، وهُمُ صِعابُ والمَقامُ والمَقَامَة: الْمَجْلِسُ. ومَقَامَات النَّاسِ: مَجالِسُهم؛ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ أَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ: فأَيِّي مَا وأَيُّكَ كَانَ شَرّاً ... فَقِيدَ إِلَى المَقَامَةِ لَا يَراها وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ يَجْتَمِعُونَ فِي مَجْلِسٍ: مَقَامَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: ومَقَامَةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم ... جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ الحَصِير: المَلِك هَاهُنَا، وَالْجَمْعُ مَقَامَات؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِزُهَيْرٍ: وفيهِمْ مَقَامَاتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ، ... وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ ومَقَامَاتُ الناسِ: مَجالِسهم أَيْضًا. والمَقَامَة والمَقَام: الْمَوْضِعُ الَّذِي تَقُوم فِيهِ. والمَقَامَةُ: السّادةُ. وَكُلُّ مَا أَوْجَعَك مِنْ جسَدِك فَقَدْ قَامَ بِكَ. أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ: قَامَ بِي ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقَامَت بِي عَيْنَايَ. ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: القِيامة يَوْمُ الْبَعْثِ يَقُوم فِيهِ الخَلْق بَيْنَ يَدَيِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ يَوْمِ القِيامة فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، قِيلَ: أَصله مَصْدَرُ قَامَ الخَلق مِنْ قُبورهم قِيَامَةً، وَقِيلَ: هُوَ تَعْرِيبُ قِيَمْثَا «2»، وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ بِهَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: وَيَوْمُ القِيَامة يَوْمُ الْجُمُعَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبٍ: أَتَظْلِم رجُلًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ومَضَتْ قُوَيْمَةٌ مِنَ الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة، وَلَمْ يَجِدْه أَبو عُبَيْدٍ، وَكَذَلِكَ مضَى قُوَيْمٌ مِنَ الليلِ، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَي وَقْت غيرُ محدود. فصل الكاف كتم: الكِتْمانُ: نَقِيض الإِعْلانِ، كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْمَاناً واكْتَتَمَه وكَتَّمَه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وكانَ فِي المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَهْ، ... لَيْثاً عَلَى الدَّاهِية المُكَتَّمَهْ وكَتَمَه إِيَّاهُ؛ قَالَ النَّابِغَةِ: كَتَمْتُكَ لَيْلًا بالجَمُومَينِ ساهِراً، ... وهمَّيْن: هَمّاً مُسْتَكِنّاً، وَظَاهِرًا أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي مَا يَرِيبُها، ... ووِرْدَ هُمُومٍ لَا يَجِدْنَ مَصادِرا وكَاتَمَه إِيَّاهُ: ككَتَمَه؛ قَالَ: تَعَلَّمْ، ولوْ كَاتَمْتُه الناسَ، أَنَّني ... عليْكَ، وَلَمْ أَظْلِمْ بذلكَ، عاتِبُ وَقَوْلُهُ: وَلَمْ أَظلم بِذَلِكَ، اعْتِرَاضٌ بَيْنَ أَنّ وخبرِها، وَالِاسْمُ الكِتْمَةُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لحَسن الكِتْمَةِ.

_ (2). قوله [تعريب قيمثا] كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما. ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط

وَرَجُلٌ كُتَمَة، مِثَالُ هُمَزة، إِذَا كَانَ يَكْتُمُ سِرَّه. وكَاتَمَنِي سِرَّه: كتَمه عَنِّي. وَيُقَالُ للفرَس إِذَا ضَاقَ مَنْخِرهُ عَنْ نفَسِه: قَدْ كَتَمَ الرَّبْوَ؛ قَالَ بِشْرٌ: كأَنَّ حَفِيفَ مَنْخِرِه، إِذَا مَا ... كَتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ يَقُولُ: مَنْخِره وَاسِعٌ لَا يَكْتُم الرَّبو إِذَا كتمَ غَيْرَهُ مِنَ الدَّوابِّ نفَسَه مِنْ ضِيق مَخْرَجه، وكَتَمَه عَنْهُ وكَتَمَه إِيَّاهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مُرَّةٌ، كالذُّعافِ، أَكْتُمُها النَّاسَ ... عَلَى حَرِّ مَلَّةٍ كالشِّهابِ وَرَجُلٌ كَاتِمٌ لِلسِّرِّ وكَتُومٌ. وسِرٌّ كَاتِمٌ أَي مَكْتُومٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ومُكَتَّمٌ، بِالتَّشْدِيدِ: بُولِغ فِي كِتْمانه. واسْتَكْتَمه الخَبَر والسِّرَّ: سأَله كَتْمَه. وَنَاقَةٌ كَتُوم ومِكتَامٌ: لَا تَشُول بِذَنَبِهَا عِنْدَ اللَّقاح وَلَا يُعلَم بِحَمْلِهَا، كَتَمَتْ تَكْتُمُ كُتُوماً؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي وَصْفِ فَحْلٍ: فَهْوَ لجَولانِ القِلاصِ شَمّامْ، ... إِذَا سَما فوْقَ جَمُوحٍ مِكْتَامْ ابْنُ الأَعرابي: الكَتِيمُ الجَمل الَّذِي لَا يَرغو. والكَتِيمُ: القَوْسُ الَّتِي لَا تَنشَقُّ. وَسَحَابٌ مَكْتُومٌ «1»: لَا رَعْد فِيهِ. والكَتُوم أَيضاً: النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَرْغُو إِذَا رَكِبَهَا صَاحِبُهَا، وَالْجَمْعُ كُتُمٌ؛ قَالَ الأَعشى: كَتُومُ الرُّغاءِ إِذَا هَجَّرَتْ، ... وكانتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ وَقَالَ آخَرُ: كَتُومُ الهَواجِرِ مَا تَنْبِسُ وَقَالَ الطِّرِمّاح: قَدْ تجاوَزْتُ بِهِلْواعةٍ ... عبْرِ أَسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ «2» . وَنَاقَةٌ كَتُوم: لَا تَرْغُو إِذَا رُكِبت. والكَتُومُ والكَاتِمُ مِنَ القِسِيِّ: الَّتِي لَا تُرِنُّ إِذَا أُنْبِضَتْ، وَرُبَّمَا جَاءَتْ فِي الشِّعْرِ كَاتِمَةً، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا شَق فِيهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا صَدْعَ فِي نَبْعِها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا صَدْعَ فِيهَا كَانَتْ مِنْ نَبْع أَوْ غَيْرِهِ؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: كَتُومٌ طِلاعُ الكفِّ لَا دُونَ مِلْئِها، ... وَلَا عَجْسُها عَنْ مَوْضِعِ الكفِّ أَفْضَلا قَوْلُهُ طِلاعُ الكَفِّ أَيْ مِلْءٌ الْكَفِّ، قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْحَسَنِ أَحَبُّ إليَّ مِنْ طِلاع الأَرض ذَهَبًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ اسْمُ قَوْسِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الكَتُومَ ؛ سُمِّيَتْ بِهِ لانْخِفاضِ صوتِها إِذَا رُمي عَنْهَا، وَقَدْ كَتَمْت كُتُوماً. أَبو عَمْرٍو: كَتَمَتِ المَزادةُ تَكْتُمُ كُتُوماً إِذَا ذَهَبَ مَرَحُها وسَيَلانُ الماءِ مِنْ مَخارِزها أَوّل مَا تُسرَّب، وَهِيَ مَزادة كَتُوم. وسِقاءٌ كَتِيم، وكَتَمَ السِّقاءُ يَكْتُمُ كِتْمَاناً وكُتُوماً: أَمسك مَا فِيهِ مِنَ اللَّبَنِ وَالشَّرَابِ، وَذَلِكَ حِينَ تَذْهَبُ عِينته ثُمَّ يُدْهَنُ السقاءُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِذَا أَرادوا أَنْ يَسْتَقُوا فِيهِ سرَّبوه، وَالتَّسْرِيبُ: أَنْ يصُبُّوا فِيهِ الماءَ بَعْدَ الدُّهْنِ حَتَّى يَكْتُمَ خَرْزُه وَيَسْكُنَ الْمَاءُ ثُمَّ يُسْتَقَى فِيهِ. وخَرْز كَتِيم: لَا يَنْضَح الْمَاءَ وَلَا يُخْرِجُ مَا فِيهِ. والكَاتِم: الخارِز، مِنَ الْجَامِعِ لِابْنِ القَزاز، وأَنشد فِيهِ: وسالَتْ دُموعُ العَينِ ثُمَّ تَحَدَّرَتْ، ... وللهِ دَمْعٌ ساكِبٌ ونَمُومُ

_ (1). قوله [وسحاب مكتوم] كذا في الأَصل وقد استدركها شارح القاموس على المجد، والذي في الصحاح والأَساس: مكتتم (2). قوله [عبر أسفار] هو بالعين المهملة ووقع في هلع بالمعجمة كما وقع هنا في الأَصل وهو تصحيف

فَمَا شَبَّهَتْ إلَّا مَزادة كَاتِمٍ ... وَهَتْ، أَو وَهَى مِنْ بَيْنِهنَّ كَتُومُ وَهُوَ كُلُّهُ مِنَ الكَتم لأَن إِخْفَاءَ الْخَارِزِ لِلْمَخْرُوزِ بِمَنْزِلَةِ الْكَتْمِ لَهَا، وَحَكَى كُرَاعٌ: لَا تسأَلوني عَنْ كَتْمةٍ، بِسُكُونِ التَّاءِ، أَيْ كَلِمَةٍ. وَرَجُلٌ أَكْتَمُ: عَظِيمُ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: شَبْعَانُ. والكَتَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: نَبَاتٌ يُخْلَطُ مَعَ الوسْمة لِلْخِضَابِ الأَسود. الأَزهري: الكَتَم نَبْتٌ فِيهِ حُمرة. وَرُوِيَ عَنْ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه كَانَ يَخْتَضِب بالحِنَّاء والكَتَم ، وَفِي رِوَايَةٍ: يصبُغ بالحِنَاء والكَتَم ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: وشَوَّذَتْ شَمْسُهمْ إِذَا طَلَعَتْ ... بالجِلْب [بالجُلْب] هِفّاً كأَنه كَتَمُ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: يُشْبِهُ أَن يُرَادَ بِهِ اسْتِعْمَالُ الكَتَم مُفْرَدًا عَنِ الْحِنَّاءِ، فَإِنَّ الحِناء إِذَا خُضِب بِهِ مَعَ الْكَتْمِ جَاءَ أَسود وَقَدْ صَحَّ النَّهْيُ عَنِ السَّوَادِ، قَالَ: وَلَعَلَّ الْحَدِيثَ بِالْحِنَّاءِ أَو الكَتم عَلَى التَّخْيِيرِ، وَلَكِنَّ الرِّوَايَاتِ عَلَى اخْتِلَافِهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكَتَّم، مُشَدَّدُ التَّاءِ، وَالْمَشْهُورُ التَّخْفِيفُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُشَبَّب الْحِنَّاءُ بِالْكَتَمِ لِيَشْتَدَّ لَوْنُهُ، قَالَ: وَلَا يَنْبُتُ الْكَتَمُ إلَّا فِي الشَّوَاهِقِ وَلِذَلِكَ يَقِلُّ. وَقَالَ مُرَّةُ: الْكَتَمُ نَبَاتٌ لَا يَسْمُو صُعُداً وَيَنْبُتُ فِي أَصعب الصَّخْرِ فيَتَدلَّى تَدَلِّياً خِيطاناً لِطافاً، وَهُوَ أَخضر وَوَرَقُهُ كَوَرَقِ الْآسِ أَو أَصْغَرَ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ وَوَصَفَ وَعْلًا: ثُمَّ يَنُوش إِذَا آدَ النَّهارُ لَهُ، ... بَعْدَ التَّرَقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَمِ وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ: كُنَّا نَمتشط مَعَ أَسماء قَبْلَ الإِحرام ونَدَّهِنُ بالمَكْتُومة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ دُهن مِنْ أَدْهان الْعَرَبِ أَحمر يُجْعَلُ فِيهِ الزَّعْفَرَانُ، وَقِيلَ: يُجْعَلُ فِيهِ الكَتَم، وَهُوَ نَبْتٌ يُخْلَطُ مَعَ الوسْمة وَيُصْبَغُ بِهِ الشَّعْرُ أَسود، وَقِيلَ: هُوَ الوَسْمة. والأَكْثَم: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ. والأَكثم: الشَّبْعَانُ، بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِيهِمَا بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ أَيضاً وسيأْتي ذِكْرُهُ. ومَكْتُوم وكَتِيمٌ وكُتَيْمَة: أَسماء؛ قَالَ: وأَيَّمْتَ مِنَّا الَّتِي لَمْ تَلِدْ ... كُتَيْمَ بَنِيك، وكنتَ الْحَلِيلَا «1» . أَراد كَتِيمَةً فَرَخَّمَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ اضْطِرَارًا. وابنُ أُم مَكْتُوم: مُؤَذِّنُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُؤَذِّنُ بَعْدَ بِلَالٍ لأَنه كَانَ أَعمى فَكَانَ يَقْتَدِي بِبِلَالٍ. وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ: أَن عَبْدَ الْمَطَّلِبِ رأَى فِي الْمَنَامِ قِيلَ: احْفِر تُكْتَمَ بَيْنَ الفَرْث وَالدَّمِ ؛ تُكْتَمُ: اسْمُ بِئْرِ زَمْزَمَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها كَانَتْ انْدَفَنَتْ بَعْدَ جُرْهُم فَصَارَتْ مَكْتُومَةً حَتَّى أَظهرها عَبْدُ الْمُطَّلِبِ. وبنو كُتَامَة: حَيٌّ مِنْ حِمْيَر صَارُوا إِلَى بَرْبَر حِينَ افْتَتَحَهَا افْرَيْقِسُ الْمَلِكُ، وَقِيلَ: كُتَامَة قَبِيلَةٌ مِنَ الْبَرْبَرِ. وكُتْمان، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: قَدْ صَرَّحَ السَّيرُ عَنْ كُتْمانَ، وابتُذِلَت ... وَقعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيّةِ الذُّقُنِ وكُتْمانُ: اسْمُ ناقة. كثم: الكَثَمة: المرأَة الرَّيَّا مِنْ شَرَابٍ أَو غَيْرِهِ. وَوَطْبٌ أَكْثَم أَي مَمْلُوءٌ، وأَنشد: مُذَمَّمةٌ يُمْسِي ويُصْبِحُ وَطْبُها ... حَراماً عَلَى مُعتَرِّها، وهو أَكْثَمُ

_ (1). قوله [وأيمت] هذا ما في الأَصل، ووقع في نسخة المحكم التي بأيدينا: وأَيتمت، من اليتم

وكَثَمَ آثارَهُم يَكْثِمُها كَثْماً: اقتَصَّها. والكَثْم أَكل القِثَّاء وَنَحْوِهِ مِمَّا تُدْخِلُهُ فِي فِيكَ ثُمَّ تَكْسِرُهُ، كَثَمَه يَكْثِمُه كَثْماً. وأَكْثَمَ الرجلُ فِي مَنْزِلِهِ: توارَى فِيهِ وتَغَيَّب، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والأَكْثَمُ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْوَاسِعُ الْبَطْنِ. والأَكْثَم: الشَّبْعَانُ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِيهِمَا بِالتَّاءِ أَيضاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ: عَنْ ثَعْلَبٍ. وَيُقَالُ: إِنه لأَيْهَمُ أَكْثَمُ، الأَيهم: الأَعمى. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ رَجُلٌ أَكْثَمُ إِذَا امتلأَ بَطْنُهُ مِنَ الشِّبَعِ، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَبات يُسَوِّي بَرْكَها وسَنامَها، ... كأَنْ لَمْ يَجُعْ منْ قَبْلِها وَهُوَ أَكْثَمُ وَطَرِيقٌ أَكْثَمُ: وَاسْعٌ. وكَثَمُ الطَّرِيقِ: وجْهُه وظاهِره. وَيُقَالُ: انْكَثَمُوا عَنْ وَجْهِ كَذَا أَي انْصَرَفُوا عَنْهُ. والكَثَم: الْقُرْبُ كالكَثَب، وَقِيلَ: الْمِيمُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ. يُقَالُ: هُوَ يَرْمِي مِنْ كَثَمٍ وكَثَبٍ أَي قُرْب وتَمَكُّن. وأَكْثَمَ قربتَهُ: مَلأَها. وكَثَمَه عَنِ الأَمر: صَرَفه عَنْهُ. وحمأَةٌ كَاثِمَةٌ «1» وكَثِمَةٌ: غَلِيظَةٌ. وأَكْثَمُ: مِنْ أَسماء الرِّجَالِ. وأَكْثَمُ بْنُ صَيفِيٍّ: أَحَدُ حكام العرب كثحم: رَجُلٌ كُثْحُمُ اللِّحْيَةِ، وَلِحْيَةٌ كُثْحُمَةٌ: وَهِيَ الَّتِي كَثُفَت وقَصُرَت وجَعُدت، وَمِثْلُهَا الكَثَّة. كثعم: الكَعْثَمُ والكَثْعَم: الرَّكَبُ النَّاتِئُ الضَّخم كالكَعْثَبِ. وامرأَة كَعْثَمِ وكَثْعَمٌ إِذَا عظُم ذَلِكَ مِنْهَا كَكَعْثَبٍ وكَثْعَبٍ. وكَثْعَمٌ: الأَسد أَو النَّمر أَو الفَهْد. كحم: الكَحْمُ: لُغَةٌ فِي الكَحْب، وَهُوَ الحِصْرِم، وَاحِدَتُهُ كَحْمَة، يمانية. كحثم: رَجُلٌ كُحْثُمُ اللِّحْيَةِ: كَثِيفُهَا. وَلِحْيَةٌ كُحْثُمَة: قَصُرت وكثُفت وَجَعُدَتْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ في كثحم. كخم: الإِكْخَام: لُغَةٌ فِي الإِكْماخ. ومُلْكٌ كَيْخَمٌ: عَظِيمٌ عَرِيضٌ، وَكَذَلِكَ سُلطان كَيْخَم. قَالَ اللَّيْثُ: الكَيْخَم يُوصَفُ بِهِ المُلك وَالسُّلْطَانُ؛ وأَنشد: قُبَّةَ إسْلامٍ ومُلْكاً كَيْخَما والكَخْمُ: المَنع والدَّفع. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الكَخْمُ دَفْعُكَ إِنْسَانًا عَنْ مَوْضِعِهِ. تَقُولُ: كخَمْتُه كَخْماً إِذَا دَفَعْتَهُ؛ وَقَالَ المَرَّار: إِنِّي أَنا المَرَّارُ غَيْرُ الوَخْمِ، ... وَقَدْ كَخَمْتُ القومَ أَيَّ كَخْمِ أَيْ دفَعْتهم ومنَعْتُهم، وَمِنْهُ قيل للملك: كَيْخم. كدم: الكَدْم: تَمَشْمُشُ العَظم وتَعَرُّقُه، وَقِيلَ: هُوَ العَض بأَدنى الْفَمِ كَمَا يَكْدُمُ [يَكْدِمُ] الحِمار، وَقِيلَ: هُوَ العَض عَامَّةً، كَدَمَهُ يَكْدُمُه ويَكْدِمُه كَدْماً، وَكَذَلِكَ إِذَا أَثَّرْت فِيهِ بِحَدِيدَةٍ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: سَقَتْهُ إياةُ الشمسِ إلَّا لِثاتِه ... أُسِفَّ، وَلَمْ تَكْدِمْ [تَكْدُمْ] عَلَيْهِ، بإثْمِدِ وَإِنَّهُ لَكَدَّامٌ وكَدُوم أَيْ عَضُوض. والكَدْم والكَدَمُ؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: أَثَرُ الْعَضِّ، وَجَمْعُهُ كُدُوم. والكَدْم: اسْمُ أَثر الكَدْم. يُقَالُ: بِهِ كُدُومٌ. والمُكَدَّمُ، بِالتَّشْدِيدِ: المُعضَّض. وَحِمَارٌ مُكَدَّم: مُعَضَّضٌ. وتَكَادَمَ الفرسانِ: كَدَم أَحدهما صَاحِبَهُ. والكُدَامَةُ: مَا يُكْدَم مِنَ الشَّيْءِ أَيْ يُعض فيُكْسَر، وَقِيلَ: هُوَ بَقِيَّةُ كُلِّ شَيْءٍ

_ (1). قوله" وحمأة كَاثِمَة" كذا في الأَصل بالحاء، والذي في المجد وتكملة الصاغاني وتهذيب الأَزهري: وكمأة بالكاف، واغتر السيد مرتضى بما في نسخة اللسان فخطَّأ المجد.

أُكِل، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بَقِي مِنْ مَرْعانا كُدَامَة أَيْ بَقِيَّةٌ تَكْدمها المالُ بأَسنانها وَلَا تَشبع مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الْعُرَنِيِّينَ: فَلَقَدْ رأَيتهم يَكْدِمُون الأَرض بأَفواههم أَيْ يَقْبِضُونَ عَلَيْهَا ويَعَضُّونها، وَالدَّوَابُّ تُكادِمُ الحشيشَ بأَفواهها إِذَا لَمْ تَسْتَمْكِنْ مِنْهُ. والكُدَم: الْكَثِيرُ الكَدْم، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي عَض الجَراد وأَكلها لِلنَّبَاتِ. والكُدَمُ: مِنْ أَحْناش الأَرض. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه سُمِّيَ بِذَلِكَ لِعَضِّهِ. والكُدَم والمِكْدَم: الشَّدِيدُ القِتال. وَرَجُلٌ مُكَدَّمٌ إِذَا لَقِيَ قِتالًا فأَثَّرت فِيهِ الْجِرَاحُ. وكَدَمَ الصيْدَ كَدْماً إِذَا جدَّ فِي طَلَبِهِ حَتَّى يَغْلِبَهُ. وكَدَمْتُ الصيدَ أَي طرَدْته. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا طَلَبَ حَاجَةً لَا يُطلب مَثَلُهَا: لَقَدْ كَدَمْتَ فِي غير مَكْدَمٍ [مَكْدِمٍ]. والكُدْمَة، بِضَمِّ الْكَافِ: الشَّدِيدُ الأَكل؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: يَا أَيُّها الحَرْشَف ذُو الأَكْلِ الكُدَمْ والحَرْشفُ: الْجَرَادُ. وكَدَمْتَ غَيْرَ مَكْدَم أَيْ طَلَبْتَ غَيْرَ مَطْلَب. وَمَا بِالْبَعِيرِ كَدْمَة أَيْ أُثْرة وَلَا وَسْمٌ، والأُثرة أَنْ يُسْحَى بَاطِنُ الْخُفِّ بِحَدِيدَةٍ. وفَنِيقٌ مُكْدَمٌ أَيْ فَحْلٌ غَلِيظٌ، وَقِيلَ: صُلْب؛ قَالَ بِشْرٌ: لَوْلا تُسَلِّي الهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرةٍ ... عَيْرانةٍ، مثلِ الفَنِيقِ المُكْدَم ابْنُ الأَعرابي: نَعْجَةٌ كَدِمَةٌ غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: كأَنَّه شَلَّالُ عاناتٍ كُدُمْ قَالَ: حِمَارٌ كَدِمٌ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَالْجَمْعُ كُدُم. وعَير مُكْدَم: غَلِيظٌ شَدِيدٌ. وقَدَحٌ مُكْدَم: زُجاجه غَلِيظٌ. وأَسِير مُكْدَم: مَصْفُودٌ مَشْدُودٌ بالصِّفاد؛ هَذِهِ الثَّلَاثَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفَحْلٌ مُكَدَّم ومُكْدَم إِذَا كَانَ قَوِيًّا قَدْ نُيِّب فِيهِ. وأُكْدِم الأَسير إِذَا اسْتُوثِق مِنْهُ. وكِساء مُكْدَم: شديد الفتل، وكذلك الحبْ. والكَدَمَة، بِفَتْحِ الدَّالِّ: الْحَرَكَةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَلَيْسَتْ بِصَحِيحَةٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي ذَلِكَ: لَمَّا تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَتَمَهْ، ... سَمعتُ مِن فَوْق البُيوتِ كَدَمَهْ وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي حَذَمَ. والكُدَام: رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فِي بَعْضِ جَسَدِهِ فَيُسَخِّنُونَ خِرقة ثُمَّ يَضَعُونَهَا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَشْتَكِي. وكَدَمُ السَّمُرِ: ضَرْبٌ مِنَ الجَنادب. وكِدَامٌ ومُكَدَّمٌ وكُدَيْمٌ: أَسماء. كرم: الكَريم: مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وأَسمائه، وَهُوَ الْكَثِيرُ الْخَيْرِ الجَوادُ المُعطِي الَّذِي لَا يَنْفَدُ عَطاؤه، وَهُوَ الْكَرِيمُ الْمُطْلَقُ. والكَرِيم: الْجَامِعُ لأَنواع الْخَيْرِ والشرَف وَالْفَضَائِلِ. والكَريم. اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحْمَد، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ حَمِيدُ الفِعال وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ الْعَظِيمِ. ابْنُ سِيدَهْ: الكَرَم نَقِيضُ اللُّؤْم يَكُونُ فِي الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آبَاءٌ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْلِ والإِبل وَالشَّجَرِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْجَوَاهِرِ إِذَا عَنَوُا العِتْق، وأَصله فِي النَّاسِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أَنْ يَرِقَّ جِلْدُهُ ويَلِين شَعْرُهُ وتَطِيب رَائِحَتُهُ. وَقَدْ كَرُمَ الرَّجُلُ وَغَيْرُهُ، بِالضَّمِّ، كَرَماً وكَرَامَة، فَهُوَ كَرِيم وكَرِيمَةٌ وكِرْمَةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمَة «2». وكُرَامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامَةٌ، وَجَمْعُ الكَرِيم كُرَماء وكِرام، وَجَمْعُ الكُرَّام كُرَّامون؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّر كُرَّام

_ (2). قوله [ومَكْرَم ومَكْرَمَة] ضبط في الأَصل والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم

اسْتَغْنَوْا عَنْ تَكْسِيرِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ؛ وَإِنَّهُ لكَرِيم مِنْ كَرَائِم قَوْمِهِ، عَلَى غَيْرِ قياس؛ حكى ذَلِكَ أَبو زَيْدٍ. وَإِنَّهُ لَكَرِيمة مِنْ كَرائم قَوْمِهِ، وَهَذَا عَلَى الْقِيَاسِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ رَجُلٌ كَرِيم وَقَوْمٌ كَرَمٌ كَمَا قَالُوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، وَنِسْوَةٌ كَرَائِم. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: وَرَجُلٌ كَرَمٌ: كَرِيمٌ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، تَقُولُ: امرأَة كَرمٌ وَنِسْوَةٌ كَرَمٌ لأَنه وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْحُوحٍ «1» الشَّيْبَانِيُّ: كَذَا ذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَذَكَرَ أَيضاً أَنَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ تَيْم اللَّاتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، اسْمُهُ عِيسَى، وَكَانَ يُلَوَّمُ فِي نُصرة أَبي بِلَالٍ مِرْدَاسِ بْنِ أُدَيَّةَ، وأَنه مَنَعَتْهُ الشَّفَقَةُ عَلَى بَنَاتِهِ، وَذَكَرَ الْمُبَرِّدُ فِي أَخبار الْخَوَارِجِ أَنه لأَبي خَالِدٍ القَناني فَقَالَ: وَمِنْ طَريف أَخبار الْخَوَارِجِ قَوْلُ قَطَرِيِّ بْنِ الفُجاءة المازِني لأَبي خَالِدٍ القَناني: أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ، ... وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ عَلَى الهُدَى، ... وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبو خَالِدٍ: لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً ... بَناتي، أَنَّهُنَّ مِنَ الضِّعافِ مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي، ... وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي، ... فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ ولَوْلا ذاكَ قَدْ سَوَّمْتُ مُهْري، ... وَفِي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا، ... وصارَ الحيُّ بَعدَك فِي اخْتِلافِ؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالنَّحْوِيُّونَ يُنْكِرُونَ مَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا يُقَالُ رَجُلٌ كَرِيم وَقَوْمٌ كِرَام كَمَا يُقَالُ صَغِيرٌ وَصِغَارٌ وَكَبِيرٌ وكِبار، وَلَكِنْ يُقَالُ رَجُلٌ كَرَمٌ وَرِجَالٌ كَرَمٌ أَيْ ذَوُو كَرَم، وَنِسَاءٌ كَرَمٌ أَيْ ذَوَاتُ كرَم، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ عَدْل وَقَوْمٌ عَدْلٌ، وَرَجُلٌ دَنَفٌ وحَرَضٌ، وَقَوْمٌ حَرَضٌ ودَنَفٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، قَالَ: وكُرَام، بِالتَّخْفِيفِ، أَبْلَغُ فِي الْوَصْفِ وَأَكْثَرُ مِنْ كَرِيمٍ، وكُرَّام، بِالتَّشْدِيدِ، أَبلغ مِنْ كُرَام، ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف، وَالْجَمْعُ الكُرَّامُون. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الكُرَام، بِالضَّمِّ، مِثْلُ الكَرِيم فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْكَرَمِ قُلْتَ كُرَّام، بِالتَّشْدِيدِ، والتَّكْرِيمُ والإِكْرَامُ بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ مِنْهُ الكَرَامَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبو المُثَلم: ومَنْ لَا يُكَرِّمْ نفْسَه لَا يُكَرَّم «2» . ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَمِمَّا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إِظْهَارُهُ وَلَكِنَّهُ فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ قَوْلُكَ كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يَقُولُ أَكْرَمَك اللَّهُ وأَدام لَكَ كَرَماً، وَلَكِنَّهُمْ خَزَلُوا الْفِعْلَ هُنَا لأَنه صَارَ بَدَلًا مِنْ قَوْلِكَ أَكْرِمْ بِهِ وأَصْلِف، وَمِمَّا يُخَصُّ بِهِ النِّدَاءُ قَوْلُهُمْ يَا مَكْرَمان؛ حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ، وَقَدْ حُكِيَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ فَقِيلَ رَجُلٌ مَكْرَمَان؛ عَنْ أَبي الْعَمَيْثَلِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ حَكَاهَا أَيضاً أَبو حَاتِمٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يَا مَكرَمَان، بِفَتْحِ الرَّاءِ، نَقِيضُ قَوْلِكَ يَا مَلأَمان مِنَ اللُّؤْم والكَرَم. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن رَجُلًا أَهدى إِلَيْهِ رَاوِيَةَ خَمْرٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمها، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَفلا أُكارِمُ بِهَا يَهودَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي حرَّمها حرَّم أَنْ يُكارَم بِهَا ؛ المُكارَمَةُ: أَن تُهْدِيَ لإِنسانٍ شيئاً

_ (1). قوله [مسحوح] كذا في الأَصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات (2). هذا الشطر لزهير من معلقته

ليكافِئَك عَلَيْهِ، وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ الكَرَم، وأَراد بِقَوْلِهِ أُكَارِمُ بِهَا يَهُودَ أَيْ أُهْديها إِلَيْهِمْ ليُثِيبوني عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ دُكَيْنٍ: يَا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ، ... إنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَطَنِ بْنِ دارِمِ، أَطْلُبُ دَيْني مِنْ أَخٍ مُكارِمِ أَرَادَ مِنْ أَخٍ يُكافِئني عَلَى مَدْحي إِيَّاهُ، يَقُولُ: لَا أَطلب جَائِزَتَهُ بِغَيْرِ وَسِيلة. وكَارَمْتُ الرَّجُلَ إِذَا فاخَرْته فِي الْكَرَمِ، فكَرَمْته أَكْرُمُه، بِالضَّمِّ، إِذَا غَلَبْتَهُ فِيهِ. والكَرِيم: الصَّفُوح. وكَارَمَنِي فكَرَمْته أَكْرُمُه: كَنْتُ أَكْرَمَ مِنْهُ. وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمَه: أَعْظَمه ونزَّهه. وَرَجُلٌ مِكْرَام: مُكْرِمٌ وَهَذَا بِنَاءٌ يَخُصُّ الْكَثِيرَ. الْجَوْهَرِيُّ: أَكْرَمْتُ الرَّجُلَ أُكْرِمُه، وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجْتِمَاعَ الْهَمْزَتَيْنِ فَحَذَفُوا الثَّانِيَةَ، ثُمَّ أَتبعوا بَاقِيَ حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ الْهَمْزَةَ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ، أَلَا تَرَاهُمْ حَذَفُوا الْوَاوَ مِنْ يَعِد اسْتِثْقَالًا لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ ثُمَّ أَسقطوا مَعَ الأَلف وَالتَّاءِ وَالنُّونِ؟ فَإِنِ اضْطَرَّ الشَّاعِرُ جَازَ لَهُ أَن يَرُدَّهُ إِلَى أَصله كَمَا قَالَ: فَإِنَّهُ أَهل لأَن يُؤَكْرَما فأَخرجه عَلَى الأَصل. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَه لِي، وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ؛ قَالَ الأَخفش: وقرأَ بَعْضُهُمْ ومَن يُهِن اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَم، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَيْ إكْرام، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ مُخْرَج ومُدْخَل. وَلَهُ عليَّ كَرَامَةٌ أَي عَزازة. واسْتَكْرَمَ الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وَجَدَهُ كَذَلِكَ. وَلَا أَفْعلُ ذَلِكَ وَلَا حُبّاً وَلَا كُرْماً وَلَا كُرْمَةً وَلَا كَرَامَةً كُلُّ ذَلِكَ لَا تُظهر لَهُ فِعْلًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَفْعَلُ ذَلِكَ وكَرَامَةً لَكَ وكُرْمَى لَكَ وكُرْمَةً لَكَ وكُرْماً لَكَ، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عَيْنٍ ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍ «1». وَيُقَالُ: نَعَمْ وحُبّاً وكَرَامةً؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْمَاناً، بِالضَّمِّ، وحُبّاً وكُرْمَة. وَحُكِيَ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبي زِيَادٍ: لَيْسَ ذَلِكَ لَهُمْ وَلَا كُرْمَة. وتَكَرَّمَ عَنِ الشَّيْءِ وتَكَارَمَ: تَنزَّه. اللَّيْثُ: تَكَرَّمَ فُلَانٌ عَمَّا يَشِينه إِذَا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عَنِ الشَّائِنَاتِ، والكَرَامَةُ: اسْمٌ يُوضَعُ للإِكرام «2»، كَمَا وُضِعَتِ الطَّاعةُ مَوْضِعَ الإِطاعة، والغارةُ مَوْضِعَ الإِغارة. والمُكَرَّمُ: الرَّجُلُ الكَرِيم عَلَى كُلِّ أَحد. وَيُقَالُ: كَرُمَ الشيءُ الكَرِيمُ كَرَماً، وكَرُمَ فُلَانٌ عَلَيْنَا كَرَامةً. والتَّكَرُّمُ: تَكَلَّفَ الكَرَم؛ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ: تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى ... أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بأَنْ يتَكَرَّمَا والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَاحِدَةُ المَكَارِمِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلَّا مَعُونٌ مِنَ العَوْنِ، لأَنَّ كُلَّ مَفْعُلة فَالْهَاءُ لَهَا لَازِمَةٌ إِلَّا هَذَيْنِ؛ قَالَ أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني: مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي، ... ليَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعالِ مَكْرُمِ وَيُرْوَى: نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء فِي الْيَوْمِ الْيَمِي وَقَالَ جَمِيلٌ: بُثَيْنَ الْزَمي لَا، إنَّ لَا، إنْ لَزِمْتِه، ... عَلَى كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَكْرُمٌ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ ومَعُونٌ جمع

_ (1). قوله [ونعامى عين] زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم، وبعدها: نعام عين أي بالفتح (2). قوله [يوضع للإِكرام] كذا بالأَصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع الإِكرام

مَعُونةٍ. والأُكْرُومَة: المَكْرُمةُ. والأُكْرُومةُ مِنَ الكَرَم: كالأُعْجُوبة مِنَ العَجَب. وأَكْرَمَ الرَّجُلُ: أَتى بأَولاد كِرام. واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً كَرِيمًا. وَفِي الْمَثَلِ: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إنَّ اللهَ يقولُ إِذَا أَنا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمته وَهُوَ بِهَا ضَنِين فصَبرَ لِي لَمْ أَرْض لَهُ بِهَا ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ ، وَبَعْضُهُمْ رَوَاهُ: إِذَا أَخذت مِنْ عَبْدِي كَرِيمتَيْه ؛ قَالَ شمر: قال إسحق بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ بَعْضُهُمْ يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يُرِيدُ عَيْنَهُ، قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ كَرِيمَتَيْهِ فَهُمَا الْعَيْنَانِ، يُرِيدُ جَارِحَتَيْهِ أَيِ الْكَرِيمَتَيْنِ عَلَيْهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يَكْرُمُ عَلَيْكَ فَهُوَ كَرِيمُكَ وكَرِيمَتُك. قَالَ شَمِرٌ: وكلُّ شَيْءٍ يَكْرُمُ عَلَيْكَ فَهُوَ كَرِيمُك وكَرِيمَتُك. والكَرِيمَةُ: الرَّجُلُ الحَسِيب؛ يُقَالُ: هُوَ كَرِيمَة قَوْمِهِ؛ وأَنشد: وأَرَى كَرِيمَكَ لَا كَرِيمَةَ دُونَه، ... وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ «1» . أَراد مَنْ يَكْرمُ عَلَيْكَ لَا تدَّخر عَنْهُ شَيْئًا يَكْرُم عَلَيْكَ. وأَما قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُؤمن بَيْنَ كَرِيمَين ، فَقَالَ قَائِلٌ: هَمَّا الْجِهَادُ وَالْحَجُّ، وَقِيلَ: بَيْنَ فَرَسَيْنِ يَغْزُو عَلَيْهِمَا، وَقِيلَ: بَيْنَ أَبوين مؤْمنين كَرِيمَيْنِ، وَقِيلَ: بَيْنَ أَب مُؤْمن هُوَ أَصله وَابْنٍ مؤْمن هُوَ فَرْعُهُ، فَهُوَ بَيْنُ مُؤْمِنَيْنِ هُمَا طَرَفاه وَهُوَ مؤْمن. والكَرِيم: الَّذِي كَرَّم نفْسَه عَنِ التَّدَنُّس بشيءٍ مِنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ. وَيُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنه أَكْرَم جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ فبَسط لَهُ رداءَه وَعِمَمَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: إِذَا أَتاكم كَرِيمَةُ قَوْمٍ فأَكْرِمُوه أَيْ كَرِيمُ قَوْمٍ وشَريفُهم، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ صَخْرٌ: أَبى الفَخْرَ أَنِّي قَدْ أَصابُوا كَرِيمَتِي، ... وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا يعني بقوله كَرِيمَتِي أَخاه مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو. وأَرض مَكْرَمَةٌ «2» وكَرَمٌ: كَرِيمَةٌ طَيِّبَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ المَعْدُونة المُثارة، وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم. والكَرَمُ: أَرض مُثَارَةٌ مُنَقَّاةٌ مِنَ الْحِجَارَةِ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْبُقْعَةِ الطَّيِّبَةِ التُّربةِ العَذاة المنبِت هَذِهِ بُقْعَة مَكْرَمة. الْجَوْهَرِيُّ: أَرض مَكْرَمة لِلنَّبَاتِ إِذَا كَانَتْ جَيِّدَةً لِلنَّبَاتِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: المَكْرُمُ المَكْرُمَة، قَالَ: وَلَمْ يَجِئْ مَفْعُل لِلْمُذَكَّرِ إِلَّا حَرْفَانِ نَادِرَانِ لَا يُقاس عَلَيْهِمَا: مَكْرُمٌ ومَعُون. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَة ومَعُونة، قَالَ: وَعِنْدَهُ أَنَّ مفْعُلًا لَيْسَ مِنْ أَبنية الْكَلَامِ، وَيَقُولُونَ لِلرَّجُلِ الكَريم مَكْرَمَان إِذَا وَصَفُوهُ بِالسَّخَاءِ وَسِعَةِ الصَّدْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ حَسَنٌ مَا فِيهِ، ثُمَّ بَيَّنَتْ مَا فِيهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ؛ وَقِيلَ: أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ، عَنَتْ أَنه جَاءَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ كَرِيمٍ، وَقِيلَ: كِتَابٌ كَريم أَيْ مَخْتُوم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الكَرِيم تَابِعًا لِكُلِّ شَيْءٍ نَفَتْ عَنْهُ فِعْلًا تَنْوِي بِهِ الذَّم. يقال: أَسَمِين هَذَا؟ فَيُقَالُ: مَا هُوَ بسَمِين وَلَا كَرِيم وَمَا هَذِهِ الدَّارُ بِوَاسِعَةٍ وَلَا كَرِيمَةٍ. وَقَالَ: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ ؛ أَي قُرْآنٌ يُحمد مَا فِيهِ مِنَ الهُدى وَالْبَيَانِ وَالْعِلْمِ والحِكمة.

_ (1). قوله [منقع الأجواد] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش (2). قوله [وأرض مَكْرَمَة] ضبطت الراء في الأَصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه: هي بالضم والفتح

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً ؛ أَي سَهْلًا ليِّناً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً ؛ أَيْ كَثِيرًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً ؛ قَالُوا: حسَناً وَهُوَ الْجَنَّةُ. وَقَوْلُهُ: هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ ؛ أَيْ فضَّلْت. وَقَوْلُهُ: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ؛ أَي الْعَظِيمِ. وَقَوْلُهُ: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ؛ أَيْ عَظِيمٌ مُفْضِل. والكَرْمُ: شَجَرَةُ الْعِنَبِ، وَاحِدَتُهَا كَرْمَة؛ قَالَ: إِذَا مُتُّ فادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها وَقِيلَ: الكَرْمة الطَّاقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الكَرْم، وَجَمْعُهَا كُرُوم. وَيُقَالُ: هَذِهِ الْبَلْدَةُ إِنَّمَا هِيَ كَرْمَة وَنَخْلَةٌ، يُعنَى بِذَلِكَ الْكَثْرَةَ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: هِيَ أَكثر الأَرض سَمْنة وعَسَلة، قَالَ: وَإِذَا جادَت السماءُ بالقَطْر قِيلَ: كَرَّمَت. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ ؛ قَالَ الأَزهري: وَتَفْسِيرُ هَذَا، وَاللَّهُ أَعلم، أَنَّ الكَرَمَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ مَنْ آمَنَ بِهِ وأَسلم لأَمره، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقام مُقام الْمَوْصُوفِ فَيُقَالُ: رَجُلٌ كَرَمٌ وَرَجُلَانِ كَرَمٌ وَرِجَالٌ كَرَمٌ وامرأَة كَرَمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يؤَنث لأَنه مَصْدَرٌ أُقيمَ مُقام الْمَنْعُوتِ، فَخَفَّفَتِ الْعَرَبُ الكَرْم، وَهُمْ يُرِيدُونَ كَرَم شَجَرَةِ الْعِنَبِ، لِمَا ذُلِّل مِنْ قُطوفه عِنْدَ اليَنْع وكَثُرَ مِنْ خَيْرِهِ فِي كُلِّ حَالٍ وأَنه لَا شَوْكَ فِيهِ يُؤْذي الْقَاطِفَ، فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ تَسْمِيَتِهِ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنه يَعْتَصِرُ مِنْهُ الْمُسْكِرَ الْمَنْهِيَّ عَنْ شُرْبِهِ، وأَنه يُغَيِّرُ عَقْلَ شَارِبِهِ وَيُورِثُ شربُه العدواة والبَغْضاء وَتَبْذِيرَ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَقَالَ: الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَحق بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: يُسَمَّى الكَرْمُ كَرْماً لأَن الْخَمْرَ الْمُتَّخَذَةَ مِنْهُ تَحُثُّ عَلَى السَّخَاءِ والكَرَم وتأْمر بمَكارِم الأَخلاق، فَاشْتَقُّوا لَهُ اسْمًا مِنَ الكَرَم لِلْكَرَمِ الَّذِي يَتَوَلَّدُ مِنْهُ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ، صَلَّى الله عليه وسلم، إن يُسَمَّى أَصل الْخَمْرِ بِاسْمٍ مأْخوذ مِنَ الكَرَم وَجَعَلَ المؤْمن أَوْلى بِهَذَا الِاسْمِ الحَسن؛ وأَنشد: والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الكَرَمِ وَكَذَلِكَ سُمِّيَتِ الْخَمْرُ رَاحًا لأَنَّ شَارِبَهَا يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَراد أَنْ يُقَرِّرَ ويسدِّد مَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ ، بِطَرِيقَةٍ أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وَلَيْسَ الْغَرَضُ حَقِيقَةَ النَّهْيِ عَنْ تَسْمِيَةِ الْعِنَبِ كَرْماً، وَلَكِنَّ الإِشارة إِلَى أَن الْمُسْلِمَ التَّقِيَّ جَدِيرٌ بأَن لَا يُشارَك فِيمَا سَمَّاهُ اللَّهُ بِهِ؛ وَقَوْلُهُ: فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَي إِنَّمَا الْمُسْتَحِقُّ لِلِاسْمِ المشتقِّ مِنَ الكَرَمِ الرَّجلُ الْمُسْلِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ الكَرِيمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ لأَنه اجْتَمَعَ لَهُ شَرَف النُّبُوَّةِ والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق والعَدل ورِياسة الدُّنْيَا وَالدِّينِ، فَهُوَ نبيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنُ نبيٍّ ابْنُ نَبِيٍّ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي النُّبُوَّةِ. وَيُقَالُ للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: واتَّقِ كَرَائِمَ أَموالهم أَيْ نَفائِسها الَّتِي تتعلَّق بِهَا نفْسُ مَالِكِهَا، ويَخْتَصُّها لَهَا حَيْثُ هِيَ جَامِعَةٌ لِلْكَمَالِ المُمكِن فِي حَقِّهَا، وَوَاحِدَتُهَا كَرِيمة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فِيهِ الكَرِيمَةُ أَيِ الْعَزِيزَةُ عَلَى صَاحِبِهَا. والكَرْمُ: القِلادة مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقِيلَ: الكَرْم نَوْعٌ مِنَ الصِّياغة الَّتِي تُصاغُ فِي المَخانِق، وَجَمْعُهُ كُرُوم؛ قَالَ: تُباهِي بصَوْغ مِنْ كُرُوم وفضَّة يُقَالُ: رأَيت فِي عُنُقها كَرْماً حَسَنًا مِنْ لؤلؤٍ؛

قَالَ الشَّاعِرُ: ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه ... تَرائبَ لَا شُقْراً، يُعَبْنَ، وَلَا كُهْبا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى، ... عَدُوسُ السُّرَى لَا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها ثالبة الشوء: مُشَقَّقَةُ الْقَدَمَيْنِ؛ وأَنشد أَيضاً لَهُ فِي أُم البَعِيث: إِذَا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ ... طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُرُومُها والكَرْمُ: ضَرْب مِنَ الحُلِيِّ وَهُوَ قِلادة مِنْ فِضة تَلْبَسها نِسَاءُ الْعَرَبِ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الكَرْم شَيْءٌ يُصاغ مِنْ فِضَّةٍ يُلبس فِي الْقَلَائِدِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ تَقْوِيَةً لِهَذَا: فَيَا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه ... بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ وَقَالَ آخَرُ: تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ، ... مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: كَرِيم الخِلِّ لَا تُخادِنُ أَحداً فِي السِّرِّ ؛ أَطْلَقَت كَرِيماً عَلَى المرأَة وَلَمْ تقُل كرِيمة الْخَلِّ ذِهَابًا بِهِ إِلَى الشَّخْصِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَلَا يُجلس عَلَى تَكْرِمَتِه إِلَّا بِإِذْنِهِ ؛ التَّكْرِمَةُ: الْمَوْضِعُ الخاصُّ لِجُلُوسِ الرَّجُلِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ سَرِير مِمَّا يُعدّ لإِكرامه، وَهِيَ تَفْعِلة مِنَ الْكَرَامَةِ. والكَرْمَةُ: رأْس الْفَخْذِ الْمُسْتَدِيرُ كأَنه جَوْزة وَمَوْضِعُهَا الَّذِي تَدُورُ فِيهِ مِنَ الوَرِك القَلْتُ؛ وَقَالَ فِي صِفَةِ فَرَسٍ: أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه ... إِلَى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ مَاؤُهُ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ سَحَابًا: وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبابُ ... مِنْه، وكُرِّمَ مَاءً صَرِيحا وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: وغُرِّم مَاءً صَرِيحا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنَّ غُرِّم خَطَأٌ وَإِنَّمَا هُوَ وكُرِّم مَاءً صَريحا؛ وَقَالَ أَيضاً: يُقَالُ لِلسَّحَابِ إِذَا جَادَ بِمَائِهِ كُرِّم، وَالنَّاسُ عَلَى غُرِّم، وَهُوَ أَشْبَهُ بِقَوْلِهِ: وَهَى خَرْجُه. الْجَوْهَرِيُّ: كَرُمَ السَّحابُ إِذَا جَاءَ بِالْغَيْثِ. والكَرَامَةُ: الطَّبَق الَّذِي يُوضَعُ عَلَى رأْس الحُبّ والقِدْر. وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الكرامةَ، وَهُوَ مِثْلُ النُّزُل، قَالَ: وسأَلت عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ فلم يُعرف. وكَرْمان وكِرْمان: مَوْضِعٌ بِفَارِسَ؛ قَالَ ابْنُ بري: وكَرْمَانُ اسْمُ بَلَدٍ، بِفَتْحِ الْكَافِ، وَقَدْ أُولِعت الْعَامَّةُ بِكَسْرِهَا، قَالَ: وَقَدْ كَسَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ رَحَبَ فَقَالَ يَحكي قَوْلَ نَصر بْنِ سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ فِي طاعة الكِرْمَانيّ؟ والكَرْمةُ: مَوْضِعٍ أَيْضًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ أَبي خِراش: وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ، ... وَمَا عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ قِيلَ: أَراد الكَرْمة فَجَمَعَهَا بِمَا حَوْلَهَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا بَعِيدٌ لأَن مِثْلَ هَذَا إِنَّمَا يُسَوَّغُ فِي الأَجناس الْمَخْلُوقَاتِ نَحْوَ بُسْرَة وبُسْر لَا فِي الأَعلام، وَلَكِنَّهُ حَذَفَ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ وأَجْراه مُجْرى مَا لَا هَاءَ فِيهِ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ «3» فِي الكُرْم:

_ (3). قوله [أبو ذؤيب إلخ] انفرد الأزهري بنسبة البيت لأبي ذؤيب، إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة أنه لأبي خِرَاشٍ

وأَيقنتُ أَن الْجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ، ... وَمَا عشتُ عَيْشًا مِثْلَ عيشكَ بالكُرْم قَالَ: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ كَرُمَتْ أَرضُ فُلَانٍ العامَ، وَذَلِكَ إِذَا سَرْقَنَها فَزَكَا نَبْتُهَا. قَالَ: وَلَا يَكْرُم الحَب حَتَّى يَكُونَ كَثِيرَ العَصْف يَعْنِي التِّبْن وَالْوَرَقَ. والكُرْمةُ: مُنْقَطَع الْيَمَامَةِ فِي الدَّهناء؛ عَنِ ابن الأَعرابي. كرتم: الكِرْتِيمُ: الفَأْس العَظيمة لَهَا رأْس وَاحِدٌ، وَقِيلَ: هِيَ نَحْوُ المِطْرقة. والكُرْتُوم: الصَّفا مِنَ الْحِجَارَةِ، وحَرَّةُ بَنِي عُذرة تُدعَى كُرْتُوم؛ وأَنشد: أَسْقاكِ كلُّ رائِحٍ هَزِيمِ، ... يَتْرُكُ سَيْلًا جارِحَ الكُلُومِ، وناقِعاً بالصَّفْصَفِ الكُرْتُومِ كردم: الكَرْدَمُ والكُرْدُوم: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ الضَّخم. والكَرْدَمَةُ: عَدْوُ القَصير. وكَرْدَمَ الحِمارُ وكَرْدَحَ إِذَا عَدا عَلَى جَنْبٍ وَاحِدٍ. والكَرْدَمَة: الشَّدُّ الْمُتَثَاقِلُ، وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْن الكَرْدَحَة وَهِيَ الإِسراع. وتَكَرْدَمَ فِي مِشْيته: عَدَا مِن فَزَع. والكَرْدَمَة: عَدْوُ الْبَغْلِ، وَقِيلَ الإِسراع. الأَزهري: الكَرْمحة والكرْبَحة فِي العَدْو دُونَ الكَرْدَمَة وَلَا يُكَرْدِم إِلَّا الْحِمَارُ وَالْبَغْلُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَرْدَم الشُّجَاعُ؛ وأَنشد: وَلَوْ رَآهُ كَرْدَمٌ لكَرْدَما أَيْ لَهَرَبَ. وَيُقَالُ: كَرْدَمْتُ القَومَ إِذَا جمعتَهم وعَبَّأْتَهم فَهُمْ مُكَرْدَمون؛ قَالَ: إِذَا فَزِعُوا يَسْعَى إِلَى الرَّوْعِ مِنْهُمُ، ... بِجُرْدِ القَنا، سَبْعون أَلفاً مُكَرْدَما قَالَ: وَقَوْلُ ابْنِ عَتَّابِ تِسْعُونَ أَلْفًا مُكَرْدَما أَيْ مُجْتمِعاً. وكَرْدَمَ الرجلُ إِذَا عَدا فأَمْعَن، وَهِيَ الكَرْدَمة. والمُكَرْدِمُ: النَّفُور. والمُكَرْدِم أَيضاً: المُتَذَلِّل المُتَصاغر. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: كَرْدَمَ ضَرط؛ وأَنشد: ولَو رَآنا كردمٌ لَكَرْدَمَا، ... كَرْدَمةَ العَيْرِ أَحَسَّ ضَيْغَما وكَرْدَم: اسْمُ رَجُلٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: وَلَمَّا رأَيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى ... بَخيلٌ، ذَكَرْنا لَيْلَة الهَضْب كَرْدَما كرزم: رَجُلٌ مُكَرْزَم: قَصِيرٌ مُجْتَمِع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكَرْزَمُ القَصير الأَنف؛ قَالَ خُلَيْدٌ الْيَشْكُرِيُّ: فتِلْكَ لَا تُشبِه أُخْرَى صِلْقِما ... صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كَرْزَما والكَرْزَم: فأْس مَفْلُولة الْحَدِّ، وَقِيلَ: الَّتِي لَهَا حَدٌّ كالكَرْزَنِ، وَهِيَ الكِرْزِيمُ أَيضاً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: مَاذَا يَرِيبُكَ مَنْ خِلّ عَلِقْتُ بِهِ؟ ... إنَّ الدُّهُورَ عَلَينا ذاتُ كِرْزِيمِ «1» . أَيْ تَنْحَتُنا بالنَّوائب والهُموم كَمَا يُنْحت الْخَشَبُ بِهَذِهِ القَدُوم، وَالْجَمْعُ الكَرازِم، وَقِيلَ: هُوَ الكَرْزَن؛ وَقَالَ جَرِيرٌ فِي الكَرازِم الفُؤوس يَهْجُو الْفَرَزْدَقَ: عَنِيفٌ بِهَزِّ السيفِ قَيْنُ مُجاشِعٍ، ... رفِيقٌ بِأخْراتِ الفُؤوس الكَرازِم وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ لِجَرِيرٍ: وأَوْرَثَكَ القَيْنُ العَلاةَ ومِرْجَلًا، ... وتَقْوِيمَ إصْلاحِ الفُؤوس الكَرازِمِ «2».

_ (1). قوله [من خل] في التكملة والأزهري: من خلم أي بالكسر أَيضاً وهو الصديق (2). قوله [وتقويم إصلاح الفؤوس] كذا بالأَصل، والذي في ديوان جرير وفي الصحاح للجوهري: وإصلاح أخرات الفؤوس

والكَرْزَمُ والكَرْزَنُ: الفأْس. والكِرْزِم: الشِّدَّةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ، وَهِيَ الكَرَازِم عَلَى الْقِيَاسِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: أَنْ الدُّهُورَ عَلَيْنَا ذَاتُ كِرْزِيم أَراد بِهِ الشِّدَّةَ، فكَرَازِيمُ إِذَا جُمِعَ عَلَى الْقِيَاسِ. والكَرْزَمَةُ: أَكل نِصف النَّهَارِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ. وكَرْزَمٌ: اسْمٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ كَرْزَم، يُصَغَّرُ كُرَيْزِماً. ابْنُ الأَعرابي: الكَرْزَمُ الْكَثِيرُ «1» الأَكل. كرشم: الكَرْشَمَةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ. وقَبَّحَ اللهُ كَرْشَمَتَه أَي وَجْهَهُ. والكُرْشُوم: القَبِيح الْوَجْهِ. وكِرْشِم: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، لأَن يَعْقُوبَ زَعَمَ أَنَّ مِيمَهُ زَائِدَةٌ اشْتَقَّهُ مِنَ الكَرِش. كركم: الكُرْكُمُ: نَبْت. وثَوب مُكَرْكَمٌ: مَصبوغ بالكُرْكُم، وَهُوَ شَبِيهٌ بالوَرْس، قَالَ: والكُرْكُم تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الزَّعْفَران؛ وأَنشد: قامَ عَلَى المَركُوِّ ساقٍ يُفْعِمُهْ، ... يَرُدُّ فِيهِ سُؤْرَه ويَثْلِمُهْ مُخْتَلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ، ... فَرِيحُه يَدْعُو عَلَى مَنْ يَظْلِمُهْ يَصِفُ عَرُوسًا ضعُف عَنِ السَّقْيِ فَاسْتَعَانَ بعِرْسِه. وَفِي الْحَدِيثِ: فعادَ لَوْنُه كأَنه كُرْكُمة ، قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ. قَالَ: والكُرْكُمَانِيُّ دَوَاءٌ مَنْسُوبٌ إِلَى الكُرْكُم وَهُوَ نَبْت شَبِيهٌ بالكَمُّون يُخْلَط بالأَدْوِية؛ وتوهَّم الشَّاعِرُ أَنه الْكَمُّونُ فَقَالَ: غَيْباً أُرَجِّيهِ ظُنونَ الأَظْننِ ... أَمانيَ الكُرْكُمِ، إذْ قَالَ اسْقِني وَهَذَا كَمَا تَقُولُ أَماني الْكَمُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْكُرْكُمُ الزَّعْفَرَانُ، الْقِطْعَةُ مِنْهُ كُرْكُمة، بِالضَّمِّ، وَبِهِ سُمِّيَ دَواء الْكُرْكُمِ، وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ للبَعِيث يَصِفُ قَطاً: سَماوِيّةٌ كدْرٌ، كأَنَّ عُيونها ... يُذافُ بِه وَرْسٌ حَدِيثٌ وكُرْكُمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ الكُرْكُم عُروق صُفْرٌ مَعْرُوفَةٌ وَلَيْسَ مِنْ أَسماء الزَّعْفَرَانِ؛ وَقَالَ الأَغلب: فبَصُرَتْ بِعَزَبٍ مُلَوَّمِ، ... فأَخَذَتْ مِنْ رادِنٍ وكُرْكُمِ وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَا هُوَ وجبريل يَتَحادثانِ تغَيَّر وَجْهُ جِبْرِيلَ حَتَّى عَادَ كأَنه كُرْكُمَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ وَاحِدَةُ الكُرْكُم وَهُوَ الزَّعْفَرَانُ، وَقِيلَ: الْعُصْفُرُ، وَقِيلَ: شَيْءٌ كَالْوَرْسِ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الْمِيمُ مَزِيدَةٌ لِقَوْلِهِمْ للأَحمر كُرْكٌ. في الْحَدِيثِ حِينَ ذَكَرَ سَعْدَ بن معاذ: فَعادَ ولونُه كالكُرْكُمة ، وَزَعَمَ السِّيرَافِيُّ أَن الكُرْكُم والكُرْكُمان الرِّزْقُ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ وأَنشد: كُلُّ امرِئٍ مُشَمِّرٌ لِشانِه، ... لِرِزْقِه الغادِي وكُرْكُمَانِه وَبَيْتُ الِاسْتِشْهَادِ فِي التَّهْذِيبِ: رَيْحانه الْغَادِي وكُرْكُمَانه قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي نُسْخَةٍ الكُرْكُم اسم العِلْك. كزم: كَزِمَ الرجُل كَزَماً، فَهُوَ كَزِمٌ: هَابَ التقَدُّمَ عَلَى الشَّيْءِ مَا كَانَ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَكْزَمْتُ عَنِ الطَّعَامِ وأَقْهَمْتُ وأَزْهَمْت إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ حَتَّى لَا يَشْتَهِيَ أَن يَعُودَ فِيهِ. ورجل كَزْمان وزَهْمان

_ (1). قوله [الكَرْزَمُ الكثير إلخ] هكذا ضبط في التكملة والتهذيب وضبطه المجد بالضم

وقَهْمان ودَقْيان. والكَزَمُ: قِصَر فِي الأَنف قَبِيحٌ وَقِصَرٌ فِي الأَصابع شَدِيدٌ. والكَزَمُ فِي الأُذن والأَنف وَالشَّفَةِ واللَّحْي وَالْيَدِ وَالْفَمِ وَالْقَدَمِ: القِصَرُ والتَّقَلُّص وَالِاجْتِمَاعُ. تَقُولُ: أَنْفٌ أَكْزَمُ وَيَدٌ كَزْماء. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الْبَخِيلِ: أَكْزَمُ اليدِ، وَقَدْ كَزَّمَ العَملُ والقُرُّ بنانَه؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ: بِهَا يَدَعُ القُرُّ البنَانَ مُكَزَّماً، ... وَكَانَ أَسِيلًا قَبْلَها لَمْ يُكَزَّمِ مُكَزَّم: مُقَفَّع. وَرَجُلٌ أَكْزَمُ الأَنف: قَصِيرُهُ، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الكَزَمُ قِصَر الأُذن إِلَّا مِنَ الْخَيْلِ، وَقِيلَ: الكَزَمُ قِصَرُ الأَنف كُلِّهِ وَانْفِتَاحُ المَنْخِرَيْنِ. والكَزَمُ: خُرُوجُ الذَّقَنِ مَعَ الشَّفَةِ السُّفْلَى وَدُخُولُ الشَّفَةِ الْعُلْيَا، كَزِمَ كَزَماً وَهُوَ أَكْزَم. وَيُقَالُ كَزَمَ فُلَانٌ يَكْزِمُ كَزْماً إِذَا ضَمَّ فَاهُ وَسَكَتَ، فَإِنْ ضَمَّ فَاهُ عَنِ الطَّعَامِ قِيلَ: أَزَمَ يأْزِمُ. وَوَصَفَ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلًا يُذَمّ فَقَالَ: إِنْ أُفِيضَ فِي الْخَيْرِ كَزَمَ وضَعُف واسْتَسْلَم أَيْ إِنْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي خَيْرٍ سَكَتَ فَلَمْ يُفِض مَعَهُمْ فِيهِ كأَنه ضَمَّ فَاهُ فَلَمْ يَنطِق. وَيُقَالُ: كَزَمَ الشيءَ الصُّلْبَ كَزْماً إِذَا عَضَّهُ عَضًّا شَدِيدًا. وكَزَمَ الشيءَ يَكْزِمُه كَزْماً: كَسَرَهُ بِمُقَدَّمِ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: كَزَمَ شَيْئًا بِمُقَدَّمِ فِيهِ أَيْ كَسَرَهُ وَاسْتَخْرَجَ مَا فيه ليأْكله. والكَزَمُ: غِلَظُ الجَحْفلة وَقِصَرُهَا. يُقَالُ: فَرَسٌ أَكْزَمُ بيِّن الكَزَم. والعَيْرُ يَكْزِمُ مِنَ الحَدَج: يَكْسِرُ فيأْكل. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الكَزَم والقَزَمِ ؛ فالكَزَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الأَكل، وَالْمَصْدَرُ سَاكِنٌ مِنْ قَوْلِكَ كَزَمَ فُلَانٌ الشَّيْءَ بِفِيهِ كَزْماً إِذَا كَسَرَهُ، وَالِاسْمُ الكَزَمُ. وَقَدْ كَزَمَ الشَّيْءَ بِفِيهِ يَكْزِمُه كَزْماً إِذَا كَسَرَهُ وَضَمَّ فَمَهُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الكَزَمُ الْبُخْلُ. يُقَالُ: هُوَ أَكْزَمُ البنانِ أَيْ قَصِيرُهَا، كَمَا يُقَالُ جَعْدُ الكَفِّ. ابْنُ الأَعرابي: الكَزَمُ أَنْ يُرِيدَ الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ وَالْمَعْرُوفَ فَلَا يَقْدِر عَلَى دِينَارٍ وَلَا دِرْهَمٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَكُنْ بالكَزِّ وَلَا المُنْكَزِم ؛ فالكَزُّ: المُعَبِّس فِي وُجُوهِ السَّائِلِينَ، والمُنْكَزِم: الصغيرُ الْكَفِّ الصَّغِيرُ القَدَم؛ وقولُ ساعِدةَ بْنِ جُؤيَّةَ: أُتِيحَ لَهَا شَثْنُ البَنانِ مُكَزَّمٌ، ... أَخُو حُزَنٍ قَدْ وقَّرَتْه كُلُومُها عَنَى بالمُكَزَّم الَّذِي أَكلت أَظفارَه الصخْرُ. والكَزُوم مِنَ الإِبل: الهَرِمة مِنَ النُّوقِ الَّتِي لَمْ يَبْقَ فِي فِيهَا نَابٌ، وَقِيلَ: وَلَا سِنَّ مِنَ الهَرَم، نَعْتٌ لَهَا خَاصَّةً دُونَ الْبَعِيرِ. وَيُقَالُ: مَنْ يَشْتَرِي نَاقَةً كَزوُماً، وَقِيلَ: هِيَ المسنَّة فَقَطْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا قَرَّبَ اللهُ محَلَّ الفَيْلَمِ، ... والدِّلقِمِ النابِ الكَزُومِ الضِّرْزِم وكُزَيْم وكُزْمان: اسمان. كسم: ابْنُ الأَعرابي: الكَسْمُ الكَدُّ عَلَى الْعِيَالِ مِنْ حَرَامٍ أَو حَلَالٍ، وَقَالَ: كَسَمَ وكَسَبَ وَاحِدٌ. والكَسْم: البَقية تَبْقى فِي يَدِكَ مِنَ الشَّيْءِ الْيَابِسِ. والكَسْمُ: فَتُّك الشَّيْءَ بِيَدِكَ وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ شَيْءٍ يَابِسٍ، كَسَمَه يَكْسِمُه كَسْماً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وحامِل القِدْر أَبو يَكْسُوم يُقَالُ: جَاءَ يَحْمِل القِدْر إِذَا جَاءَ بِالشَّرِّ. والكَيْسُوم: الْكَثِيرُ مِنَ الْحَشِيشِ، ولُمْعة أُكْسُوم وكَيْسُوم؛ أَنشد أَبُو حَنِيفَةَ: باتَتْ تُعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ، ... ومِنْ حَليّ وَسْطَه كَيْسُومِ الأَصمعي: الأَكَاسِمُ اللُّمَعُ مِنَ النَّبْتِ الْمُتَرَاكِبَةِ.

يُقَالُ: لُمْعةٌ أُكْسُومٌ أَي مُتراكِمة؛ وأَنشد: أَكَاسِماً للِطَّرْفِ فِيهَا مُتَّسَعْ، ... ولِلأَيُولِ الآيلِ الطَّبّ فَنَعْ وَقَالَ غَيْرُهُ: رَوْضَةٌ أُكْسُومٌ ويَكْسُوم أَي نَدِيَّة كَثِيرَةٌ، وأَبو يَكْسُوم مِنْ ذَلِكَ: صَاحِبُ الْفِيلِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَوْ كَانَ حَيٌّ فِي الْحَيَاةِ مُخَلَّداً، ... فِي الدَّهْر، أَلْفاه أَبو يَكْسُوم وكَيْسُوم، فَيْعُول: مِنْهُ. وخَيْل أَكَاسِمُ أَي كَثِيرَةٌ يَكَادُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَكَيْسَمٌ: أَبو بَطْنٍ مِنَ الْعَرَبِ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وكَيْسُومٌ: اسْمٌ وَهُوَ أَيضاً مَوْضِعٌ، مُعَرَّب. ويَكْسُوم: اسْمٌ أَعجمي. ويَكْسُوم: موضع. كسعم: الكُعْسُوم: الحِمار، بالحِمْيرية. وَيُقَالُ: بَلِ الكُسْعُوم، والأَصل فِيهِ الكُسْعة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَجَمْعُ الكُسْعُوم كَسَاعِيم، سُمِّيَتْ كُسْعُوماً لأَنها تُكْسَع مِن خَلْفِها. كشم: كَشَمَ أَنفَه: دَقَّه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكَشَمَ أَنفَه يَكْشِمُهُ كَشْماً: جَدَعه. والكَشْم: قَطْع الأَنف بِاسْتِئْصَالٍ. وأَنْفٌ أَكْشَم وكَشِمٌ: مَقْطُوعٌ مِنْ أَصْلِهِ، وَقَدْ كَشِمَ كَشَماً. وحَنَكٌ أَكْشَم: كالأَكَسِّ. وأُذُنٌ كَشْمَاء: لَمْ يُبِنِ القطعُ مِنْهَا شَيْئًا، وَهِيَ كالصَّلْماء، وَالِاسْمُ الكَشْمَة «2». والكَشَم: نُقْصَانُ الخَلْق والحَسَب. والأَكْشَم: النَّاقِصُ الخَلْق، وَرَجُلٌ أَكْشَم بَيِّن الكَشَم، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ النُّقْصَانُ أَيضاً فِي الحَسَب. ابْنُ سِيدَهْ: الأَكْشَم النَّاقِصُ فِي جِسْمِهِ وحَسَبه؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَهْجُو ابْنَهُ الَّذِي كَانَ مِنَ الأَسلمية: غلامٌ أَتَاهُ اللُّؤم مِنْ نَحْوِ خَالِهِ، ... لَهُ جانبٌ وافٍ وآخَرُ أَكْشَمُ أَيْ أَبوه حُرٌّ وأُمُّه أَمَة، فَقَالَتِ امرأَته تُنَاقِضُهُ: غُلَامٌ أَتاه اللُّؤمُ مِنْ نَحْو عَمِّه، ... وأَفضَلُ أَعْراقِ ابْنِ حَسَّانَ أَسْلَمُ وكَشَمَ القِثَّاءَ والجَزَر: أَكله أَكلًا عَنِيفًا. والكَشْمُ: اسْمُ الفَهْد، وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الأَكْشَم الفَهْد، والأُنثى كَشْمَاء، وَالْجَمْعُ كُشْمٌ. وكَيْشَم: اسم. كصم: الكَصْمُ: العَضُّ. وكَصَمَه كَصْماً: دفَعه بِشِدَّةٍ أَو ضَرَبَهُ بِيَدِهِ. وكَصَمَ يَكْصِمُ «3» كَصْماً: نَكَص وولَّى مُدْبِرًا؛ وأَنشد بَعْضُ الرُّوَاةِ لعَدِيّ: وأَمَرْناهُ بِهِ مِنْ بَيْنِها، ... بَعْدَ ما انْصاعَ مُصِرّاً أَوْ كَصَمْ أَيْ دَفَع بِشِدَّةٍ، وَقِيلَ: عَضَّ، وَقِيلَ: نَكَصَ. قَالَ أَبُو نَصْرٍ: كَصَمَ كُصُوماً إِذَا وَلَّى وأَدبرَ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: قَصَم رَاجِعًا وكَصَمَ رَاجِعًا إِذَا رَجَعَ مِنْ حَيْثُ شَاءَ وَلَمْ يتِمَّ إِلَى حَيْثُ قَصَد، وأَنشد بَيْتَ عَدِيٍّ. والمُكَاصَمَة: كِنَايَةٌ عَنِ النِّكَاحِ، وَاللَّهُ أَعلم. كظم: اللَّيْثُ: كَظَمَ الرَّجُلُ غيظَه إِذَا اجْتَرَعَهُ. كَظَمَه يَكْظِمُه كَظْماً: ردَّه وحبَسَه، فَهُوَ رَجُلٌ كَظِيمٌ، وَالْغَيْظُ مَكْظُوم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي الْحَابِسِينَ الْغَيْظَ لَا يُجازُون عَلَيْهِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ أُعِدَّتِ الْجَنَّةُ لِلَّذِينِ جَرَى ذِكْرُهُمْ وَلِلَّذِينِ يَكْظِمُون الْغَيْظَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا

_ (2). قوله [والاسم الكَشْمَة] كذا ضبط في الأَصل، وبالتحريك ضبط في المحكم (3). قوله [وكَصَمَ يَكْصِمُ] ضبط في الأَصل كما ترى فهو من باب ضرب وأطلق في القاموس

مِنْ جُرْعة يَتَجَرَّعُها الإِنسان أَعظم أَجراً مِنْ جُرْعة غَيْظٍ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَيُقَالُ: كَظَمْت الْغَيْظَ أَكْظِمُه كَظْماً إِذَا أَمسكت عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَظَمَ غَيْظًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ؛ كَظْمُ الْغَيْظِ: تجرُّعُه وَاحْتِمَالُ سَبَبِهِ وَالصَّبْرُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحدكم فليَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ أَيْ ليحبسْه مَهْمَا أَمكنه. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: لَهُ فَخْرٌ يَكْظِم عَلَيْهِ أَيْ لَا يُبْديه وَيُظْهِرُهُ، وَهُوَ حَسَبُه. وَيُقَالُ: كَظَمَ البعيرُ عَلَى جِرَّته إِذَا ردَّدها فِي حَلْقِهِ. وكَظَمَ البعيرُ يَكْظِمُ كُظُوماً إِذَا أَمسك عَنِ الجِرّة، فَهُوَ كَاظِمٌ. وكَظَمَ البعيرُ إِذَا لَمْ يَجْتَرَّ؛ قَالَ الرَّاعِي: فأَفَضْنَ بَعْدَ كُظومِهِنَّ بِجِرَّةٍ ... مِنْ ذِي الأَبارِقِ، إِذْ رَعَيْنَ حَقِيلا ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ: فأَفضن بَعْدَ كُظُومِهِنَّ بجِرّة أَيْ دَفَعَتِ الإِبل بِجِرَّتِهَا بَعْدَ كُظُومِهَا، قَالَ: والكَاظِم مِنْهَا الْعَطْشَانُ الْيَابِسُ الْجَوْفِ، قَالَ: والأَصل فِي الكَظْم الإِمساك عَلَى غَيْظٍ وَغَمٍّ، والجِرَّة مَا تُخْرِجُهُ مِنْ كُرُوشِهَا فتَجْتَرُّ، وَقَوْلُهُ: مِنْ ذِي الأَبارق مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ الجِرّة أَصلها مَا رَعَتْ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، وحَقِيل: اسْمُ مَوْضِعٍ. ابْنُ سِيدَهْ: كَظَمَ الْبَعِيرُ جِرَّته ازْذَرَدَها وَكَفَّ عَنْ الِاجْتِرَارِ. وَنَاقَةٌ كَظُوم وَنُوقٌ كُظُوم: لَا تجتَرُّ، كَظَمَتْ تَكْظِمُ كُظُوماً، وإبل كُظُوم. تقول: أَرَى الإِبل كُظُوماً لَا تَجْتَرُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الكُظُوم جَمْعِ كَاظِم قَوْلُ المِلْقَطي: فهُنَّ كُظُومٌ مَا يُفِضْنَ بجِرَّةٍ، ... لَهُنَّ بمُسْتَنِّ اللُّغام صَرِيف والكَظَم: مَخْرَج النَّفَسِ. يُقَالُ: كَظَمَنِي فُلَانٌ وأَخذ بكَظَمِي. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَخذت بكِظام الأَمر أَيْ بِالثِّقَةِ، وأَخذ بكَظَمِهِ أَيْ بِحَلْقِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: أَخذت بكَظَمِهِ أَيْ بمَخْرجَ نَفَسه، وَالْجَمْعُ كِظَام. وَفِي الْحَدِيثِ: لعلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ أَمر هَذِهِ الأُمة وَلَا يُؤْخَذُ بأَكْظَامها ؛ هِيَ جَمْعُ كَظَم، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ مَخْرَجُ النفَس مِنَ الْحَلْقِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ: لَهُ التَّوْبَةُ مَا لَمْ يُؤْخَذْ بكَظَمِهِ أَيْ عِنْدَ خُرُوجِ نفْسه وَانْقِطَاعِ نَفَسه. وأَخَذَ الأَمرُ بكَظَمِه إِذَا غمَّه؛ وَقَوْلُ أَبي خِراش: وكلُّ امْرِئٍ يَوْمًا إِلَى اللَّهِ صَائِرٌ ... قَضَاءً، إِذَا مَا كَانَ يُؤْخَذُ بالكَظْم أَراد الكَظَم فَاضْطَرَّ، وَقَدْ دَفَعَ ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: أَلَا تَرَى أَن الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي فَخِذ فَخْذ وَفِي كَبِد كَبْد لَا يَقُولُونَ فِي جَمَل جَمْل؟ وَرَجُلٌ مَكْظُومٌ وكَظِيمٌ: مَكْرُوبٌ قَدْ أَخذ الغمُّ بكَظَمه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* . والكُظُوم: السُّكوت. وَقَوْمٌ كُظَّمٌ أي ساكنون؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ورَبِّ أَسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... عنِ اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وَقَدْ كُظِمَ وكَظَمَ عَلَى غَيْظِهِ يَكْظِمُ كَظْماً، فَهُوَ كَاظِمٌ وكَظِيم: سَكَتَ. وَفُلَانٌ لَا يَكْظِمُ عَلَى جِرَّتِه أَيْ لَا يَسْكُتُ عَلَى مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ بِهِ؛ وَقَوْلُ زِيَادِ بْنِ عُلْبة الْهُذَلِيِّ: كَظِيمَ الحَجْلِ واضِحةَ المُحَيَّا، ... عَديلةَ حُسْنِ خَلْقٍ فِي تَمامِ عَنى أَنَّ خَلخالها لَا يُسْمع لَهُ صَوْتٌ لِامْتِلَائِهِ. والكَظِيمُ: غَلَق الْبَابِ. وكَظَمَ البابَ يَكْظِمُهُ كَظْماً: قَامَ عَلَيْهِ فأَغلقَه بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِ نَفْسِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: كَظَمْتُ البابَ أَكْظِمُهُ إِذَا قُمت عَلَيْهِ

فَسَدَدْتَهُ بِنَفْسِكَ أَوْ سَدَدْتَهُ بِشَيْءٍ غَيْرِكَ. وكلُّ مَا سُدَّ مِنْ مَجْرى مَاءٍ أَوْ بَابٍ أَوْ طَريق كَظْمٌ، كأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. والكِظَامَةُ والسِّدادةُ: مَا سُدَّ بِهِ. والكِظَامَةُ: القَناة الَّتِي تَكُونُ فِي حَوَائِطِ الأَعناب، وَقِيلَ: الكِظَامَة رَكايا الكَرْم وَقَدْ أَفضى بعضُها إِلَى بَعْضٍ وتَناسقَت كَأَنَّهَا نَهْرٌ. وكَظَمُوا الكِظَامَة: جَدَروها بجَدْرَين، والجَدْر طِين حافَتِها، وَقِيلَ: الكِظَامَة بِئْرٌ إِلَى جَنْبِهَا بِئْرٌ، وَبَيْنَهُمَا مَجْرَى فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَفِي الْمُحْكَمِ: بَطْنُ الأَرض أَيْنَمَا كَانَتْ، وَهِيَ الكَظِيمَة. غَيْرُهُ: والكِظَامَة قَناة فِي بَاطِنِ الأَرض يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتى كِظَامَةَ قَوْمٍ فتوضَّأَ مِنْهَا ومسَح عَلَى خُفَّيْه؛ الكِظَامَةُ: كالقَناة، وَجَمْعُهَا كَظَائِم. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سأَلت الأَصمعي عَنْهَا وَأَهْلَ الْعِلْمِ مِنْ أَهل الْحِجَازِ فَقَالُوا: هِيَ آبَارٌ مُتَنَاسِقَةٌ تُحْفَر ويُباعَد مَا بَيْنَهَا، ثُمَّ يُخْرق مَا بَيْنَ كُلِّ بِئْرَيْنِ بِقَنَاةٍ تؤَدِّي الْمَاءَ مِنَ الأُولى إِلَى الَّتِي تَلِيهَا تَحْتَ الأَرض فَتَجْتَمِعُ مِيَاهُهَا جَارِيَةً، ثُمَّ تَخْرُجُ عِنْدَ مُنْتَهَاهَا فتَسِحُّ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمَاءُ إِلَى آخِرِهِنَّ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ عَوَزِ الْمَاءِ لِيَبْقَى فِي كُلِّ بِئْرٍ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَهلُها لِلشُّرْبِ وسَقْيِ الأَرض، ثُمَّ يَخْرُجُ فَضْلُهَا إِلَى الَّتِي تَلِيهَا، فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَقِيلَ: الكِظَامَةُ السِقاية. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو: إِذَا رأَيت مَكَّةَ قَدْ بُعِجَتْ كَظَائِمَ وَسَاوَى بِناؤُها رؤوسَ الْجِبَالِ فَاعْلَمْ أَنَّ الأَمر قَدْ أَظَلَّك ؛ وَقَالَ أَبو إسحق: هِيَ الكَظِيمَة والكِظَامَةُ مَعْنَاهُ أَيْ حُفِرت قَنَوات. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّهُ أَتى كِظَامَةَ قَوْمٍ فَبَالَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ أَراد بالكِظَامَة فِي هَذَا الْحَدِيثِ الكُناسة. والكِظَامَةُ مِنَ الْمَرْأَةِ: مَخْرَجُ الْبَوْلِ. والكِظَامَةُ: فَمُ الْوَادِي الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. والكِظَامَةُ: أَعلى الْوَادِي بِحَيْثُ يَنْقَطِعُ والكِظَامَةُ: سَيْرٌ يُوصَل بطرَف القَوْس الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يُدار بطرَف السِّيةِ العُليا. والكِظَامَة: سَيْرٌ مَضفْور مَوْصُولٌ بِوَتَرِ الْقَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يُدَارُ بِطَرَفِ السِّيَةِ. والكِظَامَة: حَبْلٌ يَكْظِمُون بِهِ خَطْمَ الْبَعِيرِ. والكِظَامَةُ: العَقَب الَّذِي عَلَى رؤُوس القُذَذ الْعُلْيَا مِنَ السَّهْمِ، وَقِيلَ: مَا يَلِي حَقْو السَّهم، وَهُوَ مُسْتَدَقُّه مِمَّا يَلِي الرِّيش، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ الرِّيشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: تَشُدُّ عَلَى حَزّ الكِظَامَة بالكُظْر «1» . وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكِظَامَة العَقَبُ الَّذِي يُدْرَج عَلَى أَذناب الرِّيشِ يَضْبِطها عَلَى أَيِّ نَحوٍ مَا كَانَ التَّرْكِيبُ، كِلَاهُمَا عَبَّرَ فِيهِ بِلَفْظِ الْوَاحِدِ عَنِ الْجَمْعِ. والكِظَامَةُ: حبْل يُشدُّ بِهِ أَنف الْبَعِيرِ، وَقَدْ كَظَمُوه بِهَا. وكِظَامُةُ المِيزان: مسمارُه الَّذِي يَدُورُ فِيهِ اللِّسَانُ، وَقِيلَ: هِيَ الْحَلَقَةُ الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا خُيُوطُ الْمِيزَانِ فِي طَرَفي الحديدة من الْمِيزَانِ. وكَاظِمَةُ مَعرفة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: إذْ هُنَّ أَقساطٌ كَرِجْلِ الدَّبى، ... أَو كَقَطا كَاظِمَةَ النّاهِلِ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقُ: فَيا لَيْتَ دارِي بالمدِينة أَصْبَحَتْ ... بأَعفارِ فَلْجٍ، أَوْ بسِيفِ الكَوَاظِمِ فَإِنَّهُ أَراد كَاظِمَةَ وَمَا حَولها فَجَمَعَ لِذَلِكَ. الأَزهري: وكَاظِمَةُ جَوٌّ عَلَى سِيفِ الْبَحْرِ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ، وَفِيهَا رَكايا كَثِيرَةٌ وماؤُها شَرُوب؛ قَالَ: وأَنشدني

_ (1). قوله [بالكظر] كذا ضبط في الأَصل، والذي في القاموس: الكظر بالضم محز القوس تَقَعُ فِيهِ حَلَقَةُ الْوَتَرِ، والكظر بالكسر عقبة تشد في أصل فوق السهم

أَعرابي مِنْ بَنِي كُلَيْب بْنِ يَرْبوع: ضَمنْت لَكُنَّ أَن تَهْجُرْن نَجْداً، ... وأَن تَسْكُنَّ كَاظِمَةَ البُحورِ وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ ذِكْرُ كَاظِمَة، وَهُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: بِئْرٌ عُرِف الْمَوْضِعُ بِهَا. كعم: الكِعامُ: شَيْءٌ يُجعل عَلَى فَمِ الْبَعِيرِ. كَعَمَ الْبَعِيرُ يَكْعَمُه كَعْماً، فَهُوَ مَكْعُوم وكَعِيم: شدَّ فَاهُ، وَقِيلَ: شدَّ فَاهُ فِي هِياجه لِئَلَّا يَعَضَّ أَو يأْكل. والكِعَامُ: مَا كَعَمَه بِهِ، وَالْجَمْعُ كُعُمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ إخوةُ يُوسُفَ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، مِصْرَ وَقَدْ كَعَمُوا أَفواهَ إِبِلِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: فَهُمْ بَيْنَ خائفٍ مَقْمُوع وَسَاكِتٍ مَكْعُوم ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يَجْعَلُ عَلَى فَمِ الْكَلْبِ لِئَلَّا يَنْبَحَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَرَرْنا عَلَيْهِ وهْوَ يَكْعَمُ كَلْبَه؛ ... دَعِ الكَلبَ يَنبَحْ، إِنَّمَا الكلبُ نابحُ وَقَالَ آخَرُ: وتَكْعَمُ كلبَ الحيِّ مِن خَشْيةِ القِرى، ... ونارُكَ كالعَذْراء مِن دُونِهَا سِتْرُ وكَعَمَه الخوفُ: أَمْسَكَ فَاهُ، عَلَى المثَل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَيْنَ الرَّجا وَالرَّجَا مِن جَنْبِ واصِيةٍ ... يَهْماءُ، خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ وَهَذَا عَلَى الْمَثَلِ؛ يَقُولُ: قَدْ سَدّ الْخَوْفُ فمَه فَمَنَعَهُ مِنَ الْكَلَامِ. والمُكَاعَمَةُ: التقْبيل. وكَعَمَ المرأَةَ يَكْعَمُها كَعْماً وكُعُوماً: قَبَّلها، وَكَذَلِكَ كَاعَمَها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهى عن المُكاعَمَة والمُكامَعةِ ؛ والمُكَاعَمَة: هُوَ أَنْ يَلْثِمَ الرجلُ صاحَبَه ويَضَع فمَه عَلَى فَمِه كَالتَّقْبِيلِ، أُخِذَ مِنْ كَعْمِ الْبَعِيرِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَثْمه إِيَّاهُ بِمَنْزِلَةِ الكِعام، والمُكاعَمة مُفاعلة مِنْهُ. والكِعْمُ: وِعاء تُوعى فِيهِ السِّلَاحُ وَغَيْرُهَا، وَالْجَمْعُ كِعَام. والمُكَاعَمَة: مُضاجعةُ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ فِي الثَّوْبِ، وَهُوَ مِنْهُ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. وكَعَمْتُ الوعاءَ: سَدَدْتُ رأْسه. وكُعُوم الطَّرِيقِ: أَفواهُه؛ وأَنشد: أَلَا نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ حِلْساً، ... بظَهْرِ الغَيْبِ، سُدَّ بِهِ الكُعُومُ قَالَ: باتَ هَذَا الشاعرُ حِلْساً لِمَا يَحْفَظُ وَيَرْعَى كأَنه حِلْس قَدْ سُدَّ بِهِ كُعُوم الطَّرِيقِ وَهِيَ أَفواهه. وكَيْعُومٌ: اسم. كعثم: الكَعْثَمُ والكَثْعَمُ: الرَّكَب النَّاتِئُ الضَّخْمُ كالكَعْثَب. وامرأَة كَعْثَمٌ وكَثْعمٌ إِذَا عَظُمَ ذَلِكَ مِنْهَا ككَعْثَب وكَثْعَبٍ. كعسم: الكَعْسَم والكُعْسُوم: الحِمار، حِمْيَرِيَّةٌ، كِلَاهُمَا كالعُكْسوم. وكَعْسَمَ الرجلُ وكَعْسَبَ: أَدْبَرَ هَارِبًا. كلم: القرآنُ: كَلَامُ اللَّهِ وكَلِمُ اللَّهِ وكَلِمَاتُه وكَلِمَته، وكلامُ اللَّهِ لَا يُحدّ وَلَا يُعدّ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ المُفْتَرُون علُوّاً كَبِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التامّاتِ ؛ قِيلَ: هِيَ الْقُرْآنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنَّمَا وَصَف كَلَامَهُ بالتَّمام لأَنه لَا يَجُوزُ أَن يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِ نَقْص أَو عَيْب كَمَا يَكُونُ فِي كَلَامِ النَّاسِ، وَقِيلَ: مَعْنَى التَّمَامِ هاهنا أَنها تَنْفَعُ المُتَعَوِّذ بِهَا وَتَحْفَظُهُ مِنَ الْآفَاتِ وتَكْفِيه. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَد كَلِمَاتِه ؛ كَلِمَاتُ اللَّهِ أَيْ كلامُه، وَهُوَ صِفتُه وصِفاتُه لَا تَنْحَصِرُ بالعَدَد، فذِكر العدد هاهنا مَجَازٌ بِمَعْنَى الْمُبَالَغَةِ

فِي الْكَثْرَةِ، وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَن يُرِيدَ عَدَدَ الأَذْكار أَو عَدَدَ الأُجُور عَلَى ذَلِكَ، ونَصْبُ عَدَدٍ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ وَفِي حَدِيثِ النِّسَاءِ: اسْتَحْلَلْتم فُرُوجَهن بكَلِمَة اللَّهِ ؛ قيل: هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ، وَقِيلَ: هِيَ إباحةُ اللَّهِ الزَّوَاجَ وَإِذْنُهُ فِيهِ. ابْنُ سِيدَهْ: الكَلَام القَوْل، مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: الكَلَام مَا كَانَ مُكْتَفِياً بِنَفْسِهِ وَهُوَ الْجُمْلَةُ، وَالْقَوْلُ مَا لَمْ يَكُنْ مُكْتَفِيًا بِنَفْسِهِ، وَهُوَ الجُزْء مِنَ الْجُمْلَةِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: اعْلَمْ أَنّ قُلْت إِنَّمَا وَقَعَتْ فِي الْكَلَامِ عَلَى أَن يُحكى بِهَا مَا كَانَ كَلَامًا لَا قَوْلًا، ومِن أَدلّ الدَّلِيلِ عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الكَلَام وَالْقَوْلِ إجماعُ النَّاسِ عَلَى أَن يَقُولُوا القُرآن كَلَامُ اللَّهِ وَلَا يَقُولُوا الْقُرْآنُ قَوْلُ اللَّهِ، وَذَلِكَ أَنّ هَذَا مَوْضِعٌ ضيِّق مُتَحَجِّرٌ لَا يُمْكِنُ تَحْرِيفُهُ وَلَا يَسُوغُ تَبْدِيلُ شَيْءٍ مِنْ حُرُوفِهِ، فَعُبِّر لِذَلِكَ عَنْهُ بالكَلَام الَّذِي لَا يَكُونُ إِلَّا أَصواتاً تَامَّةً مُفِيدَةً؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: ثُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ يَتَوَسَّعُونَ فَيَضَعُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ؛ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَن الْكَلَامَ هُوَ الْجُمَلُ الْمُتَرَكِبَةُ فِي الْحَقِيقَةِ قَوْلُ كثيِّر: لَوْ يَسْمَعُونَ كَمَا سَمِعتُ كَلَامَها، ... خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجُودا فَمَعْلُومٌ أَن الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ لَا تُشجِي وَلَا تُحْزِنُ وَلَا تَتملَّك قَلْبَ السَّامِعِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِيمَا طَالَ مِنَ الْكَلَامِ وأَمْتَع سامِعِيه لعُذوبة مُسْتَمَعِه ورِقَّة حَوَاشِيهِ، وَقَدْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ أَقل مَا يكون عليه الكَلِم، فدكر هناك حَرْفَ الْعَطْفِ وَفَاءَهُ وَلَامَ الِابْتِدَاءِ وَهَمْزَةَ الِاسْتِفْهَامِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَسَمَّى كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ ذَلِكَ كَلِمَة. الْجَوْهَرِيُّ: الكَلَام اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، والكَلِمُ لَا يَكُونُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ لأَنه جَمْعُ كَلِمَة مِثْلَ نَبِقة ونَبِق، وَلِهَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ عِلْمِ مَا الكلِمُ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ، وَلَمْ يَقُلْ مَا الْكَلَامُ لأَنه أَراد نَفْسَ ثَلَاثَةِ أَشياء: الِاسْمِ والفِعْل والحَرف، فَجَاءَ بِمَا لَا يَكُونُ إِلَّا جَمْعًا وَتَرَكَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمَاعَةِ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: هِيَ كِلْمَة، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَحَكَى الْفَرَّاءُ فِيهَا ثَلَاثَ لُغات: كَلِمَة وكِلْمَة وكَلْمَة، مِثْلَ كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، ووَرِقٍ ووِرْقٍ ووَرْقٍ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الكَلَام فِي غَيْرِ الإِنسان؛ قَالَ: فَصَبَّحَتْ، والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ، ... جابِيةً حُفَّتْ بِسَيْلٍ مُفْعَمِ «2» . وكأَنّ الْكَلَامَ فِي هَذَا الِاتِّسَاعِ إِنَّمَا هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْقَوْلِ، أَلا تَرَى إِلَى قِلَّةِ الْكَلَامِ هُنَا وَكَثْرَةِ الْقَوْلِ؟ والكِلْمَة: لغةٌ تَميمِيَّةٌ، والكَلِمَة: اللَّفْظَةُ، حجازيةٌ، وَجَمْعُهَا كَلِمٌ، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ. يُقَالُ: هُوَ الكَلِمُ وَهِيَ الكَلِمُ. التَّهْذِيبُ: وَالْجَمْعُ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ الكِلَمُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَا يَسْمَعُ الرَّكْبُ بِهِ رَجْعَ الكِلَمْ وَقَوْلُ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بَابُ الْوَقْفِ فِي أَواخر الكَلِم الْمُتَحَرِّكَةِ فِي الْوَصْلِ، يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْمُتَحَرِّكَةَ مِنْ نَعْتِ الكَلِم فَتَكُونُ الكَلِم حِينَئِذٍ مُؤَنَّثَةً، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ نَعْتِ الأَواخر، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ فِي كَلَامِ سِيبَوَيْهِ هُنَا دَلِيلٌ عَلَى تأْنيث الكَلِم بَلْ يَحْتَمِلُ الأَمرين جَمِيعًا؛ فأَما قَوْلُ مُزَاحِمٍ العُقَيليّ: لَظَلّ رَهِيناً خاشِعَ الطَّرْفِ حَطَّه ... تَحَلُّبُ جَدْوَى والكَلام الطَّرائِف فَوَصَفَهُ بِالْجَمْعِ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ وَصْفٌ عَلَى الْمَعْنَى كَمَا حَكَى أَبو الْحَسَنِ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ: ذَهَبَ به الدِّينار الحُمْرُ

_ (2). قوله [مفعم] ضبط في الأَصل والمحكم هنا بصيغة اسم المفعول وبه أيضاً ضبط في مادة فعم من الصحاح

والدِّرْهَمُ البِيضُ؛ وَكَمَا قَالَ: تَراها الضَّبْع أَعْظَمهُنَّ رَأْسا فأَعادَ الضَّمِيرَ عَلَى مَعْنَى الْجِنْسِيَّةِ لَا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، لَمَّا كَانَتِ الضَّبْعُ هُنَا جِنْسًا، وَهِيَ الكِلْمَة، تَمِيمِيَّةٌ وَجَمْعُهَا كِلْم، وَلَمْ يَقُولُوا كِلَماً عَلَى اطِّرَادِ فِعَلٍ فِي جَمْعِ فِعْلة. وَأَمَّا ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ: بَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ كِلْمَة وكِلَم كَكِسْرَة وكِسَر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ الخِصال الْعَشْرُ الَّتِي فِي الْبَدَنِ والرأْس. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الكَلِمات، وَاللَّهُ أَعلم، اعْتِراف آدَمَ وَحَوَّاءَ بالذَّنب لأَنهما قَالَا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْكَلِمَةُ تَقَعُ عَلَى الْحَرْفِ الْوَاحِدِ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ، وَتَقَعُ عَلَى لَفْظَةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنْ جَمَاعَةِ حروفٍ ذَاتِ مَعْنىً، وَتَقَعُ عَلَى قَصِيدَةٍ بِكَمَالِهَا وَخُطْبَةٍ بأَسْرها. يُقَالُ: قَالَ الشَّاعِرُ فِي كَلِمته أَي فِي قَصِيدَتِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الكَلِمَة الْقَصِيدَةُ بطُولها. وتَكَلَّمَ الرَّجُلُ تَكَلُّماً وتِكِلَّاماً وكَلَّمَه كِلَّاماً، جاؤوا بِهِ عَلَى مُوازَنَة الأَفْعال، وكَالَمَه: ناطَقَه. وكَلِيمُك: الَّذِي يُكالِمُك. وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي تُكَلِّمه ويُكَلِّمُك يُقَالُ: كَلَّمْتُه تَكلِيماً وكِلَّاماً مِثْلَ كَذَّبْته تَكْذيباً وكِذَّاباً. وتَكَلَّمْت كَلِمَةً وبكَلِمة. وَمَا أَجد مُتَكَلَّماً، بِفَتْحِ اللَّامِ، أَيْ مَوْضِعَ كَلَامٍ. وكَالَمْتُهُ إِذَا حَادَثْتَهُ، وتَكَالَمْنا بَعْدَ التَّهاجُر. وَيُقَالُ: كَانَا مُتَصارِمَيْن فأَصبحا يَتَكَالَمَانِ وَلَا تَقُلْ يَتَكَلَّمانِ. ابْنُ سِيدَهْ: تَكَالَمَ المُتَقاطِعانِ كَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه، وَلَا يُقَالُ تَكَلَّما. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً ؛ لَوْ جَاءَتْ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى مُجَرَّدَةً لَاحْتَمَلَ مَا قُلْنَا وَمَا قَالُوا، يَعْنِي الْمُعْتَزِلَةَ، فَلَمَّا جَاءَ تَكْلِيماً خَرَجَ الشَّكُّ الَّذِي كَانَ يَدْخُلُ فِي الْكَلَامِ، وَخَرَجَ الِاحْتِمَالُ للشَّيْئين، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا وُكِّد الكلامُ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ التَّوْكِيدُ لَغْوًا، والتوكيدُ بِالْمَصْدَرِ دَخَلَ لإِخراج الشَّكِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجَ: عَنَى بالكَلِمَة هُنَا كَلِمَة التَّوْحِيدِ، وَهِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، جَعلَها باقِيةً فِي عَقِب إِبْرَاهِيمَ لَا يَزَالُ مِنْ وَلَدِهِ مَنْ يوحِّد اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَرَجُلٌ تِكْلامٌ وتِكْلامة وتِكِلَّامةٌ وكِلِّمانيٌّ: جَيِّدُ الْكَلَامِ فَصِيح حَسن الكلامِ مِنْطِيقٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رَجُلٌ كِلِّمَانِيٌّ كَثِيرُ الْكَلَامِ، فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْكَثْرَةِ، قَالَ: والأُنثى كِلِّمَانِيَّةٌ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لِكِلِّمانيّ وَلَا لِتِكِلَّامةٍ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَهُ عِنْدِي نَظِيرٌ وَهُوَ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ تِلِقَّاعةٌ كَثِيرُ الْكَلَامِ. والكَلْمُ: الجُرْح، وَالْجَمْعُ كُلُوم وكِلامٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَشْكُو، إِذَا شُدَّ لَهُ حِزامُه، ... شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُه سَمَّى مَوْضِعَ نَهْشة الْحَيَّةِ مِنَ السَّلِيمِ كَلْماً، وَإِنَّمَا حَقِيقَتُهُ الجُرْحُ، وَقَدْ يَكُونُ السَّلِيم هُنَا الجَرِيحَ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْكَلْمُ هُنَا أَصل لَا مُسْتَعَارٌ. وكَلَمَه يَكْلِمُه «1» كَلْماً وكَلَّمَه كَلْماً: جَرَحَهُ، وأَنا كَالِمٌ وَرَجُلٌ مَكْلُوم وكَلِيم؛ قَالَ: عَلَيْهَا الشَّيخُ كالأَسَد الكَلِيمِ والكَلِيمُ، فالجرُّ على قولك

_ (1). قوله [وكلمه يكلمه] قال في المصباح: وكَلمَهُ يَكْلمُهُ من باب قتل ومن باب ضرب لغة انتهى. وعلى الأَخيرة اقتصر المجد. وقوله [وكَلَّمَه كَلْماً جرحه] كذا في الأَصل وأصل العبارة للمحكم وليس فيها كلماً

عَلَيْهَا الشَّيْخُ كالأَسدِ الْكَلِيمِ إِذَا جُرِح فَحَمِي أَنْفاً، وَالرَّفْعُ عَلَى قَوْلِكَ عَلَيْهَا الشيخُ الكلِيمُ كالأَسد، وَالْجَمْعُ كَلْمَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ؛ قُرِئَتْ: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمُهُمْ ، فتَكْلِمُهم: تَجْرَحُهُمْ وتَسِمهُم، وتُكَلِّمُهُمْ: مِنَ الْكَلَامِ، وَقِيلَ: تَكْلِمُهُم وتُكَلِّمُهُمْ سَوَاءٌ كَمَا تَقُولُ تَجْرحهُم وتُجَرِّحهم، قَالَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ الْقُرَّاءُ عَلَى تَشْدِيدِ تُكَلِّمُهم وَهُوَ مِنَ الْكَلَامِ، وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: قرأَ بَعْضُهُمْ تَكْلِمهُم وَفُسِّرَ تَجْرحهُم، والكِلام: الْجِرَاحُ، وَكَذَلِكَ إِنْ شَدَّدَ تُكَلِّمُهُم فَذَلِكَ الْمَعْنَى تُجَرِّحهم، وَفُسِّرَ فَقِيلَ: تَسِمهُم فِي وُجُوهِهِمْ، تَسِمُ الْمُؤْمِنَ بِنُقْطَةٍ بَيْضَاءَ فيبيضُّ وَجْهُهُ، وتَسِم الْكَافِرَ بِنُقْطَةٍ سَوْدَاءَ فَيَسْوَدُّ وَجْهُهُ. والتَّكْلِيمُ: التَّجْرِيح؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِذْ لَا أَزال عَلَى رِحالةِ سابِحٍ ... نَهْدٍ، تَعاوَرَه الكُماة، مُكَلَّمِ وَفِي الْحَدِيثِ: ذهَب الأَوَّلون لَمْ تَكْلِمْهم الدُّنْيَا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ شَيْئًا أَيْ لَمْ تؤثِّر فِيهِمْ وَلَمْ تَقْدح فِي أَديانهم، وأَصل الكَلْم الجُرْح. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّا نَقُوم عَلَى المَرْضى ونُداوي الكَلْمَى ؛ جَمْعُ كَلِيم وَهُوَ الجَريح، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ اسْمًا وَفِعْلًا مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ مَسَحَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَ اللَّهُ ابْتِدَاءً أَمره كَلِمَة لأَنه أَلْقَى إِلَيْهَا الكَلِمَة ثُمَّ كَوَّن الكَلِمَة بشَراً، وَمَعْنَى الكَلِمَة مَعْنَى الْوَلَدِ، وَالْمَعْنَى يُبَشِّرُك بِوَلَدٍ اسْمُهُ الْمَسِيحُ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَعِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَلِمَة اللَّهِ لأَنه لَمَّا انتُفع بِهِ فِي الدِّينِ كَمَا انتُفع بِكَلَامِهِ سُمِّيَ بِهِ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ سَيْفُ اللَّهِ وأَسَدُ اللَّهِ. والكُلام: أَرض غَليظة صَليبة أَوْ طِينٌ يَابِسٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، والله أَعلم. كلثم: الكُلْثُوم: الفِيلُ، وَهُوَ الزَّنْدَبِيل والكُلْثُوم: الْكَثِيرُ لَحْمِ الْخَدَّيْنِ وَالْوَجْهِ. والكَلْثمة: اجْتِمَاعُ لَحْمِ الْوَجْهِ. وَجَارِيَةٌ مُكَلْثَمة: حسنَة دَوَائِرِ الْوَجْهِ ذَاتُ وَجْنَتَيْنِ فاتَتْهما سُهولة الخدَّين وَلَمْ تَلْزَمْهُمَا جُهومة القُبْح. وَوَجْهٌ مُكَلْثَمٌ: مُستدير كَثِيرُ اللَّحْمِ وَفِيهِ كالجَوْز مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هُوَ المُتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، وَقِيلَ: هُوَ نَحْوُ الجَهْم غَيْرَ أَنه أَضيق مِنْهُ وأَملَح، وَالْمَصْدَرُ الكَلْثَمَة. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بالمُكَلْثَم ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه لَمْ يَكُنْ مُسْتَدِيرَ الْوَجْهِ وَلَكِنَّهُ كَانَ أَسِيلًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ شَمِرٌ: المُكَلْثَمُ مِنَ الْوُجُوهِ القَصِيرُ الحنكِ الدَّانِي الجَبهة الْمُسْتَدِيرُ الْوَجْهِ؛ وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير: مُسْتَدِيرُ الوجهِ مَعَ خِفَّةِ اللَّحْمِ، قَالَ: وَلَا تَكُونُ الكَلْثَمَة إلَّا مَعَ كَثْرَةِ اللَّحْمِ؛ وَقَالَ شَبِيب بْنُ البَرْصاء يَصِف أَخلاف نَاقَةٍ: وأَخْلافٌ مُكَلْثَمَةٌ وثَجْرُ صيَّر أَخْلافَها مُكَلْثَمَة لغلَظها وعِظَمها. وكُلْثُوم: رَجُلٌ. وأُمّ كُلْثُوم: امرأَة. كلحم: الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ: التُّرَابُ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بِفِيهِ الكِلْحِمُ والكِلْمِحُ، فَاسْتُعْمِلَ فِي الدُّعَاءِ، كَقَوْلِكَ وأَنت تَدْعُو عَلَيْهِ: التُّرْب له. كلدم: الكُلْدُوم: كالكُرْدُوم. كلذم: الكَلْذَمُ: الصُّلْب. كلسم: الكَلْسَمةُ: الذَّهاب فِي سُرْعة، وَهِيَ الكَلْمسة أَيضاً، تَقُولُ: كَلْمَسَ الرجلُ وكَلْسَمَ إِذَا ذَهَبَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ كَلْسَمَ فُلَانٌ إِذَا تَمَادَى كَسَلًا عَنْ قَضَاءِ الحُقوق.

كلشم: الكَلْشَمَة: الذَّهَابُ فِي سُرْعَةٍ، وَالسِّينُ الْمُهْمَلَةُ أَعلى، وقد ذكر. كلصم: التَّهْذِيبُ: ابْنُ السِّكِّيتِ بَلْصَمَ الرجُلُ وكَلْصَمَ إِذَا فرّ. كمم: الكُمُّ: كمُّ القَمِيص. ابْنُ سِيدَهْ: الكُمُّ مِنَ الثَّوْبِ مَدْخَل الْيَدِ ومَخْرَجُها، وَالْجَمْعُ أَكْمَام، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ كِمَمَة مِثْلَ حُبّ وحِبَبةٍ. وأَكَمَّ القَميص: جَعَلَ لَهُ كُمَّين. وكُمُّ السبُع: غِشاء مَخالِبه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَمَّ الكَبائس يَكُمُّها كَمّاً وكَمَّمَها جَعَلَهَا فِي أَغْطِية تُكِنُّها كَمَا تُجعل العَناقيد فِي الأَغْطِية إِلَى حِينِ صِرامها، وَاسْمُ ذَلِكَ الغِطاء الكِمَام، والكُمُّ للطَّلْعِ «1». وَقَدْ كُمَّتِ النَّخلة، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، كَمّاً وكُمُوماً. وكُمُّ كُلِّ نَوْر: وِعاؤه، وَالْجَمْعُ أَكْمَام وأَكَامِيم، وَهُوَ الكِمَام، وَجَمْعُهُ أَكِمَّةٌ. التَّهْذِيبُ: الكُمُّ كُمُّ الطَّلْعِ، وَلِكُلِّ شَجَرَةٍ مُثمرة كُمٌّ، وَهُوَ بُرْعُومته. وكِمامُ العُذوق: الَّتِي تُجْعَلُ عَلَيْهَا، وَاحِدُهَا كُمٌّ. وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ، فَإِنَّ الْحَسَنَ قَالَ: أَراد سَبائبَ مِنْ لِيف تَزَيَّنَتْ بِهَا. والكُمَّةُ: كلُّ ظَرْف غطَّيت بِهِ شَيْئًا وأَلْبسته إِيَّاهُ فَصَارَ لَهُ كالغِلاف، وَمِنْ ذَلِكَ أَكْمَام الزَّرْعِ غُلُفها الَّتِي يَخرج مِنْهَا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: ذاتُ الْأَكْمامِ ، قَالَ: عَنَى بالأَكْمَام مَا غَطَّى. وَكُلُّ شَجَرَةٍ تُخْرِجُ مَا هُوَ مُكَمَّم فَهِيَ ذَاتُ أَكْمَام. وأَكْمَامُ النَّخْلَةِ: مَا غَطى جُمّارَها مِنَ السَّعَف وَاللِّيفِ والجِذْع. وكلُّ مَا أَخرجته النَّخْلَةُ فَهُوَ ذُو أَكْمَام، فالطَّلْعة كُمُّها قِشْرُهَا، وَمِنْ هَذَا قِيلَ للقَلَنْسُوة كُمَّة لأَنها تُغَطِّي الرأْس، وَمِنْ هَذَا كُمّا الْقَمِيصِ لأَنهما يُغَطِّيَانِ الْيَدَيْنِ؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: يُعَلِّقُ لَمّا أَعْجَبَتْه أَتانُه، ... بأَرْآدِ، لَحْيَيْها جِيادَ الكَمائِمِ يُرِيدُ جَمْعَ الكِمَامة الَّتِي يَجْعَلُهَا عَلَى مَنْخِرها لِئَلَّا يُؤْذيها الذُّباب. الْجَوْهَرِيُّ: والكِمّ، بِالْكَسْرِ، والكِمامة وِعاءُ الطَّلْعِ وغِطاءُ النَّور، وَالْجَمْعُ كِمام وأَكِمَّة وأَكْمَام؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: قَضَيْتَ أُموراً ثُمَّ غادرتَ بَعدها ... بَوائِجَ فِي أَكْمَامِها، لَمْ تُفَتَّقِ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: تَظَلُّ بالأَكْمَامِ مَحْفُوفةً، ... تَرْمُقُها أَعْيُنُ حُرّاسِها والأَكامِيمُ أَيضاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَى ذوائِبُها، ... بالصَّيْفِ، وانضَرَجَتْ عَنْهُ الأَكَامِيمُ «2» . وكُمَّتِ النَّخْلَةُ، فَهِيَ مَكْمُومة؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخِيلًا: عُصَبٌ كَوارِعُ فِي خليجِ مُحَلِّمٍ، ... حَمَلَت، فَمِنْهَا مُوقَرٌ مَكْمُومُ وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَيْبَس فِي أَكْمَامه ، جَمْعُ كِمّ، وَهُوَ غِلافُ الثَّمَرِ وَالْحَبِّ قَبْلَ أَن يَظْهَرَ. وكُمَّ الفَصِيل «3» إِذَا أُشْفِقَ عَلَيْهِ فسُتِر حَتَّى يَقْوَى؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَل لَوْ شَهِدْتَ الناسَ إذْ تُكُمُّوا ... بِغُمَّةٍ، لَوْ لَمْ تُفَرَّج غُمُّوا

_ (1). قوله [والكُمُّ للطلع] ضبط في الأَصل والمحكم والتهذيب بالضم ككُمّ القميص، وقال في المصباح والقاموس والنهاية: كِمّ الطلع وكل نور بالكسر (2). قوله [لما تعالت] تقدم في مادة ضرج: مما (3). قوله [وكم الفصيل] كذا بالصاد في الأَصل، وفي بيت ابن مقبل الآتي والذي في الصحاح والقاموس: بالسين، وبها في المحكم أيضاً في بيت طفيل الآتي وياقوت فِي بَيْتِ ابْنِ مُقْبِلٍ: كالفسيل المكمم

وتُكُمُّوا أَي أُغمِيَ عَلَيْهِمْ وغُطُّوا. وأَكَمَّتْ وكَمَّمَت أَي أَخرجت كِمامها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ كُمِّمَ الفَصِيل أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَمِنْ ظُعُنٍ هَبَّتْ بِلَيْل فأَصْبَحَتْ ... بِصَوْعةَ تُحْدَى، كالفَصِيل المُكَمَّمِ والمِكَمُّ: الشَّوْفُ الَّذِي تُسَوَّى بِهِ الأَرض مِنْ بَعْدِ الْحَرْثِ. والكُمُّ: القِشرة أَسفل السَّفاة يَكُونُ فِيهَا الحَبة. والكُمَّة: القُلْفة. والكُمَّة: القَلَنسوة، وَفِي الصِّحَاحِ: الكُمَّة الْقَلَنْسُوَةُ المدوَّرة لأَنها تُغَطِّي الرأْس. وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رأَى جَارِيَةً مُتَكَمْكِمة فسأَل عَنْهَا فَقَالُوا: أَمةُ آلِ فُلَانٍ، فضرَبها بالدِّرّة وَقَالَ: يَا لَكْعاء أَتَشَبَّهِين بالحَرائر ؟ أَرادوا مُتَكَمِّمة فضاعَفوا، وأَصله مِنَ الكُمَّة وَهِيَ القَلَنْسُوة فَشَبَّهَ قِناعها بِهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَمْكَمْتُ الشيءَ إِذا أَخفيته. وتَكَمْكَمَ فِي ثَوْبِهِ تلَفَّف فِيهِ، وَقِيلَ: أَراد مُتَكَمِّمة مِنَ الكُمَّة الْقَلَنْسُوَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ كِمامُ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بُطْحاً ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَكِمَّةُ ، قَالَ: هُمَا جَمْعُ كَثْرَةٍ وقِلة للكُمَّة الْقَلَنْسُوَةِ، يَعْنِي أَنها كَانَتْ مُنْبطحة غَيْرَ مُنْتَصِبَةٍ. وإِنه لحَسن الكِمَّةِ أَي التكمُّم، كَمَا تَقُولُ: إِنه لَحَسَنُ الجِلسة، وكَمَّ الشيءَ يَكُمُّه كَمّاً: طيَّنه وسَدَّه؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا: كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوالٍ بِطِينَتِها، ... حَتَّى اشْتَراها عِبادِيٌّ بدِينارِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ وأَورد عجزَه: حَتَّى إِذا صَرَّحتْ مِن بَعْدِ تَهْدارِ وَكَذَلِكَ كَمَّمَه؛ قَالَ طُفيل: أَشاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفْرِ أبَنْبَمِ ... أَجَلْ بَكَراً مثْلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ وتَكَمَّمَه وتَكَمَّاه: ككَمَّه؛ الأَخيرة عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بَلْ لَوْ رأَيتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا ... بِغُمَّةٍ، لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا «1» . قِيلَ: أَراد تُكُمِّمُوا مِنْ كَمَّمْت الشَّيْءَ إِذا سَترْته، فأَبدل الْمِيمَ الأَخيرة يَاءً، فَصَارَ فِي التَّقْدِيرِ تُكُمِّيُوا. ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْيَمَامِيِّ: كَمَمْتُ الأَرض كَمّاً، وَذَلِكَ إِذا أَثارُوها ثُمَّ عَفَّوا آثارَ السِّنِّ فِي الأَرض بِالْخَشَبَةِ الْعَرِيضَةِ الَّتِي تُزَلِّقها، فَيُقَالُ: أَرض مَكْمُومَة. الأَصمعي: كَمَمْتُ رأْسَ الدَّنِّ أَي سَدَدْته. والمِغَمَّة والمِكَمَّة: شيءٌ يُوضع عَلَى أَنفِ الحِمار كالكِيس، وَكَذَلِكَ الغِمامةُ والكِمَامَةُ. والكِمامُ: مَا سُدَّ بِهِ. والكِمَام، بِالْكَسْرِ، والكِمَامَة: شيءٌ يُسدُّ بِهِ فَمُ الْبَعِيرِ وَالْفَرَسِ لِئَلَّا يَعَض. وكَمَّه: جَعَلَ عَلَى فِيهِ الكِمام، تَقُولُ مِنْهُ: بَعِيرٌ مَكْموم أَي مَحْجُوم. وَفِي حَدِيثِ النُّعمان بْنِ مُقَرِّن أَنه قَالَ يَوْمَ نهاوَنْدَ: أَلا إِني هازٌّ لَكُمُ الرَّاية فإِذا هزَزْتُها فلْيَثِب الرِّجالُ إِلى أَكِمَّةِ خُيولها ويُقَرِّطُوها أَعِنَّتها ؛ أَراد بأَكِمَّة الْخُيُولِ مَخالِيَها الْمُعَلَّقَةَ على رؤوسها وَفِيهَا عَلَفُها يأْمرهم بأَن يَنزِعوها من رؤوسها ويُلْجِموها بلُجُمِها، وَذَلِكَ تَقْرِيطها، وَاحِدُهَا كِمَام، وَهُوَ مِنْ كِمَام الْبَعِيرِ الَّذِي يُكَمُّ بِهِ فمُه لِئَلَّا يَعَضَّ. وكَمَمْتُ الشيءَ: غَطَّيته. يُقَالُ: كَمَمْتُ الحُبَّ إِذا سدَدْت رأْسَهُ. وكَمَّمَ النخلةَ: غطَّاها لتُرْطِب؛ قَالَ: تَعَلَّلُ بالنَّهِيدة حينَ تُمْسي، ... وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ القَمِيمُ: السَّوِيقُ. والمَكْمُوم مِنَ العُذُوق: مَا غُطِّي

_ (1). قوله [بَلْ لَوْ رَأَيْتَ النَّاسَ إلخ] عبارة المحكم بعد البيت: تكموا من الثلاثي المعتل وزنه تفعلوا من تكميته إذا قصدته وعمدته وَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وقيل أراد تكمموا إلخ

بالزُّبْلانِ عِنْدَ الإِرطاب لِيَبْقَى ثمرها عضّاً وَلَا يُفْسِدَهَا الطَّيْرُ والحُرور؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: حَمَلتْ فمِنْها مُوقَرٌ مَكْمُومُ ابْنُ الأَعرابي: كُمَّ إِذا غُطِّي، وكُمَّ إِذا قَتَل «2». الشُّجْعان؛ أَنشد الْفَرَّاءُ: بَلْ لَوْ شهدتَ الناسَ إِذ تُكُمُّوا قَوْلُهُ تُكُمُّوا أَي أُلبِسوا غُمَّةً كُمُّوا بِهَا. والكَمُّ: قَمْعُ الشَّيْءِ وَسَتْرُهُ، وَمِنْهُ كَمَمْتُ الشهادةَ إِذا قمَعْتَها وسَترْتها، والغُمَّة مَا غَطَّاك مِنْ شَيْءٍ؛ الْمَعْنَى بَلْ لَوْ «3». شَهِدْتَ الأَصل تكَمَّمْت مِثْلَ تَقَمَّيْتُ، الأَصل تَقَمَّمْتُ. والكَمْكَمَةُ: التَّغَطي بِالثِّيَابِ. وتَكَمْكَمَ فِي ثِيَابِهِ: تغَطَّى بِهَا. وَرَجُلٌ كَمْكَام: غَلِيظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. وامرأَة كَمْكَامَةٌ ومُتَكَمْكِمَة: غَلِيظَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. والكَمكَامُ: فِرْفُ شَجَرِ الضِّرْو، وَقِيلَ: لِحاؤُها وَهُوَ مِنْ أَفواه الطِّيبِ. والكَمكَام: الْمُجْتَمَعُ الخَلق. وكَمْ: اسْمٌ، وَهُوَ سؤَال عَنْ عَدَدٍ، وَهِيَ تَعمل فِي الْخَبَرِ عَملَ رُبَّ، إِلَّا أَن مَعْنَى كَم التَّكْثِيرُ وَمَعْنَى رُبَّ التَّقْلِيلُ وَالتَّكْثِيرُ، وَهِيَ مُغْنِيَةٌ عَنِ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ الْمُتَنَاهِي فِي البُعد وَالطُّولِ، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ: كَمْ مالُك؟ أَغناك ذَلِكَ عَنْ قَوْلِكَ: أَعَشَرة مالُك أَم عِشرون أَم ثَلَاثُونَ أَم مِائَةٌ أَم أَلف؟ فَلَوْ ذَهَبْتَ تَسْتَوعب الأَعداد لَمْ تَبْلُغْ ذَلِكَ أَبداً لأَنه غَيْرُ مُتَناهٍ، فَلَمَّا قُلْتَ كَمْ، أَغنتك هَذِهِ اللَّفْظَةُ الْوَاحِدَةُ عَنِ الإِطالة غَيْرِ المُحاط بِآخِرِهَا وَلَا المُسْتَدْركة. التَّهْذِيبُ: كَمْ حَرْفُ مسأَلة عَنْ عَدَدٍ وَخَبَرٍ، وَتَكُونُ خَبَرًا بِمَعْنَى رُبَّ، فإِن عُنِي بِهَا رُبَّ جَرَّت مَا بَعْدَهَا، وإِن عُني بِهَا رُبَّمَا رفَعَت، وإِن تَبِعَهَا فِعْلٌ رَافع مَا بَعْدَهَا انْتَصَبَتْ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنها فِي الأَصل مِنْ تأْليف كَافِ التَّشْبِيهِ ضُمت إِلى مَا، ثُمَّ قُصِرت مَا فأُسكنت الْمِيمُ، فإِذا عُنِيَتْ بِكَمْ غَيْرَ المسأَلة عَنِ الْعَدَدِ، قُلْتَ: كمْ هَذَا الشيءُ الَّذِي مَعَكَ؟ فَهُوَ مُجِيبُكَ: كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَمْ وكأَيِّن لُغَتَانِ وَتَصْحَبُهَا مِن، فإِذا أَلقيت مِنْ، كَانَ فِي الِاسْمِ النَّكِرَةِ النَّصْبُ وَالْخَفْضُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: كَمْ رجلٍ كريمٍ قَدْ رأَيتَ، وكَمْ جَيْشاً جَرَّاراً قَدْ هَزَمْتَ، فَهَذَانَ وَجْهَانِ يُنصبان ويُخفضان، وَالْفِعْلُ فِي الْمَعْنَى وَاقِعٌ، فإِن كَانَ الْفِعْلُ لَيْسَ بِوَاقِعٍ وَكَانَ لِلِاسْمِ جَازَ النَّصْبُ أَيضاً وَالْخَفْضُ، وَجَازَ أَن تُعمل الْفِعْلَ فَتَرْفَعَ فِي النَّكِرَةِ فَتَقُولَ كَمْ رجلٌ كَرِيمٌ قَدْ أَتاني، تَرْفَعَهُ بِفِعْلِهِ، وتُعمل فِيهِ الْفِعْلَ إِن كَانَ وَاقِعًا عَلَيْهِ فَتَقُولُ: كَمْ جَيْشًا جَرَّارًا قَدْ هَزَمْت، فَتَنْصِبُهُ بهَزمْت؛ وأَنشدونا: كَمْ عَمَّة لكَ يَا جَريرُ وَخَالَةٍ ... فَدْعاء، قَدْ حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري رَفْعًا وَنَصْبًا وَخَفْضًا، فَمَنْ نَصَبَ قَالَ: كَانَ أَصل كَمْ الِاسْتِفْهَامُ وَمَا بَعْدَهَا مِنَ النَّكِرَةِ مُفَسِّر كَتَفْسِيرِ الْعَدَدِ فَتَرَكْنَاهَا فِي الْخَبَرِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الِاسْتِفْهَامِ فَنَصَبْنَا مَا بَعْدَ كَمْ مِنَ النَّكِرَاتِ كَمَا تَقُولُ عِنْدِي كَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، وَمَنْ خَفَضَ قَالَ: طَالَتْ صُحْبَةٌ مِنَ النَّكِرَةِ فِي كَمْ فَلَمَّا حَذَفْنَاهَا أَعملنا إِرادَتَها؛ وأَما مَنْ رَفَعَ فأَعمَل الْفِعْلَ الْآخَرَ وَنَوَى تَقْدِيمَ الْفِعْلِ كأَنه قَالَ: كَمْ قَدْ أَتاني رَجُلٌ كَرِيمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: كَمْ اسْمٌ نَاقِصٌ مُبْهَمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَلَهُ مَوْضِعَانِ: الِاسْتِفْهَامُ وَالْخَبَرُ، تَقُولُ إِذا اسْتَفْهَمْتَ: كَمْ رَجُلًا عِنْدَكَ؟ نَصَبْتَ مَا بَعْدَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَتَقُولُ إِذا أَخبرت: كَمْ درهمٍ أَنْفَقْتَ، تُرِيدُ التَّكْثِيرَ، وَخَفَضْتَ مَا بَعْدَهُ كَمَا تَخْفِضُ بِرُبَّ لأَنه فِي التَّكْثِيرِ نَقِيضُ رُبَّ فِي التَّقْلِيلِ، وإِن شئت نصبت،

_ (2). قوله [وكم إذا قتل] كذا ضبط في نسخة التهذيب (3). قوله [المعنى بل لو إلخ] كذا بالأصل وفيه سقط ظاهر، ولعل الأصل: الْمَعْنَى بَلْ لَوْ شَهِدْتِ النَّاسَ إذ تكميوا أي غطوا وستروا الأصل تكممت إلخ كما يؤخذ من سابق الكلام

وإِن جَعَلْتَهُ اسْمًا تَامًّا شَدَّدْتَ آخِرَهُ وَصَرَفْتَهُ، فَقُلْتَ: أَكثرت مِنَ الكَمِّ، وَهُوَ الكَمِّيَّةُ. كنم: التَّهْذِيبُ: أَهمل اللَّيْثُ نَكَمَ وَكَنَمَ وَاسْتَعْمَلَهُمَا ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْهُ، قَالَ: النَّكْمةُ المُصيبة الفادِحة. والكَنْمَةُ: الجِراحة. كهم: كَهُمَ الرجلُ وكَهَمَ يَكْهَمُ كَهَامَةً، فَهُوَ كَهَامٌ وكَهِيمٌ، وتكَهَّمَ: بَطُؤَ عَنِ النُّصرة وَالْحَرْبِ؛ قَالَ مِلْحة الْجَرْمِيُّ: إِذا مَا رَمى أَصْحابَه بِجَنيبِه، ... سُرى اللَّيلةِ الظَّلْمَاءِ، لَمْ يَتَكَهَّمِ «1» . وفَرَس كَهَام: بِطيء عَنِ الْغَايَةِ. وَرَجُلٌ كَهَام وكَهِيم: ثَقِيلٌ مُسِنٌّ دَثور لَا غَناء عِنْدَهُ، وَقَوْمٌ كَهَامٌ أَيضاً. وَسَيْفٌ كَهَام وكَهِيم: لَا يَقْطَعُ، كَلِيل عَنِ الضَّرْبَةِ. وَفِي مَقتل أَبي جَهْلٍ: إِن سَيْفَكَ كَهَامٌ أَي كَليل لَا يَقْطَعُ. وَلِسَانٌ كَهِيمٌ: كَليل عَنِ الْبَلَاغَةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لِسَانٌ كَهَامٌ. الْجَوْهَرِيُّ: لِسَانٌ كَهَام عَيِيٌّ. وَيُقَالُ: أَكْهَمَ بَصَرُه إِذا كَلَّ ورَقَّ. وكَهَّمَتْه الشدائدُ: نكَّصَتْه عَنِ الإِقدام وجبَّنَتْه. وكَيْهَمٌ: اسْمٌ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أُسامة: فَجَعَلَ يتَكهَّمُ بِهِمْ ؛ التَّكَهُّم: التعرُّض لِلشَّرِّ وَالِاقْتِحَامُ بِهِ، وَرُبَّمَا يَجْري مَجرى السُّخرية، وَلَعَلَّهُ إِن كَانَ مَحْفُوظًا مَقْلُوبٌ مِنَ التَّهَكُّم، وَهُوَ الِاسْتِهْزَاءُ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ كَهْكَهَ: الكَهْكاهةُ المُتَهَيِّب، قَالَ: وكَهْكَامَة، بِالْمِيمِ، مِثْلَ كَهْكاهةٍ المُتَهيِّبُ، وَكَذَلِكَ كَهْكَمٌ، قَالَ: وأَصله كَهامٌ فَزِيدَتِ الْكَافُ؛ وأَنشد: يَا رُبَّ شَيْخٍ مِن عَدِيٍّ كَهْكَمِ «2» . وأَنشد اللَّيْثُ قَوْلَ أَبي الْعِيَالِ الْهُذَلِيِّ: وَلَا كَهْكَامَةٌ بَرَمٌ، ... إِذا مَا اشتَدَّتِ الحِقَبُ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا كَهكَاهةٌ بَرَمٌ بِالْهَاءِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَهْكَمُ والكَهْكَبُ الباذِنجان. كوم: الكَوَمُ: العِظَم فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ غلَب عَلَى السَّنام؛ سَنام أَكْوَمُ: عَظيم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وعَجُزٌ خَلْفَ السَّنامِ الأَكْوَمِ وبَعير أَكْوَمُ، وَالْجَمْعُ كُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رِقابٌ كالمَواجن خاظِياتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوارِ كُومُ والكُومُ: القِطعة مِنَ الإِبل. وَنَاقَةٌ كَوْمَاء: عَظيمة السَّنام طَوِيلَتُهُ. والكَوَمُ: عِظَم فِي السَّنَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى فِي نَعَم الصَّدَقة نَاقَةً كَوْمَاء ، وَهِيَ الضَّخْمَةُ السَّنَامِ، أَي مُشْرِفَةَ السَّنام عالِيتَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فيأْتي مِنْهُ بناقَتَينِ كَوْمَاوَينِ ، قَلَبَ الْهَمْزَةُ فِي التَّثْنِيَةِ وَاوًا. وجبَل أَكْوَمُ: مُرتفِع؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَمَا زالَ فَوْقَ الأَكْوَمِ الفَرْدِ ... واقِفاً عَلَيْهِنَّ، حَتَّى فارَقَ الأَرضَ نُورُها وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنّ قَوْمًا مِنْ المُوَحِّدين يُحْبَسُون يَوْمَ القِيامة عَلَى الكَوْمِ إِلى أَن يُهَذَّبُوا ؛ هِيَ بِالْفَتْحِ المَواضع الْمُشْرِفَةُ، وَاحِدَتُهَا كَوْمَة، ويُهَذَّبوا أَي يُنَقَّوا مِنَ المَآثم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَجِيء يومَ القيامة

_ (1). قوله [بجنيبه] كذا بالأصل مضبوطاً، والذي في نسخة المحكم: بحنيبه، بالحاء المهملة بدل الجيم (2). قوله [من عديّ] كذا في الأصل والتهذيب، والذي في التكملة على إصلاح بدل علي لكيز بصيغة التصغير

فصل اللام

عَلَى كَوْمٍ فوقَ الناسِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ: حَتَّى رأَيتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعام وثِياب. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أُتيَ بِالْمَالِ فَكَوَّمَ كَوْمةً مِنْ ذَهَبٍ وكَوْمَة مِنْ فِضة وَقَالَ: يَا حَمْراء احْمَرِّي، وَيَا بَيْضاء ابْيَضِّي، غُرِّي غَيْرِي هَذَا جَنايَ وخِيارُه فِيهْ، إِذْ كلُّ جانٍ يَدُه إِلى فِيهِ ، أَي جَمَعَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صُبرة ورَفَعها وعَلَّاها، وَبَعْضُهُمْ يَضُمُّ الْكَافَ، وَقِيلَ: هُوَ بِالضَّمِّ اسْمٌ لِمَا كُوِّم، وَبِالْفَتْحِ اسْمُ الفَعْلة الْوَاحِدَةِ. والكَوْم: الفَرْج الْكَبِيرُ. وكَامَها كَوْماً: نَكَحها، وَقِيلَ: الكَوْم يَكُونُ للإِنسان والفَرس. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ فِي السِّفاد: كَامَ يَكُوم كَوْماً، يُقَالُ: كَامَ الفرَسُ أُنثاه يَكُومُها كَوْماً إِذا نَزا عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفضل الصدَقَةِ رِباطٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يُمْنَعُ كَوْمُه ؛ الكَوم، بِالْفَتْحِ: الضِّرَابُ، وأَصل الكَوْم مِنَ الِارْتِفَاعِ وَالْعُلُوِّ، وَكَذَلِكَ كَلُّ ذِي حَافِرٍ مِنْ بَغْلٍ أَو حِمَارٍ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْحِمَارِ باكَها وَلِلْفَرَسِ كَامَها، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَامَ الحِمارُ أَيضاً. وامرأَة مُكَامَة: مَنْكُوحَةٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ اسْتَعْمَلَهُ بَعْضُهُمْ فِي العُقْربان. يُقَالُ: كَامَ كَوْماً؛ قَالَ إِياس بْنُ الْأَرَتِّ: كأَنَّ مَرْعى أُمِّكُمْ، إِذْ غَدَتْ، ... عَقْرَبةٌ يَكُومُها عُقْربان يَكُومُها: يَنْكِحها. وكَوَّمَ الشيءَ: جَمَعَهُ وَرَفَعَهُ. وكَوَّمَ المَتاع: أَلقى بَعْضَهُ فَوْقَ بَعْضٍ. وَقَدْ كَوَّمَ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ إِذا جَمَعَهَا فِيهِ. يُقَالُ: كَوَّمْت كُومَةً، بِالضَّمِّ، إِذا جَمَعْتُ قِطعة مِنْ تُرَابٍ وَرَفَعْتُ رأْسها، وَهُوَ فِي الْكَلَامِ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ صُبْرة مِنْ طَعَامٍ. والكُومَة: الصُّبرة مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الكُومَة تُرَابٌ مُجْتَمِعٌ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ وَثُلُثٌ وَيَكُونُ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالرَّمْلِ، وَالْجَمْعُ الكُومُ. والأَكْومانِ: مَا تَحْتَ الثُّنْدُوَتَيْنِ. والكِيمِياءُ مَعْرُوفٌ مِثْلَ السِّيمِياء. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ كُوم عَلْقام ، وَفِي رِوَايَةٍ: كُوم عَلْقَماء ، هُوَ بِضَمِّ الْكَافِ، مَوْضِعٌ بأَسفل دِيَارِ مِصْرَ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى. وكُومَةُ: اسْمُ امرأَة. التَّهْذِيبُ: هُنَا الاكْتِيَام القُعود عَلَى أَطْراف الأَصابع، تَقُولُ: اكتَمْتُ لَهُ وتَطالَلْتُ لَهُ، ورأَيته مُكْتَاماً عَلَى أَطراف أَصابع رِجْلَيْهِ. فصل اللام لأم: اللُّؤْم: ضِدُّ العِتْقِ والكَرَمِ. واللَّئِيمُ: الدَّنيءُ الأَصلِ الشحيحُ النَّفْسِ، وَقَدْ لَؤُمَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، يَلْؤُمُ لُؤْماً، عَلَى فُعْلٍ، ومَلأَمةً عَلَى مَفْعَلةٍ، وَلَآمَةً عَلَى فَعالةٍ، فَهُوَ لَئِيمٌ مِنْ قَوْمٍ لِئَامٍ ولُؤَماءَ، ومَلأَمانُ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ أَلائِمُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ: إِذا زالَ عنكمْ أَسْودُ العينِ كنتُمُ ... كِراماً، وأَنتم مَا أَقامَ أَلائِمُ وأَسْودُ الْعَيْنِ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، والأُنثى مَلأَمَانَةٌ. وَقَالُوا فِي النِّداء: يَا مَلأَمَانُ خِلَافَ قَوْلِكَ يَا مَكْرَمانُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا سُبَّ: يَا لُؤْمانُ وَيَا مَلأَمَانُ وَيَا مَلأَمُ. وأَلْأَمَ: أَظْهَرَ خصالَ اللُّؤْم. وَيُقَالُ: قَدْ أَلْأَمَ الرجلُ إِلْآماً إِذا صَنَعَ مَا يَدْعُوهُ النَّاسُ عَلَيْهِ لَئيماً، فَهُوَ مُلْئِمٌ. وأَلْأَمَ: ولَدَ اللِّئامَ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، واسْتَلْأَمَ أَصْهاراً «1». لِئاماً،

_ (1). قوله [واسْتَلْأَمَ أصهاراً لئاماً] هكذا في الأَصل، وعبارة القاموس: واستلأَم أصهاراً اتخذهم لِئَامًا

واسْتَلْأَمَ أَباً إِذا كَانَ لَهُ أَبٌ سوءٌ لئيمٌ ولَأَّمَه: نسبَه «1». إِلى اللُّؤْمِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يرومُ أَذَى الأَحرارِ كلُّ مُلأَّمٍ، ... ويَنْطِقُ بالعَوْراء مَن كانَ مُعْوِرا والمِلأَمُ والمِلآمُ: الَّذِي يُعْذِرُ اللِّئامَ. والمُلْئِمُ: الَّذِي يأْتي اللِّئام. والمُلْئِمُ: الرَّجُلُ اللَّئيم. والمِلأَمُ والمِلْآمُ عَلَى مِفْعَل ومِفْعال: الَّذِي يَقُومُ يُعْذِرُ اللِّئَامَ. واللَّأْم: الاتفاقُ: وَقَدْ تَلَاءَمَ القومُ والْتَأَمُوا: اجْتَمَعُوا واتَّفقوا. وتَلاءَمَ الشَّيْئَانِ إِذا اجْتَمَعَا وَاتَّصَلَا. وَيُقَالُ: الْتَأَمَ الفَرِيقان وَالرَّجُلَانِ إِذا تَصالحا وَاجْتَمَعَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: يَظُنُّ الناسُ بالمَلِكين ... أَنَّهما قَدِ الْتَأَمَا فإِنْ تَسْمَعْ بِلأْمِهما، ... فإِنَّ الأَمْرَ قَدْ فَقِما وَهَذَا طعامٌ يُلائِمُنِي أَي يُوَافِقُنِي، وَلَا تَقُلْ يُلاوِمني. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُمّ مَكْتُومٍ: لِي قائدٌ لَا يُلائِمُنِي أَي يُوافِقني ويُساعدني، وَقَدْ تُخَفَّفُ الْهَمْزَةُ فَتَصِيرُ يَاءً، وَيُرْوَى يُلاوِمني ، بِالْوَاوِ، وَلَا أَصل لَهُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ مِنَ الرُّواة، لأَن المُلاوَمة مُفاعَلة مِنَ اللَّوْم. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: مَن لَا يَمَسكم مِنْ مملوكِيكم فأَطْعِموه مِمَّا تأْكلون ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِالْيَاءِ مُنْقَلِبَةً عَنِ الْهَمْزَةِ، والأَصل لاءَمكم. ولَأَمَ الشيءَ لَأْماً ولاءَمَه ولَأَّمَه وأَلْأَمَه: أَصلحه فالْتَأَمَ وتَلأَّمَ. واللِّئْمُ: الصُّلْحُ، مَهْمُوزٌ. ولاءَمْت بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ إِذا أَصلحت بَيْنَهُمَا. وَشَيْءٌ لأْمٌ أَي مُلْتئِم. ولَاءَمْت بَيْنَ الْقَوْمِ مُلاءَمَةً إِذا أَصلحتَ وَجَمَعْتَ، وإِذا اتَّفق الشَّيْئَانِ فَقَدِ التَأَمَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا طعامٌ لَا يُلائِمُني، وَلَا تَقُلْ يُلاوِمُني، فإِنما هَذَا مِنَ اللَّوْم. واللِّئْم: الصُّلح والاتفاقُ بَيْنَ النَّاسِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا دُعِيَتْ يَوْماً نُمَيْرُ بنُ غَالِبٍ، ... رأَيت وُجوهاً قَدْ تَبَيَّنَ لِيمُها وليَّن الْهَمْزَ كَمَا يُلَيَّنُ فِي اللِّيام جَمْعُ اللَّئيم. واللِّئْم: فِعْلٌ مِنَ الملاءَمة، وَمَعْنَاهُ الصُّلْحُ. ولَاءَمَنِيَ الأَمرُ: وَافَقَنِي. وريشٌ لُؤَامٌ: يُلائم بعضُه بَعْضًا، وَهُوَ مَا كَانَ بَطْنُ القُذَّة مِنْهُ يَلِي ظَهْرَ الأُخرى، وَهُوَ أَجود مَا يَكُونُ، فإِذا الْتَقَى بَطْنان أَو ظَهْران فَهُوَ لُغاب ولَغْب؛ وَقَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكبٍ ... ظُهارٍ لُؤامٍ، فَهُوَ أَعْجَفُ شاسِفُ وَسَهْمٌ لَأْمٌ: عَلَيْهِ ريشٌ لُؤامٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ إِمْرِئِ الْقَيْسِ: نَطْعَنهم سُلْكَى ومَخْلوجةً، ... لَفْتَكَ لَأْمَيْنِ عَلَى نابِل وَيُرْوَى: كَرَّكَ لأْمَيْنِ. ولَأَمْتُ السَّهْمَ، مِثْلَ فَعَلْت: جَعَلْتُ لَهُ لُؤاماً. واللُّؤامُ: القُذَذُ الملتَئِمة، وَهِيَ الَّتِي يَلِي بطنُ القُذّة مِنْهَا ظهرَ الأُخرى، وَهُوَ أَجود مَا يَكُونُ ولَأَمَ السهمَ لَأْماً: جَعَلَ عَلَيْهِ رِيشًا لُؤاماً. والْتَأَمَ الجرحُ الْتِئَاماً إِذا بَرَأَ والتَحَمَ. اللَّيْثُ: أَلْأَمْتُ الجُرحَ بالدَّواء وأَلْأَمْتُ القُمْقُم إِذا سدَدْت صُدوعَه، ولَأَمْت الجرحَ والصَّدْعَ إِذا سَدَدْتَهُ فالْتَأَمَ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه أَمر الشَّجَرَتَين فَجَاءَتَا، فَلَمَّا كَانَتَا بالمَنْصَفِ لأَم بَيْنَهُمَا. يُقَالُ: لَأَمَ ولَاءَمَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ إِذا جَمَعَ بَيْنَهُمَا وَوَافَقَ. وتَلاءَمَ الشَّيْئَانِ والْتَأَما بِمَعْنًى. وفلانٌ لِئْمُ فلانٍ ولِئَامُه أَي مثلُه وشِبهه، وَالْجَمْعُ أَلآمٌ ولِئَامٌ؛ عن ابن

_ (1). [ولَأَّمَه نسبه إلخ] عبارة شرح القاموس: ورجل مُلَأَّمٌ كمُعَظَّم منسوب إلى اللؤم وكذا مِلْآم، وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي: يَرُومُ أَذَى الأَحرار كُلُّ ملأَم

الأَعرابي؛ وأَنشد: أَنَقْعُد العامَ لَا نَجْني عَلَى أَحدٍ ... مُجَنَّدِينَ، وَهَذَا الناسُ أَلآمُ؟ وَقَالُوا: لَوْلَا الوِئام هَلَكَ اللِّئَام؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ الأَمثال، وَقِيلَ: الْمُتَلَائِمُونَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن شابَّة زُوِّجت شيخا فقتلته، فقال: أَيها النَّاسُ، ليَنْكِح الرجلُ لُمَتَه مِنَ النِّسَاءِ، ولتَنْكِح المرأَةُ لُمَتها مِنَ الرِّجَالِ أَي شَكْلَهُ وتِرْبَه ومثلَه، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الذَّاهِبَةِ مِنْ وَسَطِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فإِن نَعْبُرْ فإِنَّ لَنَا لُماتٍ، ... وإِن نَغْبُرْ فنحنُ على نُدورِ أَي سَنَمُوتُ لَا مَحَالَةَ. وَقَوْلُهُ لُمَات أَي أَشباهاً. واللُّمَة أَيضاً: الْجَمَاعَةُ مِنَ الرِّجَالِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى الْعَشَرَةِ. واللِّئْمُ: السيْف؛ قَالَ: ولِئْمُك ذُو زِرَّيْنِ مَصْقولُ واللَّأْمُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. واللَّأْمَةُ واللُّؤْمَةُ: مَتَاعُ الرَّجُلِ مِنَ الأَشِلّةِ والوَلايا؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: حَتَّى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ ... مِنَ التَناويرِ، شَكْل العِهْنِ فِي اللُّؤَمِ واللَّأْمَةُ: الدِّرْعُ، وَجَمْعُهَا لُؤَم، مِثل فُعَل، وَهَذَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كَانَ يُحرِّضُ أَصحابَه يَقُولُ تَجَلْبَبُوا السكِينةَ وأَكمِلُوا اللُّؤَمَ ؛ هُوَ جَمْعُ لَأْمة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فكأَنَّ واحدَته لُؤْمة. واسْتَلْأَمَ لأْمَتَه وتلأَّمَها؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: لَبِسَها. وَجَاءَ مُلَأَّماً عَلَيْهِ لَأْمَةٌ؛ قَالَ: وعَنْتَرة الفَلْحاء جَاءَ مُلَأَّماً، ... كأَنَّكَ فِنْدٌ مِن عَمايةَ أَسْودُ «2» قَالَ الفَلْحاء فأَنَّث حَمْلًا لَهُ عَلَى لَفْظِ عَنْتَرَةَ لِمَكَانِ الْهَاءِ، أَلا تَرَى أَنه لَمَّا اسْتَغْنَى عَنْ ذَلِكَ رَدَّهُ إِلى التَّذْكِيرِ فَقَالَ كأَنَّك؟ واللَّأْمَةُ: السِّلَاحُ؛ كُلُّهَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَدْ اسْتَلْأَمَ الرجلُ إِذا لبِس مَا عِنْدَهُ مِنْ عُدّةٍ رُمْحٍ وَبَيْضَةٍ ومِغْفَر وَسَيْفٍ ونَبْل؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِن تُغْدِفي دُوني القِناعَ، فإِنَّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ الْجَوْهَرِيُّ: اللَّأْم جَمْعُ لَأْمَة وَهِيَ الدِّرْعُ، وَيَجْمَعُ أَيضاً عَلَى لُؤَم مِثْلَ نُغَر، عَلَى غير قياس أَنه جَمَعَ لُؤْمَة. غَيْرُهُ: اسْتَلْأَمَ الرجلُ لبِس اللأْمة. والمُلأَّم، بِالتَّشْدِيدِ: المُدَرَّع. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ، صَلَّى الله عليه وسلم، من الخَنْدقِ ووضَع لَأْمته أَتاه جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فأَمره بالخروج إِلى بَنِي قُرَيْظة ؛ اللَّأْمة، مَهْمُوزَةً: الدرعُ، وَقِيلَ: السِّلَاحُ. ولَأْمَةُ الْحَرْبِ: أَداتها، وَقَدْ يُتْرَكُ الْهَمْزُ تَخْفِيفًا. وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ لَأْمَة وَلِلرُّمْحِ لَأْمَة، وإِنما سُمِّيَ لَأْمةً لأَنها تُلائم الْجَسَدَ وَتُلَازِمُهُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اللَّأْمة الدِّرْعُ الحصِينة، سُمِّيَتْ لَأْمة لإِحْكامِها وَجَوْدَةِ حلَقِها؛ قَالَ ابْنُ أَبي الحُقَيق فَجَعَلَ اللَّأْمَة البَيْضَ: بفَيْلَقٍ تُسْقِطُ الأَحْبالَ رؤيتُها، ... مُسْتَلْئِمِي البَيْضِ مِنْ فَوْقِ السَّرابِيل وَقَالَ الأَعشى فَجَعَلَ اللَّأْمَة السلاح كُلَّهُ: وقُوفاً بِمَا كَانَ مِنْ لَأْمَةٍ، ... وهنَّ صِيامٌ يَلُكْنَ اللُّجُم وَقَالَ غَيْرُهُ فَجَعَلَ اللَّأْمة الدِّرْعَ وَفُرُوجَهَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمِنْ خَلْفِهَا: كأَنَّ فُروجَ اللَّأَمةِ السَّرْد شَكَّها، ... عَلَى نفسِه، عَبْلُ الذِّراعَيْن مُخْدِرُ واسْتَلْأَمَ الحَجَر: مِنَ المُلاءَمة، عَنْهُ أَيضاً، وأَما يَعْقُوبُ فَقَالَ: هُوَ مِنَ السِّلام، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ.

_ (2). قوله [كأنك] تقدم له في مادة فلح: كأنه

واللُّؤْمَة: جَمَاعَةُ أَداةِ الفدَّان؛ قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَالَ مُرَّةُ: هِيَ جُمَّاعُ آلَةِ الْفَدَّانِ حَدِيدِهَا وَعِيدَانِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: اللُّؤْمَة جماعةُ أَداة الْفَدَّانِ، وَكُلُّ مَا يَبْخَلُ بِهِ الإِنسان لِحُسْنِهِ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ. ابْنُ الأَعرابي: اللُّؤْمَة السِّنَّة الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الأَرض، فإِذا كَانَتْ عَلَى الْفَدَّانِ فَهِيَ العِيانُ، وَجَمْعُهَا عُيُنٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّؤْمَة السِّكَّة؛ قَالَ: كالثَّوْرِ تَحْتَ اللُّؤْمَةِ المُكَبِّس أَي المُطأْطئ الرأْس. ولَأْم: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: إِلى أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لَأْم، ... ليَقْضِيَ حاجَتي فِيمنْ قَضاها فَمَا وَطِئَ الْحَصَى مثلُ ابْنِ سُعْدى، ... وَلَا لَبس النِّعالَ ولا احْتَذاها لبم: ابْنُ الأَعرابي قَالَ: اللَّبْمُ «1». اختلاج الكتف. لتم: اللَّتْم: الطَّعْن فِي النَّحْرِ مِثْلُ اللَّتْب. لَتَمَ مَنْحر الْبَعِيرِ بالشَّفْرة، وَفِي مَنْحرِه لَتْماً: طَعَنه. ولَتَمَ نَحْرَهُ: كلطَمَ خَدَّه. الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ لَتَمَ فُلَانٌ بشَفْرَتِه فِي لَبَّة بَعِيرِهِ إِذا طَعَنَ فِيهَا بِهَا. قَالَ أَبو تُرَابٍ: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ يُقَالُ خُذ الشَّفْرة فالْتُب بِهَا فِي لَبَّة الْجَزُورِ والْتُم بِهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَدْ لَتَمَ فِي لَبَّتها ولَتَبَ بِالشَّفْرَةِ إِذا طَعَنَ بِهَا فِيهَا. ولَتَمَ الشيءَ بِيَدِهِ: ضَرَبه. ولَتَمَتِ الحجارةُ رِجْلَ الْمَاشِي: عَقَرتْها. ولاتِمٌ ومِلْتَم ولُتَيْم: أَسماء. ومُلاتِمات: اسْمُ أَبي قَبِيلَةٍ مِنَ الأَزد، فإِذا سُئِلُوا عَنْ نَسبِهم قَالُوا نَحْنُ بَنُو مُلاتَم، بِفَتْحِ التاء. لثم: اللِّثَامُ: رَدُّ المرأَة قِناعَها عَلَى أَنفها وردُّ الرَّجُلِ عمامَته عَلَى أَنفه، وَقَدْ لَثَمَتْ تَلْثِمُ «2»، وَقِيلَ: اللِّثَامُ عَلَى الأَنف واللِّفامُ عَلَى الأَرْنبة. أَبو زَيْدٍ قَالَ: تَمِيمٌ تَقُولُ تَلَثَّمَت عَلَى الْفَمِ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ تَلَفَّمَت؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ عَلَى الْفَمِ فَهُوَ اللِّثام، وإِذا كَانَ عَلَى الأَنف فَهُوَ اللِّفام. وَيُقَالُ مِنَ اللِّثَام: لَثَمْتُ أَلْثِمُ، فإِذا أَراد التَّقْبِيلَ قُلْتُ: لَثِمْتُ أَلْثَمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فلَثِمْتُ فَاهَا آخِذاً بِقُرونِها، ... ولَثِمْتُ مِنْ شَفَتَيْهِ أَطْيَبَ مَلْثَم ولَثِمْتُ فَاهَا، بِالْكَسْرِ، إِذا قبَّلتها، وَرُبَّمَا جَاءَ بِالْفَتْحِ؛ قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: سَمِعْتُ الْمُبَرِّدَ يُنْشِدُ قَوْلَ جَمِيل: فلَثَمْتُ فَاهَا آخِذاً بقرونِها، ... شُرْبَ النَّزِيف ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَج بِالْفَتْحِ، وَيُرْوَى البيت لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ، أَبو زَيْدٍ: تَمِيمٌ تَقُولُ تَلَثَّمَت عَلَى الْفَمِ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ تَلَفَّمَت، فإِذا كَانَ عَلَى طَرَفِ الأَنف فَهُوَ اللِّفام، وإِذا كَانَ عَلَى الْفَمِ فَهُوَ اللِّثَام. قَالَ الْفَرَّاءُ: اللِّثَام مَا كَانَ عَلَى الْفَمِ مِنَ النِّقَابِ، واللِّفام مَا كَانَ عَلَى الأَرْنبة. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: أَنه كَرِهَ التَّلَثُّم مِنَ الْغُبَارِ فِي الغَزْوِ ، وَهُوَ شدُّ الْفَمِ بِاللِّثَامِ، وإِنما كَرِهَهُ رَغْبَةً فِي زِيَادَةِ الثَّوَابِ بِمَا يَنَالُهُ مِنَ الْغُبَارِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. والمَلْثَم: الأَنف وَمَا حَوْلَهُ وإِنها لحسنَةُ اللِّثْمَةِ: مِنَ اللِّثام؛ وَقَوْلُ الحَذْلميّ: وتَكْشِف النُّقْبةَ عَنْ لِثَامِها لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ اللِّثام، قَالَ «3»: وَعِنْدِي أَنه جِلْدُهَا؛ وَقَوْلُ الأَخطل:

_ (1). قوله [اللبم] ضبط في الأصل بالفتح، وهو الذي في نوادر ابن الأعرابي، وضبطه المجد بالتحريك (2). قوله [وقد لَثَمَتْ تَلْثِمُ] هكذا ضبط في الصحاح والمحكم أيضاً، ومقتضى إطلاق القاموس أنه من باب قتل، وفي المصباح: ولَثِمَتِ المرأة من باب تعب لَثْماً مثل فلس. وتَلَثَّمَتْ والْتَثَمَتْ شدت اللثام. (3). قوله [قال] أي ابن سيدة

آلَت إِلى النِّصف مِنْ كَلْفاء أَتْأَقَها ... عِلْجٌ، ولَثَّمَها بالجَفْنِ والغارِ إِنما أَراد أَنه صَيَّرَ الجفنَ والغارَ لِهَذِهِ الْخَابِيَةِ كاللِّثام. ولَثِمَها ولَثَمَها يَلْثِمُها ويَلْثُمُها لَثْماً: قَبَّلَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: واللُّثْم، بِالضَّمِّ، جَمْعُ لاثِمٍ. واللَّثْم: القُبْلة. يُقَالُ: لَثَمَت المرأَةُ تَلْثِمُ لَثْماً والْتَثَمَت وتَلَثَّمَت إِذا شدَّت اللِّثامَ، وَهِيَ حسنَة اللِّثْمَة. وخُفٌّ مَلْثُوم ومُلَثَّم: جَرَحَتْهُ الْحِجَارَةُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَرْمِي الصُّوَى بمُجْمَراتٍ سُمْرِ ... مُلَثَّماتٍ، كمَرادِي الصَّخْرِ الْجَوْهَرِيُّ: لَثَمَ الْبَعِيرُ الْحِجَارَةَ بخُفِّه يَلْثِمُها إِذا كسرَها. وخفٌّ مِلْثَم: يَصُكّ الْحِجَارَةَ. وَيُقَالُ أَيضاً: لَثَمَتِ الحجارةُ خُفَّ الْبَعِيرَ إِذا أَصابته وأَدْمته. لجم: لِجامُ الدَّابَّةِ: مَعْرُوفٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ أَلْجِمَة ولُجُم ولُجْم، وَقَدْ أَلْجَمَ الْفَرَسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سُئل عَمَّا يَعْلَمُه فكَتَمَه أَلْجَمَه اللهُ بلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ المُمْسِك عَنِ الْكَلَامِ مُمَثَّل بِمَنْ أَلْجَمَ نَفْسَه بلِجام، وَالْمُرَادُ بِالْعِلْمِ مَا يَلْزَمُهُ تَعْلِيمُهُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ، كَمَنْ يَرَى رَجُلًا حديثَ عَهْدٍ بالإِسلام وَلَا يُحْسِن الصلاةَ وَقَدْ حَضَرَ وقتُها فَيَقُولُ عَلِّمُوني كيف أُصَلِّي، وكم جَاءَ مُسْتَفْتِياً فِي حَلَالٍ أَو حَرَامٍ فإِنه يَلْزَمُ فِي هَذَا وأَمثاله تَعْرِيفُ الْجَوَابِ. ومَن مَنَعَه اسْتَحَقَّ الْوَعِيدَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَبْلُغ العَرَقُ مِنْهُمْ مَا يُلْجِمُهم أَي يَصِل إِلى أَفواههم فَيَصِيرُ لَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اللِّجام يَمْنَعُهُمْ عَنِ الْكَلَامِ، يَعْنِي فِي الْمَحْشَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. والمُلَجَّم: مَوْضِعِ اللِّجام، وإِن لَمْ يَقُولُوا لَجَّمْتُه كأَنهم تَوَهَّمُوا ذَلِكَ واستأْنفوا هَذِهِ الصِّيغَةَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَقَدْ خاضَ أَعْدائي مِنَ الإِثْمِ حَوْمةً ... يغِيبون فِيهَا، أَو تَنال الْمُحَزِّمَا «1» . ولَجَمَةُ الدابةِ: مَوْقِعُ اللِّجام مِنْ وَجْهِهَا. واللِّجام: حبْلٌ أَو عَصًا تُدْخَل فِي فَمِ الدَّابَّةِ وتُلْزق إِلى قَفَاهُ. وَجَاءَ وَقَدْ لفَظ لِجامَه أَي جَاءَ وَهُوَ مَجْهُودٌ مِنَ الْعَطَشِ والإِعْياء، كَمَا يُقَالُ: جَاءَ وَقَدْ قَرَضَ رِباطَه. واللِّجامُ: ضربٌ مِنْ سِمات الإِبل يَكُونُ مِنَ الْخَدَّيْنِ إِلى صَفْقَي الْعُنُقِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. يُقَالُ: أَلْجَمْتُ الدابةَ، وَالْقِيَاسُ عَلَى الْآخَرِ مَلجوم، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ، وَأَحْسَنُ مِنْهُ أَن يُقَالَ بهِ سمَةُ لِجَام. وتَلَجَّمَتِ المرأَةُ إِذا استثْفَرت لِمَحِيضِهَا. واللِّجَامُ: مَا تشدُّه الْحَائِضُ. وَفِي حَدِيثِ المُسْتحاضة: تَلَجَّمِي أَي شُدِّي لِجَامًا، وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِهِ: اسْتثْفِري أَي اجْعَلِي مَوْضِعَ خُرُوجِ الدَّمِ عِصابةً تَمْنَعُ الدَّمَ، تَشْبِيهًا بِوَضْعِ اللِّجَامَ فِي فَمِ الدَّابَّةِ. ولجَمَةُ الْوَادِي: فُوَّهَتُه. واللُّجْمَة: العلَمُ مِنْ أَعلام الأَرض. واللَّجَم: الصمْدُ الْمُرْتَفِعُ. أَبو عَمْرٍو: اللُّجْمَةُ الجَبل المسطَّح لَيْسَ بِالضَّخْمِ. واللُّجَم: دُوَيْبَّة؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: لَهُ مَنْخِرٌ مثْلُ جُحْر اللُّجَمْ «2» . يَصِفُ فَرَسًا، وَقِيلَ: هِيَ دُوَيْبَّةٌ أَصغر مِنَ العَظاية. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّجَم دَابَّةٌ أَكبر مِنْ شَحْمَةِ الأَرض وَدُونَ الحِرْباء؛ قَالَ أَدهم بْنُ أَبي الزَّعْرَاءِ: لَا يَهْتدِي الغرابُ فِيهَا واللُّجَم وَقِيلَ: هُوَ الوَزَغ؛ التَّهْذِيبُ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل:

_ (1). قوله [حومة] هكذا في الأصل. وفي المحكم: خوضة. وقوله [المحزما] هكذا في الأصل أيضاً ولا شاهد فيه. وفي المحكم: الملحما، وفيه الشاهد (2). قوله [له منخر إلخ] هذه رواية المحكم، والذي في التكملة: له ذَنَبٌ مِثْلُ ذَيْلِ الْعَرُوسِ ... إلى سبة مثل جحر اللُّجَم وسبة بالفتح في خط المؤلف، وكذا في التهذيب

ومَرَّت عَلَى الأَلْجَامِ، أَلْجَامِ حامرٍ، ... يُثِرْن قَطاً لَوْلَا سُراهن هُجَّدا «1» أَراد جَمْعَ لُجْمَةِ الْوَادِي وَهِيَ نَاحِيَةٌ مِنْهُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِذا ارْتَمَتْ أَصحانه ولُجَمُهْ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَاحِدَتُهَا لُجْمَة وَهِيَ نَوَاحِيهِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ اللُّجَم العاطوسُ وَهِيَ سَمَكَةٌ فِي الْبَحْرِ وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهَا؛ وأَنشد لرؤبة: وَلَا أُحِبُّ اللُّجَمَ الْعَاطُوسَا واللَّجَمُ: الشُّؤْم. واللَّجَم: مَا يُتَطَيَّرُ مِنْهُ، وَاحِدَتُهُ لَجَمَة. ومُلْجَم: اسْمُ رَجُلٍ. وَبَنُو لُجَيم: بطن. لحم: اللَّحْم واللَّحَم، مُخَفَّفٌ وَمُثَقَّلٌ لُغَتَانِ: مَعْرُوفٌ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ اللحَمُ لُغَةً فِيهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فُتح لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: وَلَمْ يَضِعْ جارُكم لحمَ الوَضَم إِنما أَراد ضَياعَ لَحْمِ الوَضم فَنَصَبَ لحمَ الْوَضْمِ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَالْجَمْعُ أَلْحُمٌ ولُحُوم ولِحَامٌ ولُحْمَان، واللَّحْمة أَخصُّ مِنْهُ، واللَّحْمة: الطَّائِفَةُ مِنْهُ؛ وَقَالَ أَبو الْغُولِ الطُّهَوي يَهْجُو قَوْمًا: رَأَيْتُكمُ، بَنِي الخَذْوَاء، لَمّا ... دَنا الأَضْحَى وصَلَّلتِ اللِّحَامُ، توَلَّيْتُمْ بِوُدِّكُمُ، وقُلْتم: ... لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْرَبُ أَو جُذامُ يَقُولُ: لَمَّا أَنتَنت اللحومُ مِنْ كَثْرَتِهَا عِنْدَكُمْ أَعْرَضْتم عَنِّي. ولَحْمُ الشَّيْءِ: لُبُّه حَتَّى قَالُوا لَحْمُ الثَّمرِ للُبِّه. وأَلْحَمَ الزرعُ: صَارَ فِيهِ القمحُ، كأَنّ ذَلِكَ لَحْمُه. ابْنُ الأَعرابي: اسْتَلْحَمَ الزرعُ واستَكَّ وازدَجَّ أَي الْتَفَّ، وَهُوَ الطِّهْلئ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ التفَّ. الأَزهري: ابْنُ السِّكِّيتِ رجلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ أَي سَمِين، ورجلٌ شَحِمٌ لَحِمٌ إِذا كَانَ قَرِماً إِلى اللحْم والشَّحْمِ يَشْتهِيهما، ولَحِمَ، بِالْكَسْرِ: اشْتَهَى اللَّحْم. وَرَجُلٌ شَحَّامٌ لَحَّامٌ إِذا كَانَ يَبِيعُ الشحمَ وَاللَّحْمَ، ولَحُمَ الرجلُ وشَحُمَ فِي بَدَنِهِ، وإِذا أَكل كَثِيرًا فلَحُم عَلَيْهِ قِيلَ: لَحُمَ وشَحُم. وَرَجُلٌ لَحِيمٌ ولَحِمٌ: كَثِيرُ لَحْم الْجَسَدِ، وَقَدْ لَحُمَ لَحَامةً ولَحِمَ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كُثرَ لَحْمُ بدنهِ. وَقَوْلُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَلَمَّا عَلِقْت اللَّحْمَ سَبَقني أَي سَمِنْت فثقُلت. وَرَجُلٌ لَحِمٌ: أَكول للَّحم وقَرِمٌ إِليه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَكل مِنْهُ كَثِيرًا فشكا منه، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. واللَّحَّامُ: الَّذِي يَبِيعُ اللَّحْمَ. وَرَجُلٌ مُلْحِمٌ إِذا كَثُرَ عِنْدَهُ اللَّحْمُ، وَكَذَلِكَ مُشْحِم. وَفِي قَوْلِ عُمَرَ: اتَّقوا هَذِهِ المَجازِرَ فإِن لَهَا ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِن لِلَّحم ضَراوةً كضراوةِ الخَمْر. يُقَالُ: رَجُلٌ لَحِمٌ ومُلْحِمٌ ولاحِمٌ ولَحِيمٌ، فاللَّحِمُ: الَّذِي يُكْثِر أَكلَه، والمُلْحِم: الَّذِي يَكْثُرُ عِنْدَهُ اللَّحْمُ أَو يُطْعِمه، واللَّاحِمُ: الَّذِي يَكُونُ عِنْدَهُ لحمٌ، واللّحِيمُ: الكثيرُ لحمِ الْجَسَدِ. الأَصمعي: أَلْحَمْتُ القومَ، بالأَلف، أَطعمتهم اللحمَ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرة يَصِفُ ضَبُعًا: وتَظَلُّ تَنْشِطُني وتُلْحِمُ أَجْرِياً، ... وسْطَ العَرِينِ، وليسَ حَيٌّ يَمنعُ قَالَ: جَعَلَ مأْواها لَهَا عَرِيناً. وَقَالَ غَيْرُ الأَصمعي: لَحَمْتُ القومَ، بِغَيْرِ أَلف؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهُوَ الْقِيَاسُ. وبيْتٌ لَحِمٌ: كَثِيرُ اللحْم؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ يَصِفُ الْخَيْلَ: نُطْعِمُها اللَّحْمَ، إِذا عَزَّ الشَّجَرْ، ... والخيْلُ فِي إِطْعامِها اللَّحْمَ ضَرَرْ

_ (1). قوله [ومرت إلخ] في التكملة بخط المؤلف: عوامد للأَلْجَام أَلْجَام حَامِرٍ ... يُثِرْنَ قَطًا لولا سراهن هجدا

قَالَ: أَراد نُطْعمها اللبنَ فَسَمَّى اللَّبَنَ لَحْماً لأَنها تسمَنُ عَلَى اللَّبَنَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانُوا إِذا أَجْدَبوا وقلَّ اللبنُ يَبَّسُوا اللحمَ وحمَلوه فِي أَسفارهم وأَطعَموه الخيلَ، وأَنكر مَا قَالَ الأَصمعي وَقَالَ: إِذا لَمْ يَكُنِ الشجرُ لَمْ يَكُنِ اللبنُ. وأَما قَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِن اللهَ يُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ وأَهلَه ، فإِنه أَراد الَّذِي تؤْكل فِيهِ لُحومُ النَّاسِ أَخْذاً. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: يُبْغِضُ أَهلَ الْبَيْتِ اللَّحِمِين. وسأَل رَجُلٌ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ: أَرأَيت هَذَا الْحَدِيثِ إِن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُبْغِضُ أَهلَ الْبَيْتِ اللَّحِمِين ؟ أَهُم الَّذِينَ يُكِثرون أَكل اللحْم؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: هُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكلَ لحومِ النَّاسِ. وأَما قَوْلُهُ ليُبْغِضُ البيتَ اللَّحِمَ وأَهلَه قِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يأْكلون لُحُومَ النَّاسِ بالغِيبة، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ أَكل اللَّحْمِ ويُدْمِنُونه، قَالَ: وَهُوَ أَشبَهُ. وفلانٌ يأْكل لُحومَ النَّاسِ أَي يَغْتَابُهُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وإِذا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا استِطالةُ الرَّجُلُ فِي عِرْضِ أَخيه. ولَحِمَ الصقرُ ونحوُه لَحَماً: اشْتَهَى اللحْم. وبازٍ لَحِمٌ: يأْكل اللحمَ أَو يَشْتَهِيهِ، وَكَذَلِكَ لاحِمٌ، وَالْجَمْعُ لَوَاحِمُ، ومُلْحِمٌ: مُطْعِم للَّحم، ومُلْحَمٌ: يُطْعَم اللحمَ. وَرَجُلٌ مُلْحَمٌ أَي مُطْعَم لِلصَّيْدِ مَرزوق مِنْهُ. ولَحْمَةُ الْبَازِي ولُحْمَته: مَا يُطْعَمُه مِمَّا يَصِيده، يُضَمُّ وَيُفْتَحُ، وَقِيلَ: لَحْمةُ الصقرِ الطائرُ يُطْرَح إِليه أَو يَصِيدُهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: مِن صَقْع بازٍ لَا تُبِلُّ لُحَمُه وأَلْحَمْتُ الطيرَ إِلحَاماً. وبازٍ لَحِمٌ: يأْكل اللَّحْمَ لأَن أَكله لَحْمٌ؛ قَالَ الأَعشى: تدَلَّى حَثيثاً كأَنَّ الصِّوارَ ... يَتْبَعُه أَزرَقِيٌّ لَحِمْ ولُحْمَةُ الأَسد: مَا يُلْحَمُه، وَالْفَتْحُ لُغَةٌ. ولَحَمَ القومَ يَلحَمُهم لَحْماً، بِالْفَتْحِ، وأَلْحَمَهم: أَطعمهم اللحمَ، فَهُوَ لَاحِمٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا تَقُلْ أَلحَمْتُ، والأَصمعي يَقُولُهُ. وأَلْحَمَ الرجلُ: كثُر فِي بَيْتِهِ اللَّحْمُ، وأَلْحَمُوا: كثُر عِنْدَهُمُ اللَّحْمُ. ولَحَمَ العَظمَ يَلْحُمُه ويَلْحَمُه لَحْماً: نَزَعَ عَنْهُ اللَّحْمَ؛ قَالَ: وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ، ... يُدعى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سُمُهْ، مُبْتَرِكاً لِكُلِّ عَظْمٍ يَلحُمُهْ وَرَجُلٌ لَاحِمٌ ولَحِيمٌ: ذُو لحمٍ عَلَى النَّسَبِ مِثْلُ تَامِرٍ وَلَابِنٍ، ولَحَّام: بَائِعُ اللَّحْمِ. ولَحِمَت النَّاقَةُ ولَحُمَتْ لَحَامَةً ولُحُوماً فِيهِمَا، فَهِيَ لَحِيمَةٌ: كَثُرَ لحمُها. ولُحْمة جِلْدَةِ الرأْس وَغَيْرِهَا: مَا بَطَن مِمَّا يَلِي اللَّحْمَ. وشجَّة مُتَلَاحِمَة: أَخذت فِي اللَّحْمِ وَلَمْ تبلُغ السِّمْحاق، وَلَا فِعْلَ لَهَا. الأَزهري: شَجَّةٌ مُتَلاحِمَة إِذا بَلَغَتِ اللَّحْمَ. وَيُقَالُ: تَلاحَمَتِ الشجّةُ إِذا أَخذت فِي اللَّحْمِ، وتَلَاحَمَت أَيضاً إِذا بَرأَتْ والتَحمتْ. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ المُتلاحِمة مِنَ الشِّجاج الَّتِي تَشُقُّ اللحمَ كلَّه دُونَ الْعَظْمِ ثُمَّ تَتَلاحَمُ بَعْدَ شَقِّها، فَلَا يَجُوزُ فِيهَا المِسْبارُ بَعْدَ تَلاحُمِ اللَّحْمِ. قَالَ: وتَتَلاحَمُ مِنْ يومِها وَمِنْ غَدٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ: الشِّجاج المتلاحِمة هِيَ الَّتِي أَخذتْ فِي اللَّحْمِ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ الَّتِي برأَتْ والتحَمتْ. وامرأَة مُتلاحِمة: ضيِّقةُ مَلاقي لَحْمِ الفَرْج وَهِيَ مآزِم الفَرج. والمُتلاحِمة مِنَ النِّسَاءِ: الرَّتقاء؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: إِنما يُقَالُ لَهَا لاحِمةٌ كأَنَّ هُنَاكَ لَحْمًا يَمْنَعُ مِنَ الْجِمَاعِ، قَالَ: وَلَا يَصِحُّ مُتلاحِمة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: قَالَ لِرَجُلٍ لِمَ طَلَّقْتَ امرأَتَك؟ قَالَ: إِنها كَانَتْ مُتَلَاحِمَة، قَالَ: إِنّ ذَلِكَ مِنْهُنَّ لمُسْتَرادٌ ؛ قِيلَ: هِيَ الضيِّقة المَلاقي، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي بِهَا رَتَقٌ. والْتَحَمَ الجرحُ للبُرْء.

وأَلْحَمَه عِرْضَ فُلَانٍ: سَبَعهُ إِيّاه، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَيُقَالُ: أَلْحَمْتُك عِرْضَ فُلَانٍ إِذا أَمكنْتك مِنْهُ تَشْتُمه، وأَلْحَمْتُه سَيفي. ولُحِمَ الرجلُ، فَهُوَ لَحِيمٌ، وأُلْحِمَ: قُتِل. وَفِي حَدِيثِ أُسامة: أَنه لَحَمَ رَجُلًا مِنَ العَدُوِّ أَي قتَله، وَقِيلَ: قَرُب مِنْهُ حَتَّى لَزِق بِهِ، مِنَ الْتَحَمَ الجرحُ إِذا الْتَزَق، وَقِيلَ: لَحَمَه أَي ضَرَبَهُ مِن أَصابَ لَحْمَه. واللَّحِيمُ: القَتيلُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ أَورده ابْنُ سِيدَهْ: ولكنْ تَرَكتُ القومَ قَدْ عَصَبوا بِهِ، ... فَلَا شَكَّ أَن قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ وأَورده الْجَوْهَرِيُّ: فَقَالُوا: تَرَكْنا القومَ قَدْ حَضَروا بِهِ، ... وَلَا غَرْوَ أَن قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنشاده: فَقَالَ «2» تَرَكْنَاهُ؛ وَقَبْلَهُ: وَجَاءَ خَلِيلاه إِليها كِلاهُما ... يُفِيض دُموعاً، غَرْبُهُنّ سَجُومُ واسْتُلحِمَ: رُوهِقَ فِي الْقِتَالِ. واستُلْحِمَ الرجلُ إِذا احْتَوَشه العدوُّ فِي الْقِتَالِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للعُجَير السَّلولي: ومُسْتَلْحَمٍ قَدْ صَكَّه القومُ صَكَّة ... بَعِيد المَوالي، نِيلَ مَا كَانَ يَجْمَعُ والمُلْحَم: الَّذِي أُسِر وظَفِر بِهِ أَعداؤُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِنَّا لَعَطَّافون خَلْف المُلْحَمِ والمَلْحَمَة: الوَقْعةُ الْعَظِيمَةُ الْقَتْلِ، وَقِيلَ: مَوْضِعُ الْقِتَالِ. وأَلحَمْتُ القومَ إِذا قتلتَهم حَتَّى صَارُوا لَحْمًا. وأُلْحِمَ الرجلُ إِلْحَاماً واسْتُلحِمَ اسْتِلْحَاماً إِذا نَشِب فِي الْحَرْبِ فَلَمْ يَجِدْ مَخْلَصاً، وأَلْحَمَه غيرُه فِيهَا، وأَلْحَمَه القتالُ. وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَوْمَ مُؤْتةَ: أَنه أَخذ الرَّايَةَ بَعْدَ قتْل زيدٍ فقاتَلَ بِهَا حَتَّى أَلْحَمَه القتالُ فنزَلَ وعَقَرَ فرَسَه ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي صِفَةِ الغُزاة: وَمِنْهُمْ مَن أَلْحَمَه القتالُ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ سُهيل: لَا يُرَدُّ الدعاءُ عِنْدَ البأْس حِينَ يُلْحِم بعضُهم بَعْضًا أَي تشتَبكُ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ وَيَلْزَمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْيَوْمُ يومُ المَلْحَمَة ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ويُجْمَعون للمَلْحَمَة ؛ هِيَ الْحَرْبُ وموضعُ الْقِتَالِ، وَالْجَمْعُ المَلاحِمُ مأْخوذ مِنِ اشْتِبَاكِ النَّاسِ واختلاطِهم فِيهَا كاشتِباك لُحْمةِ الثَّوْبِ بالسَّدى، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ اللحْم لِكَثْرَةِ لُحوم الْقَتْلَى فِيهَا، وأَلْحَمْتُ الحربَ فالْتَحَمْتُ. والمَلْحَمَة: القتالُ فِي الْفِتْنَةِ، ابْنُ الأَعرابي: المَلْحَمَة حَيْثُ يُقاطِعون لُحومَهم بِالسُّيُوفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ المَلْحَمَة قَوْلُ الشَّاعِرِ: بمَلْحَمَةٍ لَا يَسْتَقِلُّ غُرابُها ... دَفِيفاً، ويمْشي الذئبُ فِيهَا مَعَ النَّسْر والمَلْحَمَة: الحربُ ذَاتُ الْقَتْلِ الشَّدِيدِ. والمَلْحَمَة: الوَقعة الْعَظِيمَةُ فِي الْفِتْنَةِ. وَفِي قَوْلِهِمْ نَبيُّ المَلْحَمَة قَوْلَانِ: أَحدهما نبيُّ الْقِتَالِ وَهُوَ كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ بُعِثْت بِالسَّيْفِ ، وَالثَّانِي نبيُّ الصَّلَاحِ وتأْليفِ النَّاسِ كَانَ يُؤَلِّف أَمرَ الأُمَّة. وَقَدْ لَحَمَ الأَمرَ إِذا أَحكمه وأَصلحَه؛ قَالَ ذَلِكَ الأَزهري عَنْ شَمِرٍ. ولَحِمَ بِالْمَكَانِ «3» يَلْحَمُ لَحْماً: نَشِب بِالْمَكَانِ. وأَلْحَمَ بِالْمَكَانِ: أَقامَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: لَزِم الأَرض، وأَنشد: إِذا افْتَقَرا لَمْ يُلْحِمَا خَشْيةَ الرَّدى، ... وَلَمْ يَخْشَ رُزءاً مِنْهُمَا مَوْلَياهُما

_ (2). قوله [فقال إلخ] كذا بالأَصل ولعله فقالا كما يدل عليه قوله وجاء خليلاه (3). قوله [ولَحِمَ بالمكان] قال في التكملة بالكسر، وفي القاموس كعلم، ولم يتعرضا للمصدر، وضبط في المحكم بالتحريك

وأَلْحَمَ الدابةُ إِذا وَقَفَ فَلَمْ يَبرح وَاحْتَاجَ إِلى الضَّرْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ صُمْ يَوْمًا فِي الشَّهْرِ، قَالَ: إِني أَجد قوَّةً، قَالَ: فصُمْ يَوْمَيْنِ، قَالَ: إِني أَجد قوَّة، قال: فصُم ثلاثة أَيام فِي الشَّهْرِ، وأَلْحَمَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ أَي وقَف عِنْدَهَا فَلَمْ يَزِدْه عَلَيْهَا، مِنْ أَلْحَمَ بِالْمَكَانِ إِذا أَقام فَلَمْ يَبْرَحْ. وأَلْحَمَ الرجلَ: غَمَّه. ولَحَمَ الشيءَ يَلْحُمُه لَحْماً وأَلْحَمَه فالْتَحَمَ: لأَمَه. واللِّحَامُ: مَا يُلأَم بِهِ ويُلْحَم بِهِ الصَّدْعُ. ولاحَمَ الشيءَ بِالشَّيْءِ: أَلْزَقَه بِهِ، والْتَحَمَ الصَّدْعُ والْتَأَم بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمُلْحَم: الدَّعِيُّ المُلْزَقُ بِالْقَوْمِ لَيْسَ مِنْهُمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَتَّى إِذا مَا فَرَّ كلُّ مُلْحَم ولَحْمةُ النَّسَبِ: الشابِكُ مِنْهُ. الأَزهري: لَحْمةُ النَّسَبِ، بِالْفَتْحِ، ولُحْمةُ الصَّيْدِ مَا يُصاد بِهِ، بِالضَّمِّ. واللُّحْمَةُ، بِالضَّمِّ: الْقَرَابَةُ. ولَحْمَةُ الثَّوْبِ ولُحْمَتُه: مَا سُدِّي بَيْنَ السَّدَيَيْن، يُضَمُّ وَيُفْتَحُ، وَقَدْ لَحَمَ الثَّوْبَ يَلْحَمُه وأَلْحَمُه. ابْنُ الأَعرابي: لَحْمَة الثَّوْبِ ولَحْمَة النَّسب، بِالْفَتْحِ. قَالَ الأَزهري: ولُحْمَةُ الثَّوْبِ الأَعْلى «1» ولَحْمَتهُ، والسَّدَى الأَسفل مِنَ الثَّوْبِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: سَتاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لَحْمَتُهْ وأَلْحَمَ الناسجُ الثوبَ. وَفِي الْمَثَلِ: أَلْحِمْ مَا أَسْدَيْتَ أَي تَمِّمْ مَا ابْتَدَأْتَه مِنَ الإِحسان. وَفِي الْحَدِيثِ: الوَلاءُ لُحْمَةٌ كلُحْمَةِ النَّسَبِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: كلُحْمَةِ الثَّوْبِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ اخْتُلِفَ فِي ضَمِّ اللّحْمَة وَفَتْحِهَا فَقِيلَ: هِيَ فِي النَّسَبِ بِالضَّمِّ، وَفِي الثَّوْبِ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، وَقِيلَ: الثَّوْبُ بِالْفَتْحِ وَحْدَهُ، وَقِيلَ: النَّسَبُ وَالثَّوْبُ بِالْفَتْحِ، فأَما بِالضَّمِّ فَهُوَ مَا يُصاد بِهِ الصيدُ، قَالَ: وَمَعْنَى الْحَدِيثِ المُخالَطةُ فِي الوَلاءِ وأَنها تَجْرِي مَجْرَى النَّسَبِ فِي المِيراث كما تُخالِطُ اللُّحمةُ سَدَى الثوب حتى يَصِيرا كالشيء الواحد، لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ المُداخَلة الشَّدِيدَةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ وَالْمَطَرِ: صَارَ الصِّغار لُحْمةَ الكِبار أَي أَن القَطْرَ انتسَج لتتَابُعه فَدَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ واتَّصل. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَيُقَالُ هَذَا الْكَلَامُ لَحِيمُ هَذَا الكلامِ وطَريدُه أَي وَفْقُه وشَكْلُه. واستَلْحَمَ الطريقُ: اتَّسَعَ. واسْتَلْحَمَ الرجلُ الطريقَ: رَكِبَ أَوْسَعَه واتَّبَعَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَن أَرَيْناهُ الطريقَ استَلْحَمَا وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ عَلَى أَكْسائِها ... أَهْوَجُ مِحْضِيرٌ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ استَلْحَمَ: اتَّبَعَ. وَفِي حَدِيثِ أُسامة: فاسْتَلْحَمَنا رجلٌ مِنَ العدُوّ أَي تَبِعَنا يُقَالُ: استَلْحَمَ الطَّريدةَ والطريقَ أَي تَبع. وأَلْحَم بَيْنَ بَنِي فُلَانٍ شَرًّا: جَنَاهُ لَهُمْ. وأَلْحَمَه بصَرَه: حَدَّدَه نحوَه ورَماه بِهِ. وحَبْلٌ مُلاحَمٌ: شديدُ الْفَتْلِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: مُلاحَمُ الغارةِ لَمْ يُغْتَلَبْ والمُلْحَم: جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ. وأَبو اللَّحَّام: كُنْيَةُ أَحد فُرْسان العرب. لحجم: طريقٌ لَحْجَمٌ: واسعٌ وَاضِحٌ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى حاءَه بَدَلًا مِنْ هَاءِ لَهْجَم. لحسم: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: اللَّهاسِمُ واللَّحاسِمُ مَجارِي الأَوْدِية الضيّقةُ، واحدها لُهْسُم ولُحْسُم، وهي اللَّخافيقُ. لخم: اللَّخْم: القَطْعُ. وَقَدْ لَخَمَ الشيءَ لَخْماً: قطَعه. ولَخُمَ الرجلُ: كثُر لَحْمُ وَجْهِهِ وغلُظ. وَبِالرَّجُلِ لَخْمةٌ أَي ثِقَلُ نَفْسٍ وفَتْرةٌ. واللَّخَمَةُ:

_ (1). أي الأَعلى من الثوب

العَقَبة الَّتِي مِنَ المَتْن. واللُّخَمَة: كلُّ مَا يُتطيَّرُ مِنْهُ. واللِّخَامُ: اللِّطامُ. يُقَالُ: لاخَمَه ولامَخَه أَي لطَمَه. واللُّخْمُ، بِالضَّمِّ «1»: ضَرْبٌ مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ، قَالَ رُؤْبَةُ: كَثيرة حيتانُه ولُخُمهْ قَالَ: والجَمَل سَمَكَةٌ تَكُونُ فِي الْبَحْرِ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: واعْتَلَجَتْ جِمالُه ولُخُمهْ قَالَ: وَلَا يَكُونُ الجَمَل فِي العَذْب، وَقِيلَ: هُوَ سُمْكٌ ضَخْمٌ، قِيلَ: لَا يَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلا قَطَعَهُ، وَهُوَ يأْكل النَّاسُ، وَيُقَالُ لَهُ الكَوْسَج. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: اللُّخُمُ حَلالٌ ؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ، وَيُقَالُ لَهُ القِرْشُ؛ وَقَالَ المُخبَّل يَصِفُ دُرّة وغوَّاصاً: بِلَبانهِ زَيْتٌ وأَخْرَجها ... منْ ذِي غَوارِبَ، وَسْطَه اللُّخُم ولَخْمٌ: حَيٌّ مِنْ جُذام؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَخْم حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَمِنْهُمْ كَانَتْ مُلُوكُ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُمْ آلُ عَمْرِو بْنِ عَديّ بْنِ نَصْرِ اللَّخْمِيّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مُلوك لَخْمٍ كَانُوا نَزَلُوا الْحِيرَةَ، وهم آل المُنْذِر. لخجم: اللَّخْجَمُ: البعيرُ المُجْفَر الْجَنْبَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اللَّخْجَم البعيرُ الواسع الجوف. لدم: اللَّدْمُ: ضرْبُ المرأَةِ صَدْرَها. لَدَمَت المرأَة وجهَها: ضَرَبَتْهُ. ولَدَمَتْ خُبْزَ المَلَّة إِذا ضَرَبَتْهُ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ يَوْمَ أُحُد: فخرجْتُ أَسْعَى إِليها ، يَعْنِي أُمَّه، فأَدْرَكْتُها قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلى القَتْلى فلَدَمَتْ فِي صَدْري وَكَانَتِ امرأَة جَلْدةً ، أَي ضربَتْ وَدَفَعَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: لَدَمَتِ المرأَةُ صدْرَها تَلْدِمُه لَدْماً ضَرَبَتْهُ، والْتَدَمَتْ هِيَ. واللَّدْمُ: ضرْبُ خُبْزِ الْمَلَّةِ إِذا أَخرجته مِنْهَا وضَرْبُ غيرهِ أَيضاً. واللَّدْمُ: صوتُ الشَّيْءِ يَقعُ فِي الأَرض مِنَ الحَجر وَنَحْوِهِ وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وللفُؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِه، ... لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَرِ وَقِيلَ: اللَّدْمُ اللَّطْم والضربُ بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ يُسْمَعُ وَقْعُه. والْتَدَمَ النساءُ إِذا ضربْنَ وُجوهَهُنَّ فِي الْمَآتِمِ. واللَّدْمُ: الضرْبُ، والتِدامُ النِّسَاءِ مِنْ هَذَا، واللَّدْمُ واللّطْمُ واحدٌ. والالْتِدَامُ: الاضْطراب. والْتِدَامُ النِّسَاءِ: ضَرْبهُنّ صُدورَهنّ ووجوهَهن فِي النِّياحة. وَرَجُلٌ مِلْدَمٌ: أَحمقُ ضَخْمٌ ثَقِيلٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. وفَدْمٌ لَدْمٌ: إِتباع. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فَدْمٌ ثَدْمٌ لَدْمٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن الْحَسَنَ قَالَ لَهُ فِي مَخْرجِه إِلى الْعِرَاقِ: إِنه غَيْرُ صَوَابٍ، فَقَالَ: وَاللَّهُ لَا أَكون مثلَ الضَّبُع تَسْمَعُ اللَّدْمَ فتخرُجُ فتُصاد ، وَذَلِكَ أَن الصَّيّاد يَجِيءُ إِلى جُحْرِهَا فَيَضْرِبُ بحجَر أَو بيدِه، فَتَخْرُجُ وتَحْسبه شَيْئًا تَصِيده لتأْخذَه فيأْخذها، وَهِيَ مِنْ أَحمق الدَّوابّ؛ أَراد أَني لَا أُخْدَع كَمَا تُخْدعُ الضَّبُعُ باللَّدْم، ويُسمَّى الضرْبُ لَدْماً. ولَدَمْتُ أَلْدِمُ لَدْماً، فأَنا لادِمٌ، وَقَوْمٌ لَدَمٌ مِثْلُ خادِمٍ وخَدَمٍ. وأُمُّ مِلْدَم: الحُمَّى، اللَّيْثُ: أُمّ مِلدَم كُنْيَةُ الحُمَّى، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَالَتِ الْحُمَّى أَنا أُمُّ مِلْدَم آكُل اللَّحْمَ وأَمَصُّ الدمَ، قَالَ: وَيُقَالُ

_ (1). قوله [واللخم بالضمّ إلخ] عبارة الصحاح: واللخم واللخم بالضم ضرب إلخ والأَولى بضمتين

لَهَا أُمّ الهِبْرِزِيّ. وأَلْدَمَت عَلَيْهِ الحُمّى أَي دامَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَتْ أُمُّ مِلْدَمٍ تستأْذن ؛ هِيَ الحُمَّى، وَالْمِيمُ الأُولى مَكْسُورَةٌ زَائِدَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهَا بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. واللَّدِيمُ: الثَّوْبُ الخلَق. وَثَوْبٌ لَدِيم ومُلَدَّم: خَلَقٌ. ولَدَمَه: رَقَعَه. الأَصمعي: المُلَدَّم والمُرَدَّمُ مِنَ الثِّيَابِ المُرقَّعُ، وَهُوَ اللَّديم. ولَدَمْت الثَّوْبَ لَدْماً ولَدَّمتُه تَلْدِيماً أَي رَقَّعْتُه، فَهُوَ مُلَدَّم ولَدِيمٌ أَي مُرَقَّع مُصْلَح. واللِّدامُ: مِثْلُ الرِّقاع يُلْدَمُ بِهِ الْخُفُّ وَغَيْرُهُ. وتَلَدَّمَ الثوبُ أَي أَخْلَق واسْتَرْقَع. وتَلَدَّمَ الرجلُ ثوبَه أَي رَقعَه، يتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، مِثْلُ تَرَدَّم. واللَّدَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: الحُرَمُ فِي القَرابات. وَيُقَالُ: إِنما سُمِّيَتِ الحُرْمَةُ اللَّدَمَ لأَنها تَلْدِمُ القَرابةَ أَي تُصْلِح وتَصِل؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: اللَّدَمُ اللَّدَمُ إِذا أَرادت تَوْكِيدَ المُحالفة أَي حُرْمَتُنا حُرْمَتُكم وَبَيْتُنَا بيتُكم لَا فَرْقَ بَيْنَنَا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن الأَنصار لَمَّا أَرادوا أَن يُبايعوه فِي بَيْعَةِ العَقَبة بِمَكَّةَ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهان: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بينَنا وبينَ القَوم حِبالًا ونحنُ قاطِعوها، فَنَخْشَى إنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن تَرْجِعَ إِلى قَوْمِكَ، فتبسَّم النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُم وأُسالمُ مَنْ سالَمْتُم وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: بَلِ اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ ، قَالَ: فَمَنْ رَوَاهُ بَلِ الدَّم الدَّمُ والهَدَم الهَدَم فإِن ابْنَ الأَعرابي قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ: دَمِي دَمُك وهَدَمِي هَدَمُك فِي النُّصْرة أَي إِن ظُلِمْتَ فَقَدْ ظُلِمْتُ؛ قَالَ: وأَنشد الْعُقَيْلِيُّ: دَماً طَيِّباً يَا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ الْعَرَبُ تُدْخِلُ الأَلف وَاللَّامَ اللَّتَيْنِ لِلتَّعْرِيفِ عَلَى الِاسْمِ فَتَقُومَانِ مَقَامَ الإِضافة كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَمَّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى؛ أَي الْجَحِيمَ مأْواه، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى؛ الْمَعْنَى فإِن الْجَنَّةَ مأْواه؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ؛ مَعْنَاهُ فإِن الْجَنَّةَ هِيَ المأْوى لَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ هَذَا فِي كُلِّ اسْمٍ، يَدُلَّانِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الإِضمار فَعَلَى قَوْلِ الْفَرَّاءِ قَوْلُهُ الدَّمُ الدَّمُ أَي دَمُكُمْ دَمِي وهَدَمكم هَدَمي؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي رِوَايَةٍ: الدَّمُ الدَّمُ ، قَالَ: هُوَ أَن يُهْدَرَ دَم الْقَتِيلِ، الْمَعْنَى إِن طلِب دمُكم فَقَدْ طُلب دَمِي، فَدَمِي ودمُكم شَيْءٌ وَاحِدٌ، وأَما مَنْ رَوَاهُ بَلِ اللَّدَم اللَّدَم والهَدَم الهَدَم فإِن ابْنِ الأَعرابي أَيضاً قَالَ: اللَّدَم الحُرَم جَمْعُ لادِمٍ والهدَم القَبر، فَالْمَعْنَى حُرَمكم حُرَمي وأُقْبَرُ حَيْثُ تُقْبَرون؛ وَهَذَا كَقَوْلِهِ: المَحْيا مَحْياكم والمَمات مماتُكم لَا أُفارقكم. وَذَكَرَ الْقُتَيْبِيُّ أَن أَبا عُبَيْدَةَ قَالَ فِي مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ: حُرْمَتي مَعَ حُرْمَتِكم وبَيْتي مَعَ بَيْتِكُمْ؛ وأَنشد: ثُمَّ الْحَقي بهَدَمِي ولَدَمِي أَي بأَصْلي وَمَوْضِعِي. واللَّدَمُ: الحُرَمُ جَمْعُ لادِم، سُمِّي نساءُ الرَّجُلِ وحُرَمُه لَدَماً لأَنهن يَلْتَدِمْنَ عَلَيْهِ إِذا مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قُبِض رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي حَجْري ثُمَّ وضَعْت رأْسَه عَلَى وِسادَةٍ وقُمْتُ أَلْتَدِمُ مع النِّساء وأَضْرِب وَجْهي. والمِلْدَمُ والمِلْدَامُ: حَجَرٌ يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى، وَهُوَ المِرْضاخُ أَيضاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ سُمِّيَت الحُرْمة اللَّدَمَ قَالَ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ سُمِّيَتِ الحُرَمُ اللَّدَم لأَن اللَّدَم جمعُ لادِمٍ. ولَدْمَانُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ. ومُلادِمٌ: اسْمٌ؛ وَفِي

تَرْجَمَةِ دَعَعَ فِي التَّهْذِيبِ قَالَ: قرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ للطِّرمَّاح: لَمْ تُعالِجْ دَمْحَقاً بَائِتًا ... شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاعْ قَالَ: اللَّدْمُ اللَّعْقُ. لذم: لَذِمَ بِالْمَكَانِ، بِالْكَسْرِ، لَذْماً وأَلْذَمَ: ثَبَت ولَزِمَه وأَقام. وأَلذَمْتُ فُلَانًا بِفُلَانٍ إِلذاماً. ورجلٌ لُذَمَةٌ: لازمٌ لِلْبَيْتِ، يَطَّرِدُ عَلَى هَذَا بابٌ فِيمَا زَعَمَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْجَمْهَرَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي مَوْقُوفٌ. وَيُقَالُ للأَرْنب: حُذَمةٌ لُذَمة تَسبق الجَمْع بالأَكَمةِ؛ فحُذَمةٌ: حَدِيدَةٌ، وَقِيلَ: حُذَمة إِذا عَدَتْ أَسرعت، ولُذَمة: ثابتةُ العَدْو لَازِمَةٌ لَهُ، وَقِيلَ: إِتباع. واللُّذَمةُ: اللَّازِمُ لِلشَّيْءِ لَا يُفَارِقُهُ. واللُّذُومُ: لُزُومُ الْخَيْرِ أَو الشَّرِّ. ولَذِمَه الشيءُ: أَعجَبه، وَهُوَ فِي شِعْرِ الْهُذَلِيِّ. ولَذِمَ بِالشَّيْءِ لَذَماً: لَهِجَ بِهِ وأَلذَمَه إِيَّاه وَبِهِ وأَلهَجَه بِهِ؛ وأَنشد: ثَبْت اللِّقاء فِي الحروبِ مُلْذَما وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي الوَرْد الجعْديّ: لَذِمْتَ أَبا حَسَّانَ أَنْبارَ مَعْشَرٍ ... جَنافَى عَلَيْكُمْ، يَطْلُبون الغَوائلا وأُلْذِمَ بِهِ أَي أُولِعَ بِهِ، فَهُوَ مُلْذَم بِهِ. وَرَجُلٌ لَذُومٌ ولَذِمٌ ومِلْذَمٌ: مُولَع بِالشَّيْءِ؛ قَالَ: قَصْرَ عَزِيز بالأَكالِ مِلْذَمِ اللَّيْثُ: اللَّذِمُ المُولَع بِالشَّيْءِ، وَقَدْ لَذِمَ لَذَماً. وَيُقَالُ للشجاعِ: مِلْذَمٌ لعَلَثِه بِالْقِتَالِ، وَلِلذِّئْبِ مِلْذَم لعَلَثِه بالفَرْسِ. ولَذِمَ بِهِ لَذَماً؛ عَلِقَه؛ وأَما مَا أَنشده مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: زَعَمَ ابْنُ سيِّئةِ الْبَنَانِ بأَنَّني ... لَذِمٌ لآخُذَ أَرْبَعاً بالأَشْقَرِ فَقَدْ يَكُونُ العَلِقَ وَعَلَى العَلِق، اسْتَشْهَدَ بِهِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ يَكُونُ اللَّهِجَ الحَرِيص، وَالْمَعْنِيَانِ مُقتربان. وَيُقَالُ: أَلْذِمْ لفلانٍ كَرامتَك أَي أَدِمْها لَهُ. وأُمُّ مِلْذم: كُنْيَةُ الحُمَّى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: بَعْضُهُمْ يقولها بالذال المعجمة. لزم: اللُّزومُ: مَعْرُوفٌ. والفِعل لَزِمَ يَلْزَمُ، وَالْفَاعِلُ لازِمٌ وَالْمَفْعُولُ بِهِ ملزومٌ، لَزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْماً ولُزوماً ولازَمَهُ مُلازَمَةً ولِزاماً والْتَزَمَه وأَلْزَمَه إِيَّاه فالْتَزَمَه. وَرَجُلٌ لُزَمَةٌ: يَلْزَم الشَّيْءَ فَلَا يفارِقه. واللِّزَامُ: الفَيْصل جِدًّا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ؛ أَي مَا يَصْنَعُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُهُ إِيَّاكم إِلى الإِسلام، فَقَدْ كذَّبتم فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً ؛ أَي عَذَابًا لَازِمًا لَكُمْ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فَيْصلًا، قَالَ: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ الْجَمَاعَةِ أَنه يَعْنِي يومَ بَدْرٍ وَمَا نَزَلَ بِهِمْ فِيهِ، فإِنه لُوزِمَ بَيْنَ القَتْلى لِزَاماً أَي فُصل؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِصَخْرِ الغَيّ: فإِمَّا يَنْجُوَا مِنْ حَتْفِ أَرْضٍ، ... فَقَدْ لَقِيا حُتوفَهما لِزاماً وتأْويل هَذَا أَن الحَتْف إِذا كَانَ مُقَدَّراً فَهُوَ لازِمٌ، إِن نَجَا مِنْ حَتْفِ مكانٍ لَقِيَهُ الحَتْفُ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِزاماً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا زِلْتَ مُحْتَمِلًا عليَّ ضَغِينَةً، ... حَتَّى المَماتِ يَكُونُ مِنْكَ لِزاماً وقرئَ لَزاماً، وتأْويله فَسَوْفَ يَلْزمُكم تَكْذِيبُكُمْ لَزاماً وتَلْزمُكم بِهِ الْعُقُوبَةُ وَلَا تُعْطَوْن التَّوْبَةَ،

وَيَدْخُلُ فِي هَذَا يومُ بَدْرٍ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَلْزَمُهم مِنَ الْعَذَابِ. واللِّزام: مَصْدَرُ لَازَمَ. واللَّزَام، بِفَتْحِ اللَّامِ: مَصْدَرُ لَزِمَ كالسَّلام بِمَعْنَى سَلِمَ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا جَمِيعًا، فَمَنْ كَسَرَ أَوقعه مُوقَع مُلازِم، وَمَنْ فَتَحَ أَوقعه مَوْقَعَ لازِم. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ ذكرُ اللِّزام ، وفسِّر بأَنه يَوْمُ بَدْرٍ، وَهُوَ فِي اللُّغَةِ المُلازَمة لِلشَّيْءِ والدوامُ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَيضاً الفَصْل فِي الْقَضِيَّةِ، قَالَ: فكأَنه مِنَ الأَضداد. واللِّزامُ: الموتُ والحسابُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً ؛ مَعْنَاهُ لَكَانَ الْعَذَابُ لازِماً لَهُمْ فأَخّرَهم إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. واللَّزَمُ: فَصْلُ الشيء، من قوله لَكانَ لِزاماً فَيْصَلًا، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِنْ اللُّزومِ. الْجَوْهَرِيُّ: لَزِمْت بِهِ ولَازَمْتُه. واللِّزامُ: المُلازِمُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَلَمْ يرَ غيرَ عاديةٍ لِزاماً، ... كَمَا يَتَفَجَّر الحوضُ اللَّقِيفُ والعاديةُ: الْقَوْمُ يَعْدُون عَلَى أَرجلهم أَي فحَمْلَتُهم لِزامٌ كأَنهم لَزِمُوه لَا يُفَارِقُونَ مَا هُمْ فِيهِ، واللَّقيفُ: المُتهوِّر مِنْ أَسفله. والالْتِزَامُ: الاعتِناقُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: تَقُولُ سَبَبْتُه سُبَّةً تَكُونُ لَزَامِ، مِثْلَ قَطامِ أَي لَازِمَةً. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لأَضْرِبَنَّك ضَرْبةً تَكُونُ لَزَامِ، كَمَا يُقَالُ دَراكِ ونَظارِ، أَي ضَرْبَةً يُذكر بِهَا فَتَكُونُ لَهُ لِزَاماً أَي لازِمةً. والمِلْزَم، بِالْكَسْرِ: خَشَبَتَانِ مشدودٌ أَوساطُهما بحديدة تُجْعَل فِي طَرَفِهَا قُنّاحة فتَلْزَم مَا فِيهَا لُزوماً شَدِيدًا، تَكُونُ مَعَ الصَّياقِلة والأَبَّارِين. وَصَارَ الشيءُ ضربةَ لازِمٍ، كلازِبٍ، وَالْبَاءُ أَعلى؛ قَالَ كُثيّر فِي مُحَمَّدِ بن الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ فِي حَبْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: سَمِيُّ النبيِّ المُصْطَفى وابنُ عَمِّه، ... وفَكّاك أَغْلالٍ ونَفّاع غارِمِ أَبى فَهُوَ لَا يَشْرِي هُدىً بضَلالةٍ، ... وَلَا يَتَّقي فِي اللَّهِ لَوْمةَ لائمِ ونحنُ، بحَمْدِ اللهِ، نَتْلُو كِتابَه ... حُلولًا بِهَذَا الخَيْفِ، خَيْفِ المَحارِم بحيثُ الحمامُ آمِنُ الرَّوْعِ ساكِنٌ، ... وحيثُ العَدُوُّ كالصَّديقِ المُلازِم فَمَا وَرِقُ الدُّنْيا بِباقٍ لأَهْلهِ، ... وَمَا شِدَّةُ البَلْوَى بضَرْبةِ لازِم تُحَدِّثُ مَن لاقَيْت أَنك عائذٌ، ... بَل العائذُ الْمَظْلُومُ فِي سِجْنِ عادِم والمُلازِمُ: المُغالِقُ. ولازِم: فَرَسُ وُثَيل بن عوف. لسم: أَلْسَمَه حُجَّتُه: أَلزَمَه كَمَا يُلْسَم ولَدُ الْمَنْتُوجَةِ ضرْعَها. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الإِلْسامُ إِلْقامُ الفصيلِ الضرعَ أَوَّلَ مَا يُولد. وَيُقَالُ: أَلْسَمْته إِلْساماً، فَهُوَ مُلْسَمٌ. وَيُقَالُ: أَلْسَمْتُه حُجَّتَه إِلْسَاماً أَي لَقَّنْتُه إِياها؛ وأَنشد: لَا يُلْسَمَنَّ أَبا عِمْرانَ حُجَّتَه، ... فَلَا تكونَنْ لَهُ عَوْناً عَلَى عُمرا ابْنُ الأَعرابي: اللَّسْم السكوتُ حَيَاءً لا عَقْلًا. لضم: التَّهْذِيبُ: اللَّضْمُ العُنْفُ والإِلْحاحُ عَلَى الرَّجُلِ، يُقَالُ: لَضَمْتُه أَلْضِمُه لَضْماً أَي عَنُفْتُ عَلَيْهِ وأَلْحَحْت؛ وأَنشد: مَنَنْتَ بِنائلٍ ولَضَمْتَ أُخْرى ... بِرَدٍّ، مَا كَذَا فِعْلُ الكِرام قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع لَضَمَ لِغَيْرِ الليث. لطم: اللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الْجَسَدِ ببَسْط الْيَدِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بِالْكَفِّ مَفْتُوحَةً، لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولَاطَمَه مُلاطَمةً ولِطَاماً. والمَلْطِمانِ:

الْخَدَّانِ؛ قَالَ: نَابِي المَعَدَّيْنِ أَسِيل مَلْطِمُه «2» . وَهُمَا المَلْطَمانِ نَادِرٌ. ابْنُ حَبِيبٍ: المَلاطِمُ الْخُدُودُ، وَاحِدُهَا مَلْطَمٌ؛ وأَنشد: خَصِمُون نَفّاعُون بِيضُ المَلاطِم ابْنُ الأَعرابي: اللَّطْمُ إِيضاحُ الْحُمْرَةِ. واللَّطْمُ: الضَّرْبُ عَلَى الْوَجْهِ بِبَاطِنِ الرَّاحَةِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَوْ ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني؛ قَالَتْهُ امرأَة لَطَمَتْها مَن لَيْسَتْ بكفءٍ لَهَا. اللَّيْثُ: اللَّطِيمُ، بِلَا فِعْلٍ، مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يأْخذ خدَّيه بياضٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا رَجَعَتْ غُرّةُ الْفَرَسِ مِنْ أَحد شِقّي وَجْهِهِ إِلى أَحد الْخَدَّيْنِ فَهُوَ لَطِيمٌ، وَقِيلَ: اللَّطِيمُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي سَالَتْ غُرّتُه فِي أَحد شِقّي وَجْهِهِ، يُقَالُ مِنْهُ: لُطِمَ الْفَرَسُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ لَطِيمٌ؛ عَنِ الأَصمعي. واللَّطِيمُ مِنَ الْخَيْلِ: الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ مِنَ الْخَدِّ، وَالْجَمْعُ لُطُمٌ، والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً، وَهُوَ مِنْ بَابِ مُدَرْهم أَي لَا فِعْل لَهُ، وَقِيلَ: اللَّطيمُ الَّذِي غُرّته فِي أَحد شِقّي وَجْهِهِ إِلى أَحد الْخَدَّيْنِ فِي مَوْضِعِ اللَّطْمة، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ لَطيماً إِلا أَن تَكُونَ غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حَتَّى تُصِيبَ عَيْنَيْهِ أَو إِحداهما، أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما. وخَدٌّ مُلَطَّمٌ: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. واللَّطيمُ مِنْ خَيْلِ الحَلْبة: هُوَ التَّاسِعُ مِنْ سَوَابِقِ الْخَيْلِ، وَذَلِكَ أَنه يُلْطَم وجهُه فَلَا يَدْخُلُ السُّرادِق. واللَّطِيمُ: الصغيرُ مِنَ الإِبل الَّذِي يُفْصَل عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْل، وَذَلِكَ أَن صَاحِبَهُ يأْخذ بأُذُنِه ثُمَّ يَلْطِمه عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ وَيَسْتَقْبِلُهُ بِهِ ويَحْلِف أَن لَا يَذُوقَ قَطْرَةَ لَبَن بَعْدَ يَوْمِهِ ذَلِكَ، ثُمَّ يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله مِنْهَا، وَلِهَذَا قَالَتِ الْعَرَبُ: إِذا طَلَعَ سُهيلْ، بَرَدَ الليلْ، وَامْتَنَعَ القَيْلْ، وَلِلْفَصِيلِ الوَيْلْ؛ وَذَلِكَ لأَنه يُفْصَل عِنْدَ طُلُوعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّطِيمُ فَصيلٌ إِذا طَلَعَ سُهَيْلٌ أَخذه الرَّاعِي وَقَالَ لَهُ: أَتَرى سُهَيْلًا؟ وَاللَّهِ لَا تَذُوقُ عِنْدِي قَطْرَةً ثُمَّ لَطَمَه ونَحّاه. ابْنُ الأَعرابي: اللَّطِيمُ الْفَصِيلُ إِذا قَوِي عَلَى الرُّكُوبِ لُطِمَ خَدُّه عِنْدَ عَيْنِ الشَّمْسِ، ثُمَّ يُقَالُ اغْرُبْ، فَيَصِيرُ ذَلِكَ الفصيلُ مؤدَّباً وَيُسَمَّى لَطِيماً. واللَّطِيمُ: الَّذِي يَمُوتُ أَبواه. والعَجِيُّ: الَّذِي تَمُوتُ أُمُّه. واليتيمُ: الَّذِي يَمُوتُ أَبوه. واللَّطِيم واللَّطِيمةُ: المِسْكُ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ هِيَ كُلُّ ضربٍ مِنَ الطِّيب يُحمل عَلَى الصُّدْغ مِنَ المَلْطِم الَّذِي هُوَ الْخَدُّ، وَكَانَ يَسْتَحْسِنُهَا، وَقَالَ: مَا قَالَهَا إِلَّا بِطَالِعِ سَعْدٍ. واللَّطِيمةُ: وِعاءُ المِسْك، وَقِيلَ: هِيَ الْعِيرُ تَحْمِلُهُ، وَقِيلَ: سُوقُه، وَقِيلَ: كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ مَا يُؤْكَلُ مِنْ حُرِّ الطِّيب والمتاعِ غَيْرِ المِيرة لَطِيمةٌ، وَالْمِيرَةُ لِمَا يُؤْكَلُ؛ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَنه أَنشده لِعاهانَ بْنِ كَعْب بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ: إِذا اصْطَكَّتْ بضَيْقٍ حُجْرتاها، ... تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّطِيمِ قَالَ: العَسْجَدِيّة إِبل مَنْسُوبَةٌ إِلى سُوق يَكُونُ فِيهَا العَسْجد وَهُوَ الذَّهَبُ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْعَسْجَدِيَّةُ الَّتِي تَحْمِل الذَّهَبَ، واللَّطِيمُ: مَنْسُوبٌ إِلى سُوق يَكُونُ أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ، وَهُوَ جَمْعُ اللَّطِيمَة، وَهِيَ العيرُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمِسْكَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: اللَّطِيمَة عِيرٌ فِيهَا طِيبٌ، والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ الَّتِي تَحْمِلُ الدِّقَّ، والدِّقُّ الْكَثِيرُ الثِّمَنِ الَّذِي لَيْسَ بجافٍ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّطِيمةُ العيرُ تَحْمِلُ الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار، وَرُبَّمَا قِيلَ لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمَةٌ؛

_ (2). قوله [نابي] كذا في الأَصل وشرح القاموس بالباء، والذي في المحكم: نائي

قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فِيهَا الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ: كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه ... لَطَائِمَ المِسْكِ، يَحْويها وتُنْتَهَبُ قَالَ أَبو عَمْرٍو: اللَّطِيمَةُ قِطْعةُ مِسْك، وَيُقَالُ فَارَّةُ مِسْك؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي اللَّطِيمَة الْمِسْكِ: فَقُلْتُ: أَعَطَّاراً نَرى فِي رِحالِنا؟ ... وَمَا إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّطائِمُ وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِهِ: عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائِمُ وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: قَالَ أَبو جَهْلٍ يَا قومِ اللَّطِيمَة اللَّطِيمَةَ أَي أَدْرِكوها، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ بإِضمار هَذَا الْفِعْلِ. واللَّطِيمَة: الجِمالُ الَّتِي تَحْمِلُ العِطْرَ والبَزَّ غَيْرَ المِيرة. ولَطَائِمُ المِسْك: أَوْعِيتُه. ابْنُ الأَعرابي: اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل، واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ مِنَ العِير الَّتِي عَلَيْهَا أَحمالها، قَالَ: وَيُقَالُ اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة، وَهِيَ الْعِيرُ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا «1» حِمْل أَو لَمْ يَكُنْ، وَلَا تُسَمَّى لَطِيمَةً وَلَا زَوْملة حَتَّى تَكُونَ عَلَيْهَا أَحمالها؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فجاءَ بِهَا مَا شِئتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ، ... تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُوجُ إِنما عَنَى دُرَّة. وَقَوْلُهُ: مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيّة، فِي مَوْضِعِ الْحَالِ. وتَلَطَّمَ وجهُه: ارْبَدّ. والمُلَطَّم: اللَّئِيمُ. ولَطَّمَ الْكِتَابَ: ختَمه؛ وَقَوْلُهُ: لَا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا، ... ونَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْكِيم يَقُولُ: لَا يُظْلَم فِينَا فيُلْطَم وَلَكِنْ نأْخذ الْحَقَّ مِنْهُ بِالْعَدْلِ عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: اللَّطِيمَة سُوق فِيهَا أَوْعيةٌ مِنَ العِطْر وَنَحْوُهُ مِنَ البِياعات؛ وأَنشد: يَطُوفُ بِهَا وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ وَقَالَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: لَطَائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ يَعْنِي أَوْعِيَة المسك. أَبو سعيد: اللَّطِيمَة العَنْبَرةُ الَّتِي لُطِمَت بِالْمِسْكِ فتَفَتَّقت بِهِ حَتَّى نَشِبَت رَائِحَتُهَا، وَهِيَ اللَّطَمِيَّة، وَيُقَالُ: بالةٌ لَطَمِيّةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: كأَنَّ عَلَيْهَا بَالَةً لَطَمِيَّةً، ... لَهَا مِنْ خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ أَراد بِالْبَالَةِ الرَّائِحَةَ والشَّمّة، مأْخوذ مِنْ بَلْوته أَي شَمَمْته، وأَصلها بَلوة، فقدَّم الْوَاوَ وَصَيَّرَهَا أَلفاً كَقَوْلِهِمْ قاعَ وقَعا. وَيُقَالُ: أَعْطِني لَطِيمَةً مِنْ مِسك أَي قِطْعَةً. واللَّطِيمَة فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ «2»: هِيَ الْغَوَالِي المُعَنْبَرة، وَلَا تُسَمَّى لَطِيمة حَتَّى تَكُونَ مَخْلُوطَةً بِغَيْرِهَا. الْفَرَّاءُ: اللَّطِيمَة سُوق الْعَطَّارِينَ، واللَّطِيمَة العِيرُ تَحْمِلُ البُرَّ والطِّيبَ. أَبو عَمْرٍو: اللَّطِيمَةُ سُوقٌ فِيهَا بَزٌّ وطِيب. ولاطَمَه فتَلاطَمَا؛ والْتَطَمَتِ الأَمْواجُ: ضَرَبَ بَعْضُهَا بَعْضًا؛ وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ: يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ أَي يَنْفُضْن مَا عَلَيْهَا مِنَ الغُبار، فَاسْتَعَارَ لَهُ اللَّطْم، وَرَوِيَ يُطَلِّمُهنّ، وهو الضرب بالكف. لعم: انْفَرَدَ بِهَا الأَزهري وَقَالَ: لَمْ أَسمع فِيهِ شَيْئًا غَيْرَ حَرْفٍ وَاحِدٍ وَجَدْتُهُ لِابْنِ الأَعرابي، قَالَ: اللَّعَمُ اللُّعابُ، بِالْعَيْنِ، قَالَ: وَيُقَالُ لَمْ يتَلعْثَمْ فِي كَذَا وَلِمَ يَتَلَعْلَمْ فِي كَذَا أَي لَمْ يتمكَّث وَلَمْ ينتظر.

_ (1). قوله [وَهِيَ الْعِيرُ الَّتِي كَانَ عليها إلخ] كذا في الأَصل، وعبارة التهذيب: وهي العير كَانَ عَلَيْهَا حِمْلٌ أَوْ لم يكن (2). قوله [واللَّطِيمَة فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ إلخ] عبارة التهذيب: واللَّطِيمَة فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ السوق، سميت لَطِيمَة لتصافق الأَيدي فيها، قال: وأما لَطَائِم المسك فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ فهي الغوالي إلخ

لعثم: تَلَعْثَمَ عَنِ الأَمر: نَكَل وتمكَّث وتأَنَّى وتبصَّر، وَقِيلَ: التَّلَعْثُم الِانْتِظَارُ. وَمَا تَلَعْثَمَ عَنْ شَيْءٍ أَي مَا تأَخَّر وَلَا كذَّب. وقرأَ فَمَا تَلَعْثَمَ وَمَا تَلَعْذَمَ أَي مَا توقَّف وَلَا تمكَّث وَلَا تَرَدَّدَ، وَقِيلَ: مَا تَلَعْثَمَ أَي لَمْ يُبْطِئ بِالْجَوَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا عرَضْتُ الإِسْلامَ عَلَى أَحَدٍ إِلا كَانَتْ فِيهِ كَبْوةٌ إِلا أَن أَبا بَكْرٍ مَا تَلَعْثَمَ أَي أَجاب مِنْ ساعتِه أَوَّلَ مَا دَعَوْتُهُ وَلَمْ يَنْتَظِرْ وَلَمْ يتمكَّث وصدَّق بالإِسلام وَلَمْ يتوقَّف. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ أَنه قَالَ فِي أَحدِ إِخْوتِه: فليسَت فِيهِ لَعْثَمَةٌ إِلا أَنه ابْنُ أَمَةٍ ؛ أَراد أَنه لَا توقُّفَ عَنْ ذِكْرِ مَناقبه إِلا عِنْدَ ذِكْرِ صَراحةِ نَسبِه فإِنه يُعاب بهُجْنته. وَيُقَالُ: سأَلته عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَتَلَعْثَمْ وَلَمْ يتَلَعْذَمْ وَلَمْ يَتَتَمْتَمْ وَلَمْ يتمرَّغ وَلَمْ يتفكَّر أَي لَمْ يَتَوَقَّفْ حتى أَجابني. لعذم: قرأَ فَمَا تَلَعْذَمَ أَي مَا تردَّد كتلَعْثَم، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الذَّالَ بَدَلٌ مِنَ التَّاءِ، وَقَدْ تقدم. لعظم: الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لَعْمَظْتُ اللحمَ أَي انتهَسْته عَنِ الْعَظْمِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا لَعْظَمْتُه على القلب. لغم: لَغِمَ لَغَماً ولَغْماً: وَهُوَ استِخْبارُه عَنِ الشَّيْءِ لَا يَسْتَيْقِنُهُ وإِخبارُه عَنْهُ غَيْرُ مُسْتَيْقِنٍ أَيضاً. ولَغَمْتُ أَلْغَمُ لَغْماً إِذا أَخبَرْت صَاحِبَكَ بِشَيْءٍ لَا تَسْتَيْقِنُهُ. وَلَغَمَ لَغْماً: كنَغَم نَغْماً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ لأَعرابي مَتى المَسِير؟ فَقَالَ: تَلَغَّموا بيومِ السبْت، يَعْنِي ذكَروه، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ أَنهم حرَّكوا مَلاغِمَهم بِهِ. واللَّغِيمُ: السِّرّ. واللُّغَامُ والمَرْغُ: اللُّعاب للإِنسان. ولُغَام الْبَعِيرِ: زَبَدُه. واللُّغَامُ: زَبَدُ أَفواهِ الإِبل، والرُّوالُ لِلْفَرَسِ. ابْنُ سِيدَهْ: واللُّغَام مِنَ الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ البُزاقِ أَو اللُّعاب مِنَ الإِنسان. ولَغَمَ البعيرُ يَلْغَمُ لُغَامه لَغْماً إِذا رَمَى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمر: وأَنا تَحْتَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصِيبُني لُغَامُها ؛ لُغامُ الدَّابَّةِ: لُعابُها وزبدُها الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ فِيهَا مَعَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّبَدُ وَحْدَهُ، سُمِّيَ بالمَلاغِم، وَهِيَ مَا حَوْلَ الفَم مِمَّا يَبْلُغه اللِّسَانُ ويَصِل إِليه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: يَستعمِل مَلاغِمَهُ ؛ هُوَ جَمْعُ مَلْغَم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ: وَنَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقْصَع بِجِرّتها ويَسِيل لُغَامُها بَيْنَ كَتِفَيَّ. والمَلْغَمُ: الفمُ والأَنْف وَمَا حَوْلَهُمَا. وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: المَلاغِمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْفَمُ والأَنف والأَشْداق، وَذَلِكَ أَنها تُلَغَّم بِالطِّيبِ، وَمِنَ الإِبل بالزَّبَدِ واللُّغامِ. والمَلْغَمُ والمَلاغِم: مَا حَوْلَ الْفَمِ الَّذِي يَبْلُغُهُ اللِّسَانُ، وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ مَفْعَلًا مِنْ لُغامِ الْبَعِيرِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَوْضِعُ اللُّغامِ. الأَصمعي: مَلاغِمُ المرأَة مَا حَوْلَ فَمِهَا. الْكِسَائِيُّ: لَغَمْت أَلْغَمُ لَغْماً. وَيُقَالُ: لَغَمْتُ المرأَة أَلْغَمُها إِذا قبَّلْت مَلْغَمها؛ وَقَالَ: خَشَّمَ مِنْهَا مَلْغَمُ المَلْغومِ ... بشَمَّةٍ مِنْ شارِفٍ مَزْكومِ قدْ خَمَّ أَو قَدْ هَمَّ بالخُمومِ، ... ليسَ بمَعْشوقٍ ولا مَرْؤُومِ خَشَّم مِنْهَا أَي نتُن مِنْهَا مَلْغُومُها بشَمَّة شَارِفٍ. وتَلَغَّمْت بالطِّيب إِذا جَعَلْتُهُ فِي المَلاغِم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: تَزْدَج بالجادِيّ أَو تَلَغَّمُهْ «3» . وَقَدْ تلَغَّمَتِ المرأَةُ بِالزَّعْفَرَانِ والطِّيب؛ وأَنشد:

_ (3). قوله [تزدج إلخ] هكذا في الأَصل

مُلَغَّم بالزعفرانِ مُشْبَع ولُغِمَ فلانٌ بالطِّيب، فَهُوَ مَلْغُوم إِذا جَعَلَ الطِّيب عَلَى مَلاغِمه. والمَلْغَم: طَرَفُ أَنفه. وتلَغَّمَتِ المرأَة بِالطِّيبِ تَلَغُّماً: وضَعَتْه عَلَى مَلاغمها. وكلُّ جَوْهَرٍ ذَوَّابٌ كَالذَّهَبِ وَنَحْوِهِ خُلِط بالزَّاوُوق مُلْغَمٌ، وَقَدْ أُلْغِمَ فالْتَغَمَ. والغنَمُ تَتَلَغَّمُ بالعُشْب وبالشِّرْب تَبُلُّ مَشافِرَها. واللَّغَم: الإِرْجافُ الحادُّ. لغذم: تَلَغْذَمَ الرجلُ: اشتدَّ كَلَامُهُ. اللَّيْثُ: المُتَلَغْذِم الشَّدِيدُ الأَكل. لفم: اللِّفَام: النِّقَابُ عَلَى طَرَفِ الأَنف، وَقَدْ لَفَمَ وتَلَفَّمَ. ولَفَمَتِ المرأَة فَاهَا بِلِفامِها: نَقَّبَته. ولَفَمَتْ وتَلَفَّمَت والْتَفَمَت إِذا شدَّت اللِّفام. أَبو زَيْدٍ: تَمِيمٌ تَقُولُ تلَثَّمت عَلَى الْفَمِ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ تَلَفَّمَت. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مِنَ اللِّفَام لَفَمْت أَلْفِمُ، فإِذا كَانَ عَلَى طَرَفِ الأَنف فَهُوَ اللِّفَام، وإِذا كَانَ عَلَى الْفَمِ فَهُوَ اللِّثام. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصمعي إِذا كَانَ النِّقاب عَلَى الْفَمِ فَهُوَ اللِّثام واللِّفام، كَمَا قَالُوا الدَّفَئِيُّ والدَّثَئِيُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُضِيءُ لَنَا كالبَدْر تَحْتَ غَمامةٍ، ... وَقَدْ زلَّ عَنْ غُرّ الثَّنايا لِفامُها وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَلَفَّمْت تَلَفُّماً إِذا أَخذت عِمَامَةً فَجَعَلْتَهَا عَلَى فِيكَ شِبْه النِّقَابِ وَلَمْ تَبْلُغْ بِهَا أَرنبة الأَنف وَلَا مارِنَه، قَالَ: وَبَنُو تَمِيمٍ تَقُولُ فِي هَذَا الْمَعْنَى: تلَثَّمت تلَثُّماً، قَالَ: وإِذا انْتَهَى إِلى الأَنف فغشِيَه أَو بَعْضَهُ فَهُوَ النقاب. لقم: اللَّقْمُ: سُرعة الأَكل والمُبادرةُ إِليه. لَقِمَه لَقْماً والْتَقَمَه وأَلْقَمَه إِياه، ولَقِمْت اللُّقْمةَ أَلْقَمُها لَقْماً إِذا أَخَذْتَها بِفِيك، وأَلْقَمْتُ غَيْرِي لُقْمةً فلَقِمَها. والْتَقَمْت اللُّقْمةَ أَلْتَقِمُها الْتِقَاماً إِذا ابْتَلَعْتها فِي مُهْلة، ولَقَّمْتها غَيْرِي تَلْقِيماً. وَفِي الْمَثَلِ: سَبَّه فكأَنما أَلْقَمَ فَاهُ حَجَراً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَلْقَمَ عينَه خَصاصةَ الْبَابَ أَي جَعَلَ الشَّقَّ الَّذِي فِي الْبَابِ يُحاذي عينَه فكأَنه جَعَلَهُ لِلْعَيْنِ كاللُّقمة لِلْفَمِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَهُوَ كالأَرْقم إِن يُتْرك يَلْقَم أَي إِن تَتْرُكه يأْكلك. يُقَالُ: لَقِمْتُ الطعامَ أَلْقَمُه وتَلَقَّمْتُه والْتَقَمْتُه. ورجُل تِلْقَام وتِلْقَامَة: كَبِيرُ اللُّقَم، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَظِيمُ اللُّقَم، وتِلْقَامَة مِنَ المُثُل الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا صَاحِبُ الْكِتَابِ. واللَّقْمَة واللُّقْمَة: مَا تُهيِّئه لِلّقم؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. التَّهْذِيبُ: واللُّقْمَة اسْمٌ لِمَا يُهيِّئه الإِنسان لِلِالْتِقَامِ، واللَّقْمَةُ أَكلُها بِمَرَّةٍ، تَقُولُ: أَكلت لُقْمَة بلَقْمَتَيْنِ، وأَكلت لُقْمَتَيْنِ بلَقْمَة، وأَلْقَمْت فُلَانًا حجَراً. ولَقَّمَ البعيرَ إِذا لَمْ يأْكل حَتَّى يُناوِلَه بِيَدِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَلْقَمَ البعيرُ عَدْواً بَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذْ عَدا فَذَلِكَ الإِلْقَام، وَقَدْ أَلْقَمَ عَدْواً وأَلْقَمْتُ عَدْواً. واللَّقَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَسَطُ الطَّرِيقِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ: وعبدُ الرحِيمِ جماعُ الأُمور، ... إِليه انتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ ولَقَمُ الطَّرِيقِ ولُقَمُه؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: مَتْنُه وَوَسَطُهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الأَسد: غابَتْ حَلِيلتُه وأَخْطأَ صَيْده، ... فَلَهُ عَلَى لَقَمِ الطريقِ زَئِير «1» . واللَّقْمُ، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ لَقَمَ الطريقَ وَغَيْرَ الطَّرِيقِ، بِالْفَتْحِ، يَلْقُمُه، بِالضَّمِّ، لَقْماً: سدَّ فَمَهُ. ولَقَمَ الطريقَ وغيرَ الطَّرِيقِ يَلْقُمُه لَقْماً:

_ (1). هذا البيت لبشار بن بُرد

سدَّ فَمَهُ. واللَّقَمُ، محرَّك: مُعْظم الطَّرِيقِ. اللَّيْثُ: لَقَمُ الطَّرِيقِ مُنْفَرَجُه، تَقُولُ: عَلَيْكَ بلَقَمِ الطَّرِيقِ فالْزَمْه. ولُقْمَانُ: صَاحِبُ النُّسور تَنْسُبُهُ الشعراءُ إِلَى عَادٍ؛ وَقَالَ: تَراه يُطوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ... ليأْكل رأْسَ لُقْمَانَ بنِ عادِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قِيلَ إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ لأَبي الْمُهَوَّشِ الأَسَديّ، وَقِيلَ: لِيَزِيدَ بْنُ عَمْرِو بْنِ الصَّعِق، وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وَقَبْلَهُ: إِذَا مَا ماتَ مَيْتٌ مِنْ تَميمٍ ... فسَرَّك أَن يَعِيش، فجِئْ بِزادِ بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بتَمْرٍ، ... أَو الشَّيْءُ المُلَفَّفِ فِي البِجادِ وَقَالَ أَوس بْنُ غَلْفاء يَرُدُّ عَلَيْهِ: فإنَّكَ، فِي هِجاء بَنِي تَميمٍ، ... كمُزْدادِ الغَرامِ إِلَى الغَرامِ هُمُ ضَرَبوكَ أُمَّ الرأْسِ، حَتَّى ... بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ مِنَ العِظام وهمْ ترَكوكَ أَسْلَح مِن حُبارَى ... رأَت صَقْراً، وأَشْرَدَ مِنْ نَعامِ ابْنُ سِيدَهْ: ولُقْمَان اسْمٌ؛ فأَما لُقْمَان الَّذِي أَثنى عَلَيْهِ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنَّهُ كَانَ نَبِيًّا، وَقِيلَ: كَانَ حَكِيمًا لِقَوْلِ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ؛ وَقِيلَ: كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَقِيلَ: كَانَ خَيّاطاً، وَقِيلَ: كَانَ نَجَّارًا، وَقِيلَ: كَانَ رَاعِيًا؛ وَرُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ أَن إِنْسَانًا وَقَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ قال: أَلَسْتَ الَّذِي كنتَ تَرْعَى مَعِي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا؟ قال: بلى، فقال: فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: صِدْقُ الْحَدِيثِ وأَداءُ الأَمانةِ والصَّمْتُ عَمَّا لَا يَعْنِيني ، وَقِيلَ: كَانَ حَبَشِيّاً غَلِيظَ المَشافر مشقَّق الرِّجْلَيْنِ؛ هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ الزَّجَّاجِ، وَلَيْسَ يَضُرُّهُ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَن اللَّهَ شَرَّفَهُ بالحِكْمة. ولُقَيم: اسْمٌ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَصْغِيرُ لُقْمَان عَلَى تَصْغِيرِ التَّرْخِيمِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ اللُّقَمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لُقَيم اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لُقَيم بْنُ لُقْمانَ مِنْ أُخْتِه، ... وَكَانَ ابنَ أُخْتٍ لَهُ وابْنَما لكم: اللَّكْم: الضَّرْبُ بِالْيَدِ مَجْمُوعَةً، وَقِيلَ: هُوَ اللَّكْزُ فِي الصَّدْرِ والدفْعُ، لَكَمَه يَلْكُمُه لَكْماً؛ أَنشد الأَصمعي: كأَن صوتَ ضَرْعِها تَشاجُلُ ... «1». هاتِيك هَاتَا حَتنا تكايِلُ، لَدْمُ العُجا تَلْكُمُها الجَنادِلُ والمُلَكَّة: القُرْصة الْمَضْرُوبَةُ بِالْيَدِ. وخُفٌّ مِلْكَم ومُلَكَّم ولَكَّام: صُلْب شَدِيدٌ يَكْسِرُ الْحِجَارَةَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ستأتِيك مِنْهَا، إِنْ عَمَرْتَ، عِصابةٌ ... وخُفَّانِ لَكَّامَانِ للقِلَعِ الكُبْدِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا شِعْرٌ لِلِصٍّ يتهزّأُ بِمَسْرُوقِهِ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا فلانٌ فِي نِخافَيْنِ مُلَكَّمَيْنِ أَي فِي خُفَّيْنِ مُرقَّعَيْن. والمُلَكَّم: الَّذِي فِي جَانِبِهِ رِقاعٌ يَلْكُم بِهَا الأَرض. وجَبَلُ اللُّكَامِ: مَعْرُوفٌ؛ التَّهْذِيبُ: جبَل لُكامٍ مَعْرُوفٌ بِنَاحِيَةِ الشأْم. الْجَوْهَرِيُّ: اللُّكّام، بِالتَّشْدِيدِ، جَبَلٌ بالشأْم. ومُلْكُومٌ: اسْمُ مَاءٍ بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. لمم: اللَّمُّ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الشَّدِيدُ. واللَّمُّ: مَصْدَرُ لَمَّ الشَّيْءَ يَلُمُّه لَمّاً جَمَعَهُ وأصلحه. ولَمَّ اللهُ

_ (1). قوله: تشاجل: هكذا في الأَصل

شَعَثَه يَلُمُّه لَمّاً: جمعَ مَا تَفَرَّقَ مِنْ أُموره وأَصلحه. وَفِي الدُّعَاءِ: لَمَّ اللهُ شعثَك أَيْ جَمَعَ اللهُ لَكَ مَا يُذْهب شَعَثَكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَيْ جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بَيْنَ شَتِيت أَمرِك. وَفِي الْحَدِيثِ: اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: وتَلُمّ بِهَا شَعَثي ؛ هُوَ مِنَ اللَّمّ الْجَمْعِ أَي اجْمَعْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِنا. ورجُل مِلَمٌّ: يَلُمُّ الْقَوْمَ أَيْ يَجْمَعُهُمْ. وَتَقُولُ: هُوَ الَّذِي يَلُمّ أَهل بَيْتِهِ وعشيرَته وَيَجْمَعُهُمْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فابْسُط عَلَيْنَا كَنَفَيْ مِلَمّ أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ أَمرَنا. وَرَجُلٌ مِلَمٌّ مِعَمٌّ إِذَا كَانَ يُصْلِح أُمور النَّاسِ ويَعُمّ النَّاسَ بِمَعْرُوفِهِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنَّ دارَكُما لَمُومةٌ أَي تَلُمُّ النَّاسَ وتَرُبُّهم وتَجْمعهم؛ قَالَ فَدَكيّ بْنُ أَعْبد يَمْدَحُ عَلْقَمَةَ بْنَ سَيْفٍ: لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ، ولَمَّني ... لَمَّ الهَدِيّ إِلَى الكريمِ الماجِدِ «1» . ابْنُ شُمَيْلٍ: لُمَّة الرجلِ أَصحابُه إِذَا أَرادوا سَفَرًا فأَصاب مَن يَصْحَبُهُ فَقَدْ أَصاب لُمّةً، وَالْوَاحِدُ لُمَّة وَالْجَمْعُ لُمَّة. وكلُّ مَن لقِيَ فِي سَفَرِهِ مِمَّنْ يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُسَافِرُوا حَتَّى تُصيبوا لُمَّة «2». أَي رُفْقة. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، أَنها خَرَجَتْ فِي لُمَّةٍ مِنْ نِسَائِهَا تَتوطَّأ ذَيْلَها إِلَى أَبي بَكْرٍ فَعَاتَبَتْهُ ، أَي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ نِسَائِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هِيَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ، وَقِيلَ: اللُّمَّة المِثْلُ فِي السِّنِّ والتِّرْبُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الذَّاهِبَةِ مِنْ وَسَطِهِ، وَهُوَ مِمَّا أَخذت عَيْنُهُ كَسَهٍ ومَهٍ، وأَصلها فُعْلة مِنَ المُلاءمة وَهِيَ المُوافقة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَلَا وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قادَ لُمَّة من الْغُوَاةِ أَيْ جَمَاعَةً. قَالَ: وَأَمَّا لُمَة الرَّجُلِ مِثْلُهُ فَهُوَ مُخَفَّفٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ شَابَّةً زُوِّجَت شَيْخًا فقتَلتْه فقال: أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ مِنْكُمْ لُمَتَه مِنَ النِّسَاءِ ولتَنْكح المرأةُ لُمَتَها مِنَ الرِّجَالِ أَيْ شَكْلَهُ وتِرْبَه وقِرْنَه فِي السِّن. وَيُقَالُ: لَكَ فِيهِ لُمَةٌ أَيْ أُسْوة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَإِنْ نَعْبُرْ فنحنُ لَنَا لُمَاتٌ، ... وَإِنْ نَغْبُرْ فَنَحْنُ عَلَى نُدورِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لُمَات أَي أَشباه وأَمثال، وَقَوْلُهُ: فَنَحْنُ على ندور أي سنموت لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَكلًا شَدِيدًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ هَذَا الْبَابِ، كَأَنَّهُ أَكلٌ يَجْمَعُ التُّراث ويستأْصله، والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فَيَجْعَلُهُ لُقَماً؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيْ شَدِيدًا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْ تأْكلون تُراث الْيَتَامَى لَمّاً أَيْ تَلُمُّون بِجَمِيعِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: أَكْلًا لَمًّا أَيْ نَصِيبَه وَنَصِيبَ صَاحِبِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لَمَمْتُه أَجمعَ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أَيْ تأْكل كَثِيرًا مُجْتَمَعًا. وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قرأَ: وإنَّ كُلًا لَمّاً، مُنَوَّنٌ، ليُوَفِّيَنَّهم؛ قَالَ: يَجْعَلُ اللَّمَّ شَدِيدًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَرَادَ وَإِنَّ كُلًّا ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأَن مَعْنَى اللَّمِّ الجمع، تقول:

_ (1). قوله [لأَحبني] أَنشده الجوهري: وأحبني (2). قوله [حتى تصيبوا لُمة] ضبط لُمة في الأَحاديث بالتشديد كما هو مقتضى سياقها في هذه المادة، لكن ابن الأَثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى قوله: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْهَاءُ عِوَضٌ إلخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة إلخ البيت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأَم

لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إِذَا جَمَعْتَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وإنَّ كُلًّا لَمًّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَصْلُهُ لَمَمًّا، فَلَمَّا كَثُرَتْ فِيهَا المِيماتُ حذفت منها واحد، وقرأَ الزُّهْرِيُّ: لَمّاً ، بِالتَّنْوِينِ، أَيْ جَمِيعًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَنَّ صِلَةَ لَمِنْ مَنْ، فَحُذِفَتْ مِنْهَا إِحْدَى الْمِيمَاتِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ لَمِن مَن، قَالَ: وَعَلَيْهِ يَصِحُّ الْكَلَامُ؛ يُرِيدُ أَنَّ لَمّاً فِي قِرَاءَةِ الزُّهْرِيِّ أَصْلُهَا لَمِنْ مَن فَحُذِفَتِ الْمِيمُ، قَالَ: وقولُ مَنْ قَالَ لَمّا بِمَعْنَى إلَّا، فَلَيْسَ يُعْرَفْ فِي اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ سِيبَوَيْهِ نَشدْتُك اللَّهَ لَمّا فَعَلْت بمعنى إلا فَعَلْتَ، وَقُرِئَ: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ؛ أَيْ مَا كَلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ، وَإِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا «1». حَافِظٌ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: أنْشُدك اللَّهَ لَمّا فَعَلْتَ كَذَا ، وَتُخَفَّفُ الْمِيمُ وتكونُ مَا زَائِدَةً، وَقُرِئَ بِهِمَا لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ. والإِلْمامُ واللَّمَمُ: مُقاربَةُ الذَّنْبِ، وَقِيلَ: اللَّمَم مَا دُونَ الْكَبَائِرِ مِنَ الذُّنُوبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ . وأَلَمَّ الرجلُ: مِنَ اللَّمَمِ وَهُوَ صِغَارُ الذُّنُوبِ؛ وَقَالَ أُمَيَّةُ: إنْ تَغْفِر، اللَّهمَّ، تَغْفِرْ جَمّا ... وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمّا؟ وَيُقَالُ: هُوَ مقارَبة الْمَعْصِيَةِ مِنْ غَيْرِ مُوَاقَعَةٍ. وَقَالَ الأَخفش: اللَّمَمُ المُقارَبُ مِنَ الذُّنُوبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لأُميَّة بْنِ أَبي الصّلْت؛ قَالَ: وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ يَعْقُوبَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبي طَرْفَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: مَرَّ أَبو خِراش يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَهُوَ يَقُولُ: لاهُمَّ هَذَا خامِسٌ إِنْ تَمّا، ... أَتَمَّه اللهُ، وَقَدْ أَتَمَّا إِنْ تَغْفِرِ، اللَّهُمَّ، تَغْفِرْ جَمَّا ... وأيُّ عبدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: قِيلَ اللَّمَمُ نَحْوُ القُبْلة والنظْرة وَمَا أَشبهها؛ وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ نَوْلٍ: إِنَّ اللَّمَم التقبيلُ فِي قَوْلِ وَضّاح اليَمَن: فَمَا نَوّلَتْ حَتَّى تَضَرَّعْتُ عندَها، ... وأنْبأتُها مَا رَخّصَ اللهُ فِي اللَّمَمْ وَقِيلَ: إِلَّا اللَّمَمَ: إِلَّا أَنْ يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثُمَّ تَابَ، قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ؛ غَيْرَ أَنَّ اللَّمَم أَنْ يكونَ الإِنسان قَدْ أَلَمَّ بِالْمَعْصِيَةِ وَلَمْ يُصِرَّ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا الإِلْمَامُ فِي اللُّغَةِ يُوجِبُ أَنَّكَ تأْتي فِي الْوَقْتِ وَلَا تُقيم عَلَى الشَّيْءِ، فَهَذَا مَعْنَى اللَّمَم؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَيَدُلُّ عَلَى صاحب قَوْلِهِ قولُ الْعَرَبِ: أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْمَاماً وَمَا تَزورُنا إلَّا لِمَاماً؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ الأَحيانَ عَلَى غَيْرِ مُواظبة، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ إِلَّا اللَّمَم: يَقُولُ إِلَّا المُتقاربَ مِنَ الذُّنُوبِ الصَّغِيرَةِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: ضَرَبْتُهُ مَا لَمَم القتلِ؛ يُرِيدُونَ ضَرْبًا مُتقارِباً لِلْقَتْلِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ آخَرَ يَقُولُ: أَلَمَّ يَفْعَلُ كَذَا فِي مَعْنَى كَادَ يَفْعَلُ، قَالَ: وَذَكَرَ الْكَلْبِيُّ أَنَّهَا النَّظْرةُ مِنْ غَيْرِ تعمُّد، فَهِيَ لَمَمٌ وَهِيَ مَغْفُورَةٌ، فَإِنْ أَعادَ النظرَ فَلَيْسَ بلَمَمٍ، وَهُوَ ذَنْبٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّمَم مِنَ الذُّنُوبِ مَا دُون الْفَاحِشَةِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَانَ ذَلِكَ مُنْذُ شَهْرَيْنِ أَوْ لَمَمِهما، ومُذ شَهْرٍ ولَمَمِه أَوْ قِرابِ شَهْرٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنَّ مما يُنْبِتُ

_ (1). قوله [وَإِنَّ كُلَّ نَفْسٍ لَعَلَيْهَا حافظ] هكذا في الأَصل وهو إنما يناسب قراءة لما يالتخفيف

الربيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أَوْ يُلِمُ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَوْ يَقْرُبُ مِنَ الْقَتْلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: فَلَوْلَا أَنَّهُ شَيْءٌ قَضَاهُ اللهُ لأَلَمَّ أَنْ يَذْهَبَ بصرُه ، يَعْنِي لِما يَرَى فِيهَا، أَيْ لَقَرُب أَنْ يَذْهَبَ بَصَرُهُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: فِي أَرْضِ فُلَانٍ مِنَ الشَّجَرِ المُلِمّ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ الَّذِي قارَب أَنْ يَحمِل. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: وَإِنْ كنتِ أَلْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِي اللَّهَ ، أَيْ قارَبْتِ، وَقِيلَ: اللَّمَمُ مُقارَبةُ الْمَعْصِيَةِ مِنْ غَيْرِ إِيقاعِ فِعْلٍ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ اللَّمَم صِغَارُ الذُّنُوبِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْعَالِيَةِ: إِنَّ اللَّمَم مَا بَيْنَ الحَدَّين حدِّ الدُّنْيَا وحدِّ الْآخِرَةِ أَيْ صغارُ الذُّنُوبِ الَّتِي ليس عَلَيْهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ، والإِلْمَامُ: النزولُ. وقد أَلَمَّ أَي نَزَلَ بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: لَمَّ بِهِ وأَلَمَّ والْتَمَّ نَزَلَ. وأَلَمَّ بِهِ: زارَه غِبّاً. اللَّيْثُ: الإِلْمَامُ الزيارةُ غِبّا، وَالْفِعْلُ أَلْمَمْتُ بِهِ وأَلْمَمْتُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: فلانٌ يَزُورُنَا لِمَاماً أَيْ فِي الأَحايِين. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللِّمَامُ اللِّقاءُ اليسيرُ، وَاحِدَتُهَا لَمَّة؛ عَنْ أَبِي عَمْرٍو. وَفِي حَدِيثِ جَمِيلَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَوس بْنِ الصَّامِتِ وَكَانَ رَجُلًا بِهِ لَمَمٌ، فَإِذَا اشْتَدَّ لَمَمُه ظَاهَرَ مِنِ امرأَته فأَنزل اللَّهُ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اللَّمَمُ هَاهُنَا الإِلْمامُ بِالنِّسَاءِ وَشِدَّةُ الْحِرْصِ عَلَيْهِنَّ، وَلَيْسَ مِنَ الْجُنُونِ، فَإِنَّهُ لَوْ ظَاهَرَ فِي تِلْكَ الْحَالِ لَمْ يَلْزَمْهُ شَيْءٌ. وَغُلَامٌ مُلِمٌّ: قارَب البلوغَ والاحتلامَ. ونَخْلةٌ مُلِمٌّ ومُلِمَّة: قارَبتِ الإِرْطابَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتْ أَنْ تُثْمِرَ. والمُلِمَّة: النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ ونوازِل الدُّنْيَا؛ وَأَمَّا قَوْلُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أُعِيذُه مِنْ حادِثات اللَّمَّهْ فَيُقَالُ: هُوَ الدَّهْرُ. وَيُقَالُ: الشِّدَّةُ، ووافَق الرجَزَ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ؛ وَبَعْدَهُ: وَمِنْ مُريدٍ هَمَّه وغَمَّهْ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ: علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها ... تُدِيلُنا اللَّمَّةَ مِنْ لَمَّاتِها، فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ مِنْ زَفْراتِها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَحُكِيَ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ يُخْفِضُونَ بِلَعَلَّ، وَأَنْشَدَ: لعلَّ أَبي المِغْوارِ منكَ قريبُ وجَمَلٌ مَلْمُومٌ ومُلَمْلَم: مُجْتَمَعٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَرَجُلٌ مُلَمْلَم: وَهُوَ الْمَجْمُوعُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ. وحجَر مُلَمْلَم: مُدَمْلَك صُلْب مُسْتَدِيرٌ، وَقَدْ لَمْلَمَه إِذَا أَدارَه. وَحُكِيَ عَنْ أَعْرَابِيٍّ: جَعَلْنَا نُلَمْلِمُ مِثْلَ الْقَطَا الكُدْرِيّ مِنَ الثَّرِيدِ، وَكَذَلِكَ الطِّينُ، وَهِيَ اللَّمْلَمَة. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ مُلَمْلَمَة، وَهِيَ المُدارة الْغَلِيظَةُ الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ الْمُعْتَدِلَةُ الْخَلْقِ. وكَتيبة مَلْمُومَة ومُلَمْلَمَة: مُجْتَمِعَةٌ، وَحَجَرٌ مَلْموم وَطِينٌ مَلْموم؛ قَالَ أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ هَامَةَ جَمَلٍ: مَلْمُومة لَمًّا كَظَهْرِ الجُنْبُل ومُلَمْلَمَة الفيلِ: خُرْطومُه. وَفِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ غَفلة: أَتَانَا مُصدِّقُ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَتاه رَجُلٌ بِنَاقَةٍ مُلَمْلَمَة فأَبى أَن يأْخذَها ؛ قَالَ: هِيَ المُسْتدِيرة سِمَناً، مِنَ اللَّمّ الضَّمِّ وَالْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَإِنَّمَا رَدَّهَا لأَنه نُهِي أَنْ يُؤْخَذَ فِي الزَّكَاةِ خيارُ الْمَالِ. وقَدح مَلْمُوم: مُسْتَدِيرٌ؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وجَيْش لَمْلَمٌ: كَثِيرٌ مُجْتَمِعٌ، وحَيٌّ لَمْلَمٌ كَذَلِكَ، قَالَ ابْنُ أَحمر: منْ دُونِهم، إِنْ جِئْتَهم سَمَراً، ... حَيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَسكَر

وَكَتِيبَةٌ مُلَمْلَمَة ومَلْمُومَة أَيْضًا أَيْ مُجْتَمِعَةٌ مَضْمُومٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. وَصَخْرَةٌ مَلْمُومة ومُلَمْلَمَة أَيْ مُسْتَدِيرَةٌ صُلْبَةٌ. واللِّمَّة: شَعْرُ الرأْس، بِالْكَسْرِ، إِذَا كَانَ فَوْقَ الوَفْرة، وَفِي الصِّحَاحِ؛ يُجاوِز شَحْمَةَ الأُذن، فَإِذَا بَلَغَتِ الْمَنْكِبَيْنِ فَهِيَ جُمّة. واللِّمَّة: الوَفْرة، وَقِيلَ: فوقَها، وَقِيلَ: إِذَا أَلَمَّ الشعرُ بِالْمَنْكِبِ فَهُوَ لِمَّة، وَقِيلَ: إِذَا جاوزَ شَحْمَةَ الأُذن، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الجُمّة، وَقِيلَ: أَكثرُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ لِمَمٌ ولِمَامٌ؛ قَالَ ابْنُ مُفَرِّغ: شَدَخَتْ غُرّة السَّوابِق مِنْهُمْ ... فِي وُجوهٍ مَعَ اللِّمَامِ الجِعاد وَفِي الْحَدِيثِ: مَا رأَيتُ ذَا لِمَّةٍ أَحسَن مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ اللِّمَّةُ مِنْ شَعْرِ الرأْس: دُونَ الجُمّة، سمِّيت بِذَلِكَ لأَنها أَلمّت بِالْمَنْكِبَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الجُمّة. وَفِي حَدِيثِ رِمْثة: فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ لِمَّةٌ ؛ يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وَذُو اللِّمَّة: فَرَسِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذُو اللِّمَّة أَيْضًا: فَرَسُ عُكاشة بْنِ مِحْصَن. ولِمَّةُ الوتِدِ: مَا تشَعَّثَ مِنْهُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا تشَعّث مِنْ رأْس المَوتود بالفِهْر؛ قَالَ: وأَشْعَثَ فِي الدارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطيلُ الحُفوفَ، وَلَا يَقْمَلُ وَشَعْرٌ مُلَمَّم ومُلَمْلَمٌ: مَدهون؛ قَالَ: وَمَا التَّصابي للعُيونِ الحُلَّمِ ... بعدَ ابْيِضاض الشعَرِ المُلَمْلَمِ العُيون هُنَا سادةُ الْقَوْمِ، وَلِذَلِكَ قَالَ الحُلَّم وَلَمْ يَقُلِ الحالِمة. واللَّمَّةُ: الشَّيْءُ الْمُجْتَمِعُ. واللَّمَّة واللَّمَم، كِلَاهُمَا: الطَّائِفُ مِنَ الْجِنِّ. وَرَجُلٌ مَلمُوم: بِهِ لَمَم، وَمَلْمُوسٌ وممسُوس أَيْ بِهِ لَمَم ومَسٌّ، وَهُوَ مِنَ الْجُنُونِ. واللَّمَمُ: الْجُنُونُ، وَقِيلَ طرَفٌ مِنَ الْجُنُونِ يُلِمُّ بالإِنسان، وَهَكَذَا كلُّ مَا ألمَّ بالإِنسان طَرَف مِنْهُ؛ وَقَالَ عُجَير السَّلُولِيُّ: وخالَطَ مِثْل اللَّحْمِ واحتَلَّ قَيْدَه، ... بِحَيْثُ تَلاقَى عامِر وسَلولُ وَإِذَا قِيلَ: بِفُلَانٍ لَمّةٌ، فَمَعْنَاهُ أَنَّ الْجِنَّ تَلُمّ الأَحْيان «2». وَفِي حَدِيثِ بُرَيدة: أَنَّ امْرَأَةً أَتت النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ لَمَماً بابنتِها ؛ قَالَ شَمِرٌ: هُوَ طرَف مِنَ الْجُنُونِ يُلِمُّ بالإِنسان أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ وَيَعْتَرِيهِ، فَوَصَفَ لَهَا الشُّونِيزَ وَقَالَ: سيَنْفَع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إلَّا السامَ وَهُوَ الْمَوْتُ. وَيُقَالُ: أَصابتْ فُلَانًا مِنَ الْجِنِّ لَمَّةٌ، وَهُوَ المسُّ والشيءُ الْقَلِيلُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فَإِذَا وَذَلِكَ، يَا كُبَيْشةُ، لَمْ يَكُنْ ... إِلَّا كَلِمَّة حالِمٍ بخَيالٍ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فَإِذَا وَذَلِكَ مُبْتَدَأٌ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ: كَذَا ذَكَرَهُ الأَخفش وَلَمْ يَكُنْ خبرُه: وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِحَبَّابِ بْنِ عَمَّارٍ السُّحَيمي: بَنو حَنيفة حَيٌّ حِينَ تُبْغِضُهم، ... كأنَّهم جِنَّةٌ أَوْ مَسَّهم لَمَمُ واللَّامَّةُ: مَا تَخافه مِنْ مَسٍّ أَوْ فزَع. واللامَّة: الْعَيْنُ المُصيبة وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ، هُوَ مِنْ بَابِ دارِعٍ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اللامَّة مَا أَلمَّ بِكَ ونظَر إِلَيْكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. والعَين اللامَّة: الَّتِي تُصيب بِسُوءٍ. يُقَالُ: أُعِيذُه مِنْ كلِّ هامّةٍ ولامَّة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَوِّذ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ، وَفِي رِوَايَةٍ:

_ (2). قوله: تلم الأحيان؛ هكذا في الأصل، ولعله أراد تلمّ به بعض الأَحيان

أَنَّهُ عَوَّذ ابْنَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُوكُمْ إبراهيمُ يُعَوِّذ إسحاق ويعقوب بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: أُعِيذُكُما بِكَلِمَةِ اللَّهِ التَّامَّهْ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ شرِّ كُلِّ سَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّة ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ لامَّة وَلَمْ يَقُلْ مُلِمَّة، وَأَصْلُهَا مِنْ أَلْمَمْت بِالشَّيْءِ تأْتيه وتُلِمّ بِهِ ليُزاوِج قَوْلَهُ مِنْ شرِّ كُلِّ سَامَّةٍ، وَقِيلَ: لأَنه لَمْ يُرَد طريقُ الْفِعْلِ، وَلَكِنْ يُراد أَنَّهَا ذاتُ لَمَمٍ فَقِيلَ عَلَى هَذَا لامَّة كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ: كِلِيني لِهَمٍّ، يَا أُمَيْمة، ناصِب وَلَوْ أَرَادَ الْفِعْلَ لَقَالَ مُنْصِب. وَقَالَ اللَّيْثُ: العينُ اللامَّة هِيَ الْعَيْنُ الَّتِي تُصيب الإِنسان، وَلَا يَقُولُونَ لَمَّتْه العينُ وَلَكِنْ حُمِلَ عَلَى النَّسَبِ بِذِي وَذَاتِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لِابْنِ آدَمَ لَمَّتَان: لَمّة مِنَ المَلَك، ولَمّة مِنَ الشَّيْطَانِ، فَأَمَّا لَمَّة الْمَلَكِ فاتِّعادٌ بِالْخَيْرِ وتَصْديق بِالْحَقِّ وَتَطْيِيبٌ بِالنَّفْسِ، وَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فاتِّعادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَتَخْبِيثٌ بِالنَّفْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَمَّا لَمَّة الملَك فيَحْمَد اللهَ عَلَيْهَا ويتعوَّذ مِنْ لَمَّة الشَّيْطَانِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: اللَّمَّة الهَمّة والخَطرة تَقَعُ فِي الْقَلْبِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَرَادَ إلمامَ المَلَك أَوِ الشَّيْطَانِ بِهِ والقربَ مِنْهُ، فَمَا كَانَ مِنْ خَطَرات الْخَيْرِ فَهُوَ مِنَ المَلك، وَمَا كَانَ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّرِّ فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ. واللَّمَّة: كَالْخَطْرَةِ والزَّوْرة والأَتْية؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وَكَانَ، إِذَا مَا الْتَمَّ مِنْهَا بحاجةٍ، ... يراجعُ هِتْراً مِنْ تُماضِرَ هاتِرا يَعْنِي دَاهِيَةً، جَعَلَ تُماضِر، اسْمَ امْرَأَةٍ، دَاهِيَةً. قَالَ: والْتَمَّ مِنَ اللَّمّة أَيْ زَارَ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةٌ أَيْ دُنُوٌّ، وَكَذَلِكَ للمَلك لَمَّة أَيْ دُنوّ. ويَلَمْلَم وأَلَمْلَم عَلَى الْبَدَلِ: جَبَلٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مِيقاتٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: مِيقاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ؛ وَلَا أَدْرِي مَا عَنى بِهَذَا اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْمِيقَاتُ هُنَا مَعْلَماً مِنْ مَعالِم الْحَجِّ، التَّهْذِيبُ: هُوَ مِيقَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ للإِحرام بِالْحَجِّ مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. التَّهْذِيبُ: وَأَمَّا لَمَّا، مُرْسَلة الأَلِف مشدَّدة الْمِيمِ غَيْرُ مُنَوَّنَةٍ، فَلَهَا معانٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَحَدُهَا أَنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى الْحِينَ إِذَا ابْتُدِئَ بِهَا، أَوْ كَانَتْ مَعْطُوفَةً بِوَاوٍ أَوْ فاءٍ وأُجِيبت بِفِعْلٍ يَكُونُ جَوَابَهَا كَقَوْلِكَ: لَمَّا جَاءَ الْقَوْمُ قاتَلْناهم أي حينَ جاؤُوا كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ ، وَقَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَ ؛ مَعْنَاهُ كُلُّهُ حِينَ؛ وَقَدْ يُقَدَّمُ الجوابُ عَلَيْهَا فَيُقَالُ: اسْتَعَدَّ القومُ لِقِتَالِ العَدُوِّ لَمَّا أَحَسُّوا بِهِمْ أَيْ حِينَ أَحَسُّوا بِهِمْ، وَتَكُونُ لَمَّا بِمَعْنَى لَمِ الْجَازِمَةِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ ؛ أَيْ لَمْ يَذُوقُوهُ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى إلَّا فِي قَوْلِكَ: سأَلتكَ لَمَّا فَعَلَتْ، بِمَعْنَى إِلَّا فَعَلْتَ، وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْلٍ بِمَعْنَى إِلَّا إِذَا أُجيب بِهَا إِنَّ الَّتِي هِيَ جَحْد كَقَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ، فِيمَنْ قرأَ بِهِ، مَعْنَاهُ مَا كَلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ؛ شَدَّدَهَا عَاصِمٌ، وَالْمَعْنَى مَا كُلٌّ إِلَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَمَّا إِذَا وُضِعت فِي مَعْنَى إِلَّا فكأَنها لمْ ضُمَّت إِلَيْهَا مَا، فَصَارَا جَمِيعًا بِمَعْنَى إِنَّ الَّتِي تَكُونُ جَحداً، فَضَمُّوا إِلَيْهَا لَا فَصَارَا جَمِيعًا حَرْفًا وَاحِدًا وَخَرَجَا مِنْ حَدِّ الْجَحْدِ، وَكَذَلِكَ لَمَّا؛ قَالَ: وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلِهِمْ: لَوْلَا، إِنَّمَا هِيَ لَوْ وَلَا جُمِعتا، فَخَرَجَتْ لَوْ مِنْ حدِّها وَلَا مِنَ الْجَحْدِ إِذْ جُمِعتا فصُيِّرتا حَرْفًا؛ قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ لَا أَعرفَ وَجْهَ لَمَّا بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَمِمَّا يدُلُّك عَلَى أَنَّ لَمَّا

تُكُونُ بِمَعْنَى إِلَّا مَعَ إِنَّ الَّتِي تَكُونُ جَحْدًا قولُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ؛ وَهِيَ قِرَاءَةُ قُرّاء الأَمْصار؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنْ كلُّهم لَمَّا كَذَّبَ الرسلَ ، قَالَ: وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: لَمَّا تُكُونُ انتِظاراً لِشَيْءٍ متوقَّع، وَقَدْ تَكُونُ انْقِطَاعَةً لِشَيْءٍ قَدْ مَضَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا كَقَوْلِكَ: لَمَّا غابَ قُمْتُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمَّا تَكُونُ جَحْدًا فِي مَكَانٍ، وَتَكُونُ وَقْتًا فِي مَكَانٍ، وَتَكُونُ انْتِظَارًا لِشَيْءٍ متوقَّع فِي مَكَانٍ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى إِلَّا فِي مَكَانٍ، تَقُولُ: بِاللَّهِ لَمَّا قمتَ عَنَّا، بِمَعْنَى إِلَّا قمتَ عَنَّا؛ وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ، فَإِنَّهَا قُرِئَتْ مُخَفَّفَةً وَمُشَدَّدَةً، فَمَنْ خَفَّفَهَا جَعَلَ مَا صِلَةً، الْمَعْنَى وَإِنَّ كُلًّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ربُّك أَعمالَهم، وَاللَّامُ فِي لَمَّا لَامُ إِنَّ، وَمَا زَائِدَةٌ مُؤَكَّدَةٌ لَمْ تُغيِّر الْمَعْنَى وَلَا العملَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي لَمَا هَاهُنَا، بِالتَّخْفِيفِ، قَوْلًا آخَرَ جَعَلَ مَا اسْماً لِلنَّاسِ، كَمَا جَازَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ؛ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى مَن طابَ لَكُمْ؛ الْمَعْنَى وَإِنْ كُلًّا لَما ليوفِّينَهم، وَأَمَّا اللَّامُ الَّتِي فِي قَوْلِهِ لَيُوَفِّيَنَّهُمْ فَإِنَّهَا لامٌ دَخَلَتْ عَلَى نِيَّةِ يمينٍ فِيمَا بَيْنَ مَا وَبَيْنَ صِلَتِهَا، كَمَا تَقُولُ هَذَا مَنْ لَيذْهبَنّ، وَعِنْدِي مَنْ لَغيرُه خيْرٌ مِنْهُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ؛ وَأَمَّا مَن شدَّد لَمَّا مِنْ قَوْلِهِ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ فَإِنَّ الزَّجَّاجَ جَعَلَهَا بِمَعْنَى إِلَّا، وَأَمَّا الْفَرَّاءُ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ مَعْنَاهُ لَمَنْ مَا، ثُمَّ قُلِبَتِ النُّونُ مِيمًا فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثُ مِيمَاتٍ، فَحُذِفَتْ إِحْدَاهُنَّ وَهِيَ الْوُسْطَى فَبَقِيَتْ لمَّا؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِشَيْءٍ أَيْضًا لأَن مَنْ «1» .... لَا يَجُوزُ حَذْفُهَا لأَنها اسْمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ، قَالَ: وَزَعَمَ الْمَازِنِيُّ أَنَّ لَمَّا أَصْلُهَا لمَا، خَفِيفَةٌ، ثُمَّ شدِّدت الْمِيمُ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِشَيْءٍ أَيضاً لأَن الْحُرُوفَ نَحْوَ رُبَّ وَمَا أَشبهها يُخَفَّفُ، وَلَا يثَقّل مَا كَانَ خَفِيفًا فَهَذَا مُنْتَقِضٌ، قَالَ: وَهَذَا جَمِيعُ مَا قَالُوهُ فِي لمَّا مُشَدَّدَةً، وَمَا ولَما مُخَفَّفَتَانِ مَذْكُورَتَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا. ابْنُ سِيدَهْ: ومِن خَفيفِه لَمْ وَهُوَ حَرْفٌ جَازِمٌ يُنْفَى بِهِ مَا قَدْ مَضَى، وَإِنْ لَمْ يَقَعْ بَعْدَه إِلَّا بِلَفْظِ الْآتِي. التَّهْذِيبُ: وَأَمَّا لَمْ فَإِنَّهُ لَا يَلِيهَا إِلَّا الْفِعْلُ الغابِرُ وَهِيَ تَجْزِمُه كَقَوْلِكَ: لَمْ يفعلْ ولَمْ يسمعْ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: لَمْ عزيمةُ فِعْلٍ قَدْ مَضَى، فَلَمَّا جُعِلَ الْفِعْلُ مَعَهَا عَلَى جِهَةِ الْفِعْلِ الْغَابِرِ جُزِمَ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ: لَمْ يخرُجْ زيدٌ إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا خرَجَ زَيْدٌ، فَاسْتَقْبَحُوا هَذَا اللَّفْظَ فِي الْكَلَامِ فحمَلوا الْفِعْلَ عَلَى بِنَاءِ الْغَابِرِ، فَإِذَا أُعِيدَت لَا وَلَا مَرَّتَيْنِ أَوْ أَكثرَ حَسُنَ حِينَئِذٍ، لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى؛ أَيْ لَمْ يُصَدِّق ولَمْ يُصَلِّ، قَالَ: وَإِذَا لَمْ يُعد لَا فَهُوَ فِي الْمَنْطِقِ قَبِيحٌ، وَقَدْ جَاءَ؛ قَالَ أُمَيَّةُ: وأيُّ عَبدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ أَيْ لَمْ يُلِمَّ. الْجَوْهَرِيُّ: لمْ حرفُ نَفْيٍ لِما مَضَى، تَقُولُ: لَمْ يفعلْ ذَاكَ، تُرِيدُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْفِعْلُ مِنْهُ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، وَهِيَ جَازِمَةٌ، وَحُرُوفُ الْجَزْمِ: لَمْ ولَمَّا وأَلَمْ وأَلَمّا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ نفيٌ لِقَوْلِكَ هُوَ يَفْعَلُ إِذَا كَانَ فِي حَالِ الْفِعْلِ، ولَمَّا نفْيٌ لِقَوْلِكَ قَدْ فَعَلَ، يَقُولُ الرجلُ: قَدْ ماتَ فلانٌ، فَتَقُولُ: لَمَّا ولَمْ يَمُتْ، ولَمَّا أَصله لَمْ أُدخل عَلَيْهِ مَا، وَهُوَ يَقَعُ مَوْقِعَ لَمْ، تَقُولُ: أَتيتُك ولَمَّا أَصِلْ إِلَيْكَ أَيْ وَلَمْ أَصِلْ إِلَيْكَ، قَالَ: وَقَدْ يَتَغَيَّرُ مَعْنَاهُ عَنْ مَعْنَى لَمْ فَتَكُونُ جَوَابًا وَسَبَبًا لِما وقَع ولِما لَمْ يَقع، تَقُولُ: ضَرَبْتُهُ لَمَّا ذهبَ وَلَمَّا لَمْ يذهبْ، وَقَدْ يُخْتَزَلُ الْفِعْلُ بَعْدَهُ تَقُولُ: قاربْتُ المكانَ ولَمَّا، تُرِيدُ ولمَّا أَدخُلْه؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بري:

_ (1). هكذا بياض بالأصل

فجئتُ قُبورَهم بَدْأً ولَمَّا، ... فنادَيْتُ القُبورَ فَلَمْ تُجِبْنَه البَدْءُ: السيِّدُ أَيْ سُدْتُ بَعْدَ مَوْتِهِمْ، وَقَوْلُهُ: ولَمَّا أَيْ وَلَمَّا أَكن سيِّداً، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُخْتَزَلَ الفعلُ بَعْدَ لمْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَمَّا جوابٌ لِقَوْلِ الْقَائِلِ قَدْ فعلَ فلانٌ، فَجَوَابُهُ: لَمَّا يفعلْ، وَإِذَا قَالَ فَعل فَجَوَابُهُ: لَمْ يَفعلْ، وَإِذَا قَالَ لَقَدْ فَعَلَ فَجَوَابُهُ: مَا فَعَلَ، كأَنه قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلَ فَقَالَ الْمُجِيبُ وَاللَّهِ مَا فَعَلَ، وَإِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ، يُرِيدُ مَا يُسْتَقْبَل، فَجَوَابُهُ: لَن يفعلَ وَلَا يفعلُ، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ النَّحْوِيِّينَ. قَالَ: ولِمَ، بِالْكَسْرِ، حَرْفٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ، تَقُولُ: لِمَ ذهبتَ؟ ولك أن تدخل عَلَيْهِ مَا ثُمَّ تَحْذِفَ مِنْهُ الأَلف، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ؟ وَلَكَ أَنْ تُدْخِلَ عَلَيْهَا الْهَاءَ فِي الْوَقْفِ فَتَقُولُ لِمَهْ؛ وَقَوْلُ زِيَادٍ الأَعْجم؛ يَا عَجَبا والدَّهرُ جَمٌّ عَجَبُهْ، ... مِنْ عَنَزِيٍّ سبَّني لَمْ أَضْرِبُهْ فَإِنَّهُ لَمَّا وَقَفَ عَلَى الْهَاءِ نَقَلَ حَرَكَتُهَا إِلَى مَا قَبْلَهَا، وَالْمَشْهُورُ فِي الْبَيْتِ الأَول: عَجِبْتُ والدهرُ كثيرٌ عَجَبُهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قولُ الْجَوْهَرِيِّ لِمَ حرفٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ، تَقُولُ لِمَ ذهبتَ؟ وَلَكَ أن تدخل عليه ما، قَالَ: وَهَذَا كَلَامٌ فَاسِدٌ لأَن مَا هِيَ مَوْجُودَةٌ فِي لِمَ، وَاللَّامُ هِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَيْهَا، وَحُذِفَتْ أَلفها فَرْقًا بَيْنَ الِاسْتِفْهَامِيَّةِ وَالْخَبَرِيَّةِ، وَأَمَّا أَلَمْ فالأَصل فِيهَا لَمْ، أُدْخِل عَلَيْهَا أَلفُ الِاسْتِفْهَامِ، قَالَ: وَأَمَّا لِمَ فَإِنَّهَا مَا الَّتِي تَكُونُ اسْتِفْهَامًا وُصِلَت بِلَامٍ، وَسَنَذْكُرُهَا مَعَ مَعَانِي اللَّامَاتِ وَوُجُوهِهَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. لهم: اللَّهْمُ: الابْتِلاعُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لَهِمْتُ الشيءَ وقَلَّما يُقَالُ إِلا الْتَهَمْت، وَهُوَ ابتلاعُكه بِمَرَّةٍ، قَالَ جَرِيرٌ: مَا يُلْقَ فِي أَشْداقِه تَلَهَّما «2» ولَهِمَ الشيءَ لَهْماً ولَهَماً وتَلَهَّمَه والْتَهَمَه: ابْتَلعَه بِمَرَّةٍ. وَرَجُلٌ لَهِمٌ ولُهَمٌ ولَهُومٌ: أَكولٌ. والمِلْهَمُ: الكثيرُ الأَكْلِ. والْتَهَمَ الفصيلُ مَا فِي الضَّرْعِ: اسْتَوْفاه. ولَهِمَ الماءَ لَهْماً: جرَعه، قَالَ: جابَ لَهَا لُقْمانُ، فِي قِلاتِها، ... مَاءً نَقُوعاً لِصَدَى هاماتِها، تَلْهَمُه لَهْماً بِجَحْفَلاتِها وجَيْشٌ لُهامٌ: كَثِيرٌ يَلْتَهِم كُلَّ شَيْءٍ ويَغْتَمِر مَنْ دَخَلَ فِيهِ أَي يُغَيِّبُه ويَسْتَغْرِقُه. واللُّهَامُ: الْجَيْشُ الْكَثِيرُ كأَنه يَلْتَهِم كُلَّ شَيْءٍ. واللُّهَيْمُ وأُمُّ اللُّهَيم: الحمَّى، «3» كِلَاهُمَا عَلَى التَّشْبِيهِ بالمَنِيَّة. قَالَ شَمِرٌ: أُمُّ اللُّهَيْم كُنْيَةُ الْمَوْتِ لأَنه يَلْتَهِم كُلَّ أَحد. واللُّهَيْمُ: الدَّاهِيَةُ، وَكَذَلِكَ أُمُّ اللُّهَيْم، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْم، فجَهَّزَتْهم ... غَشُوم الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا واللِّهَمُّ مِنَ الرِّجَالِ: الرَّغِيبُ الرأْي الْكَافِي العظيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الجوادُ، وَالْجَمْعُ لِهَمُّون، وَلَا توصَف بِهِ النِّسَاءُ. وفرسٌ لِهَمٌّ، عَلَى لَفْظِ مَا تَقَدَّمَ، ولِهْمِيمٌ ولُهْمُومٌ: جَوادٌ سَابِقٌ يَجْرِي أَمام الْخَيْلِ لالْتِهامِه الأَرض، وَالْجَمْعُ لَهامِيمُ. الْجَوْهَرِيُّ: اللُّهْمومُ

_ (2). قوله" قَالَ جَرِيرٌ مَا يُلْقَ إلخ" عبارة التهذيب: قال جرير: كَذَاكَ اللَّيْثُ يَلْتَهِمُ الذُّبَابَا وقال آخر: ما يلق إلخ. وفي التكملة: قال رؤبة يصف أسداً ما يلق إلخ. (3). قوله" واللُّهَيم وَأُمُّ اللُّهَيم الْحُمَّى" عبارة المحكم: واللُّهَيْم وأم اللُّهَيْم المنية لأَنها تلتهم كل أحد، واللُّهَيْم وَأُمُّ اللُّهَيْم الْحُمَّى كلاهما إلخ.

الجوادُ مِنَ النَّاسِ وَالْخَيْلِ، وَقَالَ: لَا تَحْسَبنَّ بَياضاً فِيَّ مَنْقَصةً، ... إِنّ اللَّهامِيمَ فِي أَقرابِها بَلَق وَفَرَسٌ لِهَمٌّ، مِثْلُ هِجَفٍّ: سَبّاق كأَنه يَلْتَهِم الأَرض. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: وأَنتم لَهامِيمُ الْعَرَبِ ، جَمْعُ لُهْمومٍ الْجَوَادُ مِنَ النَّاسِ والخيلِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ لِهْمِم وَهُوَ مُلْحَقٌ بزِهْلِقٍ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُدْغَم، وَعَلَيْهِ وُجِّه قولُ غَيْلان: شَأْو مُدِلّ سابِق اللَّهامِمِ قَالَ: ظَهَرَ فِي الْجَمْعِ لأَنَّ مِثلَ وَاحِدِ هَذَا لَا يُدْغَم. واللُّهْمومُ مِنَ الأَحْراحِ: الواسعُ. وَنَاقَةٌ لُهْمُومٌ: غَزيرة القَطْرِ «1». واللُّهُومُ مِنَ النُّوقِ: الغزيرةُ اللَّبَنِ. وإِبِلٌ لَهَامِيمُ إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً، وَاحِدُهَا لُهْمُومٌ، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَتْ كثيرةَ الْمَشْيِ، وأَنشد الرَّاعِي: لَهَامِيمُ فِي الخَرْقِ البَعيدِ نِياطُه واللِّهَمُّ: الْعَظِيمُ. وَرَجُلٌ لِهَمٌّ: كَثِيرُ الْعَطَاءِ، مِثْلُ خِضمّ. وعدَدٌ لُهْمُومٌ: كَثِيرٌ، وَكَذَلِكَ جَيْشٌ لُهْمُومٌ. وَجَمَلٌ لِهْمِيمٌ: عَظِيمُ الْجَوْفِ. وبَحْرٌ لِهَمٌّ: كَثِيرُ الْمَاءِ. وأَلْهَمَه اللَّهُ خَيْراً: لَقَّنَه إِيّاه. واسْتَلْهَمَه إِيّاه: سأَله أَن يُلْهِمَه إِيّاه. والإِلْهَامُ: مَا يُلْقى فِي الرُّوعِ. ويَسْتَلْهِمُ اللَّهَ الرَّشادَ، وأَلْهَمَ اللَّهُ فُلَانًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَسأَلك رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تُلْهِمُني بِهَا رُشْدي ، الإِلْهَامُ أَن يُلْقِيَ اللَّهُ فِي النَّفْسِ أَمراً يَبْعَثُه «2» عَلَى الْفِعْلِ أَو التَّرْكِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الوَحْي، يَخُصُّ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ. واللِّهْمُ: المُسِنُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: اللِّهْمُ الثَّوْرُ المُسِنّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ لُهومٌ، قَالَ صخرُ الْغَيِّ يَصِفُ وَعِلًا: بِهَا كَانَ طِفْلًا، ثُمَّ أَسْدَسَ فاسْتَوى، ... فأَصبَحَ لِهْماً فِي لُهومٍ قَراهِبِ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: لاهُمَّ لَا أَدْرِي، وأَنْتَ الدَّارِي، ... كلُّ امْرىءٍ مِنْكَ عَلَى مِقْدارِ يُرِيدُ اللَّهُمَّ، وَالْمِيمُ الْمُشَدَّدَةُ فِي آخِرِهِ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النِّدَاءِ لأَنّ مَعْنَاهُ يَا اللَّه. ابْنُ الأَعرابي: الهُلُمُ ظِباء الْجِبَالِ، وَيُقَالُ لَهَا اللُّهُم، وَاحِدُهَا لِهْمٌ، وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ لُهومٌ أَيضاً، قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ الجُولان والثَّياتِل والأَبدانُ والعَنَبانُ والبَغابِغ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا كَبِرَ الوَعِلُ فَهُوَ لِهْمٌ، وجمعُه لُهُومٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ ذَلِكَ لِبَقْرِ الْوَحْشِ أَيضاً، وأَنشد: فأَصبح لِهْماً فِي لُهومٍ قَرَاهِبِ ومَلْهَمٌ: أَرض: قَالَ طَرَفَةُ: يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَه، ... يَقُلْنَ عَسِيبٌ مِنْ سَرارةِ مَلْهَمَا وَقَدْ ذَكَرَهُ التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي فَصْلِ الميم. لهجم: طريقٌ لَهْجَمٌ ولَهْمج: موطوءٌ بَيّنٌ مُذلّل مُنقاد وَاسِعٌ قَدْ أَثر فِيهِ السابلةُ حَتَّى اسْتَتَبَّ، وكأَن الْمِيمَ فِيهِ زَائِدَةٌ والأَصل فِيهِ لَهِجَ وَقَدْ تَلَهْجَم، وَيَكُونُ تَلَهْجُمُ الطَّرِيقِ سَعتَه واعتيادَ الْمَارَّةِ إِيَّاهُ. الْفَرَّاءُ: طريقٌ لَهْجَمٌ وَطَرِيقٌ مُذنَّبٌ وَطَرِيقٌ مُوقَّعٌ أَيْ مُذلَّل. وتَلَهْجَمَ لَحْيَا البعيرِ إِذَا تحرَّكا؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الهلاليّ:

_ (1). قوله" غزيرة القطر" عبارة المحكم: وناقة لُهْمُوم غزيرة، ورجل لهم ولُهْمُوم غزير الخير، وسحابة لُهْمُوم غزيرة القطر. (2). قوله: يبعثه أي يبعث المُلهَمَ.

كأَنّ وَحَى الصِّردانِ فِي جَوفِ ضالةٍ ... تَلَهْجُمُ لَحْيَيه، إِذَا مَا تَلَهْجَمَا يَقُولُ: كأَنّ تَلَهْجُمَ لَحْيَيْ هَذَا الْبَعِيرِ وَحَى الصِّرْدانِ، قَالَ: وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةً، وأَصله مِنَ اللَّهَج، وَهُوَ الوُلوعُ. والتَّلَهْجُمُ: الوُلوعُ بِالشَّيْءِ. واللَّهْجَمُ: العُسُّ الضَّخْمُ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ: ناقةُ شيخٍ للإِلهِ راهِبِ، ... تَصُفُّ فِي ثَلاثةِ المَحالِبِ: فِي اللَّهْجَمَيْنِ والْهنِ المُقارِبِ يَعْنِي بالمُقارِب العُسَّ بين العُسَّينِ. لهذم: سيفٌ لَهْذمٌ: حادٌّ، وَكَذَلِكَ السِّنان والنابُ. ولَهْذَمَ الشَّيْءَ: قطَعه. واللَّهاذِمةُ: اللُّصوص؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَصله مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَعرف لَهُ وَاحِدًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَاحِدُهُ مُلَهْذِماً، وَتَكُونَ الْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اللَّهْذَمَةُ فِي كلِّ شَيْءٍ قاطعٍ. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ اللُّصوصُ لَهَاذِمةٌ وقَراضِبةٌ، مِنْ لَهْذَمْتُه وقَرْضَبْتُه إِذَا قَطَعْتُهُ. اللَّيْثُ: اللَّهْذَمُ كلُّ شَيْءٍ مِنْ سِنانٍ أَوْ سَيْفٍ قاطِع، ولَهْذَمَتُه فِعْلُه. والتَّلَهْذُمُ: الأَكْلُ؛ قَالَ سُبَيْع: لَولا الإِلهُ وَلَوْلَا حَزْمُ طالبِها ... تَلَهْذَمُوها، كَمَا نالُوا مِنَ العِيرِ لهزم: الأَزهري: اللِّهْزِمَتانِ مَضِيغتان عَليَّتان فِي أَصْلِ الحَنكين فِي أَسفل الشِّدْقَيْن، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَضِيغَتَانِ فِي أَصل الحَنكِ، وَقِيلَ: عِنْدَ مُنْحَنَى اللَّحْيَين أَسْفَلَ مِنَ الأُذُنين وَهُمَا مُعْظَمُ اللَّحْيَيْن، وَقِيلَ: هُمَا مَا تَحْتَ الأُذنين مِنْ أَعْلَى اللَّحْيَيْنِ والخدَّين، وَقِيلَ: هُمَا مُجْتَمَعُ اللَّحْمِ بَيْنَ الْمَاضِغِ والأُذُن مِنَ اللَّحْي. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، والنَّسَّابة: أَمِنْ هامِها أَوْ لَهَازِمها أَيْ مِنْ أَشرافها أَنت أَو مِنْ أَوساطها؛ واللَّهَازِمُ: أُصولُ الْحَنَكَيْنِ، واحدتُها لِهْزِمة، بِالْكَسْرِ، فَاسْتَعَارَهَا لِوَسط النَّسَبِ والقبيلةِ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: ثُمَّ يأْخذ بِلِهْزِمَتَيه ؛ يَعْنِي شِدْقَيْهِ، وَقِيلَ: هُمَا عَظْمان ناتئانِ فِي اللَّحْيَيْنِ تَحْتَ الأَذنين، وَقِيلَ: هُمَا مَضِيغَتَانِ عَلِيّتان تَحْتَهُمَا، وَالْجَمْعُ اللَّهَازم؛ قَالَ: يَا خازِ بازِ أرْسِل اللَّهَازِما، ... إِنِّي أخافُ أَنْ تكونَ لازِما وقال آخَرُ: أَزوحٌ أَنوحٌ مَا يَهَشُّ إِلَى النَّدَى، ... قَرَى مَا قَرَى للضِّرْس بينَ اللَّهَازِمِ ولَهْزَمَه: أَصابَ لِهْزِمَته. ولَهْزَمَ الشيبُ خَدَّيْهِ أَيْ خالَطَهُما؛ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ لأَحد بَنِي فَزارة: إمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُهْ، ... لَهْزَمَ خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُهْ ولَهَزَه الشيبُ ولَهْزَمَه بِمَعْنًى. واللَّهَازِمُ عِجْلٌ، وتَيْم اللَّات، وقَيْس بْنُ ثَعْلَبَةَ، وعَنَزة. الْجَوْهَرِيُّ: وتَيْم اللَّهِ بْنُ ثَعْلبة بْنِ عُكابةَ يُقَالُ لَهُم اللَّهَازِم، وهم حُلَفاءُ بَنِي عِجْلٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَقَدْ ماتَ بِسْطامُ بنُ قَيْسٍ وعامِرٌ.، ... وماتَ أَبُو غَسَّانَ شيخُ اللَّهَازِمِ لهسم: لَهْسَمَ مَا عَلَى الْمَائِدَةِ: أَكَلَه أَجمَعَ. وَفِي النَّوَادِرِ: اللَّهَاسِمُ واللَّحاسِمُ مَجَارِي الأَوْدية الضيِّقة، واحدُها لُهْسُمٌ ولُحْسُمٌ، وهي اللّخافِيقُ.

لوم: اللّومُ واللّوْماءُ واللّوْمَى واللَّائِمَة: العَدْلُ. لَامَه عَلَى كَذَا يَلُومُه لَوْماً ومَلاماً وَمَلَامَةً ولَوْمةً، فَهُوَ مَلُوم ومَلِيمٌ: استحقَّ اللَّوْمَ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَإِنَّمَا عَدَلُوا إِلَى الْيَاءِ وَالْكَسْرَةِ اسْتِثْقَالًا لِلْوَاوِ مَعَ الضَّمَّة. وأَلامَه ولَوَّمَه وأَلَمْتُه: بِمَعْنَى لُمْتُه؛ قَالَ مَعْقِل بْنُ خُوَيلد الْهُذَلِيُّ: حَمِدْتُ اللهَ أَنْ أَمسَى رَبِيعٌ، ... بدارِ الهُونِ، مَلْحِيّاً مُلامَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لُمْتُ الرجلَ وأَلَمْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ مَعْقِل أَيْضًا؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: ربِذٍ يَداه بالقِداح إِذَا شَتَا، ... هتّاكِ غاياتِ التِّجارِ مُلَوِّمِ أَيْ يُكْرَم كَرَماً يُلامُ مِنْ أَجله، ولَوَّمَه شَدَّدَ لِلْمُبَالَغَةِ. واللُّوَّمُ: جَمْعُ اللَّائِم مِثْلُ راكِعٍ ورُكَّعٍ. وَقَوْمٌ لُوَّامٌ ولُوَّمٌ ولُيَّمٌ: غُيِّرت الواوُ لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّرَفِ. وأَلامَ الرجلُ: أَتى مَا يُلامُ عَلَيْهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلَامَ صارَ ذَا لَائِمَةٍ. ولَامَه: أَخْبَرَ بِأَمْرِهِ. واسْتلامَ الرجلُ إِلَى النَّاسِ أَيْ استَذَمَّ. واستَلامَ إِلَيْهِمْ: أَتى إِلَيْهِمْ مَا يَلُومُونه عَلَيْهِ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فمنْ يَكُنِ اسْتَلامَ إِلَى نَوِيٍّ، ... فَقَدْ أَكْرَمْتَ، يَا زُفَر، الْمُتَاعَا التَّهْذِيبُ: أَلامَ الرجلُ، فَهُوَ مُليم إِذَا أَتى ذَنْباً يُلامُ عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ . وَفِي النَّوَادِرِ: لَامَني فلانٌ فالْتَمْتُ، ومَعّضَني فامْتَعَضْت، وعَذَلَني فاعْتَذَلْتُ، وحَضَّني فاحْتَضَضت، وأَمَرني فأْتَمَرْت إِذَا قَبِلَ قولَه مِنْهُ. وَرَجُلٌ لُومَة: يَلُومُه النَّاسُ. ولُوَمَة: يَلُومُ النَّاسُ مِثْلُ هُزْأَة وهُزَأَة. وَرَجُلٌ لُوَمَة: لَوّام، يَطَّرِدُ عَلَيْهِ بابٌ «1» ... ولاوَمْتُه: لُمْته ولامَني. وتَلاوَمَ الرجُلان: لامَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه. وجاءَ بلَوْمَةٍ أَيْ مَا يُلامُ عَلَيْهِ. والمُلاوَمَة: أَنْ تَلُوم رَجُلًا ويَلُومَك. وتَلاوَمُوا: لَامَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فتَلاوَموا بَيْنَهُمْ أَيْ لامكَ بعضُهم بَعْضًا، وَهِيَ مُفاعلة مِنْ لامَه يَلومه لَوماً إِذَا عذَلَه وعنَّفَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فتَلاوَمْنا. وتَلَوَّمَ فِي الأَمر: تمكَّث وَانْتَظَرَ. وَلِي فِيهِ لُومةٌ أَي تَلَوُّم، ابْنُ بُزُرْجَ: التَّلَوُّمُ التَّنَظُّر للأَمر تُريده. والتَّلَوُّم: الِانْتِظَارُ والتلبُّثُ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ سَلَمة الجَرْميّ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوّمُ بِإِسْلَامِهِمُ الْفَتْحَ أَيْ تَنْتَظِرُ، وَأَرَادَ تَتَلَوّم فَحَذَفَ إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا أجْنَبَ فِي السفَر تَلَوَّمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخِرِ الْوَقْتِ أَيِ انْتَظَرَ وتَلَوّمَ عَلَى الأَمر يُريده. وتَلَوَّمَ عَلَى لُوامَته أَيْ حَاجَتِهِ. وَيُقَالُ: قَضَى القومُ لُواماتٍ لَهُمْ وَهِيَ الْحَاجَاتُ، وَاحِدَتُهَا لُوَامة. وَفِي الْحَدِيثِ: بِئسَ، لَعَمْرُ اللهِ، عَمَلُ الشَّيْخِ المتوسِّم والشابِّ المُتَلَوِّم أَيِ المتعرِّض للأَئمةِ فِي الْفِعْلِ السيّء، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ اللُّومَة وَهِيَ الْحَاجَةُ أَيِ الْمُنْتَظِرِ لِقَضَائِهَا. ولِيمَ بِالرَّجُلِ: قُطع. واللَّوْمةُ: الشَّهْدة. واللامةُ واللامُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، واللَّوْمُ: الهَوْلُ؛ وَأَنْشَدَ لِلْمُتَلَمِّسِ: ويكادُ مِنْ لامٍ يَطيرُ فُؤادُها واللامُ: الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه قَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ، قَالَ أَبُو الدَّقِيشِ: اللامُ القُرْبُ، وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: اللامُ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ لامٍ، كَمَا يَقُولُ الصائتُ أَيَا أَيَا إِذَا سَمِعَتِ النَّاقَةُ ذَلِكَ طَارَتْ مِنْ حِدّة قَلْبِهَا؛ قَالَ: وَقَوْلُ أَبِي الدَّقِيشِ أَوفقُ لِمَعْنَى الْمُتَنَكِّسِ فِي الْبَيْتِ لأَنه قال:

_ (1). هكذا بياض بالأصل

ويكادُ مِنْ لامٍ يطيرُ فؤادُها، ... إِذْ مَرّ مُكّاءُ الضُّحى المُتَنَكِّسُ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَحَكَى ابْنِ الأَعرابي أَنَّهُ قَالَ اللامُ الشَّخْصُ فِي بَيْتِ الْمُتَلَمِّسِ. يُقَالُ: رأَيت لامَه أَيْ شَخْصَهُ. ابْنُ الأَعرابي: اللَّوَمُ كَثْرَةُ اللَّوْم. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ المَلِيم بِمَعْنَى المَلوم؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: مَنْ قَالَ مَلِيم بَنَاهُ عَلَى لِيمَ. واللائِمةُ: المَلامة، وَكَذَلِكَ اللَّوْمى، عَلَى فَعْلى. يُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتَجَرّعُ مِنْكَ اللَّوَائِمَ. والمَلاوِم: جَمْعُ المَلامة. واللّامةُ: الأَمر يُلام عَلَيْهِ. يُقَالُ: لامَ فلانٌ غيرَ مُليم. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ لَائِمٍ مُليم؛ قَالَتْهُ أُم عُمَير بْنِ سَلْمَى الْحَنَفِيِّ تُخَاطِبُ وَلَدَهَا عُمَيراً، وَكَانَ أَسْلَمَ أَخَاهُ لِرَجُلٍ كلابيٍّ لَهُ عَلَيْهِ دَمٌ فَقَتَلَهُ، فَعَاتَبَتْهُ أُمُّه فِي ذَلِكَ وَقَالَتْ: تَعُدُّ مَعاذِراً لَا عُذْرَ فِيهَا، ... وَمَنْ يَخْذُلْ أَخاه فَقَدْ أَلاما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وعُذْره الَّذِي اعْتَذَرَ بِهِ أَنَّ الْكِلَابِيَّ التجأَ إِلَى قَبْرِ سَلْمَى أَبي عُمَيْرٍ، فَقَالَ لَهَا عُمَيْرٌ: قَتَلْنا أَخانا للوَفاءِ بِجارِنا، ... وَكَانَ أَبونا قَدْ تُجِيرُ مَقابِرُهْ وَقَالَ لَبِيَدٌ: سَفَهاً عَذَلْتَ، ولُمْتَ غيرَ مُليم، ... وهَداك قبلَ اليومِ غيرُ حَكيم ولامُ الإِنسان: شخصُه، غَيْرُ مَهْمُوزٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَهْرِيّة تَخظُر فِي زِمامِها، ... لَمْ يُبْقِ مِنْهَا السَّيْرُ غيرَ لامِها وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ أُم مَكْتُومٍ: وَلِي قَائِدٌ لَا يُلاوِمُني ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالْوَاوِ، وأَصله الْهَمْزُ مِنَ المُلاءمة وَهِيَ المُوافقة؛ يُقَالُ: هُوَ يُلائمُني بِالْهَمْزِ ثُمَّ يُخَفَّف فَيَصِيرُ يَاءً، قَالَ: وَأَمَّا الْوَاوُ فَلَا وَجْهَ لَهَا إِلَّا أَنْ تَكُونَ يُفاعِلني مِنَ اللَّوْم وَلَا مَعْنَى لَهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَوْلُ عُمَرُ فِي حَدِيثِهِ: لوْ ما أَبقَيْتَ أَيْ هلَّا أَبقيت، وَهِيَ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي مَعْنَاهَا التَّحْضِيضُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ مَا تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ. وَاللَّامُ: حَرْفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا وَزَائِدًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى أَنَّ عَيْنَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لَمَّا تَقَدَّمَ فِي أَخَوَاتِهَا مِمَّا عَيْنُهُ أَلف؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ لَوّمْت لَامًا أَيْ كَتَبْتُهُ كَمَا يُقَالُ كَوَّفْت كَافًا. قَالَ الأَزهري فِي بَابِ لَفيف حَرْفِ اللَّامِ قَالَ: نَبْدَأُ بِالْحُرُوفِ الَّتِي جَاءَتْ لمعانٍ مِنْ بَابِ اللَّامِ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَى مَعْرِفَتِهَا، فَمِنْهَا اللَّامُ الَّتِي تُوصَلُ بِهَا الأَسماء والأَفعال، وَلَهَا فِيهَا معانٍ كَثِيرَةٌ: فَمِنْهَا لامُ المِلْك كَقَوْلِكَ: هَذَا المالُ لِزَيْدٍ، وَهَذَا الْفَرَسُ لمحَمد، وَمِنَ النَّحْوِيِّينَ مَنْ يسمِّيها لامَ الإِضافة، سُمِّيَتْ لامَ المِلْك لأَنك إِذَا قُلْتَ إِنَّ هَذَا لِزيد عُلِمَ أَنَّهُ مِلْكُه، فَإِذَا اتَّصَلَتْ هَذِهِ اللَّامُ بالمَكْنيِّ عَنْهُ نُصِبَت كَقَوْلِكَ: هَذَا المالُ لَهُ وَلَنَا ولَك وَلَهَا وَلَهُمَا وَلَهُمْ، وَإِنَّمَا فُتِحَتْ مَعَ الْكِنَايَاتِ لأَن هَذِهِ اللامَ فِي الأَصل مَفْتُوحَةٌ، وَإِنَّمَا كُسِرَتْ مَعَ الأَسماء ليُفْصَل بَيْنَ لَامِ الْقَسَمِ وَبَيْنَ لَامِ الإِضافة، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ إِنَّ هَذَا المالَ لِزيدٍ عُلِم أَنَّهُ مِلكه؟ وَلَوْ قُلْتَ إِنَّ هَذَا لَزيدٌ عُلم أَنَّ الْمُشَارَ إِلَيْهِ هُوَ زَيْدٌ فكُسِرت ليُفرق بَيْنَهُمَا، وَإِذَا قُلْتَ: المالُ لَك، فَتَحْتَ لأَن اللَّبْسَ قَدْ زَالَ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ وَيُونُسَ وَالْبَصْرِيِّينَ. [لَامُ كَيْ]: كَقَوْلِكَ جئتُ لِتقومَ يَا هَذَا، سُمِّيَتْ لامَ كَيْ لأَن مَعْنَاهَا جئتُ لِكَيْ تَقُومَ، وَمَعْنَاهُ مَعْنَى لَامِ الإِضافة أَيْضًا، وَكَذَلِكَ كُسِرت لأَن الْمَعْنَى جئتُ لِقِيَامِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ؛ هِيَ لَامُ كَيْ، الْمَعْنَى يَا رَبِّ أَعْطيْتهم مَا أَعطَيتَهم لِيضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ؛ وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: الِاخْتِيَارُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ اللَّامُ وَمَا أَشبهها بتأْويل الْخَفْضِ، الْمَعْنَى آتيتَهم مَا آتيتَهم لِضَلَالِهِمْ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ؛ مَعْنَاهُ لِكَوْنِهِ لأَنه قَدْ آلَتِ الْحَالُ إِلَى ذَلِكَ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لامُ كَيْ فِي مَعْنَى لَامِ الْخَفْضِ، وَلَامُ الْخَفْضِ فِي مَعْنَى لَامِ كَي لِتقارُب الْمَعْنَى؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ؛ الْمَعْنَى لإِعْراضِكم «2». عَنْهُمْ وَهُمْ لَمْ يَحْلِفوا لِكَيْ تُعْرِضوا، وَإِنَّمَا حَلَفُوا لإِعراضِهم عَنْهُمْ؛ وَأَنْشَدَ: سَمَوْتَ، وَلَمْ تَكُن أَهلًا لتَسْمو، ... ولكِنَّ المُضَيَّعَ قَدْ يُصابُ أَراد: مَا كنتَ أَهلا للسُمُوِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِيَجْزِيَهم اللَّهُ أَحسنَ مَا كَانُوا يَعْملون ؛ اللَّامُ فِي لِيَجْزيَهم لامُ الْيَمِينِ كَأَنَّهُ قَالَ لَيَجْزِيَنّهم اللَّهُ، فَحَذَفَ النُّونَ، وَكَسَرُوا اللَّامَ وَكَانَتْ مَفْتُوحَةً، فأَشبهت فِي اللَّفْظِ لامَ كَيْ فَنَصَبُوا بِهَا كَمَا نَصَبُوا بِلَامِ كَيْ، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؛ الْمَعْنَى لَيَغْفِرنَّ اللهُ لَكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: هَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ غَلَطٌ لأَنَّ لامَ الْقَسَمِ لَا تُكسَر وَلَا يُنْصَبُ بِهَا، وَلَوْ جَازَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ* لَيَجْزيَنَّهم اللَّهُ لقُلْنا: وَاللَّهِ ليقومَ زَيْدٌ، بتأْويل وَاللَّهِ لَيَقُومَنَّ زَيْدٌ، وَهَذَا مَعْدُومٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي التَّعَجُّبِ: أَظْرِفْ بزَيْدٍ، فَيَجْزِمُونَهُ لشبَهِه بِلَفْظِ الأَمر، وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَةِ ذَلِكَ لأَن التَّعَجُّبَ عُدِلَ إِلَى لَفْظِ الأَمر، وَلَامُ الْيَمِينِ لَمْ تُوجَدْ مَكْسُورَةً قَطُّ فِي حَالِ ظُهُورِ الْيَمِينِ وَلَا فِي حَالِ إِضْمَارِهَا؛ وَاحْتَجَّ مَن احْتَجَّ لأَبي حَاتِمٍ بِقَوْلِهِ: إِذَا هُوَ آلَى حِلْفةً قلتُ مِثْلَها، ... لِتُغْنِيَ عنِّي ذَا أَتى بِك أَجْمَعا قَالَ: أَراد لَتُغْنِيَنَّ، فأَسقط النُّونَ وَكَسَرَ اللَّامَ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهَذِهِ رِوَايَةٌ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ وَإِنَّمَا رَوَاهُ الرُّوَاةُ: إِذَا هُوَ آلَى حِلْفَةً قلتُ مِثلَها، ... لِتُغْنِنَّ عنِّي ذَا أَتى بِك أَجمَعا قَالَ: الْفَرَّاءُ: أَصْلُهُ لِتُغْنِيَنّ فَأَسْكَنَ الْيَاءَ عَلَى لُغَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَأَيْتُ قاضٍ ورامٍ، فَلَمَّا سَكَنَتْ سَقَطَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ النُّونِ الأَولى، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ اقْضِنَّ يَا رَجُلُ، وابْكِنَّ يَا رَجُلُ، وَالْكَلَامُ الْجَيِّدُ: اقْضِيَنَّ وابْكِيَنَّ؛ وأَنشد: يَا عَمْرُو، أَحْسِنْ نَوالَ اللَّهِ بالرَّشَدِ، ... واقْرَأ سَلَامًا عَلَى الأَنقاءِ والثَّمدِ وابْكِنَّ عَيْشاً تَوَلَّى بَعْدَ جِدَّتِه، ... طابَتْ أَصائِلُه في ذلك البَلدِ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ ابْنُ الأَنباري. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سأَلت أَبَا الْعَبَّاسِ عَنِ اللَّامِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ، قَالَ: هِيَ لَامُ كَيْ، مَعْنَاهَا إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِكَيْ يَجْتَمِعَ لَكَ مَعَ الْمَغْفِرَةِ تَمَامُ النِّعْمَةِ فِي الْفَتْحِ، فَلَمَّا انْضَمَّ إِلَى الْمَغْفِرَةِ شيءٌ حادثٌ واقعٌ حسُنَ مَعْنَى كَيْ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ*، هِيَ لامُ كَيْ تَتَّصِلُ بِقَوْلِهِ: لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ، إِلَى قَوْلِهِ: فِي كِتابٍ مُبِينٍ أَحصاه عَلَيْهِمْ لكيْ يَجْزِيَ المُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ والمُسِيءَ بإساءَته. [لَامُ الأَمر]: وَهُوَ كَقَوْلِكَ لِيَضْرِبْ زيدٌ عَمْرًا؛ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَصلها نَصْبٌ، وَإِنَّمَا كُسِرَتْ لِيُفَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ لَامِ التَّوْكِيدِ وَلَا يبالَى بشَبهِها بلام

_ (2). قوله [يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ؛ المعنى لإعراضكم إلخ] هكذا في الأصل

الْجَرِّ، لأَن لَامَ الْجَرِّ لَا تَقَعُ فِي الأَفعال، وتقعُ لامُ التَّوْكِيدِ فِي الأَفعال، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتَ لِيضْرِبْ، وَأَنْتَ تأْمُر، لأَشبَهَ لامَ التَّوْكِيدِ إِذَا قُلْتَ إِنَّكَ لَتَضْرِبُ زَيْدًا؟ وَهَذِهِ اللَّامُ فِي الأَمر أَكثر مَا اسْتُعْملت فِي غَيْرِ الْمُخَاطَبِ، وَهِيَ تَجْزِمُ الْفِعْلَ، فَإِنْ جاءَت لِلْمُخَاطَبِ لَمْ يُنْكَر. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ؛ أكثرُ القُرّاء قرؤُوا: فَلْيَفْرَحُوا، بِالْيَاءِ. وَرُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قرأَ: فَبِذَلِكَ فلْتَفْرَحوا ؛ يُرِيدُ أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ؛ أَيْ مِمَّا يَجْمَعُ الكُفَّار؛ وقَوَّى قراءةَ زَيْدٍ قراءةُ أُبيّ فَبِذَلِكَ فافْرَحوا ، وَهُوَ البِناء الَّذِي خُلق للأَمر إِذَا واجَهْتَ بِهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَعيب قولَهم فلْتَفْرَحوا لأَنه وَجَدَهُ قَلِيلًا فَجَعَلَهُ عَيْباً؛ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَقِرَاءَةُ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ بِالتَّاءِ فلْتَفرَحوا ، وَهِيَ جَائِزَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لامُ الأَمْرِ تأْمُر بِهَا الغائبَ، وَرُبَّمَا أَمرُوا بِهَا المخاطَبَ، وَقُرِئَ: فَبِذَلِكَ فلْتَفْرَحوا ، بِالتَّاءِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ حَذْفُ لامِ الأَمر فِي الشِّعْرِ فَتَعْمَلُ مضْمرة كَقَوْلِ مُتمِّم بْنِ نُوَيْرة: عَلَى مِثْلِ أَصحابِ البَعوضةِ فاخْمُشِي [فاخْمِشِي]، ... لكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبكِ مَنْ بَكى أَرَادَ: لِيَبْكِ، فَحَذَفَ اللَّامَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ لامُ أَمرِ المُواجَهِ؛ قَالَ الشَّاعِرِ: قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْه دارُها: ... تِئْذَنْ، فَإِنِّي حَمْؤها وجارُها أَرَادَ: لِتَأْذَن، فَحَذَفَ اللامَ وكسرَ التاءَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ أَنتَ تِعْلَمُ؛ قَالَ الأَزهري: اللَّامُ الَّتِي للأَمْرِ فِي تأْويل الْجَزَاءِ، مِنْ ذَلِكَ قولُه عَزَّ وَجَلَّ: اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ أَمر فِيهِ تأْويلُ جَزاء كَمَا أَن قَوْلَهُ: ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ، نهيٌ فِي تأْويل الْجَزَاءِ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وأَنشد: فقلتُ: ادْعي وأدْعُ، فإنَّ أنْدَى ... لِصَوْتٍ أَنْ يُناديَ داعِيانِ أَيْ ادْعِي ولأَدْعُ، فكأَنه قَالَ: إِنْ دَعَوْتِ دَعَوْتُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَزَادَ فَقَالَ: يُقْرأُ قَوْلُهُ وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ، بِسُكُونِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ أَمر فِي تأْويل الشَّرْطِ، الْمَعْنَى إِن تتَّبعوا سَبيلَنا حمَلْنا خَطَايَاكُمْ. [لَامُ التَّوْكِيدِ]: وَهِيَ تَتَّصِلُ بالأَسماء والأَفعال الَّتِي هِيَ جواباتُ الْقَسَمِ وجَوابُ إنَّ، فالأَسماء كَقَوْلِكَ: إِنَّ زَيْدًا لَكَريمٌ وَإِنَّ عَمْرًا لَشُجاعٌ، والأَفعال كَقَوْلِكَ: إِنَّهُ لَيَذُبُّ عَنْكَ وَإِنَّهُ ليَرْغَبُ فِي الصَّلَاحِ، وَفِي القسَم: واللهِ لأُصَلِّيَنَّ وربِّي لأَصُومَنَّ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ؛ أَيْ مِمّنْ أَظهر الإِيمانَ لَمَنْ يُبَطِّئُ عَنِ الْقِتَالِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: اللامُ الأُولى الَّتِي فِي قَوْلِهِ لَمَنْ لامُ إِنَّ، وَاللَّامُ الَّتِي فِي قَوْلِهِ لَيُبَطِّئَنَّ لامُ القسَم، ومَنْ مَوْصُولَةٌ بِالْجَالِبِ لِلْقَسَمِ، كأَنّ هَذَا لَوْ كَانَ كَلَامًا لَقُلْتَ: إِنَّ مِنْكُمْ لَمنْ أَحْلِف بِاللَّهِ وَاللَّهِ ليُبَطِّئنّ، قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ مُجْمِعون عَلَى أَنَّ مَا ومَنْ وَالَّذِي لَا يوصَلْنَ بالأَمر وَالنَّهْيِ إِلَّا بِمَا يُضْمَرُ مَعَهَا مِنْ ذِكْرِ الْخَبَرِ، وأَن لامَ القسَمِ إِذا جَاءَتْ مَعَ هَذِهِ الْحُرُوفِ فَلَفْظُ القَسم وَمَا أَشبَه لفظَه مضمرٌ مَعَهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَمَّا لامُ التَّوْكِيدِ فَعَلَى خَمْسَةِ أَضرب، مِنْهَا لامُ الِابْتِدَاءِ كَقَوْلِكَ لَزيدٌ أَفضل مِنْ عمرٍو، وَمِنْهَا اللَّامُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي خَبَرِ إِنَّ الْمُشَدَّدَةِ وَالْمُخَفَّفَةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ مِنْ قائلٍ: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً؛ وَمِنْهَا الَّتِي تَكُونُ جَوَابًا لِلَوْ ولَوْلا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ تَزَيَّلُوا

لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا؛ وَمِنْهَا الَّتِي فِي الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ الْمُؤَكَّدِ بِالنُّونِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ؛ وَمِنْهَا لَامُ جَوَابِ الْقَسَمِ، وجميعُ لاماتِ التَّوْكِيدِ تَصْلُحُ أَن تَكُونَ جَوَابًا لِلْقَسَمِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ؛ فَاللَّامُ الأُولى لِلتَّوْكِيدِ وَالثَّانِيَةُ جَوَابٌ، لأَنّ المُقْسَم جُمْلةٌ تُوصَلُ بِأُخْرَى، وَهِيَ المُقْسَم عَلَيْهِ لتؤكَّدَ الثانيةُ بالأُولى، وَيَرْبُطُونَ بَيْنَ الْجُمْلَتَيْنِ بِحُرُوفٍ يُسَمِّيهَا النَّحْوِيُّونَ جوابَ القسَم، وَهِيَ إنَّ الْمَكْسُورَةُ الْمُشَدَّدَةُ وَاللَّامُ الْمُعْتَرَضُ بِهَا، وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَقَوْلِكَ: وَاللَّهِ إِنَّ زَيْدًا خَيْرٌ منك، وو الله لَزَيْدٌ خيرٌ مِنْكَ، وَقَوْلُكَ: وَاللَّهِ ليَقومَنّ زيدٌ، إِذَا أَدْخَلُوا لَامَ الْقَسَمِ عَلَى فِعْلٍ مُسْتَقْبَلٍ أَدخلوا فِي آخِرِهِ النُّونَ شَدِيدَةً أَو خَفِيفَةً لتأْكيد الِاسْتِقْبَالِ وإِخراجه عَنِ الْحَالِ، لَا بدَّ مِنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهَا إِنِ الْخَفِيفَةُ الْمَكْسُورَةُ وَمَا، وَهُمَا بِمَعْنًى كَقَوْلِكَ: وَاللَّهِ مَا فعَلتُ، وو الله إنْ فعلتُ، بِمَعْنًى؛ وَمِنْهَا لَا كَقَوْلِكَ: واللهِ لَا أفعَلُ، لَا يَتَّصِلُ الحَلِف بِالْمَحْلُوفِ إِلَّا بأَحد هَذِهِ الْحُرُوفِ الْخَمْسَةِ، وَقَدْ تُحْذَفُ وَهِيَ مُرادةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَاللَّامُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ، وَهِيَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: مُتَحَرِّكَةٌ وَسَاكِنَةٌ، فأَما السَّاكِنَةُ فَعَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما لَامُ التَّعْرِيفِ ولسُكونِها أُدْخِلَتْ عَلَيْهَا ألفُ الْوَصْلِ لِيَصِحَّ الِابْتِدَاءُ بِهَا، فإِذا اتَّصَلَتْ بِمَا قَبْلَهَا سقَطت الأَلفُ كَقَوْلِكَ الرجُل، وَالثَّانِي لامُ الأَمرِ إِذا ابْتَدَأتَها كَانَتْ مَكْسُورَةً، وإِن أَدخلت عَلَيْهَا حَرْفًا مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ جَازَ فِيهَا الكسرُ وَالتَّسْكِينُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ؛ وَأَمَّا اللاماتُ الْمُتَحَرِّكَةُ فَهِيَ ثلاثٌ: لامُ الأَمر ولامُ التَّوْكِيدِ ولامُ الإِضافة. وَقَالَ فِي أَثناء التَّرْجَمَةِ: فأَما لامُ الإِضافةِ فَعَلَى ثَمَانِيَةِ أضْرُبٍ: مِنْهَا لامُ المِلْك كَقَوْلِكَ المالُ لِزيدٍ، وَمِنْهَا لامُ الِاخْتِصَاصِ كَقَوْلِكَ أَخٌ لِزيدٍ، ومنها لام الاستغاثة كقولك الحرث بْنِ حِلِّزة: يَا لَلرِّجالِ ليَوْمِ الأَرْبِعاء، أَمَا ... يَنْفَكُّ يُحْدِث لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبا؟ وَاللَّامَانِ جَمِيعًا لِلْجَرِّ، وَلَكِنَّهُمْ فَتَحُوا الأُولى وَكَسَرُوا الثَّانِيَةَ لِيُفَرِّقُوا بَيْنَ المستغاثِ بِهِ والمستغاثَ لَهُ، وَقَدْ يَحْذِفُونَ الْمُسْتَغَاثَ بِهِ ويُبْقُون المستغاثَ لَهُ، يَقُولُونَ: يَا لِلْماءِ، يُرِيدُونَ يَا قومِ لِلْماء أَي لِلْمَاءِ أَدعوكم، فَإِنْ عطفتَ عَلَى المستغاثِ بِهِ بلامٍ أُخْرَى كَسَرْتَهَا لأَنك قَدْ أمِنْتَ اللَّبْسَ بِالْعَطْفِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: يَا لَلرِّجالِ ولِلشُّبَّانِ للعَجَبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ: يَا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبَّانِ لِلْعَجَبِ وَالْبَيْتُ بِكَمَالِهِ: يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدارِ مُغْتَرِبٌ، ... يَا لَلْكهول وَلِلشُّبَّانِ لِلْعَجَبِ وَقَوْلُ مُهَلْهِل بْنِ رَبِيعَةَ وَاسْمُهُ عَدِيٌّ: يَا لَبَكْرٍ أنشِروا لِي كُلَيْباً، ... يَا لبَكرٍ أيْنَ أينَ الفِرارُ؟ اسْتِغَاثَةٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصله يَا آلَ بكْرٍ فَخَفَّفَ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ كَمَا قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ بِشْر بْنَ مَرْوانَ لَمَّا هَجَاهُ سُراقةُ البارِقيّ: قَدْ كَانَ حَقّاً أَن نقولَ لبارِقٍ: ... يَا آلَ بارِقَ، فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ؟ وَمِنْهَا لَامُ التَّعَجُّبِ مَفْتُوحَةً كَقَوْلِكَ يَا لَلْعَجَبِ، وَالْمَعْنَى يَا عجبُ احْضُرْ فَهَذَا أوانُك، وَمِنْهَا لامُ العلَّة بِمَعْنَى كَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ؛ وضَرَبْتُه لِيتَأدَّب أَي لِكَيْ يتَأدَّبَ لأَجل

التأدُّبِ، وَمِنْهَا لامُ الْعَاقِبَةِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: فلِلْمَوْتِ تَغْذُو الوالِداتُ سِخالَها، ... كَمَا لِخَرابِ الدُّورِ تُبْنَى المَساكِنُ «1» . أَيْ عَاقِبَتُهُ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أموالُنا لِذَوِي المِيراثِ نَجْمَعُها، ... ودُورُنا لِخَرابِ الدَّهْر نَبْنِيها وَهُمْ لَمْ يَبْنُوها لِلْخَرَابِ وَلَكِنْ مآلُها إِلَى ذَلِكَ؛ قَالَ: ومثلُه مَا قَالَهُ شُتَيْم بْنُ خُوَيْلِد الفَزاريّ يَرْثِي أَولاد خالِدَة الفَزارِيَّةِ، وَهُمْ كُرْدم وكُرَيْدِم ومُعَرِّض: لَا يُبْعِد اللهُ رَبُّ البِلادِ ... والمِلْح مَا ولَدَتْ خالِدَهْ «2». فأُقْسِمُ لَوْ قَتَلوا خَالِدًا، ... لكُنْتُ لَهُمْ حَيَّةً راصِدَهْ فَإِنْ يَكُنِ الموْتُ أفْناهُمُ، ... فلِلْمَوْتِ مَا تَلِدُ الوالِدَهْ وَلَمْ تَلِدْهم أمُّهم لِلْمَوْتِ، وَإِنَّمَا مآلُهم وعاقبتُهم الموتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ لِسِمَاك أَخي مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِلِيِّ، وَكَانَ مُعْتَقَلا هُوَ وَأَخُوهُ مَالِكٌ عِنْدَ بَعْضِ مُلُوكِ غَسَّانَ فَقَالَ: فأبْلِغْ قُضاعةَ، إِنْ جِئْتَهم، ... وخُصَّ سَراةَ بَني ساعِدَهْ وأبْلِغْ نِزاراً عَلَى نأْيِها، ... بأَنَّ الرِّماحَ هِيَ الهائدَهْ فأُقسِمُ لَوْ قَتَلوا مالِكاً، ... لكنتُ لَهُمْ حَيَّةً راصِدَهْ برَأسِ سَبيلٍ عَلَى مَرْقَبٍ، ... ويوْماً عَلَى طُرُقٍ وارِدَهْ فأُمَّ سِمَاكٍ فَلَا تَجْزَعِي، ... فلِلْمَوتِ مَا تَلِدُ الوالِدَهْ ثُمَّ قُتِل سِماكٌ فَقَالَتْ أمُّ سِمَاكٍ لأَخيه مالِكٍ: قبَّح اللَّهُ الْحَيَاةَ بَعْدَ سِمَاكٍ فاخْرُج فِي الطَّلَبِ بِأَخِيكَ، فَخَرَجَ فلَقِيَ قاتِلَ أَخيه فِي نَفَرٍ يَسيرٍ فَقَتَلَهُ. قَالَ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً؛ وَلَمْ يَلْتَقِطُوهُ لِذَلِكَ وَإِنَّمَا مَآلُهُ العداوَة، وَفِيهِ: رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ؛ وَلَمْ يُؤْتِهم الزِّينةَ والأَموالَ لِلضَّلَالِ وإِنما مَآلُهُ الضَّلَالُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ: إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً؛ وَمَعْلُومٌ أَنه لَمْ يَعْصِر الخمرَ، فَسَمَّاهُ خَمراً لأَنَّ مَآلَهُ إِلَى ذَلِكَ، قَالَ: وَمِنْهَا لَامُ الجَحْد بَعْدَ مَا كَانَ وَلَمْ يَكُنْ وَلَا تَصْحَب إِلَّا النَّفْيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ، أَيْ لأَن يُعذِّبهم، وَمِنْهَا لامُ التَّارِيخِ كَقَوْلِهِمْ: كَتَبْتُ لِثلاث خَلَوْن أَيْ بَعْد ثَلَاثٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِصٍ ... جُدّاً، تَعَاوَره الرِّياحُ، وَبِيلا البائصُ: الْبَعِيدُ الشاقُّ، والجُدّ: البئرْ وأَرادَ ماءَ جُدٍّ، قَالَ: وَمِنْهَا اللَّامَاتُ الَّتِي تؤكَّد بِهَا حروفُ المجازاة ويُجاب بِلَامٍ أُخرى تَوْكِيدًا كَقَوْلِكَ: لئنْ فَعَلْتَ كَذَا لَتَنْدَمَنَّ، وَلَئِنْ صَبَرْتَ لَترْبحنَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ [الْآيَةَ]؛ رَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي طَالِبٍ النَّحْوِيِّ أَنه قَالَ: الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ لَما آتَيْتُكُمْ لَمَهْما آتَيْتُكُمْ

_ (1). قوله [لخراب الدور] الذي في القاموس والجوهري: لخراب الدهر (2). قوله [رب البلاد] تقدم في مادة ملح: رب العباد

أَي أَيُّ كِتابٍ آتيتُكم لتُؤمنُنَّ بِهِ ولَتَنْصُرُنَّه، قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ الأَخفش: اللَّامُ الَّتِي فِي لَمَا اسْمٌ «1». وَالَّذِي بَعْدَهَا صلةٌ لَهَا، وَاللَّامُ الَّتِي فِي لتؤمِنُنّ بِهِ ولتنصرنَّه لامُ الْقَسَمِ كأَنه قَالَ وَاللَّهِ لتؤْمنن، يُؤَكّدُ فِي أَول الْكَلَامِ وَفِي آخِرِهِ، وَتَكُونُ مِنْ زَائِدَةً؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هَذَا كُلُّهُ غَلَطٌ، اللَّامُ الَّتِي تدخل في أَوائل الْخَبَرِ تُجاب بِجَوَابَاتِ الأَيمان، تَقُولُ: لَمَنْ قامَ لآتِينَّه، وَإِذَا وَقَعَ فِي جَوَابِهَا مَا وَلَا عُلِم أَن اللَّامَ لَيْسَتْ بِتَوْكِيدٍ، لأَنك تضَع مَكَانَهَا مَا وَلَا وَلَيْسَتْ كالأُولى وَهِيَ جَوَابٌ للأُولى، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ مِنْ كِتابٍ فأَسْقط مِنْ، فَهَذَا غلطٌ لأَنّ مِنَ الَّتِي تَدْخُلُ وَتَخْرُجُ لَا تَقَعُ إِلَّا مَوَاقِعَ الأَسماء، وَهَذَا خبرٌ، وَلَا تَقَعُ فِي الْخَبَرِ إِنما تَقَعُ فِي الجَحْد وَالِاسْتِفْهَامِ وَالْجَزَاءِ، وَهُوَ جَعَلَ لَما بِمَنْزِلَةِ لَعَبْدُ اللهِ واللهِ لَقائمٌ فَلَمْ يَجْعَلْهُ جَزَاءً، قَالَ: وَمِنَ اللَّامَاتِ الَّتِي تَصْحَبُ إنْ: فَمَرَّةً تَكُونُ بِمَعْنَى إِلَّا، وَمَرَّةً تَكُونُ صِلَةً وَتَوْكِيدًا كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا؛ فمَنْ جَعَلَ إنْ جَحْدًا جَعَلَ اللَّامَ بِمَنْزِلَةِ إِلَّا، الْمَعْنَى مَا كَانَ وعدُ ربِّنا إِلا مَفْعُولًا، وَمَنْ جَعَلَ إِنَّ بِمَعْنَى قَدْ جَعَلَ اللَّامَ تَأْكِيدًا، الْمَعْنَى قَدْ كَانَ وعدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ، يَجُوزُ فِيهَا الْمَعْنَيَانِ؛ التَّهْذِيبُ: [لامُ التَّعَجُّبِ وَلَامُ الِاسْتِغَاثَةِ] رَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنِ الْمُبَرِّدِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اسْتُغِيث بواحدٍ أَوْ بِجَمَاعَةٍ فَاللَّامُ مَفْتُوحَةٌ، تَقُولُ: يَا لَلرجالِ يَا لَلْقوم يَا لَزَيْدٍ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذَا كُنْتَ تَدْعُوهُمْ، فأَما لَامُ المدعوِّ إِلَيْهِ فإِنها تُكسَر، تَقُولُ: يَا لَلرِّجال لِلْعجب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَكَنَّفَني الوُشاةُ فأزْعَجوني، ... فَيَا لَلنّاسِ لِلْواشي المُطاعِ وَتَقُولُ: يَا لَلْعَجَبِ إِذَا دَعَوْتَ إِلَيْهِ كأَنك قُلْتَ يَا لَلنَّاس لِلعجب، وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ يَا لَزيدٍ وَهُوَ مُقْبل عَلَيْكَ، إِنما تَقُولُ ذَلِكَ لِلْبَعِيدِ، كَمَا لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ يَا قَوْماه وَهُمْ مُقبِلون، قَالَ: فَإِنْ قُلْتَ يَا لَزيدٍ ولِعَمْرو كسرْتَ اللَّامَ فِي عَمْرو، وَهُوَ مدعوٌ، لأَنك إِنما فَتَحْتَ اللَّامَ فِي زَيْدٍ لِلْفَصْلِ بَيْنَ الْمَدْعُوِّ وَالْمَدْعُوِّ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَطَفْتَ عَلَى زَيْدٍ استَغْنَيْتَ عَنِ الْفَصْلِ لأَن الْمَعْطُوفَ عَلَيْهِ مِثْلُ حَالِهِ؛ وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُهُ: يَا لَلكهولِ ولِلشُّبّانِ لِلعجب وَالْعَرَبُ تَقُولُ: يَا لَلْعَضِيهةِ وَيَا لَلأَفيكة وَيَا لَلبَهيتة، وَفِي اللَّامِ الَّتِي فِيهَا وَجْهَانِ: فإِن أَرَدْتَ الِاسْتِغَاثَةَ نَصَبْتَهَا، وإِن أَردت أَن تَدْعُوَ إِلَيْهَا بِمَعْنَى التَّعَجُّبِ مِنْهُ كَسَرْتَهَا، كأَنك أَردت: يَا أَيها الرجلُ اعْجَبْ لِلْعَضيهة، وَيَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْجَبوا للأَفيكة. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: لامُ الِاسْتِغَاثَةِ مَفْتُوحَةٌ، وَهِيَ فِي الأَصل لَامُ خفْضٍ إِلا أَن الِاسْتِعْمَالَ فِيهَا قَدْ كَثُرَ مَعَ يَا، فجُعِلا حَرْفًا وَاحِدًا؛ وأَنشد: يَا لَبَكرٍ أنشِروا لِي كُلَيباً قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنهم جَعَلُوا اللَّامَ مَعَ يَا حَرْفًا وَاحِدًا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فخَيرٌ نَحْنُ عِنْدَ النَّاسِ منكمْ، ... إِذَا الدَّاعِي المُثَوِّبُ قال: يا لا وَقَوْلُهُمْ: لِم فعلتَ، مَعْنَاهُ لأَيِّ شَيْءٍ فَعَلْتَهُ؟ والأَصل فِيهِ لِما فَعَلْتَ فَجَعَلُوا مَا فِي الِاسْتِفْهَامِ مَعَ الْخَافِضِ حَرْفًا وَاحِدًا واكتفَوْا بِفَتْحَةِ الْمِيمِ مِنَ الْأَلِفِ فأسْقطوها، وَكَذَلِكَ قَالُوا: عَلامَ تركتَ وعَمَّ تُعْرِض وإلامَ تَنْظُرُ وحَتَّامَ عَناؤُك؟ وَأَنْشَدَ: فحَتَّامَ حَتَّام العَناءُ المُطَوَّل وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ؛ أَرَادَ لأَي علَّة

_ (1). قوله [اللَّامُ الَّتِي فِي لَمَا اسم إلخ] هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً، والأصل اللَّامُ الَّتِي فِي لَمَا موطئة وما اسم موصول والذي بعدها إلخ

وبأيِّ حُجّة، وَفِيهِ لُغَاتٌ: يُقَالُ لِمَ فعلتَ، ولِمْ فعلتَ، ولِما فَعَلْتَ، ولِمَهْ فَعَلْتَ، بِإِدْخَالِ الْهَاءِ لِلسَّكْتِ؛ وَأَنْشَدَ: يَا فَقْعَسِيُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟ ... لَوْ خافَك اللهُ عَلَيْهِ حَرَّمَهْ قَالَ: وَمِنَ اللَّامَاتِ لامُ التَّعْقِيبِ للإِضافة وَهِيَ تَدْخُلُ مَعَ الْفِعْلِ الَّذِي مَعْنَاهُ الِاسْمُ كَقَوْلِكَ: فلانٌ عابرُ الرُّؤْيا وعابرٌ لِلرؤْيا، وَفُلَانٌ راهِبُ رَبِّه وراهبٌ لرَبِّه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ، وَفِيهِ: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ؛ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا دَخَلَتِ اللَّامُ تَعْقِيباً للإِضافة، الْمَعْنَى هُمْ رَاهِبُونَ لِرَبِّهِمْ وراهِبُو ربِّهم، ثُمَّ أَدخلوا اللَّامَ عَلَى هَذَا، وَالْمَعْنَى لأَنها عَقَّبت للإِضافة، قَالَ: وَتَجِيءُ اللَّامُ بِمَعْنَى إِلَى وَبِمَعْنَى أَجْل، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها؛ أَيْ أَوحى إِلَيْهَا، وَقَالَ تَعَالَى: وَهُمْ لَها سابِقُونَ؛ أَيْ وَهُمْ إِلَيْهَا سَابِقُونَ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً؛ أَيْ خَرُّوا مِنْ أَجلِه سُجَّداً كَقَوْلِكَ أَكرمت فُلَانًا لَكَ أَيْ مِنْ أَجْلِك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ؛ مَعْنَاهُ فَإِلَى ذَلِكَ فادْعُ؛ قَالَهُ الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها؛ أَيْ عَلَيْهَا «2». جَعَلَ اللَّامَ بِمَعْنَى عَلَى؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: فَلَمَّا تَفَرَّقْنا، كأنِّي ومالِكاً ... لطولِ اجْتماعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلةً مَعا قَالَ: مَعْنَى لِطُولِ اجْتِمَاعٍ أَيْ مَعَ طُولِ اجْتِمَاعٍ، تَقُولُ: إِذَا مَضَى شَيْءٌ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ، قَالَ: وَتَجِيءُ اللَّامُ بِمَعْنَى بَعْد؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: حَتَّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْسٍ بائِص أَيْ بعْد خِمْسٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لِثَلَاثٍ خَلَوْن مِنَ الشَّهْرِ أَيْ بَعْدَ ثَلَاثٍ، قَالَ: وَمِنَ اللَّامَاتِ لَامُ التَّعْرِيفِ الَّتِي تَصْحَبُهَا الأَلف كَقَوْلِكَ: القومُ خَارِجُونَ وَالنَّاسُ طَاعِنُونَ الحمارَ وَالْفَرَسَ وَمَا أَشْبَهَهَا، وَمِنْهَا اللَّامُ الأَصلية كَقَوْلِكَ: لَحْمٌ لَعِسٌ لَوْمٌ وَمَا أَشبهها، وَمِنْهَا اللَّامُ الزَّائِدَةُ فِي الأَسماء وَفِي الأَفعال كَقَوْلِكَ: فَعْمَلٌ لِلْفَعْم، وَهُوَ الْمُمْتَلِئُ، وَنَاقَةٌ عَنْسَل للعَنْس الصُّلبة، وَفِي الأَفعال كَقَوْلِكَ قَصْمَله أَيْ كَسَّرَهُ، والأَصل قَصَمه، وَقَدْ زَادُوهَا فِي ذَاكَ فَقَالُوا ذَلِكَ، وَفِي أُولاك فَقَالُوا أُولالِك، وَأَمَّا اللَّامُ الَّتِي فِي لَقد فَإِنَّهَا دَخَلَتْ تأْكيداً لِقَدْ فَاتَّصَلَتْ بِهَا كأَنها مِنْهَا، وَكَذَلِكَ اللَّامُ الَّتِي فِي لَما مُخَفَّفَةً. قَالَ الأَزهري: وَمِنَ اللَّاماتِ مَا رَوى ابنُ هانِئٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ يُقَالُ: اليَضْرِبُك ورأَيت اليَضْرِبُك، يُريد الَّذِي يضرِبُك، وَهَذَا الوَضَع الشعرَ، يُرِيدُ الَّذِي وضَع الشِّعْرَ؛ قَالَ: وأَنشدني المُفضَّل: يقولُ الخَنا وابْغَضُ العُجْمِ ناطِقاً، ... إِلَى ربِّنا، صَوتُ الحمارِ اليُجَدَّعُ يُرِيدُ الَّذِي يُجدَّع؛ وَقَالَ أَيْضًا: أَخِفْنَ اطِّنائي إن سَكَتُّ، وإنَّني ... لَفي شُغُلٍ عَنْ ذَحْلِها اليُتَتَبَّعُ «3» . يُرِيدُ: الَّذِي يُتتبَّع؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِ مُتمِّم: وعَمْراً وَحَوْنًا بالمُشَقَّرِ ألْمَعا «4» . قَالَ: يَعْنِي اللَّذَيْنِ مَعًا فأَدْخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ صِلةً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ الحِصْنُ أَنْ يُرامَ، وَهُوَ العَزيز أَنْ يُضَامَ، والكريمُ أَنْ يُشتَمَ؛ معناه

_ (2). قوله [فلها أي عليها] هكذا بالأصل، ولعل فيه سقطاً، والأصل: فقال أي عليها (3). قوله [أخفن اطنائي إلخ] هكذا في الأَصل هنا، وفيه في مادة تبع: اطناني إن شكين، وذحلي بدل ذحلها (4). قوله [وحوناً] كذا بالأصل

فصل الميم

هُوَ أَحْصَنُ مِنْ أَنْ يُرامَ، وأعزُّ مِنْ أَنْ يُضامَ، وأَكرمُ مِنْ أَنْ يُشْتَم، وَكَذَلِكَ هُوَ البَخِيلُ أَنْ يُرْغَبَ إِلَيْهِ أَيْ هُوَ أَبْخلُ مِنْ أَن يُرْغَبَ إِلَيْهِ، وَهُوَ الشُّجاع أَنْ يَثْبُتَ لَهُ قِرْنٌ. وَيُقَالُ: هُوَ صَدْقُ المُبْتَذَلِ أَيْ صَدْقٌ عِنْدَ الابتِذال، وَهُوَ فَطِنُ الغَفْلةِ فَظِعُ المُشاهدة. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الْعَرَبُ تُدْخِل الأَلف وَاللَّامَ عَلَى الفِعْل الْمُسْتَقْبَلِ عَلَى جِهَةِ الِاخْتِصَاصِ وَالْحِكَايَةِ؛ وَأَنْشَدَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَا أَنتَ بالحَكَمِ التُّرْضَى حْكُومَتُه، ... وَلَا الأَصِيلِ، وَلَا ذِي الرَّأْي والجَدَلِ وأَنشد أَيضاً: أَخفِنَ اطِّنائي إِنْ سكتُّ، وَإِنَّنِي ... لَفِي شُغْلٍ عَنْ ذَحْلِهَا اليُتَتَبَّع فأَدخل الأَلف وَاللَّامَ عَلَى يُتتبّع، وَهُوَ فعلٌ مُسْتَقْبَلٌ لِما وَصَفْنا، قَالَ: وَيُدْخِلُونَ الأَلف وَاللَّامَ عَلَى أَمْسِ وأُلى، قَالَ: وَدُخُولُهَا عَلَى المَحْكِيّات لَا يُقاس عَلَيْهِ؛ وأَنشد: وإنِّي جَلَسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ... بِبابِك، حَتَّى كَادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ فأَدخلهما عَلَى أَمْسِ وَتَرَكَهَا عَلَى كَسْرِهَا، وأَصل أَمْسِ أَمرٌ مِنَ الإِمْساء، وَسُمِّيَ الوقتُ بالأَمرِ وَلَمْ يُغيَّر لفظُه، والله أَعلم. فصل الميم مرهم: اللَّيْثُ: هُوَ أَلْيَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الدَّوَاءُ الَّذِي يُضَمَّدُ بِهِ الجرحُ، يقال: مَرْهَمْتُ الجُرْحَ. ملهم: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: مَلْهَم قَرْية بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هِيَ لبَني يَشْكُرَ وأَخلاطٍ مِنْ بَكْرِ وَائِلٍ. والمِلْهَمُ: الكثيرُ الأَكْلِ. الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةٍ لَهَمَ: ومَلْهَم، بِالْفَتْحِ، مَوْضِعٌ وَهِيَ أَرْضٌ كَثِيرَةُ النَّخْلِ؛ قَالَ جَرِيرٌ وشبَّه مَا عَلَى الْهَوَادِجِ مِنَ الرَّقْم بالبُسْر اليانِع لِحُمْرَتِهِ وصُفْرته: كأنَّ حُمولَ الحَيِّ زُلْنَ بِيانِعٍ ... مِنَ الوارِدِ البَطْحاءِ مِنْ نَخْلِ مَلْهَما ويومُ مَلْهم: حَرْبٌ لِبَنِي تَمِيمٍ وَحَنِيفَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: ومَلْهَم أَرض؛ قَالَ طَرَفَةُ: يَظَلُّ نِساءُ الحَيّ يَعْكُفْنَ حَوْله، ... يَقُلْنَ عَسِيبٌ مِنْ سَرارَةِ مَلْهَمَا ومَلْهَم وقُرّانُ: قَرْيَتَانِ مِنْ قُرَى اليمامة معروفتان. مهم: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ سَطيح: أزْرَقُ مَهْمُ النابِ صَرّارُ الأُذُنْ. قَالَ أَيْ حَدِيدُ النَّابِ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رُوِيَ، قَالَ وأَظنه مَهْوُ النَّابِ، بِالْوَاوِ. يُقَالُ: سَيْفٌ مَهْوٌ أَيْ حديدٌ ماضٍ، قَالَ: وأَورده الزَّمَخْشَرِيُّ أزْرَقُ مُمْهى النابِ، وَقَالَ: المُمْهى المُحَدَّدُ، مِنْ أَمْهَيْتُ الحَديدةَ إِذَا حَدَّدْتَها، شبَّه بَعيرَه بالنَّمِر لزُرْقة عَيْنَيْهِ وَسُرْعَةِ سَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرو؛ مَهْما تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَهْمَا حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الشَّرْطِ الَّتِي يُجازَى بِهَا، تَقُولُ: مَهْمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ؛ قِيلَ إِنَّ أَصلها مَامَا فَقُلِبَتِ الأَلف الأُولى هَاءً، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. مهيم: فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوف وضَراً مِنْ صُفْرةٍ فَقَالَ: مَهْيَمْ؟ قَالَ: قَدْ تَزَوَّجْتُ امرأَة مِنَ الأَنصار عَلَى نَواةٍ مِنْ ذهَبٍ، فَقَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بشاةٍ ؛ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ مَهْيَمْ، كَلِمَةٌ يَمَانِيَةٌ مَعْنَاهَا مَا أَمْرُك وَمَا هَذَا الَّذِي أَرى بكَ وَنَحْوُ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ؛ قَالَ الأَزهري:

وَلَا أَعلم عَلَى وَزْنِ مَهْيَمْ كَلِمَةً غَيْرَ مَرْيَمْ. الْجَوْهَرِيُّ: مَهْيَمْ كَلِمَةٌ يُسْتَفْهَمُ بِهَا، مَعْنَاهَا مَا حالُك وَمَا شأْنُك. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: فأخَذَ بِلَجَفَتَيِ البابِ فَقَالَ: مَهْيَمْ أَيْ مَا أمْرُكم وشأْنُكم؟ وَفِي حَدِيثِ لَقيط: فيَسْتَوي جالِساً فَيَقُولُ رَبِّ مَهْيَمْ. مَوَمَ: المَوْماةُ: المَفازةُ الْوَاسِعَةُ المَلْساء، وَقِيلَ: هِيَ الْفَلَاةُ الَّتِي لَا ماءَ بِهَا وَلَا أَنِيسَ بِهَا، قَالَ: وَهِيَ جِمَاعُ أَسماء الفَلَوات؛ يُقَالُ: عَلَوْنا مَوْماةً، وأرضٌ مَوْماةٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هِيَ «1» ... وَلَا يَجْعَلُهَا بِمَنْزِلَةِ تَمَسْكَن لأَن مَا جَاءَ هَكَذَا والأَول مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ هُوَ الْكَلَامُ الْكَثِيرِ، يَعْنِي نَحْوَ الشَّوْشاةِ والدَّوْداةِ، وَالْجَمْعُ مَوامٍ، وَحَكَاهَا ابْنُ جِنِّي مَيامٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَنَّهَا مُعاقَبة لِغَيْرِ عِلَّةٍ إِلَّا طلبَ الخفَّة. التَّهْذِيبُ: والمَوامِي الجماعةُ، والمَوامِي مثلُ السَّباسِب، وَقَالَ أَبُو خَيْرة: هِيَ المَوْماءُ والمَوْماةُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: الهَوْمةُ والهَوْماةُ، وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الفَلَواتِ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ لَهَا المَوْماةُ والبَوْباةُ، بِالْبَاءِ وَالْمِيمِ. والمُومُ: الحُمَّى مَعَ البِرْسامِ، وَقِيلَ: المُومُ البِرْسامُ؛ يُقَالُ مِنْهُ: مِيمَ الرجلُ، فَهُوَ مَمُومٌ. وَرَجُلٌ مَمُومٌ وَقَدْ مِيمَ يُمَامُ مُوماً ومَوْماً، مِنَ المُومِ، وَلَا يَكُونُ يَمُومُ لأَنه مفعولٌ بِهِ مِثْلُ بُرْسِمَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ صَائِدًا: إِذَا تَوَجَّسَ رِكْزاً منْ سَنابِكِها، ... أَو كانَ صاحِبَ أَرضٍ، أَو بِهِ المُومُ فالأَرض: الزُّكامُ، والمُومُ: البِرْسامُ، والمُومُ: الجُدَرِيُّ الكثيرُ المُتراكِبُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قِيلَ المُومُ أشدُّ الجُدَرِيّ يَكُونُ صاحبَ أرضٍ أَوْ بِهِ المُومُ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ الصَّيَّادَ يُذْهِبُ نَفَسَه إِلَى السَّمَاءِ ويَفْغَر إِلَيْهَا أَبَدًا لِئَلَّا يَجِد الوحشُ نفسَه فَينْفُرَ [فَينْفِرَ]، وشُبِّهَ بالمُبَرْسَم أَوِ المزكومِ لأَن البِرْسامَ مُفْغِر، وَالزُّكَامَ مُفْغِر. والمُومُ، بِالْفَارِسِيَّةِ: الجُدَرِيّ الَّذِي يَكُونُ كُلُّهُ قُرْحة وَاحِدَةً، وَقِيلَ هُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: المُومُ الحُمَّى؛ قَالَ مُلَيح الْهُذَلِيُّ: بهِ مِن هَواكِ اليومَ، قَدْ تَعْلَمِينَه، ... جَوًى مثلُ مُومِ الرِّبْع يَبرِي ويَلعَجُ وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّين: وَقَدْ وَقَعَ بِالْمَدِينَةِ المُومُ ؛ هُوَ البِرْسامُ مَعَ الحُمَّى، وَقِيلَ: هُوَ بَثْرٌ أَصغَرُ مِنَ الجُدَرِيّ. والمُومُ: الشَّمَعُ، معرَّب، وَاحِدَتُهُ مُومَة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، قَالَ الأَزهري؛ وأَصله فَارِسِيٌّ. وَفِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى مِنْ مُومِ العسَلِ ؛ المُومُ: الشَّمَعُ، مُعَرَّبٌ. والمِيمُ: حرفُ هجاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ أَصْلًا وَبَدَلًا وَزَائِدًا؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: كأَنَّها عَيْنَها مِنْهَا، وَقَدْ ضَمَرَتْ ... وضَمَّها السَّيْر في بعضِ الأَضامِيمُ قِيلَ لَهُ: مِنْ أَين عَرَفْتَ المِيمَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعرفها إِلَّا أَني خَرَجْتُ إِلَى الْبَادِيَةِ فَكَتَبَ رجلٌ حَرْفًا، فسأَلتُه عَنْهُ فَقَالَ هَذَا المِيمُ، فشبَّهتُ بِهِ عينَ النَّاقَةِ. وَقَدْ مَوَّمَها: عَمِلَها. قَالَ الْخَلِيلُ: الميمُ حَرْفُ هجاءٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ لَوْ قَصَرَتْ فِي اضْطِرَارِ الشِّعْرِ جَازَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَخَالُ مِنْهُ الأَرْسُمَ الرَّواسِما ... كَافًا ومِيمَيْنِ وسِيناً طاسِما وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنه رأَى يَمَانِيًّا سُئِلَ عَنْ هِجَائِهِ فَقَالَ: بَابَا مِمْ مِمْ، قَالَ: وأَصاب الْحِكَايَةَ عَلَى اللَّفْظِ، وَلَكِنَّ الَّذِينَ مدُّوا أَحسنوا الْحِكَايَةَ بالمَدَّة، قَالَ: والمِيمانِ هُمَا بِمَنْزِلَةِ النُّونَيْنِ مِنَ الجَلَمَيْنِ. قال: وكان

_ (1). كذا بياض بالأَصل

فصل النون

الْخَلِيلُ يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بِهَا أَطْبَقْت، قَالَ: وَالْمِيمُ مِنَ الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هِيَ الَّتِي فِي حَيِّزَيْنِ: حَيِّز الْفَاءِ، وَالْآخَرُ حيِّز اللَّامِ، وَجَعَلَهَا فِي التأْليف الحرفَ الثَّالِثَ لِلْفَاءِ وَالْبَاءِ، وَهِيَ آخِرُ الْحُرُوفِ مِنَ الحيِّز الأَول، قَالَ: وَهَذَا الحيِّز شفويٌّ. النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر: مَنْ زَنَى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب، فَقَلَبَ النُّونَ مِيماً، أَما مَعَ بِكْر فلأَنَّ النُّونَ إِذا سَكَنَتْ قَبْلَ الْبَاءِ فإِنها تُقْلَبُ مِيمًا فِي النُّطْقِ نَحْوَ عَنْبر وشَنْباء، وأَما مَعَ غَيْرِ الْبَاءِ فإِنها لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ، كَمَا يُبَدِّلُونَ الْمِيمَ مِنْ لَامِ التَّعْرِيفِ. ومَامةُ: اسْمٌ؛ وَمِنْهُ كَعْبُ بْنُ مَامَة الإِيادِيّ؛ قَالَ: أَرضٌ تخيَّرَها لِطِيبِ مَقيلِها ... كعبُ بنُ مَامَةَ، وابنُ أُمِّ دُوادِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا عَلَى أَلف مَامَةَ أَنها وَاوٌ لِكَوْنِهَا عَيْناً، وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: مَامَة مِنْ قَوْلِهِمْ أَمْرٌ مُوَامٌ؛ كَذَا حَكَاهُ بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَهُ فُعَال، قَالَ: فإِذا صَحَّتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يُحْتَجْ إِلى الِاسْتِدْلَالِ عَلَى مَادَّةِ الْكَلِمَةِ. ومَامَةُ: اسْمُ أُمّ عمرو بن مَامَةَ. فصل النون نأم: النّأْمةُ، بِالتَّسْكِينِ: الصوتُ. نَأَمَ الرجلُ يَنْئِمُ ويَنْأَمُ نَئِيماً، وَهُوَ كالأَنِينِ، وَقِيلَ: هُوَ كالزَّحِير، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ الضَّعِيفُ الْخَفِيُّ أَيّاً كَانَ. ونَأَمَ الأَسدُ يَنْئِمُ نَئِيماً: وَهُوَ دُونَ الزَّئِير، وَسَمِعْتُ نَئِيمَ الأَسَد. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَأَمَ الظَّبْيُ يَنْئِمُ، وأَصله فِي الأَسد؛ وأَنشد: أَلا إِنَّ سَلْمَى مُغْزِلٌ بتَبالةٍ، ... تُراعي غَزالًا بالضُّحَى غيرَ نَوْأَمِ مَتى تَسْتَثِرْه مِنْ مَنامٍ يَنامُه ... لِتُرْضِعَه، يَنْئِمْ إِليها ويَبْغُمِ والنَّئِيمُ: صَوْتُ البُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِلَّا نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا وَيُقَالُ: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه، مَهْمُوزَةٌ مُخَفَّفَةُ الْمِيمِ، وَهُوَ مِنَ النَّئِيم الصَّوْتِ الضَّعِيفِ أَي نَغْمَتَه وصوتَه. وَيُقَالُ: نامَّتَه، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، فَيُجْعَلُ مِنَ الْمُضَاعَفِ، وَهُوَ مَا يَنِمُّ عَلَيْهِ مِن حركتِه يُدْعى بِذَلِكَ عَلَى الإِنسان. والنَّئِيمُ: صوتٌ فِيهِ ضَعْفٌ كالأَنينِ. يُقَالُ: نَأَمَ يَنْئِمُ. والنَّأْمَةُ والنَّئِيمُ: صَوتُ الْقَوْسِ؛ قَالَ أَوس: إِذا مَا تَعاطَوْها سَمِعْتَ لِصَوْتِها، ... إِذا أَنْبَضوا فِيهَا، نَئِيماً وأَزْمَلا ونَأَمَتِ القوسُ نَئِيماً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وسَماع مُدْجِنة تُعَلِّلُنا، ... حَتَّى نَؤُوبَ، تَنَؤُّمَ العُجْمِ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: تَنَؤُّم، مَهْمُوزٌ، عَلَى أَنه مِنَ النَّئيم، وَقَالَ: يُرِيدُ صياحَ الدِّيَكة كأَنه قَالَ: وَقْتُ تَنَؤُّمِ العُجْم، وإِنما سمَّى الدِّيَكة عُجْماً لأَن كُلَّ حَيَوَانٍ غَيْرَ الإِنسان أَعْجم، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: تَناوُمَ العُجْم، فالعُجْمُ عَلَى هَذِهِ الروايةِ مُلُوكُ العجَم، والتَّناوُم: مِنَ النَّوْم، وَذَلِكَ أَن مَلُّوكَ الْعَجَمِ كَانَتْ تَناوَمُ عَلَى اللهْو، وَجَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ فِي الْبَيْتِ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ. والنَّأْمَةُ: الحركة. نتم: الانْتِتَامُ: الانْفِجارُ بِالْقَبِيحِ والسبِّ. وانْتَتَمَ فلانٌ عَلَى فلانٍ بقولِ سوءٍ أَي انفَجَرَ بِالْقَوْلِ الْقَبِيحِ،

كأَنه افْتَعَل مِنْ نَتَم، كَمَا تَقُولُ مِنْ نَتَل انتَتَل، ومِن نَتَقَ انتَتَقَ، عَلَى افْتَعَلَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِمَنْظُورٍ الأَسدي: قَدِ انْتَتَمَتْ علَيَّ بقَوْلِ سُوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لَهَا وَجْهٌ ذَمِيمُ حَليلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِيلٍ، ... مُزَوْزِكَةٌ، لَهَا حَسَبٌ لَئِيمُ يُقَالُ: ضَئيلٌ بَئِيلٌ أَي قَبيح، والمُزَوْزِكة: الَّتِي إِذا مشَتْ أَسْرَعت وَحَرَّكَتْ أَلْيَتَيْها، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري انتَثَمتْ، بِالثَّاءِ، أَو انْتَتَمَتْ، بتاءَين، قَالَ: والأَقرب أَنه مِن نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بِالصَّوَابِ، قَالَ: وَلَا أَعرفُ وَاحِدًا مِنْهُمَا. وَقَالَ الأَصمعي: امرأَة وَأْنَةٌ إِذا كَانَتْ مُقَارَبَةَ الخَلْق. نثم: لَمْ أَرَ فِيهَا غيرَ مَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَرْجَمَةِ نَتَمَ قَبْلَهَا: لَا أَدري انْتَثَمَتْ، بِالثَّاءِ، أَو انتَتَمتْ، بتاءَين، فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: قَدْ انتَتمتْ عليَّ بِقَوْلِ سوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لَهَا وَجْهٌ ذَمِيمُ قَالَ: والأَقرب أَنه مِنْ نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بِالصَّوَابِ، قَالَ: وَلَا أَعرف واحداً منهما. نجم: نَجَمَ الشيءُ يَنْجُمُ، بِالضَّمِّ، نُجوماً: طَلَعَ وَظَهَرَ. ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذَلِكَ: طلَعَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ . وَفِي الْحَدِيثِ: هَذَا إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِه، يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يُقَالُ: نَجَمَ النبتُ يَنْجُمُ إِذا طَلَعَ. وكلُّ مَا طَلَعَ وَظَهَرَ فَقَدْ نَجَمَ. وَقَدْ خُصَّ بالنَّجْم مِنْهُ مَا لَا يَقُومُ عَلَى ساقٍ، كَمَا خُصَّ القائمُ عَلَى السَّاقِ مِنْهُ بِالشَّجَرِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيفة: سِراجٌ مِنَ النارِ يَظْهَرُ فِي أَكتافِهم حَتَّى يَنْجُم فِي صُدورِهم. والنَّجْمُ مِنَ النباتِ: كلُّ مَا نبتَ عَلَى وَجْهِ الأَرض ونَجَمَ عَلَى غيرِ ساقٍ وتسطَّح فَلَمْ يَنْهَض، والشجرُ كلُّ مَا لَهُ ساقٌ: وَمَعْنَى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ مَعَهُمَا. قَالَ أَبو إِسحاق: قَدْ قِيلَ إِن النَّجْمَ يُراد بِهِ النجومُ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ النَّجْمُ هَاهُنَا مَا نَبَتَ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَمَا طَلَعَ مِنْ نُجومِ السَّمَاءِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا طَلَعَ: قَدْ نَجَمَ، والنَّجِيمُ مِنْهُ الطَّرِيُّ حِينَ نَجَمَ فنبَت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها ... زِجاجُ القَنا، مِنْهَا نَجِيمٌ وعارِدُ والنُّجُومُ: مَا نَجَمَ مِنَ الْعُرُوقِ أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شَقًّا. ابْنُ الأَعرابي: النَّجْمَةُ شجرةٌ، والنَّجْمَةُ الكَلِمةُ، والنَّجْمَةُ نَبْتةٌ صَغِيرَةٌ، وَجَمْعُهَا نَجْمٌ، فَمَا كَانَ لَهُ ساقٌ فَهُوَ شَجَرٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ساقٌ فَهُوَ نَجْمٌ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ، قَالَ: والنَّجَمَة شَجَرَةٌ تَنْبُتُ مُمْتَدَّةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقَالَ شَمِرٌ: النَّجَمَة هَاهُنَا، بِالْفَتْحِ «2»، قَالَ: وَقَدْ رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ وَفَسَّرَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَهِيَ الثَّيِّلَةُ، وَهِيَ شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ كأَنها أَوَّلُ بَذْر الْحَبِّ حِينَ يَخْرُجُ صِغاراً، قَالَ: وأَما النَّجْمَةُ فَهُوَ شيءٌ يَنْبُتُ فِي أُصول النَّخْلَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ضرْبٌ مِنَ النبت؛ وأَنشد للحرث بْنِ ظَالِمٍ المُرّيّ يَهْجُو النُّعْمَانَ: أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمَةً، ... أَتُؤْكَلُ جَارَاتِي وجارُك سالمُ؟ والنَّجْمُ هُنَا: نَبْتٌ بِعَيْنِهِ، واحدُه نَجْمَةٌ «3» وهو

_ (2). قوله [بالفتح] هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك، وعبارة الصاغاني: بفتح الجيم (3). قوله [وَاحِدُهُ نَجْمَة وَهُوَ الثَّيِّلُ] تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط مَا يَنْبُتُ فِي أُصُولِ النخل بالفتح. ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما

الثَّيِّلُ. قَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الثَّيِّل يُقَالُ لَهُ النَّجْم، الْوَاحِدَةُ نَجْمَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثَّيِّلُ والنَّجْمَة والعكْرِشُ كُلُّهُ شيءٌ وَاحِدٌ. قَالَ: وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن الحمارَ إِذا أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ مِنَ الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه. قَالَ الأَزهري: النَّجْمَةُ لَهَا قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: الثَّيِّلُ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَى شُطُوطِ الأَنهارِ وَجَمْعُهُ نَجْمٌ؛ ومثلُ الْبَيْتِ فِي كَوْنِ النَّجْم فِيهِ هُوَ الثَّيِّل قولُ زُهَيْرٍ: مُكَلَّلٌ بأُصولِ النَّجْمِ تَنسجُه ... ريحُ خَرِيقٌ، لِضاحي مَائِهِ حُبُكُ وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: بينَ نَخْلةٍ وضالةٍ ونَجْمَةٍ وأَثْلةٍ ؛ النَّجْمَةُ: أَخصُّ مِنَ النَّجْمِ وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ ونَبْت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى؛ قَالَ أَبو إِسحاق: أَقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِالنَّجْمِ، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه الثُّرَيّا، وَكَذَلِكَ سَمَّتْهَا الْعَرَبُ. وَمِنْهُ قَوْلُ سَاجِعِهِمْ: طَلَع النَّجْم غُدَيَّهْ، وابْتَغَى الرَّاعِي شُكَيَّهْ؛ وَقَالَ: فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْم فِي مُسْتَحِيرة، ... سريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها أَراد الثُّرَيا. قَالَ: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَيضاً أَن النَّجْم نُزول الْقُرْآنِ نَجْماً بَعْدَ نَجْمٍ، وَكَانَ تَنزل مِنْهُ الآيةُ وَالْآيَتَانِ، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: النَّجْمُ بِمَعْنَى النُّجوم، والنُّجُوم تَجمع الْكَوَاكِبَ كُلَّهَا. ابْنِ سِيدَهْ: والنَّجْمُ الْكَوْكَبُ، وَقَدْ خَصَّ الثرَيا فَصَارَ لَهَا عَلَمًا، وَهُوَ مِنْ بَابِ الصَّعِق، وَكَذَلِكَ قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي تَرْجَمَةِ هَذَا الْبَابِ: هَذَا بَابٌ يَكُونُ فِيهِ الشيءُ غَالِبًا عَلَيْهِ اسمٌ، يَكُونُ لِكُلِّ مَنْ كَانَ مِنْ أُمَّتِه أَو كَانَ فِي صِفتِه مِنَ الأَسماء الَّتِي تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَتَكُونُ نَكِرتُه الجامعةَ لِمَا ذكرتْ مِنَ الْمَعَانِي ثُمَّ مثَّل بالصَّعِق والنَّجمِ، وَالْجَمْعُ أَنْجُمٌ وأَنْجَامٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وتجْتَلي غُرَّة مَجْهولِها ... بالرَّأْيِ مِنْهُ، قبلَ أَنْجَامِها ونُجُومٌ ونُجُمٌ، وَمِنَ الشَّاذِّ قراءَةُ مَنْ قرأَ: وعلاماتٍ وبالنُّجُم ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِن الفَقيرَ بينَنا قاضٍ حَكَمْ، ... أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ النُّجُمْ وَقَالَ الأَخطل: كلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبةٍ، ... يَنْدُبْنَ ضَرْس بَناتِ الدَّهرِ والخُطُبِ وَذَهَبَ ابْنُ جِنِّي إِلى أَنه جَمَعَ فَعْلًا عَلَى فُعْل ثُمَّ ثَقَّل، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَذْفُ الْوَاوِ تَخْفِيفًا، فَقَدْ قرئَ: وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون ، قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ الْحَسَنِ وَهِيَ تَحْتَمِلُ التَّوْجِيهَيْنِ. والنَّجْمُ: الثُّرَيَّا، وَهُوَ اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ مِثْلَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، فإِذا قَالُوا طَلَعَ النَّجْمُ يُرِيدُونَ الثرَيا، وإِن أَخرجت مِنْهُ الأَلف وَاللَّامَ تنَكَّرَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَرَّارِ: ويومٌ، مِن النَّجْم، مُسْتَوْقِد ... يَسوقُ إِلى الْمَوْتِ نُورَ الظُّبا أَراد بالنَّجْم الثرَيا؛ وَقَالَ ابْنُ يَعْفَرَ: وُلِدْتُ بِحادِي النَّجْمِ يَتْلُو قَرِينَه، ... وبالقَلْبِ قَلْبِ العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ الضُّرَباءِ، ... خَلْفَ النَّجْمِ، لَا يَتَتلَّع وَقَالَ الأَخطل: فهلَّا زَجَرْتِ الطيرَ لَيْلةَ جِئتِه ... بضِيقةَ، بَيْنَ النَّجْمِ والدَّبَرانِ

وَقَالَ الرَّاعِي: فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحيرةٍ، ... سَريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها قَوْلُهُ: تَعُدُّ النَّجْم، يُرِيدُ الثريَّا لأَن فِيهَا سِتَّةَ أَنجم ظَاهِرَةٍ يَتَخَلَّلُهَا نُجُومٌ صِغَارٌ خَفِيَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا طَلَعَ النَّجْمُ ارْتَفَعَتِ العاهةُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا طلعَ النَّجْمُ وَفِي الأَرض مِنَ الْعَاهَةِ شيءٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا طلعَ النَّجْمُ قَط وَفِي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت ؛ النَّجْمُ فِي الأَصل: اسمٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ، وَهُوَ بالثريَّا أَخصُّ، فإِذا أُطلق فإِنما يُرَادُ بِهِ هِيَ، وَهِيَ الْمُرَادَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وأَراد بِطُلُوعِهَا طُلوعَها عِنْدَ الصُّبْحِ، وَذَلِكَ فِي العَشْرِ الأَوْسَط مِنْ أَيَّارَ، وسقوطُها مَعَ الصُّبْحِ فِي العَشْر الأَوسط مِنْ تِشْرِينَ الآخِرِ، وَالْعَرَبُ تَزْعُمُ أَن بَيْنَ طُلُوعِهَا وَغُرُوبِهَا أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ فِي النَّاسِ والإِبلِ والثِّمارِ، ومُدَّةُ مغيبِها بِحَيْثُ لَا تُبْصَر فِي اللَّيْلِ نَيِّفٌ وَخَمْسُونَ لَيْلَةً لأَنها تَخْفَى بِقُرْبِهَا مِنَ الشَّمْسِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، فإِذا بَعُدَتْ عَنْهَا ظَهَرَتْ فِي الشَّرْق وَقْتَ الصُّبْحِ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنما أَراد بِهَذَا الْحَدِيثِ أَرضَ الْحِجَازِ لأَن فِي أَيَّارَ يَقَعُ الحَصادُ بِهَا وتُدْرِك الثمارُ، وَحِينَئِذٍ تُباعُ لأَنها قَدْ أُمِنَ عَلَيْهَا مِنَ الْعَاهَةِ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَحْسَبُ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خَاصَّةً. والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ: الَّذِي يَنْظُرُ فِي النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها وسيرَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ: يَقُولُهُ النَّجَّامون، فأُراه مُولَّداً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وابنُ خَالَوَيْهِ يَقُولُ فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِ وَقَالَ النَّجَّامُونَ وَلَا يَقُولُ المُنَجِّمون، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن فِعْلَهُ ثُلَاثِيٌّ. وتَنَجَّمَ: رَعَى النُّجومَ مِنْ سَهَرٍ. ونُجُومُ الأَشياء: وظائفُها. التَّهْذِيبُ: والنُّجُومُ وظائفُ الأَشياء، وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ. والنَّجْمُ: الوقتُ الْمَضْرُوبُ، وَبِهِ سُمِّيَ المُنَجِّم. ونَجَّمْتُ المالَ إِذا أَدَّيته نُجوماً؛ قَالَ زُهَيْرٌ فِي دياتٍ جُعِلت نُجوماً عَلَى الْعَاقِلَةِ: يُنَجِّمُها قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً، ... وَلَمْ يُهَرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: واللهِ لَا أَزيدُك عَلَى أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ ؛ تَنْجِيمُ الدَّينِ: هُوَ أَن يُقَدَّرَ عَطَاؤُهُ فِي أَوقات مَعْلُومَةٍ متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً، وَمِنْهُ تَنْجِيمُ المُكاتَب ونُجُومُ الكتابةِ، وأَصله أَن الْعَرَبَ كَانَتْ تَجْعَلُ مطالعَ منازِل الْقَمَرِ ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وَغَيْرِهَا، فَتَقُولُ إِذا طَلَعَ النَّجْمُ: حلَّ عليك ما لي أَي الثُّرَيَّا، وَكَذَلِكَ بَاقِي الْمَنَازِلِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسلام جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى الأَهِلّةَ مَواقيتَ لِمَا يَحْتَاجُونَ إِليه مِنْ مَعْرِفَةِ أَوقات الْحَجِّ وَالصَّوْمِ ومَحِلِّ الدُّيون، وسَمَّوْها نُجوماً اعْتِبَارًا بالرَّسْمِ الْقَدِيمِ الَّذِي عَرَّفُوهُ واحْتِذاءً حَذْوَ مَا أَلفُوه وَكَتَبُوا فِي ذُكورِ حقوقِهم عَلَى النَّاسِ مُؤَجَّلة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ؛ عنَى نُجومَ الْقُرْآنِ لأَن الْقُرْآنَ أُنْزِل إِلى سَمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أُنزل عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آيَةً آيَةً، وَكَانَ بَيْنَ أَول مَا نَزَلَ مِنْهُ وَآخِرِهِ عِشْرُونَ سَنَةً. ونَجَّمَ عَلَيْهِ الدّيةَ: قطَّعها عَلَيْهِ نَجْماً نَجْمًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وَلَا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم ويقال: جعلت ما لي عَلَى فُلَانٍ نُجوماً مُنَجَّمةً يُؤَدِّي كلَّ نَجْمٍ فِي شَهْرِ كَذَا، وَقَدْ جَعَلَ فلانٌ ما لَه عَلَى فُلَانٍ نُجوماً مَعْدُودَةً يؤدِّي عِنْدَ انْقِضَاءِ كُلِّ شَهْرٍ مِنْهَا نَجْماً، وَقَدْ نَجَّمَها عليه تَنْجِيماً. نظر فِي النُّجوم:

فَكَّر فِي أَمر يَنْظُرُ كَيْفَ يُدَبِّره. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ مُخْبِراً عَنْ إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ فِيمَا نَجَمَ لَهُ مِنَ الرأْي. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: النُّجُومُ جَمْعُ نَجْم وَهُوَ مَا نَجَمَ مِنَ كَلَامِهِمْ لَمَّا سأَلوه أَن يَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلى عِيدِهم، ونَظَرَ هَاهُنَا: تَفكّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فَقَالَ: إِنِّي سَقِيمٌ، أَي منْ كُفْرِكم. وَقَالَ أَبو إِسحاق: إِنه قَالَ لِقَوْمِهِ وَقَدْ رأَى نَجْماً إِني سَقِيمٌ، أَوْهَمَهم أَن بِهِ طَاعُونًا فتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرين فِراراً مِنْ عَدْوَى الطَّاعُونِ. قَالَ اللَّيْثُ: يقال للإِنسان إِذا تَفَكَّرَ فِي أَمر لِيَنْظُرَ كَيْفَ يُدبِّره: نَظَرَ فِي النُّجوم، قَالَ: وَهَكَذَا جَاءَ عَنِ الْحَسَنِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ أَي تَفَكَّرَ مَا الَّذِي يَصْرِفُهم عَنْهُ إِذا كلَّفوه الْخُرُوجَ مَعَهُمْ. والمِنْجَم: الْكَعْبُ والعرقوبُ وَكُلُّ مَا نَتأَ. والمِنْجَم أَيضاً: الَّذِي يُدَقّ بِهِ الْوَتَدُ. وَيُقَالُ: مَا نَجَمَ لَهُمْ مَنْجَمٌ مِمَّا يَطْلُبُونَ أَي مَخْرج. وَلَيْسَ لِهَذَا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ، وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ نَجْم أَي لَيْسَ لَهُ أَصلٌ. والمَنْجَمُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ؛ قَالَ الْبَعِيثُ: لَهَا فِي أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ وَقَوْلُ ابْنِ لَجَإٍ: فصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ قَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ تُرِدْ أَنْ تَبْلُغَ الجُدّة، وَهِيَ جُدّة الصُّبْحِ طريقتُه الْحَمْرَاءُ. والمَنْجَمُ: مَنْجَمُ النَّهَارِ حِينَ يَنْجُمُ. ونَجَمَ الْخَارِجِيُّ، ونَجَمَتْ ناجمةٌ بِمَوْضِعِ كَذَا أَي نَبَعت. وفلانٌ مَنْجَمُ الْبَاطِلِ وَالضَّلَالَةِ أَي معدنُه. والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ: عَظْمَانِ شاخِصان فِي بَوَاطِنِ الْكَعْبَيْنِ يُقْبِل أَحدُهما عَلَى الْآخَرِ إِذا صُفَّت الْقَدَمَانِ. ومِنْجَما الرجْل: كَعْباها. والمِنْجَم، بِكَسْرِ الْمِيمِ، مِنَ الْمِيزَانِ: الْحَدِيدَةُ الْمُعْتَرِضَةُ الَّتِي فِيهَا اللِّسَانُ. وأَنْجَمَ المطرُ: أَقْلَع، وأَنْجَمَت عَنْهُ الحُمّى كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَفْصَمَ وأَفْصَى. وأَنْجَمَتِ السماءُ: أَقْشَعَتْ، وأَنْجَمَ البَرْد؛ وَقَالَ: أَنْجَمَتْ قُرَّةُ السَّمَاءِ، وَكَانَتْ ... قَدْ أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ وضرَبه فَمَا أَنْجَمَ عَنْهُ حَتَّى قَتَلَهُ أَي مَا أَقْلَع، وَقِيلَ: كلُّ مَا أَقْلَع فَقَدْ أَنْجَمَ. والنِّجامُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْقِلُ بْنُ خُويلِد: نَزِيعاً مُحْلِباً مِنْ أَهلِ لِفْتٍ ... لِحَيٍّ بَيْنَ أَثْلةَ والنِّجامِ نحم: النَّحِيمُ: الزَّحِيرُ والتنحْنُح. وَفِي الْحَدِيثِ: دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً مِنْ نُعَيم أَي صَوْتًا. والنَّحِيمُ: صوتٌ يَخْرُجُ مِنَ الْجَوْفِ، وَرَجُلٌ نَحِمٌ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ نُعَيْمٌ النَّحَّامَ. نَحَمَ يَنْحِمُ، بِالْكَسْرِ، نَحْماً ونَحِيماً ونَحَمَاناً، فَهُوَ نَحَّام، وَهُوَ فَوْقَ الزَّحير، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الزَّحِيرِ: قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ نَحَمَانِ الحَسَدِ النِّحَمِ بالَغ بالنِّحَمِّ كشِعْر شَاعِرٍ وَنَحْوِهِ وإِلا فَلَا وَجْهَ لَهُ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ وصَفْحَتُه، ... يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحَم وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا لَك لَا تَنْحِمُ يَا فلاحُ، ... إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عَمْرٍو: مَا لَكَ لَا تَنْحِمُ يَا فَلَاحَهْ، ... إِن النَّحِيم للسُّقاة راحه «1».

_ (1). قوله [يا فلاحه] في التهذيب: يا رواحه

وفَلاحة: اسْمُ رَجُلٍ. وَرَجُلٌ نَحَّام: بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حَاجَةٌ كَثُرَ سُعالُه عِنْدَهَا؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمَالِهِ، ... كقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطالةِ مُفْسِد وَقَدْ نَحَمَ نَحِيماً. ابْنُ الأَعرابي: النَّحْمَة السَّعْلة، وَتَكُونُ الزحيرةَ. والنَّحِيمُ: صوتُ الفَهْدِ وَنَحْوِهِ مِنَ السِّبَاعِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، ونَحَمَ الفَهْدُ يَنْحِمُ نَحِيماً وَنَحْوَهُ مِنَ السِّبَاعِ كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ النَّئِيمُ، وَهُوَ صَوْتٌ شَدِيدٌ. ونَحَمَ السَّوَّاقُ «1» والعاملُ يَنْحَمُ ويَنْحِمُ نَحِيماً إِذا اسْتَرَاحَ إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه مِنْ صَدْرِهِ. والنَّحِيمُ: صَوْتٌ مِنْ صَدْر الْفَرَسِ. والنُّحَامُ: طَائِرٌ أَحمر عَلَى خِلْقَةِ الإِوَزِّ، وَاحِدَتُهُ نُحَامَة، وَقِيلَ: يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ سُرْخ آوَى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ النُّحام الطَّائِرُ، بِضَمِّ النُّونِ. والنَّحَّامُ: فَرَسٌ لِبَعْضِ فُرْسان الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه السُلَيْكَ بْنُ السُّلَكة السَّعْديّ عَنِ الأَصمعي فِي كِتَابِ الْفَرَسِ؛ قَالَ: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ، لَمَّا ... تَرَحَّل صُحْبَتي أُصُلًا، مَحارُ والنَّحَّامُ: اسمُ فَارِسٍ مِنْ فُرْسَانِهِمْ. نخم: النُّخَامةُ، بِالضَّمِّ: النُّخاعةُ. نَخِمَ الرجلُ نَخَماً ونَخْماً وتَنَخَّمَ: دَفَعَ بِشَيْءٍ مِنْ صَدْرِه أَو أَنفِه، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ النُّخامةُ، وَهِيَ النُّخاعةُ. وتَنَخَّمَ أَي نَخَع. ونَخْمَةُ الرَّجُلِ: حِسُّه، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ فِيهِ لُغَةٌ. والنَّخَمُ: الإِعْياء، وَقَالَ غَيْرُهُ النَّخْمَةُ ضربٌ مِنْ خُشامِ الأَنفِ وَهُوَ ضِيقٌ فِي نَفْسِهِ. يُقَالُ: هُوَ يَنْخَمُ نَخْماً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ النُّخَامَةُ مَا يُلْقِيه الرجلُ مِنْ خَراشيِّ صَدْرِهِ، والنُّخاعةُ مَا ينزِل مِنَ النُّخاعِ إِذْ مادّتُه مِنَ الدِّمَاغِ «2». اللَّيْثُ: النُّخَامَةُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الخَيْشوم عِنْدَ التَّنَخُّمِ. اللَّيْثُ: النَّخْمُ اللَّعِبُ والغِناءُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا صَحِيحٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّخْمُ أَجودُ الغِناء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ: أَنه اجْتَمَعَ شَرْبٌ مِنْ أَهل الأَنْبارِ وَبَيْنَ أَيديهم ناجودٌ فغنَّى نَاخِمُهم أَي مُغنِّيهم: أَلا فاسْقِياني قَبْلَ جَيْش أَبي بَكْرِ «3» أَي غَنَّى مُغَنِّيهم بِهَذَا. ابْنُ الأَعرابي: النَّخْمَةُ النخاعة. والنَّخْمَةُ: اللَّطْمةُ. ندم: نَدِمَ عَلَى الشَّيْءِ ونَدِمَ عَلَى مَا فَعَلَ نَدَماً ونَدَامةً وتَنَدَّمَ: أَسِفَ. وَرَجُلٌ نادِمٌ سادِمٌ ونَدْمانُ سَدْمانُ أَي نادِمٌ مُهْتمٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّدَمُ تَوْبةٌ ، وَقَوْمٌ نُدَّامٌ سُدَّامٌ ونِدامٌ سِدامٌ ونَدَامَى سَدامى. والنَّدِيمُ: الشَّرِيبُ الَّذِي يُنادِمه، وَهُوَ نَدْمانُه أَيضاً. ونَادَمَني فلانٌ عَلَى الشَّرَابِ. فَهُوَ نَدِيمِي ونَدْمَاني؛ قَالَ النُّعْمان بْنُ نَضْلةَ الْعَدَوِيُّ، وَيُقَالُ لِلنُّعْمَانِ بْنِ عَدِيٍّ وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهم عَلَى مَيْسانَ: فإِن كنتَ نَدْماني فبالأَكْبَرِ اسْقِني، ... وَلَا تَسْقِني بالأَصْغَر المُتَثَلِّمِ لَعَلَّ أَميرَ المؤمنينَ يَسُوءُه ... تَنَادُمُنَا فِي الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ قَالَ: وَمِثْلُهُ للبُرْجِ بْنُ مُسْهِرٍ: ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً، ... سقيْتُ إِذا تَغَوَّرتِ النُّجومُ

_ (1). قوله [نحم السواق] في التهذيب: الساقي (2). قوله [إِذْ مَادَّتُهُ مِنَ الدِّمَاغِ] في التهذيب: الذي مادته (3). قوله [ألا فاسقياني] في النهاية: سقياني

قَالَ: وشاهدُ نَديمٍ قولُ البُرَيْق الْهُذَلِيِّ: زُرنا أَبا زيدٍ، وَلَا حيَّ مِثْله، ... وَكَانَ أَبو زيدٍ أَخي ونَدِيمي وجمعُ النَّدِيم نِدامٌ، وَجَمْعُ النِّدامِ نَدامَى. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرْحَباً بِالْقَوْمِ غيرَ خَزايا وَلَا نَدامى أَي نادِمِينَ، فأَخرجه عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي الإِتباع بِخَزايا، لأَن النَّدامى جَمْعُ نَدْمانٍ، وَهُوَ النَّدِيمُ الَّذِي يُرافِقُك ويُشارِبُك. وَيُقَالُ فِي النَّدَم: نَدْمان أَيضاً، فَلَا يَكُونُ إِتْباعاً لِخَزايا، بَلْ جَمْعًا برأْسه، والمرأَة نَدْمانةٌ، وَالنِّسْوَةُ نَدامَى. وَيُقَالُ: المُنادَمةُ مقلوبةٌ مِنَ المُدامَنةِ، لأَنه يُدْمِنُ شُرْبَ الشَّرَابِ مَعَ نَدِيمه، لأَن الْقَلْبَ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرٌ كالقِسيِّ مِنَ القُوُوسِ، وجَذَب وجَبَذَ، وَمَا أَطْيَبَه وأَيْطَبَه، وخَنِزَ اللحمُ وخَزِنَ، وواحِدٌ وحادٍ. ونادَمَ الرَّجُلَ مُنادَمةً ونِداماً: جالَسه عَلَى الشَّرَابِ. والنَّدِيمُ: المُنادِمُ، وَالْجَمْعُ نُدَماءُ، وَكَذَلِكَ النَّدْمانُ، وَالْجَمْعُ نَدامى ونِدامٌ، وَلَا يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وإِن أَدخلت الْهَاءَ فِي مُؤَنَّثِهِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِنما ذَلِكَ لأَن الْغَالِبَ عَلَى فَعْلانَ أَن يَكُونَ أُنثاه بالأَلف نَحْوَ رَيَّان ورَيَّا وسَكْرانَ وسَكْرَى، وأَما بابُ نَدْمانةٍ وسَيْفانةٍ فِيمَنْ أَخَذه مِنَ السَّيْفِ ومَوْتانةٍ فعزيزٌ بالإِضافة إِلَى فَعْلان الَّذِي أُنثاه فَعْلى، والأُنثى نَدْمَانَةٌ، وَقَدْ يَكُونُ النَّدْمان وَاحِدًا وَجَمْعًا؛ وَقَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الحذْلميِّ: فذاكَ بعدَ ذاكَ مِنْ نِدَامِها فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: نِدامُها سَقْيُها. والنَيْدَمانُ: نَبْتٌ. والنَّدَبُ والنَّدَمُ: الأَثرُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِياكم ورَضاع السَّوْء فإِنه لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَنْتَدِمَ يَوْمًا مَا أَي يَظْهَرَ أَثرُه. والنَّدَم: الأَثَر، وَهُوَ مِثْلُ النَّدَب، وَالْبَاءُ وَالْمِيمُ يَتَبَادَلَانِ، وَذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بِسُكُونِ الدَّالِ مِنَ النَّدْمِ، وَهُوَ الغَمّ اللَّازِمُ إِذ يَنْدَم صاحبُه لِمَا يَعْثر عَلَيْهِ مِنْ سُوءِ آثَارِهِ. وَيُقَالُ: خُذْ مَا انْتَدَمَ وانتَدَب وأَوْهَف أَي خُذْ مَا تَيسَّر. والتَّنَدُّم: أَن يَتَّبع الإِنسان أَمراً نَدَماً. يُقَالُ: التقَدُّم قَبْلَ التنَدُّم؛ وَهَذَا يُرْوَى عَنْ أَكثم بْنِ صَيفي أَنه قَالَ: إِن أَردتَ المُحاجَزة فقبْل المُناجزة؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ انجُ بِنَفْسِكَ قَبْلَ لِقاء مَنْ لَا قِوامَ لَكَ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ الَّذِي قتلَ محمدَ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الجمَل: يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجرٌ، ... فهلَّا تَلا حاميمَ قبلَ التقدُّم وأَنْدَمَه اللهُ فنَدِمَ. وَيُقَالُ: اليَمين حِنْثٌ أَو مَنْدَمة؛ قَالَ لَبِيدٌ: وإِلا فَمَا بالمَوْتِ ضُرٌّ لأَهْلِه، ... وَلَمْ يُبْقِ هَذَا الأَمرُ في العَيْش مَنْدَما نسم: النَّسَمُ والنَّسَمَةُ: نفَسُ الرُّوحِ. وَمَا بِهَا نَسَمَة أَي نفَس. يُقَالُ: مَا بِهَا ذُو نَسَمٍ أَي ذُو رُوح، وَالْجَمْعُ نَسَمٌ. والنَّسِيمُ: ابتداءُ كلِّ ريحٍ قَبْلَ أَن تَقْوى؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وتَنَسَّمَ: تنفَّس، يَمَانِيَةٌ. والنَّسَمُ والنَّسِيمُ: نفَس الرِّيح إِذا كَانَ ضَعِيفًا، وَقِيلَ: النَّسِيم مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يَجِيءُ مِنْهَا نَفَسٌ ضَعِيفٌ، وَالْجَمْعُ مِنْهَا أَنْسَامٌ؛ قَالَ يَصِفُ الإِبل: وجَعَلَتْ تَنْضَحُ مِنْ أَنْسَامِها، ... نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ فِي حَمَّامِها أَنْسَامُها: رَوَائِحُ عَرَقِها؛ يَقُولُ: لَهَا رِيحٌ طَيِّبَةٌ. والنَّسِيمُ: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ. يُقَالُ: نسَمت الريحُ نَسِيماً

ونَسَماناً. والنَّيْسَمُ: كَالنَّسِيمِ، نَسَمَ يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً. وتَنَسَّمَ النسيمَ: تَشمَّمه. وتَنَسَّمَ مِنْهُ علْماً: عَلَى الْمَثَلِ، وَالشِّينُ لُغَةٌ عَنْ يَعْقُوبَ، وسيأْتي ذِكْرُهَا، وَلَيْسَتْ إِحداهما بَدَلًا مِنْ أُختها لأَن لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَجْهًا، فأَما تَنَسَّمت فكأَنه مِنَ النَّسيم كَقَوْلِكَ اسْتَرْوَحتُ خَبراً، فَمَعْنَاهُ أَنه تَلطَّف فِي التِماس الْعِلْمِ مِنْهُ شَيْئًا فَشَيْئًا كهُبوب النَّسِيمِ، وأَما تنَشَّمت فَمِنْ قَوْلِهِمْ نَشَّم فِي الأَمر أَي بَدأَ وَلَمْ يُوغِل فِيهِ أَي ابتدأْت بطَرَفٍ مِنَ الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِهِ وَلَمْ أَتمكَّن فِيهِ. التَّهْذِيبُ: ونَسيم الرِّيحِ هُبوبها. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّسِيم مِنَ الرِّيَاحِ الرُّويدُ، قَالَ: وتَنَسَّمَتْ ريحُها بِشَيْءٍ مِنْ نَسيمٍ أَي هبَّت هُبُوبًا رُويداً ذَاتَ نَسيمٍ، وَهُوَ الرُّوَيد. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّسِيم مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي تَجِيءُ بنفَسٍ ضَعِيفٍ. والنَّسَمُ: جَمْعُ نَسَمَة، وَهُوَ النَّفَس والرَّبْوُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَنكَّبُوا الغُبارَ فإِن مِنْهُ تَكُونُ النَّسَمةُ ؛ قِيلَ: النَّسَمَة هَاهُنَا الرَّبْوُ، وَلَا يَزَالُ صَاحِبُ هَذِهِ الْعِلَّةِ يتنَفَّس نَفَسًا ضَعِيفًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّسَمَةُ فِي الْحَدِيثِ، بِالتَّحْرِيكِ، النفَس، وَاحِدُ الأَنفاس، أَراد تَواترَ النفَس والرَّبوَ والنَّهيجَ، فَسُمِّيَتِ الْعِلَّةُ نَسَمَة لِاسْتِرَاحَةِ صاحبِها إِلى تنفسِه، فإِن صَاحِبَ الرَّبوِ لَا يَزَالُ يتنفَّس كَثِيرًا. وَيُقَالُ: تَنَسَّمَتِ الريحُ وتَنَسَّمْتُها أَنا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِن الصَّبا رِيحٌ إِذا مَا تَنَسَّمَتْ ... على كِبْدِ مَخْزونٍ، تجَلَّتْ هُمومُها وإِذا تَنَسَّمَ العليلُ وَالْمَحْزُونُ هبوبَ الرِّيحِ الطيِّبة وجَد لَهَا خَفّاً وفرَحاً. ونَسِيمُ الرِّيحِ: أَوَّلها حِينَ تُقْبل بلينٍ قَبْلَ أَن تَشْتَدَّ. وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ أَنه قَالَ: بُعِثْت فِي نَسَمِ السَّاعَةِ ، وَفِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما بُعِثْت فِي ضَعْفِ هُبوبها وأَول أَشراطها وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: والنَّسَم أَولُ هُبُوبِ الرِّيحِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ نَسَمَةٍ أَي بُعِثت فِي ذَوِي أَرواح خَلَقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي وَقْتِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ كأَنه قَالَ فِي آخِرِ النَّشْءِ مِنْ بَنِي آدَمَ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي حِينَ ابتدأَت وأَقبَلت أَوائِلُها. وتَنَسَّمَ المكانُ بالطِّيب: أَرِجَ؛ قَالَ سَهْم بْنُ إِياس الْهُذَلِيُّ: إِذا مَا مَشَتْ يَوْماً بوادٍ تَنَسَّمَتْ ... مَجالِسُها بالمَنْدَليِّ المُكَلَّلِ وَمَا بِهَا ذُو نَسيم أَي ذُو رُوح. والنَّسَم والمَنْسَمُ مِنَ النَّسيم. والمَنْسِم، بِكَسْرِ السِّينِ: طَرَفُ خُفِّ الْبَعِيرِ وَالنَّعَامَةِ وَالْفِيلِ وَالْحَافِرِ، وَقِيلَ: مَنْسِما الْبَعِيرِ ظُفْراه اللَّذَانِ فِي يَدَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ لِلنَّاقَةِ كَالظُّفْرِ للإِنسان؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْفِعْلِ، يُقَالُ: نَسَمَ بِهِ يَنْسِمُ نَسْماً. قَالَ الأَصمعي: وَقَالُوا مَنسِمُ النَّعَامَةِ كَمَا قَالُوا لِلْبَعِيرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَطِئَتْهم بالمَناسِم ، جَمْعُ مَنْسِم، أَي بأَخفافِها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تُطْلَقُ عَلَى مَفاصل الإِنسان اتِّسَاعًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: عَلَى كُلِّ مَنسِمٍ مِنَ الإِنسان صَدقةٌ أَي كُلِّ مَفْصِل. ونَسَمَ بِهِ يَنْسِمُ نَسْماً: ضَرَبَ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للظَّبْي فَقَالَ: تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لَمْ يَتَفَلَّلا، ... وَحى الذِّئبِ عَنْ طَفْلٍ مَنَاسِمُه مُخْلي ونَسِمَ نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه. والنَّسَمَةُ: الإِنسان، وَالْجَمْعُ نَسَمٌ ونَسَمَاتٌ؛ قَالَ الأَعشى: بأَعْظَمَ مِنْهُ تُقىً فِي الحِساب، ... إِذا النَّسَمَاتُ نَقَضْنَ الغُبارا وتَنَسَّمَ أَي تَنَفَّسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لمَّا تَنَسَّموا رَوْحَ

الْحَيَاةِ أَي وَجدوا نَسيمَها. والتَّنَسُّم: طلبُ النَّسِيمِ واسْتِنشاقه. والنَّسَمَةُ فِي العِتْق: الْمَمْلُوكُ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. ابْنُ خَالَوَيْهِ: تَنَسَّمْت مِنْهُ وتَنشَّمْت بِمَعْنًى. وَكَانَ فِي بَنِي أَسد رجلٌ ضمِن لَهُمْ رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فِيهِمْ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله، ... وفارِسُ يَوْمِ الفَيْلَقِ العَضْبُ ذُو العَضْبِ والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وَقَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْواً مِنَ النَّارِ ؛ قَالَ خَالِدٌ: النَّسَمَةُ النَّفْسُ والروحُ. وكلُّ دَابَّةٍ فِي جَوْفِهَا رُوح فَهِيَ نَسَمَةٌ. والنَّسَمُ: الرُّوح، وَكَذَلِكَ النَّسِيمُ؛ قَالَ الأَغلب: ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ، ... يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسِيمِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالنفْس هَاهُنَا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لَا الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسِيم الروحَ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً أَي مَنْ أَعتق ذَا نَسَمةٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ ذَا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فِيهَا رُوحٌ فَهِيَ نَسَمَةٌ، وإِنما يُرِيدُ النَّاسَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمَةَ أَي خَلَقَ ذاتَ الرُّوحِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُولُهَا إِذا اجْتَهَدَ فِي يَمِينِهِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّسَمَةُ غُرَّةُ عَبْدٍ أَو أَمة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ أَعرابي إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: عَلِّمْني عَمَلًا يُدْخِلُني الْجَنَّةَ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْت الخُطْبةَ لَقَدْ أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمَةَ وفُكَّ الرقبةَ، قَالَ: أَوَليسا وَاحِدًا؟ قَالَ: لَا، عِتْقُ النَّسَمَةِ أَن تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَن تُعينَ فِي ثَمَنِهَا، والمِنْحة الوَكوف، وأَبقِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ «1» الظَّالِمِ، فإِن لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فأَطْعِم الجائعَ، واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فإِن لَمْ تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ. وَيُقَالُ: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّسَمَة الخَلْقُ، يَكُونُ ذَلِكَ لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ والدوابِّ وَغَيْرِهَا وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ فِي جوفِه رُوحٌ حَتَّى قَالُوا لِلطَّيْرِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: يَا زُفَرُ القَيْسِيّ ذُو الأَنْف الأَشَمّ ... هَيَّجْتَ مِنْ نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ قَالَ: النَّسَمُ هَاهُنَا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لَا يَسْتَبينُها الإِنسان مِنْ خفَّتِها وسرعتِها، قَالَ: وَهِيَ فَوْقَ الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قَالَ: والنَّسَمُ كالنفَس، وَمِنْهُ يُقَالُ: نَاسَمْتُ فُلَانًا أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي؛ وأَنشد: لَا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذُو نَسَمٍ أَي ذُو نفَسٍ، ونَاسَمَه أَي شامَّه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَاءَ فِي شِعْرِ الْحَرْثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ: عُلَّتْ بِهِ الأَنْيابُ والنَّسَمُ يُرِيدُ بِهِ الأَنفَ الَّذِي يُتَنَسَّمُ بِهِ. ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً: تغيَّر، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الدُّهن. والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والدسَم. والنَّسَمُ: أَثر الطَّرِيقِ الدارِس. والنَّيْسَمُ: الطَّرِيقُ المُستقيم، لُغَةٌ فِي النَّيْسَب. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وإِسلامِه قَالَ: لقد

_ (1). قوله [وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفِ وأَبقِ عَلَى ذي الرحم] كذا بالأَصل، ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ

اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرَّجُلَ لَنَبيٌّ، فأَسْلَمَ. يُقَالُ: قَدِ استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ. وَيُقَالُ: رأَيت مَنْسِماً مِنَ الأَمر أَعْرِفُ بِهِ وَجْهَه أَي أَثراً مِنْهُ وَعَلَامَةً؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: لَعَمْرِي لَقَدْ بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ ... لِمَنْ كَانَ ذَا رأْيٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ أَي بوجهِ بيانٍ، قَالَ: والأَصل فِيهِ مَنْسِما خُفِّ الْبَعِيرِ، وَهُمَا كالظُّفرين فِي مُقدَّمه بِهِمَا يُسْتبان أَثرُ الْبَعِيرِ الضَّالِّ، وَلِكُلِّ خُفٍّ مَنْسِمان، ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: المَنْسِمُ الطَّرِيقُ؛ وأَنشد للأَحْوَص: وإِن أَظْلَمَتْ يَوْمًا عَلَى الناسِ غَسْمةٌ، ... أَضَاءَ بكُم، يَا آلَ مَرْوانَ، مَنْسِمُ يَعْنِي الطَّرِيقَ، والغَسْمة: الظُّلْمة. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّيْسَمُ مَا وجدتَ مِنَ الْآثَارِ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْسَتْ بِجادّة بَيّنَةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: باتَتْ عَلَى نَيْسَمِ خَلٍّ جَازِعِ، ... وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع والمَنْسِمُ: المَذْهب والوجهُ مِنْهُ. يُقَالُ: أَين مَنْسِمُك أَي أَين مذهبُك ومُتوجَّهُك. وَمِنْ أَين مَنْسِمُك أَي مِنْ أَين وِجْهتُك. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك. والناسِمُ: المريضُ الَّذِي قَدْ أَشفى عَلَى الْمَوْتِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْسِمُ كنَسْم الرِّيحِ الضَّعِيفِ؛ وَقَالَ الْمَرَّارُ: يمْشِينَ رَهْواً، وَبَعْدَ الجَهْدِ مِنْ نَسَمٍ، ... وَمِنْ حَياءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ ابْنُ الأَعرابي: النَّسِيم العرَقُ. والنَّسْمَة العرْقة فِي الْحَمَّامِ وَغَيْرِهِ، وَيُجْمَعُ النَّسَم بِمَعْنَى الخَلْق أَنَاسِم. وَيُقَالُ: مَا فِي الأَنَاسِم مثلُه، كأَنَّه جَمَعَ النَّسَم أَنْسَاماً، ثُمَّ أَنَاسِمُ جمعُ الْجَمْعِ. نشم: النَّشَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَجَرٌ جَبَلِيٌّ تُتَّخَذُ مِنْهُ الْقِسِيُّ، وَهُوَ مِنْ عُتُق العِيدان؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ، بِهِنّ فُروعُ القانِ والنَّشَم واحدتُه نَشَمَةٌ. الأَصمعي: مِنْ أَشجار الْجِبَالِ النَّبْع والنَّشَمُ وَغَيْرُهُ تتَّخذ مِنَ النَّشَم القِسِيُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: عارِضٍ زَوْراءَ مِنْ نَشَمٍ، ... غَيْرِ باناتٍ عَلَى وتَرِهْ والنَّشَمُ أَيضاً: مِثْلُ النَّمَش عَلَى الْقَلْبِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: نَشِمَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ ثورٌ نَشِمٌ إِذا كَانَ فِيهِ نُقَطٌ بِيضٌ وَنُقَطٌ سُودٌ. ونَشَّمَ اللحمُ تَنْشِيماً: تغيَّر وابتدأَتْ فِيهِ رائحةٌ كَرِيهَةٌ، وَقِيلَ: تَغَيَّرَتْ ريحُه وَلَمْ يَبْلُغِ النَّتْنَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا تَغَيَّرَتْ ريحُه لَا مِنْ نَتْنٍ وَلَكِنْ كَراهةً. يُقَالُ: يَدِي مِنَ الجُبْنِ ونحوِه نَشِمَةٌ. والمُنَشِّمُ: الَّذِي قَدِ ابتدأَ يتغيَّر؛ وأَنشد: وَقَدْ أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ ... خُضْرُ المَزاد، ولَحْمٌ فِيهِ تَنْشِيمُ قَالَ: خَضِرُ المَزادِ الفَظُّ وَهُوَ ماءُ الكَرِش. وَيُقَالُ: إِن الْمَاءَ بَقِي فِي الأَداوي فاخْضَرَّت مِنَ القِدَم. وتَنَشَّمْتُ مِنْهُ علْماً إِذا استفَدْت مِنْهُ عِلْمًا. ونَشَّمَ القومُ فِي الأَمر تَنْشِيماً: نَشَبوا فِيهِ وأَخذوا فِيهِ. قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا فِي الشَّرِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: نَشَّمَ الناسُ فِي عُثْمان. ونَشَّمَ فِي الأَمر: ابتدأَ فِيهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، هَكَذَا قَالَ فِيهِ، وَلَمْ يَقُلْ بِهِ. ونَشَّمَه ونَشَّمَ فِيهِ: نَالَ مِنْهُ وطَعَن عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ مَقْتل عُثْمَانَ: لَمَّا

نَشَّمَ الناسُ فِي أَمره ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ طَعَنُوا فِيهِ وَنَالُوا مِنْهُ، أَصلُه مِنْ تَنْشِيم اللَّحْمِ أَوَّلَ مَا يُنْتِن. وتَنَشَّمَ فِي الشَّيْءِ ونَشَّمَ فِيهِ إِذَا ابتدأَ فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ أَغْتَدي، والليلُ فِي جَرِيمه، ... مُعَسْكِراً فِي الغُرِّ مِنْ نجُومِه والصُّبْحُ قَدْ نَشَّمَ فِي أَديمِه، ... يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزُومِه، دَعَّ الرَّبِيب لحْيَتَيْ يَتِيمِه قَالَ: نَشَّم فِي أَديمِه يُرِيدُ تَبدَّى فِي أَول الصُّبْحِ، قَالَ: وأَديمُ اللَّيْلِ سَوَادُهُ، وجريمُه: نَفْسُهُ. والتَّنْشِيم: الابتداءُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: نَشَمْتُ فِي الأَمر ونَشَّمْت ونَشَّبْت أَيِ ابتدأْت. ونَشَّمَتِ الأَرضُ: نَزَّتْ بِالْمَاءِ. والمَنْشِم: حبُّ «2» مِنَ العِطْر شاقٌّ الدَّقّ. والمَنْشَم والمَنْشِم: شَيْءٌ يَكُونُ فِي سُنْبُلِ العِطر يُسَمِّيه الْعَطَّارُونَ رَوْقاً، وَهُوَ سَمُّ ساعةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ ثَمَرَةٌ سَوْدَاءُ مُنْتِنَة، وَقَدْ أَكثرت الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ فِي أَشعارهم؛ قَالَ الأَعشى: أَراني وعَمْراً بَيْنَنَا دَقُّ مَنْشِمٍ، ... فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَن أُجَنَّ ويَكْلَبَا ومَنْشِمُ، بِكَسْرِ الشِّينِ: امرأَة عَطَّارَةٌ مِنْ هَمْدان كَانُوا إِذَا تطيَّبوا مِنْ رِيحِهَا اشتدَّت الْحَرْبُ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي الشَّرِّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تَدارَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ، بعد ما ... تَفانَوْا، ودَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ صَرْفُهُ للشِّعر. وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: هُوَ مِنَ ابْتِدَاءِ الشَّرِّ، وَلَمْ يَكُنْ يَذْهَبُ إِلَى أَن مَنْشِمَ امرأَةٌ كَمَا يَقُولُ غَيْرُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ فِي عِطْرِ مَنْشِم: مَنْشِمُ امرأَةٌ مِنْ حِمْيَر، وَكَانَتْ تَبِيعُ الطِّيبَ، فَكَانُوا إِذَا تَطَيَّبُوا بطيبِها اشتدَّت حربُهم فَصَارَتْ مَثَلًا فِي الشَّرِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْشِمُ امرأَةٌ كَانَتْ بِمَكَّةَ عَطَّارَةٌ، وَكَانَتْ خُزاعةُ وجُرْهُم إِذَا أَرادوا الْقِتَالَ تطيَّبوا مِنْ طِيبِهَا، وَكَانُوا إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ كَثُرَ القَتْلى فِيمَا بَيْنَهُمْ فَكَانَ يُقَالُ: أَشْأَمُ مِنْ عِطْرِ مَنْشِم، فَصَارَ مَثَلًا: قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ حبُّ بَلَسانٍ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: يُقَالُ عطرُ مَنْشَم ومَنْشِم، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو مَنْشَمٌ الشرُّ بِعَيْنِهِ، قَالَ: وَزَعَمَ آخَرُونَ أَنه شَيْءُ مِنْ قُرون السُّنْبُل يُقَالُ لَهُ البَيْش، وَهُوَ سَمُّ ساعةٍ؛ قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي هُوَ اسْمُ امرأَة عطَّارة كَانُوا إِذَا قَصَدُوا الْحَرْبَ غَمَسوا أَيْدِيَهم فِي طِيبها، وَتَحَالَفُوا عَلَيْهِ بأَن يسْتَمِيتُوا فِي الْحَرْبِ وَلَا يُوَلُّوا أَوْ يُقْتَلوا، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني: مَنْشِم امرأَة عَطَّارَةٌ تَبِيعُ الحَنُوط، وَهِيَ مِنْ خُزاعة، قَالَ: وَقَالَ هشامٌ الكَلْبيُّ مَنْ قَالَ مَنْشِم، بِكَسْرِ الشِّينِ، فَهِيَ مَنْشِم بِنْتُ الوَجيه مِنْ حِمْير، وَكَانَتْ تَبِيعُ العِطْرَ، وَيَتَشَاءَمُونَ بِعِطْرِهَا، وَمَنْ قَالَ مَنْشَم، بِفَتْحِ الشِّينِ، فَهِيَ امرأَة كَانَتْ تَنْتجع العربَ تبيعُهم عِطرها، فأَغار عَلَيْهَا قومٌ مِنَ الْعَرَبِ فأَخذوا عِطْرَها، فَبَلَغَ ذَلِكَ قومَها فاستأْصلوا كلَّ مَنْ شَمُّوا عَلَيْهِ ريحَ عِطْرِهَا؛ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: هِيَ امرأَة مِنْ جُرهُم، وَكَانَتْ جُرْهُم إِذَا خَرَجَتْ لِقِتَالِ خُزاعة خَرَجَتْ مَعَهُمْ فطيَّبتهم، فَلَا يَتَطَيَّبُ بِطِيبِهَا أَحد إِلا قاتلَ حَتَّى يُقتل أَو يُجْرَحَ، وَقِيلَ: مَنْشِمُ امرأَةٌ كَانَتْ صَنَعَتْ طِيبًا تُطَيِّب بِهِ زَوْجَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا صَادَقَتْ رَجُلًا وَطَيَّبَتْهُ بطيبِها، فلقِيَه زوجُها فشمَّ ريحَ طِيبِهَا عَلَيْهِ فقتَله، فَاقْتَتَلَ الحيّانِ مِنْ أَجله.

_ (2). قوله [والمنشم حب إلخ] هو كمجلس ومقعد

نصم: ابْنِ الأَعرابي: الصَّنَمةُ «1» والنَّصَمةُ الصورةُ الَّتِي تُعْبَدُ. نضم: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ عَمْرٍو عَنْ أَبيه: النَّضْمُ الحنطةُ الحادرةُ السَّمِينَةُ، وَاحِدَتُهَا نَضْمَةٌ، وهو صحيح. نطم: أَهمله اللَّيْثُ، ابْنُ الأَعرابي: النَّطْمَةُ النَّقْرةُ مِنَ الدِّيك وَغَيْرِهِ، وَهِيَ النَّطْبَةُ بالباء أَيضاً. نظم: النَّظْمُ: التأْليفُ، نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْماً ونِظاماً ونَظَّمَه فانْتَظَمَ وتَنَظَّمَ. ونَظَمْتُ اللؤْلؤَ أَيْ جَمَعْتُهُ فِي السِّلْك، والتَّنْظِيمُ مِثْلُهُ، وَمِنْهُ نَظَمْتُ الشِّعر ونَظَّمْته، ونَظَمَ الأَمرَ عَلَى المثَل. وكلُّ شَيْءٍ قَرَنْتَه بِآخَرَ أَوْ ضَمَمْتَ بعضَه إِلَى بَعْضٍ، فَقَدْ نَظَمْته. والنَّظْمُ: المَنْظومُ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. والنَّظْمُ: مَا نظَمْته مِنْ لؤلؤٍ وخرزٍ وَغَيْرِهِمَا، وَاحِدَتُهُ نَظْمَة. ونَظْم الحَنْظل: حبُّه فِي صِيصائه. والنِّظَامُ: مَا نَظَمْتَ فِيهِ الشَّيْءَ مِنْ خَيْطٍ وَغَيْرِهِ، وكلُّ شعبةٍ مِنْهُ وأَصْلٍ نِظامٌ. ونِظامُ كُلِّ أَمر: مِلاكُه، وَالْجَمْعُ أَنْظِمَة وأَناظِيمُ ونُظُمٌ. اللَّيْثُ: النَّظْمُ نَظمُك الخرزَ بعضَه إِلَى بَعْضٍ فِي نِظامٍ وَاحِدٍ، كَذَلِكَ هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يُقَالَ: لَيْسَ لأَمره نِظامٌ أَيْ لَا تَسْتَقِيمُ طريقتُه. والنِّظامُ: الخيطُ الَّذِي يُنْظمُ بِهِ اللؤلؤُ، وكلُّ خيطٍ يُنْظَم بِهِ لُؤْلُؤٌ أَوْ غيرهُ فَهُوَ نِظامٌ، وَجَمْعُهُ نُظُمٌ؛ وَقَالَ: مِثْل الفَرِيدِ الَّذِي يَجري مَتَى النُّظُم وفعلُك النَّظْمُ والتَّنْظِيمُ. ونَظْمٌ مِنْ لؤلؤٍ، قَالَ: وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ، والانْتِظام: الاتِّساق. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: وَآيَاتٌ تَتابعُ كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه ؛ النِّظام: العِقْدُ مِنَ الْجَوْهَرِ وَالْخَرَزِ وَنَحْوِهِمَا، وسِلْكُه خَيْطُه. والنِّظامُ: الهَديَةُ والسِّيرة. وَلَيْسَ لأَمرهم نِظامٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ هَدْيٌ وَلَا مُتَعَلَّق وَلَا اسْتِقَامَةٌ. وَمَا زالَ عَلَى نِظامٍ وَاحِدٍ أَيْ عادةٍ. وتَنَاظَمَتِ الصُّخورُ: تلاصَقَت. والنِّظَامَان مِنَ الضبِّ: كُشْيَتان مَنْظومتانِ مِنْ جَانِبَيْ كُلْيَتَيْه طَوِيلَتَانِ. ونِظَامَا الضبَّةِ وإِنْظَاماها: كُشْيَتاها، وَهُمَا خيْطانِ مُنْتَظِمانِ بَيْضاً، يَبْتَدَّان جَانِبَيْهَا مِنْ ذَنَبها إِلَى أُذُنها. وَيُقَالُ: فِي بَطْنِهَا إنْظامان مِنْ بَيْضٍ، وَكَذَلِكَ إِنْظاما السَّمَكَةِ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أُنْظُومَتَا الضبِّ والسمكةِ، وَقَدْ نَظَمَت ونَظَّمَت وأَنْظَمَت، وَهِيَ نَاظِمٌ ومُنَظِّمٌ ومُنْظِم، وَذَلِكَ حِينَ تَمْتَلِئُ مِنْ أَصل ذَنَبِهَا إِلَى أُذنِها بَيْضاً. وَيُقَالُ: نَظَّمَت الضبَّةُ بَيْضَهَا تَنْظِيماً فِي بَطْنِهَا، ونَظَمَها نَظْماً، وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَةُ أَنْظَمَت إِذَا صَارَ فِي بَطْنِهَا بَيْضٌ. والأَنْظَامُ: نَفْسُ الْبَيْضِ المُنَظَّم كأَنه مَنْظُومٌ فِي سِلْكٍ. والإِنْظَامُ مِنَ الْخَرَزِ: «2» خيطٌ قَدْ نُظِمَ خَرزاً، وَكَذَلِكَ أَنَاظِيمُ مَكْنِ الضبَّة. وَيُقَالُ: جَاءَنَا نَظْمٌ مِنْ جرادٍ، وَهُوَ الْكَثِيرُ. ونِظامُ الرَّمْلِ وأَنْظَامَتُه: ضَفِرتُه، وَهِيَ مَا تعقَّد مِنْهُ. ونَظَمَ الحبْلَ: شَكّه وعَقَدَه. ونَظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ يَنْظِمُه: شَكّه وضَفَرَه. والنَّظَائِمُ: شَكائِكُ الحَبْلِ وخَلَلُه. وطعَنَه بالرُّمح فانْتَظَمَه أَي اخْتَلَّه. وانْتَظَم سَاقَيْهِ وَجَانِبَيْهِ كَمَا قَالُوا اخْتَلَّ فؤادَه أَيْ ضَمَّهَا بالسِّنان؛ وَقَدْ روي:

_ (1). قوله [الصنمة] هو في الأَصل بهذا الضبط، وفي القاموس والتكملة بفتح فسكون (2). قوله [والإِنْظَام من الخرز] ضبط في الأَصل والتكملة بالكسر، وفي القاموس بالفتح

لَمَّا انْتَظَمْتُ فُؤادَه بالمِطْرِد وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: اخْتَلَلْتُ فُؤادَه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الانْتِظَامُ للجانِبَين والاخْتلالُ لِلْفُؤَادِ وَالْكَبِدِ. وَقَالَ الْحَسَنُ فِي بَعْضِ مَوَاعِظِهِ: يَا ابنَ آدَمَ عليكَ بنَصيبك مِنَ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ يأْتي بِكَ عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فيَنْتَظِمُهُ لَكَ انْتِظَاماً ثُمَّ يزولُ مَعَكَ حَيْثُمَا زُلْتَ. وانْتَظَمَ الصيدَ إِذَا طَعَنَهُ أَوْ رَمَاهُ حَتَّى يُنْفِذَه، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ انْتَظَمَه حَتَّى يَجْمَعَ رَمْيَتَين بِسَهْمٍ أَوْ رُمْحٍ. والنَّظْمُ: الثُّريّا، عَلَى التَّشْبِيهِ بالنظْمِ مِنَ اللُّؤْلُؤِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فوَرَدْن، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ الضُّرَباء ... فَوْقَ النَّظْمِ، لَا يَتَتَلَّع وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: فَوْقَ النَّجْمِ، وَهُمَا الثُّرَيَّا مَعًا. والنَّظْمُ أَيضاً: الدّبَرانُ الَّذِي يَلِي الثُّريا. ابْنُ الأَعرابي: النَّظْمةُ كواكبُ الثُّريا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِثَلَاثَةِ كواكبَ مِنَ الجَوْزاء نَظْمٌ. ونَظْم: موضعٌ. والنظْمُ: ماءٌ بِنَجْدٍ. والنَّظِيمُ: موضعٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: فإنَّ الغَيْثَ قَدْ وَهِيَتْ كُلاهُ ... ببَطْحاء السَّيالة، فالنَّظِيمِ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّظِيمُ شِعْبٌ فِيهِ غُدُرٌ أَوْ قِلاتٌ مُتواصلة بَعْضُهَا قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ، فالشِّعْبُ حِينَئِذٍ نَظِيمٌ لأَنه نَظَم ذَلِكَ الْمَاءَ، والجماعةُ النُّظُمُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّظِيمُ مِنَ الرُّكِيِّ مَا تَنَاسَقَ فُقُرُهُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ. نعم: النَّعِيمُ والنُّعْمَى والنَّعْمَاء والنِّعْمَة، كُلُّهُ: الخَفْض والدَّعةُ والمالُ، وَهُوَ ضِدُّ البَأْساء والبُؤْسى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُ ؛ يَعْنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ حُجَجَ اللَّهِ الدالَّةَ عَلَى أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ؛ أَيْ تُسْأَلون يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ كُلِّ مَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ فِي الدُّنْيَا، وجمعُ النِّعْمَةِ نِعَمٌ وأَنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدّ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمان إِلَّا بصالحٍ، ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيّاً وأَنْعُما والنُّعْم، بِالضَّمِّ: خلافُ البُؤْس. يُقَالُ: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤْسٌ، وَالْجَمْعُ أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُمَ الشيءُ نُعُومَةً أَيْ صَارَ ناعِما لَيِّناً، وَكَذَلِكَ نَعِمَ يَنْعَمُ مِثْلَ حَذِرَ يَحْذَر، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ بَيْنَهُمَا: نَعِمَ يَنْعُمُ مِثْلَ فَضِلَ يَفْضُلُ، وَلُغَةٌ رَابِعَةٌ: نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وَهُوَ شَاذٌّ. والتَّنَعُّم: الترفُّه، وَالِاسْمُ النَّعْمَة. ونَعِمَ الرَّجُلُ يَنْعَمُ نَعْمَةً، فَهُوَ نَعِمٌ بَيَّنُ المَنْعَم، وَيَجُوزُ تَنَعَّمَ، فَهُوَ نَاعِمٌ، ونَعِمَ يَنْعُمُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: نَعِمَ فِي الأَصل مَاضِي يَنْعَمُ، ويَنْعُمُ فِي الأَصل مضارعُ نَعُمَ، ثُمَّ تَدَاخَلَتِ اللُّغَتَانِ فَاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ نَعِمَ لُغَةَ مَنْ يَقُولُ يَنْعُمُ، فَحَدَثَ هُنَالِكَ لغةٌ ثَالِثَةٌ، فَإِنْ قُلْتَ: فَكَانَ يَجِبُ، عَلَى هَذَا، أَن يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ نَعُمَ مضارعَ مَنْ يَقُولُ نَعِمَ فَيَتَرَكَّبُ مِنْ هَذَا لغةٌ ثَالِثَةٌ وَهِيَ نَعُمَ يَنْعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَن فَعُل لَا يَخْتَلِفُ مضارعُه أَبداً، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَعِمَ، فَإِنَّ نَعِمَ قَدْ يأْتي فِيهِ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلاف مضارعِه، وفَعُل لَا يَحْتَمِلُ مضارعُه الخلافَ، فَإِنْ قُلْتَ: فَمَا بالهُم كَسَرُوا عينَ يَنْعِمُ وَلَيْسَ فِي مَاضِيهِ إِلَّا نَعِمَ ونَعُمَ وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظٌّ فِي بَابِ يَفْعِل؟ قِيلَ: هَذَا طريقُه غَيْرُ طَرِيقِ مَا قَبْلَهُ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ يَنْعِمُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، جَاءَ عَلَى ماضٍ وَزْنُهُ فعَل غَيْرَ أَنهم لَمْ يَنْطِقوا بِهِ اسْتِغْنَاءً عَنْهُ بنَعِم ونَعُم، كَمَا اسْتَغْنَوْا بتَرَك عَنْ وَذَرَ

ووَدَعَ، وَكَمَا استغنَوْا بمَلامِحَ عَنْ تَكْسِيرِ لَمْحةٍ، أَو يَكُونَ فَعِل فِي هَذَا دَاخِلًا عَلَى فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مُضَارِعِ نَعُمَ كَمَا ضُمَّت عينُ مُضَارِعِ فَعِل، وَكَذَلِكَ تَنَعَّمَ وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ ونَعَّمَه ونَاعَمَه. ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّعْمَةُ، بِالْفَتْحِ: التَّنْعِيمُ. يُقَالُ: نَعَّمَه اللَّهُ ونَاعَمَه فتَنَعَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَيْفَ أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمه؟ أَيْ كَيْفَ أَتَنَعَّمُ، مِنَ النَّعْمة، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ الْمَسَرَّةُ وَالْفَرَحُ والترفُّه. وَفِي حَدِيثِ أَبي مَرْيَمَ: دخلتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: مَا أَنْعَمَنا بِكَ؟ أَي مَا الَّذِي أَعْمَلَكَ إِلَيْنَا وأَقْدَمَك عَلَيْنَا، وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ يُفرَح بِلِقَائِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: مَا الَّذِي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك. والنَّاعِمَةُ والمُنَاعِمَةُ والمُنَعَّمَةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنَّهَا لَطَيْرٌ نَاعِمةٌ أَيْ سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قَالَ وَقَوْلُهُ: مَا أَنْعَمَ العَيْشَ، لَوْ أَنَّ الفَتى حَجَرٌ، ... تنْبُو الحوادِثُ عَنْهُ، وَهْوَ مَلْمومُ إِنَّمَا هُوَ عَلَى النَّسَبِ لأَنا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا نَعِمَ العيشُ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: هُوَ أَحْنكُ الشَّاتَيْنِ وأَحْنَكُ البَعيرين فِي أَنه اسْتُعْمِلَ مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّبِ، وَإِنْ لَمْ يَكُ مِنْهُ فِعْلٌ، فتَفهَّمْ. وَرَجُلٌ مِنْعَامٌ أَيْ مِفْضالٌ. ونَبْتٌ نَاعِمٌ ومُنَاعِمٌ ومُتنَاعِمٌ سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَعشى: وتَضْحَك عَنْ غُرِّ الثَّنايا، كأَنه ... ذُرَى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتَنَاعِمُ والتَّنْعِيمَةُ: شجرةٌ نَاعِمَةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، وَلَا تَنْبُتُ إِلَّا عَلَى مَاءٍ، وَلَا ثمرَ لَهَا وَهِيَ خَضْرَاءُ غليظةُ الساقِ. وثوبٌ نَاعِمٌ: ليِّنٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الوُصَّاف: وَعَلَيْهِمُ الثيابُ النَّاعِمَةُ؛ وَقَالَ: ونَحْمي بِهَا حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً، ... عليهنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَريرُ وكلامٌ مُنَعَّمٌ كَذَلِكَ. والنِّعْمَةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وَمَا أُنْعِم بِهِ عَلَيْكَ. ونِعْمَةُ اللَّهِ، بِكَسْرِ النُّونِ: مَنُّه وَمَا أَعطاه اللَّهُ العبدَ مِمَّا لَا يُمْكن غَيْرُهُ أَن يُعْطيَه إِيَّاهُ كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ مِنْهُمَا نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ عَلَى حَذْفِ التَّاءِ فَصَارَ كَقَوْلِهِمْ ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، ونِعِماتٌ ونِعَمَاتٌ، الإِتباعُ لأَهل الْحِجَازِ، وَحَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ: أَن الفُلْكَ تجرِي فِي البَحْرِ بنِعَمات اللَّهِ ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وكسرِها، قَالَ: وَيَجُوزُ بِنِعْمات اللَّهِ، بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ، فأَما الكسرُ «1» فَعَلَى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فَإِنَّ الْفَتْحَ أخفُّ الْحَرَكَاتِ، وَهُوَ أَكثر فِي الْكَلَامِ مِنْ نِعِمات اللَّهِ، بِالْكَسْرِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً «2». قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والنُّعْمَى كالنِّعْمة، فَإِنْ فتحتَ النُّونَ مددتَ فَقُلْتَ النَّعْماء، والنَّعِيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ النِّعْمَةِ أَيْ واسعُ المالِ. وقرأَ بَعْضُهُمْ: وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً، فَمَنْ قرأَ نِعَمَهُ أَراد جميعَ مَا أَنعم بِهِ عَلَيْهِمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ «3» نِعَمَهُ ، وَهُوَ وَجْهٌ جيِّد لأَنه قَدْ قَالَ شاكِراً لِأَنْعُمِهِ ، فَهَذَا جَمْعُ النِّعْم وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَن نِعَمَه جَائِزٌ، ومَنْ قرأَ نِعْمَةً أَراد مَا أُعطوه من

_ (1). قوله [فأما الكسر إلخ] عبارة التهذيب: فَأَمَّا الْكَسْرُ فَعَلَى مَنْ جَمَعَ كِسْرَةً كِسِرَاتٍ، وَمَنْ أسكن فهو أجود الأَوجه على من جمع الكسرة كسرات ومن قرأ إلخ (2). قوله وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً إلى قوله [وقرأ بعضهم] هكذا في الأَصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما (3). قوله [قرأها ابن عباس إلخ] كذا بالأَصل

تَوْحِيدِهِ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، وأَنْعَمَها اللهُ عَلَيْهِ وأَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النِّعْمَةُ الظاهرةُ الإِسلامُ، والباطنةُ سَتْرُ الذُّنُوبِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجَ: مَعْنَى إنْعَامِ اللَّهِ عَلَيْهِ هِدايتُه إِلَى الإِسلام، وَمَعْنَى إنْعَامِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْهِ إعْتاقُه إِيَّاهُ مِنَ الرِّقِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: اذْكُر الإِسلامَ وَاذْكُرْ مَا أَبْلاكَ بِهِ ربُّك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ؛ يَقُولُ: مَا أَنت بإنْعامِ اللَّهِ عَلَيْكَ وحَمْدِكَ إِيَّاهُ عَلَى نِعْمتِه بِمَجْنُونٍ. وَقَوْلُهُ تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ يَعْرِفُونَ أَن أمرَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حقٌّ ثُمَّ يُنْكِرون ذَلِكَ. والنِّعْمَةُ، بِالْكَسْرِ: اسمٌ مِنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ يُنْعِمُ إنْعَاماً ونِعْمَةً، أُقيم الاسمُ مُقامَ الإِنْعَام، كَقَوْلِكَ: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إنْفاقاً ونَفَقَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأَنْعَمَ: أَفْضل وَزَادَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أَهلَ الْجَنَّةِ ليَتراءوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كَمَا تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإنَّ أَبَا بَكْرٍ وعُمَر مِنْهُمْ وأَنْعَمَا أَيْ زَادَا وفَضَلا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَيُقَالُ: قَدْ أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أَيْ زِدْتَ عليَّ الإِحسانَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صَارَا إِلَى النَّعِيمِ ودخَلا فِيهِ كَمَا يُقَالُ أَشْمَلَ إِذَا دَخَلَ فِي الشِّمالِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ: أَنْعَمْتَ عَلَى فلانٍ أَيْ أَصَرْتَ إِلَيْهِ نِعْمةً. وَتَقُولُ: أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ، مِنَ النِّعْمة. وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك، مِنَ النُّعُومةِ. وقولهُم: عِمْ صَبَاحًا كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه مَحْذُوفٌ مِنْ نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالْكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: كُلْ مَنْ أَكلَ يأْكلُ، فَحَذَفَ مِنْهُ الأَلف والنونَ اسْتِخْفَافًا. ونَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْناً، ونَعَمَ، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْناً: أَقرَّ بِكَ عينَ مَنْ تُحِبُّهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ أَقرَّ اللهُ عينَك بِمَنْ تحبُّه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَنْعَمَ اللهُ بالرسولِ وبالمُرْسِلِ، ... والحاملِ الرسالَة عَيْنا الرسولُ هُنَا: الرسالةُ، وَلَا يَكُونُ الرسولَ لأَنه قَدْ قَالَ وَالْحَامِلُ الرِّسَالَةَ، وحاملُ الرسالةِ هُوَ الرسولُ، فَإِنْ لَمْ يُقَل هَذَا دَخَلَ فِي الْقِسْمَةِ تداخُلٌ، وَهُوَ عَيْبٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مِثْلُ نَزِهَ نُزْهةً. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: لَا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْعَمُ بأَحدٍ عَيْناً، وَلَكِنْ قُلْ أَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْناً؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الَّذِي منَع مِنْهُ مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ فِي كَلَامِهِمْ، وعَيْناً نصبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ مِنَ الْكَافِ، وَالْبَاءِ لِلتَّعْدِيَةِ، وَالْمَعْنَى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أَيْ نَعَّمَ عينَك وأَقَرَّها، وَقَدْ يَحْذِفُونَ الْجَارَّ ويُوصِلون الْفِعْلَ فَيَقُولُونَ نَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بِكَ عَيْناً فَالْبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ لأَن الْهَمْزَةَ كَافِيَةٌ فِي التَّعْدِيَةِ، تَقُولُ: نَعِمَ زيدٌ عَيْنًا وأَنْعَمَه اللهُ عَيْنًا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ أَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعيم فيُعدَّى بِالْبَاءِ، قَالَ: وَلَعَلَّ مُطرِّفاً خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّ انْتِصَابَ المميِّز فِي هَذَا الْكَلَامِ عَنِ الْفَاعِلِ فَاسْتَعْظَمَهُ، تَعَالَى اللهُ أَنْ يُوصَفَ بِالْحَوَاسِّ عُلُوًّا كَبِيرًا، كَمَا يَقُولُونَ نَعِمْتُ بِهَذَا الأَمرِ عَيْناً، وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ، فحَسِبَ أَنَّ الأَمر فِي نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِكَ، وَنَزَلُوا مَنْزِلًا يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، أَيْ يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وَزَادَ اللِّحْيَانِيُّ: ويَنْعُمُهم عَيْنًا، وَزَادَ الأَزهري: ويُنْعمُهم، وَقَالَ أَربع لُغَاتٍ. ونُعْمةُ الْعَيْنِ: قُرَّتُها، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمَةَ عينٍ ونَعْمَةَ عينٍ ونِعْمَةَ عينٍ ونُعْمَى عينٍ ونَعَامَ عينٍ ونُعامَ [نِعامَ] عينٍ ونَعامةَ عينٍ ونَعِيمَ عينٍ ونُعَامَى عينٍ

أَيْ أفعلُ ذَلِكَ كَرَامَةً لَكَ وإِنْعَاماً بعَينِك وَمَا أَشبهه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: نَصَبُوا كلَّ ذَلِكَ عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ الْمَتْرُوكِ إظهارهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا سَمِعتَ قَوْلًا حسَناً فَرُوَيْداً بِصَاحِبِهِ، فَإِنْ وافقَ قولٌ عَملًا فنَعْمَ ونُعْمَةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أَيْ إِذَا سَمِعْتَ رجُلًا يَتَكَلَّمُ فِي الْعِلْمِ بِمَا تَسْتَحْسِنُهُ فَهُوَ كَالدَّاعِي لَكَ إِلَى مودّتِه وَإِخَائِهِ، فَلَا تَعْجَلْ حَتَّى تَخْتَبِرَ فعلَه، فَإِنْ رأَيته حسنَ الْعَمَلِ فأَجِبْه إِلَى إِخَائِهِ ومودّتهِ، وَقُلْ لَهُ نَعْمَ ونُعْمَة عَيْنٍ أَي قُرَّةَ عينٍ، يَعْنِي أُقِرُّ عينَك بِطَاعَتِكَ وَاتِّبَاعِ أَمْرِكَ. ونَعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ: واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ وَمِنْ قِدَمٍ، ... لَا يَنْعَمُ العُودُ حَتَّى يَنْعَم الورَقُ «4» . وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً، ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها ثِقالا يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فَمَنْ قَالَ الأَضيافُ، بِالرَّفْعِ، أَرَادَ تَنْعَم الأَضيافُ عَيْنًا بِهِنَّ لأَنهم يَشْرَبُونَ مِنْ أَلبانِها، وَمَنْ قَالَ تَنْعَمُ الأَضيافَ، فَمَعْنَاهُ تَنْعَم هَذِهِ الكُومُ بالأَضيافِ عَيْنًا، فحذفَ وأَوصل فنَصب الأَضيافَ أَيْ أَنَّ هَذِهِ الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بِهَا، لأَنها قَدْ جَرَتْ مِنْهُمْ عَلَى عَادَةٍ مأْلوفة مَعْرُوفَةٍ فَهِيَ تأْنَسُ بِالْعَادَةِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا تأْنس بِهِمْ لِكَثْرَةِ الأَلبان، فَهِيَ لِذَلِكَ لَا تَخَافُ أَنْ تُعْقَر وَلَا تُنْحَر، وَلَوْ كَانَتْ قَلِيلَةَ الأَلبان لَمَا نَعِمَت بِهِمْ عَيْنًا لأَنها كَانَتْ تَخَافُ العَقْرَ وَالنَّحْرَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: يَا نُعْمَ عَيْني أَي يَا قُرَّة عَيْنِي؛ وأَنشد عَنِ الْكِسَائِيِّ: صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ، ... بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ قَالَ: ونَعْمَةُ الْعَيْشِ حُسْنُه وغَضارَتُه، وَالْمُذَكَّرُ مِنْهُ نَعْمٌ، وَيُجْمَعُ أَنْعُماً. والنَّعَامَةُ: معروفةٌ، هَذَا الطائرُ، تَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى، وَالْجَمْعُ نَعَامَاتٌ ونَعائِمُ ونَعامٌ، وَقَدْ يَقَعُ النَّعَامُ عَلَى الْوَاحِدِ؛ قَالَ أَبُو كَثْوة: ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوانَ زَوْزَأَةً، ... لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قَدْ وَثَبَا والنَّعَامُ أَيضاً، بِغَيْرِ هَاءِ، الذكرُ مِنْهَا الظليمُ، والنَّعامةُ الأُنثى. قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يُقَالَ لِلذَّكَرِ نَعامة بِالْهَاءِ، وَقِيلَ النَّعام اسمُ جِنْسٍ مِثْلُ حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ مِن نَعَامةٍ، وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تَلْوي عَلَى شَيْءٍ إِذَا جفَلت، وَيَقُولُونَ: أَشمُّ مِن هَيْق لأَنه يَشُمّ الرِّيحَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَشمُّ مِنْ هَيْقٍ وأَهْدَى مِنْ جَمَلْ وَيَقُولُونَ: أَمْوَقُ مِنْ نعامةٍ وأَشْرَدُ مِنْ نَعامةٍ؛ ومُوقها: تركُها بيضَها وحَضْنُها بيضَ غَيْرِهَا، وَيَقُولُونَ: أَجبن مِنْ نَعامةٍ وأَعْدى مِنْ نَعامةٍ. وَيُقَالُ: رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إِذَا جدَّ فِي أَمره. وَيُقَالُ للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بِشْرٍ: فأَما بَنُو عامرٍ بالنِّسار ... فَكَانُوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا وَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلْقَوْمِ إِذَا ظَعَنوا مُسْرِعِينَ: خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعَامَتُهم أَي استَمر بِهِمُ السيرُ. وَيُقَالُ للعَذارَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضُ نَعَامٍ. وَيُقَالُ للفَرَس: لَهُ سَاقَا نَعَامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه،

_ (4). قوله [من لحو] في المحكم: من لحق، واللحق الضمر

وَلَهُ جُؤجُؤُ نَعامةٍ لِارْتِفَاعِ جُؤْجُؤها. وَمِنْ أَمثالهم: مَن يَجْمع بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعام؟ وَذَلِكَ أَنَّ مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الْجِبَالِ وَمَسَاكِنُ النَّعَامِ السُّهولةُ، فَهُمَا لَا يَجْتَمِعَانِ أَبداً. وَيُقَالُ لِمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عَلَيْكَ: مَا أَنت إِلَّا نَعامةٌ؛ يَعْنون قَوْلَهُ: ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بَعِيرًا، ... تُعاظِمُه إِذَا مَا قِيلَ: طِيري وإنْ قِيلَ: احْمِلي، قَالَتْ: فإنِّي ... مِنَ الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور وَيَقُولُونَ لِلَّذِي يَرْجِع خَائِبًا: جَاءَ كالنَّعامة، لأَن الأَعراب يَقُولُونَ إِنَّ النَّعَامَةَ ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فَقَطَعُوا أُذُنيها فَجَاءَتْ بِلَا أُذُنين؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بعضهم: أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ مِنْ بَيْتِها ... لتُصاغَ أُذْناها بِغَيْرِ أَذِينِ فاجْتُثَّتِ الأُذُنان مِنْهَا، فانْتَهَتْ ... هَيْماءَ لَيْسَتْ مِنْ ذَوَاتِ قُرونِ وَمِنْ أَمثالهم: أنْتَ كَصَاحِبَةِ النَّعامة، وَكَانَ مِنْ قِصَّتِهَا أَنها وجَدتْ نَعامةً قَدْ غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دنَتْ مِنَ الْحَيِّ فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل عَلَى النَّعامةِ، فانتَهتْ إِلَيْهَا وَقَدْ أَساغَتْ غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لَا صَيْدَها أَحْرَزَتْ وَلَا نصيبَها مِنَ الْحَيِّ حَفِظتْ؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ المَزْريَةِ عَلَى مَنْ يَثق بِغَيْرِ الثِّقةِ. والنَّعَامة: الْخَشَبَةُ الْمُعْتَرِضَةُ عَلَى الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق مِنْهُمَا الْقَامَةُ، وَهِيَ البَكَرة، فَإِنْ كَانَ الزَّرانيق مِنْ خَشَبٍ فَهِيَ دِعَمٌ؛ وَقَالَ أَبو الْوَلِيدِ الكِلابي: إِذَا كَانَتَا مِنْ خَشَب فَهُمَا النَّعامتان، قَالَ: وَالْمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بِهَا، قَالَ الأَزهري: وَتَكُونُ النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طَرَفَاهُمَا الأَسفلان فِي الأَرض، أَحَدُهُمَا مِنْ هَذَا الْجَانِبِ، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل يُمدّ طَرَفَا الْحَبْلِ إِلَى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ فِي الأَرض أَوْ حَجَرَيْنِ ضَخْمَيْنِ، وتُعَلَّقُ الْقَامَةُ بَيْنَ شُعْبتي النَّعامتين، والنَّعامتانِ: المَنارتانِ اللَّتَانِ عَلَيْهِمَا الْخَشَبَةُ المعترِضة؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: النَّعامتان الْخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ عَلَى زُرْنوقَي الْبِئْرِ، الْوَاحِدَةُ نَعامة، وَقِيلَ: النَّعامة خَشَبَةٌ تُجْعَلُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ تَقوم عَلَيْهَا السَّواقي. والنَّعامة: صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الْبِئْرِ. والنَّعامة: كلُّ بِنَاءٍ كالظُّلَّة، أَوْ عَلَم يُهْتَدَى بِهِ مِنْ أَعلام الْمَفَاوِزِ، وَقِيلَ: كُلُّ بِنَاءٍ عَلَى الْجَبَلِ كالظُّلَّة والعَلَم، وَالْجَمْعُ نَعامٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ الْمَفَازَةِ: بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجالُ، ... تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا «1» . وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ: تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّريحا قَالَ: والنَّفائضُ مِنَ الإِبل؛ وَقَالَ آخَرُ: لَا شيءَ فِي رَيْدِها إِلَّا نَعامَتُها، ... مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قائمٌ باقِي وَالْمَشْهُورُ مِنْ شِعْرِهِ: لَا ظِلَّ فِي رَيْدِها وَشَرَحَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فَقَالَ: النَّعَامة مَا نُصب مِنْ خَشَبٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ الرَّبِيئَةُ، والهَزيم: الْمُتَكَسِّرُ؛ وبعد هذا البيت:

_ (1). قوله [بناها] هكذا بتأنيث الضمير في الأَصل ومثله في المحكم هنا، والذي في مادة نفض تذكيره، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك

بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي، وَمَا كَسِلوا ... حَتَّى نَمَيْتُ إِلَيْهَا قَبْلَ إشْراق والنَّعَامة: الجِلْدة الَّتِي تُغَطِّي الدِّمَاغَ، والنَّعَامة مِنَ الْفَرَسِ: دماغُه. والنَّعَامة: بَاطِنُ الْقَدَمِ. والنَّعَامة: الطَّرِيقُ. والنَّعَامة: جَمَاعَةُ الْقَوْمِ. وشالَتْ نَعَامَتُهم: تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهم وَذَهَبَ عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم وولَّوْا، وَقِيلَ: تَحَوَّلوا عَنْ دَارِهِمْ، وَقِيلَ: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ أُمورُهم؛ قَالَ ذُو الإِصْبَع العَدْوانيّ: أَزْرَى بِنَا أَننا شالَتْ نَعَامَتُنا، ... فَخَالَنِي دُونَهُ بَلْ خِلْتُه دُونِي وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا ارْتَحَلوا عَنْ مَنْزِلِهِمْ أَوْ تَفَرَّقوا: قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: أَتَى هِرَقْلًا وَقَدْ شالَتْ نَعامَتُهم : النَّعَامَةُ الْجَمَاعَةُ أَي تَفَرَّقُوا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ: اشْرَبْ هنِيئاً فَقَدْ شالَتْ نَعامتُهم، ... وأَسْبِلِ اليَوْمَ فِي بُرْدَيْكَ إسْبالا وأَنشد لِآخَرَ: إِنِّي قَضَيْتُ قَضَاءً غيرَ ذِي جَنَفٍ، ... لَمَّا سَمِعْتُ وَلَمَّا جاءَني الخَبَرُ أَنَّ الفَرَزْدَق قَدْ شالَتْ نعامَتُه، ... وعَضَّه حَيَّةٌ مِنْ قَومِهِ ذَكَرُ والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الْجَهْلُ، يُقَالُ: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قَالَ المَرّار الفَقْعَسِيّ: وَلَوْ أَنيّ حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعامتُه، وأَبْغَضَ مَا أَقولُ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ للإِنسان إِنَّهُ لخَفيفُ النَّعَامَةِ إِذَا كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ. وأَراكةٌ نَعامةٌ: طَوِيلَةٌ. وَابْنُ النَّعَامَةِ: الطَّرِيقُ، وَقِيلَ: عِرْقٌ فِي الرِّجْل؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: ابْنُ النَّعامة عَظْم السَّاقِ، وَقِيلَ: صَدَرُ الْقَدَمِ، وَقِيلَ: مَا تَحْتَ الْقَدَمِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه، ... وابنُ النَّعَامةِ، عند ذلك، مَرْكَبِي فُسِّر بِكُلِّ ذَلِكَ، وَقِيلَ: ابْنُ النَّعامة فَرَسُه، وَقِيلَ: رِجْلاه؛ قَالَ الأَزهري: زَعَمُوا أَن ابْنَ النَّعَامَةِ مِنَ الطُّرُقِ كأَنه مَرْكَبُ النَّعامة مِنْ قَوْلِهِ: وَابْنُ النَّعَامَةِ، يَوْمَ ذَلِكَ، مَرْكَبي وَابْنُ النَعامة: السَّاقِي الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْبِئْرِ. وَالنَّعَامَةُ: الرجْل. وَالنَّعَامَةُ: السَّاقُ. والنَّعامة: الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح. والنَّعامة: الإِكرام. والنَّعامة: المحَجَّة الْوَاضِحَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ: وَابْنُ النَّعامة، عِنْدَ ذَلِكَ، مُرْكَبِي قَالَ: هُوَ اسْمٌ لِشِدَّةِ الحَرْب وَلَيْسَ ثَمَّ امرأَة، وَإِنَّمَا ذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ: بِهِ دَاءُ الظَّبْي، وجاؤوا عَلَى بَكْرة أَبيهم، وَلَيْسَ ثُمَّ دَاءٌ وَلَا بَكرة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ، أَعني فَيَكُونُ مركبكِ، لِخُزَزَ بْنِ لَوْذان السَّدوسيّ؛ وَقَبْلَهُ: كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنّ بارِدٍ، ... إنْ كنتِ سائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطعَمْتُه، ... فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ إِنِّي لأَخْشَى أَنْ تقولَ حَليلَتي: ... هَذَا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ إِنَّ الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ، ... إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي وَيَكُونُ مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ، ... وابنُ النَّعامة، يَوْمَ ذَلِكَ، مَرْكَبِي

وَقَالَ: هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ وأَبو مُحَمَّدٍ الأَسود، وَقَالَ: ابنُ النَّعامة فَرَسُ خُزَزَ بْنِ لَوْذان السَّدوسي، والنَّعامة أُمُّه فرس الحرث بْنِ عَبَّاد، قَالَ: وَتُرْوَى الأَبيات أَيضا لِعَنْتَرَةَ، قَالَ: والنَّعامة خَطٌّ فِي بَاطِنِ الرِّجْل، ورأَيت أَبَا الْفَرَجِ الأَصبهاني قَدْ شَرَحَ هَذَا الْبَيْتَ فِي كِتَابِهِ «1»، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْغَرَضُ فِي هَذَا الْكِتَابِ النَّقْلَ عَنْهُ لَكِنَّهُ أَقرب إِلَى الصِّحَّةِ لأَنه قَالَ: إِنَّ نِهَايَةَ غَرَضِ الرِّجَالِ منكِ إِذَا أَخذوك الكُحْل والخِضابُ لِلتَّمَتُّعِ بِكِ، وَمَتَى أَخذوك أَنت حَمَلُوكِ عَلَى الرَّحْلِ والقَعود وأَسَروني أَنا، فَيَكُونُ القَعود مَرْكَبك وَيَكُونُ ابْنُ النَّعامة مَرْكَبي أَنا، وَقَالَ: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أَوْ ظلُّه الَّذِي يَمْشِي فِيهِ، وَهَذَا أَقرب إِلَى التَّفْسِيرِ مِنْ كَوْنِهِ يَصِفُ المرأَة برُكوب القَعود وَيَصِفُ نَفْسَهُ بِرُكُوبِ الْفَرَسِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يَكُونَ رَاكِبُ الْفَرَسِ مُنْهَزِمًا مُوَلِّيًا هَارِبًا، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْفَخْرِ مَا يَقُولُهُ عَنْ نَفْسِهِ، فأَيُّ حَالَةٍ أَسوأُ مِنْ إِسْلَامِ حَلِيلَتِهِ وهرَبه عَنْهَا رَاكِبًا أَوْ رَاجِلًا؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هُوَ ومشيَه هُوَ الأَمر الَّذِي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله. والنَّعَم: وَاحِدُ الأَنْعَام وَهِيَ الْمَالُ الرَّاعِيَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النَّعَم الإِبل وَالشَّاءُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، والنَّعْم لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: وأَشْطانُ النَّعَامِ مُرَكَّزاتٌ، ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول وَالْجَمْعُ أَنعَامٌ، وأَنَاعِيمُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دَانَى لَهُ القيدُ فِي دَيْمومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَناعِيمُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النِّعَمُ الإِبل خَاصَّةً، والأَنعام الإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَجَزاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ؛ قَالَ: يُنْظَرُ إِلَى الَّذِي قُتل مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُهُ دَرَاهِمَ فيُتصدق بِهَا؛ قَالَ الأَزهري: دَخَلَ فِي النِّعَمِ هَاهُنَا الإِبلُ والبقرُ وَالْغَنَمِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى طَعَامِهِمْ وَلَا يُسمُّون كَمَا أَن الأَنْعام لَا تَفْعَلُ ذَلِكَ، وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وجَل: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ ؛ فَإِنَّ الْفَرَّاءَ قَالَ: الأَنْعام هَاهُنَا بِمَعْنَى النَّعَم، والنَّعَم تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِمَّا فِي بُطُونِهِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مِمَّا فِي بُطُونِها، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّعَم ذُكِّرَ لَا يؤَنث، وَيُجْمَعُ عَلَى نُعْمانٍ مِثْلُ حَمَل وحُمْلانٍ، وَالْعَرَبُ إِذَا أَفردت النَّعَم لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلَّا الإِبل، فَإِذَا قَالُوا الأَنْعَام أَرادوا بِهَا الإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ «2» ثُمَّ قَالَ: ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ؛ أَيْ خَلَقَ مِنْهَا ثَمَانِيَةَ أَزواج، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ؛ قَالَ: أَراد فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنَا؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: مِثْل الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ أَيْ حَوَاصِلَ مَا ذَكَرْنَا؛ وَقَالَ آخَرُ فِي تَذْكِيرِ النَّعَم: فِي كُلِّ عامٍ نَعَمٌ يَحْوونَهُ، ... يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ للإِبل إِذَا ذُكِرت «3» الأَنْعَام والأَنَاعِيم. والنُّعامى، بِالضَّمِّ عَلَى فُعالى: مِنْ أَسماء رِيحِ الْجَنُوبِ لأَنها أَبلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها؛ قَالَ أَبو ذؤيب:

_ (1). قوله [في كتابه] هو الأَغاني كما بهامش الأَصل (2). الآية (3). قوله [إذا ذكرت] الذي في التهذيب: كثرت

مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ، ... خِلافَ النُّعَامَى مِنَ الشَّأْمِ، رِيحَا وَرَوَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي صَفْوان قَالَ: هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ بَيْنَ الْجَنُوبِ والصَّبا. والنَّعَامُ والنَّعَائِمُ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ، وأَربعة واردٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوجّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَربعةٌ فِي الْمَجَرَّةِ وَتُسَمَّى الواردةَ وأَربعة خَارِجَةٌ تسمَّى الصادرةَ. قَالَ الأَزهري: النَعَائِمُ منزلةٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهَا النَّعامَ الصادرَ، وَهِيَ أَربعة كَوَاكِبَ مُربَّعة فِي طَرَفِ المَجَرَّة وَهِيَ شَامِيَّةٌ، وَيُقَالُ لَهَا النَّعَام؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: باضَ النَّعامُ بِهِ فنَفَّر أَهلَه، ... إِلَّا المُقِيمَ عَلَى الدّوَى المُتَأَفِّنِ النَّعَامُ هَاهُنَا: النَّعَائِمُ مِنَ النُّجُومِ، وَقَدْ ذُكِرَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ بيض. ونُعَامَاكَ: بِمَعْنَى قُصاراكَ. وأَنْعَمَ أَنْ يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زَادَ. وأَنْعَمَ فِيهِ: بالَغ؛ قَالَ: سَمِين الضَّواحي لَمْ تَؤَرِّقْه، لَيْلةً، ... وأَنْعَمَ، أبكارُ الهُمومِ وعُونُها الضَّواحي: مَا بَدَا مِنْ جَسدِه، لَمْ تُؤرّقْه لَيْلَةً أَبكارُ الْهُمُومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَيْ وَزَادَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ، وأَبكار الْهُمُومِ: مَا فجَأَك، وعُونُها: مَا كَانَ هَمّاً بعدَ هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إِذَا كَانَتْ بَعْدَ حَرْب كَانَتْ قَبْلَهَا. وفَعَل كَذَا وأَنْعَمَ أَيْ زَادَ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الظُّهْرِ: فأَبردَ بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أَيْ أَطال الإِبْرادَ وأَخَّر الصَّلَاةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنْعَمَ النظرَ فِي الشيءِ إِذَا أَطالَ الفِكْرةَ فِيهِ؛ وَقَوْلُهُ: فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً أَي لَمْ تُبالِغْ فِي الطُّلُوعِ. ونِعْمَ: ضدُّ بِئْسَ وَلَا تَعْمَل مِنَ الأَسماء إِلَّا فِيمَا فِيهِ الأَلفُ وَاللَّامُ أَوْ مَا أُضيف إِلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ دالٌّ عَلَى مَعْنَى الْجِنْسِ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: إِذَا قُلْتَ نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أَوْ نِعْمَ رَجُلًا زيدٌ، فَقَدْ قلتَ: اسْتَحَقَّ زيدٌ المدحَ الَّذِي يَكُونُ فِي سَائِرِ جِنْسِهِ، فَلَمْ يجُزْ إِذَا كَانَتْ تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أَنْ تَعْمَلَ فِي غَيْرِ لَفْظِ جنسٍ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ نَعْمَ الرجلُ فِي نِعْمَ، كَانَ أَصْلُهُ نَعِم ثُمَّ خفَّف بِإِسْكَانِ الْكَسْرَةِ على لغة بكر بن وَائِلٍ، وَلَا تَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلَّا عَلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ مُظْهَراً أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِكَ نِعْم الرَّجُلُ زِيدٌ فَهَذَا هُوَ المُظهَر، ونِعْمَ رَجُلًا زيدٌ فَهَذَا هُوَ الْمُضْمَرُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ حِكَايَةً عَنِ الْعَرَبِ: نِعْم بزيدٍ رَجُلًا ونِعْمَ زيدٌ رَجُلًا، وَحَكَى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِعْم قَوْمًا، ونِعْمَ بِهِمْ قَوْمًا، ونَعِمُوا قَوْمًا، وَلَا يَتَّصِلُ بِهَا الضَّمِيرُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَعني أَنَّك لَا تَقُولُ الزَّيْدَانِ نِعْما رَجُلَيْنِ، وَلَا الزَّيْدُونَ نِعْموا رِجَالًا؛ قَالَ الأَزهري: إِذَا كَانَ مَعَ نِعْم وبِئْسَ اسمُ جِنْسٍ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ فَهُوَ نصبٌ أَبداً، وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ الأَلفُ واللامُ فَهُوَ رفعٌ أَبداً، وَذَلِكَ قَوْلُكَ نِعْم رَجُلًا زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رَجُلًا عَلَى التَّمْيِيزِ، وَلَا تَعْملُ نِعْم وبئْس فِي اسمٍ علمٍ، إِنَّمَا تَعْمَلانِ فِي اسْمٍ منكورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، أَوِ اسْمٍ فِيهِ أَلف ولامٌ تَدُلُّ عَلَى جِنْسٍ. الْجَوْهَرِيُّ: نِعْم وَبِئْسَ فِعْلان مَاضِيَانِ لَا يتصرَّفان تصرُّفَ سَائِرِ الأَفعال لأَنهما استُعملا لِلْحَالِ بِمَعْنَى الْمَاضِي، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وَفِيهِمَا أَربع لُغَاتٍ: نَعِمَ بِفَتْحِ أَوله وَكَسْرِ ثَانِيهِ، ثُمَّ تَقُولُ: نِعِمَ فتُتْبع الْكَسْرَةَ الكسرةَ، ثُمَّ تَطْرَحُ الْكَسْرَةَ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُ: نِعْمَ

بِكَسْرِ النُّونِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، ولك أَن تَطْرَحَ الْكَسْرَةَ مِنَ الثَّانِي وَتَتْرُكَ الأَوَّل مَفْتُوحًا فَتَقُولَ: نَعْم الرجلُ بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، وَتَقُولُ: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعْمَ المرأَةُ هندٌ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ المرأَةُ هِنْدٌ، فَالرَّجُلُ فاعلُ نِعْمَ، وزيدٌ يَرْتَفِعُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَكُونَ مُبْتَدَأً قدِّم عَلَيْهِ خبرُه، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مبتدإٍ محذوفٍ، وَذَلِكَ أَنَّك لَمَّا قُلْتَ نِعْم الرَّجُلُ، قِيلَ لَكَ: مَنْ هُوَ؟ أَوْ قدَّرت أَنه قِيلَ لَكَ ذَلِكَ فَقُلْتَ: هُوَ زَيْدٌ وَحَذَفْتَ هُوَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي حَذْفِ الْمُبْتَدَأِ، وَالْخَبَرِ إِذَا عُرِفَ الْمَحْذُوفُ هُوَ زَيْدٌ، وَإِذَا قُلْتَ نِعْم رَجُلًا فَقَدْ أَضمرت فِي نِعْمَ الرجلَ بالأَلف وَاللَّامِ مَرْفُوعًا وَفَسَّرْتَهُ بِقَوْلِكَ رَجُلًا، لأَن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعْرِفَةً بالأَلف وَاللَّامِ أَوْ مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ، وَيُرَادُ بِهِ تَعْرِيفُ الْجِنْسِ لَا تعريفُ الْعَهْدِ، أَوْ نَكِرَةً مَنْصُوبَةً وَلَا يَلِيهَا علَمٌ وَلَا غَيْرُهُ وَلَا يَتَّصِلُ بِهِمَا الضميرُ، لَا تَقُولُ نِعْمَ زيدٌ وَلَا الزَّيْدُونَ نِعْموا، وَإِنْ أَدخلت عَلَى نِعْم مَا قُلْتَ: نِعْمَّا يَعِظكم بِهِ، تَجْمَعُ بَيْنَ السَّاكِنِينَ، وَإِنْ شِئْتَ حَرَّكْتَ الْعَيْنَ بِالْكَسْرِ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتَ النُّونَ مَعَ كَسْرِ الْعَيْنِ، وَتَقُولُ غَسَلْت غَسْلًا نِعِمَّا، تَكْتَفِي بِمَا مَعَ نِعْم عَنْ صِلَتِهِ أَيْ نِعْم مَا غَسَلْته، وَقَالُوا: إِنْ فعلتَ ذَلِكَ فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ سَاكِنَةٍ فِي الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ لأَنها تَاءُ تأْنيث، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَتِ الفَعْلةُ أَوِ الخَصْلة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن توضَّأَ يومَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هِيَ، فَحَذَفَ الْمَخْصُوصَ بِالْمَدْحِ، وَالْبَاءُ فِي فَبِهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَيْ فَبِهَذِهِ الخَصْلةِ أَوِ الفَعْلة، يَعْنِي الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وَقِيلَ: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى السُّنَّة أَيْ فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تاءُ نِعْمَتْ ثابتةٌ فِي الْوَقْفِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة ... دَعائمَ الزَّوْرِ، نِعْمَتْ زَوْرَقُ البَلدِ وَقَالُوا: نَعِمَ القومُ، كَقَوْلِكَ نِعْم القومُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: مَا أَقَلَّتْ قَدَمايَ إنَّهُمُ ... نَعِمَ السَّاعون فِي الأَمْرِ المُبِرّ هَكَذَا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا بِهِ عَلَى الأَصل وَلَمْ يَكْثُرِ اسْتِعْمَالُهُ عَلَيْهِ، وَقَدْ رُوِيَ نِعِمَ، بِكَسْرَتَيْنِ عَلَى الإِتباع. ودقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أَيْ نِعْمَ الدقُّ. قَالَ الأَزهري: ودقَقْت دَوَاءً فأَنْعَمْت دَقَّه أَيْ بالَغْت وزِدت. وَيُقَالُ: نَاعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحْكِمْه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ رَجُلٌ نِعِمّا الرجلُ وَإِنَّهُ لَنَعِيمٌ. وتَنَعَّمَه بِالْمَكَانِ: طلَبه. وَيُقَالُ: أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أَيْ وَافَقَتْنِي وأَقمتُ بِهَا. وتَنَعَّمَ: مَشَى حَافِيًا، قِيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَة الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَنَعَّمَ الرجلُ قَدَمَيْهِ أَيِ ابتذَلَهما. وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمَهم: أَتَاهُمْ مُتَنَعِّماً عَلَى قَدَمَيْهِ حَافِيًا عَلَى غَيْرِ دَابَّةٍ؛ قَالَ: تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يومٍ وليلةٍ، ... فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وَهُوَ بَطِينُ وأَنْعَمَ الرجلُ إِذَا شيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوَاتٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ، ومثلُه: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ؛ قرأَ أَبو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ وأَبو عَمْرٍو فنِعْمَّا، بِكَسْرِ النُّونِ وَجَزْمِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وقرأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ فنَعِمَّا، بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ، وَذَكَرَ

أَبو عُبَيْدَةَ «4» حَدِيثَ النَّبِيِّ، صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: نِعْمّا بالمالِ الصَّالِحِ لِلرَّجُلِ الصالِح ، وأَنه يَخْتَارُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ لأَجل هَذِهِ الرِّوَايَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصله نِعْمَ مَا فأَدْغم وشدَّد، وَمَا غيرُ موصوفةٍ وَلَا موصولةٍ كأَنه قَالَ نِعْمَ شَيْئًا المالُ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ مِثْلُ زِيَادَتِهَا فِي: كَفى بِاللَّهِ حَسِيباً* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: نِعْمَ المالُ الصالحُ لِلرَّجُلِ الصالِح ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي نِعْمَ لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النُّونِ وَسُكُونُ الْعَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وَكَسْرُ الْعَيْنِ، ثُمَّ كسرُهما؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّحْوِيُّونَ لَا يُجِيزُونَ مَعَ إِدْغَامِ الْمِيمِ تسكينَ الْعَيْنِ وَيَقُولُونَ إِنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ فِي نِعْمَّا لَيْسَتْ بِمَضْبُوطَةٍ، وَرُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ أَنه قرأَ فنِعِمَّا ، بِكَسْرِ النُّونِ وَالْعَيْنِ، وأَما أَبو عَمْرٍو فكأَنَّ مذهَبه فِي هَذَا كسرةٌ خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأَصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَمَا فِي تأْويل الشَّيْءِ فِي نِعِمّا، الْمَعْنَى نِعْمَ الشيءُ؛ قال الأَزهري: إذا قُلْتَ نِعْمَ مَا فَعل أَوْ بِئْسَ مَا فَعل، فَالْمَعْنَى نِعْمَ شَيْئًا وَبِئْسَ شَيْئًا فعَل، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ؛ مَعْنَاهُ نِعْمَ شَيْئًا يَعِظكم بِهِ. والنُّعْمان: الدَّمُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. وشقائقُ النُّعْمانِ: نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بِالدَّمِ. ونُعْمَانُ بنُ الْمُنْذِرِ: مَلكُ الْعَرَبِ نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الْحِيرَةِ النُّعْمانَ لأَنه كَانَ آخِرَهم. أَبو عَمْرٍو: مِنْ أَسماء الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ. الْفَرَّاءُ: قَالَتِ الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها «5» ومَصَلْتها «6» أَيْ كَنسْتها، وَهِيَ المِحْوَقةُ. والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ: المِكْنَسة. وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ ونَاعِمَةُ ونَعْمَانُ، كُلُّهَا: مَوَاضِعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الرَّاعِي: صَبَا صَبْوةً مَن لَجَّ وَهُوَ لَجُوجُ، ... وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ الأَنْعَمِين: اسْمُ مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَنْعَمَان موضعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ، وأَنشد مَا نَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِلَى الرَّاعِي: صَبَا صَبْوَةً بَلْ لجَّ، وَهُوَ لجوجُ، ... وَزَالَتْ لَهُ بالأَنعمين حدوجُ وَهُمَا نَعْمَانَانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بِمَكَّةَ وَهُوَ نَعْمانُ الأَكبرُ وَهُوَ وَادِي عَرَفَةَ، ونَعْمَانُ الغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ نَعْمانُ الأَصغرُ. ونَعْمَانُ: اسْمُ جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَيْرٍ: خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِنَعْمَان السَّحابِ ؛ نَعْمَانُ: جَبَلٌ بِقُرْبِ عَرَفَةَ وأَضافه إِلَى السَّحَابِ لأَنه رَكَد فَوْقَهُ لعُلُوِّه. ونَعْمَانُ، بِالْفَتْحِ: وادٍ فِي طَرِيقِ الطَّائِفِ يَخْرُجُ إِلَى عَرَفَاتٍ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَير الثَّقَفِيّ: تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أنْ مَشَتْ ... بِهِ زَيْنَبٌ فِي نِسْوةٍ عَطرات وَيُقَالُ لَهُ نَعْمانُ الأَراكِ؛ وَقَالَ خُلَيْد: أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ، ... ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ والتَّنْعِيمُ: مكانٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بِقُرْبٍ مِنْ مَكَّةَ. ومُسافِر بْنُ نِعْمَة بن كُرَير:

_ (4). قوله [وذكر أَبو عبيدة] هكذا في الأَصل بالتاء، وفي التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها (5). قوله [ونَعَمْتُها] كذا بالأَصل بالتخفيف، وفي الصاغاني بالتشديد (6). قوله [ومصلتها] كذا بالأَصل والتهذيب، ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد والمصول

مِنْ شُعرائهم؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. ونَاعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ «1» ونُعْمانُ ونُعَيمانُ وتَنْعُمُ، كُلُّهُنَّ: أَسماءٌ. والتَّنَاعِمُ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُونَ إِلَى تَنْعُم بْنِ عَتِيك. وبَنو نَعامٍ: بطنٌ. ونَعامٌ: مَوْضِعٌ. يُقَالُ: فلانٌ مِنْ أَهل بِرْكٍ ونَعامٍ، وَهُمَا مَوْضِعَانِ مِنْ أَطْرَافِ اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ مَشْهُورَةٌ فارسُها الحرث بْنُ عَبَّادٍ؛ وَفِيهَا يَقُولُ: قَرِّبا مَرْبِطِ النَّعامةِ مِنّي، ... لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عَنْ حِيالِ أَيْ بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعَامَةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع بْنِ عَبْدِ العُزّى. وناعِمَةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يُقَالُ لَهُ العُقّارُ رَجاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فَسُمِّيَ العُقّارُ لِذَلِكَ عُقّار ناعِمةَ؛ رَوَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. ويَنْعَمُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. ونَعَمْ ونَعِمْ: كَقَوْلِكَ بَلى، إِلَّا أَنَّ نَعَمْ فِي جَوَابِ الْوَاجِبِ، وَهِيَ مَوْقُوفَةُ الآخِر لأَنها حَرْفٌ جَاءَ لِمَعْنًى، وَفِي التَّنْزِيلِ: فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ ؛ قَالَ الأَزهري: إِنَّمَا يُجاب بِهِ الاستفهامُ الَّذِي لَا جَحْدَ فِيهِ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ نَعَمْ تَصْديقاً وَيَكُونُ عِدَةً، وَرُبَّمَا ناقَضَ بَلى إِذَا قَالَ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي ودِيعةٌ، فَتَقُولُ: نَعَمْ تَصْديقٌ لَهُ وبَلى تكذيبٌ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خثْعَم قَالَ: دَفَعتُ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمِنًى فَقُلْتُ: أنتَ الَّذِي تزعُم أَنَّكَ نَبيٌّ؟ فَقَالَ: نَعِمْ ، وَكَسَرَ الْعَيْنَ؛ هِيَ لُغَةٌ فِي نَعَمْ، بِالْفَتْحِ الَّتِي لِلْجَوَابِ، وَقَدْ قرئَ بِهِمَا. وَقَالَ أَبو عُثْمَانَ النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ الْمُؤْمِنِينَ عمرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِأَمْرٍ فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا نَعَمْ وَقُولُوا نَعِمْ ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وَقَالَ بعضُ وَلَدِ الزُّبَيْرِ: مَا كُنْتُ أَسمع أشياخَ قرَيش يَقُولُونَ إلَّا نَعِمْ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سُفيان حِينَ أَراد الْخُرُوجَ إِلَى أُحد: كتبَ عَلَى سَهمٍ نَعَمْ، وَعَلَى آخَرَ لَا، وأَجالهما عِنْدَ هُبَل، فَخَرَجَ سهمُ نَعَمْ فَخَرَجَ إِلَى أُحُد، فَلَمَّا قَالَ لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ، وَقَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعلى وأَجلُّ، قَالَ أَبو سُفْيَانَ: أَنْعَمَتْ فَعالِ عَنْهَا أَيِ اتْرُكْ ذِكرَها فَقَدْ صَدَقَتْ فِي فَتْواها، وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمْ؛ وَقَوْلُ الطَّائِيِّ: تَقُولُ إنْ قلتُمُ لَا: لَا مُسَلِّمةً ... لأَمرِكُمْ، ونَعَمْ إِنْ قلتُمُ نَعَما قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا عَيْبَ فِيهِ كَمَا يَظنُّ قومٌ لأَنه لَمْ يُقِرَّ نَعَمْ عَلَى مَكَانِهَا مِنَ الْحَرْفِيَّةِ، لَكِنَّهُ نقَلها فَجَعَلَهَا اسْمًا فنصَبها، فَيَكُونُ عَلَى حَدِّ قَوْلِكَ قلتُ خَيراً أَوْ قُلْتُ ضَيراً، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قُلْتُمْ نَعَما عَلَى مَوْضِعِهِ مِنَ الْحَرْفِيَّةِ، فَيُفْتَحَ للإِطلاق، كَمَا حرَّك بعضُهم لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ بِالْفَتْحِ، فَقَالَ: قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جِنِّي نَعَمْ مِنَ النِّعْمة، وَذَلِكَ أَنَّ نَعَمْ أَشرفُ الْجَوَابَيْنِ وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد، وَلَا بضِدِّها؛ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ: وَإِذَا قلتَ نَعَمْ، فاصْبِرْ لَهَا ... بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ الخُلْف ذَمْ وَقَوْلُ الْآخَرِ أَنشده الْفَارِسِيُّ: أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ [البُخْلِ] واسْتَعْجَلتْ بِهِ ... نَعَمْ مِنْ فَتىً لَا يَمْنَع الجُوع قاتِله «2».

_ (1). قوله [ومُنَعَّم] هكذا ضبط في الأَصل والمحكم، وقال القاموس كمحدّث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله [وأَنْعم] قال في القاموس بضم العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله [ونعمى] قال في القاموس كحُبْلَى وضبط في الأَصل والمحكم ككُرْسِيّ (2). قوله [لَا يَمْنَعُ الْجُوعَ قَاتِلَهْ] هكذا في الأَصل والصحاح، وفي المحكم: الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع الجود قاتله، وكتب عليه الدسوقي ما نصه: قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع عائد على الممدوح؛ والجود مفعول ثان؛ وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله انتهى. تقرير دردير

يُرْوَى بِنَصْبِ الْبُخْلِ وجرِّه، فَمَنْ نَصَبَهُ فَعَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ لَا لأَن لَا موضوعُها لِلْبُخْلِ فكأَنه قَالَ أَبى جودُه البخلَ، وَالْآخَرُ أَنْ تَكُونَ لَا زَائِدَةً، وَالْوَجْهُ الأَول أَعْنِي البدلَ أَحْسَن، لأَنه قَدْ ذُكِرَ بَعْدَهَا نَعَمْ، ونَعمْ لَا تُزَادُ، فَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تَكُونَ لَا هَاهُنَا غَيْرَ زَائِدَةٍ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ عَلَى الزِّيَادَةِ صَحِيحٌ، ومَن جرَّه فَقَالَ لَا البُخْلِ فَبِإِضَافَةِ لَا إِلَيْهِ، لأَنَّ لَا كَمَا تَكُونُ للبُخْل فَقَدْ تَكُونُ للجُود أَيضاً، أَلَا تَرَى أَنه لَوْ قَالَ لَكَ الإِنسان: لَا تُطْعِمْ وَلَا تأْتِ المَكارمَ وَلَا تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ أَنت: لَا لَكَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ هُنَا للجُود، فَلَمَّا كَانَتْ لَا قَدْ تَصْلُحُ للأَمرين جَمِيعًا أُضيفَت إِلَى البُخْل لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ التَّخْصِيصِ الْفَاصِلِ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ. ونَعَّمَ الرجلَ: قَالَ لَهُ نعَمْ فنَعِمَ بِذَلِكَ بَالًا، كَمَا قَالُوا بَجَّلْتُه أَيْ قُلْتُ لَهُ بَجَلْ أَيْ حَسْبُك؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي. وأَنْعَمَ لَهُ أَيْ قَالَ لَهُ نعَمْ. ونَعَامَة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنَّعَامَةُ: اسْمُ فَرَسٍ فِي قَوْلَ لَبِيدٍ: تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيهَا، ... وتَحْجُل والنَّعَامةُ والخَبالُ «3» . وأَبو نَعَامَة: كُنْيَةُ قَطَريّ بْنِ الفُجاءةِ، وَيُكَنَّى أَبا مُحَمَّدٍ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو نَعَامَة كُنْيَتُه فِي الْحَرْبِ، وأَبو مُحَمَّدٍ كُنيته فِي السِّلم. ونُعْم، بِالضَّمِّ: اسْمُ امرأَة. نغم: النَّغْمةُ: جَرْسُ الْكَلِمَةِ وحُسْن الصَّوْتِ فِي الْقِرَاءَةِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ حسَنُ النَّغْمَةِ، وَالْجَمْعُ نَغْمٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة: وَلو انَّها ضَحِكت فتُسمِعَ نَغْمَها ... رَعِشَ المَفاصِلِ، صُلْبُه مُتَحنِّبُ وَكَذَلِكَ نَغَمٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ اللُّغَوِيِّينَ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن النَّغَم اسمٌ لِلْجَمْعِ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَن حَلَقاً وفَلَكاً اسمٌ لِجَمْعِ حَلْقةٍ وفَلْكةٍ لَا جمعٌ لَهُمَا، وَقَدْ يَكُونُ نَغَمٌ مُتَحَرِّكًا مِنْ نَغْمٍ. وَقَدْ تنَغَّم بالغِناء وَنَحْوِهِ. وَإِنَّهُ لَيَتَنَغَّم بِشَيْءٍ ويتَنسَّمُ بِشَيْءٍ ويَنسِمُ بِشَيْءٍ أَيْ يَتَكَلَّمُ بِهِ. والنَّغَم: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ. والنَّغْمَةُ: الْكَلَامُ الْحَسَنُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَلَامُ الْخَفِيُّ، نَغَمَ يَنْغَمُ ويَنْغِمُ؛ قَالَ: وأُرى الضمةَ لُغَةً، نَغْماً. وَسَكَتَ فُلَانٌ فَمَا نَغَمَ بِحَرْفٍ وَمَا تَنَغَّمَ مِثْلُهُ، وَمَا نَغَمَ بِكَلِمَةٍ. ونَغَمَ فِي الشَّرَابِ: شَرب مِنْهُ قَلِيلًا كنَغَب؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَدْ يَكُونُ بَدَلًا. والنُّغْمَةُ: كالنُّغْبة؛ عَنْهُ أَيْضًا. نقم: النَّقِمَةُ والنَّقْمَةُ: المكافأَة بِالْعُقُوبَةِ، وَالْجَمْعُ نَقِمٌ ونِقَمٌ، فنَقِمٌ لنَقِمَة، ونِقَمٌ لنِقْمةٍ، وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ: نَقِمَة ونِقَمٌ، قَالَ: وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يَقُولُوا فِي جمعِ نَقِمَة نَقِم عَلَى جَمْعِ كَلِمة وكَلِمٍ فَعَدَلُوا عَنْهُ إِلَى أَن فَتَحُوا المكسورَ وَكَسَرُوا الْمَفْتُوحَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ عَلِمْنَا أَن مِنْ شَرْطِ الْجَمْعِ بِخَلع الْهَاءِ أَن لَا يُغَيَّر مِنْ صِيغَةِ الْحُرُوفُ شَيْءٌ وَلَا يُزاد عَلَى طَرْحِ الْهَاءِ نَحْوَ تَمْرة وتَمْر، وَقَدْ بيَّنَّا ذَلِكَ جَمِيعَهُ فِيمَا حَكَاهُ هُوَ مِنْ مَعِدةٍ ومِعَدٍ. اللَّيْثُ: يُقَالُ لَمْ أَرْض مِنْهُ حَتَّى نَقِمْت وانْتَقَمْت إِذَا كافأَه عُقُوبَةً بِمَا صنَع. ابْنُ الأَعرابي: النِّقْمَةُ الْعُقُوبَةُ، والنِّقْمَةُ الإِنكار. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا ؛ أَي هَلْ تُنْكِرون. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ النَّقْمَةُ والنِّقْمَةُ الْعُقُوبَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَا تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي، ... بازِل عامَيْنِ فَتِيّ سِنِّي

_ (3). قوله [وتحجل والخبال] هكذا في الأَصل والصحاح، وفي القاموس في مادة خبل بالموحدة، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله: تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ وَالْجَوْنُ فِيهَا ... وعجلى والنَّعَامَة والخيال فبالمثناة التحتية، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل

وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ مَا انْتَقَمَ لنفسِه قَطّ إِلَّا أَنْ تُنتَهَكَ مَحارِمُ اللَّهِ أَي مَا عاقبَ أَحداً عَلَى مكروهٍ أَتَاهُ مِنْ قِبَله، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَقَمْتُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْقِمُ، بِالْكَسْرِ، فأَنا نَاقِمٌ إِذَا عَتَبْت عَلَيْهِ. يُقَالُ: مَا نَقِمْتُ مِنْهُ إِلَّا الإِحسانَ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: ونَقِمْت، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ. ونَقِمَ مِنْ فلانٍ الإِحسانَ إِذَا جَعَلَهُ مِمَّا يُؤَدِّيه إِلَى كُفر النِّعْمَةِ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: مَا يَنْقَمُ ابنُ جَميلٍ إِلَّا أَنه كَانَ فَقيراً فأَغناه اللَّهُ أَي مَا يَنْقَمُ شَيْئًا مِنْ مَنْع الزَّكَاةِ إِلَّا أَنْ يَكفر النِّعْمة فكأَنَّ غِنَاهُ أَدَّاه إِلَى كُفْرِ نِعْمةِ اللَّهِ. ونَقَمْتُ الأَمرَ ونَقِمْتُه إِذَا كَرهته. وانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُ أَيْ عاقَبَه، وَالِاسْمُ مِنْهُ النَّقْمَةُ، وَالْجَمْعُ نَقِمَات ونَقِمٌ مِثْلُ كَلِمةٍ وكلِمات وكَلِمٍ، وَإِنْ شئتَ سَكَّنْتَ الْقَافَ وَنُقِلَتْ حركتَها إِلَى النُّونِ فَقُلْتَ نِقْمَة، وَالْجَمْعُ نِقَمٌ مِثْلُ نِعْمة ونِعَم؛ وَقَدْ نَقَمَ مِنْهُ يَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً. وانْتَقَمَ ونَقِمَ الشيءَ ونَقَمَه: أَنكره. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ؛ قَالَ: وَمَعْنَى نَقَمْت بالَغْت فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ؛ وأَنشد ابْنُ قَيْسِ الرُّقيّات: ما نَقِمُوا [نَقَمُوا] مِنْ بَني أُمَيَّةَ إِلَّا ... أَنهم يَحْلُمون، إنْ غَضِبوا يُروى بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: نَقَمُوا ونَقِمُوا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ نَقَمْتُ نَقْماً ونُقوماً ونَقِمَةً ونِقْمةً، ونَقِمْتُ: بالَغْتُ فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ. وَفِي أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: المُنْتَقِم، هُوَ الْبَالِغُ فِي الْعُقُوبَةِ لمنْ شاءَ، وَهُوَ مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ يَنْقِمُ إِذَا بَلَغَتْ بِهِ الكراهةُ حدَّ السَّخَطِ. وضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إِذَا ضرَبه عَدُوٌّ لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: يُقَالُ نَقَمْتُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْقِمُ ونَقِمْتُ عَلَيْهِ أَنْقَمُ، قَالَ: والأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِمُ، وَهُوَ الأَكثر فِي الْقِرَاءَةِ. وَيُقَالُ: نَقِمَ فلانٌ وَتْرَه أَيِ انْتَقَم. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ فِي الْمَثَلِ: مَثَلي مَثَلُ الأَرْقَم، إِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وَإِنْ يُتْرَك يَلْقَمْ؛ قَوْلِهِ إِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ أَيْ يُثْأَر بِهِ، قَالَ: والأَرْقَمُ الَّذِي يُشْبه الْجَانَّ، والناسُ يَتَّقونَ قَتْلَه لشَبهه بِالْجَانِّ، والأَرْقَم مَعَ ذَلِكَ مِنْ أَضعف الْحَيَّاتِ وأَقلِّها عَضّاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَهُوَ كالأَرْقَمِ إِنْ يُقْتَلْ يَنْقَمْ أَيْ إِنْ قتَلَه كَانَ لَهُ مَنْ يَنْتَقِمُ مِنْهُ، قَالَ: والأَرْقَمُ الْحَيَّةُ، كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَزْعُمُونَ أَنَّ الجِنَّ تَطْلُبُ بثأْرِ الجانِّ، وَهِيَ الْحَيَّةُ الدَّقِيقَةُ، فَرُبَّمَا مَاتَ قاتِلُه، وَرُبَّمَا أَصابه خَبَلٌ. وَإِنَّهُ لمَيْمُونُ النَّقِيمَةِ إِذَا كَانَ مُظَفَّراً بِمَا يُحاوِل، وَقَالَ يَعْقُوبُ: مِيمُهُ بَدَلٌ مِنْ بَاءِ نَقِيبةٍ. يُقَالُ: فلانٌ مَيْمونُ العريكةِ وَالنَّقِيبَةِ والنَّقِيمَةِ والطَّبيعة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والنَّاقِمُ: ضَرْبٌ مِنْ تمرِ عُمانَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ونَاقِمٌ تمرٌ بعُمانَ. والنَّاقِمِيَّةُ: هِيَ رَقاشِ بنتُ عامرٍ. وَبَنُو النَّاقِمِيَّةِ: بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَنشدنا الْفَرَّاءُ عَنِ المُفَضَّل لِسَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ: أَجَدَّ فِراقُ النَّاقِمِيَّةِ غُدْوةً، ... أَمِ البَيْنُ يَحْلَوْ لِي لِمَنْ هُوَ مُولَعُ؟ لَقَدْ كنتُ أَهْوَى النَّاقِمِيَّةِ حِقْبةً، ... فَقَدْ جَعَلَتْ آسانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ التَّهْذِيبُ: ونَاقِم حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ «1».

_ (1). قوله [ونَاقِم حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ إلخ] [كذا بالأَصل، وعبارة التهذيب: يُقَالُ لَمْ أَرْضَ مِنْهُ حَتَّى نَقِمْتُ وَانَتَقَمْتُ إِذَا كافأته عقوبة بما صنع، وقال يقود إلخ

يَقودُ بأَرسان الجِيادِ سَراتُنا، ... لِيَنْقِمنَ وَتْرًا أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا ونَاقِمٌ: لقبُ عَامِرُ بْنُ سَعْدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ جَدَّانَ بنِ جَدِيلَةَ. ونَقَمَى: اسمُ موضع. نكم: أَهمل اللَّيْثُ نَكَم وكَنم، وَاسْتَعْمَلَهُمَا ابْنُ الأَعرابي فِيمَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْهُ قَالَ: النَّكْمَة المُصيبة الفادِحةُ، والكَنْمة الجِراحةُ. نمم: النَّمُّ: التوريشُ والإِغْراءُ ورَفْع الحديثِ عَلَى وَجْهَ الإِشاعةِ والإِفْسادِ، وَقِيلَ: تَزْيينُ الْكَلَامِ بِالْكَذِبِ، والفعلُ نَمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ، والأَصل الضَّمُّ، ونَمَّ بِهِ وَعَلَيْهِ نَمّاً ونَمِيمَةً ونَمِيماً، وَقِيلَ: النَّمِيمُ جمعُ نَمِيَمةٍ بعدَ أَنْ يَكُونَ اسْمًا. التَّهْذِيبُ: النَّمِيمةُ والنَّمِيمُ هُمَا الِاسْمُ، والنعتُ نَمَّامٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي تَعْدِيَةِ نَمَّ بِعلى: ونَمَّ عَلَيْكَ الكاشِحُونَ، وقَبْلَ ذَا ... عَلَيْكَ الهَوَى قَدْ نَمَّ، لَوْ نَفَعَ النَّمُ وَرَجُلٌ نَمُومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ ونَمٌّ أَي قَتّاتٌ مِنْ قومٍ نَمِّين وأَنِمَّاءَ ونُمَّ، وصرَّح اللِّحْيَانِيُّ بأَنَّ نُمّاً جَمْعُ نَمُومٍ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وامرأَة نَمَّة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ النَّمَّام مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الَّذِي لَا يُمْسِك الأَحاديثَ وَلَمْ يَحْفَظْها، مِنْ قَوْلِهِمْ جُلودٌ نَمَّةٌ إِذَا كَانَتْ لَا تُمْسِك الماءَ. يُقَالُ: نَمَّ فلانٌ يَنِمُّ نَمّاً إِذَا ضيَّعَ الأَحاديثَ وَلَمْ يَحْفَظْهَا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: بَكَتْ مِنْ حديثٍ نَمَّه وأَشاعَه، ... ولَصَّقَه واشٍ مِنَ القومِ واضِعُ وَيُقَالُ للنَّمَّام: القَتّاتُ، يُقَالُ: قَتَّ إِذَا مَشَى بالنَّميمة. وَيُقَالُ للنَّمّام قَسّاسٌ ودَرَّاجٌ وغَمّازٌ وهَمّازٌ ومائسٌ ومِمْآسٌ، وَقَدْ ماسَ مِنَ الْقَوْمِ ونَمِلَ. الْجَوْهَرِيُّ: نَمَّ الحديثَ يَنِمُّه ويَنُمُّه نَمّاً أَيْ قَتَّه، وَالِاسْمُ النَّمِيمَةُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ النَّمِيمَةِ، وَهُوَ نَقْلُ الْحَدِيثِ مِنْ قومٍ إِلَى قَوْمٍ عَلَى جِهَةِ الإِفْسادِ والشَّرِّ. ونَمَّ الحديثَ: نقَلَه. ونَمَّ الْحَدِيثُ: إِذَا ظَهَرَ، فَهُوَ مُتَعَدٍّ ولازمٌ. والنَّمِيمَةُ: صوتُ الكتابةِ والكتابةُ، وَقِيلَ: هُوَ وَسْواسُ هَمْسِ الْكَلَامِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فشَربْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسّاً دُونَه ... شَرَفُ الْحِجَابِ، وريبُ قَرْعٍ يَقْرع ونَمِيمة مِنْ قانِصٍ مُتَلَبّبٍ، ... فِي كفِّه جَشْءٌ أَجَشّ وأَقْطَعُ قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ أَنه سَمِعَ مَا نَمَّ عَلَى الْقَانِصِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّمِيمَةُ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ مِنْ حَرَكَةِ شَيْءٍ أَو وَطْءِ قدَمٍ، وَقَالَ الأَصمعي: أَراد بِهِ صَوْتَ وَتَرٍ أَوْ رِيحًا اسْتَرْوَحَته الحُمُرُ، وأَنكر: وهَماهِماً مِنْ قانِصٍ، قَالَ: لأَنه أَشد خَتْلًا فِي القَنِيص مِنْ أَن يُهَمْهِمَ لِلْوَحْشِ؛ أَلَا تَرَى لِقَوْلِ رُؤْبَةَ: فباتَ والنَّفْسُ مِنَ الحِرْصِ الفَشَقْ ... فِي الزَّرْبِ، لو يُمْضَعُ شَرْياً مَا بَصَقْ والفَشَقُ: الِانْتِشَارُ. والنَّامَّة: حَيَاةُ النَّفْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُمَثِّلوا بنَامَّةِ اللَّهِ أَيْ بخَلْق اللَّهِ، وناميةِ اللَّهِ أَيضاً؛ هَذِهِ الأَخيرة عَلَى الْبَدَلِ. والنَّمِيمَة: الهَمس وَالْحَرَكَةُ. وأَسكت اللَّهُ نَامَّته أَيْ جَرْسَه، وَمَا يَنِمُّ عَلَيْهِ مِنْ حَرَكته؛ قَالَ: وَقَدْ يُهْمَزُ فَيُجْعَلُ مِنَ النَّئِيم. وسَمِعْتُ نَامَّتَه ونَمَّتَه أَيْ حِسَّه، والأَعرفُ فِي ذَلِكَ نأْمَتَه. ونَمَّ الشيءُ: سَطَعتْ رائحتُه. والنَّمَّام: نَبْتٌ طيِّب الرِّيحِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. ونَمْنَمَت الريحُ الترابَ: خَطَّتْه وتَرَكَتْ عَلَيْهِ أَثراً شِبْه الْكِتَابَةِ، وَهُوَ النِّمْنِمُ والنِّمْنِيمُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

فَيْفٌ عَلَيْهَا لذَيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ والنَّمْنَمَةُ: خُطوطٌ متقارِبة قِصارٌ شِبْهُ مَا تُنَمْنِمُ الريحُ دُقاقَ التُّرَابِ، وَلِكُلِّ وَشْيٍ نَمْنَمةٌ. وكتابٌ مُنَمْنَمٌ: مُنقَّش. ونَمْنَمَ الشيءَ نَمْنَمَةً أَيْ رَقَّشه وزَخْرفه. وثوبٌ مُنَمْنَمٌ: مَرْقُومٌ مُوَشّىً. والنِّمْنِمُ والنُّمْنُمُ: الْبَيَاضُ الَّذِي عَلَى أَظْفارِ الأَحداثِ، وَاحِدَتُهُ نِمْنِمَةٌ، بِالْكَسْرِ، ونُمْنُمَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ قَوْسًا رُصِّع مَقْبِضُها بسُيورٍ مُنَمْنَمةٍ: رصْعاً كَساها شِيَةً نَمِيما أَيْ نقَشها. ابْنُ الأَعرابي: النَّمَّة اللُّمْعة مِنْ بياضٍ فِي سوادٍ وسوادٍ فِي بياضٍ. والنِّمَّةُ: القَمْلة. وَفِي حَدِيثِ سُوَيْد بْنِ غَفَلة: أُتي بناقةٍ مُنَمْنَمَةٍ أَي سَمِينةٍ مُلْتَفَّة. والنبتُ المُنَمْنَمُ: المُلْتَفّ المجتمِع. والنِّمَّةُ: النَّمْلة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والنُّمِّيُّ: فَلَوْسُ الرَّصاص، رُومِيَّةٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وقارَفَت، وَهِيَ لَمْ تَجْرَبْ، وباعَ لَهَا، ... مِنَ الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ، سِفْسِيرُ وَاحِدَتُهُ نُمِّيَّة، وَنَسَبَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ لِلنَّابِغَةِ يَصِفُ فَرَسًا «1». والنُّمِّيُّ: الضَّنْجةُ. والنُّمِّيُّ: العَيْبُ؛ عَنِ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد لمِسْكينٍ الدارِميِّ: وَلَوْ شِئْتُ أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهم، ... وأَدخلْتُ تَحْتَ الثِّيابِ الإِبَرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْوَزِيرُ المَغْرِبيّ أَراد بالنُّمِّيّ هُنَا العيبَ وأَصله الرَّصاصُ. جَعَلَهُ فِي الْعَيْبِ بِمَنْزِلَةِ الرَّصاص فِي الفِضَّة. التَّهْذِيبُ: النُّمِّيُّ الفَلْسُ بِالرُّومِيَّةِ، بِالضَّمِّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا كَانَ مِنَ الدَّرَاهِمِ فِيهِ رَصاصٌ أَو نُحَاسٌ فَهُوَ نُمِّيٌّ، قَالَ: وَكَانَتْ بالحِيرة عَلَى عَهْدِ النُّعمانِ بْنِ الْمُنْذِرِ. وَمَا بِهَا نُمِّيٌّ أَي مَا بِهَا أَحدٌ. والنُّمِّيَّةُ: الطَّبِيعَةُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: بِلَا خَدَبٍ وَلَا خَوَرٍ، إِذَا مَا ... بَدَتْ نُمِّيَّةُ الخُدْبِ النُّفاةِ ونُمِّيُّ الرجلِ: نُحاسُه وطَبْعُه؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: وَلَوْلَا غيرهُ لكشَفْتُ عَنْهُ، ... وَعَنْ نُمِّيَّةِ الطَّبْعِ اللَّعينِ نهم: النَّهْمَةُ: بلوغُ الهِمَّة فِي الشَّيْءِ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّهَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، والنَّهَامَةُ: إفراطُ الشهوةِ فِي الطَّعَامِ وأَن لَا تَمْتَلِئَ عينُ الْآكِلِ وَلَا تَشْبَعَ، وَقَدْ نَهِمَ فِي الطَّعَامِ، بِالْكَسْرِ، يَنْهَمُ نَهَماً إِذَا كَانَ لَا يَشْبَعُ. وَرَجُلٌ نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهُومٌ، وَقِيلَ: المَنْهُومُ الرَّغيب الَّذِي يَمْتَلِئُ بطنُه وَلَا تَنْتَهِي نفْسُه، وَقَدْ نُهِمَ بِكَذَا فَهُوَ مَنْهُوم أَيْ مُولَع بِهِ، وأَنكرها بَعْضُهُمْ. والنَّهْمَة: الْحَاجَةُ، وَقِيلَ: بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ فِي الشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا قَضى أَحدُكم نَهْمَتَه مِنْ سَفَرِه فلْيُعَجِّل إِلَى أَهله. وَرَجُلٌ مَنْهُومٌ بِكَذَا أَيْ مُولَعٌ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْهومانِ لَا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دُنْيَا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد: مَا لَكَ لَا تَنْهِمُ يَا فَلَّاحُ؟ ... إنَّ النَّهِيمَ للسُّقاةِ راحُ ونَهَمَني فلانٌ أَيْ زَجَرني. ونَهَمَ يَنْهِم، بِالْكَسْرِ، نَهِيماً: وَهُوَ صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وَقِيلَ: هُوَ صوتٌ فَوْقَ الزَّئيرِ، وَقِيلَ: نَهَمَ يَنْهِمُ لُغَةٌ فِي نَحمَ يَنْحِم أَيْ زحَرَ. والنَّهْمُ والنَّهِيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد

_ (1). قوله [يصف فرساً] في التكملة ما نصه: هذا غلط، وليس يصف فرساً وإنما يصف ناقة، وقبل البيت: هل تبلغينهم حرف مصرمة أجد الفقار وإدلاج وتهدير قد عريت نصف حول أشهراً جدداً يسفي على رحلها بالحيرة المور والبيت لأَوس بْنِ حَجَرٍ لَا للنابغة

نَهَمَ يَنْهِمُ. ونَهْمَةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهْمَةُ الأَسد بَدَلٌ مِنْ نأْمَتِه. والنَّهَّامُ: الأَسدُ لِصَوْتِهِ. يُقَالُ: نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً. والنَّاهِمُ: الصارخُ. والنَّهِيمُ، مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وَهُوَ صوتُ الأَسد والفيلِ. يُقَالُ: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهِيماً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذَا سَمِعْتَ الزَّأْرَ والنَّهِيما، ... أَبأْت مِنْهَا هَرَباً عَزِيما الإِباءُ: الفِرارُ. والنَّهْم، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ نَهَمْتُ الإِبلَ أَنْهَمُها، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا، نَهْماً ونَهِيماً إِذَا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ فِي سَيْرِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زِيَادٍ المِلقطي: يَا مَنْ لِقَلْبٍ قَدْ عَصاني أَنْهَمُهْ أَيْ أَزْجرهُ. وَفِي حَدِيثِ إِسْلَامِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ تَبِعْتُه فَلَمَّا سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إِنَّمَا تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وَقَالَ: مَا جَاءَ بكَ هَذِهِ الساعةَ؟ أَيْ زَجَرَني وصاحَ بِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَيضاً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قِيلَ لَهُ إِنَّ خالدَ بْنَ الْوَلِيدِ نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أَيْ زجَرَه فانْزَجَرَ. ونَهَم الإِبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمَةً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ. والمِنْهَامُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تُطيع عَلَى النَّهْم، وَهُوَ الزجرُ، وإبلٌ مَنَاهِيمُ: تُطيع عَلَى النَّهْمِ أَيِ الزجرِ؛ قَالَ: أَلا انْهِمَاها، إِنَّهَا مَنَاهِيمْ، ... وَإِنَّمَا يَنْهِمُها القومُ الهيمْ، وَإِنَّنَا مَناجِدٌ مَتاهيمْ والنَّهْمُ: زجرُك الإِبلَ تَصِيحُ بِهَا لتَمْضيَ. نَهَمَ الإِبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إِذَا زجرَها لتَجِدَّ فِي سَيْرِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه. والنِّهَامِيُّ، بِكَسْرِ النُّونِ: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُ [يَنْهِمُ] «1» أَيْ يَدْعُو. والنِّهامِيُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد: نَفْخَ النِّهَامِيِّ بالكِيرَيْن فِي اللَّهَب وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: سأَدْفعُ عَنْ أَعراضِكم وأُعِيرُكم ... لِساناً، كمِقْراضِ النِّهَامِيِّ، مِلْحَبا وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: وفاقِد مَوْلاه أَعارَتْ رِماحُنا ... سِناناً، كنِبراسِ النِّهَامِيِّ، مِنْجَلا مِنْجَلًا: واسعَ الْجُرْحِ، وأَراد أَعارَتْه فَحَذَفَ الْهَاءَ، وَقِيلَ: النِّهَامِيُّ النَّجّارُ، وَالْفَتْحُ فِي كُلِّ ذَلِكَ «2» لُغَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. النَّضْرُ: النِّهَامِيُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ، وَهُوَ النَّهَّامُ أَيضاً. والمَنْهَمَةُ: مَوْضِعٌ النَّجْر. وطريقٌ نِهَامِيٌّ ونَهَّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ. والنَّهْمُ: الخَذْفُ بِالْحَصَى وَنَحْوِهُ. ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قَذَفَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والهُوجُ يُدْرينَ الحَصى المَهْجوما، ... يَنْهَمْنَ فِي الدَّارِ الحَصى المَنْهُوما لأَن السَّائِقَ قَدْ يَخْذِفُ بِالْحَصَى وَنَحْوِهُ، وَهُوَ النَّهْم. والنُّهَامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، وَقِيلَ: هُوَ البُومُ، وَقِيلَ: البومُ الذكَرُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي بُومة تَصِيح: تَبِيتُ إِذَا مَا دَعاها النُّهَام ... تُجِدُّ، وتَحْسِبها مازِحهْ يَعْنِي أَنها تُجِدّ فِي صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: جَمْعُ النُّهامِ نُهُمٌ، قَالَ: وَهُوَ ذكَرُ

_ (1). قوله [لأنه يَنْهِمُ] ضبط في الصاغاني بالفتح والكسر وكتب عليه معاً إشارة إلى صحتهما (2). قوله [وَالْفَتْحُ فِي كُلِّ ذَلِكَ إلخ] الذي في القاموس أنه بمعنى الحدّاد والنجار والطريق مثلث، وبمعنى الراهب بالكسر والضم

البُومِ؛ قَالَ: وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي النُّهَامِ ذكرِ الْبُومِ لِعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: يُؤْنِسُ فِيهَا صَوْتُ النُّهَامِ، إِذَا ... جاوَبَها بالعَشِيِّ قاصِبُها ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ سُمِّيَ البومُ بِذَلِكَ لأَنه يَنْهِمُ بِاللَّيْلِ وَلَيْسَ هَذَا الِاشْتِقَاقُ بقَويّ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: فتَلاقَتْه فلاثَتْ بِهِ ... لَعْوةٌ تَضْبَحُ ضَبْحَ النُّهَامْ وَالْجَمْعُ نُهُمٌ. ونُهْمٌ: صنمٌ، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ عَبدَ نُهْمٍ. ونِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، وَهُوَ أَبو بطنٍ مِنْهُمْ. ونُهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فَقَالُوا: بَنُو نُهْمٍ، فَقَالَ: نُهْمٌ شَيْطَانٌ، أَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ. ونِهْمٌ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدانَ، مِنْهُمْ عَمْرو بْنُ بَرَّاقة الهَمْداني ثُمَّ النِّهْمِيّ. نوم: النَّوْم: مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: النَّوْمُ النُّعاسُ. نامَ يَنَامُ نَوْماً ونِياماً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، والاسمُ النِّيمَةُ، وَهُوَ نَائِمٌ إِذَا رَقَدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ فِيمَا يَحْكي عَنْ ربِّه أَنْزَلْتُ عليكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُه الماءُ تَقْرَؤُه نَائِماً ويَقْظانَ أَيْ تَقرؤه حِفْظاً فِي كُلِّ حَالٍ عَنْ قَلْبِكَ أَيْ فِي حَالَتَيِ النَّوْمِ وَالْيَقَظَةِ؛ أَرَادَ أَنَّهُ لَا يُمْحى أَبداً بَلْ هُوَ مَحْفُوظٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتوا العِلْمَ، لَا يأْتِيه الباطلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلَا مِنْ خَلْفِه، وَكَانَتِ الكتُبُ الْمُنَزَّلَةُ لَا تُجْمَع حِفْظاً، وَإِنَّمَا يُعْتَمَد فِي حِفْظِها عَلَى الصُّحُف، بخِلافِ الْقُرْآنِ فإنَّ حُفّاظَه أَضْعافُ صُحُفِه، وَقِيلَ: أَراد تَقْرَؤُهُ فِي يُسْرٍ وسُهولة. وَفِي حَدِيثِ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْن: صَلِّ قَائِماً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فقاعِداً، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فنَائِماً ؛ أَراد بِهِ الاضْطِجاعَ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ، وَقِيلَ: نَائِمًا تَصْحِيفٌ، وإنَّما أَراد فَإِيمَاءً أَي بالإِشارة كَالصَّلَاةِ عِنْدَ الْتِحَامِ الْقِتَالِ وَعَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: مَنْ صَلَّى نَائِماً فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ لَا أَعلم أَني سَمِعْتُ صلاةَ النَّائِمِ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَلَا أَحفظ عَنْ أحدٍ مِنْ أَهل الْعِلْمِ أَنه رَخَّصَ فِي صلاةِ التَّطَوُّعِ نَائِمًا كَمَا رَخَّص فِيهَا قَاعِدًا، قَالَ: فَإِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ وَلَمْ يَكُنْ أَحد الرُّواةِ أَدْرَجَه فِي الْحَدِيثِ وقاسَه عَلَى صلاةِ القاعِد وصلاةِ المريضِ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى القُعودِ، فَتَكُونُ صلاةُ المتطوِّع القادرِ نَائِمًا جَائِزَةً، وَاللَّهُ أَعلم، هَكَذَا قَالَ فِي مَعالم السُّنن، قَالَ: وَعَادَ قَالَ فِي أَعلام السُّنَّة: كنتُ تأَوْلت الحديثَ فِي كِتَابِ المَعالم عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ صلاةُ التَّطَوُّعِ، إِلَّا أَنَّ قَوْلَهُ نَائِمًا يُفْسِد هَذَا التأْويل لأَن المُضطجع لَا يصَلي التطوُّعَ كَمَا يُصَلِّي القاعدُ، قَالَ: فرأَيت الآنَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ المريضُ المُفْتَرِضُ الَّذِي يُمْكِنُهُ أَنْ يَتحامَلَ فيقعُد مَعَ مَشَقَّة، فجعَل أَجْرَه ضِعْفَ أَجْرهِ إِذَا صلَّى نَائِمًا تَرْغِيبًا لَهُ فِي الْقُعُودِ مَعَ جَوَازِ صَلَاتِهِ نَائِمًا، وَكَذَلِكَ جَعَلَ صلاتَه إِذَا تحامَل وقامَ مَعَ مشقةٍ ضِعْفَ صلاتِه إِذَا صَلَّى قَاعِدًا مَعَ الْجَوَازِ؛ وَقَوْلُهُ: تاللهِ مَا زيدٌ بنَامَ صاحبُه، ... وَلَا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُهْ قِيلَ: إِنَّ نَامَ صاحبُه علمٌ اسْمُ رَجُلٍ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ جَرى مَجْرى بَني شابَ قَرناها؛ فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنَّ قَوْلَهُ: وَلَا مُخَالِطِ اللِّيَانِ جَانِبُهْ لَيْسَ عَلَمًا وَإِنَّمَا هُوَ صِفَةٌ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى نامَ صاحبهُ، فَيَجِبُ أَن يَكُونُ قَوْلُهُ نَامَ صاحبُه صِفَةً أَيضاً؛ قِيلَ:

قَدْ تَكُونُ فِي الجُمَل إِذَا سُمِّيَ بِهَا مَعَانِي الأَفعال؛ أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْلَهُ: شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ هُوَ اسْمُ عَلم وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مَعْنَى الذَّمِّ؟ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ جَازَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ: وَلَا مُخالِطِ اللِّيانِ جانِبُه مَعْطُوفًا عَلَى مَا فِي قَوْلِهِ نَامَ صَاحِبُهْ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ. وَمَا لَهُ نِيمةُ ليلةٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه يَعْنِي مَا يُنام عَلَيْهِ لَيْلَةً وَاحِدَةً. ورجلٌ نَائِمٌ ونَؤُومٌ ونُوَمَةٌ ونُوَمٌ؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، مِنْ قومٍ نِيامٍ ونُوَّمٍ، عَلَى الأَصل، ونُيَّمٍ، عَلَى اللَّفْظِ، قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِقُرْبِهَا مِنَ الطرَف، ونِيَّم، عَنْ سِيبَوَيْهِ، كَسَرُوا لِمكان الْيَاءِ، ونُوَّامٍ ونُيَّامٍ، الأَخيرة نَادِرَةٌ لِبُعْدِهَا مِنَ الطَّرَفِ؛ قَالَ: أَلَا طَرَقَتْنا مَيَّةُ ابنَةُ مُنْذِرٍ، ... فَمَا أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلَّا سَلامُها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا سمع من أَبِي الْغَمْرِ. ونَوْم: اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وجمعٌ عِنْدَ غَيْرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ النَّوْم لِلْوَاحِدِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: قَالَ لِلْحُسَيْنِ ورأَى نَاقَتَهُ قَائِمَةً عَلَى زِمامِها بالعَرْج وَكَانَ مَرِيضًا: أَيها النَّوْمُ أَيها النَّوْمُ فَظَنَّ أَنه نَائِمٌ فَإِذَا هُوَ مُثْبَتٌ وَجعاً ، أَراد أَيُّهَا النَّائِمُ فوضَع المصدرَ موضعَه، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ صَوْمٌ أَيْ صَائِمٌ. التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ نَوْمٌ وقومٌ نَوْمٌ وامرأَة نَوْمٌ وَرَجُلٌ نَوْمانُ كثيرُ النوْم. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ، بِالتَّحْرِيكِ: يَنامُ كَثِيرًا. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ إِذَا كَانَ خامِلَ الذِّكْر. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه ذَكَرَ آخرَ الزَّمَانِ والفِتَنَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يَنْجو مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ كلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ أُولئك مصابيحُ العُلماء ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النُّوَمَة، بِوَزْنِ الهُمَزة، الخاملُ الذِّكْرِ الْغَامِضُ فِي النَّاسِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ وَلَا أَهلَه وَلَا يُؤْبَهُ لَهُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ: مَا النُّوَمَةُ؟ فَقَالَ: الَّذِي يَسْكُت فِي الْفِتْنَةِ فَلَا يَبْدو مِنْهُ شَيْءٌ ، وَقَالَ ابْنُ المبارَك: هُوَ الغافلُ عَنِ الشرِّ، وَقِيلَ: هُوَ العاجزُ عَنِ الأُمور، وَقِيلَ: هُوَ الخامِلُ الذِّكر الغامِضُ فِي النَّاسِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يُؤْبَهُ لَهُ نُومةٌ، بِالتَّسْكِينِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ سَلَمَةَ: فنَوَّمُوا ، هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي نامُوا. وامرأَة نَائِمَةٌ مِنْ نِسْوة نُوَّمٍ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَكثرُ هَذَا الْجَمْعِ فِي فاعِلٍ دُونَ فاعلةٍ. وامرأَة نَؤُومُ الضُّحى: نائمتُها، قَالَ: وَإِنَّمَا حقيقتُه نَائِمَةٌ بالضُّحى أَوْ فِي الضُّحَى. واسْتَنَام وتَنَاوَمَ: طَلَبَ النَّوْم. واسْتَنَامَ الرجلُ: بِمَعْنَى تَناوَم شَهْوَةً لِلنَّوْمِ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: إِذَا اسْتَنَامَ راعَه النَّجِيُ واسْتَنَامَ أَيضاً إِذَا سَكَن. وَيُقَالُ: أَخذه نُوَامٌ، وَهُوَ مثلُ السُّبات يَكُونُ مِنْ داءٍ بِهِ. ونَامَ الرجلُ إِذَا تواضَع لِلَّهِ. وَإِنَّهُ لَحَسنُ النِّيمةِ أَيِ النَّوْم. والمَنَامُ والمَنَامةُ: مَوْضِعُ النَّوْمِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا ؛ وَقِيلَ: هُوَ هُنَا العَينُ لأَن النَّوْم هُنَالِكَ يَكُونُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَيْ فِي عينِك؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَن مَعْنَاهَا فِي عَيْنِكَ الَّتِي تَنامُ بِهَا، قَالَ: وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ النَّحْوِ ذَهَبُوا إِلَى هَذَا، وَمَعْنَاهُ عِنْدَهُمْ إذْ يُرِيكَهم اللهُ فِي مَوْضِعِ مَنَامِكَ أَيْ فِي عينِك، ثُمَّ حَذَفَ الموضعَ وأَقام المَنامَ مُقامَه، قَالَ: وَهَذَا مذهبٌ حَسَنٌ، وَلَكِنْ قَدْ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَآهُمْ فِي النَّوْم قَلِيلًا وقَصَّ الرُّؤْيا

عَلَى أَصْحابه فَقَالُوا صَدَقتْ رؤْياك يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ: وَهَذَا المذهبُ أَسْوَغ فِي الْعَرَبِيَّةِ لأَنه قَدْ جَاءَ: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ؛ فَدَلَّ بِهَا أَنَّ هَذِهِ رؤْية الِالْتِقَاءِ وأَن تِلْكَ رؤْية النَّوْم. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ نِمْت، وأَصله نَوِمْت بِكَسْرِ الْوَاوِ، فَلَمَّا سَكَنَتْ سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ ونُقِلتْ حركتُها إِلى مَا قَبْلَهَا، وَكَانَ حقُّ النُّونِ أَن تُضَمَّ لتَدُلَّ عَلَى الْوَاوِ السَّاقِطَةِ كَمَا ضَمَمْت الْقَافَ فِي قُلْتَ، إِلا أَنهم كَسَرُوهَا فَرْقاً بَيْنَ الْمَضْمُومِ وَالْمَفْتُوحِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ وكانَ حَقُّ النُّونِ أَن تُضَمَّ لتدلَّ عَلَى الْوَاوِ السَّاقِطَةِ وَهَمٌ، لأَن المُراعى إِنما هُوَ حَرَكَةُ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ الكسرةُ دُونَ الْوَاوِ بِمَنْزِلَةِ خِفْت، وأَصله خَوِفْت فنُقِلت حَرَكَةُ الْوَاوِ، وَهِيَ الْكَسْرَةُ، إِلى الْخَاءِ، وحُذفت الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فأَما قُلت فإِنما ضُمَّت الْقَافُ أَيضاً لِحَرَكَةِ الْوَاوِ، وَهِيَ الضَّمَّةُ، وَكَانَ الأَصل فِيهَا قَوَلْت، نُقِلتْ إِلى قوُلت، ثُمَّ نقِلت الضَّمَّةُ إِلَى الْقَافِ وحُذِفَت الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما كِلْتُ فإِنما كَسَرُوهَا لِتَدُلَّ عَلَى الْيَاءِ السَّاقِطَةِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا وَهَمٌ أَيضاً وإِنما كَسَرُوهَا لِلْكَسْرَةِ الَّتِي عَلَى الْيَاءِ أَيضاً، لَا لِلْيَاءِ، وأَصلها كَيِلْت مُغَيَّرة عَنْ كَيَلْتُ، وَذَلِكَ عِنْدَ اتِّصَالِ الضَّمِيرِ بِهَا أَعني التَّاءَ، عَلَى مَا بُيِّن فِي التَّصْرِيفِ، وَقَالَ: وَلَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ كالَ فَعِل لِقَوْلِهِمْ فِي الْمُضَارِعِ يَكيلُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ إِنما جَاءَ فِي أَفعال مَعْدُودَةٍ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما عَلَى مَذْهَبِ الْكِسَائِيِّ فالقياسُ مستمرٌّ لأَنه يَقُولُ: أَصلُ قَالَ قَوُلَ، بِضَمِّ الْوَاوَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْهَبِ الْكِسَائِيُّ وَلَا غيرُه إِلى أَنَّ أَصلَ قَالَ قَوُل، لأَن قَالَ مُتَعدٍّ وفَعُل لَا يَتعدَّى وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ قائلٌ، وَلَوْ كَانَ فَعُل لَوَجَبَ أَن يَكُونَ اسْمَ الْفَاعِلِ مِنْهُ فَعيل، وإِنما ذَلِكَ إِذا اتَّصَلَتْ بِيَاءِ الْمُتَكَلِّمِ أَو الْمُخَاطَبِ نَحْوُ قُلْت، عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَكَذَلِكَ كِلْت؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصل كالَ كَيِلَ، بِكَسْرِ الْيَاءِ، والأَمر مِنْهُ نَمْ، بِفَتْحِ النُّونِ، بِناءً عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ لأَن الْوَاوَ الْمُنْقَلِبَةَ أَلفاً سَقَطَتْ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ. وأَخَذه نُوَامٌ، بِالضَّمِّ، إِذا جعَل النَّوْمُ يَعْترِيه. وتَناوَمَ: أَرى مِنْ نفْسه أَنه نائمٌ وَلَيْسَ بِهِ، وَقَدْ يَكُونُ النَّوْم يُعْنى بِهِ المَنامُ. الأَزهري: المَنامُ مَصْدَرُ نَامَ يَنَامُ نَوْماً ومَنَاماً، وأَنَمْتُه ونَوَّمْتُه بِمَعَنًى، وَقَدْ أَنَامَه ونَوَّمَه. وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً: يَا نَوْمانُ أَي يَا كَثِيرَ النَّوْم، قَالَ: وَلَا تَقُل رَجُلٌ نَوْمانُ لأَنه يَخْتَصُّ بِالنِّدَاءِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وَغَزْوَةِ الخَنْدق: فَلَمَّا أَصْبَحتْ قَالَتْ: قُمْ يَا نَوْمانُ ؛ هُوَ الْكَثِيرُ النَّوْم، قَالَ: وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النِّدَاءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِي المثَل أَصْبِحْ نَوْمانُ، فأَصْبِحْ عَلَى هَذَا مِنْ قَوْلِكَ أَصْبَحَ الرجلُ إِذا دَخَلَ فِي الصُّبح، وَرِوَايَةُ سِيبَوَيْهِ أَصْبِحْ ليْلُ لِتَزُلْ حَتَّى يُعاقِبَك الإِصباح؛ قَالَ الأَعشى: يَقُولُونَ: أَصْبِحْ ليْلُ، والليلُ عاتِم وَرُبَّمَا قَالُوا: يَا نَوْمُ، يُسَمُّون بِالْمَصْدَرِ. وأَصابَ الثَّأْرَ المُنِيم أَي الثأْر الَّذِي فِيهِ وَفاءُ طِلْبتِه. وَفُلَانٌ لَا يَنَامُ وَلَا يُنِيمُ أَي لَا يَدَعُ أَحداً يَنام؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: كَمَا مِنْ هاشمٍ أَقرَرْت عَيْني، ... وكانَتْ لَا تَنَامُ وَلَا تُنِيمُ وَقَوْلُهُ: تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها ونَهْلا، ... وخَلْفَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ مَعْنَاهُ تسكُن إِليها فتُنِيمُها. ونَاوَمَنِي فنُمْتُه أَي كنتُ أَشدَّ نَوْماً مِنْهُ. ونُمْتُ الرجلَ، بِالضَّمِّ، إِذا

غَلَبْتَه بالنَّوْم، لأَنك تَقُولُ نَاوَمَه فنَامَه يَنُومُه. ونَامَ الخَلخالُ إِذا انقَطعَ صوتُه مِنِ امْتِلَاءِ السَّاقِ، تَشْبِيهًا بِالنَّائِمِ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، كَمَا يُقَالُ اسْتَيْقَظَ إِذا صَوَّت؛ قَالَ طُرَيح: نَامَتْ خَلاخِلُها وجالَ وِشاحُها، ... وجَرى الإِزارُ عَلَى كثِيبٍ أَهْيَلِ فاسْتَيْقَظَتْ مِنْهَا قَلائدُها الَّتِي ... عُقِدَت عَلَى جِيدِ الغَزالِ الأَكْحَلِ وَقَوْلُهُمْ: نامَ هَمُّه، مَعْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وَرَجُلٌ نُوَمٌ ونُوَمَةٌ ونَوِيمٌ: مُغفَّل، ونُوَمَةٌ: خاملٌ، وَكُلُّهُ مِنَ النَّوْم، كأَنه نائمٌ لغَفْلَتِه وخُموله. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ نُومة، بِالضَّمِّ سَاكِنَةَ الْوَاوِ، أَي لَا يُؤْبَه لَهُ. وَرَجُلٌ نُوَمَةٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ: نَؤُوم، وهو الكثير النَّوْم، إِنه لَحَسنُ النِّيمة، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ بِلالٍ والأَذان: أَلا إِن العبدَ نَام ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالنَّوْمِ الغفلةَ عَنْ وَقْتِ الأَذانِ، قَالَ: يُقَالُ نامَ فلانٌ عَنْ حَاجَتِي إِذا غفَل عَنْهَا وَلَمْ يَقُمْ بِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ عادَ لِنَوْمِه إِذا كَانَ عَلَيْهِ بَعْدُ وقتٌ مِنَ اللَّيْلِ، فأَراد أَن يُعْلِمَ النَّاسَ بِذَلِكَ لِئَلَّا يَنْزَعِجوا مِنْ نَوْمِهم بسماعِ أَذانهِ. وكلُّ شيءٍ سكَنَ فَقَدْ نامَ. وَمَا نَامَتِ السماءُ اللَّيلةَ مَطَرًا، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ البَرْق؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة: حَتَّى شَآهَا كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَ اضْطِراباً، وباتَ اللَّيْلُ لَمْ يَنَم ومُسْتَنَامُ الْمَاءِ: حَيْثُ يَنْقَع ثُمَّ يَنشَفُ؛ هَكَذَا قَالَ أَبو حَنِيفَةَ يَنْقَع، وَالْمَعْرُوفُ يَسْتَنْقِع، كأَنَّ الماءَ يَنامُ هُنَالِكَ. ونَامَ الماءُ إِذا دامَ وقامَ، ومَنامُه حَيْثُ يَقُوم. والمَنامَةُ: ثوبٌ يُنامُ فِيهِ، وَهُوَ القَطيفةُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: عَلَيْهِ المَنَامَةُ ذاتُ الفُضول، ... مِنَ القِهْزِ، والقَرْطَفُ المُخْمَلُ وَقَالَ آخَرُ: لكلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ أَي متقارِب. وليلٌ نَائِمٌ أَي يُنامُ فِيهِ، كَقَوْلِهِمْ يومٌ عاصفٌ وهمٌّ ناصبٌ، وَهُوَ فاعلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فِيهِ. والمَنَامَةُ: القَطِيفةُ، وَهِيَ النِّيمُ؛ وَقَوْلُ تأَبَّط شَرّاً: نِياف القُرطِ غَرَّاء الثَّنايا، ... تَعَرَّضُ للشَّبابِ ونِعمَ نِيمُ قِيلَ: عَنى بالنِّيمِ القَطِيفةَ، وَقِيلَ: عَنَى بِهِ الضَّجِيعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى الْمُفَسِّرُ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ هُوَ نِيمُ المرأَةِ وَهِيَ نِيمُهُ. والمَنَامَةُ: الدُّكّانُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: دَخَلَ عَلَيَّ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا عَلَى المَنَامَةِ ؛ قَالَ يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الدُّكّانَ وأَن يَكُونَ القطيفةَ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: المَنَامَةُ هَاهُنَا الدُّكَّانُ الَّتِي يُنامُ عَلَيْهَا، وَفِي غَيْرِ هَذَا هِيَ الْقَطِيفَةُ، وَالْمِيمُ الأُولى زَائِدَةٌ. ونَامَ الثوبُ والفَرْوُ يَنَامُ نَوْماً: أَخْلَقَ وانْقَطَعَ. ونَامَت السُّوقُ وحَمُقت: كسَدَت. ونَامَت الريحُ: سكَنَت، كَمَا قَالُوا: ماتَتْ. ونَامَ البحرُ: هدَأَ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ. ونَامَتِ النارُ: هَمَدَت، كلُّه مِنَ النَّوْم الَّذِي هُوَ ضدُّ اليَقظة. ونَامَتِ الشاةُ وغيرُها مِنَ الْحَيَوَانِ إِذا ماتَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنه حَثَّ عَلَى قِتال الْخَوَارِجِ فَقَالَ: إِذا رأَيتُموهم فأَنِيمُهوهم أَي اقْتُلوهم. وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ الْفَتْحِ: فَمَا أَشْرَفَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَحدٌ إِلا أَنَامُوه أَي قَتلوه. يُقَالُ: نَامَتِ الشاةُ وغيرُها إِذا مَاتَتْ. والنَّائِمَةُ: المَيِّتَةُ. والنَّامِيَةُ: الجُثّةُ. واسْتَنَامَ إِلى

الشَّيْءِ: اسْتَأْنَسَ بِهِ. واستَنَامَ فلانٌ إِلى فُلَانٍ إِذا أَنِسَ بِهِ واطْمَأَنَّ إِليه وسكَن، فَهُوَ مُسْتَنِيمٌ إِليه. ابْنُ بَرِّيٍّ: واسْتَنَامَ بِمَعْنَى نامَ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْر: فقامَتْ بأَثْناءٍ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً ... سَراها الدَّواهي، واسْتَنَامَ الخَرائدُ أَي نَامَ الْخَرَائِدُ. والنَّامَةُ: قاعةُ الفَرْج. والنِّيمُ: الفَرْوُ، وَقِيلَ: الفَرْوُ القصيرُ إِلى الصَّدْر، وَقِيلَ لَهُ نِيمٌ أَي نِصفُ فَرْوٍ، بِالْفَارِسِيَّةِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَقَدْ أَرى ذَاكَ فلَنْ يَدُوما، ... يُكْسَيْنَ مِنْ لِينِ الشَّبابِ نِيمَا وفُسِّر أَنه الفَرْوُ، ونَسبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الرجزَ لأَبي النَّجْم، وَقِيلَ: النِّيم فَرْوٌ يُسَوَّى مِنْ جُلود الأَرانِب، وَهُوَ غَالِي الثَّمَنِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: النِّيم الفَرْوُ الخَلَقُ. والنِّيم: كلُّ لَيِّنٍ مِنْ ثوبٍ أَو عَيْشٍ. والنِّيم: الدَّرَجُ الَّذِي فِي الرِّمَالِ إِذا جَرَت عَلَيْهِ الرِّيحِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى انْجَلى الليلُ عنَّا فِي مُلَمَّعة ... مِثْلِ الأَديمِ، لَهَا مِنْ هَبْوَةٍ نِيمُ «3» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ فَتَحَ الْمِيمَ أَراد يَلْمَع فِيهَا السَّرابُ، ومَنْ كسَر أَراد تَلْمَعُ بِالسَّرَابِ، قَالَ: وفُسِّر النِّيمُ فِي هَذَا الْبَيْتِ بالفَرْوِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمَرَّارِ بْنِ سَعِيدٍ: فِي لَيْلةٍ مِنْ لَيَالِي القُرِّ شاتِية، ... لَا يُدْفِئُ الشيخَ مِنْ صُرّداها النِّيمُ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ الأَيْهَم «4»: نَعِّماني بشَرْبةٍ مِنْ طِلاءٍ، ... نِعْمَت النِّيمُ مِنْ شَبا الزَّمْهَريرِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ أَيضاً: كأَنَّ فِداءَها، إِذ جَرَّدوه ... وَطَافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ ينِيمُ قَالَ: وَذَكَرَهُ ابْنُ وَلَّادٍ فِي الْمَقْصُورِ فِي بَابِ الْفَاءِ: سُلَك يَتيمُ. والنِّيمُ: النِّعْمةُ التامّةُ. والنِّيم: ضربٌ مِنَ العِضاهِ. والنِّيمُ والكَتَمُ: شَجَرَتَانِ مِنَ العِضاه. والنِّيمُ: شَجَرٌ تُعْمَل مِنْهُ القِداحُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النِّيمُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ ليِّنٌ وورَقٌ صِغارٌ، وَلَهُ حبٌّ كَثِيرٌ مُتَفَرِّقٌ أَمثال الحِمَّص حامِضٌ، فإِذا أَيْنَع اسْوَدَّ وحَلا، وَهُوَ يُؤْكَلُ، ومَنابِتُه الجبالُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّة الهذلي ووَصَف وَعِلًا فِي شَاهِقٍ: ثُمَّ يَنُوش إِذا آدَ النهارُ لَهُ، ... بعدَ التَّرَقُّبِ مِنْ نِيمٍ وَمِنْ كَتَم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نامَ إِليه بِمَعْنَى هُوَ مُستْنيِم إِليه. وَيُقَالُ: فلانٌ نِيمِي إِذا كُنْتَ تأْنَسُ بِهِ وتسْكُن إِليه؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّني غيرُ نَائِم ... إِلى مُستَقِلٍّ بالخِيانةِ أَنْيَبا قَالَ: غَيْرُ نَائِم أَي غيرُ واثقٍ بِهِ، والأَنْيبُ: الغليظُ النَّابِ، يُخَاطِبُ ذِئْبًا. والنِّيمُ، بِالْفَارِسِيَّةِ: نِصْفُ الشَّيْءِ، وَمِنْهُ قولُهم للقُبَّة الصَّغِيرَةِ: نِيمُ خَائِجَةٍ أَي نصفُ بَيْضةٍ، وَالْبَيْضَةُ عِنْدَهُمْ خَايَاهْ، فأُعربت فَقِيلَ خَائِجَةٌ. ونَوَّمان: نَبْتٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَهَذِهِ التراجِمُ كُلِّهَا أَعني نوم ونيم ذَكَرَهَا ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ نوم، قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى يَاءِ النِّيم فِي وُجُوهِهَا كُلِّهَا بالواو لوجود [ن وم] وَعَدَمِ [ن ي م]، وَقَدْ تَرْجَمَ الْجَوْهَرِيُّ نيم، وَتَرْجَمَهَا أَيضاً ابْنُ بَرِّيٍّ.

_ (3). قوله [حتى انجلى إلخ] كذا في الصحاح، وفي التكملة ما نصه: يجلي بها اللَّيْلُ عَنَّا فِي ملمعةٍ ويروى: يجلو بها الليل عنها (4). قوله [ابن الأيهم] في التكملة في مادة هيم: ما نصه: وأعشى بني تغلب اسمه عمرو بن الأهيم

فصل الهاء

فصل الهاء هبرم: الهَبْرَمةُ: كثرةُ الْكَلَامِ. هتم: هَتَمَ فَاهُ يَهْتِمُه هَتْماً: أَلْقى مُقدَّم أَسنانه. والهَتَمُ: انكسارُ الثَّنَايَا مِنْ أُصولها خَاصَّةً، وَقِيلَ: مِنْ أَطرْافِها، هَتِمَ هَتَماً وَهُوَ أَهْتَم بيِّن الهَتَم وهَتْمَاء. والهَتْمَاءُ مِنَ المِعْزى: الَّتِي انْكَسَرَتْ ثَنِيَّتُها. وأَهْتَمْتُه إِهْتَاماً إِذا كَسَرْت أَسنانه، وأَقْصَمْتُه إِذا كَسَرْتَ بَعْضَ سِنِّه، وأَشْتَرْتُه فِي العيْنِ، حَتَّى قَصِم وهَتِمَ وشَتِر، وَضَرَبَهُ فهَتَمَ فَاهُ. وتَهَتَّمَتْ أَسنانُه أَي تكسَّرَت. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا عُبَيْدَةَ كَانَ أَهْتَمَ الثَّنَايَا انْقَلَعَتْ ثَنَايَاهُ يَوْمَ أُحُد لَمَّا جَذَب بِهَا الزَّرَدَتَين اللَّتَيْنِ نَشِبتا فِي خَدِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى أَن يُضَحَّى بِهَتْمَاءَ ؛ هِيَ الَّتِي انْكَسَرَتْ ثَنَايَاهَا مِنْ أَصلها وَانْقَلَعَتْ. وتَهَتَّمَ الشيءُ: تَكَسَّرَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِن الأَراقِمَ لَنْ يَنال قَديمَها ... كلْبٌ عَوى، مُتَهَتِّمُ الأَسنان والهُتَامَة: مَا تكَسّر مِنَ الشَّيْءِ. والهَيْتَم: شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الحَمْض جَعْدة؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ وَقَالَ: ذُكر ذَلِكَ عَنْ شُبَيْل بْنِ عَزْرة وَكَانَ رَاوِيَةً؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ: رَعَتْ بِقِران الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلًا ... عَمِيماً مِنَ الظِّلَّامِ، والهَيْتَمِ الجَعْدِ «1» . والأَهْتَم: لَقَبُ سِنان بْنِ سُمَيّ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَر لأَنه هُتِمَتْ ثَنِيَّتُه يَوْمَ الكُلاب. وهَاتِمٌ وهُتَيْمٌ: اسْمَانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى هُتَيْماً تَصْغِيرُ ترخيم. هتلم: الهَتْلَمَة: الكَلام الخَفِيّ. والهَتْمَلة: كالهَتْلَمة. وهَتْلَمَ الرَّجُلَانِ: تكلَّما بِكَلَامٍ يسِرَّانه عَنْ غيرهما، وهي الهَتْمَلة. هثم: هَثَمَ الشيءَ يَهْثِمُه: دَقَّه حَتَّى انْسَحَقَ. وهَثَمَ لَهُ مِنْ مالِه: كَمَا تَقُولُ قَثَم؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهُثُم القِيزانُ المُنْهالة. والهَيْثَم: الصَّقْر، وَقِيلَ: فَرْخ النَّسْر، وَقِيلَ: هُوَ فَرْخُ العُقاب، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ هَيْثَماً، وَقِيلَ: هُوَ صَيْدُ العُقاب؛ قَالَ: تُنازِعُ كَفَّاه العِنانَ، كأَنَّه ... مُوَلَّعةٌ فَتْخاءُ تَطْلُب هَيْثَمَا والهَيْثَم: الكَثيب السَّهَل، وَقِيلَ: الكَثيب الأَحْمر، وَقِيلَ: الهَيْثَم رَمَلَةٌ حَمْرَاءُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ قِداحاً أُجِيلَتْ فَخَرَجَ لَهَا صَوْتٌ: خُوارُ غِزْلانٍ لَدَى هَيْثَمٍ، ... تَذَكَّرَتْ فِيقةَ ارْآمِها والهَيْثَم: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. والهيْثَمة: بَقْلة مِنَ النَّجيل. والهَيْثَم: ضَرْبٌ مِنَ الحِبَّة؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. وهَيْثَم: اسْمٌ، وَاللَّهُ أَعلم. هجم: هَجَم عَلَى الْقَوْمِ يَهْجُمُ هُجُوماً: انْتَهَى إِليهم بَغْتة، وهَجَمَ عَلَيْهِ الخَيْلَ وهَجَمَ بِهَا. اللِّيْثُ: يُقَالُ: هَجَمْنا الخَيْلَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمعهم يَقُولُونَ أَهْجَمْنا، وَاسْتَعَارَهُ عليٌّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ، للعِلْم فَقَالَ: هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ عَلَى حَقَائِقِ الأُمور فباشَرُوا رَوْحَ الْيَقِينَ. وهَجَمَ عَلَيْهِمْ: دَخَلَ، وَقِيلَ: دَخَلَ بِغَيْرِ إِذن. وهَجَمَ غَيْرَه عَلَيْهِمْ وَهُوَ هَجُومٌ: أَدْخله؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: هَجُومٌ عَلَيْنَا نَفْسَه، غيرَ أَنَّه ... مَتَى يُرْمَ فِي عَيْنَيه، بالشَّبْح، يَنْهَض «2».

_ (1). قوله [بقران] كذا في الأَصل والمحكم، والذي في تكملة الصاغاني: بقرار (2). قوله [هَجُوم علينا] في المحكم: هجوم عليها

يَعْنِي الظَّلِيمَ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: وهَجَمْتُ أَنا عَلَى الشَّيْءِ بَغْتةً أَهْجُمُ هُجُوماً وهَجَمْتُ غَيْري، يتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وهَجَمَ الشتاءُ: دَخَل. ابْنُ سِيدَهْ: وهَجَمَ البيتَ يَهْجِمُه هَجْماً هَدَمه. وَبَيْتٌ مَهْجُومٌ: حُلَّتْ أَطْنابُه فانْضَمَّتْ سِقابُه أَي أَعْمِدتُه، وَكَذَلِكَ إِذا وَقَع؛ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ: صَعْلٌ كأَنَّ جناحَيْه وجُؤْجُؤَه ... بَيْتٌ، أَطافَتْ بِهِ خَرْقاءُ، مَهْجُوم الخَرْقاء هاهنا: الرِّيحُ. وهُجِمَ البيتُ إِذا قُوِّض. وَلَمَّا قُتِل بِسْطامُ بْنِ قَيْسٍ لَمْ يَبْقَ بَيْتٌ فِي رَبِيعَةَ إِلا هُجِمَ أَي قُوِّض. والهَجْم: الهَدْم. وهَجَمَ البيتُ وانْهَجَمَ: انْهَدَم. وانْهَجَمَ الخِباءُ: سَقَط. والهَجُوم: الريحُ الَّتِي تَشْتَدُّ حَتَّى تَقْلَع البيوتَ والثُّمامَ. وَرِيحٌ هَجُومٌ: تَقْلَعُ البيوتَ والثُّمامَ. والريحُ تَهْجُمُ الترابَ عَلَى الْمَوْضِعِ. تَجْرُفه فَتُلْقِيهِ عَلَيْهِ؛: قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَجاجاً جَفَلَ مِنْ مَوْضِعِهِ فهَجَمَتْه الريحُ عَلَى هَذِهِ الدَّارِ: أَوْدى بِهَا كلُّ عَرَّاصٍ أَلَثَّ بِهَا، ... وجافِلٌ مِنْ عَجاجِ الصَّيْف مَهْجُوم وهَجَمَتْ عينُه تَهْجُمُ هَجْماً وهُجُوماً: غَارَتْ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ ذكَر قِيَامَهُ بِاللَّيْلِ وصيامَه بِالنَّهَارِ: إِنك إِذا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عيناكَ أَي غارَتا ودخَلَتا فِي مَوْضِعِهِمَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْهُ هَجَمْتُ عَلَى الْقَوْمِ إِذا دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ، وَكَذَلِكَ هَجَمَ عَلَيْهِمُ البيتُ إِذا سَقَطَ عَلَيْهِمْ. وانْهَجَمَتْ عينُه: دمَعَت. قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع انْهَجَمَتْ عينُه بِمَعْنَى دمَعَت إِلا هاهنا، قَالَ: وَهُوَ بِمَعْنَى غارَتْ، معروفٌ. وهَجَمَ مَا فِي ضَرْعِ النَّاقَةِ يَهْجُمُه هَجْماً واهْتَجَمَه: حَلَبه؛ وهَجَمْتُ مَا فِي ضَرْعِهَا إِذا حَلبْت كلَّ مَا فِيهِ؛ وأَنشد لرؤْبة: إِذا التَقَتْ أَرْبَعُ أَيْدٍ تَهْجُمُهْ، ... حَفَّ حَفِيفَ الغيْثِ جادَتْ دِيَمُهْ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ غَيْلان بْنِ حُرَيْث: وامْتاح مِنِّي حَلَباتِ الهَاجِمِ وهَجَمَ النَّاقَةَ نَفْسَها وأَهْجَمَها: حَلَبها. والهَجِيمَةُ: اللبنُ قَبْلَ أَن يُمْخَض، وَقِيلَ: هُوَ الخاثرُ مِنْ أَلبْان الشاءِ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّبَنُ الَّذِي يُحْقَنُ فِي السِّقاء الْجَدِيدِ ثُمَّ يُشْرَب وَلَا يُمْخَض، وَقِيلَ هُوَ مَا لَمْ يَرُبْ أَي يَخْثُر وَقَدِ الْهَاجَّ لأَن يَروبَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. قَالَ أَبو الْجَرَّاحِ: إِذا ثَخُنَ اللبنُ وخَثُر فَهُوَ الهَجِيمَةُ. ابْنُ الأَعرابي: الهَجِيمَةُ مَا حَلَبْته مِنَ اللَّبَنِ فِي الإِناء، فإِذا سكَنتْ رَغْوتُه حَوَّلْتَه إِلى السِّقاء. وهاجِرةٌ هَجُومٌ: تَحْلُب العرَقَ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: والعِيسُ تَهْجُمُها الحَرورُ كأَنَّها أَي تَحْلُب عرَقَها؛ وَمِنْهُ هَجَمَ النَّاقَةَ إِذا حَطَّ مَا فِي ضَرْعِهَا مِنَ اللَّبَنِ. يُقَالُ: تَحَمَّمَ فإِنَّ الحَمَّام هَجُومٌ، أَي مُعَرِّقٌ يُسِيل العَرَقَ. والهَجْمُ: العَرَقُ، قَالَ: وَقَدْ هَجَمَتْه الهَواجِر. وانْهَجَمَ العرَقُ: سالَ. والهَجْم والهَجَمُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: القَدَحُ الضَّخْم يُحْلب فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَهْجَامٌ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: كَانَتْ إِذا حالِبُ الظَّلْماء أَسْمَعَها، ... جَاءَتْ إِلى حالِبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ فَتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً وَهْيَ وادِعةٌ، ... حَتَّى تكادَ شِفاه الهَجْمِ تَنْثَلِمُ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ القدَحُ والهَجَمُ والعَسْفُ والأَجَمُ

والعَتادُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: إِذا أُنِيخَتْ والْتَقَوْا بالأَهْجَامْ، ... أَوْفَت لَهُمْ كَيْلًا سَريع الإِعْذامْ الأَصمعي: يُقَالُ هَجَمٌ وهَجْمٌ للقَدَحِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ناقةُ شيخٍ للإِلهِ راهِبِ، ... تَصُفُّ فِي ثلاثةِ المَحالِبِ: فِي الهَجَمَيْنِ، والْهَنِ المُقارِبِ قَالَ: الهَجَمُ العُسُّ الضَّخْمُ أَي تَجْمَعُ بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ أَو ثَلَاثَةً نَاقَةٌ صَفوفٌ تَجْمَعُ بَيْنَ الْمَحَالِبِ، قَالَ: والفَرَق أَربعةُ أَرباع؛ وأَنشد: تَرْفِد بعدَ الصَّفِّ فِي فُرْقانِ جَمْعُ الفَرَق وَهُوَ أَربعة أَرباعٍ، والهنُ المُقارِبُ: الَّذِي بَيْنَ العُسَّين. والهَجْمةُ: القطْعة الضَّخْمة مِنَ الإِبل، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الثَلَاثِينَ وَالْمِائَةِ؛ وَمِمَّا يَدلّك عَلَى كَثْرَتِهَا قَوْلُهُ: هَلْ لكِ، والعارِضُ منكِ عائِضُ، ... فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القابِضُ؟ «1» . وَقِيلَ: الهَجْمَةُ أَوَّلُها الأَرْبَعون إِلى مَا زَادَتْ، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ السَّبْعِين إِلى دُوَيْن الْمِائَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الْسَبْعِينَ إِلى الْمِائَةِ؛ قَالَ المعْلُوط: أَعاذِل، مَا يُدْريك أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لأَخْفافِها فَوْقَ المِتانِ فَدِيدُ؟ وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ التِّسعين إِلى الْمِائَةِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الستِّين إِلى الْمِائَةِ؛ وأَنشد الأَزهري: بهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: إِذا بَلَغَتِ الإِبلُ سِتِّين فَهِيَ عَجْرمة، ثُمَّ هِيَ هَجْمَةٌ حَتَّى تَبْلُغَ الْمِائَةَ، وَقِيلَ: الهَجْمَة مِنَ الإِبل أَولها الأَربعون إِلى مَا زادَت، والهُنَيدَةُ الْمِائَةُ فَقَطْ. وَفِي حَدِيثِ إِسلام أَبي ذَرٍّ: فَضَمَمْنا صِرْمتَه إِلى صِرْمَتِنا فَكَانَتْ لَنَا هَجْمَةٌ ؛ الهَجْمَةُ مِنَ الإِبل: قريبٌ مِنَ الْمِائَةِ؛ وَاسْتَعَارَ بعضُ الشُّعراء الهَجْمَةَ للنَّخْل مُحاجِياً بِذَلِكَ فَقَالَ: إِلى اللهِ أَشْكُو هَجْمَةً عَرَبيَّةً، ... أَضَرَّ بِهَا مَرُّ السِّنينَ الغوابِرِ فأَضْحَتْ رَوايا تَحْمِل الطِّينَ، بعد ما ... تكونُ ثِمالَ المُقْتِرِينَ المَفاقِرِ والهَجْمَةُ: النَّعْجةُ الهَرِمة. وهَجَمَ الشيءُ: سَكنَ وأَطْرَق؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَتَّى اسْتَبَنتُ الهُدى، والبيدُ هَاجِمَةٌ، ... يَخشَعْنَ فِي الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينا والاهْتِجَامُ: آخِرُ اللَّيْلِ. والهَجْمُ: السَّوْق الشَّدِيدُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والليلُ يَنْجُو والنهارُ يَهْجُمُهْ وهَجَمَ الرجلَ وَغَيْرَهُ يَهْجُمُه هَجْماً: سَاقَهُ وطرَده. وَيُقَالُ: هَجَمَ الفحلُ آتُنَه أَي طَرَدَها؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: وَرَدْتِ وأَرْدافُ النُّجومِ كأَنها، ... وَقَدْ غارَ تَالِيهَا، هَجَا أُتْن هاجِم «2» . والهَجَائِمُ: الطرائدُ. والهَاجِمُ أَيضاً: السَّاكِنُ المُطْرِقُ. وهَجْمَةُ الشِّتاءِ: شِدَّةُ بَرْدِه. وهَجْمَة الصيْفِ: حَرُّه؛ وقولُ أَبي مُحَمَّدٍ الحذلَمِيّ أَنشده ثَعْلَبٌ: فاهْتَجَمَ العيدانُ مِنْ أَخْصامها

_ (1). قوله [هل لك إلخ] صدره كما في مادة عرض: يَا لَيْلُ أَسْقَاكِ الْبُرَيْقُ الوامض هل لك إلخ وهو لأَبي محمد الفقعسي يخاطب امرأة يرغبها في أن تنكحه، وَالْمَعْنَى: هَلْ لَكِ فِي هجمة يبقي منها سائقها لكثرتها عليه، والعارض أي المعطي في نكاحك عرضاً، وعائض أَيْ آخِذٌ عِوَضًا مِنْكِ بالتزويج (2). قوله [هجا أتن] كذا بالأصل

غَمامةً تَبْرُقَ مِنْ غَمامِها، ... وتُذْهِبُ العَيْمَة مِنْ عِيامِها لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ اهْتَجَمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ شَرِبَت كأَنَّ هَذِهِ الإِبل وَرَدَتْ بَعْدَ رَعْيها العيدانَ فَشَرِبَتْ عَلَيْهَا، وَيُرْوَى: واهْتَمَجَ العيدانُ، مِنْ قَوْلِهِمْ هَمَجَت الإِبلُ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَفْسِيرِ هَذَا الرَّجَزِ: اهْتَجَمَ أَي احْتَلب، وأَراد بأَخْصامِها جَوانِبَ ضَرْعِها. والهَيْجُمانةُ: الدُّرّةُ وَهِيَ الوَنِيِّةُ. وهَيجُمانةُ: اسمُ امرأَةٍ، وَهِيَ بِنْتُ العَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. والهَيْجُمانُ: اسْمُ رَجُلٍ. والهَجْمُ: ماءٌ لَبَنِي فَزارة، وَيُقَالُ إِنه مِنْ حفرِ عادٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَهْجَمَ اللهُ عَنْ فلانٍ المرضَ فهَجَمَ المرضُ عَنْهُ أَي أَقْلَعَ وفَتَر. وابْنا هُجَيْمَةَ: فارِسان مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ: وساقَ ابْنَيْ هُجَيْمَةَ يَوْمَ غَولٍ، ... إِلى أَسْيافِنا، قَدَرُ الحِمامِ وبَنُو الهُجَيم: بَطْنانِ: الهُجَيم بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، والهُجَيْم بْنُ عَلِيِّ بْنِ سودٍ مِنَ الأَزْدِ. هجدم: هِجْدَمْ: زَجْرٌ للفَرَس، وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنما هُوَ هِجْدُمّ. بِكَسْرِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَضَمِّ الدَّالِ وَشَدِّ الْمِيمِ، وَبَعْضُهُمْ يُخَفّف الميمَ. وإِجْدَمُ وهِجْدَمْ عَلَى الْبَدَلِ كِلَاهُمَا: مِنْ زَجْرِ الْخَيْلِ إِذا زُجَرت لتمضِي؛ قَالَ اللِّيْثُ: الهِجْدَمُ لُغَةٌ فِي إِجْدَمْ فِي إِقْدامِك الفَرس وزَجرِكَه. يُقَالُ: أَوَّلُ مَن ركبَ الفرسَ ابنُ آدمَ القاتِلُ حَمَلَ عَلَى أَخيه فزَجرَ فَرَسًا وَقَالَ: هِجِ الدَّمَ، فَلَمَّا كَثُرَ عَلَى الأَلسنة اقْتَصَرَ عَلَى هِجْدَمْ وإِجْدَمْ. هدم: الهَدْمُ: نَقِيضُ الْبِنَاءِ، هَدَمَه يَهْدِمُه هَدْماً وهَدَّمَه فانْهَدَمَ وتَهَدَّمَ وهَدَّمُوا بُيوتهم، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الهَدْمُ قَلْعُ المَدَرِ، يَعْنِي الْبُيُوتَ، وَهُوَ فِعْلٌ مُجاوزٌ، والفِعلُ اللَّازِمُ مِنْهُ الانْهِدامُ. وَيُقَالُ: هَدَمَه ودَهْدَمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَمَا سُؤالُ طَلَلٍ وأَرْسُمِ، ... والنُّؤْيِ بعدَ عَهْدِه المُدَهْدَمِ يَعْنِي الحاجرَ حولَ الْبَيْتِ إِذا تَهَدَّم. والهَدَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا تَهدَّم مِنْ نَوَاحِي الْبِئْرِ فَسَقَطَ فِي جَوْفِها؛ قَالَ يَصِفُ امرأَة فَاجِرَةً: تَمْضي، إِذا زُجِرَتْ عَنْ سَوْأَةٍ، قُدُماً، ... كأَنها هَدَمٌ فِي الجَفْرِ مُنْقاضُ والأَهْدَمَانِ: أَن يَنْهارَ عليكَ بناءٌ أَو تقعَ فِي بئرٍ أَو أُهْوِيَّة. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِني أَعوذُ بِكَ منَ الأَهْدَمَيْنِ ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: هُوَ أَن يَنْهَدِمَ عَلَى الرَّجُلِ بناءٌ أَو يقعَ فِي بئرٍ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا حقيقتُه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن ينهارَ عَلَيْهِ بناءٌ أَوْ يقعَ فِي بئرٍ أَو أُهْوِيّة. والأَهْدَمُ. أَفْعَلُ مِنَ الهَدَم: وَهُوَ مَا تَهَدَّمَ مِنْ نَوَاحِي الْبِئْرِ فَسَقَطَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ الشُّهَدَاءِ: وصاحبُ الهَدَمِ شهيدٌ ؛ الهَدَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: البناءُ المَهْدُومُ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَبِالسُّكُونِ الفِعْلُ نفْسُه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَن هَدَمَ بُنْيانَ رَبِّه فَهُوَ مَلْعونٌ أَي مَنْ قَتَلَ النَّفْسَ المُحرَّمة لأَنها بُنيانُ اللهِ وتَرْكِيبُه. وَقَالُوا: دَمُنا دَمُكم وهَدَمُنا هَدَمُكم أَي نَحْنُ شيءٌ واحدٌ فِي النُّصْرة تَغْضَبون لَنَا ونغْضَبُ لَكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ. أَن أَبا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهان قَالَ لرسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن بَيْنَنَا وَبَيْنَ القومِ حِبَالًا وَنَحْنُ قاطِعوها فنخشَى إِنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجعَ إِلى

قومِك، فتبسَّم النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ، أَنا مِنْكُمْ وأَنتم مِنِّي ؛ يُروى بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا، فالهَدَم، بِالتَّحْرِيكِ: القَبْرُ يَعْنِي أُقْبَرُ حَيْثُ تُقْبَرون، وَقِيلَ: هُوَ المنزلُ أَي منزِلُكم مَنزِلي، كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: المَحْيا مَحْياكم والمماتُ مماتُكم أَي لَا أُفارِقُكم. والهَدْم، بِالسُّكُونِ وَبِالْفَتْحِ أَيضاً: هُوَ إِهدارُ دَمِ القتيلِ؛ يُقَالُ: دِماؤهم بَيْنَهُمْ هَدْمٌ أَي مُهْدَرةٌ، وَالْمَعْنَى إِن طُلِب دَمُكم فَقَدْ طُلِبَ دَمي، وإِن أُهْدِرَ دَمُكم فَقَدْ أُهْدِرَ دَمي لاستِحكام الأُلْفة بَيْنَنَا، وَهُوَ قولٌ مَعْرُوفٌ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: دَمي دَمُك وهَدَمِي هَدَمُك، وَذَلِكَ عِنْدَ المُعاهَدةِ والنُّصْرة. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: العربُ تَقُولُ دَمي دمُك وهَدَمِي هَدَمُك؛ هَكَذَا رَوَاهُ بِالْفَتْحِ، قَالَ: وَهَذَا فِي النُّصْرة، والظُّلْم تَقُولُ: إِن ظُلِمْتَ فَقَدْ ظُلِمْتُ؛ قَالَ وأَنشدني العُقَيلي: دَماً طَيِّباً يَا حَبَّذا أَنت مِنْ دَمِ وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: هُوَ الهَدَمُ الهَدَمُ واللَّدَمُ اللَّدَمُ أَي حُرْمتي مَعَ حُرْمتِكم وبَيتي مَعَ بَيْتِكم؛ وأَنشد: ثُمَّ الْحَقي بِهَدَمي ولَدَمي أَي بأَصلي ومَوْضِعي. وأَصل الهَدَم مَا انْهَدَم. يُقَالُ: هَدَمْت هَدْماً، والمَهْدومُ هَدَمٌ، وَسُمِّيَ منزلُ الرَّجُلِ هَدَماً لانْهِدامِه، وَقَالَ غَيْرُهُ: يَجُوزُ أَن يُسمَّى القبرُ هَدَماً لأَنه يُحْفَر تُرابُه ثُمَّ يُرَدُّ، تُرابه فِيهِ، فَهُوَ هَدَمٌ، فكأَنه قَالَ: مَقْبَرِي مَقْبَرُكم أَي لَا أَزالُ مَعَكُمْ حَتَّى أَموتَ عِنْدَكُمْ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ فِي الحِلْف: دَمي دمُك إِن قَتَلني إِنسانٌ طَلَبْتَ بدَمي كَمَا تَطْلُبُ بدَمِ ولِيِّك أَي ابْنِ عَمِّك وأَخِيك، وهَدَمي هَدَمُك أَي مَنْ هَدَمَ لِي عِزّاً وشَرَفاً فَقَدْ هَدَمه مِنْكَ. وكلُّ مَنْ قَتل ولِيِّي، فَقَدْ قَتل ولِيَّك، ومَنْ أَراد هَدْمَك فَقَدْ قصَدني بِذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: وَمَنْ رَوَاهُ الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ، فَهُوَ عَلَى قَوْلِ الحَلِيف تَطْلُب بدَمي وأَنا أَطلبُ بدَمِك. وَمَا هَدَمْتَ مِنَ الدِّماء هَدَمْتُ أَي مَا عَفَوْتَ عَنْهُ وأَهْدَرْتَه فَقَدْ عفوتُ عَنْهُ وتركتُه. وَيُقَالُ: إِنهم إِذا احْتَلَفوا قَالُوا هَدَمي هَدَمُك ودَمي دَمُك وتَرِثُني وأَرِثُك، ثُمَّ نسَخ اللَّهُ بِآيَاتِ المَواريثِ مَا كَانُوا يَشْترِطونه مِنَ المِيراث فِي الحِلْف والهِدْمُ، بِالْكَسْرِ: الثوبُ الخلَقُ المُرَقَّعُ، وَقِيلَ: هُوَ الكِساءُ الَّذِي ضُوعِفت رِقاعُه، وخصَّ ابنُ الأَعرابي بِهِ الكِساءَ الباليَ مِنَ الصوفِ دُونَ الثوبِ، وَالْجَمْعُ أَهْدَامٌ وهِدَمٌ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَهِيَ نَادِرَةٌ؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: وَذَاتُ هِدْمٍ عارٍ نَواشِرُها، ... تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وذاتُ، بِالرَّفْعِ، لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى فَاعِلٍ قَبْلَهُ؛ وَهُوَ: لِيُبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدامةُ والفِتْيانُ، ... طُرّاً، وطامِعٌ طَمِعا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي دُواد: هَرَقْتُ فِي صُفْنِه مَاءً لِيَشْرَبَه ... فِي داثِرٍ خَلَق الأَعْضادِ أَهْدَامِ وَفِي حَدِيثِ عُمر: وقَفَتْ عَلَيْهِ عجوزٌ عَشَمةٌ بأَهْدَامٍ ؛ الأَهْدامُ: الأَخْلاقُ مِنَ الثِّيَابِ. وهَدَمْتُ الثَّوْبَ إِذا رَقَعته. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: لبِسْنا أَهْدَام البِلى ، وَرُوِيَ عَنِ الصَّمُوتيِّ الْكِلَابِيِّ وذكرَ حِبَّةَ الأَرض فَقَالَ: تَنْحَلُّ فيأُخُذُ بعضُها رِقابَ بعضٍ

فَتَنْطَلِقُ هِدَماً كالبُسُطِ. وشيخٌ هِدْمٌ: عَلَى التَّشْبِيهِ بِالثَّوْبِ. أَبو عُبَيْدٍ: الهِدْمُ الشَّيْخُ الَّذِي قَدِ انْحَطَم مِثْلَ الهِمِّ. والعجوزُ المُتَهدِّمة: الفانيةُ الهَرِمة. وتَهَدَّم عَلَيْهِ مِنَ الْغَضَبِ إِذا اشتدَّ غضبُه. وخُفٌّ هِدْمٌ ومُهَدَّمٌ: مِثْلَ الثَّوْبِ؛ قَالَ: عَليَّ خُفّانِ مُهَدَّمانِ، ... مُشْتَبِها الأَنْفِ مُقَعَّمانِ أَبو سَعِيدٍ: هَدَّمَ فلانٌ ثوبَه ورَدَّمَه إِذا رَقَّعه؛ رَوَاهُ ابنُ الفَرج عَنْهُ. وَعَجُوزٌ مُتَهَدِّمةٌ: هَرِمةٌ فانيةٌ، ونابٌ مُتَهَدِّمَة كَذَلِكَ. والهَدَمُ: مَا بَقِيَ مِنْ نباتِ عامِ أَوّلَ، وَذَلِكَ لِقِدَمِه. وهَدِمَت الناقةُ تَهْدَمُ هَدَماً وهَدَمةً، فَهِيَ هَدِمَةٌ مِنْ إِبلٍ هَدَامَى وهَدِمَةٍ، وتَهَدَّمَت وأَهْدَمت وَهِيَ مُهْدِم، كِلَاهُمَا، إِذَا اشتدَّت ضبَعَتُها فياسَرت الفحلَ وَلَمْ تُعاسِرْه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهَدِمةُ النَّاقَةُ الَّتِي تَقَعُ مِنْ شِدَّةِ الضَّبَعةِ؛ قَالَ زَيْدُ بْنُ تُرْكِيٍّ الدُّبَيري: يُوشِكُ أَن يُوجسَ فِي الأَوْجاسِ ... فِيهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسِ، إِذا دَعا العُنَّدَ بالأَجْراسِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فِيهِ ثَلَاثُ رِوَايَاتٍ، إِحداها: فِيهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هَوَّاسُ وَيَكُونُ الهَدِيم هُنا فَحْلًا وأَضافه إِلى الضَّبَع لأَنه يَهْدَمُ إِذا ضَبِعَتْ، وهَوَّاس: مِنْ نَعْتِ هَدِيمٍ؛ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: هَوَّاسِ، بِالْخَفْضِ عَلَى الجِوار؛ الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ: فِيهَا هَدِيمُ ضَبَعٍ هِوَاسِ وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن الهَوَسَ يَكُونُ فِي النُّوق، وَعَلَيْهِ يصحُّ استِشْهادُ الْجَوْهَرِيِّ لأَنه جَعَلَ الهَدِيمَ الناقةَ الضَّبِعَةَ، وَيَكُونُ هِواسِ بَدَلًا مِنْ ضبَع، والضَّبَعُ والهِواسُ واحدٌ. وهَديمُ فِي هَذِهِ الأَوجه فاعلٌ ليُوجِسَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ أَي يُسْرِع أَن يَسمع صوتَ هَذَا الفحلِ ناقةٌ ضَبِعةٌ فتَشْتَدَّ ضَبَعَتُها؛ وأَول الأُرجوزة: مِزْيدُ، يَا ابنَ النَّفَر الأَشْواسِ ... الشُّمْسِ، بَلْ زادُوا عَلَى الشِّماسِ وفلانٌ يَتَهَدَّمُ عليكَ غَضَباً: مَثَلٌ بِذَلِكَ. وتَهَدَّمَ عَلَيْهِ: تَوَعَّدَه. ودِماؤهم هَدْمٌ بَيْنَهُمْ، بِالتَّسْكِينِ، وهَدَمٌ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي هدَرٌ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَوَدُّوا قاتلَه «3». عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: هَدْمٌ، بِسُكُونِ الدَّالِ. وتَهَادَمَ القومُ: تهادَرُوا. والهُدَامُ: الدُّوارُ يُصِيبُ الإِنسان فِي الْبَحْرِ؛ وهُدِم الرجلُ: أَصابه ذَلِكَ. والهَدْمُ: أَن تَضْرِبَه فتكسِرَ ظهرَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَدَمَه وسَدَمَه أَي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، وَالْمَحْفُوظُ هَمَّه وسَدَمَه، وَاللَّهُ أَعلم. ورجلٌ هَدِمٌ: أَحمقُ مُخنَّث. وَذُو مَهْدَمٍ ومِهْدَمٍ: قَيْلٌ مِنْ أَقيال حِمْير. والمَهْدُومُ مِنَ اللبَن: الرَّثِيئةُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: المَهْدُومَةُ الرَّثيئة مِنَ اللَّبَنِ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: شَفَيْتُ أَبا المُخْتارِ مِنْ داءِ بَطْنِه ... بمَهْدُومَةٍ، تُنْبي ضُلوعَ الشَّراسِف قَالَ: المَهْدُومَةُ هِيَ الرثيئةُ. قَالَ شِهَابٌ: إِذا حُلِب الحَليبُ عَلَى الحَقِين جَاءَتْ رثيئةٌ مُذَكَّرة طيِّبة، لَا فَلَقٌ وَلَا مُمْذَقِرّة سَمْهَجَةٌ لَيِّنَةٌ. والهَدْمةُ: الدُّفْعةُ مِنَ الْمَالِ. ويقال: هذا شيءٌ

_ (3). قوله [إِذَا لَمْ يَوَدُّوا قَاتِلَهُ] كذا بالأصل، ولعله يؤذوا أو نحو ذلك

مُهَنْدَمٌ أَي مُصْلَح عَلَى مِقْدَارٍ، وَهُوَ معرَّب، وأَصله بِالْفَارِسِيَّةِ أَنْدام، مِثْلَ مُهَنْدِس وأَصله انْدازه. وَفِي الْحَدِيثِ: كلْ مِمَّا يَليك وإِياك والهَذْمَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ سُرْعةُ الأَكل، والهَيْدَامُ: الأَكولُ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: أَظنّ الصحيحَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ يُريد بِهِ الأَكلَ مِنْ جَوَانِبِ القَصْعَةِ دُونَ وَسَطِها، وَهُوَ مِنَ الهَدَم مَا تَهدَّمَ مِنْ نَوَاحِي الْبِئْرِ. والهَدْمَةُ: المَطرةُ الْخَفِيفَةُ. وأَرض مَهْدُومَةٌ أَي مَمْطورةٌ. هذم: هَذَمَ الشيءَ يَهْذِمُه هَذْماً: غَيَّبَهُ أَجمع؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كِلَاهُمَا فِي فَلَكٍ يَسْتَلْحِمُهْ، ... واللِّهْبُ لِهْبُ الخافِقَيْنِ يَهْذِمُهْ يَعْنِي تَغَيُّبَ القمرِ ونُقصانَه؛ وَقَالَ الأَزهري: كِلَاهُمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فِي فَلَكٍ يَسْتَلْحِمه أَي يأْخذ قَصْدَه ويَرْكَبُه. واللِّهْبُ: المَهْواةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، يَعْنِي بِهِ مَا بَيْنَ الخافِقَين، وَهُمَا المَغْرِبانِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد بالخافِقَين المَشْرِقَ والمغربَ، يَهْذِمُه: يُغَيِّبُه أَجمعَ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: يَهْذِمُه فيأْكله ويُوعيه؛ وَقَالَ اللِّيْثُ: أَراد بِقَوْلِهِ يَهْذِمُه نُقْصانَ القَمر. والهَذْمُ: القَطْعُ. والهَذْمُ: الأَكلُ، كلُّ ذَلِكَ فِي سُرْعةٍ. وهَذَمَ يَهْذِمُ هَذْماً: وَهِيَ سُرْعة الأَكل والقطعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كلْ مِمَّا يَلِيكَ وإِياكَ والهَذْمَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ سُرْعَةُ الأَكل. والهَيْذَامُ: الأَكولُ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: أَظنُّ الصَّحِيحَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، يُريد بِهِ الأَكلَ مِنْ جَوَانِبِ القَصْعة دُونَ وَسَطِها، وَهُوَ مِنَ الهَدَم مَا تَهدَّمَ مِنْ نَوَاحِي الْبِئْرِ. وسيْفٌ مِهْذَمٌ مِخْذَمٌ وهُذام: قاطعٌ حديدٌ. وسِنانُ هُذَامٌ: حديدٌ. ومُدية هُذَامٌ: كَمَا قَالُوا سيفٌ جُرازٌ، ومُدْية جُرازٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَحَكَى غَيْرُهُ شَفْرةٌ هُذَمَة وهُذَامَةٌ؛ وأَنشد: وَيْلٌ لبُعْرانِ بَنِي نَعَامَهْ ... منْكَ، وَمِنْ شَفْرتِك الهُذَامَهْ وسِكِّينٌ هَذُومٌ: تَهْذِمُ اللحمَ أَي تُسْرِع قطْعه فتأْكله، وسِكِّين هُذامٌ ومُوسىً هُذامٌ. والهَيْذَام مِنَ الرِّجَالِ: الأَكول، وَهُوَ أَيضاً الشُّجاعُ. وهَيْذَامٌ: اسمُ رَجُلٍ. وسعدُ هُذَيْمٍ: أَبو قبيلة. هذرم: الهَذْرَمَةُ كالهَذْرَبةِ، والهَذْرَمةُ: كثرةُ الكلامِ. وَرَجُلٌ هُذَارِمٌ وهُذارِمَةٌ: كثيرُ الْكَلَامِ. وهَذْرَمَ الرجلُ فِي كلامِه هَذْرَمَةً إِذا خلَّط فِيهِ، وَيُقَالُ لِلتَّخْلِيطِ الهَذْرَمَةُ، وَيُقَالُ: هُوَ السُّرْعَةُ فِي الْقِرَاءَةِ والكلامِ والمشْي، وأَخرج الْهَرَوِيُّ فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وقد أَصْبَحْتُم تُهَذْرِمُون الدُّنْيَا ، فَقَالَ أَي تَتَوَسَّعُونَ بِهَا، وَمِنْهُ هَذْرَمَةُ الْكَلَامِ، وَهُوَ الإِكثار والتوسُّع فِيهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للمرأَة إِنها لَهَذْرَمَى الصَّخَبِ أَي كثيرةُ الصَّخَب. ابن السيكت: إِذا أَسرَع الرجلُ فِي الْكَلَامِ وَلَمْ يُتَعْتِعْ فِيهِ قِيلَ هَذْرَمَ هَذْرَمَةً. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لأَنْ أَقرأَ القرآنَ فِي ثلاثٍ أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَن أَقرأَه فِي ليلةٍ هَذْرَمَةً ، وَفِي رِوَايَةٍ: قِيلَ لَهُ اقرإِ القرآنَ فِي ثلاثٍ، فَقَالَ: لأَنْ أَقرأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ فأَدَّبَّرَها أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَن أَقرأَ كَمَا تَقُولُ هَذْرَمَةً ؛ الهَذْرَمَة: السُّرْعةُ فِي القِراءة. يُقَالُ: هَذْرَمَ وِرْدَه أَي هَذّه، وَكَذَلِكَ فِي الكلامِ؛ قَالَ أَبو النَّجْم يذُمّ رَجُلًا: وكانَ فِي المَجْلِسِ جَمَّ الهَذْرَمَهْ، ... لَيْناً عَلَى الدّاهيةِ المُكَتَّمَهْ

وهَذْرَمَ السَّيْفُ إِذَا قَطَع. هذلم: الهَذْلَمَةُ: مَشْيٌ فِي سُرْعةٍ. والهَذْلَمَةُ: مِشْيَةٌ فِيهَا قَرْمَطةٌ وتَقارُبٌ؛ قَالَ: قَدْ هَذْلَمَ السارِقُ بعدَ العَتَمَهْ، ... نحوَ بُيوتِ الحَيِّ، أَيَّ هَذْلَمَهْ والهَذْمَلَةُ: كالهَذْلَمَةِ. هرم: الهَرَم: أقْصى الكِبَر، هَرِمَ، بِالْكَسْرِ، يَهْرَمُ هَرَماً ومَهْرَماً وَقَدْ أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ، مِنْ رِجَالٍ هَرِمِينَ وهَرْمَى، كُسِّر عَلَى فَعْلى لأَنه مِنَ الأَسماء الَّتِي يُصابُون بِهَا وَهُمْ لَهَا كَارِهُونَ، فطابَقَ بابَ فَعِيلٍ الَّذِي بِمَعْنَى مَفْعُولٍ نَحْوَ قَتْلى وأسْرَى، فكُسِّرَ عَلَى مَا كُسِّرَ عَلَيْهِ ذَلِكَ، والأُنثى هَرِمَةٌ مِنْ نِسْوةٍ هَرِمَاتٍ وهَرْمَى، وَقَدْ أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه؛ قَالَ: إِذَا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها، ... أَتَى بَعْدَ ذَلِكَ يومٌ فَتي والمَهْرَمَةُ: الهَرَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمَةٌ أَيْ مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قَالَ القُتَيبيّ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ جاريةٌ عَلَى أَلْسِنة النَّاسِ، قَالَ: ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْتَدأَها أَمْ كَانَتْ تُقالُ قَبْلَه. وَفُلَانٌ يَتَهَارَم: يُرِي مِنْ نفْسِه أَنَّهُ هَرِمٌ وَلَيْسَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلا الهَرَمَ ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جَعَلَ الهَرَمَ دَاءً تَشْبِيهًا بِهِ لأَن الْمَوْتَ يتعَقَّبُه كالأَدْواءِ. وابنُ هِرْمَة: آخرُ «1» وَلَد الشَّيْخِ وَالْعَجُوزِ، وَعَلَى مِثَالِهِ ابنُ عِجْزة. وَيُقَالُ: وُلِدَ لِهِرْمَةٍ. وَمَا عِنْدَهُ هُرْمَانَةٌ وَلَا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ. وقَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِلْجَعْدِيِّ: جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه الخَرَّاسُ، ... لَا ناقِسٌ وَلَا هَرِمُ «2» . والهَرْمُ، بِالتَّسْكِينِ: ضربٌ مِنَ الحَمْض فِيهِ ملوحةٌ، وَهُوَ أَذلُّه وأَشدُّه انْبِساطاً عَلَى الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ووَطِئْتَنا وَطْأً عَلَى حَنَقٍ، ... وَطْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ واحدتُه هَرْمَةٌ، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا حَيْهَلة. وَفِي الْمَثَلِ: أَذلُّ مِنْ هَرْمَة، وَقِيلَ: هِيَ البَقْلة الْحَمْقَاءُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ؛ عَنْهُ أَيْضًا. وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا صَارَ قَحْداً هَرِمٌ، والأُنثى هَرِمَةٌ. قَالَ الأَصمعي: والكَزُوم الهَرِمَةُ. وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يتعوَّذُ مِنَ الهَرَمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الأَهْرَمَيْنِ : الْبِنَاءِ وَالْبِئْرِ؛ قَالَ: هَكَذَا رُوِيَ بِالرَّاءِ، وَالْمَشْهُورُ الأَهْدَمَيْنِ، بِالدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وبعيرٌ هَارِمٌ وإِبلٌ هَوَارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تأْكل الهَرْمَ فتَبْيَضُّ مِنْهُ عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قَالَ: أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ وَإِنَّكَ لَا تَدْرِي علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وَإِنَّكَ لَا تَدْرِي بمَنْ يُولَع هَرِمُك؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ هَرِمُك وَلَا تَدْرِي بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك. الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إِذَا قَطَّعْتَه قِطَعاً صغاراً

_ (1). قوله [هِرْمَة آخر إلخ] هو بهذا الضبط في الأصل والمحكم والتهذيب، وصوّبه شارح القاموس، وفي الصاغاني: قال الليث ابن هرمة بالفتح (2). قوله [جوز إلخ] هكذا في الأصل والمحكم والتهذيب، وتقدم في مادتي خرس ونقس محرفاً عما هنا

مِثْلَ الحُزّة والوَذْرَة، ولحمٌ مُهَرَّمٌ. وهَرِمٌ وهَرَمِيٌّ وهِرْمٌ وهَرْمَةُ وهُرَيْمٌ وهَرَّام، كُلُّهَا: أَسماءٌ. وَيُقَالُ: مَا لَهُ هُرْمَانٌ؛ والهُرْمَانُ، بِالضَّمِّ: العَقْلُ والرأْي. وَابْنُ هَرْمَةَ: شاعرٌ. وهَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبي حارثةَ المُرِّيّ: مِنْ بَنِي مُرّة بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ دِينارٍ؛ وَهُوَ صَاحِبُ زُهَيْرٍ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ: إِنَّ البَخيلَ مَلُومٌ حيثُ كان، ولكنَّ ... الجَوادَ، عَلَى عِلَّاتِه، هَرِمُ وأَما هَرِمُ بْنُ قُطْبةَ بْنِ سَيَّارٍ فَمِنْ بَنِي فَزارة، وَهُوَ الَّذِي تَنافَرَ إِلَيْهِ عامرٌ وعَلْقَمةُ والهَرَمانِ: بِنَاءَانِ بِمِصْرَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى. هرتم: الهَرْتَمَةُ: العَرْتَمةُ، وَهِيَ الدَّائِرَةُ الَّتِي وسَطَ الشفةِ الْعُلْيَا. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعُبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمة. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبَةُ مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشارِبَين بحِيالِ الوَتَرةِ. هرثم: الهَرْثَمَةُ: مُقَدَّمُ الأَنف، وَهِيَ أَيضاً الوترةُ الَّتِي بَيْنَ مَنْخِرَي الكلبِ. وهَرْثَمَةُ: مِنْ أَسماء الأَسد، وَفِي الصِّحَاحِ: الهَرْثَمَةُ الأَسدُ، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ هَرْثَمَةً. هردم: الهِرْدَمَّة: الْعَجُوزُ؛ عَنْ كراع، كالهِرْدَبّةِ. هرشم: الهِرْشَمَّةُ: الغزيرةُ مِنَ الغنَم، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ المَعَزَ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الخَوَّارةِ هِرْشَمَّة. والهِرْشَمُّ، بِكَسْرِ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ: الحجرُ الرِّخْوُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الرِّخْوُ النَّخِرُ مِنَ الْجِبَالِ اللّيِّن المَحْفَر. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للجبَل الليِّن المَحْفَرِ هِرْشَمٌّ؛ وأَنشد: هِرْشَمَّة فِي جَبلٍ هِرْشَمِّ، ... تَبْذُلُ للجارِ ولابْنِ العَمِ وجبلٌ هِرْشَمٌّ: رقيقٌ كَثِيرُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَجَرُ الصُّلْبُ، ضدٌّ؛ قَالَ: عَادِيَّةُ الجُول طَمُوح الجَمِّ، ... جِيبَتْ بحَرْفِ حَجرٍ هِرْشَمِ فالهِرْشَمُّ هاهنا: الصُّلْبُ لأَن الْبِئْرَ لَا تُجابُ إِلَّا بحجرٍ صُلْبٍ، وَيُرْوَى: جُوبَ لَهَا بجَبَلٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ رِخْوٌ غَزِيرٌ أَي فِي جَبَلٍ. هزم: الهَزْمُ: غَمْزك الشَّيْءَ تَهْزِمُه بيَدِك فيَنْهَزِمُ فِي جَوْفِهِ كَمَا تَغْمِزُ القَناةَ فتَنْهَزِم، وَكَذَلِكَ القِربةُ تَنْهَزِمُ فِي جَوْفِهَا، وهَزَمَ الشيءَ يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ: غمَزه بِيَدِهِ فَصَارَتْ فِيهِ وَقْرةٌ كَمَا يُفْعل بالقِثّاء وَنَحْوِهِ، وكلُّ موضعٍ مُنْهَزِمٍ مِنْهُ هَزْمَةٌ، وَالْجَمْعُ هَزْمٌ وهُزُومٌ. وهُزُومُ الجوفِ: مواضعُ الطعامِ والشرابِ لتَطامُنِها؛ قَالَ: حَتَّى إِذَا مَا بَلَّت العُكوما، ... مِنْ قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزُوما والهَزْمَةُ: مَا تَطامَن مِنَ الأَرض. اللِّيْثُ: الهَزْم مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا عَرَّسْتُمْ فَاجْتَنِبُوا هَزْمَ الأَرضِ فَإِنَّهَا مأوَى الهوامِ ؛ هُوَ مَا تَهَزَّمَ مِنْهَا أَي تَشَقَّقَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جمعَ هَزْمَةٍ، وَهُوَ المُتطامِنُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ هُزُومٌ؛ قَالَ: كأَنَّها بالخَبْتِ ذِي الهُزُومِ، ... وَقَدْ تدَلَّى قائدُ النُّجومِ، نَوَّاحةٌ تَبْكِي عَلَى حَميمِ وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ فِي زَمْزَمَ: إِنَّهَا هَزْمَةُ جبريلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَي ضربَ برجلِه فَانْخَفَضَ الْمَكَانُ فنبَعَ الماءُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه هَزَمَ الأَرضَ أَيْ كسَر وجهَها عَنْ عينِها حَتَّى فَاضَتْ بِالْمَاءِ الرَّواء. وبئرٌ

هَزِيمَة إِذَا خُسِفَت وكُسِر جَبَلُها فَفَاضَ الماءُ الرَّواء، وَمِنْ هَذَا أُخذ هَزِيمَةُ الفَرسِ، وَهُوَ تصبُّبُ عرَقِه عِنْدَ شدَّة جَرْيِه؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ، وأُدْركتْ ... هَزِيمَتُه الأُولى الَّتِي كنتُ أَطلُبُ وكلُّ نُقْرةٍ فِي الْجَسَدِ هَزْمَةٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والهَزْمَةُ: النُّقْرةُ فِي الصَّدْر، وَفِي التُّفَّاحة إِذَا غمزْتَها بيدِك وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: مَخْزونُ الهَزْمَةِ ، يَعْنِي الوَهْدةَ الَّتِي فِي أَعلى الصَّدْرِ وَتَحْتَ العُنُقِ أَي أَن الْمَوْضِعَ مِنْهُ حَزْنٌ خَشِنٌ، أَو يُرِيدُ ثِقَلَ الصَّدْرِ مِنَ الحُزْنِ والكآبةِ. وهَزَمَ البئرَ: حفَرَها. والهَزِيمَةُ: الرَّكِيَّةُ، وَقِيلَ: الركيَّة الَّتِي خُسِفَتْ وقُطع حجرُها فَفَاضَ مَاؤُهَا. والهَزَائِمُ: البِئارُ الكثيرةُ الْمَاءِ، وَذَلِكَ لتَطامُنِها؛ قَالَ الطرمَّاح بْنِ عَدِيٍّ: أَنا الطِّرِمّاحُ وعَمِّي حاتمُ، ... وَسْمي شَكِيٌّ وَلِسَانِي عارِمُ، كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزَائِمُ وسْمِي: مِنَ السِّمَة، وشَكِيٌّ أَي مُوجِعٌ، وتَنْكَدُ أَي يَقِلُّ مَاؤُهَا، وأَراد بالهَزَائِم آبَارًا كثيرةَ المِياه. وهُزُومُ اللَّيْلِ: صُدوعه للصُّبْحِ؛ وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: وسَوْداء مِنْ لَيْلِ التِّمامِ اعْتَسَفْتُها ... إِلَى أَن تَجَلَّى، عَنْ بياضٍ، هُزومُها ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمَةُ والوَهْدَةُ والقَلْدة والهَرتمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمة؛ قَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبة مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشاربَيْن بِحِيال الوتَرةِ. وهَزَمَه هَزْماً: ضَرَبَهُ فَدَخَلَ مَا بَيْنَ وَرِكَيْه وَخَرَجَتْ سُرَّتُه. والهَزْمَةُ والهَزَمُ والاهْتِزام والتهزُّم: الصَّوْتُ. واهْتِزَامُ الفرَس: صوتُ جَرْيِه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَلَى الذَّبل جَيّاشٌ، كأَنَّ اهْتِزَامَه، ... إِذَا جاشَ فِيهِ حَمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ وهَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً وتَهَزَّمَت: صوَّتَت؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وهَزِيمُ الرعدِ: صوتُه، تَهَزَّمَ الرعدُ تَهَزُّماً. والهَزِيمُ والمُتَهَزِّمُ: الرعدُ الَّذِي لَهُ صوتٌ شبيهٌ بالتكسُّرِ. وتَهَزَّمَتِ السحابةُ بِالْمَاءِ واهْتَزَمَت: تشقَّقَت مَعَ صَوْتٍ عَنْهُ؛ قَالَ: كَانَتْ إِذَا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَا، ... قَامَتْ إِلَى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ أَي تَهْتَزِم بالحلَب لِكَثْرَتِهِ؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا عَلَى جَاءَ فلانٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِع، وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: جَاءَتْ حالبَ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ أَي جَاءَتْ إِلَيْهِ مُسْرِعةً. الأَصمعي: السحابُ المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وَهُوَ الَّذِي لِرَعْدِه صوتٌ، يُقَالُ مِنْهُ: سَمِعْتُ هَزْمَةَ الرَّعْدِ، قَالَ الأَصمعي: كأَنه صَوْتٌ فِيهِ تشقُّقٌ. والهَزِيمُ مِنَ الخَيْلِ: الشديدُ الصوتِ؛ قَالَ النَّجاشيّ: ونَجَّى ابْنَ حَرْب سابحٌ ذُو عُلالةٍ، ... أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّماحُ دَواني وَقَالَ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ: أَجَشّ هَزيم جَرْيُه ذُو عُلالةٍ، ... وَذَلِكَ خيرٌ فِي العَناجِيج صالحُ وفرسٌ هَزِمُ الصوتِ: يُشَبَّه صوتُه بِصَوْتِ الرَّعْدِ. وفرسٌ هَزِيمٌ: يتشقَّق بالجَرْيِ: والهَزِيمُ: صوتُ جَرْيِ الْفَرَسِ. وقِدْرٌ هَزِمَةٌ: شديدةُ الغَلَيانِ يُسْمَع لَهَا صوتٌ، وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ: مَا أَطْيبُ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: لحمُ جزورٍ سَنِمَة، فِي غَدَاةٍ شَبِمَه،

بِشِفارٍ خَذِمَه، فِي قُدُورٍ هَزِمَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: فِي قِدْرٍ هَزِمة ، مِنَ الهَزِيم وَهُوَ صوتُ الرَّعْدِ، يُرِيدُ صوتَ غَلَيانِها. وَقَوْسٌ هَزُومٌ: بَيِّنة الهَزَمِ مُرِنّة؛ قَالَ عَمْرُو ذُو الكَلْب: وفي اليمينِ شَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ وتَهَزَّمَتِ العَصا وانْهَزَمَت: تشقَّقت مَعَ صوتٍ، وَكَذَلِكَ القوسُ؛ قَالَ: ارْمِ عَلَى قَوْسك مَا لَمْ تَنْهَزِم، ... رَمْيَ المَضاءِ وجوادِ بنِ عُتُمْ وقَصبٌ متَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ أَي قد كُسِّرَ وشُقِّق. وتَهَزَّمَتِ القِرْبَةُ: يَبِست وتكسَّرت فَصَوَّتَتْ. والهُزُومُ: الكُسورُ فِي القِربة وَغَيْرِهَا، وَاحِدُهَا هَزْم وهَزْمَةٌ. والهَزِيمَةُ فِي الْقِتَالِ: الكَسْرُ والفَلُّ، هَزَمَه يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ، وهُزِمَ القومُ فِي الْحَرْبِ، وَالِاسْمُ الهَزِيمَة والهِزِّيمَى، وهَزَمْتُ الجيشَ هَزْماً وهَزِيمَةً فانْهَزَمُوا؛ وَقَوْلُ قَيْس بْنَ عَيْزارةَ الهُذلي: وحُبِسْنَ فِي هَزْمِ الضَّريعِ، فكلُّها ... حَدْباءُ باديةُ الضُّلوعِ حَرودُ إِنَّمَا عَنَى بهَزْمِه يَبِيسَه المتكسِّرَ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ ذَلِكَ وَاحِدًا، وإما أَن يكون جميعاً. وهَزمُ الضَّريعِ: مَا تَكَسَّرَ مِنْهُ. والهَزْم: مَا تكسّرَ مِنَ الضَّرِيعِ وَغَيْرِهِ. والتَّهَزُّمُ: التكسُّرُ. وتَهَزَّمَ السِّقَاءُ إِذَا يَبِس فَتَكَسَّرَ يُقَالُ: سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ إِذَا كَانَ بعضُه قَدْ ثُنِيَ عَلَى بَعْضٍ مَعَ جَفافٍ. الأَصمعي: الاهْتِزَام مِنْ شَيْئَينِ، يُقَالُ للقِرْبة إِذَا يَبِسَت وَتَكَسَّرَتْ: تَهَزَّمَت، وَمِنْهُ الهَزِيمة فِي الْقِتَالِ، إِنَّمَا هُوَ كسرٌ، والاهْتِزَامُ مِنَ الصَّوْتِ، يُقَالُ: سَمِعْتُ هَزِيمَ الرَّعْدِ. وغَيْثٌ هَزِيمٌ: لَا يَسْتَمْسِك كَأَنَّهُ مُنْهَزِمٌ عَنْ سَحَابَةٍ؛ قَالَ: هَزِيمٌ كأَنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ بِهِ، ... تَحامَيْنَ أَنهاراً فَهُنَّ ضَوارِح والهَزِمُ مِنَ الْغَيْثِ: كالهَزِيم؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تأْوِي إِلَى دِفْءِ أَرْطاةٍ، إِذَا عَطَفَتْ ... أَلْقَتْ بَوانِيَها عَنْ غَيِّثٍ هَزِمِ قَوْلُهُ: عَنْ غَيِّث هَزِم، يَعْنِي غزارتَها وَكَثْرَةَ حلَبها. وغيثٌ هَزِمٌ: مُتَهَزِّم مُتَبعِّق لَا يستَمْسك كأَنه متهزِّم عَنْ مَائِهِ، وَكَذَلِكَ هَزِيمُ السَّحَابِ؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ مُفرّغ: سَقا هَزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرى ... مَنازِلَها مِنْ مَسْرُقانَ وسُرَّقا «3» . وهَزَمَ لَهُ حقَّه: كهَضَمه، وَهُوَ مِنَ الْكَسْرِ. وأَصابتهم هَازِمَة مِنْ هَوَازِم الدَّهر أعني داهية كاسر. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ؛ مَعْنَاهُ كسَروهم ورَدُّوهم. وأَصل الهَزْم كَسْر الشَّيْءِ وثَنْيُ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ. وهُزِمْتُ عَلَيْكَ: عُطِفت؛ قَالَ أَبو بَدْرٍ السُّلَمي: هُزِمْتُ عليكِ اليومَ، يَا ابنةَ مالكٍ، ... فجُودِي عَلَيْنَا بالنَّوالِ وأَنْعِمي قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ. والهَزَائِم: العَجائف مِنَ الدَّوَابِّ، وَاحِدَتُهَا هَزِيمَة. وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الهِزَمُ أَيضاً، وَاحِدَتُهَا هِزْمَة. ابْنُ السِّكِّيتِ: الهَزِيمُ السَّحَابُ المُتشقِّق بِالْمَطَرِ، والهَزْمُ سحابٌ رَقِيقٌ يَعترِض وَلَيْسَ فِيهِ مَاءٌ. واهْتَزَمَ الشاةَ: ذَبَحَهَا؛ قَالَ أَبّاقٌ الدُّبَيري: إِنِّي لأَخْشَى، وَيْحَكمْ، أَن تُحْرَموا ... فاهْتَزِموا مِنْ قبلِ أَنْ تَنَدَّموا «4».

_ (3). قوله [من مسرقان وسرقا] هكذا في الأصل والمحكم، وفي التكملة ما نصه: والإنشاد مداخل، والرواية: من مسرقان فشرقا، ثم قال: فشرقا أي أخذ جانب الشرق (4). قوله [فاعتزموا من قبل إلخ] في التهذيب والتكملة: فاهتزموها قبل

واهْتزَمتُ الشاةَ: ذبحتُها. أَبو عَمْرٍو: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي انتِهاز الفُرَص: اهْتزِموا ذبيحتَكم مَا دَامَ بِهَا طِرْقٌ؛ يَقُولُ: إذْبَحوها مَا دَامَتْ سَمينةً قَبْلَ هُزالِها. والاهْتِزَامُ: المُبادرة إِلَى الأَمر والإِسراع. وَجَاءَ فُلَانٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسرِع كأَنه يُبادِر شَيْئًا. ابْنُ الأَعرابي: هَزَمَه أَي قَتَله، وأَنْقَزَه مِثْلُهُ. والهَزَم: المَسانُّ مِنَ المِعْزى، وَاحِدَتُهَا هَزَمَةٌ؛ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ. والمِهْزَام: عُود يُجْعل فِي رأْسه نارٌ تَلعَب بِهِ صِبْيَانُ الأَعراب، وَهُوَ لُعبة لَهُمْ؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو البَعيث ويُعَرِّض بأُمه: كَانَتْ مُجَرِّئة تَروزُ بكَفِّها ... كَمَرَ الْعَبِيدِ، وتَلْعبُ المِهْزَامَا أَي تَلْعَبُ بِالْمِهْزَامِ، فَحَذَفَ الجارَّ وأَوصلَ الفعلَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَجْعل المِهزامَ اسْمًا لِلُّعبة، فَيَكُونُ المِهْزَام هُنَا مَصْدَرًا لِتَلعب، كَمَا حُكِيَ مِنْ قَوْلِهِمُ: قعَد القُرْفصاء. الأَزهري: المِهزَام لُعْبَةٌ لَهُمْ يَلعبونها، يُغَطّى رأْسُ أَحدِهم ثُمَّ يُلطَم، وَفِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ تُضْرب استُه، وَيُقَالُ لَهُ: مَنْ لَطَمك ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ الْعُمَّيْضَا «1»؛ وَقَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: المِهْزَام عَصًا قَصِيرَةٌ، وَهِيَ المِرْزام؛ وأَنشد: فشامَ فِيهَا مثلَ مِهْزَامِ العَصا أَو الغَضى «2»، وَيُرْوَى: مِثْلَ مِرْزام. وَفِي الحديث: أول جُمُعةٍ جُمِّعتْ فِي الإِسلام بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْم بَنِي بَياضة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ. وَبَنُو الهُزَم: بَطن. والهَيْزَم: لُغَةٌ فِي الهَيْصَم، وَهُوَ الصُّلب الشَّدِيدُ. وهَيْزَمٌ ومِهْزَمٌ ومُهَزَّم ومِهْزَام وهَزَّام، كلها: أَسماء. هسم: هَسَمَ الشيءَ يَهْسِمُه هَسْماً: كَسَره. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهُسُم الكاوُون. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّ الأَصلَ الحُسُم، وَهُمُ الَّذِينَ يُتابعون الكيَّ مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، ثُمَّ قُلِبَتِ الْحَاءُ هاء. هشم: الهَشْمُ: كَسْرُك الشَّيْءَ الأَجْوَف وَالْيَابِسَ، وَقِيلَ: هُوَ كسْرُ الْعِظَامِ والرأْس مِنْ بَيْنَ سَائِرِ الْجَسَدِ، وَقِيلَ: هُوَ كسْر الْوَجْهِ، وَقِيلَ: هُوَ كَسْرُ الأَنف؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، تَقُولُ: هَشَمْتُ أَنفَه إِذَا كَسَرْتَ القَصَبة، وَقِيلَ: هُوَ كسْر القَيْض، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ مَرَّةً: الهَشْم فِي كُلِّ شَيْءٍ، هَشَمَه يَهْشِمُه هَشْماً، فَهُوَ مَهْشُوم وهَشِيم، وهَشَّمَه وَقَدِ انْهَشَمَ وتَهَشَّمَ. وَفِي حَدِيثِ أُحُد: جُرِحَ وجهُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهُشِمَت البيضةُ عَلَى رأْسه ؛ الهَشْم: الكسْرُ، والبَيضةُ: الخَوْذةُ. وهَشَمَ الثرِيدَ؛ وَمِنْهُ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مَناف أَبو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُسمَّى عَمْراً وَهُوَ أَول مَنْ ثرَد الثَّريدَ وهَشَمَه فسُمّي هَاشِماً؛ فَقَالَتْ فِيهِ ابنتُه «3» عَمرو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَومه، ... ورِجالُ مكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجاف وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِابْنِ الزِّبَعْري؛ وأَنشد لِآخَرَ: أَوْسَعَهُم رَفْدُ قُصَيّ شَحْما، ... ولَبَناً مَحْضاً وخُبزاً هَشْما وَقَوْلُ أَبي خِراش الْهُذَلِيِّ: فَلَا وأَبي، لَا تَأْكُلُ الطيرُ مِثْلَه، ... طَويل النِّجاد، غَيْرُ هارٍ وَلَا هَشْمِ أَراد مَهْشومٍ، وَقَدْ يَكُونُ غيرَ ذِي هَشْم. والهَاشِمَة: شَجَّةٌ تَهشِم العَظم، وَقِيلَ: الهَاشِمَة مِنَ الشِّجاج التي

_ (1). قوله [العميضا] هكذا في الأصل (2). قوله [أو الغضى] عبارة التكملة: العصا أو الغضى على الشك (3). قوله [فقالت فيه ابنته] كذا بالأَصل والمحكم، وفي التهذيب ما نصه: وفيه يقول مطرود الخزاعي.

هَشَمتِ العَظم وَلَمْ يَتبايَنْ فَراشُه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي هَشَمت العظمَ فنُقِش وأُخْرِج فَراشُه فتَباينَ فَراشُه والريحُ تَهْشِم اليَبيسَ مِنَ الشَّجَرِ: تَكْسِرُه. يُقَالُ: هَشَمَتْه. والهَشيم: النَّبْتُ الْيَابِسُ المُتكسِّر، والشجرةُ الْبَالِيَةُ يأْخذها الْحَاطِبُ كَيْفَ يَشَاءُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَصْبَحَ هَشِيماً ؛ وَقِيلَ: هُوَ يَابِسُ كلِّ كَلإٍ إلَّا يابسَ البُهْمى فَإِنَّهُ عَرِبٌ لَا هَشيم، وَقِيلَ: هُوَ الْيَابِسُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والهَشِيمَةُ: الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ الْبَالِيَةُ، وَالْجَمْعُ هَشِيمٌ. وَمَا فلانٌ إلَّا هَشِيمَةُ كَرْمٍ أَي لَا يَمْنع شَيْئًا، وَهُوَ مثَلٌ بِذَلِكَ، وأَصله مِنَ الهَشِيمَة مِنَ الشَّجَرِ يأْخذها الْحَاطِبُ كَيْفَ يَشَاءُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الجَواد السَّمْح: مَا فلانٌ إِلَّا هَشِيمَةُ كَرْمٍ والهَشِيمةُ: الأَرضُ الَّتِي يَبِسَ شجرُها حَتَّى اسوَدَّ غَيْرَ أَنها قائمةٌ عَلَى يُبْسها. والهَشِيم: الَّذِي بَقي مِنْ عامِ أَوَّل. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَرض هَشِيمَةٌ، وَهِيَ الَّتِي يَبِس شجرُها، قَائِمًا كَانَ أَو مُتَهَشِّماً. وَإِنَّ الأَرض الْبَالِيَةَ تَهَشَّمُ أَي تكسَّرُ إِذَا وَطِئْتَ عَلَيْهَا نَفْسِها لَا شَجرِها، وشجرُها أَيضاً إِذَا يَبِسَ يَتَهَشَّم أَي يتكسَّر. وكلأٌ هَيْشُومٌ: هَشٌّ لَيِّنٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ؛ قَالَ: الهَشِيم مَا يَبِس مِنَ الوَرَقِ وَتَكَسَّرَ وتحطَّم، فَكَانُوا كالهَشِيم الَّذِي يَجمَعُه صاحبُ الحَظِيرة أَي قَدْ بَلَغَ الغايةَ فِي اليُبس حَتَّى بلَغ أَن يُجْمَع. أَبو قُتَيْبَةَ: اللِّحْيَانِيُّ يُقَالُ لِلنَّبْتِ الَّذِي بَقِيَ مِنْ عَامِ أَوّلَ هَذَا نَبْتٌ عاميٌّ وهَشِيمٌ وحَطِيمٌ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ حظر: الهَشِيم مَا يَبِس مِنَ الحَظِرات فارْفَتّ وتكسَّر، الْمَعْنَى أَنهم بادُوا وهلَكوا فَصَارُوا كَيَبِيسِ الشَّجَرِ إِذَا تَحَطَّمَ. وَقَالَ الْعِرَاقِيُّ: مَعْنَى قَوْلِهِ كهَشِيم المحتظِر الَّذِي يَحْظُر عَلَى هَشيمه، أَراد أَنه حَظَر حِظاراً رَطباً عَلَى حِظارٍ قديمٍ قَدْ يَبِسَ. وتَهَشَّمَ الشجرُ تَهَشُّماً إِذَا تكسَّر مِنْ يُبْسِه. وَصَارَتِ الأَرض هَشِيماً أَي صَارَ مَا عَلَيْهَا مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ قَدْ يَبِس وتكسَّر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: انْهَشَمَتِ الإِبلُ فتَهَشَّمَتْ خارتْ وضعُفت. وتَهَشَّمَ الرجلَ: اسْتَعْطَفَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حُلْوَ الشَّمائل مِكْراماً خَليقَتُه، ... إِذَا تَهَشَّمْته لِلنَّائِلِ اخْتالا «1» . وَرَجُلٌ هَشِيمٌ: ضَعِيفُ الْبَدَنِ. وتَهَشَّمَ عَلَيْهِ فُلَانٌ إِذَا تعطَّف. أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: تَهَشَّمْتُه لِلْمَعْرُوفِ وتهضَّمْتُه إِذَا طلَبْتَه عِنْدَهُ. أَبو زَيْدٍ: تَهَشَّمْتُ فُلَانًا أَي ترَضَّيْتُه؛ وأَنشد: إِذَا أَغْضَبْتُكمْ فتَهَشَّمُونِي، ... وَلَا تَسْتَعْتِبوني بالوَعيد أَي تَرَضَّوْني. وَتَقُولُ: اهْتَشَمْتُ نَفْسِي لفلانٍ واهْتَضَمْتُها لَهُ إِذَا رَضِيتَ مِنْهُ بِوَدْنِ النَّصفَة. وهَشَمَ الرجلَ: أكْرَمه وعظَّمه. وهَشَمَ الناقةَ هَشْماً: حلَبها؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الحَلْب بِالْكَفِّ كُلِّهَا. وَيُقَالُ: هَشَمْتُ مَا فِي ضَرْع النَّاقَةِ واهْتَشَمْت أَي احتلبْت. والهُشُم: الجِبال الرِّخْوة. والهُشُمُ: الحَلَّابون اللبنَ الحُذَّاقُ، وَاحِدُهُمْ هَاشِمٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَمِنْ بواطِن الأَرض المُنْبِتة الهُشُومَ، وَاحِدُهَا هَشْم، وَهُوَ مَا تَصوَّب مِنْ لينِ وَرَقِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَشوم مِنَ الأَرض الْمَكَانُ المُتَنَقّر مِنْهَا الْمُتَصَوِّبُ مِنْ غِيطانها فِي لِينِ الأَرض وبُطونِها. وكلُّ غائطٍ يَكُونُ وطِيئاً فَهُوَ هَشْم. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهُشُومُ مَا تَطامَن مِنَ الأَرض، وَاحِدُهَا هَشْم. أَبو عمرو:

_ (1). قوله [اختالا] كذا بالأصل والتهذيب والتكملة، وفي المحكم: احتالا، بالمهملة بدل المعجمة

الهَشْمُ الأَرضُ المُجْدِبة. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً، قَالَ: تَراها غبراءَ مُتَهَشّمَةً، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِنما تَتَهَشَّمُ الأَرضُ إِذا طَالَ عَهْدُها بِالْمَطَرِ، فإِذا مُطِرتْ ذهَب تَهَشُّمُها، وأَنشد شَمِرٌ لِابْنِ سَماعةَ الذُّهْليّ فِي تَهَشُّمِ الأَرض: وأَخْلَفَ أَنْواءٌ، فَفِي وجهِ أَرْضِها ... قُشَعْرِيرةٌ مِنْ جِلْدِها وتَهَشُّمُ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَرضٌ جَرْباء لَمْ يُصِبْها مَطَرٌ وَلَا نبتٌ تَراها مُتَهَشِّمَةً، الأَزهري: أَنشد الْمُبَرِّدُ لِابْنِ مَيَّادَةَ قولَ ابْنِ عُثْمَانَ بْنِ حِبَّانَ المُرِّيّ فِي فِتْنة مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَكَانَ أَشار عَلَيْهِ بأَن يَعْتزِل القومَ فَلَمْ يَفْعَلْ فقُتِل، فَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: أَمَرْتُكَ، يَا رِياحُ، بأَمرِ حَزْمٍ ... فقُلْت: هَشِيمَةٌ مِنْ أَهْل نَجْدِ نَهيْتُك عَنْ رجالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ... عَلَى مَحْبوكةِ الأَصْلابِ جُردِ ووَجْداً مَا وَجَدتُ عَلَى رِياحٍ، ... وَمَا أَغْنَيْت شَيْئًا غيَر وَجْدِي قَالَ: قَوْلُهُ هَشِيمَة تأْويله ضَعْف، وأَصلُ الهَشِيم النبتُ إِذا وَلّى وجفَّ فأَذْرَتْه الريحُ، قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ . وناقةٌ مِهْشَامٌ: سريعةُ الهُزالِ، وَنَاقَةٌ مِشْياطٌ: سريعةُ السِّمَنِ. والهَشَمَةُ: الأُرْوِيّة، وَجَمْعُهَا هَشَمَاتٌ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الهَرِم: إِنه لَهَشمُ أَهْشامٍ. وهِشَامٌ وهَاشِمٌ وهُشَيم وهَيْشَم وهَيْشَمَانُ، كُلُّهَا: أَسماء، والأَصل فِيهَا كُلِّهَا الهَشْم، وَهُوَ الكسْر. والهَشْمُ أَيضاً: الحَلْبُ. ومُهَشَّمَةُ: مَوْضِعٌ، أَنشد ثَعْلَبٌ: يَا رُبَّ بَيْضاءَ عَلَى مُهَشَّمَهْ، ... أَعْجَبها أَكلُ البَعيرِ اليَنَمهْ أَعْجَبها أَي حملَها على التعجب. هصم: الهَصْمُ: الكَسْرُ. نابٌ هَيْصَمٌ: يَكْسِر كلَّ شَيْءٍ. وأَسَدٌ هَيْصَمٌ: مِنَ الهَصْمِ، وَهُوَ الكسْر، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّتِهِ، وَقِيلَ: الهَيْصَم اسمٌ للأَسد، والهَيْصَمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْقَوِيُّ. الأَصمعي: الهَيْصَمُ الغليظُ الشديدُ الصُّلْبُ؛ وأَنشد: أَهْوَنُ عَيْبِ المَرْءِ، إِن تَكلَّما، ... ثَنِيّةٌ تَتْرُكُ نَابًا هَيْصَمَا والهَصَمْصَمُ: الأَسدُ لشدّتِه وصَوْلَتِه، وَقَالَ غَيْرُهُ: أُخِذ مِنَ الهَصْمِ، وَهُوَ الكَسْرُ. يُقَالُ هَصَمَه وهَزَمَه إِذَا كسَره. والهَيْصَمُ: حجرٌ أَمْلَسُ يُتّخذ من الحِقاقُ، وأَكثرُ مَا يَتكلَّم بِهِ بَنُو تَمِيمٍ، وَرُبَّمَا قُلِبَتْ فِيهِ الصَّادُ زَايًا. وهَيْصَمٌ: رجل. هضم: هضَم الدواءُ الطعامَ يَهْضِمُه هَضْماً: نَهَكَه. والهَضَّامُ والهَضُوم والهَاضُومُ: كلُّ دَواءٍ هَضَمَ طَعَامًا كالجُوارِشْنِ «2»، وَهَذَا طعامٌ سريعُ الانْهِضامِ وبَطيءُ الانْهِضامِ. وهَضَمَه يَهْضِمُه هَضْماً واهْتَضَمَه وتَهَضَّمَه: ظَلمه وغصَبه وقهرَه، وَالِاسْمُ الهَضِيمَةُ. وَرَجُلٌ هَضِيمٌ مُهْتَضَمٌ: مَظْلومٌ. وهَضَمَه حقَّه هَضْماً: نقصَه. وهَضَمَ لَهُ مِنْ حقِّه يَهْضِمُ هَضْماً: تركَ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا عَنْ طِيبةِ نَفْسٍ. يُقَالُ: هَضَمْت لَهُ مِنْ حَظِّي طَائِفَةً أَي تركتُه. وَيُقَالُ: هَضَمَ لَهُ مِنْ حظِّه إِذَا كسَر لَهُ مِنْهُ. أَبو عُبَيْدٍ: المُتَهَضَّمُ والهَضِيمُ جَمِيعًا المظلومُ. والهَضِيمَةُ: أَن يَتَهَضَّمَك القومُ شَيْئًا أَي يَظْلِمُوكَ. وهَضَمَ الشيءَ يَهْضِمُه هَضْماً، فَهُوَ مَهْضُومٌ وهَضِيمٌ: كسَره. وهَضَمَ لَهُ مِنْ مالِه يَهْضِمُ هَضْماً: كسَر وأَعطى. والهَضَّامُ: المُنْفِقُ لِمالِه، وَهُوَ الهَضُوم أَيضاً،

_ (2). قوله [كالجوارشن] ضبط في بعض نسخ النهاية بضم الجيم، وفي بعض آخر منها بالفتح وكذا المحكم.

وَالْجَمْعُ هُضُمٌ؛ قَالَ زِيَادُ بْنُ مُنْقِذ: يَا حَبَّذا، حينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدةً، ... وَادِي أُشَيّ وفِتْيانٌ بِهِ هُضُمُ ويدٌ هَضُومٌ: تَجُود بِمَا لدَيْها تُلْقِيه فَمَا تُبْقِيه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ الأَعشى: فأَمّا إِذَا قَعَدُوا فِي النَّدِيّ، ... فأَحْلامُ عادٍ وأَيْدٍ هُضُمْ ورجلٌ أَهْضَمُ الكَشْحَيْنِ أَيْ مُنْضَمُّهُما. والهَضَمُ: خَمَصُ البطونِ ولُطْفُ الكَشْحِ. والهَضَمُ فِي الإِنسان: قِلَّةُ انْجِفارِ الجَنْبَين ولَطافَتُهما، وَرَجُلٌ أَهْضَمُ بيِّن الهَضَم وامرأَة هَضْمَاءُ وهَضِيمٌ، وَكَذَلِكَ بطنٌ هَضِيمٌ ومَهْضُومٌ وأَهْضَمُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وَلَا خَيرَ فِيهِ غيرَ أَنَّ لَهُ غِنىً، ... وَأَنَّ لَهُ كَشْحاً، إِذَا قامَ، أَهْضَمَا والهَضِيمُ: اللَّطيف. والهَضِيمُ: النَّضِيجُ. والهَضَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: انضِمامُ الجَنْبينِ، وَهُوَ فِي الْفَرَسِ عيبٌ. يُقَالُ: لَا يَسْبِقُ أَهْضَمُ مِنْ غَايَةٍ بعيدةٍ أَبَدًا. والهَضَمُ: استقامةُ الضُّلُوعِ ودخولُ أَعالِيها، وَهُوَ مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً، قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: خِيطَ عَلَى زَفْرَةٍ فتَمَّ، ولمْ ... يَرْجِع إِلَى دِقَّةٍ وَلَا هَضَمِ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الفرسَ لِسَعةِ جوفهِ وإجْفارِ مَحْزِمهِ كأَنه زفَرَ، فَلَمَّا اغْترَقَ نفَسُه بُنِيَ عَلَى ذَلِكَ فلزِمته تِلْكَ الزَّفْرة، فصِيغَ عَلَيْهَا لَا يُفارِقُها؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: بُنِيَتْ مَعاقِمُها عَلَى مُطَوائها أَيْ كأَنها تَمَطَّت، فَلَمَّا تناءَت أَطرافُها ورحُبَت شَحْوَتها صِيغَت عَلَى ذَلِكَ، وفرسٌ أَهْضَمُ، قَالَ الأَصمعي: لَمْ يَسْبِقْ فِي الحَلْبة قَطّ أَهْضَمُ، وَإِنَّمَا الفرسُ بعُنُقهِ وبَطْنهِ، والأُنثى هَضْمَاءُ. والهَضِيمُ مِنَ النِّسَاءِ: اللطيفةُ الكَشْحَينِ، وكَشْحٌ مَهْضُومٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ أَحْمَرَ: هُضُمٌ إِذَا حُبَّ الفُتارُ، وهُمْ ... نُصُرٌ، وَإِذَا مَا استُبْطِئَ النَّصْرُ ورأَيت هُنَا جُزازة مُلْصقَة فِي الْكِتَابِ فِيهَا: هَذَا وَهَمٌ مِنَ الشَّيْخِ لأَن هُضُماً هُنَا جمعُ هَضُومٍ الجَوادُ المِتْلافُ لمالهِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ نُصُر جَمْعُ نَصِير، قَالَ: وَكِلَاهُمَا مِنْ أَوصاف الْمُذَكَّرِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ زِيَادِ بْنِ مُنقِذ: وحَبَّذا، حِينَ تُمْسي الريحُ بارِدةً، ... وَادِي أُشَيٍّ وفِتْيانٌ بِهِ هُضُمُ وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَقَوْلُهُ: حِينَ تُمْسِي الرِّيحُ بَارِدَةً مثلُ قَوْلُهُ إِذَا حُبَّ الفُتارُ، يَعْنِي أَنهم يَجُودون فِي وَقْتِ الجَدْب وضيقِ العيشِ، وأَضْيَقُ مَا كَانَ عيشُهم فِي زَمَنِ الشِّتَاءِ، وَهَذَا بيِّنٌ لَا خَفَاءَ بِهِ؛ قَالَ: وَأَمَّا شاهدُ الهَضِيم اللطيفةِ الكَشحين مِنَ النِّسَاءِ فَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: إِذَا قلتُ: هَاتِي نَوِّلِيني، تَمايَلَتْ ... عليَّ هَضِيم الكَشحِ، رَيَّا المُخَلخَلِ وَفِي الْحَدِيثِ: : أَنَّ امرأَة رأَت سَعْداً مُتَجَرِّداً وَهُوَ أميرُ الكوفةِ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَميرَكم هَذَا لأَهْضَمُ الكَشْحينِ أَيْ مُنْضَمُّهما؛ الهَضَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: انضمامُ الجنبينِ، وأصلُ الهَضْمِ الْكَسْرُ. وهَضْمُ الطعامِ: خِفَّتُه. والهَضْمُ: التواضُعُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: وذكَر أَبا بكرٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَخَيْرُهم وَلَكِنَّ المؤْمِن يَهْضِمُ نفْسَه أَيْ يَضعُ مِنْ قَدْرهِ تَواضُعاً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ ؛ أَي مُنْهَضِمٌ مُنْضَمٌّ فِي جَوْفِ الجُفِّ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هَضِيمٌ مَا دَامَ فِي كَوافيرهِ. والهَضِيمُ: اللَّيِّنُ. وَقَالَ ابْنُ

الأَعرابي: طَلْعُها هَضِيمٌ ، قَالَ: مَرِيءٌ، وَقِيلَ: ناعِمٌ، وَقِيلَ: هَضِيمٌ مُنْهَضِم مُدْرِك، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الهَضِيم الداخلُ بعضُه فِي بَعْضٍ، وَقِيلَ: هُوَ مِمَّا قِيلَ إِنَّ رُطَبَه بِغَيْرِ نَوىً، وَقِيلَ: الهَضِيمُ الَّذِي يتَهَشَّم تَهَشُّماً، وَيُقَالُ لِلطَّلْعِ هَضِيم مَا لَمْ يَخْرُجْ مِنْ كُفُرّاهُ لِدُخُولِ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: يُقَالُ لِلطَّعَامِ الَّذِي يُعْمَل فِي وَفاةِ الرَّجُلِ الهَضِيمَة، وَالْجَمْعُ الهَضَائِم. والهَاضِمُ: الشادخُ لِمَا فِيهِ رخاوةٌ أَوْ لينٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الهَاضِمُ مَا فِيهِ رخاوةٌ أَوْ لينٌ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَقَدْ هَضَمَه فانْهَضَمَ كالقَصَبة المَهْضومة، وقصبَةٌ مَهْضُومَةٌ ومُهَضَّمَةٌ وهَضِيم: لِلَّتِي يُزْمَرُ بِهَا. ومِزْمارٌ مُهَضَّمٌ لأَنه، فِيمَا يُقَالُ، أَكْسارٌ يُضمّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَهِيقَ الْحِمَارِ: يُرَجِّعُ فِي الصُّوَى بمُهَضَّماتٍ، ... يَجُبْنَ الصَّدْرَ مِنْ قَصَبِ العَوالي شبَّه مخارجَ صوتِ حَلْقهِ بمُهَضَّماتِ المَزامير؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: بَرَكَتْ عَلَى ماءِ الرِّداعِ، كأَنما ... بركتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّم وأَنشد ثَعْلَبٌ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيرَةَ: كأَن هَضِيماً مِنْ سَرارٍ مُعَيَّناً، ... تَعاوَرَه أَجْوافُها مَطْلَع الفَجْرِ والهَضْمُ والهِضْمُ، بِالْكَسْرِ: المطمئنُّ من الأَرض، وقيل: بَطْنُ الْوَادِي، وَقِيلَ: غَمْضٌ، وَرُبَّمَا أَنْبَتَ، وَالْجَمْعُ أَهْضَامٌ وهُضُومٌ؛ قَالَ: حَتَّى إِذَا الوَحْش فِي أَهْضَامِ مَوْرِدِها ... تغَيَّبَتْ، رابَها مِنْ خِيفةٍ رِيَبُ ونحوَ ذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ فِي أَهْضَامٍ مِنَ الأَرض. أَبو عَمْرٍو: الهِضْمُ مَا تَطامَن مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهُ أَهْضَامٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الأَمر المَخُوف: الليلَ وأَهْضامَ الْوَادِي؛ يَقُولُ: فاحْذَرْ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي لعلَّ هُنَاكَ مَن لَا يُؤْمَن اغْتِيالُه. وَفِي الْحَدِيثِ: : العَدُوُّ بأَهْضَامِ الغِيطانِ ؛ هِيَ جَمْعُ هِضْمٍ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ أَسافلُ الأَوْدِيةِ مِنَ الهَضْمِ الكسرِ، لأَنها مَكاسِرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: صَرْعَى بأَثناء هَذَا النَّهرِ وأَهْضَامِ هَذَا الغائِطِ. الْمُؤَرَّجُ : الأَهْضَامُ الغُيوبُ، واحدها هِضْمٌ [هَضْمٌ]، وَهُوَ مَا غيَّبها عَنِ النَّاظِرِ. ابْنُ شِمَيْلٍ: مَسْقِطُ الجَبل وَهُوَ مَا هَضَمَ عَلَيْهِ أَيْ دَنا مِنَ السهلِ مِنْ أَصلهِ، وَمَا هَضَمَ عَلَيْهِ أَيْ مَا دَنَا مِنْهُ. وَيُقَالُ: هَضَمَ فلانٌ عَلَى فلانٍ أَيْ هَبَطَ عَلَيْهِ، وَمَا شَعَرُوا بِنَا حَتَّى هَضَمْنا عَلَيْهِمْ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الهِضْمُ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، فِي غُيوبِ الأَرض. وتَهَضَّمْت لِلْقَوْمِ تَهَضُّماً إِذَا انْقَدتَ لَهُمْ وتَقاصَرْت. وَرَجُلٌ أَهْضَمُ: غليظُ الثَّنَايَا. وأَهْضَمَ المُهْرُ للإِرْباع: دَنا مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الفَصيل، وَكَذَلِكَ الناقةُ والبَهْمةُ، إلّا أَنه في الفَصِيل والبَهْمة الإِرْباعُ والإِسداسُ جَمِيعًا. الْجَوْهَرِيُّ: وأَهْضَمَتِ الإِبلُ للإِجْذاعِ وللإِسْداسِ جَمِيعًا إِذَا ذَهَبَتْ رَواضِعُها وطلعَ غيرُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْغَنَمُ. يُقَالُ: أَهْضَمت وأَدْرَمَت وأَفَرَّتْ. والمَهْضُومَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ يُخْلَطُ بالمِسْكِ والبانِ. والأَهْضَامُ: الطيبُ، وَقِيلَ: البَخورُ، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ شَيْءٍ يُتبخر بِهِ غَيْرُ الْعُودِ واللُّبْنى، وَاحِدُهَا هِضْم وهَضْمٌ وهَضْمَةٌ، عَلَى توهُّم حَذْفِ الزَّائِدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها، ... بِاللَّيْلِ، ريحُ يَلَنْجوجٍ وأَهْضَامِ

وَقَالَ الأَعشى: وَإِذَا مَا الدُّخانُ شُبّه بالآنُفِ، ... يَوْمًا، بشَتْوةٍ أَهْضَاما يَعْنِي مِنْ شدَّة الزَّمَانِ؛ وأَنشد فِي الأَهْضَامِ البَخورِ لِلْعَجَّاجِ: كأَنَّ ريحَ جَوْفِها المَزْبورِ ... مَثْواةُ عَطَّارين بالعُطورِ أَهْضَامِها والمِسْكِ والقَفُّورِ القَفُّورُ القَفُّورُ: الكافورُ، وَقِيلَ: نَبْتٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُراه يَصِفُ حُفْرة حَفَرَهَا الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ فكَنَسَ فِيهَا، شَبّه رَائِحَةَ بَعرِها بِرَائِحَةِ هَذِهِ العُطور. وأَهْضَامُ تَبالةَ: مَا اطمأَنَّ مِنَ الأَرض بَيْنَ جِبالها؛ قَالَ لَبِيدٌ: فالضَّيْفُ والجارُ الجَنِيبُ، كأَنما ... هَبَطا تَبالةَ مُخْصِباً أَهْضَامُها وتَبالةُ: بلدٌ مُخْضِبٌ مَعْرُوفٌ. وأَهْضَامُ تَبالة: قُراها. وَبَنُو مُهَضَّمَة: حيٌّ. هطم: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي شَرابِ أَهل الْجَنَّةِ: إِذَا شَرِبوا مِنْهُ هَطَمَ طعامَهم ؛ الهَطْمُ: سرعةُ الهَضْم، وأَصله الحَطْمُ، وَهُوَ الكسرُ، فقلبت الحاءُ هاءً. هقم: الهَقِمُ: الشديدُ الجوعِ والأَكل، وَقَدْ هَقِمَ، بِالْكَسْرِ، هَقَماً، وَقِيلَ: الهَقَمُ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَا يَتَّخِم. والهِقَمُّ، مِثْلُ الهِجَفّ: الرجلُ الْكَثِيرُ الأَكل. وتَهَقَّمَ الطعامَ: لَقِمَه لُقَماً عِظاماً مُتتابعة. والهِقَمُّ: الْبَحْرُ. وبحرٌ هِقَمٌّ وهَيْقَمٌ: واسعٌ بعيدُ القعرِ. والهَيْقَمُ: حِكَايَةُ صوتِ اضطرابِ الْبَحْرِ؛ قَالَ: وَلَمْ يَزَلْ عِزُّ تَمِيمٍ مِدْعَما، ... كالبحرِ يَدْعُو هَيْقَماً فهَيْقَما والهَيْقَمُ والهَيْقَمَانِيُّ: الظَّليمُ الطويلُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظن الضمَّ في قاف الهيْقامانيّ لُغَةً، الأَزهري: قَالَ بَعْضُهُمُ الهَيْقمانيُّ الطويلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد لِلْفَقْعَسِيِّ: منَ الهَيْقَمانيَّاتِ هَيْقٌ، كأَنه ... مِنَ السِّنْدِ ذُو كَبْلَيْنِ أَفْلَتَ مِنْ تَبْلِ وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً، شبَّه هَذَا الشاعرُ الظَّليمَ بِرَجُلٍ سِنْديّ أَفْلَتَ مِنْ وَثاقٍ. وَيُقَالُ: الهَيْقَمُ الرَّغيبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ فِي الهَيْقَمِ الظليمِ: إِنَّهُ الهَيْقُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والهَيْقَمُ: صوتُ ابْتِلاع اللُّقمة. ابْنُ الأَعرابي: الهَقْمُ أَصواتُ شُرْبِ الإِبل الْمَاءَ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَهُ جَمْعَ هَيْقَم وَهُوَ حكايةُ صوتِ جَرْعِها الماءَ، كَمَا قَالَ رُؤْبَةُ: لِلنَّاسِ يَدْعُو هَيْقَماً وهَيقَما، ... كَالْبَحْرِ مَا لَقَّمْتَه تَلَقَّما وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: لِلنَّاسِ يَدْعُو هَيْقَمًا وَهَيْقَمَا أَنَّهُ شبَّهه بفَحْلٍ وضربَه مثَلًا. وهَيْقَم: حِكَايَةُ هَديره، ومَنْ رَوَاهُ: كَالْبَحْرِ يَدْعُو هَيْقَمًا وَهَيْقَمَا أَراد حِكَايَةَ أَمْواجِه؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: يَكْفِيه مِحْرابَ العِدى تهَقُّمُهْ «1» . قَالَ: وَهُوَ قَهْرُه مَنْ يُحارِبُه، قَالَ: وأَصله مِنَ الْجَائِعِ الهَقِم؛ وَقَوْلُهُ: مِنْ طُولِ مَا هَقَّمَه تَهَقُّمُه قَالَ: تَهَقُّمُه حِرْصُه وجوعُه.

_ (1). قوله [يكفيه إلخ] صدره كما في التكملة: أحمس ورّاد شجاع مقدمه والورّاد: الذي يرد حومة القتال يغشاها ويأتيها، ومقدمه: إقدامه، والمحراب: البصير بالحرب

هكم: الهَكِمُ: المُتَقحِّم عَلَى مَا لَا يَعنيه الَّذِي يتعرَّض لِلنَّاسِ بشرِّه؛ وأَنشد: تَهَكَّمَ حَرْبٌ عَلَى جارِنا، ... وأَلْقى عَلَيْهِ لَهُ كَلْكَلا وَقَدْ تَهَكَّمَ عَلَى الأَمرِ وتَهَكَّمَ بِنَا: زَرى عَلَيْنَا وعَبِثَ بِنَا. وتَهَكَّمَ لَهُ وهَكَّمَه: غَنَّاه. والتَهَكُّمُ: التكبُّرُ. والمُسْتَهْكِمُ: المُتكبِّرُ. والمُتَهَكِّمُ: المتكبِّرُ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي يتهدَّمُ عَلَيْكَ مِنَ الغيْظ والحُمْق. وتَهَكَّمَ عَلَيْهِ إِذا اشْتَدَّ غضبُه. والتَهَكُّم: التبَخْتُر بطَراً. والتَهَكُّم: السيْلُ الَّذِي لَا يُطاق. والتَهَكُّم: تهوُّرُ الْبِئْرِ. وتَهَكَّمَتِ البئرُ: تهدَّمَت. والتَهَكُّم: الطَّعْنُ المُدارَك. وتَهَكَّمْتُ: تَغَنَّيْتُ. وهَكَّمْتُ غَيْرِي تَهْكِيماً: غنَّيْتُه، وَذَلِكَ إِذا انْبرَيْتَ تُغَنِّي لَهُ بِصَوْتٍ. والتَّهَكُّم: الِاسْتِهْزَاءُ. وَفِي حَدِيثِ أُسامة: فَخَرَجْتُ فِي أَثرِ رَجُلٍ مِنْهُمْ جَعَلَ يَتَهَكَّمُ بِي أَي يَسْتَهْزِئُ وَيَسْتَخِفُّ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبي حَدْرَدٍ: وَهُوَ يَمْشِي القَهْقَرى وَيَقُولُ هَلُمَّ إِلى الْجَنَّةِ، يَتَهَكَّمُ بِنَا. وَقَوْلُ سُكَيْنة لهِشام: يَا أَحْوَلُ لَقَدْ أَصبحتَ تَتَهَكَّمُ بِنَا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَمْرٍو: التَهَكُّم حديثُ الرجلِ فِي نفسِه؛ وأَنشد لزيادٍ المِلْقَطيّ: يَا مَنْ لِقَلْبٍ قَدْ عَصاني أَنْهَمُهْ ... أُفْهِمُه، لَوْ كَانَ عَنِّي يَفْهَمُهْ مِنْ ذِكْرِ لَيْلَى دَلَّهم تَهَكُّمُهْ، ... والدَّهْرُ يَغْتالُ الفَتى ويَعْجُمُهْ وَقَالَ: التَهَكُّمُ الوقوعُ فِي الْقَوْمِ؛ وأَنشد لِنَهِيك بْنِ قَعْنَب: تَهَكَّمْتُما حَوْلَيْنِ ثُمَّ نَزَعْتُما، ... فَلَا إِنْ عَلا كَعْباكُما بالتَّهَكُّمِ وإِن زَائِدَةٌ بَعْدَ لَا الَّتِي للدعاء. هلم: الهَلِيمُ: اللاصِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ عَنِ كُرَاعٍ. والهَلامُ «1»: طعامٌ يُتَّخَذ مِنْ لحمِ عِجْلةٍ بِجِلدِها. والهُلُمُ: ظِباءُ الْجِبَالِ، وَيُقَالُ لَهَا اللُّهُمُ، وَاحِدُهَا لِهْمٌ، وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ لُهُومٌ. والهِلِّمَانُ: الشيءُ الْكَثِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما هُوَ الهِلِمَّانُ عَلَى مِثَالِ فِرِكَّان. أَبو عَمْرٍو: الهِلِمَّانُ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد لكَثِير المُحارِبيّ: قَدْ مَنَعَتْني البُّرَّ وَهِيَ تَلْحانْ، ... وَهُوَ كثيرٌ عِنْدَهَا هِلِمَّانْ، وَهِيَ تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ الخَنْذاةُ: الْقَوْلُ القبيحُ، والبَنْبانُ: الرَّدِيءُ مِنَ المَنْطق. والهَيْلَمَان: المالُ الْكَثِيرُ، وَتَقُولُ: جَاءَنَا بالهَيْل والهَيْلَمانِ إِذا جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ، والهَيْلَمان، بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي بَابِ كَثْرَةِ الْمَالِ وَالْخَيْرِ يَقْدَم بِهِ الغائبُ أَو يَكُونُ لَهُ: جَاءَ فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان، بِفَتْحِ اللَّامِ. وهَلُمَّ: بِمَعْنَى أَقْبِل، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تركيبيَّة مِنْ هَا الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ، وَمِنْ لُمَّ، وَلَكِنَّهَا قَدِ اسْتُعْمِلَتِ اسْتِعْمَالَ الْكَلِمَةِ الْمُفْرَدَةِ الْبَسِيطَةِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: زَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن هَلُمَّ هَا ضُمَّتْ إِليها لُمّ وجُعِلتا كَالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ، وأَكثرُ اللُّغَاتِ أَن يُقَالَ هَلُمَّ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمَاعَةِ، وَبِذَلِكَ نَزَلَ الْقُرْآنُ: هَلُمَّ إِلَيْنا وهَلُمَّ شُهَداءَكُمُ ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هَلُمَّ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالذَّكَرِ والأُنثى بلفظٍ وَاحِدٍ، وأَهلُ نَجْدٍ يُصَرِّفُونَها، وأَما فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ وأَهل

_ (1). قوله [والهلام] قال في القاموس: كغراب، وضبط في الأصل وفي نسخة من التكملة يوثق بضبطها بفتح الهاء ومثلها المحكم والتهذيب

نَجْدٍ فإِنهم يُجْرونه مُجْرَى قَوْلِكَ رُدَّ، يَقُولُونَ لِلْوَاحِدِ هَلُمَّ كَقَوْلِكَ رُدَّ، وَلِلِاثْنَيْنِ هَلُمَّا كَقَوْلِكَ رُدَّا، وَلِلْجَمْعِ هَلُمُّوا كَقَوْلِكَ رُدُّوا، وللأُنثى هَلُمِّي كَقَوْلِكَ رُدِّي، وللثِّنْتَينِ كالاثْنَيْنِ، وَلِجَمَاعَةِ النِّسَاءِ هَلْمُمْنَ كَقَوْلِكَ ارْدُدْنَ، والأَوَّل أَفصَح. قَالَ الأَزهري: فُتحت هَلُمَّ أَنها مُدْغَمة كَمَا فُتحت رُدَّ فِي الأَمر فَلَا يَجُوزُ فِيهَا هَلُمُّ، بِالضَّمِّ، كَمَا يَجُوزُ رُدُّ لأَنها لَا تتصرَّف، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ ، أَي هَاتُوا شُهداءكم وقَرِّبوا شُهَدَاءَكُمْ. الْجَوْهَرِيُّ: هَلُمَّ يَا رَجُلُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، بِمَعْنَى تَعَالَ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: أَصله لُمّ من قَوْلِهِمْ لَمَّ اللهُ شَعْثه أَي جَمَعَهُ، كأَنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلينا أَي اقْرُب، وَهَا لِلتَّنْبِيهِ، وإِنما حُذِفَتْ أَلِفُها لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وجُعِلا اسْمًا وَاحِدًا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْخَلِيلُ أَنها لُمَّ لَحِقتها الْهَاءُ لِلتَّنْبِيهِ فِي اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا، قَالَ وَلَا تَدْخُلُ النُّونُ الْخَفِيفَةُ وَلَا الثقيلةُ عَلَيْهَا، لأَنها لَيْسَتْ بِفِعْلٍ وإِنما هِيَ اسمٌ لِلْفِعْلِ، يُرِيدُ أَن النُّونَ الثَّقِيلَةَ إِنما تدخلُ الأَفعال دُونَ الأَسماء، وأَما فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ فَتَدْخُلُهَا الخفيفةُ وَالثَّقِيلَةُ لأَنهم قَدْ أَجْرَوْها مُجْرَى الْفِعْلِ، وَلَهَا تعليلٌ. الأَزهري: هَلُمَّ بِمَعْنَى أَعْطِ، يَدُلّ عَلَيْهِ مَا رُوِي عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يأْتيها فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ شيءٍ؟ فَتَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: إِني صائِمٌ؛ قَالَتْ: ثُمَّ أَتاني يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ قُلْتُ: حَيْسَةٌ، فَقَالَ: هَلُمِّيها أَي هاتِيها أَعْطِينيها. وَقَالَ اللَّيْثُ: هَلُمَّ كلمةُ دَعْوةٍ إِلى شيءٍ، الواحدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ والتأْنيث وَالتَّذْكِيرُ سواءٌ، إلَّا فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ فإِنهم يَحْمِلُونَهُ عَلَى تَصْرِيفِ الْفِعْلِ، تَقُولُ هَلُمَّ هَلُمَّا هَلُمُّوا، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، قَالَ: وإِذا قَالَ: هَلُمَّ إِلى كَذَا، قُلْتُ: إِلامَ أَهَلُمُّ؟ وإِذا قَالَ لَكَ هَلُمَّ كذا وكذا، قلت: لَا أَهَلُمُّه، بِفَتْحِ الأَلف وَالْهَاءِ، أَي لَا أُعْطيكَه. وَرَوَى أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ليُذادَنَّ رجالٌ عَنْ حَوْضي فأُناديهم أَلا هَلُمَّ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنهم قَدْ بَدَّلوا، فأَقول فسُحْقاً قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَلَمَّ، فَيَنْصِبُ اللَّامَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ هَلُمِّي وهَلُمُّوا فَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ، وَلَسْتُ مِنَ الأَخيرة عَلَى ثِقَةٍ، وَقَدْ هَلْمَمْتُ فَمَاذَا. وهَلْمَمْتُ بِالرَّجُلِ: قلتُ لَهُ هَلُمَّ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَلْمَمْتُ كصَعْرَرْتَ وشَملَلْتَ، وأَصله قبْلُ غيرُ هَذَا، إِنما هُوَ أَوَّلُ هَا لِلتَّنْبِيهِ لَحِقَت مِثْلَ اللَّامِ، وخُلِطت هَا بلُمَّ تَوْكِيدًا لِلْمَعْنَى بِشِدَّةِ الِاتِّصَالِ، فَحُذِفَتِ الأَلف لِذَلِكَ، ولأَنَّ لامَ لُمَّ فِي الأَصل ساكنةٌ، أَلا تَرَى أَن تَقْدِيرَهَا أَوَّلُ أُلْمَمْ، وَكَذَلِكَ يَقُولُهَا أَهل الْحِجَازِ، ثُمَّ زَالَ هَذَا كُلُّهُ بِقَوْلِهِمْ هَلْمَمْتُ فَصَارَتْ كأَنها فَعْلَلْت مَنْ لَفْظِ الهِلِمَّان، وتُنُوسِيَت حالُ التَّرْكِيبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فلْيُهَلِمَّه أَي فليُؤْتِه. قَالَ الأَزهري: ورأَيت مِنَ الْعَرَبِ مَن يَدْعُو الرَّجُلَ إِلى طَعَامِهِ فَيَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَيْتَ لَكَ؛ قَالَ المبرَّد: بَنُو تَمِيمٍ يَجْعَلُونَ هَلُمَّ فِعلًا صَحِيحًا وَيَجْعَلُونَ الْهَاءَ زَائِدَةً فَيَقُولُونَ هَلُمَّ يَا رَجُلُ، وَلِلِاثْنَيْنِ هَلُمَّا، وَلِلْجَمْعِ هَلُمُّوا، وَلِلنِّسَاءِ هَلْمُمْنَ لأَن الْمَعْنَى الْمُمْنَ، وَالْهَاءُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَمَعْنَى هَلُمَّ زَيْدًا هاتِ زَيْدًا. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: يُقَالُ لِلنِّسَاءِ هَلُمْنَ وهَلْمُمْنَ. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو عَنْ الْعَرَبِ: هَلُمِّينَ يَا نِسوة، قَالَ: والحجةُ لأَصحاب هَذِهِ اللُّغَةِ أَن أَصل هَلُمَّ التصرفُ مِنْ أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً، فَعمِلوا عَلَى الأَصل وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلى الزِّيَادَةِ، وإِذا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ هَلُمَّ، فأَراد أَن يَقُولَ لَا أَفعل، قَالَ: لَا

أُهَلِمُّ ولا أُهَلُمُّ ولا أُهَلَمُّ وَلَا أَهَلُمُّ، قَالَ: وَمَعْنَى هَلُمَّ أَقْبِلْ، وأَصله أُمَّ أَي اقصِدْ، فَضَمُّوا هَلْ إِلى أُمَّ وَجَعَلُوهُمَا حَرْفًا وَاحِدًا، وأَزالوا أُمَّ عَنِ التَّصْرِيفِ، وحوَّلوا ضَمَّةَ هَمْزَةِ أُمَّ إِلى اللَّامِ وأَسقطوا الْهَمْزَةَ، فَاتَّصَلَتِ الْمِيمُ بِاللَّامِ، وَهَذَا مَذْهَبُ الْفَرَّاءِ. يُقَالُ لِلرَّجُلَيْنِ وَلِلرِّجَالِ وَلِلْمُؤَنَّثِ هَلُمَّ، وُحِّدَ هَلُمَّ لأَنه مُزالٌ عَنْ تصرُّف الْفِعْلِ وشُبِّه بالأَدوات كَقَوْلِهِمْ صَهْ ومَهْ وإِيهٍ وإِيهاً، وَكُلُّ حَرْفٍ مِنْ هَذِهِ لَا يُثنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، قَالَ: وَقَدْ يُوصَلُ هَلُمَّ بِاللَّامِ فَيُقَالُ: هَلُمَّ لَكَ وهَلُمَّ لَكُمَا، كَمَا قَالُوا هَيْت لَكَ، وإِذا أَدخلت عَلَيْهِ النُّونَ الثَّقِيلَةَ قُلْتَ: هَلُمَّنَّ يَا رَجُلُ، وللمرأَة: هَلُمِّنَّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَفِي التَّثْنِيَةِ هَلُمّان، لِلْمُؤَنَّثِ وَالْمُذَكَّرِ جَمِيعًا، وهَلُمُّنَّ يَا رِجَالُ، بِضَمِّ الْمِيمِ، وهَلْمُمْنانِّ يَا نِسْوَةُ، وإِذا قِيلَ لَكَ هَلُمَّ إِلى كَذَا وَكَذَا، قَلْتَ: إِلامَ أَهَلُمُّ، مَفْتُوحَةَ الأَلف وَالْهَاءِ، كأَنك قُلْتَ إِلامَ أَلُمُّ، فترَكْتَ الْهَاءَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، وإِذا قِيلَ هَلُمَّ كذا وكذا، قلت: لا أَهَلُمُّه أَي لَا أُعطيه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حقُّ هَذَا أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ لَمَمَ لأَن الْهَاءَ زائدة، وأَصله هالُمّ. هلدم: الهِلْدِمُ: اللِّبْدُ الغليظُ الْجَافِي؛ قَالَ: عَلَيْهِ مِنْ لِبْدِ الزَّمانِ هِلْدِمُهْ «2» . لِبْد الزَّمَانِ: يَعْنِي الشيبَ. والهِلْدِمُ: العجوزُ. هلقم: الهِلْقَامَةُ والهِلِقَّامَةُ: الأَكول. والهِلْقَامُ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: الضخمُ الطويلُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الفرسُ الطويلُ؛ قَالَ مُدْرِك بْنُ حِصْن، وَقِيلَ هُوَ لِخذَام الأَسدي، قَالَ وَهُوَ الصَّحِيحُ: أَبْناء كُلِّ نَجِيبة لنَجِيبة، ... ومُقَلِّصٍ بشَلِيله هِلْقامِ يَقُولُ: هُوَ طَوِيلٌ يُقلِّص عَنْهُ شَليلُه لِطُولِهِ، والشَّلِيلُ: الدِّرْعُ. والهِلْقَامُ: السَّيِّدُ الضَّخْمُ الْقَائِمُ بالحَمالات، وَكَذَلِكَ الهِلْقَمُّ؛ قَالَ: فإِنْ خَطِيبُ مَجْلِسٍ أَرَمَّا ... بِخُطْبةٍ، كنتُ لها هِلْقَمّا «3». بالحَمالاتِ لَهَا لِهَمّا والهِلْقِمُ والهِلْقامُ: الواسعُ الشِّدْقَيْن مِنَ الإِبل خَاصَّةً، وَرُبَّمَا استُعْمِل لِغَيْرِهَا. وبحرٌ هِلْقِمٌ: كأَنه يَلْتَهِم مَا طُرِح فِيهِ. وهَلْقَمَ الشيءَ: ابْتَلَعه. والهِلْقَمُّ: المُبْتَلِع. وَرَجُلٌ هُلَقِمٌ وجُرَضِمٌ: كَثِيرُ الأَكل؛ قَالَ: باتَتْ بلَيْلٍ ساهِد، وَقَدْ سَهِدْ ... هُلَقِمٌ يأْكل أَطْرافَ النُّجُدْ وهِلْقامٌ وهِلْقَامَةٌ كَذَلِكَ. والهِلْقَامُ: الأَسد. وهِلْقَامٌ: اسم رجل. همم: الهَمُّ: الحُزْن، وَجَمْعُهُ هُمُومٌ، وهَمَّه الأَمرُ هَمّاً ومَهَمَّةً وأَهَمَّه فاهْتَمَّ واهْتَمَّ بِهِ. وَلَا هَمَامِ لِي: مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ مِثْلَ قَطامِ أَي لَا أَهُمُّ. وَيُقَالُ: لَا مَهَمّةَ لِي، بِالْفَتْحِ، وَلَا هَمامِ، أَي لَا أَهُمّ بِذَلِكَ وَلَا أَفْعَلُه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ أَهل الْبَيْتِ: إِن أَمُتْ لا أَمُتْ، ونَفْسِيَ نَفْسانِ ... مِنَ الشَّكِّ فِي عَمىً أَو تَعامِ عادِلًا غيرَهم مِنَ الناسِ طُرّاً ... بِهِمُ، لَا هَمامِ لِي لَا هَمامِ أَي لَا أَهُمُّ بِذَلِكَ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ مِثْلُ قَطامِ؛ يَقُولُ: لَا أَعْدِل بِهِمْ أَحداً، قَالَ: ومثلُ قَوْلِهِ لَا

_ (2). قوله [عليه إلخ] صدره كما في التكملة: فَجَاءَ عَوْدٌ خِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُهْ (3). قوله [أرما] كذا في الأَصل والتكملة، وفي المحكم والتهذيب ألما. وقوله [بخطبة] كذا في الأَصل، وفي التكملة والمحكم: بخطة. وقوله [لها] كذا بالأَصل والمحكم والتهذيب، وفي التكملة: له

هَمامِ قراءةُ مَنْ قرأَ: لَا مَساسِ ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ الْحِكَايَةُ كأَنه قَالَ مَساسِ فَقَالَ لَا مَساسِ، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي هَمامِ إِنه عَلَى الْحِكَايَةِ لأَنه لَا يُبْنَى عَلَى الْكَسْرِ، وَهُوَ يُرِيدُ بِهِ الْخَبَرَ. وأَهَمَّني الأَمرُ إِذا أَقْلَقَك وحَزَنَك. والاهْتِمَامُ: الاغتمامُ، واهْتَمَّ لَهُ بأَمرِه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ قِلَّةِ اهتِمامِ الرجلِ بشأْن صاحِبه: هَمُّك مَا هَمَّك، وَيُقَالُ: هَمُّك مَا أَهَمَّك؛ جعلَ مَا نَفْياً فِي قَوْلِهِ مَا أَهَمَّك أَي لَمْ يُهِمَّك هَمُّك، وَيُقَالُ: مَعْنَى مَا أَهَمَّكَ أَي مَا أَحْزَنَك، وَقِيلَ: مَا أَقْلَقَك، وَقِيلَ: مَا أَذابَك. والهِمَّةُ: واحدةُ الهِمَمِ. والمُهِمَّاتُ مِنَ الأُمور: الشدائِدُ المُحْرِقةُ. وهَمَّه السُّقْمُ يَهُمُّه هَمّاً أَذابَه وأَذْهَبَ لَحمه. وهَمَّني المرضُ: أَذابَني. وهَمَّ الشحمَ يَهُمُّه هَمّاً: أَذابَه؛ وانْهَمَّ هُوَ. والهَامُومُ: مَا أُذِيبَ مِنَ السَّنَامِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصف بَعيرَه: وانْهَمَّ هَامُومُ السَّدِيفِ الْهَارِي ... عَنْ جَرَزٍ مِنْهُ وجَوْزٍ عَارِي «1» . أَي ذَهَبَ سِمَنُه. والهَامُومُ مِنَ الشحمِ: كثيرُ الإِهالةِ. والهَامُومُ: مَا يَسيل مِنَ الشَّحْمةِ إِذا شُوِيَت، وكلُّ شَيْءٍ ذائبٍ يُسمَّى هَامُوماً. ابْنُ الأَعرابي: هُمَّ إِذا أُغْلِيَ، وهَمَّ إِذا غَلى. اللَّيْثُ: الانْهِمامُ فِي ذَوَبانِ الشَّيْءِ واسْتِرْخائه بَعْدَ جُمودِه وصَلابتِه مِثْلُ الثَّلْجِ إِذا ذابَ، تَقُولُ: انْهَمَّ. وانْهَمَّتِ البقُولُ إِذا طُبِخَتْ فِي الْقِدْرِ. وهَمَّتِ الشمسُ الثلجَ: أَذابَتْه. وهَمَّ الغُزْرُ الناقةَ يَهُمُّها هَمّاً: جَهَدَها كأَنه أَذابَها. وانْهَمَّ الشحمُ والبَرَدُ: ذَابَا؛ قَالَ: يَضْحَكْن عنْ كالبَرَد المُنْهَمِّ، ... تحتَ عَرَانِينِ أُنوفٍ شُمِ والهُمَامُ: مَا ذابَ مِنْهُ، وَقِيلَ: كلُّ مُذابٍ مَهْمُومٌ؛ وَقَوْلُهُ: يُهَمُّ فِيهَا القوْمُ هَمَّ الحَمِ مَعْنَاهُ يَسيل عَرَقُهُمْ حَتَّى كأَنهم يَذُوبون. وهُمامُ الثَّلْجِ: مَا سالَ منْ مائِه إِذا ذابَ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَةَ: نَوَاصِحٌ بَيْنَ حَمَّاوَيْنِ أَحْصَنَتا ... مُمَنَّعاً، كهُمَامِ الثَّلْج بالضَّرَبِ أَراد بِالنَّوَاصِحِ الثَّنايا. وَيُقَالُ: هَمَّ اللبَنَ فِي الصحْنِ إِذ حَلَبَه، وانْهَمَّ العرَقُ فِي جَبينِه إِذا سالَ؛ وَقَالَ الرَّاعِي فِي الهَمَاهِمِ بِمَعْنَى الهُموم: طَرَقا، فتِلكَ هَماهِمِي أَقْرِيهِما ... قُلُصاً لَواقحَ كالقِسيِّ وحُولا وهَمَّ بالشيءَ يَهمُّ هَمّاً: نَوَاهُ وأَرادَه وعزَم عَلَيْهِ. وَسُئِلَ ثَعْلَبٌ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ ؛ قَالَ: هَمَّتْ زَلِيخا بِالْمَعْصِيَةِ مُصِرّةً عَلَى ذَلِكَ، وهَمَّ يوسفُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِالْمَعْصِيَةِ وَلَمْ يأْتِها وَلَمْ يُصِرَّ عَلَيْهَا، فَبَيْن الهَمَّتَيْن فَرْقٌ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وقرأْتُ غريبَ الْقُرْآنِ عَلَى أَبي عُبَيْدَةَ فَلَمَّا أَتيتُ عَلَى قولِه: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها «2» قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هَذَا عَلَى التَّقْدِيمِ والتأْخير كأَنه أَراد: وَلَقَدْ هَمَّت بِهِ، وَلَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ؛ كَانَ طائفةٌ عَزَمُوا عَلَى أَن يغْتالُوا سَيِّدَنَا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سفَرٍ وقَفُوا لَهُ عَلَى طريقِه، فَلَمَّا بَلغهم أَمَرَ بتَنْحيَتِهم عَنْ طريقِه وسَمّاهم رَجُلًا رَجُلًا ؛ وفي

_ (1). قوله [الهاري] أنشده في مادة جرز: الواري، وكذا المحكم والتهذيب (2). الآية

حَدِيثِ سَطِيح: شَمِّرْ فإِنّك مَاضِي الهَمِّ شِمِّيرُ أَي إِذَا عَزمت عَلَى أَمرٍ أَمْضَيْتَه. والهَمُّ: مَا هَمَّ بِهِ فِي نَفْسِه، تَقُولُ: أَهَمَّنِي هَذَا الأَمرُ. والهَمَّةُ والهِمَّةُ: مَا هَمَّ بِهِ مِنْ أَمر لِيَفْعَلَهُ. وَتَقُولُ: إِنه لَعظيمُ الهَمّ وإِنه لَصغيرُ الهِمَّة، وإِنه لَبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمَّةِ، بِالْفَتْحِ. والهُمَامُ: الملكُ الْعَظِيمُ الهِمّة، وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: أَيها الملكُ الهُمَامُ ، أَي العظيمُ الهِمَّة. ابْنُ سِيدَهْ: الهُمَام اسمٌ مِنْ أَسماء الْمَلِكِ لِعِظمِ هِمّته، وَقِيلَ: لأَنه إِذا هَمَّ بأَمر أَمْضاه لَا يُرَدُّ عَنْهُ بَلْ يَنْفُذ كَمَا أَراد، وَقِيلَ: الهُمَامُ السيِّدُ الشجاعُ السَّخيّ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي النِّسَاءِ. والهُمَامُ: الأَسدُ، عَلَى التَّشْبِيهِ، وَمَا يَكادُ وَلَا يَهُمُّ كَوْداً وَلَا مَكادَةً وهَمّاً وَلَا مَهَمَّةً. والهَمَّةُ والهِمَّةُ: الهَوى. وَهَذَا رجلٌ هَمُّك مِنْ رجلٍ وهِمَّتُك مِنْ رَجُلٍ أَي حسْبُك. والهِمُّ، بِالْكَسْرِ: الشَّيْخُ الكبيرُ الْبَالِي، وَجَمْعُهُ أَهْمامٌ. وَحَكَى كُرَاعٌ: شيخٌ هِمَّةٌ، بِالْهَاءِ، والأُنثى هِمَّةٌ بيِّنة الهَمَامَةِ، وَالْجَمْعُ هِمَّات وهَمَائِمُ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَالْمَصْدَرُ الهُمُومَةُ والهَمَامَةُ، وَقَدِ انْهَمَّ، وَقَدْ يَكُونُ الهِمُّ والهِمَّةُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ: ونابٌ هِمَّةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا، ... مُشرَّمةُ الأَشاعِرِ بالمَدارِي ابْنُ السِّكِّيتِ: الهَمُّ مِنَ الحُزْن، والهَمُّ مَصْدَرُ هَمَّ الشَّحمَ يَهُمُّه إِذا أَذابَه. والهَمُّ: مَصْدَرُ هَمَمْت بِالشَّيْءِ هَمّاً. والهِمُّ: الشَّيْخُ الْبَالِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا أَنا بالهِمِّ الكبيرِ وَلَا الطِّفْلِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُتِيَ بِرَجُلٍ هِمٍ ؛ الهِمُّ، بِالْكَسْرِ: الكبيرُ الْفَانِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: كَانَ يأْمرُ جُيُوشه أَن لَا يَقْتُلوا هِمّاً وَلَا امرأَةً ؛ وَفِي شِعْرِ حُميد: فحَمَّلَ الهِمَّ كِنازاً جَلْعَدا «1» والهَامَّةُ: الدابّةُ. ونِعْمَ الهامَّةُ هَذَا: يَعْنِي الفرسَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا رأَيتُ هامَّةً أَحسنَ مِنْهُ، يُقَالُ ذَلِكَ لِلْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهِمَا. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ: نِعْمَ الهَامَّةُ هَذَا، وَمَا رأَيت هامَّةً أَكْرمَ مِنْ هَذِهِ الدَّابَّةِ، يَعْنِي الْفَرَسَ، الميمُ مشدَّدة. والهَمِيمُ: الدَّبِيبُ. وَقَدْ هَمَمْتُ أَهِمُّ، بِالْكَسْرِ، هَمِيماً. والهَمِيمُ: دوابُّ هوامِّ الأَرض. والهوامُّ: مَا كَانَ مِنْ خَشاش الأَرض نَحْوَ الْعَقَارِبِ وَمَا أَشبهها، الْوَاحِدَةُ هَامَّة، لأَنها تَهِمُّ أَي تَدِبّ، وهَمِيمُها دبِيبُها؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَيْفًا: تَرى أَثْرَهُ فِي صَفْحَتَيْه، كأَنه ... مَدارِجُ شِبْثانٍ لَهُنَّ هَمِيمُ وَقَدْ هَمَّتْ تَهِمُّ، وَلَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ إِلَّا عَلَى المَخُوف مِنَ الأَحْناش. وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ يُعَوِّذ الحسنَ والحسَينَ فَيَقُولُ: أُعيذُكُما بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التامَّة، مِنْ شَرِّ كُلِّ شيطانٍ وهَامَّة، وَمِنْ شرِّ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ، وَيَقُولُ: هَكَذَا كَانَ إِبراهيمُ يعوّذ إِسمعيل وإِسحق، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: هامَّة وَاحِدَةُ الهَوَامِّ، والهَوَامُّ: الحيَّاتُ وكلُّ ذِي سَمٍّ يَقْتُلُ سَمُّه، وأَما مَا لَا يَقْتُلُ ويَسُمُّ فَهُوَ السَّوامُّ، مشدَّدة الْمِيمِ، لأَنها تَسُمُّ وَلَا تبلُغ أَن تَقتل مِثْلَ الزُّنْبورِ وَالْعَقْرَبِ وأَشباهِها، قَالَ: وَمِنْهَا القَوامُّ، وَهِيَ أَمثال القَنافِذ والفأْرِ واليَرابيع والخَنافِس، فَهَذِهِ لَيْسَتْ بهَوامَّ ولا

_ (1). قوله [كنازاً إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ فِي مادة جلعد بلفظ كباراً والصواب ما هنا

سَوامَّ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ هَذِهِ كُلِّهَا هامَّة وَسَامَّةٌ وَقَامَّةٌ. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: الهامَّة الحيّةُ وَالسَّامَّةُ العقربُ. يُقَالُ لِلْحَيَّةِ: قَدْ هَمَّتِ الرجلَ، وَلِلْعَقْرَبِ: قَدْ سمَّتْه، وَتَقَعُ الهَامَّة عَلَى غَيْرِ ذواتِ السَّمِّ القاتِل، أَلا تَرَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرة: أَيُؤْذِيكَ هَوامُّ رأْسِك؟ أَراد بِهَا القَمْل، سَمَّاهَا هَوامَّ لأَنها تَدِبُّ فِي الرأْس وتَهِمُّ فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَتَقَعُ الهوامُّ عَلَى غَيْرِ مَا يَدِبُّ مِنَ الْحَيَوَانِ، وإِن لَمْ يَقْتُلْ كالحَشَرات. ابْنُ الأَعرابي: هُمَّ لنَفْسِك وَلَا تَهُمَّ لِهَؤُلَاءِ أَي اطْلُبْ لَهَا واحْتَل. الْفَرَّاءُ: ذهبْتُ أَتَهَمَّمُه أَنْظر أَينَ هُوَ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيضاً: ذهبتُ أَتَهَمَّمُه أَي أَطلُبه. وتَهَمَّمَ الشيءَ: طلَبه. والهَمِيمَةُ: المطرُ الضَّعِيفُ، وَقِيلَ: الهَمِيمَةُ مِنَ الْمَطَرِ الشيءُ الهيِّنُ، والتَّهْمِيمُ نحوُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَهْطولة مِنْ رِيَاضِ الخُرْج هيَّجها، ... مِن لَفِّ سارِيَةٍ لَوْثاءَ، تَهْمِيمُ «1» والهَمِيمَةُ: مطرٌ ليّنٌ دُقاقُ القَطْر. والهَمُومُ: الْبِئْرُ الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ وَقَالَ: إِنَّ لَنَا قَلَيْذَماً هَمُوما، ... يَزيدُه مَخْجُ الدِّلا جُموما وَسَحَابَةٌ هَمُومٌ: صَبوبٌ لِلْمَطَرِ. والهَمِيمَةُ مِنَ اللبَن: مَا حُقِن فِي السِّقاء الْجَدِيدِ ثُمَّ شُرب وَلَمْ يُمْخَض. وتَهَمَّمَ رأْسَه: فَلاه. وهَمَّمَت المرأَةُ فِي رأْس الصَّبِيِّ: وَذَلِكَ إِذا نوَّمَتْه بِصَوْتٍ تُرَقِّقُه لَهُ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَهَمَّمُ رأْسَه أَي يَفْلِيه. وهَمَّمَت المرأَةُ فِي رأْس الرَّجُلِ: فلَّتْه. وَهُوَ مِنْ هُمَّانِهِم أَي خُشارَتهم كَقَوْلِكَ مِنْ خُمَّانِهم. وهَمَّام: اسْمُ رَجُلٍ. والهَمْهَمَة: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ، وَقِيلَ: الهَمْهَمَة تَرَدُّد الزَّئير فِي الصَّدْر مِنَ الْهَمِّ والحَزَن، وَقِيلَ: الهَمْهَمَة تَرْديد الصَّوْتِ فِي الصَّدْرِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَجُلٍ قَالَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ يُخَاطِبُ امرأَته: إِنَّكِ لَوْ شَهِدْتِنا بالحَنْدَمهْ، ... إِذْ فَرَّ صَفْوان وفَرَّ عِكْرِمَهْ، وأَبو يَزيدَ قائمٌ كالمُؤْتِمَهْ، ... واسْتَقْبَلَتْهُم بِالسُّيُوفِ المُسْلِمَهْ، يَقْطَعْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ ... ضَرْباً، فَمَا تَسْمع إِلا غَمْغَمهْ، لهُمْ نَهيتٌ خَلْفَنا وهَمْهَمَهْ، ... لَمْ تَنْطِقي باللَّوْم أَدنى كلِمَهْ «2» وأَنشد هَذَا الرَّجَزَ هُنَا الحَنْدَمة، بِالْحَاءِ الْمُهْمِلَةِ، وأَنشده فِي تَرْجَمَةِ خندم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. والهَمْهَمَة: نحوُ أَصوات الْبَقَرِ والفِيَلَة وأَشباه ذَلِكَ. والهَمَاهِم: مِنْ أَصوات الرَّعْدِ نَحْوُ الزَّمازِم. وهَمْهَمَ الرَّعْدُ إِذا سمعتَ لَهُ دَوِيّاً. وهَمْهَمَ الأَسدُ، وهَمْهَمَ الرجلُ إِذا لَمْ يُبَيِّن كَلَامَهُ. والهَمْهَمَة: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ مَعَهُ بحَحٌ. وَيُقَالُ للقصَب إِذا هزَّته الرِّيحُ: إِنه لَهُمْهوم. قَالَ ابن بري: الهُمْهُوم المُصَوِّت؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هَزَّ الرياحِ القَصَبَ الهُمْهُوما وَقِيلَ: الهَمْهَمَةُ تَرْدِيدُ الصَّوْتِ فِي الصَّدْرِ. وَفِي حَدِيثِ ظبْيان: خَرَجَ فِي الظُّلمة فسَمِع هَمْهَمَةً أَي كَلَامًا خَفِيًّا لَا يُفْهَم، قَالَ: وأَصل الهَمْهَمَة صَوْتُ الْبَقَرَةِ. وقَصَبٌ هُمْهُوم: مُصوِّت عِنْدَ تَهْزيز الرِّيحِ. وعَكَرٌ هُمْهُوم: كَثِيرُ الأَصوات: قال الحَكَم

_ (1). قوله [من لف] كذا في الأَصل والمحكم، وفي التهذيب: من لفح، وفي التكملة: من صوب (2). رواية هذه الأَبيات في مادة خندم تختلف عما هي عليه هنا

الخُضْريّ وأَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الهُمْهوم الْكَثِيرِ: جاءَ يَسوقُ العَكَرَ الهُمْهوما ... السَّجْوَرِيُّ لَا رَعى مُسِيما والهُمْهومة والهَمْهامة: العَكَرة الْعَظِيمَةُ. وحِمار هِمْهيم: يُهَمْهِم فِي صَوْتِهِ يُردِّد النَّهِيقَ فِي صَدْرِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الْحِمَارَ والأُتُن: خَلَّى لَهَا سَرْبَ أُولاها وهَيَّجها، ... مِن خَلْفِها، لاحِقُ الصُّقْلَينِ هِمْهيمُ والهِمْهِيم: الأَسد، وَقَدْ هَمْهَمَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ إِذا قِيلَ لَنَا أَبَقِيَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قُلْنَا: هَمْهامْ وهَمْهامِ يَا هَذَا، أَي لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ؛ قَالَ: أَوْلَمْتَ، يَا خِنَّوْتُ، شَرَّ إِيلامْ، ... فِي يومِ نَحْسٍ ذِي عجاجٍ مِظْلامْ مَا كَانَ إِلّا كاصْطِفاقِ الأَقْدامْ، ... حَتَّى أَتيناهم فَقَالُوا: هَمْهَامْ أَي لَمْ يَبْقَ شَيْءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ خِنَّوْت عَلَى مِثَالِ سِنَّوْرٍ، قَالَ: وسأَلت عَنْهُ أَبا عُمر الزَّاهِدَ فَقَالَ: هُوَ الخَسيس. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْهَامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ اسْمٌ لِفَتًى مِثْلُ سَرْعانِ [سِرْعانِ] ووَشْكان وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَسماء الأَفعال الَّتِي استُعْمِلت فِي الْخَبَرِ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ : أَحبُّ الأَسماء إِلى اللَّهِ عبدُ اللَّهِ وهَمَّامٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: أَصدقُ الأَسماء حَارِثَةُ وهَمَّام ، وَهُوَ فَعَّال مِنْ هَمَّ بالأَمر يَهُمُّ إِذا عزَم عَلَيْهِ، وإِنما كَانَ أَصدَقها لأَنه مَا مِنْ أَحد إِلا وَهُوَ يَهُمّ بأَمرٍ، رَشِدَ أَم غَوِيَ. أَبو عَمْرٍو: الهَموم النَّاقَةُ الحسَنة المِشْية، والقِرْواحُ الَّتِي تَعافُ الشُّربَ مَعَ الكِبار، فإِذا جَاءَتِ الدَّهْداهُ شرِبت مَعَهُنَّ، وَهِيَ الصِّغَارُ. والهَمُوم: النَّاقَةُ تُهَمِّم الأَرضَ بِفِيهَا وترتَع أَدنى شَيْءٍ تَجِدُهُ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنَةِ الْخُسِّ: خيرُ النُّوقِ الهَموم الرَّموم الَّتِي كأَنَّ عَينَيْها عَيْنا مَحْمُومٍ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فِي أَولاد الْمُشْرِكِينَ: هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: هُمْ مِنْهُمْ ، أَي حكمُهم حُكْمُ آبَائِهِمْ وأَهلِهم. هنم: الهَنَمُ: ضربٌ مِنَ التَّمْرِ، وَقِيلَ: التَّمْرُ كُلُّهُ؛ وأَنشد أَبو حَاتِمٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: مَا لَكَ لَا تُطْعِمُنا مِنَ الهَنَمْ، ... وَقَدْ أَتاكَ التَّمْرُ فِي الشَّهْرِ الأَصَمّ؟ وَيُرْوَى: وَقَدْ أَتَتْك العِيرُ. والهِنَّمَة مِثَالُ الهِلَّعة: الخَرَز الَّذِي تؤَخِّذ بِهِ النساءُ أَزواجَهنّ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَامِرِيَّةِ أَنهنَّ يَقُلْنَ: أَخَّذْتُه بالهِنَّمَه، بِاللَّيْلِ زَوج وَبِالنَّهَارِ أَمَه؛ وَمِنْ أَسماء خَرَز الأَعراب العَطْفة والفَطْسة والكَحْلة والصَّرْفة والسَّلْوانة والهَبْرة والقَبَل والقَبْلة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ هَيْنُوم أَيضاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ذاتَ الشَّمائلِ والأَيْمانِ هَيْنوم «1» وهَانَمَه بحَديثٍ: نَاجَاهُ. الأَزهري: الهَيْنَمَة الصَّوْتُ، وَهُوَ شِبْه قِرَاءَةٍ غَيْرِ بيِّنة؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: لَمْ يَسْمَعِ الرَّكْبُ بِهَا رَجْعَ الكِلَمْ، ... إِلَّا وَساوِيسَ هَيانِيمِ الهَنَم وَفِي حَدِيثِ إِسلام عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ مَا هَذِهِ الهَيْنَمَةُ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الهَيْنَمَة الْكَلَامُ الْخَفِيُّ لَا يُفْهَم، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ؛ وأَنشد قَوْلَ الْكُمَيْتِ: وَلَا أَشهَدُ الهُجْرَ والقائِليهِ، ... إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَتْمَلُوا وَفِي حَدِيثِ الطفَيل بْنِ عَمرو: هَيْنَمَ فِي المَقام أَي

_ (1). صدره كما في التكملة: هَنَّا وَهَنَّا وَمِنْ هَنَّا لهن بها

قرأَ فِيهِ قِرَاءَةً خَفِيَّةً؛ وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ: أَلَا يَا قَيْلُ، وَيحَكَ قُمْ فهَيْنِمْ أَيْ فادعُ اللَّهَ. والهِنَّمة: الدَّندَنة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ: هِنَّمة. والهَيْنَم والهَيْنَمَة والهَيْنَام والهَيْنُوم والهَيْنَمَان، كُلُّهُ: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ، وَقِيلَ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ، وَقَدْ هَيْنَمَ. والمُهَيْنِمُ: النَّمَّام. وَبَنُو هِنَّامٍ: حيٌّ مِنَ الْجِنِّ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ. هندم: الأَزهري: الهِندامُ الحسَن القَدِّ، معرَّب. هوم: الهَوْم والتَّهَوُّم والتَّهْوِيم: النَّوْمُ الْخَفِيفُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ صَائِدًا: عَارِي الأَشاجِع مَشْفوهٌ أَخو قَنَصٍ، ... مَا تَطْعَمُ العَينُ نَوْماً غَيْرَ تَهْوِيم وهَوَّم الرجلُ إِذَا هَزَّ رأْسَه مِنَ النُّعاس، وهَوَّمَ القومُ وتَهوَّمُوا كَذَلِكَ، وَقَدْ هَوَّمْنا. أَبو عُبَيْدٍ: إِذَا كَانَ النَّوْمُ قَلِيلًا فَهُوَ التَّهْوِيم. وَفِي حَدِيثِ رُقَيقة: فبَينا أَنا نَائِمَةٌ أَو مُهَوِّمةٌ ؛ التَّهْوِيم: أَولُ النَّوْمِ وَهُوَ دُونَ النَّوْمِ الشَّدِيدِ. والهَامَةُ: رأْس كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الرُّوحانيين؛ عَنِ اللَّيْثِ؛ قَالَ الأَزهري: أَرَادَ اللَّيْثُ بالرُّوحانيين ذَوِي الأَجسام الْقَائِمَةِ بِمَا جعَل اللهُ فِيهَا مِنَ الأَرْواح؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الرُّوحانيون هُمُ الْمَلَائِكَةُ وَالْجِنُّ الَّتِي لَيْسَ لَهَا أَجسام تُرى، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَنَا. الْجَوْهَرِيُّ: الهَامَة الرأْس، وَالْجَمْعُ هَامٌ، وَقِيلَ: الهَامَة مَا بَيْنَ حَرْفَي الرأْس، وَقِيلَ: هِيَ وسَطُ الرأْس ومُعظمه مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: مِنْ ذَوَاتِ الأَرواح خَاصَّةً. أَبو زَيْدٍ: الهَامَة أَعلى الرأْس وَفِيهِ النَّاصِيَةُ والقُصَّة، وَهُمَا مَا أقَبَل عَلَى الْجَبْهَةِ مِنْ شَعْرِ الرأْس، وَفِيهِ المَفْرَق، وَهُوَ فَرْق الرأْسِ بَيْنَ الجَبينين إِلَى الدَّائِرَةِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تزعُم أَنَّ رُوح الْقَتِيلِ الَّذِي لَمْ يُدْرَك بثأْره تصيرُ هامَة فتَزْقو عِنْدَ قَبْرِهِ، تَقُولُ: اسقُوني اسقُوني فَإِذَا أُدْرِك بثأْره طَارَتْ؛ وَهَذَا الْمَعْنَى أَراد جَرِيرٌ بِقَوْلِهِ: ومِنَّا الَّذِي أَبكى صُدَيَّ بْنَ مالكٍ، ... ونَفَّرَ طَيراً عَنْ جُعادةَ وُقَّعا يَقُولُ: قُتِلَ قاتِلُه فنَفَرَت الطيرُ عَنْ قَبْرِهِ. وأَزْقَيْت هامَة فُلَانٍ إِذَا قَتَلْتَهُ؛ قَالَ: فإنْ تَكُ هَامَة بِهَراةَ تَزْقُو، ... فَقَدَ أَزْقَيْتُ بالمَرْوَيْنِ هَامَا وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الْقَتِيلَ تخرُج هامةٌ مِنْ هامَته فَلَا تزالُ تَقُولُ اسْقوني اسقُوني حَتَّى يُقتل قاتِلُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الإِصبع: يَا عَمْرُو، إنْ لَا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتي، ... أَضْرِبْك حَتَّى تقولَ الهامةُ: اسْقُونِي يُرِيدُ أَقْتُلْك. وَيُقَالُ: هَذَا هامةُ اليومِ أَوْ غدٍ، أَيْ يَمُوتُ اليومَ أو غدٍ؛ قَالَ كُثَيِّر: وكلُّ خليلٍ رانيءٍ فَهُوَ قائلٌ ... مِنَ اجْلِكَ: هَذَا هامَةُ اليومِ أَوْ غَدِ وَفِي الْحَدِيثِ : وتَرَكَت المَطِيَّ هَامًا ؛ قِيلَ: هُوَ جَمْعُ هَامَة مِنْ عِظَامِ الْمَيِّتِ الَّتِي تصيرُ هَامَةً، أَو هُوَ جَمْعُ هَائِمٍ وَهُوَ الذَّاهِبُ عَلَى وَجْهِهِ؛ يُرِيدُ أَن الإِبل مِنْ قِلَّةِ المَرْعَى مَاتَتْ مِنَ الجَدْبِ أَو ذهَبَتْ عَلَى وَجْهِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ : أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا عَدْوَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ ؛ الهامَة: الرأْس واسمُ طَائِرٌ، وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ، وَقِيلَ: هِيَ الْبُومَةُ. أَبو عُبَيْدَةَ: أَمَّا الهَامَةُ فَإِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ عِظَامَ الموتَى، وَقِيلَ أَرواحهم، تَصِيرُ هَامَةً فَتَطِيرُ، وَقِيلَ: كَانُوا يُسَمُّونَ ذَلِكَ الطائرَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ هامَة الْمَيِّتِ الصَّدَى، فنَفاه الإِسلامُ وَنَهَاهُمْ عَنْهُ؛

ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ فِي الْهَاءِ وَالْوَاوِ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْهَاءِ وَالْيَاءِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: سُلِّطَ الموتُ والمَنونُ عليهمْ، ... فَلَهُمْ فِي صَدَى المقابِرِ هامُ وَقَالَ لَبِيدٌ: فَلَيْسَ الناسُ بَعْدَكَ فِي نَقيرٍ، ... وَلَا هُمْ غيرُ أَصْداءٍ وهامِ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى قَوْلِهِ لَا هامَةَ وَلَا صفَر؛ كَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِهِمَا، مَعْنَاهُ لَا تَتَشَاءَمُوا. وَيُقَالُ: أصبَحَ فلانٌ هَامَةً إِذَا مَاتَ. وبناتُ الهَامِ: مُخُّ الدِّماغ؛ قَالَ الرَّاعِي: يُزِيلُ بَناتِ الهَام عَنْ سَكِناتِها، ... وَمَا يَلْقَهُ منْ ساعدٍ فَهُوَ طائحُ والهامَةُ: تميمٌ، تَشْبِيهًا بِذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وهَامَةُ القومِ: سيِّدُهم ورئيسُهم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلطِّرِمَّاحِ: وَنَحْنُ أَجازَت بالأُقَيْصِر هامُنا ... طُهَيَّةَ، يومَ الفارِعَيْنِ، بِلَا عَقْدِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَنَا الهَامَةُ الكُبْرى الَّتِي كلُّ هَامةٍ، ... وَإِنْ عُظِمت، مِنْهَا أَذَلُّ وأَصْغَرُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ والنسَّابةِ: أَمِنْ هامِها أمْ مِن لَهازِمِها؟ أَيْ مِنْ أَشْرافِها أَنت أَوْ مِنْ أَوْساطِها، فَشَبَّهَ الأَشْرافَ بالهامِ، وَهُوَ جَمْعُ هامةِ الرأْس. والهامةُ: جماعةُ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ هامٌ؛ قَالَ جُرَيْبة بْنُ أَشْيم: ولَقَلَّ لِي، مِمَّا جَعَلْتُ، مَطِيَّةٌ ... فِي الهامِ أَرْكَبُها، إِذَا مَا رُكِّبُوا يَعْنِي بِذَلِكَ البَلِيَّةَ، وَهِيَ الناقةُ تُعْقَل عِنْدَ قبر صاحِبها تَبْلى، وَكَانَ أهلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَزْعُمُونَ أَن صاحَبها يركبُها يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَمْشِي إِلَى الْمَحْشَرِ. والهَامَة مِن طيرِ الليلِ: طائرٌ صَغِيرٌ يأْلَفُ المَقابِرَ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّدى، وَالْجَمْعُ هامٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَدْ أَعْسِفُ النازحَ الْمَجْهُولُ مَعْسِفُه ... فِي ظِلِّ أَخْضَرَ يَدْعُو هامَه البُومُ ابْنُ سِيدَهْ: والهَامَةُ طائرٌ يَخْرُجُ مِنْ رأْس الْمَيِّتِ إِذَا بَلِيَ، وَالْجَمْعُ أَيضاً هَامٌ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا أَنتَ مِن الهَامِ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ هَامَةٌ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ، وأَنكرها ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ الهَامَّة، بِالتَّشْدِيدِ. ابْنُ الأَثير فِي الْحَدِيثِ : اجْتَنِبوا هَوْمَ الأَرض فَإِنَّهَا مأْوَى الهَوامِ ؛ قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَالْمَشْهُورُ هَزْم الأَرض، بِالزَّايِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ وَقَالَ الْخَطَابِيُّ: لسْتُ أَدْري مَا هَوْمُ الأَرض، وَقَالَ غَيْرُهُ: هَوْمُ الأَرض بطنٌ مِنْهَا فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. والهامةُ: موضعٌ مِن دُونِ مِصر، حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى: قَالَ: مارَسْنَ رَمْلَ الهامةِ الدَّهاسا وهامَةُ: اسمُ حائطٍ بِالْمَدِينَةِ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ الغُلْبِ مِنْ عِضْدان هامَةَ شرِّبت ... لِسَقْيٍ، وجُمَّتْ للنَّواضِح بئْرُها الهَوْمَاةُ: الفَلاة، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ الهَوْمَة والهَوْمَاةُ، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ صفوانَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ إِذْ نَادَاهُ أَعرابيّ بصوتٍ جَهْوَريّ يَا مُحَمَّدُ، فأَجابه رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بنَحْوٍ مَنْ صوتِه: هاؤُمْ ، بِمَعْنَى تعالَ وَبِمَعْنَى خُذْ، وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ، وَإِنَّمَا رفَع صوتَه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ طَرِيقِ الشَّفقة عَلَيْهِ لِئَلَّا يَحْبَطَ عملُه، مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:

لَا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ؛ فعَذَره بجَهْلِه ورَفع النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صوتَه حَتَّى كانَ مثلَ صوتِه أَوْ فوقَه لفَرْطِ رأْفتِه بِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَعْدَمَنا رأْفَتَه ورحمتَه يومَ ضَرورتِنا إِلَى شفاعتِه وفاقَتنا إِلَى رَحْمَتِهِ، إِنَّهُ رؤوف رحيم. هيم: هامَتِ الناقةُ تَهِيمُ: ذهَبَت عَلَى وجهِها لرَعْيٍ كهَمَتْ، وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ عَنْهُ. والهُيامُ: كَالْجُنُونِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كَالْجُنُونِ مِنَ الْعِشْقِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهُيامُ نَحْوُ الدُّوارِ جنونٌ يأْخذ البعيرَ حَتَّى يَهْلِك، يُقَالُ: بعيرٌ مَهْيُومٌ. والهَيمُ: داءٌ يأْخذ الإِبلَ فِي رؤوسها. والهَائِمُ: المتحيِّرُ. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: كَانَ عليٌّ أَعْلَمَ بالمُهَيِّماتِ ؛ يُقَالُ: هَامَ فِي الأَمر يَهِيمُ إِذَا تَحَيَّرَ فِيهِ، وَيُرْوَى المُهَيْمِنات ، وَهُوَ أَيضاً الذاهبُ عَلَى وَجْهِهِ عِشْقاً، هَامَ بِهَا هَيْماً وهُيُوماً وهِياماً وهَيَماناً وتَهْيَاماً، وَهُوَ بناءٌ موضوعٌ لِلتَّكْثِيرِ؛ قَالَ أَبو الأَخْزر الحُمّاني: فَقَدْ تَناهَيْتُ عَنِ التَّهْيام قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا بابُ مَا تُكَثِّرُ فِيهِ المصدرَ مِنْ فَعَلْت فتُلْحِق الزوائدَ وَتَبْنِيهِ بِنَاءً آخَرَ، كَمَا أَنك قُلْتَ فِي فَعَلت فَعَّلْت حِينَ كَثَّرت الْفِعْلَ، ثُمَّ ذكرَ المصادرَ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى التَّفْعال كالتَّهْذار وَنَحْوِهَا، وَلَيْسَ شيءٌ مِنْ هَذَا مصدرَ فَعَلْت، وَلَكِنْ لَمَّا أَرَدْتَ التَّكْثِيرَ بَنَيْتَ المصدرَ عَلَى هَذَا كَمَا بَنَيْتَ فَعَلْت عَلَى فَعَّلْت؛ وَقَوْلُ كُثَير: وإنِّي، وتَهْيامِي بعَزَّةَ، بَعْدَ ما ... تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنا وتَخَلَّتِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ فَقُلْتُ لَهُ: مَا موضعُ تَهْيامي مِنَ الإِعراب؟ فأَفْتَى بأَنه مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وخبرُه قولُه بِعَزّة، وَجَعَلَ الْجُمْلَةَ الَّتِي هِيَ تَهْيامِي بِعَزَّةَ اعْتِرَاضًا بَيْنَ إِنَّ وخبرِها لأَن فِي هَذَا أَضْرُباً مِنَ التَّشْدِيدِ لِلْكَلَامِ، كَمَا تَقُولُ: إِنَّكَ، فاعْلَم، رجلُ سَوْءٍ وَإِنَّهُ، والحقَّ أَقولُ، جَمِيلُ المَذْهَب، وَهَذَا الفصلُ وَالِاعْتِرَاضُ الْجَارِي مَجْرى التَّوْكِيدِ كثيرٌ فِي كَلَامِهِمْ، قَالَ: وَإِذَا جازَ الِاعْتِرَاضُ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ: وَقَدْ أَدْرَكَتْني، والحَوادِثُ جَمّةٌ، ... أَسِنّةُ قَوْمٍ لَا ضِعافٍ، وَلَا عُزْلِ كانَ الاعتراضُ بَيْنَ اسْمِ إِنَّ وَخَبَرِهَا أَسْوَغَ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ بيتُ كُثَيّر أَيضاً تأْويلًا آخرَ غَيْرُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عَلِيٍّ، وَهُوَ أَن يَكُونَ تَهْيامِي فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَلَى أَنه أَقْسَم بِهِ كَقَوْلِكَ: إِنِّي، وحُبِّك، لَضنِينٌ بِكَ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وعَرَضْتُ هَذَا الجوابَ عَلَى أَبي عَلِيٍّ فتقبَّله، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَهْيامي أَيضاً مُرْتَفِعاً بِالِابْتِدَاءِ، وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ فِيهِ بِنَفْسِ الْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ التَّهْيامُ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ كأَنّه قَالَ وتَهْيامِي بِعَزَّةَ كائنٌ أَوْ واقعٌ عَلَى مَا يُقَدَّر فِي هَذَا وَنَحْوِهِ، وَقَدْ هَيَّمَه الحُبُّ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ: فَهَلْ لَكَ طَبٌّ نافعٌ مِنْ عَلاقةٍ ... تُهَيِّمُني بَيْنَ الحَشا والتَّرائِب؟ وَالِاسْمُ الهُيامُ. وَرَجُلٌ هَيْمانُ: مُحِبٌّ شديدُ الوَجْدِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الهَيْمُ مصدرُ هَامَ يَهِيمُ هَيْماً وهَيَماناً إِذَا أَحَبَّ المرأَةَ. والهُيَّامُ: العُشّاقُ. والهُيَّامُ: المُوَسْوِسُون، وَرَجُلٌ هَائِمٌ وهَيُومٌ. والهُيُومُ: أَن يذهبَ عَلَى وَجْهِه، وَقَدْ هَامَ يَهِيمُ هُياماً. واسْتُهِيمَ فُؤادُه، فَهُوَ مُسْتَهامُ الفُؤاد أَيْ مُذْهَبُه. والهَيْمُ: هَيَمانُ الْعَاشِقِ والشاعرِ إِذَا خَلَا فِي الصَّحْرَاءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ وادِي الصَّحراء

يَخْلو فِيهِ العاشقُ والشاعرُ؛ وَيُقَالُ: هُوَ وَادِي الْكَلَامِ، وَاللَّهُ أَعلم. الْجَوْهَرِيُّ: هَامَ عَلَى وَجْهِه يَهِيمُ هَيْماً وهَيَماناً ذهبَ مِنَ العِشْقِ وَغَيْرِهِ. وقلبٌ مُسْتَهَامٌ أَي هائمٌ. والهُيامُ: دَاءٌ يأْخذ الإِبلَ فتَهِيم فِي الأَرضِ لَا تَرْعَى، يُقَالُ: نَاقَةٌ هَيْمَاء؛ قَالَ كُثَيّر: فَلَا يَحْسَب الْوَاشُونَ أَنّ صَبابَتي، ... بِعَزَّةَ، كَانَتْ غَمْرَةً فتَجَلَّتِ وإِنِّيَ قَدْ أَبْلَلْتُ مِنْ دَنَفٍ بِهَا ... كَمَا أَدْنَفَتْ هَيْمَاءُ، ثُمَّ اسْتَبَلَّتِ وَقَالُوا: هِمْ لنَفْسِك وَلَا تَهِمْ لِهَؤُلَاءِ أَي اطْلُبْ لَهَا واهْتَمَّ واحْتَلْ. وَفُلَانٌ لَا يَهْتامُ لنفسِه أَي لَا يَحْتالُ؛ قَالَ الأَخطل: فاهْتَمْ لنَفْسِك، يَا جُمَيعُ، وَلَا تكنْ ... لَبني قُرَيْبَةَ والبطونِ تَهِيمُ «2» . والهُيامُ، بِالضَّمِّ: أَشدُّ الْعَطَشِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: يَهِيمُ، وَلَيْسَ اللهُ شافٍ هُيامَه، ... بِغَرّاءَ، مَا غَنَّى الحَمامُ وأَنْجَدا وشافٍ: فِي مَوْضِعِ نَصْبِ خَبَرِ لَيْسَ، وإِن شِئْتَ جعلتَه خبرَ اللهِ وَفِي لَيْسَ ضميرُ الشأْن. وَقَدْ هَامَ الرجلُ هُيَاماً، فَهُوَ هَائِمٌ وأَهْيَمُ، والأُنثى هَائِمَةٌ وهَيْمَاءُ، وهَيْمَانُ، عَنْ سِيبَوَيْهِ، والأَنثى هَيْمَى، وَالْجَمْعُ هِيَامٌ. وَرَجُلٌ مَهْيُومٌ وأَهْيَمُ: شديدُ العَطشِ، والأُنثى هَيْماءُ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: والهِيامُ، بِالْكَسْرِ، الإِبلُ العِطاشُ، الْوَاحِدُ هَيْمَان. الأَزهري: الهَيْمَانُ العَطْشانُ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الدَّاءِ مَهْيُومٌ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: إِذا اغْبَرَّت أَرضُنا وهَامَت دوابُّنا أَي عَطِشت، وَقَدْ هَامَت تَهِيمُ هَيَماً، بِالتَّحْرِيكِ. وَنَاقَةٌ هَيْمَى: مِثْلُ عَطْشان وعَطْشَى. وقومٌ هِيمٌ أَيِ عِطاشٌ، وَقَدْ هَامُوا هُياماً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ، هِيَ الإِبلُ العِطاش، وَيُقَالُ: الرَّمْلُ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَيَامُ الأَرض، وَقِيلَ: هَيَامُ الرَّمْل، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شُرْبَ الهِيم، قَالَ: الهِيمُ الإِبلُ الَّتِي يُصيبها داءٌ فَلَا تَرْوَى مِنَ الْمَاءِ، واحدُها أَهْيَمُ، والأُنثى هَيْمَاء، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَائِمٌ، والأُنثى هَيْمَاء، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَائِمٌ، والأُنثى هَائِمَة، ثُمَّ يَجْمَعُونَهُ عَلَى هِيمٍ، كَمَا قَالُوا عائطٌ وعِيطٌ وَحَائِلٌ وحُول، وَهِيَ فِي مَعْنَى حائلٍ إِلا أَن الضَّمَّةَ تُرِكت فِي الهِيم لِئَلَّا تصيرَ الياءُ وَاوًا، وَيُقَالُ: إِن الهِيم الرَّمْلُ. يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: يَشْرَبُ أَهلُ النَّارِ كَمَا تشربُ السِّهْلةُ ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شُرْبَ الْهِيمِ ، قَالَ: هَيامُ الأَرض؛ الهَيامُ: بِالْفَتْحِ: ترابٌ يخالِطُه رَمْلٌ يَنْشَفُ الماءَ نَشْفاً، وَفِي تَقْدِيرِهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن الهِيم جَمعُ هَيَامٍ، جُمِعَ عَلَى فُعُلٍ ثُمَّ خفِّف وكُسرت الهاءُ لأَجل الْيَاءِ، وَالثَّانِي أَن تَذْهَبَ إِلى الْمَعْنَى وأَن الْمُرَادَ الرِّمال الهِيم، وَهِيَ الَّتِي لَا تَرْوَى. يُقَالُ: رَمْلٌ أَهْيَمُ؛ وَمِنْهُ حديث الخندق: فعادتْ كَثِيباً أَهْيَمَ ؛ قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَهْيَل ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. أَبو الْجَرَّاحِ: الهُيَامُ داءٌ يُصِيبُ الإِبل مِنَ ماءٍ تشرَبُه. يُقَالُ: بعيرٌ هَيْمانُ وناقةٌ هَيْمَى، وجمعُه هِيامٌ. والهُيَامُ والهِيامُ: داءٌ يُصِيبُ الإِبل عَنْ بعضِ المِياه بتهامةَ يُصيبها مِنْهُ مثلُ الحُمَّى؛ وَقَالَ الهَجَريّ: هُوَ داءٌ يصيبُها عَنْ شُرْبِ النَّجْلِ إِذا كثر طُحْلُبُه واكْتَنَفت الذِّيَّانُ بِهِ، بعيرٌ مَهْيُومٌ وهَيْمَانُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَن رَجُلًا باعَ مِنْهُ إِبلًا هِيماً أَي مِرَاضًا، جَمْعُ أَهْيَم، وَهُوَ الَّذِي أَصابه الهُيَامُ، وَهُوَ دَاءٌ يُكْسِبُها العطشَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهِيمُ الإِبلُ الظِّماءُ، وَقِيلَ: هي المراضُ

_ (2). قوله [لبني قريبة] ضبط في الأصل بضم القاف وفتح الراء، وضبط في التكملة بفتح القاف وكسر الراء

فصل الواو

الَّتِي تَمَصُّ الْمَاءَ مَصّاً وَلَا تَرْوى. الأَصمعي: الهُيَامُ للإِبل داءٌ شَبيهٌ بالحُمَّى تَسْخُن عَلَيْهِ جُلودُها، وَقِيلَ: إِنها لَا تَرْوَى إِذا كَانَتْ كَذَلِكَ. ومفازةٌ هَيْمَاءُ: لَا ماءَ بِهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: الهَيْمَاءُ الْمَفَازَةُ لَا ماءَ بِهَا. والهَيَام، بِالْفَتْحِ، مِنَ الرَّمْلِ: مَا كَانَ تُراباً دُقاقاً يابِساً، وَقِيلَ: هُوَ التُّرَابُ أَو الرملُ الَّذِي لَا يَتمالك أَن يَسِيلَ مِنَ اليَدِ لِلِينِه، وَالْجَمْعُ هِيمٌ مِثْلُ قَذالٍ وقُذُل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيَدٌ: يَجتابُ أَصْلًا قالِصاً مُتَنبِّذاً، ... بِعُجوب أَنْقاءٍ يَميلُ هَيامُها الهَيامُ: الرَّمْلُ الَّذِي يَنْهارُ. والتَّهَيُّمُ: مِشْيةٌ حسنةٌ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّهيمُ أَحسَنُ المشيِ؛ وأَنشد لِخُلَيد اليَشْكُرِيّ: أَحسَن مَن يَمْشِي كَذَا تَهَيُّما والهُيَيْمَاء: مَوْضِعٌ، وَهُوَ ماءٌ لِبَنِي مُجاشِع، يُمَدّ ويُقْصر؛ قَالَ الْشَّاعِرُ مُجَمِّع بْنُ هِلَالٍ: وعاثِرة، يومَ الهُيَيْمَا، رأَيتُها ... وَقَدْ ضمَّها مِن داخلِ الْحُبِّ مَجْزَع قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُيَيْمَا قومٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، قَالَ: وَالسَّمَاعُ عِنْدَ ابْنِ الْقِطَاعِ. وهُيَيْما: مَاءٌ لَبَنِي مُجاشع، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. الأَزهري قَالَ: قَالَ عمارةُ: اليَهْماءُ الفلاةُ الَّتِي لَا ماءَ فِيهَا، وَيُقَالُ لَهَا هَيْمَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فدُفِنَ فِي هَيامٍ مِنَ الأَرض. ولَيْلٌ أَهْيَمُ: لَا نُجوم فِيهِ. فصل الواو وَأَمَ: ابْنُ الأَعرابي: المُوَاءَمَةُ المُوافقةُ. وَاءَمَه وِئَاماً ومُوَاءَمةً: وافقَه. ووَاءَمْتُه مُوَاءَمَةً ووِئَاماً: وَهِيَ المُوافَقة أَن تَفْعَلَ كَمَا يَفْعَلُ. وَفِي حَدِيثِ الغِيبَةِ: إِنه لَيُوَائِمُ أَي يُوافِق؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ إِذا اتَّبَع أَثَره وفعَل فِعْلَه، قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم فِي المُياسَرة: لَوْلَا الوِئامُ لهلَك الإِنسانُ؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: الْمَعْنَى أَن الإِنسانَ لَوْلَا نظرُه إِلى غَيْرِهِ مِمَّنْ يفعلُ الخيرَ وَاقْتِدَاؤُهُ بِهِ لهَلَك، وإِنما يعيشُ الناسُ بعضُهم مَعَ بَعْضٍ لأَن الصغيرَ يَقْتَدِي بِالْكَبِيرِ والجاهلِ بالعالِم، وَيُرْوَى: لهلَك اللِّئامُ أَي لَوْلَا أَنه يَجِد شَكْلًا يَتَأَسَّى بِهِ وَيَفْعَلُ فِعْلَه لهلَك. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوِئامُ المُباهاةُ، يَقُولُ: إِن اللِّئامَ لَيْسُوا يأْتون الجَمِيلَ مِنَ الأُمور عَلَى أَنها أَخلاقُهم، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَهَا مُباهاةً وَتَشْبِيهًا بِأَهْلِ الكَرَم، فَلَوْلَا ذَلِكَ لهَلكوا، وأَما غَيْرُ أَبي عُبَيْدٍ مِنْ عُلَمَائِنَا فيُفَسِّرون الوِئام المُوافَقةَ، وَقَالَ: لَوْلَا الوِئَام، هلَك الأَنام؛ يَقُولُونَ: لَوْلَا مُوافقةُ النَّاسُ بعضِهم بَعْضًا فِي الصُّحْبةِ والعِشْرة لَكَانَتِ الهَلَكةُ، قَالَ: وَلَا أَحْسَبُ الأَصْلَ كَانَ إِلا هَذَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَوَرَدَ أَيضاً لَوْلَا الوِئَام، هَلَكَتْ جُذام. وَيُقَالُ: فلانةُ تُوَائِمُ صواحِباتها إِذا تَكلَّفَت مَا يَتَكلَّفْن مِنَ الزِّينَةِ؛ وَقَالَ المرَّار: يَتَوَاءَمْنَ بِنَوماتِ الضُّحى، ... حَسَنات الدَّلِّ والأُنْسِ الخَفِرْ والمُوَأَّمُ: الْعَظِيمُ الرأْسِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه مَقْلُوبًا عن المُؤَوَّمِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والتَّوْأَمُ: أَصلُه وَوْأَمٌ، وَكَذَلِكَ التَّوْلَج أَصلُه وَوْلَجٌ، وَهُوَ الكِناسُ، وأَصل ذَلِكَ مِنَ الوِئَام وَهُوَ الوِفاقُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي فَصْلِ التَّاءِ متقدِّماً؛ قَالَ الأَزهري: وأَعَدْتُ ذِكْرَه فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ لأُعَرِّفَك أَن التَّاءَ مبدلةٌ مِنَ الْوَاوِ، وأَنه وَوْأَمٌ. اللَّيْثُ: المُوَاءَمَةُ المُباراةُ. ويَوْأَمٌ: قبيلةٌ مِنَ الحَبشِ أَو جِنْسٌ مِنْهُ؛ عَنِ ابْنِ

الأَعرابي؛ وأَنشد: وأَنتُم قَبيلةٌ مِنْ يَوْأَمْ، ... جَاءَتْ بِكُمْ سَفينةٌ مِنَ اليَمْ أَراد مِنْ يوأَمٍ واليمِّ فخفَّف، وَقَوْلُهُ مِنْ يَوْأَم أَي أَنكم سُودانٌ فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ حَمْزَةُ عَنْ يَعْقُوبَ أَنه يقال للبُعْد ابن يَوْأَمٍ؛ وأَنشد: وإِنَّ الَّذِي كَلَّفْتَني أَن أَرُدَّه ... مَعَ ابْنِ عِبادٍ، أَو بأَرضِ ابْنِ يَوْأَما عَلَى كُلِّ نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ، تَرَى لَهُ ... شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما وتم: الوَتْمةُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ. وثم: التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ: الوَثْمُ الضَّرْبُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الدّقُّ والكَسرُ. والمَطرُ يَثِمُ الأَرض وَثْماً: يَضْرِبُها؛ قَالَ طَرَفَةُ: جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها، ... لِرَبيعٍ، دِيمة تَثِمُهْ فأَما قَوْلُهُ: فسقَى بلادَك، غيرَ مُفْسِدِها، ... صَوبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم فإِنه عَلَى إِرادة التعدِّي، أَرادَ تَثِمُها فَحَذَفَ، وَمَعْنَاهُ أَي تُؤَثِّرُ فِي الأَرض. وَوَثَمَتِ الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً ووِثَاماً: أَدْمَتْه. وَقَالَ الْمُزَنِيُّ: وَجَدْتُ كَلأً كَثِيفاً وَثِيمَةً؛ قَالَ: الوَثِيمَةُ جماعةٌ مِنَ الحَشِيش أَو الطعامِ. يُقَالُ: ثِمْ لَهَا أَي اجْمَعْ لَهَا. والوَثِيمُ: المُكتنزُ اللحمِ، وَقَدْ وَثُمَ يَوْثُمُ وثَامةً. وَيُقَالُ: وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ بحافِره يَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها. ووَثَمَ الشيءَ وَثْماً: كسَره ودَقَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لَا يَثِمُ التَّكْبيرَ أَي لَا يكسِره بَلْ يأْتي بِهِ تَامًّا. والوَثْمُ الكسرُ والدَّقُّ أَي يُتِمُّ لَفْظه عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيمِ مَعَ مُطابَقةِ اللِّسانِ والقلبِ. ووَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً وثِمَةً: رَجَمَها ودَقَّها، وَكَذَلِكَ وَثْمُ الْحِجَارَةِ. والمُوَاثَمَةُ في العَدْوِ: والمُضابَرةُ كأَنه يَرْمِي بِنَفْسِهِ؛ وأَنشد: وَفِي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُوَاثِمُ وَوَثَمَ يَثِمُ أَي عَدا. وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديدُ الوطءِ، وكأَنه يَثِمُ الأَرضَ أَي يَدُقُّها؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: خَطَّارة، غِبَّ السُّرى، ... زَيَّافةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بِكُلٍّ خُفٍّ مِيثَمِ ابْنُ السِّكِّيتِ: الوَثِيمَةُ الجماعةُ مِنَ الْحَشِيشِ أَو الطعامِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا وَالَّذِي أَخرجَ النارَ مِنَ الوَثِيمَةِ أَي مِنَ الصَّخْرَةِ. والوَثِيمَةُ: الحجرُ، وَقِيلَ: الْحَجَرُ الْمَكْسُورُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَنه سَمِعَ رَجُلًا يَحْلِف لِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي أَخْرج العَذْقَ مِنَ الجَرِيمَةِ والنارَ مِنَ الوَثِيمَةِ؛ والجَريمةُ: النَّوَاةُ؛ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الجَريمةُ التَّمْرةُ لأَنها مَجْرُومَةٌ مِنَ النَّخْلَةِ فسَمَّى النَّواةَ جَريمةً بِاسْمِ سبَبِها لأَن النَّواةَ، مِنَ الجَريمة، والوَثِيمَةُ: حجرُ القَدَّاحة، قَالَ وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ قَالَ: الوَثِيمَةُ الحجارةُ، يَكُونُ فِي مَعْنَى فاعِلةٍ لأَنها تَثِمُ، وَفِي مَعْنَى مَفْعُولَةٍ لأَنها تُوثَم. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: أَنَّ أَوْسَ بْنَ حَارِثَةَ عاشَ دَهْراً وَلَيْسَ لَهُ ولدٌ إِلا مالِك، وَكَانَ لأَخيه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد: عُمر وعَوْفٌ وجُشَمٌ والحرث وكعْب، فَلَمَّا حَضَرَهُ الموتُ قَالَ لَهُ قومُه: قَدْ كُنَّا نأْمرُك بِالتَّزْوِيجِ فِي شَبَابِكَ حَتَّى حَضَرَكَ الْمَوْتُ، فَقَالَ أَوْسٌ: لَمْ يَهْلِكْ هالِك، مَن ترَك مالِك، وإِن كَانَ الخَزْرَجُ ذَا عَدَدٍ، وَلَيْسَ لِمالكٍ، وَلَد، فلعلَّ الَّذِي اسْتَخْرَجَ النَّخْلَةَ مِنَ الْجَرِيمَةِ، والنارَ مِنَ الوَثِيمة، أَن يجعلَ لمالكٍ نَسْلًا، ورجالًا بُسْلًا.

وجم: الوُجومُ: السكوتُ عَلَى غَيْظٍ، أَبو عُبَيْدٍ: إِذا اشتدَّ حُزْنُه حَتَّى يُمْسِك عَنِ الطَّعَامِ «1». فَهُوَ الوَاجِمُ، والوَاجِمُ: الَّذِي اشتدَّ حُزْنه حَتَّى أَمْسَك عَنِ الْكَلَامِ. يُقَالُ: مَا لِي أَراكَ وَاجِماً؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه لَقِيَ طَلْحةَ فَقَالَ: مَا لِي أَراك وَاجِماً؟ أَي مُهْتَمّاً. والوَاجِمُ: الَّذِي أَسْكتَه الهمُّ وعَلَتْه الكآبةُ، وَقِيلَ: الوُجُومُ الحُزْنُ. وَيُقَالُ: لَمْ أَجِمْ عَنْهُ أَي لَمْ أَسكُتْ عَنْهُ فَزَعاً. والوَاجِمُ والوَجِمُ: العَبوسُ المُطْرِقُ مِنْ شدَّةِ الحُزْن، وَقَدْ وَجَمَ يَجِمُ وَجْماً ووُجُوماً وأَجَمَ عَلَى الْبَدَلِ؛ حَكَاهَا سيبويه. ووَجَمَ الشيءَ وَجْماً ووُجُوماً: كرِهَه. ووَجَمَ الرجلَ وَجْماً: لكَزَه، يَمَانِيَةٌ. ورجلٌ وَجَمٌ: رديءٌ. وأَوْجَمُ الرملِ: مُعْظمُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُه ووَجْمةُ: اسمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ كثيِّر: أَجَدَّتْ خُفوفاً مِنْ جُنوبِ كُتانةٍ ... إِلى وَجْمَةٍ، لمَّا اسجَهَرَّتْ حَرورُها ابْنُ الأَعرابي: الوَجَمُ جَبَلٌ صَغِيرٌ مِثْلُ الإِرَم. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَجَمُ حجارةٌ «2». مركومةٌ بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ عَلَى رؤوس القُورِ والأِكام، وَهِيَ أَغلظُ وأَطولُ فِي السَّمَاءِ مِنَ الأُرومِ، قَالَ: وحجارتُها عظامٌ كَحِجَارَةِ الصِّيرة والأَمَرَة، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَى حجرٍ أَلفُ رَجُلٍ لَمْ يُحَرِّكوه، وَهِيَ أَيضاً مِنْ صَنْعة عَادٍ، وأَصلُ الوَجَمِ مُستدِيرٌ وأَعلاهُ مُحدَّد، وَالْجَمَاعَةُ الوُجُوم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَهَامَّةٍ كالصَّمْدِ بَيْنَ الأَصْمادْ، ... أَو وَجَمِ العادِيّ بَيْنَ الأَجْمادْ الْجَوْهَرِيُّ: والوَجَمُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَاحِدُ الأَوْجَامِ، وَهِيَ علاماتٌ وأَبْنِيةٌ يُهْتَدى بِهَا فِي الصَّحارَى. ابْنُ الأَعرابي: بيتٌ وَجْمٌ ووَجَمٌ، والأَوْجَامُ: البيوتُ وَهِيَ العِظامُ مِنْهَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَوْ كَانَ مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ، ... وأَرْمُلِ الدَّهْنا وصَمّانِ الوَجَمْ قَالَ: والوَجَمُ الصَّمّانُ نفْسُه، ويُجمع أَوْجَاماً؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ أَوْجَاماً وصَخْراً صاخِرا ويومٌ وَجِيمٌ أَي شديدُ الحرِّ، وَهُوَ بِالْحَاءِ أَيضاً، وَيُقَالُ: يَكُونُ ذَلِكَ وَجَمَة أَي مَسَبَّةً. والوَجْمَةُ مِثْلُ الوَجْبة: وَهِيَ الأَكْلة الْوَاحِدَةُ. وحم: وَحِمَت المرأَة تَوْحَمُ وَحَماً إِذا اشتَهت شَيْئًا عَلَى حَبَلِها، وَهِيَ تَحِمُ، وَالِاسْمُ الوِحَامُ والوَحَام، وَلَيْسَ الوِحَامُ إِلا فِي شَهْوة الحَبَل خاصَّة. وَقَدْ وَحَّمْنَاها تَوْحِيماً: أَطْعَمناها مَا تَشْتهيه. وَيُقَالُ أَيضاً: وَحَّمْنَا لَهَا أَي ذَبَحنا. وامرأَة وَحْمَى: بيِّنة الوِحامِ. وَفِي الْمَثَلِ فِي الشَّهْوان: وَحْمَى وَلَا حَبَل أَي أَنه لَا يُذْكر لَهُ شيءٌ إِلا اشْتَهَاهُ. وَفِي حَدِيثِ المَوْلِد: فجعلَتْ آمنةُ أُمُّ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَوْحَمُ أَي تَشْتهي اشْتِهاءَ الحامِل. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فِي الْمَثَلِ وَحْمَى فأَمّا حَبَل فَلَا؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ يَطْلُبُ مَا لَا حَاجَةَ لَهُ فِيهِ مِنْ حِرْصِه لأَن الوَحْمى الَّتِي تَوْحَمُ فَتَشْتَهِي كلَّ شَيْءٍ عَلَى حبَلِها، فَيُقَالُ هَذَا يَشْتَهِي كَمَا تَشْتَهِي الحُبْلى وَلَيْسَ بِهِ حَبَلٌ، قَالَ: وقيل لِحُبْلى ما تشتهي؛ فَقَالَتْ: التمرةَ وَوَاهًا بِيَهْ وأَنا وَحْمى للدِّكَة أَي للوَدَك؛ الوَحَمُ: شدَّةُ شهوةِ الحُبْلى لشيءٍ تأْكله، ثُمَّ يُقَالُ لِكُلِّ مَن أَفْرَطَت شهوتُه فِي شَيْءٍ: قَدْ وَحِمَ يَوْحَمُ وَحَماً

_ (1). قوله [عن الطعام] في التهذيب: عن الكلام (2). قوله [الوَجَم حجارة] هو بالفتح والتحريك

ونسوةٌ وِحَامٌ ووَحَامَى. والوِحَامُ مِنَ الدوابِّ: أَن تَسْتَصعِب عِنْدَ الحَمْل، وَقَدْ وَحِمَت، بِالْكَسْرِ، قَالَ: والوَحَمُ فِي الدَّوابّ إِذا حَملَت واستَعْصتْ؛ وأَنشد: قَدْ رابَه عِصْيانُها ووِحَامُها التَّهْذِيبُ: أَما قَوْلُ اللَّيْثِ الوِحَامُ فِي الدَّوَابِّ استعصاؤُها إِذا حمَلتْ فَهُوَ غلَطٌ وإِنما غَرَّه قولُ لَبِيدٌ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه: قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا ووِحَامها يَظُنُّ أَنه لَمَّا عَطَفَ قولَه ووِحَامُها عَلَى عصيانُها أَنهما شيءٌ وَاحِدٌ، وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ وِحَامُها شهوةُ الأُتُنِ للعَير، أَراد أَنها تَرْمَحُه مرَّةً وَتَسْتَعْصِي عَلَيْهِ مَعَ شَهْوَتِهَا لضِرابِه إِياها، فَقَدْ رابَه ذَلِكَ مِنْهَا حِينَ أَظهرت شَيْئَيْنِ متضادَّين. والوَحَمُ: اسمُ الشَّيْءِ المُشتَهى؛ قال: أَزْمان لَيلى عامَ لَيلى وَحَمِي أَي شَهْوتي كَمَا يَكُونُ الشَّيْءُ شهوةَ الحُبْلى، لَا تُريدُ غيرَه وَلَا تَرْضى مِنْهُ ببدَلٍ، فَجَعَلَ شَهْوَتَهُ للِّقاء لَيلًا وَحَماً، وأَصلُ الوَحَمِ للحُبْلى. ووَحَّمَ المرأَةَ ووَحَّمَ لَهَا: ذبَح لَهَا مَا تَشهَّت. والوَحَمُ: شهوةُ النِّكَاحِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كتَمَ الحُبَّ فأَخْفاه، كَمَا ... تَكْتُم البِكْرُ مِنَ الناسِ الوَحَمْ وَقِيلَ: الوَحَمُ الشهوةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ووَحَمْتُ وَحْمَه: قصدتُ قصدَه. والتَّوْحِيمُ: أَن يَنْطُفَ الماءُ مِنْ عُودِ النَّوامي إِذا كُسِرَ. ويومٌ وَحِيمٌ: حارٌّ؛ عَنْ كراع. وخم: الوَخْمُ.، بِالتَّسْكِينِ، والوَخِمُ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، والوَخِيمُ: الثقيلُ مِنَ الرِّجَالِ البَيِّن الوَخامةِ والوُخومةِ، وَالْجَمْعُ وَخَامى ووِخامٌ وأَوْخَامٌ، وَقَدْ وَخُمَ وَخَامةً ووُخُوماً. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: لَا مَخافةَ وَلَا وَخَامَةَ أَي لَا ثِقَلَ فِيهَا. يُقَالُ: وَخُمَ الطعامُ إِذا ثَقُل فَلَمْ يُستَمْرَأْ، فَهُوَ وَخِيمٌ، قَالَ: وَقَدْ تكونُ الوَخَامَةُ فِي الْمَعَانِي، يُقَالُ: هَذَا الأَمرُ وَخِيمُ العاقِبة أَي ثقيلٌ رديءٌ. وأَرض وَخَامٌ ووَخِيمٌ ووَخْمَةٌ ووَخِمَةٌ ووَخِيمَةٌ ومُوخِمَةٌ: لَا يَنْجَعُ كلأُها، وَكَذَلِكَ الوَبِيلُ. وطعامٌ وَخِيمٌ: غيرُ مُوافق، وَقَدْ وَخُمَ وَخَامةً. وتوَخَّمَه واستَوْخَمَه: لَمْ يَستَمْرِئْه وَلَا حَمِدَ مغَبَّتَه. واستَوْخَمْتُ الطعامَ وتَوَخَّمْتُه إِذا استَوْبلْته؛ قَالَ زُهَيْرٌ: قضَوْا مَا قضَوْا مِنْ أَمرِهم، ثُمَّ أَوْرَدُوا ... إِلى كَلإٍ مُستَوْبَلٍ مُتَوَخَّمِ وَمِنْهُ اشتُقَّت التُّخَمَةُ. وشيءٌ وَخِمٌ أَي وَبيءٌ. وبَلْدةٌ وَخِمَةٌ ووَخِيمَةٌ إِذا لَمْ يُوافِق سكَنُها، وَقَدِ اسْتَوْخَمْتُها. والتُّخَمَة، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي يُصِيبك مِنَ الطَّعَامِ إِذا استوْخمْتَه، تَاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ. وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّين: واسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ أَي اسْتَثْقَلُوهَا وَلَمْ يُوافِق هَوَاؤُهَا أَبدانَهُ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فاسْتَوْخَمْنا هَذِهِ الأَرضَ. ووَخِمَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، أَي اتَّخَمَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ تُخَمٌ، وَقَدْ تَخَمَ يَتْخِمُ وتَخِمَ واتَّخَمَ يَتَّخِمُ. وأَتْخَمَه الطعامُ، عَلَى أَفْعَله، وأَصله أَوْخَمَه، وأَصل التُّخَمَة وُخَمةٌ، فحُوِّلت الواوُ تَاءً، كَمَا قَالُوا تُقاةٌ، وأَصلها وُقاةٌ، وتَوْلَج وأَصلُه وَوْلَج. وطعامٌ مَتْخَمَةٌ، بِالْفَتْحِ: يُتَّخَمُ مِنْهُ، وأَصله مَوْخَمة لأَنهم توهَّموا التاءَ أَصلية لِكَثْرَةِ الاستعمال. ووَاخَمَني فوَخَمْتُه أَخِمُه: كنتُ أَشدَّ تُخَمةً مِنْهُ، وَقَدِ اتَّخَمْتُ مِنَ الطعامِ وَعَنِ الطَّعَامِ، وَالِاسْمُ التُّخَمَة، بِالتَّحْرِيكِ، كَمَا مَضَى فِي وُكَلةٍ وتُكَلةٍ، وَالْجَمْعُ تُخَمَاتٌ وتُخَمٌ،

والعامَّة تَقُولُ التُّخْمَة، بِالتَّسْكِينِ؛ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي شِعْرٍ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وإِذا المِعْدَةُ جاشَتْ، ... فارْمِها بالمَنْجَنيقِ بِثلاثٍ مِنْ نَبيذٍ، ... ليسَ بالحُلْوِ الرَّقيقِ تَهْضِمُ التُّخْمَةَ هَضْماً، ... حِينَ تَجْري فِي العُروقِ والوَخَمُ: داءٌ كالباسورِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي حَياءِ النَّاقَةِ عِنْدَ الْوِلَادَةِ فقُطِع، وَخِمَت الناقةُ، فَهِيَ وَخِمَةٌ إِذا كَانَ بِهَا ذَلِكَ، قَالَ: وَيُسَمَّى ذَلِكَ الباسورُ الوَذَمَ. وذم: أَوْذَمَ الشيءَ: أَوْجَبه. وأَوْذَمَ عَلَى نَفْسِه حَجّاً أَو سَفَراً: أَوْجَبه. وأَوْذَمَ اليمينَ ووَذَّمَها وأَبْدَعها أَي أَوْجبها؛ قال الراجز: لَا هُمَّ، إِن عامرَ بْنَ جَهْمِ ... أَوْذَمَ حَجّاً فِي ثِيابٍ دُسْمِ أَي مُتَلطِّخة بِالذُّنُوبِ، يَعْنِي أَحْرم بِالْحَجِّ وَهُوَ مُدَنَّسٌ بِالذُّنُوبِ. أَبو عَمْرٍو: الوَذِيمَةُ الهَدْيُ، وَجَمْعُهَا الوَذَائِمُ. وَقَدْ أَوْذَمَ الهَدْيَ إِذا عَلَّق عَلَيْهِ سَيراً أَو شَيْئًا يُعَلَّم بِهِ فيُعْلَم أَنه هَدْيٌ فَلَا يُعْرَض لَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَذِيمَة الهدِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الوَذِيمَةُ الهدِيَّة إِلى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، وَالْجَمْعُ الوَذَائِمُ، وَهِيَ الأَموالُ الَّتِي نُذِرَتْ فِيهَا النُّذورُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِن كنتُ لَمْ أَذْكُرك، والقومُ بعضُهم ... غَضابَى عَلَى بعضٍ، فَمَالِي وَذَائِمُ أَي مَالِي كلُّه فِي سَبِيلِ اللَّهِ. والوَذَمُ: الفَضْلُ والزيادةُ، وَقَدْ وَذَّمَ. والوَذَمةُ: زيادةٌ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ وَالشَّاةِ كالثُّؤْلول تَمْنَعُهَا مِنَ الولَد، والجمعُ وَذَمٌ ووِذَامٌ. ووَذَّمَها: قَطَعَ ذَلِكَ مِنْهَا وعالجَها مِنْهُ. الأَصمعي: المُوَذَّمَةُ مِنَ النُّوق الَّتِي يَخْرُجُ فِي حَيَائِهَا لحمٌ مِثْلُ الثَّآليل فيُقطَع ذَلِكَ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لأَشْباهِ الثَّآليل تخرُج فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ فَلَا تَلْقَح مَعَهَا إِذا ضرَبها الفحلُ الوَذَم، فيَعْمِدُ رَجُلٌ رفيقٌ ويأْخذ مِبْضعاً لَطِيفًا ويُدْخِلُ يدَه فِي حَيَائِهَا فَيَقْطَعُ الوَذَمَ فَيُقَالُ: قَدْ وَذَّمَها تَوْذِيماً، وَالَّذِي فَعَلَ ذَلِكَ مُوَذِّمٌ، ثُمَّ يَضْرِبُها الفحلُ بَعْدَ التَّوْذِيمِ فتَلْقَحُ. وامرأَة وَذْمَاء وفرسٌ وَذْمَاء: وَهِيَ العاقرُ، وَقِيلَ: الوَذَمَةُ فِي حَيَاءِ الناقةِ زيادةٌ فِي اللَّحْمِ تَنبتُ فِي أَعلى الْحَيَاءِ عِنْدَ قَرْءِ الناقةِ فَلَا تَلْقحُ الناقةُ إِذا ضربَها الْفَحْلُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي الوَخم أَيضاً. وَيُقَالُ لِلْمَصِيرِ أَيضاً: وَذَمٌ، والوَذَمُ: الحُزَّة مِنَ الكَرِشِ والكَبِد والمَصارِين الْمَقْطُوعَةِ تُعْقَد وتُلْوَى ثُمَّ تُرْمى فِي القِدْر، وَالْجَمْعُ أَوْذُمٌ وأَوْذَامٌ ووُذُومٌ وأَوَاذِمُ؛ الأَخيرة جَمْعُ أَوْذُمٍ، وَلَيْسَ بِجَمْعِ أَوْذَامٍ، إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَثَبَتَتِ الْيَاءُ، وَهِيَ الوَذَمَة وَالْجَمْعُ وِذَامٌ. أَبو زَيْدٍ وأَبو عُبَيْدَةَ: الوَذَمَةُ قُرْنةُ الكَرِش، وَهِيَ زاويةٌ فِي الْكَرِشِ شِبْه الْخَرِيطَةِ، قَالَ: وقُرْنةُ الرحمِ المكانُ الَّذِي يَنْتَهِي إِليه الماءُ فِي الرَّحِمِ. والوِذَامُ: الكَرِشُ والأَمْعاءُ، الْوَاحِدَةُ وَذَمَةٌ مِثْلُ ثمَرةٍ وثِمارٍ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الوَذَمُ قطعةُ كرشٍ تُطْبَخُ بِالْمَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَمَا كَانَ إِلا نِصْفُ وَذْمٍ مُرَمَّدٍ ... أَتانا، وَقَدْ حُبَّتْ إِلينا المَضاجِعُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لئِنْ وَلِيتُ بَنِي أُميَّة لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصّابِ الوِذَامَ التَّرِبةَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: التِّرابَ الوَذِمَةَ ؛ قَالَ الأَصمعي: سأَلني شُعْبَةُ عَنْ هَذَا الْحَرْفِ فَقُلْتُ: لَيْسَ

هو هكذا، إِنما نَفْض القصاب الوِذَامَ التَّرِبة، والتَّرِبةُ الَّتِي قَدْ سَقَطَتْ فِي التُّرَابِ فتتَرَّبَت، فَالْقَصَّابُ يَنْفُضها، وأَراد بالوِذَامِ الحُزَزَ مِنَ الكَرِش والكبِد الساقطةَ فِي التُّراب وَالْقَصَّابُ يُبالغُ فِي نَفْضِها، قَالَ: وَمِنْ هَذَا قِيلَ لسيُور الدِّلاء الوَذمُ لأَنها مقدَّدةٌ طِوال، قَالَ: والتِّراب الَّتِي سَقَطَتْ فِي التُّراب فتتَرَّبَت، وواحدةُ الوِذَامِ وَذَمةٌ، وَهِيَ الْكَرِشُ لأَنها معلَّقة، وَقِيلَ: هِيَ غيرُ الْكَرِشِ أَيضاً مِنَ البطون. أَبو سعيد: الكُروشُ كُلُّهَا تسمَّى تَرِبةً لأَنها يَحْصُلُ فِيهَا التُّرابُ مِنَ المَرْتَع، والوَذَمَة الَّتِي أَخمل باطنُها، والكروشُ وَذَمَةٌ لأَنها مُخْمَلةٌ، وَيُقَالُ لِخَمْلِها الوَذَمُ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ لئنْ وَلِيتُهم لأُطَهِّرَنَّهم مِنَ الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهم بَعْدَ الخَبَث. وكلُّ سَيْرٍ قَدَدْتَه مُستطيلًا وَذَمٌ. والوَذَمَةُ: السيرُ الَّذِي بَيْنَ آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بِهَا، وَقِيلَ: هُوَ السَّيْرِ الَّذِي تُشدُّ بِهِ العَراقي فِي العُرى، وَقِيلَ: هُوَ الْخَيْطُ الَّذِي بَيْنَ العُرى الَّتِي فِي سُعْنَتها وَبَيْنَ العَراقي، وَالْجَمْعُ وَذَمٌ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ أَوْذَامٌ. وَوَذَّمَها: جَعَلَ لَهَا أَوْذَاماً. وأَوْذَمَها: شَدَّ وَذَمها. ودَلْوٌ مَوْذُومَةٌ: ذَاتُ وَذَمٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلدَّلْوِ إِذا انْقَطَعَ سيورُ آذانِها: قَدْ وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ، فإِذا شَدُّوهَا إِليها قَالُوا: أَوْذَمْتُها. ووَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ، فَهِيَ وَذِمَةٌ: انْقَطَعَ وَذَمُها؛ قَالَ يَصِفُ الدَّلْوَ: أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ مَا لَها، ... أَم غالَها فِي بئرِها مَا غالَها؟ وَقَالَ: أَرْسَلْتُ دَلْوي فأَتاني مُتْرَعا، ... لَا وَذِماً جاءَ، وَلَا مُقَنَّعا ذكَّر عَلَى إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وأَوْذَمَ السِّقاءَ أَي شَدَّه بالوَذَمةِ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: وأَوْذَمَ العَطِلَة ، تُريد الدَّلْوَ الَّتِي كَانَتْ مُعَطَّلة عَنِ الِاسْتِقَاءِ لِعَدَمِ عُراها وَانْقِطَاعِ سُيورِها. ووَذِمَ الوَذَمُ نفسُه: انْقَطَعَ. ووَذَّمَ عَلَى الخَمْسينَ تَوْذِيماً وأَوْذَمَ: زادَ عَلَيْهَا. ووَذَّمَ مالَه: قطَّعه، والوَذِيمَةُ: مَا وَذَّمَه مِنْهُ أَي قطَّعه؛ قَالَ: إِن لَمْ أَكُنْ أَهْواك، والقومُ بَعضهمْ ... غِضابٌ عَلَى بعضٍ، فَمَا لِي وَذَائِمُ والتَّوْذِيمُ: أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة. ووَذِيمَةُ الْكَلْبِ: قِطعة تَكُونُ فِي عنُقِه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنه سُئِل عَنْ صَيْدِ الْكَلْبِ فَقَالَ: إِذا وَذَّمْتَه وأَرْسَلْتَه وذكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ مَا لَمْ يأْكلْ؛ وتَوْذِيمُ الْكَلْبِ: أَن يُشد فِي عُنُقِهِ سيرٌ يُعْلَم بِهِ أَنه مُعلَّم مُؤدَّب، أَراد بِتَوْذِيمهِ أَن لَا يَطْلُب الصَّيْدَ بِغَيْرِ إِرسالٍ وَلَا تَسْميةٍ، مأْخوذٌ مِنَ الوَذَمِ السُّيورِ الَّتِي تُقدُّ طِوالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أُريتُ الشَّيطانَ فوضعتُ يَدِي عَلَى وَذَمَتِه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الوَذَمَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، سيرٌ يُقدُّ طُولًا، وَجَمْعُهُ وِذَامٌ، وتُعمل مِنْهُ قِلَادَةٌ تُوضَعُ فِي أَعناق الْكِلَابِ لتُرْبطَ فِيهَا، فَشَبَّهَ الشَّيطانَ بِالْكَلْبِ، وأَراد تَمكُّنه مِنْهُ كَمَا يَتمكَّنُ القابضُ عَلَى قِلادة الْكَلْبِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فرَبَط كُمَّيْه بوَذَمَةٍ أَي سَيْرٍ. ورم: الوَرَمُ: أَخْذُ الأَورام النُّتوء وَالِانْتِفَاخُ، وَقَدْ وَرِمَ جلدُه، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَرِمَ يَرِمُ، بِالْكَسْرِ، نَادِرٌ، وَقِيَاسُهُ يَوْرَم، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ بِهِ، وتَوَرَّمَ مثلُه، ووَرَّمْتُه أَنا تَوْرِيماً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَامَ حَتَّى تَوَرَّمَت قَدَماه أَي انْتَفَخَت مِنْ طُول قِيَامِهِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ. وأَوْرَمَت

الناقةُ: وَرِمَ ضَرْعُها. والمَوْرِمُ: مَنْبِتُ الأَضْراسِ. وأَوْرَمَ بالرجلِ وأَوْرَمَه: أَسْمَعه مَا يَغْضَبُ لَهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وفعَلَ بِهِ مَا أَوْرَمَه أَي ساءَه وأَغْضَبه. ووَرِمَ أَنْفُه أَي غَضِب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَا يُهاجُ إِذا مَا أَنفُه وَرِما وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَلَّيْتُ أُمورَكم خَيْرَكُم فكُلُّكم وَرِمَ أَنفُه عَلَى أَن يَكُونَ لَهُ الأَمْرُ مِنْ دُونِه أَي امتلأَ وَانْتَفَخَ مِنْ ذَلِكَ غضَباً، وخصَّ الأَنْفَ بالذِّكر لأَنه موضعُ الأَنَفَةِ والكِبْرِ، كَمَا يُقَالُ شَمخَ بأَنفِه. ووَرَّمَ فلانٌ بأَنفِه تَوْرِيماً إِذا شَمَخَ بأَنْفِه وتجبَّر. وأَوْرَمَتِ الناقةُ إِذا وَرِمَ ضَرْعُها. والمُوَرَّمُ: الضخمُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَهُ شَرْبَتانِ بالعشيِّ وأَرْبَعٌ ... مِنَ الليلِ، حَتَّى عادَ صَخْداً مُوَرَّما وَقَدْ يَكُونُ المُنَفَّخَ أَي صَخْداً منَفَّخاً. ووَرِمَ النَّبْتُ وَرَماً، وَهُوَ وَارِمٌ: سَمِنَ وَطَالَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: فتَمَطَّى زَمْخَريٌّ وَارِمٌ ... مِنْ رَبيعٍ، كلَّما خَفَّ هَطَلْ والأَوْرَم: الْجَمَاعَةُ؛ قَالَ البُرَيق: بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحَرَّابةٍ، ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمُ يُقَالُ: مَا أَدْري أَيُّ الأَوْرَمِ هُوَ، وخصَّ يَعْقُوبُ به الجَحْدَ. ورغم: ساعِدٌ وَرْغَمِيٌّ: ممتلئٌ رَيَّان؛ وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ: وباتَ وِسادي وَرْغَمِيٌّ يَزينُه ... جَبائرُ دُرٍّ، والبَنانُ المُخَضَّبُ قَالَ: وَلَا يَكُونُ الْوَاوُ فِي وَرْغَمِيٍّ إِلَّا أَصلًا لأَنها أَوَّل، وَالْوَاوُ لَا تزاد أَوَّلًا البتة. وزم: وَزَمَه بفِيه وَزْماً: عضَّه، وَقِيلَ: عَضَّه عَضَّةً خَفِيفَةً. والوَزْمُ: قَضَاءُ الدَّين. والوَزْمُ: جمعُ الشَّيْءِ الْقَلِيلِ إِلى مثْلِه. والوَزْمَةُ: الأَكْلةُ الواحدةُ فِي الْيَوْمِ إِلى مثلِها مِنَ الْغَدِ، يُقَالُ: هُوَ يأْكل وَزْمةً وبَزْمةً إِذا كَانَ يأْكلُ وَجْبةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَقَدْ وَزَّمَ نفْسَه. ابْنُ بَرِّيٍّ: الوَزِيمُ الوَجْبةُ الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ أُميَّة: أَلا يَا وَيْحَهمْ مِن حَرِّ نارٍ ... كصَرْخةِ أَرْبَعينَ لَهَا وَزِيمُ والوَزِيمُ: اللحمُ المُقطَّع. والوَزِيمَةُ القطعةُ مِنَ اللحْم، وَالْجَمْعُ وَزِيمٌ. والوَزْمُ والوَزِيمَةُ والوَزِيمُ: الحُزْمةُ مِنَ البَقْلِ. والوَزِيمةُ: الخُوصةُ الَّتِي يُشدُّ بِهَا. والوَزِيمُ: مَا جُمع مِنَ البَقْلة؛ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي سَعِيدٍ عَنِ أَبي الأَزهر عن بُنْدارٍ؛ وأَنشد: وجاؤُوا ثائرينَ، فلم يَؤُوبوا ... بأَبْلُمة تُشَدُّ عَلَى وَزِيمِ وَيُرْوَى: عَلَى بَزيم. وَيُقَالُ: هُوَ الطَّلْعُ يُشَقُّ لِيُلْقَح ثُمَّ يُشدُّ بخُوصةٍ، وَالْوَاحِدَةُ وَزِيمَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَزْمُ والوَزِيمُ دَسْتَجَةٌ مِنْ بَقْلٍ. والوَزِيمُ: ما انْمارَ مِنْ لحمِ الفَخِذين، واحدتُه وَزِيمَةٌ. والوَزِيمُ: العَضَلُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لحمُ العَضَلِ. وَرَجُلٌ وَزَّامٌ: ذُو عَضلٍ وكثرةِ لحمٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فقامَ وَزَّامٌ شَديدٌ مَحْزِمُه، ... لَمْ يَلْقَ بُؤْساً لَحْمُه وَلَا دَمُهْ ورجلٌ وَزِيمٌ إِذا كَانَ مُكْتَنِزَ اللحمِ. وَيُقَالُ: رجلٌ ذُو وَزِيم إِذا تَعضَّل لحْمُه واشتدَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِنْ سَرَّكَ الرِّيُّ أَخا تَميمِ، ... فاعْجَل بعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزِيمِ بفارِسِيٍّ وأَخٍ للرُّومِ، ... كلاهُما كالجَمَلِ المَخْزُومِ وَيُرْوَى: المَحْجوم؛ يَقُولُ إِذا اختلَف لِساناهُما لَمْ يَفْهَم أَحدُهما كَلَامَ صاحبِه فَلَمْ يَشْتَغِلا عَنْ عَمَلهِما؛ وَهَذَا الرَّجَزُ «3». أَورده الْجَوْهَرِيُّ: إِن كنتَ ساقِيّ أَخا تَميمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ سَافِيَّ، بِالْفَاءِ، وَيُرْوَى جابيَّ، بِالْجِيمِ، أَي يَجْبي الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ، قَالَ: وَهُوَ الْمَشْهُورُ، وَيُرْوَى بِدَيْلمِيّ مَكَانَ فَارِسِيٍّ. ابْنُ الأَعرابي: الجرادُ إِذا جُفِّف وَهُوَ مَطْبُوخٌ فَهُوَ الوَزِيمة. والوَزِيمُ: اللحمُ المُجَفَّف. والوَزِيمَةُ: مَا تَجْمَعُه أَو تجعلُه العُقابُ فِي وَكْرِها مِنَ اللَّحْمِ. والوَزيمةُ مِنَ الضِّباب: أَن يُطْبَخ لحمُها ثُمَّ يُيَبَّس ثُمَّ يُدقّ فيُقْمَح أَو يُبْكَل بدَسَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ أَهل اللُّغَةِ فَجَعَلُوا العَرَض خَبَراً عَنِ الْجَوْهَرِ، وَالصَّوَابُ الوَزِيمُ لحمٌ يُفْعَل بِهِ كَذَا؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ الكِلابيّ يَقُولُ الوَزْمَةُ مِنَ الضِّباب أَن يُطْبَخ لحمُها ثُمَّ يُيَبَّس ثُمَّ يُدقّ فَيُؤْكَلُ، قَالَ: وَهِيَ مِنَ الْجَرَادِ أَيضاً. ابْنُ دُرَيْدٍ: الوَزْمُ جَمْعُك الشيءَ القليلَ إِلى مثله، والوَزيمُ مَا يَبْقَى مِنَ المَرَق وَنَحْوِهِ فِي القِدْر، وَقِيلَ: بَاقِي كلِّ شَيْءٍ وَزِيمٌ؛ وَقَوْلُهُ: فتُشْبِعُ مَجْلسَ الحَيَّيْنِ لَحماً، ... وتُلْقي للإِماءِ مِنَ الوَزِيمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا انْمازَ مِنْ لَحْمِ الفَخِذِ، وأَن يَكُونَ العَضَل، وأَن يَكُونَ اللحمَ الباقيَ الَّذِي يَفْضُل عَنِ الْعِيَالِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ اللحمُ «4». يَتزيَّم ويَتَزَيَّب إِذا صَارَ زِيَماً، وَهُوَ شِدَّةُ اكْتِنَازِهِ وَانْضِمَامُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ؛ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ يَصِفُ فَرَسًا: رَقاقُها ضَرِمٌ، وجَرْيُها خَذِمٌ، ... ولحمُها زِيَمٌ، والبَطْنُ مَقبوبُ وناقةٌ وَزْماءُ: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم: مَن لَا يَزالُ يَكُبُّ كلَّ ثَقيلةٍ ... وَزْماءَ، غيرَ مُحاوِل الإِتْرافِ والمتَوَزِّم: الشديدُ الوَطء. والوَزْمُ مِنَ الأُمور: الَّذِي يأْتي فِي حِينهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعَ ذِكْرِ الجَزْم الَّذِي هُوَ الأَمرُ الْآتِي قَبْلَ حِينهِ. ووُزِمَ فلانٌ وَزْمَةً فِي مَالِهِ إِذا ذَهَبَ شَيْءٌ مِنْ مَالِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وسم: الوَسْمُ: أَثرُ الكَيّ، وَالْجَمْعُ وُسُومٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ظَلَّتْ تَلوذُ أَمْسِ بالصَّريمِ ... وصِلِّيانٍ كسِبالِ الرُّومِ، تَرْشَحُ إِلَّا موضِعَ الوُسُومِ يَقُولُ: تَرْشَحُ أَبدانُها كُلُّهَا إِلا «5» ... وَقَدْ وَسَمَه وَسْماً وسِمَةً إِذا أَثَّر فِيهِ بسِمةٍ وكيٍّ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ عَنِ الْوَاوِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسِمُ إِبلَ الصدقةِ أَي يُعلِّم عَلَيْهَا بِالْكَيِّ. واتَّسَمَ الرجلُ إِذا جَعَلَ لِنَفْسِهِ سِمَةً يُعْرَف بِهَا، وأَصلُ الْيَاءِ واوٌ. والسِّمَةُ

_ (3). قوله [وهذا الرجز إلخ] في التكملة بعد إِيراده ما في الجوهري ما نصه والإنشاد مغير من وجوه، والرواية: إن كنت جاب يا أبا تميم ... فجئ بسان لهم علكوم معاود مختلف الأَروم ... وجئ بعبدين ذَوَيْ وَزِيمِ بِفَارِسِّيٍ وأَخ للرّوم ... كلاهما كالجمل المحجوم ركب بعد الجهد والنحيم ... غرباً على صياحة دموم والرجز لابن محمد الفقعسي. أراد بقوله: جاب جابياً أي جامعاً للماء في الجابية وهي الحوض (4). قوله [الليث يقال اللحم إلى قوله وناقة وزماء] هكذا في الأَصل (5). كذا بياض بالأَصل

والوِسَامُ: مَا وُسِم بِهِ البعيرُ مِنْ ضُروبِ الصُّوَر. والمِيسَمُ: المِكْواة أَو الشيءُ الَّذِي يُوسَم بِهِ الدَّوَابُّ، وَالْجَمْعُ مَوَاسِمُ ومَيَاسِمُ، الأَخيرة مُعاقبة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل الْيَاءِ وَاوٌ، فإِن شِئْتَ قُلْتَ فِي جَمْعِهِ مَياسِمُ عَلَى اللَّفْظِ، وإِن شِئْتَ مَوَاسِم عَلَى الأَصل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِيسَمُ اسْمٌ لِلْآلَةِ الَّتِي يُوسَم بِهَا، واسْمٌ لأَثَرِ الوَسْمِ أَيضاً كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: وَلَوْ غيرُ أَخْوالي أرادُوا نَقِيصَتي، ... جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرانِين مِيسَما فَلَيْسَ يُرِيدُ جَعَلْتُ لَهُمْ حَديدةً وإِنما يُرِيدُ جَعَلْتُ أَثَر وَسْمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي يَدِهِ المِيسَمُ ؛ هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُكْوَى بِهَا، وأَصلُه مِوْسَمٌ، فقُلبت الواوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْمِيمِ. اللَّيْثُ: الوَسْمُ أَثرُ كيّةٍ، تَقُولُ مَوْسُومٌ أَي قَدْ وُسِمَ بِسِمةٍ يُعرفُ بِهَا، إِمّا كيّةٌ، وإِمّا قطعٌ فِي أُذنٍ أَوْ قَرْمةٌ تَكُونُ عَلَامَةً لَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ . وإِن فُلَانًا لدوابِّه مِيسَمٌ، ومِيسَمُها أَثرُ الجَمالِ والعِتْقِ، وإِنها لَوَسِيمَةُ قَسيمةٌ. شَمِرٌ: دِرْعٌ مَوْسُومَةٌ وَهِيَ المُزَيَّنة بالشِّبَةِ فِي أَسفلِها. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: عَلَى كلِّ مِيسَمٍ مِنَ الإِنسان صَدقةٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ فإِن كَانَ مَحْفُوظًا فالمرادُ بِهِ أَن عَلَى كُلِّ عُضْوٍ مَوْسومٍ بصُنْع اللَّهِ صَدَقَةً، قَالَ: هَكَذَا فُسِّرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: بئْسَ، لَعَمْرُ اللَّهِ، عَمَلُ الشَّيْخِ المُتَوَسِّم والشابِّ المُتَلَوِّمِ ؛ المُتَوَسِّم: المُتَحَلِّي بِسمَةِ الشُّيُوخِ، وفلانٌ مَوْسُومٌ بِالْخَيْرِ. وَقَدْ تَوَسَّمْت فِيهِ الْخَيْرَ أَي تفرَّسْت. والوَسْمِيُّ: مطرُ أَوَّلِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ بعدَ الْخَرِيفِ لأَنه يَسِمُ الأَرض بِالنَّبَاتِ فيُصَيِّر فِيهَا أَثراً فِي أَوَّل السَّنَةِ. وأَرضٌ مَوْسُومَةٌ: أَصابها الوَسْمِيُّ، وَهُوَ مطرٌ يَكُونُ بَعْدَ الخَرَفيّ فِي البَرْدِ، ثُمَّ يَتْبَعه الوَلْيُ فِي صَميم الشِّتَاءِ، ثُمَّ يَتْبَعه الرِّبْعيّ. الأَصمعي: أَوَّلُ مَا يَبْدُو المطرُ فِي إِقْبالِ الرَّبِيعُ ثُمَّ الصَّيْفِ ثُمَّ الحميمِ. ابْنُ الأَعرابي: نُجومُ الوَسْميّ أَوَّلُها فروعُ الدَّلْو المؤخَّر، ثُمَّ الحوتُ ثُمَّ الشَّرَطانِ ثُمَّ البُطَيْن ثُمَّ النَّجْم، وَهُوَ آخِرُ الصَّرْفة يَسْقُط فِي آخِرِ الشِّتَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَسْمِيُّ مطرُ الرَّبِيعِ الأَوَّلُ لأَنه يَسِمُ الأَرض بِالنَّبَاتِ، نُسب إِلى الوسْم. وتوَسَّمَ الرجلُ: طلبَ كلأَ الوَسْمِيّ؛ وأَنشد: وأَصْبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِم، غُدْوةً، ... عَلَى وِجْهَةٍ مِنْ ظاعِنٍ مُتَوَسِّم ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ وُسِمَت الأَرض؛ وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ الهُذَليّ: يَتْلُونَ مُرْتَجِزاً لَهُ نَجْمٌ ... جَوْنٌ تحيَّر بَرْقُه، يَسْمِي أَراد يَسِمُ الأَرضَ بِالنَّبَاتِ فقَلَب. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَسَمْتُه بِمَعْنَى وَسَمْتُه، فهمزتُه عَلَى هَذَا بدلٌ مِنْ واوٍ. وأَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي لَا تُجاوِزَنَّ قَدْرَك. وصدَقَني وَسْمَ قِدْحِه: كصَدَقَني سِنَّ بَكْرِه. ومَوْسِمُ الْحَجِّ والسُّوقِ: مُجْتَمعُهما؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ذُو مَجاز مَوْسِمٌ، وإِنما سُمّيت هَذِهِ كلُّها مَوَاسِمَ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ والأَسْواق فِيهَا «1». ووَسَّمُوا: شَهِدوا المَوْسِمَ. اللَّيْثُ: مَوْسِمُ الْحَجِّ سُمِّيَ مَوْسِماً لأَنه مَعْلَم يُجْتَمع إِليه، وَكَذَلِكَ كَانَتْ مَواسِمُ أَسْواقِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: كُلُّ مَجْمَع مِنَ النَّاسِ كَثِيرٍ هُوَ مَوْسِمٌ. وَمِنْهُ مَوْسِمُ مِنىً. وَيُقَالُ: وَسَّمْنا مَوْسمَنا أَي شَهِدْناه، وكذلك

_ (1). قوله [والأَسواق فيها] كذا بالأَصل

عرَّفْنا أَيْ شَهْدِنَا عَرَفَة. وعَيَّدَ القومُ إِذَا شَهِدُوا عِيدَهم؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: حِياضُ عِراكٍ هَدَّمَتْها المَوَاسِمُ يُرِيدُ أَهل المَواسِم، وَيُقَالُ أَراد الإِبلَ المَوْسومة. ووَسَّمَ الناسُ تَوْسِيماً: شَهِدُوا المَوْسِمَ كَمَا يُقَالُ فِي العيدِ عَيَّدوا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَبِثَ عَشْرَ سنينَ يَتَّبِعُ الحاجَّ بالمَوَاسِم ؛ هِيَ جَمْعُ مَوْسِم وَهُوَ الوقتُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الحاجُّ كلَّ سَنةٍ، كأَنَّه وُسِمَ بِذَلِكَ الوَسْم، وَهُوَ مَفْعِلٌ مِنْهُ اسمٌ لِلزَّمَانِ لأَنه مَعْلَمٌ لَهُمْ. وتَوَسَّمَ فِيهِ الشيءَ: تَخَيَّلَه. يُقَالُ: تَوَسَّمْتُ فِي فُلَانٍ خَيْرًا أَيْ رأَيت فِيهِ أَثراً مِنْهُ. وتَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ أَيْ تَفَرَّسْتُ، مأْخذه مِنَ الوَسْمِ أَيْ عرَفْت فِيهِ سِمَتَه وعلامتَه. والوَسْمَةُ، أَهْلُ الْحِجَازِ يُثَقِّلونها وَغَيْرُهُمْ يُخَفِّفُها، كِلَاهُمَا شجرٌ لَهُ ورقٌ يُخْتَضَبُ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ العِظْلِمُ. اللَّيْثُ: الوَسْمُ والوَسْمةُ شجرةٌ وَرَقُهَا خِضابٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَلَامُ الْعَرَبِ الوَسِمةُ، بِكَسْرِ السِّينِ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَسِمةُ، بِكَسْرِ السِّينِ، العِظْلِمُ يُخْتَضَب بِهِ، وَتَسْكِينُهَا لُغَةٌ، قَالَ: وَلَا تَقُلْ وُسْمةٌ، بِضَمِّ الْوَاوِ، وَإِذَا أَمرْت مِنْهُ قُلْتَ: تَوَسَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَنهما كَانَا يَخْضِبان بالوَسْمَة ؛ قِيلَ: هِيَ نبتٌ، وَقِيلَ: شجرٌ بِالْيَمَنِ يُخْتَضَبُ بوَرقه الشعرُ أَسودُ. والمِيسَمُ والوَسَامَةُ: أَثر الحُسْنِ؛ وَقَالَ ابْنُ كُلْثوم: خَلَطْنَ بمِيسَمٍ حَسَباً وَدِينًا ابْنُ الأَعرابي: الوَسِيمُ الثابتُ الحُسْنِ كأَنه قَدْ وُسِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: تُنْكَح المرأَة لمِيسَمِها أَي لحُسْنها مِنَ الوَسامةِ، وَقَدْ وَسُمَ فَهُوَ وَسِيم، والمرأَةُ وَسِيمَةٌ؛ قَالَ: وَحُكْمُهَا فِي الْبِنَاءِ حِكَمُ مِيساعٍ، فَهِيَ مِفْعَلٌ مِنَ الوَسامةِ. والمِيسَمُ: الجمالُ. يُقَالُ: امرأَة ذَاتُ مِيسَمٍ إِذَا كَانَ عَلَيْهَا أثرُ الْجِمَالِ. وفلانٌ وَسِيمٌ أَي حَسَنُ الْوَجْهِ والسِّيما. وقومٌ وِسَامٌ ونسوةٌ وِسَامٌ أَيضاً: مِثْلُ ظَريفةً وظِرافٍ وصَبيحةٍ وصِباحٍ. ووَسُمَ الرجلُ، بِالضَّمِّ، وَسَامَةً ووَسَاماً، بِحَذْفِ الْهَاءِ، مِثْلُ جمُل جَمالًا، فَهُوَ وَسِيمٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ الحُسين بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: وتُطِيلُ المُرَزَّآتُ المَقالِيتُ ... إِلَيْهِ القُعودَ بَعْدَ الْقِيَامِ يَتَعَرَّفْنَ حُرَّ وَجْهٍ، عَلَيْهِ ... عِقْبةُ السَّرْوِ ظاهِراً والوِسَام والوِسَامُ معطوفٌ عَلَى السَّرْوِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَسِيمٌ قَسِيمٌ ؛ الوَسَامَةُ: الحُسْنُ الوَضيءُ الثابتُ، والأُنثى وَسِيمَةٌ؛ قَالَ: لهِنّك مِنْ عَبْسِيّةٍ لَوَسِيمَةٌ ... عَلَى هَنواتٍ كاذبٍ مَن يَقُولُهَا أَرَادَ «1» ..... ووَاسَمْتُ فُلَانًا فوَسَمْتُه إِذَا غَلبْتَه بالحُسن. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: قَالَ لِحَفْصة لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جارتُك أَوْسَمَ مِنْكِ أَيْ أَحْسَنَ، يَعني عَائِشَةَ، والضَّرَّةُ تُسَمَّى جَارَةً. وأَسماءُ: اسمُ امرأَةٍ مشتقٌّ مِنْ الوَسامةِ، وَهَمْزَتُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ واوٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ أَن سِيبَوَيْهِ ذَكَرَ أَسْمَاء فِي التَّرْخِيمِ مَعَ فَعْلانَ كسَكْران مُعْتَدّاً بِهَا فَعْلاء، فَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: لَمْ يَكُنْ يَجِبُ أَن يَذْكُرَ هَذَا الِاسْمَ مَعَ سكْران مِنْ حيثُ كَانَ

_ (1). بياض بالأَصل بقد خمس كلمات

وزْنه أَفْعالًا لأَنه جمعُ اسمٍ، قَالَ: وَإِنَّمَا مُنِع الصَّرْف فِي الْعَلَمِ الْمُذَكَّرِ مِنْ حيثُ غلَبت عَلَيْهِ تَسْمِيَةُ الْمُؤَنَّثِ لَهُ فلحِق عِنْدَهُ بِبَابِ سُعادَ وزَيْنَب، فقوَّى أَبو بَكْرٍ قَوْلَ سِيبَوَيْهِ إِنَّهُ فِي الأَصل وَسْماء، ثُمَّ قُلِبَتْ وَاوُهُ هَمْزَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَفْتُوحَةً، حَمْلًا عَلَى بَابِ أحدٍ وأَناةٍ، وَإِنَّمَا شَجُع أَبُو بَكْرٍ عَلَى ارْتِكَابٍ هَذَا الْقَوْلِ لأَن سِيبَوَيْهِ شَرَعَ لَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا رَآهُ قَدْ جَعَلَهُ فَعْلاء وَعَدَمُ تَرْكِيبِ [ي س م] تَطَلَّب لِذَلِكَ وَجْهاً، فذهب إلى البلد، وقياسُ قولِ سِيبَوَيْهِ أَنْ لَا ينصرفَ، وأَسْمَاءُ نكرةٌ لَا مَعْرِفَةٌ لأَنه عِنْدَهُ فَعْلاء، وَأَمَّا عَلَى غَيْرِ مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ فَإِنَّهَا تَنصرفُ نَكِرَةً وَمَعْرِفَةً لأَنها أَفعال كأَثمار، ومذهبُ سِيبَوَيْهِ وأَبي بَكْرٍ فِيهَا أَشبَهُ بِمَعْنَى أَسماء النِّسَاءِ، وَذَلِكَ لأَنها عِنْدَهُمَا مِنَ الوَسَامةِ، وَهِيَ الحُسْنُ، فَهَذَا أَشبَهُ فِي تسميةِ النِّسَاءِ مِنْ مَعْنَى كَوْنِهَا جمعَ اسمٍ، قَالَ: وَيَنْبَغِي لِسِيبَوَيْهَ أَنْ يعتقِدَ مَذهبَ أَبِي بَكْرٍ، إِذْ لَيْسَ مَعْنَى هَذَا التَّرْكِيبِ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَإِنْ كَانَ سِيبَوَيْهِ يتأَوّل عَيْنَ سَيِّدٍ عَلَى أَنها يَاءٌ، وَإِنْ عُدم هَذَا التَّرْكِيبُ لأَنه [س ي د] فَكَذَلِكَ يتوهم أسماء من [أس م] وَإِنْ عُدِمَ هَذَا التركيب إلا هاهنا. والوَسْمُ: الورَعُ، وَالشِّينُ لُغَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. وشم: ابْنُ شُمَيْلٍ: الوُسُومُ والوُشُومُ العلاماتُ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَشْمُ مَا تَجْعَلُهُ المرأَة عَلَى ذراعِها بالإِبْرَةِ ثُمَّ تَحْشُوه بالنَّؤُور، وَهُوَ دُخان الشَّحْمِ، وَالْجَمْعُ وُشُومٌ ووِشَامٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كِفَفٌ تَعَرَّضُ فوْقَهُنَّ وِشَامُها وَيُرْوَى: تُعَرَّض، وَقَدْ وَشَمَتْ ذِراعَها وَشْماً ووَشَّمَتْه، وَكَذَلِكَ الثَّغْرُ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: ذَكَرْتُ مِنْ فاطمةَ التبَسُّما، ... غَداةَ تَجْلو وَاضِحًا مُوَشَّما، عَذْباً لَهَا تُجْري عَلَيْهِ البُرْشُما وَيُرْوَى: عَذْب اللَّها. والبُرْشُمُ: البُرْقع. ووَشَمَ اليدَ وَشْماً: غَرَزها بإبْرة ثُمَّ ذَرَّ عليها النَّؤُور، وَهُوَ النِّيلجُ. والأَشْمُ أَيضاً: الوَشْمُ. واسْتَوْشَمَه: سأَله أَن يَشِمَه. واسْتَوْشَمَت المرأَةُ: أَرادت الوَشْمَ أَوْ طَلَبَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: لُعِنت الوَاشِمَةُ والمُسْتَوْشِمَةُ ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ: المُوتَشِمَةُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَشْمُ فِي الْيَدِ وَذَلِكَ أَن المرأَة كَانَتْ تَغْرِزُ ظهرَ كفِّها ومِعْصَمَها بإبْرةٍ أَوْ بمِسلَّة حَتَّى تُؤثر فِيهِ، ثُمَّ تَحشوه بالكُحل أَوِ النِّيل أَو بالنَّؤُور، والنَّؤُورُ دخانُ الشَّحْمِ، فيَزْرَقُّ أَثره أَوْ يَخْضَرُّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ لَمَّا استَخْلف عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَشرَف مَنْ كَنيفٍ، وأَسماءُ بنتُ عُمَيس مَوْشُومَة اليدِ مُمْسِكَتُه أَيْ مَنْقُوشَةُ الْيَدِ بالحِنَّاء. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ فلانٌ أَعظمُ فِي نفسِه مِنَ المُتَّشِمَة، وَهَذَا مَثَل، والمُتَّشِمةُ: امرأَةٌ وَشَمَت اسْتَها لِيَكُونَ أَحسَن لَهَا. وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: فِي أَمْثَالِهِمْ لَهُو أَخْيَل فِي نَفْسِهِ مِنَ الوَاشِمَة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والمُتَّشِمَةُ فِي الأَصل مُوتَشِمة، وَهُوَ مثلُ المُتَّصل، أَصله مُوتَصِل. ووُشُوم الظبْية والمَهاة: خطوطٌ فِي الذِّراعين؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: أَوْ ذُو وُشُومٍ بِحَوْضَى وَفِي الْحَدِيثِ: أَن دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَشَمَ خطيئتَه فِي كفِّه فَمَا رَفع إِلَى فِيهِ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا حَتَّى بَشَرَه بدُموعه ؛ مَعْنَاهُ نقَشها فِي كَفِّه نَقْشَ الوَشْمِ. والوَشْم: الشيءُ تَرَاهُ مِنَ النَّبَاتِ فِي أَول مَا يَنْبُتُ. وأَوْشَمت الأَرضُ إِذَا رأَيت فِيهَا شَيْئًا مِنَ النَّبَاتِ. وأَوْشَمت السماءُ: بَدَا مِنْهَا بَرْقٌ؛ قَالَ:

حَتَّى إِذَا مَا أَوْشَمَ الرَّواعِدُ وَمِنْهُ قِيلَ: أَوْشَمَ النبتُ إِذَا أَبصَرْتَ أَوَّله. وأَوْشَمَ البرْق: لمَعَ لَمْعاً خَفِيفًا؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ أَوَّلُ الْبَرْقِ حِينَ يَبرُقُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا مَن يَرى لِبارِقٍ قَدْ أَوْشَمَا وَقَالَ اللَّيْثُ: أَوْشَمَتِ الأَرضُ إِذَا ظَهَرَ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتِهَا؛ وأَوْشَمَ فُلَانٌ فِي ذَلِكَ الأَمر إِيشَاماً إِذَا نَظَرَ فِيهِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعسيّ: إنَّ لَهَا رِيّاً إِذَا مَا أَوْشَما وأَوْشَمَ يَفْعل ذَلِكَ أَيْ أَخذ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَوْشَمَ يَذْري وابِلًا رَوِيّا وأَوْشَمَتِ المرأَةُ: بدأَ ثدْيُها يَنتَأُ كَمَا يُوشِم البرقُ. وأَوْشَمَ فِيهِ الشيبُ: كثُر وَانْتَشَرَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَوْشَمَ الكرْمُ: ابتدأَ يُلوِّن؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مَرَّةً: أَوْشَمَ تَمَّ نُضْجُه. وأَوْشَمَت الأَعنابُ إِذَا لانَتْ وَطَابَتْ؛ وَقَوْلُهُ: أقولُ وَفِي الأَكْفانِ أَبْيَضُ ماجِدٌ ... كغُصْنِ الأَراكِ وجهُه، حِينَ وَشَّما يُرْوَى: وَشَّمَ ووَسَّمَ، فوَشَّمَ بَدَا وَرَقُهُ، ووَسَّم حسُن. وَمَا أَصابَتْنا العامَ وَشْمَةٌ أَيْ قَطْرَةُ مَطَرٍ. وَيُقَالُ: بَيْنَنَا وَشِيمَةٌ أَيْ كَلَامُ شَرٍّ أَوْ عَدَاوَةٌ. وَمَا عَصَاهُ وَشْمَةً أَيْ طَرْفة عَينٍ. وَمَا عصَيْتُه وَشْمَةً أَيْ كَلِمَةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَاللَّهِ مَا كتَمْتُ وَشْمَة أَيْ كَلِمَةً حَكَاهَا. والوَشْمُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: رَدَدْتُهُمُ بالوَشْمِ تَدْمى لِثاتُهُمْ ... عَلَى شُعَبِ الأَكوار، مِيلَ العَمائم أَيِ انصَرفوا خَزايا مَائِلَةً أَعناقُهم فَعَمَائِمُهُمْ قَدْ مَالَتْ، قَالَ: تَدْمى لِثاتُهم مِنَ الحَرَض، كَمَا يَقُولُونَ: جَاءَنَا تَضِبُّ لِثاتُه. والوَشْمُ: بَلَدٌ ذُو نَخْلٍ، بِهِ قَبَائِلُ مِنْ رَبيعة ومُضَر دُونَ الْيَمَامَةِ قَرِيبٌ مِنْهَا، يُقَالُ لَهُ وَشْمُ الْيَمَامَةِ. والوُشُوم: مَوْضِعٌ؛ والوَشْمُ فِي قَوْلِ جَرِيرٍ: عَفَتْ قَرْقَرى والوَشْمُ، حَتَّى تنَكَّرَتْ ... أوارِيُّها، والخَيْلُ مِيلُ الدَّعائمِ زَعَمَ أَبو عُثْمَانَ عَنِ الْحِرْمَازِيِّ أَنه ثَمَانُونَ قَرْيَةً، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ لَثَهَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لعنَ الوَاشِمَة ؛ قَالَ نَافِعٌ: الوَشْمُ فِي اللِّثة، اللِّثة بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، عُمور الأَسنان وَهُوَ مَغارِزُها، وَالْمَعْرُوفُ الْآنَ فِي الوَشْم أَنه عَلَى الجِلد والشِّفاه، والله أَعلم. وصم: الوَصْمُ: الصَّدْعُ فِي العُود مِنْ غَيْرِ بَيْنونةٍ. يُقَالُ: بِهَذِهِ القَناة وَصْمٌ. وَقَدْ وَصَمْتُ الشيءَ إِذَا شَدَدته بِسُرْعَةٍ. وَصَمَه وَصْماً: صَدَعه. والوَصْمُ: الْعَيْبُ فِي الحَسَب، وَجَمْعُهُ وُصُومٌ؛ قَالَ: أَرَى المالَ يَغْشى ذَا الوُصُومِ فَلَا تُرى، ... ويُدْعى مِنَ الأَشْراف أَنْ كَانَ غَانِيَا وَرَجُلٌ مَوْصُومُ الحسَبِ إِذَا كَانَ مَعيباً. ووَصَمَ الشَّيْءَ: عَابَهُ. والوَصْمَةُ: الْعَيْبُ فِي الْكَلَامِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ لِرَجُلٍ: رَحِم اللهُ أَباك فَمَا رأَيت رَجُلًا أَسْكَنَ فَوْراً، وَلَا أَبعَد غَوْراً، وَلَا آخَذَ بذَنَبِ حُجّةٍ، وَلَا أَعلمَ بوَصْمَةٍ وَلَا أُبْنةٍ فِي كَلَامِ مِنْهُ؛ الأُبْنة: الْعَيْبُ فِي الْكَلَامِ كالوَصْمة، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والوَصَمُ: المرَضُ. أَبو عُبَيْدٍ: الوَصْمُ الْعَيْبُ يَكُونُ فِي الإِنسان وَفِي كُلِّ شَيْءٍ والوَصْمُ: الْعَيْبُ وَالْعَارُ، يُقَالُ: مَا فِي فلانٍ وَصْمَة أَيْ عيبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإنْ تكُ جَرْمٌ ذاتَ وَصْمٍ، فَإِنَّمَا ... دَلَفْنا إِلَى جَرْمٍ بأَلأَمَ مِن جَرْمِ

الْفَرَّاءُ: الوَصْم الْعَيْبُ. وقَناةٌ فِيهَا وَصْمٌ أَيْ صَدع فِي أُنبوبها. والوَصْمَةُ: الفَتْرة فِي الْجَسَدِ. ووَصَّمَتْه الحُمَّى فتَوَصَّمَ: آلَمَتْه فتأَلَّم؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لأَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ: لَمْ يَلْقَ بُؤْساً لحمُه وَلَا دَمُهْ، ... وَلَمْ تَبِتْ حُمَّى بِهِ تُوَصِّمُهْ وَلَمْ يُجَشَّئْ عَنْ طعامٍ يُبْشِمُهْ، ... تَدُقُّ مِدْماكَ الطَّوِيِّ قَدَمُهْ ووَصَّمَه: فتَّره وكسَّله؛ قَالَ لَبِيدٌ: وَإِذَا رُمْتَ رَحِيلًا فارْتَحِلْ، ... واعْصِ مَا يأْمرُ تَوْصِيمُ الكَسِلْ الْجَوْهَرِيُّ: التَّوْصِيمُ فِي الْجَسَدِ كالتَّكْسير والفَتْرة والكسَل. وَفِي الْحَدِيثِ: وَإِنْ نامَ حَتَّى يُصْبِحَ أصبَح ثَقِيلًا مُوَصَّماً ؛ الوَصْمُ: الفَترة والكسَل وَالتَّوَانِي. وَفِي حَدِيثِ فارِعة أُخت أُميَّة: قَالَتْ لَهُ هَلْ تجدُ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا إِلَّا تَوْصِيماً فِي جَسَدِي ، وَيُرْوَى: إِلَّا تَوْصِيباً ، بِالْبَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَفِي كِتَابِ وَائِلِ بْنِ حُجْر: لَا تَوْصِيم فِي الدِّين أَيْ لَا تَفْتُروا فِي إقامةِ الحُدود ولا تُحابوا فيها. وضم: الوَضَم: كلُّ شَيْءٍ يُوضَعُ عَلَيْهِ اللحمُ مِنْ خشبٍ أَوْ بارِيةٍ يُوقى بِهِ مِنَ الأَرض؛ قَالَ أَبو زُغْبة الْخَزْرَجِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ للحُطَم الْقَيْسِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ لرُشَيد بْنِ رُمَيض العَنزيّ: لستُ بِراعي إبلٍ وَلَا غَنَمْ، ... وَلَا بِجَزَّارٍ عَلَى ظَهْرِ وَضَمْ وَمَثَلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وفِتْيان صِدْقٍ حسان الوُجوهِ، ... لَا يجدونَ لشيءٍ أَلَمْ مِنَ آلِ المُغيرةِ لَا يَشْهدون، ... عِنْدَ المَجازِرِ، لَحْمَ الوَضَمْ وَالْجَمْعُ أَوْضَامٌ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ العَيْنَ تُدْني الرجالَ مِنْ أَكفانها والإِبل مِنْ أَوْضَامِها. وأَوْضَمَ اللحمَ وأَوْضَمَ لَهُ: وضَعَه عَلَى الوَضَم. ووَضَمَه يَضِمُه وَضْماً: عَمِلَ لَهُ وَضَماً، وَفِي الصِّحَاحِ: وضَعَه عَلَى الوَضَم. وترَكَهم لَحْماً عَلَى وَضَم: أَوْقَع بِهِمْ فذَلَّلَهم وأَوْجَعهم. والوَضَمُ: مَا وُضع عَلَيْهِ الطَّعَامُ فأُكِل؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَقّاً كدَقِّ الوَضَم المَرْفُوشِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: إِنَّمَا النِّسَاءُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ إلَّا مَا ذُبَّ عَنْهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي الوَضَمُ الْخَشَبَةُ أَوِ الْبَارِيَةُ الَّتِي يوضعُ عَلَيْهَا اللحمُ، يَقُولُ: فهنَّ فِي الضَّعْفِ مِثْلُ ذَلِكَ اللحمِ لَا يمتنعُ مِنْ أَحد إلَّا أَن يُذَبَّ عَنْهُ ويُدْفَعَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنَّمَا خَصَّ اللحمَ الَّذِي عَلَى الوَضَم وشبَّه النساءَ بِهِ لأَن مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ فِي بَادِيَتِهَا إِذَا نُحر بعيرٌ لِجَمَاعَةِ الْحَيِّ يَقْتَسِمُونَهُ أَنْ يَقْلَعُوا شَجَرًا كَثِيرًا، ويوضمَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ، ويُعَضَّى اللحمُ ويوضعَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُلْقى لحمُه عَنْ عُراقِه ويُقَطَّع عَلَى الوَضَمِ هَبْراً للقَسْمِ، وتُؤجَّج نارٌ، فَإِذَا سقطَ جَمْرُها اشْتَوى مَنْ شاءَ مِنَ الْحَيِّ شِواءَةً بَعْدَ أُخرى عَلَى جَمْرِ النَّارِ، لَا يُمْنع أَحدٌ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا وَقعَت فِيهِ المَقاسِمُ وحازَ كلُّ شَريكٍ فِي الجَزورِ مَقْسِمَه حَوَّله عَنِ الوَضَمِ إِلَى بيتِه وَلَمْ يَعْرض لَهُ أَحد، فشبَّه النساءَ وقلَّةَ امتِناعِهِنَّ عَلَى طُلَّابِهِنَّ بِاللَّحْمِ مَا دَامَ عَلَى الوَضَمِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذَا عَمِلْت لَهُ وَضَماً قُلْتَ وَضَمْتُه أَضِمُه، فَإِذَا وضَعْتَ اللحمَ عَلَيْهِ قُلْتَ أَوْضَمْتُه. والوَضِيمَةُ: طعامُ المَأْتَم، والوَضِيمَةُ، مِثْلُ

الوَثيمةِ: الكلأُ الْمُجْتَمَعُ. والوَضِيمَةُ: القومُ يَنْزِلُونَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ قَلِيلٌ فيُحْسِنون إِلَيْهِمْ ويُكْرِمونهم. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي الوَضْمَةُ والوَضِيمَةُ صِرْمٌ مِنَ النَّاسِ يَكُونُ فِيهِ مِائَتَا إنْسانٍ أَوْ ثلاثمائةٍ. والوَضِيمَةُ: القومُ يَقِلُّ عددُهم فَيَنْزِلُونَ عَلَى قَوْمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ أَبَّاق الدُّبَيْريّ: أَتَتْني مِنْ بَنِي كعْبِ بنِ عَمْرٍو ... وَضِيمَتُهم لكَيْما يسأَلوني ووَضَمَ بَنُو فلانٍ عَلَى بَنِي فلانٍ إِذَا حَلُّوا عَلَيْهِمْ. ووَضَمَ القومُ وُضُوماً: تجمَّعوا وتقارَبوا. والقومُ وَضْمَةٌ وَاحِدَةٌ، بِالتَّسْكِينِ، أَيْ جَمَاعَةٌ مُتَقَارِبَةٌ. وَهُمْ فِي وَضْمَةٍ مِنَ النَّاسِ أَيْ جَمَاعَةٌ. وَإِنَّ فِي جَفِيرِه لَوَضْمةً مَنْ نَبْل أَيْ جَمَاعَةً. واسْتَوْضَمْتُ الرجلَ إِذَا ظَلمتَه واسْتَضَمْتَه. وتَوَضَّمَ الرجلُ المرأَةَ إِذَا وَقَعَ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ الأَخفش: الوَضِيمُ مَا بَيْنَ الوُسْطى والبِنْصر. والأَوْضَمُ: موضع. وطم: وَطَمَ السِّتْرَ: أَرْخاه. ووَطِمَ الرجلُ وَطْماً ووُطِمَ: احْتَبَسَ نَجْوُه، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ فِي تَرْجَمَةِ أَطم. وظم: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الوَظْمَةُ التُّهَمة. وعم: ذَكَرَ الأَزهري عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ أَنه قَالَ: يُقَالُ وَعَمْتُ الدَّارَ أَعِمُ وَعْماً أَيْ قُلْتُ لَهَا انْعِمي؛ وأَنشد: عِما طَلَلَيْ جُمْلٍ عَلَى النَّأْيِ واسْلَما وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَعَمَ الدارَ قَالَ لَهَا عِمِي صَباحاً؛ قَالَ يُونُسُ: وَسُئِلَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ قَوْلِ عَنْتَرَةَ: وعِمِي صَباحاً دارَ عَبْلَة واسْلَمي فَقَالَ: هُوَ كَمَا يَعْمِي المطرُ ويَعْمي البحرُ بزَبَدِه، وأَراد كثرةَ الدُّعَاءِ لَهَا بالاسْتِسْقاء؛ قَالَ الأَزهري: إِنْ كَانَ مِنْ عَمى يَعْمي إِذَا سَالَ فَحَقُّهُ أَنْ يُرْوى واعْمِي صَباحاً فَيَكُونُ أَمْراً مِنْ عَمى يَعْمي إِذَا سَالَ أَوْ رَمى، قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْنَاهُ وحَفِظْناه فِي تَفْسِيرِ عِمْ صَباحاً أَن مَعْنَاهُ انْعِمْ صَباحاً، كَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَيُقَالُ انْعِمْ صَباحاً وعِمْ صَبَاحًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه لَمَّا كَثُرَ هَذَا الْحَرْفُ فِي كَلَامِهِمْ حَذَفُوا بعضَ حُروفه لمَعرفةِ المُخاطَب بِهِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: لاهُمَّ، وتمامُ الْكَلَامِ اللَّهم، وَكَقَوْلِكَ: لهِنَّك، والأَصل لِلَّهِ إِنَّكَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَمَ بالخَبَر وَعْماً أَخْبَرَ بِهِ وَلَمْ يَحُقَّه، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ أَعلى. والوَعْم: خُطَّةٌ فِي الْجَبَلِ تُخالف سَائِرَ لَونه، وَالْجَمْعُ وِعَامٌ. وغم: الوَغْمُ: القَهْرُ. والوَغْمُ: الذَّحْلُ والتِّرَة. والأَوْغَامُ: التِّراتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لخَديج بْنِ حَبيب: وَيَا ملِكٌ يُسابِقُنا بوَغْمٍ، ... إِذَا مَلِكٌ طلَبْناه بوَتْرِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَمْطُو بِنَا مَنْ يَطْلُبُ الوُغوما وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَإِنَّ بَنِي تَمِيمٍ لَمْ يُسْبَقُوا بوَغْمٍ فِي جاهليةٍ وَلَا إسْلامٍ ؛ الوَغْمُ: التِّرَةُ. والوَغْمُ: الحِقْدُ الثابتُ فِي الصدورِ، وجَمعه أَوْغَامٌ؛ قَالَ: لَا تَكُ نَوّاماً عَلَى الأَوْغَامِ والوَغْمُ: الشَّحْناء والسَّخيمةُ. ووَغِمَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، أَيْ حَقَدَ، وَقَدْ وَغِمَ صدرُه يَوْغَمُ وَغْماً ووَغَماً، ووَغَمَ وأَوْغَمَه هُوَ. ورجلٌ وَغْمٌ:

حَقُودٌ. وتَوَغَّمَ إِذَا اغْتَاظَ. والوَغْمُ: القِتالُ وتَوَغَّمَ القومُ وتَوَاغَمُوا: تَقاتَلوا، وَقِيلَ: تَناظروا شَزْراً فِي الْقِتَالِ. وتَوَغَّمَت الأَبطالُ فِي الحرْب إِذَا تَناظَرت شَزْراً. ووَغَمَ بِهِ وَغْماً: أَخْبَره بخَبرٍ لَمْ يُحَقِّقْه. ووَغَمْتُ بالخبَر أَغِمُ وَغْماً إِذَا أَخْبَرْت بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْتَيْقِنَه أَيضاً، مِثْلُ لَغَمْتُه، بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً. التَّهْذِيبِ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الوَغْمُ أَنْ تُخْبِرَ عَنِ الإِنسان بالخَبر مِنْ وَراء وَراء لَا تَحُقُّه. الْكِسَائِيُّ: إِذَا جَهِلَ الخبرَ قَالَ غَبَيْتُ عَنْهُ، فَإِنْ أَخْبَره بشيء لا يستيقنه قَالَ وَغَمْتُ أَغِمُ وَغْماً. ووَغَمَ إِلَى الشَّيْءِ: ذهَب وَهْمُه إِلَيْهِ كوَهَم. وَذَهَبَ إِلَيْهِ وَغْمِي أَيْ وَهْمي؛ كلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ نَجْدَةَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الوَغْمُ النَّفَسُ؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا الجَهْم الْجَعْفَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْهُ نَغْمَةً ووَغْمَةً عَرَفْتُها، قَالَ: والوَغْمُ النَّغْمةُ؛ وأَنشد: سمِعْتُ وَغْماً منْكَ يَا بَا الهَيْثَمِ، ... فقلتُ: لَبَّيْهِ، وَلَمْ أَهْتَمِ قَالَ: لَمْ أَهْتَمْ وَلَمْ أَعْتَمْ أَيْ لَمْ أُبطئ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: كلُوا الوَغْمَ واطرَحوا الفَغْمَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الوَغْم مَا تَساقَط مِنَ الطَّعَامِ، وَقِيلَ: مَا أَخرجَه الخِلال، والفَغْمُ مَا أَخْرَجْتَه بطرفِ لسانِك مِنْ أَسنانك، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَمَ: الوَقْمُ: جَذْبُكَ العِنانَ. وَقَمَ الدابَّةَ وَقْماً: جَذبَ عِنانَها لتَكُفَّ. ووَقَمَ الرجلَ وَقْماً ووَقَّمَه: أَذلَّه وقهَره، وَقِيلَ: رَدَّه أَقبح الرَّدِّ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: بِهِ أَقِمُ الشُّجاعَ، لَهُ حُصاصٌ ... مِنَ القَطِمِينَ، إذْ فَرَّ اللُّيوثُ والقَطِمُ: الهائجُ. وَقَمْتُ الرَّجُلَ عَنْ حَاجَتِهِ: رَدَدْتُه أَقْبَحَ الردِّ. ووَقَمَه الأَمرُ وَقْماً: حَزَنَه أَشدَّ الحُزْنِ. والمَوْقُوم والمَوكوم: الشَّدِيدُ الحُزْنِ، وَقَدْ وَقَمَه الأَمرُ ووَكَمَهُ. الأَصمعي: المَوْقُومُ إِذَا رَدَدْتَه عَنْ حاجتِه أشدَّ الرَّدِّ؛ وأَنشد: أَجاز مِنّا جائزٌ لَمْ يُوقَم وَيُقَالُ: قِمْه عَنْ هَوَاهُ أَيْ ردَّه. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنَّكَ لَتَوَقَّمُني بِالْكَلَامِ أَيْ تَرْكَبُني وتَتَوثَّبُ عَلَيَّ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ التَّوَقُّمُ التَّهدُّدُ والزجرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الوَقْمُ كسْرُ الرجُل وَتَذْلِيلُهُ. يُقَالُ: وَقَمَ اللَّهُ العَدوَّ إِذَا أَذَلَّه، ووُقِمَت الأَرض أَيْ وُطِئت وأُكِلَ نَباتُها، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا وُكِمَت، بِالْكَافِ، وَكَذَلِكَ المَوْكومُ. والوِقَامُ: السيفُ، وَقِيلَ: السوطُ، وَقِيلَ: الْعَصَا، وَقِيلَ: الحَبْلُ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ؛ التَّهْذِيبُ: وَأَمَّا قَوْلُ الأَعشى: بَناها مِنَ الشَّتْوِيِّ رامٍ يُعِدُّها، ... لِقَتْلِ الهَوادِي، داجنٌ بالتَّوَقُّمِ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ معتادٌ للتَّوَلُّج فِي قُتْرَتِه. وتَوَقَّمْت الصيدَ: قَتَلْتُه. وفلانٌ يَتَوَقَّمُ كَلَامِي أَيْ يَتَحَفَّظُه ويَعِيه. ووَاقِمٌ: أُطُمٌ مِنْ آطامِ الْمَدِينَةِ. وحَرَّةُ وَاقِمٍ: معروفةٌ مُضَافَةٌ إِلَيْهِ، وَقَدْ وَرَدَ ذكرُها فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوَ انَّ الرَّدى يَزْوَرُّ عَنْ ذِي مَهابةٍ، ... لَهابَ خُضَيْراً يومَ أَغْلَقَ وَاقِما وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ خَزرج يُقَالُ لَهُ خُضَير الْكَتَائِبُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنه حُضَير، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ لَا غَيْرَ، ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ

الشَّاطِبِيِّ النَّحْوِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: لَيْسَ حُضَير مِنَ الْخَزْرَجِ، وَإِنَّمَا هُوَ أَوْسِيّ أَشْهَليّ، وَحَاؤُهُ فِي أَوله مُهْمَلَةٌ، قَالَ: لَا أَعلم فِيهَا خِلَافًا، وَاللَّهُ أَعلم. وَكَمَ: وَكَمَ الرجلَ وكْماً: ردَّه عَنْ حَاجَتِهِ أَشدَّ الردِّ. ووَكِمَ مِنَ الشَّيْءِ: جَزِعَ واغْتَمَّ لَهُ مِنْهُ. الْكِسَائِيُّ: المَوْقومُ والمَوْكُومُ الشديدُ الحُزْنِ. ووَقَمه الأَمرُ وَوَكَمَه أَيْ حَزَنه. ووُكِمَت الأَرضُ: وُطِئت وأُكِلَت ورُعِيَت فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا مَا يَحْبِس النَّاسَ. ابْنُ الأَعرابي: الوَكْمَةُ الغَيْظةُ المُشْبَعةُ «2» والوَمْكةُ الفُسْحةُ. وَلَمَ: الوَلْمُ والوَلَمُ: حِزامُ السَّرْج والرَّحْل. والوَلْمُ: الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ مِنَ التصْدير إِلَى السِّناف لِئَلَّا يَقْلَقا. والوَلْمُ: القَيْدُ. والوَلِيمَةُ: طعامُ العُرس والإِمْلاكِ، وَقِيلَ: هِيَ كلُّ طعامٍ صُنِع لعُرْسٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ أَوْلَمَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُولُ: يسمَّى الطعامُ الَّذِي يُصْنَع عِنْدَ العُرس الوَلِيمَةَ، وَالَّذِي عِنْدَ الإِمْلاكِ النَّقيعةَ؛ وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ جَمَعَ إِلَيْهِ أَهلَه: أَوْلِمْ وَلَوْ بشاةٍ أَي اصْنَع وَليمةً، وَأَصْلُ هَذَا كلِّه مِنْ الِاجْتِمَاعِ، وتكرَّر ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَوْلَمَ عَلَى أَحد مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زينبَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. أَبو الْعَبَّاسِ: الوَلْمَةُ تمامُ الشَّيْءِ واجتِماعُه. وأَوْلَمَ الرجلُ إِذَا اجتمعَ خَلْقُه وعقلُه. أَبو زَيْدٍ: رجلٌ وَيْلُمِّه داهيةٌ أَيُّ داهيةٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي:؛ إِنَّهُ لَوَيْلُمِّه مِنَ الرِّجَالِ مثلُه، والأَصل فِيهِ وَيْلٌ لأُمِّه، ثُمَّ أُضيف وَيْلٌ إِلَى الأُم. وَنَمَ: الوَنِيمُ: خُرْءُ الذُّبَابِ، وَنَمَ الذُّبابُ وَنْماً ووَنِيماً وذَقَطَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَنِيمُ الذُّبَابِ سَلْحه؛ وأَنشد الأَصمعي لِلْفَرَزْدَقِ: لَقَدْ وَنَمَ الذُّبابُ عَلَيْهِ، حَتَّى ... كأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ المِدادِ وَهَمَ: الوَهْمُ: مِنْ خَطَراتِ الْقَلْبِ، وَالْجَمْعُ أَوْهامٌ، وَلِلْقَلْبِ وَهْمٌ. وتَوَهَّمَ الشيءَ: تخيَّله وتمثَّلَه، كَانَ فِي الْوُجُودِ أَو لَمْ يَكُنْ. وَقَالَ: تَوهَّمْتُ الشيءَ وتفَرَّسْتُه وتَوسَّمْتُه وتَبَيَّنْتُه بِمَعْنَى وَاحِدٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ فِي مَعْنَى التَوَهُّم: فَلأْياً عَرَفْتُ الدَّارَ بعدَ تَوهُّمِ «3» . وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُدْرِكُه أَوْهامُ العِبادِ. وَيُقَالُ: تَوَهَّمْت فيَّ كَذَا وَكَذَا. وأَوْهَمْت الشَّيْءَ إِذَا أَغفَلْته. وَيُقَالُ: وَهِمْتُ فِي كَذَا وَكَذَا أَيْ غلِطْتُ. ثَعْلَبٌ: وأَوْهَمْتُ الشيءَ تركتُه كلَّه أُوهِمُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه صلَّى فأَوْهَمَ فِي صلاتِه، فَقِيلَ: كأَنك أَوْهَمْت فِي صلاتِك، فَقَالَ: كيف لَا أُوهِمُ ورُفغُ أَحدِكم بَيْنَ ظُفُره وأَنْمُلَتِه ؟ أَيْ أَسقَط مِنْ صِلَاتِهِ شَيْئًا. الأَصمعي: أَوْهَمَ إِذَا أَسقَط، وَوَهِمَ إِذَا غَلِط. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ سجَد للوَهَمِ وَهُوَ جَالِسٌ أَيْ لِلْغَلَطِ. وأَورد ابنُ الأَثير بعضَ هَذَا الْحَدِيثِ أَيضاً فَقَالَ: قِيلَ لَهُ كأَنك وَهِمْتَ، قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَيهَمُ ؟ قَالَ: هَذَا عَلَى لُغَةِ بَعْضِهِمْ، الأَصلُ أَوْهَمُ بِالْفَتْحِ والواوِ، فكُسِرت الهمزةُ لأَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ يكسِرون مُسْتقبَل فَعِل فَيَقُولُونَ إعْلَمُ وتِعْلَم، فَلَمَّا كَسَرَ هَمْزَةَ أوْهَمُ انْقَلَبَتِ الواوُ يَاءً. ووَهَمَ إِلَيْهِ يَهِمُ وَهْماً: ذَهب وهْمُه إِلَيْهِ. ووَهَمَ في

_ (2). قوله [الغيظة المشبعة] هذا ما بالأَصل والتهذيب والتكملة وفيها جميعها المشبعة بالشين المعجمة كالقاموس (3). صدر البيت: وقَفْتُ بها من بعدِ عشرين حِجَّةً

الصَّلَاةِ وَهْماً ووَهِمَ، كِلَاهُمَا: سَهَا. ووَهِمْتُ فِي الصَّلَاةِ: سَهَوْتُ فأَنا أَوْهَمُ. الْفَرَّاءُ: أَوْهَمْتُ شَيْئًا ووَهَمْتُه، فَإِذَا ذَهَبَ وَهْمُك إِلَى الشَّيْءِ قُلْتَ وَهَمْت إِلَى كَذَا وَكَذَا أَهِمُ وَهْماً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَهَمَ فِي تَزْوِيجِ ميمونةَ أَيْ ذهَب وَهْمُه. ووَهَمْت إِلَى الشيءِ إِذَا ذَهَبَ قلبُك إِلَيْهِ وأَنت تُرِيدُ غيرَهُ أَهِمُ وَهْماً. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَمْتُ فِي الشَّيْءِ، بِالْفَتْحِ، أَهِمُ وَهْماً إِذَا ذهَبَ وَهْمُك إِلَيْهِ وأَنت تُرِيدُ غَيْرَهُ، وتوَهَّمْتُ أَيْ ظَنَنْتُ، وأَوْهَمْتُ غَيْرِي إيهَاماً، والتَّوْهِيمُ مثلُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لحُميد الأَرْقط يَصِفُ صَقْراً: بَعِيد تَوْهِيم الوِقاع والنَّظَرْ وَوَهِمَ، بِكَسْرِ الْهَاءِ: غَلِط وسَهَا. وأَوْهَمَ مِنَ الْحِسَابِ كَذَا: أَسقط، وَكَذَلِكَ فِي الْكَلَامِ وَالْكِتَابِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَوْهَمَ ووَهِمَ ووَهَمَ سَوَاءٌ؛ وأَنشد: فَإِنْ أَخْطَأْتُ أَو أَوْهَمْتُ شَيْئًا، ... فَقَدْ يَهِمُ المُصافي بالحَبيبِ قَوْلُهُ شَيْئًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ وَقَالَ الزِّبْرِقان بْنُ بَدْر: فبِتِلك أَقْضي الهَمَّ إِذْ وَهِمَتْ بِهِ ... نَفْسي، ولستُ بِنَأْنإٍ عَوّارِ شَمِرٌ: أَوْهَمَ ووَهِمَ وَوَهَمَ بِمَعْنَى، قَالَ: وَلَا أَرى الصَّحِيحَ إلَّا هَذَا. الْجَوْهَرِيُّ: أَوْهَمْتُ الشيءَ إِذَا تَرَكْتُهُ كلَّه. يُقَالُ: أَوْهَمَ مِنَ الْحِسَابِ مِائَةً أَيْ أَسقَط، وأَوْهَمَ مِنْ صِلَاتِهِ رَكْعَةً، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَوْهَمْتُ أَسقطتُ مِنَ الْحِسَابِ شَيْئًا، فَلَمْ يُعَدِّ أَوْهَمْتُ. وأَوْهَمَ الرجلُ فِي كِتَابِهِ وَكَلَامِهِ إِذَا أَسقَط. ووَهِمْتُ فِي الْحِسَابِ وَغَيْرِهِ أَوْهَمُ وَهَماً إِذَا غَلِطت فِيهِ وسَهَوْت. وَيُقَالُ: لَا وَهْمَ مِنْ كَذَا أَيْ لَا بُدَّ مِنْهُ. والتُّهَمَةُ: أَصْلُهَا الوُهَمةُ مِنَ الوَهْم، وَيُقَالُ اتَّهَمْتُه افتِعال مِنْهُ. يُقَالُ: اتَّهَمْتُ فُلَانًا، عَلَى بِنَاءِ افتعَلْت، أَيْ أَدخلتُ عَلَيْهِ التُّهَمة. الجوهري: اتَّهَمْتُ فلاناً بكذا، وَالِاسْمُ التُّهَمَةُ، بِالتَّحْرِيكِ، وأَصل التَّاءِ فِيهِ واوٌ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي وَكلَ. ابْنُ سِيدَهْ: التُّهَمَةُ الظنُّ، تَاؤُهُ مبدلةٌ مِنْ واوٍ كَمَا أَبْدَلُوهَا فِي تُخَمةٍ؛ سِيبَوَيْهِ: الْجَمْعُ تُهَمٌ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى أَنه جَمْعٌ مُكَسَّرٌ بِقَوْلِ الْعَرَبِ: هِيَ التُّهَمُ، وَلَمْ يَقُولُوا هُوَ التُّهمُ، كَمَا قَالُوا هُوَ الرُّطَبُ، حَيْثُ لَمْ يَجْعَلُوا الرُّطَبَ تَكْسِيرًا، أَنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ شَعيرة وشَعير. واتَّهَمَ الرجلَ وأَتْهَمَه وأَوْهَمَه: أَدخلَ عَلَيْهِ التُّهمةَ أَيْ مَا يُتَّهَم عَلَيْهِ، واتَّهَمَ هُوَ، فَهُوَ مُتَّهِمٌ وتَهِيمٌ؛ وأَنشد أَبو يَعْقُوبَ: هُما سَقياني السُّمَّ مِنْ غيرِ بِغضةٍ، ... عَلَى غيرِ جُرْمٍ فِي إناءِ تَهِيمِ وأَتْهَمَ الرجُل، عَلَى أَفْعَل، إِذَا صَارَتْ بِهِ الرِّيبةُ. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا اتَّهَمْتَه: أَتْهَمْتُ إتْهَاماً، مِثْلَ أَدْوَأْتُ إدْواءً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حُبس فِي تُهْمةٍ ؛ التُّهْمةُ: فُعْلةٌ مِنَ الوَهْم، وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ وَقَدْ تُفْتَحُ الْهَاءُ. واتَّهَمْتُه: ظننتُ فِيهِ مَا نُسب إِلَيْهِ. والوَهْمُ: الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَهْمُ الطريقُ الْوَاضِحُ الَّذِي يَرِدُ المَوارِدَ ويَصْدُرُ المَصادِرَ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ بعيرَه وبعيرَ صَاحِبِهِ: ثُمَّ أَصْدَرْناهُما فِي واردٍ ... صادرٍ، وَهْمٍ صُواهُ، كالمُثُلْ

فصل الياء المثناة من تحتها

أَراد بالوَهْمِ طَرِيقًا وَاسِعًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَتَهُ: كأَنها جَمَلٌ وَهْمٌ، وَمَا بَقِيتْ ... إِلَّا النَّحيزةُ والأَلْواحُ والعَصَبُ أَراد بالوَهْم جَمَلًا ضَخْماً، والأُنثى وَهْمَةٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يَجْتابُ أَرْدِيَةَ السَّرابِ، وَتَارَةً ... قُمُصَ الظّلامِ، بوَهْمةٍ شِمْلالِ والوَهْم: العظيمُ مِنَ الرِّجَالِ والجمالِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الإِبل الذَّلولُ المُنْقادُ مَعَ ضِخَمٍ وقوّةٍ، وَالْجَمْعُ أَوْهَامٌ ووُهُومٌ ووُهُمٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ. وَيَمَ: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ وأَم: ابْنُ الأَعرابي الوَأْمةُ المُوافقَةُ، والوَيْمَةُ التُّهْمَةُ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا يَتَمَ: اليُتْمُ: الانفرادُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. واليَتِيم: الفَرْدُ. واليُتْمُ واليَتَمُ: فِقْدانُ الأَب. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: اليُتْمُ فِي النَّاسِ مِنْ قِبَل الأَب، وَفِي الْبَهَائِمِ مِنْ قِبَل الأُم، وَلَا يُقَالُ لِمَنْ فَقَد الأُمَّ مِنَ النَّاسِ يَتِيمٌ، وَلَكِنْ مُنْقَطِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اليَتِيمُ الَّذِي يَمُوتُ أَبوه، والعَجِيُّ الَّذِي تَمُوتُ أُمه، واللَّطيم الَّذِي يموتُ أَبَواه. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ اليُتْمُ فِي الطَّيْرِ مِنْ قِبَل الأَب والأُمِّ لأَنهما كِلَيْهِما يَزُقَّانِ فِراخَهما، وَقَدْ يَتِمَ الصبيُّ، بالكسر، يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بِالتَّسْكِينِ فِيهِمَا. وَيُقَالُ: يَتَمَ ويَتِمَ وأَيْتَمَه اللهُ، وَهُوَ يَتِيمٌ حَتَّى يبلغَ الحُلُم. اللَّيْثُ: اليَتِيمُ الَّذِي مَاتَ أَبوه فَهُوَ يَتِيمٌ حَتَّى يبلغَ، فإِذا بَلَغَ زَالَ عَنْهُ اسمُ اليُتْم، وَالْجَمْعُ أَيْتَامٌ ويَتَامَى ويَتَمَةٌ، فأَما يَتَامَى فَعَلَى بَابِ أَسارى، أَدخلوه فِي بَابِ مَا يَكْرَهُونَ لأَن فَعالى نظيرُه فَعْلى، وأَما أَيْتَام فإِنه كُسِّر عَلَى أَفعالٍ كَمَا كَسَّرُوا فَاعِلًا عَلَيْهِ حِينَ قَالُوا شَاهِدٌ وأَشْهاد، ونظيرُه شريفٌ وأَشْراف ونَصِيرٌ وأَنْصارٌ، وأَما يَتَمَةٌ فَعَلَى يَتَمَ فَهُوَ يَاتِمٌ، وإِن لَمْ يَسْمَعِ «4». الْجَوْهَرِيُّ يَتَّمَهم اللَّهُ تَيْتِيماً جَعَلَهُمْ أَيْتَاماً؛ قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّانيّ وَاسْمُهُ شَهْل بْنُ شَيْبان: بضَرْبٍ فِيهِ تَأْيِيمُ، ... وتَيْتِيمٌ وإِرْنانُ قَالَ الْمُفَضَّلُ: أَصل اليُتْم الغفْلةُ، وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه يُتَغافَلُ عَنْ بَرِّه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: اليُتْم الإِبطاء، وَمِنْهُ أُخذ اليَتيم لأَن البِرَّ يُبْطِئُ عَنْهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ فِي مَيْتَمةٍ أَي فِي يَتامى، وَهَذَا جَمْعٌ عَلَى مَفْعَلةٍ كَمَا يُقَالُ مَشْيَخة للشُّيوخ ومَسْيَفَة للسُّيوف. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ لِلْمَرْأَةِ يَتِيمةٌ لَا يَزُولُ عَنْهَا اسمُ اليُتْمِ أَبداً؛ وأَنشدوا: وينْكِح الأَرامِل اليَتَامَى وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تُدْعى يَتِيمَةً مَا لَمْ تَتزوج، فإِذا تَزوَّجت زَالَ عَنْهَا اسمُ اليُتْم؛ وَكَانَ المُفَضَّل يَنْشُدُ: أَفاطِمَ، إِني هالكٌ فتثَبَّتي، ... وَلَا تَجْزَعي، كلُّ النِّسَاءِ يَتيمُ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ؛ أَي أَعطوهم أَموالَهُم إِذا آنَسْتم مِنْهُمْ رُشْداً، وسُمُّوا يَتَامَى بَعْدَ أَن أُونِسَ مِنْهُمُ الرُّشْدُ بِالِاسْمِ الأَول الَّذِي كَانَ لَهُمْ قَبْلَ إِيناسِه مِنْهُمْ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ اليُتْم واليَتِيمِ واليَتيمة والأَيْتام وَالْيَتَامَى وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهُ. واليُتْمُ في الناس: فَقدُ

_ (4). قولهم: وإن لم يسمع؛ هكذا في الأصل، ولعلّ في الكلام سقطاً

الصَّبِيِّ أَباه قَبْلَ الْبُلُوغِ، وَفِي الدَّوَابِّ: فَقْدُ الأُمّ، وأصلُ اليُتْم، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ، الانفرادُ، وَقِيلَ: الغفْلةُ، والأُنثى يَتيمةٌ، وَإِذَا بَلَغا زَالَ عَنْهُمَا اسمُ اليُتْم حَقِيقَةً، وقد يطلق عليهما مَجَازًا بَعْدَ الْبُلُوغِ كَمَا كَانُوا يُسَمُّون النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ كبيرٌ يَتِيمَ أَبي طَالِبٍ لأَنه رَبَّاه بَعْدَ موتِ أَبيه. وَفِي الْحَدِيثِ: تُسْتأْمَرُ اليَتِيمَة فِي نَفْسها، فإِن سَكَتَتْ فَهُوَ إِذْنُها ؛ أَراد باليَتِيمَة البِكْرَ البالغةَ الَّتِي مَاتَ أَبوها قَبْلَ بلوغِها فلَزِمَها اسْمُ اليُتْمِ، فدُعِيت بِهِ وَهِيَ بالغةٌ مَجَازًا. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَن امرأَة جاءَت إِليه فَقَالَتْ إِني امرأَةٌ يَتِيمَةٌ، فضَحِك أَصحابُه فَقَالَ: النساءُ كلُّهنّ يَتَامَى أَي ضَعائفُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: صَبيٌّ يَتْمانُ؛ وأَنشد لأَبي العارِم الْكِلَابَيِّ: فَبِتُّ أُشَوِّي صِبْيَتي وحَليلتي ... طَرِيّاً، وجَرْوُ الذِّئب يَتْمَانُ جائعُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَحْرِ بيَتَامَى أَن يَكُونَ جمعَ يَتْمَانَ أَيضاً. وأَيْتَمَتِ المرأَةُ وَهِيَ مُوتِمٌ: صَارَ ولدُها يَتيماً أَو أَولادُها يَتَامَى، وَجَمْعُهَا مَيَاتِيمُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَتْ لَهُ بنتُ خُفَافٍ الغِفاريّ: إِنَّي امرأَةٌ مُوتِمةٌ تُوُفِّي زَوْجِي وتَركَهم. وَقَالُوا: الحَرْبُ مَيْتَمَةٌ يَيْتَمُ فِيهَا البَنونَ، وَقَالُوا: لَا يَحَا «1» ..... الْفَصِيلَ عَنْ أُمّه فإِن الذِّئْب عالمٌ بِمَكَانِ الفَصِيل اليَتِيم. واليَتَمُ: الغَفْلةُ. ويَتِمَ يَتَماً: قصَّر وفَتَر؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يَيْتَمُ الدَّهْرُ المُواصِل بينَه ... عَنِ الفَهِّ، حَتَّى يَسْتَدِير فيَضْرَعا واليَتَمُ: الإِبْطاءُ وَيُقَالُ: فِي سَيْرِهِ يَتَمٌ؛ بِالتَّحْرِيكِ، أَي إِبْطاءٌ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: وإِلا فسِيرِي مثْلَ مَا سارَ راكِبٌ ... تَيَمَّمَ خِمْساً، لَيْسَ فِي سَيْرِه يَتَمْ يُرْوَى أَمَم. واليَتَمُ أَيضاً: الحاجةُ؛ قَالَ عِمْران بْنُ حِطّان: وفِرَّ عنِّي مِنَ الدُّنْيا وعِيشَتها، ... فَلَا يكنْ لَكَ فِي حَاجَاتِهَا يَتَمُ ويَتِمَ مِنْ هَذَا الأَمر يَتَماً: انْفَلَت. وكلُّ شَيْءٍ مُفْرَدٍ بِغَيْرِ نَظيرِه فَهُوَ يَتِيمٌ. يُقَالُ: دُرّةٌ يَتِيمَةٌ. الأَصمعي: اليَتِيمُ الرَّمْلةُ المُنْفردة، قَالَ: وكلُّ مُنْفردٍ ومنفردةٍ عِنْدَ الْعَرَبِ يَتِيمٌ ويَتِيمَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً الْبَيْتَ الَّذِي أَنشده الْمُفَضَّلُ: وَلَا تَجْزَعي، كلُّ النِّسَاءِ يَتِيمُ وَقَالَ: أَي كلُّ مُنْفردٍ يَتِيمٌ. قَالَ: وَيَقُولُ النَّاسُ إِنّي صَحَّفت وإِنما يُصَحَّف مِنَ الصَّعْبِ إِلى الهيّنِ لَا مِنَ الْهَيِّنِ إِلى الصَّعْبِ «2». ابْنُ الأَعرابي: المَيْتَمُ المُفْرَدُ «3». مِنْ كُلِّ شيء. يَسَمَ: الياسِمِينُ والياسَمِينُ: مَعْرُوفٌ، فارسيٌّ معرَّب، قَدْ جَرَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَعشى: وشاهِسْفَرَمْ واليَاسِمينُ ونَرْجِسٌ ... يُصَبِّحُنا فِي كلُّ دَجْنٍ تَغَيَّما فَمَنْ قَالَ يَاسِمُونَ جَعَلَ واحدَه يَاسِماً، فكأَنه فِي التَّقْدِيرِ يَاسِمَة لأَنّهم ذَهَبُوا إِلى تأْنيث الرَّيْحانة والزَّهْرة، فَجَمَعُوهُ عَلَى هجاءَيْن، وَمَنْ قَالَ ياسِمينُ فَرَفَعَ النُّونَ جعَله وَاحِدًا وأَعرب نُونَه، وقد جاء

_ (1). كذا بياض بالأَصل (2). هذه الجملة من [قال ويقول الناس] لا تتعلق بما قبلها ولا بما بعدها (3). قوله [المَيْتَم المفرد] كذا بالأصل

اليَاسِمُ فِي الشِّعْرِ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى زِيَادَةِ يائِه ونونِه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: منْ ياسِمٍ بِيضٍ ووَرْدٍ أَحْمَرا ... يَخْرُج مِنْ أَكْمامِه مُعَصْفَرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَاسِمٌ جمعُ يَاسِمَةٍ، فَلِهَذَا قَالَ بِيض، وَيُرْوَى: ووَرْدٍ أَزْهرا. الْجَوْهَرِيُّ: بَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ شَمِمْت اليَاسِمِينَ وَهَذَا يَاسِمُونَ، فيُجْرِيه مُجْرى الْجَمْعِ كَمَا هُوَ مَقُولٌ فِي نَصيبينَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَرَ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: إِنَّ لِي عندَ كلِّ نَفْحةِ بُسْتانٍ ... منَ الوَرْدِ، أَو منَ الياسِمِينَا نَظْرةً والتفاتَةً لكِ، أَرْجُو ... أَنْ تكُونِي حَلَلْتِ فِيمَا يَلِينَا التَّهْذِيبُ: يَسُومُ اسمُ جبلٍ صخرهُ مَلْساء؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: وسِرْنا بمَطْلُولٍ مِنَ اللَّهْوِ لَيِّنٍ، ... يَحُطّ إِلى السَّهْلِ اليَسُومِيّ أَعْصَما وَقِيلَ: يَسُوم جَبَلٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخيلِيَّة: لَنْ تَسْتطِيعَ بأَن تُحَوِّلَ عِزّهُمْ، ... حَتَّى تُحَوِّلَ ذَا الهِضابِ يَسُومَا وَيَقُولُونَ: اللَّهُ أَعلم مَنْ حَطَّها منْ رأْسِ يَسُومَ؛ يُرِيدُونَ شَاةً مَسْرُوقَةً «1». فِي هَذَا الْجَبَلِ. يُلِمُّ: مَا سَمِعْتُ لَهُ أَيْلَمَةً أَي حَرَكَةً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَمَا سَمِعْتُ بعدَ تِلك النَّأَمَهْ ... مِنها، وَلَا مِنْهُ هُناكَ أَيْلَمَهْ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَهِيَ أَفْعَلَة دُونَ فَيْعَلة، وَذَلِكَ لأَن زيادةَ الْهَمْزَةِ أَوّلًا كَثِيرٌ ولأَن أَفْعَلة أَكثر من فَيْعَلة. الجوهري: يَلَمْلَم لُغَةٌ فِي أَلَمْلَم، وَهُوَ ميقاتُ أَهل الْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ يَلَمْلَم فَعَلْعَل، الياءُ فاءُ الْكَلِمَةِ وَاللَّامُ عَيْنُهَا والميم لامها. يَمَّمَ: اللَّيْثُ: اليَمُّ البحرُ الَّذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُه وَلَا شَطَّاه، وَيُقَالُ: اليَمُّ لُجَّتُه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: اليَمُّ البحرُ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْكِتَابِ، الأَول لَا يُثَنَّى وَلَا يُكَسَّر وَلَا يُجْمَع جمعَ السَّلَامَةِ، وزَعَم بعضُهم أَنها لُغَةٌ سُرْيانية فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ، وأَصله يَمَّا، ويَقَع اسمُ اليَمّ عَلَى مَا كَانَ مَاؤُهُ مِلْحاً زُعاقاً، وَعَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ العَذْب الْمَاءِ، وأُمِرَتْ أُمُّ مُوسَى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ عَلَيْهِ فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه فِي تَابُوتٍ ثُمَّ تَقْذِفَه فِي اليَمِّ، وَهُوَ نَهَرُ النِّيلِ بِمِصْرَ، حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَمَاؤُهُ عَذْبٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ؛ فَجَعل لَهُ ساحِلًا، وَهَذَا كُلُّهُ دليلٌ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ اللَّيْثِ إِنه الْبَحْرُ الَّذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُه وَلَا شَطَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحدُكم إِصْبَعه فِي اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ ؛ اليَمُّ: البحرُ. ويُمَّ الرجلُ، فَهُوَ مَيْمُومٌ إِذا طُرِح فِي الْبَحْرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا غَرِقَ فِي اليَمِّ. ويُمَّ الساحلُ يَمّاً: غَطَّاه اليَمُّ وطَما عَلَيْهِ فغلَب عَلَيْهِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: واليَمُّ الحيَّةُ. واليَمَامُ: طائرٌ، قِيلَ: هُوَ أَعمُّ مِنَ الحَمام، وَقِيلَ: هُوَ ضربٌ مِنْهُ، وَقِيلَ: اليَمَامُ الَّذِي يَسْتَفْرِخُ،

_ (1). قوله [شاة مسروقة إلخ] عبارة الميداني: أصله أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ أَنْ يذبح شاة فمر بيَسُوم وهو جبل فرأى فيه راعياً فقال: أتبيعني شاة من غنمك؟ قال: نعم، فأنزل شاة فاشتراها وأمر بذبحها عنه ثم ولى، فذبحها الراعي عن نفسه وسمعه ابن الرجل يقول ذلك فقال لأَبيه: سمعت الراعي يقول كذا، فقال: يا بُنَيَّ الله أعلم إلخ. يضرب مثلًا في النية والضمير، ومثله لياقوت

والحَمامُ هُوَ البرِّي الَّذِي لَا يأْلفُ الْبُيُوتَ. وَقِيلَ: اليَمَامُ الْبَرِّيُّ مِنَ الحَمام الَّذِي لَا طَوْقَ لَهُ. والحَمامُ: كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي والفاخِتَةِ؛ وَلِمَا فَسَّرَ ابْنُ دُرَيْدٍ قَوْلَهُ: صُبَّة كاليَمَامِ تَهْوي سِراعاً، ... وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ قَالَ: اليَمَامُ طائرٌ، فَلَا أَدري أَعَنى هَذَا النوعَ مِنَ الطَّيْرِ أَمْ نَوْعًا آخَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَمَامُ الحَمامُ الوَحْشيّ، الْوَاحِدَةُ يَمَامةٌ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تأْلفُ الْبُيُوتَ. واليَامُومُ: فرخُ الحمامةِ كأَنه مِنَ اليمامةِ، وَقِيلَ: فرخُ النَّعَامَةِ. وأَما التَّيَمُّمُ الَّذِي هُوَ التَّوَخِّي، فَالْيَاءُ فِيهِ بدلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَمَامَةُ اسمُ جَارِيَةٍ زَرْقاء كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مسيرةِ ثَلَاثَةِ أَيام، يُقَالُ: أَبْصَرُ مِنْ زَرْقاء اليَمَامَةِ. واليَمَامَةُ: القَرْيَةُ الَّتِي قصَبتُها حَجْرٌ كَانَ اسمُها فِيمَا خَلَا جَوّاً، وَفِي الصِّحَاحِ: كَانَ اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت بِاسْمِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لِكَثْرَةِ مَا أُضيفَ إِليها، وَقِيلَ: جوُّ اليَمَامَة، والنِّسْبةُ إِلى اليمامةِ يَمَامِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرُ اليَمَامَةِ، وَهِيَ الصُّقْعُ الْمَعْرُوفُ شرْقيَّ الحِجاز، ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليَمَامَة، قَالَ: وإِنما سُمِّي اليَمَامَةَ بِاسْمِ امرأَة كَانَتْ فِيهِ تسْكُنه اسْمُهَا يَمَامَة صُلِبَت عَلَى بَابِهِ. وقولُ الْعَرَبِ: اجتَمعت اليَمَامَةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثُمَّ حُذف الْمُضَافُ فأُنِّث الفعلُ فَصَارَ اجتمَعت اليمامةُ، ثُمَّ أُعيد الْمَحْذُوفُ فأُقرَّ التأْنيث الَّذِي هُوَ الْفَرْعُ بِذَاتِهِ، فَقِيلَ: اجْتَمَعَتْ أَهلُ اليمامةِ. وَقَالُوا: هُوَ يَمَامَتي ويَمَامِي كأَمامي. ابْنُ بَرِّيٍّ: ويَمَامَةُ كلِّ شَيْءٍ قَطَنُه، يُقَالُ: الْحَقْ بيَمَامَتِك؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمَامَتِي، ... وأَلْيِنْ فِراشي، إِنْ كَبِرْتُ، ومَطعَمي يَنَمْ: اليَنَمَةُ: عُشبةٌ طَيِّبةٌ. واليَنَمَةُ: عشبةٌ إِذا رَعَتْها الماشيةُ كثُرَ رغوةُ أَلْبانها فِي قِلَّة. ابْنُ سِيدَهْ: اليَنَمَةُ نَبْتةٌ مِنْ أَحْرار الْبُقُولِ تَنْبت فِي السَّهل ودَكادِكِ الأَرض، لَهَا ورقٌ طِوالٌ لطافٌ محَدَّبُ الأَطرافِ، عَلَيْهِ وبَرٌ أَغْبَرُ كأَنه قِطَعَ الفِراءِ، وزَهْرَتُها مثلُ سُنْبلةِ الشَّعِيرِ وحبُّها صغيرٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اليَنَمةُ لَيْسَ لَهَا زهرٌ، وَفِيهَا حبٌّ كَثِيرٌ، يَسْمَن عَلَيْهَا الإِبلُ وَلَا تَغْزُرُ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: قَالَتِ اليَنَمَةُ أَنا اليَنَمه، أَغْبُقُ الصبيَّ بَعْدَ العَتَمه، وأَكُبُّ الثُّمالَ فَوْقَ الأَكَمَه؛ تَقُولُ: دَرِّي يُعَجّل لِلصَّبِيِّ وَذَلِكَ أَن الصَّبِيَّ لَا يَصْبر، وَالْجَمْعُ يَنَمٌ، قَالَ مُرَقِّش وَوَصَفَ ثورَ وَحْشٍ: بَاتَ بغَيْثٍ مُعْشِبٍ نبْتُه، ... مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُه واليَنَمْ وَيُقَالُ: يَنَمَةٌ خذْواء إِذا استَرْخى وَرَقُهَا عِنْدَ تَمَامِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَعْجَبَها أَكْلُ الْبَعِيرِ اليَنَمَهْ يُهِمُّ: اليَهْمَاءُ: مفازةٌ لَا مَاءَ فِيهَا وَلَا يُسْمع فِيهَا صوتٌ. وَقَالَ عُمارة: الفَلاة الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا وَلَا عَلَمَ فِيهَا وَلَا يُهتدَى لطُرُقِها؛ وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: كلُّ يَهْمَاء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَا، ... أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا وَيُقَالُ لَهَا هَيْماء. وليلٌ أَيْهَمُ: لَا نجُومَ فِيهِ. واليَهْمَاء: فلاةٌ مَلْساء لَيْسَ بِهَا نبتٌ. والأَيْهَمُ: البلدُ الَّذِي لَا عَلَم بِهِ. واليَهْمَاءُ: العَمْياء، سُمِّيَتْ بِهِ لِعَمَى مَن يَسْلُكها كَمَا قِيلَ للسَّيْلِ وَالْبَعِيرِ الْهَائِجِ

الأَيْهَمَانِ، لأَنهما يَتَجَرْثَمانِ كلَّ شَيْءٍ كتَجَرْثُم الأَعْمى، وَيُقَالُ لَهُمَا الأَعْمَيان. واليَهْمَاءُ: الَّتِي لَا مَرْتَع بِهَا، أَرضٌ يَهْمَاء. واليَهْمَاءُ: الأَرضُ الَّتِي لَا أَثر فِيهَا وَلَا طَرِيقَ وَلَا عَلَمَ، وَقِيلَ هِيَ الأَرض الَّتِي لَا يُهتَدى فِيهَا لطريقٍ، وَهِيَ أَكثر اسْتِعْمَالًا مِنَ الهَيْماء، وَلَيْسَ لَهَا مذَكَّر مِنْ نَوْعِهَا. وَقَدْ حَكَى ابْنُ جِنِّي: بَرٌّ أَيْهَمُ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَلَهَا مُذكَّر. والأَيْهَمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْجَرِيءُ الَّذِي لَا يُستطاعُ دَفْعُه. وَفِي التَّهْذِيبِ: الشجاعُ الَّذِي لَا يَنْحاشُ لِشَيْءٍ، وَقِيلَ: الأَيْهَمُ الَّذِي لَا يَعي شَيْئًا وَلَا يحفظُه، وَقِيلَ: هُوَ الثَّبْتُ العِناد جَهْلًا لَا يَزِيغُ إِلى حجّةٍ وَلَا يَتَّهِمُ رأْيَه إِعجاباً. والأَيْهَمُ: الأَصَمُّ، وَقِيلَ: الأَعْمى. الأَزهري: والأَيْهَمُ مِنَ النَّاسِ الأَصمُّ الَّذِي لَا يَسمع، بيِّنُ اليَهَمِ؛ وأَنشد: كأَني أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَمَا وسَنَةٌ يَهْمَاء: ذَاتُ جُدوبةٍ. وسِنون يُهْمٌ: لَا كلأَ فِيهَا وَلَا ماءَ وَلَا شَجَرَ. أَبو زَيْدٍ: سَنةٌ يَهْمَاءُ شديدةٌ عَسِرَةٌ لَا فَرَحَ فِيهَا. والأَيْهَمُ: المُصابُ فِي عَقْلِهِ. والأَيْهَمُ: الرجلُ الَّذِي لَا عقلَ لَهُ وَلَا فَهْمَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِلَّا تَضالِيلُ الفُؤادِ الأَيْهَمِ أَراد الأَهْيم فَقَلَبَهُ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: كأَنما تَغْريدُه بَعْدَ العَتَمْ ... مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ، أَوحادٍ نَهَمْ أَو راجزٌ فِيهِ لَجاجٌ ويَهَمْ أَي لَا يَعْقِل. والأَيْهَمانِ عِنْدَ أَهل الحَضَر: السيلُ والحريقُ، وَعِنْدَ الأَعراب: الحريقُ والجملُ الهائجُ، لأَنه إِذا هاجَ لَمْ يُستَطَعْ دَفْعُه بِمَنْزِلَةِ الأَيهَمِ مِنَ الرِّجَالِ وإِنما سُمِّيَ أَيْهَمَ لأَنه ليسَ مِمَّا يُسْتطاعُ دَفْعُه، وَلَا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَب، وَلِهَذَا قِيلَ لِلْفَلَاةِ الَّتِي لَا يُهْتَدَى بِهَا لِلطَّرِيقِ: يَهْمَاء، والبَرُّ أَيْهَم؛ قَالَ الأَعشى: ويَهْمَاء بِاللَّيْلِ عَطْشَى الفَلاةِ، ... يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيّادِها قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَيْسَ أَيْهَم ويَهْمَاء كأَدْهَم ودَهْماء لأَمْرَين: أَحدهما أَن الأَيْهَمَ الجملُ الهائجُ أَو السيلُ واليَهْمَاءُ الْفَلَاةُ، وَالْآخِرُ: أَن أَيْهَم لَوْ كَانَ مُذَكَّرَ يَهْماء لَوَجَبَ أَن يأْتي فِيهِمَا يُهْمٌ مِثْلَ دُهْمٍ وَلَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ، فعُلم لِذَلِكَ أَن هَذَا تَلاقٍ بَيْنَ اللَّفْظِ، وأَن أَيْهَم لَا مؤنَّث لَهُ، وأَن يَهْمَاء لَا مذكَّر لَهُ. والأَيْهَمانِ عِنْدَ أَهل الأَمْصارِ: السيلُ والحَريقُ لأَنه لَا يُهْتَدى فِيهِمَا كَيْفَ العملُ كَمَا لَا يُهْتَدى فِي اليَهْمَاءِ، والسَّيلُ والجملُ الهائجُ الصَّؤُولُ يُتعوَّذُ مِنْهُمَا، وهُما الأَعْمَيانِ، يُقَالُ: نَعُوذ بِاللَّهِ مِنَ الأَيْهَمَيْنِ، وَهُمَا البعيرُ المُغْتَلِم الهائجُ والسيلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتعوَّذُ مِنَ الأَيْهَمَيْنِ ، قَالَ: وَهُمَا السيلُ وَالْحَرِيقُ. أَبو زَيْدٍ: أَنت أَشدُّ وأَشجعُ مِنَ الأَيْهَمَيْنِ، وَهُمَا الجملُ والسَّيْلُ، وَلَا يُقَالُ لأَحدِهما أَيْهَم. والأَيْهَمُ: الشامخُ مِنَ الجبالِ. والأَيْهَمُ مِنَ الْجِبَالِ: الصَّعْبُ الطويلُ الَّذِي لَا يُرْتَقَى، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ. وأَيْهَم: اسمٌ. وجبلةُ بْنُ الأَيْهم: آخرُ مُلُوكِ غسّان. يَوْم: اليَوْمُ: معروفٌ مِقدارُه مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلى غُرُوبِهَا، وَالْجَمْعُ أَيَّامٌ، لَا يكسَّر إِلا عَلَى ذَلِكَ، وأَصله أَيْوامٌ فأُدْغم وَلَمْ يَسْتَعْمِلُوا فِيهِ جمعَ الْكَثْرَةِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ؛ الْمَعْنَى ذكِّرْهم بِنِعَمِ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ فِيهَا عَلَيْهِمْ وبِنِقَمِ اللَّهِ

الَّتِي انْتَقَم فِيهَا مِنْ نوحٍ وعادٍ وثمودَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ خَوِّفْهم بِمَا نزلَ بعادٍ وَثَمُودَ وغيرِهم مِنَ الْعَذَابِ وَبِالْعَفْوِ عَنْ آخَرِينَ، وَهُوَ فِي الْمَعْنَى كَقَوْلِكَ: خُذْهُم بِالشِّدَّةِ واللِّين. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ، قَالَ: نِعَمَه، وَرَوِي عَنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ، قَالَ: أَيَّامُه نِعَمُه ؛ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِهِمْ: يَوْماهُ: يَوْمُ نَدىً، ويَوْمُ طِعان ويَوْمَاه: يَوْم نُعْمٍ ويَوْمُ بُؤْسٍ، فاليَوْمُ هاهنا بِمَعْنَى الدَّهْر أَي هُوَ دَهْرَه كَذَلِكَ. والأَيَّام فِي أَصلِ البِناء أَيْوامٌ، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ إِذا وَجَدُوا فِي كَلِمَةٍ يَاءً وَوَاوًا فِي مَوْضِعٍ. والأُولى مِنْهُمَا ساكنةٌ، أَدْغَموا إِحداهما فِي الأُخرى وَجَعَلُوا الْيَاءَ هِيَ الغالبةَ، كَانَتْ قبلَ الْوَاوِ أَو بعدَها، إِلَّا فِي كلماتٍ شَواذَّ تُرْوَى مِثْلَ الفُتُوّة والهُوّة. وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ وسُئل عَنْ أَيَّامٍ: لمَ ذهبَتِ الواوُ؟ فأَجاب: أَن كُلَّ ياءٍ وواوٍ سبقَ أَحدُهما الآخرَ بسكونٍ فإِن الْوَاوَ تَصِيرُ يَاءً فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، وتُدْغَم إِحداهما فِي الأُخرى، مِنْ ذَلِكَ أَيَّامٌ أَصلها أَيْوامٌ، ومثلُها سيّدٌ وَمَيِّتٌ، الأَصلُ سَيْوِدٌ ومَيْوِت، فَأَكْثَرُ الْكَلَامِ عَلَى هَذَا إِلا حَرْفَيْنِ صَيْوِب وحَيْوة، وَلَوْ أَعلُّوهما لَقَالُوا صَيِّب وَحَيَّةٌ، وأَما الواوُ إِذا سبَقت فقولُك لَوَيْتُه لَيّاً وشَوَيْتُه شَيّاً، والأَصل شَوْياً ولَوْياً. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ اليَوْم اليَوْم، فَقَالَ: يُرِيدُونَ اليَوْم اليَوِمَ، ثُمَّ خَفَّفُوا الْوَاوَ فَقَالُوا اليَوْم اليَوْم، وَقَالُوا: أَنا اليَوْمَ أَفعلُ كَذَا، لَا يُرِيدُونَ يَوْمًا بِعَيْنِهِ وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ الوقتَ الحاضرَ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أَي فَرَضْتُ مَا تَحْتَاجُونَ إِليه فِي دِينِكم، وَذَلِكَ حسَنٌ جَائِزٌ، فأَما أَن يكونَ دِينُ اللَّهِ فِي وقتٍ مِنَ الأَوقات غيرَ كَامِلٍ فَلَا. وَقَالُوا: اليَوْمُ يَوْمُك، يُرِيدُونَ التشنيعَ وَتَعْظِيمَ الأَمر. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: السَّائِبَةُ والصدَقةُ ليَوْمِهما أَي ليومِ الْقِيَامَةِ، يَعْنِي يُراد بِهِمَا ثوابُ ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ المَلِك: قَالَ لِلْحَجَّاجِ سِرْ إِلى العِراق غِرارَ النَّوْمِ طَوِيلَ اليَوْم ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ جَدَّ فِي عَملِه يومَه، وَقَدْ يُرادُ بِالْيَوْمِ الوقتُ مُطْلَقًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تِلْكَ أَيَّامُ الهَرْج أَي وقتُه، وَلَا يَخْتَصُّ بالنهارِ دُونَ اللَّيْلِ. واليَوْمُ الأَيْوَمُ: آخرُ يَوْمٍ فِي الشَّهْرِ. ويَوْمٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَن الْقِيَاسَ لَا يوجبُ قَلْبَ الياءِ وَاوًا، كلُّه: طويلٌ شديدٌ هائلٌ. ويومٌ ذُو أَيَاوِيمَ كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ: مَرْوانُ يَا مَرْوانُ لليومِ اليَمِي وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي: مَرْوَانُ مَرْوَانُ أَخُو الْيَوْمِ اليَمِي وَقَالَ: أَراد أَخو اليومِ السهْلِ اليومُ الصعبُ، فَقَالَ: يومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ كأَشْعَث وشَعِث، فقُلب فَصَارَ يَمِو، فَانْقَلَبَتِ العينُ لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا طرَفاً، ووجهٌ آخَرُ أَنه أَراد أَخو اليَوْمِ اليَوْمُ كَمَا يُقَالُ عِنْدَ الشِّدَّةِ والأَمرِ الْعَظِيمِ اليَوْمُ اليَوْمُ، فقُلب فَصَارَ اليَمْو ثُمَّ نقلَه مِنْ فَعْل إِلى فَعِل كَمَا أَنشده أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِ: عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدا، ... مُذْ خَمْسة وخَمِسون عدَدا يُرِيدُ خَمْسون، فَلَمَّا انكسرَ مَا قَبْلَ الْوَاوِ قُلِبَتْ يَاءً فَصَارَ اليَمِي؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَيَجُوزُ فِيهِ عِنْدِي وَجْهٌ

ثَالِثٌ لَمْ يُقَلْ بِهِ، وَهُوَ أَن يَكُونَ أَصله عَلَى مَا قِيلَ فِي الْمَذْهَبِ الثَّانِي أَخُو اليَوْم اليَوْم ثُمَّ قَلَبَ فَصَارَ اليَمْوُ، ثُمَّ نُقِلَتِ الضمّةُ إِلى الْمِيمِ عَلَى حَدِّ قَوْلِكَ هَذَا بَكُر، فَصَارَ اليَمُو، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْوَاوُ طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ فِي الِاسْمِ أَبدلوا مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً، ثُمَّ مِنَ الْوَاوِ يَاءً فَصَارَتِ اليَمِي كأَحْقٍ وأَدْلٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ فَعِلٌ أَي الشَّدِيدِ؛ وَقِيلَ: أَراد اليَوْم اليَوْم كَقَوْلِهِ: إِنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا فاليَمِي، عَلَى الْقَوْلِ الأَول، نعتٌ، وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي اسمٌ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَكِلَاهُمَا مَقْلُوبٌ، وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنِ الشِّدَّةِ باليَوْم، يُقَالُ يومٌ أَيْوَم، كَمَا يُقَالُ لَيْلة ليلاءُ، قَالَ أَبو الأَخزر الْحِمَّانِيُّ: نِعْمَ أَخو الهَيْجاءِ فِي اليومِ اليَمِي، ... ليَوْمِ رَوْعٍ أَو فَعالِ مُكْرمِ هُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، أَخَّر الواوَ وقدَّمَ الميمَ، ثُمَّ قُلِبَتِ الواوُ يَاءً حَيْثُ صَارَتْ طرَفاً كَمَا قَالُوا أَدْلٍ فِي جَمْعِ دَلْوٍ. واليَوْمُ: الكوْنُ. يُقَالُ: نِعْمَ الأَخُ فلانٌ فِي اليَوْم إِذا نزلَ بِنَا أَي فِي الْكَائِنَةِ مِنَ الكوْنِ إِذا حدَثتْ، وأَنشد: نِعْمَ أَخو الْهَيْجَاءِ فِي اليَوْم اليَمِي قَالَ: أَراد أَن يشتقَّ مِنَ الِاسْمِ نَعْتًا فَكَانَ حدُّه أَن يَقُولَ فِي اليَوْم اليَوْم فقلَبه، كَمَا قَالُوا القِسيّ والأَيْنُق، وَتَقُولُ الْعَرَبُ لليومِ الشديدِ: يومٌ ذُو أَيّامٍ ويومٌ ذُو أَيايِيمَ، لطولِ شرِّه عَلَى أَهله. الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ، أَي مِنْ أَوَّل الأَيّام، كَمَا تَقُولُ لَقِيتُ كلَّ رجلٍ تُريد كلَّ الرِّجَالِ. ويَاوَمْتُ الرجلَ مُيَاوَمَةً ويِوَاماً أَي عاملتُه أَو استأْجَرْته اليومَ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وعاملتُه مُيَاوَمَةً: كَمَا تَقُولُ مُشاهرةً، ولقيتُه يَوْمَ يَوْمَ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيه، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُه إِلا فِي حَدِّ الْحَالِ أَو الظَّرْفِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعَرَبُ تَقُولُ الأَيَّام فِي مَعْنَى الْوَقَائِعِ، يُقَالُ: هُوَ عالمٌ بأَيَّام الْعَرَبِ، يُرِيدُ وقائعَها، وأَنشد: وقائعُ فِي مُضَرٍ تِسْعةٌ، ... وَفِي وائلٍ كانتِ العاشِرهْ فَقَالَ: تِسْعة وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ تِسْع لأَن الوَقيعة أُنثى، وَلَكِنَّهُ ذَهَبَ إِلى الأَيّام. وَقَالَ شَمِرٌ: جَاءَتِ الأَيَّام بِمَعْنَى الْوَقَائِعِ والنِّعم. وَقَالَ: إِنما خصُّوا الأَيّام دُونَ ذِكْرِ اللَّيَالِي فِي الْوَقَائِعِ لأَنَّ حُروبهم كَانَتْ نَهَارًا، وإِذا كَانَتْ لَيْلًا ذكرُوها كَقَوْلِهِ: ليَلة العُرْقوبِ، حَتَّى غامرَتْ ... جَعْفَر يُدْعى ورَهْط ابْنِ شَكَل وأَما قَوْلُ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: وأَيَّام لَنَا غُرّ طِوال فإِنه يُرِيدُ أَيّامَ الْوَقَائِعِ الَّتِي نُصِروا فِيهَا عَلَى أَعدائهم، وَقَوْلُهُ: شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْواه لَهَا ... رَكِبَتْ عَنْزُ بِحِدْجٍ جَمَلا أَراد شَرَّ أَيّام دَهْرِها، كأَنه قَالَ: شَرّ يَوْمَيْ دَهْرِها الشَّرَّيْنِ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ إِن فِي الشَّرِّ خِياراً، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتُ مَعَ بَقِيَّةِ الأَبيات وقصةُ عَنْز

مُسْتَوْفاة فِي مَوْضِعِهَا. ويامٌ وخارفٌ: قَبِيلَتَانِ مِنَ الْيَمَنِ. ويامٌ: حَيٌّ مِنْ هَمْدانَ. ويامٌ: اسمُ ولدِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذِي غَرِق بالطُّوفانِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَلفه بِالْوَاوِ لأَنها عَيْنٌ مَعَ وجود «ي وم».

ن

الجزء الثالث عشر ن حرف النون ن: النونُ مِنَ الْحُرُوفِ المَجْهورةِ، وَمِنَ الحُروف الذُّلقْ، والراءُ واللامُ وَالنُّونُ فِي حَيِّز واحد. فصل الألف أبن: أَبَنَ الرجلَ يأْبُنُه ويأْبِنُه أَبْناً: اتَّهمَه وعابَه، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَبَنْتُه بخَير وبشرٍّ آبُنُه وآبِنُه أَبْناً، وَهُوَ مأْبون بِخَيْرٍ أَو بشرٍّ؛ فَإِذَا أَضرَبْت عَنِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ قُلْتَ: هُوَ مأْبُونٌ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الشَّرُّ، وَكَذَلِكَ ظَنَّه يظُنُّه. اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلَانٌ يُؤْبَنُ بِخَيْرٍ وبشَرّ أَي يُزَنُّ بِهِ، فَهُوَ مأْبونٌ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ فُلَانٌ يُؤْبَنُ بِخَيْرٍ ويُؤْبَنُ بِشَرٍّ، فَإِذَا قُلْتَ يُؤْبَنُ مُجَرَّداً فَهُوَ فِي الشَّرِّ لَا غيرُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي هَالَةَ فِي صِفَةِ مَجْلِسِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مجلِسُه مجلسُ حِلْمٍ وحيَاءٍ لَا تُرْفَعُ فِيهِ الأَصْواتُ وَلَا تُؤْبَنُ فِيهِ الحُرَمُ أَي لَا تُذْكَر فِيهِ النساءُ بقَبيح، ويُصانُ مجلسُه عَنِ الرَّفَث وَمَا يَقْبُحُ ذِكْرُه. يُقَالُ: أَبَنْتُ الرجلَ آبُنُه إِذَا رَمَيْتَه بِخَلَّةِ سَوْء، فَهُوَ مأْبُونٌ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الأُبَن، وَهِيَ العُقَدُ تكونُ فِي القِسيّ تُفْسِدُها وتُعابُ بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: أَبَنَه بشرٍّ يَأْبُنُه ويأْبِنه اتَّهَمَه بِهِ. وفلانٌ يُؤْبَنُ بِكَذَا أَيْ يُذْكَرُ بِقَبِيحٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنِ الشِّعْر إِذَا أُبِنَتْ فِيهِ النساءُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَبَنْتُ الرجلَ بِكَذَا وَكَذَا إِذَا أَزْنَنْته بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَبَنْتُ الرجلَ آبِنُه وآبُنُه إِذَا رَمَيْتَه بِقَبِيحٍ وقَذَفْتَه بِسُوءٍ، فَهُوَ مأْبُونٌ، وَقَوْلُهُ: لَا تُؤْبَنُ فِيهِ الحُرَمُ أَي لَا تُرْمى بسُوء وَلَا تُعابُ وَلَا يُذْكَرُ مِنْهَا القبيحُ وَمَا لَا يَنْبَغي مِمَّا يُسْتَحى مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الإِفْك: أَشِيروا عليَّ فِي أُناسٍ أَبَنُوا أَهْلي أَي اتَّهَموها. والأَبْنُ: التهمَةُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرداء: إِنْ نُؤْبَنْ بِمَا لَيْسَ فِينَا فرُبَّما زُكِّينا بِمَا لَيْسَ فِينَا ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سَعِيدٍ: مَا كُنَّا نأْبِنُه بِرُقْية أَي مَا كُنَّا نَعْلم أَنه يَرْقي فنَعيبَه بِذَلِكَ: وَفِي حَدِيثِ أَبي ذرٍّ: أَنه دَخَل عَلَى عُثْمان بْنِ عَفَّانَ فَمَا سَبَّه وَلَا أَبَنه أَي مَا عابَه، وَقِيلَ: هُوَ أَنَّبه، بِتَقْدِيمِ النُّونِ عَلَى الْبَاءِ، مِنَ التأْنيب اللَّومِ والتَّوبيخ.

وأَبَّنَ الرجلَ: كأَبَنَه. وآبَنَ الرجلَ وأَبَّنَه، كِلَاهُمَا: عابَه فِي وَجْهِهِ وعَيَّره. والأُبْنة، بِالضَّمِّ: العُقْدة فِي العُود أَو فِي العَصا، وجمْعُها أُبَنٌ؛ قَالَ الأَعشى: قَضيبَ سَرَاءٍ كَثِيرَ الأُبَنْ «2» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ أَيضاً مَخْرَج الغُصْن فِي القَوْس. والأُبْنة: العَيْبُ فِي الخَشَب والعُود، وأَصلُه مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: لَيْسَ فِي حَسَبِ فلانٍ أُبْنةٌ، كَقَوْلِكَ: لَيْسَ فِيهِ وَصْمةٌ. والأُبْنةُ: العَيْبُ فِي الْكَلَامِ، وَقَدْ تَقدَّم قولُ خالِد بْنِ صَفْوانَ فِي الأُبْنة والوَصْمة؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: وامْدَحْ بِلالًا غَيْرَ مَا مُؤَبَّنِ، ... ترَاهُ كَالْبَازِي انْتَمَى للْمَوْكِنِ انْتَمى: تَعَلَّى. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُؤَبَّنٌ مَعيبٌ، وخالَفَه غَيْرُهُ، وَقِيلَ: غَيْرُ هالكٍ أَي غَيْرُ مَبْكيٍّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: قُوما تجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ، ... «3» وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ، ومِدْرهَ الكَتيبةِ الرَّداحِ . وَقِيلَ للمَجْبوس: مأْبونٌ لأَنه يُزَنُّ بِالْعَيْبِ الْقَبِيحِ، وكأَنَّ أَصلَه مِنْ أُبْنة العَصا لأَنها عيبٌ فِيهَا. وأُبْنة البعيرِ: غَلْصَمتُه؛ قَالَ ذُو الرُّمّة يَصِفُ عَيْراً وسَحيلَه: تُغَنِّيه مِنْ بَيْنِ الصَّبيَّيْن أُبْنةٌ ... نَهُومٌ، إِذَا مَا ارتَدَّ فِيهَا سَحِيلُها . تُغَنِّيه يَعْنِي العَيْر مِنْ بَيْنِ الصَّبيَّيْن، وَهُمَا طرَفا اللَّحْي. والأُبْنةُ: العُقْدةُ، وَعَنَى بِهَا هَاهُنَا الغَلْصمة، والنَّهُومُ: الَّذِي يَنْحِطُ أَي يَزْفر، يُقَالُ: نَهَمَ ونأَم فِيهَا فِي الأُبنة، والسَّحِيلُ: الصَّوْتُ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُبَنٌ أَي عداواتٌ. وإبَّانُ كلِّ شَيْءٍ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: وقْتُه وحِينُه الَّذِي يَكُونُ فِيهِ. يُقَالُ: جِئْتُه عَلَى إبَّانِ ذَلِكَ أَي عَلَى زَمَنِهِ. وأَخَذَ الشيءَ بإبَّانِهِ أَي بِزَمَانِهِ، وَقِيلَ: بأَوَّله. يُقَالُ: أَتانا فلانٌ إبَّانَ الرُّطبِ، وإبّانَ اخْتِرافِ الثِّمار، وإبّانَ الحرِّ وَالْبَرْدِ أَي أَتانا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَيُقَالُ: كُلُّ الْفَوَاكِهِ فِي إبّانِها أَي فِي وَقْتها؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَيَّان تقْضي حَاجَتِي أَيّانا، ... أَما تَرى لِنُجْحها إِبَّانَا؟ وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: هَذَا إبّانُ نُجُومِهِ أَي وَقْتُ ظُهُورِهِ، وَالنُّونُ أَصلية فَيَكُونُ فِعَّالًا، وَقِيلَ: هِيَ زَائِدَةٌ، وَهُوَ فِعْلانُ مِنْ أَبَّ الشيءُ إِذَا تهَيَّأَ للذَّهاب، وَمِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِمْ يَا لَلْعجَب أَي يَا عَجَبُ تعالَ فإِنه مِنْ إبّانِكَ وأَحْيانِك. وأَبَّنَ الرجلَ تأْبيناً وأَبَّله: مَدَحه بَعْدَ مَوْتِهِ وَبَكَاهُ؛ قَالَ مُتمِّم بْنُ نُوَيرة: لعَمري وَمَا دَهري بتأْبين هالكٍ، ... وَلَا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فأَوْجعَا . وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ إِذَا ذكَرْتَه بَعْدَ مَوْتِهِ بِخَيْرٍ؛ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ. وَقَالَ شَمِرٌ: التَّأْبينُ الثَّناءُ عَلَى الرَّجُلِ فِي الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مدْحاً للحَيّ، وَهُوَ قَوْلُ الرَّاعِي: فرَفَّعَ أَصحابي المَطِيَّ وأَبَّنُوا ... هُنَيْدَة، فاشتاقَ العُيونُ اللَّوامِح.

_ (2). قوله [كثير الأُبَن] في التكملة ما نصه: والرواية قليل الأُبَن، وهو الصواب لأَن كثرة الأُبن عيب، وصدر البيت: سَلَاجِمُ كَالنَّحْلِ أَنْحَى لَهَا. (3). قوله [قوما تجوبان إلخ] هكذا في الأَصل، وتقدم في مادة نوح: تنوحان.

قَالَ: مَدحَها فاشْتاقوا أَن يَنْظروا إِلَيْهَا فأَسْرعوا السيرَ إِلَيْهَا شَوْقاً مِنْهُمْ أَن يَنْظُرُوا مِنْهَا. وأَبَنْتُ الشَّيْءَ: رَقَبْتُه؛ وَقَالَ أَوسٌ يَصِفُ الحمار: يقولُ له الراؤُونَ: هذاكَ راكِبٌ ... يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ علياءَ واقِفُ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: رَوَى ابنُ الأَعرابي يُوَبِّر، قَالَ: وَمَعْنَى يُوَبِّر شَخْصًا أَي يَنْظُرُ إِلَيْهِ ليَسْتَبينَه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَيُوَبِّرُ أَثراً إِذَا اقتَصَّه، وَقِيلَ لِمَادِحِ الْمَيِّتِ مُؤَبِّنٌ لاتِّباعه آثَارَ فِعَالِهِ وَصَنَائِعِهِ. والتَّأْبينُ: اقتِفار الأَثر. الْجَوْهَرِيُّ: التأْبينُ أَن تقْفو أَثَرَ الشَّيْءِ. وأَبَّنَ الأَثر: وَهُوَ أَن يَقْتَفِره فَلَا يَضِح لَهُ وَلَا ينفَلِت مِنْهُ. والتأْبين: أَن يُفْصَدَ العِرْقُ ويُؤْخَذ دَمُه فيُشوى ويُؤكل؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ الأَعرابي: الأَبِنُ، غَيْرُ مَمْدُودِ الأَلف عَلَى فَعِلٍ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، الْغَلِيظُ الثَّخين. وأَبَنُ الأَرض: نبتٌ يخرُج في رؤُوس الإِكام، لَهُ أَصل وَلَا يَطول، وكأَنه شَعَر يُؤْكل وَهُوَ سَرِيعُ الخُروج سَرِيعُ الهَيْج؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَبانانِ: جَبَلَانِ فِي الْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: هُمَا جَبَلان أَحدهما أَسود وَالْآخَرُ أَبْيض، فالأَبيَض لِبَنِي أَسد، والأَسود لَبَنِي فَزارة، بَيْنَهُمَا نهرٌ يُقَالُ لَهُ الرُّمَةُ، بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ، وَبَيْنَهُمَا نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَميال وَهُوَ اسْمُ عَلَمٍ لَهُمَا؛ قَالَ بِشْر يَصِفُ الظَّعَائِنَ: يَؤُمُّ بِهَا الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ، ... وَفِيهَا عَنْ أَبانَيْنِ ازْوِرارُ وَإِنَّمَا قِيلَ: أَبانانِ وأَبانٌ أَحدهما، وَالْآخَرُ مُتالِعٌ، كَمَا يُقَالُ القَمَران؛ قَالَ لَبِيدٌ: دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ وأَبانِ، ... فتقادَمَتْ بالحِبْسِ فالسُّوبانِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وأَما قَوْلُهُمْ للجبَلين المُتقابلين أَبانانِ، فإنَّ أَبانانِ اسْمُ عَلَمٍ لَهُمَا بِمَنْزِلَةِ زيدٍ وَخَالِدٍ، قَالَ: فَإِنْ قُلْتَ كَيْفَ جَازَ أَن يَكُونَ بَعْضُ التَّثْنِيَةِ عَلَمًا وَإِنَّمَا عامَّتُها نَكِرَاتٌ؟ أَلا تَرَى أَن رجُلين وغُلامَين كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَكِرَةٌ غَيْرُ عَلَمٍ فَمَا بَالُ أَبانَين صَارَا عَلَمًا؟ وَالْجَوَابُ: أَن زَيْدَيْنِ لَيْسَا فِي كُلِّ وَقْتٍ مُصْطحِبَين مُقْتَرِنَيْنِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُجامِع صاحبَه ويُفارِقه، فَلَمَّا اصطحَبا مَرَّةً وَافْتَرَقَا أُخرى لَمْ يُمْكِن أَن يُخَصَّا باسمٍ عَلَمٍ يُفيدُهما مِنْ غيرِهما، لأَنهما شَيْئَانِ، كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بائنٌ مِنْ صاحِبه، وأَما أَبانانِ فجبَلان مُتقابلان لَا يُفارق واحدٌ مِنْهُمَا صاحبَه، فجَرَيا لاتِّصال بعضِهما بِبَعْضِ مَجْرى المسمَّى الْوَاحِدِ نَحْوَ بَكْرٍ وقاسِمٍ، فَكَمَا خُصَّ كلُّ واحدٍ مِنَ الأَعلام بِاسْمٍ يُفيدُه مِنْ أُمَّتِه، كَذَلِكَ خُصَّ هَذَانِ الجَبَلان بِاسْمٍ يُفيدهما مِنْ سَائِرِ الْجِبِالِ، لأَنهما قَدْ جَرَيا مَجْرَى الْجَبَلِ الْوَاحِدِ، فَكَمَا أَن ثَبيراً ويَذْبُل لمَّا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَبَلًا وَاحِدًا مُتَّصِلَةً أَجزاؤُه خُصَّ بِاسْمٍ لَا يُشارَك فِيهِ، فَكَذَلِكَ أَبانانِ لمَّا لَمْ يَفْتَرِقْ بَعْضُهُمَا مِنْ بَعْضٍ كَانَا لِذَلِكَ كالجَبَل الْوَاحِدِ، خُصّا باسمٍ عَلَمٍ كَمَا خُصَّ يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشمَامِ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا بَاسِمِ عَلَمٍ؛ قَالَ مُهَلهِل: أَنْكَحَها فَقْدُها الأَراقِمَ فِي ... جَنْبٍ، وَكَانَ الخِباءُ مِنْ أَدَمِ لَوْ بأَبانَيْنِ جَاءَ يَخْطُبها ... رُمِّلَ، مَا أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ هَذَانِ أَبانان حَسَنَينِ، تَنْصِب النعتَ لأَنه نَكِرَةٌ وُصِفَتْ بِهِ مَعْرِفَةٌ، لأَن الأَماكن لَا تزولُ فَصَارَا كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، وخالَف الحيوانَ، إِذَا قُلْتَ هَذَانِ زَيْدَانِ حسَنان، تَرْفَعُ النَّعْتَ هَاهُنَا لأَنه

نكرةٌ وُصِفت بِهَا نَكِرَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ تَنْصِبُ النَّعْتَ لأَنه نَكِرَةٌ وُصِفَتْ بِهِ مَعْرِفَةٌ، قَالَ: يَعْنِي بِالْوَصْفِ هُنَا الْحَالَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا فَرَّقُوا بَيْنَ أَبانَين وعَرَفاتٍ وَبَيْنَ زَيدَينِ وزَيدين مِنْ قِبَل أَنهم لَمْ يَجْعَلُوا التَّثْنِيَةَ وَالْجَمْعَ عَلَمًا لرجُلينِ وَلَا لرِجال بأَعيانِهم، وَجَعَلُوا الِاسْمَ الْوَاحِدَ علَماً لِشَيْءٍ بِعَيْنِهِ، كأَنهم قَالُوا إِذَا قُلْنَا ائْتِ بزَيْدٍ إِنَّمَا نُرِيدُ هَاتِ هَذَا الشَّخْصَ الَّذِي يسيرُ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَقُولُوا إِذَا قُلْنَا جَاءَ زيدانِ فَإِنَّمَا نَعْنِي شَخْصَيْنِ بأَعيانهما قَدْ عُرِفا قَبْلَ ذَلِكَ وأُثْبِتا، وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا إِذَا قُلْنَا جَاءَ زَيْدُ بْنُ فُلَانٍ وزيدُ بْنُ فلانٍ فَإِنَّمَا نَعْنِي شَيْئَيْنِ بأَعيانهما، فكأَنهم قَالُوا إِذَا قُلْنَا ائتِ أَبانَيْنِ فَإِنَّمَا نَعْنِي هذينِ الجبلَينِ بأَعيانهما اللَّذَيْنِ يَسِيرُ إِلَيْهِمَا، أَلا تَرَى أَنهم لَمْ يَقُولُوا امْرُرْ بأَبانِ كَذَا وأَبانِ كَذَا؟ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا لأَنهم جَعَلُوا أَبانَيْنِ اسْمًا لَهُمَا يُعْرَفانِ بِهِ بأَعيانهما، وَلَيْسَ هَذَا فِي الأَناسيِّ وَلَا فِي الدَّوَابِّ، إِنَّمَا يَكُونُ هَذَا فِي الأَماكنِ وَالْجِبِالِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ، مِنْ قِبَل أَنّ الأَماكِنَ لَا تَزُولُ فيصيرُ كُلُّ واحدٍ مِنَ الجبلَينِ دَاخِلًا عِنْدَهُمْ فِي مِثْلِ مَا دَخَلَ فِيهِ صاحبُه مِنَ الْحَالِ والثَّباتِ والخِصبِ والقَحْطِ، وَلَا يُشارُ إِلَى واحدٍ مِنْهُمَا بتعريفٍ دُونَ الْآخَرِ فَصَارَا كَالْوَاحِدِ الَّذِي لَا يُزايِله مِنْهُ شيءٌ حَيْثُ كَانَ فِي الأَناسيّ وَالدَّوَابِّ والإِنسانانِ وَالدَّابَّتَانِ لَا يَثْبُتانِ أَبداً، يزولانِ وَيَتَصَرَّفَانِ ويُشارُ إِلَى أَحدِهما والآخرُ عَنْهُ غائبٌ، وَقَدْ يُفرَد فَيُقَالُ أَبانٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَأَنَّ أَباناً، فِي أَفانِينِ وَدْقِه، ... كبيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزَمَّلِ «1» . وأَبانٌ: اسْمُ رجلٍ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مِنْ كَذَا وَكَذَا إِلَى عَدَنِ أَبْيَنَ ، أَبْيَنُ بِوَزْنِ أَحْمر، قريةٌ عَلَى جَانِبِ الْبَحْرِ ناحيةَ الْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ اسمُ مَدِينَةِ عدَن. وَفِي حَدِيثِ أُسامة: قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَرسَله إِلَى الرُّوم: أَغِرْ عَلَى أُبْنَى صَبَاحًا ؛ هِيَ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ، اسمُ موضعٍ مِنْ فِلَسْطينَ بَيْنَ عَسْقَلانَ والرَّمْلة، وَيُقَالُ لَهَا يُبْنَى، بِالْيَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. أتن: الأَتانُ: الحِمارةُ، وَالْجَمْعُ آتُنٌ مِثْلُ عَناقٍ وأَعْنُقٍ وأُتْنٌ وأُتُنٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَمَا أُبَيِّنُ منهمُ، غيرَ أَنَّهمُ ... هُمُ الَّذِينَ غَذَتْ مِنْ خَلْفِها الأُتُنُ وَإِنَّمَا قَالَ غَذَت مِنْ خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إِنَّمَا يَرْضَع مِنْ خَلْف. والمَأْتوناءُ: الأُتُنُ اسمٌ لِلْجَمْعِ مِثْلَ المَعْيوراء. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جئتُ عَلَى حمارٍ أَتانٍ ؛ الحمارُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، والأَتانُ والحِمارةُ الأُنثى خَاصَّةً، وَإِنَّمَا اسْتَدْرَكَ الحمارَ بالأَتانِ ليُعلَم أَن الأُنثَى مِنَ الحُمُرِ لَا تَقْطَعُ الصَّلَاةَ، فَكَذَلِكَ لَا تقطعُها المرأَة، وَلَا يُقَالُ فِيهَا أَتانة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ واسْتَأْتَنَ الرجلُ اشْتَرى أَتاناً واتَّخَذَها لِنَفْسِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: بَسَأْتَ، يَا عَمْرُو، بأَمرٍ مؤتِنِ ... واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِنِ واسْتَأْتَنَ الحمارُ: صارَ أَتاناً. وَقَوْلُهُمْ: كَانَ حِمَارًا فاسْتَأْتَنَ أَي صارَ أَتاناً؛ يَضْرِبُ لِلرَّجُلِ يَهُون بَعْدَ العِزِّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَتان قاعدةُ الفَوْدَجِ، قَالَ أَبو وَهْبٍ «2».: الحَمَائِرُ هِيَ القواعدُ والأُتن، الواحدةُ حِمارةٌ وأَتانٌ. والأَتانُ: المرأَةُ الرَّعناء، على التشبيه

_ (1). في رواية أخرى: كأنّ كبيراً، بدل أباناً (2). قوله [قال أبو وهب] كذا في الأَصل والتهذيب. وفي الصاغاني: أبو مرهب بدل أبو وهب

بالأَتانِ، وَقِيلَ لِفَقيه العربِ: هَلْ يجوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يتزوَّج بأَتان؟ قَالَ: نَعَمْ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ فِي التَّذْكِرَةِ. والأَتانُ: الصخرةُ تَكُونُ فِي الْمَاءِ؛ قَالَ الأَعشى: بِناجيةٍ، كأَتانِ الثَّميل، ... تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرَا أَي تُصْبِحُ عاسِراً بذَنَبِها تَخْطُرُ بِهِ مِراحاً وَنَشَاطًا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَتانُ الثَّميل الصخرةُ فِي بَاطِنِ المَسيلِ الضَّخْمةُ الَّتِي لَا يرفعُها شيءٌ وَلَا يُحرّكُها وَلَا يأْخذُ فِيهَا، طولُها قامةٌ فِي عَرْضِ مثْلِه. أَبو الدُّقَيْش: القواعِدُ والأُتُنُ المرتفعةُ مِنَ الأَرض. وأَتانُ الضَّحْلِ: الصَّخْرَةُ العظيمةُ تَكُونُ فِي الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الصخرةُ الَّتِي بَيْنَ أَسْفلِ طيِّ البئرِ، فَهِيَ تَلِي الماءَ. والأَتانُ: الصخرةُ الضخمةُ المُلَمْلَمةُ، فَإِذَا كَانَتْ فِي الْمَاءِ الضَّحْضاحِ قِيلَ: أَتانُ الضَّحْلِ، وتُشَبَّه بِهَا الناقةُ فِي صَلَابَتِها؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحل ناجِيةٌ، ... إِذَا ترَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ وَقَالَ الأَخطل: بِحُرّةٍ، كأَتانِ الضَّحْلِ، أَضْمَرَها، ... بَعْدَ الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْياري . وَقَالَ أَوس: عَيرانةٌ، كأَتانِ الضَّحْلِ، صَلَّبها ... أَكلُ السَّواديّ رَضُّوهُ بِمِرْضاح . ابْنُ سِيدَهْ: وأَتانُ الضَّحلِ صخرةٌ تَكُونُ عَلَى فَمِ الرَّكِيِّ، فيركبُها الطُّحْلُبُ حَتَّى تَمْلاسَّ فَتَكُونُ أَشَدَّ مَلَاسَةً مِنْ غَيْرِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الصخرةُ بعضُها غامِرٌ وبعضُها ظاهِرٌ. والأَتانُ: مقامُ المُسْتَقي عَلَى فَمِ الْبِئْرِ، وَهُوَ صخرةٌ. والأَتانُ والإِتانُ: مقامُ الرَّكيّة. وأَتَنَ يأْتِنُ أَتْناً: خَطَبَ فِي غَضَب. وأَتَنَ الرجلُ يأْتِنُ أَتَناناً إِذَا قارَبَ الخَطْوَ فِي غَضَب، وأَتَلَ كَذَلِكَ، وَقَالَ فِي مَصْدَرِهِ: الأَتَنانُ والأَتَلانُ. وأَتَنَ بالمكانِ يأْتِنُ أَتْناً وأُتوناً: ثَبَتَ وأَقامَ بِهِ؛ قَالَ أَباقٌ الدُّبَيريّ: أَتَنْتُ لَهَا وَلَمْ أَزَلْ فِي خِبائها ... مُقيماً، إِلَى أَنْ أَنْجَزَت خُلّتي وَعْدي . والأَتْنُ: أَنْ تخْرجَ رجْلا الصَّبِيِّ قَبْل رأْسِه، لُغَةٌ فِي اليَتْنِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُولَدُ مَنْكوساً، فَهُوَ مَرَّةً اسمٌ للوِلادِ، وَمَرَّةً اسمٌ للولَدِ. والمُوتَنُ: المنكوسُ، مِنَ اليَتْنِ. والأَتُّونُ، بِالتَّشْدِيدِ: المَوْقِدُ، وَالْعَامَّةُ تخفِّفه، وَالْجَمْعُ الأَتاتين، وَيُقَالُ: هُوَ مُولَّد؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الأَتُونُ، مُخَفَّفٌ مِنَ الأَتُّون، والأَتُّونُ: أُخْدُودُ الجَبّارِ والجصَّاص، وأَتُون الحمّامِ، قَالَ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا. وجمعه أُتُنٌ. قال الفراء: هي الأَتاتينُ؛ قال ابن جني: كأَنه زاد على عَيْنُ أَتُونٍ عَيْنًا أُخرى، فَصَارَ فعُول مُخَفَّفَ الْعَيْنِ إِلَى فَعُّولٍ مُشَدَّدِ الْعَيْنِ فيُصوّره حِينَئِذٍ عَلَى أَتّونٍ فَقَالَ فِيهِ أَتانين كسَفّودٍ وسَفافيد وكَلّوب وكَلاليبَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهَذَا كَمَا جَمَعُوا قُسًّا قَساوِسةً، أَرادوا أَن يَجْمَعُوهُ عَلَى مِثَالِ مهالِبة، فَكَثُرَتِ السِّينات وأَبدلوا إحداهنَّ وَاوًا، قَالَ: وَرُبَّمَا شَدَّدُوا الجمعَ وَلَمْ يُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ وأَتاتِينَ. أثن: الأُثْنةُ: منبِتُ الطَّلْحِ، وَقِيلَ: هِيَ القِطْعةُ مِنَ الطَّلْح والأَثْلِ. يُقَالُ: هبَطْنا أُثْنةً مِنْ طلحٍ وَمِنْ أَثْلٍ. ابْنُ الأَعرابي: عِيصٌ مِنْ سِدْرٍ، وأُثْنةٌ مِنْ طلحٍ، وسلِيلٌ مِنْ سَمُر. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الأَصِيل: أَثِينٌ.

أجن: الآجِنُ: الماءُ المتغيّرُ الطعمِ واللونِ، أَجَنَ الماءُ يأْجِنُ ويأْجُن أَجْناً وأُجوناً؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: ومَنْهل فِيهِ العُرابُ مَيْتُ ... «1».، كأَنه مِنَ الأُجونِ زَيْتُ، سَقَيْتُ مِنْهُ القومَ واسْتَقَيْتُ وأَجِنَ يأْجَنُ أَجَناً فَهُوَ أَجِنٌ، عَلَى فَعِلٍ، وأَجُنَ، بِضَمِّ الْجِيمِ، هَذِهِ عَنْ ثَعْلَبٍ، إِذَا تغيَّر غَيْرَ أَنه شَروبٌ، وَخَصَّ ثَعْلَبٌ بِهِ تغيُّرَ رَائِحَتِهِ، وماءٌ أَجِنٌ وآجِنٌ وأَجِينٌ، وَالْجَمْعُ أُجونٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظنه جمعَ أَجْنٍ أَو أَجِنٍ. اللَّيْثُ: الأَجْنُ أُجونُ الماءِ، وَهُوَ أَن يَغْشاه العِرْمِضُ والورقُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَلَيْهِ، مِنْ سافِي الرِّياحِ الخُطَّطِ، ... أَجْنٌ كنِيِّ اللَّحْمِ لَمْ يُشَيَّطِ . وَقَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدة: فأَوْرَدَها مَاءً كأَنَّ جِمامَه، ... مِنَ الأَجْنِ، حِنَّاءٌ مَعًا وصَبِيبُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: ارْتوَى مِنْ آجِنٍ ؛ هُوَ الماءُ المتغيِّرُ الطعمِ واللونِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه كَانَ لَا يَرى بأْساً بالوُضوء مِنَ الْمَاءِ الآجنِ. والإِجّانَةُ والإِنْجانةُ والأَجّانةُ؛ الأَخيرة طَائِيَّةٌ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: المِرْكَنُ، وأَفصحُها إجّانةٌ وَاحِدَةُ الأَجاجينِ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ إِكَّانه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ إنْجانة. والمِئْجَنةُ: مِدقَّةُ القَصّارِ، وترْكُ الْهَمْزِ أَعلى لِقَوْلِهِمْ فِي جَمْعِهَا مَواجن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِئْجَنةُ الخشبةُ الَّتِي يَدُقُّ بِهَا القصّارُ، والجمعُ مآجِنُ، وأَجَنَ الْقَصَّارُ الثوبَ أَي دَقَّه. والأُجْنةُ، بِالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي الوُجْنةِ، وَهِيَ وَاحِدَةٌ الوُجَنات. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن امرأَته سأَلته أَن يَكْسُوَها جِلْباباً فَقَالَ: إِنِّي أَخشى أَن تَدَعي جِلْبابَ اللَّهِ الَّذِي جَلْبَبَكِ، قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: بيتُك، قالت: أَجَنَّك [أَجِنَّك] مِنْ أَصحابِ محمدٍ تَقُولُ هَذَا؟ تُرِيدُ أَمِنْ أَجلِ أَنك، فَحَذَفَتْ مِنْ واللامَ وَالْهَمْزَةَ وحرَّكت الْجِيمَ بالفتح والكسره والفتحُ أَكثر، وَلِلْعَرَبِ فِي الْحَذْفِ بابٌ وَاسِعٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي، تَقْدِيرُهُ لَكِنِّي أَنا هُوَ اللهُ رَبِّي، وَاللَّهُ أَعلم. أحن: الإِحْنةُ: الحقْدُ فِي الصَّدْرِ، وأَحِنَ عَلَيْهِ أَحَناً وإحْنةً وأَحَنَ، الفتحُ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ آحَنَهُ. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ أَحَنْتُ إِلَيْهِ آحَنُ أَحْناً وآحَنْتُه مُؤَاحنةً مِنَ الإِحْنةِ، وَرُبَّمَا قَالُوا حِنة؛ قَالَ الأَزهري: حِنَة لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وأَنكر الأَصمعي وَالْفَرَّاءُ حِنَةً. ابْنُ الْفَرَجِ: أَحِنَ عَلَيْهِ ووَحِنَ مِنَ الإِحْنة. وَيُقَالُ: فِي صَدْرِهِ عليَّ إِحْنةٌ أَي حِقْدٌ، وَلَا تَقُلْ حِنَة، وَالْجَمْعُ إِحَنٌ وإِحْناتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي صَدْرِهِ عليَّ إحْنةٌ. وَفِي حَدِيثِ مازِنٍ: وَفِي قلُوبِكم الْبَغْضَاءُ والإِحَنُ. وأَما حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: لَقَدْ منَعتْني القدرةُ مِنْ ذَوِي الحِناتِ ، فَهِيَ جَمْعُ حِنَةٍ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِي الإِحْنة، وَقَدْ جَاءَتْ فِي بَعْضِ طُرُق حَدِيثِ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّب فِي الحُدود: مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَرَبِ حِنَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجُوزُ شهادةُ ذِي الظِّنَّةِ والحِنَةِ ؛ هُوَ مِنَ الْعَدَاوَةِ؛ وَفِيهِ: إِلَّا رَجُلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخيه حِنَةٌ ، وَقَدْ أَحِنْتُ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ الأُقَيْبل القَينيّ: مَتَّى مَا يَسُؤْ ظَنُّ امرِئٍ بِصَدِيقِه، ... يُصَدِّقْ بلاغاتٍ يَجِئْهُ يَقِينُها

_ (1). قوله: العراب؛ هكذا في الأَصل، ولم نجد هذه اللفظة فيما لدينا من المعاجم، ولعلها الغراب

إِذَا كَانَ فِي صَدْرِ ابنِ عمِّكَ إِحْنةٌ، ... فَلَا تسْتَثِرْها سوفَ يَبْدُو دَفِينُها يَقُولُ: لَا تطلبُ مِنْ عدوِّك كشْفَ مَا فِي قَلْبِهِ لَكَ فَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ لَكَ مَا يُخْفِيهِ قلبُه عَلَى مرِّ الزَّمَانِ؛ وَقِيلَ: قَبْل قَوْلِهِ إِذَا كَانَ فِي صَدْرِ ابْنِ عَمِّكَ إِحْنَةٌ: إِذَا صَفْحةُ المعروفِ وَلَّتْكَ جانِباً، ... فخُذْ صَفْوَها لَا يَخْتَلِطْ بِكَ طِينُهاً والمُؤاحَنةُ: المُعاداة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ آحَنْتُه مُؤاحَنةً. أخن: الآخِنيُّ: ثيابٌ مُخَطَّطةٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَلَيْهِ كَتَّانٌ وآخِنِيُ والآخِنيَّةُ: القِسِيُّ؛ قَالَ الأَعشى: مَنَعتْ قِياسُ الآخِنيَّةِ رأْسَه ... بسِهامِ يَثْرِبَ أَو سِهامِ الْوَادِي أَضافَ الشيءَ إِلَى نَفْسِهِ لأَن القِياسَ هِيَ الآخِنيَّة، أَو يَكُونُ عَلَى أَنه أَراد قِياسَ الْقَوَّاسَةِ الآخنيَّة، وَيُرْوَى: أَو سِهامِ بلادِ. أَبو مَالِكٍ: الآخِنِيُّ أَكْسِيَةٌ سُودٌ ليِّنةٌ يَلبَسُها النَّصَارَى؛ قَالَ الْبُعَيْثُ: فكَرَّ عَلَيْنَا ثمَّ ظلَّ يجُرُّها، ... كَمَا جَرَّ ثوبَ الآخِنِيِّ المقدَّس وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ: كأَن المُلاءَ المَحْض خَلْفَ كُراعِه، ... إِذَا مَا تَمَطَّى الآخِنِيُّ المُخَذَّمُ. أدن: المُؤْدَنُ مِنَ النَّاسِ: القصيرُ العنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين مَعَ قِصَر الأَلواحِ وَالْيَدَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُولَدُ ضاوِياً. والمُؤْدَنة: طُوَيِّرةٌ صغيرةٌ قصيرةُ العنُق نَحْوُ القُبَّرة. ابْنُ بَرِّيٍّ: المُؤدَنُ الفاحشُ القِصَر؛ قَالَ رِبْعِيّ الدُّبَيري: لِمَا رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرَّا، ... قَالَتْ: أُريد العَتْعَتَ الذِّفِرّا أذن: أَذِنَ بِالشَّيْءِ إذْناً وأَذَناً وأَذانةً: عَلِم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؛ أَي كُونُوا عَلَى عِلْمٍ. وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه بِهِ: أَعْلَمَه، وَقَدْ قُرئ: فآذِنوا بحربٍ مِنَ اللَّهِ ؛ مَعْنَاهُ أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لَمْ يَتْرُكِ الرِّبا بأَنه حربٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَيُقَالُ: قَدْ آذَنْتُه بِكَذَا وَكَذَا، أُوذِنُه إِيذَانًا وإذْناً إِذَا أَعْلَمْته، وَمَنْ قرأَ فَأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا. وَيُقَالُ: أَذِنْتُ لفلانٍ فِي أَمر كَذَا وَكَذَا آذَنُ لَهُ إِذْناً، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وجزمِ الذَّالِ، واسْتَأْذَنْتُ فُلَانًا اسْتِئْذاناً. وأَذَّنْتُ: أَكْثرْتُ الإِعْلامَ بِالشَّيْءِ. والأَذانُ: الإِعْلامُ. وآذَنْتُكَ بِالشَّيْءِ: أَعْلمتُكه. وآذَنْتُه: أَعْلَمتُه. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ بِهِ إِذْناً: عَلِمَ بِهِ. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: كُونُوا عَلَى إِذْنِهِ أَي عَلَى عِلْمٍ بِهِ. وَيُقَالُ: أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ بِهِ إِذْناً إِذَا عَلِمَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ ؛ أَي إعْلامٌ. والأَذانُ: اسمٌ يَقُومُ مقامَ الإِيذانِ، وَهُوَ الْمَصْدَرُ الْحَقِيقِيُّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ؛ مَعْنَاهُ وإِذ عَلِمَ ربُّكم، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ؛ مَعْنَاهُ بِعلْمِ اللَّهِ، والإِذْنُ هاهنا لَا يَكُونُ إلَّا مِنَ اللَّهِ، لأَن اللَّهَ تَعَالَى وتقدَّس لَا يأْمر بِالْفَحْشَاءِ مِنَ السحْرِ وَمَا شاكَلَه. وَيُقَالُ: فَعلْتُ كَذَا وَكَذَا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه، وَيَكُونُ بإِذْنِه

بأَمره. وَقَالَ قومٌ: الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ مِنْ كلِّ ناحيةٍ؛ وأَنشدوا: طَهُورُ الحَصَى كَانَتْ أَذيناً، وَلَمْ تكُنْ ... بِهَا رِيبةٌ، مِمَّا يُخافُ، تَريبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَذِينُ فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى المُؤْذَنِ، مِثْلُ عَقِيدٍ بِمَعْنَى مُعْقَدٍ، قَالَ: وأَنشده أَبو الجَرّاح شَاهِدًا عَلَى الأَذِينِ بِمَعْنَى الأَذانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وَإِنِّي أَذِينٌ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً، ... بسَيْرٍ ترَى فِيهِ الفُرانِقَ أَزْوَرَا «1» . أَذينٌ فِيهِ: بِمَعْنَى مُؤْذِنٍ، كَمَا قَالُوا أَليم ووَجيع بِمَعْنَى مُؤْلِم ومُوجِع. والأَذِين: الْكَفِيلُ. وَرَوَى أَبو عُبَيْدَةَ بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ هَذَا وَقَالَ: أَذِينٌ أَي زَعيم. وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي. وأَذِنَ لَهُ فِي الشيءِ إِذْناً: أَباحَهُ لَهُ. واسْتَأْذَنَه: طَلَب مِنْهُ الإِذْنَ. وأَذِنَ لَهُ عَلَيْهِ: أَخَذَ لَهُ مِنْهُ الإِذْنَ. يُقَالُ: ائْذَنْ لِي عَلَى الأَمير؛ وَقَالَ الأَغَرّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحرث: وَإِنِّي إِذَا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه ... عَلَى الإِذْنِ مِنْ نفْسي، إِذَا شئتُ، قادِرُ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها ... تِيذَنْ، فَإِنِّي حَمْؤُها وجارُها . قَالَ أَبو جَعْفَرٍ: أَراد لِتأْذَنْ، وَجَائِزٌ فِي الشِّعر حذفُ اللَّامِ وكسرُ التَّاءِ عَلَى لُغَةِ مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم، وَقُرِئَ: فَبِذَلِكَ فَلْتِفْرَحوا. والآذِنُ: الحاجِبُ؛ وَقَالَ: تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ لَهُ أَذَناً: اسْتَمَعَ؛ قَالَ قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ: إِنْ يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بِهَا فَرَحاً ... مِنِّي، وَمَا سَمعوا مِنْ صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إِذَا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ بِهِ، ... وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنوا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَذِنَ إِلَيْهِ أَذَناً اسْتَمَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي مَا استمَعَ اللهُ لِشَيْءٍ كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بِالْقُرْآنِ أَي يتْلوه يَجْهَرُ بِهِ. يُقَالُ: أَذِنْتُ لِلشَّيْءِ آذَنُ لَهُ أَذَناً إِذَا استمَعْتَ لَهُ؛ قَالَ عَدِيٌّ: أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، ... إنَّ همِّي فِي سماعٍ وأَذَنْ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ* ؛ أَي اسْتَمعَتْ. وأَذِنَ إليهِ أَذَناً: اسْتَمَعَ إِلَيْهِ مُعْجباً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَمْرِو بْنِ الأَهْيَم: فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلًا، ... أَذِنَّ إِلَى الحديثِ، فهُنَّ صُورُ وَقَالَ عَدِيٌّ: فِي سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ لَهُ، ... وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ: أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ لَهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَا وأَبيك خَيْر منْك، إِنِّي ... لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهْو: اسْتَمع ومالَ.

_ (1). في رواية أخرى: وإني زعيمٌ

والأُذْنُ والأُذُنُ، يخفَّف ويُثَقَّل: مِنَ الْحَوَاسِّ أُنثى، وَالَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ أُذْن، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ آذانٌ لَا يُكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَتَصْغِيرُهَا أُذَيْنة، وَلَوْ سَمَّيْت بِهَا رَجُلًا ثُمَّ صغَّرْته قُلْتَ أُذَيْن، فَلَمْ تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عَنْهُ بِالنَّقْلِ إِلَى الْمُذَكَّرِ، فأَما قَوْلُهُمْ أُذَيْنة فِي الِاسْمِ الْعَلَمِ فَإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ مصغَّراً. وَرَجُلٌ أُذْنٌ وأُذُنٌ: مُسْتَمِع لِمَا يُقال لَهُ قابلٌ لَهُ؛ وصَفُو بِهِ كَمَا قَالَ: مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فَوَصَفَ بِهِ لأَن فِي مِئْبَرةٍ وأَشْفى مَعْنَى الحِدَّة. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ رَجُلٌ أُذُنٌ وَرِجَالٌ أُذُنٌ، فأُذُنٌ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ إِذَا كَانَ يَسْمَعُ مقالَ كُلِّ أَحد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ رَجُلٌ أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ، قَالَ: وَإِنَّمَا سمَّوه بِاسْمِ العُضْو تَهْويلًا وَتَشْنِيعًا كَمَا قَالُوا للمرأَة: مَا أَنتِ إِلَّا بُطَين. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ؛ أَكثرُ القرّاء يقرؤون قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ، وَمَعْنَاهُ وتفْسيرُه أَن فِي المُنافِقينَ مَنْ كَانَ يَعيب النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: إِنْ بَلَغَه عَنِّي شَيْءٌ حَلَفْت لَهُ وقَبِلَ مِنِّي لأَنه أُذُنٌ، فأَعْلَمه اللَّهُ تَعَالَى أَنه أُذُنُ خيرٍ لَا أُذُنُ شرٍّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ، أَي مُسْتَمِعُ خيرٍ لَكُمْ، ثُمَّ بَيَّنَ مِمَّنْ يَقْبَل فَقَالَ تَعَالَى: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ؛ أَي يَسْمَعُ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فيصدِّق بِهِ ويصدِّق الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا يُخْبِرُونَهُ بِهِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم: هَذَا الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه فِي إِخْبارِه عَمَّا سمعَتْ أُذُنه. وَرَجُلٌ أُذانِيّ وآذَنُ: عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الإِبلِ وَالْغَنَمِ، ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنه قَالَ لَهُ يَا ذَا الأُذُنَيْنِ ؛ قالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ مَعْنَاهُ الحضُّ عَلَى حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ، ومَنْ خلَق اللَّهُ لَهُ أُذُنَيْنِ فأَغْفَلَ الاستِماع وَلَمْ يُحْسِن الوَعْيَ لَمْ يُعْذَرْ، وَقِيلَ: إِنَّ هَذَا الْقَوْلَ مِنْ جُمْلَةِ مَزْحه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولَطيف أَخلاقه كَمَا قَالَ للمرأَة عَنْ زَوْجِهَا: أَذاك الَّذِي فِي عينِه بياضٌ؟ وأَذَنَه أَذْناً، فَهُوَ مأْذونٌ: أَصاب أُذُنَه، عَلَى مَا يَطَّرِد فِي الأَعضاء. وأَذَّنَه: كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه، وَمِنْ كَلَامِهِمْ: لِكُلِّ جابهٍ جَوْزةٌ ثُمَّ يُؤَذَّنُ؛ الجابهُ: الواردُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَرِدُ الْمَاءَ وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ قامةٌ وَلَا أَداةٌ، والجَوْزةُ: السَّقْية مِنَ الْمَاءِ، يَعْنُون أَن الواردَ إِذَا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه مَاءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً وَاحِدَةً، ثُمَّ ضَرَبُوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَكثرُ مِنْ ذَلِكَ. وأُذِنَ: شَكَا أُذُنَه؛ وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه عَلَى التَّشْبِيهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ المُحاجِين: مَا ذُو ثَلَاثِ آذَانٍ يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان؟ يَعْنِي السَّهمَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا رُكِّبت القُذَذُ عَلَى السَّهْمِ فَهِيَ آذانُه. وأُذُنُ كُلِّ شَيْءٍ مَقْبِضُه، كأُذُنِ الْكُوزِ والدَّلْو عَلَى التَّشْبِيهِ، وكلُّه مُؤَنَّثٌ. وأُذُنُ العَرفج والثُّمام: مَا يُخَدُّ مِنْهُ فيَنْدُرُ إِذَا أَخْوَصَ، وَذَلِكَ لِكَوْنِهِ عَلَى شَكْلِ الأُذُنِ. وآذانُ الكيزانِ: عُراها، واحدَتها أُذُنٌ. وأُذَيْنةُ: اسْمُ رَجُلٍ، لَيْسَتْ مُحَقَّرة عَلَى أُذُن فِي التَّسْمِيَةِ، إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ تَلْحَقِ الْهَاءُ وَإِنَّمَا سُمّيَ بِهَا مُحَقَّرة مِنَ العُضْو، وَقِيلَ: أُذَيْنة اسمُ ملِك مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ. وَبَنُو أُذُنٍ: بطنٌ مِنْ هَوَازِنَ. وأُذُن النَّعْل: مَا أَطافَ مِنْهَا بالقِبال. وأَذَّنْتُها: جعلتُ لَهَا أُذُناً. وأَذَّنْتُ الصبيَّ: عرَكْتُ أُذُنَه. وأُذُنُ الحمارِ: نبتٌ لَهُ وَرَقٌ

عَرْضُه مِثْلُ الشِّبْر، وَلَهُ أَصل يُؤْكَلُ أَعظم مِنَ الجَزرة مِثْلُ السَّاعِدِ، وَفِيهِ حَلَاوَةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ: النّداءُ إِلَى الصَّلَاةِ، وَهُوَ الإِعْلام بِهَا وَبِوَقْتِهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا أَذَّنْت وآذَنْتُ، فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنًى، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَذَّنْت لِلتَّصْوِيتِ بإعْلانٍ، وآذَنْتُ أَعلمْت. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ ؛ رُوِيَ أَنَّ أَذان إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِالْحَجِّ أَن وقَف بالمَقام فَنَادَى: أَيّها النَّاسُ، أَجيبُوا اللَّهَ، يَا عِبَادَ اللَّهِ، أَطيعوا اللَّهَ، يَا عِبَادَ اللَّهِ، اتَّقُوا اللَّهَ، فوَقَرَتْ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وأَسْمَعَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، فأَجابه مَن فِي الأَصْلاب مِمَّنْ كُتِب لَهُ الْحَجُّ، فَكُلُّ مَنْ حَجَّ فَهُوَ مِمَّنْ أَجاب إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَرُوِيَ أَن أَذانه بِالْحَجِّ كَانَ: يَا أَيها النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ. والأَذِينُ: المُؤذِّنُ؛ قَالَ الحُصَينُ بْنُ بُكَيْر الرَّبَعيّ يَصِفُ حمارَ وَحْشٍ: شَدَّ عَلَى أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ ... سَحْقاً، وَمَا نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ: الطَّرْدُ. والمِئْذنةُ: موضعُ الأَذانِ لِلصَّلَاةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ المنارةُ، يَعْنِي الصَّومعةَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْمَنَارَةِ المِئْذَنة والمُؤْذَنة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَمِعْتُ للأَذانِ فِي المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصَّلَاةِ: مَعْرُوفٌ، والأَذِينُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَتَّى إِذَا نُودِيَ بالأَذِين وَقَدْ أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً؛ وَقَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الأَخطل: إِنَّ الَّذِي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً، ... جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فِينَا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ، فَهَلْ لَكُمْ، ... يَا خُزْرَ تَغْلِبَ، مِنْ أَبٍ كأَبِينا؟ هَذَا ابنُ عمِّي فِي دِمَشْقَ خليفةٌ، ... لَوْ شِئْتُ ساقَكمُ إِلَيَّ قَطينا إِنَّ الفَرَزْدَقَ، إِذْ تَحَنَّفَ كارِهاً، ... أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا وَلَقَدْ جَزِعْتُ عَلَى النَّصارى، بعد ما ... لَقِيَ الصَّليبُ مِنَ الْعَذَابِ معِينا هَلْ تَشْهدون مِنَ المَشاعر مَشْعراً، ... أَو تسْمَعون مِنَ الأَذانِ أَذِينا؟ وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ: هَلْ تَمْلِكون مِنَ المشاعِرِ مَشْعَرًا، ... أَو تَشْهدون مَعَ الأَذان أَذِينَا؟ ابن بري: والأَذِينُ هاهنا بِمَعْنَى الأَذانِ أَيضاً. قَالَ: وَقِيلَ الأَذينُ هُنَا المُؤَذِّن، قَالَ: والأَذينُ أَيْضًا المُؤذّن لِلصَّلَاةِ؛ وأَنشد رَجَزَ الحُصَين بْنِ بُكَير الرَّبعي: سَحْقاً، وَمَا نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ: اسمُ التأْذين، كَالْعَذَابِ اسْمُ التَّعْذِيبِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الأَذان، وَهُوَ الإِعلام بِالشَّيْءِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: آذَنَ يُؤْذِن إِيذَانًا، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً، والمشدّدُ مخصوصٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ بِإِعْلَامِ وَقْتِ الصَّلَاةِ. والأَذانُ: الإِقامةُ. وَيُقَالُ: أَذَّنْتُ فُلَانًا تأْذيناً أَي رَدَدْتُه، قَالَ: وَهَذَا حرفٌ غَرِيبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الأَذانِ قولُ الْفَرَزْدَقِ: وَحَتَّى عَلَا فِي سُور كلِّ مدينةٍ ... مُنادٍ يُنادِي، فَوْقَها، بأَذان وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ قَوْمًا أَكلوا مِنْ شجرةٍ فَحَمدوا

فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قرِّسُوا الْمَاءَ فِي الشِّنانِ وصُبُّوه عَلَيْهِمْ فِيمَا بَيْنَ الأَذانَيْن ؛ أَراد بِهِمَا أَذانَ الْفَجْرِ والإِقامَة؛ التَّقْريسُ: التَّبْريدُ، والشِّنان: القِرَبْ الخُلْقانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنَ كُلِّ أَذانَيْن صلاةٌ ؛ يُرِيدُ بِهَا السُّنَن الرواتبَ الَّتِي تُصلَّى بَيْنَ الأَذانِ والإِقامةِ قَبْلَ الْفَرْضِ. وأَذَّنَ الرجلَ: ردَّه وَلَمْ يَسْقِه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فَلَمْ يَسْقِنا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ، وَقِيلَ: أَذَّنه نَقَر أُذُنَه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم. وتَأَذَّنْ أَي اعْلم كَمَا تَقُولُ تَعَلَّم أَي اعْلَم؛ قَالَ: فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غِرَّةً، ... وَإِلَّا تُضَيِّعْها فَإِنَّكَ قاتِلُهْ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ ؛ قِيلَ: تَأَذَّن تأَلَّى، وَقِيلَ: تأَذَّنَ أَعْلَم؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. اللَّيْثُ: تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كَذَا وَكَذَا يُرَادُ بِهِ إيجابُ الْفِعْلِ، وَقَدْ آذَنَ وتأَذَّنَ بِمَعْنًى، كَمَا يُقَالُ: أَيْقَن وتَيَقَّنَ. وَيُقَالُ: تأَذَّنَ الأَميرُ فِي النَّاسِ إِذَا نَادَى فِيهِمْ، يَكُونُ فِي التَّهْدِيدِ والنَّهيْ، أَي تقدَّم وأَعْلمَ. والمُؤْذِنُ: مِثْلُ الذَّاوِي، وَهُوَ العودُ الَّذِي جَفَّ وَفِيهِ رطوبةٌ. وآذَنَ العُشْبُ إِذَا بَدَأَ يجِفّ، فتَرى بعضَه رطْباً وَبَعْضَهُ قد جَفّ؛ قَالَ الرَّاعِي: وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ ... مَذانِبُ، مِنْهَا اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التَّهْذِيبُ: والأَذَنُ التِّبْنُ، وَاحِدَتُهُ أَذَنةٌ. وَقَالَ ابْنُ شُميل: يُقَالُ هَذِهِ بقلةٌ تجِدُ بِهَا الإِبلُ أَذَنةً شَدِيدَةً أَي شَهْوةً شَدِيدَةً. والأَذَنَةُ: خُوصةُ الثُّمامِ، يُقَالُ: أَذَن الثُّمامُ إِذَا خَرَجَتْ أَذَنَتُه. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَذِنْتُ لِحَدِيثِ فُلَانٍ أَي اشْتَهَيْتُهُ، وأَذِنْتُ لِرَائِحَةِ الطَّعَامِ أَي اشْتَهَيْتُهُ، وَهَذَا طعامٌ لَا أَذَنة لَهُ أَي لَا شَهْوَةَ لِرِيحِهِ، وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تَكَلَّمَ بِهِ، وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها، وَجَاءَ فلانٌ نَاشِرًا أُذُنَيْه أَي طَامِعًا، وَوَجَدْتُ فُلَانًا لَابِسًا أُذُنَيْه أَي مُتغافلًا. ابْنُ سِيدَهْ: وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ، وتأْويلها إِنْ كَانَ الأَمر كَمَا ذُكِرَتْ أَو كَمَا جَرَى، وَقَالُوا: ذَنْ لَا أَفعلَ، فَحَذَفُوا هَمْزَةَ إذَنْ، وَإِذَا وَقَفْتَ عَلَى إذَنْ أَبْدَلْتَ مِنْ نُونِهِ أَلفاً، وَإِنَّمَا أُبْدِلَتْ الأَلفُ مِنْ نُونِ إِذَنْ هَذِهِ فِي الْوَقْفِ وَمِنْ نُونِ التَّوْكِيدِ لأَن حالَهما فِي ذَلِكَ حالُ النُّونِ الَّتِي هِيَ علَمُ الصَّرْفِ، وَإِنْ كَانَتْ نونُ إذنْ أَصْلًا وتانِك النونانِ زَائِدَتَيْنِ، فإنْ قُلْتَ: فَإِذَا كَانَتِ النُّونُ فِي إذَنْ أَصلًا وَقَدْ أُبدلت مِنْهَا الأَلف فَهَلْ تُجيز فِي نَحْوِ حَسَن ورَسَن وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا نُونُهُ أَصل فَيُقَالُ فِيهِ حَسَا ورسَا؟ فَالْجَوَابُ: إِنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِ إذَنْ مِمَّا نُونُهُ أَصلٌ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَدْ جَاءَ فِي إِذَنْ مِنْ قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ، فَالنُّونُ فِيهَا بعضُ حرفٍ، فَجَازَ ذَلِكَ فِي نُونِ إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد وَنُونَ الصَّرْفِ، وأَما النونُ فِي حَسَن ورَسَن وَنَحْوِهِمَا فَهِيَ أَصلٌ مِنِ اسْمٍ مُتَمَكِّنٍ يَجْرِي عَلَيْهِ الإِعرابُ، فَالنُّونُ فِي ذَلِكَ كَالدَّالِ مِنْ زيدٍ وَالرَّاءِ مِنْ نكيرٍ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كَمَا أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصَّرْفِ سَاكِنَتَانِ، فَهِيَ لِهَذَا ولِما قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَن كُلَّ واحدةٍ مِنْهُمَا حرفٌ كَمَا أَن النُّونَ مِنْ إذَنْ بعضُ حَرْفٍ أَشْبَهُ بِنُونِ الإِسم الْمُتَمَكِّنِ. الْجَوْهَرِيُّ: إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ، إِنْ قدَّمْتَها عَلَى الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ نَصَبْتَ بِهَا لَا غَيْرُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا

لسَلْمى بْنِ عَوْنَةَ الضبِّيّ، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ لَعَبْدِ الله ابن غَنَمة الضبِّيّ: ارْدُدْ حِمارَكَ لَا يَنْزِعْ سوِيَّتَه، ... إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروبُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِذَا قَالَ لَكَ قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ، قلتَ: إذَنْ أُكْرمَك، وَإِنْ أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ: أُكْرِمُكَ إذنْ، فَإِنْ كَانَ الفعلُ الَّذِي بَعْدَهَا فعلَ الْحَالِ لَمْ تَعْمَلْ، لأَن الْحَالَ لَا تَعْمَلُ فِيهِ العواملُ النَّاصِبَةُ، وَإِذَا وقفتَ عَلَى إذَنْ قُلْتَ إِذًا، كَمَا تَقُولُ زيدَا، وَإِنْ وسَّطتها وجعلتَ الْفِعْلَ بَعْدَهَا مُعْتَمِدًا عَلَى مَا قَبْلَهَا أَلْغَيْتَ أَيضاً، كَقَوْلِكَ: أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها فِي عَوَامِلِ الأَفعال مُشبَّهةٌ بِالظَّنِّ فِي عَوَامِلِ الأَسماء، وَإِنْ أَدخلت عَلَيْهَا حرفَ عطفٍ كَالْوَاوِ وَالْفَاءِ فأَنتَ بالخيارِ، إِنْ شِئْتَ أَلغَيْتَ وَإِنْ شِئْتَ أَعملْتَ. أرن: الأَرَنُ: النشاطُ، أَرِنَ يأْرَنُ أَرَناً وإِراناً وأَرِيناً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ للحَذْلميّ: مَتى يُنازِعْهُنَّ فِي الأَرِينِ، ... يَذْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعونِ وَهُوَ أَرِنٌ وأَرُونٌ، مِثْلُ مَرِحٍ ومروحٍ؛ قَالَ حُميد الأَرْقَط: أقَبَّ ميفاءٍ عَلَى الرُّزون، ... حَدَّ الرَّبيع أَرِنٍ أَرُونِ وَالْجَمْعُ آرانٌ. التَّهْذِيبُ: الأَرَنُ البطَرُ، وَجَمْعُهُ آرانٌ. والإِرانُ: النَّشاطُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ أَحمر يَصِفُ ثَوْراً: فانْقَضَّ مُنْحَدِباً، كأَنَّ إرانَه ... قَبَسٌ تَقَطَّع دُونَ كفِّ المُوقِد وَجَمْعُهُ أُرُنٌ. وأَرِنَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يأْرَنُ أَرَناً إِذَا مَرِحَ مَرَحاً، فَهُوَ أَرِنٌ أَي نشيطٌ. والإِرانُ: الثورُ، وَجَمْعُهُ أُرُنٌ. غَيْرُهُ: الإِرانُ الثورُ الوحشيُّ لأَنه يُؤارِنُ البقرةَ أَي يطلبُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَكَمْ مِنْ إرانٍ قَدْ سَلَبْتُ مقِيلَه، ... إِذَا ضَنَّ بالوَحْشِ العِتاقِ مَعاقِلُه وآرَنَ الثورُ البقرةَ مُؤارَنَةً وَإِرَانًا: طلبَها، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ إِرَانًا، وشاةُ إرانٍ: الثورُ لِذَلِكَ؛ قَالَ لَبِيَدٌ: فكأَنها هِيَ، بعدَ غِبِّ كلالِها ... أَو أَسْفعِ الخَدَّيْنِ، شاةُ إرانِ وَقِيلَ: إرانٌ موضعٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ البقرُ كَمَا قَالُوا: ليْثُ خفيَّةٍ وجنُّ عَبْقَر. والمِئْرانُ: كِناسُ الثورِ الْوَحْشِيِّ، وجمعُه الميَارينُ والمآرينُ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِرانُ كِناسُ الْوَحْشِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنه تَيْسُ إرانِ مُنْبَتِلْ أَي مُنْبَتّ؛ وَشَاهِدُ الْجَمْعِ قَوْلُ جَرِيرٍ: قَدْ بُدِّلَتْ سَاكِنَ الْآرَامِ بَعْدهم، ... والباقِر الخِيس يَنْحينَ المَآرِينا وَقَالَ سُؤْرُ الذِّئب: قَطَعْتُها، إِذَا المَها تَجَوَّفَتْ، ... مآرِناً إِلَى ذُراها أَهْدَفَتْ . والإِرانُ: الجنازةُ، وَجَمْعُهُ أُرُنٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِرانُ خشبٌ يُشدُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ تُحْمَل فِيهِ الْمَوْتَى؛ قَالَ الأَعشى: أثَّرَتْ فِي جَناجِنٍ كإرانِ المَيتِ ... عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ

وَقِيلَ: الإِران تَابُوتُ الْمَوْتَى. أَبو عَمْرٍو: الإِرانُ تابوتُ خَشَبٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَمُونٍ كأَلواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها ... عَلَى لاحبٍ، كأَنه ظَهْرُ بُرْجُدِ ابْنُ سِيدَهْ: الإِرانُ سَرِيرُ الْمَيِّتِ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: إِذَا ظُبَيُّ الكُنُساتِ انْغَلَّا ... تحتَ الإِرانِ، سَلَبَتْه الظِّلَّا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ شَجَرَةً شِبْه النعْش، وأَن يَعْنِيَ بِهِ النَّشَاطَ أَي أَن هَذِهِ المرأَة سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ، وَذَلِكَ فِيهِنَّ مَذْمُومٌ. والأُرْنةُ: الجُبن الرَّطْب، وَجَمْعُهَا أُرَنٌ، وَقِيلَ: حبٌّ يُلقى فِي اللَّبَنِ فينتفخُ وَيُسَمَّى ذَلِكَ البياضُ الأُرْنةَ؛ وأَنشد: هِدانٌ كشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وَحُكِيَ الأُرنى أَيضاً «2». والأُرانى: الجُبن الرَّطبُ، عَلَى وَزْنِ فُعالى، وَجَمْعُهُ أَرانيّ. قَالَ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِنَّمَا أَنتَ كالأُرْنةِ وكالأُرْنى. والأُرانى: حبُّ بقْلٍ يُطرَح فِي اللَّبَنِ فيُجبِّنُه؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر: وتَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه قِيلَ: يَعْنِي السَّرابَ وَالشَّمْسَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي شعرَ رأْسه، وَفِي التَّهْذِيبِ: وتقنَّع الْحِرْبَاءُ أُرْتَته، بتاءَين، قَالَ: وَهِيَ الشَّعرات الَّتِي فِي رأْسه. وَقَوْلُهُ: هِدانٌ نَوَّامٌ لَا يُصلِّي وَلَا يُبكِّر لِحَاجَتِهِ وَقَدْ تَهَدَّن، وَيُقَالُ: هُوَ مَهْدونٌ؛ قَالَ: وَلَمْ يُعَوَّدْ نَوْمةَ المَهْدُونِ الْجَوْهَرِيُّ: وأُرْنةُ الحِرباء، بِالضَّمِّ، مَوْضِعُهُ مِنَ الْعَوْدِ إِذَا انْتَصَبَ عَلَيْهِ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر: وتَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه ... مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقْرُ وَكَنَّى بالأُرْنة عَنِ السَّراب لأَنه أَبيض، وَيُرْوَى: أُرْبَته، بِالْبَاءِ، وأُرْبَتُه: قِلادته، وأَراد سَلْخَه لأَن الحِرْباء يُسْلَخ كَمَا يُسلخ الْحَيَّةُ، فَإِذَا سُلخ بَقِيَ فِي عُنُقِهِ مِنْهُ شَيْءٌ كأَنه قِلَادَةٌ، وَقِيلَ: الأُرْنة مَا لُفَّ عَلَى الرأْس. والأَرُون: السّمُّ، وَقِيلَ: هُوَ دماغُ الْفِيلِ وَهُوَ سمٌّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وأَنتَ الغَيْثُ ينفعُ مَا يَليه، ... وأَنتَ السَّمُّ خالَطه الأَرُونُ أَي خَالَطَهُ دماغُ الْفِيلِ، وَجَمْعُهُ أُرُنٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ حبُّ بقْلةٍ يُقَالُ لَهُ الأُرانى، والأُرانى أُصول ثَمَرِ الضَّعة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ جناتُها. والأَرانيةُ: مَا يَطُولُ ساقُه مِنْ شَجَرِ الحَمْض وَغَيْرِهِ، وَفِي نُسْخَةٍ: مَا لَا يَطُولُ ساقُه مِنْ شَجَرِ الْحَمْضِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ اسْتسقاء عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَتَّى رأَيت الأَرِينةَ تأْكلها صغارُ الإِبل ؛ الأَرينةُ: نبتٌ مَعْرُوفٌ يُشْبه الخِطميّ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ: حَتَّى رأَيْتُ الأَرْنبةَ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: سأَلت الأَصمعي عَنِ الأَرينة فَقَالَ: نبتٌ، قَالَ: وَهِيَ عِنْدِي الأَرْنبة، قَالَ: وَسَمِعْتُ فِي الْفَصِيحِ مِنْ أَعراب سَعْد بْنِ بَكْرٍ بِبَطْنِ مُرٍّ قَالَ: ورأَيتُه نَبَاتًا يُشبَّه بالخطميّ عَرِيضُ الْوَرَقِ. قَالَ شَمِرٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ أَعراب كِنَانَةَ يَقُولُونَ: هُوَ الأَرِين، وَقَالَتْ أَعرابيَّة مِنْ بَطْنِ مُرٍّ: هِيَ الأَرينةُ، وَهِيَ خِطْمِيُّنا وغَسولُ الرأْس؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي

_ (2). قوله [وحكي الأَرنى أيضاً] هكذا في الأَصل هنا وفيما بعد مع نقط النون، وفي القاموس بالباء مضبوطاً بضم الهمزة وفتح الراء والباء

حَكَاهُ شَمِرٌ صحيحٌ وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه الأَرْنَبة مِنَ الأَرانب غيرُ صَحِيحٌ، وَشَمِرٌ مُتْقِن، وَقَدْ عُنِيَ بِهَذَا الْحَرْفِ وسأَل عَنْهُ غيرَ واحدٍ مِنَ الأَعراب حَتَّى أَحكمه، والرُّواة رُبَّمَا صحَّفوا وغيَّروا، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الأَرينةَ فِي بَابِ النَّبَاتِ مِنْ وَاحِدٍ وَلَا رأَيته فِي نُبوت الْبَادِيَةِ، قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ عِنْدِي، قَالَ: وَأَحْسَبُ الْقُتَيْبِيَّ ذكرَ عَنِ الأَصمعي أَيضاً الأَرْنبة، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَرين، عَلَى فَعِيل، نبتٌ بِالْحِجَازِ لَهُ وَرَقٌ كالخِيريّ، قَالَ: وَيُقَالُ أَرَنَ يأْرُنُ أُروناً دَنَا لِلْحَجِّ. النِّهَايَةُ: وَفِي حَدِيثِ الذَّبِيحَةِ أَرِنْ أَو اعْجَلْ مَا أَنَهَر الدمَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدِ اختُلف فِي ضَبْطِهَا وَمَعْنَاهَا، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا حَرْفٌ طال ما اسْتَثْبَتُّ فِيهِ الرُّواةَ وسأَلتُ عَنْهُ أَهلَ الْعِلْمِ فَلَمْ أَجدْ عِنْدَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يُقْطعُ بِصِحَّتِهِ، وَقَدْ طَلَبْتُ لَهُ مَخْرَجاً فرأَيته يَتَّجِهُ لِوُجُوهٍ: أَحدها أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرانَ الْقَوْمُ فَهُمْ مُرينون إِذَا هَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَهلِكْها ذَبحاً وأَزْهِقْ نفْسَها بِكُلِّ مَا أَنْهَرَ الدمَ غَيْرِ السَّنِّ وَالظُّفْرِ، عَلَى مَا رَوَاهُ أَبو دَاوُدَ فِي السُّنن، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ النُّونِ، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ إئْرَنْ، بِوَزْنِ اعْرَبْ، مِنْ أَرِنَ يأْرَنُ إِذَا نَشِط وخَفَّ، يَقُولُ: خِفَّ واعْجَلْ لِئَلَّا تقتُلَها خَنْقاً، وَذَلِكَ أَن غَيْرَ الْحَدِيدِ لَا يمورُ فِي الذَّكَاةِ مَوْرَه، وَالثَّالِثُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى أَدِمِ الحَزَّ وَلَا تَفْتُرْ مِنْ قَوْلِكَ رَنَوْتُ النظرَ إِلَى الشَّيْءِ إِذَا أَدَمْتَه، أَو يَكُونَ أَراد أَدِمِ النظرَ إِلَيْهِ وراعِه ببصرِك لِئَلَّا يَزلَّ عَنِ الْمَذْبَحِ، وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ «3». وَالنُّونِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بِوَزْنِ ارْمِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كلُّ مَن علاكَ وغَلَبكَ فَقَدْ رانَ بِكَ. ورِينَ بِفُلَانٍ: ذهبَ بِهِ الموتُ وأَرانَ القومُ إِذَا رِينَ بِمَوَاشِيهِمْ أَي هَلَكَتْ وَصَارُوا ذَوي رَيْنٍ فِي مَوَاشِيهِمْ، فَمَعْنَى أَرِنْ أَي صِرْ ذَا رَيْنٍ فِي ذَبِيحَتِكَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرانَ تَعْدِيةَ رانَ أَي أَزْهِقْ نَفْسَها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ: اجْتَمَعَ جوارٍ فأَرِنَ أَي نَشِطْنَ، مِنَ الأَرَنِ النَّشاطِ. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ: لَوْ كان رأْيُ الناسِ مثلَ رأْيك مَا أُدِّيَ الأَرْيانُ ، وَهُوَ الخراجُ والإِتاوةُ، وَهُوَ اسْمٌ واحدٌ كالشيْطان. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الأَشْبَهُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ أَن يَكُونَ الأُرْبانَ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَلَى الْحَقِّ، يقال فيه أُرْبانٌ وعُرْبانٌ، فَإِنْ كَانَتْ مُعْجَمَةً بِاثْنَتَيْنِ فَهُوَ مِنَ التأْرية لأَنه شَيْءٌ قُرّر عَلَى النَّاسِ وأُلْزِموه. أزن: الأَزَنِيّة: لغةٌ فِي اليَزَنِيّة يَعْنِي الرماحَ، وَالْيَاءُ أَصل. يُقَالُ: رُمْحٌ أَزَنيٌّ ويَزَنِيٌّ، مَنْسُوبٌ إِلَى ذِي يَزن أَحد مُلُوكِ الأَذْواءِ مِنَ اليَمن، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَزانيٌّ وأَزانيّ. أسن: الآسِنُ مِنَ الْمَاءِ: مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ ويأْسُنُ أَسْناً وأُسوناً وأَسِنَ، بِالْكَسْرِ، يأْسَنُ أَسَناً: تغيَّر غَيْرَ أَنه شروبٌ، وَفِي نُسْخَةٍ: تغيَّرت ريحُه، ومياهٌ آسانٌ؛ قَالَ عوْفُ بْنُ الخَرِع: وتشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُها، ... ولوْ ورَدَتْ ماءَ المُرَيرةِ آجِما أَرادَ آجِناً، فقلبَ وأَبدلَ. التَّهْذِيبُ: أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ أَسْناً وأُسوناً، وَهُوَ الَّذِي لَا يَشْرَبُهُ أَحدٌ مِنْ نَتْنِه. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ ؛ قَالَ

_ (3). قوله [وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ إلخ] كذا في الأَصل والنهاية وتأمله مع قولهما قبل مِنْ قَوْلِكَ رَنَوْتُ النَّظَرَ إلخ، فإن مقتضى ذلك أَنْ يَكُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ والنون مع سكون الراء بوزن اغز إلا أن يكون ورد يائياً أيضاً

الْفَرَّاءُ: غَيْرُ متغيّرٍ وآجِنٍ، وروى الأَعمش عَنْ شَقِيق قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نَهيك بْنُ سِنَانٍ: يَا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَياءً تجدُ هَذِهِ الْآيَةَ أَم أَلفاً مِنْ ماءٍ غيرِ آسِنٍ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَقَدْ علمتُ القرآنَ كُلَّهُ غَيْرَ هَذِهِ، قَالَ: إِنِّي أَقرأُ المفصَّل فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كهذِّ الشِّعْر ، قَالَ الشَّيْخُ: أَراد غيرَ آسِنٍ أَم ياسِنٍ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَن قَبيصةَ بْنَ جَابِرٍ أَتاه فَقَالَ: إِنِّي دَمَّيْتُ ظَبياً وأَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فَمَاتَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ فأَسِنَ فَمَاتَ يَعْنِي دِيرَ بِهِ فأَخذه دُوارٌ، وَهُوَ الغَشْيُ، وَلِهَذَا قِيلَ لِلرَّجُلِ إِذَا دَخَلَ بِئراً فاشتدَّت عَلَيْهِ ريحُها حَتَّى يُصيبَه دُوارٌ فَيَسْقُطَ: قَدْ أَسِنَ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِلُه، ... يميدُ فِي الرُّمْحِ مَيْدَ المائحِ الأَسِنِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ اليَسِنُ والأَسِنُ؛ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ مثلَ اليَزَنِيِّ والأَزَنِيّ، واليَلَنْدَدِ والأَلَنْدَدِ، وَيُرْوَى الوَسِن. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَسِنَ الرجلُ مِنْ رِيحِ الْبِئْرِ، بِالْكَسْرِ، لَا غَيْرُ. قَالَ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ يَمِيلُ فِي الرُّمْحِ مثلَ الْمَائِحِ، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ أَترك الْقِرْنَ، وَصَوَابُهُ يُغَادِرُ الْقِرْنَ، وَكَذَا فِي شِعْرِهِ لأَنه مِنْ صِفَةِ الْمَمْدُوحِ؛ وَقَبْلَهُ: أَلَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ كيفَ فَضَّلَه، ... مَا يُشْتَرى فِيهِ حَمْدُ الناسِ بالثَّمن؟ قَالَ: وَإِنَّمَا غلَّط الجوهريَّ قولُ الْآخَرِ: قَدْ أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، ... كأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِرْصاد وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً، فَهُوَ أَسِنٌ، وأَسِنَ يأْسَنُ ووَسِنَ: غُشِيَ عَلَيْهِ مِنْ خُبْث ريحِ الْبِئْرِ. وأَسِنَ لَا غَيْرُ: استدارَ رأْسُه مِنْ رِيحٍ تُصيبه. أَبو زَيْدٍ: ركيّة مُوسِنةٌ يَوْسَنُ فِيهَا الإِنسانُ وَسَناً، وَهُوَ غَشْيٌ يأْخذه، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ أَسِن. الْجَوْهَرِيُّ: أَسِنَ الرجلُ إِذَا دَخَلَ الْبِئْرَ فأَصابته ريحٌ مُنْتِنة مِنْ رِيحِ الْبِئْرِ أَو غَيْرِ ذَلِكَ فغُشِيَ عَلَيْهِ أَو دَارَ رأْسُه، وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ أَيضاً. وتأَسَّنَ الماءُ: تَغَيَّرَ. وتأَّسَّنَ عَلَيَّ فلانٌ تأَسناً: اعْتَلَّ وأَبْطَأَ، وَيُرْوَى تأَسَّرَ، بِالرَّاءِ. وتأَسَّنَ عَهْدُ فُلَانٍ ووُدُّه إِذَا تغيَّر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: راجَعَه عَهْدًا عَنِ التأّسُّن التَّهْذِيبُ: والأَسينةُ سَيْرٌ وَاحِدٌ مِنْ سُيور تُضْفَر جميعُها فتُجعل نِسعاً أَو عِناناً، وكلُّ قُوَّة مِنْ قُوَى الوَتَر أَسِينةٌ، وَالْجَمْعُ أَسائِنُ. والأُسونُ: وَهِيَ الآسانُ «1». أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: الأُسُن جَمْعُ الْآسَانِ، وَهِيَ طَاقَاتُ النِّسْع والحَبْل؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لِسَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ: لَقَدْ كنتُ أَهْوَى الناقِميَّة حِقْبةً، ... وَقَدْ جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَعَلَ قُوَى الوصْلِ بِمَنْزِلَةِ قُوى الحبْل، وَصَوَابُ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ أَن يَقُولَ: وَالْآسَانُ جَمْعُ الأُسُن، والأُسُنُ جَمْعُ أَسينة، وَتُجْمَعُ أَسينة أَيضاً عَلَى أَسائنَ فَتَصِيرُ مِثْلَ سَفِينَةٍ وسُفُن وسَفائنَ، وَقِيلَ: الْوَاحِدُ إسْنٌ، وَالْجَمْعُ أُسُونٌ وآسانٌ؛ قَالَ: وَكَذَا فُسِّرَ بَيْتُ الطِّرِمَّاحِ: كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً، ... كإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذي الأُسونِ

_ (1). قوله [والأَسون وَهِيَ الْآسَانُ أَيْضًا] هذه الجملة ليست من عبارة التهذيب وهما جمعان لآسن كحمل لا لأَسينة

وَيُقَالُ: أَعطِني إسْناً مِنْ عَقَبٍ. والإِسْنُ: العَقَبةُ، والجمعُ أُسونٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَلَا أَخا طريدةٍ وإسْنِ وأَسَنَ الرجلُ لأَخيه يأْسِنُه ويأْسُنُه إِذَا كسَعَه برجلِه. أَبو عَمْرٍو: الأَسْنُ لُعْبة لَهُمْ يُسَمُّونَهَا الضَّبْطَة والمَسَّة. وآسانُ الرَّجُلِ: مَذاهبُه وأَخلاقُه؛ قَالَ ضابئٌ البُرْجُمِيّ فِي الآسانِ الأَخلاق: وقائلةٍ لَا يُبْعِدُ اللهُ ضَابِئًا، ... وَلَا تبْعَدَنْ آسَانُهُ وَشَمَائِلُهُ والآسانُ والإِسانُ: الْآثَارُ القديمةُ. والأُسُن: بقيَّة الشَّحْمِ الْقَدِيمِ. وسَمِنت عَلَى أُسُنٍ أَي عَلَى أَثارة شَحْمٍ قَدِيمٍ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: الأُسُنُ الشحمُ الْقَدِيمُ وَالْجَمْعُ آسانٌ. الْفَرَّاءُ: إِذَا أَبقيتَ مِنْ شَحْمِ النَّاقَةِ وَلَحْمِهَا بَقِيَّةً فاسمُها الأُسُنُ والعُسُنُ، وَجَمْعُهَا آسانٌ وأَعْسانٌ. يقال: سَمِنَت ناقتُه عَنْ أُسُنٍ أَي عَنْ شحمٍ قَدِيمٍ. وآسانُ الثّيابِ: مَا تقطَّع مِنْهَا وبَلِيَ. يُقَالُ: مَا بَقِيَ مِنَ الثَّوْبِ إِلَّا آسانٌ أَي بَقَايَا، وَالْوَاحِدُ أُسُنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا أَخَوَيْنا مِنْ تَميمٍ، عَرِّجا ... نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ كآسانِ الخَلَقْ . وَهُوَ عَلَى آسانٍ مِنْ أَبيه أَي مَشابِهَ، واحدُها أُسُنٌ كعُسُنٍ. وَقَدْ تأَسَّنَ أَباه إِذَا تَقَيّله. أَبو عَمْرٍو: تأَسَّنَ الرجلُ أَباه إِذَا أَخذ أَخْلاقَه؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِذَا نزَعَ إِلَيْهِ فِي الشَّبَه. يُقَالُ: هُوَ على آسانٍ من أَبيه أَي عَلَى شَمائلَ مِنْ أَبيه وأَخْلاقٍ مِنْ أَبيه، واحدُها أُسُنٌ مِثْلُ خُلُقٍ وأَخلاق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قَوْلُ بَشِيرٍ الْفَرِيرِيِّ: تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرو وخالدٍ، ... أُبُوّة صِدْقٍ مِنْ فريرٍ وبُحْتُر . وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأُسُنُ الشبَهُ، وجمعُه آسانٌ؛ وأَنشد: تعْرِفُ، فِي أَوْجُهِها البَشائِرِ، ... آسانَ كلِّ أَفِقٍ مُشاجِرِ . وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ فِي مَوْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لعُمَرَ خَلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ صَاحِبِنَا فَإِنَّهُ يأْسَنُ كَمَا يأْسَنُ الناسُ أَي يتغيَّر، وَذَلِكَ أَن عُمَرَ كَانَ قَدْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّهُ صَعِقَ كَمَا صَعِقَ مُوسَى، وَمَنَعَهُمْ عَنْ دَفْنِه. وَمَا أَسَنَ لِذَلِكَ يأْسُنُ أَسْناً أَي مَا فَطَنَ. والتأَسُّنُ: التوهُّم والنِّسْيانُ. وأَسَنَ الشيءَ: أَثْبَتَه. والمآسِنُ: منابتُ العَرْفجِ. وأُسُنٌ: ماءٌ لَبَنِيِّ تَمِيمٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: قَالَتْ سُلَيْمَى ببَطْنِ القاعِ مِنْ أُسُنٍ: ... لَا خَيْرَ فِي العَيْشِ بعدَ الشَّيْبِ والكِبَر وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ فِي بيتِه الميْسُوسَنُ، فَقَالَ: أَخْرِجُوه فَإِنَّهُ رِجْسٌ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْبَكْرَاوِيُّ المَيْسُوسَنُ شَيْءٌ تَجْعَلُهُ النساء في الغِسْلة لرؤوسهن. أشن: الأُشْنةُ: شيءٌ مِنَ الطِّيبِ أَبيضُ كأَنه مقشورٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأُشْنُ شَيْءٌ مِنَ الْعِطْرِ أبيضُ دَقِيقٌ كأَنه مقشورٌ مِنْ عِرْقٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا أُراه عَرَبِيًّا. والأُشنانُ والإِشْنانُ مِنَ الْحَمْضِ: مَعْرُوفٌ الَّذِي يُغْسَل بِهِ الأَيْدِي، وَالضَّمُّ أَعلى. والأَوْشَنُ: الَّذِي يُزيّن الرجلَ وَيَقْعُدُ مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ يأْكل طعامَه، والله أَعلم. أضن: إضانٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: تأَمَّلْ خلِيلي، هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ ... تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ فوقَ إضانِ؟ وَيُرْوَى بِالطَّاءِ والظاء.

أطن: إطانٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ: تأَمل خَلِيلِي، هَلْ تَرَى مِنْ ظعائن ... تحملن بالعلياء فَوْقَ إِطَانِ؟ وَيُرْوَى إِظَانُ بالظاء المعجمة. أطربن: الأَطْرَبونُ مِنَ الرُّومِ: الرئيسُ مِنْهُمْ، وَقِيلَ: المُقدَّم فِي الْحَرْبِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبْرة الحَرَشيّ: فَإِنْ يَكُنْ أطْرَبونُ الرُّومِ قَطَّعها، ... فَإِنَّ فِيهَا، بحَمْدِ اللَّهِ، مُنْتَفَعا قَالَ ابْنُ جِنِّي: هِيَ خُمَاسِيَّةٌ كَعَضْرَفوط. أظن: إظانٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: تأَمل خَلِيلِي، هَلْ تَرَى مِنْ ظعائن ... تحملن بالعلياء فَوْقَ إِظَانِ؟ وَيُرْوَى بِالضَّادِ وبالطاء، وقد تقدم. أفن: أَفَنَ الناقةَ والشاةَ يأْفِنُها أَفْناً: حلَبها فِي غَيْرِ حِينِهَا، وَقِيلَ: هُوَ استخراجُ جَمِيعِ مَا فِي ضَرْعِهَا. وأَفَنْتُ الإِبلَ إِذَا حلَبْتَ كلَّ مَا فِي ضَرْعِهَا. وأَفَنَ الحالبُ إِذَا لَمْ يدَعْ فِي الضَّرْع شَيْئًا. والأَفْنُ: الحَلْب خِلَافُ التَّحْيين، وَهُوَ أَن تَحْلُبَها أَنَّى شئتَ مِنْ غَيْرِ وَقْتٍ مَعْلُومٍ؛ قَالَ المُخبَّل: إِذَا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَك أَفْنُها، ... وَإِنْ حُيّنَت أَرْبى عَلَى الوَطْبِ حِينُها . وَقِيلَ: هُوَ أَن يحتَلِبها فِي كُلِّ وَقْتٍ. والتَّحْيِينُ: أَن تُحْلَب كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّةً وَاحِدَةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ومِن هَذَا قِيلَ للأَحمق مأْفونٌ، كأَنه نُزِع عَنْهُ عقلُه كلُّه. وأَفِنَت الناقةُ، بِالْكَسْرِ: قلَّ لبنُها، فَهِيَ أَفِنةٌ مَقْصُورَةٌ، وَقِيلَ: الأَفْنُ أَن تُحْلَبَ الناقةُ والشاةُ فِي غَيْرِ وَقْتِ حَلْبِها فَيُفْسِدُهَا ذَلِكَ. والأَفْنُ: النقصُ. والمُتأَفِّنُ المُتنقِّص. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إيّاكَ ومُشاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رأْيَهنّ إِلَى أَفْنٍ ؛ الأَفْنُ: النقصُ. وَرَجُلٌ أَفينٌ ومأْفونٌ أَي ناقصُ العقلِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قَالَتْ لِلْيَهُودِ عَلَيْكُمُ اللعنةُ والسامُ والأَفْنُ ؛ والأَفْنُ: نقصُ اللبَنِ. وأَفَنَ الفصيلُ مَا فِي ضَرْعِ أُمِّه إِذَا شرِبَه كلَّه. والمأْفونُ والمأْفوكُ جَمِيعًا مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا زَوْرَ لَهُ وَلَا صَيُّورَ أَي لَا رأْيَ لَهُ يُرْجَعُ إِلَيْهِ. والأَفَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: ضعفُ الرأْي، وَقَدْ أَفِنَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، وأُفِنَ، فَهُوَ مأْفونٌ وأَفينٌ. وَرَجُلٌ مأْفونٌ: ضعيفُ العقلِ والرأْيِ، وَقِيلَ: هُوَ المُتمدِّحُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، والأَول أَصح، وَقَدْ أفِنَ أَفْناً وأَفَناً. والأَفينُ: كالمأْفونِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي أَمثال الْعَرَبِ: كثرةُ الرِّقين تُعَفِّي عَلَى أَفْنِ الأَفِين أَي تُغطِّي حُمْقَ الأَحْمَق. وأَفَنَه اللَّهُ يأْفِنُه أَفْناً، فَهُوَ مأْفونٌ. وَيُقَالُ: مَا فِي فُلَانٍ آفِنةٌ أَي خَصْلَةٌ تأْفِنُ عقلَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ زِيَادَ بْنَ مَعْقِل الأَسديّ: مَا حَوَّلَتْك عَنِ اسْمِ الصِّدْقِ آفِنَةٌ ... من العُيوبِ، ما يبرى بِالسَّيْبِ «1» . يَقُولُ: مَا حَوَّلَتْك عَنِ الزِّيَادَةِ خَصلةٌ تنْقُصُك، وَكَانَ اسْمُهُ زِياداً. أَبو زَيْدٍ: أُفِنَ الطعامُ يُؤْفَنُ أَفْناً، وَهُوَ مأْفونٌ، لِلَّذِي يُعْجِبُك وَلَا خَيْرَ فِيهِ. والجَوْزُ المأْفونُ: الحَشَف. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: البِطْنةُ تأْفِنُ الفِطْنَة؛ يُرِيدُ أَن الشِّبَعَ والامْتِلاءَ يُضْعف الفِطنةَ أَي الشَّبْعان لَا يَكُونُ فَطِناً عَاقِلًا. وأَخذَ الشيءَ بإِفّانِه أَي بِزَمَانِهِ وأَوَّله، وَقَدْ يَكُونُ فِعْلاناً. وجاءَه عَلَى إفَّان ذَلِكَ أَي إِبَّانِهِ وعلى حِينه.

_ (1). هكذا بالأَصل

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إفَّانٌ فِعْلانٌ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ أَتيتُه عَلَى إِفّانِ ذَلِكَ وأَفَفِ ذَلِكَ. قَالَ: والأَفينُ الفَصيل، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. والأَفانى: نبتٌ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ شَجَرٌ بِيضٌ؛ وأَنشد: كأَنّ الأَفانى سَبيبٌ لَهَا، ... إِذَا التَفَّ تحتَ عَناصي الوَبَرْ وقال أَبو حَنِيفَةَ: الأَفانى مِنَ العُشْب وهو غَبْرَاءُ لَهَا زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ وَهِيَ طيِّبةٌ تَكْثُرُ وَلَهَا كَلَأٌ يَابِسٌ، وَقِيلَ: الأَفانى شَيْءٌ يَنْبُتُ كأَنه حَمْضةٌ يُشَبَّه بِفِرَاخِ القَطا حِينَ يُشَوِّك تبدَأُ بَقْلَةً ثُمَّ تَصِيرُ شَجَرَةً خَضْرَاءَ غَبْرَاءَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ فِي وَصْفِ حَمِير: توالِبُ تَرْفَعُ الأَذْنابَ عَنْهَا، ... شَرَى أَسْتاههنَّ مِنَ الأَفانى وَزَادَ أَبو الْمَكَارِمِ: أَن الصبْيان يَجْعَلُونَهَا كَالْخَوَاتِمِ فِي أَيديهم، وأَنها إِذَا يَبِسَت وابيضَّتْ شَوَّكت، وشوْكَها الحَماطُ، وَهُوَ لَا يَقَعُ فِي شَرَابٍ إِلَّا رِيحَ مَنْ شرِبه؛ وقال أَبو السَّمْح: هِيَ مِنَ الجَنْبة شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ، مُجْتَمِعٌ وَرَقُهَا كالكُبَّة، غُبَيراء مَلِيسٌ وَرَقَهَا، وَعِيدَانُهَا شِبْه الزَّغَب، لَهَا شُوَيكٌ لَا تَكَادُ تستَبينُه، فَإِذَا وَقَعَ عَلَى جِلْدِ الإِنسان وجَدَه كأَنه حريقُ نَارٍ، وَرُبَّمَا شَرِيَ مِنْهُ الجلدُ وَسَالَ مِنْهُ الدَّمُ. التهذيب: والأَفانى نَبْتٌ أَصفر وأَحمر، وَاحِدَتُهُ أَفانِية. الْجَوْهَرِيُّ: والأَفانى نبتٌ مَا دَامَ رَطْباً، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الحَماطُ، وَاحِدَتُهَا أَفانية مِثْلُ يمانيةٍ، وَيُقَالُ: هُوَ عِنَب الثَّعْلَبِ، ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ فَنِيَ، وَذَكَرَهُ اللُّغَوِيُّ فِي فَصْلِ أَفن، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ غلط. أقن: الأُقْنةُ: الحُفرة فِي الأَرض، وَقِيلَ: فِي الْجَبَلِ، وَقِيلَ: هِيَ شِبْهُ حُفْرَةٍ تَكُونُ فِي ظُهُورِ القِفاف وأَعالي الْجِبَالِ، ضيِّقةُ الرأْس، قعْرُها قَدْرُ قَامَةٍ أَو قَامَتَيْنِ خِلْقةً، وَرُبَّمَا كَانَتْ مَهْواة بَيْنَ شَقَّين. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: بُيُوتُ الْعَرَبِ سِتَّةٌ: قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ، ومِظَلَّة مِنْ شعَر، وخِباءٌ مِنْ صوفٍ، وَبِجَادٌ مِنْ وَبَر، وَخَيْمَةٌ مِنْ شَجَرٍ، وأُقْنة مِنْ حَجَرٍ، وَجَمْعُهَا أُقَنٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَوْقَنَ الرجلُ إِذَا اصْطَادَ الطيرَ مِنْ وُقْنَتِه، وَهِيَ مَحْضِنُه، وَكَذَلِكَ يُوقَنُ إِذَا اصْطَادَ الْحَمَامَ مِنْ مَحاضِنها فِي رؤُوس الْجِبَالِ. والتَّوَقُّن: التَّوَقُّل فِي الْجَبَلِ، وَهُوَ الصُّعُودُ فِيهِ. أَبو عُبَيْدَةَ: الوُقْنةُ والأُقْنةُ والوُكْنةُ مَوْضِعُ الطَّائِرِ فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ الأُقَنات والوُقَنات والوُكَنات؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: فِي شَناظِي أُقَنٍ، بينَها ... عُرَّةُ الطيرِ كصَوم النَّعامِ الْجَوْهَرِيُّ: الأُقْنةُ بَيْتٌ يُبْنى مِنْ حَجَرٍ، وَالْجَمْعُ أُقَنٌ مِثْلُ رُكْبة ورُكَب، وأَنشد بَيْتَ الطرماح. ألن: فَرَسٌ أَلِنٌ: مُجْتَمِعٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الْمَرَّارُ الْفَقْعَسِيُّ: أَلِنٌ إذْ خَرَجَتْ سَلَّتُه، ... وهِلًا تَمْسَحُه، ما يَسْتَقِرّ. ألبن: قَالَ ابْنُ الأَثير: أَلْبُونُ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، مَدِينَةٌ بِالْيَمَنِ زَعَمُوا أَنها ذاتُ الْبِئْرِ المُعطَّلة وَالْقَصْرِ المَشيد، قَالَ: وَقَدْ تُفْتَحُ الْبَاءُ. ألين: فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ حصين أَلْيُون؛ هو بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَضَمِّ الْيَاءِ، اسْمُ مَدِينَةِ مِصْرَ قَدِيمًا فَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ وسمَّوْها الفُسْطاطَ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير،

قَالَ: وأَلْبُونُ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، مدينةٌ بِالْيَمَنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذكرها، والله أَعلم. أمن: الأَمانُ والأَمانةُ بِمَعْنًى. وَقَدْ أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ غَيْرِي مِنَ الأَمْن والأَمان. والأَمْنُ: ضدُّ الْخَوْفِ. والأَمانةُ: ضدُّ الخِيانة. والإِيمانُ: ضدُّ الْكُفْرِ. والإِيمان: بِمَعْنَى التَّصْدِيقِ، ضدُّه التَّكْذِيبُ. يُقَالُ: آمَنَ بِهِ قومٌ وكذَّب بِهِ قومٌ، فأَما آمَنْتُه الْمُتَعَدِّي فَهُوَ ضدُّ أَخَفْتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ . ابْنُ سِيدَهْ: الأَمْنُ نَقِيضُ الْخَوْفِ، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً؛ حَكَى هَذِهِ الزَّجَّاجُ، وأَمَنةً وأَماناً فَهُوَ أَمِنٌ. والأَمَنةُ: الأَمْنُ؛ وَمِنْهُ: أَمَنَةً نُعاساً ، وإذ يَغْشاكم النعاسُ أَمَنةً مِنْهُ، نصَب أَمَنةً لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ كَقَوْلِكَ فَعَلْتُ ذَلِكَ حَذَر الشَّرِّ؛ قَالَ ذَلِكَ الزَّجَّاجُ. وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَتَقَعُ الأَمَنةُ فِي الأَرض أَي الأَمْنُ، يُرِيدُ أَن الأَرض تَمْتَلِئُ بالأَمْن فَلَا يَخَافُ أَحدٌ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: النُّجومُ أَمَنةُ السَّمَاءَ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النجومُ أَتى السماءَ مَا تُوعَد، وأَنا أَمَنةٌ لأَصحابي فَإِذَا ذهبتُ أَتى أَصحابي مَا يُوعَدون، وأَصحابي أَمَنةٌ لأُمَّتي فَإِذَا ذهبَ أَصْحَابِي أَتى الأُمَّةَ مَا تُوعَد ؛ أَراد بِوَعْد السَّمَاءِ انشقاقَها وذهابَها يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وذهابُ النُّجُومِ: تكوِيرُها وانكِدارُها وإعْدامُها، وأَراد بوَعْد أَصحابه مَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ مِنَ الفِتَن، وَكَذَلِكَ أَراد بوعْد الأُمّة، والإِشارةُ فِي الْجُمْلَةِ إِلَى مَجِيءِ الشَّرِّ عِنْدَ ذهابِ أَهل الْخَيْرِ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ النَّاسِ كَانَ يُبَيِّن لَهُمْ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوفِّي جَالَتِ الآراءُ وَاخْتَلَفَتِ الأَهْواء، فَكَانَ الصَّحابةُ يُسْنِدونَ الأَمرَ إِلَى الرَّسُولِ فِي قَوْلٍ أَو فِعْلٍ أَو دَلَالَةِ حَالٍ، فَلَمَّا فُقِدَ قَلَّت الأَنوارُ وقَويَت الظُّلَمُ، وَكَذَلِكَ حالُ السَّمَاءِ عِنْدَ ذَهَابِ النُّجُومِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَمَنةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ جَمْعُ أَمينٍ وَهُوَ الْحَافِظُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ؛ قَالَ أَبو إسحق: أَراد ذَا أَمْنٍ، فَهُوَ آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِين؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَرَجُلٌ أَمِن وأَمين بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ؛ أَي الآمِن، يَعْنِي مَكَّةَ، وَهُوَ مِنَ الأَمْنِ؛ وَقَوْلُهُ: أَلم تعْلمِي، يَا أَسْمَ، ويحَكِ أَنني ... حلَفْتُ يَمِينًا لَا أَخونُ يَميني قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا يُرِيدُ آمنِي. ابْنُ السِّكِّيتِ: والأَمينُ المؤتمِن. والأَمين: المؤتَمَن، مِنَ الأَضداد؛ وأَنشد ابْنُ اللَّيْثِ أَيضاً: لَا أَخونُ يَمِيني أَي الَّذِي يأْتَمِنُني. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُقَالُ الأَمينُ المأْمونُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: لَا أَخون أَميني أَي مأْمونِي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ ؛ أَي قَدْ أَمِنُوا فِيهِ الغِيَرَ. وأَنتَ فِي آمِنٍ أَي فِي أَمْنٍ كَالْفَاتِحِ. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: أَنت فِي أَمْنٍ مِنْ ذَلِكَ أَي فِي أَمانٍ. وَرَجُلٌ أُمَنَةٌ: يأْمَنُ كلَّ أَحد، وَقِيلَ: يأْمَنُه الناسُ وَلَا يَخَافُونَ غائلَته؛ وأُمَنَةٌ أَيضاً: موثوقٌ بِهِ مأْمونٌ، وَكَانَ قياسُه أُمْنةً، أَلا تَرَى أَنه لَمْ يعبَّر عَنْهُ هَاهُنَا إِلَّا بِمَفْعُولٍ؟ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مَا آمَنْتُ أَن أَجِدَ صَحَابَةً إِيمَانًا أَي مَا وَثِقْت، والإِيمانُ عِنْدَهُ الثِّقةُ. وَرَجُلٌ أَمَنةٌ، بِالْفَتْحِ: لِلَّذِي يُصَدِّق بِكُلِّ مَا يَسْمَعُ وَلَا يُكَذِّب بِشَيْءٍ. وَرَجُلٌ أَمَنةٌ أَيضاً إِذَا كَانَ يَطْمَئِنُّ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ ويَثِقُ بِكُلِّ أَحد، وَكَذَلِكَ الأُمَنَةُ، مِثَالُ الهُمَزة. وَيُقَالُ: آمَنَ فلانٌ العدُوَّ إِيمَانًا، فأَمِنَ يأْمَنُ، والعدُوُّ مُؤْمَنٌ، وأَمِنْتُه عَلَى كَذَا وأْتَمَنْتُه بِمَعْنًى، وَقُرِئَ: مَا لَك لَا تأَمَننا عَلَى يُوسُفَ ، بَيْنَ الإِدغامِ والإِظهارِ؛ قَالَ الأَخفش: والإِدغامُ أَحسنُ.

وَتَقُولُ: اؤتُمِن فلانٌ، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فاعلُه، فَإِنِ ابتدأْت بِهِ صيَّرْت الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ وَاوًا، لأَن كلَّ كَلِمَةٍ اجْتَمَعَ فِي أَولها هَمزتانِ وَكَانَتِ الأُخرى مِنْهُمَا سَاكِنَةً، فَلَكَ أَن تُصَيِّرها وَاوًا إِذَا كَانَتِ الأُولى مَضْمُومَةً، أَو يَاءً إِنْ كَانَتِ الأُولى مَكْسُورَةً نَحْوَ إيتَمَنه، أَو أَلفاً إِنْ كَانَتِ الأُولى مَفْتُوحَةً نَحْوَ آمَنُ. وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ ابنُه فَقَالَ: إِنِّي لَا إيمَنُ أَن يَكُونَ بَيْنَ الناسِ قتالٌ أَي لَا آمَنُ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَكْسِرُ أَوائل الأَفعال الْمُسْتَقْبَلَةِ نَحْوَ يِعْلَم ونِعْلم، فَانْقَلَبَتِ الأَلف يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا. واسْتأْمَنَ إِلَيْهِ: دَخَلَ فِي أَمانِه، وَقَدْ أَمَّنَه وآمَنَه. وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ: لستَ مُؤَمَّناً أَي لَا نُؤَمِّنك. والمَأْمَنُ: موضعُ الأَمْنِ. والأَمِنُ: المستجيرُ ليَأْمَنَ عَلَى نَفْسِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فأَحْسِبُوا لَا أَمْنَ مِنْ صِدْقٍ وبِرْ، ... وَسَحِّ أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرْ أَي لَا إِجَارَةَ، أَحْسِبُوه: أَعطُوه مَا يَكْفيه، وقرئَ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ: إِنَّهُمْ لَا إِيمانَ لَهُمْ ؛ مَنْ قرأَه بِكَسْرِ الأَلف مَعْنَاهُ أَنهم إِنْ أَجارُوا وأَمَّنُوا الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَفُوا وغَدَروا، والإِيمانُ هَاهُنَا الإِجارةُ. والأَمانةُ والأَمَنةُ: نقيضُ الْخِيَانَةِ لأَنه يُؤْمَنُ أَذاه، وَقَدْ أَمِنَه وأَمَّنَه وأْتَمَنَهُ واتَّمَنه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَهِيَ نَادِرَةٌ، وعُذْرُ مَن قَالَ ذَلِكَ أَن لَفْظَهُ إِذَا لَمْ يُدْغم يَصِيرُ إِلَى صُورَةِ مَا أَصلُه حرفُ لِينٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي افْتَعَل مِنَ الأَكل إيتَكَلَ، وَمِنَ الإِزْرةِ إيتَزَرَ، فأَشْبه حينئذٍ إيتَعَدَ فِي لُغَةِ مَنْ لَمْ يُبْدِل الْفَاءَ يَاءً، فَقَالَ اتَّمَنَ لِقَوْلِ غَيْرِهِ إيتَمَنَ، وأَجود اللُّغَتَيْنِ إقرارُ الْهَمْزَةِ، كأَن تَقُولَ ائْتَمَنَ، وَقَدْ يُقَدِّر مثلُ هَذَا فِي قَوْلِهِمُ اتَّهَلَ، واسْتَأْمَنه كَذَلِكَ. وَتَقُولُ: اسْتَأْمَنني فلانٌ فآمَنْتُه أُومِنُهُ إِيمَانًا. وَفِي الْحَدِيثِ: المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ ؛ مُؤْتَمَنُ الْقَوْمِ: الَّذِي يثِقون إِلَيْهِ وَيَتَّخِذُونَهُ أَمِيناً حَافِظًا، تَقُولُ: اؤتُمِنَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مُؤْتَمَن، يَعْنِي أَن المؤذِّنَ أَمينُ الناسِ عَلَى صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: المَجالِسُ بالأَمانةِ ؛ هَذَا ندْبٌ إِلى تركِ إعادةِ مَا يَجْرِي فِي الْمَجْلِسِ مِنْ قولٍ أَو فعلٍ، فكأَنَّ ذَلِكَ أَمانةٌ عِنْدَ مَن سَمِعه أَو رَآهُ، والأَمانةُ تَقَعُ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ وَالْوَدِيعَةِ والثِّقةِ والأَمان، وَقَدْ جَاءَ فِي كُلٍّ مِنْهَا حَدِيثٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الأَمانةُ غِنًى أَي سَبَبُ الْغِنَى، وَمَعْنَاهُ أَن الرَّجُلَ إِذَا عُرِفَ بِهَا كثُر مُعاملوه فَصَارَ ذَلِكَ سَبَبًا لِغناه. وَفِي حَدِيثِ أَشْراطِ السَّاعَةِ: والأَمانة مَغْنَماً أَي يَرَى مَن فِي يَدِهِ أَمانةٌ أَن الخِيانَة فِيهَا غَنيمةٌ قَدْ غَنِمها. وَفِي الْحَدِيثِ: الزَّرعُ أَمانةٌ والتاجِرُ فاجرٌ ؛ جَعَلَ الزَّرْعَ أَمانَةً لسلامتِه مِنَ الْآفَاتِ الَّتِي تَقَعُ فِي التِّجارة مِنَ التَّزَيُّدِ فِي الْقَوْلِ والحَلِف وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: مَا كَانَ فلانٌ أَميناً وَلَقَدْ أَمُنَ يأْمُنُ أَمانةً. ورجلٌ أَمينٌ وأُمّانٌ أَي لَهُ دينٌ، وَقِيلَ: مأْمونٌ بِهِ ثِقَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: ولَقَدْ شَهِدْتُ التّاجرَ الأُمّانَ ... مَوْروداً شرابُهْ التاجِرُ الأُمّانُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: هُوَ الأَمينُ، وَقِيلَ: هُوَ ذُو الدِّين والفضل، وقال بَعْضُهُمْ: الأُمّان الَّذِي لَا يكتب لأَنه أُمِّيٌّ، وقال بَعْضُهُمْ: الأُمّان الزُّرَّاعُ؛ وَقَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ: شَرِبْت مِنْ أَمْنِ دَواء المَشْي ... يُدْعى المَشُوَّ، طعْمُه كالشَّرْي الأَزهري: قرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعراب أَعطيت فُلَانًا مِنْ أَمْنِ مَالِي، وَلَمْ يُفَسِّرْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّ مَعْنَاهُ مِنْ خالِص مَالِي ومِنْ خَالِصِ دَواءِ المَشْي. ابْنُ

سِيدَهْ: مَا أَحْسَنَ أَمَنَتَك وإِمْنَك أَي دِينَكَ وخُلُقَكَ. وآمَنَ بِالشَّيْءِ: صَدَّقَ وأَمِنَ كَذِبَ مَنْ أَخبره. الْجَوْهَرِيُّ: أَصل آمَنَ أَأْمَنَ، بِهَمْزَتَيْنِ، لُيِّنَت الثَّانِيَةُ، وَمِنْهُ المُهَيْمِن، وأَصله مُؤَأْمِن، لُيِّنَتْ الثانيةُ وَقُلِبَتْ يَاءً وَقُلِبَتِ الأُولى هَاءً، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ بِهَمْزَتَيْنِ لُيِّنَتْ الثَّانِيَةُ، صَوَابُهُ أَن يَقُولَ أُبدلت الثانية؛ وأَما مَا ذَكَرَهُ فِي مُهَيْمِن مِنْ أَن أَصلَه مُؤَأْمِن لُيِّنَتْ الهمزةُ الثَّانِيَةُ وَقُلِبَتْ يَاءً لَا يصحُّ، لأَنها سَاكِنَةٌ، وَإِنَّمَا تَخْفِيفُهَا أَن تُقْلَبَ أَلفاً لَا غَيْرُ، قَالَ: فَثَبَتَ بِهَذَا أَن مُهَيْمِناً منْ هَيْمَنَ فَهُوَ مُهَيْمِنٌ لَا غَيْرُ. وحدَّ الزجاجُ الإِيمانَ فَقَالَ: الإِيمانُ إظهارُ الْخُضُوعِ والقبولِ للشَّريعة ولِما أَتَى بِهِ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واعتقادُه وتصديقُه بِالْقَلْبِ، فَمَنْ كَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفة فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُسْلِم غَيْرُ مُرْتابٍ وَلَا شاكٍّ، وَهُوَ الَّذِي يَرَى أَن أَداء الْفَرَائِضِ واجبٌ عَلَيْهِ لَا يَدْخُلُهُ فِي ذَلِكَ ريبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا ؛ أَي بمُصدِّقٍ. والإِيمانُ: التصديقُ. التَّهْذِيبُ: وأَما الإِيمانُ فَهُوَ مَصْدَرُ آمَنَ يُؤْمِنُ إِيمَانًا، فَهُوَ مُؤْمِنٌ. واتَّفق أَهلُ الْعِلْمِ مِنَ اللُّغَويّين وَغَيْرِهِمْ أَن الإِيمانَ مَعْنَاهُ التَّصْدِيقُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا «2» قَالَ: وَهَذَا مَوْضِعٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى تَفْهيمه وأَين يَنْفَصِل المؤمِنُ مِنَ المُسْلِم وأَيْنَ يَسْتَويانِ، والإِسْلامُ إظهارُ الْخُضُوعِ وَالْقَبُولِ لِمَا أَتى بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهِ يُحْقَنُ الدَّمُ، فَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ الإِظْهارِ اعتِقادٌ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ، فَذَلِكَ الإِيمانُ الَّذِي يُقَالُ لِلْمَوْصُوفِ بِهِ هُوَ مؤمنٌ مسلمٌ، وَهُوَ المؤمنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ غَيْرَ مُرْتابٍ وَلَا شاكٍّ، وَهُوَ الَّذِي يَرَى أَن أَداء الْفَرَائِضِ واجبٌ عَلَيْهِ، وأَن الجِهادَ بنفسِه وَمَالِهِ واجبٌ عَلَيْهِ لَا يَدْخُلُهُ فِي ذَلِكَ رَيْبٌ فَهُوَ المؤمنُ وَهُوَ المسلمُ حَقًّا، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ؛ أَي أُولئك الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا مُؤْمِنُونَ فَهُمُ الصَّادِقُونَ، فأَما مَنْ أَظهرَ قَبولَ الشَّرِيعَةِ واسْتَسْلَم لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ فَهُوَ فِي الظَّاهِرِ مُسْلمٌ وباطِنُه غيرُ مصدِّقٍ، فَذَلِكَ الَّذِي يَقُولُ أَسْلَمْتُ لأَن الإِيمان لَا بُدَّ مِنْ أَن يَكُونَ صاحبُه صِدِّيقاً، لأَن قولَكَ آمَنْتُ بِاللَّهِ، أَو قَالَ قَائِلٌ آمَنْتُ بِكَذَا وَكَذَا فَمَعْنَاهُ صَدَّقْت، فأَخْرج اللَّهُ هَؤُلَاءِ مِنَ الإِيمان فَقَالَ: ولَمّا يدْخل الإِيمانُ فِي قُلوبِكم؛ أَي لَمْ تُصدِّقوا إِنَّمَا أَسْلَمْتُمْ تَعَوُّذاً مِنَ الْقَتْلِ، فالمؤمنُ مُبْطِنٌ مِنَ التَّصْدِيقِ مثلَ مَا يُظْهِرُ، والمسلمُ التامُّ الإِسلامِ مُظْهرٌ لِلطَّاعَةِ مؤمنٌ بِهَا، والمسلمُ الَّذِي أَظهر الإِسلامَ تعوُّذاً غيرُ مؤمنٍ فِي الْحَقِيقَةِ، إِلَّا أَن حُكْمَه فِي الظَّاهِرِ حكمُ الْمُسْلِمِينَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ إخْوة يوسف لأَبيهم: ما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ ؛ لَمْ يَخْتَلِفْ أَهل التَّفْسِيرِ أَنّ مَعْنَاهُ مَا أَنت بمُصدِّقٍ لَنَا، والأَصلُ فِي الإِيمان الدخولُ فِي صِدْقِ الأَمانةِ الَّتِي ائْتَمَنه اللَّهُ عَلَيْهَا، فَإِذَا اعْتَقَدَ التصديقَ بِقَلْبِهِ كَمَا صدَّقَ بلِسانِه فَقَدْ أَدّى الأَمانةَ وَهُوَ مؤمنٌ، وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِدِ التَّصْدِيقَ بِقَلْبِهِ فَهُوَ غَيْرُ مؤدٍّ للأَمانة الَّتِي ائْتَمَنَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ مُنافِقٌ، ومَن زَعَمَ أَن الإِيمان هُوَ إِظْهَارُ الْقَوْلِ دُونَ التصديقِ بِالْقَلْبِ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ وَجْهَيْنِ أَحدهما أَن يَكُونَ مُنافِقاً يَنْضَحُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ تأْييداً لَهُمْ، أَو يَكُونَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ مَا يَقُولُ وَمَا يُقالُ لَهُ، أَخْرَجَه الجَهلُ واللَّجاجُ إِلى عِنادِ الحقِّ وتَرْكِ قبولِ الصَّوابِ، أَعاذنا اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ عَلِم فاسْتَعْمل مَا عَلِم، أَو جَهِل

_ (2). الآية

فَتَعَلَّمَ مِمَّنْ عَلِمَ، وسلَّمَنا مِنْ آفَاتِ أَهل الزَّيْغ والبِدَع بمنِّه وَكَرَمِهِ. وَفِي قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ؛ مَا يُبَيّنُ لَكَ أَن المؤمنَ هُوَ الْمُتَضَمِّنُ لِهَذِهِ الصِّفَةِ، وأَن مَن لَمْ يتضمّنْ هَذِهِ الصِّفَةَ فَلَيْسَ بمؤمنٍ، لأَن إِنَّمَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ تَجِيءُ لِتَثْبيتِ شيءٍ ونَفْيِ مَا خالَفَه، وَلَا قوّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ؛ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنهما قَالَا: الأَمانةُ هَاهُنَا الفرائضُ الَّتِي افْتَرَضَها اللَّهُ تَعَالَى على عباده ؛ وقال ابْنُ عُمَرَ: عُرِضَت عَلَى آدمَ الطاعةُ والمعصيةُ وعُرِّفَ ثوابَ الطَّاعَةِ وعِقَابَ المعْصية، قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَن الأَمانة هَاهُنَا النِّيّةُ الَّتِي يَعْتَقِدُهَا الإِنسان فِيمَا يُظْهِره بِاللِّسَانِ مِنَ الإِيمان ويؤَدِّيه مِنْ جَمِيعِ الْفَرَائِضِ فِي الظَّاهِرِ، لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ائْتَمَنَه عَلَيْهَا وَلَمْ يُظْهِر عَلَيْهَا أَحداً مِنْ خَلْقِه، فَمَنْ أَضْمر مِنَ التَّوْحِيدِ وَالتَّصْدِيقِ مثلَ مَا أَظهرَ فَقَدْ أَدَّى الأَمانةَ، وَمَنْ أَضمَر التكذيبَ وَهُوَ مُصَدِّقٌ بِاللِّسَانِ فِي الظَّاهِرِ فَقَدْ حَمَل الأَمانةَ وَلَمْ يؤدِّها، وكلُّ مَنْ خَانَ فِيمَا اؤتُمِنَ عَلَيْهِ فَهُوَ حامِلٌ، والإِنسان فِي قَوْلِهِ: وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ؛ هُوَ الْكَافِرُ الشاكُّ الَّذِي لَا يُصدِّق، وَهُوَ الظَّلُوم الجهُولُ، يَدُلُّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإِيمانُ أَمانةٌ وَلَا دِينَ لِمَنْ لا أَمانةَ لَهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا إيمانَ لِمَنْ لا أَمانةَ لَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: المؤمِنُ بِالْقَلْبِ والمُسلِمُ بِاللِّسَانِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: صفةُ الْمُؤْمِنِ بِاللَّهِ أَن يَكُونَ رَاجِيًا ثوابَه خَاشِيًا عِقَابَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُصَدِّق اللهَ ويُصدق الْمُؤْمِنِينَ، وأَدخل اللام للإِضافة، فأَما قول بَعْضُهُمْ: لَا تجِدُه مُؤْمِنًا حَتَّى تجِدَه مؤمنَ الرِّضا مؤمنَ الْغَضَبِ أَي مؤمِناً عندَ رِضَاهُ مُؤْمِنًا عِنْدَ غَضَبِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: المؤمنُ مَن أَمِنَه الناسُ، والمسلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسانه ويَدِه، والمُهاجِرُ مَنْ هَجَر السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يدخلُ رجلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقَه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَتى رجلٌ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: مَنِ المُهاجرُ؟ فَقَالَ: مَنْ هجَر السيئاتِ، قَالَ: فمَن المؤمنُ؟ قَالَ: مَنِ ائْتَمَنه النَّاسُ عَلَى أَموالِهم وأَنفسهم، قَالَ: فَمَن المُسلِم؟ قَالَ: مَن سلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لسانِه وَيَدِهِ، قَالَ: فمَن المجاهدُ؟ قَالَ: مَنْ جاهدَ نفسَه. قَالَ النَّضْرُ: وَقَالُوا لِلْخَلِيلِ مَا الإِيمانُ؟ قَالَ: الطُّمأْنينةُ، قَالَ: وَقَالُوا لِلْخَلِيلِ تَقُولُ أَنا مؤمنٌ، قَالَ: لَا أَقوله، وَهَذَا تَزْكِيَةٌ. ابْنُ الأَنباري: رَجُلٌ مُؤمِنٌ مُصَدِّقٌ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ. وآمَنْت بِالشَّيْءِ إِذَا صَدَّقْت بِهِ؛ وقال الشَّاعِرُ: ومِنْ قَبْل آمَنَّا، وَقَدْ كانَ قَوْمُنا ... يُصلّون للأَوثانِ قبلُ، مُحَمَّدًا مَعْنَاهُ وَمِنْ قبلُ آمَنَّا مُحَمَّدًا أَي صدَّقناه، قَالَ: والمُسلِم المُخْلِصُ لله الْعِبَادَةَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ أَراد أَنا أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ بأَنّك لَا تُرَى فِي الدُّنْيَا. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهْرانِ مؤمنانِ ونَهْرانِ كافرانِ: أَما المؤمنانِ

فالنيلُ والفراتُ، وأَما الْكَافِرَانِ فدِجْلةُ ونهْرُ بَلْخ ، جَعَلَهُمَا مؤمنَيْن عَلَى التَّشْبِيهِ لأَنهما يفيضانِ عَلَى الأَرضِ فيَسقِيانِ الحَرْثَ بلا مَؤُونةٍ، وَجَعَلَ الآخَرَيْنِ كافِرَيْن لأَنهما لَا يسقِيانِ وَلَا يُنْتَفَعُ بهما إلا بمؤونة وكُلفةٍ، فَهَذَانِ فِي الخيرِ والنفعِ كالمُؤْمِنَيْنِ، وَهَذَانِ فِي قلَّة النَّفْعِ كالكافِرَين. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَزْني الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ النَّهْي وَإِنْ كَانَ فِي صُورَةِ الْخَبَرِ، والأَصلُ حذْفُ الْيَاءِ مِنْ يَزْني أَي لَا يَزْنِ المؤمنُ وَلَا يَسْرِقْ وَلَا يَشْرَبْ، فَإِنَّ هَذِهِ الأَفعال لَا تليقُ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَقِيلَ: هُوَ وعيدٌ يُقْصَدُ بِهِ الرَّدْع، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا إيمانَ لمنْ لا أمانة له ، والمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الناسُ مِنْ لِسانِه ويدِه ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَزْني وَهُوَ كاملُ الإِيمانِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْهَوَى يُغطِّي الإِيمانَ، فصاحِبُ الهَوى لَا يَزني إِلَّا هَوَاهُ وَلَا ينْظُر إِلَى إِيمَانِهِ النَّاهِي لَهُ عَنِ ارتكابِ الْفَاحِشَةِ، فكأَنَّ الإِيمانَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ قد انْعَدم، قال: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الإِيمانُ نَزِهٌ، فإِذا أَذْنَبَ العبدُ فارَقَه ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذَا زَنَى الرجلُ خرجَ مِنْهُ الإِيمانُ فَكَانَ فوقَ رأْسه كالظُّلَّةِ، فإِذا أَقْلَع رجَع إِلَيْهِ الإِيمانُ ، قَالَ: وكلُّ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ ونَفْي الكمالِ دُونَ الْحَقِيقَةِ وَرَفْعِ الإِيمان وإِبْطالِه. وَفِي حَدِيثِ الْجَارِيَةِ: أَعْتِقْها فَإِنَّهَا مُؤمِنةٌ ؛ إِنَّمَا حكَمَ بإيمانِها بمُجرَّد سُؤاله إِيَّاهَا: أَين اللَّهُ؟ وإشارَتِها إِلَى السَّمَاءِ، وَبُقُولِهِ لَهَا: مَنْ أَنا؟ فأَشارت إِلَيْهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، يَعْنِي أَنْتَ رسولُ اللَّهِ، وَهَذَا الْقَدْرُ لَا يَكْفِي فِي ثُبُوتِ الإِسلام والإِيمان دُونَ الإِقرار بالشهادَتَيْن والتبرِّي مِنْ سَائِرِ الأَديان، وَإِنَّمَا حَكَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ لأَنه رَأَى مِنْهَا أَمارة الإِسلام وكوْنَها بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَحْتَ رِقِّ المُسْلِم، وَهَذَا الْقَدْرُ يَكْفِي علَماً لِذَلِكَ، فَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عُرِضَ عَلَيْهِ الإِسلامُ لَمْ يُقْتَصَرْ مِنْهُ عَلَى قَوْلِهِ إِنِّي مُسْلِمٌ حَتَّى يَصِفَ الإِسلامَ بِكَمَالِهِ وشرائِطه، فَإِذَا جَاءَنَا مَنْ نَجْهَل حالَه فِي الْكُفْرِ والإِيمان فَقَالَ إِنِّي مُسْلِم قَبِلْناه، فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ أَمارةُ الإِسلامِ مِنْ هَيْئَةٍ وشارةٍ ودارٍ كَانَ قبولُ قَوْلِهِ أَولى، بَلْ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بالإِسلام وإنْ لَمْ يَقُلْ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ عُقْبة بْنِ عَامِرٍ: أَسْلم الناسُ وآمَنَ عمرُو بْنُ الْعَاصِ ؛ كأَنَّ هَذَا إشارةٌ إِلَى جماعةٍ آمَنوا مَعَهُ خَوْفًا مِنَ السَّيْفِ وأنَّ عَمْراً كَانَ مُخْلِصاً فِي إِيمَانِهِ، وَهَذَا مِنَ الْعَامِّ الَّذِي يُرادُ بِهِ الْخَاصُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ نبيٍّ إلَّا أُعْطِيَ منَ الآياتِ مَا مثلُه آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وحْياً أَوْحاهُ اللهُ إِليَ أَي آمَنوا عِنْدَ مُعايَنة مَا آتَاهُمْ مِنَ الآياتِ والمُعْجِزات، وأَراد بالوَحْيِ إعْجازَ الْقُرْآنِ الَّذِي خُصَّ بِهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ المُنزَّلة كَانَ مُعْجِزاً إِلَّا الْقُرْآنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ حَلَف بالأَمانةِ فَلَيْسَ مِنَّا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن تَكُونَ الكراهةُ فِيهِ لأَجل أَنه أُمِر أَن يُحْلَفَ بأَسماءِ اللَّهِ وصفاتِه، والأَمانةُ أَمرٌ مِنْ أُمورِه، فنُهُوا عَنْهَا مِنْ أَجل التَّسْوِيَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَسماء اللَّهِ، كَمَا نُهوا أَن يحلِفوا بِآبَائِهِمْ. وَإِذَا قَالَ الحالفُ: وأَمانةِ اللَّهِ، كَانَتْ يَمِينًا عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ، والشافعيُّ لَا يعدُّها يَمِينًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينَكَ وأَمانتَكَ أَي أَهلك ومَنْ تُخَلِّفُه بَعْدَكَ مِنْهُمْ، ومالَكَ الَّذِي تُودِعُه وتستَحْفِظُه أَمِينَك ووكِيلَكَ. والأَمينُ: القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه. وناقةٌ أَمون: أَمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ، قَدْ أُمِنَتْ أَن تَكُونَ ضَعِيفَةً، وَهِيَ الَّتِي أُمِنتْ العِثَارَ والإِعْياءَ، وَالْجَمْعُ أُمُنٌ، قَالَ: وَهَذَا فعولٌ جَاءَ فِي مَوْضِعِ

مَفْعولةٍ، كَمَا يُقَالُ: نَاقَةٌ عَضوبٌ وحَلوبٌ. وآمِنُ المالِ: مَا قَدْ أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ، عنَى بِالْمَالِ الإِبلَ، وَقِيلَ: هُوَ الشريفُ مِنْ أَيِّ مالٍ كانَ، كأَنه لَوْ عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل؛ قَالَ الحُوَيْدرة: ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْسابَنا، ... ونُجِرُّ فِي الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي . قولُه: ونَقِي بآمِنِ مالِنا «3». أَي ونَقِي بخالِصِ مالِنا، نَدَّعي نَدْعُو بأَسمائنا فَنَجْعَلُهَا شِعاراً لَنَا فِي الْحَرْبِ. وآمِنُ الحِلْم: وَثِيقُه الَّذِي قَدْ أَمِنَ اخْتِلاله وانْحِلاله؛ قَالَ: والخَمْرُ لَيْسَتْ منْ أَخيكَ، ولكنْ ... قَدْ تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ ويروى: تَخُون بثامِرِ الحِلْمِ أَي بتامِّه. التَّهْذِيبُ: والمُؤْمنُ مِن أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي وَحَّدَ نفسَه بِقَوْلِهِ: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ، وَبِقَوْلِهِ: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ، وَقِيلَ: المُؤْمِنُ فِي صِفَةِ اللَّهِ الَّذِي آمَنَ الخلقَ مِنْ ظُلْمِه، وَقِيلَ: المُؤْمن الَّذِي آمَنَ أَوْلياءَه عذابَه، قَالَ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي قَالَ الْمُنْذِرِيُّ سَمِعْتُ أَبا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: المُؤْمنُ عِنْدَ الْعَرَبِ المُصدِّقُ، يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصدّق عبادَه الْمُسْلِمِينَ يومَ الْقِيَامَةِ إِذَا سُئلَ الأُمَمُ عَنْ تَبْلِيغِ رُسُلِهم، فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ رسولٍ وَلَا نَذِيرٍ، ويكذِّبون أَنبياءَهم، ويُؤْتَى بأُمَّة مُحَمَّدٍ فيُسْأَلون عَنْ ذَلِكَ فيُصدِّقونَ الماضِينَ فيصدِّقُهم اللَّهُ، ويصدِّقهم النبيُّ مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَكَيْفَ إِذا ... جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً، وَقَوْلُهُ: وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ؛ أَي يصدِّقُ المؤْمنين؛ وَقِيلَ: المُؤْمن الَّذِي يَصْدُق عبادَه، مَا وَعَدَهم، وكلُّ هَذِهِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَنه صَدَّق بِقَوْلِهِ مَا دَعَا إِلَيْهِ عبادَه مِنْ تَوْحِيدٍ، وكأَنه آمَنَ الخلقَ مِنْ ظُلْمِه وَمَا وَعَدَنا مِنَ البَعْثِ والجنَّةِ لِمَنْ آمَنَ بِهِ، والنارِ لِمَنْ كفرَ بِهِ، فَإِنَّهُ مصدِّقٌ وعْدَه لَا شَرِيكَ لَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى المُؤْمِنُ، هُوَ الَّذِي يَصْدُقُ عبادَه وعْدَه فَهُوَ مِنَ الإِيمانِ التصديقِ، أَو يُؤْمِنُهم فِي الْقِيَامَةِ عذابَه فَهُوَ مِنَ الأَمانِ ضِدِّ الْخَوْفِ. الْمُحْكَمِ: المُؤْمنُ اللهُ تَعَالَى يُؤْمِنُ عبادَه مِنْ عذابِه، وَهُوَ الْمُهَيْمِنُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: الهاءُ بدلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءُ مُلْحِقةٌ ببناء مُدَحْرِج؛ وقال ثَعْلَبٌ: هُوَ المُؤْمِنُ المصدِّقُ لعبادِه، والمُهَيْمِنُ الشاهدُ عَلَى الشَّيْءِ القائمُ عَلَيْهِ. والإِيمانُ: الثِّقَةُ. وَمَا آمنَ أَن يَجِدَ صَحابةً أَي مَا وَثِقَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كادَ. والمأْمونةُ مِنَ النِّسَاءِ: المُسْتراد لِمِثْلِهَا. قَالَ ثَعْلَبٌ: فِي الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ مَا آمَنَ بِي مَن باتَ شَبْعانَ وجارُه جائعٌ ؛ مَعْنَى مَا آمَنَ بِي شديدٌ أَي يَنْبَغِي لَهُ أَن يُواسيَه. وآمينَ وأَمينَ: كلمةٌ تُقَالُ فِي إثْرِ الدُّعاء؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: هِيَ جملةٌ مركَّبة مِنْ فعلٍ وَاسْمٍ، مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِي، قَالَ: ودليلُ ذَلِكَ أَن مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمَّا دَعَا عَلَى فِرْعَوْنَ وأَتباعه فَقَالَ: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ، قَالَ هَارُونُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: آمِينَ ، فطبَّق الْجُمْلَةَ بِالْجُمْلَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَى آمينَ كَذَلِكَ يكونُ، وَيُقَالُ: أَمَّنَ الإِمامُ تأْميناً إِذَا قَالَ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أُمِّ الكِتاب آمِينَ، وأَمَّنَ فلانٌ تأْميناً. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِ الْقَارِئِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ آمينَ: فِيهِ لُغَتَانِ: تَقُولُ الْعَرَبُ أَمِينَ بِقَصْرِ الأَلف، وآمينَ بِالْمَدِّ، والمدُّ أَكثرُ، وأَنشد فِي لغة مَنْ قَصَر:

_ (3). قَوْلُهُ [وَنَقِي بِآمِنِ مَالِنَا] ضبط في الأَصل بكسر الميم، وعليه جرى شارح القاموس حيث قال هو كصاحب، وضبط في متن القاموس والتكملة بفتح الميم

تباعَدَ منِّي فُطْحُلٌ، إِذْ سأَلتُه ... أَمينَ، فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا وروى ثَعْلَبٌ فُطْحُل، بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْحَاءِ، أَرادَ زادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْداً أَمين؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: سَقَى اللَّهُ حَيّاً بَيْنَ صارةَ والحِمَى، ... حِمَى فَيْدَ صَوبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ أَمِينَ ورَدَّ اللهُ رَكْباً إليهمُ ... بِخَيْرٍ، ووَقَّاهُمْ حِمامَ المقادِرِ وَقَالَ عُمَر بْنُ أَبي رَبِيعَةَ فِي لُغَةِ مَنْ مدَّ آمينَ: يَا ربِّ لَا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبَداً، ... ويرْحمُ اللهُ عَبْداً قَالَ: آمِينا قَالَ: وَمَعْنَاهُمَا اللهمَّ اسْتَجِبْ، وَقِيلَ: هُوَ إيجابٌ ربِّ افْعَلْ قَالَ: وَهُمَا مَوْضُوعَانِ فِي مَوْضِعِ اسْمِ الاستحابةِ، كَمَا أَنَّ صَهْ موضوعٌ موضعَ سُكوتٍ، قَالَ: وحقُّهما مِنَ الإِعراب الوقفُ لأَنهما بِمَنْزِلَةِ الأَصْواتِ إِذَا كَانَا غيرَ مُشْتَقَّيْنِ مِنْ فعلٍ، إِلَّا أَن النُّونَ فُتِحت فِيهِمَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَلَمْ تُكسر النونُ لِثِقَلِ الْكَسْرَةِ بَعْدَ الْيَاءِ، كَمَا فَتَحُوا أَينَ وكيفَ، وتشديدُ الْمِيمِ خطأٌ، وَهُوَ مبنيٌّ عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ أَينَ وَكَيْفَ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى قَوْلُهُمْ آمِينَ هُوَ عَلَى إشْباع فتحةِ الْهَمْزَةِ، ونشأَت بَعْدَهَا أَلفٌ، قَالَ: فأَما قَوْلُ أَبي الْعَبَّاسِ إنَّ آمِينَ بِمَنْزِلَةِ عاصِينَ فَإِنَّمَا يريدُ بِهِ أَن الْمِيمَ خَفِيفَةٌ كصادِ عاصِينَ، لَا يُريدُ بِهِ حقيقةَ الْجَمْعِ، وَكَيْفَ ذلك وقد حكي عن الْحَسَنِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنه قَالَ: آمِينَ اسمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وأَين لَكَ فِي اعْتِقَادِ مَعْنَى الْجَمْعِ مَعَ هَذَا التَّفْسِيرِ؟ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: آمِينَ اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ يَصِحُّ كَمَا قَالَهُ عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ أَنه بِمَنْزِلَةِ يَا اللَّهُ وأَضمر اسْتَجِبْ لِي، قَالَ: وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لرُفِعَ إِذَا أُجْرِي وَلَمْ يَكُنْ مَنْصُوبًا. وَرَوَى الأَزهري عَنْ حُمَيْد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّه أُمِّ كُلْثومٍ بِنْتِ عُقبة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ، قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوفٍ غَشيةَ ظَنُّوا أَنَّ نفْسَه خَرَجَتْ فِيهَا، فَخَرَجَتِ امرأَته أُم كُلْثُومٍ إِلَى الْمَسْجِدِ تسْتَعين بِمَا أُمِرَتْ أَن تسْتَعينَ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ والصَّلاةِ، فَلَمَّا أَفاقَ قَالَ: أَغُشِيَ عليَّ؟ قَالُوا: نعمْ، قَالَ: صدَقْتُمْ، إِنَّهُ أَتاني مَلَكانِ فِي غَشْيَتِي فَقَالَا: انْطلِقْ نحاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الأَمين، قَالَ: فانطَلَقا بِي، فلقِيَهُما مَلَكٌ آخرُ فَقَالَ: وأَين تُرِيدانِ بِهِ؟ قَالَا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الأَمين، قَالَ: فارْجِعاه فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ كتَب اللَّهُ لَهُمُ السعادةَ وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتهم، وسَيُمَتِّعُ اللَّهُ بِهِ نبيَّه مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَعَاشَ شَهْرًا ثُمَّ ماتَ. والتَّأْمينُ: قولُ آمينَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: آمِينَ خاتَمُ ربِّ الْعَالَمِينَ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ أَنه طابَعُ اللَّهِ عَلَى عبادِه لأَنه يَدْفعُ بِهِ عَنْهُمُ الْآفَاتِ والبَلايا، فَكَانَ كخاتَم الْكِتَابِ الَّذِي يَصُونه وَيَمْنَعُ مِنْ فسادِه وإِظهارِ مَا فِيهِ لِمَنْ يُكْرَهُ عِلْمُهُ بِهِ ووُقوفَه عَلَى مَا فِيهِ. وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنه قَالَ: آمينَ درجةٌ فِي الجنَّة ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ أَنها كلمةٌ يكتَسِبُ بِهَا قائلُها دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: لَا تسْبِقْني بآمينَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ بلالٌ كَانَ يقرأُ الفاتحةَ فِي السَّكتةِ الأُولى مِنْ سكْتَتَي الإِمام، فَرُبَّمَا يَبْقَى عَلَيْهِ مِنْهَا شيءٌ وَرَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ فرَغ مِنْ قراءتِها، فاسْتَمْهَلَه بِلَالٌ فِي التأْمينِ بِقَدْرِ مَا يُتِمُّ فِيهِ قراءةَ بقيَّةِ السُّورَةِ حَتَّى يَنَالَ بركةَ موافَقتِه فِي التّأْمين.

أنن: أَنَّ الرجلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ أَنيناً، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين، كَمَا ... أَنَّ المرِيضُ، إِلَى عُوَّادِه، الوَصِبُ والأُنانُ، بِالضَّمِّ: مِثْلُ الأَنينِ؛ وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَبْناء يُخَاطِبُ أَخاه صَخْرًا: أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً، ... وَعِنْدَ الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا وَذَكَرَ السِّيرَافِيُّ أَن أُناناً هُنَا مِثْلُ خُفافٍ وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ فَيَكُونُ مِثْلَ زَحّار فِي كَوْنِهِ صِفَةً، قَالَ: والصِّفتان هُنَا واقِعتان مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ، قال: وكذلك التأْنانُ؛ وقال: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ ... خَيْرًا مِنَ التَّأْنانِ والمَسائِلِ «1». وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ ... مَلْقوحةً فِي بَطْنِ نابٍ حائلِ . مَلْقُوحَةً: منصوبةٌ بالعِدَة، وَهِيَ بِمَعْنَى مُلْقَحَةً، وَالْمَعْنَى أَنها عِدةٌ لَا تَصِحُّ لأَن بطنَ الْحَائِلِ لَا يَكُونُ فِيهِ سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سيدة: أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه. التَّهْذِيبُ: أَنَّ الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ: كثيرُ الأَنين، وَقِيلَ: الأُنَنةُ الكثيرُ الْكَلَامِ والبَثِّ والشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ، وَإِذَا أَمرت قُلْتَ: إينِنْ لأَن الْهَمْزَتَيْنِ إِذَا التَقَتا فَسَكَنَتِ الأَخيرة اجْتَمَعُوا عَلَى تَلْيينِها، فأَما فِي الأَمر الثَّانِي فَإِنَّهُ إِذَا سَكَنَتِ الْهَمْزَةُ بَقِيَ النونُ مَعَ الْهَمْزَةِ وَذَهَبَتِ الْهَمْزَةُ الأُولى. وَيُقَالُ للمرأَة: إنِّي، كَمَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ اقْرِرْ، وللمرأَة قِرِّي، وامرأَة أنّانةٌ كَذَلِكَ. وَفِي بَعْضِ وَصَايَا الْعَرَبِ: لَا تَتّخِذْها حَنَّانةً وَلَا مَنّانةً وَلَا أَنّانةً. وَمَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا آنّةٌ أَي مَا لَه ناقةٌ وَلَا شاةٌ، وَقِيلَ: الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ مِنَ التَّعَبِ. وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً: أَلانت صوتَها ومَدّته؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد قَوْلَ رُؤْبَةَ: تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما، ... أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما . والأُنَنُ: طائرٌ يَضْرِبُ إِلَى السَّواد، لَهُ طَوْقٌ كَهَيْئَةِ طَوْق الدُّبْسِيّ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وَقِيلَ: هُوَ الوَرَشان، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الْحَمَامِ إِلَّا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ أُوهْ. وإنَّه لَمِئنّةٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ أَي خَليقٌ، وَقِيلَ: مَخْلَقة مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الإِثنان وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فَعَلَى هَذَا ثلاثيٌّ. وأَتاه عَلَى مَئِنّةِ ذَلِكَ أَي حينهِ ورُبّانِه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَي بيانٌ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك، وأَنتما وَإِنَّهُنَّ لَمَئِنّةٌ أَن تَفْعَلُوا ذَلِكَ بِمَعْنَى إِنَّهُ لخَليق أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومَنْزِل مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بِهِ، ... مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ بِهِ تَجَاوَزَتُ عَنْ أُولى وكائِده، ... إِنِّي كَذَلِكَ رَكّابُ الحَشِيّات . أَول حِكَايَةٍ «2». أَبو عَمْرٍو: الأَنّةُ والمَئِنّة والعَدْقةُ

_ (1). قوله [إنا وجدنا إلخ] صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو: بين الرسيسين وبين عاقل (2). قوله [أول حكاية] هكذا في الأَصل

والشَّوْزَب وَاحِدٌ؛ وَقَالَ دُكَيْن: يَسْقِي عَلَى درّاجةٍ خَرُوسِ، ... مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ، مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ يُقَالُ: مَكَانٍ مِنْ هلاكِ النُّفُوسِ، وقولُه مَكَانٍ مِنْ هَلَاكِ النُّفُوسِ تفسيرٌ لِمَئِنّةٍ، قَالَ: وكلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنه بِمَنْزِلَةِ مَظِنَّة، والخَروسُ: البَكْرةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِصَافِيَةِ الصوتِ، والجَروسُ، بِالْجِيمِ: الَّتِي لَهَا صَوْتٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي سأَلني شُعْبَةُ عَنْ مَئِنَّة فَقُلْتُ: هُوَ كَقَوْلِكَ عَلامة وخَليق، قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ كَقَوْلِكَ مَخْلَقة ومَجْدَرة؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَن هَذَا مِمَّا يُعْرَف بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ ويُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وكلُّ شيءٍ دلَّكَ عَلَى شيءٍ فَهُوَ مَئِنّةٌ لَهُ؛ وأَنشد لِلْمَرَّارِ: فَتَهامَسوا سِرّاً فَقَالُوا: عَرِّسوا ... مِنْ غَيْر تَمْئِنَةٍ لِغَيْرِ مُعَرِّسِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي وأَبي زَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ المَئِنّة صحيحٌ، وَأَمَّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت الْمَرَّارِ فِي التَّمْئِنَة للمَئِنَّة فَهُوَ غَلَطٌ وسهوٌ، لأَن الميمَ فِي التَّمْئِنة أَصليةٌ، وَهِيَ فِي مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ لَيْسَتْ بأَصلية، وسيأْتي تَفْسِيرُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ مأَن. اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ ومَظِنَّة أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ؛ وأَنشد: إنَّ اكتِحالًا بالنَّقِيّ الأَمْلَجِ، ... ونَظَراً فِي الحاجِبِ المُزَجَّجِ مَئِنَّةٌ منَ الْفِعَالِ الأَعْوجِ فكأَن مَئِنّةً، عِنْدَ اللِّحْيَانِيِّ، مبدلٌ الهمزةُ فِيهَا مِنَ الظَّاءِ فِي المَظِنَّة، لأَنه ذَكَرَ حُرُوفًا تُعاقِب فِيهَا الظاءُ الهمزةَ، مِنْهَا قولُهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرةِ. وَقَدْ أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب. وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أَنًّا إِذَا صبَّه. وَفِي كَلَامِ الأَوائل: أُنَّ مَاءً ثُمَّ أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ يَرْوِيهِ أُزّ مَاءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تصحيفٌ. قَالَ الْخَلِيلُ فِيمَا رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ: إنَّ الثقيلةُ تَكُونُ منصوبةَ الأَلفِ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف، وَهِيَ الَّتِي تَنْصِبُ الأَسماء، قَالَ: وَإِذَا كَانَتْ مُبتَدأَةً لَيْسَ قَبْلَهَا شيءٌ يُعْتمد عَلَيْهِ، أَو كَانَتْ مستأْنَفَةً بَعْدَ كَلَامٍ قَدِيمٍ ومَضَى، أَو جَاءَتْ بَعْدَهَا لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عَلَيْهَا كُسِرَتْ الأَلفُ، وَفِيمَا سِوَى ذَلِكَ تُنْصَب الأَلف. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي إنَّ: إِذَا جَاءَتْ بَعْدَ الْقَوْلِ وَمَا تَصَرَّفَ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَتْ حِكَايَةً لَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا القولُ وَمَا تصرَّف مِنْهُ فَهِيَ مَكْسُورَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ تَفْسِيرًا لِلْقَوْلِ نَصَبَتْها وَذَلِكَ مِثْلَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ؛ وَكَذَلِكَ الْمَعْنَى استئنافٌ كأَنه قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ العزَّة لله جَمِيعًا، وَكَذَلِكَ: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، كسَرْتَها لأَنها بَعْدَ الْقَوْلِ عَلَى الْحِكَايَةِ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِنَّكَ فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وَمَا قَدْ وَقَعَ عَلَيْهَا القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ: قَدْ قُلْتُ لَكَ كَلَامًا حسَناً أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الْكَلَامَ والكلامُ منصوبٌ، وَلَوْ أَردْتَ تكريرَ الْقَوْلِ عَلَيْهَا كسَرْتَها، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ إنَّ بَعْدَ الْقَوْلِ مَفْتُوحَةً إِذَا كَانَ الْقَوْلُ يُرافِعُها، منْ ذَلِكَ أَن تَقُولَ: قولُ عَبْدِ اللَّهِ مُذُ اليومِ أَن النَّاسَ خَارِجُونَ، كَمَا تَقُولُ: قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لَا يُفْهم. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذَا وَقَعَتْ إنَّ عَلَى الأَسماء وَالصِّفَاتِ فَهِيَ مُشَدِّدَةٌ، وَإِذَا

وَقَعَتْ عَلَى فعلٍ أَو حرفٍ لَا يَتَمَكَّنُ فِي صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها، تَقُولُ: بَلَغَنِي أَن قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، تخفِّف مِنْ أَجل كَانَ لأَنها فِعْلٌ، وَلَوْلَا قَدْ لَمْ تَحْسُنْ عَلَى حَالٍ مِنَ الْفِعْلِ حَتَّى تَعْتَمِدَ عَلَى مَا أَو عَلَى الْهَاءِ كَقَوْلِكَ إِنَّمَا كَانَ زَيْدٌ غَائِبًا، وبلَغني أَنه كَانَ أَخو بَكْرٍ غَنِيّاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ بَلَغَنِي أَنه كَانَ كَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُها إِذَا اعتمدَتْ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُكَ: إنْ رُبَّ رَجُلٍ، فَتُخَفِّفُ، فَإِذَا اعتمدَتْ قُلْتَ: إِنَّهُ رُبَّ رَجُلٍ، شدَّدْت وَهِيَ مَعَ الصِّفَاتِ مُشَدَّدَةٌ إنَّ لَكَ وإنَّ فِيهَا وإنَّ بِكَ وأَشباهها، قَالَ: وَلِلْعَرَبِ لُغَتَانِ فِي إنَّ المشدَّدة: إِحْدَاهُمَا التَّثْقِيلُ، والأُخرى التَّخْفِيفُ، فأَما مَن خفَّف فَإِنَّهُ يَرْفَعُ بِهَا إِلَّا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهل الْحِجَازِ يخفِّفون وَيَنْصِبُونَ عَلَى توهُّم الثَّقِيلَةِ، وقرئَ: وأنْ كُلًّا لَمَّا ليُوفّينّهم ؛ خَفَّفُوا وَنَصَبُوا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ فِي تَخْفِيفِهَا مَعَ الْمُضْمَرِ: فلوْ أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني ... فِراقَك، لَمْ أَبْخَلْ، وأَنتِ صديقُ وأَنشد الْقَوْلَ الْآخَرَ: لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون، ... إِذَا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمَالًا، بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مَرِيعٌ، ... وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْكِسَائِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ ؛ كُسِرَتْ إِنَّ لِمكان اللَّامِ الَّتِي اسْتَقْبَلَتْهَا فِي قَوْلِهِ لَفي، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا جاءَك مِنْ أَنَّ فَكَانَ قَبْلَهُ شيءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْصُوبٌ، إِلَّا مَا استقبَله لامٌ فَإِنَّ اللَّامَ تُكْسِره، فَإِنْ كَانَ قَبْلَ انَّ إِلَّا فَهِيَ مَكْسُورَةٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اسْتَقبَلَتْها اللَّامُ أَو لَمْ تَسْتَقْبِلْهَا كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ ؛ فَهَذِهِ تُكْسر وَإِنْ لَمْ تَسْتَقْبِلْهَا لامٌ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ جَوَابًا ليَمين كَقَوْلِكَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لقائمٌ، فَإِذَا لَمْ تأْتِ بِاللَّامِ فَهِيَ نصبٌ: واللهِ أَنَّكَ قَائِمٌ، قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ يَكْسِرُونَ وَإِنْ لَمْ تَسْتَقْبِلْهَا اللامُ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ فِيمَا رَوَى عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ: أَهل الْبَصْرَةِ غَيْرَ سِيبَوَيْهِ وذَوِيه يَقُولُونَ الْعَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّدِيدَةَ وتُعْمِلها؛ وأَنشدوا: ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر، ... كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَراد كأَنَّ فخفَّف وأَعْمَلَ، قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ لَمْ نَسْمَعِ العربَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إِلَّا مَعَ المَكْنيّ لأَنه لَا يتبيَّن فِيهِ إِعْرَابٌ، فأَما فِي الظَّاهِرِ فَلَا، وَلَكِنْ إِذَا خَفَّفوها رفَعُوا، وأَما مَنْ خفَّف وإنْ كُلًّا لمَا ليُوَفِّيَنَّهم ، فإنهم نصبوا كُلًّا بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه قَالَ: وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلًّا، قَالَ: وَلَوْ رُفِعت كلٌّ لصلَح ذَلِكَ، تَقُولُ: إنْ زيدٌ لقائمٌ. ابْنُ سِيدَهْ: إنَّ حَرْفُ تأْكيد. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ ، أَخبر أَبو عَلِيٍّ أَن أَبا إسحق ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَنَّ إنَّ هُنَا بِمَعْنَى نَعَمْ، وَهَذَانِ مرفوعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وأَنَّ اللامَ فِي لَساحران داخلةٌ عَلَى غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وأَن تَقْدِيرَهُ نَعَمْ هَذَانِ هُمَا ساحِران، وَحُكِيَ عَنْ أَبي إسحق أَنه قَالَ: هَذَا هُوَ الَّذِي عِنْدِي فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ بيَّن أَبو عليٍّ فسادَ ذَلِكَ فغَنِينا نَحْنُ عَنْ إِيضَاحِهِ هُنَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ ، فإنَّ أبا إسحق النَّحْوِيَّ اسْتَقْصى مَا قَالَ فِيهِ النَّحْوِيُّونَ فحَكَيْت كَلَامَهُ. قَالَ: قرأَ المدنيُّون وَالْكُوفِيُّونَ إِلَّا عَاصِمًا: إنَّ هَذَانِ لَساحِران، وَرُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ أَنه قرأَ: إنْ هَذَانِ ، بِتَخْفِيفِ إنْ، وَرُوِيَ عَنِ الْخَلِيلِ: إنْ هَذَانِ

لساحِران ، قَالَ: وقرأَ أَبو عَمْرٍو إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ ، بِتَشْدِيدِ إِنَّ ونصْبِ هَذَيْنِ، قال أَبو إسحق: والحجةُ فِي إِنَّ هَذَانِ لساحِران، بِالتَّشْدِيدِ وَالرَّفْعِ، أَن أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَنه لغةٌ لكنانةَ، يَجْعَلُونَ أَلفَ الِاثْنَيْنِ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، يَقُولُونَ: رأَيت الزَّيْدَانَ، وَرَوَى أَهلُ الْكُوفَةِ وَالْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ: أَنها لغة لبني الحرث بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ القُدَماء: هَاهُنَا هاءٌ مُضْمَرَةٌ، الْمَعْنَى: إِنَّهُ هذانِ لساحِران، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ فِي مَعْنَى نعَمْ كَمَا تَقَدَّمَ؛ وأَنشدوا لِابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّات: بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي ... يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ ويَقُلْنَ: شَيْبٌ قدْ علّاكَ، ... وَقَدْ كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ . أَي إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْن؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اختصارٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُكتفى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لأَنه قَدْ عُلِم مَعْنَاهُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي هَذَا: إِنَّهُمْ زَادُوا فِيهَا النونَ فِي التَّثْنِيَةِ وَتَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ، كَمَا فعَلوا فِي الَّذِينَ فَقَالُوا الَّذِي، فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ، قَالَ: فَهَذَا جَمِيعُ مَا قَالَ النَّحْوِيُّونَ فِي الْآيَةِ؛ قال أَبو إسحق: وأَجودُها عِنْدِي أَن إِنَّ وَقَعَتْ مَوْقِعَ نَعَمْ، وأَن اللَّامَ وَقَعتْ موقِعَها، وأَنّ الْمَعْنَى نعَمْ هَذَانِ لَهُمَا سَاحِرَانِ، قَالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن كَعْبٍ، فأَما قراءةُ أَبي عَمْرٍو فَلَا أُجيزُها لأَنها خلافُ الْمُصْحَفِ، قَالَ: وأَستحسن قراءةَ عَاصِمٍ وَالْخَلِيلِ إنْ هَذَانِ لَساحِران. وَقَالَ غيرُه: الْعَرَبُ تَجْعَلُ الْكَلَامَ مُخْتَصَرًا مَا بعْدَه عَلَى إنَّه، وَالْمُرَادُ إِنَّهُ لَكَذَلِكَ، وَإِنَّهُ عَلَى مَا تَقُولُ، قَالَ: وأَما قَوْلُ الأَخفش إنَّه بِمَعْنَى نَعَمْ فَإِنَّمَا يُراد تأْويله لَيْسَ أَنه مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ: وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلت لِلسُّكُوتِ. وَفِي حَدِيثِ فَضالة بْنِ شَريك: أَنه لقِيَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: إِنَّ نَاقَتِي قَدْ نَقِبَ خفُّها فاحْمِلْني، فَقَالَ: ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بِهَا البَرْدَين، فَقَالَ فَضالةُ: إِنَّمَا أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلًا لَا مُسْتَوْصِفاً، لَا حَمَلَ اللَّهُ نَاقَةً حمَلتْني إِليك فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ وراكِبَها أَي نعَمْ مَعَ رَاكِبِهَا. وَفِي حَدِيثِ لَقيط بْنِ عَامِرٍ: وَيَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّهُ أَي وَإِنَّهُ كَذَلِكَ، أَو إِنَّهُ عَلَى مَا تَقُولُ، وَقِيلَ: إنَّ بِمَعْنَى نَعَمْ وَالْهَاءُ لِلْوَقْفِ، فأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ، وإِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ ، وَنَحْوُ ذَلِكَ فأَصله إنَّنا وَلَكِنْ حُذِفَت إِحْدَى النُّونَين مِنْ إنَّ تَخْفِيفًا، وَيَنْبَغِي أَن تكونَ الثانيةَ مِنْهُمَا لأَنها طرَفٌ، وَهِيَ أَضعف، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُبْدِلُ هَمْزَتَها هَاءً مَعَ اللَّامِ كَمَا أَبدلوها فِي هَرَقْت، فَتَقُولُ: لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ كلُّ الْعَرَبِ تَتَكَلَّمُ بِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلا يَا سَنا بَرْقٍ عَلَى قُنَنِ الحِمَى، ... لَهِنّكَ مِنْ بَرْقٍ عليَّ كَرِيمُ وحِكى ابْنُ الأَعرابي: هِنّك وواهِنّك، وَذَلِكَ عَلَى الْبَدَلِ أَيضاً. التَّهْذِيبُ فِي إِنَّمَا: قَالَ النَّحْوِيُّونَ أَصلها مَا مَنَعت إنَّ مِنَ الْعَمَلِ، وَمَعْنَى إِنَّمَا إثباتٌ لِمَا يُذْكَرُ بَعْدَهَا ونفيٌ لِمَا سِوَاهُ كَقَوْلِهِ: وَإِنَّمَا يُدافعُ عَنْ أَحسابهم أَنا ومِثْلي الْمَعْنَى: مَا يُدافع عَنْ أَحسابِهم إِلَّا أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي، وأَنَّ: كَإِنَّ فِي التأْكيد، إِلَّا أَنها تَقَعُ مَوْقِعَ الأَسماء وَلَا تُبْدَل همزتُها هَاءً، وَلِذَلِكَ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، وأَنَ

كالاسْمِ، وَلَا تَدْخُلُ اللامُ مَعَ الْمَفْتُوحَةِ؛ فأَما قِرَاءَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبيَر: إلَّا أَنهم ليأْكلون الطَّعَامَ ، بِالْفَتْحِ، فَإِنَّ اللَّامَ زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي قَوْلِهِ: لَهِنَّك فِي الدُّنْيَا لبَاقيةُ العُمْرِ الْجَوْهَرِيُّ: إنَّ وأَنَّ حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الأَسماءَ وَيَرْفَعَانِ الأَخبارَ، فالمكسورةُ مِنْهُمَا يُؤكَّدُ بِهَا الخبرُ، وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تأْويل الْمَصْدَرِ، وَقَدْ يُخَفَّفان، فَإِذَا خُفِّفتا فَإِنْ شئتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ، وَقَدْ تُزادُ عَلَى أَنَّ كافُ التَّشْبِيهِ، تَقُولُ: كأَنه شمسٌ، وَقَدْ تُخَفَّفُ أَيضاً فَلَا تعْمَل شَيْئًا؛ قَالَ: كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب وَيُرْوَى: كأَنْ ورِيدَيْهِ؛ وَقَالَ آخَرُ: ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ، ... كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ وَيُرْوَى ثَدْيَيْه، عَلَى الإِعمال، وَكَذَلِكَ إِذَا حذفْتَها، فَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ، وَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَ، قَالَ طَرَفَةُ: أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى، ... وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هَلْ أَنتَ مُخْلدي؟ يُرْوَى بِالنَّصْبِ عَلَى الإِعمال، والرفْعُ أَجود. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ، قَالَ النَّحْوِيُّونَ: كأَنَّ أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عَلَيْهَا كافُ التَّشْبِيهِ، وَهِيَ حرفُ تَشْبِيهٍ، والعربُ تَنْصِبُ بِهِ الاسمَ وَتَرْفَعُ خبرَه، وقال الْكِسَائِيُّ: قَدْ تَكُونُ كأَنَّ بِمَعْنَى الْجَحْدِ كَقَوْلِكَ كأَنك أميرُنا فتأْمُرُنا، مَعْنَاهُ لستَ أَميرَنا، قَالَ: وكأَنَّ أُخرى بِمَعْنَى التَّمَنِّي كَقَوْلِكَ كأَنك بِي قَدْ قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، مَعْنَاهُ لَيْتَني قَدْ قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه، وَلِذَلِكَ نُصِب فأُجيدَه، وَقِيلَ: تَجِيءُ كأَنَّ بِمَعْنَى الْعِلْمِ والظنِّ كَقَوْلِكَ كأَنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وكأَنك خارجٌ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تُنشِد هَذَا الْبَيْتَ: ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ، ... كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إِلَى ناضِرِ السَّلَمْ وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فَمَنْ نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً فَخَفَّفَ وأَعْمَل، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ، ومَن رَفَعَ أَراد كأَنها ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مَعَ إضمارِ الكِناية؛ الْجَرَّارُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشد: كأمَّا يحْتَطِبْنَ عَلَى قَتادٍ، ... ويَسْتَضْحِكْنَ عَنْ حَبِّ الغَمامِ . قَالَ: يُرِيدُ كأَنما فَقَالَ كأَمَّا، وَاللَّهُ أَعلم. وإنِّي وإنَّني بِمَعْنًى، وَكَذَلِكَ كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي وَلَكِنَّنِي لأَنه كثُر اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ، وَهُمْ قَدْ يَسْتَثْقِلون التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلي الْيَاءَ، وَكَذَلِكَ لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ، وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إنَّ مَا صارَ للتَّعيين كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ، لأَنه يُوجِبُ إثْباتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ ونَفْيَه عَمَّا عَدَاهُ. وأَنْ قَدْ تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى مصدرٍ فتَنْصِبُه، تَقُولُ: أُريد أَنْ تقومَ، وَالْمَعْنَى أُريد قيامَك، فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ ماضٍ كَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مصدرٍ قَدْ وقَع، إِلَّا أَنها لَا تَعْمَل، تَقُولُ: أَعْجَبَني أَن قُمْتَ وَالْمَعْنَى أَعجبني قيامُك الَّذِي مَضَى، وأَن قَدْ تَكُونُ مخفَّفة عَنِ المشدَّدة فَلَا تَعْمَلُ، تَقُولُ: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فَلَا

تَعْمَلُ يريدُ فِي اللَّفْظِ، وأَما فِي التَّقْدِيرِ فَهِيَ عاملةٌ، وَاسْمُهَا مقدَّرٌ فِي النيَّة تَقْدِيرُهُ: أَنه تِلْكُمْ الْجَنَّةُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَفعل كَذَا مَا أَنَّ فِي السَّمَاءِ نجْماً؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَا أَعرف مَا وجهُ فتْح أَنَّ، إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى توهُّم الْفِعْلِ كأَنه قَالَ: مَا ثَبَتَ أَنَّ فِي السَّمَاءِ نجْماً، أَو مَا وُجد أَنَّ فِي السَّمَاءِ نجْماً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَنَّ ذَلِكَ الجَبَل مكانَه، وَمَا أَنَّ حِراءً مكانَه، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَقَالُوا لَا أَفْعَله مَا أَنَّ فِي السَّمَاءِ نجْمٌ، وَمَا عَنَّ فِي السَّمَاءِ نجْمٌ أَي مَا عَرَضَ، وَمَا أَنَّ فِي الفُرات قَطْرةٌ أَي مَا كَانَ فِي الفُراتِ قطرةٌ، قَالَ: وَقَدْ يُنْصَب، وَلَا أَفْعَله مَا أَنَّ فِي السَّمَاءِ سَمَاءً، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا كانَ وَإِنَّمَا فَسَّرَهُ عَلَى الْمَعْنَى. وكأَنَّ: حرفُ تشْبيهٍ إِنَّمَا هُوَ أَنَّ دَخَلَتْ عَلَيْهَا الْكَافُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنْ سأَل سائلٌ فَقَالَ: مَا وَجْهُ دُخُولِ الْكَافِ هَاهُنَا وَكَيْفَ أَصلُ وضْعِها وَتَرْتِيبِهَا؟ فالجوابُ أَن أَصلَ قَوْلِنَا كأَنَّ زَيْدًا عمرٌو إِنَّمَا هُوَ إنَّ زَيْدًا كعمْرو، فَالْكَافُ هُنَا تشبيهٌ صريحٌ، وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ فكأَنك قُلْتَ: إنَّ زَيْدًا كائنٌ كعمْرو، وَإِنَّهُمْ أَرادُوا الاهتمامَ بِالتَّشْبِيهِ الَّذِي عَلَيْهِ عقَدُوا الجملةَ، فأَزالُوا الْكَافَ مِنْ وسَط الْجُمْلَةِ وَقَدَّمُوهَا إِلَى أَوَّلها لإِفراطِ عنايَتهم بِالتَّشْبِيهِ، فَلَمَّا أَدخلوها عَلَى إنَّ مِنْ قَبْلِها وَجَبَ فتحُ إنَّ، لأَنَّ الْمَكْسُورَةَ لَا يتقدَّمُها حرفُ الْجَرِّ وَلَا تَقَعُ إلَّا أَولًا أَبداً، وبقِي مَعْنَى التَّشْبِيهِ الَّذِي كانَ فِيهَا، وَهِيَ مُتوسِّطة بحالِه فِيهَا، وَهِيَ مُتَقَدِّمَةٌ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: كأَنَّ زَيْدًا عمرٌو، إِلَّا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تَكُونَ معلَّقةً بفعلٍ وَلَا بشيءٍ فِي مَعْنَى الْفِعْلِ، لأَنها فارَقَت الموضعَ الَّذِي يُمْكِنُ أَن تتعلَّق فِيهِ بِمَحْذُوفٍ، وَتَقَدَّمَتْ إِلَى أَوَّل الْجُمْلَةِ، وَزَالَتْ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ مُتَعَلِّقَةً بخبرِ إنَّ الْمَحْذُوفِ، فَزَالَ مَا كَانَ لَهَا مِنَ التعلُّق بِمَعَانِي الأَفعال، وَلَيْسَتْ هُنَا زَائِدَةٌ لأَن مَعْنَى التَّشْبِيهِ موجودٌ فِيهَا، وَإِنْ كَانَتْ قَدْ تقدَّمت وأُزِيلت عَنْ مَكَانِهَا، وَإِذَا كَانَتْ غَيْرَ زَائِدَةٍ فَقَدْ بَقي النظرُ فِي أنَّ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَيْهَا هَلْ هِيَ مَجْرُورَةٌ بِهَا أَو غَيْرُ مَجْرُورَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَقوى الأَمرين عَلَيْهَا عِنْدِي أَن تَكُونَ أنَّ فِي قَوْلِكَ كأَنك زيدٌ مَجْرُورَةً بِالْكَافِ، وَإِنْ قُلْتَ إنَّ الكافَ فِي كأَنَّ الْآنَ لَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بِفِعْلٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ بمانعٍ مِنَ الجرِّ فِيهَا، أَلا تَرَى أَن الْكَافَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بِفِعْلٍ وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ جَارَّةٌ؟ ويُؤَكِّد عِنْدَكَ أَيضاً هُنَا أَنها جَارَّةٌ فتْحُهم الْهَمْزَةَ بَعْدَهَا كَمَا يفْتحونها بَعْدَ العَوامِل الْجَارَّةِ وَغَيْرِهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: عجِبتُ مِن أَنك قَائِمٌ، وأَظنُّ أَنك مُنْطَلِقٌ، وبلغَني أَنك كريمٌ، فَكَمَا فُتِحَتْ أَنَّ لوقوعِها بَعْدَ الْعَوَامِلِ قَبْلَهَا موقعَ الأَسماء كَذَلِكَ فُتِحَتْ أَيضاً فِي كأَنك قَائِمٌ، لأَن قَبْلَهَا عَامِلًا قَدْ جرَّها؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: فبادَ حَتَّى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ، ... فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي «3» . فَإِنَّهُ أَكَّد الْحَرْفَ بِاللَّامِ؛ وَقَوْلُهُ: كأَنَّ دَريئةً، لَمَّا التَقَيْنا ... لنَصْل السيفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ أَعْمَلَ مَعْنَى التَّشْبِيهِ فِي كأَنَّ فِي الظَّرْفِ الزَّمانيّ الَّذِي هُوَ لَمَّا التَقَيْنا، وَجَازَ ذَلِكَ فِي كأَنَّ لِمَا فِيهَا مِنْ مَعْنَى التَّشْبِيهِ، وَقَدْ تُخَفَّف أَنْ ويُرْفع مَا بَعْدَهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَنْ تقْرآنِ عَلَى أَسْماءَ، وَيحَكُما ... منِّي السلامَ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

_ (3). قوله [لكأن لم يسكن] هكذا في الأَصل بسين قبل الْكَافُ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلت أَبا عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟ فَقَالَ: أَراد النُّونَ الثَّقِيلَةَ أَي أَنكما تقْرآن؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وأَوْلى أَنْ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ الْفِعْلَ بِلَا عِوَض ضَرُورَةً، قَالَ: وَهَذَا عَلَى كُلِّ حَالٍ وَإِنْ كَانَ فِيهِ بعضُ الصَّنعة فَهُوَ أَسهلُ مِمَّا ارْتَكَبَهُ الْكُوفِيُّونَ، قَالَ: وقرأْت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى فِي تَفْسِيرِ أَنْ تقْرآنِ، قَالَ: شبَّه أَنْ بِمَا فَلَمْ يُعْمِلها فِي صِلَتها، وَهَذَا مَذْهَبُ البَغْداديّين، قَالَ: وَفِي هَذَا بُعْدٌ، وَذَلِكَ أَنَّ أَنْ لَا تَقَعَ إِذَا وُصلت حَالًا أَبداً، إِنَّمَا هِيَ للمُضيّ أَو الِاسْتِقْبَالِ نَحْوَ سَرَّني أَن قَامَ، ويُسرُّني أَن تَقُومَ، وَلَا تَقُولُ سَرَّني أَن يَقُومَ، وَهُوَ فِي حَالِ قِيَامٍ، وَمَا إِذَا وُصِلت بِالْفِعْلِ وَكَانَتْ مَصْدَرًا فَهِيَ لِلْحَالِ أَبداً نَحْوَ قَوْلِكَ: مَا تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الَّذِي أَنت عَلَيْهِ حَسَنٌ، فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ مِنْهُمَا بالأُخرى، ووُقوعُ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَوْقِعَ صَاحِبَتِهَا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَنصب بِهَا مُخَفَّفَةً، وَتَكُونُ أَنْ فِي مَوْضِعِ أَجْل. غَيْرُهُ: وأَنَّ المفتوحةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: إئتِ السوقَ أَنك تَشْتَرِي لَنَا سَويقاً أَي لَعَلَّكَ، وَعَلَيْهِ وُجِّه قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ؛ إِذْ لَوْ كَانَتْ مَفْتُوحَةً عَنْهَا لَكَانَ ذَلِكَ عُذْرًا لَهُمْ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: فسأَلتُ عَنْهَا أَبا بَكْرٍ أَوانَ الْقِرَاءَةِ فَقَالَ: هُوَ كَقَوْلِ الإِنسان إنَّ فُلَانًا يَقْرأُ فَلَا يَفْهم، فَتَقُولُ أَنتَ: وَمَا يُدْريك أَنه لَا يَفْهَمُ «1». وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ: لَعَلَّهَا إِذَا جاءَت لَا يؤْمنون ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ حُطائِط بْنُ يعْفُر، وَيُقَالُ هُوَ لدُريد: أَريني جَواداً مَاتَ هَزْلًا، لأَنَّني ... أَرى مَا تَرَيْنَ، أَو بَخيلًا مُخَلَّدا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَنشده أَبو زَيْدٍ لِحَاتِمٍ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُهُ فِي شِعْرِ مَعْن بْنِ أَوس المُزَني؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَعاذِلَ، مَا يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي ... إِلَى ساعةٍ فِي الْيَوْمِ، أَو فِي ضُحى الغَدِ؟ أَي لَعَلَّ مَنِيَّتِي؛ وَيُرْوَى بَيْتُ جَرِيرٍ: هَلَ انْتُمْ عَائِجُونَ بِنا لأَنَّا ... نَرَى العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِيامِ قَالَ: ويدُلك عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْتُ فِي أَنَّ فِي بَيْتِ عَدِيٍّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، وَمَا يُدْريك لَعَلَّ الساعةَ تَكُونُ قَرِيبًا. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وتُبْدِل مِنْ هَمْزَةِ أَنَّ مَفْتُوحَةً عَيْنًا فَتَقُولُ: علمتُ عَنَّكَ مُنْطَلِقٌ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قَالَ الْمُهَاجِرُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ الأَنصارَ قَدْ فَضَلونا، إِنَّهُمْ آوَوْنا وفَعَلوا بِنَا وفَعَلوا، فَقَالَ: تَعْرفون ذَلِكَ لَهُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فإنَّ ذَلِكَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ مَقْطُوعَ الْخَبَرِ وَمَعْنَاهُ إنَّ اعْتِرَافَكُمْ بِصَنِيعِهِمْ مُكافأَةٌ مِنْكُمْ لَهُمْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: مَنْ أُزِلَّتْ إِلَيْهِ نِعمةٌ فليُكافِئْ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يجِدْ فَليُظهِر ثَنَاءً حسَناً، فإنَّ ذَلِكَ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه قَالَ لِابْنِ عُمَرَ فِي سِيَاقِ كلامٍ وَصَفه بِهِ: إنَّ عبدَ اللَّهِ، إنَّ عَبْدَ اللَّهِ ، قَالَ: وَهَذَا وأَمثاله مِنِ اخْتِصَارَاتِهِمُ الْبَلِيغَةِ وَكَلَامِهِمُ الْفَصِيحِ. وَأَنَّى

_ أَنَّى: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا كَيْفَ وأَين. التَّهْذِيبُ: وأَما إنْ الخفيفةُ فَإِنَّ الْمُنْذِرِيَّ رَوَى عَنِ ابْنِ الزَّيْدي عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: إنْ تَقَعُ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآنِ مَوْضعَ مَا، ضَرْبُ قَوْلِهِ: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ؛ مَعْنَاهُ: مَا مِن أَهل الْكِتَابِ، وَمِثْلُهُ: لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ ؛

أَي مَا كُنَّا فَاعِلِينَ، قَالَ: وَتَجِيءُ إنْ فِي مَوْضِعِ لَقَدْ، ضَرْبُ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا ؛ الْمَعْنَى: لقَدْ كَانَ مِنْ غَيْرِ شكٍّ مِنَ الْقَوْمِ، وَمِثْلُهُ: وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ، وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ ؛ وَتَجِيءُ إنْ بِمَعْنَى إذْ، ضَرْبُ قَوْلِهِ: اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ؛ الْمَعْنَى إذْ كُنْتُمْ مُؤْمنين، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ؛ مَعْنَاهُ إذْ كُنْتُمْ، قَالَ: وأَنْ بِفَتْحِ الأَلف وَتَخْفِيفِ النُّونِ قَدْ تَكُونُ فِي مَوْضِعِ إذْ أَيضاً، وإنْ بخَفْض الأَلف تَكُونُ موضعَ إِذَا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا ؛ مَنْ خَفضَها جعلَها فِي مَوْضِعِ إِذَا، ومَنْ فَتَحَهَا جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ إذْ عَلَى الْوَاجِبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ ؛ مَنْ خَفَضَهَا جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ إِذَا، وَمَنْ نَصَبَهَا فَفِي إِذْ. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى ؛ قَالَ: إنْ فِي مَعْنَى قَدْ، وقال أَبو الْعَبَّاسِ: الْعَرَبُ تَقُولُ إنْ قَامَ زِيدٌ بِمَعْنَى قَدْ قَامَ زَيْدٌ، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَهُ فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فَقَالُوا: نُرِيدُ قَدْ قَامَ زَيْدٌ وَلَا نُرِيدُ مَا قَامَ زيد. وقال الْفَرَّاءُ: إِنِ الخفيفةُ أُمُّ الْجَزَاءِ، وَالْعَرَبُ تُجازِي بِحُرُوفِ الِاسْتِفْهَامِ كُلِّهَا وتَجْزمُ بِهَا الْفِعْلَيْنِ الشرطَ والجزاءَ إلَّا الأَلِفَ وهَلْ فَإِنَّهُمَا يَرْفعَانِ مَا يَلِيهِمَا. وَسُئِلَ ثعلبٌ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لامرأَته إِنْ دَخلتِ الدارَ إِنْ كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، مَتَى تَطْلُق؟ فَقَالَ: إِذَا فَعَلَتْهما جَمِيعًا، قِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنه قَدْ جَاءَ بِشَرْطَيْنِ، قِيلَ لَهُ: فَإِنْ قَالَ لَهَا أَنتِ طالقٌ إِنِ احْمَرّ البُسْرُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ مسأَلةُ مُحَالٍ لأَن البُسْرَ لَا بُدّ مِنْ أَن يَحْمَرّ، قِيلَ لَهُ: فَإِنْ قَالَ أَنت طالِقٌ إِذَا احْمَرَّ البُسْرُ؟ قَالَ: هَذَا شَرْطٌ صَحِيحٌ تطلُقُ إِذَا احْمرَّ البُسْرُ، قَالَ الأَزهري: وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا أُثْبِت لَنَا عَنْهُ: إِنْ قَالَ الرَّجُلُ لامرأَته أَنتِ طالقٌ إِنْ لَمْ أُطَلِّقْكِ لَمْ يَحْنَثْ حَتَّى يُعْلَم أَنه لَا يُطَلِّقُها بِمَوْتِهِ أَو بموتِها، قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الْكُوفِيِّينَ، وَلَوْ قَالَ إِذَا لَمْ أُطَلِّقْك وَمَتَى مَا لَمْ أُطَلِّقْك فأَنت طَالِقٌ، فسكتَ مدَّةً يُمْكِنُهُ فِيهَا الطَّلَاقُ، طَلُقَت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إنْ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ ويُوصل بِهَا مَا زَائِدَةٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مَا إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ ... تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ تُزَادُ إنْ بَعْدَ مَا الظَّرْفِيَّةِ كَقَوْلِ المَعْلوط بْنِ بَذْلٍ القُرَيْعيّ أَنشده سِيبَوَيْهِ: ورجِّ الْفَتَى للْخَيْر، مَا إنْ رأَيْتَه ... عَلَى السِّنِّ خَيْرًا لَا يَزالُ يَزِيدُ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا دخَلت إنْ عَلَى مَا، وَإِنْ كَانَتْ مَا هَاهُنَا مَصْدَرِيَّةً، لِشَبَهَها لَفْظًا بِمَا النَّافِيَةِ الَّتِي تُؤكَّد بأَنْ، وشَبَهُ اللَّفْظِ بَيْنَهُمَا يُصَيِّر مَا المصدريةَ إِلَى أَنها كأَنها مَا الَّتِي مَعْنَاهَا النفيُ، أَلا تَرَى أَنك لَوْ لَمْ تَجْذِب إِحْدَاهُمَا إِلَى أَنها كأَنها بِمَعْنَى الأُخرى لَمْ يَجُزْ لَكَ إلحاقُ إنْ بِهَا؟ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وقولُهم افْعَل كَذَا وَكَذَا إِمَّا لَا، أَلْزَموها مَا عِوَضًا، وَهَذَا أَحْرى إِذْ كَانُوا يَقُولُونَ آثِراً مَا، فيُلْزمون مَا، شبَّهوها بِمَا يَلْزَم مِنَ النُّونَاتِ فِي لأَفعلنّ، واللامِ فِي إِنْ كَانَ لَيَفْعل، وَإِنْ كَانَ ليْس مِثْلَه، وإنَّما هُوَ شَاذٌّ، ويكونُ الشرطَ نَحْوَ إنْ فعلتَ فعلتُ. وَفِي حَدِيثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: إِمَّا لَا فَلَا تبَايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صلَاحُه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ تَرِدُ فِي

المُحاورَات كَثِيرًا، وَقَدْ جاءَت فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وأَصلها إنْ وَمَا وَلَا، فأُدْغِمت النونُ فِي الْمِيمِ، وَمَا زائدةٌ فِي اللَّفْظِ لَا حُكمَ لَهَا، وَقَدْ أَمالت العربُ لَا إِمَالَةً خَفِيفَةً، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها يَاءً، وَهِيَ خطأٌ، وَمَعْنَاهَا إنْ لَمْ تَفعلْ هَذَا فلْيَكن هَذَا، وأَما إنْ الْمَكْسُورَةُ فَهُوَ حرفُ الْجَزَاءِ، يُوقِع الثانيَ مِنْ أَجْل وُقوع الأَوَّل كَقَوْلِكَ: إنْ تأْتني آتِك، وَإِنْ جِئْتني أَكْرَمْتُك، وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ؛ ورُبَّما جُمِع بَيْنَهُمَا للتأْكيد كَمَا قَالَ الأَغْلَبُ العِجْليُّ: مَا إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا ... أَكْثَرَ مِنْهُ قِرَةً وقَارا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إنْ هنا زائدةٌ وليست نَفْيًا كَمَا ذَكَرَ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ، تَقُولُ: وَاللَّهِ إنْ فعلتُ أَي مَا فَعَلْتُ، قَالَ: وأَنْ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَي كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ؛ قَالَ: وأَن قَدْ تَكُونُ صِلةً لِلَمَّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ؛ وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ؛ يُرِيدُ وَمَا لهُم لَا يعذِّبُهُم اللَّهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ إنَّها تكونُ صِلَةً لِلَمّا وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً، قَالَ: هَذَا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هِيَ الزائدةُ، وَلَوْ كَانَتْ زَائِدَةً فِي الْآيَةِ لَمْ تَنْصِب الفعلَ، قَالَ: وَقَدْ تكونُ زَائِدَةً مَعَ مَا كَقَوْلِكَ: مَا إنْ يقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الْمُشَدَّدَةِ فَهَذِهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يدخُلَ اللامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك، لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بإنْ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللامُ هُنَا دَخَلَتْ فَرْقًا بَيْنَ النَّفْيِ والإِيجاب، وإنْ هَذِهِ لَا يَكُونُ لَهَا اسمٌ وَلَا خَبَرٌ، فقولُه دَخَلَتِ اللامُ فِي خَبَرِهَا لَا مَعْنَى لَهُ، وَقَدْ تدخُلُ هَذِهِ اللامُ مَعَ المَفعول فِي نَحْوِ إنْ ضَرَبْتُ لزَيداً، وَمَعَ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِكَ إِنْ قَامَ لزيدٌ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي عَنْ قُطْرُبٍ أَن طَيِّئاً تَقُولُ: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، يُرِيدُونَ إنْ، فيُبْدِلون، وَتَكُونُ زَائِدَةً مَعَ النَّافِيَةِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَعْطِه إنْ شَاءَ أَي إِذَا شَاءَ، وَلَا تُعْطِه إنْ شاءَ، مَعْنَاهُ إِذَا شَاءَ فَلَا تُعْطِه. وأَنْ تَنْصب الأَفعال المضارِعة مَا لَمْ تَكُنْ فِي مَعْنَى أَنَّ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وقولُهم أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً انْطلقْتُ مَعَك إِنَّمَا هِيَ أَنْ ضُمّت إِلَيْهَا مَا، وَهِيَ مَا لِلتَّوْكِيدِ، ولَزِمَت كَرَاهِيَةَ أَن يُجْحِفوا بِهَا لِتَكُونَ عِوَضًا مِنْ ذَهاب الْفِعْلِ، كَمَا كَانَتِ الهاءُ والأَلفُ عِوَضًا فِي الزّنادقةِ واليَماني مِنَ الْيَاءِ؛ فأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: تعَرَّضَتْ لِي بمكانٍ حِلِّ، ... تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ، تَعَرُّضاً لَمْ تأْلُ عَنْ قَتْلًا لِي فَإِنَّهُ أَراد لَمْ تأْلُ أَن قَتْلًا أَي أَنْ قَتَلَتْني، فأَبدل العينَ مَكَانَ الْهَمْزَةِ، وَهَذِهِ عَنْعنةُ تميمٍ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَراد الْحِكَايَةَ كأَنه حَكَى النصبَ الَّذِي كَانَ مُعْتَادًا فِي قَوْلِهَا فِي بَابِهِ أَي كَانَتْ تَقُولُ قَتْلًا قَتْلًا أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلًا، ثُمَّ حَكَى مَا كَانَتْ تَلَفَّظُ بِهِ؛ وَقَوْلُهُ: إِنِّي زَعيمٌ يَا نُوَيْقَةُ، ... إنْ نجَوْتِ مِنَ الرَّزاح، أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْمٍ ... يَرْتَعُون مِنَ الطِّلاح . قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ هَذِهِ أَن الدائرةُ يَلِيهَا الْمَاضِي

وَالدَّائِمُ فتَبْطُل عَنْهُمَا، فَلَمَّا وَلِيها الْمُسْتَقْبَلُ بَطَلَتْ عَنْهُ كَمَا بَطَلَتْ عَنِ الْمَاضِي وَالدَّائِمِ، وَتَكُونُ زَائِدَةً مَعَ لَمَّا الَّتِي بِمَعْنَى حِينَ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى أَي نَحْوَ قَوْلِهِ: وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَجُوزُ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا لأَنها تأْتي ليُعبَّر بِهَا وَبِمَا بَعْدَهَا عَنْ مَعْنَى الْفِعْلِ الَّذِي قَبْلُ، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ إِلَى مَا بَعْدَهَا ليُفَسَّر بِهِ مَا قَبْلَهَا، فَبِحَسَبِ ذَلِكَ امْتَنَعَ الوقوفُ عَلَيْهَا، ورأَيت فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَيْضًا: أَعْطِه إِلَّا أَن يشاءَ أَي لَا تُعْطِه إِذَا شَاءَ، وَلَا تُعْطِه إِلَّا أَن يشاءَ، مَعْنَاهُ إِذَا شَاءَ فأَعْطِه. وَفِي حَدِيثِ رُكوبِ الهَدْيِ: قَالَ لَهُ ارْكَبْها، قَالَ: إِنَّهَا بَدنةٌ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ القولَ فَقَالَ: ارْكَبْها وإنْ أَي وَإِنْ كَانَتْ بَدنةً. التَّهْذِيبُ: لِلْعَرَبِ فِي أَنا لغاتٌ، وأَجودها أَنَّك إِذَا وقفْتَ عَلَيْهَا قُلْتَ أَنا بِوَزْنِ عَنَا، وَإِذَا مضَيْتَ عَلَيْهَا قُلْتَ أَنَ فعلتُ ذَلِكَ، بِوَزْنِ عَنَ فَعَلْتُ، تُحَرِّكُ النُّونَ فِي الْوَصْلِ، وَهِيَ سَاكِنَةٌ منْ مثلِه فِي الأَسماء غَيْرِ الْمُتَمَكِّنَةِ مِثْلِ مَنْ وكَمْ إِذَا تحرَّك مَا قَبْلَهَا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَنا فَعَلْتُ ذَلِكَ فيُثْبِتُ الأَلفَ فِي الْوَصْلِ وَلَا يُنوِّن، وَمِنْهُمْ مَن يُسَكِّنُ النونَ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، فَيَقُولُ: أَنْ قلتُ ذَلِكَ، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى آنَ قلتُه؛ قَالَ عَدِيٌّ: يَا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ، ... مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟ وَقَالَ العُدَيْل فِيمَنْ يُثْبِت الأَلفَ: أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني، ... أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ، فاعْرِفوني وأَنا لَا تَثنيةَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ إِلَّا بنَحْن، وَيَصْلُحُ نحنُ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، فَإِنْ قِيلَ: لِمَ ثَنَّوا أَنْت فَقَالُوا أَنْتُما وَلَمْ يُثَنُّوا أَنا؟ فَقِيلَ: لمَّا لَمْ تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لَمْ يُثَنُّوا، وأَما أَنْتَ فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تُجِيزُ أَن تَقُولَ لِرَجُلٍ أَنتَ وأَنتَ لآخرَ مَعَهُ، فَلِذَلِكَ ثُنِّيَ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا، وَكَانَ فِي الأَصل إنَّنا فكثُرت النوناتُ فحُذِفت إِحْدَاهَا، وَقِيلَ إنَّا، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ «1» الْمَعْنَى إنَّنا أَو إنَّكم، فَعُطِفَ إِيَّاكُمْ عَلَى الِاسْمِ فِي قَوْلِهِ إنَّا عَلَى النُّونِ والأَلف كَمَا تَقُولُ إِنِّي وإيَّاك، مَعْنَاهُ إِنِّي وإنك، فافْهمه؛ وقال: إِنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم، فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ إنَّا تثنيةُ إِني فِي الْبَيْتِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُهُمْ أَنا فَهُوَ اسمٌ مكنيٌّ، وَهُوَ للمتكَلِّم وحْدَه، وَإِنَّمَا يُبْنى عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَن الَّتِي هِيَ حرفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ، والأَلفُ الأَخيرةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ، فَإِنْ وُسِّطت سَقَطت إِلَّا فِي لُغَةٍ رديئةٍ كَمَا قَالَ: أَنا سَيْفُ العَشيرةِ، فاعْرفوني ... جَمِيعًا، قَدْ تَذَرَّيْتُ السَّنامَا وَاعْلَمْ أَنه قَدْ يُوصل بِهَا تاءُ الْخِطَابِ فيَصيرانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَن تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ، تَقُولُ: أَنت، وَتَكْسِرُ للمؤَنث، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ، وَقَدْ تدخلُ عَلَيْهِ كافُ التَّشْبِيهِ فَتَقُولُ: أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ، وكافُ التَّشْبِيهِ لَا تتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ، وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بالمُظهر، تَقُولُ: أَنتَ كزيدٍ، وَلَا تَقُولُ: أَنت كِي، إِلَّا أَن الضَّمِيرَ المُنْفَصل عِنْدَهُمْ كَانَ بِمَنْزِلَةِ المُظْهَر، فَلِذَلِكَ حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنَ اسْمُ الْمُتَكَلِّمِ، فَإِذَا وَقفْت أَلْحَقْتَ

_ (1). الآية

أَلفاً لِلسُّكُوتِ، مَرْويّ عَنْ قُطْرُبٍ أَنه قَالَ: فِي أَنَ خمسُ لُغَاتٍ: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ فَعَلْتُ، وأَنَهْ فَعَلْتُ؛ حَكَى ذَلِكَ عَنْهُ ابْنُ جِنِّي، قَالَ: وَفِيهِ ضَعْفٌ كَمَا تَرَى، قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَجُوزُ الْهَاءُ فِي أَنَهْ بَدَلًا مِنَ الأَلف فِي أَنا لأَن أَكثر الِاسْتِعْمَالِ إِنَّمَا هُوَ أَنا بالأَلف وَالْهَاءِ قِبَلَه، فَهِيَ بَدَلٌ مِنَ الأَلف، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الهاءُ أُلْحِقَتْ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ كَمَا أُلحقت الأَلف، وَلَا تَكُونُ بَدَلًا مِنْهَا بَلْ قَائِمَةً بِنَفْسِهَا كَالَّتِي فِي كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ عَنِ الأَلف الَّتِي تَلْحَقُ فِي أَنا لِلسُّكُوتِ: وَقَدْ تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ. وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ أَنْ وَالتَّاءُ علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَنْتُما، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بتثنيةِ أَنْتَ إِذْ لَوْ كَانَ تثنيتَه لَوَجَبَ أَن تَقُولَ فِي أَنْتَ أَنْتانِ، إِنَّمَا هُوَ اسمٌ مصوغٌ يَدُلُّ عَلَى التَّثْنِيَةِ كَمَا صيغَ هَذَانِ وَهَاتَانِ وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما، يدلُّ عَلَى التَّثْنِيَةِ وَهُوَ غيرُ مُثَنًّى، عَلَى حَدِّ زَيْدٍ وَزَيْدَانِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ. أنبجن: فِي الْحَدِيثِ: ائْتُوني بأَنْبِجانِيَّةِ أَبي جَهْمٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المحفوظُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَيُرْوَى بِفَتْحِهَا، يُقَالُ: كساءٌ أَنْبِجانيّ، مَنْسُوبٌ إِلَى مَنْبِج الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ، وَهِيَ مَكْسُورَةُ الْبَاءِ ففُتحَت فِي النَّسَبِ، وأُبدلت الميمُ هَمْزَةً، وَقِيلَ: إِنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجان، قَالَ: وَهُوَ أَشبه لأَن الأَولَ فِيهِ تعسُّف، وَهُوَ كِساءٌ مِنَ الصُّوف لَهُ خَمَلٌ وَلَا علمَ لَهُ، وَهِيَ مِنْ أَدْوَنِ الثِّيَابِ الْغَلِيظَةِ، وَإِنَّمَا بَعثَ الخميصةَ إِلَى أَبي جَهْمٍ لأَنه كَانَ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَمِيصَةً ذاتَ أَعلامٍ، فَلَمَّا شَغَلَتْه فِي الصَّلَاةِ قَالَ: رُدُّوها عَلَيْهِ وأْتُوني بأَنْبِجانيَّته، وَإِنَّمَا طَلَبها مِنْهُ لِئَلَّا يُؤَثِّرَ رَدُّ الهديَّةِ فِي قلْبِه، وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زائدةٌ، فِي قَوْلٍ. أنتن: الأَزهري: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي سُلَيم يَقُولُ كَمَا انْتني «2». يقولُ انْتَظِرْني فِي مكانك. أهن: الإِهانُ: عُرْجُونُ الثَّمرةِ، وَالْجَمْعُ آهِنَة وأُهُنٌ. اللَّيْثُ: هُوَ العُرْجونُ، يَعْنِي مَا فَوْقَ الشَّمَارِيخِ، وَيُجْمَعُ أُهُناً، والعددُ ثلاثةُ آهِنةٍ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدني أَعرابي: مَنَحْتَني، يَا أَكرمَ الفِتْيان، ... جَبّارةً ليستْ مِنَ العَيْدان حَتَّى إِذَا مَا قلتُ أَلآنَ الْآنْ، ... دَبَّ لَهَا أَسْودُ كالسِّرْحان، بِمِخْلَبٍ، يَخْتَذِمُ الإِهان وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ حَبْناء: فَمَا بَيْنَ الرَّدَى والأَمْن إِلَّا ... كَمَا بينَ الإِهانِ إِلَى العَسِيب. أون: الأَوْنُ: الدَّعَةُ والسكينةُ والرِّفْقُ. أُنْتُ بِالشَّيْءِ أَوْناً وأُنْتُ عَلَيْهِ، كِلَاهُمَا: رَفَقْت. وأُنْتُ فِي السَّيْرِ أَوْناً إِذَا اتّدَعْت وَلَمْ تَعْجَل. وأُنْتُ أَوْناً: تَرَفّهْت وتوَدَّعْت: وَبَيْنِي وَبَيْنَ مَكَّةَ عشرُ ليالٍ آيناتٌ أَي وادعاتٌ، الياءُ قَبْلَ النُّونِ. ابْنُ الأَعرابي: آنَ يَؤُونُ أَوْناً إِذَا اسْتَراحَ؛ وأَنشد: غَيَّر، يَا بنتَ الحُلَيْسِ، لَوْني ... مَرُّ اللَّيالي، واخْتِلافُ الجَوْنِ، وسَفَرٌ كانَ قليلَ الأَوْنِ أَبو زَيْدٍ: أُنْتُ أَؤُونُ أَوْناً، وَهِيَ الرَّفاهية والدَّعَةُ، وَهُوَ آئنٌ مِثَالُ فاعِلٍ أَي وادعٌ رافِهٌ. وَيُقَالُ: أُنْ

_ (2). قوله [كما انتني] هكذا بضبط الأَصل

عَلَى نَفْسِكَ أَي ارْفُقْ بِهَا فِي السَّيْرِ واتَّدِعْ، وَتَقُولُ لَهُ أَيضاً إِذَا طاشَ: أُنْ عَلَى نفسِك أَي اتَّدِعْ. وَيُقَالُ: أَوِّنْ عَلَى قَدْرِك أَي اتَّئِدْ عَلَى نحوِك، وَقَدْ أَوَّنَ تأْويناً. والأَوْنُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ، مُبَدَّلٌ مِنَ الهَوْنِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَوِّنُوا فِي سَيْرِكم أَي اقْتَصِدوا، مِنَ الأَوْنِ وَهُوَ الرِّفْقُ. وَقَدْ أَوَّنْتُ أَي اقْتَصَدْتُ. وَيُقَالُ: رِبْعٌ آئنٌ خيرٌ مِنْ عَبٍّ حَصْحاصٍ. وتأَوَّنَ فِي الأَمر: تَلَبَّث. والأَوْنُ: الإِعياءُ والتَّعَبُ كالأَيْنِ. والأَوْنُ: الجمَل. والأَوْنانِ: الخاصِرتان والعِدْلان يُعْكَمانِ وجانِبا الخُرج. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الأَوْنُ العِدْل والخُرْجُ يُجْعل فِيهِ الزادُ؛ وأَنشد: وَلَا أَتَحَرَّى وُدَّ مَنْ لَا يَوَدُّني، ... وَلَا أَقْتَفي بالأَوْنِ دُونَ رَفِيقي . وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبُ بأَنه الرِّفْقُ والدَّعَةُ هُنَا. الْجَوْهَرِيُّ: الأَوْنُ أَحدُ جانِبَي الخُرج. وَهَذَا خُرْجٌ ذُو أَوْنَين: وَهُمَا كالعِدْلَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ وَهُوَ مِنْ أَبيات الْمَعَانِي: وخَيْفاء أَلْقَى الليثُ فِيهَا ذِراعَه، ... فَسَرَّتْ وساءتْ كلَّ ماشٍ ومُصْرِمِ تَمَشَّى بِهَا الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، ... كأَنْ بطنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَينِ مُتْئِمِ . خَيْفاء: يَعْنِي أَرضاً مُخْتَلِفَةَ أَلوان النباتِ قَدْ مُطِرت بِنَوْءِ الأَسدِ، فسَرَّت مَنْ لَهُ ماشِيةٌ وساءَت مَنْ كَانَ مُصْرِماً لَا إبِلَ لَهُ، والدَّرْماءُ: الأَرْنَب، يَقُولُ: سَمِنَت حَتَّى سَحَبَت قُصْبَها كأَنّ بَطْنَها بطنُ حُبْلى مُتْئِمٍ. وَيُقَالُ: آنَ يَؤُونُ إِذَا اسْتَرَاحَ. وخُرْجٌ ذُو أَوْنَينِ إِذَا احْتَشى جَنْباه بالمَتاعِ. والأَوانُ: العِدْلُ. والأَوانانِ: العِدْلانِ كالأَوْنَينِ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَبِيتُ، ورِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها، ... عَصاها اسْتُها حَتَّى يكلَّ قَعودُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قِيلَ الأَوانُ عَمُودٌ مِنْ أَعْمِدة الخِباء. قَالَ الرَّاعِي: وأَنشد الْبَيْتَ، قَالَ الأَصمعي: أقامَ اسْتَها مُقامَ العَصا، تدفعُ البعيرَ باسْتِها لَيْسَ مَعَهَا عَصَا، فَهِيَ تُحرِّك اسْتَها عَلَى البعيرِ، فقولُه عَصَاهَا اسْتُها أَي تُحرِّك حِمارَها باسْتِها، وَقِيلَ: الأَوانانِ اللِّجامانِ، وَقِيلَ: إناءَانِ مَمْلُوءَانِ عَلَى الرَّحْل. وأَوَّنَ الرجلُ وتَأَوَّنَ: أَكَلَ وَشَرِبَ حَتَّى صَارَتْ خاصِرتاه كالأَوْنَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: شرِبَ حَتَّى أَوَّنَ وَحَتَّى عَدَّنَ وَحَتَّى كأَنَّه طِرافٌ. وأَوَّنَ الحِمارُ إِذَا أَكلَ وشربَ وامْتَلأَ بطنُه وامتدَّت خاصِرتاه فَصَارَ مِثْلَ الأَوْن. وأَوَّنَت الأَتانُ: أَقْرَبَت؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ ... سِرّاً، وَقَدْ أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ . التَّهْذِيبُ: وصفَ أُتُناً وَرَدَتِ الْمَاءَ فشَرِبت حَتَّى امتلأَت خَواصِرُها، فَصَارَ الماءُ مثلَ الأَوْنَيْنِ إِذَا عُدلا عَلَى الدَّابَّةِ. والتَّأَوُّنُ: امْتِلاءُ البَطْنِ، ويُريدُ جمعَ العَقوقِ، وَهِيَ الحاملُ مِثْلُ رَسُولٍ ورُسُل. والأَوْنُ: التَّكَلُّفُ للنَّفَقة. والمَؤُونة عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ مَفْعُلةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنها فَعُولة مِنْ مأَنْت. والأَوانُ والإِوانُ: الحِينُ، وَلَمْ يُعلَّ الإِوانُ لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ. اللَّيْثُ: الأَوانُ الحينُ والزمانُ، تَقُولُ: جَاءَ أَوانُ البَردِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: هَذَا أَوانُ الجِدِّ إذْ جَدَّ عُمَرْ

الكسائي قَالَ: أَبو جَامِعٍ هَذَا إوانُ ذَلِكَ، والكلامُ الفتحُ أَوانٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَتَيتُه آئِنةً بَعْدَ آئنةٍ «1». بِمَعْنَى آوِنة؛ وأَما قَوْلُ أَبي زَيْدٍ: طَلَبُوا صُلْحَنا، ولاتَ أَوانٍ، ... فأَجَبْنا: أَن لَيْسَ حينَ بَقَاءٍ . فَإِنَّ أَبا الْعَبَّاسِ ذَهَبَ إِلَى أَن كسرة أَوان ليس إِعْرَابًا وَلَا عَلَماً لِلْجَرِّ، وَلَا أَن التَّنْوِينَ الَّذِي بَعْدَهَا هُوَ التَّابِعُ لِحَرَكَاتِ الإِعراب، وَإِنَّمَا تَقْدِيرُهُ أَنّ أَوانٍ بِمَنْزِلَةِ إِذْ فِي أَنَّ حُكْمَه أَن يُضاف إِلَى الْجُمْلَةِ نَحْوَ قَوْلِكَ جِئْتُ أَوانَ قَامَ زَيْدٍ، وأَوانَ الحَجّاجُ أَميرٌ أَي إِذْ ذاكَ كَذَلِكَ، فَلَمَّا حَذَفَ المضافَ إِلَيْهِ أَوانَ عَوّض مِنَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ تَنْوِينًا، وَالنُّونُ عِنْدَهُ كَانَتْ فِي التَّقْدِيرِ سَاكِنَةً كَسُكُونِ ذَالِ إذْ، فَلَمَّا لَقِيها التنوينُ سَاكِنًا كُسِرت النُّونُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَمَا كُسِرت الذالُ مِنْ إِذْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَجَمْعُ الأَوان آوِنةٌ مِثْلَ زَمَانٍ وأَزْمِنة، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: أَوان وأَوانات، جَمَعُوهُ بِالتَّاءِ حِينَ لَمْ يُكسَّر هَذَا عَلَى شُهْرةٍ آوِنةً، وَقَدْ آنَ يَئينُ؛ قال سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَعَلَ يَفْعِل، يَحْمِله عَلَى الأَوان؛ والأَوْنُ الأَوان يُقَالُ: قَدْ آنَ أَوْنُك أَي أَوانك. قال يَعْقُوبُ: يُقَالُ فلانٌ يصنعُ ذَلِكَ الأَمر آوِنةً إِذَا كَانَ يَصْنعه مِرَارًا ويدَعه مِرَارًا؛ قَالَ أَبو زُبيد: حَمّال أثقالِ أَهلِ الوُدِّ، آوِنةً، ... أُعْطِيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ مَا أَسَعُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، برجُل يَحْتَلِب شَاةً آوِنةً فَقَالَ دعْ داعِيَ اللَّبَنِ ؛ يَعْنِي أَنه يحْتَلِبها مَرَّةً بَعْدَ أُخرى، وَدَاعِيَ اللَّبَنِ هُوَ مَا يَتْرُكُهُ الحالبُ مِنْهُ فِي الضَّرْعِ وَلَا يَسْتَقْصيه لِيَجْتَمِعَ اللبنُ فِي الضَّرع إِلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنَّ آوِنة جَمْعُ أَوانٍ وَهُوَ الْحِينُ وَالزَّمَانُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: هَذَا أَوانُ قطَعَتْ أَبْهَري. والأَوانُ: السَّلاحِفُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وبَيَّتُوا الأَوانَ فِي الطِّيّاتِ الطِّيّات: المنازِلُ. والإِوانُ والإِيوانُ: الصُّفَّةُ الْعَظِيمَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: شِبْهُ أَزَجٍ غَيْرُ مسْدود الْوَجْهِ، وَهُوَ أَعجمي، وَمِنْهُ إيوانُ كِسْرى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِيوَانُ كِسْرى ذِي القِرى والرَّيحان . وَجَمَاعَةُ الإِوان أُوُنٌ مِثْلَ خِوان وخُوُن، وَجَمَاعَةُ الإِيوان أَواوِينُ وإيواناتٌ مِثْلَ دِيوان ودَواوين، لأَن أَصله إوّانٌ فأُبدل مِنْ إِحْدَى الواوَين يَاءٌ؛ وأَنشد: شَطَّتْ نَوى مَنْ أَهْلُه بالإِيوان . وجماعةُ إيوانِ اللِّجامِ إيواناتٌ. والإِوانُ: مِنْ أَعْمِدة الْخِبَاءِ؛ قَالَ: كلُّ شيءٍ عَمَدْتَ بِهِ شَيْئًا فَهُوَ إِوَانٌ لَهُ؛ وأَنشد بَيْتُ الرَّاعِي أَيضاً: تبيتُ ورِجْلاها إِوانانِ لاسْتِها . أَي رِجْلاها سَنَدان لاسْتها تَعْتَمِدُ عَلَيْهِمَا. والإِوانةُ: ركيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ عَنِ الْهِجْرِيِّ، قَالَ: هِيَ بالعُرْف قُرْبٌ وَشْحى والوَرْكاء والدَّخول؛ وأَنشد: فإنَّ عَلَى الإِوانةِ، مِنْ عُقَيْلٍ، ... فَتًى، كِلْتا اليَدَين لَهُ يَمينُ. أين: آنَ الشيءُ أَيناً: حانَ، لُغَةٌ فِي أَنى، وَلَيْسَ بِمَقْلُوبٍ عَنْهُ لِوُجُودِ المصدر؛ وقال: أَلَمَّا يَئِنْ لِي أَنْ تُجَلَّى عمايَتي، ... وأُقْصِرَ عَنْ ليْلى؟ بَلى قَدْ أَنى لِيا

_ (1). قوله [آئنة بعد آئنة] هكذا بالهمز في التكملة، وفي القاموس بالياء

فجاء باللغتين جميعاً. وقالوا: آنَ أَيْنُك وإينُك وَآنَ آنُك أَي حانَ حينُك، وآنَ لَكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا يَئينُ أَيْناً؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، أَي حانَ، مِثْلَ أَنى لَكَ، قَالَ: وَهُوَ مقلوبٌ مِنْهُ. وَقَالُوا: الْآنَ فَجَعَلُوهُ اسْمًا لِزَمَانِ الْحَالِ، ثُمَّ وَصَفُوا للتوسُّع فَقَالُوا: أَنا الآنَ أَفعل كَذَا وَكَذَا، والأَلف وَاللَّامَ فِيهِ زَائِدَةٌ لأَنَّ الاسمَ مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِهِمَا، وَإِنَّمَا هُوَ مَعْرِفَةٌ بِلَامٍ أُخرى مقدَّرة غَيْرِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ ؛ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَن اللَّامَ فِي الْآنَ زَائِدَةٌ أَنها لَا تَخْلُو مِنْ أَن تكونَ لِلتَّعْرِيفِ كَمَا يظنُّ مخالفُنا، أَو تَكُونَ زَائِدَةٌ لِغَيْرِ التَّعْرِيفِ كَمَا نَقُولُ نَحْنُ، فَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنها لِغَيْرِ التَّعْرِيفِ أَنَّا اعْتَبَرْنَا جميعَ مَا لامُه لِلتَّعْرِيفِ، فَإِذَا إسقاطُ لامِه جَائِزٌ فِيهِ، وَذَلِكَ نَحْوَ رَجُلٍ وَالرَّجُلِ وَغُلَامٍ وَالْغُلَامِ، وَلَمْ يَقُولُوا افْعَلْه آنَ كَمَا قَالُوا افعَلْه الآنَ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَن اللامَ فِيهِ لَيْسَتْ لِلتَّعْرِيفِ بَلْ هِيَ زَائِدَةٌ كَمَا يُزاد غيرُها مِنَ الْحُرُوفِ، قَالَ: فَإِذَا ثَبتَ أَنها زائدةٌ فَقَدْ وَجَبَ النظرُ فِيمَا يُعَرَّف بِهِ الْآنَ فَلَنْ يَخْلُوَ مِنْ أَحد وُجُوهِ التَّعْرِيفِ الْخَمْسَةِ: إِمَّا لأَنه مِنَ الأَسماء المُضْمَرة أَو مِنَ الأَسماء الأَعلام، أَو مِنَ الأَسماء المُبْهَمة، أَو مِنَ الأَسماء الْمُضَافَةِ، أَوْ مِنَ الأَسماء المُعَرَّفة بِاللَّامِ، فمُحالٌ أَن تَكُونَ مِنَ الأَسماء الْمُضْمَرَةِ لأَنها مَعْرُوفَةٌ مَحْدُودَةٌ وَلَيْسَتِ الْآنَ كَذَلِكَ، ومُحالٌ أَن تَكُونَ مِنَ الأَسماء الأَعْلام لأَن تِلْكَ تخُصُّ الْوَاحِدَ بعَيْنه، وَالْآنَ تقعَ عَلَى كلِّ وقتٍ حَاضِرٍ لَا يَخُصُّ بعضَ ذَلِكَ دُونَ بَعْضٍ، وَلَمْ يَقُلْ أَحدٌ إِنَّ الْآنَ مِنَ الأَسماء الأَعلام، ومُحالٌ أَيضاً أَنْ تَكُونَ مِنْ أَسماء الإِشارة لأَن جَمِيعَ أَسماء الإِشارة لَا تَجِدُ فِي واحدٍ مِنْهَا لامَ التَّعْرِيفِ، وَذَلِكَ نَحْوَ هَذَا وَهَذِهِ وَذَلِكَ وَتِلْكَ وَهَؤُلَاءِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وذهب أَبو إسحق إِلَى أَن الْآنَ إِنَّمَا تَعَرُّفه بالإِشارة، وأَنه إِنَّمَا بُنِيَ لِمَا كَانَتِ الأَلف واللام فيه لغير عهد مُتَقَدِّمٍ، إِنَّمَا تقولُ الْآنَ كَذَا وَكَذَا لِمَنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَكَ مَعَهُ ذِكْر الْوَقْتِ الْحَاضِرِ، فأَما فَسَادُ كَوْنِهِ مِنْ أَسماء الإِشارة فَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكرُه، وأَما مَا اعْتَلَّ بِهِ مِنْ أَنه إِنَّمَا بُنيَ لأَن الأَلف واللام فيه لغير عهدٍ متقَدِّمٍ ففاسدٌ أَيضاً، لأَنا قَدْ نَجِدُ الأَلف وَاللَّامَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَسماء عَلَى غَيْرِ تقدُّم عهْد، وَتِلْكَ الأَسماء مَعَ كَوْنِ اللَّامِ فِيهَا مَعارف، وَذَلِكَ قَوْلُكَ يَا أَيها الرجلُ، ونظَرْتُ إِلَى هَذَا الْغُلَامِ، قَالَ: فَقَدْ بطلَ بِمَا ذكَرْنا أَن يَكُونَ الآنَ مِنَ الأَسماء الْمُشَارِ بِهَا، ومحالٌ أَيضاً أَن تَكُونَ مِنَ الأَسماء المتعَرِّفة بالإِضافة لأَننا لَا نُشَاهِدُ بَعْدَهُ اسْمًا هُوَ مُضَافٌ إِلَيْهِ، فَإِذَا بَطَلَت واسْتَحالت الأَوجه الأَربعة المقَدَّم ذكرُها لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَن يَكُونَ معرَّفاً بِاللَّامِ نَحْوَ الرَّجُلِ وَالْغُلَامِ، وَقَدْ دَلَّتِ الدلالةُ عَلَى أَن الْآنَ لَيْسَ مُعَرَّفاً بِاللَّامِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي فِيهِ، لأَنه لَوْ كَانَ مَعرَّفاً بِهَا لجازَ سُقوطُها مِنْهُ، فلزومُ هَذِهِ اللَّامِ لِلْآنَ دليلٌ عَلَى أَنها لَيْسَتْ لِلتَّعْرِيفِ، وَإِذَا كَانَ مُعَرَّفاً بِاللَّامِ لَا محالَةَ، واستَحال أَن تكونَ اللَّامُ فِيهِ هِيَ الَّتِي عَرَّفَتْه، وَجَبَ أَن يَكُونَ مُعَرَّفاً بِلَامٍ أُخرى غَيْرِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي فِيهِ بِمَنْزِلَةِ أَمْسِ فِي أَنه تَعَرَّف بِلَامٍ مُرَادَّةٍ، وَالْقَوْلُ فِيهِمَا واحدٌ، وَلِذَلِكَ بُنِيَا لتضمُّنهما مَعْنَى حَرْفِ التَّعْرِيفِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا رأْيُ أَبي عَلِيٍّ وَعَنْهُ أَخَذْتُه، وَهُوَ الصوابُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا الْآنَ آنُكَ، كَذَا قرأْناه فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ بِنَصْبِ الآنَ ورفعِ آنُك، وَكَذَا الآنَ حدُّ الزمانَيْن، هَكَذَا قرأْناه أَيضاً بِالنَّصْبِ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: اللَّامُ فِي قَوْلِهِمُ الآنَ حَدُّ الزَّمَانَيْنِ بِمَنْزِلَتِهَا فِي قَوْلِكَ الرجلُ أَفضلُ مِنَ المرأَة

أَي هَذَا الجنسُ أَفضلُ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، فَكَذَلِكَ الْآنَ، إِذَا رَفَعَه جَعَلَه جنسَ هَذَا المُسْتَعْمَلِ فِي قَوْلِهِمْ كنتُ الْآنَ عِنْدَهُ، فَهَذَا مَعْنَى كُنتُ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْحَاضِرِ بعْضُه، وَقَدْ تَصَرَّمَتْ أَجزاءٌ مِنْهُ عِنْدَهُ، وبُنيت الْآنَ لتَضَمُّنها مَعْنَى الْحَرْفِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَتَيْتُه آئِنَةً بَعْدَ آئِنَةٍ بِمَعْنَى آوِنةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الْآنَ اسمٌ لِلْوَقْتِ الَّذِي أَنت فِيهِ، وَهُوَ ظَرْف غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، وَقَع مَعْرِفةً وَلِمَ تدخُل عَلَيْهِ الأَلفُ واللامُ لِلتَّعْرِيفِ، لأَنَّه لَيْس لَهُ مَا يَشْرَكُه، وربَّما فَتَحوا اللامَ وحَذَفوا الهمْزَتَيْنِ؛ وأَنشد الأَخفش: وَقَدْ كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْراءَ حِقْبَةً، ... فَبُحْ، لانَ منْها، بِالَّذِي أَنتَ بائِحُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قولُه حَذَفوا الهمزَتَين يَعْنِي الهمزةَ الَّتِي بَعْد اللامِ نَقَلَ حَرَكَتَهَا عَلَى اللامِ وحَذَفها، ولمَّا تَحَرَّكَت اللامُ سَقَطَتْ همزةُ الوَصْلِ الداخلةُ على اللام؛ وقال جَرِيرٌ: أَلانَ وَقَدْ نَزَعْت إِلَى نُمَيْرٍ، ... فَهَذَا حينَ صِرْت لَهُمْ عَذابا . قَالَ: ومثْلُ البيتِ الأَوَّل قولُ الآخَر: أَلا يَا هِنْدُ، هِنْدَ بَني عُمَيْرٍ، ... أَرَثٌّ، لانَ، وَصْلُكِ أَم حَديدُ؟ وَقَالَ أَبو المِنْهالِ: حَدَبْدَبَى بَدَبْدَبَى منْكُمْ، لانْ، ... إنَّ بَني فَزارَةَ بنِ ذُبيانْ قَدْ طرقَتْ ناقَتُهُمْ بإنْسانْ ... مُشَنَّإٍ، سُبْحان رَبِّي الرحمنْ أَنا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيانْ، ... لَيْسَ عليَّ حَسَبي بِضُؤْلانْ . التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ الْآنَ حرفٌ بُنِيَ عَلَى الأَلف وَاللَّامِ وَلَمْ يُخْلَعا مِنْهُ، وتُرِك عَلَى مَذْهَب الصفةِ لأَنَّه صفةٌ فِي الْمَعْنَى وَاللَّفْظِ كَمَا رأَيتهم فَعَلوا بِالَّذِي وَالَّذِينَ، فَتَرَكوهما عَلَى مَذْهَبِ الأَداةِ والأَلفُ واللامُ لَهُمَا غَيْرُ مفارِقَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِن الأُلاء يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمْ، ... كَعِلْمِ مَظْنُولٍ مَا دُمْتَ أَشعرا «2» . فأَدْخلَ الأَلف وَاللَّامَ عَلَى أُولاء، ثُمَّ تَرَكَها مَخْفُوضَةً فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ كَمَا كَانَتْ قَبْلَ أَن تدخُلَها الأَلف وَاللَّامُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأَمْسِ قَبْلَه ... بِبابِكَ، حَتَّى كادَتِ الشمسُ تَغْربُ فأَدخَلَ الأَلفَ وَاللَّامَ عَلَى أَمْسِ ثُمَّ تَرَكَهُ مَخْفُوضًا عَلَى جِهَةِ الأُلاء؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنوناً فمثلُ الْآنَ بأَنها كَانَتْ مَنْصُوبَةً قَبْلَ أَن تُدْخِلَ عَلَيْهَا الأَلفَ وَاللَّامَ، ثُمَّ أَدْخَلْتَهما فَلَمْ يُغَيِّراها، قَالَ: وأَصلُ الْآنَ إِنَّمَا كَانَ أَوَان، فحُذِفَت مِنْهَا الأَلف وغُيِّرت واوُها إِلَى الأَلف كَمَا قَالُوا فِي الرَّاحِ الرَّياح؛ قَالَ أَنشد أَبو القَمْقام: كأَنَّ مكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً، ... نَشاوَى تَساقَوْا بالرَّياحِ المُفَلْفَلِ فَجَعَلَ الرَّياحَ والأَوانَ مرَّة عَلَى جِهَةٍ فَعَلٍ، وَمَرَّةً عَلَى جِهَةِ فَعالٍ، كَمَا قَالُوا زَمَن وزَمان، قَالُوا: وَإِنْ شِئْتَ جعلتَ الْآنَ أَصلها مِنْ قولِه آنَ لَكَ أَن تفعلَ، أَدخَلْتَ عَلَيْهَا الأَلفَ وَاللَّامَ ثُمَّ تركتَها عَلَى مَذْهَبِ فَعَلَ، فأَتاها النصبُ مِنْ نَصْبِ فعَل، وهو وجهٌ

_ (2). قوله [فان الألاء إلخ] هكذا في الأَصل

جَيِّدٌ كَمَا قَالُوا: نَهى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قِيلَ وقالَ ، فَكَانَتَا كَالِاسْمَيْنِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَلَوْ خَفَضْتَهما عَلَى أَنهما أُخْرِجتا مِنْ نِيَّةِ الْفِعْلِ إِلَى نِيَّةِ الأَسماء كَانَ صَوَابًا؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ: مِنْ شُبَّ إِلَى دُبَّ، وبعضٌ: مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، وَمَعْنَاهُ فعَل مُذْ كَانَ صَغِيرًا إِلَى أَن دَبّ كَبِيرًا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْآنَ مبنيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، تَقُولُ نحنُ مِنَ الآنَ نَصِيرُ إِلَيْكَ، فَتُفْتَحُ الآنَ لأَنَّ الأَلفَ وَاللَّامَ إِنَّمَا يدخُلانِ لعَهْدٍ، والآنَ لَمْ تعْهَدْه قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ، فَدَخَلَتِ الأَلف وَاللَّامُ للإِشارة إِلَى الْوَقْتِ، وَالْمَعْنَى نحنُ مِنْ هَذَا الْوَقْتِ نفعلُ؛ فَلَمَّا تضمَّنَت مَعْنًى هَذَا وجَب أَن تَكُونَ مَوْقُوفَةً، ففُتِحَت لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَهُمَا الأَلف وَالنُّونُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَنكر الزجاجُ مَا قَالَ الْفَرَّاءُ أَنَّ الآنَ إِنَّمَا كَانَ فِي الأَصل آنَ، وأَن الأَلف وَاللَّامَ دَخَلَتَا عَلَى جِهَةِ الْحِكَايَةِ وَقَالَ: مَا كَانَ عَلَى جِهَةِ الْحِكَايَةِ نَحْوَ قَوْلِكَ قَامَ، إِذَا سَمَّيْتَ بِهِ شَيْئًا، فجعلتَه مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْحِ لَمْ تدخُلْه الأَلفُ وَاللَّامُ، وَذَكَرَ قولَ الْخَلِيلِ: الآنَ مبنيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَذَهَبَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ ؛ فِيهِ ثلاثُ لُغاتٍ: قالُوا الْآنَ ، بِالْهَمْزِ وَاللَّامُ سَاكِنَةٌ، وَقَالُوا أَلانَ ، مُتَحَرِّكَةُ اللَّامِ بِغَيْرِ هَمْزٍ وتُفْصَل، قَالُوا مِنْ لانَ، وَلُغَةٌ ثَالِثَةٌ قَالُوا لانَ جئتَ بِالْحَقِّ ، قَالَ: والآنَ منصوبةُ النُّونِ فِي جَمِيعِ الْحَالَاتِ وَإِنْ كَانَ قَبْلَهَا حرفٌ خافضٌ كَقَوْلِكَ مِنَ الآنَ، وَذَكَرَ ابْنُ الأَنباري الْآنَ فَقَالَ: وانتصابُ الْآنَ بِالْمُضْمَرِ، وعلامةُ النَّصْبِ فِيهِ فتحُ النُّونِ، وأَصلُه الأَوانُ فأُسقِطَت الأَلف الَّتِي بَعُدَ الْوَاوِ وجُعِلَت الواوُ أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، قَالَ: وَقِيلَ أَصله آنَ لَكَ أَن تفعلَ، فسُمِّي الوقتُ بِالْفِعْلِ الْمَاضِي وتُرِك آخرُه عَلَى الْفَتْحِ، قَالَ: وَيُقَالُ عَلَى هَذَا الْجَوَابِ أَنا لَا أُكلِّمُك مِنَ الآنَ يَا هَذَا، وَعَلَى الْجَوَابِ الأَول مِنَ الآنِ؛ وأَنشد ابْنُ صَخْرٍ: كأَنهما ملآنِ لَمْ يَتَغَيَّرا، ... وَقَدْ مَرَّ للدارَين مِن بعدِنا عَصْرُ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هَذَا أَوانُ الآنَ تَعْلم، وَمَا جئتُ إلَّا أَوانَ الآنَ أَي مَا جِئْتُ إِلَّا الْآنَ، بِنَصْبِ الْآنَ فِيهِمَا. وسأَل رجلٌ ابنَ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: أَنشُدك اللهَ هَلْ تعْلم أَنه فرَّ يَوْمَ أُحُد وَغَابَ عَنْ بدرٍ وَعَنْ بَيْعةِ الرِّضْوَانِ؟ فَقَالَ ابنُ عُمَرَ: أَما فِرارُه يَوْمَ أُحُد فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ؛ وأَما غَيْبَتُه عَنْ بدرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ بنتُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً وَذَكَرَ عُذْرَه فِي ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: اذهبْ بِهَذِهِ تَلآنَ مَعَك ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأُمَويّ قَوْلُهُ تَلآنَ يُرِيدُ الْآنَ، وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ، يَزِيدُونَ التاءَ فِي الْآنِ وَفِي حينٍ وَيَحْذِفُونَ الْهَمْزَةَ الأُولى، يُقَالُ: تَلآن وتَحين؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: العاطِفون تحينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُطْعِمونَ زمانَ مَا مِنْ مُطْعِم . وَقَالَ آخَرُ: وصَلَّيْنا كَمَا زَعَمَت تَلانا . قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ والأَحمر وغيرُهما يَذْهَبُونَ إِلَى أَن الرِّوَايَةَ العاطفونَة فَيَقُولُ: جَعَلَ الْهَاءَ صِلَةً وَهُوَ وَسَطُ الْكَلَامِ، وَهَذَا لَيْسَ يُوجد إِلَّا عَلَى السَّكْتِ، قَالَ: فحَدَّثتُ بِهِ الأُمَويَّ فأَنكره، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى مَا قَالَ الأُمَويُّ وَلَا حُجَّةَ لِمَنِ احْتَجَّ

بالكتاب فِي قَوْلِهِ: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ، لأَن التَّاءَ منفصلةٌ مِنْ حِينٍ لأَنهم كَتَبُوا مِثْلَهَا مُنْفَصِلًا أَيضاً مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَن يُفْصَل كقوله: يَا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ، واللامُ مُنْفَصِلَةٌ مِنْ هَذَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالنَّحْوِيُّونَ عَلَى أَن التَّاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلاتَ حِينَ فِي الأَصل هاءٌ، وَإِنَّمَا هِيَ وَلاهْ فَصَارَتْ تَاءً للمرورِ عَلَيْهَا كالتاءَاتِ المؤَنثة، وأَقاوِيلُهم مَذْكُورَةٌ فِي تَرْجَمَةٍ لَا بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ مَرَرْتُ بزيدِ اللَّانَ، ثقَّلَ اللامَ وَكَسَرَ الدَّالَّ وأَدْغم التَّنْوِينَ فِي اللَّامِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَما آنَ لِلرَّجُلِ أَن يَعْرف مَنزِله أَي أَما حانَ وقرُبَ، تَقُولُ مِنْهُ: آنَ يَئينُ أَيْناً، وَهُوَ مِثْلُ أَنَى يَأْني أَناً، مقلوبٌ مِنْهُ. وآنَ أَيْناً: أَعيا. أَبو زَيْدٍ: الأَيْنُ الإِعْياء وَالتَّعَبُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا يُبْنى مِنْهُ فِعْلٌ وَقَدْ خُولِفَ فِيهِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: لَا فِعْل لِلأَين الَّذِي هُوَ الإِعياء. ابْنُ الأَعرابي: آنَ يَئِينُ أَيْناً مِنَ الإِعياء؛ وأَنشد: إنَّا ورَبِّ القُلُص الضَّوامِرِ إِنَّا أَي أَعْيَينا. اللَّيْثُ: وَلَا يشتَقُّ مِنْهُ فِعْل إلَّا فِي الشِّعْر؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقالٌ وتَبْغيلُ الأَيْنُ: الإِعياء وَالتَّعَبُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَيْنُ والأَيْمُ الذَّكَر مِنَ الْحَيَّاتِ، وَقِيلَ: الأَينُ الحيَّةُ مِثْلَ الأَيمِ، نُونُهُ بدلٌ مِنَ اللَّامِ. قَالَ أَبو خَيْرَةَ: الأُيونُ والأُيومُ جَمَاعَةٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والأَينُ والأَيم أَيضاً الرَّجُلُ والحِمل. وأَيْنَ: سُؤَالٌ عَنْ مكانٍ، وَهِيَ مُغْنية عَنِ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ وَالتَّطْوِيلِ، وَذَلِكَ أَنك إِذَا قُلْتَ أَيْنَ بَيْتُك أَغناك ذَلِكَ عَنْ ذِكْر الأَماكن كُلِّهَا، وَهُوَ اسمٌ لأَنك تَقُولُ مِنْ أَينَ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ مُؤَنثة وَإِنْ شِئْتَ ذكَّرْت، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا جَعَلَهُ الكتابُ اسْمًا مِنَ الأَدوات والصِّفات، التأْنيثُ فِيهِ أَعْرَفُ والتذكيرُ جائز؛ فأَما قَوْلُ حُمَيد بْنِ ثَوْرٍ الْهِلَالِيِّ: وأَسماء، مَا أَسماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ ... إِلَيَّ، وأَصحابي بأَيْنَ وأَيْنَما . فَإِنَّهُ جَعَلَ أَينَ عَلَمًا للبُقْعة مُجَرَّدًا مِنْ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ، فمنَعَها الصَّرْفَ لِلتَّعْرِيفِ والتأْنيث كأُنَى، فتكونُ الفتحةُ فِي آخِرِ أَين عَلَى هَذَا فتحةَ الجرِّ وَإِعْرَابًا مِثْلَهَا فِي مررْتُ بأَحْمَدَ، وَتَكُونُ مَا عَلَى هَذَا زَائِدَةً وأَينَ وَحْدَهَا هِيَ الِاسْمُ، فَهَذَا وجهٌ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ ركَّب أَينَ مَعَ مَا، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ فَتَحَ الأُولى مِنْهَا كَفَتْحَةِ الْيَاءِ مِنْ حَيَّهَلْ لَمَّا ضُمَّ حَيَّ إِلَى هَلْ، والفتحةُ فِي النُّونِ عَلَى هَذَا حادثةٌ لِلتَّرْكِيبِ وَلَيْسَتْ بِالَّتِي كَانَتْ فِي أَيْنَ، وَهِيَ اسْتِفْهَامٌ، لأَن حَرَكَةَ التَّرْكِيبِ خَلَفَتْها ونابَتْ عَنْهَا، وَإِذَا كَانَتْ فتحةُ التَّرْكِيبِ تؤَثر فِي حَرَكَةِ الإِعراب فتزيلُها إِلَيْهَا نَحْوَ قَوْلِكَ هَذِهِ خمسةٌ، فتُعْرِب ثُمَّ تَقُولُ هَذِهِ خمْسةَ عشَر فتخلُف فتحةُ التَّرْكِيبِ ضمةَ الإِعراب عَلَى قُوَّةِ حَرَكَةِ الإِعراب، كَانَ إبدالُ حَرَكَةِ الْبِنَاءِ مِنْ حَرَكَةِ الْبِنَاءِ أَحرى بِالْجَوَازِ وأَقرَبَ فِي الْقِيَاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: إِذَا قلتَ أَين زَيْدٌ فَإِنَّمَا تسأَلُ عَنْ مَكَانِهِ. اللَّيْثُ: الأَينُ وقتٌ مِنَ الأَمْكِنة «1». تَقُولُ: أَينَ فلانٌ فَيَكُونُ مُنْتَصِبًا فِي الْحَالَاتِ كُلِّهَا مَا لَمْ تَدْخُلْه الأَلف وَاللَّامُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَينَ وَكَيْفَ حَرْفَانِ يُسْتَفْهَم بِهِمَا، وَكَانَ حقُّهما أَن يَكُونَا مَوْقوفَين، فحُرِّكا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ ونُصِبا وَلَمْ يُخْفَضا مِنْ أَجل الْيَاءِ، لأَن الْكَسْرَةَ مَعَ الْيَاءِ تَثْقُل والفتحةُ أَخفُّ. وقال الأَخفش

_ (1). قوله [الأَين وَقْتٌ مِنَ الأَمكنة] كذا بالأَصل

فصل الباء الموحدة

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى، فِي حِرَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَينَ أَتى ، قَالَ: وَتَقُولُ العرب جئتُك مِنْ أَينَ لَا تَعْلَم؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَما مَا حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ جئتُك مِنْ أَين لَا تعْلم فَإِنَّمَا هُوَ جَوَابُ مَنْ لَمْ يَفْهَمْ فَاسْتَفْهَمَ، كَمَا يَقُولُ قَائِلٌ أَينَ الماءُ والعُشْب. وَفِي حَدِيثِ خُطْبَةِ الْعِيدِ: قَالَ أَبو سَعِيدٍ وَقَلْتُ أَيْنَ الابتداءُ بِالصَّلَاةِ أَي أَينَ تذْهَب، ثُمَّ قَالَ: الابْتِداءُ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَين الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ أَي أَينَ يَذْهَبُ الإِبتداءُ بِالصَّلَاةِ، قَالَ: والأَول أَقوى. وأَيّانَ: مَعْنَاهُ أَيُّ حينٍ، وَهُوَ سُؤَالٌ عَنْ زمانٍ مِثْلَ مَتَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَيَّانَ مُرْساها* . ابْنُ سِيدَهْ: أَيَّان بِمَعْنَى مَتى فَيَنْبَغِي أَن تَكُونَ شَرْطًا، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْهَا أَصحابنا فِي الظُّرُوفِ الْمَشْرُوطِ بِهَا نَحْوَ مَتى وأَينَ وأَيٌّ وحِينَ، هذا هُوَ الْوَجْهُ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ فِيهَا مَعْنَى الشَّرْطِ وَلَمْ يَكُنْ شَرْطًا صَحِيحًا كإِذا فِي غَالِبِ الأَمر؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَهْجُو امرأَة شبَّه حِرَها بفُوق السَّهْمِ: نفاثِيّة أَيّانَ مَا شاءَ أَهلُها، ... رَوِي فُوقُها فِي الحُصِّ لَمْ يَتَغَيّب . وَحَكَى الزَّجَّاجُ فِيهِ إيَّانَ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ* ؛ أَي لَا يَعْلَمُونَ مَتَى البَعْث؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمي إيّانَ يُبْعَثون، بِكَسْرِ الأَلف، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، يَقُولُونَ مَتَى إوانُ ذَلِكَ، وَالْكَلَامُ أَوان. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا يَجُوزُ أَن تقولَ أَيّانَ فَعَلْتَ هَذَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ، لَا يَكُونُ إِلَّا اسْتِفْهَامًا عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي لَمْ يَجِئْ. والأَيْنُ: شجرٌ حِجَازِيٌّ، وَاحِدَتُهُ أَينةٌ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: تذَكَّرْتُ صَخْراً، أَنْ تَغَنَّتْ حمامةٌ ... هَتُوفٌ عَلَى غُصنٍ مِنَ الأَيْنِ تَسْجَعُ والأَواينُ: بَلَدٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الهُذليّ: هَيْهاتَ ناسٌ مِنْ أُناسٍ ديارُهم ... دُفاقٌ، ودارُ الآخَرينَ الأَوايِنُ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَاوًا. فصل الباء الموحدة ببن: التَّهْذِيبِ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأُلْحِقَنَّ آخِرَ النَّاسِ بأَوَّلهم حَتَّى يَكُونُوا بَبّاناً وَاحِدًا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ ابْنُ مَهديّ يَعْنِي شَيْئًا وَاحِدًا، قَالَ: وَذَلِكَ الَّذِي أَرادَ عمرُ، قَالَ: وَلَا أَحسب الْكَلِمَةَ عَرَبِيَّةً وَلَمْ أَسمعها إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَبّانٌ هُوَ فَعّالٌ لَا فَعْلانٌ، قَالَ: وَقَدْ نَصَّ عَلَى هَذَا أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ، قَالَ: وَلَمْ تُحْمل الْكَلِمَةُ عَلَى أَن فاءَها وعينَها ولامَها مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلٍ بَبَبَ. النِّهَايَةِ فِي حَدِيثِ عُمَرَ أَيضاً: لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبّاناً وَاحِدًا مَا فُتِحَت عَلَيَّ قريةٌ إِلَّا قَسَمْتُها أَي أَتركُهم شَيْئًا وَاحِدًا، لأَنَّه إِذَا قَسَمَ البلادَ المفتوحةَ عَلَى الغانِمينَ بقيَ مَنْ لَمْ يحضُر الغنيمةَ، وَمَنْ يَجِيء بعدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ شَيْءٍ مِنْهَا، فَلِذَلِكَ تَرَكَهَا لِتَكُونَ بَيْنَهُمْ جَمِيعِهِمْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرير: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بَبّان، قَالَ: والصحيحُ عِنْدَنَا بَيّاناً وَاحِدًا، قَالَ: والعربُ إِذَا ذَكَرت مَنْ لَا يُعْرف قَالُوا هَذَا هَيَّانُ بْنُ بَيّان، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي العَطاء حَتَّى يَكُونُوا شَيْئًا وَاحِدًا لَا فَضْلَ لأَحدٍ عَلَى غَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الأَزهري

لَيْسَ الأَمرُ كَمَا ظنَّ، قَالَ: وَهَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهْلُ الإِتقان، وكأَنَّها لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ وَلَمْ تَفْشُ فِي كَلَامِ مَعدٍّ، وَهُوَ البأْجُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الكواكبُ الْبَابَانِيَاتُ هِيَ الَّتِي لَا يَنْزِل بِهَا شمسٌ وَلَا قمرٌ، إنَّما يُهْتَدى بِهَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَهِيَ شَامِيَّةٌ، ومهبُّ الشَّمالِ مِنْهَا، أَولُها الْقُطْبُ، وَهُوَ كوكبٌ لَا يزولُ، والجَدْيُ والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ الْقُطْبِ «1». وَفِيهِ بناتُ نَعْشٍ الصُّغْرى. بثن: البَثْنَةُ والبِثْنَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ اللَّينة، وَقِيلَ: الرَّملة، وَالْفَتْحُ أَعلى؛ وأَنشد ابْنُ بَري لِجَمِيلٍ: بَدَتْ بَدْوةً لمَّا اسْتَقَلَّت حُمولُها ... بِبَثْنةَ، بَيْنَ الجُرْفِ وَالْحَاجِّ والنُّجْلِ . وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة بَثْنة، وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ بُثَيْنة. والبَثَنِيّةُ: الزُّبْدةُ. والبَثَنِيَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْحِنْطَةِ. والبَثَنِيَّةُ: بلادٌ بالشأْم. وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لمَّا عَزَلَه عمرُ عَنِ الشَّامِ حِينَ خطَبَ الناسَ فَقَالَ: إنَّ عُمَر اسْتَعْمَلني عَلَى الشَّامِ وَهُوَ لَهُ مُهِمٌّ، فَلَمَّا أَلْقَى الشامُ بَوانِيَه وصارَ بَثَنِيَّةً وَعَسَلًا عزَلني وَاسْتَعْمَلَ غَيْرِي؛ فِيهِ قَوْلَانِ: قِيلَ البَثَنِيَّة حِنْطَةٌ منسوبةٌ إِلَى بَلْدَةٍ معروفةٍ بِالشَّامِ مِنْ أَرض دِمَشق، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ نَاحِيَةٌ مِنْ رُسْتاقِ دِمشق يُقال لَهَا البَثَنِيَّة، وَالْآخِرُ أَنه أَراد البَثَنِيَّة النَّاعِمَةَ مِنَ الرَّمْلَةِ اللَّينة يُقَالُ لَهَا بَثْنة، وَتَصْغِيرُهَا بُثَيْنَة، فأَراد خالدٌ أَن الشأْم لمَّا سَكَنَ وَذَهَبَتْ شَوْكَتُه، وَصَارَ لَيِّنًا لَا مكْروهَ فِيهِ، خِصْباً كالحِنْطة والعسلِ، عَزَلَنِي، قَالَ: والبَثْنةُ الزُّبْدة النَّاعِمَةُ أَي لَمَّا صَارَ زُبْدة نَاعِمَةً وَعَسَلًا صِرْفَيْن لأَنها صَارَتْ تُجْبَى أَموالها مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ بُثَيْنةُ اسْمَ المرأَة تصغيرَها أَعني الزُّبْدَةَ فَقَالَ جَمِيلٌ: أُحِبُّكَ أَنْ نَزَلْتَ جِبال حِسْمَى، ... وأَنْ ناسَبْتَ بَثْنةَ مِنْ قريبٍ «2» . البَثْنةُ هَاهُنَا: الزبدةُ. والبَثْنةُ: النَّعْمةُ فِي النِّعْمةِ. والبَثْنَةُ: الرَّملةُ اللَّيِّنة. والبَثْنةُ: المرأَةُ الحَسْناء الْبَضَّةُ؛ قَالَ الأَزهري: قرأْتُ بِخَطِّ شَمِرٌ وَتَقْيِيدُهُ: البِثْنة، بِكَسْرِ الْبَاءِ، الأَرض اللَّيِّنَةُ، وجمعُها بِثَنٌ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الأَرض الطَّيِّبَةُ، وَقِيلَ: البُثُنُ الرِّيَاضُ؛ وأَنشد قَوْلَ الْكُمَيْتِ: مباؤكَ فِي البُثُنِ النَّاعِمَاْتِ ... عَيْناً، إِذَا رَوَّحَ المؤْصِل يَقُولُ: رِياضُك تَنْعَمُ أَعْيُنَ الناسِ أَي تُقِرُّ عيونَهم إِذَا أَراحَ الرَّاعِي نَعَمَه أَصيلًا، والمَباءُ والمَباءةُ: المنزلُ. قَالَ الْغَنَوِيُّ: بَثَنِيَّةُ الشَّامِ حنطةٌ أَو حَبَّةٌ مُدَحْرجَةٌ، قَالَ: وَلَمْ أَجد حَبّةً أَفضلَ مِنْهَا؛ وَقَالَ ابْنُ رُوَيشد الثَّقَفِيُّ: فأَدْخَلْتُها لَا حِنْطةً بَثَنِيَّةً ... تُقَابِلُ أَطْرافَ البيوتِ، وَلَا حُرْفا قَالَ: بَثَنِيّة منسوبةٌ إِلَى قَرْيَةٍ بِالشَّامِ بَيْنَ دِمَشْقَ وأَذْرِعات، وَقَالَ أَبو الْغَوْثِ: كلُّ حِنْطَةٍ تَنْبُت فِي الأَرض السَّهْلة فَهِيَ بَثَنيَّة خِلَافَ الجبَليَّة، فَجَعَلَهُ مِنَ الأَول. بحن: بَحْنةُ: نخلةٌ مَعْرُوفَةٌ. وَبَنَاتُ بَحْنَةَ: ضربٌ مِنَ النَّخْلِ طِوالٌ، وَبِهَا سمِّي ابنُ بُحَينة. وابنُ بَحْنَة: السوطُ تَشْبيهاً بِذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قِيلَ لِلسَّوْطِ ابنُ بَحْنةَ لأَنه يُسَوّى مِنْ قُلوس الْعَرَاجِينِ. وبَحْنَةُ: اسمُ امرأَةٍ نُسِبَ إِلَيْهَا نَخْلاتٌ كُنَّ عِنْدَ بَيْتِهَا كَانَتْ تَقُولُ: هُنَّ بَنَاتِي، فَقِيلَ: بناتُ بَحْنةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو سهل عن التميمي

_ (1). قوله [وهو بين القطب] كذا في الأَصل (2). هنا جميل يخاطب أخا بثينة لا بثينة نفسها

فِي قَوْلِهِمْ بِنْتُ بحْنة أَن البَحْنة نَخْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْمَدِينَةِ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة بَحْنة، وَالْجَمْعُ بَنَاتُ بَحْنٍ. الْمُحْكَمُ: وبَحْنةُ وبُحَيْنَةُ اسمُ امرأَتين؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبَحْونُ: رملٌ متراكبٌ؛ قَالَ: مِنْ رَمْلِ تُرْنَى ذِي الرُّكامِ البَحْون وَرَجُلٌ بَحْوَنٌ وبَحْوَنةٌ: عظيمُ الْبَطْنِ. والبَحْوَنةُ: القِرْبةُ الواسعةُ الْبَطْنِ؛ أَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَسود بْنِ يَعْفُر: جَذْلان يَسَّرَ جُلَّةً مَكْنُوزَةً، ... حَبْناءَ بَحْوَنةً ووَطْباً مِجْزَما «3» . أَبو عَمْرٍو: البَحْنانةُ الجُلَّة العظيمةُ البَحْرانية الَّتِي يُحْملُ فِيهَا الكَنْعَد المالحُ، وَهِيَ البَحْوَنةُ أَيضاً، وَيُقَالُ للجُلَّة الْعَظِيمَةِ البَحْناء. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا كَانَ يومُ الْقِيَامَةِ تخرجُ بَحْنانةٌ مِنْ جَهَنَّمَ فتلْقُطُ الْمُنَافِقِينَ لَقْطَ الحَمامةِ القِرْطِمَ ؛ البَحْنانةُ: الشرارةُ مِنَ النَّارِ. ودلْوٌ بَحْوَنيٌّ: عظيمٌ كثيرُ الأَخْذِ لِلْمَاءِ. وجُلَّة بَحْوَنةٌ: عظيمةٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الدَّلْوُ الْعَظِيمُ. والبَحْوَنُ: ضربٌ مِنَ التَّمْرِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قَالَ: فَلَا أَدري مَا حقيقتُه. وبَحْوَن وبَحْوَنةُ: اسمان. بخن: رَجُلٌ بَخْنٌ: طويلٌ مِثْلُ مَخْن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَدَلًا. ابْنُ بَرِّيٍّ: بَخَنَ، فَهُوَ باخِنٌ، طَالَ؛: قَالَ الشَّاعِرُ: فِي باخِنٍ منْ نهارِ الصَّيْفِ مُحْتَدِم التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا تمدَّدَت لِلْحَالِبِ قَدِ ابْخَأَنَّت، وَيُقَالُ لِلْمَيِّتِ أَيضاً ابْخَأَنَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ فَتَرَكَ الهمزة: مُرِبَّة [مُرَبَّة] بالنَّقْرِ والإِبْساسِ، ... ولابْخِنانِ الدَّرِّ والنُّعاسِ يُقَالُ: قَدِ ابْخأَنَّتْ وابْخانَّت، مَهْمُوزٌ وَغَيْرُ مهموز. بخدن: امرأَة بَخْدَنٌ: رَخصةٌ نَاعِمَةٌ تارَّةً. وبَخْدَن وبِخْدِن والبِخْدِنُ، كلُّ ذَلِكَ: اسمُ امرأَة؛ قَالَ: يَا دارَ عَفْراءَ ودارَ البِخْدِنِ. بدن: بَدَنُ الإِنسان: جسدُه. والبدنُ مِنَ الجسدِ: مَا سِوَى الرأْس والشَّوَى، وَقِيلَ: هُوَ العضوُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَخَصَّ مَرّةً بِهِ أَعضاءَ الجَزور، وَالْجَمْعُ أَبْدانٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنها لحَسنةُ الأَبدانِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا بَدَناً ثُمَّ جَمَعُوهُ عَلَى هَذَا؛ قَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ: إِنَّ سُلَيْمى واضِحٌ لَبَّاتُها، ... لَيِّنة الأَبدانِ مِنْ تحتِ السُّبَجْ . وَرَجُلٌ بادنٌ: سِمِينٌ جَسِيمٌ، والأُنثى بادنٌ وبادنةٌ، والجمعُ بُدْنٌ وبُدَّنٌ؛ أَنشد ثَعْلَبُ: فَلَا تَرْهَبي أَن يَقْطَع النَّأْيُ بَيْنَنَا، ... ولَمّا يُلَوِّحْ بُدْنَهُنَّ شُروبُ وَقَالَ زُهَيْرٌ: غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمَّراً خُدُجاً، ... مِنْ بَعْدِ مَا جَنَّبوها بُدَّناً عُقُقا وَقَدْ بَدُنَتْ وبَدَنَتْ تَبْدُن بَدْناً وبُدْناً وبَداناً وَبَدَانَةً؛ قَالَ: وانْضَمَّ بُدْنُ الشَّيْخِ واسمَأَلَّا إِنَّمَا عَنَى بالبُدن هُنَا الجوهرَ الَّذِي هُوَ الشَّحْمُ، لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى هَذَا لأَنك إِنْ جَعَلْتَ البُدْنَ عرَضاً جَعَلْتَهُ مَحَلًّا لِلْعَرَضِ. والمُبَدَّنُ والمُبَدّنةُ: كالبادِنِ والبادنةِ، إِلَّا أَن المُبَدَّنةَ صيغةُ مفعول. والمِبْدانُ:

_ (3). قوله [جذلان] رواية ابن سيدة: ريان

الشَّكورُ السَّريعُ السَّمَن؛ قَالَ: وَإِنِّي لَمِبْدانٌ، إِذَا القومُ أَخْمصُوا، ... وفيٌّ، إِذَا اشتدَّ الزَّمانُ، شحُوب . وبَدَّنَ الرجلُ: أَسَنَّ وَضَعُفَ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا تُبادروني بِالرُّكُوعِ وَلَا بالسجودِ، فَإِنَّهُ مهْما أَسْبِقكم بِهِ إِذَا ركعتُ تُدْرِكوني إِذَا رَفَعْتُ، ومهما أَسْبقْكم إذا سَجَدْتُ تُدْرِكوني إِذَا رفعتُ، إِنِّي قَدْ بَدُنْتُ ؛ هَكَذَا رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ بَدُنْت؛ قَالَ الأُموي: إِنَّمَا هُوَ بَدَّنْت، بِالتَّشْدِيدِ، يَعْنِي كَبِرْتُ وأَسْنَنْتُ، والتخفيفُ مِنَ الْبَدَانَةِ، وَهِيَ كثرةُ اللَّحْمِ، وبَدُنْتُ أَي سَمِنْتُ وضَخُمْتُ. وَيُقَالُ: بَدَّنَ الرجلُ تَبْديناً إِذَا أَسَنَّ؛ قَالَ حُمَيد الأَرقط: وكنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدينا ... والهَمَّ مِمَّا يُذْهِلُ القَرينا قَالَ: وأَما قولُه قَدْ بَدُنْتُ فَلَيْسَ لَهُ مَعْنًى إِلَّا كَثْرَةُ اللَّحْمِ وَلَمْ يَكُنْ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَميناً. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جَاءَ فِي صِفَتِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي هالةَ: بادِنٌ مُتمَاسِك ؛ والبادنُ: الضخمُ، فَلَمَّا قَالَ بادِنٌ أَرْدَفَه بمُتماسِكٍ وَهُوَ الَّذِي يُمْسِكُ بعضُ أَعْضائِه بَعْضًا، فَهُوَ مُعْتَدِلُ الخَلْقِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتُحِبُّ أَنّ رَجُلًا بادِناً فِي يَوْمٍ حارٍّ غَسَلَ مَا تَحتَ إزارِه ثُمَّ أَعْطاكَه فشَرِبْتَه؟ وبَدَنَ الرجلُ، بِالْفَتْحِ، يَبْدُنُ بُدْناً وبَدانةً، فَهُوَ بادِنٌ إِذَا ضخُمَ، وَكَذَلِكَ بَدُنَ، بِالضَّمِّ، يَبْدُن بَدانةً. وَرَجُلٌ بادِنٌ ومُبَدَّنٌ وامرأَة مُبَدَّنةٌ: وَهُمَا السَّمينانِ. والمُبَدِّنُ: المُسِنُّ. أَبو زَيْدٍ: بَدُنَت المرأَةُ وبَدَنَت بُدْناً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُ: بُدْناً وبَدانةً عَلَى فَعالة، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وامرأَةٌ بادِنٌ أَيضاً وبَدين. وَرَجُلٌ بَدَنٌ: مُسِنٌّ كَبِيرٌ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: هَلْ لِشَبابٍ فاتَ مِنْ مَطْلَبِ، ... أَمْ مَا بكاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ؟ والبَدَنُ: الوعِلُ المُسِنُّ؛ قَالَ يصفَ وعِلًا وكَلْبة: قَدْ قُلْتُ لَمَّا بَدَتِ العُقابُ، ... وضَمّها والبَدَنَ الحِقابُ: جِدِّي لكلِّ عاملٍ ثَوابُ، ... والرأْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ . العُقابُ: اسمُ كَلْبَةٍ، والحِقابُ: جَبَلٌ بِعَيْنِهِ، والبَدَنُ: المُسِنُّ مِنَ الوُعول؛ يَقُولُ: اصْطادي هَذَا التيْسَ وأَجعلُ ثوابَك الرأْسَ والأَكْرُعَ والإِهابَ، وبيتُ الِاسْتِشْهَادِ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ ضمَّها، وَصَوَابُهُ وضمَّها كَمَا أَوردناه؛ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَالْجَمْعُ أَبْدُنٌ؛ قَالَ كُثَيّر عَزَّةَ: كأَنّ قُتودَ الرَّحْلِ مِنْهَا تُبِينُها ... قُرونٌ تَحَنَّتْ فِي جَماجِمِ أَبْدُنِ وبُدونٌ، نَادِرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والبَدنةُ مِنَ الإِبلِ وَالْبَقَرِ: كالأُضْحِيَة مِنَ الْغَنَمِ تُهْدَى إِلَى مَكَّةَ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: البَدْنةُ ناقةٌ أَو بقرةٌ تُنْحَرُ بِمَكَّةَ، سُمِّيت بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا يُسَمِّنونَها، وَالْجَمْعُ بُدُنٌ وبُدْنٌ، وَلَا يُقَالُ فِي الْجَمْعِ بَدَنٌ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ قَالُوا خَشَبٌ وأَجَمٌ ورَخَمٌ وأَكَمٌ، اسْتَثْنَاهُ اللِّحْيَانِيُّ مِنْ هَذِهِ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ قَدْ ساقَ بَدَنةً: يَجُوزُ أَن تَكُونَ سُمِّيَتْ بَدَنةً لِعِظَمِها وضَخامتِها، وَيُقَالُ: سمِّيت بدَنةً لسِنِّها. والبُدْنُ: السِّمَنُ والاكتنازُ، وَكَذَلِكَ البُدُن مِثْلُ عُسْر وعُسُر؛ قَالَ شَبيب بْنُ البَرْصاء:

كأَنها، مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ، ... دَبَّت عَلَيْهَا ذَرِباتُ الأَنبارْ وَرُوِيَ: مِنْ سِمَنٍ وَإِيغَارٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه أُتِيَ ببَدَناتٍ خَمْسٍ فطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدأُ ؛ البَدَنةُ، بِالْهَاءِ، تَقَعُ عَلَى النَّاقَةِ وَالْبَقَرَةِ وَالْبَعِيرِ الذَّكر مِمَّا يَجُوزُ فِي الهدْي والأَضاحي، وَهِيَ بالبُدْن أَشْبَه، وَلَا تَقَعُ عَلَى الشَّاةِ، سمِّيت بَدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها، وَجَمْعُ البَدَنةِ البُدْن. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: بَدَنة وبُدْن، وَإِنَّمَا سُمِّيت بَدَنةً لأَنها تَبْدُنُ أَي تَسْمَنُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: قِيلَ لَهُ إِنَّ أَهلَ العِراق يَقُولُونَ إِذا أَعْتَقَ الرجلُ أَمَتَه ثُمَّ تَزوَّجها كَانَ كمَنْ يَرْكَبُ بدَنتَه ؛ أَي مَنْ أَعْتَقَ أَمتَه فَقَدْ جَعَلَهَا مُحرَّرة لِلَّهِ، فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ البَدَنةِ الَّتِي تُهْدَى إِلَى بَيْتِ اللَّهِ فِي الْحَجِّ فَلَا تُرْكبُ إِلَّا عَنْ ضرورةٍ، فَإِذَا تزَوَّجَ أَمتَه المُعْتَقة كَانَ كَمَنْ قَدْ رَكِبَ بدَنتَه المُهْداةَ. والبَدَنُ: شِبْهُ دِرْعٍ إِلَّا أَنه قَصِيرٌ قَدْرُ مَا يَكُونُ عَلَى الْجَسَدِ فَقَطْ قَصِيرُ الكُمَّينِ. ابْنُ سِيدَهْ: البَدَنُ الدِّرعُ الْقَصِيرَةُ عَلَى قَدْرِ الْجَسَدِ، وَقِيلَ: هِيَ الدِّرْعُ عامَّة، وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ؛ قَالَ: بِدِرْعِك، وَذَلِكَ أَنهم شكُّوا فِي غَرَقِه فأَمرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ البحرَ أَن يَقْذِفَه عَلَى دَكَّةٍ فِي الْبَحْرِ بِبَدنه أَي بِدرْعِهِ، فَاسْتَيْقَنُوا حِينَئِذٍ أَنه قَدْ غَرِقَ؛ الْجَوْهَرِيُّ: قَالُوا بجَسَدٍ لَا رُوحَ فِيهِ، قَالَ الأَخفش: وقولُ مَن قالَ بِدرْعِك فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَبْدانٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهَه: لَمَّا خطَب فاطمةَ، رضوانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، قِيلَ: مَا عندكَ؟ قَالَ: فَرَسي وبَدَني ؛ البَدَنُ: الدِّرْع مِنَ الزَّرَدِ، وَقِيلَ: هِيَ القصيرةُ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ سَطيح: أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنِ أَي واسعُ الدِّرْعِ؛ يُرِيدُ كثرةَ الْعَطَاءِ. وَفِي حَدِيثِ مَسْح الخُفَّين: فأَخْرجَ يدَه مِنْ تحتِ بدَنِه ؛ اسْتعارَ البَدَنَ هَاهُنَا للجُبَّةِ الصغيرةِ تَشْبِيهًا بالدِّرع، وَيُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ مِنْ أَسفَل بدَنِ الجُبَّة، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الأُخرى: فأَخرجَ يَدَهُ مِنْ تحتِ البَدَنِ. وبدَنُ الرجلِ: نَسَبُه وحسبُه؛ قَالَ: لَهَا بدَنٌ عاسٍ، ونارٌ كريمةٌ ... بمُعْتَركِ الآريّ، بين الضَّرائِم. بذن: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ فِي المَنْطِق: بأْذَنَ فلانٌ مِنَ الشَّرِّ بأْذَنةً، وَهِيَ المُبَأْذَنةُ، مَصْدَرٌ، وَيُقَالُ: أَنائِلًا تريدُ ومُعَتْرَسةً، أَراد بالمُعَترسة الِاسْمَ يُرِيدُ بِهِ الفعلَ مثل المُجاهَدة «1». بذبن: باذَبِينُ: رسولٌ كَانَ لِلْحَجَّاجِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي كِلَابٍ: أَقولُ لِصَاحِبِي وجَرَى سَنيحٌ، ... وآخرُ بارِحٌ مِن عنْ يَميني وَقَدْ جَعَلَتْ بَوائقُ مِنْ أُمورٍ ... تُوَقِّعُ دونَه، وتَكُفُّ دُوني: نشدْتُك هلْ يَسُرُّك أَنّ سَرْجي ... وسَرْجَك فوقَ بَغْلٍ باذَبِيني؟ قَالَ: نَسَبَهُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كان رسولًا للحجاج. برن: البَرْنيُّ: ضرْبٌ مِنَ التَّمْرِ أَصْفَرُ مُدَوّر، وَهُوَ أَجود التَّمْرِ، واحدتُه بَرْنِيّةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَصله فَارِسِيٌّ، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ بارِنيّ، فَالْبَارُ الحَمْلُ، ونِيّ تعظيمٌ وَمُبَالَغَةً؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: خَالِيَ عُوَيْفٌ وأَبو عَلِجِّ، ... المُطْعِمانِ اللحْمَ بالعَشِجِ

_ (1). قوله: ويقال أنائلًا إلخ؛ فلا علاقة له بمادة بأذن

وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ، ... يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِ فَإِنَّهُ أَراد: أَبو عَلِيٍّ وَبِالْعَشِيِّ وَالْبَرْنِيِّ والصِّيصِيّ، فأَبدل مِنَ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ جِيمًا. التَّهْذِيبُ: البَرْنِيُّ ضربٌ مِنَ التَّمْرِ أَحمرُ مُشْرَب بصُفْرة كَثِيرُ اللِّحاء عَذْب الحَلاوة. يُقَالُ: نخلةٌ بَرْنِيَّة ونخلٌ بَرْنِيٌّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: بَرْنِيّ عَيْدانٍ قَليل قشْرُهْ ابْنُ الأَعرابي: البَرْنِيُّ الدِّيَكةُ، وَقِيلَ: البَرَانيُّ، بِلُغَةِ أَهل الْعِرَاقِ، الدِّيَكةُ الصِّغارُ حِينَ تُدْرِك، واحدتُها بَرْنِيّة. والبَرْنِيَّةُ: شبْهُ فخّارةٍ ضخمةٍ خَضْراء، وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنَ القَواريرِ الثِّخانِ الواسعةِ الأَفْواه. غَيْرُهُ: والبَرْنيَّة إناءٌ مِنْ خَزَفٍ. ويَبْرينُ: مَوْضِعٌ، يُقَالُ: رملُ يَبْرينَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حقُّ يَبْرينَ أَنْ يُذْكَر فِي فَصْلِ بَرَى مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ لأَنّ يبرينَ مِثْلُ يَرْمينَ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ يَبْرونَ فِي الرَّفْعِ وَيَبْرِينَ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ، وَهَذَا قاطعٌ بِزِيَادَةِ النُّونِ؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ يَبْرين فَعْلينَ، لأَنه لَمْ يأْتِ لَهُ نظيرٌ، وَإِنَّمَا فِي الْكَلَامِ فِعْلينٌ مثلُ غِسْلينٍ، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ أَبي الْعَبَّاسِ، أَعني أَن يَبْرين مثلُ يَرْمين، قال: وهو الصحيح. برثن: البُرْثُنُ: مِخْلَبُ الأَسَد، وَقِيلَ: هُوَ للسبُع كالإِصْبَع للإِنسان، وَقِيلَ: البُرْثُنُ الكَفُّ بِكَمَالِهَا مَعَ الأَصابع. اللَّيْثُ: البَراثِن أَظْفار مَخالِب الأَسَد، يُقَالُ: كأَنّ بَراثِنَه الأَشافي. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: البُرْثُن مِثْلُ الإِصْبع، والمِخْلَبُ ظُفُر البُرْثُن؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسَ: وتَرى الضّبَّ خَفِيفًا ماهِراً، ... رَافعاً بُرْثُنَه مَا يَنْعَفِرْ وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ: ثَانِيًا بُرْثُنَهُ، يَصِفُ مَطَرًا كَثِيرًا أَخرجَ الضَّبَّ مِنْ جُحْره، فعامَ فِي الْمَاءِ مَاهِرًا فِي سباحَته يَبْسُطُ بَراثْنه ويَثْنيها فِي سِباحَته، وقولُه مَا يَنْعَفِر أَي لَا يُصِيبُ بَراثنَه الترابُ، وَهُوَ العَفَرُ، والبَراثن لِلسِّبَاعِ كُلِّهَا، وَهِيَ مِنَ السباعِ وَالطَّيْرِ بمَنْزلة الأَصابع مِنَ الإِنسان؛ وَقَدْ تُستعارُ البَراثِنُ لأَصابع الإِنسان كَمَا قال ساعدةُ ابنُ جُؤَيَّةَ يَذْكُرُ النَّحْلَ ومُشْتَار العَسَلِ: حتَّى أُشِبَّ لَهَا، وَطَالَ أَبابُها، ... ذُو رُجْلَةٍ شَتْنُ البَراثِنِ جَحْنَبُ والجَحْنَب: القَصير، وَلَيْسَ يَهْجوه وَإِنَّمَا أَراد أَنه مُجْتَمِعُ الخَلْق. وَفِي حَدِيثِ القبائِلِ: سُئِلَ عَنْ مُضَرَ فَقَالَ: تَميمٌ بُرْثُمَتُها وجُرْثُمَتُها ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا هُوَ بُرْثُنَتُها، بِالنُّونِ، أَي مَخالِبُها، يُرِيدُ شَوْكَتها وقُوَّتَها، والميمُ والنونُ يتَعاقبان، فَيَجُوزُ أَن تكونَ الميمُ لُغَةً، وَيَجُوزُ أَن تكونَ بَدَلًا لازْدِواج الْكَلَامِ فِي الجُرْثومة كَمَا قَالَ الغَدايا والعَشايا. والبُرْثُن لِمَا لَمْ يَكنْ مِنْ سِباعِ الطَّيْرِ مثلُ الْغُرَابِ وَالْحَمَامِ، وَقَدْ يكونُ للضَّبِّ والفأْر واليَرْبوع. وبُرْثُنُ: قَبِيلَةٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لقَيْسِ بنِ المُلَوَّح: لَخُطَّابُ لَيْلى، يالَ بُرْثُنَ منكُمُ، ... أَدَلُّ وأَمْضَى مِنْ سُلَيكِ المَقانِبِ غَيْرُهُ: بُرْثُن حَيٌّ مِنْ بَنِي أَسد؛ قَالَ: وَقَالَ قُرّانٌ الأَسَديّ: لَزُوّارُ لَيْلى، منكُمُ آلَ بُرْثُن، ... عَلَى الهَوْلِ أَمْضَى مِنْ سُلَيْكِ المَقانِب تَزُورُونَها وَلَا أَزورُ نِساءَكم، ... أَلَهْفي لأَولاد الإِماءِ الحَواطِب

قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ الأَوّلُ، جَعَلَ اهتِداءَهم لِفَسادِ زوجتِه كاهْتِداء سُلَيْكِ بْنِ السُّلَكةِ فِي سَيْره فِي الفَلَوات. وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير: بَرْثان، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَادٍ فِي طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى بَدْرٍ، قَالَ: وَقِيلَ فِي ضبطه غيرُ ذلك. برذن: البِرْذَوْنُ: الدَّابَّةُ، مَعْرُوفٌ، وسَيْرَتُه البَرْذَنَةُ، والأُنثى بِرْذَوْنَةٌ، قال: رأَيتُكَ، إذْ جالَتْ بكَ الخَيْلُ جَوْلةً، ... وأَنتَ عَلَى بِرْذَوْنةٍ غَيْرَ طائلِ وجَمْعُه بَراذينُ. وَالْبَرَاذِينُ مِنَ الخَيْلِ: مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ نِتاج العِرابِ. وبَرذَنَ الفرسُ: مَشَى مشيَ البَراذينِ. وبَرْذَنَ الرجلُ: ثَقُلَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسِبُ أَن البرْذَوْن مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، وحكي عَنِ الْمُؤَرِّجِ أَنه قَالَ: سأَلتُ فُلَانًا عَنْ كَذَا وَكَذَا فبَرْذَنَ لِي أَي أَعْيا وَلَمْ يُجِبْ فيه. برزن: البِرْزينُ، بِالْكَسْرِ: إِنَاءٌ مِنْ قِشْرِ الطَّلْع يُشْرَب فِيهِ، فَارِسِيٌّ مُعرّب، وَهِيَ التَّلْتَلة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البِرْزِينُ قِشْرُ الطَّلْعةِ يُتَّخَذ مِنْ نِصْفِهِ تَلْتَلةٌ؛ وأَنشد لعَديّ بْنِ زَيْدٍ: إنَّما لِقْحَتُنا باطيةٌ، ... جَوْنةٌ يَتْبَعُها بِرْزِينُها فإِذا مَا حارَدتْ أَو بَكَأَتْ، ... فُكَّ عَنْ حاجِبِ أُخْرى طينُها وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنَّمَا لِقْحتُنا خابيةٌ شَبَّه خابيتَه بلِقْحةٍ جَوْنةٍ أَي سوداءَ، فإِذا قَلَّ مَا فِيهَا أَو انْقَطَعَ فُتِحَتْ أُخرى، قَالَ: وصوابُ برْزينٍ أَن يُذْكَر فِي فَصْلِ برَز، لأَنّ وَزْنه فِعْلينٌ مثل غِسْلين، قال: وَالْجَوْهَرِيُّ جَعَلَ وَزْنَهُ فِعْليلًا. النَّضْر: البِرزين كُوز يُحْمَلُ بِهِ الشَّرابُ مِنَ الخابِية. الْجَوْهَرِيُّ: البِرْزينُ، بِالْكَسْرِ، التَّلْتَلةُ، وَهِيَ مِشْرَبة تُتّخذ مِنْ قِشر الطَّلعة. بركن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الْفَرَّاءُ يُقَالُ لِلْكِسَاءِ الأَسود بَرْكان وَلَا يُقَالُ بَرَنكان. برهن: التَّهْذِيبُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* ؛ البُرْهان الحُجّة الْفَاصِلَةُ الْبَيِّنَةُ، يُقَالُ: بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ بَرْهَنةً إِذَا جَاءَ بحُجّةٍ قَاطِعَةٍ لِلَدَد الخَصم، فَهُوَ مُبَرْهِنٌ. الزَّجَّاجُ: يُقَالُ لِلَّذِي لَا يُبَرْهِنُ حَقِيقَتَهُ إِنَّمَا أَنت متمنٍّ، فجعلَ يُبَرْهن بِمَعْنَى يُبَيِّن، وجَمْعُ البرهانِ براهينُ. وَقَدْ بَرْهَنَ عَلَيْهِ: أَقام الْحُجَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصَّدَقةُ بُرْهانٌ ؛ البُرْهانُ: الحجّةُ وَالدَّلِيلُ أَي أَنها حُجَّةٌ لِطَالِبِ الأَجْر مِنْ أَجل أَنَّها فَرْضٌ يُجازِي اللهُ بِهِ وَعَلَيْهِ، وَقِيلَ: هِيَ دَليلٌ عَلَى صِحَّةِ إِيمَانِ صَاحِبِهَا لِطِيبِ نَفْسه بإخْراجها، وَذَلِكَ لعَلاقةٍ مَّا بَيْنَ النفْسِ والمال. برهمن: البُرَهْمِنُ: العالِم، بالسُّمَنيَّة. التَّهْذِيبُ: البُرَهْمِنُ بالسُّمَنِيّة عالِمُهم وعابِدُهم. بزن: الأَبْزَنُ: شيءٌ يُتَّخَذ مِنَ الصُّفْر لِلْمَاءِ وَلَهُ جَوْف، وَقَدْ أَهْمله اللَّيْثُ؛ وَجَاءَ فِي شعرٍ قَدِيمٍ: قَالَ أَبو دُوادٍ الإِياديّ يَصِفُ فَرَسًا وَصَفه بِانْتِفَاخِ جَنْبَيْه: أَجْوَفُ الجَوْفِ، فَهُوَ مِنْهُ هواءٌ، ... مِثْلَ مَا جافَ، أَبْزَناً، نَجَّارُ أَصله آبْزَنَ فَجَعَلَهُ الأَبْزَنَ حَوْض مِنْ نُحاسٍ يَسْتَنْقعُ فِيهِ الرجلُ، وَهُوَ مُعَرّب، وجعَل صانِعَه نَجَّارًا جافَ أَبَزْناً وسَّع جوفَه لِتَجْوِيدِهِ إِيَّاهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَبْزَنُ شَيْءٌ يَعْمَله النَّجَّارُ مِثْلَ التَّابُوتِ؛

وأَنشد بَيْتَ أَبي دُواد: مِثل مَا جَافَ أَبزناً نجّارُ أَبو عَمْرٍو الشّيْباني: يُقَالُ إبْزِيمٌ وإبْزِينٌ ويُجْمَع أَبازينَ؛ قَالَ أَبو دُوَادَ فِي صِفَةِ الْخَيْلِ: إنْ لَم تَلِطْني بهمْ حَقًّا، أَتَيْتُكُمُ ... حُوّاً وكُمْتاً تَعادَى كَالسَّرَاحِينِ مِنْ كُلِّ جَرْداءَ قَدْ طارَتْ عقيقتُها، ... وَكُلِّ أَجْرَدَ مُسْتَرْخِي الأَبازِينِ جمعُ إبْزِين، وَيُقَالُ للقُفْل أَيضاً الإِبْزيمَ لأَنّ الإِبْزِيم إفْعيل مِنْ بَزَمَ إِذَا عَضَّ، وَيُقَالُ أَيضاً إبْزين، بِالنُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: البُزْيونُ، بِالضَّمِّ، السُّنْدُس؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ رَقيقُ الدِّيبَاجِ، قَالَ: والإِبْزين لغةٌ فِي الإِبزيم؛ وأَنشد: وَكُلِّ أَجردَ مُسْترْخي الأَبازينِ بسن: الباسِنةُ: كالْجُوالِقِ غَليظٌ يُتَّخذُ مِنْ مُشاقةِ الكَتَّان أَغْلظُ مَا يَكونُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزها. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: البأْسِنةُ كِساء مَخيطٌ يُجْعلُ فِيهِ طَعَامٌ، والجمعُ البَآسِنُ. والبآسِنةُ: اسْمٌ لِآلَاتِ الصُّنَّاع، قَالَ: وَلَيْسَ بَعَرَبيّ مَحْضٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَل آدمُ، عَلَيْهِ السلامُ، مَنْ الجَنة بالباسِنةِ ، التفسيرُ للهرَويّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ إِنَّهَا آلاتُ الصُّنَّاع، وَقِيلَ: إِنَّهَا سِكّةُ الحَرْث، قَالَ: وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. ابْنُ بَرِّيٍّ: البَواسِنُ جمعُ باسِنةٍ سِلال الفُقّاع، قَالَ: حَكَاهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْه عَنِ النَّضْر بنِ شُمَيْل. وحَسَنٌ بَسَنٌ إتْباعٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَبْسَنَ الرجلُ إِذَا حَسُنَتْ سَحْنَتُه. وبَيْسانُ: مَوْضِعٌ بِنَوَاحِي الشَّامِ؛ قَالَ أَبو دُواد: نَخَلاتٌ مِنْ نَخْلِ بَيْسانَ أَينَعْنَ ... جميعاً، ونَبْتُهنَّ تُؤامُ بصن: بُصان: اسمُ رَبيعٍ الآخِرِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ هَكَذَا حَكَاهُ قُطْربٌ عَلَى شَكْل غُرابٍ، قَالَ: وَالْجَمْعُ أَبْصِنَةٌ وبِصْنانٌ كأَغْربةٍ وغِرْبانٍ، وأَما غيرُه مِنَ اللغويِّين فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَهُمْ وَبُصان، عَلَى مِثَالِ سَبُعان، ووَبِصان، عَلَى مِثال شَقِرانٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، قَالَ أَبو إسحق: سُمّي بذلك لِوبيص السِّلَاحِ فِيهِ أَي بَريقه. التَّهْذِيبُ: بَصَنَّى «2». قَرْيَةٌ فِيهَا السُّتور البَصَنِّيّة، وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. بطن: البَطْنُ مِنَ الإِنسان وسائِر الْحَيَوَانِ: معروفٌ خِلَافَ الظَّهْر، مذكَّر، وَحَكَى أَبو عُبَيْدَةَ أَن تأْنيثه لغةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ التَّذْكِيرِ فِيهِ قولُ ميّةَ بنتِ ضِرار: يَطْوي، إذا مَا الشُّحُّ أَبْهَمَ قُفْلَه، ... بَطْناً، مِنَ الزادِ الخبيثِ، خَميصا وَقَدْ ذَكرْنا فِي تَرْجَمَةٍ ظَهَرَ فِي حَرْفِ الرَّاءِ وجهَ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قولِ الْعَرَبِ: ضُرِبَ عبدُ اللَّهُ بَطْنُه وظهرُه، وضُرِبَ زيدٌ البطنُ والظهرُ. وجمعُ البَطْنِ أَبطُنٌ وبُطُونٌ وبُطْنانٌ؛ التَّهْذِيبُ: وَهِيَ ثلاثةُ أَبْطُنٍ إِلَى العَشْرِ، وبُطونٌ كَثِيرَةٌ لِما فوْقَ العَشْرِ، وتصغيرُ البَطْنِ بُطَيْنٌ. والبِطْنةُ: امتلاءُ البَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ، وَهِيَ الأَشَرُ مِنْ كَثْرةِ الْمَالِ أَيضاً. بَطِنَ يَبْطَنُ بَطَناً وبِطْنةً وبَطُنَ وَهُوَ بَطينٌ، وَذَلِكَ إِذَا عَظُمَ بطْنُه. وَيُقَالُ: ثَقُلَتْ عَلَيْهِ البِطْنةُ، وهي

_ (2). قوله [بصنى] كذا ضبط في الأَصل وهو موافق لقول القاموس: وبصنى محركة مشددة النون إلخ. والذي في ياقوت: إنه بفتح الباء وكسر الصاد وتشديد النون

الكِظَّة، وَهِيَ أَن يَمْتلِئَ مِنَ الطَّعَامِ امْتِلَاءً شَدِيدًا. وَيُقَالُ: لَيْسَ للبِطْنةِ خيرٌ مِنْ خَمْصةٍ تَتْبَعُها؛ أَراد بالخَمْصَة الجوعَ. وَمِنْ أَمثالهم: البِطْنة تُذْهِبُ الفِطْنةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَا بَني المُنْذرِ بن عَبْدانَ، والبِطنةُ ... مِمَّا تُسَفِّهُ الأَحْلاما وَيُقَالُ: مَاتَ فلانٌ بالبَطَنِ. الْجَوْهَرِيُّ: وبُطِنَ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلَهُ، اشْتَكَى بَطْنَه. وبَطِن، بِالْكَسْرِ، يَبْطَن بَطَناً: عَظُم بَطْنُه مِنَ الشِّبَعِ؛ قَالَ القُلاخ: وَلَمْ تَضَعْ أَولادَها مِنَ البَطَنْ، ... وَلَمْ تُصِبْه نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ والغَدَنُ: الإِسْتِرخاءُ والفَتْرة. وَفِي الْحَدِيثِ: المَبْطونُ شهيدٌ أَي الَّذِي يموتُ بمَرَض بَطْنه كالاسْتِسْقاء وَنَحْوِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّ امرأَةً مَاتَتْ فِي بَطَن ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ هَاهُنَا النِّفاسَ، قَالَ: وَهُوَ أَظهر لأَن الْبُخَارِيَّ ترْجَم عَلَيْهِ بَابَ الصَّلَاةِ عَلَى النُّفَساء. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: تَغْدُو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً أَي ممتَلِئةَ البُطونِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وشعيبٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وعَوْد غَنَمِه: حُفَّلًا بِطاناً ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَبِيتُ مِبْطاناً وحَوْلي بُطونٌ غَرْثى ؛ المِبْطان: الكثيرُ الأَكل والعظيمُ البطنِ. وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: البَطِينُ الأَنْزَعُ أَي العظيمُ البطْنِ. ورجلٌ بَطِنٌ: لَا هَمَّ لَهُ إلَّا بَطْنُه، وَقِيلَ: هُوَ الرَّغيب الَّذِي لَا تَنْتَهِي نفسُه مِنَ الأَكل، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ عظيمَ البَطْنِ مِنْ كثرةِ الأَكل، وَقَالُوا: كِيسٌ بَطينٌ أَي مَلآنُ، عَلَى المَثَل؛ أَنشد ثعلبٌ لِبَعْضِ اللُّصوص: فأَصْدَرْتُ مِنْهَا عَيْبةً ذاتَ حُلَّةٍ، ... وكِيسُ أَبي الجارُودِ غَيْرُ بَطينِ وَرَجُلٌ مِبْطانٌ: كثيرُ الأَكل لَا يَهُمُّه إِلَّا بَطْنُه، وبَطينٌ: عظيمُ البَطْنِ، ومُبَطَّنٌ: ضامِر البَطْنِ خَميصُه، قَالَ: وَهَذَا عَلَى السَّلْب كأَنه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه، والأُنثى مُبَطَّنةٌ، ومَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَخِيمات الكلامِ مُبَطَّنات، ... جَواعِل فِي البُرَى قَصَباً خِدالا وَمِنْ أَمثالهم: الذِّئْبُ يُغْبَط بِذي بَطْنه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَلِكَ أَنه لَا يُظَنُّ بِهِ أَبداً الْجُوعُ إِنَّمَا يُظَنّ بِهِ البِطْنةُ لِعَدْوِه عَلَى النَّاسِ والماشِيَةِ، ولعلَّه يكونُ مَجْهوداً مِنَ الْجُوعِ؛ وأَنشد: ومَنْ يَسْكُنِ البَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحالُه، ... ويُغْبَطُ مَا فِي بَطْنه وهْو جائعُ وَفِي صِفَةِ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَفضل الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ: فَإِذَا رجُل مُبَطَّنٌ مثلُ السَّيف ؛ المُبَطَّنُ: الضامِرُ البَطْن، وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا يَزالُ ضَخْمَ البطنِ مِنْ كَثْرَةِ الأَكل مِبْطانٌ، فَإِذَا قَالُوا رَجُلٌ مُبَطَّنٌ فَمَعْنَاهُ أَنه خَميص البَطْن؛ قَالَ مُتمّم بْنُ نُوَيرة: فَتًى غَيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّةِ أَرْوعا وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ الَّتِي تُضْرَب للأَمر إِذَا اشْتَدَّ: التَقَتْ حَلْقَتا البِطانِ، وأَما قَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ إِبَلًا وَحَالِبَهَا: إِذَا سُرِّحَتْ مِنْ مَبْرَكٍ نامَ خلفَها، ... بمَيْثاءَ، مِبْطان الضُّحى غَيْرَ أَرْوعا مِبْطانُ الضُّحى: يَعْنِي رَاعِيًا يُبادِر الصَّبوح فيشرَبُ حَتَّى يَميلَ مِنَ اللَّبَن. والبَطينُ: الَّذِي لَا يَهُمُّه إِلَّا

بَطْنُه. والمَبْطُونُ: العَليل البَطْنِ. والمِبْطانُ: الَّذِي لَا يزالُ ضخْمَ البطنِ. والبَطَنُ: داءُ البَطْن. وَيُقَالُ: بَطَنَه الداءُ وَهُوَ يَبْطُنُه، إِذَا دَخَله، بُطوناً. وَرَجُلٌ مَبْطونٌ: يَشْتَكي بَطْنَه. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: بَطَنتْ بِكَ الحُمَّى أَي أَثَّرَت فِي بَاطِنِكَ. يُقَالُ: بَطَنَه الداءُ يبطُنه. وَفِي الْحَدِيثِ: رَجُلٌ ارْتَبَطَ فرَساً لِيَسْتبْطِنَها أَي يَطْلُبَ مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ النِّتاج. وبَطَنَه يبْطُنُه بَطْناً وبَطَنَ لَهُ، كِلاهما: ضرَب بَطْنَه. وضرَب فلانٌ البعيرَ فبَطَنَ لَهُ إِذَا ضرَب لَهُ تَحْتَ البَطْن؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا ضرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ، ... تحتَ قُصَيْراهُ ودُون الجُلَّهْ، فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَيرٌ لَهْ أَراد فابطُنْه فَزَادَ لَامًا، وَقِيلَ: بَطَنَه وبَطَن لَهُ مِثْلَ شَكَره وشَكَرَ لَهُ ونصَحَه ونصحَ لَهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَإِنَّمَا أَسكن النُّونَ للإِدغام فِي اللَّامِ؛ يَقُولُ: إِذَا ضَرَبْتَ بَعِيرًا مُوقَراً بحِمْله فاضْرِبْه فِي مَوْضِعٍ لَا يَضُرُّ بِهِ الضربُ، فَإِنَّ ضرْبَه فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنْ بطْنه خَيْرٌ لَهُ مِنْ غَيْرِهِ. وأَلقَى الرجلُ ذَا بَطْنه: كِنَايَةٌ عَنِ الرَّجيع. وأَلْقَت الدَّجاجةُ ذَا بَطْنِها: يَعْنِي مَزْقَها إِذَا بَاضَتْ. ونثرَت المرأَةُ بَطْنَها وَلَدًا: كَثُر ولدُها. وأَلقت المرأَةُ ذَا بطنِها أَي وَلَدَت. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبي بَرَّةَ: أَمَرَ بعشَرَةٍ مِنَ الطَّهارة: الخِتانِ والاستِحدادِ وغَسْلِ البَطِنةِ ونَتْفِ الإِبْطِ وَتَقْلِيمِ الأَظفار وقصِّ الشَّارِبِ والاستِنْثار ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: البَطِنة هِيَ الدبُر، هَكَذَا رَوَاهَا بَطِنة، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِ الطَّاءِ؛ قَالَ شَمِرٌ: والانتِضاحُ «1». الاسْتِنجاءُ بِالْمَاءِ. والبَطْنُ: دُونَ الْقَبِيلَةِ، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الفَخِذِ وَفَوْقَ العِمارة، مُذَكَّر، وَالْجَمْعُ أَبْطُنٌ وبُطُونٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَتَب عَلَى كلِّ بطْنٍ عُقولَه ؛ قَالَ: البَطْنُ مَا دُونَ الْقَبِيلَةِ وَفَوْقَ الفخِذ، أَي كَتَب عَلَيْهِمْ مَا تَغْرَمُه الْعَاقِلَةُ مِنَ الدِّيات فبَيَّن مَا عَلَى كل قَوْمٍ مِنْهَا؛ فأَما قَوْلُهُ: وإنَّ كِلاباً هَذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ، ... وأَنتَ بريءٌ مِنْ قبَائِلِها العَشْر فَإِنَّهُ أَنّث عَلَى مَعْنَى الْقَبِيلَةِ وأَبانَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ مِنْ قَبَائِلِهَا الْعَشْرِ. وفرسٌ مُبَطَّنٌ: أَبيضُ البَطْنِ وَالظَّهْرِ كَالثَّوْبِ المُبطَّن ولَوْنُ سائرِه مَا كَانَ. والبَطْنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: جَوْفُه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي صِفَةِ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ: لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وبطْن ؛ أَراد بالظَّهْرِ مَا ظَهَرَ بيانُه، وبالبَطْن مَا احْتِيجَ إِلَى تَفْسِيرِهِ كالباطِن خِلَافَ الظَّاهِرِ، وَالْجَمْعُ بَواطِنُ؛ وَقَوْلُهُ: وسُفْعاً ضِياهُنَّ الوَقودُ فأَصْبَحَت ... ظواهِرُها سُوداً، وباطِنُها حُمْرا أَراد: وبواطِنُها حُمْراً فوَضع الواحدَ موضعَ الْجَمْعِ، ولذلك استَجاز أَن يَقُولَ حُمْراً، وَقَدْ بَطُنَ يَبْطُنُ. والباطِنُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ؛ وتأْويلُه مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي تَمْجيد الرَّبِّ: اللَّهُمَّ أَنتَ الظاهِر فَلَيْسَ فوقَك شيءٌ، وأَنت الباطِنُ فَلَيْسَ دونَك شَيْءٌ ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه علِمَ السرائرَ والخفيَّاتِ كَمَا عَلِمَ كلَّ مَا هُوَ ظاهرُ الخَلْقِ، وَقِيلَ: الباطِن هُوَ المُحْتَجِب عَنْ أَبصار الخلائِق

_ (1). قوله [والانتضاح] هكذا بدون ذكره في الحديث

وأَوْهامِهم فَلَا يُدرِكُه بَصَر وَلَا يُحيطُ بِهِ وَهْم، وَقِيلَ: هُوَ العالمُ بكلِّ مَا بَطَن. يُقَالُ: بَطَنْتُ الأَمرَ إِذَا عَرَفتَ باطنَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: ظاهرُه المُخالَّة وباطنُه الزِّنا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والباطِنةُ: خلافُ الظَّاهِرَةِ. والبِطانةُ: خلافُ الظِّهارة. وبِطانةُ الرَّجُلِ: خاصَّتُه، وَفِي الصِّحَاحِ: بِطانةُ الرَّجُلِ وَليجتُه. وأَبْطَنَه: اتَّخَذَه بِطانةً. وأَبْطَنْتُ الرجلَ إِذَا جَعَلْتَه مِنْ خَواصِّك. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا استَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطانتانِ ؛ بِطانةُ الرَّجُلِ: صاحبُ سِرِّه وداخِلةُ أَمره الَّذِي يُشاوِرُه فِي أَحواله. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: وَجَاءَ أَهلُ البِطانةِ يَضِجُّون ؛ البِطانةُ: الخارجُ مِنَ الْمَدِينَةِ. والنِّعْمة الباطنةُ: الخاصَّةُ، والظاهرةُ: العامَّةُ. وَيُقَالُ: بَطْنُ الراحةِ وظَهْرُ الكَفّ. وَيُقَالُ: باطنُ الإِبْط، وَلَا يُقَالُ بطْن الإِبْط. وباطِنُ الخُفّ: الَّذِي تَليه الرجْلُ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي: أَنه كَانَ يُبَطِّنُ لِحْيتَه ويأْخُذُ مِنْ جَوانِبها ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَى يُبَطِّن لحيتَه أَي يأْخذ الشَّعَر مِنْ تَحْتِ الحَنَك والذَّقَنِ، وَاللَّهُ أَعلم. وأَفْرَشَني ظَهْر أَمرِه وبَطْنَه أَي سِرَّه وعلانِيَتَه، وبَطَنَ خبرَه يَبْطُنُه، وأَفرَشَني بَطْنَ أَمره وظَهْرَه، ووَقَف عَلَى دَخْلَته. وبَطَن فلانٌ بِفُلَانٍ يَبْطُنُ بِهِ بُطوناً وَبِطَانَةً إِذَا كان خاصّاً به داخلًافي أَمره، وَقِيلَ: بَطَنَ بِهِ دَخَلَ فِي أَمره. وبَطَنتُ بِفُلَانٍ: صِرْتُ مِنْ خواصِّه. وإنَّ فُلَانًا لَذُو بِطانة بِفُلَانٍ أَي ذُو علمٍ بداخلةِ أَمره. وَيُقَالُ: أَنتَ أَبْطنْتَ فُلَانًا دُونِي أَي جَعلْتَه أَخَصَّ بِكَ مِنِّي، وَهُوَ مُبَطَّنٌ إِذَا أَدخَله فِي أَمره وخُصَّ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ وَصَارَ مِنْ أَهل دَخْلَتِه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: البِطانة الدُّخَلاء الَّذِينَ يُنْبَسط إِلَيْهِمْ ويُسْتَبْطَنونَ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ بِطانةٌ لِفُلَانٍ أَي مُداخِلٌ لَهُ مُؤانِس، وَالْمَعْنَى أَن الْمُؤْمِنِينَ نُهوا أَن يَتَّخِذوا الْمُنَافِقِينَ خاصَّتَهم وأَن يُفْضُوا إِلَيْهِمْ أَسرارَهم. وَيُقَالُ: أَنت أَبْطَنُ بِهَذَا الأَمر أَي أَخبَرُ بباطِنِه. وتبَطَّنْت الأَمرَ: عَلِمت باطنَه. وبَطَنْت الْوَادِي: دَخَلْته. وبَطَنْت هَذَا الأَمرَ: عَرَفْت باطنَه، وَمِنْهُ الباطِن فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والبطانةُ: السريرةُ. وباطِنةُ الكُورة: وَسَطُها، وظاهرتُها: مَا تنَحَّى مِنْهَا. والباطنةُ مِنَ البَصْرةِ وَالْكُوفَةِ: مُجْتَمَعُ الدُّور والأَسواقِ فِي قَصَبتها، والضاحيةُ: مَا تنَحَّى عَنِ الْمَسَاكِنِ وَكَانَ بَارِزًا. وبَطْنُ الأَرض وباطنُها: مَا غَمَض مِنْهَا واطمأَنّ. والبَطْنُ مِنَ الأَرض: الغامضُ الداخلُ، والجمعُ الْقَلِيلُ أَبْطِنةٌ، نادرٌ، وَالْكَثِيرُ بُطْنان؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البُطْنانُ مِنَ الأَرض واحدٌ كالبَطْن. وأَتى فلانٌ الْوَادِيَ فتَبَطَّنه أَي دَخَلَ بطنَه. ابْنُ شُمَيْلٍ: بُطْنانُ الأَرض مَا تَوَطَّأَ فِي بُطُونِ الأَرض سَهْلِها وحَزْنها وَرِيَاضِهَا، وَهِيَ قَرار الْمَاءِ ومستَنْقَعُه، وَهِيَ البواطنُ والبُطون. وَيُقَالُ: أَخذ فلانٌ بَاطِنًا مِنَ الأَرض وَهِيَ أَبطأُ جُفُوفًا مِنْ غَيْرِهَا. وتبطَّنْتُ الْوَادِي: دخلْت بطْنه وجَوَّلْت فِيهِ. وبُطْنانُ الْجَنَّةِ: وسَطُها. وَفِي الْحَدِيثِ: يُنَادِي مُنادٍ مِنْ بُطْنانُ الْعَرْشِ أَي مِنْ وسَطه، وَقِيلَ: مِنْ أَصله، وَقِيلَ: البُطْنان جَمْعُ بَطْنٍ، وَهُوَ الْغَامِضُ مِنَ الأَرض، يُرِيدُ من دواخل العرش؛ ومنه كَلَامِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ: تَرْوَى بِهِ القِيعانُ وَتَسِيلُ بِهِ البُطْنان. والبُطْنُ: مسايلُ الْمَاءِ فِي الغَلْظ، وَاحِدُهَا باطنٌ؛ وَقَوْلُ مُلَيْح:

مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ مِنْ بَطِناتِه نَوًى، ... مِثْلَ أَنْواءِ الرَّضيخِ المُفَلَّق قَالَ: بَطِناتُه مَحاجُّه. والبَطْنُ: الْجَانِبُ الطويلُ مِنَ الرِّيشِ، وَالْجَمْعُ بُطْنانٌ مِثْلَ ظَهْرٍ وظُهْرانٍ وعَبْدٍ وعُبْدانٍ. والبَطْنُ: الشِّقُّ الأَطولُ مِنَ الرِّيشَةِ، وَجَمْعُهَا بُطْنان. والبُطْنانُ أَيضاً مِنَ الرِّيشِ: مَا كَانَ بطنُ القُذَّة مِنْهُ يَلي بطنَ الأُخرى، وَقِيلَ: البُطْنانُ مَا كَانَ مِنْ تَحْتِ العَسيب، وظُهْرانُه مَا كَانَ فَوْقَ الْعَسِيبِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البُطْنانُ مِنَ الرِّيشِ الَّذِي يَلي الأَرضَ إِذَا وقَع الطائرُ أَو سَفَعَ شَيْئًا أَو جَثَمَ عَلَى بَيْضه أَو فِراخه، والظُّهارُ والظُّهْرانُ مَا جُعِلَ مِنْ ظَهر عَسيب الرِّيشَةِ. وَيُقَالُ: راشَ سهمَه بظُهْرانٍ وَلَمْ يَرِشْه ببُطْنانٍ، لأَنَّ ظُهْرانَ الرِّيشِ أَوفَى وأَتَمُّ، وبُطْنانُ الرِّيشِ قِصار، وواحدُ البُطْنانِ بَطْنٌ، وواحدُ الظُّهْرانِ ظَهْرٌ، والعَسِيبُ قَضيبُ الرِّيشِ فِي وسَطِه. وأَبْطَن الرَّجُلُ كَشْحَه سَيفَه وَلِسَيْفِهِ: جَعَلَهُ بطانتَه. وأَبطنَ السيفَ كشْحَه إِذَا جَعَلَهُ تَحْتَ خَصْره. وبطَّنَ ثوبَه بثوبٍ آخَرَ: جَعَلَهُ تَحْتَهُ. وبِطانةُ الثَّوْبِ: خلافُ ظِهارته. وبطَّنَ فُلَانٌ ثَوْبَهُ تَبْطِينًا: جَعَلَ لَهُ بِطَانَةً، ولِحافٌ مَبْطُونٌ ومُبَطَّن، وَهِيَ البِطانة والظِّهارة. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ . وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ؛ قَالَ: قَدْ تكونُ البِطانةُ ظِهارةً والظهارةُ بِطَانَةً، وَذَلِكَ أَن كلَّ واحدٍ مِنْهَا قَدْ يكونُ وَجْهًا، قَالَ: وَقَدْ تَقُولُ العربُ هَذَا ظهرُ السَّمَاءِ وَهَذَا بطنُ السَّمَاءِ لِظَاهِرِهَا الَّذِي تَرَاهُ. وَقَالَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ: البِطانةُ مَا بطَنَ مِنَ الثَّوْبِ وَكَانَ مِنْ شأْن النَّاسِ إخْفاؤه، وَالظِّهَارَةُ مَا ظَهَرَ وَكَانَ مِنْ شأْن النَّاسِ إِبْدَاؤُهُ. قَالَ: وَإِنَّمَا يَجُوزُ مَا قَالَ الْفَرَّاءُ فِي ذِي الْوَجْهَيْنِ الْمُتَسَاوِيَيْنِ إِذَا وَلِيَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قوْماً، كحائطٍ يَلِي أَحد صَفْحَيْه قَوْمًا، والصَّفْحُ الآخرُ قَوْمًا آخَرِينَ، فكلُّ وجهٍ مِنَ الْحَائِطِ ظَهْرٌ لِمَنْ يَلِيهِ، وكلُّ واحدٍ مِنَ الْوَجْهَيْنِ ظَهْر وبَطْن، وَكَذَلِكَ وجْها الْجَبَلِ وَمَا شاكلَه، فأَما الثوبُ فَلَا يَجُوزُ أَن تكونَ بطانتُه ظِهَارَةً وَلَا ظِهارتُه بِطانةً، وَيَجُوزُ أَن يُجْعَل مَا يَلينا مِنْ وَجْهِ السَّمَاءِ والكواكِب ظهْراً وبطْناً، وَكَذَلِكَ مَا يَلينا مِنْ سُقوف الْبَيْتِ. أَبو عُبَيْدَةَ: فِي باطِن وظِيفَيِ الْفَرَسِ أَبْطَنانِ، وَهُمَا عِرْقان اسْتَبْطَنا الذِّراعَ حَتَّى انغَمَسا فِي عَصَب الوَظيف. الْجَوْهَرِيُّ: الأَبْطَنُ فِي ذِراع الفرسِ عِرْق فِي بَاطِنِهَا، وَهُمَا أَبْطَنانِ. والأَبْطَنانِ: عِرْقان مُسْتَبْطِنا بَواطِن وظِيفَي الذراعَينِ حَتَّى يَنْغَمِسا فِي الكَفَّين. والبِطانُ: الحزامُ الَّذِي يَلي البَطْنَ. والبِطانُ: حِزامُ الرَّحْل والقَتَب، وَقِيلَ: هُوَ لِلْبَعِيرِ كالحِزام لِلدَّابَّةِ، وَالْجَمْعُ أَبطِنةٌ وبُطُن. وبَطَنَه يَبْطُنُه وأَبْطَنَه: شَدَّ بِطانه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: أَبْطَنْتُ الْبَعِيرَ وَلَا يُقَالُ بَطَنْتُه، بِغَيْرِ أَلف؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيمَ: أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإِبْطانَ حادجُه، ... بالأَمسِ، فاستَأْخَرَ العِدْلانِ والقَتَبُ شَبَّه الظَّليمَ بجَمَل أَضْعَفَ حادِجُهُ شَدَّ بِطانِه فاسترْخَى؛ فشبَّه استِرْخاء «2». عِكْمَيْه بِاسْتِرْخَاءِ جَناحَيِ الظَّليم، وَقَدْ أَنكر أَبو الْهَيْثَمِ بَطَنْت، وَقَالَ: لَا يَجُوزُ إِلَّا أَبْطَنت، واحتجَّ بِبَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ. قَالَ الأَزهري: وبَطَنْتُ لغةٌ أَيضاً.

_ (2). قوله [فشبه استرخاء إلخ] كذا بالأَصل والتهذيب أيضاً، ولعلها مقلوبة، والأَصل: فشبه استرخاء جناحي الظليم باسترخاء عكميه

والبِطانُ للقَتَب خَاصَّةً، وَجَمْعُهُ أَبْطِنة، والحزامُ للسَّرْج. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ أَبْطَنَ حِمْلَ البعيرِ وواضَعَه حَتَّى يتَّضِع أَي حَتَّى يَسْترْخي عَلَى بَطْنه وَيَتَمَكَّنَ الحِمْل مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: البِطانُ للقَتَب الحزامُ الَّذِي يَجْعَلُ تَحْتَ بَطْنِ الْبَعِيرِ. يُقَالُ: التَقَتْ حَلْقَتا الْبَطَّانِ للأَمر إِذَا اشتدَّ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ التَّصدير للرحْل، يُقَالُ مِنْهُ: أَبْطَنْتُ البعيرَ إِبْطاناً إِذَا شَدَدْتَ بِطانَه. وَإِنَّهُ لعريضُ البِطانِ أَي رَخِيُّ البالِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْبَخِيلِ، يموتُ ومالُه وافِرٌ لَمْ يُنْفق مِنْهُ شَيْئًا: مَاتَ فلانٌ بِبِطْنَتِه لَمْ يتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ، وَمِثْلُهُ: مَاتَ فلانٌ وَهُوَ عريضُ البِطانِ أَي مالُه جَمٌّ لَمْ يَذهَبْ مِنْهُ شيءٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ويُضْرَب هَذَا المثلُ فِي أَمر الدِّين أَي خرَجَ مِنَ الدُّنْيَا سَلِيمًا لَمْ يَثْلِمْ دينَه شيءٌ، قَالَ ذَلِكَ عَمْرُو ابنُ الْعَاصِ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوف لَمَّا مَاتَ: هَنِيئًا لَكَ خرَجْتَ مِنَ الدُّنْيَا بِبِطْنَتِكَ لَمْ يتَغَضْغَضْ مِنْهَا شَيْءٌ؛ ضرَبَ البطْنةَ مَثَلًا فِي أَمر الدِّينِ، وتغضْغَضَ الماءُ: نَقَصَ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذمَّاً وَلَمْ يُرِدْ بِهِ هُنَا إلْا المَدْحَ. وَرَجُلٌ بَطِنٌ: كثيرُ الْمَالِ. والبَطِنُ: الأَشِرُ. والبِطْنةُ: الأَشَرُ. وَفِي المَثَل: البِطْنةُ تُذْهِبُ الفِطْنةَ، وَقَدْ بَطِنَ. وشأْوٌ بَطِينٌ: واسعٌ. والبَطين: الْبَعِيدُ، يُقَالُ: شأْوٌ بَطِينٌ أَي بَعِيدٌ؛ وأَنشد: وبَصْبَصْنَ، بَيْنَ أَداني الغَضَا ... وَبَيْنَ عُنَيْزةَ، شأْواً بَطِيناً قَالَ: وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَد: الشَّوْطُ بَطِينٌ أَي بَعِيدٌ. وتبطَّن الرجلُ جاريتَه إِذَا باشَرها ولمَسَها، وَقِيلَ: تبطَّنها إِذَا أَوْلَج ذكرَه فِيهَا؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: كأَنِّي لَمْ أَرْكَبْ جَواداً لِلَذَّةٍ، ... وَلَمْ أَتَبطَّنْ كاعِباً ذاتَ خَلْخالِ وَقَالَ شَمِرٌ: تبطَّنها إِذَا باشَرَ بطنُه بطنَها فِي قَوْلِهِ: إِذَا أَخُو لذَّةِ الدُّنْيَا تبطَّنها وَيُقَالُ: اسْتَبْطَن الفحلُ الشَّوْلَ إِذَا ضربَها فلُقحَت كلُّها كأَنه أَوْدع نطفتَه بُطُونَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: فَلَمَّا رأَى الجَوْزاءَ أَولُ صابِحٍ، ... وصَرَّتَها فِي الْفَجْرِ كالكاعِب الفُضُلْ، وخَبَّ السَّفا، واسْتبطن الفحلُ، والتقتْ ... بأَمْعَزِها بُقْعُ الجَنادِبِ تَرْتَكِلْ صرَّتُها: جماعة كَوَاكِبَهَا، والجَنادِب ترتَكِل مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضاء. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْر: لَيْسَ مِنْ حَيَوانٍ يتبطَّنُ طَروقتَه غيرُ الإِنسان وَالتِّمْسَاحِ، قَالَ: وَالْبَهَائِمُ تأْتي إِنَاثُهَا مِنْ وَرَائِهَا، والطيرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بِالدُّبُرِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ تبطَّنَها أَي عَلَا بطْنَها ليُجامِعَها. واسْتبطنْتُ الشيءَ وتبَطَّنْتُ الكلأَ: جَوَّلتُ فِيهِ. وابْتَطنْتُ الناقةَ عشرةَ أَبطن أَي نَتجْتُها عشرَ مَرَّاتٍ. وَرَجُلٌ بَطِين الكُرْز إِذَا كَانَ يَخبَأُ زادَه فِي السَّفَرِ ويأْكل زادَ صَاحِبِهِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَذُمُّ رَجُلًا: أَو كُرَّزٌ يَمْشِي بَطينَ الكُرْزِ والبُطَيْن: نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ بَيْنَ الشرَطَيْن والثُّرَيَّا، جَاءَ مصغَّراً عَنِ الْعَرَبِ، وَهُوَ ثلاثةُ كواكبَ صِغَارٍ مُسْتَوِيَةِ التَّثْلِيثِ كأَنها أَثافي، وَهُوَ بَطْنُ الحمَل، وصُغِّر لأَن الحمَل نجومٌ كَثِيرَةٌ عَلَى صُورَةِ الحَمَل، والشرَطان قَرْناه، والبُطَيْن بَطنُه، وَالثُّرَيَّا أَليتُه، وَالْعَرَبُ تزعُم أَن البُطَين لَا نَوْء لَهُ إِلَّا الريحُ. والبَطينُ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ مِنْ

خَيْلِ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ البِطان، وَهُوَ ابْنُ البَطين «1». والبَطين: رَجُلٌ مِنَ الخَوارج. والبُطَين الحِمْضيّ: من شُعَرائهم. بعكن: رَمْلة بَعْكنةٌ: غَلِيظَةٌ تشتدُّ عَلَى الْمَاشِي فِيهَا. بغدن: بَغْداذ وبَغْذاد وبَغْذاذ وبَغْدانُ، بِالنُّونِ، وبَغْدينُ ومَغْدان: مَدِينَةُ السَّلَامِ، مُعَرَّبٌ، تذكَّر وتؤَنث؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: فَيَا لَيْلَةً خُرْسَ الدَّجاجِ طَوِيلَةً ... بِبَغْدانَ، مَا كادَتْ عَنِ الصُّبْحِ تَنْجَلي قَالَ: يَعْنِي خرساً دَجاجُها. بقن: الأَزهري: أَما بَقَنَ فَإِنَّ اللَّيْثَ أَهمله، وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَبْقَن إِذَا أَخصَبَ جَنابُه واخضرَّت نِعالُه. والنِّعالُ: الأَرضون الصُّلبة. بلن: فِي الْحَدِيثِ: ستَفْتَحون بِلَادًا فِيهَا بَلَّاناتٌ أَي حَمَّامَاتٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَصل بَلّالات، فأَبدل اللَّامَ نوناً. بلسن: البُلْسُن: العَدَس، يَمَانِيَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَهَلْ كَانَتِ الأَعرابُ تَعْرِف بُلْسُنا الْجَوْهَرِيُّ: البُلْسُن، بِالضَّمِّ، حَبٌّ كَالْعَدَسِ وليس به. بلهن: البُلَهْنِية والرُّفَهْنِية: سَعَة الْعَيْشِ، وَكَذَلِكَ الرُّفَغْنِية. يُقَالُ: هُوَ فِي بُلَهْنِية مِنَ الْعَيْشِ أَي فِي سَعة ورَفاغِية، وَهُوَ مُلْحق بِالْخُمَاسِيِّ بأَلف فِي آخِرِهِ، وَإِنَّمَا صَارَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بُلَهْنِية حَقُّهَا أَن تُذْكر فِي بَلَهَ فِي حَرْفِ الْهَاءِ لأَنها مُشتقة مِنَ البَلَه أَي عَيْش أَبْلَه قَدْ غَفَل «2». والنونُ والياءُ فِيهِ زَائِدَتَانِ للإِلحاق بخُبَعْثِنةٍ، والإِلحاق هُوَ بِالْيَاءِ فِي الأَصل، فأَما أَلف مِعْزًى فَإِنَّهَا بَدَلٌ مِنْ يَاءِ الإِلحاق. بنن: البَنَّة: الرِّيحُ الطيِّبة كَرَائِحَةِ التُّفّاح وَنَحْوِهَا، وجمعُها بِنانٌ، تَقُولُ: أَجِدُ لِهَذَا الثَّوْبِ بَنَّةً طيِّبة مِنْ عَرْف تُفَّاحٍ أَو سَفَرْجَل. قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَعَلُوهُ اسْمًا لِلرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ كالخَمْطة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ لِلْمَدِينَةِ بَنَّةً ؛ البَنَّة: الرِّيحُ الطيِّبة، قَالَ: وَقَدْ يُطلق عَلَى الْمَكْرُوهَةِ. والبَنَّة: ريحُ مَرابِضِ الْغَنَمِ وَالظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَتْ مرابضُ الْغَنَمِ بَنَّة؛ قَالَ: أَتاني عَنْ أَبي أَنَسٍ وعيدٌ، ... ومَعْصُوبٌ تَخُبُّ بِهِ الرِّكابُ وعيدٌ تَخْدُجُ الأَرآمُ مِنْهُ، ... وتَكره بَنَّةَ الغَنمِ الذِّئابُ وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: تُخْدِجُ أَي تَطْرَح أَولادَها نُقَّصاً. وَقَوْلُهُ: معصوبٌ كتابٌ أَي هُوَ وَعِيدٌ لَا يكونُ أَبداً لأَن الأَرْآم لَا تُخْدِجُ أَبداً، وَالذِّئَابُ لَا تَكْرَهُ بَنَّة الْغَنَمِ أَبداً. الأَصمعي فِيمَا رَوَى عَنْهُ أَبو حَاتِمٍ: البَنَّة تُقَالُ فِي الرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ وَغَيْرِ الطَّيِّبَةِ، وَالْجَمْعُ بِنانٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثورَ الْوَحْشِيَّ: أَبَنَّ بِهَا عوْدُ المَباءَةِ، طَيِّبٌ ... نسيمَ البِنانِ فِي الكِناسِ المُظَلَّلِ قَوْلُهُ: عَود المباءَة أَي ثَوْر قَدِيمُ الكِناس، وَإِنَّمَا نَصَب النسيمَ لَمَّا نَوَّنَ الطيِّبَ، وَكَانَ مِنْ حَقِّهِ الإِضافةُ فَضَارَعَ قولَهم هُوَ ضاربٌ زَيْدًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً؛ أَي كِفاتَ أَحياءٍ وأَمواتٍ، يَقُولُ: أَرِجَتْ ريحُ مُبَاءَتِنَا مِمَّا أَصاب أَبعارَه مِنَ الْمَطَرِ. والبَنَّة أَيضاً: الرَّائِحَةُ المُنْتِنة، قَالَ: وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِنانٌ،

_ (1). قوله [وهو ابن البطين] عبارة القاموس: وهو أبو البطين (2). قوله [قد غفل] عبارة القاموس: وعيش أبله ناعم كأن صاحبه غافل عن الطوارق

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَن البَنَّة الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ فَقَطْ، قَالَ: وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ بِدَلِيلِ قَوْلِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، للأَشْعث بْنِ قَيْس حِينَ خطَب إِلَيْهِ ابْنَتَه: قُمْ لَعَنَكَ اللَّهُ حَائِكًا فَلَكَأَنِّي أَجِدُ منكَ بَنَّةَ الغَزْلِ ، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ لَهُ الأَشْعثُ بنُ قَيْس: مَا أَحْسِبُكَ عَرَفْتني يَا أَمير المؤْمنين، قَالَ: بَلَى وَإِنِّي لأَجِدُ بَنَّة الْغَزْلِ مِنْكَ أَي رِيحَ الْغَزْلِ، رَمَاهُ بِالْحِيَاكَةِ، قِيلَ: كَانَ أَبو الأَشْعث يُولَع بالنِّساجة. والبِنُّ: الموضعُ المُنتِنُ الرَّائِحَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: البَنَّةُ الرَّائِحَةُ، كَرِيهَةً كَانَتْ أَو طَيِّبَةً. وكِناسٌ مُبِنٌّ أَي ذُو بَنَّةٍ، وَهِيَ رَائِحَةُ بَعْر الظِّباء. التَّهْذِيبُ: وَرَوَى شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سأَل رَجُلًا قَدِمَ مِنَ الثَّغْر فَقَالَ: هَلْ شَرِبَ الجَيْشُ في البُنيات الصغار «1».؟ قَالَ: لَا، إِنَّ الْقَوْمَ لَيُؤْتَوْنَ بالإِناء فيَتداولُونه حَتَّى يَشْرَبُوهُ كلُّهم ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: البُنيات هاهنا الأَقداحُ الصِّغار. والإِبْنانُ: اللُّزومُ. وأَبْنَنْتُ بِالْمَكَانِ إِبْناناً إِذَا أَقمْت بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَنَّ بِالْمَكَانِ يَبِنُّ بَنّاً وأَبَنَّ أَقام بِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَبَنَّ بِهَا عَوْدُ المباءةِ طَيِّبٌ وأَبى الأَصمعي إِلَّا أَبَنَّ. وأَبَنّتِ السحابةُ: دامَتْ ولزِمَتْ. وَيُقَالُ: رأَيت حَيًّا مُبِنًّا بِمَكَانِ كَذَا أَي مُقِيمًا. والتبنينُ: التَّثْبِيتُ فِي الأَمر. والبَنِينُ: المتثبِّت الْعَاقِلُ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: قَالَ لَهُ أَعرابيّ وأَراد أَن يَعْجَل عَلَيْهِ بِالْحُكُومَةِ. تَبَنَّن، أَي تثَبَّتْ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَبَنَّ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقام فِيهِ؛ وَقَوْلُهُ: بَلَّ الذُّنابا عَبَساً مُبِنّاً يَجُوزُ أَن يَكُونَ اللازمَ اللَّازِقَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ البَنَّة الَّتِي هِيَ الرَّائِحَةُ الْمُنْتِنَةُ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى الْفِعْلِ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ. والبَنان: الأَصابع: وَقِيلَ: أَطرافها، واحدتها بَناتةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ: أَلا ليتَني قطَّعتُ مِنْهُ بَنانَه، ... ولاقَيْتُه يَقْظان فِي البيتِ حادِرا وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ وقتْل أَبيه يومَ أُحُد: مَا عَرَفْتُه إِلَّا ببَنانه. والبَنانُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ؛ يَعْنِي شَواهُ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: نَجْعلُها كخُفّ الْبَعِيرِ فَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا فِي صِنَاعَةٍ؛ فأَما مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ: قَدْ جَعَلَت مَيٌّ، عَلَى الطِّرارِ، ... خَمْسَ بنانٍ قانِئ الأَظفارِ فَإِنَّهُ أَضاف إِلَى الْمُفْرِدِ بِحَسَبِ إِضَافَةِ الْجِنْسِ، يَعْنِي بِالْمُفْرَدِ أَنه لَمْ يكسَّر عَلَيْهِ واحدُ الْجَمْعِ، إِنَّمَا هُوَ كسِدْرة وسِدَر، وجمعُ الْقِلَّةِ بناناتٌ. قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَعَارُوا بناءَ أَكثر الْعَدَدِ لأَقله؛ وَقَالَ: خَمْسَ بنانٍ قانئِ الأَظفار يُرِيدُ خَمْسًا مِنَ البَنان. وَيُقَالُ: بنانٌ مُخَضَّبٌ لأَن كُلَّ جَمْعٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ الهاءُ فإِنه يُوَحِّد ويذكَّرُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ؛ قال أَبو إسحق: البَنانُ هاهنا جميعُ أَعضاء الْبَدَنِ، وَحَكَى الأَزهري عَنِ الزَّجَّاجِ قَالَ: واحدُ الْبَنَانِ بَنانة، قَالَ: ومعناه هاهنا الأَصابعُ وغيرُها مِنْ جَمِيعِ الأَعضاء، قَالَ: وَإِنَّمَا اشتقاقُ الْبَنَانِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَبَنَّ بِالْمَكَانِ، والبَنانُ بِهِ يُعْتَمل كلُّ مَا يَكُونُ للإِقامة وَالْحَيَاةِ. اللَّيْثُ: الْبَنَانُ أَطرافُ الأَصابع مِنَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، قال: والبَنان

_ (1). قوله [في البنيات الصغار] وقوله [البنيات هاهنا الأَقداح إلخ] هكذا بالتاء آخره في الأَصل ونسخة من النهاية. وأورد الحديث في مادة بني وفي نسخة منها بنون آخره

فِي كِتَابِ اللَّهِ هُوَ الشَّوى، وَهِيَ الأَيدي والأَرجُل، قَالَ: وَالْبَنَانَةُ الإِصْبَعُ الْوَاحِدَةُ؛ وأَنشد: لاهُمَّ أَكْرَمْتَ بَنِي كنانهْ، ... لَيْسَ لحيٍّ فوقَهم بَنانهْ أَي لَيْسَ لأَحدٍ عَلَيْهِمْ فَضْلٌ قِيسَ إِصبعٍ. أَبو الْهَيْثَمِ قَالَ: البَنانة الإِصبعُ كلُّها، قَالَ: وَتُقَالُ للعُقدة العُليا مِنَ الإِصبع؛ وأَنشد: يُبَلِّغُنا مِنْهَا البَنانُ المُطرَّفُ والمُطرَّفُ: الَّذِي طُرِّفَ بِالْحِنَّاءِ، قَالَ: وَكُلُّ مَفْصِل بَنانة. وبُنانةُ، بِالضَّمِّ: اسمُ امرأَة كَانَتْ تحتَ سَعْد بْنِ لُؤَيّ بْنِ غالبِ بن فِهْرٍ، ويُنسَبُ ولدُه إِلَيْهَا وَهُمْ رَهْط ثَابِتِ البُنانيّ. ابْنُ سِيدَهْ: وبُنانةُ حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ بُنانة، وَهِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ الأُولى مَحِلة مِنَ المَحالّ الْقَدِيمَةِ بالبَصرة. والبَنانة والبُنانة: الرَّوْضة المُعْشِبة. أَبو عَمْرٍو: البَنْبَنة صوتُ الفُحْشِ والقَذَع. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: بَنْبَنَ الرجلُ إِذَا تكلَّم بِكَلَامِ الْفُحْشِ، وَهِيَ البَنْبنة؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِكَثِيرٍ الْمُحَارِبِيِّ: قَدْ مَنَعَتْني البُرَّ وَهِيَ تَلْحانْ، ... وَهُوَ كَثيرٌ عندَها هِلِمّانْ، وَهِيَ تُخَنْذي بالمَقالِ البَنْبانْ قَالَ: البَنْبانُ الرَّدِيءُ مِنَ الْمَنْطِقِ والبِنُّ: الطِّرْق مِنَ الشَّحْمِ يُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا سَمِنتْ: ركِبَها طِرْقٌ عَلَى طِرْقٍ «2» الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِمْ بَلْ بِمَعْنَى الِاسْتِدْرَاكِ: تَقُولُ بَلْ واللهِ لَا آتيكَ وبَنْ وَاللَّهِ، يَجْعَلُونَ اللَّامَ فِيهَا نُونًا، قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ بَنِي سَعْدٍ وَلُغَةُ كَلْبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الباهِلِيين يَقُولُونَ لَا بَنْ بِمَعْنَى لَا بَلْ، قَالَ: وَمِنْ خَفيفِ هَذَا الْبَابِ بَنْ وَلَا بَنْ لغةٌ فِي بَلْ وَلَا بَلْ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْبَدَلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بَلْ كَلِمَةُ استدراكٍ وإِعلامٍ بالإِضْراب عَنِ الأَولِ، وَقَوْلُهُمْ: قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْروٌ وبَنْ عَمْروٌ، فَإِنَّ النُّونَ بدلٌ مِنَ اللَّامِ، أَلا تَرَى إِلَى كَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ بَلْ وقلَّة اسْتِعْمَالِ بَنْ والحُكْمُ عَلَى الأَكثر لَا الأَقلِّ؟ قَالَ: هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ أَمره قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: ولسْتُ أَدفعُ مَعَ هَذَا أَن يَكُونَ بَنْ لُغَةً قَائِمَةً بِنَفْسِهَا، قَالَ: وَمِمَّا ضُوعِفَ مِنْ فائِه ولامِه بَنْبان، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، مَوْضِعٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد شَمِرٌ: فَصَارَ ثنَاها فِي تميمٍ وغيرِهم، ... عَشِيَّة يأْتيها بِبَنْبانَ عِيرُها يَعْنِي مَاءً لِبَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ بَنْبان؛ وَفِي دِيَارِ تَمِيمٍ ماءٌ يُقَالُ لَهُ بَنْبان ذَكَرَهُ الحُطيئة فَقَالَ: مُقِيمٌ عَلَى بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَه، ... وماءَ وَسِيعٍ ماءَ عَطْشان مُرْمل يَعْنِي الزِّبْرِقان أَنه حَلَّأَه عَنِ الماء. بهكن: إمرأَة بَهْكنةٌ وبُهاكِنة: تَارَّةٌ غضَّة وَهِيَ ذَاتُ شَبابٍ بَهْكَنٍ أَي غَضٍّ، وربما قالوا بَهْكَل؛ قال السَّلوليّ: بُهاكِنةٌ غَضَّةٌ بَضَّة، ... بَرُودُ الثَّنايا خِلافَ الكَرى التَّهْذِيبُ: جَارِيَةٌ بَهْكَنةٌ تَارَّةٌ غَريضة، وهُنَّ البَهْكَناتُ والبَهاكِن. ابْنُ الأَعرابي: البَهْكَنةُ الجاريةُ الخفيفةُ الرُّوحِ الطيِّبة الرائحةِ المليحةُ الحلوة. بهنن: البَهْنانةُ: الضحَّاكة المُتهلِّلة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ بَهْنانةٍ مُخَبَّأَةٍ، ... تَفْتَرُّ عَنْ ناصعٍ من البَرَد

_ (2). قوله [رَكِبَهَا طِرْقٌ عَلَى طِرْقٍ] هكذا بالأَصل، وفي التكملة بعد هذه العبارة: وبنّ على بنّ وهي المناسبة للاستشهاد فلعلها ساقطة من الأَصل

وَقِيلَ: البَهْنانةُ الطيِّبةُ الرِّيحِ، وَقِيلَ: الطيِّبة الرَّائِحَةِ الحسَنة الخُلقِ السَّمْحة لزَوْجِها، وَفِي الصِّحَاحِ: الطيِّبة النفَس والأَرَجِ، وَقِيلَ: هِيَ الليِّنة فِي عَمَلِهَا ومَنْطقها. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار: ابْهَنُوا مِنْهَا آخِرَ الدَّهْرِ أَي افرَحوا وطيبُوا نفْساً بصُحْبَتي، مِنْ قَوْلِهِمُ امرأَةٌ بَهْنانةٌ أَي ضَاحِكَةٌ طَيِّبَةُ النفَس والأَرَج؛ فأَما قَوْلُ عَاهَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَلا قالتْ بَهانِ، ولمْ تأَبَّقْ: ... نَعِمْتَ وَلَا يَليقُ بكَ النَّعيمُ بَنونَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ، ... صَفايا كَثَّةُ الأَوْبارِ كُومُ فَإِنَّهُ يُقَالُ بَهانِ أَراد بَهْنانةً، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه اسْمُ عَلَمٍ كحَذامِ وقَطامِ، وَقَوْلُهُ: لَمْ تَأَبَّقْ أَي لَمْ تأْنفْ، وَقِيلَ: لَمْ تأَبَّقْ لَمْ تفِرّ، مأْخوذ مِنْ أَباقِ العبدِ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ مَنْسُوبًا لعامانَ بِالْمِيمِ، وَلَمْ يُنبِّه عَلَيْهِ ابْنُ بَرِّيٍّ بَلْ أَقرّه عَلَى اسْمِهِ وزاد في نسَبه، وَهُوَ عَاهَانُ بِالْهَاءِ كَمَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ، وَذَكَرَهُ أَيضاً فِي عَوَهَ وَقَالَ: هُوَ عَلَى هَذَا فَعْلانُ وَفَاعَالُ فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ عَهنَ؛ وأَورده الْجَوْهَرِيُّ: كبِرْتَ وَلَا يَلِيقُ بِكَ النَّعِيمُ وَصَوَابُهُ نَعِمتَ كَمَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ. وبُسُّ: اسمُ مَوْضِعٍ كَثِيرِ النَّخْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: وبَهانِ اسمُ امرأَة مِثْلُ قَطامِ. وَفِي حَدِيثِ هَوازن: أَنهم خَرَجُوا بدُرَيْد بْنِ الصِّمَّةَ يتَبَهّنون بِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ إِنَّ الرَّاوِيَ غَلِطَ وَإِنَّمَا هُوَ يَتَبَهْنَسون، والتَّبَهنُسُ كالتَّبَخْتر فِي الْمَشْيِ، وَهِيَ مِشْية الأَسد أَيضاً، وَقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ تصحيفُ يتَيمَّنُون بِهِ، مِنَ اليُمْنِ ضِدّ الشُّؤْم. والباهِينُ: ضرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرة: أَخبرني بعضُ أَعراب عُمانَ أَنَّ بهَجَر نَخْلَةٌ يُقَالُ لَهَا الباهينُ، لَا يَزَالُ عَلَيْهَا السَّنةَ كلَّها طلعٌ جديدٌ وكبائسُ مُبْسِرة وأُخَرُ مُرْطِبة ومُتْمِرة. الأَزهري عَنْ أَبي يُوسُفَ: البَيْهَنُ النَّسْتَرَنُ مِنَ الرّياحِين، والبَهْنَوِيُّ مِنَ الإِبلِ: مَا بَيْنَ الكِرْمانيّة وَالْعَرَبِيَّةِ، وَهُوَ دَخِيل فِي الْعَرَبِيَّةِ. بون: البَوْنُ والبُونُ: مسافةُ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَالَ كُثيِّر عزَّة: إِذَا جاوَزوا معروفَه أَسْلَمْتُهُمْ ... إِلَى غمرةٍ ... ينظرُ القومُ بُونَها «1» . وَقَدْ بانَ صاحبُه بَوْناً. والبِوانُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ: «2». عَمُودٌ مِنْ أَعْمِدة الخِباء، وَالْجَمْعُ أَبْوِنةٌ وبُونٌ، بِالضَّمِّ، وبُوَنٌ، وأَباها سِيبَوَيْهِ. والبُونُ: موضعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدري مَا صحتُه. الْجَوْهَرِيُّ: البانُ ضربٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَاحِدَتُهَا بانةٌ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: بَرَهْرهةٌ رُؤْدةٌ رَخْصةٌ، ... كخُرْعوبةِ البانةِ المنفطِرْ وَمِنْهُ دُهْنُ البانِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي بَيَنَ وَعَلَّلَهُ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: فَلَمَّا أَلْقى الشامُ بَوانِيَه عزلَني وَاسْتَعْمَلَ غَيْرِي أَي خيرَه وَمَا فِيهِ مِنَ السَّعة والنّعْمة. وَيُقَالُ: أَلقى عَصاه وأَلقى بَوانِيَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: البَواني فِي الأَصل أَضْلاعُ الصدْرِ، وَقِيلَ: الأَكتافُ والقوائمُ، الْوَاحِدَةُ بَانِيَةٌ، قَالَ: ومنْ حقِّ هَذِهِ الْكَلِمَةِ أَن تَجِيءَ فِي بَابِ الْبَاءِ وَالنُّونِ وَالْيَاءِ، قَالَ: وَذَكَرْنَاهَا فِي هَذَا الْبَابِ حَمْلًا عَلَى ظَاهِرِهَا، فَإِنَّهَا لَمْ تَرِدْ حَيْثُ وَرَدَتْ إِلَّا مَجْمُوعَةً. وَفِي

_ (1). قوله [إلى غمرة إلخ] هكذا فيه بياض بالأَصل (2). قوله [بكسر الباء] عبارة التكملة: والبوان بالضم عمود الخيمة لغة في البوان بالكسر، عن الفراء

حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَلقَت السماءُ بَرْكَ بَوانيها ؛ يريدُ مَا فِيهَا مِنَ الْمَطَرِ. والبُوَيْن: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْقِل بْنُ خوَيلد: لعَمْري لَقَدْ نَادَى المُنادي فراعَني، ... غَداةَ البُوَيْنِ، مِنْ قَرِيبٍ فأَسْمَعا وبُوانات: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْن بْنُ أَوس: سَرَتْ مِنْ بُواناتٍ فبَوْنٍ فأَصْبَحَتْ ... بقَوْرانَ، قَورانِ الرِّصاف تُواكِله وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بُوانةُ، بِالضَّمِّ، اسمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ لَقِيَتْ شَوْلٌ، بجَنْبَيْ بُوانةٍ، ... نَصِيّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما وَقَالَ وضَّاح الْيَمَنِ: أَيا نَخْلَتَيْ وادِي بُوانةَ حَبَّذا، ... إِذَا نامَ حُرَّاسُ النخيلِ، جَناكما قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ بِحَذْفِ الْهَاءِ؛ قَالَ الزَّفَيان: مَاذَا تَذَكَّرْتُ مِنَ الأَظْعان، ... طَوالِعاً مِنْ نحوِ ذِي بُوانِ قَالَ: وأَما الَّذِي بِبِلَادِ فَارِسَ فَهُوَ شِعْب بَوَّان، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المكرَّم: يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ أَطْيب بِقَاعِ الأَرض وأَحسَن أَماكِنِها؛ وَإِيَّاهُ عَنى أَبو الطَّيِّبِ المتنَبِّي بِقَوْلِهِ: يَقول بشِعْبِ بَوَّانٍ حِصاني: ... أَعَنْ هَذَا يُسارُ إِلَى الطِّعانِ؟ أَبوكُمْ آدَمٌ سَنَّ المَعاصي، ... وعَلَّمكُمْ مُفارَقةَ الجِنانِ وَفِي حَدِيثِ النذْر: أَن رَجُلًا نَذَرَ أَن يَنْحَر إِبِلًا بِبُوانَةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ، وَقِيلَ: بِفَتْحِهَا، هَضْبةٌ مِنْ وَراء يَنبُع. ابْنُ الأَعرابي: البَوْنة الْبِنْتُ الصَّغِيرَةُ. والبَوْنة: الفصيلة. والبَوْنة: الفراق. بين: البَيْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ جَاءَ عَلَى وجْهَين: يَكُونُ البَينُ الفُرْقةَ، وَيَكُونُ الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وشاهدُ البَين الوَصل قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَقَدْ فَرَّقَ الواشِينَ بَيْنِي وبينَها، ... فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْنِي وعينُها وَقَالَ قيسُ بْنُ ذَريح: لَعَمْرُك لَوْلَا البَيْنُ لَا يُقْطَعُ الهَوى، ... وَلَوْلَا الْهَوَى مَا حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ فالبَينُ هُنَا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو فِي رَفْعِ بَيْنَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ ... بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً: ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ مِنْهَا إِلَى الصُّقْل قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيَكُونُ البَينُ اسْمًا وظَرْفاً مُتمكِّناً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ؛ قرئَ بَيْنَكُمْ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَالرَّفْعُ عَلَى الْفِعْلِ أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ عَلَى الْحَذْفِ، يريدُ مَا بَيْنَكُمْ، قرأَ نَافِعٌ وحفصٌ عَنْ عَاصِمٍ وَالْكِسَائِيِّ بَيْنَكُمْ نَصْبًا، وقرأَ ابْنُ كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بينُكم رَفْعًا، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَقَدْ تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم، وَمَنْ قرأَ بَيْنَكُمْ فَإِنَّ أَبا الْعَبَّاسِ رَوَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ تقطَّع الَّذِي كانَ بينَكم؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فيمَنْ فتَحَ الْمَعْنَى: لَقَدْ تقطَّع مَا كُنْتُمْ فِيهِ مِنَ الشَّركة بينَكم، ورُوي عَنِ ابْنِ مسعودٍ أَنه قرأَ لَقَدْ تقطَّع

مَا بينَكم، وَاعْتَمَدَ الفراءُ وغيرُه مِنَ النَّحْوِيِّينَ قراءةَ ابْنِ مَسْعُودٍ لِمَنْ قرأَ بَيْنَكُمْ* ، وَكَانَ أَبو حَاتِمٍ يُنْكِر هَذِهِ القراءةَ وَيَقُولُ: مَنْ قرأَ بَيْنَكُمْ لَمْ يُجِزْ إِلَّا بمَوْصول كَقَوْلِكَ مَا بينَكم، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ حذفُ الْمَوْصُولِ وَبَقَاءُ الصلةِ، لَا تُجيزُ العربُ إِنْ قامَ زيدٌ بِمَعْنَى إِنَّ الَّذِي قَامَ زيدٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو حَاتِمٍ خَطَأٌ، لأَن اللَّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ خاطَبَ بِمَا أَنزَل فِي كِتَابِهِ قَوْمًا مُشْرِكِينَ فَقَالَ: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ؛ أَراد لَقَدْ تَقَطَّعَ الشِّرْكُ بَيْنَكُمْ أَي فِيمَا بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لِمَا جرَى مِنْ ذِكْر الشُّركاء، فَافْهَمْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَن قرأَ بِالنَّصْبِ احْتَمَلَ أَمرين: أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لَقَدْ تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينَكم، والآخرُ مَا كَانَ يراهُ الأَخفشُ مِنْ أَن يكونَ بَيْنَكُمْ، وَإِنْ كَانَ منصوبَ اللَّفْظِ مرفوعَ الموضِع بِفِعْلِهِ، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عَلَيْهِ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وَإِنْ كَانَ مرفوعَ الْمَوْضِعِ لاطِّراد اسْتِعْمَالِهِمْ إِيَّاهُ ظَرْفًا، إِلَّا أَن استعمالَ الْجُمْلَةِ الَّتِي هِيَ صفةٌ لِلْمُبْتَدَإِ مكانَه أَسهلُ مِنِ استعمالِها فاعِلةً، لأَنه لَيْسَ يَلزمُ أَن يَكُونَ المبتدأُ اسْمًا مَحْضًا كَلُزُومِ ذَلِكَ فِي الْفَاعِلِ، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِمْ: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أَن تَرَاهُ؛ أَي سماعُك بِهِ خيرٌ مِنْ رؤْيتك إِيَّاهُ. وَقَدْ بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: فهاجَ جَوًى فِي القَلْب ضَمَّنه الهَوَى ... بِبَيْنُونةٍ، يَنْأَى بِهَا مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة: المُفارَقَة. وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. وغُرابُ البَين: هُوَ الأَبْقَع؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: ظَعَنَ الَّذِينَ فِراقَهم أَتَوَقَّعُ، ... وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه ... جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وَقَالَ أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هُوَ الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بِالْفِرَاقِ. وَتَقُولُ: ضربَه فأَبانَ رأْسَه مِنْ جسدِه وفَصَلَه، فَهُوَ مُبِينٌ. وَفِي حَدِيثِ الشُّرْب: أَبِنِ القَدَحَ عَنْ فِيكَ أَي افْصِلْه عَنْهُ عِنْدَ التنفُّس لِئَلَّا يَسْقُط فِيهِ شيءٌ مِنَ الرِّيق، وَهُوَ مِنَ البَينِ البُعْد والفِراق. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البائِن أَي المُفْرِطِ طُولًا الَّذِي بَعُدَ عَنْ قَدِّ الرِّجَالِ الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً. وَحَكَى الفارسيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْه البائنةَ، وَذَلِكَ إِذَا طَلَب إِلَيْهِمَا أَن يُبِيناهُ بِمَالٍ فيكونَ لَهُ عَلَى حِدَةٍ، وَلَا تكونُ البائنةُ إِلَّا مِنَ الأَبوين أَو أَحدِهما، وَلَا تكونُ مِنْ غَيْرِهِمَا، وَقَدْ أَبانَه أَبواه إِبانةً حَتَّى بانَ هُوَ بِذَلِكَ يَبينُ بُيُوناً. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي قَالَ: سمعتُ النُّعْمانَ بْنَ بَشيرٍ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إِلَى بَشِيرِ بْنِ سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلًا مِنْ مَالِهِ وأَن يَنْطلِقَ بِي إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فَقَالَ: هَلْ لَكَ مَعَهُ ولدٌ غيرُه؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ أَبَنْتَ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمِثْلِ الَّذِي أَبَنتَ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَشهَدُ عَلَى هَذَا، هَذَا جَورٌ، أَشهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، اعْدِلوا بَيْنَ أَولادكم في النِّحْل [النُّحْل] كَمَا تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بَيْنَكُمْ فِي البرِّ واللُّطف ؛ قَوْلُهُ: هَلْ أَبَنْتَ كلَّ وَاحِدٍ أَي هَلْ أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مَالًا تُبِينُه بِهِ أَي تُفْرِدُه، وَالِاسْمُ البائنةُ. وَفِي حَدِيثِ الصِّدِّيقِ: قَالَ لِعَائِشَةَ،

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنِّي كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: بانَ وبانَه؛ وأَنشد: كأَنَّ عَيْنَيَّ، وَقَدْ بانُوني، ... غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ، وَكَذَلِكَ فِي الشَّرِكَةِ إِذَا انْفَصَلَا. وبانَت المرأَةُ عَنِ الرَّجُلِ، وَهِيَ بائنٌ: انْفَصَلَتْ عَنْهُ بِطَلَاقٍ. وتَطْليقةٌ بَائِنَةٌ، بِالْهَاءِ لَا غَيْرَ، وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، أَي تَطْليقةٌ «1». ذاتُ بَيْنونةٍ، وَمِثْلُهُ: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِيمَنْ طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا قَدْ بانَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ مِنْ زوجِها أَي انْفَصَلَتْ عَنْهُ وَوَقَعَ عَلَيْهَا طلاقُه. والطَّلاقُ البائِنُ: هُوَ الَّذِي لَا يَمْلِك الزوجُ فِيهِ استِرْجاعَ المرأَةِ إِلَّا بعَقْدٍ جديدٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ. وَيُقَالُ: بانَتْ يدُ الناقةِ عَنْ جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَآذَنَ الثَّاوِي بِبَيْنُونة ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذَا تزوَّجت قَدْ بانَت، وهُنّ قَدْ بِنَّ إِذَا تزوَّجْنَ. وبَيَّن فلانٌ بِنْتَه وأَبانَها إِذَا زوَّجَها وَصَارَتْ إِلَى زَوْجِهَا، وبانَت هِيَ إِذَا تَزَوَّجَتْ، وكأَنه مِنَ الْبِئْرِ الْبَعِيدَةِ أَي بَعُدَتْ عَنْ بَيْتِ أَبيها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حَتَّى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ ؛ يَبِنَّ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، أَي يتزوَّجْنَ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: حَتَّى بانُوا أَو مَاتُوا. وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ مَا بَيْنَ الجالَيْنِ؛ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: هِيَ الَّتِي لَا يُصيبُها رِشاؤُها، وَذَلِكَ لأَن جِرابَ الْبِئْرِ مُسْتَقِيمٌ، وَقِيلَ: البَيُونُ البئرُ الْوَاسِعَةُ الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: إِنَّك لَوْ دَعَوْتَني، ودُوني ... زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ، لقُلْتُ: لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فَجَعَلَهَا زَوْراءَ، وَهِيَ الَّتِي فِي جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ الَّذِي يَصْعَدُ فِيهِ الدَّلْوُ إِذَا نُزِع مِنَ الْبِئْرِ، فَذَلِكَ الْهَوَاءُ هُوَ المَنْزَعُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بئرٌ بَيُونٌ وَهِيَ الَّتِي يُبِينُ المُسْتَقي الْحَبْلَ فِي جِرابِها لِعَوَجٍ فِي جُولها؛ قَالَ جَرِيرٌ يَصِفُ خَيْلًا وصَهِيلَها: يَشْنِفْنَ للنظرِ الْبَعِيدِ، كأَنما ... إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل فِي رَكَايَا تُبانُ أَشْطانُها عَنْ نَوَاحِيهَا لِعَوَجٍ فِيهَا إِرْنَانُهَا ذَوَاتُ «2». الأَذنِ والنَّشاطِ مِنْهَا، أَراد أَن فِي صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل فِي بئرٍ دَحُول، وَذَلِكَ أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ لَا لِجَرِيرٍ، قَالَ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ يَصْهَلْنَ. والبائنةُ: البئرُ البعيدةُ الْقَعْرِ الْوَاسِعَةُ، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عَنْ جرابِها كَثِيرًا. وأَبانَ الدَّلوَ عَنْ طَيِّ الْبِئْرِ: حادَ بِهَا عَنْهُ لِئَلَّا يُصيبَها فَتَنْخَرِقُ؛ قَالَ: دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بِي مَنينُها، ... لَمْ تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وَتَقُولُ: هُوَ بَيْني وبَيْنَه، وَلَا يُعْطَفُ عليه إلا

_ (1). قوله [وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ أي تطليقة إلخ] هكذا بالأَصل، ولعل فيه سقطاً (2). قوله [إرنانها ذوات إلخ] كذا بالأَصل. وفي التكملة: والبيت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كَأَنَّهَا تَصْهِلُ مِنْ آبَارِ بوائن لسعة أجوافها إلخ. وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين

بِالْوَاوِ لأَنه لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اثْنَيْنِ، وَقَالُوا: بَيْنا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ حَدَثَ كَذَا؛ قَالَ أَنشده سِيبَوَيْهِ: فبَيْنا نَحْنُ نَرْقُبُه، أَتانا ... مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ إِنَّمَا أَراد بَيْنَ نَحْنُ نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الْفَتْحَةَ فحدَثتْ بَعْدَهَا أَلفٌ، فإِن قِيلَ: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الَّذِي هُوَ بَيْن، وَقَدْ عَلِمْنَا أَن هَذَا الظرفَ لَا يُضَافُ مِنَ الأَسماء إِلَّا لِمَا يدلُّ عَلَى أَكثر مِنَ الْوَاحِدِ أَو مَا عُطف عَلَيْهِ غَيْرُهُ بِالْوَاوِ دُونَ سَائِرِ حُرُوفِ الْعَطْفِ نَحْوَ المالُ بينَ القومِ والمالُ بَيْنَ زيدٍ وَعَمْرٍو، وقولُه نَحْنُ نرقُبُه جملةٌ، وَالْجُمْلَةُ لَا يُذْهَب لَهَا بَعْدَ هَذَا الظرفِ؟ فالجواب: أَن هاهنا وَاسِطَةً محذوفةٌ وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ بينَ أَوقاتِ نَحْنُ نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بَيْنَ أَوقات رَقْبَتِنا إِيَّاهُ، والجُمَلُ مِمَّا يُضافُ إِلَيْهَا أَسماءُ الزَّمَانِ نَحْوَ أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك، ثُمَّ إِنَّهُ حُذِفَ المضافُ الَّذِي هُوَ أَوقاتٌ ووَليَ الظَّرْفُ الَّذِي كَانَ مُضَافًا إِلَى الْمَحْذُوفِ الْجُمْلَةُ الَّتِي أُقيمت مُقامَ الْمُضَافِ إِلَيْهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ؛ أَي أَهلَ الْقَرْيَةِ، وَكَانَ الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إِذَا صلَح فِي مَوْضِعِهِ بَيْنَ ويُنشِد قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ بِالْكَسْرِ: بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه، ... يَوْمًا، أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ مَا بعدَ بَيْنا وبَيْنَما عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ، وَالَّذِي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها «1». قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ومثلُه فِي جَوَازِ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ بَعْدَهَا قولُ الْآخَرِ: كُنْ كيفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ، ... لَا مَزْحَلٌ عَنْهُ وَلَا فَوْتُ بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ، ... زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ تأْتي إذْ فِي جَوَابِ بَيْنَا كَمَا قَالَ حُمَيْد الأَرقط: بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِه، ... إِذِ انْتَمَى الدَّهْرُ إِلَى عِفْراتِه وَقَالَ آخَرُ: بيْنا كَذَلِكَ، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ ... تَسْبي وتَقْتُل، حَتَّى يَسْأَمَ الناسُ وَقَالَ الْقُطَامِيُّ: فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي ... عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذَا خَتْر قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ يدلُّ عَلَى فسادِ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ إنَّ إِذْ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي جَوَابِ بَيْنما بِزِيَادَةِ مَا، وَهَذِهِ بعدَ بَيْنا كَمَا تَرَى؛ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ هَذَا الْقَوْلِ أَنه قَدْ جَاءَ بَيْنما وَلَيْسَ فِي جَوَابِهَا إِذْ كَقَوْلِ ابْنِ هَرْمة فِي بَابِ النَّسيبِ مِنَ الحَماسةِ: بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ ... سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا خطَرَتْ خَطْرةٌ عَلَى القلبِ من ذكراكِ ... وهْناً، فَمَا استَطَعتُ مُضِيّاً وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَعشى: بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبَّةِ ... سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ، رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حَتَّى ... عادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي دُوَادٍ: بَيْنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ رائعُ ... حَتْفٍ لَمْ يَخْشَ مِنْهُ انْبِعاقَهْ وَفِي الْحَدِيثِ: بَيْنا نَحْنُ عِنْدَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى الله

_ (1). قوله: [والذي ينشد إلى وبخفضها؛ هكذا في الأَصل، ولعل في الكلام سقطاً

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَهُ رجلٌ ؛ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ، فأُشبِعتْ الْفَتْحَةُ فَصَارَتْ أَلفاً، وَيُقَالُ بَيْنا وبَيْنما، وَهُمَا ظَرْفَا زمانٍ بِمَعْنَى المفاجأَة، ويُضافان إِلَى جُمْلَةٍ مِنْ فعلٍ وفاعلٍ ومبتدإٍ وَخَبَرٍ، ويحْتاجان إِلَى جَوَابٍ يَتِمُّ بِهِ الْمَعْنَى، قَالَ: والأَفصَح فِي جَوَابِهِمَا أَن لَا يكون فيه إذا وَإِذَا، وَقَدْ جَاءَا فِي الْجَوَابِ كَثِيرًا، تَقُولُ: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عَلَيْهِ عمرٌو، وَإِذْ دخَل عَلَيْهِ، وَإِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الحُرَقة بِنْتِ النُّعمان: بَيْنا نَسوسُ الناسَ، والأَمرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نحنُ فِيهِمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً ؛ فَإِنَّ الزَّجَّاجَ قَالَ: مَعْنَاهُ جَعَلَنَا بينَهم مِنَ الْعَذَابِ مَا يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ أَي تواصُلهم فِي الدُّنْيَا مَوْبقاً لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَي هُلْكاً، وَتَكُونُ بَيْن صِفَةً بِمَنْزِلَةِ وسَط وخِلال. الْجَوْهَرِيُّ: وبَيْن بِمَعْنَى وسْط، تَقُولُ: جلستُ بينَ الْقَوْمِ، كَمَا تَقُولُ: وسْطَ الْقَوْمِ، بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ ظرفٌ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا أَعرَبْتَه؛ تَقُولُ: لَقَدْ تقطَّع بينُكم، بِرَفْعِ النُّونِ، كَمَا قَالَ أَبو خِراش الهُذلي يَصِفُ عُقاباً: فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ، ... فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا الجبُوب: وَجْهُ الأَرض. الأَزهري فِي أَثناء هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: رُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ الْكَوَاكِبُ البَبانيات «1». هِيَ الَّتِي لَا يَنزِلها شمسٌ وَلَا قمرٌ إِنَّمَا يُهْتَدى بِهَا فِي البرِّ وَالْبَحْرِ، وَهِيَ شَامِيَّةٌ، ومَهَبُّ الشَّمالِ مِنْهَا، أَوَّلها القُطْب وَهُوَ كوكبٌ لَا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ القُطب، وَفِيهِ بَنات نعْشٍ الصُّغْرَى، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سَمِعْتُ المبرَّد يَقُولُ إِذَا كَانَ الِاسْمُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ بَيْنا اسْمًا حَقِيقِيًّا رفَعته بِالِابْتِدَاءِ، وَإِنْ كَانَ اسْمًا مَصْدَرِيًّا خفضْتَه، وَيَكُونُ بَيْنا فِي هَذَا الْحَالِ بِمَعْنَى بينَ، قَالَ: فسأَلت أَحمد بْنَ يَحْيَى عَنْهُ وَلَمْ أُعلِمْه قَائِلَهُ فَقَالَ: هَذَا الدرُّ، إِلَّا أَنَّ مِنَ الْفُصَحَاءِ مَنْ يَرْفَعُ الِاسْمَ الَّذِي بَعْدَ بَينا وَإِنْ كَانَ مَصْدَرِيًّا فيُلحقه بِالِاسْمِ الْحَقِيقِيِّ؛ وأَنشد بَيْتًا لِلْخَلِيلِ بْنِ أَحمد: بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه، ... ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وَجَائِزٌ: وبهْجَتُه، قَالَ: وأَما بَيْنما فالاسمُ الَّذِي بَعْدَهُ مرفوعٌ، وَكَذَلِكَ الْمَصْدَرُ. ابْنُ سِيدَهْ: وبَيْنا وَبَيْنَمَا مِنْ حُرُوفِ الِابْتِدَاءِ، وَلَيْسَتِ الأَلف فِي بَيْنا بصلةٍ، وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فَصَارَتْ أَلفاً، وَبَيْنَمَا بَين زِيدت عَلَيْهِ مَا، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَهَذَا الشَّيْءُ بَينَ بَينَ أَي بَيْنَ الجيِّد والرَّديء، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلا وَاحِدًا وبُنيا عَلَى الْفَتْحِ، وَالْهَمْزَةُ المخفَّفة تُسَمَّى هَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ؛ وَقَالُوا: بَين بَين، يُرِيدُونَ التَّوَسُّط كَمَا قَالَ عَبيد بْنُ الأَبرص: نَحْمي حَقيقَتَنا، وَبَعْضُ ... القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا وَكَمَا يَقُولُونَ: هَمْزَةٌ بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وَبَيْنَ حَرْفِ اللِّينِ، وَهُوَ الْحَرْفِ الَّذِي مِنْهُ حركتُها إِنْ كَانَتْ مَفْتُوحَةً، فَهِيَ بَيْنَ الْهَمْزَةِ والأَلف مِثْلُ سأَل، وَإِنْ كَانَتْ مَكْسُورَةً فَهِيَ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ مِثْلُ سَئِمَ، وَإِنْ كَانَتْ مَضْمُومَةً فَهِيَ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْوَاوِ مِثْلُ لَؤُم، إِلَّا أَنها لَيْسَ لَهَا تمكينُ الْهَمْزَةِ الْمُحَقَّقَةِ، وَلَا تقَعُ الهمزةُ الْمُخَفَّفَةُ أَبداً أَوَّلًا لقُرْبِها بالضَّعْف مِنَ السَّاكِنِ، إِلَّا أَنها وَإِنْ كَانَتْ قَدْ قرُبَت مِنَ السَّاكِنِ وَلَمْ يَكُنْ لَهَا تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي

_ (1). وردت في مادة بين [البابانيات] تبعاً للأَصل، والصواب ما هنا

متحرِّكة فِي الْحَقِيقَةِ، فَالْمَفْتُوحَةُ نَحْوُ قَوْلِكَ فِي سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نَحْوُ قَوْلِكَ فِي سَئِمَ سَئِمَ، وَالْمَضْمُومَةُ نَحْوُ قَوْلِكَ فِي لؤُم لؤُم، وَمَعْنَى قَوْلِ سِيبَوَيْهِ بَيْنَ بَيْنَ أَنها ضَعِيفَةٌ لَيْسَ لَهَا تمكينُ المحقَّقة وَلَا خُلوصُ الْحَرْفِ الَّذِي مِنْهُ حركتُها، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَسُمِّيَتْ بَينَ بينَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بَيْتَ عَبِيدِ بْنِ الأَبرص: وَبَعْضُ القومِ يَسْقُطُ بَيْنَ بَيْنَا أَي يَتَسَاقَطُ ضَعيفاً غَيْرَ معتدٍّ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ السِّيرَافِيُّ كأَنه قَالَ بَينَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كأَنه رجلٌ يَدْخُلُ بينَ فَرِيقَيْنِ فِي أَمرٍ مِنَ الأُمور فيسقُطُ وَلَا يُذْكَر فِيهِ؛ قَالَ الشَّيْخُ: وَيَجُوزُ عِنْدِي أَن يُرِيدَ بينَ الدُّخُولِ فِي الْحَرْبِ والتأَخر عَنْهَا، كَمَا يُقَالُ: فُلَانُ يُقَدِّم رِجْلًا ويُؤَخر أُخرى. ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثُمَّ أَمسكتَ عَنْهُ ثُمَّ أَتيته؛ وَقَوْلُهُ: وَمَا خِفْتُ حَتَّى بَيَّنَ الشربُ والأَذى ... بِقانِئِه، إِنِّي مِنَ الحيِّ أَبْيَنُ أَي بَائِنُ. والبَيانُ: مَا بُيِّنَ بِهِ الشيءُ مِنَ الدَّلَالَةِ وغيرِها. وبانَ الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فَهُوَ بَيِّنٌ، وَالْجَمْعُ أَبْيِناءُ، مِثْلُ هَيِّنٍ وأَهْيِناء، وَكَذَلِكَ أَبانَ الشيءُ فَهُوَ مُبينٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها، ... لأَبانَ مِنْ آثارِهِنَّ حُدورُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَالْجَمْعُ أَبْيِناء مِثْلُ هيِّن وأَهْيِناء، قَالَ: صَوَابُهُ مِثْلُ هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه مِنَ الهَوانِ. وأَبَنْتُه أَنا أَي أَوْضَحْتُه. واستَبانَ الشيءُ: ظهَر. واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَر، وتَبيَّنْتهُ أَنا، تتعدَّى هَذِهِ الثلاثةُ وَلَا تَتَعَدَّى. وَقَالُوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ* ، بِكَسْرِ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِهَا، بِمَعْنَى مُتبيِّنات، وَمَنْ قرأَ مُبَيَّنات بِفَتْحِ الْيَاءِ فَالْمَعْنَى أَن اللَّهَ بَيَّنَها. وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وَقَالَ ابْنُ ذَريح: وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى ... شُحوباً، وتَعْرى مِنْ يَدَيه الأَشاحم «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ، وَيُرْوَى: تُبَيِّن بِالْفَتَى شُحوب. والتَّبْيينُ: الإِيضاح. والتَّبْيين أَيضاً: الوُضوحُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إلَّا الأَوارِيّ لأْياً مَا أُبَيِّنُها، ... والنُّؤْيُ كالحَوض بِالْمَظْلُومَةِ الجلَد يَعْنِي أَتَبيَّنُها. والتِّبْيان: مصدرٌ، وَهُوَ شاذٌّ لأَن الْمَصَادِرَ إِنَّمَا تَجِيءُ عَلَى التَّفْعال، بِفَتْحِ التَّاءِ، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، وَلَمْ يجيءْ بِالْكَسْرِ إِلَّا حَرْفَانِ وَهْمَا التِّبْيان والتِّلقاء. وَمِنْهُ حَدِيثُ آدَمَ وَمُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فِيهَا تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وَهُوَ مَصْدَرٌ قَلِيلٌ لأَن مصادرَ أَمثاله بِالْفَتْحِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ ؛ يُرِيدُ النِّسَاءَ أَي الأُنثى لَا تَكَادُ تَسْتَوفي الحجةَ وَلَا تُبينُ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: إِنَّ المرأَة لَا تَكَادُ تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عَلَيْهَا، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ يَعْنِي بِهِ الأَصنام، والأَوّل أَجود. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ؛ أَي ظَاهِرَةٍ مُتَبيِّنة. قَالَ ثَعْلَبٌ: يَقُولُ إِذَا طلَّقها لَمْ يحِلّ لَهَا أَن تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ، وَلَا أَن يُخْرجها هُوَ إِلَّا بحَدٍّ

_ (1). قوله [الأَشاحم] هكذا في الأَصل

يُقام عَلَيْهَا، وَلَا تَبينُ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي طُلِّقت فِيهِ حَتَّى تَنْقَضِيَ الْعِدَّةُ ثُمَّ تخرُج حَيْثُ شَاءَتْ، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه؛ وَرَوِيَ بَيْتُ ذِي الرُّمَّةِ: تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً، ... كَمَا بَيَّنْتَ فِي الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها، وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: تُبيِّن نِسبةُ، بِالرَّفْعِ، عَلَى قَوْلِهِ قَدْ بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينين. وَيُقَالُ: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فَهُوَ بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إِبَانَةً، فَهُوَ مُبينٌ، بِمَعْنَاهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ* ؛ أَي وَالْكِتَابِ البَيِّن، وَقِيلَ: مَعْنَى الْمُبِينِ* الَّذِي أَبانَ طُرُقَ الْهُدَى مِنْ طُرُقِ الضَّلَالَةِ وأَبان كلَّ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ الأُمّة؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بانَ الشيءُ وأَبانَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فَمَعْنَى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ مِنَ الْبَاطِلِ والحلالَ مِنَ الْحَرَامِ، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَكُونُ الْمُسْتَبِينُ أَيضاً بِمَعْنَى المُبين. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والاسْتِبانةُ يَكُونُ واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إِذَا تأَملتَه حَتَّى تَبيَّن لَكَ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ؛ الْمَعْنَى ولتستبينَ أَنت يَا مُحَمَّدُ سبيلَ الْمُجْرِمِينَ أَي لتزدادَ استِبانة، وإِذا بانَ سبيلُ الْمُجْرِمِينَ فَقَدْ بَانَ سَبِيلُ الْمُؤْمِنِينَ، وأَكثرُ القراء قرؤُوا: وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ؛ والاسْتبانة حينئذٍ يَكُونُ غَيْرَ وَاقِعٍ. وَيُقَالُ: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وَقَدْ تبيَّنَ الأَمرُ يَكُونُ لازِماً وواقِعاً، وَكَذَلِكَ بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ وَمُتَعَدٍّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ؛ أَي بُيِّن لَكَ فِيهِ كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك مِنْ أَمر الدِّين، وَهَذَا مِنَ اللَّفْظِ العامِّ الَّذِي أُريد بِهِ الخاصُّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بِكَسْرِ التَّاءِ، وتِفْعالٌ بِكَسْرِ التَّاءِ يَكُونُ اسْمًا، فأَما الْمَصْدَرُ فإِنه يَجِيءُ عَلَى تَفْعال بِفَتْحِ التَّاءِ، مِثْلُ التَّكْذاب والتَّصْداق وَمَا أَشبهه، وَفِي الْمَصَادِرِ حَرْفَانِ نَادِرَانِ: وَهُمَا تِلْقاء الشَّيْءِ والتِّبْيان، قَالَ: وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَلا إنَّ التَّبيين مِنَ اللَّهِ والعَجَلة مِنَ الشَّيْطَانِ فتبيَّنُوا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ التَّبْيين التثبُّتُ فِي الأَمر والتَّأَني فِيهِ، وَقُرِئَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ، وَقُرِئَ: فتثبَّتوا ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ، وفتَثبَّتُوا ؛ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ: الْكِتابِ الْمُبِينِ* ، قَالَ: وَهُوَ التِّبيان، وَلَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ إِنَّمَا هُوَ بناءٌ عَلَى حِدَةٍ، وَلَوْ كَانَ مَصْدَرًا لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بيَّنْتُ كَالْغَارَةِ مِنْ أَغَرْت. وَقَالَ كُرَاعٍ: التِّبيان مصدرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا التِّلقاء، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَبَيْنَهُمَا بَينٌ أَي بُعْد، لُغَةٌ فِي بَوْنٍ، وَالْوَاوُ أَعلى، وَقَدْ بانَه بَيْناً. والبَيانُ: الْفَصَاحَةُ واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح. والبَيان: الإِفصاح مَعَ ذَكَاءٍ. والبَيِّن مِنَ الرِّجَالِ: الْفَصِيحُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: البَيِّن مِنَ الرِّجَالِ السَّمْح اللِّسَانِ الْفَصِيحُ الظَّرِيفُ الْعَالِي الْكَلَامِ الْقَلِيلُ الرتَج. وفلانٌ أَبْيَن مِنْ فُلَانٍ أَي أَفصح مِنْهُ وأَوضح كَلَامًا. وَرَجُلٌ بَيِّنٌ: فَصِيحٌ، وَالْجَمْعُ أَبْيِناء، صحَّت الْيَاءُ لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا؛ وأَنشد شَمِرٌ: قَدْ يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ، ويَلْتَئي ... عَلَى البَيِّنِ السَّفّاكِ، وَهُوَ خَطيبُ قَوْلُهُ يَلتئي أَي يُبْطئ، مِنَ اللأْي وَهُوَ الإِبطاء. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهِ أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان

فكميِّت وأَموات، قَالَ سِيبَوَيْهِ: شَبَّهوا فَيْعِلًا بِفَاعِلٍ حِينَ قَالُوا شَاهِدٌ وأَشهاد، قَالَ: وَمِثْلُهُ، يَعْنِي ميِّتاً وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فَنَادِرٌ، والأَقيَس فِي ذَلِكَ جمعُه بِالْوَاوِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. رَوَى ابنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِنّ مِنَ الْبَيَانِ لسِحْراً وإِنّ مِنَ الشِّعر لحِكَماً ؛ قَالَ: البَيان إِظْهَارُ الْمَقْصُودِ بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مَعَ اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِن الرجُلَ يكونُ عَلَيْهِ الحقُّ، وَهُوَ أَقْوَمُ بحُجَّتِه مِنْ خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إِلَى نَفْسِه، لأَن مَعْنَى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ فِي عَيْنِ الإِنسانِ وَلَيْسَ بِقَلْبِ الأَعيانِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنه يَبْلُغ مِنْ بَيانِ ذِي الْفَصَاحَةِ أَنه يَمْدَح الإِنسانَ فيُصدَّق فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ القلوبَ إِلَى قولِه وحُبِّه، ثُمَّ يذُمّه فيُصدّق فِيهِ حَتَّى يَصْرِفَ القلوبَ إِلَى قَوْلِهِ وبُغْضِهِ، فكأَنه سَحَرَ السَّامِعِينَ بِذَلِكَ، وَهُوَ وَجْهُ قَوْلِهِ: إِن مِنَ البيانِ لسِحْراً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي أُمامة: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان مِنَ الإِيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ مِنَ النِّفاق ؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وَهُوَ الفُحْشُ فَظَاهِرٌ، وأَما البيانُ فَإِنَّمَا أَراد مِنْهُ بِالذَّمِّ التعمُّق فِي النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فِيهِ عَلَى النَّاسِ وكأَنه نوعٌ مِنَ العُجْب والكِبْرِ، وَلِذَلِكَ قَالَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ الْبَيَانِ ، لأَنه لَيْسَ كلُّ البيانِ مَذْمُومًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ ؛ قِيلَ إِنه عنى بالإِنسان هاهنا النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، عَلَّمَهُ الْبَيانَ أَي علَّمه القرآنَ الَّذِي فِيهِ بيانُ كلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: الإِنسانُ هَنَا آدمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَيَجُوزُ فِي اللُّغَةِ أَن يَكُونَ الإِنسانُ اسْمًا لِجِنْسِ النَّاسِ جَمِيعًا، وَيَكُونُ عَلَى هَذَا علَّمَه البيانَ جعَله مميِّزاً حَتَّى انْفَصَلَ الإِنسانُ ببيَانِه وَتَمْيِيزِهِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. وَيُقَالُ: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بَعِيدٌ؛ قَالَ أَبو مَالِكٍ: البَيْنُ الفصلُ «2». بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، يَكُونُ إِمَّا حَزْناً أَو بقُرْبه رَمْلٌ، وبينَهما شيءٌ لَيْسَ بحَزنٍ وَلَا سهلٍ. والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يُقَالُ: بَانَهُ يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما فِي البُعْد فَيُقَالُ: إِنَّ بَيْنَهُمَا لَبَيْناً لَا غَيْرَ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَولُ مَا يُبِينُ عَلَى أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عَلَيْهِ. ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وَامْتَدَّتْ عراجِينُها وَطَالَتْ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لحَبيب القُشَيْري: مِنْ كُلِّ بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها ... عَنْهَا، وحاضنةٍ لَهَا مِيقارِ قَوْلُهُ: تَبينُ عذوقَها يَعْنِي أَنها تَبين عذوقَها عَنْ نَفْسِهَا. والبائنُ والبائنةُ مِنَ القِسِيِّ: الَّتِي بانتْ مِنْ وتَرِها، وَهِيَ ضِدُّ البانِية، إِلَّا أَنها عَيْبٌ، والباناةُ مقلوبةٌ عَنِ البانِية. الْجَوْهَرِيُّ: البائنةُ القوسُ الَّتِي بَانَتْ عَنْ وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ مِنْ وَتَرِها حَتَّى كَادَتْ تلْصَق بِهِ فَهِيَ البانيةُ، بِتَقْدِيمِ النُّونِ؛ قَالَ: وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ. والباناةُ: النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاهُ السُّكَّريّ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ. وَلِلنَّاقَةِ حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة مِنَ الْجَانِبِ الأَيمن، والآخرُ يحلُب مِنَ الْجَانِبِ الأَيْسر، وَالَّذِي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، وَالَّذِي يُمْسِك يسمَّى البائنَ. والبَيْنُ: الْفِرَاقُ. التَّهْذِيبُ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ، وَقِيلَ: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فَهُوَ أَعلم بِهِ مِمَّنْ لم يُمارِسْه، قال:

_ (2). قوله [البين الفصل إلخ] كذا بالأَصل

وَالْبَائِنُ الَّذِي يقومُ عَلَى يَمِينِ النَّاقَةِ إِذَا حلبَها، وَالْجَمْعُ البُيَّنُ، وَقِيلَ: البائنُ والمُسْتَعْلي هُمَا الْحَالِبَانِ اللَّذَانِ يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، وَالْآخَرُ مُحْلِب، والمُعينُ هُوَ المُحْلِب، وَالْبَائِنُ عَنْ يَمِينِ النَّاقَةِ يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الَّذِي عَنْ شِمالها، وَهُوَ الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إِلَيْهِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ، ... مِنَ الحالبَيْنِ، بأَن لَا غِرارا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والبائنُ الَّذِي يأْتي الحلوبةَ مِنْ قِبَل شِمَالِهَا، والمُعَلِّي الَّذِي يأْتي مِنْ قِبل يَمِينِهَا. والبِينُ، بِالْكَسْرِ: القطعةُ مِنَ الأَرض قَدْرُ مَدِّ الْبَصَرِ مِنَ الطَّرِيقِ، وَقِيلَ: هُوَ ارتفاعٌ فِي غِلَظٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَصْلُ بَيْنَ الأَرْضَيْن. والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قَالَ الْبَاهِلِيُّ: المِيلُ قدرُ مَا يُدْرِكُ بَصَرُهُ مِنَ الأَرض، وفَصْلٌ بَيْنَ كُلِّ أَرْضَيْن يُقَالُ لَهُ بِينٌ، قَالَ: وَهِيَ التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ: لَمْ تَسْرِ لَيْلى وَلَمْ تَطْرُقْ لحاجتِها، ... مِنْ أَهلِ رَيْمانَ، إِلَّا حَاجَةً فِينَا بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ بِهِ، ... أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا «1» . ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إِلَى ابْنَةِ الْبِكْرِيِّ صَاحِبَةِ الْخَيَالِ، قَالَ: وَالتَّذْكِيرُ أَصْوَبُ. وَيُقَالُ: سِرْنا مِيلًا أَي قَدْرَ مَدِّ البَصَرِ، وَهُوَ البِينُ. وبِينٌ: موضعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْحِيرَةِ. ومُبِينٌ: مَوْضِعٌ أَيضاً، وَقِيلَ: اسمُ ماءٍ؛ قَالَ حَنْظلةُ بْنُ مُصَبَّحٍ: يَا رِيَّها اليومَ عَلَى مُبِينِ، ... عَلَى مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التَّارِكِ المَخاضَ كالأُرومِ، ... وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ جَمَعَ بَيْنَ النُّونِ وَالْمِيمِ، وَهَذَا هُوَ الإِكْفاء؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ جَائِزٌ للمطْبوع عَلَى قُبْحِه، يَقُولُ: يَا رِيَّ نَاقَتِي عَلَى هَذَا الْمَاءِ، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النِّدَاءِ وَهُوَ تعجُّب. وبَيْنونةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: يَا رِيحَ بَيْنونةَ لَا تَذْمِينا، ... جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا «2» . وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما فِي شِقِّ بَنِي سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين. التَّهْذِيبُ: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ. وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: عَدَن أَبْيَن، وَقَالَ: أَبْيَن مَوْضِعٌ، ومثَّل سِيبَوَيْهِ بأَبْيَن وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَقِيلَ: عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ عَلَى سيفِ الْبَحْرِ ناحيةَ الْيَمَنِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ يُنْسَبُ إِلَيْهِ عَدَن، يُقَالُ: عَدَنُ أَبْيَنَ. والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول فِي اسْتِواءٍ مِثْلُ نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وَلَيْسَ لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ: مِنَ العِضاه البانُ، وَلَهُ هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وَيَنْبُتُ فِي الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إِلَّا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، وَلَهَا حبٌّ وَمِنْ ذَلِكَ الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ. التَّهْذِيبُ: البانةُ شجرةٌ لَهَا ثَمَرَةٌ تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطِّيب، ثُمَّ يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وَجَمْعُهَا البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ النَّاعِمَةَ ذاتَ الشِّطاطِ بِهَا فَقِيلَ: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم:

_ (1). قوله [بسرو] قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير (2). قوله [بألوان] في ياقوت: بأرواح

حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بِهَا، ... كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَينا عَلَى أَلف البانِ بِالْيَاءِ، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنًا لغلبةِ (ب ي ن) عَلَى (ب ون). تأن: أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَغَرَّكَ يَا مَوْصولُ، مِنْهَا ثُمالةٌ ... وبَقْلٌ بأَكنافِ الغُرَيِّ تُؤَانُ قَالَ: أَراد تُؤَامُ فأَبدل، هَذَا قَوْلَهُ، قَالَ: وأَحسن مِنْهُ أَن يَكُونَ وَضْعاً لَا بَدَلًا، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ هَذَا إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَقَوْلُهُ: يَا موصولُ إِما أَن يَكُونَ شَبَّهه بِالْمَوْصُولِ مِنَ الْهَوَامِّ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ اسمَ رَجُلٍ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: تتَاءَنَ الرجلُ الصيدَ إذا جاءَه مِنْ هُنَا مَرَّةً وَمِنْ هُنَا مَرَّةً أُخرى، وَهُوَ ضرْبٌ مِنَ الْخَدِيعَةِ؛ قَالَ أَبو غَالِبٍ المَعْنِيّ: تتَاءَنَ لِي بالأَمرِ مِنْ كُلِّ جانبٍ ... ليَصْرِفَني عَمَّا أُرِيدُ كَنود. تبن: التِّبْنُ: عَصيفة الزَّرْع مِنَ البُرِّ وَنَحْوِهِ مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ تِبْنة، والتَّبْنُ: لُغَةٌ فِيهِ. والتَّبْنُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرُ تَبَنَ الدابةَ يَتْبِنُها تَبْناً عَلَفَها التِّبْنَ. وَرَجُلٌ تَبّانٌ: يَبيع التِّبْنَ، وَإِنْ جعلتَه فَعْلانَ مِنَ التَّبّ لَمْ تصْرِفْه. والتِّبْنُ، بِكَسْرِ التَّاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ: أَعظم الأَقْداحِ يكادُ يُرْوي الْعِشْرِينَ، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ الَّذِي لَمْ يُتَنَوَّق فِي صَنْعَتِه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَغَيْرُهُ: ترتيبُ الأَقداحِ الغُمَر، ثُمَّ القَعْب يُرْوي الرَّجُلَ، ثُمَّ القَدَحُ يُرْوي الرَّجلين، ثُمَّ العُسُّ يُروي الثلاثةَ والأَربعة، ثُمَّ الرَّفْد، ثُمَّ الصَّحْن مُقَارِبُ التِّبْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ حَمْزَةُ الأَصفهاني بَعْدَ الصَّحْن ثُمَّ المعْلَق، ثُمَّ العُلْبة، ثُمَّ الجَنْبَة، ثُمَّ الحَوْأَبةُ، قَالَ: وَهِيَ أَنْكَرُها، قَالَ: وَنَسَبَ هَذِهِ الْفُرُوقَ إِلَى الأَصمعي. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَعَدِيكَرِبَ: أَشْرَبُ التِّبْنَ مِنَ اللَّبَن. والتَّبَانةُ: الطَّبانةُ والفِطْنة والذَّكاءُ. وتَبِنَ لَهُ تَبَناً وتَبانةً وتَبانِيَةً: طَبِنَ، وَقِيلَ: التَّبَانةُ فِي الشَّرِّ، والطَّبَانةُ فِي الْخَيْرِ. وَفِي حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الْحَامِلِ المتوفَّى عَنْهَا زوجُها إِنه يُنْفَقُ عَلَيْهَا مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ حَتَّى تَبَّنْتُم مَا تَبَّنْتُم ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أُراها خَلَّطْتُم، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ التَّبانة والطَّبانةِ، وَمَعْنَاهُمَا شدَّةُ الفِطْنةِ ودِقَّةُ النَّظَرِ، وَمَعْنَى قَوْلِ سَالِمٍ تَبَّنْتُمْ أَي أَدْقَقْتُمْ النَّظَرَ فقُلْتُم إِنَّهُ يُنْفَقُ عَلَيْهَا مِنْ نَصِيبِهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: طَبِنَ لَهُ، بِالطَّاءِ، فِي الشرِّ، وتَبِنَ لَهُ فِي الْخَيْرِ؛ فجعَل الطَّبانة فِي الخَديعةِ والاغْتِيال، والتَّبانةَ فِي الْخَيْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُمَا عِنْدَ الأَئمة واحدٌ، وَالْعَرَبُ تُبْدِلُ الطاءَ تَاءً لقُرْب مَخرَجِهما، قَالُوا: مَتَّ ومَطَّ إِذَا مَدَّ، وطَرَّ وتَرَّ إِذَا سَقَطَ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّبَنُ إِنَّمَا هُوَ اللُّؤْمُ والدِّقَّة، والطَّبَنُ العِلْمُ بالأُمور والدَّهاءُ والفِطنة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا ضدُّ الأَول. وَرُوِيَ عَنِ الْهَوَازِنِيِّ أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ اشْغَلْ عَنَّا أَتبانَ الشُّعَرَاءِ، قَالَ: وَهُوَ فِطْنَتهم لِمَا لَا يُفطَنُ لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وتَبِنَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَتْبَنُ تَبَناً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي صارَ فَطِناً؛ فَهُوَ تَبِنٌ أَي فَطِنٌ دقيقُ النَّظَرِ فِي الأُمور، وَقَدْ تَبَّنَ تَتْبيناً إِذَا أَدَقَّ النظرَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِي الْحَدِيثِ أَن الرجلَ لَيَتكلَّم بالكلمةِ يُتَبِّنُ فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ عِنْدِي إِغْماضُ الْكَلَامِ وتَدقيقُه فِي الجدلِ وَالْخُصُومَاتِ

فِي الدِّين؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعاذٍ: إِياكم ومُغَمَّضاتِ [مُغَمِّضاتِ] «1». الأُمور. وَرَجُلٌ تَبِنٌ بَطِنٌ: دقيقُ النَّظَرِ فِي الأُمور فَطِنٌ كالطَّبِن، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن التَّاءَ بَدَلٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو سَعِيدِ السِّيرَافِيُّ تَبِنَ الرجلُ انْتفخ بَطْنُه، ذكَره عِنْدَ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ. وبَطِنَ بَطَناً، فَهُوَ بَطِنٌ، وتَبِنَ تَبَناً فَهُوَ تَبِنٌ، فقرَنَ تَبِنَ ببَطِنَ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ سِيبَوَيْهِ بتَبِنَ «2» امتَلأَ بطنُه لأَنه ذَكَرَهُ بَعْدَهُ، وبَطِنَ بَطَناً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا الْفِطْنَةَ، قَالَ: والتَّبِنُ الَّذِي يَعْبَثُ بيدِه فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ رِدَاءً مُتَبَّناً بالزَّعْفَرانِ أَي يُشْبه لَوْنُهُ لونَ التِّبْنِ. والتُّبَّان، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: سَراويلُ صغيرٌ مقدارُ شبْر يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ المغلَّظة فَقَطْ، يَكُونُ للملَّاحينَ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّارٍ: أَنه صَلَّى فِي تُبّانٍ فَقَالَ إِنِّي مَمْثونٌ أَي يَشْتَكِي مَثانَتَه، وَقِيلَ: التُّبّانُ شِبْهُ السَّراويلِ الصَّغِيرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: صَلَّى رَجُلٌ فِي تُبّانٍ وَقَمِيصٍ ، تذكِّره الْعَرَبُ، وَالْجَمْعُ التَّبابِين. وتُبْنَى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: عَفا رابغٌ مِنْ أَهلِه فالظَّواهِرُ، ... فأَكنافُ تُبْنَى قَدْ عَفَتْ، فالأَصافِرُ. ترن: تُرْنَى: المرأَةُ الْفَاجِرَةُ، فِيمَنْ جَعَلَهَا فُعْلى، وَقَدْ قِيلَ: إِنها تُفْعَل مِنَ الرُّنُوّ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فإِنَّ ابنَ تُرْنَى، إِذَا جِئْتُكم، ... يُدافِعُ عَنِّيَ قَوْلًا بَرِيحا قَوْلُهُ: قَوْلًا بَرِيحًا أَي يُسْمِعُنِي بمُشْتَقِّه «3» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الأَحْوَل ابْنُ تُرْنَى اللئيمُ، وَكَذَا قَالَ فِي ابْنِ فَرْتَنَى. قَالَ ثَعْلَبٌ: ابْنُ تُرْنَى وَابْنُ فَرْتَنَى أَي ابْنُ أَمة. ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ للأَمةِ تُرْنَى وفَرْتَنَى، وَتَقُولُ لِوَلَدِ البَغيّ: ابْنُ تُرْنَى وَابْنُ فَرْتَنَى؛ قَالَ صَخْرٌ الْغَيُّ: فإنَّ ابنَ تُرْنَى، إِذَا جِئتُكم، ... أَراه يُدافِعُ قوْلًا عَنِيفَا أَي قَوْلًا غَيْرَ حسَنٍ؛ وَقَالَ عمروٌ ذُو الْكَلْبِ: تمَنّاني ابنُ تُرْنَى أَن يَراني، ... فغيْري مَا يُمَنَّى مِنَ الرِّجالِ . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ تُرْنَى مأْخوذاً مِنْ رُنِيَتْ تُرْنَى إِذَا أُديمَ النظرُ إليها. تعهن: فِي الْحَدِيثِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِتُعُهِّنَ وَهُوَ قائلٌ السُّقْيا ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هُوَ بِضَمِّ التَّاءِ وَالْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْهَاءِ، موضعٌ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِر التَّاءَ، قَالَ: وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَهُ بِكَسْرِ التَّاءِ وَسُكُونِ العين. تفن: ابْنُ الأَعرابي: التَّفْنُ الوَسَخُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَفَنَ الشيءَ طَرَدَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: حمَلَ فلانٌ عَلَى الْكَتِيبَةِ فَجَعَلَ يَتْفِنها أَي يَطْرُدها، وَيُرْوَى يَثْفِنُها أَي يَطْرُدها أَيضاً. تقن: التِّقْنُ: تُرْنوقُ البئرِ والدِّمَن، وَهُوَ الطينُ الرقيقُ يُخالطه حَمْأَة يخرُج مِنَ الْبِئْرِ، وَقَدْ تتَقَّنَتْ، وَاسْتَعْمَلَهُ بعضُ الأَوائل فِي تكَدُّر الدم ومُتكدِّره.

_ (1). قوله [ومغمضات] هكذا ضبط في بعض نسخ النهاية، وفي بعض آخر كمؤمنات وعليه القاموس وشرحه (2). قوله [وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ سيبويه بتبن إلخ] هكذا فيما بأيدينا من النسخ. (3). قوله [بمشتقه] أي بخصامه؛ كذا في بعض النسخ، وفي بعض آخر: بمشقة منه.

فصل التاء المثناة فوقها

والتِّقْنةُ: رُسابة الْمَاءِ وخُثارتُه. اللَّيْثُ: التِّقْنُ رُسابةُ الْمَاءِ فِي الرَّبيع، وَهُوَ الَّذِي يجيءُ بِهِ الماءُ مِنَ الخُثورةِ. والتِّقْنُ: الطِّينُ الَّذِي يذهَب عَنْهُ الْمَاءُ فيتشقَّقُ. وتَقَّنُوا أَرْضَهم: أَرْسَلوا فِيهَا الماءَ الخاثرَ لتجُودَ. والتَّقْنُ: بقيَّةُ الماءِ الكدِرِ فِي الْحَوْضِ. وَيُقَالُ: زَرَعْنا فِي تِقْنِ أَرضٍ طيِّبة أَو خبيثةٍ فِي تُرْبَتِها. والتِّقْنُ: الطبيعةُ. والفَصاحةُ مِنْ تِقْنِه أَي مِنْ سُوسِه وطَبْعِه. وأَتْقَنَ الشيءَ: أَحْكَمَه، وإتْقانُه إِحْكامُه. والإِتْقانُ: الإِحكامُ للأَشياء. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ . وَرَجُلٌ تِقْنٌ وتَقِن: مُتْقِنٌ للأَشياء حاذِقٌ. وَرَجُلٌ تِقْنٌ: وَهُوَ الحاضرُ المَنْطِق وَالْجَوَابِ. وتِقْنٌ: رجلٌ مِنْ عادٍ. وابنُ تِقْنٍ: رجلٌ. وتِقْنٌ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ جيِّدَ الرَّمي، يُضْرَب بِهِ الْمَثَلُ، وَلَمْ يَكُنْ يَسْقُط لَهُ سَهْم؛ وأَنشد فَقَالَ: لأَكْلةٌ مِنْ أَقِطٍ وسَمْنِ، ... وشَرْبتانِ مِنْ عَكيِّ الضأْنِ، أَلْيَنُ مَسّاً فِي حَوايا البَطْنِ ... مِنْ يَثرَبيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ، يَرْمي بِهَا أَرْمى مِنِ ابْنِ تِقْنِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَصل فِي التِّقْن ابنُ تِقْنٍ هَذَا، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ حَاذِقٍ بالأَشياء تِقْنٌ، وَمِنْهُ يُقَالُ: أَتْقَنَ فلانٌ عمَله إذا أَحْكَمَه؛ وأَنشد شَمِرٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دَبّاب «4». بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ السيِّد: أَهلكن طَسماً، وبَعْدَهمُ غَذِيّ بهم وذا جُدون ... «5» وأَهْلُ جاشٍ، وأَهلُ مَأْرِب، وحيّ لقن والتُّقون واليُسْر كَالْعُسْرِ، وَالْغِنَى كَالْعَدَمِ، وَالْحَيَاةُ كَالْمَنُونِ فَجَمَعَهُ عَلَى تُقونٍ لأَنه أَراد تِقْناً، ومَن انْتَسَبَ إِلَيْهِ. والتُّقونُ: مِنْ بَني تِقْن بْنِ عَادٍ، مِنْهُمْ عُمر بْنُ تِقْن، وكعْب بنِ تِقْن، وَبِهِ ضُرب الْمَثَلُ فَقِيلَ: أَرْمى مِنِ ابْنِ تِقْن. فصل التاء المثناة فوقها تكن: الأَزهري: وتُكْنَى مِنْ أَسماء النِّسَاءِ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ: خَيال تُكْنَى وخَيال تُكْتمَا قَالَ: أَحسبه مَنْ كُنيَتْ تُكْنَى وكُتِمَتْ تُكْتَم. تلن: التَّلُونةُ «6». والتُّلُنَّةُ: الحاجةُ. وَمَا فِيهِ تُلُنَّةٌ وتَلونةٌ أَي حَبْسٌ وَلَا تَرْدادٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: لَنَا قِبَلك تَلُنَّةٌ وتُلُنَّةٌ أَيضاً، بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّهَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَنَا فِيهِ تَلونةٌ أَي حاجةٌ. أَبو حَبَّانِ: التُّلانةُ الحاجةُ، وَهِيَ التَّلونةُ والتَّلُونُ؛ وأَنشد: فقلتُ لَهَا: لَا تَجْزَعي أَنَّ حاجَتي، ... بِجزْعِ الغَضَا، قَدْ كَادَ يُقْضى تَلونُها . قَالَ: وَقَالَ أَبو رُغَيْبة هِيَ التُّلُنَّةُ. وَيُقَالُ: لَنَا تُلُنَّاتٌ نَقْضِيها أَي حاجاتٌ. وَيُقَالُ: مَتَى لَمْ نَقْضِ التُّلُنَّة أَخَذَتْنا اللُّثُنَّة؛ واللُّثُنَّة، بِتَقْدِيمِ اللَّامِ: القُنْفُذُ. والتَّلُونةُ: الإِقامةُ؛ وأَنشد: فإِنَّكم لسْتمْ بِدارِ تَلُونةٍ، ... ولكنَّما أَنْتم بِهِنْدِ الأَحامِسِ . وشَرْحُ هِنْدِ الأَحامس مذكورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي:

_ (4). قوله [ابن دباب] كذا في الأَصل، والذي في مادة د ب ب من شرح القاموس: ودباب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عامر بن الحرث بن سعد بن تيم بن مرة من رَهْطُ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وابنه الحويرث بن دباب وآخرون انتهى. وَفِي نُسْخَةٍ مِنَ التَّهْذِيبِ ابن ريان (5). قوله [أهلكن إلخ] كذا في الأَصل والتهذيب. (6). قوله [التلونة] هي والتلون مضبوطان في التكملة والتهذيب بفتح التاء في جميع المعاني الآتية وضبطا في القاموس بضمها

فإِنكم لَسْتُم بدارِ تُلونةٍ، ... ولكِنَّكم أَنتم بدارِ الأَحامِسِ . يُقَالُ: لَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ إِذَا مَاتَ. الْفَرَّاءُ: لِي فِيهِمْ تُلُنَّةٌ وتَلُنَّةٌ وتَلُونَةٌ، عَلَى فَعولةٍ، أَي مُكْثٌ ولُبْثٌ. وَيُقَالُ: مَا هَذِهِ الدارُ بدارِ تُلُنَّةٍ وتَلُنَّةٍ أَي إقامةٍ ولُبْثٍ. الأَحمر: تَلانَ فِي مَعْنَى الآنَ؛ وأَنشد لِجَميل بْنِ مَعْمَرٍ فَقَالَ: نَوِّلي قبْلَ نأْيِ دَارِي، جُمانا، ... وصِلِينا، كَمَا زَعَمْتِ، تَلانا إنَّ خَيْرَ المُواصِلينَ، صَفَاءً، ... مَنْ يُوافي خليلَه حَيْثُ كَانَا . وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي فَصْلِ الْهَمْزَةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وسؤالِه عَنْ عُثْمَانَ وفِرارِه يَوْمَ أُحُدٍ وغَيْبَتِه عَنْ بَدْرٍ وبَيْعةِ الرِّضْوَانِ وذكْرِ عُذْرِه وَقَوْلِهِ: اذْهَبْ بِهَذَا تَلانَ معَك ؛ يُريد الْآنَ، وقد تقدم ذكره. تمن: تَيْمَن: اسمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ: سَمَوْتُ لَهُ بالرَّكْبِ، حَتَّى وجَدْتُه ... بتَيْمَنَ يَبْكِيه الحمامُ المُغَرِّدُ وترَكَ صَرْفَهُ لَمَّا عَنَى بِهِ البُقْعة. وَفِي حَدِيثِ سالمٍ سَبَلانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، وَهِيَ بِمَكَانٍ مِنْ تَمَنِّ بسفْح هرْشى ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْمِيمِ وَكَسْرِ النُّونِ الْمُشَدَّدَةِ، اسْمُ ثنِيّة هَرْشى بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. تنن: التِّنُّ، بِالْكَسْرِ: التِّرْبُ والحِتْنُ، وَقِيلَ: الشِّبْه، وَقِيلَ: الصَّاحِبُ، وَالْجَمْعُ أَتْنان. يُقَالُ: صِبْوةٌ أَتنانٌ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ سِنُّه وتِنُّه وحِتْنُه، وَهُمْ أَسنان وأَتنان وأَتراب إِذَا كَانَ سِنُّهم وَاحِدًا، وَهُمَا تِنّان، قَالَ ابْنُ السَّكِّيتِ: هُمَا مُسْتَوَيَانِ فِي عَقْلٍ أَو ضَعْف أَو شِدّة أَو مروءَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَمْعُ تِنٍّ أَتنان وتَنِين؛ عَنِ الْفَرَّاءِ؛ وأَنشد فَقَالَ: فأَصبح مُبْصِرًا نَهَارَهُ، ... وأَقصر مَا يَعُدُّ لَهُ التَّنِينا «1» . وَفِي حَدِيثِ عَمَّارٍ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تِنِّي وتِرْبي ؛ تِنُّ الرَّجُلِ: مِثْلُهُ فِي السّنِّ. والتَّنُّ والتِّنُّ: الصَّبِيُّ الَّذِي قصَعَه المرضُ فَلَا يَشِبّ، وَقَدْ أَتَنَّه المرضُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَتَنَّه المرضُ إِذَا قصَعَه فَلَمْ يَلحقْ بأَتنانِه أَي بأَقرانه، فَهُوَ لَا يَشِبّ، قَالَ: والتِّنُّ الشخصُ والمِثال. وتَنَّ بِالْمَكَانِ: أَقام؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والتِّنِّينُ: ضرْب مِنَ الْحَيَّاتِ مِنْ أَعظمها كأَكبر مَا يَكُونُ مِنْهَا، وَرُبَّمَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَحَابَةً فَاحْتَمَلَتْهُ، وَذَلِكَ فِيمَا يُقَالُ، وَاللَّهُ أَعلم، أَن دَوَابَّ الْبَحْرِ يَشْكُونَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فيرْفَعُه عَنْهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَخبرني شَيْخٌ مِنْ ثِقاتِ الغُزاة أَنه كَانَ نَازِلًا عَلَى سِيف بَحْرِ الشَّامِ، فَنَظَرَ هُوَ وَجَمَاعَةُ أَهل العَسْكر إِلَى سحابةٍ انقَسَمت فِي الْبَحْرِ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ، وَنَظَرْنَا إِلَى ذَنَبِ التِّنِّين يَضطرب فِي هَيْدب السَّحَابَةِ، وهَبَّت بِهَا الريحُ وَنَحْنُ نَنظر إِلَيْهَا إِلَى أَن غَابَتِ السحابةُ عَنْ أَبصارِنا. وَجَاءَ فِي بَعْضِ الأَخبار: أَن السَّحَابَةَ تَحْمِلُ التِّنّين إِلَى بِلَادِ يَأْجوج ومَأْجوج فتَطرحه فِيهَا، وأَنهم يَجْتَمِعُونَ عَلَى لحمِه فيأْكلونه. والتِّنّينُ: نجمٌ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْحَيَّةِ. اللَّيْثُ: التِّنّين نجمٌ مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: لَيْسَ بِكَوْكَبٍ، وَلَكِنَّهُ بياضٌ خفيٌّ يَكُونُ جسَده فِي سِتَّةِ بُرُوجٍ مِنَ السَّمَاءِ؛ وذنَبهُ دَقِيقٌ أَسود فِيهِ التِواء، يَكُونُ فِي الْبُرْجِ السَّابِعِ مِنْ رأْسه، وَهُوَ يَنتقل كتَنقُّل الْكَوَاكِبِ الْجَوَارِي، واسمه بالفارسية

_ (1). قوله [فأصبح] كذا في النسخ

فِي حِسَابِ النُّجُومِ هُشْتُنْبُر «1». وَهُوَ مِنَ النُّحوس؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وتُسمِّيه الفُرس الْجَوْزَهَرُ، وَقَالَ: هُوَ مِمَّا يُعدُّ مِنَ النُّحُوسِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: الَّذِي عَلَيْهِ المُنجِّمون فِي هَذَا أَن الْجَوْزَهَرُ الَّذِي هُوَ رأْس التِّنِّين يُعدُّ مَعَ السُّعود، والذنَب يُعد مَعَ النُّحُوسِ. الْجَوْهَرِيُّ: والتِّنّين مَوْضِعٌ فِي السَّمَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: تَنْتَن الرجلُ إِذَا تَرَكَ أَصدقاءه وَصَاحَبَ غَيْرَهَمْ. أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا قُرِئَ بِخَطِّهِ: سَيْفٌ كَهامٌ ودَدانٌ وَمَتْنُنٌ «2». أَي كِليلٌ، وَسَيْفٌ كَهِيم مِثْلُهُ، وكلُّ مُتَنَّنٍ مَذْمُومٌ. تهن: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تَهِنَ يَتْهَنُ تَهَناً، فَهُوَ تَهِنٌ إِذَا نَامَ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ حِينَ أَذَّنَ قَبْلَ الْوَقْتِ: أَلا إِنَّ العبدَ تَهِنَ ، أَي نامَ، وَقِيلَ: النُّونُ بَدَلٌ فِيهِ مِنَ الْمِيمِ، يُقَالُ: تَهِمَ يَتْهَمُ إِذَا نَامَ، الْمَعْنَى أَنه أَشكَل عَلَيْهِ وقتُ الأَذان وتحَيَّر فِيهِ، فكأَنه قد نام. تون: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو التَّتاوُن احْتيال وَخَدِيعَةٌ. وَالرَّجُلُ يَتتاوَنُ الصيدَ إِذَا جَاءَهُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ وَمَرَّةً عَنْ شِمَالِهِ؛ وأَنشد: تَتاوَن لِي فِي الأَمر مِنْ كلِّ جانبٍ، ... لِيَصْرِفَني عَمَّا أُريدُ كَنُود . وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التُّونُ «3». الخَزَفة الَّتِي يُلعب عَلَيْهَا بالكُجّة؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَرَ هَذَا الْحَرْفَ لِغَيْرِهِ، قَالَ: وأَنا واقفٌ فِيهِ إِنَّهُ بالنون أَو بالزاي. تين: التِّينُ: الَّذِي يُؤكل، وَفِي الْمُحْكَمِ: والتينُ شَجَرُ البَلَس، وقيل: هو البَلَس نفْسُه، وَاحِدَتُهُ تِينة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَجناسُه كَثِيرَةٌ بَرِّيّة وَرِيفِيَّةٌ وسُهْليّة وجبَلِيّة، وَهُوَ كَثِيرٌ بأَرض الْعَرَبِ، قَالَ: وأَخبرني رَجُلٌ مِنْ أَعراب السَّراة، وَهُمْ أَهلُ تينٍ، قَالَ: التِّينُ بِالسَّرَاةِ كثيرٌ جِدًّا مُباح، قَالَ: وتأْكله رَطباً وتُزَبِّبه فتَدَّخِرُه، وَقَدْ يُكسَّر عَلَى التِّين. والتينةُ: الدُّبُرُ. وَالتِّينُ: جبَل بالشأْم؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ جَبَلٌ فِي بِلَادِ غَطَفان، وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ هُوَ جَبَلٌ بالشأْم بِشَيْءٍ، لأَنه لَيْسَ بالشأْم جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ التِّين، ثُمَّ قَالَ: وأَين الشأْم مِنْ بِلَادِ غَطَفان؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ سَحائب لَا ماءَ فِيهَا فَقَالَ: صُهْب الشَّمَالِ أَتَينَ التِّينَ عَنْ عُرُضٍ، ... يُزْجِينَ غَيْماً قَلِيلًا ماؤُه شَبِما . وَإِيَّاهَ عَنى الحَذْلمِيُّ بِقَوْلِهِ: تَرْعى إلى جُدٍّ لها مَكِين، ... أَكْنافَ خَوٍّ فبِراقِ التِّين . والتِّينةُ: مُوَيهة فِي أَصل هَذَا الْجَبَلِ؛ هَكَذَا حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، مُوَيهة كأَنه تصغيرُ الْمَاءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ؛ قِيلَ: التِّينِ دِمَشق، والزَّيْتُونِ بيتُ المَقْدس، وَقِيلَ: التِّينِ وَالزَّيْتُونِ جَبَلان، وَقِيلَ: جَبَلان بالشأْم، وَقِيلَ: مَسجِدان بِالشَّامِ، وَقِيلَ: التِّينِ وَالزَّيْتُونِ هُوَ الَّذِي نَعرفه. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ تِينُكم هَذَا وزَيتونكم؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهل الشأْم، وَكَانَ صاحبَ تَفْسِيرٍ، قَالَ: التِّينُ جبالُ مَا بَيْنَ حُلوان إِلَى هَمَذان، والزيتونُ جِبَالُ الشأْم. وطُورُ تَيْنا وتَيْناء وتِيناء كَسِيناء. والتِّينانُ: الذئبُ؛ قال الأَخطل:

_ (1). قوله [هشتنبر] كذا ضبط في القاموس، وضبط في التكملة بفتح الهاء والتاء والباء (2). قوله [ومتنن] لم نقف على ضبطه (3). قوله [التون الخزفة] كذا بالأَصل والتكملة والتهذيب، والذي في القاموس: الخرقة

فصل الثاء المثلثة

يَعْتَفْنَه عِنْدَ تِينانٍ، يُدَمِّنُه ... بَادِي العُواءِ ضَئيل الشَّخْصِ مُكتَسِب . وَقِيلَ: جَاءَ الأَخطل بحرْفَيْن لَمْ يجئْ بِهِمَا غيرُه، وَهُمَا التِّينانُ الذئبُ والعَيْثومُ أُنْثى الفِيَلةِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: تانِ كالمرّتانِ ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا وَرَدَ فِي الرِّوَايَةِ، وَهُوَ خطأٌ، وَالْمُرَادُ بِهِ خَصْلَتانِ مَرَّتانِ، وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ: تانِكَ المرَّتانِ، وتَصِل الكافَ بِالنُّونِ، وَهِيَ لِلْخِطَابِ أَي تانِك الخَصْلَتانِ اللَّتانِ أَذْكُرُهما لكَ، ومَنْ قَرَنَها بالمرَّتيْن احْتَاجَ أَن يَجُرَّهما، وَيَقُولُ كالمرَّتَيْن، وَمَعْنَاهُ هاتانِ الخَصْلَتان كخَصْلَتَيْن مَرَّتَيْن، والكافُ فيها للتشبيه. فصل الثاء المثلثة ثأن: التَّهْذِيبُ: التثاؤُن الاحْتيال والخَديعةُ؛ يُقَالُ: تَثاءَنَ لِلصَّيْدِ إِذَا خادَعَه: جَاءَهُ مرَّة عَنْ يمينِه، وَمَرَّةً عَنْ شمالِه. وَيُقَالُ: تَثاءنْت لَهُ لأَصْرِفَه عَنْ رأْيِه أَي خادَعْتُه واحْتَلْتُ لَهُ؛ وأَنشد: تَثَاءَنَ لِي فِي الأَمْرِ مِنْ كلِّ جانِبٍ، ... لِيَصْرِفَني عما أُريدُ كَنُودُ. ثبن: الثُّبْنة والثِّبانُ: الموضعُ الَّذِي تَحْمِلُ فِيهِ مِنَ الثَّوْبِ إِذَا تلَحَّفْتَ بِالثَّوْبِ أَو توَشَّحْتَ بِهِ، ثُمَّ ثنَيْتَ بَيْنَ يَدَيْكَ بعضَه فجعلتَ فِيهِ شَيْئًا، وَقَدِ اثْتَبَنْتُ فِي ثَوْبِي، وثَبَنْتُ أَثْبِنُ ثَبْناً وثِباناً وتَثَبَّنْتُ إِذَا جَعَلْتَ فِي الْوِعَاءِ شَيْئًا وحملتُه بَيْنَ يَدَيْكَ. وثَبَنْتُ الثوبَ أَثِبْنُه ثَبْناً وثِباناً إِذَا ثَنَيْتَ طرَفَه وخِطْتَه مِثْلَ خَبَنْته. قَالَ: والثِّبانُ، بِالْكَسْرِ، وعاءٌ نَحْوَ أَن تَعْطِفَ ذَيْلَ قَميصِك فتجعلَ فِيهِ شَيْئًا تَحْمِلُهُ، تَقُولُ مِنْهُ: تَثَبَّنْت الشيءَ إِذَا جعلتَه فِيهِ وحملتَه بَيْنَ يَدَيْكَ، وَكَذَلِكَ إِذَا لَفَفْتَ عَلَيْهِ حُجْزةَ سَراويلِك مِنْ قُدَّام، وَالِاسْمُ مِنْهُ الثُّبْنةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: واحدُ الثُّبانِ «1». ثُبْنةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: إِذَا مَرَّ أَحدكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ مِنْهُ وَلَا يَتخِذْ ثِباناً ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الثِّبانُ الوِعاءُ الَّذِي يُحْمَل فِيهِ الشيءُ ويوضعُ بَيْنَ يدَي الإِنسان، فَإِنْ حملتَه بَيْنَ يَدَيْكَ فَهُوَ ثِبانٌ، وَقَدْ ثَبَنْتُ ثِباناً، وَإِنْ جعلتَه فِي حِضْنِك فَهُوَ خُبْنةٌ، يَعْنِي بِالْحَدِيثِ المضْطرَّ الجائعَ يَمُرُّ بحائطٍ فيأْكل مِنْ ثمَرِ نَخْلِه مَا يَرُدُّ جَوْعَته. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي وأَبو زَيْدٍ: الثُّبانُ وَاحِدَتُهَا ثُبْنةٌ، وَهِيَ الحُجْزة تُحْمَل فِيهَا الفاكهةُ وَغَيْرُهَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وَلَا نَثَرَ الْجَانِي ثِباناً أَمامَها، ... وَلَا انْتَقَلَتْ مِنْ رَهْنِه سَيْل مِذْنَب . قَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَيْسَ الثِّبانُ بالوِعاء، وَلَكِنْ مَا جُعل فِيهِ مِنَ التَّمْرِ فاحتُمل فِي وِعَاءٍ أَو غَيْرِهِ، فَهُوَ ثِبانٌ، وَقَدْ يَحْمِل الرجلُ فِي كُمِّه فَيَكُونُ ثِبانَه. وَيُقَالُ: قَدِمَ فلانٌ بِثبانٍ فِي ثَوْبِهِ. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري مَا هُوَ الثِّبانُ، قَالَ: وَثَبَنَه فِي ثَوْبِهِ، قَالَ: وَلَا تَكُونُ ثُبْنةٌ إِلَّا مَا حَمَل قُدَّامَه وَكَانَ قَلِيلًا، فَإِذَا كثُر فَقَدْ خَرَجَ مِنْ حَدِّ الثِّبانِ، والثِّبانُ طرَفُ الرداءِ حِينَ تَثْبِنُه. والمَثْبَنةُ: كِيسٌ تَضَعُ فِيهِ المرأَة مِرْآتَها وأَداتَها، يمانية. وثَبِنةُ: موضعٌ. ثتن: التَّهْذِيبِ: ثَتِنَ ثَتَناً إِذَا أَنْتَنَ مِثْلَ ثَنِتَ؛ قال الشاعر:

_ (1). قوله [واحد الثبان إلخ] عبارة شرح القاموس: الثبان، بالضم، جمع ثبنة إلخ

وثَتِنٌ لَثاتُه تِئْبابةٌ . تئْبايةٌ أَي يأْبى كلَّ شَيْءٍ. وَيُقَالُ: ثَتِنَتْ لِثَتُه؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَتْ أَنْيابَه مُثَلَّمَهْ، ... ولِثةً قَدْ ثَتِنَتْ مُشَخَّمهْ. ثجن: الثَّجْنُ والثَّجَنُ: طريقٌ فِي غِلَظٍ مِنَ الأَرض، يمانية، وليست بثَبْتٍ. ثخن: ثَخُنَ الشيءُ ثُخونةً وثَخانةً وثِخَناً، فَهُوَ ثَخِينٌ: كثُفَ وغُلظ وصلُبَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الأَحمر: ثَخُنَ وثَخَنَ. وَثَوْبٌ ثخينٌ: جيّدُ النَّسْج والسَّدى كثيرُ اللُّحْمةِ. وَرَجُلٌ ثَخينٌ: حَليمٌ رَزِينٌ ثَقيلٌ فِي مَجْلِسِهِ. وَرَجُلٌ ثَخينُ السِّلاحِ أَي شاكٍ. والثَّخَنةُ والثَّخَنُ: الثِّقْلةُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى يَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجاً . وَقَدْ أَثْخَنَه وأَثْقَله. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ غلَبْتُموهم وكثُر فِيهِمِ الجِراحُ فأَعْطَوْا بأَيديهم. ابْنُ الأَعرابي: أَثخَنَ إِذَا غلَبَ وقهَرَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَثْخَنْتُ فُلَانًا مَعْرِفَةً ورَصَّنْتُه مَعْرِفَةً، نحوُ الإِثْخان، واسْتَثْخَنَ الرجلُ: ثقُلَ مِنْ نَومٍ أَو إعْياءٍ. وأَثْخَنَ فِي العَدُوِّ: بالَغَ. وأَثْخَنَتْه الجِراحةُ: أَوْهَنَتْه. وَيُقَالُ: أَثْخَنَ فلانٌ فِي الأَرض قَتْلًا إِذَا أَكثره. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ؛ مَعْنَاهُ حَتَّى يُبالِغَ فِي قَتْلِ أَعدائه، وَيَجُوزَ أَن يَكُونَ حَتَّى يَتَمَكَّنَ فِي الأَرض. والإِثْخانُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: قُوَّتُه وشدَّتُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ أَحَلَّ لَهُمُ الغنائمَ ؛ قَالَ: الإِثْخانُ فِي الشَّيْءِ المبالغةُ فِيهِ والإِكثارُ مِنْهُ. يُقَالُ: قَدْ أَثْخَنَه المرضُ إِذَا اشتدَّ قُوَّتُه عَلَيْهِ ووَهَنَه، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا المبالغةُ فِي قَتْل الْكُفَّارِ، وأَثْخَنَه الهَمُّ. وَيُقَالُ: اسْتُثْخِنَ مِنَ الْمَرَضِ والإِعْياءِ إذا غلَبَه الإِعْياءُ رالمرضُ، وَكَذَلِكَ اسْتُثْخن فِي النَّوْم. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ: وَكَانَ قَدْ أُثْخِنَ أَي أُثْقِلَ بِالْجِرَاحِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: أَوْطأَكم إِثخانُ الجِراحةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ: لَمْ أَنْشَبْها حَتَّى أَثْخَنْتُ عَلَيْهَا أَي بالَغْتُ فِي جَوابِها وأَفْحَمْتها؛ وقولُ الأَعشى: عَلَيْهِ سِلاحُ امْرِئٍ حازِمٍ، ... تَمهَّلَ فِي الحربِ حَتَّى اثَّخَنْ . أَصله اثْتَخَنَ فأَدْغم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اثَّخَنَ فِي الْبَيْتِ افْتَعَلَ مِنَ الثَّخانة أَي بالَغ فِي أَخذ العُدَّة، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الإِثْخانِ في القَتْل. ثدن: ثَدِنَ اللحمُ، بِالْكَسْرِ: تغيَّرت رائحتُه. والثَّدِنُ: الرجلُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ المُثَدَّن، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يفضِّل مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوان عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَا تَجْعَلَنَّ مُثَدَّناً ذَا سُرَّةٍ، ... ضَخْماً سُرادقُه، وطيءَ المَركب كأَغَرَّ يَتَّخِذ السُّيوفَ سُرادِقاً، ... يَمْشي برائشِه كمَشْيِ الأَنْكَبِ . وثَدِنَ الرجلُ ثَدَناً: كثُر لحمُه وثقُل. وَرَجُلٌ مُثَدَّنٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ مُسترْخٍ؛ قَالَ: فازتْ حَليلةُ نَوْدلٍ بِهَبَنْقَعٍ ... رِخْو العِظام، مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَى . وَقَدْ ثُدِّنَ تَثْديناً. وامرأَة مُثَدَّنة: لَحيمة فِي سماجةٍ، وَقِيلَ: مسمَّنة؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي

قَوْلَ الشَّاعِرِ: لَا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتي، ... فِي المَصانيعِ، لَا يَنِينَ اطِّلاعا . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ كُرَاعٌ إِنَّ الثَّاءَ فِي مُثَدَّنٍ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ فِي مُفَدَّن، مُشْتَقٌّ مِنَ الفَدَن، وَهُوَ القَصْر، قَالَ: وَهَذَا ضَعِيفٌ لأَنا لَمْ نَسْمَعْ مُفَدَّناً، وَقَالَ: قَالَ ابْنُ جِنِّي هُوَ مِنَ الثُّنْدُوةِ، مقلوبٌ مِنْهُ. قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. وامرأَةٌ ثَدِنة: ناقصةُ الخَلْق؛ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه ذَكَرَ الْخَوَارِجَ فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُثدَّن اليَدِ أَي تُشْبه يدُه ثَدْيَ المرأَة، كأَنه كَانَ فِي الأَصل مُثَنَّد الْيَدِ فقُلب، وَفِي التَّهْذِيبِ وَالنِّهَايَةِ: مَثْدُونُ الْيَدِ أَي صغيرُ الْيَدِ مُجْتَمِعُهَا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنْ كَانَ كَمَا قِيلَ إِنَّهُ مِنَ الثُّنْدُوة تَشْبِيهًا لَهُ بِهِ فِي القِصَر وَالِاجْتِمَاعِ، فَالْقِيَاسُ أَن يُقَالَ مُثَنَّد، إِلَّا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا، وَفِي رِوَايَةٍ: مُثْدَن الْيَدِ ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُثْدَن اسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْ أَثدَنْتُ الشَّيْءَ إِذَا قصَّرْته. والمُثْدَن والمَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، وَقِيلَ: مُثْدَن الْيَدِ مَعْنَاهُ مُخْدَج الْيَدِ، وَيُرْوَى: مُوتَن الْيَدِ، بِالتَّاءِ، مِنْ أَيْتَنَت المرأَة إِذَا وَلدَت يَتْناً، وَهُوَ أَن تخرُج رِجلا الْوَلَدِ فِي الأَول، وَقِيلَ: المُثْدَن مَقْلُوبُ ثَنَدَ، يُرِيدُ أَنه يُشْبه ثُندوة الثَّدْي، وَهِيَ رأْسه، فَقَدَّمَ الدَّالَ عَلَى النُّونِ مِثْلَ جَذَبَ وَجَبَذَ، وَاللَّهُ أَعلم. ثرن: التَّهْذِيبِ: ابْنُ الأَعرابي ثَرِنَ الرجلُ إِذَا آذَى صَديقَه أَو جارَه. ثفن: الثَّفِنةُ مِنَ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ: الرُّكْبة وَمَا مَسَّ الأَرضَ مِنْ كِرْكِرتِه وسَعْداناتِه وأُصول أَفخاذه، وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ مَا يَقَعُ عَلَى الأَرض مِنْ أَعضائه إِذَا اسْتَنَاخَ وغلُظ كالرُّكْبَتين وَغَيْرِهِمَا، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا وَلِيَ الأَرض مِنْ كُلِّ ذِي أَربعٍ إِذَا بَرَك أَو رَبَض، وَالْجَمْعُ ثَفِنٌ وثَفِناتٌ، والكِرْكِرةُ إِحْدَى الثَّفِنات وَهِيَ خَمْسٌ بِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: خَوَى عَلَى مُسْتَوياتٍ خَمْسِ: ... كِرْكِرةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ . قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فَجَعَلَ الكِرْكِرة مِنَ الثَّفِنات: كأَنَّ مُخَوَّاها، عَلَى ثَفِناتِها، ... مُعَرَّسُ خَمْسٍ مِنْ قَطاً مُتجاوِر. وقَعْنَ اثنتَينِ واثنتَينِ وفَرْدةً، ... جَرَائِدًا هِيَ الْوُسْطَى لِتَغْلِيسِ حائر «2» كذا بالأَصل. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نَاقَةً: ذَاتُ انْتِباذٍ عَنِ الْحَادِي إِذَا بَرَكَت، ... خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتٍ مُحْزَئِلّات . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ يَصِفُ أَربعَ رَواحِلَ وبُروكَها: عَلَى قلَوصَينِ مِن رِكابِهم، ... وعَنْتَرِيسَين فِيهِمَا شَجَعُ كأَنَّما غادَرَتْ كَلاكِلُها، ... والثَّفِناتُ الخِفافُ، إِذْ وَقَعُوا مَوْقِعَ عشرينَ مِنْ قَطاً زُمَرٍ، ... وَقعْنَ خَمْسًا خَمْسًا مَعًا شِبَعُ . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الثَّفينةُ مَوْصِل الْفَخِذِ فِي السَّاقِ مِنْ باطِنٍ ومَوْصل الوَظيف فِي الذِّرَاعِ، فشبَّه آبارَ كراكِرها وثَفِناتها بمَجاثِم القَطا، وَإِنَّمَا أَراد خِفَّةَ بُروكِهن. وثَفَنَتْه الناقةُ تَثْفِنُه، بِالْكَسْرِ، ثَفْناً: ضربَتْه بثَفِناتها، قَالَ: وَلَيْسَ الثَّفِناتُ مِمَّا يخُصُّ الْبَعِيرَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَإِنَّمَا الثَّفِناتُ مِنْ كُلِّ

_ (2). قوله [جرائداً إلخ]

ذِي أَربع مَا يُصيب الأَرضَ مِنْهُ إِذَا بَرك، وَيَحْصُلُ فِيهِ غِلظٌ مِنْ أَثر البُروك، فالرُّكبتان مِنَ الثَّفِنات، وَكَذَلِكَ المِرْفَقان وكِركرة الْبَعِيرِ أَيْضًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ ثفِنات لأَنها تَغْلُظُ فِي الأَغلب مِنْ مُبَاشَرَةِ الأَرض وقتَ البُروك، وَمِنْهُ ثَفِنتْ يدُه إِذَا غَلُظت مِنَ الْعَمَلِ. وَفِي حَدِيثِ أَنَس: أَنه كَانَ عِنْدَ ثَفِنة ناقةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عامَ حَجَّة الْوَدَاعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ وأَيديهم: كأَنها ثَفِنُ الإِبل ؛ هُوَ جَمْعُ ثَفِنة. والثَّفِنةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَضْرِب بثَفِناتها عِنْدَ الْحَلْبِ، وَهِيَ أَيسر أَمراً مِنَ الضَّجُور. والثَّفِنةُ: رُكْبةُ الإِنسان، وَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الرَّاسِبِيِّ رَئِيسِ الْخَوَارِجِ ذُو الثَّفِنات لِكَثْرَةِ صلاتِه، ولأَنَّ طولَ السُّجُودِ كَانَ أَثَّرَ فِي ثَفِناته. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رأَى رجُلًا بَيْنَ عينَيْه مثْل ثَفِنة الْبَعِيرِ، فَقَالَ: لَوْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ كَانَ خَيْرًا ؛ يَعْنِي كَانَ عَلَى جَبْهته أَثر السُّجُودِ، وَإِنَّمَا كرِهها خَوْفًا مِنَ الرِّيَاءِ بِهَا، وَقِيلَ: الثَّفِنةُ مُجْتَمع السَّاقِ وَالْفَخِذِ، وَقِيلَ: الثَّفِناتُ مِنَ الإِبل مَا تَقَدَّمَ، وَمِنَ الْخَيْلِ مَوْصِل الْفَخِذِ فِي السَّاقَيْنِ مِنْ باطنِها؛ وَقَوْلُ أُميَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ: فَذَلِكَ يومٌ لَنْ تُرى أُمُّ نافِعٍ ... عَلَى مُثْفَنٍ مِنْ وُلْدِ صَعْدة قَنْدَل . قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بمُثْفَن عظيمَ الثَّفِنات أَو الشديدَها، يَعْنِي حِمَارًا، فاستَعار لَهُ الثَّفِنات، وَإِنَّمَا هِيَ لِلْبَعِيرِ. وثَفِنَتا الجُلَّة: حافَتا أَسفلِها مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وثُفْنُ المَزادة: جوانبُها الْمَخْرُوزَةُ. وثَفَنَه ثَفْناً: دفعَه وضربَه. وثَفِنَت يدُه، بِالْكَسْرِ، تَثْفَنُ ثَفَناً: غَلُظت مِنَ الْعَمَلِ، وأَثْفَنَ العملُ يدَه. والثَّفِنةُ: العددُ والجماعةُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي حَدِيثٍ لَهُ: إِنَّ فِي الحِرْمازِ اليومَ الثَّفِنةَ أُثْفِيَة مِنْ أَثافي النَّاسِ صُلْبة ؛ ابْنُ الأَعرابي: الثَّفْنُ الثِّقَلُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الثَّفْنُ الدَّفْعُ. وَقَدْ ثَفَنَه ثَفْناً إِذَا دَفَعَهُ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: فحمَل عَلَى الكَتيبةِ فَجَعَلَ يَثْفِنُها أَي يَطْردُها؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يَفُنُّها، والفَنُّ الطَّرْدُ. وثافَنْتُ الرجلَ مُثافنةً أَي صاحَبْتُه لَا يَخْفَى عَلَيَّ شيءٌ مِنْ أَمره، وَذَلِكَ أَن تَصْحَبه حَتَّى تَعْلَمَ أَمرَه. وثَفَنَ الشيءَ يَثْفِنُه ثَفْناً: لَزِمَه. وَرَجُلٌ مِثْفَنٌ لِخَصْمِه: مُلازِمٌ لَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ فِي مَعْنَاهُ: أَلَيْسَ مَلْوِيّ المَلاوَى مِثْفَن . وثافَنَ الرجلَ إِذَا باطَنَه ولَزِمَه حَتَّى يَعْرِفَ دَخْلَته. والمُثافِنُ: المواظِب. وَيُقَالُ: ثافَنْتُ فُلَانًا إِذَا حابَبْتَه تُحادِثُه وتُلازِمُه وتُكَلِّمُه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُثافِنُ والمُثابِر والمُواظِب واحدٌ. وثافَنْت فُلَانًا: جالسْته، وَيُقَالُ: اشْتِقاقُه مِنَ الأَوَّل كأَنك أَلْصَقْتَ ثَفِنَةَ رُكْبَتِك بثَفِنةِ ركْبَتِهِ، وَيُقَالُ أَيضاً ثافَنْتُ الرجلَ عَلَى الشَّيْءِ إِذَا أَعَنْتَه عَلَيْهِ. وجاء يَثْفِنُ يَثْفُنُ أَي يَطْرُد شَيْئًا مِنْ خَلْفِه قَدْ كَادَ يَلْحقُه. ومَرَّ يَثْفِنُهم ويَثْفُنُهم ثَفْناً أَي يَتْبَعُهم. ثكن: الثُّكْنةُ: الجماعةُ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْجَمَاعَةَ مِنَ الطَّيْرِ، قَالَ: الثُّكْنةُ السِّرْبُ مِنَ الحَمام وَغَيْرِهِ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ صَقراً: يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيَّةً، ... لِيُدْرِكَها فِي حَمامٍ ثُكَنْ . أَي فِي حَمام مُجْتَمِعَةٍ. والثُّكْنةُ: القِلادةُ. والثُّكْنةُ: الإِرةُ وَهِيَ بئرُ النارِ. والثُّكْنةُ: القبْرُ. والثُّكْنةُ:

المحجّةُ. وثُكْنةُ الذئبِ أَيضاً: جمعُها ثُكَنٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ: عاقِدينَ النارَ في ثُكَنِ الأَذْنابِ ... مِنْهَا كَيْ تَهيجَ البُحورَا . وثُكْنُ الطريقِ: سَنَنُه ومحجَّتُه. وَيُقَالُ: خَلِّ عَنْ ثُكْنِ الطَّرِيقِ أَي عَنْ سُجْحِه. وثُكَنُ الجُنْدِ: مَراكِزُهم، وَاحِدَتُهَا ثُكْنة، فَارِسِيَّةٌ. والثُّكْنةُ: الرايةُ والعلامةُ، وَجَمْعُهَا ثُكَنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ عَلَى ثُكَنِهم ؛ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: عَلَى رَايَاتِهِمْ ومُجْتَمَعهم عَلَى لِواء صاحبِهم؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الغَريبين، وَقِيلَ: عَلَى رَايَاتِهِمْ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَقِيلَ: عَلَى مَا مَاتُوا عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَقِيلَ: عَلَى مَا مَاتُوا عَلَيْهِ فأُدْخِلوا قبورَهم مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. اللَّيْثُ: الثُّكَنُ مَراكِزُ الأَجْنادِ عَلَى رَايَاتِهِمْ ومجتمعُهم عَلَى لِوَاءِ صَاحِبِهِمْ وعَلَمِهِم، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ عَلَمٌ وَلَا لِواء، وواحدتُها ثُكْنةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: يَدْخل البيتَ المعمورَ كلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلفَ مَلَكٍ عَلَى ثُكَنِهم أَي بِالرَّايَاتِ وَالْعَلَامَاتِ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: وَهَانِئًا هَانِئًا فِي الْحَيِّ مُومِسةً ... ناطَت سِخاباً، وَنَاطَتْ فوقَه ثُكَناً . وَيُقَالُ للعُهون الَّتِي تُعَلَّق فِي أَعناق الإِبل: ثُكَن. والثُّكْنة: حُفْرَةٌ عَلَى قَدْرِ مَا يُواريه. والأُثْكُونُ للعِذق بِشَمَارِيخِهِ: لُغَةٌ فِي الأُثْكول، قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ بَدَلًا. وثَكَنٌ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: جَبَلٌ حِجَازِيٌّ، بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْكَافِ؛ قَالَ عَبْدُ الْمَسِيحِ ابْنُ أُخت سَطيح فِي مَعْنَاهُ: تَلُفُّه فِي الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ، ... كأَنَّما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَي ثَكَنْ. ثمن: الثُّمُن والثُّمْن مِنَ الأَجزاء: مَعْرُوفٌ، يطِّرد ذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ فِي هَذِهِ الْكُسُورِ، وَهِيَ الأَثمان. أَبو عُبَيْدٍ: الثُّمُنُ والثَّمينُ واحدٌ، وَهُوَ جُزْءٌ مِنَ الثَّمَانِيَةِ؛ وأَنشد أَبو الْجَرَّاحِ لِيَزِيدَ بْنِ الطَّثَرِيَّة فَقَالَ: وأَلْقَيْتُ سَهْمِي وَسْطَهم حِينَ أَوْخَشُوا، ... فَمَا صارَ لِي فِي القَسْمِ إِلَّا ثَمينُها . أَوْخَشُوا: رَدُّوا سِهامَهم فِي الرِّبابةِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وثَمَنَهم يَثْمُنُهم، بِالضَّمِّ، ثَمْناً: أَخذ ثمْنَ أَموالهم. والثَّمانيةُ مِنَ الْعَدَدِ: مَعْرُوفٌ أَيضاً، قَالَ: ثَمانٍ عَنْ لَفْظِ يَمانٍ، وَلَيْسَ بنَسبٍ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ غَيْرَ مَصْرُوفٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ؛ وأَنشد لِابْنِ مَيَّادة: يَخْدُو ثمانيَ مُولَعاً بِلِقاحها، ... حَتَّى هَمَمْنَ بزَيْغةِ الإِرْتاج . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَصْرِفْ ثَمانيَ لشبَهِها بجَوارِيَ لَفْظاً لَا مَعْنًى؛ أَلا تَرَى أَن أَبا عُثْمَانَ قَالَ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: وَلَاعِبِ بِالْعَشِيِّ بينَها، ... كفِعْل الهِرّ يَحْتَرِشُ العَظايا فأَبْعَدَه الإِله وَلَا يُؤتَّى، ... وَلَا يُشْفَى مِنَ المَرضِ الشِّفايا «1» . إِنَّهُ شبَّه أَلفَ النَّصْبِ فِي العظَايا والشِّفايا بَهَاءِ التأْنيث في نحو عَظاية وصَلاية، يُرِيدُ أَنه صحَّح الْيَاءَ وَإِنْ كَانَتْ طَرَفاً، لأَنه شبَّه الأَلف الَّتِي تحدُث عَنْ فَتْحَةِ النَّصْبِ بهاء التأْنيث في نحو عَظاية وعَباية، فَكَمَا أَنَّ الهاء فيها

_ (1). قوله [ولاعب إلخ] البيتين هَكَذَا فِي الأَصل الَّذِي بأيدينا والأَول ناقص

صحَّحت الياءَ قَبْلَهَا، فَكَذَلِكَ أَلفُ النَّصْبِ الَّذِي فِي العَظايا وَالشِّفَايَا صحَّحت الْيَاءَ قَبْلَهَا، قَالَ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَقُلْتُ لَهُ: فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ لِلنَّسَبِ؟ فَقَالَ: لأَنها لَيْسَتْ بِجَمْعٍ مُكَسَّرٍ كصحارٍ، قُلْتُ لَهُ: نَعَمْ وَلَوْ لَمْ تَكُنْ لِلنَّسَبِ لَلَزِمَتْهَا الهاءُ البتَّة نَحْوَ عَتاهية وكراهِية وسَباهية، فَقَالَ: نَعَمْ هُوَ كَذَلِكَ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ ثمانٌ في حدّ الرفع؛ قَالَ: لَهَا ثَنايا أَرْبَعٌ حِسانُ، ... وأَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ . وَقَدْ أَنكروا ذَلِكَ وَقَالُوا: هَذَا خَطَأٌ. الْجَوْهَرِيُّ: ثمانيةُ رجالٍ وَثَمَانِي نِسْوة، وَهُوَ فِي الأَصل مَنْسُوبٌ إِلَى الثُّمُن لأَنه الْجُزْءُ الَّذِي صيَّر السبعةَ ثَمَانِيَةً، فَهُوَ ثُمُنها، ثُمَّ فَتَحُوا أَوله لأَنهم يغيِّرون فِي النَّسَبِ كَمَا قَالُوا دُهْريٌّ وسُهْليٌّ، وَحَذَفُوا مِنْهُ إِحْدَى ياءَي النَّسَبِ، وعَوَّضوا مِنْهَا الأَلِفَ كَمَا فَعَلُوا فِي الْمَنْسُوبِ إِلَى الْيَمَنِ، فثَبَتتْ ياؤُه عِنْدَ الإِضافة، كَمَا ثَبَتَتْ ياءُ الْقَاضِي، فَتَقُولُ ثَمَانِي نِسْوةٍ وَثَمَانِي مِائَةٍ، كَمَا تَقُولُ قَاضِي عَبْدِ اللَّهِ، وتسقُط مَعَ التَّنْوِينِ عِنْدَ الرَّفْعِ وَالْجَرِّ، وتثبُت عِنْدَ النَّصْبِ لأَنه لَيْسَ بِجَمْعٍ، فيَجري مَجْرى جَوارٍ وسَوارٍ فِي تَرْكِ الصَّرْفِ، وَمَا جَاءَ فِي الشِّعْرِ غيرَ مصروفٍ فَهُوَ عَلَى تَوَهُّمِ أَنه جَمْعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي بِذَلِكَ قولَ ابْنِ مَيّادة: يَحْدو ثمانِيَ مُولَعاً بلِقاحِها . قَالَ: وَقَوْلُهُمْ الثوبُ سَبْعٌ فِي ثمانٍ، كَانَ حقُّه أَن يُقَالَ ثَمَانِيَةٌ لأَن الطُّول يُذْرَع بِالذِّرَاعِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، والعَرْضُ يُشْبَر بالشِّبر وَهُوَ مذكَّر، وَإِنَّمَا أَنثه لمَّا لَمْ يأْت بِذِكْرِ الأَشبار، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: صُمْنا مِنَ الشَّهْرِ خَمْساً، وَإِنَّمَا يُرِيدُ بالصَّوْم الأَيام دُونَ اللَّيَالِيَ، وَلَوْ ذكَر الأَيام لَمْ يَجِدْ بُدّاً مِنَ التَّذْكِيرِ، وَإِنْ صغَّرت الثمانيةَ فأَنت بِالْخِيَارِ، إِنْ شِئْتَ حذَفْت الأَلِف وَهُوَ أَحسَن فَقُلْتَ ثُمَيْنِية، وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الْيَاءَ فَقُلْتَ ثُمَيِّنة، قُلِبت الأَلف يَاءً وأُدغمت فِيهَا يَاءُ التَّصْغِيرِ، وَلَكَ أَن تُعَوِّضَ فِيهِمَا. وثَمَنَهم يَثْمِنُهم، بِالْكَسْرِ، ثَمْناً: كَانَ لَهُمْ ثامِناً. التَّهْذِيبِ: هُنَّ ثمانِيَ عَشْرة امرأَة، وَمَرَرْتُ بثمانيَ عَشْرَةَ امرأَة: قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ الأَعشى: وَلَقَدْ شَرِبْتُ ثَمانياً وَثَمَانِيًا، ... وثمانِ عَشْرةَ واثنَتَين وأَرْبَعا . قَالَ: ووجْه الْكَلَامِ بثمانِ عشْرة، بِكَسْرِ النُّونِ، لِتَدُلَّ الكسرةُ عَلَى الْيَاءِ وتَرْكِ فَتْحَةِ الْيَاءِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ رأَيت الْقَاضِيَ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ أَيديهنّ بِالْقَاعِ القَرِق . وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنَّمَا حَذَفَ الْيَاءَ فِي قَوْلِهِ وثمانِ عشْرة عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ طِوالُ الأَيْدِ، كَمَا قَالَ مُضرِّس بْنُ رِبْعيٍّ الأَسَديّ: فَطِرْتُ بِمُنْصُلي فِي يَعْمَلاتٍ، ... دَوامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّريحا . قَالَ شِمْرٌ: ثَمَّنْت الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتَهُ، فَهُوَ مُثَمَّن. وَكِسَاءٌ ذُو ثمانٍ: عُمِل مِنْ ثمانِ جِزّات؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي مَعْنَاهُ: سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذُو ثَمانٍ، ... خَصيفٌ تُبْرِمِين لَهُ جُفالا . وأَثَمَنَ القومُ: صَارُوا ثَمَانِيَةً. وَشَيْءٌ مُثَمَّنٌ: جُعِلَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَركان. والمُثَمَّن مِنَ العَروض: مَا بُنِيَ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَجزاء. والثِّمْنُ: اللَّيْلَةُ الثَّامِنَةُ مِنْ أَظماء الإِبل. وأَثمَنَ الرجلُ إِذَا ورَدت إبلُه ثِمْناً، وَهُوَ ظِمءٌ مِنْ أَظمائها. والثمانونَ مِنَ الْعَدَدِ: معروفٌ،

وَهُوَ مِنَ الأَسماء الَّتِي قَدْ يُوصَفُ بِهَا؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ قَوْلَ الأَعشى: لَئِنْ كنتُ فِي جُبٍّ ثمانينَ قَامَةً، ... ورُقِّيت أَسْبابَ السماءِ بسُلَّم . وُصِفَ بِالثَّمَانِينَ وَإِنْ كَانَ اسْمًا لأَنه فِي مَعْنًى طَوِيلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ هُوَ أَحمقُ مِنْ صَاحِبِ ضأْنٍ ثَمَانِينَ، وَذَلِكَ أَن أَعرابيّاً بَشَّرَ كِسْرى ببُشْرى سُرَّ بِهَا، فَقَالَ: اسْأَلني مَا شئتَ، فَقَالَ: أَسأَلُك ضأْناً ثَمَانِينَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ أَحمقُ مِنْ طَالِبِ ضأْن ثَمَانِينَ، وَفَسَّرَهُ بِمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ حَبِيبٍ أَحمقُ مِنْ رَاعِي ضأْنٍ ثَمَانِينَ، وَفَسَّرَهُ بأَنَّ الضأْنَ تَنْفِرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فيَحتاج كلَّ وَقْتٍ إِلَى جَمْعِهَا، قَالَ: وَخَالَفَ الجاحظُ الرِّوَايَتَيْنِ قَالَ: وَإِنَّمَا هُوَ أَشْقى مِنْ رَاعِي ضأْن ثَمَانِينَ، وَذُكِرَ فِي تَفْسِيرِهِ لأَن الإِبل تتَعشَّى وتربِضُ حَجْرةً تجْتَرُّ، وأَن الضأْن يَحْتَاجُ رَاعِيهَا إِلَى حِفْظها وَمَنْعِهَا مِنَ الِانْتِشَارِ وَمِنَ السِّباع الطَّالِبَةِ لَهَا، لأَنها لَا تَبرُك كبُروكِ الإِبل فَيَسْتَرِيحُ رَاعِيهَا، وَلِهَذَا يتحكَّمُ صَاحِبُ الإِبل عَلَى رَاعِيهَا مَا لَا يتحكَّم صاحبُ الضأْن عَلَى رَاعِيهَا، لأَن شَرْطَ صَاحِبِ الإِبل عَلَى الرَّاعِي أَن عَلَيْكَ أَن تَلوطَ حَوْضَها وترُدَّ نادَّها، ثُمَّ يَدُك مبسوطةٌ فِي الرِّسْل مَا لَمْ تَنْهَكْ حَلَباً أَو تَضُرَّ بنَسْلٍ، فَيَقُولُ: قَدِ الْتزَمْتُ شرْطك عَلَى أَن لا تَذْكُرَ أُمّي بِخَيْرٍ وَلَا شرٍّ، وَلَكَ حَذْفي بِالْعَصَا عِنْدَ غضَبِك، أَصَبْت أَم أَخْطَأْت، وَلِي مَقعدي مِنَ النَّارِ وَمَوْضِعُ يَدِي مِنَ الْحَارِّ وَالْقَارِّ، وأَما ابْنُ خَالَوَيْهِ فَقَالَ فِي قَوْلِهِمْ أَحمقُ مِنْ طَالِبِ ضأْنٍ ثَمَانِينَ: إِنَّهُ رَجُلٌ قَضَى لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حاجَته فَقَالَ: ائتِني المدينةَ، فَجَاءَهُ فَقَالَ: أَيُّما أَحبُّ إِلَيْكَ: ثَمَانُونَ مِنَ الضأْنِ أَم أَسأَل اللَّهَ أَن يَجْعَلَكَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: بَلْ ثَمَانُونَ مِنَ الضأْن، فَقَالَ: أَعطوه إِيَّاهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ صاحبةَ مُوسَى كَانْتَ أَعقلَ مِنْكَ، وَذَلِكَ أَن عَجُوزًا دلَّتْه عَلَى عِظَامِ يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ لَهَا مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَيُّما أَحبُّ إليكِ أَن أَسأَل اللَّهَ أَن تَكُونِي مَعِي فِي الْجَنَّةِ أَم مائةٌ مِنَ الْغَنَمِ؟ فَقَالَتْ: بَلِ الْجَنَّةُ. والثَّماني: موضعٌ بِهِ هضَبات؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها ثَمَانِيَةً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَو أَخْدَرِيّاً بِالثَّمَانِي سُوقُها وثَمينةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيّة: بأَصْدَقَ بأْساً مِنْ خليلِ ثَمينةٍ ... وأَمْضَى، إِذا مَا أَفْلَط القائمَ اليدُ . والثَّمَنُ: مَا تَسْتَحِقُّ بِهِ الشيءَ. والثَّمَنُ: ثمنُ البيعِ، وثمَنُ كُلِّ شَيْءٍ قيمتُه. وَشَيْءٌ ثَمينٌ أَي مرتفعُ الثَّمَن. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا* ؛ قَالَ: كُلُّ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَذَا الَّذِي قَدْ نُصِب فِيهِ الثَّمَنُ وأُدخلت الْبَاءُ فِي المَبِيع أَو المُشْتَرَى فإِن ذَلِكَ أَكثر مَا يأْتي فِي الشَّيئين لَا يَكُونَانِ ثَمَناً مَعْلُومًا مِثْلَ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ، فَمِنْ ذَلِكَ اشْتَرَيْتُ ثَوْبًا بِكِسَاءٍ، أَيهما شِئْتَ تَجْعَلُهُ ثَمَنًا لِصَاحِبِهِ لأَنه لَيْسَ مِنَ الأَثمان، وَمَا كَانَ لَيْسَ مِنَ الأَثمان مِثْلَ الرَّقِيق والدُّور وجميعِ الْعُرُوضِ فَهُوَ عَلَى هَذَا، فَإِذَا جِئْتَ إِلَى الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ وَضَعْتَ الْبَاءَ فِي الثَّمَن، كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ يُوسُفَ: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ ، لأَن الدَّرَاهِمَ ثَمَنٌ أَبداً، وَالْبَاءُ إِنَّمَا تَدْخُلُ فِي الأَثْمانِ، وكذلك قوله: لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا* ، واشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ والْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ؛ فأَدْخِل الباءَ فِي أَيِّ هَذَيْنِ شِئْتَ حَتَّى تَصِيرَ إِلَى الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ فَإِنَّكَ تُدْخِل الْبَاءَ فِيهِنَّ مَعَ الْعُرُوضِ، فَإِذَا اشْتَرَيْتَ أَحدَ هَذَيْنِ،

يَعْنِي الدنانيرَ وَالدَّرَاهِمَ، بِصَاحِبِهِ أَدخلت الْبَاءَ فِي أَيّهما شِئْتَ، لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَبِيعٌ وثَمَنٌ، فَإِذَا أَحْبَبْت أَن تَعْرِفَ فَرْقَ مَا بَيْنَ العُروض وَالدَّرَاهِمِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ مَنِ اشْتَرَى عَبْدًا بأَلف دِينَارٍ أَو أَلفِ دِرْهَمٍ مَعْلُومَةٍ ثُمَّ وَجَدَ بِهِ عَيْبًا فَرَدَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْمُشْتَرِي أَن يأْخذ أَلْفَه بِعَيْنِهَا، وَلَكِنْ أَلْفاً، وَلَوِ اشْتَرَى عَبْدًا بِجَارِيَةٍ ثُمَّ وَجَدَ بِهِ عَيْبًا لَمْ يَرْجِعْ بِجَارِيَةٍ أُخرى مِثْلِهَا، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَن العُروض لَيْسَتْ بأَثمان. وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ: ثامِنُوني بحائِطِكُم أَي قَرِّرُوا مَعي ثَمَنَه وبِيعُونِيهِ بالثَّمَنِ. يُقَالُ: ثامَنْتُ الرجلَ فِي المَبيع أُثامِنُه إِذَا قاوَلْتَه فِي ثَمَنِه وساوَمْتَه عَلَى بَيْعِه واشْتِرائِه. وقولُه تَعَالَى: وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا ؛ قِيلَ مَعْنَاهُ قَبِلُوا عَلَى ذَلِكَ الرُّشى وَقَامَتْ لَهُمْ رِياسةٌ، وَالْجَمْعُ أَثْمانٌ وأَثْمُنٌ، لَا يُتَجاوَزُ بِهِ أَدْنى الْعَدَدِ؛ قَالَ زهيرفي ذَلِكَ: مَنْ لَا يُذابُ لَهُ شَحْمُ السَّدِيفِ إِذَا ... زارَ الشِّتاءُ، وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ . وَمَنْ رَوَى أَثْمَن البُدُنِ، بِالْفَتْحِ، أَراد أَكثَرها ثَمَناً وأَنَّث عَلَى الْمَعْنَى، وَمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ، فَهُوَ جَمْعُ ثَمَن مِثْلَ زَمَنٍ وأَزْمُنٍ، وَيُرْوَى: شحمُ النَّصيبِ؛ يُرِيدُ نَصِيبَهُ مِنَ اللَّحْمِ لأَنه لَا يَدَّخِرُ لَهُ مِنْهُ نَصيباً، وَإِنَّمَا يُطْعِمُه، وَقَدْ أَثْمَنَ لَهُ سِلْعَتَهُ وأَثْمَنَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: وأَثْمَنْتُ الرجلَ متاعَه وأَثْمَنْتُ لَهُ بِمَعْنًى واحدٍ. والمِثْمَنَة: المِخْلاةُ؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ عَنِ ابْنِ سُنْبُلٍ العُقَيْلي. والثَّماني: نَبْتٌ؛ لَمْ يَحْكِه غيرُ أَبي عُبَيْدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: ثَمَانِيَةٌ اسْمُ موضع «2». ثنن: الثِّنُّ، بِالْكَسْرِ: يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْض إِذَا كَثُرَ ورَكِبَ بعضُه بَعْضًا، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْوَدَّ مِنْ جَمِيعِ العِيدانِ وَلَا يَكُونُ مِنْ بَقْلٍ وَلَا عُشْبٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الثِّنُّ حُطامُ اليَبِيس؛ وأَنشد: فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيم الثِّنِّ، ... بَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضةِ المُغِنِ . الأَصمعي: إِذَا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ فَهُوَ حُطامٌ، فَإِذَا ارْتَكَبَ بعضُه عَلَى بعضٍ فَهُوَ الثِّنُّ، فَإِذَا اسوَدَّ مِنَ القِدَمِ فَهُوَ الدِّنْدِنُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الثِّنُّ الكَلأُ؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ: يَا أَيُّها الفَصِيلُ ذَا المُعَنِّي، ... إنَّكَ دَرْمانُ فصَمِّتْ عَنِّي، تَكْفي اللَّقُوحَ أَكْلةٌ مِنْ ثِنِّ، ... ولَمْ تَكُنْ آثَرَ عِندِي مِنِّي ولَمْ تَقُمْ فِي المَأْتَمِ المُرِنِ . يَقُولُ: إِذَا شَرِبَ الأَضيافُ لَبَنَها عَلَفَها الثِّنَّ فعادَ لَبَنُها، وصَمِّت أَي اصْمُتْ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ للأَخوص بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرِّياحي، والأَخوص بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ، وَاسْمُهُ زَيْدُ بنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَتّاب بْنِ هَرَمِيِّ بْنِ رِيَاحٍ. ابْنُ الأَعرابي: الثِّنانُ النّباتُ الْكَثِيرُ المُلْتَفُّ. وَقَالَ: ثَنْثَنَ إِذَا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إِذَا عَرِقَ عَرَقاً كَثِيرًا. الْجَوْهَرِيُّ: الثُّنّة الشَّعَراتُ الَّتِي فِي مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدَّابَّةِ الَّتِي أُسْبِلَتْ عَلَى أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرْضَ، وَالْجَمْعُ الثُّنَنُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَغلب الْعِجْلِيِّ: فبِتُّ أَمْريها وأَدنو للثُّنَنْ، ... بِقاسِحِ الجلْدِ مَتينٍ كالرِّسَنْ.

_ (2). قوله [ثمانية اسم موضع] في التكملة: هي تصحيف، والصواب ثمينة على فعيلة مثال دثينة

فصل الجيم

والثُّنَّة مِنَ الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، وَهِيَ شَعَرَاتٌ مُدَلّاةٌ مُشْرِفات مِنْ خَلْف؛ قَالَ: وأَنشد الأَصمعي لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَم رَجُلٌ مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِط، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَخْلط بشعرِه شعرَ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَقِيلَ هُوَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: لَها ثُنَنٌ كخَوافي العُقَاب، ... سُودٌ يَفِينَ، إِذَا تَزْبَئِرّ . قَوْلُهُ: يَفِين، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، أَي يَكْثُرن. يُقَالُ: وَفَى شَعرُه، يَقُولُ: لَيْست بمُنْجَردة لَا شَعْرَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ فَتْحِ نُهاوَنْد: وبلَغَ الدمُ ثُنَنَ الخَيْل ؛ قَالَ: الثُّنَنُ شعَرات فِي مُؤَخَّر الْحَافِرِ مِنَ اليَدِ والرِّجْل. وثَنَّن الفرسُ: رَفَع ثُنَّتَه أَن يَمَسَّ الأَرض فِي جَرْيه مِنْ خِفَّتِه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي وَظِيفَي الْفَرَسِ ثُنَّتان، وَهُوَ الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى مُؤخَّر الرُّسْغ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ شعرٌ فَهُوَ أَمْرَدُ وأَمْرَطُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّنَّة مِنَ الإِنسان مَا دُونُ السُّرَّةِ فَوْقَ الْعَانَةِ أَسفل الْبَطْنِ، وَمِنَ الدوابِّ الشَّعْرُ الَّذِي عَلَى مؤخَّر الحافِر فِي الرُّسْغ. قَالَ: وثَنَّنَ الفرسُ إِذَا رَكِبَه الثقيلُ حَتَّى تُصِيبَ ثُنَّتُه الأَرض، وَقِيلَ: الثُّنَّةُ شعرُ الْعَانَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن آمِنةَ قَالَتْ لمَّا حَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واللهِ مَا وَجَدْتُه فِي قَطَنٍ وَلَا ثُنَّة وَمَا وَجَدته إِلَّا عَلَى ظَهْرِ كَبِدي ؛ القَطَنُ: أَسفل الظَّهر، والثُّنَّة: أَسفل الْبَطْنِ. وَفِي مَقْتَل حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن وَحْشياً قَالَ سَدَّدْتُ حَرْبَتي يَوْمَ أُحُدٍ لثُنَّته فَمَا أَخطأْتُها ، وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ «1». يُقَوِّيان قَوْلَ اللَّيْثِ فِي الثُّنَّة. وَفِي حَدِيثِ فارِعَة أُخْت أُمَيَّة: فشَقَّ مَا بَيْنَ صَدْره إِلَى ثُنَّتِه. وثُنانُ: بُقْعة؛ عن ثعلب. فصل الجيم جأن: الجُؤنة: سَلَّة مُسْتَديرة مُغَشَّاة أَدَماً يُجْعَلُ فِيهَا الطِّيبُ والثِّياب. جبن: الجَبانُ مِنَ الرِّجالِ: الَّذِي يَهاب التقدُّمَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارًا؛ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه فِي العِدَّة وَالزِّيَادَةِ، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكر الجُبْن والجَبان، وَهُوَ ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع، والأُنثى جَبان مِثْلُ حَصان ورَزَانٍ وجَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ. وَقَدْ جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً وأَجْبَنَه: وَجَدَهُ جَباناً أَو حَسِبَه إِيَّاهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ، وَكَانَ قَدْ زَارَ رَئِيسَ بَنِي سُلَيْمٍ فأَعطاه عِشْرِينَ أَلف دِرهم وسَيْفاً وفَرَساً وغُلاماً خبَّازاً وثِياباً وطِيباً: لِلَّهِ دَرُّكم يَا بَنِي سُلَيْمٍ قاتَلْتُها فَمَا أَجْبَنْتُها، وسأَلتُها فَمَا أَبخَلْتها، وهاجَيْتُها فَمَا أَفحَمْتُها. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ يُجَبَّن أَي يُرْمَى بِذَلِكَ وَيُقَالُ لَهُ. وجَبَّنَه تَجْبِيناً: نسبَه إِلَى الجُبْن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَضَنَ أَحَدَ ابْنَي ابنتِه وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلون وتُجَهِّلون، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحان اللَّهِ. يُقَالُ: جَبَّنْتُ الرَّجُلَ وبَخَّلْته وجهَّلْته إِذَا نسبْتَه إِلَى الجُبْنِ والبُخْلِ والجَهْل، وأَجْبَنْته وأَبْخَلْته وأَجْهَلْته إِذَا وجَدْته بَخِيلًا جَباناً جَاهِلًا، يُرِيدُ أَن الْوَلَدَ لَمَّا صَارَ سبَباً لجُبْن الأَب عَنِ الجِهاد وَإِنْفَاقِ الْمَالِ والافْتتان بِهِ، كَانَ كأَنه نسبَه إِلَى هَذِهِ الخِلال وَرَمَاهُ بِهَا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: الْوَلَدُ مَجْهَلَة مَجْبَنة مَبْخَلة. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ الْوَلَدُ مَجْبَنة مَبْخَلة

_ (1). قوله [وهذان الحديثان إلخ] هكذا في الأَصل بدون تقدم نسبة إلى الليث

لأَنه يُحَب البقاءُ والمالُ لأَجله. وتَجَبَّنَ الرجلُ: غلُظ. ابْنُ الأَعرابي: الْمُفَضَّلُ قَالَ الْعَرَبُ تَقُولُ فلانٌ جبانُ الكَلْبِ إِذَا كَانَ نِهايةً فِي السَّخاءِ؛ وأَنشد: وأَجْبَنُ مِنْ صافرٍ كَلْبُهم، ... وَإِنْ قَذَفَتْه حصاةٌ أَضافا . قَذَفَتْه: أَصابتْه. أَضافَ أَي أَشْفَق وَفَرَّ. اللَّيْثُ: اجْتَبَنْتُه حَسِبْتُه جَباناً. والجَبِينُ: فَوْقَ الصدْغ، وهُما جَبِينان عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وشِمالها. ابْنُ سِيدَهْ: والجَبِينان حَرْفان مُكْتَنِفا الجَبْهة مِنْ جانِبَيْها فِيمَا بَيْنَ الحاجِبَيْن مُصْعِداً إِلَى قُصاصِ الشَّعْرِ، وَقِيلَ: هُمَا مَا بَيْنُ القُصاصِ إِلَى الحِجاجَيْن، وَقِيلَ: حُرُوفُ الْجَبْهَةِ مَا بَيْنَ الصُّدغين مُتَّصِلًا عَدَا الناصِية، كلُّ ذَلِكَ جَبِينٌ واحدٌ، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ هُما جَبينان، قَالَ الأَزهري: وَعَلَى هَذَا كلامُ الْعَرَبِ. والجَبْهَتان: الجَبِينان. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والجَبِينُ مذكَّر لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ أَجْبُنٌ وأَجْبِنةٌ وجُبُن. والجُبْن والجُبُن والجُبُنُّ مُثَقَّلٌ: الَّذِي يؤكَل، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ «1». جُبُنَّة. وتَجَبَّن اللَّبَنُ: صَارَ كالجُبْن. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. غَيْرُهُ: اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إِذَا اتَّخَذَه جُبْناً. الْجَوْهَرِيُّ: الجُبْن هَذَا الَّذِي يُؤكَل، والجُبْنة أَخص مِنْهُ، والجُبْنُ أَيضاً: صِفة الجَبان. والجُبُن، بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْبَاءِ: لُغَةٌ فِيهِمَا. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جُبُنٌّ وجُبُنَّة، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَقَدْ جَبَن الرَّجُلُ، فَهُوَ جَبان، وجَبُنَ أَيضاً، بِالضَّمِّ، فَهُوَ جَبين. والجَبَّان والجَبَّانة، بِالتَّشْدِيدِ: الصَّحْرَاءُ، وَتُسَمَّى بِهِمَا الْمَقَابِرُ لأَنها تَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِمَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَبابِينُ كِرامُ المَنابِت، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ فِي ارْتِفَاعٍ، الْوَاحِدَةُ جَبَّانة. والجَبَّان: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض فِي ارْتِفَاعٍ، وَيَكُونُ كَريمَ المَنْبت. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَبَّانة مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض ومَلُسَ وَلَا شَجَرَ فِيهِ، وَفِيهِ آكامٌ وجِلاهٌ وَقَدْ تَكُونُ مُسْتَوِيَةً لَا آكامَ فِيهَا وَلَا جِلاهَ، وَلَا تَكُونُ الجَبَّانة فِي الرَّمْل وَلَا فِي الجَبَل، وَقَدْ تَكُونُ فِي القِفاف والشَّقائق. وكلُّ صحراءَ جَبَّانة. جبرن: جِبْرينُ جَبْرينُ وجِبْريل وجَبْرَئيل، كُلُّهُ: اسْمُ رُوحِ القُدس، عَلَيْهِ السلام. جحن: الكسائي: الجَحِنُ السَّيِءُ الغِذاء، وَقَدْ أَجْحَنَتْه أُمُّه. وصبيٌّ جَحِنُ الغِذاء، وَقَدْ جَحِن، بِالْكَسْرِ، يَجْحَن جَحَناً وأَجْحَنَتْه؛ أَساءَت غِذاءه، وَقَالَ الأَصمعي فِي المُجْحَن مِثْلَهُ. والجَحِن: البَطِيءُ الشَّبَابِ؛ وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ: وَقَدْ عَرِقَتْ مَغابنُها وجادَتْ ... بِدِرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتِينِ . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد قُراداً جعلَه جَحِناً لِسُوءِ غِذَائِهِ، يَعْنِي أَنها عَرِقَتْ فَصَارَ عَرَقُها قِرًى للقُراد، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ بِمُفْرَدِهِ فِي تَرْجَمَةِ حَجَنَ، بِالْحَاءِ قَبْلَ الْجِيمِ، قَالَ: والجَحِنُ المرأَةُ القليلةُ الطُّعْم، وأَورد الْبَيْتَ، وَقَدْ أَورده الأَزهري وَابْنُ سِيدَهْ وَالْجَوْهَرِيُّ هُنَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَحَّفه أَو وَجَدَ لَهُ وَجْهًا فِيمَا ذَكَرَهُ، قَالَ: والأُنثى جَحِنة وجَحْنة؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: كَواحِدةِ الأُدْحِيِّ لَا مُشْمَعِلَّةٌ، ... وَلَا جَحْنة، تحتَ الثِّياب، جَشُوبُ. وَقَدْ جَحِنَ جَحَناً وجَحانة. الأَزهري: ومَثَلٌ مِنَ

_ (1). قوله [وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بالهاء] هذه عبارة ابن سيدة. وقوله [جبنة] هذه عبارة الأَزهري

الأَمْثال: عَجَبٌ مِنْ أَن يَجِيءَ مِنْ جَحِنٍ خَيْرٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: فأَنْبَتها نَباتاً غَيْرَ جَحْن . إِنَّمَا هُوَ عَلَى تَخْفِيفِ جَحِنٍ. ونَبْت جَحِن: زَميرٌ صَغِيرٌ مُعَطَّش. وكلُّ نَبْتٍ ضَعُفَ فَهُوَ جَحِنٌ. والمُجْحَن، بِضَمِّ الْمِيمِ، مِنَ النَّبَاتِ: القصيرُ الْقَلِيلُ الْمَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ جَحَنَ وأَجْحَن وجَحَّنَ وحَجَنَ وأَحْجَنَ وحَجَّنَ وجَحَدَ وأَجْحَدَ وجَحَّد كُلُّهُ مَعْنَاهُ إِذَا ضيَّق عَلَى عِيَالِهِ فَقْراً أَو بُخْلًا. الأَزهري: يُقَالُ جُحَيْناءُ قَلْبِي ولُوَيحاءُ قَلْبِي ولُوَيْذاء قَلْبِي، يَعْنِي مَا لزِم الْقَلْبَ. وجَيْحون وجَيْحان: اسْمُ نَهْرٍ جَاءَ فِيهِمَا حَدِيثٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ سَيْحان وجَيْحان ، قَالَ: هُمَا نَهْرَانِ بِالْعَوَاصِمِ عِنْدَ أَرض المِصّيصة وطَرَسوس. الْجَوْهَرِيُّ: جَيْحون نَهْرُ بَلْخ، وَهُوَ فَيْعول. وجَيْحان: نَهْرٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ وزنُ جَيْحون فَعْلون مثل زَيتون وحَمْدون. جحشن: جَحْشَنٌ: اسم. جخن: الأَصمعي: الجُخُنَّةُ الرَّدِيئَةُ عِنْدَ الْجِمَاعِ مِنَ النِّسَاءِ؛ وأَنشد: سأُنذِرُ نَفْسي وَصْلَ كلِّ جُخُنَّةٍ ... قِضافٍ، كبِرْذَوْنِ الشَّعير الفُرافِر. جدن: جَدَنٌ: مَوْضِعٌ. وَذُو جَدَنٍ: قَيْلٌ مِنْ أَقيال حِمْير، وَقِيلَ: مِنْ مَقاوِلة اليَمَن، وَفِي التَّهْذِيبِ: اسْمُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر؛ قَالَ الأَصمعي: وأَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الْكِلَابِيُّ: لَوْ أَنَّني كنتُ مِنْ عادٍ وَمِنْ إِرَمٍ ... غَذِيَّ بَهْم ولُقْماناً وَذَا جَدَنِ . ابْنُ الأَعرابي: أَجْدَنَ الرجلُ إِذَا اسْتَغْنَى بَعْدَ فَقْرٍ. جَرَنَ: الجِرانُ: بَاطِنُ العُنُق، وَقِيلَ: مُقدَّم الْعُنُقِ مِنْ مَذْبَحِ الْبَعِيرِ إِلَى مَنْحَرِهِ، فَإِذَا برَك البعيرُ وَمَدَّ عنُقَه عَلَى الأَرض قِيلَ: أَلقى جِرانَه بالأَرض. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: حَتَّى ضرَب الحقُّ بجِرانِه ، أَرادت أَن الحقَّ اسْتَقَامَ وقَرَّ فِي قَراره، كَمَا أَن الْبَعِيرَ إِذَا بَرَك وَاسْتَرَاحَ مَدَّ جِرانَه عَلَى الأَرض أَي عُنُقَه. الْجَوْهَرِيُّ: جِرانُ الْبَعِيرِ مقدَّم عُنقه مِنْ مَذْبَحِهِ إِلَى مَنْحَرِهِ، وَالْجَمْعُ جُرُنٌ، وَكَذَلِكَ مِنَ الْفَرَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ناقتَه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، تَلَحْلحَتْ عِنْدَ بَيْتِ أَبي أَيوب وأَرْزَمتْ ووَضَعتْ جِرانَها ؛ الجِران: بَاطِنُ العُنق. اللِّحْيَانِيُّ: أَلقى فلانٌ عَلَى فُلَانٍ أَجْرانه وأَجرامَه وشَراشِره، الْوَاحِدُ جِرْمٌ وجِرْنٌ، إِنَّمَا سمعتُ فِي الْكَلَامِ أَلقى عَلَيْهِ جِرانَه، وَهُوَ بَاطِنُ العُنق، وَقِيلَ: الجِران هِيَ جِلْدَةٌ تَضْطرب عَلَى باطِن الْعُنُقِ مِنْ ثُغْرة النَّحْرِ إِلَى مُنْتَهَى العُنق فِي الرأْس؛ قَالَ: فَقَدَّ سَراتَها والبَرْكَ مِنْهَا، ... فخَرَّتْ لليَدَيْنِ وللجِرانِ . وَالْجَمْعُ أَجْرِنة وجُرنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِذَا جَمَلَانِ يَصْرفان فدَنا مِنْهُمَا فوَضَعا جُرُنهما عَلَى الأَرض ؛ وَاسْتَعَارَ الشَّاعِرُ الجِران للإِنسان؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: مَتى تَرَ عَيْنَيْ مالكٍ وجِرانَه ... وجَنْبَيه، تَعْلمْ أَنه غيرُ ثائرِ . وَقَوْلُ طرَفة فِي وَصْفِ نَاقَةٍ: وأَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ . إِنَّمَا عظَّم صدرَها فَجَعَلَ كلَّ جُزْءٍ مِنْهُ جِراناً كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْبَعِيرِ ذُو عَثانين. وجِران الذكَر: باطنُه، وَالْجَمْعُ أَجرِنةٌ وجُرُنٌ. وجَرَنَ الثوبُ

والأَديمُ يَجْرُن جُروناً، فَهُوَ جارِن وجَرين: لَانَ وَانْسَحَقَ، وَكَذَلِكَ الْجِلْدُ وَالدِّرْعُ وَالْكِتَابُ إِذَا درَس، وأَدِيم جارِن؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ غَرْبَ السَّانِيَةِ: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه، ... قَلِقُ المَحالةِ جارِنٌ مَسْلومُ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَصِفُ جِلداً عُمل مِنْهُ دَلوٌ. والجارِنُ: الليِّن، والمَسْلوم: الْمَدْبُوغُ بالسَّلَم. قَالَ الأَزهري: وكلُّ سِقاءٍ قَدْ أَخلَق أَو ثَوْبٍ فَقَدْ جَرَن جُروناً، فَهُوَ جارِن. وجَرَن فلانٌ عَلَى العَذْلِ ومَرَن ومَرَد بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالدَّابَّةِ إِذَا تعَوَّد الأَمرَ ومَرَن عَلَيْهِ: قَدْ جَرَنَ يَجْرُن جُروناً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: سَلاجِم يَثْرِبَ الأُولى، عَلَيْهَا ... بيَثْرِبَ كرَّةٌ بَعْدَ الجُرونِ . أَي بَعْدَ المُرون. والجارِنة: الليِّنة مِنَ الدُّرُوعِ. أَبو عَمْرٍو: الجارِنة المارِنة. وكلُّ مَا مَرَن فَقَدْ جَرَن؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الدُّرُوعَ: وجَوارِن بِيضٌ، وَكُلُّ طِمرَّةٍ ... يَعْدُو عَلَيْهَا القَرَّتَيْن غُلام . يَعْنِي دُروعاً ليِّنة. والجارِن: الطَّرِيقُ الدارِس. والجَرَنُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي حُبَيْبَةَ الشَّيْبَانِيِّ: تَدَكَّلَتْ بَعْدي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ، ... ونحنُ نَغْدو فِي الخَبار والجَرَنْ وَيُقَالُ: هُوَ مُبْدَلٌ مِنَ الجَرَل. وجَرَنَت يدُه عَلَى الْعَمَلِ جُروناً: مرنَت. والجارِن مِنَ الْمَتَاعِ: مَا قَدِ اسْتُمْتِع بِهِ وبَلْيَ. وسِقاءٌ جارِن: يَبِس وغلُظ مِنَ الْعَمَلِ. وسَوْطٌ مُجَرَّن: قَدْ مَرَن قَدُّه. والجَرين: مَوْضِعُ البُرّ، وَقَدْ يَكُونُ لِلتَّمْرِ وَالْعِنَبِ، وَالْجَمْعُ أَجرِنة وجُرُن، بِضَمَّتَيْنِ، وَقَدْ أَجرَن العنبَ. والجَرينُ: بَيْدَر الحَرْث يُجْدَر أَو يُحْظَر عَلَيْهِ. والجُرْنُ والجَرين: مَوْضِعُ التَّمْرِ الَّذِي يُجَفَّف فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدُودِ: لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ حتى يُؤْوِيَهُ الجَرينُ ؛ هُوَ مَوْضِعُ تَجْفِيفِ الثَّمَرِ، وَهُوَ لَهُ كالبَيدر لِلْحِنْطَةِ، وَفِي حَدِيثِ أُبَيّ مَعَ الْغُولِ: أَنه كَانَ لَهُ جُرُنٌ مِنْ تَمْرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ فِي المُحاقَلة: كَانُوا يشترطُون قُمامةَ الجُرُنِ ، وَقِيلَ: الجَرينُ مَوْضِعُ البَيْدر بِلُغَةِ الْيَمَنِ. قَالَ: وعامَّتُهم يَكسِر الجيمَ، وَجَمْعُهُ جُرُنٌ. والجَرينُ: الطِّحْنُ، بِلُغَةِ هُذيل؛ وَقَالَ شَاعِرُهُمْ: ولِسَوْطِه زَجَلٌ، إِذَا آنَسْتَه ... جَرَّ الرَّحى بجَرينِها المَطْحونِ . الجَرين: مَا طَحَنتَه، وَقَدْ جُرِنَ الحبُّ جَرْناً شَدِيدًا. والجُرْنُ: حَجَرٌ مَنْقُورٌ يُصبُّ فِيهِ الْمَاءُ فيُتوضأُ بِهِ، وَتُسَمِّيهِ أَهلُ الْمَدِينَةِ المِهْراسَ الَّذِي يُتَطهَّر مِنْهُ. والجارِنُ: ولدُ الْحَيَّةِ مِنَ الأَفاعي. التَّهْذِيبُ: الْجَارِنُ مَا لانَ مِنْ أَولاد الأَفاعي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجِرْنُ الْجِسْمُ، لُغَةٌ فِي الجِرْم زَعَمُوا؛ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ نُونُهُ بَدَلًا مِنْ مِيمِ جِرْم، وَالْجَمْعُ أَجْران، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي أَن النُّونَ غَيْرُ بَدَلٍ لأَنه لَا يَكَادُ يُتصرَّف فِي الْبَدَلِ هَذَا التَّصَرُّفَ. وأَلقى عَلَيْهِ أَجرانَه وجِرانه أَي أَثقاله. وجِرانُ العَوْدِ: لقَب لِبَعْضِ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِنْ نُمير وَاسْمُهُ المُسْتورِد «2». وَإِنَّمَا لقِّب بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ يخاطب امرأَتيه:

_ (2). قوله [واسمه المستورد] غلطه الصاغاني حيث قال وإنما اسم جِرَانِ الْعَوْدِ عَامِرُ بْنُ الحرث بن كلفة أي بالضم، وقيل كلفة بالفتح

خُذا حَذَراً، يَا جارَتَيَّ، فإنَّني ... رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قَدْ كَادَ يَصْلَحُ . أَراد بِجران العَوْد سَوْطًا قدَّه مِنْ جِران عَوْدٍ نَحَره وَهُوَ أَصلب مَا يَكُونُ. الأَزهري: ورأَيت الْعَرَبَ تسوِّي سِيَاطَهَا مَنْ جُرُن الجِمال البُزْل لصَلابتِها، وَإِنَّمَا حذَّر امرأَتيه سوطَه لنُشوزهما عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ جِلْدِ الْبَعِيرِ سوْطاً لِيَضْرِبَ بِهِ نساءَه. وجَيرُون: بَابٌ مِنْ أَبواب دِمَشْقَ، صَانَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. والجِرْيانُ: لُغَةٌ فِي الجِرْيال، وَهُوَ صِبْغ أَحمر. وَالْمَجْرِينُ «1».: الْمَيِّتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وسفَر مِجْرَنٌ: بَعِيدٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بَعْدَ أَطاوِيحِ السِّفار المِجْرن قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَجد له اشتقاقاً. جرشن: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: أَهدى رَجُلٌ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى ابْنِ عُمر جَوارِشْنَ، قَالَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الأَدوية الْمُرَكَّبَةِ يقوِّي الْمَعِدَةَ ويهضِم الطَّعَامَ، قَالَ: وَلَيْسَتِ اللفظة بعربية. جرعن: اجْرَعَنَّ الرجلُ: صُرع عَنْ دابَّته وامتدَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وضرَبْته حَتَّى اجْرَعنّ. جَزَنَ: الْمُؤَرِّجُ: حطَبٌ جَزْن وجَزْل، وَجَمْعُهُ أَجْزُن وأَجْزُل، وَهُوَ الْخَشَبُ الْغِلَاظُ؛ قَالَ جَزْءُ بنُ الحَرِث: حَمَى دُونَه بالشَّوكِ والتفَّ دُونه، ... مِنَ السِّدْر، سُوقٌ ذاتُ هَول وأَجزُن. جَشَنَ: الجَشن: الْغَلِيظُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، زَادَ غَيْرُهِ: أَو مَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ. والجُشْنةُ: طائرةٌ سوداءُ تعَشِّش بِالْحَصَى. والجَوْشَنُ: الصدرُ، وَقِيلَ: مَا عَرُض مِنْ وَسَطِ الصَّدْرِ. وجَوْشَنُ الجَرادة: صَدْرُهَا. وجَوْشَنُ اللَّيْلِ: وسَطه وصَدْره. والجوْشَن: اسْمُ الْحَدِيدِ الَّذِي يُلبَس مِنَ السِّلَاحِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا طَعَن كِلاباً بِرَوْقَيْه فِي صَدْرِهَا: فكَرَّ يَمْشُق طَعْناً فِي جَواشِنِها، ... كأَنه، الأَجْرَ فِي الإِقبالِ، يَحْتَسِبُ . الْجَوْهَرِيُّ: والجَوْشَن الدِّرْع وَاسْمُ الرَّجُلِ، وَقِيلَ: الجوْشَن مِنَ السِّلَاحِ زَرَدٌ يُلبَسه الصدرُ والحَيزوم. وَمَضَى جَوْشَنٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي قِطْعَةٌ، لُغَةٌ فِي جَوْش، فَإِنْ كَانَ مَزِيدًا مِنْهُ فَحُكْمُهُ أَن يَكُونَ مَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ سَحَابَةً: يُضيء صَبيرُها، في ذي خَبِيٍّ، ... جَواشِن لَيْلها بِيناً فبِينا . والبِينُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: المَجْشونةُ المرأَة الْكَثِيرَةُ الْعَمَلِ النَّشِيطَةُ. وجَواشِن التُّمام: بَقَايَاهُ؛ قَالَ: كِرامٌ إِذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا جَواشِن الثمامِ، ... وَمِنْ شَرّ الثُّمام جَواشِنُه. جَعَنَ: جَعْوَنةُ: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. وَرَجُلٌ جَعْوَنة إِذَا كَانَ قَصِيرًا سَمِينًا. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الجَعْنُ فِعْلٌ مُمات، وَهُوَ التَّقَبُّضُ، قَالَ: وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ جَعْوَنة، وَقَدْ وَجَدْتُ حَاشِيَةً قَالَ أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي كِتَابِ الإِشتقاق لَهُ: جَعْونةُ اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنَ الجَعْن، وَهُوَ وَجَعُ الْجَسَدِ وتكسُّره، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنَ الجَعْو، وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ، وَتَكُونُ النُّونُ زائدة. جَعْثَنَ: الأَزهري: الجِعْثِنُ أُرومة الشَّجَرِ بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الأَغصان إِذَا قُطِعَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: الجِعْثِنةُ أُرومة كُلُّ

_ (1). قوله [والمجرين] هكذا في الأَصل بدون ضبط

شَجَرَةٍ تَبقى عَلَى الشِّتَاءِ، وَالْجَمْعُ جِعْثِن؛ قَالَ: تَقْفِزُ بِي الجِعْثِنَ، يَا ... مُرَّةُ زِدْها قَعْبا . وَيُرْوَى: تُقَفِّز الجِعْثِنَ بِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ لِلْوَاحِدِ جِعْثِنٌ، وَالْجَمْعُ الجَعاثِن. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجِعْثِنُ أَصل كُلِّ شَجَرَةٍ إِلَّا شَجَرَةً لَهَا خَشَبَةٌ؛ وأَنشد: تَرى الجِعْثنَ العامِيَّ تُذْري أُصولَه ... مَناسِمُ أَخْفافِ المَطِيِّ الرَّواتِكِ . الأَزهري: كُلُّ شَجَرَةٍ تَبْقَى أُرومتُها فِي الشِّتَاءِ مِنْ عِظام الشَّجَرِ وَصِغَارِهَا فَلَهَا جِعْثِنٌ فِي الأَرض، وبعد ما يُنزَع فَهُوَ جِعْثن حَتَّى يُقَالَ لأُصول الشَّوْكِ جِعْثن. وَفَرَسٌ مُجَعْثَنُ الخَلْق: شبِّه بأَصل الشَّجَرَةِ فِي كِدْنتِه وغلَظه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي مَعْنَاهُ: كانَ لَنا، وَهُوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ، ... مُجَعْثَنُ الخَلْق يَطيرُ زَغَبُهْ . وَرَجُلٌ جِعْثِنةٌ: جَبان ثَقِيلٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَيَا فَتًى مَا قَتَلْتُمْ غيرَ جِعْثِنةٍ، ... وَلَا عَنِيفٍ بِكَرِّ الْخَيْلِ فِي الْوَادِي . والجِعْثِمُ والجِعْثِنُ، بِالْكَسْرِ: أُصولُ الصِّلِّيان؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ فَقَالَ: أَو كمَجْلوحِ جِعْثنٍ بلَّهُ القطرُ، ... فأَضحى مُوَدِّسَ الأَعراضِ . وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: ويَبِسَ الجِعْثنُ ؛ هُوَ أَصلُ النَّبَاتِ، وَقِيلَ: أَصل الصِّلِّيان خَاصَّةً، وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: الجِعْثِنةُ أَصلُ كلِّ شَجَرَةٍ قَدْ ذَهبَتْ سِوَى العِضاهِ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ. وتَجَعْثنَ الرجلُ إِذَا تَجَمَّعَ وتقَبَّضَ. وَيُقَالُ لأَرُومة الصِّلِّيان: جِعْثِنةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: ومَوْضع مَشْكوكين أَلقَتْهما مَعًا، ... كوَطْأَة ظَبْيِ القُفِّ بَيْنَ الجَعاثِن . وجِعْثِنة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ جِعْثِنة بْنُ جَوَّاسٍ الرِّبْعي. الأَزهري: جِعْثِن مِنْ أَسماء النِّسَاءِ، وعَيَّنه الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: جعثْن أُختُ الفرزدق. جَعْفَلَنْ: الجَعْفَلين: أُسْقُفُّ النَّصَارَى وكبيرُهم. جَفَنَ: الجَفْنُ: جَفْنُ العَين، وَفِي الْمُحْكَمِ: الجَفْنُ غطاءُ الْعَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل، وَالْجَمْعُ أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ. والجَفْنُ: غِمْدُ السَّيْفِ. وجَفْنُ السَّيْفِ: غِمده؛ وَقَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ أَنس الْهُذَلِيِّ: نَجا سالمٌ، والنفسُ مِنْهُ بشِدْقِه، ... وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا . نصبَ جَفْنَ سَيْفٍ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ كأَنه قَالَ نَجَا وَلَمْ يَنْجُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد ولم يَنْجُ إِلَّا بِجَفْنِ سَيْفٍ، ثُمَّ حذَف وأَوْصَل، وَقَدْ حُكِيَ بِالْكَسْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صحتُه، وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: سُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفونها ؛ قَالَ: جفونُ السُّيُوفِ أَغمادُها، وَاحِدُهَا جَفْنٌ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. والجَفْنة: مَعْرُوفَةٌ، أَعظمُ مَا يكونُ مِنَ القِصاع، وَالْجَمْعُ جِفانٌ وجِفَنٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، كهَضْبةٍ وهِضَب، وَالْعَدَدُ جفَنات، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك فِي الْجَمْعِ إِذَا كَانَ اسْمًا، إِلَّا أَن يَكُونَ يَاءً أَو وَاوًا فيُسَكَّنُ حِينَئِذٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: الجَفْنة كالقَصْعة. وجَفَنَ الجَزورَ: اتَّخَذَ مِنْهَا طَعَامًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه انكسَرتْ قلوصٌ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يمْلأُ مِنْهَا الجِفانَ، وَقِيلَ: مَعْنَى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها وَاتَّخَذَ مِنْهَا

طَعَامًا وَجَعَلَ لَحمها فِي الْجِفَانِ وَدَعَا عَلَيْهَا الناسَ حَتَّى أَكلوها. والجَفْنة: ضرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ. والجَفْنة: الكَرْم، وَقِيلَ: الأَصلُ مِنْ أُصول الكَرْم، وَقِيلَ: قَضِيبٌ مِنْ قُضْبانه، وَقِيلَ: ورَقُه، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ جَفْنٌ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَابِيَةَ خَمْرٍ: آلَتْ إِلَى النِّصْفِ مِنْ كَلْفاءَ أَتْأَقها عِلْجٌ، ... وكتَّمَها بالجَفْنِ وَالْغَارِ . وَقِيلَ: الجَفْن اسمٌ مُفْرَدٌ، وَهُوَ أَصل الكَرْم، وَقِيلَ: الجَفْن نَفْسُ الْكَرْمِ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: قُضْبان الكَرْم؛ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: سُقَيَّةُ بَيْنَ أَنْهارٍ عِذابٍ، ... وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ . أَراد: وجَفْنِ كرومٍ، فقَلَب. والجَفْنُ «1». هاهنا: الكَرْمُ وأَضافه إِلَى نَفْسِهِ. وجَفن الكرمُ وتَجَفَّن: صَارَ لَهُ أَصلٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَفْنُ قِشْرُ الْعِنَبِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ، وَيُسَمَّى الْخَمْرُ ماءَ الجَفْنِ، والسحابُ جَفْنَ الْمَاءِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ريقَ امرأَةٍ وشبَّهه بِالْخَمْرِ: تُحْسي الضجيعَ ماءَ جفْنٍ شابَه، ... صَبيحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج . قَالَ الأَزهري: أَراد بِمَاءِ الجَفْنِ الخمرَ. والجَفْنُ: أَصلُ العنبِ شيبَ أَي مُزِجَ بماءٍ باردٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجَفْنةُ الكَرْمة، والجَفْنةُ الخمرةُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لُبُّ الخُبْزِ مَا بَيْنَ جَفْنَيه. وجَفْنا الرغيفِ: وَجْهاه مِنْ فَوْقُ وَمِنْ تَحْتُ. والجَفْنُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَبِهِ فَسَّرَ بَيْتَ الأَخطل الْمُتَقَدِّمَ. قَالَ: وَهَذَا الجَفْنُ غَيْرُ الجَفْنِ مِنَ الكَرْمِ، ذَلِكَ مَا ارْتَقى مِنَ الحَبَلة فِي الشَّجَرَةِ فسُمِّيت الجَفْنَ لتجفُّنِه فِيهَا، والجَفْنُ أَيضاً مِنَ الأَحرارِ: نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحة، وَإِذَا يَبِسَتْ تقبَّضَت وَاجْتَمَعَتْ، وَلَهَا حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، وأَكثر مَنْبِتها الإِكامُ، وَهِيَ تَبْقَى سِنين يَابِسَةً، وأَكثرُ راعيتِها الحُمُر والمِعْزَى، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: هِيَ صُلْبة صَغِيرَةٌ مِثْلُ العَيْشوم، وَلَهَا عِيدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار، وورقُها أَخضر أَغْبَرُ، ونَباتُها فِي غَلْظِ الأَرض، وَهِيَ أَسْرَعُ البَقْلِ نَبَاتًا إِذَا مُطِرَتْ وأَسرعُها هَيْجاً. وجَفَنَ نفسَه عَنِ الشَّيْءِ: ظَلَفَها؛ قَالَ: وَفَّرَ مالَ اللهِ فِينَا، وجَفَنْ ... نفْساً عَنِ الدُّنيا، وَلِلدُّنْيَا زِيَنْ . قَالَ الأَصمعي: الجَفْنُ ظَلْفُ النَّفْسِ عَنِ الشَّيْءِ الدَّنِيءِ. يُقَالُ: جَفَنَ الرجلُ نفسَه عَنْ كَذَا جَفْناً ظَلَفَها ومَنَعَها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَا أَعرف الجَفْنَ بِمَعْنَى ظَلْفِ النَّفْسِ. والتَّجْفينُ: كثرةُ الْجِمَاعِ. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي: أَضْواني دوامُ التجفينِ. وأَجْفَنَ إِذَا أَكْثَر الجماعَ؛ وأَنشد أَحمد البُسْتيّ: يَا رُبَّ شَيخ فِيهِمْ عِنِّينْ ... عَنِ الطِّعانِ وَعَنِ التَّجفينْ . قَالَ أَحمد فِي قَوْلِهِ وَعَنِ التَّجْفين: هو الجِفانُ الَّتِي يُطْعَمُ فِيهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتَّجْفين فِي هَذَا الْبَيْتِ مِنَ الجِفانِ والإِطعام فِيهَا خطأٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، إِنَّمَا التَّجفينُ هاهنا كثرةُ الْجِمَاعِ، قَالَ: رَوَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والجَفْنةُ: الرجلُ الْكَرِيمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قِيلَ لَهُ أَنت كَذَا وأَنتَ كَذَا وأَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء ؛ كَانَتِ العربُ تَدْعُو السيدَ المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه يضَعُها ويُطْعِم

_ (1). قوله [والجفن] لعله أو الجفن

الناسَ فِيهَا، فسُمِّيَ بِاسْمِهَا، والغَرّاء: الْبَيْضَاءُ أَي أَنها مَمْلُوءةٌ بِالشَّحْمِ والدُّهْن. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: نادِيا جَفْنَةَ الرَّكْبِ أَي الَّذِي يُطْعِمُهم ويُشْبِعُهم، وَقِيلَ: أَراد يَا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فَحَذَفَ المضافَ للعِلْم بأَن الجَفْنةَ لَا تُنادى وَلَا تُجيبُ. وجَفْنةُ: قبيلةٌ مِنَ الأَزْد، وَفِي الصِّحَاحِ: قبيلةٌ من اليمن. وآلُ جَفْنةَ: مُلوكٌ مِنْ أَهل الْيَمَنِ كَانُوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ وَفِيهِمْ يَقُولُ حَسَّان بْنُ ثَابِتٍ: أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِيهمُ، ... قَبْر ابْنِ مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَل . وأَراد بِقَوْلِهِ عِنْدَ قَبْرِ أَبيهم أَنهم فِي مَسَاكِنَ آبَائِهِمْ ورِباعِهم الَّتِي كَانُوا ورِثُوها عَنْهُمْ. وجُفَيْنةُ: اسمُ خَمَّارٍ. وَفِي الْمَثَلِ: عِنْدَ جُفَيْنةَ الخبرُ الْيَقِينُ؛ كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ السِّكِّيتِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تقُل جُهَيْنة، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الأَمثال: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي، وأَما هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ فإِنه أَخبر أَنه جُهَيْنة؛ وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ: أَن حُصَيْنَ بنَ عَمْرِو بنِ مُعاوية بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ خَرَجَ وَمَعَهُ رجلٌ مِنْ جُهَيْنةَ يُقَالُ لَهُ الأَخْنَسُ، فنزَلا مَنْزِلًا، فَقَامَ الجُهَنِيُّ إِلَى الكلابيِّ وَكَانَا فاتِكَيْنِ فقَتله وأَخذ مالَه، وَكَانَتْ صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ مُعَاوِيَةَ تَبْكِيه فِي المَواسِم، فَقَالَ الأَخْنس: كصَخْرةَ إِذْ تُسائل فِي مِرَاحٍ ... وَفِي جَرْمٍ، وعِلْمُهما ظُنونُ «1». تُسائلُ عَنْ حُصَيْنٍ كلَّ ركْبٍ، ... وَعِنْدَ جُهَيْنةَ الخبرُ اليَقينُ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ أَبو سَهْلٍ عَنْ خَصِيلٍ، وَكَانَ ابنُ الْكَلْبِيِّ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْعِلْمِ أَكبرَ مِنَ الأَصمعي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صخرةُ أُخْتُه، قَالَ: وَهِيَ صُخَيرة بِالتَّصْغِيرِ أَكثرُ، وَمَرَاحٌ: حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدٍ يَرْوِيهِ حُفَيْنة، بِالْحَاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَيْسَ أَحد مِنَ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ وَعِنْدَ حُفَيْنة بِالْحَاءِ إِلَّا أَبو عُبَيْدٍ، وسائرُ النَّاسِ يَقُولُ جُفَيْنة وجُهَيْنة، قَالَ: والأَكثرُ عَلَى جُفَيْنة؛ قَالَ: وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ جُفَيْنة فِيمَا حدَّث بِهِ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: كَانَ يهوديٌّ مِنْ أَهل تَيْماءَ خمَّار يُقَالُ لَهُ جُفَيْنة جارَ النبيِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، وَكَانَ لبني سَهْمٍ جارٌ يهوديٌّ خمَّار أَيضاً يُقَالُ لَهُ غُصَين، وَكَانَ رجلٌ غَطَفانيٌّ أَتى جُفَيْنة فشَرِبَ عِنْدَهُ فنازَعه أَو نَازَعَ رَجُلًا عِنْدَهُ فقتلَه وخَفِيَ أَمرُه، وَكَانَتْ لَهُ أُختٌ تسأَل عَنْهُ فَمَرَّتْ يَوْمًا عَلَى غُصَيْن وَعِنْدَهُ أَخوها، وَهُوَ أَخو الْمَقْتُولِ، فسأَلته عَنْ أَخيها عَلَى عَادَتِهَا، فَقَالَ غُصَين: تُسائل عَنْ أَخيها كلَّ رَكْب، ... وَعِنْدَ جُفينةَ الخبرُ اليقينُ . فَلَمَّا سَمِعَ أَخوها وَكَانَ غُصَيْنٌ لَا يدْرِي أَنه أَخوها ذَهَبَ إِلى جُفَيْنة فسأَله عَنْهُ فناكَره فقَتله، ثُمَّ إِنَّ بَنِي صِرْمة شَدُّوا عَلَى غُصَين فَقَتَلُوهُ لأَنه كَانَ سببَ قَتْل جُفَينة، وَمَضَى قومُه إِلَى حُصين بْنِ الحُمام فشَكَوْا إِلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ: قَتَلْتُمْ يهوديَّنا وجارَنا فَقَتْلَنَا يهوديَّكم وجارَكم، فأَبَوْا وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ قتالٌ شَدِيدٌ. والجَفْنُ: اسمُ موضعٍ. جَلَنَ: التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ جَلَنْ حكايةُ صوتِ بابٍ ذِي مِصْراعَيْن، فيُرَدُّ أَحدهما فَيَقُولُ جَلَنْ، ويُرَدُّ الآخرُ فَيَقُولُ بَلَقْ؛ وأَنشد: فتَسْمَع فِي الحالَيْن مِنْهُ جَلَنْ بَلَقْ.

_ (1). قوله [وفي جرم] كذا في النسخ، والذي في الميداني: وأنمار بدل وفي جرم

وَقَدْ تَرْجَمَ عَلَيْهِ فِي حرف القاف جلنبلق. جمن: الجُمانُ: هَنَواتٌ تُتَّخَذُ عَلَى أَشكال اللُّؤْلُؤِ مِنْ فضَّة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَاحِدَتُهُ جُمانة؛ وتوهَّمَه لبيدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ فَقَالَ يَصِفُ بَقَرَةً: وتُضِيء فِي وَجْهِ الظَّلامِ، مُنِيرةً، ... كجُمانةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُها . الْجَوْهَرِيُّ: الجُمانةُ حَبَّةٌ تُعْمَل مِنَ الفِضّة كالدُّرّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الدُّرّة جُمانةً. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَحَدَّرُ مِنْهُ العَرَقُ مِثْل الجُمان، قَالَ: هُوَ اللؤلؤُ الصِّغارُ، وَقِيلَ: حَبٌّ يُتَّخذ مِنِ الْفِضَّةِ أَمثال اللُّؤْلُؤِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِذَا رفَع رأْسَه تحدَّر مِنْهُ جُمانُ اللُّؤْلُؤِ. والجُمانُ: سَفيفةٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْسَج فِيهَا الخَرَزُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ تَتَوَشَّحُ بِهِ المرأَة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَسِيلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ، وَمَا جَرَى ... عَلَيْهِ الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ . وَقِيلَ: الجُمانُ خَرز يُبَيَّضُ بِمَاءِ الْفِضَّةِ. وجُمانٌ: اسمُ جملِ الْعَجَّاجِ؛ قَالَ: أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرعا والجُمُن: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِل: فَقُلْتُ لِلْقَوْمِ قَدْ زالَتْ حَمائلُهم ... فَرْجَ الحَزِيزِ مِنَ القَرْعاءِ فالجُمُن «2». جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شَيْءٍ سُتر عَنْكَ فَقَدْ جُنَّ عَنْكَ. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عَلَيْهِ يَجُنُّ، بِالضَّمِّ، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ جَنَّه قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: وَمَاءٍ ورَدْتُ عَلَى جِفْنِه، ... وَقَدْ جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ وَفِي الْحَدِيثِ: جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ أَي ستَره، وَبِهِ سُمِّيَ الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عَنِ الأَبصار، وَمِنْهُ سُمِّيَ الجَنينُ لاسْتِتارِه فِي بطنِ أُمِّه. وجِنُّ اللَّيْلِ وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وَقِيلَ: اختلاطُ ظلامِه لأَن ذَلِكَ كلَّه ساترٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: حَتَّى يَجيء، وجِنُّ اللَّيْلُ يُوغِلُه، ... والشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ . وَيُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِمَّة بْنِ دَنْيَانَ «3» وَقِيلَ هُوَ لِخُفافِ بْنِ نُدْبة: وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا، ... بِذِي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ نَاشِبِ فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه، ... ذِئاب بْنَ أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بْنِ قارِب . وَيُرْوَى: وَلَوْلَا جُنونُ اللَّيْلِ أَي مَا سَتَر مِنْ ظُلْمَتِهِ. وعياضُ بْنُ جَبَل: مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: عِيَاضُ بْنُ نَاشِبٍ فَزَارِيٌّ، وَيُرْوَى: أَدرَك رَكْضُنا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لسَلامة بْنِ جَنْدَلٍ: وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ مَا آبَ عامرٌ ... إِلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لَمْ تُمَزَّقِ . وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: الجَنانُ الليلُ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً ؛ يُقَالُ جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إِذَا أَظلم حَتَّى يَسْتُرَه بظُلْمته. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا سَتر: جنَّ وأَجنَّ. وَيُقَالُ: جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ

_ (2). قوله [من القرعاء] كذا في النسخ، والذي في معجم ياقوت: إلى القرعاء (3). قوله [دنيان] كذا في النسخ.

وأَجَنَّه اللَّيْلُ: قَالَ ذَلِكَ أَبو إِسْحَاقَ. واسْتَجَنَّ فلانٌ إِذَا استَتَر بِشَيْءٍ. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً وأَجَنَّه: ستَره؛ قَالَ وَقَوْلُ الأَعشى: وَلَا شَمْطاءَ لَمْ يَتْرُك شَفاها ... لَهَا مِنْ تِسْعةٍ، إِلّا جَنينا . فَسَّرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ فَقَالَ: يَعْنِي مَدْفوناً أَي قَدْ مَاتُوا كُلُّهُمْ فَجُنُّوا. والجَنَنُ، بِالْفَتْحِ: هُوَ القبرُ لسَتْرِه الْمَيِّتَ. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ لِذَلِكَ. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قَالَ: مَا إنْ أُبالي، إِذَا مَا مُتُّ، مَا فعَلوا: ... أَأَحسنوا جَنَني أَم لَمْ يُجِنُّوني؟ أَبو عُبَيْدَةَ: جَنَنْتُه فِي الْقَبْرِ وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وَقَدْ أَجنَّه إِذَا قبَره؛ قَالَ الأَعشى: وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه، ... كآخَرَ فِي أَهْلِه لَمْ يُجَنُ . والجَنينُ: المقبورُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والجَنَنُ الْمَيِّتُ؛ قَالَ كُثَيّر: وَيَا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها ... وَيَا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ قَالَ ابن بري: الجَنَنُ هاهنا يُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ بِهِ الميتُ والقبرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإِجْنانَه عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. وَيُقَالُ لِلْقَبْرِ الجَنَنُ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَجْنانٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جُعِل لَهُمْ مِنَ الصَّفِيحِ أَجْنانٌ. والجَنانُ، بِالْفَتْحِ: القَلْبُ لاستِتاره فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: لِوَعْيه الأَشْياء وجَمْعِه لَهَا، وَقِيلَ: الجَنانُ رُوعُ الْقَلْبِ، وَذَلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الرُّوحُ جَناناً لأَن الْجِسْمَ يُجِنُّه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأَن الْجِسْمَ يُجِنُّها فأَنَّث الرُّوحَ، وَالْجَمْعُ أَجْنانٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَيُقَالُ: مَا يستقرُّ جَنانُه مِنَ الفزَعِ. وأَجَنَّ عَنْهُ واسْتَجَنَّ: استَتَر. قَالَ شَمِرٌ: وَسُمِّيَ القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛ وأَنشد لِعَدِيّ: كلُّ حَيٍّ تَقودُه كفُّ هادٍ ... جِنَّ عينٍ تُعْشِيه مَا هُوَ لاقي . الهادي هاهنا: القَدَرُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي مَا جُنَّ عَنِ الْعَيْنِ فَلَمْ تَرَه، يَقُولُ: المَنيَّةُ مستورةٌ عَنْهُ حَتَّى يَقَعَ فِيهَا؛ قَالَ الأَزهري: الْهَادِي القَدَرُ هاهنا جَعَلَهُ هَادِيًا لأَنه تَقَدَّمَ المنيَّة وسبَقها، ونصبَ جِنَّ عينٍ بِفِعْلِهِ أَوْقَعَه عَلَيْهِ؛ وأَنشد: وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ «1» . وَيُرْوَى: وَلَا جَنَّ، مَعْنَاهُمَا وَلَا سَتْر. وَالْهَادِي: الْمُتَقَدِّمُ، أَراد أَن القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قَوْلُ مُوسَى بْنُ جَابِرٍ الحَنفيّ: فَمَا نَفَرتْ جِنِّي وَلَا فُلَّ مِبْرَدي، ... وَلَا أَصْبَحَتْ طَيْري مِنَ الخَوْفِ وُقَّعا . فَإِنَّهُ أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمّه لاسْتِتاره فِيهِ، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، وَقَدْ جَنَّ الجنينُ فِي الرَّحِمِ يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه الحاملُ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: إِذَا غابَ نَصْرانِيُّه فِي جَنِينِها، ... أَهَلَّتْ بحَجٍّ فَوْقَ ظهْر العُجارِم . عَنَى بِذَلِكَ رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، وَيُرْوَى: إِذَا غَابَ نَصْرانيه فِي جَنِيفِهَا، يَعْنِي بالنَّصْرانيّ، ذكَر

_ (1). قوله [ولا جن إلخ] صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما القلب كاتم

الْفَاعِلِ لَهَا مِنَ النَّصَارَى، وبجَنِيفِها: حِرَها، وَإِنَّمَا جَعَلَهُ جَنيفاً لأَنه جزءٌ مِنْهَا، وَهِيَ جَنيفة، وَقَدْ أَجَنَّت المرأَة وَلَدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لَمْ تُجْهَرِ . يَعْنِي الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يَقُولُ: وردَت هَذِهِ الإِبلُ الماءَ فكسَحَتْه حَتَّى لَمْ تدعْ مِنْهُ شَيْئًا لِقِلَّتِه. يُقَالُ: جهَرَ البئرَ نزحَها. والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللِّحْيَانِيَّ قَدْ حَكَى فِيهِ المِجَنَّة وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ فِعَلًّا، وَسَنَذْكُرُهُ، وَالْجَمْعُ المَجانُّ، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ السَّرِقَةِ: القَطْعُ فِي ثَمَنِ المِجَنِ ، هُوَ التُّرْسُ لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ: وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وجهَه: كَتَبَ إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ تُضْرَب مَثَلًا لِمَنْ كَانَ لِصَاحِبِهِ عَلَى مودَّة أَو رعايةٍ ثُمَّ حالَ عَنْ ذَلِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط الحياءَ وفعَل مَا شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ بِهِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كَيْفَ تَرَانِي قالِباً مِجَنِّي؟ ... أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ . وَفِي حَدِيثِ أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة ، يَعْنِي التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بِالضَّمِّ: مَا واراكَ مِنَ السِّلاح واسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْهُ. والجُنَّةُ: السُّتْرة، وَالْجَمْعُ الجُنَنُ. يُقَالُ: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي اسْتَتَر بسُتْرة، وَقِيلَ: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ حِقْدٌ جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ، ... والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو فِي وجْهِه كَلَفُ يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ فِي نُفُوسِهِمْ، يَقُولُ: فَهُمْ يَجْتَهِدون فِي سَتْرِه وَلَيْسَ يَسْتَتِرُ، وَقَوْلُهُ الضِّغْنُ أَسْوَدُ، يَقُولُ: هُوَ بيِّنٌ ظاهرٌ فِي وُجُوهِهِمْ. وَيُقَالُ: مَا عليَّ جَنَنٌ إِلَّا مَا تَرى أَي مَا عليَّ شيءٌ يُواريني، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا عليَّ جَنانٌ إِلَّا مَا تَرى أَي ثوبٌ يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الَّذِي يُسْتَتر فِيهِ. شَمِرٌ: الجَنانُ الأَمر الْخَفِيُّ؛ وأَنشد: اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهمُ ... إِذْ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا . أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فَاسِدًا. وأَجْنَنْتُ الشَّيْءَ فِي صَدْرِي أَي أَكْنَنْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره. والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وَكُلُّ مَا وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها مَا قبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ غيرَ وسَطِه، وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصَّدْرِ، وَفِيهَا عَيْنانِ مَجُوبتانِ مِثْلَ عيْنَي البُرْقُع. وَفِي الْحَدِيثِ: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه مَا يؤذِيه مِنَ الشَّهَوَاتِ. والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وَفِي الْحَدِيثِ الإِمامُ جُنَّةٌ ، لأَنه يَقِي المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: كمِثْل رجُلين عَلَيْهِمَا جُنَّتانِ مِنْ حديدٍ أَي وِقايَتانِ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، تَثْنِية جُبَّةِ اللِّبَاسِ. وجِنُّ النَّاسِ وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فِيهِمْ يَسْتَتِر بِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً ... وَلَوْ جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا . وَرَوِيَ: وَإِنْ لاقَيْت أَسْلَم أَو غِفَارَا.

قَالَ الرِّياشي فِي مَعْنَى بَيْتِ ابْنِ أَحمر: قَوْلُهُ أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل لَكَ، يَقُولُ: إِذَا نَزَلْتَ الْمَدِينَةَ فَهُوَ خيرٌ لَكَ مِنْ جِوار أَقارِبك، وَقَدْ أَورد بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا للجَنان السِّتْر؛ ابْنُ الأَعرابي: جَنانُهم جماعتُهم وسَوادُهم، وجَنانُ النَّاسِ دَهْماؤُهم؛ أَبو عَمْرٍو: جَنانُهم مَا سَتَرك مِنْ شَيْءٍ، يَقُولُ: أَكون بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خيرٌ لِي، قَالَ: وأَسْلَمُ وَغِفَارُ خيرُ النَّاسِ جِواراً؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ العَيْرَ: وهابَ جَنان مَسْحورٍ تردَّى ... بِهِ الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا . قَالَ: جَنَانُهُ عَيْنُهُ وَمَا وَارَاهُ. والجِنُّ: ولدُ الْجَانِّ. ابْنُ سِيدَهْ: الجِنُّ نوعٌ مِنَ العالَم سمُّوا بِذَلِكَ لاجْتِنانِهم عَنِ الأَبصار ولأَنهم اسْتَجَنُّوا مِنَ النَّاسِ فَلَا يُرَوْن، وَالْجَمْعُ جِنانٌ، وَهُمُ الجِنَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ؛ قَالُوا: الجِنَّةُ هاهنا الملائكةُ عِنْدَ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً ، قَالَ: يقال الجِنَّةُ هاهنا الْمَلَائِكَةُ، يَقُولُ: جَعَلُوا بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِه نَسَباً فَقَالُوا الملائكةُ بناتُ اللَّهِ، وَلَقَدْ عَلِمَت الجِنَّةُ أَن الَّذِينَ قَالُوا هَذَا القولَ مُحْضَرون فِي النَّارِ. والجِنِّيُّ: منسوبٌ إِلَى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: التأْويلُ عِنْدِي قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ ، الَّذِي هُوَ مِنِ الجِن، وَالنَّاسِ مَعْطُوفٌ عَلَى الوَسْوَاس، الْمَعْنَى مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجِنُّ خِلَافُ الإِنسِ، وَالْوَاحِدُ جنِّيٌّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَخْفَى وَلَا تُرَى. جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فَهُوَ مجنونٌ، وَلَا تَقُلْ مُجَنٌّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً، ... عَلَى نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها، فَقَالَتْ: مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تَكُنْ؟ ... فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لَا يَدِينُها وَقَالَ مُدرك بْنُ حُصين: كأَنَّ سُهَيْلًا رامَها، وكأَنها ... حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ مِنْهُ جُنونها . وَقَوْلُهُ: ويَحَكِ يَا جِنِّيَّ، هَلْ بَدا لكِ ... أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فَقَدْ أَنَى لكِ؟ إِنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا فِي جِمَالِهَا، وَإِمَّا فِي تلَوُّنِها وابتِدالها؛ وَلَا تَكُونُ الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسُوبَةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الإِنس حَقِيقَةً، لأَن هَذَا الشَّاعِرَ المتغزِّلَ بِهَا إنْسيٌّ، والإِنسيُّ لَا يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ: وَلَقَدْ نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً، ... وَلَقَدْ نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ . أَراد بالإِنْسِيَّة الَّتِي تَقُولُهَا الإِنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ مَا تقولُه الجِنُّ؛ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. اللَّيْثُ: الجِنَّةُ الجُنونُ أَيضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ؛ والاسمُ والمصدرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ، وَيُقَالُ: بِهِ جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد: مِنَ الدَّارِميّينَ الَّذِينَ دِماؤُهم ... شِفاءٌ مِنَ الداءِ المَجَنَّة والخَبْل . والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وَقَدْ جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قَالَ مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً، ... مِنَ البَيْن، أَو يَبْكي إِلَى غَيْرِ واصِلِ . وتَجَنَّن عَلَيْهِ وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى مِنْ نفسِه أَنه مجنونٌ. وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنُونٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَذَلِكَ لأَنهم يَقُولُونَ جُنَّ، فبُني المفعولُ مِنْ أَجنَّه اللَّهُ عَلَى هَذَا، وَقَالُوا: مَا أَجنَّه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَعَ التعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِنْ كَانَ كالخُلُق لأَنه لَيْسَ بِلَوْنٍ فِي الْجَسَدِ وَلَا بِخِلْقة فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ نقْصان الْعَقْلِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جُنَّ الرجلُ وَمَا أَجنَّه، فَجَاءَ بِالتَّعَجُّبِ مِنْ صِيغَةِ فِعل الْمَفْعُولِ، وَإِنَّمَا التَّعَجُّبُ مِنْ صِيغَةِ فِعْل الْفَاعِلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا ونحوُه شاذٌّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ فِي المَجْنون مَا أَجَنَّه شاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، لأَنه لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بِالضَّمِّ: الجُنونُ، محذوفٌ مِنْهُ الواوُ؛ قَالَ يَصِفُ النَّاقَةَ: مِثْل النَّعامةِ كَانَتْ، وَهْيَ سائمةٌ، ... أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ جَاءَتْ لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه، ... والدَّهْرُ فِيهِ رَباحُ البَيْع والغَبَنُ فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ ... إِلَى الصِّماخِ، فَلَا قَرْنٌ وَلَا أُذُنُ . والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ: كثيرةُ الجِنِّ؛ وَقَوْلُهُ: عَلَى مَا أَنَّها هَزِئت وَقَالَتْ ... هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قَرِيبُ . أَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّة، وَقَوْلُهُ هَنُون، أَراد يَا هَنُونُ، وَقَوْلُهُ مَنْشاذا قَرِيبُ، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زَائِدَةٌ أَي عَلَى أَنها هَزِئَت. ابْنُ الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بِمَكَانٍ خالٍ لَا أَنيس بِهِ؛ قَالَ الأَخطل فِي مَعْنَاهُ: وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة . والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق مِنْ نَارٍ ثُمَّ خُلِقَ مِنْهُ نَسْلُه. والجانُّ: الجنُّ، وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ كالجامِل والباقِر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ* . وقرأَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَل عَنْ ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم وَلَا جأَنٌ ، بِتَحْرِيكِ الأَلف وقَلْبِها هَمْزَةً، قَالَ: وَهَذَا عَلَى قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: وَلَا الضَّأَلِّين ، وَعَلَى مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ عَنْ أَبي الأَصبغ وَغَيْرِهِ: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا «2» . وَقَوْلُهُ: وجلَّه حَتَّى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وَعَلَى مَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ لكُثيّر: وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً، ... إذا مَا احْمأَرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ . وَقَوْلُ عِمْران بْنِ حِطَّان الحَرُورِيّ: قَدْ كنتُ عندَك حَوْلًا لَا تُرَوِّعُني ... فِيهِ رَوائع مِنْ إنْسٍ وَلَا جَانِي . إِنَّمَا أَراد مِنْ إنسٍ وَلَا جانٍّ فأَبدل النونَ الثَّانِيَةَ يَاءً؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: بَلْ حَذَفَ النونَ الثَّانِيَةَ تَخْفِيفًا. وَقَالَ أَبو إِسْحَقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ؛ رُوِيَ أَن خَلْقاً يُقَالُ لَهُمُ الجانُّ كَانُوا فِي الأَرض فأَفسَدوا فِيهَا وسفَكوا الدِّماء فَبَعَثَ

_ (2). قوله [خاطمها إلخ] ذكر في الصحاح: يَا عَجَبًا وَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبَا ... حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبَا خَاطِمَهَا زأَّمها أَنْ تَذْهَبَا ... فَقُلْتُ أَرْدِفْنِي فَقَالَ مَرْحَبَا . فَقِيلَ: أَراد بجِدِّي، وَذَلِكَ أَن لَفْظَ ج ن إِنَّمَا هُوَ مَوْضُوعٌ للتستُّر عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ بجنِّي لأَن الجِدَّ مِمَّا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ لَهُ ومُنْطوية عَلَيْهِ. وَقَالَتِ امرأَة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لَهُ: أَجَنَّك مِنْ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ مَعْنَاهُ مِنْ أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ تدَعُ مِن مَعَ أَجْل، كَمَا يُقَالُ فعلتُ ذَلِكَ أَجْلَك وإِجْلَك، بِمَعْنَى مِن أَجْلِك، قَالَ: وَقَوْلُهَا أَجَنَّك، حُذِفَتِ الأَلف وَاللَّامُ وأُلْقِيَت فتحةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الْجِيمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي؛ يُقَالُ: إِنَّ مَعْنَاهُ لكنْ أَنا هُوَ اللَّهُ ربِّي فَحُذِفَ الأَلف، وَالْتَقَى نُونانِ فَجَاءَ التَّشْدِيدُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ أَنشده الْكِسَائِيُّ: لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ ... عَلَى هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها أَراد لِلَّهِ إنَّك، فَحَذَفَ إِحْدَى اللامَينِ مَنْ لِلَّهِ، وحذَفَ الأَلف مِنْ إنَّك، كَذَلِكَ حُذِفَتْ اللامُ مِنْ أَجل والهمزةُ مِنْ إنَّ؛ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَجْلَ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكم، ... فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وَإِزَارْ . الأَزهري قَالَ: وَيُقَالُ إجْل وَهُوَ أَحبُّ إِلَيَّ، أَراد مِنْ أَجْلِ؛ وَيُرْوَى: فَوْقَ مَن أَحكأَ صُلْبًا بِإِزَارْ . أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإِزارِ العِفَّةَ، وَقِيلَ: فِي قَوْلِهِمْ أَجِنَّك كَذَا أَي مِنْ أَجلِ أَنك فَحَذَفُوا الأَلف وَاللَّامَ اخْتِصَارًا، وَنَقَلُوا كَسْرَةَ اللَّامِ إِلَى الْجِيمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم، ... وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ . وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وَقِيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي جِنِّ صِباه أَي فِي حَدَاثَتِه، وَكَذَلِكَ جِنُّ كلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ شِدّاته، وجنُّ المرَحِ كَذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُهُ

لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَرا، ... إِذَا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا . قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقَدْ يكونُ الجِنُّ هُنَا هَذَا النَّوْعَ المُسْتَتِر عَنِ العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لَا يؤَنَّث إِنَّمَا هُوَ كجُنونه، وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ الأَمرَ بجِنِّ ذَلِكَ وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، وَلَا ... يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ . يُرِيدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ، يَقُولُ: سَقَى هَذَا الغيثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِنَ السَّحَابِ قَبْل تغيُّره، ثُمَّ نَهَى نفسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَنْ هُوَ مَلِقٌ. يَقُولُ: مَنْ كَانَ مَلِقاً ذَا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فَلَا ينْصِبْكَ صَرْمُه. وَيُقَالُ: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه، وَقَدْ تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قَالَ: كُوم تَظاهرَ نِيُّها لَمَّا رَعَتْ ... رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً وَقِيلَ: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَخْلَةٌ مَجْنونة إِذَا طَالَتْ؛ وأَنشد: يَا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ ... عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي بخارفِ الْمَسَاكِينِ الريحَ الشديدةَ الَّتِي تنفُض لَهُمْ التَّمْرَ من رؤُوس النَّخْلِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، مَا لَك لَا تَرى ... عِيالَكَ قَدْ أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟ الْفَرَّاءُ: جُنَّت الأَرض إِذَا قاءتْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ مِنْهُمْ، ... وَقَدْ جُنَّ العِضاهُ مِنَ العَميم . ومرَرْتُ عَلَى أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وَهِيَ الَّتِي تُهال مِنْ عُشْبِهَا وَقَدْ ذَهَبَ عُشْبها كلَّ مَذْهَبٍ. وَيُقَالُ: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إِذَا اعْتَمَّ نَبْتُهَا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري، ... وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا. جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه فِي طَيَرانِه؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخازِبازِ نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذُبابٌ. وَجُنُونُ الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ أَي كثُرَ صَوْتُهُ. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وطالَ جنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ. أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ والْتَفَّ وَخَرَجَ زَهْرُهُ؛ وَقَوْلُهُ: وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا. يَحْتَمِلُ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ. أَبو خَيْرَةَ: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لَمْ يَرْعَها أَحدٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّخْلِ الْمُرْتَفِعُ طُولًا مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الْكَثِيفِ الَّذِي قَدْ تأَزَّرَ بعضُه فِي بَعْضٍ مجنونٌ. والجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْهُ الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ جنَّةً؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ، ... مِنَ النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ، وَجَمْعُهَا جِنان، وَفِيهَا تَخْصِيصٌ، وَيُقَالُ لِلنَّخْلِ وَغَيْرِهَا. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: لَا تَكُونُ الجَنَّة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلَّا وَفِيهَا نخلٌ وعنبٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا ذَلِكَ وَكَانَتْ ذَاتَ شَجَرٍ فَهِيَ حَدِيقَةٌ وَلَيْسَتْ بجَنَّةٍ، وَقَدْ وَرَدَ ذكرُ الجَنَّة فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ وَالْحَدِيثِ الْكَرِيمِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. والجَنَّةُ: هِيَ دارُ النَّعِيمِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، مِنَ الاجْتنان، وَهُوَ السَّتْر لتَكاثُفِ أَشْجارِها وَتَظْلِيلِهَا بالتِفافِ أَغصانِها، قَالَ: وَسُمِّيَتْ بالجَنَّة وَهِيَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ مَصْدر جَنَّه جَنّاً إِذَا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي وزعمَ أَنه لِلْبِيدٍ: دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً، ... مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم. قَالَ: يَعْنِي بالجَنَّة إِبِلًا كالبُسْتان، ومُسطَّعة: مِنَ السِّطاع وَهِيَ سِمةٌ فِي الْعُنُقِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه جِنَّة، بِالْكَسْرِ، لأَنه قَدْ وُصِفَ بِعَبْقَرِيَّةٍ أَي إِبِلًا مِثْلَ الجِنة فِي حِدَّتها وَنِفَارِهَا، عَلَى أَنه لَا يَبْعُدُ الأَول، وَإِنْ وَصَفَهَا بِالْعَبْقَرِيَّةِ، لأَنه لَمَّا جَعَلَهَا جَنَّة اسْتَجازَ أَن يَصِفَها بِالْعَبْقَرِيَّةِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ مَا أَخرج الربيعُ مِنْ أَلوانِها وأَوبارها وَجَمِيلِ شارَتِها، وَقَدْ قِيلَ: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَجَائِزٌ أَن يوصَف بِهِ الجِنَّة وأَن يُوصَفَ بِهِ الجَنَّة. والجِنِّيَّة: ثِيَابٌ مَعْرُوفَةٌ «1». والجِنِّيّةُ: مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ عَلَى خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النِّسَاءُ. ومَجَنَّةُ: موضعٌ؛ قَالَ فِي الصِّحَاحِ: المَجَنَّةُ اسمُ مَوْضِعٍ عَلَى أَميال مِنْ مَكَّةَ؛ وَكَانَ بِلالٌ يتمثَّل بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بمكةَ حَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟ وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ؟ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامةٌ وطَفيلُ؟ وَكَذَلِكَ مِجَنَّة؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب: فوافَى بِهَا عُسْفانَ، ثُمَّ أَتى بِهَا ... مِجَنَّة، تَصْفُو فِي القِلال وَلَا تَغْلي . قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يَكُونَ مَفْعَلة مِنَ الجُنون كأَنها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِشَيْءٍ يَتَّصِلُ بالجِنِّ أَو بالجَنَّة أَعني البُسْتان أَو مَا هَذَا سَبيلُه، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ فَعَلَّةً مِنَ مَجَنَ يَمْجُن كأَنها سمِّيت بِذَلِكَ لأَن ضَرْباً مِنَ المُجون كَانَ بِهَا، هَذَا مَا توجبُه صنعةُ عِلْمِ الْعَرَبِ، قَالَ: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وَقَعَتِ التَّسْمِيَةُ فَذَلِكَ أَمرٌ طَرِيقُهُ الْخَبَرُ، وَكَذَلِكَ الجُنَيْنة؛ قَالَ: مِمَّا يَضُمُّ إِلَى عِمْرانَ حاطِبُه، ... مِنَ الجُنَيْنَةِ، جَزْلًا غيرَ مَوْزون . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَتْ مَجَنَّةٌ وَذُو المَجاز وعُكاظ أَسواقاً فِي الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يَكُونُ ذَلِكَ لِلنَّاسِ وغيرهم؛ قال الأَسَقَرُ الجُعْفِيّ: لَكِنْ قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ، ... بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها وَلَهَا غِنا . وَقَالَ الأَعشى: أَثَّرَتْ فِي جَناجِنٍ، كإِران المَيْت، ... عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

_ (1). قوله [والجنية ثياب معروفة] كذا في التهذيب. وقوله [والجنية مطرف إلخ] كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس: والجنينة مطرف كالطيلسان انتهى. أي لسفينة كما في شرح القاموس

وَاحِدُهَا جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وَحَكَاهُ الْفَارِسِيُّ بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ: جِنْجِن وجِنْجِنة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُفْتَحُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَمِنْ عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن . وَقِيلَ: وَاحِدُهَا جُنْجون، وَقِيلَ: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مِمَّا يَلِي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، نَذْكُرُهُ فِي مَنْجَنَ فإِن الْجَوْهَرِيَّ ذَكَرَهُ هُنَا، وردَّه عَلَيْهِ ابنُ الأَعرابي وَقَالَ: حقُّه أَن يُذْكَرَ فِي مَنْجَنَ لأَنه رباعي، وسنذكره هناك. جهن: الجَهْنُ: غِلَظُ الْوَجْهِ. وجُهَينة: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ مِنْهُ. وَفِي الْمَثَلِ: وَعِنْدَ جُهَينة الخبرُ الْيَقِينُ، وَهِيَ قَبِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تنادَوْا يالَ بُهْثةَ، إِذْ رَأَوْنا، ... فَقُلْنَا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا . وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي والأَصمعي: وَعِنْدَ جُفَيْنة، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي جَفَنَ، قَالَ قُطْرُبٌ: جاريةٌ جُهانةٌ أَي شَابَّةٌ، وكأَنَّ جُهَيْنة ترخيمٌ مِنْ جُهانة. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يحيى: جُهَيْنة تَصْغِيرُ جُهْنة، وَهِيَ مِثْلُ جُهْمة الليلِ، أُبدلت الْمِيمُ نُونًا، وَهِيَ القِطْعةُ مِنْ سَوَادِ نِصْف اللَّيْلِ، فإِذا كَانَتْ بَيْنَ العِشاءَين فَهِيَ الفَحْمة والقَسْوَرة. وجَيْهانُ: اسم. جهمن: جَهْمَن: اسم. جون: الجَوْنُ: الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ، والأُنثى جَوْنة. ابْنُ سِيدَهْ: الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، وَقِيلَ: هُوَ النباتُ الَّذِي يَضْرِب إِلَى السَّوَادِ مِنْ شِدَّةِ خُضْرتِه؛ قَالَ جُبَيْهاءُ الأَشجعيّ: فَجَاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها ... عَسالِيجُه، والثامِرُ المُتناوِحُ . القَسْوَرُ: نبتٌ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تَكَادُ تَنْفَتِق مِنَ السِّمَن. والجونُ أَيضاً: الأَحمَرُ الخالصُ. والجَوْنُ: الأَبيض، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُون، بِالضَّمِّ، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ. وَيُقَالُ: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ مِنْ بعيدٍ، وكلُّ لَوْن سَوَادٍ مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ يُخالِط حُمْرَةَ كَلَوْنِ الْقَطَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: وجَوْن عَلَيْهِ الجِصُّ فِيهِ مَريضةٌ، ... تَطَلَّعُ مِنْهَا النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه . يعني الأَبيضَ هاهنا، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِيهِ مَرِيضَةٌ يَعْنِي امرأَة مُنَعَّمةً قَدْ أَضَرَّ بِهَا النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها، وَقَوْلُهُ: تَطَلَّعُ مِنْهَا النَّفْسُ أَي مِنْ أَجلِها تخرجُ النفسُ، والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن؛ قَالَ: وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى الجَوْن الأَبيض قولَ لَبِيَدٍ: جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده، ... وخَلا لَهُ السُّوبانُ فالبُرْعوم . قَالَ: الجَوْنُ هُنَا حمارُ الوَحش، وَهُوَ يوصَفُ بِالْبَيَاضِ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو عَلِيٍّ شَاهِدًا عَلَى الجَوْن الأَبيض قَوْلَ الشَّاعِرِ: فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ، ... ونُبْدِئ حَتَّى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا قَالَ: وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشَّاعِرِ: تقولُ خَليلَتي، لمَّا رأَتني ... شَرِيحاً، بَيْنَ مُبْيَضٍّ، وجَوْنِ . وَقَالَ لَبِيدٌ: جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف

وَذَهَبَ ابْنُ دُرَيْدٍ وحْدَه إِلَى أَن الجَوْن يَكُونُ الأَحْمَرَ أَيضاً، وأَنشد: فِي جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ . ابْنُ سِيدَهْ: والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إِذَا غَابَتْ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ لبَياضِها وصَفائِها، وَهِيَ جَوْنة بَيِّنَةُ الجُونةِ فِيهِمَا. وعُرِضَت عَلَى الحجَّاج دِرْعٌ، وَكَانَتْ صَافِيَةً، فَجَعَلَ لَا يَرى صَفاءها، فَقَالَ لَهُ أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ، وَكَانَ فَصِيحاً: إِنَّ الشمسَ لَجَوْنةٌ، يَعْنِي أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فَقَدْ غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع؛ وأَنشد الأَصمعي: غيَّرَ، يَا بِنْتَ الحُلَيْسِ، لَوْني ... طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ، وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ يُرِيدُ النَّهَارَ؛ وَقَالَ آخَرُ: يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا . وَهُوَ مِنَ الأَضدادِ. والجُونةُ فِي الخَيْل: مِثْلَ الغُبْسة والوُرْدة، وَرُبَّمَا هُمز. والجَوْنةُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا سُمّيَت جَوْنةً عِنْدَ مَغِيبِهَا لأَنها تَسْوَدُّ حِينَ تَغِيبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُبادر الْجَوْنَةَ أَن تَغِيبَا . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ للخَطيم الضَّبابيّ «2». وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ بِكَمَالِهِ كَمَا قَالَ: لَا تَسْقِه حَزْراً وَلَا حَليبا، ... إِنْ لَمْ تَجِدْه سَابِحًا يَعْبوبا، ذَا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا، ... يَتْرُكُ صَوَّان الصُّوَى رَكوبا «3» بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا، ... يَتْرك فِي آثارِهِ لهُوبا يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا، ... وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا، كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قَرِيبَا «4» يَصِفُ فَرَسًا يَقُولُ: لَا تَسْقِه شَيْئًا مِنَ اللَّبن إِنْ لَمْ تَجِدْ فِيهِ هَذِهِ الخصالَ، والحَزْرُ: الحازِرُ مِنَ اللَّبَنِ وَهُوَ الَّذِي أَخذ شَيْئًا مِنَ الحُموضة، والسابحُ: الشديدُ العَدْوِ، واليَعْبوبُ: الكثيرُ الجَرْي، والمَيْعةُ: النَّشاطُ والحدَّة، ويَلْتَهم: يَبْتلع، والجَبوبُ: وجهُ الأَرض، وَيُقَالُ ظاهرُ الأَرض، والصَّوَّانُ: الصُّمُّ مِنِ الْحِجَارَةِ، الْوَاحِدَةُ صَوَّانة، والصُّوَى: الأَعْلامُ، والرَّكوبُ: المذلَّلُ، وَعَنَى بالزالِقات حَوافِرَه، واللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ وَقَوْلُهُ: يُبَادِرُ الأَثْآرَ أن تؤوبا . الأَوْبُ: الرُّجُوعُ، يَقُولُ: يُبَادِرُ أَثْآرَ الَّذِينَ يطلبُهم ليُدْرِكَهم قَبْلَ أَن يَرْجِعُوا إِلَى قومِهم، وَيُبَادِرُ ذَلِكَ قبْل مَغِيبِ الشَّمْسِ، وشبَّه الفرسَ فِي عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ فِي شَيْءٍ يَصِيده عَنْ قُرْبٍ فَقَدْ تَنَاهَى طمَعُه، وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ جَوْنة بَيِّنَةَ الجُونةِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ بُردةٌ جَوْنِيَّة ؛ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الجَوْن، وَهُوَ مِنَ الأَلوان، وَيَقَعُ عَلَى الأَسْود والأَبيض، وَقِيلَ: الْيَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَمَا يُقَالُ فِي الأَحْمر أَحْمَرِيٌّ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى بَنِي الجَوْنِ، قَبِيلَةٍ مِنَ الأَزْد. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا قَدِم الشأْم أَقْبَل عَلَى جَمَلٍ عَلَيْهِ جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍ أَي أَسْود؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الكَبْشُ الجُونِيّ هُوَ الأَسود الَّذِي أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا

_ (2). قوله [للخطيم الضبابي] في الصاغاني للأَجلح بن قاسط الضبابي (3). قوله [الصوى] رواية التكملة: الحصى (4). قوله [كالذئب إلخ] بعده كما في التكملة: على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا.

جُونِيّ، بِالضَّمِّ، كَمَا قَالُوا فِي الدَّهْري دُهْرِيّ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي هَذَا نَظَرٌ إِلَّا أَن تَكُونَ الروايةُ كَذَلِكَ. والجُونِيّ: ضربٌ مِنِ القَطا، وَهِيَ أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ، قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ مِنْ أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وَفِي الصِّحَاحِ: سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وَهُوَ أَكبرُ مِنَ الكُدْرِيّ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ، وَهُوَ كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إِلَّا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ. والجُونِيَّة: غَتْماء لَا تُفْصِح بصَوْتِها إِذَا صَاحَتْ إِنَّمَا تُغَرْغِرُ بصوْت فِي حَلْقِها. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ الأَصمعي عَنِ الْعَرَبِ: قَطاً جُؤنيٌّ، مَهْمُوزٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى تَوَهُّمِ حَرَكَةِ الْجِيمِ مُلْقاة عَلَى الْوَاوِ، فكأَن الواوَ متحركةٌ بِالضَّمَّةِ، وَإِذَا كَانَتِ الواوُ مَضْمُومَةً كَانَ لَكَ فِيهَا الهمزُ وتركُه فِي لُغَةٍ لَيْسَتْ بِتِلْكَ الفاشِية، وَقَدْ قرأَ أَبو عَمْرٍو: عَادًا لُّولَى ، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ: فاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُؤْقِه ، وَهَذَا النَّسَب إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْجَمْعِ، وَهُوَ نادِرٌ، وَإِذَا وصَفوا قَالُوا قطاةٌ جَوْنةٌ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ الجُونيِّ مِنَ القَطا فِي تَرْجَمَةِ كَدَرَ. والجُونةُ: جُونةُ العطَّارِ، وَرُبَّمَا هُمِزَ، وَالْجَمْعُ جُوَنٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْهَمْزُ فِي جؤْنة وجُؤَنٍ هُوَ الأَصل، والواوُ فِيهَا منقلبةٌ عَنِ الْهَمْزَةِ فِي لُغَةِ مَنْ خفَّفها، قَالَ: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ لِلْآكَامِ؛ قَالَ القُلاخ: عَلَى مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُون . قَالَ: والمصاميدُ مِثْلُ المَقاحيد وَهِيَ الباقياتُ اللَّبَنِ. يُقَالُ: نَاقَةٌ مِصْمادٌ ومِقْحادٌ. والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تَكُونُ مَعَ العطَّارين، وَالْجَمْعُ جُوَن، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي الْهَمْزَةِ، وَكَانَ الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الْهَمْزَةِ؛ وَكَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِ الأَعشى يَصِف نِسَاءً تَصَدَّين لِلرِّجَالِ حالِياتٍ: إِذَا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ، ... وَكَانَ المِصاعُ بِمَا فِي الجُوَنْ . مَا قَالَهُ إِلَّا بِطَالِعِ سَعْدٍ، قَالَ: وَلِذَلِكَ ذَكَرْتُهُ هُنَا. وَفِي حَدِيثِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وَرِيحًا كأَنما أَخْرَجَها مِنْ جُونة عطَّارٍ ؛ الجُونة، بِالضَّمِّ: الَّتِي يُعدُّ فِيهَا الطيبُ ويُحْرز. ابْنُ الأَعرابي: الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غَيْرُهُ: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بِالْقَارِ: قَالَ الأَعشى: فقُمْنا، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا، ... إِلَى جَوْنةٍ عِنْدَ حَدَّادِها . وَيُقَالُ: لَا أَفعله حَتَّى تَبْيضَّ جُونةُ الْقَارِ؛ هَذَا إِذَا أَردت سوادَه، وجَوْنةُ الْقَارِ إِذَا أَردت الْخَابِيَةَ، وَيُقَالُ لِلْخَابِيَةِ جَوْنة، وللدَّلْو إِذَا اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لماتحٍ قَالَ لماتِحٍ فِي الْبِئْرِ: إِنْ كانتِ أَمَّا امَّصَرت فصُرَّها، ... إِنَّ امِّصارَ الدَّلْو لَا يضُرُّها أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها، ... أَنتَ بخَيْرٍ إِنْ وُقِيتَ شرَّها فأَجابه: وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وَشَرَّهَا . قَالَ: مَعْنَاهُ عَلَى وِدِّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها «1». وَقَوْلُهُ: أَهي جُوَيْنٌ، أَرَادَ أَخِي وَكَانَ اسْمُهُ جُوَيناً، وَكُلُّ أَخ يُقَالُ لَهُ جُوَيْن وجَوْن. سَلَمَةُ عَنِ الفراء:

_ (1). قوله [فأَضمر الصفة وأعملها] هكذا في الأَصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف

فصل الحاء المهملة

الجَوْنان طرَفا القَوْس. والجَوْنُ: اسمُ فَرْسٍ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ: تَكاثَرَ قُرْزُلٌ، والجَوْنُ فِيهَا، ... وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ. وأَبو الجَوْن: كُنْية النَّمِرِ؛ قَالَ القَتَّال الْكِلَابَيُّ: وَلِي صاحِبٌ فِي الْغَارِ هَدَّكَ صاحِباً، ... أَبو الجَوْن، إِلَّا أَنه لَا يُعَلَّل . وَابْنَةُ الجَوْن: نَائِحَةٌ مِنْ كِنْدةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ المُثَقَّب العَبْدي: نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ عَلَى هالِكٍ، ... تَنْدُبُه رَافِعَةَ المِجْلَدِ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ ذَكَرَهَا الْمَعَرِّيُّ فِي قَصِيدَتِهِ الَّتِي رَثى فِيهَا الشَّرِيفَ الظَّاهِرَ المُوسَوِيّ فَقَالَ: مِنْ شَاعِرٍ للبَيْن قَالَ قَصِيدَةً، ... يَرْثي الشَّرِيفَ عَلَى رَوِيّ القافِ جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دَائِبًا، ... ويَميسُ فِي بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عَادِيًا، ... أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ بُنِيَت عَلَى الإِيطاءِ، سَالِمَةً مِنَ الإِقْواءِ ... والإِكْفاءِ والإِصْرافِ . والجَوْنانِ: مُعاوية وحسَّان بْنُ الجَوْن الكِنْدِيّان؛ وإيَّاهما عَنَى جريرٌ بِقَوْلِهِ: أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى، ... وشَدَّاتِ قَيْسٍ، يومَ دَيْر الجَماجِم؟ ابْنُ الأَعرابي: التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس. والتَّجوُّنُ: تَسْويدُ بَابِ الْمَيِّتِ. والأَجْؤُن: أَرض مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ «1». فصل الحاء المهملة حبن: الحَبَنُ: داءٌ يأْخذ فِي الْبَطْنِ فيعظُم مِنْهُ ويَرِمُ، وَقَدْ حَبِنَ، بِالْكَسْرِ، يَحْبَنُ حَبَناً، وحُبِن حَبْناً وَبِهِ حَبَنٌ. وَرَجُلٌ أَحْبَنُ، والأَحْبَنُ: الَّذِي بِهِ السِّقْيُ. والحَبَنُ: أَن يَكُونَ السِّقْيُ فِي شَحْم الْبَطْنِ فَيَعْظُمُ الْبَطْنُ لِذَلِكَ، وامرأَةٌ حَبْناء. وَيُقَالُ لِمَنْ سَقَى بطنُه: قَدْ حَبِنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَحْبَنَ أَصاب امرأَةً فَجُلِدَ بأُثْكُولِ النَّخْلِ ؛ الأَحْبَنُ: المُسْتَسْقي، مِنَ الحَبَن، بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ عِظَمُ الْبَطْنِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَجَشّأَ رجلٌ فِي مجلسٍ، فَقَالَ لَهُ رجلٌ: دَعَوْتَ عَلَى هَذَا الطعامِ أَحداً؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَجَعَلَهُ اللَّهُ حَبَناً وقُداداً ؛ القُدادُ وجعُ البَطْن. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ: أَن وَفْدَ أَهل النَّارِ يَرْجِعُونَ زُبّاً حُبْناً ؛ الحُبْنُ: جمعُ الأَحْبَنِ؛ وَفِي شِعْرِ جَنْدَل الطُّهَويّ: وعُرّ عَدْوَى مِنْ شُغافٍ وحَبَنْ قَالَ: الحَبَنُ الماءُ الأَصْفَرُ. والحَبْناءُ مِنَ النِّساء: الضخمةُ البطنِ تَشْبِيهًا بِتِلْكَ. وحَبِنَ عَلَيْهِ: امتلأَ جوفُه غَضَبًا. الأَزهري: وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب قَالَ: رأَيت فُلَانًا مُحْبَئِنّاً ومُقْطَئِرّاً ومُصْمَعِدّاً أَي ممتلِئاً غَضَبًا. والحِبْنُ: مَا يَعْتَري فِي الْجَسَدِ فيقِيحُ ويَرِمُ، وجمعُه حُبونٌ. والحِبْنُ: الدُّمَّلُ، وسمِّي الحِبْنُ دُمَّلًا عَلَى جِهَةِ التَّفَاؤُلِ، وَكَذَلِكَ سُمِّيَ السِّحْر طَبّاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه رخَّصَ فِي دمِ الحُبونِ، وَهِيَ الدَّمامِيل، واحدُها حِبْنٌ

_ (1). قوله [بين إلخ] صدره كما في التكملة: دَارٌ كَرَقْمِ الْكَاتِبِ الْمُرَقِّنِ. وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأَن الضمة عليها تستثقل

وحِبْنةٌ، بِالْكَسْرِ، أَي أَن دَمَها معفُوٌّ عَنْهُ إِذَا كَانَ فِي الثَّوْبِ حالةَ الصَّلَاةِ. قَالَ ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ فِي أَدْعية مِنَ الْقَوْمِ يَتَداعَوْن بِهَا صَبَّ اللَّهُ عليكَ أُمَّ حُبَيْنٍ ماخِضاً، يَعْنونَ الدماميلَ. والحِبْنُ والحِبْنةُ: كالدُّمَّل. وقَدَمٌ حَبْناءُ: كَثِيرَةُ لحمِ البَخَصةِ حَتَّى كأَنها وَرِمةٌ. والحِبْنُ: القِرْدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وحَمامةٌ حَبْناءُ: لَا تَبيضُ. وَابْنُ حَبْناءَ: شاعرٌ مَعْرُوفٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ. وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة عَلَى خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصَّدْرِ عظيمةُ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: هِيَ أُنثى الحِرْباء. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رأَى بِلَالًا وَقَدْ خَرَجَ بطنُه فَقَالَ: أُمُّ حُبَيْنٍ ، تَشْبيهاً لَهُ بِهَا، وَهَذَا مِنْ مَزْحِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَراد ضِخَمَ بطنِه؛ قَالَ أَبو ليْلى: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة عَلَى قَدْرِ الخُنْفُساء يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ وَيَقُولُونَ لَهَا: أُمَّ حُبَيْنٍ، انْشُرِي بُرْدَيْكِ، ... إنَّ الأَميرَ والجٌ عليكِ، ومُوجِع بسَوْطِه جَنْبَيْكِ فتنْشُر جَناحَيْها؛ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ فِيمَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ: وأُمّ حُبَيْنٍ قَدْ رَحَلْتِ لحاجةٍ ... برَحْلٍ عِلافِيٍّ، وأَحْقَبْتِ مِزْوَداً . وهُما أُمَّا حُبَيْنٍ، وَهُنَّ أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، بِإِفْرَادِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: يقولُ المُجْتَلون عَروس تَيْم ... سَوىً أُمُّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فِيلِ . إِنَّمَا أَراد أُمّ حُبَيْن، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ، فَزَادَ اللَّامَ فِيهَا ضَرُورَةً لإِقامة الْوَزْنِ، وأَراد سَوَاءً فَقَصَرَ ضَرُورَةً أَيضاً. وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً حُبَيْنة؛ وأَنْشد ابْنُ بَرِّيٍّ: طَلَعْتُ عَلَى الحَرْبِيّ يَكْوي حُبَيْنةً ... بسَبْعةِ أَعْوادٍ مِنَ الشُّبُهانِ . الْجَوْهَرِيُّ: أُمُّ حُبَيْنٍ دُوَيْبَّة، وَهِيَ مَعْرِفة مِثْلُ ابْنِ عِرْس وأُسامةَ وَابْنِ آوَى وسامِّ أَبْرَصَ وَابْنِ قِتْرة إِلَّا أَنه تعريفُ جنسٍ، وَرُبَّمَا أُدْخِل عَلَيْهِ الأَلفُ وَاللَّامَ، ثُمَّ لَا تَكُونُ بِحَذْفِ الأَلف وَاللَّامِ مِنْهَا نَكِرَةً، وَهُوَ شاذٌّ؛ وأَورد بَيْتَ جَرِيرٍ أَيضاً: شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُ فِيل . وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ: يَقُولُ: شَواها شَوى أُمِّ الحُبَيْنِ ورأْسُها رأْسُ فِيل، قَالَ: وأُمُّ حُبَيْنٍ وأُمُّ الحُبَيْن مِمَّا تَعاقَب عَلَيْهِ تعريفُ الْعَلَمِيَّةِ وتعريفُ اللَّامِ، وَمِثْلُهُ غُدْوة والغُدْوة، وفَيْنة والفَيْنة، وَهِيَ دابَّة عَلَى قَدْرِ كَفِّ الإِنسان؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ أَعْرَضُ من الغَطاء وَفِي رأْسِها عِرَضٌ؛ وَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: هِيَ دابَّة غَبْراء لَهَا قوائمُ أَربعٌ وَهِيَ بِقِدْرِ الضِّفْدَعة الَّتِي لَيْسَتْ بضَخْمة، فَإِذَا طَرَدها الصِّبْيان قَالُوا لَهَا: أُمَّ الحُبَيْنِ، انْشُرِي بُرْدَيكِ، ... إِنَّ الأَميرَ ناظرٌ إليكِ. فَيَطْرُدُونَهَا حَتَّى يُدْرِكها الإِعْياء، فَحِينَئِذٍ تَقِفُ عَلَى رِجْلَيْها مُنْتَصِبَةً وتَنْشُر لَهَا جَناحَيْن أَغْبَرَيْن عَلَى مِثْلِ لَوْنها، وَإِذَا زادُوا فِي طَرْدِها نَشَرَتْ أَجنحة كُنَّ تَحْتَ ذَيْنِك الْجَنَاحَيْنِ لَمْ يُرَ أَحسَنُ لَوْنًا مِنْهُنَّ، مَا بَيْنَ أَصْفَرَ وأَحْمَرَ وأَخْضَرَ وأَبْيَضَ وهنَّ طرائقُ بعضُهن فَوْقَ بَعْضٍ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَهِيَ فِي الرِّقَّة عَلَى قدرِ أَجْنِحة الفَراشِ، فَإِذَا رَآهَا الصِّبْيَانُ قَدْ فَعَلَتْ ذَلِكَ تَرَكُوهَا، وَلَا يُوجَدُ لَهَا وَلَدٌ وَلَا فَرْخ؛ قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: الصَّحِيحُ عِنْدِي أَن هَذِهِ الصِّفَةَ صِفَةُ أُمّ عُوَيْفٍ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أُمُ

عُوَيْفٍ دابَّةٌ صغيرةٌ ضخمةُ الرأْسِ مخضرَّة، لَهَا ذنبٌ وَلَهَا أَربعةُ أَجْنِحةٍ، مِنْهَا جَنَاحَانِ أَخْضَران، إِذَا رأَت الإِنسان قَامَتْ عَلَى ذَنَبِهَا ونشَرت جَناحَيْها؛ قَالَ الْآخَرُ: يَا أُمَّ عَوْفٍ انْشُري بُرْدَيْكِ، ... إنَّ الأَميرَ واقفٌ عليكِ، وضاربٌ بالسَّوْطِ مَنْكِبَيْكِ وَيُرْوَى: أُمَّ عُوَيْفٍ، قَالَ: وَهَذِهِ الأَسماء «1». الَّتِي تُكْتبُ بِهَا هَذِهِ الْمَعَارِفُ وأُضيفت إِلَيْهَا غَيْرُ معرِّفة لَهَا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كأُمّ حُبَيْنٍ لَمْ ترَ الناسُ غيرَها، ... وغابَتْ حُبَيْنٌ حينَ غابَتْ بنُو سَعْد. وَمِثْلُهُ لأَبي الْعَلَاءِ المعرِّي: يَتَكَنَّى أَبَا الوَفاءِ رجالٌ ... مَا وجَدنا الوَفاءَ إلَّا طَرِيحا وأَبو جَعْدة ذُؤالةُ، مَن جَعْدةُ؟ ... لَا زَالَ حَامِلًا تَتْرِيحَا وابنَ عِرْس عَرَفْتُ، وابنَ بَريحٍ، ... ثُمَّ عِرْساً جَهِلْته وبَريحا . وأَما ابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ فَنَكِرَتَانِ يتعرَّفان بالأَلف وَاللَّامِ تَعْرِيفَ جِنْسٍ. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ: أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ وَلَا تصلُّوا صَلَاةَ أُمِّ حُبَيْنٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ دُوَيْبَّة كالحِرْباء عظيمةُ البطنِ، إِذَا مَشَتْ تُطَأْطِئ رأْسَها كَثِيرًا وترفعُه لعِظَم بَطْنِهَا، فَهِيَ تقعُ عَلَى رأْسها وتقومُ، فشبَّه بِهَا صلاتَهم فِي السُّجُودِ مِثْلَ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فِي نَقْرة الْغُرَابِ. والحَبْنُ: الدِّفْلى «2». وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَبْنُ شَجَرَةُ الدِّفْلى، أَخْبر بِذَلِكَ بعضُ أَعراب عُمانَ. والحُبَيْنُ وحَبَوْنَنٌ وحِبَوْنَنٌ: أَسماء. وحَبَوْنَن: اسمُ وَادٍ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْبَحْرَيْنِ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ: حَبَوْنَى، بأَلف غَيْرِ مُنَوَّنَةٍ؛ وأَنشد: خَلِيلَيَّ، لَا تسْتَعْجِلا وتَبَيَّنا ... بِوادِي حَبَوْنَى، هَلْ لهنَّ زَوالُ؟ وَلَا تَيْأَسا مِنْ رحمةِ اللَّهِ، وادْعُوَا ... بوادِي حَبَوْنَى أَن تَهُبَّ شَمالُ . قَالَ: والأَصل حَبَوْنَنٌ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ، وَإِنَّمَا أَبدل النُّونَ أَلفاً لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ فأَعلَّه؛ قَالَ وَعْلة الْجَرْمِيُّ: وَلَقَدْ صَبَحتُكُم ببَطْنِ حَبَوْنَنٍ، ... وعلَيَّ إِنْ شَاءَ الإِلهُ ثَناءُ . وَقَالَ أَبو الأَخْزَر الحُمَّاني: بالثِّنْيِ مِنْ بِئْشةَ أَو حَبَوْنَن وأَنشد ابْنُ خَالَوَيْهِ: سَقى أَثْلَةٌ بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَوْنَنٍ، ... مِنَ الصَّيفِ، زَمْزامُ العشِيّ صَدُوق. حتن: الحَتْنُ والحِتْنُ: المِثْلُ والقِرْنُ والمُساوِي. وَيُقَالُ: هُمَا حَتْنانِ وحِتْنانِ أَي سِيَّانِ، وَذَلِكَ إِذَا تَساويا فِي الرَّمْي. وتَحاتَنُوا: تساوَوْا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفَحِتْنُه فلانٌ ؛ الحِتْنُ الحَتْنُ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: المِثْلُ والقِرْنُ. والمُحاتَنةُ: المُساواةُ، وكلُّ اثْنَيْنِ لَا يَتخالفانِ فَهُمَا حَتْنانِ، وَهُمَا حَتْنان وتِرْبان مُسْتَوِيان، وَهُمْ أَحْتانٌ أَتْنانٌ. والمحاتَنةُ: المسُاواةُ. والتَّحاتُنُ: التساوِي والتَّبارِي. وَالْقَوْمُ حَتَنى وحَتْنى أَي مُسْتَوونَ أَو مُتشابِهُون؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. ووقَعَت النَّبْلُ حَتَنَى أَي

_ (1). قوله [وهذه الأَسماء إلخ] هكذا في الأَصل ولم نعثر عليها في المحكم ولا التهذيب والصحاح (2). قوله [والحبن الدفلى] في القاموس: والحبن بالفتح شجر الدفلى، وضبط في التكملة والمحكم بالتحريك

مُتَسَاوِيَةً. وتحاتَنَ الرَّجُلان: تَرامَيا فَكَانَ رَمْيهُما وَاحِدًا، وَالِاسْمُ الحَتْنى؛ وَفِي الْمَثَلِ: الحَتَنَى لَا خيرَ فِي سَهْم زَلَجْ . وَهُوَ رَجَزٌ. وَالزَّالِجُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي مَرَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض حَتَّى وقَع فِي الهدَف وَلَمْ يُصب الْقِرْطَاسَ، وَهُوَ مثَلٌ فِي تَتْمِيمِ الإِحسان ومُوالاتِه. ووقَعَت السِّهامُ فِي الهدَف حَتَنَى أَي مُتقاربة المَواقع ومُتساويَتَها؛ أَنشد الأَصمعي: كأَنَّ صَوْتَ ضَرْعِها تُساجِلُ، ... هاتِيك هَاتَا حَتَنَى تُكايِلُ، لَدْمُ العُجَى تَلْكُمُها الجَنادِلُ . والحَتَنُ: متابعةُ السِّهام المُقَرْطِسَة أَي الَّتِي تُصِيب القِرْطاس؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَهَلْ غَرَضٌ يَبْقَى عَلَى حَتَن النَّبْل؟ وحَتِنَ الحَرُّ: اشتدَّ. ويومٌ حاتِنٌ: اسْتَوَى أَوَّله وآخرُه فِي الْحَرِّ. وتحاتَنَ الدمعُ: وقَعَ دَمْعَتَيْن دَمعَتَيْن، وَقِيلَ: تتابَع مُتساوياً؛ قَالَ الطِّرماح: كأَنَّ العُيونَ المُرْسَلاتِ، عَشِيَّةً، ... شَآبيبُ دَمْعِ العَبْرَة المُتَحاتِن . والحَتَنُ: مِنْ قَوْلِكَ تحاتَنَت دُموعُه إِذَا تتابَعَت. وتحاتَنَت الخِصال فِي النِّصال: وَقَعَتْ فِي أَصل الْقِرْطَاسِ عَلَى تقَارُبٍ أَو تساوٍ. الأَزهري: الخَصْلةُ كُلُّ رَمِيَّةٍ لَزِمَت الْقِرْطَاسَ مِنْ غَيْرِ أَن تُصيبَه، قَالَ: إِذَا وَقَعَتْ خَصَلاتٌ فِي أَصل القِرْطاس قِيلَ تَحاتَنَت أَي تتابَعَت، قَالَ: وأَهلُ النِّضَال يَحْسَبُونَ كُلَّ خَصْلَتَيْن مُقَرْطِسةً، قَالَ: وَإِذَا تصارَع الرَّجُلان فصُرع أَحدُهما وَثَبَ ثُمَّ قَالَ: الحَتَنَى لَا خَيْرَ فِي سَهْمٍ زَلَج . وَقَوْلُهُ الحَتَنَى أَي عاوِدِ الصِّراع، والزّالجُ: السَّهمُ الَّذِي يَقَعُ بالأَرض ثُمَّ يُصِيبُ القِرْطاسَ، قَالَ: والتَّحاتُنُ التَّبارِي؛ قَالَ النَّابغة يَصِفُ الرِّياح واختلافَها: شَمال تُجاذِبْها الجَنُوبُ بعَرْضِها، ... ونَزْعُ الصَّبَا مُورَ الدَّبُورِ يُحاتِنُ . والمُحْتَتِنُ: الشيءُ الْمُسْتَوِي لَا يُخَالِفُ بعضُه بَعْضًا، وَقَدِ احْتَتَنَ؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِهِ: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ، ... تحتَ الصَّقِيعِ، جَرْشُ أُفْعُوانِ . فَإِنَّهُ قَالَ: يَعْنِي اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف كَيْفَ هَذَا إِنَّمَا مَعْنَاهُ عِنْدِي المُحْتَتِنُ أَي الْمُسْتَوِي، ثُمَّ حَذَفَ تَاءَ مُفْتَعل فَبَقِيَ المُحْتَن، ثُمَّ أَشبع الْفَتْحَةَ فَقَالَ المُحْتان كَقَوْلِهِ: ومِن عَيْبِ الرِّجالِ بمُنتزَاحِ . أَراد بمنتَزَحٍ فأَشْبَع. واحْتَتَنَ الشَّيءُ: استَوى؛ قَالَ الطِّرماح: تِلْكَ أَحْسابُنا، إِذَا احْتَتَنَ الخَصْلُ، ... ومُدَّ المَدَى مَدَى الأَعْراضِ. احْتَتَنَ الخَصْلُ أَي اسْتَوَى إصابةُ المُتَناضِلَيْن. والخَصْلةُ: الإِصابةُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إِذَا كَانَ لِدَتَه على سِنِّه. وجئْ بِهِ مِنْ حَتْنِك أَي مِنْ حَيْثُ كَانَ. وحَوْتَنان: موضعٌ، وَقِيلَ: حَوْتَنانان وادِيانِ فِي بِلَادِ قَيْس كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُقَالُ لَهُ حَوْتَنان؛ وَقَدْ ذَكَرَهُمَا تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ فَقَالَ: ثُمَّ اسْتَغاثُوا بماءٍ لَا رِشاءَ لَهُ ... مِنْ حَوْتَنانَيْن، لَا مِلْح وَلَا زَنَن . وَلَا زَنَن أَي لَا ضيِّق قَلِيلٌ. وَيُقَالُ: رَمَى القومُ

فَوَقَعَتْ سِهامُهم حَتَنَى أَي مُسْتَوِيَةً لَمْ يَفْضُل واحدٌ مِنْهُمْ أَصحابَه. ابْنُ الأَعرابي: رَمَى فأَحْتَن إِذَا وَقَعَتْ سِهامُه كلُّها فِي مَوْضِعٍ واحد. حثن: الحَثَنُ: حِصْرِمُ العِنَب، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا كَانَ الحبُّ كرؤُوس الذَّرِّ، واحدتُه بِالْهَاءِ. وحُثُنٌ: موضعٌ جاءَ فِي شِعْرِ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِبِلَادِهِمْ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيُّ: أَرى حُثُناً أَمْسَى ذَليلًا كأَنه ... تُراثٌ، وخَلَّاه الصِّعاب الصَّعاتِر. حجن: حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه حَجْناً وحَجَّنَه: عطَفَه. والحَجَنُ والحُجْنةُ والتحَجُّن: اعْوجاج الشَّيْءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اعوِجاجُ الشَّيْءِ الأَحْجَنِ. والمِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ: العَصَا المُعْوَجَّةُ. الْجَوْهَرِيُّ: المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَسْتَلِم الرُّكْنَ بمِحْجَنَهِ ؛ المِحْجَنُ: عَصاً مُعَقَّفة الرأْس كالصَّوْلجان، قَالَ: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وكلُّ مَعْطُوفٍ مُعْوجّ كَذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: قَدْ صَرَّح السَّيْرُ عَنْ كُتْمانَ، وابتُذِلَت ... وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ . أَراد: وابتُذِلَت المَحَاجِنُ، وأَنَّثَ الوَقْعَ لإِضافته إِلَى المَحاجِن. وفلانٌ لَا يَرْكُضُ المِحْجَن أَي لَا غَنَاءَ عِنْدِهِ، وأَصل ذَلِكَ أَن يُدْخَلَ مِحْجَن بَيْنَ رِجْلَي الْبَعِيرِ، فإنْ كَانَ البعيرُ بَليداً لَمْ يَرْكُض ذَلِكَ المِحْجَنَ، وَإِنْ كَانَ ذَكِيّاً رَكَض المِحْجَن ومضَى. والاحْتِجانُ: الفعلُ بالمِحْجَن. والصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ. وصقرٌ أَحْجَنُ المَخالِب: مُعَوَجُّها. ومِحْجَنُ الطائِرِ: مِنْقَارُه لاعْوِجاجِهِ. والتَّحْجِينُ: سِمةٌ مُعْوَجَّة، اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتين. وَيُقَالُ: حَجَنْت البعيرَ فأَنا أَحْجِنُه، وَهُوَ بَعِيرٌ مَحْجون إِذَا وُسِمَ بِسِمَة المِحْجَن، وَهُوَ خَطٌّ فِي طرَفِهِ عَقْفة مِثْلُ مِحْجَنِ الْعَصَا. وأُذُنٌ حَجْنَاءُ: مائلةُ أَحد الطرَفين مِنْ قِبَل الْجَبْهَةِ سُفْلًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَقْبَل أَطراف إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخرى قِبَل الجَبْهة، وكلُّ ذَلِكَ مَعَ اعْوِجاج. الأَزهري: الحُجْنةُ مصدرٌ كالحَجَن، وَهُوَ الشعرُ الَّذِي جُعودته فِي أَطرافه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَشَعْرٌ حَجِنٌ وأَحْجَنُ مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ، فِي أَطْرافه شيءٌ مِنْ جُعودةٍ وتكسُّرٍ. وَقِيلَ: مُعَقّف متداخلٌ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَحْجَنُ الشعَرُ الرَّجِلُ. والحُجْنةُ: الرَّجَلُ. والسَّبِطُ: الَّذِي لَيْسَتْ فِيهِ حُجْنة. قَالَ الأَزهري: وَمِنَ الأُنوف أَحْجَنُ. وأَنْف أَحْجَنُ: مُقْبِل الرَّوْثةِ نحوَ الفمِ، زَادَ الأَزهري: واستأْخرت ناشِزتاه قُبْحاً. والحُجْنةُ: مَوْضِعٌ أَصابه اعْوِجاجٌ مِنَ الْعَصَا. والمِحْجَن: عَصًا فِي طرَفها عُقَّافة، وَالْفِعْلُ بِهَا الاحْتِجان. ابْنُ سِيدَهْ: الحُجْنةُ موضعُ الاعْوِجاج. وحُجْنةُ المِغْزَل، بِالضَّمِّ: هِيَ المُنْعَقِفةُ فِي رأْسه. وَفِي الْحَدِيثِ: توضَع الرحِمُ يومَ الْقِيَامَةِ لَهَا حُجْنةٌ كحُجْنةِ المِغْزَل أَي صِنّارتِه المُعْوَجَّة فِي رأْسه الَّتِي يُعَلَّق بِهَا الخيطُ يُفْتَلُ للغَزْل، وكلُّ مُتَعَقِّفٍ أَحْجَنُ. والحُجْنةُ: مَا اختَزَنْتَ مِنْ شَيْءٍ واخْتَصَصْتَ بِهِ نَفْسَكَ؛ الأَزهري: وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا اختصَّ بِشَيْءٍ لِنَفْسِهِ قَدِ احْتَجَنه لِنَفْسِهِ دُونَ أَصحابه. والاحْتِجانُ: جمعُ الشَّيْءِ وضمُّه إِلَيْكَ، وَهُوَ افْتِعال مِنَ المِحْجَن. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَقْطَعَك العَقيقَ لتَحْتَجنَه أَي تتملَّكه دُونَ النَّاسِ. واحْتَجَن الشيءَ: احْتَوَى عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: واحْتَجَنّاه دُونَ غَيْرِنَا. واحْتَجَنَ عَلَيْهِ: حَجَر. وحَجِنَ عَلَيْهِ حَجَناً: ضَنَّ. وحَجِنَ بِهِ: كحَجِيَ بِهِ، وَهُوَ نَحْوُ الأَول. وحَجِنَ

بِالدَّارِ: أَقام. وحُجْنَةُ الثُّمامِ وحَجَنَتُه: خُوصتُه. وأَحْجَنَ الثُّمامُ: خَرَجَتْ حُجْنَتُه، وَهِيَ خُوصُهُ. وَفِي حَدِيثِ أُصَيْل حِينَ قَدِمَ مِنْ مَكَّةَ: فسأَله رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: تركتُها قَدْ أَحْجَنَ ثُمامُها وأَعْذَقَ إذْخِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها، فَقَالَ: يَا أُصَيْل، دَعِ القلوبَ تَقِرُّ ، أَي بَدَا وَرَقُه «3». والثُّمام نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. والحَجَنُ: قَصَدٌ ينبُت فِي أَعراض عِيدان الثُّمام والضِّعةِ. والحَجَنُ: القُضْبانُ القِصَارُ الَّتِي فِيهَا الْعِنَبُ، واحدتُه حَجَنة. وَإِنَّهُ لمِحْجَنُ مالٍ: يَصْلُح المالُ عَلَى يَدَيْهِ ويُحْسِن رِعْيَته والقيامَ عَلَيْهِ؛ قَالَ نَافِعُ بْنُ لَقِيطٍ الأَسدي: قَدْ عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَيْخاً أَعْجَفا، ... مِحْجَنَ مالٍ أَينَمَا تَصَرَّفا . واحْتِجانُ المالِ: إصْلاحُه وجَمْعُه وضَمُّ مَا انْتَشَرَ مِنْهُ. واحْتِجانُ مالِ غيرِك: اقتِطاعُه وسَرِقتُه. وصاحبُ المِحْجَن فِي الْجَاهِلِيَّةِ: رجلٌ كَانَ مَعَهُ محجَن، وَكَانَ يقْعُد فِي جادَّة الطَّرِيقِ فيأْخذ بمحْجنِه الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ مِنْ أَثاث المارَّة، فَإِنْ عُثِرَ عَلَيْهِ اعْتَلَّ بأَنه تَعَلَّقَ بمحْجنه، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَسْرِقُ الحاجَّ بمحْجَنِه. فإِذا فُطِنَ بِهِ قَالَ تعلَّق بمِحْجَني ، وَالْجَمْعُ مَحاجِنُ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: وجَعلَت المَحاجِنُ تُمْسِكُ رِجَالًا. وحَجَنْت الشيءَ واحْتَجَنْتُه إِذَا جَذَبْتَه بالمِحْجَنِ إِلَى نَفْسِك؛ وَمِنْهُ قولُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ فِي وصيَّتِه: عَلَيْكُمْ بِالْمَالِ واحْتِجانِه، وَهُوَ ضمُّكَه إِلَى نفْسِك وإِمساكُكَ إِيَّاهُ. وحَجَنَه عَنِ الشَّيْءِ: صَدَّه وصَرَفه؛ قَالَ: وَلَا بُدَّ للمَشْعُوفِ مِنْ تَبَعِ الهَوى، ... إِذَا لَمْ يَزَعْه مِنْ هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ والغَزْوَةُ الحَجُونُ: الَّتِي تُظهر غَيْرَهَا ثُمَّ تُخَالِفُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ويُقْصَدُ إِلَيْهَا، وَيُقَالُ: هِيَ الْبَعِيدَةُ قَالَ الأَعشى: وَلَا بُدَّ مِنْ غَزوةٍ، فِي الرَّبيع، ... حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكورا . وَيُقَالُ: سِرْنا عقَبةً حَجُوناً أَي بَعِيدَةً طَوِيلَةً. والحَجُونُ: موضعٌ بِمَكَّةَ نَاحِيَةٌ مِنَ الْبَيْتِ؛ قَالَ الأَعشى: فَمَا أَنتَ مِنْ أَهل الحَجُونِ وَلَا الصَّفا، ... وَلَا لَكَ حَقُّ الشِّرْبِ فِي مَاءِ زَمْزَم . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَجونُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، جبلٌ بِمَكَّةَ وَهِيَ مَقْبُرة. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الحرث بْنِ مُضاض بْنِ عَمْرٍو يتأَسَّف عَلَى الْبَيْتِ، وَقِيلَ هو للحرث الجُرْهمي: كأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الحَجونِ إِلَى الصَّفا ... أَنِيسٌ، وَلَمْ يَسْمُر بمكَّة سامِرُ بَلى نَحْنُ كُنّا أَهلَها، فأَبادَنا ... صُروفُ اللَّيَالِي والجُدودُ العواثِرُ . وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ عَلَى الحَجُون كَئيباً. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مِمَّا يَلي شِعْب الجَزَّارين بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ فِيهِ اعْوِجاج، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ الأَوَّل، وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ. والحَوْجَنُ، بِالنُّونِ: الوَرْدُ الأَحمر؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَدْ سمَّوْا حَجْناً وحُجَيْناً وحَجْناءَ وأَحْجَنَ، وَهُوَ أَبو بَطْنٍ مِنْهُمْ، ومِحْجَناً، وَهُوَ مِحْجَن بْنُ عُطارِد العَنْبَريّ شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ؛ وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ مَا صُورَتُهُ: والحَجِنُ المرأَةُ القليلةُ الطَّعْم؛ قَالَ الشَّمَّاخِ: وَقَدْ عَرِقَتْ مَغابِنُها، وجادَتْ ... بِدرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ . قَالَ: والقَتِينُ مثل الحَجِين أَيضاً، أَراد بالحَجِن

_ (3). الضمير عائد إلى الثمام

قُراداً، وَجَعَلَ عَرَق هَذِهِ النَّاقَةِ قُوتاً لَهُ، وَهَذَا الْبَيْتُ بِعَيْنِهِ ذَكَرَهُ الأَزهري وَابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ جحن، بِالْجِيمِ قَبْلَ الْحَاءِ، فإِما أَن يَكُونَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ وَجَدَ لَهُ وَجْهًا فَنَقَلَهُ أَو وَهم فيه. حذن: الحُذُنَّتان: الأُذُنان، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَا ابنَ الَّتِي حُذُنَّتاها باعُ . وتُفْرَد فَيُقَالُ: حُذُنَّة. وَرَجُلٌ حُذُنَّة وحُذُنٌّ: صَغِيرُ الأُذنين خفيفُ الرأْسِ. وحُذْنُ الرجُلِ وحُذْلُه: حُجْزَتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن دخَل حَائِطًا فلْيأْكُلْ مِنْهُ غيرَ آخذٍ فِي حُذْنِه شَيْئًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَهُوَ مِثْلُ الحُذْل، بِاللَّامِ، وَهُوَ طرفُ الإِزار أَو حُجْزةُ الْقَمِيصِ وطرَفُه. والحَوْذانةُ: بَقْلة مِنْ بُقول الرِّيَاضِ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيتُها فِي رِياض الصَّمّان وقِيعانِها، وَلَهَا نَوْر أَصفرُ رائحتُه طيبة، وتجمع الحَوْذانَ. حرن: حَرَنتِ الدابةُ تَحْرُن حِراناً وحُراناً وحَرُنَتْ، لُغَتَانِ، وَهِيَ حَرونٌ: وَهِيَ الَّتِي إِذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي ذَوَاتِ الْحَوَافِرِ خاصَّة، ونظيرُه فِي الإِبل اللِّجانُ والخِلاءُ، وَاسْتَعْمَلَ أَبو عُبَيْدٍ الحِرانَ فِي النَّاقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا خَلأَت وَلَا حَرَنَتْ وَلَكِنْ حَبَسَها حابِسُ الفِيل. وَفَرَسٌ حَرُونٌ مِنْ خَيْل حُرُنٍ: لَا يَنْقادُ، إِذا اشْتَدَّ بِهِ الجَرْيُ وَقَف. وَقَدْ حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُوناً وحَرُنَ، بِالضَّمِّ أَيضاً: صَارَ حَرُوناً، وَالِاسْمُ الحِرانُ. والحَرُونُ: اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لباهِلَة، إِلَيْهِ تُنْسَبُ الْخَيْلُ الحَرُونِيَّة. والحَرُونُ: اسْمُ فَرَسِ مُسْلم بْنِ عمروٍ الباهليِّ فِي الإِسلام كَانَ يُسابِق الخيلَ، فإِذا اسْتُدرَّ جَرْيه وقَف حَتَّى تكادَ تسْبِقُه، ثُمَّ يَجْرِي فيسبِقها، وَفِي الصِّحَاحِ: حَرون اسمُ فرسِ أَبي صَالِحٍ مُسْلم بْنِ عمروٍ الْبَاهِلِيِّ وَالِدِ قُتَيْبة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا مَا قُريش خَلَا مُلْكُها، ... فإِنَّ الخِلافةَ فِي باهِلَهْ لِرَبِّ الحَرونِ أَبي صَالِحٍ، ... وَمَا ذَاكَ بالسُّنَّة العادلَهْ . وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ مِنْ نَسْل أَعوج، وَهُوَ الحَرون بْنُ الأَثاثيّ بْنِ الخُزَز بْنِ ذِي الصُّوفة بْنِ أَعْوج، قَالَ: وَكَانَ يسبِق الخيلَ ثمَ يَحْرُن حَتَّى تَلْحَقَه، فإِذا لَحِقَتْه سبَقها ثُمَّ حرَن ثُمَّ سبَقَها، وَقِيلَ: الحَرونُ فرسُ عُقبة بْنِ مُدْلِجٍ، وَمِنْهُ قِيلَ لِحَبِيبِ بْنِ المهلَّب أَو مُحَمَّدِ بْنِ المُهلَّب الحَرُون، لأَنه كَانَ يَحْرُنُ فِي الْحَرْبِ فَلَا يَبْرَحُ، اسْتُعِيرَ ذَلِكَ لَهُ وإِنما أَصله فِي الْخَيْلِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَرَنَت الناقةُ قَامَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ، وخَلأَت بركَتْ فَلَمْ تَقُمْ؛ والحَرونُ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ: وَمَا أَرْوَى، وإِن كَرُمَتْ عَلَيْنَا، ... بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفةٍ حَرونِ . هِيَ الَّتِي لَا تَبْرَحُ أَعلى الجَبل مِنَ الصَّيْد. وَيُقَالُ: حَرَن فِي الْبَيْعِ إِذَا لَمْ يَزِد وَلَمْ يَنْقُص. والمَحارينُ مِنَ النَّحْل: اللَّواتي يَلْصَقْنَ بالخَلِيَّة حَتَّى يُنْتزَعْنَ بالمَحابِض؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: كأَنَّ أَصْواتَها، مِنْ حَيْثُ نسمَعُها، ... نَبْضُ المَحابضِ يَنْزِعْنَ المَحارِينا . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهاءُ فِي أَصواتها تعودُ عَلَى النَّواقيس فِي بيتٍ قَبْله، والمَحابضُ: عِيدانٌ يُشارُ بِهَا العسلُ، قَالَ: والمَحارينُ جَمْعُ مِحْرانٍ، وَهُوَ مَا حَرُنَ عَلَى الشَّهْد مِنَ النَّحْلِ فَلَا يَبْرَح عَنْهُ؛ الأَزهري: المَحارينُ مَا يموتُ مِنَ النَّحْلِ فِي عَسَلِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: المَحارينُ

مِنَ الْعَسَلِ مَا لَزِقَ بالخلِيَّة فعَسُر نَزْعُه، أُخذ مِنْ قَوْلِكَ حَرُن بِالْمَكَانِ حُرونة إِذَا لَزِمَهُ فَلَمْ يُفارِقْه، وكأَنَّ العسلَ حَرُن فعسُر اشتِيارُه؛ قَالَ الرَّاعِي: كِناس تَنوفةٍ ظَلَّت إِليها ... هِجانُ الوَحْشِ حَارِنَةً حُرونا . وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ حَارِنَةً: متأَخرة، وَغَيْرُهُ يَقُولُ: لازِمة. والمَحارينُ: الشِّهادُ، وَهِيَ أَيضاً حَبّات القُطن، واحدتُها مِحْرانٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ بَيْتِ ابْنِ مُقْبِلٍ: يَخْلِجْنَ المَحارينا. وحَرّان: اسْمُ بَلَدٍ، وَهُوَ فَعّال، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلانَ، وَالنِّسْبَةُ إِليه حَرْنانيٌّ، كَمَا قَالُوا مَنانيّ فِي النِّسْبَةِ إِلَى مَانِي، وَالْقِيَاسُ مانَوِيّ، وحَرّاني عَلَى مَا عَلَيْهِ الْعَامَّةُ. وحُرَينٌ: اسمٌ. وَبَنُو حِرْنَة: بُطَين «1». حردن: الحِرْدَوْنُ: دُوَيْبَّة تُشبِه الحِرْباءَ تَكُونُ بِنَاحِيَةِ مصرَ، حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَهِيَ مليحةٌ مُوشَّاة بأَلوانٍ ونُقَط، قَالَ: وَلَهُ نِزْكانِ كَمَا أَنَّ للضَّبِّ نِزْكَيْن. حرذن: الحِرْذَوْنُ: العَظَاءَةُ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَهِيَ غَيْرُ الَّتِي تَقَدَّمَتْ فِي الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. والحِرْذَوْنُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يُرْكَبُ حَتَّى لَا تَبقى فِيهِ بقيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الحِرْذَوْنُ دُوَيْبَّة، بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَيُقَالُ: هُوَ ذكرُ الضَّبِّ. حرسن: الحُرْسُونُ: البعيرُ الْمَهْزُولُ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد لعَمّار بْنِ البَوْلانِيّة الْكَلْبِيِّ: وَتَابِعٌ غَيْرُ مَتْبُوعٍ، حَلائلُه ... يُزْجِينَ أَقْعِدَةً حُدْباً حَراسِينا . والقصيدةُ الَّتِي فِيهَا هَذَا الْبَيْتُ مجرورةُ الْقَوَافِي؛ وأَولها: وَدَّعْتُ نَجْداً، وَمَا قلْبي بمَحْزونِ، ... وداعَ مَنْ قَدْ سَلا عَنْهَا إِلَى حينِ . الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: إبِلٌ حَراسِينُ عِجافٌ مَجْهُودَةٌ؛ وَقَالَ: يَا أُمَّ عَمْروٍ، مَا هداكِ لِفِتْيةٍ ... وخُوصٍ حَراسينٍ شَديدٍ لُغوبُها أَبو عَمْرٍو: الحراسيمُ والحراسينُ السِّنون المُقْحِطات. حرشن: حَرْشَنٌ: اسْمٌ. والحُرْشونُ: جنسٌ مِنَ الْقُطْنِ لَا ينْتَفِشُ وَلَا تُدَيّثُه المَطارِقُ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: كَمَا تَطايَر مَنْدُوفُ الحَراشينِ . والحُرْشونُ: حَسَكةٌ صَغِيرَةٌ صُلْبة تتعلَّق بِصُوفِ الشَّاةِ، وأَنشد البيت أَيضاً. حزن: الحُزْنُ والحَزَنُ: نقيضُ الفرَح، وَهُوَ خلافُ السُّرور. قَالَ الأَخفش: وَالْمِثَالَانِ يَعْتَقِبان هَذَا الضَّرْبَ باطِّرادٍ، والجمعُ أَحْزانٌ، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ حَزِنَ، بِالْكَسْرِ، حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن. وَرَجُلٌ حَزْنانٌ ومِحْزانٌ: شَدِيدُ الحُزْنِ. وحَزَنَه الأَمرُ يَحْزُنُه حُزْناً وأَحْزَنَه، فَهُوَ مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسب، مِنْ قَوْمٍ حِزانٍ وحُزَناءَ. الْجَوْهَرِيُّ: حَزَنَه لغةُ قُرَيْشٍ، وأَحْزَنه لغةُ تَمِيمٍ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذَا حَزَنه أَمرٌ صلَّى أَي أَوْقَعه فِي الحُزْن، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ، واحْتزَنَ وتحَزَّنَ بِمَعْنًى؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَكَيْتُ والمُحْتَزَن البَكِيُّ، ... وإِنما يأْتي الصِّبا الصّبِيُ . وفلانٌ يقرأُ بالتَّحْزين إِذَا أَرَقَّ صَوْتَه. وقال سيبويه:

_ (1). قوله [وبنو حرنة بطين] كذا في الأَصل والمحكم بكسر فسكون، وفي القاموس والتكملة بكسر الحاء والراء وشد النون

أَحْزَنَه جَعَلَهُ حَزِيناً، وحَزَنَه جعلَ فِيهِ حُزْناً، كأَفْتَنَه جَعَلَهُ فاتِناً، وفَتَنه جعلَ فِيهِ فِتنَة. وعامُ الحُزْنِ «2». العامُ الَّذِي مَاتَتْ فِيهِ خديجةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وأَبو طَالِبٍ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عامَ الحُزْنِ؛ حَكَى ذَلِكَ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمَاتَا قَبْل الهِجرة بِثَلَاثِ سِنِينَ. اللَّيْثُ: لِلْعَرَبِ فِي الحُزْن لغتانِ، إِذَا فَتَحُوا ثَقَّلوا، وَإِذَا ضَمُّوا خَفَّفوا؛ يُقَالُ: أَصابَه حَزَنٌ شَدِيدٌ وحُزْنٌ شَدِيدٌ؛ أَبو عَمْرٍو: إِذَا جَاءَ الحزَن مَنْصُوبًا فتَحوه، وَإِذَا جَاءَ مَرْفُوعًا أَو مَكْسُورًا ضَمُّوا الْحَاءَ كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ ؛ أَي أَنه فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً ؛ أَي أَنه فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ. وَقَالَ: شْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ، ضمُّوا الْحَاءَ هَاهُنَا؛ قَالَ: وَفِي اسْتِعْمَالِ الْفِعْلِ مِنْهُ لُغَتَانِ: تَقُولُ حَزَنَني يَحْزُنُني حُزْناً فأَنا مَحْزونٌ، وَيَقُولُونَ أَحْزَنَني فأَنا مُحْزَنٌ وَهُوَ مُحْزِنٌ، وَيَقُولُونَ: صوْتٌ مُحْزِنٌ وأَمرٌ مُحْزِن، وَلَا يَقُولُونَ صَوْتٌ حازنٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ حَزَنه يَحْزُنه، وأَكثر القرَّاء قرؤوا: وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ؛ وأَما الْفِعْلُ اللَّازِمُ فإِنه يُقَالُ فِيهِ حَزِنَ يَحْزَنُ حَزَناً لَا غَيْرُ. أَبو زَيْدٍ: لَا يَقُولُونَ قَدْ حَزَنَه الأَمْرُ، وَيَقُولُونَ يَحْزُنُه، فَإِذَا قَالُوا أَفْعَلَه اللَّهُ فَهُوَ بالأَلف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ حِينَ ذَكَر الغَزْوَ وذَكَر مَنْ يَغْزو وَلَا نِيَّةَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّ الشيطانَ يُحَزِّنُه أَي يُوَسْوِس إِلَيْهِ ويُندِّمُه وَيَقُولُ لَهُ لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ ومالَكَ؟ فَيَقَعُ فِي الحُزْنِ ويبْطلُ أَجْرُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ؛ قَالُوا فِيهِ: الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا يَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ، فَقَدْ أَذهبَ اللهُ عَنْ أَهل الجنَّة كلَّ الأَحْزانِ. والحُزَانةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ: عِيَالُ الرَّجُلِ الَّذِينَ يَتَجَزَّنُ بأَمْرهم وَلَهُمْ. اللَّيْثُ: يَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ كَيْفَ حَشَمُك وحُزانَتُك أَي كَيْفَ مَنْ تَتَحَزَّن بأَمْرِهم. وَفِي قَلْبِهِ عَلَيْكَ حُزانةٌ أَي فِتْنةٌ «3». قَالَ: وَتُسَمَّى سَفَنْجقانِيَّةُ الْعَرَبِ عَلَى الْعَجَمِ فِي أَول قُدومهم الَّذِي اسْتَحَقُّوا بِهِ مِنَ الدُّورِ وَالضِّيَاعِ مَا اسْتَحَقوا حُزانةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحُزانةُ قَدْمةُ العربِ عَلَى الْعَجَمِ فِي أَوّل قُدُومِهِمُ الَّذِي اسْتَحَقُّوا بِهِ مَا اسْتَحقُّوا مِنَ الدُّورِ والضِّياع؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كُلُّهُ بِتَخْفِيفِ الزَّايِ عَلَى فُعَالة. والسَّفَنْجَقانيَّة: شَرْطٌ كَانَ لِلْعَرَبِ عَلَى الْعَجَمِ بِخُراسان إِذَا أَخذوا بَلَدًا صُلْحاً أَن يَكُونُوا إِذَا مرَّ بِهِمُ الْجُيُوشُ أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن يُنْزلوهم ويَقْرُوهم، ثُمَّ يُزَوِّدوهم إِلَى ناحيةٍ أُخرى. والحَزْنُ: بلادٌ للعَربِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَزْنُ مَا غلُظَ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ حُزُونٌ وَفِيهَا حُزُونةٌ؛ وَقَوْلُهُ: الحَزْنُ بَابًا والعَقورُ كَلْباً . أَجرى فِيهِ الِاسْمَ مُجْرى الصِّفَةِ، لأَن قَوْلَهُ الحَزْنُ بَابًا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ الوَعْر بَابًا والمُمْتَنِع بَابًا. وَقَدْ حَزُنَ المكانُ حُزونةً، جاؤوا بِهِ عَلَى بِنَاءِ ضِدِّه وَهُوَ قَوْلُهُمْ: مكانٌ سَهْلٌ وَقَدْ سَهُل سُهولة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المُسَيَّب: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَراد أَن يُغَيِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ ويُسَمِّيَه سَهْلًا

_ (2). قوله [وعام الحزن] ضبط في الأَصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس، وضبط في المحكم بالتحريك (3). قوله [حزانة أي فتنة] ضبط في الأَصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها

فأَبى، وَقَالَ: لَا أُغيِّر اسْمًا سَمَّاني بِهِ أَبي، قَالَ: فَمَا زَالَتْ فِينَا تِلْكَ الحُزونةُ بَعْدُ. والحَزْنُ: المكانُ الْغَلِيظُ، وَهُوَ الخَشِنُ. والحُزونةُ: الخُشونة؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ: مَحْزون اللِّهْزِمة أَي خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ مِنَ الْكَآبَةِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ: أَحْزَنَ بِنَا المنزلُ أَي صَارَ ذَا حُزونةٍ كأَخْصَبَ وأَجْدَبَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قولهم أَحْزَنَ وأَسْهَلَ إِذَا رَكِبَ الحَزْنَ والسَّهْلَ، كأَنَّ المنزلَ أَرْكَبَهم الحُزونةَ حَيْثُ نَزلوا فِيهِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَزْنُ حَزْنُ بَنِي يربوعٍ، وَهُوَ قُفٌّ غَلِيظٌ مَسِيرُ ثلاثِ ليالٍ فِي مِثْلِها، وَهِيَ بعيدةٌ مِنَ الْمِيَاهِ فَلَيْسَ تَرْعاها الشاءُ وَلَا الحُمُر، فَلَيْسَ فِيهَا دِمَنٌ وَلَا أَرْواث. وبعيرٌ حَزْنِيٌّ: يَرْعَى الحَزْنَ مِنَ الأَرض. والحَزْنةُ: لُغَةٌ فِي الحَزْنِ؛ وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَطَرًا: فَحَطَّ، مِنَ الحُزَنِ، المُغْفِراتِ، ... والطَّيْرُ تَلْثَقُ حَتَّى تَصِيحا . قَالَ الأَصمعي: الحُزَنُ الْجِبَالُ الغلاظُ، الْوَاحِدَةُ حُزْنة مِثْلُ صُبْرةٍ وصُبَر، والمُغْفِراتُ: ذواتُ الأَغفار، والغُفْرُ: وَلَدُ الأُرْوية، والمُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ، وَمَنْ رَوَاهُ فأَنزلَ مِنْ حُزَنِ المُغْفِراتِ حُذِفَ التَّنْوِينُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وتَلْثَق حَتَّى تَصِيحَا أَي ممَّا بِهَا مِنَ الْمَاءِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الهذلي: وأَكْسُوا الحُلَّة الشَّوْكاءَ خِدْني، ... وبَعْضُ الخَيْرِ فِي حُزَنٍ وِراطِ «1» . والحَزْنُ مِنَ الدوابِّ: مَا خَشُنَ، صفةٌ، والأُنْثَى حَزْنةٌ؛ والحَزْنُ: قبيلةٌ مِنْ غَسَّانَ وَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ الأَخطل فِي قَوْلِهِ: تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان، إذْ حَضروا، ... والحَزْنُ: كَيْفَ قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ؟ وأَورده الْجَوْهَرِيُّ: كَيْفَ قَرَاهُ الْغِلْمَةُ الْجَشَرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ كَيْفَ قَراك كَمَا أَورده غَيْرُهُ أَي الصُّبْرُ تسأَل عُمَيْر بنَ الحُباب، وَكَانَ قَدْ قُتِل، فَتَقُولُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ: كَيْفَ قَراكَ الغِلمةُ الجشَر، وَإِنَّمَا قَالُوا لَهُ ذَلِكَ لأَنه كَانَ يَقُولُ لَهُمْ: إِنَّمَا أَنتم جَشَرٌ، والجَشَرُ: الَّذِينَ يَبِيتون مَعَ إِبِلِهِمْ فِي مَوْضِعِ رَعْيِها وَلَا يَرْجِعُونَ إِلى بُيُوتِهِمْ. والحَزْنُ: بلادُ بَنِي يربوعٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وَمَا لِيَ ذَنْبٌ، إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ ... بِنَفْحةِ حَزْنِيٍّ مِنَ النَّبْتِ أَخضرا . قَالَ هَذَا رَجُلٌ اتُّهم بِسَرَق بَعِير فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدِي إنَّما نَزَع إِلَى الحَزْن الَّذِي هُوَ هَذَا البَلَد، يَقُولُ: جَاءَتِ الجَنُوبُ بريحِ البَقْلِ فنَزَع إِلَيْهَا؛ والحَزْنُ فِي قَوْلَ الأَعشى: مَا رَوْضَةٌ، مِنْ رِياضِ الحَزْن، مُعْشِبَةٌ ... خَضْراءَ جادَ عَلَيْهَا مُسْبِلٌ هَطِلُ . موضعٌ مَعْرُوفٌ كَانَتْ تَرْعَى فِيهِ إِبِلُ المُلوك، وَهُوَ مِنْ أَرض بَنِي أَسَدٍ. قَالَ الأَزهري: فِي بِلَادِ العَرب حَزْنانِ: أَحدهما حَزْن بَنِي يَرْبوعٍ، وَهُوَ مَرْبَعٌ مِنْ مَرابعِ العرَب فِيهِ رياضٌ وقِيعانٌ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمَّانَ وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ فَقَدْ أَخْصَبَ، والحَزْنُ الآخرُ مَا بَيْنَ زُبالة فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ مُصْعِداً فِي بِلَادِ نَجْد، وَفِيهِ غِلَظٌ وارتفاعٌ، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: الحَزْنُ والحَزْمُ الغَليظُ مِنَ الأَرض، وَقَالَ غَيْرُهُ: الحَزْمُ مِنَ الأَرض مَا احْتَزم من السَّيْل من

_ (1). قوله [وبعض الخير] أنشده في مادة شوك: وبعض القوم

نَجَوات المُتُون والظُّهور، وَالْجَمْعُ الحُزُوم. والحَزْنُ: مَا غَلُظ مِنَ الأَرض فِي ارْتفاعٍ، وَقَدْ ذُكِرَ الحَزْم فِي مَكَانِهِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها وجِبالُها وقَواقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها، وَلَا تُعَدُّ أَرضٌ طَيِّبَةٌ، وَإِنْ جَلُدَتْ، حَزْناً، وجمعُها حُزُون، قَالَ: وَيُقَالُ حَزْنَةٌ وحَزْن. وأَحْزَن الرجلُ إِذَا صَارَ فِي الحَزْن. قَالَ: وَيُقَالُ للحَزْن حُزُن لُغَتان؛ وأَنشد قول ابنِ مُقْبل: مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ، ... ومُصْطَافُهُ فِي الوُعُولِ الحُزُنْ . الحُزُن: جَمْعُ حَزْن. وحُزَن: جَبَلٌ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ الْمُتَقَدِّمُ: فأَنْزَلَ مِنْ حُزَن المُغْفِرات . وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مِنْ حُزُن، بِضَمِّ الْحَاءِ وَالزَّايِ. والحَزُون: الشَّاةُ السيِّئة الخُلق. والحَزينُ: اسْمُ شَاعِرٍ، وَهُوَ الْحَزِينُ الكِنانيُّ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُهَيب، وَهُوَ الْقَائِلُ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ووفَد إِلَيْهِ إِلَى مِصْرَ وَهُوَ وَالِيهَا يمدحُه فِي أَبيات مِنْ جُمْلَتِهَا: لمَّا وقَفْت عَلَيْهِمْ فِي الجُموع ضُحًى، ... وَقَدْ تَعَرَّضَتِ الحُجَّابُ والخَدَمُ، حَيَّيْتُه بسَلامٍ وَهُوَ مُرْتَفِقٌ، ... وضَجَّةُ القَوْمِ عِنْدَ الْبَابِ تَزْدَحِمُ فِي كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق، ... فِي كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى مِنْ مَهابَتِهِ، ... فَمَا يُكَلَّمُ إلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ «1» وَهُوَ الْقَائِلُ أَيضاً يَهْجُو إِنْسَانًا بالبُخل: كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ، ... فَلَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ والنَّدَى عَمَلُ، يَرَى التَّيَمُّمَ فِي بَرٍّ وَفِي بَحَرٍ، ... مَخَافَةَ أَنْ يُرى فِي كَفِّه بَلَلُ. حزبن: الحَيْزَبونُ: الْعَجُوزُ مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: إِذَا حَيْزَبونٌ تُوقِدُ النار، بعدَ ما ... تَلفَّعتِ الظَّلْماء مِنْ كلِّ جانِبِ وَنَاقَةٌ حَيزَبون: شَهْمة حَديدة؛ وَبِهِ فسَّر ثَعْلَبٌ قَوْلَ الْحَذْلَمِيِّ يَصِفُ إِبِلًا: تَلْبِطُ فِيهَا كلُّ حَيْزَبونِ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنشدني أَبو الْقَمْقَامِ: يَذْهَب مِنْهَا كلُّ حَيزَبونِ ... مانِعة بِغَيْرِهَا زَبونِ الحَيزَبون: الْعَجُوزُ. والحَيزَبون: السَّيِّئَةُ الْخُلُقِ، وَهُوَ هَاهُنَا السَّيِّئَةُ الخُلق أَيضاً. حسن: الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح وَنَقِيضُهُ. الأَزهري: الحُسْن نَعْت لِمَا حَسُن؛ حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فِيهِمَا، فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَن؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ مَحاسِن، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنه جَمْعُ مَحْسَن. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: احْسُنْ إِنْ كنتَ حاسِناً، فَهَذَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَإِنَّهُ لَحَسَن، يُرِيدُ فِعْل الْحَالِ، وَجَمْعُ الحَسَن حِسان. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ قَدْ حَسُن الشيءُ، وَإِنْ شِئْتَ خَفَّفْت الضَّمَّةَ فَقُلْتَ: حَسْنَ الشيءُ، وَلَا يَجُوزُ أَن تنقُل الضَّمَّةَ إِلَى الْحَاءِ لأَنه خبَرٌ، وَإِنَّمَا يَجُوزُ النقْل إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْمَدْحِ أَو الذَّم لأَنه يُشبَّه فِي جَوَازِ النَّقْل بنِعْم وبِئْس، وَذَلِكَ أَن الأَصل فِيهِمَا نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثَانِيهِمَا ونقِلتْ حَرَكَتُهُ إِلَى مَا قَبْلَهُ، فَكَذَلِكَ كلُّ مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُمَا؛ قَالَ سَهْمُ بْنُ

_ (1). روي البيتان الأَخيران للفرزدق من قصيدته في مدح زين العابدين: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.

حَنْظَلَةَ الغَنَوي: لَمْ يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي مَا أَردتُ، وَمَا ... أُعْطِيهمُ مَا أَرادوا، حُسْنَ ذَا أَدَبا . أَراد: حَسُن هَذَا أَدَباً، فخفَّف ونقَل. وَرَجُلٌ حَسَنٌ بَسَن: إِتْبَاعٌ لَهُ، وامرأَة حَسَنة، وَقَالُوا: امرأَة حَسْناء وَلَمْ يَقُولُوا رَجُلٌ أَحْسَن، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَالَ لأَنَّ الْقِيَاسَ يُوجِبُ ذَلِكَ، وَهُوَ اسْمٌ أُنِّث مِنْ غَيْرِ تَذْكير، كَمَا قَالُوا غُلَامٌ أَمرَد وَلَمْ يَقُولُوا جَارِيَةٌ مَرْداء، فَهُوَ تَذْكِيرٌ مِنْ غَيْرِ تأْنيث. والحُسّان، بِالضَّمِّ: أَحسَن مِنَ الحَسَن. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ حُسَان، مخفَّف، كحَسَن، وحُسّان، وَالْجَمْعُ حُسّانونَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُكَسَّر، استغْنَوْا عَنْهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، والأُنثى حَسَنة، وَالْجَمْعُ حِسان كَالْمُذَكَّرِ وحُسّانة؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: دارَ الفَتاةِ الَّتِي كُنّا نَقُولُ لَهَا: ... يَا ظَبْيةً عُطُلًا حُسّانةَ الجِيدِ . وَالْجَمْعُ حُسّانات، قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّمَا نَصَبَ دارَ بِإِضْمَارِ أَعني، وَيُرْوَى بِالرَّفْعِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَسِين وحُسَان وحُسّان مِثْلُ كَبير وكُبَار وكُبَّار وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وَظَرِيفٍ وظُراف وظُرَّاف؛ وَقَالَ ذُو الإِصبع: كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى ... إِنَّما نَقْتُل إِيَّانَا قِياماً بَيْنَهُمْ كلُّ ... فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا . وأَصل قَوْلِهِمْ شَيْءٌ حَسَن حَسِين لأَنه مِنْ حَسُن يَحْسُن كَمَا قَالُوا عَظُم فَهُوَ عَظِيم، وكَرُم فَهُوَ كَرِيمٌ، كَذَلِكَ حَسُن فَهُوَ حَسِين، إِلَّا أَنه جَاءَ نَادِرًا، ثُمَّ قُلِبَ الفَعِيل فُعالًا ثُمَّ فُعّالًا إِذَا بُولِغَ فِي نَعْته فَقَالُوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان، وَكَذَلِكَ كَرِيمٌ وكُرام وكُرّام، وَجَمْعُ الحَسْناء مِنَ النِّسَاءِ حِسانٌ وَلَا نَظِيرَ لَهَا إِلَّا عَجْفاء وعِجاف، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَحْسَن، إِنَّمَا تَقُولُ هُوَ الأَحْسن عَلَى إِرَادَةِ التَّفْضِيلِ، وَالْجَمْعُ الأَحاسِن. وأَحاسِنُ الْقَوْمِ: حِسانهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً ، وَهِيَ الحُسْنَى. والحاسِنُ: القَمَر. وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً: زَيَّنتُه، وأَحسَنْتُ إِلَيْهِ وَبِهِ، وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي قِصَّةِ يُوسُفَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ؛ أَي قَدْ أَحسن إِلَيَّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَحسَنْتُ بفلانٍ وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إِلَيْهِ وأَسأْت إِلَيْهِ. وَتَقُولُ: أَحْسِنْ بِنَا أَي أَحسِنْ إِلَيْنَا وَلَا تُسِئْ بِنَا؛ قَالَ كُثيِّر: أَسِيئي بِنَا أَو أَحْسِنِي، لَا مَلومةٌ ... لَدَيْنا، وَلَا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ؛ قِيلَ أَراد الْجَنَّةَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ ؛ فالحُسْنى هِيَ الْجَنَّةُ، والزِّيادة النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ سِيدَهْ: والحُسْنى هُنَا الْجَنَّةُ، وَعِنْدِي أَنها المُجازاة الحُسْنى. والحُسْنى: ضدُّ السُّوأَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً . قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قرأَ الأَخفش وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنى ، فَقُلْتُ: هَذَا لَا يَجُوزُ، لأَن حُسْنى مِثْلُ فُعْلى، وَهَذَا لَا يَجُوزُ إِلَّا بالأَلف وَاللَّامِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا نصُّ لَفْظِهِ، وَقَالَ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا عِنْدِي غيرُ لَازِمٍ لأَبي الْحَسَنِ، لأَن حُسْنى هُنَا غَيْرُ صِفَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مصدرٌ بِمَنْزِلَةِ الحُسْن كَقِرَاءَةِ غَيْرِهِ: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ، وَمِثْلُهُ فِي الفِعْل والفِعْلى: الذِّكْرُ والذِّكْرى، وَكِلَاهُمَا مَصْدَرٌ، وَمِنَ الأَول البُؤسُ والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى، وَلَا يُسْتَوْحَش مِنْ

تَشْبِيهِ حُسْنى بذِكرى لِاخْتِلَافِ الحركات، فسيبويه قَدْ عَمل مثلَ هَذَا فَقَالَ: ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلَّا أَن هَذَا مُسَكَّن الأَوْسَط، يَعْنِي النَّضْرَ، وَالْجَمْعُ الحُسْنَيات «1». والحُسَنُ، لَا يَسْقُطُ مِنْهُمَا الأَلف وَاللَّامُ لأَنها مُعاقبة، فأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنى ، فَزَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَنه اسْمُ المصدر، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ، أَي قَوْلًا ذَا حُسْنٍ والخِطاب لِلْيَهُودِ أَي اصْدُقوا فِي صِفَةِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ: قَالَ بَعْضُ أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه يُرِيدُ قَوْلًا حَسَناً، قَالَ: والأُخرى مَصْدَرُ حَسُنَ يَحسُن حُسْناً، قَالَ: وَنَحْنُ نَذْهَبُ إِلى أَن الحَسَن شيءٌ مِنَ الحُسْن، والحُسْن شيءٌ مِنَ الْكُلِّ، وَيَجُوزُ هَذَا وَهَذَا، قَالَ: واخْتار أَبو حَاتِمٍ حُسْناً، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ حُسْناً بِالتَّنْوِينِ فَفِيهِ قَوْلَانِ أَحدهما وَقُولُوا لِلنَّاسِ قَوْلًا ذَا حُسْنٍ، قَالَ: وَزَعَمَ الأَخفش أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ حُسْناً فِي مَعْنَى حَسَناً، قَالَ: وَمَنْ قرأَ حُسْنى فَهُوَ خَطَأٌ لَا يَجُوزُ أَن يقرأَ بِهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة، يَعْنِي الظفَر أَو الشَّهَادَةُ، وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ ؛ أَي بِاسْتِقَامَةٍ وسُلوك الطَّرِيقِ الَّذِي درَج السَّابِقُونَ عَلَيْهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ؛ يَعْنِي إِبراهيم، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ؛ الصلواتُ الْخَمْسُ تكفِّر مَا بَيْنَهَا. والحَسَنةُ: ضدُّ السيِّئة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ؛ وَالْجَمْعُ حَسَنات وَلَا يُكسَّر. والمَحاسنُ فِي الأَعمال: ضدُّ المَساوي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ* ؛ الَّذِينَ يُحْسِنون التأْويلَ. وَيُقَالُ: إِنه كَانَ يَنْصر الضَّعِيفَ ويُعين الْمَظْلُومَ ويَعُود الْمَرِيضَ، فَذَلِكَ إِحْسانه. وقوله تعالى: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ* ؛ أَي يَدْفَعُونَ بِالْكَلَامِ الحَسَن مَا وردَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَيِءِ غَيْرِهِمْ. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ؛ قَالَ: يَكُونَ تَمَامًا عَلَى المُحْسِن، الْمَعْنَى تَمَامًا مِنَ اللَّهِ عَلَى المُحْسِنين، وَيَكُونُ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَن عَلَى الَّذِي أَحْسَنه مُوسَى مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ واتِّباع أَمره، وَقَالَ: يُجْعل الَّذِي فِي مَعْنَى مَا يُرِيدُ تَمَامًا عَلَى مَا أَحْسَنَ مُوسَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ* ؛ قِيلَ: هُوَ أَن يأْخذَ مِنْ مَالِهِ مَا سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ جَوعَتَه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَتَّبع الرَّسُولَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ؛ أَحْسَنَ يَعْنِي حَسَّنَ، يَقُولُ حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ، نَصَبَ خلقَه عَلَى الْبَدَلِ، وَمَنْ قرأَ خَلَقه فَهُوَ فِعْلٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ، تأْنيث الأَحسن. يُقَالُ: الِاسْمُ الأَحْسَن والأَسماء الحُسْنى؛ وَلَوْ قِيلَ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ الحُسْن لَجاز؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى؛ لأَن الْجَمَاعَةَ مؤَنثة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ؛ أَي يَفْعَلُ بِهِمَا مَا يَحْسُنُ حُسْناً. وقوله تعالى: اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ؛ أَي اتَّبعوا الْقُرْآنَ، وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ: نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ؛ أَي نِعْمةً، وَيُقَالُ حُظوظاً حسَنة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ ، أَي نِعْمة، وَقَوْلُهُ: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ، أَي غَنيمة وخِصب،

_ (1). قوله [والجمع الحسنيات] عبارة ابن سيدة بعد أن ساق جميع ما تقدم: وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو راجع لقوله وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى

وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ، أَي مَحْلٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها ؛ أَي يَعْمَلُوا بحَسَنِها، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ نَحْوَ مَا أَمَرنا بِهِ مِنَ الِانْتِصَارِ بَعْدَ الظُّلْمِ، والصبرُ أَحسَنُ مِنَ القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ. والمَحاسِنُ: الْمَوَاضِعُ الحسَنة مِنَ البَدن. يُقَالُ: فُلَانَةٌ كَثِيرَةُ المَحاسِن؛ قَالَ الأَزهري: لَا تَكَادُ الْعَرَبُ توحِّد المَحاسِن، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُهَا مَحْسَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بالقويِّ وَلَا بِذَلِكَ الْمَعْرُوفِ، إِنما المَحاسِنُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ وَجُمْهُورِ اللُّغَوِيِّينَ جمعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ، وَلِذَلِكَ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا نسبْتَ إِلى مَحَاسِنٍ قُلْتَ مَحاسِنيّ، فَلَوْ كَانَ لَهُ وَاحِدٌ لرَدَّه إِليه فِي النَّسَبِ، وإِنما يُقَالُ إِن واحدَه حَسَن عَلَى الْمُسَامَحَةِ، وَمِثْلُهُ المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح وَاللَّيَالِي. وَوَجْهٌ مُحَسَّن: حَسَنٌ، وحسَّنه اللَّهُ، لَيْسَ مِنْ بَابِ مُدَرْهَم ومفؤود كَمَا ذَهَبَ إِليه بَعْضُهُمْ فِيمَا ذُكِر. وطَعامٌ مَحْسَنةٌ لِلْجِسْمِ، بِالْفَتْحِ: يَحْسُن بِهِ. والإِحْسانُ: ضدُّ الإِساءة. وَرَجُلٌ مُحْسِن ومِحسان؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مَا أَحسَنَه؛ أَبو الْحَسَنِ: يَعْنِي منْ هَذِهِ، لأَن هَذِهِ الصِّيغَةَ قَدِ اقْتَضَتْ عِنْدَهُ التَّكْثِيرَ فأَغْنَتْ عَنْ صِيغَةِ التَّعَجُّبِ. وَيُقَالُ: أَحْسِنْ يَا هَذَا فإِنك مِحْسانٌ أَي لَا تَزَالُ مُحْسِناً. وَفَسَّرَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الإِحسانَ حِينَ سأَله جِبْرِيلُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَسَلَامُهُ، فَقَالَ: هُوَ أَن تَعْبُدَ اللَّهَ كأَنك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإِنه يَراك ، وَهُوَ تأْويلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ؛ وأَراد بالإِحسان الإِخْلاص، وَهُوَ شرطٌ فِي صِحَّةِ الإِيمان والإِسلام مَعًا، وَذَلِكَ أَن مَنْ تلفَّظ بِالْكَلِمَةِ وَجَاءَ بِالْعَمَلِ مِنْ غَيْرِ إِخْلاص لَمْ يَكُنْ مُحْسِناً، وإِن كَانَ إِيمانُه صَحِيحًا، وَقِيلَ: أَراد بالإِحسان الإِشارةَ إِلى المُراقبة وحُسْن الطَّاعَةِ، فَإِنَّ مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، وَقَدْ أَشار إِليه فِي الْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإِنه يَرَاكَ ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ؛ أَي مَا جزاءُ مَنْ أَحْسَن فِي الدُّنيا إِلا أَن يُحْسَنَ إِليه فِي الْآخِرَةِ. وأَحسَنَ بِهِ الظنَّ: نقيضُ أَساءَه، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الإِحسان والإِنعام أَن الإِحسانَ يَكُونُ لنفسِ الإِنسان وَلِغَيْرِهِ، تَقُولُ: أَحْسَنْتُ إِلى نَفْسِي، والإِنعامُ لَا يَكُونُ إِلا لِغَيْرِهِ. وكتابُ التَّحاسين: خِلَافُ المَشْق، ونحوُ هَذَا يُجْعَل مَصْدَرًا ثُمَّ يُجْمَعُ كالتَّكاذِيب والتَّكاليف، وَلَيْسَ الجمعُ فِي الْمَصْدَرِ بفاشٍ، وَلَكِنَّهُمْ يُجْرُون بَعْضَهُ مُجْرى الأَسماء ثُمَّ يَجْمَعُونَهُ. والتَّحاسينُ: جمعُ التَّحْسِين، اسْمٌ بُنِيَ عَلَى تَفْعيل، ومثلُه تَكاليفُ الأُمور، وتَقاصيبُ الشَّعَرِ مَا جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه. وَهُوَ يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَله، ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه حَسَناً. وَيُقَالُ: إِني أُحاسِنُ بِكَ الناسَ. وَفِي النَّوَادِرِ: حُسَيْناؤُه أَن يَفْعَلَ كَذَا، وحُسَيْناه مِثْلُه، وَكَذَلِكَ غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه وغايتُه. وحَسَّان: اسْمُ رَجُلٍ، إِن جَعَلْتَهُ فعَّالًا مِنَ الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإِن جَعَلْتَه فَعْلَانَ مِنَ الحَسِّ وَهُوَ القَتْل أَو الحِسِّ بِالشَّيْءِ لَمْ تُجْرِه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنه مِنَ الحِسِّ أَو مِنَ الحَسِّ، وَقَالَ: ذَكَرَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَنه فَعَّالٌ مِنَ الحُسْنِ، قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين، وتصغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسان. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ بِاللَّامِ فِي التَّسْمِيَةِ عَلَى إِرادة الصِّفَةِ، وَقَالَ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما الَّذِينَ قَالُوا الحَسَن، فِي اسْمِ الرَّجُلِ، فَإِنَّمَا أَرادوا أَن يَجْعَلُوا الرجلَ هُوَ الشيءَ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يَجْعلوه سُمِّيَ بِذَلِكَ،

وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوهُ كأَنه وصفٌ لَهُ غَلَب عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَ حَسَن فَلَمْ يُدْخِل فِيهِ الأَلفَ واللامَ فَهُوَ يُجْريه مُجْرَى زيدٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَهِيَ تُنادِيهما: يَا حَسَنانِ يَا حُسَيْنانِ فَقَالَ: الْحَقا بأُمّكما ؛ غَلَّبَت أَحدَ الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ كَمَا قَالُوا العُمَران لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، والقَمَران لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ كَقَوْلِهِمُ الجَلَمانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلامِ، وَهُوَ المِقْراضُ، وَقَالَ: هَكَذَا رَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ، بِضَمِّ النُّونِ فِيهِمَا جَمِيعًا، كأَنه جَعَلَ الِاسْمَيْنِ اسْمًا وَاحِدًا فأَعطاهما حَظَّ الِاسْمِ الْوَاحِدِ مِنَ الإِعراب. وَذَكَرَ الْكَلْبِيُّ أَن فِي طيِء بَطْنَيْن يُقَالُ لَهُمَا الحسَن والحُسَيْن. والحَسَنُ: اسمُ رَمْلَةٍ لِبَنِي سَعْد؛ وَقَالَ الأَزهري: الحَسَنُ نَقاً فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ مَعْرُوفٌ، وَجَاءَ فِي الشِّعْرِ الحَسَنانُ، يُرِيدُ الحَسَنَ وَهُوَ هَذَا الرملُ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قُتِل بِهَذِهِ الرَّمْلَةِ أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ الشَّيْبانيِّ، يَوْمَ النَّقَا، قتَله عاصِمُ بْنُ خَلِيفةَ الضَّبِّي، قَالَ: وهما جَبَلانِ أَو نَقَوانِ، يُقَالُ لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمة الضَّبّيّ فِي الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس: لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْ، ... بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ . وَفِي حَدِيثِ أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وَقِيلَ لَهُ مَا تَذْكُر؟ فَقَالَ: أَذْكُرُ مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ ؛ هو بِفَتْحَتَيْنِ: جَبَل مَعْرُوفٌ مِنْ رَمْلٍ، وَكَانَ أَبو رَجَاءٍ قَدْ عُمِّر مِائَةً وثمانِياً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وإِذا ثُنِّيَتْ قُلْتَ الحَسَنانِ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ فِي الحَسَنين لشَمْعَلة بْنِ الأَخْضَر الضَّبِّيّ: ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ ... بَنُو شَيْبان آجَالًا قِصارا شَكَكْنا بالأَسِنَّة، وهْيَ زُورٌ، ... صِماخَيْ كَبْشِهم حَتَّى اسْتَدارا فَخَرَّ عَلَى الأَلاءةِ لَمْ يُوَسَّدْ، ... وَقَدْ كَانَ الدِّماءُ لَهُ خِمارا قَوْلُهُ: وَهِيَ زُورٌ يَعْنِي الخيلَ، وأَنشد فِيهِ ابنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا، ... وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادا وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ فِي حُسَيْن جَبَلٍ: تَركْنَا، بالنَّواصِف مِنْ حُسَيْنٍ، ... نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا. فحُسَيْنٌ هَاهُنَا: جبلٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَحْسَنَ الرجلُ إِذا جَلَسَ عَلَى الحَسَنِ، وَهُوَ الكثيبُ النَّقِيّ الْعَالِي، قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الْغُلَامُ حَسَناً. والحُسَيْنُ: الجبَلُ الْعَالِي، وَبِهِ سُمِّيَ الْغُلَامُ حُسَيْناً. والحَسَنانِ: جبلانِ، أَحدُهما بإِزاء الْآخَرِ. وحَسْنَى: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِذا ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فَمَعَهَا حَسْنَى، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ حِسْيٌ، وإِذا لَمْ يَذْكُرْ غيْقةَ فحِسْمَى. وَحَكَى الأَزهري عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ: الحَسَنُ شَجَرُ الأَلاء مُصْطفّاً بكَثيب رمْلٍ، فالحسَنُ هُوَ الشجرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحُسْنِه ونُسِبَ الكثيبُ إِليه فَقِيلَ نَقا الحَسَنِ، وَقِيلَ: الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ شاهقٌ لَيْسَ بِهِ صَدْعٌ، والحَسَنُ جمعُه؛ قَالَ أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ:

فَمَا نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ ... بِهِ حَسَنُ الجُودِيّ، والليلُ دامِسُ . وَيُرْوَى: بِهِ جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجودِيُّ وادٍ، وأَعلاه بأَجَأَ فِي شواهِقها، وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ، ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الْحِجَازِ المَلقَة. حشن: الحَشَنُ: الوسَخُ؛ قَالَ: بِرُغَثاوَيْهِ مُبِيناً حَشَنُه والحَشَنُ أَيضاً: اللَّزِجُ مِنْ دَسَمِ البدَنِ، وَقِيلَ: هُوَ الوسخُ الَّذِي يتَراكَبُ فِي دَاخِلِ الوَطْبِ، وَقَدْ حشِنَ السِّقَاءُ يَحْشَنُ حَشَناً، فَهُوَ حَشِنٌ: أَنْتَنَ، وأَحْشَنْتُه أَنا إِحْشاناً إِذا أَكْثَرْتَ استِعْمالَه بِحَقْنِ اللَّبَنِ فِيهِ، وَلَمْ تَتَعَهَّدْه بالغَسْل، وَلَا بِمَا يُنَظِّفُه مِنَ الوَضَر والدَّرَن، فأَرْوَحَ وتغيَّر باطنُه ولَزِق بِهِ وَسَخُ اللَّبَنِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وإِن أَتاها ذُو فِلاقٍ وحَشَنْ، ... تُعارِض الكَلْبَ، إِذا الكلبُ رَشَنْ. يَعْنِي وَطْباً تَفَلَّقَ لبنُه ووَسِخَ فَمُه. وحُشِنَ عَنِ الوطبِ: كَثُر وَسَخُ اللَّبن عَلَيْهِ فقُشِر عَنْهُ؛ هَذِهِ رِوَايَةُ ثَعْلَبٍ، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَرَوَاهُ: حُشِرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهان: مِنْ حِشَانةٍ أَي سِقاءٍ مُتغيِّر الرِّيحِ. والحِشْنةُ: الحِقْدُ؛ أَنشد الأُمَوِيّ: أَلا لَا أَرَى ذَا حِشْنةٍ فِي فؤادِه ... يُجَمْجِمُها، إِلَّا سيَبْدُو دَفينُها . وَقَالَ شَمِرٌ: وَلَا أَعرف الحِشْنةَ، قَالَ: وأُراه مأْخوذاً مِنْ حَشِنَ السِّقاء إِذا لَزِق بِهِ وَضَرُ اللبَنِ. والمُحْشَئنُّ: الغَضْبان، وَالْخَاءُ لُغَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والتَّحَشُّن الِاكْتِسَابُ؛ وأَنشد لأَبِي مَسْلَمَة المُحاربيِّ: تَحشّنْتُ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ لَعَلَّنِي ... بعاقبةٍ أُغْني الضعيفَ الحَزَوَّرا . قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ التَّحَشُّنُ التوسُّخ. والحَشَنُ الوسَخُ، قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ حُشَّانٍ، وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ، أُطُمٌ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ عَلَى طريقِ قُبورِ الشُّهداء. حصن: حَصُنَ المكانُ يَحْصُنُ حَصانةً، فَهُوَ حَصِين: مَنُع، وأَحْصَنَه صاحبُه وحَصَّنه. والحِصْنُ: كلُّ مَوْضِعٍ حَصِين لَا يُوصَل إِلى مَا فِي جَوْفِه، وَالْجَمْعُ حُصونٌ. وحِصْنٌ حَصِينٌ: مِنَ الحَصانة. وحَصَّنْتُ الْقَرْيَةَ إِذا بنيتَ حولَها، وتَحَصَّنَ العَدُوُّ. وَفِي حَدِيثِ الأَشعث: تَحَصَّنَ فِي مِحْصَنٍ «2». المِحْصَنُ: القصرُ والحِصْنُ. وتَحَصَّنَ إِذا دَخَلَ الحِصْنَ واحْتَمى بِهِ. ودرْعٌ حَصِين وحَصِينة: مُحْكمَة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: همُ كَانُوا اليَدَ اليُمْنى، وَكَانُوا ... قِوامَ الظَّهْرِ والدِّرعَ الحَصِينا. وَيُرْوَى: اليدَ العُلْيا، وَيُرْوَى: الوُثْقَى؛ قَالَ الأَعشى: وكلُّ دِلاصٍ، كالأَضاةِ، حَصِينةٍ، ... تَرَى فَضْلَها عَنْ رَبِّها يَتَذَبْذَبُ «3» . وَقَالَ شَمِرٌ: الحَصِينة مِنَ الدُّرُوعِ الأَمينة المُتدانية الحِلَق الَّتِي لَا يَحِيكُ فِيهَا السِّلاح؛ قَالَ عَنْترة العَبْسيُّ: فَلَقَّى أَلَّتي بَدَناً حَصِيناً، ... وعَطْعَطَ مَا أَعَدَّ مِنَ السِّهام . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ دَاوُدُ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ

_ (2). قوله [في محصن] كذا ضبط في الأَصل، وقال شارح القاموس كمنبر، والذي في بعض نسخ النهاية كمقعد (3). قوله [عن ربها] كذا في الأَصل، وفي التهذيب والمحكم عن ريعها

وَالسَّلَامُ: وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قُرئ لِيُحْصِنَكم ولِتُحْصِنَكم وَلِنُحَصِّنَكُمْ ، فَمَنْ قرأَ ليُحْصِنكم فَالتَّذْكِيرُ لِلَّبُوس، وَمَنْ قرأَ لتُحْصِنَكم ذَهَبَ إِلى الصَّنْعَةِ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ لِلدِّرْعِ لأَنها هِيَ اللبوسُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، وَمَعْنَى ليُحْصِنَكم لِيَمْنَعَكُمْ ويُحْرِزَكم، وَمَنْ قرأَ لِنُحْصِنَكم، بِالنُّونِ، فَمَعْنَى لنُحْصِنَكم نحنُ، الفعلُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وامرأَة حَصانٌ، بِفَتْحِ الْحَاءِ: عَفِيفَةٌ بَيِّنة الحَصانةِ والحُصْنِ ومتزوّجَةٌ أَيضاً مِنْ نِسْوَةٍ حُصُنٍ وحَصاناتٍ، وحاصِنٌ مِنْ نِسْوَةٍ حَواصِنَ وحاصِنات، وَقَدْ حَصُنَت تَحْصُنُ حِصْناً وحُصْناً وحَصْناً إِذا عَفَّتْ عَنِ الرِّيبة، فَهِيَ حَصانٌ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: الحُصْنُ أَدْنى، لَوْ تآيَيْتهِ، ... مِنْ حَثْيِكِ التُّرْبَ عَلَى الرَّاكِبِ . وحَصَّنَت المرأَةُ نفسَها وتَحَصَّنَتْ وأَحْصَنَها وحَصَّنها وأَحْصَنَت نَفْسَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها . وَقَالَ شَمِرٌ: امرأَة حَصانٌ وحاصِنٌ وَهِيَ الْعَفِيفَةُ، وأَنشد: وحاصِن منْ حاصِنات مُلْسِ ... مِنَ الأَذَى، وَمِنْ قِرافِ الوَقْسِ . وَفِي الصِّحَاحِ: فَهِيَ حاصِنٌ وحَصانٌ وحَصْناء أَيضاً بَيِّنة الحَصانةِ. والمُحْصَنةُ: الَّتِي أَحصنها زَوْجُهَا، وَهُنَّ المُحْصَنات، فَالْمَعْنَى أَنهن أُحْصِنَّ بأَزْواجِهنَّ. والمُحْصَنات: العَفائِفُ مِنَ النِّسَاءِ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: كلامُ الْعَرَبِ كلُّه عَلَى أَفْعَلَ فَهُوَ مُفْعِل إِلا ثَلَاثَةَ أَحرف: أَحْصَنَ فَهُوَ مُحْصَنٌ، وأَلْفَجَ فَهُوَ مُلْفَجٌ، وأَسْهَبَ فِي كلامِهِ فَهُوَ مُسْهَب؛ زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَسْهَمَ فَهُوَ مُسْهَم. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الإِحْصان والمُحْصَناتِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وأَصل الإِحْصانِ المنعُ، والمرأَة تَكُونُ مُحْصَنة بالإِسلام والعَفافِ وَالْحُرِّيَّةِ وَالتَّزْوِيجِ. يُقَالُ: أَحْصَنَت المرأَة، فَهِيَ مُحْصَنة ومُحْصِنَة، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. والمُحْصَنُ، بِالْفَتْحِ: يَكُونُ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ؛ وَفِي شِعْرِ حسَّان يُثْني عَلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: حَصَانٌ رَازانٌ مَا تُزَنُّ بِريبةٍ، ... وتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحومِ الغَوافِل . وكلُّ امرأَةٍ عفيفةٍ مُحْصَنةٌ ومُحْصِنَةٌ، وكلُّ امرأَة متزوِّجة مُحْصَنةٌ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ؛ وَقَالَ: أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهم، ... تِلْكَ أَفْعالُ القِزام الوَكَعهْ أَي زَوَّجُوا. والوَكَعة: جَمْعُ أَوْكَعَ. يُقَالُ: عبدٌ أَوْكَعُ، وَكَانَ قياسُهُ وُكع، فشُبِّه بفاعِل فجُمِع جَمْعَه، كَمَا قَالُوا أَعْزَل وعُزَّل كأَنه جَمْعُ عازِل؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَجمع القرَّاء عَلَى نَصْبِ الصَّادِ فِي الْحَرْفِ الأَول مِنَ النِّسَاءِ، فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي فَتْحِ هَذِهِ لأَن تأْويلها ذَوَاتُ الأَزواج يُسْبَيْنَ فيُحِلُّهنَّ السِّباء لِمَنْ وطِئها مِنَ المالِكين لَهَا، وَتَنْقَطِعُ العِصْمةُ بينهنَّ وَبَيْنَ أَزواجهن بأَن يَحِضْنَ حَيْضَةً ويَطْهُرْنَ مِنْهَا، فأَما سِوَى الْحَرْفِ الأَول فالقُرَّاءُ مُخْتَلِفُونَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الصَّادَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهَا، فمَنْ نَصَبَ ذَهَبَ إِلى ذَوَاتِ الأَزواج اللَّاتِي قَدْ أَحْصَنَهُنَّ أَزواجُهن، ومَنْ كسَر ذهبَ إِلى أَنهن أَسْلَمْنَ فأَحْصَنَّ أَنفسهن فهنَّ مُحْصِنات. قَالَ الْفَرَّاءُ: والمُحْصَنات مِنَ النِّسَاءِ، بِنَصْب الصَّادِ، أَكثر فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. وأَحْصَنَتْ المرأَةُ: عَفَّت، وأَحْصَنَها زَوْجُها، فَهِيَ مُحْصَنة ومُحْصِنة. وَرَجُلٌ مُحْصَنٌ: متزوِّج،

وَقَدْ أَحْصَنَه التزوّجُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَحْصَنَ الرجلُ تزوجَ، فَهُوَ مُحصَن، بِفَتْحِ الصَّادِ فِيهِمَا نَادِرٌ. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ؛ فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قرأَ: فَإِذَا أَحْصَنَ ، وَقَالَ: إِحْصانُ الأَمةِ إِسلامُها، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا: فَإِذا أُحْصِنَ ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، وَيُفَسِّرُهُ: فإِذا أُحْصِنَّ بِزَوْجٍ ، وَكَانَ لَا يرَى عَلَى الأَمة حَدًّا مَا لَمْ تُزَوَّجْ، وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَرَى عَلَيْهَا نِصْفَ حَدِّ الحرَّة إِذا أَسلمت وإِن لَمْ تُزَوَّجْ، وَبِقَوْلِهِ يقولُ فُقَهَاءُ الأَمصار، وَهُوَ الصَّوَابُ. وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وأَبو عَمْرٍو وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ: فَإِذا أُحْصِنَ ، بِضَمِّ الأَلف، وقرأَ حَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ مثلَه، وأَما أَبو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ فَقَدْ فَتَحَ الأَلف، وقرأَ حمزة والكسائي فإِذا أُحْصَنَ ، بِفَتْحِ الأَلف، وقالَ شَمِرٌ: أَصلُ الحَصانةِ المنعُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: مَدِينةَ حَصينة ودِرْعٌ حَصِينة؛ وأَنشد يُونُسُ: زَوْجٌ حَصَانٌ حُصْنُها لَمْ يُعْقَم . وَقَالَ: حُصْنُها تَحْصِينُها نفسَها. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ* ؛ قَالَ: مُتَزَوِّجين غَيْرَ زُناةٍ، قَالَ: والإِحْصانُ إِحْصانُ الْفَرْجِ وَهُوَ إِعْفافُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَحْصَنَتْ فَرْجَها* ؛ أَي أَعفَّتْه. قَالَ الأَزهري: والأَمة إِذا زُوِّجَتْ جازَ أَن يُقَالَ قَدْ أُحْصِنَت لأَن تَزْوِيجَهَا قَدْ أَحْصَنَها، وَكَذَلِكَ إِذا أُعْتِقَتْ فَهِيَ مُحْصَنة، لأَن عِتْقَها قَدْ أَعَفَّها، وَكَذَلِكَ إِذا أَسْلَمت فإِن إِسْلامَها إِحْصانٌ لَهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا بناءٌ حَصِينٌ وامرأَة حَصَان، فَرقوا بَيْنَ البِنَاء والمرأَةِ حِينَ أَرادُوا أَن يُخْبِرُوا أَن الْبِنَاءَ مُحْرِز لِمَنْ لجأَ إِليه، وأَن المرأَة مُحْرِزة لفَرْجها. والحِصَانُ: الفحلُ مِنَ الْخَيْلِ، وَالْجَمْعُ حُصُنٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ فرَسٌ حِصانٌ بَيِّنُ التحصُّن هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَصانةِ لأَنه مُحْرِز لِفَارِسِهِ، كَمَا قَالُوا فِي الأُنثى حِجْر، وَهُوَ مَنْ حَجَر عَلَيْهِ أَي مَنَعَهُ. وتَحَصَّنَ الفَرسُ: صارَ حِصاناً. وَقَالَ الأَزهري: تَحَصَّنَ إِذا تَكَلَّف ذَلِكَ، وخَيْلُ الْعَرَبِ حُصونها. قَالَ الأَزهري: وهُمْ إِلى الْيَوْمِ يُسَمُّونها حُصوناً ذُكورَها وإِناثَها، وَسُئِلَ بَعْضُ الحُكَّام عَنْ رجلٍ جَعَلَ مَالًا لَهُ فِي الحُصونِ فَقَالَ: اشْتَرُوا خَيْلًا واحْمِلوا عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ذَهَبَ إِلى قَوْلِ الْجُعْفِيِّ: وَلَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى تَوَقِّي الرَّدَى ... أَن الحُصونَ الخَيْلُ، لَا مَدَرُ القُرى . وَقِيلَ: سُمِّيَ الفرسُ حِصاناً لأَنه ضُنَّ بِمَائِهِ فَلَمْ يُنْزَ إِلا عَلَى كَرِيمَةٍ، ثُمَّ كثُر ذَلِكَ حَتَّى سَمَّوا كلَّ ذَكَر مِنَ الْخَيْلِ حِصاناً، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السِّلاحَ كلَّه حِصْناً؛ وَجَعَلَ ساعِدةُ الْهُذَلِيُّ النّصالَ أَحْصِنة فَقَالَ: وأَحْصِنةٌ ثُجْرُ الظُّباتِ كأَنَّها، ... إِذا لَمْ يُغَيِّبْها الجفيرُ، جَحِيمُ . الثُّجْرُ: العراضُ، وَيُرْوَى: وأَحصَنه ثجرُ الظُّبَاتِ أَي أَحْرَزَه؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: وَمَا أَدْرِي، وسَوْفَ إِخالُ أَدْرِي، ... أَقومٌ آلُ حِصْنٍ أَم نِساءُ يُرِيدُ حِصْنَ بنَ حُذَيْفَةَ الفزاريَّ. والحَواصِنُ مِنَ النِّسَاءِ: الحَبالى؛ قَالَ: تُبِيل الحَواصِنُ أَبْوالَها والمِحْصَنُ «4».: القُفْلُ. والمِحْصَنُ أَيضاً: المِكْتلةُ

_ (4). زاد في المحكم: وأَحصنت المرأَة حملت وكذلك الأَتان، قال رؤبة: قد أَحصنت مثل دعاميص الرفق ... أَجنة في مستكنات الحلق عدّاه لما كان معناه حملت، والمحصن القفل إِلخ

الَّتِي هِيَ الزَّبيلُ، وَلَا يُقَالُ مِحْصَنة. والحِصْنُ: الهِلالُ. وحُصَيْنٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَقول، إِذا مَا أَقلعَ الغَيْثُ عَنْهُمُ: ... أَمَا عَيْشُنا يومَ الحُصَيْن بِعَائِدِ؟ والثعلبُ يُكْنى أَبا الحِصْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَبو الحُصَيْن كُنْيَةُ الثَّعْلَبِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: لِلَّهِ دَرُّ أَبي الحُصَيْنِ لقدْ بَدَتْ ... مِنْهُ مَكايِدُ حُوَّلِيٍّ قُلَّبِ . قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ أَبو الهِجْرِس وأَبو الحِنْبِص. والحِصْنانِ: موضعٌ، النَّسَبُ إِليه حِصْنيٌّ كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ إِعرابين، وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ النُّونَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وحِصْنانِ بَلَدٌ. قَالَ اليَزِيديُّ: سأَلني والكسائيَّ المهديُّ عَنِ النِّسْبة إِلى الْبَحْرِينِ وإِلى حِصْنَين لِمَ قَالُوا حِصْنِيٌّ وبَحْرانِيٌّ فَقَالَ الْكِسَائِيُّ: كَرِهُوا أَن يَقُولُوا حِصْنانيٌّ لِاجْتِمَاعِ النُّونَيْنِ، وقلتُ أَنا: كَرِهُوا أَن يَقُولُوا بَحْرِيٌّ فيُشْبه النِّسبةَ إِلى البَحْر. وَبَنُو حِصْنٍ: حَيٌّ. والحِصْنُ: ثَعْلبة بْنِ عُكابَة وتَيْم اللاتِ وذُهْل. ومِحْصَن: اسمٌ. ودارةُ مِحْصَن: موضعٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وحُصَيْنٌ: أَبو الرَّاعِي عُبَيْدُ بنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْريّ الشَّاعِرُ. وَقَدْ سمَّت العربُ حِصْناً وحَصِيناً. حضن: الحِضْنُ: مَا دُونُ الإِبْط إِلى الكَشح، وَقِيلَ: هُوَ الصَّدْرُ والعَضُدان وَمَا بَيْنَهُمَا، وَالْجَمْعُ أَحْضانٌ؛ وَمِنْهُ الاحْتِضانُ، وَهُوَ احتمالُك الشيءَ وجعلُه فِي حِضْنِك كَمَا تَحْتَضِنُ المرأَةُ وَلَدَهَا فَتَحْتَمِلُهُ فِي أَحد شِقَّيْها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلًا لَهُ فِي حِضْنه. والحِضْنُ: الجَنْبُ، وَهُمَا حِضْنانِ. وَفِي حَدِيثِ أُسيدِ بْنِ حُضَير: أَنه قَالَ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لِئَلَّا أُنْفِذَ حِضْنَيْك. والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ قَالَ الأَعشى: عَرِيضة بُوصٍ، إِذا أَدْبَرَتْ، ... هَضِيم الحَشا، شَخْتة المُحْتَضَنْ البُوصُ: العَجُزُ. وحِضْنُ الضبُع: وِجارُه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: كَمَا خَامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ، ... لَدَى الحَبْلِ، حَتَّى غالَ أَوْسٌ عِيالَها . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حِضْنُها الموضعُ الَّذِي تُصاد فِيهِ، ولَدى الحَبْل أَي عِنْدِ الحَبْل الَّذِي تصادُ بِهِ، وَيُرْوَى: لِذِي الحَبْلِ أَي لِصَاحِبِ الحَبْل، وَيُرْوَى عالَ، بِعَيْنٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إِذا ماتَتْ أَطْعَمَ الذِّئْبُ جِراءَها، ومَنْ رَوَى غالَ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، فَمَعْنَاهُ أَكَلَ جراءَها. وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً [حِضانةً] «1».: جَعَلَهُ فِي حِضْنِه وحِضْنا المَفازه: شِقَّاها، وَالْفَلَاةِ نَاحِيَتَاهَا؛ قَالَ: أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلًّا وغْما . وحِضْنا اللَّيْلِ: جَانِبَاهُ «2». وحِضْنُ الْجَبَلِ: مَا يُطيف بِهِ، وحِضْنُه وحُضْنُه أَيضاً: أَصْلُه. الأَزهري: حِضْنا الْجَبَلِ نَاحِيَتَاهُ. وحضْنا الرَّجُلِ: جَنْباه. وحِضْنا الشَّيْءِ: جَانِبَاهُ. وَنَوَاحِي كُلِّ شَيْءٍ أَحْضانُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: عَلَيْكُم

_ (1). قوله [وحضانة] هو بفتح الحاء وكسرها كما في المصباح (2). قوله [وحضنا الليل جانباه] زاد في المحكم: والجمع حضون؛ قال: وأَزمعت رحلة ماضي الهموم ... أَطعن من ظلمات حضونا . وحضن الجبل إِلخ

بالحِضْنَيْنِ ؛ يُرِيدُ بجَنْبَتَي العَسْكَر؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ. وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وَعَلَى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً وحِضاناً وحُضوناً: رَجَنَ عَلَيْهِ للتَّفْرِيخِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَضَنَ الطائرُ بَيْضَه إِذا ضَمَّه إِلى نَفْسِهِ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ، وَكَذَلِكَ المرأَة إِذا حَضَنَتْ وَلَدَهَا. وحمامةٌ حاضِنٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَاسْمُ الْمَكَانِ المِحْضَن «1». والمِحْضَنةُ: الْمَعْمُولَةُ لِلْحَمَامَةِ كالقَصْعة الرَّوْحاء مِنَ الطِّينِ. والحَضانةُ: مصدرُ الحاضِنِ وَالْحَاضِنَةِ. والمَحاضنُ: المواضعُ الَّتِي تَحْضُن فِيهَا الْحَمَامَةُ عَلَى بَيْضِهَا، والواحدُ مِحْضَن. وحضَنَ الصبيَّ يَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه. والحاضِنُ والحاضِنةُ: المُوَكَّلانِ بالصبيِّ يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا الْعِلْمَ حَتَّى إِذا نَالُوا مِنْهُ صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي مُرَبِّينَ وكافِلينَ، وحُضّانٌ: جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ الطِّفْلَ إِلى حِضْنِه، وَبِهِ سُمِّيَتِ الحاضنةُ، وَهِيَ الَّتِي تُرَبِّي الطفلَ. والحَضانة، بِالْفَتْحِ: فِعلُها. ونخلةٌ حاضِنةٌ: خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لِحَبِيبٍ الْقُشَيْرِيِّ: مِنْ كُلِّ بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها ... عَنْهَا، وحاضِنة لَهَا مِيقار . وَقَالَ كُرَاعٌ: الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فَهِيَ بائِنة. اللَّيْثُ: احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دُونِي واحْتَضَنَني مِنْهُ وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني مِنْهُ فِي نَاحِيَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الأَنصارِ يَوْمَ السَّقيفة حَيْثُ أَرادوا أَن يَكُونَ لَهُمْ شركةٌ فِي الْخِلَافَةِ: فَقَالُوا لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا مِنْ هَذَا الأَمرِ أَي تُخرِجونا. يُقَالُ: حَضَنْتُ الرجلَ عَنْ هَذَا الأَمر حَضْناً وحَضانةً إِذا نَحَّيْتَه عَنْهُ واسْتَبدَدْتَ بِهِ وَانْفَرَدْتَ بِهِ دُونَهُ كأَنه جعلَه فِي حِضْنٍ مِنْهُ أَي جانبٍ. وحَضَنْتُه عَنْ حَاجَتِهِ أَحْضُنه، بِالضَّمِّ، أَي حَبَسْتُه عَنْهَا، واحتَضَنته عَنْ كَذَا مِثْلَهُ، وَالِاسْمُ الحَضْنُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه خَزَلَه دُونَهُ ومنَعَه مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بَنِي سَاعِدَةَ للبَيْعة قَالَ: فَإِذَا إِخواننا مِنَ الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عَنْهُ ؛ هَكَذَا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ أَبي عُبيد، بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَهَذَا خِلَافُ مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ، لأَن اللَّيْثَ جَعَلَ هَذَا الْكَلَامَ للأَنصار، وَجَاءَ بِهِ أَبو عُبيد لعُمَر، وَهُوَ الصَّحِيحُ وَعَلَيْهِ الرِّوَايَاتُ الَّتِي دَارَ الحديثُ عَلَيْهَا. الْكِسَائِيُّ: حضَنْتُ فُلَانًا عَمَّا يُرِيد أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إِذا منَعْتَه عَمَّا يُرِيدُ. قَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثَ يُقَالُ أَحْضَنَني مِنْ هَذَا الأَمر أَي أَخرَجني مِنْهُ، وَالصَّوَابُ حضَنَني. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ حِينَ أَوْصَى فَقَالَ: وَلَا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عَنْ ذَلِكَ ، يَعْنِي امرأَتَه، أَي لَا تُحْجَبُ عَنِ النظرِ فِي وصِيَّتِه وإِنْفاذِها، وَقِيلَ: مَعْنَى لَا تُحْضَنُ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ وَلَا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابْنَتِي، فَقَالَ: لَا تَحْضُنْها وشاوِرْها. وحَضَنَ عَنَّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً: كَفَّها وصَرَفها؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عَنْ جيرانِه ومعارِفه إِلى غَيْرِهِمْ، وَحُكِيَ: مَا حُضِنَت عَنْهُ المروءةُ إِلى غَيْرِهِ أَي مَا صُرِفَت.

_ (1). قوله [واسم المكان المحضن] ضبط في الأَصل والمحكم كمنبر، وقال في القاموس: واسم المكان كمقعد ومنزل

وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إِحْضاناً وأَحضَنَه: أَزْرَى بِهِ. وأَحْضَنْتُ الرجلَ: أَبْذَيتُ بِهِ. والحِضانُ: أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ الأُخرى جِدًّا، فَهِيَ حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان، بِالْكَسْرِ. والحَضُون مِنَ الإِبلِ وَالْغَنَمِ وَالنِّسَاءِ: الشَّطُورُ، وَهِيَ الَّتِي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها أَكبرُ مِنَ الْآخَرِ، وَقَدْ حَضُنَت حِضاناً. والحَضونُ مِنَ الإِبلِ والمِعْزَى: الَّتِي قَدْ ذَهَبَ أَحدُ طُبْيَيها، والاسمُ الحِضانُ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، اسْتَعْمَلَ الطُّبْيَ مَكَانَ الخِلْف. والحِضانُ: أَن تكونَ إِحدى الخُصْيَتَينِ أَعظَمَ مِنَ الأُخرى، ورجلٌ حَضونٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. والحَضون مِنَ الفروجِ: الَّذِي أَحدُ شُفْرَيه أَعظم مِنَ الْآخَرِ. وأَخذَ فلانٌ حقَّه عَلَى حَضْنِه أَي قَسْراً. والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ: ضرْبٌ شديدُ السوادِ، وضربٌ شديدُ الحُمْرة. قَالَ اللَّيْثُ: كأَنها نُسِبَت إِلى حَضَن، وَهُوَ جبَل بقُلَّةِ نجدٍ مَعْرُوفٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عِمْرانَ بْنِ حُصَينٍ: لَأَنْ أَكونَ عَبْدًا حَبَشِيّاً فِي أَعنُزٍ حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حَتَّى يُدْرِكَني أَجَلي، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن أَرميَ فِي أَحدِ الصَّفَّينِ بِسَهْمٍ، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ. والحَضَنُ: العاجُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. الأَزهري: الحضَنُ نابُ الفِيل؛ وَيُنْشَدُ فِي ذَلِكَ: تبَسَّمَت عَنْ وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً، ... وأَبرَزَتْ عَنْ هِجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ . وَيُقَالُ للأَثافيِّ: سُفْعٌ [حواضِنُ] أَي جَواثِم؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وسُفْعٌ عَلَى مَا بينَهُنَّ حَواضِن يَعْنِي الأَثافيَّ والرَّمادَ. وحَضَنٌ: اسمُ جَبَلٍ فِي أَعالي نَجْدٍ. وَفِي الْمَثَلِ السَّائِرِ: أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هَذَا الجَبَلَ فَقَدْ دَخل فِي نَاحِيَةِ نجدٍ. وحَضَنٌ: قبيلةٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: فَمَا جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ، ... وَمَا حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا «1» . وحَضَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: يَا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ مَا تَبْغون قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وحُضَينٌ هُوَ الحُضَينُ بْنُ المُنذِرِ أَحد بَنِي عَمْرِو بْنِ شَيبان بْنِ ذُهْلٍ؛ وَقَالَ أَبو الْيَقْظَانِ: هُوَ حُضَيْنُ بْنُ المنذر بن الحرث بْنُ وَعلَة بْنِ المُجالِدِ بْنِ يَثْرَبيّ بْنِ رَيّان بْنُ الْحَرْثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ شَيبانَ بْنِ ذُهل أَحد بَنِي رَقَاشِ، وَكَانَ شَاعِرًا؛ وَهُوَ الْقَائِلُ لِابْنِهِ غَيّاظ: وسُمِّيتَ غَيّاظاً، ولَستَ بغائِظٍ ... عَدُوّاً، ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وَذُو الوُدِّ، بِالَّذِي ... يَرَى منكَ مِنْ غَيْظٍ، عليكَ كَظِيظُ. وَكَانَتْ مَعَهُ رايةُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، يَوْمَ صِفِّينَ دَفَعَهَا إِليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً؛ وَفِيهِ يَقُولُ: لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها، ... إِذا قِيلَ: قَدِّمْها حُضَينُ، تَقَدَّما؟ ويُورِدُها للطَّعْنِ حَتَّى يُزِيرَها ... حِياضَ المَنايا، تَقطُر الموتَ والدَّما. حطن: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ. والحِطّانُ: التَّيْسُ، فإِن كَانَ فِعّالًا مِثْلَ كِذّابٍ مِنَ الكَذِب فَالنُّونُ أَصلية مِنْ حَطَنَ، وإِن جَعَلْتَهُ فِعْلاناً فَهُوَ مِنَ الحطِّ، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (1). قوله [فما جمعت] في المحكم: بما جمعت. وقوله: والجيادا، لعله نُصب على جعله إِياه مفعولًا معه

حفن: الحَفْنُ: أَخذُكَ الشيءَ بِرَاحَةِ كَفِّكَ والأَصابعُ مضمومةٌ، وَقَدْ حَفَنَ لَهُ بِيَدِهِ حَفْنةً. وحَفَنْتُ لِفُلَانٍ حَفْنَةً: أَعطيتُه قَلِيلًا، وملْءُ كلِّ كفٍّ حَفْنةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي حَدِيثِ الشَّفاعةِ: إِنما نَحْنُ حَفْنَةٌ مِنْ حَفَناتِ اللَّهِ ؛ أَراد إِنَّا عَلَى كَثرتِنا قليلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ كالحَفْنةِ أَي يَسِيرٌ بالإِضافة إِلى مُلْكِه وَرَحْمَتِهِ، وَهِيَ مِلْءُ الكَفِّ عَلَى جِهَةِ الْمَجَازِ وَالتَّمْثِيلِ، تَعَالَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ التَّشْبِيهِ؛ وَهُوَ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: حَثْية مِنْ حَثَياتِ رَبِّنا. الْجَوْهَرِيُّ: الحَفْنةُ مِلْءُ الكَفَّين مِنْ طَعَامٍ. وحَفَنْتُ الشَّيْءَ إِذَا جَرَفْتَه بكِلْتَا يَدَيْكَ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الشَّيْءِ الْيَابِسِ كَالدَّقِيقِ وَنَحْوِهِ. وحَفَن الماءَ عَلَى رأْسه: أَلقاه بحَفْنَتِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وحَفَنَ لَهُ مِنْ مَالِهِ حَفْنةً: أَعطاه إِيَّاهَا. وَرَجُلٌ مِحْفَنٌ: كَثِيرُ الحَفْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الأَول وَمِنَ الثَّانِي. واحتَفَنَ الشيءَ: أَخذَه لِنَفْسِهِ. وَيُقَالُ: حَفَنَ لِلْقَوْمِ وحَفَا المالَ إِذَا أَعطى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَفْنةً وحَفْوَةً. واحْتَفَنَ الرجلَ احتِفاناً: اقْتَلَعه مِنَ الأَرض. والحُفْنةُ، بِالضَّمِّ: الحُفْرَةُ يَحْفِرُها السيلُ فِي الغَلْظِ فِي مَجرَى الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الحُفْرَةُ أَينما كَانَتْ، وَالْجَمْعُ الحُفَنُ؛ وأَنشد شَمِرٌ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ تعَفَّتْ بالحُفَنْ . قَالَ: وَهِيَ قَلْتاتٌ يَحْتَفِرُهَا الْمَاءُ كَهَيْئَةِ البِرَك. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الحُفَنُ نُقَرٌ يَكُونُ الْمَاءُ فِيهَا، وَفِي أَسفلها حَصًى وترابٌ؛ قَالَ: وأَنشدني الإِياديُّ لِعَديِّ بْنِ الرِّقاعِ العامِليِّ: بِكْر يُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ، ... تَرَى بِهِ حُفَناً زُرْقاً وغُدْرانا . وَكَانَ مِحْفَنٌ أَبا بَطْحاءَ، نُسِبَ إِلَيْهِ الدوابُّ البَطْحاوِيَّة. والحَفّانُ: فِراخُ النَّعَامِ، وَهُوَ مِنَ الْمُضَاعَفِ وَرُبَّمَا سَمَّوا صغارَ الإِبل حَفّاناً، وَالْوَاحِدَةُ حَفّانة لِلذَّكَرِ والأُنثى جَمِيعًا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: والحَشْوُ مِنْ حَفّانِها كالحَنْظَلِ وشاهدُه لفِراخِ النَّعَامِ قولُ الهُذَليِّ: وإلَّا النَّعامَ وحَفَّانَه، ... وطُغْياً مَعَ اللَّهَقِ الناشِطِ وبنو حُفَينٍ: بطن. وفي الحديث: أَن المُقَوْقِسَ أَهدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مارِيَةَ من حَفْنٍ ؛ هِيَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الفاء والنون، قرية من صعيد مصر، ولها ذكر في حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عليٍّ مع معاوية. حفتن: حَفَيْتَنٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ كُثيِّر عَزَّةَ: فَقَدْ فُتْنَني لمَّا وَرَدْنَ حَفَيْتَناً، ... وهُنَّ عَلَى ماءِ الحُراضَةِ أَبْعَدُ «2». حقن: حَقَنَ الشَّيءَ يَحْقُنُه ويَحْقِنُه حَقْناً، فَهُوَ مَحْقُونٌ وحَقِينٌ: حَبَسه. وَفِي الْمَثَلِ: أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ أَي العُذْر، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَعْتَذِر وَلَا عُذْرَ لَهُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصل ذَلِكَ أَن رَجُلًا ضافَ قَوْمًا فاستَسْقاهم لَبَناً، وَعِنْدَهُمْ لبنٌ قَدْ حَقَنُوه فِي وَطْبٍ، فاعْتَلُّوا عَلَيْهِ واعْتَذَروا، فَقَالَ أَبَى الحَقينُ العِذْرةَ أَي أَن هَذَا الحقينَ يُكَذِّبُكم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الحَقين للمُخبَّل: وَفِي إبلٍ ستِّينَ حَسْبُ ظَعِينة، ... يَرُوحُ عَلَيْهَا مَخْضُها وحَقينُها . وحَقَنَ اللبنَ فِي القِرْبة والماءَ فِي السِّقَاءِ كَذَلِكَ.

_ (2). قوله [الحراضة] في ياقوت هو بالفتح ثم التخفيف ماء لجشم، وقد روي بالضم

وحقَنَ البَوْلَ يَحقُنُه ويَحْقِنُه: حَبَسه حَقْناً، وَلَا يُقَالُ أَحْقَنه وَلَا حَقَنَني هُوَ. وأَحْقَنَ الرجلُ إِذَا جَمَعَ أَنواع اللَّبَنِ حَتَّى يَطِيب. وأَحْقَنَ بولَه إِذَا حَبَسه. وبعيرٌ مِحْقانٌ: يَحْقِنُ البولَ، فَإِذَا بالَ أَكثرَ، وَقَدْ عَمَّ بِهِ الجوهريُّ فَقَالَ: والمِحْقانُ الَّذِي يَحْقِنُ بَوْلَهُ، فإِذا بالَ أَكثرَ مِنْهُ. واحْتَقَنَ المريضُ: احتبَسَ بَوْله. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رأْيَ لحاقِبٍ وَلَا حاقِن ، فالحاقِنُ فِي الْبَوْلِ، والحاقِبُ فِي الْغَائِطِ، والحاقنُ الَّذِي لَهُ بولٌ شَدِيدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وَهُوَ حاقِنٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَهُوَ حَقِنٌ ، حَتَّى يتخفَّفَ الحاقِنُ والحَقِنُ سواءٌ. والحُقْنةُ: دواءٌ يُحْقَنُ بِهِ المريضُ المُحْتَقِنُ، واحْتَقَنَ المريضُ بالحُقْنةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَرِه الحُقْنةَ ؛ هِيَ أَن يُعطى المريضُ الدواءَ مِنْ أَسفلِه وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ الأَطِبّاء. والحاقِنةُ: المَعِدة صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأَنها تحْقِنُ الطعامَ. قَالَ الْمُفَضَّلُ: كلَّما مَلأْتَ شَيْئًا أَو دَسَسْتَه فِيهِ فَقَدْ حقَنْتَه؛ وَمِنْهُ سمِّيت الحُقْنة. والحاقِنةُ: مَا بَيْنَ التَّرْقُوة والعُنُق، وَقِيلَ: الحاقِنتانِ مَا بَيْنَ التَّرْقُوَتين وحَبْلَي العاتِق، وَفِي التَّهْذِيبِ: نُقْرَتا التَّرْقُوتين، وَالْجَمْعُ الحواقِنُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الحاقِنةُ النُّقْرَةُ الَّتِي بَيْنَ التَّرْقُوَةِ وَحَبْلِ العاتِق، وَهُمَا حاقِنتان. وَفِي الْمَثَلِ: لأُلْزِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِك؛ حَواقِنُه: مَا حَقَن الطعامَ مِنْ بَطْنِه، وذواقِنُه: أَسفَل بَطْنه ورُكْبَتاه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الحَواقِنُ مَا سَفُلَ مِنَ الْبَطْنِ، والذَّواقِنُ مَا عَلا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ الحاقِنَتان الهَزْمَتانِ تَحْتَ التَّرْقُوَتَيْنِ، وَقَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَثَلِ: لأُلْحِقَنَّ حواقِنَك بذواقِنِك، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي الحاقِنةُ المَعِدة، والذاقِنةُ الذَّقَنُ، وَقِيلَ: الذاقِنةُ طَرَفُ الحُلْقوم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تُوفِّي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ سَحْرِي ونَحْري، وَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي وَبَيْنَ شَجْري ، وَهُوَ مَا بَيْنَ اللَّحْيَين. الأَزهري: الحاقِنةُ الوَهْدة الْمُنْخَفِضَةُ بَيْنَ التَّرْقُوتين مِنَ الحَلْق. ابْنُ الأَعرابي: الحَقْلَةُ والحَقْنةُ وجعٌ يَكُونُ فِي الْبَطْنِ، وَالْجَمْعُ أَحْقالٌ وأَحْقانٌ. وحَقَنَ دَمَ الرجلِ: حَلَّ بِهِ القتلُ فأَنْقذَه. واحْتَقَنَ الدَّمُ: اجْتَمَعَ فِي الْجَوْفِ. قَالَ الْمُفَضَّلُ: وحقَنَ اللهُ دمَه حَبَسه فِي جِلْدِهِ ومَلأَه بِهِ؛ وأَنشد فِي نعتِ إِبِلٍ امتلأَتْ أَجوافُها: جُرْداً تَحَقَّنَتْ النَّجِيلَ، كأَنما ... بجلُودِهِنَّ مدارجُ الأَنْبار . قَالَ اللَّيْثُ: إِذَا اجْتَمَعَ الدمُ فِي الْجَوْفِ مِنْ طَعْنةٍ جائفةٍ تَقُولُ احْتَقَنَ الدمُ فِي جَوْفِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فحَقَنَ لَهُ دَمَه. يُقَالُ: حَقَنْتُ لَهُ دَمَه إِذَا مَنَعْتَ مِنْ قَتْلِه وإراقَتِه أَي جَمعْتَه لَهُ وحبَسْتَه عَلَيْهِ. وحقَنْتُ دَمه: منعتُ أَن يُسْفَك. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُحْتقِنُ مِنَ الضُّروع الْوَاسِعُ الفَسيحُ، وَهُوَ أَحسنُها قَدْرًا، كأَنما هُوَ قَلْتٌ مُجْتَمِعٌ مُتَصعِّد حسنٌ، وَإِنَّهَا لمُحْتقِنةُ الضرعِ. ابْنُ سِيدَهْ: وحقَن اللبنَ فِي السِّقاء يَحْقُنُه حَقْناً صبَّه فِيهِ ليُخرج زُبْدَتَه. والحَقينُ: اللبنُ الَّذِي قَدْ حُقِنَ فِي السِّقاء، حَقنْتُه أَحْقُنُه، بِالضَّمِّ: جَمَعْتُهُ فِي السِّقَاءِ وَصَبَبْتُ حليبَه عَلَى رائِبه، وَاسْمُ هَذَا اللَّبَنِ الحَقينُ. والمِحْقَنُ: الَّذِي يُجعل فِي فمِ السِّقاءِ والزِّقّ ثُمَّ يُصب فِيهِ الشَّرَابُ أَو الْمَاءُ. قَالَ الأَزهري: المِحْقن القِمَعُ الَّذِي يُحْقَن بِهِ اللبنُ فِي السِّقَاءِ، وَيَجُوزُ أَن يُقَالَ لِلسِّقَاءِ نَفْسِهِ مِحْقَن، كَمَا يُقَالُ لَهُ مِصْرَب ومِجزَم، قَالَ: وَكُلُّ ذَلِكَ مَحْفُوظٌ عَنِ الْعَرَبِ. واحْتَقنَتِ الرَّوْضةُ: أَشرفت جوانبُها عَلَى سَرارِها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.

حلن: الحُلّانُ: الجدْي، وَقِيلَ: هُوَ الجَدْيُ الَّذِي يُشَقُّ عَلَيْهِ بَطْنُ أُمه فَيَخْرُجُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ فُعّالٌ مُبْدَلٌ مِنْ حُلّام، وَهُمَا بِمَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فِداكَ كلُّ ضَئِيلِ الجِسْمِ مُخْتَشِع ... وَسْطَ المَقامةِ، يَرْعى الضَّأْنَ أَحياناً تُهْدَى إِلَيْهِ ذِراعُ الجَدْي تَكْرِمةً، ... إِمَّا ذَبِيحًا، وَإِمَّا كَانَ حُلّانا. يُرِيدُ: أَن الذِّرَاعَ لَا تُهْدَى إِلَّا لِمَهينٍ ساقطٍ لقلَّتها وَحَقَارَتِهَا، وَرُوِيَ: إِمَّا ذَكِيًّا، وَإِمَّا كَانَ حُلّانا. والذَّبيحُ: الْكَبِيرُ الَّذِي قَدْ أَدرك أَن يُضَحَّى بِهِ وَصَلَحَ أَن يُذْبح للنُّسك. والحُلَّان: الجدْيُ الصَّغِيرُ وَلَا يَصْلُحُ للنُّسُك وَلَا للذَّبْح، وَقِيلَ: الذَّكيُّ الَّذِي ماتَ، وَإِنَّمَا جَازَ أَكْلُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ لأَنه لَمَّا وُلِد جُعِل فِي أُذنه حَزٌّ، عَلَى مَا نَشْرَحُهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنْ جَعَلْتَهُ مِنَ الْحَلَالِ فَهُوَ فُعْلان، وَالْمِيمُ مُبْدَلَةٌ مِنْهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: الحُلَّامُ والحُلَّان، بِالْمِيمِ وَالنُّونِ، صِغار الْغَنَمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحُلَّان الحَمَل الصَّغِيرُ يَعْنِي الْخَرُوفَ، وَقِيلَ: الحُلَّان لُغَةٌ فِي الحُلّام كأَنَّ أَحَدَ الْحَرْفَيْنِ بدلٌ مِنْ صَاحِبِهِ، قَالَ: فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ ثلاثيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَضى فِي فِداءِ الأَرنب، إِذَا قتلَه المُحْرِم، بِحُلَّان ، هُوَ الحُلَّام، وَقَدْ فُسِّر فِي الْحَدِيثِ أَنه الحَمَل. الأَصمعي: وَلد الْمِعْزَى حُلَّامٌ وحُلَّان. ابْنُ الأَعرابي: الحُلَّام والحُلَّان وَاحِدٌ، وَهُمَا مَا يُولد مِنَ الْغَنَمِ صَغِيرًا، وَهُوَ الَّذِي يَخُطُّون عَلَى أُذنه إِذَا وُلِدَ خَطّاً فَيَقُولُونَ ذَكَّيْناه، فَإِنْ مَاتَ أَكَلوه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: ذُكِرَ أَن أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا إِذَا وَلَّدوا شَاةً عَمَدوا إِلَى السَّخْلَةِ فشَرَطوا أُذنَها وَقَالُوا وَهُمْ يَشْرِطون: حُلَّان حُلَّان أَي حَلالٌ بِهَذَا الشَّرْط أَن تُؤْكَلَ، فَإِنْ مَاتَتْ كَانَ ذكاتُها عِنْدَهُمْ ذَلِكَ الشرْط الَّذِي تقدَّم، وَهُوَ مَعْنَى قول ابن أَحمر، قَالَ: وسُمّي حُلّاناً إِذَا حُلَّ مِنَ الرّبْق فأَقبَل وأَدْبر، وَنُونُهُ زَائِدَةٌ، وَوَزْنُهُ فُعْلان لَا فُعّال. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَضَى فِي أُم حُبَينٍ يقتُلها المُحْرِم بحُلَّان ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: ذُبِح عثمانُ كَمَا يُذْبَح الحُلَّانُ أَي أَن دَمَهُ أُبْطِل كَمَا يُبْطَل دمُ الحلَّان. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ فِي الضَّبِّ حُلَّانٌ، وَفِي اليَرْبُوع جَفْرة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي الحُلَّان: إِنَّ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ أَحدهم إِذَا وُلِد لَهُ جَدْيٌ حَزَّ فِي أُذنه حَزّاً وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ عَاشَ فقَنيٌّ، وَإِنْ مَاتَ فذَكِيٌّ، فَإِنْ عَاشَ فَهُوَ الَّذِي أَراد، وَإِنْ مَاتَ قَالَ قَدْ ذكيْتُه بالحُزِّ فَاسْتَجَازَ أَكله بِذَلِكَ؛ وَقَالَ مُهَلْهِل: كلُّ قَتيلٍ فِي كُلَيبٍ حُلَّانْ، ... حَتَّى يَنالَ القَتْلُ آلَ شَيْبانْ. وَيُرْوَى: حُلَّام وآلَ هَمَّام، وَمَعْنَى حُلَّان هَدَرٌ وفِرْغٌ. وحُلْوان الْكَاهِنُ: مِنَ الحَلاوة، نذكره في حلا. حلزن: الحَلَزُون: دَابَّةٌ تَكُونُ فِي الرِّمْث، بِفَتْحِ الْحَاءِ واللام. حلقن: الحُلْقانةُ والحُلْقانُ مِنَ البُسْر: مَا بَلَغَ الإِرْطابُ ثلُثَيه، وَقِيلَ: الحُلْقانةُ لِلْوَاحِدِ، والحُلْقان لِلْجَمْعِ، وَقَدْ حَلْقَن البُسْرُ، وَهُوَ مُحَلْقِن إِذَا بلغ الإِرْطابُ ثلثيه، وقيل: نُونُهُ زَائِدَةٌ. ورُطَبٌ مُحَلقِمٌ ومحَلقِنٌ، وَهِيَ الحُلقانةُ والحُلقامةُ، وَهِيَ الَّتِي بَدَا فِيهَا النضْجُ مِنْ قِبَل قِمَعها، فإِذا أَرطبتْ مِنْ قِبَل الذَّنَب فَهِيَ التَّذْنوبةُ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ للبُسْر إِذَا بَدَا فِيهِ الإِرْطاب مِنْ قِبَل ذنَبه مُذَنّب، فإِذا

بَلَغَ فِيهِ الإِرْطابُ نِصْفَهُ فهو مُجَزَّعٌ، فإِذا بلغ ثلثيه فهو حُلْقان ومُحَلقِن. حمن: الحَمْن والحَمْنانُ: صِغَارُ القِرْدان، وَاحِدَتُهُ حَمْنة وحَمْنانة. وأَرض مُحْمِنة: كَثِيرَةُ الحَمْنان. والحَمْنانُ: ضربٌ مِنْ عِنَبِ الطَّائِفِ، أَسود إِلَى الْحُمْرَةِ «1». قَلِيلُ الْحَبَّةِ، وَهُوَ أَصغر الْعِنَبِ حَبًّا، وَقِيلَ: الحَمْنان الحبُّ الصِّغَارُ الَّتِي بَيْنَ الْحَبِّ العِظام. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَمْنانةُ قُراد، وَفِي التَّهْذِيبِ: القُراد أَول مَا يَكُونُ وَهُوَ صَغِيرٌ لَا يَكَادُ يُرى مِنْ صِغَرِهِ، يُقَالُ لَهُ قَمْقامة، ثُمَّ يَصِيرُ حَمْنانة، ثُمَّ قُرَادًا، ثُمَّ حَلَمة، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ علٌّ وطِلحٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَمْ قَتَلْتَ مِنْ حَمْنانةٍ ؛ هو من ذَلِكَ. وحَمْنةُ، بِالْفَتْحِ، اسْمُ امرأَة؛ قِيلَ: هِيَ أَحد الْجَائِينَ عَلَى عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، بالإِفك. والحَوْمانةُ: وَاحِدَةُ الحَوامين، وَهِيَ أَماكن غِلَاظٌ مُنقادة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: أَمِنْ آلِ أَوفى دِمْنةٌ لَمْ تَكَلَّمِ ... بحَوْمانةِ الدَّرَّاجِ، فالمُتَثَلَّم . وَلَمْ يَرْوِ أَحدٌ بحَوْمانة الدُّرَّاج، بِضَمِّ الدَّالِّ، إلَّا أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ بِفَتْحِ الدَّالِ. والدُّرّاج الَّذِي هُوَ الحَيْقُطان: مَضْمُومٌ عِنْدَ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَّا ابْنَ دُرَيْدٍ، فإِنه فَتَحَهَا، قَالَ أَبو خَيرة: الحَوْمانُ وَاحِدَتُهَا حَوْمانة، وَجَمْعُهَا حوامِين، وَهِيَ شقائقُ بين الجبال، وهي أَطيبُ الحُزونة، وَلَكِنَّهَا جَلَدٌ لَيْسَ فيها آكام ولا أَبارِق. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَوْمان مَا كَانَ فَوْقَ الرَّمل وَدُونَهُ حِينَ تَصْعَدُهُ أَو تَهبطه، وحَمْنانُ مكّةُ؛ قَالَ يَعْلى بْنُ مُسْلم بْنِ قَيْسٍ الشَّكْريّ: فَليْتَ لَنَا، مِنْ ماءِ حَمْنان، شَرْبةً ... مُبَرَّدةً باتَتْ عَلَى طَهَيان . والطَّهيَان: خَشَبَةٌ يُبرَّد عَلَيْهَا الْمَاءُ. وشَكْرٌ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزد. حنن: الحَنّانُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَنّانُ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، بِمَعْنَى الرَّحِيمِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَنَّانُ الرَّحِيمُ بعبادِه، فعّالٌ مِنَ الرَّحْمَةِ لِلْمُبَالَغَةِ؛ الأَزهري: هُوَ بِتَشْدِيدِ النُّونِ صَحِيحٌ، قَالَ: وَكَانَ بعضُ مشايِخنا أَنكر التَّشْدِيدَ فِيهِ لأَنه ذهَب بِهِ إِلَى الحَنين، فاسْتَوحش أَن يَكُونَ الحَنين مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا مَعْنَى الحَنّان الرَّحِيمُ مِنَ الحَنان، وَهُوَ الرَّحْمَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا ؛ أَي رَحْمة منْ لَدُنّا؛ قال أَبو إسحق: الحَنَّانُ فِي صِفَةِ اللَّهِ، هُوَ بِالتَّشْدِيدِ، ذُو الرَّحمة والتعطُّفِ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: أَنه مَرَّ عَلَيْهِ ورقةُ بْنُ نوْفَل وَهُوَ يُعَذَّب فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُموه لأَتَّخِذَنَّه حَناناً ؛ الحَنانُ: الرحمةُ والعطفُ، والحَنَانُ: الرِّزْقُ والبركةُ، أَراد لأَجْعَلَنَّ قَبْرَه موضعَ حَنانٍ أَي مَظِنَّةً منْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى فأَتَمَسَّحُ بِهِ مُتَبَرِّكًا، كَمَا يُتمسَّح بِقُبُورِ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ قُتلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنَ الأُمَمِ الْمَاضِيَةِ، فَيَرْجِعُ ذَلِكَ عَارًا عَلَيْكُمْ وسُبَّةً عِنْدَ النَّاسِ، وَكَانَ ورقةُ عَلَى دِينِ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهَلَكَ قُبَيْل مَبْعَثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنه قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، إِن يُدْرِكْنِي يَوْمُك لأَنْصُرَنَّكَ نَصْراً مُؤَزَّراً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير. وَفِي هَذَا نظرٌ فَإِنَّ بِلَالًا مَا عُذِّب إِلَّا بَعْدَ أَن أَسْلَمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمة وَعِنْدَهَا غلامٌ يُسَمَّى الوليدَ، فَقَالَ: اتَّخَذْتُمْ الوليدَ حَناناً غَيِّرُوا اسمَه أَي تَتَعَطَّفُون عَلَى هَذَا الِاسْمِ فَتُحِبُّونه، وَفِي رِوَايَةٍ:

_ (1). قوله [إلى الحمرة] في المحكم: إلى الغبرة

أَنه مِنْ أَسماء الفَراعِنة، فكَرِه أَن يُسَمَّى بِهِ. والحَنانُ، بِالتَّخْفِيفِ: الرَّحْمَةُ. تَقُولُ: حَنَّ عَلَيْهِ يَحِنُّ حَناناً؛ قَالَ أَبو إِسْحَقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا ؛ أَي وآتَيْناه حَناناً؛ قَالَ: الحَنانُ العَطْفُ وَالرَّحْمَةُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: فَقَالَتْ: حَنانٌ مَا أَتى بِكِ هَاهُنا؟ ... أَذُو نَسَبٍ أَمْ أَنْتَ بالحَيِّ عارِفُ؟ أَي أَمْرِي حَنانٌ أَو مَا يُصيبُنا حَنانٌ أَي عَطْفٌ وَرَحْمَةٌ، وَالَّذِي يُرْفَع عَلَيْهِ غَيْرُ مستعمَل إظهارُه. وَقَالَ الفَراء فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: وحَناناً مِنْ لَدُنَّا الرحمةُ؛ أَي وَفِعْلُنَا ذَلِكَ رَحْمةً لأَبَوَيْك. وَذَكَرَ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنه قَالَ: مَا أَدْري مَا الحَنانُ. والحَنينُ: الشديدُ مِنَ البُكاءِ والطَّرَبِ، وَقِيلَ: هُوَ صوتُ الطَّرَبِ كَانَ ذَلِكَ عَنْ حُزْنٍ أَو فَرَحٍ. والحَنِينُ: الشَّوْقُ وتَوَقانُ النَّفس، والمَعْنَيان مُتَقَارِبَانِ، حَنَّ إِلَيْهِ يَحِنُّ حَنِيناً فَهُوَ حانٌّ. والاسْتِحْنانُ: الاسْتِطْرابُ. واسْتَحَنَّ: اسْتَطْرَبَ: وحَنَّت الإِبلُ: نَزَعَتْ إِلَى أَوْطانِها أَو أَوْلادِها، والناقةُ تَحِنُّ فِي إِثْرِ ولَدِها حَنِيناً تَطْرَب مَعَ صَوْت، وَقِيلَ: حَنِينُها نِزَاعُها بصوتٍ وبغير يصوتٍ والأَكثر أَن الحَنين بالصَّوْتِ. وتَحَنَّنَت النّاقةُ عَلَى ولدِها: تَعَطَّفَت، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: حنينُ النَّاقَةِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: حَنِينُها صوْتُها إِذَا اشْتَاقَتْ إِلَى وَلَدِها، وحَنينُها نِزَاعُها إِلَى وَلَدِهَا مِنْ غَيْرِ صَوْتٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: حَنَّت قَلُوصِي أَمْسِ بالأُرْدُنِّ، ... حِنِّي فَمَا ظُلِّمْتِ أَن تَحِنِّي . يُقَالُ: حَنَّ قَلْبي إِليه فَهَذَا نِزاعٌ واشْتِياق مِنْ غَيْرِ صَوْتٍ، وحَنَّت النّاقةُ إِلى أُلَّافِها فَهَذَا صوتٌ مَعَ نِزاعٍ، وَكَذَلِكَ حَنَّتْ إِلى وَلَدِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُعارِضْنَ مِلْواحاً كأَنَّ حَنِينَها، ... قُبَيْلَ انْفِتاقِ الصُّبْحِ، تَرْجِيعُ زامِرِ . وَيُقَالُ: حَنَّ عَلَيْهِ أَي عَطَف. وحَنَّ إِليه أَي نزَعَ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصَلِّي فِي أَصل أُسْطُوانةِ جِذْعٍ فِي مَسْجِدِهِ، ثُمَّ تحوَّلَ إِلى أَصلِ أُخرى، فحنَّتْ إِليه الأُولى وَمَالَتْ نحوَه حَتَّى رجَع إِليها فاحْتَضَنها فَسَكَنَتْ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنه كَانَ يصلِّي إِلى جذْعٍ فِي مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا عُمِلَ لَهُ المِنْبَرُ صَعِدَ عَلَيْهِ فحَنَّ الجِذْعُ إِليه أَي نَزَع وَاشْتَاقَ، قَالَ: وأَصلُ الحَنِينِ ترجيعُ النَّاقَةِ صوْتَها إِثْرَ وَلَدِهَا. وتحانَّت: كحنَّتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ يعقوبُ فِي بَعْضِ شُرُوحِهِ، وَكَذَلِكَ الحَمامَةُ والرجلُ؛ وَسَمِعَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِلالًا يُنشِد: أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بوادٍ وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟ فَقَالَ لَهُ: حَنَنْتَ يَا ابنَ السَّوْداء. والحَنَّانُ: الَّذِي يَحِنُّ إِلى الشَّيْءِ. والحِنَّةُ، بِالْكَسْرِ: رقَّةُ القلبِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرو بْنِ نُفَيل: حَنانَيْكَ يَا رَبِ أَي ارْحَمْني رَحْمَةً بَعْدَ رَحْمَةٍ، وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ المُثنَّاة الَّتِي لَا يَظْهر فعْلُها كلَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، وَقَالُوا: حَنانَك وحَنانَيْك أَي تَحَنُّناً عليَّ بَعْدَ تَحَنُّن، فَمَعْنَى حَنانَيْك تَحَنَّنْ عليَّ مرَّة بعد أُخرى وحَنانٍ بعد حَناناٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَقُولُ كلَّما كنْتُ فِي رحمةٍ مِنْكَ وخيرٍ فَلَا يَنْقَطِعنَّ،

ولْيَكُنْ مَوْصُولًا بآخرَ مِنْ رحمتِك، هَذَا مَعْنَى التَّثْنِيَةِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فِي هَذَا الضَّرْبِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: أَبا مُنْذِرٍ، أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا، ... حَنانَيْكَ، بعضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بعضِ . قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُسْتَعْمل مُثَنًّى إِلا فِي حَدِّ الإِضافة. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: حَنانَيْكَ يَا فُلَانُ افْعَلْ كَذَا وَلَا تَفْعَلْ كَذَا، يذكِّرُه الرَّحمةَ والبِرَّ، وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ قَالُوا حَناناً فصَلُوه مِنَ الإِضافة فِي حَدِّ الإِفْراد، وكلُّ ذَلِكَ بدلٌ مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ، وَالَّذِي يَنْتَصِبُ عَلَيْهِ غيرُ مستعمَلٍ إِظهارُه، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَرْتَفِعُ عَلَيْهِ كَذَلِكَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَنانَك يَا رَبِّ وحَنانَيْك بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي رحمتَك، وَقَالُوا: سبحانَ اللَّهِ وَحَنانَيْه أَي واسْتِرْحامَه، كَمَا قَالُوا: سبحانَ اللَّهِ ورَيْحانَه أَي اسْتِرْزاقَه؛ وَقَوْلُ إِمرئ الْقَيْسِ: ويَمْنَعُها بَنُو شَمَجَى بنِ جَرْم ... مَعِيزَهُمُ، حَنانَك ذَا الحَنانِ . فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ رَحمتَك يا رحمنُ فأَغْنِني عَنْهُمْ، وَرَوَاهُ الأَصمعي: ويَمْنَحُها أَي يُعْطِيها، وفسَّر حَنانَك بِرَحْمَتِكَ أَيضاً أَي أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رحمتَك وَرِزْقَكَ، فروايةُ ابْنِ الأَعرابي تَسَخُّطٌ وذمٌّ، وَكَذَلِكَ تَفْسِيرُهُ، وروايةُ الأَصمعي تَشكُّرٌ وحمدٌ ودعاءٌ لَهُمْ، وَكَذَلِكَ تَفْسِيرُهُ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِ، وَهُوَ التحنُّنُ. وتَحَنَّنْ عَلَيْهِ: ترحَّمْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للحُطَيْئة: تَحَنَّنْ عليَّ، هَداك المَلِيك، ... فإِن لكلِّ مقامٍ مَقَالَا . والحَنانُ: الرحمةُ، والحَنانُ: الرِّزق. والحَنانُ: الْبَرَكَةُ. والحَنانُ: الهَيْبَةُ. والحَنانُ: الوَقار. الأُمَوِيُّ: مَا نَرَى لَهُ حَناناً أَي هَيْبَةً. والتَّحنُّنُ: كالحَنانِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبةَ بنِ أَبي مُعَيْطٍ: أُقْتَلُ مِنْ بَيْنِ قُرَيش، فَقَالَ عُمَرُ: حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا ؛ هُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَنْتَمي إِلى نسبٍ لَيْسَ مِنْهُ أَو يَدَّعي مَا لَيْسَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ، والقِدْحُ، بِالْكَسْرِ: أَحدُ سِهام المَيْسِر، فإِذا كَانَ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ أَخَواتِه ثُمَّ حرَّكها المُفيض بِهَا خَرَجَ لَهُ صوتٌ يخالِف أَصواتَها فعُرِفَ بِهِ؛ وَمِنْهُ كِتَابُ عليٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، إِلى مُعَاوِيَةَ: وأَما قَوْلُكَ كَيْتَ وكَيْتَ فَقَدْ حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا. والحَنُونُ مِنَ الرِّيَاحِ: الَّتِي لَهَا حَنِينٌ كحَنِين الإِبِل أَي صَوْتٌ يُشْبِه صَوْتَها عِنْدَ الحَنِين؛ قَالَ النَّابِغَةُ: غَشِيتُ لَهَا مَنازِلَ مُقْفِراتٍ، ... تُذَعْذِعُها مُذَعْذعَةٌ حَنُونٌ وَقَدْ حَنَّتْ واسْتَحَنَّتْ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لأَبي زُبَيد: مُسْتَحِنٌّ بِهَا الرِّياحُ، فمَا ... يَجْتابُها فِي الظَّلامِ كلُّ هَجُودِ . وسحابٌ حَنَّانٌ كَذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ: فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ . جَعَلَ الحَنَّان للخِمْس، وإِنما هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ لِلنَّاقَةِ، لَكِنْ لَمَّا بَعُد عَلَيْهِ أَمدُ الوِرْد فحنَّت نسَب ذَلِكَ إِلى الخِمْسِ حَيْثُ كَانَ مِنْ أَجْلِه. وخِمْسٌ حَنَّانٌ أَي بائصٌ؛ الأَصمعي: أَي لَهُ حَنِينٌ مِن سُرْعَتِه. وامْرأَةٌ حَنَّانةٌ: تَحِنُّ إِلى زَوْجِهَا الأَول وتعطِفُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحِنُّ عَلَى وَلَدِهَا الَّذِي مِنْ زَوْجِهَا المُفارِقِها. والحَنونُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَتَزوَّج رِقَّةً عَلَى وَلَدِها إِذا كَانُوا صِغَارًا ليقومَ الزوجُ بأَمرهم، وَفِي بَعْضِ الأَخْبار: أَنَّ رَجُلًا أَوْصى ابْنَهُ

فَقَالَ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً وَلَا مَنَّانة. وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِهِ: يَا بُنيَّ إِيَّاكَ والرَّقُوبَ الغَضُوبَ الأَنَّانةَ الحَنَّانَةَ المنَّانةَ؛ الحَنَّانةُ الَّتِي كَانَ لَهَا زوجٌ قَبْلَهُ فَهِيَ تَذْكُره بالتَّحَزُّنِ والأَنينِ والحَنينِ إِليه. الحرَّاني عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: الحَنونُ مِنَ النساءِ الَّتِي تَتَزَوَّج رِقَّةً عَلَى وَلَدِهَا إِذا كَانُوا صِغَارًا ليقومَ الزوجُ بأَمْرِهم. وحَنَّةُ الرَّجل: امرأَتُه؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: ولَيْلة ذَاتَ دُجًى سَرَيْتُ، ... وَلَمْ يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ، ولم تَضِرْني حَنَّةٌ وبَيْتُ. وَهِيَ طَلَّتُه وكَنِينتُه ونَهضَتُه وحاصِنته وحاضِنتُه. وَمَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَي نَاقَةٌ وَلَا شاةٌ؛ والحَانَّةُ: الناقةُ، والآنَّةُ: الشاةُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَمَةُ لأَنها تَئِنُّ مِنَ التَّعَب. الأَزهري: الحَنِينُ لِلنَّاقَةِ والأَنينُ للشاةِ. يُقَالُ: مَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَي مَا لَه شاةٌ وَلَا بَعِيرٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا لَهُ حانَّة وَلَا جارَّة، فالحانَّةُ: الإِبلُ الَّتِي تَحِنُّ، والجارَّةُ: الحَمُولةُ تَحْمِلُ المتاعَ والطعامَ. وحَنَّةُ البعيرِ: رُغاؤُه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا آنَّةٌ أَي ناقةٌ وَلَا شاةٌ، قَالَ: والمُسْتَحِنُّ مِثْله؛ قَالَ الأَعشى: تَرَى الشَّيخَ مِنْهَا يُحِبُّ الإِيابَ، ... يَرْجُفُ كالشارِف المُستَحِنّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الضميرُ فِي مِنْهَا يَعُودُ عَلَى غَزْوَةٍ فِي بَيْتٍ مُتَقَدِّمٍ؛ وَهُوَ: وَفِي كلِّ عامٍ لَهُ غزْوةٌ ... تَحُتُّ الدَّوابِرَ حَتَّ السَّفَنْ. قَالَ: والمُسْتَحِنُّ الَّذِي اسْتَحَنَّه الشوقُ إِلى وَطَنِه؛ قَالَ: ومثلُه ليزيدَ بنِ النُّعمانِ الأَشعري: لَقَدْ تَرَكَتْ فُؤَادَك، مُسْتَحِناً، ... مُطَوَّقَةٌ عَلَى غُصْنٍ تَغَنَّى. وَقَالُوا: لَا أَفْعلُ ذَلِكَ حَتَّى يَحِنَّ الضبُّ فِي إِثْرِ الإِبلِ الصَّادرة، وَلَيْسَ للضبِّ حَنِينٌ إِنما هُوَ مَثَلٌ، وَذَلِكَ لأَنَّ الضبَّ لَا يَرِدُ أَبداً. والطَّسْتُ تَحِنُّ إِذا نُقِرَت، عَلَى التَّشْبِيهِ. وحَنَّت القوسُ حَنيناً: صَوَّتَت، وأَحَنَّها صاحِبُها. وقوسٌ حَنَّانة: تَحِنُّ عِنْدَ الإِنْباضِ؛ وَقَالَ: وَفِي مَنْكِبَيْ حَنَّانةٍ عُودُ نَبْعَةٍ، ... تَخَيَّرَها لِي، سُوقَ مَكَّةَ، بائعُ. أَي فِي سُوقِ مَكَّةَ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: حَنَّانةٌ مِنْ نَشَمٍ أَو تأْلَبِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْقَوْسُ حَنَّانةً اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ؛ قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ وَحْدَه، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ أَنَّ الْقَوْسَ تُسَمَّى حَنَّانةً، إِنما هُوَ صِفَةٌ تَغْلِب عَلَيْهَا غَلَبة الِاسْمِ، فإِن كَانَ أَبو حَنِيفَةَ أَراد هَذَا، وإِلَّا فَقَدْ أَساءَ التعبيرَ. وعُودٌ حَنَّانٌ: مُطَرِّب. والحَنَّانُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي إِذا أُديرَ بالأَناملِ عَلَى الأَباهِيم حَنّ لِعِتْقِ عُودِه والْتئامِهِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِلسَّهْمِ الَّذِي يُصَوِّت إِذا نَفَّزْته بَيْنَ إِصْبعيك حَنَّان؛ وأَنشد قَوْلَ الْكُمَيْتِ يَصِف السَّهم: فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّله، ... عِنْدَ الإِدامةِ حَتَّى يَرْنُوَ الطَّرِبُ . إِدامتُه: تْنفِيزُه، يُعَلِّلُه: يُغَنِّيه بِصَوْتِهِ حَتَّى يَرْنُوَ لَهُ الطَّرِب يَسْتَمِعُ إِليه وَيَنْظُرُ متعجِّباً مِنْ حُسْنِه. وطريقٌ حَنَّانٌ: بَيِّنٌ وَاضِحٌ مُنْبَسِط. وَطَرِيقٌ يَحِنُّ فِيهِ العَوْدُ: يَنْبَسِط. الأَزهري:

اللَّيْثُ الحَنَّةُ خِرْقَةٌ تَلْبَسُهَا المرأَةُ فَتُغَطِّي رأْسها؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حاقُّ التَّصْحِيفِ، وَالَّذِي أَراد الخْبَّة، بِالْخَاءِ وَالْبَاءِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ، وأَما الحَنَّةُ، بِالْحَاءِ وَالنُّونِ، فَلَا أَصل لَهُ فِي بَابِ الثِّياب. والحَنِينُ والحَنَّةُ: الشَّبَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَعْدَمُ ناقةٌ مِنْ أُمِّها حَنِيناً وحَنَّةً أَي شَبَهاً. وَفِي التَّهْذِيبِ: لَا تَعْدَمُ أَدْماءُ مِنْ أُمِّها حنَّةً؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للرجُل يُشْبِهُ الرَّجُلَ، وَيُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَنْ أَشْبَه أَباه وأُمَّه؛ قَالَ الأَزهري: والحَنَّةُ فِي هَذَا المَثَلِ العَطْفَةُ والشَّفَقةُ والحِيطةُ. وحَنَّ عَلَيْهِ يَحُنُّ، بِالضَّمِّ، أَي صَدَّ. وَمَا تَحُنُّني شَيْئًا مِنْ شَرِّكَ أَي مَا تَرُدُّه وَمَا تَصْرِفه عَنِّي. وَمَا حَنَّنَ عَنِّي أَي مَا انْثَنَى وَلَا قَصَّرَ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع تَحنُنُّي بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ الأَصمعي. وَيُقَالُ: حُنَّ عَنَّا شَرَّكَ أَي اصْرِفْه. وَيُقَالُ: حَمَلَ فَحَنَّنَ كَقَوْلِكَ حَمَلَ فَهَلَّلَ إِذا جَبُنَ. وأَثَرٌ لَا يُحِنُّ عَنِ الجِلْدِ أَي لَا يَزُولُ؛ وأَنشد: وإِنَّ لَهَا قَتْلَى فَعَلَّكَ مِنْهُمُ، ... وإِلَّا فجُرْحٌ لَا يُحِنُّ عَنِ العَظْمِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ يَحِنُّ، وَهَكَذَا أَنشد الْبَيْتَ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. والمَحْنُون مِنَ الحقِّ: المنقوصُ. يُقَالُ: مَا حَنَنْتُك شَيْئًا مِنْ حقِّك أَي مَا نَقَصْتُكَ. والحَنُّونُ: نَوْرُ كلِّ شَجَرَةٍ ونَبْتٍ، واحدتُه حَنُّونةٌ. وحَنَّنَ الشجرُ والعُشْبُ: أَخرج ذَلِكَ. والحِنَّانُ: لُغَةٌ فِي الحِنَّاء؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَزَيْتٌ حَنِينٌ: مُتَغَيِّرُ الرِّيحِ، وجَوْزٌ حَنِينٌ كَذَلِكَ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرَصِ: كأَنَّها لِقْوَةٌ طَلُوبُ، ... تَحِنُّ فِي وَكْرِهَا القُلُوبُ. وَبَنُو حُنٍّ: حيٌّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: هُمْ بطنٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: تَجَنَّبْ بَنِي حُنٍّ، فإِن لقاءَهُمْ ... كَرِيهٌ، وإِن لَمْ تَلْقَ إِلَّا بِصابِرِ . والحِنُّ، بِالْكَسْرِ: حيٌّ مِنَ الْجِنِّ، يُقَالُ: مِنْهُمُ الكلابُ السُّودُ البُهْمُ، يُقَالُ: كَلْبٌ حِنِّيٌّ، وَقِيلَ: الحِنُّ ضَرْبٌ مِنَ الْجِنِّ؛ وأَنشد: يَلْعَبْنَ أَحْواليَ مِنْ حِنٍّ وجِنٌّ. والحِنُّ: سَفِلَةُ الجِنِّ أَيضاً وضُعَفاؤُهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لمُهاصِرِ بنِ المُحِلِّ: أَبيتُ أَهْوِي فِي شيَاطين تُرِنّ، ... مُخْتلفٍ نَجْواهُمُ جِنٍّ وحِنّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يَدُلُّ عَلَى أَن الحِنَّ سَفِلَةُ الجِنِّ، وَلَا عَلَى أَنهم حَيٌّ مِنَ الْجِنِّ، إِنما يَدُلُّ عَلَى أَن الحِنَّ نوعٌ آخَرُ غَيْرُ الْجِنِّ. وَيُقَالُ: الحِنُّ خَلْقٌ بَيْنَ الْجِنِّ والإِنس. الْفَرَّاءُ: الحِنُّ كِلابُ الجِنِّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِنَّ هَذِهِ الْكِلَابَ الَّتِي لَهَا أَربعُ أَعْيُنٍ مِنَ الحِنِ ؛ فُسِّرَ هَذَا الْحَدِيثُ الحِنُّ حيٌّ مِنَ الجِنِّ. وَيُقَالُ: مَجْنونٌ مَحْنونٌ، ورجلٌ مَحْنونٌ أَي مجنون، وبه حِنَّةٌ حَنَّةٌ أَي جِنَّةٌ. أَبو عَمْرٍو: المَحْنون الَّذِي يُصْرعُ ثُمَّ يُفيق زَمَانًا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الحِنُّ الكلابُ السُّود المُعَيَّنة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الكِلابُ مِنَ الحِنِّ، وَهِيَ ضَعَفَةُ الجِنِّ، فَإِذَا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامِكم فأَلْقُوا لَهُنَّ، فإِنَّ لَهُنَّ أَنْفُساً ؛ جمعُ نَفْسٍ أَي أَنها تُصِيبُ بأَعْيُنِها. وحَنَّةُ وحَنُّونةُ: اسمُ امرأَة، قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَن أُمَّ مَرْيَمَ كَانَتْ تُسَمَّى حَنَّةَ. وحُنَيْنٌ: اسمُ وادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ. قَالَ الأَزهري: حُنَيْنٌ اسمُ وادٍ

بِهِ كَانَتْ وَقْعَةُ أَوْطاسٍ، ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حُنَيْنٌ مَوْضِعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فَإِذَا قَصَدْتَ بِهِ الْمَوْضِعَ والبلَد ذكَّرْتَه وصَرفْتَه كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ، وإِن قصدْتَ بِهِ البلدةَ والبُقْعةَ أَنَّثْته وَلَمْ تَصْرِفْهُ كَمَا قَالَ حَسَّان بْنُ ثَابِتٍ: نَصَرُوا نَبِيَّهُم وشَدُّوا أَزْرَه بِحُنَيْنَ، ... يومَ تَواكُلِ الأَبْطال . وحُنَيْنٌ: اسمُ رَجُلٍ. وقولُهم لِلرَّجُلِ إِذا رُدَّ عَنْ حاجتِه ورجَعَ بالخَيْبةِ: رَجَعَ بخُفَّيْ حُنَيْنٍ؛ أَصله أَن حُنَيْناً كَانَ رَجُلًا شَرِيفًا ادَّعَى إِلى أَسدِ بنِ هاشمِ بْنُ عبدِ منافٍ، فأَتى إِلى عبدِ المُطَّلب وَعَلَيْهِ خُفَّانِ أَحْمرانِ فَقَالَ: يَا عَمِّ أَنا ابنُ أَسدِ بْنِ هاشمٍ، فَقَالَ لَهُ عبدُ الْمُطَّلِبِ: لَا وثيابِ هاشمٍ مَا أَعْرِفُ شمائلَ هَاشِمٍ فِيكَ فارْجِعْ رَاشِدًا، فانْصَرَف خَائِبًا فَقَالُوا: رجعَ حُنَيْنٌ بِخُفَّيه، فَصَارَ مَثَلًا؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ اسْمُ إِسْكافٍ مِنْ أَهل الحيرةِ، ساوَمه أَعْرابيٌّ بخُفَّيْن فَلَمْ يَشتَرِهما، فغاظَه ذَلِكَ وعلَّقَ أَحَدَ الخُفَّيْنِ فِي طَرِيقِهِ، وتقدَّم وطرَحَ الآخَرَ وكَمَن لَهُ، وجاءَ الأَعرابيُّ فرأَى أَحَدَ الخُفَّيْن فَقَالَ: مَا أَشْبَه هَذَا بِخُفِّ حُنَيْنٍ لَوْ كَانَ مَعَهُ آخرُ اشْتَرَيْتُه فتقدَّم ورأَى الخُفَّ الآخرَ مَطْرُوحًا فِي الطَّرِيقِ، فنزلَ وعَقَلَ بعيرَه وَرَجَعَ إِلى الأَوّل، فَذَهَبَ الإِسكافُ براحِلتِه، وجاءَ إِلى الحَيِّ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ. والحَنَّانُ: موضعٌ يُنْسَبُ إِليه أَبْرَقُ الحَنَّانِ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَبْرَقُ الحَنَّانِ موضعٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَنَّانُ رمْلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَهُ ذِكْرٌ فِي مَسِير النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى بَدْرٍ؛ وحَنَانةُ: اسمُ راعٍ فِي قَوْلِ طَرَفَةَ: نَعاني حَنَانةُ طُوبالةً، ... تسفُّ يَبِيساً مِنَ العِشرِقِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ ابْنُ الْقُطَاعِ بَغاني حَنَانةُ، بِالْبَاءِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، وَالصَّحِيحُ بِالنُّونِ وَالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ كَمَا وَقَعَ فِي الأُصول، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ: فنَفْسَك فانْعَ وَلَا تَنْعَني، ... وداوِ الكُلُومَ وَلَا تَبْرَقِ . والحَنَّانُ: اسمُ فحْلٍ مِنْ خُيولِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ. وحُنٌّ، بِالضَّمِّ: اسْمُ رَجُلٍ. وحَنِينٌ والحَنِينُ «2». جَمِيعًا: جُمادَى الأُولى اسمٌ لَهُ كالعَلَم؛ وَقَالَ: وَذُو النَّحْبِ نُؤْمِنْه فيَقْضي نُذورَه، ... لَدَى البِيضِ مِنْ نِصْفِ الحَنِين المُقَدَّرِ وجمعُه أَحِنَّةٌ وحُنُونٌ وحَنَائِنُ. وَفِي التَّهْذِيبِ عَنِ الْفَرَّاءِ وَالْمُفَضَّلِ أَنهما قَالَا: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِجُمادَى الآخِرة حَنِينٌ، وصُرِفَ لأَنه عُني بِهِ الشَّهْرُ. حنحن: الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي حَنْحَنَ إِذا أَشفق. حون: الحانةُ: موضعُ بَيْعِ الخَمْر؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَظُنُّها فَارِسِيَّةً وأَن أَصلها خَانَةٌ. والتَّحَوُّنُ: الذُّلُّ والهَلاكُ. حين: الحِينُ: الدهرُ، وَقِيلَ: وَقْتٌ مِنَ الدَّهر مُبْهَمٌ يَصْلُحُ لِجَمِيعِ الأَزمان كُلِّهَا، طَالَتْ أَو قَصُرَتْ، يَكُونُ سَنَةً وأَكثر مِنْ ذَلِكَ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ أَربعين سَنَةً أَو سَبْعَ سِنِينَ أَو سَنَتَيْنِ أَو سِتَّةَ أَشهر أَو شَهْرَيْنِ. والحِينُ: الوقتُ، يُقَالُ: حِينَئِذٍ؛ قَالَ خُوَيْلِدٌ: كَابِي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، ... حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ. والحِينُ: المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى:

_ (2). قوله [وحنين والحنين إِلخ] بوزن أَمير وسكيت فيهما كما في القاموس

هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ . التَّهْذِيبِ: الحِينُ وَقْتٌ مِنَ الزَّمَانِ، تَقُولُ: حانَ أَن يَكُونَ ذَلِكَ، وَهُوَ يَحِين، وَيُجْمَعُ عَلَى الأَحيانِ، ثُمَّ تُجْمَعُ الأَحيانُ أَحايينَ، وإِذا بَاعَدُوا بَيْنَ الْوَقْتَيْنِ بَاعَدُوا بإِذ فَقَالُوا: حِينَئذٍ، وَرُبَّمَا خَفَّفُوا هَمْزَةَ إِذ فأَبدلوها يَاءً وَكَتَبُوهَا بِالْيَاءِ. وحانَ لَهُ أَن يَفْعَلَ كَذَا يَحِينُ حِينًا أَي آنَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ؛ قِيلَ: كلَّ سنةٍ، وَقِيلَ: كُلَّ سِتَّةِ أَشهر، وَقِيلَ: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة. قَالَ الأَزهري: وَجَمِيعُ مَنْ شاهدتُه مِنْ أَهل اللُّغَةِ يَذْهَبُ إِلى أَن الحِينَ اسْمٌ كَالْوَقْتِ يَصْلُحُ لِجَمِيعِ الأَزمان، قَالَ: فَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ ، أَنه يُنْتَفَعُ بِهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ لَا يَنْقَطِعُ نَفْعُهَا أَلْبَتَّةَ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الحِينَ بِمَنْزِلَةِ الْوَقْتِ قَوْلُ النَّابِغَةِ أَنشده الأَصمعي: تَناذَرَها الراقونَ مِنْ سَوْءِ سَمِّها، ... تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ . الْمَعْنَى: أَن السَّمَّ يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً وَيَعُودُ وَقْتًا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم فِي الطَّرِيقِ وَقَالُوا هَذَا حِينُ المَنْزِلِ أَي وَقْتَ الرُّكُونِ إِلى النُّزُولِ، وَيُرْوَى خَيْرُ الْمَنْزِلِ، بِالْخَاءِ وَالرَّاءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ؛ أَي بَعْدَ قِيَامِ الْقِيَامَةِ، وَفِي الْمُحْكَمِ أَي بَعْدَ مَوْتٍ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ؛ أَي حَتَّى تَنْقَضِيَ المُدَّةُ الَّتِي أُمْهِلوا فِيهَا، وَالْجَمْعُ أَحْيانٌ، وأَحايينُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَرُبَّمَا أَدخلوا عَلَيْهِ التَّاءَ وَقَالُوا لاتَ حِينَ بِمَعْنَى لَيْسَ حِينَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ ؛ وأَما قَوْلُ أَبي وَجْزة: العاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطفٍ، ... والمُفْضِلونَ يَداً، إِذا مَا أَنْعَمُوا . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ إِنه أَراد العاطِفُونَ مِثْلَ الْقَائِمُونَ وَالْقَاعِدُونَ، ثُمَّ إِنه زَادَ التَّاءَ فِي حِينَ كَمَا زَادَهَا الْآخَرُ فِي قَوْلِهِ: نَوِّلِي قَبْلَ نَأْي دَارِي جُمانَا، ... وصِلِينا كَمَا زَعَمْتِ تَلانا . أَراد الْآنَ، فَزَادَ التَّاءَ وأَلقى حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى مَا قَبْلَهَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ حَسْبُكَ تَلانَ، يُرِيدُ الْآنَ، فَزَادَ التَّاءَ، وَقِيلَ: أَراد العاطفونَهْ، فأَجراه فِي الْوَصْلِ عَلَى حَدِّ مَا يَكُونُ عَلَيْهِ فِي الْوَقْفِ، وَذَلِكَ أَنه يُقَالُ فِي الْوَقْفِ: هَؤُلَاءِ مسلمونهْ وضاربونَهْ فَتَلْحَقُ الْهَاءُ لِبَيَانِ حَرَكَةِ النُّونِ، كَمَا أَنشدوا: أَهكذَا يَا طيْب تَفْعَلُونَهْ، ... أَعَلَلَا وَنَحْنُ مُنْهِلُونَهْ؟ فَصَارَ التَّقْدِيرُ الْعَاطِفُونَهْ، ثُمَّ إِنه شَبَّهَ هَاءَ الْوَقْفِ بِهَاءِ التأْنيث، فَلَمَّا احْتَاجَ لإِقامة الْوَزْنِ إِلى حَرَكَةِ الْهَاءِ قَلَبَهَا تَاءً كَمَا تَقُولُ هَذَا طَلْحَهْ، فَإِذَا وَصَلْتَ صَارَتِ الْهَاءُ تَاءً فَقُلْتَ: هَذَا طَلْحَتُنَا، فَعَلَى هَذَا قَالَ الْعَاطِفُونَهْ، وَفُتِحَتِ التَّاءُ كَمَا فُتِحَتْ فِي آخِرِ رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ «3». بَيْتَ أَبي وَجْزَةَ: العاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطفٍ، ... والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد ابْنُ السِّيرَافِيِّ: فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم، ... نِعْمَ الذَّرَى فِي النائباتِ لَنَا هُمُ الْعَاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُسْبِغُونَ يَدًا إِذا مَا أَنْعَمُوا

_ (3). قوله [وأَنشد الجوهري إِلخ] عبارة الصاغاني هو إِنشاد مداخل والرواية: الْعَاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ، ... وَالْمُسْبِغُونَ يَدًا إِذا مَا أَنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم، ... والحاملون إِذا العشيرة تغرم وَاللَّاحِقُونَ جِفَانَهُمْ قَمْعَ الذُّرَى ... وَالْمُطْعِمُونَ زَمَانَ أَين الْمُطْعِمُ.

قَالَ: هَذِهِ الْهَاءُ هِيَ هَاءُ السَّكْتِ اضْطَرَّ إِلى تَحْرِيكِهَا؛ قَالَ وَمِثْلُهُ: همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ، ... إِذا مَا خَشُوا مِنْ مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما. وحينئذٍ: تَبْعيدٌ لِقَوْلِكَ الْآنَ. وَمَا أَلقاه إِلا الحَيْنَة الحِيْنَة بعد الحَيْنَةِ [الحِيْنَةِ] أَي الحِينَ بَعْدَ الحِينِ. وَعَامَلَهُ مُحايَنَةً وحِياناً: مِنَ الحينِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَلِكَ استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عَنْهُ أَيضاً. وأَحانَ مِنَ الحِين: أَزْمَنَ. وحَيَّنَ الشيءَ: جَعَلَ لَهُ حِيناً. وحانَ حِينُه أَي قَرُبَ وَقْتُه. والنَّفْسُ قَدْ حانَ حِينُها إِذا هَلَكَتْ؛ وَقَالَتْ بُثَيْنة: وإِنَّ سُلُوِّي عَنْ جَميلٍ لساعَةٌ، ... مِنَ الدَّهْرِ، مَا حانَتْ وَلَا حانَ حِينُها . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يُحْفَظْ لِبُثَيْنَةَ غَيْرُ هَذَا الْبَيْتِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ لمُدْرِك بْنِ حِصْنٍ: وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ، ... وَلَا مُفْلِتاً مِنْ مِيتَةٍ حانَ حِينُها . وَفِي تَرْجَمَةِ حَيْثُ: كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى الْمَكَانِ، لأَنه ظَرْفٌ في الأَمكنة بمنزلة حِينٍ فِي الأَزمنة. قَالَ الأَصمعي: وَمِمَّا تُخْطِئُ فِيهِ العامَّةُ وَالْخَاصَّةُ بَابُ حِينَ وَحَيْثُ، غَلِطَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ مِثْلُ أَبي عُبَيْدَةَ وَسِيبَوَيْهِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: رأَيت فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ أَشياء كَثِيرَةً يَجْعَلُ حِينَ حَيْثُ، وَكَذَلِكَ فِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدَةَ بِخَطِّهِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَاعْلَمْ أَن حِينَ وَحَيْثُ ظَرْفَانِ، فَحِينَ ظَرْفٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَحَيْثُ ظَرْفٌ مِنَ الْمَكَانِ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدٌّ لَا يُجَاوِزُهُ، قَالَ: وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ جَعَلُوهُمَا مَعًا حَيْثُ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن تَقُولَ رأَيت حَيْثُ كُنْتَ أَي فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ، واذْهَب حَيْثُ شِئْتَ أَي إِلى أَي مَوْضِعٍ شِئْتَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما. وَتَقُولُ: رأَيتك حينَ خَرَجَ الحاجُّ أَي فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَهَذَا ظَرْفٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَلَا تَقُلْ حَيْثُ خَرَجَ الْحَاجُّ. وَتَقُولُ: ائتِني حينَ مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الْحَاجِّ، وَقَدْ صَيَّرَ النَّاسُ هَذَا كُلَّهُ حَيْثُ، فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كَلَامَهُ، فإِذا كَانَ موضعٌ يَحْسُنُ فِيهِ أَيْنَ وأَيُّ موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ مَعْنَاهُ حَيْثُ، وَقَوْلُهُمْ حَيْثُ كَانُوا وأَين كَانُوا مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَلَكِنْ أَجازوا الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ، وَاعْلَمْ أَنه يَحْسُن فِي مَوْضِعِ حينَ لَمَّا وإِذ وإِذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأَيتك لَمَّا جِئْتَ، وحينَ جِئْتَ، وإِذْ جِئْتَ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي تَرْجَمَةِ حَيْثُ. وعَامَلْته مُحايَنة: مِثْلَ مُساوَعة. وأَحْيَنْتُ بِالْمَكَانِ إِذا أَقمت بِهِ حِيناً. أَبو عَمْرٍو: أَحْيَنَتِ الإِبلُ إِذا حانَ لَهَا أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عَلَيْهَا. وَفُلَانٌ يَفْعَلُ كَذَا أَحياناً وَفِي الأَحايِينِ. وتَحَيَّنْتُ رُؤْيَةَ فُلَانٍ أَي تَنَظَّرْتُه. وتَحيَّنَ الوارِشُ إِذا انْتَظَرَ وَقْتَ الأَكل لِيَدْخُلَ. وحَيَّنْتُ النَّاقَةَ إِذا جَعَلْتَ لَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَقْتًا تَحْلِبُهَا فِيهِ. وحَيَّنَ الناقةَ وتَحَيَّنها: حَلَبها مَرَّةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَالِاسْمُ الحِينَةُ؛ قَالَ المُخَبَّلُ يَصِفُ إِبلًا: إِذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها، ... وإِن حُيِّنَتْ أَرْبَى عَلَى الوَطْبِ حَينُها. وَفِي حَدِيثِ الأَذان: كَانُوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصَّلَاةِ أَي يَطْلُبُونَ حِينَها. والحينُ: الوقتُ. وَفِي حَدِيثِ الجِمارِ: كُنَّا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشَّمْسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَحَيَّنُوا نُوقَكم ؛ هُوَ أَن تَحْلُبها مَرَّةً وَاحِدَةً وَفِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ. الأَصمعي: التَّحْيينُ أَن تحْلُبَ النَّاقَةَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، قَالَ: والتَّوْجِيبُ مِثْلُهُ وَهُوَ كَلَامُ الْعَرَبِ. وإِبل مُحَيَّنةٌ إِذا كَانَتْ لَا

فصل الخاء المعجمة

تُحْلَبُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا بعد ما تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها. وَهُوَ يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَفِي بَعْضِ الأُصول أَي وَجْبَةً فِي الْيَوْمِ لأَهل الْحِجَازِ، يَعْنِي الْفَتْحَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَرَّقَ أَبو عَمْرٍو الزَّاهِدُ بَيْنَ الحَيْنةِ وَالْوَجْبَةِ فَقَالَ: الحَيْنة فِي النُّوقِ والوَجْبة فِي النَّاسِ، وكِلاهما لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ، فالوَجْبة: أَن يأْكل الإِنسان فِي الْيَوْمِ مَرَّةً وَاحِدَةً، والحَيْنة: أَن تَحْلُبَ النَّاقَةَ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً. والحِينُ: يومُ الْقِيَامَةِ. والحَيْنُ، بِالْفَتْحِ: الْهَلَاكُ؛ قَالَ: وَمَا كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها، ... وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها مِنْ حِبالكا . وَقَدْ حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانه اللَّهُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَتَتْكَ بحائنٍ رِجْلاه. وَكُلُّ شَيْءٍ لَمْ يُوَفَّق للرَّشاد فَقَدْ حانَ. الأَزهري: يُقَالُ حانَ يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه اللَّهُ فتَحَيَّنَ. والحائنةُ: النَّازِلَةُ ذاتُ الحَين، وَالْجَمْعُ الحَوائنُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها، ... ولكِنَّ الحَوائنَ قَدْ تَحِينُ وَقَوْلُ مُلَيح: وحُبُّ لَيْلى وَلَا تَخْشى مَحُونَتَهُ ... صَدْعٌ بنَفْسِكَ مِمَّا لَيْسَ يُنْتَقَدُ . يَكُونُ مِنَ الحَيْنِ، وَيَكُونُ مِنَ المِحْنةِ. وحانَ الشيءُ: قَرُبَ. وحانَتِ الصلاةُ: دَنَتْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وحانَ سنْبُلُ الزَّرْعِ: يَبِسَ فآنَ حصادُه. وأَحْيَنَ القومُ: حانَ لَهُمْ مَا حَاوَلُوهُ أَو حَانَ لَهُمْ أَن يَبْلُغُوا مَا أَمَّلوه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كيفَ تَنام بعدَ ما أَحْيَنَّا . أَي حانَ لَنَا أَن نَبْلُغَ. والحانَةُ: الحانُوتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والحاناتُ الْمَوَاضِعُ الَّتِي فِيهَا تُبَاعُ الْخَمْرُ. والحانِيَّةُ: الْخَمْرُ مَنْسُوبَةٌ إِلى الْحَانَةِ، وَهُوَ حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ مَعْرُوفٌ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وأَصله حانُوَةٌ مِثْلُ تَرْقُوَةٍ، فَلَمَّا أُسكنت الْوَاوُ انْقَلَبَتْ هَاءُ التأْنيث تَاءً، وَالْجَمْعُ الحَوانيتُ لأَن الرَّابِعَ مِنْهُ حَرْفُ لِينٍ، وإِنما يُرَدُّ الاسمُ الَّذِي جَاوَزَ أَربعة أَحرف إِلى الرُّبَاعِيِّ فِي الْجَمْعِ وَالتَّصْغِيرِ، إِذا لَمْ يَكُنِ الْحَرْفُ الرَّابِعُ مِنْهُ أَحد حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت اللَّامُ عَلَى الْعَيْنِ فَصَارَتْ حَوَنُوتٌ، ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً لتحرُّكها وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَتْ حانُوتٍ، وَمِثْلُ حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله أَعلم. فصل الخاء المعجمة خبن: خَبَنَ الثوبَ وغَيرَه يَخْبِنُه خَبْناً وخِباناً وخُباناً: قلَّصَه بِالْخِيَاطَةِ. قَالَ اللَّيْثُ: خَبَنْتُ الثوبَ خَبْناً إِذا رفعتَ ذُلْذُلَ الثوبِ فخِطْتَه أَرْفَعَ مِنْ مَوْضِعِهِ كَيْ يَتَقَلَّصَ ويَقْصُر كَمَا يُفْعَلُ بِثَوْبِ الصَّبِيِّ، قَالَ: والخُبْنةُ ثيابُ الرَّجُلِ، وَهُوَ ذُلْذُلُ ثَوْبِهِ الْمَرْفُوعِ. يُقَالُ: رَفَعَ فِي خُبْنَتِه شَيْئًا، وَقَدْ خَبَنَ خَبْناً. والخُبْنةُ: الحُجْزة يَتَّخِذُهَا الرَّجُلُ فِي إِزاره لأَنه يُقَلِّصُها. والخُبْنة: الوعاءُ يُجْعَلُ فِيهِ الشَّيْءُ ثُمَّ يُحْمَلُ كَذَلِكَ أَيضاً، فإِن جَعَلْتَهُ أَمامك فَهُوَ ثِبانٌ، وإِن حَمَلْتَهُ عَلَى ظَهْرِكَ فَهُوَ حالٌ. والخُبْنَةُ: مَا تَحْمِلُهُ فِي حِضْنِك. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِذا مَرَّ أَحدُكم بحائطٍ فلْيأْكُلْ مِنْهُ وَلَا يتخذْ خُبْنةً ؛ قَالَ: الخُبْنةُ والحُبْكةُ فِي الحُجْزَة حُجْزَةِ السَّراويل، والثُّبْنةُ فِي الإِزارِ. وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ إِذا

طَالَ فَثَنَيْتَه: قَدْ خَبَنْته وغبَنْته وكَبَنْته. ابْنُ الأَعرابي: أَخْبَنَ الرجلُ إِذا خَبَأَ فِي خُبْنة سَراويلِه مِمَّا يَلِي الصُّلْبَ، وأَثْبَنَ إِذا خَبَأَ فِي ثُبْنَتِه مِمَّا يَلِي البَطْنَ، وعَنى بثُبْنَتِه إِزارَه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ أَصابَ بفِيه مِنْ ذِي حاجةٍ غيرَ مُتَّخِذٍ خُبْنةَ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ أَي لَا يأْخذ مِنْهُ فِي ثَوْبِهِ. وخَبَنَ الشِّعْرَ يخْبِنه خَبْناً: حذَف ثَانِيَهُ مِنْ غَيْرِ أَن يَسْكُنَ لَهُ شَيْءٌ إِذا كَانَ مِمَّا يَجُوزُ فِيهِ الزحافُ، كحذْف السِّينِ مِنْ مُسْتَفعِلُن، وَالْفَاءِ مِنْ مَفْعولات، والأَلف مِنْ فاعِلاتن، وَكُلُّهُ مِنَ الخَبْنِ الَّذِي هُوَ التَّقْليصُ. قال أَبو إِسحق: إِنما سُمِّيَ مَخْبُوناً لأَنك كأَنك عطَفتَ الجُزْءَ، وإِن شِئْتَ أَتممتَ، كَمَا أَنَّ كلَّ مَا خَبَنْتَه مِنْ ثوبٍ أَمكَنَكَ إِرْسالُه، وإِنما سُمِّيَ خَبْناً لأَن حَذْفَه مَعَ أَوَّله؛ هَذَا قَوْلُ أَبي إِسحق، وَقَوْلُ المُخبَّل أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وكانَ لَهَا مِنَ حوْضِ سَيْحانَ فُرْصةٌ، ... أَراغَ لَهَا نَجْمٌ مِنَ القَيْظِ خابنُ . أَي خَبَنَها القيظُ، وَفَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: خابِنٌ خَبَنَ مِنْ طُولِ ظِمئها أَي قَصَّر، يَقُولُ: اشتَدَّ القيظُ ويَبِسَ البَقْلُ فقَصُر الظِّمءُ. ورجلٌ خُبُنٌّ: مُتقَبِّضٌ ككُبُنٍّ. وخَبَنَ الشَّيْءَ يَخْبِنُه خَبْناً: أَخفاه. وخَبَنَ الطَّعامَ إِذا غَيَّبَه واستَعَدَّه للشِّدَّة. والخُبْنُ فِي الْمَزَادَةِ: مَا بَيْنَ الخَرَبِ «1». والفَمِ، وَهُوَ دُونَ المِسْمَع، وَلِكُلِّ مِسْمَع خُبْنان. وَيُقَالُ: خَبَنَتْه خَبُونُ مِثْلَ شَعَبَتْه شَعُوبُ إِذا مَاتَ. والخُبْنة: موضعٌ. وإِنه لَذُو خَبَناتٍ وخَنَباتٍ: وَهُوَ الَّذِي يَصْلُحُ مَرَّةً ويَفْسُد أُخرى. خبعثن: الخُبَعْثِنة: الناقةُ الحَريزة. وتَيسٌ خُبَعْثِنٌ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ؛ قَالَ: رأَيتُ تَيْساً راقَني لسَكَني، ... ذَا مَنْبِتٍ يَرْغَبُ فِيهِ المُقْتَني، أَهْدَبَ مَعْقودَ القَرَى خُبَعْثِن . والخُبَعْثِنُ أَيضاً مِنَ الرِّجَالِ: القويُّ الشَّدِيدُ. أَبو عُبَيْدَةَ: الخُبَعْثِنة مِنَ الرِّجَالِ الشديدُ الخَلْق الْعَظِيمُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَظِيمُ الشَّدِيدُ مِنَ الأُسد. الْجَوْهَرِيُّ: الخُبَعْثِنة الضَّخْمُ الشَّدِيدُ مِثْلُ القُذَعْمِلَة؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: خُبَعْثِنُ الخَلْقِ فِي أَخلاقه زَعَرٌ وَقَالَ أَبو زُبيدٍ الطَّائِيُّ فِي وَصْفِ الأَسد: خُبَعْثِنةٌ فِي ساعِدَيهِ تَزايُلٌ، ... تقولَ وعَى مِنْ بعدِ مَا قَدْ تكَسَّرا . وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ إِبِلًا: حُوَاساتُ العَشاءِ خُبَعْثناتٌ، ... إِذا النَّكْباءُ عارَضَتِ الشَّمَالا . حُواسات: أَكُولات. يُقَالُ: حاسَ يَحُوسَ حَوْساً أَكل، والعَشاء، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: الطَّعَامُ بِعَيْنِهِ، أَي هِيَ أَكولاتٌ مستوفياتٌ لِعَشَائِهِنَّ، وَمَنْ رَوَى العِشاء، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، فَمَعْنَى حُواسات مُجْتَمِعَاتٌ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الخُبَعْثِنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ التارُّ البَدَنِ، وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ بَعْدَ تَرْجَمَةِ خَتَنَ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً وَلَمْ يَنْتَقِدْهُ على الجوهري. ختن: خَتَنَ الغلامَ وَالْجَارِيَةَ يَخْتِنُهما ويَخْتُنهما خَتْناً، وَالِاسْمُ الخِتانُ والخِتانةُ، وَهُوَ مَخْتون، وَقِيلَ: الخَتْن لِلرِّجَالِ، والخَفْضُ لِلنِّسَاءِ. والخَتِين: المَخْتُونُ، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. والخِتانة: صِنَاعَةُ الْخَاتِنِ. والخَتْنُ: فِعْل الْخَاتِنِ الغُلامَ، والخِتان ذَلِكَ الأَمْرُ كُلُّه وعِلاجُه. والخِتانُ:

_ (1). قوله [ما بين الخرب] بالتحريك آخره باء موحدة كما في المحكم والتكملة

مَوْضِعُ الخَتْنِ مِنَ الذَّكَرِ، وَمَوْضِعُ الْقَطْعِ مِنْ نَواة الْجَارِيَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مَوْضِعُ الْقَطْعِ مِنَ الذَّكَرِ والأُنثى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ المرويُّ: إِذا الْتَقَى الخِتانان فَقَدْ وَجَبَ الغسلُ ، وَهُمَا مَوْضِعُ الْقَطْعِ مِنْ ذَكَرِ الْغُلَامِ وَفَرْجِ الْجَارِيَةِ. وَيُقَالُ لقَطْعهما الإِعْذارُ والخَفْضُ، وَمَعْنَى الْتِقَائِهِمَا غُيُوبُ الْحَشَفَةِ فِي فَرْجِ المرأَة حَتَّى يَصِيرَ خِتانه بِحِذَاءِ خِتَانِها، وَذَلِكَ أَن مَدْخَلَ الذَّكَرِ مِنَ المرأَة سَافِلٌ عَنْ خِتانِها لأَن خِتَانَهَا مستعلٍ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يَمَاسَّ خِتانُه خِتَانَهَا؛ هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ. وأَصل الخَتْن: القطعُ. وَيُقَالُ: أُطْحِرَتْ خِتانَتُه إِذا اسْتُقْصِيَتْ فِي القَطْعِ، وَتُسَمَّى الدَّعْوةُ لِذَلِكَ خِتاناً، وخَتَنُ الرجلِ المُتزوِّجُ بِابْنَتِهِ أَو بأُخته؛ قَالَ الأَصمعي: ابْنُ الأَعرابي: الخَتَنُ أَبو امرأَة الرَّجُلِ وأَخو امرأَته وَكُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ امرأَته، وَالْجَمْعُ أَخْتانٌ، والأُنثى خَتَنَة. وخاتَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا تَزَوَّجَ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: عليٌّ خَتَنُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي زوجُ ابْنَتِهِ، وَالِاسْمُ الخُتُونة. التَّهْذِيبُ: الأَحْماءُ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجِ، والأَخْتانُ مِنْ قِبَلِ المرأَة، والصِّهْرُ يَجْمَعُهُمَا. والخَتَنة: أُمُّ المرأَة وَعَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ. غَيْرُهُ: الخَتَنُ كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِ المرأَة مِثْلَ الأَب والأَخ، وَهُمُ الأَخْتانُ، هَكَذَا عِنْدَ الْعَرَبِ، وأَما العامَّةُ فخَتَنُ الرَّجُلِ زوجُ ابْنَتِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: وَمَا عَلَيَّ أَن تكونَ جارِيهْ، ... حَتَّى إِذا مَا بَلَغَتْ ثَمانِيَهْ زَوَّجْتُها عُتْبَةَ أَو مُعاوِيهْ، ... أَخْتانُ صدقٍ ومُهورٌ عالِيَهْ . وأَبو بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، خَتَنا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَسُئِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَيَنْظُر الرَّجُلُ إِلى شَعَرِ خَتَنَتِه؟ فقرأَ هَذِهِ الْآيَةَ: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ، حَتَّى قرأَ الْآيَةَ فَقَالَ: لَا أَراه فِيهِمْ وَلَا أَراها فيهنَ ، أَراد بخَتَنَتِه أُمَّ امرأَته. وَرَوَى الأَزهري أَيضاً قَالَ: سُئِلَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ الرَّجُلِ يَرَى رأْس أُم امرأَته فَتَلَا: لَا جُناحَ عَلَيْهِنَّ، إِلى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: لَا أَراها فِيهِنَّ. ابْنُ المظفَّر: الخَتَن الصِّهْر. يُقَالُ: خاتَنْتُ فُلَانًا مُخاتَنةً، وَهُوَ الرَّجُلُ الْمُتَزَوِّجُ فِي الْقَوْمِ، قَالَ: والأَبوانِ أَيضاً خَتَنا ذَلِكَ الزَّوْجِ. والخَتَنُ: زوجُ فَتَاةِ الْقَوْمِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِه مِنْ رَجُلٍ أَو امرأَة فَهُمْ كُلُّهُمْ أَخْتانٌ لأَهل المرأَة. وأُمّ المرأَة وأَبوها: خَتَنانِ لِلزَّوْجِ، الرجلُ خَتَنٌ والمرأَة خَتَنة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الخُتُونة المُصاهرة وَكَذَلِكَ الخُتون، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: رأَيتُ خُتونَ العامِ، والعامِ قَبْلَهُ، ... كحائضةٍ يُزْنى بِهَا غيرَ طاهِر . أَراد رأَيت مُصَاهَرَةَ الْعَامِ وَالْعَامِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ كامرأَة حَائِضٍ زُنِيَ بِهَا، وَذَلِكَ أَنهما كَانَا عامَيْ جَدْبٍ، فَكَانَ الرَّجُلُ الهَجِينُ إِذا كَثُرَ مَالُهُ يَخْطُبُ إِلى الرَّجُلِ الشَّرِيفِ الْحَسِيبِ الصَّرِيحِ النَّسَبِ إِذا قَلَّ مالُه حَريمتَه فَيُزَوِّجُهُ إِياها لِيَكْفِيَهُ مَؤُونَتَهَا فِي جُدُوبَةِ السَّنَةِ، فَيَتَشَرَّفُ الهَجِينُ بِهَا لِشَرَفِ نَسَبِهَا عَلَى نَسَبِهِ، وَتَعِيشُ هِيَ بِمَالِهِ، غَيْرَ أَنها تُورِثُ أَهلها عَارًا كَحَائِضَةٍ فُجِرَ بِهَا فَجَاءَهَا الْعَارُ مِنْ جِهَتَيْنِ: إِحداهما أَنها أُتيت حَائِضًا، وَالثَّانِيَةُ أَن الوطءَ كَانَ حَرَامًا وإِن لَمْ تكُن حَائِضًا. والخُتونة أَيضاً: تَزَوُّجُ الرَّجُلِ المرأَةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: وَمَا اسْتَعْهَدَ الأَقوامُ مِنْ ذِي خُتُونةٍ ... مِنَ الناسِ، إِلا مِنكَ أَو مِنْ مُحاربِ . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والخُتُونة تَجْمَعُ المُصاهرةَ بَيْنَ

الرَّجُلِ والمرأَة، فأَهلُ بَيْتِهَا أَخْتانُ أَهل بَيْتِ الزَّوْجِ وأَهلُ بيتِ الزَّوْجِ أَخْتانُ المرأَةِ وأَهلِها. ابْنُ شُمَيْلٍ: سُمِّيَتِ المُخاتَنَة مُخاتنةً، وَهِيَ الْمُصَاهَرَةُ، لِالْتِقَاءِ الخِتانَيْنِ مِنْهُمَا. وَرُوِيَ عَنْ عُيَيْنة بْنِ حِصْنٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِن مُوسَى أَجَرَ نَفْسَه بعِفَّةِ فَرْجِهِ وشِبَعِ بَطْنِه، فَقَالَ لَهُ خَتَنُه: إِن لَكَ فِي غَنَمِي مَا جَاءَتْ بِهِ قالِبَ لَوْنٍ ؛ قالِبَ لَوْنٍ: عَلَى غَيْرِ أَلوان أُمهاتها، أَراد بالخَتَنِ أَبا المرأَة، وَاللَّهُ أَعلم. خدن: الخِدْنُ والخَدِين: الصديقُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الصاحبُ المُحدِّثُ، وَالْجَمْعُ أَخْدانٌ وخُدَناء. والخِدْنُ والخَدِينُ: الَّذِي يُخَادِنُك فَيَكُونُ مَعَكَ فِي كُلِّ أَمر ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ. وخِدْنُ الْجَارِيَةِ: مُحَدِّثُها، وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَمْتَنِعُونَ مِنْ خِدْنٍ يُحَدِّثُ الْجَارِيَةَ فَجَاءَ الإِسلامُ بِهَدْمِهِ. والمُخادَنة: المُصاحبة، يُقَالُ: خادَنْتُ الرجلَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِن احْتاجَ إِلى مَعُونتهم فشَرُّ خليلٍ وأَلأَمُ خَدِينٍ ؛ الخِدْنُ والخَدِينُ: الصَّدِيقُ. والأَخْدَنُ: ذُو الأَخْدانِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وانْصَعْنَ أَخْداناً لذاكَ الأَخْدَنِ. وَمِنْ ذَلِكَ خِدْنُ الْجَارِيَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ ؛ يَعْنِي أَن يَتِّخِذْنَ أَصدقاء. وَرَجُلٌ خُدَنةٌ: يُخادِنُ الناسَ كثيراً. خذن: اللَّيْثُ: الخُذُنَّتانِ الأُذُنانِ؛ وأَنشد: يَا ابْنَ الَّتِي خُذُنَّتاها باعُ . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالصَّوَابُ الحُذُنَّتان، هَكَذَا رُوِيَ لَنَا عَنْ أَبي عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ، والخاء وهم. خذعن: الخُذْعُونة: القِطْعَةُ مِنَ القَرْعة والقِثَّاءةِ أَو الشَّحْمِ. خرطن: الخَراطِينُ: دِيدانٌ طِوالٌ تَكُونُ فِي طِينِ الأَنهار؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَحْسَبُها عَرَبِيَّةً مَحْضَةً، وَاللَّهُ أَعلم. خزن: خَزَنَ الشَّيءَ يَخْزُنه خَزْناً واخْتَزَنه: أَحْرَزه وَجَعَلَهُ فِي خِزانة وَاخْتَزَنَهُ لِنَفْسِهِ. والخِزانةُ: اسْمُ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُخْزَن فِيهِ الشَّيْءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ . والخِزانةُ: عَملُ الخازِن. والمَخْزَن، بِفَتْحِ الزَّايِ: مَا يُخْزَن فِيهِ الشَّيْءُ. والخِزانةُ: وَاحِدَةُ الخَزائن. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَاهُ غُيوب عِلْمِ اللَّهِ الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إِلا اللَّهُ، وَقِيلَ للغُيوب خَزائنُ لِغُمُوضِهَا عَلَى النَّاسِ وَاسْتِتَارِهَا عَنْهُمْ. وخَزَن المالَ إِذا غيَّبه. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنما آياتُ الْقُرْآنِ خَزَائِنُ، فإِذا دخلتَ خِزَانَةً فَاجْتَهِدْ أَن لَا تَخْرُجَ مِنْهَا حَتَّى تَعْرِفَ مَا فِيهَا، قَالَ: شبَّه الْآيَةَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالْوِعَاءِ الَّذِي يُجْمَعُ فِيهِ الْمَالُ الْمَخْزُونُ، وَسُمِّيَ الْوِعَاءُ خِزَانَةً لأَنه مِنْ سَبَبِ الْمَخْزُونِ فِيهِ. وخِزانة الإِنسان: قَلْبُهُ. وخازِنه وخَزّانه: لِسَانُهُ، كِلَاهُمَا عَلَى الْمِثْلِ. وَقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: إِذا كَانَ خازِنك حَفِيظًا وخِزانتك أَمينةً رَشدْتَ فِي أَمرَيْكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ ، يَعْنِي اللِّسَانَ وَالْقَلْبَ؛ وَقَالَ: إِذا المَرْءُ لَمْ يَخْزُنْ عَلَيْهِ لسانُه، ... فَلَيْسَ عَلَى شيءٍ سِواه بخازِنِ . وخَزَنتُ السِّرَّ واختزَنْتُه: كتَمْتُه. وخَزِنَ اللحمُ، بِالْكَسْرِ، يَخْزَنُ وخَزَنَ يَخْزُن خَزْناً وخُزوناً وخَزُنَ، فَهُوَ خَزينٌ: تَغَيَّرَ وأَنتن مِثْلَ خَنِزَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ؛ قالَ طَرَفَةُ:

ثُمَّ لا يَحْزَنُ فِينَا لَحْمُها، ... إِنما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِر . وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ تَغَيُّرَ الطَّعَامِ كُلِّهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَزَّانُ الرُّطَب تسْوَدُّ أَجوافه مِنْ آفَةٍ تُصِيبُهُ، اسْمٌ كالجَبّان والقَذّاف، وَاحِدَتُهُ خَزّانة. واختَزَنتُ الطريقَ واخْتَصرْتُه، وأَخذنا مخازِنَ الطَّرِيقِ ومَخاصِرَها أَي أَخذنا أَقرَبها. خسن: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَخسَنَ الرجلُ: إِذا ذَلَّ بَعْدَ عِزٍّ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. خشن: الخَشِنُ والأَخشَنُ: الأَحرشُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ: والحجرَ الأَخْشَن والثِّنايه . وَجَمْعُهُ خِشانٌ والأُنثى خَشِنة وخَشْناء؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي يَعْنِي جُلَّة التَّمْرِ: وَقَدْ لَفَّفا خَشْناءَ ليْسَتْ بوَخشةٍ، ... تُوارِي سماءَ البيتِ، مُشْرِفةَ القُتْرِ . خَشُنَ خُشْنةً وخَشانة وخُشونة ومَخْشَنة، فَهُوَ خَشِنَ أَخشَن، والمُخاشنة فِي الْكَلَامِ وَنَحْوِهِ. وَرَجُلٌ أَخشن: خَشِن. والخُشونة: ضِدُّ اللِّينِ، وَقَدْ خَشُن، بِالضَّمِّ، فَهُوَ خَشِن. واخشَوْشنَ الشيءُ: اشتَدَّت خُشونتُه، وَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ كَقَوْلِهِمْ أَعشَبت الأَرضُ واعْشَوْشَبتْ، وَالْجَمْعُ خُشْنٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تعَلَّمَنْ يَا زَيْدُ، يَا ابنَ زَينِ، ... لأُكْلَةٌ مِنْ أَقِطٍ وسَمْنِ، وشَرْبتان مِنْ عكِيِّ الضَّأْنِ، ... أَلْيَنُ مَسّاً فِي حَوايا البَطْنِ. مِنْ يَثْرَبِيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنٍ، ... يَرْمي بِهَا أَرْمى مِنِ ابنِ تِقْنِ . يَعْنِي بِهِ الجُدُد. وَفِي الْحَدِيثِ: أُخَيْشِنُ فِي ذَاتِ اللَّهِ ؛ هُوَ تَصْغِيرُ الأَخشَنِ للخَشِن. وتخَشَّنَ واخشَوْشَن الرجلُ: لَبِسَ الخَشِن وَتَعَوَّدَهُ أَو أَكله أَو تَكَلَّمَ بِهِ أَو عَاشَ عَيشاً خَشِناً، وَقَالَ قَوْلًا فِيهِ خُشونة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: اخشَوْشنوا ، فِي إِحدى رِوَايَاتِهِ، وفي حديث الْآخَرِ أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: نِشْنِشة مِنْ أَخشَن أَي حجرٌ مِنْ جبَل، وَالْجِبَالُ تُوصَفُ بالخُشونة. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيان: ذَنِّبوا خِشانَه ؛ الخِشانُ: مَا خَشُن مِنَ الأَرض، وَمَعْنَى خَشُن دُونَ مَعْنَى اخْشَوْشَنَ لِمَا فِيهِ مِنْ تَكْرِيرِ الْعَيْنِ وَزِيَادَةِ الْوَاوِ، وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا كاعشَوْشَبَ وَنَحْوِهِ. واستَخْشَنه: وَجَدَهُ خَشِناً، وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَذْكُرُ الْعُلَمَاءَ الأَتقياء: واستَلانوا مَا اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُون. وخاشَنَه: خَشُن عَلَيْهِ، يَكُونُ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. وَفُلَانٌ خَشِن الْجَانِبِ أَي صَعْب لَا يُطاق. وإِنه لَذُو خُشْنةٍ وخُشونة ومَخْشَنة إِذا كَانَ خَشِن الْجَانِبِ. وَفِي الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ خُشونة، ومُلاءَة خشْناء: فِيهَا خُشونة إِما مِنَ الجِدَّة، وإِما مِنَ الْعَمَلِ. والخَشْناء: الأَرض الْغَلِيظَةُ. وأَرض خَشْناء: فِيهَا حِجَارَةٌ وَرَمْلٌ كخَشّاء. وكَتيبة خَشْناء: كَثِيرَةُ السِّلَاحِ. وَفِي حَدِيثِ الْخُرُوجِ إِلى أُحُد: فإِذا بكَتيبة خَشْناء أَي كَثِيرَةِ السِّلَاحِ خَشِنته، ومعشَر خُشْنٌ، وَيَجُوزُ تَحْرِيكُهُ فِي الشِّعْرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذاً لَقامَ بنَصْري مَعْشَرٌ خُشُنٌ، ... عندَ الحفيظةِ، إِنْ ذُو لُوثةٍ لَانَا . قَالَ: هُوَ مِثْلَ فَطِنٍ وفُطُن؛ قَالَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ فِي فُطُنٍ: لَا يَفْطِنُون لَعَيْبِ جارِهِم، ... وهُمُ لحِفْظِ جِوارِه فُطُنُ.

وخاشَنْتُه: خِلَافُ لايَنْته. وخَشَّنْت صدرَه تَخْشيناً: أَوْغَرْتُ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: لعَمري لَقَدْ أَعْذَرْت لَوْ تَعْذُرينني، ... وخَشَّنْتُ صَدْراً جَيْبُه لَكِ ناصِحُ. والخُشْنة: الخُشونة؛ قَالَ حَكِيمُ بْنُ مُصعَب: تشَكَّى إِليَّ الكلبُ خُشْنةَ عَيْشِه، ... وَبِي مثلُ مَا بِالْكَلْبِ أَوْ بِيَ أَكثر. وَقَالَ شَمِرٌ: اخْشَوْشَنَ عَلَيْهِ صدْرُه وخَشُن عَلَيْهِ صدْرُه إِذا وَجَد عَلَيْهِ. والخَشْناء والخُشَيْناء: بَقْلَةٌ خَضْرَاءُ وَرَقُهَا قَصِيرٌ مِثْلُ الرَّمْرام، غَيْرُ أَنها أَشد اجْتِمَاعًا، وَلَهَا حبٌّ تَكُونُ فِي الرَّوْض والقِيعان، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لخُشونتها؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخُشَيناء بَقْلَةٌ تَنفَرش عَلَى الأَرض، خَشْناء فِي المَسِّ لَيِّنَةٌ فِي الْفَمِ، لَهَا تَلزُّج كتَلزُّج الرِّجْلة، ونَوْرتها صَفْرَاءُ كنَوْرة المُرّة، وَتُؤْكَلُ وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ مَرْعًى. وخُشَيْنة: بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم خُشَنيٌّ. وَبَنُو خَشْناء وخُشَين: حَيّان، وَقَدْ سَمَّوْا أَخْشَنَ ومُخاشِناً وخُشَيْناً وخَشِناً. وأَخْشَنُ: جَبَلٌ. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي هَذَا الْمَثَلُ: شِنْشِنة أَعرفها مِنْ أَخْشَنَ، وَفَسَّرَهُ بأَنه اسْمُ جَبَلٍ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ أَعرفها مِنْ أَخْزَم، فَهُوَ اسم رجل. خصن: ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء الفأْس الخَصِينُ والحَدَثانُ والمِكْشاح. ابْنُ سِيدَهْ: الخَصِينُ فأْسٌ ذاتُ خَلْفٍ وَاحِدٍ، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ أَخْصُنٌ، وثلاثُ أَخْصُنٍ لتأْنيثه، وَهُوَ النَّاجَخُ «2». أَيضاً؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: يَقْطَعُ الغافَ بالخَصِينِ ويُشْلي، ... قَدْ عَلِمْنا بمَنْ يُدِير الرَّبابا. خضن: خاضَنَ المرأَةَ خِضَاناً ومُخاضَنةً: غازَلها. والمُخاضَنَةُ: التَّرامي بِقَوْلِ الفُحْشِ. والمُخاضَنَةُ: المُغازَلة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وأَلقتْ إِليَّ القولَ منهنَّ زَوْلَةٌ، ... تُخاضِنُ أَو تَرْنُو لقَوْلِ المُخاضِنِ «3» . وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وبَيْضاءَ مِثْل الرِّيم، لَوْ شِئْتُ قَدْ صَبَتْ ... إِليَّ، وَفِيهَا للمُخاضِنِ مَلْعَبُ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: يُقَالُ خَضَنْت الهديةَ والمعروفَ إِذا صَرَفها، وَكَذَلِكَ إِذا خَبَنها، اللِّحْيَانِيُّ: مَا خُضِنَتْ عَنْهُ المُروءَةُ إِلى غَيْرِهِ أَي مَا صُرِفَتْ. وَيُقَالُ: خَضنَه وخَبَنَه إِذا كَفَّه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَعتَزُّ أَعْناقَ الصِّعابِ اللُّجَّنِ ... مِنَ الأَوابي بالرِّياضِ المِخْضَنِ . اللُّجَّنُ: جَمْعُ اللَّجُونِ «4». وَهُوَ الَّذِي لَا يَحْرُن وَلَا يَبْرَحُ مَكَانَهُ وإِن ضُرب، مِنَ الأَوابي: صِلَةٌ لِلصِّعَابِ، والمِخْضَنُ: المُذِلُّ. يُقَالُ: خَضَنَه خَضْناً إِذا أَذله. ابْنُ الأَعرابي: المِخْضَن الذي يُذَلِّلُ الدوابَّ. خفن: اللَّيْثُ: الخَفَّانُ رِئالُ النَّعامِ، الْوَاحِدَةُ خَفَّانَة، وَهُوَ فَرْخُها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ، وَالَّذِي أَراد اللَّيْثُ: الحَفَّان، بِالْحَاءِ، وَهِيَ رِئالُ النَّعام، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي حَرْفِ الْفَاءِ، قَالَ: وَالْخَاءُ فِيهِ خَطَأٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وخَفَّانُ مأْسدة بَيْنَ الثِّنْي وعُذَيْبٍ، فِيهِ غِياضٌ ونُزُوزٌ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ.

_ (2). قوله [وهو الناجخ] كذا بالتهذيب والتكملة كهاجر ولم نرها في مادتها (3). قوله [وأَلقت إِليّ الْقَوْلَ مِنْهُنَّ] كذا في الصحاح، وقال الصاغاني الرواية: وأَدّت إِليّ الْقَوْلَ عَنْهُنَّ إِلخ (4). قوله [اللجن جمع اللجون إِلخ] عبارة التكملة: اللجن البطاء

ابْنُ الأَعرابي: الخَفْنُ اسْتِرخاء البَطْن، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ، اللَّيْثُ: الخَيْفانُ الجَراد أَوَّلَ مَا يَطِيرُ، جَرادةٌ خَيْفانة، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ خَيْفاناً فَيْعالًا مِنَ الخَفْنِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنما الخَيْفان مِنَ الْجَرَادِ الَّذِي صَارَ فِيهِ خُطوطٌ مُخْتَلِفَةٌ، وأَصله مِنَ الأَخْيَفِ، والنُّون فِي خَيْفان نُونُ فَعْلان، وَالْيَاءُ أَصلية. وخَفَيْنَنٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ قَرِيبٍ مِنْ يَنْبُعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ كثيِّر: فَقَدْ فُتْنَني لمَّا وردنَ خَفَيْنَناً، ... وهُنَّ عَلَى ماء الخُراضَةِ أَبعدُ. خقن: خاقانُ: اسْمٌ لِكُلِّ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ التُّرْكِ. وخَقَّنُوه عَلَى أَنفسهم: رأَّسوهُ. اللَّيْثُ: خَاقانُ اسْمٌ يُسَمَّى بِهِ مَنْ يُخَقِّنُه التركُ عَلَى أَنفسهم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَيْسَ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ في شيء. خمن: خَمَنَ الشيءَ يَخْمِنه خَمْناً وخَمَنَ يَخْمُنُ خَمْناً: قَالَ فِيهِ بالحَدْسِ والتخمينِ أَي بِالْوَهْمِ وَالظَّنِّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحْسِبه مولَّداً. والتَّخْمِينُ: القولُ بالحَدْسِ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: هَذِهِ كَلِمَةٌ أَصلها فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ، وأَصلها مِنْ قَوْلِهِمْ خُمَاناً عَلَى الظَّنِّ «1». والحَدْسِ. وخَمَّانُ الناسِ: خُشارَتُهم. وخَمَّانُ المَتاعِ: رَدِيئُهُ. والخَمَّانُ مِنَ الرُّمْح: الضَّعِيفُ. وَرُمْحٌ خَمَّانٌ: ضَعِيفٌ. وقَناة خَمَّانة كَذَلِكَ. وَهُوَ خامِنُ الذِّكْرِ: كَقَوْلِكَ خامِلُ الذِّكْرِ، عَلَى الْبَدَلِ؛ وأَنشد: أَتاني، ودُوني مِنْ عَتَادي مَعاقِلٌ، ... وعيدُ مَلِيكٍ ذِكْرُه غيرُ خامِنِ. فَعَلَّ أَبا قابُوسَ يَمْلِكُ غَرْبَهُ، ... ويَرْدَعُه عِلْمٌ بِمَا فِي الكَنَائِنِ . وَيُرْوَى: عِلْماً، قَالَ: وَالرَّفْعُ أَحسن وأَجود. خنن: الخَنِينُ مِنْ بُكَاءِ النِّسَاءِ: دُونَ الانْتِحابِ، وَقِيلَ: هُوَ تَرَدُّد الْبُكَاءِ حَتَّى يَصِيرَ فِي الصَّوْتِ غُنَّةٌ، وَقِيلَ: هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالْبُكَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ صَوْتٌ يَخْرُجُ مِنْ الأَنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، وَهُوَ بُكَاءُ المرأَةُ تَخِنُّ فِي بُكَائِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنه قَالَ لِابْنِهِ الحَسَن، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنك تَخِنُّ خَنِينَ الْجَارِيَةِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: خَنَّ خَنِيناً فِي الْبُكَاءِ إِذا رَدَّد الْبُكَاءَ فِي الخَياشيم، والخَنينُ يَكُونُ مِنَ الضَّحِكِ الْخَافِي أَيضاً. الْجَوْهَرِيُّ: الخَنِينُ كالبكاء في الأَنف وَالضَّحِكِ فِي الأَنف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ الخَنينِ كَالْبُكَاءِ فِي الأَنف قولُ مُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ الأَسَديّ: بَكَى جَزَعاً مِنْ أَن يَمُوتَ، ... وأَجْهَشَتْ إِليه الجِرِشَّى، وارمَعَلَّ خَنِينُها . وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُسْمَع خَنينُه فِي الصَّلَاةِ ؛ الخَنِينُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبُكَاءِ دُونَ الِانْتِحَابِ، وأَصلُ الخَنِين خروجُ الصَّوْتِ مِنَ الأَنف كالحَنين مِنَ الْفَمِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: فَغَطَّى أَصحابُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجُوهَهم لَهُمْ خَنِينٌ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا يَبْكُونَ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: قَامَ بِالْبَابِ لَهُ خَنِينٌ. والخَنِينُ: الضَّحِكُ إِذا أَظهره الإِنسان فَخَرَجَ خَافِيًا، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، فَإِذَا أَخرج صَوْتًا رَقِيقًا فَهُوَ الرَّنينُ، فإِذا أَخفاه فَهُوَ الهَنينُ، وَقِيلَ: الهَنِينُ مِثْلُ الأَنِينِ، يُقال: أَنَّ وهَنَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخَنَنُ والخُنَّةُ والمَخَنَّة كالغُنَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ الغُنَّة وأَقبح مِنْهَا، قال

_ (1). قوله [مِنْ قَوْلِهِمْ خُمَانًا عَلَى الظن إِلخ] هي عبارة التكملة بهذا الضبط

المُبَرَّدُ: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صَوْتَ الخَيْشوم، والخُنَّة أَشدُّ مِنْهَا. التَّهْذِيبُ: الخُنَّة ضَرْبٌ مِنَ الْغُنَّةِ، كأَنَّ الْكَلَامَ يَرْجِعُ إِلَى الْخَيَاشِيمِ، يُقَالُ: امرأَة خَنَّاء وغَنَّاء وَفِيهَا مَخَنَّةٌ. وَرَجُلٌ أَخَنُّ أَي أَغَنُّ مسدودُ الْخَيَاشِيمِ، وَقِيلَ: هُوَ السَّاقِطُ الخَياشيم، والأُنثى خَنَّاء، وَقَدْ خَنَّ، وَالْجَمْعُ خُنٌّ؛ قَالَ دَهْلَبُ بْنُ قُرَيْعٍ: جَارِيَةٌ ليستْ مِنَ الوَخْشَنِّ، ... وَلَا مِنَ السُّودِ القِصارِ الخُنِ . ابْنُ الأَعرابي: النَّشِيجُ مِنَ الْفَمِ، والخَنِينُ مِنَ الأَنف، وَكَذَلِكَ النَّخِير، وَقَالَ الفَصِيحُ مِنْ أَعراب بَنِي كِلَابٍ: الخَنين سُدَدٌ فِي الخَياشيم، والخُنانُ مِنْهُ. وَقَدْ خَنْخَن إِذَا أَخرج الْكَلَامَ مِنْ أَنفه. والخُنانُ: دَاءٌ يأْخذ فِي الأَنف. والخَنْخَنة: أَن لَا يُبَيِّنَ الْكَلَامَ فيُخَنْخِن فِي خَياشيمه؛ وأَنشد: خَنْخَنَ لِي فِي قَوْلِهِ سَاعَةً، ... فَقَالَ لِي شَيْئًا وَلَمْ أَسْمَعِ. ابْنُ الأَعرابي: الرُّبّاحُ القِردُ، وَهُوَ الحَوْدَلُ، وَيُقَالُ لِصَوْتِهِ الخَنْخَنةُ، وَلِضَحِكِهِ القَحْقَحةُ. والخُنَنةُ: الثورُ المُسِنُّ الضَّخم. والخُنَانُ فِي الإِبل: كالزُّكام فِي النَّاسِ. يُقَالُ: خُنَّ الْبَعِيرُ، فَهُوَ مَخْنُون. وَزَمَنُ الخُنَانِ: زَمَنٌ مَاتَتْ فِيهِ الإِبل؛ عَنْهُ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ زَمَنٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْعَرَبِ قَدْ ذَكَرُوهُ فِي أَشعارهم، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ فِيهِ مِنْ عُلَمَائِنَا تَفْسِيرًا شَافِيًا، قَالَ: والأَوَّل أَصح؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ فِي الخُنَانِ للإِبل: فَمَنْ يَحْرِصْ عَلَى كِبَري، فإِني ... مِنَ الشُّبّانِ أَيّامَ الخُنانِ . قَالَ الأَصمعي: كَانَ الخُنَانُ دَاءً يأْخذ الإِبلَ فِي مَنَاخِرِهَا وَتَمُوتُ مِنْهُ فَصَارَ ذَلِكَ تَارِيخًا لَهُمْ، قَالَ والخُنانُ داءٌ يأْخذ النَّاسَ، وَقِيلَ: هُوَ داءٌ يأْخذ فِي الأَنف. ابْنُ سِيدَهْ: والخُنانُ داءٌ يَأْخُذُ الطَّيْرَ فِي حُلُوقها. يُقَالُ: طَائِرٌ مَخْنُون، وَهُوَ أَيضاً داءٌ يأْخذ الْعَيْنَ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّج كلِّ داءٍ، ... وأَكْوي الناظِرَيْنِ مِنَ الخُنانِ . والمَخَنَّةُ: الأَنف. التَّهْذِيبُ: قَالَ بَعْضُهُمْ خَنَنْتُ الجِذْعَ بالفأْس خَنّاً إِذَا قَطَعْتَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَرْفٌ مُريبٌ، قَالَ: وَصَوَابُهُ عِنْدِي وجثَثْتُ العودَ جَثًّا، فأَما خَنَنْتُ بِمَعْنَى قَطَعْتُ فَمَا سَمِعْتُهُ. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مَجْنُون مَخْنُونٌ مَحْنُونٌ، وَقَدْ أَجَنَّه اللهُ وأَحَنَّه وأَخنَّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو عَمْرٍو: الخِنُّ السَّفِينَةُ الْفَارِغَةُ. ووَطِئَ مِخَنَّتَهم ومَخَنَّتَهم أَي حَرِيمُهُمْ. والمِخَنُّ: الرجلُ الطَّوِيلُ، وَالصَّحِيحُ المَخْنُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وأَنشد الأَزهري: لَمَّا رَآهُ جَسْرَباً مِخَنَّا ... أَقْصَرَ عَنْ حَسْناءَ وارْثَعَنَّا . أَي استَرْخَى عَنْهَا. قَالَ: وَيُقَالُ لِلطَّوِيلِ مَخْنٌ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَجَزْمِ الْخَاءِ. وَفُلَانٌ مَخَنَّة لِفُلَانٍ أَي مأْكَلة. ومَخَنَّةُ الْقَوْمِ: حَرِيمُهُمْ. وخَنَنْتُ الجُلَّة إِذَا استخرجتَ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ شيءٍ. التَّهْذِيبُ: المَخَنَّة وَسَطُ الدَّارِ، والمَخَنَّة الفِناءُ، والمَخَنَّةُ الْحَرَمُ، والمَخَنَّة مَضِيقُ الْوَادِي، والمَخَنَّةُ مَصَبُّ الْمَاءِ مِنَ التَّلْعَةِ إِلَى الْوَادِي، والمَخَنَّةُ فُوَّهَةُ الطَّرِيقِ، والمَخَنَّة المَحجَّة الْبَيِّنَةُ، والمَخَنَّة طَرَفُ الأَنف، قَالَ: وَرَوَى الشَّعْبي أَن النَّاسَ لَمَّا قَدِمُوا الْبَصْرَةَ قَالَ بَنُو تَمِيمٍ لِعَائِشَةَ: هَلْ لَكِ فِي الأَحْنَفِ؟ قَالَتْ: لَا،

وَلَكِنْ كُونُوا عَلَى مَخَنَّتِه أَي طَرِيقَتِهِ، وَذَلِكَ أَن الأَحْنَف تَكَلَّمَ فِيهَا بِكَلِمَاتٍ، وَقَالَ أَبياتاً يَلُومُهَا فِيهَا فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ؛ مِنْهَا: فَلَوْ كانتِ الأَكْنانُ دُونَكِ، ... لَمْ يَجِدْ عَليكِ مَقَالًا ذُو أَداةٍ يَقُولُها . فَبَلَغَهَا كلامُه وشِعْرُه فَقَالَتْ: أَلِي كَانَ يَسْتَجِمُّ مَثابَةَ سَفَهِه؟ وَمَا للأَحْنفِ وَالْعَرَبِيَّةِ، وَإِنَّمَا هُمْ عُلُوجٌ لآلِ عُبَيْدِ اللَّهِ سَكنوا الرِّيفَ، إِلَى اللَّهِ أَشكو عقوقَ أَبنائي؛ ثُمَّ قَالَتْ: بُنَيَّ اتَّعِظْ، إنَّ المَواعِظَ سَهْلةٌ، ... ويُوشِكُ أَن تَكْتانَ وَعْراً سَبيلُها. وَلَا تَنْسَينْ فِي اللهِ حَقَّ أُمُومَتي، ... فإِنك أَوْلى الناسِ أَن لَا تَقُولُها وَلَا تَنْطِقَنْ فِي أُمَّةٍ ليَ بالخَنا ... حَنِيفيَّة، قَدْ كان بَعْلي رَسْولُها. خون: المَخانَةُ: خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ، والخَوْنُ عَلَى مِحَنٍ شَتَّى «2». وَفِي الْحَدِيثِ: المُؤْمِنُ يُطْبَع عَلَى كلِّ خُلُقٍ إِلَّا الخِيانَةَ والكَذِب. ابْنُ سِيدَهْ: الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإِنسانُ فَلَا يَنْصَحَ، خَانَهُ يَخُونُه خَوْناً وخِيانةً وخانَةً ومَخانَةً؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَقَدْ تَمَثَّلَتْ بِبَيْتِ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ: يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً، ... ويُعابُ قائلُهم، وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ. المَخانة: مَصْدَرٌ مِنَ الخِيَانَةِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الْجِيمِ مِنَ المُجُونِ، فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصلية، وخانَهُ واخْتانه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ ؛ أَي بعضُكم بَعْضًا. وَرَجُلٌ خائنٌ وَخَائِنَةٌ أَيضاً، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، مِثْلُ عَلَّامة ونَسّابة؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِلْكِلَّابِيِّ يُخَاطِبُ قُرَيْناً أَخا عُمَيْرٍ الحَنَفِيِّ، وَكَانَ لَهُ عِنْدَهُ دَمٌ: أَقُرَيْنُ، إِنَّكَ لَوْ رأَيْتَ فَوارِسِي ... نَعَماً يَبِتْنَ إِلى جَوانِبِ صَلْقَعِ «3» حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، وَلَمْ تَكُنْ ... للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإِصْبَعِ . وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ، وَالْجَمْعُ خانةٌ وخَوَنةٌ؛ الأَخيرة شَاذَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يأْت شَيْءٌ مِنْ هَذَا فِي الْيَاءِ، أَعني لَمْ يَجِئْ مِثْلُ سَائِرٍ وسَيَرة، قَالَ: وإِنما شَذَّ مِنْ هَذَا مَا عَيْنُهُ وَاوٌ لَا يَاءٌ. وقومٌ خَوَنةٌ كَمَا قَالُوا حَوَكَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ وَجْهِ ثُبُوتِ الْوَاوِ، وخُوَّانٌ، وَقَدْ خَانَهُ العَهْدَ والأَمانةَ؛ قَالَ: فقالَ مُجِيباً: وَالَّذِي حَجَّ حاتِمٌ ... أَخُونُكَ عَهْدًا، إِنني غَيرُ خَوَّانِ وخَوَّنَ الرجلَ: نَسَبه إِلى الخَوْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى أَن يَطْرُق الرجلُ أَهلَه لَيْلًا لِئَلَّا يَتَخَوَّنهم أَي يَطْلُبَ خِيانتَهم وعَثَراتِهم ويَتَّهِمَهُمْ. وَخَانَهُ سيفُه: نَبا، كَقَوْلِهِ: السيفُ أَخوك وَرُبَّمَا خانَكَ. وَخَانَهُ الدَّهْرُ: غَيَّرَ حالَه مِنَ اللِّين إِلى الشِّدَّةِ؛ قَالَ الأَعشى: وخانَ الزمانُ أَبا مالِكٍ، ... وأَيُّ امرئٍ لَمْ يخُنْه الزّمَنْ؟ وَكَذَلِكَ تَخَوَّنه. التَّهْذِيبُ: خَانَهُ الدهرُ والنعيمُ خَوْناً، وَهُوَ تَغَيُّرُ حَالِهِ إِلى شرٍّ مِنْهَا، وَإِذَا نَبا سيفُك عَنِ الضَّريبة فَقَدْ خَانَكَ. وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ عَنِ السَّيْفِ فَقَالَ: أَخوك وَرُبَّمَا خَانَكَ. وكلُّ مَا غيَّرك عَنْ حَالِكَ فَقَدْ تَخَوَّنَك؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ:

_ (2). قوله [على محن شتى] كذا بالأَصل بالتهذيب (3). قوله [صلقع] هكذا في الأَصل.

لَا يَرْفَعُ الطَّرْفَ، إِلَّا مَا تَخَوَّنَهُ ... دَاعٍ، يُنادِيهِ باسمِ الْمَاءِ، مَبْغُومُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ إِلَّا مَا تَخَوَّنه حُجَّةً لِمَا احْتَجَّ لَهُ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ إِلَّا مَا تَعَهَّده، قَالَ: كَذَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: التَّخَوُّنُ التَّعَهُّدُ، وَإِنَّمَا وصفَ وَلَدَ ظَبْيةٍ أَوْدَعتْه خَمراً، وَهِيَ تَرْتَع بالقُرْب مِنْهُ، وَتَتَعَهَّدُهُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ، وتُؤنسه ببُغامِها، وَقَوْلُهُ بِاسْمِ الْمَاءِ، الماءُ حِكَايَةُ دُعَائِهَا إِيَّاهُ، وَقَالَ دَاعٍ يُنَادِيهِ فذكَّره لأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّوْتِ وَالنِّدَاءِ. وتَخَوَّنه وخَوَّنه وخَوَّن مِنْهُ: نقَصه. يُقَالُ: تَخَوَّنني فلانٌ حَقِّي إِذَا تنَقَّصَك؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تخَوَّنَها ... مَرّاً سَحابٌ، ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَاقَةً: عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى، ... تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي. أَي تنَقَّص لحمَها وشَحْمَها. والرُّدَافَى: جمعُ رَدِيفٍ، قَالَ وَمِثْلُهُ لعبْدَةَ بْنِ الطَّبيب: عَنْ قانِئٍ لَمْ تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: لَمْ تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وخَوَّنه وتخَوَّنه: تعَهَّدَه. يُقَالُ: الحُمَّى تخَوَّنُه أَي تعَهَّدُه؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا مَا تَخَوَّنَه. يَقُولُ: الْغَزَالُ ناعِسٌ لَا يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَّا أَن تجيءَ أُمه وَهِيَ الْمُتَعَهِّدَةُ لَهُ. وَيُقَالُ: إِلَّا مَا تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه لَهُ. والخَوَّانُ: مِنْ أَسماء الأَسد. وَيُقَالُ: تخَوَّنته الدُّهورُ وتخَوَّفَتْه أَي تنَقَّصَتْه. والتَّخوُّن لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما التَّنقُّصُ، وَالْآخَرُ التَّعُهُّدُ، وَمَنْ جَعَلَهُ تَعَهُّداً جَعَلَ النُّونَ مُبْدَلَةً مِنَ اللَّامِ، يُقَالُ: تخَوَّنه وتخَوَّله بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والخَوْنُ: فَتْرة فِي النَّظَرِ، يُقَالُ للأَسد خائنُ الْعَيْنِ، مِنْ ذَلِكَ، وَبِهِ سُمِّيَ الأَسد خَوَّاناً. وخائِنةُ الأَعْيُنِ: مَا تُسارِقُ مِنَ النَّظَرِ إِلى مَا لَا يَحِلُّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَن يَنْظُرَ نَظْرَةً بِرِيبَةٍ وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ، وَقِيلَ: أَراد يَعْلَمُ خيانةَ الأَعين، فأَخرج الْمَصْدَرَ عَلَى فَاعِلَةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، وَمِثْلُهُ: سمعتُ راغِيَةَ الإِبل وثاغِيَةَ الشاءِ أَي رُغاءها وثُغاءها، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَن النَّاظِرَ إِذَا نَظَرَ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ النَّظَرُ إِلَيْهِ نَظَرَ خيانةٍ يُسِرُّها مُسَارَقَةً عَلِمَهَا اللَّهُ، لأَنه إِذَا نَظَرَ أَول نَظْرَةٍ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ خِيَانَةً غيرُ آثِمٍ وَلَا خَائِنٍ، فإِن أَعاد النَّظَرَ ونيتُه الْخِيَانَةُ فَهُوَ خَائِنُ النَّظَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا كَانَ لنبيٍّ أَن تكونَ لَهُ خائنةُ الأَعْيُن أَي يُضْمِرُ فِي نَفْسِهِ غيرَ مَا يُظْهِرُهُ، فإِذا كَفَّ لِسَانَهُ وأَومأَ بِعَيْنِهِ فَقَدْ خَانَ، وَإِذَا كَانَ ظُهُورُ تِلْكَ الْحَالَةِ مِنْ قِبَل الْعَيْنِ سُمِّيَتْ خائِنَةَ الْعَيْنِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ؛ أَي مَا يَخُونون فِيهِ مِنْ مُسارقة النَّظَرِ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ. والخائِنةُ: بِمَعْنَى الْخِيَانَةِ، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى لَفْظِ الْفَاعِلَةِ كَالْعَاقِبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رَدَّ شهادَةَ الْخَائِنِ وَالْخَائِنَةِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا نُرَاهُ خَصَّ بِهِ الخِيانةَ فِي أَمانات النَّاسِ دُونَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ وأْتمنهم عَلَيْهِ، فإِنه قَدْ سَمَّى ذَلِكَ أَمانة فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ ؛ فَمَنْ ضَيَّع شَيْئًا مِمَّا أَمر اللَّهُ بِهِ أَو رَكِبَ شَيْئًا مِمَّا نَهى عَنْهُ فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ عَدْلًا.

فصل الدال المهملة

والخُوانُ والخِوَانُ: الَّذِي يُؤْكل عَلَيْهِ، مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ أَخْوِنة فِي الْقَلِيلِ، وَفِي الْكَثِيرِ خُونٌ. قَالَ عدِيٌّ: لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَمير؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُحَرِّكُوا الْوَاوَ كَرَاهَةَ الضَّمَّةِ قَبْلَهَا وَالضَّمَّةُ فِيهَا. والإِخْوَانُ: كالخِوانِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ونظيرُ خُوَانٍ وخُونٍ بِوانٌ وبُونٌ، وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا، قَالَ: وأَما عَوَانٌ وعُونٌ فإِنه مَفْتُوحُ الأَول، وَقَدْ قِيلَ بُوانٌ، بِضَمِّ الْبَاءِ. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ بَوَنَ أَن مثلهما إِوَانٌ وأُوانٌ، وَلَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْقَوْلَ هَاهُنَا. اللَّيْثُ: الخِوَان الْمَائِدَةُ، مُعرَّبة. وَفِي حَدِيثِ الدَّابَّةِ: حَتَّى إِن أَهلَ الخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ هَذَا يَا مؤْمن وَهَذَا يَا كَافِرُ ، وجاءَ فِي رِوَايَةٍ: الإِخوان ، بِهَمْزَةٍ، وَهِيَ لُغَةٌ فِيهِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: فإِذا أَنا بأَخاوِينَ عَلَيْهَا لُحومٌ مُنْتِنَةٌ ، هِيَ جَمْعُ خِوَانٍ وَهُوَ مَا يُوضَعُ عَلَيْهِ الطعامُ عِنْدَ الأَكل؛ وبالإِخوَانِ فسِّر قَوْلُ الشَّاعِرِ: ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ حُوارَها، ... ومَوْضِع إِخوانٍ إِلى جَنْبِ إِخوانِ . عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والخَوَّانةُ: الاسْتُ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي رَبِيعًا الأَوَّلَ: خَوَّاناً وخُوَّاناً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَفِي النِّصْفِ مِنْ خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا ... بأَنَّه فِي أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَمْعُهُ أَخْوِنة، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. وخَيْوَانُ: بَلَدٌ بِالْيَمَنِ لَيْسَ فَعْلانَ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ عَيْنُهُ يَاءٌ وَلَامُهُ وَاوٌ، وَتُرِكَ صَرْفُهُ لأَنه اسْمٌ لِلْبُقْعَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَعْلِيلُ الْفَارِسِيِّ، فأَما رجاءُ بنُ حَيْوَة فَقَدْ يَكُونُ مَقْلُوبًا عَنْ حيَّةٍ فِيمَنْ جَعَلَ حَيَّةً مِنْ ح وي، وَهُوَ رأْي أَبي حَاتِمٍ، ويُعَضِّدُه رَجُلٌ حَوَّاء وحاوٍ لِلَّذِي عَمَلُه جَمْعُ الحَيّاتِ، وَكَذَلِكَ يُعَضِّدُه أَرض مَحْواة، فأَما مَحْياةٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى فمُعاقِبَةٌ إِيثاراً لِلْيَاءِ، أَو مَقْلُوبٌ عَنْ مَحْوَاة، فَلَمَّا نُقِلَتْ حَيَّةُ إِلَى الْعَلَمِيَّةِ خُصَّت الْعَلَمِيَّةُ بِإِخْرَاجِهَا عَلَى الأَصل بَعْدَ الْقَلْبِ، وسَهَّلَ ذَلِكَ لَهُمُ القلبُ، إذْ لَوْ أَعَلُّوا بَعْدَ الْقَلْبِ، والقَلْبُ علةٌ، لَتَوَالَى الإِعْلالانِ. وَقَدْ قِيلَ عَنِ الْفَارِسِيِّ: إِن حَيَّة مِنْ ح ي ي، وإِن حَوَّاءَ مِنْ بَابِ لَأْآءٍ، وَقَدْ يَكُونُ حَيْوَة فَيْعِلَة مِنْ حَوَى يَحْوِي حَيْوِيَةً، ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثُ يَاءَاتٍ، وَمِثْلُهُ حَيْيِيَة فَحُذِفَتِ الْيَاءُ الأَخيرة فَبَقِيَ حَيَّة، ثُمَّ أُخرجت عَلَى الأَصل فَقِيلَ حَيْوَة، فَإِذَا كَانَ حَيْوَةُ مُتَوَجِّهاً عَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ فَقَدْ تَأَدَّى ضمانُ الْفَارِسِيِّ أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ شَيْءٌ عَيْنُهُ يَاءٌ وَلَامُهُ وَاوٌ الْبَتَّةَ. والخَانُ: الحانُوتُ أَو صَاحِبُ الحانوتِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقِيلَ: الخانُ الَّذِي للتِّجارِ. فصل الدال المهملة دبن: الدِّبْنُ: حَظِيرة مِنْ قَصَب تُعْمَلُ للغَنَم، فإِن كَانَتْ مِنْ خَشَبٍ فَهِيَ زَرْب، وإِن كَانَتْ مِنْ حِجارة فَهِيَ صِيرَة، وكلٌّ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ جُندب بْنِ عَامِرٍ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي الدِّبْن ، والدِّبْن فَارِسِيٌّ معرَّب. ابْنُ الأَعرابي: الدُّبْنة اللُّقْمة الْكَبِيرَةُ، وَهِيَ الدُّبْلة أَيضاً، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ ابْنُ أَحمر: خَلُّوا طَرِيقَ الدَّيْدَبُونِ، فَقَد ... فَاتَ الصِّبا، وتَفَاوت البُجر دَيْدَبُون فَيْعَلُول، الْيَاءُ زائِدة، قال: وهذا

_ (1). قوله: بأنه؛ هكذا في الأَصل، دون إشباع حركة الضمير

فِي الرُّبَاعِيِّ مثلُ كَوْكب ودَيْدَن وسَيْسَبان وقَيْقَبَان، قَالَ: وَمِثْلُ الأَول الزَّيْزَفُون، وَزْنُهُ فَيْعَلول، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، والدَّيْدَبُون: اللَّهْوُ. وَيُقَالُ: الدَّيدَبُون هُنَا الباطل، والله أَعلم. دثن: دثَّن الطائرُ يُدَثِّن تَدْثِيناً إِذَا طَارَ وأَسْرَع السُّقوطَ فِي مواضِعَ مُتقارِبة وواترَ ذَلِكَ. ودَثَّن فِي الشَّجرة: اتَّخَذَ فِيهَا عُشّاً. والدَّثِينة: الدَّفِينَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى الْبَدَلِ. والدَّثِينَة والدَّفينَة: مَنْزِلٌ لِبَنِي سُلَيم، وَحَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمُبْدَلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَنَحْنُ تَرَكْنا بالدَّثينة حاضِراً، ... لآلِ سُلَيْمٍ، هَامَّةً غيرَ نَائِمٍ . الْجَوْهَرِيُّ: الدَّثينة مَوْضِعٌ، وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي سَيَّارِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: وَعَلَى الرُّمَيْثةِ مِنْ سُكَينٍ حاضرٌ، ... وَعَلَى الدَّثِينةِ مِنْ بَني سَيّار . وَيُقَالُ: إِنَّهَا كَانَتْ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الدَّفينة ثُمَّ تطيَّروا مِنْهَا فسمَّوْها الدَّثينة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: وَعَلَى الدُّمَيْنة مِنْ سُكَين قَالَ: وَهُوَ بِخَطِّ ثَعْلَبٍ: وَعَلَى الرُّمَيْثة مِنْ سُكَين . وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الدَّثينة، وَهِيَ بِكَسْرِ الثَّاءِ وَسُكُونِ الْيَاءِ، نَاحِيَةٌ قُرْبَ عَدَن، لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ أَبي سَبرة النَّخَعِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَزْوَةِ داثِن ، وَهِيَ نَاحِيَةٌ مِنْ غَزّة الشَّامِ، أَوقع بِهَا الْمُسْلِمُونَ بِالرُّومِ، وَهِيَ أَول حَرْبٍ جَرَتْ بَيْنَهُمْ. دجن: الدَّجْنُ: ظلُّ الْغَيْمِ فِي الْيَوْمِ المَطير. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّجْن إِلباسُ الغَيم الأَرضَ، وَقِيلَ: هُوَ إِلْباسُه أَقطارَ السَّمَاءِ، وَالْجَمْعُ أَدْجان ودُجون ودِجان؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: وَلَذَائِذُ مَعْسولة فِي رِيقةٍ، ... وصِباً لَنَا كدِجانِ يومٍ ماطرِ . وَقَدْ أَدْجَن يومُنا وادْجَوْجن، فَهُوَ مُدْجن إِذا أَضَبَّ فأَظلم. وأَدْجَنوا: دَخَلُوا فِي الدَّجْن؛ حَكَاهَا الْفَارِسِيُّ. ابْنُ الأَعرابي: دَجَن يومُنا يَدْجُن، بِالضَّمِّ، دَجْناً ودُجوناً ودَغَن، وَيَوْمُ ذُو دُجُنَّة ودُغُنَّة. وَيَوْمٌ دَجْنٌ إِذا كَانَ ذَا مَطَرٍ، وَيَوْمٌ دَغْنٌ إِذا كَانَ ذَا غَيم بِلَا مَطَرٍ. والدَّجْن: الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. وأَدْجَنت السَّمَاءُ: دَامَ مَطَرُهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: مِنْ كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ، ... وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُها. وأَدْجَن الْمَطَرُ: دَامَ فَلَمْ يُقْلع أَياماً، وأَدجَنت عَلَيْهِ الْحُمَّى كَذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والدُّجُنَّة مِنَ الْغَيْمِ: المُطَبّقُ تَطْبِيقًا، الرَّيان المُظْلم الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ. يُقَالُ: يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة، بِالتَّشْدِيدِ، وَكَذَلِكَ اللَّيْلَةُ عَلَى وَجْهَيْنِ بِالْوَصْفِ والإِضافة. والدُّجْنة: الظُّلمة، وَجَمْعُهَا دُجُن «2». مَثّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ دُجُنّات. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم ؛ الدُّجُنَّات: جَمْعُ دُجُنَّة، وَهِيَ الظُّلْمَةُ. وَالدَّيَاجِيُّ: اللَّيَالِي المُظلمة، وَالْفِعْلُ مِنْهُ ادْجَوْجَن؛ وأَنشد: لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سَلْمَى، وإِن نأَت ... كِثافُ العُلى دَاجِي الدُّجُنَّةِ رائِحُ «3».

_ (2). قوله [وجمعها دجن] بضمتين في المحكم، وضبط في الصحاح بضم ففتح، ونبه عليهما شارح القاموس (3). قوله [داجي الدجنة] الذي في التهذيب: واهي الداجنة

وَالدَّاجِنَةُ: المطَرةُ المُطبقة نَحْوُ الدِّيمة؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الدُّجُون، قَالَ: حَتَّى إِذا انجَلى دُجى الدُّجونِ . وَلَيْلَةٌ مِدْجانٌ: مُظلِمة. ودَجَن بَالْمَكَانِ يَدْجُن دُجوناً: أَقام بِهِ وأَلِفَه. ابْنُ الأَعرابي: أَدْجَنَ، مِثْلُهُ، أَقام فِي بَيْتِهِ، ودَجَن فِي بَيْتِهِ إِذا لَزِمه، وَبِهِ سُمِّيَتْ دَواجن البُيوت، وَهِيَ مَا أَلِف البيتَ مِنَ الشاءِ وَغَيْرِهَا، الْوَاحِدَةُ داجِنة؛ قَالَ ابْنُ أُمّ قُعْنُبٍ يَهْجُو قَوْمًا: رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ، ... وحِشْوةٌ منهُمُ فِي اللُّؤمِ قَدْ دَجَنوا . والمُداجَنَة: حُسْن الْمُخَالَطَةِ. وَسَحَابَةٌ داجِنة وَمُدْجِنَةٌ وَقَدْ دَجَنتْ تَدْجُن وأَدجنَت؛ ابْنُ سِيدَهْ: دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً، وَهِيَ داجِن، لزِمتا البُيوت، وَجَمْعُهَا دَواجِن؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حَتَّى كأَننا ... جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن وَذَلِكَ لأَن الإِبل الجرِبة تُحْبَس فِي الْمَنْزِلِ لِئَلَّا تسرَح فِي الإِبل فتُعْدِيها، فَهِيَ تحْتَكّ بأَصل يُنْصَبُ لَهَا لتُشْفى بِهِ فِي المَبْرك، وإِنما أَرادَ أَن نَارَ الْحَرْبِ قَدْ لوَّحَتْنا، فبِنا مِنْهَا مَا بِهَذَا الجِذْل مِنْ آثَارِ الإِبل الجرْبى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ اللهُ مَن مَثَّل بِدَوَاجِنِهِ ؛ هِيَ جَمْعٌ داجِن وَهِيَ الشَّاةُ الَّتِي تَعلِفها الناسُ فِي مَنَازِلِهِمْ، والمُثْلة بِهَا أَن يَجْدَعها ويخصِيَها. وَالْمُدَاجَنَةُ: حُسن الْمُخَالَطَةِ، قَالَ: وَقَدْ تَقَعُ عَلَى غَيْرِ الشَّاءِ مِنْ كُلِّ مَا يأْلف البيوتَ مِنَ الطَّيْرِ وَغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل عجينَها. والدَّجون مِنَ الشَّاءِ: الَّتِي لَا تَمْنَعُ ضرْعَها سِخالَ غَيْرِهَا، وَقَدْ دَجَنتْ عَلَى البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصين: كَانَتِ العَضْباءُ داجِناً لَا تُمْنَع مِنْ حَوْض وَلَا نَبْتٍ ؛ هِيَ نَاقَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَلْبٌ دَجُون: آلِفٌ للبُيوت. اللَّيْثُ: كَلْبٌ داجِن قَدْ أَلِف البيتَ. الْجَوْهَرِيُّ: شاةٌ دَاجِنٌ وراجِن إِذا أَلِفت الْبُيُوتَ واستأْنست، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُهَا بِالْهَاءِ، وَكَذَلِكَ غَيْرُ الشَّاةِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذا يَئِس الرُّماةُ، وأَرسَلوا ... غُضُفاً دَواجِنَ قافِلًا أَعصامُها . أَراد بِهِ كِلَابَ الصَّيْدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاةٌ مِدْجان تأْلف البَهْم وتحِبُّها. وَنَاقَةٌ مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة، وجمَل دَجون وَدَاجِنٌ كَذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِهِمْيَانَ بْنَ قُحَافَةَ: يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِه الهَمالِجا، ... يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا . والدُّجْنة فِي أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السَّوَادِ. يُقَالُ: بَعِيرٌ أَدْجَنُ وَنَاقَةٌ دَجْناء. والدَّواجن مِنَ الحَمام: كَالدَّوَاجِنِ مِنَ الشَّاءِ والإِبل. والدُّجون: الأَلَفانُ. والدَّجَّانة: الإِبل الَّتِي تحْمل الْمَتَاعَ، وَهُوَ اسْمٌ كالجَبَّانة. اللَّيْثُ: الدَّيْدَجانُ الإِبل تَحْمِلُ التِّجَارَةَ. وَالْمُدَاجَنَةُ: كالمُداهنة. ودُجَيْنة: اسْمُ امرأَة. وأَبو دُجانة: كُنْيَةُ سِماك بْنِ خَرَشة الأَنصاريّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ اللَّهَ مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء «1». هو بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ اسْمُ مَوْضِعٍ، ويروى بالحاء المهملة. دحن: الدَّحِنُ: الخِبُّ [الخَبُ] الْخَبِيثِ كالدَّحِل، وَقِيلَ: الدَّاهِي، وَقِيلَ: الدَّحِن الْمُسْتَرْخِي الْبَطْنَ، وَقِيلَ: الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: الدَّحِن والدِّحَنُّ السَّمِينُ الْمُنْدَلِقُ

_ (1). قوله [بدجناء] ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أَو بالكسر وقد يمدّ، وقوله [ويروى بالحاء] عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم وسيأْتي قريباً

الْبَطْنِ الْقَصِيرُ، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ دَحِن يَدْحَن دَحَناً. والدِّحَنَّة والدِّحْوَنَّة: كالدَّحِن؛ وأَنشد الأَزهري: دِحْوَنَّة مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ، ... إِذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُ. وَيُرْوَى: يُكَرْدِح. والكَرْمَحة والكَرْدَحة والكَرْبَحة بِمَعْنًى: وَهُوَ عدْو الْقَصِيرِ يُقَرْمِط، والمُكَرْدَسُ: الملَزَّز الخَلْق، وَالْبَلَنْدَحُ: الْقَصِيرُ السَّمِينُ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُمَيْدٍ بْنِ ثَوْرٍ فِي الدَّحِنِ: تَبْرِي لَكِيكَ الدَّحِن المِخْراجِ . وَبَعِيرٌ دِحِنَّة ودِحْوَنَّة: عَرِيضٌ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ والمرأَة؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. الأَزهري: قِيلَ لِابْنَةِ الخُسّ أَيُّ الإِبل خَيْر؟ فَقَالَتْ: خَيْرُ الإِبل الدِّحِنَّة الدِّحَنَّة الطوِيلُ الذِّرَاعُ القصيرُ الكُراع، وَقَلَّمَا تَجِدَنَّه. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ الدِّحِنَّة الْكَثِيرُ اللحْم الغليظُ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ نَاقَةٌ دِحَنَّة ودِحِنَّة، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا، فَمَنْ كَسَرَهَا فَهُوَ عَلَى مِثَالِ امرأَة عِفِرّة وضِبِرَّة، وَمَنْ فَتَحَ فَهُوَ عَلَى مِثَالِ رَجُلٍ عِكَبّ وامرأَة عِكَبَّة إِذا كَانَا جَافِيَيِ الخَلْق. وَنَاقَةٌ دِفَقّة: سَرِيعَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: أَلا ارْحَلوا دِعْكِنةً دِحِنَّة [دِحَنَّة]، ... بما ارتعَى مُزْهِية مُغِنّة. وَيُرْوَى «1» . أَلا ارْحَلوا ذَا عُكْنة أَي تَعَكَّن الشحْمُ عَلَيْهَا، قَالَ: وَهَذَا أَجود. والدِّحَنَّة: الأَرض المرتفِعة؛ عَنْ أَبي مَالِكٍ يَمَانِيَةٌ. والدَّيْحانُ: الْجَرَادُ، فَيْعال؛ عَنْ كُرَاعٍ. ودَحْنا: اسْمُ أَرض. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدٍ أَنه قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدمَ مِنْ دَحْناءَ ومسَح ظهرَه بِنَعْمانِ السَّحابِ، وَهُوَ بَيْنَ الطَّائِفِ وَمَكَّةَ ، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. دخن: الدُّخْن: الجَاوَرْس، وَفِي الْمُحْكَمِ: حَبُّ الجاوَرْس، وَاحِدَتُهُ دُخْنَة. والدُّخَان: العُثانُ، دُخَانُ النَّارِ مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ أَدْخِنة ودَواخِن ودَواخِينُ، وَمِثْلُ دُخَان ودواخِن عُثان وعواثِن، ودَواخِن عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّ الغُبارَ، الَّذِي غادَرَتْ ... ضُحَيَّا، دَواخِنُ مَنْ تَنْضُبِ وَدَخَنَ الدُّخانُ دُخوناً إِذا سطَع. ودَخَنتِ النارُ تَدْخُن وتَدْخِن «2». دُخاناً ودُخُوناً: ارْتَفَعَ دُخانها، وادَّخَنت مِثْلُهُ عَلَى افْتَعلت. ودَخِنَت تَدْخَن دَخَناً: أُلقِي عَلَيْهَا حَطَبٌ فأُفْسِدت حَتَّى هَاجَ لِذَلِكَ دُخان شَدِيدٌ، وَكَذَلِكَ دَخِن الطعامُ وَاللَّحْمُ وَغَيْرُهُ دَخَناً، فَهُوَ دَخِن إِذا أَصابه الدُّخَانُ فِي حَالِ شَيّه أَو طَبْخِهِ حَتَّى تَغْلبَ رائحتُه عَلَى طَعْمِهِ، ودَخِن الطَّبِيخُ إِذا تَدخّنت الْقِدْرُ. وَشَرَابٌ دَخِن: مُتَغَيِّرُ الرَّائِحَةِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وفِتْيان صِدْقٍ قَدْ غَدَوْتُ عليهِمُ ... بِلَا دَخِن، وَلَا رَجِيع مُجَنَّبِ . فالمُجَنَّب: الَّذِي جَنَّبَه النَّاسُ. والمُجَنَّب: الَّذِي بَاتَ فِي الْبَاطِيَةِ. والدَّخَن أَيضاً: الدُّخان؛ قَالَ الأَعشى: تُبارِي الزِّجاجَ، مَغَاوِيرُهَا ... شَماطِيط فِي رهَج كالدَّخَن . وَلَيْلَةٌ دَخْنانة: كأَنما تَغَشّاها دُخان مِنْ شِدَّةِ حَرّها. وَيَوْمٌ دَخْنان: سَخْنان. وقوله عز وجل:

_ (1). قوله [ويروى إِلخ] فسره في التهذيب فقال: أَي جملًا ذا عكن من الشحم، قَالَ: وَهُوَ أَشبه لأَنه وصفه بنعت الذكر فقال ارتعى (2). قوله [تدخن وتدخن] ضبط في الأَصل والصحاح من حد ضرب ونصر، وفي القاموس دخنت النار كمنع ونصر

يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ؛ أَي بِجَدْب بَيّن. يُقَالُ: إِن الجائعَ كَانَ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ دُخَانًا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ، وَيُقَالُ: بَلْ قِيلَ لِلْجُوعِ دُخان ليُبْس الأَرض فِي الجَدْب وَارْتِفَاعِ الغُبار، فَشَبَّهَ غُبْرتها بِالدُّخَانِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِسَنَةِ المَجاعة: غَبْراء، وَجُوعٌ أَغْبَر. وَرُبَّمَا وَضَعَتِ الْعَرَبُ الدُّخان مَوْضِعَ الشَّرِّ إِذا عَلَا فَيَقُولُونَ: كَانَ بَيْنَنَا أَمر ارْتفَعَ لَهُ دُخَانٌ، وَقَدْ قِيلَ: إِن الدُّخَانَ قَدْ مَضَى. والدُّخْنة: كالذَّريرة يُدخَّن بِهَا البيوتُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: الدُّخنة بَخُور يُدَخَّن بِهِ الثيابُ أَو الْبَيْتُ، وَقَدْ تَدَخَّن بِهَا ودَخَّن غيرَه؛ قَالَ: آلَيْت لَا أَدْفِن قَتْلاكُمُ، ... فَدَخِّنوا المَرْءَ وسِرْباله. والدَّواخِن: الكُوَى الَّتِي تُتَّخَذُ عَلَى الأَتُّونات والمَقالِي. التَّهْذِيبُ: الداخِنة كُوًى فِيهَا إِرْدَبَّات تُتَّخَذُ عَلَى الْمَقَالِي والأَتُّونات؛ وأَنشد «1». كمِثْل الدَّواخِن فَوْقَ الإِرينا ودَخَن الغُبارُ دُخوناً: سَطَعَ وَارْتَفَعَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: اسْتَلْحَمَ الوَحْشَ عَلَى أَكْسائِها ... أَهْوجُ مِحضيرٌ، إِذا النَّقْعُ دَخَنْ . أَي سَطَعَ. والدَّخَن: الكُدُورة إِلى السَّوَادِ. والدُّخْنة مِنْ لَوْنِ الأَدْخَن: كُدْرة فِي سَوَادٍ كالدُّخان دَخِن دَخَناً، وَهُوَ أَدْخَن. وَكَبْشٌ أَدْخَن وَشَاةٌ دَخْناء بَيِّنَةُ الدَّخَن؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَرْتٌ كظَهْر الصَّرْصَران الأَدْخَنِ . قَالَ: صَرْصَران سَمَكٌ بِحَرِيٌّ. وَلَيْلَةٌ دَخْنانة: شَدِيدَةُ الْحَرِّ وَالْغَمِّ. وَيَوْمٌ دَخْنانٌ: سَخْنانٌ. والدَّخَن: الحِقْد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ فتْنَةً فَقَالَ: دَخَنُها مِنْ تَحْت قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهل بَيْتِي ؛ يَعْنِي ظُهُورَهَا وإِثارتها، شَبَّهَهَا بِالدُّخَانِ الْمُرْتَفِعِ. والدَّخَن، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ دَخِنَت النَّارُ تَدْخَن إِذا أُلْقِي عَلَيْهَا حَطَبٌ رَطْب وكثُر دُخَانُهَا. وَفِي حَدِيثِ الْفِتْنَةِ: هُدْنةٌ عَلَى دَخَنٍ وجماعةٌ عَلَى أَقْذاء ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ هُدْنة عَلَى دَخَن تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ لَا تَرْجِعُ قلوبُ قَوْمٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ أَي لَا يَصْفو بعضُها لِبَعْضٍ وَلَا ينْصَعُ حُبّها كَالْكُدُورَةِ الَّتِي فِي لَوْنِ الدابَّة، وَقِيلَ: هُدْنة عَلَى دَخَن أَي سُكُونٍ لِعلَّة لَا لِلصُّلْحِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: شَبَّهَهَا بِدُخَانِ الحَطب الرَّطْب لِمَا بَيْنَهُمْ مِنَ الْفَسَادِ الْبَاطِنِ تَحْتَ الصَّلاح الظَّاهِرِ، وأَصل الدَّخَن أَن يَكُونَ فِي لَوْن الدَّابَّةِ أَو الثَّوْبِ كُدْرة إِلى سَوَادٍ؛ قَالَ المعطَّل الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَيْفًا: لَيْنٌ حُسامٌ لَا يُلِيقُ ضَرِيبةً، ... فِي مَتْنه دَخَنٌ وأَثْرٌ أَحلَسُ . قَوْلُهُ: دَخَن يَعْنِي كُدورة إِلى السَّوَادِ؛ قَالَ: وَلَا أَحسبه إِلا مِنَ الدُّخان، وَهَذَا شَبِيهٌ بِلَوْنِ الْحَدِيدِ، قَالَ: فوجْهه أَنه يَقُولُ تَكُونُ الْقُلُوبُ هَكَذَا لَا يَصْفو بعضُها لِبَعْضٍ وَلَا يَنْصَع حُبها كَمَا كَانَتْ، وإِن لَمْ تَكُنْ فِيهِمْ فِتْنَةٌ، وَقِيلَ: الدَّخَن فِرِنْدُ السَّيْفِ فِي قَوْلِ الْهُذَلِيِّ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للرجُل إِذا كَانَ خَبِيثَ الخُلُق إِنه لدَخِن الخُلُق؛ وَقَالَ قَعْنَب: وَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى أَنِي أُعاشِرُهم، ... لَا نَفْتأُ الدَّهْرَ إِلَّا بَيْنَنَا دَخَنُ . ودَخِن خُلُقُه دَخَناً، فَهُوَ دَخِن وداخِن: ساءَ وفسَد وخَبُث. وَرَجُلٌ دَخِن الحسَب والدِّين

_ (1). قوله [وأَنشد إِلخ] الذي في التكملة: وأَنشد لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: يثرن الغبار على وجهه كلون الدواخن

وَالْعَقْلِ: متغيرهُنَّ. والدُّخْنَان: ضرْب مِنَ الْعَصَافِيرِ. وأَبو دُخْنة: طَائِرٌ يُشْبِه لَوْنُهُ لونَ القُبّرة. وَابْنَا دُخانٍ: غَنِيّ وباهِلةُ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَخطل: تَعُوذُ نساؤُهُمْ بابْنَيْ دُخانٍ، ... وَلَوْلَا ذَاكَ أُبْنَ مَعَ الرِّفاقِ . قَالَ: يُرِيدُ غَنِيًّا وباهلةَ؛ قَالَ: وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَهْجُو الأَصمَّ الْبَاهِلِيَّ: أَأَجْعَل دارِماً كابْنَيْ دُخانٍ، ... وَكَانَا فِي الغَنيمةِ كالرِّكاب . التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لغَنيّ وَبَاهِلَةَ بَنُو دُخان؛ قَالَ الطرمَّاح: يَا عَجَباً ليَشْكُرَ إِذ أَعدَّت، ... لتنصُرَهم، رُواةَ بَني دُخانِ . وَقِيلَ: سُمُّوا بِهِ لأَنهم دَخَّنوا عَلَى قَوْمٍ فِي غَارٍ فقتلُوهم، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ أَنهم إِنما سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنه غَزاهم ملِك مِنَ الْيَمَنِ، فَدَخَلَ هُوَ وأَصحابُه فِي كَهْفٍ، فنَذِرت بِهِمْ غَنِيٌّ وباهلةُ فأَخذوا بابَ الْكَهْفِ ودخَّنوا عَلَيْهِمْ حَتَّى مَاتُوا، قَالَ: وَيُقَالُ ابْنَا دُخَانٍ جبَلا غَنِيٍّ وَبَاهِلَةَ. ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو دُخْنَةَ طَائِرٌ يُشْبه لَوْنُهُ لونَ القُبّرة. دخشن: ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ دَخْشَن غَلِيظٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ الدَّخْشَم. التَّهذيب: الْفَرَّاءُ الدَّخْشَن الحَدَبَةُ «1». وأَنشد: حُدْبٌ حَدابيرُ مِنَ الدَّخْشَنِّ، ... تَرَكْنَ راعِيهِنَّ مثلَ الشَّنِّ. قَالَ: والدَّخْشَن فِي الْكَلَامِ لَا ينوَّن، وَالشَّاعِرُ ثقَّل نونَه لحاجته إِليه. ددن: الدَّدانُ مِنَ السُّيُوفِ: نَحْوُ الكَهامِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الَّذِي يُقْطَع بِهِ الشَّجَرُ، وَهَذَا عِنْدَ غَيْرِهِ إِنما هُوَ المِعْضَد. وَسَيْفٌ كَهَامٌ ودَدَانٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: لَا يَمْضِي؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لطُفَيْل: لَوْ كنتَ سَيْفاً كَانَ أَثْرُك جُعْرةً، ... وكنتَ دَدَاناً لَا يُغَيِّرك الصَّقلُ . والدَّدَانُ: الرجُل الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهِ، وَنَسَبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْقَوْلَ لِلْفَرَّاءِ قَالَ: لَمْ يَجِئ مَا عَيْنُهُ وفاؤُه مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ إِلَّا دَدَن وَدَدَانُ، قَالَ: وَذَكَرَ غَيْرُهُ البَبْر، وَقِيلَ: البَبْر أَعجميّ، وَقِيلَ: عَرَبِيٌّ وَافَقَ الأَعجمي، وَقَدْ جَاءَ مَعَ الْفَصْلِ نَحْوَ كَوْكَب وسَوْسَن ودَيْدَن وسَيْسَبان، والدَّدَن والدَّدُ مَحْذُوفٌ مِنَ الدَّدَن، والدَّدا محوَّل عَنِ الدَّدَن، والدَّيْدَن كُلُّهُ «2». اللَّهْو وَاللَّعِبُ، اعْتَقَبت النونُ وحرفُ الْعِلَّةِ عَلَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ لَامًا كَمَا اعْتَقَبَتِ الْهَاءُ وَالْوَاوُ فِي سِنَةٍ لَامًا وَكَمَا اعْتَقَبَتْ فِي عِضاه؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ اللَّهْوُ. والدَّيْدَبُون، وَهُوَ ددٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدانٌ ودَدَنٌ كُلُّهَا لغاتٌ صَحِيحَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنا مِنْ ددٍ وَلَا الدَّدُ منِّي ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا أَنا مِنْ دَداً وَلَا دَداً منِّي ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: الدَّدُ اللَّهْوُ وَاللَّعِبُ، وَهِيَ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ مُتَمَّمَة عَلَى ضَرْبَيْنِ:

_ (1). قوله [الحدبة] بحاء ودال مهملتين مفتوحتين كما في الأَصل والتهذيب والصاغاني ونسخة القاموس التي شرح عليها السيد مرتضى وهو المطابق للبيت، لأَن الحدبة واحدة الحدب محركاً: نبات أَو هو النصيّ. فما في نسخ القاموس الطبع: الخدبة، بكسر الخاء المعجمة وَفَتْحِ الدَّالِّ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ الموحدة خطأ (2). قوله [والديدن كله إِلخ] كذا بالأَصل مضبوطاً، وفي القاموس: الديدان، محركة

دَداً كنَدًى، ودَدَن كبَدَن، قَالَ: وَلَا يَخْلُو الْمَحْذُوفُ مِنْ أَن يَكُونَ ياءَ كَقَوْلِهِمْ يَدٌ فِي يَدْيٍ، أَو نُونًا كَقَوْلِهِمْ لَدُ فِي لَدُنْ، وَمَعْنَى تَنْكِيرِ الدَّدَ فِي الأُولى الشِّياعُ والاستغراقُ، وأَن لَا يَبْقَى شيءٌ مِنْهُ إِلّا وَهُوَ منزَّه عَنْهُ أَي مَا أَنا فِي شيءٍ مِنَ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ، وتعريفُه فِي الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ لأَنه صَارَ مَعْهُودًا بِالذِّكْرِ كأَنه قَالَ: وَلَا ذَلِكَ النوعُ منِّي، وإِنما لَمْ يقُل وَلَا هُوَ منِّي لأَنَّ الصَّرِيحَ آكَدُ وأَبلغ، وَقِيلَ: اللَّامُ فِي الدَّدِ لِاسْتِغْرَاقِ جِنْسِ اللَّعِبِ أَي وَلَا جِنْسُ اللعب مني، سواء كان الَّذِي قُلْتُهُ أَو غيرَه مِنْ أَنواع اللهوِ وَاللَّعِبِ، قَالَ: وَاخْتَارَ الزَّمَخْشَرِيُّ الأَول وَقَالَ: لَيْسَ يَحْسُن أَن يَكُونَ لِتَعْرِيفِ الْجِنْسِ وَيَخْرُجُ عَنِ الْتِئَامِهِ، وَالْكَلَامُ جُمْلَتَانِ، وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: مَا أَنا مِنْ أَهلِ دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِنْ أَشغالي، وَقَالَ الأَحمر: فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، يُقَالُ لِلَّهْوِ ددٌ مِثْلُ يَدٍ، ودَداً مِثْلُ قَفًا وَعَصًا، ودَدَنٌ مِثْلُ حَزَن؛ وأَنشد لِعَدِيٍّ: أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ، ... إِنَّ هَمِّي فِي سَماعٍ وأَذَنْ . وَقَالَ الأَعشى: أَتَرْحَلُ مِنْ لَيْلَى، ولَمَّا تَزوّدِ، ... وكنتَ كَمَنْ قَضى اللُّبانةَ مِنْ دَدِ. ورأَيت بِخَطِّ الشَّيخ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطبي اللُّغَوِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي بَعْضِ الأُصول: دَدّ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، قَالَ: وَهُوَ نَادِرٌ ذَكَرَهُ أَبو عُمَرَ الْمَطْرَزِيُّ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ السَّيِّدِ: وَلَا أَعلم أَحداً حَكَاهُ غَيْرَهُ، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَنَظِيرُ دَدَنٍ ودَداً ودَدٍ فِي اسْتِعْمَالِ اللَّامِ تَارَةً نُونًا، وَتَارَةً حَرْفَ عِلَّةٍ، وَتَارَةً مَحْذُوفَةً لدُنْ ولَداً ولَدُ، كلُّ ذَلِكَ يُقَالُ؛ وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَعَبَ: قَالَ الطرمَّاح: واستَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ. لمَّا احزأَلَّ بِهِمْ، ... مَعَ الضُّحَى، ناشِطٌ من داعِبات دَدِ «3» قَالَ: يَعْنِي اللَّواتي يَمْزَحْن ويَلْعَبْن ويُدأْدِدْن بأَصابعهنَّ والدَّدُ: هُوَ الضرْب بالأَصابع فِي اللَّعِبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي هَذَا البيتَ: مِنْ داعِبٍ دَدِدِ يَجْعَلُهُ نَعْتًا لِلدَّاعِبِ ويَكْسَعُه بِدَالٍ أُخرى لِيَتِمّ النَّعْتُ، لأَنَّ النَّعت لَا يَتَمَكَّنُ حَتَّى يَصِيرَ ثَلَاثَةَ أَحرف، فإِذا اشْتقوا مِنْهُ فِعْلًا أَدخلوا بَيْنَ الأُوليين هَمْزَةً لِئَلَّا تَتَوَالَى الدَّالَاتُ فَتَثْقُلَ فَيَقُولُونَ: دأْدَدَ يُدَأْدِدُ دأْددة؛ قَالَ: وَعَلَى قِيَاسِهِ قَوْلُ رُؤْبَةَ: يَعُدّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا، ... بَعْبَعَة مَرّاً، ومَرّاً بَأْبَبَا «4» وإِنما حَكَى خَرَسًا شَبَّهَ بِبَبٍ فَلَمْ يَسْتَقِمْ فِي التَّصْرِيفِ إِلَّا كَذَلِكَ «5» وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ فَحْلًا: يَسوقُها أَعْيَسُ هدَّارٌ بببْ، ... إِذا دَعاها أَقْبَلَتْ لَا تَتَّئِبْ . والدَّيْدنُ: الدأْب وَالْعَادَةُ، وَهِيَ الدَّيْدانُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَلَا يَزال عندَهُمْ حَفَّانُهُ، ... دَيْدانُهُمْ ذَاكَ، وَذَا دَيْدانُهُ . والدَّيْدَبُونُ: اللَّهْوُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: خَلُّوا طَريقَ الدَّيْدَبُونِ، فَقَدْ ... فَاتَ الصِّبا، وتَفاوَتَ البُجْر.

_ (3). قوله [مع الضحى ناشط] كذا بالأَصل، وفي القاموس في مادَّة ددد: آل الضحى ناشطٌ. (4). قوله [يعد] كذا بالأَصل مضبوطاً، والذي في شرح القاموس في مادة زغدب ونسبه للعجاج: يمد زأَراً. (5). قوله: وإِنما حكى إِلخ هكذا في الأَصل، والكلام غامض ولعل فيه سقطاً.

وَفِي النِّهَايَةِ: وَفِي الْحَدِيثِ خَرَجْت لَيْلَةً أَطُوف فإِذا أَنا بامرأَة تَقُولُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ عُدْتُ فوجدتُها ودَيْدانُها أَن تقولَ ذَلِكَ ؛ الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين: الْعَادَةُ، تَقُولُ: مَا زَالَ ذَلِكَ دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه وسَدَمه وهِجِّيرَه وهِجِّيراه واهْجِيراه ودُرابَتَه، قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَدَدَ اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ: مَا لِدَدٍ مَا لِدَدٍ ما لَهْ. دذن: الدَّاذِينُ: مَناورُ مِنْ خَشَب الأَرْز يُسْتَصبح بِهَا، وَهُوَ يُتَّخَذُ بِبِلَادِ الْعَرَبِ مِنْ شَجَرِ المَظّ، وَاللَّهُ أَعلم. درن: الدَّرَنُ: الوسَخ، وَقِيلَ: تَلَطُّخُ الْوَسَخِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا كَانَ إِلا كَدَرَنٍ بكَفِّي، يَعْنِي دَرَناً كَانَ بإِحدى يَدَيْهِ فَمَسْحَهَا بالأُخرى، يُضْرَبُ ذَلِكَ لِلشَّيْءِ العَجِل. وَقَدْ دَرِنَ الثوبُ، بِالْكَسْرِ، دَرَناً فَهُوَ دَرِن وأَدْرَنُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِن امْرُؤٌ دَغْمَرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ، ... سَلمت عِرْضاً ثَوبُه لَمْ يَدْكَنِ «1» وأَدْرَنَه صاحبُه. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: تُذْهِبُ الخَطايا كَمَا يُذهب الماءُ الدَّرَنَ أَي الوسخَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: وَلَمْ يُعطِ الهَرِمة وَلَا الدَّرِنة أَي الْجَرْبَاءَ، وأَصله مِنَ الْوَسَخِ. وَرَجُلٌ مِدْرانٌ: كَثِيرُ الدَّرَن؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مَدارِينُ إِن جاعُوا، وأَذْعَرُ مَن مَشى، ... إِذا الرَّوْضةُ الخضْراءُ ذَبّ غَدِيرُها . ذَبَّ: جَفّ فِي آخِرِ الجَزْءِ، والأُنثى مِدْرانٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الفرزدق: تَرَكُوا لتَغْلِبَ، إِذ رَأَوْا أَرماحَهُمْ، ... بِأَرابَ كُلَّ لَئِيمَةٍ مِدْرانِ . والدَّرينُ والدُّرانة: يَبيسُ الحشِيش وَكُلُّ حُطام مِنْ حَمْض أَو شَجَرٍ أَو أَحرار الْبُقُولِ وَذُكُورِهَا إِذا قَدُمَ، فَهُوَ دَرِين؛ قَالَ أَوس بْنُ مَغْراءِ السَّعدي: وَلَمْ يَجِدِ السَّوامُ لَدَى المَراعِي ... مَساماً يُرْتَجَى، إِلا الدَّرِينا . وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الدَّرِين النَّبْتُ الَّذِي أَتى عَلَيْهِ سَنَةٌ ثُمَّ جَفَّ، واليَبيسُ الْحَوْلِيُّ هُوَ الدَرِين. وَيُقَالُ: مَا فِي الأَرض مِنَ الْيَبِيسِ إِلا الدُّرانة. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرين حُطام المَرْعى إِذا قَدُم، وَهُوَ مَا بَلِيَ مِنَ الْحَشِيشِ، وقلَّما تَنْتَفِعُ بِهِ الإِبلُ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: وَنَحْنُ الحابِسُون بذِي أُراطَى، ... تسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينا . وأَدْرَنَت الإِبلُ: رَعَتِ الدَّرِين، وَذَلِكَ فِي الْجَدَبِ. وَحَطَبٌ مُدْرِنٌ: يَابِسٌ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: وإِذا سَقَطَ كَانَ دَرِيناً ؛ الدَّرِينُ حُطام الْمَرْعَى إِذا تَنَاثَرَ وَسَقَطَ عَلَى الأَرض. وَيُقَالُ للأَرض الْمُجْدِبَةِ: أُمُّ دَرِين؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ ونَغْتدي ... سَواءَيْن، والمَرْعى بأُمّ دَرِينِ . يَقُولُ: تعالَيْ نلزَم حُبَّنا، وإِن ضَاقَ الْعَيْشُ. وإِدْرَوْن الدَّابَّةِ: آريُّه. وَرَجَعَ الْفَرَسُ إِلى إِدْرَوْنه أَي آرِيِّهِ. والإِدْرَوْنُ: المَعْلَف. والإِدْرَوْن: الأَصل؛ قَالَ القُلاخ: وَمِثْلُ عَتَّابٍ رَدَدْنَاهُ إِلى ... إِدْرَوْنه ولُؤم أَصِّه على

_ (1). قوله [ثوبه لم يدكن] كذا في الأَصل هنا وفي مادة دكن، وتقدم في مادة دغمر: لونه لم يدكن.

أَلرّغْم مَوْطوءَ الْحَصَى مُذَلَّلا «1» قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَنْ جَعَلَ الْهَمْزَ فِي إِدرون فَاءَ الْمِثَالِ فَهِيَ رُبَاعِيَّةٌ مِثْلَ فِرْعون وبِرْذون، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالإِدْرَوْن الْخَبِيثَ مِنَ الأُصول، فَذَهَبَ أَن اشْتِقَاقَهُ مِنَ الدَّرَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقِيلَ: الإِدْرَوْن الدَّرَن، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مَعْرُوفًا. ورجَع إِلى إِدْرَوْنه أَي وطَنه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: مُلْحَقُ بِجِرْدَحْل وحِنْزَقْر، وَذَلِكَ أَن الْوَاوَ الَّتِي فِيهَا لَيْسَتْ مَدًّا لأَنَّ مَا قَبْلَهَا مَفْتُوحٌ، فَشَابَهَتِ الأُصول بِذَلِكَ فأُلحقت بِهَا. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ إِدْرَوْن شَرّ وطِمِرُّ شَرٍّ إِذا كَانَ نِهَايَةً فِي الشَّرِّ. والدَّرَان: الثَّعْلَبُ. وأَهل الْكُوفَةِ يُسمون الأَحمق دُرَيْنَة. ودُرَّانة: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ، وَهُوَ فُعْلانة. قَالَ الأَزهري: النُّونُ فِي الدُّرّانة إِن كَانَتْ أَصلية فَهِيَ فُعْلالة مِنَ الدَّرَن، وإِن كَانَتْ غَيْرَ أَصلية فَهِيَ فُعْلانة مِنَ الدُّرّ أَو الدَّرّ، كَمَا قَالُوا قُرّان مِنَ الْقُرَى وَمِنَ القَرين. ودَرْنا ودُرْنا، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: مَوْضِعٌ زَعَمُوا أَنه بِنَاحِيَةِ الْيَمَامَةِ؛ قَالَ الأَعشى: حَلَّ أَهلي ما بَيْن دُرْنا فبادُولى ... ، وحَلَّتْ عُلْوِيّةً بالسِّخالِ . وَقَالَ أَيضاً: فقلْتُ للشَّرْب فِي دُرْنا، وَقَدْ ثَمِلُوا: ... شِيمُوا، وكيفَ يَشِيمُ الشارِبُ الثَّمِلُ؟ وَرُوِيَ دَرْنا، بِالْفَتْحِ، وَالرَّجُلُ دُرْنِيّ والمرأَة دُرْنيَّة؛ وَقَالَ: وإِن طَحَنَتْ دُرْنِيّةٌ لِعيالِها، ... تَطَبْطَب ثَدْياها فطارَ طَحِينُها . ودارِينُ: مَوْضِعٌ أَيضاً، قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: أُلْقِيَ فِيهِ فِلْجانِ من مِسْك دارِينَ، ... وفِلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ . الْجَوْهَرِيُّ: ودارِينُ اسمُ فُرْضة بالبحرَيْن يُنْسَبُ إِليها المِسك، يُقَالُ: مسكُ دارينَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَسائحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبِغِلّةٌ، ... جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَمُّ خِلالَها . والنِّسْبةُ إِليها دارِيٌّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: كأَنَّ تَرِيكةً مِنْ ماءِ مُزْنٍ، ... ودارِيَّ الذَّكيِّ مِنَ المُدامِ وَقَالَ كُثَيِّر: أُفِيدَ عَلَيْهَا المِسْكُ، حَتَّى كأَنَّها ... لَطِيمةُ دارِيٍّ تَفَتَّق فارُها «2». دربن: الدَّرْبان والدِّرْبانُ والدُّرْبانُ: البوّابُ، فَارِسِيَّةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والدَّرابنة: الْبَوَّابُونَ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الْمُثَقَّبُ الْعَبْدِيِّ يَصِفُ نَاقَةً: فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِنْهَا، ... كدُكّانِ الدَّرابِنةِ المَطينِ . وَقِيلَ الدَّرَابِنَةُ التُّجار، وَقِيلَ: جَمْعُ الدِّرْبان، قَالَ: ودِرْبان قِيَاسُهُ عَلَى طَرِيقَةِ كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يَكُونَ وَزْنُهُ فَعْلان [فِعْلان]، وَنُونُهُ زَائِدَةٌ، وَلَا يَكُونُ أَصلًا لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فعْلال إِلا مضاعفاً. درحمن: ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّرَحْمِينُ، بِالْحَاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ، الرَّجُلُ الثَّقِيلُ؛ عَنِ الطُّوسِيِّ، وَقَالَ أَبو الطِّيبِ: هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ لَا غَيْرُ، قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ الرَّجُلُ الدَّاهِيَةُ يُقَالُ فِيهِ دُرَخْمين، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وأَما الرَّجُلُ الثَّقِيلُ فبالحاء لا غير.

_ (1). قوله [موطوء الحصى] الذي في التهذيب: موطوء الحمى. وقد قطع همزة الرغم مراعاة للوزن. (2). قوله [أفيد] كذا بالأَصل مضبوطاً، وأَنشده شارح القاموس: فيد، وهو الموافق لما قالوا في مادة فيد، وإِن كان عليه مخروماً.

درخبن: التَّهْذِيبُ: أَبو مَالِكٍ الدُّرَخْبيل والدُّرَخْبين الداهية. درخمن: الدُّرَخْمين، بِوَزْنِ شُرَحْبيل: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ كالدُّرَخْميل؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَنعَتُ مِنْ حَيّاتِ بُهْلٍ كُشُحينْ، ... صِلَّ صَفًا دَاهِيَةً دُرَخْمِينْ «1» . وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَقَالَ: تاحَ لَهُ أَعرَفُ ضَافِي العُثْنُون، ... فزَلَّ عَنْ داهيةٍ دُرَخْمِين، حَتْف الحُبارَيات والكَراوِين. والدُّرَخْمين: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَنعَتُ عَيْرَ عانةٍ دُرَخْمين. درقن: الدُّرَّاقِنُ: الخَوْخ الشَّامِيُّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدُّرّاقِنُ الْخَوْخُ بِلُغَةِ أَهل الشَّامِ. دشن: داشِنٌ: مُعَرَّبٌ، مِنَ الدَّشْن، وَهُوَ كَلَامٌ عِرَاقِيٍّ، وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ كأَنهم يَعْنُونَ بِهِ الثَّوْبَ الْجَدِيدَ الَّذِي لَمْ يُلبس، أَو الدَّارَ الْجَدِيدَةَ الَّتِي لَمْ تُسْكَنْ وَلَا اسْتُعْمِلَتْ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الداشِن والبُرْكة كِلَاهُمَا الدَّسْتارانُ، وَيُقَالُ: بُرْكة الطحان. دعن: الدَّعْن: سَعَف يُضَمُّ بَعْضِهِ إِلى بَعْضٍ ويُرَمَّلُ بالشَّريط وَيُبْسَطُ عَلَيْهِ التَّمْرُ، أَزْديّة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي تَفْسِيرِ شِعْرِ ابْنِ مُقبل: أُدْعِنَت الناقةُ وأُدعن الْجَمَلُ إِذا أُطيل رُكُوبُهُ حَتَّى يَهْلِك، رَوَاهُ بِالدَّالِ والنون. دعكن: الدِّعْكِنةُ: النَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقِيلَ: السَّمِينَةُ؛ وأَنشد: أَلا ارْحَلُوا دِعْكِنةً دِحَنَّهْ، ... بما ارْتَعى مُزْهِيةً مُغِنَّهْ . الأَزهري قَالَ: وَفِي النَّوَادِرِ رَجُلٌ دَعْكَنٌ دَمِثٌ حَسَنُ الخُلق. وبِرْذون دَعْكَنٌ قَرودٌ أَلْيَسُ بَيِّن اللَّيَس إِذا كان ذلولًا. دغن: دَغَنَ يومُنا: كدَجَن؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وإِنه لَيَوْمٌ ذُو دُغُنَّة كدُجُنَّة. ودُغَيْنة: الأَحمق، مَعْرِفَةٌ، ودُغَيْنة: اسْمُ امرأَة. اللَّيْثُ: يُقَالُ للأَحمق دُغَة ودُغَيْنة، وَيُقَالُ: إِنها كَانَتِ امرأَة حمقاء. دفن: الدَّفْن: السَّتْر والمُواراة، دَفَنه [دَفِنه] يَدْفِنُه دَفْناً وادَّفَنه فاندَفَن وتَدَفَّن فَهُوَ مَدْفون ودَفِين. والدِّفْن والدَّفينُ: الْمَدْفُونُ، وَالْجَمْعُ أَدفان ودُفَناء. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: امرأَة دَفين ودَفينة مِنْ نِسوة دَفْنى ودَفائِن. وركيَّةٌ دَفين: مُنْدفِنة، وَكَذَلِكَ مِدْفان، كأَنَّ الدَّفْن مِنْ فعْلها. وَرَكِيَّةٌ دَفين ودِفان إِذا انْدَفَنَ بعضُها، وَرَكَايَا دُفُن؛ قَالَ لَبِيدٌ: سُدُماً، قَلِيلًا عَهْدُه بأَنِيسه، ... مِنْ بَيْن أَصفَرَ ناصِعٍ ودِفان . والمِدْفان والدِّفْن: الرَّكِيّة أَو الْحَوْضُ أَو المَنْهل يَنْدَفِنُ، وَالْجَمْعُ دِفان ودُفُن. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: واجْتَهَرَ دُفُن الرَّواءِ ؛ الدُّفُن: جَمْعُ دَفين وَهُوَ الشَّيْءُ الْمَدْفُونُ. وأَرض دَفْنٌ: مَدْفونة، وَالْجَمْعُ أَيضاً دُفُن، وَمَاءٌ دِفان كَذَلِكَ. والدَّفْن والدِّفْنُ: بِئْرٌ أَو حَوْضٌ أَو مَنهل سَفَت الرِّيحُ فِيهِ التُّرَابَ حَتَّى ادَّفَن؛ وأَنشد: دَفْن وَطامٍ مَاؤُهُ كالجِرْيال. وادَّفن الشيءُ، عَلَى افْتَعَلَ، وَانْدَفَنَ بِمَعْنًى. وَدَاءٌ دَفين: لَا يُعْلم بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام:

_ (1). قوله [أَنعت إِلخ] كذا بالأَصل والصحاح مضبوطاً، والذي في معجم ياقوت: بهلكجين، بالضم ثم الفتح وسكون اللام وفتح الكاف وكسر الجيم وياء ساكنة ونون: موضع

قُمْ عَنِ الشَّمْسِ فإِنها تُظهِر الداءَ الدَّفِينَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الدَّاءُ المستَتر الَّذِي قهَرته الطبيعةُ، يَقُولُ: الشَّمْسُ تُعينُه عَلَى الطَّبِيعَةِ وتُظهِره بحرِّها، ودَفَن الميِّتَ وَارَاهُ، هَذَا الأَصل، ثُمَّ قَالُوا: دَفَن سِرَّه أَي كتمه. والدَّفينة: الشَّيْءُ تَدْفِنه؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ. والمِدْفن: السِّقاء الخَلَق. والمِدْفان: السِّقَاءُ الْبَالِي وَالْمَنْهَلُ الدَّفِينُ أَيضاً، وَهُوَ مِدْفان: بِمَنْزِلَةِ المَدْفون. والمِدْفان والدَّفون مِنَ الإِبل وَالنَّاسِ: الذاهبُ عَلَى وَجْهِهِ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ كَالْآبِقِ، وَقِيلَ: الدَّفون مِنَ الإِبل الَّتِي تَكُونُ وسَطهن إِذا وردَت، وَقَدْ دَفَنَتْ تَدْفِن دَفْناً. ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ دَفون إِذا كَانَتْ تَغِيبُ عَنِ الإِبل وَتَرْكَبُ رأْسها وَحْدَهَا، وَقَدِ ادَّفَنت نَاقَتُكُمْ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: حَسَب دَفونٌ إِذا لَمْ يَكُنْ مَشْهُورًا، وَرَجُلٌ دَفون. الْجَوْهَرِيُّ: نَاقَةٌ دَفون إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن تَكُونَ فِي وَسَطِ الإِبل، والتَّدافن: التَّكاتُم. يُقَالُ فِي الْحَدِيثِ: لَوْ تكاشَفْتم مَا تَدافَنْتم أَي لَوْ تكَشَّف عيبُ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ. وَبَقَرَةٌ دافِنة الجِذْم: وَهِيَ الَّتِي انسحَقت أَضراسُها مِنَ الْهَرَمِ. الأَصمعي: رَجُلٌ دَفين الْمُرُوءَةِ، ودَفْنُ الْمُرُوءَةِ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ مُرُوءَةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يُباري الرِّيحَ لَيْسَ بِجانِبِيٍّ، ... وَلَا دَفْنٌ مُروءَتُه لَئيم . والادِّفانُ: إِباقُ العَبد. وادَّفن العَبْدُ: أَبَق قَبْلَ أَن ينتهي به إِلى الْمِصْرِ الَّذِي يُباع فِيهِ، فإِن أَبَق مِنَ الْمِصْرِ فَهُوَ الإِباقُ، وَقِيلَ: الادِّفانُ أَن يَرُوغَ مِنْ مَوالِيه الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَغِيبَ مِنَ الْمِصْرِ فِي غَيْبَتِهِ، وَعَبْدٌ دَفون: فَعُول لِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ شُريح: أَنه كَانَ لَا يَرُدّ العبدَ مِنَ الادِّفان وَيَرُدُّهُ مِنَ الإِباق الباتِ ، وَفَسَّرَهُ أَبو زَيْدٍ وأَبو عُبَيْدَةَ بِمَا قَدَّمْنَاهُ قَبْلَ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَرُونَ بِسَنَدِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْح قَالَ يَزِيدُ: الادِّفانُ أَن يأْبَق الْعَبْدُ قَبْلَ أَن يُنتهى به إِلى الْمِصْرِ الَّذِي يُبَاعُ فِيهِ، فإِن أَبق مِنَ الْمِصْرِ فَهُوَ الإِباق الَّذِي يُرَدُّ مِنْهُ فِي الحُكم، وإِن لَمْ يَغِب عَنِ الْمِصْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والقولُ مَا قَالَهُ أَبو زَيْدٍ وأَبو عُبَيْدَةَ وَالْحَكَمُ عَلَى ذَلِكَ، لأَنه إِذا غَابَ عَنْ مَوَالِيهِ فِي الْمِصْرِ اليومَ وَالْيَوْمَيْنِ فَلَيْسَ بإِباقٍ باتٍّ، قَالَ: وَلَسْتُ أَدري مَا أَوْحَشَ أَبا عُبَيْدٍ مِنْ هَذَا، وَهُوَ الصَّوَابُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: الادِّفانُ هُوَ أَن يَخْتفي العبدُ عَنْ مَوَالِيهِ اليومَ واليومَيْن وَلَا يَغيبَ عَنِ الْمِصْرِ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الدَّفْن لأَنه يَدْفِن نفْسه فِي الْبَلَدِ أَي يكتُمُها، والإِباقُ هُوَ أَن يَهْرُب مِنَ المِصْر، وَالْبَاتُّ الْقَاطِعِ الَّذِي لَا شُبْهة فِيهِ. وَالدَّاءُ الدَّفِين: الَّذِي يظْهَر بَعْدَ الْخَفَاءِ وَيَفْشُو مِنْهُ شَرّ وعَرٌّ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: دَاءٌ دَفِن، وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى النَّسَبِ كَرَجُلٍ نَهِر؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمُهاصر بْنِ الْمَحَلِّ وَوَقَفَ عَلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالْكُوفَةِ وَهُوَ يَكْتُبُ الزَّمْنى: إِن يَكْتبوا الزَّمْنى، فإِنِّي لَطَمِنْ ... مِنْ ظاهِر الدَّاء، وداءٍ مُسْتَكِنْ وَلَا يَكادُ يَبْرَأُ الدَّاءُ الدَّفِنْ . والدَّاء الدَّفين: الَّذِي لَا يُعلم بِهِ حَتَّى يَظْهَرَ مِنْهُ شَرّ وعَرّ. وَالدَّفَائِنُ: الْكُنُوزُ، وَاحِدَتُهَا دَفِينة. والدَّفَنِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ مِنَ الثِّيَابِ المُخَطَّطة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: الواطِئينَ عَلَى صُدورِ نِعَالِهِمْ، ... يَمْشُونَ فِي الدَّفَنِيِّ والأَبْرادِ . والدَّفِينُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الحَذْلَميّ: إِلى نُقاوى أَمْعَزِ الدَّفِين.

والدَّفِينة والدَّثِينةُ: مَنْزِلٌ لِبَنِي سُلَيْمٍ. والدَّفافين: خَشَبُ السَّفِينَةِ، وَاحِدُهَا دُفَّان؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. ودَوْفَن: اسْمٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدْري أَرجل أَم مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وعَلِمتُ أَني قَدْ مُنِيتُ بِنئْطِلٍ، ... إِذ قِيلَ كَانَ منَ الِ دَوْفَنَ قُمَّسُ . قَالَ: فإِن كَانَ رَجُلًا فَعَسَى أَن يَكُونَ أَعجَمياً فَلَمْ يَصْرفْه، أَو لَعَلَّ الشَّاعِرَ احْتَاجَ إِلى تَرْكِ صَرفه فَلَمْ يَصْرِفه، فإِنه رأْيٌ لِبَعْضِ النَّحويين، وإِن كَانَ عَنَى قَبِيلَةً أَو امرأَة أَو بُقْعة فَحُكْمُهُ أَن لَا يَنْصَرِفَ وَهَذَا بَيِّنٌ وَاضِحٌ. دقن: الدِّقْدانُ والدِّيقان: أَثافي القدر. دكن: الدَّكْن والدَّكَن والدُّكْنة: لَوْنُ الأَدْكن كَلَوْنِ الخَزِّ الَّذِي يضربُ إِلى الغُبرة بَيْنَ الْحُمْرَةِ وَالسَّوَادِ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ، دَكِن يَدْكَن دَكَناً وأَدْكَن وَهُوَ أَدْكَنُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يُخَاطِبُ بِلَالَ بْنَ أَبي بُرْدة: فَاللَّهُ يَجْزِيكَ جَزاءَ المُحْسِنِ، ... عن الشرِيف والضعِيفِ الأَوْهَنِ سَلمتَ عِرْضًا ثوبُه لَمْ يَدْكَن، ... وَصَافِيًا غَمْرَ الحِبا لَمْ يَدْمَنِ والشيءُ أَدْكَنُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أُغْلي السِّباءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقٍ، ... أَو جَوْنةٍ فُدِحَت وفُضّ خِتامُها «2» . يَعْنِي زِقّاً قَدْ صَلَح وَجَادَ فِي لَوْنِهِ وَرَائِحَتِهِ لعِتْقه. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: أَنّها أَوْقَدت القِدْرَ حَتَّى دَكِنَت ثِيابُها ؛ دَكِن الثوبُ إِذا اتَّسَخَ واغبرَّ لونُه يَدْكَنُ دَكَناً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم خَالِدٍ فِي الْقَمِيصِ: حَتَّى دَكِن ؛ وَفِي قَصِيدَةٍ مُدح بِهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ «3». صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عليٌّ لَهُ فضلانِ: فضلُ قرابةٍ، ... وفضْلٌ بنَصْلِ السَّيْفِ والسُّمُرِ الدُّكْلِ . قَالَ: الدُّكْل والدُّكْن وَاحِدٌ، يريدُ لونَ الرِّمَاحِ. ودَكَن المتاعَ يَدْكُنه دَكْناً ودَكَّنه: نَضّد بعضَه عَلَى بَعْضٍ؛ وَمِنْهُ الدُّكان مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَهُوَ عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ مُشْتَقٌّ مِنَ الدَّكَّاء، وَهِيَ الأَرض المُنبسطة، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، والدُّكّان فُعّال، وَالْفِعْلُ التَّدْكِين. الْجَوْهَرِيُّ: الدُّكَّان وَاحِدُ الدَّكَاكِينِ، وَهِيَ الْحَوَانِيتُ، فَارِسِيٌّ معرَّب. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فبَنَيْنا لَهُ دُكَّاناً مِنْ طِينٍ يَجْلِسُ عَلَيْهِ ؛ الدُّكَّان: الدّكَّة المبنِيَّة لِلْجُلُوسِ عَلَيْهَا، قَالَ: وَالنُّونُ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعلُها أَصلًا، وَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُهَا زَائِدَةً. ودَكَّن الدُّكَّانَ: عَمِله. وَثَرِيدَةٌ دَكْناء: وَهِيَ الَّتِي عَلَيْهَا مِنَ الأَبزار، مَا دَكَّنها مِنَ الفُلْفُل وَغَيْرِهِ. والدُّكَيْناء، مَمْدُودٌ: دُوَيْبَّة مِنْ أَحناش الأَرض. ودُكَيْن ودَوْكَن: اسمان. دلن: دَلان: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ، وَقَدْ أُميت أَصل بنائه. دمن: دِمْنةُ الدَّارِ: أَثَرُها. والدِّمْنة: آثارُ النَّاسِ وَمَا سَوَّدوا، وَقِيلَ: مَا سَوَّدوا مِنْ آثَارِ البَعَر وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ دِمَن، عَلَى بَابِهِ، ودِمْنٌ، الأَخيرة كسِدْرة وسِدْر. والدِّمْن: البَعَر. ودَمَّنتِ الماشيةُ المكانَ: بَعَرت فِيهِ وَبَالَتْ. ودَمَّن الشاءُ الْمَاءَ، هَذَا مِنَ البَعَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَقَرَةً وَحْشِيَّةً:

_ (2). قوله [فدحت] بالحاء المهملة في الأَصل والصحاح، ولعلها بالخاء المعجمة أَو الدال مبدلة من التاء المثناة من فوق (3). قوله [مدح بها سيدنا إِلخ] الذي في النهاية: مدح بها أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم

إِذا مَا عَلاها راكِبُ الصّيْفِ لَمْ يَزَلْ ... يَرَى نَعْجةً فِي مَرْتَع، فيُثيرُها مُوَلَّعةً خَنْساءَ ليْستْ بنعْجة، ... يُدَمِّن أَجْوافَ المِياه وَقِيرُها . ودَمّن القومُ الموضعَ: سَوَّدُوهُ وأَثَّروا فِيهِ بالدِّمْن؛ قَالَ عَبيد بْنُ الأَبرص: مَنْزِلٌ دَمّنه آباؤُنا المُورثُون ... المَجْدَ فِي أُولى اللَّيالي . وَالْمَاءُ مُتَدَمِّن إِذا سقَطَت فِيهِ أَبعار الغَنَم والإِبل. والدِّمْن: مَا تَلَبَّد مِنَ السِّرقِينِ وَصَارَ كِرْساً عَلَى وَجْهِ الأَرض. والدِّمْنة: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَلْتبدُ فِيهِ السِّرقِين، وَكَذَلِكَ مَا اخْتَلَطَ مِنَ الْبَعْرِ وَالطِّينِ عِنْدَ الْحَوْضِ فتَلَبَّد. الصِّحَاحُ: الدِّمْن البَعر؛ قَالَ لَبِيدٌ: راسِخُ الدِّمْن عَلَى أَعضادِه، ... ثَلَمَتْه كُلُّ رِيحٍ وسَبَلْ . ودمَنْتُ الأَرضَ: مِثْلُ دَمَلْتها، وَقِيلَ: الدِّمْن اسْمٌ لِلْجِنْسِ مِثْلُ السِّدْر اسْمٌ لِلْجِنْسِ. والدِّمَن: جَمْعُ دِمْنة، ودِمْنٌ «1». وَيُقَالُ: فُلَانٌ دِمْنُ مالٍ كَمَا يُقَالُ إِزاءُ مالٍ. والدِّمْنة: الْمَوْضِعُ الْقَرِيبُ مِنَ الدَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَن، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: المرأَة الْحَسْنَاءُ فِي المَنْبت السُّوء ؛ شَبَّهَ المرأَة بِمَا يَنْبُتُ فِي الدِّمَن مِنَ الكلأِ يُرى لَهُ غَضارة وَهُوَ وَبيء المرْعى مُنْتِن الأَصل؛ قَالَ زُفَر بْنُ الْحَرْثِ: وَقَدْ يَنْبُت المَرْعى عَلَى دِمَن الثَّرَى، ... وتَبْقى حَزازاتُ النُّفوسِ كَمَا هيَا والدِّمْنة: الْحِقْدُ المُدَمِّن لِلصَّدْرِ، وَالْجَمْعُ دِمن، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الْحِقْدُ دِمْنة حَتَّى يأْتي عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَقَدْ دَمِن عَلَيْهِ. وَقَدْ دَمِنَت قلوبُهم، بِالْكَسْرِ، ودَمِنْت عَلَى فُلَانٍ أَي ضَغِنْت؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: أَراد فسادَ النَّسَب إِذا خِيفَ أَن تَكُونَ لِغَيْرِ رِشْدة، وإِنما جَعَلَهَا خَضْرَاءَ الدِّمَن تَشْبِيهًا بِالْبَقْلَةِ النَّاضِرَةِ فِي دِمْنَةِ الْبَعَرِ، وأَصل الدِّمْن مَا تُدَمِّنه الإِبل وَالْغَنَمُ مِنْ أَبعارها وأَبوالها أَي تُلَبِّده فِي مَرَابِضِهَا، فَرُبَّمَا نَبَتَ فِيهَا النباتُ الْحَسَنُ النَّضِير، وأَصله مِنْ دِمْنة، يقول: فَمَنظَرُها أَنيق حَسَنٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فيَنْبُتون نباتَ الدِّمْن فِي السَّيْلِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِكَسْرِ الدَّالِ وَسُكُونِ الْمِيمِ، يُرِيدُ الْبَعْرَ لِسُرْعَةِ مَا يَنْبُتُ فِيهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: فأَتينا عَلَى جُدْجُد مُتَدَمِّن أَي بِئْرٍ حَوْلَهَا الدِّمْنة. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانَ لَا يَرَى بأْساً بِالصَّلَاةِ فِي دِمْنة الْغَنَمِ. والدِّمنة: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، وَجَمْعُهَا دِمْن؛ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَة: تُرادى عَلَى دِمْن الحِياضِ، فإِن تَعَفْ ... فإِنّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكوبُ . والدَّمْن والدَّمان: عَفَن النَّخْلَةِ وسوادُها، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُنسِغَ النَّخْلُ عَنْ عَفَن وَسَوَادٍ. الأَصمعي: إِذا أَنْسَغَت النَّخْلَةُ عَنْ عَفَنٍ وَسَوَادٍ قِيلَ قَدْ أَصابه الدَّمَان، بِالْفَتْحِ. وَقَالَ ابْنُ أَبي الزِّناد: هُوَ الأَدَمانُ. وَقَالَ شِمْرٌ: الصَّحِيحُ إِذا انْشَقَّت النخلةُ عَنْ عَفَنٍ لَا أَنْسَغَت، قَالَ: والإِنْساغ أَن تُقْطَع الشجرةُ ثُمَّ تَنْبت بَعْدَ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا يَتَبايَعُون الثِّمَار قَبْلَ أَن يَبْدُو صَلاحُها، فإِذا جَاءَ التَّقَاضِي قَالُوا أَصاب الثمرَ الدَّمانُ ؛ هُوَ بِالْفَتْحِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ فَسَادُ الثَّمَرِ وعفَنُه قَبْلَ إِدراكه حَتَّى يَسْوَدَّ، مِنَ الدِّمْن وَهُوَ السِّرْقِينُ. وَيُقَالُ: إِذا أَطلعت النَّخْلَةُ عَنْ عَفَن وَسَوَادٍ قِيلَ أَصابها الدَّمانُ، وَيُقَالُ: الدَّمال أَيضاً، بِاللَّامِ وفتح الدال بمعناه؛ ابن الأَثير: كذا

_ (1). قوله [ودمن] بالرفع عطف على والدمن

قَيَّدَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ بِالْفَتْحِ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي غَرِيبِ الْخَطَّابِيِّ بِالضَّمِّ، قَالَ: وكأَنه أَشبه لأَن مَا كَانَ مِنْ الأَدواء وَالْعَاهَاتِ فَهُوَ بِالضَّمِّ كالسُّعال والنُّحاز والزُّكام. وَقَدْ جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: القُشام والمُراض، وَهُمَا مِنْ آفَاتِ الثَّمَرَةِ، وَلَا خِلَافَ فِي ضمِّهما، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَيُرْوَى الدَّمار، بِالرَّاءِ، قَالَ: وَلَا مَعْنَى لَهُ. والدَّمان: الرَّماد. والدَّمان: السّرْجين. والدَّمان: الَّذِي يُسَرقِنُ الأَرضَ أَي يَدْبِلها ويَزْبِلُها. وأَدْمَن الشرابَ وغيرَه: لَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فَقُلنا: أَمِن قبَرْ خَرَجْتَ سَكَنْتَه؟ ... لكَ الوَيْلُ أَم أَدْمَنْتَ جُحْرَ الثَّعالب؟ مَعْنَاهُ: لزمتَه وأَدْمَنْت سُكناه، وكأَنه أَراد أَدْمنْت سُكنى جُحْر الثَّعَالِبِ لأَن الإِدْمان لَا يَقَعُ إِلا عَلَى الأَعراض. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُدْمِنُ الشُّرب وَالْخَمْرَ إِذا لزِم شُرْبَهَا. يُقَالُ: فُلَانٌ يُدْمِنُ كَذَا أَي يُديمه. ومُدْمِن الْخَمْرِ الَّذِي لَا يُقْلع عَنْ شُرْبِهَا. يُقَالُ: فُلَانٌ مُدْمن خَمْرٍ أَي مُداومُ شربِها. قَالَ الأَزهري: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ دَمْنِ الْبَعْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مُدْمِن الْخَمْرِ كَعَابِدِ الوثَن ؛ هُوَ الَّذِي يُعاقِر شُرْبَهَا وَيُلَازِمُهُ وَلَا يَنْفَكُّ عَنْهُ، وَهَذَا تَغْلِيظٌ فِي أَمرها وتحريمِهِ. وَيُقَالُ: دَمَّن فُلَانٌ فِناءَ فُلَانٍ تَدْمِيناً إِذا غَشِيَهُ وَلَزِمَهُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: أَرْعى الأَمانةَ لَا أَخُونُ وَلَا أُرى، ... أَبداً، أُدَمِّن عَرْصَة الإِخْوانِ «1» ودَمَّن الرجلَ: رخَّص لَهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمُدَمَّن: أَرض. ودَمُّون؛ بِالتَّشْدِيدِ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: أَرض؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ وأَنشد لإمرئ الْقَيْسِ: تَطاولَ الليلُ عَلَيْنَا دَمُّونْ، ... دَمُّون إِنَّا مَعشَرٌ يمانُونْ، وإِنَّنا لأَهْلِنا مُحِبُّونْ . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدُّمَيْنة: من شعرائهم. دنن: الدَّنّ: مَا عَظُم مِنَ الرَّواقِيد، وَهُوَ كَهَيْئَةِ الحُبّ إِلا أَنه أَطول مُسْتَوي الصَّنْعة فِي أَسفله كَهَيْئَةِ قَوْنَس الْبَيْضَةِ، وَالْجَمْعُ الدِّنان وَهِيَ الحِباب، وَقِيلَ: الدَّنُّ أَصغر مِنَ الحُبّ، لَهُ عُسْعُس فَلَا يَقْعُدُ إِلا أَن يُحْفَر لَهُ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الدَّنُّ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ؛ وأَنشد: وقابلَها الرِّيحُ فِي دَنِّها، ... وصلَّى عَلَى دَنِّها وارْتَسَمْ . وَجَمْعُهُ دِنان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ للدَّنِّ الإِقنيز، عَرَبِيَّةٌ. والدَّنَن: انحناءٌ فِي الظَّهْرِ، وَهُوَ فِي العُنُق والصَّدر دُنُوٌّ وتطأْطُؤ وتطامُن مِنْ أَصلها خِلْقَةً؛ رَجُلٌ أَدَنُّ وامرأَة دَنَّاء، وَكَذَلِكَ الدابَّة وَكُلُّ ذِي أَربع. وَكَانَ الأَصمعيّ يَقُولُ: لَمْ يَسْبِق أَدَنّ قَطُّ إِلا أَدَنَّ بَنِي يَرْبوع. أَبو الْهَيْثَمِ: الأَدَنُّ مِنَ الدَّوَابِّ الَّذِي يَدَاهُ قَصِيرَتَانِ وعنقُه قَرِيبٌ مِنَ الأَرض؛ وأَنشد: بَرَّحَ بالصِّينيّ طُولُ المَنِّ، ... وسَيْرُ كلِّ راكبٍ أَدَنِّ، مُعْتَرضٍ مِثْلَ اعتراضِ الطُّنّ . الطُّنّ: العِلاوة الَّتِي تَكُونُ فَوْقَ العِدْلين؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: لَا دَنَنٌ فِيهِ وَلَا إِخْطافُ والإِخْطاف: صِغَر الْجَوْفِ، وَهُوَ شَرُّ عُيُوب الْخَيْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَدَنّ الَّذِي كأَن صُلْبَه

_ (1). قوله [عرصة الإِخوان] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في التكملة: عرصة الخوَّان.

دَنّ؛ وأَنشد: قَدْ خَطِئَتْ أُمُّ خُثَيْمٍ بأَدَنْ، ... بناتِئ الجَبْهة مَفْسُوءِ القَطَنْ . قَالَ: والفَسأُ دُخول الصُّلْبِ، والفَقَأ خُرُوجُ الصدْر. وَيُقَالُ: دَنُّ وأَدْنَنُ وأَدَنُّ ودِنَّانٌ ودِنَنَةٌ. أَبو زَيْدٍ: الأَدَنُّ الْبَعِيرُ المائِل قُدُماً وَفِي يَدَيْهِ قِصَرٌ، وَهُوَ الدَّنَن. وَفَرَسٌ أَدَنّ بيِّن الدَّنَن: قَصِيرُ الْيَدَيْنِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَمِنْ أَسوإِ الْعُيُوبِ الدَّنَنُ فِي كُلِّ ذِي أَربع، وَهُوَ دُنُوّ الصَّدْرِ مِنَ الأَرض. وَرَجُلٌ أَدَنُّ أَي مُنْحني الظَّهْرِ. وَبَيْتٌ أَدَنّ أَي مُتَطَامِنٌ. والدَّنِين والدِّنْدِن والدَّنْدنة: صَوْتُ الذُّبَابِ وَالنَّحْلِ وَالزَّنَابِيرِ وَنَحْوِهَا مِنْ هَيْنَمة الْكَلَامِ الَّذِي لَا يُفهم؛ وأَنشد: كدَنْدنةِ النَّحلِ فِي الخَشْرَمِ . الْجَوْهَرِيُّ: الدَّنْدَنة أَن تَسْمَعَ مِنَ الرَّجُلِ نَغْمة وَلَا تَفْهَمَ مَا يَقُولُ، وَقِيلَ: الدَّنْدنة الْكَلَامُ الْخَفِيُّ. وسأَل النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، رَجُلًا: مَا تَقُولُ فِي التَّشَهُّدِ؟ قَالَ: أَسأَل اللَّهَ الْجَنَّةَ وأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، فأَمَّا دَنْدنتك ودَنْدَنةُ مُعَاذٍ فَلَا نُحْسِنُهَا، فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: حَوْلَهُمَا نُدَنْدِن ، وَرُوِيَ: عَنْهُمَا نُدَنْدِن. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الدَّنْدنة أَن يَتكلَّم الرَّجُلُ بِالْكَلَامِ تَسْمَعُ نَغْمته وَلَا تَفْهَمُهُ عَنْهُ لأَنه يُخْفيه، والهَيْنمة نَحْوٌ مِنْهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ الدَّنْدنة أَرفع مِنَ الهيْنمة قَلِيلًا، وَالضَّمِيرُ فِي حولَهما لِلْجَنَّةِ وَالنَّارِ أَي فِي طَلَبِهِمَا نُدَنْدن، وَمِنْهُ: دَنْدَن إِذا اخْتَلَفَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ مَجِيئًا وذَهاباً، وأَمّا عَنْهُمَا نُدَنْدِن فَمَعْنَاهُ أَن دَنْدَنتنا صَادِرَةٌ عَنْهُمَا وَكَائِنَةٌ بِسَبَبِهِمَا. شِمْرٌ: طَنْطَن طَنْطَنة ودَنْدن دَنْدَنة بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: نُدَنْدِن مِثْلَ دَنْدَنةِ الذُّباب . وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ حَوْلَهُمَا نُدَنْدِنُ: أَي نَدُورُ. يُقَالُ: نُدَنْدِنُ حَوْلَ الْمَاءِ ونَحُوم ونُرَهْسِم. والدَّندنة: الصَّوْتُ وَالْكَلَامُ الَّذِي لَا يُفْهَمُ، وَكَذَلِكَ الدِّنْدان مِثْلُ الدَّنْدنة؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وللبَعوضِ فَوْقَنَا دِنْدانُ قَالَ الأَصمعي: يَحْتَمِلُ أَن يكونَ مِنَ الصَّوْتِ وَمِنَ الدَّوَران. والدِّنْدِن، بِالْكَسْرِ: مَا بَلِي وَاسْوَدَّ مِنَ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ، وَخَصَّ بِهِ بعضُهم حُطام البُهْمَى إِذا اسْوَدَّ وقَدُم، وَقِيلَ: هِيَ أُصول الشَّجَرِ الْبَالِي؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: المالُ يَغْشَى أُناساً لَا طباخَ لهُم، ... كالسَّيْل يَغْشَى أُصولَ الدِّنْدِن الْبَالِي . الأَصمعي: إِذا اسْودَّ الْيَبِيسُ مِنَ القِدَم فَهُوَ الدِّنْدِن؛ وأَنشد: مِثْلُ الدِّنْدِن الْبَالِي . والدِّنْدِن: أُصول الشَّجَرِ. ابْنُ الْفَرَجِ: أَدَنَّ الرجلُ بِالْمَكَانِ إِدْناناً وأَبَنَّ إِبْناناً إِذا أَقام، وَمِثْلُهُ مِمَّا تَعَاقَبَ فِيهِ الْبَاءِ وَالدَّالُ انْدَرَى وانْبَرَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو الدِّنْدِن الصِّلِّيان المُحِيل، تَمِيمِيَّةٌ ثَابِتَةٌ. والدَّنَنُ اسْمُ بَلَدٍ بِعَيْنِهِ. دهن: الدُّهْن: مَعْرُوفٌ. دَهَن رأْسه وَغَيْرَهُ يَدْهُنه دَهْناً: بلَّه، وَالِاسْمُ الدُّهْن، وَالْجَمْعُ أَدْهان ودِهان. وَفِي حَدِيثِ سَمُرة: فيخرجُون مِنْهُ كأَنما دُهنوا بالدِّهان ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ بنِ مَلْحان: كُنْتُ إِذا رأَيته كأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ الدِّهانَ. والدُّهْنة: الطَّائِفَةُ مِنَ الدُّهْن؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

فَمَا رِيحُ رَيْحانٍ بِمِسْكٍ بعنبرٍ، ... برَنْدٍ بكافورٍ بدُهْنةِ بانِ، بأَطيبَ مِنْ رَيَّا حَبِيبِي لَوْ أَنَّنِي ... وجدتُ حَبِيبِي خَالِيًا بمكانِ . وَقَدِ ادَّهَن بالدُّهْن. وَيُقَالُ: دَهَنْتُه بالدِّهان أَدْهُنه وتَدَهّن هُوَ وادَّهن أَيضاً، عَلَى افْتعل، إِذا تَطَلَّى بالدُّهن. التَّهْذِيبُ: الدُّهن الِاسْمُ، والدَّهْن الْفِعْلُ المُجاوِز، والادِّهان الْفِعْلُ اللَّازِمُ، والدَّهَّان: الَّذِي يَبِيعُ الدُّهن. وَفِي حَدِيثِ هِرَقْلَ: وإِلى جَانِبِهِ صورةٌ تُشبِهه إِلَّا أَنه مُدْهانّ الرأْس أَي دَهِين الشَّعْرِ كالمُصْفارّ والمُحْمارّ. والمُدْهُن، بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ: آلَةُ الدُّهْن، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْبُ عَلَى مُفْعُل مِمَّا يُستعمَل مِنَ الأَدوات، وَالْجَمْعُ مَداهن. اللَّيْثُ: المُدْهُن كَانَ فِي الأَصل مِدْهناً، فَلَمَّا كَثُرَ فِي الْكَلَامِ ضَمُّوهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا كَانَ عَلَى مِفْعل ومِفْعلة مِمَّا يُعْتَمل بِهِ فَهُوَ مَكْسُورُ الْمِيمِ نَحْوَ مِخْرَز ومِقْطَع ومِسَلّ ومِخَدة، إِلا أَحرفاً جَاءَتْ نَوَادِرَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ وَهِيَ: مُدْهُن ومُسْعُط ومُنْخُل ومُكْحُل ومُنْضُل، وَالْقِيَاسُ مِدْهَن ومِنْخَل ومِسْعَط ومِكْحَل. وتَمَدْهن الرَّجُلُ إِذا أَخذ مُدْهُناً. ولِحْية دَهِين: مَدْهونة. والدَّهْن والدُّهن مِنَ الْمَطَرِ: قدرُ مَا يَبُلّ وجهَ الأَرض، وَالْجَمْعُ دِهان. ودَهَن المطرُ الأَرضَ: بلَّها بَلًّا يَسِيرًا. اللَّيْثُ: الأَدْهان الأَمطار اللَّيِّنة، وَاحِدُهَا دُهْن. أَبو زَيْدٍ: الدِّهَان الأَمْطار الضَّعِيفَةُ، وَاحِدُهَا دُهْن، بِالضَّمِّ. يُقَالُ: دهَنَها وَلْيُها، فَهِيَ مَدْهُونة. وَقَوْمٌ مُدَهَّنون، بِتَشْدِيدِ الْهَاءِ: عَلَيْهِمْ آثَارُ النِّعَم. اللَّيْثُ: رَجُلٌ دَهِين ضَعِيفٌ. وَيُقَالُ: أَتيت بأَمر دَهِين؛ قَالَ ابْنُ عَرَادة: لِيَنْتَزعُوا تُراثَ بَنِي تَمِيم، ... لَقَدْ ظَنُّوا بِنَا ظَنًّا دَهِينا والدَّهين مِنَ الإِبل: النَّاقَةُ البَكيئة الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ الَّتِي يُمْرَى ضرعُها فَلَا يَدِرّ قَطرةً، وَالْجَمْعُ دُهُن؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَهْجُو أُمه: جَزاكِ اللهُ شَرًّا مِنْ عجوزٍ، ... ولَقَّاكِ العُقوقَ مِنَ الَبنينِ لِسانُكِ مِبْرَدٌ لَا عَيْبَ فِيهِ، ... ودَرُّكِ دَرُّ جاذبةٍ دَهينِ «2» . وأَنشد الأَزهري لِلْمُثَقَّبِ: تَسُدُّ، بمَضْرَحيِّ اللَّوْنِ جَثْلٍ، ... خَوايَةَ فرْج مِقْلاتٍ دَهينِ . وَقَدْ دَهُنت ودهَنَت تَدْهُن دَهانة. وَفَحْلٌ دَهِين: لَا يَكاد يُلْقِح أَصلًا كأَنَّ ذَلِكَ لقلَّة مَائِهِ، وإِذا أَلقَح فِي أَول قَرْعِه فَهُوَ قَبِيس. والمُدْهُن: نُقْرَةٌ فِي الْجَبَلِ يَسْتَنْقِع فِيهَا الْمَاءُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والمُدْهُن مُسْتَنْقَع الْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَوْضِعٍ حَفَرَهُ سَيْلٌ أَو مَاءٌ واكفٌ فِي حَجَر. وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ «3». نَشِفَ المُدْهُن وَيَبِسَ الجِعْثِن ؛ هُوَ نُقْرَةٌ فِي الْجَبَلِ يَستنقِع فِيهَا الْمَاءُ ويَجتمع فِيهَا الْمَطَرُ. أَبو عَمْرٍو: المَداهن نُقَر في رؤوس الْجِبَالِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَاحِدُهَا مُدْهُن؛ قَالَ أَوس: يُقَلِّبُ قَيْدوداً كأَنَّ سَراتَها ... صَفَا مُدْهُنٍ، قَدْ زَلَّقته الزَّحالِفُ وَفِي الْحَدِيثِ: كأَنَّ وجهَه مُدْهُنة ؛ هِيَ تأْنيث المُدْهُن، شَبَّهَ وجهَه لإِشْراق السُّرُورِ عَلَيْهِ بِصَفَاءِ الْمَاءِ الْمُجْتَمِعِ فِي الْحَجَرِ؛ قَالَ ابن الأَثير: والمُدْهُن

_ (2). قوله [مِبْرَدٌ لَا عَيْبَ فِيهِ] قال الصاغاني: الرواية مبرد لم يبق شيئاً (3). قوله [ومنه حديث الزهري] تبع فيه الجوهري، وقال الصاغاني: الصواب النهدي، بالنون والدال، وهو طهفة بن زهير

أَيضاً والمُدْهُنة مَا يُجْعَلُ فِيهِ الدُّهن فَيَكُونُ قَدْ شبَّهه بِصَفَاءِ الدُّهْن، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ نُسَخِ مُسْلِمٍ: كأَنَّ وجهَه مُذْهبَة، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والمُداهَنة والإِدْهانُ: المُصانَعة واللِّين، وَقِيلَ: المُداهَنة إِظهارُ خِلَافِ مَا يُضمِر. والإِدْهانُ: الغِش. ودَهَن الرجلُ إِذا نَافَقَ. ودَهَن غلامَه إِذا ضَرَبَهُ، ودهَنه بِالْعَصَا يَدْهُنه دَهْناً: ضَرَبَهُ بِهَا، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ مسَحَه بِالْعَصَا وَبِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَهُ برِفْق. الْجَوْهَرِيُّ: والمُداهَنة والإِدْهان كالمُصانعة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ . وَقَالَ قَوْمٌ: داهَنت بِمَعْنَى وَارَيْتَ، وأَدْهَنت بِمَعْنَى غَشَشْت. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ، ودُّوا لَوْ تَكْفُر فَيَكْفُرُونَ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ؛ أَي مُكَذِّبون، وَيُقَالُ: كَافِرُونَ. وَقَوْلُهُ: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ، وَدُّوا لَوْ تَلِينُ فِي دِينك فيَلِينون. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الإِدْهان المُقاربَة فِي الْكَلَامِ والتَّليين فِي الْقَوْلِ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ؛ أَي ودُّوا لَوْ تُصانِعهم فِي الدِّين فيُصانِعوك. اللَّيْثُ: الإِدْهان اللِّين. والمُداهِن: المُصانع؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَفِي الحِلْمِ إِدْهان، وَفِي العَفْوِ دُرْبةٌ، ... وَفِي الصِّدْق مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ، فاصْدُقِ . وَقَالَ أَبو بَكْرٍ الأَنباري: أَصل الإِدْهان الإِبْقاء؛ يُقَالُ: لَا تُدْهِنْ عَلَيْهِ أَي لَا تُبْقِ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مَا أَدهنت إِلا عَلَى نَفْسِكَ أَي مَا أَبقيت، بِالدَّالِ. وَيُقَالُ: مَا أَرْهَيت ذَلِكَ أَي مَا تَرَكْتَهُ سَاكِنًا، والإِرهاء: الإِسكان. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَى داهَن وأَدْهن أَي أَظهر خِلَافَ مَا أَضمر، فكأَنه بيَّن الْكَذِبَ عَلَى نَفْسِهِ. والدِّهان: الْجِلْدُ الأَحمر، وَقِيلَ: الأَملس، وَقِيلَ: الطَّرِيقُ الأَملس، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ، قَالَ: شبَّهها فِي اخْتِلَافِ أَلوانها بالدُّهن واختلافِ أَلوانه، قَالَ: وَيُقَالُ الدِّهان الأَديم الأَحمر أَي صَارَتْ حَمْرَاءَ كالأَديم، مِنْ قَوْلِهِمْ فَرَسٌ وَرْدٌ، والأُنثى وَرْدَةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ شَبَابَهُ وَحُمْرَةَ لَوْنِهِ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمُرِهِ: كغُصْنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ، ... كأَنَّ وَرْداً مِنْ دِهانٍ يُمْرَعُ لوْني، وَلَوْ هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ . أَي يَكْثُرُ دُهْنُهُ، يَقُولُ: كأَنَّ لَوْنَهُ يُعْلى بالدُّهن لِصَفَائِهِ؛ قَالَ الأَعشى: وأَجْرَدَ مِنْ فُحول الخيلِ طرْفٍ، ... كأَنَّ عَلَى شواكِلِه دِهانا . وَقَالَ لَبِيدٌ: وكلُّ مُدَمّاةٍ كُمَيْتٍ، كأَنها ... سَلِيمُ دِهانٍ فِي طِرَاف مُطَنَّب . غَيْرُهُ: الدِّهانُ فِي الْقُرْآنِ الأَديمُ الأَحمر الصِّرفُ. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ؛ تتلوَّنُ مِنَ الفَزَع الأَكبر كَمَا تتلوَّن الدِّهانُ المختلفةُ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ؛ أَي كَالزَّيْتِ الَّذِي قَدْ أُغلي؛ وَقَالَ مِسْكينٌ الدَّارميُّ: ومُخاصِمٍ قاوَمْتُ فِي كَبَدٍ ... مِثْل الدِّهان، فكانَ لِيَ العُذْرُ . يَعْنِي أَنه قاوَمَ هَذَا المُخاصِمَ فِي مكانٍ مُزِلّ يَزْلَقُ عَنْهُ مَنْ قَامَ بِهِ، فَثَبَتَ هُوَ وزلِقَ خَصْمُه وَلَمْ يَثْبُتْ. والدِّهانُ: الطَّرِيقُ الأَملس هَاهُنَا، والعُذْرُ فِي بَيْتِ مِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ: النُّجْح، وَقِيلَ: الدِّهَانُ الطَّوِيلُ الأَملس.

والدَّهْناء: الفَلاة. والدَّهْناء: موضعٌ كلُّه رَمْلٌ، وَقِيلَ: الدَّهْنَاءُ مَوْضِعٌ مِنْ بِلَادِ بَنِي تَمِيمٍ مَسِيرة ثَلَاثَةِ أَيام لَا مَاءَ فِيهِ، يُمَدُّ ويقصَر؛ قَالَ: لسْتَ عَلَى أُمك بالدَّهْنا تَدِلّ أَنشده ابْنُ الأَعرابي، يُضْرَبُ لِلْمُتَسَخِّطِ عَلَى مَنْ لَا يُبالى بِتَسَخُّطِهِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: ثُمَّ مالَتْ لجانِبِ الدَّهْناءِ . وَقَالَ جَرِيرٌ: نارٌ تُصَعْصِعُ بالدَّهْنا قَطاً جُونا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لأَكْثِبَة الدَّهْنا جَميعاً ومالِيَا . وَالنِّسْبَةُ إِليها دَهْناوِيٌّ، وَهِيَ سَبْعَةُ أَجبل فِي عَرْضِها، بَيْنَ كُلِّ جَبَلَيْنِ شَقِيقَةٌ، وَطُولُهَا مِنْ حَزْنِ يَنْسُوعةَ إِلى رَمْلِ يَبْرِينَ، وَهِيَ قَلِيلَةُ الْمَاءِ كَثِيرَةُ الكلإِ لَيْسَ فِي بلادِ الْعَرَبِ مَرْبَعٌ مثلُها، وإِذا أَخصبت رَبَعت العربُ «1». جَمْعَاءُ. وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّة ودُحَيْبَةَ: إِنما هَذِهِ الدَّهْنا مُقَيَّدُ الجمَل ؛ هُوَ الْمَوْضِعُ الْمَعْرُوفُ بِبِلَادِ تَمِيمٍ. والدَّهْناء، مَمْدُودٌ: عُشْبة حَمْرَاءُ لَهَا وَرَقٌ عِراض يُدْبَغُ بِهِ. والدِّهْنُ: شجرةُ سَوْءٍ كالدِّفْلى؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: وحَدَّثَ الدِّهْنُ والدِّفْلى خَبيرَكُمُ، ... وسالَ تَحْتَكُمْ سَيْلٌ فَمَا نَشِفا . وَبَنُو دُهْن وَبَنُو داهنٍ: حَيّانِ. ودُهْنٌ: حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ يُنْسَبُ إِليهم عَمَّارُ الدُّهْنيُّ. والدَّهْناء: بنتُ مِسْحَل أَحد بني مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زيدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَهِيَ امرأَة الْعَجَّاجِ؛ وَكَانَ قَدْ عُنِّن عَنْهَا فَقَالَ فِيهَا: أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِسْحَلُ ... أَن الأَميرَ بالقضاءِ يَعْجَلُ «2». عَنْ كَسَلاتي، والحِصانُ يَكْسَلُ ... عَنِ السِّفادِ، وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ؟ دهدن: الدُّهْدُنُّ، بِالضَّمِّ: مَعْنَاهُ الْبَاطِلُ؛ قَالَ: لأَجْعَلَنْ لابنةِ عَمْروٍ فَنَّا، ... حَتَّى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا . وَيُرْوَى لِابْنَةِ عَثْمٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّهْدُنُّ كَلَامٌ لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا دُهْدُرٌّ، بِالرَّاءِ. وَفِي الْمَثَلِ: دُهْدُرَّيْن وسَعْدُ القَيْن «3». يضرب للكذاب. دهقن: التَّدَهْقُنُ: التَّكَيُّسُ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلته، يَعْنِي الْخَلِيلَ، عن دُهْقان [دِهْقان] فَقَالَ: إِن سَمَّيْتَهُ مِنَ التَّدَهْقُن فَهُوَ مَصْرُوفٌ، وَقَدْ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنك إِن جَعَلْتَ دِهْقاناً مِنَ الدَّهْق لَمْ تَصْرِفْهُ لأَنه فَعْلَانُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِن جَعَلْتَ النُّونَ أَصلية، مِنْ قَوْلِهِمْ تَدَهْقَنَ الرجلُ وَلَهُ دَهْقَنةُ موضِع كَذَا، صرَفْتَه لأَنه فِعْلال. والدِّهْقان والدُّهقان: التَّاجِرُ، فَارِسِيٌّ معرَّب، وَهُمُ الدَّهاقنة والدَّهاقين؛ قَالَ: إِذا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْية، ... وصَنّاجَةٌ تَجْذُو عَلَى كلِّ مَنْسِمِ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: دِهْقان ودُهْقان مِثْلُ قِرْطاس وقُرْطاس، قَالَ: ودِهْقانُ فِي بَيْتِ الأَعشى عَرَبِيٌّ، وَهُوَ اسم واد؛ قال:

_ (1). قوله [ربعت العرب إِلخ] زاد الأَزهري: لسعتها وكثرة شجرها، وهي عذاة مكرمة نزهة من سكنها لم يعرف الحمى لطيب تربتها وهوائها (2). قوله [أَظنت إِلخ] قال الصاغاني: الإِنشاد مختل، والرواية بعد قوله يعجل: كلا ولم يقض القضاء الفيصل ... وإِن كسلت فالحصان يَكْسَلُ عَنِ السِّفَادِ وَهُوَ طرف يؤكل ... عند الرواق مقرب مجلل (3). قوله [وسعد القين] كذا بالأَصل والصحاح بواو العطف، وفي القاموس وموضع آخر من اللسان بحذفها

فظَلَّ يَغْشى لِوَى الدِّهْقانِ مُنْصَلِتاً، ... كالفارِسِيِّ تَمَشَّى، وَهُوَ مُنْتَطِقُ والدُّهْقان والدِّهْقان: الْقَوِيُّ عَلَى التَّصَرُّفِ مَعَ حِدَّة، والأُنثى دِهْقانة، وَالِاسْمُ الدَّهْقَنةُ. اللَّيْثُ: الدَّهْقنة الِاسْمُ مِنَ الدِّهْقانِ، وَهُوَ نَبزٌ. ودُهْقِنَ الرجلُ: جُعِلَ دِهْقاناً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: دُهْقِنَ بِالتَّاجِ وبالتَّسْويرِ . ولِوَى الدِّهْقانِ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ. الأَزهري: وَبِالْبَادِيَةِ رَمَلَةٌ تُعْرَفُ بلِوَى دِهْقان؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ ثَوْرًا: فظَلَّ يَعْلو لِوَى دِهْقانَ مُعْترِضاً ... يَرْدي، وأَظْلافُه خُضْرٌ مِنَ الزَّهَرِ ودَهْقَنَ الطعامَ: أَلانَه؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. الأَصمعي: الدَّهْمَقةُ والدَّهْقَنة سَوَاءٌ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا سَوَاءٌ لأَن لِينَ الطَّعَامِ من الدَّهْقنة. دَوَنَ: دُونُ: نقيضُ فوقَ، وَهُوَ تَقْصِيرٌ عَنِ الْغَايَةِ، وَيَكُونُ ظَرْفًا. والدُّونُ: الْحَقِيرُ الْخَسِيسُ؛ وَقَالَ: إِذا مَا عَلا المرءُ رامَ العَلاء، ... ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كَانَ دُونا وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مِنْهُ: دانَ يَدُونُ دَوْناً وأُدِين إِدانةً؛ وَيُرْوَى قولُ عَدِيٍّ فِي قَوْلِهِ: أَنْسَلَ الذِّرْعانَ غَرْبٌ جَذِمٌ، ... وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لَمْ يُدَنْ . وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ: لَمْ يُدَنّ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، مِنْ دَنَّى يُدَنِّي أَي ضَعُفَ، وَقَوْلُهُ: أَنسل الذِّرْعانَ جَمْعُ ذَرَعٍ، وَهُوَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ؛ يَقُولُ: جَرْيُ هَذَا الْفَرَسِ وحِدَّتُه خَلَّف أَولادَ الْبَقَرَةِ خلْفَه وَقَدْ عَلَا الرَّبْرَبَ شَدٌّ لَيْسَ فِيهِ تَقْصِيرٌ. وَيُقَالُ: هَذَا دُونَ ذَلِكَ أَي أَقرب مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: دونُ كَلِمَةٌ فِي مَعْنَى التَّحْقِيرِ وَالتَّقْرِيبِ، يَكُونُ ظَرْفًا فَيُنْصَبُ، وَيَكُونُ اسْمًا فَيَدْخُلُ حَرْفُ الْجَرِّ عَلَيْهِ فَيُقَالُ: هَذَا دُونَكَ وَهَذَا مِنْ دُونِكَ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ووجَدَ مِنْ دُونهم امرأَتين ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: لَا يَحْمِلُ الفارسَ إِلّا المَلْبُونْ، ... أَلمحْضُ مِنْ أَمامِه وَمِنْ دُونْ . قَالَ: وإِنما قُلْنَا فِيهِ إِنه إِنما أَراد مِنْ دُونِهِ لِقَوْلِهِ مِنْ أَمامه فأَضاف، فَكَذَلِكَ نَوَى إِضافة دُونَ؛ وأَنشد فِي مِثْلِ هَذَا لِلْجَعْدِيِّ: لَهَا فَرَطٌ يكونُ، وَلَا تَراهُ، ... أَماماً مِنْ مُعَرَّسِنا ودُونا . التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ هَذَا دُونَ ذَلِكَ فِي التَّقْرِيبِ وَالتَّحْقِيرِ، فَالتَّحْقِيرُ مِنْهُ مَرْفُوعٌ، وَالتَّقْرِيبُ مَنْصُوبٌ لأَنه صِفَةٌ. وَيُقَالُ: دُونُك زيدٌ فِي الْمَنْزِلَةِ وَالْقُرْبِ والبُعْد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا أَنشده ابْنُ جِنِّي مِنْ قَوْلِ بَعْضِ المولَّدين: وقامَتْ إِليه خَدْلَةُ السَّاقِ، أَعْلَقَتْ ... بِهِ مِنْهُ مَسْمُوماً دُوَيْنَةَ حاجِبِهْ . قَالَ: فإِني لَا أَعرف دُونَ تُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ بِعَلَامَةِ تأْنيث وَلَا بِغَيْرِ عَلَامَةٍ، أَلا تَرَى أَن النَّحْوِيِّينَ كُلَّهُمْ قَالُوا الظُّرُوفُ كُلُّهَا مُذَكَّرَةٌ إِلا قُدّام وَوَرَاءَ؟ قَالَ: فَلَا أَدري مَا الَّذِي صَغَّرَهُ هَذَا الشَّاعِرُ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ قَدْ قَالُوا هُوَ دُوَيْنُه، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَقَوْلُهُ دُوَيْنَةَ حَاجِبِهْ حَسُنَ عَلَى وَجْهِهِ؛ وأَدخل الأَخفش عَلَيْهِ الباءَ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ فِي الْقَوَافِي، وَقَدْ ذَكَرَ أَعرابيّاً أَنشده شِعْرًا مُكْفَأً: فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ وَعَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصحابه فِيهِمْ مَن ليْسَ بدُونِه، فأَدخل عَلَيْهِ الْبَاءَ كَمَا تَرَى، وَقَدْ قَالُوا: مِنْ دُونُ، يُرِيدُونَ مِنْ دُونِه، وَقَدْ قَالُوا: دُونك فِي الشَّرَفِ وَالْحَسَبِ وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ

سِيبَوَيْهِ: هُوَ عَلَى الْمَثَلِ كَمَا قَالُوا إِنه لصُلْبُ الْقَنَاةِ وإِنه لَمِنْ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ، قَالَ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ مَرْفُوعًا فِي حَالِ الإِضافة. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ ؛ فإِنه أَراد وَمِنَّا قَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ. وَثَوْبٌ دُونٌ: رَدِيٌّ. ورجل دُونٌ: ليس بلاحق. وَهُوَ مِنْ دُونِ الناسِ والمتاعِ أَي مِنْ مُقارِبِهِما. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ هَذَا رَجُلٌ مِنْ دُونٍ، وَلَا يُقَالُ رجلٌ دونٌ، لَمْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ وَلَمْ يَقُولُوا فِيهِ مَا أَدْوَنَه، وَلَمْ يُصَرَّف فعلُه كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ نَذْلٌ بيِّنُ النَّذَالة. وَفِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ: وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ ، بِالنَّصْبِ وَالْمَوْضِعُ مَوْضِعُ رَفْعٍ، وَذَلِكَ أَن الْعَادَةَ فِي دُونَ أَن يَكُونَ ظَرْفًا وَلِذَلِكَ نَصَبُوهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّدَوُّنُ الغنَى التَّامُّ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ بمَقْصِر أَي بأَمر دُونَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ أَنت رَجُلٌ مِنْ دُونٍ وَهَذَا شَيْءٌ مِنْ دُونٍ، يَقُولُونَهَا مَعَ مِن. وَيُقَالُ: لَوْلَا أَنك مِنْ دُونٍ لَمْ تَرْضَ بِذَا، وَقَدْ يُقَالُ بِغَيْرِ مِنْ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ بأَمر مِنْ دُونٍ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: فِي شيءٍ دُونٍ، ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْمُعَرَّبِ، وَكَذَلِكَ أَقَلُّ الأَمرين وأَدْوَنُهما، فَاسْتُعْمِلَ مِنْهُ أَفعل وَهَذَا بَعِيدٌ، لأَنه لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ فَتَكُونُ هَذِهِ الصِّيغَةُ مَبْنِيَّةً مِنْهُ، وإِنما تُصَاغُ هَذِهِ الصِّيغَةُ مِنَ الأَفعال كَقَوْلِكَ أَوْضَعُ مِنْهُ وأَرْفَعُ مِنْهُ، غَيْرَ أَنه قَدْ جَاءَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: أَحْنَكُ الشاتَيْنِ وأَحْنَكُ الْبَعِيرَيْنِ، كَمَا قَالُوا: آكَلُ الشاتَيْنِ كأَنهم قَالُوا حَنَك وَنَحْوَ ذلك، فإِنما جاؤُوا بأَفعل عَلَى نَحْوِ هَذَا وَلَمْ يَتَكَلَّمُوا بِالْفِعْلِ، وَقَالُوا: آبَلُ النَّاسِ، بِمَنْزِلَةِ آبَلُ مِنْهُ لأَن مَا جَازَ فِيهِ أَفعل جَازَ فِيهِ هَذَا، وَمَا لَمْ يَجُزْ فِيهِ ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ فِيهِ هَذَا، وَهَذِهِ الأَشياء الَّتِي لَيْسَ لَهَا فِعْلٌ لَيْسَ الْقِيَاسُ أَن يُقَالَ فِيهَا أَفعل مِنْهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَقَدْ قَالُوا: فُلَانٌ آبَلُ مِنْهُ كَمَا قَالُوا أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ زيدٌ دُونَك أَي هُوَ أَحسن مِنْكَ فِي الحَسَب، وَكَذَلِكَ الدُّونُ يَكُونُ صِفَةً وَيَكُونُ نَعْتًا عَلَى هَذَا الْمَعْنَى وَلَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وادْنُ دُونَك أَي قَرِيبًا «1». قَالَ جَرِيرٌ: أَعَيّاشُ، قَدْ ذاقَ القُيونُ مَراسَتي ... وأَوقدتُ نَارِي، فادْنُ دُونَكَ فَاصْطَلِي . قَالَ: وَدُونَ بِمَعْنَى خَلْفَ وَقُدَّامَ. ودُونك الشيءَ وَدُونَكَ بِهِ أَي خُذْهُ. وَيُقَالُ فِي الإِغراء بِالشَّيْءِ: دُونَكه. قَالَتْ تَمِيمٌ لِلْحَجَّاجِ: أَقْبِرْنا صَالِحًا، وَقَدْ كَانَ صَلَبه، فَقَالَ: دُونَكُموه. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ ادْنُ دُونك أَي اقترِبْ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مِثْل الَّذِي بالغَيْلِ يَغْزُو مُخْمَداً، ... يَزْدادُ قُرْباً دُونه أَن يُوعَدا . مُخْمد: سَاكِنٌ قَدْ وَطَّن نَفْسَهُ عَلَى الأَمر؛ يَقُولُ: لَا يَرُدُّه الوعيدُ فَهُوَ يتقدَّم أَمامه يَغشى الزَّجْرَ؛ وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ خَبَّاب: وإِن عِفْتَ هَذَا، فادْنُ دُونَكَ، إِنني ... قليلُ الغِرار، والشَّرِيجُ شِعاري . الغِرار: النَّوْمُ، وَالشَّرِيجُ: الْقَوْسُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: تُريكَ القَذى مِنْ دُونها، وَهِيَ دُونه، ... إِذا ذاقَها مَنْ ذاقَها يَتَمَطَّقُ . فَسَّرَهُ فَقَالَ: تُريك هَذِهِ الخمرُ مِنْ دُونِهَا أَي مِنْ وَرَائِهَا، وَالْخَمْرُ دُونَ الْقَذَى إِليك، وَلَيْسَ ثَمَّ قَذًى وَلَكِنَّ هَذَا تَشْبِيهٌ؛ يَقُولُ: لَوْ كَانَ أَسفلها قَذًى لرأَيته. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: لدُونَ تِسْعَةُ معانٍ: تَكُونُ بِمَعْنَى قَبْل وَبِمَعْنَى أَمامَ وَبِمَعْنَى وَرَاءَ وَبِمَعْنَى تَحْتَ وَبِمَعْنَى فَوْقَ وَبِمَعْنَى السَّاقِطِ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ وبمعنى الشريف

_ (1). قوله [أَي قريباً] عبارة القاموس: أَي اقترب مني

وَبِمَعْنَى الأَمر وَبِمَعْنَى الْوَعِيدِ وَبِمَعْنَى الإِغراء، فأَما دُونَ بِمَعْنَى قَبْلَ فَكَقَوْلِكَ: دُون النَّهْرِ قِتال ودُون قَتْلِ الأَسد أَهوال أَي قَبْلَ أَن تَصِلَ إِلى ذَلِكَ. ودُونَ بِمَعْنَى وَرَاءَ كَقَوْلِكَ: هَذَا أَمير عَلَى مَا دُون جَيحونَ أَي عَلَى مَا وراءَه. وَالْوَعِيدُ كَقَوْلِكَ: دُونك صِرَاعِي وَدُونَكَ فتَمرَّسْ بِي. وَفِي الأَمر: دُونَكَ الدرهمَ أَي خُذْهُ. وَفِي الإِغراء: دُونَكَ زَيْدًا أَي الزمْ زَيْدًا فِي حِفْظِهِ. وَبِمَعْنَى تَحْتَ كَقَوْلِكَ: دونَ قَدَمِك خَدُّ عَدُوِّكَ أَي تَحْتَ قَدَمِكَ. وَبِمَعْنَى فَوْقَ كَقَوْلِكَ: إِن فُلَانًا لَشَرِيفٌ، فَيُجِيبُ آخَرُ فَيَقُولُ: ودُون ذَلِكَ أَي فَوْقَ ذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: دُونَ تَكُونُ بِمَعْنَى عَلَى، وَتَكُونُ بِمَعْنَى عَلَّ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى بَعْد، وَتَكُونُ بِمَعْنَى عِنْدَ، وَتَكُونُ إِغراء، وَتَكُونُ بِمَعْنَى أَقلّ مِنْ ذَا وأَنقص مِنْ ذَا، ودُونُ تَكُونُ خَسِيسًا. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذلِكَ ؛ دُونَ الغَوْص، يُرِيدُ سِوَى الغَوْص مِنَ الْبِنَاءِ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ: يَزيدُ يَغُضُّ الطَّرفَ دُوني . أَي يُنَكِّسُه فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مِنَ الْمَكَانِ. يُقَالُ: ادْنُ دُونَكَ أَي اقترِبْ مِنِّي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ. والطَّرفُ: تَحْرِيكُ جُفُونِ الْعَيْنَيْنِ بِالنَّظَرِ، يُقَالُ لِسُرْعَةٍ مِنَ الطَّرف واللمْح. أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي: يُقَالُ يَكْفِينِي دُونُ هَذَا، لأَنه اسْمٌ. والدِّيوانُ: مُجْتَمع الصُّحُفِ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ، الْكِسَائِيُّ: بِالْفَتْحِ لُغَةٌ مولَّدة وَقَدْ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: إِنما صحَّت الْوَاوُ فِي دِيوان، وإِن كَانَتْ بَعْدَ الْيَاءِ وَلَمْ تَعْتَلَّ كَمَا اعْتَلَّتْ فِي سَيِّدٍ، لأَن الْيَاءَ فِي دِيوَانٍ غَيْرُ لَازِمَةٍ، وإِنما هُوَ فِعّال مِنْ دَوَّنْتُ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: دُوَيْوِينٌ، فَدَلَّ ذَلِكَ أَنه فِعَّال وأَنك إِنما أَبدلت الْوَاوَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ دَيْوان فَهُوَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ بَيْطار، وإِنما لَمْ تُقْلَبِ الْوَاوُ فِي دِيوَانٍ يَاءً، وإِن كَانَتْ قَبْلَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ، مِنْ قِبَل أَن الْيَاءَ غَيْرُ مُلَازِمَةٍ، وإِنما أُبدلت مِنَ الْوَاوِ تَخْفِيفًا، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا دَوَاوِينُ لَمَّا زَالَتِ الْكَسْرَةُ مِنْ قِبَل الْوَاوِ؟ عَلَى أَن بَعْضَهُمْ قَدْ قَالَ دَياوِينُ، فأَقرّ الْيَاءَ بِحَالِهَا، وإِن كَانَتِ الْكَسْرَةُ قَدْ زَالَتْ مِنْ قِبَلها، وأَجرى غَيْرُ اللَّازِمِ مُجْرَى اللَّازِم، وَقَدْ كَانَ سَبِيلُهُ إِذا أَجراها مَجْرَى الْيَاءِ اللَّازِمَةِ أَن يَقُولَ دِيّانٌ، إِلا أَنه كَرِهَ تَضْعِيفَ الْيَاءِ كَمَا كَرِهَ الْوَاوَ فِي دَياوِين؛ قَالَ: عَداني أَن أَزورَكِ، أُمَّ عَمروٍ، ... دَياوِينٌ تُنَفَّقُ بالمِدادِ . الْجَوْهَرِيُّ: الدِّيوانُ أَصله دِوَّانٌ، فعُوِّض مِنْ إِحدى الْوَاوَيْنِ يَاءٌ لأَنه يُجْمَعُ عَلَى دَواوينَ، وَلَوْ كَانَتِ الْيَاءُ أَصلية لَقَالُوا دَياوين، وَقَدْ دُوِّنت الدَّواوينُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَابْنُ جِنِّي أَنه يُقَالُ دَياوين. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجْمَعهم ديوانُ حافظٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الدَّفْتَرُ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ أَسماء الْجَيْشِ وأَهلُ الْعَطَاءِ. وأَول مَنْ دَوَّنَ الدِّيوان عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَدِيوَانٌ اسم كلب؛ قال الرَّاجِزُ: أَعْدَدْتُ دِيوَانًا لدِرْباسِ الحَمِتْ، ... مَتَى يُعايِنْ شَخْصَه لَا يَنْفَلِتْ . ودِرْباس أَيضاً: كَلْبٌ أَي أَعددت كَلْبِي لِكَلْبِ جِيرَانِي الَّذِي يُؤْذِينِي في الحَمْتِ. دَيَنَ: الدَّيّانُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَعْنَاهُ الحكَم الْقَاضِي. وَسُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: كَانَ دَيّانَ هَذِهِ الأُمة بَعْدَ نَبِيِّهَا أَي قَاضِيهَا وَحَاكِمَهَا. والدَّيَّانُ: القَهَّار، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الإِصبع العَدْواني

: لاهِ ابنُ عَمِّك، لَا أَفضَلْتَ فِي حسَب ... فِينَا، وَلَا أَنتَ دَيَّاني فتَخْزُوني! أَي لَسْتَ بِقَاهِرٍ لِي فتَسوس أَمري. والدَّيّانُ: اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. والدَّيَّانُ: القَهَّارُ، وَقِيلَ: الْحَاكِمُ وَالْقَاضِي، وَهُوَ فَعَّال مِنْ دَانَ الناسَ أَي قهَرَهم عَلَى الطَّاعَةِ. يُقَالُ: دِنْتُهم فَدَانُوا أَي قهَرْتهم فأَطاعوا، وَمِنْهُ شِعْرُ الأَعشى الحِرْمازيّ يُخَاطِبُ سَيِّدَنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا سيِّدَ الناسِ ودَيَّانَ العَرَبْ وَفِي حَدِيثِ أَبي طَالِبٍ: قَالَ لَهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُريد مِنْ قُرَيْشٍ كَلِمَةً تَدينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ أَي تُطِيعُهُمْ وَتَخْضَعُ لَهُمْ. والدَّينُ: وَاحِدُ الدُّيون، مَعْرُوفٌ. وكلُّ شَيْءٍ غَيْرُ حَاضِرٍ دَينٌ، وَالْجَمْعُ أَدْيُن مِثْلَ أَعْيُن ودُيونٌ، قَالَ ثَعْلَبٌةُ بْنُ عُبَيد يَصِفُ النَّخْلَ: تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفهمْ، ... ومَهْمَا تُضَمَّنْ مِنْ دُيُونِهِمُ تَقْضِي يَعْنِي بالدُّيون مَا يُنالُ مِنْ جنَاها، وإِن لَمْ يَكُنْ دَيناً عَلَى النَّخْل، كَقَوْلِ الأَنصاري: أَدِينُ، وَمَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بِمَغْرَمٍ، ... ولكنْ عَلَى الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ ابْنُ الأَعرابي: دِنْت وأَنا أَدِينُ إِذا أَخذت دَيناً، وأَنشد أَيضاً قَوْلَ الأَنصاري: أَدين وَمَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بِمَغْرَمٍ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَراوِحُ مِنَ النَّخِيلِ الَّتِي لَا تُبالي الزمانَ، وَكَذَلِكَ مِنَ الإِبل، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا مِنَ النَّخِيلِ، ودِنْتُ الرجلَ: أَقْرَضْتُه فَهُوَ مَدِينٌ ومَدْيون. ابْنُ سِيدَهْ: دِنْتُ الرجلَ وأَدَنْته أَعطيته الدَّيْنَ إِلى أَجل، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَدَانَ، وأَنْبأَه الأَوّلُونَ ... بأَنَّ المُدانَ مَلِيٌّ وفِيّ الأَوّلون: الناسُ الأَوَّلون والمَشْيَخَة، وَقِيلَ: دِنْتُه أَقْرَضْتُه، وأَدَنْتُه اسْتَقْرَضته مِنْهُ. ودانَ هُوَ: أَخَذَ الدَّيْنَ. وَرَجُلٌ دائنٌ ومَدِينٌ ومَدْيُون، الأَخيرة تَمِيمِيَّةٌ، ومُدانٌ: عَلَيْهِ الدينُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ دَيْنٌ كَثِيرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مَدْيونٌ كَثُرَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ، وَقَالَ: وناهَزُوا البَيْعَ مِنْ تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ ... مُسْتأْرَبٍ، عَضَّه السلطانُ، مَدْيونِ ومِدْيانٌ إِذا كَانَ عَادَتُهُ أَن يأْخذ بالدَّيْن وَيَسْتَقْرِضَ. وأَدَان فلانٌ إِدانَةً إِذا بَاعَ مِنَ الْقَوْمِ إِلى أَجل فَصَارَ لَهُ عَلَيْهِمْ دَيْنٌ، تَقُولُ مِنْهُ: أَدِنِّي عَشرةَ دَرَاهِمَ، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ: بأَن الْمُدَانَ مليٌّ وَفِيُّ والمَدينُ: الَّذِي يَبِيعُ بِدَيْنٍ. وادَّانَ واسْتَدان وأَدانَ: اسْتَقْرض وأَخذ بِدَيْنٍ، وَهُوَ افْتَعَلَ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فادَّانَ مُعْرِضاً أَي اسْتَدَانَ، وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ ويَسْتدين مِمَّنْ أَمكنه. وتَدايَنُوا: تَبَايَعُوا بِالدَّيْنِ. واسْتَدانوا: اسْتَقْرَضُوا. اللَّيْثُ: أَدَانَ الرجلُ، فَهُوَ مُدِين أَي مُسْتَدِينٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خطأٌ عِنْدِي، قَالَ: وَقَدْ حَكَاهُ شَمِر لِبَعْضِهِمْ وأَظنه أَخذه عَنْهُ. وأَدَانَ: مَعْنَاهُ أَنه بَاعَ بدَيْن أَو صَارَ لَهُ عَلَى النَّاسِ دَيْنٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: إِن فُلَانًا يَدِينُ وَلَا مَالَ لَهُ. يُقَالُ: دَانَ واسْتَدانَ وادَّانَ، مشدَّداً، إِذا أَخذ الدَّيْنَ وَاقْتَرَضَ، فإِذا أَعطى الدَّيْنَ قِيلَ أَدَانَ مُخَفَّفًا. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ عَنْ أُسَيْفِع جُهَيْنة: فادَّانَ

مُعْرِضاً أَي اسْتَدَانَ مُعْرِضًا عَنِ الْوَفَاءِ. واسْتَدانه: طَلَبَ مِنْهُ الدَّيْنَ. وَاسْتَدَانَهُ: اسْتَقْرَضَ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِرُ: فإِنْ يَكُ، يَا جَناحُ، عَلَيَّ دَيْنٌ، ... فعِمْرانُ بنُ موسَى يَسْتَدِينُ ودِنْتُه: أَعطيته الدينَ. ودِنْتُه: اسْتَقْرَضْتُ مِنْهُ. ودَان فلانٌ يَدِينُ دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ وَصَارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَهُوَ دَائِنٌ، وأَنشد الأَحمر للعُجَيْر السَّلُولي: نَدِينُ ويَقْضي اللَّهُ عَنَّا، وَقَدْ نَرَى ... مَصارِعَ قومٍ، لَا يَدِينُون، ضُيَّعا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ ضُيَّع، بِالْخَفْضِ عَلَى الصِّفَةِ لِقَوْمٍ، وَقَبْلَهُ: فعِدْ صاحِبَ اللَّحَّامِ سَيْفًا تَبيعُه، ... وزِدْ دِرْهَمًا فوقَ المُغالِينَ واخْنَعِ وتداينَ القومُ وادَّايَنُوا: أَخَذُوا بالدَّين، وَالِاسْمُ الدِّينَةُ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: جِئْتُ أَطلب الدِّينَةَ، قَالَ: هُوَ اسْمُ الدَّيْن. وَمَا أَكثر دِينَتَه أَي دَيْنه. الشَّيْبَانِيُّ: أَدَانَ الرجلُ إِذا صَارَ لَهُ دَيْنٌ عَلَى النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَدَانَ فُلَانٌ النَّاسَ أَعطاهم الدَّيْنَ وأَقرضهم، وَبِهِ فَسَّرَ بِهِ بَعْضُهُمْ قَوْلَ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَدانَ، وأَنبأَه الأَولون ... بِأَنَّ المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيُّ وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِهِمْ يَدِينُ الرجلُ أَمره: أَي يَمْلِكُ، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ أَيضاً. وأَدَنْتُ الرجلَ إِذا أَقرضته. وَقَدِ ادَّانَ إِذا صَارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ. والقَرْضُ: أَن يَقْتَرِضَ الإِنسان دَرَاهِمَ أَو دَنَانِيرَ أَو حَبًّا أَو تَمْرًا أَو زَبِيبًا أَو مَا أَشبه ذَلِكَ، وَلَا يَجُوزُ لأَجل لأَن الأَجل فِيهِ بَاطِلٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: ادَّانَ الرجلُ إِذا كَثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ، وأَنشد: أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ، أَم يَنْبَرِي لَنا ... فَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه نَعْتانُ أَي نأْخذ العِينة. وَرَجُلٌ مِدْيان: يُقْرِضُ الناسَ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا مَدايِينُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ أَن بَعْضَ أَهل اللُّغَةِ يَجْعَلُ المِدْيانَ الَّذِي يُقْرِضُ الناسَ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ أَدَانَ بِمَعْنَى أَقْرَضَ، قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ. ودَايَنْتُ فُلَانًا إِذا أَقْرَضته وأَقرضك، قَالَ رُؤْبَةُ: دَايَنْتُ أَرْوَى، والدُّيونُ تُقْضَى، ... فماطَلَتْ بَعْضًا وأَدَّتْ بَعْضا وداينتُ فُلَانًا إِذا عَامَلْتَهُ فأَعطيتَ دَيْنًا وأَخذتَ بدَين، وتدايَنَّا كَمَا تَقُولُ قاتَله وتَقاتَلْنا. وَبِعْتُهُ بدِينَةٍ أَي بتأْخير، والدِّينَةُ جَمْعُهَا دِيَنٌ، قَالَ رِداءُ بْنُ مَنْظُورٍ: فإِن تُمْسِ قَدْ عالَ عَنْ شَأْنِها ... شُؤُونٌ، فَقَدْ طالَ مِنْهَا الدِّيَنْ أَي دَيْنٌ عَلَى دَين. والمُدَّانُ: الَّذِي لَا يَزَالُ عَلَيْهِ دَين، قَالَ: والمِدْيانُ إِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ الَّذِي يُقْرض كَثِيرًا، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ الَّذِي يَسْتَقْرِضُ كَثِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: ثلاثةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهم، مِنْهُمُ المِدْيانُ الَّذِي يُريد الأَدَاءَ ، المِدْيانُ: الْكَثِيرُ الدِّينِ الَّذِي عَلَيْهِ الدُّيُونُ، وَهُوَ مِفْعال مِنَ الدَّين لِلْمُبَالَغَةِ. قَالَ: وَالدَّائِنُ الَّذِي يَسْتَدِينُ، وَالدَّائِنُ الَّذِي يُجْري الدَّين. وتَدَيَّن الرجلُ إِذا اسْتَدَانَ، وأَنشد: تُعَيِّرني بالدَّين قَوْمِي، وإِنما ... تَدَيَّنْتُ فِي أَشياءَ تُكْسِبُهم حَمْدا وَيُقَالُ: رأَيت بِفُلَانٍ دِينَةً إِذا رأَي بِهِ سَبَبَ الْمَوْتِ. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّه بدَينهِ أَي بِالْمَوْتِ لأَنه دَين عَلَى كُلِّ أَحد.

والدِّين: الْجَزَاءُ والمُكافأَة. ودِنْتُه بفعلِه دَيْناً: جَزَيته، وَقِيلَ الدَّيْنُ الْمَصْدَرُ، والدِّين الِاسْمُ، قَالَ: دِينَ هَذَا القلبُ مِنْ نُعْمٍ ... بِسَقَامٍ لَيْسَ كالسُّقْمِ ودَايَنه مُداينةً ودِيَاناً كَذَلِكَ أَيضاً. ويومُ الدِّينِ: يومُ الْجَزَاءِ. وَفِي الْمَثَلِ: كَمَا تَدِينُ تُدان أَي كَمَا تُجازي تُجازَى أَي تُجازَى بِفِعْلِكَ وَبِحَسْبِ مَا عَمِلْتَ، وَقِيلَ: كَمَا تَفْعَل يُفعَل بِكَ، قَالَ خُوَيلد بْنُ نَوْفل الْكِلَابِيُّ لِلْحَرْثِ بْنُ أَبي شَمِرٍ الغَسَّاني، وَكَانَ اغْتَصَبَهُ ابنتَه: يَا أَيُّها المَلِك المَخوفُ، أَما تَرَى ... لَيْلًا وصُبحاً كيفَ يَخْتَلِفان؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ الشمسَ أَن تأْتي بِهَا ... لَيْلًا، وَهَلْ لَك بالمَلِيكِ يَدانِ؟ يَا حارِ، أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ، ... واعْلَمْ بأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدانُ «2» أَي تُجْزَى بِمَا تَفْعَلُ. ودانَه دَيْناً أَي جَازَاهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا لَمَدِينُونَ ، أَي مَجْزِيُّون مُحاسَبون، وَمِنْهُ الدَّيَّانُ فِي صِفَةِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمان: إِن اللَّه ليَدِين للجمَّاء مِنْ ذاتِ القَرْن أَي يَقْتَصُّ ويَجْزي. والدِّين: الْجَزَاءُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: لَا تَسُبُّوا السلطانَ فإِن كَانَ لَا بُدَّ فَقُولُوا اللَّهُمَّ دِنْهم كَمَا يَدينُونا أَي اجْزِهم بِمَا يُعامِلونا بِهِ. والدِّين الحسابُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَالِكِ يَوْمِ الْجَزَاءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ* ، أَي ذَلِكَ الحسابُ الصَّحِيحُ وَالْعَدَدُ الْمُسْتَوِي. والدِّين الطَّاعَةُ. وَقَدْ دِنْته ودِنْتُ لَهُ أَي أَطعته، قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: وأَياماً لَنَا غُرّاً كِراماً ... عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أَن نَدِينا وَيُرْوَى: وأَيامٍ لَنَا وَلَهُمْ طِوالٍ والجمعُ الأَدْيانُ. يُقَالُ: دَانَ بِكَذَا دِيانة، وتَدَيَّنَ بِهِ فَهُوَ دَيِّنٌ ومُتَدَيِّنٌ. ودَيَّنْتُ الرجلَ تَدْيِيناً إِذا وَكَلْتَهُ إِلى دِينه. والدِّين: الإِسلام، وَقَدْ دِنْتُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: محبةُ العلماءِ دِينٌ يُدانُ بِهِ. والدِّينُ: الْعَادَةُ والشأْن، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا زالَ ذَلِكَ دِيني ودَيْدَني أَي عَادَتِي، قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدي يَذْكُرُ نَاقَتَهُ: تقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني: ... أَهذا دِينُه أَبَداً ودِيني وَرُوِيَ قَوْلُهُ: دِينَ هَذَا الْقَلْبُ مِنْ نُعْمٍ يُرِيدُ يَا دِينَهُ أَي يَا عَادَتَهُ، وَالْجَمْعُ أَدْيان. والدِّينَةُ: كالدِّين، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَلا يَا عَناء القلبِ مِنْ أُمِّ عامِرٍ، ... ودِينَتَه مِنْ حُبِّ مَنْ لَا يُجاوِرُ ودِينَ: عُوِّد، وَقِيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الكيِّس مَنْ دانَ نَفْسَه وعَمِل لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، والأَحْمَقُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَوَاهَا وتَمَنَّى عَلَى اللَّه ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ دَانَ نَفْسَهُ أَي أَذلها وَاسْتَعْبَدَهَا، وَقِيلَ: حَاسَبَهَا. يُقَالُ: دِنْتُ القومَ أَدِينُهم إِذا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمْ، قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ رَجُلًا: هُوَ دانَ الرَّبابَ إِذْ كَرِهُوا الدَّينَ، ... دِراكاً بغَزْوةٍ وصيالِ ثُمَّ دَانَتْ بعدُ الرَّبابُ، وَكَانَتْ ... كعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِ قَالَ: هُوَ دانَ الربابَ يَعْنِي أَذلها، ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ دانت

_ (2). 1 في هذا البيت إِقواء.

بعدُ الربابُ أَي ذَلَّتْ لَهُ وأَطاعته، والدِّينُ لِلَّهِ مِنْ هَذَا إِنما هُوَ طَاعَتُهُ وَالتَّعَبُّدُ لَهُ. وَدَانَهُ دِيناً أَي أَذله وَاسْتَعْبَدَهُ. يُقَالُ: دِنْتُه فَدَانَ. وَقَوْمٌ دِينٌ أَي دَائِنُونَ، وَقَالَ: وَكَانَ الناسُ، إِلا نَحْنُ، دِينا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ، قَالَ قَتَادَةُ: فِي قَضَاءِ الْمَلِكِ. ابْنُ الأَعرابي: دانَ الرجلُ إِذا عَزَّ، ودانَ إِذا ذَلَّ، وَدَانَ إِذا أَطاع، ودانَ إِذا عَصَى، وَدَانَ إِذا اعْتادَ خَيْرًا أَو شَرًّا، ودانَ إِذا أَصابه الدِّينُ، وَهُوَ دَاءٌ، وأَنشد: يَا دِينَ قلبِكَ مِنْ سَلْمى وَقَدْ دِينَا قَالَ: وَقَالَ الْمُفَضَّلُ مَعْنَاهُ يَا داءَ قَلْبِكَ الْقَدِيمِ. ودِنْتُ الرَّجُلَ: خَدَمْتُهُ وأَحسنت إِليه. والدِّينُ: الذُّلُّ. والمَدِينُ: الْعَبْدُ. والمَدِينةُ: الأَمة الْمَمْلُوكَةُ كأنَهما أَذَلهما العملُ، قَالَ الأَخطل: رَبَتْ، ورَبا فِي حَجْرِها ابنُ مَدِينةٍ ... يَظَلُّ عَلَى مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُ وَيُرْوَى: فِي كَرْمها ابْنُ مَدِينَةٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي ابْنُ أَمة، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى ابْنِ مَدِينَةٍ عَالِمٌ بِهَا كَقَوْلِهِمْ هَذَا ابْنُ بَجْدَتها. وقوله تَعَالَى: إِنَّا لَمَدِينُونَ ، أَي مَمْلُوكُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها ، قَالَ الْفَرَّاءُ: غيرَ مَدِينِينَ أَي غَيْرَ مَمْلُوكِينَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ مَجْزِيِّين، وَقَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَاهُ هلَّا تَرْجِعُون الروحَ إِن كُنْتُمْ غَيْرَ مَمْلُوكِينَ مُدَبَّرين. وَقَوْلُهُ: إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* أَن لَكُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ قُدْرَةً، وهذا كقوله: قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. ودِنْتُه أَدِينُه دَيْناً: سُسْته. ودِنْتُه: مَلَكْتُه. ودُيّنْته أَي مُلِّكته. ودَيَّنْتُه القومَ: وَلَّيْتُهُ سياسَتهم، قَالَ الحُطَيْئة: لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنيكِ، حَتَّى ... تَرَكْتِهِم أَدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ يَعْنِي مُلِّكْتِ، وَيُرْوَى: سُوّسْتِ، يُخَاطِبُ أُمه، وَنَاسٌ يَقُولُونَ: وَمِنْهُ سُمِّيَ الْمِصْرُ مَدِينةً. والدَّيَّان: السَّائِسُ، وأَنشد بَيْتَ ذِي الإِصبع العَدْواني: لاهِ ابنُ عَمِّكَ، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ ... يَوْمًا، وَلَا أَنْتَ دَيَّاني فتَخْزُوني! قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَي وَلَا أَنت مَالِكُ أَمري فَتَسُوسُني. ودِنْتُ الرجلَ: حَمَلْتُهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ. ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْييناً إِذا وَكَلْتَهُ إِلَى دِينِهِ. والدِّينُ: الحالُ. قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: سأَلت أَعرابيّاً عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَوْ لَقِيتَنِي عَلَى دِينٍ غَيْرِ هَذِهِ لأَخبرتك. والدِّين: مَا يَتَدَيَّنُ بِهِ الرَّجُلُ. والدِّينُ: السُّلْطَانُ. والدِّين: الوَرَعُ. والدِّين: الْقَهْرُ. والدِّينُ: الْمَعْصِيَةُ. وَالدِّينُ: الطَّاعَةُ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: يَمْرُقُون مِنَ الدِّين مُروقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّة ، يُرِيدُ أَن دُخُولَهُمْ فِي الإِسلام ثُمَّ خُرُوجُهُمْ مِنْهُ لَمْ يَتَمَسَّكُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ كَالسَّهْمِ الَّذِي دَخَلَ فِي الرَّمِيَّةِ ثُمَّ نَفَذ فِيهَا وَخَرَجَ مِنْهَا وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَدْ أَجمع عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَن الْخَوَارِجَ عَلَى ضَلَالَتِهِمْ فِرْقَةٌ مِنْ فِرَقِ المسلمِين وأَجازوا مُنَاكَحَتَهُمْ وأَكل ذَبَائِحِهِمْ وَقَبُولَ شَهَادَتِهِمْ، وَسُئِلَ عَنْهُمْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقِيلَ: أَكفَّارٌ هُمْ؟ قَالَ: مِنَ الِكُفْرِ فَرُّوا، قِيلَ: أَفمنافقون هُمْ؟ قَالَ: إِن الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّه إِلَّا قَلِيلًا، وَهَؤُلَاءِ يَذْكُرُونَ اللَّه بُكرة وأَصيلًا، فَقِيلَ: مَا هُمْ؟ قَالَ: قَوْمٌ أَصابتهم فِتْنَةٌ فعَمُوا وصَمُّوا. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يَعْنِي قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَمْرُقُون مِنَ الدِّينِ ، أَراد بِالدِّينِ الطَّاعَةَ أَي أَنهم يَخْرُجُونَ مِنْ طَاعَةِ الإِمام المُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ وَيَنْسَلِخُونَ مِنْهَا، واللَّه أَعلم.

فصل الذال المعجمة

ودَيَّنَ الرجلَ فِي الْقَضَاءِ وَفِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّه: صَدَّقه. ابْنُ الأَعرابي: دَيَّنْتُ الْحَالِفَ أَي نَوَّيته فِيمَا حَلَفَ، وَهُوَ التَّدْيين. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الشِّرْكَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ، وإِنما أَراد أَنه كَانَ عَلَى مَا بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ إِرث إِبراهيم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنَ الْحَجِّ وَالنِّكَاحِ وَالْمِيرَاثِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحكام الإِيمان، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الدِّين العادةِ يُرِيدُ بِهِ أَخلاقهم مِنَ الْكَرَمِ وَالشَّجَاعَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: كَانَتْ قريشٌ وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ أَي اتَّبَعَهُمْ فِي دِينهم وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ وَاتَّخَذَ دِينهم لَهُ دِيناً وَعِبَادَةً. وَفِي حَدِيثِ دُعاء السَّفَرِ: أَستَوْدِعُ اللَّهَ دِينَك وأَمانتك ، جَعَلَ دِينَهُ وأَمانته مِنَ الْوَدَائِعِ لأَن السَّفَرَ يُصِيبُ الإِنسانَ فِيهِ المشقةُ وَالْخَوْفُ فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لإِهمال بَعْضِ أُمور الدِّينِ فَدَعَا لَهُ بالمَعُونة وَالتَّوْفِيقِ، وأَما الأَمانة هَاهُنَا فَيُرِيدُ بِهَا أَهل الرَّجُلِ وَمَالَهُ وَمَنْ يُخْلِفُه عَنْ سَفَرِهِ. والدِّين: الدَّاءُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَنشد: يَا دِينَ قلبِك مِنْ سَلْمى وَقَدْ دِينا قَالَ: يَا دِينَ قَلْبِكَ يَا عَادَةَ قَلْبِكَ، «3» وَقَدْ دِينَ أَي حُمِل عَلَى مَا يَكْرَهُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ وَقَدْ عُوِّد. اللَّيْثُ: الدِّينُ مِنَ الأَمطار مَا تَعَاهَدَ مَوْضِعًا لَا يَزَالُ يرُبُّ بِهِ وَيُصِيبُهُ، وأَنشد: مَعْهُودٌ ودِين، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خَطَأٌ، وَالْبَيْتُ لِلطِّرِمَّاحِ، وَهُوَ: عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ مِنْهَا ... دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ أَراد: دُفُوفَ رَمْلٍ أَوْ كُثُبَ أَقاحِ معهودٍ أَي مَمْطُورٍ أَصابه عَهْد مِنَ الْمَطَرِ بَعْدَ مَطَرٍ، وَقَوْلُهُ وَدِينٍ أَي مَوْدُون مَبْلُولٍ مِنْ وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بَلَلْتَهُ، وَالْوَاوُ فَاءُ الْفِعْلِ، وَهِيَ أَصلية وَلَيْسَتْ بِوَاوِ الْعَطْفِ، وَلَا يُعْرَفُ الدِّين فِي بَابِ الأَمْطار، وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو مِمَّنْ زَادَهُ فِي كِتَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: الدَّين بَيْنَ يَدَيِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، والعُشْر بَيْنَ يَدَيِ الدَّينِ فِي الزَّرْعِ والإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: يَعْنِي أَن الزَّكَاةَ تُقَدَّمُ عَلَى الدَّين، والدَّين يُقَدَّمُ عَلَى الْمِيرَاثِ. والدَّيَّانُ بْنُ قَطَنٍ الْحَارِثِيِّ: مِنْ شُرَفَائِهِمْ، فأَما قَوْلُ مُسْهِرِ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ: هَا إِنَّ ذَا ظالِمُ الدَّيَّانُ مُتَّكِئاً ... عَلَى أَسِرَّتِه، يَسْقِي الْكَوَانِينَا فإِنه شَبَّهَ ظَالِمًا هَذَا بالدَّيان بْنِ قَطَنِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ، وَهُوَ عَبْدُ المُدانِ، فِي نَخْوتِه، وَلَيْسَ ظَالِمٌ هُوَ الدَّيَّان بِعَيْنِهِ. وَبَنُو الدَّيَّانِ: بَطْنٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرَاهُ نَسَبُوا إِلى هَذَا، قَالَ السَّمَوْأَلُ بْنُ عادِيا أَو غَيْرُهُ: فَإِنَّ بَنِي الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْ، ... تَدُورُ رحاهْم حَولَهُمْ وتَجُولُ فصل الذال المعجمة ذأن: الذُّؤْنُونُ والعُرْجُون والطُّرْثُوث مِنْ جِنْسٍ: وَهُوَ مِمَّا يَنْبُتُ فِي الشِّتَاءِ، فإِذا سَخُنَ النَّهَارُ فَسَدَ وَذَهَبَ. غَيْرُهُ: الذُّؤْنون نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أُصول الأَرْطى والرِّمْثِ والأَلاء، تنشقُّ عَنْهُ الأَرض فَيَخْرُجُ مِثْلَ سَوَاعِدِ الرِّجَالِ لَا وَرَقَ لَهُ، وَهُوَ أَسْحَمُ وأَغْبَر، وَطَرَفُهُ مُحَدَّد كَهَيْئَةِ الكَمَرة، وَلَهُ أَكمام كأَكمام الباقِلى وَثَمَرَةٌ صَفْرَاءُ فِي أَعلاه، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ يُنْبِتُ أَمثال الْعَرَاجِينِ مِنْ نَبَاتِ الفُطْرِ، وَالْجَمْعُ الذَّآنِينُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الذَّآنين هَنَواتٌ مِنَ الفُقُوع تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الأَرض كأَنَّها العَمَدُ الضِّخَام وَلَا يأْكلها شَيْءٌ، إِلا أَنها تُعْلَفُها الإِبلُ فِي السَّنَةِ

_ (3). 1 قوله" يا عادة قلبك" كذا بالأصل، والمناسب يا داء قلبك وإن فسر الدين في البيت بالعادة أيضاً.

وتأْكلها المِعْزى وَتَسْمَنُ عَلَيْهَا، وَلَهَا أَرُومة، وَهِيَ تُتَّخَذُ للأَدوية وَلَا يأْكلها إِلَّا الْجَائِعُ لِمَرَارَتِهَا. وَقَالَ مَرَّةً: الذَّآنِينُ تَنْبُتُ فِي أُصول الشَّجَرِ أَشبه شَيْءٍ بالهِلْيَوْن، إِلَّا أَنه أَعظم مِنْهُ وأَضخم، لَيْسَ لَهُ وَرَقٌ وَلَهُ بُرْعُومة تتورَّد ثُمَّ تَنْقَلِبُ إِلَى الصُّفْرَةِ. والذُّؤْنون: مَاءٌ كُلُّهُ وَهُوَ أَبيض إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهُ مِنْ تِلْكَ البُرْعُومة، وَلَا يأْكله شَيْءٌ، إِلَّا أَنه إِذَا أَسْنَتَ النَّاسُ، فَلَمْ يَكُنْ بِهَا «1». شَيْءٌ، أَغنى، وَاحِدَتُهُ ذُؤْنُونة. وذَأْنَنَتِ الأَرضُ: أَنبتت الذَّآنِينَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَخَرَجُوا يَتَذأْنَنُون أَي يَطْلُبُونَ الذَّآنِين ويأْخذونها؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ الطعامِ يأْكلُ الطَّائِيونا: ... الحَمَضِيضَ الرَّطْب والذآنِينا . قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونون، وذَوانين الْجَمْعُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الذُّؤْنُون أَسمر اللَّوْنِ مُدَمْلَكٌ لَهُ وَرَقٌ لَازِقٌ بِهِ، وَهُوَ طَوِيلٌ مِثْلُ الطُّرْثُوث، تَمِهٌ لَا طَعْمَ لَهُ، لَيْسَ بِحُلْوٍ وَلَا مُرٍّ، لَا يأْكله إِلَّا الْغَنَمُ، يَنْبُتُ فِي سُهُولِ الأَرض، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ذُونون لَا رِمْثَ لَهُ، وطُرْثوث لَا أَرطاة؛ يُقَالُ هَذَا لِلْقَوْمِ إِذَا كَانَتْ لَهُمْ نَجْدَة وَفَضْلٌ فَهَلَكُوا وَتَغَيَّرَتْ حَالُهُمْ، فَيُقَالُ: ذآنينُ لَا رِمْثَ لَهَا وطَراثيثُ لَا أَرْطى أَي قَدِ استُؤْصِلوا فَلَمْ تَبْقَ لَهُمْ بَقِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ هِلْيَوْنُ الْبَرِّ؛ وأَنشد لِلرَّاجِزِ يَصِفُ نَفْسَهُ بالرَّخاوة واللِّينِ: كأَنني، وقَدَمي تَهِيثُ، ... ذُؤْنونُ سَوْءٍ رأْسُه نَكِيثُ . قَوْلُهُ: تَهِيثُ أَي تَهِيثُ الترابَ مِثْلُ هَاثَ لَهُ بِالْعَطَاءِ، ونَكِيثٌ: مُتَشَعِّثٌ؛ وَقَالَ آخَرُ: غَداةَ تَوَلَّيْتُمْ كأَنَّ سيوفَكم ... ذَآنينُ فِي أَعناقِكم لَمْ تُسَلَّلِ وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: قَالَ لجُنْدُب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَتاك مِنَ النَّاسِ مثلُ الوَتِد أَو مِثْلُ الذُّؤْنون يَقُولُ اتَّبِعْني وَلَا أَتبعك؟ الذُّؤْنون: نَبْتٌ طَوِيلٌ ضَعِيفٌ لَهُ رأْس مُدوَّر، وَرُبَّمَا أَكله الأَعراب، قَالَ: وَهُوَ مِنْ ذأَنَه إِذَا حَقَّرَه وضَعَّف شأْنَه، شَبَّهَهُ بِهِ لِصِغَرِهِ وَحَدَاثَةِ سِنِّهِ، وَهُوَ يَدْعُو الْمَشَايِخَ إِلَى اتِّبَاعِهِ، أَي مَا تَصْنَعُ إِذَا أَتاك رَجُلٌ ضَالٌّ، وَهُوَ فِي نَحَافَةِ جِسْمِهِ كالوَتِد أَو الذُّؤْنون لكدِّه نفسَه بِالْعِبَادَةِ يَخْدَعُكَ بِذَلِكَ وَيْسَتَتْبِعُكَ. ذبن: ابْنُ الأَعرابي: الذُّبْنةُ ذُبُولُ الشَّفَتَيْنِ مِنَ الْعَطَشِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل الذُّبْلة فَقُلِبَتِ اللَّامُ نُونًا. ذعن: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُذْعِنين مُقِرِّينَ خاضعين، وقال أَبو إسحق: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ مُسْرِعِينَ، قَالَ: والإِذعان فِي اللُّغَةِ الإِسراع مَعَ الطَّاعَةِ، تَقُولُ: أَذعَن لِي بِحَقِّي، مَعْنَاهُ طاوَعَني لِمَا كُنْتُ أَلتمسه مِنْهُ وَصَارَ يُسْرع إِلَيْهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مُذْعِنين مُطِيعِينَ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ، وَقِيلَ: مُذْعِنِينَ مُنْقَادِينَ. وأَذْعَنَ لِي بِحَقِّي: أَقرّ، وَكَذَلِكَ أَمْعَنَ بِهِ أَي أَقرّ طَائِعًا غَيْرَ مُسْتَكْرَهٍ. والإِذعان: الِانْقِيَادُ. وأَذعَنَ الرجلُ: انْقَادَ وسَلِس، وَبِنَاؤُهُ ذَعِن يَذْعَن ذَعَناً. وأَذْعَن لَهُ أَي خَضَعَ وَذَلَّ. وَنَاقَةٌ مِذْعان: سَلِسةُ الرأْس منقادة لقائدها. ذقن: الْجَوْهَرِيُّ: ذَقَنُ الإِنسان مُجْتَمع لَحْيَيْه. ابْنُ سِيدَهْ: الذَّقَن والذِّقْنُ مُجْتَمَعُ اللَّحْيَين مِنْ أَسفلهما؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَفِي الْمَثَلِ: مُثْقَلٌ اسْتَعَانَ بذَقَنِه وذِقْنِه؛ يُقَالُ هَذَا لِمَنْ يَسْتَعِينُ بِمَنْ لَا دَفْعَ عِنْدَهُ وَبِمَنْ هُوَ أَذل مِنْهُ، وَقِيلَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الذَّلِيلِ يَسْتَعِينُ بِرَجُلٍ آخَرَ مِثْلِهِ، وأَصله

_ (1). الضمير في بها يعود إلى السنة المنويَّة

أَن الْبَعِيرَ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْحِمْلُ الثَّقِيلُ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى النُّهُوضِ، فَيَعْتَمِدُ بذَقَنه عَلَى الأَرض، وصحَّفه الأَثرَمُ عَلِيُّ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِحَضْرَةِ يَعْقُوبَ فَقَالَ: مُثْقَلٌ اسْتَعَانَ بدَفَّيْه، فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: هَذَا تَصْحِيفٌ إِنَّمَا هُوَ اسْتَعَانَ بذَقَنه، فَقَالَ لَهُ الأَثرم: إِنَّهُ يُرِيدُ الرِّيَاسَةَ بِسُرْعَةٍ ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، وَالْجَمْعُ أَذقان. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً ؛ وَاسْتَعَارَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ لِلشَّجَرِ وَوَصَفَ سَحَابًا فَقَالَ: وأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ عن كُلِّ فِيقةٍ، ... يَكُبُّ عَلَى الأَذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبل . والذَّاقِنةُ: مَا تَحْتَ الذَّقَن، وَقِيلَ: الذَّاقِنة رأْس الْحُلْقُومِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تُوفي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ سَحْري ونَحْري وحاقِنَتي وذاقِنَتي ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الذَّاقِنَةُ طَرَفُ الْحُلْقُومِ، وَقِيلَ: الذاقِنة الذَّقَنُ، وَقِيلَ: مَا يَنَالُهُ الذَّقَنُ مِنَ الصَّدْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الحاقِنة الترْقُوة، وَقِيلَ: أَسفل الْبَطْنِ مِمَّا يَلِي السرَّة، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زَيْدٍ وَفِي الْمَثَلِ لأُلْحِقَنَّ حَواقِنك بذَواقِنك، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ للأَصمعي فَقَالَ: هِيَ الحاقِنة وَالذَّاقِنَةُ، قَالَ: وَلَمْ أَره وَقَفَ مِنْهُمَا عَلَى حَدٍّ مَعْلُومٍ، فأَما أَبو عَمْرٍو فإِنه قَالَ: الذَّاقِنَةُ طرفُ الْحُلْقُومِ النَّاتِئِ، وَقَالَ ابْنُ جَبَلة: قَالَ غَيْرُهُ الذاقِنة الذَّقَنُ. وذَقَنَ الرجلُ: وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ ذَقْنِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَن عِمْرَانَ بْنَ سَوادة قَالَ لَهُ: أَربع خِصَالٍ عاتَبَتْكَ عَلَيْهَا رَعيَّتُك، فَوَضَعَ عُودَ الدِّرَّة ثُمَّ ذقَن عَلَيْهَا وَقَالَ: هاتِ وَفِي رِوَايَةٍ: فذَقَن بِسَوْطِهِ يَسْتَمِعُ. يُقَالُ: ذقَنَ عَلَى يَدِهِ وَعَلَى عَصَاهُ، بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، إِذَا وَضَعَهُ تَحْتَ ذَقَنِه واتكأَ عَلَيْهِ. وذَقَنه يَذْقنُه ذَقْناً: أَصاب ذقنَه، فَهُوَ مَذْقون. وذقَنْتُه بِالْعَصَا ذَقْناً: ضَرَبْتُهُ بِهَا. وذَقَنَه ذَقْناً: قفَدَه. والذَّقون مِنَ الإِبل الَّتِي تُميل ذقَنَها إِلَى الأَرض تَسْتَعِينُ بِذَلِكَ عَلَى السَّيْرِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّرِيعَةُ، وَالْجَمْعُ ذُقُنٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: قَدْ صَرَّحَ السيرُ عَنْ كُتمانَ، وابتُذِلت ... وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْريَّة الذُّقُنِ . أَي ابْتُذلتِ المهْرية الذُّقُن بِوَقْعِ الْمَحَاجِنِ فِيهَا نَضْرِبُهَا بِهَا، فَقَلَبَ وأَنث الوَقع حَيْثُ كَانَ مِنْ سَبَبِ الْمَحَاجِنِ. والذاقِنة: كالذَّقون؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَحْدَثْتُ لِلَّهِ شُكْراً، وَهِيَ ذاقِنةٌ، ... كأَنها تحتَ رَحْلي مِسْحَلٌ نَعِرُ . وذَقِنَت الدَّلوُ، بِالْكَسْرِ، ذَقَناً، فَهِيَ ذَقِنة: مَالَتْ شَفَتُها. وَدَلْوٌ ذَقَنَى: مَائِلَةُ الشَّفَةِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَى مَا تَعْتَدِلْ. وَدَلْوٌ ذَقون مِنْ ذَلِكَ. الأَصمعي: إِذَا خَرَزْتَ الدَّلْوَ فَجَاءَتْ شَفَتُهَا مَائِلَةً قِيلَ ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً. وَنَاقَةٌ ذَقون: تُرْخي ذقَنها فِي السَّيْرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تُحَرِّكُ رأْسها إِذَا سَارَتْ. وامرأَة ذَقناء: مُلْتَوِيَةُ الْجِهَازِ. وَفِي نَوَادِرِ الْعَرَبِ: ذاقَنَني فلانٌ ولاقَنَني ولاغَذَني أَي لازَّني وَضَايَقَنِي. والذِّقْنُ: الشَّيْخ. وذِقانُ: جبل. ذنن: ذَنَّ الشيءُ يَذِنُّ ذَنيناً: سَالَ. والذَّنِينُ والذُّنانُ: الْمُخَاطُ الرَّقِيقُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ الْمُخَاطُ مَا كَانَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ الرَّقِيقُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الأَنف، عَنْهُ أَيضاً؛ وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ كُلُّ مَا سَالَ مِنَ الأَنف. وذَنَّ أَنفُه يَذِنُّ إِذَا سَالَ، وَقَدْ ذَنِنتَ يَا رَجُلُ تَذَنُّ ذَنناً وذَنَنْتُ أَذِنُّ ذنَناً، وَرَجُلٌ أَذَنُّ وامرأَة ذَنَّاء. والأَذَنُّ أَيضاً: الَّذِي يَسِيلُ مُنْخَرَاهُ جَمِيعًا، وَالْفِعْلُ

كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَالَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ الذَّنينُ. ابْنُ الأَعرابي: التَّذْنينُ سَيَلَانُ الذَّنين، والذُّنانى شِبْهُ الْمُخَاطِ يَقَعُ مِنْ أُنوف الإِبل؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: إِنَّمَا هُوَ الذُّنانى، وَقَالَ قَوْمٌ لَا يُوثَقُ بِهِمْ: إِنَّمَا هُوَ الزُّنانى. والذَّنَنُ: سَيَلان الْعَيْنِ. والذَّنَّاء: المرأَة لَا يَنْقَطِعُ حَيْضُهَا، وامرأَة ذَنَّاء مِنْ ذَلِكَ. وأَصل الذَّنين فِي الأَنف إِذَا سَالَ. وَمِنْهُ قَوْلُ المرأَة لِلْحَجَّاجِ تَشْفَع لَهُ فِي أَن يُعْفيَ ابْنَهَا مِنَ الْغَزْوِ: إِنَّنِي أَنا الذَّنَّاءُ أَو الضَّهْياءُ. والذَّنينُ: مَاءُ الْفَحْلِ وَالْحِمَارِ وَالرَّجُلِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه: تُواثِل مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ ... حَوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنِينِ. هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَيُرْوَى: حوالبُ أَسْهَرَيهِ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الذَّنِين الْمُخَاطُ يسيلُ مِنَ الأَنف، وَقَالَ: الأَسهَران عِرْقانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وتُوائِلُ أَي تَنْجُو أَي تَعْدُو هَذِهِ الأَتانُ الحاملُ هَرَباً مِنْ حِمَارٍ شَدِيدٍ مُغْتَلِم، لأَن الْحَامِلَ تَمْنَعُ الْفَحْلَ، وحَوالِبُ: مَا يَتَحَلَّبُ إِلَى ذَكَرِهِ مِنَ الْمَنِيِّ، والأَسْهَرانِ: عِرْقَانِ يَجْرِي فِيهِمَا مَاءُ الْفَحْلِ، وَيُقَالُ هُمَا الأَبْلَدُ والأَبْلجُ، وذَنَّ يَذِنُّ ذَنِيناً إِذَا سَالَ. الأَصمعي: هُوَ يَذِنُّ فِي مِشْيَتِهِ ذَنيناً إِذَا كَانَ يَمْشِي مِشْيَة ضَعِيفَةً؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: وإنَّ الموتَ أَدْنَى مِنْ خَيالٍ، ... ودُونَ العَيْشِ تَهْواداً ذَنِينا. أَي لَمْ يَرفُقْ بِنَفْسِهِ. والذُّنانةُ: بَقِيَّةُ الشَّيْءِ الْهَالِكِ الضَّعِيفِ وَإِنَّ فُلَانًا ليَذِنّ إِذَا كَانَ ضَعِيفًا هَالِكًا هَرَماً أَو مَرَضاً. وَفُلَانٌ يُذانّ فَلَانًا عَلَى حَاجَةٍ يَطْلُبُهَا مِنْهُ أَي يَطْلُبُ إِلَيْهِ ويسأَله إِيَّاهَا. والذُّنانة، بِالنُّونِ وَالضَّمِّ: بَقِيَّةُ الدَّيْن أَو العِدَةِ لأَن الذُّبانةَ، بِالْبَاءِ، بَقِيَّةُ شيءٍ صَحِيحٍ، والذُّنانةُ، بِالنُّونِ، لَا تَكُونُ إِلَّا بَقِيَّةَ شَيْءٍ ضَعِيفٍ هَالِكٍ يَذِنُّها شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي الطَّعَامِ ذُنَيْناء، مَمْدُودٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ إِلَّا أَنه عَدَله بالمُرَيْراء، وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ. والذُّنْذُنُ: لُغَةٌ في الذُّلْذُلِ، وهو أَسفل الْقَمِيصِ الطَّوِيلِ: وَقِيلَ: نُونُهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِهَا. وذَناذِنُ الْقَمِيصِ: أَسافِلُه مِثْلُ ذَلاذِله، وَاحِدُهَا ذُنْذُن وذُلْذُل؛ رَوَاهُ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَذَكَرَ فِي هَذَا الْمَكَانِ فِي الثُّنَائِيِّ الْمُضَاعَفِ: الذَّآنِين نَبْتٌ، وَاحِدُهَا ذُؤْنُونٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كُلُّ الطعامِ يأْكلُ الطائِيُّونا: ... الحَمَصِيصَ الرّطْبَ والذَّآنِينا . قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون وذَوانين للجمع. ذهن: الذِّهْنُ: الْفَهْمُ وَالْعَقْلُ. والذِّهْن أَيضاً: حِفْظُ الْقَلْبِ، وَجَمْعُهُمَا أَذْهان. تَقُولُ: اجْعَلْ ذِهْنَك إِلَى كَذَا وَكَذَا. وَرَجُلٌ ذَهِنٌ وذِهْنٌ كِلَاهُمَا عَلَى النَّسَبِ، وكأَنَّ ذِهْناً مُغيَّر مِنْ ذَهِنٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: ذَهِنْتُ كَذَا وَكَذَا أَي فَهِمْتُهُ. وذَهَنتُ عَنْ كَذَا: فَهِمْتُ عَنْهُ. وَيُقَالُ: ذَهَنَني عَنْ كَذَا وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَني أَي أَنساني وأَلهاني عَنِ الذِّكْرِ. الْجَوْهَرِيُّ: الذَّهَنُ مِثْلُ الذِّهْنِ، وَهُوَ الفِطْنة وَالْحِفْظُ. وفلانُ يُذاهِنُ النَّاسَ أَي يُفاطنهم. وذاهَنَني فذَهَنْتُه أَي كُنْتُ أَجْوَدَ مِنْهُ ذِهْناً. والذِّهْنُ أَيضاً: القوَّة؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: أَنُوءُ بِرجْلٍ بِهَا ذِهْنُها ... وأَعْيَتْ بِهَا أُخْتُها الغابِرَه والغابرة هنا: الباقية.

فصل الراء

ذون: الْكِسَائِيُّ فِي الذَّآنين: مِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون وذَوَانين لِلْجَمْعِ، قَالَ: والذُّونون فِي هَيْئَةِ الهِلْيَوْن مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ. ابْنُ الأَعرابي: التَّذَوُّن النَّعْمة، والذَّانُ والذَّيْنُ العيب. ذين: الذَّيْنُ والذَّانُ: الْعَيْبُ. وذَامَه وذَانه وذابَه إِذَا عَابَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الذَّيْمُ والذَّامُ والذانُ والذابُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم الأَنصاري: أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْيانُها، ... فتَهْجُر أَم شأْنُنا شأْنُها؟ ردَدْنا الكَتِيبةَ مَفلولةً، ... بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذَانُها. وَقَالَ كِنازٌ الجَرْميّ: رَدَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً، ... بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذابُها ولستُ، إِذَا كنتُ فِي جانبٍ، ... أَذُمُّ العَشيرةَ، أَغْتابُها ولكنْ أُطاوِعُ ساداتِها، ... وَلَا أَتَعَلَّمُ أَلْقابَها. وَفِي شِعْرِهِ إقواءٌ فِي الْمَرْفُوعِ وَالْمَنْصُوبِ. والمُذانُ: لُغَةٌ فِي المُذال. فصل الراء رأن: ابْنُ بَرِّيٍّ: الأُرانَى نَبْتٌ، والبُوصُ ثَمَرُهُ، والقُرْزُحُ حَبُّه، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ بَرِّيٍّ، وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ أَرن: الأَرانيةُ نَبْتٌ مِنَ الحَمْض لَا يَطُولُ سَاقُهُ، والأُرانَى جَناةُ الضَّعَة وغير ذلك. ربن: الرَّبُونُ والأُربونُ والأُرْبانُ: العَرَبُونُ، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ. وأَرْبَنه: أَعطاه الأُرْبونَ، وَهُوَ دَخِيلٌ، وَهُوَ نَحْوُ عُرْبون؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: مُسَرْوَل فِي آلِه مُرَبَّن ومُرَوْبَن، فإِنما هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبه الَّذِي يسمَّى الرَّانَ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو المُرْتَبِنُ الْمُرْتَفِعُ فَوْقَ الْمَكَانِ، قَالَ: والمُرْتَبِئُ مِثْلُهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ ... سَمَوْتُ إِلَيْهِ بالسِّنانِ فأَدْبرَا ورُبّان كُلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ وَجَمَاعَتُهُ، وأَخذتُه برُبّانِه ورِبّانِه. ورُبّانُ السَّفِينَةِ: الَّذِي يُجْرِيها، وَيُجْمَعُ رَبِابِين؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَظنه دخيلًا. رتن: الرَّتْنُ: الْخَلْطُ، وَمِنْهُ المُرَتَّنَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّتْنُ خَلْطُ الْعَجِينِ بِالشَّحْمِ، والمُرَتَّنَةُ الخُبْزَة المُشَحَّمَة، وَنَسَبُ الأَزهري هَذَا الْقَوْلَ إِلَى اللَّيْثِ وَقَالَ: حَرَصْتُ عَلَى أَن أَجِدَ هَذَا الحرفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ فَلَمْ أَجِدْ لَهُ أَصلًا، قَالَ: وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ الصَّوَابُ المُرَثَّنة، بِالثَّاءِ، مِنَ الرَّثَانِ وَهِيَ الأَمطار الْخَفِيفَةُ فكأَنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسمِ. رثن: الرَّثَانُ: قِطَار الْمَطَرِ يَفْصِلُ بَيْنَهَا سكونٌ. وَقَالَ ابْنُ هَانِي: الرَّثَانُ مِنَ الأَمطار القِطار الْمُتَتَابِعَةُ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ سَاعَاتٌ، أَقَلُّ مَا بَيْنَهُنَّ سَاعَةٌ وأَكثر مَا بَيْنَهُنَّ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ. وأَرض مُرَثَّنَةٌ تَرْثِيناً ومُرَثَّمَة ومُثَرَّدةٌ كُلُّ ذَلِكَ إِذَا أَصابها مَطَرٌ ضَعِيفٌ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَرض مَرْثُونة أَصابتها رَثْنَة أَي مَرْكُوكة، وأَصابها رَثَانٌ ورِثامٌ، وَقَدْ رُثِّنَتِ الأَرضُ تَرْثِيناً؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْقِيَاسُ رُثِنَتْ كطُلَّتْ وبُغِشَتْ ورُثِنَتْ «2». وطُشَّتْ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُ مَنْ لَا أَعتمده:

_ (2). قوله [ورثنت] هكذا في الأَصل، ولعلها ورشت

تَرَثَّنَتِ المرأَةُ إِذَا طَلَتْ وجهها بغُمْرة. رثعن: ارْثَعَنَّ المطرُ: كثرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ «1».: كأَنه بعدَ رياحٍ تَدْهَمُه، ... ومُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ. الأَزهري: المُرْثَعِنُّ مِنَ الْمَطَرِ المُسْتَرْسِل السَّائِلُ؛ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ: وكُلُّ مُلِثٍّ مُكْفَهِرٍّ سحابُه، ... كَمِيش التَّوالي، مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ. قَالَ: مُرْثَعنّ مُتَسَاقِطٍ لَيْسَ بِسَرِيحٍ، وَبِذَلِكَ يُوصَفُ الْغَيْثُ. وارْثَعَنَّ الْمَطَرُ إِذَا ثَبَتَ وجادَ، وَهُوَ يَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً. والمُرْثَعِنُّ: السَّيْلُ الْغَالِبُ. والمُرْثَعِنُّ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الْمُسْتَرْخِي. وارْثَعَنَّ: اسْتَرْخَى. وَكُلُّ مُسْتَرْخٍ مُتَسَاقِطٍ مُرْثَعِنّ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَكتاف أَي مُسْتَرْخِيًا. والارْثِعْنانُ: الِاسْتِرْخَاءُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ أَبي الأَسود العِجْلي: لَمَّا رَآهُ جَسْرباً مُجِنّاً، ... أَقْصَرَ عَنْ حَسْناء وارْثَعَنَّا . والمُرْثَعِنُّ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يَمضي على هَوْلٍ. رجن: رَجَنَ بِالْمَكَانِ، وَفِي نُسْخَةٍ: رَجَنَ الرجلُ بِالْمَكَانِ يَرْجُن رُجوناً إِذَا أَقام بِهِ. والرَّاجِنُ: الْآلِفُ مِنَ الطَّيْرِ وَغَيْرِهِ مِثْلُ الداجِنِ. وَشَاةٌ راجنٌ: مُقِيمَةٌ فِي الْبُيُوتِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً وأَرْجَنَتْ ورَجَنها هُوَ يَرْجُنها رَجْناً: حَبَسَهَا عَنِ الْمَرْعَى عَلَى غَيْرِ عَلَف، فإِن أَمسكها عَلَى عَلَفٍ قِيلَ رَجَّنها تَرْجيناً. ورَجَنَ الدابَّة يَرْجُنها رَجْناً، فَهِيَ مَرْجُونَةٌ إِذَا حَبَسَهَا وأَساء عَلَفَهَا حَتَّى تُهْزَل، ورَجَنَتْ هِيَ بِنَفْسِهَا رُجُوناً، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَجَنَ القومُ رِكابَهم، ورَجَنَ فلانٌ رَاحِلَتَهُ رَجْناً شَدِيدًا فِي الدَّارِ وَهُوَ أَن يَحْبِسَهَا مُناخَةً لَا يَعْلِفُهَا، ورَجَنَ البعيرُ فِي النَّوى والبِزْرِ رُجُوناً، ورُجُونُه اعْتلافُه. الْفَرَّاءُ: رَجَنَت الإِبل ورَجِنَت أَيضاً بِالْكَسْرِ وَهِيَ رَاجِنَةٌ، الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ رَجَنتُها أَنا وأَرْجَنْتُها إِذَا حَبَسْتَهَا لِتَعْلِفَهَا وَلَمْ تُسَرّحْها. وارْتَجَنَ الزُّبْدُ: طُبِخَ فَلَمْ يَصْفُ وَفَسَدَ. وارْتَجَنت الزُّبْدَةُ: تَفَرَّقَتْ فِي المِمْخَض. اللِّحْيَانِيُّ: رَجَن فِي الطَّعَامِ ورَمَكَ إِذَا لَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئًا. ورَجَنَ البعيرُ فِي العَلَف رُجوناً إِذَا لَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ وَغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَتَبَ فِي الصَّدَقَةِ إِلَى بَعْضِ عُمَّاله كِتَابًا فِيهِ: وَلَا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم عَلَى آخِرِهِمْ فإِن الرَّجْنَ لِلْمَاشِيَةِ عَلَيْهَا شديدٌ وَلَهَا مُهْلِكٌ ؛ مِنَ الرَّجْنِ: الإِقامة بالمكانِ. ورَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إِذَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْهُ؛ وَهَذَا مِنْ نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ. وارْتَجَنَ عَلَيْهِمْ أَمرهم: اخْتَلَطَ، أُخذ مِنَ ارْتِجانِ الزُّبْد إِذَا طُبِخ فَلَمْ يَصْفُ وَفَسَدَ، وأَصله مِنَ ارْتِجانِ الإِذْوَابة، وَهِيَ الزُّبْدَةُ تَخْرُجُ مِنَ السِّقَاءِ مُخْتَلِطَةً بِالرَّائِبِ الْخَاثِرِ فَتُوضَعُ عَلَى النَّارِ، فإِذا غَلَى ظَهَرَ الرائبُ مُخْتَلِطًا بِالسَّمْنِ فَذَلِكَ الارْتِجانُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَإِيَّاهُ عَنَى بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ بِقَوْلِهِ: فَكُنْتُمْ كذاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ، ... إذْ غَلَتْ، أَتُنْزِلُها مَذْمُومَةً أَم تُذِيبُها؟ وَهُمْ فِي مَرْجُونة أَي اخْتِلَاطٍ لَا يَدْرُونَ أَيقيمون أَم يَظْعَنُونَ. والرَّجَّانَةُ: الإِبل الَّتِي تَحْمِلُ المَتاعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا، وَعِنْدِي أَنه اسم كالجَبَّانة. رجحن: ارْجَحَنَّ الشيءُ: اهْتَزَّ. وارْجَحَنَّ: وَقَعَ بِمَرَّةٍ. وارْجَحَنَّ: مالَ؛ قال:

_ (1). قوله [ذو الرمة] الذي في المحكم: قال رؤبة

وشَرَاب خُسْرَوانيّ إِذَا ... ذَاقَهُ الشيخُ تَغَنَّى وارْجَحَنّ وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً أَي إِذَا مَالَ رَافِعًا وَسَقَطَ وَرَفَعَ رِجْلَيْهِ، يَعْنِي إِذَا خَضَعَ لَكَ فاكْفُفْ عَنْهُ. الأَصمعي: المُرْجَحِنُّ الْمَائِلُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدتني أَعرابية بفَيْدَ: أَيا أُخْتَ عَدَّ، أَيا شبيهةَ كَرْمةٍ ... جَرَى السيلُ فِي قُرْيانِها فارْجَحَنَّت أَراد أَنها أُوقِرَتْ حَتَّى مَالَتْ مِنْ كَثْرَةِ حَمْلِهَا. وَيُقَالُ: أَنا فِي هَذَا الأَمر مُرْجَحِنٌّ لَا أَدري أَيَّ فَنَّيْه أَركب وأَيَّ صَرْعَيْه وصَرْفَيْه ورُوقَيْه أَركب. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي دُنْيا مُرْجَحِنَّة أَي وَاسِعَةٍ كَثِيرَةٍ. وامرأَة مُرْجَحِنَّة إِذَا كَانَتْ سَمِينَةً، فإِذا مَشَتْ تَفَيَّأَتْ فِي مِشْيتها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فِي حُجُراتِ القُدُس مُرْجَحِنِّين ؛ مِنَ ارْجَحَنَّ الشيءُ إِذَا مَالَ مِنْ ثِقَله وتحرَّك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي صِفَةِ السَّحَابِ: وارْجَحَنَّ بَعْدَ تَبَسُّقٍ أَي ثَقُل وَمَالَ بَعْدَ علُوِّه، وَهَذَا الْحَرْفُ أَورده ابْنُ سِيدَهْ والأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ جَمِيعُهُمْ فِي حَرْفِ النُّونِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي حَرْفِ النُّونِ عَلَى أَنَّ النُّونَ أَصلية، قَالَ: وَغَيْرُهُ يَجْعَلُهَا زَائِدَةً مَنْ رَجَحَ الشَّيْءُ يَرْجَحُ إِذَا ثَقُلَ. وَجَيْشٌ مُرْجَحِنٌّ ورَحًى مُرْجَحِنَّة: ثَقِيلَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: إِذَا رَجَفَتْ فيهِ رَحًى مُرْجَحِنَّةٌ، ... تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِيرَ الحَوافِلِ . وَلَيْلٌ مُرْجَحِنٌّ: ثَقِيلٌ وَاسِعٌ. وارْجَحَنَّ السرابُ: ارْتَفَعَ؛ قَالَ الأَعشى: تَدُرُّ عَلَى أَسْوُقِ المُمْتَرِينْ ... رَكَضْنا إِذَا ما السَّرابُ ارْجَحَنّ. رجعن: ارْجَعَنَّ أَي انْبَسَطَ. وارْجَعَنَّ كارْجَحَنَّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ضَرَبَهُ فارْجَعَنَّ أَي اضْطَجَعَ وأَلقى بِنَفْسِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا ارْجَعَنَّ شاصِياً فَارْفَعْ يَدًا؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَاتِلُ الرَّجُلَ، يَقُولُ: إِذَا غَلَبْتَهُ فَاضْطَجَعَ وَوَقَعَ وَرَفَعَ رِجْلَيْهِ فكُفِّ يدَك عَنْهُ؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: فَلَمَّا ارْجَعَنُّوا واسْتَرَيْنا خيارَهُمْ، ... وصارُوا جَمِيعًا فِي الحَديدِ مُكَلَّدا . أَي فَلَمَّا اضْطَجَعُوا وغُلِبوا، وَحَمَلَ مُكَلَّدًا عَلَى لَفْظِ جَمِيعٍ لأَن لَفْظَهُ مُفْرَدٌ، وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى وَاحِدًا. الأَصمعي: اجَرَعَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعبَّ واجْلَعَبَّ إِذَا صُرِعَ وامتدَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ: ضَرَبْنَاهُمْ بقحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بعِصِيّنا. ردن: الرُّدْنُ، بِالضَّمِّ: أَصل الكُمّ. يُقَالُ: قَمِيصٌ وَاسِعُ الرُّدْن. ابْنُ سِيدَهْ: الرُّدْن مُقَدَّمُ كُمِّ الْقَمِيصِ، وَقِيلَ: هُوَ أَسفله، وَقِيلَ: هُوَ الْكُمُّ كُلُّهُ، وَالْجَمْعُ أَرْدانٌ وأَرْدِنَة. وأَرْدَنْتُ القميصَ ورَدّنْته تَرْديناً: جَعَلْتُ لَهُ رُدْناً، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَعَلْتُ لَهُ أَرْداناً؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم الأَنصاري: وعَمْرَةُ مِنْ سَرَواتِ النِّساءِ ... تَنْفَحُ بالمسكِ أَرْدانُها والأَرْدَنُ: ضَرْبٌ مِنَ الْخَزِّ الأَحمر. والرَّدَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: القَزّ، وَقِيلَ: الخَزّ، وَقِيلَ: الْحَرِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: وَلَقَدْ أَلْهُو ببِكْرٍ شادِنٍ، ... مَسُّها أَلْيَنُ من مسِّ الرَّدَنْ . وَقَالَ الأَعشى: يَشُقُّ الأُمورَ ويَجْتابُها، ... كشقِّ القَرارِيّ ثَوْبَ الرَّدَنْ

الْقَرَارِيُّ: الْخَيَّاطُ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: الرَّدَنُ الْخَزُّ الأَصفر، والرَّدَنُ الْغَزْلُ يُفْتَلُ إِلَى قُدَّامٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْغَزْلُ الْمَنْكُوسُ. وَثَوْبٌ مَرْدُونٌ: مَنْسُوجٌ بِالْغَزْلِ المَرْدُونِ. والمِرْدَنُ: المِغْزَلُ الَّذِي يَغْزِلُ بِهِ الرَّدَنُ. والمُرْدِنُ: المُظْلم. وَلَيْلٌ مُرْدِنٌ: مُظْلِمٌ. وعَرَقٌ مُرْدِنٌ ومَرْدُون: قَدْ نَمَّسَ الجسدَ كُلَّهُ؛ وأَما قَوْلُ أَبي دُواد: أَسْأَدَتْ لَيْلَةً وَيَوْمًا، فَلَمَّا ... دخَلَتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ فَإِنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: أَراد بِالْمَرْدُونِ المَرْدومَ، فأَبدل مِنَ الْمِيمِ نُونًا. والمُسَرْبَخ: الْوَاسِعُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَرْدُونُ الْمَوْصُولُ. وَقَالَ شَمِرٌ: المَرْدُونُ الْمَنْسُوجُ، قَالَ: والرَّدَنُ الْغَزْلُ، أَراد بِقَوْلِهِ فِي مُسَرْبِخِ مَرْدُونِ الأَرض الَّتِي فِيهَا السَّرَابُ، وَقِيلَ: الرَّدَنُ الْغَزْلُ الَّذِي لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ. وأَرْدَنَتِ الحُمَّى: مِثْلُ أَرْدَمَتْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَدِنَ جلدُه، بِالْكَسْرِ، يَرْدَنُ رَدَناً إِذَا تَقَبَّضَ وَتَشَنَّجَ. وَجَمَلٌ رادِنيّ؛ جَعْدُ الوَبر كَرِيمٌ جَمِيلٌ يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ قَلِيلًا. والرَّادِنيّ أَيضاً مِنَ الإِبل: الشديدُ الْحُمْرَةِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَا أَدري إِلَى أَي شَيْءٍ نُسِبَ، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ بَابِ قُمْرِيّ وبُخْتِيّ فَلَا يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلَى شَيْءٍ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: إِذَا خَالَطَ حُمْرةَ الْبَعِيرِ صفرةٌ كالوَرْسِ قِيلَ أَحمر رادِنيّ وبعير رَادِنِيٌّ، وَنَاقَةٌ رادِنيّة إِذَا خَالَطَتْ حُمْرَتُهَا صُفْرَةً كَالْوَرْسِ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا خَالَطَ حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ: أَحمرُ رادِنيّ. والرَّدَنُ: الغِرْسُ الَّذِي يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدُ فِي بَطْنِ أُمه. تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذَا مِدْرَعُ الرَّدَنِ. ورَدَنْتُ المَتاعَ رَدْناً: نَضَدْتُه. والرَّدْنُ: صوتُ وَقْع السِّلَاحِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. وأَرْمَكُ رادِنيّ: بالَغُوا بِهِ كَمَا قَالُوا أَبيضُ ناصِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ورُدَيْنة: اسْمُ امرأَة، والرِّماحُ الرُّدَيْنِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: القناةُ الرُّدَيْنيَّة وَالرُّمْحُ الرُّدَيْنيُّ زَعَمُوا أَنه مَنْسُوبٌ إِلَى امرأَة السَّمْهَرِيّ، تُسَمَّى رُدَيْنة، وَكَانَا يُقَوِّمانِ القَنا بخَطِّ هَجَرَ. قَالَ: وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ خَطِّيَّة رُدْنٌ وَرِمَاحٌ لُدْنٌ. والرَّادِنُ: الزَّعْفَرَانُ؛ وَيُنْشِدُ للأَغلب: وأَخَذَتْ مِنْ رَادِنٍ وكُرْكُمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ بِالْفَاءِ؛ وَهُوَ: فبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأَّمِ، ... فأَخَذَتْ مِنْ رادِنٍ وكُرْكُمِ ابْنُ السِّكِّيتِ: الأُرْدُنُّ النُّعاس الْغَالِبُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ فِعْلٌ. ونَعْسَةٌ أُرْدُنّ: شَدِيدَةٌ؛ قَالَ أَبّاقٌ الدُّبيري: قَدْ أَخْذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بِهَا مُصِنُ . قَوْلُهُ: مُبز أَي قَوِيٍّ عَلَيْهَا؛ يَقُولُ: إِنَّ مَوْهَباً صَبُورٌ عَلَى دَفْعِ النَّوْمِ وَإِنْ كَانَ شَدِيدَ النُّعَاسِ؛ قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الأُرْدُنُّ البلدُ. والأُرْدُنُّ: أَحد أَجناد الشَّامِ، وَبَعْضُهُمْ يُخَفِّفُهَا. التَّهْذِيبِ: الأُرْدُنّ أَرض بِالشَّامِ. الْجَوْهَرِيُّ: الأُرْدُن اسْمُ نَهْرٍ وكُورةٍ بأَعلى الشَّامِ، والله أَعلم. رذن: رَاذانُ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وَقَدْ عَلِمَتْ خيلٌ بِراذانَ أَنني ... شَدَدْتُ، وَلَمْ يَشْدُدْ مِنَ الْقَوْمِ فارِسُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قُلْتَ كَيْفَ تَكُونُ نُونُهُ أَصلًا وَهُوَ فِي هَذَا الشِّعْرِ الَّذِي أَنشدته غَيْرُ مَصْرُوفٍ؟ قِيلَ: قَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ البُقْعة فَلَا يَصْرِفُهُ، وَقَدْ يَجُوزُ

أَن تَكُونَ نُونُهُ زَائِدَةً، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ باب رَوَذَ أَو رَيَ ذَ إِما فَعَلاناً أَو فَعْلاناً رَوَذان أَو رَوْذان، ثُمَّ اعْتَلَّ اعْتِلَالًا شَاذًّا. رزن: الرَّزينُ: الثَّقِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ رَزِينٌ: سَاكِنٌ، وَقِيلَ: أَصيل الرأْي، وَقَدْ رَزُنَ رَزَانة ورُزوناً. ورَزَن الشيءَ يَرْزُنه رَزْناً: رازَ ثِقَله وَرَفَعَهُ لِيَنْظُرَ مَا ثِقَلُه مِنْ خِفَّتِهِ. وَشَيْءٌ رَزِين أَي ثَقِيلٌ، وَقِيلَ: رَزَنَ الْحَجَرَ رَزناً أَقَلَّه مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: شَيْءٌ رَزِين، وَقَدْ رَزَنْتُه بِيَدِي إِذَا ثقَلْته. وامرأَة رَزانٌ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ ثباتٍ ووَقارٍ وعفافٍ وَكَانَتْ رَزِينة فِي مَجْلِسِهَا؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَمْدَحُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: حَصانٌ رَزانٌ لَا تُزَنُّ بريبةٍ، ... وتُصْبِحُ غَرْثى مِنْ لُحُومِ الغوافِل . والرَّزانةُ فِي الأَصل: الثِّقَلُ. والرَّزْن والرِّزْنُ: أَكمة تُمْسِكُ الْمَاءَ، وَقِيلَ: نُقَرٌ فِي حَجَر أَو غَلْظٍ فِي الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ يَكُونُ فِيهِ الْمَاءُ، وَالْجَمْعُ أَرْزانٌ ورُزونٌ ورِزانٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة يَصِفُ بَقَرَ الْوَحْشِ: ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً، ... فِي ماحِقٍ مِنْ نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِ «1» . وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: أَحْقَبَ مِيفاءٍ عَلَى الرُّزُونِ، ... حَدَّ الربيعِ أَرِنٍ أَرُونِ لَا خَطِل الرَّجْعِ، وَلَا قَرُونِ ... لاحِقِ بَطْنٍ بقَرًى سَمينِ . وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: هُوَ الرِّزْنُ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَيْتُ سَاعِدَةَ مِمَّا يَدُلُّ أَنه رِزْنٌ، لأَن فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفعال إِلَّا قَلِيلًا. وَقَدْ تَرَزَّن الرَّجُلُ فِي مَجْلِسِهِ إِذَا تَوَقَّر فِيهِ. والرَّزانة: الْوَقَارُ، وَقَدْ رَزُنَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ رَزِين أَي وَقُور. والرِّزانُ: مَنَاقِعُ الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا رِزْنة، بِالْكَسْرِ. والرُّزُونُ: بَقَايَا السَّيْلِ فِي الأَجْرافِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: حَتَّى إذا حُزَّتْ مِيَاهُ رُزُونِه. الأَصمعي: الرُّزُون أَماكن مُرْتَفِعَةٌ يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ، وَاحِدُهَا رَزْنٌ. وَيُقَالُ: الرَّزْنُ الْمَكَانُ الصُّلْبُ، وَقِيلَ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ، وَقِيلَ الْمَكَانُ الصُّلْبُ وَفِيهِ طُمأْنينة تَمْسِكُ الْمَاءَ؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب فِي الرُّزُونِ أَيضاً: حَتَّى إذا حُزَّت مياهُ رُزُونِه، ... وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ والرَّزْنُ: مَكَانٌ مُشْرِفٌ غَلِيظٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَيَكُونُ مُنْفَرِدًا وَحْدُهُ، ويَقُود عَلَى وَجْهِ الأَرض للدَّعْوَةِ حِجَارَةً لَيْسَ فِيهَا مِنَ الطِّينِ شَيْءٌ لَا يُنْبِتُ، وَظَهْرُهُ مُسْتَوٍ. والرَّوْزَنة: الكُوَّة، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْخَرْقُ فِي أَعلى السقْف. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ للكُوَّة النَّافِذَةِ الرَّوْزَن، قَالَ: وأَحسبه معرَّباً، وَهِيَ الرَّوَازِن تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ. اللَّيْثُ: الأَرْزَن شَجَرٌ صُلْب تُتَّخَذُ مِنْهُ عِصِيٌّ صُلْبة؛ وأَنشد: ونَبْعَة تَكْسِر صُلْبَ الأَرْزَن وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إنِّي وجَدِّك مَا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ ... حانَ القَضاءُ، وَلَا رَقَّتْ لَهُ كَبدِي إلَّا عَصَا أَرْزَنٍ طَارَتْ بُرَايَتُها، ... تَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفّ والعَضُدِ.

_ (1). قوله [محترق] الذي في مادة محق من الصحاح محتدم

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: أَعْدَدْتُ للضِّيفانِ كلْباً ضارِياً ... عِنْدِي، وفَضْلَ هِراوَةٍ مِنْ أَرْزَنِ ومَعاذِراً كَذِبًا، ووجْهاً باسِراً، ... وتَشَكّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ. رسن: الرَّسَنُ: الْحَبْلُ. والرَّسَنُ: مَا كَانَ مِنَ الأَزِمَّة عَلَى الأَنف، وَالْجَمْعُ أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ، فأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَمْ يكسَّر عَلَى غَيْرِ أَفعال. وَفِي الْمَثَلِ: مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الْخَيْلِ؛ يُضْرَبُ للأَمرْ يُسرع وَيَتَتَابَعُ. وَقَدْ رَسَنَ الدابَّة وَالْفَرَسَ وَالنَّاقَةَ يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً وأَرْسَنَها، وَقِيلَ: رَسَنَها شدَّها، وأَرْسَنَها جَعَلَ لَهَا رَسَناً، وحَزَمْتُه: شَدَدْتُ حِزامه، وأَحْزَمْته: جَعَلْتُ لَهُ حِزاماً، ورَسَنت الْفَرَسَ، فَهُوَ مَرْسُون، وأَرْسَنْته أَيضاً إِذَا شَدَدْتُهُ بالرَّسَنِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ، ... أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن . قَوْلُهُ: قَصِيرٌ عِذَارُ اللِّجَامِ، يُرِيدُ أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مُسْتَطِيلٌ، وَإِذَا طَالَ الشَّق قَصُر عِذَارُ اللِّجَامِ، وَلَمْ يَصِفْهُ بِقُصْرِ الْخَدِّ وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بِطُولِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: طَوِيلُ عِذَارُ الرَّسَن. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه ؛ المَرْسُون: الَّذِي جُعِلَ عَلَيْهِ الرَّسَن وَهُوَ الْحَبَلُ الَّذِي يُقَادُ بِهِ الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ؛ وَيُقَالُ: رَسَنْت الدَّابَّةَ وأَرْسَنْتها؛ وأَجررته أَي جَعَلْتُهُ يَجُرُّهُ، يُرِيدُ خَلَّيْتُهُ وأَهملته يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ، الْمَعْنَى أَنه أَخبر عَنْ مُسامَحته وسَجَاحَةِ أَخلاقه وَتَرْكِهِ التَّضْيِيقَ عَلَى أَصحابه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَالَتْ لِيَزِيدَ بْنِ الأَصم ابْنِ أُخت مَيْمونة وَهِيَ تُعاتِبه: ذَهَبَتْ وَاللَّهِ مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك عَلَى غَارِبِكَ أَي خُلِّيَ سَبِيلُكَ فَلَيْسَ لَكَ أَحد يَمْنَعُكَ مِمَّا تُرِيدُ. والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ: الأَنف، وَجَمْعُهُ المَراسِنُ، وأَصله فِي ذَوَاتِ الْحَافِرِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ للإِنسان. الْجَوْهَرِيُّ: المَرْسِنُ، بِكَسْرِ السِّينِ، موضعُ الرَّسَنِ مِنْ أَنف الْفَرَسِ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ مَرْسِن الإِنسان. يُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى رَغْمِ مَرْسِنه ومِرْسَنه، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ أَيضاً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا، ... وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا وَقَوْلُ الجَعْدِيّ: سلِس المَرْسَن [المِرْسَن] كالسِّيدِ الأَزَلّ أَراد هُوَ سَلِس القِياد لَيْسَ بِصَلِبِ الرأْس، وَهُوَ الخُرْطوم. والرَّاسَن: نَبَاتٌ يُشْبِهُ نَبَاتَ الزَّنْجَبِيلِ. وَبَنُو رَسْن: حَيٌّ. رسطن: الرَّساطون: شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الْخَمْرِ وَالْعَسَلِ، أَعجمية لأَن فَعالُولًا وفَعالُوناً لَيْسَا مِنْ أَبنية كَلَامِهِمْ. قَالَ اللَّيْثُ: الرَّساطُونُ شَرَابٌ يَتَّخِذُهُ أَهل الشأْم مِنَ الْخَمْرِ وَالْعَسَلِ؛ قَالَ الأَزهري: الرَّسَاطُونُ بِلِسَانِ الرُّومِ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. رشن: الرَّشْنُ، بِسُكُونِ الشِّينِ: الفُرْضَة مِنَ الْمَاءِ. والرَّاشِنُ: الدَّاخِلُ عَلَى الْقَوْمِ الْآتِي ليأْكل، رَشَنَ يَرْشُن رُشُوناً. أَبو زَيْدٍ: رَشَنَ الرجلُ يَرْشُنُ رُشوناً، فَهُوَ رَاشِنٌ، وَهُوَ الَّذِي يَتَعَهَّدُ مَوَاقِيتَ طَعَامِ الْقَوْمِ فيَغْتَرُّهم اغْتِرَارًا، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الطُّفَيلي. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّاشِن الَّذِي يأْتي الْوَلِيمَةَ وَلَمْ يُدْعَ إِلَيْهَا، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الطُّفَيْلي، وأَما الَّذِي يَتَحَيَّنُ وَقْتَ الطَّعَامِ فَيَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ

يأْكلون فَهُوَ الوَارِشُ. وَيُقَالُ: رَشَنَ الرَّجُلُ إِذَا تَطَفَّل وَدَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ. وَيُقَالُ لِلْكَلْبِ إِذَا وَلَغَ فِي الإِناء: قَدْ رَشَنَ رُشُوناً؛ وأَنشد: لَيْسَ بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ، ... عِنْدَ البيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ «2» . ورَشَنَ الكلبُ فِي الإِناء يَرْشُنُ رَشْناً ورُشُوناً: أَدخل رأْسه فِيهِ ليأْكل وَيَشْرَبَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ، ... تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ والرَّوْشَنُ: الرَّفُّ. أَبو عَمْرٍو: الرَّفيفُ الرَّوْشَنُ، والرَّوْشَنُ الكُوَّة. رصن: رَصُنَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، رَصانَةً، فَهُوَ رَصِين: ثَبَتَ، وأَرصَنه: أَثبته وأَحكمه. ورَصَنه: أَكمله. الأَصمعي: رَصَنْتُ الشيءَ أَرْصُنه رَصْناً أَكْملته. والرَّصِين: الْمُحْكَمُ الثَّابِتُ. أَبو زَيْدٍ: رَصَنْتُ الشيءَ مَعْرِفَةً أَي عَلِمْتُهُ. وَرَجُلٌ رَصِينٌ: كرَزِينٍ، وَقَدْ رَصُنَ. ورَصَنْتُ الشيءَ: أَحكمته، فَهُوَ مَرْصُون؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَو مُسْلِم عَمِلَتْ لَهُ عُلْوِيَّةٌ، ... رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ وبَنانِ أَراد بِالْمُسْلِمِ غُلَامًا وشَمتْ يَدَهُ «3» امرأَة مِنْ أَهل الْعَالِيَةِ. وَفُلَانٌ رَصِينٌ بِحَاجَتِكَ أَي حَفِيٌّ بِهَا. ورَصَنْتُه بِلِسَانِي رَصْناً: شَتَمْتُهُ. وَرَجُلٌ رَصِين الْجَوْفِ أَي مُوجَع الْجَوْفِ؛ وَقَالَ: يَقُولُ إِنِّي رَصِينُ الجوفِ فاسْقُوني والرَّصِينانِ فِي رُكْبَةِ الْفَرَسِ: أَطرافُ القَصَب الْمُرَكَّبِ في الرَّضْفَة. رضن: المَرْضونُ: شِبْه المَنْضُود مِنَ الْحِجَارَةِ وَنَحْوِهَا يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فِي بِنَاءٍ أَو غَيْرِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رُضِنَ عَلَى قَبْرِهِ وضُمِدَ ونُضِدَ ورُثِدَ كله واحد. رطن: رَطَنَ الْعَجَمِيُّ يَرْطُنُ رَطْناً: تَكَلَّمَ بِلُغَتِهِ. والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة: التَّكَلُّمُ بِالْعَجَمِيَّةِ، وَقَدْ تَراطَنا. تَقُولُ: رأَيت أَعجمين يتراطَنان، وَهُوَ كَلَامٌ لَا يَفْهَمُهُ الْعَرَبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمَا تَراطَنَ فِي حافاتِها الرُّومُ وَيُقَالُ: مَا رُطَّيْناك هَذِهِ أَي مَا كَلَامُكَ، وَمَا رُطَيْناكَ، بِالتَّخْفِيفِ أَيضاً. وَتَقُولُ: رَطَنْتُ لَهُ رَطانة ورَاطَنْته إِذَا كَلَّمْتُهُ بِالْعَجَمِيَّةِ. وتَراطَنَ القومُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ وَقَالَ طَرَفة بْنُ الْعَبْدِ: فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ . وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتت امرأَة فَارِسِيَّةٌ فَرَطَنَتْ لَهُ ؛ قَالَ: الرَّطانة، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، والتَّراطُنُ كَلَامٌ لَا يَفْهَمُهُ الْجُمْهُورُ، وَإِنَّمَا هُوَ مُواضَعةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَو جَمَاعَةٍ، وَالْعَرَبُ تَخُصُّ بِهَا غَالِبًا كَلَامَ الْعَجَمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفَر وَالنَّجَاشِيِّ: قَالَ لَهُ عَمْرٌو أَما تَرَى كَيْفَ يَرْطُنون بِحزْب اللَّهِ أَي يَكْنُونَ وَلَمْ يُصَرّحوا بأَسمائهم. والرَّطَّانة والرَّطُون، بِالْفَتْحِ: الإِبل إِذَا كَانَتْ رِفاقاً وَمَعَهَا أَهلوها، زَادَ الأَصمعي: إِذَا كَانَتْ كَثِيرًا؛ قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً، وَمَعْنَى الرِّفاق أَي نَهَضوا عَلَى الإِبل مُمتارين مِنَ القُرى كلُّ جَمَاعَةٍ رُفْقة؛ وأَنشد الجوهري:

_ (2). قوله [حلسم] كذا بضبط الأَصل هنا وكذلك في المحكم، وضبط في مادة ح ل س م بفتح اللام المشددة وسكون السين وتخفيف الميم عكس ما هنا ومثله في التكملة وغيرها (3). قوله [وشمت يده إلخ] ومنه ساعد مرصون أي موشوم كما في التكملة، قال: والمرصن كمنبر حديدة تكوى بها الدواب

رَطَّانَة مَنْ يَلْقَها يُخَيَّب. رعن: الأَرْعَنُ: الأَهْوَجُ فِي مَنْطِقِهِ المُسْتَرْخي. والرُّعُونة: الحُمْقُ والاسْتِرْخاء. رَجُلٌ أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً، وَمَا أَرْعَنه، وَقَدْ رَعُن، بِالضَّمِّ، يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا ؛ قِيلَ: هِيَ كَلِمَةٌ كَانُوا يَذْهَبُونَ بِهَا إِلَى سَبِّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، اشْتَقُّوه مِنَ الرُّعُونة؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ لأَن الْيَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَاعِنَا أَو رَاعُونَا، وَهُوَ مِنْ كَلَامِهِمْ سَبٌّ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: لَا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا مَكَانَهَا انْظُرْنا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن فِي لُغَةِ الْيَهُودِ راعُونا عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ، يُرِيدُونَ الرُّعُونة أَو الأَرْعَن، وُقَدْ قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا مِنْ قَوْلِكَ أَرْعِنِي سَمْعَك. وقرأَ الْحَسَنُ: لَا تَقُولُوا راعِناً ، بِالتَّنْوِينِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَا تَقُولُوا كَذِباً وسُخْريّاً وحُمْقاً، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ رَاعِنَا، غَيْرُ منوَّن؛ قَالَ الأَزهري: قِيلَ فِي رَاعِنَا غَيْرَ منوَّن ثَلَاثَةُ أَقوال، ذُكِرَ أَنه يُفَسِّرُهَا فِي الْمُعْتَلِّ عِنْدَ ذِكْرِ الْمُرَاعَاةِ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهَا، وَهُوَ أَحق بِهِ مِنْ هَاهُنَا، وَقِيلَ: إِن رَاعِنَا كَلِمَةٌ كَانَتْ تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ، فَنُهِيَ الْمُسْلِمُونَ أَن يَلْفِظُوا بِهَا بِحَضْرَةِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ أَن الْيَهُودَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ كَانُوا اغْتَنَمُوهَا فَكَانُوا يَسُبُّونَ بِهَا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي نُفُوسِهِمْ وَيَتَسَتَّرُونَ مِنْ ذَلِكَ بِظَاهِرِ المُراعاة مِنْهَا، فأُمروا أَن يُخَاطِبُوهُ بِالتَّعْزِيزِ وَالتَّوْقِيرِ، وَقِيلَ لَهُمْ: لَا تَقُولُوا رَاعِنَا، كَمَا يَقُولُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَقُولُوا انْظُرْنَا. والرَّعَنُ: الِاسْتِرْخَاءُ. ورَعَنُ الرحلِ: اسْتِرْخَاؤُهُ إِذَا لَمْ يُحْكَمْ شَدُّهُ؛ قَالَ خِطَامٌ المُجاشِعيّ، وَوَجَدَ بِخَطِّ النَّيْسَابُورِيِّ أَنه للأَغْلَب العِجْلي: إِنَّا عَلَى التَّشواقِ مِنَّا والحَزَنْ ... مِمَّا نَمُدُّ للمَطِيِّ المُسْتَفِنْ نسُوقُها سَنّاً، وبعضُ السَّوْقِ سَنّ، ... حَتَّى تَراها وكأَنَّ وكأَنْ أَعْناقها مَلَزَّزاتٌ فِي قَرَنْ، ... حَتَّى إِذَا قَضَّوْا لُباناتِ الشجَنْ وكلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ، ... قَامُوا فشَدُّوها لِمَا يُشقي الأَرِنْ ورَحَلُوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ، ... حَتَّى أَنَخْناها إِلَى مَنٍّ وَمَنْ. قَوْلُهُ: رِحْلَةٌ فِيهَا رَعَنٌ أَي استرخاءٌ لَمْ يُحْكَمْ شَدُّهَا مِنَ الْخَوْفِ وَالْعَجَلَةِ. وَرَعَنَتْهُ الشمسُ: آلَمَتْ دِمَاغَهُ فَاسْتَرْخَى لِذَلِكَ وغُشِيَ عَلَيْهِ. ورُعِنَ الرجلُ، فَهُوَ مَرْعُون إِذَا غُشِيَ عَلَيْهِ؛ وأَنشد: باكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِه، ... كأَنه مِنْ أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ . أَي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ فِي إِنْشَادِهِ مَمْلُول عِوَضًا عَنْ مَرْعُون، وَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِ عَبْدة بْنِ الطَّبِيبِ. والرَّعنُ: الأَنف الْعَظِيمُ مِنَ الْجَبَلِ تَرَاهُ مُتَقَدِّماً، وَقِيلَ: الرَّعْنُ أَنف يَتَقَدَّمُ الْجَبَلَ، وَالْجَمْعُ رِعانٌ ورُعُون، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَيْشِ الْعَظِيمِ أَرْعَنُ. وَجَيْشٌ أَرْعَنُ: لَهُ فُضول كرِعانِ الْجِبَالِ، شُبِّهَ بالرَّعْن مِنَ الْجَبَلِ. وَيُقَالُ: الجيشُ الأَرْعَنُ هو الْمُضْطَرِبُ لِكَثْرَتِهِ؛ وَقَدْ جَعَلَ الطِّرِمّاحُ ظلمةَ اللَّيْلِ رَعُوناً، شَبَّهَهَا بِجَبَلٍ مِنَ الظَّلَامِ فِي قَوْلِهِ يَصِفُ نَاقَةً تَشُقُّ بِهِ ظلمةَ اللَّيْلِ:

تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عَنْهَا، ... إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ وَمُغَمِّضَاتُ اللَّيْلِ: دَياجير ظُلَمِها. بِمِرْدَاسِ رَعُونٍ: بِجَبَلٍ مِنَ الظَّلَامِ عَظِيمٍ، وَقِيلَ: الرَّعُون الْكَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ. وَجَبَلٌ رَعْنٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَعْدِلُ عَنْهُ رَعْنُ كُلِّ صُدِّ . وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّعْنُ مِنَ الْجِبَالِ لَيْسَ بِطَوِيلٍ، وَجَمْعُهُ رُعُون. والرَّعْناء: البَصْرة، قَالَ: وَسُمِّيَتِ الْبَصْرَةُ رَعْناء تَشْبِيهًا برَعْنِ الْجَبَلِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَوْلَا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُه، ... مَا كَانَتِ البصرةُ الرَّعْناء لِي وَطنا . ورُعَيْنٌ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فِيهِ حِصْنٌ. وَذُو رُعَيْن: مَلِكٌ يُنْسَبُ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذُو رُعَين مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر، ورُعَيْن حِصْنٌ لَهُ، وَهُوَ من ولد الحرث بْنِ عَمْرِو بْنِ حِمْيَر بْنِ سبَإ وَهُمْ آلُ ذِي رُعَيْن وشَعْبُ ذِي رُعَيْن؛ قَالَ الرَّاجِزُ: جاريةٌ مِنْ شَعْبِ ذِي رُعَيْنِ، ... حَيّاكةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ . والرَّعْناء: عِنَبٌ بِالطَّائِفِ أَبيض طَوِيلُ الْحَبِّ. ورُعَين: قَبِيلَةٌ. والرَّعْن: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: غَداةَ الرَّعْنِ والخَرْقاءِ نَدْعُو، ... وصَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكذوبِ خَرْقاء: مَوْضِعٌ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَير فِي قَوْلِهِ عزَّ وَجَلَّ: أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ؛ أَي رَغَنَ. يُقَالُ: رَغَنَ إِلَيْهِ وأَرْغَنَ إِذَا مَالَ إِلَيْهِ ورَكَنَ؛ قَالَ الخَطَّابي: الَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَةِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ. رعثن: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ الرَّعْثَنَةُ التَّلْتَلَة تُتَّخَذُ مِنْ جُفّ الطَّلْعة فيشرب منها. رغن: رَغَنَ إِليه وأَرْغنَ: أَصْغَى إِليه قَابِلًا رَاضِيًا بِقَوْلِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ ريحٍ ... سريعٍ لَدَى الحَوْرِ إِرْغانُها وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ؛ أَي رَغَنَ. يُقَالُ رَغَن إِليه وأَرْغَنَ إِذا مَالَ ورَكنَ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَةِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ غَلَطٌ. وأَرْغَنَ إِلى الأَمر وَالصُّلْحِ: مَالَ إِليه وَسَكَنَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُرغِناتٌ لأَخلج الشِّدْقِ سِلْعامٍ ... مُمَرٍّ مفتولةٍ عَضُدُهْ قَالَ: مُرغِنات مُطِيعَاتٍ، يَصِفُ كِلَابَ الصَّيْدِ. والرَّغْنُ: الإِصغاءُ إِلى الْقَوْلِ وَقَبُولُهُ، والإِرغانُ مِثْلُهُ. والرَّغْنَة: السَّهْلة، يَمَانِيَّةٌ. ابْنُ الأَعرابي: يومُ رَغْنٍ إِذا كَانَ ذَا أَكلٍ وشربٍ وَنَعِيمٍ، ويومُ مُزْنٍ إِذا كَانَ ذَا فِرارٍ مِنَ العَدُوّ، وَيَوْمٌ سَعْنٍ إِذا كَانَ ذَا شرابٍ صافٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا تُرْغِنَنَّ لَهُ فِي ذَلِكَ أَي لَا تُطِعْهُ فِيهِ. اللِّحْيَانِيُّ: تقول العرب لعلك لَعَنَّك ورَعَنَّك ورَغَنَّك بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَعَنَّ ولَغَنَّ ورَعَنَّ ورَغَنَّ بِمَعْنَى لعلَّ. ويقال: رَعَنَّه عِنْدَ اللَّهِ، قَالَ: يُرِيدُ لَعَلَّهُ عِنْدَ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَوَنَّ بِمَعْنَى لعلَّ، قَالَ وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لَونَّها تَرْكَبُ يُرِيدُونَ لعلَّها تَرْكَبُ. رفن: فَرَسٌ رِفَنٌّ، كرِفَلٍّ: طَوِيلُ الذَّنَبِ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. وَبَعِيرٌ رِفَنٌّ: سَابِغُ الذَّنَبِ ذَيَّالُه؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدي:

وَهُمْ دَلَفُوا بِهُجْرٍ فِي خَميسٍ ... رَحِيبِ السِّربِ [السَّربِ]، أَرْعَن مُرْجَحِنّ بكلِّ مُجَرِّبٍ كالليثِ يَسْمُو ... إِلَى أَوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ «4» . أَراد رِفَلًّا، فَحوَّل اللَّامَ نُونًا. ابْنُ الأَعرابي: الرَّفْنُ النَّبض. والرَّافِنَة: الْمُتَبَخْتِرَةُ فِي بَطَرٍ. الأَصمعي: المُرْفَئِنُّ الَّذِي نَفَرَ ثُمَّ سَكَنَ؛ وأَنشد: ضَرْباً وِلاءً غيرَ مُرْثَعِنِّ ... حَتَّى تَرِنِّي، ثُمَّ تَرْفَئِنِّي وارْفأَنَّ الرجلُ، عَلَى وَزْنِ اطْمَأَنَّ، أَي نَفَرَ ثُمَّ سَكَنَ. يُقَالُ: ارفَأَنَّ غَضَبِي؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: حَتَّى ارْفَأَنَّ الناسُ بَعْدَ المَجْوَلِ . المَجْوَلُ، مَفْعَل: مِنَ الجَوَلان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَيْهِ التَّعَزُّبَ فَقَالَ: عَفِّ شعرَك، فَفَعَلَ فارْفَأَنَ أَي سَكَنَ مَا كَانَ بِهِ. يُقَالُ: ارْفَأَنَّ عَنِ الأَمر وارْفَهَنَّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي رفأَ عَلَى أَن النُّونَ زَائِدَةٌ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي حَرْفِ النُّونِ عَلَى أَنها أَصلية، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَقُّ رُفَهْنِية أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ رَفَهَ فِي بَابِ الْهَاءِ، لأَنَّ الأَلف وَالنُّونَ زَائِدَتَانِ، وَهِيَ مُلْحَقَةٌ بخُبَعْثِنَة، قَالَ: وَلَيْسَ لِرَفْهَنَ هُنَا وَجْهٌ وَذَكَرَهَا فِي فَصْلِ رَفَهَ، وَقَالَ: هِيَ ملحقة بالخماسي. رفغن: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: البُلَهْنِيَة والرُّفَهنِيَة سَعَةُ العَيش وكثرة الرُّفَغنِية. رفهن: قَالَ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: البُلَهْنِيَةُ والرُّفَهنِيَةُ سَعَةُ الْعَيْشِ وَكَثْرَةُ الرُّفَغْنِية. يُقَالُ: هُوَ فِي رُفَهنِية مِنَ الْعَيْشِ أَي فِي سَعَةٍ ورَفَاغِية، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ بأَلف فِي آخِرِهِ، وَإِنَّمَا صَارَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا. رقن: الرِّقَانُ والرَّقُونُ والإِرْقانُ: الحِنَّاء، وَقِيلَ: الرَّقُون والرِّقَانُ الزَّعْفَرَانُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُسْمِعَة إِذَا مَا شئتَ غَنَّتْ ... مُضَمَّخَة الترائِب بالرِّقَانِ . قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الرِّقانُ والرَّقُونُ الزَّعْفَرَانُ والحنَّاء. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهم الْمَلَائِكَةُ، مِنْهُمُ المُتَرَقِّن بِالزَّعْفَرَانِ أَي الْمُتَلَطِّخُ بِهِ. والرَّقْنُ والتَّرَقُّنُ والارْتِقانُ: التَّلَطُّخُ بِهِمَا. وَقَدْ رَقَّنَ رأْسه وأَرْقَنه إِذَا خَضَّبَهُ بِالْحِنَّاءِ. والرَّاقِنَة: الْمُخْتَضِبَةُ، وَهِيَ الْحَسَنَةُ اللَّوْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَفْراءُ راقِنَةٌ كأَنَّ سُمُوطَها ... يَجْرِي بِهِنَّ، إِذَا سَلِسْنَ، جَدِيلُ وَيُقَالُ: امرأَة رَاقِنَةٌ أَي مُخْتَضِبَةٌ بِالْحِنَّاءِ؛ قَالَ أَبو حَبِيبٍ الشَّيْباني: جاءَت مكَمْثِرَةً تَسْعَى ببَهْكَنةٍ ... صَفْراءَ راقِنةٍ كالشَّمْسِ عُطْبُولِ ورَقَنَتِ الجاريةُ ورَقَّنَتْ وتَرَقَّنَتْ إِذَا اخْتَضَبَتْ بِالْحِنَّاءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: غِياثُ، إِنْ مُتُّ وعِشْتَ بعدِي، ... وأَشْرَفَتْ أُمُّكَ للتَّصَدِّي، وارْتَقَنتْ بالزَّعْفرانِ الوَرْدِي ... فاضْرِبْ، فِداكَ والدِي وجَدِّي، بَيْنَ الرِّعاثِ ومَناطِ العِقْدِ، ... ضَرْبَةَ لَا وانٍ وَلَا ابْنِ عَبدِ . وأَرْقَنَ الرجلُ لِحْيَتَهُ، والتَّرْقينُ مِثْلُهُ. وتَرَقَّنَ

_ (4). قوله [وهم دلفوا إلخ] مثله في الصحاح، قال الصاغاني: وهو تصحيف ومداخلة، والرواية: وهم ساروا لحجر في خميس ... وكانوا يوم ذلك عند ظني غَدَاةَ تَعَاوَرَتْهُ ثُمَّ بِيضٌ ... رفعن إِلَيْهِ فِي الرَّهْجِ الْمُكِنِّ وهم زحفوا لغسان بزحف ... رَحِيبِ السَّرب أَرْعَنَ مُرْجَحِنِّ ويروى: مرثعن وحجر بضم فسكون والمكن بضم فكسر

بِالطِّيبِ واسْتَرْقَنَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كَمَا تَقُولُ تَضَمَّخَ. ورَقَّنَ الْكِتَابَ: قَارَبَ بَيْنَ سُطُورِهِ، وَقِيلَ: رَقَّنَه نَقَّطَه وأَعجمه لِيَتَبَيَّنَ. والمَرْقُون: مِثْلُ المَرْقُوم. والتَّرْقِين فِي كِتَابِ الحُسْبانات: تَسْوِيدُ الْمَوْضِعِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنه بُيِّضَ كَيْلَا يَقَعَ فِيهِ حِسَابٌ. اللَّيْثُ: التَّرْقِين تَرْقِين الْكِتَابِ وَهُوَ تَزْيِينُهُ، وَكَذَلِكَ تَزْيِينُ الثَّوْبِ بِالزَّعْفَرَانِ وَالْوَرْسِ؛ وأَنشد: دَارٌ كَرَقْمِ الْكَاتِبِ المُرَقِّنِ والمُرَقِّنُ: الْكَاتِبُ، وَقِيلَ: المُرَقِّن الَّذِي يُحَلِّق حَلَقاً بَيْنَ السُّطور كتَرْقِين الْخِضَابِ. ورَقَّن الشيءَ: زَيَّنَهُ. والرُّقُون: النُّقوش. والرَّقِينُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَرَفْعِ النُّونِ: الدِّرْهَمُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ للتَّرْقِين الَّذِي فِيهِ، يَعْنُونَ الخَطَّ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وِجْدَانُ الرَّقِين يُغَطِّي أَفْنَ الأَفِين. وأَما ابْنُ دُرَيْدٍ فَقَالَ: وِجْدانُ الرِّقِين يَعْنِي جَمْعَ رِقَةٍ، وَهِيَ الوَرِقُ. ركن: رَكِنَ إِلَى الشيءِ ورَكَنَ يَرْكَنُ ويَرْكُنُ رَكْناً ورُكوناً فِيهِمَا ورَكانَةً ورَكانِيَةً أَي مَالَ إِلَيْهِ وَسَكَنَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَكَنَ يَرْكَن، بِفَتْحِ الْكَافِ فِي الْمَاضِي وَالْآتِي، وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. قَالَ كُرَاعٌ: رَكِنَ يَرْكُنُ، وَهُوَ نَادِرٌ أَيضاً، وَنَظِيرُهُ فَضِلَ يَفْضُل وحَضِرَ يَحْضُر ونَعِمَ يَنْعُم؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ؛ قُرِئَ بِفَتْحِ الْكَافِ مِنْ رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إِذَا مَالَ إِلَى الشَّيْءِ واطمأَنَّ إِلَيْهِ، وَلُغَةٌ أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ، وَلَيْسَتْ بِفَصِيحَةٍ. ورَكِنَ إِلَى الدُّنْيَا إِذَا مَالَ إِلَيْهَا، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو أَجاز رَكَنَ يَرْكَنُ، بِفَتْحِ الْكَافِ مِنَ الْمَاضِي وَالْغَابِرِ، وَهُوَ خِلَافُ مَا عَلَيْهِ «1». الأَبنية فِي السَّالِمِ. ورَكِنَ فِي الْمَنْزِلِ يَركَنُ ركْناً: ضَنَّ بِهِ فَلَمْ يُفَارِقْهُ. ورُكْن الشَّيْءِ: جَانِبُهُ الأَقوى. والرُّكْنُ: النَّاحِيَةُ الْقَوِيَّةُ وَمَا تَقَوَّى بِهِ مِنْ مَلِكٍ وجُنْدٍ وَغَيْرِهِ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ ؛ أَي أَخذناه ورُكْنَه الَّذِي تَوَلَّى بِهِ، وَالْجَمْعُ أَرْكان وأَرْكُنٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِرُؤْبَةَ: وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شدِيدَ الأَرْكُنِ . ورُكْنُ الإِنسانِ: قُوَّتُهُ وَشِدَّتُهُ، وَكَذَلِكَ رُكْنُ الْجَبَلِ وَالْقَصْرِ، وَهُوَ جَانِبُهُ. ورُكْنُ الرَّجُل: قَوْمُهُ وعَدَدُه وَمَادَّتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى الْمَثَلِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الرُّكْنُ الْعَشِيرَةُ؛ والرُّكْنُ: الأَمر الْعَظِيمُ فِي بَيْتِ النَّابِغَةِ: لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كِفاءَ لَهُ . وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ؛ إِنَّ الرُّكْن القُوَّة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الْعَدَدِ: إِنَّهُ ليأْوي إِلَى رُكْن شَدِيدٍ. وَفُلَانٌ رُكْنٌ مِنْ أَركان قَوْمِهِ أَي شَرِيفٌ مِنْ أَشرافهم، وَهُوَ يأْوي إِلَى رُكْن شَدِيدٍ أَي عِزٍّ ومَنَعة. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ لُوطاً إن كان لَيأْوي إِلَى رُكْن شَدِيدٍ أَي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ الأَركان وأَقواها، وَإِنَّمَا تَرَحَّمَ عَلَيْهِ لِسَهْوِهِ حِينَ ضَاقَ صَدْرُهُ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى قَالَ: أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، أَراد عِزَّ الْعَشِيرَةِ الَّذِينَ يَسْتَنِدُ إِلَيْهِمْ كَمَا يَسْتَنِدُ إِلَى الرُّكْنِ مِنَ الْحَائِطِ. وَجَبَلٌ ركِينٌ: لَهُ أَركان عَالِيَةٌ، وَقِيلَ: جَبَل

_ (1). قوله [وَهُوَ خِلَافُ مَا عَلَيْهِ إلخ] أي لأَن باب فعل يفعل بفتحتين أن يكون حلقيّ العين أَو اللام انتهى. مصباح

رَكِينٌ شَدِيدٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحِسَابِ: وَيُقَالُ لأَرْكانه انْطقي أَي لِجَوَارِحِهِ. وأَركانُ كُلِّ شَيْءٍ: جَوانبه الَّتِي يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا وَيَقُومُ بِهَا. وَرَجُلٌ رَكِين: رَميز وَقُور رَزِينٌ بَيّنُ الرَّكانة، وَهِيَ الرَّكانة والرَّكانِيَةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ سَاكِنًا وَقُورًا: إِنَّهُ لرَكِينٌ، وَقَدْ رَكُنَ، بِالضَّمِّ، رَكانة. وَنَاقَةٌ مُرَكَّنَةُ الضَّرْع، والمُرَكَّنُ مِنَ الضُّرُوعِ: الْعَظِيمُ كأَنه ذُو الأَركان. وَضَرْعٌ مُرَكَّنٌ إِذَا انْتَفَخَ فِي مَوْضِعِهِ حَتَّى يَمْلأَ الأَرفاغ، وَلَيْسَ بحَدّ طويلٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ وقال أَبو عَمْرٍو: مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة. والمِرْكَن: شِبْهُ تَوْرٍ مِنْ أَدَمٍ يُتَّخَذُ لِلْمَاءِ أَو شِبْهُ لَقَن. والمِرْكَنُ، بِالْكَسْرِ: الإِجَّانة الَّتِي تُغْسَلُ فِيهَا الثِّيَابُ وَنَحْوُهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ حَمْنَةَ: أَنها كَانَتْ تَجْلِسُ فِي مِرْكَن لأُختها زَيْنَبَ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي تَخُصُّ الْآلَاتِ. والرَّكْنُ: الفَأْرُ ويُسَمَّى رُكَيْناً عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ. والأُرْكُون: الْعَظِيمُ مِنَ الدَّهاقين. والأُرْكون: رَئِيسُ الْقَرْيَةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ الشَّامَ فأَتاه أُرْكُونُ قَرْيةٍ فَقَالَ لَهُ: قَدْ صنعتُ لَكَ طَعَامًا ؛ رواه محمد بن إسحق عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَسلم؛ أُرْكُون الْقَرْيَةِ: رَئِيسُهَا ودِهْقانها الأَعظم، وَهُوَ أُفْعُول مِنَ الرُّكُون السُّكُونُ إِلَى الشَّيْءِ وَالْمَيْلُ إِلَيْهِ، لأَن أَهلها يَرْكَنُون إِلَيْهِ أَي يَسْكُنُونَ وَيَمِيلُونَ. ورُكَيْنٌ ورُكَانٌ ورُكانَةُ: أَسماء. قَالَ: ورُكانَة، بِالضَّمِّ، اسْمُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي طَلَّق امرأَته الْبَتَّةَ فَحَلَّفَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه لَمْ يُرِدِ الثلاثَ. رمن: الرُّمَّانُ: حَمْلُ شَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ مِنَ الْفَوَاكِهِ، وَاحِدَتُهُ رُمَّانة. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ سأَلته، يَعْنِي الْخَلِيلَ، عَنِ الرُّمان إِذَا سُمِّيَ بِهِ فَقَالَ: لَا أَصرفه فِي الْمَعْرِفَةِ وأَحمله عَلَى الأَكثر إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْنًى يُعْرَفُ بِهِ أَي لَا يُدْرَى مَنْ أَي شَيْءٍ اشْتِقَاقُهُ فَيَحْمِلُهُ عَلَى الأَكثر، والأَكثر زِيَادَةُ الأَلف وَالنُّونِ؛ وَقَالَ الأَخفش: نُونُهُ أَصلية مِثْلُ قُرَّاصٍ وحُمَّاض، وفُعَّال أَكثر مِنْ فُعْلانٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَقُلْ أَبو الْحَسَنِ إِنَّ فُعَّالًا أَكثر مِنْ فُعْلان بَلِ الأَمر بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا قَالَ إِنَّ فُعَّالًا يَكْثُرُ فِي النَّبَاتِ نَحْوُ المُرَّان والحُمَّاض والعُلَّام، فَلِذَلِكَ جَعَلَ رُمَّاناً فُعَّالًا. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: يَلْعَبان مِنْ تَحْتِ خَصْرِها برُمَّانَتين أَي أَنها ذاتُ رِدْفٍ كَبِيرٍ، فإِذا نَامَتْ عَلَى ظَهْرِهَا نَبا الكَفَلُ بِهَا حَتَّى يَصِيرَ تَحْتَهَا مُتَّسَعٌ يَجْرِي فِيهِ الرُّمان، وَذَلِكَ أَن وَلَدَيْهَا كَانَ مَعَهُمَا رُمَّانتان، فَكَانَ أَحدهما يَرْمِي بِرُمَّانَتِهِ إِلَى أَخيه، وَيَرْمِي أَخوه الأُخرى إِلَيْهِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا. ورُمَّانة الْفَرَسِ: الَّذِي فِيهِ عَلَفُهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَكَرْتُهُ هَاهُنَا لأَنه ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الأَخفش، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي رَمَمَ عَلَى ظَاهِرِ رأْي الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري هُنَا أَيضاً. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي صِفَةِ الْجِنَانِ: فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ؛ دَلَّ بِالْوَاوِ عَلَى أَن الرُّمَّانَ وَالنَّخْلَ غَيْرُ الْفَاكِهَةِ لأَن الْوَاوَ تَعْطِفُ جُمْلَةً عَلَى جُمْلَةً، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا جَهْلٌ بِكَلَامِ الْعَرَبِ وَالْوَاوُ دَخَلَتْ لِلِاخْتِصَاصِ، وَإِنْ عُطِفَ بِهَا، وَالْعَرَبُ تَذْكُرُ الشَّيْءَ جُمْلَةً ثُمَّ تَخُصُّ مِنَ الْجُمْلَةِ شَيْئًا تَفْصِيلًا لَهُ وَتَنْبِيهًا عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْفَضِيلَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى؛ فَقَدْ أَمرهم بِالصَّلَاةِ جُمْلَةً ثُمَّ أَعاد الْوُسْطَى تَخْصِيصًا لَهَا بِالتَّشْدِيدِ والتأْكيد، وَكَذَلِكَ أَعاد النَّخْلَ وَالرُّمَّانَ تَرْغِيبًا لأَهل الْجَنَّةِ فِيهِمَا،

وَمِنْ هَذَا قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ؛ فَقَدْ عُلِمَ أَن جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ دَخَلَا فِي الْجُمْلَةِ وأُعيد ذِكْرُهُمَا دَلَالَةً عَلَى فَضْلِهِمَا وَقُرْبِهِمَا مِنْ خَالِقِهِمَا. وَيُقَالُ لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنة إِذَا كَثُرَ فِيهِ أُصوله. والرُّمانة تُصَغَّرُ رُمَيْمينة. ورَمَّان، بِفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضِعٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: جَبَلٌ لطيِء. وإِرْمينِيَةُ، بِالْكَسْرِ: كُورة بِنَاحِيَةِ الرُّوم، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا أَرْمَنِيّ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ سَيَّارة بْنِ قَصِير: فَلَوْ شَهِدَتْ أُمُّ القُدَيْدِ طِعانَنا، ... بمَرْعَشَ خَيْلَ الأَرْمَنِيِّ، أَرَنَّتِ «1». رمعن: ارْمَعَنَّ الشيءُ: كارْمَعلَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِيهِ، وأَن تَكُونَ النُّونُ بَدَلًا مِنَ اللَّامِ. الأَزهري: ارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ سَالَ، فَهُوَ مُرْمَعِلّ ومُرْمَعِنّ. رنن: الرَّنَّةُ: الصَّيْحَةُ الحَزِينةُ. يُقَالُ: ذُو رَنَّةٍ. والرَّنِينُ: الصِّيَاحُ عِنْدَ الْبُكَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّنَّةُ والرَّنِينُ والإِرْنانُ الصَّيْحَةُ الشَّدِيدَةُ وَالصَّوْتُ الْحَزِينُ عِنْدَ الْغِنَاءِ أَو الْبُكَاءِ. رَنَّت تَرِنُّ رَنيناً ورَنَّنَتْ تَرْنيناً وتَرْنِيَة وأَرَنَّتْ: صَاحَتْ. وَفِي كَلَامِ أَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ: شَجْراؤُه مُغِنَّة، وأَطيارُه مُرِنَّة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَمْداً فَعَلْتُ ذاكَ، بَيْدَ أَني ... أَخافُ إِنْ هَلَكْتُ لَمْ تُرِنِّي وَقِيلَ: الرَّنِين الصَّوْتُ الشَّجِيُّ. والإِرْنانُ: الشَّدِيدُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّنَّة صَوْتٌ فِي فَرَحٍ أَو حُزْنٍ، وَجَمْعُهَا رَنَّات، قَالَ: والإِرْنان صوتُ الشَّهيقِ مَعَ الْبُكَاءِ. وأَرَنَّ فُلَانٌ لِكَذَا وأَرَمَّ لَهُ ورَنَّ لِكَذَا واسْتَرَنَّ لِكَذَا وأَرْناه كَذَا وَكَذَا «2». أَي أَلْهَاهُ. وأَرَنَّت القوسُ فِي إنباضِها، والمرأَةُ فِي نَوْحِهَا، والنساءُ فِي مَناحَتها، والحمامةُ فِي سَجْعها، وَالْحِمَارُ فِي نَهيقه، وَالسَّحَابَةُ فِي رَعْدِهَا، وَالْمَاءُ فِي خَريره، وأَرَنَّتِ المرأَة تُرِنّ ورَنَّتْ تَرِنّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كلَّ يومٍ مَنَعُوا حامِلَهُم ... ومُرِنَّاتٍ كآرامٍ تُمَلّ وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ قَوْسًا: تُرِنُّ إرْناناً إِذَا مَا أُنْضِبا، ... إِرْنانَ مَحْزونٍ إِذَا تَحَوَّبا أَراد أُنْبِضَ فَقَلَبَ. ورَنَّنْتها أَنا تَرْنيناً. والمُرِنَّة: القوسُ، والمِرْنان مِثْلُهُ. وَقَوْسٌ مُرِنٌّ ومِرْنانٌ، وَكَذَلِكَ السَّحَابَةُ، وَيُقَالُ لَهَا المِرْنانُ عَلَى أَنها صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الِاسْمِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرَنَّتِ القَوْس وَهُوَ فَوْقَ الْحَنِينِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَلَقَّاني أَهلُ الْحَيِّ بالرَّنين ؛ الرَّنينُ: الصَّوْتُ، وَقَدْ رَنَّ يَرِنّ رَنِينًا. والرَّنَنُ: شَيْءٌ يَصِيحُ فِي الْمَاءِ أَيام الصَّيْفِ؛ وَقَالَ: وَلَمْ يَصْدَحْ لَهُ الرَّنَنُ والرَّنَنُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ، والرَّبَب: الْمَاءُ الْكَثِيرُ. والرُّنَّاءُ: الطَّرَبُ عَلَى بَدَلِ التَّضْعِيفِ، رَوَاهُ ثَعْلَبٌ بِالتَّشْدِيدِ، وأَبو عُبَيْدٍ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ أَقيس لِقَوْلِهِمْ رَنَوْتُ أَي طَرِبْتُ وَمَدَدْتُ صَوْتِي، وَمَنْ قَالَ رَنَوْتُ فالرُّنَّاءُ عِنْدَهُ مُعْتَلٌّ. وَيَوْمٌ أَرْوَنانٌ: شَدِيدٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَفْوَعالٌ مِنَ الرَّنِين فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَفْعَلانٌ مِنْ قَوْلِكَ: كَشَفَ اللَّهُ عَنْكَ رُونَةَ هذا

_ (1). قوله [بمرعش] اسم موضع كما أَنشده ياقوت فيه (2). قوله [وأرناه كذا وكذا إلخ] ذكره المجد وغيره في المعتل

الأَمر أَي غُمَّته وَشِدَّتَهُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو عَمْرٍو: الرُّنَّى شَهْرُ جُمادى «3». وَجَمْعُهَا رُنَنٌ. والرُّنَّى: الخَلْقُ. يُقَالُ: مَا فِي الرُّنَّى مِثْلُهُ. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: يُقَالُ لِجُمَادَى الْآخِرَةِ رُنَّى، وَيُقَالُ رُنَةُ، بِالتَّخْفِيفِ؛ وأَنه قَالَ: يَا آلَ زَيْدٍ، احْذَرُوا هَذِي السَّنَهْ ... مِنْ رُنَةٍ حَتَّى تُوافِيها رُنَهْ قَالَ: وأَنكر رُبَّى، بِالْبَاءِ، وَقَالَ: هُوَ تَصْحِيفٌ إِنَّمَا الرُّبَّى الشَّاةُ النُّفَساء؛ وَقَالَ قطْرُبٌ وَابْنُ الأَنباري وأَبو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْوَاحِدِ وأَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: هُوَ بِالْبَاءِ لَا غَيْرُ؛ قَالَ أَبو القسم الزَّجَّاجِيُّ: لأَن فِيهِ يُعْلَمُ مَا نُتِجَتْ حُرُوبُهم إِذَا مَا انْجَلَتْ عَنْهُ، مأْخوذ مِنَ الشَّاةِ الرُّبَّى؛ وأَنشد أَبو الطَّيِّبِ: أَتَيْتُك فِي الحَنِين فقلتَ: رُبَّى ... وَمَاذَا بَيْنَ رُبَّى والحَنِينِ؟ والحَنِينُ: اسم لجمادى الأُولى. رهن: الرَّهْنُ: مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّهْنُ مَا وُضِعَ عِنْدَ الإِنسان مِمَّا يَنُوبُ مَنَابَ مَا أُخذ مِنْهُ. يُقَالُ: رَهَنْتُ فُلَانًا دَارًا رَهْناً وارْتَهنه إِذَا أَخذه رَهْناً، وَالْجَمْعُ رُهون ورِهان ورُهُنٌ، بِضَمِّ الْهَاءِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جَمْعٌ، وَلَيْسَ كُلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ إِلَّا أَن يُنَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ أَن لَا يَحْتَمِلَ غَيْرَ ذَلِكَ كأَكْلُب وأَكالِب وأَيْدٍ وأَيادٍ وأَسْقِية وأَساقٍ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي فِي جَمْعِهِ رَهين كعَبْدٍ وعَبيدٍ، قَالَ الأَخفش فِي جَمْعِهِ عَلَى رُهُنٍ قَالَ: وَهِيَ قَبِيحَةٌ لأَنه لَا يُجْمَعُ فَعْل عَلَى فُعُل إِلَّا قَلِيلًا شَاذًّا، قَالَ: وَذَكَرَ أَنهم يَقُولُونَ سَقْفٌ وسُقُفٌ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ رُهُنٌ جَمْعًا لِلرِّهَانِ كأَنه يُجْمَعُ رَهْن عَلَى رِهان، ثُمَّ يُجْمَعُ رِهان عَلَى رُهُن مِثْلُ فِراشٍ وفُرُش. والرَّهينة: وَاحِدَةُ الرَّهائن. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ غُلَامٍ رَهينة بِعَقِيقَتِهِ ؛ الرَّهينة: الرَّهْنُ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كالشَّتيمة والشَّتْم، ثُمَّ اسْتُعْمِلَا فِي مَعْنَى المَرْهون فَقِيلَ: هُوَ رَهْن بِكَذَا ورَهِينة بِكَذَا، وَمَعْنَى قَوْلِهِ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ أَن الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَهُ لَا بُدَّ مِنْهَا، فَشَبَّهَهُ فِي لُزُومِهَا لَهُ وَعَدَمِ انْفِكَاكِهِ مِنْهَا بالرَّهْن فِي يَدِ المُرْتَهِن. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي هَذَا وأَجود مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: هَذَا فِي الشَّفَاعَةِ، يُرِيدُ أَنه إِذَا لَمْ يُعَقَّ عَنْهُ فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي وَالِدَيْهِ، وَقِيلَ: معناه أَنه مَرْهُونٌ بأَذى شَعْره، وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ: فأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذى ، وَهُوَ مَا عَلِقَ بِهِ مِنْ دَمِ الرَّحِمِ. ورَهَنَه الشيءَ يَرْهَنه رَهْناً ورَهَنَه عِنْدَهُ، كِلَاهُمَا: جَعَلَهُ عِنْدَهُ رَهْناً. قَالَ الأَصمعي: وَلَا يُقَالُ أَرْهَنتُه. ورَهَنَه عَنْهُ: جَعَلَهُ رَهْناً بَدَلًا مِنْهُ؛ قَالَ: ارْهَنْ بَنِيكَ عنهمُ أَرْهَنْ بَني أَراد أَرْهَن أَنا بَنِيَّ كَمَا فَعَلْتَ أَنت، وَزَعَمَ ابْنُ جِنِّي أَن هَذَا الشِّعْرَ جَاهِلِيٌّ. وأَرْهَنته الشَّيْءَ: لُغَةٌ؛ قَالَ هَمَّام بْنُ مُرَّةَ، وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السَّلُولي: فَلَمَّا خَشِيتُ أَظافيرَهُمْ، ... نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مَالِكَا غَريباً مُقِيماً بِدَارِ الهَوانِ، ... أَهْوِنْ علَيَّ بِهِ هالِكا وأَحْضَرتُ عُذْرِي عليه الشُّهُودَ، ... إنْ عَاذِرًا لِي، وَإِنْ تَارِكَا وَقَدْ شَهِدَ الناسُ، عند الإِمامِ، ... أَني عَدُوٌّ لأَعْدَائكا

_ (3). قوله [الرنى شهر جمادى] الذي في القاموس: ورنى، بلا لام، شهر جمادى

وأَنكر بَعْضُهُمْ أَرهنته، وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: وأَرْهَنُهُم مَالِكَا، كَمَا تَقُولُ: قُمْتُ وأَصُكُّ عَيْنَهُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الرُّواة كُلُّهُمْ عَلَى أَرْهَنْتُهم، عَلَى أَنه يَجُوزُ رَهَنْتُه وأَرْهَنْته، إلَّا الأَصمعي فَإِنَّهُ رَوَاهُ وأَرْهَنُهم مَالِكَا عَلَى أَنه عَطَفَ بِفِعْلٍ مُسْتَقْبَلٍ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ، وَشَبَّهَهُ بِقَوْلِهِمْ قمتُ وأَصُكُّ وجهَه، وَهُوَ مَذْهَبٌ حَسَنٌ لأَن الْوَاوَ واو حَالٌ، فَيَجْعَلُ أَصُك حَالًا لِلْفِعْلِ الأَول عَلَى مَعْنَى قُمْتُ صَاكًّا وَجْهَهُ أَي تَرَكْتُهُ مُقِيمًا عِنْدَهُمْ، لَيْسَ مِنْ طَرِيقِ الرَّهْنِ، لأَنه لَا يُقَالُ أَرْهَنْتُ الشَّيْءَ، وَإِنَّمَا يُقَالُ رَهَنْتُه، قَالَ: وَمَنْ رَوَى وأَرهنتهم مَالِكًا فَقَدْ أَخطأَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ رَهَنْته الشيءَ بَيْتُ أُحَيْحة بْنِ الجُلاح: يُراهِنُني فيَرْهَنُني بَنِيهِ، ... وأَرْهَنُه بَنِيَّ بِمَا أَقُولُ . وَمِثْلُهُ للأَعشى: آلَيْتُ لَا أُعطيه مِنْ أَبنائنا ... رُهُناً فيُفْسِدُهم كَمَنْ قَدْ أَفْسَدا حَتَّى يُفِيدَك مِنْ بَنِيهِ رَهِينةً ... نَعْشٌ، ويَرْهَنك السِّماك الفَرْقدا . وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى جَمْعِ رَهْنٍ عَلَى رُهُنٍ. وأَرْهَنْتُه الثوبَ: دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ ليَرْهَنه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَهَنْتُه لِسَانِي لَا غَيْرَ، وأَما الثَّوْبُ فرَهَنْتُه وأَرْهَنْتُه مَعْرُوفَتَانِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُحْتَبَس بِهِ شَيْءٌ فَهُوَ رَهِينه ومُرْتَهَنه. وارْتَهَن مِنْهُ رَهْناً: أَخذه. والرِّهانُ والمُراهَنة: المُخاطرة، وَقَدْ راهَنه وَهُمْ يَتَراهنُون، وأَرْهَنُوا بَيْنَهُمْ خَطَراً: بَدَلُوا مِنْهُ مَا يَرْضى بِهِ الْقَوْمُ بَالِغًا مَا بَلَغَ، فَيَكُونُ لَهُمْ سَبَقاً. وراهَنْتُ فُلَانًا عَلَى كَذَا مُراهنة: خَاطَرْتُهُ. التَّهْذِيبُ: وأَرْهَنْتُ ولَدي إِرْهَانًا أَخطرتهم خَطَراً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ؛ قرأَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وأَبو جَعْفَرٍ وشَيْبةُ: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ، وقرأَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ: فرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ ، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: الرِّهانُ فِي الْخَيْلِ؛ قَالَ قَعْنَب: بَانَتْ سُعادُ، وأَمْسَى دُونها عَدَنُ، ... وغَلِقَتْ عندَها مِنْ قَبْلِكَ الرُّهُنُ . وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ فَرُهُن فَهِيَ جَمْعُ رِهانٍ مِثْلُ ثُمُرٍ جَمْعِ ثِمارٍ، والرُّهُنُ فِي الرَّهْنِ أَكثر، والرِّهانُ فِي الْخَيْلِ أَكثر، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الرَّهْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ الشَّيْءُ الْمُلْزَمُ. يُقَالُ: هَذَا راهِنُ لَكَ أَي دَائِمٌ مَحْبُوسٌ عَلَيْكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ وكُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ؛ أَي مُحْتَبَس بِعَمَلِهِ، ورَهِينة مَحْبُوسَةٌ بِكَسْبِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الرَّهْن يُجْمَعُ رِهاناً مِثْلُ نَعْلٍ ونِعال؛ ثُمَّ الرِّهانُ يُجْمَعُ رُهُناً. وَكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ وَدَامَ فَقَدْ رَهَنَ. والمُراهَنَةُ والرهانُ: الْمُسَابَقَةُ عَلَى الْخَيْلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وأَنا لَكَ رَهْنٌ بالرِّيّ وَغَيْرِهِ أَي كَفيل؛ قَالَ: إِنِّي ودَلْوَيَّ لَهَا وصاحبِي، ... وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذَا النصائبِ، رَهْنٌ لَهَا بالرِّيّ غَيْرِ الكاذِبِ وأَنشد الأَزهري: إِنَّ كَفِّي لَكَ رَهْنٌ بالرِّضا . أَي أَنا كَفِيلٌ لَكَ. وَيَدِي لَكَ رَهْنٌ: يُرِيدُونَ بِهِ الْكَفَالَةَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: والمَرْءُ مَرْهُونٌ، فَمَنْ لَا يُخْتَرَمْ ... بعاجِلِ الحَتْفِ، يُعاجَلْ بالهَرَمْ قَالَ: أَرْهَنَ أَدامَ لَهُمْ. أَرْهَنْتُ لَهُمْ طَعَامِي وأَرْهَيْته أَي أَدمته لَهُمْ. وأَرْهَى لَكَ الأَمر أَي

أَمْكنك، وَكَذَلِكَ أَوْهَب. قَالَ: والمَهْوُ والرَّهْوُ والرخَفُ وَاحِدٌ، وَهُوَ اللِّينُ. وَقَدْ رَهَنَ فِي الْبَيْعِ وَالْقَرْضِ، بِغَيْرِ أَلف، وأَرْهَنَ بالسلْعة وَفِيهَا: غالَى بِهَا وَبَذَلَ فِيهَا مَالَهُ حَتَّى أَدركها؛ قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْغَلَاءِ خَاصَّةً: قَالَ: يَطْوي ابنُ سَلْمَى بِهَا مِنْ راكبٍ بُعُداً ... عِيديَّةً أُرْهِنَتْ فيه الدَّنانيرُ «1» . وَيُرْوَى صَدْرُ الْبَيْتِ: ظَلَّتْ تَجُوبُ بِهَا البُلْدانَ ناجيةٌ . والعِيديّة: إِبِلٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْعِيدِ، والعيدُ: قَبِيلَةٌ مِنْ مَهْرة، وإِبلُ مَهْرة مَوْصُوفَةٌ بِالنَّجَابَةِ؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا عَلَى قوله أَرْهَنَ فِي كَذَا وَكَذَا يُرْهِنُ إِرْهاناً إِذَا أَسلف فِيهِ. وَيُقَالُ: أَرْهَنت فِي السِّلْعَةِ بِمَعْنَى أَسلفت. والمُرْتَهِنُ: الَّذِي يأْخذ الرَّهْنَ، وَالشَّيْءُ مَرْهُونٌ ورهِين، والأُنثى رَهِينة. والراهِنُ: الثَّابِتُ. وأَرْهَنه لِلْمَوْتِ: أَسلمه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرْهَنَ الميتَ قَبْرًا: ضَمَّنه إِيَّاهُ، وَإِنَّهُ لرَهِينُ قبرٍ وبِلىً، والأُنثى رَهِينة. وَكُلُّ أَمر يُحْتبس بِهِ شَيْءٌ فَهُوَ رَهِينه ومُرْتَهَنه، كَمَا أَن الإِنسان رَهِينُ عَمَلِهِ. ورَهَنَ لَكَ الشيءُ: أَقام وَدَامَ. وَطَعَامٌ راهِنٌ: مُقِيمٌ؛ قَالَ: الخُبْزُ واللَّحْمُ لَهُمْ راهِنٌ، ... وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ . وأَرْهَنه لَهُمْ ورَهَنه: أَدامه، والأَول أَعلى. التَّهْذِيبُ: أَرْهَنْتُ لَهُمُ الطَّعَامَ والشرابَ إِرْهَانًا أَي أَدمته. وَهُوَ طَعَامٌ راهِنٌ أَي دَائِمٌ؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو؛ وأَنشد للأَعشى يَصِفُ قَوْمًا يَشْرَبُونَ خَمْرًا لَا تَنْقَطِعُ: لَا يَسْتَفِيقُونَ مِنْهَا، وَهِيَ راهِنَةٌ، ... إِلَّا بهاتِ، وَإِنْ عَلُّوا وَإِنْ نَهِلُوا . ورَهَنَ الشيءُ رَهْناً: دَامَ وَثَبَتَ. وراهِنةٌ فِي الْبَيْتِ: دَائِمَةٌ ثَابِتَةٌ. وأَرْهَنَ لَهُ الشرَّ: أَدامه وأَثبته لَهُ حَتَّى كَفَّ عَنْهُ. وأَرْهَنَ لَهُمْ مَالَهُ: أَدامه لَهُمْ. وَهَذَا راهنٌ لَكَ أَي مُعَدٌّ. والراهِنُ: الْمَهْزُولُ المُعْيي مِنَ النَّاسِ والإِبل وَجَمِيعِ الدَّوَابِّ، رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُوناً؛ وأَنشد الأُمَوِيّ: إِمَّا تَرَيْ جِسْمِيَ خَلًّا قَدْ رَهَنْ ... هَزْلًا، وَمَا مَجْدُ الرِّجالِ فِي السِّمَنْ . ابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ مِنْ رُكُوبٍ أَو مَرَضٍ أَو حَدَث؛ يُقَالُ: رَكِبَ حَتَّى رَهَنَ. الأَزهري: رأَيت بِخَطِّ أَبي بَكْرٍ الإِيادي: جَارِيَةٌ أُرْهُونٌ أَي حَائِضٌ؛ قَالَ: وَلَمْ أَره لِغَيْرِهِ. والرَّاهنة مِنَ الْفَرَسِ: السُّرَّة وَمَا حَوْلَهَا. والرَّاهُونُ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْهِنْدِ، وَهُوَ الَّذِي هَبَطَ عَلَيْهِ آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. ورُهْنانُ: مَوْضِعٌ. ورُهَيْنٌ والرَّهِينُ: اسْمَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَرَفْتُ الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِينِ ... بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْ. رهدن: الرَّهْدَنُ: الرَّجُلُ الجَبانُ شبِّه بِالطَّائِرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّهْدَنُ والرَّهْدَنةُ والرُّهْدُونُ كالرَّهْدَلِ الَّذِي هُوَ الطَّائِرُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والرَّهادِنُ: طَيْرٌ بِمَكَّةَ أَمثال الْعَصَافِيرِ، الْوَاحِدُ رَهْدَنٌ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: الرَّهادِنُ والرَّهادِلُ وَاحِدُهَا رَهْدَنَةٌ ورَهْدَلَةٌ، وَهُوَ طَائِرٌ شَبِيهٌ بالقُبَّرة إِلَّا أَنه لَيْسَتْ لَهُ قُنْزُعة، وَفِي الصِّحَاحِ: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحُمَّر إِلَّا أَنه أَدْبَسُ، وَهُوَ أَكبر مِنَ الحُمَّر؛ وقال:

_ (1). قوله [من راكب] كذا في الأَصل، والذي في المحكم: في راكب، وفي التهذيب: عن

تَذَرَّيْننا بالقولِ حَتَّى كأَنه ... تَذَرِّيَ وِلْدَانٍ يَصِدْنَ رَهادنا والرَّهْدَنُ: الأَحمق كالرَّهْدَلِ؛ قَالَ: قُلْتُ لَهَا: إياكِ أَن تَوَكَّنِي ... عنديَ فِي الجلْسةِ، أَوْ تَلَبَّنِي عليكِ، مَا عشتِ، بذاكَ الرَّهْدَنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّهْدَنُ الأَحمق. والرَّهْدَنُ: الْعُصْفُورُ الصَّغِيرُ أَيضاً، وَقَدْ تُبْدَلُ النُّونُ لَامًا فَيُقَالُ الرَّهْدَلُ، كَمَا قَالُوا طَبَرْزَن وطَبَرْزَلٌ وطَبَرْزَذ، وجمعُ الرَّهْدَنِ الأَحمقِ الرَّهَادِنَةُ مِثْلُ الفَراعِنة. والرُّهْدُونُ: الْكَذَّابُ. والرَّهْدَنَة: الإِبْطاء، وَقَدْ رَهْدَنَ؛ وَرُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده لِرَجُلٍ فِي تَيْس اشْتَرَاهُ مِنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ سَكَن: رأَيتُ تَيْساً راقَنِي لسَكَنِ، ... مُخَرْفَجَ الغِذَاءِ غيرَ مُجْحَنِ، أَهْدَبَ مَعْقُودَ القَرَا خُبَعْثِنِ، ... فقُلْتُ: بِعنيه، فَقَالَ: أَعْطِني فقُلْتُ: نَقْدِي ناسئٌ فأَضْمَنِ، ... فنَدَّ حَتَّى قُلْتُ: مَا إِن يَنْثَنِي فجئتُ بالنَّقْدِ وَلَمْ أُرَهْدِنِ أَي لَمْ أُبْطِئْ وَلَمْ أَحْتَبِس بِهِ. التَّهْذِيبُ: والأَزْدُ تُرَهْدِنُ فِي مشْيتها كأَنها تستدير. رون: الرُّونُ: الشِّدَّة، وَجَمْعُهَا رُوُون. والرُّونَة: الشِّدَّة. ابْنُ سِيدَهْ: رُونة الشَّيْءِ شِدَّته ومُعْظَمُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنْ يُسْرِ عَنْكَ اللهُ رُونَتَها، ... فعَظِيمُ كُلِّ مُصيبةٍ جَلَلُ وَكَشَفَ اللَّهُ عَنْكَ رُونَة هَذَا الأَمر أَي شدَّته وغُمَّته وَيُقَالُ: رُونَةُ الشَّيْءِ غَايَتُهُ فِي حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو غَيْرِهِ مِنْ حُزْنٍ أَو حَرْبٍ وَشَبَهَهُ؛ وَمِنْهُ يومٌ أَرْوَنانٌ «1». وَيُقَالُ: مِنْهُ أُخذتِ الرُّنَةُ اسْمٌ لِجُمَادَى الْآخِرَةِ لِشِدَّةِ بَرْدِهِ. والرَّوْن: الصِّيَاحُ والجَلَبة، يُقَالُ مِنْهُ: يومٌ ذُو أَرْوَنان وزَجَلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَهِيَ تُغَنِّيني بأَرْوَنانِ أَي بصياحٍ وَجَلَبَةٍ. والرَّوْن أَيضاً: أَقصى المَشارَةِ؛ وأَنشد يُونُسُ: والنَّقْبُ مِفْتَحُ مَائِهَا والرَّوْن ويومٌ أَرْوَنانٌ وأَرْوَنانيٌّ: شَدِيدُ الْحَرِّ وَالْغَمِّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بَلَغَ الْغَايَةَ فِي فَرَحٍ أَو حُزْنٍ أَو حَرٍّ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ فِي كُلِّ شيءٍ مِنْ حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو جَلَبَةٍ أَو صِيَاحٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْديّ: فظَلَّ لنِسوَةِ النُّعمانِ مِنَّا، ... عَلَى سَفَوانَ، يومٌ أَرْوَنانُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ، وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ يومٌ أَرْوناني لأَنَّ الْقَوَافِيَ مَجْرُورَةٌ؛ وَبَعْدَهُ: فأَرْدَفْنا حَليلتَه، وجِئْنا ... بِمَا قَدْ كَانَ جَمَّعَ مِنْ هِجانِ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ مِنَ الرَّنين؛ التَّهْذِيبُ: أَراد أَرْوَنانيّ بِتَشْدِيدِ يَاءِ النِّسْبَةَ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: لَمْ يَبْقَ مِنْ سُنَّة الفارُوق تعرفه ... إلَّا الدُّنَيْنيُّ وإلَّا الدِّرَّةُ الخَلَقُ «2» . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنَّمَا كَسَرَ النُّونَ عَلَى أَن أَصله أَرْونانيّ عَلَى النَّعْتِ فَحُذِفَتْ يَاءُ النسبة؛ قال الشاعر:

_ (1). قوله [أرونان] يجوز إضافة اليوم إليه أيضاً كما في القاموس، وسيشير إليه المؤلف فيما بعد (2). قوله [الدنيني] كذا بالأَصل

وَلَمْ يَجِبْ وَلَمْ يَكَعْ وَلَمْ يَغِبْ ... عَنْ كلِّ يومٍ أَرْوَنانيّ عَصِبْ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ، ... فاليومُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنانِ فَيَحْتَمِلُ الإِضافة إِلَى صِفَتِهِ وَيَحْتَمِلُ مَا ذَكَرْنَا. وَلَيْلَةٌ أَرْوَنانة وأَرْوَنانيَّة: شَدِيدَةُ الْحَرِّ وَالْغَمِّ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: رَانَتْ ليلَتَنا اشتدَّ حَرُّهَا وَغَمُّهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى أَفَعَلان، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ، دُونَ أَن يَكُونَ أَفْوَعالًا مِنَ الرَّنَّةِ الَّتِي هِيَ الصَّوْتُ، أَو فَعْوَلاناً مِنَ الأَرَنِ الَّذِي هُوَ النَّشَاط، لأَن أَفْوَعالًا عَدَمٌ وإِنَّ فَعْوَلاناً قَلِيلٌ، لأَن مِثْلَ جَحْوَش لَا يَلْحَقُهُ مِثْلُ هَذِهِ الزِّيَادَةِ، فَلَمَّا عَدِمَ الأَول وقلَّ هَذَا الثَّانِي وصحَّ الِاشْتِقَاقُ حَمَلْنَاهُ عَلَى أَفْعَلان. التَّهْذِيبُ عَنْ شَمِرٍ قَالَ: يومٌ أَرْوَنان إِذَا كَانَ نَاعِمًا؛ وأَنشد فِيهِ بَيْتًا لِلنَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: هَذَا ويومٌ لَنَا قَصِيرٌ، ... جَمُّ المَلاهِي أَرْوَنانُ صَوَابُهُ جمٌّ مَلَاهِيهِ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنَ الأَضداد، فَهَذَا الْبَيْتُ فِي الْفَرَحِ، وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يُنْكِرُ أَن يَكُونَ الأَرْوَنان فِي غَيْرِ مَعْنَى الْغَمِّ والشدَّة، وأَنكر الْبَيْتُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ شَمِرٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ مِنَ الرَّوْنِ، وَهُوَ الشِّدَّةُ، وَجَمْعُهُ رُوُون. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طُبَّ أَي سُحِرَ ودُفِنَ سِحْرُه فِي بِئْرِ ذِي أَرْوانَ ؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُخْطِئُ فَيَقُولُ ذَرْوَانَ. والأَرْوَنانُ: الصَّوْتُ؛ وَقَالَ: بِهَا حاضِرٌ مِنْ غيرِ جِنٍّ يَرُوعُه؛ ... وَلَا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ وذُو زَجَلْ ويومٌ أَرْوَنان وَلَيْلَةٌ أَرْوَنانة: شَدِيدَةٌ صَعْبَةٌ. وأَرْوَنان مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّون وَهُوَ الشِّدَّةُ. ورَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَي اشتد. رين: الرَّيْنُ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ. والرَّيْن: الصَّدأُ الَّذِي يَعْلُو السيفَ والمِرآة. ورَانَ الثوبُ رَيْناً: تَطَبَّعَ. والرَّيْنُ: كالصَّدَإ يَغْشى الْقَلْبَ. ورَانَ الذَّنْبُ عَلَى قَلْبِهِ يَرِينُ رَيْناً ورُيُوناً: غَلَبَ عَلَيْهِ وَغَطَّاهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ ؛ أَي غَلَبَ وطَبَعَ وخَتَم؛ وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الذَّنْب عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يسوادَّ الْقَلْبُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مخافَةَ أَن يَرِينَ النَّوْمُ فِيهِمْ، ... بسُكْرِ سِناتِهم، كلَّ الرُّيونِ . ورِينَ عَلَى قَلْبِهِ: غُطِّي. وَكُلُّ مَا غَطَّى شَيْئًا فَقَدْ رانَ عَلَيْهِ. ورانَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ: غَلَبَتْهُ وَغَشِيَتْهُ، وَكَذَلِكَ النُّعاس وَالْهَمُّ، وَهُوَ مَثَل بِذَلِكَ، وَقِيلَ: كُلُّ غَلَبَةٍ رَيْنٌ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي الْآيَةِ: كَثُرَتِ الْمَعَاصِي مِنْهُمْ وَالذُّنُوبُ فأَحاطت بِقُلُوبِهِمْ فَذَلِكَ الرَّيْن عَلَيْهَا. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَن عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ فِي أُسَيْفِع جُهَينة لَمَّا رَكِبَهُ الدَّيْن: قَدْ رِينَ بِهِ ؛ يَقُولُ قَدْ أَحاط بِمَالِهِ الدَّيْنُ وَعَلَّتْهُ الدُّيُونُ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَن عُمَرَ خَطَبَ فَقَالَ: أَلا إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَينة قَدْ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وأَمانته بأَن يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجُّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رِينَ بِالرَّجُلِ رَيْناً إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ وَلَا قِبَل لَهُ بِهِ، وَقِيلَ: رِينَ به انقُطِعَ به، وَقَوْلُهُ فادَّان مُعْرِضاً أَي اسْتَدَانَ

فصل الزاي

مُعْرِضاً عَنِ الأَداء، وَقِيلَ: اسْتَدَانَ مُعْتَرِضاً لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضه، وأَصل الرَّيْن الطَّبْعُ وَالتَّغْطِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَتَعْلَمُ أَيُّنا المَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ والمُغَطَّى عَلَى بَصَرِهِ ؛ المَرِينُ: الْمَفْعُولُ بِهِ الرَّيْنُ، والرَّيْنُ سَوَادُ الْقَلْبِ، وَجَمْعُهُ رِيانٌ. وَرَوَى أَبو هُرَيْرَةَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ، قَالَ: هُوَ الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَتُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ نُكَتْةٌ سوداءُ، فَإِنْ تَابَ مِنْهَا صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ نُكِتت أُخرى حتى يسودّ الْقَلْبُ، فَذَلِكَ الرَّيْنُ ؛ وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: الرَّيْن أَن يَسْوَدَّ الْقَلْبُ مِنَ الذُّنُوبِ، والطَّبَع أَن يُطْبَع عَلَى الْقَلْبِ، وَهُوَ أَشد مِنَ الرَّيْن، قَالَ: وَهُوَ الْخَتْمُ، قَالَ: والإِقْفال أَشد مِنَ الطَّبْع، وَهُوَ أَن يُقْفَل عَلَى الْقَلْبِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رانَ بِمَعْنَى غَطَّى عَلَى قُلُوبِهِمْ. يُقَالُ: رَانَ عَلَى قَلْبِهِ الذنبُ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ؛ قَالَ: هُوَ الرَّانُ والرَّيْنُ سَوَاءٌ كالذَّامِ والذَّيْمِ والعابِ والعَيْبِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كُلُّ مَا غَلَبَكَ وعَلاك فَقَدْ رانَ بِكَ وَرَانَكَ ورانَ عَلَيْكَ؛ وأَنشد لأَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ سكرانَ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ: ثُمَّ لَمَّا رآه رانَتْ به الخمرُ، ... وأَن لَا تَرِينَه باتِّقاءِ . قَالَ: رَانَتْ بِهِ الْخَمْرُ أَي غَلَبَتْ عَلَى قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ. ورانتِ الخمرُ عَلَيْهِ: غَلَبَتْهُ. والرَّيْنَة: الْخَمْرَةُ، وَجَمْعُهَا رَيْناتٌ. ورانَ النُّعاسُ فِي الْعَيْنِ. وَرَانَتْ نَفْسُه: غَثَتْ. ورِينَ بِهِ: ماتَ. ورِينَ بِهِ رَيْناً: وَقَعَ فِي غَمٍّ، وَقِيلَ: رِينَ بِهِ انْقُطِع بِهِ وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ ورِينَ بِي، ... ورِينَ بالسَّاقي الَّذِي كَانَ مَعِي ورانَ عَلَيْهِ الموتُ ورانَ بِهِ: ذَهَبَ. وأَرانَ القومُ، فَهُمْ مُرِينُون: هَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ وهُزِلَتْ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَو هُزِلَتْ، وَهُمْ مُرِينُون؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا مِنَ الأَمر الَّذِي أَتاهم مِمَّا يَغْلِبُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ احْتِمَالَهُ. ورانَتْ نَفْسُه تَرِين رَيْناً أَي خَبُثَتْ وغَثَت. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الصُّيَّام يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ بَابِ الرَّيَّان ؛ قَالَ الحَرْبي: إِنْ كَانَ هَذَا اسْمًا لِلْبَابِ وَإِلَّا فَهُوَ مِنَ الرَّواء، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يُرْوِي، فَهُوَ رَيَّان، وامرأَة رَيَّا، فالرَّيَّان فَعْلان مِنَ الرِّيّ، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ مِثْلُهُمَا فِي عَطْشَانُ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ رَيّا لَا رَيْنَ، وَالْمَعْنَى أَن الصُّيَّام بِتَعْطِيشِهِمْ أَنفسهم فِي الدُّنْيَا يَدْخُلُونَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ليأْمنوا مِنَ الْعَطَشِ قَبْلَ تمكنهم من الجنة. فصل الزاي زأن: الزُّؤَانُ: حَبٌّ يَكُونُ فِي الطَّعَامِ، وَاحِدَتُهُ زُؤَانة، وَقَدْ زُئِن. والزُّؤان أَيضاً: رَدِيءُ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. والزُّؤان. الَّذِي يُخالط البُرَّ، وَهِيَ حَبَّةٌ تُسْكِرُ، وَهِيَ الدَّنْقة أَيضاً، وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: زُؤَان وزُوان، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وزِئان وزِوان، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: كَلْبٌ زِئْنِيّ، بِالْهَمْزِ، قَصِيرٌ، وَلَا تَقُلْ صِينيّ. وَذُو يَزَنَ: مَلِكٍ مِنْ مُلوك حِمْير، أَصله يَزْأَنُ مِنْ لَفْظِ الزُّؤان، قَالَ: وَلَا يَجِبُ صَرْفُهُ لِلزِّيَادَةِ فِي أَوَّله وَالتَّعْرِيفِ. ورُمْح يَزَنِيّ وأَزَنِيّ ويَزْأَنِيّ وأَزْأَنِيّ وأَيْزَنِيّ عَلَى الْقَلْبِ، وآزَنِيّ عَلَى الْقَلْبِ أَيضاً.

زبن: الزَّبْنُ: الدَّفْع. وزَبَنَتِ النَّاقَةُ إِذَا ضَرَبَتْ بثَفِناتِ رِجْلَيْهَا عِنْدَ الْحَلْبِ، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، وَالرَّكْضُ بالرجْل، والخَبْط بِالْيَدِ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الزَّبْنُ دَفْعُ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ كَالنَّاقَةِ تَزْبِنُ وَلَدَهَا عَنْ ضَرْعِهَا بِرِجْلِهَا وتَزْبِنُ الْحَالِبَ. وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ بِهِ وزَبَنَت النَّاقَةُ بثَفناتِها عِنْدَ الْحَلْبِ: دَفَعَتْ بِهَا. وزَبَنَتْ وَلَدَهَا: دَفَعَتْهُ عَنْ ضَرْعِهَا بِرِجْلِهَا. وَنَاقَةٌ زبُون: دَفُوع، وزُبُنَّتاها رِجْلَاهَا لأَنها تَزْبِنُ بِهِمَا؛ قَالَ طُرَيْحٌ: غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ، ... نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِيشِ، شَتِيمُ . وَنَاقَةٌ زَفُون وزَبُونٌ: تَضْرِبُ حَالِبَهَا وَتَدْفَعُهُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي إِذَا دَنَا مِنْهَا حَالِبُهَا زَبَنَتْه بِرِجْلِهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ بِرِجْلِهَا أَي تَدْفَعُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: وَرُبَّمَا زَبَنَتْ فَكَسَرَتْ أَنف حَالِبَهَا. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن تَدْفَعَ حَالِبَهَا عَنْ حَلبها: زَبُون. وَالْحَرْبُ تَزْبِنُ الناسَ إِذَا صدَمتهم. وَحَرْبٌ زَبُون: تَزْبِنُ النَّاسَ أَي تَصْدِمِهُم وَتَدْفَعُهُمْ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالنَّاقَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن بَعْضَ أَهلها يَدْفَعُ بَعْضَهَا لِكَثْرَتِهِمْ. وَإِنَّهُ لَذُو زَبُّونة أَي ذُو دَفْعٍ، وَقِيلَ أَي مانعٌ لِجَنْبِهِ؛ قَالَ سَوَّار بْنُ المُضَرِّب: بِذَبِّي الذَّمَّ عَنْ أَحْسابِ قَوْمِي، ... وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ والزَّبُّونَةُ مِنَ الرِّجَالِ: الشَّدِيدُ الْمَانِعُ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ. وَرَجُلٌ فِيهِ زَبُّونة، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، أَي كِبْر. وتَزابَن القومُ: تَدَافَعُوا. وزابَنَ الرجلَ: دَافَعَهُ؛ قَالَ: بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً، ... إِذَا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ وحَلَّ زَبْناً مِنْ قَوْمِهِ وزِبْناً أَي نَبْذَةً، كأَنه انْدَفَعَ عَنْ مَكَانِهِمْ، وَلَا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا أَو حَالًا. والزَّابِنَة: الأَكمة الَّتِي شَرَعَتْ فِي الْوَادِي وانعَرَج عَنْهَا كأَنها دَفَعَتْهُ. والزِّبْنِيَةُ: كُلُّ مُتَمَرِّدٍ مِنَ الْجِنِّ والإِنس. والزِّبْنِيَة: الشَّدِيدُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَكِلَاهُمَا مِنَ الدَّافِعِ. والزَّبانِية: الَّذِينَ يَزْبِنون الناسَ أَي يَدْفَعُونَهُمْ؛ قَالَ حَسَّانُ: زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم، ... وخُورٌ لَدَى الحربِ فِي المَعْمَعه وَقَالَ قَتَادَةُ: الزَّبانِية عِنْدَ الْعَرَبِ الشُّرَطُ، وَكُلُّهُ مِنَ الدَّفْع، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ لِدَفْعِهِمْ أَهل النَّارِ إِلَيْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ حَيَّه وَقَوْمَهُ، فَسَنَدْعُو الزَّبَانِيَةَ قَالَ: الزَّبانية فِي قَوْلِ الْعَرَبِ الشُّرَط؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سندعو الزَّبَانِيَةَ وَهُمْ يَعْمَلُونَ بالأَيْدي والأَرجل فَهُمْ أَقوى؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَاحِدُ الزَّبانية زِبْنيٌّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّبانية الْغِلَاظُ الشِّدَادُ، وَاحِدُهُمْ زِبْنية، وَهُمْ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ، وَهُمُ الزَّبانية. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ، قَالَ: قَالَ أَبو جَهْلٍ لَئِنْ رأَيت مُحَمَّدًا يُصَلِّي لأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ فَعَلَهُ لأَخذته الْمَلَائِكَةُ عِياناً ؛ وَقَالَ الأَخفش: قَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدُ الزَّبَانِيَةِ زَبانيّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زابنٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زِبْنِيَة مِثْلُ عِفْرية، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَكَادُ تَعْرِفُ هَذَا وَتَجْعَلُهُ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ مِثْلَ أَبابيلَ وعَبادِيد. والزِّبِّين: الدَّافِعُ للأَخْبَثَينِ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: هُوَ الْمُمْسِكُ لَهُمَا عَلَى كُرْه. وَفِي الْحَدِيثِ: خَمْسَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ: رجلٌ صَلَّى بِقَوْمٍ

وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وامرأَةٌ تَبِيْتُ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ، والجاريةُ البالغةُ تُصَلِّي بِغَيْرِ خِمار، والعبدُ الْآبِقُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَوْلَاهُ، والزِّبِّينُ ؛ قَالَ الزِّبِّين الدَّافِعُ للأَخبثين وَهُوَ بِوَزْنِ السِّجِّيل، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ الزِّنِّين، بِنُونَيْنِ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْحَدِيثِ، وَالْمَشْهُورُ بِالنُّونِ. وزَبَنْتَ عَنَّا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً: دَفَعْتَهَا وَصَرَفْتَهَا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَقِيقَتُهَا صَرَفْتَ هَدِيَّتَكَ وَمَعْرُوفَكَ عَنْ جِيرَانِكَ وَمَعَارِفِكَ إِلَى غَيْرِهِمْ. وزُبانى الْعَقْرَبِ: قَرْنَاهَا، وَقِيلَ: طَرَفُ قَرْنِهَا، وَهُمَا زُبانَيانِ كأَنها تَدْفَعُ بِهِمَا. والزُّباني: كواكبُ مِنَ الْمَنَازِلِ عَلَى شَكْلِ زُبانى الْعَقْرَبِ. غَيْرُهُ: والزُّبانَيانِ كَوْكَبَانِ نَيِّرانِ، وَهُمَا قَرْنَا الْعَقْرَبِ يَنْزِلُهُمَا الْقَمَرُ. ابْنُ كُناسة: مِنْ كَوَاكِبِ الْعَقْرَبِ زُبانَيا الْعَقْرَبِ، وَهُمَا كَوْكَبَانِ مُتَفَرِّقَانِ أَمام الإِكليل بَيْنَهُمَا قِيدُ رُمْح أَكبر مِنْ قَامَةِ الرَّجُلِ، والإِكْليل ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ مُعْتَرِضَةٍ غَيْرِ مُسْتَطِيلَةٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات لِلنَّجْمِ، وزُبانى الْعَقْرَبِ وزُبانَياها، وَهُمَا قَرْنَاهَا، وزُبانَيات؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فِداك نِكْسٌ لَا يَبِض حَجَرُهْ، ... مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ، فِي ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ يَقُولُ: هُوَ أَقْلف لَيْسَ بِمَخْتُونٍ إِلَّا مَا قَلَّص مِنْهُ القَمرُ، وَشَبَّهَ قلْفته بالزُّباني، قَالَ: وَيُقَالُ مَنْ وَلَدَ وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ فَهُوَ نَحْسٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا الْقَوْلُ يُقَالُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وسأَلته عَنْهُ فأَبى هَذَا الْقَوْلَ وَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ اللَّئِيمُ الَّذِي لَا يُطْعِمُ فِي الشِّتَاءِ، وَإِذَا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كَانَ أَشد الْبَرْدِ؛ وأَنشد: وَلَيْلَةُ إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ، ... بَيْنَ الذِّراعَيْنِ وَبَيْنَ المِرْزَمِ، تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ . وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنِ المُزابنة ورَخَّصَ فِي العَرايا ؛ والمُزابنة: بَيْعُ الرُّطَب على رؤوس النَّخْلِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَكَذَلِكَ كَلُّ ثَمَرٍ بِيعَ عَلَى شَجَرِهِ بِثَمَرٍ كَيْلًا، وأَصله مِنَ الزَّبْنِ الَّذِي هُوَ الدَّفْعُ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لأَن الثَّمَرَ بِالثَّمَرِ لَا يَجُوزُ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَهَذَا مَجْهُولٌ لَا يُعْلَمُ أَيهما أَكثر، ولأَنه بَيْعُ مُجازفة مِنْ غَيْرِ كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، ولأَن البَيِّعَيْن إِذَا وَقَفَا فِيهِ عَلَى الغَبْن أَراد الْمَغْبُونُ أَن يَفْسَخَ الْبَيْعَ وأَراد الْغَابِنُ أَن يُمْضيه فتَزابَنا فَتَدَافَعَا وَاخْتَصَمَا، وَإِنَّ أَحدهما إِذَا نَدِمَ زَبَنَ صَاحِبَهُ عَمَّا عَقَدَ عَلَيْهِ أَي دَفَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَزْبِنُ صاحبَه عَنْ حَقِّهِ بِمَا يَزْدَادُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا لِمَا يَقَعُ فِيهَا مِنَ الْغَبْنِ وَالْجَهَالَةِ، وَرُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنه قَالَ: المُزابنة كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الجِزافِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ كَيْلُهُ وَلَا عَدَدُهُ وَلَا وَزْنُهُ بِيعَ شَيْءٌ مُسَمًّى مِنَ الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ وَالْعَدَدِ. وأَخذت زِبْني مِنَ الطَّعَامِ أَي حَاجَتِي. ومَقام زَبْنٌ إِذَا كَانَ ضَيِّقًا لَا يَسْتَطِيعُ الإِنسان أَن يَقُومَ عَلَيْهِ فِي ضِيقِهِ وزَلَقِه؛ قَالَ: ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ ... غيرِ نَميرٍ، ومَقامٍ زَبْنِ كَفَيْتُه، وَلَمْ أَكُنْ ذَا وَهْنِ . وَقَالَ مُرَقّش: ومنزلِ زَبْنٍ مَا أُريد مَبيتَه، ... كأَني بِهِ، مِنْ شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ

ابْنُ شُبْرُمَة: مَا بِهَا زَبِينٌ أَي لَيْسَ بِهَا أَحد. والزَّبُّونة والزُّبُّونة، بِفَتْحِ الزَّايِ وَضَمِّهَا وَشَدِّ الْبَاءِ فِيهِمَا جَمِيعًا: العُنُق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَيُقَالُ خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه. وَبَنُو زَبِينَةَ: حَيٌّ، النَّسَبُ إِلَيْهِ زَباني عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ كأَنهم أَبدلوا الأَلف مَكَانَ الْيَاءِ فِي زَبِينِيٍّ. والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ: مِنْ بَاهِلَةَ ابن عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُمَا حَزِيمةُ وزَبِينَةُ؛ قَالَ أَبو مَعْدان الْبَاهِلِيُّ: جَاءَ الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلًا، ... لَا سابقينَ وَلَا مَعَ القُطَّانِ فعَجِبْتُ مِنْ عَوْفٍ وَمَاذَا كُلِّفَتْ، ... وتَجِيءُ عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ. وزَبَّانُ: اسْمُ رَجُلٍ. زتن: الزَّيتون: مَعْرُوفٌ، وَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ قَيْعُون مِنَ الْقَاعِ، كَذَلِكَ الزَّيْتُونُ شَجَرُ الزَّيْتِ، وَهُوَ الدُّهْن، وأَرض كَثِيرَةُ الزَّيْتُونِ عَلَى هَذَا فَيْعُولٌ مَادَّةٌ عَلَى حِيالها، والأَكثر فَعْلون مِنَ الزَّيْتِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. زحن: زَحَنَ عَنْ مَكَانِهِ يَزْحَنُ زَحْناً: تَحَرَّكَ. وزَحَنه عَنْ مَكَانِهِ: أَزاله عَنْهُ. قَالَ الأَزهري: زَحَنَ وزَحَل وَاحِدٌ، وَالنُّونُ مُبْدَلَةٌ مِنَ اللَّامِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الزَّحْنُ الْحَرَكَةُ. وَرَجُلٌ زُحَنٌ: قَصِيرٌ بَطِينٌ، وامرأَة زُحَنة. وتَزحَّنَ عَنْ أَمره: أَبطأَ. وَلَهُمْ زَحْنة أَي شُغْل ببُطءٍ. وَرَجُلٌ زِيْحَنَّةٌ: مُتَبَاطِئٌ عِنْدَ الْحَاجَةِ تُطلب إِلَيْهِ؛ وأَنشد: إِذَا مَا التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ وزَحَنَ الرجلُ يَزْحَنُ وتزَحَّن تَزَحُّناً: وَهُوَ بُطؤُه عَنْ أَمره وَعَمَلِهِ، قَالَ: وَإِذَا أَراد رَحيلًا فعَرض لَهُ شُغْل فبَطَّأَ بِهِ قُلْتَ لَهُ زَحْنةٌ بعْدُ. والتَّزَحُّنُ: التَّقَبُّض. ابْنُ الأَعرابي: الزَّحْنة الْقَافِلَةُ بثَقَلِها وتُبَّاعها وحَشَمها. والزُّحْنة: مُنْعَطَفُ الْوَادِي. وَيُقَالُ: تزَحَّنَ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا فَعَلَهُ مَعَ كَرَاهِيَةٍ له. زخن: زَخِنَ الرجلُ زَخَناً: تَغَيَّرَ وجْهُه مِنْ حَزَنٍ أَو مَرَض. زربن: زِرْبِينُ الْخَابِيَةِ: مَبْزَلها. زرجن: الزَّرَجُون: الْمَاءُ الصَّافِي يَسْتَنقِع فِي الْجَبَلِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. والزَّرَجُون، بِالتَّحْرِيكِ: الكرْم؛ قَالَ دُكَين بْنُ رجاءٍ، وَقِيلَ هِيَ لِمَنْظُورِ بْنِ حَبَّة: كأَنَّ، باليُرَنَّإِ المَعْلولِ، ... ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ ميلِ . قَالَ الأَصمعي: هِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ أَي لَوْنِ الذَّهَبِ، وَقِيلَ: هُوَ صَبْغٌ أَحمر؛ قَالَهُ الجَرْميُّ، وَقِيلَ: الزَّرَجون قُضْبان الْكَرْمِ، بِلُغَةِ أَهل الطَّائِفِ وأَهل الغَوْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بُدِّلوا، مِنْ مَنابِتِ الشِّيحِ والإِذْخرِ، ... تِيناً ويانِعاً زَرَجُوناً «3» . وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّرَجُون الْقَضِيبُ يُغْرَسُ مِنْ قُضْبَانِ الْكَرْمِ؛ وأَنشد: إِلَيْكَ، أَميرَ المؤمنينَ، بَعَثْتُها ... مِنَ الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ يَعْنِي بِمَنْبَتِ الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر الْبِلَادِ عِنَبًا؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والزَّرَجون: الْخَمْرُ. قَالَ السِّيرَافِيُّ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرِّبٌ، شُبِّهَ لَوْنُهَا بِلَوْنِ الذَّهَبِ لأَن زَرْ بِالْفَارِسِيَّةِ الذَّهَبُ، وجُون اللَّون، وهم ما

_ (3). قوله [بدلوا من منابت إلخ] قال الصاغاني: يعني أنهم هاجروا إلى ريف الشام

يَعْكِسُونَ الْمُضَافَ وَالْمُضَافَ إِلَيْهِ عَنْ وَضْعِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: هَلْ تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ ... منها، فَظِلْتَ [فَظَلْتَ] اليومَ كالمُزَرَّجِ فإِنه أَراد الَّذِي شَرِب الزَّرَجون، وَهِيَ الْخَمْرُ، فَاشْتَقَّ مِنَ الزَرجون فِعْلًا، وَكَانَ قِيَاسُهُ عَلَى هَذَا أَن يَقُولَ كالمُزَرْجَنِ، مِنْ حَيْثُ كَانَتِ النُّونُ فِي زَرَجُون قِيَاسُهَا أَن تَكُونَ أَصلًا، لأَنها بإِزاء السِّينِ مِنْ قرَبوس، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ إِذَا اشْتَقَّتْ مِنَ الأَعجمي خَلَطَتْ فِيهِ. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ زَرَجَ قَالَ: الزَّرَجُون الْخَمْرُ، وَيُقَالُ: شَجَرَتُهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّرَجُون شَجَرُ الْعِنَبِ، كُلُّ شَجَرَةٍ زَرَجونة؛ قَالَ شَمِرٌ: أُراها فَارِسِيَّةً مُعَرَّبَةَ ذردقون، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ فِي أَسماء الْخَمْرِ؛ غَيْرُهُ: زَرَكون «4». فَصُيِّرَتِ الْكَافُ جِيمًا، يُرِيدُونَ لون الذهب. زردن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي الكَيْنة لَحْمَةٌ دَاخِلُ الزَّرَدانِ، والزَّرْبَنةُ خَلْفَهَا لحمة أُخرى. زرفن: الزُّرْفِينُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. والزِّرْفين والزَّرفين: حَلْقَةُ الْبَابِ، لُغَتَانِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ زِرْفين، بِالْكَسْرِ، عَلَى بِنَاءِ فِعْليل، وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فُعْليل. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّرْفين والزِّرْفين فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَقَدْ زَرْفَن صُدْغه: كَلِمَةٌ مولَّدة. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ دِرْع رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذاتَ زَرافِين إِذا عُلِّقت بزَرافينها سَتَرَتْ، وَإِذَا أُرْسلت مست الأَرض. زرمن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ شُمَيْلٍ الزَّرامين الحَلَق. زعن: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ وَفِي رِوَايَةٍ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَردتَ أَن تُبَلِّغ النَّاسَ عَنِّي مَقَالَةً يَزْعَنون إِلَيْهَا أَي يَمِيلُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ زَعَن إِلَى الشَّيْءِ إِذَا مَالَ إِلَيْهِ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: أَظنه يركَنون إِلَيْهَا فَصَحَّفَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَقرب إِلَى التَّصْحِيفِ أَن يَكُونَ يُذْعِنون مِنَ الإِذعان، وَهُوَ الِانْقِيَادُ، فَعَدَّاهَا بإِلى بِمَعْنَى اللَّامِ، وأَما يَرْكَنُونَ فَمَا أَبعدها مِنْ يَزْعَنون. زفن: الزَّفْنُ: الرَّقْصُ، زَفَنَ يَزْفِنُ زَفْناً، وَهُوَ شَبِيهٌ بِالرَّقْصِ «5». وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: أَنها كَانَتْ تَزْفِنُ للحَسن أَي تُرَقِّصُه، وأَصل الزَّفْن اللعِب والدَّفْع؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: قَدِمَ وفدُ الحبَشة فَجَعَلُوا يَزْفِنون وَيَلْعَبُونَ أَي يَرْقُصُونَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو: إِنَّ اللَّهَ أَنزل الْحَقَّ ليُذْهِب بِهِ الباطلَ ويُبْطِل بِهِ اللعبَ والزَّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سَاقَ هَذِهِ الأَلفاظ سِيَاقًا وَاحِدًا. والزَّفْن والزِّفْن، بِلُغَةِ عُمان كِلَاهُمَا: ظُلَّة يَتَّخِذُونَهَا فَوْقَ سُطوحهم تَقِيهِمْ وَمَدَ الْبَحْرِ أَي حَرَّه وَنَدَاهُ. والزِّفْنُ: عَسيب مِنْ عُسُب النَّخْلِ يُضَمُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ شَبِيهٌ بِالْحَصِيرِ المَرْمول، قِيلَ: هِيَ لُغَةٌ أَزْدِيَّة. والزِّيْفَنُّ: الشَّدِيدُ. وَرَجُلٌ فِيهِ إِزْفَنَّة أَي حَرَكَةٌ. وَرَجُلٌ إِزْفَنَّة: مُتَحَرِّكٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَرَجُلٌ زِيَفْنٌ إِذَا كَانَ شَدِيدًا خَفِيفًا؛ وأَنشد: إِذَا رأَيتَ كَبْكَباً زِيَفْنا، ... فادْعُ الَّذِي مِنْهُمْ بعمروٍ يُكْنى والكَبْكَبُ: الشَّدِيدُ. وَقَوْسٌ زَيزَفون: مُصَوِّتة عِنْدَ التَّحْرِيكِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: مَطاريحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ، ... هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيزَفونا «6»

_ (4). قوله [غيره زر كون] عبارة التهذيب: وقال غيره. أي غير شمر، معربة زركون (5). قوله: وهو شبيه بالرقص، بعد قوله: الزّفْن: الرقص؛ هكذا في الأَصل (6). قوله [مطاريح بالوعث إلخ] تقدم في مادة حشر ضبطه بغير ذلك، وما هنا موافق لضبط نسخة من التكملة للصاغاني كتبت في حياته

قَالَ ابْنُ جِنِّي: هِيَ فِي ظَاهِرِ الأَمر فَيْفَعول مِنَ الزَّفْن لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الْحَرَكَةِ مَعَ صَوْتٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ زَيزَفون رُبَاعِيًّا قَرِيبًا مِنْ لَفْظِ الزَّفْن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ فِي الْوَزْنِ دَيْدَبون، قَالَ: وَوَزْنُهُ فَيْعَلَوْلٌ، الْيَاءُ زَائِدَةٌ. النَّضْرُ: نَاقَةٌ زَفُون وزَبُون، وَهِيَ الَّتِي إِذَا دَنَا مِنْهَا حَالِبُهَا زَبَنَتْه بِرِجْلِهَا، وَقَدْ زَفَنَت وزَبَنَتْ، وأَتيت فُلَانًا فزَفَنَني وزَبَنَني. وَيُقَالُ للرقَّاص زَفّان. وإِزْفَنَّةُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ زِيفَنُّ: طَوِيلٌ. وزَيْفَنٌ وزَوْفَنٌ: اسمان. زقن: زَقَنَ الحِمْلَ يَزْقُنه زَقْناً: حمله. وأَزْقَنَه عَلَى الحِمْل: أَعانه. ابْنُ الأَعرابي: أَزْقَنَ زَيْدٌ عُمَرًا إِذَا أَعانه عَلَى حِمْله لِيَنْهَضَ، وَمِثْلُهُ أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّله وأَوَّنَه وأَسْمغَه وأَنّاه وبَوّاه وحَوَّله، كُلُّهُ بمعنى واحد. زكن: زَكِنَ الخَبَرَ زَكَناً، بِالتَّحْرِيكِ، وأَزْكنه: عَلِمَهُ، وأَزْكَنه غَيْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّنُّ الَّذِي هُوَ عِنْدَكَ كَالْيَقِينِ، وَقِيلَ: الزَّكَنُ طَرَفٌ مِنَ الظَّنِّ. غَيْرُهُ: الزَّكَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، التفرُّس وَالظَّنُّ. يُقَالُ: زَكِنْتُه صَالِحًا أَي ظَنَنْتُهُ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِنْهُ رَجُلٌ زَكِنٌ وَقَدْ أَزْكنته، وإِن كَانَتِ الْعَامَّةُ قَدْ أُولِعَتْ بِهِ، وَإِنَّمَا يُقَالُ أَزْكنته شَيْئًا أَعلمته إِيَّاهُ وأَفهمته حَتَّى زَكِنَه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْخَلِيلُ أَزْكَنْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ فأَصبت، قَالَ: يُقَالُ رَجُلٌ مُزْكِنٌ إِذَا كَانَ يَظُنُّ فَيُصِيبُ، والأَفصح زَكِنت، بِغَيْرِ أَلف، وأَنكر ابْنُ قُتَيْبَةَ زَكِنْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ قَالَ: يُقَالُ زَكِنْتُ مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي زَكِنْتَ مِنِّي، قَالَ: وَهُوَ الظَّنُّ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَكَ كَالْيَقِينِ وَإِنْ لَمْ تُخْبِرْ بِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الزُّكَنُ الْحَافِظُ، وَقِيلَ: زَكِنْتُ به الأَمرَ وأَزْكَنْتُه قَارَبْتُ تَوَهُّمَه وَظَنَنْتُهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: هَذَا الْجَيْشُ يُزاكِنُ أَلفاً ويُناظِر أَلفاً أَي يُقارب. اللَّيْثُ: الإِزْكانُ أَن تُزْكِنَ شَيْئًا بِالظَّنِّ فتُصيب، تَقُولُ: أَزْكَنْتُه إِزْكاناً. اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الزَّكانةُ والزَّكانِيَة. أَبو زَيْدٍ: زَكِنْتُ الرجلَ أَزْكَنُه زَكَناً إِذَا ظَنَنْتُ بِهِ شَيْئًا، وأَزْكَنْتُه الْخَبَرَ إزْكاناً: أَفهمته حَتَّى زَكِنَه فَهِمَه فَهْماً. وأَزْكَنَ غَيْرَهُ: أَعلمه. يُقَالُ: زَكِنْته، بِالْكَسْرِ، أَزْكَنه زَكَناً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي عَلِمْتُهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زَكِنَ الشيءَ عَلِمَه وأَزْكنه ظَنَّهُ، وَقِيلَ: زَكِنَه فَهِمَهُ، وأَزْكَنه غيرُه أَفهمه. الأَصمعي: يُقَالُ: زَكِنْتُ مِنْ فُلَانٍ كَذَا أَي عَلِمْتُهُ؛ وَقَوْلُ قَعْنَبُ بْنُ أُم صاحبٍ: وَلَنْ يُراجِعَ قَلْبي وُدَّهم أَبداً، ... زَكِنْتُ مِنْهُمْ عَلَى مثلَ الَّذِي زَكِنُوا عَدَّاهُ بِعَلَى لأَن فِيهِ مَعْنَى اطَّلَعْتُ كأَنه قَالَ اطَّلَعْتُ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ الَّذِي اطَّلَعُوا عَلَيْهِ مِنِّي؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُ عَلَى مقحمةٌ. أَبو زَيْدٍ: زَكِنْت مِنْهُ مثلَ الَّذِي زَكِنَهُ مِنِّي وأَنا أَزْكَنُه زَكَناً، وَهُوَ الظَّنُّ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةِ الْيَقِينِ، وَإِنْ لَمْ يُخْبِرْكَ بِهِ أَحد. قَالَ أَبو الصَّقْر: زَكِنْتُ مِنَ الرَّجُلِ مثلَ الَّذِي زَكِنَ، تَقُولُ عَلِمْتُ مِنْهُ مِثْلَ مَا عَلِمَ مِنِّي. قَالَ أَبو بَكْرٍ: التَّزْكِينُ التَّشْبِيهُ والظُّنون الَّتِي تَقَعُ فِي النُّفُوسِ؛ وأَنشد: يَا أَيُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُ، ... أَعْلِنْ بِمَا تُخْفي، فإِني مُعْلِنُ اليَزيديُّ: زَكِنْتُ بفلانٍ كَذَا وأَزْكَنْتُ أَي ظَنَنْتُ. الأَصمعي: التَّزْكين التَّشْبِيهُ؛ يُقَالُ: زَكَّنَ عَلَيْهِمْ وزَكَّمَ أَي شَبَّه عَلَيْهِمْ ولَبَّسَ. وَفِي ذِكْرِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْمُزَنِيِّ قَاضِي الْبَصْرَةِ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَزْكَنُ من إياس؛ الزَّكنُ

والإِزْكانُ: الفِطْنة والحَدْسُ الصَّادِقُ. يُقَالُ: زَكِنْت مِنْهُ كَذَا زَكَناً وزَكانةً وأَزْكنته. وَبَنُو فُلَانٍ يُزاكِنُون بَنِي فُلَانٍ مُزاكنة أَي يُدانونهم ويُثافِنونهم إِذَا كَانُوا يَسْتَخِصُّونهم. ابْنُ شُمَيْلٍ: زَكِنَ فلانٌ إِلَى فُلَانٍ إِذَا مَا لجأَ إِلَيْهِ وَخَالَطَهُ وَكَانَ مَعَهُ، يَزْكَنُ زُكوناً. وزَكِن فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ زَكَناً أَي ظَنَّ بِهِ ظَنّاً. وزَكِنْتُ مِنْهُ عَدَاوَةً أَي عَرَفْتُهَا مِنْهُ. وَقَدْ زَكِنْتُ أَنه رَجُلُ سَوْء أَي عَلِمْتُ. زمن: الزَّمَنُ والزَّمانُ: اسْمٌ لِقَلِيلِ الْوَقْتِ وَكَثِيرِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ، وَالْجَمْعُ أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة. وزَمَنٌ زامِنٌ: شَدِيدٌ. وأَزْمَنَ الشيءُ: طَالَ عَلَيْهِ الزَّمان، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَنُ والزُّمْنَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَزْمَنَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ زَماناً، وَعَامَلَهُ مُزامنة وزَماناً مِنَ الزَّمَن؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ شَمِرٌ: الدَّهْر والزَّمان وَاحِدٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَخطأَ شَمِرٌ، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب وَالْفَاكِهَةِ وزمانُ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ، قَالَ: وَيَكُونُ الزمانُ شَهْرَيْنِ إِلَى سِتَّةِ أَشهر، قَالَ: والدَّهْرُ لَا يَنْقَطِعُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الدَّهْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ يَقَعُ عَلَى وَقْتِ الزَّمَانِ مِنَ الأَزْمنة وَعَلَى مُدَّة الدُّنْيَا كُلِّهَا، قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَقمنا بِمَوْضِعِ كَذَا وَعَلَى مَاءِ كَذَا دَهْرًا، وَإِنَّ هَذَا الْبَلَدَ لَا يَحْمِلُنَا دَهْرًا طَوِيلًا، وَالزَّمَانُ يَقَعُ عَلَى الفَصْل مِنْ فُصُولِ السَّنَةِ وَعَلَى مُدّة وِلَايَةِ الرجل وما أشبهه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لعَجوزٍ تَحَفَّى بِهَا فِي السُّؤَالِ وَقَالَ: كَانَتْ تأْتينا أَزْمانَ خَدِيجَةَ؛ أَراد حَيَاتَهَا، ثُمَّ قَالَ: وإِنّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمان. واستأْجرته مُزامنة وزَماناً؛ عَنْهُ أَيضاً، كَمَا يُقَالُ مُشاهرة مِنَ الشَّهْرِ. وَمَا لَقِيتُهُ مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان. والزَّمَنة: البُرْهة. وأَقام زَمْنة «1».، بِفَتْحِ الزَّايِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، أَي زَمَناً. وَلَقِيتُهُ ذاتَ الزُّمَيْن أَي فِي سَاعَةٍ لَهَا أَعداد، يُرِيدُ بِذَلِكَ تَراخي الْوَقْتِ، كَمَا يُقَالُ: لَقِيتُهُ ذاتَ العُوَيْم أَي بَيْنَ الأَعوام. والزَّمِنُ: ذُو الزَّمانة. والزَّمانةُ: آفَةٌ فِي الْحَيَوَانَاتِ. وَرَجُلٌ زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة. والزَّمانة: الْعَاهَةُ؛ زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة، فَهُوَ زَمِنٌ، وَالْجَمْعُ زَمِنونَ، وزَمِين، وَالْجَمْعُ زَمْنَى لأَنه جِنْسٌ لِلْبَلَايَا الَّتِي يُصَابُونَ بِهَا وَيَدْخُلُونَ فِيهَا وَهُمْ لَهَا كَارِهُونَ، فَطَابَقَ بَابَ فَعِيلٍ الَّذِي بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَتَكْسِيرُهُ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ نَحْوَ جَرِيحٍ وجَرْحَى وَكَلِيمٍ وكَلْمَى. والزَّمانة أَيضاً: الحُبُّ؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ ابْنِ عُلْبَةَ. وَلَكِنْ عَرَتْني مِنْ هَواك زَمانَةٌ، ... كَمَا كنتُ أَلْقَى مِنْكِ إذْ أَنا مُطْلَقُ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِذَا تَقارب الزمانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا المؤْمن تَكْذِبُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد اسْتِوَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَاعْتِدَالَهُمَا، وَقِيلَ: أَراد قُرْبَ انْتِهَاءِ أَمَدِ الدُّنْيَا. وَالزَّمَانُ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الدَّهْرِ وَبَعْضِهِ. وزِمّانُ، بِكَسْرِ الزَّايِ: أَبو حَيٍّ مِنْ بَكْرٍ، وَهُوَ زِمّان بْنُ تَيْمِ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابة بْنِ صَعْب بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَمِنْهُمُ الفِنْدُ الزِّمّانيُّ «2» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زِمّان فِعْلان مِنْ زَمَمْتُ، قَالَ: وَحَمْلُهَا عَلَى الزِّيَادَةِ أَولى، فَيَنْبَغِي أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ زَمَمَ، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ امْتِنَاعُ صَرْفِهِ فِي قَوْلِكَ مِنْ بَنِي زِمّان.

_ (1). قوله [وأقام إلخ] ضبطه المجد والصاغاني بالتحريك (2). قوله [ومنهم الفند الزماني] هذه عبارة الجوهري، وفي التكملة ومادة ش هـ ل من القاموس: أن اسمه شهل بالشين المعجمة، ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. قَالَ الشارح وسياق نسب زِمَّانُ بْنُ تَيْمِ اللَّهِ صحيح في ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأَن الفند من بني مازن.

زمخن: الزِّمَخْنُ والزِّمَخْنَةُ: السَّيِءُ الخُلُق. زنن: زَنَّه بِالْخَيْرِ زَنّاً وأَزَنّه: ظَنَّه بِهِ أَو اتَّهَمه. وأَزْنَنْتُه بِشَيْءٍ: اتَّهَمْتُه بِهِ؛ وَقَالَ حَضْرَميّ بْنُ عَامِرٍ: إِنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً ... جَزْءُ فلاقَيْتَ مثلَها عَجِلا . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَزْنَنْتُه بِمَالٍ وبعلمٍ وَبِخَيْرٍ أَي ظننته به، قال: وَكَلَامُ الْعَامَّةِ زَنَنْتُه، وَهُوَ خطأٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُزَنُّ بِكَذَا وَكَذَا أَي يُتَّهم بِهِ، وَقَدْ أَزْنَنْتُه بِكَذَا مِنَ الشرِّ، وَلَا يَكُونُ الإِزْنان فِي الْخَيْرِ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ زَنَنْتُه بِكَذَا بِغَيْرِ أَلف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَصِفُ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: مَا رأَيت رَئِيسًا مِحْرَباً يُزَنُّ بِهِ ، أَي يُتَّهَمُ بِمُشَاكَلَتِهِ. يقال: زَنَّه بكذا وأَزَنَّه إِذَا اتَّهمه وظنَّه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار وَتَسْوِيدِهِمْ جَدَّ بنَ قَيْس: إِنَّا لنَزُنُّه بِالْبُخْلِ أَي نَتَّهِمُه بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ يُزَنُّ بِشُرْبِ الْخَمْرِ ؛ وَفِي شِعْرِ حَسَّانَ فِي عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بريبةٍ وَيُقَالُ: ماءٌ زَنَنٌ أَي ضَيِّقٌ قَلِيلٌ، وَمِيَاهٌ زَنَنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ثُمَّ اسْتغاثُوا بماءٍ لَا رِشاءَ لَهُ ... مِنْ مَاءِ لينَةَ، لَا مِلْحٌ وَلَا زَنَنُ . وَيُقَالُ الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَم لَا. والزَّنَنُ والزَّنِيءُ والزَّنَاء: الضَّيِّق. وزَنَّ عصَبُه إِذَا يَبِسَ؛ وأَنشد: نَبَّهْتُ مَيْمُوناً لَهَا فأَنّا، ... وقامَ يَشْكُو عَصَباً قَدْ زَنّا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى زَنَّ الرجلُ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ. والزِّنُّ: الدَّوْسَرُ «1». عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: التَّزْنينُ الدوامُ عَلَى أَكل الزِّنِّ، وَهُوَ الخُلَّرُ؛ والخُلّرُ: الماشُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ الْعَبْدِ الْآبِقِ وَلَا صَلَاةَ الزِّنِّين ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الحاقنُ. يُقَالُ: زَنَّ فذَنَّ أَي حَقَنَ فقَطَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُدَافِعُ الأَخْبَثَين، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يُصَلِّ أَحدكم وَهُوَ زِنِّين. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَا يَؤُمَّنَّكُمْ أَنْصَرُ وَلَا أَزَنُّ وَلَا أَفْرَعُ. وَيُقَالُ: زَنَّ الرجلُ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَسَّبَه مِنَ اللّبَنْ ... إِذْ رَآهُ قَلَّ وزَنّ «2» اللَّبَنُ: مَصْدَرُ لَبِنَتْ عُنُقه مِنَ الوِسادةِ، وحَسَّبَه: وَضَعَ تَحْتَ رأْسه مِحْسَبَةً، وَهِيَ وِسادة مِنْ أَدَم. وأَبو زَنَّةَ: كنية القرد. زهدن: رَجُلٌ زَهْدَنٌ؛ عَنْ كراع: لئيم، بالزاي. زون: الزُّوَانُ والزِّوَانُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ، وَهُوَ الرديءُ مِنْهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ حَبٌّ يُخَالِطُ البُرَّ، وَخَصَّ بَعْضَهُمْ بِهِ الدَّوْسَر، وَاحِدَتُهُ زُوَانة وزِوانة، وَلِمَ يُعِلُّوا الْوَاوَ فِي زَوَانٍ لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الزُّؤان، بِالضَّمِّ، فِي الْهَمْزِ، فأَما الزِّوَانُ، بِالْكَسْرِ، فَلَا يُهْمَزُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. وَطَعَامٌ مَزُونٌ: فِيهِ زُوان، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى التَّخْفِيفِ مِنَ الزُّؤان، وَإِمَّا أَن يَكُونَ مَوْضُوعُهُ الإِعلال مِنَ الزُّوان الَّذِي مَوْضُوعُهُ الْوَاوُ. اللَّيْثُ: الزُّوَانُ حبٌّ يَكُونُ فِي الْحِنْطَةِ تسمِّيه أَهل الشَّامِ الشَّيْلَمَ. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: الأَزْناءُ الشَّيْلَمُ.

_ (1). قوله [الدوسر] هو نبت ينبت في أضعاف الزرع وهو في خلقته غَيْرَ أَنَّهُ يُجَاوِزُ الزَّرْعَ وله سنبل وحب ضاوي دقيق أسمر يختلط بالبر (2). قوله [إذ رآه إلخ] هكذا في الأَصل.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طَلَعَتْ كأَنك هِلَالٌ فِي غَيْرِ سِمَانٍ «3». قَالَ: تَزُوننا وتَزِينُنا وَاحِدٌ. والزُّونَةُ: كالزِّينة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وَرَجُلٌ زَوْن وزُون: قَصِيرٌ، وَالْفَتْحُ أَعرف. وامرأَة زِوَنَّة: قَصِيرَةٌ. وَرَجُلٌ زِوَنّ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي قَصِيرٌ. والزَّوَنْزَى: الْقَصِيرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زَوَنْزَى حقُّه أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ زَوَزَ مِنْ بَابِ الزَّايِ لأَن وَزْنَهُ فَعَنْلَى، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ لِمُوَافَقَتِهِ معنى زِوَنَّة؛ وقال: وبَعْلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى ابْنُ الأَعرابي: الزَّوَنْزَى الرَّجُلُ ذُو الأُبَّهَة والكِبْر الَّذِي يَرَى فِي نَفْسِهِ مَا لَا يَرَاهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ الْمُتَكَبِّرُ. والزَّوَنَّكُ: المُختال فِي مِشْيَته النَّاظِرُ فِي عِطْفَيْه يَرَى أَن عِنْدَهُ خَيْرًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ شَدَّدَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ رَجُلٌ زَوَنَّكٌ، والأَصل فِي هَذَا الزَّوَنُّ، فَزِيدَتِ الْكَافُ وَتُرِكَ التَّشْدِيدُ. ابْنُ الأَعرابي: الزُّونَةُ المرأَة الْعَاقِلَةُ «4». والزِّوَنَّة: المرأَة الْقَصِيرَةُ. والزّانُ: البَشَمُ. وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيرِيَّة قَالَتْ: الزّانُ التُّخَمة؛ وأَنشدت: مُصَحَّحٌ لَيْسَ يَشكو الزّانَ خَثْلَتُهُ، ... وَلَا يُخافُ عَلَى أَمعائه العَرَبُ وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: تَرَى الزَّوَنْزَى مِنْهُمُ ذَا البُرْدَين، ... يَرْمِيه سَوّارُ الكَرَى فِي العَيْنَين، بَيْنَ الجِحاجَينِ وَبَيْنَ المَأْقَيْن والزُّونُ: الصَّنم، وهو بالفارسية زون، بِشَمِّ الزَّايِ الشِّينَ «5».؛ قَالَ حُمَيْدٌ: ذاتُ المَجُوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ والزُّونُ: مَوْضِعٌ تُجْمَعُ فِيهِ الأَنْصاب وتُنْصَبُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وَهْنانة كالزُّونِ يُجْلى صَنَمُه والزُّون: الصَّنَمُ، وَكُلُّ مَا عُبد مِنْ دُونِ اللَّهِ واتُّخذ إِلَهًا فَهُوَ زُونٌ وزُور؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَمْشي بِهَا البَقَرُ المَوْشِيُّ أَكْرُعُه، ... مَشْيَ الهَرابِذ تَبْغي بيعَةَ الزُّونِ وَهُوَ مِثْلُ الزُّور، والله أَعلم. زين: الزَّيْنُ: خلافُ الشَّيْن، وَجَمْعُهُ أَزْيانٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: تَصِيدُ الجَلِيسَ بأَزْيَانِها ... ودَلٍّ أَجابتْ عَلَيْهِ الرُّقَى زَانَهُ زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه، عَلَى الأَصل، وتَزَيَّنَ هُوَ وازْدانَ بِمَعْنًى، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الزِّينةِ إلَّا أَن التَّاءَ لمَّا لانَ مَخْرَجُهَا وَلَمْ تُوَافِقِ الزَّايَ لِشِدَّتِهَا، أَبدلوا مِنْهَا دَالًا، فَهُوَ مُزْدانٌ، وَإِنْ أَدغمت قُلْتَ مُزّان، وَتَصْغِيرُ مُزْدان مُزَيَّنٌ، مِثْلُ مُخَيَّر تَصْغِيرُ مُختار، ومُزَيِّين إِنْ عَوَّضْتَ كَمَا تَقُولُ فِي الْجَمْعِ مَزَاينُ ومَزَايِين، وَفِي حَدِيثِ خُزَيمة: مَا مَنَعَنِي أَن لَا أَكون مُزْداناً بِإِعْلَانِكَ أَي مُتَزَيِّناً بِإِعْلَانِ أَمرك، وَهُوَ مُفْتَعَلٌ مِنَ الزِّينَةِ، فأَبدل التَّاءُ دَالًا لأَجل الزَّايِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ صَبِيًّا مِنْ بَنِي عُقَيلٍ يَقُولُ لِآخَرَ: وَجْهِي زَيْنٌ وَوَجْهُكَ شَيْنٌ؛ أَراد أَنه صَبِيحُ الْوَجْهِ وأَن الْآخَرَ قَبِيحُهُ، قَالَ: وَالتَّقْدِيرُ وَجْهِي ذُو زَيْنٍ وَوَجْهُكَ ذُو شَيْنٍ، فَنَعَتَهُمَا بِالْمَصْدَرِ كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ صَوْمٌ وعَدْل أَي ذُو عَدْلٍ. وَيُقَالُ: زَانَهُ الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في

_ (3). قوله [في غير سمان] كذا بالأَصل من غير نقط هنا وفيما يأتي (4). قوله [الزونة إلخ] ضبطها المجد بالضم، ونص الصاغاني على أنها بالفتح (5). قوله: بشم الزاي الشين أي أن الزاي تلفظ وفي لفظها شيء من لفظ الشين

غَيْرِ سِمَانٍ، قَالَ: تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ، وزانَه وزَيَّنَه بِمَعْنًى؛ وَقَالَ الْمَجْنُونُ: فَيَا رَبِّ، إِذْ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى، ... فزِنِّي لِعَيْنَيْها كَمَا زِنْتَها لِيَا وَفِي حَدِيثِ شُرَيح: أَنه كَانَ يُجِيزُ مِنَ الزِّينة ويَرُدُّ مِنَ الْكَذِبِ ؛ يُرِيدُ تَزْيين السِّلْعَةِ لِلْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ تَدْلِيسٍ وَلَا كَذِبَ فِي نِسْبَتِهَا أَو فِي صِفَتِهَا. وَرَجُلٌ مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشَّعْرِ، والحَجَّامُ مُزَيِّن؛ وَقَوْلُ ابن عَبْدَلٍ الشاعر: أَجِئْتَ عَلَى بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ، ... كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟ يَعْنِي عُرْفه. وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ وازَّيَّنَتْ وازْدانتِ ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ وبَهُجَتْ، وَقَدْ قرأَ الأَعرج بِهَذِهِ الأَخيرة. وَقَالُوا: إِذَا طَلَعَتِ الجَبْهة تَزَيَّنَتِ النَّخْلَةُ. التَّهْذِيبِ: الزِّينة اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ يُتَزَيَّن بِهِ. والزِّينَةُ: مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ. ويومُ الزِّينةِ: العيدُ. وَتَقُولُ: أَزْيَنَتِ الأَرضُ بعُشبها وازَّيَّنَتْ مِثْلُهُ، وأَصله تَزَيَّنَت، فَسُكِّنَتِ التَّاءُ وأُدغمت فِي الزَّايِ وَاجْتُلِبَتِ الأَلف لِيَصِحَّ الِابْتِدَاءُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ قَالَ: اللهم أَنزل علينا في أَرضنا زِينتَها أَي نباتَها الَّذِي يُزَيّنها. وَفِي الْحَدِيثِ: زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بأَصواتكم ؛ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هُوَ مَقْلُوبٌ أَي زَيِّنُوا أَصواتكم بِالْقُرْآنِ، وَالْمَعْنَى الهَجُوا بِقِرَاءَتِهِ وتزَيَّنُوا بِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَى تَطْرِيبِ الْقَوْلِ وَالتَّحْزِينِ كَقَوْلِهِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ أَي يَلْهَجْ بِتِلَاوَتِهِ كَمَا يَلْهَج سَائِرُ النَّاسِ بالغِناء والطَّرب، قَالَ هَكَذَا قَالَ الهَرَوِيّ والخَطَّابي وَمَنْ تَقَدَّمهما، وَقَالَ آخَرُونَ: لَا حَاجَةَ إِلَى الْقَلْبِ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْحَثُّ عَلَى التَّرْتِيلِ الَّذِي أَمر بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا؛ فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لَا لِلْقُرْآنِ، كَمَا يُقَالُ: وَيْلٌ لِلشِّعْرِ مِنْ رِوَايَةِ السَّوْءِ، فَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الرَّاوِي لَا لِلشِّعْرِ، فكأَنه تَنْبِيهٌ لِلْمُقَصِّرِ فِي الرِّوَايَةِ عَلَى مَا يُعَابُ عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْنِ وَالتَّصْحِيفِ وَسُوءِ الأَداء وَحَثٌّ لِغَيْرِهِ عَلَى التَّوَقِّي مِنْ ذَلِكَ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بأَصواتكم ، يَدُلُّ عَلَى مَا يُزَيّنُ مِنَ التَّرْتِيلِ وَالتَّدَبُّرِ وَمُرَاعَاةِ الإِعراب، وَقِيلَ: أَراد بِالْقُرْآنِ الْقِرَاءَةَ، وَهُوَ مَصْدَرُ قرأَ يقرأُ قِرَاءَةً وقُرْآناً أَي زَيِّنُوا قِرَاءَتَكُمُ الْقُرْآنَ بأَصواتكم، قَالَ: وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا وأَن الْقَلْبَ لَا وَجْهَ لَهُ حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَمع إِلَى قِرَاءَتِهِ فَقَالَ: لَقَدْ أُوتِيت مِزْماراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ، فَقَالَ: لَوْ علمتُ أَنك تَسْمَعُ لحَبَّرْتُه لَكَ تَحْبِيرًا أَي حسَّنت قِرَاءَتَهُ وزينتها، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ تأْييداً لَا شُبْهَةَ فِيهِ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ الْقُرْآنِ حُسْنُ الصَّوْتِ. والزِّيْنَةُ والزُّونَة: اسْمٌ جَامِعٌ لِمَا تُزُيِّنَ بِهِ، قُلِبَتِ الْكَسْرَةُ ضَمَّةً فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها ؛ مَعْنَاهُ لَا يُبْدِينَ الزِّينَةَ الْبَاطِنَةَ كالمِخْنقة والخَلْخال والدُّمْلُج والسِّوار وَالَّذِي يَظْهَرُ هُوَ الثِّيَابُ وَالْوَجْهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه خَرَجَ هُوَ وأَصحابه وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الْخَيْلِ الأُرْجُوَانُ، وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى خَيْلِهِمُ الدِّيباجُ الأَحمر. وامرأَة زَائنٌ: مُتَزَيِّنَة. والزُّونُ: مَوْضِعٌ تُجْمَعُ فِيهِ الأَصنام وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ. والزُّونُ: كُلُّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ رَبّاً وَيُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَنه يُزَيَّنُ، والله أَعلم.

فصل السين المهملة

فصل السين المهملة سبن: السَّبَنِيَّةُ: ضرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ تُتَّخَذُ مِنْ مُشاقة الْكَتَّانِ أَغلظ مَا يَكُونُ، وَقِيلَ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَوْضِعٍ بِنَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ يُقَالُ لَهُ سَبَنٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُهَا فَيَقُولُ السَّبَنِيئة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِالْجُمْلَةِ فإِني لَا أَحْسبها عَرَبِيَّةً. وأَسْبَنَ إِذَا دَامَ عَلَى السَّبَنِيَّات، وَهِيَ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بُرْدة فِي تَفْسِيرِ الثِّيَابِ القَسِّيَّة قَالَ: فَلَمَّا رأَيتُ السَّبَنيَّ عَرَفْتُ أَنها هِيَ. ابْنُ الأَعرابي: الأَسْبَانُ المَقانِعُ الرِّقاقُ. ستن: ابْنُ الأَعرابي: الأَسْتانُ أَصل الشَّجَرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَسْتَنُ أُصول الشَّجَرِ الْبَالِي، وَاحِدَتُهُ أَسْتَنَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَسْتَنُ، عَلَى وَزْنِ أَحمر، شَجَرٌ يَفْشُو فِي مَنابته وَيَكْثُرُ، وَإِذَا نَظَرَ النَّاظِرُ إِلَيْهِ مِنْ بُعدٍ شَبَّهَهُ بشُخُوصِ النَّاسِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: تَحِيدُ عَنْ أَسْتَنٍ سُودٍ أَسافلُه، ... مِثْل الإِماء الغَوادِي تحْمِلُ الحُزَما وَيُرْوَى: مَشْيُ الإِماء الْغَوَادِي. ابْنُ الأَعرابي: أَسْتَنَ الرجلُ وأَسْنَتَ إِذَا دَخَلَ فِي السَّنة. قَالَ: والأُبْنة فِي الْقَضِيبِ إِذَا كَانَتْ تَخْفَى فَهِيَ الأَسْتَنُ. سجن: السِّجْنُ: الحَبْسُ. والسَّجْنُ، بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ. سَجَنَه يَسْجُنُه سَجْناً أَي حَبَسَهُ. وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ: قَالَ ربِّ السَّجْنُ أَحبّ إِلَيَّ. والسِّجْنُ: المَحْبِسُ. وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ ، فَمَنْ كَسَرَ السِّينَ فهو المَحْبِس وَهُوَ اسْمٌ، وَمِنْ فَتْحِ السِّينِ فَهُوَ مَصْدَرُ سَجَنه سَجْناً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا شيءٌ أَحَقَّ بطُولِ سَجْنٍ مِنْ لسانٍ. والسَّجَّانُ: صاحبُ السِّجْنِ. وَرَجُلٌ سَجِينٌ: مَسْجُون، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ سُجَناء وسَجْنى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: امرأَة سَجِينٌ وسَجِينة أَي مَسْجُونَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ سَجْنى وسَجائن؛ وَرَجُلٌ سَجِين فِي قَوْمٍ سَجْنى؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْهُ. وسَجَنَ الهَمَّ يَسْجُنه إِذَا لَمْ يَبُثَّه، وَهُوَ مَثَلٌ بِذَلِكَ؛ قَالَ: وَلَا تَسْجُنَنَّ الهَمَّ، إنَّ لسَجْنِه ... عَناءً، وحَمِّلْهُ المَهارى النَّواجِيا وسِجِّين: فِعِّيل مِنَ السِّجْن. والسِّجِّين: السِّجْن. وسِجِّينٌ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. والسِّجِّينُ: الصُّلب الشَّدِيدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ؛ قِيلَ: الْمَعْنَى أَن كِتَابَهُمْ فِي حَبْسٍ لِخَسَاسَةِ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقِيلَ: فِي سِجِّينٍ فِي حَجَر تَحْتَ الأَرض السَّابِعَةِ، وَقِيلَ: فِي سِجِّين فِي حِسَابٍ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: هُوَ فِعِّيل مَنْ سَجَنْتُ أَي هُوَ مَحْبُوسٌ عَلَيْهِمْ كَيْ يُجازوا بِمَا فِيهِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَفِي سِجِّين فِي الأَرض السَّابِعَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: سِجِّين مَوْضِعٌ فِيهِ كِتَابُ الْفُجَّارِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ودواوينُهم؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ فِعِّيل مِنَ السِّجْن الحبْس كالفِسِّيق مِنَ الفِسْق. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: ويُؤتى بِكِتَابِهِ مَخْتُومًا فَيُوضَعُ فِي السِّجِّين ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ بالأَلف وَاللَّامِ، وَهُوَ بِغَيْرِهِمَا اسْمُ عَلَمٍ لِلنَّارِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ . وَيُقَالُ: فَعَل ذَلِكَ سِجِّيناً أَي عَلانية. والسَّاجُون: الْحَدِيدُ الأَنيثُ. وضَرْبٌ سِجِّينٌ أَي شَدِيدٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فإِنّ فِينَا صَبُوحاً، إنْ رأَيتَ بِهِ ... رَكْباً بَهِيّاً وَآلَافًا ثَمانينا ورَجْلةً يَضْرِبون الهامَ عَنْ عُرُضٍ ... ضَرْباً، تواصَتْ بِهِ الأَبطالُ، سِجِّينا

قَالَ الأَصمعي: السِّجِّين مِنَ النَّخْلِ السِّلْتِينُ، بِلُغَةِ أَهل الْبَحْرَيْنِ. يُقَالُ: سَجِّنْ جِذْعَك إِذَا أَردت أَن تَجْعَلَهُ سِلتيناً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ سِجِّين مَكَانُ سِلْتين، وسِلتِينٌ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. أَبو عَمْرٍو: السِّجِّينُ الشَّدِيدُ. غَيْرُهُ: هُوَ فِعّيل مِنَ السِّجْن كأَنه يُثْبِتُ مَنْ وَقَعَ بِهِ فَلَا يَبرح مكانَه، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي سِخِّيناً أَي سُخْناً، يَعْنِي الضَّرْبَ، وَرُوِيَ عَنِ المؤَرِّج سِجِّيل وسِجِّين دَائِمٌ فِي قَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ. والسِّلتِينُ مِنَ النَّخْلِ: مَا يحفر في أُصولها حُفَر تجْذِبُ الماءَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَتْ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا الماء. سحن: السَّحْنة والسَّحَنةُ والسَّحْناء والسَّحَناء: لِينُ البَشَرة والنَّعْمة، وَقِيلَ: الهيئةُ واللونُ والحالُ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ السَّحْنة، وَهِيَ بَشَرَةُ الْوَجْهِ، وَهِيَ مَفْتُوحَةُ السِّينِ وَقَدْ تُكْسَرُ، وَيُقَالُ فِيهَا السَّحْناء، بِالْمَدِّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: النَّعْمة، بِفَتْحِ النُّونِ، التَّنَعُّمُ، والنِّعْمة، بِكَسْرِ النُّونِ، إِنْعَامُ اللَّهِ عَلَى الْعَبْدِ. وَإِنَّهُ لحسَن السَّحْنة والسَّحناء. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ حسَنٌ سَحْنَتُهم، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ السَّحَناء والثَّأَداء، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع أَحداً يَقُولُهُمَا بِالتَّحْرِيكِ غَيْرُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ كَيْسان: إِنَّمَا حُرِّكتا لِمَكَانِ حُرُوفِ الْحَلْقِ. قَالَ: وسَحْنة الرَّجُلِ حُسْن شَعْرِهِ وَدِيبَاجَتُهُ لوْنِه «1». ولِيْطِه. وَإِنَّهُ لحَسَن سَحْناء الوَجْه. وَيُقَالُ: سَحَناء، مثقل، وسَحْناء أَجود. وَجَاءَ الْفَرَسُ مُسْحِناً أَي حَسَنَ الْحَالِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. تَقُولُ: جاءَت فرسُ فُلَانٍ مُسْحِنةً إِذَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْحَالِ حَسَنَةَ المَنْظر. وتَسَحَّنَ المالَ وساحَنه: نَظَرَ إِلَى سَحْنائه. وتسحَّنْتُ المالَ فرأَيت سَحْناءَه حسَنة. والمُساحَنة: المُلاقاة. وساحَنه الشيءَ مُساحَنةً: خَالَطَهُ فِيهِ وفاوَضَه. وساحَنْتُك خَالَطْتُكَ وفاوضْتُك. والمُساحنة: حُسْنُ الْمُعَاشَرَةِ وَالْمُخَالَطَةِ. والسَّحْنُ: أَن تَدْلُك خَشبة بمسْحَنٍ حَتَّى تَلين مِنْ غَيْرِ أَن تأْخذ مِنَ الْخَشَبَةِ شَيْئًا، وَقَدْ سَحَنها، وَاسْمُ الْآلَةِ المِسْحَن. والمَساحِنُ: حِجَارَةٌ تُدَقُّ بِهَا حِجَارَةُ الْفِضَّةِ، وَاحِدَتُهَا مِسْحَنة؛ قَالَ المُعطَّل الْهُذَلِيُّ: وفَهْمُ بنُ عَمْرٍو يَعْلِكون ضَريسَهم، ... كَمَا صَرَفتْ فوْقَ الجُذاذِ المَساحِنُ والجُذاذ: مَا جُذَّ مِنَ الْحِجَارَةِ أَي كُسِر فَصَارَ رُفاتاً. وسَحَنَ الشيءَ سَحْناً: دَقَّهُ. والمِسْحَنة: الصَّلاءَة. والمِسْحنة: الَّتِي تُكْسَرُ بِهَا الْحِجَارَةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمَساحِنُ حِجَارَةٌ رِقاق يُمْهَى بِهَا الحديدُ نَحْوَ المِسَنِّ. وسَحَنتُ الحجر: كسرته. سحتن: الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي السَّحْتَنةُ الأُبْنة الْغَلِيظَةُ فِي الغُصن. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ سَحْتَنه إِذَا ذَبَحَهُ، وطَحْلبَه مثله. سخن: السُّخْنُ، بِالضَّمِّ: الحارُّ ضِدَّ الْبَارِدِ، سَخُنَ الشيءُ والماءُ، بِالضَّمِّ، وسَخَنَ، بِالْفَتْحِ، وسَخِنَ؛ الأَخيرة لُغَةُ بَنِي عَامِرٍ، سُخونة وسَخانةً وسُخْنة وسُخْناً وسَخَناً وأَسْخَنَه إِسْخاناً وَسخَّنَه وسَخُنَتْ الأَرض وسَخِنَتْ وسَخُنَت عَلَيْهِ الشَّمْسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَبَنُو عَامِرٍ يَكْسِرون. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرّة: شَرُّ الشِّتَاءِ السَّخينُ أَي الْحَارُّ الَّذِي لَا بَرْدَ فِيهِ. قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي غَرِيبِ الحَرْبيّ: شرُّ الشتاءِ السُّخَيْخِين ، وَشَرْحُهُ أَنه الْحَارُّ الَّذِي لَا بَرْدَ فِيهِ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ مِنْ تَحْرِيفِ النَّقَلة. وَفِي حَدِيثِ أَبي الطُّفَيْل: أَقبل رهْطٌ مَعَهُمُ امرأَة فَخَرَجُوا وَتَرَكُوهَا مَعَ أَحدهم فَشَهِدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: رأَيت سَخينَته تَضْرب اسْتَها

_ (1). قوله [وديباجته لونه إلخ] عبارة التهذيب: حسن شعره وديباجته، قال وديباجته لونه وليطه

يَعْنِي بَيْضَتيه لِحَرَارَتِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ وَاثِلَةَ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، دَعا بقُرْصٍ فَكَسَرَهُ فِي صَحْفة ثُمَّ صَنَعَ فِيهَا مَاءً سُخْناً ؛ مَاءٌ سُخْن، بِضَمِّ السِّينِ وَسُكُونِ الْخَاءِ، أَي حَارٌّ. وَمَاءٌ سَخِينٌ ومُسَخَّنٌ وسِخِّين وسُخاخِينٌ: سُخْنٌ، وَكَذَلِكَ طَعَامٌ سُخاخِين. ابْنُ الأَعرابي: ماءٌ مُسْخَنٌ وسَخِين مِثْلَ مُتْرَص وتَريصٍ ومُبرَم وبَريمٍ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنُ كُلْثُومٍ: مُشَعْشَعة كأَنَّ الحُصَّ فِيهَا، ... إِذَا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا . قَالَ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ جُدْنا بأَموالنا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي أَنّ الْمَاءَ الْحَارَّ إِذَا خَالَطَهَا اصْفَرَّت، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَكَانَ الأَصمعي يَذْهَبُ إِلَى أَنه مِنَ السَّخاء لأَنه يَقُولُ بَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ: تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ، إِذَا أُمِرَّتْ ... عَلَيْهِ لمالِهِ فِيهَا مُهِينا . قَالَ: وَلَيْسَ كَمَا ظَنَّ لأَن ذَلِكَ لَقَبٌ لَهَا وَذَا نَعْتٍ لِفِعْلِهَا، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي عَنَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِقَوْلِهِ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ جُدْنا بأَموالنا لَيْسَ بِشَيْءٍ، لأَنه كَانَ يَنْكَرُ أَن يَكُونَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل، لِيُبْطِلَ بِهِ قَوْلَ ابْنِ الأَعرابي فِي صِفَتِهِ: الْمَلْدُوغُ سَلِيمٌ؛ إِنَّهُ بِمَعْنَى مُسْلَم لِمَا بِهِ. قَالَ: وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ كَثِيرًا، أَعني فَعَيْلًا بِمَعْنَى مُفْعَل مِثْلَ مُسْخَن وسَخِين ومُتْرَص وتَرِيص، وَهِيَ أَلفاظ كَثِيرَةٌ مَعْدُودَةٌ. يُقَالُ: أَعْقَدْتُ العسلَ فَهُوَ مُعْقَدُ وعَقِيد، وأَحْبَسْته فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ مُحْبَسٌ وحَبِيس، وأَسْخَنْتُ الماءَ فَهُوَ مُسْخَنٌ وسَخِين، وأَطْلَقْتُ الأَسيرَ فَهُوَ مُطْلَقٌ وطَلِيق، وأَعْتَقْت العبدَ فَهُوَ مُعْتَق وعَتِيق، وأَنْقَعْتُ الشرابَ فَهُوَ مُنْقَع ونَقِيع، وأَحْبَبْتُ الشيءَ فَهُوَ مُحَبٌّ وحَبِيبٌ، وأَطْرَدْتُه فَهُوَ مُطْرَد وطَرِيد أَي أَبعدته، وأَوْجَحْتُ الثوبَ إِذَا أَصْفَقْته فَهُوَ مُوجَحٌ ووَجِيحٌ، وأَتْرَصْتُ الثوبَ أَحْكمته فَهُوَ مُترَص وتَرِيص، وأَقْصَيْتُه فَهُوَ مُقْصىً وقَصِيٌّ، وأَهْدَيْت إِلَى الْبَيْتِ هَدْياً فَهُوَ مُهْدًى وهَدِيٌّ، وأَوصيت لَهُ فَهُوَ مُوصىً ووَصِيٌّ، وأَجْنَنْتُ الميتَ فَهُوَ مُجَنٌّ وجَنين، وَيُقَالُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ النَّاقِصِ الخَلْق مُخْدَجٌ وخَديجٌ؛ قَالَ: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ، وَكَذَلِكَ مُجْهَضٌ وجَهِيض إِذَا أَلقته مِنْ شِدَّةِ السَّيْرِ، وأُبْرَمْتُ الأَمرَ فَهُوَ مُبْرَمٌ وبَرِيمٌ، وأَبْهَمْتُه فَهُوَ مُبْهَم وبَهِيمٌ، وأَيْتَمه اللَّهُ فَهُوَ مُوتَم ويَتِيم، وأَنْعَمه اللَّهُ فَهُوَ مُنعَمٌ ونَعِيم، وأُسْلِمَ الملْسُوعُ لِمَا بِهِ فَهُوَ مُسْلَم وسَلِيم، وأَحْكَمْتُ الشيءَ فَهُوَ مُحْكَم وحَكيم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ*؛ وأَبْدَعْته فَهُوَ مُبْدَع وبَدِيع، وأَجْمَعْتُ الشَّيْءَ فَهُوَ مُجْمَع وجَمِيع، وأَعْتَدْتُه بِمَعْنَى أَعْدَدْته فَهُوَ مُعْتَد وعَتيد؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ؛ أَي مُعْتَدٌ مُعَدٌّ؛ يُقَالُ: أَعددته وأَعتدته وأَعتدته بِمَعْنَى، وأَحْنَقْتُ الرَّجُلَ أَغضبته فَهُوَ مُحْنَقٌ وحَنِيقٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَلاقَيْنا بغِينةِ ذِي طُرَيْفٍ، ... وبعضُهُم عَلَى بعضٍ حَنِيقُ . وأَفْرَدْته فَهُوَ مُفْرَد وفَرِيد، وَكَذَلِكَ مُحْرَدٌ وحَرِيد بِمَعْنَى مُفْرد وفَريد، قَالَ: وأَما فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِل فمُبْدِعٌ وبَدِيع، ومُسْمِع وسَمِيع، ومُونِقٌ وأَنيق، ومُؤْلِم وأَلِيم، ومُكِلٌّ وكَلِيل؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: حَتَّى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلُ غَيْرُهُ: وَمَاءٌ سُخَاخِينٌ عَلَى فُعاليل، بِالضَّمِّ، وَلَيْسَ فِي

الْكَلَامِ غَيْرُهُ. أَبو عَمْرٍو: مَاءٌ سَخِيم وسَخِين لِلَّذِي لَيْسَ بحارٍّ وَلَا بَارِدٍ؛ وأَنشد: إِنِّ سَخِيمَ الماءِ لَنْ يَضِيرا . وتَسْخين الْمَاءِ وإِسْخانه بِمَعْنًى. ويومٌ سُخاخينٌ: مِثْلَ سُخْن؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: أُحِبُّ أُمَّ خالِدٍ وخالِداً، ... حُبّاً سُخاخِيناً وحُبّاً بَارِدَا . فإِنه فَسَّرَ السُّخاخين بأَنه الْمُؤْذِي المُوجِع، وَفَسَّرَ الْبَارِدَ بأَنه الَّذِي يَسْكُنُ إِلَيْهِ قَلْبُهُ، قَالَ كُرَاعٌ: وَلَا نَظِيرَ لسُخَاخِين. وَقَدْ سَخَنَ يومُنا وسَخُن يَسْخُن، وَبَعْضٌ يَقُولُ يَسْخَنُ، وسَخِنَ سُخْناً وسَخَناً. وَيَوْمٌ سُخْن وساخِن وسُخْنانٌ وسَخْنانٌ: حارٌّ. وَلَيْلَةٌ سُخْنة وَسَاخِنَةٌ وسُخْنانة وسَخْنانة وسَخَنَانة، وسَخُنَتِ النارُ والقِدْر تَسْخُنُ سُخْناً وسُخُونة، وَإِنِّي لأَجِدُ فِي نفْسي سُخْنة وسِخْنة وسَخْنة وسَخَنَةً، بِالتَّحْرِيكِ، وسَخْناءَ، مَمْدُودٌ، وسُخونة أَي حَرّاً أَو حُمَّى، وَقِيلَ: هِيَ فَضْلُ حَرَارَةٍ يَجِدُهَا مِنْ وَجَعٍ. وَيُقَالُ: عَلَيْكَ بالأَمر عِنْدَ سُخْنته أَي فِي أَوله قَبْلَ أَن يَبْرُد. وضَرْبٌ سِخِّين: حارٌّ مُؤْلِم شَدِيدٌ؛ قَالَ ابن مقبل: ضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطالُ سِخِّينا والسَّخينةُ: الَّتِي ارْتَفَعَتْ عَنِ الحَسَاء وثَقُلَتْ عَنْ أَن تُحْسَى، وَهِيَ طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنَ الدَّقِيقِ دُونَ الْعَصِيدَةِ فِي الرِّقَّةِ وفوقَ الحَساء، وَإِنَّمَا يأْكلون السَّخِينة والنَّفِيتَة فِي شدَّة الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَفِ المالِ. قَالَ الأَزهري: وَهِيَ السَّخُونة أَيضاً. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الهَيْثم أَنه كتب أَعْرَابِيٍّ قَالَ: السَّخِينة دَقِيقٌ يُلْقَى عَلَى ماءٍ أَو لَبَنٍ فَيُطْبَخُ ثُمَّ يؤْكل بِتَمْرٍ أَو يُحسَى، وَهُوَ الحَسَاءِ. غَيْرُهُ: السَّخِينة تُعْمَلُ مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: أَنها جَاءَتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ببُرْمَةٍ فِيهَا سَخِينة أَي طَعَامٌ حَارٌّ، وَقِيلَ: هِيَ طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ دَقِيقٍ وَسَمْنٍ، وَقِيلَ: دَقِيقٌ وَتَمْرٌ أَغلظ مِنَ الحَسَاء وأَرق مِنَ الْعَصِيدَةِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُكْثِرُ مِنْ أَكلها فعُيِّرَتْ بِهَا حَتَّى سُمُّوا سَخِينَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى عَمِّهِ حَمْزَةَ فصُنِعَتْ لَهُمْ سَخِينَةٌ فأَكلوا مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه مازَحَ الأَحْنَفَ بنَ قَيْسٍ فَقَالَ: مَا الشيءُ المُلَفَّفُ فِي البِجَادِ؟ قَالَ: هُوَ السَّخِينة يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ ؛ المُلَفَّفُ فِي البِجاد: وَطْبُ اللَّبَنِ يُلَفُّ فِيهِ ليَحْمَى ويُدْرِكَ، وَكَانَتْ تَمِيمٌ تُعَيَّرُ بِهِ. والسَّخِينة: الحَساءِ الْمَذْكُورُ، يؤْكل فِي الجَدْب، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَيَّرُ بِهَا، فَلَمَّا مَازَحَهُ مُعَاوِيَةُ بِمَا يُعَابُ بِهِ قَوْمُهُ مَازَحَهُ الأَحْنَفُ بِمِثْلِهِ. والسَّخُونُ مِنَ الْمَرَقِ: مَا يُسَخَّنُ؛ وَقَالَ: يُعْجبُه السَّخُونُ والعَصِيدُ، ... والتَّمْرُ حُبّاً مَا لَهُ مَزِيدُ . وَيُرْوَى: حَتَّى مَا لَهُ مَزِيدُ. وسَخِينةُ: لَقَبُ قُرَيْشٍ لأَنها كَانَتْ تُعاب بأَكْل السَّخينة؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ «2».: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَن سَتَغْلِبُ رَبَّها، ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ . والمِسْخَنَةُ مِنَ البِرامِ: القِدْرُ الَّتِي كأَنها تَوْر؛ ابْنُ شُميل: هِيَ الصَّغِيرَةُ الَّتِي يطبخُ فِيهَا لِلصَّبِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ أُنزِل عَلَيْكَ طعامٌ مِنَ السَّمَاءِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ أُنزل عَلَيَّ طَعَامٌ فِي مِسْخَنة ؛ قَالَ: هِيَ قِدْر كالتَّوْرِ يُسَخَّن فِيهَا الطَّعَامُ. وسُخْنَةُ الْعَيْنِ: نقيضُ قُرَّتها، وَقَدْ سَخِنَت عينه،

_ (2). قوله [قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ] زاد الأَزهري الأَنصاري، والذي في المحكم: قال حسان

بِالْكَسْرِ، تَسْخَنُ سَخَناً وسُخْنَةً وسُخُوناً وأَسْخَنها وأَسْخَنَ بِهَا؛ قَالَ: أَوهِ أَدِيمَ عِرْضِه، وأَسْخِنِ ... بعَيْنِه بَعْدَ هُجوعِ الأَعْيُنِ «1» . وَرَجُلٌ سَخِينُ الْعَيْنِ، وأَسْخَن اللَّهُ عينَه أَي أَبكاه. وَقَدْ سخُنَتْ عَيْنُهُ سُخْنَة وسُخُوناً، وَيُقَالُ: سَخِنَتْ وَهِيَ نَقِيضُ قَرّت، وَيُقَالُ: سَخِنَت عَيْنُهُ مِنْ حَرَارَةٍ تَسْخَن سُخْنَةً؛ وأَنشد: إِذَا الماءُ مِنْ حالِبَيْه سَخِنْ قَالَ: وسَخِنَت الأَرض وسَخُنت، وأَما الْعَيْنُ فَبِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ. والتَّساخين: المَراجل، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: إِلَّا أَنه قَدْ يُقَالُ تِسْخان، قَالَ: وَلَا أَعرف صِحَّةَ ذَلِكَ. وسَخُنَت الدَّابَّةُ إِذا أُجْرِيَت فسَخُنَ عِظامُها وخَفَّتْ فِي حُضْرِها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: رَفَّعْتُها طَرَدَ النَّعامِ وفوْقَهُ، ... حَتَّى إِذَا سَخُنَتْ وخَفَّ عِظامُها . وَيُرْوَى سُخِّنَتْ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ. والتَّساخِينُ: الخِفافُ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِثْلَ التَّعاشِيب. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَيْسَ للتَّساخين وَاحِدٌ مِنْ لَفْظِهَا كَالنِّسَاءِ لَا وَاحِدَ لَهَا، وَقِيلَ: الْوَاحِدُ تَسْخان وتَسْخَن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ سَرِيَّةً فأَمَرهم أَن يَمْسَحُوا عَلَى المَشاوِذ والتَّساخين ؛ المَشاوذُ: الْعَمَائِمُ، والتَّساخِين: الخِفَاف. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَالَ حَمْزَةُ الأَصبهاني فِي كِتَابِ المُوازنة: التَّسْخان تَعْرِيبُ تَشْكَن، وَهُوَ اسْمُ غِطاء مِنْ أَغطية الرأْس، كَانَ العلماءُ والمَوَابِذة يأْخذونه على رؤوسهم خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِمْ، قَالَ: وَجَاءَ ذِكْرُ التَّساخين فِي الْحَدِيثِ فَقَالَ مَنْ تعاطَى تفسيرَه هُوَ الخُفُّ حَيْثُ لَمْ يَعْرِفُ فَارِسِيَّتَهُ وَالتَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ. والسَّخاخِينُ المَساحِي، وَاحِدُهَا سِخِّينٌ، بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَهِيَ مِسْحاة مُنْعَطِفة. والسِّخِّينُ: مَرُّ المِحْراث؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يَعْنِي مَا يَقْبِضُ عَلَيْهِ الحَرَّاثُ مِنْهُ؛ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ المِعْزَق والسِّخُّينُ، وَيُقَالُ للسِّكِّين السِّخِّينة والشِّلْقاء، قَالَ: والسَّخاخِين سَكاكين الجَزَّار. سدن: السَّادِنُ: خَادِمُ الْكَعْبَةِ وبيتِ الأَصنام، وَالْجَمْعُ السَّدَنَةُ، وَقَدْ سَدَنَ يَسْدُنُ، بِالضَّمِّ، سَدْناً وسَدَانَةً، وَكَانَتِ السَّدَانَةُ واللِّواءِ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فأَقرّها النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُمْ فِي الإِسلام. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَرْقُ بَيْنَ السَّادِنِ وَالْحَاجِبِ أَن الْحَاجِبَ يَحْجُبُ وإِذْنُه لِغَيْرِهِ، والسَّادِنُ يَحْجُبُ وَإِذْنُهُ لِنَفْسِهِ. والسَّدْنُ والسِّدانة: الحِجابة، سَدَنه يَسْدُنه. والسَّدَنة: حُجَّاب الْبَيْتِ وقَوَمةُ الأَصنام فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ الأَصل، وَذَكَرَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سِدَانَة الْكَعْبَةِ وسِقَاية الحاجِّ فِي الْحَدِيثَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سِدَانَة الْكَعْبَةِ خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمرها وَفَتْحُ بَابِهَا وإِغلاقُه، يُقَالُ مِنْهُ: سَدَنْتُ أَسْدُنُ سَدَانة. وَرَجُلٌ سَادِنٌ مِنْ قَوْمٍ سَدَنة وَهُمُ الخَدَم. والسَّدَنُ: السِّتْرُ، وَالْجَمْعُ أَسْدانٌ، وَقِيلَ: النُّونُ هُنَا بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ فِي أَسْدال؛ قَالَ الزَّفَيانُ: مَاذَا تَذَكَّرْت مِنَ الأَظْعانِ، ... طوالِعاً مِنْ نَحْوِ ذِي بُوانِ كأَنما ناطُوا، عَلَى الأَسْدانِ، ... يانِعَ حُمَّاضٍ وأُقْحُوانِ . ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَسْدانُ والسُّدُونُ مَا جُلِّلَ بِهِ الهَوْدَجُ مِنَ الثِّيَابِ، وَاحِدُهَا سَدَنٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَسْدانُ لُغَةٌ فِي الأَسْدالِ، وَهِيَ سُدُولُ الهوادج.

_ (1). حرك نون أسخن بالكسر وحقها السكون مراعاة للقافية

أَبو عَمْرٍو: السَّدِينُ الشَّحْمُ، والسَّدينُ السِّتْرُ. وسَدَنَ الرجلُ ثوبه وسَدَنَ السِّتْرَ إذا أَرسله. سرأن: إِسْرائين وإِسْرائيل، زَعَمَ يعقوب أَنه بَدَلٌ: اسم مَلَكٍ. سربن: السِّرْبان: كالسِّرْبال، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن نُونَ سِرْبان بَدَلٌ مِنْ لَامِ سِرْبال. وتَسَرْبَنتُ: كتَسَرْبَلْتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَصُدُّ عَنِّي كَمِيَّ القومِ مُنْقَبِضاً، ... إِذَا تَسَرْبَنْتُ تحتَ النَّقْعِ سِرْباناً . قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو سِربالًا. سرجن: السِّرْجينُ والسَّرْجينُ: مَا تُدْمَلُ بِهِ الأَرضُ، وَقَدْ سَرْجَنَها. الْجَوْهَرِيُّ: السِّرْجين، بِالْكَسْرِ، معرَّب لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْليل، بِالْفَتْحِ، وَيُقَالُ سِرْقين. سرفن: إِسْرافينُ وإِسْرافيلُ، وَكَانَ القَنانِيُّ يَقُولُ سَرافينُ وسَرافِيلُ وإِسْرائِيلُ وإِسرائينُ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه بَدَلٌ: اسم مَلَك، وَقَدْ تَكُونُ هَمْزَةُ إِسرافِيلَ أَصلًا فَهُوَ عَلَى هَذَا خماسي. سرقن: السِّرْقِين والسَّرقين: مَا تُدْمَلُ بِهِ الأَرضُ، وَقَدْ سَرْقَنَها. التَّهْذِيبِ: السَّرْقين مُعَرَّبٌ، ويقال سِرْجين. سطن: الساطِنُ: الخَبيث. والأُسْطُوانُ: الرَّجلُ الطَّوِيلُ الرِّجْلينِ والظهرِ. وجَمَل أُسْطُوانٌ: طَوِيلُ العُنُق مُرْتَفِع، وَمِنْهُ الأُسْطُوانة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جَرَّبْنَ مِنِّي أُسْطواناً أَعْنَقا، ... يَعْدِلُ هَدْلاءَ بِشِدْقٍ أَشْدَقا والأَعْنَق: الطَّوِيلُ العُنُق. والأُسْطُوانة: السارِيَة معروفَة، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وأُسْطُوان الْبَيْتِ مَعْرُوفٌ، وأَساطِينُ مُسَطَّنَةٌ، وَنُونُ الأُسْطُوانة مِنْ أَصل بَنَّاءِ الْكَلِمَةِ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرٍ أُفْعُوالة، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ أَساطينُ مُسَطَّنَةٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: النُّونُ فِي الأُسْطوانة أَصلية، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي كَلَامِهِمْ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النُّونُ أَصلية وَهُوَ أُفْعُوالةٌ مِثْلُ أُقْحوانةٍ، وَكَانَ الأَخفش يَقُولُ هُوَ فُعْلُوانة، قَالَ: وَهَذَا يُوجِب أَن تَكُونَ الْوَاوُ زَائِدَةً وَإِلَى جَنْبِها زَائِدَتَانِ الأَلف والنونُ، قَالَ: وَهَذَا لَا يَكَادُ يَكُونُ، قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ هُوَ أُفْعُلانةٌ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا جُمِعَ عَلَى أَسَاطِينَ، لأَنه لَا يَكُونُ فِي الْكَلَامِ أَفاعينُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ إِنَّ أُسْطُوانة أُفْعُوالة مِثْلَ أُقْحُوانة، قَالَ: وَزَنَهَا أُفْعُلانة وَلَيْسَتْ أُفْعُوالة كَمَا ذكَر، يَدُلُّك عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ قولُهم فِي الْجَمْعِ أَقاحِيُّ وأَقاحٍ، وقولُهم فِي التَّصْغِيرِ أُقَيْحية، قَالَ: وأَما أُسْطُوانة فَالصَّحِيحُ فِي وَزْنِهَا فُعْلُوانة لِقَوْلِهِمْ فِي التَّكْسِيرِ أَساطين كسَراحِين، وَفِي التَّصْغِيرِ أُسَيْطِينة كسُرَيْحِين، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ وَزْنُهَا أُفْعُوالة لِقِلَّةٍ هَذَا الْوَزْنِ وَعَدَمِ نَظِيرِهِ، فأَمّا مُسَطَّنة ومُسَطَّن فإِنما هُوَ بِمَنْزِلَةٍ تَشَيْطَنَ فَهُوَ مُتَشَيْطِن، فِيمَنْ زَعَمَ أَنه مَنْ شَاطَ يَشيطُ، لأَن الْعَرَبَ قَدْ تَشْتقُّ مِنَ الْكَلِمَةِ وتُبقي زَوَائِدُهُ كَقَوْلِهِمْ تَمَسْكَنَ وتَمَدْرَعَ، قَالَ: وَمَا أَنكره بعدُ مِنْ زِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ بَعْدَ الْوَاوِ الْمَزِيدَةِ فِي قَوْلِهِ وَهَذَا لَا يكادُ يَكُونُ، فَغَيْرُ مُنْكِرٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ عُنْظُوان وعُنْفُوان، ووزْنُهما فُعْلُوان بإِجماع، فَعَلى هَذَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ أُسْطُوانة كعُنْظُوانة، قَالَ: وَنَظِيرُهُ مِنَ الْيَاءِ فِعْليان نَحْوَ صِلِّيان وبِلِّيان وعِنْظيان، قَالَ: فَهَذِهِ قَدِ اجْتَمَعَ فِيهَا زِيَادَةُ الأَلف وَالنُّونِ وَزِيَادَةُ الْيَاءِ قَبْلَهَا وَلَمْ يُنْكر ذَلِكَ أَحد. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطَّوِيلِ الرِّجْلَيْنِ وَالدَّابَّةِ الطَّوِيلُ الْقَوَائِمِ:

مُسَطَّن، وَقَوَائِمُهُ أَساطينُه. والأَسْطان: آنِيَةُ الصُّفْر. قَالَ الأَزهري: الأُسْطُوانُ إِعراب «1». أُستُون. سعن: السَّعْنُ والسُّعْنُ: شَيْءٌ يُتَّخذ مِنْ أَدَمٍ شِبْهَ دَلوٍ إِلا أَنه مُستطيل مُسْتَدِيرٌ وَرُبَّمَا جُعِلَتْ لَهُ قَوَائِمُ يُنْتَبَذ فِيهِ، وَقَدْ يَكُونُ بعضُ الدِّلاءِ عَلَى تِلْكَ الصَّنْعَةِ. والسُّعْن: القِرْبة الْبَالِيَةُ المتَخَرِّقة العُنق يُبرَّد فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ: السُّعْن قِرْبة أَو إِداوة يُقْطع أَسفلُها ويُشَدُّ عُنُقها وتُعَلَّق إِلَى خَشَبَةٍ أَو جِذْع نَخْلَةٍ، ثُمَّ يُنْبَذ فِيهَا ثُمَّ يُبرَّد فِيهَا، وَهُوَ شَبِيهٌ بدَلو السَّقَّائين يَصُبُّونَ بِهِ فِي المَزائد. وَفِي حَدِيثِ عُمر: وأَمَرْت بصاعٍ مِنْ زَبِيبٍ فجُعِل فِي سُعْنٍ ؛ هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والسُّعْنة: الْقِرْبَةُ الصَّغِيرَةُ يُنْبَذ فِيهَا. وَقَالَ فِي السُّعْن: قِرْبة يُنبذ فِيهَا وَيُسْتَقَى بِهَا، وَرُبَّمَا جُعِلَتِ المرأَةُ فِيهَا غَزْلُهَا وَقَطَنُهَا، وَالْجَمْعُ سِعَنةٌ مِثْلَ غُصْن وغِصَنة. والسُّعْن: كالعُكَّة يَكُونُ فِيهَا الْعَسَلُ، وَالْجَمْعُ أَسْعانٌ وسِعَنةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: اشتريتُ سُعْناً مُطْبَقاً فذُكِر لأَبي جَعْفَرٍ فَقَالَ: كَانَ أَحَبَّ الْآنِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كلُّ إناءٍ مُطْبَقٍ ؛: قِيلَ: هُوَ القَدَح الْعَظِيمُ يُحْلب فِيهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: طَرَحْتُ بِذِي الجَنْبَين سُعْني وقِربتي، ... وَقَدْ أَلَّبُوا خَلْفِي وقَلَّ المَسارب . المَذاهب. والمُسَعَّن: غَرْبٌ يُتَّخذ مِنْ أَديمين يُقابَل بَيْنَهُمَا فيُعْرَقان بِعِرَاقَيْنِ، وَلَهُ خُصْمان مِنْ جانبَين، لَوْ وُضِعَ قَامَ قَائِمًا مِنَ اسْتِوَاءٍ أَعلاه وأَسفله. والسُّعْن: ظُلَّة أَو كالظُّلَّة تُتَّخذ فَوْقَ السُّطُوحِ حَذَرَ نَدى الوَمَد، وَالْجَمْعُ سُعونٌ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ عُمانيَّة لأَن مُتَّخذيها إِنما هُمْ أَهلُ عُمان. وأَسْعَنَ الرجلُ إِذَا اتخَذَ السُّعنة، وَهِيَ المِظَلَّة. وَمَا عِنْدَهُ سَعْنٌ وَلَا مَعْنٌ؛ السَّعْنُ: الوَدَك، والمَعْن: الْمَعْرُوفُ. وَمَا لَهُ سَعْنة وَلَا مَعْنةٌ، بِالْفَتْحِ، أَي قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، وَقِيلَ: السَّعْنة المشؤُومة «2». والمَعْنة الْمَيْمُونُ، وَكَانَ الأَصمعي لَا يَعْرِفُ أَصلها، وقيل: السَّعْنة من المِعْزى صِغَارُ الأَجسام فِي خَلْقها، والمَعْنُ الشَّيْءُ الهَيِّن. والسَّعْنة: الْكَثْرَةُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ، والمَعنة الْقِلَّةُ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. وَابْنُ سَعْنة، بِفَتْحِ السِّينِ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وسُعْنة: اسْمُ رَجُلٍ. وَيَوْمُ السَّعانين: عِيدٌ لِلنَّصَارَى. وَفِي حَدِيثِ شَرْط النَّصَارَى: وَلَا يُخْرِجوا سَعانينَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ عِيدٌ لَهُمْ مَعْرُوفٌ قَبْلَ عِيدِهِمُ الْكَبِيرِ بأُسبوع، وَهُوَ سُرْياني مُعَرَّبٌ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ، وَاحِدُهُ سَعْنُون. سغن: ابْنُ الأَعرابي: الأَسْغانُ الأَغذية الرَّدِيئَةُ، وَيُقَالُ بِاللَّامِ أَيضاً. سفن: السَّفْنُ: القَشْر. سَفَن الشيءَ يَسْفِنه سَفْناً: قَشَّرَهُ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: فجاءَ خَفِيَّاً يَسْفِنُ الأَرضَ بَطْنُه، ... تَرى التُّرْبَ مِنْهُ لَاصِقًا كلَّ مَلْصَق . وَإِنَّمَا جَاءَ مُتَلَبِّدًا عَلَى الأَرض لِئَلَّا يَرَاهُ الصَّيْدُ فَيَنْفِرَ مِنْهُ. والسَّفِينة: الفُلْك لأَنها تَسْفِن وَجْهَ الْمَاءِ أَي تُقَشِّرُهُ، فَعِيلة بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ، وَقِيلَ لَهَا سَفِينَةٌ لأَنها تَسْفِنُ الرَّمْلَ إِذَا قَلَّ الْمَاءُ، قَالَ: وَيَكُونُ مأْخوذاً مِنَ السَّفَنِ، وَهُوَ الفأْس الَّتِي يَنْحَت بِهَا النجارُ، فَهِيَ فِي هَذِهِ الْحَالِ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ السَّفِينَةُ سَفِينَةً لأَنها تَسْفِنُ عَلَى وَجْهِ الأَرض أَي تَلزَق بِهَا، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: سَفِينَةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ كأَنها تَسْفِنُ الْمَاءَ أَي

_ (1). قوله [قَالَ الأَزهري الأُسطوان إِعْرَابُ إلخ] عبارته: لا أحسب الأَسطوان معرباً والفرس تقول أستون انتهى. زاد الصاغاني: الأسطوانة من أسماء الذكر (2). قوله [وقيل السعنة المشؤُومة إلخ] وقيل بالعكس كما في الصاعاني وغيره

تَقْشِره، وَالْجَمْعُ سَفائن وسُفُن وسَفِين؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: مَلأْنا البَرَّ حَتَّى ضاقَ عَنَّا، ... ومَوْجُ الْبَحْرِ نَمْلَؤُه سَفينا «3» . وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وهَمَّ رَعْلُ الآلِ أَن يَكُونَا ... بحْراً يَكُبُّ الحُوتَ والسَّفِينا وَقَالَ المَثقَّب العَبْدي: كأَنَّ حُدوجَهُنَّ عَلَى سَفِين . سِيبَوَيْهِ: أَما سَفائن فَعَلَى بَابِهِ، وفُعُلٌ دَاخِلٌ عَلَيْهِ لأَن فُعُلًا فِي مِثْلِ هَذَا قَلِيلٌ، وإِنما شَبَّهُوهُ بِقَليب وقُلُب كأَنهم جَمَعُوا سَفيناً حِينَ عَلِمُوا أَن الْهَاءَ سَاقِطَةٌ، شَبَّهُوهَا بجُفرةٍ وجِفارٍ حِينَ أَجرَوْها مُجرى جُمْد وجِماد. والسَّفَّانُ: صَانِعُ السُّفن وَسَائِسُهَا، وحِرْفَته السِّفانة. والسَّفَنُ: الفأْس الْعَظِيمَةُ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: لأَنها تَسْفِنُ أَي تَقْشر، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ عِنْدِي بِقَوِيٍّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّفَن والمِسْفَن والشَّفْرُ أَيضاً قَدوم تُقْشر بِهِ الأَجذاع؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَةً أَنضاها السَّيْرُ: تَخَوَّفَ السَّيْرُ مِنْهَا تَامِكًا قَرِداً، ... كَمَا تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ «4» . يَعْنِي تَنقَّص. الْجَوْهَرِيُّ: السَّفَنُ مَا يُنْحَت بِهِ الشَّيْءُ، والمِسْفَن مِثْلُهُ؛ وَقَالَ: وأَنتَ فِي كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يَقُولُ: إِنك نجَّار؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِزُهَيْرٍ: ضَرْباً كنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ والسَّفَنُ: جِلدٌ أَخشَن غَلِيظٌ كَجُلُودِ التَّمَاسِيحِ يَكُونُ عَلَى قَوَائِمِ السُّيُوفِ، وَقِيلَ: هُوَ حجَرٌ يُنْحَت بِهِ ويُليَّن، وَقَدْ سَفَنَه سَفْناً وسَفَّنَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّفَنُ قِطْعَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ جِلْدِ ضَبٍّ أَو جِلْدِ سَمَكَةٍ يُسْحَج بِهَا القِدْح حَتَّى تَذْهَبَ عَنْهُ آثَارُ المِبراة، وَقِيلَ: السَّفَنُ جِلْدُ السَّمَكِ الَّذِي تُحَكُّ بِهِ السِّياط والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ، وَيَكُونُ عَلَى قَائِمِ السَّيْفِ؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ قِدْحاً: رَمَّه البارِي، فَسوَّى دَرْأَه ... غَمْزُ كَفَّيه، وتحْليقُ السَّفَنْ وَقَالَ الأَعشى: وَفِي كلِّ عامٍ لَهُ غَزْوَةٌ ... تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَي تأْكل الحجارةُ دوابرَ لَهَا مِنْ بَعْدِ الْغَزْوِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ يُجْعَلُ مِنَ الْحَدِيدِ مَا يُسَفَّن بِهِ الخشبُ أَي يُحَك بِهِ حَتَّى يَلِينَ، وَقِيلَ: السَّفَنُ جِلْدُ الأَطومِ، وَهِيَ سَمَكَةٌ بَحْرِيَّةٌ تُسَوَّى قوائمُ السُّيُوفِ مِنْ جِلْدِهَا. وسَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً: جَعَلَتْهُ دُقاقاً؛ وأَنشد: إِذَا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّن أَبو عُبَيْدٍ: السَّوافِنُ الرِّيَاحُ الَّتِي تَسْفِنُ وَجْهَ الأَرض كأَنها تَمْسحه، وَقَالَ غَيْرُهُ: تُقَشِّرُهُ، الْوَاحِدَةُ سافِنَة، وسَفَنَت الرِّيحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِ الأَرض؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَفَنَتِ الرِّيحُ تَسْفُنُ سُفُوناً وسَفِنَتْ إِذَا هَبَّتْ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَهِيَ رِيحٌ سَفُونٌ إِذَا كَانَتْ أَبداً هابَّةً؛ وأَنشد:

_ (3). قوله [وموج البحر] كذا بالأَصل، والذي في المحكم: ونحن البحر (4). قوله [تخوف السير إلخ] الذي في الصحاح: الرحل بدل السير، وظهر بدل عود. قال الصاغاني: وعزاه الأَزهري لابن مقبل وَهُوَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ النَّهْدِيُّ، وذكر صاحب الأَغاني في ترجمة حماد الراوية أَنه لابن مزاحم الثمالي

مَطاعِيمُ للأَضيافِ فِي كلِّ شَتْوَةٍ ... سَفُونِ الرِّياحِ، تَتْرُكُ الليطَ أَغْبرا والسَّفِينَةُ: اسْمٌ، وَبِهِ سُمِّي عَبْدٌ أَو عَسِيف مُتكَهِّن كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأَخبرني أَبو العَلاء أَنه إِنما سُمِّيَ سفِينَة لأَنه كَانَ يَحْمِلُ الحسنَ وَالْحُسَيْنَ أَو متاعَهما، فشبِّه بالسَّفينة مِنَ الفُلْكِ. وسَفَّانة: بنت «1». حاتم طَيِءٍ، وَبِهَا كَانَ يُكنى. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ سَفَوانَ، بِفَتْحِ السِّينِ وَالْفَاءِ، وادٍ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ بَلَغَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي طَلَبِ كُرْزٍ الفِهْرِي لَمَّا أَغار عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ، وَهِيَ غَزْوَةُ بَدْرٍ الأُولى، والله أَعلم. سقن: التَّهْذِيبِ خَاصَّةً عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الأَسْقانُ الخَواصر الضامرة. وأَسْقَنَ الرجلُ إِذَا تَمَّمَ جِلاءَ سيفه. سقلطن: السّقْلاطُونُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ خُمَاسِيًّا لِرَفْعِ النُّونِ وَجَرِّهَا مَعَ الْوَاوِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: عَرَضْتُهُ عَلَى رُومِيَّةٍ وَقُلْتُ لَهَا مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: سِجِلَّاطُسْ. سكن: السُّكُونُ: ضِدُّ الْحَرَكَةِ. سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إِذَا ذَهَبَتْ حَرَكَتُهُ، وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غَيْرُهُ تَسْكيناً. وَكُلُّ مَا هَدَأَ فَقَدْ سَكَن كَالرِّيحِ والحَرّ وَالْبَرْدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وسَكَنَ الرَّجُلُ: سَكَتَ، وَقِيلَ: سَكَن فِي مَعْنَى سَكَتَ، وسَكَنتِ الرِّيحُ وسَكَن الْمَطَرُ وسَكَن الْغَضَبُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ وَلَهُ مَا حَلَّ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا احْتِجَاجٌ عَلَى الْمُشْرِكِينَ لأَنهم لَمْ يُنْكِرُوا أَن مَا استقرَّ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لِلَّهِ أَي هُوَ خَالِقُهُ ومُدَبِّره، فَالَّذِي هُوَ كَذَلِكَ قَادِرٌ عَلَى إِحْيَاءِ الْمَوْتَى. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، قَالَ: إِنَّمَا السَّاكِنُ مِنَ النَّاسِ والبهائم خاصة، قال: وسَكَنَ هَدَأَ بَعْدَ تَحَرُّك، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، الخَلْق. أَبو عُبَيْدٍ: الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ، وَهُوَ الكَوْثَلُ أَيضاً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الجَذَفُ السُّكّان فِي بَابِ السُّفُن. اللَّيْثُ: السُّكّانُ ذَنَب السَّفِينَةِ الَّتِي بِهِ تُعَدَّل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ . وسُكَّانُ السَّفِينَةِ عَرَبِيٌّ. والسُّكّانُ: مَا تُسَكَّنُ بِهِ السفينة تمنع به من الْحَرَكَةُ وَالِاضْطِرَابُ. والسِّكِّين: المُدْية، تُذَكَّرُ وتؤَنث؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فعَيَّثَ فِي السَّنامِ، غَداةَ قُرٍّ، ... بِسِكِّينٍ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وَقَالَ أَبو ذؤَيب: يُرَى ناصِحاً فِيمَا بَدا، وَإِذَا خَلا ... فَذَلِكَ سِكِّينٌ، عَلَى الحَلْقِ، حاذقُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَمْ أَسمع تأْنيث السِّكِّين، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَدْ سَمِعَهُ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو حَاتِمٍ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ: بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ . هَذَا الْبَيْتُ لَا تَعْرِفُهُ أَصحابنا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَجَاءَ المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ ابْنُ الجَوَالِيقي فِي المُعَرَّب فِي بَابِ الدَّالِ، وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّكِّينَة لُغَةٌ فِي السِّكِّين؛ قَالَ: سِكِّينةٌ مِنْ طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو، ... نِصابُها مِنْ قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: قَالَ المَلَكُ لَمَّا شَقَّ بَطْنَه

_ (1). قوله [وسفانة بنت إلخ] أصل السفانة اللؤلؤة كما في القاموس

إيتِني بالسِّكِّينة ؛ هِيَ لُغَةٌ فِي السِّكِّين، وَالْمَشْهُورُ بِلَا هَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، مَا كُنَّا نُسَمِّيهَا إلَّا المُدْيَةَ ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ: قَدْ زَمَّلُوا سَلْمَى عَلَى تِكِّين، ... وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِينِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد عَلَى سِكِّين فأَبدل التَّاءَ مَكَانَ السِّينِ، وَقَوْلُهُ: بِدَمِ الْمِسْكِينِ أَي بإِنسان يأْمرونها بِقَتْلِهِ، وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ؛ قَالَ: الأَخيرة عِنْدِي مولَّدة لأَنك إِذَا نَسَبْتَ إِلَى الْجَمْعِ فَالْقِيَاسُ أَن تَردّه إِلَى الْوَاحِدِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: السِّكِّين فِعِّيل مِنْ ذَبَحْتُ الشيءَ حَتَّى سَكَنَ اضْطِرَابُهُ؛ وَقَالَ الأَزهري: سُمِّيَتْ سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذَّبِيحَةَ أَي تُسَكنها بِالْمَوْتِ. وَكُلُّ شَيْءٍ مَاتَ فَقَدْ سَكَنَ، وَمِثْلُهُ غِرِّيد لِلْمُغَنِّي لِتَغْرِيدِهِ بِالصَّوْتِ. وَرَجُلٌ شِمِّير: لتَشْمِيره إِذَا جَدَّ فِي الأَمر وَانْكَمَشَ. وسَكَنَ بِالْمَكَانِ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً: أَقام؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: وَإِنْ كَانَ لَا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ، ... وَلَا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ. فَهُوَ سَاكِنٌ مِنْ قَوْمٍ سُكّان وسَكْنٍ؛ الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَقِيلَ: جَمْعٌ عَلَى قول الأَخفش. وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غَيْرِي، وَالِاسْمُ مِنْهُ السُّكْنَى كَمَا أَن العُتْبَى اسْمٌ مِنَ الإِعْتاب، وَهُمْ سُكّان فُلَانٍ، والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ مَوْضِعًا بِلَا كِرْوَة كالعُمْرَى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرَّجُلِ فِي الدَّارِ. يُقَالُ: لَكَ فِيهَا سَكَنٌ. أَي سُكْنَى. والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن: الْمَنْزِلُ وَالْبَيْتُ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ مَسْكنٌ، بِالْفَتْحِ. والسَّكْنُ: أَهل الدَّارِ، اسْمٌ لِجَمْعِ ساكِنٍ كَشَارِبٍ وشَرْبٍ؛ قَالَ سَلامة بْنُ جَنْدَل: لَيْسَ بأَسْفَى وَلَا أَقْنَى وَلَا سَغِلٍ، ... يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ: فَيَا كَرَمَ السَّكْنِ الَّذِينَ تَحَمَّلوا ... عَنِ الدارِ، والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي صَارَ خَلَفاً وبَدَلًا للظباءِ وَالْبَقَرِ، وَقَوْلُهُ: فَيَا كَرَمَ يَتَعَجَّب مِنْ كَرَمِهِمْ. والسَّكْنُ: جَمْعُ سَاكِنٌ كصَحْب وَصَاحِبٍ. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: حَتَّى إِنَّ الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ ؛ هو بِفَتْحِ السِّينِ وَسُكُونِ الْكَافِ لأَهل الْبَيْتِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل الْقَبِيلَةِ. يُقَالُ: تَحَمَّلَ السَّكْنُ فَذَهَبُوا. والسَّكَنُ: كُلُّ مَا سَكَنْتَ إِلَيْهِ واطمأْنَنت بِهِ مِنْ أَهل وَغَيْرِهِ، وَرُبَّمَا قَالَتِ الْعَرَبُ السَّكَنُ لِمَا يُسْكَنُ إِلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً . والسَّكَنُ: المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إِلَيْهَا. والسَّكَنُ: الساكِنُ؛ قال الراجز: لِيَلْجَؤُوا مِنْ هَدَفٍ إِلَى فَنَنْ، ... إِلَى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذِي سَكَنْ وَفِي الْحَدِيثِ: اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غِيَاثَ أَهلها الَّذِي تَسْكُن أَنفسهم إِلَيْهِ، وَهُوَ بِفَتْحِ السِّينِ وَالْكَافِ. اللَّيْثُ: السَّكْنُ السُّكّانُ. والسُّكْنُ: أَن تُسْكِنَ إِنْسَانًا مَنْزِلًا بِلَا كِرَاءٍ، قَالَ: والسَّكْنُ الْعِيَالُ أَهلُ الْبَيْتِ، الْوَاحِدُ ساكِنٌ. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: السُّكْنُ القُوتُ. وَفِي حَدِيثِ الْمَهْدِيِّ: حَتَّى إنَّ العُنْقود لَيَكُونُ سُكْنَ أَهل الدَّارِ أَي قُوتَهم مِنْ بَرَكَتِهِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ النُّزْل، وَهُوَ طَعَامُ

الْقَوْمِ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ عَلَيْهِ. والأَسْكانُ: الأَقْواتُ، وَقِيلَ للقُوتِ سُكْنٌ لأَن الْمَكَانَ بِهِ يُسْكَنُ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ نُزْلُ الْعَسْكَرِ لأَرزاقهم الْمُقَدِّرَةِ لَهُمْ إِذَا أُنزِلوا مَنْزِلًا. وَيُقَالُ: مَرْعًى مُسْكِنٌ إِذَا كَانَ كَثِيرًا لَا يُحْوج إِلَى الظَّعْن، كَذَلِكَ مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ. قَالَ: والسُّكْنُ المَسْكَن. يُقَالُ: لَكَ فِيهَا سُكْنٌ وسُكْنَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وسُكْنى المرأَة: المَسْكَنُ الَّذِي يُسْكنها الزَّوْجُ إِيَّاهُ. يُقَالُ: لَكَ دَارِي هَذِهِ سُكْنَى إِذَا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه. وسُكّانُ الدَّارِ: هُمُ الْجِنُّ الْمُقِيمُونَ بِهَا، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا اطَّرَفَ دَارًا ذَبَحَ فِيهَا ذَبيحة يَتَّقي بِهَا أَذَى الْجِنِّ فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَبَائِحِ الْجِنِّ. والسَّكَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّارُ؛ قَالَ يَصِفُ قَنَاةً ثَقَّفَها بِالنَّارِ والدُّهن: أَقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وَقَالَ آخَرُ: أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ ... إِلَى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ، وسَكَنٍ تُوقَدُ فِي مِظَلَّهْ ابْنُ الأَعرابي: التَّسْكِينُ تَقْوِيمُ الصَّعْدَةِ بالسَّكَنِ، وَهُوَ النَّارُ. والتَّسْكين: أَن يَدُومَ الرَّجُلُ عَلَى رُكُوبِ السُّكَيْنِ، وَهُوَ الْحِمَارُ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ، والأَتانُ إِذَا كَانَتْ كَذَلِكَ سُكَيْنة، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْجَارِيَةُ الْخَفِيفَةُ الرُّوح سُكَيْنة. قَالَ: والسُّكَيْنة أَيضاً اسْمُ البَقَّة الَّتِي دَخَلَتْ فِي أَنف نُمْروذَ بْنِ كَنْعان الْخَاطِئِ فأَكلت دماغَه. والسُّكَيْنُ: الْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ؛ قَالَ أَبو دُواد: دَعَرْتُ السُّكَيْنَ بِهِ آيِلًا، ... وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة: الوَدَاعة والوَقار. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ فِيهِ مَا تَسْكُنُون بِهِ إِذَا أَتاكم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا إِنَّهُ كَانَ فِيهِ مِيرَاثُ الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصَّفْرَاءُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ رأْس كرأْس الهِرِّ إِذَا صَاحَ كَانَ الظَّفَرُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقِيلَ: إِنَّ السَّكينة لَهَا رأْس كرأْس الهِرَّة مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ ولها جناحان. قال الْحَسَنُ: جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ فِي التَّابُوتِ سَكِينة لَا يَفِرُّون عَنْهُ أَبداً وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ إِلَيْهِ. الْفَرَّاءُ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَنزل اللَّهُ عَلَيْهِمُ السَّكينة للسَّكينة. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا: يَا مِسْكِينة عَلَيْكِ السَّكِينةَ ؛ أَراد عَلَيْكِ الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ. يُقَالُ: رَجُلٌ وَدِيعَ وقُور سَاكِنٌ هَادِئٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: السَّكِينةَ مَغْنَم وَتَرْكُهَا مَغْرَم ، وَقِيلَ: أَراد بِهَا هَاهُنَا الرَّحْمَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينة تَحْمِلُهَا الْمَلَائِكَةُ. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ السَّكِينة الرَّحْمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الطمأْنينة، وَقِيلَ: هِيَ النَّصْرُ، وَقِيلَ: هِيَ الوَقار وَمَا يَسْكُن بِهِ الإِنسان. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ مَا تَسْكُنُ بِهِ قلوبُهم. وَتَقُولُ للوَقُور: عَلَيْهِ السُّكون والسَّكِينة؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي: للهِ قَبْرٌ غالَها، ماذا يُجِنْنَ، ... لَقَدْ أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وَفِي حَدِيثِ الدَّفْع مِنْ عَرَفَةَ: عَلَيْكُمُ السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّيَ فِي الْحَرَكَةِ وَالسَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ الْخُرُوجِ إِلَى الصَّلَاةِ: فلْيأْتِ وَعَلَيْهِ السَّكِينة. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فغَشِيَتْه السَّكِينةُ ؛ يُرِيدُ مَا

كَانَ يَعْرِضُ لَهُ مِنَ السُّكُونِ والغَيْبة عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ عَلَى لسانِ عُمَرَ ؛ قِيلَ: هُوَ مِنَ الْوَقَارِ وَالسُّكُونِ، وَقِيلَ: الرَّحْمَةُ، وَقِيلَ: أَراد السَّكِينَة الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، قِيلَ فِي تَفْسِيرِهَا: إِنَّهَا حَيَوَانٌ لَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنسان مُجتَمِع، وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كَالرِّيحِ والهواء، وقيل: هي صُورة كالهِرَّة كَانَتْ مَعَهُمْ فِي جُيوشهم، فإِذا ظَهَرَتِ انْهَزَمَ أَعداؤُهم، وَقِيلَ: هِيَ مَا كَانُوا يَسْكُنُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي أُعطيها مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ: والأَشْبه بِحَدِيثِ عُمَرَ أَن يَكُونَ مِنَ الصُّورَةِ الْمَذْكُورَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: فأَرسل اللَّهُ إِلَيْهِ السَّكينة ؛ وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ أَي سَرِيعَةُ المَمَرِّ. والسَّكِّينة: لُغَةٌ فِي السَّكينة؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا وَلَا يُعْلَمُ فِي الْكَلَامِ فَعِّيلة. والسِّكِّينةُ، بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ عَنِ الْكِسَائِيِّ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وتَسَكَّنَ الرَّجُلُ: مِنَ السَّكِينة والسَّكِّينة. وَتَرَكْتُهُمْ عَلَى سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ وحُسْن حَالِهِمْ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: عَلَى مَسَاكِنِهِمْ، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَلَى مَنازلهم، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْجَيِّدُ لأَن الأَول لَا يُطَابِقُ فِيهِ الِاسْمُ الْخَبَرَ، إِذ الْمُبْتَدَأُ اسْمٌ وَالْخَبَرُ مَصْدَرٌ، فَافْهَمْ. وَقَالُوا: تَرَكْنَا الناسَ عَلَى مُصاباتهم أَي عَلَى طَبَقَاتِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ. والسَّكِنة، بِكَسْرِ الْكَافِ: مَقَرُّ الرأْس مِنَ الْعُنُقِ؛ وَقَالَ حَنْظَلَةُ بْنُ شَرْقيّ وَكُنْيَتُهُ أَبو الطَّحَّان: بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَنْ سَكِناتِه، ... وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: اسْتَقِرُّوا عَلَى سَكِناتكم فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ أَي عَلَى مَوَاضِعِكُمْ وَفِي مسَاكنكم، وَيُقَالُ: وَاحِدَتُهَا سَكِنة مِثْلُ مَكِنة ومَكِنات، يَعْنِي أَن اللَّهَ قَدْ أَعز الإِسلام، وأَغنى عَنِ الْهِجْرَةِ والفِرار عَنِ الْوَطَنِ خَوْفَ الْمُشْرِكِينَ. وَيُقَالُ: النَّاسُ عَلَى سَكِناتهم أَي عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ زامِل بْنُ مُصاد العَيْني: بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَنْ سَكِناته، ... وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّق قَالَ: وَقَالَ طُفَيل: بضرْبٍ يُزيل الهامَ عَنْ سَكِناته، ... ويَنْقَعُ مِنْ هامِ الرِّجَالِ المُشَرَّب قَالَ: وَقَالَ النَّابِغَةُ: بضربٍ يُزيلُ الهامَ عَنْ سَكِناته، ... وطعن كإِيزاغِ الْمَخَاضِ الضَّوارب . والمِسْكينُ والمَسْكِين؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعيل: الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ، وَقِيلَ: الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ يَكْفِي عِيَالَهُ، قَالَ أَبو إسحق: الْمِسْكِينُ الَّذِي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه، وَهَذَا بِعِيدٍ لأَن مِسْكيناً فِي مَعْنَى فَاعِلٍ، وَقَوْلُهُ الَّذِي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إِلى مَعْنَى مَفْعُولٍ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ المِسْكين وَالْفَقِيرِ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَسَنَذْكُرُ مِنْهُ هُنَا شَيْئًا، وَهُوَ مِفْعيل مِنَ السُّكُونِ، مِثْلُ المِنْطيق مِنَ النُّطْق. قَالَ ابْنُ الأَنباري: قَالَ يُونُسُ الْفَقِيرُ أَحسن حَالًا مِنَ الْمِسْكِينِ، وَالْفَقِيرُ الَّذِي لَهُ بَعْضُ مَا يُقيمه، وَالْمِسْكِينُ أَسوأُ حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنُ السِّكِّيتِ؛ قَالَ يُونُسُ: وَقُلْتُ لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مِسْكِينٌ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ بَلْ مِسْكِينٌ، فأَعلم أَنه أَسوأُ حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ؛ وَاحْتَجُّوا عَلَى أَن الْمِسْكِينَ أَسوأُ حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ بِقَوْلِ الرَّاعِي:

أَما الفقيرُ الَّذِي كانَتْ حَلوبَتُه ... وَفْق العِيال، فَلَمْ يُترَك لَهُ سَبَدُ فأَثبت أَن لِلْفَقِيرِ حَلوبة وَجَعَلَهَا وفْقاً لِعِيَالِهِ؛ قَالَ: وَقَوْلُ مَالِكٍ فِي هَذَا كَقَوْلِ يُونُسَ. وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الْمِسْكِينُ أَحسن حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ، وإِليه ذَهَبَ أَحمد بْنُ عُبَيْد، قَالَ: وَهُوَ الْقَوْلُ الصَّحِيحُ عِنْدَنَا لأَن اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ ؛ فأَخبر أَنهم مَسَاكِينُ وأَن لَهُمْ سَفينة تُساوي جُمْلة، وَقَالَ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً؛ فَهَذِهِ الْحَالُ الَّتِي أَخبر بِهَا عَنِ الْفُقَرَاءِ هِيَ دُونَ الْحَالِ الَّتِي أَخبر بِهَا عَنِ الْمَسَاكِينِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِلى هَذَا الْقَوْلِ ذَهَبَ عليُّ بْنُ حَمْزَةَ الأَصبهاني اللُّغَوِيُّ، ويَرى أَنه الصَّوَابُ وَمَا سِوَاهُ خطأٌ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ؛ فأَكد عَزَّ وَجَلَّ سُوءَ حَالِهِ بِصِفَةِ الفقر لأَن المَتْربَة الْفَقْرُ، وَلَا يُؤَكَّدُ الشَّيْءُ إِلا بِمَا هُوَ أَوكد مِنْهُ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ؛ فأَثبت أَن لَهُمْ سَفِينَةً يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا فِي الْبَحْرِ؛ وَاسْتَدَلَّ أَيضاً بِقَوْلِ الرَّاجِزِ: هَلْ لَكَ فِي أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ، ... تُغِيثُ مِسْكيناً قَلِيلًا عَسْكَرُهْ، عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ، ... قَدْ حَدَّثَ النَّفْسَ بِمِصْرٍ يَحْضُرُهْ . فأَثبت أَن لَهُ عَشْرَ شِيَاهٍ، وأَراد بِقَوْلِهِ عَسْكَرُهُ غَنَمُهُ وأَنها قَلِيلَةٌ، وَاسْتَدَلَّ أَيضاً بِبَيْتِ الرَّاعِي وَزَعَمَ أَنه أَعدل شَاهِدٍ عَلَى صِحَّةٍ ذَلِكَ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ: أَما الفقيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلوبَتُه لأَنه قَالَ: أَما الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلوبتُه وَلَمْ يَقُلِ الَّذِي حَلُوبَتُهُ، وَقَالَ: فَلَمْ يُترك لَهُ سَبَدٌ، فأَعلمك أَنه كَانَتْ لَهُ حَلوبة تَقُوت عِيَالَهُ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ فَلَيْسَ بِفَقِيرٍ وَلَكِنْ مِسْكِينٍ، ثُمَّ أَعلمك أَنها أُخِذَتْ مِنْهُ فَصَارَ إِذ ذَاكَ فَقِيرًا، يَعْنِي ابنُ حمْزة بِهَذَا الْقَوْلِ أَن الشَّاعِرَ لَمْ يُثْبِتْ أَن لِلْفَقِيرِ حَلُوبَةً لأَنه قَالَ: الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ، وَلَمْ يَقُلِ الَّذِي حَلُوبَتُهُ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ أَما الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَ لَهُ مَالٌ وثرْوة فإِنه لَمْ يُترَكْ لَهُ سَبَدٌ، فَلَمْ يُثْبت بِهَذَا أَن لِلْفَقِيرِ مَالًا وثرْوَة، وإِنما أَثبَت سُوءَ حَالِهِ الَّذِي به صارفقيراً، بَعْدَ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَثَرْوَةٍ، وَكَذَلِكَ يَكُونَ الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ: أَما الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ . أَنه أَثبت فَقْرَهُ لِعَدَمِ حَلوبته بَعْدَ أَن كَانَ مِسْكِينًا قَبْلَ عَدَمِ حَلوبته، وَلَمْ يُرِد أَنه فَقِيرٌ مَعَ وُجُودِهَا فإِن ذَلِكَ لَا يَصِحُّ كَمَا لَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ لِلْفَقِيرِ مَالٌ وَثَرْوَةٌ فِي قَوْلِكَ: أَما الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَ لَهُ مَالٌ وَثَرْوَةٌ، لأَنه لَا يَكُونُ فَقِيرًا مَعَ ثَرْوَتِهِ وَمَالِهِ فَحَصَلَ بِهَذَا أَن الْفَقِيرَ فِي الْبَيْتِ هُوَ الَّذِي لَمْ يُتركْ لَهُ سَبَدٌ بأَخذ حَلُوبَتِهِ، وَكَانَ قَبْلَ أَخذ حَلُوبَتِهِ مِسْكِينًا لأَن مَنْ كَانَتْ لَهُ حَلُوبَةٌ فَلَيْسَ فَقِيرًا، لأَنه قَدْ أَثبت أَن الْفَقِيرَ الَّذِي لَمْ يُترَكْ لَهُ سَبَدٌ، وإِذا لَمْ يَكُنْ فَقِيرًا فَهُوَ إِمّا غَنِيٌّ وإِما مِسْكِينٌ، وَمَنْ لَهُ حَلُوبَةٌ وَاحِدَةٌ فَلَيْسَ بِغَنِيٍّ، وإِذا لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا لَمْ يَبْقَ إِلّا أَن يَكُونَ فَقِيرًا أَو مِسْكِينًا، وَلَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ فَقِيرًا عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، فَلَمْ يبقَ أَن يَكُونَ إِلا مِسْكِينًا، فَثَبَتَ بِهَذَا أَن الْمِسْكِينَ أَصلح حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: وَلِذَلِكَ بدأَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْفَقِيرِ قَبْلَ مَنْ يَسْتَحِقُّ الصَّدَقَةَ مِنَ الْمِسْكِينِ وَغَيْرِهِ، وأَنت إِذا تأَملت قَوْلَهُ تَعَالَى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ، وَجَدْتَهُ سُبْحَانَهُ قَدْ

رَتَّبَهُمْ فَجَعَلَ الثَّانِي أَصلح حَالًا مِنَ الأَول، وَالثَّالِثَ أَصلح حَالًا مِنَ الثَّانِي، وَكَذَلِكَ الرَّابِعُ وَالْخَامِسُ وَالسَّادِسُ وَالسَّابِعُ وَالثَّامِنُ، قَالَ: وَمِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَن الْمِسْكِينَ أَصلح حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ أَن الْعَرَبَ قَدْ تَسَمَّتْ بِهِ وَلَمْ تَتَسَمَّ بِفَقِيرٍ لِتَنَاهِي الْفَقْرِ فِي سُوءِ الْحَالِ، أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا تَمَسْكَن الرَّجُلُ فَبَنَوْا مِنْهُ فِعْلًا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالْمِسْكِينِ فِي زِيِّه، وَلَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ فِي الْفَقِيرِ إِذ كَانَتْ حَالُهُ لَا يَتَزَيّا بِهَا أَحدٌ؟ قَالَ: وَلِهَذَا رَغِبَ الأَعرابيُّ الَّذِي سأَله يُونُسُ عَنِ اسْمِ الْفَقِيرِ لِتَنَاهِيهِ فِي سُوءِ الْحَالِ، فَآثَرَ التَّسْمِيَةَ بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذَلِيلٌ لِبُعْدِهِ عَنْ قَوْمِهِ وَوَطَنِهِ، قَالَ: وَلَا أَظنه أَراد إِلا ذَلِكَ، وَوَافَقَ قولُ الأَصمعي وَابْنِ حَمْزَةَ فِي هَذَا قولَ الشَّافِعِيِّ؛ وَقَالَ قَتَادَةُ: الْفَقِيرُ الَّذِي بِهِ زَمانة، والمِسْكين الصَّحِيحُ الْمُحْتَاجُ. وَقَالَ زِيَادَةُ اللَّهِ بْنُ أَحمد: الْفَقِيرُ الْقَاعِدُ فِي بَيْتِهِ لَا يسأَل، وَالْمِسْكِينُ الَّذِي يسأَل، فَمِنْ هَاهُنَا ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلى أَن الْمِسْكِينَ أَصلح حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ لأَنه يسأَل فيُعْطَى، وَالْفَقِيرُ لَا يسأَل وَلَا يُشْعَرُ بِهِ فيُعْطَى لِلُزُومِهِ بَيْتِهِ أَو لِامْتِنَاعِ سُؤَالِهِ، فَهُوَ يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شَيْءٍ كَالَّذِي يتقوَّت فِي يَوْمِهِ بِالتَّمْرَةِ وَالتَّمْرَتَيْنِ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَلَا يسأَل مُحَافَظَةً عَلَى مَاءِ وَجْهِهِ وإِراقته عند السُّؤَالِ، فَحَالُهُ إِذاً أَشدّ مِنْ حَالِ الْمِسْكِينِ الَّذِي لَا يَعْدَمُ مَنْ يُعْطِيهِ، وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ المسكينُ الَّذِي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ، وإِنما الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يسأَل وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فيُعْطَى ، فأَعْلَمَ أَن الَّذِي لَا يسأَل أَسوأُ حَالًا مِنَ السَّائِلِ، وإِذا ثَبَتَ أَن الْفَقِيرَ هُوَ الَّذِي لَا يسأَل وأَن الْمِسْكِينَ هُوَ السَّائِلُ فَالْمِسْكِينُ إِذاً أَصلح حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ، وَالْفَقِيرُ أَشدّ مِنْهُ فَاقَةً وَضُرًّا، إِلَّا أَن الْفَقِيرَ أَشرف نَفْسًا مِنَ الْمِسْكِينِ لِعَدَمِ الْخُضُوعِ الَّذِي فِي الْمِسْكِينِ، لأَن الْمِسْكِينَ قَدْ جَمَعَ فَقْرًا وَمَسْكَنَةً، فَحَالُهُ فِي هَذَا أَسوأُ حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ، وَلِهَذَا قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ الْمِسْكِينُ «2» فأَبانَ أَن لَفْظَةَ الْمِسْكِينِ فِي اسْتِعْمَالِ النَّاسِ أَشدّ قُبحاً مِنْ لَفْظَةِ الْفَقِيرِ، وَكَانَ الأَولى بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ أَن تَكُونَ لِمَنْ لَا يسأَل لِذُلِّ الْفَقْرِ الَّذِي أَصابه، فَلَفْظَةُ الْمِسْكِينِ مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ أَشد بُؤْسًا مِنْ لَفْظَةِ الْفَقِيرِ، وإِن كَانَ حَالُ الْفَقِيرِ فِي الْقِلَّةِ وَالْفَاقَةِ أَشد مِنْ حَالِ الْمِسْكِينِ، وأَصل الْمِسْكِينِ فِي اللُّغَةِ الْخَاضِعُ، وأَصل الْفَقِيرِ الْمُحْتَاجُ، وَلِهَذَا قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مِسْكِينًا واحْشُرْني فِي زُمْرةِ الْمَسَاكِينِ ؛ أَراد بِهِ التَّوَاضُعَ والإِخْبات وأَن لَا يَكُونَ مِنَ الْجَبَّارِينَ الْمُتَكَبِّرِينَ أَي خَاضِعًا لَكَ يَا رَبِّ ذَلِيلًا غَيْرَ مُتَكَبِّرٍ، وَلَيْسَ يُرَادُ بِالْمِسْكِينِ هُنَا الْفَقِيرُ الْمُحْتَاجُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَقَدِ اسْتَعَاذَ سَيِّدُنَا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ الْفَقْرِ؛ قَالَ: وَقَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ حِكَايَةً عَنِ الخِضْرِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ، فَسَمَّاهُمْ مَسَاكِينَ لِخُضُوعِهِمْ وَذُلِّهِمْ مِنْ جَوْرِ الْمَلِكِ الَّذِي يأْخذ كُلَّ سَفِينَةٍ وَجَدَهَا فِي الْبَحْرِ غَصْباً، وَقَدْ يَكُونُ الْمِسْكِينُ مُقِلًّا ومُكْثِراً، إِذ الأَصل فِي المسكين أَنه من المَسْكَنة، وَهُوَ الْخُضُوعُ وَالذُّلُّ، وَلِهَذَا وَصَفَ اللَّهُ الْمِسْكِينَ بِالْفَقْرِ لَمَّا أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خُضُوعَهُ لِفَقْرٍ لَا لأَمر غَيْرِهِ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ؛ والمَتْرَبةُ: الْفَقْرُ، وَفِي هَذَا حُجَّةٌ لِمَنْ جَعَلَ الْمِسْكِينَ أَسوأَ حَالًا لِقَوْلِهِ ذَا مَتْرَبَةٍ، وَهُوَ الَّذِي لَصِقَ بِالتُّرَابِ لشدَّة فَقْرِهِ، وَفِيهِ أَيضاً حُجَّةٌ لِمَنْ جَعَلَ الْمِسْكِينَ أَصلح حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ لأَنه أَكد حَالَهُ بِالْفَقْرِ، وَلَا يؤكَّد الشَّيْءُ إِلا بِمَا هُوَ أَوكد مِنْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ، قَالَ: وَكُلُّهَا يَدُورُ مَعْنَاهَا على الخضوع

_ (2). الحديث

والذِّلَّة وَقِلَّةِ الْمَالِ وَالْحَالِ السَّيِّئَةِ، واسْتَكانَ إِذا خَضَعَ. والمَسْكَنة: فَقْرُ النَّفْسِ. وتَمَسْكَنَ إِذا تَشَبَّه بِالْمَسَاكِينِ، وَهُمْ جَمْعُ المِسْكين، وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَهُ بَعْضُ الشَّيْءِ، قَالَ: وَقَدْ تَقَعُ المَسْكَنة عَلَى الضَّعف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْلة: قَالَ لَهَا صَدَقَت المِسْكِينةُ ؛ أَراد الضَّعف وَلَمْ يُرِدِ الْفَقْرَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المِسْكين مِنَ الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بِهَا، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِ المِسْكين، تَنْصِبُهُ عَلَى أَعني، وَقَدْ يَجُوزُ الْجَرُّ عَلَى الْبَدَلِ، وَالرَّفْعُ عَلَى إِضمار هُوَ، وَفِيهِ مَعْنَى التَّرَحُّمِ مَعَ ذَلِكَ، كَمَا أَن رحمةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وإِن كَانَ لَفْظُهُ لَفْظَ الْخَبَرِ فَمَعْنَاهُ مَعْنَى الدُّعَاءِ؛ قَالَ: وَكَانَ يُونُسُ يَقُولُ مَرَرْتُ بِهِ المسكينَ، عَلَى الْحَالِ، وَيَتَوَهَّمُ سُقُوطَ الأَلف وَاللَّامِ، وَهَذَا خطأٌ لأَنه لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَالًا وَفِيهِ الأَلف وَاللَّامُ، وَلَوْ قُلْتُ هَذَا لَقُلْتُ مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ الظريفَ تُرِيدُ ظَرِيفًا، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ حَمَلْتَهُ عَلَى الْفِعْلِ كأَنه قَالَ لَقِيتُ الْمِسْكِينَ، لأَنه إِذا قَالَ مَرَرْتُ بِهِ فكأَنه قَالَ لَقِيِتُهُ، وَحُكِيَ أَيضاً: إِنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه: إِنه أَحمق، وَقَوْلُهُ المسكينُ أَي هُوَ المسكينُ، وَذَلِكَ اعتراضٌ بَيْنَ اسْمِ إِن وَخَبَرِهَا، والأُنثى مِسْكينة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: شُبِّهَتْ بِفَقِيرَةٍ حَيْثُ لَمْ تَكُنْ فِي مَعْنَى الإِكْثار، وَقَدْ جَاءَ مِسْكين أَيضاً للأُنثى؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: قَدْ أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عَنْ عُرُضٍ، ... كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عَنَى بِالْفَرَجِ مَا انْشَقَّ مِنْ ثِيَابِهَا، وَالْجَمْعُ مَساكين، وإِن شِئْتَ قُلْتَ مِسْكينون كَمَا تَقُولُ فَقِيرُونَ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: يَعْنِي أَن مِفْعيلًا يَقَعُ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ نَحْوَ مِحْضِير ومِئْشير، وإِنما يَكُونُ ذَلِكَ مَا دَامَتِ الصِّيغَةُ لِلْمُبَالَغَةِ، فَلَمَّا قَالُوا مِسْكينة يَعْنُونَ الْمُؤَنَّثَ وَلَمْ يَقْصِدُوا بِهِ الْمُبَالَغَةَ شَبَّهُوهَا بِفَقِيرَةٍ، وَلِذَلِكَ سَاغَ جَمْعُ مُذَكَّرِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ. وَقَوْمٌ مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً، وإِنما قَالُوا ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ قِيلَ للإِناث مِسْكينات لأَجل دُخُولِ الْهَاءِ، وَالِاسْمُ المَسْكَنة. اللَّيْثُ: المَسْكَنة مَصْدَرُ فِعْل المِسْكين، وإِذا اشْتَقُّوا مِنْهُ فِعْلًا قَالُوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صَارَ مِسكيناً. وَيُقَالُ: أَسْكَنه اللَّهُ وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جَعَلَهُ مِسْكيناً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْمِسْكِينُ الْفَقِيرُ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الذِّلَّة وَالضَّعْفِ. يقال: تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن، كَمَا قَالُوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ مِنَ المِدْرَعَة والمِنْديل، عَلَى تَمَفْعَل، قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ، وَقِيَاسُهُ تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مِثْلَ تشَجَّع وتحَلَّم. وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إِذا صَارَ مِسكيناً، أَثبتوا الزَّائِدَ، كَمَا قَالُوا تَمَدْرَع فِي المِدرعة. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَسَكَّن كتَمَسْكَن، وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذَوِي مَسْكنة. وَحُكِيَ: مَا كَانَ مِسْكِينًا وَمَا كُنْتُ مِسْكِينًا وَلَقَدْ أَسكَنْتُ. وتمسكَنَ لِرَبِّهِ: تضَرَّع؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَتَمَسْكَنَ إِذا خَضَعَ لِلَّهِ. والمَسْكَنة: الذِّلَّة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِلْمُصَلِّي: تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يَدَيْكَ ؛ وَقَوْلُهُ تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع، وَهُوَ تَمَفْعَل مِنَ السُّكُونِ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أَصل الْحَرْفِ السُّكون، والمَسْكَنة مَفْعلة مِنْهُ، وَكَانَ الْقِيَاسُ تسَكَّن، وَهُوَ الأَكثر الأَفصح إِلا أَنه جاءَ فِي هَذَا الْحَرْفِ تَمَفْعَل، وَمِثْلُهُ تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: كُلُّ مِيمٍ كَانَتْ فِي أَول حَرْفٍ فَهِيَ مَزِيدَةٌ إِلا مِيمَ مِعْزى وَمِيمَ مَعَدٍّ، تَقُولُ: تمَعْدَد، وَمِيمَ مَنْجَنِيق وَمِيمَ مَأْجَج وَمِيمَ مَهْدَد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا فِيمَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل، فأَما مَا جَاءَ عَلَى بِنَاءِ فَعْلٍ

أَو فِعالٍ فَالْمِيمُ تَكُونُ أَصلية مِثْلُ المَهْدِ والمِهاد والمَرد وَمَا أَشبهه. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِ بَنِي أَسد: المَسْكين، بِفَتْحِ الْمِيمِ، المِسْكين. والمِسْكينة: اسْمُ مَدِينَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري لمَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ إِلا أَن يَكُونَ لِفَقْدِهَا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستَكان الرَّجُلُ: خَضَع وذلَّ، وَهُوَ افتَعَل مِنَ المَسْكَنة، أُشبعت حَرَكَةُ عَيْنِهِ فَجَاءَتْ أَلفاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ ؛ وَهَذَا نَادِرٌ، وَقَوْلُهُ: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ ؛ أَي فَمَا خَضَعُوا، كَانَ فِي الأَصل فَمَا استَكَنُوا فَمُدَّتْ فَتْحَةُ الْكَافِ بأَلف كَقَوْلِهِ: لَهَا مَتْنتان خَظاتا، أَراد خَظَتا فَمَدَّ فَتْحَةَ الظَّاءِ بأَلف. يُقَالُ: سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خَضَعَ وَذَلَّ. وَفِي حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبٍ: أَما صَاحِبَايَ فاستَكانا وقَعَدا فِي بُيُوتِهِمَا أَي خَضَعَا وذلَّا. والاسْتِكانة: اسْتِفْعال مِنَ السُّكون؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَكثر مَا جاءَ إِشباع حَرَكَةِ الْعَيْنِ فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِهِ يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوب أَي يَنْبَع، مُدَّتْ فَتْحَةُ الْبَاءِ بأَلف، وَكَقَوْلِهِ: أَدْنو فأَنْظُورُ، وَجَعَلَهُ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ مِنَ الكَيْنِ الَّذِي هُوَ لَحْمُ بَاطِنِ الْفَرْجِ لأَن الْخَاضِعَ الذَّلِيلَ خَفِيٌّ، فَشَبَّهَهُ بِذَلِكَ لأَنه أَخفى مَا يَكُونُ مِنَ الإِنسان، وَهُوَ يَتَعَدَّى بِحَرْفِ الْجَرِّ وَدُونِهِ؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ: فَمَا وَجدوا فِيكَ ابنَ مَرْوان سَقْطةً، ... وَلَا جَهْلةً فِي مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ؛ أَي يَسْكُنون بِهَا. والسَّكُون، بِالْفَتْحِ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. والسَّكون: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ مَسْكِنٌ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ مِنْ أَرض الْكُوفَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الرَّزِيَّة، يَوْمَ مَسْكِنَ، ... والمُصِيبةَ والفَجيعه . جَعَلَهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ فَلَمْ يَصْرِفْهُ. وأَما المُسْكان، بِمَعْنَى العَرَبون، فَهُوَ فُعْلال، وَالْمِيمُ أَصلية، وَجَمْعُهُ المَساكين؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. ابْنُ شُمَيْلٍ: تَغْطِيَةُ الْوَجْهِ عِنْدَ النَّوْمِ سُكْنة كأَنه يأْمن الْوَحْشَةَ، وَفُلَانُ بنُ السَّكَن. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُهُ بِجَزْمِ الْكَافِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ يُقَالُ سَكَنٌ وسَكْنٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ فِي الإِسكان: ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني، ... وعَمْرو بنُ عَفْرا، لَا سلامَ عَلَى عَمْرِو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ: أَسماء. وسُكَينٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَعَلَى الرُّمَيْثة مِنْ سُكَينٍ حاضرٌ، ... وَعَلَى الدُّثَيْنةِ مِنْ بَنِي سَيَّارِ . وسُكَينٌ، مُصَغَّرٌ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فِي شِعْرِ النَّابِغَةِ الذُّبياني. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي هَذَا الْبَيْتَ: وَعَلَى الرُّميثة مِنْ سُكين. وسُكَيْنة: بِنْتُ الحُسَين بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِليها. سلن: التَّهْذِيبِ فِي الثُّلَاثِيِّ: ابْنُ الأَعرابي الأَسْلانُ الرِّماح الذُّبَّل. سلعن: سَلْعَنَ فِي عدْوه: عَدا عَدْواً شديداً. سمن: السِّمَنُ: نَقِيضُ الهُزال. والسَّمِينُ: خِلَافُ المَهْزول، سَمِنَ يَسْمَنُ سِمَناً وسَمانةً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: رَكِبْناها سَمانَتَها، فَلَمَّا ... بَدَتْ مِنْهَا السَّناسِنُ والضُّلوعُ

أَراد: رَكِبْنَاهَا طُولَ سَمانتِها. وَشَيْءٌ سامِنٌ وَسَمِينٌ، وَالْجَمْعُ سِمانٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يَقُولُوا سُمَناء، اسْتَغنَوْا عَنْهُ بسِمانٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِذا كَانَ السِّمَنُ خِلْقة قِيلَ هَذَا رَجُلٌ مُسْمِن وَقَدْ أَسْمَن. وسَمَّنه: جَعَلَهُ سَمِينًا، وتسَمَّنَ وسَمَّنه غيرُه. وَفِي الْمَثَلِ: سَمِّنْ كلْبَك يأْكُلْك. وَقَالُوا: اليَنَمةُ تُسْمِن وَلَا تُغْزر أَي أَنها تَجْعَلُ الإِبل سَمينة وَلَا تَجْعَلُهَا غِزاراً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: امرأَة مُسْمَنة سَمينة ومُسَمَّنة بالأَدْوية. وأَسْمَن الرجلُ: مَلَكَ سَميناً أَو اشْتَرَاهُ أَو وُهِبَهُ. وأَسْمَنَ القومُ: سَمِنَتْ مَوَاشِيهِمْ ونَعَمُهم، فَهُمْ مُسْمِنون. واسْتَسْمَنتُ اللحمَ أَي وَجَدْتُهُ سَميناً. واسْتَسْمَن الشيءَ: طَلَبَهُ سَمِينًا أَو وَجَدَهُ كَذَلِكَ. واسْتَسْمَنه: عَدَّه سَميناً، وَطَعَامٌ مَسْمَنة لِلْجِسْمِ. والسُّمنة: دَوَاءٌ يُتَّخَذُ للسِّمَن. وَفِي التَّهْذِيبِ: السُّمْنة دَوَاءٌ تُسَمَّن بِهِ المرأَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَيلٌ للمُسَمَّنات يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَترة فِي الْعِظَامِ أَي اللَّاتِي يَسْتَعْمِلْنَ السُّمْنةَ، وَهُوَ دَوَاءٌ يَتَسَمَّنُ بِهِ النِّسَاءُ، وَقَدْ سُمِّنَتْ، فَهِيَ مُسَمَّنة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يتَسَمَّنون أَي يتَكثَّرون بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الْخَيْرِ ويَدَّعون مَا لَيْسَ فِيهِمْ مِنَ الشَّرَفِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ جَمْعُهم المالَ ليُلْحَقُوا بذَوي الشَّرَف، وَقِيلَ: مَعْنَى يَتَسَمَّنُون يحِبون التَّوَسُّعَ فِي المَآكل والمَشارِب، وَهِيَ أَسباب السِّمَنِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ويَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ. وَوَضَعَ محمد بن إِسحق حَدِيثًا: ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُون ، فِي بَابِ كَثْرَةِ الأَكل وَمَا يُذَمُّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ أُمتي القَرْنُ الَّذِي أَنا فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونهم ثُمَّ يظهَر فِيهِمْ قومٌ يُحِبُّون السَّمَانةَ يَشْهَدُونَ قبل أَن يُسْتَشْهَدُوا ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لرجلٍ سَمِينٍ ويُومِئُ بِإِصْبَعِهِ إِلى بَطْنِهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا لَكَانَ خَيْرًا لَكَ. وأَرضٌ سَمِينة: جَيِّدة التُّرْب قَلِيلَةُ الْحِجَارَةِ قَوِيَّةٌ عَلَى ترشيح النَّبْتِ. والسَّمْنُ: سِلاءُ اللَّبَنِ. والسَّمْنُ: سِلاءُ الزُّبْد، والسَّمْنُ لِلْبَقَرِ، وَقَدْ يَكُونُ للمِعْزَى؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ وَذَكَرَ مِعْزًى لَهُ: فتَمْلأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَمْناً، ... وحَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ ورِيُ وَالْجَمْعُ أَسْمُن وسُمُون وسُمْنان مِثْلَ عَبْدٍ وعُبْدانٍ وظَهْرٍ وظُهْرانٍ. وسَمَنَ الطعامَ يَسْمُنُه سَمْناً، فَهُوَ مَسْمُون: عَمَلَهُ بالسَّمْن ولَتَّهُ بِهِ؛ وَقَالَ: عَظِيمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ، أَوْهَبَتْ ... لَهُ عَجْوَةٌ مَسْمُونَةٌ وخَمِيرُ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ إِنما هُوَ أُرْهِنَتْ لَهُ عَجْوَةٌ أَي أُعِدَّتْ وأُدِيمت كَقَوْلِهِ: عِيديَّةٌ أُرْهِنَتْ فِيهَا الدَّنَانِيرُ . يريد أَنه منقول بالهمزة مِنْ رَهَنَ الشيءُ إِذا دَامَ؛ قَالَ الشَّاعِرَ: الخُبْزُ واللَّحْمُ لَهُمْ راهِنٌ، ... وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ وسَمَنَ الخبزَ وسَمَّنَه وأَسْمنَه: لَتَّه بالسَّمْنِ. وسَمَنْتُ لَهُ إِذا أَدَمْتَ لَهُ بالسَّمْن. وأَسْمَنَ الرَّجُلُ: اشْتَرَى سَمْناً. وَرَجُلٌ سامِنٌ: ذُو سَمْن، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ تامِرٌ ولابِنٌ أَي ذُو تَمْرٍ وَلَبَنٍ. وأَسْمَنَ القومُ: كثرَ عِنْدَهُمُ السَّمْنُ. وسَمَّنَهم تَسْمِيناً: زَوَّدَهم السَّمْنَ. وجاؤُوا يَسْتَسمِنُون أَي يَطْلُبُونَ السَّمْنَ أَن يُوهَبَ لَهُمْ.

والسَّمّانُ: بَائِعُ السَّمْن. الْجَوْهَرِيُّ: السَّمّان إِن جَعَلْتَهُ بَائِعَ السَّمْن انْصَرَفَ، وإِن جَعَلْتَهُ مِنَ السَّمِّ لَمْ يَنْصَرِفْ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَيُقَالُ: سَمَّنْته وأَسْمَنتُه إِذا أَطعمته السَّمْنَ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا نزَلْنا حاضِرَ المَدينة، ... بعدَ سِياقِ عُقْبةٍ مَتِينه، صِرْنا إِلى جاريَةٍ مَكِينه، ... ذاتِ سُرورٍ عَيْنُها سَخِينه فباكَرَتْنا جَفْنةٌ بَطِينه، ... لحْمَ جَزُورٍ عَثَّةٍ سَمِينه أَي مَسْمونة مِنَ السَّمْن لَا مِنَ السِّمَنِ، وَقَوْلُهُ: جَارِيَةً، يُرِيدُ عَيْنًا تَجْرِي بِالْمَاءِ، مَكِينَةٌ: مُتَمَكِّنَةٌ فِي الأَرض، ذَاتَ سُرورٍ: يُسَرُّ بِهَا النَّازِلُ. والتَّسْمِينُ: التَّبْرِيدُ، طَائِفِيَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه أُتِيَ بِسَمَكَةٍ مَشْوِيَّةٍ فَقَالَ لِلَّذِي حَمَلَهَا سَمِّنْها، فَلَمْ يَدْرِ مَا يُرِيدُ، فَقَالَ عَنْبَسَة بْنُ سَعِيدٍ: إِنه يَقُولُ لَكَ بَرِّدْها قليلًا. والسُّمَانَى: طَائِرٌ، وَاحِدَتُهُ سُمَاناةٌ، وَقَدْ يَكُونُ السُّمَانَى وَاحِدًا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ سُمّانَى، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نفْسِي تَمَقَّسُ مِنْ سُمانَى الأَقبُر ابن الأَعرابي: الأَسْمالُ والأَسْمانُ الأُزُر الخُلْقانُ. والسَّمّانُ: أَصْباغ يُزَخْرَفُ بِهَا، اسْمٌ كالجَبّان. وسَمْنٌ وسَمْنان وسُمْنان وسُمَيْنة: مواضع. والسُّمَنِيَّة: قَوْمٌ مِنْ أَهل الْهِنْدِ دُهْرِيُّونَ. الْجَوْهَرِيُّ: السُّمَنِيَّة، بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، فِرْقَةٌ مِنْ عَبَدَةِ الأَصنام تَقُولُ بالتَّناسُخ وَتُنْكِرُ وقوعَ الْعِلْمِ بالإِخبار. والسُّمْنة: عُشْبة ذَاتُ وَرَقٍ وقُضُب دَقِيقَةُ الْعِيدَانِ لَهَا نَوْرة بَيْضَاءَ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السُّمْنةُ مِنَ الجَنْبَة تَنْبُتُ بنُجُوم الصَّيْفِ وتَدُوم خُضْرتها. سنن: السِّنُّ: وَاحِدَةُ الأَسنان. ابْنُ سِيدَهْ: السِّنُّ الضِّرْسُ، أُنْثَى. وَمِنَ الأَبَدِيّاتِ: لَا آتِيكَ سِنَّ الحِسْلِ أَي أَبداً، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَي مَا بَقِيَتْ سِنُّه، يَعْنِي وَلَدَ الضَّبِّ، وسِنُّه لَا تَسْقُطُ أَبداً؛ وَقَوْلُ أَبي جَرْوَلٍ الجُشَمِيّ، وَاسْمُهُ هِنْدٌ، رَثَى رَجُلًا قُتِلَ مِنْ أَهل الْعَالِيَةِ فَحَكَمَ أَولياؤُه فِي دِيَتِهِ فأَخذوها كُلَّهَا إِبلًا ثُنْياناً، فَقَالَ فِي وَصْفِ إِبل أُخذت فِي الدِّيَةِ: فجاءتْ كسِنِّ الظَّبْيِ، لَمْ أَرَ مِثْلَها ... سَنَاءَ قَتِيلٍ أَو حَلُوبَةَ جائِعِ مُضاعَفَةً شُمَّ الحَوَارِكِ والذُّرَى، ... عِظامَ مَقِيلِ الرأْسِ جُرْدَ المَذارِعِ كسِنِّ الظَّبْيِ أَي هِيَ ثُنْيانٌ لأَن الثَّنِيَّ هُوَ الَّذِي يُلقي ثَنِيَّتَه، والظَّبْيُ لَا تَنْبُتُ لَهُ ثَنِيَّة قَطُّ فَهُوَ ثَنِيٌّ أَبداً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْمُفَضَّلِ: لَا آتِيكَ سِنِي حِسْلٍ. قَالَ: وَزَعَمُوا أَن الضب يعيش ثلثمائة سَنَةٍ، وَهُوَ أَطول دَابَّةٍ فِي الأَرض عُمْرًا، وَالْجُمْعُ أَسْنانٌ وأَسِنَّةٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، مِثْلُ قِنٍّ وأَقْنانٍ وأَقِنَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا سَافَرْتُمْ فِي خِصْبٍ فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها، وإِذا سَافَرْتُمْ فِي الْجَدْبِ فاسْتَنْجُوا. وَحَكَى الأَزهري فِي التَّهْذِيبِ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ أَنه قَالَ: لَا أَعرف الأَسِنَّة إِلَّا جَمْع سِنان لِلرُّمْحِ، فإِن كَانَ الْحَدِيثُ مَحْفُوظًا فكأَنها جَمْعُ الأَسْنان، يُقَالُ لِمَا تأْكله الإِبل وَتَرْعَاهُ مِنَ العُشْب سِنٌّ، وَجَمْعُ أَسْنان أَسِنَّة، يُقَالُ سِنّ وأَسْنان مِنَ المَرْعَى، ثُمَّ أَسِنَّة جَمْعُ الْجَمْعِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الأَسِنَّة جَمْعُ السِّنان لَا جَمْعُ الأَسنان، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ الحَمْضُ يَسُنُّ الإِبلَ عَلَى الخُلَّةِ أَي يقوِّيها كَمَا يقوِّي السِّنُّ حدَّ السِّكِّينِ، فالحَمْضُ سِنانٌ لَهَا عَلَى رَعْيِ الخُلَّة، وَذَلِكَ أَنها تَصْدُق الأَكلَ

بَعْدَ الحَمْضِ، وَكَذَلِكَ الرِّكابُ إِذا سُنَّت فِي المَرْتَع عِنْدَ إِراحة السَّفْرِ ونُزُولهم، وَذَلِكَ إِذا أَصابت سِنّاً مِنَ الرِّعْيِ يَكُونُ ذَلِكَ سِناناً عَلَى السَّيْرِ، ويُجْمَع السِّنَانُ أَسِنَّةً، قَالَ: وَهُوَ وَجْهُ الْعَرَبِيَّةِ، قَالَ: وَمَعْنَى يَسُنُّها أَي يقوِّيها عَلَى الخُلَّة. والسِّنانُ: الِاسْمُ مِنْ يَسُنُّ وَهُوَ القُوَّة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ذَهَبَ أَبو سَعِيدٍ مَذْهَبًا حَسَنًا فِيمَا فَسَّرَ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ عِنْدِي صَحِيحٌ بيِّن «3».، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: السِّنُّ الأَكل الشَّدِيدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَصابت الإِبلُ اليومَ سِنّاً مِنَ الرَّعْي إِذا مَشَقَتْ مِنْهُ مَشْقاً صَالِحًا، وَيُجْمَعُ السِّنّ بِهَذَا الْمَعْنَى أَسْناناً، ثُمَّ يُجْمَعُ الأَسْنانُ أَسِنَّةً كَمَا يُقَالُ كِنٌّ وأَكنانٌ، ثُمَّ أَكِنَّة جَمْعُ الْجَمْعِ، فَهَذَا صَحِيحٌ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَيُقَوِّيهِ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذا سِرْتم فِي الخِصْب فأَمْكِنوا الرِّكابَ أَسْنانَها ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا اللَّفْظُ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَسِنَّة إِنها جَمْعُ الأَسْنان، والأَسْنان جَمْعُ السِّنِّ، وَهُوَ الأَكل والرَّعْي، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهِ أُسُنّاً، وَهُوَ نَادِرٌ أَيضاً. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَى قَوْلِهِ أَعطوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها أَعطوها مَا تَمْتَنِعُ بِهِ مِنَ النَّحْرِ لأَن صَاحِبَهَا إِذا أَحسن رَعْيَها سَمِنت وحَسُنت فِي عَيْنِهِ فَيَبْخَلُ بِهَا مِنْ أَن تُنْحَر، فَشَّبَهَ ذَلِكَ بالأَسِنَّة فِي وُقُوعِ الِامْتِنَاعِ بِهَا، هَذَا عَلَى أَن الْمُرَادَ بالأَسنَّة جَمْعُ سِنَانٍ، وإِن أُريد بِهَا جَمْعُ سِنٍّ فَالْمَعْنَى أَمْكنوها مِنَ الرَّعي؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَعْطُوا السِّنَّ حظَّها مِنَ السّنِ أَي أَعطوا ذَوَاتَ السِّنِّ حَظَّهَا مِنَ السِّنِّ وَهُوَ الرِّعْيُ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فأَمْكِنُوا الرِّكابَ أَسْناناً أَي تَرْعَى أَسْناناً. وَيُقَالُ: هَذِهِ سِنٌّ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، وَتَصْغِيرُهَا سُنَيْنة، وَتُجْمَعُ أُسُنّاً وأَسْناناً. وَقَالَ القَنَاني: يقال له بُنَيٌّ سَنِينَةُ ابْنِك. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هُوَ أَشبه شَيْءٍ بِهِ سُنَّة وأُمَّةً، فالسُّنَّة الصُّورة وَالْوَجْهُ، والأُمَّةُ الْقَامَةُ. وَالْحَدِيدَةُ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الأَرض يُقَالُ لَهَا: السِّنَّة والسِّكَّة، وَجَمْعُهَا السِّنَنُ والسِّكَكُ. وَيُقَالُ للفُؤُوس أَيضاً: السِّنَنُ. وسِنُّ الْقَلَمِ: مَوْضِعُ البَرْيِ مِنْهُ. يُقَالُ: أَطِلْ سِنَّ قَلَمِكَ وسَمِّنْها وحَرِّفْ قَطَّتَك وأَيْمِنْها. وسَنَنْتُ الرَّجُلَ سَنّاً: عَضَضْتُه بأَسناني، كَمَا تَقُولُ ضَرَسْتُه. وسَنَنْتُ الرجلَ أَسُنُّه سَنّاً: كَسَرْتُ أَسنانه. وسِنُّ المِنْجَل: شُعْبَة تَحْزِيزِهِ. والسِّنُّ مِنَ الثُّوم: حَبَّةٌ مِنْ رأْسه، عَلَى التَّشْبِيهِ. يُقَالُ: سِنَّةٌ مِنْ ثُوم أَي حبَّة مِنْ رأْس الثُّومِ، وسِنَّة مِنْ ثومٍ فِصَّةٌ مِنْهُ، وَقَدْ يُعَبَّرُ بالسِّنّ عَنِ العُمُر، قَالَ: والسِّنُّ مِنَ الْعُمُرِ أُنْثى، تَكُونُ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ قَالَ الأَعور الشَّنِّيُّ يَصِفُ بَعِيرًا: قَرَّبْتُ مثلَ العَلَم المُبَنَّى، ... لَا فانِيَ السِّنِّ وَقَدْ أَسَنّا أَراد: وَقَدْ أَسنَّ بعضَ الإِسنان غَيْرَ أَن سِنَّه لَمْ تَفْنَ بعدُ، وَذَلِكَ أَشدّ مَا يَكُونُ الْبَعِيرُ، أَعني إِذا اجْتَمَعَ وَتَمَّ؛ وَلِهَذَا قَالَ أَبو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ: مَا تُنْكِرُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي؟ ... بازِلُ عامَيْنِ حَديثُ سِنِّي «4» . إِنما عَنى شدَّته واحْتناكه، وإِنما قَالَ سِنّي لأَنه أَراد أَنه مُحْتَنِك، وَلَمْ يَذْهَبْ فِي السِّنّ، وَجَمْعُهَا أَسْنان لَا غَيْرَ؛ وَفِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثير قَالَ: فِي حَدِيثِ علي،

_ (3). قوله [صحيح بين] الذي بنسخة التهذيب التي بأيدينا: أَصح وأَبين (4). قوله [بازل عامين إِلخ] كذا برفع بازل في جميع الأُصول كالتهذيب والتكملة والنهاية وبإضافة حديث سني إِلا في نسخة من النهاية ضبط حديث بالتنوين مع الرفع وفي أُخرى كالجماعة

عَلَيْهِ السَّلَامُ: بَازِلُ عَامَيْنِ حديثُ سِنِّي. قَالَ: أَي إِني شَابٌّ حَدَثٌ فِي العُمر كَبِيرٌ قَوِيٌّ فِي الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: وجاوزتُ أَسْنانَ أَهل بَيْتِي أَي أَعمارهم. يُقَالُ: فُلَانٌ سِنُّ فُلَانٍ إِذا كَانَ مِثْلَهُ فِي السِّنِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَنَ: لأُوطِئَنَّ أَسْنانَ الْعَرَبِ كَعْبَه ؛ يُرِيدُ ذَوِي أَسنانهم وَهُمُ الأَكابر والأَشراف. وأَسَنَّ الرجلُ: كَبِرَ، وَفِي الْمُحْكَمِ: كَبِرَتْ سِنُّه يُسِنُّ إِسْناناً، فَهُوَ مُسِنٌّ. وَهَذَا أَسَنُّ مِنْ هَذَا أَي أَكبر سِنّاً مِنْهُ، عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ أَبي جَهْمَة اللَّيْثِيُّ وأَدركته أَسَنَّ أَهل الْبَلَدِ. وَبَعِيرٌ مُسِنّ، وَالْجُمَعُ مَسانُّ ثَقِيلَةٌ. وَيُقَالُ: أَسَنَّ إِذا نَبَتَتْ سِنُّه الَّتِي يَصِيرُ بِهَا مُسِنًّا مِنَ الدَّوَابِّ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلى الْيَمَنِ فأَمرني أَن آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعاً، وَمِنْ كُلِّ أَربعين مُسِنَّةً ، والبقرَةُ والشاةُ يَقَعُ عَلَيْهِمَا اسْمُ المُسِنّ إِذا أَثْنَتا، فإِذا سَقَطَتْ ثَنِيَّتُهما بَعْدَ طُلُوعِهَا فَقَدْ أَسَنَّتْ، وَلَيْسَ مَعْنَى إِسْنانها كِبَرَها كَالرَّجُلِ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ طُلوع ثَنِيَّتها، وتُثْني البقرةُ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وَكَذَلِكَ المِعْزَى تُثْني فِي الثَّالِثَةِ، ثُمَّ تَكُونُ رَباعِيَة فِي الرَّابِعَةِ ثُمَّ سِدْساً فِي الْخَامِسَةِ ثُمَّ سَالِغاً فِي السَّادِسَةِ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ. وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا الَّتِي لَمْ تُسْنَنْ ، بِفَتْحِ النُّونِ الأُولى، وَفَسَّرَهُ الَّتِي لَمْ تَنْبُتْ أَسنانها كأَنها لَمْ تُعْطَ أَسْناناً، كَقَوْلِكَ: لَمْ يُلْبَنْ أَي لَمْ يُعْطَ لَبَناً، وَلَمْ يُسْمَنْ أَي لَمْ يُعْطَ سَمْناً، وَكَذَلِكَ يُقَالُ: سُنَّتِ البَدَنة إِذا نَبَتَتْ أَسنانها، وسَنَّها اللَّهُ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: بحِقَّتِها رُبِطَتْ في اللَّجِينِ، ... حَتَّى السَّدِيسُ لَهَا قَدْ أَسَنّ . أَي نَبت وَصَارَ سِنّاً؛ قَالَ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ، قَالَ: وَقَدْ وَهِمَ فِي الرِّوَايَةِ وَالتَّفْسِيرِ لأَنه رَوَى الْحَدِيثَ لَمْ تُسْنَنْ ، بِفَتْحِ النُّونِ الأُولى، وإِنما حَفِظَهُ عَنْ مُحَدِّث لَمْ يَضْبِطْه، وأَهل الثَّبْتِ والضَّبْطِ رَوَوْهُ لَمْ تُسْنِنْ ، بِكَسْرِ النُّونِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَالْمَعْنَى لَمْ تُسِنَّ، فأَظهر التَّضْعِيفَ لِسُكُونِ النُّونِ الأَخيرة، كَمَا يُقَالُ لَمْ يُجْلِلْ، وإِنما أَراد ابْنُ عُمَرَ أَنه لَا يُضَحَّى بأُضحية لَمْ تُثْنِ أَي لَمْ تَصِرْ ثَنِيَّة، وإِذا أَثْنَتْ فَقَدْ أَسَنَّتْ، وَعَلَى هَذَا قَوْلُ الْفُقَهَاءِ. وأَدنى الأَسْنان: الإِثْناءُ، وَهُوَ أَن تَنْبُتَ ثَنِيَّتاها، وأَقصاها فِي الإِبل: البُزُول، وَفِي الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ السُّلُوغ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا مَا رُوِيَ عَنْ جَبَلة بْنِ سُحَيْم قَالَ: سأَل رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: أَأُضَحِّي بالجَدَعِ؟ فَقَالَ: ضَحّ بالثَّنِيِّ فَصَاعِدًا ، فَهَذَا يُفَسِّرُ لَكَ أَن مَعْنَى قَوْلِهِ يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا التي لم تُسْنِنْ، أَراد بِهِ الإِثْناءَ. قَالَ: وأَما خَطَأُ القُتَيْبيّ مِنَ الْجِهَةِ الأُخرى فَقَوْلُهُ سُنِّنَتِ الْبَدَنَةُ إِذا نَبَتَتْ أَسْنانُها وسَنَّها اللَّهُ غيرُ صَحِيحٍ، وَلَا يَقُولُهُ ذُو الْمَعْرِفَةِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وَقَوْلُهُ: لَمْ يُلْبَنْ وَلَمْ يُسْمَنْ أَي لَمْ يُعْطَ لَبَناً وسَمْناً خطأٌ أَيضاً، إِنما مَعْنَاهُمَا لَمْ يُطْعَمْ سَمْنًا وَلَمْ يُسْقَ لَبَنًا. والمَسَانُّ مِنَ الإِبل: خلافُ الأَفْتاءِ. وأَسَنَّ سَدِيسُ النَّاقَةِ أَي نَبَتَ، وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: بِحِقَّتِها رُبِطَت في اللَّجِينِ، ... حَتَّى السَّدِيسُ لَهَا قَدْ أَسَنّ يَقُولُ: قيمَ عَلَيْهَا مُنْذُ كانتِ حِقَّةً إِلى أَن أَسْدَسَتْ فِي إِطعامها وإِكرامها؛ وَقَالَ القُلاخُ:

بِحِقِّه رُبِّطَ فِي خَبْطِ اللُّجُنْ ... يُقْفَى بِهِ، حَتَّى السَّدِيسُ قَدْ أَسَنّ وأَسَنَّها اللهُ أَي أَنْبَتها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَنه خَطَبَ فَذَكَرَ الرِّبَا فَقَالَ: إِن فِيهِ أَبواباً لَا تَخْفى عَلَى أَحدٍ مِنْهَا السَّلَمُ فِي السِّنِ ، يَعْنِي الرقيقَ والدوابَّ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْحَيَوَانِ، أَراد ذَوَاتَ السِّنّ. وسِنُّ الْجَارِحَةِ، مؤَنثة ثُمَّ اسْتُعِيرَتْ للعُمُر اسْتِدْلَالًا بِهَا عَلَى طُولِهِ وَقِصَرِهِ، وَبَقِيَتْ عَلَى التأْنيث. وسِنُّ الرَّجُلِ وسَنينُه وسَنينَتُه: لِدَتُه، يُقَالُ: هُوَ سِنُّه وتِنُّه وحِتْنُه إِذا كَانَ قِرْنَه فِي السِّنّ. وسَنَّ الشيءَ يَسُنُّه سَنّاً، فهو مَسْنون وسَنين وسَنَّته: أَحَدَّه وصَقَله. ابْنُ الأَعرابي: السَّنّ مَصْدَرُ سَنَّ الحديدَ سَنّاً. وسَنَّ لِلْقَوْمِ سُنَّةً وسَنَناً. وسَنَّ عَلَيْهِ الدِّرْعَ يَسُنُّها سَنّاً إِذا صَبَّها. وسَنَّ الإِبلَ يسُنُّها سَنّاً إِذا أَحْسَن رِعْيَتها حَتَّى كأَنه صَقَلَهَا. والسَّنَنُ: اسْتِنان الإِبل وَالْخَيْلِ. وَيُقَالُ: تَنَحَّ عَنْ سَننِ الْخَيْلِ. وسَنَّنَ المَنْطِقَ: حَسَّنه فكأَنه صقَله وَزَيَّنَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: دَعْ ذَا، وبَهّجْ حَسَباً مُبَهَّجا ... فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجاً والمِسَنُّ والسِّنانُ: الحجَر الَّذِي يُسَنُّ بِهِ أَو يُسنُّ عَلَيْهِ، وَفِي الصِّحَاحِ: حجَر يُحدَّد بِهِ؛ قَالَ إِمرؤُ الْقَيْسِ: يُباري شَباةَ الرُّمْحِ خَدٌّ مُذَلَّقٌ، ... كَصَفْحِ السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ قَالَ: وَمِثْلُهُ لِلرَّاعِي: وبيضٍ كسَتْهنَّ الأَسِنَّةُ هَفْوَةً، ... يُداوى بِهَا الصادُ الَّذِي فِي النّواظِرِ . وأَراد بالصادِ الصَّيَدَ، وأَصله فِي الإِبل داء يُصيبها في رؤوسها وأَعينها؛ وَمِثْلُهُ لِلَبِيدٍ: يَطْرُدُ الزُّجَّ، يُباري ظِلَّهُ ... بأَسِيلٍ، كالسِّنانِ المُنْتَحَلْ والزُّجُّ: جَمْعُ أَزَجَّ، وأَراد النعامَ، والأَزَجُّ: الْبَعِيدُ الخَطو، يُقَالُ: ظَلِيمٌ أَزجُّ وَنَعَامَةٌ زَجَّاء. والسِّنانُ: سِنانُ الرُّمْحِ، وَجَمْعُهُ أَسِنَّة. ابْنُ سِيدَهْ: سِنانُ الرُّمْحِ حَدِيدَتُهُ لصَقالتها ومَلاستها. وسَنَّنَه: رَكَّبَ فيه السِّنان. وأَسَنْت الرمحَ: جَعَلْتَ لَهُ سِناناً، وَهُوَ رُمح مُسَنٌّ. وسَنَنْتُ السِّنانَ أَسُنُّه سَنّاً، فَهُوَ مَسنون إِذا أَحدَدْته عَلَى المِسنِّ، بِغَيْرِ أَلف. وسَنَنتُ فُلَانًا بِالرُّمْحِ إِذا طَعَنْتُهُ بِهِ. وسَنَّه يَسُنُّه سَنّاً: طَعَنَهُ بالسِّنان. وسَنَّنَ إِليه الرُّمْحَ تسْنيناً: وَجَّهه إِليه. وسَننْت السِّكِّينَ: أَحددته. وسَنَّ أَضراسَه سَنّاً: سَوَّكها كأَنه صَقَلها. واسْتَنَّ: اسْتَاكَ. والسَّنُونُ: مَا استَكْتَ بِهِ. والسَّنين: مَا يَسقُط مِنَ الْحَجَرِ إِذا حَكَكْتَهُ. والسَّنُونُ: مَا تَسْتنُّ بِهِ مِنْ دَوَاءٍ مؤَلف لِتَقْوِيَةِ الأَسنان وتَطريتها. وَفِي حَدِيثِ السِّوَاكِ: أَنه كَانَ يَستنُّ بعودٍ مِنْ أَراك ؛ الاستِنان: استعمالُ السِّوَاكِ، وَهُوَ افتِعال مِنَ الإِسْنان، أَي يُمِرُّه عَلَيْهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجُمُعَةِ: وأَن يَدَّهِن ويَسْتنَّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فِي وَفَاةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأَخذتُ الجَريدة فسَننْتُه بِهَا أَي سَوَّكته بِهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: سَنَّ الرجلُ إِبله إِذا أَحسن رِعْيتها والقيامَ عَلَيْهَا حَتَّى كأَنه صَقَلَهَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: نُبِّئْتُ حِصْناً وحَيّاً مِنْ بَنِي أَسَدٍ ... قَامُوا فَقَالُوا: حِمانا غيرُ مقْروبِ ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عَنْهُمْ، وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيديِّ فِي رَعْيٍ وتَعْزيبِ «5».

_ (5). قوله [وتعزيب] التعزيب بالعين المهملة والزاي المعجمة أَن يبيت الرجل بماشيته كما في الصحاح وغيره في المرعى لا يريحها إِلى أَهلها

يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ مَعَدٍّ لَا يغُرَّنكم عزُّكم وأَنَّ أَصغر رَجُلٍ مِنْكُمْ يَرْعَى إِبله كَيْفَ شَاءَ، فإِن الحرث بْنَ حِصْن الغَسّاني قَدْ عَتب عَلَيْكُمْ وَعَلَى حِصْن بْنِ حُذيفة فَلَا تأْمنوا سَطوَته. وَقَالَ الْمُؤَرِّجُ: سَنُّوا المالَ إِذا أَرسلوه فِي الرِّعْي. ابْنُ سِيدَهْ: سَنَّ الإِبلَ يَسُنُّها سَنّاً إِذا رَعَاهَا فأَسْمنها. والسُّنّة: الْوَجْهُ لصَقالتِه ومَلاسته، وَقِيلَ: هُوَ حُرُّ الْوَجْهِ، وَقِيلَ: دَائِرَتُهُ. وَقِيلَ: الصُّورة، وَقِيلَ: الْجَبْهَةُ وَالْجَبِينَانِ، وَكُلُّهُ مِنَ الصَّقالة والأَسالة. وَوَجْهٌ مَسْنون: مَخروطٌ أَسيلٌ كأَنه قَدْ سُنَّ عَنْهُ اللَّحْمَ، وَفِي الصِّحَاحِ: رَجُلٌ مَسْنون: الْوَجْهِ إِذَا كَانَ فِي أَنفه وَوَجْهِهِ طولٌ والمَسْنون الْمَصْقُولُ، مِنْ سَننْتُه بالمِسَنِّ سَنّاً إِذا أَمررته عَلَى المِسنِّ. وَرَجُلٌ مُسْنُونُ الْوَجْهِ: حَسَنُه سهْله؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وسُنَّة الْوَجْهِ: دَوَائِرُهُ. وسُنَّةُ الْوَجْهِ: صُورته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُريك سُنَّةَ وَجْهٍ غيرَ مُقْرِفةٍ ... مَلساءَ، لَيْسَ بِهَا خالٌ وَلَا نَدَبُ وَمِثْلُهُ للأَعشى: كَريماً شَمائِلُه مِنْ بَنِي ... مُعاويةَ الأَكْرَمِينَ السُّنَنْ وأَنشد ثَعْلَبٌ: بَيْضاءُ فِي المِرْآةِ، سُنَّتُها ... فِي الْبَيْتِ تحتَ مَواضعِ اللّمْسِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حَضَّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَامَ رَجُلٌ قَبِيحُ السُّنَّة ؛ السُّنَّةُ: الصُّورَةُ وَمَا أَقبل عَلَيْكَ مِنَ الْوَجْهِ، وَقِيلَ: سُنّة الْخَدِّ صَفْحَتُهُ. والمَسْنونُ: المُصوَّر. وَقَدْ سَنَنْتُه أَسُنُّه سَنّاً إِذا صَوَّرْتُهُ. والمَسْنون: المُمَلَّس. وَحُكِيَ أَن يَزيد بْنَ مُعَاوِيَةَ قَالَ لأَبيه: أَلا تَرَى إِلى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ يُشَبّبُ بِابْنَتِكَ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا قَالَ؟ فَقَالَ: قَالَ: هِيَ زَهْراءُ، مثلُ لُؤلؤةِ الغَوَّاص، ... مِيزَتْ مِنْ جوهرٍ مكنونِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: صَدَقَ؛ فَقَالَ يَزِيدُ: إِنه يَقُولُ: وإِذا مَا نَسَبْتَها لَمْ تَجِدْها ... فِي سَناءٍ، مِنَ المَكارم، دُونِ قَالَ: وَصَدَقَ؛ قَالَ: فأَين قَوْلُهُ: ثُمَّ خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْراءِ، ... تَمْشي فِي مَرْمَرٍ مَسنونِ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كَذَبَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وتُرْوَى هَذِهِ الأَبيات لأَبي دَهْبَلٍ، وَهِيَ فِي شِعْرِهِ يَقُولُهَا فِي رَمْلة بِنْتِ مُعَاوِيَةَ؛ وأَول الْقَصِيدِ: طالَ لَيْلي، وبِتُّ كالمَحْزونِ، ... ومَلِلْتُ الثَّواءَ بالماطِرُونِ منها: عَنْ يَساري، إِذا دخَلتُ من الباب، ... وإِن كنتُ خَارِجًا عَنْ يَميني فلذاكَ اغْترَبْتُ فِي الشَّأْم، حَتَّى ... ظَنَّ أَهلي مُرَجَّماتِ الظُّنونِ منها: تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوج والنَّدَّ ... صِلَاءً لَهَا عَلَى الكانُونِ منها: قُبَّةٌ منْ مَراجِلٍ ضَرَّبَتْها، ... عندَ حدِّ الشِّتاءِ فِي قَيْطُونِ القَيْطُون: المُخْدَع، وَهُوَ بَيْتٌ فِي بَيْتٍ. ثُمَّ فارَقْتُها عَلَى خَيْرِ مَا كانَ ... قَرينٌ مُفارِقاً لقَرِينِ

فبَكَتْ، خَشْيَةَ التَّفَرُّق للبَينِ، ... بُكاءَ الحَزينِ إِثرَ الحَزِينِ فاسْأَلي عن تَذَكُّري واطِّبائيَ، ... لَا تَأْبَيْ إِنْ هُمُ عَذَلُوني اطِّبائي: دُعائي، وَيُرْوَى: واكْتِئابي. وسُنَّةُ اللَّهِ: أَحكامه وأَمره وَنَهْيُهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللحياني. وسَنَّها اللَّهُ لِلنَّاسِ: بَيَّنها. وسَنَّ اللَّهُ سُنَّة أَي بَيَّن طَرِيقًا قَوِيمًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ؛* نَصَبَ سُنَّةَ اللَّهِ عَلَى إِرادة الْفِعْلِ أَي سَنَّ اللَّهُ ذَلِكَ فِي الَّذِينَ نَافَقُوا الأَنبياءَ وأَرْجَفُوا بِهِمْ أَن يُقْتَلُوا أَين ثُقِفُوا أَي وُجِدُوا. والسُّنَّة: السِّيرَةُ، حَسَنَةً كَانَتْ أَو قَبِيحَةً؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ عُتْبة الْهُذَلِيُّ: فَلَا تَجْزَعَنْ مِنْ سِيرةٍ أَنتَ سِرْتَها، ... فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: سُنَّةُ الأَوَّلين أَنهم عَايَنُوا الْعَذَابَ فَطَلَبَ الْمُشْرِكُونَ أَن قَالُوا: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ. وسَنَنْتُها سَنّاً واسْتَنَنْتُها: سِرْتُها، وسَنَنْتُ لَكُمْ سُنَّةً فَاتَّبِعُوهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً فَلَهُ أَجْرُها وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سيّئَةً يُرِيدُ مَنْ عَمِلَهَا ليُقْتَدَى بِهِ فِيهَا، وَكُلُّ مَنِ ابتدأَ أَمراً عَمِلَ بِهِ قَوْمٌ بَعْدَهُ قِيلَ: هُوَ الَّذِي سَنَّه؛ قَالَ نُصَيْبٌ: كأَني سَنَنتُ الحُبَّ، أَوَّلَ عاشِقٍ ... مِنَ الناسِ، إِذ أَحْبَبْتُ مِنْ بَيْنِهم وَحْدِي «1» . وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ السُّنَّة وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا، والأَصل فِيهِ الطَّرِيقَةُ والسِّيرَة، وإِذا أُطْلِقَت فِي الشَّرْعِ فإِنما يُرَادُ بِهَا مَا أَمَرَ بِهِ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونَهى عَنْهُ ونَدَب إِليه قَوْلًا وَفِعْلًا مِمَّا لَمْ يَنْطق بِهِ الكتابُ الْعَزِيزُ، وَلِهَذَا يُقَالُ فِي أَدلة الشَّرْعِ: الكتابُ والسُّنَّةُ أَي الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنما أُنَسَّى لِأَسُنَ أَي إِنما أُدْفَعُ إِلى النِّسْيانُ لأَسُوقَ الناسَ بِالْهِدَايَةِ إِلى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، وأُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَحْتَاجُونَ أَن يَفْعَلُوا إِذا عَرَضَ لَهُمُ النسيانُ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ سَنَنْتُ الإِبلَ إِذا أَحْسنت رِعْيتَها وَالْقِيَامَ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَزَلَ المُحَصَّبَ وَلَمْ يَسُنَّهُ أَي لَمْ يَجْعَلْهُ سُنَّة يُعْمَلُ بِهَا، قَالَ: وَقَدْ يَفْعل الشَّيْءَ لِسَبَبٍ خَاصٍّ فَلَا يَعُمُّ غَيْرَهُ، وَقَدْ يَفْعل لِمَعْنًى فَيَزُولُ ذَلِكَ الْمَعْنَى وَيَبْقَى الْفِعْلُ عَلَى حَالِهِ مُتَّبَعاً كقَصْرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ لِلْخَوْفِ، ثُمَّ اسْتَمَرَّ الْقَصْرُ مَعَ عَدَمِ الْخَوْفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَمَلَ رسولُ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ بسُنَّة أَي أَنه لَمْ يَسُنَّ فِعْلَه لِكَافَّةِ الأُمّة وَلَكِنْ لِسَبَبٍ خَاصٍّ، وَهُوَ أَن يُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّةَ أَصحابه، وَهَذَا مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ يَرَى أَن الرَّمَلَ فِي طَوَافِ الْقُدُومِ سنَّة. وَفِي حَدِيثِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامة: اسْنُنِ اليومَ وغَيِّرْ غَدًا أَي اعْمَلْ بسُنَّتك الَّتِي سَنَنْتها فِي القِصاصِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ إِذا شِئْتَ أَن تُغَيِّرَ فَغَيِّرْ أَي تُغَيِّرَ مَا سَننْتَ، وَقِيلَ: تُغَيِّر مِنْ أَخذ الغِيَر وَهِيَ الدِّيَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن أَكبر الْكَبَائِرِ أَن تُقاتل أَهل صَفْقَتِك وتُبَدِّلَ سُنَّتَك ؛ أَراد بِتَبْدِيلِ السُّنة أَن يَرْجِعَ أَعرابيّاً بَعْدَ هِجْرَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمَجُوسِ: سُنُّوا بِهِمْ سُنَّة أَهل الْكِتَابِ أَي خُذُوهُمْ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ وأَجْرُوهم فِي قَبُولِ الْجِزْيَةِ مُجْراهم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُنْقَضُ عَهْدُهم

_ (1). قوله [إِذ أَحببت إِلخ] كذا في الأَصل، وفي بعض الأَمهات: أَو بدل إِذ

عَنْ سُنَّةِ ماحِلٍ أَي لَا يُنْقَضُ بسَعْيِ سَاعٍ بِالنَّمِيمَةِ والإِفساد، كَمَا يُقَالُ لَا أُفْسِدُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ بِمَذَاهِبِ الأَشرار وطُرُقهم فِي الْفَسَادِ. والسُّنَّة: الطَّرِيقَةُ، والسَّنن أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا رجلٌ يَرُدُّ عَنَّا مِنْ سَنَنِ هَؤُلَاءِ. التَّهْذِيبُ: السُّنَّةُ الطَّرِيقَةُ الْمَحْمُودَةُ الْمُسْتَقِيمَةُ، وَلِذَلِكَ قِيلَ: فُلَانٌ مِنْ أَهل السُّنَّة؛ مَعْنَاهُ مِنْ أَهل الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ الْمَحْمُودَةِ، وَهِيَ مأْخوذة مِنَ السَّنَنِ وَهُوَ الطَّرِيقُ. وَيُقَالُ للخَطّ الأَسود عَلَى مَتْنِ الْحِمَارِ: سُنَّة. والسُّنَّة: الطَّبِيعَةُ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ الأَعشى: كَرِيمٌ شَمَائِلُه مِنْ بَنِي ... مُعاويةَ الأَكْرَمينَ السُّنَنْ . وامْضِ عَلَى سَنَنِك أَي وَجْهك وقَصْدك. وَلِلطَّرِيقِ سَنَنٌ أَيضاً، وسَنَنُ الطَّرِيقِ وسُنَنُه وسِنَنُه وسُنُنُه: نَهْجُه. يُقَالُ: خَدَعَك سَنَنُ الطَّرِيقِ وسُنَّتُه. والسُّنَّة أَيضاً: سُنَّة الْوَجْهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَرَك فلانٌ لَكَ سَنَنَ الطَّرِيقِ وسُنَنَه وسِنَنَه أَي جِهَتَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف سِنَناً عَنْ غَيْرِ اللِّحْيَانِيِّ. شَمِرٌ: السُّنَّة فِي الأَصل سُنَّة الطَّرِيقِ، وَهُوَ طَرِيقٌ سَنَّه أَوائل النَّاسِ فصارَ مَسْلَكاً لِمَنْ بَعْدَهُمْ. وسَنَّ فلانٌ طَرِيقًا مِنَ الْخَيْرِ يَسُنُّه إِذا ابتدأَ أَمراً مِنَ البِرِّ لَمْ يَعْرِفْهُ قومُه فاسْتَسَنُّوا بِهِ وسَلَكُوه، وَهُوَ سَنِين. وَيُقَالُ: سَنَّ الطريقَ سَنّاً وسَنَناً، فالسَّنُّ الْمَصْدَرُ، والسَّنَنُ الِاسْمُ بِمَعْنَى المَسْنون. وَيُقَالُ: تَنَحَّ عَنْ سَنَنِ الطَّرِيقِ وسُنَنه وسِنَنِه، ثَلَاثُ لُغَاتٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَنَنُ الطَّرِيقِ وسُنُنُه مَحَجَّتُه. وتَنَحَّ عَنْ سَنَنِ الْجَبَلِ أَي عَنْ وَجْهِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّنَنُ الطَّرِيقَةُ. يُقَالُ: اسْتَقَامَ فُلَانٌ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: امْضِ عَلَى سَنَنِك وسُنَنِك أَي على وجهك. والمُسَنْسَنُ [المُسَنْسِنُ]: الطَّرِيقُ الْمَسْلُوكُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: طَرِيقٌ يُسْلَكُ. وتَسَنَّنَ الرجلُ فِي عَدْوِه واسْتَنَّ: مَضَى عَلَى وَجْهِهِ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: ظَلِلْنا بمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَننا ... لَدى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الريحِ صائِم عَنَى بمُسْتَنِّها موضعَ جَرْي السَّرابِ، وَقِيلَ: مَوْضِعُ اشْتِدَادِ حَرِّهَا كأَنها تَسْتَنُّ فِيهِ عَدْواً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ «1». مَخْرَجَ الرِّيحِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي أَحسن إِلَّا أَن الأَول قَوْلُ المتقدِّمين، وَالِاسْمُ مِنْهُ السَّنَنُ. أَبو زَيْدٍ: اسْتَنَّت الدابةُ عَلَى وَجْهِ الأَرض. واسْتَنَّ دَمُ الطَّعْنَةِ إِذا جَاءَتْ دُفْعةٌ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: مُسْتَنَّة سَنَنَ الفُلُوِّ مُرِشَّة، ... تَنْفي الترابَ بقاحِزٍ مُعْرَوْرِفِ وَطَعَنه طَعْنةً فَجَاءَ مِنْهَا سَنَنٌ يَدْفَعُ كلَّ شيءٍ إِذا خَرَجَ الدمُ بحَمْوَتِه؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وَقَدْ نَطْعُنُ الفَرْجَ، يومَ اللِّقاءِ، ... بالرُّمْحِ نحْبِسُ أُولى السَّنَنْ قَالَ شَمِرٌ: يريدُ أُولى القومِ الَّذِينَ يُسرعون إِلى الْقِتَالِ، والسَّنَنُ الْقَصْدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: سَنَنُ الرَّجُلِ قَصْدُهُ وهِمَّتُه. واسْتَنَّ السَّرابُ: اضطرب. وسَنَّ الإِبلَ سَنّاً: سَاقَهَا سَوْقاً سَرِيعًا، وَقِيلَ: السَّنُّ السَّيْرُ الشَّدِيدُ. والسَّنَنُ: الَّذِي يُلِحُّ فِي عَدْوِه وإِقْباله وإِدْباره. وَجَاءَ سَنَنٌ مِنَ الْخَيْلِ أَي شَوْطٌ. وَجَاءَتِ الرياحُ سَنائِنَ إِذا جَاءَتْ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ وَطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ لَا تَخْتَلِفُ. وَيُقَالُ: جَاءَ مِنَ الْخَيْلِ والإِبل سَنَنٌ مَا يُرَدُّ وجْهُه. وَيُقَالُ: اسْنُنْ قُرونَ فرسك

_ (1). قوله [وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِلخ] نص عبارة المحكم: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنِي مجرى الريح

أَي بُدَّهُ حَتَّى يَسِيلَ عَرَقُه فيَضْمُرَ، وَقَدْ سُنَّ لَهُ قَرْنٌ وقُرون وَهِيَ الدُّفَعُ مِنَ العَرَق؛ وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمى: نُعَوِّدُها الطِّرادَ فكلَّ يوْمٍ ... تُسَنُّ، عَلَى سَنابِكِها، القُرونُ . والسَّنينة: الرِّيحُ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ «1». الخُنَعِيُّ فِي السَّنَائن الرِّياحِ: وَاحِدَتُهَا سَنِينةٌ، والرِّجَاعُ جَمْعُ الرَّجْعِ، وَهُوَ ماءُ السَّمَاءِ فِي الغَدير. وَفِي النَّوَادِرِ: رِيحٌ نَسْناسة وسَنْسانَةٌ بَارِدَةٌ، وَقَدْ نَسْنَسَتْ وسَنْسَنَتْ إِذا هَبَّتْ هُبُوباً بَارِدًا. وَيَقُولُ: نَسْناسٌ مِنْ دُخان وسَنْسانٌ، يُرِيدُ دُخَانَ نَارٍ. وبَنى الْقَوْمُ بُيُوتَهُمْ عَلَى سَنَنٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى مِثَالٍ وَاحِدٍ. وسَنَّ الطينَ: طَيَّنَ بِهِ فَخَّاراً أَو اتَّخَذَهُ مِنْهُ. والمَسْنون: المُصَوَّرُ. والمَسْنون: المُنْتِن. وَقَوْلُهُ تعالى: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَي مُتَغَيِّرٍ مُنْتِنٍ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُنَّ الماءُ فَهُوَ مَسْنُون أَي تَغَيَّرَ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَسْنون مَصْبوب عَلَى سُنَّةِ الطَّرِيقِ؛ قَالَ الأَخفش: وإِنما يَتَغَيَّرُ إِذا أَقام بِغَيْرِ مَاءٍ جَارٍ، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ أَن مَسْنُونَ اسْمُ مَفْعُولٍ جارٍ عَلَى سُنَّ وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَسْنُونٌ طَوَّلَهُ، جعله طويلًا مستوياً. يُقَالُ: رَجُلٌ مَسنون الْوَجْهِ أَي حَسَنُ الْوَجْهِ طَوِيلُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الرَّطْبُ، وَيُقَالُ المُنْتِنُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَسنونُ المَصبوب. وَيُقَالُ: الْمَسْنُونُ المَصْبوب عَلَى صُورَةٍ، وَقَالَ: الْوَجْهُ المَسنون سمِّي مَسنوناً لأَنه كَالْمَخْرُوطِ. الْفَرَّاءُ: سُمِّيَ المِسَنُّ مِسَنّاً لأَن الْحَدِيدَ يُسَنُّ عَلَيْهِ أَي يُحَكُّ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ عِنْدَ الْحَكِّ: سَنِينٌ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ السَّائِلُ إِلا مُنْتِناً، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* ؛ يُقَالُ الْمَحْكُوكُ، وَيُقَالُ: هُوَ الْمُتَغَيِّرُ كأَنه أُخذ مِنْ سَنَنْتُ الْحَجَرَ عَلَى الحجَر، وَالَّذِي يَخْرُجُ بَيْنَهُمَا يُقَالُ لَهُ السَّنِينُ، وَاللَّهُ أَعلم بِمَا أَراد. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ بَرْوَعَ بنتِ واشِقٍ: وَكَانَ زَوْجُهَا سُنَّ فِي بِئْرٍ أَي تَغَيَّرَ وأَنْتنَ، مِنْ قَوْلِهِ تعالى: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* ؛ أَي مُتَغَيِّرٍ، وَقِيلَ: أَراد بسُنَّ أَسِنَ بِوَزْنِ سَمِعَ، وَهُوَ أَن يَدُورَ رأْسه مِنْ رِيحٍ كَرِيهَةٍ شَمَّهَا وَيُغْشَى عَلَيْهِ. وسَنَّتِ العينُ الدمعَ تَسُنُّه سَنّاً: صَبَّتْهُ، واسْتَنَّتْ هِيَ: انْصَبَّ دَمْعُهَا. وسَنَّ عَلَيْهِ الماءَ: صَبَّه، وَقِيلَ: أَرسله إِرسالًا لَيِّنًا، وسَنَّ عَلَيْهِ الدرعَ يَسُنُّها سَنّاً كَذَلِكَ إِذا صَبَّهَا عَلَيْهِ، وَلَا يُقَالُ شَنَّ. وَيُقَالُ: شَنَّ عَلَيْهِمُ الغارةَ إِذا فَرَّقَهَا. وَقَدْ شَنَّ الماءَ عَلَى شَرَابِهِ أَي فرَّقه عَلَيْهِ. وسَنَّ الماءَ عَلَى وَجْهِهِ أَي صبَّه عَلَيْهِ صَبًّا سَهْلًا. الْجَوْهَرِيُّ: سَنَنْتُ الماءَ عَلَى وَجْهِي أَي أَرسلته إِرسالًا مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ، فإِذا فَرَّقْتَهُ بِالصَّبِّ قُلْتَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. وَفِي حَدِيثِ بَوْلِ الأَعرابي فِي الْمَسْجِدِ: فَدَعَا بدلوٍ مِنْ مَاءٍ فسَنَّه عَلَيْهِ أَي صَبَّهُ. والسَّنُّ. الصبُّ فِي سُهولة، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخَمْرِ: سُنَّها فِي البَطْحاء. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَسُنُّ الماءَ عَلَى وَجْهِهِ وَلَا يَشُنُّه أَي كَانَ يَصُبُّهُ وَلَا يُفَرِّقُهُ عَلَيْهِ. وسَنَنْتُ الترابَ: صَبَبْتُهُ عَلَى وَجْهِ الأَرض صَبًّا سَهْلًا حَتَّى صَارَ كالمُسَنّاة. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عِنْدَ مَوْتِهِ: فسُنُّوا عليَّ الترابَ سَنّاً أَي ضَعُوهُ وَضْعًا سَهْلًا. وسُنَّت الأَرض فَهِيَ مَسنونة وسَنِينٌ إِذا أُكل نَبَاتُهَا؛ قَالَ الطِّرِمّاحُ: بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الريحُ فِيهِ، ... حَنِينَ الجِلْبِ [الجُلْبِ] في البلدِ السَّنِينِ . يَعْنِي المَحْلَ. وأَسْنان المنْجَل: أُشَرُهُ. والسَّنُونُ

_ (1). قوله [قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ إِلخ] سقط الشعر من الأَصل بعد قوله الرياح كما هو في التهذيب: أَبين الديان غير بيض كأَنها ... فصول رجاع زفزفتها السنائن

والسَّنِينة: رِمالٌ مُرْتَفِعَةٌ تَسْتَطِيلُ عَلَى وَجْهُ الأَرض، وَقِيلَ: هِيَ كَهَيْئَةِ الحِبال مِنَ الرمل. التهذيب: والسَّنائن رِمَالٌ مُرْتَفِعَةٌ تَسْتَطِيلُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَاحِدَتُهَا سَنِينة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وأَرْطاةِ حِقْفٍ بَيْنَ كِسْرَيْ سَنائن وَرَوَى المؤرِّج: السِّنانُ الذِّبّانُ؛ وأَنشد: أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةً، ... وَمَا بَيْنَ عَيْنَيهِ وَنِيمُ سِنانِ؟ قَالَ: تأْزِيزاً مَا رَمَتْه القدْر إِذا فَارَتْ. وسَانَّ البعيرُ الناقةَ يُسانُّها مُسانَّةً وسِناناً: عَارَضَهَا للتَّنَوُّخ، وَذَلِكَ أَن يَطْرُدَها حَتَّى تَبْرُكَ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا طَرَدَها حَتَّى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: وتُصْبِحُ عَنْ غِبِّ السُّرَى، وكأَنها ... فَنِيقٌ ثَناها عَنْ سِنانٍ فأَرْقَلا يَقُولُ: سانَّ ناقتَه ثُمَّ انْتَهَى إِلى العَدْوِ الشَّدِيدِ فأَرْقَلَ، وَهُوَ أَن يَرْتَفِعَ عَنِ الذَّمِيلِ، وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ أَيضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِيِّ؛ وَقَالَ الأَسدِيُّ يَصِفُ فَحْلًا: للبَكَراتِ العِيطِ مِنْهَا ضاهِدا، ... طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَا . ذَارِعًا: يُقَالُ ذَرَعَ لَهُ إِذا وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ عنقِه ثُمَّ خَنَقه، والعاضِدُ: الَّذِي يأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ؛ يَقُولُ: يُطاوعه السِّنانُ كَيْفَ شَاءَ. وَيُقَالُ: سَنَّ الفَحْلُ النَّاقَةَ يَسُنُّها إِذا كبَّها عَلَى وَجْهِهَا؛ قَالَ: فاندَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها، ... فسَنَّها للوَجْهِ أَو دَرْباها أَي دَفَعَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُسانَّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ: وأَنت إِذا مَا كنتَ فاعِلَ هَذِهِ ... سِنَاناً، فَمَا يُلْقَى لِحَيْنك مَصْرَعُ أَي فاعلَ هَذِهِ قَهْرًا وابْتِساراً؛ وَقَالَ آخَرُ: كالفَحْل أَرْقَلَ بَعْدَ طُولِ سِنَانِ وَيُقَالُ: سَانَّ الفحلُ الناقَةَ يُسانُّها إِذا كَدَمَها. وتَسانَّتِ الفُحُولِ إِذا تَكادَمت. وسَنَنْتُ الناقةَ: سَيَّرتُها سَيْرًا شَدِيدًا. وَوَقَعَ فُلَانٌ فِي سِنِّ رأْسِهِ أَي فِي عَدَدِ شَعْرِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَقِيلَ: فِيمَا شَاءَ واحْتَكَم؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَقَدْ يُفَسَّرُ سنُّ رأْسه عَدَدُ شعره من الْخَيْرِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي سِنِّ رأْسِه وَفِي سِيِّ رأْسه وسَواءِ رأْسِه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْحَرْفَ فِي الأَمثال: فِي سِنِّ رأْسه، وَرَوَاهُ فِي المؤلَّف: فِي سِيِّ رأْسه؛ قَالَ الأَزهري: وَالصَّوَابُ بِالْيَاءِ أَي فِيمَا سَاوَى رَأْسَه مِنَ الخِصْبِ. والسِّنُّ: الثَّوْرُ الْوَحْشِيُّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَنَّتْ حَنِيناً، كثُؤَاجِ السّنِّ، ... فِي قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِ اللَّيْثُ: السَّنَّةُ اسْمُ الدُّبَّة أَو الفَهْدَةِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الصادِقِ فِي حَدِيثِهِ وَخَبَرِهِ: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وَيَقُولُهُ الإِنسانُ عَلَى نَفْسِهِ وإِن كَانَ ضَارًّا لَهُ؛ قَالَ الأَصمعي: أَصله أَن رَجُلًا ساوَمَ رَجُلًا ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عَنْ سِنِّه فأَخبره بِالْحَقِّ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: صَدَقَني سِنَّ بِكْرِهِ، فَذَهَبَ مَثَلًا، وَهَذَا الْمَثَلُ يُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه تَكَلَّمَ بِهِ فِي الْكُوفَةِ. وَمِنْ أَمثالهم: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى؛ يضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُدْخِلُ نَفْسَهُ فِي قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ، والقَرْعى مِنَ الفِصَال: الَّتِي أَصابها قَرَعٌ، وَهُوَ بَثْرٌ، فإِذا اسْتَنَّتِ الْفِصَالُ الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَى

نَزْوَها تَشَبَّهُ بِهَا وَقَدْ أَضعفها القَرَعُ عَنِ النَّزَوانِ. واسْتَنَّ الفَرَسُ: قَمَصَ. واسْتَنَّ الفرسُ في المِضْمارِ إِذا جرى فين نَشاطه عَلَى سَنَنه فِي جِهَةٍ وَاحِدَةٍ. والاسْتنانُ: النَّشَاطُ؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ الْمَذْكُورُ: اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حَتَّى القَرْعى، وَقِيلَ: اسْتَنَّتِ الفِصال أَي سَمِنَتْ وصَارَتْ جُلُودها كالمَسَانِّ، قَالَ: والأَول أَصح. وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: اسْتَنَّت شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ ؛ اسْتَنَّ الفَرَسُ يَسْتَنُّ اسْتِناناً أَي عَدَا لَمَرحه ونَشاطه شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ وَلَا راكِبَ عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنّ فَرَسَ المُجاهِد ليَسْتَنُّ فِي طِوَله. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: رأَيت أَباه يَسْتَنُّ بسَيْفِه كَمَا يَسْتَنُّ الجملُ أَي يَمْرَحُ ويَخْطُرُ بِهِ. والسِّنُّ والسِّنْسِنُ والسِّنْسِنَةُ: حَرْفُ فَقْرةِ الظَّهْرِ، وَقِيلَ: السَّنَاسِنُ رؤوس أَطراف عِظَامِ الصَّدْرِ، وَهِيَ مُشَاش الزَّوْرِ، وَقِيلَ: هِيَ أَطراف الضُّلُوعِ الَّتِي فِي الصَّدْرِ. ابْنُ الأَعرابي: السَّنَاسِنُ والشَّنَاشِنُ العِظامُ؛ وَقَالَ الجَرَنْفَشُ: كَيْفَ تَرَى الغزْوة أَبْقَتْ مِنِّي ... سَناسِناً، كحَلَقِ المِجَنِ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: السَّنَاسِنُ رؤوس المَحالِ وحُروفُ فَقَارِ الظَّهْرِ، وَاحِدُهَا سِنْسِنٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ قَالَ الأَزهري: ولحمُ سَناسِنِ الْبَعِيرِ مِنْ أَطيب اللُّحْمَانِ لأَنها تَكُونُ بَيْنَ شَطَّي السَّنَام، ولحمُها يَكُونُ أَشْمَطَ طَيّباً، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْفَرَسِ جَوانِحُه الشاخِصَةُ شِبْهُ الضُّلُوعِ ثُمَّ تَنْقَطِعُ دُونَ الضُّلُوعِ. وسُنْسُنُ: اسْمٌ أَعجمي يُسَمِّي بِهِ السَّوَادِيُّونَ. والسُّنَّةُ: ضَرْبٌ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ معروفة. سهن: ابْنُ الأَعرابي: الأَسْهان الرِّمالُ اللَّيِّنة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُبدلت النُّونُ مِنَ اللام، والله أَعلم. سون: سُوَانُ: مَوْضِعٌ. ابْنُ الأَعرابي: التسَوُّنُ اسْتِرْخَاءُ الْبَطْنِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى التَّسَوُّل مِنْ سَوِلَ يَسْوَلُ إِذا اسْتَرْخَى، فأَبدل مِنَ اللَّامِ النون. سوسن: السَّوْسَن: نَبت، أَعجمي مُعَرَّبٌ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ وَقَدْ جَرَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَعشى: وآسٌ وخَيْرِيٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ، ... إِذا كَانَ هيزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما وأَجناسه كثيرة وأَطيبه الأَبيض. سين: السينُ: حَرْفُ هِجَاءٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، هَذِهِ سِينٌ وَهَذَا سِينٌ، فَمَنْ أَنث فَعَلَى تَوَهُّمِ الْكَلِمَةِ، وَمَنْ ذَكَّرَ فَعَلَى تَوَهُّمِ الْحَرْفِ، وَالسِّينُ مِنْ حَرْفِ الزِّيَادَاتِ، وَقَدْ تُخَلِّص الفعلَ لِلِاسْتِقْبَالِ تَقُولُ سَيَفْعَلُ، وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنها جَوَابُ لَنْ. أَبو زَيْدٍ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ السِّينَ تَاءً، وأَنشد لعِلْباء بْنِ أَرقم: يَا قَبَّحَ اللَّهُ بَنِي السعْلاةِ، ... عَمْرو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِ، لَيْسُوا أَعِفَّاء وَلَا أَكْياتِ يُرِيدُ: النَّاسَ والأَكياس، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ التَّاءَ كَافًا، وَسَنَذْكُرُهَا فِي الأَلف اللَّيِّنَةِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ لَا يُحْسِنُ سِينَهُ، يُرِيدُونَ شُعْبَةً مِنْ شُعَبه وَهُوَ ذُو ثَلَاثِ شُعَب. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يس ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: الم*، حم*، وأَوائل السُّوَرِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَعْنَاهُ يَا إِنسان لأَنه قَالَ: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. وطُورُ سِينِينَ وسِينَا وسَيْنَاءَ جَبَلٌ بِالشَّامِ، قَالَ

فصل الشين المعجمة

الزجاج: إِن سَيناء [سِيناء] حِجَارَةٌ وَهُوَ، واللَّه أَعلم، اسْمُ الْمَكَانِ، فَمَنْ قرأَ سَيْناء عَلَى وَزْنِ صَحْرَاءَ فإِنها لَا تَنْصَرِفُ، وَمَنْ قرأَ سِيناء فَهُوَ عَلَى وَزْنِ عِلْباء إِلا أَنه اسْمٌ لِلْبُقْعَةِ فَلَا يَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِعْلاء بِالْكَسْرِ مَمْدُودٌ. والسِّينينيَّة: شَجَرَةٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ الأَخفش، وَجَمْعُهَا سِينِين، قَالَ: وَزَعَمَ الأَخفش أَنَّ طُورَ سِينِينَ مُضَافٌ إِليه، قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي هَذَا عَنْ أَحد غَيْرَهُ، الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ طُور أُضيف إِلى سِينَا، وَهِيَ شَجَرٌ، قَالَ الأَخفش: السِّينِينُ وَاحِدَتُهَا سِينِينِيّة، قال: وقرىء طور سَينَاء وسِينَاءَ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أَجود فِي النَّحْوِ لأَنه بُنِيَ عَلَى فَعْلاء، وَالْكَسْرُ رَدِيءٌ فِي النَّحْوِ لأَنه لَيْسَ فِي أَبنية الْعَرَبِ فِعْلاء مَمْدُودٌ بِكَسْرِ الأَول غَيْرُ مَصْرُوفٍ، إِلا أَن تَجْعَلَهُ أَعجميّاً، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: إِنما لَمْ يُصْرَفْ لأَنه جُعِلَ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ. التَّهْذِيبُ: وسِينِينُ اسْمُ جَبَلٍ بالشأْم. فصل الشين المعجمة شأن: الشَّأْنُ: الخَطْبُ والأَمْرُ والحال، وجمعه شُؤونٌ وشِئانٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي عَنْ أَبي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مِنْ شأْنه أَن يُعِزَّ ذَلِيلًا ويُذِلَّ عَزِيزًا، ويُغْنيَ فَقِيرًا ويُفْقر غَنِيًّا، وَلَا يَشْغَلُه شَأْنٌ عَنْ شأْنٍ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ المُلاعنة: لَكَانَ لِي وَلَهَا شأْنٌ أَي لَوْلَا مَا حَكَمَ اللَّهُ بِهِ مِنْ آيَاتِ الملاعَنة وأَنه أَسقط عَنْهَا الحَدَّ لأَقَمْتُه عَلَيْهَا حَيْثُ جاءَت بِالْوَلَدِ شَبِيهًا بِالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الحَكَم بْنِ حَزْن: والشَّأْنُ إِذ ذَاكَ دُونٌ أَي الحالُ ضَعِيفَةٌ لَمْ تَرْتَفِعْ وَلَمْ يَحصل الغِنى؛ وأَما قَوْلُ جَوْذابةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجَرَّاح لأَبيه: وشَرُّنا أَظْلَمُنا فِي الشُّونِ، ... أَرَيْتَ إِذ أَسْلَمْتني وشُوني فإِنما أَراد: فِي الشُّؤون، وإِذ أَسلمتني وشُؤوني، فَحَذَفَ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ جَمْعَهُ عَلَى فُعْلٍ كجَوْنٍ وجُونٍ، إِلا أَنه خَفَّفَ أَو أَبدل لِلْوَزْنِ وَالْقَافِيَةِ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَهُمْ بإِيطاء لِاخْتِلَافِ وَجْهَيِ التَّعْرِيفِ، أَلا تَرَى أَن الأَول مَعْرِفَةٌ بالأَلف وَاللَّامِ وَالثَّانِي مَعْرِفَةٌ بالإِضافة؟ ولأَشْأَنَنَّ خَبَره أَي لأَخْبُرَنَّهُ. وَمَا شَأَنَ شَأْنَه أَي مَا أَراد. وَمَا شَأَنَ شَأْنَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مَا شَعَر بِهِ، واشْأَنْ شَأْنَك؛ عَنْهُ أَيضاً، أَي عَلَيْكَ بِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَتاني ذَلِكَ وَمَا شَأَنْتُ شَأْنَه أَي مَا عَلِمتُ بِهِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَقبل فلانٌ وَمَا يَشْأَنُ شَأْنَ فُلَانٍ شَأْناً إِذا عَمِلَ فِيمَا يُحِبُّ أَو فِيمَا يَكْرَهُ. وَقَالَ: إِنه لَمِشْآنُ شأْنٍ أَن يُفْسِدَك أَي أَن يَعْمَلَ فِي فَسَادِكَ. وَيُقَالُ: لأَشْأَنَنَّ شَأْنَهم أَي لأُفْسِدَنَّ أَمرَهم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لأَخْبُرَنَّ أَمرَهم. التَّهْذِيبُ: أَتاني فُلَانٌ وَمَا شَأَنْتُ شَأْنَه، وَمَا مَأَنْتُ مَأْنَه، وَلَا انْتَبَلْتُ نَبْلَه أَي لَمْ أَكترِثْ بِهِ وَلَا عَبَأْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: اشْأَنْ شَأْنَك أَي اعْمَلْ مَا تُحْسِنه. وشَأَنْتُ شَأْنَه: قَصَدْتُ قَصْدَه. والشَّأْنُ: مَجْرى الدَّمْع إِلى الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَشْؤُن وشُؤون. وَالشُّؤُونُ: نَمانِمُ فِي الجَبْهة شِبْهُ لِحام النُّحاس يَكُونُ بَيْنَ الْقَبَائِلِ، وَقِيلَ: هِيَ مواصِل قبَائِل الرأْس إِلى الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّلاسِلُ الَّتِي تَجْمَع بَيْنَ الْقَبَائِلِ. اللَّيْثُ: الشُّؤُونُ عُروق الدُّموع مِنَ الرأْس إِلى الْعَيْنِ، قَالَ: والشُّؤُونُ نمانِمُ فِي الجُمْجُمة بَيْنَ الْقَبَائِلِ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: الشُّؤُون عُروق فَوْقَ الْقَبَائِلِ، فَكُلَّمَا أَسَنَّ الرجلُ قَوِيَتْ واشتدَّت.

وَقَالَ الأَصمعي: الشُّؤون مَواصِل الْقَبَائِلِ بَيْنَ كُلِّ قَبِيلَتَيْنِ شَأْنٌ، وَالدُّمُوعُ تَخْرُجُ مِنَ الشُّؤُون، وَهِيَ أَربع بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ. ابْنُ الأَعرابي: للنساءِ ثلاثُ قبَائل. أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: الشَّأْنانِ عِرْقان يَنحدِران مِنَ الرأْسِ إِلى الْحَاجِبَيْنِ ثُمَّ إِلى الْعَيْنَيْنِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: عَيْناك دَمْعُها سَرُوبُ، ... كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ . قَالَ: وَحُجَّةُ الأَصمعي قَوْلُهُ: لَا تُحْزِنيني بالفِراقِ، فإِنَّني ... لَا تسْتَهِلُّ مِنَ الفِراقِ شُؤوني . الْجَوْهَرِيُّ: والشأْنُ واحدُ الشُّؤُون، وَهِيَ مواصلُ قَبَائِلِ الرأْس ومُلتَقاها، وَمِنْهَا تَجِيءُ الدُّمُوعُ. وَيُقَالُ: اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه، والاسْتِهْلالُ قَطْرٌ لَهُ صوْت؛ قَالَ أَوسُ بْنُ حَجَرٍ: لا تحزنيني بالفراق «2». قَالَ أَبو حَاتِمٍ: الشُّؤُون الشُّعَب الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ قَبَائِلِ الرأْس وَهِيَ أَربعة أَشْؤُنٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ الرَّاعِي: وطُنْبُور أَجَشّ وَرِيحٍ ضِغْثٍ، ... مِنَ الرَّيْحانِ، يَتَّبِعُ الشُّؤُونا . فَمَعْنَاهُ أَنه تَطِيرُ الرَّائِحَةُ حَتَّى تَبْلُغَ إِلى شُؤُون رأْسه. وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ: حَتَّى تَبْلُغ بِهِ شُؤُونَ رأْسِها ؛ هِيَ عِظامُه وَطَرَائِقُهُ ومَواصِلُ قَبائله، وَهِيَ أَربعة بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، وَقِيلَ: الشُّؤُون عُروق فِي الْجَبَلِ يَنْبُت فِيهَا النَّبْع، وَاحِدُهَا شَأْنٌ. وَيُقَالُ: رأَيت نَخِيلًا نَابِتَةً فِي شَأْنٍ مِنْ شُؤُون الْجَبَلِ، وَقِيلَ: إِنها عُروق مِنَ التُّرَابِ فِي شُقوق الْجِبَالِ يُغْرَس فِيهَا النَّخْلُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الشُّؤُون خُطوط فِي الْجَبَلِ، وَقِيلَ: صُدوع؛ قَالَ قيسُ بْنُ ذَريح: وأَهْجُرُكُم هَجْرَ البَغِيض، وحُبُّكم ... عَلَى كَبِدي مِنْهُ شُؤُونٌ صَوادِعُ شَبَّهَ شُقوق كَبِدِهِ بالشُّقوق الَّتِي تَكُونُ فِي الْجِبَالِ. وَفِي حَدِيثِ أَيوب المعَلِّم: لَمَّا انهَزَمْنا رَكِبْتُ شَأْناً مِنْ قَصَب فإِذا الحَسَنُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَة فأَدْنَيْتُ الشَّأْنَ فحملتُه مَعِي ؛ قِيلَ: الشَّأْن عِرْقٌ فِي الْجَبَلِ فِيهِ تُرَابٌ يُنْبِتُ، وَالْجَمْعُ شُؤونٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى وَلَا أَرى هَذَا تَفْسِيرًا لَهُ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ، ... خِلافَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسيلُ . شَبَّهَ تَحَدُّرَ الْمَاءِ عَنْ هَذَا الْجَبَلِ بتَحَدُّرِه عَنْ هَذَا الطَّائِرِ أَو تَحَدُّرِ الدَّمِ عَنْ لَبّات البُدْن. وشُؤُون الْخَمْرِ: مَا دبَّ مِنْهَا فِي عُروق الْجَسَدِ؛ قَالَ البَعيث: بأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا، وَلَا طَعْمَ قَرْقَفٍ ... عُقارٍ تَمَشَّى فِي العِظامِ شُؤونُها «3». شبن: الشَّابِل والشَّابِنُ: الْغُلَامُ التَّارُّ النَّاعِمُ، وَقَدْ شَبَنَ وشَبَلَ. شتن: الشَّتْنُ: النَّسْجُ. والشَّاتِن والشَّتون: النَّاسِجُ. يُقَالُ: شَتَنَ الشّاتِن ثَوْبَهُ أَي نَسَجَهُ، وَهِيَ هُذَلِيَّةٌ؛ وأَنشد: نَسَجَتْ بِهَا الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً، ... لَمْ يَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المَجْفَلِ قَالَ: الزُّوَعُ الْعَنْكَبُوتُ، والمَجْفَل: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، والبِيَنْطُ: الْحَائِكُ، وَفَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ حَجَّةِ الوَدَاعِ ذكرُ شَتَانٍ، وَهُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ وَتَخْفِيفِ التَّاءِ جَبَلٌ عِنْدَ مَكَّةَ، يُقَالُ بَاتَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ،

_ (2). البيت (3). قوله [تمشى في العظام] كذا بالأَصل والتهذيب بالميم، وفي التكملة: تفشى بالفاء

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. شثن: الشَّثْنُ مِنَ الرِّجَالِ: كالشَّثْل، وَهُوَ الْغَلِيظُ، وَقَدْ شَثُنَتْ [شَثِنَتْ] كفُّه وقَدَمُه شَثَناً وشُثُونةً وَهِيَ شَثْنَة. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ أَي أَنهما تَمِيلَانِ إِلى الغِلَظِ والقِصَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِي أَنامله غِلَظٌ بِلَا قَصْرٍ، وَيُحْمَدُ ذَلِكَ فِي الرِّجَالِ لأَنه أَشدُّ لقَبْضِهم، وَيُذَمُّ فِي النِّسَاءِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ: شَثْنة الْكَفِّ أَي غَلِيظَتُهَا. والشُّثُونة: غِلَظُ الْكَفِّ وجُسُوءُ الْمَفَاصِلِ. وأَسد شَثْنُ البراثِن: خَشِنُها، وَهُوَ منه. وشَثُنَ [شَثِنَ] الْبَعِيرُ شَثَناً: رَعَى الشَّوْك مِنَ العِضاهِ فغَلُظت عَلَيْهِ مَشَافِرُهُ. قَالَ خَالِدٌ العِتْريفِيُّ: الشُّثُونةُ لَا تَعِيبُ الرجالَ بَلْ هِيَ أَشد لقَبْضِهم وأَصْبَرُ لَهُمْ عَلَى المِراسِ، وَلَكِنَّهَا تَعِيبُ النِّسَاءَ. قَالَ خَالِدٌ: وأَنا شَثْنٌ. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ مَكْبُونُ الأَصابع مِثْلُ الشَّثْنِ. اللَّيْثُ: الشَّثْنُ الَّذِي فِي أَنامله غِلظٌ، وَالْفِعْلُ شَثُنَ وشَثِنَ شَثَناً وشُثُونةً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى شَنِثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّثَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، مَصْدَرُ شَثِنَتْ كَفُّهُ، بِالْكَسْرِ، أَي خَشُنَتْ وغَلُظَتْ. وَرَجُلٌ شَثْنُ الأَصابع، بِالتَّسْكِينِ، وَكَذَلِكَ العِضْو؛ وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ، كأَنه ... أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَساوِيكُ إِسْحِلِ وشَثِنَت [شَثُنَت] مَشافر الإِبل مِنْ أَكل الشوك. شجن: الشَّجَنُ: الْهَمُّ والحُزْن، وَالْجَمْعُ أَشْجانٌ وشُجُونٌ. شَجِنَ، بِالْكَسْرِ، شَجَناً وشُجُوناً، فَهُوَ شاجِنٌ، وشَجُنَ وتشَجَّنَ، وشَجَنَه الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ: أَحزنه؛ وَقَوْلُهُ: يُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، ... مِنَ المُطعِماتِ اللَّحْمَ غَيْرِ الشَّواجِنِ إِنما يُرِيدُ أَنهن لَا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها مِنَ الصَّيْدِ بَلْ يَصِدْنَه مَا شَاءَ. وشَجَنتِ الْحَمَامَةُ تشْجُنُ شُجُوناً: نَاحَتْ وتَحَزَّنتْ. والشَّجَنُ: هَوَى النَّفْس. والشَّجَنُ: الْحَاجَةُ، وَالْجَمْعُ أَشْجان، والشَّجَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَاجَةُ أَينما كَانَتْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِني سأُبْدي لكَ فِيمَا أُبْدي ... لِي شَجَنانِ: شَجَنٌ بنَجْدِ، وشَجَنٌ لِي ببِلادِ الهِنْدِ «1» . وَالْجَمْعُ أَشْجانٌ وشُجُونٌ؛ قَالَ: ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ، والتَقَتْ ... رِفاقٌ مِنَ الآفاقِ شَتَّى شُجُونُها وَيُرْوَى: لُحونُها أَي لُغَاتُهَا، وأَراد أَرضاً كَانَتْ لَهُ شَجَناً لَا وَطَناً أَي حَاجَةً، وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِعَجُزِهِ وَتَمَّمَهُ ابْنُ بَرِّيِّ وَذَكَرَ عَجُزَهُ: ذَكَرتُكِ حيثُ استأْمَن الوحشُ، والْتَقَتْ ... رِفاقٌ بِهِ، والنفسُ شَتَّى شُجُونُها قَالَ: وَمِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: رَغا صَاحِبِي، عندَ البكاءِ، كَمَا رَغَتْ ... مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرينُها وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً: حَتَّى إِذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ، ... وكُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ قَالَ: فُلَانٌ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَعْرِفَةِ، وهَنٌ كِنَايَةٌ عَنِ النَّكِرَةِ. وشَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً: حَبَسَتْه، وشَجَنَتْني تشْجُنُني. وَمَا شَجَنَكَ عَنَّا أَي مَا حَبَسك، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: مَا شَجَرَكَ. وَقَالُوا: شاجِنَتي

_ (1). قوله [ببلاد الهند] مثله في المحكم، والذي في الصحاح: ببلاد السند

شُجُونٌ كَقَوْلِهِمْ عابِلَتي عُبُول. وَقَدْ أَشْجَنني الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً. اللَّيْثُ: شَجُنْتُ شَجَناً أَي صَارَ الشَّجَنُ فيَّ، وأَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بِمَعْنَى تذَكَّرْت، وَهُوَ كَقَوْلِكَ فَطُنْتُ فَطَناً، وفَطِنْتُ لِلشَّيْءِ فِطْنةً وفَطَناً؛ وأَنشد: هَيَّجْنَ أَشْجاناً لِمَنْ تشَجَّنا والشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ: الغُصْنُ الْمُشْتَبِكُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ شُجْنة وشِجْنٌ وشُجْنٌ للغُصن، وشُجْنَة وشُجَنٌ وشِجْنةٌ وشِجَنٌ وشُجْناتٌ وشِجْناتٌ وشُجُناتٌ وشِجِناتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والشِّجْنةُ والشَّجْنةُ عُرُوقُ الشَّجَرِ الْمُشْتَبِكَةُ. وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ شِجْنَةُ رَحِمٍ وشُجْنةُ رَحِمٍ أَي قرابةٌ مُشتبكة. والشَّجَنُ والشُّجْنة والشِّجْنة: الشُّعْبة مِنَ الشَّيْءِ. والشِّجْنة: الشُّعبة مِنَ العُنقود تُدْرِكُ كُلُّهَا، وَقَدْ أَشْجَنَ الكَرْمُ وتشَجَّنَ الشَّجَرُ: الْتَفَّ. وَفِي الْمَثَلِ: الْحَدِيثُ ذُو شُجُون أَي فُنُونٍ وأَغراض، وَقِيلَ: أَي يَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ أَي ذُو شُعَب وامْتِساك بعضُه بِبَعْضٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُراد أَن الْحَدِيثَ يتفرَّق بالإِنسان شُعَبُه ووَجْهُه؛ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: مَعْنَاهُ ذُو فُنُونٍ وتشَبُّث بَعْضِهِ بِبَعْضٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِلْحَدِيثِ يَسْتَذْكِرُ بِهِ غَيْرَهُ؛ قَالَ: وَكَانَ المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عَنْ ضَبَّة بْنِ أُدٍّ بِهَذَا الْمَثَلِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُهُ؛ قَالَ: كَانَ قَدْ خَرَجَ لضبَّة بْنِ أُدٍّ ابْنَانِ: سَعْدٌ وسَعِيد فِي طَلَبِ إِبل، فَرَجَعَ سَعْدٌ وَلَمْ يَرْجِعْ سَعِيدٌ، فَبَيْنَا هُوَ يُسايِرُ الحرثَ بْنَ كَعْبٍ إِذ قَالَ لَهُ: فِي هَذَا الْمَوْضِعِ قَتَلْتُ فَتًى، وَوَصَفَ صِفَةَ ابْنِهِ، وَقَالَ هَذَا سَيْفُهُ، فَقَالَ ضَبَّةُ: أَرِني أَنْظُرْ إِليه، فَلَمَّا أَخذه عَرَفَ أَنه سَيْفُ ابْنِهِ، فَقَالَ: الْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ، ثُمَّ ضرب به الحرث فَقَتَلَهُ؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ: فَلَا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ، إِنّ اسْتِعارَها ... كضَبَّةَ إِذْ قَالَ: الحديثُ شُجُونُ ثُمَّ إِن ضَبَّةَ لَامَهُ النَّاسُ فِي قتل الحرث فِي الأَشهر الْحُرُمِ فَقَالَ: سَبَقَ السيفُ العَذَلَ. وَيُقَالُ: إِنَّ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ لخُرَيْمٍ الهُذَليِّ. والشُّجْنة والشِّجْنة: الرَّحِمُ الْمُشْتَبِكَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: الرَّحِمِ شِجْنة مِنَ اللَّهِ مُعَلَّقة بِالْعَرْشِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطع مَنْ قَطَعَنِي ، أَي الرَّحِمُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الرَّحْمن تَعَالَى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي قَرابةٌ مِنَ اللَّهِ مُشْتَبِكَةٌ كَاشْتِبَاكِ الْعُرُوقِ، شَبَّهَهُ بِذَلِكَ مَجَازًا أَو اتِّسَاعًا، وأَصل الشُّجْنة، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، شُعْبة مِنْ غُصْن مِنْ غُصُونِ الشَّجَرَةِ، والشَّجْنةُ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: الشُّجْنةُ الصِّهْرُ. وَنَاقَةٌ شَجَنٌ: مُتَداخِلَة الخَلْق مُشْتَبِكٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ كَمَا تَشْتَبِكُ الشَّجَرَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح الكاهنِ: تجُوبُ بِي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ أَي نَاقَةٌ مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شَجَرَةٌ مُتَشَجِّنَة أَي مُتَّصِلَةُ الأَغصان بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وَيُرْوَى: شَزِنَ، وَسَيَجِيءُ، والشِّجْنة، بِكَسْرِ الشِّينِ: الصَّدْعُ فِي الْجَبَلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والشاجِنَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَوْدية يُنْبت نَبَاتًا حَسَنًا، وَقِيلَ: الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الْوَادِي، وَاحِدُهَا شَجْن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْتُ إِن وَاحِدَهَا شَجْن لأَن أَبا عُبَيْدَةَ حَكَى ذَلِكَ، وَلَيْسَ بِالْقِيَاسِ لأَن فَعْلًا لَا يكسَّر عَلَى فَواعل، لَا سِيَّمَا وَقَدْ وَجَدْنَا الشاجِنة، فأَنْ يَكُونَ الشَّواجِنُ جَمْعَ شاجِنَةٍ أَولى؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كظَهرِ اللأَى لَوْ تُبْتَغَى رِيَّةٌ بِهِ ... نَهاراً، لعَيَّتْ فِي بُطُونِ الشَّواجِنِ

وَكَذَلِكَ رَوَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: الشَّواجِنُ أَعالي الْوَادِي، وَاحِدَتُهَا شاجِنَة. وَقَالَ شمِرٌ: جَمْعُ شَجْنٍ أَشْجان. قَالَ الأَزهري: وَفِي دِيَارِ ضبَّة وادٍ يُقَالُ لَهُ الشَّواجِنُ فِي بَطْنِهِ أَطْواء كَثِيرَةٌ، مِنْهَا لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ، ومياهُها عَذْبَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّجْنُ، بِالتَّسْكِينِ، واحدُ شُجُون الأَودية وَهِيَ طُرُقُها. والشاجِنة: وَاحِدَةُ الشواجِنِ، وَهِيَ أَودية كَثِيرَةُ الشَّجَرِ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعي: لَمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ ... طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ كَفَتُّ ثَوْبيَ لَا أُلْوِي عَلَى أَحَدٍ، ... إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ عَدِيٌّ: جَمْعُ عَادٍ كغَزِيٍّ جَمْعُ غازٍ، وَقَوْلُهُ: يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لَمَّا هَرَبُوا تَعَلَّقَتْ ثيابُهم بالطَّلْح فَتَرَكُوهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلطِّرِمَّاحِ فِي شَاجِنَةٍ لِلْوَاحِدَةِ: أَمِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَةِ الحَجُونِ، ... عَفَتْ مِنْهَا المنازِلُ مُنْذُ حِينِ وَقَوْلُ الحَذْلَمِيِّ: فضارِبَ الضَّبْه وَذِي الشُّجُونِ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ وَادِيًا ذَا الشُّجون، وأَن يَعْنِيَ بِهِ مَوْضِعًا. وشِجْنَة، بِالْكَسْرِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ شِجْنة بْنُ عُطارِد بْنِ عَوْف بْنُ كَعْب بْنِ سَعْد بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لَمْ يَدَعْ ... مِنْ دَارِمٍ أَحَداً، ولا من نَهْشَلِ. شحن: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ؛ أَي الْمَمْلُوءِ. الشَّحْنُ: مَلْؤُكَ السَّفِينَةَ وإِتْمامُك جِهازَها كُلَّهُ. شَحَنَ السَّفِينَةَ يَشْحَنُها شَحْناً: مَلأَها، وشَحَنَها مَا فِيهَا كَذَلِكَ. والشِّحْنَةُ: مَا شَحَنها. وشَحَنَ البلدَ بِالْخَيْلِ: ملأَه. وَبِالْبَلَدِ شِحْنةٌ مِنَ الْخَيْلِ أَي رَابِطَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ العامَّة فِي الشِّحْنةِ إِنه الأَمير غَلَطٌ. وَقَالَ الأَزهري: شِحْنةُ الكورَة مَنْ فِيهِمُ الْكِفَايَةُ لِضَبْطِهَا مِنْ أَولياء السُّلْطَانِ؛ وَقَوْلُهُ: تأَطَّرْنَ بالميناءِ ثُمَّ تَرَكْنَه، ... وَقَدْ لَجَّ مِنْ أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرَ شَحَنَ، وأَن يَكُونَ جَمْعَ شِحْنة نَادِرًا. ومَرْكَبٌ شاحِنٌ أَي مَشْحُون؛ عَنْ كُرَاعٍ، كَمَا قَالُوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مَكْتُومٌ. وشَحَنَ القومَ يَشْحَنُهم شَحْناً: طَرَدَهُمْ. ومَرَّ يَشْحَنُهم أَي يَطْرُدهم ويَشُلُّهم ويَكسَؤُهم، وَقَدْ شَحَنه إِذا طَرَدَهُ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ: اشْحَنْ عَنْكَ فُلَانًا أَي نَحِّه وأَبْعِدْه. والشَّحْنُ: العَدْوُ الشَّدِيدُ. وشَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ وتَشْحُنُ شُحُوناً: أَبْعَدتِ الطَّرَد وَلَمْ تَصِد شَيْئًا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ الصَّيْدَ وَالْكِلَابَ: يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ ... مِنَ المُطْعِماتِ الصَّيْدَ، غيرِ الشَّواحِنِ . والشاحِنُ مِنَ الْكِلَابِ: الَّذِي يُبْعِدُ الطَّرِيدَ وَلَا يَصِيدُ. الأَزهري: الشِّحْنة مَا يُقامُ لِلدَّوَابِّ مِنَ العَلَف الَّذِي يَكْفِيهَا يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا هُوَ شِحْنَتها. والشَّحْناء: الْحِقْدُ. والشَّحْناء: الْعَدَاوَةُ، وَكَذَلِكَ الشِّحْنة، بِالْكَسْرِ، وَقَدْ شَحِنَ عَلَيْهِ شَحْنَاً وشاحَنَه، وعَدُوٌّ مُشاحِنٌ. وشاحَنَه مُشاحنةً: مِنَ الشَّحْناء، وآحَنَه مُؤَاحَنة: مِنَ الإِحْنةِ، وَهُوَ مُشاحِنٌ لَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ بَشَرٍ مَا خَلَا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً ؛ المُشاحِنُ: المُعادي. والتَّشاحُنُ: تَفَاعُلٌ مِنَ الشَّحْناء الْعَدَاوَةِ؛ وَقَالَ الأَوزاعي: أَراد

بالمُشاحن هاهنا صاحِبَ البِدْعة والمُفارِقَ لِجَمَاعَةِ الأُمَّة، وَقِيلَ: المُشاحَنةُ مَا دُونَ الْقِتَالِ مِنَ السَّبِّ، والتَّعايُر مِنَ الشَّحْناءِ مأْخوذ، وَهِيَ الْعَدَاوَةُ، وَمِنَ الأَول: إِلا رَجُلًا كَانَ بَيْنَهَ وَبَيْنَ أَخيه شَحْناء أَي عَدَاوَةٌ. وأَشْحَنَ الصبيُّ، وَقِيلَ: الرجلُ، إِشْحاناً وأَجْهَشَ إِجْهاشاً: تَهيأَ لِلْبُكَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الاسْتِعْبارُ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ الْبُكَاءِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وَقَدْ هَمَّتْ بإِشْحانِ الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي سُيُوفٌ مُشْحَنة فِي أَغمادِها؛ وأَنشد: إِذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفُوفُ، وإِذْ ... سَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه مُتَمِّمًا لِمَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ: وَقَدْ هَمَّتْ بإِشْحانِ، مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى أَجْهَشَ الصَّبيُّ إِذا تهيأَ لِلْبُكَاءِ، فَقَالَ الهُذَلي: هُوَ أَبو قِلابَة؛ وَالْبَيْتُ بِكَمَالِهِ: إِذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ، وإِذْ ... سلُّوا السُّيُوفَ، وَقَدْ هَمَّت بإشْحانِ وَقَدْ أَورده الأَزهري: إِذا عارَتِ النَّبلُ والتَّفَّ اللُّفوفُ، وإِذْ ... سَلُّوا السُّيُوفَ عُرَاةً بَعْدَ إِشحانِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والشِّيحان والشَّيْحان الطَّوِيلُ، وَقَدْ يَكُونُ فَعْلاناً فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ، وسيُذْكر. شخن: شَخَّنَ: تهيأَ لِلْبُكَاءِ، وقد يخفف. شدن: شَدَنَ الصبيُّ والخِشْفُ وجميعُ ولدِ الظِّلْفِ والخُفِّ والحافِر يَشْدُنُ شُدُوناً: قَوِيَ وَصَلَحَ جِسْمُهُ وتَرَعْرَعَ ومَلَكَ أُمَّه فَمَشَى مَعَهَا. وَيُقَالُ للمُهْر أَيضاً: قَدْ شَدَن، فإِذا أَفردت الشادِنَ فَهُوَ وَلَدُ الظَّبْيَةِ. أَبو عُبَيْدٍ: الشادِنُ مِنْ أَولاد الظِّبَاءِ الَّذِي قَدْ قَوِيَ وَطَلَعَ قَرْنَاهُ وَاسْتَغْنَى عَنْ أُمه؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَحمد العُرَيْتي: يَا مَا أُحَيْسِنَ غِزْلاناً شَدَنَّ لَنَا وَيُقَالُ: إِن عَلِيَّ بْنَ حَمْزَةَ هَذَا حَضَرِيّ لَا بدَوِيّ لأَنه مَدَحَ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى. وأَشْدَنَتِ الظبيةُ وظَبية مُشْدِنٌ إِذا شَدَنَ ولَدُها، وَظَبْيَةٌ مُشْدِن: ذَاتُ شادِنٍ يَتْبَعُهَا، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الظَّلْف وَالْخُفِّ وَالْحَافِرِ، وَالْجَمْعُ مَشادِنُ عَلَى الْقِيَاسِ، ومَشادِين عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِثْلُ مَطَافِلَ ومَطافيل. ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَشْدُونة وَهِيَ العاتِقُ مِنَ الجَوارِي. وشَدَنٌ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، والإِبل الشَّدَنية مَنْسُوبَةٌ إِليه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والشَّدَنِيّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ وَقِيلَ: شَدَنٌ فَحْل بِالْيَمَنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وإِليه تُنْسَبُ هَذِهِ الإِبل. والشَّدْنُ، بِسُكُونِ الدَّالِ: شَجَرٌ لَهُ سِيقانٌ خَوَّارةٌ غِلاظ ونَوْرٌ شَبِيهٌ بنَوْر اليَاسَمِينِ فِي الْخِلْقَةِ، إِلا أَنه أَحمر مُشْرَب، وَهُوَ أَطيب مِنَ اليَاسَمين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ وأَنشد: كأَنَّ فاها، بعدَ ما تُعانِقُ، ... الشَّدْنُ والشِّرْيانُ والشَّبارِقُ. شرن: ابْنُ الأَعرابي: الشَّرْنُ الشَّقُّ فِي الصَّخْرَةِ. أَبو عَمْرٍو: فِي الصَّخْرَةِ شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيانٌ. وَقَدْ شَرِمَ وشَرِنَ إِذا انْشَقَّ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ الشِّرْيانَ، وَهُوَ شَجَرٌ صُلْب تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ، وَاحِدَتُهُ شِرْيانة، وَهُوَ كجِرْيالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ؛ قَالَ: وقَوْسُك شِرْيانةٌ، ... ونَبْلُك جَمْرُ الغَضى

قَالَ: والشُّورَانُ العُصْفُر، قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّ شِرْيان فِعْلانٌ لأَنه أَكثر مِنْ فِعْيال، قَالَ: وَلِهَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي شَرِيَ، ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً قَالَ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ الشِّرْيانَ هَذَا لِلشَّجَرِ أَصلًا فِي كِتَابِهِ، وإِنما ذَكَرَ فِي فَصْلِ شَرِيَ: الشِّرْيان وَاحِدُ الشَّرايين وَهِيَ العُروق النَّابِضَةُ. وتَشْرِينُ: اسْمُ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ الْخَرِيفِ، وَهُوَ أَعجمي، وَهُوَ إِلى وَزْنِ تَفْعِيلٍ أَقرب مِنْهُ إِلى وَزْنِ غَيْرِهِ مِنَ الأَمثلة؛ قَالَ: وَلَمْ يذكره صاحب الكتاب. شرحن: شَراحيلُ وشَراحينُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ شَرْحَلَ فِي بَابِ اللام. شزن: الشَّزَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، والشُّزُونة: الغِلَظُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ الأَعشى: تَيمَّمْتُ قَيْساً، وَكَمْ دُونَهُ ... مِنَ الأَرض مِنْ مَهْمَهٍ ذِي شَزَنْ «1» وَفِي حديث الذي اختطفته الجنُّ: كُنْتُ إِذا هَبَطْتُ شَزَناً أَجده بَيْنَ ثَنْدُوَتَيَ ؛ الشَّزَن، بِالتَّحْرِيكُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ شُزُنٌ وشُزونٌ، وَقَدْ شَزُنَ شُزُونة. وَرَجُلٌ شَزَن [شَزِن]: فِي خُلُقه عَسَرٌ. وتَشَزَّنَ فِي الأَمر: تَصَعَّبَ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمانَ بْنِ عادٍ: ووَلَّاهم شَزَنَه ، يُرْوَى بِفَتْحِ الشِّينِ وَالزَّايِ وَبِضَمِّهِمَا وَبِضَمِّ الشِّينِ وَسُكُونِ الزَّايِ، وَهِيَ لُغَاتٌ فِي الشِّدَّة والغِلْظة، وَقِيلَ: هُوَ الْجَانِبُ، أَي يُوَلِّي أَعداءَه شِدَّته وبأْسه أَو جَانِبَهُ أَي إِذا دَهَمَهم أَمر وَلَّاهم جَانِبَهُ فحَاطَهم بِنَفْسِهِ. يُقَالُ: وَلَّيته ظَهْرِي إِذا جَعَلَهُ وَرَاءَهُ وأَخذَ يَذُبُّ عَنْهُ. وشَزِنَت الإِبل شَزَناً: عَيِيَتْ مِنَ الْحَفَا. والشَّزَنُ: شِدَّةُ الإِعياء مِنَ الْحَفَا، وَقَدْ شَزِنت الإِبل. وَرَوَى أَبو سُفْيَانَ حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: شُزُنَه ، قَالَ: وسأَلت الأَصمعي عَنْهُ فَقَالَ: الشُّزُنُ عُرْضُه وَجَانِبُهُ، وَهُوَ لُغَةٌ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قَدْ بَلِينا، ... فَلَا يَرْمِينَ عَنْ شُزُنٍ حَزِيناً . يُرِيدُ أَنهم حِينَ دَهَمَهم الأَمر أَقبل عَلَيْهِمْ وولَّاهم جَانِبَهُ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الأَصمعي حَسَنٌ؛ وَقَالَ الهُذَليّ: كِلَانَا، وَلَوْ طالَ أَيَّامُه، ... سَيَنْدُرُ عَنْ شَزَنٍ مُدْحِضِ . قَالَ: الشَّزَنُ الحَرْف يَعْنِي بِهِ الْمَوْتَ وأَن كُلَّ أَحد سَتَزْلَقُ قَدَمُهُ بِالْمَوْتِ وإِن طَالَ عُمُرُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِل: إِن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قَدْ فُجِعْتُ بِهِمْ، ... أَمْسَتْ عَلَى شَزَنٍ مِنْ دارِهم دَارِي والشُّزُنُ: الكَعْبُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ وَقَالَ الأَجْدَعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ مَسْروق: وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ عَلَى شُزُنٍ، فَهُنَّ شَواعِي والشَّزَنُ والشُّزُنُ: نَاحِيَةُ الشَّيْءِ وَجَانِبُهُ. والشُّزُن: الْحَرْفُ وَالْجَانِبُ والناحية مثال الطُّنُب. وَيُقَالُ: عَنْ شُزُنٍ أَي عَنْ بُعْدٍ وَاعْتِرَاضٍ وتَحَرُّف. وَفِي حَدِيثِ الخُدْرِيّ: أَنه أَتى جَنازة فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَشَزَّنُوا لَهُ ليُوَسِّعُوا لَهُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: أَي تَحَرَّفُوا. يُقَالُ: تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي إِذا تَحَرَّفَ واعْتَرض. وَرَمَاهُ عَنْ شُزُنٍ أَي تَحَرَّف لَهُ، وَهُوَ أَشد لِلرَّمْيِ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطيح:

_ (1). قوله [تيممت قيساً إِلخ] الصاغاني الرواية: تيمم قيساً إِلخ. على الفعل المضارع أَي تتيمم ناقتي أَي تقصد، وقبله: فأفنيتها وتعاللتها ... على صحصح كرداء الردن.

تَجُوبُ بِي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ أَي تَمْشِي مِنْ نَشَاطِهَا عَلَى جَانِبٍ. وشَزِنَ فلانٌ إِذا نَشِطَ. والشَّزَنُ: النَّشاط، وَقِيلَ: الشَّزَن المُعْيَى مِنَ الحَفا. والتَّشَزُّن فِي الصِّراع: أَن يَضَعه عَلَى وَركه فيَصْرَعه، وَهُوَ التَّوَرُّك. وَيُقَالُ: مَا أُبالي عَلَى أَيّ قُطْرَيْهِ وَعَلَى أَيّ شُزْنَيْه وَقَعَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي جانِبيه. وتَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً وتَشْزِيناً، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: صَرَعَهُ؛ وَنَظِيرُهُ: وتَبَتَّل إِليه تَبْتِيلًا. وتَشَزَّنَ الشاةَ: أَضجعها لِيَذْبَحَهَا. وتَشَزَّن للرَّمْي وللأَمر وَغَيْرِهِ إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ سُئلَ حُضُورَ مَجْلِسٍ لِلْمُذَاكَرَةِ أَنه قَالَ: حَتَّى أَتَشَزَّنَ. وتَشَزَّن لَهُ أَي انْتَصَبَ لَهُ فِي الْخُصُومَةِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قرأَ سُورَةَ ص، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ الناسُ لِلسُّجُودِ، فَقَالَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِنما هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ وَلَكِنِّي رأَيتكم تَشَزَّنْتُم، فَنَزَلَ وَسَجَدَ وَسَجَدُوا ؛ التَّشَزُّنُ: التأَهُّب والتَّهَيُّؤ لِلشَّيْءِ وَالِاسْتِعْدَادُ لَهُ، مأْخوذ مِنْ عُرْض الشَّيْءِ وَجَانِبِهِ كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطمأْنينة فِي جُلُوسِهِ ويقعُدُ مُسْتَوْفِزًا عَلَى جَانِبٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن عُمَرَ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمًا فقَطَّبَ وتَشَزَّنَ لَهُ أَي تأَهب. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: قَالَ لسَعْد وعَمّار ميعادُكم يومُ كَذَا حَتَّى أَتَشَزَّنَ أَي أَسْتَعِدَّ لِلْجَوَابِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِيَادٍ: نِعْمَ الشَّيْءُ الإِمارةُ لَوْلَا قَعْقَعةُ البُرُدِ والتَّشَزُّنُ للخُطَب. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيان: فترامَتْ مَذْحِجُ بأَسِنَّتِها وتَشَزَّنَتْ بأَعِنَّتها. شصن: أَهمله اللَّيْثُ. أَبو عَمْرٍو: الشَّواصِينُ البَراني، الْوَاحِدَةُ شاصُونة. قَالَ الأَزهري: البَراني تَكُونُ القواريرَ وَتَكُونُ الدِّيَكة، قال: ولا أَدري أَراد بها. شطن: الشَّطَنُ: الحَبْل، وَقِيلَ: الْحَبْلُ الطَّوِيلُ الشديدُ الفَتْل يُسْتَقى بِهِ وتُشَدُّ بِهِ الخَيْل، وَالْجَمْعُ أَشْطان؛ قَالَ عَنْتَرَةَ: يَدْعُونَ عَنْتَر، والرِّماحُ كأَنها ... أَشْطانُ بئرٍ فِي لَبانِ الأَدْهَمِ . وَوَصَفَ أَعرابي فَرَسًا لَا يَحْفى فَقَالَ: كأَنه شَيْطانٌ فِي أَشْطان. وشَطَنْتُه أَشْطُنه إِذا شَدَدْته بالشَّطَن. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبوطة بشَطَنَين ؛ الشَّطَنُ: الْحَبْلُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ مِنْهُ، وإِنما شَدَّه بشَطَنَيْن لِقُوَّتِهِ وَشِدَّتِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: وَذَكَرَ الْحَيَاةَ فَقَالَ: إِن اللَّهَ جَعَلَ الموتَ خالِجاً لأَشْطانها ؛ هِيَ جَمْعُ شَطَن، والخالِجُ المُسْرِع فِي الأَخذ، فَاسْتَعَارَ الأَشْطانَ لِلْحَيَاةِ لِامْتِدَادِهَا وَطُولِهَا. والشَّطَنُ: الْحَبْلُ الَّذِي يُشْطَن بِهِ الدَّلْوُ. والمُشاطِنُ: الَّذِي يَنزِعُ الدَّلْوَ مِنَ الْبِئْرِ بِحَبْلَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ونَشْوانَ مِنْ طُولِ النُّعاسِ كأَنه، ... بحَبْلينِ فِي مَشْطونةٍ، يَتَطَوَّحُ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو، كأَنَّ سَراتَهُ ... ورِجلَيه سَلْمٌ بَيْنَ حَبَلي مُشاطن وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْعَزِيزِ النَّفْس: إِنه ليَنْزُو بَيْنَ شَطَنَين؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للإِنسان الأَشِر الْقَوِيِّ، وَذَلِكَ أَن الفرسَ إِذا اسْتَعْصَى عَلَى صَاحِبِهِ شَدَّه بحَبلين مِنْ جَانِبَيْنِ، يُقَالُ: فَرَسٌ مَشْطون. والشَّطون مِنَ الْآبَارِ: الَّتِي تُنْزَع بحَبْلين مِنْ جَانِبَيْهَا، وَهِيَ مُتَّسِعَةُ الأَعلى ضَيِّقَةُ الأَسفل، فإِن نزَعَها بِحَبْلٍ وَاحِدٍ جَرَّها عَلَى الطَّيِّ فتخرَّقت.

وَبِئْرٌ شَطُونٌ: مُلتَوية عَوْجاء. وحربٌ شَطُونٌ: عَسِرةٌ شَدِيدَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: لَنَا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ، ... بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا وَبِئْرٌ شَطون: بَعِيدَةُ الْقَعْرِ فِي جِرابها عِوَجٌ. وَرُمْحٌ شَطونٌ: طَوِيلٌ أَعوج. وشَطَنَ عَنْهُ: بَعُدَ. وأَشْطَنَه: أَبعده. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّ هَوًى شاطنٌ فِي النَّارِ ؛ الشاطِنُ: الْبَعِيدُ عَنِ الْحَقِّ، وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ كُلُّ ذِي هَوًى، وَقَدْ رُوِيَ كَذَلِكَ. وشَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً: بَعُدَت. وَنِيَّةٌ شَطونٌ: بَعِيدَةٌ، وغزْوة شَطونٌ كَذَلِكَ. والشَّطِينُ: الْبَعِيدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَلِكَ وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ المُصَنِّف، وَالْمَعْرُوفُ الشَّطِير، بِالرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ونَوًى شَطون: بَعِيدَةٌ شَاقَّةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: نَأَتْ بِسُعاد عَنْكَ نَوًى شَطونُ ... فبانَتْ، والفُؤَادُ بِهَا رَهينُ . وإِلْيَة شطونٌ إِذا كَانَتْ مَائِلَةً فِي شِقّ. والشَّطْنُ: مَصْدَرُ شَطَنَه يَشْطُنُه شَطْناً خَالَفَهُ عَنْ وجْهه وَنِيَّتِهِ. والشيطانُ: حَيَّةٌ لَهُ عُرْفٌ. والشاطِنُ: الْخَبِيثُ. والشَّيْطانُ: فَيْعال مِنْ شَطَنَ إِذا بَعُدَ فِيمَنْ جَعَلَ النُّونَ أَصلًا، وَقَوْلُهُمُ الشَّيَاطِينُ دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ. وَالشَّيْطَانُ: مَعْرُوفٌ، وَكُلُّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٍ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَالدَّوَابِّ شَيْطَانٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ مِنْ غَزَلٍ، ... وهُنَّ يَهْوَيْنَني، إِذ كنتُ شَيْطاناً وتَشَيْطَنَ الرَّجُلُ وشَيْطَن إِذا صَارَ كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شافٍ لبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِن وَقِيلَ: الشَّيْطَانُ فَعْلان مِنْ شاطَ يَشيط إِذا هَلَكَ وَاحْتَرَقَ مِثْلُ هَيْمان وغَيمان مِنْ هامَ وغامَ؛ قَالَ الأَزهري: الأَول أَكثر، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه مِنْ شَطَنَ قَوْلُ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ يَذْكُرُ سُلَيْمَانَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أَيُّما شاطِنٍ عَصَاهُ عَكاه . أَراد: أَيما شَيْطَانٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ ، وقرأَ الحسنُ: وَمَا تنزَّلت بِهِ الشَّياطون ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ جَنَنَ: والمَجانينُ جَمْعٌ لمَجْنون، وأَما مَجانون فَشَاذٌّ كَمَا شَذَّ شَياطون فِي شَيَاطِينَ، وَقُرِئَ: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطِينُ . وتشَيْطَنَ الرَّجُلُ: فَعَل فِعْل الشَّيَاطِينِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَجْهُهُ أَن الشَّيْءَ إِذا اسْتُقْبح شُبِّه بِالشَّيَاطِينِ فَيُقَالُ كأَنه وَجْهُ شَيْطَانٍ وكأَنه رأْس شَيْطَانٍ، وَالشَّيْطَانُ لَا يُرى، وَلَكِنَّهُ يُسْتَشْعَر أَنه أَقبَح مَا يَكُونُ مِنَ الأَشياء، ولو رُؤِيَ لَرُؤِيَ فِي أَقبح صُورَةٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ إِمرئِ الْقَيْسِ: أَيَقْتُلُني، والمَشْرَفِيُّ مُضاجِعي، ... ومَسْنونةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ أَغوالِ؟ وَلَمْ تُرَ الغُولُ وَلَا أَنيابها، وَلَكِنَّهُمْ بَالَغُوا فِي تَمْثِيلِ مَا يُسْتَقْبَحُ مِنَ الْمُذَكَّرِ بِالشَّيْطَانِ وَفِيمَا يُسْتَقْبَح مِنَ الْمُؤَنَّثِ بِالتَّشْبِيهِ لَهُ بِالْغُولِ، وَقِيلَ: كأَنه رؤوس الشياطين كأَنه رؤوس حَيَّات، فإِن الْعَرَبَ تُسَمِّي بَعْضَ الْحَيَّاتِ شَيْطَانًا، وَقِيلَ: هُوَ حَيَّةٌ لَهُ عُرْفٌ قَبِيحُ المَنْظَر؛ وأَنشد لِرَجُلٍ يَذُمُّ امرأَة لَهُ: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ، ... كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ

وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نَاقَتَهُ: تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ، كأَنه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ وقيل: رُؤُوس الشَّيَاطِينِ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ قَبِيحٌ، يسمى رؤوس الشَّيَاطِينِ، شُبِّهَ بِهِ طَلْع هَذِهِ الشَّجَرَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الحَيّاتِ: حَرِّجُوا عَلَيْهِ، فإِن امْتَنَعَ وإِلّا فَاقْتُلُوهُ فإِنه شَيْطَانٌ ؛ أَراد أَحد شَيَاطِينِ الْجِنِّ، قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى الْحَيَّةُ الدَّقِيقَةُ الْخَفِيفَةُ شَيْطَانًا وَجَانًّا عَلَى التَّشْبِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُع بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطان ؛ قَالَ الحَرْبيُّ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ حينئذٍ يَتَحَرَّك الشَّيْطَانُ ويتَسلَّط فَيَكُونُ كالمُعِين لَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ إِن الشَّيْطَانَ يَجْري مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ إِنما هُوَ مَثَلٌ أَي يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ فَيُوَسْوِسُ لَهُ، لَا أَنه يَدْخُلُ فِي جَوْفِهِ، وَالشَّيْطَانُ نُونُهُ أَصلية؛ قَالَ أُمية «2». يَصِفُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا السلام: أَيُّمَا شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ، ... ثُمَّ يُلْقَى فِي السِّجْنِ والأَغْلالِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَكُلَّ يومٍ لَكَ شاطِنَانِ ... عَلَى إِزاءِ البِئْرِ مِلْهَزَانِ؟ وَيُقَالُ أَيضاً: إِنها زَائِدَةٌ، فإِن جَعَلَتْهُ فَيْعالًا مِنْ قَوْلِهِمْ تَشَيْطن الرَّجُلُ صَرَفْتَهُ، وإِن جَعَلَتْهُ مِنْ شَيَطَ لَمْ تَصْرِفْهُ لأَنه فَعْلان؛ وَفِي النِّهَايَةِ: إِن جَعَلْتَ نُونَ الشَّيْطَانِ أَصلية كَانَ مِنَ الشَّطْنِ البُعْدِ أَي بَعُدَ عَنِ الْخَيْرِ أَو مِنَ الْحَبْلِ الطَّوِيلِ كأَنه طَالَ فِي الشَّرِّ، وإِن جَعَلْتَهَا زَائِدَةً كَانَ مِنْ شاطَ يَشِيطُ إِذا هَلَك، أَو مِنِ اسْتَشاط غَضَباً إِذا احْتَدَّ فِي غَضَبِهِ والْتَهَبَ قَالَ: والأَول أَصح. وَقَالَ الخَطَّابي: قَوْلُهُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ مِنْ أَلفاظ الشَّرْعِ الَّتِي أَكثرها يَنْفَرِدُ هُوَ بِمَعَانِيهَا، وَيَجِبُ عَلَيْنَا التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْوُقُوفُ عِنْدَ الإِقرار بأَحكامها وَالْعَمَلُ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الراكبُ شيطانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ والثلاثةُ رَكْبٌ ؛ يَعْنِي أَن الانفرادَ والذهابَ فِي الأَرض عَلَى سَبِيلِ الوَحْدَة مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ أَو شيءٌ يَحْمِلُهُ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَكَذَلِكَ الرَّاكِبَانِ، وَهُوَ حَثٌّ عَلَى اجْتِمَاعِ الرُّفْقَة فِي السَّفَرِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ فِي رَجُلٍ سَافَرَ وَحْدَهُ: أَرأَيتم إِن مَاتَ مَنْ أَسأَل عَنْهُ؟ والشَّيْطانُ: مِنْ سِمَاتِ الإِبل، وَسْمٌ يَكُونُ فِي أَعلى الْوَرِكِ مُنْتَصِبًا عَلَى الْفَخِذِ إِلى العُرْقُوب مُلْتوياً؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. أَبو زَيْدٍ: مِنَ السمَات الفِرْتاجُ والصَّلِيبُ والشّجَارُ والمُشَيْطَنة. ابْنُ بَرِّيٍّ: وشَيْطان بْنِ الحَكَم بْنِ جاهِمَة الغَنَويّ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: وَقَدْ مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنّاً عليهمُ، ... وشَيْطانُ إِذْ يَدْعُوهُم ويُثَوِّبُ والخَذْواء: فَرَسُهُ. قَالَ ابْنُ بري: وجاهِمُ قبيلة، وخَثْعَمُ أَخْوالُها، وشيطانٌ فِي الْبَيْتِ مَصْرُوفٌ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن شَيْطَانَ فَعْلانٌ، ونونه زائدة. شعن: اشْعَنَّ الشِّعْرُ: انْتَفَشَ. واشْعانَّ اشْعِيناناً: تَفَرَّق، وَكَذَلِكَ مَشْعُونٌ؛ قَالَ: وَلَا شَوَعٌ بخَدَّيْها، ... وَلَا مُشْعَنَّة قَهْدا . وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رأَيت فُلَانًا مُشْعانَّ الرأْس إِذا رأَيته شَعِثاً مُنْتَفِشَ الرأْس مُغْبَرّاً أَشْعَث. وفي الحديث:

_ (2). قوله [قال أَمية] هو ابن أَبي الصلت، قال الصاغاني والرواية: والأكبال، والأَغلال في بيت بعده بسبعة عشر بيتاً في قوله: واتقى الله وهو في الأَغلال

فَجَاءَ رَجُلٌ مُشْعانٌّ بِغَنَمٍ يسوقها ؛ هو المُنْتَفِش الشَّعَرِ الثَّائِرُ الرأْس. يُقَالُ: شَعَر مُشْعانّ وَرَجُلٌ مُشْعانٌّ ومُشْعانُّ الرأْس، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وأَشْعَنَ الرجلُ إِذا ناصَى عدوَّه فاشْعانَّ شعرُه. والشَّعَنُ: مَا تَنَاثَرَ مِنْ وَرَقِ العُشْب بَعْدَ هَيْجِه ويُبْسِه، وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَة: أَن رَجُلًا جَاءَ شَعِثاً مُشْعانَّ الرأْس فَقَالَ لَهُ: مَا لِي أَراك شَعِثاً؟ فَقَالَ: إِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الإِرْفاهِ ؛ قَالَ الرَّاوِي: قُلْتُ لِابْنِ بُرَيْدَةَ مَا الإِرْفاهُ؟ فَقَالَ: التَّرَجُّل كل يوم. شغن: الشُّغْنة: الْحَالُ، وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا الناسُ الكارَةَ. وشُغْنَةُ القَصّار: كارَتُه وَمَا يَجْمَعُهُ مِنَ الثِّيَابِ. والشُّغْنَة: الغُصْنُ الرَّطْبُ، وَجَمْعُهَا شُغَنٌ. شغزن: رُبَاعِيٌّ. الأَزهري: أَبو سَعِيدٍ يُقَالُ شَغْزَبَ الرجلَ وشَغْزَنه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ إِذا أَخذه العُقَّيْلى. شفن: شَفَنَه يَشْفِنه، بِالْكَسْرِ، شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه شَفْناً، كِلَاهُمَا: نَظَرَ إِليه بمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ بِغْضَةً أَو تَعَجُّبًا، وَقِيلَ: نَظَرَهُ نَظَرًا فِيهِ اعْتِرَاضٌ. الْكِسَائِيُّ: شَفِنْتُ إِلى الشَّيْءِ وشَنِفْت إِذا نَظَرْتَ إِليه؛ قَالَ الأَخطل: وإِذا شَفَنَّ إِلى الطريقِ رأَيْنَه ... لَهِقاً، كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ وَفِي حَدِيثِ مُجالد بْنِ مَسْعُودٍ: أَنه نَظَرَ إِلى الأَسوَدِ بْنِ سُرَيْعٍ يَقُصُّ فِي ناحيةِ الْمَسْجِدِ فشَفَنَ الناسُ إِليهم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زيد الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظرا إِلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره لَهُ أَو المُبْغِضِ، وَمِثْلُهُ شنِفَ. وَفِي رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ مُجالِدٍ: رأَيتكم صَنَعْتُمْ شَيْئُا فشَفَنَ الناسُ إِليكم فإِياكم وَمَا أَنكر الْمُسْلِمُونَ. أَبو سَعِيدٍ: الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ الْعَيْنِ، وَهُوَ شافِنٌ وشَفُون؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للقَطَاميّ: يُسارِقْنَ الكلامَ إِليَّ لَمّا ... حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ قَالَ: وَهُوَ الغَيُور. ابْنُ السِّكِّيتِ: شَفِنْت إِليه وشَنِفْت بِمَعْنًى، وَهُوَ نَظَرٌ فِي اعْتِرَاضٍ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: يَقْتُلْنَ، بالأَطرافِ والجُفُونِ، ... كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ ونَظَرٌ شَفُونٌ وَرَجُلٌ شَفُون وشُفَنٌ؛ وَقَالَ جَنْدَل بْنُ المُثَنَّى الْحَارِثِيُّ: ذِي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: ولَمَّاحٍ شُفا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا. والشَّفُونُ: الغَيُور الَّذِي لَا يَفْتُر طَرَفُهُ عَنِ النَّظَرِ مِنْ شِدَّة الغَيْرة والحَذَرِ. والشَّفْنُ والشَّفِنُ: الكَيِّسُ الْعَاقِلُ. والشَّفْنُ: البُغْض. والشَّفَّانُ: القُرُّ والمَطر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ، ... تُحَجِّرُ الكلبَ لَهُ صَئِيُ وَقَالَ آخَرُ: فِي كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره، ... مِنْ عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ . والشَّفْنُ: رَقُوبُ الْمِيرَاثِ «1». أَبو عَمْرٍو: الشَّفْنُ الِانْتِظَارُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ: تَموتُ وتَتْرُكُ مَالَكَ للشَّافِنِ أَي لِلَّذِي يَنْتَظِرُ مَوْتَكَ، اسْتَعَارَ النَّظَرَ لِلِانْتِظَارِ كَمَا اسْتَعْمَلَ فِيهِ النَّظَرَ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ العَدُوّ لأَن الشُّفُون نَظَرُ المُبْغِضِ. شفتن: ابْنُ الأَعرابي: أَرَّ فلانٌ إِذا شَفْتَنَ وآرَ إِذا شَفْتَنَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَن مَعْنَى شَفْتَنَ إِذا نَاكَحَ وَجَامَعَ مِثْلُ أَرَّ وآرَ. قَالَ ابْنُ بري: الشَّفْتَنة

_ (1). قوله [رقوب الميراث] عبارة غيره: رقيب الميراث

يُكْنى بِهَا عَنِ النِّكَاحِ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أَبا عُمَرَ الزَّاهِدَ عَنِ الشَّفْتَنة فَقَالَ: هِيَ عَفْجُك الصبيانَ فِي الكُتَّاب. شقن: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ زله: أَنشد: وَقَدْ زَلِهَتْ نَفْسي مِنَ الجَهدِ، وَالَّذِي ... أُطالِبُه شَقْنٌ، وَلَكِنَّهُ نَذْلُ قَالَ: الشَّقْنُ القليل الوَتْحُ [الوَتِحُ] مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَشَيْءٌ شَقْنٌ وشَقِنٌ وشَقِين: قَلِيلٌ. الْكِسَائِيُّ: قَلِيلٌ شَقْنٌ ووَتِحٌ [وَتْحٌ] وبَيّنُ الشُّقُونة والوُتُوحةِ، وَقَدْ قَلَّتْ عطيتُه وشَقُنَتْ، بِالضَّمِّ، شُقُونة وأَشْقَنْتُها وشَقَنْتها أَنا شَقْناً وأَشْقَنَ الرجلُ: قَلَّ مَالُهُ. وَقَلِيلٌ شَقْنٌ: إِتباعٌ لَهُ مِثْلُ وَتْحٍ وَعْرٍ، وَهِيَ الشُّقُونة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ لَا وَجْهَ للإِتباع فِي شَقْن لأَن لَهُ مَعْنًى مَعْرُوفًا فِي حَالِ انْفِرَادِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ دَلِهَتْ نَفْسِي مِنَ الشَّقْنِ. شكن: انْشَكَنَ: تَعامَسَ وَتَجَاهَلَ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَا أَحسبه عربيّاً. شنن: الشَّنُّ والشَّنَّةُ: الخَلَقُ مِنْ كُلِّ آنِيَةٍ صُنِعَتْ مِنْ جِلْدٍ، وَجَمْعُهَا شِنَانٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: قِرْبةٌ أَشْنانٌ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا شَنًّا ثُمَّ جَمَعُوا عَلَى هَذَا، قَالَ: وَلَمْ أَسمع أَشْناناً فِي جَمْعِ شنٍّ إِلّا هُنا. وتَشَنَّنَ السّقَاءُ واشْتَنَّ واسْتَشَنَّ: أَخلَق. والشَّنُّ: الْقِرْبَةُ الخَلَق، والشَّنَّةُ أَيضاً، وكأَنها صَغِيرَةٌ، وَالْجَمْعُ الشِّنانُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يُقَعْقَعُ لِي بالشِّنان؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنك مِنْ جمالِ بَني أُقَيْش، ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيه بشَنِ . وتَشَنَّنَتِ القربةُ وتَشَانَّتْ: أَخْلَقَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر بِالْمَاءِ فقُرِّسَ فِي الشِّنَانِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي الأَسْقِية والقِرَبَ الخُلْقانَ. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ شَنٌّ وَلِلْقِرْبَةِ شَنٌّ، وإِنما ذُكِرَ الشِّنَانَ دُونَ الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تَبْرِيدًا لِلْمَاءِ مِنَ الجُدُدِ. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ اللَّيْلِ: فَقَامَ إِلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ أَي قِرْبَةٍ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: هَلْ عِنْدَكُمْ ماءٌ بَاتَ فِي شَنَّةٍ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه ذَكَرَ الْقُرْآنَ فَقَالَ: لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشَانُ ؛ مَعْنَاهُ أَنه لَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ والتَّرْداد. وَقَدِ اسْتَشَنَّ السقاءُ وشَنَّنَ إِذا صارَ خَلَقاً «2». وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذا اسْتَشَنّ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ فابْلُلْه بالإِحسان إِلى عِبَادِهِ ، أَي إِذا أَخْلَقَ. وَيُقَالُ: شَنَّ الجَمَلُ مِنَ العَطش يَشِنُّ إِذا يَبِس. وشَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إِذا يَبِسَت. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: يُقَالُ رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إِذا اعْتَمَدَ عَلَى رَاحَتِهِ عِنْدَ الْقِيَامِ، وعَجَنَ وخبَزَ إِذا كرَره. والتَّشَنُّن: التَّشَنُّجُ واليُبْسُ فِي جِلْدِ الإِنسان عِنْدَ الهَرَم؛ وأَنشد لرُؤْبة: وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ، ... بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ . وَهَذَا الرَّجَزُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: عِنْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ بَعْدَ اقْوِرَارٍ، كَمَا أَوردناه عَنْ غَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلِ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ: هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمي. وتشَانَّ الْجِلْدُ: يَبِسَ وتَشَنَّجَ وَلَيْسَ بخَلَقٍ. ومَرَةٌ شَنَّةٌ: خَلَا مِنْ سِنِّها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَرادَ ذَهَبَ مِنْ عُمْرِهَا كَثِيرٌ فبَلِيَتْ، وَقِيلَ: هي

_ (2). قوله [وَشَنَّنَ إِذا صَارَ خَلَقًا] كذا بالأَصل والتهذيب والتكملة وفي القاموس: وتشنن

الْعَجُوزُ المُسِنَّة الْبَالِيَةُ. وَقَوْسٌ شَنَّة: قَدِيمَةٌ؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد: فَلَا صَرِيخَ اليَوْمَ إِلا هُنَّهْ، ... مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ . والشَّنُّ: الضَّعْفُ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. وتَشَنَّنَ جِلْدُ الإِنسان: تَغَضَّنَ عِنْدَ الهَرَم. والشَّنُونُ: الْمَهْزُولُ مِنَ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: الَّذِي لَيْسَ بِمَهْزُولٍ وَلَا سَمِينٍ، وَقِيلَ: السَّمِينُ، وَخَصَّ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ الإِبل. وَذِئْبٌ شَنُونٌ: جَائِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه، ... شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ . وَفِي الصِّحَاحِ: الْجَائِعُ لأَنه لَا يُوصَفُ بالسِّمَن والهُزال؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الشَّنُونِ مِنَ الإِبل قَوْلُ زُهَيْرٍ: مِنْهَا الشَّنُونُ وَمِنْهَا الزاهِقُ الزَّهِمُ . ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً: إِن زُهَيْرًا وَصَفَ بِهَذَا الْبَيْتِ خَيْلًا لَا إِبلًا؛ وَقَالَ أَبو خَيْرَة: إِنما قِيلَ لَهُ شَنُون لأَنه قَدْ ذَهَبَ بعضُ سِمَنِه، فَقَدِ اسْتَشَنَّ كَمَا تَسْتَشِنُّ الْقِرْبَةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالْبَعِيرِ إِذا هُزِلَ: قَدِ اسْتَشَنَّ. اللِّحْيَانِيُّ: مَهْزُول ثُمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَلِيلًا، ثُمَّ شَنُون ثُمَّ سَمِين ثُمَّ ساحٌّ ثُمَّ مُتَرَطِّم إِذا انْتَهَى سِمَناً. والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنانُ: قَطَرانُ الْمَاءِ مِنَ الشَّنَّةِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ وأَنشد: يَا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِين . وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي التَّشْنَانِ: عَيْنَيَّ جُودا بالدُّموعِ التوائِم ... سِجاماً، كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم . وشَنَّ الماءَ عَلَى شَرَابِهِ يَشُنُّه شَنّاً: صَبَّه صَبّاً وَفَرَّقَهُ، وَقِيلَ: هُوَ صَبٌّ شَبِيهٌ بالنَّضْحِ. وسَنَّ الماءَ عَلَى وَجْهِهِ أَي صَبَّهُ عَلَيْهِ صَبًّا سَهْلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا حُمَّ أَحدُكم فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الماءَ فَلْيَرُشَّه عَلَيْهِ رَشّاً مُتَفَرِّقًا ؛ الشَّنُّ: الصَّبُّ المُتَقَطِّع، والسَّنُّ: الصَّبُّ الْمُتَّصِلُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَسُنُّ الماءَ عَلَى وَجْهِهِ وَلَا يَشُنُّه أَي يُجْرِيه عَلَيْهِ وَلَا يُفَرِّقه. وَفِي حَدِيثِ بَوْلِ الأَعرابي فِي الْمَسْجِدِ: فَدَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فشَنَّه عَلَيْهِ أَي صَبَّهَا، وَيُرْوَى بِالسِّينِ. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَةَ: فلْيَشُنُّوا الماءَ ولْيَمَسُّوا الطيبَ. وعَلَقٌ شَنِينٌ: مَصْبُوبٌ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعِيٍّ الْهُذَلِيُّ: وإِنَّ، بعُقْدَةِ الأَنصابِ مِنْكُمْ، ... غُلاماً خَرَّ فِي عَلَقٍ شَنِينِ وشَنَّتِ العينُ دَمْعَها كَذَلِكَ. والشَّنِينُ: اللَّبَنُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، حَليباً كَانَ أَو حَقِيناً. وشَنَّ عَلَيْهِ دِرْعَه يَشُنُّها شَنّاً: صَبَّهَا، وَلَا يُقَالُ سَنّها. وشَنَّ عَلَيْهِمُ الغارةَ يَشُنُّها شَنّاً وأَشَنَّ: صَبَّها وبَثَّها وفَرَّقها مِنْ كُلِّ وَجْهٍ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة: شَنَنّا عَلَيْهِمْ كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ ... لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمره أَن يَشُنَّ الغارَةَ عَلَى بَنِي المُلَوِّحِ أَي يُفَرِّقَها عَلَيْهِمْ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: اتَّخَذْتُموه وراءَكم ظِهْرِيّاً حَتَّى شُنَّت عَلَيْكُمُ الغاراتُ. وَفِي الْجَبِينِ الشَّانَّانِ: وَهُمَا عِرْقَانِ يَنْحَدِرَانِ مِنَ الرأْس إِلى الْحَاجِبَيْنِ ثُمَّ إِلى الْعَيْنَيْنِ؛ وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي عَمْرٍو قَالَ: هُمَا الشَّأْنَانِ، بِالْهَمْزِ، وَهُمَا عِرْقَانِ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ والشَّانَّةُ مِنَ الْمَسَايِلِ: كالرَّحَبَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَدْفَعُ الْوَادِي الصَّغِيرِ. أَبو عَمْرٍو: الشَّوَانُّ مِنْ مَسايل الْجِبَالِ الَّتِي تَصُبُّ فِي الأَوْدِيةِ مِنَ الْمَكَانِ الْغَلِيظِ، وَاحِدَتُهَا

شانَّة. والشُّنانُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا، ... وجادَتْ عَلَيْهِ دِيمةٌ بَعْدَ وابِلِ . وَيُرْوَى: وَمَاءٌ شُنانٌ، وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى قَوْلِهِ مَاءٌ شُنانٌ، بِالضَّمِّ، متفرِّق، وَالْمَاءُ الَّذِي يُقَطَّرُ مِنْ قِرْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ شُنَانة أَيضاً. وَلَبَنٌ شَنينٌ: مَحْضٌ صُبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ بَارِدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو عَمْرٍو: شَنَّ بسَلْحِه إِذا رَمَى بِهِ رَقِيقًا، والحُبَارَى تَشُنُّ بذَرْقِها؛ وأَنشد لمُدْرِك بْنِ حِصْن الأَسَدِيِّ: فشَنَّ بالسَّلْح، فَلَمَّا شَنّا ... بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنَّا . وشَنٌّ: قَبِيلَةٌ. وَفِي الْمَثَلِ: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وَفِي الصِّحَاحِ: وشَنٌّ حيٌّ مِنْ عَبْد القَيْس، وَمِنْهُمُ الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ شَنُّ بنُ أَفْصى بْنِ عَبْدِ القَيْس بْنِ أَفْصى بْنِ دُعْمِيّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنُ رَبيعة بْنِ نِزارٍ، وطَبَقٌ: حيٌّ مِنْ إِياد، وَكَانَتْ شَنٌّ لَا يُقامُ لَهَا، فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ مِنْهَا، فَقِيلَ: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافَقَه فاعْتَنَقَه؛ قَالَ: لَقِيَتْ شَنٌّ إِياداً بالقَنَا ... طَبَقاً، وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ . وَقِيلَ: شَنٌّ قَبِيلَةٌ كَانَتْ تُكْثِرُ الْغَارَاتِ، فَوَافَقَهُمْ طَبَقٌ مِنَ الناسِ فأَبارُوهم وأَبادُوهم، وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي: كَانَ لَهُمْ وِعَاءٌ مِنْ أَدَم فتَشَنَّن عَلَيْهِمْ فَجَعَلُوا لَهُ طَبَقاً فَوَافَقَهُ، فَقِيلَ: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهُ. وشَنٌّ: اسْمُ رَجُلٍ. وَفِي الْمَثَلِ: يَحْملُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ. والشِّنْشِنَة: الطَّبِيعَةُ والخَلِيقَة والسَّجِيَّة. وَفِي الْمَثَلَ: شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَم. التَّهْذِيبُ: وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَيْءٍ شاوَرَه فِيهِ فأَعجبه كَلَامُهُ فَقَالَ: نِشْنِشَة أَعْرِفُها مِنْ أَخْشَن ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ سُفْيان، وأَما أَهل الْعَرَبِيَّةِ فَيَقُولُونَ غَيْرَهُ. قَالَ الأَصمعي: إِنما هُوَ شِنْشِنَة أَعْرِفُها مِنْ أَخْزم، قَالَ: وَهَذَا بَيْتُ رَجَزٍ تَمَثَّلَ بِهِ لأَبي أَخْزَمَ الطَّائِيِّ وَهُوَ: إِنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ، ... شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَمِ، مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ أَخْزَمُ عَاقًّا لأَبيه، فَمَاتَ وَتَرَكَ بَنِينَ عَقُّوا جَدَّهم وَضَرَبُوهُ وأَدْمَوْه، فَقَالَ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: شِنْشِنة ونِشْنِشَة، والنِّشْنِشَة قَدْ تَكُونُ كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تُقْطَعُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: الشِّنْشِنةُ الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّةُ، فأَراد عُمَرُ إِني أَعرف فِيكَ مَشَابِهَ مِنْ أَبيك فِي رأْيِه وعَقْله وحَزْمه وذَكائه. وَيُقَالُ: إِنه لَمْ يَكُنْ لِقُرَشِيٍّ مثلُ رأْي الْعَبَّاسِ. والشِّنْشِنة: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ. الْجَوْهَرِيُّ: والشَّنَان، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الشَّنَآنِ؛ قَالَ الأَحْوَصُ: وَمَا العَيْشُ إِلا مَا تَلَذُّ وتَشْتَهي، ... وإِنْ لامَ فِيهِ ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا . التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ فَقَعَ: الشَّنْشَنَةُ والنَّشْنَشة حَرَكَةُ القِرْطاسِ وَالثَّوْبِ الْجَدِيدِ. شهن: الشاهِينُ: مِنْ سِبَاعِ الطَّيْرِ، لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ. شون: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَشُّن قِلَّةُ الْمَاءِ، والتَّشَوُّن خِفَّةُ الْعَقْلِ، قَالَ: والشَّوْنة المرأَة الحمقاء «1»

_ (1). قوله [والشونة المرأَة الحمقاء] وأَيضاً مخزن الغلة والمركب المعد للجهاد في الحرب كما في القاموس

فصل الصاد المهملة

وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: قَالَ الْكِلَابِيُّ كَانَ فِينَا رَجُلٌ يَشُون الرؤوس، يريد يَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس ويُخْرِجُ مِنْهَا دَابَّةً تَكُونُ عَلَى الدِّمَاغِ؛ فَتَرَكَ الْهَمْزَ وأَخرجه عَلَى حَدٍّ يَقُولُ كَقَوْلِهِ: قُلْتُ لِرجْلَيَّ اعْمَلا ودُوبَا فأَخرجها مِنْ دَأَبْتُ إِلى دُبْتُ، كَذَلِكَ أَراد الآخر شُنْتُ. شين: الشَّيْنُ: مَعْرُوفٌ خِلَافُ الزَّيْن، وَقَدْ شانَهُ يَشِينُه شَيْناً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ وَجْهُ فُلَانٍ زَيْنٌ أَي حَسَنٌ ذُو زَيْنٍ، وَوَجْهُ فُلَانٍ شَيْنٌ أَي قَبِيحٌ ذُو شَيْنٍ. الْفَرَّاءُ: العَيْنُ والشَّيْنُ والشَّنَارُ العَيْبُ، والمَشَاين المَعايب والمَقابح، وَقَوْلُ لَبِيدٍ: نَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كلَّ عَشِيَّةٍ ... بعُوجِ السَّراءِ، عِنْدَ بابٍ مُحَجَّبِ يُرِيدُ أَنهم يَتَفَاخَرُونَ ويخطوُّن بقِسيِّهم عَلَى الأَرض فكأَنهم شَانُوهَا بِتِلْكَ الْخُطُوطِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس يَصِفُ شَعْرَ النبي، صلى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: مَا شَانَهُ اللَّهُ ببَيْضاءَ ، الشَّيْنُ: العيبُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: جَعَلَ الشَّيْبَ هاهنا عَيْبًا، وَلَيْسَ بِعَيْبٍ، فإِنه قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه وَقار وأَنه نُورٌ ، قَالَ: وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، لَمَّا رأَى أَبا قُحافَة ورأْسه كالثَّغَامة أَمرهم بِتَغْيِيرِهِ وَكُرْهِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ غَيِّرُوا الشَّيْبَ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنس ذَلِكَ مِنْ عَادَتِهِ قَالَ: مَا شَانَهُ اللَّه بِبَيْضَاءَ، بِنَاءً عَلَى هَذَا الْقَوْلِ وَحَمْلًا لَهُ عَلَى هَذَا الرأْي، وَلَمْ يَسْمَعِ الْحَدِيثَ الْآخَرَ، قَالَ: وَلَعَلَّ أَحدهما نَاسِخٌ لِلْآخَرِ. والشِّين: حَرْفُ هِجَاءٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ يَكُونُ أَصلًا لَا غَيْرُ. وشَيَّنَ شِيناً: عَمِلَها، عَنْ ثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ شَيَّنْتُ شِيناً حَسَنة. فصل الصاد المهملة صبن: صَبَنَ الرجلُ: خَبَأَ شَيْئًا كالدِّرْهم وَغَيْرِهِ فِي كَفِّهِ وَلَا يُفْطَنُ بِهِ. وصَبَنَ السَّاقِي الكأْسَ مِمَّنْ هُوَ أَحق بِهَا: صَرَفَها؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ: صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا، أُمَّ عمروٍ، ... وكانَ الكأْسُ مَجْراها اليَمِينا . الأَصمعي: صَبَنْتَ عَنَّا الْهَدِيَّةَ، بِالصَّادِ، تَصْبِنُ صَبْناً، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَعْرُوفٍ بِمَعْنَى كَفَفْتَ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَرَفْتَهُ إِلى غَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ كَبَنْتَ وحَضَنْتَ؛ قَالَ الأَصمعي: تأْويلُ هَذَا الحرْف صرفُ الْهَدِيَّةِ أَو الْمَعْرُوفِ عَنْ جِيرَانِكَ وَمَعَارِفِكَ إِلى غَيْرِهِمْ. وصَبَنَ القِدْحَيْنِ يَصْبِنهما صَبْناً: سَوَّاهما فِي كَفِّهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِمَا، وإِذا سَوَّى المُقامرُ الكَعبين فِي الْكَفِّ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِمَا فَقَدْ صَبَنَ. يُقَالُ: أَجِلْ وَلَا تَصْبِنْ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إِذا أَمالها ليَغْدُرَ بِصَاحِبِهِ، يَقُولُ لَهُ شَيْخُ الْبَيْرِ «1». وَهُوَ رَئِيسُ المُقامِرين: لَا تَصْبِنْ لَا تَصْبِنْ فَإِنَّهُ طَرَفٌ مِنَ الضَّغْو؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري هُوَ الصَّغْو أَو الضَّغْو، قَالَ: وَقِيلَ إِن الضَّغْو مَعْرُوفٌ عِنْدَ المُقامرين، بِالضَّادِ، يُقَالُ: ضَغا إِذا لَمْ يَعْدِلْ. وَالصَّابُونُ: الَّذِي تُغْسَلُ بِهِ الثِّيَابُ مَعْرُوفٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. صتن: التَّهْذِيبِ: الأُمَوِيّ يُقَالُ لِلْبَخِيلِ الصُّوْتَنُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفه لِغَيْرِهِ، وَهُوَ بِكَسْرِ التَّاءِ أَشبه عَلَى فُعَلِلٍ، قَالَ: وَلَا أَعرف حَرْفًا عَلَى فُعَلَلٍ، والأُمَوِيّ صاحب نوادر. صحن: الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدَّارِ، وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ وَنَحْوَهُمَا مِنْ مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها،

_ (1). قوله [يَقُولُ لَهُ شَيْخُ الْبَيْرِ] كذا بالأَصل والتهذيب

وَالْجَمْعُ صُحُون، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ: ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذِي صُحُونٍ . والصَّحْنُ: الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض. والصَّحْنُ: صَحْنُ الْوَادِي، وَهُوَ سَنَدُه وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ إِشْرافٍ عَنِ الأَرض، يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً، وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مِثْلُهُ. وصُحُونُ الأَرض: دُفُوفها، وَهُوَ مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ، وإِن لَمْ يَكُنْ مُنْجَرِداً فَلَيْسَ بصَحْنٍ، وإِن كَانَ فِيهِ شَجَرٌ فَلَيْسَ بصَحْنٍ حَتَّى يَسْتَويَ، قَالَ: والأَرض المُستَوية أَيضاً مِثْلُ عَرْصَة المَرْبَد صَحْنٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الصَحْنُ والصَّرْحَة سَاحَةُ الدَّارِ وأَوسَعُها. والصَّحْنُ: شِبْهُ العُسِّ الْعَظِيمِ إِلا أَن فِيهِ عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. يُقَالُ: صَحَنْتُه إِذا أَعطيته شَيْئًا فِيهِ. والصَّحْنُ: الْعَطِيَّةُ. يُقَالُ: صَحَنَه دِينَارًا أَي أَعطاه، وَقِيلَ: الصَّحْنُ القدَحُ لَا بِالْكَبِيرِ وَلَا بِالصَّغِيرِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا، ... وَلَا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا . وَيُرْوَى: وَلَا تُبْقي خُمورَ، وَالْجَمْعُ أَصْحُنٌ وصِحَان؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: مِنَ العِلابِ وَمِنَ الصِّحَانِ . ابْنُ الأَعرابي: أَوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُرْوِي الواحدَ، ثُمَّ القَعْب يُرْوِي الرجلَ، ثُمَّ العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ، ثُمَّ الصَّحْنُ، ثُمَّ التِّبْنُ. والصَّحْنُ: باطِنُ الْحَافِرِ. وصَحْنُ الأُذُن: دَاخِلُهَا، وَقِيلَ: مَحارَتُها. وصَحْنا أُذُني الْفَرَسِ: مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ دَاخِلِهِمَا، وَالْجَمْعُ أَصْحان. والمِصْحَنَة: إِناء نَحْوَ القَصْعة. وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ: سأَلهم فِي قَصْعَةٍ وَغَيْرِهَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: خَرَجَ فُلَانٌ يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم، وَلَمْ يَقُلْ فِي قَصْعَةٍ وَلَا فِي غَيْرِهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّحْنُ الضَّرْبُ. يُقَالُ: صَحَنَه عِشْرِينَ سَوْطاً أَي ضَرَبَهُ. وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضَرْبَتُهُ. الأَصمعي: الصَّحْنُ الرَّمْحُ، يُقَالُ: صَحَنَه بِرِجْلِهِ إِذا رمَحَه بِهَا؛ وأَنشد قَوْلَهُ يَصِفُ عَيراً وأَتانه: قَوْداءُ لَا تَضْغَنُ أَو ضَغُونُ، ... مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ . يَقُولُ: كُلَّمَا دَنَا الْحِمَارُ مِنْهَا صَحَنَتْه أَي رَمَحَتْه. وَنَاقَةٌ صَحُون أَي رَمُوح. وصَحَنَتْه الفرسُ صَحْناً: رَكَضَتْه بِرِجْلِهَا. وَفَرَسٌ صَحُون: رَامِحَةٌ. وأَتانٌ صَحُون: فِيهَا بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ. والصَّحْنُ: طُسَيْتٌ، وَهُمَا صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما عَلَى الْآخَرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ، ... وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ وصَحَنَ بَيْنَ القومِ صَحْناً: أَصلح. والصَّحْنَة، بِسُكُونِ الْحَاءِ: خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرِّجَالَ. اللِّحْيَانِيُّ: والصِّحْناءُ، بِالْكَسْرِ، إِدام يُتَّخذُ مِنَ السُّمْكِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، والصِّحْناةُ أَخص مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ. الأَزهري: الصِّحْناةُ، بِوَزْنِ فِعْلاة، إِذا ذَهَبَتْ عَنْهَا الْهَاءُ دَخَلَهَا التَّنْوِينُ، وَتُجْمَعُ عَلَى الصِّحْنَا، بِطَرْحِ الْهَاءِ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الصِّحْناة فَارِسِيَّةٌ وَتُسَمِّيهَا العربُ الصِّيرَ، قَالَ: وسأَل رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنِ الصَّحْنَاةِ فَقَالَ: وَهَلْ يأْكل الْمُسْلِمُونَ الصِّحْناةَ؟ قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهَا الْحَسَنُ لأَنها فَارِسِيَّةٌ، وَلَوْ سأَله عَنِ الصِّيرِ لأَجابه. وأَورد ابْنُ الأَثير هَذَا الْفَصْلَ وَقَالَ فِيهِ: الصِّحْناةُ هِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الصِّيرُ، قَالَ: وَكِلَا اللَّفْظَيْنِ غَيْرُ عَرَبِيٍّ.

صخن: مَاءٌ صُخْنٌ: لُغَةٌ في سُخْن مضارعة. صخدن: الصَّيْخَدُونُ: الصُّلْبة. صدن: الصَّيْدَن: الثَّعْلَبُ، وَقِيلَ: مِنْ أَسماء الثَّعَالِبِ؛ وأَنشد الأَعشى يَصِفُ جَمَلًا: وزَوْراً تَرَى فِي مِرْفَقَيْه تَجانُفاً ... نَبيلًا، كدُوكِ الصَّيْدَنانيِّ، تامِكا . أَي عَظِيمُ السَّنَامِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَراد بالصَّيدَنانِيّ الثَّعْلَبَ، وَقَالَ كُثَيِّرٌ فِي مِثْلِهِ يَصِفُ نَاقَةً: كأَنَّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحَاهما ... بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدَ صَيْدَنِ «2» . فالصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانيّ وَاحِدٌ. وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ، بَيْتَ كُثَيِّرٍ، شَاهِدًا عَلَى الصَّيْدَن دُوَيْبَّةٍ تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا بَيْتًا فِي الأَرض وتُعَمّيه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّيْدَنُ هُنَا عِنْدَ الْجُمْهُورِ الثَّعْلَبُ كَمَا أَوردناه عَنِ الْعُلَمَاءِ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَمْ يَجِئِ الصَّيْدَنُ إِلا فِي شِعْرٍ كَثِيرٍ يَعْنِي فِي هَذَا الْبَيْتِ. قَالَ الأَصمعي: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: والصّيْدَنُ أَيضاً نَوْعٌ مِنَ الذُّباب يُطَنْطِنُ فَوْقَ العُشْب. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: والصَّيْدَنُ الْبَنَّاءُ المُحْكَم، قَالَ: وَمِنْهُ سُمِّي المَلِك صَيْدناً لإِحكامه أَمره. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والصَّيْدَنُ الْعَطَّارُ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى: كدُوِك الصَّيْدنانيّ دَامِكا وَقَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاس فِي صِفَةِ ثَوْرٍ: يُنَحِّي تُراباً عَنْ مَبِيتٍ ومَكْنِسٍ ... رُكاماً، كبيتِ الصَّيْدنانيِّ، دَانِيَا . والدُّوكُ والمِدْوَكُ: حَجَرٌ يُدَقُّ بِهِ الطِّيبُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والصَّيْدَنُ الْبِنَاءُ الْمُحْكَمُ وَالثَّوْبُ الْمُحْكَمُ. والصَّيْدَن: الكِسَاء الصَّفيق، لَيْسَ بِذَلِكَ الْعَظِيمِ، وَلَكِنَّهُ وَثِيقُ العَمَل. والصَّيْدَنُ والصَّيْدنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ: المَلِكُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِحكام أَمره؛ قَالَ رُؤبة: إِني إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ، ... لَمْ أَنْسَهُ إِذ قُلْتَ يَوْمًا وصِّني . وَقَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ صَائِدًا وَبَيْتَهُ: ظَلِيل كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ، قُضْبُهُ ... مِنَ النَّبْعِ والضَّالِ السَّليمِ المُثَقَّفِ . والصَّيْدَناني: دَابَّةٌ تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا بَيْتًا فِي جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه أَي تُغَطِّيهِ، وَيُقَالُ لَهُ الصَّيْدَنُ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِدَابَّةٍ كَثِيرَةِ الأَرجل لَا تُعَدُّ أَرْجُلُها مِنْ كَثْرَتِهَا وَهِيَ قِصار وطِوالٌ صَيْدَنانيّ، وَبِهِ شُبِّه الصَّيْدَنانِيّ لِكَثْرَةِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الأَدوية. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الصَّيْدَنُ دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيدَاناً مِنَ النَّبَاتِ فَشُبِّهَ بِهِ الصَّيْدَنانيّ لِجَمْعِهِ الْعَقَاقِيرَ. والصَّيْدانُ: قِطَعُ الْفِضَّةِ إِذا ضُرِبَ مِنْ حَجر الْفِضَّةِ، وَاحِدَتُهُ صَيْدَانة. والصَّيْدانَة: أَرض غَلِيظَةٌ صُلْبة ذَاتُ حَجَرٍ دَقِيقٍ. والصَّيْدانُ: بِرامُ الْحِجَارَةِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وسُود مِنَ الصَّيْدانِ فِيهَا مَذانِبٌ ... نُضَارٌ، إِذا لَمْ يَسْتفدْها نُعارُها . والصَّيْدَانُ: الحَصَى الصِّغَارُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرُسْتَوَيْهِ قَالَ: الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حِجَارَةُ الْفِضَّةِ، شُبِّهَ بِهَا حِجَارَةُ الْعَقَاقِيرِ فَنُسِبَ إِليها الصَّيْدنانيّ والصَّيْدلانيُّ، وَهُوَ الْعَطَّارُ. والصَّيْدَانَةُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّيِّئَةُ الخُلُق الْكَثِيرَةُ الْكَلَامِ. والصَّيدانة: الغُول؛ وأَنشد: صَيْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِ.

_ (2). قال الصاغاني: المكوان الحجران، وخليفاها إبطاها

قَالَ الأَزهري: الصَّيْدانُ إِن جَعَلْتَهُ فَعْلاناً «1». فَالنُّونُ زَائِدَةٌ كنُون السكران والسكرانة. صعن: الصِّعْوَنُّ، بِكَسْرِ الصَّادِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ: الدَّقِيقُ العُنق الصَّغِيرُ الرأَس مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى النَّعَامِ، والأُنثى صِعْوَنَّة. وأَصْعَنَ الرجلُ إِذا صَغُر رأْسُه ونَقَصَ عَقْلُهُ. والاصْعِنانُ: الدِّقَّة واللَّطافة. وأُذُنٌ مُصَعَّنَة: لَطِيفَةٌ دَقيقة؛ قَالَ عَدي بْنُ زَيْدٍ: لَهُ عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوقْ، ... وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ . وَفِي التَّهْذِيبِ: والأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ. صفن: الصَّفْنُ والصَّفَنُ والصَّفْنَة والصَّفَنَةُ: وِعاء الخُصْية. وَفِي الصِّحَاحِ: الصَّفَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، جِلْدَةُ بَيْضَةِ الإِنسان، وَالْجَمْعُ أَصْفانٌ. وصَفَنَه يَصْفِنُه صَفْناً: شَقَّ صَفَنَه. والصُّفْنُ: كالسُّفْرة بَيْنَ العَيْبةِ والقِرْبة يَكُونُ فِيهَا الْمَتَاعُ، وَقِيلَ: الصُّفْنُ مِنْ أَدَم كالسُّفْرة لأَهل الْبَادِيَةِ يَجْعَلُونَ فِيهَا زَادَهُمْ، وَرُبَّمَا اسْتَقَوْا بِهِ الماءَ كالدَّلْوِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي دُواد: هَرَقْتُ فِي حَوْضِه صُفْناً ليَشْرَبَه ... فِي داثِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِ . وَيُقَالُ: الصُّفْنُ هُنَا الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَئِنْ بقيتُ لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَ الناسِ حَتَّى يأْتِيَ الراعِيَ حقُّه فِي صُفْنِه لَمْ يَعْرَقْ فِيهِ جَبينُه ؛ أَبو عَمْرٍو: الصُّفْنُ، بِالضَّمِّ، خَرِيطَةٌ يَكُونُ لِلرَّاعِي فِيهَا طَعَامُهُ وزِنادُه وَمَا يَحْتَاجُ إِليه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ ... صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ وَقِيلَ: هِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجْمَعُ بِالْخَيْطِ، وَتُضَمُّ صَادُهَا وَتُفْتَحُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ شَيْءٌ مِثْلُ الدَّلْوِ أَو الرَّكْوَة يتوضأُ فِيهِ؛ وأَنشد لأَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ مَاءً ورَدَه: فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ، ... خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ كَمَا قَالَ أَبو عَمْرٍو وَالْفَرَّاءُ جَمِيعًا أَن يُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ فِي هَذَا وَفِي هَذَا، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ الصَّفْنُ، بِفَتْحِ الصَّادِ، والصَّفْنة أَيضاً بالتأْنيث. ابْنُ الأَعرابي: الصَّفْنَةُ، بِفَتْحِ الصَّادِ، هِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجْمَع بِالْخَيْطِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: صَفَنَ ثيابَه فِي سَرْجه إِذا جَمَعَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَوَّذَ عَلِيًّا حِينَ رَكبَ وصَفَنَ ثيابَه فِي سَرْجه أَي جَمَعَهَا فِيهِ. أَبو عُبَيْدٍ: الصَّفْنَةُ كالعَيْبَة يَكُونُ فِيهَا مَتَاعُ الرَّجُلِ وأَداتُه، فإِذا طَرَحْتَ الْهَاءَ ضَمَمْتَ الصَّادَ وَقُلْتَ صُفْنٌ، والصُّفْنُ، بِضَمِّ الصَّادِ: الرَّكْوَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْحَقْنِي بالصُّفْنِ أَي بالرَّكْوَة. والصَّفَنُ: جِلْدُ الأُنثيين، بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالصَّادِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا . والصَّفْنَةُ: دَلْوٌ صَغِيرَةٌ لَهَا حَلقة وَاحِدَةٌ، فإِذا عَظُمَتْ فَاسْمُهَا الصُّفْنُ، وَالْجَمْعُ أَصْفُنٌ؛ قَالَ: غَمَرْتُها أَصْفُناً مِنْ آجِنٍ سُدُمٍ، ... كأَنَّ مَا ماصَ مِنْهُ فِي الفَمِ الصَّبِرُ . عَدَّى غَمَرت إِلى مَفْعُولَيْنِ لأَنها بِمَعْنَى سَقَيْتُ. والصَّافِنُ: عِرْق يَنْغَمِسُ فِي الذِّراع فِي عَصَبِ الوَظِيفِ. والصَّافِنانِ: عِرْقَانِ فِي الرِّجْلَيْنِ، وَقِيلَ: شُعْبَتان فِي الْفَخِذَيْنِ. والصَّافِنُ: عِرْق فِي بَاطِنِ الصُّلْبِ طُولًا مُتَّصِلٌ بِهِ نِياطُ الْقَلْبِ، وَيُسَمَّى الأَكْحل.

_ (1). قوله [إِن جعلته فعلاناً إِلخ] عبارة الأَزهري: إِن جعلته فيعالًا فالنون أَصلية وإِن جعلته إِلخ

غَيْرَهُ: وَيُسَمَّى الأَكحلُ مِنَ الْبَعِيرِ الصافنُ، وَقِيلَ: الأَكحلُ مِنَ الدَّوَابِّ الأَبْجَلُ. وَقَالَ أَبو الهيثم: الأَكْحَل والأَبْجَلُ والصافِنُ هِيَ الْعُرُوقُ الَّتِي تُفصد، وَهِيَ فِي الرِّجْلِ صافِنٌ، وَفِي الْيَدِ أَكْحَلُ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّافِنُ عِرْقُ السَّاقِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّافِنُ عِرْقٌ ضَخْمٌ فِي بَاطِنِ السَّاقِ حَتَّى يَدْخُلَ الفخذَ، فَذَلِكَ الصافنُ. وصَفَنَ الطائرُ الحشيشَ والوَرَقَ يَصْفِنُه صَفْناً وصَفَّنَه: نَضَّدَه لِفراخه، والصَّفَنُ: مَا نَضَّدَه مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: كُلُّ دَابَّةٍ وخَلْق شِبْه زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أَو حَشِيشًا أَو نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبَيِّتُ فِي وَسَطِهِ بَيْتًا لِنَفْسِهِ أَو لِفراخه فَذَلِكَ الصَّفَنُ، وَفِعْلُهُ التَّصْفِينُ. وصَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً: قَامَتْ عَلَى ثلاثٍ وثَنَتْ سُنْبُكَ يدِها الرابعَ. أَبو زَيْدٍ: صَفَنَ الفرسُ إِذا قَامَ عَلَى طُرَفِ الرَّابِعَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ. وصَفَنَ يَصْفِنُ صُفُوناً: صَفَّ قَدَمَيْهِ. وَخَيْلٌ صُفُونٌ: كَقَاعِدٍ وقُعُود؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ: أَلِفَ الصُّفُونَ، فَلَا يَزالُ كأَنه ... مِمَّا يَقُومُ عَلَى الثلاثِ كَسِيرَا قَوْلُهُ: مِمَّا يَقُومُ، لَمْ يُرِدْ مِنْ قِيَامِهِ وإِنما أَراد مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي يَقُومُ عَلَى الثَّلَاثِ، وَجَعَلَ كَسِيرًا حَالًا مِنْ ذَلِكَ النَّوْعِ الزَّمِنِ لَا مِنَ الْفَرَسِ الْمَذْكُورِ فِي أَول الْبَيْتِ؛ قَالَ الشَّيْخُ: جَعَلَ مَا اسْمًا مَنْكُورًا. أَبو عَمْرٍو: صَفَنَ الرجلُ بِرِجْلِهِ وبَيْقَرَ بِيَدِهِ إِذا قَامَ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ البَرَاءِ بْنِ عازِبٍ: كُنَّا إِذا صَلَّيْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرفَع رأْسَه مِنَ الرُّكُوعِ قُمْنَا خَلْفَه صُفُوناً، وإِذا سَجَدَ تَبِعْناه ، أَي وَاقِفِينَ قَدْ صَفَنَّا أَقدامنا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ صُفُوناً يُفَسَّرُ الصافنُ تَفْسِيرَيْنِ: فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ كُلُّ صافٍّ قَدَمَيْهِ قَائِمًا فَهُوَ صافِنٌ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَن الصَّافِنَ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي قَدْ قَلَب أَحدَ حَوَافِرِهِ وَقَامَ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ. وَفِي الصِّحَاحِ: الصَّافِنُ مِنَ الْخَيْلِ الْقَائِمُ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ وَقَدْ أَقام الرَّابِعَةَ عَلَى طَرَفِ الْحَافِرِ، وَقَدْ قِيلَ: الصافِنُ الْقَائِمُ عَلَى الإِطلاق؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: نُعَلّمُهم بِهَا مَا عَلَّمَتْنا ... أُبُوَّتُنا جوارِيَ، أَو صُفُونا وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ سَرَّه أَن يَقُومَ لَهُ الناسُ صُفُوناً أَي وَاقِفِينَ. والصُّفُون: الْمَصْدَرُ أَيضاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَلَمَّا دَنا القومُ صافَنَّاهُم أَي واقَفْناهم وقُمْنا حِذاءَهم. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ صلاةِ الصَّافِنِ أَي الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَثْنِيَ قَدَمَهُ إِلى وَرَائِهِ كَمَا يَفْعَلُ الفرسُ إِذا ثَنى حَافِرَهُ. وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: رأَيتُ عِكْرِمَةَ يُصَلِّي وَقَدْ صَفَنَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ يقرآن: فَاذْكُرُوا اسمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوافِنَ ، بِالنُّونِ، فأَما ابْنُ عَبَّاسٍ فَفَسَّرَهَا مَعْقُولةً إِحْدى يَدَيْها عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، وَالْبَعِيرُ إِذا نُحِرَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، وأَما ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَعْنِي قِياماً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رأَيت الْعَرَبَ تَجْعَلُ الصَّافِنَ القائمَ عَلَى ثَلَاثٍ وَعَلَى غَيْرِ ثَلَاثٍ، قَالَ: وأَشعارهم تَدُلُّ عَلَى أَن الصُّفُونَ القيامُ خَاصَّةً؛ وأَنشد: وقامَ المَها يُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ، ... كَمَا رُصَّ أَيْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ . المَها: الْبَقَرُ يَعْنِي النِّسَاءَ، والمُكَبَّلُ: أَراد الْهَوْدَجَ، يُقْفِلْنَ: يَسْدُدْنَ، كَمَا رُصَّ: كَمَا قُيِّد وأُلْزِق، والأَيْقُ: الرُّسْغُ، مُذْهَبِ اللَّوْنِ: أَراد فَرَسًا يَعْلُوهُ صُفْرَة، صافِن: قَائِمٌ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، قَالَ: وأَما

الصَّائِنُ فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ مِنَ الحَفا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِجَمْعِ الصافِنِ صَوافِن وصافِنَات وصُفُونٌ. وتَصَافَنَ القومُ الماءَ إِذا كَانُوا فِي سَفَرٍ فقلَّ عِنْدَهُمْ فَاقْتَسَمُوهُ عَلَى الحَصاةِ. أَبو عَمْرٍو: تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا مَاءَ مَعَهُمْ وَلَا شَيْءَ، يَقْتَسِمُونَهُ عَلَى حَصاةٍ يُلْقونها فِي الإِناء، يُصَبُّ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ بِقَدْرِ مَا يَغْمُر الْحَصَاةَ فَيُعْطَاهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَلَمَّا تَصَافَنَّا الإِدَاوةَ، أَجْهَشَتْ ... إِليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ الْجَوْهَرِيُّ: تَصَافَنَ القومُ الْمَاءَ اقْتَسَمُوهُ بالحِصَص، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ بالمَقْلَةِ تَسْقي الرجلَ قَدْرَ مَا يَغْمُرها، فإِن كَانَتْ مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ فَهِيَ البَلَدُ. وصُفَيْنة: قَرْيَةٌ كَثِيرَةُ النَّخْلِ غَنَّاءُ فِي سَوادِ الحَرَّةِ؛ قَالَتِ الخَنْساء: طَرَقَ النَّعِيُّ عَلَى صُفَيْنَةَ غُدْوَةً، ... ونَعَى المُعَمَّمَ مِنْ بَني عَمْرِو . أَبو عَمْرٍو: الصَّفْنُ والصَّفْنة الشِّقْشِقَة. وصِفِّينُ: مَوْضِعٌ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمُعَاوِيَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي بَابِ الْفَاءِ فِي تَرْجَمَةِ صَفَفَ، لأَن نُونَهُ زَائِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ صِفُّون، فِيمَنْ أَعربه بِالْحُرُوفِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: شَهِدْتُ صِفِّينَ وبِئْسَتِ الصِّفُّونَ ، وَفِيهَا وَفِي أَمثالها لُغَتَانِ: إِحداهما إِجراء الإِعراب عَلَى مَا قَبْلَ النُّونِ وَتَرْكُهَا مَفْتُوحَةً كَجَمْعِ السَّلَامَةِ كَمَا قَالَ أَبو وَائِلٍ، وَالثَّانِيَةُ أَن تَجْعَلَ النُّونَ حَرْفَ الإِعراب وَتُقِرَّ الْيَاءَ بِحَالِهَا فنقول: هَذِهِ صِفِّينُ ورأَيت صِفِّينَ وَمَرَرْتُ بصفِّينَ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي قِنَّسْرِينَ وفِلَسْطِينَ ويَبْرِينَ. صنن: المُصِنُّ: الشَّامِخُ بأَنفه تَكَبُّرًا أَو غَضَبًا؛ قَالَ: قَدْ أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ، ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بِهَا مُصِنُ . ابْنُ السِّكِّيتِ: المُصِنُّ الرَّافِعُ رأْسه تَكَبُّرًا؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ: يَا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا، ... فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمَّا شَنّا بلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا ... أَإِبِلِي تأْكلُها مُصِنَّا، خافِضَ سِنٍّ ومُشِيلًا سِنّا؟ أَبو عَمْرٍو: أَتانا فُلَانٌ مُصِنّاً بأَنفه إِذا رَفَعَ أَنفه مِنَ العَظَمة. وأَصَنَّ إِذا شَمَخَ بأَنفه تَكَبُّرًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَصَنَّتِ الناقةُ إِذا حَمَلَتْ فَاسْتَكْبَرَتْ عَلَى الْفَحْلِ. الأَصمعي: فُلَانٌ مُصِنٌّ غَضَبًا أَي مُمْتَلِئٌ غَضَبًا. وأَصَنَّتِ الناقةُ: مَخِضَتْ فَوَقَعَ رِجْلُ الْوَلَدِ فِي صَلاها. التَّهْذِيبُ: وإِذا تأَخر وَلَدُ النَّاقَةِ حَتَّى يَقَعَ فِي الصَّلا فَهُوَ مُصِنٌّ، وَهُنَّ مُصِنَّات ومَصَانُّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُصِنُّ مِنَ النُّوق الَّتِي يَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعه وأَنفه فِي دُبرها إِذا نَشِبَ فِي بَطْنِهَا ودَنا نَتاجُها. وَقَدْ أَصنَّتْ إِذا دفَع ولدُها برأْسه فِي خَوْرانها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا دَنَا نَتاج الْفَرَسِ وارْتَكَضَ وَلَدُهَا وَتَحَرَّكَ فِي صَلاها فَهِيَ حِينَئِذٍ مُصِنَّة وَقَدْ أَصَنَّتِ الفَرَسُ، وَرُبَّمَا وَقَعَ السَّقْيُ فِي بَعْضِ حَرَكَتِهِ حَتَّى يُرَى سَوادُه مِنْ ظَبْيَتِها، والسَّقْيُ طَرَفُ السَّابياء، قَالَ: وقَلَّما تَكُونُ الْفَرَسُ مُصِنَّة إِذا كَانَتْ مُذْكِراً تَلِدُ الذُّكُورَ. وأَصَنَّتِ المرأَةُ وَهِيَ مُصِنٌّ: عَجُزَتْ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ. والصَّنُّ، بِالْفَتْحِ: زَبِيلٌ كَبِيرٌ مِثْلُ السَّلَّةِ المُطْبَقَة

يُجْعَلُ فِيهَا الطَّعَامُ والخُبْز. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُتي بِعَرَقٍ ، يَعْنِي الصِّنَّ. والصِّنُّ، بِالْكَسْرِ: بَوْلُ الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْوية، وَهُوَ مُنْتِنٌ جِدًّا؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَطَلَّى، وَهِيَ سَيئَةُ المُعَرَّى، ... بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا وصِنٌّ: يومٌ مِنْ أَيام الْعَجُوزِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول أَيامها، وَذَكَرَهُ الأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ مُعَرِّفاً فَقَالَا: والصِّنُّ؛ وأَنشد: فإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِنا: ... صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: المُصِنُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ سَبْعَةُ أَشياء: المُصِنُّ الْحَيَّةُ إِذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه، تَقُولُ الْعَرَبُ رَمَاهُ اللَّهِ بالمُصِنّ المُسْكِتِ، والمُصِنُّ الْمُتَكَبِّرُ، والمُصِنُّ المُنْتِن، أَصَنَّ اللحمُ أَنْتَنَ، والمُصِنُّ الَّذِي لَهُ صُنان؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَا تُوعدُوني يَا بَنِي المُصِنَّه . أَي الْمُنْتِنَةِ الرِّيحِ مِنَ الصُّنانِ، والمُصِنُّ السَّاكِتُ، والمُصِنُّ الْمُمْتَلِئُ غَضَبًا، والمُصِنُّ الشَّامِخُ بأَنفه. والصُّنَان: رِيحُ الذَّفَر، وَقِيلَ: هِيَ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؛ قَالَ: يَا رِيَّها، وَقَدْ بَدَا صُناني، ... كأَنني جَانِي عَبَيْثَرانِ وصَنَّ اللحمُ: كصَلَّ، إِمَّا لُغَةٌ وَإِمَّا بَدَلٌ. وأَصَنَّ إِذَا سَكَتَ، فَهُوَ مُصِنٌّ سَاكِتٌ. وَعَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الكُلاعِي: أَن أَبا الدرداءِ كَانَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ فَيَقُولُ نِعْمَ البيتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّة ويُذَكِّرُ النارَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالصِّنَّة الصُّنان، وَهُوَ رَائِحَةُ المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الْجِسْمِ إِذَا فَسَدَ وَتَغَيَّرَ فعُولِجَ بالمَرْتَك وَمَا أَشبهه. نُصَيْرٌ الرَّازِيُّ: وَيُقَالُ للتَّيْسِ إِذَا هَاجَ قَدْ أَصَنَّ، فَهُوَ مُصِنٌّ، وصُنانه رِيحُهُ عِنْدَ هِيَاجِه. والصُّنَانُ: ذَفَرُ الإِبِطِ. وأَصَنَّ الرجلُ: صَارَ لَهُ صُنَان. وَيُقَالُ للبَغْلة إِذَا أَمسكتها فِي يَدِكَ فأَنتنت: قَدْ أَصَنَّتْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلٍ المُطِيخ المُخْفِي كَلَامَهُ: مُصِنٌّ. والصِّنِّينُ: بَلَدٌ: قَالَ: ليتَ شِعْرِي مَتَى تَخُبُّ بيَ الناقةُ ... بين العُذَيْبِ فالصِّنِّينِ؟ صون: الصَّوْنُ: أَن تَقِيَ شَيْئًا أَو ثَوْبًا، وصانَ الشيءَ صَوْناً وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ ... رِداؤُكَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ. وَيُقَالُ: صُنْتُ الشيءَ أَصُونه، وَلَا تَقُلْ أَصَنْتُه، فَهُوَ مَصُون، وَلَا تَقُلْ مُصانٌ. وَقَالَ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا. وجعلتُ الثَّوْبَ فِي صُوَانه وصِوَانه، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وصِيَانه أَيضاً: وَهُوَ وِعَاؤُهُ الَّذِي يُصان فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّوْنَةُ العَتِيدَة. وَثَوْبٌ مَصُونٌ، عَلَى النَّقْصِ، ومَصْوُون، عَلَى التَّمَامِ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ، وصَوْنٌ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. والصِّوَانُ والصُّوانُ: مَا صُنْتَ بِهِ الشَّيْءَ. والصِّينَةُ: الصَّوْنُ، يُقَالُ: هَذِهِ ثِيَابُ الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ. وصَانَ عِرْضَه صِيَانة وصَوْناً، عَلَى المَثل؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ، سَاعَةً، ... إِلَى الصَّوْنِ مِنْ رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ وَقَدْ تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، والحُرُّ يَصُونُ عِرْضَه كَمَا يَصُونُ الإِنسان

فصل الضاد المعجمة

ثَوْبَهُ. وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه صَوْناً: ذَخَرَ مِنْهُ ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إِلَيْهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يُراوِحُ بَيْنَ صَوْنٍ وابْتذالِ أَي يَصُونُ جَرْيه مَرَّةً فيُبْقِي مِنْهُ، ويَبْتَذِلُه مَرَّةً فيَجْتهدُ فِيهِ. وصَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شَدِيدًا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً، ... يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْبَيْتِ: لَمْ يَعْرِفْهُ الأَصمعي، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُبْقِين بعضَ المَشْيِ، وَقَالَ: يَتَوَجيْنَ مِنْ حَفاً. وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صانَ الفَرَسُ يَصُونُ صَوْناً إِذَا ظَلَعَ ظَلْعاً خَفِيفًا، فَمَعْنَى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ مِنَ التَّعَبِ. وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً: صَفَّ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَقِيلَ: قَامَ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَمَا حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل، ... يَصُونُ الوَرْدُ فِيهَا والكُمَيْتُ أَبو عُبَيْدٍ: الصَّائِنُ مِنَ الْخَيْلِ الْقَائِمُ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ مِنَ الحَفَا أَو الوَجَى، وأَما الصَّائِمُ فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى قَوَائِمِهِ الأَربع مِنْ غَيْرِ حَفاً. والصَّوَّانُ، بِالتَّشْدِيدِ: حِجَارَةٌ يُقْدَحُ بِهَا، وَقِيلَ: هِيَ حِجَارَةٌ سُود لَيْسَتْ بِصُلْبَةٍ، وَاحِدَتُهَا صَوَّانة. الأَزهري: الصَّوَّان حِجَارَةٌ صُلْبة إِذَا مَسَّتْهُ النَّارُ فَقَّع تَفْقِيعاً وَتَشَقَّقَ، وَرُبَّمَا كَانَ قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ بِهِ النَّارُ، وَلَا يَصْلُحُ للنُّورَةِ وَلَا للرِّضافِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها، ... فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ. صين: الصين: بلد معروف. والصَّواني: الأَواني منسوبة إليه، وإليه ينسب الدارصيني، ودارصِيني. وصِينين: عِقِّيرٌ معروف. فصل الضاد المعجمة ضأن: الضّائنُ مِنَ الْغَنَمِ: ذُو الصوفِ، ويُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: كَبْش ضائنٌ، والأُنثى ضَائِنَةٌ. والضّائنُ: خلافُ الْمَاعِزِ، وَالْجَمْعُ الضّأْنُ والضّأَنُ مِثْلُ المَعْزِ والمَعَزِ. والضَّئِينُ والضِّئينُ: تَمِيمِيَّةٌ. والضَّيْن والضِّينُ، غَيْرُ مَهْمُوزَيْنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كُلُّهَا أَسماء لِجَمْعِهِمَا، فالضأْن كالرَّكْب، والضَّأَنُ كالقَعَد، والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين، والضِّئِين دَاخِلٌ عَلَى الضَّئِين، أَتبعوا الْكَسْرَ الْكَسْرَ، يَطَّرِدُ هَذَا فِي جَمِيعِ حُرُوفِ الْحَلْقِ إِذَا كَانَ الْمِثَالُ فَعِلَا أَو فَعِيلَا، وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فَشَاذٌّ نَادِرٌ، لأَن ضَائِنًا صَحِيحٌ مَهْمُوزٌ، والضِّين والضَّين مُعْتَلٌّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَقَدْ حُكِيَ فِي جَمْعِ الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ: إِذَا مَا دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ، ... عَلَنَّ، وَإِنْ كَانَتْ مَذانِبُه حُمْرَا «2» . أَراد: أَضْؤُناً، فَقَلَبَ، ودُعاؤه أَن يَكْثُرَ الْحَشِيشُ فِيهِ فَيَصِيرَ فِيهِ الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سَمِعَ الرِّعاءُ صوْتَه فَعَلِمُوا أَن هُنَاكَ رَوْضة فَسَاقُوا إِبلهم وَمَوَاشِيَهُمْ إِلَيْهَا فَرَعَوْا مِنْهَا، فَذَلِكَ دُعاء نَعْمَانَ إِيَّاهُمْ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: جَمْعُ الضَّائِنِ ضَأَنٌ، كَمَا يُقَالُ ماعِزٌ ومَعَز، وخادِم وخَدَم، وَغَائِبٌ وغَيَب، وَحَارِسٌ وحَرَس، وناهِل ونَهَلٌ. قَالَ: والضّانُ أَصله ضَأْن، فَخُفِّفَ. والضّأْنُ: جَمْعُ الضَّائِنِ، ويُجْمَع الضَّئِينَ، والأُنثى ضَائِنَةٌ، وَالْجَمْعُ ضَوائن. وَفِي حَدِيثِ شَقيق: مَثَلُ قُرّاءِ هَذَا الزَّمَانِ كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف ؛ الضَّوَائِنُ جَمْعُ ضَائِنَةٍ وَهِيَ الشَّاةُ مِنَ الْغَنَمِ خِلَافُ الْمَعَزِ. ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ عَلَى ذلك اللفظ إِذا

_ (2). قوله [علنّ] الذي في المحكم: عليّ

كَانَ مِنْ مَسْكِ ضائنةٍ وَكَانَ وَاسِعًا، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذَا مَا مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه، ... كَمَا اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ . عَنَى بالضِّئْنِيِّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الأَسْقية. التَّهْذِيبَ: الضِّئْنيّ السِّقَاءُ الَّذِي يُمْخَضُ بِهِ الرَّائِبُ، يُسَمَّى ضِئْنِيّاً إِذَا كَانَ ضَخْماً مِنْ جِلْدِ الضّأْن؛ قَالَ حُميد: وجاءتْ بضِئْنِيٍّ، كأَنَّ دَوِيّهُ ... تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ . وأَضْأَنَ القومُ: كثرَ ضأْنهم. وَيُقَالُ: اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذَا مِنْ ذَا. وَقَدْ ضأَنْتُها أَي عزَلْتها. وَرَجُلٌ ضائنٌ إِذَا كَانَ ضَعِيفًا، وَرَجُلٌ ماعِزٌ إِذَا كَانَ حَازِمًا مَانِعًا مَا وَرَاءَهُ. وَرَجُلٌ ضائنٌ: لَيِّنٌ كأَنه نَعْجَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ حَسَنَ الْجِسْمِ مَعَ قِلَّةِ طُعْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّيِّنُ الْبَطْنِ المُسْترْخِيه. وَيُقَالُ: رَمْلَةٌ ضائنةٌ، وَهِيَ الْبَيْضَاءُ الْعَرِيضَةُ؛ وَقَالَ الجَعْدِي: إِلَى نَعَجٍ مِنْ ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا «1» وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: قَالَ لَهُ أَبانُ بْنُ سَعِيدٍ وَبْرٌ تدَلَّى مِنْ رأْسِ ضالٍ ؛ ضالٌ، بِالتَّخْفِيفِ: مَكَانٌ أَو جَبَلٌ بِعَيْنِهِ، يُرِيدُ بِهِ تَوْهِينَ أَمره وَتَحْقِيرَ قَدْرِهِ، وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وَهُوَ أَيضاً جَبَلٌ فِي أَرض دَوْسٍ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الضأْن مِنَ الْغَنَمِ، فَتَكُونُ أَلفه همزة. ضبن: الضِّبْنُ: الإِبْطُ وَمَا يَلِيهِ. وَقِيلَ: الضِّبْنُ، بِالْكَسْرِ، مَا بَيْنَ الإِبط والكَشْح، وَقِيلَ: مَا تَحْتَ الإِبط والكَشْح، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْخَاصِرَةِ ورأْس الْوَرِكِ، وَقِيلَ: أَعلى الجَنْب. وضَبَنَ الرجلَ وَغَيْرَهُ يَضْبُنُه ضَبْناً: جَعَلَهُ فَوْقَ ضِبْنِه. واضْطَبَنَ الشيءَ: حَمَلَهُ فِي ضِبْنِه أَو عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا أَخذه بِيَدِهِ فَرَفَعَهُ إِلَى فُوَيْقِ سُرَّته، قَالَ: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثُمَّ الضَّبْنُ ثُمَّ الحَضْنُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلْكُمَيْتِ: لَمَّا تفَلَّقَ عَنْهُ قَيْضُ بَيْضَتِه، ... آوَاهُ فِي ضِبْنِ مَضْبُوٍّ بِهِ نَصَبُ «2» . قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي تفَلَّق عَنْ فَرْخِ الظَّلِيمِ قَيْضُ بَيْضَتِهِ آوَاهُ الظليمُ ضِبْنَ جَنَاحِهِ. وضَبَأَ الظليمُ عَلَى فَرْخِهِ إِذَا جَثَمَ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ضِبْنه الَّذِي يَكُونُ فِيهِ؛ وَقَالَ: ثُمَّ اضْطَبَنْتُ سِلَاحِي تَحْتَ مَغْرضِها، ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إِذَا شَسَفَا أَي احتَضَنْتُ سِلَاحِي. وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جَعَلْتُهُ فِي ضِبْني. أَبو عُبَيْدٍ: أَخذه تَحْتَ ضِبْنِه إِذَا أَخذه تَحْتَ حِضْنِه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَدَعَا بمِيضأَة فَجَعَلَهَا فِي ضِبْنِه أَي حِضْنه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَن الْكَعْبَةَ تَفِيءُ عَلَى دَارِ فُلَانٍ بالغَداة وتَفيءُ عَلَى الْكَعْبَةِ بالعَشِيِّ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا رَضِيعة الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: إِنَّ دَارَكُمْ قَدْ ضَبَنتِ الكعبةَ وَلَا بُدَّ لِي مِنْ هَدْمها أَي أَنها لَمَّا صَارَتِ الْكَعْبَةُ فِي فَيْئها بالعَشِيِّ كَانَتْ كأَنها قَدْ ضَبَنَتْها، كَمَا يَحْمِل الإِنسانُ الشيءَ فِي ضِبْنه. وأَخذَ فِي ضِبْنٍ مِنَ الطَّرِيقِ أَي فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ؛ وأَنشد: فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تحتَ ضِبْنِه، ... كَمَا دَسَّ رَاعِي الذَّوْدِ فِي حِضْنِه وَطبَا وَقَالَ أَوس: أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّسُورُ، ... فِي ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ

_ (1). قوله [وقال الجعدي إلخ] صدره كما في التكملة: فباتت كأن بطنها طي ريطة وزاد: والضأنة، بفتح فسكون، الْخِزَامَةُ إِذَا كَانَتْ مِنْ عقب. (2). قوله [في ضبن مضبوّ] الذي في التهذيب: مضبيّ

أَي فِي جَنْبه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: يَقُولُ القبرُ يَا ابنَ آدَمَ قَدْ حُذِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جَنْبِي وَنَاحِيَتِي، وَجَمْعُ الضِّبْن أَضبان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شُمَيط: لَا يَدْعُوني وَالْخَطَايَا بَيْنَ أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار عَلَى جُنُوبهم، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفُلَانٌ فِي ضِبْنِ فُلَانٍ وضَبينته أَي نَاحِيَتِهِ وكنَفِه. والضُّبْنة: أَهل الرَّجُلِ لأَنه يَضْبِنُها فِي كنَفِه، مَعْنَاهُ يُعانقها؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: لأَنه يَضْطَبِنُها فِي كنَفِه. وضَبِنَةُ الرَّجُلِ: حَشَمُه. وَعَلَيْهِ ضِبْنةٌ مِنْ عِيَالٍ، بِكَسْرِ الضَّادِ وَسُكُونِ الْبَاءِ، أَي جَمَاعَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: ضُبْنة [ضِبْنة] الرَّجُلِ وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وَكَذَلِكَ ظاهِرَته وظِهارتُه. قَالَ الْفَرَّاءُ: نَحْنُ فِي ضُبْنه وَفِي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخُفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا سَافَرَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الضُّبْنة [الضِّبْنة] فِي السَّفَر وَالْكَآبَةِ فِي المُنْقَلَب، اللَّهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الأَرضَ وهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَر، اللَّهُمَّ أَنت الصاحبُ فِي السَّفر والخليفةُ فِي الأَهل ؛ الضُّبْنةُ [الضِّبْنةُ]: مَا تَحْتَ يَدِك مِنْ مالٍ وعيالٍ تَهْتَمُّ بِهِ وَمَنْ تَلْزَمُكَ نَفَقَتُهُ، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم فِي ضِبن مَنْ يَعُولهم، تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنَ الضِّبْنة كَثْرَةِ الْعِيَالِ والحَشَم فِي مَظِنَّة الْحَاجَةِ، وَهُوَ السَّفَرُ، وَقِيلَ: تَعوَّذ مِنْ صُحْبة مَنْ لَا غَناء فِيهِ وَلَا كِفاية مِنَ الرِّفاق، إِنَّمَا هُوَ كَلٌّ وعِيالٌ عَلَى مَنْ يُرافِقُه. وضِبْنةُ الرَّجُلِ: خَاصَّتُهُ وبِطانتُه وَعِيَالُهُ، وَكَذَلِكَ الضَّبِنة، بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِ الْبَاءِ. والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قَالَ نُوحُ بْنُ جَرِيرٍ: وَهُوَ إِلَى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ، ... يَجْري إِلَيْهَا سابِقاً لَا ذَا ضَبَنْ والضَّبْنةُ: الزَّمانة. وَرَجُلٌ ضَبِنٌ: زَمِنٌ. وَقَدْ أَضْبَنَه الدَّاءُ: أَزمنه؛ قَالَ طُرَيْحٌ: وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذُو القُوَى ... بِهِمْ كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ والمضْبُون: الزَّمِنُ، وَيُشْبِهُ قَلْبَ الْبَاءِ مِنَ الْمِيمِ. وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً: ضَرَبَهُ بِسَيْفٍ أَو عَصًا أَو حَجَر فَقَطَعَ يَدَهُ أَو رِجْلَهُ أَو فقأَ عَيْنَهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحَكَى لِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ عَنْ أَبي هِلال ضَبَنْت عَنَّا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو مَا كَانَ مِنْ مَعْرُوفٍ تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، وَالصَّادُ أَعلى، وَهُوَ قَوْلُ الأَصمعي. قَالَ: وَحَقِيقَةُ هَذَا صَرَفْتَ هديَّتَك وَمَعْرُوفَكَ عَنْ جِيرَانِكَ وَمَعَارِفِكَ إِلَى غَيْرِهِمْ، وَفِي النَّوَادِرِ: مَاءٌ ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إِذَا كَانَ مَشْفوهاً لَا فَضْلَ فِيهِ. وَمَكَانٌ ضَبْن أَي ضَيِّقٌ. وضَبِينةُ: اسْمٌ. وَبَنُو ضابِنٍ وَبَنُو مُضابِنِ: حيَّان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ضَبِينةُ حَيٌّ مِنْ قَيْسٍ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِلَبِيدٍ: فَلَتَصْلُقَنَّ بَنِي ضَبِينةَ صَلْقةً ... تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ . وَذَكَرَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ الْقَوِيُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ضُوبانُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَنْ قَالَ ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ. ضجن: الضَّجَنُ، بِالْجِيمِ: جَبَلٌ معروف؛ قَالَ الأَعشى: وطالَ السَّنامُ عَلَى جِبْلَةٍ، ... كخَلْقاءَ مِنْ هَضَبات الضَّجَنْ وَكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنُ مُقْبِلٍ: فِي نِسْوةٍ مِنْ بَنِي دَهْيٍ مُصَعِّدةٍ، ... أَو مِنْ قَنَانٍ تَؤُمُّ السَّيْرَ للضَّجَنِ . قَالَ: وَالْحَاءُ تَصْحِيفٌ. وضَجْنانُ: جُبَيْل بِنَاحِيَةِ

مَكَّةَ. قَالَ الأَزهري: أَما ضَجَنَ فَلَمْ أَسمع فِيهِ شَيْئًا غَيْرَ جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ تِهَامَةَ يُقَالُ لَهُ ضَجْنانُ. وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَنه أَقبل حَتَّى إِذَا كَانَ بضَجْنانَ ؛ قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قَالَ: وَلَسْتُ أَدري مِمَا أُخِذَ. ضحن: الضَّحَنُ: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فِي نسوةٍ مِنْ بَنِي دَهْيٍ مُصَعِّدة، ... أَو مِنْ قَنانٍ تَؤُمُّ السيرَ للضَّحَن . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ ضجن، بِالْجِيمِ الْمُعْجَمَةِ، مَا اخْتُلِفَ فيه من ذلك. ضدن: ضَدَنْتُ الشيءَ أَضْدِنُه ضَدْناً: سَهَّلْتُه وأَصلحته، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، وضَدَنَى، عَلَى مِثَالِ جَمَزى: موضع. ضزن: الضَّيْزَنُ: النِّخاسُ، والضَّيْزَنُ: الشَّرِيكُ، وَقِيلَ: الشَّرِيكُ فِي المرأَة. والضَّيْزَنُ: الَّذِي يُزَاحِمُ أَباه فِي امرأَته؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: والفارِسيَّةُ فِيهِمْ غيرُ مُنكَرةٍ، ... فكُلُّهم لأَبيه ضَيْزَنٌ سَلِفُ «1» . يَقُولُ: هُمْ مِثْلُ الْمَجُوسِ يتزوَّج الرَّجُلُ مِنْهُمُ امرأَة أَبيه وامرأَة ابْنِهِ. والضَّيْزَنُ أَيضاً: وَلَدُ الرَّجُلِ وَعِيَالُهُ وَشُرَكَاؤُهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ زَاحَمَ رَجُلًا فِي أَمر فَهُوَ ضَيْزَنٌ، وَالْجَمْعُ الضَّيازِنُ. ابْنُ الأَعرابي: الضَّيزَنُ الَّذِي يتزوَّجُ امرأَة أَبيه إِذَا طَلَّقَهَا أَو مَاتَ عَنْهَا. والضَّيزَنُ: خَدُّ بَكَرةِ السَّقْيِ الَّتِي سَائِبُهَا هَاهُنَا وَهَاهُنَا. وَيُقَالُ للنِّخاس الَّذِي يُنْخَس بِهِ البَكَرةُ إِذَا اتَّسَعَ خَرْقُها: الضَّيزَنُ؛ وأَنشد: عَلَى دَمُوكٍ تَرْكَبُ الضَّيازِنا وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الضَّيْزَنُ يَكُونُ بَيْنَ قَبِّ البَكرة والساعِد، والساعدُ خَشَبَةٌ تُعَلَّقَ عَلَيْهَا الْبَكَرَةُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا كَانَ لَمْ يتَبطَّنِ الإِناث وَلَمْ يَنْزُ قطُّ الضَّيزانُ. والضَّيزَنان: السَّلِفان. والضَّيزَن: الَّذِي يُزَاحِمُكَ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ فِي الْبِئْرِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: الضَّيزَنُ الَّذِي يُزاحم عَلَى الْحَوْضِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنَّ شَرِيبَيْكَ لَضَيْزنانِهْ، ... وَعَنْ إِزاءِ الحَوْضِ مِلْهَزانِهْ، خالفْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِهْ . وَقِيلَ: الضَّيْزَنانِ المُستَقيان مِنْ بِئْرٍ وَاحِدَةٍ، وَهُوَ مِنَ التزاحُم. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كُلُّ رَجُلٍ زاحَمَ رَجُلًا فَهُوَ ضَيْزَنٌ لَهُ. والضَّيْزَنُ: السَّاقِي الجَلْدُ. والضَّيْزَنُ: الْحَافِظُ الثِّقَةُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَعَثَ بِعَامِلٍ ثُمَّ عَزَله فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِلَا شَيْءٍ، فَقَالَتْ لَهُ امرأَته: أَينَ مَرافِقُ العَمَل؟ فَقَالَ لَهَا: كَانَ مَعِي ضَيْزنانِ يَحْفَظَانِ وَيَعْلَمَانِ ؛ يَعْنِي الْمَلَكَيْنِ الْكَاتِبَيْنِ، أَرْضَى أَهلَه بِهَذَا الْقَوْلِ وعَرَّضَ بِالْمَلَكَيْنِ، وَهُوَ مِنْ مَعَارِيضِ الْكَلَامِ وَمَحَاسِنِهِ، وَالْيَاءُ فِي الضَّيْزَن زَائِدَةٌ. والضَّيْزنُ: ضِدُّ الشَّيْءِ: قَالَ: فِي كلِّ يومٍ لَكَ ضَيْزَنانِ . وضَيْزَنُ: اسْمُ صَنَمٍ، والضَّيْزَنانِ: صَنمانِ للمُنْذِر الأَكبر كَانَ اتَّخَذَهُمَا بِبَابِ الحِيرَة لِيَسْجُدَ لَهُمَا مَنْ دَخَلَ الْحِيرَةَ امْتِحاناً لِلطَّاعَةِ. والضَّيْزنُ: الَّذِي يُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ البُنْدارَ، يَكُونُ مَعَ عَامِلِ الخَراج. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جَعَلْتُهُ ضَيْزَناً عَلَيْهِ أَي بُنْدَاراً عَلَيْهِ، قَالَ: وأَرسلته مُضْغِطاً عَلَيْهِ، وأَهل مكة والمدينة يَقُولُونَ: أَرسلته ضاغِطاً عَلَيْهِ. ضطن: التَّهْذِيبَ: اللَّيْثُ الضَّيطَنُ والضَّيْطَانُ الَّذِي يُحَرِّكُ مَنْكِبَيْه وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ.

_ (1). قوله [والفارسية فيهم إلخ] كذا في الأَصل والجوهري والمحكم، والذي في التهذيب: فيكم، وفكلكم بالكاف، قال الصاغاني: الرواية بالكاف لا غير

يُقَالُ: ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إِذا مَشَى تِلْكَ المِشْية؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ مُرِيبٌ «2». وَالَّذِي نَعْرِفُهُ مَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الضَّيَطَانُ، بِتَحْرِيكِ الْيَاءِ، أَن يحرِّك مَنْكِبَيْهِ وَجَسَدَهُ حِينَ يَمْشِي مَعَ كَثْرَةِ لَحْمٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً، وَالنُّونُ مِنَ الضَّيَطَانِ نُونُ فَعَلان كَمَا يُقَالُ مِنْ هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً، وأَما قَوْلُ اللَّيْثِ ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إِذا مَشَى تِلْكَ المشية فغير محفوظ. ضغن: الضِّغْنُ والضَّغَنُ: الحِقْد، وَالْجَمْعُ أَضْغانٌ، وَكَذَلِكَ الضَّغينَةُ، وجَمْعُها الضَّغائن؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن فِي وُجُوه أَقوام. وَيُقَالُ: سَلَلْتُ ضِغْنَ فُلَانٍ وضَغِينَتَه إِذا طَلَبْتَ مَرْضاته. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَكُونُ دِماء فِي عَمْيَاءَ فِي غَيْرِ ضَغِينة وحملِ سِلَاحٍ ؛ الضِّغْنُ: الْحِقْدُ وَالْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَيما قَوْمٍ شَهِدُوا عَلَى رَجُلٍ بحَدٍّ وَلَمْ يَكُنْ بِحَضْرَةِ صَاحِبِ الحَدِّ فإِنما شَهِدُوا عَنْ ضِغْنٍ أَي حِقْدٍ وَعَدَاوَةٍ، يُرِيدُ فِيمَا كَانَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ الْعِبَادِ كَالزِّنَا وَالشُّرْبِ وَنَحْوِهِمَا؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا، ... إِنك زَحَّارٌ لَنَا كِثِينَا، إِنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا فَقَدْ يَكُونُ الضَّغِينُ جَمْعُ ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَذَفَ الْهَاءَ لِضَرُورَةِ الرَّوِيّ، فإنَّ ذَلِكَ كَثِيرٌ، قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ الضَّغينُ والضَّغِينة مِنْ بَابِ حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ، فَيَكُونُ الضَّغِينُ والضَّغِينة لُغَتَيْنِ بِمَعْنًى. وَقَدْ ضَغِنَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ. وَقَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ؛ أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي يُخْرِجْ ذَلِكَ البخلُ عَداوتَكم وَيَكُونُ ويُخْرِجِ اللَّهُ أَضْغانَكم؛ وأَحْفيتُ الرجلَ: أَجْهَدْته. واضْطَغَنَ فلانٌ عَلَى فُلَانٍ ضَغِينةً إِذا اضْطَمَرها. أَبو زَيْدٍ: ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إِذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ. وامرأَة ذَاتُ ضِغْنٍ عَلَى زَوْجِهَا إِذا أَبغضته. وضَغِنُوا عَلَيْهِ: مَالُوا عَلَيْهِ وَاعْتَمَدُوهُ بالجَوْر. وتَضَاغَنَ الْقَوْمُ واضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا عَلَى الأَحْقاد. وضِغْني إِلى فُلَانٍ أَي مَيْلي إِليه. وضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه والتواؤُه؛ قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خَازِمٍ: فإِنَّك، والشَّكاةَ منَ آلِ لأْمٍ، ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي فِي الرِّفاقِ . وَقَالَ الشَّاعِرُ: والضِّغْنُ مِنْ تتابُعِ الأَسْواطِ وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ: لَا يُعْطِي كلَّ مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَرْيِ حَتَّى يُضْرَبَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها، ... كَمَا قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ . وَالطَّرِيدَةُ: قَصَبةٌ فِيهَا ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها. أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ ضَغُون، الذَّكَرُ والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ، وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي كأَنما يَرْجِعُ الْقَهْقَرَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: والرجلُ يَكُونُ فِي دَابَّتِهِ الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه وَيَكُونُ فِي نَفْسِهِ الضِّغْنُ فَلَا يُقَوِّمُها ؛ الضِّغْن فِي الدَّابَّةِ: هُوَ أَن تَكُونَ عَسِرَة الِانْقِيَادِ، وإِذا قِيلَ فِي النَّاقَةِ هِيَ ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إِلى وَطَنِهَا. وَدَابَّةٌ ضَغِنَة: نَازِعَةٌ إِلى وَطَنِهَا، وَقَدْ ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً، وَكَذَلِكَ البعير،

_ (2). قوله [هذا حرف مريب] أَي ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط في التهذيب والتكملة

وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ ذَلِكَ فِي الإِنسان؛ قَالَ: تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً، ... تُسائلُ عَنْ ضِغْنِ النِّسَاءِ النَّواكِحِ . وضَغِنَ إِليه: نَزَع إِليه وأَراده. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ للنَّحُوصِ إِذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ عَلَى الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ. ابْنُ الأَعرابي: ضَغِنْتُ إِلى فُلَانٍ مِلْت إِليه كَمَا يَضْغَنُ الْبَعِيرُ إِلى وَطَنِهِ. وضَغِنَ إِلى الدُّنْيَا، بِالْكَسْرِ: رَكَنَ وَمَالَ إِليها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ الَّذِينَ إِلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا، ... وَكَانَ فِيهَا لَهُمْ عيشٌ ومُرْتَفَقُ وضَغِنَ فلانٌ إِلى الصُّلْحِ إِذا مَالَ إِليه. والاضْطِغانُ: الِاشْتِمَالُ. والاضْطِغانُ: أَخذ الشيءِ تَحْتَ حِضْنِك، تَقُولُ مِنْهُ: اضْطَغَنْتُ الشيءَ؛ وأَنشد الأَحمر لِلْعَامِرِيَّةِ: لَقَدْ رأَيت رَجُلًا دُهْرياً، ... يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً . أَي حَامِلُهُ فِي حِجْرِهِ. والدُّهْري: مَنْسُوبٌ إِلى بَنِي دَهْرٍ بَطْنٌ مِنْ كِلَابٍ، والسَّيْتَهِيُّ: الَّذِي يَتَخَلَّفُ خَلْفَ الْقَوْمِ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: إِذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عِنْدَ مَغْرِضِها، ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إِذ شَسَفا «1» . وَقِيلَ: هُوَ أَن يُدْخل الثوبَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى وَطَرَفَهُ الْآخَرَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، وَقِيلَ: هُوَ التَّثَبُّنُ: التَّهْذِيبَ: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ وأَنشد: وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حَتَّى كأَنهم ... ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تَحْتَ لَبانِيَا . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا التَّفْسِيرُ للاضْطِغانِ خطأٌ، وَالصَّوَابُ مَا حَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ الأَحمر أَن الاضطِغانَ الِاشْتِمَالُ؛ وأَنشد: كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا وَفِي النَّوَادِرِ: هَذَا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه. وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عَوْجَاءُ. والضَّغَنُ: العَوَجُ؛ وأَنشد: إِنَّ قَنَاتِيَ مِنْ صَلِيبات القَنا، ... ما زادَها التَّثْقِيفُ إِلا ضَغَنا. ضفن: ضَفَن إِلى الْقَوْمِ يَضْفِنُ ضَفْناً إِذا جَاءَ إِليهم حَتَّى يَجْلِسَ مَعَهُمْ. وضَفَنَ مَعَ الضَّيْفِ يَضْفِنُ ضَفْناً جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ الضَّيْفَنُ. والضَّيْفَنُ: الَّذِي يجيءُ مَعَ الضَّيْف، كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَجناس مَعَ ضفنَ؛ وأَنشد: إِذا جَاءَ ضَيْفٌ جَاءَ للضَّيْف ضَيْفَنٌ، ... فأَوْدَى، بِمَا تُقْرَى الضُّيوفُ، الضَّيافِنُ. وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: نُونُ ضَيْفَن زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَقَدْ أَخذ أَبو عُبَيْدٍ بِهَذَا أَيضاً فِي بَابِ الزِّيَادَةِ فَقَالَ: زَادَتِ الْعَرَبُ النُّونَ فِي أَربعة أَسماء، قَالُوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فَجَعَلَهُ الضَّيفَ نَفْسَهُ، والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي ضَيْفٍ أَيضاً، والضِّفْنِينُ: تَابِعُ الرُّكبان «2». عَنْ كُرَاعٍ وَحْدَهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحُقُّه. وضَفَنْتُ إِليه إِذا نَزعتَ إِليه وأَردته. والضَّفْنُ: ضَمُّ الرَّجُلُ ضَرْع الشَّاةِ حِينَ يَحْلُبها ابْنُ الأَعرابي: ضَفَنُوا عَلَيْهِ مَالُوا عَلَيْهِ وَاعْتَمَدُوهُ بالجَوْر. وضَفَنَ بِغَائِطِهِ يَضْفِنُ ضَفْناً: رَمَى بِهِ.

_ (1). قوله [إِذا اضطغنت] كذا للجوهري، وقال الصاغاني الرواية: ثم اضطغنت (2). قوله [والضفنين تابع الركبان] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في المحكم: تابع الضيفن

والضَّفْنُ: ضَرْبُكَ اسْتَ الشَّاةِ وَنَحْوِهَا بِظَهْرِ رِجْلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَفَنَه بِرِجْلِهِ ضَرَبَهُ عَلَى اسْتِهِ؛ قَالَ: ويَكْتَسعْ بنَدَم ويَضْفِن والاضْطِفانُ: أَن تَضْرِبَ بِهِ اسْتَ نَفْسِكَ. وضَفَنْتُ الرَّجُلَ إِذا ضربتَ بِرِجْلِكَ عَلَى عَجُزه. واضْطَفَنَ هُوَ إِذا ضَرَبَ بِقَدَمِهِ مُؤَخَّرَ نَفْسِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: اضْطَفَنَ ضرَبَ اسْتَه نَفْسَهُ بِرِجْلِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ: أَنها ضَفَنَتْ جَارِيَةً لَهَا بِرِجْلِهَا ؛ الضَّفْنُ: ضَربك استَ الإِنسان بِظَهْرِ قَدَمِكَ. وضَفَنَ البعيرُ بِرِجْلِهِ: خَبَطَ بِهَا. وضَفَنه البعيرُ بِرِجْلِهِ يَضْفِنه ضَفْناً، فَهُوَ مَضْفُون وضَفِين: ضَرَبَهُ. وضَفَنَ بِهِ الأَرضَ ضَفْناً: ضَرَبَهَا بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ، ... وبالعَصا مِنْ طُولِ سُوءِ الضَّفْنِ . أَبو زَيْدٍ: ضَفَنَ الرجلُ المرأَة ضَفْناً إِذا نَكَحَهَا. قَالَ: وأَصل الضَّفْن أَن يَضُمَّ بِيَدِهِ ضَرْعَ النَّاقَةِ حِينَ يَحلُبها. وضَفَنَ الشيءَ عَلَى نَاقَتِهِ: حَمَلَهُ عَلَيْهَا. والضِّفَنُّ، عَلَى وَزْنِ الهِجَفِّ: الأَحمق مِنَ الرِّجَالِ مَعَ عِظَمِ خَلْقٍ، وَيُقَالُ: امرأَة ضِفَنَّة؛ قَالَ: وضِفَنَّةٌ مثلُ الأَتانِ ضِبِرَّةٌ، ... ثَجْلاءُ ذاتُ خواصِرٍ مَا تَشْبَعُ والضِّفِنُّ والضِّفَنُّ والضِّفَنّانُ: الأَحمق الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الثَّقِيلُ، وَالْجَمْعُ ضِفْنانٌ نَادِرٌ، والأُنثى ضِفِنَّة وضِفَنَّة، وَكَسْرُ الْفَاءِ، عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي، أَحسن. الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ أَحمق وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ كَثِيرَ اللَّحْمِ ثَقِيلًا فَهُوَ ضِفَنٌّ وضَفَنْدَدٌ. وامرأَة ضِفَنَّة إِذا كانت رِخْوة ضَخْمة. ضمن: الضَّمِينُ: الْكَفِيلُ. ضَمِنَ الشيءَ وَبِهِ ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل بِهِ. وضَمَّنَه إِياه: كَفَّلَه. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وَكَافِلٌ وكَفِيلٌ. يُقَالُ: ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وَهُوَ مَضْمون. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضامِنٌ عَلَى اللَّهِ أَن يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَي ذُو ضَمَانٍ عَلَى اللَّهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مَذْهَبُ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ؛ قَالَ: هَكَذَا خَرَّجَ الْهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ، وَالْحَدِيثُ مَرْفُوعٌ فِي الصِّحاح عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ بِمَعْنَاهُ، فَمِنْ طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وإِيماناً بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي فَهُوَ عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إِلى مسكنه الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نالَ مِنْ أَجر أَو غَنِيمَةٍ. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عَنِّي: مِثْلُ غَرَّمْتُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ضَوامِنُ مَا جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ، ... مِنَ البُعْدِ، مَا يَضْمَنَّ فَهُوَ أَداءُ . فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ إِن جَارَ الدَّلِيلُ فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذَلِكَ فِي غَدِها وتَبْلُغَه، ثُمَّ قَالَ: مَا يَضْمَنَّ فَهُوَ أَداء أَي مَا ضَمِنَّه مِنْ ذَلِكَ لرَكْبِها وفَيْنَ بِهِ وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعه إِياه كَمَا تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وَقَدْ تضَمَّنه هُوَ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ يَصِفُ نَاقَةً حَامِلًا: أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً مِنْ عَواهِنِها، ... كَمَا تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا . عَلَيْهِ: عَلَى الْجَنِينِ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ فِي وِعَاءٍ فَقَدْ

ضمَّنتَه إِياه. اللَّيْثُ: كُلُّ شيءٍ أُحرِزَ فِيهِ شَيْءٌ فَقَدْ ضُمِّنَه؛ وأَنشد: لَيْسَ لِمَنْ ضُمِّنَه تَرْبِيتُ «1» . ضُمِّنَه: أُودِعَ فِيهِ وأُحرِزَ يَعْنِي الْقَبْرَ الَّذِي دُفِنَتْ فِيهِ المَوْؤُودَةُ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنه قَالَ: لَا تَشْتَرِ لَبَنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ مُضَمَّناً لأَن اللَّبَنَ يَزِيدُ فِي الضَّرْعِ وَيَنْقُصُ، وَلَكِنِ اشْترِه كَيْلًا مُسَمًّى؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو مُعَاذٍ يَقُولُ لَا تَشْتَرِهِ وَهُوَ فِي الضَّرْعِ لأَنه فِي ضِمْنِه، يُقَالُ: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إِذا كَانَ فِي كُوزٍ أَو إِناء. والمَضامِينُ: مَا فِي بُطُونِ الْحَوَامِلِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كأَنهن تضَمَّنَّه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ المَلاقيح والمَضامين ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ المَلاقيح، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: هِيَ مَا فِي أَصلاب الْفُحُولِ، وَهِيَ جَمْعُ مَضْمُون؛ وأَنشد غَيْرُهُ: إِنَّ المضامينَ الَّتِي فِي الصُّلْبِ ... ماءُ الفُحولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِ. وَيُقَالُ: ضَمِنَ الشيءَ بِمَعْنَى تَضَمَّنَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَضْمُونُ الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا، والمَلاقِيحُ: جَمْعُ مَلْقُوح، وَهُوَ مَا فِي بَطْنِ النَّاقَةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفَسَّرَهُمَا مَالِكٌ فِي الموطأِ بِالْعَكْسِ؛ حَكَاهُ الأَزهري عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَحَكَاهُ أَيضاً عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: إِذا كَانَ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ حَمْلٌ فَهِيَ ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ، وَالَّذِي فِي بَطْنِهَا مَلْقوح ومَلْقُوحة. وَنَاقَةٌ ضامِنٌ ومِضْمان: حَامِلٌ، مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: مَا أَغْنى فلانٌ عَنِّي ضِمْناً وَهُوَ الشِّسْعُ أَي مَا أَغنى شَيْئًا وَلَا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ: مَا تَضَمَّنَ وسَطَه. والضامِنَةُ: مَا تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ مِنَ النَّخْلِ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفْعُولَةٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِرِ بن عبد الْمَلِكِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وَفِي الصِّحَاحِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ لِحَارِثَةَ بْنِ قَطَنٍ وَمَنْ بدُومَةِ الجَنْدَلِ مِنْ كَلْبٍ: إِن لَنَا الضَّاحيَةَ مِنَ البَعْلِ «2». والبُورَ والمَعامِيَ، وَلَكُمُ الضَّامِنةُ مِنَ النَّخْلِ والمَعِينُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الضَّاحية مِنَ الضَّحْل مَا ظَهر وبَرَزَ وَكَانَ خَارِجًا مِنَ العِمارة فِي البَرِّ مِنَ النَّخْلِ، والبَعْلُ الَّذِي يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ مِنْ غَيْرِ سقْيٍ. والضَّامِنَة مِنَ النخل: مَا تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وَكَانَ دَاخِلًا فِي العِمَارة وأَطاف بِهِ سُورُ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سُمِّيَتْ ضَامِنَةً لأَن أَربابها قَدْ ضَمِنُوا عمارَتَها وَحَفِظَهَا، فَهِيَ ذاتُ ضَمانٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ*؛ أَي ذاتِ رِضاً، والضَّامِنَةُ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ؛ أَراد بالضَّمَان هَاهُنَا الحِفْظَ وَالرِّعَايَةَ لَا ضَمان الْغَرَامَةِ لأَنه يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ، وَقِيلَ: إِن صَلَاةَ الْمُقْتَدِينَ بِهِ فِي عُهْدَتِهِ وَصِحَّتِهَا مَقْرُونَةٌ بِصِحَّةِ صَلَاتِهِ، فَهُوَ كَالْمُتَكَفِّلِ لَهُمْ صِحَّةَ صَلَاتِهِمْ. والمُضَمَّنُ مِنَ الشِّعْرِ: مَا ضَمَّنْتَهُ بَيْتًا، وَقِيلَ مَا لَمْ تَتِمَّ مَعَانِي قَوَافِيهِ إِلا بِالْبَيْتِ الَّذِي يَلِيهِ كَقَوْلِهِ: يَا ذَا الَّذِي فِي الحُبِّ يَلْحَى، أَما ... واللهِ لَوْ عُلِّقْتَ مِنْهُ كَمَا عُلِّقْتُ مِنْ حُبِّ رَخِيمٍ، لَمَا ... لُمْتَ عَلَى الحُبِّ، فَدَعْني وما

_ (1). قوله [تربيت] أَي تربية أَي لا يربيه القبر، كما في التهذيب (2). قوله [إِن لَنَا الضَّاحِيَةَ مِنَ البعل] كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في النهاية. ولو قال كما في النهاية: إِن لَنَا الضَّاحِيَةَ مِنَ الضحل، ويروي من البعل، لكان أولى لأَجل قوله بعد والبعل الذي إِلخ

قَالَ: وَهِيَ أَيضاً مَشْطُورَةٌ مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ مِنْ كُلِّ بَيْتٍ نِصْفٌ وبُنِيَ عَلَى نِصْفٍ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: المُضَمَّنُ مِنْ أَبيات الشِّعْرِ مَا لَمْ يَتِمَّ مَعْنَاهُ إِلا فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، قَالَ: وَلَيْسَ بِعَيْبٍ عِنْدَ الأَخفش، وأَن لَا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قَالَ الأَخفش: وَلَوْ كَانَ كُلُّ مَا يُوجَدُ مَا هُوَ أَحسن مِنْهُ قَبِيحًا كَانَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: سَتُبْدي لَكَ الأَيامُ مَا كُنْتَ جَاهِلًا، ... ويأْتيك بالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ رَدِيئًا إِذا وَجَدْتَ مَا هُوَ أَشْعر مِنْهُ، قَالَ: فَلَيْسَ التَّضْمِينُ بِعَيْبٍ كَمَا أَن هَذَا لَيْسَ بِرَدِيءٍ، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا الَّذِي رَآهُ أَبو الْحَسَنِ مِنْ أَن التَّضْمِينَ لَيْسَ بِعَيْبٍ مَذْهَبٌ تَرَاهُ الْعَرَبُ وَتَسْتَجِيزُهُ، وَلَمْ يَعْدُ فِيهِ مذهبَهم مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما السَّمَاعُ، وَالْآخَرُ الْقِيَاسُ، أَما السَّمَاعُ فَلِكَثْرَةِ مَا يَرِدُ عَنْهُمْ مِنَ التَّضْمِينِ، وأَما الْقِيَاسُ فلأَن الْعَرَبَ قَدْ وَضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعًا دَلَّتْ بِهِ عَلَى جَوَازِ التَّضْمِينِ عِنْدَهُمْ؛ وَذَلِكَ مَا أَنشده صَاحِبُ الْكِتَابِ وأَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ قَوْلِ الرَّبيعِ بْنِ ضَبُعٍ الفَزَاري: أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السلاحَ، وَلَا ... أَملك رأْس البعيرِ، إِن نَفَرا والذئبَ أَخْشاه، إِن مَرَرْتُ بِهِ ... وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا . فنَصْبُ الْعَرَبِ الذِّئْبَ هُنَا، واختيارُ النَّحْوِيِّينَ لَهُ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ قَبْلَهُ جُمْلَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ، وَهِيَ قَوْلُهُ لَا أَملك، يَدُلُّكَ عَلَى جَرْيِهِ عِنْدَ الْعَرَبِ وَالنَّحْوِيِّينَ جَمِيعًا مَجْرَى قَوْلِهِمْ: ضَرَبْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا لَقِيتُهُ، فكأَنه قَالَ: وَلَقِيتُ عَمْرًا لِتَتَجَانَسَ الْجُمْلَتَانِ فِي التَّرْكِيبِ، فَلَوْلَا أَن الْبَيْتَيْنِ جَمِيعًا عِنْدَ الْعَرَبِ يَجْرِيَانِ مَجْرَى الْجُمْلَةِ الْوَاحِدَةِ لَمَا اخْتَارَتِ الْعَرَبُ وَالنَّحْوِيُّونَ جَمِيعًا نَصْبَ الذِّئْبِ، وَلَكِنْ دَلَّ عَلَى اتِّصَالِ أَحد الْبَيْتَيْنِ بِصَاحِبِهِ وَكَوْنِهِمَا مَعًا كَالْجُمْلَةِ الْمَعْطُوفِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، وَحُكْمُ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَن يَجْرِيَا مَجْرَى الْعُقْدَةِ الْوَاحِدَةِ، هَذَا وَجْهُ الْقِيَاسِ فِي حُسْنِ التَّضْمِينِ، إِلا أَن بإِزائه شَيْئًا آخَرَ يَقْبُحُ التَّضْمِينُ لأَجله، وَهُوَ أَن أَبا الْحَسَنِ وَغَيْرَهُ قَدْ قَالُوا: إِن كُلَّ بَيْتٍ مِنَ الْقَصِيدَةِ شِعْرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ، فَمِنْ هُنَا قَبُحَ التَّضْمِينُ شَيْئًا، وَمِنْ حَيْثُ ذَكَرْنَا مِنِ اخْتِيَارِ النَّصْبِ فِي بَيْتِ الرَّبِيعِ حَسُنَ، وإِذا كَانَتِ الْحَالُ عَلَى هَذَا فَكُلَّمَا ازْدَادَتْ حَاجَةُ الْبَيْتِ الأَول إِلى الثَّانِي وَاتَّصَلَ بِهِ اتِّصَالًا شَدِيدًا كَانَ أَقبح مِمَّا لَمْ يَحْتَجِ الأَول فِيهِ إِلى الثَّانِي هَذِهِ الْحَاجَةَ؛ قَالَ: فَمِنْ أَشدّ التَّضْمِينِ قَوْلُ الشَّاعِرِ رُوِيَ عَنْ قُطْرُب وَغَيْرِهِ: وَلَيْسَ المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ ... مِنَ الأَقْوامِ إِلا للَّذِيِ يُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ ... لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِ . فضَمَّنَ بِالْمَوْصُولِ وَالصِّلَةِ عَلَى شِدَّةِ اتِّصَالِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وَهُمْ وَرَدُوا الجِفارَ عَلَى تميمٍ، ... وَهُمْ أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إِنِّي شَهِدْتُ لَهُمْ مَواطِنَ صادِقاتٍ، ... أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي وَهَذَا دُونَ الأَول لأَنه لَيْسَ اتصالُ الْمُخْبَرِ عَنْهُ بِخَبَرِهِ فِي شِدَّةِ اتِّصَالِ الْمَوْصُولِ بِصِلَتِهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ القُلاخ لسَوَّار بْنِ حَيّان المَنْقَريّ: وَمِثْلُ سَوَّارٍ ردَدْناه إِلى ... إِدْرَوْنِه ولُؤْمِ إِصِّه عَلَى أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا

والمُضَمَّنُ مِنَ الأَصوات: مَا لَا يُسْتَطَاعُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ حَتَّى يُوصَلَ بِآخَرَ. قَالَ الأَزهري: و [المُضَمَّنُ] مِنَ الأَصوات أَن يَقُولَ الإِنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللَّامِ إِلى الْحَرَكَةِ. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة وَالْعَاهَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لَمْ يَجْرِ فِيهِمَا ... ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس . والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الدَّاءُ فِي الْجَسَدِ مِنْ بَلَاءٍ أَو كِبر؛ رَجُلٌ ضَمَنٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ: مَرِيضٌ، وَكَذَلِكَ ضَمِنٌ، وَالْجَمْعُ ضَمِنُون، وضَمِينٌ وَالْجَمْعُ ضَمْنى، كُسِّر عَلَى فَعْلى وإِن كَانَتْ إِنما يُكَسَّرُ بِهَا الْمَفْعُولُ نَحْوَ قَتْلى وأَسْرَى، لَكِنَّهُمْ تَجَوَّزُوهُ عَلَى لَفْظِ فاعِل أَو فَعِلٍ عَلَى تَصَوُّرِ مَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كُسِّر هَذَا النَّحْوُ عَلَى فَعْلى لأَنها مِنَ الأَشياء الَّتِي أُصيبوا بِهَا وأُدْخلوا فِيهَا وَهُمْ لَهَا كَارِهُونَ. وَقَدْ ضَمِنَ بِالْكَسْرِ، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فَهُوَ ضَمِنٌ أَي مُبْتَلًى. والضَّمانة: الزَّمانة. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: مَنِ اكْتَتَب ضَمِناً بَعَثَهُ اللَّهُ ضَمِناً يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَي مَنْ سأَل أَن يَكْتُبَ نَفْسَهُ فِي جُمْلَةِ الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عَنِ الْجِهَادِ وَلَا زَمانة بِهِ، بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَمِناً، وَاكْتَتَبَ: سأَل أَن يُكْتَبَ فِي جُمْلَةِ الْمَعْذُورِينَ، وخرَّجه بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ، وإِذا أَخذ الرجلُ مِنْ أَمير جُنْدِه خَطًّا بزَمانته. والمُؤَدِّي الْخَرَاجَ يَكْتَتبُ البراءَة بِهِ. والضَّمِنُ: الَّذِي بِهِ ضَمانة فِي جَسَدِهِ مِنْ زَمَانَةٍ أَو بلاءٍ أَو كَسْر وَغَيْرِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ ضَمِنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً، ... أَشكو إِليكم حُمُوَّة الأَلَمِ . وَالِاسْمُ الضَّمَن، بِفَتْحِ الْمِيمِ، والضَّمان؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر وَقَدْ كَانَ سُقِيَ بطنُه: إِليك، إِلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي ... عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا . وَكَانَ قَدْ أَصابه بَعْضُ ذَلِكَ، فالضَّمان هُوَ الدَّاءُ نَفْسُهُ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ بِهِ زَمَانَةً لِيَتَخَلَّفَ عَنِ الْغَزْوِ وَلَا زَمَانَةَ بِهِ، وإِنما يَفْعَلُ ذَلِكَ اعْتِلَالًا، وَمَعْنَى يَكتتِب يأْخذ لِنَفْسِهِ خَطًّا مِنْ أَمير جَيْشِهِ لِيَكُونَ عُذْرًا عِنْدَ وَالِيهِ. الْفَرَّاءُ: ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بِمَنْزِلَةِ الزَّمَانَةِ. وَرَجُلٌ مَضْمون الْيَدِ: مِثْلُ مَخْبون الْيَدِ. وَقَوْمٌ ضَمْنى أَي زَمْنى. الْجَوْهَرِيُّ: والضُّمْنة، بِالضَّمِّ، مِنْ قَوْلِكَ كَانَتْ ضُمْنةُ فُلَانٍ أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذُبِحَتْ لِغَيْرِ عِلَّةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لِعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ابْنٌ أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطَّائِفِ فضَمِنَ مِنْهَا أَي زَمِنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا يَدْفعون الْمَفَاتِيحَ إِلى ضَمْناهم وَيَقُولُونَ: إِن احْتَجْتُمْ فكُلوا ؛ الضَّمْنى: الزَّمْنى، جَمْعُ ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قَالَ ابْنِ عُلَّبة: وَلَكِنْ عَرتْني مِنْ هَواكِ ضَمانةٌ، ... كَمَا كنتُ أَلقى منكِ إِذ أَنا مُطْلقُ . وَرَجُلٌ ضَمِنٌ: عَاشِقٌ. وَفُلَانٌ ضَمِنٌ عَلَى أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ ضَمِنٌ عَلَى أَصحابه وكَلٌّ عَلَيْهِمْ وَهُمَا وَاحِدٌ. وإِني لَفِي غَفَلٍ عَنْ هَذَا وغُفُولٍ وغَفْلة بِمَعْنًى واحد؛ قال لبيد: يُعْطي حُقوقاً عَلَى الأَحساب ضامِنةً، ... حَتَّى يُنَوِّرَ فِي قُرْيانِه الزَّهَرُ . كأَنه قَالَ مَضْمُونَةً؛ وَمِثْلُهُ: أَناشِرَ لَا زالَتْ يَمينُك آشِرَه.

يُرِيدُ مأْشورة أَي مَقْطُوعَةً. وَمِثْلُهُ: أَمْرٌ عارفٌ أَي مَعْرُوفٌ، والراحلةُ: بِمَعْنَى المَرْحولة، وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ أَي مُبانة. وفَهِمْت مَا تضَمَّنه كِتَابُكَ أَي مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كِتَابِي أَي فِي طَيّه. ضمحن: اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ: عَلَى الْبَدَلِ عَنْ يَعْقُوبَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَرْفِ اللام. ضنن: الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة، كُلُّ ذَلِكَ. مِنَ الإِمساك والبُخْل، وَرَجُلٌ ضَنينٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعَاصِمٌ وأَهل الْحِجَازِ بضَنِينٍ، وَهُوَ حَسَن، يَقُولُ: يأْتيه غَيْبٌ وَهُوَ مَنْفوس فِيهِ فَلَا يَبْخَلُ بِهِ عَلَيْكُمْ وَلَا يَضِنُّ بِهِ عَنْكُمْ، وَلَوْ كَانَ مَكَانَ عَلَى عَنْ صَلَح أَو الْبَاءُ كَمَا تَقُولُ: مَا هُوَ بِضَنِينٍ بِالْغَيْبِ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِبَخِيلٍ أَي هُوَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُؤَدِّي عَنِ اللَّهِ ويُعَلِّم كتابَ اللَّهِ أَي مَا هُوَ بِبَخِيلٍ كَتُومٍ لِمَا أُوحي إِليه، وقرئَ: بظَنينٍ ، وَتَفْسِيرُهُ فِي مَكَانِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: ضَنِنْتُ بِالشَّيْءِ أَضَنُّ، وَهِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ، وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت بِهِ، وَهُوَ ضَنين بِهِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُ ضَنَنْتُ وَلَمْ أَسمع أَضِنُّ، وَقَدْ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَمَعْلُومٌ أَن مَنْ رَوَى حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَرْوِ؛ وَقَوْلُ قَعْنَب بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ: مَهْلًا أَعاذِلَ، قَدْ جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي ... أَني أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِن ضَنِنُوا . فأَظهر التَّضْعِيفَ ضَرُورَةً. وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة، بِكَسْرِ الضَّادِ وَفَتْحِهَا، أَي هُوَ شَيْءٌ نَفِيسٌ مَضْنون بِهِ ويُتَنافَس فِيهِ. والضّنُّ: الشَّيْءُ النَّفِيسُ المَضْنُون بِهِ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. وَرَجُلٌ ضَنِينٌ: بَخِيلٌ؛ وَقَوْلُ الْبَعِيثِ: أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْلِ، ... وضَنَّتْ عَلَيْنَا، والضَّنِينُ مِنَ البُخْلِ . أَراد: الضَّنينُ مخلوقٌ مِنَ الْبُخْلِ، كَقَوْلِهِمْ مَجْبُولٌ مِنَ الْكَرَمِ، ومَطينٌ مِنَ الْخَيْرِ، وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ مِنَ الْبُخْلِ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَجَازِ لأَن المرأَة جَوْهَرٌ وَالْبُخْلُ عَرَض، والجوهرُ لَا يَكُونُ مِنَ العَرض، إِنما أَراد تَمْكِينَ الْبُخْلِ فِيهَا حَتَّى كأَنها مَخْلُوقَةٌ مِنْهُ، وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَا زَيْدٌ إِلَّا أَكْلٌ وشُرْبٌ، وَلَا يَكُونُ أَكلًا وَشُرْبًا لِاخْتِلَافِ الْجِهَتَيْنِ، وَهَذَا أَوفق مِنْ أَن يُحْمَلَ عَلَى الْقَلْبِ وأَن يُرَادَ بِهِ والبخلُ مِنَ الضَّنِين لأَن فِيهِ مِنَ الإِعْظام وَالْمُبَالَغَةِ مَا لَيْسَ فِي الْقَلْبِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: وهُنَّ مِنَ الإِخْلافِ والوَلَعانِ وَهُوَ كَثِيرٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ضِنَّتي مِنْ بَيْنِ إِخواني وضِنِّي أَي أَختص بِهِ وأَضِنُّ بمودَّته. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن لِلَّهِ ضنائنَ «3». مِنْ خَلْقِه ، وَفِي رِوَايَةٍ: ضِنّاً مِنْ خَلْقِهِ يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ وَيُمِيتُهُمْ فِي عَافِيَةٍ أَي خَصَائِصَ، وَاحِدُهُمْ ضَنِينَة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، مِنَ الضِّنِّ وَهُوَ مَا تَخْتَصُّهُ وتَضَنُّ بِهِ أَي تَبْخَلُ لِمَكَانِهِ مِنْكَ ومَوْقِعِه عِنْدَكَ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: فُلَانٌ ضِنِّي مِنْ بَيْنِ إِخواني، وَهُوَ شِبْه الِاخْتِصَاصِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار: لَمْ نَقُلْ إِلّا ضِنّاً بِرَسُولِ اللَّهِ أَي بُخْلًا وشُحّاً أَن يُشارِكنا فِيهِ غيرُنا. وَفِي حَدِيثِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ: فَقُلْتُ أَخْبِرني بِهَا وَلَا تَضْنَنْ عليَ أَي لَا تَبْخَل. وَيُقَالُ اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ، وَهُوَ افْتِعال مِنَ الضَّنِّ، وَكَانَ فِي الأَصل اضْتَنَّ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ طَاءً. وضَنِنْتُ بِالْمَنْزِلِ ضِنّاً وضَنَانَةً: لَمْ أَبْرَحْه، والاضْطِنانُ افْتِعال مِنْ ذَلِكَ.

_ (3). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ إِن لِلَّهِ ضنائن إِلخ] قال الصاغاني: هذا من الأَحاديث التي لا طرق لها

وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لَمْ يَتَغَيَّرْ، وهَجَمْتُ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ بضَنانَتِهم لَمْ يتفرَّقوا. وَرَجُلٌ ضَنَنٌ: شُجَاعٌ؛ قَالَ: إِني إِذا ضَنَنٌ يَمْشي إِلى ضَنَنٍ، ... أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ بِهِ الموتُ . والمَضْنُون: الْغَالِيَةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ: قَالَ الرَّاجِزُ: قَدْ أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ، ... وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ . والمَضْنون والمَضْنونة: الغالِيةُ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. الأَصمعي: المَضْنُونةُ ضَرْبٌ مِنَ الغِسْلَةِ والطِّيب؛ قَالَ الرَّاعِي: تَضُمُّ عَلَى مَضْمُونَةٍ فارِسيَّةٍ ... ضَفَائِرَ لَا ضَاحِي القُرُونِ، وَلَا جَعْدِ وتُضْحي، وَمَا ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِها ... إِلى كَتِفَيْها بائْتِزَارٍ، وَلَا عَقْدِ كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ، فِي ثِيَابِهَا، ... جَنِيّاً مِنَ الرَّيْحانِ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ . والمَضْنونة: اسْمٌ لِزَمْزَمَ، وَابْنُ خَالَوَيْهِ يَقُولُ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ المَضنُون، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ زَمْزَمَ: قِيلَ لَهُ احْفِرِ المَضْنُونة أَي الَّتِي يُضَنُّ بِهَا لنَفاستها وعِزَّتِها، وَقِيلَ للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بِهِمَا. وضِنَّةُ: اسْمُ أَبي قَبِيلَةٍ، وَفِي الْعَرَبِ قَبِيلَتَانِ: إِحداهما تُنْسَبُ إِلى ضِنَّة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَالثَّانِيَةُ ضِنَّة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَبِيرِ «1». بْنِ عُذْرَة، والله أَعلم. ضون: الضَّيْوَنُ: السِّنَّوْرُ الذَّكَرُ، وَقِيلَ: هُوَ دُوَيْبَّة تُشْبِهُهُ، نَادِرٌ خَرَجَ عَلَى الأَصل كَمَا قَالُوا رجاء بن حَيْوَة، وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأَن ذَلِكَ جِنْسٌ وَهَذَا عَلَمٌ، وَالْعَلَمُ يَجُوزُ فِيهِ مَا لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ الضَّياوِن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ: ثَرِيدٌ كأَنَّ السَّمْنَ فِي حَجَراتِه ... نُجومُ الثُّرَيَّا، أَو عُيُونُ الضَّياوِنِ وَصَحَّتِ الْوَاوُ فِي جَمْعِهَا لِصِحَّتِهَا فِي الْوَاحِدِ، وإِنما لَمْ تُدْغَمْ فِي الْوَاحِدِ لأَنه اسْمٌ مَوْضُوعٌ وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْفِعْلِ، وَكَذَلِكَ حَيْوَةُ اسْمُ رَجُلٍ، وَفَارَقَ هَيِّناً ومَيِّتاً وسَيِّداً وجَيِّداً، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي تَصْغِيرِهِ ضُبَيِّنٌ، فأَعَلَّه وَجَعَلَهُ مِثْلَ أُسَيِّد، وإِن كَانَ جَمْعُهُ أَساود، وَمَنْ قَالَ أُسَيْوِد فِي التَّصْغِيرِ لَمْ يَمْتَنِعْ أَن يَقُولَ ضُيَيْوِنٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَضَيْوَنٌ فَيْعَلٌ لَا فَعُوَلٌ، لأَن بَابَ ضَيْغَم أَكثر مِنْ بَابِ جَهْوَر. والضَّانَة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ: البُرَة الَّتِي يُبْرَى بِهَا البعيرُ إِذا كَانَتْ مِنْ صُفْرٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا أَن أَلفها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ. والتَّضَوُّنُ: كَثْرَةُ الوَلَد. والضَّوْنُ: الإِنْفَحة؛ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ خَزَمَ: قَالَ شَمِرٌ الخِزَامة إِذا كَانَتْ مِنْ عَقَبٍ فَهِيَ ضانَةٌ؛ وأَنشد لِابْنِ مَيَّادَة: قطعتُ بمِصْلالِ الخِشاشِ يَرُدُّها، ... عَلَى الكُرْهِ مِنْهَا، ضانَةٌ وجَدِيلُ سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: المِيضانة القُفَّة، وَهِيَ المَرْجُونة والقَفْعَة؛ وأَنشد: لَا تَنْكِحَنَّ بَعْدَهَا حَنَّانه ... ذاتَ قَتارِيدَ، لَهَا مِيضانه قَالَ: حَنَّ وهَنَّ أَي بَكى، وَفِي الْمُحْكَمِ فِي ترجمة

_ (1). قوله [ضِنَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كبير إِلخ] كذا بالأَصل والمحكم والقاموس، والذي في التكملة: ضنة بن عبد بن كبير إِلخ وصوّبه شارح القاموس ولم يبين وجهه

فصل الطاء المهملة

وَضَن: المِيضَنَة كالجُوَالِق. ضين: الضِّينُ والضَّيْنُ: لُغَتَانِ فِي الضأْن، فإِما أَن يَكُونَ شَاذًّا، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ لَفْظِ آخَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصحيح عندي. فصل الطاء المهملة طبن: الطَّبَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الفِطْنَةُ. طَبِنَ الشيءَ وطَبِنَ لَهُ وطَبَنَ، بِالْفَتْحِ، يَطْبَنُ طَبَناً وطَبانةً وطبَانية وطُبُونة: فطِنَ لَهُ. وَرَجُلٌ طَبِنٌ: فَطِنٌ حاذِقٌ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الأَعشى: واسْمَعْ فإِني طَبِنٌ عالمٌ، ... أَقْطَعُ مِنْ شِقْشِقَة الهَادِرِ . وَكَذَلِكَ طابنٌ وطُبُنَّةٌ؛ قِيلَ: الطَّبَنُ الفِطْنَةُ لِلْخَيْرِ، والتَّبَنُ للشَّرِّ. أَبو زَيْدٍ: طَبِنْتُ بِهِ أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة، وَهُوَ الخَدْعُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الطَّبَانَةُ والتَّبانة وَاحِدٌ، وَهُمَا شدَّة الفِطْنة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطَّبانة والطَّبانيَة والتَّبانَة والتَّبانِيَةُ واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانة واللَّحانِية، مَعْنَى هَذِهِ الْحُرُوفِ وَاحِدٌ. وَرَجُلٌ طَبِنٌ تَبِنٌ: لَقِنٌ لَحِنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةً فَطَبِنَ لَهَا غُلامٌ رُوميٌّ، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ كأَنه وَزَغَة ؛ قَالَ شَمِرٌ: طَبَنَ لَهَا غلام أَي خَيَّبَها وخَدَعها؛ وأَنشد: فقُلْتُ لَهَا: بَلْ أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَلٍ، ... جَرى بالفِرَى، بَيْنِي وَبَيْنَكِ، طابِنُ . أَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عَالِمٌ بِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الطَّبانَةُ الفِطْنة. طَبِنَ لِكَذَا طَبانَةً فَهُوَ طَبِنٌ أَي هَجَمَ عَلَى بَاطِنِهَا وخَبَرَ أَمرها وأَنها مِمَّنْ تُوَاتيه عَلَى المُراوَدة، قَالَ: هَذَا إِذا رُوِيَ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وإِن رُوِيَ بِالْفَتْحِ كَانَ مَعْنَاهُ خَيَّبَهَا وأَفسدها. والطَّبْنُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. والطَّبْنُ: الخَلْقُ. يُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ الطَّبْنِ هُوَ، بِالتَّسْكِينِ، كَقَوْلِكَ: مَا أَدري أَيّ النَّاسِ هُوَ، وَاخْتَارَ ابْنُ الأَعرابي مَا أَدري أَيُّ الطَّبَنِ هُوَ، بِالْفَتْحِ. وَجَاءَ بالطَّبْنِ أَي الْكَثِيرِ. والطِّبْنُ: البيتُ. والطِّبْنُ: مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ الْحَطَبِ والقَمْشِ، فإِذا بُنِيَ مِنْهُ بَيْتٌ فَلَا قوَّة لَهُ. والطِّبْنُ: القِرْقُ. والطُّبْنُ والطِّبْنُ والطَّبْنُ: خَطٌّ مُسْتَدِيرٌ يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ يُسَمُّونَهُ الرَّحَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنْ ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضَاحِي، ... كالطِّبْنِ فِي مُخْتَلَفِ الرِّياحِ . وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: كالطَّبْلِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطَّبْنُ والطِّبْنُ هَذِهِ اللُّعْبَةُ الَّتِي تُسَمَّى السُّدَّرَ؛ وأَنشد: يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ الطَّبَنُ هُنَا: مَصْدَرٌ لأَنه ضَرْبٌ مِنَ اللَّعِبِ، فَهُوَ مِنْ بَابِ اشْتَمَلَ الصَّمّاء. والطُّبَنُ: اللُّعَبُ. الْجَوْهَرِيُّ: والطُّبْنَةُ لُعْبَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ سِدَرَهْ، وَالْجَمْعُ طُبَنٌ مِثْلُ صُبْرَة وصُبَرٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ، ... ونَحْنُ نَعْدُو فِي الخَبَارِ والجَرَنْ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا أَنشده أَبو عَمْرٍو تَدَكَّلَتْ، بِالْكَافِ؛ قَالَ: والتَّدَكُّلُ ارتفاعُ الرَّجُلِ فِي نَفْسِهِ، والطُّبَنُ وَاحِدَتُهَا طُبْنَةٌ. ابنُ بَرِّيٍّ: والطَّبَانةُ أَن يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلى حَلِيلَتِهِ، فإِما أَن يَحْظُلَ أَي يَكُفَّهَا عَنِ الظُّهُورِ، وإِما أَن يَغْضَبَ ويَغارَ؛ وأَنشد لِلْجَعْدِيِّ: فَمَا يُعْدِمْكِ لَا يُعْدِمْكِ مِنْهُ ... طَبانيةٌ، فيَحْظُلُ أَو يَغارُ.

وَطَبَنَ النارَ يَطْبِنُها طَبْناً: دَفَنَهَا كَيْ لَا تَطْفَأ، والطّابُون: مَدْفِنُها. وَيُقَالُ: طابِنْ هَذِهِ الحَفِيرَة وطامِنْها. واطْبَأَنَّ قَلْبُهُ واطْبَأَنَّ الرَّجُلُ: سَكَنَ، لُغَةٌ فِي اطْمَأَنَّ. وطأْبَنَ ظَهرَه: كطأْمَنَهُ، وَهِيَ الطُّمَأْنينة والطُّبَأْنِينة، والمُطْبَئِنُّ مِثْلُ المُطْمَئِنِّ. ابْنُ الأَعرابي: الطُّبْنَةُ صوتُ الطُّنْبُور، وَيُقَالُ للطنْبُور: طُبْنٌ؛ وأَنشد: فإِنَّكَ مِنّا، بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ ... وخَصْمٍ، كعُودِ الطُّبْنِ لا يَتَغَيَّبُ. طبرزن: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ طبرزذ: الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ، فارسي مُعَرَّبٌ، وَحَكَى الأَصمعي طَبْرزَل وطبرْزَن لهذا السكر، بالنون وَاللَّامِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: طَبَرْزُل وطَبَرْزُن، قَالَ: وَهُوَ مِثَالٌ لَا أَعرفه. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ طَبَرْزَل وطَبَرْزَن لستَ بأَن تَجْعَلَ أَحدَهما أَصلًا لِصَاحِبِهِ بأَوْلى مِنْكَ بِحَمْلِهِ عَلَى ضِدِّه، لِاسْتِوَائِهِمَا في الاستعمال. طجن: الطاجِنُ: المِقْلَى، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ تَابَهْ. والطَّجْنُ: قَلْوُك عَلَيْهِ، دَخيل. قَالَ اللَّيْثُ: أُهملت الْجِيمُ وَالطَّاءُ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ، وَوَجَدْنَاهَا مُسْتَعْمَلَةً بَعْضُهَا عَرَبِيَّةٌ وَبَعْضُهَا معرَّبة، فَمِنَ الْمُعَرَّبِ قَوْلُهُمْ طَجْنَةُ بَلَدٌ مَعْرُوفٌ، وَقَوْلُهُمْ للطابِقِ الَّذِي يُقْلَى عَلَيْهِ اللَّحْمُ الطاجِنُ، وقَلِيَّةٌ مُطَجَّنة، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مُطَنْجنة. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّيْجَنُ والطاجِنُ يُقْلى فِيهِ، وَكِلَاهُمَا معرَّب لأَن الطَّاءَ وَالْجِيمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي أَصل كلام العرب. طحن: الأَزهري: الطِّحْنُ الطَّحِينُ المَطْحُونُ، والطَّحْنُ الْفِعْلُ، والطِّحَانةُ فِعْلُ الطَّحّانِ. وَفِي إِسلام عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فأَخرَجَنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صَفَّينِ لَهُ كَدِيدٌ ككَدِيدِ الطَّحِينِ ؛ ابْنُ الأَثير: الكَدِيدُ الترابُ النَّاعِمُ، والطَّحينُ المَطْحُون، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. ابْنُ سِيدَهْ: طَحَنَه يَطْحَنُه طَحْناً، فَهُوَ مَطْحُون وطَحِينٌ، وطَحَّنَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَيْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ ... ، وإِيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا والطِّحْنُ، بِالْكَسْرِ: الدَّقِيقُ. والطَّاحُونة والطَّحّانة: الَّتِي تَدُورُ بِالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ الطَّواحِينُ. والطَّحّان: الَّذِي يَلي الطَّحِينَ، وحِرْفته الطِّحانةُ. الْجَوْهَرِيُّ: طَحَنَتِ الرَّحَى تَطْحَنُ وطَحَنْتُ أَنا البُرَّ، والطَّحْنُ الْمَصْدَرُ، والطَّاحونة الرَّحَى. وَفِي الْمَثَلِ: أَسمَعُ جَعْجَعَةً وَلَا أَرى طِحْناً. والطَّواحِنُ: الأَضراسُ كُلُّهَا مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَاحِدَتُهَا طاحِنَة. الأَزهري: كُلُّ سنٍّ مِنَ الأَضراس طاحِنَة. وكَتِيبة طَحُون: تَطْحَنُ كُلَّ شَيْءٍ. والطُّحَنُ: عَلَى هَيْئَةِ أُم حُبَيْن، إِلا أَنَّها أَلطف مِنْهَا، تَشْتَالُ بذَنَبِها كَمَا تَفْعَلُ الخَلِفَة مِنَ الإِبل، يَقُولُ لَهَا الصِّبْيَانُ: اطْحَني لَنَا جِرَابنا، فتَطْحَنُ بِنَفْسِهَا فِي الأَرض حَتَّى تَغِيبَ فِيهَا فِي السَّهْلِ وَلَا تَراها إِلا فِي بَلُّوقَةٍ مِنَ الأَرض. والطُّحَنُ: لَيْثُ عِفِرِّينَ؛ وَقَوْلُهُ: إِذا رَآنِي وَاحِدًا، أَو فِي عَيَنْ ... يَعْرِفُني، أَطْرَقَ إِطْراقَ الطُّحَنْ . إِنما عَنَى إِحدى هَاتَيْنِ الْحَشَرَتَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لجَندَلِ بْنِ المُثَنَّى الطُّهَوِيِّ. الأَزهري: الطُّحَنة دُويبة كالجُعَل، وَالْجَمْعُ الطُّحَنُ. قَالَ: والطُّحَنُ

يَكُونُ فِي الرَّمْلِ، وَيُقَالُ إِنه الحُلَكُ وَلَا يُشْبِهُ الجُعَلَ، وَقَالَ: قَالَ أَبو خَيْرَةَ الطُّحَنُ هُوَ لَيْثُ عِفِرِّين مِثْلُ الفُستُقة، لَوْنُهُ لَوْنُ التُّرَابِ يَندَسُّ فِي التُّرَابِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ عَلَى هَيْئَةِ العِظَاية يَشتالُ بِذَنَبِهِ كَمَا تفعلُ الخَلِفَة مِنَ الإِبل، وَحَكَى الأَزهري عَنِ الأَصمعي قَالَ: الطُّحَنة دَابَّةٌ دُونَ القُنفُذ، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ تَظْهَرُ أَحياناً وَتَدُورُ كأَنها تَطْحَنُ، ثُمَّ تَغُوص، وَتَجْتَمِعُ صِبْيَانُ الأَعراب لَهَا إِذا ظَهَرَتْ فَيَصِيحُونَ بِهَا: اطْحَني جِراباً أَو جِرابَين. ابنُ سِيدَهْ: والطُّحَنَة دُوَيْبَّةٌ صُفيراءُ طرفِ الذَّنَبِ حَمراء، لَيْسَتْ بِخَالِصَةِ اللَّوْنِ، أَصغر رأْساً وجَسَداً مِنَ الحِرْباءِ، ذَنَبُهَا طُول إِصبع، لَا تَعَضُّ. وطَحَنَتِ الأَفْعَى الرملَ إِذا رَقَّقَته وَدَخَلَتْ فِيهِ فَغَيَّبَتْ نَفْسَهَا وأَخرجت عَيْنَهَا، وتسمَّى الطَّحُون. والطّاحِنُ: الثَّوْرُ الْقَلِيلُ الدَّوَران الَّذِي فِي وَسَطِ الكُدْسِ. والطَّحّانةُ والطَّحُونُ: الإِبل إِذا كَانَتْ رِفاقاً وَمَعَهَا أَهلها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطَّحُون مِنَ الْغَنَمِ ثَلَثُمِائَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعلم أَحداً حَكَى الطَّحُونَ فِي الْغَنَمِ غَيْرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّحَّانة والطَّحُون الإِبل الْكَثِيرَةُ. والطُّحَنَةُ: الْقَصِيرُ فِيهِ لُوثة؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: إِذا كَانَ الرَّجُلُ نِهَايَةً فِي القِصَرِ فَهُوَ الطُّحَنة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما الطَّوِيلُ الَّذِي فِيهِ لُوثَةٌ فَيُقَالُ لَهُ عُسْقُدٌ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَقْصَرُ القِصَارِ الطُّحَنَةُ، وأَطول الطِّوالِ السَّمَرْطُولُ. وَحَرْبٌ طَحُونٌ: تَطْحَنُ كُلَّ شَيْءٍ. الأَزهري: والطَّحُون اسْمٌ لِلْحَرْبِ، وَقِيلَ: هِيَ الْكَتِيبَةُ مِنْ كَتَائِبِ الْخَيْلِ إِذا كَانَتْ ذَاتَ شَوْكَةٍ وَكَثْرَةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: حَواه حاوٍ، طالَ مَا اسْتَبَاثَا ... ذُكورَها والطُّحَّنَ الإِناثا «2» . الْجَوْهَرِيُّ: الطَّحُون الْكَتِيبَةُ تَطْحَنُ مَا لَقِيَتْ، قَالَ: وَحَكَى النَّضْرُ عَنِ الجَعْدِي قَالَ: الطاحِنُ هُوَ الراكِسُ مِنَ الدَّقُوقَة الَّتِي تَقُومُ فِي وَسَطِ الكُدْسِ. الْجَوْهَرِيُّ: طَحَنَتِ الأَفْعَى تَرَحَّتْ وَاسْتَدَارَتْ، فَهِيَ مِطْحانٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بخَرْشاءَ مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها، ... إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ هُرِيقَ عَلَى جَمْرِ . والطَّحَّانُ إِن جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحْن أَجريته، وإِن جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحِّ أَو الطَّحاءِ، وَهُوَ الْمُنْبَسِطُ مِنَ الأَرض، لَمْ تُجْره؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَكُونُ الطَّحَّان مَصْرُوفًا إِلا مِنَ الطَّحْنِ، وَوَزْنُهُ فَعَّال، وَلَوْ جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحاءِ لَكَانَ قياسُه طَحْوان لَا طَحَّان، فإِن جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحِّ كَانَ وَزْنُهُ فَعْلان لا فَعَّال. طرن: الطُّرْنُ والطَّارُونِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الخَزِّ. اللَّيْثُ: الطُّرْنُ الْخَزُّ، والطَّارُونيُّ ضَرْبٌ مِنْهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَمُوا إِذا اخْتَلَطُوا مِنَ السُّكْرِ، والله أَعلم. طرخن: الطَّرْخُون: بَقْلٌ طَيِّبٌ يطبخ باللحم. طسن: قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَتِ العامَّة فِي جَمْعِ طس وحم طَواسِينُ وحَوامِيم، قَالَ: وَالصَّوَابُ ذَواتُ طس وَذَوَاتُ حم وَذَوَاتُ الم؛ وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتُ: وجَدْنا لَكُمْ فِي آلِ حم آيَةً، ... تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومَعْرِبُ طعن: طَعَنه بالرُّمْحِ يَطْعُنه ويَطْعَنُه طَعْناً، فَهُوَ مَطْعُون وطَعِينٌ، مِنْ قَوْمٍ طُعْنٍ: وخَزَه بحربة

_ (2). قوله [والطحن الإِناثا] كذا بالأَصل مضبوطاً، ولم نجد الرجز في عبارة الأَزهري ولذلك لم ينطبق الشاهد على ما قبله

وَنَحْوِهَا، الْجَمْعُ عَنْ أَبي زَيْدٍ وَلَمْ يَقُلْ طَعْنى. والطَّعْنة: أَثر الطَّعْنِ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ، قَدْ عَلِمْتُمْ مَكَانَهُ، ... أَذاعَ بِهِ ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُ الطَّعْنُ هَاهُنَا: جَمْعُ طَعْنة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ جَوَائِفُ. وَرَجُلٌ مِطْعَنٌ ومِطْعانٌ: كَثِيرُ الطَّعْنِ للعَدُوِّ، وَهُمْ مطاعينُ؛ قَالَ: مَطاعِينُ فِي الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى، ... إِذا اغْبَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ مِنَ القَرْصِ . وطاعَنه مُطاعَنةً وطِعاناً؛ قَالَ: كأَنه وَجْهُ تُرْكِيَّيْنِ قَدْ غَضِبا، ... مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فِيهِ تَذْبِيبُ وتَطَاعَنَ القومُ فِي الْحُرُوبِ تَطَاعُناً وطِعِنَّاناً، الأَخيرة نَادِرَةٌ، واطَّعَنُوا عَلَى افْتَعَلوا، أَبدلت تَاءَ اطْتَعَنَ طَاءً البتةَ ثُمَّ أَدغمتها. قَالَ الأَزهري: التَّفاعلُ وَالِافْتِعَالُ لَا يَكَادُ يَكُونُ إِلا بِالِاشْتِرَاكِ مِنَ الفاعلين منه مِثْلَ التَّخَاصم والاخْتِصام والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ. وَرَجُلٌ طِعِّينٌ: حَاذِقٌ بالطِّعَانِ فِي الْحَرْبِ. وطَعَنَه بِلِسَانِهِ وطَعَنَ عَلَيْهِ يَطْعُنُ ويَطَعَنُ طَعْناً وطَعَنَاناً: ثَلَبَهُ، عَلَى المَثَل، وَقِيلَ: الطَّعْن بِالرُّمْحِ، والطَّعَنَانُ بِالْقَوْلِ؛ قَالَ أَبو زُبيد: وأَبى المُظْهِرُ العَدَاوةِ إِلا، ... طَعَناناً وقولَ مَا لَا يُقَالُ «1» ففرَق بَيْنَ الْمَصْدَرَيْنِ، وَغَيْرُ اللَّيْثِ لَمْ يَفْرِقْ بَيْنَهُمَا، وأَجاز لِلشَّاعِرِ طَعَناناً فِي الْبَيْتِ لأَنه أَراد أَنهم طَعَنُوا فأَكْثَرُوا فِيهِ وتطاوَل ذَلِكَ مِنْهُمْ، وفَعَلانٌ يَجِيءُ فِي مَصَادِرِ مَا يُتَطَاوَلُ فِيهِ ويُتَمادَى وَيَكُونُ مُنَاسِبًا للمَيْل والجَوْر؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْعَيْنُ مِنْ يَطْعُنُ مَضْمُومَةٌ. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَطْعُن بِالرُّمْحِ، ويَطْعَن بِالْقَوْلِ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ اللَّيْثُ: وَكِلَاهُمَا يَطْعُنُ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ أَسمع أَحداً مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ وَلَا فِي الحَسَب إِنما سَمِعْتُ يَطْعُن، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَنا يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ، وَرَجُلٌ طَعَّانٌ بِالْقَوْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَكُونُ المؤمنُ طَعَّاناً أَي وَقَّاعاً فِي أَعراض النَّاسِ بِالذَّمِّ وَالْغَيْبَةِ وَنَحْوِهِمَا، وَهُوَ فَعَّال مَنْ طَعَن فِيهِ وَعَلَيْهِ بِالْقَوْلِ يَطْعَن، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، إِذا عَابَهُ، وَمِنْهُ الطَّعْنُ فِي النَّسَب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رَجَاء بْنِ حَيْوَة: لَا تُحَدِّثْنا عَنْ مُتَهارِتٍ وَلَا طَعَّانٍ. وطَعَنَ فِي الْمَفَازَةِ وَنَحْوِهَا يَطْعُن: مَضَى فِيهَا وأَمْعَنَ، وَقِيلَ: ويَطْعَنُ أَيضاً ذَهَبَ وَمَضَى؛ قَالَ دِرْهَمُ بْنُ زَيْدٍ الأَنصاري: وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُوكِ، ... حَتَّى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ، أَمَرْتُ صِحَابِي بأَن يَنْزِلُوا، ... فباتُوا قَلِيلًا، وَقَدْ أَصْبَحُوا . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ الْقَالِي وأَظْعَنُ، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وطَعْني إِليك الليلَ حِضْنَيْه إِنني ... لِتِلك، إِذا هابَ الهِدَانُ، فَعُولُ . قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَراد وطَعْني حِضْنَيِ اللَّيْلِ إِليك. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ طَعَنَ فِي جَنَازَتِهِ إِذا أَشرف عَلَى الْمَوْتِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ويْلُ امِّ قومٍ طَعَنْتُم فِي جَنازَتِهم، ... بَنِي كِلابٍ، غَدَاةَ الرَّوْعِ والرَّهَقِ

_ (1). قوله [وأَبى المظهر إِلخ] كذا في الأَصل والجوهري والمحكم، والذي في التهذيب: وأَبى الكاشحون يا هند إِلا، ... طَعَنَانًا وَقَوْلَ مَا لا يقال.

وَيُرْوَى: والرَّهَب أَي عَمِلْتُمْ لَهُمْ فِي شَبِيهٍ بِالْمَوْتِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَاللَّهِ لوَدَّ معاويةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نافِخُ ضَرَمةٍ إِلا طَعَنَ فِي نَيْطِه ؛ يُقَالُ: طَعَنَ فِي نَيْطِه أَي فِي جَنَازَتِهِ. وَمَنِ ابتدأَ بِشَيْءٍ أَو دَخَلَهُ فَقَدْ طَعَنَ فِيهِ، وَيُرْوَى طُعِنَ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ والنَّيْطُ: نِياطُ القَلْبِ وَهُوَ عِلاقَتُه. وطَعَن الليلَ: سَارَ فِيهِ، كُلِّهِ عَلَى الْمَثَلِ. قَالَ الأَزهري: وطَعَنَ غُصْنٌ مِنْ أَغصان هَذِهِ الشَّجَرَةِ فِي دَارِ فُلَانٍ إِذا مَالَ فِيهَا شَاخِصًا؛ وأَنشد لمُدْرِك بْنِ حِصْنٍ يُعَاتِبُ قَوْمَهُ: وَكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها ... إِليها، فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بساعِدِ . قَالَ: طَعَنَ ابنُها إِليها أَي نَهَضَ إِليها وشَخَص برأْسه إِلى ثَدْيِهَا كَمَا يَطْعَنُ الحائطُ فِي دَارِ فُلَانٍ إِذا شَخَص فِيهَا، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ ظَعَنَ، بِالظَّاءِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ سَعَدَ. وَيُقَالُ: طَعَنَتِ المرأَة فِي الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ أَي دَخَلَتْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الطَّعْنُ الدخولُ فِي الشيءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذا خُطِبَ إِليه بعضُ بَنَاتِهِ أَتى الخِدْرَ فَقَالَ: إِن فَلَانًا يَذْكُرُ فُلَانَةً، فإِن طَعَنَتْ فِي الخِدْرِ لَمْ يُزَوِّجْها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي طَعَنَتْ بإِصبعها وَيَدِهَا عَلَى السِّتْرِ المَرْخِيِّ عَلَى الخِدْرِ، وَقِيلَ: طَعَنَتْ فِيهِ أَي دَخَلَتْهُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الراءِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه طَعَنَ بإِصبعه فِي بَطْنِه أَي ضَرْبَهُ برأْسها. وطَعَن فلانٌ فِي السِّنِّ يَطْعُنُ، بِالضَّمِّ، طَعْناً إِذا شَخَص فِيهَا. وَالْفَرَسُ يَطْعُنُ فِي العِنانِ إِذا مَدَّه وتَبَسَّط فِي السَّيْرِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: تَرْقى وتَطْعُنُ فِي العِنانِ وتَنْتَحي ... وِرْدَ الحَمامةِ، إِذْ أَجَدَّ حَمامُها أَي كوِرْدِ الحَمامة، وَالْفَرَّاءُ يُجِيزُ الْفَتْحَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ والطاعُون: دَاءٌ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ الطَّواعِينُ. وطُعِنَ الرجلُ وَالْبَعِيرُ، فَهُوَ مَطْعون وطَعِين: أَصابه الطاعُون. وَفِي الْحَدِيثِ: نزلتُ عَلَى أَبي هَاشِمِ بْنِ عُتْبة وَهُوَ طَعين. وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَاءُ أُمتي بالطَّعْنِ والطاعُون ؛ الطَّعْنُ: الْقَتْلُ بِالرِّمَاحِ، والطَّاعُون: الْمَرَضُ الْعَامُّ والوَباء الَّذِي يَفْسُد لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ بِهِ الأَمْزِجة والأَبدان؛ أَراد أَن الْغَالِبَ عَلَى فَناء الأُمة بِالْفِتَنِ الَّتِي تُسْفَك فِيهَا الدِّماءُ وبالوباء. طعثن: ابْنُ الأَعرابي: الطَّعْثَنَة المرأَة السَّيِّئَةُ الخُلُق؛ وأَنشد: يَا رَبّ، مَنْ كَتَّمَني الصِّعادَا، ... فهَبْ لَهُ حَليلَةً مِغْدادَا، طَعْثَنَةً تَبَلَّعُ الأَجْلادا. أَي تَلْتَهِمُ الأُيُورَ بهَنها. طفن: الطَّفانِيَة: نعتُ سَوْء فِي الرَّجُلِ والمرأَة، وَقِيلَ: والمرأَة الْعَجُوزُ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّفْنُ الحَبْس. يُقَالُ: خَلَّ عَنْ ذَلِكَ المَطْفُون، قَالَ: والطَّفانينُ الحَبْسُ والتَّخَلُّف. وَقَالَ المُفَضَّلُ: الطَّفْنُ الْمَوْتُ، يُقَالُ: طَفَنَ إِذا مَاتَ؛ وأَنشد: أَلْقى رَحى الزَّوْرِ عَلَيْهِ فَطَحَنْ ... قَذْفاً وفَرْثاً تَحْتَهُ حَتَّى طَفَنْ ابْنُ بَرِّيٍّ: الطَّفانِينُ الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ؛ قَالَ أَبو زُبَيد: طَفانِينُ قَوْلٍ فِي مَكانٍ مُخَنَّقِ. طلحن: الطَّلْحَنَة: التَّلَطُّخُ بِمَا يكره، طَلْحَنَهُ وطَلْخَنَهُ. طلخن: الطَّلْخَنة: التَّلَطُّخُ بِمَا يُكْرَهُ، طَلْخَنه وطَلْحَنَه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً.

طمن: طَأْمَنَ الشيءَ: سَكَّنه. والطُّمَأْنِينَةُ: السُّكونُ. واطْمَأَنَّ الرَّجُلُ اطْمِئناناً وطُمَأْنينة أَي سَكَن، ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن اطْمَأَنَّ مَقْلُوبٌ، وأَن أَصله مِنْ طَأْمَنَ، وَخَالَفَهُ أَبو عَمْرٍو فرأَى ضِدَّ ذَلِكَ، وَحُجَّةُ سِيبَوَيْهِ أَن طَأْمَن غَيْرُ ذِي زِيَادَةٍ، واطْمَأَنَّ ذُو زِيَادَةِ، والزيادةُ إِذا لَحِقَتِ الْكَلِمَةَ لَحِقَهَا ضَرْبٌ مِنَ الوَهْنِ لِذَلِكَ، وَذَلِكَ أَن مخالطتها شيء لَيْسَ مِنْ أَصلها مُزاحَمةٌ لَهَا وَتَسْوِيَةٌ فِي الْتِزَامِهِ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ، وَهُوَ وإِن تبلغ الزيادةُ على الأُصول فَحُشَ الحذفُ مِنْهَا، فإِنه عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى صَدَدٍ مِنَ التَّوْهين لَهَا، إِذ كَانَ زِيَادَةً عَلَيْهَا يَحْتَاجُ إِلى تَحَمُّلِهَا كَمَا تَتَحَامَلُ بِحَذْفِ مَا حُذِفَ مِنْهَا، وإِذا كَانَ فِي الزِّيَادَةِ حَرْفٌ مِنَ الإِعلال كَانَ «1» ... أَن يَكُونَ الْقَلْبُ مَعَ الزِّيَادَةِ أَولى، وَذَلِكَ أَن الْكَلِمَةَ إِذا لَحِقَهَا ضَرْبٌ مِنَ الضَّعْفِ أَسرع إِليها ضَعْفٌ آخَرُ، وَذَلِكَ كَحَذْفِهِمْ يَاءَ حَنِيفَةَ فِي الإِضافة إِليها لِحَذْفِ يَائِهَا فِي قَوْلِهِمْ حَنَفِيّ، وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِي حَنِيفٍ تَاءٌ تُحْذَفُ فَتُحْذَفُ ياؤُها، جَاءَ فِي الإِضافة إِليها عَلَى أَصله فَقَالُوا حَنِيفِيٌّ، فإِن قَالَ أَبو عَمْرٍو جَرْيُ المصدرِ عَلَى اطْمَأَنَّ يَدُلُّ عَلَى أَنه هُوَ الأَصل، وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ الاطْمئنان، قِيلَ قَوْلُهُمْ الطَّأْمَنة بإِزاء قَوْلِكَ الِاطْمِئْنَانُ، فمَصْدَرٌ بمصدرٍ، وَبَقِيَ عَلَى أَبي عَمْرٍو أَن الزِّيَادَةَ جَرَتْ فِي الْمَصْدَرِ جَرْيَهَا فِي الْفِعْلِ، فَالْعِلَّةُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاحِدَةٌ، وَكَذَلِكَ الطُّمَأْنينة ذَاتُ زِيَادَةٍ، فَهِيَ إِلى الِاعْتِلَالِ أَقرب، وَلَمْ يُقْنِع أَبا عَمْرٍو أَن قَالَ إِنهما أَصلان مُتَقَارِبَانِ كجَذَبَ وجَبَذَ حَتَّى مَكَّنَ خلافَه لِصَاحِبِ الْكِتَابِ بأَن عَكَسَ عَلَيْهِ الأَمْرَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ؛ مَعْنَاهُ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ بِوَحْدَانِيَّتِهِ آمَنُوا بِهِ غَيْرَ شاكِّين. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مُسْتَوْطِنين فِي الأَرض. واطْمَأَنَّت الأَرضُ وتَطَأْمَنَتْ: انْخَفَضَتْ. وطَمْأَنَ ظَهْرُهُ وطَأْمَنَ بِمَعْنًى، عَلَى الْقَلْبِ. التَّهْذِيبُ فِي الثُّلَاثِيِّ: اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ إِذا سَكَنَ، واطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ، وَهُوَ مُطْمَئِنّ إِلى كَذَا، وَذَلِكَ مُطْمَأَنٌّ، واطْبَأَنَّ مِثْلُهُ عَلَى الإِبدال، وَتَصْغِيرُ مُطْمَئِنٍّ طُمَيْئِنٌ، بِحَذْفِ الْمِيمِ مِنْ أَوله وإِحدى النُّونَيْنِ مِنْ آخِرِهِ. وَتَصْغِيرُ طُمَأْنِينَةُ طُمَيْئِنَةٌ بِحَذْفِ إِحدى النُّونَيْنِ مِنْ آخِرِهِ لأَنها زَائِدَةٌ. وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ؛ هِيَ الَّتِي قَدِ اطمَأَنَّتْ بالإِيمانِ وأَخْبَتَتْ لِرَبِّهَا. وقولُه عَزَّ وَجَلَّ: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ؛ أَي لِيَسْكُنَ إِلى الْمُعَايَنَةِ بَعْدَ الإِيمان بِالْغَيْبِ، وَالِاسْمُ الطمَأْنينة. وَيُقَالُ: طَامَنَ ظَهْرَهُ إِذا حَنى ظَهْرَهُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ لأَن الْهَمْزَةَ الَّتِي فِي اطْمَأَنَّ أُدخلت فِيهَا حِذَارَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ؛ أَي إِذا سَكَنَتْ قُلُوبُكُمْ، يُقَالُ: اطْمَأَنَّ الشيءُ إِذا سَكَنَ، وطَأْمَنْتُه وطَمْأَنْتُه إِذا سكَّنْته، وَقَدْ رُوِيَ اطْبَأَنَّ. وطَأْمَنْتُ مِنْهُ: سَكَّنْت. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اطْمَأَنَّ، الْهَمْزَةُ فِيهَا مُجْتَلَبة لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ إِذا قُلْتَ اطْمَأَنَّ، فإِذا قُلْتَ طامَنْتُ عَلَى فاعَلْتُ فَلَا هَمْزَ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم، إِلَّا أَن يَقُولَ قَائِلٌ: إِن الْهَمْزَةَ لَمَّا لَزِمَتِ اطْمَأَنَّ، وهمزوا الطُّمَأْنينةَ، همزوا كُلَّ فِعْلٍ فِيهِ، وطَمَنَ غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ فِي الْكَلَامِ، والله أَعلم. طنن: الإِطْنانُ: سُرْعة القَطْع. يُقَالُ: ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فأَطْنَنْتُ بِهِ ذِراعَه، وَقَدْ طَنَّت، تَحْكِي بِذَلِكَ صَوْتَهَا حِينَ سَقَطَتْ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ رجلَه فأَطَنَّ ساقَه وأَطَرَّها وأَتَنَّها وأَتَرَّها بمعنى واحد

_ (1). كذا بياض بالأَصل

أَي قَطَعَهَا. وَيُقَالُ: يُرَادُ بِذَلِكَ صَوْتُ الْقَطْعِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: ضَرَبَهُ فأَطَنَّ قِحْفَه أَي جَعَلَهُ يَطِنُّ مِنْ صَوْتِ الْقَطْعِ، وأَصله مِنَ الطَّنين، وَهُوَ صَوْتُ الشيءِ الصُّلْب. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ الجَموح قَالَ: صَمَدْتُ يَوْمَ بدْرٍ نحوَ أَبي جَهْلٍ، فَلَمَّا أَمكَنَني حَمَلْتُ عَلَيْهِ وَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً أَطنَنْتُ قدَمَه بِنِصْفِ سَاقِهِ، فَوَاللَّهِ مَا أُشَبِّهُها حِينَ طاحتْ إِلَّا النَّواةَ تَطيحُ مِنْ مِرْضَخةِ النَّوى ؛ أَطنَنْتُها أَي قَطَعْتُهَا اسْتِعَارَةٌ مِنَ الطَّنين صوْت الْقَطْعِ، والمِرْضَخة الَّتِي يُرْضَخ بِهَا النَّوَى أَي يُكْسَر. وأَطَنَّ ذِرَاعَهُ بِالسَّيْفِ فطَنَّت: ضَرَبَهَا بِهِ فأَسرع قَطْعَهَا. والطَّنِينُ: صَوْتُ الأُذن والطَّسّ وَالذُّبَابِ وَالْجَبَلِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، طَنَّ يَطِنُّ طَنّاً وطَنِيناً؛ قَالَ: وَيْلٌ لبَرْنِيِّ الجِرابِ مِنِّي؛ ... إِذا الْتَقَتْ نَواتُها وسِنِّي تَقولُ سِنِّي للنَّوَاةِ: طِنِّي. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الرَّوِيُّ فِي هَذِهِ الأَبيات الْيَاءُ وَلَا تَكُونُ النُّونُ أَلْبَتَّةَ، لأَنه لَا يُمْكِنُ إِطلاقها، وإِذا لَمْ يَجُزْ إِطلاق هَذِهِ الْيَاءِ لَمْ يَمْتَنِعْ سِنِّي أَن يَكُونَ رَوِيًّا. والبَطَّةُ تَطِنُّ إِذا صَوَّتَتْ. وأَطنَنْتُ الطَّسْتَ فَطَنَّتْ. والطَّنْطَنة: صَوْتُ الطُّنْبور وَضَرْبِ الْعُودِ ذِي الأَوتار، وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي الذُّبَابِ وَغَيْرِهِ. وطَنين الذُّبَابِ: صَوْتُهُ. وَيُقَالُ: طَنْطَنَ طَنْطَنة ودَندَنَ دَنْدَنة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وطَنَّ الذبابُ إِذا مَرِجَ فَسَمِعْتُ لِطَيَرَانِهِ صَوْتًا. وَرَجُلٌ ذُو طَنْطانٍ أَي ذُو صَخَبٍ؛ وأَنشد: إِنَّ شَرِيبَيْك ذَوا طَنْطانِ، ... خاوِذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِ والطَّنْطَنة: كَثْرَةُ الكلام والتصويت بِهِ. والطَّنْطنة: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ. وطَنَّ الرجلُ: مَاتَ، وَكَذَلِكَ لَعِقَ إِصْبعَه. والطُّنُّ: الْقَامَةُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِبَدَنِ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ طُنٌّ وأَطنانٌ وطِنان، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فُلَانٌ لَا يَقُومُ بطُنِّ نَفْسِهِ فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ؟ والطُّنُّ، بِالضَّمِّ: الحُزْمة مِنَ الْحَطَبِ والقَصَب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً صَحِيحَةً، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْعَامَّةِ قَامَ بطُنِّ نَفْسِهِ، لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطُّنُّ مِنَ الْقَصَبِ وَمِنَ الأَغصان الرَّطْبةُ الوَريقةُ تُجْمع وتحزَم وَيُجْعَلُ فِي جَوْفِهَا النَّوْرُ أَو الجَنى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْقَصَبَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الحُزْمة طُنَّة. والطُّنُّ: العِدْل مِنَ القُطن الْمَحْلُوجِ؛ عَنِ الهَجَريِّ؛ وأَنشد: لَمْ يَدْرِ نَوَّامُ الضُّحى مَا أَسْرَيْنْ، ... وَلَا هِدانٌ نَامَ بَيْنَ الطُّنَّيْنْ أَبو الْهَيْثَمِ: الطُّنُّ العِلاوة بَيْنَ العِدْلَين؛ وأَنشد: بَرَّحَ بالصِّينيِّ طُولُ المَنِّ، ... وسَيْرُ كُلِّ راكِبٍ أَدَنِ مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِ والطُّنِّيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْعَظِيمُ الْجِسْمِ. والطُّنُّ والطَّنُّ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ أَحمر شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ كَثِيرُ الصَّقَر «2». وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: لَمْ يَكُنْ عليٌّ يُطَّنُّ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ أَي يُتَّهَم، وَيُرْوَى بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَمَنْ تَطَّنُ أَي مَنْ تتَّهمُ، وأَصله تَظْتَنُّ مِنَ الظِّنَّة التُّهَمة، فأَدغم الظاء في التَّاءِ ثُمَّ أَبدل مِنْهَا طَاءً مُشَدَّدَةً كَمَا يُقَالُ مُطّلم فِي مُظطلم، وَاللَّهُ أَعلم. طهن: الطَّهَنانُ: البَرَّادةُ.

_ (2). قوله [كثير الصقر] يقال لصقره السيلان، بكسر السين، لأَنه إِذا جمع سال سيلًا من غير اعتصار لرطوبته

فصل الظاء المعجمة

طون: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الطُّونَةُ كثرة الماء. طين: الطِّينُ: مَعْرُوفٌ الوَحَلُ، وَاحِدَتُهُ طِينةٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَوْصُوفِ بِهَا؛ حَكَى سِيبَوَيْهِ عن العرب: ممرت بصحيفةٍ طينٍ خاتَمُها، جَعَلَهُ صِفَةً لأَنه فِي مَعْنَى الْفِعْلِ، كأَنه قَالَ لَيّنٍ خَاتَمُهَا، وَالطَّانُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ المُتَلمِّس: بِطانٍ عَلَى صُمّ الصُّفي وبِكِلِّسِ وَيُرْوَى: يُطانُ بآجُرٍّ عَلَيْهِ ويُكْلَسُ وَيَوْمٌ طانٌ: كَثِيرُ الطِّينِ، وَمَوْضِعٌ طانٌ كَذَلِكَ، يَصْلُحُ أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ وأَن يَكُونَ فَعَلًا. الْجَوْهَرِيُّ: يَوْمٌ طانٌ وَمَكَانٌ طانٌ وأَرض طانَةٌ كَثِيرَةُ الطِّينِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ؛ قال أَبو إِسحق: نَصَبَ طِيناً عَلَى الْحَالِ أَي خَلَقْتَهُ فِي حَالِ طِينَتِهِ. والطِّينة: قِطْعَةٌ مِنَ الطِّينِ يُخْتَمُ بِهَا الصَّكُّ وَنَحْوُهُ. وطِنْتُ الكتابَ طَيْناً: جعلتُ عَلَيْهِ طِيناً لأَخْتِمَه بِهِ. وطانَ الكتابَ طَيْناً وطيَّنه: خَتَمَهُ بِالطِّينِ، هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ أَطِنِ الكتابَ أَي اخْتِمْهُ، وطِينَتُه خَاتَمُهُ الَّذِي يُطَيَّن بِهِ. وطانَ الحائطَ والبيتَ والسطحَ طَيْناً وطَيَّنه: طَلَاهُ بِالطِّينِ. الْجَوْهَرِيُّ: طَيَّنْتُ السطحَ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ: طِنْتُ السطحَ، فَهُوَ مَطِينٌ؛ وأَنشد للمُثَقّب العبْدي: فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِنْهَا ... كدُكَّانِ الدَّرابِنةِ المَطِينِ . والطَّيَّانُ: صَانِعُ الطِّينِ، وَحِرْفَتُهُ الطِّيانةُ، وأَما الطَّيّانُ مِنَ الطَّوَى وَهُوَ الْجُوعُ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والطِّينة: الخِلْقة والجِبِلَّة. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنَ الطِّينة الأُولى. وطانَهُ اللهُ عَلَى الْخَيْرِ وطامَهُ أَي جَبَله عَلَيْهِ، وَهُوَ يَطِينُه؛ قَالَ: أَلا تِلْكَ نفْسٌ طِينَ فِيهَا حَياؤُها وَيُرْوَى طِيمَ؛ كَذَا أَنشده ابْنُ سِيدَهْ وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده إِلى تِلْكَ بإِلى الجارَّة، قَالَ: وَالشِّعْرُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ وأَنشد الأَحمر: لَئِنْ كَانَتِ الدُّنْيا لَهُ قَدْ تزَيَّنَتْ ... عَلَى الأَرضِ، حَتَّى ضاقَ عَنْهَا فَضاؤُها لَقَدْ كانَ حُرّاً يَسْتَحي أَن تَضُمَّه، ... إِلى تِلْكَ، نَفْسٌ طِينَ فِيهَا حَياؤُها . يُرِيدُ أَن الْحَيَاءَ مِنْ جِبِلَّتها وسَجِيَّتِها. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ نفْسٍ مَنْفُوسةٍ تَمُوتُ فِيهَا مِثْقالُ نَمْلَةٍ مِنْ خَيْرٍ إِلَّا طِينَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طَيْناً أَي جُبِلَ عَلَيْهِ. يُقَالُ طانَه اللَّهُ عَلَى طِينَتِه أَي خَلَقه عَلَى جِبِلَّتِه. وطِينةُ الرَّجُلِ: خِلْقَتُه وأَصله، وطَيْناً مَصْدَرٌ مِنْ طانَ، وَيُرْوَى طِيمَ عَلَيْهِ، بِالْمِيمِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَيُقَالُ لَقَدْ طانَني اللهُ عَلَى غَيْرِ طِينَتِك. ابْنُ الأَعرابي: طانَ فلانٌ وطامَ إِذا حَسُنَ عَمَلُه. وَيُقَالُ: مَا أَحسَنَ مَا طامَهُ وطانَه. وإِنه ليَابِس الطِّينةِ إِذا لَمْ يَكُنْ وَطِيئاً سَهْلًا. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا فِلَسْطِين، بِكَسْرِ الْفَاءِ: بَلَدٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِلَسْطِين حَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ الْفَاءِ مِنْ حَرْفِ الطَّاءِ لِقَوْلِهِمْ فِلَسْطُون. فصل الظاء المعجمة ظعن: ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً، بِالتَّحْرِيكِ، وظُعوناً: ذَهَبَ وَسَارَ. وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ، وظَعَنِكم. وأَظْعَنه هُوَ: سَيَّرَه؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً، ... والقائِلونَ: لِمَنْ دارٌ نُخَلِّيها

والظَّعْنُ: سَيْرُ الْبَادِيَةِ لنُجْعَةٍ أَو حُضُورِ ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ مِنْ مَاءٍ إِلى مَاءٍ أَو مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ؛ وَقَدْ يُقَالُ لِكُلِّ شَاخِصٍ لِسَفَرٍ فِي حَجٍّ أَو غَزْوٍ أَو مَسير مِنْ مَدِينَةٍ إِلى أُخرى ظاعِنٌ، وَهُوَ ضِدُّ الخافِضِ، وَيُقَالُ: أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم؟ والظُّعْنة: السَّفْرَة الْقَصِيرَةُ. والظَّعِينَة: الْجُمَلُ يُظْعَنُ عَلَيْهِ. والظَّعِينة: الهَوْدج تَكُونُ فِيهِ المرأَة، وَقِيلَ: هُوَ الْهَوْدَجُ، كَانَتْ فِيهِ أَو لَمْ تَكُنْ. والظَّعِينة: المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، سُمِّيَتْ بِهِ عَلَى حَدِّ تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِاسْمِ الشَّيْءِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المرأَة ظَعِينة لأَنها تَظْعَنُ مَعَ زَوْجِهَا وَتُقِيمُ بإِقامته كَالْجَلِيسَةِ، وَلَا تُسَمَّى ظَعِينَة إِلا وَهِيَ فِي هَوْدَجٍ. وَعَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: كُلُّ امرأَة ظَعِينَةٌ فِي هَوْدَجٍ أَو غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ ظَعائنُ وظُعْنٌ وظُعُنٌ وأَظْعانٌ وظُعُناتٌ؛ الأَخيرتان جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: لَهُمْ ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ، ... كَمَا يَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ وَقِيلَ: كُلُّ بَعِيرٍ يُوَطَّأُ لِلنِّسَاءِ فَهُوَ ظَعِينة، وإِنما سُمِّيَتِ النِّسَاءُ ظَعَائِن لأَنَّهنَّ يَكُنَّ فِي الهَوْادج. يُقَالُ: هِيَ ظَعينته وزَوْجُه وقَعِيدته وعِرْسه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الظَّعِينة الجَمَل الَّذِي يُرْكَب، وَتُسَمَّى المرأَة ظَعينة لأَنها تَرْكَبُهُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا يُقَالُ حُمُول وَلَا ظُعُنٌ إِلَّا للإِبل الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ، كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَو لَمْ يَكُنْ. والظَّعينة: المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، وإِذا لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلَيْسَتْ بظَعِينة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثوم: قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينا، ... نُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِرينا قَالَ ابْنُ الأَنباري: الأَصل فِي الظَّعِينَةِ المرأَة تَكُونُ فِي هَوْدَجها، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سَمَّوْا زَوْجَةَ الرَّجُلِ ظَعِينة. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَكثر مَا يُقَالُ الظَّعينة للمرأَة الرَّاكِبَةِ؛ وأَنشد قَوْلَهُ: تَبَصَّرْ خلِيلي، هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ ... لِمَيَّةَ أَمثالِ النَّخيلِ المَخارِفِ؟ قَالَ: شَبَّهَ الْجِمَالَ عَلَيْهَا هَوَادِجُ النِّسَاءِ بِالنَّخِيلِ. وَفِي حَدِيثِ حُنين: فإِذا بهَوازِنَ عَلَى بَكْرَةِ آبَائِهِمْ بظُعُنِهم وَشَائِهِمْ ونَعَمِهم ؛ الظُّعُنُ: النِّسَاءُ، وَاحِدَتُهَا ظَعينة؛ قَالَ: وأَصل الظَّعِينة الراحلةُ الَّتِي يُرْحَلُ ويُظْعَنُ عَلَيْهَا أَي يُسارُ، وَقِيلَ: الظَّعِينة المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، ثُمَّ قِيلَ لِلْهَوْدَجِ بِلَا امرأَة وللمرأَة بِلَا هَوْدَجٍ ظَعينة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَعطى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةَ بَعِيرًا مُوَقَّعاً للظَّعينة أَي لِلْهَوْدَجِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر: لَيْسَ فِي جَمَل ظَعِينَةٍ صدقةٌ ؛ إِن رُوِيَ بالإِضافة فالظَّعينة المرأَة، وإِن رُوِيَ بِالتَّنْوِينِ فَهُوَ الْجَمَلُ الَّذِي يُظْعَنُ عَلَيْهِ، والتاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. واظَّعَنَتِ المرأَة الْبَعِيرَ: رَكِبَتْهُ. وَهَذَا بَعِيرٌ تَظَّعِنُه المرأَة أَي تَرْكَبُهُ فِي سَفَرِهَا وَفِي يَوْمِ ظَعْنِها، وَهِيَ تَفْتَعِلُه. والظَّعُون مِنَ الإِبل: الَّذِي تَرْكَبُهُ المرأَة خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُعْتَمَلُ ويُحْتَمَل عَلَيْهِ. والظِّعَانُ والظَّعُون: الحَبْل يُشَدُّ بِهِ الْهَوْدَجُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُشَدُّ بِهِ الْحِمْلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهُ عُنُقٌ تُلْوَى بِمَا وُصِلَتْ به، ... ودَفّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلنَّابِغَةِ: أَثَرْتُ الغَيَّ ثُمَّ نَزَعْت عَنْهُ، ... كَمَا حادَ الأَزَبُّ عَنِ الظِّعَانِ والظَعُنُ والظَّعَنُ: الظّاعِنُون، فالظُّعُن جَمْعُ ظاعِنٍ، والظَّعَنُ اسْمُ الْجَمْعِ؛ فأَما قَوْلُهُ:

أَو تُصْبِحي فِي الظَّاعِنِ المُوَلِّي . فَعَلَى إِرادة الْجِنْسِ. والظِّعْنَة: الْحَالُ، كالرِّحْلة. وَفَرَسٌ مِظْعانٌ: سَهْلة السَّير، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. وظاعِنَةُ بْنُ مُرٍّ: أَخو تَمِيمٍ، غَلَبَهُمْ قَوْمُهُمْ فرَحَلُوا عَنْهُمْ. وَفِي الْمَثَلِ: عَلَى كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ. وَذُو الظُّعَيْنَةِ: مَوْضِعٌ. وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ: صَاحِبُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ظنن: الْمُحْكَمُ: الظَّنُّ شَكٌّ وَيَقِينٌ إِلَّا أَنه لَيْسَ بيقينِ عِيانٍ، إِنما هُوَ يقينُ تَدَبُّرٍ، فأَما يَقِينُ العِيَانِ فَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلَّا عَلِمَ، وَهُوَ يَكُونُ اسْمًا وَمَصْدَرًا، وجمعُ الظَّنِّ الَّذِي هُوَ الِاسْمُ ظُنُون، وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ، بِالْوَقْفِ وَتَرْكِ الْوَصْلِ، فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل، ورؤُوس الْآيِ وَفَوَاصِلُهَا يَجْرِي فِيهَا مَا يَجْرِي فِي أَواخِرِ الأَبياتِ وَالْفَوَاصِلِ، لأَنه إِنما خُوطِبَ الْعَرَبُ بِمَا يَعْقِلُونَهُ فِي الْكَلَامِ المؤَلف، فيُدَلُّ بِالْوَقْفِ فِي هَذِهِ الأَشياء وَزِيَادَةِ الْحُرُوفِ فِيهَا نَحْوِ الظُّنُونا والسَّبيلا والرَّسولا، عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الْكَلَامَ قَدْ تمَّ وَانْقَطَعَ، وأَنَّ مَا بَعْدَهُ مستأْنف، وَيَكْرَهُونَ أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذَلِكَ إِلى مُخَالَفَةِ الْمُصْحَفِ. وأَظَانِينُ، عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً، ... فاقْعُد لَهَا ودَعَنْ عَنْكَ الأَظَانِينا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَظَانين جَمْعَ أُظْنُونة إِلَّا أَني لَا أَعرفها. التَّهْذِيبُ: الظَّنُّ يقينٌ وشَكّ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى، وَهُمْ بتَنُوفَةٍ ... يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ يَقُولُ: الْيَقِينَ مِنْهُمْ كَعَسَى، وَعَسَى شَكٌّ؛ وَقَالَ شِمْرٌ: قَالَ أَبو عَمْرٍو مَعْنَاهُ مَا يُظَنُّ بِهِمْ مِنَ الْخَيْرِ فَهُوَ وَاجِبٌ وَعَسَى مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ؛ أَي عَلِمْتُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ؛ أَي عَلِمُوا، يَعْنِي الرُّسُلَ، أَنَّ قَوْمَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ فَلَا يَصْدُقُونَهُمْ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو وَابْنِ كَثِيرٍ وَنَافِعٍ وَابْنِ عَامِرٍ بِالتَّشْدِيدِ، وَبِهِ قرأَت عَائِشَةُ وَفَسَّرَتْهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الظَّنُّ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْعِلْمِ، قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة: فَقُلْتُ لَهُمْ: ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج، ... سَرَاتُهُمُ فِي الفارِسِيِّ المُسَرَّدِ . أَي اسْتَيْقِنُوا، وإِنما يخوِّف عَدُوَّهُ بِالْيَقِينِ لَا بِالشَّكِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الْحَدِيثِ ؛ أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لَكَ فِي الشَّيْءِ فَتُحَقِّقُهُ وَتَحْكُمُ بِهِ، وَقِيلَ: أَراد إِياكم وَسُوءَ الظَّن وتحقيقَه دُونَ مَبَادِي الظُّنُون الَّتِي لَا تُمْلَكُ وَخَوَاطِرِ الْقُلُوبِ الَّتِي لَا تُدْفع؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وإِذا ظَنَنْتَ فَلَا تُحَقِّقْ ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ الظَّن بِمَعْنَى الْعِلْمِ؛ وَفِي حَدِيثِ أُسَيْد بْنِ حُضَيْر: وظَنَنَّا أَنْ لَمْ يَجُدْ عَلَيْهِمَا أَي عَلِمْنا. وَفِي حَدِيثِ عُبَيدة: قَالَ أَنس سأَلته عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ*؛ فأَشار بِيَدِهِ فظَنَنْتُ مَا قَالَ أَي عَلِمْتُ. وظَنَنْتُ الشيءَ أَظُنُّه ظَنّاً واظَّنَنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَظَنَّنْته وتَظَنَّيْتُه عَلَى التَّحْوِيلِ؛ قَالَ: كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه، ... إِلَّا تَرَهْ تَظَنَّهْ أَراد تَظَنَّنْه، ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النُّونَيْنِ يَاءً، ثُمَّ حَذَفَ لِلْجَزْمِ، وَيُرْوَى تَطَنَّه. وَقَوْلُهُ: تَرَه أَراد

إِلَّا تَرَ، ثُمَّ بيَّن الْحَرَكَةَ فِي الْوَقْفِ بِالْهَاءِ فَقَالَ تَرَهْ، ثُمَّ أَجرى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ بَنِي سُلَيْم: لَقَدْ ظَنْتُ ذَلِكَ أَي ظَنَنْتُ، فَحَذَفُوا كَمَا حَذَفُوا ظَلْتُ ومَسْتُ وَمَا أَحَسْتُ ذَاكَ، وَهِيَ سُلَمِيَّةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما قَوْلُهُمْ ظَنَنْتُ بِهِ فَمَعْنَاهُ جَعَلْتُهُ مَوْضِعَ ظَنِّي، وَلَيْسَتِ الْبَاءُ هُنَا بمنزلتها فِي: كَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا، إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَجُزِ السَّكْتُ عَلَيْهِ كأَنك قُلْتَ ظَنَنْتُ فِي الدَّارِ، وَمِثْلُهُ شَككت فِيهِ، وأَما ظَنَنْتُ ذَلِكَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ. وظَنَنْتُه ظَنّاً وأَظْنَنْتُه واظْطَنَنْتُه: اتَّهَمْتُه. والظِّنَّة: التُّهَمَة. ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ الظِّنَّة والطِّنَّة، قَلَبُوا الظَّاءَ طَاءً هَاهُنَا قَلْبًا، وإِن لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ إِدغام لِاعْتِيَادِهِمُ اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ الدِّكرَ، حَمْلًا عَلَى ادَّكَر. والظَّنِينُ: المُتَّهم الَّذِي تُظَنُّ بِهِ التُّهْمَةُ، وَمَصْدَرُهُ الظِّنَّة، وَالْجَمْعُ الظِّنَنُ؛ يُقَالُ مِنْهُ: اظَّنَّه واطَّنَّه، بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ، إِذا اتَّهَمَهُ. وَرَجُلٌ ظَنِين: مُتَّهم مِنْ قَوْمٍ أَظِنَّاء بَيِّنِي الظِّنَّة والظِّنَانَةِ. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ، أَي بمُتَّهَمٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعْنَاهُ مَا هُوَ عَلَى مَا يُنْبِئُ عَنِ اللَّهِ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ بِمُتَّهَمٍ، قَالَ: وَهَذَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُقَالُ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بظَنِين أَي بِضَعِيفٍ، يَقُولُ: هُوَ مُحْتَمِلٌ لَهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ أَو الْقَلِيلِ الْحِيلَةِ: هُوَ ظَنُون؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ بعضَ قُضَاعة يَقُولُ: رُبَّمَا دَلَّكَ عَلَى الرَّأْي الظَّنُونُ؛ يُرِيدُ الضَّعِيفَ مِنَ الرِّجَالِ، فإِن يَكُنْ مَعْنَى ظَنِين ضَعِيفًا فَهُوَ كَمَا قِيلَ مَاءٌ شَروبٌ وشَرِيبٌ وقَرُوني وقَرِيني وقَرُونَتي وقَرِينَتي، وَهِيَ النَّفْسُ والعَزِيمة. وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا كَانَ عليٌّ يُظَّنُّ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ وَكَانَ الَّذِي يُظَّنُّ فِي قَتْلِهِ غَيْرِهِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يُظَّنُّ يَعْنِي يُتَّهم، وأَصله مِنَ الظَّنِّ، إِنما هُوَ يُفْتَعل مِنْهُ، وَكَانَ فِي الأَصل يُظْتَنُّ، فَثَقُلَتِ الظَّاءُ مَعَ التَّاءِ فَقُلِبَتْ ظَاءً مُعْجَمَةً، ثُمَّ أُدْغِمَتْ، وَيُرْوَى بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم؛ وأَنشد: وَمَا كلُّ مَنْ يَظَّنُّني أَنا مُعْتِبٌ، ... وَلَا كُلُّ مَا يُرْوى عَلَيَّ أَقُولُ . وَمِثْلُهُ: هُوَ الجَوادُ الَّذِي يُعْطِيك نائلَه ... عَفْواً، ويُظْلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ . كَانَ فِي الأَصل فيَظْتَلِمُ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ ظَاءً وأُدغمت فِي الظَّاءِ فَشُدِّدَتْ. أَبو عُبَيْدَةَ: تَظَنَّيْت مِنْ ظَننْتُ، وأَصله تَظَنَنَّتْ، فَكَثُرَتِ النُّونَاتُ فَقُلِبَتْ إِحداها يَاءً كَمَا قالو قَصَّيْتُ أَظفاري، والأَصل قصَّصتُ أَظفاري، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْفَرَّاءِ: مَا كُلُّ مَنْ يَظْتَنُّنِي. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الظَّنِينُ المُتَّهَم، وأَصله المَظْنُون، وَهُوَ مِنْ ظَنَنْتُ الَّذِي يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ. تَقُولُ: ظَنَنْتُ بِزَيْدٍ وَظَنَنْتُ زَيْدًا أَي اتَّهَمْتُ؛ وأَنشد لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ: فَلَا ويَمينُ اللَّهِ، لَا عَنْ جِنايةٍ ... هُجِرْتُ، ولكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ . وَنَسَبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ لنَهارِ بْنِ تَوْسِعَة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ ظَنِين أَي مُتَّهَم فِي دِينِهِ، فَعِيلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الظِّنَّة التُّهَمَةِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الآخَر: وَلَا ظَنِينَ فِي وَلاءٍ ، هُوَ الَّذِي يَنْتَمِي إِلى غَيْرِ مَوَالِيهِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لِلتُّهْمَةِ. وَتَقُولُ ظَنَنْتُك زَيْدًا وظَنَنْتُ زَيْدًا إِياك؛ تَضَعُ الْمُنْفَصِلَ مَوْضِعَ الْمُتَّصِلَ فِي الْكِنَايَةِ عَنْ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ لأَنهما مُنْفَصِلَانِ فِي الأَصل

لأَنهما مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ. والمَظِنَّةُ والمِظَنَّة: بيتٌ يُظَنُّ فِيهِ الشَّيْءُ. وَفُلَانٌ مَظِنَّةٌ مِنْ كَذَا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: يَسِطُ البُيوتَ لِكَيْ يكونَ مَظِنَّةً، ... مِنْ حَيْثُ تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ الْجَوْهَرِيُّ: مَظِنَّةُ الشَّيْءِ مَوْضِعه ومأْلَفُه الَّذِي يُظَنُّ كَوْنُهُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ المَظانُّ. يُقَالُ: مَوْضِعُ كَذَا مَظِنَّة مِنْ فُلَانٍ أَي مَعْلَم مِنْهُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فإِنْ يكُ عامِرٌ قَدْ قالَ جَهْلًا، ... فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ وَيُرْوَى: السِّبَابُ، وَيُرْوَى: مَطِيَّة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي أَنشدني أَبو عُلْبة بْنُ أَبي عُلْبة الفَزارِي بمَحْضَرٍ مِنْ خَلَفٍ الأَحْمرِ: فإِن مَطِيَّةَ الْجَهْلِ الشَّبَابُ . لأَنه يَسْتَوْطِئه كَمَا تُسْتَوطأُ المَطِيَّةُ. وَفِي حَدِيثِ صِلَةَ بْنِ أُشَيْمٍ: طلبتُ الدُّنْيَا مِنْ مَظانِّ حَلَالِهَا ؛ المَظانُّ جَمْعُ مَظِنَّة، بِكَسْرِ الظَّاءِ، وَهِيَ مَوْضِعُ الشَّيْءِ ومَعْدِنه، مَفْعِلَةٌ مِنَ الظَّنِّ بِمَعْنَى الْعِلْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَانَ الْقِيَاسُ فَتْحَ الظَّاءِ وإِنما كُسِرَتْ لأَجل الْهَاءِ، الْمَعْنَى طَلَبْتُهَا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُعْلَمُ فِيهَا الْحَلَالُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ النَّاسِ رجلٌ يَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ أَي مَعْدِنَه وَمَكَانَهُ الْمَعْرُوفَ بِهِ أَي إِذا طُلِبَ وَجِدَ فِيهِ، وَاحِدَتُهَا مَظِنَّة، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ مَفْعِلَة مِنَ الظَّنِّ أَي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُظَّنُّ بِهِ الشَّيْءُ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ مِنْ الظَّنِّ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَمَنْ تَظَنُ أَي مَنْ تَتَّهِمُ، وأَصله تَظْتَنُّ مِنَ الظِّنَّة التُّهَمَةِ، فأَدغم الظاء فِي التَّاءِ ثُمَّ أَبدل مِنْهَا طَاءً مُشَدَّدَةً كَمَا يُقَالُ مُطَّلِم فِي مُظَّلِم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَورده أَبو مُوسَى فِي بَابِ الطَّاءِ وَذَكَرَ أَن صَاحِبَ التَّتِمَّةِ أَورده فِيهِ لِظَاهِرِ لَفْظِهِ، قَالَ: وَلَوْ رُوِيَ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ لِجَازَ. يُقَالُ: مُطَّلِم ومُظَّلِم ومُظْطَلِم كَمَا يُقَالُ مُدَّكر ومُذَّكر ومُذْدَكر. وإِنه لمَظِنَّةٌ أَن يَفْعَلَ ذَاكَ أَي خَلِيقٌ مِنْ أَن يُظَنَّ بِهِ فِعْلُه، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَنَظَرْتُ إِلى أَظَنّهم أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ أَي إِلى أَخْلَقِهم أَن أَظُنَّ بِهِ ذَلِكَ. وأَظْنَنْتُه الشيءَ: أَوْهَمْتُه إِياه. وأَظْنَنْتُ بِهِ الناسَ: عَرَّضْتُه لِلتُّهْمَةِ. والظَّنِينُ: المُعادِي لِسُوءِ ظَنِّه وسُوءِ الظَّنِّ بِهِ. والظَّنُونُ: الرجل السَّيِءِ الظَّنِّ، وقيل: السَّيّءِ الظَّنِّ بِكُلِّ أَحد. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: احْتَجِزُوا مِنَ النَّاسِ بسوءِ الظَّنِ أَي لَا تَثِقُوا بِكُلِّ أَحد فإِنه أَسلم لَكُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم الله وَجْهُهُ: إِن الْمُؤْمِنَ لَا يُمْسي ولا يُصْبِحُ إِلّا ونَفْسُه ظَنُونٌ عِنْدَهُ أَي مُتَّهَمَة لَدَيْهِ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير: السَّوْآءُ بِنْتُ السَّيِّدِ أَحَبُّ إِليّ مِنَ الحسْناء بِنْتِ الظَّنُونِ أَي المُتَّهَمة. والظَّنُونُ: الرَّجُلُ الْقَلِيلُ الْخَيْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّنينُ الْقَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تسأَله وتَظُنُّ بِهِ الْمَنْعَ فَيَكُونُ كَمَا ظَنَنْتَ. وَرَجُلٌ ظَنُونٌ: لَا يُوثَق بِخَبَرِهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بَنِي تَميمٍ، ... وَقَدْ يأْتيك بالخَبَرِ الظَّنُونُ . أَبو طَالِبٍ: الظَّنُونُ المُتَّهَمُ فِي عَقْلِهِ، والظَّنُونُ كُلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ مِنْ مَاءٍ أَو غَيْرِهِ. يُقَالُ: عِلْمُه بِالشَّيْءِ ظَنونٌ إِذا لَمْ يُوْثَقُ بِهِ؛ قَالَ: كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ فِي مَرَاحٍ ... وَفِي حَزْمٍ، وعِلْمُهما ظَنُونُ

فصل العين المهملة

وَالْمَاءُ الظَّنُونُ: الَّذِي تَتَوَهَّمُهُ وَلَسْتُ عَلَى ثِقَةٍ مِنْهُ. والظِّنَّةُ: الْقَلِيلُ مِنَ الشَّيْءِ، وَمِنْهُ بِئْرٌ ظَنُون: قَلِيلَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: يَجُودُ ويُعْطِي المالَ مِنْ غَيْرِ ظِنّة، ... ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ . وَفِي الْمُحْكَمِ: بِئْرٌ ظَنُون قَلِيلَةُ الْمَاءِ لَا يُوثَقُ بِمَائِهَا. وَقَالَ الأَعشى فِي الظَّنُون، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَا يُدْرَى أَفيها مَاءٌ أَم لَا: مَا جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الَّذِي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيِّ، إِذا مَا طَما ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَزَلَ عَلَى ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُون الْمَاءِ يَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً ؛ الْمَاءُ الظَّنُون: الذي تتوهمه وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُظَنُّ أَن فِيهَا مَاءً. وَفِي حَدِيثِ شَهْرٍ: حَجَّ رجلٌ فَمَرَّ بماءِ ظَنُونٍ ، قَالَ: وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى الظَّنِّ وَالشَّكِّ والتُّهَمَةِ. ومَشْرَبٌ ظَنُون: لَا يُدْرَى أَبِهِ مَاءٌ أَم لَا؛ قَالَ: مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُون: لَا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لَا. وَكُلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ فَهُوَ ظَنُونٌ وظَنِينٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه قَالَ: فِي الدَّيْنِ الظَّنُونِ يُزَكِّيهِ لِمَا مَضَى إِذا قَبَضَهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الظَّنُون الَّذِي لَا يُدْرَى صَاحِبُهُ أَيَقْضيه الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ أَم لَا، كأَنه الَّذِي لَا يَرْجُوهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا زَكَاةَ فِي الدَّيْنِ الظَّنُونِ ؛ هُوَ الَّذِي لَا يَدْرِي صَاحِبُهُ أَيصل إِليه أَم لَا، وَكَذَلِكَ كَلُّ أَمر تُطالبه وَلَا تَدْرِي عَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَنت مِنْهُ فَهُوَ ظَنونٌ. والتَّظَنِّي: إِعمال الظَّنِّ، وأَصله التَّظَنُّنُ، أُبدل مِنْ إِحدى النُّونَاتِ يَاءً. والظَّنُون مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَهَا شَرَفٌ تُتَزَوَّجُ طَمَعًا فِي وَلَدِهَا وَقَدْ أَسَنَّتْ، سُمِّيَتْ ظَنُوناً لأَن الْوَلَدَ يُرْتَجى مِنْهَا. وَقَوْلُ أَبي بِلَالِ بنِ مِرْداسٍ وَقَدْ حَضَرَ جِنَازَةً فَلَمَّا دُفِنَتْ جَلَسَ عَلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ ثُمَّ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَقَالَ: كلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُونٌ إِلا القتلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ لَمْ يُفَسِّرِ ابْنُ الأَعرابي ظَنُوناً هَاهُنَا، قَالَ: وَعِنْدِي أَنها الْقَلِيلَةُ الْخَيْرِ والجَدْوَى. وطَلَبَه مَظانَّةً أَي ليلًا ونهاراً. ظين: أَديم مُظَيَّنٌ: مَدْبُوغٌ بالظَّيَّانِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والظَّيَّانُ: ياسَمِينُ البَرِّ، وَهُوَ نَبْتٌ يُشْبِه النِّسْرينَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ. فصل العين المهملة عبن: جَمَلٌ عَبَنٌّ وعَبَنَّى وعَبَنَّاةٌ: ضَخْمُ الْجِسْمِ عَظِيمٌ، وَنَاقَةٌ عَبَنَّةٌ وعَبَنَّاةٌ، وَالْجَمْعُ عَبَنَّياتٌ؛ قَالَ حُميد: أَمِينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُخْتلِفُ الشَّبا، ... يقولُ المُماري طالَ مَا كانَ مُقْرَما . وأَعْبَنَ الرجلُ: اتَّخَذَ جَمَلًا عَبَنَّى، وَهُوَ القَويُّ. والعُبْنةُ: قُوَّةُ الْجَمَلِ وَالنَّاقَةِ. والعُبُنُ مِنَ النَّاسِ: السِّمان المِلاح. وَرَجُلٌ عَبَنَّى: عَظِيمٌ. وَنَسْرٌ عَبَنَّى: عَظِيمٌ، وَقِيلَ: عَظِيمٌ قَدِيمٌ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نسْرٌ عَبَنٌّ، مُشَدَّدُ النُّونِ، عَظِيمٌ. والعُبْنُ مِنَ الدَّوَابِّ: القَويّاتُ عَلَى السَّيْرِ، الْوَاحِدُ عَبَنَّى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمَلٌ عَبَنٌّ وعَبَنَّى مُلْحَقٌ بفَعَلَّى إِذا وَصَلْتَهُ يُؤنث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مُلْحَقٌ بفَعَلَّلٍ وَوَزْنُهَا فعَنْلى؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

هَانَ عَلَى عَزَّة بنْتِ الشَّحَّاحْ، ... مَهْوَى جِمالِ مالكٍ فِي الإِدْلاجْ، بالسَّير أَرْزاءُ وجِيفُ الحُجَّاجْ ... كلَّ عَبَنَّى بالعَلاوَى هَجَّاجْ، بحيثُ لَا مُسْتَوْدَعٌ وَلَا ناجْ . والعَبْنُ: الغِلَظُ فِي الْجِسْمِ والخُشونة، ورجل عَبَنُّ الخَلْق. عتن: عَتَلَه إِلى السجْن وعَتَنَه يَعْتِنُه ويَعْتُنه عَتْناً إِذا دَفَعَهُ دَفْعًا عَنِيفًا، وَقِيلَ: حَمَلَهُ حَمْلًا عَنِيفًا وَرَجُلٌ عَتِنٌ: شَدِيدُ الْحَمْلَةِ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: أَن نُونَ عتَن بَدَلٌ مِنْ لَامِ عَتَل. ابْنُ الأَعرابي: العُتُن الأَشِدَّاء، جَمْعُ عَتُون وعاتِن. وأَعْتَنَ إِذا تَشَدَّدَ عَلَى غريمه وآذاه. عثن: العُثانُ والعَثَن: الدُّخان، وَالْجَمْعُ عَواثِن عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَكَذَلِكَ جَمْعُ الدُّخان دَواخِنُ، والعَواثِنُ والدَّواخِنُ لَا يُعْرَفُ لَهُمَا نَظِيرٌ، وَقَدْ عَثَنَ يَعْثُن عَثْناً وعُثاناً. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ وسُراقة بْنِ مَالِكٍ: أَنه طَلَبَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وأَبا بَكْرٍ حِينَ خَرَجَا مُهاجِرَين، فَلَمَّا بَصُرَ به دعا إِليه النبي، صلى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، فساختْ قوائمُ فَرَسِهِ فِي الأَرض، فسأَلهما أَن يُخَلِّيَا عَنْهُ فَخَرَجَتْ قَوَائِمُهَا وَلَهَا عُثانٌ ، قَالَ ابْنُ. الأَثير: أَي دُخان، قَالَ الأَزهري: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ العُثانُ أَصله الدُّخَانُ، وأَراد بالعُثان هَاهُنَا الغُبار شَبَّهَهُ بالدُّخان، قَالَ: كَذَلِكَ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْغُبَارَ عُثاناً. وعَثَنَتِ النارُ تَعْثُنُ، بِالضَّمِّ، عُثاناً وعُثوناً وعثَّنَت إِذا دَخَّنَت. وعَثَّنَ الشيءَ: دَخَّنه بِرِيحِ الدُّخْنة. وعَثِنَ هُوَ: عَبِقَ. وَطَعَامٌ مَعْثُون وعَثِنٌ ومَدْخونٌ ودَخِنٌ إِذا فَسَدَ لِدُخَّانٍ خَالَطَهُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَوْقد بِحَطَبٍ رَدِيءٍ ذِي دُخان: لَا تُعَثِّنْ عَلَيْنَا. وعَثَنَ فِي الْجَبَلِ يَعْثُنُ عَثْناً: صَعَّدَ مِثْلُ عَفَنَ، أَنشد يَعْقُوبُ: حَلَفْتُ بِمَنْ أَرْسى ثَبيراً مكانَه ... أَزُورُكُم، مَا دَامَ للطَّوْد عاثِنُ يُرِيدُ: لَا أَزورُكُم مَا دَامَ لِلْجَبَلِ صاعدٌ فِيهِ، وَرُوِيَ: مَا دَامَ للطَّوْد عَافِنٌ. يُقَالُ: عَثَنَ وعَفَن بِمَعْنًى، قَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ عَلَى الْبَدَلِ. وعَثَّنْتُ ثَوْبِي بالبَخور تَعْثيناً. والعُثْنُونُ مِنَ اللِّحْيَةِ: مَا نَبَتَ عَلَى الذَّقَن وَتَحْتِهِ سِفْلًا، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا فَضَل مِنَ اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارِضَين مِنْ بَاطِنِهِمَا، وَيُقَالُ لِمَا ظَهَرَ مِنْهَا السَّبَلة، وَقَدْ يُجْمَعُ بَيْنَ السبَلة والعُثْنون فَيُقَالُ لَهُمَا عُثْنُونٌ وسَبَلة، وَقِيلَ: اللِّحْيَةُ كُلُّهَا، وَقِيلَ: عُثْنون اللِّحْيَةِ طُولها وَمَا تَحْتَهَا مِنْ شَعْرِهَا، عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي، وَقِيلَ: عُثْنون اللِّحْيَةِ طَرَفُهَا. وَرَجُلٌ مُعَثَّنٌ: ضَخْمُ العُثْنون. وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِّروا العَثانِين ، هِيَ جَمْعُ عُثْنون، وَهُوَ اللِّحْيَةُ. والعُثْنون: شُعَيرات عِنْدَ مَذْبَحِ الْبَعِيرِ والتَّيْسِ، وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ ذُو عَثانِينَ عَلَى قَوْلِهِ: «3» قَالَ العواذِلُ: مَا لِجَهْلِكَ بعدَ ما شابَ المَفارِقُ، واكْتَسَينَ قَتِيرا؟ والعُثْنون: شُعَيرات طِوالٌ تَحْتَ حَنَكِ الْبَعِيرِ. يُقَالُ: بَعِيرٌ ذُو عَثانِينَ، كَمَا قَالُوا لمَفْرِق الرأْس مَفارِق. أَبو زَيْدٍ: العَثانِينَ المَطر بَيْنَ السَّحَابِ والأَرض مِثْلُ السَّبَل، وَاحِدُهَا عُثْنون، وعُثْنون السَّحَابِ: مَا وَقَعَ عَلَى الأَرض منها، قال

_ (3). 1 قوله" على قوله" أي على حد قوله حيث جمع المفرق الذي هو وسط الرأس كأنه جعل كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ مَفْرِقًا فجمعه وكذلك العثنون كأنه جعل كل شعرة منه عثنوناً.

: بِتْنا نُراقِبُه وباتَ يَلُفُّنا، ... عِنْدَ السَّنامِ، مُقَدِّماً عُثْنونا يَصِفُ سَحَابًا. وعَثانين السَّحَابِ: مَا تَدَلَّى مِنْ هَيْدَبها. وعُثْنون الرِّيح: هَيْدَبُهَا إِذا أَقبلت تَجُرُّ الْغُبَارَ جَرًّا، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وعُثْنُونُ الرِّيحِ وَالْمَطَرِ أَولهما، وعَثانينها أَوائلها، وَمِنْهُ قَوْلُ جِرَانِ الْعَوْدِ: وبالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانين وَاسِعٌ وَيُقَالُ: عَثَنَتِ المرأَةُ بدُخْنتِها إِذا اسْتَجْمَرَتْ. وعَثَنْتُ الثوبَ بالطِّيب إِذا دَخَّنْتَه عَلَيْهِ حَتَّى عَبِق بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُسَيلمة لَمَّا أَراد الإِعْراسَ بسَجاح قَالَ عَثِّنوا لَهَا أَي بَخِّروا لَهَا البَخُور. والعَثَنُ: الصَّنَمُ الصَّغِيرُ والوَثَنُ الْكَبِيرُ، وَالْجَمَاعَةُ الأَعثانُ والأَوْثانُ. وعَثَّنَ فلانٌ تَعْثيناً أَي خَلَّط وأَثار الْفَسَادَ. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ البكريَّ يَقُولُ: الْعَرَبُ تدعُو أَلوانَ الصُّوفِ العِهْنَ غَيْرَ بَنِي جَعْفَرٍ فإِنهم يَدْعُونَهُ العِثْنَ، بِالثَّاءِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُدْرِك بْنَ غَزْوان الجعْفريَّ وأَخاه يَقُولَانِ: العِثْنُ ضَرْبٌ مِنَ الخُوصة يَرْعَاهُ الْمَالُ إِذا كَانَ رَطْباً، فإِذا يَبِسَ لَمْ يَنْفَعْ، وَقَالَ مُبْتكِرٌ: هِيَ العِهْنة، وَهِيَ شَجَرَةٌ غَبْرَاءُ ذَاتُ زَهَرٍ أَحمر. عجن: عَجَنَ الشيءَ يَعْجِنُه عَجْناً، فَهُوَ مَعْجُونٌ وعَجِين، واعْتَجَنه: اعْتَمَدَ عَلَيْهِ بجُمْعه يَغْمِزُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: يَكْفيك مِنْ سَوْداءَ واعْتِجانِها، ... وكَرِّكَ الطَّرْفَ إِلى بَنانِها، ناتِئةُ الجَبْهةِ فِي مكانِها، ... صَلْعاءُ لَوْ يُطْرَحُ فِي مِيزانِها رِطْلُ حديدٍ، شالَ مِنْ رُجْحانها . والعاجِنُ مِنَ الرِّجَالِ: المُعْتَمِدُ عَلَى الأَرض بجُمْعه إِذا أَراد النُّهوضَ مِنْ كِبَرٍ أَو بُدْنٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ، وبَعْلُها ... مِنَ المَلْءِ أَبْزَى عاجنٌ مُتَباطِنُ وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: مِنَ الْقَوْمِ أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ . وعَجَنتِ الناقةُ. وناقةٌ عاجِنٌ: تضْرِبُ بِيَدَيْهَا إِلى الأَرض فِي سَيْرِهَا. ابْنُ الأَعرابي: العُجُنُ أَهل الرَّخاوة مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ عَجِينة وعَجِينٌ، وللمرأَة عَجِينة لَا غَيْرَ، وَهُوَ الضَّعِيفُ فِي بَدَنِهِ وَعَقْلِهِ. والعُجُنُ: جَمْعُ عاجِنٍ، وَهُوَ الَّذِي أَسَنَّ، فإِذا قَامَ عَجَنَ بِيَدَيْهِ. يُقَالُ: خَبَز وعَجَنَ وثَنَّى وثَلَّثَ ووَرَّصَ كُلُّهُ مِنْ نَعْتِ الْكَبِيرِ. وعَجَنَ وأَعْجَنَ إِذا أَسَنَّ فَلَمْ يَقُمْ إِلَّا عاجِناً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً، وهَيَّجْتُ عاجِناً، ... وشَرُّ خِصَالِ المرءِ كُنْتٌ وعاجِنُ «4» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَعْجِنُ فِي الصَّلَاةِ فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: رأَيت رسولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، يَعْجِنُ فِي الصَّلَاةِ أَي يَعْتَمِدُ عَلَى يَدَيْهِ إِذا قَامَ كَمَا يَفْعَلُ الَّذِي يَعْجِنُ العَجينَ. قَالَ اللَّيْثُ: والعَجّانُ الأَحمق، وَكَذَلِكَ العَجِينة. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا ليَعْجِنُ بمِرْفَقَيْه حُمْقاً. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ يَا عَجّان إِنك لتَعْجِنُه، فَقُلْتُ لَهُ: مَا يَعْجِنُ وَيْحَكَ فَقَالَ: سَلْحه، فأَجابه الْآخَرُ: أَنا أَعْجِنُه وأَنت تَلْقَمُه، فأَفْحَمه. وأَعْجَنَ إِذا جَاءَ بولدٍ عَجِينةٍ، وَهُوَ الأَحمق. والعَجِينُ: المَجْبُوسُ مِنَ الرجال.

_ (4). قوله [كنت وعاجن] بتنوين كنت بالأَصل والصحاح في موضعين، ونونها الصاغاني مرة وترك التنوين أَخرى، والبيت روي بروايات مختلفة

وعَاجِنةُ المكانِ: وسَطُه؛ وأَنشد الأَخطل: بعاجنةِ الرَّحُوبِ فَلَمْ يَسيروا «1» . وعَجِنَتِ النَّاقَةُ تَعْجَنُ عَجَناً وَهِيَ عَجْناء: كَثُرَ لَحْمُ ضَرْعها وسَمِنَتْ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَعِدَ نَحْوَ حَيائها، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ وَالْبَقَرَةُ. والعَجَنُ أَيضاً: عَيْبٌ، وَهُوَ وَرِمَ حَيَاءُ النَّاقَةِ مِنَ الضَّبَعَة، وَقِيلَ: هُوَ وَرَمٌ يُصِيبُهَا فِي حَيائها وَدُبُرُهَا، وَرُبَّمَا اتَّصَلَا، وَقِيلَ: هُوَ وَرَمٌ فِي حَيَائِهَا كالثُّؤْلول، وَهُوَ شَبِيهٌ بالعَفَل يَمْنَعُهَا اللِّقاحَ، عَجِنَتْ عَجَناً، فَهِيَ عَجِنة وعَجْناء، وَقِيلَ: العَجْناء النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ لَحْمِ الضَّرْع مَعَ قِلَّةِ لَبَنِهَا بَيِّنةُ العَجَن. والعَجْناء أَيضاً: الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ. والعَجْناء والمُعْتَجِنةُ: المُنْتَهيةُ فِي السِّمَنِ. والمُتَعَجِّنُ: البعيرُ المُكْتَنِزُ سِمَناً كأَنه لَحَمٌ بِلَا عَظْمٍ. وَبَعِيرٌ عَجِنٌ: مُكْتَنِز سِمَناً. وأَعْجَنَ الرجلُ إِذا رَكِبَ العَجْناء، وَهِيَ السَّمِينَةُ، وَمِنَ الضُّرُوع الأَعْجَنُ. والعَجَنُ: لُحْمَةٌ غَلِيظَةٌ مِثْلُ جُمْع الرَّجُلِ حِيالَ فِرْقَتَي الضَّرَّة، وَهُوَ أَقلها لبَناً وأَحسنها مَرْآةً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَكُونُ العَجْناء غَزِيرة وَتَكُونُ بَكيئة. والعَجْنُ: مَصْدَرُ عَجَنْتُ العَجينَ. والعجينُ مَعْرُوفٌ. وَقَدْ عَجَنَتِ المرأَةُ، بِالْفَتْحِ، تَعْجِنُ عَجِيناً واعْتَجَنتْ بِمَعْنًى أَي اتَّخَذَتْ عَجِيناً. والعِجَانُ: الاسْتُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَضِيبُ الْمَمْدُودُ مِنَ الخُصْيَةِ إِلى الدُّبُرِ، وَقِيلَ: هُوَ آخِرُ الذَّكَرِ مَمْدُودٌ فِي الْجِلْدِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الخُصية والفَقْحَة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الشيطانَ يأْتي أَحدكم فيَنْقُرُ عِنْدَ عِجانه ؛ العِجان: الدُّبُرُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن أَعجميّاً عَارَضَهُ فَقَالَ: اسكتْ يَا ابنَ حَمْرَاءِ العِجان هُوَ سَبٌّ كَانَ يَجْرِي عَلَى أَلسنة الْعَرَبِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: يَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً عَلَيْهِ، ... كأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِيدُ . وَالْجَمْعُ أَعْجِنةٌ وعُجُنٌ. وعَجَنه عَجْناً: ضربَ عِجَانه. وعِجانُ المرأَة: الوَتَرَةُ الَّتِي بَيْنَ قُبُلِها وثَعْلَبَتِها. وأَعْجَنَ: وَرِمَ عِجانُه. والعِجان، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ: العُنق؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ يَرْثِي أُمه وأَكلها الذئبُ: فَلَمْ يبْقَ مِنْهَا غيرُ نِصْفِ عِجانِها، ... وشُنْتُرَةٌ مِنْهَا، وإِحدى الذَّوائبِ . وَقَالَ الشَّاعِرُ: يَا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ العِجانِ، ... عِجانُها أَطْوَلُ مِنْ سِنانِ . وأُمُّ عَجِينَةَ: الرَّخَمةُ. عجهن: الأَزهري: العُجاهِنُ صَدِيقُ الرَّجُلِ المُعْرِس الَّذِي يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهله فِي إِعْراسه بالرَّسائل، فإِذا بَنى بِهَا فَلَا عُجاهنَ لَهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ارْجِعْ إِلى بيتِكَ يَا عُجاهِنُ، ... فَقَدْ مَضَى العُرْسُ، وأَنتَ واهِنُ . والأُنثى بِالْهَاءِ. وتَعَجْهَنَ الرجلُ يَتَعَجْهَنُ تَعَجْهُناً إِذا لزِمَها حَتَّى يُبْنَى عَلَيْهَا. والعُجاهِنة: الماشِطة إِذا لَمْ تُفَارِقِ العَرُوسَ حَتَّى يُبْنَى بِهَا. والعُجاهِنُ، بِالضَّمِّ: الطَّبّاخ. والعُجاهِنُ: الْخَادِمُ، وَالْجَمْعُ العَجاهِنة، بِالْفَتْحِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: ويَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ، ... يُنازِعْنَ العَجاهِنةَ الرِّئينا . الرِّئين: جمعُ الرِّئة، جَمَعَهَا عَلَى النُّونِ كَقَوْلِهِمْ عِزِينَ

_ (1). صدره كما في التكملة: وسير غيرهم عنها فساروا

وثُبِينَ وكُرِينَ، والمرأَة عُجاهِنة؛ قَالَ: وَهِيَ صَديقة العَرُوسِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ تعَجْهَنَ الرَّجُلُ لفلانٍ إِذا صَارَ لَهُ عُجاهِناً؛ وَقَالَ تأَبط شَرًّا: ولكنَّني أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهْلَه، ... وأَرْضاً يكونُ العُوصُ فِيهَا عُجاهِنا . وَيُرْوَى: وكَرِّي إِذا أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهله . والعُجاهِنُ: الْقُنْفُذُ؛ حَكَاهُ أَبو حَاتِمٍ؛ وأَنشد: فباتَ يُقاسي ليلَ أَنْقَدَ دَائِبًا، ... ويَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ وَذَلِكَ لأَن الْقُنْفُذَ يَسْرِي لَيْلَهُ كُلَّهُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الطَّبَّاخ لأَن الطباخ يختلف أَيضاً. عدن: عَدَنَ فُلَانٌ بِالْمَكَانِ يَعْدِنُ ويَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً: أَقام. وعَدَنْتُ البلدَ: تَوَطَّنْتُه. ومرْكَزُ كُلِّ شَيْءٍ مَعْدِنُه، وجنّاتُ عَدْنٍ مِنْهُ أَي جَنَّاتُ إِقامة لِمَكَانِ الخُلْد، وجناتُ عَدْنٍ بُطْنانُها، وبُطْنانها وسَطُها. وبُطْنانُ الأَودية: المواضعُ الَّتِي يَسْتَرْيضُ فِيهَا ماءُ السَّيْلِ فيَكْرُمُ نباتُها، وَاحِدُهَا بَطْنٌ. وَاسْمُ عَدْنان مُشْتَقٌّ مِنَ العَدْنِ، وَهُوَ أَن تَلْزَمَ الإِبلُ المكانَ فتأْلَفَه وَلَا تَبْرَحَه. تَقُولُ: تَرَكْتُ إِبل بَنِي فُلَانٍ عَوادِنَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ: وَمِنْهُ المَعْدِن، بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَثْبُتُ فِيهِ النَّاسُ لأَن أَهله يُقِيمُونَ فِيهِ وَلَا يتحوَّلون عَنْهُ شِتَاءً وَلَا صَيْفًا، ومَعْدِنُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، ومَعْدِنُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ سُمِّيَ مَعْدِناً لإِنْبات اللَّهِ فِيهِ جَوْهَرَهُمَا وإِثباته إِياه فِي الأَرض حَتَّى عَدَنَ أَي ثَبَتَ فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعْدِنُ مَكَانُ كُلِّ شَيْءٍ يَكُونُ فِيهِ أَصله ومَبْدَؤه نَحْوُ مَعْدِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ والأَشياء. وَفِي الْحَدِيثِ: فَعَنْ معادِنِ الْعَرَبِ تسأَلوني؟ قَالُوا: نَعَمْ ، أَي أُصولها الَّتِي يُنْسَبُونَ إِليها وَيَتَفَاخَرُونَ بِهَا. وَفُلَانٌ مَعْدِنٌ لِلْخَيْرِ وَالْكَرْمِ إِذا جُبِل عَلَيْهِمَا، عَلَى المَثَل؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ المُخَبَّل: خَوَامِسُ تَنْشقُّ العَصا عَنْ رُؤوسها، ... كَمَا صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ قَالَ: المُعَدِّنُ الَّذِي يُخْرِجُ مِنَ المَعْدنِ الصخرَ ثُمَّ يَكْسِرُها يَبْتَغِي فِيهَا الذَّهَبَ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالِ بْنِ الحرث: أَنه أَقطعه مَعادِن القَبَلِيَّةِ ؛ المَعادِنُ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهَا جَوَاهِرُ الأَرض. والعَدَانُ: مَوْضِعُ العُدُونِ. وعَدَنَتِ الإِبل بِمَكَانِ كَذَا تَعْدِنُ وتَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً: أَقامت فِي المَرْعَى، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الإِقامة فِي الحَمْضِ، وَقِيلَ: صَلَحَتْ واسْتَمْرأَت المكانَ ونَمَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَلَا تَعْدِنُ إِلا فِي الحَمْضِ، وَقِيلَ: يَكُونُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ نَاقَةٌ عادِنٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. والعَدَنُ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً عَدَنُ أَبْيَنَ، نُسِبَ إِلى أَبْيَنَ رجلٍ مِنْ حِمْير لأَنه عَدَنَ بِهِ أَي أَقام؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ بَلَدٌ عَلَى سِيف الْبَحْرِ فِي أَقصى بِلَادِ الْيَمَنِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ عَدَنِ أَبْيَنَ ؛ هِيَ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْيَمَنِ أُضيفت إِلى أَبْيَنَ بِوَزْنِ أَبيض، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ. أَبو عُبَيْدٍ: العِدَّانُ الزَّمَانُ؛ وأَنشد بَيْتَ الْفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ مِسْكيناً الدَّارِمِيَّ لَمَّا رَثَى زِيَادًا: أَتَبْكي عَلَى عِلْجٍ، بِمَيْسانَ، كافِرٍ ... ككِسْرَى عَلَى عِدّانِه، أَو كَقَيْصَرا؟ وَفِيهِ يَقُولُ هَذَا الْبَيْتَ: أَقولُ لَهُ لما أَتاني نَعِيُّه: ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا.

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ: وَلَا عَلَى عِدّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ أَي عَلَى زَمَانِهِ وإِبَّانِه. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابياً مِنْ بَنِي سَعْدٍ بالأَحْساءِ يَقُولُ: كَانَ أَمْرُ كَذَا وَكَذَا عَلَى عِدَّانِ ابن بُور؛ وابنُ بُور كَانَ وَالِيًا بالبَحْرَيْن قَبْلَ اسْتِيلَاءِ القَرامِطَة عَلَيْهَا، يُرِيدُ كَانَ ذَلِكَ أَيام وِلَايَتِهِ عَلَيْهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى عِدَّانِ فِرْعَوْنَ، قَالَ الأَزهري: مَنْ جَعَلَ عِدَّانَ فِعْلاناً فَهُوَ مِنَ العَدِّ والعِدَادِ، وَمَنْ جَعَلَهُ فِعلالًا فَهُوَ مِنْ عَدَنَ، قَالَ: والأَقرب عِنْدِي أَنه مِنَ العَدِّ لأَنه جُعِلَ بِمَعْنَى الْوَقْتِ. والعَدَان، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: سَبْعُ سِنِينَ، يُقَالُ: مَكَثْنا فِي غَلاء السِّعْرِ عَدَانَيْنِ، وَهُمَا أَربع عَشْرَةَ سَنَةً، الْوَاحِدُ عَدَانٌ، وَهُوَ سَبْعُ سِنِينَ. والعَدَانُ: موضعُ كُلِّ ساحلٍ، وَقِيلَ: عَدَان الْبَحْرِ، بِالْفَتْحِ، سَاحِلُهُ؛ قَالَ يَزيدُ بنُ الصَّعِقِ: جَلَبْنَ الخيلَ مِنْ تَثْلِيثَ، حَتَّى ... وَرَدْنَ عَلَى أُوَارةَ فالعَدَانِ . والعدانُ: أَرض بِعَيْنِهَا مِنْ ذَلِكَ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيِّ: وَلَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ، ... بعَدَانِ السِّيفِ صَبْرِي ونَقَلْ . فإِن شَمِرًا رَوَاهُ: بعَدَانِ السِّيفِ، وَقَالَ: عَدَانُ مَوْضِعٌ عَلَى سِيفِ الْبَحْرِ، وَرَوَاهُ أَبو الْهَيْثَمِ: بعِدان السِّيفِ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، قَالَ: وَيُرْوَى بعَدَاني السِّيفِ، وَقَالَ: أَراد جَمْعَ العَدِينَة، فَقَلَبَ الأَصل بعَدَائِن السِّيفِ فأَخَّرَ الْيَاءَ وَقَالَ: عَداني، وَقِيلَ: أَراد عَدَنَ فَزَادَ فِيهِ الأَلف لِلضَّرُورَةِ، وَيُقَالُ: هُوَ مَوْضِعٌ آخَرُ: ابْنُ الأَعرابي: عَدَانُ النَّهَرِ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، ضَفَّتُه، وَكَذَلِكَ. عَبْرَتُه [عِبْرَتُه] ومَعْبَرُه وبِرْغِيلُه. وعَدَنَ الأَرضَ يَعْدِنُها عَدْناً وعَدَّنَها: زبَّلَها. والمِعْدَنُ: الصاقُورُ. والعَدِينَة: الزِّيَادَةُ الَّتِي تُزادُ فِي الغَرْبِ، وَجَمْعُ العَدِينَة عدَائن. يُقَالُ: غَرْبٌ مُعَدَّنٌ إِذا قُطِعَ أَسفله ثُمَّ خُرِزَ بِرُقْعَةٍ؛ وَقَالَ: والغَرْبَ ذَا العَدِينَة المُوَعَّبا . المُوَعَّبُ: المُوَسَّعُ الموَفَّر. أَبو عَمْرٍو: العَدِينُ عُرًى مُنَقَّشَة تَكُونُ فِي أَطراف عُرَى المَزادة، وَقِيلَ: رُقْعَة مُنَقَّشَة تَكُونُ فِي عُرْوة الْمَزَادَةِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَرْب يُعَدَّنُ إِذا صَغُر الأَديم وأَرادوا تَوْفِيرَه زَادُوا لَهُ عَدِينَةً أَي زَادُوا لَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ رُقْعَة. والخُفُّ يُعَدَّنُ: يُزَادُ فِي مُؤَخَّرِ السَّاقِ مِنْهُ زِيَادَةً حَتَّى يَتَّسِعَ، قَالَ: وَكُلُّ رُقْعة تُزاد فِي الْغَرْبِ فَهِيَ عَدِينَة، وَهِيَ كالبَنِيقَةِ فِي الْقَمِيصِ. وَيُقَالُ: عَدَّنَ بِهِ الأَرض وعَدَّنه ضَرَبَهَا بِهِ. يُقَالُ: عَدَّنْتُ بِهِ الأَرضَ ووَجَنْتُ بِهِ الأَرضَ ومَرَّنْتُ بِهِ الأَرضَ إِذا ضَرَبت بِهِ الأَرض. وعَدَّنَ الشاربُ إِذا امتلأَ، مِثْلُ أَوَّنَ وعَدَّلَ. والعَيْدانُ: النَّخْلُ الطِّوال؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِابْنِ مُقْبل قَالَ: يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالًا مُنَعَّمَةً، ... هَزَّ الجَنُوبِ، ضُحًى، عَيْدانَ يَبْرِينَا . قَالَ أَبو عَمْرٍو: العَدَانَة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَجَمْعُهُ عَدانات؛ وأَنشد: بَنِي مالكٍ لَدَّ الحُضَيْنُ، ورَاءكُمْ، ... رِجالًا عَدَاناتٍ وخَيْلًا أَكاسِما . وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رِجَالٌ عَدَاناتٌ مُقيمون، وَقَالَ: رَوْضَةٌ أُكْسُومٌ إِذا كَانَتْ مُلْتَفَّةً بِكَثْرَةِ النَّبَاتِ.

والعَدَان: قَبِيلَةٌ مِنْ أَسد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بَكِّي عَلَى قَتْلى العَدانِ، فإِنهم ... طالتْ إِقامَتُهم ببَطْنِ بَرَامِ [بِرَامِ] «1» . والعَدَانات: الفِرَق مِنَ النَّاسِ. وعَدْنانُ بْنُ أُدٍّ: أَبو مَعَدٍّ. وعَدَانُ وعُدَيْنَة: من أَسماء النساء. عدشن: العَيْدَشُونُ: دُوَيْبَّة. عذن: العَذَّانَة: الاسْتُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: كَذَبَتْ عَذَّانَتُه وكَدَّانَتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَعْذَنَ الرَّجُلُ إِذا آذَى إِنساناً بالمخالفة. عرن: العَرَنُ والعُرْنَةُ: دَاءٌ يأْخُذُ الدَّابَّةَ فِي أُخُرِ رِجْلِهَا كالسَّحَج فِي الْجِلْدِ يُذْهِبُ الشَّعر، وَقِيلَ: هُوَ تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل فِي أَيديها وأَرجلها، وَقِيلَ: هُوَ جُسُوء يَحْدُثُ فِي رُسْغِ رِجْلِ الْفَرَسِ وَالدَّابَّةِ وَمَوْضِعِ ثُنَّتِها مِنْ أُخُرٍ لِلشَّيْءِ يُصِيبُهُ فِيهِ مِنَ الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة مِنْ أَن يَرْمَحَ جَبَلًا أَو حَجَرًا، وَقَدْ عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً، فَهِيَ عَرِنة وعَرُونٌ، وَهُوَ عَرِنٌ؛ وعَرِنَتْ رجلُ الدَّابَّةِ، بِالْكَسْرِ، والعَرَنُ أَيضاً: شَبِيهٌ بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصال فِي أَعناقها تَحْتكُّ مِنْهُ، وَقِيلَ: قَرْحٌ يَخْرُجُ فِي قَوَائِمِهَا وأَعناقها، وَهُوَ غَيْرُ عَرَنِ الدَّوَابِّ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وأَعْرَنَ الرجلُ إِذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه، وأَعْرَنَ إِذا وقَعَتِ الحِكَّة فِي إِبله؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ قَرْحٌ يأْخذه فِي عُنُقِهِ فَيَحْتَكُّ مِنْهُ وَرُبَّمَا بَرَكَ إِلى أَصل شَجَرَةٍ واحْتَكَّ بِهَا، قَالَ: وَدَوَاؤُهُ أَن يُحْرَقَ عَلَيْهِ الشحمُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: يَحُكُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ، ... تَحَكُّكَ الأَجرَبِ يأْذَى بالعَرَنْ والعَرَنُ: أَثرُ المَرَقة فِي يَدِ الْآكِلِ؛ عَنِ الهَجريِّ. والعِرَانُ: خَشَبَةٌ تُجْعَلُ فِي وَتَرةِ أَنف الْبَعِيرِ وَهُوَ مَا بَيْنَ المَنْخِرَين، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ للبَخاتيِّ، وَالْجَمْعُ أَعْرِنة. وعَرَنَه يَعْرُنُه ويَعْرِنُه عَرْناً: وَضَعَ فِي أَنفه العِرَانَ، فَهُوَ مَعْرُونٌ. وعُرِنَ عَرْناً: شَكَا أَنفه مِنَ العِرَان. الأَصمعي: الخِشاشُ مَا يَكُونُ مِنْ عُود أَو غَيْرِهِ يُجْعَلُ فِي عَظْمِ أَنف الْبَعِيرِ، والعِرانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْمِ فَوْقَ الأَنف؛ قَالَ الأَزهري: وأَصل هَذَا مِنَ العَرَنِ والعَرِين، وَهُوَ اللَّحْمُ. والعِرانُ: المِسْمارُ الَّذِي يَضُمُّ بَيْنَ السِّنانِ والقَناة؛ عَنِ الهَجريِّ. والعَرِينُ: اللَّحْمُ؛ قَالَتْ غادِيَةُ الدُّبيريَّةُ: مُوَشَّمةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها . وَهَذَا الْعَجُزُ أَورده ابْنُ سِيدَة والأَزهري مَنْسُوبًا لغاديةَ الدُّبيرية كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ مُهْمَلًا لَمْ يَنْسُبْهُ إِلى أَحد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لمُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وَجُمْلَةُ الْبَيْتِ: رَغا صاحِبي، عندَ البُكاءِ، كَمَا رَغَتْ ... مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها . قَالَ: وأَنشده أَبو عُبَيْدَةَ فِي نَوَادِرِ الأَسماء؛ وأَنشد بَعْدَهُ: مِنَ المُلْحِ لَا يُدْرَى أَرجْلُ شِمالِها، ... بِهَا الظَّلْعُ لَمَّا هَرْوَلتْ، أَم يمينُها . وَفِي شِعْرِهِ: مُوَشَّمَةُ الْجَنْبَيْنِ؛ وأَراد بالمُوشَّمة الصَّبْغَ، والأَمْلَحُ: بَيْنَ الأَبيض والأَسود، والتَّوشُّمُ: بياضٌ وَسَوَادٌ يَكُونُ فِيهِ كَهَيْئَةِ الوَشْمِ فِي يَدِ المرأَة، والرَّخْصُ: الرَّطْبُ النَّاعِمُ، وَقِيلَ: العَرِينُ اللَّحْمُ

_ (1). قوله [قال الشاعر بكي إِلخ] عبارة ياقوت: عدان السيف، بالفتح، ضفته؛ قال الشاعر: بكي إِلخ. وبعده: كانوا على الأَعداء نار محرّق ... ولقومهم حرماً من الأَحرام لا تهلكي جزعاً فإني واثق ... برماحنا وعواقب الأَيام

المَطْبُوخ. ابْنُ الأَعرابي: أَعْرَنَ إِذا دَامَ عَلَى أَكل العَرَنِ، قَالَ: وَهُوَ اللَّحْمُ الْمَطْبُوخُ. والعَرِينُ والعَرِينَةُ: مأْوى الأَسد الَّذِي يأْلفه. يُقَالُ: ليثُ عرينَةٍ وليْثُ غابةٍ، وأَصلُ العَرين جَمَاعَةُ الشَّجر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَرينة مأْوى الأَسد وَالضَّبْعِ وَالذِّئْبِ وَالْحَيَّةِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ رَحْلًا: أَحَمَّ سَراةِ أَعْلى اللَّوْنِ مِنْهُ، ... كلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرينِ . وَقِيلَ: العَرينُ الأَجَمةُ هَاهُنَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ومُسَرْبلٍ حَلَقَ الحديدِ مُدَجِّجٍ، ... كاللَّيْثِ بَيْنَ عَرينَةِ الأَشْبالِ . هَكَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: مُدَجِّجٍ، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ عُرُنٌ. والعَرينُ: هَشيمُ العِضاهِ. والعرينُ: جَمَاعَةُ الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ، كَانَ فِيهِ أَسد أَو لَمْ يَكُنْ. والعَرينُ والعِرَانُ: الشَّجر المُنْقاد المُسْتطيل. والعَرين: الفِناء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن بَعْضَ الخُلفاء دُفِنَ بعَرينِ مَكَّةَ أَي بِفِنَائِهَا، وَكَانَ دُفِنَ عِنْدَ بِئْرِ مَيْمُون. والعَرينُ فِي الأَصل: مأْوى الأَسد، شُبِّهَتْ بِهِ لِعِزِّهَا ومَنَعتِها، زَادَهَا اللَّهُ عِزًّا ومَنَعةً. والعَرينُ: صياحُ الْفَاخِتَةِ؛ أَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عزهل: إِذا سَعْدانةُ السَعفاتِ ناحَتْ ... عَزَاهِلُها، سَمِعْتَ لَهَا عَرِينا . العَرينُ: الصوتُ. والعِرَانُ: القِتالُ. والعِرانُ: الدَّارُ الْبَعِيدَةُ. والعِرانُ: البُعْدُ وبُعْدُ الدَّارِ. يُقَالُ: دَارُهُمْ عارِنَة أَي بَعِيدَةٌ. وعَرَنَتِ الدارُ عِراناً: بَعُدَتْ وَذَهَبَتْ جِهَةً لَا يُرِيدُهَا مَنْ يُحِبُّهُ. ودِيارٌ عِرَانٌ: بَعِيدَةٌ، وُصِفَتْ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ عِنْدِي بِجَمْعٍ كَمَا ذَهَبَ إِليه أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَلا أَيُّها القلْبُ الَّذِي بَرَّحَتْ بِهِ ... منازِلُ مَيٍّ، والعِرانُ الشَّواسِعُ . وَقِيلَ: العِرَان فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ هَذَا الطُّرُقُ لَا وَاحِدَ لَهَا. وَرَجُلٌ عِرْنةٌ: شَدِيدٌ لَا يُطَاقُ، وَقِيلَ: هُوَ الصِّرِّيعُ. الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ صِرِّيعاً خَبِيثًا قِيلَ: هُوَ عِرْنةٌ لَا يُطاق؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ ضَعْفَه: ولسْتُ بِعِرْنةٍ عَرِكٍ، سِلَاحِي ... عَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَا . يَقُولُ: لَسْتُ بقَوِيٍّ، ثُمَّ ابتدأَ فَقَالَ: سِلَاحِي عَصًا أَسوق بِهَا حِمَارِي وَلَسْتُ بمُقْرِنٍ لقِرْني. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي العِرْنةِ الصِّرِّيعِ، قَالَ: هُوَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، وَقَدْ تَكُونُ العِرْنةُ مِمَّا يُذَم بِهِ، وَهُوَ الْجَافِي الكَزّ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيّ: هُوَ الَّذِي يَخْدُمُ البيوتَ. ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ: مُسَمَّرُ السِّنانِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إِذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ، وَهُوَ المِسمارُ. والعَرَنُ: الغَمَرُ. والعَرَنُ: رَائِحَةُ لَحْمٍ لَهُ غَمَرٌ؛ حَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَجِدُ رَائِحَةَ عَرَنِ يَدَيْكَ أَي غَمَرَهما، وَهُوَ العَرَمُ أَيضاً. والعَرَنَ والعِرْنُ: رِيحُ الطَّبِيخِ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ عَرِنٌ: يلزَم الياسِرَ حَتَّى يَطْعَمَ مِنَ الجَزُورِ. وعِرْنَينُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّله. وعِرْنينُ الأَنف: تَحْتَ مُجْتَمَع الْحَاجِبَيْنِ، وَهُوَ أَول الأَنف حَيْثُ يَكُونُ فِيهِ الشَّمَمُ. يُقَالُ: هُمْ شُمُّ العَرانينِ، والعِرْنينُ الأَنف كُلُّهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا صَلُبَ مِنْ عَظْمِه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَثْني النِّقابَ عَلَى عِرْنِينِ أَرْنَبةٍ ... شَمّاءَ، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ

وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقْنى العِرْنينِ أَي الأَنف، وَقِيلَ: رأْس الأَنف. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مِنْ عَرانين أُنوفها ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: شُمُّ العَرانينِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُمُ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ لِلدَّهْرِ فَقَالَ: وأَصبَحَ الدهرُ ذُو العِرْنين قَدْ جُدِعا . وَجَمْعُهُ عَرانينُ. وعَرانِينُ النَّاسِ: وُجوهُهم. وعَرانِينُ الْقَوْمِ: سَادَتُهُمْ وأَشرافُهم عَلَى المَثل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ جَيْشًا: تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ . والعُرانية: مَدُّ السَّيْلِ: قَالَ عَديُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: كانتْ رياحٌ، وماءٌ ذُو عُرانيةٍ، ... وظُلْمةٌ لَمْ تَدَعْ فَتْقاً وَلَا خَلَلا وَمَاءٌ ذُو عُرانية إِذا كَثُرَ وَارْتَفَعَ عُبابُه. والعُرانية، بِالضَّمِّ: مَا يرْتفع فِي أَعالي الْمَاءِ مِنْ غَوارِب المَوْج. وعَرانينُ السَّحَابِ: أَوائلُ مَطَرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ غَيْثًا: كأَنَّ ثَبِيراً فِي عَرانِينَ وَدْقِه، ... مِنَ السَّيل والغُثَّاءِ، فلكةُ مِغْزل «2» . والعِرْنةُ: عُروق العَرَتُنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: عُروق العَرَنْتُنِ. والعِرْنة: شجرُ الظِّمْخِ يَجِيءُ أَديمه أَحمر. وسِقاءٌ معْرون ومُعَرَّنٌ: دُبِغَ بالعِرْنة، وَهُوَ خَشَبُ الظِّمخ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ شَجَرٌ يُشْبِهُ الْعَوْسَجَ إِلا أَنه أَضخم مِنْهُ، وَهُوَ أَثِيثُ الفَرْعِ وَلَيْسَ لَهُ سُوقٌ طِوالٌ، يُدَقُّ ثُمَّ يُطبَخ فَيَجِيءُ أَديمه أَحمر. وَقَالَ شَمِرٌ: العَرَتُنُ، بِضَمِّ التَّاءِ، شَجَرٌ، وَاحِدَتُهَا عَرَتُنة. وَيُقَالُ: أَديم مُعَرْتَنٌ. قَالَ الأَزهري: الظِّمْخُ وَاحِدَتُهَا ظِمْخةٌ، وَهُوَ العِرْنُ، وَاحِدَتُهَا عِرْنة، شَجَرَةٌ عَلَى صُورَةِ الدُّلْب تُقْطع مِنْهُ خُشُب القصَّارين الَّتِي تُدْفن، وَيُقَالُ لِبَائِعِهَا: عَرَّانٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: العِرْنة الْخَشَبَةُ الْمَدْفُونَةُ فِي الأَرض الَّتِي يَدُقُّ عَلَيْهَا الْقَصَّارُ، وأَما الَّتِي يَدُقُّ بِهَا فَاسْمُهَا المِئجَنة والكِدْنُ. وعُرَيْنة وعَرينٌ: حَيَّانِ. قَالَ الأَزهري: عُرَينة حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. وعَرين: حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ؛ وَلَهُمْ يَقُولُ جَرِيرٌ: عَرِينٌ مِنْ عُرَيْنةَ لَيْسَ مِنَّا، ... بَرِئْتُ إِلى عُرَيْنَةَ مِنْ عَرينِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَرينُ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنُ يَرْبوع بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: وَقَالَ القَزّاز عَرين فِي بَيْتِ جَرِيرٍ هَذَا اسْمُ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ. وَقَالَ الأَخفش: عَرينٌ فِي الْبَيْتِ هُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ يَرْبُوعٍ، ومَعْرونٌ اسْمٌ، وَكَذَلِكَ عُرَّان. وَبَنُو عَرين: بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ. وعُرَينة، مُصَغَّرٌ: بَطْنٌ مِنْ بَجيلة. وعُرونة وعُرَنة: مَوْضِعَانِ. وعُرَنات: مَوْضِعٌ دُونَ عَرَفَاتٍ إِلى أَنصاب الحرَم؛ قَالَ لَبِيدٌ: والفِيلُ يومَ عُرَناتٍ كَعْكَعا، ... إِذ أَزْمَعَ العُجْمُ بِهِ مَا أَزْمَعا . وعِرْنانُ: غَائِطٌ وَاسِعٌ مُنْخَفِضٌ مِنَ الأَرض؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَني ورَحْلي فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ ... بشُرْبةَ، أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ. وعِرانُ البَكْرة: عُودها ويُشَدُّ فِيهِ الخُطَّافُ. ورَهْطٌ مِنَ العُرَنِيِّين، مِثَالُ الجُهَنِيِّين: ارْتَدُّوا فَقَتَلَهُمُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعِرْنانُ: اسْمُ جَبَلٍ بالجَناب دُونَ وَادِي القُرى إِلى فَيْدٍ. وعِرْنان:

_ (2). ويروى: وبله بدل ودقه والمعنى واحد

اسْمُ وَادٍ مَعْرُوفٍ. وبطْنُ عُرَنة: وَادٍ بِحِذَاءِ عَرَفَاتٍ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: وارْتفعُوا عَنْ بطنِ عُرَنة ؛ هُوَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ عِنْدَ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: اقْتُلوا مِنَ الْكِلَابِ كلَّ أَسوَدَ بَهِيمٍ ذِي عُرْنَتين ؛ العُرْنَتان: النُّكْتتان اللَّتَانِ تُكُونَانِ فَوْقَ عَيْنِ الكلب. عربن: العُرْبُون والعَرَبُونُ والعُرْبانُ: الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ الأَرَبُون، تَقُولُ مِنْهُ: عَرْبَنْتُه إِذا أَعطيته ذَلِكَ. وَيُقَالُ: رمَى فلانٌ بالعَرَبُون إِذا سَلَح. عرتن: العَرَنْتُنُ والعَرَنْتَنُ والعَرَنْتِنُ والعَرَتُنُ والعَرَتَنُ مَحْذُوفَانِ مِنَ العَرَنْتُنِ والعَرَنْتَنِ والعَرْتَنُ والعَرَتْنُ، كُلُّ ذَلِكَ: شَجَرٌ يُدبغ بِعُرُوقِهِ، وَالْوَاحِدَةُ عَرْتُنةٌ. والعِرْنةُ عُروق العرَتَن، وَهُوَ شَجَرٌ خشِنٌ يُشْبِهُ العوْسج إِلا أَنه أَضخم، وَهُوَ أَثِيثُ الفرْع، وَلَيْسَ لَهُ سُوقٌ طِوالٌ، يُدَقُّ ثُمَّ يُطبخ فَيَجِيءُ أَديمه أَحمر. وعَرْتَنَ الأَديمَ: دَبغه بالعَرَتُن. وأَديم مُعرْتَن: مَدْبُوغٌ بالعَرْتَن. وعُرَيْتِناتٌ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ ذكِر صرْفه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَثْلَطَ: جَاءَ فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ مَحْذُوفٌ مِنْ عَرَنْتُنٍ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: أَصله عَرَنْتُنٌ مِثْلُ قَرَنْفُل، حُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ وتُرِكَ عَلَى صُورَتِهِ. وَيُقَالُ: عَرْتَنٌ مثل عَرْفج. عرجن: أَبو عَمْرٍو: العُرْهونُ والعُرْجُونُ والعُرْجُد كلُّه الإِهانُ، والعُرْجُون العِذْقُ عامَّة، وَقِيلَ: هُوَ العِذْقُ إِذا يَبس واعْوجَّ، وَقِيلَ: هُوَ أَصل العِذْق الَّذِي يعْوَجُّ وتُقْطع مِنْهُ الشَّمَارِيخُ فَيُبْقَى عَلَى النَّخْلِ يَابِسًا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ عُود الكِباسة. قَالَ الأَزهري: الْعُرْجُونُ أَصْفرُ عَرِيضٌ شَبَّهَ اللَّهُ بِهِ الهلالَ لَمَّا عَادَ دَقِيقًا فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فِي دِقَّتِه واعْوِجاجِه؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ يَشْهَدُ بِكَوْنِ نُونِ عُرْجون أَصلًا، وإِن كَانَ فِيهِ مَعْنَى الِانْعِرَاجِ، فَقَدْ كَانَ الْقِيَاسُ عَلَى هَذَا أَن تَكُونَ نُونُ عُرْجون زَائِدَةً كَزِيَادَتِهَا فِي زَيتون، غَيْرَ أَن بَيْتَ رُؤْبَةَ هَذَا مَنَعَ ذَلِكَ وأَعلم أَنه أَصل رُباعي قَرِيبٌ مِنْ لَفْظِ الثُّلَاثِيِّ كسِبَطْرٍ مِنْ سَبِطٍ ودِمَثْرٍ مِنْ دَمِثٍ، أَلا تَرَى أَنه لَيْسَ فِي الأَفعال فَعْلَنَ، وإِنما هُوَ فِي الأَسماء نَحْوَ عَلْجَنٍ وخَلْبَنٍ؟ وعَرْجَنه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ. وعَرْجَنه: ضَرَبَهُ بالعُرْجون. والعُرْجون: نَبْتٌ أَبيض. والعُرْجون أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ الكمأَة قدْرُ شِبْرٍ أَو دُوَينُ ذَلِكَ، وَهُوَ طيِّبٌ مَا دَامَ غَضّاً، وَجَمْعُهُ العَراجِينُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُرْجون كالفُطر يَيْبَس وَهُوَ مُسْتَدِيرٌ؛ قَالَ: لتَشْبَعَنَّ العامَ، إِن شيءٌ شَبِعْ ... مِنَ العَراجِين، وَمِنْ فَسْو الضَّبُعْ . الأَزهري: العَراهِين والعَراجينُ وَاحِدُهَا عُرْهون وعُرْجون، وَهِيَ العَقائلُ، وَهِيَ الكمأَة الَّتِي يُقَالُ لَهَا الفُطْرُ. الأَزهري: العَرْجَنةُ تَصْوِيرُ عَراجِين النَّخْلِ. وعَرْجَنَ الثوبَ: صَوَّر فِيهِ صُوَرَ العَراجين؛ وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ: فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ أَي مُصوَّرٍ فِيهِ صُوَرُ النخل والدُّمى. عرضن: الأَزهري فِي رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ: اللَّيْثُ العِرَضْنة والعِرَضْنى عَدْوٌ فِي اشْتِقَاقٍ؛ وأَنشد: تَعْدُو العِرَضْنى خَيْلُهم حَراجِلا . قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العِرَضْنى فِي اعْتِرَاضٍ ونَشاط، وحَراجِلَ وعَرَاجِلَ: جماعاتٍ. أَبو عُبَيْدٍ: العِرَضْنةُ

الاعتراضُ فِي السَّيْرِ مِنَ النَّشاطِ، وَلَا يُقَالُ نَاقَةٌ عِرَضْنة. وامرأَة عِرَضْنة: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ عَرْضاً مِنْ سِمَنِها. عرهن: العُراهِنُ: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل. الْفَرَّاءُ: بَعِيرٌ عُراهِنٌ وعُراهِمٌ وجُرَاهِمٌ عَظِيمٌ. أَبو عَمْرٍو: العُرْهُون والعُرْجُون والعُرْجُدُ كُلُّه الإِهانُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: العُرْهُونُ، وَجَمْعُهُ عَراهِينُ، شيءٌ يُشْبِهُ الكمأَةَ فِي الطَّعْم. قال: وعُرْهانُ موضع. عزن: ابْنُ الأَعرابي: أَعْزَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا قَاسَمَ نَصِيبَهُ، فأَخذ هَذَا نَصِيبَهُ، وَهَذَا نَصِيبَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وكأَن النُّونَ مُبْدَلَةً مِنَ اللَّامِ فِي هَذَا الْحَرْفِ. عسن: العَسَنُ: نُجُوعُ العَلَف والرِّعْي فِي الدَّوَابِّ. عَسِنتِ الدابةُ، بِالْكَسْرِ، عَسَناً: نَجَعَ فِيهَا العَلَف والرِّعْيُ، وَكَذَلِكَ الإِبل إِذا نَجَعَ فِيهَا الكلأُ وسَمِنتْ. أَبو عَمْرٍو: أَعْسَنَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حَسَنًا. وَدَابَّةٌ عَسِنٌ: شَكُورٌ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ عَسِنة وعاسِنةٌ. والعُسُنُ: الشَّحْمُ الْقَدِيمُ مِثْلُ الأُسُنِ؛ قَالَ القُلاخُ: عُراهِماً خَاظِي البَضِيع ذَا عُسُن . وَقَالَ قَعْنبُ بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ: عَلَيْهِ مُزْنِيُّ عامٍ قَدْ مَضَى عُسُنُ . وسَمِنتِ النَّاقَةُ عَلَى عُسْنٍ وعِسْنٍ وعُسُنٍ وأُسُنٍ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ حَكَاهَا فِي الْبَدَلِ، أَي عَلَى سِمَنٍ وشَحْمٍ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُسُنُ أَن يَبْقَى الشحمُ إِلى قَابِلٍ ويَعْتُقَ. والأُسُنُ والعُسُنُ والعُسْنُ: أَثرٌ يَبْقَى مِنْ شَحْمِ النَّاقَةِ وَلَحْمِهَا، وَالْجَمْعُ أَعْسانٌ وآسانٌ، وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ الثَّوْبِ؛ قَالَ العُجَيرُ السَّلوليُّ: يَا أَخَوَيَّ مِنْ تميمٍ، عَرِّجا ... نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْ . ونوقٌ مُعْسِناتٌ: ذَواتُ عُسُنٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فخُضْتُ إِلى الأَنْقاءِ مِنْهَا، وَقَدْ يَرى ... ذَواتُ النَّقايا المُعْسِناتِ مَكانيا . والعُسُنُ: جَمْعُ أَعْسَنَ وعَسُونٍ، وَهُوَ السَّمِينُ، وَيُقَالُ للشَّحْمةِ عُسْنةٌ، وَجَمْعُهَا عُسَنٌ. والتَّعْسِينُ: قِلَّةُ الشَّحْمِ فِي الشَّاةِ. والتَّعْسِينُ أَيضاً: قِلَّةُ الْمَطَرِ. وكلأٌ مُعَسَّنٌ ومُعَسِّنٌ: الْكَسْرُ عَنْ ثَعْلَبٍ: لَمْ يُصِبْهُ مَطَرٌ، ومكانٌ عاسِنٌ: ضَيِّقٌ؛ قَالَ: فإنَّ لَكُمْ مآقِطَ عاسِناتٍ، ... كيوْمَ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إِيرُ . أَبو عَمْرٍو: العَسْنُ الطُّولُ مَعَ حُسْن الشَّعْرِ وَالْبَيَاضِ، وَهُوَ عَلَى أَعْسانٍ مِنْ أَبيه أَي طَرَائِقَ، وَاحِدُهَا عِسْنٌ. وتعَسَّنَ أَباه وتأَسَّنهُ وتأَسَّلَه: نَزَعَ إِليه فِي الشَّبَه. والعِسْنُ: العُرْجُون الرَّدِيءُ، وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه العِسْقُ، وَهِيَ رَدِيئَةٌ أَيضاً. وعَسْنٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: كأَنَّ عليهمُ، بجَنُوبِ عَسْنٍ، ... غَماماً يَسْتَهِلُّ ويسْتَطِيرُ . وَرَجُلٌ عَوْسَنٌ: طَوِيلٌ فِيهِ جَنَأٌ. وأَعْسانُ الشَّيْءِ: آثَارُهُ وَمَكَانُهُ. وتعَسَّنْتُه: طَلَبْتُ أَثرَه وَمَكَانَهُ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ: فُلَانٌ عِسْلُ مالٍ وعِسْنُ مَالٍ إِذا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ. عشن: عَشَنَ واعْتَشَنَ: قَالَ برأْيه، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعْشَنَ واعْتَشَنَ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العاشِنُ المُخمِّنُ، والعُشانة الكَرَبَةُ، عُمانية، وَحَكَاهَا كُرَاعٌ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً، وَنَسَبَهَا إِلى الْيَمَنِ. والعُشانةُ: مَا يَبْقَى فِي أُصول السَّعَفِ مِنَ التَّمْرِ. وتعَشَّنَ النخلةَ: أَخذَ عُشانتَها. يُقَالُ: تعَشَّنْتُ النَّخْلَةَ واعْتَشَنْتُها إِذا تتبَّعْتَ كُرابتَها فأَخذته.

والعُشانة: اللُّقاطة مِنَ التَّمْرِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَا بَقِيَ فِي الكِباسَة مِنَ الرُّطَبِ إِذا لُقِطت النَّخْلَةُ العُشانُ والعُشانةُ، والغُشانُ والبُذَارُ مِثْلُهُ، والعُشانة: أَصلُ السَّعَفة، وَبِهَا كُنِّيَ أَبو عُشانة. عشزن: العَشْزَنةُ: الْخِلَافُ. والعَشَوْزَنُ: الشَّدِيدُ الخَلْق كالعَشَنْزَر. والعَشَوْزَنُ: العَسِرُ الخُلُق مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ المُلْتوي العَسِر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وعَشْزَنَتُه: خِلافُه، والأُنثى عَشَوْزَنة، وَجَمْعُ العَشَوْزَنِ عَشاوِزُ، وَنَاقَةٌ عَشَوْزنة؛ وأَنشد: أَخْذَكَ بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ . وَيَجُوزُ أَن يُجمع عَشوْزَنٌ عَلَى عَشازِنَ، بِالنُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: العَشَوْزنُ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كلثُوم يَصِفُ قَنَاةً صُلْبة: إِذا عَضَّ الثِّقافُ بِهَا اشْمأَزَّتْ، ... ووَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونا عَشوْزَنَةً إِذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ، ... تشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبِينا . وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَمْرٍو: العَشوْزَنُ الأَعْسَرُ، وَهُوَ عَشوْزَنُ المِشْية إِذا كان يَهُزُّ عَضُدَيه. عصن: أَعْصَنَ الرجلُ إِذا شَدَّدَ عَلَى غَرِيمِهِ وتمكَّكَه، وَقِيلَ: أَعْصَنَ الأَمرُ إِذا اعْوَجَّ وعَسُر. عطن: العَطَنُ للإِبل: كالوَطَنِ لِلنَّاسِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى مَبْرَكِها حولَ الْحَوْضِ، والمَعْطَنُ كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَعْطانٌ. وعَطَنتِ الإِبلُ عَنِ الماءِ تَعْطِنُ وتعْطُنُ عُطُوناً، فَهِيَ عَواطِنُ وعُطُونٌ إِذا رَوِيَتْ ثُمَّ بَرَكتْ، فَهِيَ إِبل عَاطِنَةٌ وعَوَاطن، وَلَا يُقَالُ إِبل عُطّانٌ. وعَطَّنتْ أَيضاً وأَعْطَنَها: سَقَاهَا ثُمَّ أَناخها وَحَبَسَهَا عِنْدَ الْمَاءِ فَبَرَكَتْ بَعْدَ الْوُرُودِ لِتَعُودَ فَتَشْرَبَ؛ قَالَ لَبِيدٌ: عافَتا الماءَ فَلَمْ نُعْطِنْهما، ... إِنما يُعْطِنُ أَصحابُ العَلَلْ . وَالِاسْمُ العَطَنةُ. وأَعْطَنَ القومُ: عَطَنتْ إِبلُهم. وَقَوْمٌ عُطّانٌ وعُطُونٌ وعَطَنةٌ وعاطِنونَ إِذا نَزَلُوا فِي أَعْطان الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: رَأَيْتُني أَنْزِعُ عَلَى قَلِيب فجاءَ أَبو بَكْرٍ فاسْتَقَى وَفِي نَزْعِه ضعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، فجاءَ عُمَرُ فَنَزَعَ فاسْتحالَتِ الدَّلْوُ فِي يَدِهِ غَرْباً، فأَرْوَى الظَّمِئةَ حَتَّى ضَرَبَتْ بعَطَنٍ ؛ يُقَالُ: ضَرَبَتِ الإِبلُ بعطَنٍ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ حَوْلَ الْمَاءِ، أَو عِنْدَ الْحِيَاضِ، لتُعادَ إِلى الشُّرْبِ مَرَّةً أُخرى لِتَشْرَبَ عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ، فَإِذَا اسْتَوْفَتْ ردَّت إِلى الْمَرَاعِي والأَظْماءِ؛ ضَرَب ذلكَ مَثَلًا لِاتِّسَاعِ النَّاسِ فِي زَمَنِ عُمَرَ وَمَا فُتِحَ عَلَيْهِمْ مِنَ الأَمصار. وَفِي حَدِيثِ الاستِسقَاء: فَمَا مَضَتْ سَابِعَةٌ حَتَّى أَعْطَنَ الناسُ فِي العُشْب ؛ أَراد أَن الْمَطَرَ طَبَّقَ وعَمَّ البُطونَ والظُّهورَ حَتَّى أَعْطَنَ الناسُ إِبلَهم فِي الْمَرَاعِي؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُسامة: وَقَدْ عَطَّنُوا مَواشِيَهُم أَي أَراحوها؛ سُمِّي المُراحُ، وَهُوَ مأْواها، عَطَناً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خَيْرًا وانْقُشُوا لَهُ عَطَنَه أَي مُرَاحَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ مَبْرَكٍ يَكُونُ مَأْلَفاً للإِبل فَهُوَ عَطَنٌ لَهُ بِمَنْزِلَةِ الوَطَن لِلْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، قَالَ: وَمَعْنَى مَعاطِنِ الإِبل فِي الْحَدِيثِ مواضعُها؛ وأَنشد: وَلَا تُكَلِّفُني نَفْسي، وَلَا هَلَعِي، ... حِرْصاً أُقِيمُ به في مَعْطَنِ [مَعْطِنِ] الهُونِ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنِ الصَّلاة فِي أَعْطان الإِبل. وَفِي الْحَدِيثِ: صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلَا تُصَّلُوا فِي أَعْطان الإِبل ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يَنْهَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا مِنْ جِهَةِ النَّجَاسَةِ فإِنها

مَوْجُودَةٌ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَقَدْ أَمر بِالصَّلَاةِ فِيهَا وَالصَّلَاةُ مَعَ النَّجَاسَةِ لَا تَجُوزُ، وإِنما أَراد أَن الإِبل تَزْدَحِمُ فِي المَنْهَل، فإِذا شَرِبَتْ رَفَعَتْ رؤُوسها، وَلَا يُؤْمَنُ مِنْ نِفارها وتَفَرُّقها فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فتُؤْذي المُصَلِّيَ عِنْدَهَا أَو تُلْهيه عَنْ صَلَاتِهِ أَو تَنَجِّسُهُ برَشَاشِ أَبوالها. قَالَ الأَزهري: أَعْطان الإِبل ومَعاطِنُها لَا تَكُونُ إِلَّا مَبارِكَها عَلَى الْمَاءِ، وإِنما تُعْطِنُ العربُ الإِبلَ عَلَى الماءِ حِينَ تَطْلُع الثُّرَيَّا وَيَرْجِعُ النَّاسُ مِنَ النُّجَعِ إِلى المَحاضِرِ، وإِنما يُعْطِنُونَ النَّعَم يَوْمَ وِرْدِها، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ إِلى وَقْتِ مَطْلَع سُهَيْل فِي الْخَرِيفِ، ثُمَّ لَا يُعْطِنُونها بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا تَرِدُ الماءَ فَتَشْرَبُ شَرْبَتها وتَصْدُر مِنْ فَوْرِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الحَذلَمِيّ: وعَطَّنَ الذِّبَّانُ فِي قَمْقَامِها . لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَطَّنَ اتَّخَذَ عَطَناً كَقَوْلِكَ: عَشَّش الطَّائِرُ اتَّخَذَ عُشّاً. والعُطُونُ: أَن تُراحَ النَّاقَةُ بَعْدَ شُرْبِهَا ثُمَّ يَعْرِضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثَانِيَةً، وَقِيلَ: هُوَ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الحُمُرَ: ويَشْرَبْنَ مِنْ بارِدٍ قَدْ عَلِمْنَ ... بأَن لَا دِخَالَ، وأَنْ لَا عُطونا . وَقَدْ ضَرَبَتْ بعَطَنٍ أَي بَرَكَتْ؛ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ لَجَأٍ: تَمْشِي إِلى رِوَاءِ عاطِنَاتِها . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَتَقُولُ هَذَا عَطَنُ الغَنم ومَعطِنُها لمَرابضها حولَ الْمَاءِ. وأَعْطَنَ الرجلُ بعيرَه: وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَشْرَبْ فَرَدَّه إِلى العَطَن يَنْتَظِرُ بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَهَرَقْنا لَهُمَا فِي دَاثِرٍ، ... لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ راسِخ الدِّمْنِ عَلَى أَعضادِهِ، ... ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسبَلْ عافَتا الماءَ فَلَمْ نُعْطِنْهما، ... إِنما يُعْطِنُ مَنْ يَرْجُو العَلَلْ . وَرَجُلٌ رَحْبُ العَطَنِ وَوَاسِعُ العَطَن أَي رَحْبُ الذِّراعِ كَثِيرُ الْمَالِ وَاسِعُ الرَّحْل. والعَطَنُ: العِرْضُ؛ وأَنشد شَمِرٌ لعَدِيِّ بْنُ زَيْدٍ: طاهِرُ الأَثوابِ يَحْمِي عِرْضَه ... مِنْ خَنَى الذِّمَّةِ، أَو طَمثِ العَطَنْ . الطَّمْث: الفَسادُ. والعَطَنُ: العِرْض، وَيُقَالُ: مَنْزِلُهُ وَنَاحِيَتُهُ. وعَطِنَ الْجِلْدُ، بِالْكَسْرِ، يَعْطَنُ عَطَناً، فَهُوَ عَطِنٌ وانْعَطَنَ: وُضِعَ فِي الدِّبَاغِ وتُرِكَ حَتَّى فَسَدَ وأَنْتَنَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُنضح عَلَيْهِ الْمَاءُ ويُلَفَّ وَيُدْفَنَ يَوْمًا وَلَيْلَةً لِيَسْتَرْخِيَ صُوفُهُ أَو شَعْرُهُ فَيُنْتَفَ وَيَلْقَى بَعْدَ ذَلِكَ فِي الدِّبَاغِ، وَهُوَ حِينَئِذٍ أَنتن مَا يَكُونُ، وَقِيلَ: العَطْنُ، بِسُكُونِ الطَّاءِ، فِي الْجِلْدِ أَن تُؤخذ غَلْقَةٌ، وَهُوَ نَبْتٌ، أَو فَرْثٌ أَو مِلْحٌ فَيُلْقَى الْجِلْدُ فِيهِ حَتَّى يُنْتِنَ ثمَّ يُلْقَى بَعْدَ ذَلِكَ فِي الدِّباغ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ قَالَ: أَن يؤْخذ الغَلْقَى فَيُلْقَى الْجِلْدُ فِيهِ ويُغَمَّ لِيَنْفَسِخَ صُوفُهُ وَيَسْتَرْخِيَ، ثُمَّ يَلْقَى فِي الدِّبَاغِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الغَلْقَى لَا يُعْطَنُ بِهِ الْجِلْدُ، وإِنما يُعْطَنُ بالغَلْقَة نبتٍ مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَخذت إِهاباً مَعْطُوناً فأَدخلته عُنُقي ؛ المَعْطُون: المُنْتِنُ المَنْمَرِقُ الشعرِ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ أُهُبٌ عَطِنة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَطِنَةُ المُنْتِنة الرِّيحِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسْتَقْذَر: مَا هُوَ إِلَّا عَطِنَةٌ

مِنْ نَتْنِه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَطِنَ الأَديمُ إِذا أَنتن وَسَقَطَ صُوفُهُ فِي العَطْنِ، والعَطْنُ: أَن يُجْعَلَ فِي الدِّبَاغِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَوْضِعُ العَطْنِ العَطَنَةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: انْعَطَنَ الْجِلْدُ اسْتَرْخَى شَعْرُهُ وَصُوفُهُ مِنْ غَيْرِ أَن يَفْسُدَ، وعَطَنه يَعْطُنُه عَطْناً، فَهُوَ مَعْطُون وعَطِين، وعَطَّنه: فَعَل بِهِ ذَلِكَ. والعِطَانُ: فَرْثٌ أَو مِلْحٌ يُجْعَلُ فِي الإِهاب كَيْلَا يُنْتِنَ. وَرَجُلٌ عَطِينٌ: مُنْتِنُ الْبَشَرَةِ. وَيُقَالُ: إِنما هُوَ عَطِينة إِذا ذُمَّ فِي أَمر أَي مُنْتِنٌ كالإِهابِ المَعْطُون. عظن: ابْنُ الأَعرابي: أَعْظَنَ الرجلُ إِذا غَلُظَ جِسْمُهُ. عفن: عَفِنَ الشيءُ يَعْفَنُ عَفَناً وعُفُونةً، فَهُوَ عَفِنٌ بَيِّنُ العُفونة، وتَعَفَّنَ: فَسَد مِنْ نُدُوَّةٍ وَغَيْرِهَا فَتَفَتَّتَ عِنْدَ مَسِّه. قَالَ الأَزهري: هُوَ الشيءُ الَّذِي فِيهِ نُدُوَّةٌ ويُحْبَس فِي مَوْضِعٍ مَغْمُومٍ فَيَعْفَنُ ويَفْسُد. وعَفِنَ الحَبْلُ، بِالْكَسْرِ، عَفَناً: بَلِيَ مِنَ الْمَاءِ. وَفِي قِصَّةِ أَيوب، عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَفِنَ مِنَ الْقَيْحِ وَالدَّمِ جَوْفِي أَي فَسَدَ مِنِ احْتِبَاسِهِمَا فِيهِ. وعَفَنَ فِي الجَبَل عَفْناً كعَثَنَ: صَعَّد؛ كِلْتَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: حَلَفْتُ بِمَنْ أَرْسَى ثَبيراً مكانَه ... أَزُورُكُمُ، مَا دامَ للطَّوْدِ عافِنُ. عفهن: ناقةُ عُفاهِنٌ: قَوِيَّةٌ، في بعض اللغات. عقن: قَالَ الأَزهري: أَما عَقَنَ فإِني لَمْ أَسمع مِنْ مُشْتقاته شَيْئًا مُسْتَعْمَلًا إِلا أَن يَكُونَ العِقْيَانُ فِعْيالًا مِنْهُ، وَهُوَ الذَّهَبُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلاناً مِنْ عَقَى يَعْقِي، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. عكن: العُكَنُ والأَعْكان: الأَطْواء فِي البَطْن مِنَ السِّمَن. وَجَارِيَةٌ عَكْناءُ ومُعَكَّنَة: ذَاتُ عُكَنٍ، وَاحِدَةُ العُكَنِ عُكْنَة. وتَعَكَّنَ البطنُ: صَارَ ذَا عُكَن. وَيُقَالُ: تَعَكَّنَ الشيءُ تَعَكُّناً إِذا رُكِمَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ وانْثَنى. وعُكَنُ الدِّرْع: مَا تثَنِّى مِنْهَا. يُقَالُ: دِرْعٌ ذَاتُ عُكَنٍ إِذا كَانَتْ وَاسِعَةً تَنْثَنِي عَلَى اللَّابِسِ مِنْ سَعَتها؛ قَالَ يَصِفُ دِرْعًا: لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، ... وتَهْزأُ بالمعابِلِ والقِطاعِ . أَي تَسْتَخِفُّها. وَنَاقَةٌ عَكْناءُ: غَلِيظَةُ لَحْمِ الضَّرَّة والخِلْفِ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ. والعَكَنانُ والعَكْنانُ: الإِبلُ الْكَثِيرَةُ الْعَظِيمَةُ. ونَعَمٌ عَكْنانٌ وعَكَنانٌ أَي كَثِيرَةٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَة السَّعْدِيّ: هَلْ باللِّوَى مِنْ عَكَرٍ عَكْنانِ، ... أَم هَلْ تَرَى بالخَلِّ مِنْ أَظْعانِ؟ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: وصَبَّحَ الماءَ بِورْدٍ عَكَنان. علن: العِلانُ والمُعالَنة والإِعْلانُ: المُجاهرة. عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً ويَعْلِنُ وعَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً وعَلانية فِيهِمَا إِذا شَاعَ وَظَهَرَ، واعْتَلَنَ؛ وعَلَّنه وأَعْلَنه وأَعْلَن بِهِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: حَتَّى يَشُكَّ وُشاةٌ قَدْ رَمَوْك بِنَا، ... وأَعْلَنُوا بِكَ فِينَا أَيَّ إِعْلانِ وَفِي حَدِيثِ المُلاعنة: تِلْكَ امرأَة أَعْلَنَتْ ؛ الإِعْلانُ فِي الأَصل: إِظهار الشَّيْءِ، وَالْمُرَادُ بِهِ أَنها كَانَتْ قَدْ أَظهرت الْفَاحِشَةَ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: لَا يَسْتَعْلِنُ بِهِ وَلَسْنَا بمُقِرِّين لَهُ ؛ الاسْتِعْلانُ أَي الْجَهْرُ بدِينه وقِراءته. واسْتَسَرَّ الرجلُ ثُمَّ اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ بِهِ. وعالَنَه: أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ؛ قَالَ قَعْنَبُ بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ:

كلٌّ يُداجِي عَلَى البَغْضاءِ صاحِبَه، ... ولَنْ أُعالِنَهُمْ إِلا كَمَا عَلَنُوا . والعِلانُ والمُعالَنة إِذا أَعْلَن كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ مَا فِي نَفْسِهِ؛ وأَنشد: وكَفِّي عَنْ أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي، ... وإِعْلاني لِمَنْ يَبْغِي عِلاني وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للطّرِمّاحِ: أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي بَشِيراً ... عَلانِيةً، ونِعْمَ أَخُو العِلانِ وَيُقَالُ: يَا رَجُلُ اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ. واعْتَلَنَ الأَمرُ إِذا اشْتُهِرَ. والعَلانية، عَلَى مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية: خلافُ السِّر، وَهُوَ ظُهُورُ الأَمر. وَرَجُلٌ عُلَنَةٌ: لَا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ عَلانِيَة وَقَوْمٌ عَلانُونَ، وَرَجُلٌ عَلانيٌّ وَقَوْمٌ عَلانِيُّونَ، وَهُوَ الظَّاهِرُ الأَمر الَّذِي أَمره عَلانيَة. وعُلْوَانُ الْكِتَابِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلُه فَعْوَلْتُ مِنَ العَلانِيَة. يُقَالُ: عَلْوَنْتُ الْكِتَابَ إِذا عَنْوَنْته. وعُلْوَانُ الكتاب: عُنْوانُه. علجن: نَاقَةٌ عَلْجَنٌ: صُلْبَةٌ كِنَازُ اللَّحْمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ: وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ ... تَخْلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْن خَلْبَنِ وامرأَة عَلْجَنٌ: ماجِنَة؛ قَالَ: يَا رُبَّ أُمٍّ لصَغِيرٍ عَلْجَنِ ... تَسْرِقُ بالليلِ، إِذا لَمْ تَبْطَنِ يَنْبُعُ، مِنْ ذَعْرَتِها والمَغْبِنِ، ... كَرَزَغِ الحَمْأَةِ فوقَ المَعْطِنِ ذُعْرَتُها: اسْتُها. الأَزهري فِي بَابِ مَا زَادَتْ فِيهِ الْعَرَبُ النُّونَ مِنَ الْحُرُوفِ: نَاقَةٌ عَلْجَنٌ، وَهِيَ الْغَلِيظَةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ الْخُلُقِ الْمُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ، وَنُونُهُ زَائِدَةٌ. الأَزهري: نَاقَةٌ عُلْجُومٌ وعُلْجُونٌ أَي شَدِيدَةٌ، وَهِيَ العَلْجَنُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو مَالِكٍ نَاقَةٌ عَلْجَنٌ غَلِيظَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: العَلْجَنُ المرأَة الحمقاء، واللام زائدة. عمن: عَمَنَ يَعْمِنُ وعَمِنَ: أَقام. والعُمُنُ: الْمُقِيمُونَ فِي مَكَانٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ عَامِنٌ وعَمُونٌ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ عُمَان. أَبو عَمْرٍو: أَعْمَنَ دَامَ عَلَى المُقامِ بعُمان؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَعْمَنَ صَارَ إِلى عُمَان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مِنْ مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُعْمِنِ . والعَمِينَة: أَرض سَهْلَة، يَمَانِيَةٌ. وعُمان: اسْمُ كُورة، عربيةٌ. وعُمانُ، مُخَفَّفٌ: بَلَدٌ؛ وأَما الَّذِي فِي الشَّامِ فَهُوَ عَمَّان، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ الحَوْض: عِرَضُه مِنْ مَقامِي إِلى عَمَّان ؛ هِيَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، مَدِينَةٌ قَدِيمَةٌ بِالشَّامِ مِنْ أَرض البَلْقاء، وأَما بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ فَهُوَ مَوْضِعٌ عِنْدَ الْبَحْرِينِ، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي الْحَدِيثِ. وعُمَان: مَدِينَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: عُمَانُ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، فَمَنْ جَعَلَهُ بَلَدًا صَرَفَهُ فِي حَالَتِي الْمُعَرَّفَةِ وَالنَّكِرَةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ بَلْدَةً أَلحقه بِطَلْحَةٍ؛ وأَما عَمَّانُ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ مَوْضِعٌ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلَانِ مِنْ عَمَّ يَعُمّ، لَا يَنْصَرِفُ مَعْرِفَةً، وَيَنْصَرِفُ نَكِرَةً، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعَّالًا مِنْ عَمَنَ فَيَنْصَرِفُ فِي الْحَالَتَيْنِ إِذا عُنِيَ بِهِ البلدُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يَقَعْ فِي كَلَامِهِمُ اسْمًا إِلا لِمُؤَنَّثٍ، وَقِيلَ: عُمَان اسْمُ رَجُلٍ، وَبِهِ سُمِّيَ الْبَلَدُ. وأَعْمَنَ وعَمَّنَ: أَتى عُمَان؛ قَالَ العَبْدِي: فَإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلَافًا عليكُم، ... وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِ.

وَقَالَ رُؤْبَةُ: نَوَى شآمٍ بانَ أَو مُعَمِّنِ «3» . والعُمانيَّة: نَخْلَةٌ بِالْبَصْرَةِ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا السَّنَةَ كُلَّهَا طَلْعٌ جديدٌ وكَبائسُ مُثْمرة وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ. عنن: عَنَّ الشيءُ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَناً وعُنُوناً: ظَهَرَ أَمامك؛ وعَنَّ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنّاً وعُنوناً واعْتَنَّ: اعتَرَضَ وعَرَض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجه . وَالِاسْمُ العَنَن والعِنانُ؛ قَالَ ابْنُ حِلزة: عَنَناً باطِلًا وظُلْماً، كَمَا تُعْتَرُ ... عَنْ حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ «4» . وأَنشد ثَعْلَبٌ: وَمَا بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ، ... مِنَ السُّود، وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ . مَعْنَى قَوْلِهِ وَرْهاءِ العِنان أَنها تَعْتنُّ فِي كُلِّ كَلَامٍ أَي تعْترض. وَلَا أَفعله مَا عَنَّ فِي السَّمَاءِ نجمٌ أَي عَرَض مِنْ ذَلِكَ. والعِنَّة والعُنَّة: الِاعْتِرَاضُ بالفُضول. والاعْتِنانُ: الِاعْتِرَاضُ. والعُنُنُ: الْمُعْتَرِضُونَ بالفُضول، الْوَاحِدُ عانٌّ وعَنونٌ، قَالَ: والعُنُن جَمْعُ العَنين وَجَمْعُ المَعْنون. يُقَالُ: عُنَّ الرجلُ وعُنِّنَ وعُنِنَ وأُعْنِنَ «5».، فَهُوَ عَنِينَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ، وأَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ مَا أَدري مَا هِيَ أَي تعَرَّضتُ لِشَيْءٍ لَا أَعرفه. وَفِي الْمَثَلِ: مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لَمْ يَعْنِه. والعَنَنُ: اعتراضُ الْمَوْتِ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: أَم فازَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَننْ. وَرَجُلٌ مِعَنٌّ: يعْرِض فِي شَيْءٍ وَيَدْخُلُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ: امرأَة مِعَنَّة إِذا كَانَتْ مَجْدُولَةً جَدْلَ العِنان غَيْرَ مُسْتَرْخِيَةِ الْبَطْنِ. وَرَجُلٌ مِعَنٌّ إِذا كَانَ عِرِّيضاً مِتْيَحاً. وامرأَة مِعَنَّة: تَعْتنُّ وتعْترض فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ لَنَا لَكَنَّه ... مِعَنَّةً مِفَنَّه، كَالرِّيحِ حَوْلَ القُنَّه . مِفَنَّة: تَفْتَنُّ عَنِ الشَّيْءِ، وَقِيلَ: تَعْتَنُّ وتَفْتنُّ فِي كُلِّ شيءٍ. والمِعَنُّ: الْخَطِيبُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: بَرِئنا إِليك مِنَ الوَثَن والعَنن ؛ الوَثَنُ: الصَّنَمُ، والعَنن: الِاعْتِرَاضُ، مِنْ عَنَّ الشَّيْءُ أَي اعْتَرَضَ كأَنه قَالَ: بَرِئْنَا إِليك مِنَ الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الخلافَ وَالْبَاطِلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَطِيحٍ: أَم فازَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَننْ. يُرِيدُ اعْتِرَاضَ الْمَوْتِ وسَبْقَه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: دَهَمتْه المنيَّةُ فِي عَنَن جِماحه ؛ هُوَ مَا لَيْسَ بِقَصْدٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ أَيضاً يذُمُّ الدُّنْيَا: أَلا وَهِيَ المُتَصدِّيةُ العَنُونُ أَي الَّتِي تَتَعَرَّضُ لِلنَّاسِ، وفَعول لِلْمُبَالَغَةِ. وَيُقَالُ: عَنَّ الرَّجُلُ يَعِنُّ عَنّاً وعَنَناً إِذا اعْتَرَضَ لَكَ مِنْ أَحد جَانِبَيْكَ مِنْ عَنْ يَمِينِكَ أَو مِنْ عَنْ شِمَالِكَ بِمَكْرُوهٍ. والعَنُّ: الْمَصْدَرُ، والعَنَنُ: الِاسْمُ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَعُنُّ فِيهِ العانُّ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ العِنانُ مِنَ اللِّجَامِ عِناناً لأَنه يَعْتَرِضُهُ مِنْ نَاحِيَتَيْهِ لَا يَدْخُلُ فمه منه شيء.

_ (3). قوله [وَقَالَ رُؤْبَةُ نَوَى شَآمٍ إِلخ] قبله كما في التكملة: فهاج من وجدي حنين الحنن ... وهم مهموم ضنين الأَضنن بالدار لو عاجت قناة المقتني ... نَوَى شَآمٍ بَانَ أَو معمِّن القناة: عصا البين، والمقتني: المتخذ قناة (4). قوله [عنناً باطلًا] تقدم إِنشاده في مادة حجر وربض وعتر: عنتا بنون فمثناة فوقية وكذلك في نسخ من الصحاح لكن في تلك المواد من المحكم والتهذيب عنناً بنونين كما أَنشداه هنا (5). قوله [وأَعنن] كذا في التهذيب، والذي في التكملة والقاموس: وأَعنّ بالإِدغام

وَلَقِيَهُ عَيْنَ عُنَّة «1». أَي اعْتِرَاضًا فِي السَّاعَةِ مِنْ غَيْرِ أَن يَطْلُبَهُ. وأَعطاه ذَلِكَ عَيْنَ عُنَّة أَي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ أَصحابه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والعِنان: المُعانَّة. والمُعانَّة: الْمُعَارَضَةُ. وعُناناك أَن تَفْعَلَ ذَاكَ، عَلَى وَزْنِ قُصاراك أَي جُهْدُكَ وَغَايَتُكَ كأَنه مِنَ المُعانَّة، وَذَلِكَ أَن تُرِيدَ أَمراً فيَعْرِضَ دُونَهُ عارِضٌ يَمْنَعُكَ مِنْهُ وَيَحْبِسُكَ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَخفش هُوَ غُناماك، وأَنكر عَلَى أَبي عُبَيْدٍ عُناناك. وَقَالَ النَّجِيرَميُّ: الصَّوَابُ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: الصَّوَابُ قَوْلُ الأَخفش؛ وَالشَّاهِدُ عَلَيْهِ بَيْتُ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبَّيُّ: وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاءِ طاطٍ ... عَنِ المُثْلى، غُناماهُ القِذاعُ . وَهُوَ بِمَعْنَى الْغَنِيمَةِ. والقِذاعُ: المُقاذَعة. وَيُقَالُ: هُوَ لَكَ بَيْنَ الأَوْبِ والعَنَن إِمّا أَن يَؤُوبَ إِليك، وإِما أَن يعْرِضَ عَلَيْكَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تُبْدي صُدوداً، وتُخْفي بَيْنَنَا لَطَفاً ... يأْتي محارِمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَن . وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَيْنَ الطَّاعَةِ وَالْعِصْيَانِ. والعانُّ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَعْتَرِضُ فِي الأُفُقِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ: جَرَى فِي عِنان الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ . فَمَعْنَاهُ جَرَى فِي عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حِينَ يشتدُّ الحرُّ بالسَّراب؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِزَفٍّ، ... يعُنُّ مَعَ العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ . يَعُنُّ: يَعْرِض، وَهُمَا لُغَتَانِ: يَعِنُّ ويَعُنُّ. والتَّعْنِين: الحبْس، وَقِيلَ: الْحَبْسُ فِي المُطْبَق الطَّوِيلِ. وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ: مَعْنون ومَهْرُوع وَمَخْفُوعٌ ومعتُوه وَمَمْتُوهٌ ومُمْتَهٌ إِذا كَانَ مَجْنُونًا. وَفُلَانٌ عَنَّانٌ عَنِ الْخَيْرِ وخَنَّاسٌ وكَزَّامٌ أَي بَطِيءٌ عَنْهُ. والعِنِّينُ: الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ وَلَا يُرِيدُهُنَّ بَيِّنُ العَنَانة والعِنِّينة والعِنِّينيَّة. وعُنِّنَ عَنِ امرأَته إِذا حَكَمَ الْقَاضِي عَلَيْهِ بِذَلِكَ أَو مُنعَ عَنْهَا بِالسِّحْرِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ العُنَّة، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ كأَنه اعْتَرَضَهُ مَا يَحْبِسُه عَنِ النِّسَاءِ، وامرأَة عِنِّينة كَذَلِكَ، لَا تُرِيدُ الرِّجَالَ وَلَا تَشْتَهِيهِمْ، وَهُوَ فِعِّيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ خِرِّيج؛ قَالَ: وسُمِّيَ عِنِّيناً لأَنه يَعِنُّ ذكَرُه لقُبُل المرأَة مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ فَلَا يَقْصِدُهُ. وَيُقَالُ: تَعَنَّنَ الرَّجُلُ إِذا تَرَكَ النِّسَاءَ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ عِنِّيناً لثأْر يَطْلُبُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ وَرْقَاءَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ قَالَهُ فِي خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ: تعَنَّنْتُ لِلْمَوْتِ الَّذِي هُوَ واقِعٌ، ... وأَدركتُ ثأْري فِي نُمَيْرٍ وعامِرِ . وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّرِيفِ الْعَظِيمِ السُّودَد: إِنه لَطَوِيلُ العِنان. وَيُقَالُ: إِنه ليأْخذ فِي كُلِّ فَنٍّ وعَنٍّ وسَنٍّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعِنانُ اللِّجَامِ: السَّيْرُ الَّذِي تُمسَك بِهِ الدَّابَّةُ، وَالْجَمْعُ أَعِنَّة، وعُنُنٌ نَادِرٌ، فأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَمْ يُكسَّر عَلَى غَيْرِ أَعِنَّة، لأَنهم إِن كسَّرُوه عَلَى بِنَاءِ الأَكثر لَزِمَهُمُ التَّضْعِيفُ وَكَانُوا فِي هَذَا أَحرى؛ يُرِيدُ إِذ كَانُوا قَدْ يَقْتَصِرُونَ عَلَى أَبنية أَدنى الْعَدَدِ فِي غَيْرِ الْمُعْتَلِّ، يَعْنِي بِالْمُعْتَلِّ الْمُدْغَمَ، وَلَوْ كَسَرُوهُ عَلَى فُعُل فَلَزِمَهُمُ التَّضْعِيفُ لأَدغموا، كَمَا حَكَى هُوَ أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فِي جَمْعِ ذُباب ذُبٌّ. وَفَرَسٌ قَصِيرُ العِنان إِذا ذُمَّ بِقصَر عُنُقِه، فَإِذَا قَالُوا قَصِيرُ العِذار فَهُوَ مَدْحٌ، لأَنه وُصِفَ حِينَئِذٍ بِسِعَةِ جَحْفلته. وأَعَنَّ اللجامَ: جَعَلَ له عِناناً،

_ (1). قوله [عين عنة] بصرف عنة وعدمه كما في القاموس

والتَّعْنينُ مِثْلُهُ. وعَنَّن الفرسَ وأَعَنَّه: حَبَسَهُ بِعِنَانِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعَنَّ الفارسُ إِذا مَدَّ عِنانَ دَابَّتِهِ ليَثْنِيَه عَنِ السَّيْرِ، فَهُوَ مُعِنٌّ. وعَنَّ دَابَّتَهُ عَنّاً: جَعَلَ لَهُ عِناناً، وسُمِي عِنانُ اللِّجَامِ عِناناً لِاعْتِرَاضِ سَيْرَيه عَلَى صَفْحَتيْ عُنق الدَّابَّةِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. وَيُقَالُ: مَلأَ فلانٌ عِنانَ دَابَّتِهِ إِذا أَعْداه وحَمَلَهُ عَلَى الحُضْر الشَّدِيدِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: حَرْفٌ بعيدٌ مِنَ الْحَادِي، إِذا مَلأَتْ ... شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ . قَالَ: أَراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ، وعِنانُه جَهْدُه. يَقُولُ: يَرْمَضُ فَيَسْتَغِيثُ بِالطَّيَرَانِ فَتَقَعُ رِجْلَاهُ فِي جَنَاحَيْهِ فَتَسْمَعُ لَهُمَا صَوْتًا وَلَيْسَ صَوْتَهُ مِنْ فِيهِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ صَرَّ الجُنْدُب. وَلِلْعَرَبِ فِي العِنانِ أَمثال سَائِرَةٌ: يُقَالُ ذَلَّ عِنانُ فُلَانٍ إِذا انْقَادَ؛ وفُلانٌ أَبيُّ العِنانِ إِذا كَانَ مُمتنعاً؛ وَيُقَالُ: أَرْخِ مِنْ عنانِه أَي رَفِّه عَنْهُ؛ وَهُمَا يَجْريان فِي عِنانٍ إِذا اسْتَوَيَا فِي فَضْلٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: سَيَعْلَمُ كُلُّهم أَني مُسِنٌّ، ... إِذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ . الْمَعْنَى: سَيَعْلَمُ الشُّعَرَاءُ أَني قَارِحٌ. وجَرى الفرسُ عِناناً إِذا جَرَى شَوْطًا؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: إِذا رَفَعُوا عِنَانًا عَنْ عَنَانِ . أَي شَوْطًا بَعْدَ شَوْطٍ. وَيُقَالُ: اثْنِ عَليَّ عِنانَهُ أَي رُدَّه عليَّ. وثَنَيْتُ عَلَى الفرسِ عِنانه إِذا أَلجمته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ فَرَسًا: وحاوَطَني حَتَّى ثَنَيْتُ عِنانَهُ، ... عَلَى مُدْبِرِ العِلْباءِ رَيّانَ كاهِلُهْ حاوَطَني أَي داوَرَني وعالَجَني، ومُدْبِرِ عِلْبائه: عُنُقُه أَراد أَنه طَوِيلُ الْعُنُقِ فِي عِلْبائِه إِدبار. ابْنُ الأَعرابي: رُبَّ جَوادٍ قَدْ عَثَرَ فِي اسْتِنانِه وَكَبَا فِي عِنانه وقَصَّرَ فِي مَيْدانه [مِيْدانه]. وَقَالَ: الْفَرَسُ يَجْري بعِتْقِه وعِرْقِه، فإِذا وُضِعَ فِي المِقْوَس جَرى بجَدِّ صَاحِبِهِ؛ كَبَا أَي عَثَر، وَهِيَ الكَبْوَةُ. يُقَالُ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَة، وَلِكُلِّ عَالِمٍ هَفْوة، وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَة؛ كَبَا فِي عِنانِه أَي عَثَرَ فِي شَوْطه. والعِنان: الْحَبْلُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِلى عِنانَيْ ضامِرٍ لَطيفِ . عَنَى بالعِنانين هُنَا المَتْنَين، وَالضَّامِرُ هُنَا المَتْنُ. وعِنانا الْمَتْنِ: حَبْلاه. والعِنانُ والعانُّ: مِنْ صِفَةِ الْحِبَالِ الَّتِي تَعْتَنُّ مِنْ صَوْبك وَتَقْطَعُ عَلَيْكَ طَرِيقَكَ. يُقَالُ: بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا عانٌّ يَسْتَنُّ السَّابلَة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه طَرِفُ العِنان إِذا كَانَ خَفِيفًا. وعَنَّنَتِ المرأَةُ شعرَها: شَكَّلَتْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ. وشِرْكَةُ عِنانٍ وشِرْكُ عِنانٍ: شَرِكَةٌ فِي شَيْءٍ خَاصٍّ دُونَ سَائِرِ أَموالهما كأَنه عَنَّ لَهُمَا شَيْءٌ أَي عَرَضَ فَاشْتَرَيَاهُ وَاشْتَرَكَا فِيهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وشارَكْنا قُرَيْشاً فِي تُقاها، ... وَفِي أَحْسابها شِرْكَ العِنانِ بِمَا وَلَدَتْ نساءُ بَنِي هِلالٍ، ... وَمَا وَلَدَتْ نساءُ بَنِي أَبانِ . وَقِيلَ: هُوَ إِذا اشْتَرَكَا فِي مَالٍ مَخْصُوصٍ، وبانَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسَائِرِ مَالِهِ دُونَ صَاحِبِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الشِّرْكَة شِرْكَتانِ: شِرْكَةُ العِنان، وشَرِكَةُ الْمُفَاوَضَةِ، فأَما شَرِكَةُ العِنان فَهُوَ أَن يَخْرُجُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الشَّرِيكَيْنِ دَنَانِيرَ أَو دَرَاهِمَ مِثْلَ مَا يُخْرج صَاحِبُهُ ويَخْلِطاها، ويأْذَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ بأَن يَتَّجِرَ فِيهِ، وَلَمْ تَخْتَلِفِ الْفُقَهَاءُ فِي جَوَازِهِ وأَنهما إِن

رَبِحا فِي الْمَالَيْنِ فَبَيْنَهُمَا، وإِنْ وُضِعا فَعَلَى رأْس مَالِ كُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وأَما شِرْكَةُ المُفاوضة فأَن يَشْتَرِكا فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي أَيديهما أَو يَسْتَفيداه مِنْ بَعْدُ، وَهَذِهِ الشِّرْكَةُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ بَاطِلَةٌ، وَعِنْدَ النُّعْمَانِ وَصَاحِبَيْهِ جَائِزَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُعَارِضَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عِنْدَ الشِّرَاءِ فَيَقُولَ لَهُ: أَشْرِكني مَعَكَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يَستوجب العَلَقَ، وَقِيلَ: شَرِكة العِنانِ أَن يَكُونَا سَوَاءً فِي الغَلَق وأَن يَتَسَاوَى الشَّرِيكَانِ فِيمَا أَخرجاه مِنْ عَيْنٍ أَو وَرِقٍ، مأْخوذ مِنْ عِنانِ الدَّابَّةِ لأَن عِنانَ الدَّابَّةِ طَاقَتَانِ مُتَسَاوِيَتَانِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَمْدَحُ قَوْمَهُ وَيَفْتَخِرُ: وَشَارَكْنَا قُرَيْشًا فِي تُقاها «2» ... . أَي سَاوَيْنَاهُمْ، وَلَوْ كَانَ مِنَ الِاعْتِرَاضِ لَكَانَ هِجَاءً، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الشركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ لِمُعَارَضَةِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِمَالٍ مِثْلِ مَالِهِ، وَعَمَلُهُ فِيهِ مِثْلُ عَمَلِهِ بَيْعًا وَشِرَاءً. يُقَالُ: عانَّهُ عِناناً ومُعانَّةً، كَمَا يُقَالُ: عارَضَه يُعارضه مُعارَضةً وعِراضاً. وَفُلَانٌ قَصِيرُ العِنانِ: قَلِيلُ الْخَيْرِ، عَلَى الْمَثَلِ. والعُنَّة: الحَظِيرة مِنَ الخَشَبِ أَو الشَّجَرِ تُجْعَلُ للإِبل وَالْغَنَمِ تُحْبَسُ فِيهَا، وَقَيَّدَ فِي الصِّحَاحِ فَقَالَ: لتَتَدَرَّأَ بِهَا مِنْ بَرْدِ الشَّمال. قَالَ ثَعْلَبٌ: العُنَّة الحَظِيرَةُ تَكُونُ عَلَى بَابِ الرَّجُلِ فَيَكُونُ فِيهَا إِبله وَغَنَمُهُ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: لَا يَجْتَمِعُ اثْنَانِ فِي عُنَّةٍ، وَجَمْعُهَا عُنَنٌ؛ قَالَ الأَعشى: تَرَى اللَّحْمَ مِنْ ذابِلٍ قَدْ ذَوَى، ... ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ . وعِنانٌ أَيضاً: مِثْلُ قُبَّةٍ وقِبابٍ. وَقَالَ البُشْتِيُّ: العُنَنُ فِي بَيْتِ الأَعشى حِبال تُشَدُّ ويُلْقَى عَلَيْهَا القَدِيدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصَّوَابُ فِي العُنَّة والعُنَنِ مَا قَالَهُ الْخَلِيلُ وَهُوَ الْحَظِيرَةُ، وَقَالَ: ورأَيت حُظُراتِ الإِبل فِي الْبَادِيَةِ يُسَمُّونَهَا عُنَناً لاعْتِنانِها فِي مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضة لِتَقِيهَا بَرْدَ الشَّمالِ، قَالَ: ورأَيتهم يَشُرُّون اللَّحْمَ المُقَدَّدَ فَوْقَهَا إِذا أَرادوا تَجْفِيفَهُ؛ قَالَ: وَلَسْتُ أَدري عَمَّنْ أَخذ البُشْتِيُّ مَا قَالَ فِي العُنَّة إِنه الْحَبْلُ الَّذِي يُمَدُّ، ومَدُّ الْحَبْلِ مِنْ فِعْلِ الْحَاضِرَةِ، قَالَ: وأُرى قائلَه رأَى فقراءَ الْحَرَمِ يَمُدُّون الْحِبَالَ بمِنًى فيُلْقُون عَلَيْهَا لُحومَ الأَضاحي والهَدْي الَّتِي يُعْطَوْنَها، فَفَسَّرَ قَوْلَ الأَعشى بِمَا رأَى، وَلَوْ شَاهَدَ الْعَرَبَ فِي بَادِيَتِهَا لَعَلِمَ أَن العُنَّة هِيَ الحِظَارُ مِنَ الشَّجَرِ. وَفِي الْمَثَلِ: كالمُهَدِّرِ فِي العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَتَهَدَّدُ وَلَا يُنَفِّذُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعُنَّةُ، بِالضَّمِّ أَيضاً، خَيْمة تُجْعَلُ مِنْ ثُمامٍ أَو أَغصان شَجَرٍ يُسْتَظَلُّ بِهَا. والعُنَّة: مَا يَجْمَعُهُ الرَّجُلُ مِنْ قَصَبٍ وَنَبْتٍ ليَعْلِفَه غَنَمه. يُقَالُ: جَاءَ بعُنَّةٍ عَظِيمَةٍ. والعَنَّةُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: العَطْفَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا انصَرَفَتْ مِنْ عَنَّةٍ بَعْدَ عَنَّةٍ، ... وجَرْسٍ عَلَى آثارِها كالمُؤَلَّبِ والعُنَّةُ: مَا تُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ. وعُنَّةُ القِدْر: الدِّقْدانُ؛ قَالَ: عَفَتْ غيرَ أَنْآءٍ ومَنْصَبِ عُنَّةٍ، ... وأَوْرَقَ مِنْ تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ . والعَنُونُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّتِي تُباري فِي سَيْرِهَا الدوابَّ فتَقْدُمُها، وَذَلِكَ مِنْ حُمُر الْوَحْشِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ بِهِ خَنُوفٌ، ... مِنَ الجَوْناتِ، هادِيةٌ عَنُونُ . وَيُرْوَى: خَذُوفٌ، وَهِيَ السَّمِينَةُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَنَّانٌ عَلَى آنُفِ الْقَوْمِ إِذا كَانَ سَبَّاقاً لهم.

_ (2). البيتان

وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: وَذُو العِنانِ الرَّكُوبُ ؛ يُرِيدُ الْفَرَسَ الذَّلُولَ، نَسَبَهُ إِلى العِنانِ والرَّكوب لأَنه يُلْجَم ويُرْكَب. والعِنانُ: سَيْرُ اللِّجام. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ رجلٌ فِي أَرض لَهُ إِذ مَرَّتْ بِهِ عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ ؛ العانَّة والعَنَانةُ: السَّحابة، وَجَمْعُهَا عَنَانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ بَلَغتْ خَطيئتُه عَنانَ السَّمَاءِ ؛ العَنَان، بِالْفَتْحِ: السَّحَابُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أَعْنان، بالأَلف، فإِن كَانَ الْمَحْفُوظُ أَعْنان فَهِيَ النَّوَاحِي؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: أَعْنانُ كُلِّ شَيْءٍ نَوَاحِيهِ، فأَما الَّذِي نَحْكِيهِ نَحْنُ فأَعْناءُ السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّتْ بِهِ سحابةٌ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ السحابُ، قَالَ: والمُزْنُ، قَالُوا: وَالْمُزْنُ، قال: والعَنان، قالوا: والعَنانُ ؛ وَقِيلَ: العَنان الَّتِي تُمْسِكُ الماءَ، وأَعْنانُ السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا عَنَنٌ وعَنٌّ. وأَعْنان السَّمَاءِ: صَفائحُها وَمَا اعترَضَ مِنْ أَقطارها كأَنه جَمْعُ عَنَنٍ. قَالَ يُونُسُ: لَيْسَ لمَنْقُوصِ الْبَيَانِ بَهاءٌ وَلَوْ حَكَّ بِيافُوخِه أَعْنان السَّمَاءِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَنان السَّمَاءِ، وَقِيلَ: عَنانُ السَّمَاءِ مَا عَنَّ لَكَ مِنْهَا إِذا نَظَرْتَ إِليها أَي مَا بَدَا لَكَ مِنْهَا. وأَعْنانُ الشَّجَرِ: أَطرافُه وَنَوَاحِيهِ. وعَنانُ الدَّارِ: جَانِبُهَا الَّذِي يَعُنُّ لَكَ أَي يَعْرِضُ. وأَما مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنِ الإِبل فَقَالَ: أَعْنانُ الشَّياطين لَا تُقْبِلُ إِلَّا مُوَلِّية وَلَا تُدْبِرُ إِلَّا مُوَلِّية ، فإِنه أَراد أَنها عَلَى أَخلاق الشَّيَاطِينِ، وحقيقةُ الأَعْنانِ النَّوَاحِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه قَالَ كأَنها لِكَثْرَةِ آفَاتِهَا مِنْ نَوَاحِي الشَّيَاطِينِ فِي أَخلاقها وَطَبَائِعِهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا تصلوا في أَعْطانِ الإِبل لأَنها خُلِقَتْ مِنْ أَعْنانِ الشَّيَاطِينِ. وعَنَنْتُ الكتابَ وأَعْنَنْتُه لِكَذَا أَي عَرَّضْتُه لَهُ وصرَفْته إِليه. وعَنَّ الكِتابَ يَعُنُّه عَنّاً وعَنَّنه: كَعَنْوَنَه، وعَنْوَنْتُه وعَلْوَنْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، مُشْتَقٌّ مِنَ المَعْنى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَنَّنْتُ الكتابَ تَعْنيناً وعَنَّيْتُه تَعْنِيَةً إِذا عَنْوَنْتَه، أَبدلوا مِنْ إِحدى النُّونَاتِ يَاءً، وسمي عُنْواناً [عِنْواناً] لأَنه يَعُنُّ الكِتابَ مِنْ ناحِيتيه، وأَصله عُنَّانٌ، فَلَمَّا كَثُرَتِ النُّونَاتُ قُلِبَتْ إِحداها وَاوًا، وَمَنْ قَالَ عُلْوانُ الْكِتَابِ جَعَلَ النُّونَ لَامًا لأَنه أَخف وأَظهر مِنَ النُّونِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُعَرِّض وَلَا يُصرِّحُ: قَدْ جَعَلَ كَذَا وَكَذَا عُنْواناً [عِنْواناً] لِحَاجَتِهِ؛ وأَنشد: وتَعْرِفُ فِي عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها، ... وَفِي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعُنْوانُ الأَثر؛ قَالَ سَوَّارُ بْنُ المُضرِّب: وحاجةٍ دُونَ أُخرى قَدْ سنَحْتُ بِهَا، ... جعلتُها لِلَّتِي أَخْفَيْتُ عُنْواناً قَالَ: وَكُلَّمَا اسْتَدْلَلْتَ بشيءٍ تُظهره عَلَى غَيْرِهِ فَهُوَ عُنوانٌ لَهُ كَمَا قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ بِهِ، ... يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناً . قَالَ اللَّيْثُ: العُلْوانُ لُغَةٌ فِي العُنْوان غَيْرُ جَيِّدَةٍ، والعُنوان، بِالضَّمِّ، هِيَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ؛ وَقَالَ أَبو دُوَادَ الرُّوَاسِيّ: لِمَنْ طَلَلٌ كعُنْوانِ الكِتابِ، ... ببَطْنِ أُواقَ، أَو قَرَنِ الذُّهابِ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لأَبي الأَسود الدُّؤَليّ:

نظَرْتُ إِلى عُنْوانِه [عِنْوانِه] فنبَذتُه، ... كنَبْذِكَ نَعلًا أَخلقَتْ مِنْ نِعالكا . وَقَدْ يُكْسَرُ فَيُقَالُ عِنوانٌ وعِنيانٌ. واعْتَنَّ مَا عِنْدَ الْقَوْمِ أَي أُعْلِمَ خَبَرَهم. وعَنْعَنةُ تَمِيمٍ: إِبدالُهم الْعَيْنَ مِنَ الْهَمْزَةِ كَقَوْلِهِمْ عَنْ يُرِيدُونَ أَنْ؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: فَلَا تُلْهِكَ الدُّنْيَا عَنِ الدِّينِ، واعْتَمِلْ ... لآخرةٍ لَا بُدّ عنْ سَتَصِيرُها . وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَعَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ منْزِلةً، ... ماءُ الصَّبَابةِ مِنْ عَينيكَ مَسْجُومُ . أَراد أَأَن ترَسَّمْتَ؛ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ: فَمَا أُبْنَ حَتَّى قُلْنَ يَا ليْتَ عَنَّنا ... تُرابٌ، وعَنَّ الأَرضَ بالناسِ تُخْسَفُ . قَالَ الْفَرَّاءُ: لُغَةُ قُرَيْشٍ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ أَنَّ، وتميمٌ وقَيْس وأَسَدٌ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ يَجْعَلُونَ أَلف أَن إِذا كَانَتْ مَفْتُوحَةً عَيْنًا، يَقُولُونَ: أَشهد عَنَّك رَسُولُ اللَّهِ، فإِذا كَسَرُوا رَجَعُوا إِلى الأَلف؛ وَفِي حَدِيثِ قَيْلةَ: تَحْسَبُ عَنِّي نَائِمَةٌ أَي تَحْسَبُ أَني نَائِمَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حُصَين بْنِ مُشَمِّت: أَخبرنا فُلَانٌ عَنَّ فُلَانًا حَدَّثه أَي أَن فُلَانًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنَّهم يفعلون لبَحَحٍ فِي أَصواتهم، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لأَنَّكَ ولعَنَّك، تَقُولُ ذَاكَ بِمَعْنَى لَعَلَّك. ابْنُ الأَعرابي: لعنَّكَ لِبَنِي تَمِيمٍ، وَبَنُو تَيْم اللَّهِ بْنُ ثَعْلبة يَقُولُونَ: رَعَنَّك، يُرِيدُونَ لَعَلَّكَ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: رَعَنَّكَ ولغَنَّك، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، بِمَعْنَى لعَلَّكَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: كُنَّا فِي عُنَّةٍ مِنَ الكَلإِ وفُنَّةٍ وثُنَّةٍ وعانِكَةٍ مِنَ الكلإِ واحدٌ أَي كُنَّا فِي كَلاءٍ كَثِيرٍ وخِصْبٍ. وَعَنْ: مَعْنَاهَا مَا عَدَا الشيءَ، تَقُولُ: رَمَيْتُ عَنِ القوسْ لأَنه بِهَا قَذَفَ سَهْمَهُ عَنْهَا وعدَّاها، وأَطعمته عَنْ جُوعٍ، جَعَلَ الْجُوعَ مُنْصَرِفًا بِهِ تَارِكًا لَهُ وَقَدْ جَاوَزَهُ، وَتَقَعُ مِنْ مَوْقِعَهَا، وَهِيَ تَكُونُ حَرْفًا وَاسْمًا بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مِنْ عَنْه؛ قَالَ القُطَامِيّ: فقُلْتُ للرَّكْبِ، لِمَا أَنْ عَلا بهمُ، ... مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيّا، نظرةٌ قَبَلُ . قَالَ: وإِنما بُنِيَتْ لِمُضَارَعَتِهَا لِلْحَرْفِ؛ وَقَدْ تُوضَعُ عَنْ مَوْضِعَ بَعْدُ كَمَا قال الحرث بْنُ عُبَاد: قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي، ... لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عَنْ حيالِ . أَي بَعْدَ حِيَالِ؛ وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ: وتُضْحي فَتيتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها، ... نَؤُوم الضُّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ . وَرُبَّمَا وُضِعَتْ مَوْضِعَ عَلَى كَمَا قَالَ ذُو الإِصبع الْعَدْوَانِيُّ: لَاهِ ابنُ عمِّكَ لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ ... عَني، وَلَا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني . قَالَ النَّحْوِيُّونَ: عَنْ سَاكِنَةَ النُّونِ حَرْفٌ وُضِعَ لمَعْنى مَا عَدَاكَ وَتَرَاخَى عَنْكَ. يُقَالُ: انصَرِفْ عنِّي وتنحَّ عَنِّي. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تزيدُ عَنْكَ، يُقَالُ: خُذْ ذَا عَنْكَ، وَالْمَعْنَى: خُذْ ذَا، وَعَنْكَ زِيَادَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يُخَاطِبُ لَيْلَى الأَخيلية: دَعي عنكِ تَشْتامَ الرجالِ، وأَقبِلي ... عَلَى أَذْلَعِيٍّ يَملأُ اسْتَكِ فَيْشَلا . أَراد يملأُ اسْتَكِ فَيْشلُه فَخَرَجَ نَصْبًا عَلَى التَّفْسِيرِ، وَيَجُوزُ حَذْفُ النُّونِ مِنْ عَنْ لِلشَّاعِرِ كَمَا يَجُوزُ لَهُ حَذْفُ نُونِ مِنْ، وكأَنَّ حذْفَه إِنَّمَا هُوَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، إِلا أَن حَذْفَ نُونِ مِنْ فِي الشِّعْرِ أَكثر مِنْ حَذْفِ نُونِ عَنْ، لأَن دُخُولَ مِنْ فِي الْكَلَامِ أَكثر مِنْ دُخُولِ عَنْ.

وعَنِّي: بِمَعْنَى عَلِّي أَي لَعَلِّي؛ قَالَ القُلاخُ: يَا صاحِبَيَّ، عَرِّجا قَلِيلا، ... عَنَّا نُحَيِّي الطَّلَلَ المُحِيلا . وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَنَّا، قَالَ: قَالَ الْمُبَرِّدُ مِنْ وَإِلَى وَرُبَّ وَفِي وَالْكَافُ الزَّائِدَةُ وَالْبَاءُ الزَّائِدَةُ وَاللَّامُ الزَّائِدَةُ هِيَ حُرُوفُ الإِضافة الَّتِي يُضَافُ بِهَا الأَسماء والأَفعال إِلَى مَا بَعْدَهَا، قَالَ: فأَما مَا وَضَعَهُ النَّحْوِيُّونَ نَحْوُ عَلَى وَعَنْ وَقَبْلُ وبَعْدُ وبَيْن وَمَا كَانَ مثلَ ذَلِكَ فإِنما هِيَ أَسماء؛ يُقَالُ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِه، وَمِنْ عَلَيْهِ، وَمِنْ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ عَنْ يَمِينِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْقَطَامِيُّ: مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيّا نظْرَةٌ قَبَلُ. قَالَ: وَمِمَّا يَقَعُ الْفَرْقُ فِيهِ بَيْنَ مِنْ وَعَنْ أَن مِنْ يُضَافُ بِهَا مَا قَرُبَ مِنَ الأَسماء، وَعَنْ يُوصَل بِهَا مَا تَراخى، كَقَوْلِكَ: سَمِعْتُ مِنْ فُلَانٍ حَدِيثًا، وَحَدَّثَنَا عَنْ فُلَانٍ حَدِيثًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ؛ أَي مِنْ عِبَادِهِ. الأَصمعي: حدَّثني فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ، يُرِيدُ عَنْهُ. ولَهِيتُ مِنْ فُلَانٍ وَعَنْهُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَهِيتُ عَنْهُ لَا غَيْرُ، وَقَالَ: الْهَ مِنْه وَعَنْهُ، وَقَالَ: عَنْكَ جَاءَ هَذَا، يُرِيدُ مِنْكَ؛ وَقَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيّةَ: أَفَعنْك لَا بَرْقٌ، كأَنَّ ومِيضَهُ ... غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ؟ قَالَ: يُرِيدُ أَمِنْكَ بَرْقٌ، وَلَا صِلَةٌ؛ رَوَى جميعَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُمْ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ تَكُونُ عَنْ بِمَعْنَى عَلَى؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الإِصبع الْعَدْوَانِيِّ: لَا أَفضلْتَ فِي حَسَبٍ عَنِّي. قَالَ: عَنِّي فِي مَعْنَى عَليَّ أَي لَمْ تُفْضِلْ فِي حَسَبٍ عَلَيَّ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ عَنْ بِمَعْنَى بَعْدُ؛ وأَنشد: وَلَقَدْ شُبَّتِ الحُرُوبُ، فَمَا غَمَّرْتَ ... فِيهَا، إِذْ قَلَّصَتْ عَنْ حِيالِ أَيْ قلَّصَتْ بَعْدَ حِيالها؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ لَبِيَدٍ: لِورْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ، ... يَبُكُّ مسافَةَ الخِمْسِ الكَمالِ «3» . قَالَ: قَوْلُهُ عَنْهُ أَي مِنْ أَجله. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سِرْ عَنْكَ وانْفُذْ عَنْكَ أَي امضِ وجُزْ، لَا مَعْنَى لعَنْك. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنه طَافَ بِالْبَيْتِ مَعَ يَعْلَى بْنِ أُميَّة، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الغرْبيِّ الَّذِي يَلِي الأَسْودَ قَالَ لَهُ: أَلا تسْتَلِمُ؟ فَقَالَ لَهُ: انْفُذْ عَنْكَ فإِن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يسْتَلِمْه ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: تَفْسِيرُهُ أَي دَعْه. وَيُقَالُ: جَاءَنَا الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَخْفِضُ النُّونَ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا مِنَ الْخَيْرِ مَا أَوجب الشُّكْرَ فَتَفْتَحُ النُّونَ، لأَن عَنْ كَانَتْ فِي الأَصل عَنِي وَمِنْ أَصلها مِنَا، فَدَلَّتِ الْفُتْحَةُ عَلَى سُقُوطِ الأَلف كَمَا دَلَّتِ الْكَسْرَةُ فِي عَنْ عَلَى سُقُوطِ الْيَاءِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ، حَتَّى ... أَغاثَ شَرِيدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ . وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فِي إِعراب مِنَ الوقفُ إِلا أَنها فُتِحَتْ مَعَ الأَسماء الَّتِي تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَقَوْلِكَ مِنَ النَّاسِ، النُّونُ مِنْ مِنْ سَاكِنَةٌ وَالنُّونُ مِنَ النَّاسِ سَاكِنَةٌ، وَكَانَ فِي الأَصل أَن تُكْسَرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَكِنَّهَا فُتِحَتْ لِثِقَلِ اجْتِمَاعِ كَسْرَتَيْنِ لَوْ كَانَ مِنِ النَّاسِ لثَقُلَ ذَلِكَ، وأَما إِعراب عَنِ النَّاسِ فَلَا يَجُوزُ فِيهِ إِلا الْكَسْرُ لأَن أَول عَنْ مَفْتُوحٌ، قَالَ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ الزَّجَّاجُ فِي الفرق بينهما.

_ (3). قوله [يبك مسافة إلخ] كذا أَنشده هنا كالتهذيب، وأَنشده في مادة قلص كالمحكم: يبذ مفازة الخمس الكلالا

عهن: العِهْنُ: الصُّوفُ المَصْبُوغُ أَلواناً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ . وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها فتَلَتْ قلائدَ هَدْيِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عِهْنٍ ؛ قَالُوا: العِهْنُ الصُّوفُ المُلَوَّنُ، وَقِيلَ: العِهْنُ الصُّوفُ الْمَصْبُوغُ أَيَّ لَوْنٍ كَانَ، وَقِيلَ: كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ، والقِطْعةُ مِنْهُ عِهْنةٌ، وَالْجَمْعُ عُهُونٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: فاضَ مِنْهُ مِثْلُ العُهونِ مِنَ الرَّوْضِ، ... وَمَا ضَنّ بالإِخاذِ غُدُرْ . ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ عاهِنٌ أَي مُسْترخٍ كَسْلان؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَصلُ العاهِن أَن يَتَقَصَّفَ القضيبُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَلَا يَبينَ فَيَبْقَى مُتَعَلِّقًا مُسْتَرْخِيًا. والعُهْنة: انكسارٌ فِي الْقَضِيبِ مِنْ غَيْرِ بَيْنونة، إِذَا نظرتَ إِلَيْهِ حَسِبْتَهُ صَحِيحًا، فَإِذَا هَزَزْتَهُ انْثَنَى، وَقَدْ عَهَن. والعاهِنُ: الْفَقِيرُ لِانْكِسَارِهِ. وعَهَن الشيءُ: دَامَ وَثَبَتَ. وعَهَن أَيضاً: حَضَرَ. ومالٌ عاهِن: حَاضِرٌ ثَابِتٌ، وَكَذَلِكَ نَقْدٌ عاهِنٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَعاهِنُ الْمَالِ أَي حَاضِرُ النَّقْد؛ وَقَوْلُ كُثَيِّرٍ: ديارُ ابنةِ الضَّمْريِّ إِذْ حَبْلُ وَصْلِها ... مَتِينٌ، وإِذ مَعْرُوفُها لَكَ عاهِنُ . يَكُونُ الْحَاضِرُ وَالثَّابِتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لتأَبط شَرًّا: أَلا تِلْكُمو عِرْسي مُنَيْعةُ ضُمّنتْ، ... مِنَ اللَّهِ، أَيْماً مُسْتَسِرّاً وعاهِنا . أَي مُقِيمًا حَاضِرًا. والعاهِنُ: الطَّعَامُ الْحَاضِرُ وَالشَّرَابُ الْحَاضِرُ. والعاهنُ: الْحَاضِرُ الْمُقِيمُ الثَّابِتُ. وَيُقَالُ: إِنه لَعِهْنُ مالٍ إِذَا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ. وعَهَن بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وأَعطاه مِنْ عاهِنِ مَالِهِ وآهِنه مُبْدَلٌ أَي مِنْ تِلاده. وَيُقَالُ: خُذْ مِنْ عاهِنِ الْمَالِ وآهِنه أَي مِنْ عَاجِلِهِ وَحَاضِرِهِ. والعَواهِنُ: جَرَائِدُ النَّخْلِ إِذَا يَبستْ، وَقَدْ عَهَنتْ تَعْهِنُ وتَعْهُنُ، بِالضَّمِّ، عُهوناً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: العَواهِنُ السَّعَفاتُ اللَّوَاتِي يَلِينَ القِلَبَة، فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ، وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا أَهل نَجْدٍ الخَوافي، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ جوارحُ الإِنسان عَواهِنَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَرَ: ائْتِنِي بِجَرِيدَةٍ واتَّقِ العَواهِنَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ عاهِنةٍ وَهِيَ السَّعفات الَّتِي يَلِينَ قُلْبَ النَّخْلَةِ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا إِشفاقاً عَلَى قُلْب النَّخْلَةِ أَن يَضُرَّ بِهِ قطعُ مَا قرُبَ مِنْهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَواهِن السَّعَفات اللَّوَاتِي دُونَ القِلَبة، مَدَنيَّةٌ، وَالْوَاحِدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عاهِنٌ وعاهِنة. ابْنُ الأَعرابي: العِهان والإِهان والعُرْهونُ والعُرْجونُ والفِتاقُ والعَسَقُ والطَّرِيدة واللَّعِينُ والضِّلَعُ والعُرْجُدُ وَاحِدٌ؛ قَالَ الأَزهري: كُلُّهُ أَصل الكِباسة. والعَواهِنُ: عُرُوقٌ فِي رحِمِ النَّاقَةِ؛ قَالَ ابنُ الرِّقاع: أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً مِنْ عَواهِنها، ... كَمَا تَضَمَّنَ كشْحُ الحُرَّة الحَبَلا . عَلَيْهِ: يَعْنِي الْجَنِينَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَواهِنُها مَوْضِعُ رَحِمِهَا مِنْ بَاطِنٍ كعَواهِن النَّخْلِ. وأَلْقى الْكَلَامَ عَلَى عَواهِنه: لَمْ يَتَدَبَّرْهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا لَمْ يُبَلْ أَصاب أَم أَخطأَ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا تَهَاوَنَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا قَالَهُ مِنْ قَبِيحِهِ وَحَسَنِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ السَّلَفَ كَانُوا يُرْسِلون الْكَلِمَةَ عَلَى عَواهِنها أَي لَا يَزُمُّونها وَلَا يَخطِمونها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَواهِنُ أَن تأْخذ غيرَ الطَّرِيقِ فِي السَّيْرِ أَو الْكَلَامِ، جَمْعُ عاهِنة، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ عَهِنَ لَهُ كَذَا أَي عجِلَ. وعَهِنَ الشيءُ إِذَا حَضَر أَي أَرسل الْكَلَامَ عَلَى مَا حضَر مِنْهُ وعَجِلَ مِنْ خطأٍ وَصَوَابٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ إِنَّهُ ليَحْدِسُ الكلامَ عَلَى عَواهنه،

وَهُوَ أَن يتعسَّف الكلامَ وَلَا يتأَنى. يُقَالُ: عَهَنتُ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَعْهُنُ؛ الْمَعْنَى أَي أُثَبِّي مِنْهُ مَعْرِفَةً؛ وَيُقَالُ: أُثبِّي أُثْبِتُ مِنْ قَوْلِ لَبِيدٌ: يُثَبِّي ثَناءً مِنْ كريمٍ . وَقَوْلُهُ: أَلا انْعَمْ عَلَى حُسْنِ التَّحيَّة واشْرب . وعَهَنَ مِنْهُ خَيْرٌ يَعْهُنُ عُهوناً: خَرَجَ، وَقِيلَ: كُلُّ خَارِجٍ عاهِنٌ. والعِهْنة: بَقْلَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعِهْنة مِنْ ذُكُورِ البَقْل. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ شَجَرَةً لَهَا وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ يُسَمُّونَهَا العِهْنة. وعُهَيْنة: قَبِيلَةٌ دَرَجَتْ. وعاهِنٌ: وَادٍ مَعْرُوفٌ. وعاهانُ بْنُ كَعْبٍ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، فِيمَنْ أَخذه مِنَ العِهْن، وَمَنْ أَخذه مِنَ الْعَاهَةِ فَبَابُهُ غير هذا الباب. عون: العَوْنُ: الظَّهير عَلَى الأَمر، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَقَدْ حُكِيَ فِي تَكْسِيرِهِ أَعْوان، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا جاءَتْ السَّنة: جَاءَ مَعَهَا أَعْوانها؛ يَعْنون بِالسَّنَةِ الجَدْبَ، وبالأَعوان الْجَرَادَ والذِّئاب والأَمراض، والعَوِينُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. أَبو عَمْرٍو: العَوينُ الأَعْوانُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِثْلُهُ طَسيسٌ جَمْعُ طَسٍّ. وَتَقُولُ: أَعَنْتُه إِعَانَةً واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ بِهِ فأَعانَني، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لَمْ يَكُنْ تَحْتَهُ ثُلَاثِيٌّ مُعْتَلٌّ، أَعني أَنه لَا يُقَالُ عانَ يَعُونُ كَقام يَقُومُ لأَنه، وَإِنْ لَمْ يُنْطَق بثُلاثِيِّه، فإِنه فِي حُكْمِ الْمَنْطُوقِ بِهِ، وَعَلَيْهِ جاءَ أَعانَ يُعِين، وَقَدْ شَاعَ الإِعلال فِي هَذَا الأَصل، فَلَمَّا اطَّرَدَ الإِعلال فِي جَمِيعِ ذَلِكَ دَلَّ أَن ثُلَاثِيَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعْمَلًا فإِنه فِي حُكْمِ ذَلِكَ، والإِسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون؛ قَالَ الأَزهري: والمَعُونة مَفْعُلة فِي قِيَاسِ مَنْ جَعَلَهُ مِنَ العَوْن؛ وَقَالَ ناسٌ: هِيَ فَعُولة مِنَ الماعُون، وَالْمَاعُونُ فَاعُولٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ: المَعُونة مَفْعُلة مِنَ العَوْن مِثْلُ المَغُوثة مِنَ الغَوْث، وَالْمَضُوفَةُ مِنْ أَضافَ إِذَا أَشفق، والمَشُورة مِنْ أَشارَ يُشير، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْهَاءَ فَيَقُولُ مَعُونٌ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَفْعُل بِغَيْرِ هَاءٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَا يأْتي فِي الْمُذَكَّرِ مَفْعُلٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، إلَّا حَرْفَانِ جاءَا نَادِرَيْنِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا: المَعُون، والمَكْرُم؛ قَالَ جميلٌ: بُثَيْنَ الْزَمي لَا، إنَّ لَا إنْ لزِمْتِه، ... عَلَى كَثْرة الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ يَقُولُ: نِعْمَ العَوْنُ قَوْلُكِ لَا فِي رَدِّ الوُشاة، وَإِنْ كَثُرُوا؛ وَقَالَ آخَرُ: ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ «1» . وَقِيلَ: مَعُونٌ جَمْعُ مَعونة، ومَكْرُم جَمْعُ مَكْرُمة؛ قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا: أَعان بَعْضُهُمْ بَعْضًا. سِيبَوَيْهِ: صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها فِي مَعْنَى تعاوَنوا، فَجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلًا عَلَى أَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ تَعَاوَنُوا؛ وَقَالُوا: عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً، صَحَّتِ الْوَاوُ فِي الْمَصْدَرِ لِصِحَّتِهَا فِي الْفِعْلِ لِوُقُوعِ الأَلف قَبْلَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ اعْتَوَنوا واعْتانوا إِذَا عاوَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فكيفَ لَنَا بالشُّرْبِ، إنْ لَمْ يكنْ لَنَا ... دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ، وَلَا نَقْدُ؟ أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم يَنْبَري لَنَا ... فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ، شِيمَتُه الحَمْدُ؟

_ (1). قوله [ليوم مجد إلخ] كذا بالأَصل والمحكم، والذي في التهذيب: ليوم هيجا

وتَعاوَنَّا: أَعان بَعْضُنَا بَعْضًا. والمَعُونة: الإِعانَة. وَرَجُلٌ مِعْوانٌ: حَسَنُ المَعُونة. وَتَقُولُ: مَا أَخلاني فُلَانٌ مِنْ مَعاوِنه، وَهُوَ جَمْعُ مَعُونة. وَرَجُلٌ مِعْوان: كَثِيرُ المَعُونة لِلنَّاسِ. واسْتَعَنْتُ بِفُلَانٍ فأَعانَني وعاونَني. وَفِي الدُّعَاءِ: رَبِّ أَعنِّي وَلَا تُعِنْ عَليَّ. والمُتَعاوِنة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي طَعَنت فِي السِّنِّ وَلَا تَكُونُ إِلَّا مَعَ كَثْرَةِ اللَّحْمِ؛ قَالَ الأَزهري: امرأَة مُتَعاوِنة إِذَا اعْتَدَلَ خَلْقُها فَلَمْ يَبْدُ حَجْمُها. وَالنَّحْوِيُّونَ يُسَمُّونَ الْبَاءَ حَرْفَ الِاسْتِعَانَةِ، وَذَلِكَ أَنك إِذَا قُلْتَ ضَرَبْتُ بِالسَّيْفِ وَكَتَبْتُ بِالْقَلَمِ وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنك قُلْتَ اسْتَعَنْتُ بِهَذِهِ الأَدوات عَلَى هَذِهِ الأَفعال. قَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ أَعانك فَهُوَ عَوْنٌ لَكَ، كَالصَّوْمِ عَوْنٌ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَالْجَمْعُ الأَعْوانُ. والعَوانُ مِنَ الْبَقَرِ وَغَيْرِهَا: النَّصَفُ فِي سنِّها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: انْقَطَعَ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ وَلا بِكْرٌ، ثُمَّ استأْنف فَقَالَ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ ، وَقِيلَ: الْعَوَانُ مِنَ الْبَقْرِ وَالْخَيْلِ الَّتِي نُتِجَتْ بَعْدَ بَطْنِهَا البِكْرِ. أَبو زَيْدٍ: عانَتِ الْبَقَرَةُ تَعُون عُؤُوناً إِذَا صَارَتْ عَواناً؛ والعَوان: النَّصَفُ الَّتِي بَيْنَ الفارِضِ، وَهِيَ المُسِنَّة، وَبَيْنَ الْبِكْرِ، وَهِيَ الصَّغِيرَةُ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ عَوانٌ وَخَيْلٌ عُونٌ، عَلَى فُعْلٍ، والأَصل عُوُن فَكَرِهُوا إِلْقَاءَ ضَمَّةٍ عَلَى الْوَاوِ فَسَكَّنُوهَا، وَكَذَلِكَ يُقَالُ رَجُلٌ جَوادٌ وَقَوْمٌ جُود؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: تَحُلُّ سُهُولَها، فإِذا فَزَعْنا، ... جَرَى منهنَّ بِالْآصَالِ عُونُ. فَزَعْنا: أَغَثْنا مُسْتَغيثاً؛ يَقُولُ: إِذَا أَغَثْنا رَكِبْنَا خَيْلًا، قَالَ: وَمَنْ زَعَمَ أَن العُونَ هَاهُنَا جَمْعُ العانَةِ فَقَدْ أَبطل، وأَراد أَنهم شُجْعان، فإِذا اسْتُغيث بِهِمْ رَكِبُوا الْخَيْلَ وأَغاثُوا. أَبو زَيْدٍ: بَقَرة عَوانٌ بَيْنَ المُسِنَّةِ وَالشَّابَّةِ. ابْنُ الأَعرابي: العَوَانُ مِنَ الْحَيَوَانِ السِّنُّ بَيْنَ السِّنَّيْنِ لَا صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَوَان النَّصَفُ فِي سِنِّها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي المُجَرِّبُ عَارِفٌ بأَمره كَمَا أَن المرأَة الَّتِي تَزَوَّجَتْ تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَوانُ مِنَ النِّسَاءِ التَّيِ قَدْ كَانَ لَهَا زَوْجٌ، وَقِيلَ: هِيَ الثيِّب، وَالْجَمْعُ عُونٌ؛ قَالَ: نَواعِم بَيْنَ أَبْكارٍ وعُونٍ، ... طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي. تَقُولُ مِنْهُ: عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إِذَا صَارَتْ عَواناً، وَعَانَتْ تَعُونُ عَوْناً. وحربٌ عَوان: قُوتِل فِيهَا مَرَّةً «1». كأَنهم جَعَلُوا الأُولى بِكْرًا، قَالَ: وَهُوَ عَلَى المَثَل؛ قَالَ: حَرْباً عَوَانًا لَقِحَتْ عَنْ حُولَلٍ، ... خَطَرتْ وَكَانَتْ قَبْلَهَا لَمْ تَخْطُرِ وحَرْبٌ عَوَان: كَانَ قبلها حرب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي جَهْلٍ: مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟ ... بازِلُ عَامَيْنِ حَدِيثٌ سِنِّي، لمِثْل هَذَا وَلَدَتْني أُمّي. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كَانَتْ ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لَا عُوناً ؛ العُونُ: جَمْعُ العَوان، وَهِيَ الَّتِي وَقَعَتْ مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إِلَى المُراجَعة؛ وَمِنْهُ الْحَرْبُ العَوانُ أَي المُتَردّدة، والمرأَة العَوان وَهِيَ الثَّيِّبُ، يَعْنِي أَن ضَرَبَاتِهِ كَانَتْ قاطعة ماضية لا

_ (1). قوله: مرة، أي مرّةً بعد الأَخرى

تَحْتَاجُ إِلَى الْمُعَاوَدَةِ وَالتَّثْنِيَةِ. وَنَخْلَةٌ عَوانٌ: طَوِيلَةٌ، أَزْدِيَّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَوَانَةُ النَّخْلَةُ، فِي لُغَةِ أَهل عُمانَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَوانَة النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ، وَهِيَ الْمُنْفَرِدَةُ، وَيُقَالُ لَهَا القِرْواحُ والعُلْبَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعَوَانة الباسِقَة مِنَ النَّخْلِ، قَالَ: والعَوَانة أَيضاً دُودَةٌ تَخْرُجُ مِنَ الرَّمْلِ فَتَدُورُ أَشواطاً كَثِيرَةً. قَالَ الأَصمعي: العَوانة دَابَّةٌ دُونَ القُنْفُذ تَكُونُ فِي وَسَطِ الرَّمْلة الْيَتِيمَةِ، وَهِيَ الْمُنْفَرِدَةُ مِنَ الرَّمْلَاتِ، فَتَظْهَرُ أَحياناً وَتَدُورُ كأَنها تَطْحَنُ ثُمَّ تَغُوصُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِهَذِهِ الدَّابَّةِ الطُّحَنُ، قَالَ: والعَوانة الدَّابَّةُ، سُمِّيَ الرَّجُلُ بِهَا. وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إِذَا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه. والعَانة: الْقَطِيعُ مِنْ حُمُر الْوَحْشِ. وَالْعَانَةُ: الأَتان، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا عُون، وَقِيلَ: وَعَانَاتٌ. ابْنُ الأَعرابي: التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الْحِمَارِ لِعَانَتِهِ. والتَّوْعِينُ: السِّمَن. وَعَانَةُ الإِنسان: إِسْبُه، الشعرُ النابتُ عَلَى فَرْجِهِ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْبِتُ الشَّعَرِ هُنَالِكَ. واسْتَعان الرجلُ: حَلَقَ عانَتَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: مِثْل البُرام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ، ... لَمْ يَسْتَعِنْ، وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ . البُرام: القُرادُ، لَمْ يَسْتَعِنْ أَي لَمْ يَحْلِقْ عَانَتَهُ، وحَوامي الموتِ: حوائِمُه فَقَلَبَهُ، وَهِيَ أَسباب الْمَوْتِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ وَقَدْ عرَضَه رَجُلٌ عَلَى القَتْل: أَجِرْ لِي سَراويلي فإِني لَمْ أَسْتَعِنْ. وتَعَيَّنَ: كاسْتَعان؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَصله الْوَاوُ، فإِما أَن يَكُونَ تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ كالصَّيَّاغ فِي الصَّوَّاغ، وَهُوَ أَضعف الْقَوْلَيْنِ إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لِوَجَدْنَا تَعَوَّنَ، فعَدَمُنا إِياه يَدُلُّ عَلَى أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل. الْجَوْهَرِيُّ: العانَة شعرُ الركَبِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَانَةُ مَنْبِت الشَّعَرِ فَوْقَ القُبُل مِنَ المرأَة، وَفَوْقَ الذَّكَرِ مِنَ الرَّجُلِ، والشَّعَر النابتُ عَلَيْهِمَا يُقَالُ لَهُ الشِّعْرَةُ والإِسْبُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. وَفُلَانٌ عَلَى عانَة بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَي جَمَاعَتِهِمْ وحُرْمَتِهم؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ قَائِمٌ بأَمرهم. والعانَةُ: الحَظُّ مِنَ الْمَاءِ للأَرض، بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ. وعانَةُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرى الْجَزِيرَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَرْيَةٌ عَلَى الفُرات، وَتَصْغِيرُ كُلِّ ذَلِكَ عُوَيْنة. وأَما قَوْلُهُمْ فِيهَا عاناتٌ فَعَلَى قَوْلِهِمْ رامَتانِ، جَمَعُوا كَمَا ثَنَّوْا. والعانِيَّة: الخَمْر، مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا. اللَّيْثُ: عاناتُ مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا الْخَمْرُ العانِيَّة؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنَّ رِيقَتَها بَعْدَ الكَرى اغْتَبَقَتْ ... مِنْ خَمْرِ عانَةَ، لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا . وَرُبَّمَا قَالُوا عاناتٌ كَمَا قَالُوا عَرَفَةُ وعَرَفات، وَالْقَوْلُ فِي صَرْفِ عَانَاتٍ كَالْقَوْلِ فِي عَرَفات وأَذْرِعات؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ عَانَاتِ قَوْلُ الأَعشى: تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً، ... ورَجَّى خَيرَها عَامًا فَعَامَا . قَالَ: وَذَكَرَ الهرويُّ أَنه يُرْوَى بَيْتُ إِمرئ الْقَيْسِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: تَنَوَّرتُها مِنْ أَذرِعاتٍ بِالتَّنْوِينِ، وأَذرعاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وأَذرعاتَ بِفَتْحِ التَّاءِ؛ قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ أَنه لَا يَجُوزُ فَتْحُ التَّاءِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانةُ: أَسماء. وعَوانة وعوائنُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ تأبَّط شَرًّا: وَلَمَّا سمعتُ العُوصَ تَدْعو، تنَفَّرَتْ ... عصافيرُ رأْسي مِنْ بَرًى فعَوائنا.

ومَعانُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ عَلَى قُرب مُوتة؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحة: أَقامتْ ليلَتين عَلَى مَعانٍ، ... وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ. عين: العَيْنُ: حَاسَّةُ الْبَصَرِ وَالرُّؤْيَةِ، أُنثى، تَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ مِنَ الْحَيَوَانِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العَينُ الَّتِي يُبْصِرُ بِهَا النَّاظِرُ، وَالْجَمْعُ أَعْيان وأَعْيُن وأَعْيُنات، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ وَالْكَثِيرُ عُيون، قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ المَدان: ولكِنَّني أَغْدُو، عَليَّ مُفاضةٌ ... دِلاصٌ، كأَعْيانِ الْجَرَادِ المُنظَّمِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: بأَعْيُنات لَمْ يُخالِطْها القَذى وَتَصْغِيرُ الْعَيْنِ عُيَيْنةٌ، وَمِنْهُ قِيلُ ذُو العُيَيْنَتَين لِلْجَاسُوسِ، وَلَا تَقُلْ ذُو العُوَيْنَتين. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَيْنُ الَّذِي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ، وَيُسَمَّى ذَا العَيْنَين، وَيُقَالُ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ ذَا الْعَيْنَيْنِ وَذَا العُوَينتين، كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن أَعْيُناً قَدْ يَكُونُ جَمْعَ الْكَثِيرِ أَيضاً، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها وإِنما أَراد الْكَثِيرَ وَقَوْلُهُمْ: بعَيْنٍ مَا أَرَيَنَّك، مَعْنَاهُ عَجِّل حَتَّى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَأَ عَينَ مَلَك الْمَوْتِ بصكَّةٍ صَكَّهُ ، قِيلَ: أَراد أَنه أَغلظ لَهُ فِي الْقَوْلِ، يُقَالُ: أَتيته فلَطَمَ وَجْهِي بِكَلَامٍ غَلِيظٍ، وَالْكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ لَهُ مُوسَى قَالَ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَن تدْنوَ مِنِّي فإِني أُحرِّجُ دَارِي وَمَنْزِلِي، فَجَعَلَ هَذَا تَغْلِيظًا مِنْ مُوسَى لَهُ تَشْبِيهًا بفَقْء العَين، وَقِيلَ: هَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا يُؤمَنُ بِهِ وبأَمثاله وَلَا يُدخَل فِي كَيْفِيَّتِهِ. وَقَوْلُ الْعَرَبِ: إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى عَيْنيْها، فإِذا سَقَطَتِ الصَّرْفةُ نَظَرَتْ بِهِمَا جَمِيعًا، إِنما جَعَلُوا لَهَا عَيْنين عَلَى الْمَثَلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: لتُرَبَّى مِنْ حَيْثُ أَراك. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا ، قَالَ ابْنُ الأَنباري: قَالَ أَصحاب النَّقْلِ والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يُرِيدُ بِهِ العَينَ، قَالَ: وعَينُ اللَّهِ لَا تُفَسَّرُ بأَكثر مِنْ ظَاهِرِهَا، وَلَا يَسَعُ أَحداً أَن يَقُولَ: كَيْفَ هِيَ، أَو مَا صِفَتُهَا؟ وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: بِأَعْيُنِنا بإِبصارنا إِليك، وَقَالَ غَيْرُهُ: بإِشفاقنا عَلَيْكَ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ، أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَلَى عَيْني قصدْتُ زَيْدًا، يُرِيدُونَ الإِشفاق. والعَيْنُ: أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ. وعانَ الرجلَ يَعِينُه عَيْناً، فَهُوَ عَائِنٌ، وَالْمُصَابُ مَعِينٌ، عَلَى النَّقْصِ، ومَعْيونٌ، عَلَى التَّمَامِ: أَصابه بِالْعَيْنِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: المَعِينُ المُصابُ بِالْعَيْنِ، والمعْيون الَّذِي فِيهِ عينٌ، قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرداس: قَدْ كَانَ قوْمُك يحْسَبونك سيِّداً، ... وإِخالُ أَنك سَيِّدٌ مَعْيونُ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنك لَجَمِيلٌ وَلَا أَعِنْكَ وَلَا أَعِينُك، الْجَزْمُ عَلَى الدُّعَاءِ، وَالرَّفْعُ عَلَى الإِخبار، أَي لَا أُصيبك بِعَيْنٍ. وَرَجُلٌ مِعْيانٌ وعَيونٌ: شَدِيدُ الإِصابة بِالْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ عُيُنٌ وعِينٌ، وَمَا أَعْيَنه. وَفِي الْحَدِيثِ: الْعَيْنُ حَقٌّ وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا. يُقَالُ: أَصابت فُلَانًا عينٌ إِذا نَظَرَ إِليه عَدُوٌّ أَو حَسُودٌ فأَثرت فِيهِ فَمَرِضَ بِسَبَبِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثُمَّ يَغْتسِل مِنْهُ المَعِين. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَينٍ أَو حُمَةٍ ، تَخْصِيصُهُ الْعَيْنَ وَالْحُمَةَ لَا يَمْنَعُ جَوَازَ الرُّقْيَةِ فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الأَمراض لأَنه أَمر بِالرُّقْيَةِ مُطْلَقًا، ورَقى بَعْضَ أَصحابه مِنْ غَيْرِهِمَا، وإِنما

مَعْنَاهُ لَا رُقْية أَولى وأَنفعُ مِنْ رُقية الْعَيْنِ والحُمَة. وتعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها: اسْتَشْرَفها ليَعِينها، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ ... خَيْفٌ قريبُ العهْدِ بالحَيْرانِ أَي إِذا كَانَ عَهْدُهَا قَرِيبًا بِالْوِلَادَةِ كَانَ أَضخم لِضَرْعِهَا وأَحسن وأَشدّ امْتِلَاءً. وتعَيَّنَ الرجلُ إِذا تشَوَّهَ وتأَنى لِيُصِيبَ شَيْئًا بِعَيْنِهِ. وأَعلنها كاعْتانها. وَرَجُلٌ عَيونٌ إِذا كَانَ نَجيءَ الْعَيْنِ، يُقَالُ: أَتيت فُلَانًا فَمَا عَيَّنَ لِي بِشَيْءٍ وَمَا عَيَّنَني بِشَيْءٍ أَي مَا أَعطاني شَيْئًا. والعَيْنُ والمُعاينة: النَّظَرُ، وَقَدْ عايَنهُ مُعاينة وعِياناً. وَرَآهُ عِياناً: لَمْ يَشُكَّ فِي رُؤْيَتِهِ إِياه. ورأَيت فُلَانًا عِياناً أَي مُوَاجَهَةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَقِيَهُ عِياناً أَي مُعاينة، وَلَيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قِيلَ مِثْلُ هَذَا، لَوْ قُلْتَ لِحاظاً لَمْ يَجُزْ، إِنما يُحكى مِنْ ذَلِكَ مَا سُمِع. وتعَيَّنْتُ الشَّيْءَ: أَبصرته، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُخَلَّى فَلَا تَنْبُو إِذا مَا تعَيَّنَتْ ... بِهَا شَبَحاً، أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيتُ عَائِنَةً مِنْ أَصحابه أَي قَوْمًا عايَنوني. وَهُوَ عبدُ عَيْنٍ أَي مَا دُمْتَ تَرَاهُ فَهُوَ كالعَبد لَكَ، وَقِيلَ: أَي مَا دَامَ مَوْلَاهُ يَرَاهُ فَهُوَ فارِهٌ وأَما بَعْدَهُ فَلَا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَكَذَلِكَ تُصَرِّفه فِي كُلُّ شيءٍ مِنْ هَذَا كَقَوْلِكَ هُوَ صديقُ عَيْنٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يُظهِر لَكَ مِنْ نَفْسِهِ مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غَابَ: هُوَ عَبْد عَينٍ وصديقُ عَيْنٍ، قَالَ الشَّاعِرُ: ومَنْ هُوَ عبْدُ العَينِ، أَما لِقاؤه ... فَحُلْوٌ، وأَما غَيْبُه فظَنُونُ ونَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْناً أَي أَنْعَمها. وَلَقِيتُهُ أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شَيْءٍ تدْركه العينُ. والعَيَنُ: عِظَمُ سوادِ الْعَيْنِ وسَعَتُها. عَيِنَ يَعْيَنُ عَيَناً وعِيْنَةً حَسَنَةً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ أَعْيَنُ وإِنه لبَيِّنُ العِينةِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كَانَ ضَخْمَ الْعَيْنِ واسعَها، والأُنثى عَيْناء، وَالْجَمْعُ مِنْهَا عِينٌ، وأَصله فُعْل بِالضَّمِّ، وَمِنْهُ قِيلَ لِبَقَرِ الْوَحْشِ عِينٌ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحُورٌ عِينٌ . وَرَجُلٌ أَعْيَنُ: وَاسِعُ العَين بَيِّنُ العَيَنِ، والعِينُ: جَمْعُ عَيْناء، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ إِن فِي الْجَنَّةِ لمُجْتَمَعاً لِلْحُورِ الْعِينِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر بِقَتْلِ الْكِلَابِ العِينِ ، هِيَ جَمْعُ أَعْيَنَ. وَحَدِيثُ اللِّعَانِ: إِن جَاءَتْ بِهِ أَعْيَنَ أَدْعَج. والثورُ أَعْيَنُ وَالْبَقَرَةُ عَيْناء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُقَالُ ثَوْرٌ أَعْيَنُ وَلَكِنْ يُقَالُ الأَعْيَنُ، غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِهِ، كأَنه نُقِلَ إِلى حَدِّ الِاسْمِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً وعِينةً، وَهُوَ أَعْيَنُ. وعُيُون الْبَقَرِ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ بِالشَّامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَخُصَّ بِالشَّامِ وَلَا بِغَيْرِهِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بعُيون الْبَقَرِ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ عِنَبٌ أَسود لَيْسَ بالحالِكِ، عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ، وَلَيْسَ بِصَادِقِ الْحَلَاوَةِ. وَثَوْبٌ مُعَيَّنٌ: فِي وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الْوَحْشِ. وثوْرٌ مُعَيَّنٌ: بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَوَادٌ، أَنشد سِيبَوَيْهِ: فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ، كأَنه ... مَا حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ «2» والعِينةُ لِلشَّاةِ: كالمَحْجِرِ للإِنسانِ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الْعَيْنِ. وَشَاةٌ عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سَائِرُهَا، وَقِيلَ: أَو كَانَ بِعَكْسِ ذَلِكَ. وعَيْنُ الرجل:

_ (2). قوله" ما حاجبيه إلخ" هكذا في الأصل والتهذيب.

مَنْظَرُه. والعَيْنُ: الَّذِي يَنْظُرُ لِلْقَوْمِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه إِنَّمَا يَنْظُرُ بِعَيْنِهِ، وكأَنَّ نقْلَهُ مِنَ الْجُزْءِ إِلى الْكُلِّ وهو الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى تَذْكِيرِهِ، وإِلا فإِن حُكْمَهُ التأْنيثُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيَاسُ هَذَا عِنْدِي أَن مَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْجُزْءِ فَحُكْمُهُ أَن يُؤَنِّثَهُ، وَمَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْكُلِّ فَحُكْمُهُ أَن يُذَكِّرَهُ، وَكِلَاهُمَا قَدْ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَلَوْ أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ ... إِليه المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها أَراد نَفْسَهَا. وَكَانَ يَجِبُ أَن يَقُولَ أَعينها وَرُسُلَهَا لأَن الْمَنَايَا جَمْعٌ، فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ، وَبَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ هَذَا اسْتَشْهَدَ بِهِ الأَزهري عَلَى قَوْلِهِ العَيْنُ الرَّقيب، وَقَالَ بَعْدَ إِيراد الْبَيْتِ: يُرِيدُ رَقِيبَهَا، وأَنشد أَيضاً لِجَمِيلٍ: رَمى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنةَ بالقَذَى، ... وَفِي الغُرّ مِنْ أَنْيابها بالقَوادح وَقَالَ: مَعْنَاهُ فِي رَقيبيها اللَّذَيْنِ يَرْقُبانها وَيَحُولَانِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، وَهَذَا مَكَانٌ يَحْتَاجُ إِلى محاقَقة «1» الأَزهري عَلَيْهِ، وإِلا فَمَا الْجَمْعُ بَيْنَ الدُّعَاءِ عَلَى رَقِيبَيْهَا وَعَلَى أَنيابها، وَفِيمَا ذَكَرَهُ تَكَلُّفٌ ظَاهِرٌ. وفلانٌ عَيْنُ الْجَيْشِ: يُرِيدُونَ رَئِيسَهُ. والاعْتِيانُ: الارْتِيادُ. وَبَعَثْنَا عَيْناً أَي طَلِيعَةً يَعْتانُنا ويَعْتانُ لَنَا أَي يأْتينا بِالْخَبَرِ. والمُعْتانُ: الَّذِي يَبْعَثُهُ الْقَوْمُ رَائِدًا. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ فُلَانٌ فاعْتانَ لَنَا منْزِلًا مُكْلِئاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنَا مَنْزِلًا ذَا كَلَإٍ. وعانَ لَهُمْ: كاعْتانَ، عَنِ الهَجريّ، وأَنشد لِنَاهِضِ بن ثُومة الْكِلَابِيِّ: يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى، ... ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ واعْتانَ لَنَا فلانٌ أَي صَارَ عَيْناً أَي رَبيئةً، وَرُبَّمَا قَالُوا عانَ عَلَيْنَا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً أَي صَارَ لَهُمْ عَيناً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ بسْبَسَةَ عَيْناً يومَ بَدْرٍ أَي جَاسُوسًا. واعْتانَ لَهُ إِذا أَتاه بالخير. وَمِنْهُ حَدِيثِ الحُدَيْبية: كانَ اللَّهُ قَدْ قطَعَ عَيْناً مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَي كَفَى اللَّه مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَرْصُدُنا ويتَجَسَّسُ عَلَيْنَا أَخبارَنا. وَيُقَالُ: اذْهَبْ واعْتَنْ لِي مَنْزِلًا أَي ارْتَدْهُ. والعَيْنُ: الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ. وأَعْيانُ الْقَوْمِ: أَشرافهم وأَفاضلهم، عَلَى المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الْحَاسَّةِ. وابْنا عِيانٍ: طَائِرَانِ يَزْجُرُ بِهِمَا العربُ كأَنهم يَرَوْنَ مَا يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بِهِمَا عِياناً، وَقِيلَ: ابْنا عِيانٍ خَطَّانِ يُخَطَّانِ فِي الأَرض يُزْجَرُ بِهِمَا الطَّيْرُ، وَقِيلَ: هُمَا خَطَّانِ يَخُطُّونهما للعِيافة ثُمَّ يَقُولُ الَّذِي يَخُطُّهما: ابْنَيْ عِيانْ، «2» أَسْرِعا البَيان، وَقَالَ الرَّاعِي: وأَصْفَرَ عَطَّافٍ، إِذا راحَ رَبُّه ... جَرَى ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ وإِنما سُمِّيَا ابْنَيْ عِيَانٍ لأَنهم يُعايِنُونَ الفَوْزَ والطعامَ بِهِمَا، وَقِيلَ: ابْنَا عِيانٍ قِدْحانِ مَعْرُوفَانِ، وَقِيلَ: هُمَا طَائِرَانِ يُزْجَرُ بِهِمَا يَكُونَانِ فِي خَطِّ الأَرض، وإِذا عَلِمَ أَن الْقَامِرَ يَفُوزُ قِدْحُه قِيلَ: جرَى ابْنا عِيانٍ. والعَيْنُ: عَيْنُ الْمَاءِ. والعَيْنُ: التي يخرج منه الْمَاءُ. والعَيْنُ: يَنْبُوع الْمَاءِ الَّذِي يَنْبُع مِنَ الأَرض وَيَجْرِي، أُنْثى، وَالْجَمْعُ أَعْيُنٌ وعُيُونٌ. وَيُقَالُ: غارَتْ عَيْنُ الْمَاءِ. وعَينُ الرَّكِيَّة: مَفْجَرُ مَائِهَا ومَنْبَعُها. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ المالِ عَيْنٌ سَاهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ ، أَراد عَينَ

_ (1). قوله: محاققة، هكذا في الأَصل، والأَفصح مُحاقَّة. (2). قوله [ابني عيان إِلخ] كذا بالأصل، والذي في القاموس والمحكم: ابنا، بالألف.

الْمَاءِ الَّتِي تَجْرِي وَلَا تَنْقَطِعُ لَيْلًا وَنَهَارًا، وعَينُ صَاحِبِهَا نَائِمَةٌ فَجَعَلَ السَّهَرَ مَثَلًا لِجَرْيِهَا، وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أُولئك عَيْنُ الماءِ فِيهِمْ، وعِنْدَهمْ، ... مِنَ الخِيفَةِ، المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: عينُ الْمَاءِ الْحَيَاةُ لِلنَّاسِ. وحفَرْتُ حَتَّى عِنْتُ وأَعْيَنْتُ: بلغْتُ العُيونَ، وَكَذَلِكَ أَعانَ وأَعْيَنَ: حَفَرَ فَبَلَغَ العُيونَ. وَقَالَ الأَزهري حفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ وأَعانَ أَي بَلَغَ العُيون. وعَيْنُ القَناةِ: مَصَبُّ مَائِهَا. وماءٌ مَعْيُونٌ: ظَاهِرٌ، تَرَاهُ العَينُ جَارِيًا عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ: ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قَالَ بَعْضُهُمْ: جَرَّه عَلَى الجِوارِ، وإِنما حُكْمُهُ مَعْيُونٌ بِالرَّفْعِ لأَنه نَعْتُ لِمَاءٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَمَاءٌ مَعِينٌ: كَمعْيُونٍ، وَقَدِ اختُلِفَ فِي وَزْنِهِ فَقِيلَ: هُوَ مَفْعُول وإِن لَمْ يَكُنْ لَهُ فِعْلٌ، وَقِيلَ: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ المَعْنِ، وَهُوَ الِاسْتِقَاءُ، وَقَدْ ذَكَرَ فِي الصَّحِيحِ. أَبو سَعِيدٍ: عَيْنٌ مَعْيُونة لَهَا مَادَّةٌ مِنَ الْمَاءِ، وَقَالَ الطِّرمَّاحُ: ثُمَّ آلَتْ، وَهْيَ مَعْيُونَةٌ، ... مِنْ بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أَراد أَنها طَمَتْ ثُمَّ آلَتْ أَي رَجَعَتْ. وعانَتِ البئرُ عَيْناً: كَثُرَ مَاؤُهَا. وعانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً وعَيَناناً، بِالتَّحْرِيكِ: جَرى وَسَالَ. وسِقاء عَيَّنٌ وعَيِّنٌ، وَالْكَسْرُ أَكثر، كِلَاهُمَا إِذا سَالَ مَاؤُهُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: العَيِّنُ والعَيَّنُ الْجَدِيدُ، طَائِيَّةٌ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ: قَدِ اخْضَلَّ مِنْهَا كلُّ بالٍ وعَيِّنِ، ... وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ وَكَذَلِكَ قِرْبَةٌ عَيَّنٌ: جَدِيدَةٌ، طَائِيَّةٌ أَيضاً، قَالَ: مَا بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وَحَمَلَ سِيبَوَيْهِ عَيَّناً عَلَى أَنه فَيْعَل مِمَّا عَيْنُهُ يَاءٌ، وَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ فَوْعَلًا وفَعْوَلًا مِنْ لَفْظِ الْعَيْنِ وَمَعْنَاهَا، وَلَوْ حَكَمَ بأَحد هَذَيْنِ الْمِثَالَيْنِ لَحَمَلَ عَلَى مأْلوف غَيْرَ مُنْكَرٍ، أَلا تَرَى أَن فَعْوَلًا وفَوْعَلًا لَا مَانِعَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَن يَكُونَ فِي الْمُعْتَلِّ كَمَا يَكُونُ فِي الصَّحِيحِ؟ وأَما فَيْعَلُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، مِمَّا عَيْنُهُ يَاءٌ فَعَزِيزٌ، ثُمَّ لَمْ تَمْنَعْهُ عِزَّةُ ذَلِكَ أَن حَكَمَ بِذَلِكَ عَلَى عَيَّنٍ، وعَدَلَ عَنْ أَن يَحْمِلَهُ عَلَى أَحد الْمِثَالَيْنِ اللَّذَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَا مَانِعَ لَهُ مِنْ كَوْنِهِ فِي الْمُعْتَلِّ الْعَيْنِ كونُه فِي الصَّحِيحِهَا، فَلَا نَظِيرَ لعَيَّنٍ، وَالْجَمْعُ عَيائن، هَمَزُوا لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّرَف. الأَصمعي: عَيَّنْتُ الْقِرْبَةَ إِذا صَبَبْتَ فِيهَا مَاءً لِيَخْرُجَ مِنْ مَخارزها فَتَنْسَدَّ آثَارُ الخَرْزِ وَهِيَ جَدِيدَةٌ، وسَرَّبْتُها كَذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: التَّعَيُّنُ أَن يكونَ فِي الْجِلْدِ دَوَائِرُ رَقِيقَةٌ، قَالَ القَطاميّ: ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى ... بِلًى وتَعَيُّناً، غَلَبَ الصَّناعا الْجَوْهَرِيُّ: عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتنفتح عُيُونُ الخُرَز فَتَنْسَدَّ، قَالَ جَرِيرٌ: بَلَى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ، ... كَمَا عَيَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابا ابْنُ الأَعرابي: تَعَيَّنتْ أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مِثْلَ تَعَيُّنِ القِرْبة. وتَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته. وعَيْنُ القِبلة: حَقِيقَتُهَا. والعَيْنُ مِنَ السَّحَابِ: مَا أَقبل مِنْ نَاحِيَةِ القِبلة وَعَنْ يَمِينِهَا، يَعْنِي قِبْلَةَ الْعِرَاقِ. يُقَالُ: هَذَا مَطَرُ العَيْنِ، وَلَا يُقَالُ مُطِرْنا بالعَيْنِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا كَانَ الْمَطَرُ مِنْ نَاحِيَةِ الْقِبْلَةِ فَهُوَ مَطَرُ العَيْنِ، والعَيْنُ: اسْمٌ لِمَا عَنْ يَمِينِ قِبْلَةِ أَهل الْعِرَاقِ،

وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: إِذا نَشَأَتِ السَّحَابَةُ مِنْ قِبَلِ العَين فإِنها لَا تكادُ تُخْلِفُ أَي مِنْ قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل الْعِرَاقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَذَلِكَ أَخْلَقُ لِلْمَطَرِ فِي الْعَادَةِ، وَقَالَ: تَقُولُ الْعَرَبُ مُطِرْنا بالعَيْنِ، وَقِيلَ: العَيْنُ مِنَ السَّحَابِ مَا أَقبل عَنِ القِبْلة، وَذَلِكَ الصُّقْعُ يُسَمَّى العَيْنَ، وَقَوْلُهُ: تَشَاءَمَتْ أَي أَخذت نَحْوَ الشأْم، وَالضَّمِيرُ فِي تَشَاءَمَتْ لِلسَّحَابَةِ فَتَكُونُ بَحْرِيَّةٌ مَنْصُوبَةً، أَو لِلْبَحْرِيَّةِ فَتَكُونُ مَرْفُوعَةً «3». والعَيْنُ: مَطَرُ أَيام لَا يُقْلِعُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَطَرُ يَدُوم خَمْسَةَ أَيام أَو سِتَّةً أَو أَكثر لَا يُقْلِعُ، قَالَ الرَّاعِي: وأَنْآءُ حَيٍّ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ ... عِظامِ البُيوتِ يَنزلُون الرَّوابيا يَعْنِي حَيْثُ لَا تَخْفى بيوتُهم، «4» يُرِيدُونَ أَن تأْتيهم الأَضياف. والعَيْن: النَّاحِيَةُ. والعَيْنُ: عَيْنُ الرُّكْبة. وعَيْنُ الرُّكْبَةِ: نُقْرة فِي مُقَدَّمها، وَلِكُلِّ رُكْبَةٍ عَيْنَانِ، وَهُمَا نُقْرَتَانِ فِي مُقَدَّمها عِنْدَ السَّاقِ. والعَيْنُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، وعَيْنُ الشَّمْسِ: شُعاعها الَّذِي لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ العَيْن، وَقِيلَ: العَينُ الشَّمْسُ نَفْسُهَا. يُقَالُ: طَلَعَتِ العَيْنُ وَغَابَتِ العَيْن، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. والعَينُ: المالُ العَتيدُ الْحَاضِرُ الناضُّ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: عَيْنٌ غَيْرُ دَيْنٍ. والعَيْن: النَّقْدُ، يُقَالُ: اشْتَرَيْتُ الْعَبْدَ بِالدَّيْنِ أَو بالعَيْنِ، والعَيْنُ الدِّينَارُ كَقَوْلِ أَبي المِقْدام: حَبَشيٌّ لَهُ ثَمانون عَيْنًا، ... بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَدْ يَسُوق إِفالا أَراد عَبْدًا حَبَشِيًّا لَهُ ثَمَانُونَ دِينَارًا، بَيْنَ عَيْنَيْهِ: بَيْنَ عَيْنَيْ رأْسه. والعَيْنُ: الذَّهَبُ عامَّةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا عَلَيْهِ مائةٌ عَيْناً، وَالرَّفْعُ الْوَجْهُ لأَنه يَكُونُ مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَهُ، وَهُوَ هُوَ. الأَزهري: والعَيْنُ الدِّينَارُ. والعَيْنُ فِي الْمِيزَانِ: المَيْلُ، قِيلَ: هُوَ أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه عَلَى الأُخْرى، وَهِيَ أُنثى. يُقَالُ: مَا فِي الْمِيزَانِ عَيْنٌ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فِي هَذَا الْمِيزَانِ عَيْنٌ أَي فِي لِسَانِهِ مَيْلٌ قَلِيلٌ أَو لَمْ يَكُنْ مُسْتَوِيًا. وَيَقُولُونَ: هَذَا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كَانَ مَيَّالًا أَرْجَحَ بِمِقْدَارِ مَا يَمِيلُ بِهِ لِسَانُ الْمِيزَانِ. قَالَ الأَزهري: وعَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نصفُ دانِقٍ. والعَيْنُ عِنْدَ الْعَرَبِ: حَقِيقَةُ الشَّيْءِ. يُقَالُ: جَاءَ بالأَمر مِنْ عَيْنٍ صافِيةٍ أَي مِنْ فَصِّه وَحَقِيقَتِهِ. وَجَاءَ بِالْحَقِّ بعَيْنه أَي خَالِصًا وَاضِحًا. وعَيْنُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ. وعَيْنُ الْمَتَاعِ وَالْمَالِ وعِينَتُه: خِيارُه، وَقَدِ اعْتانَهُ. وخَرجَ فِي عِينَةِ ثيابهِ أَي فِي خِيَارِهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعِينَةُ المالِ خيارُه مِثْلُ العِيمَةِ. وَهَذَا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كَانَ حَسَناً فِي مَرْآةِ العَيْن. واعْتانَ فلانٌ الشيءَ إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه. والعِينَةُ: خِيَارُ الشَّيْءِ، جَمْعُهَا عِيَنٌ، قَالَ الرَّاجِزُ: فاعْتانَ مِنْهَا عِينَةً فاخْتارَها، ... حَتَّى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها واعْتانَ الرجلُ إِذا اشْتَرَى الشَّيْءَ بنَسِيئة. وعِينةُ الْخَيْلِ: جيادُها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَيْنُ الشَّيْءِ: نَفْسُهُ وَشَخْصُهُ وأَصله، وَالْجَمْعُ أَعْيانٌ. وعَيْنُ كُلِّ شَيْءٍ: نَفْسُهُ وَحَاضِرُهُ وَشَاهِدُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا أَي ذَاتُهُ وَنَفْسُهُ. وَيُقَالُ: هُوَ هُوَ عَيناً، وَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه، وَهَذِهِ أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَا يُقَالُ فِيهَا أَعْيُنٌ ولا

_ (3). 1 قوله: أَوْ لِلْبَحْرِيَّةِ فَتَكُونُ مَرْفُوعَةً، هكذا أيضاً في النهاية. (4). 2 قوله" حَيْثُ لَا تَخْفَى بُيُوتُهُمْ" الذي في المحكم: حيث لا تخفى نيرانهم.

عَيُون. وَيُقَالُ: لَا أَقبل إِلا دِرْهَمِي بعَيْنِه، وَهَؤُلَاءِ إِخوتك بأَعيانهم، وَلَا يُقَالُ فِيهِ بأَعينهم وَلَا عُيونهم. وعَيْنُ الرَّجُلِ: شاهِدُه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فِرارُه [فُرارُه]، وفِرارُه [فُرارُه] إِذا رأَيته تفَرَّسْتَ فِيهِ الجَوْدَة مِنْ غَيْرِ أَن تَفِرَّه عَنْ عَدْوٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي الْمَثَلِ: إِن الجوادَ عَيْنُه فِرارُه [فُرارُه]. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لكريمٌ عَيْنُ الْكَرَمِ. وَلَا أَطلُبُ أَثراً بَعْدَ عَيْنٍ أَي بَعْدَ مُعاينة، مَعْنَاهُ أَي لَا أَترك الشَّيْءَ وأَنا أُعاينه وأَطلب أَثره بَعْدَ أَن يَغِيبَ عَنِّي، وأَصله أَن رَجُلًا رأَى قاتلَ أَخيه، فَلَمَّا أَراد قَتْلَهُ قَالَ أَفْتَدي بِمِائَةِ نَاقَةٍ، فَقَالَ: لَسْتُ أَطلب أَثراً بعدَ عَيْنٍ، وَقَتَلَهُ. وَمَا بِهَا عَيْنٌ وعَيَنٌ، بِنَصْبِ الْيَاءِ، وَالْعَيْنُ وعائنٌ وعائِنةٌ أَي أَحد، وَقِيلَ: العَيَنُ أَهل الدَّارِ، قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ، ... تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ والأَعيانُ: الإِخوة يَكُونُونَ لأَب وأُم وَلَهُمْ إِخْوَة لعَلَّاتٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: أَن أَعيان بَنِي الأُم يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي العَلَّاتِ ، قَالَ: الأَعيانُ وَلَدُ الرَّجُلِ مِنَ امرأَة وَاحِدَةٍ، مأْخوذ مِنْ عَيْنِ الشَّيْءِ وَهُوَ النَّفِيسُ مِنْهُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذِهِ الأُخوَّة تُسَمَّى المُعايَنة. والأَقْرانُ: بَنُو أُمٍّ مِنْ رجالٍ شَتَّى، وَبَنُو العَلَّاتِ: بَنُو رَجُل مِنْ أُمهات شَتَّى، وَفِي النِّهَايَةِ: فإِذا كَانُوا لأُم وَاحِدَةٍ وآباءٍ شَتى فَهُمُ الأَخْياف، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَن الإِخوة مِنَ الأَب والأُم يَتَوَارَثُونَ دُونَ الإِخوة للأَب. وعَيْنُ الْقَوْسِ: الَّتِي يَقَعُ فِيهَا البُنْدُقُ. وعَيَّنَ عَلَيْهِ: أَخبر السلطانَ بمسَاويه، شَاهِدًا كَانَ أَو غَائِبًا. وعَيَّنَ فُلَانًا: أَخبره بِمَسَاوِيهِ فِي وَجْهِهِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَيْنُ والعِينةُ: الرِّبا. وعَيَّنَ التاجرُ: أَخذ بالعِينةِ أَو أَعطى بِهَا. والعِينةُ: السَّلَفُ، تعَيَّنَ عِينةً وعَيَّنه إِياها. والعَيَنُ: الْجَمَاعَةُ، قَالَ جندلُ بْنُ المُثنَّى: إِذا رَآنِي وَاحِدًا أَو فِي عَيَنْ ... يَعْرِفُني، أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ الأَزهري: يُقَالُ عَيَّنَ التاجرُ يُعَيَّنُ تَعْييناً وعِينةً قَبيحة، وَهِيَ الِاسْمُ، وَذَلِكَ إِذا بَاعَ مِنْ رَجُلٍ سِلعةً بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ إِلى أَجل مَعْلُومٍ، ثُمَّ اشْتَرَاهَا مِنْهُ بأَقل مِنَ الثَّمَنِ الَّذِي بَاعَهَا بِهِ، وَقَدْ كَرِهَ العِينةَ أَكثر الْفُقَهَاءِ ورُويَ فِيهَا النهيُ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَرِهَ العِينةَ ، قَالَ: فإِن اشْتَرَى التَّاجِرُ بحَضْرَةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة مِنْ آخَرَ بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ وَقَبَضَهَا، ثُمَّ بَاعَهَا مِنْ طَالِبِ العِينة بِثَمَنٍ أَكثر مِمَّا اشْتَرَاهُ إِلى أَجل مُسَمَّى، ثُمَّ بَاعَهَا الْمُشْتَرِي مِنَ الْبَائِعِ الأَول بالنَّقد بأَقل مِنَ الثَّمَنِ الَّذِي اشْتَرَاهَا بِهِ، فَهَذِهِ أَيضاً عِينةٌ، وَهِيَ أَهون مِنَ الأُولى، وأَكثر الْفُقَهَاءِ عَلَى إِجازتها عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِهِمْ لَهَا، وَجُمْلَةُ الْقَوْلِ فِيهَا أَنها إِذا تعَرَّت مِنْ شَرْطٍ يُفْسِدُهَا فَهِيَ جَائِزَةٌ، وإِن اشْتَرَاهَا المُتَعيِّنُ بِشَرْطِ أَن يَبِيعَهَا مِنْ بَائِعِهَا الأَول فَالْبَيْعُ فَاسِدٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ، وَسُمِّيَتْ عِينةً لِحُصُولِ النَّقْدِ لِطَالِبِ العِينةِ، وَذَلِكَ أَن العِينةَ اشْتِقاقُها مِنَ العَيْنِ، وَهُوَ النَّقدُ الْحَاضِرُ ويحْصُلُ لَهُ مِنْ فَوْرِه، وَالْمُشْتَرِي إِنما يَشْتَرِيهَا لِيَبِيعَهَا بعَيْنٍ حَاضِرَةٍ تَصِلُ إِليه مُعَجَّلة، وَقَالَ الراجز: وعَيْنُه كالْكَالِىء الضِّمَارِ يُرِيدُ بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه، يَقُولُ: فَهُوَ كَالضِّمَارِ، وَهُوَ الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى. وصَنَع ذَلِكَ عَلَى عَيْنٍ وَعَلَى عَيْنينِ وَعَلَى عَمْدِ عَينٍ

وَعَلَى عَمْدِ عَيْنين كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي عَمْداً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَلَقِيتُهُ قبلَ كلِّ عائِنةٍ وعَيْنٍ أَي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. وَلَقِيتُهُ أَولَ ذِي عَيْنٍ وعائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ أَو أَول كُلِّ شَيْءٍ. وَلَقِيتُهُ مُعاينةً وَلَقِيتُهُ عَينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى أَي مُوَاجَهَةً، وَقِيلَ: لَقِيتُهُ عَينَ عُنَّةٍ [عُنَّةَ] إِذا رأَيته عِياناً وَلَمْ يَرَك. وأَعطاه ذَلِكَ عَينَ عُنَّةٍ [عُنَّةَ] أَي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ أَصحابه. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بِجِدٍّ ويقِين، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني، ... عَمْدَ عَينٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشُّوَيْعِرُ يَعْنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرانَ، وَكَذَلِكَ فَعَلْتُهُ عَمْدًا عَلَى عَيْنٍ، قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبة السُّلميّ: فإِن تَكُ خَيْلي قَدْ أُصِيبَ صميمُها، ... فَعَمْدًا، عَلَى عَيْنٍ، تيَمَّمْتُ مَالِكَا والعَينُ: طَائِرٌ أَصفر الْبَطْنِ أَخضر الظَّهْرِ بعِظَم القُمْرِيِّ. والعِيانُ: حَلْقةُ السِّنَّة، وَجَمْعُهَا عُيُنٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعِيانُ حَلْقة عَلَى طَرَف اللُّومَة والسِّلْبِ والدُّجْرَينِ، وَالْجَمْعُ أَعْيِنةٌ وعُيُنٌ، سِيبَوَيْهِ: ثَقَّلُوا لأَن الْيَاءُ أَخف عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَاوِ، يَعْنِي أَنه لَا يُحْمَلُ بَابُ عُيُنٍ عَلَى بَابِ خُونٍ بالإِجماع لِخِفَّةِ الْيَاءِ وَثِقَلِ الْوَاوِ، وَمَنْ قَالَ أُزْرٌ فَخَفَّفَ، وَهِيَ التَّمِيمِيَّةُ، لَزِمَهُ أَن يَقُولَ عِينٌ فَيَكْسِرَ فَتَصِحَّ الْيَاءُ، وَلَمْ يَقُولُوا عُيْنٌ كَرَاهِيَةَ الْيَاءِ السَّاكِنَةِ بَعْدَ الضَّمَّةِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعِيَانُ حَدِيدَةٌ تكون في مَتاعِ الفَدَّانِ، وَالْجَمْعُ عِينٌ، وَهُوَ فُعْلٌ، فَنَقَلُوا لأَن الْيَاءَ أَخف مِنَ الْوَاوِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: اللُّومَةُ السِّنَّةُ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الأَرض، فإِذا كَانَتْ عَلَى الفَدَّان فَهِيَ العِيانُ، وَجَمْعُهُ عُيُنٌ لَا غَيْرَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تكون في مَتاعِ الفَدَانِ بِالتَّخْفِيفِ، وَالْجَمْعُ عُيُنٌ، بِضَمَّتَيْنِ، وإِن أَسكنت قُلْتَ عُيْنٌ مِثْلُ رُسْلٍ، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ الصِّقَلِّي الفَدَانُ، بالتخفيف، الآلة التي يحرث بِهَا، والفَدَّانُ، بِالتَّشْدِيدِ، المَبْلَغُ الْمَعْرُوفُ. وَيُقَالُ: عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بَيْنَنَا إِذَا أَدَرَّها. وعِينةُ الْحَرْبِ: مادَّتُها، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَا تَحْلُبُ الحربُ مِني، بَعْدَ عِينتِها، ... إِلَّا عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ ورأَيته بِعَائِنَةِ العَدُوِّ أَيْ بِحَيْثُ تَرَاهُ عُيُونُ العَدُوِّ. وَمَا رأَيت ثَمَّ عَائِنَةً أَي إِنساناً. وَرَجُلٌ عَيِّنٌ: سَرِيعُ الْبُكَاءِ. والمَعانُ: المَنْزِل، يُقَالُ: الْكُوفَةُ مَعانٌ مِنَّا أَي مَنْزِلٌ ومَعْلَم، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرَ فِي الصَّحِيحِ لأَنه يَكُونُ فَعَالًا ومَفْعَلًا. وتعَيَّنَ السِّقاءُ: رَقَّ مِنَ القِدَم، وَقِيلَ: التَّعَيُّنُ فِي الْجِلْدِ أَن يَكُونَ فِيهِ دَوَائِرُ رَقِيقَةٌ مِثْلُ الأَعْيُن، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. وسِقاءٌ عَيَّنٌ ومُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ فَلَمْ يُمْسك الماءَ. يُقَالُ: بِالْجِلْدِ عَيَنٌ، وَهُوَ عَيْبٌ فِيهِ، تَقُولُ مِنْهُ: تعَيَّنَ الْجِلْدُ، وأَنشد لِرُؤْبَةَ: مَا بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ، ... وبعضُ أَعراضِ الشُّجون الشُّجَّنِ دارٌ، كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ وشَعِيبٌ عَيِّنٌ وعَيَّنٌ: يَسِيلُ مِنْهَا الْمَاءُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي السِّقَاءِ. والمُعَيَّنُ مِنَ الْجَرَادِ: الَّذِي يُسْلخ فَتَرَاهُ أَبيض وأَحمر، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ يَنَعَ قَالَ: قَالَ: أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد الحَرْشَفُ والمُعَيَّنُ

والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ، قَالَ: فالمُعَيَّنُ الَّذِي يَنسَلخُ فَيَكُونُ أَبيض وأَحمر، والخَيْفانُ نَحْوُهُ، والمُرَجَّلُ الَّذِي تُرَى آثارُ أَجنحته، قَالَ: وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ مِنْ ضُرُوبِ الْجَرَادِ، وَيُقَالُ لَهُ كُدَمُ السَّمُرِ، وَهُوَ الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب، وَهُوَ حَجَلٌ أَحمر عَظِيمٌ. وأَتيت فُلَانًا وَمَا عَيَّنَ لِي بِشَيْءٍ وَمَا عَيَّنَني بِشَيْءٍ أَي مَا أَعطاني شَيْئًا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يدُلَّني عَلَى شَيْءٍ. وعَيْنٌ: مَوْضِعٌ، قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة: فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً، مَا بَينَ عَيْنَ إِلى نَباتَى، الأَثْأَبُ وعَيْنُونة: مَوْضِعٌ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: عِينَيْن، بِكَسْرِ الأَول، جَبَلٌ بأُحُد، وَرُوِيَ عَينَين ، بِفَتْحِهِ، وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ إِبليس يَوْمَ أُحُد فَنَادَى أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قُتِلَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لَهُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يُعَرِّض بِهِ إِني لَمْ أَفِرَّ يومَ عَيْنَينِ، قَالَ عُثْمَانُ: فلِمَ تُعَيِّرني بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ؟ حَكَى الحديثَ الهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَيُقَالُ لِيَوْمِ أُحُد: يَوْمُ عَيْنَين، وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي أَقام عَلَيْهِ الرُّماة يَوْمَئِذٍ، قَالَ الأَزهري: وَبِالْبَحْرَيْنِ قَرْيَةٌ تُعْرَفُ بعَيْنَين، قَالَ: وَقَدْ دَخَلْتُهَا أَنا، وإِليها يُنْسَبُ خُلَيْدُ عَيْنَين، وَهُوَ رَجُلٌ يُهاجي جَرِيرًا، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: ونحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً، ... ويومَ جَدُودٍ لَمْ نُواكِلْ عَنِ الأَصْلِ «1» وعَيْنُ التَّمْرِ: مَوْضِعٌ. ورأْسُ عينٍ ورأْس العَينِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ حَرَّانَ ونَصِيبين، وَقِيلَ: بَيْنَ رَبِيعَةَ ومُضَرَ، قَالَ المُخَبَّلُ: وأَنكحْتَ هَزَّالًا خُليْدَة، بعد ما ... زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدِمَ فلانٌ مِنْ رأْس عَيْنٍ، وَلَا يُقَالُ مِنْ رأْس العَيْنِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دَرَسْتَوَيْه: رأْس عَينٍ قَرْيَةٌ فَوْقَ نَصِيبين، وأَنشد: نَصِيبينُ بِهَا إِخْوانُ صِدْقٍ، ... وَلَمْ أَنْسَ الَّذِينَ برأْسِ عَيْنِ وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: لَا يُقَالُ فِيهَا إِلّا رأْس العَين، بالأَلف وَاللَّامِ، وأَنشد بَيْتَ المُخبَّل، وَقَدْ تَقَدَّمَ آنِفًا، وأَنشد أَيضاً لامرأَة قَتَلَ الزِّبْرقانُ زوجَها: تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بْنُ كعبٍ، ... فَلَيْسَ لخُلْفِها مِنْهُ اعْتِذارُ برأْس العَينِ قَاتِلُ مَنْ أَجَرْتم ... مِنَ الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ وعُيَيْنةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وعَيْنان: اسْمُ مَوْضِعٍ بشِقِّ الْبَحْرَيْنِ كَثِيرُ النَّخْلِ، قَالَ الرَّاعِي: يَحُثُّ بِهِنَّ الحادِيانِ، كأَنما ... يَحُثَّانِ جَبّاراً، بعَيْنَينِ، مُكْرَعا والعَيْنُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلًا وَيَكُونُ بَدَلًا كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: أَعَنْ ترَسَّمْتَ مِنْ خَرْقاءَ مَنزِلَةً، ... ماءُ الصَّبابةِ مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ يُرِيدُ: أَن، قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وَزْنُ عَيْنٍ فَعْل، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَيْعِلًا كَمَيِّتٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ، ثُمَّ حُذِفَتْ عَيْنُ الْفِعْلِ مِنْهُ، لأَن ذَلِكَ هُنَا لَا يَحْسُن مِنْ قِبَلِ أَن هَذِهِ حُرُوفٌ جَوَامِدُ بَعِيدَةٌ عن الحذف

_ (1). 1 قوله" ونحن منعنا إلخ" الشعر للبعيث على ما في التكملة وياقوت لكن الشطر الثاني في ياقوت هكذا: ولم ننب في يومي جدود عن الأسل وذكر أنه وقع به وقعتان وقد ينسب إِلى الأولى منهما فيقال يوم جدود.

فصل الغين المعجمة

وَالتَّصَرُّفِ، وَكَذَلِكَ الغَين. وعَيَّنَ عَيْناً حَسَنَةً: عَمِلَهَا، عَنْ ثَعْلَبٍ. وعائنةُ بَنِي فُلَانٍ: أَموالُهم ورُعْيانُهم. وَبَلَدٌ قَلِيلُ العَيْنِ أَي قَلِيلُ النَّاسِ. وأَسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: إِذَا زالَ عَنْكُمْ أَسْوَدُ الْعَيْنِ كنتُمُ ... كِراماً، وأَنتم مَا أَقامَ أَلائمُ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لِلْحَسَنِ وَاللَّهِ لَعَيْنُك أَكبر مِنْ أَمَدِك ، يَعْنِي شاهدُك ومَنْظَرُكَ أَكبر مِنْ سِنِّك وأَكثر فِي أَمد عُمْرِكَ. وعَينُ كُلِّ شَيْءٍ: شَاهِدُهُ وَحَاضِرُهُ. وَيُقَالُ: أَنت عَلَى عَيْني فِي الإِكرام وَالْحِفْظِ جَمِيعًا، قَالَ تَعَالَى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي . وَرَوَى المُنْذِرِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى قَالَ: يُقَالُ أَصابته مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَن رَجُلًا كَانَ يَنْظُرُ فِي الطَّوَافِ إِلَى حُرَم الْمُسْلِمِينَ فلَطَمَه عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فاسْتَعْدى عَلَيْهِ عُمرَ فَقَالَ: ضرَبك بِحَقٍّ أَصابته عَينٌ مِنْ عُيون اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ، أَراد خَاصَّةً مِنْ خَوَاصِّ اللَّه وَوَلِيًّا مِنْ أَوليائه، وأَنشدنا: فَمَا الناسُ أَرْدَوْهُ، ولكنْ أَصابه ... يَدُ اللَّهِ، والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ وأَما حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: اللَّهُمَّ عَيِّنْ عَلَى سارقِ أَبي بَكْرٍ أَي أَظْهِرْ عَلَيْهِ سَرِقَته. يُقَالُ: عَيَّنْتُ عَلَى السَّارِقِ تَعْييناً إِذا خَصَصْته مِنْ بَيْنِ المُتَّهَمين مِنْ عَيْنِ الشَّيْءِ نفْسِه وَذَاتِهِ، وأَما حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: أَنه قَاسَ العَيْنَ بِبَيْضَةٍ جَعَلَ عَلَيْهَا خُطوطاً وأَراها إِياه ، وَذَلِكَ فِي الْعَيْنِ تُضْرَبُ بِشَيْءٍ يَضْعُفُ مِنْهُ بَصَرُها فَيُعْرَف مَا نَقَصَ مِنْهَا بِبَيْضَةٍ تُخَطُّ عَلَيْهَا خُطوط سُودٌ أَو غَيْرُهَا، وتُنْصَبُ عَلَى مَسَافَةٍ تُدْرِكُهَا الْعَيْنُ الصَّحِيحَةُ، ثُمَّ تُنْصَبُ عَلَى مَسَافَةٍ تُدْرِكُهَا العَيْنُ الْعَلِيلَةُ، وَيُعْرَفُ مَا بَيْنَ الْمَسَافَتَيْنِ فَيَكُونُ مَا يَلْزَمُ الْجَانِي بِنِسْبَةِ ذَلِكَ مِنَ الدِّيَةِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تُقاس العَينُ فِي يَوْمِ غَيْمٍ لأَن الضَّوْءَ يَخْتَلِفُ يَوْمَ الْغَيْمِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ وَلَا يَصِحُّ الْقِيَاسُ. وتَعَيَّنَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ: لَزِمَهُ بعَيْنه. وشِرْبٌ مِنْ عائنٍ أَي مِنْ مَاءٍ سَائِلٍ. وتَعْيينُ الشَّيْءِ: تَخْصِيصُهُ مِنَ الجُمْلة. والمُعَيَّنُ: فحلُ ثَوْرٍ، قَالَ جَابِرُ بْنُ حُرَيْشٍ: ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوارَ، كأَنه ... مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ، إِذا مَا بَرْبَرا وعَيَّنْتُ اللؤلؤةَ ثَقَبْتُها، واللَّه تعالى أَعلم. فصل الغين المعجمة غبن: الغَبْنُ، بِالتَّسْكِينِ، فِي الْبَيْعِ، والغَبَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، فِي الرأْي. وغَبِنْتَ رأْيَك أَي نَسِيته وضَيَّعْته. غَبِنَ الشيءَ وغَبِنَ فِيهِ غَبْناً وغَبَناً: نَسِيَهُ وأَغفله وَجَهِلَهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا، ... وحُسْنَ الجِوارِ، وقُرْبَ النَّسَب. والغَبْنُ: النِّسيان. غَبِنْتُ كَذَا مِنْ حَقِّي عِنْدَ فُلَانٍ أَي نَسِيتُهُ وغَلِطْتُ فِيهِ. وغَبَنَ الرجلَ يَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ بِهِ وَهُوَ ماثلٌ فَلَمْ يَرَهُ وَلَمْ يَفْطُنْ لَهُ. والغَبْنُ: ضَعْفُ الرأْي، يُقَالُ فِي رأْيه غَبْنٌ. وغَبِنَ رَأْيَه، بِالْكَسْرِ، إِذَا نُقِصَه، فَهُوَ غَبِين أَي ضَعِيفُ الرأْي، وَفِيهِ غَبانَة. وغَبِنَ رأْيُه، بِالْكَسْرِ، غَبَناً وغَبَانة: ضَعُف. وَقَالُوا: غَبنَ رأْيَه، فَنَصَبُوهُ عَلَى مَعْنَى فَعَّلَ، وَإِنْ لَمْ يُلْفَظْ بِهِ، أَو عَلَى مَعْنَى غَبِنَ فِي رأْيه، أَو عَلَى التَّمْيِيزِ النَّادِرِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ

بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كَانَ الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زَيْدٍ ورَشِدَ أَمْرُه، فَلَمَّا حُوِّلَ الْفِعْلُ إِلَى الرَّجُلِ انْتَصَبَ مَا بَعْدَهُ بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ، لأَنه صَارَ فِي مَعْنَى سَفَّهَ نَفْسَه، بِالتَّشْدِيدِ؛ هَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكِسَائِيِّ، وَيَجُوزُ عِنْدَهُمْ تَقْدِيمُ هَذَا الْمَنْصُوبِ كَمَا يَجُوزُ غلامَه ضَرَبَ زيدٌ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَمَّا حوَّل الْفِعْلُ مِنَ النَّفْسِ إِلَى صَاحِبِهَا خَرَجَ مَا بَعْدَهُ مُفَسِّراً ليَدُلَّ عَلَى أَن السَّفَه فِيهِ، وَكَانَ حُكْمُهُ أَن يَكُونَ سَفِهَ زَيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لَا يَكُونُ إِلَّا نَكِرَةً، وَلَكِنَّهُ تُرِكَ عَلَى إِضَافَتِهِ وَنُصِبَ كَنَصْبِ النَّكِرَةِ تَشْبِيهًا بِهَا، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَهُ تَقْدِيمُهُ لأَن المُفَسِّرَ لَا يَتَقَدَّم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وطِبْتُ بِهِ نَفْساً، وَالْمَعْنَى ضَاقَ ذَرْعِي بِهِ وطابَتْ نَفْسِي بِهِ. وَرَجُلٌ غَبِينٌ ومَغْبُونٌ فِي الرأْي وَالْعَقْلِ والدِّين. والغَبْنُ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ: الوَكْسُ، غَبَنَه يَغْبِنُه غَبْناً هَذَا الأَكثر أَي خدَعه، وَقَدْ غُبِنَ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَقَدْ حُكِيَ بِفَتْحِ الْبَاءِ «2». وغَبِنْتُ فِي الْبَيْعِ غَبْناً إِذَا غَفَلْتَ عَنْهُ، بَيْعًا كَانَ أَو شِرَاء. وغَبَيْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء، وَهُوَ مِثْلُ الغَبْنِ. ابْنُ بُزُرْج: غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شَدِيدًا وغُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ، وَلَا يَقُولُونَ فِي الرِّبْح إِلَّا رَبِحَ أَشدّ الرِّبح والرَّباحة والرَّباح؛ وَقَوْلُهُ: قَدْ كانَ، فِي أَكل الكَرِيصِ المَوْضُون، ... وأَكْلكِ التَّمْرَ بخُبْزٍ مَسْمُون، لِحَضَنٍ فِي ذَاكَ عَيْشٌ مَغْبُون . قَوْلُهُ: مَغْبُونٌ أَي أَن غَيْرَهُمْ فِيهِ «3»، وَهُمْ يَجِدُونَهُ كأَنه يَقُولُ هُمْ يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنهم لَا يَعِيشونه، وَقِيلَ: غَبَنُوا الناسَ إِذا لَمْ يَنَلْه غيرُهم. وحَضَنٌ هُنَا؛: حيٌّ. والغَبِينَة مِنَ الغَبْنِ: كالشَّتِيمَة مِنَ الشَّتْم. وَيُقَالُ: أَرَى هَذَا الأَمر عَلَيْكَ غَبْناً؛ وأَنشد: أجُولُ فِي الدارِ لَا أَراك، وفي الدّار ... أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ . والمَغْبِنُ: الإِبِطُ والرُّفْغُ وَمَا أَطاف بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا اطَّلى بدأَ بِمَغَابِنِهِ ؛ المَغابِنُ: الأَرْفاغُ، وَهِيَ بَواطِنُ الأَفْخاذ عِنْدَ الحَوالِب، جَمْعُ مَغْبِنٍ مِنْ غَبَنَ الثوبَ إِذَا ثَنَاهُ وَعَطَفَهُ، وَهِيَ مَعاطِفُ الْجِلْدِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: مَنْ مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضأْ ؛ أَمره بِذَلِكَ اسْتِظْهَارًا وَاحْتِيَاطًا، فإِن الْغَالِبَ عَلَى مَنْ يَلْمَسُ ذَلِكَ الموضعَ أَن تَقَعَ يَدُهُ عَلَى ذَكَرِهِ، وقيل: المغابِنُ الأَرْفاغُ وَالْآبَاطُ، وَاحِدُهَا مَغْبِنٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كلُّ مَا ثَنَيْتَ عَلَيْهِ فخذَك فَهُوَ مَغْبِن. وغَبَنْتُ الشيءَ إِذَا خَبَأْته فِي المَغْبِنِ. وغَبنْتُ الثوبَ والطعامَ: مِثْلُ خَبَنْتُ. والغابِنُ: الفاتِرُ عَنِ الْعَمَلِ. والتَّغَابُن: أَن يَغْبِنَ القومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. ويَوْمُ التَّغابُنِ : يَوْمُ الْبَعْثِ، مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن أَهل الْجَنَّةِ يَغْبِنُ فِيهِ أَهلَ النَّارِ بِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَهل الْجَنَّةِ مِنَ النَّعِيمِ ويَلْقَى فِيهِ أَهلُ النَّارِ من العذاب الْجَحِيمِ، ويَغْبِنُ مَنِ ارْتَفَعَتْ منزلتُه فِي الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ دُونَ مَنْزِلَتِهِ، وَضَرَبَ اللَّهُ ذَلِكَ مَثَلًا لِلشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟ وَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ ؛ فَقَالَ: غَبَنَ أَهلُ الْجَنَّةِ أَهلَ النَّارِ أَي اسْتَنْقَصُوا عقولَهم بِاخْتِيَارِهِمُ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمان. ونَظَر الحَسَنُ إِلَى رَجُلٍ غَبَنَ آخَرَ فِي بَيْعٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَغْبِنُ عقلَك أَي يَنْقُصه. وغَبَنَ الثوبَ

_ (2). قوله [وَقَدْ حُكِيَ بِفَتْحِ الْبَاءِ] أي حكي الغبن في البيع والشراء كما هو نص المحكم والقاموس (3). قوله [أَيْ أَنَّ غَيْرَهُمْ فِيهِ] كذا بالأَصل والمحكم أي أن غيرهم يغبنهم فيه. وقوله [إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَعِيشُونَهُ] أي لا يعيشون به

يَغْبِنُه غَبْناً: كَفَّهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: طالَ فَثَناه، وَكَذَلِكَ كَبَنه، وَمَا قُطِعَ مِنْ أَطرافِ الثَّوْبِ فأُسقِطَ غَبَنٌ؛ وَقَالَ الأَعشى: يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ . والغَبْنُ: ثَنْيُ الشَّيْءِ مِنْ دَلْو أَو ثَوْبٍ ليَنْقُصَ مِنْ طُولِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ هَذِهِ النَّاقَةُ مَا شِئْتَ مِنْ ناقةٍ ظَهْراً وكَرَماً غَيْرَ أَنها مَغْبُونة لَا يُعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهَا، وَقَدْ غَبَنُوا خَبَرها وغَبِنُوها أَي لَمْ يَعْلَمُوا عِلْمَها. غدن: الغَدَنُ: سَعَةُ الْعَيْشِ والنَّعْمةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الاسْتِرْخاء وَالْفُتُورُ؛ وَقَالَ القُلاخُ «1»: وَلَمْ تُضِعْ أَولادَها مِنَ البَطَنْ، ... وَلَمْ تُصِبْهُ نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ . أَي عَلَى فَتْرَةٍ وَاسْتِرْخَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالَّذِي أَنشده الأَصمعي فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ ابْنُ جِنِّي: أَحْمَرُ لَمْ يُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ، ... وَلَمْ تُصِبْه نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ . والغَدَنُ: النَّعْمة واللِّينُ. وَإِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ لغَدَناً أَي نَعْمةً ولِيناً، وَكَذَلِكَ الغُدُنَّة. وَإِنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ غُدْنَةٍ وغُدُنَّةٍ أَي رَغْدٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَشك فِي الأُولى. وَفُلَانٌ فِي غُدُنَّةٍ مِنْ عَيْشِهِ أَي فِي نَعْمَةٍ ورَفاهيَة. والغُدَانيُّ والمُغْدَوْدِنُ: الشابُّ النَّاعِمُ. وَشَجَرٌ مُغْدَوْدِنٌ: نَاعِمٌ مُتَثَنٍّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرْضٌ بِهَا التِّينُ مَعَ الرُّمّانِ، ... وعِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ. واغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إِذَا اخْضَرَّ حَتَّى يَضْرِبَ إِلَى السوادِ مِنْ شِدَّةِ رِيِّه. وحَرَجَةٌ مُغْدَوْدِنةٌ: وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ فِي الرِّمالِ حِبَالٌ يَنْبُتُ فِيهَا سَبَطٌ وثُمَامٌ وصَبْغاءُ وثُدّاءُ، وَيَكُونُ وسَطَ ذَلِكَ أَرْطَى وعَلْقى، وَيَكُونُ أُخَرُ مِنْهَا بُلْقاً تراهنَّ بِيضًا، وَفِيهَا مَعَ ذَلِكَ حُمْرَةٌ وَلَا تُنْبِتُ مِنَ العِيدانِ شَيْئًا، فَيُقَالُ لِذَلِكَ الحَبْل الأَشْعَرُ مِنْ جَرَّى نباتِه. شَمِرٌ: المُغْدَوْدِنةُ الأَرض الْكَثِيرَةُ الكلإِ المُلتَفَّةُ؛ يُقَالُ: كلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَي مُلتَفٌّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال . غُدَانيُّ الضَّالِ أَي كَثِيرٌ رَيّانُ مُسْترْخٍ؛ قَالَ رُؤْبَةَ: ودَغْيَةٌ مِنْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ . وَهُوَ الْمُسْتَرْخِي الْمُتَسَاقِطُ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الرَّجُلِ. وأَرض مُغْدَوْدِنةٌ إِذَا كَانَتْ مُعْشبةً. وشابٌّ غَدَوْدَنٌ: نَاعِمٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والشَّبابُ الغُدَانيُّ: الغَضُّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَمَّا رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ، ... بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ، بَعْدَ غُدَانيُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ. غُدَانيُّ الشَّبَابِ: نَعْمَتُه. وَشَعَرٌ غَدَوْدَنٌ ومُغْدَوْدِنٌ: كَثِيرٌ مُلْتَفٌّ طَوِيلٌ. واغْدَوْدَنَ الشَّعَرُ: طَالَ وَتَمَّ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً، ... إِذَا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَها. أَبو عُبَيْدٍ: المُغْدَوْدِنُ الشَّعَرُ الطَّوِيلُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: شَعَرٌ مُغْدَوْدِنٌ شَدِيدُ السَّوَادِ نَاعِمٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبُ أَن الغُدُنَّة لُحْمَةٌ غَلِيظَةٌ فِي اللَّهازم. والغِدَانُ: الْقَضِيبُ الَّذِي تُعَلَّقُ عَلَيْهِ الثِّيَابُ، يَمَانِيَّةٌ.

_ (1). قوله [وقال القلاخ] كذا في الصحاح، قال الصاغاني في التكملة وقال الجوهري: قَالَ الْقُلَاخُ وَلَمْ تَضَعْ إلخ. وللقلاخ بن حزن أرجوزة على هذه القافية ولم أجد ما ذكره الجوهري فيها انتهى. وفي التَّهْذِيبُ قَالَ عُمَرُ بْنُ لجإٍ: ولم تضع إلخ

وَبَنُو غُدْنٍ وَبَنُو غُدَانة: قَبِيلَتَانِ. وغُدانة: حيٌّ مِنْ يَرْبوع؛ قَالَ الأَخطل: واذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنَّمةً، ... مِنَ الحَبَلَّقِ، تُبْنَى حولَها الصِّيَرُ . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عِدَّاناً جَمْعُ عَتُودٍ أَي مِثْلَ عِدَّان، قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَهُ عَلَى الذَّمِّ، والحَبَلَّقُ: غَنمٌ لِطاف الأَجسام لَا تَكْبَرُ. غرن: الغِرْيَنُ والغِرْيَلُ: مَا بَقِيَ فِي أَسفل الْقَارُورَةِ مِنَ الدُّهْن، وَقِيلَ: هُوَ ثُفْلُ مَا صُبِغَ بِهِ. والغِرْيَنُ: مَا بَقِيَ فِي أَسفل الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ مِنَ الْمَاءِ أَو الطين كالغِرْبَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الغِرْيَنُ مَا يَبْقَى مِنَ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ الَّذِي تُبْقى فِيهِ الدَّعاميصُ لَا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ الَّذِي يَبْقَى هُنَالِكَ، وَقِيلَ: الغِرْيَنُ، مِثْلُ الدِّرْهمِ، الطِّينُ الَّذِي يَحْمِلُهُ السَّيْلُ فَيَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرض رَطْبًا أَو يَابِسًا، وَكَذَلِكَ الغِرْيَل وَهُوَ مُبْدَلٌ مِنْهُ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الأَصمعي الغِرْيَنُ أَن يجيء السَّيلُ فَيَثْبُتَ على الأَرض، فإِذا جَفَّ رأَيت الطِّينَ رَقِيقًا عَلَى وَجْهِ الأَرض قَدْ تشَقَّقَ؛ فأَما قَوْلُهُ: تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْيَنِّ ... غُضُونُها، إِذَا تَدانَتْ مِنِّي. إِنَّمَا أَراد الغِرْيَنَ فشَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ، وَالطَّائِفَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ غِرْيَنةٌ. وغَرَّانُ: اسْمُ وادٍ، فَعّالٌ مِنْهُ كأَنَّ ذَلِكَ يَكْثُرُ فِيهِ. التَّهْذِيبُ: غُرانُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بغُرَانَ أَو وَادِي القُرَى اضطربَتْ بِهِ ... نَكْباءُ، بينَ صَباً وبينَ شمالِ . وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غُرانَ: هُوَ بِضَمِّ الْغَيْنِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ وَادٍ قَرِيبٌ مِنَ الحُدَيْبِية، نَزَلَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسِيرِهِ. وأَما غُرابٌ، بِالْبَاءِ، فَجَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الشَّامِ. والغَرَنُ: ذكرُ الغِرْبانِ، وَقِيلَ: هُوَ ذكرُ العَقاعِق، وَقِيلَ: هُوَ شَبِيهٌ بِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَغْرانٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ: الغَرَنُ العُقابُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الغَرَنُ ذَكَرُ العِقْبانِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ سَهُومٍ وغَرَنْ . والسَّهُومُ: الأُنثى منها. غسن: الغُسْنَةُ: الخُصْلةُ مِنَ الشَّعَر، وَكَذَلِكَ الغُسْناةُ؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقطُ: بَيْنَا الفَتى يَخْبِطُ فِي غُسْناتِه، ... إِذْ صَعِدَ الدَّهْرُ إِلَى عِفْراتِه، فاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الرَّجَزُ لجَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ، قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ ثَعْلَبٌ وأَبو عَمْرٍو: فِي غَيْساتِه، قَالَا: والغَيْسةُ النَّعْمةُ والنَّضارة. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْجَمِيلِ: ذُو غُسَنٍ. الأَصمعي: الغُسَنُ خُصَلُ الشَّعَرِ مِنَ المرأَة وَالْفَرَسِ، وَهِيَ الغَدائر. وَقَالَ غَيْرُهُ: الغُسَنُ شَعَرُ النَّاصِيَةِ، فَرَسٌ ذُو غُسَن؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا: مُشْرِفُ الْهَادِي لَهُ غُسَنٌ، ... يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إِحْضارا «1» . أَي يَسْبِقُهَا إِذَا أَحْضَرَ. والغُسَنُ: خُصَلُ الشَّعَرِ مِنَ العُرْفِ وَالنَّاصِيَةِ وَالذَّوَائِبِ، وَفِي الْمُحْكَمِ وَغَيْرِهِ: الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ وَالنَّاصِيَةِ والذوائب؛ قال الأَعشى:

_ (1). قوله [يعرق العلجين] كذا بالأَصل يعرق بالعين المهملة، والعلجين بالتثنية، ومثله في التهذيب إلا أن يعرق فيه بالغين المعجمة

غَدا بتَليلٍ، كجِذْعِ الخِضابِ ... حُرِّ القَذالِ، طويلِ الغُسَنْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْخِضَابُ جَمْعُ خَضْبةٍ وَهِيَ الدَّقْلَةُ مِنَ النَّخْلِ؛ وَمِثْلُهُ لعَدِيّ: وأَحْوَرُ الْعَيْنِ مَرْبُوبٌ لَهُ غُسَنٌ، ... مُقَلَّدٌ مِنْ جيادِ الدُّرِّ أَقْصابا . وَرَجُلٌ غَسّانيٌّ: جميلٌ جِدًّا. والغَيْسان: حِدَّة الشَّبَابِ، وَقِيلَ: الشبابُ، إِنْ جَعَلْتَهُ فَيْعالًا فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: لَا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ، ... والخَبْطُ فِي غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ . والغَمَيْدَرُ: النَّاعِمُ. وَيُقَالُ: لستَ مِنْ غَسَّانه وَلَا غَيْسَانِه أَي مِنْ ضَرْبِه. ولستَ مِنْ غَسَّانِ فُلَانٍ وغَيْسانِه أَي لَسْتَ مِنْ رِجَالِهِ. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي غَيْسانِ شَبَابِهِ أَي فِي نَعْمَةِ شَبَابِهِ وطَراءتِه. وَقَالَ شَمِرٌ: كَانَ ذَلِكَ فِي غَيْسَاتِ شَبَابِهِ وغَيْسانِه بِمَعْنًى واحدٍ أَي فِي حِينه. وَيُقَالُ فِي جَمْعِ الغُسْنَة أَيضاً غُسْناتٌ وغُسُنات؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْ، ... ذِي غُسُناتٍ قَدْ دَعاني أَحْزُمُهْ . السُّلَميُّ: فُلَانٌ عَلَى أَغْسانٍ مِنْ أَبيه وأَعْسَانٍ أَي أَخلاق. وَيُقَالُ: امرأَة غَيْسَة وَرَجُلٌ غَيْسٌ أَي حَسَنٌ، قَالَ: فَهَذَا يَقْضِي بِزِيَادَةِ النُّونِ. وَيُقَالُ: هُوَ فِي غَيْسان شَبابه أَي فِي حُسْنه، وَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ الغُسْنة، وَهِيَ الخُصْلةُ مِنَ الشَّعَرِ، لأَنه فِي نَعْمَةِ شَبابه وَاسْتِرْخَائِهِ كالغُسْنَةِ، فَالنُّونُ عِنْدَهُ أَصلية. أَبو زَيْدٍ: لَقَدْ علمتُ أَنَّ ذَاكَ مِنْ غَسَّانِ قَلْبِكَ أَي مِنْ أَقصى نَفْسِكَ. والغَيْسَانة: النَّاعِمَةُ. والغَيْسانُ: النَّاعِمُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة: غَيْسَانَةٌ ذَلِكَ مِنْ غَيْسانِها . وغَسَّانُ: اسْمُ مَاءٍ نَزَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الأَزْدِ فنُسِبُوا إِلَيْهِ، وَمِنْهُمْ بَنُو جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ؛ قَالَ حَسَّانُ: إِمَّا سأَلتَ، فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ، ... الأَزْدُ نِسْبَتُنا، وَالْمَاءُ غَسَّانُ . وَيُقَالُ: غَسَّان اسْمُ قبيلة. غشن: تَغَشَّنَ الماءُ: رَكِبَه البَعَرُ فِي غَدير وَنَحْوِهِ. والغُشانة: الكُرَابة، وَقَدْ ذُكِرَتْ بِالْعَيْنِ أَيضاً، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَا يَبْقَى فِي الكِبَاسَة مِنَ الرُّطَب إِذَا لُقِطَتْ النَّخْلَةُ الكُرَابة والغُشانة والبُذارة والشَّمَلُ والشُّماشِمُ، والعُشانة بِالْعَيْنِ. غصن: الغُصْنُ: غُصْنُ الشَّجَرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الغُصْنُ مَا تَشَعَّبَ عَنْ سَاقِ الشَّجَرَةِ دِقاقُها وغِلاظُها، وَالْجَمْعُ أَغْصانٌ وغُصُون وغِصَنة، مِثْلَ قُرْطٍ وقِرَطَةٍ، والغُصْنة: الشُّعْبة الصَّغِيرَةُ مِنْهُ. يُقَالُ: غُصْنَة وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ غُصْنٌ، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الغُصْنِ والأَغْصانِ. وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه غَصْناً: قَطَعه وأَخَذَه. وَقَالَ القَنانيُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إِذَا مَدَدْتُهُ إِلَيْكَ، فَهُوَ مَغْصُون. ابْنُ الأَعرابي: غَصَنني فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي يَغْصِنُني أَي ثَنَانِي عَنْهَا وَكَفَّنِي؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقْرأَنيه المُنْذري فِي النَّوَادِرِ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ غَضَنَني، بِالضَّادِ، يَغْضِنُني، وَهُوَ شَمِرٌ، قَالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ. وَمَا غَصَنك عَنِّي أَي مَا شَغَلك، مُشْتَقٌّ مِنَ الغُصْنَة، كَمَا قَالُوا فِي هَذَا الْمَعْنَى: مَا شَعَبك عَنِّي أَي مَا شَغَلك، فَاشْتَقُّوهُ مِنَ الشُّعْبَةِ، والأَعرف مَا غَضَنك عَنِّي. وغَصَّنَ العُنْقُودُ وأَغْصَنَ: كَبُر حَبُّه شَيْئًا. وَثَوْرٌ

أَغْصَن: فِي ذَنَبِهِ بَيَاضٌ. وغُصْنٌ وغُصَيْن: اسْمَانِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسِبُ أَن بَنِي غُصَيْن بَطْنٌ. وأَبو الغُصْن: كُنْيَة جُحَى. غضن: الغَضْنُ والغَضَنُ: الكَسْرُ فِي الجِلْد وَالثَّوْبِ وَالدِّرْعِ وَغَيْرِهَا، وَجَمْعُهُ غُضُون؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذَا مَا انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه، ... رأَيتَ لجاعِرَتَيْه غُضُونا . التَّهْذِيبُ: الغُضُون مكاسِرُ الْجِلْدِ فِي الجَبين والنَّصِيلِ، وَكَذَلِكَ غُضُون الكُمِّ وغُضُونُ دِرْعِ الْحَدِيدِ؛ وأَنشد: تَرَى فوقَ النِّطاقِ لَهَا غُضُونا . وغُضُونُ الأُذُنِ: مَثانِيها، وَكُلُّ تَثَنٍّ فِي ثَوْبٍ أَو جِلْدٍ غَضْنٌ وغَضَنٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغُضُون والتَّغْضِينُ التَّشَنُّجُ؛ وأَنشد: خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي، ... كأَخلاقِ الغَرِيفَةِ، ذَا غُضُونِ. وَاحِدُهَا غَضْنٌ وغَضَنٌ؛ قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ لأَنه عَبَّرَ عَنِ الغُضُون بالتَّشَنُّج الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ، وَالْمَصْدَرُ لَيْسَ يُجْمع فَيَكُونُ لَهُ وَاحِدٌ. وَقَدْ تَغَضَّنَ، وغَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ. والتَّغْضِينُ أَيضاً: الرِّجاعُ. والمُغاضَنَة: المُكاسَرة بِالْعَيْنَيْنِ للرِّيبة. والأَغْضَنُ: الكاسِرُ عَيْنَه خِلْقةً أَو عَدَاوَةً أَو كِبْراً؛ قَالَ: يَا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْضَنِ . والغَضَنُ: تَثَنِّي العُود وتَلَوِّيه. وغَضَنُ العَيْنِ: جِلْدَتُها الظَّاهِرَةُ. وَيُقَالُ للمَجْدُور إِذَا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلدَه: أَصبح جِلْدُهُ غَضْنَة وَاحِدَةً، وَقَدْ يُقَالُ بِالْبَاءِ. ولأُطِيلَنَّ غَضَنَك أَي عَناءَك. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَي لأُطيلَنَّ عَنَاءَكَ، وَيُقَالُ غَضْنك؛ وأَنشد: أَرَيْتَ إِنْ سُقْنا سِياقاً حَسَنا، ... نَمُدُّ مِنْ آباطِهِنَّ الغَضَنا . وغَضَنَه يَغْضِنُه ويَغْضُنُه غَضْناً: حَبَسَهُ. وَيُقَالُ: مَا غَضَنك عَنَّا أَي مَا عَاقَكَ عَنَّا. ابْنُ الأَعرابي: غَصَننِي عَنْ حَاجَتِي يَغْصِنُني، بِالصَّادِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَالصَّوَابُ غَضَنَني يَغْضِنُني لَا غَيْرُ. وغَضَنَتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا وغَضَّنَتْ: أَلقتْه لِغَيْرِ تَمَامٍ قَبْلَ أَن يَنْبُتَ الشَّعَرُ عَلَيْهِ ويَسْتَبِينَ خَلْقُه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِذَلِكَ الْوَلَدِ غَضِينٌ، وَالِاسْمُ الغِضانُ. وغَضَّنَتِ السماءُ وأَغْضَنَت السَّمَاءُ إِغْضاناً: دَامَ مَطَرُهَا. وأَغْضَنَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى: دَامَتْ وأَلَحَّتْ؛ عَنِ ابن الأَعرابي. غفن: التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو عمرو وأَتيته عَلَى إِفَّانِ ذَلِكَ وقِفَّانِ ذَلِكَ وغِفَّانِ ذَلِكَ، قَالَ: وَالْغَيْنُ فِي بَنِي كِلَابٍ. غلن: بِعْتُه بالغَلانية أَي بالغَلاء، قَالَ: هَذَا مَعْنَاهُ «2». وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: وَذَا الشَّنْءِ فاشْنَأْهُ، وَذَا الوُدّ فاجْزِه ... عَلَى وُدِّه، أَو زِدْ عَلَيْهِ الغَلانيا . هُوَ مِنْ هَذَا، إِنما أَراد الغلاءَ أَو الْغَالِي. فإِن قُلْتَ: فإِنّ وَزْنَ الغَلانيا هُنَا الفَعالي وَقَدْ قَالَ سِيبَوَيْهِ إِن الْهَاءَ لَازِمَةٌ لفَعالية، قِيلَ لَهُ: قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ يَكُونُ أَن يُرِيدَ الأَعشى الغَلانية فَحَذَفَ الْهَاءَ ضَرُورَةً لِيَسْلَمَ الرَّوِيّ مِنَ الْوَصْلِ، لأَن هَذَا الشِّعْرَ غَيْرُ مَوْصُولٍ، أَلا تَرَى أَن قَبْلَ هَذَا: مَتى كُنْتُ زَرَّاعاً أَجُرُّ السَّوانيا . وَالْقِطْعَةُ مَعْرُوفَةٌ مِنْ شِعْرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ الْغَلَانِيَا جَمْعُ غَلَانِيَةٍ، وَإِنْ كَانَ هَذَا فِي الْمَصَادِرِ قليلًا. غمن: غَمَنَ الجِلْدَ يَغْمُنُه، بِالضَّمِّ، وغَمَلَهُ إِذَا جَمَعه بَعْدَ سَلْخِه وَتَرْكِهِ مَغْموماً حتى يَسْتَرْخِيَ

_ (2). قوله [هذا معناه] أَي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ هَذَا إلخ لأَنها عبارته

صُوفُه؛ وَقِيلَ: غَمَّه لِيَلِينَ لِلدَّبَّاغِ ويَنْفَسِخَ عَنْهُ صُوفه، فَهُوَ غَمِينٌ وغَميل. وغَمَنَ البُسْرَ: غَمَّه ليُدْرِكَ. وغَمنَ الرجلَ: أَلْقى عَلَيْهِ الثِّيَابَ ليَعْرَق. ونَخْل مَغْمُونٌ: تَقارَبَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ وَلَمْ يَنْفَسِخ كمَغْمول. والغُمْنَة: الغُمْرَة الَّتِي تَطْلِي بِهَا المرأَة وجْهَها؛ قَالَ الأَغلب: لَيْسَتْ مِنَ اللَّائي تُسَوَّى بالغُمَنْ . ويقال: الغُمْنة السَّبيذاجُ. غنن: الغُنَّة: صَوْتٌ فِي الخَيْشُوم، وَقِيلَ: صَوْتٌ فِيهِ ترخيمٌ نحوَ الْخَيَاشِيمِ تَكُونُ مِنْ نَفَسِ الأَنف، وَقِيلَ: الغُنَّة أَن يَجْرِيَ الكلامُ فِي اللَّهاةِ، وَهِيَ أَقل مِنَ الخُنَّة. الْمُبَرِّدُ: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الْخَيْشُومِ، والخُنَّة أَشد مِنْهَا، وَالتَّرْخِيمُ حَذْفُ الْكَلَامِ، غَنَّ يَغَنُّ، وَهُوَ أغنُّ، وَقِيلَ: الأَغَنُّ الَّذِي يُخْرِجُ كَلَامَهُ مِنْ خَيَاشِيمِهِ. وَظَبْيٌ أَغَنُّ: يُخْرِجُ صَوْتَهُ مِنْ خَيْشومه؛ قَالَ: فَقَدَ أَرَنِّي وَلَقَدْ أَرَنِّي ... غُرّاً، كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِ . وَمَا أَدري مَا غَنَّنَهُ أَي جَعَلَهُ أَغَنَّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَغَنُّ الَّذِي يَجْرِي كَلَامُهُ فِي لَهاته، والأَخَنُّ السادُّ الْخَيَاشِيمِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: إِلَّا أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ. الأَغَنُّ مِنَ الغِزْلانِ وَغَيْرِهَا: الَّذِي فِي صَوْتِهِ غُنَّة؛ وَقَوْلُهُ: وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه . أَراد: تُغَنِّنُه، فحوَّل إِحْدَى النُّونَيْنِ يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ فِي تَظَنَّنَتْ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي وَذَكَرَ النُّونَ فَقَالَ: إِنَّمَا زِيدَتِ النُّونُ هَاهُنَا، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَرْفَ مَدٍّ، مِنْ قَبْلِ أَنها حَرْفٌ أَغنّ، وإِنما عنى به أَن حَرْفٌ تَحْدُثُ عَنْهُ الغُنَّة، فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَى الْحَرْفِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: النُّونُ أَشَدُّ الْحُرُوفِ غُنَّةً؛ وَاسْتَعْمَلَ يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ فِي تَصْوِيتِ الْحِجَارَةِ فَقَالَ: إِذَا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا ... يَرْمَعَها، والجَنْدَلَ الأَغَنَّا. وأَغَنَّتِ الأَرضُ: اكْتَهل عُشْبُها؛ وَقَوْلُهُ: فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ، ... بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِ . يَجُوزُ أَن يَكُونَ المُغِنُّ مِنْ نَعْتِ العَميم، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ نَعْتِ الرَّوْضَةِ، كَمَا قَالُوا امرأَة مُرْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. وأَغَنَّ الذُّبابُ: صَوَّت، وَالِاسْمُ الغُنانُ؛ قَالَ: حَتَّى إِذَا الْوَادِي أَغَنَّ غُنانُه . وَرَوْضَةٌ غَنَّاءُ: تَمُرُّ الرِّيحُ فِيهَا غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت مِنْ كَثافةِ عُشْبِها والتفافِه؛ وطيرٌ أَغَنُّ، ووادٍ أَغَنُّ كَذَلِكَ أَي كَثِيرُ العُشْبِ، لأَنه إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَلفه الذِّبَّانُ، وَفِي أَصواتها غُنَّة. ووادٍ مُغِنٌّ إِذَا كَثُرَ ذُبَابُهُ لِالْتِفَافِ عُشبه حَتَّى تَسْمَعَ لِطَيَرَانِهَا غُنَّة، وَقَدْ أَغَنَّ إِغْناناً. وأَما قَوْلُهُمْ وادٍ مُغِنٌّ فَهُوَ الَّذِي صَارَ فِيهِ صوتُ الذُّبَابِ، وَلَا يَكُونُ الذُّبَابُ إِلَّا فِي وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ، وإِنما يُقَالُ وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فَكَثُرَ ذُبابه حَتَّى تَسْمَعَ لأَصواتها غُنَّة، وَهُوَ شَبِيهٌ بالبُحَّة. وأَرض غَنَّاءُ: قَدِ الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ، وعُشْبٌ أَغَنُّ. وَيُقَالُ لِلْقَرْيَةِ الْكَثِيرَةِ الأَهل: غَنَّاء. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَجُلًا أَتى عَلَى وادٍ مُغِنٍ ؛ يُقَالُ: أَغَنَّ الْوَادِي، فَهُوَ مُغِنٌّ أَي كَثُرَتْ أَصواتُ ذُبابه، جُعِلَ الْوَصْفُ لَهُ، وَهُوَ

لِلذُّبَابِ. وغَنَّ الْوَادِي وأَغَنَّ، فَهُوَ مُغِنٌّ: كَثُرَ شَجَرُهُ. وَقَرْيَةٌ غَنَّاء: جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب، وَكُلُّهُ مِنَ الغُنَّةِ فِي الأَنف. وغَنَّ النَّخْلُ وأَغَنَّ: أَدْرك. وأَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَي جَعَلَ غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ. وأَغَنَّ السِّقاءُ إِذَا امتلأَ مَاءً. غون: ابْنُ الأَعرابي: التَّغَوُّنُ الإِصرارُ عَلَى الْمَعَاصِي، والتَّوَغُّنُ الإِقدامُ في الحرب. غين: الْغَيْنُ: حَرْفُ تَهَجٍّ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ، يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ فِي الْغَيْمِ، وَهُوَ السَّحَابُ، وَقِيلَ: النُّونُ بَدَلٌ مِنَ الميمي؛ أَنشد يَعْقُوبُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ يَصِفُ فَرَسًا: فِداءٌ خالَتِي وفِداً صَدِيقي، ... وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ، ... شديدِ الشَّدّ ذِي بَذْلٍ وصَوْنِ كأَنِّي بَيْنَ خافِيَتَيْ عُقابٍ، ... تُرِيدُ حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَيْنِ. أَي فِي يَوْمِ غَيْمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: أَصاب حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَيْنِ . وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ جِنِّي وَغَيْرُهُ: يُرِيدُ حَمَامَةً، كَمَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ، قَالَ: وَهُوَ أَصح مِنْ رِوَايَةِ الْجَوْهَرِيِّ أَصاب حَمَامَةً. وغانَتِ السماءُ غَيْناً وغِينَتْ غَيْناً: طَبَّقَها الغَيمُ. وأَغانَ الغَينُ السَّمَاءَ أَي أَلْبَسها؛ قَالَ رُؤبة: أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ، ... أَمْطَرَ فِي أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ . قَالَ الأَزهري: أَراد بِالْغَيْنِ السَّحَابَ، وَهُوَ الْغَيْمُ، فأَخرجه عَلَى الأَصل. والأَغْيَنُ: الأَخْضَرُ. وَشَجَرَةٌ غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كَثِيرَةُ الْوَرَقِ مُلْتَفَّةُ الأَغصان نَاعِمَةٌ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي العُشْب، وَالْجَمْعُ غِينٌ، وأَشجار غِينٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمْسِي حَمامُه، ... ويُضْحِي عَلَى أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ والغِيْنةُ: الأَجَمَةُ. والغِينُ مِنَ الأَراك والسِّدْر: كَثْرَتُهُ وَاجْتِمَاعُهُ وَحُسْنُهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَنه جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناءِ، وَكَذَلِكَ حُكِيَ أَيضاً الغِينة جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ وَلَا فِي قِيَاسِ الْعَرَبِيَّةِ، إِنَّمَا الغِينَةُ الأَجَمَةُ كَمَا قُلْنَا، أَلا تَرَى أَنك لَا تَقُولُ البِيضَةُ فِي جَمْعُ البَيْضاءِ وَلَا العِيسَةُ فِي جَمْعِ العَيْساء؟ فَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ الغِينَةُ فِي جَمْعِ الغَيْناء، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ لِتَمْكِينِ التأْنيث أَو يَكُونُ اسْمًا لِلْجَمْعِ. والغَيْنة الشَّجْراءُ: مِثْلُ الغَيْضة الْخَضْرَاءِ. وَقَالَ أَبو العَمَيْثل: الغَيْنة الأَشجارُ الْمُلْتَفَّةُ فِي الْجِبَالِ وَفِي السَّهْل بِلَا مَاءٍ، فإِذا كَانَتْ بِمَاءٍ فَهِيَ غَيْضة. والغَيْنُ: شَجَرٌ مُلْتَفٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِمَّا يَضَعُ بِهِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيتِ وَمِنِ اعْتِقَادِهِ أَن الغينَ هُوَ جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناء، وأَن الشِّيَم جَمْعُ أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل، وَذَهَبَ عَنْهُ أَنه فُعْلٌ، غُومٌ وشُومٌ، ثُمَّ كُسِرَتِ الْفَاءُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي بِيضٍ. وغِينَ عَلَى قَلْبِهِ غَيْناً: تغَشَّتْه الشَّهْوةُ، وَقِيلَ: غِينَ عَلَى قَلْبِهِ غُطِّيَ عَلَيْهِ وأُلْبِسَ. وغِينَ عَلَى الرَّجُلِ كَذَا أَي غُطِّيَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنه ليُغانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَستغفرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً ؛ الغَيْنُ: الغَيْمُ، وَقِيلَ: الغَيْنُ شَجَرٌ مُلْتَفٌّ، أَراد مَا يَغْشَاهُ مِنَ السَّهْوِ الَّذِي لَا يَخْلُو مِنْهُ الْبَشَرُ، لأَن قَلْبَهُ أَبداً كَانَ مَشْغُولًا بِاللَّهِ تَعَالَى، فإِن عَرَضَ لَهُ وَقْتاً مَا

فصل الفاء

عَارِضٌ بَشَرِيُّ يَشْغَلُه مِنْ أُمور الأُمّة والملَّة وَمَصَالِحِهِمَا عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا وَتَقْصِيرًا، فيَفْزَعُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي أَنه يتَغَشَّى القلبَ مَا يُلْبِسُه؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يَغْشَى شَيْئًا حَتَّى يُلْبِسَه فَقَدَ غِينَ عَلَيْهِ. وغانَتْ نفْسُه تَغِينُ غَيْناً: غَثَتْ. والغَيْنُ: الْعَطَشُ، غانَ يَغِينُ. وغانتِ الإِبلُ: مثلُ غامَتْ. والغِينة، بِالْكَسْرِ: الصَّدِيدُ، وَقِيلَ: مَا سَالَ مِنَ الْمَيِّتِ، وَقِيلَ: مَا سَالَ مِنَ الْجِيفَةِ. والغَيْنةُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي: ونَكَّبْنَ زُوراً عن مُحَيَّاةَ بعد ما ... بَدَا الأَثْلُ، أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ. وَيُرْوَى الغِينة «1». الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هُوَ آنَسُ مِنْ حُمَّى الغِينِ. والغِينُ: مَوْضِعٌ لأَن أَهلها يُحَمُّون كَثِيرًا. فصل الفاء فتن: الأَزهري وَغَيْرُهُ: جِماعُ مَعْنَى الفِتْنة الِابْتِلَاءُ والامْتِحانُ وَالِاخْتِبَارُ، وأَصلها مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ فتَنْتُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ إِذا أَذبتهما بِالنَّارِ لِتُمَيِّزَ الرَّدِيءَ مِنَ الجيِّدِ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا أَدخلته النَّارَ لِتَنْظُرَ مَا جَوْدَتُه، وَدِينَارٌ مَفْتُون. والفَتْنُ: الإِحْراقُ، وَمِنْ هَذَا قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ؛ أَي يُحْرَقون بِالنَّارِ. وَيُسَمَّى الصَّائِغُ الفَتَّان، وَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلْحِجَارَةِ السُّود الَّتِي كأَنها أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ: الفَتِينُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ، قَالَ: يُقَرَّرونَ وَاللَّهِ بِذُنُوبِهِمْ. ووَرِقٌ فَتِينٌ أَي فِضَّة مُحْرَقَة. ابْنُ الأَعرابي: الفِتْنة الِاخْتِبَارُ، والفِتْنة المِحْنة، والفِتْنة الْمَالُ، والفِتْنة الأَوْلادُ، والفِتْنة الكُفْرُ، والفِتْنةُ اختلافُ النَّاسِ بِالْآرَاءِ، والفِتْنةُ الإِحراق بِالنَّارِ؛ وَقِيلَ: الفِتْنة فِي التأْويل الظُّلْم. يُقَالُ: فُلَانٌ مَفْتُونٌ بِطَلَبِ الدُّنْيَا قَدْ غَلا فِي طَلَبِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الفِتْنة الخِبْرَةُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ؛ أَيْ خِبْرَةً، وَمَعْنَاهُ أَنهم أُفْتِنوا بِشَجَرَةِ الزَّقُّوم وكذَّبوا بِكَوْنِهَا، وَذَلِكَ أَنهم لَمَّا سَمِعُوا أَنها تَخْرُجُ فِي أَصل الْجَحِيمِ قَالُوا: الشَّجَرُ يَحْتَرِقُ فِي النَّارِ فَكَيْفَ يَنْبُت الشجرُ فِي النَّارِ؟ فَصَارَتْ فِتْنَةً لَهُمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَبَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، يَقُولُ: لَا تُظْهِرْهُم عَلَيْنَا فيُعْجبُوا وَيَظُنُّوا أَنهم خَيْرٌ مِنَّا، فالفِتْنة هَاهُنَا إِعجاب الْكُفَّارِ بِكُفْرِهِمْ. وَيُقَالُ: فَتَنَ الرجلُ بالمرأَة وافْتَتَنَ، وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ: فتَنَتْه المرأَةُ إِذا وَلَّهَتْه وأَحبها، وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ: أَفْتَنَتْه؛ قَالَ أَعْشى هَمْدانَ فَجَاءَ بِاللُّغَتَيْنِ: لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ ... سَعِيداً، فأَمْسَى قَدْ قَلا كلَّ مُسْلِم قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي وَيُقَالُ هَذَا الْبَيْتُ لِابْنِ قيسٍ، وَقَالَ الأَصمعي: هَذَا سَمِعْنَاهُ مِنْ مُخَنَّثٍ وَلَيْسَ بثَبَتٍ، لأَنه كَانَ يُنْكِرُ أَفْتَنَ، وأَجازه أَبو زَيْدٍ؛ وَقَالَ هُوَ فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ يَعْنِي قَوْلَهُ: يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وَقَوْلُهُ أَيضاً: إِني وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْ، ... ويوسُفٌ كادَتْ بِهِ المَكايِيدْ قَالَ: وَحَكَى أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجُ فِي أَماليه بِسَنَدِهِ عَنِ الأَصمعي قَالَ: حدَّثنا عُمر بْنُ أَبي زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُم عَمْرٍو بِنْتُ الأَهْتم قَالَتْ: مَرَرْنا وَنَحْنُ جَوَارٍ بِمَجْلِسٍ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ جُبير، وَمَعَنَا جَارِيَةٌ تُغَنِّي بِدُفٍ

_ (1). قوله [ويروى الغينة] أي بكسر الغين كما صرح به ياقوت

مَعَهَا وَتَقُولُ: لَئِنْ فَتَنَتْنِي لَهْيَ بالأَمس أَفتنت ... سَعِيدًا، فأَمسى قَدْ قَلَا كُلَّ مُسْلِمِ وأَلْقى مَصابيحَ القِراءةِ، واشْترى ... وِصالَ الغَواني بالكتابِ المُتَمَّمِ فَقَالَ سَعِيدٌ: كَذَبْتُنَّ كذَبْتنَّ. والفِتْنةُ: إِعجابُك بِالشَّيْءِ، فتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً، فَهُوَ فاتِنٌ، وأَفْتَنَه؛ وأَباها الأَصمعي بالأَلف فأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ: يُعْرِضْنَ إِعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ فَلَمْ يُعْرَفِ الْبَيْتُ فِي الأُرجوزة؛ وأَنشد الأَصمعي أَيضاً: لَئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمسِ أَفتنتْ فَلَمْ يَعْبأْ بِهِ، وَلَكِنَّ أَهل اللُّغَةِ أَجازوا اللُّغَتَيْنِ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: فتَنَه جَعْلَ فِيهِ فِتْنةً، وأَفْتَنه أَوْصَلَ الفِتْنة إِلَيْهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِذا قَالَ أَفْتَنْتُه فَقَدْ تَعَرَّضَ لفُتِنَ، وإِذا قَالَ فتَنْتُه فَلَمْ يتعرَّض لفُتِنَ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: أُفْتِنَ الرجلُ، بِصِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، أَي فُتِنَ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: افْتَتَنَ الرجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ، قَالَ: وَهَذَا صَحِيحٌ، قَالَ: وأَما فتَنْتُه ففَتَنَ فَهِيَ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: فُتِنَ الرجلُ يُفْتَنُ فُتُوناً إِذا أَراد الْفُجُورَ، وَقَدْ فتَنْته فِتْنةً وفُتُوناً، وَقَالَ أَبو السَّفَر: أَفْتَنْتُه إِفْتاناً، فَهُوَ مُفْتَنٌ، وأُفْتِنَ الرَّجُلُ وفُتِنَ، فَهُوَ مَفْتُون إِذا أَصابته فِتْنة فَذَهَبَ مَالُهُ أَو عَقْلُهُ، وَكَذَلِكَ إِذا اخْتُبِرَ. قَالَ تَعَالَى: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً . وَقَدْ فتَنَ وافْتَتَنَ، جَعَلَهُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا، وفتَّنْتُه تَفْتِيناً فَهُوَ مُفَتَّنٌ أَي مَفْتُون جِدًّا. والفُتُون أَيضاً: الافْتِتانُ، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَلْبٌ فاتِنٌ أَي مُفْتَتِنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رَخِيمُ الكلامِ قَطِيعُ القِيامِ، ... أَمْسى فُؤادي بِهَا فاتِنا والمَفْتُونُ: الفِتْنة، صِيغَ الْمَصْدَرُ عَلَى لَفْظِ الْمَفْعُولِ كالمَعْقُول والمَجْلُودِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ؛ قَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَى المَفْتُونِ الَّذِي فُتِنَ بِالْجُنُونِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى الْبَاءِ الطَّرْحُ كأَنه قَالَ أَيُّكم المَفْتُونُ؛ قَالَ أَبو إِسحق: وَلَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْبَاءُ لَغْواً، وَلَا ذَلِكَ جَائِزٌ فِي العربِية، وَفِيهِ قَوْلَانِ لِلنَّحْوِيِّينَ: أَحدهما أَن المفْتُونَ هَاهُنَا بِمَعْنَى الفُتُونِ، مَصْدَرٌ عَلَى الْمَفْعُولِ، كَمَا قَالُوا مَا لَهُ مَعْقُولٌ وَلَا مَعْقُودٌ رَأْيٌ، وَلَيْسَ لِفُلَانٍ مَجْلُودٌ أَي لَيْسَ لَهُ جَلَدٌ وَمِثْلُهُ المَيْسُورُ والمَعْسُورُ كأَنه قَالَ بأَيِّكم الفُتون، وَهُوَ الجُنون، وَالْقَوْلُ الثَّانِي فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ فِي أَيِّ الفَريقينِ المَجْنونُ أَي فِي فِرْقَةِ الإِسلام أَو فِي فِرْقَةِ الْكُفْرِ، أَقامَ الْبَاءَ مُقَامَ فِي؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِن الْبَاءَ فِي قَوْلِهِ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ زَائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً*؛ قَالَ: والمَفْتُون الفِتْنةُ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقول، وَيَكُونُ أَيُّكم الِابْتِدَاءَ وَالْمَفْتُونُ خَبَرُهُ؛ قَالَ: وَقَالَ الْمَازِنِيُّ المَفتون هُوَ رَفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ وَمَا قَبْلَهُ خَبَرُهُ كَقَوْلِهِمْ بِمَنْ مُرورُك وَعَلَى أَيِّهم نُزُولُك، لأَن الأَول فِي مَعْنَى الظَّرْفِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا كَانَتِ الْبَاءُ زَائِدَةً فَالْمَفْتُونُ الإِنسان، وَلَيْسَ بِمَصْدَرٍ، فإِن جُعِلَتِ الْبَاءُ غَيْرَ زَائِدَةٍ فَالْمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الفُتُونِ. وافْتَتَنَ فِي الشَّيْءِ: فُتِن فِيهِ. وفتَنَ إِلى النساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إِليهن: أَراد الفُجُور بهنَّ. والفِتْنة: الضَّلَالُ والإِثم. والفاتِنُ: المُضِلُّ عَنِ الْحَقِّ. والفاتِنُ: الشَّيْطَانُ لأَنه يُضِلُّ العِبادَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: المُسْلم أَخو المُسْلم يَسَعُهُما الماءُ والشجرُ وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الفَتَّانِ ؛ الفَتَّانُ: الشيطانُ الَّذِي يَفْتِنُ النَّاسَ بِخداعِه وَغُرُورِهِ وتَزْيينه الْمَعَاصِي، فإِذا نَهَى الرجلُ أَخاه عَنْ ذَلِكَ فَقَدْ

أَعانه عَلَى الشَّيْطَانِ. قَالَ: والفَتَّانُ أَيضاً اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ للرُّفْقَةِ فِي طَرِيقِهِمْ فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَن يَتَعَاوَنُوا عَلَى اللِّصِّ، وَجَمْعُ الفَتَّان فُتَّان، وَالْحَدِيثُ يُرْوَى بِفَتْحِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا، فَمَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ فَهُوَ وَاحِدٌ وَهُوَ الشَّيْطَانُ لأَنه يَفْتِنُ الناسَ عَنِ الدِّينِ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ فَهُوَ جَمْعُ فاتِنٍ أَي يُعاوِنُ أَحدُهما الآخرَ عَلَى الَّذِينَ يُضِلُّون الناسَ عَنِ الْحَقِّ ويَفْتِنونهم، وفَتَّانٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ فِي الفِتْنة، وَمِنَ الأَول قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَفَتَّانٌ أَنت يَا مُعَاذُ؟ وَرَوَى الزَّجَّاجُ عَنِ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ ؛ اسْتَعْمَلْتُمُوهَا فِي الفِتْنة، وَقِيلَ: أَنَمْتُموها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ؛ أَي أَخلَصناكَ إِخلاصاً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي ؛ أَي لَا تُؤْثِمْني بأَمرك إِيايَ بِالْخُرُوجِ، وَذَلِكَ غَيْرُ مُتَيَسِّرٍ لِي فآثَمُ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وقيل إِن المنافقين هَزَؤُوا بِالْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالُوا يُرِيدُونَ بَنَاتِ الأَصفر فَقَالَ: لَا تَفْتِنِّي أَي لَا تَفْتِنِّي بِبَنَاتِ الأَصفر، فأَعلم اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنهم قَدْ سقَطوا فِي الفِتْنةِ أَي فِي الإِثم. وفتَنَ الرجلَ أَي أَزاله عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ؛ أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك. ابْنُ الأَنباري: وَقَوْلُهُمْ فتَنَتْ فُلَانَةُ فُلاناً، قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَمالته عَنِ الْقَصْدِ، والفِتْنة فِي كَلَامِهِمْ مَعْنَاهُ المُمِيلَةُ عَنِ الْحَقِّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ : فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: لَا تَقْدِرون أَن تَفْتِنُوا إِلا مَنْ قُضِيَ عَلَيْهِ أَن يَدْخُلَ النَّارَ، وعَدَّى بفاتِنين بِعَلَى لأَن فِيهِ مَعْنَى قَادِرِينَ فعدَّاه بِمَا كَانَ يُعَدَّى بِهِ قَادِرِينَ لَوْ لفِظَ بِهِ، وَقِيلَ: الفِتْنةُ الإِضلال فِي قَوْلِهِ: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ ؛ يَقُولُ مَا أَنتم بِمُضِلِّين إِلا مَنْ أَضَلَّه اللَّهُ أَي لَسْتُمْ تُضِلُّونَ إِلا أَهلَ النَّارِ الَّذِينَ سَبَقَ عِلْمُ اللَّهِ فِي ضَلَالِهِمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ ، وأَهل نَجْدٍ يَقُولُونَ بمُفْتِنينَ مِنْ أَفْتَنْتُ والفِتْنةُ: الجُنون، وَكَذَلِكَ الفُتُون. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ؛ مَعْنَى الفِتْنة هَاهُنَا الْكُفْرُ، كَذَلِكَ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والفِتْنةُ الكُفْر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ* . والفِتْنةُ: الفَضِيحة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ فَضِيحَتَهُ، وَقِيلَ: كُفْرَهُ، قال أَبو إِسحق: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اختِبارَه بِمَا يَظْهَرُ بِهِ أَمرُه. والفِتْنة: الْعَذَابُ نَحْوُ تَعْذِيبِ الْكُفَّارِ ضَعْفَى الْمُؤْمِنِينَ فِي أَول الإِسلام ليَصُدُّوهم عَنِ الإِيمان، كَمَا مُطِّيَ بلالٌ عَلَى الرَّمْضاء يُعَذَّبُ حَتَّى افْتَكَّه أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فأَعتقه. والفِتْنةُ: مَا يَقَعُ بَيْنَ النَّاسِ مِنَ الْقِتَالِ. والفِتْنةُ: الْقَتْلُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي سُورَةِ يُونُسَ: عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ؛ أَي يَقْتُلَهُمْ؛ وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِني أَرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم ، فإِنه يَكُونُ الْقَتْلُ وَالْحُرُوبُ وَالِاخْتِلَافُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ إِذا تَحَزَّبوا، وَيَكُونُ مَا يُبْلَوْنَ بِهِ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا فيُفْتَنُونَ بِذَلِكَ عَنِ الْآخِرَةِ وَالْعَمَلِ لَهَا. وَقَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ؛ يَقُولُ: أَخاف أَن يُعْجُبوا بهنَّ فَيَشْتَغِلُوا عَنِ الْآخِرَةِ وَالْعَمَلِ لَهَا. والفِتْنةُ: الاختِبارُ. وفتَنَه يَفْتِنُه: اختَبَره. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ : قِيلَ: مَعْنَاهُ يُخْتَبَرُونَ بِالدُّعَاءِ إِلى الْجِهَادِ، وَقِيلَ: يُفْتَنُونَ بإِنزال الْعَذَابِ وَالْمَكْرُوهِ.

والفَتْنُ: الإِحرَاق بِالنَّارِ. وفتَنَ الشيءَ فِي النَّارِ يَفْتِنُه: أَحرقه. والفَتِينُ مِنَ الأَرض: الحَرَّةُ الَّتِي قَدْ أَلْبَسَتْها كُلَّها حجارةٌ سُودٌ كأَنها مُحْرَقة، وَالْجَمْعُ فُتُنٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: كُلُّ مَا غَيَّرَتْهُ النارُ عَنْ حَالِهِ فَهُوَ مَفْتُون، وَيُقَالُ للأَمة السَّوْدَاءِ مَفْتونة لأَنها كالحَرَّةِ فِي السَّوَادِ كأَنها مُحْترقَة؛ وَقَالَ أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ: غِراسٌ كالفَتائِنِ مُعْرَضاتٌ، ... عَلَى آبارِها، أَبداً عُطُونُ وكأَنَّ وَاحِدَةَ الفَتائن فَتينة، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْوَاحِدَةُ فَتِينة، وَجَمْعُهَا فَتِين؛ قَالَ الكميتُ: ظَعَائِنُ مِنْ بَنِي الحُلَّافِ، تَأْوي ... إِلى خُرْسٍ نَواطِقَ، كالفَتِينا «2» . فَحَذَفَ الْهَاءَ وَتَرَكَ النُّونَ مَنْصُوبَةً، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: كالفِتِينَا. وَيُقَالُ: وَاحِدَةُ الفِتِينَ فِتْنَةٌ مِثْلُ عِزَةٍ وعِزِينَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فِتُونَ فِي الرَّفْعِ، وفِتِين فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ. والفِتْنَةُ: الإِحْراقُ. وفَتَنْتُ الرغيفَ فِي النَّارِ إِذا أَحْرَقْته. وفِتْنَةُ الصَّدْرِ: الوَسْواسُ. وفِتْنة المَحْيا: أَن يَعْدِلَ عَنِ الطَّرِيقِ. وفِتْنَةُ المَمات: أَنْ يُسْأَلَ فِي الْقَبْرِ. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ؛ أَي أَحرقوهم بِالنَّارِ المُوقَدَةِ فِي الأُخْدُود يُلْقُون المؤْمنين فِيهَا ليَصُدُّوهم عَنِ الإِيمان. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ؛ قَالَ: فَتَنُوهم بِالنَّارِ أَي امْتَحَنُوهم وَعَذَّبُوهُمْ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى امْتِحانَ عَبِيدِهِ الْمُؤْمِنِينَ باللَّأْواءِ ليَبْلُوَ صَبْرَهم فيُثيبهم، أَو جَزَعَهم عَلَى مَا ابْتلاهم بِهِ فَيَجْزِيهم، جَزاؤُهم فِتْنةٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَلَمْ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ؛ جاءَ فِي التَّفْسِيرِ: وَهُمْ لَا يُبْتَلَوْنَ فِي أَنفسهم وأَموالهم فيُعْلَمُ بِالصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ الصادقُ الإِيمان مِنْ غَيْرِهِ، وَقِيلَ: وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَهُمْ لَا يُمْتَحَنُون بِمَا يَبِينُ بِهِ حَقِيقَةُ إِيمانهم؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ؛ أَي اخْتَبَرْنا وابْتَلَيْنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى مُخْبِراً عَنِ المَلَكَيْنِ هارُوتَ ومارُوتَ: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ؛ مَعْنَاهُ إِنما نَحْنُ ابتلاءٌ واختبارٌ لَكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه اللَّهُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ يَتُوبُ ثُمَّ يَعُودُ ثُمَّ يَتُوبُ، مِنْ فَتَنْتُه إِذا امْتَحنْتَه. وَيُقَالُ فِيهِمَا أَفْتَنْتُه أَيضاً، وَهُوَ قَلِيلٌ: قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهَا فِيمَا أَخرجه الاخْتِبَار لِلْمَكْرُوهِ، ثمَّ كَثُر حَتَّى اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى الإِثم وَالْكُفْرِ وَالْقِتَالِ والإِحراق والإِزالة والصَّرْفِ عَنِ الشَّيْءِ. وفَتَّانَا القَبْرِ: مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: وإِنكم تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ ؛ يُرِيدُ مُساءَلة مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ، مِنَ الفتنةِ الِامْتِحَانِ، وَقَدْ كَثُرَتِ اسْتِعَاذَتُهُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَبِي تُفْتَنونَ وعنِّي تُسْأَلونَ أَي تُمْتَحَنُون بِي فِي قُبُورِكُمْ ويُتَعَرَّف إِيمانُكم بنبوَّتي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سَمِعَ رَجُلًا يتعوَّذ مِنَ الفِتَنِ فَقَالَ: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهْلًا وَلَا مَالًا؟ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ عزَّ وَجَلَّ: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ* ، وَلَمْ يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاختلافِ. وَهُمَا فَتْنَانِ أَي ضَرْبانِ ولَوْنانِ؛ قَالَ نَابِغَةُ بَنِي جَعْدة: هُمَا فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عَلَيْهِ ... لِسَاعَتِه، فآذَنَ بالوَداعِ

_ (2). قوله [من الحلاف] كذا بالأصل بهذا الضبط، وضبط في نسخة من التهذيب بفتح الحاء المهملة

الْوَاحِدُ: فَتْنٌ؛ وَرَوَى أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيّ قَوْلَ عُمَرَ بْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: إِمّا عَلَى نَفْسِي وإِما لَهَا، ... والعَيْشُ فِتْنَان: فَحُلْوٌ ومُرّ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الفِتْنُ النَّاحِيَةُ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: فَتْنانِ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، أَي حَالَانِ وفَنَّانِ، قَالَ ذَلِكَ أَبو سَعِيدٍ قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَنَّانِ أَي ضَرْبانِ. والفِتانُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ: غِشاء يَكُونُ للرَّحْل مِنْ أَدَمٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقي، ... ومَكانُهنَّ الكُورُ والنِّسْعانِ والجمع فُتُنٌ. فجن: الفَيْجَنُ والفَيْجَلُ: السَّذاب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحسبها عَرَبِيَّةً صَحِيحَةً. وَقَدْ أَفْجَنَ الرجلُ إِذا دَامَ عَلَى أَكل السَّذاب. فحن: الأَزهري: أَمَّا فَحَنَ فأَهمله اللَّيْثُ: قَالَ: وفَيْحانُ اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَ: وأَظنه فَيْعالٌ مِنْ فَحَنَ. والأَكثر أَنه فَعْلان مِنَ الأَفْيَح، وَهُوَ الواسِعُ، وسمَّت الْعَرَبُ المرأَة فَيْحُونة. فدن: الفَدَنُ: القَصْرُ المَشِيدُ؛ قَالَ المُثَقِّبُ العَبْديّ: يُنْبِي تَجاليدِي وأَقْتادَها ... ناوٍ، كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ وَالْجَمْعُ أَفْدانٌ؛ وأَنشد كَمَا تَرَاطَنَ فِي أَفْدانِها الرُّومُ وَبِنَاءٌ مُفَدَّنٌ: طَوِيلٌ. والفَدانُ، بِتَخْفِيفِ الدَّالِ: الَّذِي يَجْمَعُ أَداةَ الثَّوْرَيْنِ فِي القِرانِ للحَرْثِ، وَالْجَمْعُ أَفْدِنَةٌ وفُدُنٌ. والفَدَّانُ: كالفَدَانِ، فَعَّال بِالتَّشْدِيدِ، وَقِيلَ: الفَدَّانُ الثَّوْرُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَداَّنُ الثَّوْرَانِ اللَّذَانِ يُقْرَنَانِ فَيُحْرَثُ عَلَيْهِمَا، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْوَاحِدِ مِنْهُمَا فدانٌ. أَبو عَمْرٍو: الفَدَّانُ وَاحِدُ الفَدَادِينِ، وَهِيَ الْبَقَرُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: أَنشدني أَبو خَلِيفَةَ الحُصَيْنِيُّ لِرَجُلٍ يَصِفُ الجُعَل: أَسْوَدُ كَاللَّيْلِ، وَلَيْسَ بِاللَّيْلِ، ... لَهُ جناحانِ، وَلَيْسَ بالطَّيْر، يَجُرُّ فَداَّناً، وَلَيْسَ بالثَّوْر فَجَمَعَ بَيْنَ الرَّاءِ وَاللَّامِ فِي الْقَافِيَةِ وَشَدَّدَ الفَدَّانَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الفَدَان، بِتَخْفِيفِ الدَّالِ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: تَقُولُ الْعَامَّةُ الفَدَّان، وَالصَّوَابُ الفَدَان، بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ وَرَوَاهُ عَنْهُ أَصحابه فَدَان، بِالتَّخْفِيفِ، وَجَمَعَهُ عَلَى أَفْدِنة وَقَالَ: العِيَانُ حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي مَتَاعِ الفَدَان، وَضَبَطُوا الفَدَان بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ: وأَما الفَدَّان، بِالتَّشْدِيدِ، فَهُوَ الْمَبْلَغُ الْمُتَعَارَفُ، وَهُوَ أَيضاً الثَّوْرُ الَّذِي يُحْرَثُ بِهِ، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي الْحَسَنِ الصِّقِلِّي فِي تَرْجَمَةِ عَيْنٍ قَالَ: الفدَان، بِالتَّخْفِيفِ، الْآلَةُ التي يحرث بها. والفَدَّان أَيضاً: المَزْرَعة. وفُدَيْنٌ والفُدَيْنُ: مَوْضِعٌ. والفَدَنُ صِبْغ أَحمر. فرن: الفُرْنُ: الَّذِي يُخْبَزُ عَلَيْهِ الفُرْنيُّ، وَهُوَ خُبْز غَلِيظٌ نُسِبَ إِلى مَوْضِعِهِ، وَهُوَ غَيْرُ التَّنُّورِ؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلِيُّ يَمْدَحُ دُبَيَّة السُّلَمِيّ: نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُكَلَّلاتٍ ... مِنَ الفُرْنِيِّ، يَرْعَبُها الجَميلُ وَيُرْوَى: نُقابل، بِالْبَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ

يُقَابَلُ بِالْيَاءِ وَالْبَاءِ، وَالضَّمِيرُ يَعُودُ إِلى دُبَيَّة؛ وَقَبْلَهُ: فنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْيافِ تَذْحى، ... رِحالَهُمُ، شآمِيَةٌ بَلِيلُ يُقَالُ: ذَحاه يَذْحُوه ويَذْحَاه طَرَدَهُ، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ. وَقَالَ الخليلُ: الفُرنيّ طَعَامٌ، وَاحِدَتُهُ فُرْنِيَّةٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الفُرْن شَيْءٌ يُخْتَبَز فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَحسبه عَرَبِيًّا. غَيْرُهُ: الفُرْنُ المَخْبَز، شَامِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ أَفْرانٌ. والفُرنْيَّةُ: الخُبْزَة المُسْتديرة الْعَظِيمَةُ، مَنْسُوبَةٌ إِلى الفُرْنِ. والفُرْنِيُّ: طَعَامٌ يُتَّخَذُ، وَهِيَ خُبْزَة مُسَلَّكَة مُصَعْنَبَة مَضْمُومَةُ الْجَوَانِبِ إِلى الْوَسَطِ، يُسَلَّكُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ ثُمَّ تُرَوَّى لَبَنًا وَسَمْنًا وسُكَّراً، وَاحِدَتُهُ فُرْنِيَّة. والفارِنَة: خَبَّازة هَذَا الفُرْنِيّ الْمَذْكُورِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ المُخْتَبَزُ فُرْناً. وَفِي كَلَامِ بَعْضِ الْعَرَبِ: فإِذا هِيَ مِثْلُ الفُرْنِيَّة الْحَمْرَاءِ. والفُرْنِيُّ: الرَّجُلُ الغليظُ الضخمُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وطاحَ، فِي المَعْرَكةِ، الفُرْنِيُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والفُرْنِيُّ أَيضاً الضَّخْمُ مِنَ الْكِلَابِ، وأَنشد بَيْتَ العجاج هذا. فرتن: أَبو سَعِيدٍ: الفَرْتَنَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ «1». تَشْقِيقُ الْكَلَامِ والاهْتِماشُ فِيهِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يُفَرْتِنُ فَرْتَنةً. وفَرْتَنَى: الأَمَةُ والزانيةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه ثُلَاثِيٌّ عَلَى رأْي ابْنِ حَبِيبٍ، وأَن نُونَهُ زَائِدَةٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَرْتَنى معرَّفاً بالأَلف وَاللَّامِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الهَلُوكُ والمُومِسَة. وفَرَتَ الرجلُ يَ 9 فْرُتُ فَرْتاً: فَجَر؛ قَالَ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للأَمة الفَرْتَنَى. وَابْنُ الفَرْتَنَى: وَهُوَ ابْنُ الأَمةِ البَغِيِّ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الأَمة فَرْتَنَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ الأَحْوَلُ ابْنُ فَرْتَنَى وَابْنُ تُرْنَى يُقَالَانِ لِلَّئِيمِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: فَرْتَنَى الأَمةُ، وَكَذَلِكَ تُرْنَى؛ قَالَ الأَشهب بْنُ رُمَيْلَةَ. أَتانِيَ مَا قَالَ البَعِيثُ ابنُ فَرْتَنَى، ... أَلم تَخْشَ، إِذ أَوْعَدْتَها، أَن تُكَذّبا؟ وَقَالَ جَرِيرٌ: أَلم تَرَ أَنِّي، إِذ رَمَيْتُ ابْنَ فَرْتَنَى ... بصَمَّاءَ، لَا يَرْجُو الحياةَ أَمِيمُها وَقَالَ أَيضاً: مَهْلًا بَعِيثُ، فإِنَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى ... حَمْراءُ، أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداما قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد الأَمة، وَكَانَتْ أُمُّ البَعِيثِ حمراءَ مِنْ سَبْي أَصْفَهان، وَابْنُ تُرْنَى ذَكَرَهُ فِي تَرَنَ. وفَرْتَنَى، مَقْصُورٌ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: عَفا ذُو حُساً مِنْ فَرْتَنَى فالفَوارِعُ، ... فَجَنْبا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ وفَرْتَنَى أَيضاً: قَصْرٌ بمَرْوِ الرُّوذِ كَانَ ابْنُ خَازِمٍ قَدْ حَاصَرَ فِيهِ زُهَيْرَ بْنُ ذُؤَيْبٍ العَدَوِيّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الهَزَارْمَرْدُ. فرجن: الفِرْجَونُ: المِحَسَّةُ. وَقَدْ فَرْجَنَ الدابةَ بالفِرْجَوْن أَي بالمِحَسَّة أَي حَسَّها، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. فرزن: الفِرْزانُ: مِنْ لُعَبِ الشِّطْرَنْج، أَعجمي مُعَرَّبٌ، وَجَمْعُهُ فَرَازِينُ «2». فرسن: الفُرَاسِنُ والفِرْسَانُ مِنَ الأُسْد، واعْتَدَّ سِيبَوَيْهِ الفِرْناسَ ثُلَاثِيًّا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والفِرْسِنُ: فِرْسِنُ الْبَعِيرِ، وهي مؤنثة، وجمعها

_ (1). قوله [الفرتنة عند العرب إلخ] وهي أيضاً بهذا الضبط: التقارب في المشي كما في القاموس والتكملة (2). الفرزان، في الشطرنج، الملَكَة

فَراسِنُ. وَفِي الفَراسِنِ السُّلامَى: وَهِيَ عِظَامُ الفِرْسِن وقَصَبُها، ثُمَّ الرُّسْغ فَوْقَ ذَلِكَ، ثُمَّ الوَظِيفُ، ثُمَّ فَوْقَ الوَظِيفِ مِنْ يَدِ الْبَعِيرِ الذِّراعُ، ثُمَّ فَوْقَ الذِّرَاعِ العَضُدُ، ثُمَّ فَوْقَ العَضُدِ الكتفُ، وَفِي رِجْلِهِ بَعْدَ الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثُمَّ الوظيفُ ثُمَّ السَّاقُ ثُمَّ الْفَخْذُ ثُمَّ الوَرِكُ، وَيُقَالُ لِمَوْضِعِ الفِرْسِن مِنَ الْخَيْلِ الحافرُ ثُمَّ الرُّسْغُ. والفِرْسِنُ مِنَ الْبَعِيرِ: بِمَنْزِلَةِ الْحَافِرِ مِنَ الدَّابَّةِ، قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ فِي الشَّاةِ. قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنها مِنْ فَرسْتُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَالَّذِي لِلشَّاةِ هُوَ الظِّلْفُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ فِرسِنَ شَاةٍ ؛ الفِرْسِنُ: عَظْمٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَهُوَ خُفَّ البعير كالحافر للدابة. فرصن: فَرْصَنَ الشيءَ: قَطَعَهُ؛ عن كراع. فرعن: الفَرْعَنَةُ: الكِبْرُ والتَّجَبُّر. وفِرْعَوْنُ كُلِّ نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره؛ قَالَ القَطامِي: وشُقَّ البَحْرُ عَنْ أَصحابِ مُوسَى، ... وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الكِفارُ الكِفارُ: جَمْعُ كَافِرٍ كَصَاحِبٍ وَصِحَابٍ، وَفِرْعَوْنُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ مِنْ هَذَا، وإِنما تَرَكَ صَرْفَهُ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ لأَنه لَا سَمِيَّ لَهُ كإِبليس فِيمَنْ أَخذه مِنْ أَبْلَسَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن فِرْعَوْنَ هَذَا العَلَم أَعجميٌّ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُصْرَفْ. الْجَوْهَرِيُّ: فِرْعَوْنُ لَقَبُ الْوَلِيدِ بْنِ مُصْعَبٍ مَلِكِ مِصْرَ. وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ، والعُتاةُ: الْفَرَاعِنَةُ. وَقَدْ تَفَرْعَنَ وَهُوَ ذُو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمة. الأَزهري: مِنَ الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ؛ قَالَ شَمِرٌ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى فِرْعَوْنِ مُوسَى، وَقِيلَ: الفِرْعَوْنُ بِلُغَةِ القِبْط التّمسَاح، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ خَالَوِيهْ عَنِ الْفَرَّاءِ فُرْعُون، بِضَمِّ الْفَاءِ، لُغَةٌ نَادِرَةٌ. فشن: فَيْشُونُ: اسْمُ نَهَرٍ؛ حَكَاهُ صاحبُ الْعَيْنِ عَلَى أَنه قَدْ يَكُونُ فَعْلُوناً، وإِن لَمْ يَحْكِ سِيبَوَيْهِ هَذَا الْبِنَاءَ. اللَّيْثُ: فَيْشُون اسْمُ نَهَرٍ، وأَفْشِيُونُ أَعجمي. فطن: الفِطْنَةُ: كَالْفَهْمِ. والفِطْنَة: ضِدُّ الغَباوة. وَرَجُلٌ فَطِنٌ بَيِّنُ الفِطْنة والفَطَنِ وَقَدْ فَطَنَ لِهَذَا الأَمر، بِالْفَتْحِ، يَفْطُنُ فِطْنَة وفَطُنَ فَطْناً وفَطَناً، وفُطُناً وفُطُونة وفَطانة وفَطَانية، فَهُوَ فاطِنٌ لَهُ وفَطُون وفَطِين وفَطِنٌ وفَطُنٌ وفَطْنٌ وفَطُونة، وَقَدْ فَطِنَ، بِالْكَسْرِ، فِطْنة وفَطَانة وفَطَانيةً، وَالْجَمْعُ فُطْنٌ، والأُنثى فَطِنَة؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: إِلى خِدَبٍّ سَبِطٍ ستِّيني، ... طَبٍّ بذاتِ قَرْعِها فَطُونِ وَقَالَ الْآخَرُ: قالتْ، وكنتُ رَجُلًا فَطِينَا: ... هَذَا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرائينا وَقَالَ قَيْسُ بنُ عاصمٍ فِي الْجَمْعِ لَا يَفْطُنُونَ لعَيْبِ جارِهِمِ، ... وهُمُ لِحِفْظِ جِوارِه فُطْنُ والمُفاطَنَةُ: مُفَاعلة مِنْهُ. اللَّيْثُ: وأَما الفَطِنُ فَذُو فِطْنَةٍ للأَشياء، قَالَ: وَلَا يَمْتَنِعُ كُلُّ فِعْلٍ مِنَ النُّعُوتِ مِنْ أَن يُقَالَ قَدْ فَعُلَ وفَطُنَ أَي صَارَ فَطِناً إِلَّا الْقَلِيلُ. وفَطَّنه لِهَذَا الأَمر تَفْطِيناً: فَهَّمَه. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يُفطِّنُ القارَةَ إِلا الحِجارة؛ القارةُ: أُنثى الذِّئبَةِ. وفاطَنَةُ فِي الْحَدِيثِ: راجَعَه؛ قَالَ الرَّاعِي:

إِذا فاطَنَتْنا فِي الحديثِ تَهَزْهَزَتْ ... إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَوانِحُ وَيُقَالُ: فَطِنْتُ إِليه وَلَهُ وَبِهِ فِطْنَةً وفَطانة. وَيُقَالُ: لَيْسَ لَهُ فُطْنٌ أَي فِطْنةٌ. فكن: فَكَنَ فِي الْكَذِبِ: لَجَّ ومَضى. وتَفَكَّنَ: تأَسَّفَ وتَلَهَّفَ، وَقِيلَ: هُوَ التَّلَهُّفُ على الشيءِ يفوتك بعد ما ظَنَنْتَ أَنك ظَفِرْتَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ التَّنَدُّمُ، قَالَ الشَّاعِرُ: وَلَا خارِب، إِن فَاتَهُ زادُ ضَيْفِه ... يَعَضُّ عَلَى إِبْهامه، يَتَفَكَّنُ «1» ابْنُ الأَعرابي: الفُكْنَةُ النَّدَامَةُ، وَقِيلَ: النَّدَامَةُ عَلَى الْفَائِتِ، والتَّفَكُّنُ: التَّنَدُّمُ عَلَى مَا فَاتَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ العالِم مَثلُ الحَمَّةِ مِنَ الْمَاءِ يأْتيها البُعَداءُ وَيَتْرُكُهَا القُرَباءُ، حَتَّى إِذا غَاضَ ماؤُها بَقِيَ قَوْمُهُ يَتَفَكَّنُونَ ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَتَفَكَّنُونَ أَي يَتَنَدَّمُون «2». اللِّحْيَانِيُّ: أَزْدُ شَنُوأَةَ يَقُولُونَ يَتَفَكَّهُون، وَتَمِيمٌ تَقُولُ يَتَفَكَّنُون، وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ أَي تَعَجَّبُونَ، وَقَالَ عِكْرِمة: تَنَدَّمُونَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَفَكَّهْتُ وتَفَكَّنْتُ أَي تَنَدَّمْتُ، قَالَ رُؤْبَةُ: أَما جَزاءُ العارِفِ المُسْتَيْقِنِ ... عندَك، إِلا حاجةُ التَّفَكُّنِ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُزاحِماً يَقُولُ تَفَكَّنَ وتَفَكَّرَ وَاحِدٌ، واللَّه أَعلم. فلن: فُلانٌ وفُلانَةُ: كِنَايَةٌ عَنْ أَسماء الْآدَمِيِّينَ. والفُلانُ والفُلانَةُ: كِنَايَةٌ عَنْ غَيْرِ الْآدَمِيِّينَ. تَقُولُ الْعَرَبُ: رَكِبْتُ الفُلانَ وحَلَبْتُ الفُلانة. ابْنُ السَّرَّاج: فُلانٌ كِنَايَةٌ عَنِ اسْمٍ سُمِّيَ بِهِ المُحَدَّثُ عَنْهُ، خَاصٌّ غَالِبٌ. وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ: يَا فُلُ فَتُحْذَفُ مِنْهُ الأَلف وَالنُّونُ لِغَيْرِ تَرْخِيمٍ، وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لَقَالُوا يَا فُلا، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ ضَرُورَةً؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فِي لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ وَاللُّجَّةُ: كَثْرَةُ الأَصوات، وَمَعْنَاهُ أَمسك فُلَانًا عَنْ فُلَانٍ. وفلانٌ وفلانةُ: كِنَايَةٌ عَنِ الذَّكَرِ والأُنثى مِنَ النَّاسِ، قَالَ: وَيُقَالُ فِي غَيْرِ النَّاسِ الفُلانُ والفُلانَةُ بالأَلف وَاللَّامِ. اللَّيْثُ: إِذا سُمِّيَ بِهِ إِنسان لَمْ يَحْسُنْ فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ. يُقَالُ: هَذَا فلانٌ آخَرُ لأَنه لَا نَكِرَةَ لَهُ، ولكن العرب إِذا سَمَّوْابه الإِبلَ قَالُوا هَذَا الفُلانُ وَهَذِهِ الفُلانة، فإِذا نُسِبْتَ قُلْتَ فلانٌ الفُلانِيُّ، لأَن كُلَّ اسْمٍ يُنْسَبُ إِليه فإِن الْيَاءَ الَّتِي تَلْحَقُهُ تُصَيِّرُهُ نَكِرَةً، وبالأَلف وَاللَّامِ يَصِيرُ مَعْرِفَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ لَقِيتُ فُلَانًا، إِذا كَنَيْت عَنِ الْآدَمِيِّينَ قُلْتَهُ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، وإِذا كَنَيْتَ عَنِ الْبَهَائِمِ قُلْتَهُ بالأَلف وَاللَّامِ؛ وأَنشد فِي تَرْخِيمِ فُلَانٍ: وهْوَ إِذا قِيلَ لَهُ: وَيْهاً، فُلُ ... فإِنه أَحْجِ بِه أَن يَنْكَلُ وهْو إِذا قِيلَ لَهُ: وَيْهاً، كُلُ ... فإِنه مُوَاشِكٌ مُسْتَعْجِلُ وَقَالَ الأَصمعي فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبو تُرَابٍ: يُقَالُ قُمْ يَا فُلُ وَيَا فُلاه، فَمَنْ قَالَ يَا فُلُ فَمَضَى فَرَفَعَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ فَقَالَ قُمْ يَا فُلُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: يقالُ لمِثْلِي: وَيْهاً فُلُ وَمَنْ قَالَ يَا فُلاه فسكن أَثبت الْهَاءَ فَقَالَ قُلْ ذَلِكَ يَا فُلاه، وإِذا مَضَى قَالَ يَا فُلا قُلْ ذَلِكَ، فَطَرَحَ وَنَصَبَ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: قَوْلُهُمْ يَا فُلُ ليس بترخيم

_ (1). 1 قوله «ولا خارب» الذي في نسخة من التهذيب: ولا خائب. (2). 2 في النهاية: حَتَّى إِذَا غَاضَ مَاؤُهَا بقي قوم يتفكَّنون أي يتندمون والفكنة الندامة على الفائت.

وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ. ابْنُ بُزُرْج: يَقُولُ بَعْضُ بَنِي أَسدٍ يَا فُلُ أَقبل وَيَا فُلُ أَقبلا وَيَا فُلُ أَقبلوا، وَقَالُوا للمرأَة فِيمَنْ قَالَ يَا فُلُ أَقْبِلْ: يَا فُلانَ أَقبلي، وَبَعْضُ بَنِي تَمِيمٍ يَقُولُ يَا فُلانَةُ أَقبلي، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَا فُلاةُ أَقبلي. وَقَالَ غَيْرُهُمْ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ يَا فُلُ أَقبل، وَلِلِاثْنَيْنِ يَا فُلانِ، وَيَا فُلُونَ لِلْجَمْعِ أَقبلوا، وللمرأَة يَا فُلَ أَقْبِلي، وَيَا فُلَتانِ، وَيَا فُلاتُ أَقْبِلْنَ، نَصَبَ فِي الْوَاحِدَةِ لأَنه أَراد يَا فُلَة، فَنَصَبُوا الْهَاءَ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فلانٌ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْكَ وأُسَوِّدْكَ؟ مَعْنَاهُ يَا فلانُ، قَالَ: وَلَيْسَ تَرْخِيمًا لأَنه لَا يُقَالُ إِلا بِسُكُونِ اللَّامِ، وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لَفَتَحُوهَا أَو ضَمُّوهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتْ تَرْخِيمًا وإِنما هِيَ صِيغَةٌ ارْتُجِلَتْ فِي بَابِ النِّدَاءِ، وَقَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ؛ وأَنشد: فِي لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ فَكَسَرَ اللَّامَ لِلْقَافِيَّةِ. قَالَ الأَزهري: لَيْسَ بِتَرْخِيمِ فُلانٍ، وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ، فَبَنُو أَسد يُوقِعُونَها عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَغَيْرُهُمْ يُثَنِّي وَيَجْمَعُ وَيُؤَنِّثُ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: إِنه تَرْخِيمُ فُلَانٍ، فَحُذِفَتِ النُّونُ لِلتَّرْخِيمِ والأَلف لِسُكُونِهَا، وَتُفْتَحُ اللَّامُ وَتُضَمُّ عَلَى مَذْهَبَيِ التَّرْخِيمِ. وَفِي حَدِيثِ أُسامة فِي الْوَالِي الْجَائِرِ: يُلْقى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتابُه فَيُقَالُ لَهُ أَي فُلْ أَين مَا كُنْتَ تَصِفُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: لَمْ أَتخذ فُلَانًا الشيطانَ خَلِيلًا، قَالَ: وتصديقُه: وَكَانَ الشَّيْطَانُ للإِنسان خَذُولًا؛ قَالَ: وَيُرْوَى أَن عُقْبة بْنِ أَبي مُعَيْطٍ هُوَ الظَّالِمُ هَاهُنَا، وأَنه كَانَ يأْكل يَدَيْهِ نَدَماً، وأَنه كَانَ عَزْمٌ عَلَى الإِسلام فَبَلَغَ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ فَقَالَ لَهُ أُميةُ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِك حرامٌ إِن أَسلمت وإِن كَلَّمْتُكَ أَبداً فَامْتَنَعَ عُقْبَةُ مِنَ الإِسلام، فإِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكل يَدَيْهِ نَدَمًا، وَتَمَنَّى أَنه آمَنَ وَاتَّخَذَ مَعَ الرَّسُولِ إِلى الْجَنَّةِ سَبِيلًا وَلَمْ يَتَّخِذْ أُمية بْنِ خَلَفٍ خَلِيلًا، وَلَا يَمْتَنِعُ أَن يَكُونَ قَبُولُهُ مِنْ أُمية مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ وإِغوائه. وفُلُ بْنُ فُلٍ: مَحْذُوفٌ، فأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَا يُقَالُ فُل يَعْنِي بِهِ فُلَانٌ إِلا فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِهِ: فِي لَجَّةٍ، أَمسك فُلَانًا عَنْ فُلِ وأَما يَا فُلْ الَّتِي لَمْ تُحْذَفُ مِنْ فُلَانٍ فَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النِّدَاءِ، قَالَ: وإِنما هُوَ كَقَوْلِكَ يَا هَناه، وَمَعْنَاهُ يَا رَجُلُ. وفلانٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وَبَنُو فُلان: بَطنٌ نَسَبُوا إِليه، وَقَالُوا فِي النَّسَبِ الفُلانيّ كَمَا قَالُوا الهَنِيّ، يَكْنُونَ بِهِ عَنْ كُلِّ إِضافة. الخليلُ: فلانٌ تَقْدِيرُهُ فُعال وَتَصْغِيرُهُ فُلَيِّنٌ، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ هُوَ فِي الأَصل فُعْلانٌ حُذِفَتْ مِنْهُ وَاوٌ، قَالَ: وَتَصْغِيرُهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ فُلَيَّانٌ، وكالإِنسان حُذِفَتْ مِنْهُ الْيَاءُ أَصله إِنْسِيان، وَتَصْغِيرُهُ أُنَيْسِيانُ، قَالَ: وَحُجَّةُ قولهم فُلُ بن فُلٍ كَقَوْلِهِمْ هَيُّ بْنُ بَيٍّ وهَيَّانُ بنُ بَيَّانَ. وَرُوِيَ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: فلانٌ نُقْصانُه يَاءٌ أَو وَاوٌ مِنْ آخِرِهِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، لأَنك تَقُولُ فِي تَصْغِيرِهِ فُلَيَّانٌ، فَيَرْجِعُ إِليه مَا نَقَصَ وَسَقَطَ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فلانٌ مِثْلَ دُخانٍ لَكَانَ تَصْغِيرُهُ فُلَيِّنٌ مِثْلُ دُخَيِّنٍ، وَلَكِنَّهُمْ زَادُوا أَلفاً وَنُونًا عَلَى فُلَ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ: إِذْ غَضِبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ، ... تُدافِعُ الشِّيبَ وَلَمْ تُقَتَّلِ، فِي لَجَّةٍ، أَمْسِكْ فُلَانًا عن فُلِ فلسطن: فِلَسْطِينُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ: الكورَةُ الْمَعْرُوفَةُ فيما بين الأُرْدُنّ وديار مِصْرَ، حَمَاهَا اللَّهُ

تَعَالَى، وأُمُّ بِلَادِهَا بيتُ المَقْدِسِ. فلكن: قَوْسٌ فَيْلَكُونٌ: عَظِيمَةٌ؛ قال الأَسوَدُ ابنُ يَعفُرَ: وكائِنْ كَسَرْنا مِنْ هَتُوفٍ مُرِنَّةٍ، ... عَلَى القومِ، كانتْ فَيْلكُونَ المَعابِلِ وَذَلِكَ أَنه لَا تُرْمى المعابلُ وَهِيَ النِّصال المُطَوَّلة إِلا عَلَى قَوْسٍ عَظِيمَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَيْلَكُونُ البَرْدِيُّ «1»، هُوَ فَيعَلُول. فنن: الفَنُّ: وَاحِدُ الفُنُون، وَهِيَ الأَنواع، والفَنُّ الحالُ. والفَنُّ: الضَّرْبُ مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَفنان وفُنونٌ، وَهُوَ الأُفْنُون. يُقَالُ: رَعَيْنا فُنُونَ النَّباتِ، وأَصَبْنا فُنُونَ الأَموال؛ وأَنشد: قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِنْ أَفْنانِه، ... كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ مِنْهُ حَبِرْ والرجلُ يُفَنِّنُ الْكَلَامَ أَي يَشْتَقُّ فِي فَنٍّ بَعْدَ فنٍّ، والتَّفَنُّنُ فِعْلك. وَرَجُلٌ مِفَنٌّ: يأْتي بِالْعَجَائِبِ، وامرأَة مِفَنَّة. وَرَجُلٌ مِعَنٌّ مِفَنٌّ: ذُو عَنَنٍ وَاعْتِرَاضٍ وَذُو فُنُون مِنَ الْكَلَامِ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: إِنَّ لَنَا لكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه وافْتَنَّ الرَّجُلُ فِي حَدِيثِهِ وَفِي خُطْبته إِذا جَاءَ بالأَفانين، وَهُوَ مثلُ اشْتَقَّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فافْتَنَّ، بَعْدَ تَمامِ الوِرْدِ، ناجِيةً، ... مثْلَ الهِرَاوَةِ ثِنْياً بِكْرُها أَبِدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَسَّرَ الْجَوْهَرِيُّ افْتَنَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ بِقَوْلِهِمُ افْتَنَّ الرَّجُلُ فِي حَدِيثِهِ وخُطْبته إِذا جَاءَ بالأَفانين، قَالَ: وَهُوَ مثلُ اشْتَقَّ، يُرِيدُ أَن افْتَنَّ فِي الْبَيْتِ مُسْتَعَارٌ مِنْ قَوْلِهِمُ افْتَنَّ الرَّجُلُ فِي كَلَامِهِ وَخُصُومَتِهِ إِذا تَوَسَّعَ وَتَصَرَّفَ، لأَنه يُقَالُ افْتَنَّ الحمارُ بأُتُنه واشْتَقَّ بِهَا إِذا أَخذ فِي طَرْدِها وسَوْقها يَمِينًا وَشِمَالًا وَعَلَى اسْتِقَامَةٍ وَعَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ؛ فَهُوَ يَفْتَنُّ فِي طَرْدِها أَفانينَ الطَّرْدِ؛ قَالَ: وَفِيهِ تَفْسِيرٌ آخَرُ وَهُوَ أَن يَكُونَ افْتَنَّ فِي الْبَيْتِ مِنْ فَنَنْتُ الإِبلَ إِذا طَرَدْتَهَا، فَيَكُونُ مِثْلَ كسَبْته واكتَسَبْته فِي كَوْنِهِمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَيَنْتَصِبُ نَاجِيَةً بأَنه مَفْعُولٌ لافْتَنَّ مِنْ غَيْرِ إِسقاط حَرْفِ جَرٍّ، لأَن افْتَنَّ الرَّجُلُ فِي كَلَامِهِ لَا يتعدَّى إِلا بِحَرْفِ جَرٍّ؛ وَقَوْلُهُ: ثِنياً بِكْرُهَا أَبِدُ أَي وَلَدَت بَطْنَين، وَمَعْنَى بِكْرُها أَبِدٌ أَي وَلَدُها الأَول قَدْ تَوَحَّشَ مَعَهَا. وافْتَنَّ: أَخذ فِي فُنُونٍ مِنَ الْقَوْلِ. والفُنُونُ: الأَخلاطُ مِنَ النَّاسِ. وإِن الْمَجْلِسَ لَيَجْمَعُ فُنُوناً مِنَ النَّاسِ أَي نَاسًا لَيْسُوا مِنْ قَبِيلَةٍ وَاحِدَةٍ. وفَنَّنَ الناسَ: جَعَلَهُمْ فُنُوناً. والتَّفْنينُ: التَّخْلِيطُ؛ يُقَالُ: ثوبٌ فِيهِ تَفْنين إِذا كَانَ فِيهِ طَرَائِقُ لَيْسَتْ مِنْ جِنْسه. والفَنَّانُ فِي شِعْرِ الأَعشى: الحمارُ؛ قَالَ: الْوَحْشِيُّ الَّذِي يأْتي بفُنُونٍ مِنَ العَدْوِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَبَيْتُ الأَعشى الَّذِي أَشار إِليه هُوَ قَوْلُهُ: وإِنْ يَكُ تَقْرِيبٌ مِنَ الشَّدِّ غالَها ... بمَيْعَةِ فَنَّانِ الأَجارِيِّ، مُجْذِمِ والأَجارِيُّ: ضُروبٌ مِنْ جَرْيه، وَاحِدُهَا إِجْرِيّا، والفَنُّ: الطَّرْدُ. وفَنَّ الإِبلَ يَفُنُّها فَنّاً إِذا طَرَدَهَا؛ قَالَ الأَعشى: والبِيضُ قَدْ عَنَسَتْ وَطَالَ جِرَاؤُها، ... ونَشَأْنَ فِي فَنٍّ وَفِي أَذْوادِ وفَنَّه يَفُنُّه فَنّاً إِذا طَرَدَهُ. والفَنُّ: العَناء. فنَنْتُ الرجلَ أَفُنُّه فَنّاً إِذا عَنَّيْتَه، وفنَّه يَفُنُّه فَنّاً:

_ (1). قوله [الفيلكون البردي] وأيضاً القار أو الزفت كما في القاموس والتكملة

عَنَّاه؛ قَالَ: لأَجْعَلَنْ لِابْنَةٍ عَمْروٍ فَنَّا، ... حَتَّى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنَّا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فَنًّا أَيْ أَمْرًا عَجَباً، وَيُقَالُ: عَناءً أَيْ آخُذُ عَلَيْهَا بالعَناء حَتَّى تَهَبَ لِي مَهْرَها. والفَنُّ: المَطْلُ. والفَنُّ: الغَبْنُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وامرأَة مِفَنَّة: يَكُونُ مِنَ الغَبْنِ وَيَكُونُ مِنَ الطَّرْدِ والتَّغْبِيَة. وأُفْنُونُ الشَّبابِ: أوَّله، وَكَذَلِكَ أُفْنُونُ السَّحَابِ. والفَنَنُ: الغُصْنُ الْمُسْتَقِيمُ طُولًا وعَرْضاً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والفَنَنُ الشَّارِقُ والغَرْبيُ والفَنَنُ: الغُصْنُ، وَقِيلَ: الغُصْنُ القَضِيب يَعْنِي الْمَقْضُوبَ، والفَنَنُ: مَا تشَعَّبَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَفْنان. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُجاوِزُوا بِهِ هَذَا الْبِنَاءَ. والفَنَنُ: جَمْعُهُ أَفْنانٌ، ثُمَّ الأَفانِينُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ رَحىً: لَهَا زِمامٌ مِنْ أَفانِينِ الشَّجَرْ وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ: مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ، حَتَّى ... أغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظَّلام فَإِنَّهُ اسْتَعَارَ لِلظُّلْمَةِ أَفْناناً، لأَنها تسْتُر الناسَ بأَستارها وأَوراقِها كَمَا تَسْتُرُ الْغُصُونَ بأَفنانها وأَوراقها. وَشَجَرَةٌ فَنْواءُ: طَوِيلَةُ الأَفْنانِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ذَواتا أَفْنانٍ ؛ قَالَ: ظِلُّ الأَغصانِ عَلَى الحِيطانِ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: فَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ ذَواتا أغصانٍ، وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ ذَوَاتَا أَلوان، وَاحِدُهَا حِينَئِذٍ فَنّ وفَنَنٌ، كَمَا قَالُوا سَنٌّ وسَنَنٌ وعَنٌّ وعَنَنٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: واحدُ الأَفنان إِذَا أَردت بِهَا الأَلوان فَنٌّ، وَإِذَا أردْتَ بِهَا الأَغصان فَوَاحِدُهَا فَنَنٌ. أَبو عَمْرٍو: شَجَرَةٌ فَنْواء ذَاتُ أَفنان. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ يَنْبَغِي فِي التَّقْدِيرِ فَنَّاء. ثَعْلَبٌ: شَجَرَةٌ فَنَّاء وفَنْواء ذَاتُ أَفْنانٍ، وأَما قَنْواء، بِالْقَافِ، فَهِيَ الطَّوِيلَةُ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الفُنُون تَكُونُ فِي الأَغصان، والأَغصان تَكُونُ فِي الشُّعَبِ، والشُّعَبُ تَكُونُ فِي السُّوق، وَتُسَمَّى هَذِهِ الفُروعُ، يَعْنِي فروعَ الشَّجَرِ، الشَّذَبَ، والشَّذَبُ العِيدانُ الَّتِي تَكُونُ فِي الفُنون. وَيُقَالُ للجِذعِ إِذَا قُطِعَ عِنْدَ الشَّذَب: جِذْعٌ مُشَذَّبٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: يُرادَا عَلَى مِرْقاةِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ يُرادا أَيْ يُدارا. يُقَالُ: رادَيْتُه ودارَيْتُه. والفَنَنُ: الفَرْع مِنَ الشَّجَرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ سِدْرة المُنْتَهَى: يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّ الفَنَنِ مائةَ سَنةٍ. وامرأَة فَنْواء: كَثِيرَةُ الشَّعَرِ، وَالْقِيَاسُ فِي كُلِّ ذَلِكَ فَنَّاء، وشعَر فَيْنان؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: مَعْنَاهُ أَن لَهُ فُنُونًا كأَفنانِ الشَّجَرِ، وَلِذَلِكَ صُرِفَ، وَرَجُلٌ فَيْنان وامرأَة فَينانة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ لأَن الْمُذَكَّرَ فَيْنان مَصْرُوفٌ مُشْتَقٌّ مِنْ أَفنان الشَّجَرِ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: امرأَة فَيْنَى كَثِيرَةُ الشَّعَرِ، مَقْصُورٌ، قَالَ: فَإِنْ كَانَ هَذَا كَمَا حَكَاهُ فَحُكْمُ فَيْنان أَنْ لَا يَنْصَرِفَ، قَالَ: وأُرى ذَلِكَ وهَماً مِنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهلُ الْجَنَّةِ مُرْدٌ مُكَحَّلون أُولو أَفانِين ؛ يُرِيدُ أُولو شُعور وجُمَم. وأَفانِينُ: جَمْعُ أَفنان، وأَفنانٌ: جَمْعُ فَنَنٍ، وَهُوَ الخُصلة مِنَ الشَّعَرِ، شُبِّهَ بِالْغُصْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَنْفُضْنَ أَفنانَ السَّبيبِ والعُذَرْ يَصِفُ الخيلَ ونَفْضَها خُصَل شَعَرِ نَوَاصِيهَا وأَذنابها؛ وَقَالَ المَرَّار: أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّد، بعدَ ما ... أَفْنانُ رأْسِك كالثَّغام المُخْلِسِ؟

يَعْنِي خُصَلَ جُمَّة رأْسِه حِينَ شَابَ. أَبو زَيْدٍ: الفَينان الشَّعَرُ الطَّوِيلُ الحسَنُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَيْنانٌ فَيعال مِنَ الفَنَن، وَالْيَاءِ زَائِدَةٌ. التَّهْذِيبُ: وَإِنْ أَخذت قَوْلَهُمْ شَعَرٌ فَيْنانٌ مِنَ الفَنَن وَهُوَ الْغُصْنُ صَرَفْتَهُ فِي حَالَيِ النَّكِرَةِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَإِنْ أَخذته مِنَ الفَيْنة وَهُوَ الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ أَلحقته بِبَابِ فَعْلان وفَعْلانة، فَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ وَلَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: جاءَت امرأَةٌ تَشْكُو زوجَها فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُرِيدينَ أَنْ تزَوَّجِي ذَا جُمَّةٍ فَينانة عَلَى كُلِّ خُصلة مِنْهَا شَيْطَانٌ ؛ الشَّعَرُ الفَيْنانُ: الطَّوِيلُ الْحَسَنُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: فَنَّنَ فلانٌ رأْيه إِذَا لَوَّنه وَلَمْ يَثْبُتُ عَلَى رأْي وَاحِدٍ. والأَفانِينُ: الأَساليب، وَهِيَ أَجناس الْكَلَامِ وطُرُقه. وَرَجُلٌ مُتفَنِّنٌ أَيْ ذُو فُنون. وتَفنَّنَ: اضْطَرَبَ كالفَنَن. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَفنَّن اضْطَرَبَ وَلَمْ يَشْتقَّه مِنَ الفَنن، والأَول أَولى؛ قَالَ: لَوْ أَن عُوداً سَمْهَريّاً مِنْ قَنا، ... أَوْ مِنْ جِيادِ الأَرْزَناتِ أَرْزَنا، لَاقَى الَّذِي لاقَيْتُه تَفنَّنا والأُفْنونُ: الْحَيَّةُ، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ المُسِنَّة، وَقِيلَ: الدَّاهِيَةُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ أَحمر فِي الأُفْنون الْعَجُوزِ: شَيْخٌ شآمٍ وأُفْنونٌ يَمانِيةٌ، ... مِنْ دُونِها الهَوْلُ والمَوْماة والعِلَلُ وَقَالَ الأَصمعي: الأُفْنون مِنَ التَّفَنُّن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَيْتُ ابْنِ أَحمر شَاهِدٌ لِقَوْلِ الأَصمعي، وقولُ يَعْقُوبَ إنَّ الأُفْنون الْعَجُوزُ بعِيدٌ جِدًّا، لأَنَّ ابنَ أَحمر قَدْ ذَكَرَ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ مَا يَشْهَد بأَنها مَحْبُوبَتُهُ، وَقَدْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا القَفْرُ والعِلل. والأُفْنون مِنَ الغُصن: المُلتفُّ. والأُفنون: الجَرْيُ الْمُخْتَلِطُ مِنْ جَرْي الْفَرَسِ وَالنَّاقَةِ. والأُفنون: الْكَلَامُ المُثبَّجُ مِنْ كَلَامِ الهِلْباجة. وأُفْنون: اسْمُ امرأَة، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ شَاعِرٍ سُمِّيَ بأَحد هَذِهِ الأَشياء. والمُفَنَّنة مِنَ النِّسَاءِ: الْكَبِيرَةُ السَّيِّئَةُ الخُلُق؛ وَرَجُلٌ مُفَنَّنٌ كَذَلِكَ. والتَّفْنِينُ: فِعْلُ الثَّوْب إِذَا بَلِيَ فتفَزَّرَ بعضُه مِنْ بَعْضٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: التَّفْنِينُ تفَزُّر الثَّوْبِ إِذَا بَليَ مِنْ غَيْرِ تَشَقُّقٍ شَدِيدٍ، وَقِيلَ: هُوَ اخْتِلَافُ عمَله برِقَّة فِي مَكَانٍ وَكَثَافَةٍ فِي آخَرَ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ أَبانَ بْنِ عُثْمَانَ: مَثَلُ اللَّحْن فِي الرَّجُلِ السَّريِّ ذِي الْهَيْئَةِ كالتَّفنِين فِي الثَّوْبِ الجيِّد. وَثَوْبٌ مُفَنَّنٌ: مُخْتَلِفٌ. ابْنُ الأَعرابي: التَّفْنِينُ البُقعة السَّخيفة السَّمِجة الرَّقِيقَةُ فِي الثَّوْبِ الصَّفِيقِ وَهُوَ عَيْبٌ، والسَّريُّ الشَّرِيفُ النَّفِيسُ مِنَ النَّاسِ. والعربُ تَقُولُ كنتُ بِحَالِ كَذَا وَكَذَا فَنَّةً مِنَ الدَّهْرِ وفَيْنةً مِنَ الدَّهْرِ وضَرْبة مِنَ الدَّهْرِ أَيْ طرَفاً مِنَ الدَّهْرِ. والفَنِينُ: وَرَمٌ فِي الإِبط وَوَجَعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَا تَنْكِحي، يَا أَسْمَ، إِنْ كنتِ حُرَّةً ... عُنَيْنةَ نَابًا نُجَّ عَنْهَا فَنِينُها نَصَبَ نَابًا عَلَى الذَّمِّ أَوْ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ عُنَينة أَيْ هُوَ فِي الضَّعْفِ كَهَذِهِ النَّابِ الَّتِي هَذِهِ صِفَتُها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَكَذَا وَجَدْنَاهُ بِضَبْطِ الحامِض نُجَّ، بِضَمِّ النُّونِ، وَالْمَعْرُوفُ نَجَّ. وَبَعِيرٌ فَنِينٌ ومَفْنون: بِهِ وَرَمٌ فِي إِبِطِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا مارَسْت ضِغْناً لابنِ عَمّ، ... مِراسَ البَكْر فِي الإِبِطِ الفَنِينا أَبو عُبَيْدٍ: اليَفَنُ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْفَاءِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ،

فصل القاف

الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: الشَّيْخُ الْفَانِي، وَالْيَاءُ فِيهِ أَصلية؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ يَفْعَلُ لأَن الدَّهْرَ فَنَّه وأَبلاه، وَسَنَذْكُرُهُ فِي يفن. والفَيْنانُ: فرس قرانة بْنِ عُوَيَّة الضَّبّيّ، وَاللَّهُ أَعلم. فنفن: فَنْفَنَ الرجلُ إِذَا فَرَّقَ إِبِلَهُ كَسَلًا وتوانِياً. فهكن: تَفَهْكَن الرجلُ: تنَدَّم؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَلَيْسَ بثَبت. فون: التَّهْذِيبُ: التَّفَوُّن الْبَرَكَةُ وحُسْن النَّماء. فين: الفَيْنةُ: الحينُ. حَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: لَقِيتُهُ فَيْنةَ، والفَيْنةَ بَعْدَ الفَيْنة، وَفِي الفَيْنة، قَالَ: فَهَذَا مِمَّا اعْتَقب عَلَيْهِ تَعْرِيفَانِ: تَعْرِيفُ الْعَلَمِيَّةِ، والأَلف وَاللَّامُ، كَقَوْلِكَ شَعوب والشَّعُوب لِلْمَنِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلَّا وَلَهُ ذَنْبٌ قَدِ اعْتاده الفَيْنة بَعْدَ الفَيْنَة أَي الْحِينَ بَعْدَ الْحِينِ وَالسَّاعَةَ بَعْدَ السَّاعَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فِي فَيْنة الارْتِياد وَرَاحَةِ الأَجساد. الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: الفَيْنة الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ، قَالَ: وَإِنْ أَخذتَ قَوْلَهُمْ شَعَرٌ فَيْنانٌ مِنَ الفَنَن، وَهُوَ الْغُصْنُ، صَرَفْتَهُ فِي حَالَيِ النَّكِرَةِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَإِنْ أَخذته مِنَ الفَيْنة، وَهُوَ الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ، أَلحقته بِبَابِ فَعْلان وفَعْلانة فَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ وَلَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَرَجُلٌ فَيْنانٌ: حَسَنُ الشَّعَرِ طَوِيلُهُ، وَهُوَ فَعْلان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: إِذْ أَنا فَيْنانٌ أُناغِي الكُعَّبا وَقَالَ آخَرُ: فرُبَّ فَيْنانٍ طويلٍ أَمَمُه، ... ذِي غُسُناتٍ قَدْ دَعاني أَحْزُمُه وَقَالَ الشَّاعِرُ: وأَحْوَى، كأَيْمِ الضالِ أَطرقَ بعد ما حَبا، ... تحتَ فَيْنانٍ مِنَ الظِّلِّ وارفِ يُقَالُ: ظِلٌّ وارِفٌ أَي واسعٌ ممتدٌّ؛ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: أَمَا تَرَى شَمَطاً فِي الرأْسِ لاحَ بِهِ، ... مِنْ بَعْدِ أَسْودَ داجِي اللَّوْنِ فَيْنانِ والفَيْناتُ: الساعاتُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنِّي لِآتِي فُلَانًا الفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنَةِ أَيِ آتِيهِ الحِينَ بَعْدَ الْحِينِ، وَالْوَقْتَ بَعْدَ الْوَقْتِ وَلَا أُدِيمُ الاختلافَ إِلَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا أَلْقَاهُ إلَّا الفَيْنَةَ بعد القَيْنَة أَيِ المرَّةَ بعدَ المرَّة، وإنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الأَلف وَاللَّامَ فَقُلْتَ لَقيته فَيْنَةَ، كَمَا يُقَالُ لَقِيتُهُ النَّدَرَى وَفِي نَدَرَى، وَاللَّهُ أَعلم. فصل القاف قأن: القَأْنُ: شَجَرٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَتَرْكُ الْهَمْزِ فيه أَعرف. قَبَنَ: قَبَنَ الرجلُ يَقْبِنُ قُبُوناً: ذَهَبَ فِي الأَرض. واقْبأَنَّ اقْبِئناناً: انْقَبَضَ كاكْبَأَنَّ. ابْنُ بُزُرْج: المُقْبَئِنُّ الْمُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. وأَقْبَنَ إِذَا انْهَزَمَ مِنْ عدوِّه. وأَقْبَنَ إِذَا أَسرع عَدْواً فِي أَمان. والقَبِينُ: المُنْكمِش فِي أُموره. والقَمينُ: السَّرِيعُ. والقَبَّانُ: الَّذِي يُوزَنُ بِهِ، لَا أَدري أَعربيّ أَم معرَّب. الْجَوْهَرِيُّ: القَبَّانُ القُسْطاسُ، مُعَرَّب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: إِنِّي أَسْتَعِينُ بقُوَّةِ الْفَاجِرِ ثُمَّ أَكون عَلَى قَفَّانه ، قَالَ: يَقُولُ أَكُونُ عَلَى تَتَبُّعِ أَمره حَتَّى أَسْتَقْصِيَ عِلْمَه وأَعْرِفَه؛ قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي قَفَّانُ كلِّ شَيْءٍ جِماعُه وَاسْتِقْصَاءُ مَعْرِفَتِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَحْسَبُ هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان، وَمِنْهُ قَوْلُ العامة: فلان قَبَّانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الأَمين عَلَيْهِ

وَالرَّئِيسِ الَّذِي يَتَتَبَّعُ أَمره وَيُحَاسِبُهُ، وَبِهَذَا سُمِّيَ المِيزانُ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ القَبَّانُ، القبَّانَ. وحِمارُ قَبَّانَ: دُوَيْبَّةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: يَا عَجَباً لَقَدْ رأَيتُ عَجبا: ... حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا، خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ هُوَ فَعَّالٌ،. وَالْوَجْهُ أَن يَكُونَ فَعْلانَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ فَعْلانُ وَلَيْسَ بفَعَّالٍ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه فَعْلَانُ امتناعُه مِنَ الصَّرْف بِدَلِيلِ قَوْلِ الرَّاجِزِ: حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرنبا وَلَوْ كَانَ فَعَّالًا لانصرف. قتن: رَجُلٌ قَتِينٌ: قَلِيلُ الطُّعْم وَاللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. وجاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ زوَّجَ ابْنَةَ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ قَالَ: مَنْ أَدُلُّه عَلَى القَتِينِ ؛ يَعْنِي الْقَلِيلَةَ الطُّعْمِ. قَتُنَ، بِالضَّمِّ، يَقْتُنُ قَتَانة: صَارَ قَلِيلَ الطُّعْم، فَهُوَ قَتِين، وَالِاسْمُ القَتَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ فِي امرأَة: إِنَّهَا وَضِيئة قَتِينٌ ؛ القَتِينُ: الْقَلِيلَةُ الطُّعْمِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: امرأَة قَتِينٌ بَيِّنَةُ القَتَانة والقَتَنِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَكَذَلِكَ الرجلُ. وَرَجُلٌ قَتَنٌ أَيضاً: قَلِيلُ اللَّحْمِ. وقُرادٌ قَتِينٌ: قَلِيلُ الدَّمِ: قَالَ الشَّمَّاخ فِي نَاقَتِهِ: وَقَدْ عَرِقَتْ مَغابِنُها، وجادَتْ ... بدِرَّتها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُسَمَّى القُرادُ قَتِيناً لِقِلَّةِ دَمِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ القَتينِ المرأَةِ الْقَلِيلَةِ الطُّعْم مَا رُوِيَ: أَن رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ فلانةَ، فَقَالَ: بَخٍ تَزَوَّجْتَ بِكْراً قَتِيناً أَيْ قَلِيلَةَ الطُّعْم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ بِذَلِكَ قِلَّةُ الجِماعِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَلَيْكُمْ بالأَبْكارِ فإنهنَّ أَرْضَى بِالْيَسِيرِ ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ سُمِّيَ القُراد قَتِيناً لِقِلَّةِ طُعْمه لأَنه يُقِيمُ المدَّة الطَّوِيلَةَ مِنَ الزَّمَانِ لَا يَطْعَمُ شَيْئًا. وَقَوْلُهُ: قِرَى حَجِنٍ؛ الحَجِنُ الْقَلِيلُ الطُّعْم، وقِرَى بَدَلٌ مِنْ دِرَّتها، جَعَلَ عَرَقَ هَذِهِ النَّاقَةِ قُوتًا للقُراد، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قِرَى مَفْعُولًا مِنْ أَجله. والقَتِينُ والقَنِيتُ واحدٌ مِنَ النِّسَاءِ: وَهِيَ الْقَلِيلَةُ الطُّعْم النَّحِيفَةُ، وَقِيلَ: القَتُون مِنْ أَسماء القُراد، وَلَيْسَ بصفةٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ دَمِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَتِينُ السِّنَانُ اليابِسُ الَّذِي لَا يَنْشَفُ دَماً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُحاوِلُ أَنْ يَقُومَ، وَقَدْ مَضَتْهُ ... مُغابِنةٌ بِذِي خُرُصٍ قَتِينِ المُغابِنَةُ: تَغْبِنُ مِنْ لَحْمِهِ أَي تَثْنيه. والقاتنُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ. وسِنَانٌ قَتِينٌ: دَقِيقٌ، ومَسْكٌ قاتنٌ. وقَتَنَ المَسْكُ قُتُوناً: يَبِسَ وَلَا نَدَى فِيهِ. وأَسْوَدُ قاتنٌ: كقاتِمٍ؛ قَالَ الطِّرمَّاحُ: كطَوْفِ مُتَلِّي حَجَّةٍ بين عَبْعَبٍ ... وقُرَّة، مُسْوَدّ مِنَ النَّسْكِ قاتِنِ عَبْعَبُ وقُرَّةُ: صَنمان. قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني إِلَى أَنه أَراد قاتِمٍ أَي أَسْودَ، فأَبدل الْمِيمَ نُونًا، قَالَ: وَقَدْ يُمْكِنُ غيرُ مَا قَالَ؛ وَذَلِكَ أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِقَوْلِهِ قاتِن فَاعِلًا مِنْ قَوْلِ الشَّمَّاخ: قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ وَدَمٌ قاتِنٌ وقاتِمٌ: وَذَلِكَ إِذَا يَبِسَ واسْوَدَّ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ. والقَتِينُ: الرُّمْح. والقَتَين:

الْحَقِيرُ الضَّئِيلُ، وَكَذَلِكَ يَكُونُ بَيْتُ الطِّرِمَّاحِ أَيْ مُسْوَدّ مِنَ النَّسْكِ، حَقيرٍ للضَّرِّ والجَهْدِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بَدَلًا. والقَتانُ: الغُبار كالقَتام؛ أَنشد يَعْقُوبُ: عادَتُنا الجلادُ والطِّعانُ، ... إِذَا عَلَا فِي المَأْزِقِ القَتَانُ وَزَعَمَ فِيهِ مثلَ مَا زعم في قَاتِنٍ. قحزن: ضَرَبَهُ فقَحْزَنه، بِالزَّايِ، أَي صَرَعه. ابْنُ الأَعرابي: قَحْزَنه وقَحْزَله وَضَرَبَهُ حَتَّى تَقَحْزَنَ وتَقَحْزَل أَي حَتَّى وَقَعَ. الأَزهري: القَحْزَنَة الْعَصَا. غَيْرُهُ: القَحْزَنة ضَرْبٌ مِنَ الخَشَبِ طُولُهَا ذِرَاعٌ أَو شِبْرٌ نَحْوَ الْعَصَا. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ضَرَبْناهم بقَحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بِعِصِيِّنا فاضْطَجَعُوا. والقَحْزَنَة: الهراوَةُ؛ وأَنشد: جَلَدْتُ جَعارِ، عندَ بَابِ وِجارِها، ... بقَحْزَنَتي عن جَنْبِها جَلَداتِ قدن: التَّهْذِيبَ: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي القَدْنُ الْكِفَايَةُ والحَسْبُ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ القَدْنَ اسْمًا وَاحِدًا مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْنِي كَذَا وَكَذَا أَي حَسْبي، وَرُبَّمَا حَذَفُوا النُّونَ فَقَالُوا قَدِي، وَكَذَلِكَ قَطْني، والله أَعلم. قرن: القَرْنُ للثَّوْر وَغَيْرِهِ: الرَّوْقُ، وَالْجَمْعُ قُرون، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَمَوْضِعُهُ مِنْ رأْس الإِنسان قَرْنٌ أَيضاً، وَجَمْعُهُ قُرون. وكَبْشٌ أَقْرَنُ: كَبِيرُ القَرْنَين، وَكَذَلِكَ التَّيْسُ، والأُنثى قَرْناء؛ والقَرَنُ مَصْدَرُ. كَبْشٌ أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَن. ورُمْح مَقْرُون: سِنانُه مِنْ قَرْن؛ وَذَلِكَ أَنهم رُبَّمَا جَعَلُوا أَسِنَّةَ رِمَاحِهِمْ مِنْ قُرُون الظِّبَاءِ وَالْبَقْرِ الْوَحْشِيِّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وكنَّا إِذَا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا ... بكَيْدٍ، حَمَلْناه عَلَى قَرْنِ أَعْفَرا وَقَوْلُهُ: ورامِحٍ قَدْ رَفَعْتُ هادِيَهُ ... مِنْ فوقِ رُمْحٍ، فظَلَّ مَقْرُونا فَسَّرَهُ بِمَا قَدَّمْنَاهُ. والقَرْنُ: الذُّؤابة، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ذُؤابة المرأَة وَضَفِيرَتَهَا، وَالْجَمْعُ قُرون. وقَرْنا الجَرادةِ: شَعرتانِ فِي رأْسها. وقَرْنُ الرجلِ: حَدُّ رأْسه وجانِبُه. وقَرْنُ الأَكمة: رأْسها. وقَرْنُ الْجَبَلِ: أَعلاه، وجمعها قِرانٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: ومِعْزًى هَدِياً تَعْلُو ... قِرانَ الأَرضِ سُودانا «2» . وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: فأَصابتْ ظُبَتُه طَائِفَةً مِنْ قُرونِ رأْسِيَهْ أَي بعضَ نَوَاحِي رأْسي. وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لَهَا لَحْمَتَانِ فِي رأْسها كأَنهما قَرْنانِ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ فِي الأَفاعي. الأَصمعي: القَرْناء الْحَيَّةُ لأَن لَهَا قَرْنًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الصَّائِدَ وقُتْرتَه: يُبايِتُه فِيهَا أَحَمُّ، كأَنه ... إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها، وَهُوَ مُظْلِمٌ، ... لَهُ صَوْتُها: إرْنانُها وزَمالُها يَقُولُ: يُبيِّنُ لِهَذَا الصَّائِدِ صَوْتُها أَنها أَفْعَى، ويُبَيِّنُ لَهُ مَشْيُها وَهُوَ زَمَالها أَنها أَفعى، وَهُوَ مُظْلِمٌ يَعْنِي الصَّائِدَ أَنه فِي ظُلْمَةِ القُتْرَة؛ وَذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عرزل للأَعشى: تَحْكِي لَهُ القَرْناءُ، فِي عِرْزَالِها، ... أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها

_ (2). قوله: هَدِيا؛ هكذا في الأَصل، ولعله خفف هَدِيّاً مراعاة لوزن الشعر

قَالَ: أَراد بالقَرْناء الْحَيَّةَ. والقَرْنانِ: مَنارَتانِ تُبْنَيَانِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ تُوضَعُ عَلَيْهِمَا الْخَشَبَةُ الَّتِي يَدُورُ عَلَيْهَا المِحْوَرُ، وتُعَلَّق مِنْهَا البَكَرةُ، وَقِيلَ: هُمَا مِيلانِ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ تُعَلَّقُ بِهِمَا الْبَكَرَةُ، وَإِنَّمَا يُسَمَّيَانِ بِذَلِكَ إِذَا كَانَا مِنْ حِجَارَةٍ، فَإِذَا كَانَا مِنْ خَشَبٍ فَهُمَا دِعامتانِ. وقَرْنا البئرِ: هُمَا مَا بُنِيَ فعُرِّض فَيُجْعَلُ عَلَيْهِ الخَشَبُ تُعَلَّقُ الْبَكَرَةُ مِنْهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ، فانْظُرْ مَا هُمَا، ... أَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟ وَفِي حَدِيثِ أَبي أَيوب: فَوَجَدَهُ الرسولُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ القَرْنَيْنِ ؛ هُمَا قَرْنا الْبِئْرِ الْمَبْنِيَّانِ عَلَى جَانِبَيْهَا، فإن كَانَتَا مِنْ خَشَبٍ فَهُمَا زُرْنُوقان. والقَرْنُ أَيضاً: البَكَرَةُ، وَالْجَمْعُ أَقْرُنٌ وقُرُونٌ. وقَرْنُ الْفَلَاةِ: أَوّلها. وقَرْنُ الشَّمْسِ: أَوّلها عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وأَعلاها، وَقِيلَ: أَوَّلُ شُعَاعِهَا، وَقِيلَ: ناحيتها. وفي الحديث حَدِيثِ الشَّمْسَ: تَطْلُع بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطانٍ، فَإِذَا طَلَعَتْ قارَنَها، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا؛ وَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصَّلَاةِ فِي هَذَا الْوَقْتِ ، وَقِيلَ: قَرْنا الشَّيْطَانِ نَاحِيَتَا رأْسه، وَقِيلَ: قَرْناه جَمْعاهُ اللَّذَانِ يُغْريهما بِإِضْلَالِ الْبَشَرِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الأَشِعَّةَ «3». الَّتِي تَتَقَضَّبُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ويُتَراءَى للعيون أَنها تُشْرِف عَلَيْهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تُقَضِّبِ، ... عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجِ العُنْبُب قِيلَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ وقَرْنَيْه يُدْحَرُونَ عَنْ مَقامهم مُرَاعِين طلوعَ الشَّمْسِ لَيْلَةَ القَدر، فَلِذَلِكَ تَطْلُع الشمسُ لَا شُعاعَ لَهَا، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ وَذِكْرِهِ آيةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَقِيلَ: القَرْنُ القُوَّة أَيْ حِينَ تَطْلُع يَتَحَرَّكُ الشَّيْطَانُ وَيَتَسَلَّطُ فَيَكُونُ كالمُعِينِ لَهَا، وَقِيلَ: بَيْنَ قَرْنَيْه أَيْ أُمَّتَيْه الأَوّلين وَالْآخِرَيْنِ، وَكُلُّ هَذَا تَمْثِيلٌ لِمَنْ يَسْجُدُ لِلشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا، فكأَنَّ الشَّيْطَانَ سَوَّل لَهُ ذَلِكَ، فَإِذَا سَجَدَ لَهَا كَانَ كأَن الشَّيْطَانَ مُقْتَرِنٌ بِهَا. وَذُو القَرْنَيْنِ الموصوفُ فِي التَّنْزِيلِ: لَقَبٌ لإِسْكَنْدَرَ الرُّوميّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه قَبَضَ عَلَى قُرون الشَّمْسِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْعِبَادَةِ فَقَرَنُوه أَي ضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنَيْ رأْسه، وَقِيلَ: لأَنه كَانَتْ لَهُ ضَفيرتان، وَقِيلَ: لأَنه بَلَغَ قُطْرَي الأَرض مَشْرِقَهَا وَمَغْرِبَهَا، وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ لَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْها ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: ذُو قَرْنَي الْجَنَّةِ أَي طَرَفَيْهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَحسبه أَراد هَذَا، وَلَكِنَّهُ أَراد بِقَوْلِهِ ذُو قَرْنَيْهَا أَي ذُو قَرْنَيِ الأُمة، فأَضمر الأُمة وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ؛ أَراد الشَّمْسَ وَلَا ذِكْرَ لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ؛ وَكَقَوْلِ حَاتِمٍ: أَماوِيَّ، مَا يُغْني الثَّراءُ عَنِ الفَتَى، ... إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا، وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ يَعْنِي النفْسَ، وَلَمْ يَذْكُرْهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنا أَختار هَذَا التَّفْسِيرَ الأَخير عَلَى الأَول لِحَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنه ذَكَرَ ذَا القَرْنَيْنِ فَقَالَ: دَعَا قَوْمَهُ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنَيه ضَرْبَتَيْنِ وَفِيكُمْ مِثْلُه ؛ فنُرَى أَنه أَراد نَفْسه، يَعْنِي أَدعو إِلَى الْحَقِّ حَتَّى يُضرب رأْسي ضَرْبَتَيْنِ يكون

_ (3). قوله [ويقال إن الأَشعة إلخ] كذا بالأَصل ونسخة من التهذيب، والذي في التكملة بعد قوله تشرف عليهم: هي قرنا الشيطان

فِيهِمَا قَتْلِي، لأَنه ضُرِبَ عَلَى رأْسه ضَرْبَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا يَوْمَ الخَنْدَقِ، والأُخرى ضَرْبَةُ ابن مُلْجَمٍ. وذو الْقَرْنَيْنِ: هُوَ الإِسكندرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَلَكَ الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ، وَقِيلَ: لأَنه كَانَ فِي رأْسه شِبْهُ قَرْنَين، وَقِيلَ: رأَى فِي النَّوْمِ أَنه أَخَذَ بقَرْنَيِ الشمسِ. وَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْها ؛ يَعْنِي جَبَليها، وهما الحسن والحسين؛ وأَنشد: أَثوْرَ مَا أَصِيدُكم أَم ثورَيْنْ، ... أَم هَذِهِ الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ قال: قَرْناها هاهنا قَرْناها، وكانا قَدْ شَدَنا، فَإِذَا آذَاهَا شَيْءٌ دَفَعا عَنْهَا. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ الْجَمَّاءُ ذَاتُ الْقَرْنَيْنِ، قَالَ: كَانَ قَرْنَاهَا صَغِيرَيْنِ فَشَبَّهَهَا بالجَمّاءِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّكَ ذُو قَرْنَيْها؛ أَيْ إِنَّكَ ذُو قَرنَيْ أُمَّتي كَمَا أَن ذَا الْقَرْنَيْنِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ كَانَ ذَا قَرْنيْ أُمَّته الَّتِي كَانَ فِيهِمْ. وَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَدري ذُو الْقَرْنَيْنِ أَنبيّاً كَانَ أَم لَا. وذو القَرْنينِ: المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءِ السَّمَاءِ جَدُّ النُّعمان بْنِ الْمُنْذِرِ، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه كَانَتْ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَضْفِرُهما فِي قَرْنيْ رأْسه فيُرْسِلُهما، وَلَيْسَ هُوَ الْمَوْصُوفُ فِي التَّنْزِيلِ، وَبِهِ فَسَرَّ ابْنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَشَذَّ نَشاصَ ذِي القَرْنينِ، حَتَّى ... توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ وقَرْنُ الْقَوْمِ: سيدُهم. وَيُقَالُ: لِلرَّجُلِ قَرْنانِ أَي ضَفِيرَتَانِ؛ وَقَالَ الأَسَدِيُّ: كَذَبْتُم، وبيتِ اللهِ، لَا تَنْكِحونها ... بَنِي شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ أَراد يَا بَنِي الَّتِي شابَ قَرْناها، فأَضمره. وقَرْنُ الكلإِ: أَنفه الَّذِي لَمْ يوطأْ، وَقِيلَ: خَيْرُهُ، وَقِيلَ: آخِرُهُ. وأَصاب قَرْنَ الكلإِ إِذَا أَصاب مَالًا وَافِرًا. والقَرْنُ: حَلْبَة مِنْ عَرَق. يُقَالُ: حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنينِ أَيْ عَرَّقناه. والقَرْنُ: الدُّفعة مِنَ العَرَق. يُقَالُ: عَصَرْنا الفرسَ قَرْناً أَوْ قَرْنين، وَالْجَمْعُ قُرون؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ يوْمٍ، ... تُسَنُّ عَلَى سَنابِكِها القُرُونُ وَكَذَلِكَ عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: القُرونُ العَرَقُ. قَالَ الأَزهري: كأَنه جَمْعُ قَرْن. والقَرُونُ: الَّذِي يَعْرَقُ سَرِيعًا، وَقِيلَ: الَّذِي يَعْرَق سَرِيعًا إِذَا جَرَى، وَقِيلَ: الْفَرَسُ الَّذِي يَعْرَقُ سَرِيعًا، فَخُصَّ. والقَرْنُ: الطَّلَقُ مِنَ الجَرْي. وقُروُنُ الْمَطَرِ: دُفَعُه المُتَفرِّقة. والقَرْنُ: الأُمَّةُ تأْتي بَعْدَ الأُمَّة، قِيلَ: مُدَّتُه عَشْرُ سِنِينَ، وَقِيلَ: عِشْرُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: ثَلَاثُونَ، وَقِيلَ: سِتُّونَ، وَقِيلَ: سَبْعُونَ، وَقِيلَ: ثَمَانُونَ وَهُوَ مِقْدَارُ التَّوَسُّطِ فِي أَعمار أَهْلِ الزَّمَانِ، وَفِي النِّهَايَةِ: أَهل كلِّ زَمَانٍ، مأْخوذ مِنَ الاقْتِران، فكأَنه الْمِقْدَارُ الَّذِي يَقْترِنُ فِيهِ أهلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي أَعمارهم وأَحوالهم. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ عَلِّمْني دُعاءً، ثُمَّ أَتاه عِنْدَ قَرْنِ الحَوْلِ أَي عِنْدَ آخِرِ الْحَوْلِ الأَول وأَول الثَّانِي. والقَرْنُ فِي قَوْمِ نُوحٍ: عَلَى مِقْدَارِ أَعمارهم؛ وَقِيلَ: القَرْنُ أَربعون سَنَةً بِدَلِيلِ قَوْلِ الجَعْدِي: ثَلاثةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُم، ... وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسا وَقَالَ هَذَا وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: القَرْن

مِائَةُ سَنَةٍ، وَجَمْعُهُ قُرُون. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَسَحَ رأْس غُلَامٍ وَقَالَ عِشْ قَرْناً، فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ. والقَرْنُ مِنَ النَّاسِ: أَهلُ زَمَانٍ وَاحِدٌ؛ وَقَالَ: إِذَا ذَهَبَ القَرْنُ الَّذِي أَنتَ فيهمُ، ... وخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ، فأَنتَ غَرِيبُ ابْنُ الأَعرابي: القَرْنُ الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ يُقَالُ هُوَ أَربعون سَنَةً، وَقَالُوا: هُوَ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَقَالُوا: مِائَةُ سَنَةٍ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَهُوَ الِاخْتِيَارُ لِمَا تقدَّم مِنَ الْحَدِيثِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَقَ: القَرْنُ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: سَبْعُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: هُوَ مُطْلَقٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَرَنَ يَقْرُنُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي يَقَعُ عِنْدِي، وَاللَّهُ أَعلم، أَنَّ القَرْنَ أَهل كُلِّ مُدَّةٍ كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَو كَانَ فِيهَا طَبَقَةٌ مِنْ أَهل الْعِلْمِ، قَلَّتْ السِّنُون أَو كَثُرَتْ، وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُكم قَرْنِي، يَعْنِي أَصحابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم، يَعْنِي التابعين، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونهم ، يَعْنِي الَّذِينَ أَخذوا عَنِ التَّابِعِينَ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ القَرْنُ لِجُمْلَةِ الأُمة وَهَؤُلَاءِ قُرُون فِيهَا، وَإِنَّمَا اشْتِقَاقُ القَرْن مِنَ الاقْتِران، فتأَويله أَن القَرْنَ الَّذِينَ كَانُوا مُقْتَرِنين فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَالَّذِينَ يأْتون مِنْ بَعْدِهِمْ ذَوُو اقْتِرانٍ آخَرَ. وَفِي حَدِيثِ خَبّابٍ: هَذَا قَرْنٌ قَدْ طَلَعَ ؛ أَراد قَوْمًا أَحداثاً نَبَغُوا بَعْدَ أَن لَمْ يَكُونُوا، يَعْنِي القُصّاص، وَقِيلَ: أَراد بِدْعَةً حَدثت لَمْ تَكُنْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ حِينَ رأَى الْمُسْلِمِينَ وَطَاعَتَهُمْ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واتباعَهم إِيَّاهُ حِينَ صلَّى بِهِمْ: مَا رأَيت كَالْيَوْمِ طاعةَ قومٍ، وَلَا فارِسَ الأَكارِمَ، وَلَا الرومَ ذاتَ القُرُون؛ قِيلَ لَهُمْ ذاتُ القُرُون لِتَوَارُثِهِمُ الْمُلْكَ قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ، وَقِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لقُرُونِ شُعُورهم وَتَوْفِيرِهِمْ إِيَّاهَا وأَنهم لَا يَجُزُّونها. وَكُلُّ ضَفِيرَةٍ مِنْ ضَفَائِرِ الشَّعْرِ قَرْنٌ؛ قَالَ المُرَقِّشُ: لاتَ هَنَّا، وليْتَني طَرَفَ الزُّجِّ، ... وأَهلي بالشأْم ذاتُ القُرونِ أَراد الرُّومَ، وَكَانُوا يَنْزِلُونَ الشَّامَ. والقَرْنُ: الجُبَيْلُ الْمُنْفَرِدُ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعَةٌ تَنْفَرِدُ مِنَ الجَبَل، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: الْجُبَيْلُ الصَّغِيرُ الْمُنْفَرِدُ، وَالْجَمْعُ قُرُونٌ وقِرانٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ، وطَرْفُها ... كطَرْفِ الحُبَارَى أَخطأَتْها الأَجادِلُ والقَرْنُ: شَيْءٌ مِنْ لِحَاء شَجر يُفْتَلُ مِنْهُ حَبْل. والقَرْن: الحَبْل مِنَ اللِّحاءِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والقَرْنُ أَيضاً: الخُصْلة الْمَفْتُولَةُ مِنَ العِهْن. والقَرْنُ: الخُصْلة مِنَ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ، جمعُ كُلِّ ذَلِكَ قُروُنٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي سُفْيَانَ فِي الرُّومِ: ذاتِ القُرُون؛ قَالَ الأَصمعي: أَراد قُرون شعُورهم، وَكَانُوا يُطوِّلون ذَلِكَ يُعْرَفُون بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ غُسْلِ الْمَيِّتِ: ومَشَطناها ثلاثَ قُرون. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لأَسماءَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لأَبعَثنَّ إليكِ مَنْ يسَحبُك بقرونكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فارِسُ نَطْحةً أَو نَطْحتَين «1». ثُمَّ لَا فَارِسَ بَعْدَهَا أَبداً. والرُّوم ذاتُ القُرون كُلَّمَا هلَك قَرْنٌ خَلَفه قَرْنٌ، فالقُرون جَمْعُ قَرْنٍ؛ وَقَوْلُ الأَخطل يَصِفُ النِّسَاءَ: وَإِذَا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ، ... فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: القُرون هَاهُنَا حبائلُ الصَّيّاد يُجْعَل فيها

_ (1). قوله [فَارِسُ نَطْحَةً أَوْ نَطْحَتَيْنِ] كذا بالأَصل ونسختين من النهاية بنصب نطحة أو نطحتين، وتقدم في مادة نطح رفعهما تبعاً للأَصل ونسخة من النهاية وفسره بما يؤيد بالنصب حيث قال هناك: قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَعْنَاهُ فَارِسُ تُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ مَرَّةً أو مرتين فحذف الفعل وقيل تَنْطَحُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فحذف الفعل لبيان معناه

قُرونٌ يَصْطَادُ بِهَا، وَهِيَ هَذِهِ الفُخوخ الَّتِي يُصْطَادُ بِهَا الصِّعاءُ والحمامُ، يَقُولُ: فَهَؤُلَاءِ النِّسَاءُ إِذا صِرْنا فِي قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كَانَتْ عَلَيْهِنَّ نُذُور أَن يَقْتُلننا فحَلَّتْ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي لُغْزِيَّتِهِ: وشِعْبٍ أَبى أَن يَسْلُكَ الغُفْرُ بَيْنَهُ، ... سَلَكْتُ قُرانى مِنْ قَياسِرةٍ سُمْرا قِيلَ: أَراد بالشِّعْب شِعْب الْجَبَلِ، وَقِيلَ: أَراد بِالشِّعْبِ فُوقَ السَّهْمِ، وبالقُرانى وَتراً فُتِل مِنْ جِلْدِ إِبل قَياسرةٍ. وإِبلٌ قُرانى أَي ذَاتُ قَرَائِنَ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ يَذْكُرُ شَعرَه حِينَ صَلِعَ: أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ: اطلُعِي ... قَرْناً أَشِيبِيه، وقَرْناً فانزِعي أَي أَفنى شَعْرِي غروبُ الشَّمْسِ وَطُلُوعُهَا، وَهُوَ مَرُّ الدَّهْرِ. والقَرينُ: الْعَيْنُ الكَحِيل. والقَرْنُ: شبيةٌ بالعَفَلة، وَقِيلَ: هُوَ كالنُّتوء فِي الرَّحِمِ، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالشَّاءِ وَالْبَقَرِ. والقَرْناء: العَفْلاء. وقُرْنةُ الرَّحِم: مَا نتأَ مِنْهُ، وَقِيلَ: القُرْنتان رأْس الرَّحِمِ، وَقِيلَ: زَاوِيَتَاهُ، وَقِيلَ: شُعْبَتاه، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قُرْنةٌ، وَكَذَلِكَ هُمَا مِنْ رَحِم الضَّبَّة. والقَرْنُ: العَفَلة الصَّغِيرَةُ؛ عَنِ الأَصمعي. واخْتُصِم إِلى شُرَيْح فِي جَارِيَةٍ بِهَا قَرَنٌ فَقَالَ: أَقعِدوها، فإِن أَصابَ الأَرض فَهُوَ عَيبٌ، وإِن لَمْ يُصِبِ الأَرض فَلَيْسَ بِعَيْبٍ. الأَصمعي: القَرَنُ فِي المرأَة كالأُدْرة فِي الرَّجُلِ. التَّهْذِيبُ: القَرْناءُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي فِي فَرْجِهَا مَانِعٌ يَمْنَعُ مِنْ سُلوك الذَّكَرِ فِيهِ، إِما غُدَّة غَلِيظَةٌ أَو لَحْمَةٌ مُرْتَتِقة أَو عَظْمٌ، يُقَالُ لِذَلِكَ كُلِّهِ القَرَنُ؛ وَكَانَ عُمَرُ يَجْعَلُ لِلرَّجُلِ إِذا وَجَدَ امرأَته قَرْناءَ الخيارَ فِي مُفَارَقَتِهَا مِنْ غَيْرِ أَن يُوجِبَ عَلَيْهِ الْمَهْرَ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ القَزّاز قَالَ: واختُصِم إِلى شُريح فِي قَرَن، فَجَعَلَ القَرَن هُوَ الْعَيْبُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ امرأَة قَرْناءُ بَيِّنة القَرَن، فأَما القَرْنُ، بِالسُّكُونِ، فَاسْمُ العَفَلة، والقَرَنُ، بِالْفَتْحِ، فَاسْمُ الْعَيْبِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: إِذا تَزَوَّجَ المرأَة وَبِهَا قَرْنٌ، فإِن شاءَ أَمسك، وإِن شاءَ طَلَّقَ ؛ القَرْنُ، بِسُكُونِ الرَّاءِ: شَيْءٌ يَكُونُ فِي فَرْجِ المرأَة كالسنِّ يَمْنَعُ مِنَ الوطءِ، وَيُقَالُ لَهُ العَفَلةُ. وقُرْنةُ السَّيْفِ والسِّنان وقَرْنهما: حدُّهما. وقُرْنةُ النَّصْلِ: طرَفه، وَقِيلَ: قُرْنتاه نَاحِيَتَاهُ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. والقُرْنة، بِالضَّمِّ: الطرَف الشَّاخِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ يُقَالُ: قُرْنة الجبَل وقُرْنة النَّصْلِ وقُرْنة الرَّحِمِ لإِحدى شُعْبتَيه. التَّهْذِيبُ: والقُرْنة حَدُّ السَّيْفِ وَالرُّمْحِ وَالسَّهْمِ، وَجَمْعُ القُرْنة قُرَنٌ. اللَّيْثُ: القَرْنُ حَدُّ رَابِيَةٍ مُشْرِفة عَلَى وَهْدَةٍ صَغِيرَةٍ، والمُقَرَّنة الْجِبَالُ الصِّغَارُ يَدْنُو بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتَقارُبها؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ «1»: دَلَجِي، إِذا مَا الليلُ جَنَّ، ... عَلَى المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صِغَارًا مُقْترِنة. وأَقرَنَ الرُّمحَ إِليه: رَفَعَهُ. الأَصمعي: الإِقْرانُ رَفْعُ الرَّجُلِ رأْس رُمحِه لئلَّا يُصِيبَ مَنْ قُدّامه. يُقَالُ: أَقرِنْ رُمْحَكَ. وأَقرَن الرجلُ إِذا رَفَعَ رأْسَ رمحِهِ لِئَلَّا يُصِيبَ مَنْ قدَّامه. وقَرَن الشيءَ بالشيءِ وقَرَنَه إِليه يَقْرِنه قَرْناً: شَدَّه إِليه. وقُرِّنتِ الأُسارَى بِالْحِبَالِ، شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. والقَرينُ: الأَسير. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَرَّ برَجلين مُقترنين فَقَالَ: مَا بالُ القِران؟ قَالَا:

_ (1). قوله [قال الهذلي] اسمه حبيب، مصغراً، ابن عبد الله

نذَرْنا ، أَي مَشْدُودَيْنِ أَحدهما إِلى الْآخَرِ بِحَبْلٍ. والقَرَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَبْلُ الَّذِي يُشدّان بِهِ، وَالْجَمْعُ نَفْسُهُ قَرَنٌ أَيضاً. والقِرانُ: الْمَصْدَرُ وَالْحَبْلُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الحياءُ والإِيمانُ فِي قَرَنٍ أَي مَجْمُوعَانِ فِي حَبْلٍ أَو قِرانٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ، إِما أَن يَكُونَ أَراد بِهِ مَا أَراد بِقَوْلِهِ مَقرُونين، وإِما أَن يَكُونَ شُدِّد لِلتَّكْثِيرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ السَّابِقُ إِلينا مِنْ أَول وَهْلة. والقِرانُ: الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وقَرَنَ بَيْنَ الْحَجِّ والعمْرة قِراناً، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَرَن بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَي جَمَعَ بَيْنَهُمَا بنيَّة وَاحِدَةٍ وَتَلْبِيَةٍ وَاحِدَةٍ وإِحرام وَاحِدٍ وَطَوَافٍ وَاحِدٍ وَسَعْيٍ وَاحِدٍ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَهُوَ عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ أَفضل مِنَ الإِفراد وَالتَّمَتُّعِ. وقَرَنَ الحجَّ بِالْعُمْرَةِ قِراناً: وَصَلها. وَجَاءَ فُلَانٌ قارِناً، وَهُوَ القِرانُ. والقَرْنُ: مِثْلُكَ فِي السنِّ، تَقُولُ: هُوَ عَلَى قَرْني أَي عَلَى سِنِّي. الأَصمعي: هُوَ قَرْنُه فِي السِّنِّ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ قِرْنه، بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَ مِثْلَهُ فِي الشَّجَاعَةِ وَالشِّدَّةِ. وَفِي حَدِيثِ كَرْدَم: وبِقَرْنِ أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ أَي بسنِّ أَيهنَّ. وَفِي حَدِيثِ الضَّالَّةِ: إِذا كتَمها آخِذُها فَفِيهَا قَرينتها مِثْلَهَا أَي إِذا وَجَدَ الرجلُ ضَالَّةً مِنَ الْحَيَوَانِ وَكَتَمَهَا وَلَمْ يُنْشِدْها ثُمَّ تُوجَدُ عِنْدَهُ فإِن صَاحِبَهَا يأْخذها وَمِثْلَهَا مَعَهَا مِنْ كَاتِمِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّ هَذَا فِي صَدْرِ الإِسلام ثُمَّ نُسِخَ، أَو هُوَ عَلَى جِهَةِ التأَديب حَيْثُ لَمْ يُعَرِّفها، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْحَيَوَانِ خَاصَّةً كَالْعُقُوبَةِ لَهُ، وَهُوَ كَحَدِيثِ مانع الزكاة: إِنا آخدُوها وشطرَ مَالِهِ. والقَرينةُ: فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ مِنَ الاقتِران، وَقَدِ اقْتَرَنَ الشَّيْئَانِ وتَقارَنا. وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِين. التَّهْذِيبُ: والقُرانى تَثْنِيَةُ فُرادى، يُقَالُ: جاؤُوا قُرانى وجاؤوا فُرادى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَكل التَّمْرِ: لَا قِران وَلَا تَفْتِيشَ أَي لَا تَقْرُنْ بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ تأْكلهما مَعًا. وقارَنَ الشيءُ الشيءَ مُقارَنة وقِراناً: اقْتَرَن بِهِ وصاحَبَه. واقْتَرَن الشيءُ بِغَيْرِهِ وقارَنْتُه قِراناً: صاحَبْته، وَمِنْهُ قِرانُ الْكَوْكَبِ. وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ: وَصَلْتُهُ. والقَرِينُ: المُصاحِبُ. والقَرينانِ: أَبو بكر وطلحة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لأَن عُثْمَانَ بْنَ عَبَيْد اللَّهِ، أَخا طَلْحَةَ، أَخذهما فَقَرَنَهما بِحَبْلٍ فَلِذَلِكَ سُمِّيَا القَرِينَينِ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ يقال لهما القَرينانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ أَحدٍ إِلا وكِّلَ بِهِ قَرِينُه أَي مُصَاحِبُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ والشَّياطين وكُلِّ إِنسان، فإِن مَعَهُ قَرِينًا مِنْهُمَا، فَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يأْمره بِالْخَيْرِ ويَحُثه عَلَيْهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فقاتِلْه فإِنَّ مَعَهُ القَرِينَ ، والقَرِينُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وفي الحديث: أَنه قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِسرافيلُ ثلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ قُرِنَ بِهِ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَي كَانَ يأْتيه بِالْوَحْيِ وَغَيْرِهِ. والقَرَنُ: الْحَبْلُ يُقْرَنُ بِهِ البعيرانِ، وَالْجَمْعُ أَقْرانٌ، وَهُوَ القِرَانُ وَجَمْعُهُ قُرُنٌ؛ وَقَالَ: أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ، إِنْ كنْتَ لاقِيَهُ، ... إِنِّي، لَدَى البابِ، كالمَشْدُودِ فِي قَرَنِ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده أَنِّي، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ. وقَرَنْتُ الْبَعِيرَيْنِ أَقْرُنُهما قَرْناً: جَمَعَتْهُمَا فِي حَبْلٍ وَاحِدٍ. والأَقْرانُ: الحِبَالُ. الأَصمعي: القَرْنُ جَمْعُكَ بَيْنَ دَابَّتَيْنِ فِي حَبْل، وَالْحَبْلُ الَّذِي يُلَزَّان بِهِ يُدْعَى قَرَناً. ابْنُ شُمَيْل: قَرَنْتُ بَيْنَ الْبَعِيرَيْنِ وقَرَنْتهما إِذا جَمَعْتُ

بَيْنَهُمَا فِي حَبْلٍ قَرْناً. قَالَ الأَزهري: الْحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ بَعِيرَانِ يُقَالُ لَهُ القَرَن، وأَما القِرانُ فَهُوَ حَبْلٌ يُقَلَّدُ الْبَعِيرُ ويُقادُ بِهِ. وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَ قَتَادة صَاحِبَ الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة، فَطَافَ فِي الْعَرَبِ يسأَلُ فِيهَا، فَانْتَهَى إِلى أَعرابي قَدْ أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فَقَالَ: أَمعك قُرُنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: نَاوِلْني قِرَاناً، فَقَرَنَ لَهُ بَعِيرًا، ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي قِراناً، فَقَرَنَ لَهُ بَعِيرًا آخَرَ حَتَّى قَرَنَ لَهُ سَبْعِينَ بَعِيرًا، ثُمَّ قَالَ: هاتِ قِراناً، فَقَالَ: لَيْسَ مَعِي، فَقَالَ: أَوْلى لَكَ لَوْ كَانَتْ مَعَكَ قُرُنٌ لقَرَنْتُ لَكَ مِنْهَا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا بَعِيرٌ، وَهُوَ إِياس بْنُ قَتَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: فَلَمَّا أَتيت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ خُذْ هَذَيْنِ القَرِينَيْنِ أَي الْجَمَلَيْنِ الْمَشْدُودَيْنِ أَحدهما إِلى الْآخَرِ. والقَرَنُ والقَرِينُ: الْبَعِيرُ المَقْرُون بِآخَرَ. والقَرينة: النَّاقَةُ تُشَدُّ إِلى أُخْرى، وَقَالَ الأَعور النَّبْهَانِيُّ يَهْجُو جَرِيرًا وَيَمْدَحُ غَسَّانَ السَّلِيطِي: أَقُولُ لَهَا أُمِّي سَليطاً بأَرْضِها، ... فَبِئْسَ مُناخُ النَّازِلِينَ جَريرُ وَلَوْ عِنْدَ غسَّان السَّليطيِّ عَرَّسَتْ، ... رَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقيرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي اسْمِ الأَعور النَّبْهانِي فَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: اسْمُهُ سُحْمَةُ بْنُ نُعَيم بْنِ الأَخْنس بْنِ هَوْذَة، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي النَّقَائِضِ: يُقَالُ لَهُ العَنَّاب، وَاسْمُهُ سُحَيْم بْنُ شَريك؛ قَالَ: وَيُقَوِّي قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ فِي العَنَّاب قَوْلُ جَرِيرٍ فِي هِجَائِهِ: مَا أَنتَ، يَا عَنَّابُ، مِنْ رَهْطِ حاتِمٍ، ... وَلَا مِنْ رَوابي عُرْوَةَ بْنِ شَبيبِ رأَينا قُرُوماً مِنْ جَدِيلةَ أَنْجَبُوا، ... وفحلُ بنِي نَبْهان غيرُ نَجيبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ أَن يَكُونَ القَرَنُ البعيرَ المَقْرونَ بِآخَرَ، وَقَالَ: إِنما القَرَنُ الْحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ الْبَعِيرَانِ؛ وأَما قَوْلُ الأَعْور: رَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقِيرُ فإِنه عَلَى حذف مضاف، مثل وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ. والقَرِينُ: صاحبُك الَّذِي يُقارِنُك، وقَرِينُك: الَّذِي يُقارنُك، وَالْجَمْعُ قُرَناءُ، وقُرانى الشَّيْءِ: كقَرِينه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد وقِرْنُك: المُقاوِمُ لَكَ فِي أَي شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ المُقاوم لَكَ فِي شِدَّةِ البأْس فَقَطْ. والقِرْنُ، بِالْكَسْرِ: كُفْؤك فِي الشَّجَاعَةِ. وَفِي حديث عُمَر والأَسْقُفّ قَالَ: أَجِدُكَ قَرْناً، قَالَ: قَرْنَ مَهْ؟ قَالَ: قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ ؛ القَرْنُ، بِفَتْحِ القافِ: الحِصْنُ، وَجَمْعُهُ قُرُون، وَكَذَلِكَ قِيلَ لَهَا الصَّياصِي؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: إِذا يُساوِرُ قِرْناً، لَا يَحِلُّ لَهُ ... أَن يَتْرُك القِرن إِلا وَهْوَ مَجْدول القِرْنُ، بِالْكَسْرِ: الكُفْء وَالنَّظِيرُ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْحَرْبِ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقران. وَفِي حَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيس: بِئْسَمَا عَوَّدْتم أَقْرانَكم أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكم فِي الْقِتَالِ، وَالْجَمْعُ أَقران، وامرأَة قِرنٌ وقَرْنٌ كَذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: اسْتَقْرَنَ فلانٌ لِفُلَانٍ إِذا عازَّهُ وَصَارَ عِنْدَ نَفْسِهِ مِنْ أَقرانه. والقَرَنُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجُلٌ أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَنِ، وَهُوَ المَقْرُون الْحَاجِبَيْنِ. والقَرَنُ: الْتِقَاءُ طَرَفَيِ الْحَاجِبَيْنِ وَقَدْ قَرِنَ وَهُوَ أَقْرَنُ، ومَقْرُون الْحَاجِبَيْنِ، وَحَاجِبٌ مَقْرُون: كأَنه قُرِن بِصَاحِبِهِ، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ أَقْرَنُ وَلَا قَرْناء حَتَّى يُضَافَ إِلى الْحَاجِبَيْنِ.

وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَوابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ ؛ القَرَن، بِالتَّحْرِيكِ: الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا خِلَافُ مَا رَوَتْهُ أُم معبد فإِنها قَالَتْ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَزَجُّ أَقْرَنُ أَي مَقْرُون الْحَاجِبَيْنِ، قَالَ: والأَول الصَّحِيحُ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَوَابِغَ حَالٌ مِنَ الْمَجْرُورِ، وَهُوَ الْحَوَاجِبُ، أَي أَنها دَقَّتْ فِي حَالِ سُبُوغِهَا، وَوَضَعَ الْحَوَاجِبَ موضع الحاجبين لأَن الثنية جَمْعٌ. والقَرَنُ: اقْتِرانُ الرُّكْبَتَيْنِ، وَرَجُلٌ أَقْرَنُ. والقَرَنُ: تَباعُدُ مَا بَيْنَ رأْسَي الثَّنِيَّتَيْن وإِن تَدَانَتْ أُصولهما. والقِران: أَن يَقْرُن بينَ تَمْرَتَيْنِ يأْكلهما. والقَرُون: الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ فِي الأَكل، يُقَالُ: أَبَرَماً قَرُوناً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن القِران إِلا أَن يستأْذن أَحدُكم صاحبَه ، ويُرْوى الإِقْران ، والأَول أَصح، وَهُوَ أَن يَقْرِن بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ فِي الأَكل، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَن فِيهِ شَرَهًا، وَذَلِكَ يُزْري بِفَاعِلِهِ، أَو لأَن فِيهِ غَبْناً بِرَفِيقِهِ، وَقِيلَ: إِنما نَهَى عَنْهُ لِمَا كَانُوا فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ، وَكَانُوا مَعَ هَذَا يُواسُونَ مِنَ الْقَلِيلِ، فإِذا اجْتَمَعُوا عَلَى الأَكل آثَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى نَفْسِهِ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ مِنْ قَدِ اشْتَدَّ جُوعُهُ، فَرُبَّمَا قَرَنَ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلى الإِذن فِيهِ لِتَطِيبَ بِهِ أَنْفُسُ الْبَاقِينَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ جَبَلَة قَالَ: كُنَّا فِي الْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ الْعِرَاقِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنا التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا إِلا أَن يستأْذن الرجلُ أَخاه ، هَذَا لأَجل مَا فِيهِ مِنَ الغَبْنِ ولأَن مِلْكَهم فِيهِ سَوَاءٌ؛ وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ فِي أَصحاب الصُّفَّةِ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قارِنُوا بَيْنَ أَبنائكم أَي سَوُّوا بَيْنَهُمْ وَلَا تُفَضلوا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ مِنَ الْمُقَارَبَةِ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ. والقَرُونُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يأْكل لُقْمَتَيْنِ لُقْمَتَيْنِ أَو تَمْرَتَيْنِ تَمْرَتَيْنِ، وَهُوَ القِرانُ. وَقَالَتِ امرأَة لِبَعْلِهَا ورأَته يأْكل كَذَلِكَ: أَبَرَماً قَرُوناً؟ والقَرُون مِنَ الإِبل: الَّتِي تَجْمَع بَيْنَ مِحلَبَيْنِ فِي حَلْبَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ المُقْتَرِنَة القادِمَيْن والآخِرَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي إِذا بَعَرَتْ قَارَنَتْ بَيْنَ بَعَرِها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَضَعُ خُفَّ رِجْلِهَا مَوْضِعَ خُفِّ يَدِهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْخَيْلِ. وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ، بِالضَّمِّ، إِذا وَقَعَتْ حَوَافِرُ رِجْلَيْهِ مواقعَ حَوَافِرِ يَدَيْهِ. والقَرُون: النَّاقَةُ الَّتِي تَقْرُنُ رُكْبَتَيْهَا إِذا بَرَكَتْ؛ عَنِ الأَصمعي. والقَرُون: الَّتِي يَجْتَمِعُ خِلْفاها القادِمان والآخِرانِ فيَتَدانَيانِ. والقَرون: الَّذِي يَضَعُ حَوافرَ رِجْلَيْهِ مَواقعَ حَوافر يَدَيْهِ. والمَقْرُونُ مِنْ أَسباب الشِّعْر: مَا اقْتَرنت فِيهِ ثلاثُ حَرَكَاتٍ بَعْدَهَا سَاكِنٌ كمُتَفا مِنْ مُتَفَاعِلُنْ وَعَلَتُنْ مِنْ مُفَاعَلَتُنْ، فَمُتَفَا قَدْ قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ بِالْحَرَكَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ إِسقاطها فِي الشِّعْرِ حَتَّى يَصِيرَ السَّبَبَانِ مَفْرُوقَيْنِ نَحْوَ عِيلُنْ مِنْ مَفَاعِيلُنْ، وَقَدْ ذُكِرَ الْمَفْرُوقَانِ فِي مَوْضِعِهِ. والمِقْرَنُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى رأْسَي الثَّوْرَيْنِ. والقِران والقَرَنُ: خَيْطٌ مِنْ سَلَب، وَهُوَ قِشْرٌ يُفتل يُوثَقُ عَلَى عُنُق كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الثَّوْرَيْنِ، ثُمَّ يُوُثَقُ فِي وَسَطِهِمَا اللُّوَمَةُ. والقَرْنانُ: الَّذِي يُشارك فِي امرأَته كأَنه يَقْرُن بِهِ غيرَه، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ حَكَاهُ كُرَاعٌ. التَّهْذِيبُ: القَرْنانُ نَعْتُ سَوْءٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي لَا غَيْرَة لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا مِنْ كَلَامِ الْحَاضِرَةِ وَلَمْ أَرَ البَوادِيَ لَفَظُوا بِهِ وَلَا عَرَفُوهُ.

والقَرُون والقَرُونة والقَرينة والقَرينُ: النَّفْسُ. وَيُقَالُ: أَسْمَحَتْ قَرُونُه وقَرِينُه وقَرُونَتُه وقَرِينَتُه أَي ذَلَّتْ نَفْسُهُ وتابَعَتْه عَلَى الأَمر؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: فَلاقى امْرَأً مِنْ مَيْدَعانَ، وأَسْمَحَتْ ... قَرُونَتُه باليَأْسِ مِنْهَا فعجَّلا أَي طَابَتْ نَفْسُه بِتَرْكِهَا، وَقِيلَ: سامَحَتْ؛ قَرُونُه وقَرُونَتُه وقَرينَتُه كُلُّه واحدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَرُونه قَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِنِّي مِثْلُ مَا بِكَ كَانَ مَا بِي، ... ولكنْ أَسْمَحَتْ عَنْهُمْ قَرُونِي وَقَوْلُ ابْنِ كُلْثوم: مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ، ... نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرينا قَرِينته: نَفْسُه هَاهُنَا. يَقُولُ: إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غَلَبْنَاهُ. وقَرِينة الرَّجُلِ: امرأَته لمُقارنته إِياها. وَرَوَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا أَتى يومُ الْجُمُعَةَ قَالَ: يَا عَائِشَةُ اليَوْمُ يَوْمُ تَبَعُّلٍ وقِرانٍ ؛ قِيلَ: عَنى بالمُقارنة التَّزْوِيجَ. وَفُلَانٌ إِذا جاذَبَتْه قَرِينَتُه وقَرِينُه قَهَرَهَا أَي إِذا قُرِنَتْ بِهِ الشَّدِيدَةُ أَطاقها وَغَلَبَهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا ضُمَّ إِليه أَمر أَطاقه. وأَخَذْتُ قَرُونِي مِنَ الأَمر أَي حَاجَتِي. والقَرَنُ: السَّيف والنَّبْلُ، وَجَمْعُهُ قِرانٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَلَيْهِ وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ والقَرَن، بِالتَّحْرِيكِ: الجَعْبة مِنْ جُلود تَكُونُ مَشْقُوقَةً ثُمَّ تُخْرَزُ، وإِنما تُشَقُّ لِتَصِلَ الرِّيحُ إِلى الرِّيشِ فَلَا يَفْسُد؛ وَقَالَ: يَا ابنَ هِشامٍ، أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ، ... فكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ وَقِيلَ: هِيَ الجَعْبَةُ مَا كَانَتْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكْوَعِ: سأَلت رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصَّلَاةِ فِي القَوْسِ والقَرَن، فَقَالَ: صَلِّ فِي الْقَوْسِ واطْرَحِ القَرَنَ ؛ القَرَنُ: الجَعْبَةُ، وإِنما أَمره بِنَزْعِهِ لأَنه قَدْ كَانَ مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ ذَكِيّ وَلَا مَدْبُوغٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كالنَّبْلِ فِي القَرَنِ أَي مُجْتَمِعُونَ مِثْلَهَا. وَفِي حَدِيثِ عُميَر بْنِ الحُمام: فأَخرج تَمْرًا مِنْ قَرَنِهِ أَي جَعْبَتِه، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقْرُن وأَقْرانٍ كجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وأَجْبالٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعَاهَدُوا أَقْرانَكم أَي انْظُرُوا هَلْ هِيَ مِنْ ذَكِيَّة أَو مَيْتَةٍ لأَجل حَمْلِهَا فِي الصَّلَاةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَرَنُ مِنْ خَشَبٍ وَعَلَيْهِ أَديم قَدْ غُرِّي بِهِ، وَفِي أَعلاه وعَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فِيهِ وَشْجٌ قَدْ وُشِجَ بَيْنَهُ قِلاتٌ، وَهِيَ خَشَبات مَعْروضات عَلَى فَمِ الجَفير جُعِلْنَ قِواماً لَهُ أَن يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح. وَرَجُلٌ قَارِنٌ: ذُو سَيْفٍ ونَبْل أَو ذُو سَيْفٍ وَرُمْحٍ وجَعْبَة قَدْ قَرَنها. والقِران: النَّبْلُ الْمُسْتَوِيَةُ مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَي والُوا بَيْنَ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ. وبُسْرٌ قارِنٌ: قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب، أَزدية. والقَرائن: جِبَالٌ مَعْرُوفَةٌ مُقْتَرِنَةٌ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: وحَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ، وراعَني ... أُناسٌ بفَيْفانٍ، فَمِزْتُ القَرائِنَا ودُورٌ قَرائنُ إِذا كَانَتْ يَسْتَقْبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا. أَبو زَيْدٍ: أَقْرَنَتِ السَّمَاءُ أَياماً تُمْطِرُ وَلَا تُقْلِع، وأَغْضَنَتْ وأَغْيَنَتْ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَكَذَلِكَ

بَجَّدَتْ ورَثَّمَتْ. وقَرَنَتِ السماءُ وأَقْرَنَتْ: دَامَ مَطَرُهَا؛ والقُرْآنُ مَنْ لَمْ يَهْمِزْهُ جَعَلَهُ مِنْ هَذَا لاقترانِ آيِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ. وأَقْرَنَ لَهُ وَعَلَيْهِ: أَطاق وقوِيَ عَلَيْهِ واعْتَلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ؛ أَي مُطِيقينَ؛ قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ قَوْلِكَ أَنا لِفُلَانٍ مُقْرِن؛ أَي مُطيق. وأَقْرَنْتُ فُلَانًا أَي قَدْ صِرْت لَهُ قِرْناً. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسار: أَما أَنا فإِني لِهَذِهِ مُقْرِن أَي مُطِيق قَادِرٌ عَلَيْهَا، يَعْنِي نَاقَتَهُ. يُقَالُ: أَقْرَنْتُ لِلشَّيْءِ فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه وَقَوِيَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ هَانِئٍ: المُقْرِن المُطِيقُ والمُقْرِنُ الضَّعِيفُ؛ وأَنشد: وداهِيَةٍ داهَى بِهَا القومَ مُفْلِقٌ ... بَصِيرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها أَصَخْتُ لَهَا، حَتَّى إِذا ما وَعَيْتُها، ... رُمِيتُ بأُخرى يَستَدِيمُ خَصيمُها تَرَى القومَ مِنْهَا مُقْرِنينَ، كأَنما ... تَساقَوْا عُقَاراً لَا يَبِلُّ سَليمُها فَلَمْ تُلْفِني فَهّاً، وَلَمْ تُلْفِ حُجَّتي ... مُلَجْلَجَةً أَبْغي لَهَا مَنْ يُقيمُها قَالَ: وَقَالَ أَبو الأَحْوَصِ الرِّياحي: وَلَوْ أَدْرَكَتْه الخيلُ، والخيلُ تُدَّعَى، ... بذِي نَجَبٍ، مَا أَقْرَنَتْ وأَجَلَّت أَي مَا ضَعُفتْ. والإِقْرانُ: قُوَّة الرَّجُلِ عَلَى الرَّجُلِ. يُقَالُ: أَقْرَنَ لَهُ إِذا قَوِيَ عَلَيْهِ. وأَقْرَنَ عَنِ الشَّيْءِ: ضَعُفَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: تَرَى الْقَوْمَ مِنْهَا مُقْرِنِينَ، كأَنما ... تَسَاقَوْا عُقاراً لَا يَبِلُّ سَلِيمُهَا وأَقْرَنَ عَنِ الطَّرِيقِ: عَدَلَ عَنْهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه لِضَعْفِهِ عَنْ سُلُوكِهَا. وأَقْرَنَ الرجلُ: غَلَبَتْهُ ضَيْعتُه، وَهُوَ مُقْرِنٌ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ لَهُ إِبل وَغَنَمٌ وَلَا مُعِينَ لَهُ عَلَيْهَا، أَو يَكُونُ يَسْقي إِبلَه وَلَا ذَائِدَ لَهُ يَذُودُها يَوْمَ وُرُودِهَا. وأَقْرَنَ الرَّجُلُ إِذا أَطاق أَمرَ ضَيْعته، مِنَ الأَضداد. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: قِيلَ لِرَجُلٍ «2» مَا مالُك؟ قَالَ: أَقْرُنٌ لِي وآدِمةٌ فِي المَنِيئة، فَقَالَ: قَوِّمْها وزَكِّها. وأَقْرَنَ إِذا ضَيَّقَ عَلَى غَرِيمِهِ. وأَقْرَنَ الدُّمَّلُ: حَانَ أَن يتفَقَّأَ. وأَقْرَنَ الدمُ فِي العِرْق واستقْرَنَ: كَثُرَ. وقَرْنُ الرَّمْلِ: أَسفلُه كقِنْعِهِ. وأَبو حَنِيفَةَ قَالَ: قُرُونة، بِضَمِّ الْقَافِ، نَبْتةٌ تُشْبِهُ نَبَاتَ اللُّوبِياء، فِيهَا حبٌّ أَكبر مِنَ الحِمَّصِ مُدَحْرَج أَبْرَشُ فِي سَواد، فإِذا جُشَّتْ خَرَجَتْ صَفْرَاءُ كالوَرْسِ، قَالَ: وَهِيَ فَرِيكُ أَهل الْبَادِيَةِ لِكَثْرَتِهَا والقُرَيْناء: اللُّوبياء، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُرَيْناء عُشْبَةٌ نحو الذراع لها أَقنانٌ وسِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ، وَهِيَ جُلْبانة بَرِّيَّة يُجْمع حَبُّهَا فتُعْلَفُه الدَّوَابُّ وَلَا يأْكله النَّاسُ لِمَرَارَةٍ فِيهِ. والقَرْنُوَةُ: نَبَاتٌ عَرِيضُ الْوَرَقِ يَنْبُتُ فِي أَلْوِيَةِ الرَّمْلِ ودَكادِكِه، ورَقُها أَغْبَرُ يُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق، وَلَمْ يَجِئْ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ إِلا تَرْقُوَةٌ وعَرْقُوَة وعَنْصُوَة وثَنْدُوَةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ مِنَ العُشْب القَرْنُوَة، وَهِيَ خَضْرَاءُ غَبْرَاءُ عَلَى سَاقٍ يَضرِبُ ورَقُها إِلى الْحُمْرَةِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ كالسُّنبلة، وَهِيَ مُرَّة يُدْبَغُ بِهَا الأَساقي، وَالْوَاوُ فِيهَا زَائِدَةٌ لِلتَّكْثِيرِ وَالصِّيغَةِ لَا لِلْمَعْنَى وَلَا للإِلحاق، أَلا تَرَى

_ (2). [وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قِيلَ لِرَجُلٍ إلخ] حق هذا الحديث أن يذكر عقب حَدِيثِ عُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ كما هو سياق النهاية لأَن الأقرن فيه بمعنى الجعاب

أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ فَرَزْدُقة «3»؟. وجِلد مُقَرْنىً: مَدْبُوغٌ بالقَرْنُوَة، وَقَدْ قَرْنَيْتُه، أَثبتوا الْوَاوَ كَمَا أَثبتوا بَقِيَّةَ حُرُوفِ الأَصل مِنَ الْقَافِ وَالرَّاءِ وَالنُّونِ، ثُمَّ قَلَبُوهَا يَاءً لِلْمُجَاوَرَةِ، وَحَكَى يَعْقُوبُ: أَديم مَقْرُونٌ بِهَذَا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ. وسِقاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً: دُبِغَ بالقَرْنُوَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَرْنُوَة قُرُونٌ تَنْبُتُ أَكبر مِنْ قُروُن الدُّجْرِ، فِيهَا حَبٌّ أَكبر مِنَ الحمَّص، فإِذا جُشَّ خَرَجَ أَصفر فَيُطْبَخُ كَمَا تُطْبَخُ الْهَرِيسَةُ فَيُؤْكَلُ ويُدَّخر لِلشِّتَاءِ، وأَراد أَبو حَنِيفَةَ بِقَوْلِهِ قُرُون تَنْبُتُ مثلَ قُرُون. قَالَ الأَزهري فِي القَرْنُوَةِ: رأَيت الْعَرَبَ يَدْبُغون بِوَرَقِهِ الأُهُبَ؛ يُقَالُ: إِهابٌ مُقَرْنىً بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَقَدْ هَمَزَهُ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: مَا جَعَلْتُ فِي عَيْنِي قَرْناً مِنْ كُحْل أَي مِيلًا وَاحِدًا، مِنْ قَوْلِهِمْ أَتيته قَرْناً أَو قَرْنين أَي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ، وقَرْنُ الثُّمَامِ شَبِيهٌ الباقِلَّى. والقارُون: الوَجُّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الْقَارُورَةَ القَرَّانَ، الراء شديدة، وأَهل الْيَمَامَةِ يُسَمُّونَهَا الحُنْجُورة. ويومُ أَقْرُنَ: يومٌ لغَطَفانَ عَلَى بَنِي عَامِرٍ. والقَرَنُ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ مِيقَاتُ أَهل نَجْدٍ، وَمِنْهُ أُوَيْسٌ القَرَنيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ فِي الْجَمْهَرَةِ، والقَزَّازُ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ: وقَرْنٌ اسم موضع. وبنو قَرَنٍ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْد. وقَرَنٌ: حَيٌّ مِنْ مُرَادٍ مِنَ الْيَمَنِ، مِنْهُمْ أُوَيْسٌ القَرَنيُّ مَنْسُوبٌ إِليهم. وَفِي حَدِيثِ الْمَوَاقِيتِ: أَنه وَقَّتَ لأَهلِ نجْد قَرْناً ، وَفِي رِوَايَةٍ: قَرْنَ المَنازل ؛ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ يُحْرِمُ مِنْهُ أَهلُ نجْد، وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ يَفْتَحُ رَاءَهُ، وإِنما هُوَ بِالسُّكُونِ، وَيُسَمَّى أَيضاً قَرْنَ الثَّعَالِبِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه احْتَجَمَ عَلَى رأْسه بقَرْنٍ حِينَ طُبَ ؛ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ، فإِما هُوَ الْمِيقَاتُ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ قَرْنُ ثوْر جُعِلَ كالمِحْجَمة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَقَفَ عَلَى طَرَفِ القَرْنِ الأَسود ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالسُّكُونِ، جُبَيْل صغيرٌ. والقَرِينة. وَادٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كُلَّمَا ... جرَى الرِّمْثُ فِي مَاءِ القَرِينة والسِّدْرُ وَقَالَ آخَرُ: أَلا ليَتَني بَيْنَ القَرِينَة والحَبْلِ، ... عَلَى ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلي وَقِيلَ: القَرِينة اسْمُ روضة بالصَّمّان. ومُقَرِّن: اسْمٌ. وقَرْنٌ: جبَلٌ مَعْرُوفٌ. والقَرينة: مَوْضِعٌ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: تَرَكَ فلانٌ فُلَانًا عَلَى مِثْلِ مَقَصِّ قَرْنٍ ومَقَطِّ قَرْن؛ قَالَ الأَصمعي: القَرْنُ جَبَلٌ مُطِلٌّ عَلَى عَرَفَاتٍ؛ وأَنشد: فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ، ... فَلَا عينٌ تُحَسُّ وَلَا إِثارُ وَيُقَالُ: القَرْنُ هَاهُنَا الْحَجَرُ الأَمْلَسُ النَّقِيُّ الَّذِي لَا أَثر فِيهِ، يُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلُ لِمَنْ يُسْتَأْصَلُ ويُصْطلَمُ، والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بَقِيَ ذلك الموضع أَملس. وقارونُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ أَعجمي، يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الغِنَى وَلَا يَنْصَرِفُ لِلْعُجْمَةِ والتعريف. وقارُون: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى، وَكَانَ كَافِرًا فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرض. والقَيْرَوَانُ: معرَّب، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كارْوان، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

_ (3). قوله [فرزدقة] كذا بالأصل بهذا الضبط، وسقطت من نسخة المحكم التي بأيدينا، ولعله مثل فرزقة بحذف الدال المهملة

وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، ... كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ والقَرْنُ: قَرْنُ الهَوْدج؛ قَالَ حاجِبٌ المازِنِيّ: صَحا قَلْبِي وأَقْصرَ، غَيْرَ أَنِّي ... أَهَشُّ، إِذا مَرَرْتُ عَلَى الحُمولِ كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، ... وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ قردن: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: خُذْ بقَرْدَنهِ وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقَفاه. قرصطن: القَرَصْطُونُ: القَفارُ، أَعجمي لأَن فَعَلُّولًا وفَعَلُّوناً لَيْسَا من أَبنيتهم. قرطن: فِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى سَلْمان فإِذا إِكافٌ وقِرْطَانٌ ؛ القِرْطَانُ: كالبَرْذَعة لِذَوَاتِ الْحَافِرِ، وَيُقَالُ قِرْطاطٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْخَطَابِيُّ بِالطَّاءِ، وقِرْطاق بِالْقَافِ، وَهُوَ بِالنُّونِ أَشهر، وَقِيلَ: هُوَ ثُلَاثِيُّ الأَصل ملحق بقِرْطاسٍ. قرطعن: القِرْطَعْن: الأَحمق. قزن: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَقْزَنَ زيدٌ ساقَ غلامِه إِذا كسرها. قسن: قَسَنٌ: إِتباعٌ لحَسَن بَسَن. والقِسْيَنُّ: الشَّيْخ الْقَدِيمُ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ؛ وأَنشد: وَهُمْ كمِثْلِ البازِلِ القِسْيَنّ فإِذا اشْتَقُّوا مِنْهَا فِعْلًا عَلَى مِثْلِ افْعَالَّ هَمَزُوا فَقَالُوا: اقْسَأَنَّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدِ اقْسأَنَّ، وَقِيلَ: المُقْسَئِنّ الَّذِي قَدِ انْتَهَى فِي سِنِّهِ، فَلَيْسَ بِهِ ضَعْفُ كِبَرٍ وَلَا قوّةُ شَباب، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِي آخِرِ شَبَابِهِ وأَوّل كِبَرِهِ. وَقَدِ اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً: كَبِرَ وعَسِيَ؛ وَقَوْلُهُ: يَا مَسَدَ الخُوصِ، تَعَوَّذْ منِّي، ... إِن تَكُ لَدْناً لَيِّناً، فإِنِّي مَا شِئْتَ مِنْ أَشْمَطَ مُقْسَئِنِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ عَلَى أَحد الْوَجْهَيْنِ الآخَرَين. واقْسَأَنَّ الشيءُ: اشْتَدَّ، وَفِيهِ قُسَأْنِينة. والقُسَأْنينة مِنَ اقْسَأَنَّ العودُ وَغَيْرُهُ إِذا يَبِسَ وَاشْتَدَّ وعَسِيَ. ابْنُ الأَعرابي: أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت يَدُه عَلَى الْعَمَلِ والسَّقْي. واقْسأَنَّ الليلُ: اشْتَدَّ ظَلَامُهُ؛ وأَنشد: بِتُّ لَهَا يَقْظَانَ واقْسَأَنَّتِ قَالَ الأَزهري: هَذِهِ الْهَمْزَةُ اجْتُلِبَتْ لِئَلَّا يَجْتَمِعَ سَاكِنَانِ، وَكَانَ فِي الأَصل اقْسَانَّ يَقْسَانُّ. قسطن: اللَّيْثُ: القُسْطانِيَّة نُدْأَةُ قَوْسِ قُزَحَ أَي عَوَجُه «1». وأَنشد: ونُؤْي كقُسْطانِيَّة الدَّجْنِ مُلْبِد ابْنُ الأَعرابي: القُسْطالة قَوْسُ قُزَحَ، وَهِيَ القُسْطانة. أَبو عَمْرٍو: القَسْطانُ والكَسْطان الغُبار؛ وأَنشد: يُثِير قَسْطانَ غُبارٍ ذِي وهَجْ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ أَبو عمرو قَسْطان وَكَسْطَانَ بِفَتْحِ الْقَافِ فَعْلاناً لا فَعْلالًا، ولم يُجِزْ قَسْطالًا وَلَا كَسْطالًا لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعْلال مِنْ غَيْرِ الْمُضَاعَفِ غَيْرَ حَرْفٍ وَاحِدٍ جَاءَ نَادِرًا، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ بِهَا خَزْعالٌ؛ هَكَذَا قال الفراء. قسطبن: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: قُسْطَبِينَته وقُسْطَبِيلته يعني الكَمَرة، والله أَعلم. قطن: القُطُون: الإِقامة. قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ

_ (1). قوله [أي عوجه] كذا في الأَصل ونسخة من التهذيب، والذي في القاموس وغيره: إن الندأة هي قوس قزح

قُطُوناً: أَقام بِهِ وتَوَطَّنَ، فَهُوَ قاطنٌ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجِ: ورَبِّ هَذَا البلدِ المُحَرَّمِ ... والقَاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ، قَواطِناً مكةَ مِنْ وُرْقِ الحَمِي والقُطَّانُ: الْمُقِيمُونَ. والقَطِينُ: جَمَاعَةُ القُطَّان، اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ القَاطِنَةُ، وَقِيلَ: القَطِينُ السَّاكِنُ فِي الدَّارِ، وَالْجَمْعُ قُطُنٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَطِينُ: الْمُقِيمُونَ فِي الْمَوْضِعِ لَا يَكَادُونَ يَبْرَحُونه. والقَطِينُ: السُّكَّان فِي الدَّارِ، ومُجاوِرُو مَكَّةَ قُطَّانُها. وَفِي حَدِيثِ الإِفاضة: نَحْنُ قَطِينُ اللَّهِ أَي سُكَّانُ حَرَمه. والقَطِينُ: جَمْعُ قَاطِنٍ كالقُطَّان، وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: نَحْنُ قَطين بَيْتِ اللَّهِ وحَرَمِه، قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ القَطِينُ بِمَعْنَى القاطِنِ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: فإِني قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ المَشاعِر وحَمامُ مَكَّةَ يُقَالُ لَهَا: قَواطِنُ مَكَّةَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فَلَا وَرَبِّ القاطِناتِ القُطَّنِ والقَطِينُ: كالخَليط لَفْظُ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. والقَطِينُ: تبَّاع المَلِك ومَماليكه. والقَطِينُ: أَهل الدَّارِ. والقَطِينُ: الخَدَمُ والأَتْباع والحَشَمُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَشَمُ الأَحْرَارُ. والقَطِينُ: المَماليك. والقَطِينُ: الإِماءُ. والقاطِنُ: الْمُقِيمُ بِالْمَكَانِ. والقَطِين: تُبَّعُ الرَّجُلِ ومَماليكه وخَدَمُه، وَجَمْعُهَا القُطَّان. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَطِينُ الرَّجُلِ حَشَمُه وخَدَمه، قَالَ: وإِذا قَالَ الشَّاعِرُ خَفّ القَطِينُ فَهُمُ الْقَوْمُ القَاطِنُون أَي الْمُقِيمُونَ. وَرُوِيَ عَنْ سَلْمَانَ أَنه قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْمَجُوسِ فَاجْتَهَدْتُ حَتَّى كنتُ قَطِنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَطِنُ النَّارِ خازِنُها وخادِمُها وَيَجُوزُ أَنه كَانَ مُقِيمًا عَلَيْهَا، رَوَاهُ بِكَسْرِ الطَّاءِ. وقَطَنَ يَقْطُنُ إِذا خَدَم. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد أَنه كَانَ لَازِمًا لَهَا لَا يُفَارِقُهَا مِنْ قَطَنَ فِي الْمَكَانِ إِذا لَزِمَهُ، قَالَ: وَيُرْوَى بِفَتْحِ الطَّاءِ، جَمْعُ قَاطِنٍ كخَدَم وخادِمٍ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى قاطِنٍ كفَرَطٍ وفارطٍ. وقَطَنُ الطَّائِرِ: زِمِكَّاه وأَصلُ ذَنَبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَن آمِنَةَ لَمَّا حَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: مَا وَجَدْتُه في القَطَنة والثُّنَّةِ وَلَكِنِّي كنتُ أَجِدُه فِي كَبِدِي ؛ القَطَنُ: أَسفل الظَّهْرِ، والثُّنَّة: أَسفل الْبَطْنِ. والقَطَن، بِالتَّحْرِيكِ: مَا بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ إِلى عَجْبِ الذَّنَبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِير والقَطَنُ: مَا عَرُضَ مِنَ الثَّبَجِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَطَنُ الْمَوْضِعُ الْعَرِيضُ بَيْنَ الثَّبَج والعَجُز، والقَطِينة سَكَنُ الدَّارِ. وَيُقَالُ: جَاءَ القومُ بِقَطِينهم؛ قَالَ زُهَيْرٌ: رأَيتُ ذَوِي الحاجاتِ، حَوْلَ بُيوتِهم، ... قَطِيناً لَهُمْ، حَتَّى إِذا أَنبتَ البَقْلُ وَقَالَ جَرِيرٌ: هَذَا ابنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيفَةً، ... لَوْ شِئْتُ ساقَكُمُ إِليَّ قَطِينَا والقَطِنَة والقِطْنَة، مثْلُ المَعِدَةِ والمِعْدَة: مِثل الرُّمَّانة تَكُونُ عَلَى كَرِشِ الْبَعِيرِ، وَهِيَ ذاتُ الأَطبْاق، وَالْعَامَّةُ تُسَمِّيهَا الرُّمَّانة، وَكَسْرُ الطَّاءِ فِيهَا أَجود. التَّهْذِيبُ: والقَطِنَة هِيَ ذَاتُ الأَطبْاق الَّتِي تَكُونُ مَعَ الْكَرِشِ، وَهِيَ الفَحِثُ أَيضاً؛ الحَرَّاني عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: هِيَ القَطِنة الَّتِي تَكُونُ مَعَ الْكَرِشِ، وَهِيَ

ذَاتُ الأَطباق، وَهِيَ النَّقِمة [النِّقْمة] «1». والمَعِدة [المِعْدة] والكَلِمة [الكِلْمة] والسَّفِلة [السِّفْلة] والوَسِمة [الوِسْمة] الَّتِي يُخْتَضَبُ بِهَا؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هِيَ القَطِنة [القِطْنة] وَهِيَ الرُّمانة فِي جَوْفِ الْبَقَرَةِ؛ وَفِي حَدِيثُ سَطِيحٍ: حَتَّى أَتى عارِي الجَآجي والقَطَنْ وَقِيلَ: الصَّوَابُ قَطِنٌ، بِكَسْرِ الطَّاءِ، جَمْعُ قطِنة وَهِيَ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ. والقَطِنة: اللَّحْمَةُ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ. والقُطْنُ والقُطُنُ والقُطُنُّ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ قُطْنةٌ وقُطُنة وقُطُنَّة، وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ «2». قَالَ: يُقَالُ قُطْنٌ وقُطُنٌ مِثْلُ عُسْر وعُسُر؛ قَالَ قَارِبُ بْنُ سَالِمٍ المُرِّي، وَيُقَالُ دَهلب بْنُ قُرَيع: كأَنَّ مَجْرى دَمْعِها المُسْتَنِّ ... قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَد القُطْنُنِ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ أَجود القُطُنِّ؛ قَالَ: شدِّد لِلضَّرُورَةِ وَلَا يَجُوزُ مِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُطْنُ يَعْظُم عِنْدَهُمْ شَجَرُهُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ شَجَرِ المِشْمِش، وَيَبْقَى عِشْرِينَ سَنَةً، وأَجودُه الحديثُ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ، يَوْمَ تحَمَّلوا، ... فتَكنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها أَراد بِهِ ثِيَابَ القُطْن. والمَقْطَنة: الَّتِي تُزْرَعُ فِيهَا الأَقطان. وَقَدْ عَطَّبَ الكرمُ وقَطَّنَ الكرمُ تَقْطيناً: بَدَتْ زَمَعاته. وبزْرُ قَطُونا: حَبَّة يُسْتَشْفَى بِهَا، والمدُّ فِيهَا أَكثر؛ التَّهْذِيبُ: وحَبَّة يُسْتَشْفَى بِهَا يُسَمِّيهَا أَهل الْعِرَاقِ بزْرَ قَطُونا؛ قَالَ الأَزهري: وسأَلت عَنْهَا البَحْرانيين فَقَالُوا: نَحْنُ نُسَمِّيهَا حَبَّ الذُّرَقة، وَهِيَ الأَسْفِيوس، مُعَرَّبٌ. وبزْرُ قَطوناء. عَلَى وَزْنِ جَلولاء وحَرُوراء ودَبوقاء وكَشُوثاء. والقِطانُ: شِجار الْهَوْدَجِ، وَجَمْعُهُ قُطُنٌ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: فَتَكَنَّسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُهَا وقَطْني مِنْ كَذَا أَي حَسْبِي؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ قَطِي، وَدَخَلَتِ النُّونُ عَلَى حَالِ دُخُولِهَا فِي قَدْني، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَطْنُ فِي مَعْنَى حَسْبُ. يُقَالُ: قَطْني كَذَا وَكَذَا؛ وأَنشد: امْتَلأَ الحوضُ وقال: قَطْني، ... سلا رُوَيداً، قد مَلأْتَ بَطْني قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ قَطْنَ عبدَ اللَّهِ درهمٌ، وقَطْنَ عبدِ اللَّهِ درهمٌ، فَيُزِيدُ نُونًا عَلَى قَطْ وَيَنْصِبُ بِهَا وَيَخْفِضُ وَيُضِيفُ إِلى نَفْسِهِ فَيَقُولُ قَطْني، قَالَ: وَلَمْ يُحْكَ ذَلِكَ فِي قَدْ، وَالْقِيَاسُ فِيهِمَا وَاحِدٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُمْ لَا تَقُلْ إِلا كَذَا وَكَذَا قَطْ؛ مَعْنَاهُ حَسْبُ، فطاؤُها سَاكِنَةٌ لأَنها بِمَنْزِلَةِ بَلْ وَهَلْ وأَجَلْ، وَكَذَلِكَ قَدْ يُقَالُ قَدْ عبدَ اللَّهِ درهمٌ، وَمَعْنَى قَطْ عبدَ اللَّهِ درهمٌ أَي يَكْفِي عبدَ اللَّهِ دِرْهَمٌ. والقِطْنِيَة، بِالْكَسْرِ؛ حَكَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ بِالتَّخْفِيفِ وأَبو حَنِيفَةَ بِالتَّشْدِيدِ: وَاحِدَةُ القَطانيّ، وَهِيَ الْحُبُوبُ الَّتِي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والباقِلَّى والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان. التَّهْذِيبُ: القِطْنِيَّة الثِّيَابُ، والقِطْنيَّة الْحُبُوبُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ لَهَا قُطْنيَّة مِثْلَ لُجِّيٍّ ولِجِّيّ، قَالَ: وإِنما

_ (1). قوله [وهي النقمة إلخ] هذه العبارة كالتي قبلها نظم عبارة التهذيب بالحرف وأتى بهذه النظائر للقطنة في الوزن فقط لا في المعنى كما هو ظاهر أي أن هذه سمع فيها أنها بكسر فسكون أو بفتح فكسر (2). قوله [وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ قال قارب إلخ] هكذا نظم عبارة التهذيب بحذف الجملة المعترضة بينهما ونقلها المؤلف من الصحاح ووسطها في كلام التهذيب فصار غير منسجم، ولو قال والقطن والقطن مثل عسر وعسر والقطنّ إلخ وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ قال قارب إلخ لانسجمت العبارة مع الاختصار، وكثيراً ما يقع له ذلك فيظن أن في الكلام سقطاً وليس كذلك

سميت الحبوب قُطْنيَّة [قِطْنيَّة] لأَن مَخَارِجَهَا مِنَ الأَرض مِثْلَ مَخَارِجِ الثِّيَابِ القُطْنيَّة [القِطْنيَّة]، وَيُقَالُ: لأَنها تُزْرَعُ كُلَّهَا فِي الصَّيْفِ وتُدْرِك فِي آخِرِ وَقْتِ الْحَرِّ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: القَطانِيُّ الخِلَفُ وخُضَر الصَّيْفِ. شَمِرٌ: القُطْنِيَّة مَا كَانَ سِوَى الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: القِطْنِيَّةُ اسْمٌ جَامِعٌ لِهَذِهِ الْحُبُوبِ الَّتِي تُطْبَخُ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ مِثْلُ العَدس والخُلَّر، وَهَوَ الماشُ، وَالْفُولُ والدُّجْر، وَهُوَ اللُّوبْيَاءُ، والحِمَّص وَمَا شَاكَلَهَا مِمَّا يُقْتات، سَمَّاهَا الشَّافِعِيُّ كُلَّهَا قُطْنيَّة فِيمَا رَوَى عَنْهُ الرَّبِيعُ، وَهُوَ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ أَنس. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يأْخذ مِنَ القِطنيَّة العُشْرَ ؛ هِيَ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَاحِدَةُ القَطاني كَالْعَدَسِ وَالْحِمَّصِ وَاللُّوبْيَاءِ. والقَيْطونُ: المُخْدَع، أَعجمي، وَقِيلَ: بِلُغَةِ أَهل مِصْرَ وبَرْبَر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَيْطون بَيْتٌ فِي بَيْتٍ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: قُبَّة مِنْ مَراجِلٍ ضَرَبَتْها، ... عِنْدَ بَرْدِ الشتاءِ، فِي قَيْطونِ وقَطَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وقَطَنُ بْنُ نَهْشَل: مَعْرُوفٌ. وقَطَنٌ: جَبَلٌ بِنَجْدٍ فِي بِلَادِ بَنِي أَسد، وَفِي الصِّحَاحِ: جَبَلٌ لِبَنِي أَسد. وقُطَانُ: جَبَلٌ «3»؛ قَالَ النَّابِغَةُ: غَيرَ أَن الحُدوجَ يرْفَعْنَ غِزْلانَ ... قُطانٍ عَلَى ظُهورِ الجِمالِ واليَقْطِين: كُلُّ شَجَرٍ لَا يَقُومُ عَلَى سَاقٍ نَحْوَ الدُّبَّاء والقَرْع وَالْبِطِّيخِ وَالْحَنْظَلِ. ويَقْطِينُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْهُ. واليَقْطِينة: القَرْعة الرَّطبة. التَّهْذِيبُ: اليَقطين شَجَرُ القرْع. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قِيلَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ وَرَقُ القرْع، فَقَالَ: وَمَا جعَلَ القَرْعَ مِنْ بَيْنِ الشَّجَرِ يَقْطِيناً، كُلُّ وَرَقَةٍ اتسعتْ وسترتْ فَهِيَ يَقْطينٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ كُلُّ شَيْءٍ ذَهَبَ بَسْطاً فِي الأَرض يَقْطينٌ، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: وَمِنْهُ القَرْع وَالْبِطِّيخُ والقِثَّاء والشِّرْيان، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كُلُّ شَيْءٍ يَنْبُتُ ثُمَّ يَمُوتُ مِنْ عَامِهِ فَهُوَ يَقْطِينٌ. وقُطْنةُ: لَقَبُ رَجُلٍ، وَهُوَ ثابتُ قُطْنةَ العَتَكيّ، والأَسماء الْمَعَارِفُ تُضَافُ إِلى أَلقابها، وَتَكُونُ الأَلقاب مَعَارِفَ وتتعرَّف بِهَا الأَسماء كَمَا قِيلَ قَيْسُ قُفَّةَ وَزَيْدُ بَطَّةَ وسَعيد كُرْز؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ سَمِعْتُ أَبا حَاتِمٍ يَقُولُ أُصِيبتْ عَينُ ثابتِ قُطْنةَ بخُراسان فَكَانَ يَحْشُوهَا قُطْناً، فَسُمِّيَ ثابتَ قُطْنة؛ وَفِيهِ يَقُولُ حَاجِبُ الْفِيلِ: لَا يَعْرفُ الناسُ مِنْهُ غيرَ قُطْنَتِه، ... وَمَا سِوَاهَا من الإِنسان مَجْهولُ قعن: القَعَنُ: قِصَرٌ فِي الأَنف فَاحِشٌ. وقُعَيْنٌ: حيٌّ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَهُمَا قُعَيْنانِ: قُعَيْنٌ فِي بَنِي أَسد، وقُعَيْنٌ فِي قيْس بْنِ عَيْلان. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَعَنُ والقَعَى ارتفاعٌ فِي الأَرْنَبةِ، قال: والقَعَنُ انفِحاجٌ فِي الرِّجْلِ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي صَحَّ لِلثِّقَاتِ فِي عُيُوبِ الأَنف القَعَمُ، بِالْمِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُعَاقِبُ الْمِيمَ وَالنُّونَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا مِثْلَ الأَيْمِ والأَيْنِ لِلْحَيَّةِ، والغَيْم والغَيْنِ لِلسَّحَابِ، وَلَا أُنكِرُ أَن يَكُونَ القَعَنُ والقَعَمُ مِنْهَا. وَسُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَيُّ الْعَرَبِ أَفصح؟ فَقَالَ: نَصْرُ قُعَيْنٍ أَو قُعَيْنُ نَصْرٍ. والقَيْعُونُ: نَبْتٌ. والقَيْعُون، عَلَى بِنَاءِ فَيْعُول:

_ (3). قوله [وقطان جبل إلخ] كذا بالأَصل والمحكم مضبوطاً، والذي في ياقوت: قطان ككتاب جبل

مَعْرُوفٌ وَهُوَ مَا طَالَ مِنَ العُشْبِ، قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ قَعَنَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَيْعُونٌ فَعْلُوناً مِنَ القَيْعِ عَلَى تقديرِ الزَّيْتُونِ مِنَ الزَّيْتِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وقَعْوَنُ: اسم. قفن: التَّهْذِيبُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِني لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِيَّ وغيرُه خيرٌ مِنْهُ، ثُمَّ أَكونُ عَلَى قَفَّانه، وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إِني لأَسْتَعمِلُ الرجلَ الْفَاجِرَ لأَسْتَعِينَ بقوَّته ثُمَّ أَكونُ عَلَى قَفَّانه، يَعْنِي عَلَى قَفاه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَفَّانُ كلِّ شيءٍ جِماعُه واسْتِقصاء مَعْرِفَتِهِ؛ يَقُولُ: أَكونُ عَلَى تتَبُّع أَمره حَتَّى أَستقصِيَ عِلْمَهُ وأَعرفه، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَلَا أَحْسِبُ هذه الكلمة عربية، إِنما أَصلها قَبّانٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هو معرَّب قَبَّانَ الذي يُوزَنُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ قَبّانٌ بِالصَّرْفِ، قَالَ: وأَما حِمارُ قَبّانَ لدُوَيْبَّة مَعْرُوفَةٌ فَغَيْرُ مَصْرُوفَةٍ؛ ومنه قول العامة: فلان قَبّانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الأَمين وَالرَّئِيسِ الَّذِي يتتَبَّعُ أَمره ويُحاسبه، وَلِهَذَا سُمِّيَ الْمِيزَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ القَبَّانُ القَبّانَ. ابْنُ الأَعرابي: القَفّانُ عِنْدَ الْعَرَبِ الأَمين، وَهُوَ فَارِسِيٌّ عُرِّبَ. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا يومُ قَفْنٍ أَي يَوْمُ قِتَالٍ، وَيَوْمُ غَضْنٍ إِذَا كَانَ ذَا حِصَار. وقَفَّنَ رأْسه وقَنَّفَه إِذا قَطَعَهُ وأَبانه. والقَفْنُ: الضَّرْبُ بِالْعَصَا والسَّوْطِ؛ قَالَ بَشِيرٌ الفَرِيريُّ: قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ، ... وَبِالْعَصَا مِنْ طُول سُوءِ الضَّفْنِ وقَفَنَ الرجلَ يَقْفِنُه قَفْناً: ضَرَبَهُ عَلَى رأْسه بِالْعَصَا. وقَفَنَه يَقْفِنُه قَفْناً: ضَرَبَ قَفاه. وقَفَنَ الشاةَ يَقْفِنُها قَفْناً: ذَبَحَهَا مِنَ القَفا. والقَفِينة: الشَّاةُ تُذْبَحُ مِنْ قَفَاهَا، وَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. وَشَاةٌ قَفِينة: مَذْبُوحَةٌ مِنْ قَفاها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أُبِينَ رأْسُها مِنْ أيِّ جِهَةٍ ذُبِحَتْ. وَرُوِيَ عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ فِي حَدِيثِهِ فِيمَنْ ذَبح فأَبان الرأْسَ قَالَ: تِلْكَ الْقَفِينَةُ لَا بأْس بِهَا، وَيُقَالُ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنها القَفِيَّة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَفينة كَانَ بعضُ النَّاسِ يَرَى أَنها الَّتِي تُذْبَحُ مِنَ القَفا، وَلَيْسَتْ بِتِلْكَ، وَلَكِنَّ القَفينة الَّتِي يُبان رأْسها بِالذَّبْحِ، وإِن كَانَ مِنَ الحَلْق، قَالَ: وَلَعَلَّ الْمَعْنَى يَرْجِعُ إِلَى القَفا لأَنه إِذا أَبان لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ قَطْعِ القَفا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنها القَفِيَّة، قَالَ: النُّونُ فِي القَفِينَة لَامُ الْكَلِمَةِ، يُقَالُ: قَفَنَ الشَّاةَ قَفْناً، وَهِيَ قَفِينٌ، وَالشَّاةٌ قَفِينة مِثْلَ ذَبِيحَةٍ؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَتِ النُّونُ زَائِدَةً لَبَقِيَتِ الْكَلِمَةُ بِغَيْرِ لَامٍ، وأَما أَبو زَيْدٍ فَلَمْ يَعْرِفْ فِيهَا إِلَّا القفِيَّة، بِالْيَاءِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَفِينة التي يُبانُ رأْسها عِنْدَ الذَّبْحِ، وإِن كَانَ مِنَ الْحَلْقِ، وأَنكر قَوْلَ مَنْ يَقُولُ إِنها الَّتِي تُذْبَحُ مِنْ قَفَاهَا. وَحَكَى غَيْرُهُ: قَفَنَ رأْسه إِذا قَطَعَهُ فأَبانه. وَيُقَالُ للقَفا: القَفَنُّ والقَفِينة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. يُقَالُ: قَفَنَ الشَّاةَ واقتَفَنها. وَقَدْ قَالُوا: القَفَنُّ للقَفَا، فَزَادُوا نُونًا مُشَدَّدَةً؛ وأَنشد الرَّاجِزُ فِي ابْنِهِ: أُحِبُّ مِنكَ مَوضِعَ الوِشْحَنِّ [الوُشْحَنِ]، ... وموْضِعَ الإِزارِ والقَفَنِّ «1» . والقَفِينة: النَّاقَةُ الَّتِي تُنْحَرُ مِنْ قَفَاهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَلَيْسَ شَيْءٌ «2»: مِنْ ذَلِكَ مُشْتَقًّا مِنْ لَفْظِ الْقَفَا إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَقِيلَ فِي كُلِّهِ قَفِيٌّ وقَفِيَّة. أَبو عَمْرٍو: القَفِين الْمَذْبُوحُ مِنْ قَفَاهُ. واقْتَفَنْتُ الشاةَ والطائر إِذا

_ (1). قوله [وموضع الإِزار إلخ] قال الصاغاني الرواية: ومعقد الإِزار في القفنّ والكاف في منك مفتوحة يخاطب ابنه لا امرأته (2). قوله [وليس شيء إلخ] قال ابن سيدة: الذي عندي أن النون أصل وإن كانت الكلمة معناها معنى القفا كما أن القدموس معناه القديم والسبطر معناه السبط وليست الميم ولا الراء زائدة

ذَبحْتَ مِنْ قِبَل الْوَجْهِ فأَبَنْتَ الرأْسَ. والقَفْنُ: الموْتُ. وَيُقَالُ: قَفَنَ يَقْفِنُ قُفُوناً إِذا مَاتَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَلْقَى رَحَى الزَّوْرِ عَلَيْهِ فطَحَنْ، ... فَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حَتَّى قَفَنْ قَالَ: وقَفَنَ الكلبُ إِذا وَلَغَ. ابْنُ الأَعرابي: القَفْنُ الْمَوْتُ، والكَفْنُ التغطِيَة. ابْنُ الأَعرابي: القَفِينَة والقَنِيفةُ واحدٌ، وَهُوَ أَن يُبانَ الرأْسُ. التَّهْذِيبُ: أَتيته عَلَى إِفَّانِ ذَلِكَ وقِفَّانِ ذَلِكَ وغِفّان ذَلِكَ أَي عَلَى حِينِ ذلك. قفزن: القُفَزْنِيَةُ: المرأَة الزَّرِيَّة القصيرة. ققن: قِقِنْ قِقِنْ: حِكَايَةُ صوت الضحك. قلن: الأَزهري: رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه سأَل شُرَيْحاً عَنِ امرأَة طُلِّقَتْ فذكَرَتْ أَنها حَاضَتْ ثلاثَ حِيَضٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ شُرَيْحٌ: إِن شَهِدَ ثلاثُ نِسْوَةٍ مِنْ بطانَةِ أَهلها أَنها كَانَتْ تَحِيضُ قَبْلَ أَن طُلِّقَتْ فِي كُلِّ شَهْرٍ كَذَلِكَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهَا: فَقَالَ عَلِيٌّ: قالُونْ ؛ قَالَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهل الْعِلْمِ: قالُون بِالرُّومِيَّةِ مَعْنَاهَا أَصَبْتَ، ورأَيت فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: اشْتَرَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ جَارِيَةً رُومِيَّةً فأَحبها حُبًّا شَدِيدًا، فَوَقَعَتْ يَوْمًا عَنْ بَغْلَةٍ كَانَتْ عَلَيْهَا فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْهَا ويُفَدِّيها، قَالَ: فَكَانَتْ تَقُولُ لَهُ أَنت قالُونُ أَي رَجُلٌ صَالِحٌ، ثُمَّ هَرَبَتْ مِنْهُ؛ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ كنتُ أَحسِبُني قالونَ، فانطلَقَتْ ... فاليومَ أَعْلَمُ أَني غَيْرُ قالُونِ قلمون: القَلَمُونُ: مَطارِفُ كَثِيرَةُ الأَلوانِ، مثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الْفَرَّاءُ قَلَمُونٌ هُوَ فَعَلُونٌ مِثْلُ قَرَبوسٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ أَبو قَلَمُون ثَوْبٌ يُتراءَى إِذا أَشْرَقتْ عَلَيْهِ الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّى، قَالَ: وَلَا أَدري لَمْ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَقَالَ لِي قَائِلٌ سَكَنَ مصْرَ أَبو قَلَمُون طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ يُتراءَى بأَلوان شَتَّى فشُبِّه الثوبُ بِهِ؛ وَقَالَ: بنَفْسِي حاضِرٌ ببَقِيعِ حَوْضَى، ... وأَبياتٌ عَلَى القَلَمُونِ جُونُ جعل القَلَمُونَ موضعاً. قمن: الأَزهري: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِني قَدْ نُهيتُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا اللَّهَ فِيهِ، وأَما السُّجود فأَكثروا فِيهِ من الدُّعَاءِ، فإِنه قَمِنٌ أَن يُسْتَجابَ لَكُمْ ؛ يُقَالُ: هُوَ قَمَنٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، بِالتَّحْرِيكِ، وقَمِنٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، فَمَنْ قَالَ قَمَن أَراد الْمَصْدَرَ فَلَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يُجْمَعْ وَلَمْ يُؤَنِّثْ، يُقَالُ: هُمَا قَمَنٌ أَن يَفْعَلَا ذَلِكَ وَهُمْ قَمَنٌ أَن يَفْعَلُوَا ذَلِكَ وهنَّ قَمَنٌ أَن يَفْعَلْنَ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ قَمِنٌ أَراد النَّعْتَ فَثَنَّى وَجَمَعَ فَقَالَ هُمَا قَمِنانِ وَهُمْ قَمِنونَ، وَيُؤَنَّثُ عَلَى ذَلِكَ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: هُوَ قَمِنٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، وقَمِين أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، بِالْيَاءِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم: إِذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإِنه، ... بنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ، قَمِينُ قَالَ ابْنُ كَيْسانَ: قمِينٌ بِمَعْنَى حَرِيّ، مأْخوذ مِنْ تَقَمَّنْتُ الشيءَ إِذا أَشْرَفتَ عَلَيْهِ أَن تأْخذه؛ غَيْرُهُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ القَمِين بِمَعْنَى السَّرِيعِ وَالْقَرِيبِ. ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ قَمَنٌ بِكَذَا وقَمَنٌ مِنْهُ وقَمِنٌ وقمِينٌ أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَدِيرٌ، فَمَنْ فَتَحَ لَمْ يُثَنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنَّث، وَمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ أَو أَدخل الْيَاءَ فَقَالَ قمِينٌ ثَنَّى وَجَمَعَ وأَنَّث فَقَالَ قَمِنانِ وقَمِنُون وقمِنَة

وقمِنتانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينونَ وقُمَناء وقمِينة وقمِينتانِ وقمِيناتٌ وقَمائِنُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لمَقْمُون أَن يَفْعَلَ «1»: ذَلِكَ، وإِنه لمَقْمَنة أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، كَذَا لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ كَقَوْلِكَ مَخْلَقة ومَجْدَرة. وَهَذَا الأَمرُ مَقْمَنة لِذَلِكَ أَي مَحْراةٌ ومَخْلقة ومَجْدَرة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَمَنٍ، بالفتح، قولُ الحرث بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: مَنْ كَانَ يَسأَلُ عَنَّا أَينَ منزِلُنا، ... فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ قَالَ: وَشَاهِدُ قَمِنٍ بِالْكَسْرِ قَوْلُ الحُوَيْدِرة: ومُناخ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه ... قَمِن مِنَ الحِدْثانِ نَابِي المَضْجَعِ وَهَذَا المنزلُ لَكَ مَوْطِنٌ قَمِنٌ [قَمَنٌ] أَي جَديرٌ أَن تَسْكُنَهُ. وأَقْمِنْ بِهَذَا الأَمر أَي أَخْلِقْ بِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا رأَيت مِنْ قَمَنِه وقَمَانته، كَذَا حَكَاهُ. وَدَارِي قَمَنٌ مِنْ دَارِكَ أَي قَرِيبٌ. ابْنُ الأَعرابي: القَمَنُ والقَمِنُ الْقَرِيبُ. والقَمَنُ والقَمِنُ: السَّرِيعُ. وتقَمَّنْتُ فِي هَذَا الأَمر مُوافَقَتَك أَي تَوَخَّيْتُها. قنن: القِنُّ: الْعَبْدُ للتَّعْبيدَةِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْعَبْدُ القِنُّ الَّذِي مُلِكَ هُوَ وأَبواه، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، هَذَا الأَعراف، وَقَدْ حُكِيَ فِي جَمْعِهِ أَقْنانٌ وأَقِنَّة؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ سَلِيطاً فِي الخَسارِ إِنَّهْ ... أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ والأُنثى قِنٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْعَبْدُ القِنُّ الَّذِي وُلِدَ عِنْدَكَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يَخْرُجَ عَنْكَ. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي: لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ وَلَكِنَّا عبيدُ مَمْلُكة، مُضَافَانِ جَمِيعًا. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الأَشْعَثِ: لَمْ نَكن عبيدَ قِنٍّ إِنما كُنَّا عبيدَ مَمْلكة. يُقَالُ: عبدٌ قِنٌّ وعَبْدانِ قِنٌّ وعبيدٌ قِنٌّ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: قَوْلُهُمْ عبدٌ قِنٌّ، قَالَ الأَصمعي: القِنُّ الَّذِي كَانَ أَبوه مَمْلُوكًا لِمَوَالِيهِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَهُوَ عبدُ مَمْلَكةٍ، وكأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ مِنَ القِنْيَة، وَهِيَ المِلْكُ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِثْلُهُ الضِّحُّ وَهُوَ نُورُ الشَّمْسِ المُشْرِقُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وأَصله ضِحْيٌ، يُقَالُ: ضَحِيتُ لِلشَّمْسِ إِذا بَرَزْتَ لَهَا. قَالَ ثَعْلَبٌ: عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هُوَ وأَبواه، مِنَ القُنَانِ وَهُوَ الكُمُّ، يَقُولُ: كأَنه فِي كُمِّه هُوَ وأَبواه، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القِنْيَة إِلَّا أَنه يُبْدَلُ. ابْنُ الأَعرابي: عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبودة، وقِنٌّ بَيِّنُ القُنُونةِ والقَنَانةِ وقِنٌّ وقِنَّانِ وأَقنانٌ، وغيرُه لَا يُثَنِّيهِ وَلَا يَجْمَعُهُ وَلَا يُؤَنِّثُهُ. واقْتَنَنَّا قِنّاً: اتَّخَذْنَاهُ. واقْتَنَّ قِنّاً: اتَّخَذَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ: إِنه لقِنٌّ بَيِّنُ القَنانة أَو القِنانة. والقِنَّةُ: القُوَّةُ مِنْ قُوَى الحَبْلِ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ القُوَّة مِنْ قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ؛ قَالَ الأَصمعي: وأَنشدنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري: يَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا، ... صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا وَجَمْعُهَا قِنَنٌ، وأَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى القِنَّةِ ضربٍ مِنَ الأَدْوية، قَالَ: وَقَوْلُهُ كَلْبًا ينتصِبُ عَلَى التَّمْيِيزِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: كَبُرَتْ كَلِمَةً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الْمَقْلُوبِ. والقُنَّة: الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: الْجَبَلُ السَّهْلُ الْمُسْتَوِي الْمُنْبَسِطُ عَلَى الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَلُ الْمُنْفَرِدُ الْمُسْتَطِيلُ فِي السَّمَاءِ، وَلَا تَكُونُ القُنَّة إِلا سَوْداء. وقُنَّةُ كلِّ شيءٍ: أَعلاه مثلُ القُلَّة؛ وَقَالَ:

_ (1). قوله [إِنَّهُ لَمَقْمُونٌ أَنْ يَفْعَلَ إلخ] كذا بالأَصل تبعاً لنسخة من المحكم، والذي في التهذيب: وقال اللحياني إنه لَمَقْمَنَةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وإنهم لمقمنة لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ إلخ

أَما ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها، ... عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما وقُنَّةُ الْجَبَلِ وقُلَّتُه: أَعلاه، وَالْجَمْعُ القُنَنُ والقُلَلُ، وَقِيلَ: الْجَمْعُ قُنَنٌ وقِنانٌ وقُنَّاتٌ وقُنُونٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن يَكُونَا ... بَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِينا تَخالُ فِيهِ القُنَّةَ القُنُونا، ... إِذا جَرَى، نُوتِيَّةً زَفُونا، أَو قِرْمِلِيّاً هابِعاً ذَقُونا قَالَ: وَنَظِيرُ قَوْلِهِمْ قُنَّة وقُنُون بَدْرَة وبُدُورٌ ومَأْنة ومُؤُون، إِلا أَن قَافَ قُنَّة مَضْمُومَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمة فِي جَمْعِهِ عَلَى قِنانٍ: كأَنَّنا، والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنا، ... مَوْجُ الفُراتِ، إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ، والاقْتِنانُ: الِانْتِصَابُ. يُقَالُ: اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انْتَصَبَ عَلَى القُنَّة؛ أَنشد الأَصمعي لأَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيِّ: لَا تَحْسَبي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ، ... والرَّحْلَ يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ، سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِ وأَنشده أَبو عُبَيْدٍ: والرَّحْلُ، بِالرَّفْعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ إِلا أَن يُرِيدَ الْحَالَ؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعْور الشَّنِّيّ: كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لَمَّا اقْتَنَّا واقْتِنانُ الرَّحْلِ: لُزومُه ظهرَ الْبَعِيرِ. والمُسْتَقِنُّ الَّذِي يُقِيمُ فِي الإِبل يَشْرَبُ أَلبانَها؛ قَالَ الأَعْلَمُ الهُذَلِيّ: فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً، ... لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ الأَزهري: مُسْتَقِنّاً مِنَ القِنِّ، وَهُوَ الَّذِي يُقِيمُ مَعَ غَنَمِهِ يَشْرَبُ مِنْ أَلبانها وَيَكُونُ مَعَهَا حَيْثُ ذَهَبَتْ؛ وَقَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَي مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع، وَيُرْوَى: مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً، فأَما المُقْتَئِنُّ فالمُنْتَصِب وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ وَنَظِيرُهُ كَبَنَ واكْبَأَنَّ، وأَما المُقْبَئِنّ فَالْمُنْتَصِبُ أَيضاً، وَهُوَ بِنَاءٌ عَزِيزٌ لَمْ يَذْكُرْهُ صَاحِبُ الْكِتَابِ وَلَا اسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ، وإِن كَانَ قَدِ استُدْرِكَ عَلَيْهِ أَخوه وَهُوَ المُهْوَئِنُّ. والمُقْتَنُّ: المُنْتَصِبُ أَيضاً. الأَصمعي: اقْتنَّ الشيءُ يَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انْتَصَبَ. والقِنِّينَةُ: وِعاءٌ يُتَّخَذُ مِنْ خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قَدْ فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بَيْنَ مَوَاضِعِ الْآنِيَةِ عَلَى صِيغَةِ القَشْوة. والقِنِّينَةُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، مِنَ الزُّجَاجِ: الَّذِي يُجْعَل الشَّرابُ فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: والقِنِّينةُ مِنَ الزُّجَاجِ مَعْرُوفَةٌ وَلَمْ يُذْكَرْ فِي الصِّحَاحِ مِنَ الزُّجاج، وَالْجَمْعُ قِنَانٌ، نَادِرٌ. والقِنِّينُ: طُنْبُور الحَبَشة؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ: وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللَّهَ حرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ والقِنِّينَ ؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبة: القِنِّينُ لُعْبة لِلرُّومِ يَتَقامَرون بِهَا. قَالَ الأَزهري: وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: التقْنِين الضَّرْبُ بالقِنِّينِ، وَهُوَ الطُّنْبورِ بالحَبَشِيَّة، والكُوبة الطَّبْل، وَيُقَالُ النَّرْدُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: نُهِينا عَنِ الكُوبة والغُبَيْراء والقِنِّين ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْكُوبَةُ الطَّبْلُ، وَالْغُبَيْرَاءُ خَمْرَةٌ تُعْمَلُ مِنَ الغُبيراء، والقِنِّينُ طُنْبور الْحَبَشَةِ. وَقَانُونُ كُلِّ شَيْءٍ: طريقُه وَمِقْيَاسُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراها دَخِيلَةً.

وقُنَانُ الْقَمِيصِ وكُنُّه وقُنُّه: كُمُّه. والقُنانُ: رِيحُ الإِبِطِ عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ أَشدّ مَا يَكُونُ مِنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الصُّنَانُ عِنْدَ النَّاسِ وَلَا أَعْرِفُ القُنانَ. وقَنَانُ: اسْمُ مَلِكٍ كَانَ يأْخذ كلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً. وأَشرافُ اليَمن: بَنُو جُلُنْدَى بنِ قَنان. والقَنَانُ: اسْمُ جَبَلٍ بعينه لبني أَسد؛ قَالَ الشَّاعِرُ زُهَيْرٌ: جَعَلْنا القَنانَ عَنْ يَمينٍ وحَزْنَهُ، ... وَكَمْ بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ وَلَمْ يُخَصَّصْ؛ قَالَ الأَزهري: وقَنانُ جَبَلٌ بأَعلى نَجْدٍ «2». وَبَنُو قَنانٍ: بَطْنٌ مِنْ بَلْحرث بْنِ كَعْبٍ. وَبَنُو قُنَيْن: بَطْنٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَب؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: جَهِلْتُ مِنْ دَيْنِ بَني قُنَيْنِ، ... وَمِنْ حِسابٍ بَيْنَهُمْ وبَيْني وأَنشد أَيضاً: كأَنْ لَمْ تُبَرَّكْ بالقُنَيْنيِّ نِيبُها، ... وَلَمْ يُرْتَكَبْ مِنْهَا لرَمْكاءَ حافِلُ وَابْنُ قَنانٍ: رَجُلٌ مِنَ الأَعراب. والقِنْقِنُ والقُناقِنُ، بِالضَّمِّ: الْبَصِيرُ بِالْمَاءِ تَحْتَ الأَرض، وَهُوَ الدَّلِيلُ الْهَادِي والبَصيرُ بِالْمَاءِ فِي حَفْرِ القُنِيِّ، وَالْجَمْعُ القَناقِنُ، بِالْفَتْحِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُناقِنُ الْبَصِيرُ بِجَرِّ الْمِيَاهِ وَاسْتِخْرَاجِهَا، وَجَمْعُهَا قَناقِنُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى، ... ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِنْقِنُ والقُناقِنُ المُهَنْدِسُ الَّذِي يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الأَرض، قَالَ: وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَفْر مِنْ قَوْلِهِمْ بِالْفَارِسِيَّةِ كِنْ كِنْ «3». أَي احْفِرْ احْفِرْ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ الهُدْهُدَ مِنْ بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قَالَ: لأَنه كَانَ قُناقِناً ، يَعْرِفُ مَوَاضِعَ الْمَاءِ تَحْتَ الأَرض؛ وَقِيلَ: القُناقِنُ الَّذِي يَسْمَعُ فَيَعْرِفُ مقدارَ الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ قَرِيبًا أَو بَعِيدًا. والقِنْقِنُ: ضَرْبٌ مِنْ صَدَف الْبَحْرِ «4». والقِنَّة: ضَرْبٌ من الأَدْوِيَةِ، وبالفارسية پيرزَذ. والقِنْقِنُ: ضَرْبٌ مِنَ الجرْذانِ. والقَوانِينُ: الأُصُول، الْوَاحِدُ قانُونٌ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. والقُنَّةُ: نَحْوٌ مِنَ القارَة، وَجَمْعُهَا قِنانٌ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: القُنَّة الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، وَهِيَ الْقَارَةُ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. قون: ابْنُ الأَعرابي: القَوْنَةُ القِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ أَو الصُّفْر يُرْقَعُ بِهَا الإِناءُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَوْنٌ وقُوَيْنٌ موضعان. قين: القَيْنُ: الحَدَّادُ، وَقِيلَ: كُلُّ صَانِعٍ قَيْنٌ، وَالْجَمْعُ أَقْيانٌ وقُيُونٌ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسُ: إِلا الإِذْخِرَ فإِنه لقُيُونِنا ؛ القُيُونُ: جَمْعُ قَيْنٍ وَهُوَ الحَدَّاد والصَّانِعُ. التَّهْذِيبُ: كلُّ عَامِلِ الْحَدِيدِ عِنْدَ الْعَرَبِ قَيْنٌ. وَيُقَالُ للحَدَّاد: مَا كَانَ قَيْناً وَلَقَدْ قانَ. وَفِي حَدِيثِ خَبَّابٍ: كنتُ قَيْناً فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وقانَ يَقِينُ قِيانَةً وقَيْناً: صَارَ قَيْناً. وقانَ الْحَدِيدَةَ قَيْناً: عَمِلَها وسَوَّاها. وقانَ الإِناءَ يَقِينُه قَيْناً: أَصلحه؛ وأَنشد الكلابيُّ أَبو

_ (2). قوله [بأعلى نجد] الذي في التهذيب: بعالية نجد (3). قوله [مِنْ قَوْلِهِمْ بِالْفَارِسِيَّةِ كِنْ كن إلخ] كذا بالأَصل، والذي في المحكم: بكن أي احفر انتهى. وضبطت بكن فيه بكسر الموحدة وفتح الكاف (4). قوله [ضَرْبٌ مِنْ صَدَفِ الْبَحْرِ] عبارة التكملة ابن دريد: القنقنة، بالكسر، ضرب من دواب البحر شبيه بالصدف

الغَمْرِ لِرَجُلٍ مِنْ أَهل الْحِجَازِ: أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... ظِبَاءٌ، بِذِي الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُيُونُها؟ وَلِي كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بِهَا ... صُدُوعُ الهَوَى، لَوْ أَنَّ قَيْناً يَقِينُها وَكَيْفَ يَقِينُ القَيْنُ صَدْعاً فَتَشْتَفِي ... بِهِ كَبِدٌ أَبْتُ الجُرُوحِ أَنِينُها؟ وَيُقَالُ: قِنْ إِناءَك هَذَا عِنْدَ القَيْنِ. وقِنْتُ الشيءَ أَقِينُه قَيْناً: لَمَمْتُه؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: خَرَجْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ يَعْنِي رَحْلًا قَيَّنَه النَّجَّارُ وعَمِلَه، وَيُقَالُ: نَسَبَهُ إِلَى بَنِي القَيْنِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قُلْتُ لعُمارَةَ إِن بَعْضَ الرُّوَاةِ زَعَمَ أَن كُلَّ عَامِلٍ بِالْحَدِيدِ قَيْنٌ، فَقَالَ: كَذِبٌ، إِنما القَيْنُ الَّذِي يَعْمَلُ بِالْحَدِيدِ وَيَعْمَلُ بالكِير، وَلَا يُقَالُ لِلصَّائِغِ قَيْنٌ وَلَا لِلنَّجَّارِ قَيْنٌ، وَبَنُو أَسد يُقَالُ لَهُمُ القُيون لأَن أَوَّل مَنْ عَمِلَ عَمَلَ الْحَدِيدِ بِالْبَادِيَةِ الهالكُ بنُ أَسد بْنِ خُزَيمة. وَمِنْ أَمثالهم: إِذا سَمِعْتَ بسُرى القَيْنِ فإِنه مُصْبِحٌ وَهُوَ سَعدُ القَين؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُعْرَفُ بِالْكَذِبِ حَتَّى يُرَدُّ صِدْقُه؛ قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَن القَيْنَ بِالْبَادِيَةِ يَنْتَقِلُ فِي مِيَاهِهِمْ فَيُقِيمُ بِالْمَوْضِعِ أَياماً فيَكْسُدُ عَلَيْهِ عمَله، فَيَقُولُ لأَهل الْمَاءِ إِني رَاحِلٌ عَنْكُمُ اللَّيْلَةَ، وإِن لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ يُشِيعُه ليَسْتعمِله مَنْ يُرِيدُ اسْتِعْمَالَهُ، فكَثُر ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى صَارَ لَا يُصَدَّق؛ وَقَالَ أَوْسٌ: بَكَرَتْ أُميَّةُ غُدْوةً برَهِينِ ... خانَتْك، إِن القَينَ غَير أَمِينِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مثَل فِي الْكَذِبِ. يُقَالُ: دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْن. والتَّقَيُّنُ: التزَيُّن بأَلوان الزِّينَةِ. وتقَيَّنَ الرجلُ واقْتانَ: تَزَيَّن. وقانَتِ المرأَةُ المرأَةَ تَقِينُها قَيْناً وقَيَّنَتْها: زَيَّنَتْها. وتقَيَّن النبتُ واقتانَ اقتِياناً: حَسُن، وَمِنْهُ قِيلَ للمرأَة مُقَيِّنةٌ أَي أَنها تُزَيِّن؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تزيِّن النِّسَاءَ، شُبِّهتْ بالأَمة لأَنها تُصْلِحُ الْبَيْتَ وَتُزَيِّنُهُ. وتقَيَّنتْ هِيَ: تزَيَّنتْ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ لَهَا دِرْعٌ مَا كَانَتِ امرأَةٌ تُقَيَّنُ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرسلت تَسْتَعِيرُهُ ؛ تُقَيَّن أَي تُزَيَّن لِزِفَافِهَا. والتَّقْيينُ: التزْيينُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنا قَيَّنْتُ عَائشةَ. واقتانَت الروضةُ إِذا ازْدانتْ بأَلوان زَهْرَتِهَا وأَخذَتْ زُخرُفها؛ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ: فهُنَّ مُناخاتٌ عليهنَّ زينةٌ، ... كَمَا اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف والقَيْنةُ: الأَمة المُغنّية، تَكُونُ مِنَ التزَيُّن لأَنها كَانَتْ تَزَيَّنُ، وَرُبَّمَا قَالُوا للمُتَزَيِّن بِاللِّبَاسِ مِنَ الرِّجَالِ قَيْنة؛ قَالَ: وَهِيَ كَلِمَةٌ هُذليّة، وَقِيلَ: القَيْنة الأَمة، مُغَنّية كَانَتْ أَو غَيْرَ مُغَنِّيَةٍ. قَالَ اللَّيْثُ: عَوامُّ النَّاسِ يَقُولُونَ القَيْنة الْمُغَنِّيَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنما قِيلَ للمُغنّية قَيْنةٌ إِذا كَانَ الغناءُ صِنَاعَةً لَهَا، وَذَلِكَ مِنْ عَمَلِ الإِماء دُونَ الْحَرَائِرِ. والقَيْنةُ: الْجَارِيَةُ تخدُمُ حَسْبُ. والقَيْنُ: الْعَبْدُ، وَالْجَمْعُ قِيانٌ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٌ: رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحْتَمَلوا ... إِلى الظَّهِيرة أَمرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ أَراد بالقِيان الإِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلى الحيِّ لشَدِّ أَقتابها عَلَيْهَا، وَقِيلَ: رَدَّ القِيانُ جمالَ الحيِّ العبيدُ والإِماءُ.

فصل الكاف

وَبَنَاتُ قَيْنٍ: اسْمُ مَوْضِعٌ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ فِي زَمَانِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ؛ قَالَ عُوَيْف القَوافي: صَبَحْناهم غَداةَ بناتِ قَيْنٍ ... مُلَمْلَمةً، لَهَا لَجَبٌ، طَحونا وَيُقَالُ لِبَنِي القَيْن مِنْ بَنِي أَسد: بَلْقَيْنِ، كَمَا قَالُوا بَلْحرث وبَلْهُجَيم، وَهُوَ مِنْ شَوَاذِّ التَّخْفِيفِ، وإِذا نَسَبْتَ إِليهم قُلْتَ قَيْنيٌّ وَلَا تَقُلْ بَلْقَيْنِيٌّ. ابْنُ الأَعرابي: القَيْنةُ الفَقْرة مِنَ اللَّحْمِ، والقَيْنة الْمَاشِطَةُ، والقَيْنة المغَنّية. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلْمَاشِطَةِ مُقَيِّنة لأَنها تزَين الْعَرَائِسَ وَالنِّسَاءَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ فُلَانَةُ قَيْنةٌ مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الصَّانِعَةُ. والقَيْنُ: الصَّانِعُ. قَالَ خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ: كنتُ قَيْناً فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي صَانِعًا. والقَيْنةُ: هِيَ الأَمة، صَانِعَةً كَانَتْ أَو غَيْرَ صَانِعَةٍ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: كُلُّ عَبْدٍ عِنْدَ الْعَرَبِ قَيْنٌ، والأَمة قَيْنة، قَالَ: وَبَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ القَيْنة الْمُغَنِّيَةَ خَاصَّةً، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ أَبو بَكْرٍ وَعِنْدَ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَيْنَتان تُغَنّيان فِي أَيام مِنًى ؛ القَينة: الأَمة غَنَّتْ أَو لَمْ تُغَنِّ والماشطةُ، وَكَثِيرًا مَا يُطْلَقُ عَلَى الْمُغَنِّيَةِ فِي الإِماء، وَجَمْعُهَا قَيْناتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ القَيْنات أَي الإِماء المغَنّيات، وَتُجْمَعُ عَلَى قِيانٍ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: لَوْ بَاتَ رجلٌ يُعْطي البِيضَ القِيانَ، وَفِي رِوَايَةٍ: يُعْطي القِيان البيضَ، وَبَاتَ آخَرُ يقرأُ الْقُرْآنَ لرأَيتُ أَن ذِكْرَ اللَّهِ أَفضلُ ؛ أَراد بالقِيان الإِماء أَو الْعَبِيدَ. والقَيْنة: الدُّبر، وَقِيلَ: هِيَ أَدنى فَقْرة مِنْ فِقَر الظَّهْرِ إِليه، وَقِيلَ: هِيَ القَطَنُ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْوِرْكَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الهَزْمة الَّتِي هُنالك. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: وإِن فِي جَسَدِهِ أَمثال القُيون ؛ جَمْعُ قَيْنة وَهِيَ الفَقارة مِنْ فَقار الظَّهْرِ، والهَزْمة الَّتِي بَيْنَ غُراب الْفَرَسِ وعَجْب ذنَبه، يُرِيدُ آثَارَ الطَّعَنات وَضَرَبَاتِ السُّيُوفِ، يَصِفُهُ بِالشَّجَاعَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقَيْنة مِنَ الْفَرَسِ نُقْرة بَيْنَ الغُراب والعَجُز فِيهَا هَزْمة. والقَيْنانِ: مَوْضِعُ الْقَيْدِ مِنَ الْفَرَسِ وَمِنْ كُلِّ ذِي أَربع يَكُونُ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَوْضِعَ القَيْد مِنْ قَوَائِمِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وَفِي الصِّحَاحِ: القَيْنان مَوْضِعُ الْقَيْدِ مِنْ وَظِيفَيْ يَد الْبَعِيرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دَانَى لَهُ القَيْدُ فِي دَيمومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْه، وانحسَرَتْ عَنْهُ الأَناعِيمُ يُرِيدُ جَمْعَ الأَنعام وَهِيَ الإِبل. اللَّيْثُ: القَيْنان الوَظيفان لِكُلِّ ذِي أَربع، والقَين مِنَ الإِنسان كَذَلِكَ. وقانَني اللهُ عَلَى الشيءِ يَقِينُني: خَلَقني. والقانُ: شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ، زَادَ الأَزهري يَنْبُتُ فِي جِبَالِ تِهَامَةَ، تُتخذ مِنْهُ القِسِيُّ، اسْتَدَلَّ عَلَى أَنها يَاءٌ لِوُجُودِ ق ي ن وَعَدَمِ ق ون؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ، بهنَّ فُروعُ القانِ والنَّشَمِ وَاحِدَتُهُ: قانةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وأَبي حنيفة. فصل الكاف كأن: كَأَنَ: اشتَدَّ. وكَأَنْتُ: اشْتَدَدْت وكأَنَّ، بِالتَّشْدِيدِ: ذُكِرَتْ في ترجمة أَنن. كبن: الكَبْنُ: عَدْوٌ لَيِّنٌ فِي اسْترسال. كَبَن الرجلُ يَكْبِنُ كُبوناً وكَبْناً إِذا لَيَّن عَدْوَه؛ وأَنشد اللَّيْثُ «1»:

_ (1). قوله [وأنشد الليث] أي العجاج وعجزه كما في التكملة: خزاية والخفر الخزيّ الخزاية بفتح الخاء المعجمة: الاستحياء، والخفر ككتف: شديد الحياء، والخزيّ: فعيل

يَمور وَهْوَ كابِنٌ حَيِيُ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُقَصِّر فِي العَدْو. قَالَ الأَزهري: الكَبْن فِي العَدْوِ أَن لَا يَجْهَدَ نَفْسَه ويَكُفَّ بعضَ عَدْوِه، كَبَنَ الفرسُ يَكْبِنُ كَبْناً وكُبُوناً. وَفِي حَدِيثِ الْمُنَافِقِ: يَكْبِنُ فِي هَذِهِ مَرَّةً وَفِي هَذِهِ مَرَّةً أَي يَعْدُو. يُقَالُ: كَبَنَ يَكْبِنُ كُبوناً إِذا عَدَا عَدْواً لَيِّناً. والكُبُونُ: السُّكُونُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ: واضِحَة الخَدِّ شَرُوب لِلَّبَنْ، ... كأَنَّها أُمُّ غَزَالٍ قَدْ كَبَنْ أَي سَكَنَ. وكَبَنَ الثوبَ يَكْبِنُه ويَكْبُنُه كَبْناً: ثَنَاهُ إِلى دَاخِلٍ ثُمَّ خاطَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّ بفُلانٍ وَهُوَ سَاجِدٌ وَقَدْ كَبَنَ ضَفِيرَتَيْه وشَدَّهما بنِصاح أَي ثَنَاهُمَا وَلَوَاهُمَا. وَرَجُلٌ كُبُنٌّ وكُبُنَّة: مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ كَزٌّ لَئِيمٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَرْفَعُ طَرْفه بُخْلًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُنَكِّسُ رأْسه عَنْ فعل الخير والمعروف؛ قال الخنساء: فَذَاكَ الرُّزْءُ عَمْرَكَ لَا كُبُنٌّ، ... ثَقيلُ الرأْسِ يَحْلُم بالنَّعِيقِ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: يَسَرٍ، إِذا كانَ الشِّتاءُ، ومُطْعِمٍ ... للَّحْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِشِعْرِ عُمَير بْنُ الجَعْدِ الخُزاعي: يَسَرٍ، إِذا هَبَّ الشتاءُ وأَمْحَلُوا ... فِي القَوْمِ، غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ التَّهْذِيبُ: الْكِسَائِيُّ رَجُلٌ كُبُنَّة وامرأَة كُبُنَّةٌ لِلَّذِي فِيهِ انْقِبَاضٌ، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ: واكْبَأَنَّ اكبِئْناناً إِذا تَقَبَّضَ. والكُبُنَّة: الخُبْزة الْيَابِسَةُ. والكُبُنُّ: الخُبْز لأَن فِي الخُبْز تَقَبُّضاً وتَجَمُّعاً. وَرَجُلٌ مَكْبُون الأَصابع: مِثل الشَّثْنِ. وكَبَنَ الرجلُ كَبْناً: دَخَلَتْ ثَنَايَاهُ مِنْ أَسفلُ وَمِنْ فوقُ إِلى غارِ الفَم. وكَبَنَ هدِيَّتَه عنَّا يَكْبِنُها كَبْناً: كفَّها وصَرَفَها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَى هَذَا صَرَفَ هَدِيَّتَه وَمَعْرُوفَهُ عَنْ جِيرَانِهِ وَمَعَارِفِهِ إِلى غَيْرِهِمْ. وكلُّ كَفٍّ كَبْنٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كلُّ كَبْنٍ كَفٌّ. يُقَالُ: كَبَنْتُ عَنْكَ لِسَانِي أَي كَفَفْتُهُ، وَفَرَسٌ كُبُنٌّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَفَرَسٌ فِيهِ كُبْنَةٌ وكَبَنٌ لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا القَمِيء. والكُبانُ: دَاءٌ «1». يأْخذ الإِبل، يُقَالُ مِنْهُ: بَعِيرٌ مَكْبُونٌ. وكَبَنَ لَهُ الظَّبْيُ وكَبَنَ الظَّبْيُ واكْبَأَنَّ إِذا لَطَأَ بالأَرض. واكبَأَنَّ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ، واكْبَأَنَّ: انْقَبَضَ؛ قَالَ مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ: يَا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُه قَوْلُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْرِيّ: كأَنها أُمُّ غَزالٍ قَدْ كَبَنْ أَي قَدْ تَثَنَّى وَنَامَ؛ وأَنشد لِآخَرَ: فَلَمْ يَكْبَئِنُّوا، إِذ رَأَوْنِي، وأَقْبَلَتْ ... إِليَّ وُجُوهٌ كالسُّيُوفِ تَهَلَّلُ وَفَسَّرَهُ أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني فَقَالَ: كَبَنَ شَفَنَ. والكُبُونُ: الشُّفُونُ. ابْنُ بُزُرْج: المُكْبَئِنُّ الَّذِي قَدِ احْتَبى وأَدخل مِرْفَقَيْه فِي حُبْوَتِه ثُمَّ خَضَعَ بِرَقَبَتِهِ وبرأْسه عَلَى يَدَيْهِ، قَالَ: والمُكْبَئِنُّ والمُقْبَئِنُّ المُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. والكُبْنَةُ:

_ (1). قوله [والكبان داء إلخ] وطعام لأَهل اليمن وهو سحيق الذرة المبلولة يجعل في مراكن صغار ويوضع في التنور فإذا نضج واحمرّ وجهه أُخرج

لُعْبة للأَعراب، تُجْمَعُ كُبَناً؛ وأَنشد: تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الكُبَنْ «1» . أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مَكْبُون، والأُنثى مَكْبُونة، وَالْجَمْعُ المَكابينُ، وَهُوَ الْقَصِيرُ القَوائمِ الرَّحِيبُ الجَوْفِ الشَّخْتُ العِظامِ، وَلَا يَكُونُ المَكبُون أَقْعَسَ. وكَبْنُ الدَّلْوِ: شَفَتُها، وَقِيلَ: مَا ثُنِيَ مِنَ الْجِلْدِ عِنْدَ شَفَةِ الدَّلْوِ فَخُرِزَ. الأَصمعي: الكَبْنُ مَا ثُنِيَ مِنَ الْجِلْدِ عِنْدَ شَفَةِ الدَّلْوِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الكَبْنُ والكَبْلُ، بِاللَّامِ وَالنُّونِ؛ حَكَاهُ عَنِ الْفَرَّاءِ، تَقُولُ مِنْهُ: كَبَنْتُ الدَّلْوَ، بِالْفَتْحِ، أَكْبِنُها، بِالْكَسْرِ، إِذا كَفَفْتَ حَوْلَ شَفَتِها. وكَبَنْتُ عَنِ الشَّيْءِ: عَدَلْتُ. وكَبَنْتُ الشيءَ: غَيَّبْتُه، وَهُوَ مِثْلُ الخَبْنِ. وكَبَنَ فُلَانٌ سَمِنَ والكِبْنَةُ: السِّمَنُ قَالَ قَعْنَبُ بنُ أُم صَاحِبٍ يَصِفُ جَمَلًا ذَا كِبْنَةٍ يَمْلأُ التَّصْدِيرَ مَحْزِمُه، ... كأَنه حينَ يُلْقَى رَحْلُه فَدَنُ كتن: الكَتَنُ الدَّرَنُ والوَسَخُ وأَثر الدُّخان فِي الْبَيْتِ وكَتِنَ الوَسَخُ عَلَى الشَّيْءِ كَتَناً لَصِقَ بِهِ والكَتَنُ التَّلَزُّجُ والتَّوَسُّخُ التَّهْذِيبُ فِي كَتِلَ يُقَالُ كَتِنَتْ جَحافلُ الْخَيْلِ مِنْ أَكل العُشْب إِذا لَصِقَ بِهِ أَثَرُ خُضْرَته، وكَتِلَتْ، بِالنُّونِ وَاللَّامِ، إِذا لَزِجَتْ ولَكِزَ بِهَا مَاؤُهُ فتَلَبَّدَ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ والعَيْرُ يَنْفُخُ فِي المَكْنانِ قَدْ كَتِنَتْ ... مِنْهُ جَحافِلُه، والعَضْرَسِ [العِضْرِسِ] الثُّجَرِ «2» المَكْنَانُ نَبْتٌ بأَرض قَيْسٍ، وَاحِدَتُهُ مَكْنانة، وَهِيَ شَجَرَةٌ غَبْراء صَغِيرَةٌ وَقَالَ الْقَزَّازُ المَكْنانُ نباتُ الرَّبِيعِ، وَيُقَالُ المَوْضِعُ الَّذِي يَنْبُتُ فِيهِ، والعِضْرِسُ شَجَرٌ، والثُّجَرُ جَمْعُ ثُجْرة، وَهِيَ القِطْعَة مِنْهُ وَيُقَالُ الثُّجَر للرَّيَّان، وَيُرْوَى الثَّجِرُ أَي المُجْتَمِعُ فِي نَبَاتِهِ وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ أَنه قَالَ لامرأَة إِنَّكِ لَكَتُونٌ لَفُوتٌ لَقُوفٌ الكَتُونُ اللَّزُوقُ مِنْ كَتِنَ الْوَسَخُ عَلَيْهِ «3» إِذَا لَزِقَ بِهِ والكَتَنُ لَطْخُ الدُّخَانِ بِالْحَائِطِ أَي أَنها لَزُوق بِمَنْ يَمَسُّها أَو أَنها دَنِسةُ العِرْضِ اللَّيْثُ الكَتَنُ لَطْخ الدخانِ بِالْبَيْتِ والسَّوادِ بالشَّفَة وَنَحْوِهِ يُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا أَكلت الدَّرِينَ قَدْ كَتِنَتْ جَحافِلُها أَي اسْوَدَّتْ قَالَ الأَزهري غَلِطَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ إِذا أَكلت الدَّرِينَ، لأَن الدَّرِينَ مَا يَبِسَ مِنَ الكَلإِ وأَتى عَلَيْهِ حَوْلٌ فاسْوَدَّ وَلَا لَزَجَ لَهُ حينئذٍ فَيَظْهَرُ لَوْنُهُ فِي الجَحافل، وإِنما تَكْتَنُ الجَحافل مِنْ مَرْعَى العُشْبِ الرَّطْبِ يَسِيلُ مَاؤُهُ فيَتَراكَبُ وَكَبُه ولَزَجُه عَلَى مَقَامِّ الشَّاءِ ومَشَافِرِ الإِبل وجَحافِل الْحَافِرِ، وإِنما يَعْرِف هَذَا مِنْ شَاهَدَهُ وثافَنَه، فأَما مَنْ يَعْتَبِرُ الأَلفاظ وَلَا مُشَاهَدَةَ لَهُ فإِنه يُخْطِئ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، قَالَ وَبَيْتُ ابْنِ مُقْبِلٍ يُبَيِّنُ لَكَ مَا قُلْتُهُ، وَذَلِكَ أَن المَكْنَانَ والعِضْرِسَ ضَرْبَانِ مِنَ البُقُول غَضَّان رَطْبانِ، وإِذا تَناثر وَرَقُهما بَعْدَ هَيْجهما اخْتَلَطَ بقَمِيمِ العُشْب غيرُهما فَلَمْ يَتَمَيَّزَا مِنْهَا وسِقاء كَتِنٌ إِذا تَلَزَّجَ بِهِ الدَّرَنُ وكَتِنَ الخِطْرُ [الخَطْرُ] تَراكَبَ عَلَى عَجُز الْفَحْلِ مِنَ الإِبل أَنشد يعقوب لابن مقبل:

_ (1). قوله [تدكلت إلخ] عجزه كما في التكملة: وَنَحْنُ نَعْدُو فِي الْخَبَارِ والجرن وتدكلت أي تدللت (2). قوله [في المكنان] بميم مفتوحة ونونين هذا هو الصواب وتقدم إنشاده في ثجر غير هذا والصحيح ما هنا (3). قوله [من كتن الوسخ إلخ] وقيل هي من كتن صدره إذا دوي أي دوية الصدر منطوية على ريبة وغش، وعن أبي حاتم ذاكرت به الأَصمعي فقال هو حديث موضوع ولا أعرف أصل الكتون، كذا بهامش النهاية

ذَعَرْتُ بِهِ العَيْرَ مُسْتَوْزياً، ... شَكِيرُ، جَحافِلهِ قَدْ كَتِنْ مُسْتَوْزِيًا مُنْتَصِبًا مُرْتَفِعًا، والشَّكِيرُ الشَّعَرُ الضَّعِيفُ، يَعْنِي أَن أَثر خُضرة العُشب قَدْ لَزِق بِهِ أَبو عَمْرٍو الكَتَنُ تُرَابُ أَصل النَّخْلَةِ والكَتَنُ الْتِزَاقُ العَلف بفَيْدَي جَحْفلَتي الْفَرَسِ، وَهُمَا صِمغاها والكَتَّان، بِالْفَتْحِ مَعْرُوفٌ، عَرَبِيٌّ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُخَيَّس ويُلقى بعضُه عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَكْتَن وَحَذَفَ الأَعشى مِنْهُ الأَلف لِلضَّرُورَةِ وَسَمَّاهُ الكَتَن فَقَالَ هُوَ الواهِبُ المُسْمِعات الشُّرُوبَ، ... بَيْنَ الحَرير وبَينَ الكَتَنْ كَمَا حَذَفَهَا ابْنُ هَرْمة فِي قَوْلِهِ بَيْنا أُحَبِّرُ مَدْحاً عادَ مَرْثِيةً، ... هَذَا لعَمْري شَرٌّ دِينُه عِدَدُ دِينه دأْبه، والعِدَد العِداد، وَهُوَ اهْتياج وَجَعِ اللَّديغ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ زَعَمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنها لُغَةٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنما حُذِفَ لِلْحَاجَةِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَلَمْ أَسمع الكَتَن فِي الكَتَّان إِلَّا فِي شِعْرِ الأَعشى وَيُقَالُ لَبِسَ الماءُ كَتَّانه إِذا طَحلَب واخْضَرَّ رأْسُه قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ أَسَفْنَ المَشافِرَ كَتَّانَهُ، ... فأَمْرَرْنَهُ مُستَدِرّاً فَجالا أَسَفْنَ يَعْنِي الإِبل أَي أَشْمَمْنَ مَشافِرَهن كَتَّانَ الْمَاءِ، وَهُوَ طُحْلبه وَيُقَالُ أَراد بكَتَّانه غُثاءَه، وَيُقَالُ أَراد زَبَد الْمَاءِ، فأَمْرَرْنه أَي شَربْنه مِنَ المُرور، مُستدِرّاً أَي أَنه اسْتَدَرَّ إِلى حُلوقها فجَرى فِيهَا، وَقَوْلُهُ فَجَالَا أَي جَالَ إِليها والكِتْن والكَتِن القَدَحُ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ المصنَّف وَمِثْلُهَا مِنَ الرِّجَالِ المَكمور، وَهُوَ الَّذِي أَصاب الكاتِنُ كَمَرَتَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَلَا أَعرفه، وَالْمَعْرُوفُ الخاتِنُ وكتانة اسْمُ مَوْضِعٍ قَالَ كُثَيِّرٌ عَزَّةَ أَجَرَّتْ خُفوفاً مِنْ جَنوبِ كُتانةٍ ... إِلى وَجْمةٍ، لَمَّا اسْجَهرَّتْ حَرورُها «1» وكُتانة هَذِهِ كَانَتْ لِجَعْفَرَ بْنِ إِبراهيم بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ كُتانة، بِضَمِّ الْكَافِ وَتَخْفِيفِ التَّاءِ، نَاحِيَةٌ مِنْ أَعراض الْمَدِينَةِ لِآلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ. كثن: الكُثْنة نَوَرْدَجة تُتَّخَذُ من آسٍ وأَغصان خِلافٍ، تُبْسَط وتُنضَّد عَلَيْهَا الرَّيَاحِينُ ثُمَّ تُطْوى، وإِعرابه كُنْثَجة، وبالنَّبَطيَّة الكُثْنى، مَضْمُومُ الأَول مَقْصُورٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ الكُثْنة مِنَ القَصب وَمِنَ الأَغصان الرَّطْبةِ الوَريقة، تُجْمَعُ وتُحْزَمُ وَيُجْعَلُ فِي جَوْفِهَا النَّوْرُ أَو الجَنى، قَالَ وأَصلها نبَطيَّةً كُثْنى كدن: الكِدْنةُ السَّنامُ بَعِيرٌ كَدِنٌ عظيمُ السَّنام، وَنَاقَةٌ كَدِنةٌ والكِدْنةُ القُوَّة والكِدْنة والكُدْنة جَمِيعًا كَثْرَةُ الشَّحْمِ وَاللَّحْمِ، وَقِيلَ هُوَ الشَّحْمُ وَاللَّحْمُ أَنفسهما إِذا كَثُرا، وَقِيلَ هُوَ الشَّحْمُ وَحْدَهُ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ هُوَ الشَّحْمُ الْعَتِيقُ يَكُونُ لِلدَّابَّةِ وَلِكُلِّ سَمِينٍ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، يَعْنِي بِالْعَتِيقِ الْقَدِيمِ وامرأَة ذاتُ كِدْنة [كُدْنة] أَي ذَاتُ لَحْمٍ قَالَ الأَزهري وَرَجُلٌ ذُو كِدْنة [كُدْنة] إِذا كَانَ سَمِينًا

_ (1). قوله [أجرت] كذا بالأصل والتكملة والمحكم والذي في ياقوت أجدّت، بالدال المهملة، بمعنى سلكت وعليه فخفوفاً جمع خف بضم الخاء المعجمة بمعنى الأَرض الغليظة ووجمة جانب فعرى بكسر فسكون مقصور جبل تدفع شعابه في غيقة من أرض ينبع

غَلِيظًا أَبو عَمْرٍو إِذا كَثُرَ شَحْمُ النَّاقَةِ وَلَحْمُهَا فَهِيَ المُكْدَنة وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِنه لَحَسَنُ الكِدْنة [الكُدْنة]، وبعر ذو كِدْنة [كُدْنة]، وَرَجُلٌ كَدِنٌ وامرأَة كَدِنة ذَاتُ لَحْمٍ وَشَحْمٍ وفي حدث سَالِمٍ أَنه دَخَلَ عَلَى هِشَامٍ فَقَالَ لَهُ إِنك لحَسنُ الكِدْنة، فَلَمَّا خَرَجَ أَخذته قَفْقَفة فَقَالَ لِصَاحِبِهِ أَترى الأَحوَلَ لَقَعَني بِعَيْنِهِ الكِدْنة ، بِالْكَسْرِ وَقَدْ تُضَمُّ غِلَظُ الْجِسْمِ وَكَثْرَةُ اللَّحْمِ وَنَاقَةٌ مُكْدَنة ذَاتُ كِدْنة والكِدْنُ والكَدْنُ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ الثوبُ الَّذِي يَكُونُ على الخِدْر، وقل هُوَ مَا تُوَطِّئُ بِهِ المرأَة لِنَفْسِهَا فِي الْهَوْدَجِ مِنَ الثِّيَابِ، وَفِي الْمُحْكَمِ هُوَ الثَّوْبُ الَّذِي تُوَطِّئُ بِهِ المرأَةُ لِنَفْسِهَا فِي الْهَوْدَجِ، وَقِيلَ هُوَ عَباءَة أَو قَطِيفَةٌ تُلْقيها المرأَة عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهَا ثُمَّ تَشُدُّ هَوْدجها عَلَيْهِ وتَثْني طَرَفي العَباءَة مِنْ شِقَّي الْبَعِيرِ وتَخُلُّ مؤَخَّر الكِدْن ومُقدَّمه فَيَصِيرُ مِثْلَ الخُرْجَين تُلْقي فِيهَا بُرْمَتها وَغَيْرَهَا مِنْ مَتَاعِهَا وأَداتها مِمَّا تَحْتَاجُ إِلى حَمْلِهِ، وَالْجَمْعُ كُدُون أَبو عَمْرٍو الكُدُون الَّتِي توَطِّئُ بِهَا المرأَة لِنَفْسِهَا فِي الْهَوْدَجِ، قَالَ وَقَالَ الأَحمرُ هِيَ الثِّيَابُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى الْخُدُورِ، وَاحِدُهَا كِدْنٌ والكَدْنُ والكِدْنُ مَرْكَب مِنْ مَراكب النِّسَاءِ والكَدْن والكِدْن الرَّحْل قَالَ الرَّاعِي أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ، ... سَراةَ اليومِ يَمْهَدْنَ الكُدونا والكِدْنُ شَيْءٌ مِنْ جُلود يُدَقُّ فِيهِ كالهاوُن وَفِي الْمُحْكَمِ الكِدْنُ جلدُ كراعٍ يُسْلَخُ ويُدبَغ وَيُجْعَلُ فِيهِ الشيءُ فيُدَقُّ فِيهِ كَمَا يُدَقُّ فِي الهاوُن، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كُدُونٌ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثُمَّ فَرْتَنى، ... ومَشَّوْا بِمَا فِي الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ الجَوْزَلُ السَّمُّ، ومَشَّوْا دَافُوا، والضَّيْوَنُ ذكَرُ السَّنانير والكَوْدانة النَّاقَةُ الْغَلِيظَةُ الشَّدِيدَةُ قَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانةٌ ... فِي مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِ وكَدِنَتْ شَفَتُه كَدَناً، فَهِيَ كَدِنةٌ اسْودَّت مِنْ شيءٍ أَكَله، لُغَةٌ فِي كَتِنَتْ، وَالتَّاءُ أَعلى ابْنُ السِّكِّيتِ كَدِنتْ مَشَافِرُ الإِبل وكَتِنَتْ إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها مِنْ مَائِهِ وغلُظَت وكَدِنُ النَّبَاتِ غَلِيظُهُ وأُصوله الصُّلبة وكَدِنَ النباتُ لَمْ يَبْقَ إِلا كَدِنُه والكَدَانةُ الهُجْنةُ والكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ البِرْذَوْنُ الهَجِينُ، وَقِيلَ هُوَ الْبَغْلُ وَيُقَالُ للبِرْذَوْنِ الثَّقيلِ كَوْدَنٌ، تَشْبِيهًا بِالْبَغْلِ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فغادَرْتُها مِنْ بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةً، ... تُغالي عَلَى عُوجٍ لَهَا كَدِناتِ تُغالي أَي تسيرُ مُسْرِعةً والكَدِناتُ الصِّلابُ، وَاحِدَتُهَا كَدِنةٌ وَقَالَ جَندل بْنُ الرَّاعِي جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنكِبُه، ... كأَنه كَوْدَنٌ يَمْشي بكَلَّابِ الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ والكَوْدَنِيُّ مِنَ الفِيَلةِ أَيضاً، وَيُقَالُ للفِيلِ أَيضاً كَوْدَنٌ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ خَلِيليَّ عُوجَا مِنْ صُدُورِ الكَوادِنِ ... إِلى قَصْعَةٍ، فِيهَا عُيُونُ الضيَّاوِنِ قَالَ شبَّه الثَّرِيدة الزُّرَيْقاءَ بِعُيُونِ السَّنانير لِمَا فِيهَا مِنَ الزَّيْتِ الْجَوْهَرِيُّ الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ يُوكَفُ وَيُشَبَّهُ بِهِ الْبَلِيدُ يُقَالُ مَا أَبْيَنَ الكَدَانَة

فِيهِ أَي الهُجْنَةَ والكَدَنُ أَن تُنْزحَ الْبِئْرُ فَيَبْقَى الكَدَرُ وَيُقَالُ أَدْرِكوا كَدَنَ مائِكم أَي كَدَرَه قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الكَدَنُ والكَدَرُ والكَدَلُ وَاحِدٌ وَيُقَالُ كَدِنَ الصِّلِّيانُ إِذا رُعِيَ فُرُوعُه وبقِيَتْ أُصُولُه والكِدْيَوْنُ التُّرابُ الدُّقاقُ عَلَى وَجْهِ الأَرض قَالَ أَبو دُواد، وَقِيلَ لِلطِّرِمَّاحِ تيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْنِ كَيْ لَا يَفُوتَني، ... مِنَ المَقْلةِ البَيْضاء، تَقْرِيظُ باعِقِ يَعْنِي بالمَقْلةِ الحصاةَ الَّتِي يُقْسَمُ بِهَا الْمَاءُ فِي المَفاوِزِ، وَبِالتَّقْرِيظِ مَا يُثْنَى بِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وتقَدَّسَ، وَبِالْبَاعِقِ المُؤَذِّن، وَقِيلَ الكِدْيَوْنُ دُقاقُ السِّرْقين يُخْلَطُ بِالزَّيْتِ فتُجْلى بِهِ الدُّروع، وَقِيلَ هُوَ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ، وَقِيلَ هُوَ كُلُّ مَا طُلِيَ بِهِ مِنْ دُهْن أَو دَسَم قَالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ دُرُوعًا جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً، ... فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِل وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ ضَافِيَاتِ الْغَلَائِلِ وَفِي الصِّحَاحِ الكِدْيَوْن مِثَالُ الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التُّرَابِ عَلَيْهِ دُرْديُّ الزَّيْت تُجْلى بِهِ الدُّروع وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ وكُدَيْنٌ اسْمٌ. والكَوْدَنُ رَجُلٌ مِنْ هُذيْل والكِدَانُ خَيْطٌ يُشَدُّ فِي عُروةٍ فِي وسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لِئَلَّا يضطربَ فِي أَرجاء الْبِئْرِ عَنِ الهجَري وأَنشد بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذُو لحْمٍ زِيَمْ، ... إِذا قصَرْنا مِنْ كِدانِه بَغَمْ والكِدانُ شُعْبةٌ مِنَ الْحَبْلِ يُمْسَكُ الْبَعِيرُ بِهِ أَنشد أَبو عَمْرٍو إِن بَعِيريْك لَمُخْتَلَّانِ، ... أَمْكِنْهما مِنْ طَرَفِ الكِدَانِ كذن: اللَّيْثُ الكَذَّانة حِجارة كأَنها المَدَرُ فِيهَا رَخاوة، وَرُبَّمَا كَانَتْ نخِرةً، وَجَمْعُهَا الكَذَّانُ، يُقَالُ إِنها فَعْلانة وَيُقَالُ فَعّالة أَبو عَمْرٍو الكَذَّانُ الْحِجَارَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بصُلبة وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ الْبَصْرَةِ فَوَجَدُوا هَذَا الكَذَّانَ فَقَالُوا مَا هَذِهِ البَصْرةُ الكَذَّانُ والبَصْرة حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ إِلى الْبَيَاضِ، وَهُوَ فَعّال وَالنُّونُ أَصلية، وَقِيلَ: فَعْلان والنون زائدة كرن: الكِرَانُ العُودُ، وَقِيلَ الصَّنْجُ قَالَ لَبِيدٌ صَعْلٌ كسافِلةِ القَناةِ وظِيفُه، ... وكأَنَّ جُؤْجُؤَه صَفِيحُ كِرانِ وَفِي رِوَايَةٍ كسافِلةِ القَنا ظُنْبُوبُه، وَالْجَمْعُ أَكْرِنةٌ والكَرِينَةُ المُغَنِّيَةُ الضَّارِبَةُ بالعُود أَو الصَّنْجِ وَفِي حَدِيثِ حَمْزَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فغَنَّتْه الكَرِينة أَي المغنة الضَّارِبَةُ بالكِرانِ، والكِنَّارة نحوٌ منه والكِرْيَوْنُ وادٍ بِمِصْرَ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ تولَّتْ سِراعاً عِيرُها، وكأَنها ... دَوافِعُ بالكِريَوْن ذاتُ قُلوعِ وَقِيلَ هُوَ خَلِيجٌ يُشَقُّ مِنْ نِيلِ مِصْرَ، صَانَهَا اللَّهُ تَعَالَى كردن: الكِرْدِينُ الفأْسُ الْعَظِيمَةُ، لَهَا رأْس وَاحِدٌ، وَهُوَ الكَرْدَنُ [الكِرْدَنُ] أَيضاً وكِرْدينٌ لَقَبُ مُسْمِعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ التَّهْذِيبُ ابْنُ الأَعرابي خُذْ بقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بِقَفَاهُ الأَصمعي يُقَالُ ضرَبَ كَرْدَنَه أَي عُنُقَه، وَبَعْضُهُمْ يقول ضرب قَرْدَنه.

كرزن: الْجَوْهَرِيُّ الكِرْزِنُ والكِرْزِين، بِالْكَسْرِ، فأْس مِثْلُ الكِرْزِم والكِرْزِيم عَنِ الْفَرَّاءِ، وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمة مَا صَدَّقْتُ بِمَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى سمعْتُ وقْعَ الْكِرَازِينَ ابْنُ سِيدَهْ الكَرْزَنُ والكِرْزِنُ والكِرْزِينُ الفأْس لَهَا رأْسٌ وَاحِدٌ، وَقِيلَ الكِرْزِينُ نحوُ المِطْرَقة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ الكَرْزَنُ، بِفَتْحِ الْكَافِ وَالزَّايِ جَمِيعًا، الفأْس لَهَا حَدٌّ قَالَ وأَحسِبُني قَدْ سَمِعْتُ الكِرْزَنَ، بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِ الزَّايِ وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبيه قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الخَنْدَق فأَخذ الكِرْزِينَ يَحْفِرُ فِي حَجر إِذ ضَحِكَ، فسُئل مَا أَضْحَكَك؟ فَقَالَ مِنْ نَاسٍ يُؤْتَى بِهِمْ مِنْ قِبَلِ المَشْرِق فِي الكُبُول يُساقون إِلى الْجَنَّةِ وَهُمْ كَارِهُونَ قَالَ الشَّاعِرُ فَقَدْ جعَلَتْ أَكْبادُنا تَحْتَوِيكُمُ، ... كَمَا تَحْتَوي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِنا قَالَ أَبو عَمْرٍو إِذا كَانَ لَهَا حَدٌّ وَاحِدٌ فَهِيَ فأْس، وكَرْزَن وكِرْزِنٌ، وَالْجَمْعُ كَرازِينُ وكرازِنُ، وَقَالَ غَيْرُهُ الكَرازِنُ مَا تَحْتَ مِيرَكَةِ الرَّحْلِ وأَنشد وقَفْتُ فِيهِ ذاتَ وجْهٍ ساهِمِ، ... تُنْبي الكَرازِينَ بصُلبٍ زاهِمِ كركدن: ابْنُ الأَعرابي الكَرْكَدَّنُ دَابَّةٌ عَظِيمَةُ الخَلْقِ يُقَالُ إِنها تَحْمِلُ الفِيلَ عَلَى قرْنِها، ثَقَّلَ الدَّالَّ مِنَ الكَرْكَدَّنِ كسطن: أَبو عَمْرٍو القَسْطانُ والكَسْطانُ الغُبار، وكَسْطَلٌ وقَسْطَلٌ وكَسْطَنٌ وأَنشد حَتَّى إِذا مَا الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ، ... أَهابَ راعِيها فثارَتْ برَهَجْ، تُثير كَسْطانَ مَراغ ذِي وَهَجْ كشن: الكُشْنَى، مَقْصُورٌ نَبْتٌ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ هُوَ الكِرْسِنَّةُ «1» كشخن: قَالَ فِي الكَشْمَخِ بقلة تكون في رمال بَنِي سَعْدٍ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ أَقمْتُ فِي رِمَالِ بَنِي سَعْدٍ فَمَا رأَيت كَشْمَخةً وَلَا سَمِعْتُ بِهَا وَمَا أُراها عَرَبِيَّةً، وَكَذَلِكَ الكَشْخَنة مُوَلَّدة لَيْسَتْ بِصَحِيحَةٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ كشخ كعن: حَكَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو الإِكْعان فُتور النَّشَاطِ، وَقَدْ أَكْعَن إِكْعاناً وأَنشد لطَلْق بْنِ عَديٍّ يَصِفُ نَعَامَتَيْنِ شَدَّ عَلَيْهِمَا فارسٌ والمُهْرُ فِي آثارِهِنَّ يَقْبِصُ ... قَبْصاً تَخالُ الهِقْلَ مِنْهُ يَنْكُصُ حَتَّى اشْمَعلَّ مُكْعِناً مَا يَهْبَصُ قَالَ وأَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْفِ كفن: الكَفَنُ مَعْرُوفٌ ابْنُ الأَعرابي الكَفْنُ التَّغْطِيَةُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَمِنْهُ سُمِّيَ كَفَنُ الْمَيِّتِ لأَنه يَسْتُرُهُ ابْنُ سِيدَهْ الكَفَنُ لِبَاسُ الْمَيِّتِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَكفان، كَفَنه يكْفِنُه كَفْناً وكَفَّنه تَكْفِيناً وَيُقَالُ: مَيِّتٌ مَكْفونٌ ومُكَفَّنٌ؛ وَقَوْلُ إمرئِ الْقَيْسِ: عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ يَحْمِلُ أَكفاني أَراد بأَكْفانه ثِيَابَهُ الَّتِي تُواريه، وَوَرَدَ ذِكْرُ الكَفَن فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: إِذا كَفَنَ أَحدُكم أَخاه فلْيُحْسِن كَفْنَه ، أَنه بِسُكُونِ

_ (1). قوله [هو الكرسنة] ضبطت في القاموس بكسر الكاف والسين وضبطها عاصم بفتحهما وضبطت في التكملة بالشكل بكسر الكاف وفتح السين

الْفَاءِ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي تَكْفِينَهُ، قَالَ: وَهُوَ الأَعم لأَنه يَشْتَمِلُ عَلَى الثَّوْبِ وَهَيْئَتِهِ وَعَمَلِهِ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ فِيهِ الْفَتْحُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَهدى لَنَا شَاةً وكَفَنَها أَي مَا يُغَطِّيها مِنَ الرُّغْفان. وَيُقَالُ: كَفَنْتُ الخُبزةَ فِي المَلَّة إِذا وارَيْتَها بِهَا. والكَفْنُ: غزْل الصُّوف. وكَفَن الرجلُ الصوفَ: غَزَله. اللَّيْثُ: كَفَن الرجلُ يَكْفِنُ أَي غَزَلَ الصُّوفَ. والكَفْنةُ: شَجَرَةٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ صَغِيرَةٌ جَعْدة، إِذا يَبستْ صَلُبتْ عِيدانُها كأَنها قِطَعٌ شُقِّقتْ عَنِ القَنا، وَقِيلَ: هِيَ عُشْبة مُنْتَشِرَةُ النَبْتة عَلَى الأَرض تَنبُتُ بالقِيعان وبأَرض نجدٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَفْنة مِنْ نَبَاتِ القُفّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا وكَفَنَ يَكْفِنُ: اخْتلى الكَفْنة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُهُ: يَظَلُّ فِي الشاءِ يَرْعاها ويَعْمِتُها، ... ويَكْفِن الدهرَ إِلَّا رَيْث يَهْتَبِد فَقَدْ قِيلَ: مَعْنَاهُ يَخْتَلي مِنَ الكَفْنة لمَراضع الشَّاءِ؛ قَالَهُ أَبو الدُّقَيْش، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَغْزِلُ الصُّوفَ؛ رَوَاهُ اللَّيْثُ؛ وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه هَذَا الْبَيْتَ: فَظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ وراجِلةٍ، ... يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِدُ قَالَ: يُكَفِّتُ يَجْمع ويحْرص إِلا سَاعَةَ يَقْعُدُ يَطَّبِخُ الهَبيدَ، وَالرَّاجِلَةُ: كَبْش الرَّاعِي يحْملُ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ، وَيُقَالُ لَهُ الكَرَّاز. وَطَعَامٌ كَفْنٌ: لَا مِلْح فِيهِ. وَقَوْمٌ مُكْفِنُون: لَا مِلح عِنْدَهُمْ؛ عَنِ الهَجَريّ. قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي كِتَابِهِ إِلى عَامِلِهِ مَصْقَلة بْنِ هُبَيرة: مَا كَانَ عَلَيْكَ أَن لَوْ صُمْتَ لِلَّهِ أَياماً، وتصدَّقْتَ بِطَائِفَةٍ مِنْ طَعَامِكَ مُحْتَسِباً، وأَكلت طَعامَكَ مِراراً كَفْناً، فإِن تِلْكَ سيرةُ الأَنبياء وآدابُ الصَّالِحِينَ. والكَفْنة: شجر. كمن: كَمَنَ كُمُوناً: اخْتَفى. وكَمَن لَهُ يَكْمُن كُموناً وكَمِن: استَخْفى. وكمنَ فلانٌ إِذا اسْتَخْفَى فِي مَكْمَنٍ لَا يُفْطَنُ لَهُ. وأَكْمَن غيرَه: أَخفاه. وَلِكُلِّ حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ بِهِ الصوتُ أَثاره. وكلُّ شيءٍ اسْتَتَرَ بشيءٍ فَقَدْ كَمَن فِيهِ كُموناً. وَفِي الْحَدِيثِ: جاءَ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فكَمَنا فِي بَعْضِ حِرار الْمَدِينَةِ أَي اسْتَتَرَا وَاسْتَخْفَيَا؛ وَمِنْهُ الكَمِينُ فِي الْحَرْبِ مَعْرُوفٌ، والحِرار: جَمْعُ حَرَّة وَهِيَ الأَرض ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّود، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الكَمينُ فِي الْحَرْبِ الذينَ يَكْمُنون. وأَمرٌ فِيهِ كَمِينٌ أَي فِيهِ دَغَلٌ لَا يُفْطَن لَهُ. قَالَ الأَزهري: كَمِينٌ بِمَعْنَى كامِن مِثْلَ عَليم وَعَالِمٍ. وَنَاقَةٌ كَمُونٌ: كَتُوم للِّقاح، وَذَلِكَ إِذا لَقِحَتْ، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا لَمْ تُبَشِّر بذَنبها وَلَمْ تَشُل، وإِنما يُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ كَمُونٌ إِذا كَانَتْ فِي مُنْيَتِها وَزَادَتْ عَلَى عَشْرِ لَيَالٍ إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ لَا يُسْتَيْقَنُ لِقاحُها. وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ فِي الْقَلْبِ: مُخْتَفٍ. والكُمْنةُ: جَرَبٌ وحُمْرة تَبقى فِي الْعَيْنِ مِنْ رَمَدٍ يُساء علاجُه فتُكْمَن، وَهِيَ مَكْمونة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لَمْ ... تَحْذَلْ بِهَا كُمْنةٌ وَلَا رَمَدُ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي أُمامة الْبَاهِلِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ قَتْلِ عَوامر الْبُيُوتِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَر، فإِنهما يُكْمِنان الأَبصارَ أَو يُكْمِهان وتَخْدِجُ مِنْهُ النِّسَاءُ. قَالَ

شَمِرٌ: الكُمْنةُ ورَمٌ فِي الأَجفان، وَقِيلَ: قَرْحٌ فِي الْمَآقِي، وَيُقَالُ: حِكَّة ويُبْسٌ وحُمْرة؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تَأَوَّبَني الداءُ الَّذِي أَنا حاذِرُهْ، ... كما اعتاد «2» ... مِنَ الليلِ عائِرُهْ . وَمَنْ رَوَاهُ بِالْهَاءِ يُكْمِهان، فَمَعْنَاهُ يُعْمِيان، مِنَ الأَكْمه وَهُوَ الأَعمى، وَقِيلَ: هُوَ وَرَمٌ فِي الجَفْن وغِلَظٌ، وَقِيلَ: هُوَ أُكالٌ يأْخذ فِي جَفْنِ الْعَيْنِ فتحمرُّ لَهُ فَتَصِيرُ كأَنها رَمْدَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ ظُلْمَةٌ تأْخذ فِي الْبَصَرِ، وَقَدْ كَمِنَتْ عينُه تَكْمَنُ كُمْنة شَدِيدَةً وكُمِنَتْ. والمُكْتَمِنُ: الحَزينُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ يَسُفْنَها ... بمُكْتَمِنٍ، مِنْ لاعِج الحُزْنِ، واتِنِ المُكْتَمِنُ: الْخَافِي الْمُضْمِرُ، والواتِنُ: الْمُقِيمُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي خَلَصَ إِلى الوَتِينِ. والكَمُّون، بِالتَّشْدِيدِ: مَعْرُوفٌ حَبٌّ أَدقُّ مِنَ السِّمْسِم، وَاحِدَتُهُ كَمُّونةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَمُّون عَرَبِيٌّ مَعْرُوفٌ يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنه السَّنُّوتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصبَحْتُ كالكَمُّون ماتَتْ عُروقُه، ... وأَغصانُه مِمَّا يُمَنُّونَه خُضْرُ ودارَةُ مَكْمِنٍ «3»: مَوْضِعٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ومَكْمِنٌ: اسْمُ رَمْلَةٍ فِي دِيَارِ قَيْسٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: بدارَةِ مَكْمِنٍ ساقتْ إِليها ... رِياحُ الصَّيْفِ أَرْآماً وعِينَا كنن: الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ: وِقاء كُلِّ شيءٍ وسِتْرُه. والكِنُّ: الْبَيْتُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ أَكْنانٌ وأَكِنةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يُكَسِّرُوهُ عَلَى فُعُلٍ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً . وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: فَلَمَّا رأَى سُرْعَتَهم إِلى الكِنِّ ضَحِكَ ؛ الكِنُّ: مَا يَرُدُّ الحَرَّ والبرْدَ مِنَ الأَبنية وَالْمَسَاكِنِ، وَقَدْ كَننْتُه أَكُنُّه كَنّاً. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَى مَا اسْتَكَنَ أَي اسْتَتَر. والكِنُّ: كلُّ شيءٍ وَقَى شَيْئًا فَهُوَ كِنُّه وكِنانُه، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كَنَنْتُ الشَّيْءَ أَي جَعَلْتُهُ فِي كِنٍّ. وكَنَّ الشيءَ يَكُنُّه كَنّاً وكُنوناً وأَكَنَّه وكَنَّنَه: سَتَرَهُ؛ قَالَ الأَعلم: أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سَمِينٌ ... تُكَنِّنُه السِّتارةُ والكنِيفُ؟ وَالِاسْمُ الكِنُّ، وكَنَّ الشيءَ فِي صَدْرِهِ يَكُنُّه كَنّاً وأَكَنَّه واكْتَنَّه كَذَلِكَ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوسا ... شَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسا فِي صَدْرِهِ، واكتَنَّ أَن يَخِيسا وكَنَّ أَمْرَه عَنْهُ كَنّاً: أَخفاه. واسْتَكَنَّ الشيءُ: استَتَر؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: وَلَمْ يتَنوَّرْ نارَه الضيفُ مَوْهِناً ... إِلى عَلَمٍ لَا يستَكِنُّ مِنَ السَّفْرِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَكَنَّ الشيءَ: سَتَره. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ؛ أَي أَخفَيْتم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جاءَ كنَنتُ فِي الأَمرين «4». جميعاً؛ قال المُعَيْطِيُّ:

_ (2). كذا بياض بالأصل (3). قوله [ودارة مكمن] ضبطها المجد كمقعد، وضبطها ياقوت كالتكملة بكسر الميم (4). قوله [في الأمرين] أي الستر والصيانة من الشمس والإسرار في النفس كما يعلم من الوقوف على عبارة الصحاح الآتية في قوله: وَكَنَنْتُ الشَّيْءَ سَتَرْتُهُ وَصُنْتُهُ

قَدْ يكْتُمُ الناسُ أَسراراً فأَعْلَمُها، ... وَمَا يَنالُون حَتَّى المَوْتِ مَكْنُوني قَالَ الْفَرَّاءُ: لِلْعَرَبِ فِي أَكنَنْتُ الشيءَ إِذا ستَرْتَه لُغَتَانِ: كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بِمَعْنًى؛ وأَنشَدُوني: ثلاثٌ مِنْ ثَلاثِ قُدامَياتٍ، ... مِنَ اللَّائي تَكُنُّ مِنَ الصَّقِيعِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ: تُكِنُّ مِنْ أَكنَنْتُ. وكَنَنْتُ الشيءَ: سَتْرتُه وصُنْتُه مِنَ الشَّمْسِ. وأَكنَنْتُه فِي نَفْسِي: أَسْرَرْتُه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بِمَعْنًى فِي الكِنِّ وَفِي النَّفس جَمِيعًا، تَقُولُ: كَنَنْتُ الْعِلْمَ وأَكنَنْتُه، فَهُوَ مَكْنونٌ ومُكَنٌّ. وكَنَنْتُ الجاريةَ وأَكنَنْتُها، فَهِيَ مَكْنونة ومُكَنَّة؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ؛ أَي مَسْتُورٌ مِنَ الشَّمْسِ وَغَيْرِهَا. والأَكِنَّةُ: الأَغطِيَةُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ* ، وَالْوَاحِدُ كِنانٌ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: هاجَ ذَا القَلْبَ مَنْزِلُ ... دارِسُ العَهْدِ مُحْوِلُ أَيُّنا باتَ لَيْلَةً ... بَيْنَ غُصْنَينِ يُوبَلُ تحتَ عَيْنٍ كِنَانُنا، ... ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ قَالَ: وأَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ: تحتَ ظِلٍّ كِنانُنا، ... فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلَّلُ «1» . واكتَنَّ واسْتَكَنَّ: اسْتَتَر. والمُسْتَكِنَّةُ: الحِقْدُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَكَانَ طَوى كَشْحاً عَلَى مُستكِنَّةٍ، ... فَلَا هُوَ أَبْداها وَلَمْ يتَجَمْجَمِ وكَنَّه يَكُنُّه: صَانَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ؛ وأَما قَوْلُهُ: لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ وبَيْضٌ مَكْنُونٌ ، فكأَنه مَذْهَبٌ لِلشَّيْءِ يُصانُ، وإِحداهما قَرِيبَةٌ مِنَ الأُخرى. ابْنُ الأَعرابي: كَنَنْتُ الشيءَ أَكُنُّه وأَكنَنْتُه أُكِنُّه، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَكْنَنْتُ الشيءَ إِذا سَتْرتَه، وكنَنْتُه إِذا صُنتَه. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ: كنَنْتُ الشيءَ وأَكنَنْتُه فِي الكِنِّ وَفِي النَّفْسِ مثلُها. وتَكَنَّى: لزِمَ الكِنَّ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: رأَيت عِلْجاً يَوْمَ القادِسية قَدْ تَكَنَّى وتحَجَّى فقَتلْتُه؛ تحجَّى أَي زَمزَمَ. والأَكنانُ: الغِيرانُ وَنَحْوُهَا يُسْتكَنُّ فِيهَا، وَاحِدُهَا كِنٌّ وتجْمَعُ أَكِنَّة، وَقِيلَ: كِنانٌ وأَكِنَّة. واسْتكَنَّ الرجلُ واكْتَنَّ: صَارَ فِي كِنٍّ. واكتَنَّتِ المرأَةُ: غطَّتْ وجْهَها وسَتَرَتْه حَياءً مِنَ النَّاسِ. أَبو عَمْرٍو: الكُنَّةُ والسُّدَّةُ كالصُّفَّةِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الْبَيْتِ، والظُّلَّة تَكُونُ بِبَابِ الدَّارِ. وَقَالَ الأَصمعي: الكُنَّة هِيَ الشيءُ يُخْرِجُه الرجلُ مِنْ حَائِطِهِ كالجَناحِ وَنَحْوِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والكُنَّة، بِالضَّمِّ، جَنَاحٌ تُخْرِجُه مِنَ الْحَائِطِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّقِيفة تُشْرَعُ فوقَ بَابِ الدَّارِ، وَقِيلَ: الظُّلَّة تَكُونُ هُنَالِكَ، وَقِيلَ: هُوَ مُخْدَع أَو رَفٌّ يُشْرَعُ فِي الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ كِنَانٌ وكُنّات. والكِنانة: جَعْبة السِّهام تُتَّخذُ مِنْ جُلود لَا خَشب فِيهَا أَو مِنْ خَشَبٍ لَا جُلُودَ فِيهَا. اللَّيْثُ: الكِنَانة كالجَعْبة غَيْرَ أَنها صَغِيرَةٌ تُتَّخَذُ للنَّبْل. ابْنُ دُرَيْدٍ: كِنانة النَّبْل إِذا كَانَتْ مِنْ أَدم، فإِن كانت من

_ (1). قوله [يهلل] كذا بالأصل مضبوطاً ولم نعثر عليه في غير هذا المحل ولعله مهلهل

خَشَبٍ فَهُوَ جَفِير. الصِّحَاحُ: الكِنانةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا السِّهَامُ .. والكَنَّةُ، بِالْفَتْحِ: امرأَة الِابْنِ أَو الأَخ، وَالْجَمْعُ كَنائِنُ، نَادِرٌ كأَنهم تَوَهَّمُوا فِيهِ فَعِيلة وَنَحْوَهَا مِمَّا يُكْسَرُ عَلَى فَعَائِلَ. التَّهْذِيبُ: كُلُّ فَعْلةٍ أَو فِعْلة أَو فُعْلة مِنْ بَابِ التَّضْعِيفِ فإِنها تُجْمَعُ عَلَى فَعائل، لأَن الْفِعْلَةَ إِذا كَانَتْ نَعْتًا صَارَتْ بَيْنَ الْفَاعِلَةِ والفَعيل وَالتَّصْرِيفُ يَضُمُّ فَعْلًا إِلى فَعِيلٍ، كَقَوْلِكَ جَلْدٌ وجَلِيد وصُلْبٌ وصَليب، فردُّوا الْمُؤَنَّثَ مِنْ هَذَا النَّعْتِ إِلى ذَلِكَ الأَصل؛ وأَنشد: يَقُلْنَ كُنَّا مرَّةً شَبائِبا قَصَرَ شابَّةً فَجَعَلَهَا شَبَّةً ثُمَّ جَمَعَهَا عَلَى الشَّبائب، وقال: هِيَ حَنَّتُه وكَنَّتُه وفِراشه وإِزاره ونهْضَتُه ولِحافه كُلُّهُ وَاحِدٌ. وَقَالَ الزِّبرقان بْنُ بدْر: أَبغَضُ كَنائني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة، وَيُرْوَى: الطُّلَعةُ القُبَعة، يَعْنِي الَّتِي تَطَلَّعُ ثُمَّ تُدْخِلُ رأْسَها فِي الكِنَّة. وَفِي حَدِيثِ أُبَيٍّ أَنه قَالَ لعُمَر وَالْعَبَّاسِ وَقَدِ استأْذنا عَلَيْهِ: إِن كَنَّتكُما كَانَتْ تُرَجِّلُني ؛ الكَنَّةُ: امرأَة الِابْنِ وامرأَة الأَخ، أَراد امرأَته فَسَمَّاهَا كَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما فِي الإِسلام؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْعَاصِ: فجاءَ يتَعاهدُ كَنَّتَه أَي امرأَة ابْنِهِ. والكِنَّةُ والاكْتِنانُ: البَياضُ. والكانونُ: الثَّقيلُ الوَخِم ابْنُ الأَعرابي: الْكَانُونُ الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ؛ وأَنشد لِلْحُطَيْئَةِ: أَغِرْبالًا إِذا اسْتُودِعْت سِرّاً، ... وَكَانُونًا عَلَى المُتَحدِّثِينا؟ أَبو عَمْرٍو: الكَوانينُ الثُّقلاء مِنَ النَّاسِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ الْكَانُونُ الَّذِي يَجْلِسُ حَتَّى يَتحَصَّى الأَخبارَ والأَحاديث ليَنقُلها؛ قَالَ أَبو دَهْبل: وَقَدْ قَطَعَ الْوَاشُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، ... ونحنُ إِلى أَن يُوصَل الحبْلُ أَحوَجُ فَليْتَ كوانِينا مِنْ أهْلي وأَهلها، ... بأَجْمَعِهم فِي لُجَّة البحرِ، لَجَّجوا الْجَوْهَرِيُّ: والكانونُ والكانونةُ المَوْقِدُ، والكانونُ المُصْطَلى. وَالْكَانُونَانِ: شَهْرَانِ فِي قَلْبِ الشِّتَاءِ، رُوميَّة: كَانُونُ الأَوَّل، وكانونُ الْآخَرُ؛ هَكَذَا يُسَمِّيهِمَا أَهل الرُّومِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَانِ الشَّهْرَانِ عِنْدَ الْعَرَبِ هُمَا الهَرَّاران والهَبَّاران، وَهُمَا شَهْرَا قُماحٍ وقِماحٍ. وَبَنُو كُنَّة: بطنٌ مِنَ الْعَرَبِ نُسِبُوا إِلى أُمِّهم، وَقَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ بِفَتْحِ الْكَافِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ بَنُو كُنَّة، بِضَمِّ الْكَافِ، قَالَ: وَكَذَا قَالَ أَبو زَكَرِيَّا؛ وأَنشد: غَزالٌ ما رأَيتُ الْيَوْمَ ... فِي دارِ بَني كُنَّهْ رَخِيمٌ يَصْرَعُ الأُسْدَ ... عَلَى ضَعْفٍ مِنَ المُنَّهْ ابْنُ الأَعرابي: كَنْكَنَ إِذا هرَب. وكِنانة: قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَر، وَهُوَ كِنانة بْنُ خُزَيمة بْنِ مُدْرِكة بْنِ إلياسِ بْنِ مُضَر. وَبَنُو كِنانة أَيضاً: من تَغْلِبَ بن وائلٍ وَهُم بَنُو عِكَبٍّ يُقَالُ لَهُمْ قُرَيْشُ تَغْلِبَ «1». كهن: الكاهنُ: مَعْرُوفٌ. كَهَنَ لَهُ يَكْهَنُ ويكهُنُ وكَهُنَ كَهانةً وتكَهَّنَ تكَهُّناً وتَكْهِيناً، الأَخير نَادِرٌ: قَضى لَهُ بِالْغَيْبِ. الأَزهري: قَلَّما يُقَالُ إِلا تكَهَّنَ الرجلُ. غَيْرُهُ: كَهَن كِهانةً مِثْلَ كَتَب يكتُب كِتابة إِذا تكَهَّنَ، وكَهُن كَهانة

_ (1). زاد المجد كالصاغاني: كنكن إذا كسل وقعد في البيت. ومن أسماء زمزم المكنونة، وقال الفراء: النسبة إلى بني كنة بالضم كني وكني بالضم والكسر

إِذا صَارَ كاهِناً. وَرَجُلٌ كاهِنٌ مِنْ قَوْمٍ كَهَنةٍ وكُهَّان، وحِرْفتُه الكِهانةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ حُلْوان الْكَاهِنِ ؛ قَالَ: الكاهِنُ الَّذِي يَتعاطي الخبرَ عَنِ الْكَائِنَاتِ فِي مُسْتَقْبَلِ الزَّمَانِ ويدَّعي مَعْرِفَةَ الأَسرار، وَقَدْ كَانَ فِي الْعَرَبِ كَهَنةٌ كشِقٍّ وَسَطِيحٍ وَغَيْرِهِمَا، فَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَزْعُم أَن لَهُ تَابِعًا مِنَ الْجِنِّ ورَئِيّاً يُلقي إِليه الأَخبار، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنه يَعْرِفُ الأُمور بمُقدِّمات أَسباب يَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَى مَوَاقِعِهَا مِنْ كَلَامِ مَنْ يسأَله أَو فِعْلِهِ أَو حَالِهِ، وَهَذَا يخُصُّونه بِاسْمِ العَرَّاف كَالَّذِي يدَّعي مَعْرِفَةَ الشَّيْءِ الْمَسْرُوقِ وَمَكَانِ الضَّالَّةِ وَنَحْوِهِمَا. وَمَا كَانَ فلانٌ كاهِناً وَلَقَدْ كَهُنَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَتى كاهِناً أَو عَرَّافاً فَقَدْ كَفَر بِمَا أُنزِل عَلَى مُحَمَّدٍ أَي مَنْ صَدَّقهم. وَيُقَالُ: كَهَن لَهُمْ إِذا قَالَ لَهُمْ قولَ الكَهَنة. قَالَ الأَزهري: وَكَانَتِ الكَهانةُ فِي الْعَرَبِ قَبْلَ مَبْعَثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بُعث نَبِيّاً وحُرِسَت السَّمَاءُ بالشُّهُب ومُنِعت الجنُّ والشياطينُ مِنَ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ وإِلقائه إِلى الكَهَنةِ بَطَلَ عِلْمُ الكَهانة، وأَزهق اللَّهُ أَباطيلَ الكُهَّان بالفُرْقان الَّذِي فَرَقَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وأَطلع اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالوَحْيِ عَلَى مَا شاءَ مِنْ عِلْمِ الغُيوب الَّتِي عَجَزت الكَهنةُ عَنِ الإِحاطة بِهِ، فَلَا كَهانةَ الْيَوْمَ بِحَمْدِ اللَّهِ ومَنِّه وإِغنائه بِالتَّنْزِيلِ عَنْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ أَتى كَاهِنًا ، يَشْتَمِلُ عَلَى إِتيان الْكَاهِنِ والعرَّاف والمُنَجِّم. وَفِي حَدِيثِ الجَنين: إِنما هَذَا مِنْ إِخوان الكُهَّان ؛ إِنما قَالَ لَهُ ذَلِكَ مِنْ أَجل سَجْعِه الَّذِي سَجَع، وَلَمْ يَعِبْه بِمُجَرَّدِ السَّجْع دُونَ مَا تضمَّن سَجْعُه مِنَ الْبَاطِلِ، فإِنه قَالَ: كَيْفَ نَدِيَ مَنْ لَا أَكَلَ وَلَا شَرِب وَلَا اسْتَهلَّ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلّ، وإِنما ضرَب الْمَثَلَ بالكُهَّان لأَنهم كَانُوا يُرَوِّجون أَقاويلهم الْبَاطِلَةَ بأَسجاع تَرُوقُ السَّامِعِينَ، ويسْتَمِيلون بِهَا الْقُلُوبَ، ويَستصغون إِليها الأَسْماع، فأَما إِذا وَضَع السَّجع فِي مَوَاضِعِهِ مِنَ الْكَلَامِ فَلَا ذمَّ فِيهِ، وَكَيْفَ يُذَمُّ وَقَدْ جاءَ فِي كَلَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَثِيرًا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَجَمْعًا وَاسْمًا وَفِعْلًا وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الشَّيَاطِينَ كَانَتْ تَسْترِقُ السمعَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وتُلقيه إِلى الكَهَنة، فتَزيدُ فِيهِ مَا تزيدُ وتَقْبلُه الكُفَّار منهم. والكاهِنُ أَيضاً فِي كَلَامِ الْعَرَبِ» : الَّذِي يَقُومُ بأَمر الرَّجُلِ ويَسْعى فِي حَاجَتِهِ وَالْقِيَامِ بأَسبابه وأَمر حُزانته. والكاهِنان: حَيَّان. الأَزهري: يُقَالُ لقُرَيْظة والنَّضير الكاهِنانِ، وَهُمَا قَبِيلا الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، وَهُمْ أَهل كِتَابٍ وفَهْمٍ وَعِلْمٍ. وَفِي حديثٍ مَرْفُوعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَخْرُجُ مِنَ الكاهِنَين رجلٌ يقرأُ الْقُرْآنَ قِرَاءَةً لَا يقرأُ أَحد قِرَاءَتَهُ ؛ قِيلَ: إِنه مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القُرَظِيّ وَكَانَ مِنْ أَولادهم، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كل من تعاطى عِلْمًا دَقِيقًا كاهِناً، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُسَمِّي الْمُنَجِّمَ والطبيبَ كاهناً. كون: الكَوْنُ: الحَدَثُ، وَقَدْ كَانَ كَوْناً وكَيْنُونة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَكُرَاعٍ، والكَيْنونة فِي مَصْدَرِ كانَ يكونُ أَحسنُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ مِمَّا يُشْبِهُ زِغْتُ وسِرْتُ: طِرْتُ طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فِيمَا لَا يُحْصَى مِنْ هَذَا الضَّرْبِ، فأَما ذَوَاتُ الْوَاوِ مِثْلَ قُلْتُ ورُضْتُ، فإِنهم لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ، وَقَدْ أَتى عَنْهُمْ فِي أَربعة أَحرف: مِنْهَا الكَيْنُونة مِنْ كُنْتُ، والدَّيْمُومة مِنْ دُمْتُ، والهَيْعُوعةُ مِنَ الهُواع، والسَّيْدُودَة مِنْ سُدْتُ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ كَوْنُونة،

_ (2). قوله [والكاهن أيضاً إلخ] ويقال فيه: الكاهل باللام كما في التكملة

وَلَكِنَّهَا لَمَّا قَلَّتْ فِي مَصَادِرِ الْوَاوِ وَكَثُرَتْ فِي مَصَادِرِ الياءِ أَلحقوها بِالَّذِي هُوَ أَكثر مَجِيئًا مِنْهَا، إِذ كَانَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ مَتَقَارِبَتَيِ الْمَخْرَجِ. قَالَ: وَكَانَ الْخَلِيلُ يَقُولُ كَيْنونة فَيْعولة هِيَ فِي الأَصل كَيْوَنونة، الْتَقَتْ مِنْهَا يَاءٌ وواوٌ والأُولى مِنْهُمَا سَاكِنَةٌ فَصَيَّرَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً مِثْلَ مَا قَالُوا الهَيِّنُ مَنْ هُنْتُ، ثُمَّ خَفَّفُوهَا فَقَالُوا كَيْنونة كَمَا قَالُوا هَيْنٌ لَيْنٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ ذَهَبَ مَذْهباً إِلا أَن الْقَوْلَ عِندي هُوَ الأَول؛ وَقَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عُرْفُطة، جَاهِلِيٌّ: لَمْ يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ ... رَسْمُ دارٍ قَدْ تَعَفَّى بالسَّرَرْ إِنما أَراد: لَمْ يَكُنِ الْحَقُّ، فَحَذَفَ النُّونَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَكَانَ حُكْمُهُ إِذا وَقَعَتِ النُّونُ مَوْقِعًا تُحَرَّكُ فِيهِ فتَقْوَى بِالْحَرَكَةِ أَن لَا يَحْذِفَها لأَنها بِحَرَكَتِهَا قَدْ فَارَقَتْ شِبْهَ حُرُوفِ اللِّينِ، إِذ كُنَّ لَا يَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ، وحذفُ النُّونِ مِنْ يَكُنْ أَقبح مِنْ حَذْفِ التَّنْوِينِ وَنُونِ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، لأَن نُونَ يَكُنْ أَصل وَهِيَ لَامُ الْفِعْلِ، وَالتَّنْوِينُ وَالنُّونُ زَائِدَانِ، فَالْحَذْفُ مِنْهُمَا أَسهل مِنْهُ فِي لَامِ الْفِعْلِ، وَحَذْفُ النُّونِ أَيضاً مِنْ يَكُنْ أَقبح مِنْ حَذْفِ النُّونِ مِنْ قَوْلِهِ: غَيْرَ الَّذِي قَدْ يُقَالُ مِلْكذب، لأَن أَصله يَكُونُ قَدْ حُذِفَتْ مِنْهُ الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، فإِذا حَذَفْتَ مِنْهُ النُّونَ أَيضاً لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ أَجحفت بِهِ لِتَوَالِيَ الْحَذْفَيْنِ، لَا سِيَّمَا مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَلَكَ أَيضاً أَن تَقُولَ إِن مِنْ حرفٌ، وَالْحَذْفُ فِي الْحَرْفِ ضَعِيفٌ إِلا مَعَ التَّضْعِيفِ، نَحْوَ إِنّ وربَّ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وأَرى أَنا شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ أَن يَكُونَ جَاءَ بِالْحَقِّ بعد ما حَذْفِ النُّونِ مِنْ يَكُنْ، فَصَارَ يكُ مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ؛ فَلَمَّا قَدَّرَهُ يَك، جاء بالحق بعد ما جَازَ الْحَذْفُ فِي النُّونِ، وَهِيَ سَاكِنَةٌ تَخْفِيفًا، فَبَقِيَ مَحْذُوفًا بِحَالِهِ فَقَالَ: لَمْ يَكُ الحَقُّ، وَلَوْ قَدَّره يَكُنْ فَبَقِيَ مْحَذُوفًا، ثُمَّ جَاءَ بِالْحَقِّ لَوَجَبَ أَن يَكْسِرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فيَقْوَى بِالْحَرَكَةِ، فَلَا يَجِدُ سَبِيلًا إِلى حَذْفِهَا إِلا مُسْتَكْرَهًا، فَكَانَ يَجِبُ أَن يَقُولَ لَمْ يَكُنِ الْحَقُّ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الخَنْجَر بْنُ صَخْرٍ الأَسدي: فإِنْ لَا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً، ... فَقَدْ أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ يُرِيدُ: فإِن لَا تَكُنِ الْمِرْآةُ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَمْ يَكْ أَصله يَكُونُ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا لَمْ جَزَمَتْهَا فَالْتَقَى سَاكِنَانِ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ فَبَقِيَ لَمْ يَكُنْ، فَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَذَفُوا النُّونَ تَخْفِيفًا، فإِذا تَحَرَّكَتْ أَثبتوها، قَالُوا لَمْ يَكُنِ الرجلُ، وأَجاز يُونُسُ حَذْفَهَا مَعَ الْحَرَكَةِ؛ وأَنشد: إِذا لَمْ تَكُ الحاجاتُ مِنْ همَّة الفَتى، ... فَلَيْسَ بمُغْنٍ عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ قُطْرُب: أَن يُونُسَ أَجاز لَمْ يكُ الرَّجُلُ مُنْطَلِقًا؛ وأَنشد بَيْتَ الْحَسَنِ بْنِ عُرْفُطة: لَمْ يَكُ الحَقُّ سِوَى أَن هاجَه والكائنة: الْحَادِثَةُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كُنْتَ أَي مُذْ خُلِقْتَ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. ابْنُ الأَعرابي: التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك، تَقُولُ الْعَرَبُ لِمَنْ تَشْنَؤُه: لَا كانَ وَلَا تَكَوَّنَ؛ لَا كَانَ: لَا خُلِقَ، وَلَا تَكَوَّن: لَا تَحَرَّك أَي مَاتَ. وَالْكَائِنَةُ: الأَمر الْحَادِثُ. وكَوَّنَه فتَكَوَّن: أَحدَثَه فَحَدَثَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإِن الشَّيْطَانَ لَا يتَكَوَّنُني ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يتَكَوَّنُ عَلَى صُورَتِي «1». وكَوَّنَ الشيءَ: أَحدثه.

_ (1). قوله [على صورتي] كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: في صورتي ، أَي يتشبه بي ويتصور بصورتي، وحقيقته يصير كائناً في صورتي

وَاللَّهُ مُكَوِّنُ الأَشياء يُخْرِجُهَا مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ. وَبَاتَ فُلَانٌ بكِينةِ سَوْءٍ وبجِيبةِ سَوْءٍ أَي بِحَالَةِ سَوءٍ. وَالْمَكَانُ: الْمَوْضِعُ، وَالْجَمْعُ أَمْكِنة وأَماكِنُ، توهَّموا الْمِيمَ أَصلًا حَتَّى قَالُوا تَمَكَّن فِي الْمَكَانِ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا فِي تَكْسِيرِ المَسِيل أَمْسِلة، وَقِيلَ: الْمِيمُ فِي الْمَكَانِ أَصل كأَنه مِنَ التَّمَكُّن دُونَ الكَوْنِ، وَهَذَا يُقَوِّيهُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَكْسِيرِهِ عَلَى أَفْعِلة؛ وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِهِ أَمْكُنٌ، وَهَذَا زَائِدٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى أَن وَزْنَ الْكَلِمَةِ فَعَال دُونَ مَفْعَل، فَإِنْ قُلْتَ فَإِنَّ فَعَالًا لَا يُكْسَرُ عَلَى أَفْعُل إِلَّا أَن يَكُونَ مُؤَنَّثًا كأَتانٍ وآتُنٍ. اللَّيْثُ: الْمَكَانُ اشتقاقُه مَنْ كَانَ يَكُونُ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَثُرَ فِي الْكَلَامِ صَارَتِ الْمِيمُ كأَنها أَصلية، والمكانُ مُذَكَّرٌ، قِيلَ: تَوَهَّمُوا «1». فِيهِ طَرْحَ الزَّائِدِ كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، مِمَّا كُسِّرَ عَلَى غَيْرِ مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ مثلُه، ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي أَيْ عَلَى طِيَّتي. والاستِكانة: الْخُضُوعُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَكانة الْمَنْزِلَةُ. وفلانٌ مَكِينٌ عِنْدَ فُلَانٍ بَيِّنُ الْمَكَانَةِ. وَالْمَكَانَةُ: الْمَوْضِعُ. قَالَ تَعَالَى: وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ ؛ قَالَ: وَلَمَّا كَثُرَ لُزُومُ الْمِيمِ تُوُهِّمت أَصلية فَقِيلَ تَمَكَّن كَمَا قَالُوا مِنَ الْمِسْكِينِ تَمَسْكَنَ؛ ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ ذَلِكَ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا مِنَ الكَوْن فَهَذَا سهوٌ، وأَمْكِنة أَفْعِلة، وأَما تَمَسْكَنَ فَهُوَ تَمَفْعل كتَمَدْرَع مُشْتَقًّا مِنَ المِدْرَعة بِزِيَادَتِهِ، فَعَلَى قِيَاسِهِ يَجِبُ فِي تمكَّنَ تمَكْونَ لأَنه تمفْعل عَلَى اشْتِقَاقِهِ لَا تمكَّنَ، وتمكَّنَ وَزْنُهُ تفَعَّلَ، وَهَذَا كُلُّهُ سَهْوٌ وَمَوْضِعُهُ فَصْلُ الْمِيمِ مِنْ بَابِ النُّونِ، وَسَنَذْكُرُهُ هُنَاكَ. وَكَانَ وَيَكُونُ: مِنَ الأَفعال الَّتِي تَرْفَعُ الأَسماء وَتَنْصِبُ الأَخبار، كَقَوْلِكَ كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا وَيَكُونُ عَمْرٌو ذَاهِبًا، وَالْمَصْدَرُ كَوْناً وَكَيَانًا. قَالَ الأَخفش فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِالْقَوَافِي: وَيَقُولُونَ أَزَيْداً كُنْتَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ظَاهِرُهُ أَنه مَحْكِيٌّ عَنِ الْعَرَبِ لأَن الأَخفش إِنَّمَا يَحْتَجُّ بِمَسْمُوعِ الْعَرَبِ لَا بِمَقِيسِ النَّحْوِيِّينَ، وَإِذَا كَانَ قَدْ سَمِعَ عَنْهُمْ أَزيداً كُنْتَ لَهُ، فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ تَقْدِيمِ خَبَرِ كَانَ عَلَيْهَا، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُفَسِّرُ الْفِعْلَ النَّاصِبَ الْمُضْمَرَ إِلَّا بِمَا لَوْ حُذِفَ مَفْعُولُهُ لَتَسَلَّطَ عَلَى الِاسْمِ الأَول فَنَصَبَهُ، أَلا تَراكَ تَقُولُ أَزيداً ضَرَبْتَهُ، وَلَوْ شِئْتَ لَحَذَفْتَ الْمَفْعُولَ فتسلطتْ ضَرَبْتَ هَذِهِ الظَّاهِرَةُ عَلَى زَيْدٍ نَفْسِهِ فَقُلْتَ أَزيداً ضَرَبْتَ، فَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ أَزيداً كُنْتَ لَهُ يَجُوزُ فِي قِيَاسِهِ أَن تَقُولَ أَزيداً كُنْتَ، ومثَّل سِيبَوَيْهِ كَانَ بِالْفِعْلِ المتعدِّي فَقَالَ: وَتَقُولُ كُنّاهمْ كَمَا تَقُولُ ضَرَبْنَاهُمْ، وَقَالَ إِذَا لَمْ تَكُنْهم فَمَنْ ذَا يَكُونُهم كَمَا تَقُولُ إِذَا لَمْ تَضْرِبْهُمْ فَمَنْ ذَا يَضْرِبُهُمْ، قَالَ: وَتَقُولُ هُوَ كائِنٌ ومَكُونٌ كَمَا تَقُولُ ضَارِبٌ وَمَضْرُوبٌ. غَيْرُهُ: وَكَانَ تَدُلُّ عَلَى خَبَرٍ ماضٍ فِي وَسَطِ الْكَلَامِ وَآخِرِهِ، وَلَا تَكُونُ صلَةً فِي أَوَّله لأَن الصِّلَةَ تَابِعَةٌ لَا مَتْبُوعَةٌ؛ وَكَانَ فِي مَعْنَى جَاءَ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: إِذَا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني، ... فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُ قَالَ: وَكَانَ تأْتي بِاسْمٍ وَخَبَرٍ، وتأْتي بِاسْمٍ وَاحِدٍ وَهُوَ خَبَرُهَا كَقَوْلِكَ كَانَ الأَمْرُ وَكَانَتِ الْقِصَّةُ أَيْ وَقَعَ الأَمر وَوَقَعَتِ الْقِصَّةُ، وَهَذِهِ تُسَمَّى التَّامَّةَ الْمُكْتَفِيَةَ؛ وَكَانَ تَكُونُ جَزَاءً، قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: اخْتُلِفَ النَّاسُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ هَاهُنَا صِلَةٌ، وَمَعْنَاهُ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ هُوَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا، قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ كَانَ هَاهُنَا شَرْطٌ وَفِي الْكَلَامِ تعَجبٌ، وَمَعْنَاهُ مَنْ يكن

_ (1). قوله [قيل توهموا إلخ] جواب قوله فإن قيل فهو من كلام ابن سيدة، وما بينهما اعتراض من عبارة الأزهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى

فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فَكَيْفَ يُكَلَّمُ، وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً ، وَمَا أَشبهه فَإِنَّ أَبا إِسْحَاقَ الزَّجَّاجَ قَالَ: قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي كَانَ فَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: كَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً لِعِبَادِهِ. وَعَنْ عِبَادِهِ قَبْلَ أَن يَخْلُقَهُمْ، وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ الْبَصْرِيُّونَ: كأَنَّ الْقَوْمَ شاهَدُوا مِنَ اللَّهِ رَحْمَةً فأُعْلِمُوا أَن ذَلِكَ لَيْسَ بِحَادِثٍ وأَن اللَّهَ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، وَقَالَ قَوْمٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ: كانَ وفَعَل مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَنْزِلَةِ مَا فِي الْحَالِ، فَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم،. وَاللَّهُ عَفُوٌّ غَفُور؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الَّذِي قَالَهُ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ أَدْخَلُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وأَشْبَهُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وأَما الْقَوْلُ الثَّالِثُ فَمَعْنَاهُ يؤُول إِلَى مَا قَالَهُ الْحَسَنُ وَسِيبَوَيْهِ، إلَّا أَنَّ كَوْنَ الْمَاضِي بِمَعْنَى الْحَالِ يَقِلُّ، وصاحبُ هَذَا الْقَوْلِ لَهُ مِنَ الْحُجَّةِ قَوْلُنَا غَفَر اللَّهُ لِفُلَانٍ بِمَعْنَى لِيَغْفِر اللَّهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْحَالِ دَلِيلٌ عَلَى الِاسْتِقْبَالِ وَقَعَ الْمَاضِي مؤدِّياً عَنْهَا اسْتِخْفَافًا لأَن اخْتِلَافَ أَلفاظ الأَفعال إِنَّمَا وَقَعَ لِاخْتِلَافِ الأَوقات. وَرَوِيَ عَنِ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ؛ أَي أَنتم خَيْرُ أُمة، قَالَ: وَيُقَالُ مَعْنَاهُ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمة فِي عِلْمِ اللَّهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعوذ بِكَ مِنَ الحَوْر بَعْدَ الكَوْنِ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الكَوْنُ مَصْدَرُ كَانَ التامَّة؛ يُقَالُ: كَانَ يَكُونُ كَوْناً أَي وُجِدَ واسْتَقَرَّ، يَعْنِي أَعوذ بِكَ مِنَ النَّقْصِ بَعْدَ الْوُجُودِ وَالثَّبَاتِ، وَيُرْوَى: بَعْدَ الكَوْرِ ، بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: كَانَ إِذَا جَعَلْتَهُ عِبَارَةً عَمَّا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ احْتَاجَ إِلَى خَبَرٍ لأَنه دَلَّ عَلَى الزَّمَانِ فَقَطْ، تَقُولُ: كَانَ زَيْدٌ عَالِمًا، وَإِذَا جَعَلْتَهُ عِبَارَةً عَنْ حُدُوثِ الشَّيْءِ وَوُقُوعِهِ اسْتُغْنَى عَنِ الْخَبَرِ لأَنه دَلَّ عَلَى مَعْنًى وَزَمَانٍ، تَقُولُ: كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كَانَ أَي مُذْ خُلِقَ؛ قَالَ مَقَّاسٌ الْعَائِذِيُّ: فِداً لبَني ذُهْلِ بْنِ شَيْبانَ ناقَتي، ... إِذَا كَانَ يومٌ ذُو كواكبَ أَشْهَبُ قَوْلُهُ: ذُو كَوَاكِبَ أَي قَدْ أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شَمْسَهُ كَسَفَتْ بِارْتِفَاعِ الْغُبَارِ فِي الْحَرْبِ، وَإِذَا كَسَفَتِ الشَّمْسُ ظَهَرَتِ الْكَوَاكِبُ؛ قَالَ: وَقَدْ تَقَعُ زَائِدَةً لِلتَّوْكِيدِ كَقَوْلِكَ كَانَ زَيْدٌ مُنْطَلِقًا، وَمَعْنَاهُ زِيدٌ مُنْطَلِقٌ؛ قَالَ تَعَالَى: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً* ؛ وَقَالَ أَبو جُندب الهُذَلي: وكنتُ، إِذَا جَارِي دَعَا لمَضُوفةٍ، ... أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري وَإِنَّمَا يُخْبِرُ عَنْ حَالِهِ وَلَيْسَ يُخْبِرُ بِكُنْتُ عمَّا مَضَى مِنْ فِعْلِهِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ انْقِضَاءِ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ: كَانَ تَكُونُ بِمَعْنَى مَضَى وتَقَضَّى، وَهِيَ التَّامَّةُ، وتأْتي بِمَعْنَى اتِّصَالِ الزَّمَانِ مِنْ غَيْرِ انْقِطَاعٍ، وَهِيَ النَّاقِصَةُ، وَيُعَبِّرُ عَنْهَا بِالزَّائِدَةِ أَيضاً، وتأْتي زَائِدَةً، وتأَتي بِمَعْنَى يَكُونُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الزَّمَانِ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الْحُدُوثِ وَالْوُقُوعِ؛ فَمِنْ شَوَاهِدِهَا بِمَعْنَى مَضَى وَانْقَضَى قَوْلُ أَبي الْغُولِ: عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِعنَ ... قَوْمًا كَالَّذِي كَانُوا وَقَالَ ابْنُ الطَّثَرِيَّة: فَلَوْ كنتُ أَدري أَنَّ مَا كانَ كائنٌ، ... وأَنَّ جَدِيدَ الوَصْلِ قَدْ جُدَّ غابِرُهْ وَقَالَ أَبو الأَحوصِ: كَمْ مِن ذَوِي خُلَّةٍ قبْلي وقبْلَكُمُ ... كَانُوا، فأَمْسَوْا إِلَى الهِجرانِ قَدْ صَارُوا وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: ثُمَّ أَضْحَوْا كأَنهُم لَمْ يَكُونوا، ... ومُلُوكاً كَانُوا وأَهْلَ عَلاءِ

وَقَالَ نَصْرُ بْنُ حَجَّاجٍ وأَدخل اللَّامَ عَلَى مَا النَّافِيَةِ: ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الَّذِي لَوْ أَتَيْتُه، ... لَمَا كَانَ لِي، فِي الصَّالِحِينَ، مَقامُ وَقَالَ أَوْسُ بْنُ حجَر: هِجاؤُكَ إلَّا أَنَّ مَا كَانَ قَدْ مَضَى ... عَليَّ كأَثْوابِ الْحَرَامِ المُهَيْنِم وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدٍ الأَعلى: يَا لَيْتَ ذَا خَبَرٍ عَنْهُمْ يُخَبِّرُنا، ... بَلْ لَيْتَ شِعْرِيَ، مَاذَا بَعْدَنا فَعَلُوا؟ كُنَّا وَكَانُوا فَمَا نَدْرِي عَلَى وَهَمٍ، ... أَنَحْنُ فِيمَا لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا؟ أَي نَحْنُ أَبطأْنا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: فَكَيْفَ إِذَا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ، ... وجيرانٍ لَنَا كانُوا كرامِ وَتَقْدِيرُهُ: وجيرانٍ لَنَا كرامٍ انْقَضَوْا وَذَهَبَ جُودُهم؛ وَمِنْهُ مَا أَنشده ثَعْلَبٌ: فَلَوْ كنتُ أَدري أَنَّ مَا كَانَ كائنٌ، ... حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ «1». ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شَيْئًا أُطِيقُه، ... إِذَا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ وَمِنْهُ مَا أَنشده الْخَلِيلُ لِنَفْسِهِ: بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني ... كافِرٌ بِالَّذِي قَضَتْه الكَواكِبْ، عالِمٌ أَنَّ مَا يكُونُ وَمَا كانَ ... قَضاءٌ مِنَ المُهَيْمِنِ واجِبْ وَمِنْ شَوَاهِدِهَا بِمَعْنَى اتصالِ الزمانِ مِنْ غَيْرِ انْقِطَاعٍ قولُه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً* ؛ أَيْ لَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ؛ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ: وكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ... أَقَمْنا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فتَقَوَّما وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: وَكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ... ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيَينِ عَلَى الكَرْدِ وَقَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيم: وكنتُ امْرَأً لَا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً ... أُسَبُّ بِهَا، إلَّا كَشَفْتُ غِطاءَها وَفِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ أَيضاً: إِنَّ هَذَا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ؛ وَفِيهِ: إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً ؛ وَفِيهِ: كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا . وَمِنْ أَقسام كَانَ النَّاقِصَةِ أَيضاً أَن تأْتي بِمَعْنَى صَارَ كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ؛ وَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ؛ وَفِيهِ: فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ؛ وَفِيهِ: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا ؛ وَفِيهِ: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ؛ وَفِيهِ: وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها ؛ أَي صِرْتَ إِلَيْهَا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: بتَيْهاءَ قَفْرٍ، والمَطِيُّ كأَنَّها ... قَطا الحَزْنِ، قَدْ كانَتْ فِراخاً بُيوضُها وَقَالَ شَمْعَلَةُ بْنُ الأَخْضَر يَصِفُ قَتْلَ بِسْطامِ بْنِ قَيْسٍ: فَخَرَّ عَلَى الأَلاءَة لَمْ يُوَسَّدْ، ... وَقَدْ كانَ الدِّماءُ لَهُ خِمارَا وَمِنْ أَقسام كَانَ النَّاقِصَةِ أَيضاً أَنْ يَكُونَ فِيهَا ضميرُ الشأْن والقِصَّة، وَتُفَارِقُهَا مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ وجهاً لأَن

_ (1). قوله [أيام الفؤاد سليم] كذا بالأَصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله غريم أقواء

اسْمَهَا لَا يَكُونُ إِلَّا مُضْمَرًا غَيْرَ ظَاهِرٍ، وَلَا يَرْجِعُ إِلَى مَذْكُورٍ، وَلَا يُقْصَدُ بِهِ شَيْءٌ بِعَيْنِهِ، وَلَا يؤَكد بِهِ، وَلَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ، وَلَا يُبْدَلُ مِنْهُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي التَّفْخِيمِ، وَلَا يُخْبَرُ عَنْهُ إِلَّا بِجُمْلَةٍ، وَلَا يَكُونُ فِي الْجُمْلَةِ ضَمِيرٌ، وَلَا يتقدَّم عَلَى كَانَ؛ وَمِنْ شَوَاهِدِ كَانَ الزَّائِدَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ: ... يَا لَيْتَ مَا كانَ لَمْ يَكُنِ وَكَانَ الزائدةُ لَا تُزادُ أَوَّلًا، وَإِنَّمَا تُزادُ حَشْواً، وَلَا يَكُونُ لَهَا اسْمٌ وَلَا خَبَرٌ، وَلَا عَمَلَ لَهَا؛ وَمِنْ شَوَاهِدِهَا بِمَعْنَى يَكُونُ لِلْمُسْتَقْبَلِ مِنَ الزَّمَانِ قَوْلُ الطِّرمَّاح بْنِ حَكِيمٍ: وَإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ مَا مَضَى ... مِنَ الأَمْرِ، واسْتِنْجازَ مَا كانَ فِي غَدِ وَقَالَ سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ: وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ مِنْ بَيْنِ سَاعَةٍ، ... فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا؟ وَقَدْ تأْتي تَكُونُ بِمَعْنَى كَانَ كقولِ زيادٍ الأَعْجَمِ: وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها، ... ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ وذَبائِح وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِير: وَلَقَدْ يَكُونُ عَلَى الشَّبابِ بَصِيرَا قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ خَبَرُ كَانَ فِعْلًا مَاضِيًّا كَقَوْلِ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ: وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا ... والهَمَّ مِمَّا يُذْهِلُ القَرِينَا وَكَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: وكُنَّا وَرِثْناه عَلَى عَهْدِ تُبَّعٍ، ... طَوِيلًا سَوارِيه، شَديداً دَعائِمُهْ وَقَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ: وكانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ، ... فَلا هُوَ أَبْداها وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده فِي تَرْجَمَةِ كَنَنَ وَنَسَبَهُ لِزُهَيْرٍ، قَالَ: وَتَقُولُ كانَ كَوْناً وكَيْنُونة أَيضاً، شَبَّهُوهُ بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، قَالَ: ولم يجيء مِنَ الْوَاوِ عَلَى هَذَا إِلَّا أَحرف: كَيْنُونة وهَيْعُوعة ودَيْمُومة وقَيْدُودَة، وأَصله كَيّنُونة، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، فَحَذَفُوا كَمَا حَذَفُوا مِنْ هَيِّنٍ ومَيِّتٍ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالُوا كَوْنُونة لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلُول، وأَما الْحَيْدُودَةُ فأَصله فَعَلُولة بِفَتْحِ الْعَيْنِ فَسَكَنَتْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة، وَوَزْنُهَا فَيْعَلُولة، ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً فَصَارَ كَيّنُونة، ثُمَّ حُذِفَتِ الْيَاءُ تَخْفِيفًا فَصَارَ كَيْنُونة، وَقَدْ جَاءَتْ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى الأَصل؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَنشدني النَّهْشَلِيُّ: قَدْ فارَقَتْ قَرِينَها القَرِينَه، ... وشَحَطَتْ عَنْ دارِها الظَّعِينه يَا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه، ... حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُونه قَالَ: والحَيْدُودَة أَصل وَزْنِهَا فَيْعَلُولة، وَهُوَ حَيْوَدُودَة، ثُمَّ فَعَلَ بِهَا مَا فَعَلَ بكَيْنونة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَاعْلَمْ أَنه يُلْحَقُ بِبَابِ كَانَ وأَخواتها كُلُّ فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ عَلَى الحَدَث، وجُرِّدَ لِلزَّمَانِ وَجَازَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ أَن يَكُونَ مَعْرِفَةً وَنَكِرَةً، وَلَا يَتِمُّ الْكَلَامُ دُونَهُ، وَذَلِكَ مِثْلُ عادَ ورَجَعَ وآضَ وأَتى وَجَاءَ وأَشباهها كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَأْتِ بَصِيراً؛ وَكَقَوْلِ الخوارج لابن عَبَّاسٍ: مَا جَاءَتْ حاجَتُك أَي مَا صَارَتْ؛ يُقَالُ لِكُلِّ طَالِبِ أَمر يَجُوزُ أَن يَبْلُغَه وأَن لَا يَبْلُغَهُ. وَتَقُولُ: جَاءَ زيدٌ الشريفَ أَي صَارَ

زيدٌ الشريفَ؛ وَمِنْهَا: طَفِق يَفْعَلُ، وأَخَذ يَكْتُب، وأَنشأَ يَقُولُ، وجَعَلَ يَقُولُ. وَفِي حَدِيثِ تَوْبةِ كَعْبٍ: رأَى رَجُلًا لَا يَزُول بِهِ السَّرابُ فَقَالَ كُنْ أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُرَى مِنْ بُعْدٍ: كُن فُلَانًا أَي أَنت فُلَانٌ أَو هُوَ فُلَانٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ الْمَسْجِدَ فرأَى رَجَلًا بَذَّ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: كُنْ أَبا مُسْلِمٍ ، يَعْنِي الخَوْلانِيَّ. وَرَجُلٌ كُنْتِيٌّ: كَبِيرٌ، نُسِبَ إِلَى كُنْتُ. وَقَدْ قَالُوا كُنْتُنِيٌّ، نُسِبَ إِلَى كُنْتُ أَيضاً، وَالنُّونُ الأَخيرة زَائِدَةٌ؛ قَالَ: وَمَا أَنا كُنْتِيٌّ، وَلَا أَنا عاجِنُ، ... وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن إِخْرَاجَهُ عَلَى الأَصل أَقيس فَتَقُولُ كُونِيٌّ، عَلَى حَدِّ مَا يُوجِبُ النَّسَبَ إِلَى الْحِكَايَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا شَاخَ هُوَ كُنْتِيٌّ، كأَنه نُسِبَ إِلَى قَوْلِهِ كُنْتُ فِي شَبَابِي كَذَا؛ وأَنشد: فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً، وأَصْبَحْتُ عاجِناً، ... وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذَا مَا كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ، ... فَلَا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبيرِ فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ شَيْئًا بَسَعْيٍ، ... وَلَا سَمْعٍ، وَلَا نَظَرٍ بَصِيرِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ المسجدَ وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ ؛ هُمُ الشُّيوخُ الَّذِينَ يَقُولُونَ كُنَّا كَذَا، وكانَ كَذَا، وَكُنْتُ كَذَا، فكأَنه مَنْسُوبٌ إِلَى كُنْتُ. يُقَالُ: كأَنك وَاللَّهِ قَدْ كُنْتَ وصِرْتَ إِلَى كانَ وكُنْتَ أَي صرتَ إِلَى أَن يُقَالَ عَنْكَ: كانَ فُلَانٌ، أَو يُقَالُ لك في حال الهَرَم: كُنْتَ مَرَّةً كَذَا، وَكُنْتَ مَرَّةً كَذَا. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ كَنَتَ: ابْنُ الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ فِي خَلْقِه وَكَانَ فِي خَلْقِه، فَهُوَ كُنْتِيٌّ وكانِيٌّ. ابْنُ بُزُرْج: الكُنْتِيُّ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ؛ وأَنشد: قَدْ كُنْتُ كُنْتِيّاً، فأَصْبَحْتُ عاجِناً، ... وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ وعاجِنُ يَقُولُ: إِذَا قَامَ اعْتَجَن أَي عَمَدَ عَلَى كُرْسُوعه، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الكُنْتِيُّ الْكَبِيرُ؛ وأَنشد: فَلَا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كَبِيرِ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: فاكتَنِتْ، لَا تَكُ عَبْداً طائِراً، ... واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَرْ قَالَ أَبو نَصْرٍ: اكْتَنِتْ ارْضَ بِمَا أَنت فِيهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الاكْتناتُ الْخُضُوعُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: مُسْتَضْرِعٌ مَا دَنَا منهنَّ مُكْتَنِتٌ ... للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ مَا فَوْقَهُ فَنَعُ قَالَ الأَزهري: وأَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ لَا يُقَالُ فَعَلْتُني إِلَّا مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يتعدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، مِثْلَ ظَنَنْتُني ورأَيْتُني، ومُحالٌ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يُشْبِهُ إِضَافَةَ الْفِعْلِ إِلَى نِي، وَلَكِنْ تَقُولُ صَبَرْتُ نَفْسِي وضَرَبْتُ نَفْسِي، وَلَيْسَ يُضَافُ مِنَ الْفِعْلِ إِلَى نِي إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ وَهُوَ قَوْلُهُمْ كُنْتي وكُنْتُني؛ وأَنشد: وَمَا كُنْتُ كُنْتِيّاً، وَمَا كُنْت عاجِناً، ... وشَرُّ الرجالِ الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ فَجَمَعَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً فِي الْبَيْتِ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: قِيلَ لصَبِيَّةٍ مِنَ الْعَرَبِ مَا بَلَغَ الكِبَرُ مِنْ أَبيك؟ قَالَتْ: قَدْ عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ

وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وأَخبرني سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الكُنْتُنِيُّ فِي الْجِسْمِ، والكَانِيُّ فِي الخُلُقِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي إِذَا قَالَ كُنْتُ شَابًّا وَشُجَاعًا فَهُوَ كُنْتِيٌّ، وَإِذَا قَالَ كانَ لِي مَالٌ فكُنْتُ أُعطي مِنْهُ فَهُوَ كانِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي بَابِ الْمَجْمُوعِ مُثَلَّثاً: رَجُلٌ كِنْتَأْوٌ وَرَجُلَانِ كِنْتَأْوان وَرِجَالٌ كِنْتَأْوُونَ، وَهُوَ الْكَثِيرُ شَعَرِ اللِّحْيَةِ الكَثُّها؛ وَمِنْهُ: جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ، وَهُوَ الْفَسِيحُ مِنَ الإِبل فِي مِشْيَتِه، وَرَجُلٌ قِنْدَأْوٌ وَرَجُلَانِ قِنْدَأْوان وَرِجَالٌ قِنْدَأْوُون، مَهْمُوزَاتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ المسجدَ وَعَامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّون، فقلتُ: مَا الكُنْتِيُّون؟ فَقَالَ: الشُّيُوخُ الَّذِينَ يَقُولُونَ كانَ كَذَا وَكَذَا وكُنْتُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: دارَتْ رَحَى الإِسلام عليَّ خَمْسَةً وثَلاثين، ولأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِي أَحَبُّ إليَّ مِنْ عِدَّتِهم مِنَ الذِّبَّان والجِعْلانِ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ تَقُولُ كأَنَّك وَاللَّهِ قَدْ مُتَّ وصِرْتَ إِلَى كانَ، وكأَنكما مُتُّمَا وَصِرْتُمَا إِلَى كَانَا، وَالثَّلَاثَةُ كَانُوا؛ الْمَعْنَى صِرْتَ إِلَى أَن يُقَالَ كانَ وأَنت مَيِّتٌ لَا وأَنت حَيٌّ، قَالَ: وَالْمَعْنَى لَهُ الْحِكَايَةُ عَلَى كُنْت مَرَّةً للمُواجهة وَمَرَّةً لِلْغَائِبِ، كَمَا قَالَ عَزَّ مِنْ قائلٍ: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وسَيُغْلَبُون؛ هَذَا عَلَى مَعْنَى كُنْتَ وكُنْتَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وكُلُّ أَمْرٍ يَوْمًا يَصِيرُ كَانَ. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: كأَنِّي بِكَ وَقَدْ صِرْتَ كانِيّاً أَي يُقَالُ كَانَ وللمرأَة كانِيَّة، وَإِنْ أَردت أَنك صِرْتَ مِنَ الهَرَم إِلَى أَن يُقَالَ كُنْت مَرَّةً وكُنْت مَرَّةً، قِيلَ: أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً، وَإِنَّمَا قَالَ كُنْتُنِيّاً لأَنه أَحْدَثَ نُونًا مَعَ الْيَاءِ فِي النِّسْبَةِ لِيَتَبَيَّنَ الرَّفْعُ، كَمَا أَرادوا تَبين النَّصبِ فِي ضَرَبني، وَلَا يَكُونُ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ، تَقُولُ: جَاءَ الْقَوْمُ لَا يَكُونُ زيداً، ولا تستعمل إلى مُضْمَرًا فِيهَا، وكأَنه قَالَ لَا يَكُونُ الْآتِي زَيْدًا؛ وَتَجِيءُ كَانَ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ: سَراةُ بَني أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا ... عَلَى كانَ المُسَوَّمةِ العِرابِ أَي عَلَى المُسوَّمة العِراب. وَرَوَى الْكِسَائِيُّ عَنِ الْعَرَبِ: نَزَلَ فُلَانٌ عَلَى كَانَ خَتَنِه أَي نزَل عَلَى خَتَنِه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: جادَتْ بكَفَّيْ كانَ مِنْ أَرمى البَشَرْ أَي جَادَتْ بكفَّي مَنْ هُوَ مِنْ أَرمى الْبَشَرِ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ كَانَ فِي الْكَلَامِ لَغْوًا فَتَقُولُ مُرَّ عَلَى كَانَ زيدٍ؛ يُرِيدُونَ مُرَّ عَلَى زيدٍ فأَدخل كَانَ لَغْوًا؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فكيفَ وَلَوْ مَرَرْت بدارِ قومٍ، ... وجِيرانٍ لَنَا كَانُوا كِرامِ؟ ابْنُ سِيدَهْ: فَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن كَانَ هُنَا زائدة، وقال أَبو العباس: إِنَّ تَقْدِيرَهُ وجِيرانٍ كِرامٍ كَانُوا لَنَا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا أَسوغ لأَن كَانَ قَدْ عَمِلَتْ هَاهُنَا فِي مَوْضِعِ الضَّمِيرِ وَفِي مَوْضِعٍ لَنَا، فَلَا مَعْنًى لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَنها زَائِدَةٌ هُنَا، وَكَانَ عَلَيْهِ كَوْناً وكِياناً واكْتانَ: وَهُوَ مِنَ الكَفالة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زَيْدٍ اكْتَنْتُ بِهِ اكْتِياناً وَالِاسْمُ مِنْهُ الكِيانةُ، وكنتُ عَلَيْهِمْ أَكُون كَوْناً مِثْلُهُ مِنَ الْكَفَالَةِ أَيضاً ابْنُ الأَعرابي: كَانَ إِذَا كَفَل. والكِيانةُ: الكَفالة، كُنْتُ عَلَى فلانٍ أكُونُ كَوْناً أَي تَكَفَّلْتُ بِهِ. وَتَقُولُ: كُنْتُكَ وكُنْتُ إِيَّاكَ كَمَا تَقُولُ ظَنَنْتُكَ زَيْدًا وظَنْنتُ زَيْدًا إِياك، تَضَعُ الْمُنْفَصِلَ مَوْضِعَ الْمُتَّصِلَ فِي الْكِنَايَةِ عَنْ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ، لأَنهما مُنْفَصِلَانِ فِي الأَصل، لأَنهما مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ؛ قَالَ

أَبو الأَسود الدُّؤَلِيِّ: دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ، فَإِنَّنِي ... رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها فَإِنْ لَا يَكُنها أَو تَكُنْه، فَإِنَّهُ ... أَخوها، غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يَعْنِي الزَّبِيبَ. والكَوْنُ: وَاحِدُ الأَكْوان. وسَمْعُ الْكِيَانِ: كتابٌ لِلْعَجَمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَمْعُ الْكِيَانِ بِمَعْنَى سَماعِ الكِيان، وسَمْعُ بِمَعْنَى ذِكْرُ الْكِيَانِ، وَهُوَ كِتَابٌ أَلفه أَرَسْطو. وكِيوانُ زُحَلُ: القولُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي خَيْوان، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْمَانِعُ لَهُ مِنَ الصَّرْفِ الْعُجْمَةُ، كَمَا أَن الْمَانِعَ لخَيْوان مِنَ الصَّرْفِ إِنَّمَا هُوَ التأْنيث وَإِرَادَةُ البُقْعة أَو الأَرض أَو القَرْية. والكانونُ: إِنْ جَعَلْتَهُ مِنَ الكِنِّ فَهُوَ فاعُول، وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعَلُولًا عَلَى تَقْدِيرِ قَرَبُوس فالأَلف فِيهِ أَصلية، وَهِيَ مِنَ الْوَاوِ، سُمِّيَ بِهِ مَوْقِدُ النار. كين: الكَيْنُ: لحمةُ داخلِ فرجِ المرأَة. ابْنُ سِيدَهْ: الكَيْنُ لَحْمُ باطنِ الْفَرْجِ، والرَّكَب ظَاهِرُهُ؛ قَالَ جَرِيرٌ: غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ، يَا فَرَزْدَقُ، كَيْنَها ... غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ يَعْنِي عمرانَ بْنَ مُرَّةَ المِنْقَريّ، وَكَانَ أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الْفَرَزْدَقِ يَوْمَ السِّيدان؛ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ جَرِيرٌ أَيضاً: هُمُ ترَكوها بعد ما طَالَتِ السُّرى ... عَواناً، ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسودا وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ جَرِيرٌ أَيضاً: يُفَرِّجُ عِمْرانُ بنُ مُرَّةَ كَيْنَها، ... ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَعْلَقَ حائلُهْ وَقِيلَ: الكَيْنُ الغُدَدُ الَّتِي هِيَ دَاخِلُ قُبُل المرأَة مثلُ أَطراف النَّوى، وَالْجَمْعُ كُيون. والكَيْنُ: البَظْرُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكَيْنُ المرأَة: بُظارتها؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ: يَكْوينَ أَطرافَ الأُيورِ بالكَيْن، ... إِذَا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْن قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَهَذَا يَجُوزُ أَن يُفَسَّرَ بِجَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ. واسْتَكانَ الرَّجُلُ: خَضَعَ وذَلّ، جَعَلَهُ أَبو عَلِيٍّ اسْتَفْعَلَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَغَيْرُهُ يَجْعَلُهُ افْتَعَلَ مِنَ المَسْكَنة، وَلِكُلٍّ مِنْ ذَلِكَ تَعْلِيلٌ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. وباتَ فلانٌ بكِينةِ سَوْءٍ، بِالْكَسْرِ، أَي بِحَالَةِ سَوْءِ. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ أَكانَه اللَّهُ يُكِينُه إِكَانَةً أَي أَخضعه حَتَّى اسْتَكان وأَدخل عَلَيْهِ مِنَ الذُّلِّ مَا أَكانه؛ وأَنشد: لعَمْرُك مَا يَشْفي جِراحٌ تُكينُه، ... ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُهْ قَالَ الأَزهري: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ ؛ مِنْ هَذَا، أَي مَا خَضَعُوا لِرَبِّهِمْ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ اسْتَكانَ أَي خَضَعَ: فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه مِنَ السَّكِينة وَكَانَ فِي الأَصل اسْتَكَنوا، افْتَعَلَ مِنْ سَكَن، فمُدَّتْ فَتْحَةُ الْكَافِ بالأَلف كَمَا يمدُّون الضَّمَّةَ بِالْوَاوِ وَالْكَسْرَةَ بِالْيَاءِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ، وشِيمال فِي مَوْضِعِ الشِّمال، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنه اسْتِفْعَالٌ مِنْ كَانَ يَكُونُ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الكَيْنةُ النَّبِقةُ، والكَيْنة الكَفالة، والمُكْتانُ الكَفِيلُ. وكائِنْ مَعْنَاهَا مَعْنَى كَمْ فِي الْخَبَرِ وَالِاسْتِفْهَامِ، وَفِيهَا لُغَتَانِ: كَأيٍّ مثْلُ كَعَيِّنْ، وكائِنْ مِثْلُ كاعِنْ. قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ لزِرِّ بْنِ حُبَيْش: كَأَيِّنْ تَعُدُّون سُورَةَ الأَحزاب أَي كَمْ تَعُدُّونها آيَةً؛ وَتُسْتَعْمَلُ فِي الْخَبَرِ وَالِاسْتِفْهَامِ مِثْلَ كَمْ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَشهر لُغَاتِهَا كأَيٍّ، بِالتَّشْدِيدِ، وَتَقُولُ فِي الْخَبَرِ

فصل اللام

كأَيٍّ مِنْ رَجُلٍ قَدْ رأَيت، تُرِيدُ بِهِ التكثيرَ فَتُخْفَضُ النَّكِرَةُ بَعْدَهَا بِمَنْ، وإدخالُ مِنْ بَعْدَ كأَيٍّ أَكثرُ مِنَ النَّصْبِ بِهَا وأَجود؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكائنْ ذَعَرْنا مِنْ مَهاةٍ ورامِحٍ ... بلادُ العِدَى لَيْسَتْ لَهُ ببلادِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ بَعْدَ انْقِضَاءِ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ: ظَاهِرُ كَلَامِهِ أَن كَائِنَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ بَائِعٍ وَسَائِرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا وَزْنُه فَاعِلٌ، وَذَلِكَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا الأَصل فِيهَا كأَيٍّ، الْكَافُ لِلتَّشْبِيهِ دَخَلَتْ عَلَى أَيٍّ، ثُمَّ قُدِّمت الْيَاءُ الْمُشَدَّدَةُ ثُمَّ خُفِّفَتْ فَصَارَتْ كَيِيءٍ، ثُمَّ أُبدلت الْيَاءُ أَلفاً فَقَالُوا كاءٍ كَمَا قَالُوا فِي طَيِءٍ طاءٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ؛ قَالَ الأَزهري: أَخبرني الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ كأَيّ بِمَعْنَى كَمْ، وَكَمْ بِمَعْنَى الْكَثْرَةِ، وَتَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ فِي مَعْنَى القِلَّة، قَالَ: وَفِي كَأَيٍّ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كأَيٍّ بِوَزْنِ كَعَيِّنْ الأَصل أَيٌّ أُدخلت عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ، وكائِنْ بِوَزْنِ كاعِنْ، وَاللُّغَةُ الثَّالِثَةُ كايِنْ بِوَزْنِ ماينْ، لَا هَمْزَ فِيهِ؛ وأَنشد: كايِنْ رَأَبْتُ وَهَايَا صَدْع أَعْظُمِه، ... ورُبَّهُ عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ يُرِيدُ مِنَ الْعَطَبِ. وَقَوْلُهُ: وكايِنْ بِوَزْنِ فَاعِلْ مِنْ كِئْتُ أَكِيءُ أَي جبُنْتُ. قَالَ: وَمَنْ قَالَ كَأْي لَمْ يَمُدَّها وَلَمْ يحرِّك هَمْزَتَهَا الَّتِي هِيَ أَول أَيٍّ، فكأَنها لُغَةٌ، وَكُلُّهَا بِمَعْنَى كَمْ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فِي كَائِنِ لُغَتَانِ جَيِّدتان يُقْرَأُ كَأَيّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، ويقرأُ كائِنْ عَلَى وَزْنِ فَاعِلْ، قَالَ: وأَكثر مَا جَاءَ فِي الشِّعْرِ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وكائِن بِوَزْنِ كَاعِنْ، وقرأَ سَائِرُ الْقُرَّاءِ وكأَيِّنْ، الْهَمْزَةَ بَيْنَ الْكَافِ وَالْيَاءِ، قَالَ: وأَصل كَائِنٍ كأَيٍّ مِثْلَ كَعَيٍّ، فَقُدِّمَتِ الْيَاءُ عَلَى الْهَمْزَةِ ثُمَّ خُفِّفَتْ فَصَارَتْ بِوَزْنِ كَيْعٍ، ثُمَّ قُلِبَتِ الْيَاءُ أَلفاً، وَفِيهَا لُغَاتٌ أَشهرها كأَيٍّ، بِالتَّشْدِيدِ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل اللام لبن: اللَّبَنُ: مَعْرُوفٌ اسْمُ جِنْسٍ. اللَّيْثُ: اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه مِنْ بَيْنِ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، وَهُوَ كالعَرق يَجْرِي فِي العُروق، وَالْجَمْعُ أَلْبان، وَالطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ لَبَنةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن خَدِيجَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، بَكَتْ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: دَرَّت لَبَنةُ الْقَاسِمِ فذَكَرْتُه؛ وَفِي رِوَايَةٍ: لُبَيْنةُ الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهَا: أَما تَرْضَيْنَ أَن تَكْفُلَهُ سَارَّةُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَتْ: لوَدِدْتُ أَني عَلِمْتُ ذَلِكَ، فغضبَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومَدَّ إصْبَعَه فَقَالَ: إِنْ شئتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَن يُرِيَك ذَاكَ، فَقَالَتْ: بَلى أُصَدِّقُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؛ اللَّبَنَةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ اللَّبَنِ، واللُّبَيْنَةُ تَصْغِيرُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ لَبَنَ الْفَحْلِ يُحَرِّمُ ؛ يُرِيدُ بِالْفَحْلِ الرجلَ تَكُونُ لَهُ امرأَة وَلَدَتْ مِنْهُ وَلَدًا وَلَهَا لَبَنٌ، فَكُلُّ مَنْ أَرضعته مِنَ الأَطفال بِهَذَا فَهُوَ محرَّم عَلَى الزَّوْجِ وَإِخْوَتِهِ وأَولاده مِنْهَا وَمِنْ غَيْرِهَا، لأَن اللَّبَنَ لِلزَّوْجِ حَيْثُ هُوَ سَبَبُهُ، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ والنَّخَعِيُّ: لَا يُحَرِّم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ امرأَتان أَرْضَعَتْ إِحْدَاهُمَا غُلَامًا والأُخرى جَارِيَةً: أَيَحِلُّ للغُلام أَن يتزوَّج بِالْجَارِيَةِ؟ قَالَ: لَا، اللِّقاحُ واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، واستأْذن عَلَيْهَا أَبو القُعَيْس فأَبَتْ أَن تأْذن لَهُ فَقَالَ: أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخي، فأَبت عَلَيْهِ حَتَّى ذَكَرَتْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هُوَ عمكِ فلْيَلِجْ عَلَيْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَتَلَ آخَرُ فَقَالَ خُذْ

مِنْ أَخِيكَ اللُّبَّنَ أَي إِبِلًا لَهَا لَبَنٌ يَعْنِي الدِّيَةَ. وَفِي حَدِيثِ أُميَّةَ بْنِ خَلَفٍ: لَمَّا رَآهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ يَقْتُلُونَ قَالَ أَما لَكُمْ حاجةٌ فِي اللُّبَّنِ أَي تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إِبِلًا لَهَا لَبَنٌ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: سَيهْلِكُ مِنْ أُمتي أهلُ الكتابِ وأَهلُ اللَّبَن، فَسُئِلَ: مَنْ أَهلُ اللَّبَنِ؟ قَالَ: قَوْمٌ يتبعون الشَّهَواتِ ويُضِيعُون الصلوات. قَالَ الحَرْبي: أَظنه أَراد يَتَبَاعَدُونَ عَنِ الأَمصار وَعَنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ ويَطْلُبون مواضعَ اللَّبَنِ فِي الْمَرَاعِي وَالْبَوَادِي، وأَراد بأَهل الْكِتَابِ قَوْمًا يَتَعَلَّمُونَ الْكِتَابَ لِيُجَادِلُوا بِهِ الناسَ. وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوان: وُلِدَ لَهُ وَلدٌ فَقِيلَ لَهُ اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ ؛ هُوَ أَن يَسْقِيَ ظِئرَه اللَّبَنَ فيكونَ مَا يَشْرَبُه لَبَناً مُتَوَلِّدًا عَنِ اللَّبَنِ، فقُصِرَتْ عَلَيْهِ ناقةٌ فَقَالَ لِحَالِبِهَا: كَيْفَ تَحلُبُها أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً؟ فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع يَسْتَعِينُ مَعَهَا بالإِبهام، والمَصْرُ بِثَلَاثٍ، والفَطْرُ بالإِصبعين وَطَرَفِ الإِبهام. ولَبَنُ كلِّ شَجَرَةٍ: مَاؤُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ. وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنةٌ ومُلْبِنَةٌ ومُلْبِنٌ: صَارَتْ ذاتَ لَبَنٍ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ إِذَا كَانَتْ ذاتَ لَبَنٍ أَو نَزَلَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا. ولَبِنتِ الشاةُ أَي غَزُرَتْ. وَنَاقَةٌ لَبِنةٌ: غَزِيرَةٌ. وَنَاقَةٌ لَبُونٌ: مُلْبِنٌ. وَقَدْ أَلْبَنتِ الناقةُ إِذَا نَزَلَ لَبَنُها فِي ضَرْعها، فَهِيَ مُلْبِنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَعْجَبها إِذْ أَلْبَنَتْ لِبانُه وَإِذَا كَانَتْ ذاتَ لَبَنٍ فِي كُلِّ أَحايينها فَهِيَ لَبُونٌ، وَوَلَدُهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ ابنُ لَبُونٍ، وَقِيلَ: اللَّبُونُ مِنَ الشاءِ والإِبل ذاتُ اللَّبَنِ، غزيرَةً كَانَتْ أَو بَكِيئةً، وَفِي الْمُحْكَمِ: اللَّبُونُ، وَلَمْ يُخَصِّصْ، قَالَ: وَالْجَمْعُ لِبانٌ ولِبْنٌ؛ فأَما لِبْنٌ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، فَإِذَا قَصَدُوا قَصْدَ الْغَزِيرَةِ قَالُوا لَبِنَة، وَجَمْعُهَا لَبِنٌ ولِبانٌ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ، وَقَدْ لَبِنَتْ لَبَناً. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اللَّبُونُ واللَّبُونة مَا كَانَ بِهَا لَبَنٌ، فَلَمْ يَخُصَّ شَاةً وَلَا نَاقَةً، قَالَ: وَالْجَمْعُ لُبْنٌ ولَبائنُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن لُبْناً جَمْعُ لَبُون، ولَبائن جَمْعُ لَبُونة، وَإِنْ كَانَ الأَول لَا يَمْتَنِعُ أَن يُجْمَعَ هَذَا الْجَمْعَ؛ وَقَوْلُهُ: مَنْ كَانَ أَشْرَك فِي تَفَرُّق فالِجٍ، ... فلَبُونُه جَرِبَتْ مَعًا وأَغَدَّتِ قَالَ: عِنْدِي أَنه وَضَعَ اللَّبُونَ هَاهُنَا مَوْضِعَ اللُّبْن، وَلَا يَكُونُ هُنَا وَاحِدًا لأَنه قَالَ جَرِبَتْ مَعًا، وَمَعًا إِنَّمَا يَقَعُ عَلَى الْجَمْعِ. الأَصمعي: يُقَالُ كَمْ لُبْنُ شَائِكَ أَي كَمْ مِنْهَا ذاتُ لَبَنٍ. وَفِي الصِّحَاحِ عَنْ يُونُسَ: يُقَالُ كَمْ لُبْنُ غَنَمِك ولِبْنُ غَنَمِك أَي ذَواتُ الدَّرِّ مِنْهَا. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: إِنَّمَا سَمِعَ كَمْ لِبْنُ غَنَمِكَ أَي كَمْ رِسْلُ غَنمك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنم لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ، قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَنه جَمْعٌ، وشاءٌ لِبْنٌ بِمَنْزِلَةِ لُبْنٍ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: رأيْتُكَ تَبْتاعُ الحِيالَ بِلُبْنِها ... وتأْوي بَطِيناً، وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ وقال: واللُّبْنُ جَمْعُ اللَّبُونِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحَلُوبة مَا احْتُلِب مِنَ النُّوق، وَهَكَذَا الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ حَلوبة وَاحِدَةٌ؛ وأَنشد: مَا إنْ رأَينا فِي الزمانِ ذِي الكَلَبْ ... حَلُوبةً وَاحِدَةً فتُحْتَلَبْ وَكَذَلِكَ اللَّبُونة مَا كَانَ بِهَا لَبَنٌ، وَكَذَلِكَ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ أَيضاً، فَإِذَا قَالُوا حَلُوبٌ ورَكُوبٌ ولَبُونٌ لَمْ يَكُنْ إِلَّا جَمْعًا؛ وَقَالَ الأَعشى: لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الْجَمْعَ. وعُشْبٌ مَلْبنَة، بِالْفَتْحِ: تَغْزُر عَنْهُ

أَلبانُ الْمَاشِيَةِ وتَكْثُر، وَكَذَلِكَ بَقْلٌ مَلْبنَة. واللَّبْنُ: مَصْدَرُ لَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْناً سَقَاهُمُ اللَّبَنَ. الصِّحَاحُ: لَبَنْتُه أَلْبُنه وأَلْبِنُه سَقَيْتُهُ اللَّبَنَ، فأَنا لابِنٌ. وَفَرَسٌ مَلْبُون: سُقِيَ اللَّبَنَ؛ وأَنشد: مَلْبُونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها وَفَرَسٌ مَلْبون ولَبِين: رُبِّيَ باللَّبن مِثْلَ عَليف مِنَ العَلَف. وَقَوْمٌ مَلْبونون: أَصابهم مِنَ اللَّبَنِ سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْل وخُيَلاءُ كَمَا يُصِيبُهُمْ مِنَ النَّبِيذِ، وَخَصَّصَهُ فِي الصِّحَاحِ فَقَالَ: قَوْمٌ مَلْبونون إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ سَفَةٌ يُصِيبُهُمْ مِنْ أَلبان الإِبل مَا يُصِيبُ أَصحاب النَّبِيذِ. وَفَرَسٌ مَلْبُون: يُغَذَّى بِاللَّبَنِ قَالَ: لَا يَحْمِلُ الفارسَ إِلَّا المَلْبُونْ، ... المَحْضُ مِنْ أَمامه وَمِنْ دُونْ قَالَ الْفَارِسِيُّ: فعَدَّى المَلْبون لأَنه فِي مَعْنَى المسقِيِّ، والمَلْبون: الْجَمَلُ السَّمِينُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. وَرَجُلٌ لَبِنٌ: شَرِبَ اللَّبَن «2». وأَلْبَنَ القومُ، فَهُمْ لابِنُون؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كثُرَ لَبَنُهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ لابِناً عَلَى النَّسَب كَمَا تَقُولُ تامِرٌ وناعِلٌ. التَّهْذِيبُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُلْبِنون إِذَا كَثُرَ لَبَنُهُمْ. وَيُقَالُ: نَحْنُ نَلْبِنُ [نَلْبُنُ] جِيرَانَنَا أَي نَسْقِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: إِذَا سقَطَ كَانَ دَرِيناً، وَإِنْ أُكِلَ كَانَ لَبِيناً أَي مُدِرّاً للَّبَن مُكْثِراً لَهُ، يَعْنِي أَن النَّعَم إِذَا رَعَتِ الأَراك والسَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَقَدِيرٍ وَقَادِرٍ، كأَنه يُعْطِيهَا اللَّبَنَ، مِنْ لَبَنْتُ القومَ إِذَا سَقَيْتَهُمُ اللَّبَنَ. وَجَاؤُوا يَسْتَلْبِنون: يَطْلُبُونَ اللَّبنَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَجَاءَ فُلَانٌ يسْتَلْبِنُ أَي يَطْلُبُ لبَناً لِعِيَالِهِ أَو لِضِيفَانِهِ. وَرَجُلٌ لابِنٌ: ذُو لَبَن، وتامِرٌ: ذُو تَمْرٍ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وغَرَرْتَني، وزَعَمْتَ أَنَّكَ ... لابنٌ، بالصَّيْفِ، تامِرْ «3» . وبَناتُ اللَّبنِ: مِعىً فِي البَطْن مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وبناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا اللَّبن. والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَسْعُودِ بْنِ وَكِيعٍ: مَا يَحْمِلُ المِلْبنَ إِلَّا الجُرْشُعُ، ... المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ والمِلْبَنُ: شَيْءٌ يُصَفَّى بِهِ اللَّبنُ أَو يُحْقَنُ. واللَّوابنُ: الضُّروعُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والالْتِبانُ: الِارْتِضَاعُ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَهُوَ أَخوه بلِبان أُمِّه، بِكَسْرِ اللَّامِ «4». وَلَا يُقَالُ بلَبَنِ أُمِّه، إِنَّمَا اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَب مِنْ نَاقَةٍ أَو شَاةٍ أَو غَيْرِهِمَا مِنَ الْبَهَائِمِ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي الأَسْود: فَإِنْ لَا يَكُنْها أَو تَكُنْه، فَإِنَّهُ ... أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ: وأُرْضِعُ حَاجَةً بلِبانِ أُخرَى، ... كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ واللِّبانُ، بِالْكَسْرِ: كالرِّضاعِ؛ قال الكميت يمدح مَخْلَد بْنَ يَزِيدَ: تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَينْ، ... كَانَا مَعًا فِي مَهْدِه رَضِيعَينْ، تَنازعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ «5».

_ (2). قوله [وَرَجُلٌ لَبِنٌ شَرِبَ اللَّبَنَ، الذي في التكملة: واللبن الذي يحب اللبن (3). قوله [وغررتني إلخ] مثله في الصحاح، وقال في التكملة الرواية أغررتني، على الإِنكار (4). قوله [بكسر اللام] حكى الصاغاني فيه ضم اللام أيضاً (5). قوله [تنازعا فيه إلخ] قال الصاغاني الرواية: تنازعا منه، ويروى رضاع مكان لبان

وَقَالَ الأَعشى: رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تحالَفا ... بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لَا نتَفَرَّقُ وَقَالَ أَبو الأَسود: غَذَته أُمُّه بلبانِها؛ وَقَالَ آخَرُ: وَمَا حَلَبٌ وافَى حَرَمْتُكَ صَعْرَةً ... عَلَيَّ، وَلَا أُرْضِعْتَ لِي بلِبانِ وابنُ لَبُون: وَلَدُ النَّاقَةُ إِذا كَانَ فِي الْعَامِ الثَّانِي وَصَارَ لَهَا لَبَنٌ. الأَصمعي وَحَمْزَةُ: يُقَالُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ إِذا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ وَطَعَنَ فِي الثَّالِثَةِ ابنُ لَبُون، والأُنثى ابنةُ لَبُونٍ، وَالْجَمَاعَاتُ بناتُ لَبونٍ لِلذَّكَرِ والأُنثى لأَن أُمَّه وَضَعَتْ غَيْرَهُ فَصَارَ لَهَا لَبَنٌ، وَهُوَ نَكِرَةٌ ويُعَرّف بالأَلف وَاللَّامِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وابنُ اللَّبُونِ، إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ، ... لَمْ يسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ وَابْنِ اللَّبون، وَهُمَا مِنَ الإِبل مَا أَتى عَلَيْهِ سنَتان وَدَخْلَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَصَارَتْ أُمه لَبُونًا أَي ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تَكُونُ قَدْ حَمَلَتْ حَمْلًا آخَرَ وَوَضَعَتْهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَاءَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ابْنُ لَبُون ذكَرٌ، وَقَدْ عَلِمَ أَن ابْنَ اللَّبُونِ لَا يَكُونُ إِلا ذَكَرًا، وإِنما ذَكَرَهُ تأْكيداً كَقَوْلِهِ: ورَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ؛ وَقِيلَ ذَكَرَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِرَبِّ الْمَالِ وَعَامِلِ الزَّكَاةِ، فَقَالَ: ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ لتَطِيبَ نفسُ رَبِّ الْمَالِ بِالزِّيَادَةِ المأْخوذة مِنْهُ إِذا عَلِمَ أَنه قَدْ شُرِعَ لَهُ مِنَ الْحَقِّ، وأَسقط عَنْهُ مَا كَانَ بِإِزَائِهِ مِنْ فَضْلِ الأُنوثة فِي الْفَرِيضَةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِ، وَلِيَعْلَمَ العاملُ أَن سِنَّ الزَّكَاةِ فِي هَذَا النَّوْعِ مَقْبُولٌ مِنْ رَبِّ الْمَالِ، وَهُوَ أَمر نَادِرٌ خَارِجٌ عَنِ العُرْف فِي بَابِ الصَّدَقَاتِ، وَلَا يُنْكَرُ تَكْرَارُ اللَّفْظِ لِلْبَيَانِ وَتَقْرِيرِ مَعْرِفَتِهِ فِي النُّفُوسِ مَعَ الْغَرَابَةِ والنُّدُور: وبَناتُ لَبُونٍ: صِغارُ العُرْفُطِ، تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ مِنَ الإِبل. ولَبَّنَ الشيءَ: رَبَّعَه. واللَّبِنة واللِّبْنة: الَّتِي يُبْنَى بِهَا، وَهُوَ الْمَضْرُوبُ مِنَ الطِّينِ مُرَبَّعاً، وَالْجَمْعُ لَبِنٌ ولِبْنٌ، عَلَى فَعِلٍ وفِعْلٍ، مِثْلَ فَخِذٍ وفِخْذ وكَرِش وكِرْشٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلَبِناً تُريد أَم أَروخا «1» . وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ: إِذ لَا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ ... هَوْذَلةَ المِشْآةِ عَنْ ضَرْسِ اللَّبِنْ قَوْلُهُ: أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّها، والمِشْآةُ: زَبيل يُخرَجُ بِهِ الطِّينُ والحَمْأَةُ مِنَ الْبِئْرِ، وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ أَدَمٍ، والضَّرْسُ: تَضْريسُ طَيّ الْبِئْرِ بِالْحِجَارَةِ، وإِنما أَراد الْحِجَارَةَ فاضطُرَّ وَسَمَّاهَا لَبِناً احتِياجاً إِلى الرَّوِيّ؛ وَالَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: إِمّا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ ... دَلْوَكَ عَنْ حَدِّ الضُّروسِ واللَّبِنْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِسَالِمِ بْنِ دَارَةَ، وَقِيلَ: لِابْنِ مَيّادَة؛ قَالَ: قَالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَنا مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَة ؛ هِيَ بِفَتْحِ اللَّامِ وكسر الباء وَاحِدَةُ اللَّبِنِ الَّتِي يُبْنَى بِهَا الْجِدَارُ، وَيُقَالُ بِكَسْرِ اللَّامِ «2». وَسُكُونِ الْبَاءِ. ولَبَّنَ اللَّبِنَ: عَمِله. قَالَ الزَّجَّاجُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنا؛

_ (1). قوله [أم أروخا] كذا بالأصل (2). قوله [ويقال بكسر اللام إلخ] ويقال لبن، بكسرتين، نقله الصاغاني عن ابن عباد ثم قال: واللبنة كفرحة حديدة عريضة توضع على العبد إذا هرب. وألبنت المرأة اتخذت التلبينة، واللبنة بالضم اللقمة

يُقَالُ إِنهم كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي تَلْبِين اللَّبِنِ، فَلَمَّا بُعث مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَعْطَوْهم اللَّبِنَ يُلَبِّنونه وَمَنَعُوهُمُ التِّبْنَ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَشق عَلَيْهِمْ. ولَبَّنَ الرجلُ تَلْبيناً إِذا اتَّخَذَ اللَّبِنَ. والمِلْبَنُ: قالَبُ اللَّبِنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والمِلْبَنُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ اللَّبِنُ. أَبو الْعَبَّاسِ: ثَعْلَبٌ المِلْبَنُ المِحْمَلُ، قَالَ: وَهُوَ مطوَّل مُرَبَّع، وَكَانَتِ الْمَحَامِلُ مُرَبَّعة فَغَيَّرَهَا الْحَجَّاجُ لِيَنَامَ فِيهَا وَيَتَّسِعَ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهَا المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسّابِلَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل يُنْقَل فِيهِ اللَّبِن. ولَبِنَةُ الْقَمِيصِ: جِرِبّانُه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: ولَبِنَتُها ديباجٌ ، وَهِيَ رُقعة تَعْمَلُ موضِعَ جَيْب الْقَمِيصِ والجُبَّة. ابْنُ سِيدَهْ: ولَبِنَةُ الْقَمِيصِ ولِبْنَتُهُ بَنِيقَتُه؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَبِنُ الْقَمِيصِ ولَبِنَتُه لَيْسَ لَبِناً عِنْدَهُ جَمْعًا كنَبِقَة ونَبِقٍ، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ سَلٍّ وسَلَّة وبَياض وبَياضة. والتَّلْبِينُ: حَساً يُتَّخَذُ مِنْ مَاءِ النُّخالة فِيهِ لَبَنٌ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّمْتينِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تُذْهِبُ بَعْضَ الحُزْن ؛ الأَصمعي: التَّلْبينة حَساء يُعْمَلُ مِنْ دَقِيقٍ أَو نُخَالَةٍ وَيُجْعَلُ فِيهَا عَسَلٌ، سُمِّيَتْ تَلْبينة تَشْبِيهًا باللَّبَن لِبَيَاضِهَا وَرِقَّتِهَا، وَهِيَ تَسْمِيَةٌ بالمَرَّة مِنَ التَّلبين مُصْدَرُ لَبَنَ القومَ أَي سَقاهم اللَّبنَ، وَقَوْلُهُ مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ أَي تَسْرُو عَنْهُ هَمَّه أَي تَكْشِفُه. وَقَالَ الرِّياشي فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: عَلَيْكُمْ بالمَشْنِيئَة النافعةِ التَّلْبين ؛ قَالَ: يَعْنِي الحَسْوَ، قَالَ: وسأَلت الأَصمعي عَنِ المَشْنِيئَة فَقَالَ: يَعْنِي البَغِيضة، ثُمَّ فَسَّرَ التَّلْبينة كَمَا ذَكَرْنَاهُ. وَفِي حَدِيثِ أُم كُلْثُومٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَقْرَبٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْكُمْ بالتَّلْبين البَغيض النَّافِعِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنه ليَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كَمَا يَغْسِلُ أَحدُكم وجهه بالماء مِنَ الْوَسَخِ ؛ وَقَالَتْ: كَانَ إِذا اشْتَكَى أَحدٌ مِنْ أَهله لَا تزالُ البُرْمة عَلَى النَّارِ حَتَّى يأْتي عَلَى أَحد طَرَفَيْهِ ؛ قَالَ: أَراد بِقَوْلِهِ أَحد طَرَفَيْهِ يَعْنِي البُرْءَ أَو الْمَوْتَ؛ قَالَ عُثْمَانُ: التَّلْبينَة الَّذِي يُقَالُ لَهُ السَّيُوساب «1». وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَالَ سُوَيْد بْنُ غَفَلَةَ دخلتُ عَلَيْهِ فإِذا بَيْنَ يَدَيْهِ صحفةٌ فِيهَا خَطِيفة ومِلْبَنة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِالْكَسْرِ المِلْعَقة، هَكَذَا شَرَحَ، قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ المِلْبَنة لَبَنٌ يُوضَعُ عَلَى النَّارِ ويُنَزَّلُ عَلَيْهِ دَقِيقٌ، قَالَ: والأَول أَشبه بِالْحَدِيثِ. واللَّبَانُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: وسَطُه، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّدْيَينِ، وَيَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ رَجُلٍ: فَلَمَّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه، ... تبَسَّمَ عَنْ مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصبِ وأَنشد أَيضاً: يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبَانِه ... ودَفَّيْهِ مِنْهَا دامِياتٌ وجالِبُ وَقِيلَ: اللَّبانُ الصَّدْرُ مِنْ ذِي الْحَافِرِ خاصَّةً، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّبانُ، بِالْفَتْحِ، مَا جَرَى عَلَيْهِ اللَّبَبُ مِنَ الصدرِ؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها أَي يَدْمَى صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها فِي الْخِدْمَةِ حَيْثُ لَا تَجِدُ مَا تُعْطيه مَنْ يَخْدُمها من الجَدْبِ وشدَّة

_ (1). قوله [السيوساب] هو في الأصل بغير ضبط وهذا الضبط في هامش نسخة من النهاية معوّل عليها

الزَّمَانِ. وأَصلُ اللَّبان فِي الْفَرَسِ موضعُ اللَّبَبِ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلنَّاسِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَرْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها وَفِي بَيْتٍ آخَرَ مِنْهَا: ويُزْلِقُه مِنْهَا لَبانٌ ولَبَنَه يَلْبِنُه لَبْناً: ضَرَبَ لَبانَه. واللَّبَنُ: وجَعُ العُنق مِنَ الوِسادَة، وَفِي الْمُحْكَمِ: وجَعُ العُنق حَتَّى لَا يَقْدِرَ أَن يَلْتَفِت، وَقَدْ لَبِنَ، بِالْكَسْرِ، لَبَناً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اللَّبِنُ الَّذِي اشْتَكَى عُنُقَه مِنْ وِسادٍ أَو غَيْرِهِ. أَبو عَمْرٍو: اللَّبْنُ الأَكل الْكَثِيرُ. ولَبَنَ مِنَ الطَّعَامِ لَبْناً صَالِحًا: أَكثر؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ونحنُ أَثافي القِدْرِ، والأَكلُ سِتَّةٌ ... جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ، وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ يَقُولُ: نَحْنُ ثَلَاثَةٌ ونأْكل أَكل سِتَّةٍ. واللَّبْنُ: الضربُ الشَّدِيدُ. ولَبَنَه بِالْعَصَا يَلْبِنُه، بِالْكَسْرِ، لَبْناً إِذا ضَرَبَهُ بِهَا. يُقَالُ: لَبَنَه ثَلَاثَ لَبَناتٍ. ولَبَنه بصخرةٍ: ضَرَبَهُ بِهَا. قَالَ الأَزهري: وَقَعَ لأَبي عَمْرٍو اللَّبْنُ، بِالنُّونِ، فِي الأَكل الشَّدِيدِ وَالضَّرْبِ الشَّدِيدِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ اللَّبْزُ، بِالزَّايِ، وَالنُّونِ تَصْحِيفٌ. واللَّبْنُ: الاسْتِلابُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِمَّا تَقَدَّمَ. ابْنُ الأَعرابي: المِلْبَنةُ المِلْعَقةُ. واللُّبْنَى: المَيْعَة. واللُّبْنَى واللُّبْنُ: شَجَرٌ. واللُّبانُ: ضَرْبٌ مِنَ الصَّمْغ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لَا تَسْمُو أَكثر مِنْ ذِرَاعَيْنِ، وَلَهَا وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الْآسِ وَثَمَرَةٌ مِثْلُ ثَمَرَتِهِ، وَلَهُ حَرارة فِي الْفَمِ. واللُّبانُ: الصَّنَوْبَرُ؛ حَكَاهُ السُّكَّرِيُّ وَابْنُ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ السُّكَّرِيُّ قولَ امْرِئِ الْقَيْسِ: لَهَا عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ فِيمَنْ رَوَاهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَتَّجِهُ عَلَى غَيْرِهِ لأَن شَجَرَةَ اللُّبانِ مِنَ الصَّمْغ إِنما هِيَ قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان وعُنُقُ الْفَرَسِ أَطولُ مِنْ ذَلِكَ؛ ابْنُ الأَعرابي: اللُّبانُ شَجَرُ الصَّنَوْبَر فِي قَوْلِهِ: وسالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ التَّهْذِيبُ: اللُّبْنَى شَجَرَةٌ لَهَا لَبَنٌ كَالْعَسَلِ، يُقَالُ لَهُ عَسَلُ لُبْنَى؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا يُتَبَخَّر بِهِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وبانا وأُلْوِيّاً من الهِنْدِ ذاكِياً، ... ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرا واللُّبانُ: الكُنْدرُ. واللُّبانة: الْحَاجَةُ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ وَلَكِنَّ مِنْ هِمَّةٍ. يُقَالُ: قَضَى فُلَانٌ لُبانته، وَالْجَمْعُ لُبانٌ كحاجةٍ وحاجٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ ... لُباناً مِنَ الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ ومَجْلِسٌ لَبِنٌ: تُقْضى فِيهِ اللُّبانة، وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ الْحَرْثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِي: إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ، ... عِنْدَ اللِّقاء، وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ والتَّلَبُّنُ: التَّلَدُّنُ والتَّمَكُّثُ والتَّلبُّثُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: قَالَ لَهَا: إِيّاكِ أَن تَوَكَّني ... فِي جَلْسةٍ عِنديَ، أَو تَلَبَّني وتَلَبَّنَ؛ تمكَّثَ؛ وقول رؤبة «2»:

_ (2). قوله [وقول رؤبة فهل إلخ] عجزه كما في التكملة: راجعة عهداً من التأسن

فَهَلْ لُبَيْنَى مِنْ هَوَى التَّلبُّن قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّلبُّن مِنَ اللُّبانة. يُقَالُ: لِي لُبانةٌ أَتَلبَّنُ عَلَيْهَا أَي أَتمكَّثُ. وتَلبَّنْتُ تَلبُّناً وتَلدَّنْتُ تَلدُّناً كِلَاهُمَا: بِمَعْنَى تَلبَّثْتُ وتمكَّثْتُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمُلَبَّنُ، بِالتَّشْدِيدِ، الفَلاتَج؛ قَالَ: وأَظنه مولَّداً. وأَبو لُبَيْنٍ: الذَّكَرُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ ويُكَنَّى الذَّكَرُ أَبا لُبَيْنٍ؛ قَالَ: وَقَدْ كَنَّاهُ بِهِ المُفَجَّع فَقَالَ: فَلَمَّا غابَ فِيهِ رَفَعْتُ صَوْتي ... أُنادي: يَا لِثاراتِ الحُسَيْنِ ونادَتْ غلْمَتي: يَا خَيْلَ رَبِّي ... أَمامَكِ، وابْشِرِي بالجَنَّتَيْنِ وأَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَى، ... وَقَدْ أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ ولُبْنٌ ولُبْنَى ولُبْنانٌ: جِبَالٌ: وَقَوْلُ الرَّاعِي: سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ ... كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ ترخيمَ لُبْنانٍ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ اضْطِرَارًا، وأَن تَكُونَ لُبْنٌ أَرضاً بِعَيْنِهَا؛ قَالَ أَبو قِلابةَ الهُذَليُّ: يَا دارُ أَعْرِفُها وَحْشاً مَنازِلُها، ... بَينَ القَوائِم مِنْ رَهْطٍ فأَلْبانِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِرَجُلٍ آخَرَ لِي إِليك حُوَيِّجَة، قَالَ: لَا أَقْضِيها حَتَّى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عَظِيمَةً مِثْلَ لُبْنانٍ، وَهُوَ اسْمُ جَبَلٍ، قَالَ: ولُبْنانٌ فُعْلانٌ ينصرف. ولُبْنَى: اسْمُ امرأَة. ولُبَيْنَى: اسْمُ ابْنَةِ إِبليس، واسمُ ابْنِهِ لاقِيسُ، وَبِهَا كُنِيَ أَبا لُبَيْنَى؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَقْفَرَ مِنْهَا يَلْبَنٌ فأَفْلُس قَالَ: هما موضعان. لثن: رَوَى الأَزهري قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسحق السَّعْدي يَقُولُ سَمِعْتُ عليَّ بْنَ حرْبٍ المَوْصِليَّ يَقُولُ: شَيْءٌ لَثِنٌ أَي حُلْوٌ، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ عَلِيِّ بْنِ حربٍ، وَهُوَ ثَبَت؛ وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث: بُغْضُكُمُ عِنْدَنَا مُرٌّ مَذاقَتُه، ... ، وبُغْضُنا عندَكم، يَا قوْمَنا، لَثِنُ لجن: لَجَنَ الورَقَ يَلْجُنُه لَجْناً، فَهُوَ مَلْجُونٌ ولَجِينٌ: خبَطه وخلَطه بِدَقِيقٍ أَو شَعِيرٍ. وكلُّ مَا حِيسَ فِي الْمَاءِ فَقَدْ لُجِنَ. وتَلجَّنَ الشيءُ: تَلزَّجَ. وتلجَّنَ رأْسُه: اتَّسَخَ، وَهُوَ مِنْهُ. وتلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مَدْقُوقًا؛ وأَنشد الشَّمَّاخُ: وماءٍ قَدْ ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَى، ... عَلَيْهِ الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجينِ وَهُوَ ورقُ الخِطْمِيِّ [الخَطْمِيِ] إِذا أُوخِفَ. أَبو عُبَيْدَةَ: لَجَّنْتُ الخِطْمِيّ وَنَحْوَهُ تَلْجيناً وأَوخَفْتُه إِذا ضَرَبْتَهُ بِيَدِكَ ليَثْخُنَ، وَقِيلَ: تلجَّنَ الشيءُ إِذا غُسِلَ فَلَمْ يَنتَقِ مِنْ وسَخه. وَشَيْءٌ لَجِنٌ: وسِخ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِيةً ... عَلَى سَعابيب مَاءِ الضّالةِ اللَّجِنِ اللَّيْثُ: اللَّجينُ ورقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثُمَّ يُخْلطُ بِدَقِيقٍ أَو شَعِيرٍ فيُعْلفُ للإِبل، وَكُلُّ وَرَقٍ أَو نَحْوِهِ فَهُوَ مَلْجُون لجِينٌ حَتَّى آسُ الغِسْلَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: واللَّجِينُ الخَبَطُ، وَهُوَ مَا سَقَطَ مِنَ الْوَرَقِ عِنْدَ الخَبْطِ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ. وتَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ وَدَقُّوهُ وَخَلَّطُوهُ بِالنَّوَى للإِبل. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: إِذا أَخْلَفَ كَانَ لَجِيناً ؛ اللَّجينُ،

بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْجِيمِ: الخَبَطُ، وَذَلِكَ أَن وَرَقَ الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ حَتَّى يسقُط ويَجِفَّ ثُمَّ يُدَقُّ «1». حَتَّى يتَلجَّن أَي يَتَلَزَّجَ وَيَصِيرُ كالخِطْمِي. وَكُلُّ شَيْءٍ تَلَزَّجَ فَقَدْ تَلجَّنَ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَنَاقَةٌ لَجُون: حَرُون؛ قَالَ أَوس: وَلَقَدْ أَرِبْتُ عَلَى الهُمومِ بجَسْرَةٍ ... عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غَيْرِ لَجُونِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اللِّجانُ فِي الإِبل كالحِرَانِ فِي الْخَيْلِ. وَقَدْ لَجَنَ لِجاناً ولُجوناً وَهِيَ نَاقَةٌ لَجُونٌ، وَنَاقَةٌ لَجُون أَيضاً: ثَقِيلَةُ الْمَشْيِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ثَقِيلَةٌ فِي السَّيْرِ، وجمَلٌ لَجُونٌ كَذَلِكَ. قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُقَالُ وجمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ بِهِ الإِناثُ، وَقِيلَ: اللِّجانُ واللُّجُون فِي جَمِيعِ الدَّوَابِّ كالحِرَانِ فِي ذَوَاتِ الْحَافِرِ مِنْهَا. غَيْرُهُ: الحِرانُ فِي الْحَافِرِ خَاصَّةً، والخِلاء فِي الإِبل، وَقَدْ لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً ولِجاناً. واللُّجَيْنُ: الْفِضَّةُ، لَا مُكَبَّرَ لَهُ جَاءَ مُصغَّراً مِثْلَ الثُّرَيّا والكُمَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ إِنما أَلزموا التَّحْقِيرَ هَذَا الِاسْمَ لِاسْتِصْغَارِ مَعْنَاهُ مَا دَامَ فِي تُرابِ مَعْدِنه فَلَزِمَهُ التَّخْلِيصُ. وَفِي حَدِيثِ العِرْباض: بِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَكْراً فأَتيته أَتقاضاه ثمَنَه فَقَالَ: لَا أَقضيكها إِلَّا لُجَيْنِيَّةً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الضَّمِيرُ فِي أَقضيكها إِلى الدَّرَاهِمِ، واللُّجَيْنِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى اللُّجَينِ، وَهُوَ الْفِضَّةُ. واللَّجِينُ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ مِنْهَا، ... إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا شبَّه لُغامها بلَجِين الخَطْمِيّ، وأَراد بِالنَّاصِعَاتِ الْغُرِّ أَنيابها. لحن: اللَّحْن: مِنَ الأَصوات الْمَصُوغَةِ الْمَوْضُوعَةِ، وَجَمْعُهُ أَلْحانٌ ولُحون. ولَحَّنَ فِي قِرَاءَتِهِ إِذا غرَّد وطرَّبَ فِيهَا بأَلْحان، وَفِي الْحَدِيثِ: اقرؤُوا الْقُرْآنَ بلُحون الْعَرَبِ. وَهُوَ أَلْحَنُ النَّاسِ إِذا كَانَ أَحسنهم قِرَاءَةً أَو غِنَاءً. واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصَّوَابِ فِي الْقِرَاءَةِ وَالنَّشِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً ولُحوناً؛ الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لَمْ يَلْحَنِ وَرَجُلٌ لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَة: يُخْطِئ، وَفِي الْمُحْكَمِ: كَثِيرُ اللَّحْن. ولَحَّنه: نَسَبَهُ إِلى اللَّحْن. واللُّحَنَةُ: الَّذِي يُلحِّنُ الناسَ. واللُّحْنةُ: الَّذِي يُلحَّنُ. والتَّلْحِينُ: التَّخْطِئة. ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً: تَكَلَّمَ بِلُغَتِهِ. ولَحَنَ لَهُ يَلْحَنُ لَحْناً: قَالَ لَهُ قَوْلًا يَفْهَمُهُ عَنْهُ ويَخْفى عَلَى غَيْرِهِ لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عَنِ الْوَاضِحِ الْمَفْهُومِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَحِنَ الرجلُ: فَهُوَ لَحِنٌ إِذا فَهمَ وفَطِنَ لِمَا لَا يَفْطنُ لَهُ غَيْرُهُ. ولَحِنَه هُوَ عَنِّي، بِالْكَسْرِ، يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: وأَدَّتْ إِليَّ القوْل عنهُنَّ زَوْلةٌ ... تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ أَي تَكلَّمُ بِمَعْنَى كَلَامٍ لَا يُفْطنُ لَهُ ويَخْفى عَلَى النَّاسِ غَيْرِي. وأَلْحَنَ فِي كَلَامِهِ أَي أَخطأَ. وأَلْحَنه القولَ: أَفهمه إيِاه، فلَحِنَه لَحْناً: فهِمَه. ولَحَنه عَنِّي لَحْناً؛ عَنْ كُرَاعٍ: فهِمَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ قَلِيلَةٌ، والأَول أَعرف. وَرَجُلٌ لَحِنٌ: عارفٌ بِعَوَاقِبِ الْكَلَامِ ظريفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ،

_ (1). قوله [حَتَّى يَسْقُطَ وَيَجِفَّ ثُمَّ يدق إلخ] كذا بالأصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لَا يَصِحُّ فَإِنَّهُ لَا يتلزج إلا إذا كان رطباً انتهى. أي فالصواب حذف يجف

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنكم تَخْتصِمُون إِليَّ ولعلَّ بعضَكم أَن يكونَ أَلْحَنَ بحجَّته مِنْ بَعْضٍ أَي أَفْطنَ لَهَا وأَجْدَل، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخيه فإِنما أَقطعُ لَهُ قِطْعةً مِنَ النَّارِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اللَّحْنُ الْمَيْلُ عَنْ جِهَةِ الِاسْتِقَامَةِ؛ يُقَالُ: لَحَنَ فلانٌ فِي كَلَامِهِ إِذا مَالَ عَنْ صَحِيحِ المَنْطِق، وأَراد أَن بَعْضَكُمْ يَكُونُ أَعرفَ بِالْحُجَّةِ وأَفْطَنَ لَهَا مِنْ غَيْرِهِ. واللَّحَنُ، بِفَتْحِ الْحَاءِ: الفِطْنة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّحْنُ، بِالسُّكُونِ، الفِطْنة والخطأُ سَوَاءٌ؛ قَالَ: وَعَامَّةُ أَهل اللُّغَةِ فِي هَذَا عَلَى خِلَافِهِ، قَالُوا: الفِطْنة، بِالْفَتْحِ، وَالْخَطَأُ، بِالسُّكُونِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: واللَّحَنُ أَيضاً، بِالتَّحْرِيكِ، اللُّغَةُ. وَقَدْ رُوِيَ أَن الْقُرْآنَ نزَل بلَحَنِ قُرَيْشٍ أَي بِلُغَتِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تعلَّمُوا الفرائضَ والسُّنَّةَ واللَّحَن ، بِالتَّحْرِيكِ، أَي اللُّغَةُ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: تَعَلَّمُوا الغَريبَ واللَّحَنَ لأَن فِي ذَلِكَ عِلْم غَرِيب الْقُرْآنِ ومَعانيه وَمَعَانِي الْحَدِيثِ والسنَّة، وَمَنْ لَمْ يعْرِفْه لَمْ يَعْرِفْ أَكثرَ كِتَابِ اللَّهِ وَمَعَانِيهِ وَلَمْ يَعْرِفْ أَكثر السُّنن. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تعلَّمُوا اللَّحْنَ أَي الخطأَ فِي الْكَلَامِ لِتَحْتَرِزُوا مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنه سأَل عَنْ أَبي زيادٍ فَقِيلَ إِنه ظَرِيفٌ عَلَى أَنه يَلْحَنُ، فَقَالَ: أَوَليْسَ ذَلِكَ أَظرف لَهُ ؟ قَالَ القُتَيْبيُّ: ذَهَبَ معاويةُ إِلى اللَّحَن الَّذِي هُوَ الفِطنة، محرَّك الْحَاءِ. وَقَالَ غَيْرُهُ. إِنما أَراد اللَّحْنَ ضِدَّ الإِعراب، وَهُوَ يُسْتَمْلَحُ فِي الْكَلَامِ إِذا قَلَّ، ويُسْتَثْقَلُ الإِعرابُ والتشَدُّقُ. ولَحِنَ لَحَناً: فَطِنَ لِحُجَّتِهِ وَانْتَبَهَ لَهَا. ولاحَنَ النَّاسَ: فاطَنَهم؛ وَقَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَسماء بْنِ خارجةَ الفَزاريّ: وحديثٍ أَلَذُّه هُوَ مِمَّا ... يَنْعَتُ النَّاعِتُون يُوزَنُ وَزْنا مَنْطِقٌ رائِعٌ، وتَلْحَنُ أَحْياناً، ... وخيرُ الحديثِ مَا كانَ لَحْنا يُرِيدُ أَنها تَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ وَهِيَ تُرِيدُ غَيْرَهُ، وتُعَرِّضُ فِي حَدِيثِهَا فتزيلُه عَنْ جِهَتِهِ مِنْ فِطنتِها كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ، أَي فِي فَحْواهُ وَمَعْنَاهُ؛ وَقَالَ القَتَّال الكلابيُّ: وَلَقَدْ لَحَنْتُ لَكُمْ لِكَيْما تَفْهمُوا، ... ولَحَنْتُ لَحْناً لَحْناً لَيْسَ بالمُرْتابِ وكأَنَّ اللَّحْنَ فِي الْعَرَبِيَّةِ راجعٌ إِلى هَذَا لأَنه مِنَ العُدول عَنِ الصَّوَابِ. وَقَالَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: عَجِبْتُ لِمَنْ لاحَنَ الناسَ ولاحَنُوه كيفَ لَا يعرفُ جَوامعَ الكَلِم، أَي فاطَنَهم وفاطَنُوه وجادَلَهم؛ وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُلٌ لَحِنٌ إِذا كَانَ فَطِناً؛ قَالَ لَبِيدٌ: مُتَعوِّذٌ لَحِنٌ يُعِيدُ بكَفِّه ... قَلَماً عَلَى عُسُبٍ ذَبُلْنَ وبانِ وأَما قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَعَلَّمُوا اللَّحْنَ والفرائضَ ، فَهُوَ بِتَسْكِينِ الْحَاءِ وَهُوَ الخطأُ فِي الْكَلَامِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْعَالِيَةِ قَالَ: كنتُ أَطُوفُ مَعَ ابْنِ عباسٍ وَهُوَ يُعلِّمني لَحْنَ الكلامِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما سَمَّاهُ لَحْناً لأَنه إِذا بَصَّره بِالصَّوَابِ فَقَدْ بَصَّره اللَّحْنَ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو عَدْنَانَ سأَلت الكِلابيينَ عَنْ قَوْلِ عُمَرَ تَعَلَّمُوا اللَّحْنَ فِي الْقُرْآنِ كَمَا تَعَلَّمُونه فَقَالُوا: كُتِبَ هَذَا عَنْ قَوْمٍ لَيْسَ لَهُمْ لَغْوٌ كلَغْوِنا، قُلْتُ: مَا اللَّغْوُ؟ فَقَالَ: الْفَاسِدُ مِنَ الْكَلَامِ، وَقَالَ الكلابيُّون: اللَّحْنُ اللغةُ، فَالْمَعْنَى فِي قَوْلِ عُمَرَ تَعَلَّمُوا اللّحْنَ فِيهِ يَقُولُ تَعَلَّمُوا كَيْفَ لُغَةُ الْعَرَبِ فِيهِ الَّذِينَ نَزَلَ القرآنُ بِلُغَتِهِمْ؛ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: وأَنشدتْني الكَلْبيَّة: وقوْمٌ لَهُمْ لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قومِنا ... وشَكلٌ، وبيتِ اللهِ، لَسْنَا نُشاكِلُهْ

قَالَ: وَقَالَ عُبيد بْنُ أَيوب: وللهِ دَرُّ الغُولِ أَيُّ رَفِيقَةٍ ... لِصاحِبِ قَفْرٍ خائفٍ يتَقَتَّرُ فَلَمَّا رأَتْ أَن لَا أُهَالَ، وأَنني ... شُجاعٌ، إِذا هُزَّ الجَبَانُ المُطيَّرُ أَتَتني بلحْنٍ بَعْدَ لَحْنٍ، وأَوقدَتْ ... حَوَالَيَّ نِيراناً تَبُوخُ وتَزْهَرُ وَرَجُلٌ لاحِنٌ لَا غَيْرَ إِذا صَرَفَ كلامَه عَنْ جِهَته، وَلَا يُقَالُ لَحّانٌ. اللَّيْثُ: قَوْلُ الناسِ قَدْ لَحَنَ فلانٌ تأْويلُه قَدْ أَخذ فِي نَاحِيَةٍ عَنِ الصَّوَابِ أَي عَدَل عَنِ الصَّوَابِ إِليها؛ وأَنشد قَوْلَ مَالِكِ بْنِ أَسماء: مَنْطِقٌ صائِبٌ وتَلْحَنُ أَحْياناً، ... وخيرُ الحديثِ مَا كانَ لَحْناً قَالَ: تأْويله وَخَيْرُ الْحَدِيثِ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ مَا كَانَ لَا يَعْرِفُهُ كلُّ أَحد، إِنما يُعرفُ أَمرها فِي أَنحاء قَوْلِهَا، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ وَتَلْحَنُ أَحياناً أَنها تُخْطِئُ فِي الإِعراب، وَذَلِكَ أَنه يُسْتملَحُ مِنَ الْجَوَارِي، ذَلِكَ إِذا كَانَ خَفِيفًا، ويُستثقل مِنْهُنَّ لُزوم حاقِّ الإِعراب. وعُرِف ذَلِكَ فِي لَحْن كَلَامِهِ أَي فِيمَا يَمِيلُ إِليه. الأَزهري: اللَّحْنُ مَا تَلْحَنُ إِليه بِلِسَانِكَ أَي تميلُ إِليه بِقَوْلِكَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ؛ أَي نَحْوِ الْقَوْلِ، دَلَّ بِهَذَا أَن قولَ الْقَائِلِ وفِعْلَه يَدُلَّانِ عَلَى نِيَّتِهِ وَمَا فِي ضَمِيرِهِ، وَقِيلَ: فِي لَحْنِ الْقَوْلِ أَي فِي فَحْواه وَمَعْنَاهُ. ولَحَن إِليه يَلْحَنُ لَحْناً أَي نَواه وَمَالَ إِليه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَغَيْرُهُ: للَّحْنِ سِتَّةُ مَعان: الخطأُ فِي الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى، فاللَّحْنُ الَّذِي هُوَ الخطأُ فِي الإِعراب يُقَالُ مِنْهُ لَحَنَ فِي كَلَامِهِ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، يَلْحَنُ لَحْناً، فَهُوَ لَحَّانٌ ولَحّانة، وَقَدْ فُسِّرَ بِهِ بيتُ مَالِكِ بْنِ أَسماء بْنِ خَارِجَةَ الفَزَاري كَمَا تَقَدَّمَ، واللَّحْنُ الَّذِي هُوَ اللُّغَةُ كَقَوْلِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَعَلَّمُوا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كَمَا تعلَّمُون القرآنَ ، يُرِيدُ اللُّغَةَ؛ وَجَاءَ فِي رِوَايَةِ تَعَلَّمُوا اللَّحْنَ فِي الْقُرْآنِ كَمَا تَتَعَلَّمُونَهُ ، يُرِيدُ تَعَلَّمُوا لغَةَ الْعَرَبِ بإِعرابها؛ وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ تَعَلَّمُوا لُغَةَ الْعَرَبِ فِي الْقُرْآنِ واعرفُوا مَعَانِيَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ؛ أَي مَعْنَاهُ وفَحْواه، فَقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَعَلَّمُوا اللَّحْن ، يُرِيدُ اللُّغَةَ؛ وكقوله أَيضاً: أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ لَحْنِه أَي مِنْ لُغَتِه وَكَانَ يَقْرأُ التابُوه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي مَيْسَرَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ، قَالَ: العَرِمُ المُسَنَّاةُ بلَحْنِ الْيَمَنِ أَي بِلُغَةِ الْيَمَنِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي مَهْديٍّ: لَيْسَ هَذَا مِنْ لَحْني وَلَا لَحْنِ قَوْمِي؛ واللَّحْنُ الَّذِي هُوَ الغِناء وتَرْجيعُ الصَّوْتِ والتَّطْريبُ شاهدُه قَوْلُ يَزِيدَ ابن النُّعْمَانِ: لَقَدْ تَرَكَتْ فُؤادَكَ مُسْتَجَنَّا ... مُطَوَّقَةٌ عَلَى فَنَنٍ تَغَنَّى يَمِيلُ بِهَا، وتَرْكَبُه بلَحْنٍ، ... إِذا مَا عَنَّ للمَحْزُون أَنَّا فَلَا يَحْزُنْكَ أَيامٌ تَوَلَّى ... تَذَكّرُها، وَلَا طَيْرٌ أَرَنَّا وَقَالَ آخَرُ: وهاتِفَينِ بشَجْوٍ، بعد ما سجَعَتْ ... وُرْقُ الحَمامِ بترجيعٍ وإِرْنانِ بَاتَا عَلَى غُصْنِ بانٍ فِي ذُرَى فَننٍ، ... يُرَدِّدانِ لُحوناً ذاتَ أَلْوانِ وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يعرفُ لَحْنَ هَذَا الشِّعْرِ أَي لَا

يَعْرِفُ كَيْفَ يُغَنيه. وَقَدْ لَحَّنَ فِي قِرَاءَتِهِ إِذا طَرَّب بِهَا. واللَّحْنُ الَّذِي هُوَ الفِطْنة يُقَالُ مِنْهُ لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته وفَطِنته، فَلَحَنَ هُوَ عَنِّي لَحْناً أَي فَهمَ وفَطِنَ، وَقَدْ حُمِلَ عَلَيْهِ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَسماء: وَخَيْرُ الحديث ما كان لحنا، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَجَعْلَهُ مُضارعَ لَحِنَ، بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّ بعضَكم أَن يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ أَي أَفْطَنَ لَهَا وأَحسَنَ تصَرُّفاً. واللَّحْنُ الَّذِي هُوَ التَّعْريض والإِيماء؛ قَالَ القتَّالُ الْكِلَابِيُّ: وَلَقَدْ لَحَنْتُ لَكُمْ لِكَيما تَفْهَموا، ... ووَحَيْتُ وَحْياً لَيْسَ بالمُرْتابِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ بَعَثَ قَوْمًا ليُخْبِرُوه خبَرَ قُرَيْشٍ: الْحَنُوا لِي لَحْناً، وَهُوَ مَا رُوِيَ أَنه بَعَثَ رَجُلَيْنِ إِلى بَعْضِ الثُّغُور عَيْناً فَقَالَ لَهُمَا: إِذا انْصَرَفْتُمَا فالْحَنا لِي لَحْناً أَي أَشيرا إِليَّ وَلَا تُفْصِحا وعَرِّضا بِمَا رأَيتما، أَمرهما بِذَلِكَ لأَنهما رُبَّمَا أَخبرا عَنِ العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة، فأَحَبَّ أَن لَا يقفَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وَيُقَالُ: جعَلَ كَذَا لَحْناً لِحَاجَتِهِ إِذا عَرَّضَ وَلَمْ يُصَرِّح؛ وَمِنْهُ أَيضاً قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَسماء وَقَدْ تَقَدَّمَ شَاهِدًا عَلَى أَن اللَّحْنَ الفِطنة، وَالْفِعْلُ مِنْهُ لَحَنْتُ لَهُ لَحْناً، عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ وَالْبَيْتُ الَّذِي لِمَالِكٍ: مَنطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحياناً، ... وخيرُ الحديثِ مَا كَانَ لَحْنا وَمَعْنَى صَائِبٌ: قَاصِدٌ الصَّوَابِ وإِن لَمْ يُصِبْ، وتَلْحَن أَحياناً أَي تُصيب وتَفْطُنُ، وَقِيلَ: تريدُ حديثَها عَنْ جِهَتِهِ، وَقِيلَ: تُعَرِّض فِي حَدِيثِهَا، وَالْمَعْنَى فِيهِ متقاربٌ، قَالَ: وكأَنَّ اللَّحْن فِي الْعَرَبِيَّةِ رَاجِعٌ إِلى هَذَا لأَنه العُدول عَنِ الصَّوَابِ؛ قَالَ عثمان ابن جِنِّي: مَنْطِقٌ صَائِبٌ أَي تَارَةً تُورِدُ الْقَوْلَ صَائِبًا مُسَدَّداً وأُخرى تتَحَرَّفُ فِيهِ وتَلْحَنُ أَي تَعْدِلُه عَنِ الجهة الواضحة متعمدة بِذَلِكَ تلَعُّباً بِالْقَوْلِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ وَلَعَلَّ بعضَكم أَن يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ أَي أَنْهَضَ بِهَا وأَحسَنَ تصَرُّفاً، قَالَ: فَصَارَ تَفْسِيرُ اللَّحْنِ فِي الْبَيْتِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: الفِطنة وَالْفَهْمُ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي زَيْدٍ وَابْنِ الأَعرابي وإِن اخْتَلَفَا فِي اللَّفْظِ، والتعريضُ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ دُرَيْدٍ وَالْجَوْهَرِيِّ، والخطأُ فِي الإِعراب عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ تُزِيلُهُ عَنْ جِهَتِهِ وَتَعْدِلُهُ عَنِ الْجِهَةِ الْوَاضِحَةِ، لأَن اللَّحْنَ الَّذِي هُوَ الخطأُ فِي الإِعراب هُوَ الْعُدُولُ عَنِ الصَّوَابِ، واللَّحْن الَّذِي هُوَ الْمَعْنَى والفَحْوَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ؛ أَي فِي فَحْواه وَمَعْنَاهُ. وَرَوَى المنذريُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: العُنوان واللَّحْنُ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْعَلَامَةُ تُشِيرُ بِهَا إِلى الإِنسان ليَفْطُنَ بِهَا إِلى غَيْرِهِ، تَقُولُ: لَحَنَ لِي فلانٌ بلَحْنٍ ففطِنْتُ؛ وأَنشد: وتَعْرِفُ فِي عُنوانِها بعضَ لَحْنِها، ... وَفِي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهيا قَالَ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُعَرِّضُ وَلَا يُصَرِّحُ قَدْ جَعَلَ كَذَا وَكَذَا لَحْناً لِحَاجَتِهِ وعُنواناً. وَفِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ الْقَاسِمُ رَجُلًا لُحْنَةً ، يُرْوَى بِسُكُونِ الْحَاءِ وَفَتْحِهَا، وَهُوَ الْكَثِيرُ اللَّحْنِ، وَقِيلَ: هُوَ بِالْفَتْحِ الَّذِي يُلَحِّنُ النَّاسَ أَي يُخَطِّئُهم، وَالْمَعْرُوفُ فِي هَذَا الْبِنَاءِ أَنه الَّذِي يَكْثُر مِنْهُ الْفِعْلُ كالهُمَزة واللُّمَزة والطُّلَعة والخُدَعة وَنَحْوِ ذَلِكَ. وقِدْحٌ لاحِنٌ إِذا لَمْ يَكُنْ صافيَ الصَّوْتِ عِنْدَ الإِفاضة، وَكَذَلِكَ قَوْسٌ لَاحِنَةٌ إِذا أُنْبِضَتْ. وسهمٌ لاحِنٌ عِنْدَ التَّنْفيز إِذا لَمْ يَكُنْ حَنَّاناً عِنْدَ الإِدامةِ عَلَى الإِصبع، والمُعْرِبُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ عَلَى ضِدِّه. ومَلاحِنُ العُودِ: ضُروبُ دَسْتاناته. يُقَالُ: هَذَا لَحْنُ فلانٍ العَوَّاد،

وَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِي يَضْرِبُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اقرؤُوا القرآنَ بلُحُونِ الْعَرَبِ وأَصواتها، وإِياكم ولُحُونَ أَهل العِشْق ؛ اللَّحنُ: التَّطْرِيبُ وَتَرْجِيعُ الصَّوْتِ وَتَحْسِينُ الْقِرَاءَةِ والشِّعْرِ والغِناءِ، قَالَ: وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ أَراد هَذَا الَّذِي يَفْعَلُهُ قُرَّاء الزَّمَانِ مِنَ اللُّحون الَّتِي يَقْرَؤُونَ بِهَا النَّظَائِرَ فِي الْمَحَافِلِ، فإِن الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يَقْرَؤُونَ كتُبَهم نحْواً من ذلك. لخن: اللَّخَنُ: نتْنُ الرِّيحِ عَامَّةً، وَقِيلَ: اللَّخَنُ نتْنٌ يَكُونُ فِي أَرْفاغ الإِنسان، وأَكثر مَا يَكُونُ فِي السُّودان، وَقَدْ لَخِنَ لَخَناً وَهُوَ أَلْخَنُ. ولَخِنَ السِّقَاءُ لَخَناً، فَهُوَ لَخِنٌ وأَلْخَنُ: تَغَيُّرُ طَعْمِهِ وَرَائِحَتِهِ، وَكَذَلِكَ الْجِلْدُ فِي الدِّباغ إِذا فَسَدَ فَلَمْ يَصْلُحْ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: والسَّبُّ تَخْريقُ الأَديمِ الأَلْخَنِ اللَّيْثُ: لَخِنَ السِّقَاءُ، بِالْكَسْرِ، يَلْخَنُ لَخَناً أَي أَنْتَنَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا أُدِيمَ فِيهِ صَبُّ اللَّبَن فَلَمْ يُغْسَلْ، وَصَارَ فِيهِ تَحْبيبٌ أَبيضُ قِطعٌ صغارٌ مثلُ السِّمْسِمِ وأَكبر مِنْهُ متغيرُ الرِّيحِ وَالطَّعْمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَمة لَخْناءُ. ولَخِنَ الجوْزُ لَخَناً: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ وَفَسَدَ. واللَّخَنُ: قُبْح رِيحِ الْفَرْجِ، وامرأَة لَخْناء. وَيُقَالُ: اللَّخْناء الَّتِي لَمْ تُخْتَنْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: يَا ابْنَ اللَّخْناء ؛ هِيَ الَّتِي لَمْ تُخْتَن، وَقِيلَ: اللَّخَنُ النَّتْنُ، والأَلْخَنُ الَّذِي لَمْ يُخْتن، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُرَى فِي قُلفَته قَبْلَ الخِتان بياضٌ عِنْدَ انْقِلَابِ الجِلدة. واللَّخْنُ: البياضُ الَّذِي «2». عَلَى جُرْدان الْحِمَارِ، وَهُوَ الحَلَقُ. أَبو عَمْرٍو: اللَّخَنُ الْقَبِيحُ مِنَ الْكَلَامِ. لدن: اللَّدْنُ: اللّيِّنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ عُودٍ أَو حَبْلٍ أَو خُلُقٍ، والأُنثى لَدْنة، وَالْجَمْعُ لِدانٌ ولُدْن وَقَدْ لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً. ولَدَّنه هُوَ: لَيَّنه. وَقَنَاةٌ لَدْنة: ليِّنة المهَزَّةِ، وَرُمْحٌ لَدْنٌ ورِماحٌ لُدْنٌ، بِالضَّمِّ، وامرأَة لَدْنة: رَيَّا الشّبابِ ناعمةٌ، وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ. وتَلدَّنَ فِي الأَمر: تَلبَّثَ وتمكَّثَ، ولدَّنه هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ فتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بعضَ التَّلدُّن، فَقَالَ: شَأْ لعَنك اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَصْحبْنا بِمَلْعُونٍ ؛ التَّلدُّن: التَّمكُّثُ، مَعْنَى قَوْلِهِ تَلدَّنَ أَي تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ وَلَمْ يَثُرْ وَلَمْ يَنبَعِث. يُقَالُ: تَلدَّنَ عَلَيْهِ إِذا تَلكَّأَ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فأَرسلَ إِليَّ نَاقَةً مُحَرَّمةً فتَلدَّنتْ عليَّ فَلَعَنْتَهَا. ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ مَحْذُوفَةٌ مِنْهَا ولَدَى مُحَوَّلة، كُلُّهُ: ظَرْفٌ زَمَانِيٌّ وَمَكَانِيٌّ مَعْنَاهُ عِنْدَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَدُنْ جُزمَتْ وَلَمْ تُجْعَلْ كعِنْدَ لأَنها لَمْ تَمَكَّنْ فِي الْكَلَامِ تَمَكُّنَ عِنْدَ، واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ الْعِلَّةِ عَلَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ لَامًا، كَمَا اعتقبَ الهاءُ وَالْوَاوُ فِي سنَةٍ لَامًا وَكَمَا اعْتَقَبَتْ فِي عِضاهٍ. قَالَ أَبو إِسحق: لَدُنْ لَا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عِنْدَ لأَنك تَقُولُ هَذَا الْقَوْلُ عِنْدِي صوابٌ، وَلَا تَقُولُ هُوَ لَدُني صَوَابٌ، وَتَقُولُ عِنْدِي مَالٌ عَظِيمٌ وَالْمَالُ غَائِبٌ عَنْكَ، ولَدُنْ لِمَا يَلِيكَ لَا غَيْرُ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: نَظِيرُ لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، فِي اسْتِعْمَالِ اللَّامِ تَارَةً نُونًا، وَتَارَةً حَرْفَ عِلَّةٍ، وَتَارَةً مَحْذُوفَةً، دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَوَقَعَ فِي تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ لَدَى فِي مَعْنَى هَلْ عَنِ المفضَّل؛ وأَنشد:

_ (2). قوله [البياض الذي إلخ] وكذلك البياض الذي على قلفة الصبي قبل الختان كما في التهذيب

لَدَى مِنْ شبابٍ يُشْترَى بمَشِيبِ؟ ... وَكَيْفَ شَبابُ المرْء بعدَ دَبيبِ؟ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقُرِئَ مِنْ لَدُني ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ، وَيَجُوزُ مِنْ لَدْني ، بِتَسْكِينِ الدَّالِ، وأَجودها بِتَشْدِيدِ النُّونِ، لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ، فإِذا أَضفتها إِلى نَفْسِكَ زِدْتَ نُونًا ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى، تَقُولُ مِنْ لَدُنْ زَيْدٍ، فَتَسْكُنُ النُّونُ، ثُمَّ تُضِيفُ إِلى نَفْسِكَ فَتَقُولُ لَدْني كَمَا تَقُولُ عَنْ زَيْدٍ وَعَنِّي، وَمَنْ حَذَفَ النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسْمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الأَسماء يَجُوزُ فِيهَا حَذْفُ النُّونِ قَوْلُهُمْ قَدْني فِي مَعْنَى حَسْبي، وَيَجُوزُ قَدِي بِحَذْفِ النُّونِ لأَن قَدِ اسْمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْنيَ مِنْ نصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي فَجَاءَ بِاللُّغَتَيْنِ. قَالَ: وأَما إِسكان دَالِ لَدُنٍ فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ فِي عَضُدٍ عَضْد، فَيَحْذِفُونَ الضَّمَّةَ. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى وَالْمُبَرِّدِ أَنهما قَالَا: الْعَرَبُ تَقُولُ لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فَمَنْ رَفَعَ أَراد لَدُنْ كَانَتْ غُدْوةٌ، وَمَنْ نَصَبَ أَراد لَدُنْ كَانَ الوقتُ غُدْوةً، وَمَنَ خَفَضَ أَراد مِنْ عِنْد غُدْوةِ. وَقَالَ ابنُ كيسانَ: لَدُنْ حَرْفٌ يَخْفِضُ، وَرُبَّمَا نُصِبَ بِهَا. قَالَ: وَحَكَى الْبَصْرِيُّونَ أَنها تَنْصِبُ غُدْوة خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ الْكَلَامِ؛ وأَنشدوا: مَا زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ، ... لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ لغُروبِ وأَجاز الْفَرَّاءُ فِي غُدْوةٍ الرَّفْعَ وَالنَّصْبَ وَالْخَفْضَ؛ قَالَ ابْنُ كيسانَ؛ مِنَ خَفَضَ بِهَا أَجراها مُجْرَى مِنْ وَعَنْ، وَمَنْ رَفَعَ أَجراها مُجْرى مُذْ، وَمَنْ نَصَبَ جَعَلَهَا وَقْتًا وَجَعَلَ مَا بَعْدَهَا تَرْجَمَةً عَنْهَا؛ وإِن شِئْتَ أَضمرت كَانَ كَمَا قَالَ: مُذْ لَدُ شَوْلًا وإِلى إِتْلائِها أَراد: أَن كَانَتْ شَوْلًا. وَقَالَ اللَّيْثُ: لَدُنْ فِي مَعْنَى مِنْ عِنْدِ، تَقُولُ: وَقَفَ الناسُ لَهُ مِنْ لَدُنْ كَذَا إِلى الْمَسْجِدِ وَنَحْوُ ذَلِكَ إِذا اتَّصَلَ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَكَذَلِكَ فِي الزَّمَانِ مِنْ لَدُنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلى غُرُوبِهَا أَي مِنْ حِينِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقة: عَلَيْهِمَا جُنَّتانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى ترَاقيهما ؛ لَدُنْ؛ ظَرْفُ مَكَانٍ بِمَعْنَى عِنْدَ إِلا أَنه أَقرب مَكَانًا مِنْ عِنْدَ وأَخصُّ مِنْهُ، فإِن عِنْدَ تَقَعُ عَلَى الْمَكَانِ وَغَيْرِهِ، تَقُولُ: لِي عِنْدَ فلانٍ مَالٌ أَي فِي ذِمَّتِهِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي لَدُنْ. أَبو زَيْدٍ عَنِ الْكِلَابِيِّينَ أَجمعين: هَذَا مِنْ لَدُنِهِ، ضَمُّوا الدَّالَ وَفَتَحُوا اللَّامَ وَكَسَرُوا النُّونَ. الْجَوْهَرِيُّ: لَدُنْ الْمَوْضِعُ الَّذِي هُوَ الْغَايَةُ، وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ بِمَنْزِلَةِ عِنْدَ، وَقَدْ أَدخلوا عَلَيْهَا مِنْ وَحْدَهَا مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ، قَالَ تَعَالَى: مِنْ لَدُنَّا* ، وَجَاءَتْ مُضَافَةً تَخْفِضُ مَا بَعْدَهَا؛ وأَنشد فِي لَدُ لغَيْلانَ بْنِ حُرَيث: يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ مِنْ خَريرِه، ... مِنْ لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشده سِيبَوَيْهِ إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره. قَالَ: قَالَ وَقَدْ حَمَلَ حَذْفَ النُّونِ بَعْضُهُمْ إِلى أَن قَالَ لَدُنْ غُدْوَةً، فَنَصَبَ غُدْوَةً بِالتَّنْوِينِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَدُنْ غُدْوَةً، حَتَّى إِذا امتَدَّتِ الضُّحَى، ... وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ لأَنه تَوَهَّمَ أَن هَذِهِ النُّونَ زَائِدَةٌ تَقُومُ مَقَامَ التَّنْوِينِ فَنَصَبَ، كَمَا تَقُولُ ضارِبٌ زَيْدًا، قَالَ: وَلَمْ يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا فِي غُدْوة خَاصَّةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ

أَبو عَلِيٍّ فِي لَدُنْ بِالنُّونِ أَربع لُغَاتٍ: لَدُنْ ولَدْنٌ، بإِسكان الدَّالِ، حَذْفُ الضَّمَّةِ مِنْهَا كَحَذْفِهَا مِنْ عَضُد، ولُدْنُ بإِلقاء ضَمَّةِ الدَّالِ عَلَى اللَّامِ، ولَدَنْ بِحَذْفِ الضَّمَّةِ مِنَ الدَّالِ، فَلَمَّا الْتَقَى سَاكِنَانِ فُتِحَتِ الدَّالُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَمْ يْذَكُرْ أَبو عَلِيٍّ تَحْرِيكَ النُّونِ بِكَسْرٍ وَلَا فَتْحٍ فِيمَنْ أَسكن الدَّالَ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تَكُونَ مَكْسُورَةً، قَالَ: وَكَذَا حَكَاهَا الحَوْفيُّ لَدْنِ، وَلَمْ يَذْكُرْ لُدْن الَّتِي حَكَاهَا أَبو عَلِيٍّ، وَالْقِيَاسُ يُوجِبُ أَن تَكُونَ لَدْنِ، ولَدْنِ عَلَى حدِّ لَمْ يَلْدَهُ أَبوان، وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي الْبَدِيعِ: وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ ، بِضَمِّ الدَّالِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لِي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حَاجَةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. لذن: اللَّاذَنُ واللَّاذَنةُ: مِنَ العُلُوك، وَقِيلَ: هُوَ دَوَاءٌ بِالْفَارِسِيَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ نَدىً يسقُط عَلَى الْغَنَمِ فِي بعض جزائر البحر. لزن: لَزَنَ القومُ يَلْزُنُونَ لَزْناً ولَزَناً ولَزِنوا وتَلازَنوا: تَزَاحَمُوا. اللَّيْثُ: اللَّزَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، اجْتِمَاعُ الْقَوْمِ عَلَى الْبِئْرِ لِلِاسْتِقَاءِ حَتَّى ضَاقَتْ بِهِمْ وَعَجَزَتْ عَنْهُمْ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ أَمر. وَيُقَالُ مَاءٌ مَلْزُون؛ وأَنشد: فِي مَشْرَبٍ لَا كَدِرٍ وَلَا لَزِنْ وأَنشد غَيْرُهُ: ومَعاذِراً كَذِباً ووَجْهاً باسِراً، ... وتَشَكِّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ ومَشْرَبٌ لَزِنٌ ولَزْنٌ ومَلْزُون: مُزْدَحَمٌ عَلَيْهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. واللَّزْنُ: الشدَّة. وعَيْشٌ لَزْنٌ أَي ضَيِّقٌ. وَلَيْلَةٌ لَزْنة ولِزْنة: ضيِّقة، مِنْ جُوعٍ كَانَ أَو بَرْدٍ أَو خَوْفٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَيضاً؛ وَرُوِيَ بَيْتُ الأَعشى: ويُقْبِلُ ذُو البَثِّ والرَّاغِبونَ ... فِي لَيْلةٍ هِيَ إِحْدَى اللَّزَنْ وأَنشده اللَّزَنْ، بِفَتْحِ اللَّامِ، وَالْمَعْرُوفُ فِي شِعْرِهِ اللِّزَن، بِكَسْرِ اللَّامِ، فكأَنه أَراد هِيَ إِحدى لَيَالِي اللِّزَن. وأَصابهم لَزْنٌ مِنَ الْعَيْشِ أَي ضِيقٌ. واللَّزْنُ: جَمْعُ لَزْنة وَهِيَ السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: اللِّزْنة السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الضَّيِّقَةُ. واللَّزْنَة: الشِّدَّة وَالضِّيقُ، وَجَمْعُهَا لِزَنٌ؛ قَالَ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةٍ ذَلِكَ إِضافة إِحدى إِليها، وإِحدى لَا تُضَافُ إِلى مُفْرَدٍ، وَنَظِيرُ لَزْنة ولِزَنٍ حَلْقَة وحِلَقٌ وفَلْكَة وفِلَكٌ، وَقَدْ قِيلَ فِي الْوَاحِدِ لِزْنة، بِالْكَسْرِ أَيضاً، وَهِيَ الشِّدَّة، فأَما إِذا وَصَفْتَ بِهَا فَقُلْتَ لَيْلَةٌ لَزْنة فَبِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَه سُقِيَ فِي لَزْنٍ ضاحٍ أَي فِي ضِيقٍ مَعَ حَرِّ الشَّمْسِ، لأَن الضّاحِيَ مِنَ الأَرض البارِزُ الَّذِي لَيْسَ يَسْتُرُهُ شَيْءٌ عَنِ الشَّمْسِ. وَمَاءٌ لَزْنٌ: ضَيِّق لَا يُنال إِلا بَعْدَ مَشَقَّة. لسن: اللِّسانُ: جَارِحَةُ الْكَلَامِ، وَقَدْ يُكْنَى بِهَا عَنِ الْكَلِمَةِ فَيُؤَنَّثُ حِينَئِذٍ؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ: إِنِّي أَتَتْني لسانٌ لَا أُسَرُّ بِهَا ... مِنْ عَلْوَ، لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلَا سَخَرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللِّسان هُنَا الرِّسالة وَالْمَقَالَةُ؛ وَمِثْلُهُ: أَتَتْني لسانُ بَنِي عامِرٍ، ... أَحاديثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ قَالَ: وَقَدْ يُذَكَّر عَلَى مَعْنَى الْكَلَامِ: قَالَ الْحُطَيْئَةُ: نَدِمْتُ عَلَى لسانٍ فاتَ مِنِّي، ... فلَيْتَ بأَنه فِي جَوْفِ عَكْمِ وَشَاهِدُ أَلْسِنَةٍ الْجَمْعِ فِيمَنْ ذَكَّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ ؛ وشاهدُ أَلْسُنٍ

الْجَمْعِ فِيمَنْ أَنث قَوْلُ الْعَجَّاجِ: أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فِينَا مَلْحَجا ابْنُ سِيدَهْ: واللِّسانُ المِقْوَلُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ أَلْسِنة فِيمَنْ ذَكَّرَ مِثْلَ حِمار وأَحْمرة، وأَلْسُن فِيمَنْ أَنث مِثْلَ ذِرَاعٍ وأَذْرُع، لأَن ذَلِكَ قِيَاسُ مَا جَاءَ عَلَى فِعالٍ مِنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، وإِن أَردت بِاللِّسَانِ اللُّغَةَ أَنثت. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَكَلَّمُ بلِسانِ قَوْمِهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اللِّسَانُ فِي الْكَلَامِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. يُقَالُ: إِن لسانَ النَّاسِ عَلَيْكَ لَحَسنة وحَسَنٌ أَي ثناؤُهم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا نَصُّ قَوْلِهِ وَاللِّسَانُ الثَّنَاءُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ؛ مَعْنَاهُ اجْعَلْ لِي ثَناءً حَسناً بَاقِيًا إِلى آخِرِ الدَّهْرِ؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ: نَمَتْ لأَبي بكرٍ لسانٌ تتابعتْ، ... بعارفةٍ مِنْهُ، فخَصَّتْ وعَمَّتِ وَقَالَ قَسَاس الكِنْدِيُّ: أَلا أَبْلغْ لَدَيْكَ أَبا هُنَيٍّ، ... أَلا تَنْهَى لسانَك عَنْ رَداها فأَنثها. وَيَقُولُونَ: إِن شَفَةَ النَّاسِ عَلَيْكَ لَحسَنة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ؛ أَي بِلُغَةِ قَوْمِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَتَتْني لسانُ بَنِي عامِرٍ وَقَدْ تقدَّم، ذَهَبَ بِهَا إِلى الْكَلِمَةِ فأَنثها؛ وَقَالَ أَعشى بَاهِلَةَ: إِنِّي أَتاني لسانٌ لَا أُسَرُّ بِهِ ذَهَبَ إِلى الْخَبَرِ فَذَكَّرَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَاللِّسَانُ اللُّغَةُ، مُؤَنَّثَةٌ لَا غَيْرُ. واللِّسْنُ، بِكَسْرِ اللَّامِ: اللُّغة. واللِّسانُ: الرِّسَالَةُ. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو: لِكُلِّ قَوْمٍ لِسْنٌ أَي لُغَة يَتَكَلَّمُونَ بِهَا. وَيُقَالُ: رَجُلٌ لَسِنٌ بَيِّنُ اللَّسَن إِذا كَانَ ذَا بَيَانٍ وَفَصَاحَةٍ. والإِلْسان: إِبلاغ الرِّسَالَةِ. وأَلْسَنَه مَا يقول أَي أَبلغه. وأَلْسَنَ عَنْهُ: بَلَّغ. وَيُقَالُ: أَلْسِنِّي فُلَانًا وأَلْسِنْ لِي فُلَانًا كَذَا وَكَذَا أَي أَبْلغْ لِي، وَكَذَلِكَ أَلِكْني إِلى فُلَانٍ أَي أَلِكْ لِي؛ وَقَالَ عديُّ بْنُ زَيْدٍ: بَلْ أَلسِنوا لِي سَراةَ العَمّ أَنكمُ ... لسْتُمْ مِنَ المُلْكِ، والأَبدال أَغْمار أَي أَبْلِغوا لِي وَعَنِّي. واللِّسْنُ: الْكَلَامُ واللُّغة. ولاسَنه: ناطَقه. ولَسَنه يَلْسُنه لَسْناً: كَانَ أَجودَ لِسَانًا مِنْهُ. ولَسَنه لَسْناً: أَخذه بِلِسَانِهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها، ... إِنني لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ ولَسَنه أَيضاً: كَلَّمَهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ، وذكَر امرأَةً فَقَالَ: إِن دَخَلَتْ عَلَيْكَ «1». لَسَنتْكَ أَي أَخذَتكَ بِلِسَانِهَا، يَصِفُهَا بالسَّلاطة وَكَثْرَةِ الْكَلَامِ والبَذَاءِ. واللَّسَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْفَصَاحَةُ. وَقَدْ لَسِنَ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ لَسِنٌ وأَلسَنُ، وَقَوْمٌ لُسْنٌ. واللَّسنُ: جَوْدَة اللِّسَانِ وسَلاطَتُه، لَسِنَ لسَناً فَهُوَ لَسِنٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا ؛ أَي مُصَدِّقٌ لِلتَّوْرَاةِ، وَعَرَبِيًّا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ، الْمَعْنَى مُصَدِّقٌ عَرَبِيًّا، وذكَرَ لِسَانًا تَوْكِيدًا كَمَا تَقُولُ جَاءَنِي زَيْدٌ رَجُلًا صَالِحًا، وَيَجُوزُ أَن يكون لساناً مفعولًا بمصدق، الْمَعْنَى مُصَدِّقٌ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي مُصَدِّقٌ ذَا لِسَانٍ عَرَبِيٍّ. واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ: مَا جُعِلَ طَرَفُه كَطَرَفِ اللِّسَانِ. ولَسَّنَ النعلَ: خَرَط صدرَها ودَقَّقها

_ (1). قوله [إن دخلت عليك إلخ] هكذا في الأصل، والذي في النهاية: إن دخلت عليها لسنتك، وفي هامشها: وإن غبت عنها لم تأمنها

مِنْ أَعلاها. وَنَعْلٌ مُلسَّنة إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كَطَرَفِ اللِّسَانِ. غَيْرُهُ: والمُلسَّنُ مِنَ النِّعال الَّذِي فِيهِ طُول ولَطافة عَلَى هَيْئَةِ اللِّسَانِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: لَهُمْ أُزُرٌ حُمْرُ الْحَوَاشِي يَطَوْنَها، ... بأَقدامِهم، فِي الحَضرَميِّ المِلسَّنِ وَكَذَلِكَ امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمين. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن نَعْلَهُ كَانَتْ مُلسَّنة أَي كَانَتْ دَقِيقَةً عَلَى شَكْلِ اللِّسَانِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جُعلَ لَهَا لسانٌ، ولسانُها الهَنَةُ النَّاتِئَةُ فِي مُقَدَّمها. ولسانُ الْقَوْمِ: الْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لِصَاحِبِ الحقِّ اليَدُ واللسانُ ؛ اليَدُ: اللُّزوم، واللسانُ: التَّقاضي. ولسانُ الْمِيزَانِ: عَذَبَتُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَلَقَدْ رأَيتُ لسانَ أَعْدلِ حاكمٍ ... يُقْضَى الصَّوابُ بِهِ، وَلَا يتَكَلَّمُ يَعْنِي بأَعدلِ حَاكِمٍ الْمِيزَانَ. ولسانُ النَّارِ: مَا يتشَكلُ مِنْهَا عَلَى شَكْلِ اللِّسَانِ. وأَلسَنه فَصيلًا: أَعاره إِياه ليُلْقيه عَلَى نَاقَتِهِ فتَدِرَّ عَلَيْهِ، فإِذا دَرَّتْ حَلَبَهَا فكأَنه أَعاره لسانَ فَصيله؛ وتَلسَّنَ الفَصيلَ: فعَلَ بِهِ ذَلِكَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد ابْنُ أَحمر يَصِفُ بَكْراً صَغِيرًا أَعطاه بَعْضُهُمْ فِي حَمالة فَلَمْ يَرْضَه: تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً عَلَيْهِ ... رِماثاً، تحتَ مِقْلاةٍ نَيُوبِ «2» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ يَعْقُوبُ هَذَا مَعْنًى غَرِيبٌ قلَّ مَنْ يَعْرِفُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الخَلِيَّةُ مِنَ الإِبل يُقَالُ لَهَا المُتلسِّنة، قَالَ: والخَلِيَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فيُنْحَرَ ولدُها عَمْداً لِيَدُومَ لَبَنُهَا وتُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غَيْرِهَا، فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عَنْهَا واحْتَلبوها، وَرُبَّمَا خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَربعاً عَلَى حُوارٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ التَّلسُّن. وَيُقَالُ: لَسَنتُ اللّيفَ إِذا مَشَنتَه ثُمَّ جَعَلْتَهُ فتائلَ مُهَيَّأَةً للفَتْل، وَيُسَمَّى ذَلِكَ التَّلسِينَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَلْسُونُ الْكَذَّابُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفه. وتَلسَّنَ عَلَيْهِ: كذَبَ. وَرَجُلٌ مَلسون: حُلْوُ اللسانِ بعيدُ الفِعال. ولسانُ الحمَل ولسانُ الثَّوْر: نَبَاتٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِاللِّسَانِ. واللُّسَّانُ: عُشْبة مِنَ الجَنْبةِ، لَهَا وَرَقٌ متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه الْمِسَاحِيُّ كخُشونة لسانِ الثَّوْرِ، يَسْمُو مِنْ وَسَطِهَا قضيبٌ كَالذِّرَاعِ طُولًا فِي رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ، وَهِيَ دَوَاءٌ مِنْ أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ النَّاسِ وأَلسِنة الإِبل، والمِلْسَنُ: حجرٌ يَجْعَلُونَهُ فِي أَعلى بابِ بيتٍ، يَبْنونه مِنْ حِجَارَةٍ وَيَجْعَلُونَ لُحْمَةَ السَّبُع فِي مُؤخَّره، فإِذا دَخَلَ السَّبُعُ فَتَنَاوَلَ اللُّحمة سَقَطَ الْحَجْرُ عَلَى الْبَابِ فسَدَّه. لطن: اللَّاطُونُ: الأَصْفَرُ مِنَ الصُّفْر. لعن: أَبيتَ اللَّعْنَ: كلمةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تُحَيِّي بِهَا مُلوكها فِي الْجَاهِلِيَّةِ، تَقُولُ للملِك: أَبَيْتَ اللَّعْنَ؛ مَعْنَاهُ أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن تأْتي مَا تُلْعَنُ عَلَيْهِ. واللَّعْنُ: الإِبْعادُ والطَّرْد مِنَ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الطَّرْد والإِبعادُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنَ الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء، واللَّعْنةُ الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ لِعانٌ ولَعَناتٌ. ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً: طَرَدَه وأَبعده. وَرَجُلٌ لَعِينٌ ومَلْعُونٌ، وَالْجُمَعُ مَلاعِين؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: إِنما أَذكُرُ «3». مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَن يُجْمَع بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ، وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ، لَكِنَّهُمْ كَسَّرُوه تَشْبِيهًا بِمَا جَاءَ من الأَسماء

_ (2). قوله [ربعاً] كذا في الأصل والمحكم، والذي في التكملة: عاماً، قال: والرماث جمع رمثة بالضم وهي البقية تبقى فِي الضَّرْعِ مِنَ اللَّبَنِ (3). قوله [قال إنما أذكر إلخ] القائل هو ابن سيدة وعبارته عَنْ سِيبَوَيْهِ: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ إِنَّمَا إلخ

عَلَى هَذَا الْوَزْنِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ ؛ أَي أَبعَدهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اللَّاعِنُونَ كلُّ شَيْءٍ فِي الأَرض إِلا الثَّقَلَيْن، وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ: اللَّاعِنون الِاثْنَانِ إِذا تَلاعَنَا لَحِقَتِ اللعْنة بمُسْتَحِقها مِنْهُمَا، فإِن لَمْ يَسْتَحقها واحدٌ رَجَعت عَلَى الْيَهُودِ ، وَقِيلَ: اللَّاعِنُون كلُّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ مِنَ الإِنس وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ. واللِّعَانُ والمُلاعَنة: اللَّعْنُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا. واللُّعَنة: الْكَثِيرُ اللَّعْن لِلنَّاسِ. واللُّعْنة: الَّذِي لَا يَزَالُ يُلْعَنُ لشَرارته، والأَوّل فَاعِلٌ، وَهُوَ اللُّعَنة، وَالثَّانِي مَفْعُولٌ، وَهُوَ اللُّعْنة، وَجَمْعُهُ اللُّعَن؛ قَالَ: والضَّيْفَ أَكْرِمْه، فإِنَّ مَبِيتَه ... حَقٌّ، وَلَا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ وَيَطَّرِدُ عَلَيْهِمَا بَابٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَكُ لُعْنةً عَلَى أَهل بَيْتِكَ أَي لَا يُسَبَّنَّ أَهل بَيْتِكَ بِسَبَبِكَ. وامرأَة لَعِين، بِغَيْرِ هَاءٍ، فإِذا لَمْ تُذْكَرِ الْمَوْصُوفَةُ فَبِالْهَاءِ. واللَّعِين: الَّذِي يَلْعَنه كُلُّ أَحد. قَالَ الأَزهري: اللَّعِينُ المَشْتُوم المُسَبَّبُ، واللَّعِينُ: المَطْرود؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: ذَعَرْتُ بِهِ القَطَا، ونَفَيْتُ عَنْهُ ... مَقامَ الذئبِ، كالرَّجُلِ اللَّعينِ أَراد مَقَامَ الذِّئْبِ اللَّعِين الطَّرِيد كَالرَّجُلِ؛ وَيُقَالُ: أَراد مَقَامَ الَّذِي هُوَ كَالرَّجُلِ اللَّعِينِ، وَهُوَ المَنْفِيّ، وَالرَّجُلُ اللَّعِينُ لَا يَزَالُ مُنْتَبِذاً عَنِ النَّاسِ، شبَّه الذئبَ بِهِ. وكلُّ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَدْ أَبعده عَنْ رَحْمَتِهِ وَاسْتَحَقَّ العذابَ فَصَارَ هَالِكًا. واللَّعْنُ: التَّعْذِيبُ، وَمَنْ أَبعده اللَّهُ لَمْ تَلْحَقْهُ رَحْمَتُهُ وخُلِّدَ فِي الْعَذَابِ. واللعينُ: الشَّيْطَانُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأَنه طُرِدَ مِنَ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: لأَنه أُبْعِدَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. واللَّعْنَة: الدُّعَاءُ عَلَيْهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَصابته لَعْنَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ولُعْنَةٌ. والْتَعَنَ الرجلُ: أَنصف فِي الدُّعَاءِ عَلَى نَفْسِهِ. وَرَجُلٌ مُلَعَّنٌ إِذا كَانَ يُلْعَنُ كَثِيرًا. قَالَ اللَّيْثُ: المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ؛ وَبَيْتُ زُهَيْرٍ يَدُلُّ عَلَى غَيْرِ مَا قَالَ اللَّيْثُ: ومُرَهَّقُ الضِّيفانِ، يُحْمَدُ فِي ... اللأْواءٍ، غيرُ مَلَعَّن القِدْرِ أَراد: أَن قِدْرَهُ لَا تُلْعن لأَنه يُكْثِرُ لَحْمَهَا وَشَحْمَهَا. وتَلاعَنَ القومُ: لَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. ولاعَنَ امرأَته فِي الحُكم مُلاعنة ولِعاناً، ولاعَنَ الحاكمُ بَيْنَهُمَا لِعاناً: حَكَمَ. والمُلاعَنَة بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ إِذا قَذَفَ الرجلُ امرأَته أَو رَمَاهَا بِرَجُلٍ أَنه زَنَى بِهَا، فالإِمام يُلاعِنُ بَيْنَهُمَا ويبدأُ بِالرَّجُلِ ويَقِفُه حَتَّى يَقُولَ: أَشهد بِاللَّهِ أَنها زَنَتْ بِفُلَانٍ، وإِنه لَصَادِقٌ فِيمَا رَمَاهَا بِهِ، فإِذا قَالَ ذَلِكَ أَربع مَرَّاتٍ قَالَ فِي الْخَامِسَةِ: وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ فِيمَا رَمَاهَا بِهِ، ثُمَّ تُقامُ المرأَة فَتَقُولُ أَيضاً أَربع مَرَّاتٍ: أَشهد بِاللَّهِ أَنه لَمِنَ الْكَاذِبِينَ فِيمَا رَمَانِي بِهِ مِنَ الزِّنَا، ثُمَّ تَقُولُ فِي الْخَامِسَةِ: وعليَّ غَضَبُ اللَّهِ إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ؛ فإِذا فَرَغَتْ مِنْ ذَلِكَ بَانَتْ مِنْهُ وَلَمْ تَحِلَّ لَهُ أَبداً، وإِن كَانَتْ حَامِلًا فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ فَهُوَ وَلَدُهَا وَلَا يَلْحَقُ بِالزَّوْجِ، لأَن السُّنَّة نَفته عَنْهُ، سُمِّيَ ذَلِكَ كُلَّهُ لِعاناً لِقَوْلِ الزَّوْجِ: عَلَيْهِ لَعْنة اللَّهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَقَوْلُ المرأَة: عَلَيْهَا غَضَبُ اللَّهِ إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ؛ وَجَائِزٌ أَن يُقَالَ لِلزَّوْجَيْنِ إِذا فَعَلَا ذَلِكَ: قَدْ تَلاعنا ولاعَنا والْتَعنا، وَجَائِزٌ أَن يُقَالَ لِلزَّوْجِ: قَدِ الْتَعَنَ وَلَمْ تَلْتَعِنِ المرأَةُ، وَقَدِ الْتَعَنتْ هِيَ وَلَمْ يَلْتَعِنِ الزوجُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فالْتَعَنَ هُوَ ، افْتَعَلَ مِنَ اللَّعْن، أَي لَعَنَ نَفْسَهُ. والتَّلاعُنُ: كالتَّشاتُم فِي اللَّفْظِ، غَيْرَ أَن التَّشَاتُمَ يُسْتَعْمَلُ فِي وُقُوعِ فعل كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا

بِصَاحِبِهِ، والتَّلاعُن رُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي فِعْلِ أَحدهما. والتَّلاعُن: أَن يَقَعَ فِعْلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِنَفْسِهِ. واللَّعْنَة فِي الْقُرْآنِ: العذابُ. ولَعَنه اللَّهُ يَلْعَنه لَعْناً: عَذَّبَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي شَجَرَةَ الزَّقُّوم، قِيلَ: أَراد المَلْعُون آكلُها. واللَّعِينُ: المَمْسُوخ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اللَّعْنُ المَسْخُ أَيضاً. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ ، أَي نَمْسَخَهم. قَالَ: واللَّعينُ المُخْزَى المُهْلَك. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ فُلَانٌ يَتلاعَنُ عَلَيْنَا إِذا كَانَ يتَماجَنُ وَلَا يَرْتَدِعُ عَنْ سَوْءٍ وَيَفْعَلُ مَا يستحِقّ بِهِ اللَّعْنَ. والمُلاعَنة واللِّعانُ: المُباهَلَةُ. والمَلاعِنُ: مَوَاضِعُ التَّبَرُّز وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ. والمَلْعَنة: قَارِعَةُ الطَّرِيقِ ومَنْزِل النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبْلَ ؛ المَلاعِنُ: جَوَادُّ الطَّرِيقِ وظِلالُ الشَّجَرِ ينزِلُها الناسُ، نَهَى أَن يُتَغوَّطَ تَحْتَهَا فتتَأَذَّى السَّابِلَةُ بأَقذارها ويَلْعَنُون مَنْ جَلَسَ لِلْغَائِطِ عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ اتَّقُوا المَلاعِنَ الثلاثَ ؛ قَالَ: هِيَ جَمْعُ مَلْعَنة، وَهِيَ الفَعْلة الَّتِي يُلْعَنُ بِهَا فَاعِلُهَا كأَنها مَظِنَّة للَّعْنِ ومحلٌّ لَهُ، وَهُوَ أَن يتَغوَّط الإِنسان عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ أَو ظِلِّ الشَّجَرَةِ أَو جَانِبِ النَّهْرِ، فإِذا مَرَّ بِهَا النَّاسُ لَعَنُوا فَاعِلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا اللَّاعِنَيْن أَي الأَمرين الْجَالِبَيْنِ اللَّعْنَ الباعِثَيْن للناسِ عَلَيْهِ، فإِنه سَبَبٌ لِلَعْنِ مَنْ فَعَلَهُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ، وَلَيْسَ ذَا فِي كُلِّ ظلٍّ، وإِنما هُوَ الظِّلُّ الَّذِي يَسْتَظِلُّ بِهِ النَّاسُ وَيَتَّخِذُونَهُ مَقِيلًا ومُناخاً، واللاعِن اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ لَعَنَ، فَسُمِّيَتْ هَذِهِ الأَماكنُ لاعِنةً لأَنها سَبَبُ اللَّعْن. وَفِي الْحَدِيثِ: ثلاثٌ لَعِيناتٌ ؛ اللَّعِينة: اسْمُ المَلْعون كالرَّهِينة فِي المَرْهُون، أَو هِيَ بِمَعْنَى اللَّعْن كالشَّتِيمةِ مِنَ الشَّتْم، وَلَا بُدَّ عَلَى هَذَا الثَّانِي مِنْ تَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ. وَمِنْهُ حديثُ المرأَة الَّتِي لَعَنَتْ ناقَتها فِي السَّفَرِ فَقَالَ: ضَعُوا عَنْهَا فإِنها مَلْعُونة ؛ قِيلَ؛ إِنما فَعَلَ ذَلِكَ لأَنه اسْتُجِيبَ دعاؤُها فِيهَا، وَقِيلَ: فعَلهُ عُقوبةً لِصَاحِبَتِهَا لِئَلَّا تَعُودَ إِلى مِثْلِهَا وَلِيَعْتَبِرَ بِهَا غَيْرُهَا. واللَّعِينُ: مَا يُتخذ فِي الْمَزَارِعِ كَهَيْئَةِ الرَّجُلِ أَو الْخَيَالِ تُذْعَرُ بِهِ السباعُ وَالطُّيُورُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالرَّجُلُ اللَّعِينُ شَيْءٌ يُنْصَبُ وسَطَ الزَّرْعِ تُسْتَطْرَدُ بِهِ الْوُحُوشُ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ: كَالرَّجُلِ اللَّعِين؛ قَالَ شَمِرٌ: أَقْرَأَنا ابنُ الأَعرابي لِعَنْتَرَةَ: هَلْ تُبْلِغَنِّي دارَها شَدَنِيَّةٌ، ... لُعِنَتْ بمحرومِ الشَّرابِ مُصرَّمِ وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: سُبَّتْ بِذَلِكَ فَقِيلَ أَخزاها اللَّهُ فَمَا لَهَا دَرٌّ وَلَا بِهَا لَبَنٌ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ عَنِ الأَصمعي: لُعِنَتْ لِمَحْرُومِ الشَّرَابِ، وَقَالَ: يُرِيدُ بِقَوْلِهِ لِمَحْرُومِ الشَّرَابِ أَي قُذِفَت بِضَرْعٍ لَا لَبَنَ فِيهِ مُصَرَّم. واللَّعِينُ المِنْقَرِيّ «1»: مِنْ فُرسانهم وشُعرائهم. لغن: اللُّغْنُ: الوَتَرة الَّتِي عِنْدَ بَاطِنِ الأُذن إِذا اسْتَقاءَ الإِنسانُ تَمَدَّدَتْ، وَقِيلَ: هِيَ نَاحِيَةٌ مِنَ اللَّهاةِ مُشْرِفَة عَلَى الحَلْق، وَالْجَمْعُ أَلغانٌ، وَهُوَ اللُّغْنُون. أَبو عُبَيْدٍ: النَّغانِغ لَحمات تَكُونُ عِنْدَ اللَّهَوات، وَاحِدُهَا نُغْنُغ، وَهِيَ اللَّغانينُ، وَاحِدُهَا لُغْنُون، واللَّغانِين: لحم بين النُّكْفَتين واللسانِ مِنْ بَاطِنُ، وَيُقَالُ لَهَا مِنْ ظاهرٍ لَغادِيدُ ووَدَجٌ ولُغْنُونٌ. وَيُقَالُ: جِئتَ بلُغْنِ غَيْرَكَ إِذا أَنكَرتَ مَا تَكلَّمَ بِهِ مِنَ اللُّغَةِ. وَفِي بَعْضِ الأَخبار: إِنك لتتَكَلَّمُ

_ (1). قوله [واللعين المنقري إلخ] اسمه منازل بضم الميم وكسر الزاي ابن زمعة محركاً وكنيته أبو الأكيدر انتهى. تكملة

بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ «1»: أَن رَجُلًا قَالَ لِفُلَانٍ إِنك لتُفْتي بلُغْنِ ضالٍّ مُضِلٍ ؛ اللُّغْنُ: مَا تعَلَّقَ مِنْ لَحْمِ اللَّحْيَيْن، وَجَمْعُهُ لَغانينُ كلُغْدٍ ولَغاديد. وأَرض مُلْغَانَّة، والْغِينانُها كَثْرَةُ كَلَئِها. واللُّغْنُون أَيضاً: الخَيْشُوم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغانَّ النَّبتُ: طَالَ والتَفَّ، فَهُوَ مُلْغانٌّ. ولَغَنَّ: لُغَةٌ فِي لَعَلَّ، وَبَعْضُ بَنِي تَمِيمٍ يَقُولُ: لَغَنَّكَ بِمَعْنَى لَعَلَّك؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: قِفَا يَا صاحِبَيَّ بِنَا لَغَنَّا ... نرَى العَرَصاتِ، أَو أَثرَ الخِيامِ «2» . واللُّغْنُونُ: لُغَةٌ فِي اللُّغْدُودِ، والجمع اللَّغانين. لغثن: التَّهْذِيبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: اللَّغاثينُ الخَياشِيمُ، وَاحِدُهَا لُغْثون، قَالَ: هَكَذَا سَمِعْنَاهُ. لقن: اللَّقْنُ: مَصْدَرُ لَقِنَ الشيءَ يَلْقَنُه لَقْناً، وَكَذَلِكَ الكلامَ، وتَلَقَّنه: فَهِمه. ولَقَّنَه إِياه: فَهَّمه. وتَلَقَّنته: أَخذته لَقانِيَةً. وَقَدْ لَقَّنَني فلانٌ كَلَامًا تَلْقِيناً أَي فهَّمَني مِنْهُ مَا لَمْ أَفْهَم. والتَّلْقِين: كالتَّفْهِيم. وغلامٌ لَقِنٌ: سريعُ الْفَهْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: ويَبيتُ عِنْدَهُمَا عبدُ اللَّهِ بْنُ أَبي بَكْرٍ وَهُوَ شابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ أَي فَهِمٌ حسَنُ التَّلْقِين لِمَا يسْمَعه. وَفِي حَدِيثِ الأُخْدُود: انْظُرُوا لِي غُلَامًا فَطِناً لَقِناً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِنَّ هَاهُنَا عِلْماً، وأَشار إِلى صَدْرِهِ، لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَى أُصِيبُ لَقِناً غَيْرَ مأْمون أَي فَهِماً غيرَ ثِقَةٍ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: بَلى أَجد لَقِناً غَيْرَ مأْمون يَسْتَعْمِلُ آلةَ الدِّينِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا ، وَالِاسْمُ اللَّقانَةُ واللَّقانِيَة. اللِّحْيَانِيُّ: اللَّقانة واللَّقانية واللَّحَانة واللَّحانية والتَّبانة والتَّبانيَة والطَّبانة والطبَّانية مَعْنَى هَذِهِ الْحُرُوفِ وَاحِدٌ. واللَّقَنُ: إِعرابُ لَكَنٍ شِبْه طَسْتٍ من صُفْر. ومَلْقَنٌ: موضع. لكن: اللُّكْنَة: عُجْمة فِي اللِّسَانِ وعِيٌّ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَلْكَنُ بيِّنُ اللَّكَن. ابْنُ سِيدَهْ: الأَلْكَنُ الَّذِي لَا يُقِيمُ الْعَرَبِيَّةَ مِنْ عُجْمَةٍ فِي لِسَانِهِ، لَكِنَ لَكَناً ولُكْنَة ولُكُونة. وَيُقَالُ: بِهِ لُكْنة شَدِيدَةٌ ولُكُونةٌ ولُكْنُونة. ولُكانٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَلَا لُكانٌ إِلى وَادِي الغِمارِ، وَلَا ... شَرْقيُّ سَلمى،. وَلَا فيْدٌ وَلَا رِهَمُ «3» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ، وخطَّأَ مَنْ رَوَى فالآلُكانُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ الطُّوسيِّ أَيضاً. المُبرّد: الُّكْنَةُ أَن تَعْترِضَ عَلَى كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِ اللغةُ الأَعجمية. يُقَالُ: فُلَانٌ يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رُومِيَّةً أَو حَبَشِيَّةً أَو سِنْدِية أَو مَا كَانَتْ مِنْ لُغَاتِ الْعَجَمِ. الْفَرَّاءُ: لِلْعَرَبِ فِي لَكِنَّ لُغَتَانِ: بِتَشْدِيدِ النُّونِ مَفْتُوحَةً، وَإِسْكَانِهَا خَفِيفَةً، فَمَنْ شدَّدها نَصَبَ بِهَا الأَسماء وَلَمْ يَلِها فَعَل وَلَا يَفْعَلُ، وَمَنْ خَفَّفَ نُونَهَا وأَسكنها لَمْ يُعْمِلْهَا فِي شَيْءٍ اسْمٍ وَلَا فِعْلٍ، وَكَانَ الَّذِي يَعْمَلُ فِي الِاسْمِ الَّذِي بَعْدَهَا مَا مَعَهُ مِمَّا يَنْصِبُهُ أَو يَرْفَعُهُ أَو يَخْفِضُهُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ، وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى، وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا ؛

_ (1). قوله [وفي الحديث إلخ] عبارة التكملة: وفي الأحاديث التي لا طرق لها أن إلخ انتهى. ولغن ضال فيها بالإِضافة لكن في نسختين من النهاية تنوين لغن (2). قوله [قفا يا صاحبي إلخ] مثله في الصحاح، قال الصاغاني الرواية: ألستم عائدين بنا لغنا وزاد: اللغن بفتح فسكون شرّة الشباب (3). قوله [إلى وادي الغمار] كذا بالأَصل ونسخة من المحكم، والذي في ياقوت: ولا وادي الغمار. وقوله [ولا رهم] الذي في ياقوت: ولا رمم، وضبطه كعنب وسبب: اسم موضع، ولم نجد رهم بالهاء اسم موضع

رُفِعَتْ هَذِهِ الأَحرفُ بالأَفاعيل الَّتِي بَعْدَهَا، وأَما قَوْلُهُ: مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكَ أَضمرت كَانَ بَعْدَ وَلَكِنْ فَنُصِبَتْ بِهَا، وَلَوْ رَفَعْتَهُ عَلَى أَن تُضْمِرَ هُوَ فَتُرِيدُ وَلَكِنْ هُوَ رسولُ اللَّهِ كَانَ صُوَابًا؛ وَمِثْلُهُ: وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ ، وتصديقَ، فَإِذَا أُلقِيَت مِنْ لَكِنِ الواوُ الَّتِي فِي أَولها آثَرَتِ الْعَرَبُ تَخْفِيفَ نُونِهَا، وَإِذَا أَدخلوا الْوَاوَ آثَرُوا تَشْدِيدَهَا، وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لأَنها رُجُوعٌ عَمَّا أَصابَ أَول الْكَلَامِ، فَشُبِّهَتْ بِبَلْ إِذْ كَانَتْ رُجُوعًا مِثْلَهَا، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ لَمْ يَقُمْ أَخوك بَلْ أَبوك، ثُمَّ تَقُولُ لَمْ يَقُمْ أَخوك لَكِنْ أَبوك فَتَرَاهُمَا فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، وَالْوَاوُ لَا تَصْلُحُ فِي بَلْ، فَإِذَا قَالُوا وَلَكِنْ فأَدخلوا الْوَاوَ تَبَاعَدَتْ مِنْ بَلْ إِذْ لَمْ تَصْلُحْ فِي بَلِ الْوَاوُ، فَآثَرُوا فِيهَا تَشْدِيدَ النُّونِ، وَجَعَلُوا الْوَاوَ كأَنها دَخَلَتْ لِعَطْفٍ لَا بِمَعْنَى بَلْ، وَإِنَّمَا نَصَبَتِ الْعَرَبُ بِهَا إِذَا شُدِّدَتْ نُونُهَا لأَن أَصلها إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَائِمٌ، زِيدَتْ عَلَى إنَّ لَامٌ وَكَافٌ فَصَارَتَا جَمِيعًا حَرْفًا وَاحِدًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَعْضُ النَّحَوِييِّنَ يَقُولُ أَصله إِنَّ وَاللَّامُ وَالْكَافُ زَوَائِدُ، قَالَ: يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَن الْعَرَبَ تُدْخِلُ اللَّامَ فِي خَبَرِهَا؛ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ: ولَكِنَّني مِنْ حُبِّها لَعَمِيدُ فَلَمْ يُدْخِلِ اللَّامَ إِلَّا أَن مَعْنَاهَا إنَّ، وَلَا تَجُوزُ الإِمالة فِي لَكِنْ وَصُورَةُ اللَّفْظِ بها لاكنّ، وَكُتِبَتْ فِي الْمَصَاحِفِ بِغَيْرِ أَلف وأَلفها غَيْرُ مُمَالَةٍ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: حَرْفَانِ مِنَ الِاسْتِثْنَاءِ لَا يَقَعَانِ أَكثر مَا يَقَعَانِ إِلَّا مَعَ الْجَحْدِ وَهُمَا بَلْ وَلَكِنْ، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُهُمَا مِثْلَ وَاوِ النَّسَقِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَلَكِنْ وَلَكِنَّ حَرْفٌ يُثْبَتُ بِهِ بَعْدَ النَّفْيِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِي أَلف لَكِنَّ ولكنْ أَن يَكُونَا أَصلين لأَن الْكَلِمَةَ حَرْفَانِ وَلَا يَنْبَغِي أَن تُوجَدَ الزِّيَادَةُ فِي الْحُرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ سَمَّيْتَ بِهِمَا. وَنَقَلْتَهُمَا إِلَى حُكْمِ الأَسماء حَكَمْتَ بِزِيَادَةِ الأَلف، وَكَانَ وَزْنُ الْمُثَقَّلَةِ فاعِلًّا وَوَزْنُ الْمُخَفَّفَةِ فاعِلًا، وأَما قِرَاءَتُهُمْ: لكنَّا هو اللهُ هو رَبِّي فأَصلها لَكِنْ أَنا، فَلَمَّا حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ لِلتَّخْفِيفِ وأُلقيت حَرَكَتُهَا عَلَى نُونِ لَكِنْ صَارَ التَّقْدِيرُ لَكِنَّنَا، فَلَمَّا اجْتَمَعَ حَرْفَانِ مِثْلَانِ كُرِهَ ذَلِكَ، كَمَا كُرِهَ شَدَدَ وَجَلَلَ، فأَسكنوا النُّونَ الأُولى وأَدغموها فِي الثَّانِيَةِ فَصَارَتْ لكنَّا، كَمَا أَسكنوا الْحَرْفَ الأَول مِنْ شَدَدَ وَجَلَلَ فأَدغموه فِي الثَّانِي فَقَالُوا جَلَّ وشَدَّ، فاعْتَدُّوا بِالْحَرَكَةِ وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ لَازِمَةٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ، يُقَالُ: أَصله لكنْ أَنا، فَحُذِفَتِ الأَلف فَالْتَقَتْ نُونَانِ فَجَاءَ التَّشْدِيدُ لِذَلِكَ؛ وَقَوْلُهُ: ولَسْتُ بِآتِيهِ وَلَا أَسْتَطِيعُه، ... ولاكِ اسْقِني إِنْ كَانَ ماؤُكَ ذَا فَضْلِ إِنَّمَا أَراد: وَلَكِنِ اسْقِنِي، فَحُذِفَتِ النُّونُ لِلضَّرُورَةِ، وَهُوَ قَبِيحٌ، وَشَبَّهَهَا بِمَا يُحْذَفُ مِنْ حُرُوفُ اللِّينِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لِلْمُشَاكَلَةِ الَّتِي بَيْنَ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَحَرْفِ الْعِلَّةِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: حَذْفُ النُّونِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ البَتَّةَ؛ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَقبح مِنْ حَذْفَ نُونِ مِنْ فِي قوله: غيرُ الَّذِي قَدْ يقالُ مِ الكَذِبِ مِنْ قِبَلِ أَن أَصل لَكِنِ الْمُخَفَّفَةِ لَكِنَّ الْمُشَدَّدَةَ، فَحُذِفَتْ إِحْدَى النُّونَيْنِ تَخْفِيفًا، فَإِذَا ذَهَبْتَ تَحْذِفُ النُّونَ الثَّانِيَةَ أَيضاً أَجحفت بِالْكَلِمَةِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَكِنْ، خَفِيفَةً وَثَقِيلَةً، حرفُ عَطْفٍ لِلِاسْتِدْرَاكِ وَالتَّحْقِيقِ يُوجَبُ بِهَا بَعْدَ نَفْيٍ، إِلَّا أَن الثَّقِيلَةَ تَعْمَلُ عَمَلَ إِنَّ تَنْصِبُ الإِسم وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَيُسْتَدْرَكُ بِهَا بَعْدَ النَّفْيِ والإِيجاب، تَقُولُ: مَا جَاءَنِي زَيْدٌ لكنَّ عَمْرًا قَدْ جَاءَ، وَمَا تَكَلَّمَ زيدٌ لكنَّ عَمْرًا قَدْ تَكَلَّمَ، وَالْخَفِيفَةُ لَا تَعْمَلُ لأَنها

تَقَعُ عَلَى الأَسماء، والأَفعال، وَتَقَعُ أَيضاً بَعْدَ النَّفْيِ إِذَا ابتدأَت بِمَا بَعْدَهَا، تَقُولُ: جَاءَنِي الْقَوْمُ لَكِنْ عَمْرٌو لَمْ يَجِئْ، فَتَرْفَعُ وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ لَكِنْ عَمْرٌو وَتَسْكُتَ حَتَّى تَأْتِيَ بِجُمْلَةٍ تَامَّةٍ، فأَما إِنْ كَانَتْ عَاطِفَةً اسْمًا مُفْرَدًا عَلَى اسْمٍ لَمْ يَجُزْ أَن تَقَعَ إِلَّا بَعْدَ نَفْيٍ، وتُلْزِم الثَّانِيَ مِثْلَ إِعْرَابِ الأَول، تَقُولُ: مَا رأَيتُ زَيْدًا لكنْ عَمْرًا، وَمَا جَاءَنِي زَيْدٌ لكنْ عمرو. لن: لَنْ: حَرْفٌ نَاصِبٌ للأَفعال، وَهُوَ نَفْيٌ لِقَوْلِكَ سَيَفْعَلُ، وأَصلها عِنْدَ الْخَلِيلِ لَا أَنْ، فَكَثُرَ إِستعمالها فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا، فَالْتَقَتْ أَلف لَا وَنُونُ أَن، وَهُمَا سَاكِنَانِ، فَحُذِفَتِ الأَلف مِنْ لَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ النُّونِ بَعْدَهَا، فَخُلِطَتِ اللَّامُ بِالنُّونِ وَصَارَ لَهُمَا بالإِمتزاج وَالتَّرْكِيبِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِمَا حُكْمٌ آخَرُ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ: زَيْدًا لَنْ أَضرب، فَلَوْ كَانَ حُكْمُ لَنِ الْمَحْذُوفَةِ الْهَمْزَةِ مُبَقّىً بَعْدَ حَذْفِهَا وَتَرْكِيبِ النُّونِ مَعَ لَامٍ لَا قَبْلَهَا، كَمَا كَانَ قَبْلَ الْحَذْفِ وَالتَّرْكِيبِ، لَمَا جَازَ لِزَيْدٍ أَن يَتَقَدَّمَ عَلَى أَن، لأَنه كَانَ يَكُونُ فِي التَّقْدِيرِ مِنْ صِلَةِ أَن الْمَحْذُوفَةِ الْهَمْزَةِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ صِلَتِهَا لَمَا جَازَ تَقَدُّمُهُ عَلَيْهَا عَلَى وَجْهٍ، فَهَذَا يُدُلُّكَ أَن الشَّيْئَيْنِ إِذَا خُلِطا حدَثَ لَهُمَا حكمٌ وَمَعْنًى لَمْ يَكُنْ لَهُمَا قَبْلَ أَن يتمزجا، أَلا تَرَى أَن لَوْلَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ لَوْ وَلَا، وَمَعْنَى لَوِ امْتِنَاعِ الشَّيْءِ لِامْتِنَاعِ غَيْرِهِ، وَمَعْنَى لَا النَّفْيُ وَالنَّهْيُ، فَلَمَّا رُكِّبَا مَعًا حَدَثَ مَعْنًى آخَرُ وَهُوَ امْتِنَاعُ الشَّيْءِ لِوُقُوعِ غَيْرِهِ؟ فَهَذَا فِي أَن بِمَنْزِلَةِ قَوْلِنَا كأَنَّ، وَمُصَحِّحٌ لَهُ ومُؤَنَّسٌ بِهِ ورادٌّ عَلَى سِيبَوَيْهِ مَا أَلزمه الْخَلِيلُ مِنْ أَنه لَوْ كَانَ الأَصل لَا أَن لَمَا جَازَ زَيْدًا لَنْ أَضرب، لِامْتِنَاعِ جَوَازِ تَقَدُّمِ الصِّلَةِ عَلَى الْمَوْصُولِ، وحِجاج الْخَلِيلِ فِي هَذَا مَا قَدَّمنا ذِكْرَهُ لأَن الْحَرْفَيْنِ حَدَثَ لَهُمَا بِالتَّرْكِيبِ نحوٌ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَعَ الِانْفِرَادِ. الْجَوْهَرِيُّ: لَنْ حَرْفٌ لِنَفْيِ الِاسْتِقْبَالِ، وَتَنْصِبُ بِهِ تَقُولُ: لَنْ يَقُومَ زَيْدٌ. التَّهْذِيبُ: قَالَ النَّحْوِيُّونَ لَنْ تَنْصِبَ الْمُسْتَقْبَلَ، وَاخْتَلَفُوا فِي عِلَّةِ نَصْبِهِ إِيَّاهُ، فَقَالَ أَبو إسحق النَّحْوِيُّ: رُوِيَ عَنِ الْخَلِيلِ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنها نَصَبَتْ كَمَا نَصَبَتْ أَن وَلَيْسَ مَا بَعْدَهَا بِصِلَةٍ لَهَا لأَن لَنْ تَفْعَلَ نَفْيُ سَيَفْعَلُ فَيُقَدَّمُ مَا بَعْدَهَا عَلَيْهَا نَحْوَ قَوْلِكَ زَيْدًا لَنْ أَضرب كَمَا تَقُولُ زَيْدًا لَمْ أَضرب، وَرَوَى سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ أَصحاب الْخَلِيلِ أَنه قَالَ الأَصل فِي لَنْ لَا أَن، وَلَكِنَّ الْحَذْفَ وَقَعَ اسْتِخْفَافًا، وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن هَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَجُزْ زَيْدًا لَنْ أَضرب، وَهَذَا جَائِزٌ عَلَى مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وَجَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ الْبَصْرِيِّينَ؛ وَحَكَى هِشَامٌ عَنِ الْكِسَائِيِّ فِي لَنْ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ الشَّاذِّ عَنِ الْخَلِيلِ وَلَمْ يأْخذ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَلَا أَصحابه. وَقَالَ اللَّيْثُ: زَعَمَ الْخَلِيلُ فِي لَنْ أَنه لَا أَن فوُصِلَتْ لِكَثْرَتِهَا فِي الْكَلَامِ، أَلا تَرَى أَنها تُشْبِهُ فِي الْمَعْنَى لَا وَلَكِنَّهَا أَوكد؟ تَقُولُ: لَنْ يُكْرِمَك زَيْدٌ، مَعْنَاهُ كأَنه كَانَ يَطْمَعُ فِي إِكْرَامِهِ فَنَفَيْتَ ذَلِكَ ووَكَّدْتَ النَّفْيَ بِلَنْ، فَكَانَتْ أَوجب مِنْ لَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَصل فِي لَنْ وَلَمْ لَا، فأَبدلوا مِنْ أَلف لَا نُونًا وَجَحَدُوا بِهَا الْمُسْتَقْبَلَ مِنَ الأَفعال وَنَصَبُوهُ بِهَا، وأَبدلوا مِنْ أَلف لَا مِيمًا وَجَحَدُوا بِهَا الْمُسْتَقْبَلَ الَّذِي تأْويله المُضِيُّ وَجَزَمُوهُ بِهَا. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَقَالَ بَعْضِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ، فلَنْ يُؤْمنوا، فأُبدلت الأَلف مِنَ النُّونِ الْخَفِيفَةِ؛ قَالَ: وَهَذَا خطأٌ، لأَن لَنْ فَرْعٌ لِلَا، إِذْ كَانَتْ لَا تَجْحَدُ الماضيَ والمستقبلَ وَالدَّائِمَ والأَسماءَ، وَلَنْ لَا تَجْحَدُ إِلَّا الْمُسْتَقْبَلَ وَحْدَهُ. لهن: اللُّهْنة مَا تُهْدِيه لِلرَّجُلِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ. واللهْنة: السُّلْفَة وَهُوَ الطَّعَامُ الَّذِي يُتَعَلَّل بِهِ قَبْلَ الْغَدَاءِ، وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ مَا يتَعَلَّلُ بِهِ الإِنسانُ

قَبْلَ إِدْرَاكِ الطَّعَامِ؛ قَالَ عَطِيَّةُ الدُّبيريّ: طَعامُها اللُّهنةُ أَو أَقلّ وَقَدْ لَهَّنَهم ولَهَّنَ لَهُمْ وسَلَّفَ لَهُمْ. وَيُقَالُ: سَلَّفْتُ القومَ أَيضاً، وَقَدْ تَلَهَّنت تَلَهُّناً. الْجَوْهَرِيُّ: لَهَّنته تَلْهيناً فتَلَهَّنَ أَي سَلَّفْتُه. وَيُقَالُ: أَلْهَنْتُه إِذَا أَهْدَيْتَ لَهُ شَيْئًا عِنْدَ قدومه من سفر. وبنو لَهانٍ: حيٌّ «4». وَهُمْ إِخْوَةُ هَمْدَان. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ لَهِنَّك، بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، فَكَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ عِنْدَ التَّوْكِيدِ، وأَصله لإِنَّك فأُبدلت الْهَمْزَةُ هَاءً كَمَا قَالُوا فِي إِيَّاكَ هِيّاك، وَإِنَّمَا جَازَ أَن يُجْمَعَ بَيْنَ اللَّامِ وإنَّ وَكِلَاهُمَا لِلتَّوْكِيدِ، لأَنه لَمَّا أُبدلت الْهَمْزَةُ هَاءً زَالَ لَفْظُ إِنَّ فَصَارَ كأَنه شَيْءٌ آخَرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ ... عَلَى كاذبٍ، مِنْ وعْدِها ضَوْءُ صادقِ اللَّامُ الأُولى لِلتَّوْكِيدِ وَالثَّانِيَةُ لَامُ إِنَّ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: وَبِي مِنْ تَباريحِ الصَّبابة لَوْعةٌ ... قَتِيلةُ أَشواقي، وشَوْقي قَتيلُها لَهِنِّكِ مِنْ عَبْسيَّةٍ لَوَسيمةٌ ... عَلَى هَنَواتٍ، كاذبٍ مَنْ يَقُولُها وَقَالَ: أَراد لِلَّهِ إِنَّكَ مِنْ عَبْسِيَّة، فَحَذَفَ اللَّامَ الأُولى مِنْ لِلَّهِ والأَلف مِنْ إِنَّكَ؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تعْدُو أَراد: للهِ ابنُ عَمِّكَ أَي وَاللَّهِ، والقولُ الأَول أَصح. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ لَهِنَّك فِي فَصْلِ لَهَنَ، وَلَيْسَ مِنْهُ لأَن اللَّامَ لَيْسَتْ بأَصل، وَإِنَّمَا هِيَ لَامُ الِابْتِدَاءِ وَالْهَاءُ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ إِنَّ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ هُنَا لِمَجِيئِهِ عَلَى مِثَالِهِ فِي اللَّفْظِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسلمة: أَلا يَا سَنا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى، ... لَهِنَّك مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَريمُ لمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ، والقوْمُ هُجَّعٌ، ... فهَيَّجْتَ أَسْقاماً وأَنتَ سَلِيمُ واقْتِذاءُ الطائرِ: هُوَ أَن يَفْتَحَ عَيْنَيْهِ ثم يُغْمِضَهما إغْماضَةً. لون: اللَّوْنُ: هيئةٌ كالسَّوَاد والحُمْرة، ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ. ولَوْنُ كلِّ شَيْءٍ: مَا فَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَلْوَان، وَقَدْ تَلَوَّنَ ولَوَّنَ ولَوَّنه. والأَلْوانُ: الضُّروبُ. واللَّوْنُ: النَّوْعُ. وَفُلَانٌ مُتَلَوِّنٌ إِذَا كَانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى خُلُقٍ وَاحِدٍ. واللَّوْنُ: الدَّقَلُ، وَهُوَ ضَرْب مِنَ النَّخْلِ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ جَمَاعَةٌ وَاحِدَتُهَا لِينَة، وَلَكِنْ لَمَّا انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ، قَالَ: وتمرُها سَمِينُ العَجْوة. ابْنُ سِيدَهْ: الأَلْوانُ الدَّقَلُ، وَاحِدُهَا لَوْنٌ، واللِّينَةُ واللُّونَة: كُلُّ ضربٍ مِنَ النَّخْلِ مَا لَمْ يَكُنْ عَجْوَةً أَوْ بَرْنيّاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ مِنَ النَّخْلِ سِوَى الْعَجْوَةِ فَهُوَ مِنَ الليِّنِ، وَاحِدَتُهُ لِينَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الأَلْوانُ، الْوَاحِدَةُ لُونَة فَقِيلَ لِينَةٌ، بِالْيَاءِ، لِانْكِسَارِ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ لِينٌ ولُونٌ ولِيَانٌ؛ قَالَ: تَسْأَلُني اللِّينَ وهَمِّي فِي اللِّينْ، ... واللِّينُ لَا يَنْبُتُ إلَّا فِي الطينْ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وسالفةٍ، كسَحوقِ اللِّيَانِ، ... أَضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ

_ (4). قوله [وبنو لهان حي] كذا بالأصل والمحكم بلام مفتوحة أوله، والذي في التكملة: وبنو ألهان بالفتح حي من العرب، عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وسالفةٌ، بِالرَّفْعِ؛ وَقَبْلَهُ: لَهَا ذَنَبٌ مِثْلُ ذيْلِ العَرُوسِ، ... تَسُدُّ بِهِ فَرْجَها مِنْ دُبُرْ وَرَوَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهل الْكُوفَةِ: كسَحُوق اللُّبَان، قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ لأَن شَجَرَ اللُّبان الكُنْدُرِ لَا يَطُولُ فَيَصِيرُ سَحُوقاً، والسَّحُوق: النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ. واللَّيانُ، بِالْفَتْحِ: مَصْدَرٌ لَيِّنٌ بيِّنُ اللِّينَةِ واللَّيانِ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ حُميدٍ الأَرْقط: حَتَّى إِذَا أَغْسَتْ دُجَى الدُّجُونِ، ... وشُبِّه الأَلْوانُ بالتَّلْوينِ يُقَالُ: كَيْفَ تَرَكْتُمُ النَّخْلَ؟ فَيُقَالُ: حِينَ لَوَّنَ، وَذَلِكَ مِنْ حِينِ أَخذ شَيْئًا مِنْ لَوْنِه الَّذِي يَصِيرُ إِلَيْهِ، فَشَبَّهَ أَلْوانَ الظَّلَامِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ يَكُونُ أَولًا أَصفر ثُمَّ يحمرُّ ثُمَّ يسودُّ بِتَلْوِينِ البُسْرِ يصفرُّ وَيَحْمَرُّ ثُمَّ يَسْوَدُّ. ولَوَّنَ البُسْرُ تَلْويناً إِذَا بَدَا فِيهِ أَثَرُ النُّضج. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ وغُرَمائه: اجْعَلِ اللَّوْنَ عَلَى حِدَته ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اللَّوْنُ نَوْعٌ مِنَ النَّخْلِ قِيلَ هُوَ الدَّقَلُ، وَقِيلَ: النَّخْلُ كُلُّهُ مَا خَلَا البَرْنِيَّ والعجوةَ، تُسَمِّيهِ أَهل الْمَدِينَةِ الأَلوانَ، وَاحِدَتُهُ لِينَة وأَصله لِوْنَة، فقُلبت الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ اللَّامِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه كَتَبَ فِي صَدَقَةِ التَّمْرِ أَن يؤْخذ فِي البَرْنِيِّ مِنَ البَرْنِيِّ، وَفِي اللَّوْنِ مِنَ اللَّوْنِ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. ولُوَيْنٌ اسم. لين: اللِّينُ: ضِدُّ الخُشونة. يُقَالُ فِي فِعْل الشَّيْءِ اللَّيِّن: لانَ الشيءُ يَلِينُ لِيْناً ولَيَاناً وتَلَيَّن وشيءٌ لَيِّنٌ ولَيْنٌ، مُخَفَّفٌ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَلْيِناءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَتْلُونَ كتابَ اللَّهِ لَيِّناً أَي سَهْلا عَلَى أَلسنتهم، وَيُرْوَى لَيْناً، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَةٌ فِيهِ. وأَلانه هُوَ ولَيَّنه وأَلْيَنه: صَيَّرَه لَيِّناً. وَيُقَالُ: أَلَنْتُه وأَلْيَنتُه عَلَى النقْصان وَالتَّمَامِ مِثْلَ أَطَلْته وأَطْوَلْتُه. وَاسْتَلَانَهُ: عَدَّه ليِّناً، وَفِي الْمُحْكَمِ: رَآهُ ليِّناً، وَقِيلَ: وَجَدَهُ ليِّناً عَلَى مَا يَغْلِبُ عَلَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي ذِكْرِ الْعُلَمَاءِ الأَتقياء: فباشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، واسْتلانُوا مَا اسْتَخْشنَ المُترَفُون، واستَوْحَشُوا مِمَّا أَنِسَ بِهِ الْجَاهِلُونَ. وتلَيَّنَ لَهُ: تملَّقَ. واللَّيانُ: نَعْمَةُ العيْشِ؛ وأَنشد الأَزهري: بيضاءُ باكرَها النَّعِيمُ، فصاغَها ... بلَيَانِه، فأَدَقَّها وأَجَلَّها يَقُولُ: أَدَقَّ خَصْرَها وأَجَلَّ كفَلَها أَي وَفَّرَه. واللَّيانُ، بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ مِنَ اللِّين، وَهُوَ فِي لَيانٍ مِنَ الْعَيْشِ أَي رَخاء وَنَعِيمٍ وخفْضٍ. وَإِنَّهُ لَذُو مَلْينَةٍ أَي ليِّنُ الْجَانِبِ. وَرَجُلٌ هَيْنٌ لَيْنٌ وهَيِّنٌ ليِّنٌ، الْعَرَبُ تَقُولُهُ؛ وَحَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ زائدةَ قَالَ: قَالَتْ جَدَّةُ سُفْيَانَ لِسُفْيَانَ: بُنَيَّ، إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنُ، ... المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ، ومَنْطِقٌ، إذا نطَقْتَ، ليِّنُ قَالَ: يأْتون بِالْمِيمِ مَعَ النُّونِ فِي الْقَافِيَةِ؛ وأَنشده أَبو زَيْدٍ: بُنَيَّ، إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيْنُ، ... المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيْمُ، ومَنْطِقٌ، إذا نطَقْتَ، لَيْنُ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: هَيْنُونَ لَيْنُونَ فِي بُيوتِهم، ... سِنْخُ التُّقَى والفَضائلُ الرُّتَبُ

فصل الميم

وَقَوْمٌ لَيْنُون وأَلْيِناءُ: إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ لَيِّن مُشَدَّدًا وَهُوَ فَيْعِل لأَن فَعْلًا لَا يُجْمع عَلَى أَفْعلاء. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُمْ قَوْمٌ أَلْيِناءُ، قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ. واللِّيانُ، بِالْكَسْرِ: المُلايَنة. ولايَنَ الرجلَ مُلايَنة ولِياناً: لانَ لَهُ. وَقَوْلُ ابْنِ عُمَرَ فِي حَدِيثِهِ: خيارُكم أَلايِنُكم مَناكِبَ فِي الصلاةِ ؛ هِيَ جَمْعُ أَلْيَنَ وَهُوَ بِمَعْنَى السُّكُون والوَقار والخُشوع. واللَّيْنَةُ: كالمِسْوَرةِ يُتَوَسَّدُ بِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ للِينِها ووَثارَتها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا عَرَّس بِلَيْلٍ توَسَّدَ لَيْنةً، وَإِذَا عَرَّسَ عِنْدَ الصُّبح نصَبَ ساعدَه ؛ قَالَ: اللَّيْنة كالمِسْوَرة أَو الرِّفادة، سُمِّيَتْ لَيْنةً لِلِينِهَا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: قطَعْتَ عَليَّ الدَّهرَ سوفَ وعَلَّهُ، ... ولانَ وزُرْنا وانْتَظِرْنا وأَبْشِرِ غَدٌ عِلَّةٌ لِلْيَوْمِ، واليومُ عِلَّةٌ ... لأَمْسِ فَلَا يُقْضَى، وَلَيْسَ بمُنْظَرِ أَراد أَلانَ، فَتَرَكَ الْهَمْزَ. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ؛ قَالَ: كلُّ شَيْءٍ مِنَ النَّخْلِ سِوَى الْعَجْوَةِ فَهُوَ مِنَ اللِّينِ، وَاحِدَتُهُ لِينةٌ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: هِيَ الأَلوان، الْوَاحِدَةُ لُونَةٌ، فَقِيلَ لِينة، بِالْيَاءِ، لِانْكِسَارِ اللَّامِ. وَحُرُوفُ اللِّينِ: الأَلفُ وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ، كَانَتْ حَرَكَةُ مَا قَبْلَهَا مِنْهَا أَو لَمْ تَكُنْ، فَالَّذِي حَرَكَةُ مَا قَبْلَهُ مِنْهُ كَنَارٍ وَدَارٍ وَفِيلٍ وقيلٍ وحُول وغُول، وَالَّذِي لَيْسَ حَرَكَةُ مَا قَبْلَهُ مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ فِي الْيَاءِ وَالْوَاوِ كبَيْتٍ وثَوْبٍ، فأَما الأَلف فَلَا يَكُونُ مَا قَبْلَهَا إِلَّا مِنْهَا. ولِينة: مَاءٌ لِبَنِي أَسد احْتَفره سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ فِي بَعْضِ أَسفاره فَشَكَا جُنْدُه العَطش فنَظر إِلَى سِبَطْرٍ فَوَجَدَهُ يَضْحَكُ فَقَالَ: مَا أَضحكك؟ فَقَالَ: أَضحكني أَن الْعَطَشَ قَدْ أَضَرَّ بِكُمْ وَالْمَاءُ تَحْتَ أَقدامكم، فاحتَفَر لِينةَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ يُقَالُ لَهَا اللِّينة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ولِينَة مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ عَنْ يَسَارِ المُصْعِدِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ بِحِذَاءِ الهَبِير؛ ذَكَرَهُ زُهَيْرٌ فَقَالَ: مِنْ ماءِ لِينَةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَقا قَالَ: وَبِهَا رَكايا عَذْبة حُفِرَت فِي حَجَرٍ رخْوٍ، والله أَعلم. فصل الميم مأن: المَأْنُ والمَأْنةُ: الطِّفْطِفَةُ، والجمع مأْناتٌ ومُؤُونٌ أَيضاً، عَلَى فُعُول، مِثْلُ بَدْرَة وبُدُور عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: إِذَا مَا كنتِ مُهْدِيةً، فأَهْدِي ... من المَأْناتِ أَو قِطَع السَّنامِ وَقِيلَ: هِيَ شَحْمة لَازِقَةٌ بالصِّفاق مِنْ بَاطِنِهِ مُطِيفتُه كلَّه، وَقِيلَ: هِيَ السُّرَّة وَمَا حَوْلَهَا، وَقِيلَ: هِيَ لَحْمَةٌ تَحْتَ السُّرَّة إِلَى الْعَانَةِ، وَقِيلَ: المأْنة مِنَ الْفَرَسِ السُّرَّة وَمَا حَوْلَهَا، وَمِنَ الْبَقَرِ الطِّفْطِفة. والمأْنَةُ: شَحْمةُ قَصِّ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هِيَ باطنُ الكِرْكِرة، قَالَ سِيبَوَيْهِ: المأنةُ تَحْتَ الكِرْكِرة، كَذَا قَالَ تَحْتَ الكِرْكِرة وَلَمْ يَقُلْ مَا تَحْتَ، وَالْجَمْعُ مَأْناتٌ ومُؤُونٌ؛ وأَنشد: يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ، وهُنَّ بُخْتٌ ... عِراضاتُ الأَباهِرِ والمُؤُونِ ومَأَنه يَمْأَنُه مَأْناً: أَصابَ مأْنَتَه، وَهُوَ مَا بَيْنَ سُرَّته وَعَانَتِهِ وشُرْسُوفه. وَقِيلَ: مَأْنة الصَّدْرِ لحمةٌ

سمينةٌ أَسفلَ الصَّدْرِ كأَنها لحمةٌ فَضْلٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَأْنةُ الطِّفْطِفة. وَجَاءَهُ أَمرٌ مَا مأَنَ لَهُ أَي لَمْ يَشْعُرْ بِهِ. وَمَا مأَنَ مأْنَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مَا شعرَ بِهِ. وأَتاني أمرٌ مَا مأَنْتُ مأْنه وَمَا مأَلْتُ مأْلَه وَلَا شأَنْتُ شأْنه أَي مَا تهيَّأْتُ لَهُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَزَعَمَ أَن اللَّامَ مُبْدَلَةٌ مِنَ النُّونِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَتاني ذَلِكَ وَمَا مأنْتُ مَأْنَهُ أَي مَا علِمْتُ عِلْمَه، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا انْتَبَهْتُ لَهُ وَلَا شعرْتُ بِهِ وَلَا تهَيَّأتُ لَهُ وَلَا أَخذْتُ أُهْبته وَلَا احتَفلْتُ بِهِ؛ وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: وَلَا هُؤْتُ هَوْأَهُ وَلَا رَبَأْتُ رَبْأَه. وَيُقَالُ: هُوَ يَمْأَنُه أَي يَعْلمه. الْفَرَّاءُ: أَتاني وَمَا مأَنْتُ مأْنه أَي لَمْ أَكترِثْ لَهُ، وَقِيلَ: مِنْ غَيْرِ أَن تَهيَّأْتُ لَهُ وَلَا أَعدَدْتُ وَلَا عَمِلْتُ فِيهِ؛ وَقَالَ أَعرابي مِنْ سُلَيْم: أَي مَا عَلِمْتُ بِذَلِكَ. والتَّمْئِنَةُ: الإِعلام. والمَئِنَّةُ: العَلامة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَزهري الْمِيمُ فِي مئِنَّة زَائِدَةٌ لأَن وَزْنَهَا مَفْعِلة، وأَما الْمِيمُ فِي تَمْئِنة فأَصْل لأَنها مِنْ مأَنْتُ أَي تهيأْت، فَعَلَى هَذَا تَكُونُ التَّمئنة التَّهيئة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هَذَا أَمر مَا مأَنْتُ لَهُ أَي لَمْ أَشعُرْ بِهِ. أَبو سَعِيدٍ: امْأَنْ مأْنَك أَي اعمَلْ مَا تُحْسِنُ. وَيُقَالُ: أَنا أَمأَنُه أَي أُحْسنه، وَكَذَلِكَ اشْأَنْ شأْنَك؛ وأَنشد: إِذَا مَا عَلِمتُ الأَمر أَقرَرْتُ عِلْمَه، ... وَلَا أَدَّعي مَا لستُ أَمْأَنُه جَهْلا كَفَى بامرئٍ يَوْمًا يَقُولُ بعِلْمِه، ... وَيَسْكُتُ عَمَّا لَيْسَ يَعْلَمُه، فَضْلا الأَصمعي: ماأَنْتُ فِي هَذَا الأَمر عَلَى وَزْنِ ماعَنْت أَي رَوَّأْتُ. والمَؤُونة: القُوتُ. مأَنَ القومَ وَمَانَهُمْ: قَامَ عَلَيْهِمْ؛ وَقَوْلُ الهذَليَّ: رُوَيدَ علِيّاً جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمِّهِمْ ... إِلَيْنَا، ولكنْ وُدُّهم مُتَمائنُ مَعْنَاهُ قَدِيمٌ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: جَاءَنِي الأَمر وَمَا مأَنْتُ فِيهِ مأْنةً أَي مَا طَلَبْتُهُ وَلَا أَطلتُ التعبَ فِيهِ، وَالْتِقَاؤُهُمَا إِذًا فِي مَعْنَى الطُّول والبُعد، وَهَذَا مَعْنَى القِدَم، وَقَدْ رُوِيَ مُتَمايِن، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فَهُوَ حِينَئِذٍ مِنَ المَيْن، وَهُوَ الْكَذِبُ، ويروى مُتَيامِنٌ أَي مائل إِلَى الْيَمَنِ. الْفَرَّاءُ: أَتاني وَمَا مأَنْتُ مأْنَه أَي مِنْ غَيْرِ أَن تهيَّأْتُ وَلَا أَعدَدْتُ وَلَا عَمِلْتُ فِيهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن المؤُونة فِي الأَصل مَهْمُوزَةٌ، وَقِيلَ: المَؤُونة فَعُولة مِنْ مُنْتُه أَمُونُه موْناً، وهمزةُ مَؤُونة لِانْضِمَامِ وَاوِهَا، قَالَ: وَهَذَا حَسَنٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المائِنة اسمُ مَا يُمَوَّنُ أَي يُتكَلَّفُ من المَؤُونة. الجوهري: المَؤونة تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ، وَهِيَ فَعُولة؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ مَفعُلة مِنَ الأَيْن وَهُوَ التَّعَبُ والشِّدَّة. وَيُقَالُ: هُوَ مَفعُلةٌ مِنَ الأَوْن وَهُوَ الخُرْجُ والعِدْلُ لأَنه ثِقْلٌ عَلَى الإِنسان؛ قَالَ الْخَلِيلُ: وَلَوْ كَانَ مَفعُلة لَكَانَ مَئِينةً مِثْلَ معِيشة، قَالَ: وَعِنْدَ الأَخفش يَجُوزُ أَن تَكُونَ مَفعُلة. ومأَنْتُ القومَ أَمأَنُهم مأْناً إِذَا احتملت مَؤُونتَهم، وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ قَالَ مُنْتُهم أَمُونهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنْ جَعلْتَ المَؤُونة مِنْ مانَهم يَمُونهم لَمْ تَهْمِزْ، وَإِنْ جَعَلْتَهَا مِنْ مأَنْتُ هَمَزْتَهَا؛ قَالَ: وَالَّذِي نَقَلَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ مَذْهَبِ الفراء أَن مَؤُونة مِنَ الأَيْن، وَهُوَ التَّعَبُ والشِّدَّة، صَحِيحٌ إِلَّا أَنه أَسقط تَمَامَ الْكَلَامِ، وَتَمَامُهُ وَالْمَعْنَى أَنه عَظِيمُ التَّعَبِ فِي الإِنفاق عَلَى مَنْ يَعُول، وَقَوْلُهُ: وَيُقَالُ هُوَ مَفعُلة مِنَ الأَوْنِ، وَهُوَ الخُرْج والعِدْل، هُوَ قَوْلُ الْمَازِنِيِّ إِلَّا أَنه غيَّر بعضَ الْكَلَامِ، فأَما الَّذِي غيَّره فَهُوَ قَوْلُهُ: إِنَّ الأَوْنَ الخُرْجُ وَلَيْسَ

هُوَ الخُرْجَ، وإِنما قَالَ والأَوْنانِ جَانِبَا الخُرْجِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، لأَن أَوْنَ الْخُرْجِ جَانِبُهُ وَلَيْسَ إِياه، وَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً فِي فصل أَون، وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: لأَنها ثِقْل على الإِنسان يعني المؤُونة، فغيَّره الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: لأَنه، فذكَّر الضَّمِيرَ وأَعاده عَلَى الخُرْج، وأَما الَّذِي أَسقطه فَهُوَ قَوْلُهُ بَعْدَهُ: وَيُقَالُ للأَتان إِذا أَقْرَبَتْ وعَظُمَ بطنُها: قَدْ أَوَّنتْ، وإِذا أَكل الإِنسانُ وامتلأَ بطنُه وَانْتَفَخَتْ خاصِرَتاه قِيلَ: أَوَّنَ تأْوِيناً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: سِرّاً وَقَدْ أَوَّنَ تأْوِينَ العُقُقْ انْقَضَى كَلَامُ الْمَازِنِيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ قَالَ الْخَلِيلُ لَوْ كَانَ مَفْعُلة لكان مَئينةً، قَالَ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ لَوْ كَانَ مَفْعُلة مِنَ الأَيْن دُونَ الأَوْن، لأَن قِيَاسَهَا مِنَ الأَيْنِ مَئينة ومن الأَوْن مَؤُونة، وَعَلَى قِيَاسِ مَذْهَبِ الأَخفش أَنَّ مَفْعُلة مِنَ الأَيْنِ مَؤُونة، خِلَافَ قَوْلِ الْخَلِيلِ، وأَصلها عَلَى مَذْهَبِ الأَخفش مأْيُنَة، فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْيَاءِ إِلى الهمزة فصارت مَؤويْنَة، فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِسُكُونِهَا وَانْضِمَامِ مَا قَبْلِهَا، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ الأَخفش. وإِنه لَمَئِنَّة مِنْ كَذَا أَي خَلِيقٌ. ومأَنْتُ فَلَانًا تَمْئِنَة «5». أَي أَعْلَمته؛ وأَنشد الأَصمعي للمَرَّار الفَقْعسيّ: فتهامَسُوا شَيْئًا، فَقَالُوا عرّسُوا ... مِنْ غيرِ تَمْئِنَةٍ لِغَيْرِ مُعَرَّسِ أَي مِنْ غَيْرِ تَعْرِيفٍ، وَلَا هُوَ فِي مَوْضِعِ التَّعْريسِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ المَرَّار فتَناءَمُوا أَي تَكَلَّمُوا مِنَ النَّئِيم، وَهُوَ الصَّوْتُ؛ قَالَ: وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حَبِيبٍ وَفَسَّرَ ابنُ حَبِيبٍ التَّمْئِنة بالطُّمَأْنينة؛ يَقُولُ: عَرّسوا بِغَيْرِ مَوْضِعِ طُمَأْنينة، وَقِيلَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَفْعِلة مِنَ المَئِنَّة الَّتِي هِيَ الْمَوْضِعُ المَخْلَقُ لِلنُّزُولِ أَي فِي غَيْرِ مَوْضِعِ تَعْريسٍ وَلَا عَلَامَةٍ تَدُلُّهُمْ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَمْئِنة تَهْيِئة وَلَا فِكْر وَلَا نَظَرٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ تَفْعِلة من المَؤُونة الَّتِي هِيَ القُوتُ، وَعَلَى ذَلِكَ اسْتَشْهَدَ بِالْقُوتِ؛ وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنه مَفْعِلة، فَهُوَ عَلَى هَذَا ثُنَائِيُّ. والمَئنَّةُ: الْعَلَامَةُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ طولَ الصَّلَاةِ وقِصَرَ الخُطْبة مَئِنَّة مِنْ فِقه الرَّجُلِ أَي أَن ذَلِكَ مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْه الرَّجُلِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وكلُّ شَيْءٍ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ مَئِنَّة لَهُ كالمَخْلَقة والمَجْدرة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَحَقِيقَتُهَا أَنها مَفْعِلة مِنْ مَعْنَى إِنَّ الَّتِي لِلتَّحْقِيقِ والتأْكيد غَيْرُ مُشْتَقَّةٍ مِنْ لَفْظِهَا، لأَن الْحُرُوفَ لَا يُشْتَقُّ مِنْهَا، وإِنما ضُمِّنَتْ حروفَها دَلَالَةً عَلَى أَن مَعْنَاهَا فِيهَا، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ إِنها اشتقت من لفظها بعد ما جُعِلَتِ اسْمًا لَكَانَ قَوْلًا، قَالَ: وَمِنْ أَغرب مَا قِيلَ فِيهَا أَن الْهَمْزَةَ بَدَلٌ مِنْ ظَاءِ المَظِنَّة، وَالْمِيمُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ زَائِدَةٌ. قَالَ الأَصمعي: سأَلني شُعْبَةُ عَنْ هَذَا فَقُلْتُ مَئِنَّة أَي عَلَامَةٌ لِذَلِكَ وخَلِيقٌ لِذَلِكَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنَّ اكْتِحالًا بالنَّقِيِّ الأَبْلَجِ، ... ونَظَراً فِي الحاجِبِ المُزَجَّجِ، مَئِنَّةٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوَجِ قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ بِتَشْدِيدِ النُّونِ، قَالَ: وَحَقُّهُ عِنْدِي أَن يُقَالَ مَئِينة مِثَالُ مَعِينة عَلَى فَعِيلة، لأَن الْمِيمَ أَصلية، إِلا أَن يَكُونَ أَصلُ هَذَا الْحَرْفِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ فيكون

_ (5). قوله [ومأنت فلاناً تمئنة] كذا بضبط الأَصل مأنت بالتخفيف ومثله ضبط فِي نُسْخَةٍ مِنَ الصِّحَاحِ بشكل القلم، وعليه فتمئنة مصدر جارٍ على غير فعله

مَئِنَّة مَفْعِلة مِنْ إِنَّ الْمَكْسُورَةِ المشدَّدة، كَمَا يُقَالُ: هُوَ مَعْساةٌ مِنْ كَذَا أَي مَجْدَرة ومَظِنَّة، وَهُوَ مَبْنِيٌّ مِنْ عَسَى، وَكَانَ أَبو زَيْدٍ يَقُولُ مَئِتَّة، بِالتَّاءِ، أَي مَخْلَقة لِذَلِكَ ومَجْدَرة ومَحْراة وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَهُوَ مَفْعِلة مِنْ أَتَّه يَؤُتُّه أَتّاً إِذا غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ، وَجَعَلَ أَبو عُبَيْدٍ الْمِيمَ فِيهِ أَصلية، وَهِيَ مِيمُ مَفْعِلة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَئِنَّة، عَلَى قَوْلِ الأَزهري، كَانَ يَجِبُ أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ أَنن، وَكَذَا قَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ وَفَسَّرَهُ فِي الرَّجَزِ الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: إِنَّ اكْتِحَالًا بالنقيِّ الأَبلج قَالَ: وَالنَّقِيُّ الثَّغْر، ومَئِنَّة مَخْلَقة؛ وَقَوْلُهُ مِنَ الفَعالِ الأَعوج أَي هُوَ حَرَامٌ لَا يَنْبَغِي. والمأْنُ: الْخَشَبَةُ فِي رأْسها حَدِيدَةٌ تُثَارُ بِهَا الأَرض؛ عَنْ أَبي عمرو وابن الأَعرابي. متن: المَتْنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا صَلُبَ ظَهْرُه، وَالْجَمْعُ مُتُون ومِتَانٌ؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة: أَنَّى اهتَدَيْتِ، وكُنتِ غيرَ رَجِيلةٍ، ... والقومُ قَدْ قطَعُوا مِتَانَ السَّجْسج أَراد مِتانَ السَّجاسِج فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ مَتْنَ السَّجْسَجِ فَجَمَعَ عَلَى أَنه جَعَلَ كلَّ جُزْءٍ مِنْهُ مَتْناً. ومَتْنُ كُلِّ شَيْءٍ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ. ومَتْنُ المَزادة: وجهُها البارزُ. والمَتْنُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض واستوَى، وَقِيلَ: مَا ارْتَفَعَ وصَلُبَ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. أَبو عَمْرٍو: المُتُونُ جَوَانِبُ الأَرض فِي إِشْراف. وَيُقَالُ: مَتْنُ الأَرض جَلَدُها. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: طَرَّقوا بَيْنَهُمْ تَطْريقاً ومَتَّنُوا بَيْنَهُمْ تَمْتِينًا، والتَّمْتِين: أَن يَجْعَلُوا بَيْنَ الطَّرَائِقِ مُتُناً مِنْ شَعَر، وَاحِدُهَا مِتانٌ. ومَتَّنُوا بَيْنَهُمْ: جَعَلُوا بَيْنَ الطَّرَائِقِ مُتُناً مِنْ شَعَرٍ لِئَلَّا تُخرّقه أَطرافُ الأَعمدة. والمَتْنُ والمِتانُ: مَا بَيْنَ كُلِّ عَمُودَيْنِ، وَالْجَمْعُ مُتُنٌ. والتَّمْتِينُ والتِّمْتِين والتِّمْتانُ: الخَيْط «1» الَّذِي يُضَرَّبُ بِهِ الفُسْطاطُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّمْتِينُ، عَلَى وَزْنِ تَفْعِيل، خُيوط تُشدُّ بِهَا أَوْصالُ الخِيام. ابْنُ الأَعرابي: التَّمْتِينُ تَضريبُ المَظَالِّ والفَساطِيطِ بالخُيوطِ. يُقَالُ: مَتِّنْها تمتِيناً. وَيُقَالُ: مَتِّنْ خِباءَكَ تَمْتِينًا أَي أَجِدْ مَدَّ أَطْنابه، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْنَى الأَول. وَقَالَ الحِرْمازي: التَّمْتِين أَن تَقُولَ لِمَنْ سَابَقَكَ تقَدَّمني إِلى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ أَلْحَقك، فَذَلِكَ التَّمتين. يُقَالُ: مَتَّنَ فلانٌ لِفُلَانٍ كَذَا وَكَذَا ذِرَاعًا ثُمَّ لَحِقَه. والمَتْنُ: الظَّهْرُ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ مُتونٌ، وَقِيلَ: المَتْنُ والمَتْنةُ لُغَتَانِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، لَحمتان مَعصُوبتان بَيْنَهُمَا صُلْبُ الظَّهْرِ مَعْلُوَّتان بعَقَب. الْجَوْهَرِيُّ: مَتْنا الظَّهْرِ مُكتَنَفا الصُّلْبِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ مِنْ عَصَبٍ وَلَحْمٍ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَقِيلَ: المَتْنانِ والمَتْنَتانِ جَنَبَتا الظَّهْرِ، وجمعُهما مُتُون، فمَتْنٌ ومُتُون كظهْرٍ وظُهُور، ومَتْنَة ومُتُونٌ كمَأْنةٍ ومُؤُون؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الْفَرَسَ فِي لُغَةِ مَنْ قَالَ مَتْنة: لَهَا مَتْنَتانِ خَظَاتا، كَمَا ... أَكَبَّ عَلَى ساعِدَيْهِ النَّمِرْ ومَتَنه مَتْناً: ضَرب مَتْنه. التَّهْذِيبِ: مَتَنْتُ الرَّجُلَ مَتْناً إِذا ضَرَبْتَهُ، ومَتَنه مَتْناً إِذا مَدَّه، ومَتَنَ بِهِ مَتْناً إِذا مَضَى بِهِ يَوْمَهُ أَجمع، وَهُوَ يَمْتُنُ بِهِ. ومَتْنُ الرُّمح وَالسَّهْمِ: وسطُهُما، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ السَّهْمِ مَا دُونَ الزَّافِرة إِلى وَسَطِهِ، وَقِيلَ: مَا دُونَ الرِّيشِ إِلى وَسَطِهِ. والمَتْنُ: الوَتر. ومَتَنه بالسَّوْط مَتْناً: ضَرَبَهُ بِهِ أَيَّ مَوْضِعٍ كَانَ منه، وقيل: ضربه

_ (1). قوله [والتمتان الخيط] ضبطه المجد بكسر التاء والصاغاني بفتحها

بِهِ ضَرْبًا شَدِيدًا. وجِلْدٌ لَهُ مَتْنٌ أَي صَلابة وأَكْلٌ وقُوَّة. وَرَجُلٌ مَتْنٌ: قَوِيٌّ صُلْب. ووَتَرٌ مَتِين: شَدِيدٌ. وَشَيْءٌ مَتِينٌ: صُلْب. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ : مَعْنَاهُ ذُو الِاقْتِدَارِ والشِّدَّة، الْقِرَاءَةُ بِالرَّفْعِ، والمَتِينُ صِفَةٌ لِقَوْلِهِ ذُو الْقُوَّةِ، وَهُوَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتقَدَّس، وَمَعْنَى ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ذُو الِاقْتِدَارِ الشَّدِيدِ، والمَتِينُ فِي صِفَةِ اللَّهِ القَوِيُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الَّذِي لَا يَلْحَقُهُ فِي أَفعاله مشقةٌ وَلَا كُلْفة وَلَا تعَبٌ، والمَتانةُ: الشِّدَّة والقُوَّة، فَهُوَ مِنْ حَيْثُ أَنه بَالِغُ الْقُدْرَةِ تامُّها قَوِيّ، وَمِنْ حَيْثُ أَنه شَدِيدُ القُوَّة متِينٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقُرِئَ المَتينِ بِالْخَفْضِ عَلَى النَّعْتِ للقُوَّة، لأَن تأْنيث القُوَّة كتأْنيث الْمَوْعِظَةِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ؛ أَي وَعْظٌ. وَالْقُوَّةُ: اقْتدارٌ. والمَتِينُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: القَوِيُّ. ومَتُنَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، مَتَانةً، فَهُوَ مَتِين أَي صُلْبٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ مَتُنَ مَتانة ومَتَّنه هُوَ. والمُماتَنة: المُباعدة فِي الْغَايَةِ. وَسَيْرٌ مُماتِنٌ: بَعِيدٌ. وَسَارَ سَيْرًا مُماتِناً أَي بَعِيدًا، وَفِي الصِّحَاحِ أَي شَدِيدًا. ومَتَن بِهِ مَتْناً: سَارَ بِهِ يَوْمَهُ أَجمع. وَفِي الْحَدِيثِ: مَتَنَ بِالنَّاسِ يَوْمَ كَذَا أَي سَارَ بِهِمْ يَوْمَهُ أَجمع. ومَتَنَ فِي الأَرض إِذا ذَهَبَ. وتَمْتِينُ القَوْس بالعَقَب وَالسِّقَاءِ بالرُّبِّ: شَدُّه وإِصلاحُه بِذَلِكَ. ومَتَنَ أُنْثَيَي الدَّابَّةِ وَالشَّاةِ يَمْتُنُهما مَتْناً: شَقَّ الصَّفْنَ عَنْهُمَا فسلَّهما بِعُرُوقِهِمَا، وخصَّ أَبو عُبَيْدٍ بِهِ التَّيسَ. الْجَوْهَرِيُّ: ومَتَنْتُ الكَبشَ شَقَقْتَ صَفْنه وَاسْتَخْرَجْتَ بَيْضَتَهُ بِعُرُوقِهَا. أَبو زَيْدٍ: إِذا شققتَ الصَّفَنَ وَهُوَ جِلْدَةُ الخُصْيَتين فأَخرجتهما بِعُرُوقِهِمَا فَذَلِكَ المَتْنُ، وَهُوَ مَمْتُون، وَرَوَاهُ شَمِرٌ الصَّفْن، وَرَوَاهُ ابْنُ جَبَلة الصَّفَن. والمَتْنُ: أَن تُرَضَّ خُصْيتا الْكَبْشِ حَتَّى تَسْتَرْخِيَا. وماتَنَ الرجلَ: فعَلَ بِهِ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ بِهِ، وَهِيَ المُطاولة والمُماطَلة. وماتَنه: ماطَله. الأُمَوِيّ: مَثَنْته بالأَمر مَثْناً، بِالثَّاءِ، أَي غَتَتُّه بِهِ غَتّاً؛ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع مَثَنْته بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ الأُموي؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَظنه مَتَنْته مَتْناً، بِالتَّاءِ لَا بِالثَّاءِ، مأْخوذ مِنَ الشَّيْءِ المَتينِ وَهُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ، وَمِنَ المُماتنة فِي السَّيْرِ. وَيُقَالُ: ماتَنَ فلانٌ فُلَانًا إِذا عَارَضَهُ فِي جَدَلٍ أَو خُصُومَةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُماتَنة والمِتانُ هُوَ أَن تُباقيه «2». فِي الجَرْي وَالْعَطِيَّةِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَبَوْا لِشَقائِهم إِلّا انْبِعاثي، ... ومِثْلي ذُو العُلالةِ والمِتانِ ومَتَنَ بِالْمَكَانِ مُتُوناً: أَقام. ومَتَنَ المرأَةَ: نَكَحَهَا، وَاللَّهُ أَعلم. مثن: المَثانة: مُسْتَقَرُّ الْبَوْلِ وَمَوْضِعُهُ مِنَ الرَّجُلِ والمرأَة مَعْرُوفَةٌ. ومَثِنَ، بِالْكَسْرِ، مَثَناً، فَهُوَ مَثِنٌ وأَمْثَنُ، والأُنثى مَثْناء: اشْتَكَى مَثانته، ومُثِنَ مَثْناً، فَهُوَ مَمْثُون ومَثِين كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَنه صَلَّى فِي تُبّانٍ فَقَالَ إِني مَمْثُون ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: الْمَمْثُونُ الَّذِي يَشْتَكِي مَثانته، وهي العُضْوُ [العِضْوُ] الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْبَوْلُ دَاخِلَ الْجَوْفِ، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَثِنٌ وممْثُون، فإِذا كَانَ لَا يُمْسِكُ بولَه فَهُوَ أَمْثَن. ومَثِنَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَمْثَن بَيِّنُ المَثَنِ إِذا كَانَ لَا يَسْتَمْسِكُ بَوْلُهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فِي فِعْلِهِ مَثِنَ ومُثِنَ، فَمَنْ قال مَثِنَ فالاسم منه مَثِنٌ، وَمَنْ قَالَ مُثِن فَالِاسْمُ مِنْهُ مَمْثُون. ابْنُ سِيدَهْ: المَثنُ وَجَعُ المَثانة، وهو أَيضاً أَن لا يَسْتَمْسِكَ البولُ فِيهَا. أَبو زَيْدٍ: الأَمْثَنُ الَّذِي لَا يَسْتَمْسِكُ بولُه فِي مَثَانَتِهِ، والمرأَة مَثْناء، مَمْدُودٌ. ابْنُ الأَعرابي: يقال لمَهْبِل

_ (2). قوله: تباقيه؛ هكذا في الأَصل، ولم نجد فعل باقى في المعاجم التي بين أيدينا

المرأَة المَحْمل والمُسْتَوْدَعُ وَهُوَ الْمَثَانَةُ أَيضاً؛ وأَنشد: وحاملةٍ مَحْمولةٍ مُسْتَكِنَّةٍ، ... لَهَا كلُّ حافٍ فِي البِلادِ وناعِلِ يَعْنِي المَثانة الَّتِي هِيَ المُسْتودَع. قَالَ الأَزهري: هَذَا لَفْظُهُ، قَالَ: والمَثانة عِنْدَ عَوَامِّ النَّاسِ مَوْضِعُ الْبَوْلِ، وَهِيَ عِنْدَهُ مَوْضِعُ الْوَلَدِ مِنَ الأُنثى. والمَثِنُ: الَّذِي يَحْبِسُ بولَه. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لِزَوْجِهَا: إِنك لمَثِنٌ خَبِيثٌ، قِيلَ لَهَا: وَمَا المَثِنُ؟ قَالَتْ: الَّذِي يُجَامِعُ عِنْدَ السَّحَر عِنْدَ اجْتِمَاعِ الْبَوْلِ فِي مَثانته، قَالَ: والأَمْثَنُ مِثْلُ المَثِنِ فِي حَبْسِ الْبَوْلِ. أَبو بَكْرٍ الأَنباري: المَثْناءُ، بِالْمَدِّ، المرأَةُ إِذا اشْتَكَتْ مَثانتها. ومَثَنه يَمْثُنه، بِالضَّمِّ «1». مَثْناً ومُثُوناً: أَصابَ مَثانته. الأَزهري: ومَثَنه بالأَمرِ مَثْناً غَتَّه بِهِ غَتّاً؛ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع مثَنْتُه بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ الأُموي؛ قَالَ الأَزهري: أَظنه مَتَنْتُه مَتْناً، بِالتَّاءِ لَا بِالثَّاءِ، مأْخوذ مِنَ المَتِين وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ متن، وَاللَّهُ أَعلم. مجن: مَجَنَ الشيءُ يَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ وغَلُظَ، وَمِنْهُ اشتقاقُ الماجِن لِصَلَابَةِ وَجْهِهِ وَقِلَّةِ اسْتِحْيَائِهِ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ مِنْهُ، عَلَى مَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ مِنْ أَن وَزْنَهُ فِعَلٌّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ جنن، وَوَرَدَ ذِكْرُ المجَنِّ والمِجانِّ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ التُّرْسُ والتِّرَسَة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ لأَنه مِنَ الجُنَّةِ السُّتْرة. التَّهْذِيبِ: الماجِنُ والماجِنَةُ مَعْرُوفَانِ، والمَجانَةُ أَن لَا يُباليَ مَا صَنَع وَمَا قِيلَ لَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تمثَّلَتْ بِشِعْرِ لَبِيدٍ: يتَحَدّثونَ مَخانةً ومَلاذةً المَخانة: مَصْدَرٌ مِنَ الخِيَانَةِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الْجِيمِ مِنَ المُجُون، فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصلية، وَاللَّهُ أَعلم. والماجِنُ عِنْدَ الْعَرَبِ: الَّذِي يَرْتَكِبُ المَقابح المُرْدية وَالْفَضَائِحَ المُخْزِية، وَلَا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه وَلَا تَقْريعُ مَنْ يُقَرِّعُه. والمَجْنُ: خَلْطُ الجِدِّ بِالْهَزْلِ. يُقَالُ: قَدْ مَجَنْتَ فاسْكُتْ، وَكَذَلِكَ المَسْنُ هُوَ المُجُون أَيضاً، وَقَدْ مَسَنَ. والمُجون: أَن لَا يُبَالِيَ الإِنسانُ بِمَا صَنَعَ. ابْنُ سِيدَهْ: الماجِنُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يُبَالِي بِمَا قَالَ وَلَا مَا قِيلَ لَهُ كأَنه مِنْ غِلَظِ الْوَجْهِ وَالصَّلَابَةِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسَبُه دَخِيلًا، وَالْجَمْعُ مُجّانٌ. مَجَنَ، بِالْفَتْحِ، يَمْجُنُ مُجوناً ومَجَانة ومُجْناً؛ حَكَى الأَخيرة سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَقَالُوا المُجْنُ كَمَا قَالُوا الشُّغْلُ، وَهُوَ ماجِنٌ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِخَادِمٍ لَهُ كَانَ يَعْذِلُه كَثِيرًا وَهُوَ لَا يَرِيعُ إِلى قَوْلِهِ: أَراك قَدْ مَجَنْتَ عَلَى الْكَلَامِ؛ أَراد أَنه مَرَنَ عَلَيْهِ لَا يَعْبأُ بِهِ، وَمِثْلُهُ مَرَدَ عَلَى الْكَلَامِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ. اللَّيْثُ: المَجّانُ عَطِيَّةُ الشَّيْءِ بِلَا مِنَّة وَلَا ثَمَنٍ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ المَجّان، عِنْدَ الْعَرَبِ، الباطلُ. وَقَالُوا: ماءٌ مَجّانٌ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ تَمْرٌ مَجّانٌ وَمَاءٌ مَجّانٌ؛ يُرِيدُونَ أَنه كَثِيرٌ كافٍ، قَالَ: واستَطْعَمني أَعرابي تَمْرًا فأَطعمته كُتْلةً وَاعْتَذَرْتُ إِليه مِنْ قِلَّته، فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ مَجّانٌ أَي كَثِيرٌ كافٍ. وَقَوْلُهُمْ: أَخذه مَجّاناً أَي بِلَا بَدَلٍ، وَهُوَ فَعّال لأَنه يَنْصَرِفُ. ومَجَنَّةُ: عَلَى أَميال مِنْ مَكَّةَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنَ مَجَنَ وأَن يَكُونَ مِنْ جَنَّ، وَهُوَ الأَسبق، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ جنن أَيضاً؛ وَفِي حَدِيثِ بلال:

_ (1). قوله [ومثنه يمثنه بالضم] نقل الصاغاني عن أبي عبيد الكسر أيضاً

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ؟ ... وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامةٌ وطَفِيلُ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَجَنَّة مَوْضِعٌ بأَسفل مَكَّةَ عَلَى أَميال، وَكَانَ يُقام بِهَا لِلْعَرَبِ سُوق، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُ مِيمَهَا، وَالْفَتْحُ أَكثر، وَهِيَ زَائِدَةٌ. والمُماجِنُ مِنَ النُّوقِ: الَّتِي يَنْزُو عَلَيْهَا غيرُ واحدٍ مِنَ الفُحولة فَلَا تَكَادُ تَلْقَح. وَطَرِيقٌ مُمَجَّنٌ أَي مَمْدُودٌ. والمِيجَنَة: المِدَقَّة، تُذْكَرُ فِي وجن، إِن شَاءَ الله عز وجل. مجشن: ذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي الرباع ما صورته: الماجُشُون [الماجِشُون] اسْمُ رَجُلٍ؛ حَكَاهُ ثعلب. وابن الماجُشُون [الماجِشُون]: الْفَقِيهُ المعروفُ مِنْهُ، والله أَعلم. محن: المِحْنة: الخِبْرة، وَقَدِ امتَحنه. وامتَحن القولَ: نَظَرَ فِيهِ ودَبَّره. التَّهْذِيبِ: إِن عُتْبة بْنِ عبدٍ السُّلَمي، وَكَانَ مِنْ أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّث أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: القَتْلى ثَلَاثَةٌ، رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذا لَقِيَ العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل، فذلك الشهيد المُمْتَحَن فِي جَنَّةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ «1». لَا يَفْضُله النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النبوَّة ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ فَذَلِكَ الشَّهِيدُ المُمْتحَن هُوَ المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ مِنْ مَحَنتُ الفضةَ إِذا صَفَّيْتَهَا وَخَلَّصْتَهَا بِالنَّارِ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ، قَالَ: خَلَّصَ اللهُ قُلُوبَهَمْ ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ صَفَّاها وهَذَّبها، وَقَالَ غَيْرُهُ: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى شَرَحَ اللهُ قُلُوبَهُمْ، كأَنَّ مَعْنَاهُ وَسَّع اللَّهُ قلوبَهم لِلتَّقْوَى. ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه: بِمَنْزِلَةِ خَبَرْتُه وَاخْتَبَرْتُهُ وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه. وأَصل المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْط. وامتَحَنتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إِذا أَذبتهما لِتَخْتَبِرَهُمَا حَتَّى خَلَّصْتَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَالِاسْمُ المِحْنة. والمَحْنُ: الْعَطِيَّةُ. وأَتيتُ فُلَانًا فَمَا مَحَنَني شَيْئًا أَي مَا أَعطاني. والمِحْنة: وَاحِدَةُ المِحَنِ الَّتِي يُمتَحَنُ بِهَا الإِنسانُ مِنْ بَلِيَّةٍ، نَسْتَجِيرُ بِكَرَمِ اللَّهِ مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي: المِحْنة بِدْعَة ، هِيَ أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه وَيَقُولَ: فَعَلْتَ كَذَا وَفَعَلْتَ كَذَا، فَلَا يَزَالُ بِهِ حَتَّى يَقُولَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَو مَا لَا يَجُوزُ قَوْلُهُ، يَعْنِي أَن هَذَا الْقَوْلَ بِدْعَةٌ؛ وقولُ مُليح الهُذَليِّ: وحُبُّ لَيْلَى، وَلَا تَخْشى مَحُونتَه، ... صَدْعٌ لنَفْسِكَ مِمَّا لَيْسَ يُنْتقَدُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَحُونته عَارُهُ وتِباعَتُه، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنَ المِحْنَة لأَن العارَ مِنْ أَشدِّ المِحْن، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَفْعُلة مِنَ الحَيْنِ، وَذَلِكَ أَن الْعَارَ كَالْقَتْلِ أَو أَشد. اللَّيْثُ: المِحْنة مَعْنَى الْكَلَامِ الَّذِي يُمتحَنُ بِهِ لِيَعْرِفَ بِكَلَامِهِ ضَمِيرَ قَلْبِهِ، تَقُولُ امتحَنْتُه، وامتَحنْتُ الْكَلِمَةَ أَي نَظَرْتُ إِلى مَا يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها. والمَحْنُ: النِّكَاحُ الشَّدِيدُ. يُقَالُ: مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نَكَحَهَا. ومَحَنه عِشْرِينَ سَوْطاً: ضَرَبَهُ. وَمَحَنَ السَّوْطَ: لَيَّنَه. المُفَضَّلُ: مَحَنْتُ الثوبَ مَحْناً إِذا لَبِسْتَهُ حَتَّى تُخْلِقه. ابْنُ الأَعرابي: مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وَهُوَ التَّلْيِينُ بالطَّرْد، والمُمْتحَن والمُمَحَّص وَاحِدٌ. أَبو سَعِيدٍ: مَحَنْتُ الأَديم مَحْناً إِذا مَدَدْتَهُ حَتَّى تُوَسِّعَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المَحْنُ اللَّيِّنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ومَحْنت الْبِئْرَ مَحْناً إِذا أَخرجت تُرابها

_ (1). قوله [فِي جَنَّةِ اللَّهِ تَحْتَ عرشه] الذي في نسخة التهذيب: في خيمة الله

وَطِينَهَا. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ مَحَنْتُه ومخنتُه، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كُلُّهُ بِمَعْنَى قَشَرْتُه. وَجِلْدٌ مُمتحَنٌ: مَقْشُور، وَاللَّهُ أَعلم. مخن: المَخْنُ والمَخِنُ والمِخَنُّ، كُلُّهُ: الطَّوِيلُ؛ قَالَ: لَمَّا رَآهُ جَسْرَباً مِخَنَّا، ... أَقْصَر عَنْ حَسْناء وارْثَعَنَّا وَقَدْ مَخَنَ مَخْناً ومُخُوناً. اللَّيْثُ: رَجُلٌ مَخْنٌ وامرأَة مَخْنة إِلى القِصَر مَا هُوَ، وَفِيهِ زَهْوٌ وخِفَّة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا عَلِمْتُ أَحداً قَالَ فِي المَخْن إِنه إِلى القِصَر مَا هُوَ غَيْرَ اللَّيْثِ، وَقَدْ رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ الطِّوالِ مِنَ النَّاسِ: وَمِنْهُمُ المَخْن واليَمْخُور والمُتماحِلُ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: المَخْنُ الطُّولُ، والمَخْنُ أَيضاً البُكاء، والمَخْنُ نزْحُ الْبِئْرِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: قَدْ أَمرَ الْقَاضِي بأَمرٍ عَدْلِ، ... أَنْ تَمْخَنُوها بِثَمَانِي أَدْلِ والمِخَنَّةُ: الفِناء؛ قَالَ: ووَطِئْتَ مُعتَلِياً مِخَنَّتَنا، ... والغَدْرُ مِنْكَ عَلامةُ العَبْدِ ومَخَنَ المرأَة مَخْناً: نَكَحَهَا. والمَخْنُ: النَّزْعُ مِنَ الْبِئْرِ. ومخَنَ الشيءَ مَخْناً: كمَخَجَه؛ قَالَ: قَدْ أَمرَ الْقَاضِي بأَمرٍ عَدْلِ، ... أَنْ تَمْخَنُوها بِثَمَانِي أَدْلِ ومخَنَ الأَديمَ: قَشَره، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَخَنَ الأَديمَ والسَّوْطَ دَلَكه ومَرَنَه، وَالْحَاءُ الْمُهْمَلَةُ فِيهِ لغة. وطريق مُمَخَّنٌ: وُطِيءَ حَتَّى سَهُلَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها تَمَثَّلَتْ بِشِعْرِ لَبِيدٍ: يتَحَدَّثونَ مَخانةً ومَلاذَة قَالَ: المَخانَةُ مَصْدَرٌ مِنَ الخِيانة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الْجِيمِ مِنَ المُجون، فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصلية، وقد تقدم. مدن: مَدَنَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ، فِعْلٌ مُمات، وَمِنْهُ المَدِينة، وَهِيَ فَعِيلة، وَتُجْمَعُ عَلَى مَدَائن، بِالْهَمْزِ، ومُدْنٍ ومُدُن بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ؛ وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: أَنه مَفْعِلة مِنْ دِنْتُ أَي مُلِكْتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَوْ كَانَتِ الْمِيمُ فِي مَدِينَةٍ زَائِدَةً لَمْ يَجُزْ جَمْعُهَا عَلَى مُدْنٍ. وَفُلَانٌ مَدَّنَ المَدائنَ: كَمَا يُقَالُ مَصَّرَ الأَمصارَ. قَالَ وَسُئِلَ أَبو عَلِيٍّ الفَسَوِيُّ عَنْ هَمْزَةِ مَدَائِنَ فَقَالَ: فِيهِ قَوْلَانِ، مَنْ جَعَلَهُ فَعِيلة مِنْ قَوْلِكَ مَدَنَ بِالْمَكَانِ أَي أَقام بِهِ هَمَزَهُ، وَمَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلة مِنْ قَوْلِكَ دِينَ أَي مُلِكَ لَمْ يَهْمِزْهُ كَمَا لَا يَهْمِزُ مَعَايِشَ. والمَدِينة: الحِصْنُ يُبْنَى فِي أُصطُمَّةِ الأَرض، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. وكلُّ أَرض يُبْنَى بِهَا حِصْنٌ فِي أُصطُمَّتِها فَهِيَ مَدِينَةٌ، وَالنِّسْبَةُ إِليها مَدِينيّ، وَالْجَمْعُ مَدائنُ ومُدُنٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ هُنَا حَكَمَ أَبو الْحَسَنِ فِيمَا حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ أَن مَدِينة فَعِيلَةٌ. الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ: الْمَدِينَةُ فَعِيلَةٌ، تُهْمَزُ فِي الْفَعَائِلِ لأَن الْيَاءَ زَائِدَةٌ، وَلَا تُهْمَزُ يَاءُ الْمَعَايِشِ لأَن الْيَاءَ أَصلية. وَالْمَدِينَةُ: اسْمُ مَدِينَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاصَّةً غَلَبَتْ عَلَيْهَا تَفْخِيمًا لَهَا، شرَّفها اللَّهُ وَصَانَهَا، وإِذا نَسَبْتَ إِلى الْمَدِينَةِ فَالرَّجُلُ وَالثَّوْبُ مَدَنيٌّ، وَالطَّيْرُ وَنَحْوُهُ مَدِينّي، لَا يُقَالُ غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: فأَما قَوْلُهُمُ مَدَائِني فإِنهم جَعَلُوا هَذَا الْبِنَاءَ اسْمًا لِلْبَلَدِ، وحمامةٌ مَدِينيَّة وَجَارِيَةٌ مَدِينيَّة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْعَالِمِ بالأَمر الفَطِنِ: هُوَ ابْنُ بَجْدَتِها وابنُ مَدِينتها وَابْنُ بَلْدَتها وَابْنُ بُعْثُطها وَابْنُ سُرْسُورها؛ قَالَ الأَخطل:

رَبَتْ ورَبا فِي كَرْمِها ابنُ مَدِينةٍ ... يَظَلُّ عَلَى مِسْحاته يتَرَكَّلُ ابنُ مَدِينةٍ أَي الْعَالِمُ بأَمرها. وَيُقَالُ للأَمة: مَدِينة أَي مَمْلُوكَةٌ، وَالْمِيمُ مِيمُ مَفْعُول، وَذَكَرَ الأَحولُ أَنه يُقَالُ للأَمة ابنُ مَدِينة، وأَنشد بَيْتَ الأَخطل، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ الأَعرابي ابنُ مَدِينة ابنُ أَمة، قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: يُقَالُ لِلْعَبْدِ مَدِينٌ وللأَمة مَدِينة، وَقَدْ فَسَّرَ قَوْلَهُ تَعَالَى: إِنَّا لَمَدِينُونَ ؛ أَي مَمْلُوكُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالَّذِي قَالَهُ أَهل التَّفْسِيرِ لمَجْزِيُّون. ومَدَنَ الرجلُ إِذا أَتى الْمَدِينَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْمِيمَ أَصلية. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ مَنْ لَا يُوثَقُ بِعِلْمِهِ مَدَن بِالْمَكَانِ أَي أَقام بِهِ. قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وإِذا نَسَبْتَ إِلى مَدِينَةِ الرَّسُولِ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قُلْتَ مَدَنيٌّ، وإِلى مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ مَدِينيّ، وإِلى مَدَائِنِ كِسْرَى مَدائِنيٌّ، لِلْفَرْقِ بَيْنَ النَّسَبِ لِئَلَّا يَخْتَلِطَ. ومَدْيَنُ: اسْمٌ أَعجمي، وإِن اشْتَقَقْتَهُ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ فَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ يَكُونُ مَفْعَلًا وَهُوَ أَظهر. ومَدْيَنُ: اسْمُ قَرْيَةِ شُعَيْبٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَفضل الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، وَالنَّسَبُ إِليها مَدْيَنِيٌّ. والمَدَانُ: صَنَمٌ. وبَنُو المَدَانِ: بطْنٌ، عَلَى أَن الْمِيمَ فِي المَدَان قَدْ تَكُونُ زَائِدَةً. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ مَدَان، بِفَتْحِ الْمِيمِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي غَزْوَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بَنِي جُذَام، وَيُقَالُ لَهُ فَيْفاءُ مَدَانَ؛ قَالَ: وَهُوَ وادٍ فِي بِلَادِ قُضاعَة. مذن: النِّهَايَةُ فِي حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج: كُنَّا نَكْرِي الأَرض بِمَا عَلَى الماذِيانات وَالسَّوَاقِي ، قَالَ: هِيَ جَمْعُ ماذِيانٍ، وَهُوَ النَّهْرُ الْكَبِيرُ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ، وَهِيَ سَوَاديَّة، وتكرَّر فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا، وَاللَّهُ أَعلم. مرن: مَرَنَ يَمْرُنُ مَرَانةً ومُرُونةً: وَهُوَ لِينٌ فِي صَلابة. ومَرَّنْتُه: أَلَنْتُه وصَلَّبْتُه. ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا اسْتَمَرَّ، وَهُوَ لَيِّنٌ فِي صَلَابَةٍ. ومَرَنَتْ يَدُ فلانٍ عَلَى الْعَمَلِ أَي صَلُبتْ واستمَرَّتْ. والمَرَانةُ: اللِّينُ. والتَّمْرينُ: التَّلْيينُ. ومَرَنَ الشيءُ يَمْرُنُ مُرُوناً إِذا لانَ مِثْلَ جَرَنَ. ورمْحٌ مارِنٌ: صُلْبٌ لَيِّنٌ، وَكَذَلِكَ الثوبُ. والمُرّانُ، بِالضَّمِّ وَهُوَ فُعّالٌ: الرِّمَاحُ الصُّلْبة اللَّدْنةُ، واحدتُها مُرَّانة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُرّانُ نَبَاتُ الرِّمَاحِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا عَنَى بِهِ المصدرَ أَم الجوهرَ النَّابِتَ. ابْنُ الأَعرابي: سُمِّي جماعةُ القَنَا المُرّانَ لِلِينِهِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ قَنَاةٌ لَدْنَةٌ. وَرَجُلٌ مُمَرَّنُ الْوَجْهِ: أَسِيلُه. ومَرَنَ وجهُ الرَّجُلِ عَلَى هَذَا الأَمر. وإِنه لَمُمَرَّنُ الوجهِ أَي صُلْبُ الْوَجْهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لِزَازُ خَصْمٍ مَعِلٍ مُمَرَّنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مَعِكٍ، بِالْكَافِ. يُقَالُ: رَجُلٌ مَعِكٌ أَي مُمَاطِلٌ؛ وَبَعْدَهُ: أَلْيَسَ مَلْوِيِّ المَلاوِي مِثْفَنِ وَالْمَصْدَرُ المُرُونة. ومَرَدَ فلانٌ عَلَى الْكَلَامِ ومَرَنَ إِذا استمَرّ فَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِ. ومَرَنَ عَلَى الشَّيْءِ يَمْرُن مُرُوناً ومَرَانة: تعوَّده واستمرَّ عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: مَرَنَ عَلَى كَذَا يَمْرُنُ مُرُونة ومُرُوناً دَرَبَ؛ قَالَ: قَدْ أَكْنَبَتْ يَداك بَعدَ لِينِ، ... وَبَعْدَ دُهْنِ الْبانِ والمَضْنُونِ، وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ ومَرَّنه عَلَيْهِ فتمَرَّن: دَرَّبه فتدَرَّب. وَلَا أَدري أَيُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هُوَ أَي أَيُّ الوَرى هُوَ. والمَرْنُ: الأَديمُ المُلَيَّن المَدْلوك. ومَرَنْتُ

الجلدَ أَمرُنه مَرْناً ومَرَّنْتُه تَمْرِينًا، وَقَدْ مَرَنَ الجِلدُ أَي لانَ. وأَمرَنْتُ الرجلَ بِالْقَوْلِ حَتَّى مَرَنَ أَي لانَ. وَقَدْ مَرَّنوه أَي لَيَّنُوه. والمَرْنُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ ثيابٌ قُوهِيَّة؛ وأَنشد لِلنَّمِرِ: خفيفاتُ الشُّخُوصِ، وهُنَّ خُوصٌ، ... كأَنَّ جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المَرْنُ الفِرَاء فِي قَوْلِ النَّمِرِ: كأَن جُلُودَهُنَّ ثيابُ مَرْنِ ومَرَنَ بِهِ الأَرضَ مَرْناً ومَرَّنَها: ضَرَبَهَا بِهِ. وَمَا زالَ ذَلِكَ مَرِنَك أَي دَأْبَكَ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ مَا زَالَ ذَلِكَ دِينَك ودَأْبَك ومَرِنَك ودَيْدَنَك أَي عادَتَك. والقومُ عَلَى مَرِنٍ واحدٍ: عَلَى خُلُقٍ مُسْتوٍ، واسْتَوَتْ أَخلاقُهم. قَالَ ابْنُ جِنِّي: المَرِنُ مصدرٌ كالحَلِفِ والكَذِبِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ مَرَنَ عَلَى الشَّيْءِ إِذا أَلِفَه فدَرِبَ فِيهِ ولانَ لَهُ، وإِذا قَالَ لأَضْرِبَنَّ فُلَانًا ولأَقْتُلنه، قُلْتَ أَنت: أَو مَرِناً مَا أُخْرَى أَي عَسَى أَن يَكُونَ غَيْرَ مَا تَقُولُ أَو يَكُونُ أَجْرَأَ لَهُ عَلَيْكَ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَرِنُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، الحالُ والخُلُق. يُقَالُ: مَا زَالَ ذَلِكَ مَرِني أَي حَالِي. والمارِن: الأَنف، وَقِيلَ: طَرفه، وَقِيلَ: المارِنُ مَا لَانَ مِنَ الأَنف، وَقِيلَ: مَا لَانَ مِنَ الأَنف مُنْحَدِراً عَنِ الْعَظْمِ وفَضَلَ عَنِ الْقَصَبَةِ، وَمَا لَانَ مِنَ الرُّمْح؛ قَالَ عُبيد يَذْكُرُ ناقتَه: هاتِيكَ تحْمِلُني وأَبْيضَ صارِماً، ... ومُذَرَّباً فِي مارِنٍ مَخْموس ومَرْنا الأَنفِ: جَانِبَاهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَمْ يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِ أَراد زَمَّ الخِشاش فَقَلَبَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ خِشَاشُ ذِي الزَّمِّ فَحَذَفَ وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: فِي المارِنِ الدِّيَةُ ؛ المارِنُ مِنَ الأَنف: مَا دُونَ القَصبة. وَالْمَارِنَانِ: المُنْخُران. ومارَنَتِ الناقةُ مُمَارَنَةً ومِراناً وَهِيَ ممارِنٌ: ظَهَرَ لَهُمْ أَنها قَدْ لَقِحَت وَلَمْ يَكُنْ بِهَا لِقاحٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُكْثرُ الفحلُ ضِرابَها ثُمَّ لَا تَلْقَح، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَلْقَح حَتَّى يُكرَّر عَلَيْهَا الْفَحْلُ. وَنَاقَةٌ مِمْرانٌ إِذا كَانَتْ لَا تَلْقَح. ومَرَنَ البعيرَ والناقةَ يمرُنهما مَرْناً: دَهَنَ أَسفل خُفِّهما بدُهْنٍ مِنْ حَفىً بِهِ. والتَّمْرين: أَن يَحْفَى الدابةُ فيَرِقَّ حافرُه فتَدْهَنَه بدُهْنٍ أَو تَطْليه بأَخْثاء الْبَقَرِ وَهِيَ حارَّة؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ باطنَ مَنسِم الْبَعِيرِ: فرُحْنا بَرَى كلُّ أَيديهما ... سَريحاً تَخَدَّم بعدَ المُرُون وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: المَرْنُ العمَل بِمَا يُمَرِّنُها، وَهُوَ أَن يَدْهَنَ خُفَّها بالوَدك. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: المَرْنُ الحَفاءُ، وَجَمْعُهُ أَمْرانٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: رَفَّعْتُ مائِرَةَ الدُّفُوفِ أَمَلَّها ... طُولُ الوَجِيفِ عَلَى وَجَى الأَمْران وَنَاقَةٌ مُمارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكوبة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والمُمارِنُ مِنَ النُّوق مثلُ المُماجِنِ. يُقَالُ: مارَنَتِ الناقةُ إِذا ضُرِبَتْ فَلَمْ تَلْقَحْ. والمَرَنُ: عَصَبُ باطِن العَضُدَينِ مِنَ الْبَعِيرِ، وَجَمْعُهُ أَمرانٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ قَوْلَ الْجَعْدِيِّ: فأَدَلَّ العَيْرُ حتى خِلْته ... قَفَصَ [قَفِصَ] الأَمْرانِ يَعْدُو فِي شَكَلْ قال صَحْبي، إِذْ رأَوْه مُقْبِلًا: ... مَا تَراه شَأْنَه؟ قُلْتُ: أَدَلّ قَالَ: أَدلّ مِنَ الإِدلال؛ وأَنشد غَيْرُهُ لطَلْقِ بْنِ عَدِي:

نَهْدُ التَّلِيل سالِمُ الأَمْرانِ الْجَوْهَرِيُّ: أَمرانُ الذِّرَاعِ عَصَبٌ يَكُونُ فِيهَا؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ: يَا دَارَ سَلْمى خَلاء لَا أُكَلِّفُها ... إِلا المَرانَةَ حَتَّى تَعْرِفَ الدِّينا قَالَ الْفَارِسِيُّ: المَرانَة اسْمُ نَاقَتِهِ وَهُوَ أَجودُ مَا فسِّرَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هِيَ هَضْبة مِنْ هضَبات بَنِي عَجْلانَ، يُرِيدُ لَا أُكَلِّفها أَن تَبْرَحَ ذَلِكَ الْمَكَانَ وَتَذْهَبَ إِلى مَوْضِعٍ آخَرَ. وَقَالَ الأَصمعي: الْمَرَانَةُ اسْمُ نَاقَةٍ كَانَتْ هَادِيَةً بِالطَّرِيقِ، وَقَالَ: الدِّينُ العَهْدُ والأَمرُ الَّذِي كَانَتْ تَعْهَدُهُ. وَيُقَالُ: المَرانة السُّكوتُ الَّذِي مَرَنَتْ عَلَيْهِ الدَّارُ، وَقِيلَ: الْمَرَانَةُ مَعْرِفتُها؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَراد المُرُون والعادَة أَي بِكَثْرَةِ وُقُوفي وسَلامي عَلَيْهَا لتَعْرِفَ طَاعَتِي لها. ومَرَّانُ شَنُوأَة: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. وَبَنُو مَرِينا: الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ امْرُؤُ الْقَيْسِ فَقَالَ: فَلَوْ فِي يوْمِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا، ... ولكِنْ فِي دِيارِ بَنِي مَرِينا هُمْ قَوْمٌ مِنْ أَهل الحِيرَة مِنَ العُبّاد، وَلَيْسَ مَرِينا بِكَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ. وأَبو مَرينا: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ. ومُرَيْنةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الزَّارِيُّ: تَعاطى كَباثاً مِنْ مُرَيْنةَ أَسْوَدا والمَرانة: مَوْضِعٌ لِبَنِي عَقِيلٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنهُ أُثالُ، ... فشَرْجَةُ فالمَرانةُ فالحِبالُ «2» . وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ مَرَانة، وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ. ابْنُ الأَعرابي: يوْمُ مَرْنٍ إِذا كَانَ ذَا كِسْوَة وخِلَعٍ، وَيَوْمُ مَرْنٍ إِذا كَانَ ذَا فِرارٍ مِنَ الْعَدُوِّ. ومَرَّان، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، وَبِهِ قَبْرُ تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إِني: إِذا الشاعِرُ المَغْرُورُ حَرَّبَني، ... جارٌ لقَبْر عَلَى مَرّانَ مَرْمُوسِ أَي أَذُبُّ عَنْهُ الشُّعَرَاءَ: وَقَوْلُهُ حَرَّبَني أَغضبني؛ يَقُولُ: تَمِيمُ بْنُ مُرّ جَارِي الَّذِي أَعْتَزُّ بِهِ، فَتَمِيمٌ كُلُّهَا تَحْمِينِي فَلَا أُبالي بِمَنْ يُغْضِبُني مِنَ الشُّعَرَاءِ لِفَخْرِي بِتَمِيمٍ؛ وأَما قَوْلُ مَنْصُورٍ: قَبْرٌ مَرَرْتُ بِهِ عَلَى مَرَّانِ فإِنما يَعْنِي قَبْرَ عَمْرِو بْنِ عُبَيد، قَالَ خَلَّادٌ الأَرْقَطُ: حَدَّثَنِي زَمِيلُ عَمْرِو بْنِ عُبيْد قَالَ سَمِعْتُهُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلم أَنه لَمْ يَعْرِضْ لِي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لَكَ فِيهِ رِضاً والآخرُ لِي فِيهِ هَوىً إِلَّا قدَّمْتُ رِضَاكَ عَلَى هوايَ، فاغْفِرْ لِي ؛ وَمَرَّ أَبو جَعْفَرٍ المنصورُ عَلَى قَبْرِهِ بمَرّان، وَهُوَ مَوْضِعٍ عَلَى أَميالٍ مِنْ مَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: صَلَّى الإِلهُ عليكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْراً مَرَرْتُ بِهِ عَلَى مَرَّانِ قَبْراً تضَمَّنَ مُؤْمِناً مُتخَشِّعاً، ... عَبَدَ الإِلهَ ودانَ بالقُرْآنِ فإِذا الرجالُ تَنازَعوا فِي شُبْهةٍ، ... فصَلَ الخِطابَ بحِكْمَةٍ وبَيانِ فَلَوَ انَّ هَذَا الدَّهْرَ أَبْقَى مُؤْمِناً، ... أَبْقَى لَنَا عَمْراً أَبا عُثْمانِ قَالَ: وروى: صلَّى الإِلهُ عَلَى شَخْصٍ تضَمَّنه ... قبرٌ مَرَرْتُ بِهِ على مَرَّانِ

_ (2). قوله [فشرجة فالحبال] كذا بالأصل، وهو ما صوّبه المجد تبعاً للصاغاني، وقال الرواية: فالحبال بكسر المهملة وبالباء الموحدة وشرجة بالشين المعجمة والجيم. وقول الجوهري: وَالْخَيَالُ أَرْضٌ لِبَنِي تَغْلِبَ صحيح والكلام في رواية البيت

مرجن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: الْمَرْجَانُ صِغَارُ اللُّؤْلُؤِ، وَاللُّؤْلُؤُ اسْمٌ جَامِعٌ للحبِّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الصدَفة، والمَرْجانُ أَشدُّ بَيَاضًا، وَلِذَلِكَ خَصَّ الْيَاقُوتَ وَالْمَرْجَانَ فَشَبَّهَ الْحُورَ الْعِينَ بِهِمَا. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: اخْتَلَفُوا فِي المَرْجانِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ البُسَّذُ، وَهُوَ جَوْهَرٌ أَحمر يُقَالُ إِن الْجِنَّ تُلْقيه فِي الْبَحْرِ؛ وَبَيْتُ الأَخطل حُجَّةٌ لِلْقَوْلِ الأَول: كأَنما الفُطْرُ مَرْجان تساقِطُه، ... إِذا عَلا الرَّوْحقَ والمَتْنَينِ والكَفَلا. مرزبان: فِي الْحَدِيثِ: أَتيت الحِيرَة فرأَيتهم يسْجُدون لمَرْزُبانٍ لَهُمْ ؛ قَالَ: هُوَ بِضَمِّ الزَّايِ أَحد مَرازبة الفُرْس، وَهُوَ الْفَارِسُ الشُّجَاعُ المُقَدَّمُ عَلَى الْقَوْمِ دُونَ المَلِك، وَهُوَ مُعَرَّب. مرفن: ذُكِرَ فِي الرُّبَاعِيِّ مِنْ حَرْفِ الرَّاءِ: المُرْفَئِنُّ الساكن بعد النِّفارِ. مزن: المَزْنُ: الإِسراع فِي طَلَبِ الْحَاجَةِ. مَزَنَ يَمْزُنُ مَزْناً ومُزُوناً وتَمَزَّنَ: مَضَى لِوَجْهِهِ وَذَهَبَ وَيُقَالُ: هَذَا يومُ مَزْنٍ إِذا كَانَ يَوْمَ فِرَارٍ مِنَ الْعَدُوِّ. التَّهْذِيبُ: قُطْرُبٌ التَّمَزُّنُ التَّظَرُّف؛ وأَنشد: بَعْدَ ارْقِدادِ العَزَب الجَمْوحِ ... فِي الجَهْلِ والتَّمَزُّنِ الرَّبِيحِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّمَزُّنُ عِنْدِي هَاهُنَا تفَعُّل مِنْ مَزَن فِي الأَرض إِذا ذَهَبَ فِيهَا، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ شاطِرٌ وَفُلَانٌ عَيّارٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وكُنَّ بَعْدَ الضَّرْحِ والتَّمَزُّنِ، ... يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشَاشَ السِّنْسِنِ قَالَ: هُوَ مِنَ المُزُونِ وَهُوَ الْبُعْدُ. وتَمَزَّنَ عَلَى أَصحابه: تفَضِّلَ وأَظهر أَكثر مِمَّا عِنْدَهُ، وَقِيلَ: التَّمَزُّنُ أَن تَرَى لِنَفْسِكَ فَضْلًا عَلَى غَيْرِكَ وَلَسْتَ هُنَاكَ؛ قَالَ رَكَّاضٌ الدُّبيريّ: يَا عُرْوَ، إِنْ تَكْذِبْ عَليَّ تَمَزُّناً ... بِمَا لَمْ يَكُنْ، فاكْذِبْ فلستُ بكاذِبِ قَالَ الْمُبَرِّدُ: مَزَّنْتُ الرجلَ تَمْزِيناً إِذا قَرَّظْته مِنْ وَرَائِهِ عِنْدَ خَلِيفَةٍ أَو وَالٍ. ومَزَنَهُ مَزْناً: مَدَحَهُ. والمُزْنُ: السَّحَابُ عامةٌ، وَقِيلَ: السَّحَابُ ذُو الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ مُزْنةٌ، وَقِيلَ: المُزْنَةُ السَّحَابَةُ الْبَيْضَاءُ، وَالْجَمْعُ مُزْنٌ، والبَرَدُ حَبُّ المُزْنِ، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المزنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: المُزْنُ وَهُوَ الْغَيْمُ وَالسَّحَابُ، وَاحِدَتُهُ مُزْنَةٌ، ومُزَيْنة تَصْغِيرُ مُزْنةٍ، وَهِيَ السَّحَابَةُ الْبَيْضَاءُ، قَالَ: وَيَكُونُ تَصْغِيرَ مَزْنَةٍ. يُقَالُ: مَزَنَ فِي الأَرض مَزْنَةً وَاحِدَةً أَي سَارَ عُقْبَةً وَاحِدَةً، وَمَا أَحسن مُزْنَتَه، وَهُوَ الِاسْمُ مِثْلُ حُسْوةٍ وحَسْوةٍ. والمُزْنَةُ: المَطْرَةُ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حجَرٍ: أَلم تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً، ... وعُفْرُ الظِّباء فِي الكِناسِ تَقَمَّعُ؟ وَابْنُ مُزْنةَ الْهِلَالُ؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِعَمْرِو بْنِ قَمِيئة: كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جَانِحًا ... فَسِيطٌ لدَى الأُفقِ مِنْ خِنْصِرِ ومُزْنُ: اسْمُ امرأَة، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمازِنُ: بَيْضُ النَّمْلِ؛ وأَنشد: وتَرَى الذَّنِينَ عَلَى مَرَاسِنِهِمْ، ... يَوْمَ الهِياج، كمازِنِ الجَثْلِ ومازِنُ ومُزَيْنةُ: حَيّان، وَقِيلَ: مازِن أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ تَمِيمٍ، وَهُوَ مازِنُ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، ومازِنُ فِي بَنِي صَعْصَعة بْنِ مُعَاوِيَةَ، ومازِنُ فِي بَنِي شَيْبَانَ.

وَقَوْلُهُمْ: مازِ رأْسَكَ والسيفَ، إِنَّمَا هُوَ تَرْخِيمٌ مازِنٍ اسْمُ رَجُلٍ، لأَنه لَوْ كَانَ صِفَةً لَمْ يَجُزْ تَرْخِيمُهُ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَهُ بُجَيْرٌ وَقَالَ لَهُ هَذَا الْقَوْلَ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لَهُ فَقَالُوهُ لِكُلِّ مَنْ أَرادوا قَتْلَهُ يُرِيدُونَ بِهِ مُدَّ عُنُقَكَ. ومَزُون: اسْمٌ مِنْ أَسماء عُمَان بِالْفَارِسِيَّةِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فأَصْبَحَ العبدُ المَزُونِيُّ عَثِرْ الْجَوْهَرِيُّ: كَانَتِ الْعَرَبُ تسمِّي عُمَانَ المَزُونَ؛ قَالَ الكُميتُ: فأَما الأَزْدُ، أَزْدُ سَعِيدٍ، ... فأَكْرَهُ أَنْ أُسَمِّيها المَزُونَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ أَبو سَعِيدٍ المُهَلَّبُ المَزُونيُّ أَي أَكره أَن أَنْسُبَه إِلَى المَزُونِ، وَهِيَ أَرض عُمَانَ، يَقُولُ: هُمْ مِنْ مُضَرَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي بالمَزونِ المَلَّاحين، وَكَانَ أَرْدَشِير بابْكان «1». جَعَلَ الأَزْدَ مَلَّاحين بشِحْر عُمَان قَبْلَ الإِسلام بِسِتِّمِائَةِ سَنَةٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَزْدُ أَبي سَعِيدٍ هُمْ أَزد عُمَانَ، وَهُمْ رَهْطُ المُهَلَّبِ بْنَ أَبي صُفْرَةَ. والمَزُونُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى عُمَان يُسْكُنُهَا اليهودُ والمَلّاحون لَيْسَ بِهَا غَيْرُهُمْ، وَكَانَتِ الفرْسُ يسمونَ عُمَانَ المَزُونَ فَقَالَ الْكُمَيْتُ: إِنَّ أَزْدَ عُمَان يَكْرَهُونَ أَن يُسَمَّوا المَزُونَ وأَنا أَكره ذَلِكَ أَيضاً؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: وأَطْفَأْتُ نِيرانَ المَزونِ وأَهْلِها، ... وَقَدْ حاوَلُوها فِتْنةً أَن تُسَعَّرا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الجَواليقي: المَزُونُ بِفَتْحِ الميم، لعُمان ولا نقل المُزُون، بِضَمِّ الْمِيمِ، قَالَ: وَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي شِعْرِ البَعِيث بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ وُدِّ بْنُ زَيْدِ بْنِ مُرَّةَ اليَشْكُرِيِّ يَهْجُو المُهَلَّبَ بْنَ أَبي صُفْرة لَمَّا قَدِمَ خُرَاسان: تبَدَّلَتِ المَنابِرُ مِنْ قُرَيْشٍ ... مَزُونِيّاً، بفَقْحَتِه الصَّلِيبُ فأَصْبَحَ قافِلًا كَرَمٌ ومَجْدٌ، ... وأَصْبَحَ قادِماً كَذِبٌ وحُوبُ فَلَا تَعْجَبْ لكلِّ زمانِ سَوْءٍ ... رِجالٌ، والنوائبُ قَدْ تَنُوبُ قَالَ: وَظَاهِرُ كَلَامِ أَبي عُبَيْدَةَ فِي هَذَا الْفَصْلِ أَنها المُزُون، بِضَمِّ الْمِيمِ، لأَنه جَعَلَ المُزُون المَلَّاحين فِي أَصل التَّسْمِيَةِ، ومُزَينة: قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَرَ، وَهُوَ مُزَيْنة ابنُ أُدِّ بنِ طَابِخَةَ بْنِ إلْياس بْنِ مُضَر، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ مُزَنِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ مُزَينة قَبِيلَةٌ مِنْ مُضَر، قَالَ: مُزَيْنةُ بنتُ كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ، وَهِيَ أُم عثمانَ وأَوْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ. مسن: أَبو عَمْرٍو: المَسْنُ المُجون. يُقَالُ: مَسَنَ فُلَانٌ ومَجَنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمَسْنُ: الضَّرْبُ بِالسَّوْطِ. مسَنَه بِالسَّوْطِ يَمْسُنه مَسْناً: ضَرَبَهُ. وَسِيَاطٌ مُسَّنٌ، بِالسِّينِ وَالشِّينِ، مِنْهُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي الشِّينِ أَيضاً؛ قَالَ الأَزهري: كَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَصَوَابُهُ المُشَّنُ بِالشِّينِ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ رُؤْبَةَ: وَفِي أَخاديد السِّيَاطِ المُشَّنِ فَرَوَاهُ بِالسِّينِ، وَالرُّوَاةُ رَوَوْهُ بِالشِّينِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: مَسَنَ الشَّيْءَ مِنَ الشيءَ اسْتَلَّهُ، وأَيضاً ضَرَبَهُ حَتَّى يَسْقُطَ. والمَيْسَنانِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ أَبو دُوادٍ: ويَصُنَّ الوُجوهَ فِي المَيْسَنانيّ ... كَمَا صانَ قَرْنَ شَمْسٍ غَمَامُ

_ (1). قوله [أردشير بابكان] هكذا بالأصل والصحاح، والذي في ياقوت: أردشير بن بابك

ومَيْسونُ: اسْمُ إمرأَة «1». وَهِيَ مَيْسُونُ بِنْتُ بَحْدَلٍ الْكِلَابِيَّةُ؛ وَهِيَ الْقَائِلَةُ: لَلُبْسُ عَباءَة، وتَقَرَّ عَيْني، ... أَحبُّ إلىَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ لَبَيْتٌ تَخْفِقُ الأَرْواحُ فِيهِ ... أَحبُّ إلىَّ مِنَ قَصْرٍ مُنيفِ لَكَلْبٌ يَنْبَحُ الأَضْيافَ وَهْناً ... أَحبُّ إليَّ مِنْ قِطًّ أَلُوفِ لأَمْرَدُ مِنْ شَبابِ بَنِي تميمٍ ... أَحَبُّ إليَّ مِنْ شيْخٍ عَفيفِ «2» . والمَيْسُونُ: فَرَسُ ظُهَيْر بْنِ رَافِعٍ شَهِدَ عَلَيْهِ يَوْمَ السَّرْج «3». مسكن: جَاءَ فِي الْخَبَرِ: أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ المُسْكانِ ، رُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قَالَ: المَساكِين العَرَابين، وَاحِدُهَا مُسْكان. والمَساكِين: الأَذلَّاء الْمَقْهُورُونَ، وَإِنْ كَانُوا أَغنياء. مشن: المَشْنُ: ضَرْب مِنَ الضَّرْبِ بِالسِّيَاطِ. يُقَالُ: مشَنَه ومَتَنه مَشَناتٍ أَي ضَرَبَاتٍ. مَشَنه بِالسَّوْطِ يَمْشُنه مَشْناً: ضَرَبَهُ كمَشَقه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَشَقْتُه عِشْرِينَ سَوْطًا ومَتَخْته ومَشَنْتُه، وَقَالَ: زَلَعْتُه، بِالْعَيْنِ، وشَلَقْتُه. وَيُقَالُ: مَشَنَ مَا فِي ضرْعِ النَّاقَةِ ومَشَقه إِذَا حَلَبَ. أَبو تُرَابٍ عَنِ الْكِلَابِيِّ: امْتَشَلْتُ النَّاقَةَ وامتَشَنْتُها إِذَا حَلَبْتُهَا. ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً دَرَّتْ كَارِهَةً. والمَشْنُ: الخَدْشُ. ومَشَنَني الشيءُ: سحَجَني وخَدَشني؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وَفِي أَخادِيدِ السِّياط المَشْنِ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ؛ قَالَ وَصَوَابُهُ: وَفِي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ ... شافٍ لبَغْيِ الكَلِب المُشَيْطَنِ قَالَ: والمُشَّنُ جَمْعُ مَاشِنٍ، والمَشْنُ: القَشْرُ، يُرِيدُ: وَفِي الضَّرْبِ بِالسِّيَاطِ الَّتِي تَخُدُّ الْجِلْدَ أَي تَجْعَلُ فِيهِ كالأَخاديد. والكَلِبُ المُشَيْطَنُ: المُتَشَيْطِن. ابْنُ الأَعرابي: المَشْنُ مَسْحُ الْيَدِ بِالشَّيْءِ الْخَشِنِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: كأَن وَجْهَهُ مُشِنَ بقَتادةٍ أَي خُدِش بِهَا، وَذَلِكَ فِي الْكَرَاهَةِ والعُبوس وَالْغَضَبِ. ابْنُ الأَعرابي: مَرَّتْ بِي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني، وأَصابتني مَشْنةٌ، وَهُوَ الشَّيْءُ لَهُ سِعَةٌ وَلَا غَوْرَ لَهُ، فَمِنْهُ مَا بَضَّ مِنْهُ دَمٌ، وَمِنْهُ مَا لَمْ يَجْرَحِ الْجِلْدَ. يُقَالُ مِنْهُ: مَشَنه بِالسَّيْفِ إِذَا ضَرَبَهُ فَقَشَّرَ الْجِلْدَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهل هَجَرَ يَقُولُ لِآخَرَ: مَشِّنِ الليفَ أَي مَيِّشْه وانْفُشْه للتَّلْسين، وَالتَّلْسِينُ: أَن يُسَوَّى اللِّيفُ قِطْعَةً قِطْعَةً وَيُضَمَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. ومَشَنَ المرأَة: نَكَحَهَا. وامرأَة مِشَانٌ: سليطةٌ مشاتِمَةٌ؛ قَالَ: وهَبْتَه مِنْ سَلْفَعٍ مِشَانِ، ... كذِئبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ أَي وهَبْتَ يَا رَبِّ هَذَا الْوَلَدَ مِنَ امرأَة غَيْرِ مَرْضِيَّةٍ. والمِشانُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّلِيطَةُ المُشاتمة. وتَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إِذَا اسْتَبّا أَقْبح مَا يَكُونُ مِنَ السِّباب، حَتَّى كأَنهما تَنَازَعَا جِلْدَ الظَّرِبان وَتَجَاذَبَاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو تُرَابٍ: إِنَّ فُلَانًا ليَمْتَشُّ مِنْ فُلَانٍ ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيب مِنْهُ. وَيُقَالُ: امْتشِنْ مِنْهُ مَا مَشَنَ لك أَي

_ (1). قوله [وميسون اسم امرأة] أصل الميسون الحسن القد والوجه، عن أبي عمرو قاله في التكملة (2). قوله [من شيخ عفيف] كذا بالأَصل، ويروى: علج عنيف وعجل عليف (3). قوله [يوم السرج] كذا بالأَصل بالجيم، والذي في نسخة من التهذيب بالحاء محركاً

خُذْ مَا وَجَدْتَ. وامتَشَنَ ثَوْبَهُ: انْتَزَعَهُ. وامتَشَنَ سَيْفَهُ: اخْتَرَطَهُ وامتَشَنْتُ الشَّيْءَ: اقْتَطَعْتُهُ واخْتَلسته. وامتَشَنَ الشَّيْءَ: اخْتَطَفَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمِشَانُ [المُشَانُ]: نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفي قَالَ: اخْتَلَفَ أَبي وأَبو يُوسُفَ عِنْدَ هَارُونَ فَقَالَ أَبو يُوسُفَ: أَطْيَبُ الرُّطَبِ المُشانُ، وَقَالَ أَبي: أَطيب الرُّطَبِ السُّكَّرُ، فَقَالَ هَارُونُ: يُحْضَرانِ، فَلَمَّا حَضَرا تَنَاوَلَ أَبو يُوسُفَ السُّكَّرَ فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: لَمَّا رأَيت الحقَّ لَمْ أَصبر عَنْهُ. وَمِنْ أَمثال أَهل الْعِرَاقِ: بِعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ، وَفِي الصِّحَاحِ: تأْكل رُطَبَ المُشانِ، بالإِضافة، قَالَ: وَلَا تَقُلْ تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُشانُ نَوْعٌ مِنَ الرُّطَبِ إِلَى السَّوَادِ دَقِيقٌ، وَهُوَ أَعجمي، سَمَّاهُ أَهل الْكُوفَةِ بِهَذَا الِاسْمِ لأَن الفُرْسَ لَمَّا سَمِعَتْ بأُمِّ جِرْذان، وَهِيَ نَخْلَةٌ كَرِيمَةٌ صَفْرَاءُ البُسْرِ وَالتَّمْرِ؛ وَيُقَالُ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا لَهَا مَرَّتَيْنِ ، فَلَمَّا جَاءَ الفُرْسُ قَالُوا: أَين مُوشانُ؟ والمُوشُ: الجُرَذُ، يُرِيدُونَ أَين أُم الجِرْذانِ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن الجِرْذان تأْكل مِنْ رطبها لأَنها تَلْقُطُهُ كَثِيرًا. والمِشَانُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَاللَّهُ أَعلم. مطن: مطَان: مَوْضِعٌ أَو «4» .... وأَنشد كُرَاعٌ: كَمَا عادَ الزمانُ عَلَى مِطان قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يفسره. مطرن: الماطِرُونُ والماطِرُونَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَخطل: وَلَهَا بالماطِرونِ إِذَا ... أَكَلَ النَّمْلُ الَّذِي جَمَعا قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَيْسَتِ النُّونُ فِيهِ بِزِيَادَةٍ لأَنها تعرب. معن: مَعَنَ الفرسُ وَنَحْوُهُ يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ، كِلَاهُمَا: تَبَاعَدَ عَادِيًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَمْعَنْتُمْ فِي كَذَا أَي بَالَغْتُمْ. وأَمْعَنُوا فِي بَلَدِ الْعَدُوِّ وَفِي الطَّلَبِ أَي جدُّوا وأَبعدوا. وأَمْعَنَ الرجلُ: هَرَبَ وَتَبَاعَدَ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه، ... لَا مُمْعِنٍ هَرَباً وَلَا مُسْتَسْلِم والماعُونُ: الطَّاعَةُ. يُقَالُ: ضرَبَ النَّاقَةَ حَتَّى أَعطت مَاعُونَهَا وَانْقَادَتْ. والمَعْنُ: الإِقرار بِالْحَقِّ، قَالَ أَنس لمُصْعَب بْنِ الزُّبَير: أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ عَنْ فِرَاشِهِ وَقَعَدَ عَلَى بِسَاطِهِ وتمعَّنَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الرأْس وَالْعَيْنِ ، تَمَعَّنَ أَي تَصَاغَرَ وَتَذَلَّلَ انْقِيَادًا، مِنْ قَوْلِهِمْ أَمْعَنَ بِحَقِّي إِذَا أَذعن وَاعْتَرَفَ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ المَعانِ الْمَكَانِ؛ يُقَالُ: مَوْضِعُ كَذَا مَعَان مِنْ فُلَانٍ أَي نَزَلَ عَنْ دَسْتِه وَتَمَكَّنَ عَلَى بِسَاطِهِ تَوَاضُعًا. وَيُرْوَى: تَمَعَّكَ عَلَيْهِ أَي تَقَلَّبَ وتَمَرَّغ. وَحَكَى الأَخفش عَنْ أَعرابي فَصِيحٍ: لَوْ قَدْ نَزَلْنَا لَصَنَعْتُ بِنَاقَتِكَ صَنِيعًا تُعْطِيكَ الماعونَ أَي تَنْقَادُ لَكَ وَتُطِيعُكَ. وأَمْعَنَ بِحَقِّي: ذَهَبَ. وأَمْعَنَ لِي بِهِ: أَقَرَّ بَعْدَ جَحْد. والمَعْن: الْجُحُودُ وَالْكُفْرُ لِلنِّعَمِ. والمَعْنُ: الذُّلُّ. والمَعْنُ: الشَّيْءُ السَّهْلُ الْهَيِّنُ. والمَعْنُ: السَّهْلُ الْيَسِيرُ؛ قَالَ النِّمِرُ بْنُ توْلَب: وَلَا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فِيهِ، ... فإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ مَعْنِ أَي غَيْرُ يَسِيرٍ وَلَا سَهْلٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: غَيْرُ حَزْمٍ وَلَا كَيْسٍ، مِنْ قَوْلِهِ أَمْعَن لِي بِحَقِّي أَي أَقرّ بِهِ وَانْقَادَ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. وفي التنزيل العزيز:

_ (4). كذا بياض بالأصل.

وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ؛ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنه قَالَ: الْمَاعُونُ الزَّكَاةُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: الْمَاعُونُ هُوَ الْمَاءُ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ: وأَنشدني فِيهِ: يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعونَ صَبّاً قَالَ الزَّجَّاجُ مَنْ جَعَلَ الماعُونَ الزَّكَاةَ فَهُوَ فاعولٌ مِنَ المَعْنِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ فَسُمِّيَتِ الزَّكَاةُ ماعُوناً بِالشَّيْءِ الْقَلِيلِ لأَنه يُؤْخَذُ مِنَ الْمَالِ رُبْعُ عُشْرِهِ، وَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ. والمَعْنُ وَالْمَاعُونُ: الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ لِتَيَسُّرِهِ وَسُهُولَتِهِ لدَيْنا بِافْتِرَاضِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ عَلَيْنَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والماعونُ الطَّاعَةُ وَالزَّكَاةُ، وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ، وَهُوَ مِنَ السُّهُولَةِ وَالْقِلَّةِ لأَنها جُزْءٌ مِنْ كُلٍّ؛ قَالَ الرَّاعِي: قوْمٌ عَلَى التَّنْزيِلِ لَمَّا يَمْنَعُوا ... ماعونَهم، ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا «1» وَالْمَاعُونُ: أَسقاط الْبَيْتِ كالدَّلوِ والفأْس والقِدْرِ والقَصْعة، وَهُوَ مِنْهُ أَيضاً لأَنه لَا يكْرِثُ مُعْطِيَهُ وَلَا يُعَنِّي كاسبَه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَاعُونُ مَا يُسْتَعَارُ مِنْ قَدُومٍ وسُفْرةٍ وشَفْرةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وحُسْنُ مُواساتهم بِالْمَاعُونِ ؛ قَالَ: هُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لِمَنَافِعِ الْبَيْتِ كالقِدْرِ والفأْس وَغَيْرِهِمَا مِمَّا جَرَتِ الْعَادَةُ بعارِيته؛ قَالَ الأَعشى: بأَجْوَدَ مِنْهُ بماعُونِه، ... إِذَا مَا سَمَاؤهم لَمْ تَغِمْ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: الْمَاعُونُ أَصله مَعُونة، والأَلف عِوَضٍ مِنَ الْهَاءِ. وَالْمَاعُونُ: المَطَرُ لأَنه يأْتي مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَفْواً بِغَيْرِ عِلَاجٍ كَمَا تُعالجُ الأَبآرُ وَنَحْوُهَا مِنْ فُرَض المَشارب؛ وأَنشد أَيضاً: أَقُولُ لِصَاحِبِي ببِراقِ نَجْدٍ: ... تبَصَّرْ، هَلْ تَرَى بَرْقاً أَراهُ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ مَجّاً، ... إِذَا نَسَمٌ مِنَ الهَيْفِ اعْتراهُ وزَهرٌ مَمْعُونٌ: مَمْطُورٌ أُخذ مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: رَوْضٌ مَمْعُونٌ يُسْقَى بِالْمَاءِ الْجَارِي، وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العَبّادي: وَذِي تَنَاوِيرَ ممْعُونٍ، لَهُ صَبَحٌ ... يَغْذُو أَوابِدَ قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا وَقَوْلُ الحَذْلَمِيّ: يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: الْمَاعُونُ مَا يَمْنَعْنَهُ مِنْهُ وَهُوَ يَطْلُبُهُ مِنْهُنَّ فكأَنه ضِدٌّ. وَالْمَاعُونُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْمَنْفَعَةُ وَالْعَطِيَّةُ، وَفِي الإِسلام: الطَّاعَةُ وَالزَّكَاةُ وَالصَّدَقَةُ الْوَاجِبَةُ، وَكُلُّهُ مِنَ السُّهُولَةِ والتَّيَسُّر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَعْنُ والماعُونُ كُلُّ مَا انْتَفَعْتَ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مَا انْتُفِع بِهِ مِمَّا يأْتي عَفْواً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ مُنْبَسِطَةٍ، ومَعِينٍ : الماءُ الظَّاهِرُ الْجَارِي، قَالَ: وَلَكَ أَن تَجْعَلَ المَعِينَ مفْعولًا مِنَ العُيُون، وَلَكَ أَن تَجْعَلَهُ فَعِيلًا مِنَ الْمَاعُونِ، يَكُونُ أَصله المَعْنَ. والماعُونُ: الفاعولُ؛ وَقَالَ عُبيدٌ: واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ، ... أَو هَضْبةٌ دُونَهَا لهُوبُ «2» والمَعْنُ والمَعِينُ: الْمَاءُ السَّائِلُ، وَقِيلَ: الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقِيلَ: الْمَاءُ الْعَذْبُ الْغَزِيرُ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ السُّهولة. والمَعْنُ: الْمَاءُ الظَّاهِرُ، والجمع مُعُنٌ

_ (1). قوله [على التنزيل] كذا بالأَصل، والذي في المحكم والتهذيب: على الإِسلام، وفي التهذيب وحده ويبدلوا التنزيلا ويبدلوا تبديلا. (2). قوله [واهية البيت] هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه: دونها الهبوب بدل لهوب.

ومُعُناتٌ، ومياهٌ مُعْنانٌ. وَمَاءٌ مَعِينٌ أَي جارٍ؛ وَيُقَالُ: هُوَ مفْعول مِنْ عِنْتُ الماءَ إِذَا اسْتَنْبَطْتَهُ. وكَلأٌ مَمْعون: جَرَى فِيهِ الماءُ. والمُعُناتُ والمُعْنانُ: المَسايل وَالْجَوَانِبُ، مِنَ السُّهولة أَيضاً. والمُعْنانُ: مَجاري الْمَاءِ فِي الْوَادِي. ومَعَنَ الْوَادِي: كَثُرَ فِيهِ الْمَاءُ فسَهُلَ مُتَناوَلُه. ومَعُنَ الماءُ ومَعَنَ يَمْعَنُ مُعوناً وأَمْعَنَ: سَهُلَ وَسَالَ، وَقِيلَ: جَرَى، وأَمْعَنَه هُوَ. ومَعِنَ الموضعُ والنبتُ: رَوِيَ مِنَ الْمَاءِ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبل: يَمُجُّ بَرَاعِيمَ مِنْ عَضْرَسٍ، ... تَرَاوَحَه القَطْرُ حَتَّى مَعِنْ أَبو زَيْدٍ: أَمْعَنَتِ الأَرضُ ومُعِنَتْ إِذَا رَوِيَتْ، وَقَدْ مَعَنها المطرُ إِذَا تَتَابَعَ عَلَيْهَا فأَرواها. وَفِي هَذَا الأَمر مَعْنةٌ أَي إِصْلَاحٌ ومَرَمَّةٌ. ومعَنَها يَمْعَنُها مَعْناً: نَكَحَهَا. والمَعْنُ: الأَديمُ: والمَعْنُ: الْجِلْدُ الأَحمر يُجْعَلُ عَلَى الأَسْفاط؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: بلاحِبٍ كمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَه ... أَيدي المَراسِلِ فِي رَوْحاته خُنُفَا وَيُقَالُ لِلَّذِي لَا مَالَ لَهُ: مَا لَهُ سَعْنةٌ وَلَا مَعْنةٌ أَي قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَا لَهُ شَيْءٌ وَلَا قَوْمٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْقَالِي السَّعْنُ الْكَثِيرُ، والمَعْنُ الْقَلِيلُ، قَالَ: وَبِذَلِكَ فَسَّرَ مَا لَهُ سَعْنةٌ وَلَا مَعْنةٌ. قَالَ اللَّيْثُ: المَعْنُ الْمَعْرُوفُ، والسَّعْنُ الوَدَكُ. قَالَ الأَزهري: والمَعْنُ الْقَلِيلُ، والمَعْنُ الْكَثِيرُ، والمَعْنُ الْقَصِيرُ، والمَعْنُ الطَّوِيلُ. والمَعْنِيُّ: الْقَلِيلُ الْمَالِ، والمَعْنِيُّ: الْكَثِيرُ الْمَالِ. وأَمْعَنَ الرجلُ إِذَا كَثُرَ مَالُهُ، وأَمْعَنَ إِذَا قلَّ مَالُهُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ: مَاءٌ مَعْنٌ ومَعِينٌ، وَقَدْ مَعُنَ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْمِيمَ أَصل وَوَزْنُهُ فَعيل، وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ وَزْنُهُ مفْعول فِي الأَصل كمَنِيع. وَحَكَى الهَرَوِيُّ فِي فَصْلٍ عُيِّنَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: عانَ الماءُ يَعِينُ إِذَا جَرَى ظَاهِرًا؛ وأَنشد للأَخطل: حَبَسوا المَطِيَّ عَلَى قَدِيمٍ عَهْدُه ... طامٍ يَعِينُ، وغائِرٌ مَسْدُومُ والمَعَانُ: المَباءَةُ والمَنزل. ومَعانُ الْقَوْمِ: مَنْزِلُهُمْ. يُقَالُ: الْكُوفَةُ مَعانٌ منَّا أَي مَنْزِلٌ مِنَّا. قَالَ الأَزهري: الْمِيمُ مِنْ مَعانٍ مِيمُ مَفْعَلٍ. ومَعانٌ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ. ومَعِينٌ: اسْمُ مَدِينَةٍ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومَعِينٌ مَوْضِعٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْديكرب: دَعَانَا مِنْ بَراقِشَ أَو مَعينٍ، ... فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ وَقَدْ يَكُونُ مَعِين هُنَا مَفْعُولًا مِنْ عِنْتُهُ. وَبَنُو مَعْنٍ: بَطْنٌ. ومَعْنٌ: فَرَسُ الخَمْخامِ بْنِ جَمَلَةَ. وَرَجُلٌ مَعْنٌ فِي حَاجَتِهِ، وَقَوْلُهُمْ: حَدِّثْ عَنْ مَعْنٍ وَلَا حَرَجَ؛ هُوَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ مَطَر بْنِ شَرِيكِ بْنِ عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وَهُوَ عَمُّ يزيدَ بْنِ مِزْيَد بْنِ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيِّ، وَكَانَ مَعْنٌ أَجود الْعَرَبِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ مَطَرِ بْنِ شَرِيك، قَالَ: وَصَوَابُهُ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ مَطر بْنِ شريكٍ، وَنُسْخَةُ الصِّحَاحِ الَّتِي نقَلْتُ مِنْهَا كَانَتْ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ مِنَ الصَّوَابِ، فَإِمَّا أَن تَكُونَ النُّسْخَةُ الَّتِي نقلْتُ مِنْهَا صُحِّحتْ مِنَ الأَمالي، وَإِمَّا أَن يَكُونَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ نَقَلَ مِنْ نُسْخَةٍ سَقَطَ مِنْهَا جَدّان. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بِئْرِ مَعُونةَ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الْعَيْنِ، فِي أَرض بَنِي سُليمٍ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وأَما بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ فَمَوْضِعٌ قريب من المدينة.

مغن: بئرُ مَغُونَة، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، وأَما بِئْرُ مَعُونة، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، فَقَدْ تَقَدَّمَ آنفاً، والله أَعلم. مغدن: مَغْدانُ: اسْمٌ لبَغْدادَ مَدِينَةِ السَّلام، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا وَالِاخْتِلَافُ فِي اسْمِهَا فِي حَرْفِ الدَّالِ، فِي تَرْجَمَةِ بَغْدَدَ، وَاللَّهُ أَعلم. مكن: المَكْنُ والمَكِنُ: بيضُ الضَّبَّةِ والجَرَادة وَنَحْوِهِمَا؛ قَالَ أَبو الهِنْديّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ: ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيب، ... وَلَا تشْتَهِيه نفُوسُ العَجَمْ وَاحِدَتُهُ مَكْنةٌ ومَكِنة، بِكَسْرِ الْكَافِ. وَقَدْ مَكِنَتِ الضَّبَّةُ وَهِيَ مَكُونٌ وأَمْكَنتْ وَهِيَ مُمْكِنٌ إِذَا جَمَعَتِ الْبَيْضَ فِي جَوْفِهَا، والجَرادةُ مِثْلُهَا. الْكِسَائِيُّ: أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جَمَعَتْ بَيْضَهَا فِي بَطْنِهَا، فَهِيَ مَكُونٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عُقيل: أَراد رَفِيقي أَنْ أَصيدَهُ ضَبَّةً ... مَكُوناً، وَمِنْ خَيْرِ الضِّباب مَكُونُها وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: لَقَدْ كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُهْدَى لأَحدنا الضَّبَّةُ المَكُونُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَن يُهْدَى إِلَيْهِ دجاجةٌ سَمِينَةٌ ؛ المَكُونُ: الَّتِي جَمَعَتِ المَكْنَ، وَهُوَ بَيْضُهَا. يُقَالُ: ضَبَّةٌ مَكُونٌ وضَبٌّ مَكُونٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي رجاءٍ: أَيُّما أَحبُّ إِلَيْكَ ضَبٌّ مَكُون أَو كَذَا وَكَذَا؟ وَقِيلَ: الضبَّةُ المَكُونُ الَّتِي عَلَى بَيْضِهَا. وَيُقَالُ ضِبابٌ مِكانٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَالَ: تعَلَّمْ أَنها صَفَريَّةٌ، ... مِكانٌ بِمَا فِيهَا الدَّبَى وجَنادِبُهْ الْجَوْهَرِيُّ: المَكِنَةُ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَاحِدَةُ المَكِنِ والمَكِناتِ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِناتها ومَكُناتها ، بِالضَّمِّ، قِيلَ: يَعْنِي بَيْضَهَا عَلَى أَنه مُسْتَعَارٌ لَهَا مِنَ الضَّبَّةِ، لأَن المَكِنَ لَيْسَ لِلطَّيْرِ، وَقِيلَ: عَنى مَوَاضع الطَّيْرِ. وَالْمُكِنَّاتُ فِي الأَصل: بَيْضُ الضِّباب. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سأَلت عِدَّةً مِنَ الأَعراب عَنْ مَكِناتِها فَقَالُوا: لَا نَعْرِفُ لِلطَّيْرِ مَكِناتٍ، وإِنما هِيَ وُكُنات، وَإِنَّمَا المَكِناتُ بَيْضُ الضِّبابِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَجَائِزٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يُسْتَعَارَ مَكْنُ الضِّبابِ فَيُجْعَلُ لِلطَّيْرِ تَشْبِيهًا بِذَلِكَ، كَمَا قَالُوا مَشافر الحَبَشِ، وَإِنَّمَا المَشافر للإِبل؛ وَكَقَوْلِ زُهَيْرٍ يَصِفُ الأَسد: لدَى أَسَدٍ شَاكِي السِّلاح مُقَذَّفٍ، ... لَهُ لِبَدٌ أَظفارُه لَمْ تُقَلَّمِ وَإِنَّمَا لَهُ المَخالِبُ؛ قَالَ: وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِناتها ، يُرِيدُ عَلَى أَمْكِنتها، وَمَعْنَاهُ الطَّيْرُ الَّتِي يَزْجُرُ بِهَا، يَقُولُ: لَا تَزْجُرُوا الطَّيْرَ وَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا، أَقِرُّوها عَلَى مَوَاضِعِهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لَهَا أَي لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَا تَعْدُوا ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: الصَّحِيحُ فِي قَوْلِهِ عَلَى مَكِناتِها أَنها جَمْعُ المَكِنَة، والمَكِنةُ التَّمَكُّنُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِنَّ بَنِي فُلَانٍ لَذَوُو مَكِنةٍ مِنَ السُّلْطَانِ أَيْ تَمكُّنٍ، فَيَقُولُ: أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى كُلِّ مَكِنةٍ ترَوْنَها عَلَيْهَا ودَعُوا التَّطَيُّرَ مِنْهَا، وَهِيَ مِثْلُ التَّبِعةِ مِنَ التَّتبُّعِ، والطَّلِبةِ مِنَ التَّطلُّب. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ النَّاسُ عَلَى مَكِناتِهم أَي عَلَى اسْتِقَامَتِهِمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ: وَيَجُوزُ أَن يُرَادَ بِهِ عَلَى أَمْكِنتها أَي عَلَى مَوَاضِعِهَا الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهَا، قَالَ: لَا يَصِحُّ أَن يُقَالَ فِي المَكِنة إِنَّهُ الْمَكَانُ إِلَّا عَلَى التَّوَسُّعِ،

لأَن المَكِنة إِنَّمَا هِيَ بِمَعْنَى التَّمكُّنِ مِثْلَ الطَّلِبَة بِمَعْنَى التَّطَلُّبِ والتَّبِعَةِ بِمَعْنَى التَّتبُّع. يُقَالُ: إنَّ فُلَانًا لَذُو مَكِنةٍ مِنَ السُّلْطَانِ، فَسُمِّيَ مَوْضِعُ الطَّيْرِ مَكِنةً لتمَكُّنه فِيهِ؛ يَقُولُ: دَعُوا الطَّيْرَ عَلَى أَمْكِنتها وَلَا تَطَيَّرُوا بِهَا؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيُرْوَى مُكُناتها جَمْعُ مُكُنٍ، ومُكُنٌ جَمْعُ مَكانٍ كصُعُداتٍ فِي صُعُدٍ وحُمُراتٍ فِي حُمُرٍ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ لَنَا الشَّافِعِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا أَراد الْحَاجَةَ أَتى الطَّيْرَ سَاقِطًا أَو في وَكْرِه فنَفَّرَهُ، فَإِنْ أَخذ ذَاتَ الْيَمِينِ مضى لحاجته، وَإِنْ أَخذ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعَ، فنَهى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ مَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ الصَّحِيحُ وَإِلَيْهِ كَانَ يَذْهَبُ ابْنُ عُيَيْنةَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّاسُ عَلَى سَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ومَكِناتِهم، وكلُّ ذِي ريشٍ وكلُّ أَجْرَدَ يَبِيضُ، وَمَا سِوَاهُمَا يَلِدُ، وَذُو الرِّيشِ كُلُّ طَائِرٍ، والأَجْرَدُ مِثْلُ الْحَيَّاتِ والأَوْزاغ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا لَا شَعَرَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَشَرَاتِ. والمَكانةُ: التُّؤَدَةُ، وَقَدْ تَمَكَّنَ. ومَرَّ عَلَى مَكِينته أَي عَلَى تُؤَدَتِه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ امْشِ عَلَى مَكِينتِكَ ومَكانتك وهِينَتِكَ. قَالَ قُطْرُبٌ: يُقَالُ فُلَانٌ يَعْمَلُ عَلَى مَكِينتِه أَي عَلَى اتِّئاده. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ* ؛ أَي عَلَى حيالِكم وَنَاحِيَتِكُمْ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي عَلَى مَا أَنتم عَلَيْهِ مُسْتَمْكِنُونَ. الْفَرَّاءُ: لِي فِي قَلْبِهِ مَكانَةٌ ومَوْقِعة ومَحِلَّةٌ. أَبو زَيْدٍ: فُلَانٌ مَكين عِنْدَ فُلَانٍ بَيِّنُ المَكانَةِ، يَعْنِي الْمَنْزِلَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ مَا أَمكنه عِنْدَ الأَمير شَاذٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ مَكُنَ يَمْكُنُ؛ قَالَ القُلاخُ: حَيْثُ تَثَنَّى الماءُ فِيهِ فمَكُنْ قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَا أَمْكَنَه عَلَى الْقِيَاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَكانةُ المَنْزلة عِنْدَ الْمَلِكِ. وَالْجَمْعُ مَكاناتٌ، وَلَا يُجْمَعُ جَمْعَ التَّكْسِيرِ، وَقَدْ مَكُنَ مَكانَةً فَهُوَ مَكِينٌ، وَالْجَمْعُ مُكَناء. وتَمَكَّنَ كَمَكُنَ. والمُتَمَكِّنُ مِنَ الأَسماء: مَا قَبِلَ الرَّفْعَ وَالنَّصْبَ وَالْجَرَّ لَفْظًا، كَقَوْلِكَ زيدٌ وَزَيْدًا وزيدٍ، وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْمُنْصَرِفِ كأَحمدَ وأَسْلَمَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَعْنَى قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ فِي الِاسْمِ إِنَّهُ مُتَمَكِّنٌ أَي أَنه مُعْرَبٌ كَعُمَرَ وَإِبْرَاهِيمَ، فَإِذَا انْصَرَفَ مَعَ ذَلِكَ فَهُوَ المُتَمَكِّنُ الأَمْكَنُ كَزَيْدٍ وَعَمْرٍو، وَغَيْرُ الْمُتَمَكِّنِ هُوَ الْمَبْنِيُّ ككَيْفَ وأَيْنَ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ فِي الظَّرْفِ إِنَّهُ مُتَمَكِّنٌ أَنه يُسْتَعْمَلُ مَرَّةً ظَرْفًا وَمَرَّةً اسْمًا، كَقَوْلِكَ: جَلَسْتُ خلْفَكَ، فَتَنْصِبُ، وَمَجْلِسِي خَلْفُكَ، فَتَرْفَعُ فِي مَوْضِعٍ يَصْلُحُ أَن يَكُونَ ظَرْفاً، وَغَيْرُ المُتَمَكِّن هُوَ الَّذِي لَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَوْضِعٍ يَصْلُحُ أَن يَكُونَ ظَرْفاً إِلَّا ظَرْفًا، كَقَوْلِكَ: لَقِيتُهُ صَبَاحًا وَمَوْعِدُكَ صَبَاحًا، فَتَنْصِبُ فِيهِمَا وَلَا يَجُوزُ الرَّفْعُ إِذَا أَردت صَبَاحَ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِعِلَّةٍ تُوجِبُ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَكثر مِنَ اسْتِعْمَالِ الْعَرَبِ لَهَا كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا يؤْخذ سَمَاعًا عَنْهُمْ، وَهِيَ صباحٌ وَذُو صباحٍ، ومَساء وَذُو مَساء، وعَشِيّة وعِشاءٌ، وضُحىً وضَحْوَة، وسَحَرٌ وبُكَرٌ وبُكْرَةٌ وعَتَمَةٌ، وذاتُ مَرَّةٍ، وذاتُ يَوْمٍ، وليلٌ ونهارٌ وبُعَيْداتُ بَيْنٍ؛ هَذَا إِذَا عَنَيْتَ بهذه الأَوقات يَوْمًا بِعَيْنِهِ، فأَما إِذَا كَانَتْ نَكِرَةً أَو أَدخلت عَلَيْهَا الأَلف وَاللَّامَ تَكَلَّمْتَ بِهَا رَفْعًا وَنَصْبًا وَجَرًّا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَخبرنا بِذَلِكَ يُونُسُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كُلُّ مَا عُرِّفَ مِنَ الظُّرُوفِ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ الظَّرْفِيَّةَ لأَنه ضُمِّنَ مَا لَيْسَ لَهُ فِي أَصل وَضْعِهِ، فَلِهَذَا لَمْ يَجُزْ: سِيرَ عَلَيْهِ سَحَرٌ، لأَنه مَعْرِفَةٌ

مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ، فَإِنْ نَكَّرْتَهُ فَقُلْتَ سِيرَ عَلَيْهِ سَحَرٌ، جَازَ، وَكَذَلِكَ إِنْ عرَّفْتَه مِنْ غَيْرِ جِهَةِ التَّعْرِيفِ فَقُلْتَ: سِيرَ عَلَيْهِ السَّحَرُ، جَازَ. وأَما غُدْوَةٌ وبُكْرَة فَتَعْرِيفُهُمَا تَعْرِيفُ العَلميَّة، فَيَجُوزُ رَفْعُهُمَا كَقَوْلِكَ: سِيرَ عَلَيْهِ غُدْوَةٌ وبُكْرَةٌ، فأَما ذُو صَباحٍ وذاتُ مرَّةٍ وقبلُ وبعدُ فَلَيْسَتْ فِي الأَصل مِنْ أَسماء الزَّمَانِ، وَإِنَّمَا جُعِلَتِ اسْمًا لَهُ عَلَى تَوَسُّعٍ وَتَقْدِيرِ حَذْفٍ. أَبو مَنْصُورٍ: المَكانُ والمَكانةُ وَاحِدٌ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ: مكانٌ فِي أَصل تَقْدِيرِ الْفِعْلِ مَفْعَلٌ، لأَنه مَوْضِعٌ لكَيْنونةِ الشَّيْءِ فِيهِ، غَيْرَ أَنه لَمَّا كَثُرَ أَجْرَوْهُ فِي التَّصْرِيفِ مُجْرَى فَعال، فَقَالُوا: مَكْناً لَهُ وَقَدْ تَمَكَّنَ، وَلَيْسَ هَذَا بأَعْجَب مَنْ تَمَسْكَن مِنَ المَسْكَن، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن المَكانَ مَفْعَل أَن الْعَرَبَ لَا تَقُولُ فِي مَعْنَى هُوَ منِّي مَكانَ كَذَا وَكَذَا إِلَّا مَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا، بِالنَّصْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمكانُ الْمَوْضِعُ، وَالْجَمْعُ أَمْكِنة كقَذَال وأَقْذِلَةٍ، وأَماكِنُ جَمْعُ الْجَمْعِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: يَبْطُل أَن يَكُونَ مَكانٌ فَعالًا لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ: كُنْ مَكانَكَ، وقُم مكانَكَ، وَاقْعُدْ مَقْعَدَك؛ فَقَدْ دَلَّ هَذَا عَلَى أَنه مَصْدَرٌ مِنْ كَانَ أَو مَوْضِعٌ مِنْهُ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا جُمِعَ أَمْكِنَةً فَعَامَلُوا الْمِيمَ الزَّائِدَةَ مُعَامَلَةَ الأَصلية لأَن الْعَرَبَ تشَبِّه الْحَرْفَ بِالْحَرْفِ، كَمَا قَالُوا مَنارة ومنائِر فَشَبَّهُوهَا بفَعالةٍ وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ النُّورِ، وَكَانَ حُكْمُهُ مَنَاوِر، وَكَمَا قِيلَ مَسِيل وأَمْسِلة ومُسُل ومُسْلان وَإِنَّمَا مَسيلٌ مَفْعِلٌ مِنَ السَّيْلِ، فَكَانَ يَنبغي أَن لَا يُتَجاوز فِيهِ مَسَايِلُ، لَكِنَّهُمْ جَعَلُوا الْمِيمَ الزَّائِدَةَ فِي حُكْمِ الأَصلية، فصار معفْعِل فِي حُكْمِ فَعِيل، فكُسِّر تكسيرَه. وتَمَكَّنَ بِالْمَكَانِ وتَمَكَّنَه: عَلَى حَذْفِ الوَسِيط؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: لَمَّا تَمَكَّنَ دُنْياهُمْ أَطاعَهُمُ، ... فِي أَيّ نحْوٍ يُميلوا دِينَهُ يَمِلِ قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ «3» تَمَكُّنُ دُنْيَاهُمْ عَلَى أَن الْفِعْلَ لِلدُّنْيَا، فَحَذَفَ التَّاءَ لأَنه تأْنيث غَيْرُ حَقِيقِيٍّ. وَقَالُوا: مَكانَك تُحَذِّره شَيْئًا مِنْ خَلْفه. الْجَوْهَرِيُّ: مَكَّنَه اللهُ مِنَ الشيءِ وأَمْكَنَه مِنْهُ بِمَعْنًى. وَفُلَانٌ لَا يُمْكِنُه النُّهُوضُ أَي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وتَمَكَّنَ مِنَ الشيءِ واسْتَمْكَنَ ظَفِر، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المكانَةُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ أَمْكَنني الأَمرُ، يمْكِنُني، فَهُوَ مُمْكِنٌ، وَلَا يُقَالُ أَنا أُمْكِنُه بِمَعْنَى أَستطيعه؛ وَيُقَالُ: لَا يُمْكِنُكَ الصُّعُودُ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ، وَلَا يُقَالُ أَنت تُمْكِنُ الصُّعُودَ إِلَيْهِ. وأَبو مَكِينٍ: رجلٌ. والمَكْنانُ، بِالْفَتْحِ وَالتَّسْكِينِ: نَبْتٌ يَنْبُتُ عَلَى هَيْئَةِ وَرَقِ الهِنْدِباء بَعْضُ وَرَقِهِ فَوْقَ بَعْضٍ، وَهُوَ كَثِيفٌ وَزَهْرَتُهُ صَفْرَاءُ ومَنْبتُه القِنانُ وَلَا صَيُّورَ لَهُ، وَهُوَ أَبطأُ عُشْب الرَّبِيعِ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ لِينِهِ، وَهُوَ عُشْبٌ لَيْسَ مِنَ الْبَقْلِ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَكْنانُ مِنَ الْعُشْبِ وَرَقَتُهُ صَفْرَاءُ وَهُوَ لَيِّنٌ كُلُّهُ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ العُشْبِ إِذَا أَكلته الْمَاشِيَةُ غَزُرَتْ عَلَيْهِ فَكَثُرَتْ أَلبانها وخَثُرتْ، وَاحِدَتُهُ مَكْنانةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المَكْنان مِنْ بُقُول الرَّبِيعِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وبالرَّوْضِ مَكْنانٌ كأَنَّ حَدِيقَهُ ... زَرَابيُّ وَشَّتْها أَكُفُّ الصَّوانِعِ وأَمْكَنَ المكانُ: أَنبت المَكْنانَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ رَوَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْهُ: ومَجَرّ مُنْتَحَرِ الطَّليّ تَناوَحَتْ ... فِيهِ الظِّباء ببطن وادٍ مْمْكِنِ

_ (3). قوله [قال وقد يكون إلخ] ضمير قال لابن سيدة لأَن هذه عبارته في المحكم.

قَالَ: مُمْكِن يُنْبِت المَكْنانَ، وَهُوَ نَبْتٌ مِنْ أَحرار الْبُقُولِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ثَوْرًا أَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ: حَتَّى غَدا خَرِماً طَأَّى فَرائصَه، ... يَرْعى شَقائقَ مِنْ مَرْعىً ومَكْنان «1» وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي وَجْزَةَ يَصِفُ حِمَارًا: تَحَسَّرَ الماءُ عَنْهُ واسْتَجَنَّ بِهِ ... إلْفانِ جُنَّا مِنَ المَكْنانِ والقُطَبِ جُمادَيَيْنِ حُسُوماً لَا يُعايِنُه ... رَعْيٌ مِنَ النَّاسِ فِي أَهْلٍ وَلَا غَرَبِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: وأَنت إِنْ سَرَّحْتَها فِي مَكْنانْ ... وَجَدْتَها نِعْمَ غَبُوقُ الكَسْلانْ منن: مَنَّهُ يَمُنُّه مَنّاً: قَطَعَهُ. والمَنِينُ: الْحَبْلُ الضَّعِيفُ. وحَبل مَنينٌ: مَقْطُوعٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَبْلٌ مَنينٌ إِذَا أخْلَقَ وَتَقَطَّعَ، وَالْجَمْعُ أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ. وَكُلُّ حَبَلٍ نُزِحَ بِهِ أَو مُتِحَ مَنِينٌ، وَلَا يُقَالُ للرِّشاءِ مِنَ الْجِلْدِ مَنِينٌ. والمَنِينُ الْغُبَارُ، وَقِيلَ: الْغُبَارُ الضَّعِيفُ الْمُنْقَطِعُ، وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ الخَلَقِ. والمَنُّ: الإِعْياء والفَتْرَةُ. ومَنَنْتُ النَّاقَةَ: حَسَرْتُها. ومَنَّ النَّاقَةَ يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بِهَا: هَزَلَهَا مِنَ السَّفَرِ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِنسان. وَفِي الْخَبَرِ: أَن أَبا كَبِيرٍ غَزَا مَعَ تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ بِهِ ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه. والمُنَّةُ، بِالضَّمِّ: القوَّة، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ قُوَّةَ الْقَلْبِ. يُقَالُ: هُوَ ضَعِيفُ المُنَّة، وَيُقَالُ: هُوَ طَوِيلُ الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قَوِيُّ المُنّة؛ الأُمة: الْقَامَةُ، والسُّنّة: الْوَجْهُ، والمُنّة: الْقُوَّةُ. وَرَجُلٌ مَنِينٌ أَي ضَعِيفٌ، كأنَّ الدَّهْرَ مَنَّه أَي ذَهَبَ بمُنَّته أَي بِقُوَّتِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَنَّهُ السَّيْرُ أَحْمقُ أَي أَضعفه السَّيْرُ. والمَنينُ: الْقَوِيُّ. وَالمَنِينُ: الضَّعِيفُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، مِنَ الأَضداد؛ وأَنشد: يَا رِيَّها، إِنْ سَلِمَتْ يَميني، ... وَسَلِمَ السَّاقِي الَّذِي يَلِيني، وَلَمْ تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السَّيْرُ يَمُنُّه مَنّاً: أَضعفه وأَعياه. ومَنَّه يَمُنُّه مَنّاً: نَقَصَهُ. أَبو عَمْرٍو: المَمْنون الضَّعِيفُ، والمَمْنون الْقَوِيُّ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَنينُ الْحَبْلُ الْقَوِيُّ؛ وأَنشد لأَبي مُحَمَّدٍ الأَسدي: إِذَا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ ... إِلَى اثْنَتَيْنِ فِي مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذَانٍ بأَربع وَذَماتٍ، وَالِاثْنَتَانِ عرْقُوتا الدَّلْوِ. والمَنينُ: الْحَبْلُ الْقَوِيُّ الَّذِي لَهُ مُنَّةٌ. والمَنِينُ أَيضاً: الضَّعِيفُ، وشَرْجَعٌ: طَوِيلٌ. والمَنُونُ: الْمَوْتُ لأَنه يَمُنُّ كلَّ شَيْءٍ يُضْعِفُهُ وَيُنْقِصُهُ وَيَقْطَعُهُ، وَقِيلَ: المَنُون الدَّهْرُ؛ وَجَعَلَهُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ جَمْعًا فَقَالَ: مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْه مِنْ أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، فَمَنْ أَنث حَمَلَ عَلَى الْمَنِيَّةِ، وَمَنْ ذَكَّرَ حَمَلَ عَلَى الْمَوْتِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ، ... والدهرُ لَيْسَ بمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ رُوِيَ ورَيْبها، حملًا على المنِيَّة،

_ (1). قوله [طأى فرائصه] هكذا في الأصل بهذا الضبط ولعله طيا فرائصه بمعنى مطوية.

قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ التأْنيث رَاجِعًا إِلَى مَعْنَى الْجِنْسِيَّةِ وَالْكَثْرَةِ، وَذَلِكَ لأَن الدَّاهِيَةَ تُوصَفُ بِالْعُمُومِ وَالْكَثْرَةِ وَالِانْتِشَارِ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: إِنَّمَا ذَكَّرَهُ لأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَعْنَى الْجِنْسِ. التَّهْذِيبُ: مَنْ ذَكَّرَ الْمَنُونَ أَراد بِهِ الدَّهْرَ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ أَيضاً: أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للأَعشى: أَأَن رأَتْ رَجُلًا أَعْشى أَضرَّ بِهِ ... رَيْبُ المَنُونِ، ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابْنُ الأَعرابي: قَالَ الشَّرْقِيّ بْنُ القُطامِيِّ المَنايا الأَحداث، وَالْحِمَامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُون الزَّمَانُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: والمَنُونُ يُحْمَلُ مَعْنَاهُ عَلَى المَنايا فَيُعَبَّرُ بِهَا عَنِ الْجَمْعِ؛ وأَنشد بَيْتَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ: مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد الْمَنَايَا فَلِذَلِكَ جَمَعَ الْفِعْلَ. والمَنُونُ: الْمَنِيَّةُ لأَنها تَقْطَعُ المَدَدَ وَتُنْقِصُ العَدَد. قَالَ الْفَرَّاءُ: والمَنُون مُؤَنَّثَةٌ، وَتَكُونُ وَاحِدَةً وَجَمْعًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَنُون الدَّهْرُ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ، وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ؛ أَي حَوَادِثَ الدَّهْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّعُ قَالَ: أَي مِنَ الدَّهْرِ وَرَيْبِهِ؛ وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُهُ: والدهرُ لَيْسَ بمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ فأَما مَنْ قَالَ: وَرَيْبُهَا فَإِنَّهُ أَنث عَلَى مَعْنَى الدُّهُورِ، وَرَدَّهُ عَلَى عُمُومِ الْجِنْسِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا؛ وَكَقَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ؛ وَكَقَوْلِ الهُذَليِّ: تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْسا قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى أَن المَنُون يرادُ بِهَا الدُّهور قَوْلُ الجَعْديّ: وعِشْتِ تعيشين إنَّ المَنُونَ ... كانَ المَعايشُ فِيهَا خِساسا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَسَّرَ الأَصمعي المَنُون هُنَا بِالزَّمَانِ وأَراد بِهِ الأَزمنة؛ قَالَ: ويدُلّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ بَعْدَ الْبَيْتِ: فَحِيناً أُصادِفُ غِرَّاتها، ... وَحِينًا أُصادِفُ فِيهَا شِماسا أَي أُصادف فِي هَذِهِ الأَزمنة؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ مَا أَنشده عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ الأَصمعي: غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى، ... فَخَانَ بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فَإِنَّ عَلَى الفَتى الإِقْدامَ فِيهَا، ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ مَا جَنَتِ المَنُونُ قَالَ: والمَنُون يُرِيدُ بِهَا الدُّهُورَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ: فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُونُ قَالَ: وَمِنْ هَذَا قَوْلُ كَعْب بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: أَنسيتمُ عَهْدَ النَّبِيِّ إليكمُ، ... وَلَقَدْ أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لَا تَزالوا مَا تَغَرَّدَ طائرٌ ... أُخْرى المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا

أَي إِلى آخِرِ الدَّهْرِ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ النَّابِغَةِ: وَكُلُّ فَتىً، وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى، ... سَتَخْلِجُه عَنِ الدُّنْيَا المَنُونُ قَالَ: فَالظَّاهِرُ أَنه الْمَنِيَّةُ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبي طَالِبٍ: أَيّ شَيْءٍ دهاكَ أَو غال مَرْعاك، ... وَهَلْ أَقْدَمَتْ عَلَيْكَ المَنُون؟ قَالَ: المَنُونُ هُنَا الْمَنِيَّةُ لَا غَيْرَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ حَسَّان: تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بيَوْمٍ ... أَنَى، وَلِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ وَكَذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ أَحمر: لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ ... غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم اللُّهَيمِ: اسْمٌ لِلْمَنِيَّةِ، والمنونُ هُنَا: الْمَنِيَّةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي دُوَادٍ: سُلِّطَ الموتُ والمَنُونُ عَلَيْهِمْ، ... فَهُمُ فِي صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عَلَيْهِ يَمُنُّ مَنّاً: أَحسن وأَنعم، وَالِاسْمُ المِنَّةُ. ومَنَّ عَلَيْهِ وامْتَنَّ وتمَنَّنَ: قَرَّعَه بِمِنَّةٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَعْطاكَ يَا زَيْدُ الَّذِي يُعْطي النِّعَمْ، ... مِنْ غيرِ مَا تمَنُّنٍ وَلَا عَدَمْ، بَوائكاً لَمْ تَنْتَجِعْ مَعَ الغَنَم وَفِي الْمَثَلِ: كَمَنِّ الغيثِ عَلَى العَرْفَجةِ، وَذَلِكَ أَنها سَرِيعَةُ الِانْتِفَاعِ بِالْغَيْثِ، فإِذا أَصابها يَابِسَةً اخضرَّت؛ يَقُولُ: أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ عَلَى العرفجةِ؟ وَقَالُوا: مَنَّ خَيْرَهُ يمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه؛ قَالَ: كأَني، إِذْ مَنَنْتُ عَلَيْكَ خَيري، ... مَنَنْتُ عَلَى مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً: اعْتَقَدَ عَلَيْهِ مَنّاً وحسَبَهُ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: غَيْرُ مَحْسُوبٍ، وَقِيلَ: معناهُ أَي لَا يَمُنُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ «1» بِهِ فَاخِرًا أَو مُعَظِّماً كَمَا يَفْعَلُ بخلاءُ المُنْعِمِين، وَقِيلَ: غَيْرُ مَقْطُوعٍ مِنْ قَوْلِهِمْ حَبْلٌ مَنِين إِذا انْقَطَعَ وخَلَقَ، وَقِيلَ: أَي لَا يُمَنُّ بِهِ عَلَيْهِمْ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنُّ الْقَطْعُ، وَيُقَالُ النَّقْصُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: غُبْساً كَوَاسبَ لَا يُمَنُّ طَعامُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الشِّعْرُ فِي نُسْخَةِ ابْنِ الْقَطَّاعِ مِنَ الصِّحَاحِ: حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ، وأَرْسَلوا ... غُبْساً كَواسِبَ لَا يُمَنُّ طعامُها قَالَ: وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنما هُوَ فِي نُسْخَةِ الْجَوْهَرِيِّ عَجُزُ الْبَيْتِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَكَمَّلَهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ بِصَدْرِ بَيْتٍ لَيْسَ هَذَا عجُزَه، وإِنما عجُزُهُ: حَتَّى إِذا يَئسَ الرُّماةُ، وأَرسلوا ... غُضُفاً دَوَاجِنَ قَافِلًا أَعْصامُها قَالَ: وأَما صَدْرُ الْبَيْتِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فَهُوَ قَوْلُهُ: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه ... غُبْسٌ كوَاسِبُ لَا يُمَنُّ طعامُها قَالَ: وَهَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ، وإِنما غلط الجوهري

_ (1). قوله [أَيْ لَا يَمُنُّ اللَّهُ عليهم إلخ] المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب، وكأنه انتقال نظر من تفسير آية: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً، إلى تفسير آية: لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ*، هذه العبارة من التهذيب أو المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا للمراجعة.

فِي نَصْبِ قَوْلِهِ غُبْساً، وَاللَّهُ أَعلم. والمِنِّينَى: مِنَ المَنِّ الَّذِي هُوَ اعْتِقَادُ المَنِّ عَلَى الرَّجُلِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: المِنِّينى مِنَ المَنِّ والامْتنانِ. وَرَجُلٌ مَنُونَةٌ ومَنُونٌ: كَثِيرُ الِامْتِنَانِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا* ؛ يَحْتَمِلُ المَنُّ تأْويلين: أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان، يُقَالُ لَحِقَتْ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْه نعمةٌ بِاسْتِنْقَاذٍ مِنْ قَتْلٍ أَو مَا أَشبهه، وَالثَّانِي مَنَّ فلانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا عَظَّمَ الإِحسان وفخَرَ بِهِ وأَبدأَ فِيهِ وأَعاد حَتَّى يُفْسده ويُبَغِّضه، فالأَول حَسَنٌ، وَالثَّانِي قَبِيحٌ. وَفِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: الحَنّانُ المَنّانُ أَي الَّذِي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام؛ وأَنشد: إِن الَّذِينَ يَسُوغُ فِي أَحْلاقِهِمْ ... زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي شَرْحِ المَنَّانِ، قَالَ: مَعْنَاهُ المُعْطِي ابْتِدَاءً، وَلِلَّهِ المِنَّة عَلَى عِبَادِهِ، وَلَا مِنَّة لأَحد مِنْهُمْ عَلَيْهِ، تَعَالَى اللَّهُ عُلُوًّا كَبِيرًا. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الْمُنْعِمُ المُعْطي مِنَ المَنِّ فِي كَلَامِهِمْ بِمَعْنَى الإِحسان إِلى مَنْ لَا يَسْتَثِيبُهُ وَلَا يَطْلُبُ الْجَزَاءَ عَلَيْهِ. والمَنّانُ: مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ، والمِنِّينى مِنْهُ كالخِصِّيصَى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للقُطاميّ: وَمَا دَهْري بمِنِّينَى، ولكنْ ... جَزَتْكم، يَا بَني جُشَمَ، الجَوَازي ومَنَّ عَلَيْهِ مِنَّةً أَي امْتَنَّ عَلَيْهِ. يُقَالُ: المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنيعة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَحدٌ أَمَنَّ عَلَيْنَا مِنِ ابْنِ أَبي قُحافَةَ أَي مَا أَحدٌ أَجْوَدَ بِمَالِهِ وَذَاتِ يَدِهِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ؛ المَنُّ هَاهُنَا: أَن تَمُنَّ بِمَا أَعطيت وَتَعْتَدَّ بِهِ كأَنك إِنما تَقْصِدُ بِهِ الِاعْتِدَادَ، والأَذى: أَن تُوَبِّخَ المعطَى، فأَعلم اللَّهُ أَن المَنَّ والأَذى يُبْطِلان الصَّدَقَةَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ؛ أَي لَا تُعْطِ شَيْئًا مقدَّراً لتأْخذ بَدَلَهُ مَا هُوَ أَكثر مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثَةٌ يشْنَؤُهُمُ اللَّهُ، مِنْهُمُ الْبَخِيلُ المَنّانُ. وَقَدْ يَقَعُ المَنَّانُ عَلَى الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّه واعتَدّ بِهِ عَلَى مَنْ أَعطاه، وَهُوَ مَذْمُومٌ، لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ. والمَنُون مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُزَوَّجُ لِمَالِهَا فَهِيَ أَبداً تَمُنُّ عَلَى زَوْجِهَا. والمَنَّانةُ: كالمَنُونِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: لَا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً وَلَا مَنَّانةً. الْجَوْهَرِيُّ: المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: المَنُّ طَلٌّ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ شِبْهُ الْعَسَلِ كَانَ يَنْزِلُ عَلَى بَنِي إِسرائيل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ؛ قَالَ اللَّيْثُ: المَنُّ كَانَ يَسْقُطُ عَلَى بَنِي إِسرائيل مِنَ السَّمَاءِ إِذْ هُمْ فِي التِّيه، وَكَانَ كَالْعَسَلِ الحامِسِ حَلَاوَةً. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: جُمْلَةُ المَنِّ فِي اللُّغَةِ مَا يَمُنُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِمَّا لَا تَعَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ، قَالَ: وأَهل التَّفْسِيرِ يَقُولُونَ إِن المَنَّ شَيْءٌ كَانَ يَسْقُطُ عَلَى الشَّجَرِ حُلْوٌ يُشرب، وَيُقَالُ: إِنه التَّرَنْجَبينُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الكَمْأَةُ مِنَ المَنِ : إِنما شَبَّهَهَا بالمَنِّ الَّذِي كَانَ يَسْقُطُ عَلَى بَنِي إِسرائيل، لأَنه كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ عَفْوًا بِلَا عِلَاجٍ، إِنما يُصْبِحُونَ وَهُوَ بأَفْنِيَتهم فَيَتَنَاوَلُونَهُ، وَكَذَلِكَ الكَمْأَة لَا مؤُونة فِيهَا ببَذْرٍ وَلَا سَقْيٍ، وَقِيلَ: أَي هِيَ مِمَّا منَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فالمَنُّ الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، والمَنُّ الِاعْتِدَادُ، والمَنُّ الْعَطَاءُ، والمَنُّ الْقَطْعُ، والمِنَّةُ الْعَطِيَّةُ، والمِنَّةُ الاعتدادُ، والمَنُّ لُغَةٌ فِي المَنَا الَّذِي

يُوزَنُ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنُّ المَنَا، وَهُوَ رِطْلَانِ، وَالْجَمْعُ أَمْنانٌ، وَجَمْعُ المَنا أَمْناءٌ. ابْنُ سِيدَه: المَنُّ كَيْلٌ أَو مِيزَانٌ، وَالْجَمْعُ أَمْنانٌ. والمُمَنُّ: الَّذِي لَمْ يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ: الْقُنْفُذُ. التَّهْذِيبُ: والمِنَنةُ العَنْكبوت، وَيُقَالُ لَهُ مَنُونةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ؛ قَالَ: قَدْ يَنْشَطُ الفِتْيانُ بَعْدَ المَنِ التَّهْذِيبُ عَنِ الْكِسَائِيِّ قَالَ: مَنْ تَكُونُ اسْمًا، وَتَكُونُ جَحْداً، وَتَكُونُ اسْتِفْهَامًا، وَتَكُونُ شرْطاً، وَتَكُونُ مَعْرِفَةً، وَتَكُونُ نَكِرَةً، وَتَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، وَتَكُونُ خُصُوصًا، وَتَكُونُ للإِنْسِ وَالْمَلَائِكَةِ والجِنِّ، وَتَكُونُ لِلْبَهَائِمِ إِذا خَلَطْتَهَا بِغَيْرِهَا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ فِيمَنْ جَعَلَهَا اسْمًا هَذَا الْبَيْتَ: فَضَلُوا الأَنامَ، ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ، ... وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيما قَالَ: مَوْضِعُ مَنْ خَفَضَ، لأَنه قَسَمٌ كأَنه قَالَ: فَضَلَ بَنُو هَاشِمٍ سَائِرَ النَّاسِ وَاللَّهُ الَّذِي بَرَأَ عُبْدانَهُم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الْوُجُوهُ الَّتِي ذَكَرَهَا الْكِسَائِيُّ فِي تَفْسِيرِ مَنْ مَوْجُودَةٌ فِي الْكِتَابِ؛ أَما الِاسْمُ الْمَعْرِفَةُ فَكَقَوْلِكَ: والسماء ومَنْ بَنَاهَا؛ مَعْنَاهُ وَالَّذِي بَنَاهَا، والجَحْدُ كَقَوْلِهِ: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ؛ الْمَعْنَى لَا يَقْنَطُ. وَالِاسْتِفْهَامُ كَثِيرٌ وَهُوَ كَقَوْلِكَ: مَنْ تَعْني بِمَا تَقُولُ؟ وَالشَّرْطُ كَقَوْلِهِ: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، فَهَذَا شَرْطٌ وَهُوَ عَامٌّ. ومَنْ لِلْجَمَاعَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ؛ وَكَقَوْلِهِ: وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ . وأَما فِي الْوَاحِدِ فَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ* ، فوَحَّدَ؛ وَالِاثْنَيْنِ كَقَوْلِهِ: تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لَا تَخُونني، ... نَكُنْ مثلَ مَنْ يَا ذِئبُ يَصْطحبانِ قَالَ الْفَرَّاءُ: ثنَّى يَصْطَحِبان وَهُوَ فِعْلٌ لمَنْ لأَنه نَوَاهُ ونَفْسَه. وقال فِي جَمْعِ النِّسَاءِ: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ . الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ اسْمٌ لِمَنْ يَصْلُحُ أَن يخاطَبَ، وَهُوَ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، وَهُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ وَيَكُونُ فِي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ؛ قَالَ الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها ... تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حَمَلَهُ عَلَى الْمَعْنَى لَا عَلَى اللَّفْظِ، قَالَ: وَالْبَيْتُ رَدِيءٌ لأَنه أَبدل مِنْ قَبْلِ أَن يَتِمَّ الِاسْمُ، قَالَ: وَلَهَا أَربعة مَوَاضِعَ: الِاسْتِفْهَامُ نَحْوُ مَنْ عِنْدَكَ؟ وَالْخَبَرُ نَحْوُ رأَيت مَنْ عِنْدَكَ، وَالْجَزَاءُ نَحْوُ مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ، وَتَكُونُ نَكِرَةً نَحْوَ مَرَرْتُ بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان مُحْسِنٍ؛ قَالَ بَشِيرُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: وكفَى بِنَا فَضْلًا، عَلَى مَنْ غَيرِنا، ... حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ إِيّانا خَفَضَ غَيْرَ عَلَى الإِتباع لمَنْ، وَيَجُوزُ فِيهِ الرَّفْعُ عَلَى أَن تُجْعَلَ مَنْ صِلَةً بإِضمار هُوَ، وَتُحْكَى بِهَا الأَعلام والكُنَى وَالنَّكِرَاتُ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ إِذا قَالَ رأَيت زَيْدًا قُلْتُ مَنْ زَيْدًا، وإِذا قَالَ رأَيت رَجُلًا قُلْتَ مَنَا لأَنه نَكِرَةٌ، وإِن قَالَ جَاءَنِي رَجُلٌ قُلْتُ مَنُو، وإِن قَالَ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ قُلْتَ مَنِي، وإِن قَالَ جَاءَنِي رَجُلَانِ قُلْتُ مَنَانْ، وإِن قَالَ مَرَرْتُ بِرَجُلَيْنِ قُلْتُ مَنَينْ، بِتَسْكِينِ النُّونِ فِيهِمَا؛ وَكَذَلِكَ فِي الْجَمْعِ إِن قَالَ جَاءَنِي رِجَالٌ قُلْتَ مَنُونْ، ومَنِينْ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ، وَلَا يُحْكَى بِهَا غَيْرُ ذَلِكَ، لَوْ قَالَ رأَيت الرَّجُلَ قُلْتُ مَنِ الرجلُ، بِالرَّفْعِ، لأَنه لَيْسَ بِعَلَمٍ، وإِن قَالَ مَرَرْتُ بالأَمير قُلْتُ

مَنِ الأَمِيرُ، وإِن قال رأَيت ابْنَ أَخيك قُلْتُ مَنِ ابنُ أَخيك، بِالرَّفْعِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِن أَدخلت حَرْفَ الْعَطْفِ عَلَى مَنْ رَفَعْتَ لَا غَيْرَ قُلْتُ فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ، وإِن وَصَلْتَ حُذِفَتِ الزِّيَادَاتُ قُلْتَ مَنْ يَا هَذَا، قَالَ: وَقَدْ جَاءَتِ الزِّيَادَةُ فِي الشِّعْرِ فِي حَالِ الْوَصْلِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَتَوْا نَارِي فقلتُ: مَنُونَ أَنْتُمْ؟ ... فَقَالُوا: الجِنُّ قلتُ: عِمُوا ظَلاما وَتَقُولُ فِي المرأَة: مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ، كُلُّهُ بِالتَّسْكِينِ، وإِن وصلت قلت مَنَةً يا هَذَا ومناتٍ يَا هَؤُلَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وإِن وَصَلْتَ قُلْتَ مَنةً يَا هَذَا، بِالتَّنْوِينِ، ومَناتٍ؛ قَالَ: صَوَابُهُ وإِن وَصَلْتَ قُلْتَ مَنْ يَا هَذَا فِي الْمُفْرَدِ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، وإِن قَالَ: رأَيت رَجُلًا وَحِمَارًا، قُلْتُ مَنْ وأَيَّا، حَذَفْتَ الزِّيَادَةَ مِنَ الأَول لأَنك وَصَلْتَهُ، وإِن قَالَ مَرَرْتُ بِحِمَارٍ وَرَجُلٍ قُلْتُ أَيٍّ ومَنِي، فَقِسْ عَلَيْهِ، قَالَ: وَغَيْرُ أَهل الْحِجَازِ لَا يَرَوْنَ الْحِكَايَةَ فِي شَيْءٍ مِنْهُ وَيَرْفَعُونَ الْمَعْرِفَةَ بَعْدَ مَنْ، اسْمًا كَانَ أَو كُنْيَةً أَو غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالنَّاسُ الْيَوْمَ فِي ذَلِكَ عَلَى لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ؛ قَالَ: وإِذا جَعَلْتَ مَنْ اسْمًا مُتَمَكِّنًا شَدَدْتَهُ لأَنه عَلَى حَرْفَيْنِ كَقَوْلِ خِطامٍ المُجاشِعيّ: فرَحلُوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ، ... حَتَّى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي أَبْرَكْناها إِلى رَجُلٍ وأَيّ رَجُلٍ، يُرِيدُ بِذَلِكَ تَعْظِيمَ شأْنه، وإِذا سَمَّيْتَ بمَنْ لَمْ تُشَدِّدْ فَقُلْتَ هَذَا مَنٌ وَمَرَرْتُ بمَنٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِذا سأَلت الرَّجُلَ عَنْ نَسَبِهِ قُلْتَ المَنِّيُّ، وإِن سأَلته عَنْ بَلَدِهِ قُلْتَ الهَنِّيُّ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: يَا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا كَمَا يُقَالُ أَعيا هذا الأَمر فلاناً وَفُلَانًا عِنْدَ الْمُبَالَغَةِ وَالتَّعْظِيمِ أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فَحَذَفَ، يَعْنِي أَن ذَلِكَ مِمَّا تَقْصُرُ الْعِبَارَةُ عَنْهُ لِعِظَمِهِ كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِمْ: بَعْدَ اللَّتَيّا وَالَّتِي، اسْتِعْظَامًا لشأْن الْمَخْلُوقِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا أَي لَيْسَ عَلَى سِيرَتِنَا وَمَذْهَبِنَا وَالتَّمَسُّكِ بسُنَّتنا، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ أَنا منْك وإِليك، يُرِيدُ الْمُتَابَعَةَ وَالْمُوَافَقَةَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ أَمثاله فِي الْحَدِيثِ بِهَذَا الْمَعْنَى، وَذَهَبُ بَعْضُهُمْ إِلى أَنه أَراد بِهِ النَّفْيَ عَنْ دِينِ الإِسلام، وَلَا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَنْ اسْمٌ بِمَعْنَى الَّذِي، وَتَكُونُ لِلشَّرْطِ وَهُوَ اسْمٌ مُغْنٍ عَنِ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ الْمُتَنَاهِي فِي البِعادِ والطُّولِ، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ مَنْ يَقُمْ أَقُمْ مَعَهُ كَفَاكَ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلَوْلَا هُوَ لَاحْتَجْتَ أَن تَقُولَ إِن يَقُمْ زَيْدٌ أَو عَمْرٌو أَو جَعْفَرٌ أَو قَاسِمٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ، ثُمَّ تَقِفُ حَسِيرًا مَبْهُورًا ولَمّا تَجِدْ إِلى غَرَضِكَ سَبِيلًا، فإِذا قُلْتَ مَنْ عِنْدَكَ أَغناك ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ النَّاسِ، وَتَكُونُ لِلِاسْتِفْهَامِ الْمَحْضِ، وَتُثَنَّى وَتُجْمَعُ فِي الْحِكَايَةِ كَقَوْلِكَ: مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ، فإِذا وَصَلْتَ فَهُوَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مُفْرَدٌ مُذَكَّرٌ؛ وأَما قَوْلُ شَمِرِ بن الحرث الضَّبِّيِّ: أَتَوْا نَارِي فقلتُ: مَنُونَ؟ قَالُوا: ... سَرَاةُ الجِنِّ قُلْتُ: عِمُوا ظَلاما قَالَ: فَمَنْ رَوَاهُ هَكَذَا فإِنه أَجرى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ، فإِن قُلْتَ فإِنه فِي الْوَقْفِ إِنما يَكُونُ مَنُونْ سَاكِنَ النُّونِ، وأَنت فِي الْبَيْتِ قَدْ حَرَّكْتَهُ، فَهُوَ إِذاً لَيْسَ عَلَى نِيَّةِ الْوَصْلِ وَلَا عَلَى نِيَّةِ الْوَقْفِ؟ فَالْجَوَابُ أَنه

لَمَّا أَجراه فِي الْوَصْلِ عَلَى حَدِّهِ فِي الْوَقْفِ فأَثبت الْوَاوَ وَالنُّونَ الْتَقَيَا سَاكِنَيْنِ، فَاضْطَرَّ حِينَئِذٍ إِلى أَن حَرَّكَ النُّونَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لإِقامة الْوَزْنِ، فَهَذِهِ الْحَرَكَةُ إِذاً إِنما هِيَ حَرَكَةٌ مُسْتَحْدَثَةٌ لَمْ تَكُنْ فِي الْوَقْفِ، وإِنما اضْطُرَّ إِليها لِلْوَصْلِ؛ قَالَ: فأَما مَنْ رَوَاهُ مَنُونَ أَنتم فأَمره مُشْكَلٌ، وَذَلِكَ أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فَقَالَ مَنُونَ أَنتم عَلَى قَوْلِهِ أَيُّونَ أَنتم، وَكَمَا جُعِلَ أَحدهما عَنِ الْآخَرِ هُنَا كَذَلِكَ جُمِعَ بَيْنَهُمَا فِي أَن جُرِّدَ مِنْ الِاسْتِفْهَامِ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا، أَلا تَرَى أَن حِكَايَةَ يُونُسَ عَنْهُمْ ضَرَبَ مَنٌ مَناً كَقَوْلِكَ ضَرَبَ رَجُلٌ رَجُلًا؟ فَنَظِيرُ هَذَا فِي التَّجْرِيدِ لَهُ مِنْ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ ما أَنشدناه من قول الْآخَرِ: وأَسْماءُ، مَا أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ ... إِليَّ، وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فَجَعَلَ أَيّاً اسْمًا لِلْجِهَةِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ فِيهَا التَّعْرِيفُ والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ كَانَ تَقْدِيرُهُ مَنُون كَالْقَوْلِ الأَول، ثُمَّ قَالَ أَنتم أَي أَنتم الْمَقْصُودُونَ بِهَذَا الِاسْتِثْبَاتِ، كَقَوْلِ عَدِيٍّ: أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ ... أَنتَ، فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ، وَكَذَلِكَ أَراد لأَي ذيْنِك. وَقَوْلُهُمْ فِي جَوَابِ مَنْ قَالَ رأَيت زَيْدًا المَنِّيُّ يَا هَذَا، فالمَنِّيُّ صِفَةٌ غَيْرُ مُفِيدَةٍ، وإِنما مَعْنَاهُ الإِضافة إِلى مَنْ، لَا يُخَصُّ بِذَلِكَ قبيلةٌ مَعْرُوفَةٌ كَمَا أَن مَن لَا يَخُصُّ عَيْنًا، وَكَذَلِكَ تَقُولُ المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات، فإِذا وَصَلْتَ أَفردت عَلَى مَا بَيَّنَهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَتَكُونُ لِلِاسْتِفْهَامِ الَّذِي فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّب نَحْوَ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَنْ هُوَ وَمَا هُوَ؛ وأَما قَوْلُهُ: جادَتْ بكَفَّيْ كَانَ مِنْ أَرْمى البَشَرْ فَقَدْ رُوِيَ مَنْ أَرمى البَشر، بِفَتْحِ مِيمِ مَنْ، أَي بكفَّيْ مَنْ هُوَ أَرْمى البشرِ، وَكَانَ عَلَى هَذَا زَائِدَةً، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ هَذِهِ الرِّوَايَةُ لَمَا جَازَ الْقِيَاسُ عَلَيْهِ لفُرُوده وَشُذُوذِهِ عَمَّا عَلَيْهِ عَقْدُ هَذَا الْمَوْضِعِ، أَلا تَرَاكَ لَا تَقُولُ مَرَرْتُ بوَجْهُه حسنٌ وَلَا نَظَرْتُ إِلى غلامُهُ سعيدٌ؟ قَالَ: هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي، وَرِوَايَتُنَا كَانَ مِنْ أَرْمى الْبَشَرْ أَي بكفَّيْ رجلٍ كَانَ. الْفَرَّاءُ: تَكُونُ مِنْ ابتداءَ غَايَةٍ، وَتَكُونُ بَعْضًا، وَتَكُونُ صِلةً؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ ؛ أَي مَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ؛ وَلِدَايَةِ الأَحنف فِيهِ: وَاللَّهِ لَوْلَا حَنَفٌ برجْلِهِ، ... مَا كَانَ فِي فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ قَالَ: مِنْ صِلةٌ هَاهُنَا، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ مِنْ على جمع المَحالّ إِلا عَلَى اللَّامِ وَالْبَاءِ، وَتُدْخِلُ مِنْ عَلَى عَنْ وَلَا تُدْخِلُ عَنْ عَلَيْهَا، لأَن عَنِ اسْمٌ وَمِنْ مِنَ الْحُرُوفِ؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَلُ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْعَرَبُ تضَعُ مِن مَوْضِعَ مُذْ، يُقَالُ: مَا رأَيته مِنْ سنةٍ أَي مُذْ سنةٍ؛ قَالَ زُهَيْرٍ: لِمَنِ الدِّيارُ، بقُنَّةِ الحِجْرِ، ... أَقْوَيْنَ مِنْ حِجَجٍ وَمِنْ دَهْرِ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ الْعَرَبُ مَا رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سَنَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ؛ قَالَ: وَتَكُونُ مِنْ بِمَعْنَى عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ ؛ أَي عَلَى الْقَوْمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ نَصَرْتُهُ مِنْ فُلَانٍ أَي مَنَعْتُهُ مِنْهُ

لأَن النَّاصِرَ لَكَ مَانِعٌ عَدُوَّكَ، فَلَمَّا كَانَ نَصَرْتُهُ بِمَعْنَى مَنَعْتُهُ جَازَ أَن يَتَعَدَّى بِمِنْ، وَمِثْلُهُ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ، فَعَدَّى الْفِعْلَ بعَنْ حَمْلًا عَلَى مَعْنَى يَخْرُجون عَنْ أَمره، لأَن الْمُخَالَفَةَ خُرُوجٌ عَنِ الطَّاعَةِ، وتكن مِنْ بِمَعْنَى الْبَدَلِ كَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً ؛ مَعْنَاهُ: وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا بَدَلَكُم، وَتَكُونُ بِمَعْنَى اللَّامِ الزَّائِدَةِ كَقَوْلِهِ: أَمِنْ آلِ لَيْلَى عَرَفْتَ الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عَرَفْتَ الدِّيَارَا. ومِنْ، بِالْكَسْرِ: حَرْفٌ خَافِضٌ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ فِي الأَماكن، وَذَلِكَ قَوْلُكَ مِنْ مَكَانِ كَذَا وَكَذَا إِلى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجْتُ مِنْ بَغْداد إِلى الْكُوفَةِ، وَتَقُولُ إِذا كَتَبْتَ: مِنْ فلانٍ إِلى فُلَانٍ، فَهَذِهِ الأَسماء الَّتِي هِيَ سِوَى الأَماكن بِمَنْزِلَتِهَا؛ وَتَكُونُ أَيضاً لِلتَّبْعِيضِ، تَقُولُ: هَذَا مِنَ الثَّوْبِ، وَهَذَا الدِّرْهم مِنَ الدَّرَاهِمِ، وَهَذَا مِنْهُمْ كأَنك قُلْتَ بَعْضُهُ أَو بَعْضُهُمْ؛ وَتَكُونُ لِلْجِنْسِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً . فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ يَجُوزُ أَن يَقْبَلَ الرجلُ المَهْرَ كُلَّهُ وإِنما قَالَ مِنْهُ؟ فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَنَّ مِنْ هُنَا لِلْجِنْسِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ، وَلَمْ نُؤْمَرْ بِاجْتِنَابِ بَعْضِ الأَوثان، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ الَّذِي هُوَ وَثَنٌ، وكُلُوا الشَّيْءَ الَّذِي هُوَ مَهْرٌ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً . قَالَ: وَقَدْ تَدْخُلُ فِي موضعٍ لَوْ لَمْ تَدْخُلْ فِيهِ كَانَ الْكَلَامُ مُسْتَقِيمًا وَلَكِنَّهَا تَوْكِيدٌ بِمَنْزِلَةِ مَا إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حَرْفُ إِضافة، وَذَلِكَ قَوْلُكَ: مَا أَتاني مِنْ رجلٍ، وَمَا رأَيت مِنْ أَحد، لَوْ أَخرجت مِنْ كَانَ الْكَلَامُ مُسْتَقِيمًا، وَلَكِنَّهُ أُكِّدَ بمِنْ لأَن هَذَا مَوْضِعُ تَبْعِيضٍ، فأَراد أَنه لَمْ يأْته بَعْضُ الرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ: ويْحَهُ مِنْ رَجُلٍ إِنما أَراد أَن يَجْعَلَ التَّعَجُّبَ مِنْ بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ: لِي مِلْؤُهُ مِنْ عَسَل، وَهُوَ أَفضل مِنْ زَيْدٍ، إِنما أَراد أَن يُفَضِّلَهُ عَلَى بَعْضٍ وَلَا يَعُمَّ، وَكَذَلِكَ إِذا قُلْتَ أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هَذَا وقولَكَ أَفضل مِنْكَ لَا يُسْتَغْنَى عَنْ مِنْ فِيهِمَا، لأَنها تُوصِلُ الأَمر إِلى مَا بَعْدَهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تَدْخُلُ منْ تَوْكِيدًا لَغْواً، قَالَ: قَالَ الأَخفش وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ؛ وَقَالَ: مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ، إِنما أَدْخلَ مِنْ تَوْكِيدًا كَمَا تَقُولُ رأَيت زَيْدًا نَفْسَهُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي اسْتِشْهَادِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ، قَالَ: مِنْ لِلْبَيَانِ وَالتَّفْسِيرِ وَلَيْسَتْ زَائِدَةً لِلتَّوْكِيدِ لأَنه لَا يَجُوزُ إِسْقَاطُهَا بِخِلَافِ وَيْحَهُ مِنْ رجلٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تَكُونُ مِنْ لِلْبَيَانِ وَالتَّفْسِيرِ كَقَوْلِكَ لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ رجلٍ، فَتَكُونُ مِنْ مُفَسِّرَةً لِلِاسْمِ المَكْنِيِّ فِي قَوْلِكَ دَرُّك وتَرْجَمةً عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ؛ فالأُولى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَالثَّانِيَةُ لِلتَّبْعِيضِ، وَالثَّالِثَةُ لِلْبَيَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وأَما قَوْلُكَ رأَيته مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فإِنك جعلتَه غَايَةَ رؤْيتك كَمَا جَعَلْتَهُ غَايَةً حَيْثُ أَردت الِابْتِدَاءَ والمُنْتَهى. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الْوَصْلِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَخْفِضُ النُّونَ فَيَقُولُ مِنِ الْقَوْمِ ومِنِ ابْنِكَ. وَحُكِيَ عَنْ طَيِءٍ وكَلْبٍ: اطْلُبُوا مِنِ الرَّحْمَنِ، وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُ النُّونَ عِنْدَ اللَّامِ وأَلف الْوَصْلِ فَيَقُولُ مِنَ الْقَوْمِ ومِنَ ابْنِكَ، قَالَ: وأُراهم إِنما ذَهَبُوا فِي فَتْحِهَا إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هُوَ مِنَا، فَلَمَّا جُعِلَتْ أَداةً حُذِفَتِ الأَلف وَبَقِيَتِ النُّونُ مَفْتُوحَةً، قَالَ: وَهِيَ فِي قُضَاعَةَ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِ قُضاعَةَ:

بَذَلْنا مارِنَ الخَطِّيِّ فيهِمْ، ... وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حَتَّى ... أَغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظلامِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ الْكِسَائِيُّ أَراد مِنْ، وأَصلُها عِنْدَهُمْ مِنَا، وَاحْتَاجَ إِليها فأَظهرها عَلَى الصِّحَّةِ هُنَا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ عِنْدِي أَن يَكُونَ منَا فِعْلًا مِنْ مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كَقَوْلِهِ: حَتَّى تُلاقي الَّذِي يَمْني لَكَ الْمَانِي أَي يُقَدِّرُ لَكَ المُقَدِّرُ، فكأَنه تَقْدِيرُ ذَلِكَ الوقتِ وَمُوَازَنَتُهُ أَي مِنْ أَول النَّهَارِ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا مِنَ اللَّهِ ومِنَ الرَّسُولِ ومِنَ المؤْمنين فَفَتَحُوا، وشبَّهوها بأَيْنَ وكَيْفَ، يَعْنِي أَنه قَدْ كَانَ حُكْمُهَا أَن تُكْسَرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، لَكِنْ فَتَحُوا لِمَا ذُكِرَ، قَالَ: وَزَعَمُوا أَن نَاسًا يَقُولُونَ مِنِ اللهِ فَيَكْسِرُونَهُ ويُجْرُونه عَلَى الْقِيَاسِ، يَعْنِي أَن الأَصل فِي كُلِّ ذَلِكَ أَن تُكْسَرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ؛ قَالَ: وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الْعَرَبُ فِي مِنْ إِذا كَانَ بَعْدَهَا أَلف وَصْلٍ غَيْرُ الأَلف وَاللَّامِ، فَكَسَرَهُ قَوْمٌ عَلَى الْقِيَاسِ، وَهِيَ أَكثر فِي كَلَامِهِمْ وَهِيَ الْجَيِّدَةُ، وَلَمْ يَكْسِروا فِي أَلف اللَّامِ لأَنها مَعَ أَلف اللَّامِ أَكثر، إِذ الأَلف وَاللَّامُ كَثِيرَةٌ فِي الْكَلَامِ تَدَخُلُ فِي كُلِّ اسْمٍ نَكِرَةٍ، فَفَتَحُوا اسْتِخْفَافًا فَصَارَ مِنِ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ الشَّاذِّ، وَكَذَلِكَ قَوْلُكَ مِنِ ابْنِكَ ومِنِ امْرِئٍ، قَالَ: وَقَدْ فَتَحَ قَوْمٌ فُصَحَاءُ فَقَالُوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قَوْلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ أَبو إِسحاق: وَيَجُوزُ حَذْفُ النُّونِ مِنْ مِنْ وعَنْ عِنْدِ الأَلف وَاللَّامُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَحَذْفُهَا مِنْ مِنْ أَكثر مِنْ حَذْفِهَا مِنْ عَنْ لأَن دُخُولَ مِن فِي الْكَلَامِ أَكثر مِنْ دُخُولِ عَنْ؛ وأَنشد: أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً ... غَيْر الَّذِي قَدْ يُقَالُ مِ الكَذِبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَبو دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بِنْتُهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مِنَ الْآنَ ومِ الْآنَ، يَحْذِفُونَ؛ وأَنشد: أَلا أَبْلغْ بَني عَوْفٍ رَسولًا، ... فَمَا مِ الآنَ فِي الطَّيْرِ اعتذارُ يَقُولُ لَا أَعتذر بالتَّطَيُّرِ، أَنا أُفارقكم عَلَى كُلِّ حَالٍ. وَقَوْلُهُمْ فِي القَسَم: مِنْ رَبِّي مَا فَعَلْتُ، فمنْ حَرْفُ جَرٍّ وُضِعَتْ مَوْضِعَ الْبَاءِ هاهنا، لأَن حُرُوفَ الْجَرِّ يَنُوبُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ إِذا لم يلتبس المعنى. منجنون: المَنْجَنُونُ: الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: المَنْجَنُونُ أَداة السَّانِيَةِ الَّتِي تَدُورُ، جَعَلَهَا مُؤَنَّثَةً؛ أَنشد أَبو عَلِيٍّ: كأَنَّ عَيْنَيَّ، وَقَدْ بانُوني، ... غَرْبانِ فِي مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: المَنْجَنونُ بِمَنْزِلَةِ عَرْطَلِيل، يَذْهَبُ إِلى أَنه خُمَاسِيٌّ وأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَنْعَلُولٌ، وأَن النُّونُ لَا تُزَادُ ثَانِيَةً إِلا بثَبَتٍ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: المَنْجَنُون الَّتِي تَدُورُ مُؤَنَّثَةٌ، وَقِيلَ: المَنْجَنُونُ البَكَرَةُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ المَحالة يُسْنَى عَلَيْهَا، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ عَلَى فَعْلَلُول، وَالْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ لِمَا ذُكِرَ فِي مَنْجَنيق لأَنه يُجْمَعُ عَلَى مَناجين؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمَارَة بْنِ طَارِقٍ: اعْجَلْ بغَرْبٍ مِثْلَ غَرْبِ طارِقِ، ... ومَنْجنُونٍ كالأَتانِ الفارِقِ، مِنْ أَثْل ذاتِ العَرْضِ والمَضَايقِ وَيُرْوَى: ومَنْجَنِين، وَهُمَا بِمَعْنًى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ

للمُتَلَمِّس فِي تأْنيث المَنْجَنُون: هَلُمَّ إِليه قَدْ أُبيثَتْ زُرُوعُهُ، ... وعادَتْ عَلَيْهِ المَنْجَنُونُ تَكَدَّسُ وَقَالَ ابْنُ مُفَرِّغ: وإِذا المَنْجَنونُ بِاللَّيْلِ حَنَّتْ، ... حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ وَالْمِيمُ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ لِمَا قُلْنَاهُ فِي مَنْجنيق لأَنه يُجْمَعُ عَلَى مَناجين يَحْتَاجُ إِلى بَيَانٍ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ فِي جَمْعِ مَضْروب مَضارِيبُ؟ فَلَيْسَ ثَباتُ الْمِيمِ فِي مَضَارِيبِ مِمَّا يُكَوِّنُها أَصلًا فِي مَضْروبٍ، قَالَ: وإِنما اعْتَبَرَ النَّحْوِيُّونَ صِحَّةَ كَوْنِ الْمِيمِ فِيهَا أَصلًا بِقَوْلِهِمْ مَناجين، لأَن مَناجين يَشْهَدُ بِصِحَّةِ كَوْنِ النُّونِ أَصلًا، بِخِلَافِ النُّونِ فِي قَوْلِهِمْ مَنْجَنِيق فإِنها زَائِدَةٌ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مَجانيق، وَإِذَا ثَبَتَ أَن النُّونَ فِي مَنْجَنُون أَصل ثَبَتَ أَن الِاسْمَ رُبَاعِيٌّ، وإِذا ثَبَتَ أَنه رُبَاعِيٌّ ثَبَتَ أَن الْمِيمَ أَصل، وَاسْتَحَالَ أَن تدخلَ عَلَيْهِ زَائِدَةً مَنْ أَوَّله، لأَن الأَسماء الرباعيةَ لَا تَدْخُلُهَا الزِّيَادَةُ مِنْ أَوَّلها، إِلا أَن تَكُونَ مِنَ الأَسماء الْجَارِيَةِ عَلَى أَفعالها نَحْوَ مُدَحْرِج ومُقَرْطِس، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَنَنَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي مَنْجَنَ لأَنه رُبَاعِيٌّ، مِيمُهُ أَصلية وَنُونُهُ الَّتِي تَلِي الْمِيمَ، قَالَ: وَوَزْنُهُ فَعْللول مِثْلُ عَضْرَفُوطٍ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ؛ الأَزهري: وأَما قَوْلُ عَمْرِو بْنِ أَحمر: ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بِسَهْمِهَا، ... ورَمى بسَهمِ جَريمةٍ لَمْ يَصْطَدِ فإِن أَبا الْفَضْلِ حدَّث أَنه سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ يَقُولُ هُوَ الدَّهْرُ، قَالَ أَبو الْفَضْلِ: هُوَ الدُّولاب الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَقِيلَ: هِيَ المَنْجَنِين أَيضاً، وَهِيَ أُنثى، وأَنشد بَيْتَ عُمارة بْنِ طارقٍ، وقد تقدَّم. مهن: المَهْنَة والمِهْنَة والمَهَنَة والمَهِنَةُ كُلُّهُ: الحِذْق بِالْخِدْمَةِ وَالْعَمَلِ وَنَحْوِهِ، وأَنكر الأَصمعي الْكَسْرَ. وَقَدْ مَهَنَ يَمْهُنُ مَهْناً إِذا عَمِلَ فِي صَنْعَتِهِ. مَهَنَهُم يَمْهَنُهم ويَمْهُنُهم مَهْناً ومَهْنَةً ومِهْنَةً أَي خَدَمَهُمْ. والماهِنُ: الْعَبْدُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْخَادِمُ، والأُنثى ماهِنَة. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا عَلَى أَحدِكم لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ جُمُعَتِهِ سِوَى ثوبَيْ مَهْنَته ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي بِذْلَته وخِدْمته، وَالرِّوَايَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَدْ تُكْسَرُ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهُوَ عِنْدَ الأَثبات خَطَأٌ. قَالَ الأَصمعي: المَهْنة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، هِيَ الخِدْمة، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِهْنة بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَكَانَ القياسُ لَوْ قِيلَ مِثْلَ جِلْسة وخِدْمة، إِلا أَنه جَاءَ عَلَى فَعْلةٍ واحدةٍ. وأَمْهَنْتُه: أَضعفته. ومَهَنَ الإِبلَ يَمْهَنُها مَهْناً ومَهْنةً: حَلَبَهَا عِنْدَ الصَّدَر؛ وأَنشد شَمِرٌ: فقُلْتُ لماهِنَيَّ: أَلا احْلُباها، ... فَقَامَا يَحلُبانِ ويَمْرِيانِ وأَمة حَسَنَةُ المِهْنةِ والمَهْنَةِ أَي الْحَلْبِ. وَيُقَالُ: خَرْقاءُ لَا تُحْسِنُ المِهْنَةَ أَي لَا تُحْسِنُ الْخِدْمَةَ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: المَهْنَةُ الْخِدْمَةُ. ومَهَنَهُم أَي خَدَمَهُمْ، وأَنكر أَبو زَيْدٍ المِهْنةَ، بِالْكَسْرِ، وفتَح الْمِيمَ. وامْتَهَنْتُ الشَّيْءَ: ابْتَذَلْتُهُ. وَيُقَالُ: هو في مِهْنةِ أَهله، وَهِيَ الْخِدْمَةُ وَالِابْتِذَالُ. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُولُ: هُوَ فِي مَهِنَةِ أَهله، فَتَحَ الْمِيمَ وكسَرَ الْهَاءَ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: المَهْنة بِتَسْكِينِ الْهَاءِ؛ وَقَالَ الأَعشى يَصِفُ فَرَسًا: فَلأْياً بلأْيٍ حَمَلْنَا الغُلامَ ... كَرْهاً، فأَرْسَلَه فامْتَهَنْ أَي أَخرج مَا عِنْدَهُ مِنَ العَدْوِ وَابْتَذَلَهُ. وَفِي حَدِيثِ

سَلْمَانَ: أَكره أَن أَجْمعَ عَلَى ماهِنِي مَهْنَتَينِ ؛ الماهِنُ: الْخَادِمُ أَي أَجْمَعَ عَلَى خادِمِي عَمَلَيْنِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ كالخَبْزِ والطَّحْن مَثَلًا. وَيُقَالُ: امْتَهَنُوني أَي ابْتَذَلُونِي فِي الْخِدْمَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: كَانَ الناسُ مُهّانَ أَنفُسِهم ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كَانَ النَّاسُ مَهَنَّةَ أَنفسهم ؛ هُمَا جَمْعُ ماهِنٍ ككاتِبٍ وكُتَّابٍ وكَتَبةٍ. وَقَالَ أَبو مُوسَى فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: هُوَ مِهَانٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالتَّخْفِيفِ ، كَصَائِمٍ وصِيامٍ، ثُمَّ قَالَ: وَيَجُوزُ مُهَّانَ أَنفسهم قِيَاسًا. ومَهَنَ الرجلُ مِهْنَتَه ومَهْنَتَه: فَرَغَ مِنْ ضَيْعَتِه. وَكُلُّ عَمَلٍ فِي الضَّيْعَةِ مِهْنةٌ: وامتَهَنه: اسْتَعْمَلَهُ للمِهْنَةِ. وامْتَهَنَ هُوَ: قَبِلَ ذَلِكَ. وامْتهَنَ نفسَه: ابْتَذَلَهَا؛ وأَنشد: وصاحِبُ الدُّنْيا عُبَيْدٌ مُمْتَهَنْ أَي مستخدَمٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ المُسَيَّبِ: السَّهْلُ يُوطَأُ ويُمْتَهَنُ أَي يُدَاسُ وَيُبْتَذَلُ، مِنَ المِهْنةِ الخِدْمة. قَالَ أَبو زَيْدٍ العِتْريفيُّ: إِذا عَجَزَ الرَّجُلُ قُلْنَا هُوَ يَطْلَغُ المِهْنةَ، قَالَ: والطَّلَغانُ أَن يَعْيَا الرَّجُلُ ثُمَّ يعملَ عَلَى الإِعياء، قَالَ: وهو التَّلَغُّبُ. وَقَامَتِ المرأَة بِمَهْنةِ بَيْتِهَا أَي بإِصلاحه، وَكَذَلِكَ الرجل. وما مَهْنَتُك هاهنا ومِهْنَتُكَ ومَهَنَتُكَ ومَهِنَتُكَ أَي عَمَلُكَ. وَالْمَهِينُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا المَهينِ ؛ يُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا، فَالضَّمُّ مِنَ الإِهانة أَي لَا يُهينُ أَحداً مِنَ النَّاسِ فَتَكُونُ الْمِيمُ زَائِدَةً، وَالْفَتْحُ مِنَ المَهانة الحَقَارة والصُّغْر فَتَكُونُ الْمِيمُ أَصلية. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ؛ قَالَ الفراء: المَهِينُ هاهنا الْفَاجِرُ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: هُوَ فَعيل مِنَ المَهانةِ وَهِيَ القِلَّة، قَالَ: وَمَعْنَاهُ هاهنا الْقِلَّةُ فِي الرأْي وَالتَّمْيِيزِ. وَرَجُلٌ مَهِينٌ مِنْ قَوْمٍ مُهَناء أَي ضَعِيفٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ ماءٍ مَهِينٍ* ؛ أَي مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ ضَعِيفٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ؛ وَالْجَمْعُ مُهَناء، وَقَدْ مَهُنَ مَهانةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَهِينُ فِعْلُه مَهُنَ بِضَمِّ الْهَاءِ، وَالْمَصْدَرُ المَهانةُ. وَفَحْلٌ مَهِينٌ: لَا يُلْقَحُ مِنْ مَائِهِ، يَكُونُ فِي الإِبل وَالْغَنَمِ، والفعل كالفعل. مون: مانَهُ يَمُونه مَوْناً إِذا احتمل مؤونته وَقَامَ بِكِفَايَتِهِ، فَهُوَ رَجُلٌ مَمُونٌ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. ومانَ الرجلُ أَهله يَمُونُهُمْ مَوْناً ومَؤُونةً: كَفَاهُمْ وأَنفق عَلَيْهِمْ وَعَالَهُمْ. ومِينَ فلانٌ يُمانُ، فَهُوَ مَمُونٌ، وَالِاسْمُ المائِنةُ والمَوُونة بِغَيْرِ هَمْزٍ عَلَى الأَصل، ومن قال مَؤُونٌ قال مَؤُونةٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّمَوُّنُ كَثْرَةُ النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ، والتَّوَمُّنُ كَثْرَةُ الأَولاد. والمانُ: الكَكُّ وَهُوَ السِّنُّ الَّذِي يُحْرَثُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه فَارِسِيًّا، وَكَذَلِكَ تَفْسِيرُهُ فَارِسِيٌّ أَيضاً؛ كُلُّهُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وأَلِفه وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ. ابْنُ الأَعرابي: مانَ إِذا شَقَّ الأَرض لِلزَّرْعِ. وماوانُ وَذُو ماوانَ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ قِيلَ مَاوَانُ مِنَ الْمَاءَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ماوانُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَشْرَبنَ مِنْ ماوانَ مَاءً مُرَّا قَالَ: وَوَزْنُهُ فَاعَالُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُهْمَزَ، لأَنه كَانَ يَلْزَمُهُ أَن يَكُونَ وَزْنُهُ مَفْعالًا إِن جَعَلْتَ الْمِيمَ زَائِدَةً، أَو فَعْوالًا إِن جَعَلْتَ الْوَاوَ زَائِدَةً، قَالَ: وَكِلَاهُمَا لَيْسَ مِنْ أَوزان كَلَامِ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ المانُ السِّكَّة الَّتِي يُحْرَثُ بها غير مهموزة. مين: المَيْنُ: الْكَذِبُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: فقَدَّدَتِ الأَدِيمَ لراهِشَيْهِ، ... وأَلْفَى قولَها كَذِبًا ومَيْنا

فصل النون

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُ قَوْلِهِ كَذِبًا وَمَيْنًا قَوْلُ الأَفْوه الأَوْدِيّ: وَفِينَا للقِرَى نارٌ يُرَى عندها ... للضَّيْفِ رُحْبُ وسَعَه والرُّحْبُ والسَّعة وَاحِدٌ؛ وَكَقَوْلِ لَبِيدٍ: فأَصْبِح طاوِياً حَرِصاً خَمِيصاً، ... كنَصْلِ السيفِ حُودِثَ بالصِّقالِ وَقَالَ المُمزَّقُ العبدِيّ: وهُنَّ عَلَى الرَّجائز واكِناتٌ، ... طَويلاتُ الذَّوائبِ والقُرونِ وَالذَّوَائِبُ وَالْقُرُونُ وَاحِدٌ. وَمِثْلُهُ فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ: عَبَسَ وَبَسَرَ، وَفِيهِ: لَا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً، وَفِيهِ: فِجاجاً سُبُلًا، وفيه: غَرابِيبُ سُودٌ، وَقَوْلُهُ: فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً؛ وجمعُ المَيْنِ مُيُونٌ. ومانَ يَمينُ مَيْناً: كَذِبَ، فَهُوَ مَائِنٌ أَي كَاذِبٌ. وَرَجُلٌ مَيُونٌ ومَيّانٌ: كذَّاب. ووُدُّ فلانٍ مُتَمايِنٌ، وفلانٌ مُتماينُ الوُدِّ إِذا كَانَ غَيْرَ صَادِقِ الخُلَّةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: رُوَيْدَ عَلِيّاً جُدَّ مَا ثَدْيُ أُمِّهِمْ ... إِلينا، ولكنْ وُدُّهم مُتَمايِنُ وَيُرْوَى مُتيامِن أَي مَائِلٌ إِلى اليَمن. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فِي ذَمِّ الدُّنْيَا: فَهِيَ الجامِحَةُ الحَرُونُ والمائنةُ الخَؤُون. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: خرَجْتُ مُرابِطاً لَيْلَةً مَحْرَسي إِلى المِيناء ؛ هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُرْفَأُ فِيهِ السفنُ أَي تُجْمع وتُرْبَطُ؛ قِيلَ: هُوَ مِفْعال مِنَ الوَنْيِ الفُتُورِ لأَن الريحَ يَقِلُّ فِيهِ هُبوبها، وَقَدْ يُقْصَرُ فَيَكُونُ عَلَى مِفْعَل، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. ميسن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: المَيْسُوسَنُ شَرَابٌ، وَهُوَ معرَّب. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: رأَى فِي بَيْتِهِ المَيْسُوسَنَ فَقَالَ أَخْرِجُوه فإِنه رِجْسٌ ؛ هُوَ شَرَابٌ تَجْعَلُهُ النِّسَاءُ فِي شُعُورِهِنَّ، وَهُوَ معرَّب، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي أَسن مِنْ ثُلَاثِي الْمُعْتَلِّ، وَعَادَ أَخرجه في الرباعي. ميكايين: مِيكايين وَمِيكَايِيلُ: مِنْ أَسماء الملائكة. فصل النون نتن: النَّتْنُ: الرَّائِحَةُ الْكَرِيهَةُ، نقيضُ الفَوْحِ، نَتَنَ نَتْناً ونَتُنَ نَتانَةً وأَنْتَنَ، فَهُوَ مُنْتِنٌ ومِنْتِنٌ ومُنْتُنٌ ومِنْتِينٌ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما مُنْتِنٌ فَهُوَ الأَصل ثُمَّ يَلِيهِ مِنْتِنٌ، وأَقلها مُنْتُنٌ، قَالَ: فأَما مَنْ قَالَ إِنَّ مُنْتِنٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَنْتَنَ ومِنْتِنٌ مِنْ قَوْلِهِمْ نَتُنَ الشيءُ فإِن ذَلِكَ لُكْنة مِنْهُ. وَقَالَ كُرَاعٌ: نَتُنَ فَهُوَ مُنْتِنٌ، لَمْ يأْت فِي الْكَلَامِ فَعُلَ فَهُوَ مُفْعِلٌ إِلا هَذَا، قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي مِنْتِن: كُسِرَتِ الْمِيمُ إِتْبَاعًا لِلتَّاءِ لأَن مِفْعِلًا لَيْسَ مِنَ الأَبنية. ونَتّنه غَيْرُه تَنْتِيناً أَي جعله مُنْتِناً. قَالَ: وَيُقَالُ قَوْمٌ مَناتينُ؛ قَالَ ضَبُّ بنُ نُعْرَة: قالتْ سُليْمى: لَا أُحِبُّ الجَعْدِينْ، ... وَلَا السِّباطَ، إِنهم مَناتِينْ قَالَ: وَقَدْ قَالُوا مَا أَنْتَنه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا بالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ دَعُوها فإِنها مُنْتِنة أَي مَذْمُومَةٌ فِي الشَّرْعِ مُجْتَنِبَةٌ مَكْرُوهَةٌ كَمَا يُجْتَنَبُ الشيءُ المُنْتِنُ؛ يُرِيدُ قَوْلَهُمْ: يَا لَفُلانٍ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً فَكَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لأَطْلَقْتُهم لَهُ ، يَعْنِي أُسارى بَدْرٍ، وَاحِدُهُمْ نَتِنٌ كزَمِنٍ وزَمْنَى، سَمَّاهُمْ نَتْنَى لِكُفْرِهِمْ كَقَوْلِهِ

تَعَالَى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ نتَنَ اللَّحْمُ وَغَيْرُهُ يَنْتِنُ وأَنْتَن يُنْتِنُ، فَمَنْ قَالَ نَتَنَ قَالَ مِنْتِنٌ، وَمَنْ قَالَ أَنْتَنَ فَهُوَ مُنْتِنٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ، وَقِيلَ: مِنْتِنٌ كَانَ فِي الأَصل مِنْتِينٌ، فَحَذَفُوا المدَّة، وَمِثْلُهُ مِنْخِر أَصله مِنْخِير، وَالْقِيَاسُ أَن يُقَالَ نَتَنَ فَهُوَ ناتِنٌ، فَتَرَكُوا طَرِيقَ الْفَاعِلِ وَبَنَوْا مِنْهُ نَعْتًا عَلَى مِفْعِيل، ثُمَّ حَذَفُوا المدَّة. والنَّيْتُونُ: شَجَرٌ مُنْتِنٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنَّيْتُونُ شَجَرَةٌ خَبِيثَةٌ مُنْتِنة؛ قَالَ جَرِيرٌ: حَلُّوا الأَجارِعَ مِنْ نَجْدٍ، وَمَا نزَلُوا ... أَرْضاً بِهَا يَنْبُتُ النَّيْتُونُ والسَّلَعُ قال: ووزنه فَيْعُول. نثن: نَثَنَ اللحمُ نَثْناً ونَثَناً: تغَيَّر. نحن: نَحْنُ: ضَمِيرٌ يُعْنَى بِهِ الاثنانِ وَالْجَمِيعُ المُخْبرون عَنْ أَنفسهم، وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ، لأَن نَحْنُ تَدُلُّ عَلَى الْجَمَاعَةِ وجماعةُ الْمُضْمَرَيْنِ تَدُلُّ عَلَيْهِمُ الْمِيمُ أَو الْوَاوُ نَحْوَ فَعَلُوا وأَنتم، وَالْوَاوُ مِنْ جِنْسِ الضَّمَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ حَرَكَةِ نَحْنُ فحرِّكت بِالضَّمِّ لأَن الضَّمَّ مِنَ الْوَاوِ، فأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ، فَلَا بُدَّ أَن تَكُونَ النُّونُ الأُولى مُخْتَلَسَةَ الضَّمَّةِ تَخْفِيفًا وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمُتَحَرِّكَةِ، فأَما أَن تَكُونَ سَاكِنَةً وَالْحَاءُ قَبْلَهَا سَاكِنَةً فخطأٌ. الْجَوْهَرِيُّ: نَحْنُ كَلِمَةٌ يُعْنَى بِهَا جَمْعُ أَنا مِنْ غَيْرِ لَفْظِهَا، وحرِّك آخِرُهُ بِالضَّمِّ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَن الضَّمَّةَ مِنْ جِنْسِ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ عَلَامَةُ الْجَمْعِ، وَنَحْنُ كِنَايَةٌ عَنْهُمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَصِحُّ قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ إِن الْحَرَكَةَ فِي نَحْنُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَن اخْتِلَافَ صِيَغِ الْمُضْمَرَاتِ يَقُومُ مَقَامَ الإِعراب، وَلِهَذَا بُنِيَتْ عَلَى حَرَكَةٍ مِنْ أَوّل الأَمر نَحْوَ هُوَ وَهِيَ وأَنا فعلتُ كَذَا، لِكَوْنِهَا قَدْ تَنَزَّلَتْ مَنْزِلَةَ مَا الأَصلُ فِي التَّمْكِينِ، قَالَ: وإِنما بُنِيَتْ نَحْنُ عَلَى الضَّمِّ لِئَلَّا يَظُنَّ بِهَا أَنها حَرَكَةُ الْتِقَاءِ سَاكِنَيْنِ، إِذ الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ يُحَرَّكُ بِهِمَا مَا الْتَقَى فِيهِ سَاكِنَانِ نَحْوَ رَدَّ ومدّ وشدّ. نرسن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو حَاتِمٍ تَمْرَةٌ نِرْسِيانِية، النُّونُ مَكْسُورَةٌ، وَالْجَمْعُ نِرْسِيانٌ، والله أَعلم. ننن: قَالَ الأَزهري فِي أَواخر بَابِ النُّونِ: النَّنُّ الشعَر الضعيف. نون: النُّونُ: الْحُوتُ، وَالْجَمْعُ أَنْوانٌ ونِينانٌ، وأَصله نُونانٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ النُّونِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَعْلَمُ اختِلافَ النِّينانِ فِي الْبِحَارِ الغامِراتِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ن وَالْقَلَمِ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: لَكَ أَن تُدْغِمَ النُّونَ الأَخيرة وَتُظْهِرَهَا، وإِظهارها أَعجب إِليَّ لأَنها هِجَاءٌ، وَالْهِجَاءُ كَالْمَوْقُوفِ عَلَيْهِ، وَإِنِ اتَّصَلَ، وَمَنْ أَخفاها بَنَاهَا عَلَى الِاتِّصَالِ، وَقَدْ قرأَ الْقُرَّاءُ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، وَكَانَ الأَعمش وَحَمْزَةُ يُبَيِّنَانِهَا وَبَعْضُهُمْ يَتْرُكُ الْبَيَانَ، وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ ن الحوتُ الَّذِي دُحِيَت عَلَيْهِ سبعُ الأَرضين، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ ن الدَّواةُ، وَلَمْ يجىء فِي التَّفْسِيرِ كَمَا فُسِّرَتْ حُرُوفُ الْهِجَاءِ، فالإِدغام كَانَتْ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ أَو لَمْ تَكُنْ جَائِزٌ وَالتَّبْيِينُ جَائِزٌ، والإِسكان لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِلَّا وَفِيهِ حَرْفُ الْهِجَاءِ، قَالَ الأَزهري: ن وَالْقَلَمِ ، لَا يَجُوزُ فِيهِ غَيْرُ الْهِجَاءِ، أَلا تَرَى أَن كُتَّاب الْمُصْحَفِ كَتَبُوهُ ن ؟ وَلَوْ أُريد بِهِ الدَّواةُ أَوِ الْحُوتُ لِكُتِبَ نُونٌ. الحسنُ وقتادةُ فِي قَوْلِهِ ن وَالْقَلَمِ ، قَالَا: الدواةُ وَالْقَلَمُ. وَما يَسْطُرُونَ، قَالَ: وَمَا يَكْتُبُونَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمُ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَمَا أَكتب؟ قَالَ: القَدَر، قَالَ: فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ ثُمَّ بَسَطَ الأَرضَ عَلَيْهَا،

فَاضْطَرَبَتِ النُّونُ فَمَادَتِ الأَرض فَخَلَقَ الْجِبَالَ فأَثبتها بِهَا، ثُمَّ قرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ، قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي بَابِ إِخفاء النُّونِ وإِظهارها: النونُ مَجْهُورَةٌ ذَاتُ غُنَّةٍ، وَهِيَ تُخْفَى مَعَ حُروُفِ الْفَمِ خَاصَّةً، وَتَبِينُ مَعَ حُرُوفِ الْحَلْقِ عامَّة، وإِنما خَفِيَتْ مَعَ حُرُوفِ الْفَمِ لِقُرْبِهَا مِنْهَا، وَبَانَتْ مَعَ حُرُوفِ الْحَلْقِ لِبُعْدِهَا مِنْهَا، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يُخْفِي النُّونَ عِنْدَ الْحُرُوفِ الَّتِي تُقَارِبُهَا وَذَلِكَ أَنها مِنْ حُرُوفِ الْفَمِ كَقَوْلِكَ: مَنْ قَالَ وَمَنْ كَانَ وَمَنْ جَاءَ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ*، عَلَى الإِخفاء، فأَما بَيَانُهَا عِنْدَ حُرُوفِ الْحَلْقِ السِّتَّةِ فإِن هَذِهِ السِّتَّةَ تَبَاعَدَتْ مِنْ مَخْرَجِهَا، وَلَمْ تَكُنْ مِنْ قَبِيلِهَا وَلَا مِنْ حَيِّزِهَا فَلَمْ تخفَ فِيهَا، كَمَا أَنها لَمْ تُدْغَمْ فِيهَا، وَكَمَا أَنَّ حُرُوفَ اللِّسَانِ لَا تُدْغَمُ فِي حُرُوفِ الْحَلْقِ لِبُعْدِهَا مِنْهَا، وإِنما أُخفيت مَعَ حُرُوفِ الْفَمِ كَمَا أُدغمت فِي اللَّامِ وأَخواتها كَقَوْلِكَ: مِنْ أَجلك، مِنْ هُنَا، مَنْ خَافَ، مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ، مِنْ عليَّ، مِنْ عَلَيْكَ. قَالَ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُجْرِي الْغَيْنَ وَالْخَاءَ مَجْرَى الْقَافِ وَالْكَافِ فِي إِخفاء النُّونِ مَعَهُمَا، وَقَدْ حَكَاهُ النَّضِرُ عَنِ الْخَلِيلِ قَالَ: وإِليه ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ، إِن شِئْتَ أَخفيت وإِن شِئْتَ أَبنت. وَقَالَ الأَزهري فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: النُّونُ حَرْفٌ فِيهِ نُونَانِ بَيْنَهُمَا وَاوٌ، وَهِيَ مَدَّةٌ، وَلَوْ قِيلَ فِي الشِّعْرِ نن كَانَ صَوَابًا. وقرأَ أَبو عَمْرٍو نُونْ جَزْمًا، وقرأَ أَبو إِسحاق نونِ جَرًّا، وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: النُّونُ تُزَادُ فِي الأَسماء والأَفعال، فأَما فِي الأَسماء فإِنها تُزَادُ أَوَّلًا فِي نَفْعَلُ إِذا سُمِّيَ بِهِ، وَتُزَادُ ثَانِيًا فِي جُنْدبٍ وجَنَعْدَلٍ، وَتُزَادُ ثَالِثَةً فِي حَبَنْطَى وسَرَنْدَى وَمَا أَشبهه، وَتُزَادُ رَابِعَةً فِي خَلْبَنٍ وضَيْفَنٍ وعَلْجَنٍ ورَعْشَنٍ، وَتُزَادُ خَامِسَةً فِي مِثْلِ عُثْمَانَ وَسُلْطَانٍ، وَتُزَادُ سَادِسَةً فِي زَعْفَران وكَيْذُبانٍ، وَتُزَادُ سَابِعَةً فِي مِثْلِ عَبَيْثَران، وَتُزَادُ عَلَامَةً لِلصَّرْفِ فِي كُلِّ اسْمٍ مُنْصَرِفٍ، وَتُزَادُ فِي الأَفعال ثَقِيلَةً وَخَفِيفَةً، وَتُزَادُ فِي التثنية والجمع وفي الأَمر فِي جَمَاعَةِ النِّسَاءِ، وَالنُّونُ حَرْفُ هِجَاءٍ مَجْهورٌ أَغَنُّ، يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا وَزَائِدًا، فالأَصل نَحْوُ نُونِ نَعَمْ وَنُونِ جَنْبٍ، وأَما الْبَدَلُ فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى أَن النُّونَ فِي فَعْلان فَعْلَى بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ فَعْلاء، وَإِنَّمَا دَعَاهُمْ إِلى الْقَوْلِ بِذَلِكَ أَشياء: مِنْهَا أَن الْوَزْنَ فِي الْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ فِي فَعْلانَ وفَعْلَى واحدٌ، وأَن فِي آخِرِ فَعْلان زَائِدَتَيْنِ زِيدَتَا مَعًا والأُولى مِنْهُمَا أَلف سَاكِنَةٌ، كَمَا أَن فَعْلَانَ كَذَلِكَ، وَمِنْهَا أَن مُؤَنَّثَ فَعْلَانَ عَلَى غَيْرِ بِنَائِهَا، وَمِنْهَا أَنَّ آخِرَ فَعْلاء هَمْزَةُ التأْنيث كَمَا أَن آخِرَ فَعْلَانَ نُونًا تَكُونُ فِي فَعَلْنَ نَحْوُ قُمْنَ وَقَعَدْنَ علامةَ تأْنيث، فَلَمَّا أَشبهت الْهَمْزَةُ النُّونَ هَذَا الِاشْتِبَاهَ وتقاربتا هذا التقارُبَ، لم يَخْلُ أَن تَكُونَا أَصليتين كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَائِمَةٌ غَيْرُ مُبْدَلَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا، أَو تَكُونُ إِحداهما مُنْقَلِبَةً عَنِ الأُخرى، فَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنهما لَيْسَتَا بأَصلين بَلِ النُّونُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ قَوْلُهُمْ فِي صَنْعاء وبَهْراء، يَدُلُّ عَلَى أَنها فِي بَابِ فَعْلان، فَعْلَى بَدَلُ هَمْزَةِ فَعْلاءَ، وَقَدْ يَنْضَافُ إِليه مقوِّياً لَهُ قَوْلَهُمْ فِي جَمْعِ إِنسان أَناسِيّ، وَفِي ظَرِبانَ ظَرابيّ، فَجَرَى هَذَا مَجْرَى قَوْلِهِمْ صَلْفاء وصَلافي وخَبْراء وخَبارِي، فردُّهم النُّونَ فِي إِنسان وظَرِبانٍ يَاءً فِي ظَرابيّ وأَناسيّ، وردُّهم هَمْزَةَ خَبْراء وصَلْفاء يَاءً، يَدُلُّ عَلَى أَن الْمَوْضِعَ لِلْهَمْزَةِ، وأَن النُّونَ دَاخِلَةٌ عَلَيْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: النُّونُ حَرْفٌ مِنَ الْمُعْجَمِ، وَهُوَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ، وَقَدْ تَكُونُ للتأْكيد تَلْحَقُ الْفِعْلَ الْمُسْتَقْبَلَ بَعْدَ لَامِ الْقَسَمِ كَقَوْلِكَ: واللَّه لأَضربن زَيْدًا، وَتَلْحَقُ بَعْدَ ذَلِكَ الأَمر وَالنَّهْيَ تَقُولُ: اضْرِبْنَ زَيْدًا وَلَا تَضْرِبْنَ عَمْرًا، وَتَلْحَقُ فِي الِاسْتِفْهَامِ تَقُولُ: هَلْ تَضْرِبْنَ زَيْدًا؟ وَبَعْدَ الشَّرْطِ كَقَوْلِكَ: إِما تَضْرِبْنَ زيداً أَضربه، إِذا زِدْتَ عَلَى إِن مَا زِدْتَ عَلَى فِعْلِ الشَّرْطِ

نُونَ التَّوْكِيدِ. قَالَ تَعَالَى: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ. وَتَقُولُ فِي فِعْلِ الِاثْنَيْنِ: لَتَضْرِبانِّ زَيْدًا يَا رَجُلَانِ، وَفِي فِعْلِ الْجَمَاعَةِ: يَا رجالُ اضْرِبُنَّ زَيْدًا، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَيَا امرأَةُ اضْرِبِنَّ زَيْدًا، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَيَا نِسْوَةُ اضْرِبنانّ زَيْدًا، وأَصله اضربْنِنّ، بِثَلَاثِ نُونَاتٍ، فَتَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بأَلف وَتُكْسَرُ النُّونُ تَشْبِيهًا بِنُونِ التَّثْنِيَةِ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ نُونُ التَّوْكِيدِ خَفِيفَةً كَمَا تَكُونُ مُشَدَّدَةً، إِلا أَن الْخَفِيفَةَ إِذا اسْتَقْبَلَهَا سَاكِنٌ سَقَطَتْ، وإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهَا وَقَبْلَهَا فَتْحَةً أَبدلتها أَلفاً كَمَا قَالَ الأَعشى: وَذَا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لَا تَنْسُكَنَّه، ... وَلَا تَعْبُدَ الشَّيطانَ واللَّهَ فاعْبُدَا قَالَ: وَرُبَّمَا حُذِفَتْ فِي الْوَصْلِ كَقَوْلِ طَرَفة: اضْرِبَ عَنْكَ الهُمومَ طارقَها، ... ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنسَ الفَرسِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ مَصْنُوعٌ عَلَى طَرَفَةَ، وَالْمُخَفَّفَةُ تَصْلُحُ فِي مَكَانِ المشدَّدة إِلا فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي فِعْلِ الِاثْنَيْنِ يَا رَجُلَانِ اضْرِبانّ زَيْدًا، وَفِي فِعْلِ جَمَاعَةِ الْمُؤَنَّثِ يَا نِسْوَةُ اضْرِبْنانِّ زَيْدًا، فإِنه لَا يَصْلُحُ فِيهِمَا إِلا الْمُشَدَّدَةُ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِنُونِ التَّثْنِيَةِ، قَالَ: وَيُونُسُ يُجِيزُ الْخَفِيفَةَ هَاهُنَا أَيضاً، قَالَ: والأَول أَجوَد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما لَمْ يَجُزْ وُقُوعُ النُّونِ الْخَفِيفَةِ بَعْدَ الأَلف لأَجل اجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ عَلَى غَيْرِ حَدِّه، وَجَازَ ذَلِكَ فِي الْمُشَدَّدَةِ لِجَوَازِ اجْتِمَاعِ السَّاكِنِيْنِ إِذا كَانَ الثَّانِي مُدْغَمًا والأَول حَرْفَ لِينٍ. والتَّنْوين والتَّنْوينة: معروف. ونوّن الاسم: أَلحقه التَّنْوِينَ. وَالتَّنْوِينُ: أَن تُنَوِّنَ الِاسْمَ إِذا أَجريته، تَقُولُ: نَوَّنْتُ الِاسْمَ تَنْوِينًا، وَالتَّنْوِينُ لَا يَكُونُ إِلا فِي الأَسماء. والنُّونة: الْكَلِمَةُ مِنَ الصَّوَابِ. والنُّونة: النُّقْبة فِي ذَقَن الصَّبِيِّ الصَّغِيرِ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنه رأَى صَبِيًّا مَلِيحًا فَقَالَ: دَسِّمُوا نُونَته أَي سَوِّدوها لِئَلَّا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ، قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. الأَزهري: هِيَ الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمة والوَهْدَة والقَلْدَة والهَرْتَمَة والعَرْتَمَة والحَثْرَمة، قَالَ اللَّيْثُ: الخُنْعُبة مَشَقُّ مَا بَيْنَ الشاربينِ بحِيال الوَتَرة، الأَزهري: قَالَ أَبو تُرَابٍ: أَنشدني جَمَاعَةٌ مِنْ فُصَحَاءَ قَيْسٍ وأَهلِ الصدْق مِنْهُمْ: حامِلةٌ دَلْوُك لَا مَحْمُولَهْ، ... مَلأَى مِنَ الْمَاءِ كَعَيْنِ النُّونَهْ فَقُلْتُ لَهُمْ: رَوَاهَا الأَصمعي كعَيْنِ المُولَه فَلَمْ يَعْرِفُوهَا، وَقَالُوا: النُّونة السَّمَكَةُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُولَهُ الْعَنْكَبُوتُ. وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ الْعَرِيضِ الْمَعْطُوفِ طَرَفَي الظُّبَةِ: ذُو النُّونَيْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: قَرَيْتُك فِي الشَّرِيطِ إِذا التَقَينا، ... وَذُو النُّونَيْنِ يومَ الحَرْبِ زَيْني الْجَوْهَرِيُّ: والنُّونُ شَفْرةُ السَّيفِ، قَالَ الشَّاعِرُ: بذِي نُونينِ فَصَّالٍ مِقَطِّ وَالنُّونُ: اسْمُ سَيْفٍ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، وأَنشد: سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي وَقَالَ: يَقُولُ سأَجعل هَذَا السَّيْفَ الَّذِي اسْتَفَدْتَهُ مَكَانَ ذَلِكَ السَّيْفِ الْآخَرِ. وَذُو النُّونِ: سيفٌ كَانَ لِمَالِكِ ابن زُهَيْرٍ أَخِي قَيْسِ بْنِ زُهَيْر، فَقَتَلَهُ حَمَلُ بنُ بَدْرٍ وأَخذ مِنْهُ سيفَه ذَا النُّونِ، فَلَمَّا كَانَ يومُ الهَباءة قَتَلَ الحرثُ بْنُ زُهَيْرٍ حَمَلَ بْنَ بَدْرٍ وأَخذ مِنْهُ ذَا النون، وفيه يقول الحرث بْنُ زُهَيْرٍ: ويُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّي، ... وَمَا أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ

فصل الهاء

أَي مَا أُعْطيته مكافأَة وَلَا مَوَدَّةً وَلَكِنِّي قَتَلْتُ حَمَلًا وأَخذته مِنْهُ قَسْراً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النُّونُ سَيْفُ حنَشِ بْنِ عَمْرٍو، وَقِيلَ: هُوَ سَيْفِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حَمَلُ بنُ بَدْرٍ أَخذه مِنْ مَالِكٍ يومَ قَتَلَه وأَخذه الحرثُ مِنْ حَمَل بْنِ بَدْرٍ يوم قتله، وهو الحرث بْنُ زُهَيْرٍ العَبْسِيُّ، وَصَوَابُ إِنشاده: وَيُخْبِرُهُمْ مكانَ النُّونِ مِنِّي لأَن قَبْلَهُ: سَيُخْبرُ قومَه حَنَشُ بنُ عَمْرٍو ... بِمَا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ «2» وَذُو النُّونِ: لقبُ يُونسَ بْنِ مَتَّى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَفضل الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً، هُوَ يُونُسُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمَّاهُ اللَّه ذَا النُّونِ لأَنه حَبَسَهُ فِي جَوْفِ الحُوت الَّذِي الْتَقَمَهُ، والنُّون الحوتُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ: خُذْ نُوناً مَيّتاً أَي حُوتًا. وَفِي حَدِيثِ إِدام أَهل الْجَنَّةِ: هُوَ بالامٌ ونونٌ ، واللَّه أَعلم. نين: نَيَّانُ: مَوْضِعٌ، قَالَ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ: قَرَّبهَا، وَلَمْ تَكَدْ تُقَرَّبُ، ... مِنْ أَهلِ نَيَّانَ، وَسِيقٌ أَحْدَبُ وأَما قَوْلُ عَطَّاف بْنُ أَبي شَعْفَرة الْكَلْبِيِّ: فَمَا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ حَتَّى كأَنهم، ... بِذِي الرِّمْثِ مِنْ نَيَّا، نَعامٌ نَوافِرُ فإِنما أَراد مِنْ نَيّانَ فَحَذَفَ. ونِينَوَى: اسْمُ قَرْيَةٍ مَعْرُوفَةٍ بِحذاء كَرْبلاء. ابْنُ بَرِّيٍّ النِّينَةُ مِنْ أَسماء الدُّبُر، واللَّه أَعلم. فصل الهاء هأن: المُهْوَأَنُّ: المكانُ الْبَعِيدُ، وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ تَرْجَمَةَ هأَن. وَقَدْ جَاءَ مِنْهُ مُهْوَأَنٌّ: لِلصَّحْرَاءِ الْوَاسِعَةِ، وَوَزْنُهُ مُفْوَعَلٌّ؛ قَالَ: وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلٍ هوأَ، وَهُوَ غَلَطٌ. شَمِرٌ: يُقَالُ مُهْوَئِنّ ومُهْوَأَنّ؛ وأَنشد: فِي مُهْوَأَنّ بالدَّبى مَدْبُوشِ قَالَ الأَزهري: والوَهْدَةُ مُهْوَأَنّ. قَالَ: وَهِيَ بُطُونُ الأَرض وقَرارُها، وَلَا تُعَدُّ الشِّعابُ والمِيْثُ مِنَ المُهْوَأَنّ، وَلَا يَكُونُ المُهْوَأَنُّ فِي الْجِبَالِ وَلَا فِي القِفافِ وَلَا فِي الرِّمَالِ، لَيْسَ المُهْوَئِنّ إِلا مِنْ جَلَد الأَرض وَبُطُونِهَا. والمُهْوَأَنّ والخَبْتُ وَاحِدٌ. وخُبُوت الأَرضِ: بطونُها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لِمَا تَحَرّمَ عَنْهُ الناسُ، رَبْرَبه ... بالمُهْوَئِنِّ، فَمَرْمِيٌّ ومُحْتَبَلُ وَقَالَ: المُهْوَأَنُّ مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وَاتَّسَعَ. واهْوَأَنَّتِ المغازةُ إِذا اطمأَنت فِي سَعة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مَا زالَ سَوْءُ الرَّعْيِ والنَّتاجِ ... بمُهْوَأَنٍّ غَيْرُ ذِي لَمَاجِ وطُولُ زَجْرٍ بِحَلٍ وعاجِ وَاللَّهُ أَعلم. هبن: أَبو عَمْرٍو: الهَبُونُ الْعَنْكَبُوتُ، وَيُقَالُ: الهَبُورُ، بِالرَّاءِ، العنكبوت. هتن: هَتَنَتِ السَّمَاءُ تَهْتِنُ هَتْناً وَهُتُونًا وهَتناناً وتَهْتاناً وتَهاتَنَتْ: صَبَّتْ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْمَطَرِ فَوْقَ الهَطْلِ، وَقِيلَ: الهَتَنان الْمَطَرُ الضَّعِيفُ الدَّائِمُ. وَمَطَرٌ هَتُون: هَطُولٌ. وسحابة هَتُون

_ (2). 1 قوله" حنش بن عمرو" الذي في التكملة: سيخبر قومه حسن بن وهب ... إِذَا لَاقَاهُمْ وَابْنَا بِلَالِ.

وَسَحَابٌ هاتنٌ وَسَحَابٌ هَتُون، وَالْجَمْعُ هُتُن مِثْلَ عَمُود وعُمُد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مِثْلُ صَبُور وصُبُر لأَن عَمُوداً اسْمٌ وهَتُوناً صِفَةٌ. وَسَحَائِبُ هُتُنٌ وهُتَّنٌ، وكأَنَّ هُتَّناً عَلَى هاتِنٍ أَو هاتِنَة، لأَن فُعَّلًا لَا يَكُونُ جَمْعَ فَعُول. والتَّهْتانُ: نَحْوٌ مِنَ الدِّيمَةِ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: يَا حَبَّذا نَضْحُكَ بالمَشافِرِ، ... كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطِرِ وَقَالَ النَّضْرُ: التَّهْتانُ مطرُ ساعةٍ ثُمَّ يَفْتُرُ ثُمَّ يَعُودُ؛ وأَنشد لِلشَّمَّاخِ: أَرْسلَ يَوْمًا دِيمةً تَهْتانا، ... سَيْلَ المِتانِ يَمْلأُ القُرْيانا وَيُقَالُ: هَتَنَ المطرُ وَالدَّمْعُ يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً وتَهْتاناً قَطر؛ وَعَيْنٌ هَتُونُ الدَّمْع. هجن: الهُجْنة مِنَ الْكَلَامِ: مَا يَعِيبُك. والهَجِينُ: الْعَرَبِيُّ ابنُ الأَمة لأَنه مَعِيبٌ، وَقِيلَ: هُوَ ابْنُ الأَمة الرَّاعِيةِ مَا لَمْ تُحَصَّنْ، فإِذا حُصِّنَتْ فَلَيْسَ الْوَلَدُ بهَجينٍ، وَالْجَمْعُ هُجُنٌ وهُجَناء وهُجْنانٌ ومَهاجِينُ ومَهاجِنَةٌ؛ قَالَ حَسَّانُ: مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبوا، عَبيدٌ ... عَضَارِيطٌ مَغالِثةُ الزِّنادِ أَي مُؤْتَشِبُو الزِّنَادِ، وَقِيلَ: رِخْوُو الزِّنَادِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْتُ فِي مَهاجِن ومَهاجنة إِنهما جَمْعُ هَجِين مُسامحةً، وَحَقِيقَتُهُ أَنه مِنْ بَابِ مَحاسِنَ ومَلامح، والأُنثى هَجينة مِنْ نِسْوَةٍ هُجْن وهَجائنَ وهِجانٍ، وَقَدْ هَجُنا هُجْنة وهَجانة وهِجانة وهُجُونة. أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى قَالَ: الهَجِين الَّذِي أَبوه خَيْرٌ مِنْ أُمه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: قِيلَ لِوَلَدِ الْعَرَبِيِّ مِنْ غَيْرِ العَربية هَجين لأَن الْغَالِبَ عَلَى أَلوان الْعَرَبِ الأُدْمة، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي العجمَ الحمراءَ ورقابَ المَزاوِد لِغَلَبَةِ الْبَيَاضِ عَلَى أَلوانهم، وَيَقُولُونَ لِمَنْ عَلَا لونَه البياضُ أَحمرُ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَائِشَةَ: يَا حُمَيراء ، لِغَلَبَةِ الْبَيَاضِ عَلَى لَوْنِهَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود ، فأَسودهم الْعَرَبُ وأَحمرهم الْعَجَمُ. وَقَالَتِ الْعَرَبُ لأَولادها مِنَ الْعَجَمِيَّاتِ اللَّاتِي يَغْلِبُ عَلَى أَلوانهن الْبَيَاضُ: هُجْنٌ وهُجَناء، لِغَلَبَةِ الْبَيَاضِ عَلَى أَلوانهم وإِشباههم أُمهاتهم. وَفَرَسٌ هَجِين بَيّنُ الهُجْنة إِذا لَمْ يَكُنْ عَتِيقًا. وبِرْذَوْنَة هَجِين، بِغَيْرِ هَاءٍ. الأَزهري: الْهَجِينُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي وَلَدَتْهُ بِرْذَوْنة مِنْ حِصَانٍ عَرَبِيٍّ، وَخَيْلٌ هُجْنٌ. والهِجانُ مِنَ الإِبل: البيضُ الْكِرَامُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثوم: ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ، ... هِجانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرأْ جَنينا قَالَ: وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ. يُقَالُ: بَعِيرٌ هِجانٌ وَنَاقَةٌ هِجانٌ وَرُبَّمَا قَالُوا هَجائِنُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كأَنَّ عَلَى الجِمالِ أَوانَ خَفَّتْ ... هَجائِنَ مِنْ نِعاجِ أُوارَعِينا ابْنُ سِيدَهْ: والهِجانُ مِنَ الإِبل البيضاءُ الخالصةُ اللونِ والعِتْقِ مَنْ نُوقٍ هُجُنٍ وهَجائن وهِجانٍ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ مِنْ بَابِ جُنُب ورِضاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ تَكْسِيرًا، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، وَذَلِكَ أَن الأَلف فِي هِجانٍ الْوَاحِدُ بِمَنْزِلَةِ أَلِفِ ناقةٍ كِنَازٍ ومرأَةٍ ضِنَاك، والأَلفُ فِي هِجانٍ فِي الْجَمْعِ بِمَنْزِلَةِ أَلِفِ ظِرافٍ وشِرافٍ، وَذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ كَسَّرَتْ فِعَالًا عَلَى فِعَالٍ كَمَا كَسَّرَتْ فَعِيلًا عَلَى فِعَالٍ، وعُذْرُها فِي

ذَلِكَ أَن فَعِيلًا أُخت فِعَالٍ، أَلا تَرَى أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثُلَاثِيُّ الأَصل وَثَالِثُهُ حَرْفُ لَيِّنٍ؟ وَقَدِ اعْتَقَبا أَيضاً عَلَى الْمَعْنَى الْوَاحِدِ نَحْوُ كَلِيبٍ وكِلابٍ وعَبِيدٍ وعِبادٍ، فَلَمَّا كَانَا كَذَلِكَ وإِنما بَيْنُهُمَا اختلافٌ فِي حَرْفِ اللِّينِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَمَعْلُومٌ مَعَ ذَلِكَ قربُ الْيَاءِ مِنَ الأَلف، وأَنها إِلى الْيَاءِ أَقرب مِنْهَا إِلى الْوَاوِ، كُسِّرَ أَحدهما عَلَى مَا كُسِّرَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ فَقِيلَ نَاقَةٌ هِجانٌ وأَيْنُقٌ هِجانٌ، كَمَا قِيلَ ظَرِيفٌ وظِراف وَشَرِيفٌ وشِرَاف؛ فأَما قَوْلُهُ: هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ ... مِنَ الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِيقَ البَنائِق فَقَدْ تكونُ النَّقِيَّةَ، وَقَدْ تَكُونُ الْبَيْضَاءَ. وأَهْجَنَ الرجلُ إِذا كَثُرَ هِجانُ إِبله، وَهِيَ كِرامها؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ كَعْبٍ: حَرْفٌ أَخوها أَبوها مِنْ مُهَجَّنةٍ، ... وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليلُ قَالَ: أَراد بمُهَجَّنة أَنها مَمْنُوعَةٌ مِنْ فُحُولِ النَّاسِ إِلا مِنْ فُحُولِ بِلَادِهَا لعِتْقِها وَكَرَمِهَا، وَقِيلَ: حُمِلَ عَلَيْهَا فِي صِغَرها، وَقِيلَ: أَراد بالمُهَجَّنةِ أَنها مِنْ إِبل كِرَامٍ. يُقَالُ: امرأَة هِجانٌ وَنَاقَةٌ هِجانٌ أَي كَرِيمَةٌ. وَقَالَ الأَزهري: هَذِهِ نَاقَةٌ ضَرَبَهَا أَبوها لَيْسَ أَخوها فجاءَت بِذَكَرٍ، ثُمَّ ضَرَبَهَا ثَانِيَةً فَجَاءَتْ بِذَكَرٍ آخَرَ، فَالْوَلَدَانِ ابْنَاهَا لأَنهما وُلِدَا مِنْهَا، وَهُمَا أَخواها أَيضاً لأَبيها لأَنهما وَلَدَا أَبيها، ثُمَّ ضَرَبَ أَحدُ الأَخوين الأُمَّ فَجَاءَتِ الأُم بِهَذِهِ النَّاقَةِ وَهِيَ الْحَرْفُ، فأَبوها أَخوها لأُمها لأَنه وُلِدَ مِنْ أُمها، والأَخ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ يَضْرِب عمُّها لأَنه أَخو أَبيها، وَهُوَ خَالُهَا لأَنه أَخو أُمها لأَبيها لأَنه مِنْ أَبيها وأَبوه نَزَا عَلَى أُمه. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَنشدني أَبو نَصْرٍ عَنِ الأَصمعي بَيْتَ كَعْبٍ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: إِنها نَاقَةٌ كَرِيمَةٌ مُداخَلة النَّسَبِ لِشَرَفِهَا. قَالَ ثَعْلَبٌ: عَرَضْتُ هَذَا الْقَوْلَ عَلَى ابْنِ الأَعرابي، فخطَّأَ الأَصمعي وَقَالَ: تداخُل النَّسَبِ يُضْوِي الولدَ؛ قَالَ: وَقَالَ الْمُفَضَّلُ هَذَا جَمَلٌ نَزَا عَلَى أُمه، وَلَهَا ابْنٌ آخَرُ هُوَ أَخو هَذَا الْجَمَلِ، فَوَضَعَتْ نَاقَةً فَهَذِهِ النَّاقَةُ الثَّانِيَةُ هِيَ الْمَوْصُوفَةُ، فَصَارَ أَحدهما أَباها لأَنه وَطِئَ أُمها، وَصَارَ هُوَ أَخاها لأَن أُمها وَضَعَتْهُ، وَصَارَ الْآخَرُ عمها لأَنه أَخو أَبيها، وَصَارَ هُوَ خَالَهَا «3» لأَنه أَخو أُمها؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَهَذَا هُوَ الْقَوْلُ. والهِجانُ: الْخِيَارُ. وامرأَة هِجَانٌ: كَرِيمَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ هَجائنَ، وَهِيَ الْكَرِيمَةُ الحَسَبِ الَّتِي لَمْ تُعَرِّق فِيهَا الإِماء تَعْرِيقاً. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ هَجِينٌ بَيّنُ الهُجُونة مِنْ قَوْمٍ هُجَناءَ وهُجْنٍ، وامرأَة هِجان أَي كَرِيمَةٌ، وَتَكُونُ الْبَيْضَاءَ مِنْ نِسْوَةٍ هُجْنٍ بَيِّنات الْهِجَانَةِ. وَرَجُلٌ هِجانٌ: كريمُ الحَسَبِ نَقِيُّه. وَبَعِيرٌ هِجانٌ: كَرِيمٌ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: هَذَا جَنايَ وهِجانُه فِيهْ إِذ كُلُّ جانٍ يَدُه إِلى فِيهِ ، يَعْنِي خِيَارَهُ وَخَالِصَهُ. اليزيديُّ: هُوَ هِجانٌ بَيِّنُ الهِجَانة، وَرَجُلٌ هَجِين بَيِّنُ الهُجْنةِ، والهُجْنةُ فِي النَّاسِ وَالْخَيْلُ إِنما تَكُونُ مِنْ قِبَلِ الأُم، فإِذا كَانَ الأَب عَتِيقًا والأُم لَيْسَتْ كَذَلِكَ كَانَ الْوَلَدُ هَجِينًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: العبدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ... ثلاثةٌ، فأَيَّهُم تَلَمَّسُ والإِقْرافُ: مِنْ قِبَلِ الأَب؛ الأَزهري: رَوَى الرواةُ أَن رَوْح بْنَ زِنْباع كَانَ تزوَّج هندَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير فقالت وكانت شاعرة:

_ (3). قوله [وصار هو خالها] كذا في الأَصل والتهذيب، وهذا لا يتم على كلام المفضل إلا أن روعي أن جملًا نزا على ابنته فخلف منها هذين الجملين إلخ كما في عبارة التهذيب السابقة

وَهَلْ هِنْدُ إِلَّا مُهْرَةٌ عربيةٌ، ... سَلِيلةُ أَفراسٍ تَجَلَّلَها بغْلُ فَإِنْ نُتِجَتْ مُهْراً كَرِيمًا فبالحَرَى، ... وإِن يَكُ إقرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ «1» . قَالَ: والإِقْرافُ مُداناةُ الهُجْنة مِنْ قِبَلِ الأَب. قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: الهَجِينْ مأْخوذ مِنَ الهُجْنَة، وَهِيَ الغِلَظُ، والهِجانُ الْكَرِيمُ مأْخوذ مِنَ الهِجَانِ، وَهُوَ الأَبيض. والهِجان: البِيضُ، وَهُوَ أَحسنُ الْبَيَاضِ وأَعتقه فِي الإِبل وَالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَيُقَالُ: خِيارُ كلِّ شَيْءٍ هِجانُه. قَالَ: وإِنما أُخذ ذَلِكَ مِنَ الإِبل. وأَصلُ الهِجانِ البِيضُ، وكلُّ هِجان أَبيضُ. والهِجانُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الخالصُ؛ وأَنشد: وَإِذَا قِيلَ: مَنْ هِجانُ قُرَيْشٍ؟ ... كنتَ أَنتَ الفَتى، وأَنتَ الهِجانُ والعربُ تَعُدُّ البياضَ مِنَ الأَلوان هِجاناً وكَرَماً. وَفِي الْمَثَلِ: جَلَّتِ الهاجِنُ عَنِ الوَلد أَي صَغُرَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلصَّغِيرِ يَتَزَيَّنُ بِزِينَةِ الْكَبِيرِ. وجَلَّتِ الهاجِنُ عَنِ الرِّفْدِ، وَهُوَ القَدَح الضَّخْمُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَلَّتِ العُلْبَة عَنِ الْهَاجِنِ أَي كَبُرَتْ؛ قَالَ: وَهِيَ بنتُ اللَّبُونِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا فتَلْقَحُ، ثُمَّ تُنْتَجُ وَهِيَ حِقَّة، قَالَ: وَلَا تَصْلُحُ أَن يَفْعَلَ بِهَا ذَلِكَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهاجِنُ القَلُوصُ يَضْرِبُ بِهَا الجَمَلُ، وَهِيَ ابْنَةُ لَبُونٍ، فتَلْقَحُ وتُنْتَجُ، وَهِيَ حِقَّةٌ، وَلَا تَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا فِي سَنَةٍ مُخْصِبَةٍ فَتِلْكَ الهاجنُ، وَقَدْ هَجَنَتْ تَهْجُنُ هِجاناً، وَقَدْ أَهْجَنَها الجملُ إِذَا ضَرَبَهَا فأَلقحها؛ وأَنشد: ابْنُوا عَلَى ذِي صِهْركم وأَحْسِنُوا، ... أَلم تَرَوْا صُغْرَى اللِّقاحِ تَهْجُنُ؟ «2» . قَالَهُ رَجُلٌ لأَهل امرأَته، واعْتَلُّوا عَلَيْهِ بِصِغَرِهَا عَنِ الْوَطْءِ؛ وَقَالَ: هَجَنَتْ بأَكبرهم ولَمَّا تُقْطَبِ يُقَالُ: قُطِبَتِ الْجَارِيَةُ أَي خُفِضَت. ابْنُ بُزُرْج: غِلْمَةٌ أُهَيْجنة، وَذَلِكَ أَن أَهلهم أَهْجَنُوهم أَي زَوَّجُوهم صِغَارًا، يُزَوَّجُ الغلامُ الصَّغِيرُ الجاريةَ الصَّغِيرَةَ فَيُقَالُ أَهْجَنَهم أَهْلُهم، قَالَ: والهاجِنُ عَلَى مَيْسُورها ابْنَةُ الحِقَّة، والهاجِنُ عَلَى مَعْسُورها ابْنَةُ اللَّبُون. وَنَاقَةٌ مُهَجَّنة: وَهِيَ المُعْتَسَرَة. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ الْكِرَامِ: إِنهم لَمِنْ سَرَاةِ الهِجَانِ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: ومِثْل سَرَاةِ قَوْمِك لَمْ يُجارَوْا ... إِلَى الرُّبُعِ الهِجانِ، وَلَا الثَّمينِ الأَزهري: وأُخْبرْتُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ فِي هَذَا الْبَيْتِ: إِلَى رُبُعِ الرِّهانِ وَلَا الثَّمِينِ يَقُولُ: لَمْ يُجارَوْا إِلَى رُبُع رِهانِهم وَلَا ثُمُنِه، قَالَ: والرِّهانُ الْغَايَةُ الَّتِي يُسْتَبَقُ إِلَيْهَا، يَقُولُ: مثلُ سَراةِ قَوْمِكَ لَمْ يُجارَوْا إِلَى رُبُع غَايَتِهِمُ الَّتِي بَلَغُوهَا وَنَالُوهَا مِنَ الْمَجْدِ وَالشَّرَفِ وَلَا إِلَى ثُمُنها؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: مِنْ سَراةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضُّ ... وَرَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ قَالَ: الهِجانُ الخِيارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والهِجانُ مِنَ الإِبل: النَّاقَةُ الأَدْماء، وَهِيَ الخالصة اللون والعِتْقِ من نُوق هِجانٍ وهُجُن. والهِجَانةُ: البياضُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ إِبِلٌ هِجانٌ أَي بِيضٌ، وَهِيَ أَكرم الإِبل، وَقَالَ لَبِيدٍ: كأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ، ... وَفِي الأَقْرانِ أَصْوِرَةُ الرَّغامِ مُتأَبِّضاتٍ: معقولاتٍ بالإِباضِ، وَهُوَ العِقالُ. وفي

_ (1). قوله [فمن قبل الفحل] كذا في التهذيب بكسر اللام وعليه ففيه إقواء. وفي رواية أخرى: وإن يك إقرافٌ فجاء به الفَحلُ وهكذا ينتفي الإقواء (2). قوله [صغرى اللقاح] الذي في التهذيب: صغرى القلاص

الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ: أَزْهَرُ هِجانٌ ؛ الهجانُ: الأَبيض. وَيُقَالُ: هَجَّنه أَي جَعْلَهُ هَجِينًا. والمُهَجَّنة: النَّاقَةُ أَوَّلَ مَا تَحْمِلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوس: حَرْفٌ أَخوها أَبوها مِنْ مُهَجَّنةٍ، ... وعَمُّها خالُها وَجْناءُ مِئْشِيرُ وَفِي حَدِيثِ الهُجرة: مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا فَاسْتَسْقَيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي شاةٌ تحْلَبُ غَيْرَ عَناق حَمَلَتْ أَوَّل الشِّتَاءِ فَمَا بِهَا لبنٌ وَقَدِ اهْتُجِنَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِنَا بِهَا ؛ اهْتُجِنَتْ أَي تَبَيَّنَ حملُها. والهاجنُ: الَّتِي حَمَلَتْ قَبْلَ وَقْتِ حَمْلِهَا. والهُجْنة فِي الْكَلَامِ: مَا يَلْزَمُك مِنْهُ العيبُ. تَقُولُ: لَا تَفْعَلْ كَذَا فَيَكُونُ عَلَيْكَ هُجْنةً. وَقَالُوا: إِنَّ لِلْعِلْمِ نَكَداً وَآفَةً وهُجنة؛ يعنون بالهُجْنَة هاهنا الإِضاعة؛ وَقَوْلُ الأَعلم: ولَعَمْرُ مَحْبِلك الهَجينِ عَلَى ... رَحْبِ المَباءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ عَنَى بالهَجِين هُنَا اللَّئِيمَ: والهاجِنُ: الزَّنْدُ الَّذِي لَا يُورِي بقَدحةٍ وَاحِدَةٍ. يُقَالُ: هَجَنَتْ زَنْدَةُ فُلَانٍ، وإنَّ لَهَا لهُجْنَةً شَدِيدَةً؛ وَقَالَ بِشْرٌ: لعَمْرُك لَوْ كانتْ زِنادُكَ هُجْنةً، ... لأَوْرَيْتَ إِذْ خَدِّي لخَدِّكَ ضارِعُ وَقَالَ آخَرُ: مَهاجِنة مَغالثة الزِّنادِ وتَهْجينُ الأَمر: تقبيحُه. وأَرض هِجانٌ: بَيْضَاءُ لَيِّنَةُ التُّرْبِ مِرَبٌّ؛ قَالَ: بأَرْضٍ هِجانِ اللَّوْنِ وَسْمِيَّةِ الثَّرَى ... عَذَاةٍ، نأَتْ عَنْهَا المُؤُوجةُ والبَحْرُ وَيُرْوَى المُلُوحة. والهاجِنُ: العَناق الَّتِي تَحْمِلُ قَبْلَ أَن تَبْلُغَ أَوانَ السِّفَادِ، وَالْجَمْعُ الهِواجِنُ؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهُ فِعْلًا، وَعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ إناثَ نَوْعَيِ الْغَنَمِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْهَاجِنُ الَّتِي حُمل عَلَيْهَا قَبْلَ أَن تَبْلُغَ، فَلَمْ يَخُصَّ بِهَا شَيْئًا مِنْ شَيْءٍ. والهاجِنَةُ والمُهْتَجِنَةُ مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي تَحْمِلُ صَغِيرَةً؛ قَالَ شَمِرٌ: وَكَذَلِكَ الهاجنُ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ الصَّغِيرَةِ: هَاجِنٌ، وَقَدِ اهتُجِنَت الْجَارِيَةُ إِذَا افتُرِعَتْ قَبْلَ أَوانها. واهْتُجِنَتِ الْجَارِيَةُ إِذَا وُطِئت وَهِيَ صَغِيرَةٌ. والمُهْتَجِنة: النَّخْلَةُ أَوَّل مَا تُلْقَح. ابْنُ سِيدَهْ: الهاجِنُ «1». والمُهْتَجِنة الصَّبِيَّةُ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: المرأَة الَّتِي تَتَزَوَّجُ قَبْلَ أَن تَبْلُغَ وَكَذَلِكَ الصَّغِيرَةُ مِنَ الْبَهَائِمِ؛ فأَما قَوْلُ الْعَرَبِ: جَلَّتِ الهاجِنُ عَنِ الولد، فعلى التفاؤل. هدن: الأَزهري عَنِ الهَوَازنيّ: الهُدْنَة انتقاضُ عَزْم الرَّجُلِ بِخَبَرٍ يأْتيه فيَهْدِنُه عَمَّا كان عليه فَيُقَالُ انْهَدَنَ عَنْ ذَلِكَ، وهَدَنَه خَبَرٌ أَتاه هَدْناً شَدِيدًا. ابْنُ سِيدَهْ: الهُدْنة والهِدَانَةُ الْمُصَالَحَةُ بَعْدَ الْحَرْبِ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: فَسَامُونَا الهِدانَةَ مِنْ قريبٍ، ... وهُنَّ مَعًا قيامٌ كالشُّجُوبِ والمَهْدُون: الَّذِي يُطْمَعُ مِنْهُ فِي الصُّلْحِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَلَمْ يُعَوَّدْ نَوْمَةَ المَهْدُونِ وهَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ. وهَدَنَه أَي سكَّنه، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى. وهادَنه مُهادنَةً: صَالَحَهُ، وَالْاسْمُ مِنْهُمَا الهُدْنَة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ الفتَنَ فَقَالَ: يَكُونُ بَعْدَهَا هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ وجماعةٌ على أَقْذاءٍ ؛

_ (1). قوله [ابن سيدة الهاجن إلخ] كذا بالأصل، والمؤلف التزم من مؤلفات ابن سيدة المحكم وليست فيه هذه العبارة، فلعل قوله ابن سيدة محرف عن ابن دريد مثلًا بدليل قوله وفي المحكم

وَتَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ؛ لَا تَرْجِعُ قلوبُ قَوْمٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، وأَصل الهُدْنةِ السكونُ بَعْدَ الهَيْج. وَيُقَالُ لِلصُّلْحِ بَعْدَ الْقِتَالِ والمُوادعة بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ وَبَيْنَ كُلِّ مُتَحَارِبَيْنِ: هُدْنَةٌ، وَرُبَّمَا جُعِلَتْ للهُدْنة مُدّة مَعْلُومَةً، فَإِذَا انْقَضَتِ الْمُدَّةُ عَادُوا إِلَى الْقِتَالِ، والدَّخَنُ قَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُ؛ وَقَوْلُهُ هُدْنَة عَلَى دَخَنٍ أَي سكونٌ عَلَى غِلّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: عُمْياناً فِي غَيْبِ الهُدْنة أَي لَا يَعْرِفُونَ مَا فِي الْفِتْنَةِ مِنَ الشَّرِّ وَلَا مَا فِي السُّكُونِ مِنَ الْخَيْرِ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: مَلْغاةُ أَوّل اللَّيْلِ مَهْدَنَةٌ لِآخِرِهِ ؛ مَعْنَاهُ إِذَا سَهِر أَوّلَ اللَّيْلِ ولَغا فِي الْحَدِيثِ لَمْ يَسْتَيْقِظْ فِي آخِرِهِ لِلتَّهَجُّدِ وَالصَّلَاةِ أَي نَوْمُهُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ بِسَبَبِ سَهَرِهِ فِي أَوّله. والمَلْغاة والمَهْدَنة: مَفْعَلة مِنَ اللَّغْو، والهُدُونُ: السُّكُونُ أَي مَظِنّة لَهُمَا «1». والهُدْنَة والهُدُون والمَهْدَنة: الدَّعة وَالسُّكُونُ. هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ. اللِّيْثُ: المَهْدَنة مِنَ الهُدْنة وَهُوَ السُّكُونُ، يُقَالُ مِنْهُ: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إِذَا سَكَنْتَ فَلَمْ تَتَحَرَّكْ. شَمِرٌ: هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته وخَدَعْتُه كَمَا يُهْدَن الصَّبِيَّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ثُقِّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لَمْ يُهْدَنِ أَي لَمْ يُخْدَعْ وَلَمْ يُسَكَّنْ فَيُطْمَعُ فِيهِ. وهادَنَ القومَ: وادَعهم. وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بِكَلَامٍ وأَعطاهم عَهْدًا لَا يَنْوِي أَن يَفِيَ بِهِ؛ قَالَ: يَظَلُّ نَهارُ الوالِهين صَبابةً، ... وتَهْدِنُهم فِي النَّائِمِينَ المَضاجعُ وَهُوَ مِنَ التَّسْكِينِ. وهَدَنَ الصبيَّ وَغَيْرَهُ يَهْدِنه وهَدَّنه: سكَّنه وأَرضاه. وهُدِنَ عَنْكَ فلانٌ: أَرضاه مِنْكَ الشيءُ الْيَسِيرُ. وَيُقَالُ: هَدَّنتِ المرأَةُ صبيَّها إِذَا أَهْدَأَته لِيَنَامَ، فَهُوَ مُهَدَّنٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَدَنَ عَدُوَّه إِذَا كافَّه، وهَدَنَ إِذَا حَمُقَ. وتَهْدِينُ المرأَة وَلَدَهَا: تَسْكِينُهَا لَهُ بِكَلَامٍ إِذَا أَرادت إِنَامَتَهُ. والتَّهْدِينُ البُطْءُ. وتَهادَنت الأُمورُ: اسْتَقَامَتْ. والهَوْدَناتُ: النُّوقُ. وَرَجُلٌ هِدانٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ مَهْدُونٌ: بَلِيدٌ يُرْضِيهِ الْكَلَامُ، وَالْاسْمُ الهَدْنُ والهُدْنةُ. وَيُقَالُ: قَدْ هَدَنوه بِالْقَوْلِ دُونَ الْفِعْلِ. والهِدانُ: الأَحمقُ الْجَافِي الوَخِمُ الثَّقِيلُ فِي الْحَرْبِ، وَالْجَمْعُ الهُدونُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قَدْ يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الْجَافِي، ... مِنْ غَيْرِ مَا عَقْلٍ وَلَا اصْطِرافِ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: جَباناً هِداناً ، الهِدانُ: الأَحمقُ الثَّقِيلُ، وَقِيلَ: الهِدان والمَهْدُون النَّوَّام الَّذِي لَا يُصَلِّي وَلَا يُبَكِّر فِي حَاجَةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: هِدَانٌ كَشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج وَقَدْ تَهَدَّنَ، وَيُقَالُ: هُوَ مَهْدُونٌ؛ وَقَالَ: وَلَمْ يُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الهَدْنُ؛ وأَنشد الأَزهري فِي المَهْدُون: إنَّ العَواويرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها، ... وَذُو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ والهَدِنُ المُسْتَرْخِي. وإنَّه عَنْكَ لَهَيْدانٌ إِذَا كانَ يَهَابُهُ. أَبو عُبَيْدٍ فِي النَّوَادِرِ: الهَيْدانُ والهِدَانُ وَاحِدٌ، قَالَ: والأَصل الهِدانُ، فَزَادُوا الْيَاءَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ فَيْعالٌ مِثْلَ عَيْدانِ النخل، النون

_ (1). قوله [لهما] هكذا في الأَصل والنهاية

أَصلية وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. والهَدْنَةُ: الْقَلِيلُ الضَّعِيفُ مِنَ الْمَطَرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ: هُوَ الرَّكُّ وَالْمَعْرُوفُ الدَّهْنَةُ. هرن: الأَزهري: أَما هرن فإِني لَا أَحفظ فِيهِ شيئاً، وإسم هَرُون مُعَرَّب لَا اشْتِقَاقَ لَهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الهَيْرُون ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ جَيِّدٌ لِعَمَلِ السِّلِّ. ابْنُ سِيدَهْ: الهَرْنَوَى نَبْتٌ، قَالَ: لَا أَعرف هَذِهِ الْكَلِمَةَ وَلَمْ أَرها فِي النَّبَاتِ، وأَنكرها جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: ولستُ أَدري الهَرْنَوَى مَقْصُورٌ أَم الهَرْنَوِيُّ، على لفظ النسب. هرشن: بَعِيرٌ هِرْشِنٌ: وَاسِعُ الشِّدْقَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ لَا أَدري ما صحته. هزن: هَوْزَنُ: اسْمُ طَائِرٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَمْعُهُ هَوَازِنُ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ لِغَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ. وَبَنُو هَوْزَنٍ: بطنٌ مِنْ ذِي الكُلاع، وَرَوَى الأَزهري عَنِ الأَصمعي فِي كِتَابِ الأَسماء قَالَ: هَوَازِنُ جَمْعُ هَوْزَنٍ، وَهُوَ حَيّ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُمْ هَوْزَن؛ قَالَ: وأَبو عَامِرٍ الهَوْزَنيُّ مِنْهُمْ. وهَوازِنُ: قَبِيلَةٍ مَنْ قِيسٍ وَهُوَ هَوَازِنُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكرمة بْنِ حَفْصةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ. قَالَ الأَزهري: هَوَازِنُ لَا أَدري مِمَّ اشْتقاقُه، وَالنَّسَبُ إِلَى هَوازِنَ الْقَبِيلَةِ هَوازِنيٌّ، لأَنه قَدْ صَارَ اسْمًا لِلْحَيِّ، وَلَوْ قِيلَ هَوْزَنِيٌّ لَكَانَ وَجْهًا؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: إنَّ أَباك فَرَّ يومَ صِفِّينْ، ... لَمَّا رأَى عَكّاً والأَشْعَرِيِّينْ وحابِساً يَسْتَنُّ بالطَّائِيِّينْ، ... وقَيْسِ عَيْلانَ الهَوَازِنِيّينْ هفن: أَهمله اللَّيْثُ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَفْنُ الْمَطَرُ الشديد. هكن: تَهَكَّنَ الرَّجُلُ: تَنَدَّمَ. هلن: الهِلْيَوْنُ: نَبْتٌ. همن: المُهَيْمِنُ والمُهَيْمَنُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء اللَّهِ تَعَالَى فِي الْكُتُبِ الْقَدِيمَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ الشَّاهِدُ يَعْنِي وشاهِداً عَلَيْهِ. والمُهَيْمِنُ: الشَّاهِدُ، وَهُوَ مَنْ آمَنُ غيرَه مِنَ الْخَوْفِ، وأَصله أَأْمَنَ فَهُوَ مُؤَأْمِنٌ، بِهَمْزَتَيْنِ، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الثَّانِيَةُ يَاءً كَرَاهَةَ اجْتِمَاعِهِمَا فَصَارَ مُؤَيْمِنٌ، ثُمَّ صُيِّرت الأُولى هَاءً كَمَا قَالُوا هَراق وأَراق. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مُهَيْمِنٌ مَعْنَى مُؤَيْمِن، وَالْهَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، كَمَا قَالُوا هَرَقْتُ وأَرَقْتُ، وَكَمَا قَالُوا إيَّاك وهِيَّاكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عَلَى قِيَاسِ الْعَرَبِيَّةِ صَحِيحٌ مَعَ مَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه بِمَعْنَى الأَمين، وَقِيلَ: بِمَعْنَى مُؤتَمَن؛ وأَما قَوْلُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي شِعْرِهِ يَمْدَحُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ، مِنْ ... خِنْدِفَ، عَلْياءَ تحتَها النُّطُقُ فإِن الْقُتَيْبِيَّ قَالَ: مَعْنَاهُ حَتَّى احتويتَ يَا مُهَيْمِنُ مِنْ خِنْدِفَ عَلْيَاءَ؛ يُرِيدُ بِهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَقام الْبَيْتَ مَقَامَهُ لأَن الْبَيْتَ إِذَا حَلَّ بِهَذَا الْمَكَانِ فَقَدْ حَلَّ بِهِ صاحبُه؛ قَالَ الأَزهري: وأَراد بِبَيْتِهِ شَرَفَه، وَالْمُهَيْمِنُ مِنْ نَعْتِهِ كأَنه قَالَ: حَتَّى احْتَوى شَرَفُك الشاهدُ عَلَى فَضْلِكَ علياءَ الشَّرَفِ مِنْ نَسَبِ ذَوِي خِنْدِف أَي ذِرْوَةَ الشَّرَف مِنْ نَسَبِهِمُ الَّتِي تَحْتَهَا النُّطُقُ، وَهِيَ أَوساطُ الْجِبَالِ الْعَالِيَةِ، جَعَلَ خِنْدِفَ نُطُقاً لَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ بيتُك المهيمنُ قَالَ: أَي بيتُك الشاهدُ بِشَرَفِكَ، وَقِيلَ: أَراد بِالْبَيْتِ نَفْسَهُ لأَن الْبَيْتَ إِذَا حَلَّ فَقَدْ حلَّ بِهِ صَاحِبَهُ. وَفِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ: كَانَ عَلِيٌّ، عَلَيْهِ

السَّلَامُ، أَعْلَم بالمُهَيْمِناتِ أَي القَضايا، مِنَ الهَيْمنَة وَهِيَ الْقِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ، جَعَلَ الْفِعْلَ لَهَا وَهُوَ لأَربابها الْقَوَّامِينَ بالأُمور. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنه قَالَ يَوْمًا: إنِّي داعٍ فَهَيْمِنُوا أَي إِنِّي أَدْعُو اللَّهَ فأَمِّنُوا، قَلَبَ أَحد حَرْفَيِ التَّشْدِيدِ فِي أَمِّنُوا يَاءً فَصَارَ أَيْمِنُوا، ثُمَّ قَلَبَ الْهَمْزَةَ هَاءً وَإِحْدَى الْمِيمَيْنِ يَاءً فَقَالَ هَيْمِنُوا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي اشْهَدُوا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَمَّا زَيْدٌ فَحَسَنٌ، وَيَقُولُونَ أَيْما بِمَعْنَى أَمَّا؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِ جَمِيل: عَلَى نَبْعةٍ زَوْراءَ أَيْما خِطامُها ... فَمَتْنٌ، وأَيْما عُودُها فعَتِيقُ قَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ أَمَّا، فَاسْتَثْقَلَ التَّضْعِيفَ فأَبدل مِنْ إِحْدَى الْمِيمَيْنِ يَاءً، كَمَا فَعَلُوا بقِيراطٍ ودِينارٍ ودِيوانٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ: وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ، قَالَ: المُهَيْمِنُ الْقَائِمُ عَلَى خَلْقِهِ؛ وأَنشد: أَلا إنَّ خَيْرَ الناسِ، بَعْدَ نَبِيِّهِ، ... مُهَيْمِنُه التالِيه فِي العُرْفِ والنُّكْرِ قَالَ: مَعْنَاهُ الْقَائِمُ عَلَى النَّاسِ بَعْدَهُ، وَقِيلَ: الْقَائِمُ بأُمور الْخَلْقِ، قَالَ: وَفِي المُهَيْمِن خَمْسَةُ أَقوال: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ المُهَيْمِن المُؤْتَمَنُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ المُهَيْمِنُ الشَّهِيدُ، وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ الرَّقِيبُ، يُقَالُ هَيْمَن يُهَيْمِنُ هَيْمنَة إِذَا كَانَ رَقِيبًا عَلَى الشَّيْءِ، وَقَالَ أَبو مَعْشَرٍ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ مَعْنَاهُ وقَبَّاناً عَلَيْهِ، وَقِيلَ: وَقَائِمًا عَلَى الكُتُب، وَقِيلَ: مُهَيْمِنٌ فِي الأَصل مُؤيْمِنٌ، وَهُوَ مُفَيْعِلٌ مِنَ الأَمانة. وَفِي حَدِيثِ وُهَيْبٍ: إِذَا وَقَعَ العَبْدُ فِي أُلْهانِيَّةِ الرَّبِّ ومُهَيْمِنِيَّةِ الصِّدِّيقين لَمْ يَجِدْ أَحَداً يأْخذُ بقَلْبه ؛ المُهَيْمِنِيَّة: مَنْسُوبٌ إِلَى المُهَيْمِن، يُرِيدُ أَمانة الصدِّيقين، يَعْنِي إدا حَصَلَ العبدُ فِي هَذِهِ الدَّرَجَةِ لَمْ يُعْجِبْهُ أَحد، وَلَمْ يُحِبَّ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. والهِمْيانُ: التِّكَّة، وَقِيلَ للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ النَّفَقَةُ وَيُشَدُّ عَلَى الْوَسَطِ: هِمْيان؛ قَالَ: والهِمْيان دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ، وَالْعَرَبُ قَدْ تَكَلَّمُوا بِهِ قَدِيمًا فأَعربوه. وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرّنٍ يَومَ نهاوَنْدَ: أَلا إنِّي هازٌّ لَكُمُ الرايةَ الثَّانِيَةَ فَلْيَثِب الرجالُ وليَشُدُّوا هَمَايِنَهم عَلَى أَحْقائهم ، يَعْنِي مَناطِقَهم ليَسْتَعِدُّوا عَلَى الْحَمْلَةِ، وَفِي النِّهَايَةِ فِي حَدِيثِ النُّعمان يَوْمَ نَهَاوَنْدَ. تَعاهدُوا هَمايِنكم فِي أَحْقِيكُم وأَشْساعَكم فِي نِعَالِكُمْ ؛ قَالَ: الهَماينُ جَمْعُ هِمْيانٍ، وَهِيَ المِنْطَقة والتِّكَّة، والأَحْقِي جَمْعُ حِقْوٍ، وَهِيَ مَوْضِعُ شَدِّ الإِزار؛ وأَورد ابْنُ الأَثير حَدِيثًا آخَرَ عَنْ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى أَن الهِمْيَان تِكَّةُ السَّرَاوِيلِ لَمْ أَستحسن إيرادَه، غَفَرَ اللَّهُ لنا وله بكرمه. هنن: الهانَّةُ والهُنانَة: الشَّحْمَةُ فِي بَاطِنِ الْعَيْنِ تَحْتَ المُقْلة. وَبَعِيرٌ مَا بِهِ هانَّةٌ وَلَا هُنانة أَي طِرْق. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: حضرتُ الأَصمعي وسأَله إِنْسَانٌ عَنْ قَوْلِهِ مَا بِبَعِيرِي هَانَّة وَلَا هُنانَةٌ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ هُتَاتة، بِتَاءَيْنِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قُلْتُ إِنَّمَا هُوَ هانَّة وهُنانة، وَبِجَنْبِهِ أَعرابي فسأَله فَقَالَ: مَا الهُتاتة؟ فَقَالَ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الهُنَانَة، فَرَجَعَ إِلَى الصَّوَابِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ؛ الهُنَانَةُ، بِالنُّونِ: الشَّحْمُ. وَكُلُّ شَحْمَةٍ هُنَانة. والهُنَانة أَيضاً: بَقِيَّةُ الْمُخِّ. وَمَا بِهِ هانَّة أَي شَيْءٌ مِنْ خَيْرٍ، وَهُوَ عَلَى الْمِثْلِ. وَمَا بِالْبَعِيرِ هُنَانة، بِالضَّمِّ، أَي مَا بِهِ طِرْقٌ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَيُفايِشُونَكَ، والعِظَامُ رقيقةٌ، ... والمُخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ؟

وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ وَنَسَبَهُ لِجَرِيرٍ. وأَهَنَّه اللهُ، فَهُوَ مَهْنُونٌ. والهِنَنَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَنَافِذِ. وهَنّ يَهِنُّ: بَكَى بُكَاءً مِثْلَ الْحَنِينِ؛ قَالَ: لَمَّا رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا، ... وكادَ أَن يُظْهِرَ مَا أَجَنَّا والهَنِينُ: مِثْلُ الأَنين. يُقَالُ: أَنَّ وهَنَّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وهَنَّ يَهِنُّ هنِيناً أَي حَنَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ، ... وأَنِّي لكِ مَقْرُوعُ «2» . قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى بَكَى. التَّهْذِيبُ: هَنَّ وحَنَّ وأَنَّ، وَهُوَ الهَنِينُ والأَنينُ والحَنينُ قريبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؛ وأَنشد: لَمَّا رأَى الدارَ خَلاءً هَنَّا أَي حَنَّ وأَنَّ. وَيُقَالُ: الحَنِين أَرفعُ مِنَ الأَنين؛ وقال آخر: لاتَنْكِحَنَّ أَبداً هَنَّانَهْ، ... عُجَيِّزاً كأَنَّها شَيْطَانَهْ يُرِيدُ بالهَنّانة الَّتِي تَبْكِي وتَئِنّ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟ ... أَجَلْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قلبَك متْيَحُ يَقُولُ: ليس الأَمر حيث ذهبتَ. وَقَوْلُهُمْ: يَا هَناه أَي يَا رَجُلُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي النِّدَاءِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ رابَني قولُها: يا هَناهُ، ... وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بشَرّ هنزمن: الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ، كلُّها: عيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى أَو سَائِرِ الْعَجَمِ، وَهِيَ أَعجمية؛ قَالَ الأَعشى: إِذَا كَانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما هون: الهُونُ: الخِزْيُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ ؛ أَي ذِي الْخِزْيِ. والهُونُ، بِالضَّمِّ: الهَوَانُ. والهُونُ والهَوانُ: نَقِيضُ العِزِّ، هانَ يَهُونُ هَواناً، وَهُوَ هَيْنٌ وأَهْوَنُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ؛ أَي كُلُّ ذَلِكَ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَلَيْسَتْ لِلْمُفَاضَلَةِ لأَنه لَيْسَ شيءٌ أَيْسَرَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَقِيلَ: الْهَاءُ هُنَا رَاجِعَةٌ إِلَى الإِنسان، وَمَعْنَاهُ أَن الْبَعْثَ أَهونُ عَلَى الإِنسان مِنْ إِنْشَائِهِ، لأَنه يُقَاسِي فِي النَّشْءِ مَا لَا يُقَاسِيهِ فِي الإِعادة وَالْبَعْثِ؛ وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَعَمْرُك مَا أَدْري، وَإِنِّي لأَوْجَلُ، ... عَلَى أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ وأَهانه وهَوَّنه واسْتَهانَ بِهِ وتَهاوَنَ بهِ: استخفَّ بِهِ، وَالِاسْمُ الهَوَانُ والمَهانة. وَرَجُلٌ فِيهِ مَهانة أَي ذُلٌّ وَضَعْفٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَهانةُ مِنْ الهَوانِ، مَفْعَلة مِنْهُ وَمِيمُهَا زَائِدَةٌ. والمَهانة مِنَ الحَقارة: فَعالة مَصْدَرُ مَهُنَ مَهانة إِذَا كَانَ حَقِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا المَهين ؛ يُرْوَى بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا، فَالْفَتْحُ مِنَ المَهانة، وَقَدْ تقدَّم فِي مَهَنَ، وَالضَّمُّ مِنَ الإِهانة الاستخفافِ بِالشَّيْءِ وَالِاسْتِحْقَارِ، وَالِاسْمُ الهَوانُ، وَهَذَا مَوْضِعُهُ. واسْتَهانَ بِهِ وتَهاوَنَ بِهِ: اسْتَحْقَرَهُ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَا تُهِينَ الفقيرَ، عَلَّكَ أَن ... تَرْكَعَ يَوْمًا، والدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ أَراد: لَا تُهِينَنْ، فَحَذَفَ النونَ الْخَفِيفَةَ لَمَّا استقبلها ساكنٌ.

_ (2). قوله حنت ولات هنت كذا بالأَصل والصحاح هنا وفي مادة قرع أيضاً بواو بعد حنت، والذي في التكملة بحذفها وهي أوثق الأَصول التي بأيدينا وعليها يتخرج هذا الشطر من الهزج وقد دخله الخرم والحذف

والهَوْنُ: مَصْدَرُ هانَ عَلَيْهِ الشيءُ أَي خَفَّ. وهَوَّنه اللَّهُ عَلَيْهِ أَي سهَّله وَخَفَّفَهُ. وشيءٌ هَيِّنٌ، عَلَى فَيْعِلٍ أَي سَهْلٌ، وهَيْنٌ، مُخَفَّفٌ، وَالْجُمَعِ أَهْوِناءُ كَمَا قَالُوا شيءٌ وأَشيئاءُ عَلَى أَفْعِلاءَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَشيئاء لَمْ تَنْطِقْ بِهَا الْعَرَبُ وَإِنَّمَا نَطَقَتْ بأَشياء فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصله أَشيئاء، فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا، وَقَالَ الْخَلِيلُ: أَصله شَيْئاء عَلَى فَعْلاء ثُمَّ قدِّمت الْهَمْزَةُ الَّتِي هِيَ لَامُ فَصَارَتْ أَشياء، وَوَزْنُهَا الْآنَ لَفْعاء؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهَوْنُ والهُونُ وَاحِدٌ، وَقِيلَ: الهُونُ الهَوانُ والهَوْنُ الرِّفق؛ وأَنشد: مررتُ عَلَى الوَدِيعةِ، ذاتَ يومٍ، ... تَهادَى فِي رِداء المِرْطِ هَوْنا وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: تَمِيلُ عَلَيْهِ هُونَةٌ غيرُ مِعْطالِ قَالَ: هُونة ضَعِيفَةٌ مِنْ خِلْقتها لَا تَكُونُ غَلِيظَةً كأَنها رَجُلٌ، وَرَوَى غَيْرُهُ: هَوْنة أَي مُطاوعة؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ الطُّهَويّ: داوَيْتُهم مِنْ زَمَنٍ إِلَى زَمَنْ، ... دَواءَ بُقْيا بالرُّقَى وبالهُوَنْ، وبالهُوَيْنا دَائِبًا فَلَمْ أُوَنْ بالهُوَن، يُرِيدُ: بِالتَّسْكِينِ وَالصُّلْحِ ابْنُ الأَعرابي: هَيِّنٌ بَيِّنُ الهُونِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِنَّهُ ليَهُونُ عليَّ هَوْناً وهَواناً. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ ؛ قَالَ: الهُونُ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ الهَوان، قَالَ: وَبَعْضُ بَنِي تَمِيمٍ يَجْعَلُ الهُونَ مَصْدَرًا لِلشَّيْءِ الهَيِّنِ، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ إِنْ كُنْت لَقَلِيلَ هَوْنِ المؤُونة مُذ الْيَوْمِ، قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ الهَوانَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِبَعِيرٍ لَهُ: مَا بِهِ بأْسٌ غيرُ هَوانِه، يَقُولُ: إِنَّهُ خَفِيفُ الثَّمَنِ. وَإِذَا قَالَتِ الْعَرَبُ: أَقْبَلَ يَمْشي عَلَى هَوْنِه، لَمْ يَقُولُوهُ إِلَّا بِالْفَتْحِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ؛ قَالَ عِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ: بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: شُمٌّ مَهاوِينُ أَبْدانِ الجَزُورِ، مَخامِيصُ ... العَشيّات، لَا خُورٌ وَلَا قُزُمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَهَاوِينُ جَمْعَ مهْوَنٍ، وَمَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ أَنه جَمْعُ مِهْوانٍ. وَرَجُلٌ هَيِّنٌ وهَيْنٌ، وَالْجَمْعُ أَهْوِناءُ، وشيءٌ هَوْنٌ: حَقِيرٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهَوْن هَوانُ الشيءِ الْحَقِيرِ الهَيِّنِ الَّذِي لَا كَرَامَةَ لَهُ. وَتَقُولُ: أَهَنْتُ فُلَانًا وتَهاوَنْتُ بِهِ واستَهنْتُ بِهِ. والهُونُ: الهَوانُ والشِّدَّة. أَصابه هُونٌ شَدِيدٌ أَي شِدَّةٌ ومضَرَّة وعَوَزٌ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: تُهِينُ النفوسَ وهُون النُّفوسْ تُرِيدُ: إِهَانَةُ النُّفُوسِ: ابْنُ بَرِّيٍّ: الهُون، بِالضَّمِّ، الهَوان؛ قَالَ ذُو الإِصبع: اذهَبْ إِلَيْكَ، فَمَا أُمِّي براعِيةٍ ... ترْعَى المَخاضَ، وَلَا أُغضِي عَلَى الهُونِ وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَهَوْنٌ مِنَ الْخَيْلِ، والأُنثى هَوْنة، إِذَا كَانَ مِطْواعاً سَلِساً. والهَوْنُ والهُوَيْنا: التُّؤَدة والرِّفْق وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ. رَجُلٌ هَيِّن وهَيْن، وَالْجَمْعُ هَيْنونَ؛ وَمِنْهُ: قَوْمٌ هَيْنُونَ لَيْنُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَتَسْلِيمُهُ يَشْهَدُ أَنه فَيْعِلٌ. وَفُلَانٌ يَمْشِي عَلَى الأَرض هَوْناً؛ الهَوْن: مَصْدَرُ الهَيِّن فِي مَعْنَى السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهَوْنُ الرِّفق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هَوْنَكُما لَا يَرُدُّ الدَّهْرُ مَا فَاتَا، ... لَا تَهْلِكا أَسَفاً فِي إثْرِ مَنْ مَاتَا

وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَمْشي هَوْناً ؛ الهَوْن: الرِّفْق واللِّين وَالتَّثَبُّتُ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ يَمْشِي الهُوَيْنا ، تَصْغِيرُ الهُونَى تَأْنِيثُ الأَهْوَن، وَهُوَ مِنَ الأَّوَّل، وفرَق بعضُهم بَيْنَ الهَيِّن والهَيْن فَقَالَ: الهَيِّن مِنَ الهَوان، والهَيْنُ مِنَ اللِّين. وامرأَة هَوْنة وهُونة؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: مُتَّئِدَة؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَنُوءُ بمَتْنَيها الرَّوابي وهَوْنَةٌ، ... عَلَى الأَرضِ، جَمَّاءُ العظامِ لَعُوبُ وتَكَلَّم عَلَى هِينَتِه أَي رِسْله. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَارَ على هِينَتِه أَي على عَادَتِهِ فِي السُّكون والرِّفق. يُقَالُ: امْشِ عَلَى هَيْنَتِكَ أَي عَلَى رِسْلك. وَجَاءَ عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَحْبِبْ حَبيبك هَوْناً مَا أَي حُبًّا مُقْتَصِداً لَا إِفْرَاطَ فِيهِ، وَإِضَافَةُ مَا إِلَيْهِ تُفيدُ التَّقْلِيلَ، يَعْنِي لَا تُسْرِف فِي الحُبّ والبُغْض، فَعَسَى أَن يصيرَ الْحَبِيبُ بَغيضاً والبَغِيض حَبِيبًا، فَلَا تَكُونُ قَدْ أَسرفت فِي الحُب فتندمَ، وَلَا فِي البُغْض فتستَحْيي. وَتَقُولُ: تكَلَّمْ عَلَى هِينَتك. وَرَجُلٌ هَيِّن لَيِّن وهَيْن لَيْن. شَمِرٌ: الهَوْن الرِّفْق والدَّعَة. وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَقُولُ لَا تُفْرِطْ فِي حُبّه وَلَا فِي بُغْضِهِ. وَيُقَالُ: أَخذ أَمرَه بالهُونى، تَأْنِيثُ الأَهْون، وأَخذ فِيهِ بالهُوَيْنا، وَإِنَّكَ لَتَعْمِد للهُوَيْنا مِنْ أَمرك لأَهْونه، وَإِنَّهُ ليَأْخذ فِي أَمره بالهَوْن أَي بالأَهْوَن. ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَمْدَحُ بالهَيْن اللَّيْن، مُخَفَّفٌ، وَتَذُمُّ بالهَيّن اللَّيّن، مُثَقَّلٌ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المُسلِمُون هَيْنُونَ لَيْنُونَ ، جَعَلَهُ مَدْحًا لَهُمْ. وَقَالَ غَيْرُ ابْنِ الأَعرابي: هَيِّن وهَيْن ولَيِّن ولَيْن بِمَعْنًى وَاحِدٍ، والأَصل هَيِّن، فَخُفِّفَ فَقِيلَ هَيْن، وهَيّن، فَيْعِل مِنَ الهَوْن، وَهُوَ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَالسُّهُولَةُ، وَعَيْنُهُ وَاوٌ. وشيءٌ هَيِّن وهَيْن أَي سَهُلَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: النِّسَاءُ ثَلَاثٌ فهَيْنة لَيْنة عفِيفة. وَفِي النَّوَادِرِ: هُنْ عِنْدِي اليومَ، واخْفِض عِنْدِي اليومَ، وأَرِحْ عِنْدِي، وارْفَهْ عِنْدِي، واستَرْفِهْ عِنْدِي، ورَفِّهْ عِنْدِي، وأَنْفِهْ عِنْدِي، واسْتَنفِهْ عِنْدِي؛ وَتَفْسِيرُهُ أَقم عِنْدِي وَاسْتَرِحْ واسْتَجِمَّ؛ هُنْ مِنَ الهَوْن وَهُوَ الرِّفْقُ والدَّعة وَالسُّكُونُ. وأَهْوَنُ: اسمُ يومِ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ قَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ: أُؤَمِّلُ أَن أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي ... بأَوَّلَ أَو بأَهْونَ أَو جُبارِ أَو التَّالِي دُبارٍ أَم فيوْمي ... بمُؤنِسٍ أَو عَروُبة أَو شِيارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لِيَوْمِ الِاثْنَيْنِ أَيضاً أَوْهَدُ مِنَ الوَهْدة، وَهِيَ الِانْحِطَاطُ لِانْخِفَاضِ الْعَدَدِ مِنَ الأَول إِلَى الثَّانِي. والأَهْوَنُ: اسْمُ رَجُلٍ. وَمَا أَدري أَيُّ الهُون هُوَ أَي أَيُّ الْخَلْقِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالزَّايُ أَعْلَى. والهُونُ: أَبو قَبِيلَةَ، وَهُوَ الهُونُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكة بْنِ إلْياس بْنِ مُضَرَ أَخو الْقَارَةِ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: الهَوْنُ والهُونُ جَمِيعًا ابْنُ خُزيمة بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ ذَاتِ الْقَارَةِ أَتْيَغَ بنِ الهُون بْنِ خُزَيْمَةَ «3». سُمُّوا قارَة لأَن هَرير بن الحرث قَالَ لغوثِ بْنِ كَعْبٍ حِينَ أَراد أَن يُفَرِّقَ بَيْنَ أَتْيغ: دَعْنا قَارَةً وَاحِدَةً، فَمِنْ يَوْمَئِذٍ سُمُّوا قَارَةً؛ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: أَراد يَعْمَرُ الشَّدَّاخُ أَن يُفَرِّقَ بُطونَ الهُون فِي بُطون كِنَانَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الهُون:

_ (3). قوله [مُدْرِكَةَ بْنِ ذَاتِ الْقَارَةِ أتيغ بن الهون إلخ] هكذا في الأصل

فصل الواو

دَعُونا قَارَةً لَا تُنْفِرُونا ... فنَجْفُلَ، مثلَما جفَلَ الظَّليمُ «1» المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: الْقَارَةُ بَنُو الهُون. والهاوَن «2». والهاوُنُ والهاوُون، فَارِسِيٌّ مُعْرَّبٌ: هَذَا الَّذِي يُدَقُّ فِيهِ؛ قِيلَ: كَانَ أَصله هاوُون لأَن جَمْعَهُ هَوَاوينُ مِثْلُ قَانُونٍ وقَوَانين، فَحَذَفُوا مِنْهُ الْوَاوَ الثَّانِيَةَ اسْتِثْقَالًا وَفَتَحُوا الأُولى، لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فاعُلٌ بِضَمِّ الْعَيْنِ. والمُهْوَئِنُّ: الوَطِيءُ مِنَ الأَرض نَحْوُ الهَجْلِ وَالْغَائِطِ وَالْوَادِي، وَجَمْعُهُ مُهْوَئِنَّاتٌ. هين: هانَ يَهِينُ: مِثْلُ لانَ يَلِين. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا عَزَّ أَخوك فهِنْ. وَمَا هَيَانُ هَذَا الأَمرِ أَي شأنُه. وهَيّانُ بْنُ بَيّانَ: لَا يُعْرَفُ وَلَا يُعْرَف أَبوه، وَقَدْ ذُكِرَ أَن نُونَهُ زَائِدَةٌ، وَاللَّهُ أَعلم. هيزمن: الهِنْزَمْرُ والهِنْزَمْنُ والهِيْزَمْنُ، كُلُّهَا: عِيدٌ مِنْ أَعياد النَّصَارَى أَو سَائِرِ الْعَجَمِ، وَهِيَ أَعجمية، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الواو وَأَنَ: رَجُلٌ وَأْنٌ: أَحمق كَثِيرُ اللَّحْمِ ثَقِيلٌ. وامرأَة وَأْنَةٌ: غَلِيظَةٌ. والوَأْنَة: الحَمْقاء وامرأَةٌ وَأْنَة إِذَا كَانَتْ مُقاربة الخَلْق. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ وَأْبة، بِالْبَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الوَأْنة سواءٌ فِيهِ الرجلُ والمرأَة، يَعْنِي المُقْتَدِرَ الخَلْق. ابْنُ الأَعرابي: التَّوْأَنُ ضَعْف البَدَنِ والرَّأْيِ، أَيّ ذَلِكَ كَانَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّوْأَن مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ وَأْنٌ، وَهُوَ الأَحمق. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الأَحمق: وأْنٌ مِلْدَمٌ خُجَأَةٌ ضَوْكَعَةٌ. وبن: اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مَا فِي الدَّارِ وابِرٌ وَلَا وابِنٌ أَي مَا فِيهَا أَحدٌ. ابْنُ الأَعرابي: الوَبْنَةُ الأَذى، والوَبْنة الجَوْعَةُ. وتن: الوَتِينُ عِرْقٌ فِي الْقَلْبِ إِذَا انْقَطَعَ مَاتَ صَاحِبُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ غُسْلِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ: والفَضْل يَقُولُ أَرِحْني أَرِحْني قَطَعْتَ وَتِيني أَرى شَيْئًا يَنْزِلُ عليَ ؛ ابْنُ سِيدَهْ: الوَتِينُ عِرقٌ لاصِقٌ بالصُّلب مِنْ بَاطِنِهِ أَجمع، يَسْقي العُروقَ كلَّها الدمَ ويَسْقي اللَّحْمَ وَهُوَ نَهْرُ الجَسد، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ أَبيضُ مُسْتَبْطِنُ الفَقار، وَقِيلَ: الْوَتِينُ يَستَقي مِنَ الفُؤاد، وَفِيهِ الدَّمُ. والوَتينُ: الخِلْبُ، وَقِيلَ: هُوَ نياطُ الْقَلْبِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ أَبيض غَلِيظٌ كأَنه قَصَبَةٌ، وَالْجَمْعُ أوْتِنَةٌ ووُتْنٌ. ووَتَنَه وتْناً: أَصاب وَتِينَه؛ قَالَ حُميدٌ الأَرْقطُ: شِرْيانَةٌ تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ، ... وصِيغَةٌ ضُرِّجْنَ بالتَّسْنينِ، مِنْ عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ ووُتِنَ: شَكَا وَتِينَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: عرْق يَسْتَبْطِنُ الصُّلبَ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ البَطْنُ، وَإِلَيْهِ تُضَمُّ الْعُرُوقُ «3». ووَتَنَ بالمكانِ وتْناً ووُتُوناً: ثَبَتَ وأَقام بِهِ. والواتِنُ: الماءُ المَعينُ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَذْهَبُ؛ عن أَبي زيد.

_ (1). قوله [فنجفل مثل ما جفل الظليم] هكذا في الأَصل، والذي أورده المصنف وصاحب الصحاح في مادة قول وكذا الميداني في مجمع الأَمثال: فَنُجْفِلَ مِثْلَ إِجْفَالِ الظَّلِيمِ (2). قوله [والهاون إلخ] عبارة التكملة ابن دريد: الهاوون أي بواوين الأَولى مضمومة الذي يدق به عربي صحيح. ولا يقال هاون أي بفتح الْوَاوَ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إسم على فاعل بعد الأَلف واو. قَالَ أَبُو زَيْدٍ فِي الهاوون إنه سمعه من أناس وَلَمْ يَجِئْ بِهِ غَيْرُهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي كتابه البهي: وتقول لهذا الهاون الذي يدق به الهاوون بواوين (3). قوله [وإليه تضم العروق] الذي في التهذيب: وإليه تضرب العروق

وَفِي الْحَدِيثِ: أَمّا تَيْماءُ فعينٌ جاريةٌ، وأَما خَيْبر فماءٌ واتِنٌ أَي دَائِمٌ. والواتِنُ: الثَّابِتُ. والماءُ الواتِن: الدَّائِمُ أَعني الَّذِي لَا يَجْرِي، وَقِيلَ: الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ. أَبو زَيْدٍ: الواتِنُ مِنَ الْمِيَاهِ الدائمُ المَعينُ الَّذِي لَا يَذْهَبُ. اللَّيْثُ: الواتِنُ والواثِنُ لُغَتَانِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْمُقِيمُ الدَّائِمُ الرَّاكِدُ فِي مَكَانِهِ قَالَ رُؤْبَةُ: أَمْطَرَ، فِي أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ، ... عَلَى أَخِلَّاءِ الصَّفاء الوُتَّنِ قَالَ: يُرْوَى بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ، وَمَعْنَاهُمَا الدَّوْمُ عَلَى العَهْد؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: وَهُوَ التَّرِيكَةُ بالمِكَرِّ وحارثٍ، ... فَقْعَ القَراقِر بالمكانِ الواتِنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو يُقَالُ وَتَنَ وأَتَنَ إِذَا ثَبَتَ فِي الْمَكَانِ؛ وأَنشد لأَبَّاق الدُّبَيْرِي: أَتَنْتُ لَهَا، فَلَمْ أَزَلْ فِي خِبائِها ... مُقِيمًا إِلَى أَن أَنْجَزَتْ خِلَّتي وَعْدِي وَقَدْ وَتَنَ ووَثَنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ وَتَنَ يَتِنُ، بِالتَّاءِ، وُتُوناً، والوَتِينُ مِنْهُ مأْخوذ. والمُواتَنة: المُلازمة؛ وَفِي الصِّحَاحِ: المُلازَمة فِي قِلَّةِ التَّفَرُّقِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع وَثَنَ، بِالثَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَحفِظَه عَنِ الْعَرَبِ أَم لَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَتَنَ الماءُ وَغَيْرُهُ وُتُوناً وتِنَةً أَي دامَ وَلَمْ يَنْقَطِعْ. ووَاتَنَ القومُ دارَهم: أَطالوا الإِقامة فِيهَا. ووَاتَنَ الرجلَ مُوَاتَنَةً ووِتاناً: فعل مثل مَا يَفْعَلُ، وَهِيَ أَيضاً المُطاولة والمُماطلة. والوَتْنُ: أَن تَخْرُجَ رِجْلَا الْمَوْلُودِ قَبْل رأْسه، لُغَةٌ فِي اليَتْنِ، وَقِيلَ: الوَتْنُ الَّذِي وُلِدَ مَنْكُوسًا، فَهُوَ مَرَّةً اسْمٌ للوِلادِ، ومَرَّةً اسْمٌ لِلْوَلَدِ. وأَوْتَنَتِ المرأَةُ: وَلَدَتْ وَتْناً كأَيْتَنَتْ إِذَا وَلَدَتْ يَتْناً. ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَوْتُونة إِذَا كَانَتْ أَدِيبةً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسْناء. والوَتْنَةُ: مُلازمةُ الْغَرِيمِ. والوَتْنَة: الْمُخَالَفَةُ، هَاتَانِ بِالتَّاءِ. والوَثْنة، بِالثَّاءِ: الكَفْرَةُ. وثن: الوَثْنُ والوَاثِنُ: الْمُقِيمُ الرَّاكِدُ الثَّابِتُ الدَّائِمُ، وَقَدْ وَثَنَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثَبْتٍ؛ قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الْوَاتِنُ. وَقَدْ حَكَى ابْنُ الأَعرابي: وَثَنَ بِالْمَكَانِ، قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ أَين أَنكره ابْنُ دُرَيْدٍ. اللَّيْثُ: الْوَاثِنُ وَالْوَاتِنُ لُغَتَانِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْمُقِيمُ الرَّاكِدُ فِي مَكَانِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَلَى أَخِلَّاءِ الصَّفاء الوُثَّنِ قَالَ اللَّيْثُ: يُرْوَى بِالثَّاءِ وَالتَّاءِ، وَمَعْنَاهُمَا الدّوْمُ عَلَى الْعَهْدِ، وَقَدْ وَتَنَ ووَثَنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ وَتَنَ يَتِنُ، بِالتَّاءِ، وُتُوناً، وَلَمْ أَسمع وَثَنَ، بِالثَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَلَا أَدري أَحفظه عَنِ الْعَرَبِ أَم لَا. والوَثْنة، بِالثَّاءِ: الكَفْرَةُ. والمَوْثُونة، بِالثَّاءِ: المرأَةُ الذَّلِيلَةُ. وامرأَة مَوْثُونَةٌ، بِالثَّاءِ، إِذَا كَانَتْ أَديبةً وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسْناء. والوَثَنُ: الصَّنَمُ مَا كَانَ، وَقِيلَ: الصَّنَمُ الصَّغِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: شاربُ الْخَمْرِ كعابدِ وَثَنٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْفَرْقُ بَيْنَ الوَثَنِ والصَّنَم أَن الوَثَنَ كُلُّ مَا لَهُ جُثَّةٌ مَعْمُولَةٌ مِنْ جَوَاهِرِ الأَرض أَو مِنَ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ كَصُورَةِ الْآدَمِيِّ تُعمَلُ وتُنْصَبُ فتُعْبَدُ، والصَّنَمُ الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا وأَطلقهما عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ. قَالَ: وَقَدْ يُطْلَقُ الوَثَنُ عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ، وَالْجَمْعُ أَوْثانٌ ووُثُنٌ ووُثْنٌ وأُثُنٌ، عَلَى إِبْدَالَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْوَاوِ، وَقَدْ قُرِئَ: إنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أُثُناً ؛ حَكَاهُ

سِيبَوَيْهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ جَمْعُ الوَثَنِ، فَضَمَّ الْوَاوَ وَهَمَزَهَا، كَمَا قَالَ: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ أَصل الأَوْثانِ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ تِمْثالٍ مِنْ خَشَبٍ أَو حِجَارَةٍ أَو ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَو نُحَاسٍ أَو نَحْوِهَا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَنْصِبُهَا وَتَعْبُدُهَا وَكَانَتِ النَّصَارَى نَصَبَتِ الصَّليب وَهُوَ كالتِّمْثال تُعَظِّمُه وَتَعْبُدُهُ، وَلِذَلِكَ سَمَّاهُ الأَعشى وَثَناً؛ وَقَالَ: تَطُوفُ العُفاةُ بأَبْوابِه، ... كطَوْفِ النَّصارى ببَيْتِ الوَثَنْ أَراد بالوَثَنِ الصَّلِيبَ. قَالَ: وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَفِي عُنُقِي صَليب مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لِي: أَلْقِ هَذَا الوَثَنَ عَنْكَ ؛ أَراد بِهِ الصَّلِيبَ، كَمَا سَمَّاهُ الأَعشى وَثَناً. ووُثِنَتِ الأَرض: مُطِرَتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرض مَضْبوطةٌ مَمْطُورَةٌ وَقَدْ ضُبِطَتْ ووُثِنَتْ بِالْمَاءِ ونُصِرَتْ أَي مُطِرَتْ. واسْتَوْثَنَت الإِبلُ: نشأَت أَولادُها مَعَهَا. واسْتَوْثَنَ النَّحْلُ: صَارَ فِرْقَتَيْنِ كِبَارًا وَصِغَارًا. واسْتَوْثَنَ المالُ: كَثُرَ. واسْتَوثَنَ مِنَ الْمَالِ: اسْتَكْثَرَ مِنْهُ مِثْلَ اسْتَوثَجَ واسْتَوثَرَ، والله أَعلم. وجن: الوَجْنَةُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الخَدَّيْنِ للشِّدْق والمَحْجِرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَجْنةُ والوِجْنَةُ والوُجْنةُ والوَجَنةُ والأُجْنة والإجْنةُ والأَجْنةُ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ حَكَاهُ فِي الْمُبْدَلِ: مَا انْحَدَرَ مِنَ المَحْجِرِ ونتأَ مِنَ الْوَجْهِ، وَقِيلَ: مَا نتأَ مِنْ لَحْمِ الْخَدَّيْنِ بَيْنَ الصُّدْغين وكَنَفَي الأَنف، وَقِيلَ: هُوَ فَرَقُ مَا بَيْنَ الخَدَّيْنِ والمَدْمَعِ مِنَ الْعَظْمِ الشَّاخِصِ فِي الْوَجْهِ، إِذا وَضَعْتَ عَلَيْهِ يَدَك وَجَدْتَ حَجْمَه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَحَسَن الوَجَناتِ كأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا وَجْنةً، ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا. وَرَجُلٌ أَوْجَنُ ومُوَجَّنٌ: عَظِيمُ الوَجَنات. والمُوَجَّنُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: إِنما سُمِّيَتِ الوَجْنَةُ وَجْنَةً لنُتُوئها وَغِلَظِهَا. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: كَانَ ناتئَ الوَجْنةِ ؛ هِيَ أَعلى الْخَدِّ. والوَجْنُ والوَجَنُ والوَجين والوَاجِنُ؛ الأَخير كالكاهِل والغارِبِ: أَرض صُلْبةٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْعَارِضُ مِنَ الأَرض يَنْقَادُ وَيَرْتَفِعُ قَلِيلًا، وَهُوَ غَلِيظٌ، وَقِيلَ: الوَجِين الْحِجَارَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: تَرْفَعُني وَجْناً وتَهْوِي بِي وَجَنْ هِيَ الأَرض الْغَلِيظَةُ الصُّلْبة، وَيُرْوَى: وُجْناً، بِالضَّمِّ، جَمْعُ وَجِينٍ. وَنَاقَةٌ وَجْناءُ: تَامَّةُ الخَلْق غَلِيظَةُ لَحْمِ الوَجْنةِ صُلْبة شَدِيدَةٌ، مُشْتَقَّةٌ مِنَ الوَجِين الَّتِي هِيَ الأَرض الصُّلْبَةُ أَو الْحِجَارَةُ، وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْعَظِيمَةُ الوَجْنَتَين. والأَوْجَنُ مِنَ الْجِمَالِ والوَجْناء مِنَ النُّوق: ذَاتُ الوَجْنةِ الضَّخْمَةِ، وَقَلَّمَا يُقَالُ جَمَلٌ أَوْجَنُ. وَيُقَالُ: الوَجْناء الضَّخْمَةُ، شُبِّهَتْ بالوَجِين الْعَارِضِ مِنَ الأَرض وَهُوَ مَتْنٌ ذُو حِجَارَةٍ صَغِيرَةٍ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَجْناءُ تُشَبَّهُ بِالْوَجِينِ وَهِيَ العظيمةُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْب بْنِ زُهَيْر: وَجْناء فِي حُرَّتَيْها للبَصِير بِهَا وَفِيهَا أَيضاً: غَلْباء وَجْناء عُلكوم مُذَكَّرَة الوَجْناءُ: الْغَلِيظَةُ الصُّلْبة. وَفِي حَدِيثِ سَواد بْنِ مُطَرِّف: وَأْدَ الذِّعْلِب الوَجْناءِ أَي صوت وطئها عَلَى الأَرض؛ ابْنُ الأَعرابي: الأَوْجَنُ الأَفْعَلُ مِنَ الوَجِين فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ:

أَعْيَسَ نَهَّاضٍ كحَيْدِ الأَوْجَنِ «1» . قَالَ: والأَوْجَنُ الجبَلُ الْغَلِيظُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الوَجِينُ قُبُل الْجَبَلِ وسَنَده، وَلَا يَكُونُ الوَجينُ إِلا لِوَادٍ وَطِيءٍ تَعَارَضَ فِيهِ الْوَادِي الدَّاخِلُ فِي الأَرض الَّذِي لَهُ أَجْرافٌ كأَنها جُدُرٌ، فَتِلْكَ الوُجُنُ والأَسْنادُ. والوَجينُ: شَطُّ الْوَادِي. ووَجَنَ بِهِ الأَرضَ: ضَرَبَهَا بِهِ. وَمَا أَدري أَي مِنْ وَجَّنَ الجلدَ هُوَ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ وَغَيْرِهِ: أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. والوَجْنُ: الدَّقُّ. والمِيجَنةُ: مِدَقَّةُ القَصّارِ، وَالْجَمْعُ مَواجِنُ ومَياجِنُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ عُقَيْلٍ السَّعديّ: رِقابٌ كالمَوَاجِن خاظِياتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوار كُومُ قَوْلُهُ خَاظِيَاتٌ، بِالظَّاءِ، مِنْ قَوْلِهِمْ خَظاً بَظاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْمُ هَذَا الشَّاعِرِ فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ عليُّ بْنُ طُفيل السَّعْدِيُّ؛ وقبل الْبَيْتُ: وأَهْلَكَني، لكُمْ فِي كُلِّ يومٍ، ... تَعَوُّجُكُمْ عَلَيَّ، وأَسْتَقِيمُ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: مَا شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّيُوفِ عَلَى الهامِ إِلا بوَقْعِ البَيازِرِ عَلَى المَوَاجِنِ ؛ جَمْعُ مِيجَنةٍ وَهِيَ المِدَقَّةُ. يُقَالُ: وَجَنَ القصّارُ الثَّوْبَ يَجِنُه وَجْناً دَقَّه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ مِفْعَلةٌ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: جَمْعُ مِيجَنةٍ عَلَى لَفْظِهَا مَياجن وَعَلَى أَصلها مَوَاجن. اللِّحْيَانِيُّ: المِيجَنةُ الَّتِي يُوجَّنُ بِهَا الأَديمُ أَي يُدَقُّ لِيَلِينَ عِنْدَ دِبَاغِهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وَلَمْ أَرَ فيمَنْ وَجَّنَ الجِلدَ نِسْوةً ... أَسَبَّ لأَضْيافٍ، وأَقْبَحَ مَحْجِرا ابْنُ الأَعرابي: والتَّوَجُّنُ الذُّلُّ وَالْخُضُوعُ. وامرأَة مَوْجُونةٌ: وَهِيَ الخَجِلَةُ مِنْ كثرة الذنوب. وحن: الحِنَةُ: الحِقْدُ. وَحَنَ عَلَيْهِ حِنَةً: مِثْلُ وَعَدَ عِدَةً، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحِنَ عَلَيْهِمْ، بِالْكَسْرِ، حِنةً كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّوَحُّنُ عِظَم الْبَطْنِ، والتَّحَوُّنُ الذُّل وَالْهَلَاكُ، والوَحْنةُ الطِّينُ المُزْلقُ. وخن: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَخُّنُ الْقَصْدُ إِلى خَيْرٍ أَو شَرٍّ، قَالَ: والوَخْنةُ الْفَسَادُ والنَّوْخَةُ الإِقامة. ودن: ودَنَ الشيءَ يَدِنُه وَدْناً ووِداناً، فَهُوَ مَوْدون ووَدِينٌ أَي مَنْقُوعٌ، فاتَّدَنَ: بَلَّهُ فابْتَلَّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عَنْ شِظَافٍ، ... كمُتَّدِنِ الصَّفا حَتَّى يَلِينا «2» . أَي يَبُلُّ الصَّفا لِكَيْ يَلِينَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه إِنما فَسَّرَ عَلَى الْمَعْنَى، وَحَقِيقَتُهُ أَن الْمَعْنَى كَمِثْلِ الصَّفا، كأَن الصَّفَا جُعلَتْ فِيهِ إِرادةٌ لِذَلِكَ؛ وَقَوْلُ الطِّرمّاح: عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ مِنْهَا ... دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدينِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد دُفوفَ رَمْلٍ أَو كَثيب أَقاح مَعْهودٍ أَي مَمْطُورٍ أَصابه عَهْدٌ مِنَ الْمَطَرِ بَعْدَ مَطَرٍ، وَقَوْلُهُ: وَدِين أَي مَوْدُونٍ مَبْلُولٍ مِنْ وَدَنْتُه أَدِنُه وَدْناً إِذا بَلَلْتَهُ. وَحَكَى الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَيَنَ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ الدِّينُ مِنَ الأَمطار مَا تَعَاهَدَ مَوْضِعًا لَا يَزَالُ يَرُبُّ بِهِ وَيُصِيبُهُ؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [أعيس نهاض إلخ] صدره: فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى معرجن والمعرجن: المصفر، أي في خدر معرجن أي مصفر بالعهون (2). قوله [حتى يلينا] الذي في التهذيب والصحاح؛ كيما يلينا

دُفُوف أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ وَقَالَ: هَذَا خطأٌ، وَالْوَاوُ فِي وَدِين فَاءُ الْفِعْلِ، وَهِيَ أَصلية وَلَيْسَتْ بِوَاوِ الْعَطْفِ، قَالَ: وَلَا يُعْرَفُ الدِّينُ فِي بَابِ الأَمطار، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو مِمَّنْ زَادَ فِي كِتَابِهِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ. الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ وَدَنْتُ الْجِلْدَ إِذا دَفَنْتَهُ تَحْتَ الثَّرَى لِيَلِينَ، فَهُوَ مَوْدون. وَكُلُّ شَيْءٍ بَلَلْتَهُ فَقَدَ ودَنْتَه. ووَدنتُ الثَّوْبَ أَدِنُه وَدْناً إِذا بَلَلْتَهُ. وَجَاءَ قَوْمٌ إِلى بِنْتِ الخُسِّ بِحَجَرٍ وَقَالُوا: أَحْذي لَنَا مِنْ هَذَا نَعْلًا، فَقَالَتْ: دِنُوهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَي رَطِّبُوه. يُقَالُ: جَاءَ مَطَرٌ ودَنَ الصخرَ. واتَّدَنَ الشيءُ أَي ابْتَلَّ، واتَّدَنه أَيضاً: بِمَعْنَى بلَّهُ. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمير: وَعَلَيْهِ قِطْعَةُ نَمِرَةٍ قَدْ وَصَلَهَا بإِهاب قَدْ وَدَنه أَي بَلَّهُ بِمَاءٍ لِيَخْضَعَ وَيَلِينَ. يُقَالُ: وَدَنْتُ القِدَّ وَالْجِلْدَ أَدِنُه إِذا بَلَلْتَهُ وَدْناً ووِداناً، فَهُوَ مَوْدون. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيانَ: أَن وَجّاً كَانَ لِبَنِي إِسرائيل غَرَسُوا وِدانه ؛ أَراد بالوِدانِ مَوَاضِعَ النَّدَى وَالْمَاءَ الَّتِي تَصْلُحُ للغِراس. ووَدَنُوه بِالْعَصَا: لَيَّنُوهُ كَمَا يُودَنُ الأَديمُ. قَالَ: وحدَّث رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ ابْنَهُ فنَذِر بِهِ إِخوته فأَخذوه فوَدَنُوه بِالْعَصَا حَتَّى مَا يَشْتَكِي أَي حَتَّى مَا يَشْكُو مِنَ الضَّعْفِ لأَنه لَا كَلَامَ. وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: أَن رَجُلًا مِنَ الأَعراب دَخَلَ أَبيات قَوْمٍ فوَدَنُوه بِالْعَصَا؛ كأَنَّ مَعْنَاهُ دَقُّوه بِالْعَصَا. ابْنُ الأَعرابي: التَّوَدُّنُ لينُ الْجِلْدِ إِذا دُبِغَ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَقَدْ عَجِبتُ لكاعِبٍ مَوْدُونةٍ ... أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنَّاءِ مَوْدُونةٍ: مُرَطَّبةٍ. ودنُوه: رَطَّبوه. والوَدْنَةُ: العَرْكَةُ بِكَلَامٍ أَو ضَرْبٍ. والوَدْنُ والوِدانُ: حُسْن الْقِيَامِ عَلَى العَرُوس، وَقَدْ ودَنوها. ابْنُ الأَعرابي: أَخذوا فِي وِدَانِ الْعَرُوسِ إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِيق والتَّرَفُّه للسِّمَنِ. يُقَالُ: وَدنوه وأَخذوا فِي وِدَانهِ؛ وأَنشد: بِئْسَ الوِدانُ للفَتى العَرُوسِ، ... ضَرْبُكَ بالمِنْقار والفُؤُوسِ ووَدَنْتُ العَرُوس والفرسَ وِداناً أَي أَحسنت الْقِيَامَ عَلَيْهِمَا. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ وَرَنَ: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَرُّنُ كَثْرَةُ التَّدَهُّن وَالنَّعِيمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّوَدُّنُ، بِالدَّالِ، أَشبه بِهَذَا الْمَعْنَى. ووَدَنَ الشيءَ وَدْناً وأَوْدَنَه ووَدَّنَه: قَصَّرَهُ. وودَنْتُه وأَودَنْتُه: نَقَّصته وصَغَّرته؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَعي صاحبٌ غيرُ هِلواعَةٍ، ... وَلَا إِمَّعِيّ الهَوَى مُودَن وَقَالَ آخَرُ: لَمَّا رأَته مُودَناً عِظْيَرَّا، ... قَالَتْ: أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفَرَّا العُتْعُت: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ. والمُودَنُ والمَوْدُون: الْقَصِيرُ العُنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين النَّاقِصُ الْخَلْقِ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَ قِصَرِ أَلواح الْيَدَيْنِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعَ قِصَرِ الأَلواح وَالْيَدَيْنِ. وامرأَةٌ مَوْدُونة: قَصِيرَةٌ صَغِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: أَنه كَانَ مَوْدُونَ الْيَدِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مُودَنَ الْيَدِ ، وَفِي أُخرى: إِنه لَمُودَنُ الْيَدِ أَي نَاقِصُ الْيَدِ صَغِيرُهَا. قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: المُودَنُ الْيَدِ الْقَصِيرُ الْيَدِ. يُقَالُ: أَوْدَنْتُ الشَّيْءَ قَصَّرْتُهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى وَدَنْتُه فَهُوَ مَوْدونٌ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَذُمُّ رَجُلًا: وأُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ، ... كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ

وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ: وَدَنَتِ المرأَةُ وأَوْدَنَتْ إِذا وَلَدَتْ وَلَدًا ضاوِيّاً، وَالْوَلَدُ مَوْدونٌ ومُودَنٌ، وأَنشد الْبَيْتَ؛ وَقَالَ آخَرُ: وَقَدْ طُلِقَتْ لَيْلَةً كُلَّها، ... فَجَاءَتْ بِهِ مُودَناً خَنْفَقِيقا أَي لَئِيمًا. وَيُقَالُ: وَدَنَتِ المرأَة وأَوْدَنَتْ وَلَدَتْ وَلَدًا قَصِيرَ الْعُنُقِ وَالْيَدَيْنِ ضَيِّقَ الْمَنْكِبَيْنِ، وَرُبَّمَا كَانَ مَعَ ذَلِكَ ضاوِيّاً، وَقِيلَ: المُودَنُ الْقَصِيرُ. وَيُقَالُ: وَدَنْت الشيءَ أَي دَقَقْتُهُ فَهُوَ مَوْدونٌ أَي مَدْقوق. والمَوْدُونَةُ: دُخَّلَةٌ مِنَ الدَّخاخيل قَصِيرَةُ الْعُنُقِ دَقِيقَةُ الجُثَّة. ومَوْدُون: اسْمُ فرسِ مِسْمَع بْنِ شِهَابٍ، وَقِيلَ: فَرَسُ شَيْبان بْنِ شِهاب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ونَحْنُ، غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ، فِئْنَا ... بمَوْدُونٍ وفارِسِه جهارَا وذن: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّذَوُّنُ النَّعْمةُ، والتَّوَذُّنُ الضَّرْبُ «1». والتَّوَذُّنُ أَيضاً الإِعْجابُ، وَاللَّهُ أَعلم. ورن: وَرْنَةُ: ذُو القَعْدةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرى ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَجَمْعُهَا وَرْناتٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وأَنشدوا: فأَعْدَدْتُ مَصْقُولًا لأَيَّامِ وَرْنَةٍ، ... إِذا لَمْ يَكُنْ للرَّمْيِ والطَّعْنِ مَسْلَكُ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً رِنَةُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَخبرني أَبي عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ قَالَ كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي جُمَادَى الْآخِرَةَ رُنَّى، وَذَا القَعْدة وَرْنَةَ، وَذَا الحِجَّة بُرَكَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّوَرُّنُ كَثْرَةُ التَّدَهُّنِ وَالنَّعِيمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّوَدُّنُ، بِالدَّالِ، أَشبه بِهَذَا الْمَعْنَى، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ. وزن: الوَزْنُ: رَوْزُ الثِّقَلِ والخِفَّةِ. اللَّيْثُ: الوَزْنُ ثَقْلُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ مثلِه كأَوزان الدَّرَاهِمِ، وَمِثْلُهُ الرَّزْنُ، وَزَنَ الشيءَ وَزْناً وزِنَةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: اتَّزَنَ يَكُونُ عَلَى الِاتِّخَاذِ وَعَلَى المُطاوعة، وإِنه لحَسَنُ الوِزْنَةِ أَي الوَزْنِ، جاؤوا بِهِ عَلَى الأَصل وَلَمْ يُعِلُّوه لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ إِنما هُوَ هَيْئَةُ الْحَالِ، وَقَالُوا: هَذَا دِرْهَمٌ وَزْناً ووَزْنٌ، النَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمَوْضُوعِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَالرَّفْعُ عَلَى الصِّفَةِ كأَنك قُلْتَ مَوْزُونٌ أَو وازِنٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت الْعَرَبَ يُسَمُّونَ الأَوْزانَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا التَّمْرُ وَغَيْرُهُ المُسَوَّاةَ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ المَوَازِينَ، وَاحِدُهَا مِيزان، وَهِيَ المَثَاقِيلُ وَاحِدُهَا مِثْقال، وَيُقَالُ لِلْآلَةِ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا الأَشياء مِيزانٌ أَيضاً؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصله مِوْزانٌ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وَجَمْعُهُ مَوَازين، وَجَائِزٌ أَن تَقُولَ للمِيزانِ الْوَاحِدِ بأَوْزانِه مَوازِينُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ ؛ يُرِيدُ نَضَعُ المِيزانَ القِسْطَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما أَرادَ مَنْ ثَقُلَ وَزْنُه أَو خَفّ وَزْنُه، فَوَضَعَ الِاسْمَ الَّذِي هُوَ الْمِيزَانُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. قَالَ الزُّجَاجُ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ذِكْرِ الْمِيزَانِ فِي الْقِيَامَةِ، فَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه مِيزانٌ لَهُ كِفَّتانِ، وأَن المِيزانَ أُنزل فِي الدُّنْيَا لِيَتَعَامَلَ النَّاسُ بالعَدْل وتُوزَنَ بِهِ الأَعمالُ، وَرَوَى جُوَيْبر عَنِ الضَّحَّاك: أَن الْمِيزَانَ العَدْلُ، قَالَ: وَذَهَبَ إِلى

_ (1). قوله [والتوذن الضرب] كذا بالأَصل، والذي في القاموس: الصرف بالصاد المهملة والفاء، قال شارحه وفي بعض النسخ: الضرب

قَوْلِهِ هَذَا وَزْنُ هَذَا، وإِن لَمْ يَكُنْ مَا يُوزَنُ، وتأْويله أَنه قَدْ قَامَ فِي النَّفْسِ مُسَاوِيًا لِغَيْرِهِ كَمَا يَقُومُ الوَزْنُ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الميزانُ الْكِتَابُ الَّذِي فِيهِ أَعمال الخَلْق؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ فِي بَابِ اللُّغَةِ وَالِاحْتِجَاجُ سائغٌ إِلا أَن الأَولى أَن يُتَّبَعَ مَا جَاءَ بالأَسانيد الصِّحَاحِ، فإِن جَاءَ فِي الْخَبَرِ أَنه مِيزانٌ لَهُ كِفَّتانِ، مِنْ حَيْثُ يَنْقُلُ أَهلُ الثِّقَة، فَيَنْبَغِي أَن يُقْبل ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً . قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي الْعَرَبُ تَقُولُ مَا لِفُلَانٍ عِنْدِي وَزْنٌ أَي قَدْرٌ لِخِسَّتِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ خِفّةُ مَوَازينهم مِنَ الحَسَنات. وَيُقَالُ: وَزَنَ فلانٌ الدراهمَ وَزْناً بِالْمِيزَانِ، وإِذا كَالَهُ فَقَدْ وَزَنَه أَيضاً. وَيُقَالُ: وَزَنَ الشَّيْءَ إِذا قدَّره، وَوَزَنَ ثَمَرَ النَّخْلِ إِذا خَرَصَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنِ السَّلَفِ فِي النَّخْلِ فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يُؤْكَلَ مِنْهُ وَحَتَّى يُوزَنَ، قُلْتُ: وَمَا يُوزَنُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحْزَرَ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الحَزْر وَزْناً لأَنه تَقْدِيرٌ وخَرْصٌ؛ وَفِي طَرِيقٍ أُخرى: نَهَى عَنْ بَيْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ أَن تُوزَنَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَتَّى تُوزَنَ أَي تُحْزَرَ وتُخْرَصَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سَمَّاهُ وَزْناً لأَن الْخَارِصَ يَحْزُرُها ويُقَدِّرُها فَيَكُونُ كَالْوَزْنِ لَهَا، قَالَ: وَوَجْهُ النَّهْيِ أَمران: أَحدهما تَحْصِينُ الأَموال «1». وَالثَّانِي أَنه إِذا بَاعَهَا قَبْلَ ظُهُورِ الصَّلاح بِشَرْطِ الْقَطْعِ وَقَبْلَ الخَرْص سَقَطَ حُقُوقُ الْفُقَرَاءِ مِنْهَا، لأَن اللَّهَ تَعَالَى أَوجب إِخراجها وَقْتَ الْحَصَادِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ؛ الْمَعْنَى وإِذا كَالُوا لَهُمْ أَو وَزَنُوا لَهُمْ. يُقَالُ: وَزَنْتُ فُلَانًا ووَزَنْتُ لِفُلَانٍ، وَهَذَا يَزِنُ دِرْهَمًا ودرهمٌ وازِنٌ؛ وَقَالَ قَعْنَبُ بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ: مثْل العَصافير أَحْلاماً ومَقْدُرَةً، ... لَوْ يُوزَنُون بِزِفّ الرِيش مَا وَزَنُوا جَهْلًا عَلَيْنَا وجُبْناً عَنْ عَدُوِّهِم، ... لبِئْست الخَلَّتانِ: الجَهْلُ والجُبُنُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ شِبْهُ الْعَصَافِيرِ. ووازَنْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مُوَازَنَةً ووِزاناً، وَهَذَا يُوازِنُ هَذَا إِذا كَانَ عَلَى زِنَتِه أَو كَانَ مُحاذِيَهُ. وَيُقَالُ: وَزَن المُعْطِي واتَّزَنَ الآخِذُ، كَمَا تَقُولُ: نَقَدَ المُعْطِي وانْتَقَد الآخذُ، وَهُوَ افْتَعَلَ، قَلَبُوا الْوَاوَ تَاءً فأَدغموا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ؛ جَرَى عَلَى وَزَنَ، مَنْ قَدّر اللهُ لَا يُجَاوِزُ مَا قدَّره اللَّهُ عَلَيْهِ لَا يَسْتَطِيعُ خَلْقٌ زيادةٌ فِيهِ وَلَا نُقْصَانًا، وَقِيلَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ أَي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُوزَنُ نَحْوُ الْحَدِيدِ والرَّصاص وَالنُّحَاسِ والزِّرْنيخ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، وَفِي النِّهَايَةِ: فَسَّرَ المَوْزونَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن هَذِهِ الْجَوَاهِرَ كلَّها مِمَّا يوزَنُ مِثْلُ الرَّصَاصِ وَالْحَدِيدِ والنُّحاس والثَّمَنَيْنِ، أَعني الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، كأَنه قَصَدَ كُلَّ شَيْءٍ يُوزَنُ وَلَا يُكَالُ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ أَنه القَدْرُ الْمَعْلُومُ وَزْنُه وقَدْرُه عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى. والمِيزانُ: المِقْدار؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قَدْ كُنْتُ قَبْلَ لقائِكُمْ ذَا مِرَّةٍ، ... عِنْدي لِكُلِّ مُخاصِمٍ ميزانُه وَقَامَ مِيزانُ النَّهَارِ أَي انْتَصَفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِه وزِنَةَ عَرْشِه أَي بوَزْن عَرْشِه فِي عَظِمَ قَدْره، مَنْ وَزَنَ يَزِنُ وَزْناً وزِنَةً كوَعَدَ عِدَةً، وأَصل الْكَلِمَةِ الْوَاوُ، وَالْهَاءُ فيها عوض من

_ (1). قوله [تحصين الأَموال] وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الإدراك وذلك أوان الخرص

الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ مِنْ أَولها. وامرأَة مَوْزونةٌ: قَصِيرَةٌ عَاقِلَةٌ. والوَزْنَةُ: المرأَة الْقَصِيرَةُ. اللَّيْثُ: جَارِيَةٌ مَوْزُونَةٌ فِيهَا قِصَرٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَكل فُلَانٌ وَزْمَةً ووَزْنَةً أَي وَجْبةً. وأَوْزانُ العربِ: مَا بَنَتْ عَلَيْهِ أَشعارها، وَاحِدُهَا وَزْنٌ، وَقَدْ وَزَنَ الشِّعْرَ وَزْناً فاتَّزَنَ؛ كلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي إِسحاق. وَهَذَا الْقَوْلُ أَوْزَنُ مِنْ هَذَا أَي أَقوى وأَمكنُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: كَانَ عُمارة يقرأُ: وَلَا الليلُ سابقُ النهارَ، بِالنَّصْبِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَا أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: سابقٌ النهارَ، فَقُلْتُ: فهَلَّا قَلْتَهُ، قَالَ: لَوْ قُلْتُهُ لَكَانَ أَوْزَنَ. والمِيزانُ: العَدْلُ. ووازَنَه: عَادَلَهُ وَقَابَلَهُ. وَهُوَ وَزْنَهُ وزِنَتَهُ ووِزانَهُ وبوِزانه أَي قُبَالَتَه. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ وَزْنَ الْجَبَلِ أَي نَاحِيَةً مِنْهُ، وَهُوَ زِنَةَ الْجَبَلِ أَي حِذاءَه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: نُصِبا عَلَى الظَّرْفِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ وَزْنَ الْجَبَلِ وزِنَتَه أَي حِذاءَه، وَهِيَ أَحد الظُّرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا سِيبَوَيْهِ لِيُفَسِّرَ مَعَانِيَهَا ولأَنها غَرَائِبُ، قَالَ: أَعني وَزْنَ الجبلِ، قَالَ: وَقِيَاسُ مَا كَانَ مِنْ هَذَا النَّحْوِ أَن يَكُونَ مَنْصُوبًا كَمَا ذَكَرْنَاهُ، بِدَلِيلِ مَا أَومأَ إِليه سِيبَوَيْهِ هُنَا، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فَقَالَ: هُوَ وِزانُه بِالرَّفْعِ. والوَزْنُ: الْمِثْقَالُ، وَالْجَمْعُ أَوْزانٌ. وَقَالُوا: دِرْهَمٌ وَزْنٌ، فَوَصَفُوهُ بِالْمَصْدَرِ. وَفُلَانٌ أَوْزَنُ بَنِي فلانٍ أَي أَوْجَهُهُمْ. وَرَجُلٌ وَزِينُ الرأْي: أَصيله، وَفِي الصِّحَاحِ: رَزينُه. ووَزَنَ الشيءُ. رَجَحَ؛ وَيُرْوَى بيتُ الأَعشى: وإِن يُسْتَضافُوا إِلى حُكْمِه، ... يُضافُوا إِلى عادِلٍ قَدْ وَزَنْ وَقَدْ وَزُنَ وَزَانةً إِذا كَانَ مُتَثَبِّتًا. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: أَوْزَمَ نفسَه عَلَى الأَمر وأَوْزَنَها إِذَا وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَيْهِ. والوَزْنُ: الفِدْرة مِنَ التَّمْرِ لَا يَكَادُ الرَّجُلُ يَرْفَعُهَا بِيَدَيْهِ، تَكُونُ ثلثَ الجُلَّةِ مِنْ جِلال هَجَرَ أَو نصْفَها، وَجَمْعُهُ وُزُونٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: وَكُنَّا تَزَوَّدْنا وُزُوناً كَثِيرَةً، ... فأَفْنَيْنَها لَمَّا عَلَوْنا سَبَنْسَبا والوَزِينُ: الحَنْظَلُ الْمَطْحُونُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الوَزينُ حَبّ الْحَنْظَلِ الْمَطْحُونِ يُبَلُّ بِاللَّبَنِ فَيُؤْكَلُ؛ قَالَ: إِذا قَلَّ العُثَانُ وَصَارَ، يَوْمًا، ... خَبِيئةَ بَيْتِ ذِي الشَّرَفِ الوَزينُ أَراد: صَارَ الوَزينُ يَوْمًا خَبِيئَةَ بَيْتِ ذِي الشَّرَفِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَّخِذُ طَعَامًا مِنْ هَبِيدِ الْحَنْظَلِ يَبُلُّونه بِاللَّبَنِ فيأْكلونه وَيُسَمُّونَهُ الوَزينَ. ووَزْنُ سَبْعةٍ: لَقَبٌ. والوَزْنُ: نَجْم يطلُع قَبْلَ سُهَيْل فيُظَنُّ إِياه، وَهُوَ أَحد الكَوْكبين المُحْلِفَيْن. تَقُولُ الْعَرَبُ: حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وَهُمَا نَجْمَانِ يطلُعان قَبْلَ سُهَيْلٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَرَى نارَ لَيْلى بالعَقيقِ كأَنها ... حَضَارِ، إِذا مَا أَقْبَلَتْ، ووَزِينُها ومَوْزَنٌ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَهُوَ شَاذٌّ مِثْلُ مَوْحَدٍ ومَوْهَبٍ؛ وَقَالَ كُثَيّر: كأَنَّهُمُ قَصْراً مَصَابيحُ رَاهبٍ، ... بمَوْزَنَ رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالُها «1» هُمُ أَهْلُ أَلواحِ السَّرِير وَيُمْنُهُ ... قَرابينُ أَرْدافٌ لَهَا وشِمالُها

_ (1). قوله [روّى بالسليط ذبالها] كذا بالأَصل مضبوطاً كنسخة الصحاح الخط هنا، وفي مادة قصر من الصحاح أَيضاً برفع ذبالها وشمالها، ووقع في مادة قصر من اللسان مايخالف هذا الضبط

وَقَالَ كُثَيّرُ عَزَّةَ: بالخَيْر أَبْلَجُ مِنْ سِقاية راهِبٍ ... تُجْلى بمَوْزَنَ، مُشْرِقاً تِمْثالُها. وسن: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ؛ أَي لَا يأْخذه نُعاسٌ وَلَا نَوْمٌ، وتأْويله أَنه لَا يَغْفُل عَنْ تَدْبِيرِ أَمر الْخَلْقِ، تَعَالَى وتَقَدَّسَ. والسِّنَةُ: النُّعَاس مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ. وَرَجُلٌ وَسْنانُ ونَعْسانُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والسِّنَةُ: نُعاسٌ يبدأْ فِي الرأْس، فإِذا صَارَ إِلى الْقَلْبِ فَهُوَ نَوْمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتُوقِظ الوَسْنانَ أَي النَّائِمَ الَّذِي لَيْسَ بمُسْتَغْرِقٍ فِي نَوْمِهِ. والوَسَنُ: أَول النَّوْمِ، وَالْهَاءُ فِي السِّنَةِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفِ. ابْنُ سِيدَهْ: السِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ ثَقْلَةُ النَّوْمِ، وَقِيلَ: النُّعاس، وَهُوَ أَول النَّوْمِ. وَسِنَ يَوْسَنُ وَسَناً، فَهُوَ وَسِنٌ ووَسْنانُ ومِيسانٌ، والأُنثى وَسِنَةٌ ووَسْنَى ومِيسانٌ؛ قَالَ الطِّرْمَّاحُ: كُلُّ مِكْسالٍ رَقُودِ الضُّحَى، ... وَعْثةٍ، مِيسانِ ليلِ التِّمام واسْتَوْسَنَ مِثْلُهُ. وامرأَة مِيسان، بِكَسْرِ الْمِيمِ: كأَن بِهَا سِنَةً مِنْ رَزَانَتِها. ووَسِنَ فُلَانٌ إِذا أَخذته سِنَةُ النُّعاس. ووَسِنَ الرجلُ، فَهُوَ وَسِنٌ أَي غُشِيَ عَلَيْهِ مِنْ نَتْنِ الْبِئْرِ مِثْلُ أَسِنَ، وأَوْسَنته البئرُ، وَهِيَ رَكِيَّةٌ مُوسِنَةٌ، عَنْ أَبي زَيْدٍ، يَوْسَنُ فِيهَا الإِنسانُ وَسَناً، وَهُوَ غَشْيٌ يأْخذه. وامرأَة وَسْنَى ووَسْنانةٌ: فَاتِرَةُ الطَّرْفِ، شُبِّهَتْ بالمرأَة الوَسْنَى مِنَ النَّوْمِ؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقاعِ: وَسْنانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرنَّقَتْ ... فِي عَيْنهِ سِنَةٌ، وَلَيْسَ بنائِمِ فَفَرَّقَ بَيْنَ السِّنَةِ وَالنَّوْمِ، كَمَا تَرَى، ووَسِنَ الرجلُ يَوْسَنُ وَسَناً وسِنَةً إِذا نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً، فَهُوَ وسِنٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذا قَالَتِ الْعَرَبُ امرأَة وَسْنَى فَالْمَعْنَى أَنها كَسْلَى مِنَ النَّعْمة، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَوْسُونةٌ، وَهِيَ الكَسْلَى، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: المرأَة الْكَسْلَانَةُ. ورُزِقَ فلانٌ مَا لَمْ يَحْلُمْ بِهِ فِي وسَنِهِ. وتوَسَّنَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَتاه عِنْدَ النَّوْمِ، وَقِيلَ: جَاءَهُ حِينَ اخْتَلَطَ بِهِ الوَسَنُ؛ قَالَ الطرمّاحُ: أَذاك أَم ناشِطٌ تَوَسَّنَهُ ... جَارِي رَذاذٍ، يَسْتَنُّ مُنْجرِدُهْ؟ واوْسَنْ يَا رجلُ لَيْلَتَكَ، والأَلف أَلف وَصْلٍ. وتَوَسَّن المرأَة: أَتاها وَهِيَ نَائِمَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَجُلًا تَوسَّنَ جَارِيَةً فجَلَدَهُ وهَمَّ بجَلْدها، فَشَهِدُوا أَنها مُكْرَهَةٌ ، أَي تغشَّاها وَهِيَ وَسْنَى قَهْرًا أَي نَائِمَةٌ. وتوَسَّنَ الفحلُ الناقةَ: تسَنَّمَها. وَقَوْلُهُمْ: توَسَّنَها أَي أَتاها وَهِيَ نَائِمَةٌ يُرِيدُونَ بِهِ إِتيان الْفَحْلِ النَّاقَةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: توَسَّنَ النَّاقَةَ إِذا أَتاها بَارِكَةً فَضَرَبَهَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سَحَابًا: بِكْر توَسَّن بالخَمِيلَةِ عُوناً اسْتَعَارَ التَّوَسُّنَ لِلسَّحَابِ؛ وَقَوْلُ أَبي دُوَاد: وغَيْث توَسَّنَ منه الرِّياحُ، ... جُوناً عِشاراً، وعُوناً ثِقالًا جَعَلَ الرِّياحَ تُلْقِحُ السحابَ، فَضَرَبَ الجُونَ والعُون لَهَا مَثَلًا. والجُونُ: جَمْعُ الجُونةِ، والعُونُ: جَمْعُ العَوَانِ. وَمَا لَهُ هَمٌّ وَلَا وَسَنٌ إِلا ذَاكَ: مِثْلُ مَا لَهُ حَمٌّ وَلَا سَمٌّ. ووَسْنَى: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الرَّاعِي: أَمِنْ آلِ وَسْنَى، آخرَ الليلِ، زائرُ ... وَوَادِي الغُوَيْر، دُونَنَا، فالسَّواجِرُ؟ ومَيْسانُ، بالفتح: موضع.

وشن: الوَشْنُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. وَبَعِيرٌ وَشْنٌ: غَلِيظٌ. والأَوْشَنُ: الَّذِي يُزَيِّنُ الرجلَ «2». وَيَقْعُدُ مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ يأْكل طَعَامَهُ. والوَشْنان: لُغَةٌ فِي الأُشنانِ، وَهُوَ مِنَ الحَمْضِ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن وُشْناناً وأُشْناناً عَلَى الْبَدَلِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التَّوَشُّنُ قلة الماء. وصن: ابْنُ الأَعرابي: الوَصْنَةُ الخِرْقَةُ الصَّغِيرَةُ، والصِّنْوةُ الفَسِيلَةُ، والصَّوْنَةُ العَتِيدةُ، وَاللَّهُ أَعلم. وضن: وَضَنَ الشيءَ وَضْناً، فَهُوَ مَوْضُونٌ ووضِينٌ: ثَنَى بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ وضاعَفَهُ. وَيُقَالُ: وَضَنَ فلانٌ الحَجر والآجُرَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ إِذا أَشْرَجَه، فَهُوَ مَوْضونٌ. والوَضْنُ: نسْجُ السريرِ وأَشباهه بِالْجَوْهَرِ وَالثِّيَابِ، وَهُوَ مَوْضونٌ. شَمِرٌ: المَوْضُونةُ الدِّرْع الْمَنْسُوجَةُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دِرْعٌ مَوْضونةٌ مُقارَبَةٌ فِي النَّسْجِ، مِثْلُ مَرْضُونةِ، مُداخَلَةُ الحِلَقِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لامرأَته: ضِنِيه يَعْنِي متاعَ الْبَيْتِ أَي قَارِبِي بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَقِيلَ الوَضْنُ النَّضْدُ. وَسَرِيرٌ مَوْضونٌ: مضاعَفُ النَّسْجِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ؛ المَوْضونةُ: الْمَنْسُوجَةُ أَي مَنْسُوجَةٍ بالدُّرِّ وَالْجَوْهَرِ، بَعْضُهَا مُداخَلٌ فِي بَعْضٍ. وَدِرْعٌ مَوْضونةٌ: مُضَاعَفَةُ النَّسْجِ؛ قَالَ الأَعشى: وَمِنْ نَسْجِ داودَ مَوْضونَة، ... يُساقُ بِهَا الحَيُّ عِيراً فَعِيرا والمَوْضونَةُ: الدِّرْعُ الْمَنْسُوجَةُ، وَيُقَالُ: الْمَنْسُوجَةُ بِالْجَوَاهِرِ، تُوضَنُ حِلَقُ الدِّرْعِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ مُضاعَفةً. والوُضْنَةُ: الكُرْسي الْمَنْسُوجُ. والوَضِينُ: بِطَانٌ عَرِيضٌ مَنْسُوجٌ مِنْ سُيُورٍ أَو شَعَرٍ. التَّهْذِيبُ: إِنما سَمَّتِ الْعَرَبُ وَضِينَ الناقةِ وَضِيناً لأَنه مَنْسُوجٌ؛ قَالَ حُمَيد: عَلَى مُصْلَخِمٍّ، مَا يَكَادُ جَسِيمُهُ ... يَمُدُّ بِعِطْفَيْهِ الوَضِينَ المُسَمَّما والمُسَمَّمُ: الْمُزَيَّنُ بالسُّموم، وَهِيَ خَرَز. الْجَوْهَرِيُّ: الوَضِينُ للهَوْدج بِمَنْزِلَةِ البِطانِ للقَتَب، والتَّصْدِير للرَّحْل، والحِزام للسَّرْج، وَهُمَا كالنِّسْع إِلَّا أَنهما مِنَ السُّيُورِ إِذا نُسج نِساجةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَالْجَمْعُ وُضُنٌ؛ وَقَالَ المُثَقِّب العَبديُّ: تَقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني: ... أَهذا دَأْبُهُ أَبداً ودِينِي؟ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَضِينٌ فِي مَوْضِعِ مَوْضونٍ مِثْلُ قَتِيلٍ فِي مَوْضِعِ مَقْتولٍ، تَقُولُ مِنْهُ: وَضَنْتُ النِّسْعَ أَضِنُهُ وَضْناً إِذا نَسَجْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: إِنَّكَ لَقَلِقُ الوَضِينِ ؛ الوَضِين: بِطانٌ مَنْسُوجٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَراد أَنه سَرِيعُ الْحَرَكَةِ، يَصِفُهُ بِالْخِفَّةِ وَقِلَّةِ الثَّبَاتِ كَالْحِزَامِ إِذا كَانَ رِخْواً. وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: لَا يَكُونُ الوَضينُ إِلا مِنْ جِلْدٍ، وإِن لَمْ يَكُنْ مِنْ جِلْدٍ فَهُوَ غُرْضَةٌ، وَقِيلَ: الوَضِينُ يَصْلُحُ للرَّحْل والهَوْدَجِ، والبِطانُ للقَتَبِ خاصَّةً. ابْنُ الأَعرابي: التَّوَضُّن التَّحَبُّبُ، والتَّوَضُّنُ التَّذَلُّلُ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ شَاهِدًا عَلَى أَن الوَضِينَ بِمَعْنَى المَوْضونِ قَوْلَهُ: إِليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها، ... مُعْتَرِضاً فِي بَطْنِهَا جَنِينُها، مُخَالِفًا دينَ النَّصارى دِينُها أَراد دِينَهُ لأَن النَّاقَةَ لَا دِينَ لَهَا، قَالَ: وَهَذِهِ الأَبيات يُرْوَى أَن ابْنَ عُمَرَ أَنشدها لَمَّا انْدَفَع مِنْ جَمْعٍ، وَوَرَدَتْ فِي حَدِيثِهِ، أَراد أَنها قَدْ هَزَلَتْ ودَقَّتْ لِلسَّيْرِ

_ (2). قوله [يزين الرجل] كذا بالأصل والمحكم، والذي في القاموس: يأتي الرجل

عَلَيْهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَخرجه الْهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وأَخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبيه أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفاض مِنْ عَرَفاتٍ وَهُوَ يَقُولُ: إِلَيْكَ تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها والمِيضَنَةُ: كالجُوَالِق تُتَّخَذُ مِنْ خُوصٍ، وَالْجَمْعُ مَوَاضين. وطن: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تُقِيمُ بِهِ، وَهُوَ مَوْطِنُ الإِنسان وَمَحَلُّهُ؛ وَقَدْ خَفَّفَهُ رُؤْبَةُ فِي قَوْلِهِ: أَوْطَنْتُ وَطْناً لَمْ يَكُنْ مِنْ وَطَني، ... لَوْ لَمْ تَكُنْ عاملَها لَمْ أَسْكُنِ بِهَا، وَلِمَ أَرْجُنْ بِهَا فِي الرُّجَّنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ رُؤْبَةَ: كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني ... أَوْطَنْتُ أَرضاً لَمْ تَكُنْ مِنْ وَطَني وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْجَمْعُ أَوْطان. وأَوْطانُ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ: مَرَابِضُها وأَماكنها الَّتِي تأْوي إِلَيْهَا؛ قَالَ الأَخْطَلُ: كُرُّوا إِلَى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا، ... كَمَا تَكُرُّ إِلَى أَوْطانها البَقَرُ ومَوَاطِنُ مكة: مَوَافقها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَطَنَ بِالْمَكَانِ وأَوْطَنَ أَقام؛ الأَخيرة أَعلى. وأَوْطَنَهُ: اتَّخَذَهُ وَطَناً. يُقَالُ: أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كَذَا وَكَذَا أَي اتَّخَذَهَا مَحَلًّا ومَسْكَناً يُقِيمُ فِيهَا. والمِيطانُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُوَطَّنُ لِتُرْسِلَ مِنْهُ الْخَيْلُ فِي السِّباق، وَهُوَ أَول الْغَايَةِ، والمِيتاء والمِيداء آخِرُ الْغَايَةِ؛ الأَصمعي: هُوَ المَيْدانُ والمِيطانُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ مِنَ الأَول وَكَسْرِهَا مِنَ الثَّانِي. وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبيه قَالَ: المَيَاطِينُ المَيادين. يُقَالُ: مِنْ أَين مِيطانك أَي غَايَتُكَ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ لَا يُوطِنُ الأَماكن أَي لَا يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ مَجْلِسًا يُعْرَفُ بِهِ. والمَوْطِنُ: مَفْعِلٌ مِنْهُ، وَيُسَمَّى بِهِ المَشْهَدُ مِنْ مشَاهد الْحَرْبِ، وَجَمْعُهُ مَوَاطن. والمَوْطِنُ: المَشْهَدُ مِنْ مَشَاهد الْحَرْبِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى، ... مَتَى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفَرائصُ تُرْعَدِ وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتَّخَذْتُهَا وَطَناً، وَكَذَلِكَ الاتِّطانُ، وَهُوَ افْتِعال مِنْهُ. غَيْرُهُ: أَما المَوَاطِنُ فَكُلُّ مَقام قَامَ بِهِ الإِنسان لأَمر فَهُوَ مَوْطِنٌ لَهُ، كَقَوْلِكَ: إِذَا أَتيت فَوَقَفْتَ فِي تِلْكَ المَوَاطِنِ فادْعُ اللَّهَ لِي ولإِخواني. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ فِي الْمَكَانِ بِالْمَسْجِدِ كَمَا يُوطِنُ البعيرُ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يأْلف الرَّجُلُ مَكَانًا مَعْلُومًا مِنَ الْمَسْجِدِ مَخْصُوصًا بِهِ يُصَلِّي فِيهِ كَالْبَعِيرِ لَا يأْوي مِنْ عَطَنٍ إِلَّا إِلَى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قَدْ أَوْطَنَه وَاتَّخَذَهُ مُناخاً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن يَبْرُكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ إِذَا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ الْبَعِيرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ إِيطَانِ الْمَسَاجِدِ أَي اتِّخَاذِهَا وَطَناً. وواطنَهُ عَلَى الأَمر: أَضمر فِعْلَهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَراد مَعْنًى وَافَقَهُ قَالَ: واطأَه. تَقُولُ: واطنْتُ فُلَانًا عَلَى هَذَا الأَمر إِذَا جَعَلْتُمَا فِي أَنفسكما أَن تَفْعَلَاهُ، وتَوْطِينُ النَّفْسِ عَلَى الشَّيْءِ: كَالتَّمْهِيدِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَطَّنَ نفسَهُ عَلَى الشَّيْءِ وَلَهُ فتَوَطَّنَتْ حَمَلَهَا عَلَيْهِ فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ لَهُ، وَقِيلَ: وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى الشَّيْءِ وَلَهُ فتَوَطَّنَت حَمَلَهَا عَلَيْهِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:

فقُلْتُ لَهَا: يَا عَزَّ، كلُّ مُصيبةٍ ... إِذَا وُطِّنتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ، ذَلَّتِ وعن: ابْنِ دُرَيْدٍ: الوِعانُ خُطوط فِي الْجِبَالِ شَبِيهَةٌ بالشُؤُون. والوَعْنَةُ: الأَرض الصُّلْبَةُ. والوَعْنُ والوَعْنَةُ: بَيَاضٌ فِي الأَرض لَا يُنْبِتُ شَيْئًا، وَالْجَمْعُ وِعانٌ، وَقِيلَ: الوَعْنةُ بَيَاضٌ تَرَاهُ عَلَى الأَرض تَعْلَمُ أَنه كَانَ وَادِيَ نَمْلٍ لَا يُنْبِتُ شَيْئًا. أَبو عَمْرٍو: قَرْيَةُ النَّمْلِ إِذَا خَرِبَتْ فَانْتَقَلَ النَّمْلُ إِلَى غَيْرِهَا وَبَقِيَتْ آثَارُهُ فَهِيَ الوِعانُ، وَاحِدُهَا وَعْنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كالوِعان رُسُومُها وتَوَعَّنَتِ الْغَنَمُ والإِبلُ والدوابُّ، فَهِيَ متَوَعِّنة: بَلَغَتْ غَايَةَ السِّمَنِ، وَقِيلَ: بَدَا فِيهِنَّ السِّمَنُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَوَعَّنت سَمِنَتْ مِنْ غَيْرِ أَن يَحُدَّ غَايَةً. وَالْغَنَمُ إِذَا سَمِنَتْ أَيام الرَّبِيعِ فَقَدْ تَوَعَّنَتْ. والتَّوْعين: السِّمَنُ. والوَعْنُ: الملجأُ كالوَعْلِ. وغن: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَغنُ الإِقْدامُ فِي الْحَرْبِ، والوَغْنَةُ الجُبُّ «1». الْوَاسِعُ، قَالَ: والتَّغَوُّنُ الإِصرار على المعاصي. وفن: جِئْتُ عَلَى وَفَنِهِ أَي أَثره؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبَتٍ. ابْنُ الأَعرابي: الوَفْنَةُ الْقِلَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، والتَّوَفُّنُ النَّقْصُ في كل شيء. وَقَنَ: التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدٍ الأُقْنَةُ والوُقْنَةُ مَوْضِعُ الطَّائِرِ فِي الجَبَلِ، وَالْجَمْعُ الأُقْناتُ والوُقْنات والوُكْنات. ابْنُ بَرِّيٍّ: وُقْنة الطَّائِرِ مَحْضِنُه. ابْنُ الأَعرابي: أَوْقَنَ الرجلُ إِذَا اصْطَادَ الطَّيْرَ مِنْ وُقْنَتِه، وَهِيَ مَحْضِنُه، وَكَذَلِكَ تَوَقَّنَ إِذَا اصْطَادَ الْحَمَامَ مِنْ مَحَاضِنِها في رؤوس الْجِبَالِ. والتَّوَقُّنُ: التَّوَقُّل فِي الْجَبَلِ، وَهُوَ الصُعود فِيهِ. وَكَنَ: الوَكْنُ، بِالْفَتْحِ: عُشّ الطَّائِرِ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي جَبَلٍ أَو جِدَارٍ، وَالْجَمْعُ أَوْكُنٌ ووُكُنٌ ووُكْنٌ ووُكونٌ، وَهُوَ الوَكْنَةُ والوِكْنَةُ والوُكْنَةُ والوُكُنَةُ والمَوْكِنُ والمَوْكِنَةُ. ابْنُ الأَعرابي: الوُكْنَةُ مَوْضِعٌ يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّائِرُ لِلرَّاحَةِ وَلَا يَثْبُتُ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: مَوْقَعَةُ الطَّائِرِ أُقْنَتُه، وجمعُها أُقَنٌ، وأُكْنَتُه مَوْضِعُ عُشِّه. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الأُكْنة والوُكْنَة والوُقْنَة والأُقْنةُ. الأَصمعي: الوَكْرُ والوَكْنُ جَمِيعًا الْمَكَانُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الطَّائِرُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يُقَالُ لمَوْقَعَةِ الطَّائِرِ مَوْكِنٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَرَاهُ كَالْبَازِي انْتَمَى فِي المَوْكِنِ الأَصمعي: الوَكْنُ مَأْوَى الطَّائِرِ فِي غَيْرِ عُشٍّ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الوُكْنة والأُكْنة، بِالضَّمِّ، مَواقِعُ الطَّيْرِ حَيْثُمَا وَقَعَتْ، وَالْجَمْعُ وُكُنات ووُكَناتٌ ووُكْناتٌ ووُكَنٌ، كَمَا قُلْنَاهُ فِي جَمْعُ رُكْبَةٍ. ووَكَنَ الطائرُ وكْناً ووُكُوناً: دَخَلَ فِي الوَكْنِ. ووَكَنَ وَكْناً ووُكوناً أَيضاً: حَضَنَ البيضَ. ووَكَنَ الطائرُ بيضَه يَكِنُه وَكْناً أَي حَضَنَهُ. وَطَائِرٌ واكِنٌ: يَحْضُنُ بيضَه، وَالْجَمْعُ وُكُونٌ، وهُنَّ وُكُونٌ مَا لَمْ يَخْرُجْنَ مِنَ الوَكْنِ، كَمَا أَنهنّ وُكُورٌ مَا لَمْ يَخْرُجْنَ مِنَ الوَكْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُذَكِّرُني سَلْمَى، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَنَا، ... حَمامٌ عَلَى بيضاتِهنَّ وُكُونُ والمَوْكِنُ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَكِنُ فِيهِ عَلَى الْبَيْضِ. والوُكْنة: اسْمٌ لِكُلِّ وَكْرٍ وعُشّ، وَالْجَمْعُ الوُكُناتُ وَاسْتَعَارَهُ عَمْرُو بْنُ شاس للنساء فقال:

_ (1). قوله [والوغنة الجب] كذا بالأَصل الجب بالجيم، ومثله في التهذيب والتكملة، وفي القاموس: الحب بالحاء المهملة

وَمِنْ ظُعنٍ كالدَّوْمِ أَشْرَفَ فَوقَها ... ظِباءُ السُّلَيِّ، وَاكِناتٍ عَلَى الخَمْلِ أَي جَالِسَاتٍ عَلَى الطَّنَافِسِ الَّتِي وُطِّئتْ بِهَا الْهَوَادِجُ، والسُّلَيُّ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَنَصْبُ وَاكِنَاتٍ عَلَى الْحَالِ. أَبو عَمْرٍو: الوَاكِنُ مِنَ الطَّيْرِ الواقعُ حَيْثُمَا وَقَعَ عَلَى حَائِطٍ أَو عُود أَو شَجر. والتَّوَكُّنُ: حُسْنُ الاتِّكاء فِي الْمَجْلِسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قلتُ لَهَا: إيَّاكِ أَن تَوَكَّنِي، ... فِي جِلْسةٍ عنديَ، أَو تَلَبَّني أَي تَرَبَّعي فِي جِلْسَتِك. وتَوَكَّنَ أَي تَمَكَّنَ. والواكِنُ: الْجَالِسُ؛ وَقَالَ المُمَزَّقُ العَبْدِي: وهُنَّ عَلَى الرَّجائز واكِناتٌ، ... طَويلاتُ الذوائبِ والقُرُونِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى وُكُناتِها ؛ الوُكُنات، بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا: جَمْعُ وُكْنة، بِالسُّكُونِ، وَهِيَ عُشُّ الطَّائِرِ ووَكْرُه، وَقِيلَ: الوَكْنُ مَا كَانَ فِي عُشٍّ، والوَكْرُ مَا كَانَ فِي غَيْرِ عُشٍّ. وسَيْرٌ وَكْنٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ: إِنِّي سأُودِيك بسَيْرٍ وكَنْ أَي شَدِيدٍ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرفه. وَلَنَ: التَّهْذِيبُ فِي أَثناء تَرْجَمَةِ نَوْلٍ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي التَّوَلُّنُ رَفْعُ الصِّياح عِنْدَ الْمَصَائِبِ، نَعُوذُ بِمُعَافَاةِ الله من عقوبته. وَمِنَ: ابْنُ الأَعرابي: التَّمَوُّنُ كَثْرة النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ، والتَّوَمُّن كَثْرَةُ الأَولاد، وَاللَّهُ أَعلم. وَنَنَ: الوَنُّ: الصَّنْجُ الَّذِي يُضْرَب بالأَصابع، وَهُوَ الوَنَجُ، كِلَاهُمَا دَخيل مُشْتَقٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ. والوَنُّ: الضِّعْفُ، والله أَعلم. وَهَنَ: الوَهْن: الضَّعف فِي الْعَمَلِ والأَمر، وَكَذَلِكَ فِي العَظْمِ وَنَحْوَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ ؛ جَاءَ فِي تَفْسِيرِهِ ضَعْفاً عَلَى ضَعْفٍ أَي لَزِمَها بِحَمْلِهَا إِيَّاهُ أَنْ تَضْعُف مَرّةً بَعْدَ مرَّة، وَقِيلَ: وَهْناً عَلَى وَهْنٍ أَي جَهْداً عَلَى جَهْدٍ، والوَهَنُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «1»: وَمَا إنْ بعَظْمٍ لَهُ مِنْ وَهَنْ وَقَدْ وَهَنَ ووَهِن، بِالْكَسْرِ، يَهِنُ فِيهِمَا أَي ضَعُف، ووَهَنَه هُوَ وأَوْهَنَه؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَهَنَ الفَرَزْدَقَ، يومَ جَرَّدَ سيفَه، ... قَيْنٌ بِهِ حُمَمٌ وآمٍ أَرْبَعُ «2» . وَقَالَ: فَلَئِنْ عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَلًا، ... وَلَئِنْ سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي ورجُلٌ واهِنٌ فِي الأَمر وَالْعَمَلِ ومَوْهُون فِي العَظْم وَالْبَدَنِ، وَقَدْ وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ: وَقَدْ وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب أَي أَضعفتهم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: وَلَا واهِناً فِي عَزْمٍ أَي ضَعِيفًا فِي رأْي، وَيُرْوَى بِالْيَاءِ: وَلَا واهِياً فِي عَزْمٍ. وَرَجُلٌ واهِنٌ: ضَعِيفٌ لَا بَطْش عِنْدِهِ، والأُنثى واهِنةٌ، وهُنَّ وُهُنٌ؛ قَالَ قَعْنَب بْنُ أُم صَاحِبٍ: اللَّائماتُ الفَتى فِي عُمْرهِ سَفَهاً، ... وهُنَّ بَعدُ ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ وُهُن جمع وَهُونٍ،

_ (1). قوله [قال الشاعر] هو الأَعشى كما في التكملة وصدره: وما إن على قلبه غمرة (2). قوله [وآم أربع] ضبطت آم في المحكم بالجر كما ترى فيكون جمع أمة

لأَن تَكْسِيرَ فَعُول عَلَى فُعُل أَشْيَع وأَوسع مِنْ تَكْسِيرِ فاعِلة عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا فاعِلة وفُعُلٌ نَادِرٌ، وَرَجُلٌ مَوْهُون فِي جِسْمِهِ. وامرأَة وهْنانةٌ: فِيهَا فُتُورٌ عِنْدَ الْقِيَامِ وأَناةٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؛ أَي مَا فَتَروا وَمَا جَبُنُوا عَنْ قِتَالِ عدوِّهم. وَيُقَالُ لِلطَّائِرِ إِذَا أُثْقِلَ مِنْ أَكْل الجِيَف فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى النُّهوض: قَدْ توَهَّنَ توَهُّناً؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: تَوَهَّنَ فيه المَضْرَحِيَّةُ بَعْدَ ما ... رأَينَ نَجِيعاً، مِنْ دَم الجَوْف، أَحْمَرا والمَضْرَحِيَّةُ: النُّسور هاهنا. أَبو عَمْرٍو: الوَهْنانة مِنَ النِّسَاءِ الكَسْلى عَنِ الْعَمَلِ تَنَعُّماً. أَبو عُبَيْدٍ: الوَهْنانة الَّتِي فِيهَا فَتْرة. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَنَ الإِنسانُ ووَهَنَه غيرُه، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى. والوَهْنُ مِنَ الإِبل: الكَثِيفُ. والواهِنَةُ: رِيحٌ تأْخذ فِي المَنْكِبَين، وَقِيلَ: فِي الأَخْدَعَين عِنْدَ الكِبَر. والواهِنُ: عِرْق مُسْتبطِنٌ حَبْلَ الْعَاتِقِ إِلَى الْكَتِفِ، وَرُبَّمَا وَجِعَ صاحبُه وعَرَتْه الواهِنة، فَيُقَالُ: هِنِي يَا واهِنةُ، اسْكُنِي يَا واهِنة وَيُقَالُ لِلَّذِي أَصابه وجَعُ الواهِنة مَوْهونٌ، وَقَدْ وُهِنَ؛ قَالَ طَرَفة: وَإِذَا تَلْسُنُني أَلْسُنُها، ... إنَّني لَسْتُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ يُقَالُ: أَوْهَنه اللهُ، فَهُوَ مَوْهون، كَمَا يُقَالُ: أَحَمَّه اللهُ، فَهُوَ مَحْمُوم، وأَزْكَمه، فَهُوَ مَزْكوم. النَّضِرُ: الواهِنَتانِ عَظْمانِ فِي تَرْقُوَة الْبَعِيرِ، والتَّرْقُوَةُ مِنَ الْبَعِيرِ الواهِنَةُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِشَدِيدِ الواهِنَتَيْن أَي شَدِيدِ الصَّدْرِ والمُقَدَّم، وَتُسَمَّى الواهِنَةُ مِنَ الْبَعِيرِ النَّاحِرَةُ لأَنها رُبَّمَا نحَرَت البعيرَ بأَن يُصْرع عَلَيْهَا فَيَنْكَسِرُ، فيُنْحَر الْبَعِيرُ وَلَا تُدْرِكُ ذَكَاتَهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيت ناحِرة. وَيُقَالُ: كَوَيْناه مِنَ الواهِنَة، والواهِنَةُ: الوَجَعُ نَفْسُهُ، وَإِذَا ضَرَبَ عَلَيْهِ عِرْقٌ فِي رأْس مَنكِبه قِيلَ: بِهِ واهِنة، وَإِنَّهُ ليَشْتَكي واهِنَته، والواهِنَتان: أَطراف العِلْباءَيْن فِي فأْس الْقَفَا مِنْ جَانِبَيْهِ، وَقِيلَ: هُمَا ضِلَعان فِي أَصل الْعُنُقِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ واهنةٌ، وَهُمَا أَوَّل جَوَانِحِ الزَّوْر، وَقِيلَ: الواهِنَةُ القُصَيْرَى، وَقِيلَ: هِيَ فَقْرة فِي الْقَفَا. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الَّتِي مِنَ الواهِنة القُصَيرَى، وَهِيَ أَعلى الأَضلاع عِنْدَ التَّرْقُوَة؛ وأَنشد: لَيْسَتْ بِهِ واهِنَةٌ وَلَا نَسَا وَفِي الصِّحَاحِ: الواهِنَة القُصَيْرَى وَهِيَ أَسفل الأَضلاع. والواهِنَتانِ مِنَ الْفَرَسِ: أَوَّلُ جَوانح الصَّدْرِ. والواهِنَة: العَضُدُ: والواهِنَةُ: الوَهْنُ والضَّعْفُ، يَكُونُ مَصْدَرًا كَالْعَافِيَةِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: فِي مَنْكِبَيْه وَفِي الأَرْساغِ واهِنةٌ، ... وَفِي مَفاصِله غَمْزٌ مِنَ العَسَمِ الأَشجعي: الواهِنَةُ مَرَضٌ يأْخذُ فِي عَضُد الرَّجُلِ فتَضْرِبُها جاريةٌ بِكْرٌ بِيَدِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَرُبَّمَا عُلِّق عَلَيْهَا جِنْسٌ مِنَ الخَرَز يُقَالُ لَهُ خَرَزُ الواهِنة، وَرُبَّمَا ضَرَبَهَا الغلامُ، وَيَقُولُ: يَا واهِنَة تَحَوَّلي بِالْجَارِيَةِ؛ وَهِيَ الَّتِي لَا تأْخذ النساءَ إِنَّمَا تأْخذ الرِّجَالَ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي أُمامة عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَن رَجُلًا دَخَلَ عَلَيْهِ وَفِي عَضُده حَلْقةٌ مِنْ صُفْرٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: خَاتَمٌ مِنْ صُفْرٍ، فقال: مَا هَذَا الْخَاتَمُ؟ فَقَالَ: هَذَا مِنَ الواهِنة، فَقَالَ: أَمَا إنَّها لَا تَزِيدُك إلَّا وَهْناً. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: الواهِنةُ عِرْقٌ يأْخذ فِي المَنْكِب وَفِي الْيَدِ كُلِّهَا فيُرْقَى مِنْهَا،

فصل الياء المثناة تحتها

وَهِيَ داءٌ يأْخذ الرِّجَالَ دُونَ النِّسَاءِ، وَإِنَّمَا نَهَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْهَا لأَنه إِنَّمَا اتَّخَذَهَا عَلَى أَنها تَعْصِمه مِنَ الأَلم فَكَانَتْ عِنْدَهُ فِي مَعْنَى التَّمائم المنهيِّ عَنْهَا. وَرَوَى الأَزهري أَيضاً عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي عَضُدي حَلْقة مِنْ صُفْر فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: هِيَ مِنَ الْوَاهِنَةِ، فَقَالَ: أَيَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِليها؟ انْبِذْها عَنْكَ. أَبو نَصْرٍ قَالَ: عِرْقُ الْوَاهِنَةِ فِي العَضُد الفَلِيقُ، وَهُوَ عِرْقٌ يجْري إِلَى نُغْضِ الكتِف، وَهِيَ وَجَعٌ يَقَعُ فِي العَضُد، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الْجَائِفُ. وَيُقَالُ: كَانَ وَكَانَ وَهْنٌ بِذِي هَنَاتٍ إِذَا قَالَ كَلَامًا بَاطِلًا يَتَعَلَّلُ فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ: وتَهُنُّ هَذِهِ مِنْ حَدِيثٍ سَنَذْكُرُهُ فِي هَـ نَ ا، وَإِنَّمَا ذَكَرَ الهَرَويّ عَنِ الأَزهري أَنه أَنكر هَذِهِ اللَّفْظَةَ بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ وتَهِنُ هَذِهِ أَي تُضْعِفُه، مَنْ وَهَنْتُه فَهُوَ مَوْهُون، وَسَنَذْكُرُهُ. والوَهْنُ والمَوْهِنُ: نَحْوٌ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ بَعْدَ سَاعَةٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ حِينَ يُدْبِر الليلُ، وَقِيلَ: الوَهْنُ سَاعَةٌ تَمْضِي مِنَ اللَّيْلِ. وأَوْهَنَ الرجلُ: صَارَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَيُقَالُ: لَقِيتُه مَوْهِناً أَي بَعْدِ وَهْنٍ. والوَهِينُ: بِلُغَةِ مَنْ يَلِي مِصْرَ مِنَ الْعَرَبِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: بِلُغَةِ أَهل مِصْرَ، الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الأَجير فِي الْعَمَلِ يَحُثُّه عَلَى الْعَمَلِ. وَيَنَ: الوَيْنُ العَيْب؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَدْ حَكَى ابْنُ الأَعرابي أَنه الْعِنَبُ الأَسود، فَهُوَ عَلَى قَوْلِ كُرَاعٍ عَرَضَ، وَعَلَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي جَوْهَرٌ. والوانةُ: المرأَة الْقَصِيرَةُ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وأَلفه يَاءٌ لِوُجُودِ الوَيْنِ وَعَدَمِ الوَوْن. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّه الوَيْنُ إِذَا يُجْنَى الوَيْن وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الْوَيْنَةُ الزَّبِيبُ الأَسود، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الْوَيْنُ العِنب الأَسود، وَالطَّاهِرُ وَالطَّهَارُ العنَب الرَّازِقِيُّ «3». وَهُوَ الأَبيض، وَكَذَلِكَ المُلَّاحِيُّ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل الياء المثناة تحتها يَبِنَ: فِي حَدِيثِ أُسامةَ: قَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَرسله إِلَى الرُّومِ: أَغِرْ عَلَى أُبْنَى صَباحاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ، اسْمُ مَوْضِعٍ مِنْ فِلَسْطين [فَلَسْطين] بَيْنَ عَسْقلانَ والرَّمْلة، وَيُقَالُ لَهَا يُبْنَى بِالْيَاءِ، والله أَعلم. يَتَنَ: اليَتْنُ: الوِلادُ الْمَنْكُوسُ وَلَدَتْهُ أُمُّه «4». تَخْرُجَ رِجْلا المولودِ قَبْلَ رأْسه وَيَدَيْهِ، وتُكْرَهُ الولادةُ إِذَا كَانَتْ كَذَلِكَ، وَوَضَعَتْهُ أُمُّه يَتْناً؛ وَقَالَ البَعِيثُ: لَقىً حَمَلَتْه أُمُّه، وَهِيَ ضَيْفةٌ، ... فَجَاءَتْ بِهِ يَتْنَ الضِّيافةِ أَرْشَما «5» . ابْنُ خالَوَيْهِ، يَتْنٌ وأَتْنٌ ووَتْنٌ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي كَلَامِهِمْ إِلَّا يَفَعٌ وأَيْفَعُ ووَفَعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَيْفَعُ، الْهَمْزَةُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَفِي الأَتْنِ أَصلية فَلَيْسَتْ مِثْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: مَا وَلَدَتْني أُمي يَتْناً. وَقَدْ أَيْتَنَت الأُمُّ إِذَا جَاءَتْ بِهِ يَتْناً. وَقَدْ أَيْتَنَت المرأَةُ والناقةُ، وَهِيَ مُوتِنٌ ومُوتِنَةٌ وَالْوَلَدُ مَيْتونٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهَذَا نَادِرٌ وَقِيَاسُهُ مُوتَنٌ. قَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: سأَلت ذَا الرُّمَّةِ عَنِ

_ (3). قوله [والطاهر والطهار العنب إلخ] لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا بالظاء (4). قوله: الْوِلَادُ الْمَنْكُوسُ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ؛ هكذا في الأصل، ولعلّ في الكلام سقطاً (5). قوله [فَجَاءَتْ بِهِ يَتْنَ الضِّيَافَةِ] كذا في الأَصل هنا، والذي تقدّم للمؤلف في مادة ضيف: فجاءت بيتن للضيافة، وكذا هو في الصحاح في غير موضع

مسأَلة، قَالَ أَتعرف اليَتْنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فمسأَلتك هَذِهِ يَتْنٌ. الأَزهري: قَدْ أَيْتَنَتْ أُمُّه. وَقَالَتْ أُمُّ تَأَبَّطَ شَرّاً: وَاللَّهِ مَا حَمَلْتُه غَيْلًا وَلَا وَضَعْتُه يَتْناً. قَالَ: وَفِيهِ لُغَاتٌ يُقَالُ وَضَعَتْه أُمُّهُ يَتْناً وأَتْناً ووَتْناً. وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: مُوتَنَ اليدِ ؛ هُوَ مِنْ أَيْتَنَتِ المرأَةُ إِذَا جَاءَتْ بِوَلَدِهَا يَتْناً، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِضَمَّةِ الْمِيمِ، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ مُودَنَ ، بِالدَّالِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا اغْتَسَلَ أَحدكم مِنَ الْجَنَابَةِ فليُنْقِ الميتَنَيْنِ «1». ولْيُمِرَّ عَلَى البَرَاجِمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بَوَاطِنُ الأَفخاذ، والبَرَاجم عَكْسُ الأَصابع «2». قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخطابي لَسْتُ أَعرف هَذَا التأْويل، قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ الرِّوَايَةُ بِتَقْدِيمِ التَّاءِ عَلَى الْيَاءِ، وَهُوَ مِنْ أَسماء الدُّبُرِ، يُرِيدُ بِهِ غَسَلَ الْفَرْجَيْنِ؛ وَقَالَ عَبْدُ الْغَافِرِ: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ المَنْتَنَيْنِ بِنُونٍ قَبْلَ التَّاءِ لأَنهما مَوْضِعُ النَّتْنِ، وَالْمِيمُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ زَائِدَةٌ. وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي قَالَ: اليَتْنُون شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الرِّمْثَ وليست به. يَرَنَ: اليَرُونُ: دِمَاغُ الْفِيلِ، وَقِيلَ هُوَ المَنِيُّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَاءُ الْفَحْلِ وَهُوَ سُمٌّ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ سَمّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وأَنْتَ الغَيْثُ يَنْفَعُ مَا يَلِيهِ، ... وأَنْتَ السَّمُّ خالَطَه اليَرُونُ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: فأَنت اللَّيْثُ يَمْنَعُ مَا لَدَيْهِ ويَرْنا: اسْمُ رملة. يَزَنَ: ذُو يَزَنَ: مَلكٌ مِنْ مُلُوكِ حِمْير تُنْسَبُ إِلَيْهِ الرماحُ اليَزَنِيَّةُ، قَالَ: ويَزَنُ اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْيَمَنِ أُضيف إِلَيْهِ ذُو، وَمِثْلُهُ ذُو رُعَيْنٍ وَذُو جَدَنٍ أَي صَاحِبُ رُعَيْنٍ وَصَاحِبُ جَدَن، وَهُمَا قَصْرَانِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذُو يَزَنَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وأَصله يَزْأَنُ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ رُمح يَزْأَنِيٌّ، وأَزْأَنيٌّ، وَقَالُوا أَيضاً أَيْزَنِيٌّ، وَوَزَنَهُ عَيْفَلِيٌّ، وَقَالُوا آزَنِيٌّ وَوَزَنَهُ عافَلِيٌّ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ: قَرَيْناهُمُ المَأْثُورةَ البِيضَ كُلَّها، ... يَثُجُّ العُروقَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّفُ وَقَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاسِ: فإنْ تَضْحَكِي مِنِّي، فَيَا رُبَّ ليلةٍ ... تَرَكْتُكِ فِيهَا كالقَباءِ مُفَرَّجا رَفَعْتُ بِرِجْلَيْهَا، وطامَنْتُ رأْسَها، ... وسَبْسَبْتُ فِيهَا اليَزْأَنِيَّ المُحَدْرَجا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الرِّمَاحُ يَزَنيَّةً لأَن أَوَّل مَنْ عُمِلَتْ لَهُ ذُو يَزَنَ، كَمَا سُمِّيَتِ السِّياطُ أَصْبَحِيَّةً، لأَن أَول مَنْ عُمِلَتْ لَهُ ذُو أَصْبَحَ الحِمْيَرِيُّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ فَقُلْتُ إِذَا سَمَّيْتَ رَجُلًا بِذِي مَالٍ هَلْ تُغَيِّرُهُ؟ قَالَ: لَا، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا ذُو يَزَنٍ مُنْصَرِفًا فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ؟ وَيُقَالُ: رُمْحٌ يَزَنِيٌّ وأَزَنِيٌّ، مَنْسُوبٌ إِلَى ذِي يَزَنٍ أَحَدِ مُلُوكِ الأَذْواءِ مِنَ الْيَمَنِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَزْأَنِيّ وأَزأَنِيٌّ. يَسَنَ: رَوَى الأَعمش عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ سُهَيْلُ بْنُ سِنَانٍ: يَا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَياءً تَجِدُ هَذِهِ الْآيَةَ أَم أَلفاً: مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ؟ فَقَالَ عبدُ اللَّهِ: وَقَدْ عَلِمْتَ الْقُرْآنَ كلَّه غَيْرَ هَذِهِ؟ قال: إني أَقرأُ

_ (1). قوله [الميتنين] كذا في بعض نسخ النهاية كالأَصل بلا ضبط وفي بعضها بكسر الميم (2). قوله [عكس الأَصابع] هو بهذا الضبط في بعض نسخ النهاية وفي بعضها بضم ففتح

المُفَصَّل فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ عبدُ اللَّهِ: كهَذِّ الشِّعْرِ، قَالَ الشَّيْخُ: أَراد غَيْرَ آسِنٍ أَم ياسنٍ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ. يَسْمَنَ: الياسَمِينُ والياسِمِين: مَعْرُوفٌ. يَفْنَ: اليَفَنُ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ؛ وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَيُّها اليَفَنُ الَّذِي قَدْ لَهَزَهُ القَتِيرُ ؛ اليَفَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، والقَتِيرُ: الشَّيْبُ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الْعَرَبِ لِلثَّوْرِ المُسِنّ فَقَالَ: يَا ليتَ شَعْرِي هَلْ أَتَى الحِسانا ... أَنِّي اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شَانَا، السِّلْبَ واللُّومَةَ والعِيانا؟ حَمَلَ السِّلْبَ عَلَى الْمَعْنَى، قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ كَانَ بَدَلًا كأَنه قَالَ: إِنِّي اتَّخَذْتُ أَداة اليَفَنَيْنِ أَو شُوَار اليَفَنَيْنِ. أَبو عُبَيْدٍ: اليَفَنُ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْفَاءِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، الْكَبِيرُ؛ قَالَ الأَعشى: وَمَا إنْ أَرَى الدَّهْرَ فِيمَا مَضَى ... يغادِرُ مِنْ شَارِفٍ أَو يَفَنْ «1» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ واليَفَنُ الصَّغِيرُ أَيضاً، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء الْبَقَرَةِ اليَفَنةُ والعَجوزُ واللِّفْتُ والطَّغْيا. اللَّيْثُ: اليَفَنُ الشَّيْخُ الْفَانِي، قَالَ: وَالْيَاءُ فِيهِ أَصلية، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ يَفْعَل لأَن الدَّهْرَ فَنَّه وأَبلاه. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: اليُفْنُ الثِّيرانُ الجِلَّةُ، وَاحِدُهَا يَفَنٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: تَقول لِي مائِلةُ العِطافِ: ... مَا لَك قدْ مُتَّ مِنَ القُحَافِ؟ ذَلِكَ شَوْقُ اليُفْنِ والوِذَافِ، ... ومَضْجَعٌ بِاللَّيْلِ غيرُ دَافِي ويَفَنُ: مَاءٌ بَيْنَ مِيَاهِ بَنِي نُمَيْرِ بْنِ عَامِرٍ. وَيَفْنَ: مَوْضِعٌ، وَاللَّهُ أَعلم. يُقْنِ: اليَقِينُ: العِلْم وَإِزَاحَةُ الشَّكِّ وتحقيقُ الأَمر، وَقَدْ أَيْقَنَ يُوقِنُ إِيقَانًا، فَهُوَ مُوقِنٌ، ويَقِنَ يَيْقَن يَقَناً، فَهُوَ يَقنٌ. واليَقِين: نَقيض الشَّكِّ، وَالْعِلْمُ نقيضُ الْجَهْلِ، تَقُولُ عَلِمْتُه يَقيناً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ؛ أَضاف الْحَقَّ إِلَى الْيَقِينِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ، لأَن الْحَقَّ هُوَ غَيْرُ الْيَقِينِ، إِنَّمَا هُوَ خالصُه وأَصَحُّه، فَجَرَى مَجْرَى إِضَافَةِ الْبَعْضِ إِلَى الْكُلِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ؛ أَي حَتَّى يأْتيك الموتُ، كَمَا قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَقَالَ: مَا دُمْتُ حَيًّا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ عبَادَةٌ لِغَيْرِ حَيّ، لأَن مَعْنَاهُ اعْبُدْ ربَّك أَبداً واعْبُدْه إِلَى الْمَمَاتِ، وَإِذَا أَمر بِذَلِكَ فَقَدْ أَمر بالإِقامة عَلَى الْعِبَادَةِ. ويَقِنْتُ الأَمْرَ، بِالْكَسْرِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: يَقِنَ الأَمرَ يَقْناً ويَقَناً وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ بِهِ وتَيَقَّنه واسْتَيْقَنه واسْتَيْقَن بِهِ وتَيَقَّنْت بالأَمر واسْتَيْقَنْت بِهِ كُلَّهُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وأَنا عَلَى يَقين مِنْهُ، وَإِنَّمَا صَارَتِ الْيَاءُ وَاوًا فِي قَوْلِكَ مُوقِنٌ لِلضَّمَّةِ قَبْلَهَا، وَإِذَا صَغَّرْته رددتَه إِلَى الأَصل وقلتَ مُيَيْقِنٌ، وَرُبَّمَا عَبَّرُوا بِالظَّنِّ عَنِ اليَقِين وباليَقِين عَنِ الظَّنِّ؛ قَالَ أَبو سِدْرَة الأَسدِيُّ، وَيُقَالُ الهُجَيْمِيُّ: تَحَسَّبَ هَوّاسٌ، وأَيْقَنَ أَنَّني ... بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ واحدٍ لَا أُغامِرُه يَقُولُ: تَشَمَّمَ الأَسدُ نَاقَتِي يَظُنُّ أَنني أَفتدي بِهَا مِنْهُ

_ (1). قوله [من شارف] كذا في الصحاح أيضاً، وقال الصاغاني في التكملة: والرواية من شارخ أي شاب

وأَسْتَحْمِي نَفْسِي فأَتركها لَهُ وَلَا أَقتحم الْمَهَالِكَ بِمُقَاتَلَتِهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الأَسدُ هَوَّاساً لأَنه يَهُوس الفَريسة أَي يَدُقُّها. وَرَجُلٌ يَقِنٌ ويَقَنٌ: لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا أَيْقَنَه، كَقَوْلِهِمْ: رَجُلٌ أُذُنٌ. وَرَجُلٌ يَقَنَةٌ، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْقَافِ وَبِالْهَاءِ: كيَقُنٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَرَجُلٌ مِيقَانٌ كَذَلِكَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، والأُنثى مِيقَانةٌ، بِالْهَاءِ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ ذُو يَقَنٍ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا أَيْقَنَ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ أُذُنٌ يَقَنٌ، وَهَمَا وَاحِدٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ بِشَيْءٍ إِلَّا أَيْقَنَ بِهِ. وَرَجُلٌ يَقَنٌ ويَقَنَةٌ. مِثْلَ أُذُنٍ فِي الْمَعْنَى أَي إِذَا سَمِعَ شَيْئًا أَيْقَنَ بِهِ وَلَمْ يُكَذِّبه. اللَّيْثُ: اليَقَنُ اليَقِينُ؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: وما بالَّذي أَبْصَرَتْه العُيُونُ ... مِنْ قَطْعِ يَأْسٍ، وَلَا منْ يَقَنْ ابْنُ الأَعرابي: المَوْقُونَةُ الْجَارِيَةُ المَصُونة المُخدَّرة. يَمُنُّ: اليُمْنُ: البَركةُ؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ. واليُمْنُ: خِلَافُ الشُّؤم، ضِدَّهُ. يُقَالُ: يُمِنَ، فَهُوَ مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فَهُوَ يامِنٌ. ابْنُ سِيدَهْ: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ بِهِ واسْتَيْمَن، وإنَّه لمَيْمونٌ عَلَيْهِمْ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك بِهِ، وَجَمْعُ المَيْمونِ مَيامِينُ. وَقَدْ يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فَهُوَ مَيْمُونٌ، وَاللَّهُ الْيَامِنُ. الْجَوْهَرِيُّ: يُمِن فلانٌ عَلَى قَوْمِهِ، فَهُوَ مَيْمُونٌ إِذا صَارَ مُبارَكاً عَلَيْهِمْ، ويَمَنَهُم، فَهُوَ يامِنٌ، مِثْلَ شُئِمَ وشَأَم. وتَيَمَّنْتُ بِهِ: تَبَرَّكْتُ. والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قَالَ المُرَقِّش، وَيُرْوَى لخُزَزَ بْنِ لَوْذَانَ. لَا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَاءِ ... الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم وكَذَاك لَا شَرٌّ وَلَا ... خَيْرٌ، عَلَى أَحدٍ، بِدَائم ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لَا ... أَغْدُو عَلَى وَاقٍ وَحَائِمْ فإذَا الأَشائِمُ كالأَيامِنِ، ... والأَيامنُ كالأشائم وقول الكيمت: ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيامِنِ ... رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ يَعْنِي فِي انْتِسَابِهَا إِلى اليَمَن، كأَنه جَمَعَ اليَمَنَ عَلَى أَيْمُن ثُمَّ عَلَى أَيَامِنَ مِثْلَ زَمَنٍ وأَزْمُن. وَيُقَالُ: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛ قَالَ زُهَير: وحَقّ سلْمَى عَلَى أَركانِها اليُمُنِ وَرَجُلٌ أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، وَالْجَمْعُ أَيامِنُ. وَيُقَالُ: قَدِمَ فُلَانٌ عَلَى أَيْمَنِ اليُمْن أَي عَلَى اليُمْن. وَفِي الصِّحَاحِ: قَدِمَ فُلَانٌ عَلَى أَيْمَن اليَمِين أَي اليُمْن. والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ؛ أَي أَصحاب اليُمْن عَلَى أَنفسهم أَي كَانُوا مَيامِينَ عَلَى أَنفسهم غَيْرَ مَشَائيم، وَجَمْعُ المَيْمَنة مَيَامِنُ. واليَمِينُ: يَمِينُ الإِنسانِ وغيرِه، وَتَصْغِيرُ اليَمِين يُمَيِّن، بِالتَّشْدِيدِ بِلَا هَاءٍ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثُ: إِنه كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي جَمِيعِ أَمره مَا اسْتَطَاعَ ؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ فِي الأَفعال بِالْيَدِ اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى وَالْجَانِبِ الأَيمن. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَمرهم أَن يَتَيَامَنُوا عَنِ الغَمِيم أَي يأْخذوا عَنْهُ يَمِيناً. وَفِي حَدِيثِ عَدِيّ: فيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّم ؛ أَي عَنْ يَمِينِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: اليَمينُ نَقِيضُ

الْيَسَارِ، وَالْجَمْعُ أَيْمانُ وأَيْمُنٌ ويَمَائنُ. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ فِي كهيعص: هُوَ كافٍ هادٍ يَمِينٌ عَزِيزٌ صادِقٌ ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: فجعَل قولَه كَافٍ أَوَّلَ اسْمِ اللَّهِ كافٍ، وجعَلَ الْهَاءَ أَوَّلَ اسْمِهِ هادٍ، وجعلَ الْيَاءَ أَوَّل اسْمِهِ يَمِين مِنْ قَوْلِكَ يَمَنَ اللهُ الإِنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فَهُوَ مَيْمون، قَالَ: واليَمِينُ واليامِنُ يَكُونَانِ بِمَعْنَى وَاحِدٍ كَالْقَدِيرِ وَالْقَادِرِ؛ وأَنشد: بَيْتُكَ فِي اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ قَالَ: فجعَلَ اسْمَ اليَمِين مُشْتَقًّا مِنَ اليُمْنِ، وَجَعَلَ العَيْنَ عَزِيزًا وَالصَّادَ صَادِقًا، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ الْيَزِيدِيُّ: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عَلَيْهِمُ اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عَلَيْهِمْ وأَنا مَيْمونٌ عَلَيْهِمْ، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ عَلَى أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ يَمْناً ويَمْنةً، وَكَذَلِكَ شَأَمْتُهُم. وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ عَلَى شَمائلهم، ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ عَلَى يَسارهم يَسْراً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَخَذَ فلانٌ يَميناً وأَخذ يَسَارًا، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً. ويامَنَ فُلَانٌ: أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابْنُ السِّكِّيتِ: يامِنْ بأَصحابك وشائِمْ بِهِمْ أَي خُذْ بِهِمْ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلَا يُقَالُ: تَيامَنْ بِهِمْ وَلَا تَياسَرْ بِهِمْ؛ وَيُقَالُ: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إِذا أَراد اليَمين، ويامَنَ وأَيْمَنَ إِذا أَراد اليَمَنَ. واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة. وَيُقَالُ: قَعَدَ فُلَانٌ يَمْنَةً. والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خِلَافُ الأَيْسَر والمَيْسَرة. وَفِي الْحَدِيثِ: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ اللَّهِ فِي الأَرض ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا كَلَامُ تَمْثِيلٍ وَتَخْيِيلٍ، وأَصله أَن الْمَلِكَ إِذا صَافَحَ رَجُلًا قَبَّلَ الرجلُ يَدَهُ، فكأنَّ الْحَجَرَ الأَسود لله بِمَنْزِلَةِ الْيَمِينِ لِلْمَلِكِ حَيْثُ يُسْتلَم ويُلْثَم. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: وكِلْتا يَدَيْهِ يمينٌ أَي أَن يَدَيْهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، بِصِفَةِ الْكَمَالِ لَا نَقْصَ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا لأَن الشِّمَالَ تَنْقُصُ عَنِ الْيَمِينِ، قَالَ: وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مِنْ إِضافة الْيَدِ والأَيدي وَالْيَمِينِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَسماء الْجَوَارِحِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ وَالِاسْتِعَارَةِ، وَاللَّهُ منزَّه عَنِ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ. وَفِي حَدِيثِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بِشَمَالِهِ أَي يُجْعَلانِ فِي مَلَكَتِه، فَاسْتَعَارَ الْيَمِينَ وَالشِّمَالَ لأَن الأَخذ وَالْقَبْضَ بِهِمَا؛ وأَما قَوْلُهُ: قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا، ... قالتْ وكُنْتُ رجُلًا قَطِينا: هَذَا لعَمْرُ اللهِ إِسْرائينا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه جَمَعَ يَميناً عَلَى أَيمانٍ، ثُمَّ جَمَعَ أَيْماناً عَلَى أَيامِين، ثُمَّ أَراد وَرَاءَ ذَلِكَ جَمْعًا آخَرَ فَلَمْ يَجِدْ جَمْعًا مِنْ جُمُوعِ التَّكْسِيرِ أَكثر مِنْ هَذَا، لأَن بَابَ أَفاعل وَفَوَاعِلَ وَفَعَائِلَ وَنَحْوَهَا نِهَايَةُ الْجَمْعِ، فَرَجَعَ إِلَى الْجَمْعِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَقَوْلِ الْآخَرِ: فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها لَمّا بلَغ نِهَايَةَ الْجَمْعِ الَّتِي هِيَ حَدَائد فَلَمْ يَجِدْ بَعْدَ ذَلِكَ بِنَاءً مِنْ أَبنية الْجَمْعِ المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الْآخَرِ: جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور جَمَع صارِياً عَلَى صُرَّاء، ثُمَّ جَمع صُرَّاء عَلَى صَراريّ، ثُمَّ جَمَعَهُ عَلَى صَرَارِييْنِ، بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ يَجِبُ لِهَذَا الرَّاجِزِ أَن يَقُولَ أَيامينينا، لأَن جَمْعَ أَفْعال كَجَمْعِ إفْعال، لَكِنَّ لمَّا أَزمَع أَن يَقُولَ فِي النِّصْفِ الثَّانِي أَو الْبَيْتِ الثَّانِي فَطِينًا، وَوَزْنُهُ فَعَوُلُنْ، أَراد أَن يَبْنِيَ قَوْلَهُ أَيامنينا عَلَى فَعَوُلُنْ أَيضاً

لِيُسَوِّيَ بَيْنَ الضَّرْبَيْنِ أَو الْعَرُوضَيْنِ؛ وَنَظِيرُ هَذِهِ التَّسْوِيَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَدْ رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا ... قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا كَانَ حُكْمُهُ أَن يَقُولَ غَيْرَ الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف فِي دَهْداهٍ رَابِعَةٌ وَحُكْمُ حَرْفَ اللِّينِ إِذَا ثَبَتَ فِي الْوَاحِدِ رَابِعًا أَن يَثْبُتَ فِي الْجَمْعِ يَاءً، كَقَوْلِهِمْ سِرْداح وسَراديح وَقِنْدِيلٌ وَقَنَادِيلُ وبُهْلُول وبَهاليل، لَكِنْ أَراد أَن يَبْنِيَ بَيْنَ «2». دُهَيْدِهينا وَبَيْنَ أُبَيْكِرينا، فَجَعَلَ الضَّرْبَيْنِ جَمِيعًا أَوِ العَرُوضَيْن فَعُولُن، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الَّذِي هُوَ جَمْعُ أَيمُنٍ فَلَا يَكُونُ هُنَالِكَ حَذْفٌ؛ وأَما قَوْلُهُ: قَالَتْ، وكنتُ رجُلًا فَطِينا فَإِنْ قَالَتْ هُنَا بِمَعْنَى ظَنَّتْ، فَعَدَّاهُ إِلى مَفْعُولَيْنِ كَمَا تعَدَّى ظَنَّ إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَذَلِكَ فِي لُغَةِ بَنِي سَلِيمٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَطَابِيِّ، وَلَوْ أَراد قَالَتِ الَّتِي لَيْسَتْ فِي مَعْنَى الظَّنِّ لَرَفَعَ، وَلَيْسَ أَحد مِنَ الْعَرَبِ يَنْصِبُ بَقَالَ الَّتِي فِي مَعْنَى ظَنَّ إِلَّا بَنِي سُلَيم، وَهِيَ اليُمْنَى فَلَا تُكَسَّرُ «3». قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي حَدِيثِهِ حِينَ ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ القَشَفِ وَالْفَقْرِ والقِلَّة فِي جَاهِلِيَّتِهِ، وأَنه وأخْتاً لَهُ خَرَجَا يَرْعَيانِ ناضِحاً لَهُمَا، قَالَ: لَقَدْ أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها مِنَ الهَبِيدِ كلَّ يومٍ ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ أَراد بيُمَيْنَتَيْها تَصْغِيرَ يُمْنَى، فأَبدل مِنَ الْيَاءِ الأُولى تَاءً إِذْ كَانَتْ للتأْنيث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي الْحَدِيثِ وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مُخَفَّفَةً، وَهِيَ تَصْغِيرُ يَمْنَتَيْن تَثْنِيَةُ يَمْنَة؛ يُقَالُ: أَعطاه يَمْنَة مِنَ الطَّعَامِ أَي أَعطاه الطَّعَامُ بِيَمِينِهِ وَيَدِهِ مَبْسُوطَةٌ. وَيُقَالُ: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إِذَا أَعطاه بِيَدِهِ مَبْسُوطَةً، والأَصل فِي اليَمْنةِ أَن تَكُونَ مَصْدَرًا كاليَسْرَة، ثُمَّ سَمِّي الطَّعَامَ يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي بِالْيَمِينِ، كَمَا سَمَّوا الحَلِفَ يَميناً لأَنه يَكُونُ بأَخْذِ اليَمين؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ صَغَّر يَميناً تَصْغِيرَ التَّرْخِيمِ، ثُمَّ ثنَّاه، وَقِيلَ: الصَّوَابُ يُمَيِّنَيْها، تَصْغِيرُ يَمِينٍ، قَالَ: وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ. قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ تَصْغِيرُ يُمْنى صَوَابُهُ أَن يَقُولَ تَصْغِيرُ يُمْنَيَيْن تَثْنِيَةُ يُمْنَى، عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِنَ إِبْدَالِ التَّاءِ مِنَ الْيَاءِ الأُولى. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَجْهُ الْكَلَامِ يُمَيِّنَيها، بِالتَّشْدِيدِ، لأَنه تَصْغِيرُ يَمِينٍ، قَالَ: وَتَصْغِيرُ يَمِين يُمَيِّن بِلَا هَاءٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُوِيَ وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وَقِيَاسُهُ يُمَيِّنَيْها لأَنه تَصْغِيرُ يَمِين، لَكِنْ قَالَ يُمَيْنَيْها عَلَى تَصْغِيرِ التَّرْخِيمِ، وَإِنَّمَا قَالَ يُمَيْنَيْها وَلَمْ يَقُلْ يَدَيْهَا وَلَا كَفَّيْهَا لأَنه لَمْ يَرِدْ أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بِجَمِيعِ الْكَفَّيْنِ، وَلَكِنَّهُ إِنَّمَا أَراد أَنها أَعطت كُلَّ وَاحِدٍ كَفًّا وَاحِدَةً بِيَمِينِهَا، فَهَاتَانِ يَمِينَانِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ إِنَّمَا هُوَ يُمَيِّنَيْها، قَالَ: وَهَكَذَا قال يزيد بن هارون؛ قَالَ شَمِرٌ: وَالَّذِي أَخْتَارُهُ بَعْدَ هَذَا يُمَيْنَتَيْها لأَن اليَمْنَةَ إِنما هِيَ فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ لَقِيتُ فِي غطفانَ يَتَكَلَّمُونَ فَيَقُولُونَ إِذَا أهْوَيْتَ بِيَمِينِكَ مَبْسُوطَةً إِلَى طَعَامٍ أَو غَيْرِهِ فأَعطيت بِهَا مَا حَمَلَتْه مَبْسُوطَةً فَإِنَّكَ تَقُولُ أَعطاه يَمْنَةً مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنْ أَعطاه بِهَا مَقْبُوضَةً قُلْتَ أَعطاه قَبْضَةً مِنَ الطَّعَامِ، وَإِنْ حَثَى لَهُ بِيَدِهِ فَهِيَ الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ عِنْدِي مَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ يُمَيْنَتَيْها، وَهُوَ صَحِيحٌ كَمَا رُوِيَ، وَهُوَ تَصْغِيرُ يَمْنَتَيْها، أَراد

_ (2). قوله [يبني بين] كذا في بعض النسخ، ولعل الأَظهر يسوي بين كما سبق (3). قوله [وَهِيَ الْيُمْنَى فَلَا تُكَسَّرُ] كذا بالأَصل، فإنه سقط من نسخة الأَصل المعول عليها من هذه المادة نحو الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة لنقصهما

أَنها أَعطت كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِيَمِينِهَا يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثُمَّ ثنَّاها فَقَالَ يُمَيْنَتَيْنِ؛ قَالَ: وَهَذَا أَحسن الْوُجُوهِ مَعَ السَّمَاعِ. وأَيْمَنَ: أَخَذَ يَميناً. ويَمَنَ بِهِ ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذَهَبَ بِهِ ذاتَ الْيَمِينِ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ الْيَمِينِ، قَالَ: وسَلَّمُوا لأَن الْيَاءُ أَخف عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَاوِ، وَإِنْ جعلتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْم: يَبْري لَهَا، مِنْ أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ، ... ذُو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ «1» . يَقُولُ: يَعْرِض لَهَا مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمِينِ وَنَاحِيَةِ الشِّمَالِ، وَذَهَبَ إِلَى مَعْنَى أَيْمُنِ الإِبل وأَشْمُلِها فَجَمَعَ لِذَلِكَ؛ وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَيْر: فتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيداً، بعد ما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها فِي كافِر يَعْنِي مَالَتْ بأَحد جَانِبَيْهَا إِلَى الْمَغِيبِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اليَمينُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجوه، يُقَالُ لِلْيَدِ اليُمْنَى يَمِينٌ. واليَمِينُ: القُوَّة والقُدْرة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمّاخ: رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو ... إِلَى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ إِذَا مَا رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ، ... تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ أَي بالقوَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي بالقُدْرة، وَقِيلَ: بِالْيَدِ اليُمْنَى. واليَمِينُ: المَنْزِلة. الأَصمعي: هُوَ عِنْدَنَا باليَمِينِ أَي بِمَنْزِلَةٍ حسَنةٍ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ تلقَّاها عَرابة بِالْيَمِينِ، قِيلَ: أَراد بِالْيَدِ اليُمْنى، وَقِيلَ: أَراد بالقوَّة وَالْحَقِّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا قَوْلُ الْكُفَّارِ لِلَّذِينِ أَضَلُّوهم أَي كُنْتُمْ تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فَكُنْتُمْ تأْتوننا مِنْ قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ مَا تُضِلُّوننا بِهِ وتُزَيِّنُون لَنَا ضَلَالَتَنَا، كأَنه أَراد تأْتوننا عَنِ المَأْتَى السَّهْل، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كُنْتُمْ تأْتوننا مِنْ قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الْكَبِدِ، والكبدُ مَظِنَّةُ الشَّهْوَةِ والإِرادةِ، أَلا تَرَى أَن الْقَلْبَ لَا شَيْءَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ لأَنه مِنْ نَاحِيَةِ الشِّمَالِ؟ وَكَذَلِكَ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ ؛ قِيلَ فِي قَوْلِهِ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ : مِنْ قِبَلِ دِينِهِمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ أَي لأُغْوِيَنَّهم حَتَّى يُكذِّبوا بِمَا تقَدَّم مِنْ أُمور الأُمم السَّالِفَةِ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ حَتَّى يُكَذَّبُوا بأَمر الْبَعْثِ، وَعَنْ أَيمانهم وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ لأُضلنَّهم بِمَا يَعْمَلُونَ لأَمْر الكَسْب حَتَّى يُقَالُ فِيهِ ذَلِكَ بِمَا كسَبَتْ يَدَاكَ، وَإِنْ كَانَتِ الْيَدَانِ لَمْ تَجْنِيا شَيْئًا لأَن الْيَدَيْنِ الأَصل فِي التَّصَرُّفِ، فجُعِلتا مَثَلًا لِجَمِيعِ مَا عَمِلَ بِغَيْرِهِمَا. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ ؛ فَفِيهِ أَقاويل: أَحدها بِيَمِينِهِ، وَقِيلَ بالقوَّة، وَقِيلَ بِيَمِينِهِ الَّتِي حَلَفَ حِينَ قَالَ: وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ. والتَّيَمُّنُ: الْمَوْتُ. يُقَالُ: تَيَمَّنَ فلانٌ تيَمُّناً إِذَا مَاتَ، والأَصل فِيهِ أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إِذَا مَاتَ فِي قَبْرِهِ؛ قَالَ الجَعْدِيّ «2»: إِذَا مَا رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه ... كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ «3».

_ (1). قوله [يبري لها] في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي للممدوح، وبعده: خوالج بأسعد أن أقبل والرجز للعجاج (2). قوله [قال الجعدي] في التكملة: قال أبو سحمة الأَعرابي (3). قوله [وجلده] ضبطه في التكملة بالرفع والنصب

عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ، والتَّيَمُّن: أَن يُوَسَّدَ يمِينَه فِي قَبْرِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرَّجُلُ عَلَى جَنْبِهِ الأَيْمن فِي الْقَبْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا الشيخُ عَلْبى، ثُمَّ أَصبَحَ جِلْدُه ... كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ «1» . وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ. واليَمَنُ: مَا كَانَ عَنْ يَمِينٍ الْقِبْلَةِ مِنْ بِلَادِ الغَوْرِ، النَّسَبُ إِلَيْهِ يَمَنِيٌّ ويَمانٍ، عَلَى نَادِرِ النَّسَبِ، وأَلفه عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ، وَلَا تَدُلُّ عَلَى مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ الْيَاءُ، إِذْ لَيْسَ حُكْمُ العَقِيب أَن يَدُلَّ عَلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ عَقيبه دَائِبًا، فَإِنْ سَمَّيْتَ رَجُلًا بيَمَنٍ ثُمَّ أَضفت إِلَيْهِ فَعَلَى الْقِيَاسِ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ هَذَا الضَّرْبِ، وَقَدْ خَصُّوا بِالْيَمَنِ مَوْضِعًا وغَلَّبوه عَلَيْهِ، وَعَلَى هَذَا ذَهَبَ اليَمَنَ، وَإِنَّمَا يَجُوزُ عَلَى اعْتِقَادِ الْعُمُومِ، وَنَظِيرُهُ الشأْم، وَيَدُلُّ عَلَى أَن اليَمن جِنْسِيٍّ غَيْرِ عِلْمِيٍّ أَنهم قَالُوا فِيهِ اليَمْنة والمَيْمَنة. وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا: أَتَوا اليَمن؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: تَعْوي الذئابُ مِنَ المَخافة حَوْلَه، ... إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ إِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا. وَرَجُلٌ أَيْمَنُ: يَصْنَعُ بيُمْناه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَمَنَ ويَمَّنَ جَاءَ عَنْ يَمِينٍ. واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، وَالْجُمَعُ أَيْمُنٌ وأَيْمان. وَفِي الْحَدِيثِ: يَمِينُك عَلَى مَا يُصَدِّقُك بِهِ صاحبُك أَي يَجِبُ عَلَيْكَ أَن تَحْلِفَ لَهُ عَلَى مَا يُصَدِّقك بِهِ إِذَا حَلَفَتْ لَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَيْمُنُ اسْمٌ وُضعَ لِلْقَسَمِ، هَكَذَا بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ وأَلفه أَلف وَصْلٍ عِنْدَ أَكثر النَّحْوِيِّينَ، وَلَمْ يَجِئْ فِي الأَسماء أَلف وَصْلٍ مَفْتُوحَةً غَيْرِهَا؛ قَالَ: وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهِ اللَّامُ لتأْكيد الِابْتِدَاءِ تَقُولُ: لَيْمُنُ اللهِ، فَتَذْهَبُ الأَلف فِي الْوَصْلِ؛ قَالَ نُصَيْبٌ: فَقَالَ فريقُ القومِ لِمَا نشَدْتُهُمْ: ... نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ مَا نَدْري وَهُوَ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ، وَالتَّقْدِيرُ لَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي، ولَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقسم بِهِ، وَإِذَا خَاطَبَتْ قُلْتَ لَيْمُنُك. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنه قَالَ: لَيْمُنُك لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عافَيْتَ، وَلَئِنْ كُنْتَ سَلبْتَ لَقَدْ أَبقَيْتَ ، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ النُّونَ قَالُوا: أَيْمُ اللَّهِ وإِيمُ اللَّهِ أَيضاً، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ الْيَاءَ، قَالُوا: أَمُ اللهِ، وَرُبَّمَا أَبْقَوُا الْمِيمَ وَحْدَهَا مَضْمُومَةً، قَالُوا: مُ اللهِ، ثُمَّ يكسرونَها لأَنها صَارَتْ حَرْفًا وَاحِدًا فَيُشَبِّهُونَهَا بِالْبَاءِ فَيَقُولُونَ مِ اللهِ، وَرُبَّمَا قَالُوا مُنُ اللَّهِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ، ومَنَ الله بفتحها، ومِنِ اللَّهِ بِكَسْرِهِمَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَهل الْكُوفَةِ يَقُولُونَ أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فِيهَا أَلف وَصْلٍ تُفْتَحُ وَتُكْسَرُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا أَيْمُنُ اللَّهِ وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فَحَذَفُوا، ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا لَيْمُ اللَّهِ، وَاسْتَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى أَن أَلفها أَلف وَصْلٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما أَيْمُن فِي الْقَسَمِ ففُتِحت الْهَمْزَةُ مِنْهَا، وَهِيَ اسْمٌ مِنْ قِبَلِ أَن هَذَا اسْمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، وَلَمْ يُسْتَعْمَلْ إِلَّا فِي القسَم وَحْدَهُ، فَلَمَّا ضَارَعَ الْحَرْفَ بِقِلَّةٍ تُمَكِّنُهُ فُتِحَ تَشْبِيهًا بِالْهَمْزَةِ اللَّاحِقَةِ بِحَرْفِ التَّعْرِيفِ، وَلَيْسَ هَذَا فِيهِ إِلَّا دُونَ بِنَاءِ الِاسْمِ لِمُضَارَعَتِهِ الْحَرْفَ، وأَيضاً فَقَدْ حَكَى يُونُسُ إيمُ اللَّهِ، بِالْكَسْرِ، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ الْكَسْرُ أَيضاً كَمَا تَرَى، ويؤَكد عِنْدَكَ أَيضاً حال

_ (1). لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة

هَذَا الِاسْمِ فِي مُضَارَعَتِهِ الْحَرْفَ أَنهم قَدْ تَلَاعَبُوا بِهِ وأَضعفوه، فَقَالُوا مَرَّةً: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما حذفوا هذا الحذف الْمُفْرِطَ وأَصاروه مِنْ كَوْنِهِ عَلَى حَرْفٍ إِلَى لَفْظِ الْحُرُوفِ، قَوِيَ شِبْهُ الْحَرْفِ عَلَيْهِ فَفَتَحُوا هَمْزَتَهُ تَشْبِيهًا بِهَمْزَةِ لَامِ التَّعْرِيفِ، وَمِمَّا يُجِيزُهُ الْقِيَاسُ، غَيْرَ أَنه لَمْ يَرِدْ بِهِ الِاسْتِعْمَالُ، ذَكَرَ خَبَرَ لَيْمُن مِنْ قَوْلِهِمْ لَيْمُن اللَّهِ لأَنطلقن، فَهَذَا مبتدأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ، وأَصله لَوْ خُرِّج خَبَرُهُ لَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقسم بِهِ لأَنطلقن، فَحَذَفَ الْخَبَرَ وَصَارَ طُولُ الْكَلَامِ بِجَوَابِ الْقَسَمِ عِوَضًا مِنَ الْخَبَرِ. واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: اسْتَحْلَفْتَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: لَيْمُنُكَ إِنَّمَا هِيَ يَمينٌ، وَهِيَ كَقَوْلِهِمْ يَمِينُ اللَّهِ كَانُوا يَحْلِفُونَ بِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانُوا يَحْلِفُونَ بِالْيَمِينِ، يَقُولُونَ يَمِينُ اللَّهِ لَا أَفعل؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: فقلتُ: يَمِينُ اللَّهِ أَبْرَحُ قاعِداً، ... وَلَوْ قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي أَراد: لَا أَبرح، فَحَذَفَ لَا وَهُوَ يُرِيدُهُ؛ ثُمَّ تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ: فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ ... بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بِهَا الدِّماءُ ثُمَّ يَحْلِفُونَ بأيْمُنِ اللَّهِ، فَيَقُولُونَ وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كَذَا، وأَيْمُن اللَّهِ لَا أَفعلُ كَذَا، وأَيْمُنُك يَا رَبِّ، إِذَا خَاطَبَ ربَّه، فَعَلَى هَذَا قَالَ عُرْوَةُ لَيْمُنُكَ، قَالَ: هَذَا هُوَ الأَصل فِي أَيْمُن اللَّهِ، ثُمَّ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ وخفَّ عَلَى أَلسنتهم حَتَّى حَذَفُوا النُّونَ كَمَا حَذَفُوا مِنْ لَمْ يَكُنْ فَقَالُوا: لَمْ يَكُ، وَكَذَلِكَ قَالُوا أَيْمُ اللهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ ابْنُ كَيْسَانَ وَابْنُ دَرَسْتُوَيْهِ فَقَالَا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قَطْعٍ، وَهُوَ جَمْعُ يَمِينٍ، وَإِنَّمَا خُفِّفَتْ هَمْزَتُهَا وَطُرِحَتْ فِي الْوَصْلِ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ لَهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَقَدْ أَحسن أَبو عُبَيْدٍ فِي كُلِّ مَا قَالَ فِي هَذَا الْقَوْلِ، إِلَّا أَنه لَمْ يُفَسِّرْ قَوْلَهُ أَيْمُنك لمَ ضمَّت النُّونُ، قَالَ: وَالْعِلَّةُ فِيهَا كَالْعِلَّةِ فِي قَوْلِهِمْ لَعَمْرُك كأَنه أُضْمِرَ فِيهَا يَمِينٌ ثانٍ، فَقِيلَ وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عَظِيمَةٌ، وَكَذَلِكَ لَعَمْرُك فلَعَمْرُك عَظِيمٌ؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ الأَحمر وَالْفَرَّاءُ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ؛ كأَنه قَالَ واللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَرَبُ تَقُولُ أَيْمُ اللَّهِ وهَيْمُ اللَّهِ، الأَصل أَيْمُنُ اللَّهِ، وَقَلَبَتِ الْهَمْزَةَ هَاءً فَقِيلَ هَيْمُ اللهِ، وَرُبَّمَا اكْتَفَوْا بِالْمِيمِ وَحَذَفُوا سَائِرَ الْحُرُوفِ فَقَالُوا مُ اللَّهِ لِيَفْعَلَنَّ كَذَا، وَهِيَ لُغَاتٌ كُلُّهَا، والأَصل يَمِينُ اللَّهِ وأَيْمُن اللَّهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَتِ الْيَمِينُ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمينَه عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ، وَإِنْ جعلتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ، لأَن الظُّرُوفَ لَا تَكَادُ تُجْمَعُ لأَنها جِهَاتٌ وأَقطار مُخْتَلِفَةُ الأَلفاظ، أَلا تَرَى أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مُخَالِفٌ للشِّمال؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِيلَ للحَلِفِ يمينٌ بَاسِمِ يَمِينِ الْيَدِ، وَكَانُوا يَبْسُطُونَ أَيمانهم إِذَا حَلَفُوا وَتَحَالَفُوا وَتَعَاقَدُوا وَتَبَايَعُوا، وَلِذَلِكَ قَالَ عُمَرُ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا صَحِيحٌ، وَإِنْ صَحَّ أَن يَمِينًا مِنْ أَسماء اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَهُوَ الحَلِفُ بِاللَّهِ؛ قَالَ: غَيْرَ أَني لَمْ أَسمع يَمِينًا مِنْ أَسماء اللَّهِ إِلَّا مَا رَوَاهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَاللَّهُ أَعلم. واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ مِنْ بُرود الْيَمَنِ؛ قَالَ: واليُمْنَةَ المُعَصَّبا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كُفِّنَ فِي يُمْنة ؛ هِيَ، بِضَمِّ الْيَاءِ، ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي فُرْدُودة يَرْثِي

ابنَ عَمَّار: يَا جَفْنَةً كَإِزَاءِ الحَوْضِ قَدْ كَفَأُوا، ... ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه وَقَالَ رَبِيعَةُ الأَسدي: إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بَيْنَنَا ... خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ وَفِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: إنْ يَقْتُلوكَ، فَقَدْ هَتَكْتَ بُيوتَهم ... بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ وَقِيلَ لِنَاحِيَةِ اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تَلِي يَمينَ الْكَعْبَةِ، كَمَا قِيلَ لِنَاحِيَةِ الشأْم شأْمٌ لأَنها عَنْ شِمال الْكَعْبَةِ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ تَبُوكَ: الإِيمانُ يَمانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمانِيَة ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن الإِيمان بَدَا مِنْ مَكَّةَ، لأَنها مَوْلِدُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَبْعَثُهُ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَيُقَالُ: إِنَّ مَكَّةَ مِنْ أَرض تِهامَةَ، وتِهامَةُ مِنْ أَرض اليَمن، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ لِلْكَعْبَةِ يَمَانية، وَلِهَذَا سُمِّيَ مَا وَلِيَ مكةَ مِنْ أَرض الْيَمَنِ وَاتَّصَلَ بِهَا التَّهائمَ، فَمَكَّةُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ يَمَانية، فَقَالَ: الإِيمانُ يَمَانٍ، عَلَى هَذَا؛ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ هَذَا الْقَوْلَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اليَمن، فأَشار إِلَى نَاحِيَةِ اليَمن، وَهُوَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ أَي هُوَ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ؛ ومثلُ هَذَا قولُ النَّابِغَةِ يذُمُّ يَزِيدَ بْنَ الصَّعِق وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ قِيسٍ: وكنتَ أَمِينَه لَوْ لَمْ تَخُنْهُ، ... وَلَكِنْ لَا أَمانَةَ لليمَانِي وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا يَلِي الْيَمَنَ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ قِيسٍ: طافَ الخيالُ بِنَا رَكْباً يَمانِينا فَنَسَبَ نَفْسَهُ إِلَى الْيَمَنِ لأَن الْخَيَالَ طَرَقَه وَهُوَ يَسِيرُ نَاحِيَتَهَا، وَلِهَذَا قَالُوا سُهَيْلٌ اليَمانيّ لأَنه يُرى مِنْ نَاحِيَةِ اليمَنِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَهَبُ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنَى بِهَذَا الْقَوْلِ الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ، وَهُمْ نَصَرُوا الإِسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإِيمانَ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَهُوَ أَحسن الْوُجُوهِ؛ قَالَ: وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لَمَّا وَفَدَ عَلَيْهِ وفْدُ الْيَمَنِ: أَتاكم أَهلُ اليَمن هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإِيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ. وَقَوْلُهُمْ: رجلٌ يمانٍ مَنْسُوبٌ إِلَى الْيَمَنِ، كَانَ فِي الأَصل يَمَنِيّ، فَزَادُوا أَلفاً وَحَذَفُوا يَاءَ النِّسْبَةِ، وَكَذَلِكَ قَالُوا رَجُلٌ شَآمٍ، كَانَ فِي الأَصل شأْمِيّ، فَزَادُوا أَلفاً وَحَذَفُوا يَاءَ النِّسْبَةِ، وتِهامَةُ كَانَ فِي الأَصل تَهَمَةَ فَزَادُوا أَلفاً وَقَالُوا تَهامٍ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اليَمَنُ بلادٌ لِلْعَرَبِ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا يَمَنِيٌّ ويَمانٍ، مُخَفَّفَةٌ، والأَلف عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النَّسَبِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَمَانِيٌّ، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ أُميَّة بْنُ خَلَفٍ: يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً، ... ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ وَقَالَ آخَرُ: ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها، ... وَلَيْسَ بِهَا إِلَّا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ وَقَوْمٌ يَمانية ويَمانُون: مِثْلَ ثَمَانِيَةٌ وَثَمَانُونَ، وامرأَة يَمانية أَيضاً. وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إِذَا أَتى

اليمَنَ، وَكَذَلِكَ إِذَا أَخذ فِي سَيْرِهِ يَمِينًا. يُقَالُ: يامِنْ يَا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بِهِمْ يَمْنةً، وَلَا تَقُلْ تَيامَنْ بِهِمْ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إِلَى الْيَمَنِ. ويامَنَ القومُ وأَيْمنوا إِذَا أَتَوُا اليَمن. قَالَ ابْنُ الأَنباري: الْعَامَّةُ تَغْلَطُ فِي مَعْنَى تَيامَنَ فَتَظُنُّ أَنه أَخذ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ مَعْنَاهُ عِنْدَ الْعَرَبِ، إِنَّمَا يَقُولُونَ تَيامَنَ إِذَا أَخذ نَاحِيَةَ اليَمن، وتَشاءَمَ إِذَا أَخذ نَاحِيَةَ الشأْم، ويامَنَ إِذَا أَخذ عَنْ يَمِينِهِ، وشاءمَ إِذَا أَخذ عَنْ شِمَالِهِ. قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تشاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ ؛ أَراد إِذَا ابتدأَتِ السَّحَابَةُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَحْرِ ثُمَّ أَخذت ناحيةَ الشأْم. وَيُقَالُ لِنَاحِيَةِ اليَمَنِ يَمِينٌ ويَمَنٌ، وَإِذَا نَسَبُوا إِلَى الْيَمَنِ قَالُوا يَمانٍ. والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن «2»، وَإِذَا نسَبوا إِلَى التِّيمَنِ قَالُوا تِيمَنِيٌّ. وأَيْمُنُ: اسْمُ رَجُلٍ. وأُمُّ أَيْمَن: امْرَأَةٌ أَعتقها رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ حاضنةُ أَولاده فزَوَّجَها مِنْ زَيْدٍ فَوُلِدَتْ لَهُ أُسامة. وأَيْمَنُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ المُسَيَّبُ أَو غَيْرُهُ: شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه ... فِي طَوْدِ أَيْمَنَ، مِنْ قُرَى قَسْرِ يُونِ: اليُونُ اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الهُذليُّ: جَلَوْا منْ تِهامٍ أَرْضِنا، وتَبَدَّلوا ... بمكةَ بابَ اليُونِ، والرَّيْطَ بالعَصْبِ يين: يَيْنٌ: اسْمُ بَلَدٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ وَقَعَتْ فِي أَوَّله ياءَان غَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا هُوَ يَيَنٌ وقرَنه بِدَدَنٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ جِنِّي فِي سِرِّ الصِّنَاعَةِ أَن يَيَن اسْمُ وادٍ بَيْنَ ضاحِكٍ وضُوَيْحِكٍ جَبَلَيْنِ أَسْفَلَ الفَرْشِ، وَاللَّهُ أَعلم.

_ (2). قوله [والتيمني أبو اليمن] هكذا بالأَصل بِكَسْرِ التَّاءِ، وَفِي الصِّحَاحِ والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن انتهى. أي بفتحها

هـ

هـ حرف الهاء هـ: الْهَاءُ مِنَ الْحُرُوفِ الْحَلْقِيَّةِ وَهِيَ: الْعَيْنُ وَالْحَاءُ وَالْهَاءُ وَالْخَاءُ وَالْغَيْنُ وَالْهَمْزَةُ، وَهِيَ أَيضاً مِنَ الْحُرُوفِ الْمَهْمُوسَةِ وَهِيَ: الْهَاءُ وَالْحَاءُ وَالْخَاءُ وَالْكَافُ وَالشِّينُ وَالسِّينُ وَالتَّاءُ وَالصَّادُ وَالثَّاءُ وَالْفَاءُ، قَالَ: وَالْمَهْمُوسُ حَرْفٌ لانَ فِي مَخْرجه دُونَ المَجْهور، وَجَرَى مَعَ النَّفَس فَكَانَ دُونَ الْمَجْهُورِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ. فصل الألف أبه: أَبَهَ لَهُ يَأْبَهُ أَبْهاً وأَبِهَ لَهُ وَبِهِ أَبَهاً: فَطِنَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَبِهَ لِلشَّيْءِ أَبَهاً نسِيه ثُمَّ تفطَّنَ لَهُ. وأَبَّهَ الرجلَ: فَطَّنه، وأَبَّهه: نبَّهه؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَا أَبَهْتُ للأَمر آبَهُ أَبْهاً، وَيُقَالُ أَيضاً: مَا أَبِهْتُ لَهُ بِالْكَسْرِ آبَهُ أَبَهاً مِثْلَ نَبِهْتُ نَبَهاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وآبَهْتُه أَعلمته؛ وأَنشد لأُمية: إذْ آبَهَتْهم وَلَمْ يَدْرُوا بفاحشةٍ، ... وأَرْغَمَتْهم وَلَمْ يَدْروا بِمَا هَجَعُوا وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا، فِي التعوُّذ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ: أَشَيءٌ أَوْهَمْتُه لَمْ آبَهْ لَهُ أَو شَيءٌ ذَكَّرْتُه إِيَّاهُ أَي لَا أَدري أَهو شَيْءٌ ذكَرَه النَّبِيُّ وَكُنْتُ غَفَلْتُ عَنْهُ فَلَمْ آبَهْ لَهُ، أَو شيءٌ ذَكَّرْتُه إِيَّاهُ وَكَانَ يَذْكُرُهُ بعدُ. والأُبَّهَة: الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرُ. وَرَجُلٌ ذُو أُبَّهَةٍ أَي ذُو كِبْرٍ وَعَظَمَةٍ. وتَأَبَّه فلانٌ عَلَى فُلَانٍ تأَبُّهاً إِذَا تَكَبَّرَ وَرَفَعَ قَدْرَهُ عَنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: وطامِح مِنْ نَخَوَةِ التَّأَبُّهِ وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كمْ منْ ذِي أُبَّهَةٍ قَدْ جعَلتُه حَقِيرًا ؛ الأُبَّهةُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ لِلْبَاءِ: الْعَظَمَةُ وَالْبَهَاءُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: إِذَا لَمْ يَكُنِ المَخْزوميُّ ذَا بَأْوٍ وأُبَّهَةٍ لَمْ يُشْبِهْ قَوْمَهُ ؛ يُرِيدُ أَنَّ بَنِي مَخْزُومٍ أَكثرُهم يَكُونُونَ هَكَذَا. وَفِي الْحَدِيثِ: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذِي طِمْرَين لَا يُؤبَهُ لَهُ أَي لَا يُحْتَفَلُ بِهِ لِحَقَارَتِهِ. وَيُقَالُ للأَبَحِّ: أَبَهُّ، وَقَدْ بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ. أته: التَّأَتُّهُ مُبْدَلٌ مِنَ التَّعَتُّه. أره: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ لَمْ يُتَرْجِمْ عليها سِوَى ابْنِ الأَثير وأَورد فِيهَا حَدِيثَ بِلَالٍ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ، أَمَعَكم شَيْءٌ مِنَ الإِرَةِ أَي القَدِيد، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُغْلَى اللَّحْمُ بِالْخَلِّ ويُحْمَلَ فِي الأَسفار، وسيأْتي هَذَا وَغَيْرُهُ فِي مواضعه. أقه: الأَقْهُ: القَأْهُ وَهُوَ الطاعَةُ كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْهُ. أله: الإِلَهُ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَكُلُّ مَا اتُّخِذَ مِنْ دُونِهِ مَعْبُودًا إلَهٌ عِنْدَ مُتَّخِذِهِ، وَالْجَمْعُ آلِهَةٌ. والآلِهَةُ: الأَصنام، سُمُّوا بِذَلِكَ لِاعْتِقَادِهِمْ أَن الْعِبَادَةَ تَحُقُّ لَهَا، وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعْتِقَادَاتِهِمْ لَا مَا عَلَيْهِ الشَّيْءُ فِي نَفْسِهِ، وَهُوَ بَيِّنُ الإِلَهةِ والأُلْهانيَّةِ: وَفِي حَدِيثِ وُهَيْب بْنِ الوَرْد: إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي أُلْهانيَّة الرَّبِّ، ومُهَيْمِنِيَّة الصِّدِّيقين، ورَهْبانِيَّةِ الأَبْرار لَمْ يَجِدْ أَحداً يأْخذ بِقَلْبِهِ أَي لَمْ يَجِدْ أَحداً يُعْجِبُهُ وَلَمْ يُحِبَّ إلَّا اللَّهَ سُبْحَانَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مأْخوذ مِنْ إلَهٍ، وَتَقْدِيرُهَا فُعْلانِيَّة، بِالضَّمِّ، تَقُولُ إلَهٌ بَيِّنُ الإِلَهيَّة والأُلْهانِيَّة، وأَصله من أَلِهَ يَأْلَهُ إذا تَحَيَّر، يُرِيدُ إِذَا وَقَعَ الْعَبْدُ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ وَجَلَالِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وصَرَفَ وَهْمَه إِلَيْهَا، أَبْغَضَ النَّاسَ حَتَّى لَا يَمِيلُ قَلْبُهُ إِلَى أَحد. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ بَلَغَنَا أَن اسْمَ اللَّهِ الأَكبر هُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ وَحْدَهُ «1»: قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ للهِ مَا فَعَلْتُ ذَاكَ، يُرِيدُونَ والله ما فعلت. وقال الْخَلِيلُ: اللَّهُ لَا تُطْرَحُ الأَلف مِنْ الِاسْمِ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ عَلَى التَّمَامِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الأَسماء الَّتِي يَجُوزُ مِنْهَا اشْتقاق فِعْلٍ كَمَا يَجُوزُ فِي الرَّحْمَنِ وَالرَّحِيمِ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه سأَله عَنِ اشْتِقَاقِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى فِي اللُّغَةِ فَقَالَ: كَانَ حَقُّهُ إلاهٌ، أُدخلت الأَلف وَاللَّامُ تَعْرِيفًا، فَقِيلَ أَلإِلاهُ، ثُمَّ حَذَفَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَةَ اسْتِثْقَالًا لَهَا، فَلَمَّا تَرَكُوا الْهَمْزَةَ حَوَّلوا كَسْرَتَهَا فِي اللَّامِ الَّتِي هِيَ لَامُ التَّعْرِيفِ، وَذَهَبَتِ الْهَمْزَةُ أَصلًا فَقَالُوا أَلِلاهٌ، فحرَّكوا لَامَ التَّعْرِيفِ الَّتِي لَا تَكُونُ إلَّا سَاكِنَةً، ثُمَّ الْتَقَى لَامَانِ مُتَحَرِّكَتَانِ فأَدغموا الأُولى فِي الثَّانِيَةِ، فَقَالُوا اللَّهُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ؛ مَعْنَاهُ لكنْ أَنا، ثُمَّ إِنَّ الْعَرَبَ لَمَّا سَمِعُوا اللَّهُمَّ جَرَتْ فِي كَلَامِ الْخَلْقِ تَوَهَّمُوا أَنه إِذَا أُلقيت الأَلف وَاللَّامُ مِنَ اللَّهِ كَانَ الْبَاقِي لَاهُ، فَقَالُوا لاهُمَّ؛ وأَنشد: لاهُمَّ أَنتَ تَجْبُرُ الكَسِيرَا، ... أَنت وَهَبْتَ جِلَّةً جُرْجُورا وَيَقُولُونَ: لاهِ أَبوك، يُرِيدُونَ اللَّهِ أَبوك، وَهِيَ لَامُ التَّعَجُّبِ؛ وأَنشد لِذِي الإِصبع: لاهِ ابنُ عَمِّي ما يَخافُ ... الحادثاتِ مِنَ العواقِبْ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَدْ قَالَتِ الْعَرَبُ بِسْمِ اللَّهِ، بِغَيْرِ مَدَّة اللَّامِ وَحَذْفِ مَدَّة لاهِ؛ وأَنشد: أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ مِنْ أَمر اللهْ، ... يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه وأَنشد: لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَوسِيمةٌ، ... عَلَى هَنَواتٍ كاذبٍ مَنْ يَقُولُها إِنَّمَا هُوَ للهِ إنَّكِ، فَحَذَفَ الأَلف وَاللَّامَ فَقَالَ لاهِ: إِنَّكِ، ثُمَّ تَرَكَ هَمْزَةَ إِنَّكِ فَقَالَ لَهِنَّك؛ وَقَالَ الْآخَرُ: أَبائِنةٌ سُعْدَى، نَعَمْ وتُماضِرُ، ... لَهِنَّا لمَقْضِيٌّ عَلَيْنَا التَّهاجُرُ يَقُولُ: لاهِ إنَّا، فَحَذَفَ مَدَّةِ لاهِ وَتَرَكَ هَمْزَةَ إِنَّا كَقَوْلِهِ: لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى يَعْدُو

_ (1). قوله [إلا هو وحده] كذا في الأَصل المعوّل عليه، وفي نسخة التهذيب: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ والله وحده انتهى. ولعله إلا الله وحده

وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ لَهِنَّك: أَرادَ لإِنَّك، فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ هَاءً مِثْلَ هَراقَ الماءَ وأَراق، وأَدخل اللَّامَ فِي إِنَّ لِلْيَمِينِ، وَلِذَلِكَ أَجابها بِاللَّامِ فِي لَوَسِيمَةٌ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَالَ لِيَ الْكِسَائِيُّ أَلَّفت كِتَابًا فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ فَقُلْتُ لَهُ: أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: اسمَعْها. قَالَ الأَزهري: وَلَا يَجُوزُ فِي الْقُرْآنِ إلَّا الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللَّامِ، وإِنما يقرأُ مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ الأَعرابُ وَمَنْ لَا يَعْرِفُ سُنَّةَ الْقُرْآنِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: فَاللَّهُ أَصله إلاهٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ . قَالَ: وَلَا يَكُونُ إلَهاً حَتَّى يَكُونَ مَعْبُوداً، وَحَتَّى يكونَ لِعَابِدِهِ خَالِقًا وَرَازِقًا ومُدبِّراً، وَعَلَيْهِ مُقْتَدِرًا فَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَيْسَ بِإِلَهٍ، وإِن عُبِدَ ظُلْماً، بَلْ هُوَ مَخْلُوقٌ ومُتَعَبَّد. قَالَ: وأَصل إلَهٍ وِلاهٌ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً كَمَا قَالُوا للوِشاح إشاحٌ وللوِجاحِ وَهُوَ السِّتْر إِجاحٌ، وَمَعْنَى ولاهٍ أَن الخَلْقَ يَوْلَهُون إِلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِمْ، ويَضْرَعُون إِلَيْهِ فِيمَا يُصِيبُهُمْ، ويَفْزَعون إِلَيْهِ فِي كُلِّ مَا يَنُوبُهُمْ، كَمَا يَوْلَهُ كُلُّ طِفْل إِلَى أُمه. وَقَدْ سَمَّتِ الْعَرَبُ الشَّمْسَ لَمَّا عَبَدُوهَا إلاهَةً. والأُلَهةُ: الشمسُ الحارَّةُ؛ حكي عَنْ ثَعْلَبٍ، والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإِلاهَةُ وأُلاهَةُ، كلُّه: الشمسُ اسْمٌ لَهَا؛ الضَّمُّ فِي أَوَّلها عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَتْ مَيَّةُ بِنْتُ أُمّ عُتْبَة «2» بن الحرث كَمَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تروَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ عَصْراً، ... فأَعْجَلْنا الإِلَهةَ أَن تَؤُوبا «3». عَلَى مثْل ابْنِ مَيَّة، فانْعَياه، ... تَشُقُّ نَواعِمُ البَشَر الجُيُوبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ هُوَ لِبِنْتِ عَبْدِ الحرث اليَرْبوعي، وَيُقَالُ لِنَائِحَةِ عُتَيْبة بن الحرث؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ هُوَ لأُمِّ الْبَنِينَ بِنْتِ عُتيبة بن الحرث تَرْثِيهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي أُلاهَةَ، قَالَ: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فأَعجلنا الأَلاهَةَ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ. غَيْرُهُ: وَتَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ وَلَا تَدْخُلُهَا، وَقَدْ جَاءَ عَلَى هَذَا غَيْرُ شَيْءٍ مِنْ دُخُولِ لَامِ الْمَعْرِفَةِ الاسمَ مَرَّة وسُقوطها أُخرى. قَالُوا: لَقِيتُهُ النَّدَرَى وَفِي نَدَرَى، وفَيْنَةً والفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنة، ونَسْرٌ والنَّسْرُ اسمُ صَنَمٍ، فكأَنهم سَمَّوْها الإِلَهة لِتَعْظِيمِهِمْ لَهَا وَعِبَادَتِهِمْ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُعَظِّمُونها ويَعْبُدُونها، وَقَدْ أَوْجَدَنا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ حِينَ قَالَ: وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِلاهَةُ والأُلُوهة والأُلُوهِيَّةُ الْعِبَادَةُ. وَقَدْ قُرِئَ: وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ، وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ويَذَرَك وإِلاهَتَك ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، أَي وَعِبَادَتَكَ؛ وَهَذِهِ الأَخيرة عِنْدَ ثَعْلَبٍ كأَنها هِيَ الْمُخْتَارَةُ، قَالَ: لأَن فِرْعَوْنَ كَانَ يُعْبَدُ وَلَا يَعْبُدُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا ذُو إلاهَةٍ لَا ذُو آلِهة، وَالْقِرَاءَةُ الأُولى أَكثر والقُرّاء عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَوِّي مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قِرَاءَتِهِ: وَيَذَرَكَ وإِلاهَتَك ، قولُ فِرْعَوْنَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى، وَقَوْلُهُ: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي؛ ولهذا قَالَ سُبْحَانَهُ: فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى؛ وَهُوَ الَّذِي أَشار إِليه الْجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ يُعْبَدُ. وَيُقَالُ: إلَه بَيِّنُ الإِلَهةِ والأُلْهانِيَّة. وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَدْعُونَ مَعْبُودَاتِهِمْ مِنَ الأَوثان والأَصنام آلِهَةً، وَهِيَ

_ (2). قوله [أم عتبة] كذا بالأصل عتبة في موضع مكبراً وفي موضعين مصغراً (3). قوله [عصراً والإلهة] هكذا رواية التهذيب، ورواية المحكم: قسراً وإلهة

جَمْعُ إِلَاهَةٍ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ، وَهِيَ أَصنام عَبَدَها قَوْمُ فِرْعَوْنَ مَعَهُ. وَاللَّهُ: أَصله إلاهٌ، عَلَى فِعالٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنه مأَلُوه أَي مَعْبُودٌ، كَقَوْلِنَا إمامٌ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعول لأَنه مُؤْتَمّ بِهِ، فَلَمَّا أُدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَتِهِ فِي الْكَلَامِ، وَلَوْ كَانَتَا عِوَضًا مِنْهَا لَمَا اجْتَمَعَتَا مَعَ المعوَّض مِنْهُ فِي قَوْلِهِمُ الإِلاهُ، وَقُطِعَتِ الْهَمْزَةُ فِي النِّدَاءِ لِلُزُومِهَا تَفْخِيمًا لِهَذَا الِاسْمِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَسَمِعْتُ أَبا عَلِيٍّ النَّحْوِيَّ يَقُولُ إِن الأَلف وَاللَّامَ عِوَضٌ مِنْهَا، قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ اسْتِجَازَتُهُمْ لِقَطْعِ الْهَمْزَةِ الْمَوْصُولَةِ الدَّاخِلَةِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ فِي الْقَسَمِ وَالنِّدَاءِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: أَفأَللهِ لَتفْعَلَنّ وَيَا أَللَّهُ اغْفِرْ لِي، أَلا تَرَى أَنها لَوْ كَانَتْ غَيْرَ عِوَضٍ لَمْ تُثْبَتْ كَمَا لَمْ تُثْبَتْ فِي غَيْرِ هَذَا الِاسْمِ؟ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ لِلُزُومِ الْحَرْفِ لأَن ذَلِكَ يُوجِبُ أَن تُقْطَعَ هَمْزَةُ الَّذِي وَالَّتِي، وَلَا يَجُوزُ أَيضاً أَن يكون لأَنها هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ وَإِنْ كَانَتْ مَوْصُولَةً كَمَا لَمْ يَجُزْ فِي ايْمُ اللَّهِ وايْمُن اللَّهِ الَّتِي هِيَ هَمْزَةُ وَصْلٍ، فَإِنَّهَا مَفْتُوحَةٌ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، لأَن ذَلِكَ يُوجِبُ أَن تُقْطَعَ الْهَمْزَةُ أَيضاً فِي غَيْرِ هَذَا مِمَّا يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُمْ لَهُ، فَعَلِمْنَا أَن ذَلِكَ لِمَعْنًى اخْتُصَّتْ بِهِ لَيْسَ فِي غَيْرِهَا، وَلَا شَيْءَ أَولى بِذَلِكَ الْمَعْنَى مِنْ أَن يَكُونَ المُعَوَّضَ مِنَ الْحَرْفِ الْمَحْذُوفِ الَّذِي هُوَ الْفَاءُ، وَجَوَّزَ سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ أَصله لَاهَا عَلَى مَا نَذْكُرُهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: وَلَوْ كَانَتَا عِوَضًا مِنْهَا لَمَا اجْتَمَعَتَا مَعَ المعوَّض عَنْهُ فِي قَوْلِهِمِ الإِلَهُ، قَالَ: هَذَا رَدٌّ عَلَى أَبي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ لأَنه كَانَ يَجْعَلُ الأَلف وَاللَّامَ فِي اسْمِ الْبَارِي سُبْحَانَهُ عِوَضًا مِنَ الْهَمْزَةِ، وَلَا يَلْزَمُهُ مَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ قَوْلِهِمِ الإِلَهُ، لأَن اسْمَ اللَّهِ لَا يَجُوزُ فِيهِ الإِلَهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مَحْذُوفَ الْهَمْزَةِ، تَفَرَّد سُبْحَانَهُ بِهَذَا الِاسْمِ لَا يُشْرِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ، فَإِذَا قِيلَ الإِلاه انْطَلَقَ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَعَلَى مَا يُعْبَدُ مِنَ الأَصنام، وَإِذَا قُلْتَ اللَّهُ لَمْ يَنْطَلِقْ إِلَّا عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَلِهَذَا جَازَ أَن يُنَادَى اسْمُ اللَّهِ، وَفِيهِ لَامُ التَّعْرِيفِ وَتُقْطَعُ هَمْزَتُهُ، فَيُقَالُ يَا أَللَّهُ، ولا يجوز يا لإِلهُ عَلَى وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، مَقْطُوعَةً هَمْزَتُهُ وَلَا مَوْصُولَةً، قَالَ: وَقِيلَ فِي اسْمِ الْبَارِي سُبْحَانَهُ إِنَّهُ مأْخوذ من أَلِهَ يَأْلَه إذا تَحَيَّرَ، لأَن الْعُقُولَ تَأْلَهُ فِي عَظَمَتِهِ. وأَلِهَ يَأْلَه أَلَهاً أَي تَحَيَّرَ، وأَصله وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهاً. وَقَدْ أَلِهْتُ عَلَى فُلَانٍ أَي اشْتَدَّ جَزَعِي عَلَيْهِ، مِثْلُ وَلِهْتُ، وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ أَلِهَ يَأْلَهُ إِلَى كَذَا أَي لجأَ إِلَيْهِ لأَنه سُبْحَانَهُ المَفْزَعُ الَّذِي يُلْجأُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَمر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَلِهْتَ إلينا والحَوادِثُ جَمَّةٌ وقال آخَرُ: أَلِهْتُ إِلَيْهَا والرَّكائِبُ وُقَّف والتَّأَلُّهُ: التَّنَسُّك والتَّعَبُّد. والتأْليهُ: التَّعْبيد؛ قَالَ: لِلَّهِ دَرُّ الغَانِياتِ المُدَّهِ ... سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تأَلُّهِي ابْنُ سيدة: وقالوا يَا أَلله فقَطَعُوا، قَالَ: حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَهَذَا نَادِرٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَنهم يَقُولُونَ: يَا اللَّهُ، فَيَصِلُونَ وَهُمَا لُغَتَانِ يَعْنِي الْقَطْعَ وَالْوَصْلَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إنِّي إِذَا مَا حَدَثٌ أَلَمَّا ... دَعَوْت: يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهُمَّا فَإِنَّ الْمِيمَ الْمُشَدَّدَةَ بَدَلٌ مِنْ يَا، فَجَمَعَ بَيْنَ الْبَدَلِ وَالْمُبْدَلِ مِنْهُ؛ وَقَدْ خففها الأَعشى فقال:

كحَلْفَةٍ مِنْ أَبي رَباحٍ ... يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ «1» . وَإِنْشَادُ الْعَامَّةِ: يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ قَالَ: وأَنشده الْكِسَائِيُّ: يَسْمَعُها اللَّهُ وَاللَّهُ كُبَارُ «2» . الأَزهري: أَما إِعْرَابُ اللَّهُمَّ فَضَمُّ الْهَاءِ وَفَتْحُ الْمِيمِ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ النَّحْوِيِّينَ فِي اللَّفْظِ، فأَما الْعِلَّةُ وَالتَّفْسِيرُ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ النَّحْوِيُّونَ، فَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى اللَّهُمَّ يَا أَللهُ أُمَّ بِخَيْرٍ، وقال الزَّجَّاجُ: هَذَا إِقْدَامٌ عَظِيمٌ لأَن كُلَّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا الْهَمْزِ الَّذِي طُرِحَ فأَكثر الْكَلَامِ الإِتيان بِهِ. يُقَالُ: وَيْلُ أُمِّه ووَيْلُ امِّهِ، والأَكثر إِثْبَاتُ الْهَمْزَةِ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ هَذَا الْقَائِلُ لَجَازَ اللَّهُ أُومُمْ واللهُ أُمَّ، وَكَانَ يَجِبُ أَن يُلْزِمَهُ يَا لأَن الْعَرَبَ تَقُولُ يَا أَللَّهُ اغْفِرْ لَنَا، وَلَمْ يَقُلْ أَحد مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا اللَّهُمَّ، وَلَمْ يَقُلْ أَحد يَا اللَّهُمَّ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛ فَهَذَا الْقَوْلُ يَبْطُلُ مِنْ جِهَاتٍ: إِحْدَاهَا أَن يَا لَيْسَتْ فِي الْكَلَامِ، والأُخرى أَن هَذَا الْمَحْذُوفَ لَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ عَلَى أَصله كَمَا تُكُلِّمَ بِمِثْلِهِ، وأَنه لَا يُقَدَّمُ أَمامَ الدُّعاء هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَن الضَّمَّةَ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ ضَمَّةُ الْهَمْزَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي أُمَّ وَهَذَا مُحَالٌ أَن يُتْرَكَ الضمُّ الَّذِي هُوَ دَلِيلٌ عَلَى نِدَاءِ الْمُفْرَدِ، وأَن يُجْعَلَ فِي اسْمِ اللَّهِ ضمةُ أُمَّ، هَذَا إِلْحَادٌ فِي اسْمِ اللَّهِ؛ قَالَ: وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَن قَوْلَنَا هَلُمَّ مِثْلُ ذَلِكَ أَن أَصلها هَلْ أُمَّ، وَإِنَّمَا هِيَ لُمَّ وَهَا التَّنْبِيهُ، قال: وقال الْفَرَّاءُ إِنَّ يَا قَدْ يُقَالُ مَعَ اللَّهُمَّ فَيُقَالُ يَا أَللهم؛ وَاسْتَشْهَدَ بِشِعْرٍ لَا يَكُونُ مِثْلُهُ حُجَّةً: وَمَا عليكِ أَن تَقُولِي كُلَّما ... صَلَّيْتِ أَو سَبَّحْت: يَا أَللَّهُمَا، ارْدُدْ عَلَيْنَا شَيْخَنَا مُسَلَّما قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَقَالَ الخليل وسيبويه وَجَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ الْمَوْثُوقِ بِعِلْمِهِمُ اللَّهُمَّ بِمَعْنَى يَا أَلله، وَإِنَّ الْمِيمَ الْمُشَدَّدَةَ عِوَضٌ مِنْ يَا، لأَنهم لَمْ يَجِدُوا يَا مَعَ هَذِهِ الْمِيمِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَوَجَدُوا اسْمَ اللَّهِ مُسْتَعْمَلًا بِيَا إِذَا لَمْ يَذْكُرُوا الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ، فَعَلِمُوا أَن الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ، وَالْمِيمُ مَفْتُوحَةٌ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْمِيمِ قَبْلَهَا؛ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ إِذَا طَرَحَ الْمِيمَ يَا أَللَّهُ اغْفِرْ لِي، بِهَمْزَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ يَا اللَّهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، فَمَنْ حَذَفَ الْهَمْزَةَ فَهُوَ عَلَى السَّبِيلِ، لأَنها أَلف وَلَامٌ مِثْلُ لام الحرث مِنَ الأَسماء وأَشباهه، وَمَنْ هَمَزَهَا تَوَهَّمَ الْهَمْزَةَ مِنَ الْحَرْفِ إِذْ كَانَتْ لَا تَسْقُطُ مِنْهُ الْهَمْزَةُ؛ وأَنشد: مُبارَكٌ هُوَّ وَمَنْ سَمَّاهُ، ... عَلَى اسْمكَ، اللَّهُمَّ يَا أَللهُ قَالَ: وَكَثُرَتِ اللَّهُمَّ فِي الْكَلَامِ حَتَّى خُفِّفَتْ مِيمُهَا فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعَرَبُ تَقُولُ يَا أَلله اغْفِرْ لِي، ويَلّله اغْفِرْ لِي، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْخَلِيلَ يَقُولُ يَكْرَهُونَ أَن يَنْقُصُوا مِنْ هَذَا الِاسْمِ شَيْئًا يَا أَلله أَي لَا يَقُولُونَ يَلَهُ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا ؛ ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَن اللَّهُمَّ كَالصَّوْتِ وأَنه لَا يُوصَفُ، وأَن رَبَّنَا مَنْصُوبٌ عَلَى نِدَاءٍ آخَرَ؛ الأَزهري:

_ (1). قوله [من أبي رباح] كذا بالأَصل بفتح الراء والباء الموحدة ومثله في البيضاوي، إلا أن فيه حلقة بالقاف، والذي في المحكم والتهذيب كحلفة من أبي رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية، وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة (2). وقوله: يَسْمَعُهَا اللَّهُ وَاللَّهُ كُبَارُ كذا بالأَصل ونسخة من التهذيب

وأَنشد قُطْرُب: إِني إِذا مَا مُعْظَمٌ أَلَمّا ... أَقولُ: يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهُمّا قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ الْفَرَّاءِ وأَبي الْعَبَّاسِ فِي اللَّهُمَّ إِنه بِمَعْنَى يَا أَلله أُمَّ إِدخالُ الْعَرَبِ يَا عَلَى اللَّهُمَّ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلا لَا بارَكَ اللهُ فِي سُهَيْلٍ، ... إِذا مَا اللهُ بَارَكَ فِي الرجالِ إِنما أَراد اللَّهُ فقَصَر ضَرُورَةً. والإِلاهَةُ: الْحَيَّةُ الْعَظِيمَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وهي الهِلالُ. وإِلاهَةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْجَزِيرَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَفَى حَزَناً أَن يَرْحَلَ الركبُ غُدْوةً، ... وأُصْبِحَ فِي عُلْيا إِلاهَةَ ثاوِيا وَكَانَ قَدْ نَهَسته حَيَّةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ الرِّوَايَةُ: وأُتْرَكَ فِي عُلْيَا أُلاهَةَ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَهِيَ مَغارَةُ سَمَاوَة كَلْب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لأَن بِهَا دُفِنَ قَائِلُ هَذَا الْبَيْتِ، وَهُوَ أُفْنُونٌ التَّغْلَبيّ، وَاسْمُهُ صُرَيْمُ بْنُ مَعْشَرٍ «1»؛ وَقَبْلَهُ: لَعَمْرُكَ، مَا يَدْري الفَتى كَيْفَ يَتَّقي، ... إِذا هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهُ واقِيَا أمه: الأَمِيهَة: جُدَرِيّ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: هُوَ بَثْرٌ يَخْرُج بِهَا كالجُدَرِيّ أَو الحَصْبَةِ، وَقَدْ أُمِهَتِ الشاةُ تُؤْمَهُ أَمْهاً وأَمِيهَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ، وَهُوَ خطأٌ لأَن الأَمِيهَةَ اسمٌ لَا مَصْدَرٌ، إِذ لَيْسَتْ فَعِيلة مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ. وَشَاةٌ أَمِيهَةٌ: مأْمُوهَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طَبِيخُ نُحازٍ أَو طَبِيخُ أَمِيهَةٍ ... صَغِيرُ العِظامِ، سَيِءُ القِشْمِ، أَمْلَطُ يَقُولُ: كَانَتْ أُمُّهُ حَامِلَةً بِهِ وَبِهَا سُعال أَو جُدَرِيّ فَجَاءَتْ بِهِ ضاوِيّاً، والقِشْمُ هُوَ اللَّحْمُ أَو الشَّحْمُ. ابْنُ الأَعرابي: الأَمهُ النِّسْيَانُ، والأَمَهُ الإِقْرارُ، والأَمَهُ الجُدَرِيُّ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وادَّكَرَ بعد أَمَهٍ ، قال: والأَمَهُ النسيانُ. وَيُقَالُ: قَدْ أَمِهَ، بِالْكَسْرِ، يَأْمَهُ أَمَهاً؛ هَذَا الصَّحِيحُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يقرأُ: بَعْدَ أَمَهٍ، وَيَقُولُ: بَعْدَ أَمْهٍ خطأٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: أَمِهْتُ الشيءَ فأَنا آمُهُه أَمْهاً إِذا نَسِيتَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَمِهْتُ، وكنتُ لَا أَنْسَى حَدِيثاً، ... كَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ قَالَ: وادَّكَرَ بَعْدَ أَمْه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الإِقرار، وَمَعْنَاهُ أَن يُعَاقَبَ ليُقِرَّ فإِقراره بَاطِلٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَمَهُ الإِقرار وَالِاعْتِرَافُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: مَنِ امْتُحِنَ فِي حَدٍّ فأَمِهَ ثُمَّ تَبَرَّأَ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَةٌ، فإِن عُوقِبَ فأَمِهَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حَدٌّ إِلا أَن يَأْمَه مِنْ غَيْرِ عُقُوبَةٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمع الأَمَهَ الإِقرارَ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: قَالَ هِيَ لُغَةٌ غَيْرُ مَشْهُورَةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ أَمَهْتُ إِليه فِي أَمر فأَمَهَ إِليَّ أَي عَهِدْتُ إِليه فعَهِدَ إِليَّ. الْفَرَّاءُ: أُمِهَ الرجلُ، فَهُوَ مَأْموهٌ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ عَقْلُهُ مَعَهُ.

_ (1). قوله [وَاسْمُهُ صُرَيْمُ بْنُ مَعْشَرٍ] أي ابن ذهل بن تيم بن عمرو بن تغلب، سأل كاهناً عن موته فأخبر أنه يموت بمكان يقال له ألاهة، وكان افنون قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن طريقهم فقال: خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الألاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق. فلما سمع افنون ذكر الألاهة تطير وقال لأصحابه: إني ميت، قالوا: ما عليك بأس، قال: لست بارحاً. فنهش حماره ونهق فسقط فقال: إني ميت، قالوا: ما عليك بأس، قال: ولم ركض الحمار؟ فأرسلها مثلًا ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها: ألا لست في شيء فروحاً معاويا ... ولا المشفقات يتقين الجواريا فلا خير فيما يكذب المرء نفسه ... وتقواله للشيء يا ليت ذا ليا لعمرك إلخ. كذا في ياقوت لكن قوله وهي قارة مخالف للأصل في قوله وهي مغارة

الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان آهَةً وأَمِيهَةً. التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُهُمْ آهَةً وأَمِيهَةً، الآهَةُ مِنَ التَّأَوُّهِ والأَمِيهَةُ الجُدَري. ابْنُ سِيدَهْ: الأُمَّهَةُ لُغَةٌ فِي الأُمِّ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: الْهَاءُ فِي أُمَّهة أَصلية، وَهِيَ فُعَّلَة بِمَنْزِلَةِ تُرَّهَةٍ وأُبَّهةٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بالأُمَّهَةِ مَنْ يَعْقِلُ وبالأُمِّ مَا لَا يَعْقِلُ؛ قَالَ قُصَيٌّ: عَبْدٌ يُنادِيهِمْ بِهالٍ وَهَبِ، ... أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والْياسُ أَبي حَيْدَرَةٌ خَالِيَ لَقِيطٌ، وعَلِي، ... وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي وَقَالَ زُهَيْرٌ فِيمَا لَا يَعْقِلُ: وإِلَّا فإِنَّا، بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى، ... نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ وَقَدْ جَاءَتِ الأُمَّهَةُ فِيمَا لَا يَعْقِلُ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَالْجَمْعُ أُمَّهات وأُمّات. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ فِي جَمْعِ الأُمِّ مِنْ غَيْرِ الْآدَمِيِّينَ أُمَّاتٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ ... أُمّاتِهِنَّ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا وأَما بَناتُ آدَمَ فَالْجَمْعُ أُمَّهاتٌ؛ وَقَوْلُهُ: وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ وَالْقُرْآنُ الْعَزِيزُ نَزَلَ بأُمَّهات، وَهُوَ أَوضح دَلِيلٍ عَلَى أَن الْوَاحِدَةَ أُمَّهَةٌ. وتَأَمَّهَ أُمّاً: اتخدها كأَنه عَلَى أُمَّهَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يُقَوِّي كَوْنَ الْهَاءِ أَصلًا، لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بِمَنْزِلَةِ تَفَوَّهْتُ وتنَبَّهْت. التَّهْذِيبُ: والأُمّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَصل كُلِّ شَيْءٍ واشْتقاقه مِنَ الأَمِّ، وَزِيدَتِ الْهَاءُ فِي الأُمَّهاتِ لِتَكُونَ فَرْقًا بَيْنَ بَنَاتِ آدَمَ وَسَائِرِ إِناث الْحَيَوَانِ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ أَصح الْقَوْلَيْنِ، قَالَ الأَزهري: وأَما الأُمُّ فَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمُ الأَصل أُمَّةٌ، وَرُبَّمَا قَالُوا أُمَّهةٌ، قَالَ: والأُمَّهةُ أَصل قَوْلِهِمْ أُمٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه وتِيهُهُ. أنه: الأَنِيهُ: مِثْلُ الزَّفِير، والآنِهُ كالآنِحِ. وأَنَهَ يَأْنِهُ أَنْهاً وأُنُوهاً: مِثْلُ أَنَح يَأْنِحُ إِذا تَزَحَّرَ مِنْ ثِقَلٍ يَجِدُه، وَالْجَمْعُ أُنَّةٌ مِثْلُ أُنَّحٍ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ يَصِفُ فَحْلًا. رَعّابَةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ، ... بِرَجْسِ بَهْباهِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ أَي يَرْعَبُ النُّفوسَ الذينَ يَأْنِهُونَ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَنِيهُ الزَّحْرُ عِنْدَ المسأَلة. وَرَجُلٌ آنةٌ: حاسِدٌ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ نافِسٌ ونَفِيسٌ وآنِهٌ وَحَاسِدٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ مِنْ أَنَهَ يَأْنِهُ وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنِيهاً وأَنِيحاً. أوه: الآهَةُ: الحَصْبَةُ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي خَالِدٍ فِي قَوْلِ النَّاسِ آهَةٌ وماهَةٌ: فالآهَةُ مَا ذَكَرْنَاهُ، والماهَةُ الجُدَرِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَلف آهَةٍ وَاوٌ لأَن الْعَيْنَ وَاوًا أَكثر مِنْهَا يَاءً. وآوَّهْ وأَوَّهُ وآووه، بالمدّ وواوينِ، وأَوْهِ، بِكَسْرِ الْهَاءِ خَفِيفَةٌ، وأَوْهَ وآهِ، كُلُّهَا: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا التحزُّن. وأَوْهِ مِنْ فُلَانٍ إِذا اشتدَّ عَلَيْكَ فَقْدُه، وأَنشد الْفَرَّاءُ فِي أَوْهِ: فأَوْهِ لِذكْراها إِذا مَا ذَكَرتُها، ... وَمِنْ بُعْدِ أَرْضٍ بَيْنَنَا وسماءٍ وَيُرْوَى: فأَوِّ لِذِكراها، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَيُرْوَى: فآهِ لِذِكْرَاهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُ هَذَا الْبَيْتِ: فأَوْهِ عَلَى زِيارَةِ أُمِّ عَمْروٍ ... فكيفَ مَعَ العِدَا، وَمَعَ الوُشاةِ؟

وَقَوْلُهُمْ عِنْدَ الشِّكَايَةِ: أَوْهِ مِنْ كَذَا، سَاكِنَةُ الْوَاوِ، إِنما هُوَ تَوَجُّعٌ، وَرُبَّمَا قَلَبُوا الْوَاوَ أَلفاً فَقَالُوا: آهِ مِنْ كَذَا وَرُبَّمَا شَدَّدُوا الْوَاوَ وَكَسَرُوهَا وَسَكَّنُوا الْهَاءَ، قَالُوا: أَوِّهْ مِنْ كَذَا، وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْهَاءَ مَعَ التَّشْدِيدِ فَقَالُوا: أَوِّ مِنْ كَذَا، بِلَا مدٍّ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: آوَّهْ، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ وَفَتْحِ الْوَاوِ سَاكِنَةُ الْهَاءِ، لِتَطْوِيلِ الصَّوْتِ بِالشِّكَايَةِ. وَقَدْ وَرَدَ الْحَدِيثُ بأَوْهِ فِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ ذَلِكَ: أَوْهِ عَيْنُ الرِّبا. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَوْهِ كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الرَّجُلُ عِنْدَ الشِّكَايَةِ وَالتَّوَجُّعِ، وَهِيَ سَاكِنَةُ الْوَاوِ مَكْسُورَةُ الْهَاءِ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُ الْوَاوَ مَعَ التَّشْدِيدِ، فَيَقُولُ أَوَّهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ مِنْ خَلِيفَةٍ يُسْتَخْلَفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا أَدخلوا فِيهِ التَّاءَ فَقَالُوا أَوَّتاه، يُمَدُّ وَلَا يُمَدُّ. وَقَدْ أَوَّهَ الرجلُ تأْويهاً وتَأَوَّه تأَوُّها إِذا قَالَ أَوَّه، وَالِاسْمُ مِنْهُ الآهَةُ، بِالْمَدِّ، وأَوَّه تأْويهاً. وَمِنْهُ الدُّعَاءُ عَلَى الإِنسان: آهَةً لَهُ وأَوَّةً لَهُ، مشدَّدة الْوَاوِ، قَالَ: وَقَوْلُهُمْ آهَةً وأَمِيهةً هُوَ التَّوَجُّعُ. الأَزهري: آهِ هُوَ حِكَايَةُ المُتَأَهِّه فِي صَوْتِهِ، وَقَدْ يَفْعَلُهُ الإِنسان شَفَقَةً وَجَزَعًا؛ وأَنشد: آهِ مِنْ تَيَّاكِ آهَا ... تَرَكَتْ قَلْبِي مُتاها وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: آهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وآهٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وأَهَّةً مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وأَوَّهْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، بِالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ. ابْنُ الْمُظَفَّرِ: أَوَّهَ وأَهَّهَ إِذا تَوَجَّعَ الْحَزِينُ الْكَئِيبُ فَقَالَ آهِ أَو هاهْ عِنْدَ التَّوَجُّعِ، وأَخرج نَفَسه بِهَذَا الصَّوْتِ ليتفرَّج عَنْهُ بَعْضُ مَا بِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تأَوَّهَ آهًا وآهَةً. وَتَكُونُ هاهْ فِي مَوْضِعِ آهِ مِنَ التَّوَجُّعِ؛ قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِي: إِذا مَا قمتُ أَرْحَلُها بليلٍ، ... تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحزينِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه وَضَعَ الِاسْمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ أَي تأَوَّهَ تأَوُّهَ الرَّجُلِ، قِيلَ: وَيُرْوَى تَهَوَّهُ هاهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ. قَالَ: وَبَيَانُ الْقَطْعِ أَحسن، وَيُرْوَى أَهَّةَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَهَّ أَي تَوَجُّعٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وإِن تَشَكَّيْتُ أَذَى القُرُوحِ، ... بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المَجْرُوحِ وَرَجُلٌ أَوَّاهٌ: كَثِيرُ الحُزنِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّعَّاءُ إِلى الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الْفَقِيهُ، وَقِيلَ: المؤْمن، بِلُغَةِ الْحَبَشَةِ، وَقِيلَ: الرَّحِيمُ الرَّقِيقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ، وَقِيلَ: الأَوّاهُ هُنَا المُتَأَوِّهُ شَفَقاً وفَرَقاً، وَقِيلَ: الْمُتَضَرِّعُ يَقِينًا أَي إِيقاناً بالإِجابة وَلُزُومًا لِلطَّاعَةِ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، وَقِيلَ: الأَوَّاهُ المُسَبّحُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الثَّنَاءِ. وَيُقَالُ: الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. وَقِيلَ: الْكَثِيرُ الْبُكَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اجْعَلني مُخْبِتاً أَوَّاهاً مُنِيباً ؛ الأَوَّاهُ: المُتَأَوِّهُ المُتَضَرِّع. الأَزهري: أَبو عمرو ظبية مَوْؤُوهة ومأْووهة، وَذَلِكَ أَنَّ الْغَزَالَ إِذا نَجَا مِنَ الْكَلْبِ أَو السَّهْمِ وَقَفَ وَقْفَةً، ثُمَّ قَالَ أَوْهِ، ثُمَّ عَدا. أهه: الأَهَّةُ: التَّحَزُّنُ. وَقَدْ أَهَّ أَهّاً وأَهَّةً. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَهّاً أَبا حَفْص ؛ قَالَ: هِيَ كَلِمَةُ تأَسُّفٍ، وَانْتِصَابُهَا عَلَى إِجرائها مُجْرَى الْمَصَادِرِ كأَنه قَالَ أَتَأَسَّفُ تأَسُّفاً، قَالَ: وأَصل الْهَمْزَةِ وَاوٌ، وَتَرْجَمَ ابْنُ الأَثير وَاهٍ. وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: مَنِ ابْتُليَ فَصَبر فَواهاً وَاهًا قِيلَ: مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ التَّلَهُّفُ، وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ الإِعجاب بِالشَّيْءِ، يُقَالُ: وَاهًا لَهُ.

وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى التَّوَجُّع، وَقِيلَ: التوجعُ يُقَالُ فِيهِ آهًا، قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي الدَّرْدَاءِ مَا أَنكرتم مِنْ زَمَانِكُمْ فِيمَا غَيَّرتُمْ مِنْ أَعمالكم، إِن يَكُنْ خَيْرًا فَوَاهًا وَاهًا، وإِن يَكُنْ شَرّاً فَآهًا آهًا ؛ قَالَ: والأَلف فِيهَا غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ، قَالَ: وإِنما ذَكَرْتُهَا فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ لِلَفْظِهَا. أيه: إِيهِ: كلمةُ اسْتِزادة واسْتِنْطاقٍ، وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ، وَقَدْ تُنَوَّنُ. تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَزَدته مِنْ حَدِيثٍ أَو عَمَلٍ: إِيهِ، بِكَسْرِ الْهَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَنشد شِعْرَ أُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ فَقَالَ عِنْدَ كُلِّ بَيْتٍ إِيهِ ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فإِن وَصَلْتَ نوَّنت فَقُلْتَ إِيهٍ حَدِّثْنا، وإِذا قُلْتَ إِيهاً بِالنَّصْبِ فإِنما تأْمره بِالسُّكُوتِ، قَالَ اللَّيْثُ: هِيهِ وهِيهَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فِي مَوْضِعِ إِيه وإيهَ. ابْنُ سِيدَهْ: وإِيهِ كَلِمَةُ زَجْرٍ بِمَعْنَى حَسْبُكَ، وتنوَّن فَيُقَالُ إِيهاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِيهٍ حَدِّثْ؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: وَقَفْنا فَقُلْنَا: إِيهِ عَنْ أُمِّ سالِمٍ ... وَمَا بالُ تَكْليم الديارِ البَلاقِع؟ أَراد حدِّثْنا عَنْ أُم سَالِمٍ، فَتَرَكَ التَّنْوِينَ فِي الْوَصْلِ وَاكْتَفَى بِالْوَقْفِ؛ قَالَ الأَصمعي: أَخطأَ ذُو الرُّمَّةِ إِنما كَلَامُ العرب إِيهٍ، وقال يَعْقُوبُ: أَراد إِيهٍ فأَجراه فِي الْوَصْلِ مُجْراه فِي الْوَقْفِ، وَذُو الرُّمَّةِ أَراد التَّنْوِينَ، وإِنما تَرَكَهُ لِلضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ أَن هَذِهِ الأَصوات إِذا عَنَيْتَ بِهَا الْمَعْرِفَةَ لَمْ تُنَوِّنْ، وإِذا عَنَيْتَ بِهَا النَّكِرَةَ نَوَّنْتَ، وإِنما اسْتَزَادَ ذُو الرُّمَّةِ هَذَا الطَّلَل حَدِيثًا مَعْرُوفًا، كأَنه قَالَ حَدِّثْنا الحديثَ أَو خَبِّرْنا الخبرَ؛ وقال بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: إِذا نَوَّنْتَ فَقُلْتَ إِيهٍ فكأَنك قُلْتَ اسْتِزَادَةً، كأَنك قُلْتَ هاتِ حَدِيثًا مَّا، لأَن التَّنْوِينَ تَنْكِيرٌ، وإِذا قُلْتَ إِيه فَلَمْ تُنَوِّنْ فكأَنك قُلْتَ الِاسْتِزَادَةَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ وَتَرْكُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ؛ وَاسْتَعَارَ الحَذْلَمِيُّ هَذَا للإِبل فَقَالَ: حَتَّى إِذا قالتْ لَهُ إِيهٍ إِيهْ وإِن لَمْ يَكُنْ لَهَا نُطْقٌ كأَنَّ لَهَا صَوْتًا يَنْحُو هَذَا النَّحْوِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو بَكْرٍ السَّرَّاجُ فِي كِتَابِهِ الأُصول فِي بَابِ ضَرُورَةِ الشَّاعِرِ حِينَ أَنشد هَذَا الْبَيْتَ: فَقُلْنَا إِيهِ عَنْ أُم سَالِمٍ، قَالَ: وَهَذَا لَا يُعْرَفُ إِلا مُنَوَّنًا فِي شَيْءٍ مِنَ اللُّغَاتِ، يُرِيدُ أَنه لَا يَكُونُ مَوْصُولًا إِلا مُنَوَّنًا، أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ فِي الأَمر إِيهِ افْعَلْ، وَفِي النَّهْيِ: إِيهاً عَنِّي الآنَ وإِيهاً كُفَّ. وَفِي حَدِيثِ أُصَيْلٍ الخُزَاعِيِّ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تركتَ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُهَا وَقَدْ أَحْجَنَ ثُمَامُها وأَعْذَقَ إِذْخِرُها وأَمْشَر سَلَمُها، فَقَالَ: إِيهاً أُصَيْلُ دَع القُلوبَ تَقِرُّ أَي كُفَّ وَاسْكُتْ. الأَزهري: لَمْ يُنَوِّنْ ذُو الرّمَّةِ فِي قَوْلِهِ إِيهٍ عَنْ أُمِّ سَالِمٍ، قَالَ: لَمْ يُنَوِّنْ وَقَدْ وصَل لأَنه نَوَى الْوَقْفَ، قَالَ: فإِذا أَسْكَتَّهُ وكفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا، فإِذا أَغْرَيْتَهُ بِالشَّيْءِ قُلْتَ وَيْهاً يَا فلانُ، فإِذا تَعَجَّبْتَ مِنْ طِيب شَيْءٍ قلتَ وَاهًا مَا أَطْيبهُ وَحُكِيَ أَيضاً عَنِ اللَّيْثِ: إِيهِ وإِيهٍ فِي الِاسْتِزَادَةِ والاسْتنطاق وإِيهِ وإِيهاً فِي الزَّجْر، كَقَوْلِكَ إِيهِ حَسْبُكَ وإِيهاً حَسْبُكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَرِدُ الْمَنْصُوبَةُ بِمَعْنَى التَّصْدِيقِ وَالرِّضَا بِالشَّيْءِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزبر لما قيل لَهُ يَا ابْنَ ذاتِ النِّطاقَيْنِ فَقَالَ: إِيهاً والإِلهِ أَي صدَّقْتُ ورضيتُ بِذَلِكَ، وَيُرْوَى: إِيهِ، بِالْكَسْرِ، أَي زِدْنِي مِنْ هَذِهِ المَنْقَبَةِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: إِيهِ وهِيهِ، عَلَى البَدَلِ، أَي حدِّثْنَا، الْجَوْهَرِيُّ: إِذا أَسكتَّه وكَفَفْتَهُ قلتَ إِيهاً عَنَّا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قولَ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ:

فصل الباء الموحدة

إِيهاً، فِدًى لَكُمُ أُمِّي وَمَا وَلَدَتْ! ... حامُوا عَلَى مَجْدِكُمْ، واكْفُوا مَنِ اتَّكَلا الْجَوْهَرِيُّ: إِذا أَردتَ التَّبْعِيد قُلْتَ أَيْها، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، بِمَعْنَى هَيْهاتَ، وأَنشد الْفَرَّاءُ: ومنْ دونِيَ الأَعْيارُ والقِنْعُ كُلُّهُ، ... وكُتْمانُ أَيْها مَا أَشَتَّ وأَبْعَدَا والتَّأْيِيهُ: الصَّوْتُ. وَقَدْ أَيَّهْتُ بِهِ تَأْيِيهاً: يَكُونُ بِالنَّاسِ والإِبل. وأَيَّهَ بِالرَّجُلِ والفَرس: صَوَّتَ، وَهُوَ أَن يَقُولَ لَهَا ياهْ ياهْ، كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وياهْ ياهْ مِنْ غَيْرِ مَادَّةِ أَيه. والتَّأْيِيهُ: دُعَاءُ الإِبل، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لرُؤْبَةَ: بُحُورٌ لَا مَسْقًى وَلَا مُؤَيَّه «2» وأَيَّهْتُ بالجِمال إِذا صَوَّتَّ بِهَا ودعوتَها. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَيْسٍ الأَوْديِّ: أَن مَلَكَ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ إِني أُؤَيِّهُ بِهَا كَمَا يُؤَيَّهُ بِالْخَيْلِ فتُجِيبُني ، يَعْنِي الأَرْواح. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَيَّهْتُ بِفُلَانٍ تَأْييهاً إِذا دَعَوْتَهُ وَنَادَيْتَهُ كأَنك قُلْتَ لَهُ يَا أَيها الرَّجُلُ، وَفِي تَرْجَمَةِ عَضْرَسَ: مُحَرَّجةً حُصًّا كأَنَّ عُيونَهَا، ... إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ أَيَّهَ القانصُ بِالصَّيْدِ: زَجَرَهُ. وأَيْهانِ: بِمَعْنَى هَيْهات كَالتَّثْنِيَةِ «3»، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. يُقَالُ: أَيْهانِ ذَلِكَ أَي بَعِيدٌ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: مَعْنَاهُ بَعُدَ ذَلِكَ، فَجَعَلَهُ اسْمَ الْفِعْلِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن مَعْنَاهُ الْأَمْرُ. وأَيْهَا، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ: بِمَعْنَى هَيْهَاتَ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَيْهاتَ بمعنى هَيهاتَ. فصل الباء الموحدة بأه: مَا بأَهَ لَهُ أَي ما فَطِنَ [فَطَنَ]. بده: البَدْهُ والبُدْهُ والبَدِيهة والبُداهة «4»: أَوّل كُلِّ شَيْءٍ وَمَا يفجأُ مِنْهُ. الأَزهري: البَدْهُ أَن تَسْتَقْبِلَ الإِنسان بأَمر مُفاجأَةً، وَالِاسْمُ البَدِيهةُ فِي أَول مَا يُفاجأُ بِهِ. وبَدَهَهُ بالأَمر: اسْتَقْبَلَهُ بِهِ. تَقُولُ: بَدَهَهُ أَمرٌ يَبْدَهُه بَدْهاً فجأَه. ابْنُ سِيدَهْ: بَدَهَهُ بالأَمر يَبْدَهُهُ بَدْهاً وبادَهَهُ مُبادَهَةً وبِداهاً فاجأَه، وَتَقُولُ: بادَهَني مُبادَهَةً أَي باغَتَني مُباغَتة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للطِّرِمَّاحِ: وأَجْوِبة كالرَّاعِبيَّةِ وَخْزُها، ... يُبادِهُها شيخُ العِراقَيْنِ أَمْردَا وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هابَهُ أَي مُفاجأَةً وَبَغْتَةً، يَعْنِي مَنْ لَقِيَهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ بِهِ هَابَهُ لِوَقَارِهِ وَسُكُونِهِ، وإِذا جَالَسَهُ وَخَالَطَهُ بَانَ لَهُ حُسْنُ خُلُقِه. وفلانٌ صاحبُ بَدِيهَة: يُصِيبُ الرأْي فِي أَول مَا يُفاجَأُ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: بَدَّه الرجلُ إِذا أَجاب جَوَابًا سَدِيدًا عَلَى الْبَدِيهَةِ. والبُداهة والبَدِيهَةُ: أَوَّل جَرْيِ الْفَرَسِ، تَقُولُ: هُوَ ذُو بَدِيهةٍ وَذُو بُداهَةٍ. الأَزهري: بُدَاهة الْفَرَسِ أَولُ جَرْيِهِ، وعُلالتُه جَرْيٌ بَعْدَ جَرْيٍ؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ، ... وَلَا نُرامِي بالحِجاره إِلا بُدَاهَةَ، أَو عُلالَةَ ... سابِحٍ نَهْدِ الجُزَاره وَلَكَ البَدِيهَةُ أَي لَكَ أَن تَبْدَأَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْهَاءَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ. الجوهري:

_ (2). 1 قوله «بحور لا مسقى» كذا بالأصل بدون نقط. (3). 2 قوله «كالتثنية» أي بكسر النون، زاد المجد كالصاغاني فتح النون أَيضاً. (4). قوله [والبداهة] بضم الباء وفتحها كما في القاموس

هُمَا يَتَبَادَهانِ بالشِّعْر أَي يَتَجَارَيَانِ، ورجلِ مِبْدَهٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بالدَّرْءِ عَنِّي دَرْءِ كُلِّ عَنْجُهِي، ... وكَيْدِ مَطَّالٍ وخَصْمٍ مِبْدَهِ بره: البُرْهَة والبَرْهَة جَمِيعًا: الحِينُ الطَّوِيلُ مِنَ الدَّهْرِ، وَقِيلَ: الزمانُ. يُقَالُ: أَقمت عِنْدَهُ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْرِ كَقَوْلِكَ أَقمت عِنْدَهُ سَنَةً مِنَ الدَّهْرِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقمت عِنْدَهُ بُرْهَةً وبَرْهَةً أَي مدَّة طَوِيلَةً مِنَ الزَّمَانِ. والبَرَهُ: التَّرارةُ. وامرأَة بَرَهْرَهة، فَعَلْعَلة كرِّر فِيهَا الْعَيْنُ وَاللَّامُ: تارَّةٌ تَكَادُ تُرْعَدُ مِنَ الرُّطُوبة، وَقِيلَ: بَيْضَاءُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بَرَهْرَهَةٌ رُؤدَةٌ رَخْصَةٌ، ... كَخُرْعُوبةِ البانةِ المُنْفَطِر وبَرَهْرَهَتُها: تَرارتُها وبَضَاضَتُها؛ وَتَصْغِيرُ بَرَهْرَهَةٍ بُرَيْهة، وَمَنْ أَتمها قَالَ بُرَيْرهَة، فأَما بُرَيْهِرَهة «1». فَقَبِيحَةٌ قَلَّمَا يُتَكَلَّمُ بِهَا، وَقِيلَ: البَرَهْرَهة الَّتِي لَهَا بَرِيق مِنْ صَفائها، وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الرَّقِيقَةُ الْجِلْدِ كأَنَّ الْمَاءَ يَجْرِي فِيهَا مِنَ النَّعْمة. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: فأَخرج مِنْهُ عَلَقَةً سوداءَ ثُمَّ أَدخل فِيهِ البَرَهْرَهَةَ ؛ قِيلَ: هِيَ سَكِّينَةٌ بَيْضَاءُ جَدِيدَةٌ صَافِيَةٌ، مِنْ قَوْلِهِمُ امرأَة بَرَهْرَهَة كأَنها تُرْعَدُ رُطوبةً، وَرُوِيَ رَهْرَهةً أَي رَحْرَحة وَاسِعَةً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ قَدْ أَكثرتُ السُّؤَالَ عَنْهَا فَلَمْ أَجد فِيهَا قَوْلًا يُقْطَعُ بصحَّته، ثُمَّ اخْتَارَ أَنها السِّكِّينُ. ابْنُ الأَعرابي: بَرِهَ الرَّجُلُ إِذا ثابَ جسمُه بَعْدَ تغيُّر مِنْ علَّة. وأَبْرَهَ الرجلُ: غَلَبَ النَّاسَ وأَتى بِالْعَجَائِبِ. والبُرهانُ: بيانُ الْحُجَّةِ واتِّضاحُها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ* . الأَزهري: النُّونُ فِي الْبُرْهَانِ لَيْسَتْ بأَصلية عِنْدَ اللَّيْثِ، وأَما قَوْلُهُمْ بَرْهَنَ فلانٌ إِذا جاءَ بالبُرْهان فَهُوَ مولَّد، وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ أَبْرَهَ إِذا جَاءَ بالبُرْهان، كَمَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي، إِن صحَّ عَنْهُ، وَهُوَ رِوَايَةُ أَبي عَمْرٍو، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ النُّونُ فِي الْبُرْهَانِ نُونُ جَمْعٍ عَلَى فُعْلان، ثُمَّ جُعِلَت كَالنُّونِ الأَصلية كَمَا جَمَعُوا مَصاداً عَلَى مُصْدانٍ ومَصِيراً عَلَى مُصْرانٍ، ثُمَّ جَمَعُوا مُصْراناً عَلَى مَصارِينَ، عَلَى تَوَهُّمٍ أَنها أَصلية. وأَبْرَهةُ: اسْمُ مَلِك مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ، وَهُوَ أَبْرَهةُ بن الحرث الرَّائِشُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ذو المَنارِ. وأَبْرَهةُ ابن الصَّبّاح أَيضاً: مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ، وَهُوَ أَبو يَكْسُوم مَلِكُ الحَبَشة صَاحِبُ الْفِيلِ الَّذِي ساقَه إِلى الْبَيْتِ الْحَرَامِ فأَهلكه اللَّهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ طَالِبُ بْنُ أَبي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَلم تَعْلموا مَا كَانَ فِي حَرْبِ داحِسٍ، ... وجَيْشِ أَبي يَكْسُومَ، إِذ مَلَؤُوا الشِّعْبا؟ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: مَنَعْتَ مِنْ أَبْرَهةَ الحَطِيما، ... وكُنْتَ فِيمَا ساءَهُ زَعِيما الأَصمعي: بَرَهُوتُ على مثال رَهَبُوتٍ بئرٌ بحَضْرَمَوْتَ، يُقَالُ فِيهَا أَرواحُ الكُفَّار. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ بئرٍ فِي الأَرض زَمْزَمُ، وشرُّ بئرٍ فِي الأَرض بَرَهُوتُ ، وَيُقَالُ بُرْهُوت مِثَالُ سُبْروت. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَرَهُوتٌ عَلَى مِثَالِ رَهَبُوتٍ، قَالَ: صَوَابُهُ بَرَهُوتُ غَيْرُ مَصْرُوفٍ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ. وَيُقَالُ فِي تَصْغِيرِ إِبْرَاهِيمَ بُرَيْه، وكأَنَّ الْمِيمَ عِنْدَهُ زَائِدَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ بُرَيْهِيم، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ البُرَةَ حَلْقة تجعل

_ (1). قوله [فأما بريهرهة إلخ] كذا في الأَصل والتهذيب

فِي أَنف الْبَعِيرِ، وَسَنَذْكُرُهَا نحن في موضعها. بله: البَلَهُ: الغَفْلة عَنِ الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ؛ بَلِهَ، بِالْكَسْرِ، بَلَهاً وتَبَلَّه وَهُوَ أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنَّ الَّذِي يَأْمُل الدُّنْيا لَمُبْتَلَهٌ، ... وكلُّ ذِي أَمَلٍ عَنْهَا سيُشْتَغَلُ «1» . وَرَجُلٌ أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ، وَهُوَ الَّذِي غَلَبَ عَلَيْهِ سَلَامَةُ الصَّدْرِ وحُسْنُ الظنِّ بِالنَّاسِ لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دُنْيَاهُمْ فَجَهِلُوا حِذْقَ التَّصَرُّفِ فِيهَا، وأَقبلوا عَلَى آخِرَتِهِمْ فشَغَلوا أَنفسهم بِهَا، فَاسْتَحَقُّوا أَن يَكُونُوا أَكثر أَهل الجنَّة، فأَما الأَبْلَه وَهُوَ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ فَغَيْرُ مُرادٍ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكثرُ أَهلِ الْجَنَّةِ البُلْهُ ، فإِنه عَنَى البُلْهَ فِي أَمر الدُّنْيَا لِقِلَّةِ اهْتِمَامِهِمْ، وَهُمْ أَكياسٌ فِي أَمر الْآخِرَةِ. قَالَ الزِّبْرقانُ بْنُ بَدْرٍ: خيرُ أَولادِنا الأَبْلهُ العَقُولُ؛ يَعْنِي أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله، وَهُوَ عَقُول، وَقَدْ بَلِه، بِالْكَسْرِ، وتَبَلَّه. التَّهْذِيبُ: والأَبْلَهُ الَّذِي طُبع عَلَى الْخَيْرِ فَهُوَ غافلٌ عَنِ الشَّرِّ لَا يَعْرِفه؛ وَمِنْهُ: أَكثرُ أَهل الْجَنَّةِ البُلْه. وَقَالَ النَّضْرُ: الأَبْلَه الَّذِي هُوَ مَيِّت الدَّاءِ يُرِيدُ أَن شَرَّه ميِّتٌ لَا يَنْبَه لَهُ. وَقَالَ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ اسْتَراح البُلْهُ، قَالَ: هُمُ الْغَافِلُونَ عَنِ الدُّنْيَا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم، فإِذا جاؤُوا إِلى الأَمرِ والنهيِ فَهُمُ العُقَلاء الفُقَهاء، والمرأَة بَلْهاء؛ وأَنشد، ابْنُ شُمَيْلٍ: ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ ... بَلْهاءَ تُطْلِعُني عَلَى أَسْرارِها أَراد: أَنها غِرٌّ لَا دَهاءَ لَهَا فَهِيَ تُخْبِرني بأَسْرارِها وَلَا تَفْطَن لِمَا فِي ذَلِكَ عَلَيْهَا؛ وأَنشد غَيْرُهُ: من امرأَةٍ بَلْهاءَ لَمْ تُحْفَظْ وَلَمْ تُضَيَّعِ يَقُولُ: لَمْ تُحْفَظْ لِعَفافها وَلَمْ تُضَيَّعْ مِمَّا يَقُوتها ويَصُونها، فَهِيَ نَاعِمَةٌ عَفِيفةٌ. والبَلْهاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ المُغَفَّلةُ. والتَّبَالُه: استعمالُ البَلَه. وتَبالَه أَي أَرى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. والأَبْلَه: الرجلُ الأَحمق الَّذِي لَا تَمْيِيزَ لَهُ، وامرأَة بَلْهاء. والتَّبَلُّهُ: تطلُّبُ الضالَّة. والتَّبَلُّه: تَعَسُّفُ الطَّرِيقِ عَلَى غَيْرِ هِدَايَةٍ وَلَا مسأَلة؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عَلِيٍّ. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طَرِيقًا لَا يَهْتَدِي فِيهَا وَلَا يَسْتَقِيمُ عَلَى صَوْبِها؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: عَلِهَتْ تَبَلَّهُ فِي نِهاءِ صُعائدٍ وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ. والبُلَهْنِيَةُ: الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش. وَهُوَ فِي بُلَهْنِيةٍ مِنَ الْعَيْشِ أَي سعَةٍ، صَارَتِ الأَلف يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَعَيْشٌ أَبْلَهُ: واسعٌ قليلُ الغُمومِ؛ وَيُقَالُ: شابٌّ أَبْلَه لِمَا فِيهِ مِنَ الغَرارة، يُوصَفُ بِهِ كَمَا يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لِمُضَارَعَتِهِ هَذِهِ الأَسبابَ. قَالَ الأَزهري: الأَبْلَهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وجوهٍ: يُقَالُ عَيْش أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه إِذا كَانَ نَاعِمًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ، ... بَرّاقَ أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ، بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ يُرِيدُ النَّاعِمَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ خَلَقَ المُمَوَّه، يُرِيدُ خَلَقَ الْوَجْهَ الَّذِي قَدْ مُوِّه بِمَاءِ الشَّبَابِ، ومنه أُخذ

_ (1). قوله [سيشتغل] كذا بضبط الأَصل والمحكم، وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح الغين

بُلَهْنِيةُ الْعَيْشِ، وَهُوَ نَعْمته وغَفْلَتُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلَقِيط بْنِ يَعْمُر الإِياديّ: مَا لِي أَراكُمْ نِياماً فِي بُلَهْنِيَةٍ ... لَا تَفْزَعُونَ، وَهَذَا اللَّيْثُ قَدْ جَمَعا؟ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ بَلْهاء، وَهِيَ الَّتِي لَا تَنْحاشُ مِنْ شَيْءٍ مَكانةً ورَزانةً كأَنها حَمْقاء، وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ أَبْلَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: البَلْهاء ناقةٌ؛ وإِياها عنَى قيسُ بْنَ عَيْزارة الهُذلي بِقَوْلِهِ: وَقَالُوا لَنَا: البَلْهاءُ أَوَّلُ سُؤْلةٍ ... وأَغْراسُها، واللهُ عَنِّي يُدافِعُ «2» . وَفِي الْمَثَلِ: تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها؛ يَقُولُ تُحْرِقُك النارُ مِنْ بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها؛ قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجُرُّ بِهَا يجعلُها مَصْدَرًا كأَنه قَالَ تَرْكَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سِوَى، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي بَلْه ثَلَاثَةُ أَقوال: قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ بَلْه مَعْنَاهَا عَلَى، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ خَفَضَ بِهَا جعلَها بِمَنْزِلَةِ عَلَى وَمَا أَشبهها مِنْ حُرُوفِ الْخَفْضِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: بَلْه بِمَعْنَى أَجَلْ؛ وأَنشد: بَلْهَ إِني لَمْ أَخُنْ عَهْدًا، وَلَمْ ... أَقْتَرِفْ ذَنْبًا فتَجْزيني النِّقَمْ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عينٌ رأَتْ وَلَا أُذُنٌ سمعتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قلبِ بَشرٍ بَلْهَ مَا اطَّلَعْتم عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: بَلْهَ مِنْ أَسماء الأَفعال بِمَعْنَى دَعْ واتْرُكْ، تَقُولُ: بَلْهَ زَيْدًا، وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ وَتُضَافُ فَتَقُولُ: بَلْهَ زَيدٍ أَي تَرْكَ زَيْدٍ، وَقَوْلُهُ: مَا اطَّلَعْتُمْ عَلَيْهِ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَنْصُوبَ الْمَحَلِّ ومجرورَه عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ، وَالْمَعْنَى دَعْ مَا اطَّلعتم عَلَيْهِ وعَرَفتموه مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ وَلَذَّاتِهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَحمر وَغَيْرُهُ بَلْه مَعْنَاهُ كَيْفَ مَا اطَّلعتم عَلَيْهِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُفَّ ودَعْ مَا اطَّلعتم عَلَيْهِ، وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يَصِفُ السُّيُوفَ: نَصِلُ السيوفَ إِذا قَصُرْنَ بخَطْوِنا ... قَدَماً، ونُلْحِقُها إِذا لَمْ تَلْحَقِ تَذَرُ الجَماجمَ ضَاحِيًا هاماتُها، ... بَلْهَ الأَكفَّ، كأَنها لَمْ تُخْلَقِ يَقُولُ: هِيَ تَقطَع الهامَ فدَعِ الأَكفَّ أَي هِيَ أَجدرُ أَن تَقْطعَ الأَكف؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الأَكف: يُنْشَدُ بِالْخَفْضِ وَالنَّصْبِ، والنصبُ عَلَى مَعْنَى دَعِ الأَكف، وَقَالَ الأَخفش: بَلْهَ هاهنا بِمَنْزِلَةِ الْمَصْدَرِ كَمَا تَقُولُ ضَرْبَ زيدٍ، وَيَجُوزُ نَصْبُ الأَكف عَلَى مَعْنَى دَعِ الأَكف؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: تَمْشي القَطُوفُ، إِذا غَنَّى الحُداةُ بِهَا، ... مَشْيَ النجيبةِ، بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ أَبو عَلِيٍّ: مَشْيَ الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً، ... أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي، بَلْهَ مَا أَسَعُ أَي أُعطيهم مَا لَا أَجِدُه إِلا بجَهد، وَمَعْنَى بَلْهَ أَي دَعْ مَا أُحيط بِهِ وأَقدر عَلَيْهِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَلْهَ كَلِمَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ كَيْفَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَقُّهُ أَن يَقُولَ مَبْنِيَّةً عَلَى الْفَتْحِ إِذا نَصَبْتَ مَا بَعْدَهَا فَقُلْتَ بَلْه زَيْدًا كَمَا تَقُولُ رُوَيْدَ زَيْدًا، فإِن قُلْتَ بَلْه زيدٍ بالإِضافة كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الْمَصْدَرِ مُعْرَبَةً، كَقَوْلِهِمْ: رُوَيدَ زيدٍ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن تُقَدِّرَهُ مَعَ الإِضافة

_ (2). قوله [البلهاء أول] كذا بالمحكم بالرفع فيهما

اسْمًا لِلْفِعْلِ لأَن أَسماء الأَفعال لَا تُضَافُ، وَاللَّهُ تعالى أَعلم. بنه: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ تَرْجَمَهَا ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِهِ وَقَالَ: بِنْها، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَسُكُونِ النُّونِ، قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مِصْرَ، باركَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي عَسَلها؛ قَالَ: وَالنَّاسُ اليَومَ يفتحون الباء. بهه: الأَبَهُّ: الأَبَحُّ. أَبو عَمْرٍو: بَهَّ إِذا نَبُلَ وَزَادَ فِي جَاهِهِ ومنزلتِه عِنْدَ السُّلْطَانِ، قَالَ: وَيُقَالُ للأَبَحِّ أَبَهُّ. وَقَدْ بَهَّ يَبَهُّ أَي بَحَّ يَبَحُّ. وبَهْ بَهْ: كَلِمَةُ إِعظامٍ كبَخْ بَخْ. قَالَ يَعْقُوبُ: إِنما تُقَالُ عِنْدَ التَّعَجُّبِ مِنَ الشَّيْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَنْ عَزاني قَالَ: بَهْ بَهْ ... سِنْخُ ذَا أَكْرمُ أَصلِ وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا عَظُم: بَخْ بَخْ وبَهْ بَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَهْ بَهْ إِنك لضَخْمٌ ؛ قِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى بَخْ بَخْ. يُقَالُ: بَخْبَخَ بِهِ وبَهْبَه، غيرَ أَن الْمَوْضِعَ لَا يَحْتَمِلُهُ إِلا عَلَى بُعْد لأَنه قَالَ إِنك لضَخْم كالمُنْكر عَلَيْهِ، وَبَخْ بَخْ لَا تُقَالُ فِي الإِنكار. المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ: يُقَالُ إِن حَوْلَهُ مِنَ الأَصوات البَهْبَهَ أَي الكثيرَ. والبَهْبَهُ: مِنْ هَدير الْفَحْلِ. والبَهْبَهَةُ: الهَدْرُ الرَّفِيعُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَحْلًا: ودونَ نبْح النَّابِحِ المُوَهْوِهِ ... رَعَّابةٌ يُخْشِي نُفوسَ الأُنَّهِ برَجْسِ بَخْباخ الهَدير البَهْبهِ وَيُرْوَى: بَهْباهِ الهَدير البَهْبه. الْجَوْهَرِيُّ: البَهْباهُ فِي الْهَدِيرِ مِثْلُ البَخْباخ. ابْنُ الأَعرابي: فِي هَدْره بَهْبَهٌ وبَخْبَخ، وَالْبَعِيرُ يُبَهْبهُ فِي هَديره. ابْنُ سِيدَهْ: والبَهْبَهيُّ الجَسيم الجَريء؛ قَالَ: لَا تَراهُ فِي حادِثِ الدهْرِ إِلَّا ... وهْوَ يَغْدو بِبَهْبَهِيٍّ جَريم بوه: البُوهةُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الطائشُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَيا هِنْدُ، لَا تَنْكحِي بُوهةً، ... عَلَيْهِ عَقيقتُه أَحْسَبا وَقِيلَ: أَراد بالبُوهة الأَحمق. والبُوهة: الرَّجُلُ الأَحمق. وَالْبَوْهَةُ: الرَّجُلُ الضاوِيُّ. والبُوهة: الصُّوفة الْمَنْفُوشَةُ تُعْمَل للدَّواةِ قَبْلَ أَن تُبَلّ. والبُوهة: مَا أَطارته الريحُ مِنَ التُّرَابِ. يُقَالُ: هُوَ أَهون مِنْ صُوفَةٍ فِي بُوهةٍ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ صُوفَةٌ فِي بُوهة يُرَادُ بِهَا الهَباء الْمَنْثُورُ الَّذِي يُرى فِي الكَوّة. والبُوهة: الرِّيشة الَّتِي بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض تَلْعَب بِهَا الرياحُ. والبُوهة: السِحْق. يُقَالُ: بُوهةً لَهُ وشُوهةً قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ شوه: والشُّوهة البُعْد، وَكَذَلِكَ البُوهة. يُقَالُ: شُوهةً وبُوهةً، وَهَذَا يُقَالُ فِي الذَّمِّ. أَبو عَمْرٍو: البَوْه اللَّعن.، يُقَالُ: عَلَى إِبليس بَوْهُ اللَّهِ أَي لَعْنَةُ اللَّهِ. والبُوهة والبُوه: الصَّقْر إِذا سَقَطَ رِيشُهُ. والبُوهة والبُوه: ذَكَر البُوم، وَقِيلَ: البُوه الْكَبِيرُ مِنَ الْبُومِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَذْكُرُ كِبَره: كالبُوه تَحْتَ الظُّلَّة المَرْشوشِ وَقِيلَ: الْبَوْهَةُ والبُوه طَائِرٌ يُشْبِهُ البُومة إِلَّا أَنه أَصغر مِنْهُ، والأُنثى بُوهة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ البُومة الصَّغِيرَةُ ويُشَبَّه بِهَا الرَّجُلُ الأَحمق، وأَنشد بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَيا هندُ لَا تَنْكحي بُوهةً والباهُ والباهةُ: النِّكَاحُ، وَقِيلَ: الباهُ الحظُّ مِنَ النِّكَاحِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والباهُ مِثْلُ الْجَاهِ لُغَةٌ فِي

فصل التاء المثناة فوقها

الباءَة، وَهُوَ الْجِمَاعُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة مَاتَ عَنْهَا زوجُها فَمَرَّ بِهَا رجلٌ وَقَدْ تزيَّنَتْ لِلْبَاهِ أَي لِلنِّكَاحِ؛ وَمِثْلُهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ استَطاع مِنْكُمُ الباهَ فليتزوجْ، وَمَنْ لَا يَسْتَطيع فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإِنه لَهُ وِجاءٌ ؛ أَراد مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَن يَتَزَوَّجَ وَلَمْ يُرد بِهِ الْجِمَاعَ، يَدُلُّكُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، لأَنه إِن لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْجِمَاعِ لَمْ يَحْتَجْ إِلى الصَّوْمِ ليُجْفِر، وإِنما أَراد مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جِدَةٌ فيُصْدِقَ الْمَنْكُوحَةَ ويَعُولَها، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ الأَعرابي: الباءُ والباءةُ والباهُ مَقُولاتٌ كلُّها، فجَعل الْهَاءَ أَصلية فِي الْبَاهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وبُهْتُ الشيءَ أَبوه وبِهْتُ أَباه فَطِنْت. يُقَالُ: مَا بُهْتُ لهُ وَمَا بِهْت أَي مَا فَطِنْتُ لَهُ. والمُسْتَباه: الذاهبُ الْعَقْلِ. والمُسْتَباه: الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَرض إِلى أُخرى. والمُسْتَباهَة: الشَّجَرَةُ يَقْعَرُها السيلُ فيُنَحّيها مِنْ مَنْبِتها كأَنه مِنْ ذَلِكَ. الأَزهري: جَاءَتْ تَبُوه بَواهاً أَي تَضجُّ، وَاللَّهُ أَعلم. فصل التاء المثناة فوقها تبه: التابُوه: لُغَةٌ فِي التَّابُوتِ، أَنصاريّة. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ قُرِئَ بِهَا، قَالَ: وأُراهم غَلِطوا بِالتَّاءِ الأَصلية فإِنه سُمِعَ بعضُهم يَقُولُ قَعَدْنا عَلَى الفُراه، يريدون على الفرات. تجه: ابْنُ سِيدَهْ: رَوَى أَبو زَيْدٍ تَجِهَ يَتْجَهُ بِمَعْنَى اتَّجَهَ، وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ لأَن اتَّجَه مِنْ لَفْظِ الوجْه، وتَجِهَ مِنْ هـ ج ت، وَلَيْسَ مَحْذُوفًا مِنِ اتَّجَه كتَقَى يَتْقِي، إِذ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقِيلَ تَجَهَ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ هـ ج ت قَالَ: أُهملت وُجُوهه، وأَما تُجاه [تِجاه] فأَصله وُجَاه [وِجَاه]، قال: وقد اتَّجَهْنا وتَجَهْنا، وأَحال على المعتل. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ: وطائفةٌ تُجاهَ العدوّ أَي مُقابِلَتهم، وَالتَّاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ واو وُجاه أَي مما يَلي وُجوهَهم. تره: التُّرُّهات والتُّرَّهات: الأَباطيل، وَاحِدَتُهَا تُرَّهة، وَهِيَ التُّرَّهُ، بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُشَدَّدَةِ، وَهِيَ فِي الأَصل الطُّرُق الصِّغَارُ المُتَشَعِّبة عَنِ الطَّرِيقِ الأَعظم، وَالْجَمْعُ التَّرَارِه، وَقِيلَ: التُّرَّهُ والتُّرَّهة وَاحِدٌ، وَهُوَ الْبَاطِلُ. الأَزهري: التُّرَّهات الْبَوَاطِلُ مِنَ الأُمور؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: وحَقَّةٍ ليستْ بقَوْلِ التُّرَّهِ هِيَ وَاحِدَةُ التُّرَّهات. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ لَيْسَتْ بِقَوْلِ التُّرَّه، قَالَ: وَيُقَالُ فِي جَمْعِ تُرَّهَةٍ لِلْبَاطِلِ تُرَّهٌ، قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: التُّرَّهات الطُّرُق الصِّغار غَيْرُ الجادَّة تَتَشعَّب عَنْهَا، الْوَاحِدَةُ تُرَّهة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: ذاكَ الَّذِي، وأَبيكَ، يَعْرِفُ مالكٌ، ... والحقُ يَدْفعُ تُرَّهاتِ الباطلِ واستُعير فِي الْبَاطِلِ فَقِيلَ: التُّرَّهاتُ البَسَابِسُ، والتُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ، وَهُوَ مِنْ أَسماء الْبَاطِلِ، وَرُبَّمَا جَاءَ مُضَافًا، وَقَوْمٌ يَقُولُونَ تُرّهٌ، وَالْجَمْعُ تَراريه؛ وأَنشدوا: رُدُّوا بَني الأَعْرجِ إِبْلِي مِنْ كَثَبْ ... قَبْلَ التَّراريه، وبُعْدِ المُطَّلَبْ تفه: تَفِهَ الشيءُ يَتْفَهُ تَفَهاً وتُفوهاً وتَفاهةً: قَلَّ وخَسَّ، فَهُوَ تَفِهٌ وتافِهٌ. وَرَجُلٌ تافِهُ العقْل أَي قليلُه. والتافِهُ: الْحَقِيرُ الْيَسِيرُ، وَقِيلَ: الْخَسِيسُ القليلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضة؟ فَقَالَ: الرَّجُلُ التافهُ يَنْطِق فِي أَمر الْعَامَّةِ ؛ قَالَ: التَّافِهُ الْحَقِيرُ الْخَسِيسُ. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وذَكَرَ الْقُرْآنَ: لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشانُ ؛ يَتشانُّ: يَبْلَى مِنَ الشَّنّ، وَلَا يَخْلُقُ مِنْ كَثْرَةِ التَّرْداد، مِنَ الشَّنّ، وَهُوَ السِّقاء الخَلَق؛ وَقَوْلُهُ لَا يَتْفَهُ هُوَ مِنَ الشَّيْءِ التَّافِهِ، وَهُوَ الْخَسِيسُ الْحَقِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كانتِ اليدُ لَا تُقْطَع فِي الشَّيْءِ التافِهِ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ إِبراهيم: تَجُوزُ شَهَادَةُ العبدِ فِي الشَّيْءِ التافِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهده قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْت وإِنْ ... أَعْطَيْتَ، أَعْطَيْتَ تَافِهًا نَكِدا والأَطعمةُ التَّفِهة: الَّتِي لَيْسَ لَهَا طَعْمُ حَلَاوَةٍ أَو حُموضة أَو مَرارة، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ مِنْهَا. وتَفِهَ الرجلُ تُفوهاً، فَهُوَ تافِهٌ: حَمُق. والتُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، وَهِيَ أَيضاً المرأَة المَحْقُورة، وَالْمَعْرُوفُ فِيهِمَا التُّفَّةُ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عَنِ الرُّفَّة؛ الرُّفَّة: التِّبْنُ لأَنها تَطْعَم اللحمَ إِذ كَانَتْ سَبُعاً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ فِي أَنوائه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ تُفَةٌ ورُفَةٌ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ رَفَّةٍ فإِنه قَالَ: التُّفَة والرُّفَة بِالتَّاءِ الَّتِي يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ جِنِّي عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ وَغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: التُّفَة والرُّفَة، بِالتَّخْفِيفِ، مِثْلُ الثُّبَةِ والقُلَةِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ، قَالَ: وَذَكَرَهَا ابْنُ السِّكِّيتِ فِي أَمثاله فَقَالَ أَغنى عَنْ ذَلِكَ مِنَ التُّفَه عَنِ الرُّفَه، بِالتَّخْفِيفِ لَا غَيْرَ وَبِالْهَاءِ الأَصلية؛ وأَنشد ابْنُ فَارِسٍ شَاهِدًا عَلَى تَخْفِيفِ التُّفَة والرُّفَة: غَنِينا عَنْ وِصالِكُمُ حَدِيثاً، ... كَمَا غَنِيَ التُّفاتُ عَنِ الرُّفاتِ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ يَصِفُ ظَليماً: حَبَسَتْ مَناكِبُه السَّفَا، فكأَنَّه ... رُفَةٌ بأَنْحِيةِ المَداوِس مُسْنَدُ شبَّه مَا أَضافت الريحُ إِلى مَناكِبه وَهُوَ حَاضِنٌ بَيْضَهُ لَا يَبْرَحُ بِالتِّبْنِ الْمَجْمُوعِ فِي نَاحِيَةِ البَيْدر، وأَنحية: جَمْعُ نَاحِيَةٍ مثْل وَادٍ وأَودية، قَالَ: وَجَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى أَفعلة نادر. تله: التَّلَهُ: الحَيْرة. تَلِه الرجلُ يَتْلَهُ تَلَهاً: حَارَ. وتَتَلَّهَ: جَالَ فِي غَيْرِ ضَيْعة. ورأَيتُه يتَتَلَّه أَي يتَرَدَّدُ مُتَحِيِرًا؛ وأَنشد أَبو سَعِيدٍ بيتَ لَبِيدٍ: باتتْ تَتَلَّه فِي نِهاءٍ صُعائِدٍ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: تبَلَّد؛ وَقِيلَ أَصل التَّلَهِ بِمَعْنَى الْحَيْرَةِ الوَلَهُ، قُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً، وَقَدْ وَلِهَ يَوْلَهُ وتَلِهَ يَتْلَهُ، وَقِيلَ: كَانَ فِي الأَصل ائْتَلَهَ يَأْتَلِهُ، فأُدغمت الْوَاوُ فِي التَّاءِ فَقِيلَ اتَّلَهَ يَتَّلِهُ، ثُمَّ حُذِفَتِ التَّاءُ فَقِيلَ تلِهَ يَتْلَهُ، كَمَا قَالُوا تَخِذَ يَتْخَذُ وتَقِيَ يَتْقى، والأَصل فِيهِمَا اتَّخَذَ يَتَّخِذ واتَّقَى يتَّقي، وَقِيلَ: تَلِهَ كَانَ أَصله دَلِهَ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّلَهُ لُغَةٌ فِي التَّلَف، والمَتْلَهَة المَتْلَفة. وَفَلَاةٌ مَتْلَهة أَي مَتْلَفة؛ قَالَ الشَّاعِرُ «1»: بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مَتْلَه يَعْنِي مَتْلَفٍ. الأَزهري فِي النَّوَادِرِ: تَلِهْتُ كَذَا وتَلِهْتُ عَنْهُ أَي ضَلِلْتُه وأُنْسِيتُه. تمه: تَمِهَ الدُّهْنُ وَاللَّبَنُ وَاللَّحْمُ يَتْمَهُ تَمَهاً وتَماهَةً، فَهُوَ تَمِهٌ: تَغَيَّرَ رِيحُهُ وَطَعْمُهُ، مِثْلُ الزُّهُومة. وتَمِهَ الطعامُ، بِالْكَسْرِ، تَمَهاً: فَسَدَ. والتَّمَه فِي اللَّبَنِ: كالنَّمَسِ فِي الدَّسَمِ. وَشَاةٌ مِتْماةٌ: يَتْمَهُ لَبَنُها أَي يَتَغَيَّرُ سَرِيعًا رَيْثَما يُحْلَبُ. وتَمِهَ وتَهِمَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَبِهِ سميت تِهامَةُ.

_ (1). قوله [قال الشاعر] هو رؤبة، وعجزه كما في التكملة: بِنَا حَرَاجِيجُ الْمَهَارَى النُّفَّهِ ويروى: ميله من الوله

تهته: التَّهْتَهةُ: الْتِواءٌ فِي اللِّسَانِ مِثْلُ اللُّكْنَة. والتَّهاتِهُ: الأَباطيلُ والتُّرَّهاتُ؛ قَالَ القَطامِيّ: وَلَمْ يَكُنْ مَا ابْتَلَينا مِنْ مَواعِدها ... إِلَّا التَّهاتِهَ، والأُمْنيَّةَ السَّقَما «2» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى وَلَمْ يَكُنْ مَا ابْتَلَيْنا أَي جَرَّبْنا وخَبَرْنا، وَكَذَا فِي شِعْرِهِ مَا ابْتَلَيْنا، وَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْبَاطِلِ مِنَ الْغَرِيبِ المُصَنَّف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ تُهْتِهَ فِي الشَّيْءِ أَي رُدِّدَ فِيهِ. وَيُقَالُ: تُهْتِهَ فلانٌ إِذا رُدِّدَ فِي الْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: فِي غائلاتِ الْحَائِرِ المُتَهْتَهِ وَهُوَ الَّذِي رُدِّدَ فِي الأَباطيل. وتُهْ تُهْ: حِكَايَةُ المُتَهْتِهِ. وتُهْ تُهْ: زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ ودُعاء لِلْكَلْبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَجِبْتُ لِهَذِهِ نَفَرَتْ بَعيري، ... وأَصْبَحَ كَلْبُنا فَرِحاً يَجُولُ يُحاذِرُ شَرَّها جَمَلي، وكَلْبي ... يُرَجِّى خيرَها، مَاذَا تَقولُ؟ يَعْنِي بِقَوْلِهِ لِهَذِهِ أَي لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَهِيَ تُهْ تُهْ زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ يَنْفِرُ مِنْهُ، وَهِيَ دُعَاءٌ للكلب. توه: التَّوْهُ: لُغَةٌ فِي التِّيهِ، وَهُوَ الهَلاكُ، وَقِيلَ: الذَّهَابُ، وَقَدْ تاهَ يتُوهُ ويَتِيهُ تَوْهاً هَلَك. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُ هُنَا يتِيهُ وإِن كَانَتْ يَائِيَّةَ اللَّفْظِ لأَن يَاءَهَا وَاوٌ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مَا أَتْوَهَهُ فِي مَا أَتْيَهه، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي طاحَ يَطِيحُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ أَلْقَيْتَنِي فِي التُّوهِ، يُرِيدُ التِّيهَ. وتَوّهَ نفسَه: أَهلكها، وَمَا أَتْوَهَه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَتَاهَ يتيهُ، عَلَى هَذَا، فَعِلَ يَفْعِلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وفلاةٌ تُوهٌ وَالْجَمْعُ أَتْواهٌ وأَتاويهُ. تيه: التِّيهُ: الصَّلَفُ والكِبْرُ. وَقَدْ تاهَ يَتِيهُ تَيْهاً: تَكَبَّرَ. وَرَجُلٌ تائِهٌ وتَيّاهٌ وتَيَّهان وَرَجُلٌ تَيْهانٌ وتَيِّهانٌ إِذا كَانَ جَسُوراً يَرْكَبُ رأْسَه فِي الأُمور، وَنَاقَةٌ تَيْهانةٌ؛ وأَنشد: تَقْدُمُها تَيْهانةٌ جَسُورُ، ... لَا دِعْرِمٌ نامَ وَلَا عَثُورُ وَتَاهَ فِي الأَرض يَتِيهُ تَوْهاً وتَيْهاً وتِيهاً وتَيَهاناً، والتِّيه أَعَمُّها، أَي ذَهَبَ مُتَحَيِّرًا وضَلَّ، وَهُوَ تَيّاهٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنك امْرُؤٌ تائِهٌ أَي مُتَكَبِّرٌ أَو ضالٌّ متحيِّر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تاهَتْ بِهِ سَفِينَتُه. أَبو عُبَيْدٍ: طاحَ يَطِيحُ طَيْحاً وتاهَ يتِيه تَيْهاً وتَيَهاناً، وَمَا أَطْوَحَه وأَتْوَهه وأَطْيَحه وأَتْيَهه، وَقَدْ طَوَّحَ نفسَه وتَوَّهَها. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ تَيَّهانٌ إِذا تَاهَ فِي الأَرض، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي الكِبْر إِلَّا تائِهٌ وتَيّاه، وَبَلَدٌ أَتْيَهُ. والتَّيْهاء: الأَرض الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيهَا. والتَّيْهاءُ: المَضِلَّةُ الْوَاسِعَةُ الَّتِي لَا أَعلام فِيهَا وَلَا جِبَالَ وَلَا إِكامَ. والتِّيه: المَفازَة يُتاهُ فِيهَا، وَالْجَمْعُ أَتْياهٌ وأَتاوِيهُ. وَفَلَاةٌ تَيْهاءُ وأَرض تِيهٌ وتَيْهاء ومَتْيَهة ومُتِيهَةٌ ومَتِيهة ومِتْيَهٌ: مَضِلَّة أَي يَتيه فِيهَا الإِنسانُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: تِيه أَتاوِيه عَلَى السُّقَّاطِ وَقَدْ تَيَّهه. وأَرض مُتَيِّهَةٌ؛ وأَنشد: مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤُه

_ (2). قوله [وَلَمْ يَكُنْ مَا ابْتَلَيْنَا] كذا بالأصل والمحكم والصحاح، والذي في التهذيب: ما اجتنينا، ولعلها وقعت في بعض نسخ من الصحاح كذلك حتى قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَيُرْوَى إلخ

فصل الثاء المثلثة

وأَرض مَتِيهةٌ: مِثَالُ مَعِيشةٍ، وأَصله مَفْعِلَة. وَيُقَالُ: مَكَانٌ مِتْيَهٌ لِلَّذِي يُتَيِّه الإِنسانَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَنْوي اشتِقاقاً فِي الضلالِ المِتْيَهِ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عَرَّاماً يقول تاهَ بصرُ الرَّجُلِ وتافَ إِذَا نَظَرَ إِلى الشَّيْءِ فِي دَوامٍ، وتافَ عَنِّي بَصرُك، وتاهَ إِذا تَخطَّى. الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ أَتْيَهُ النَّاسِ. وتَيَّه نفسَه وتَوَّه بِمَعْنًى أَي حَيَّرها وطوَّحها، وَالْوَاوُ أَعم. وَمَا أَتْيَهه وأَتْوَهَهُ. والتِّيهُ: حَيْثُ تَاهَ بَنُو إِسرائيل أَي حَارُوا فَلَمْ يَهْتَدُوا لِلْخُرُوجِ مِنْهُ؛ فأَما قَوْلُهُ: تَقْذِفُه فِي مثلِ غِيطان التِّيهْ، ... فِي كلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّيهْ فإِنما عَنَى التِّيهَ مِنَ الأَرض، أَو جَمْعَ تَيْهاء مِنَ الأَرض، وَلَيْسَ بتِيهِ بَنِي إِسرائيل لأَنه قَدْ قَالَ فِي كُلِّ تِيهٍ، فَذَلِكَ يَدُلُّكَ عَلَى أَنه أَتْياهٌ لَا تِيهٌ وَاحِدٌ، وتِيهُ بَنِي إِسرائيل لَيْسَ أَتْياهاً إِنما هُوَ تِيهٌ، وَاحِدٌ، شبَّه أَجوافَ الإِبل فِي سَعتها بِالتِّيهِ، وَهُوَ الواسعُ مِنَ الأَرض. وتَيَّه الشيءَ: ضَيَّعَه. وتَيْهانُ: اسمٌ. فصل الثاء المثلثة ثوه: ابْنُ سِيدَهْ: الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ، وَقِيلَ: اللِّثَةُ، قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَن أَلفها وَاوٌ لأَن الْعَيْنَ وَاوًا أَكثر مِنْهَا يَاءً. فصل الجيم جبه: الجَبْهة للإِنسان وَغَيْرِهِ، والجَبْهَةُ: مَوْضِعُ السُّجُودِ، وَقِيلَ: هِيَ مُسْتَوَى مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ إِلَى النَّاصِيَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ في المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عَنْ حَاجِبَيْ جَبْهَتِه، وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا إِلا أَن يُرِيدَ الْجَانِبَيْنِ. وجَبْهة الْفَرَسِ: مَا تَحْتَ أُذنيه وَفَوْقَ عَيْنَيْهِ، وَجَمْعُهَا جِباهٌ. والجَبَهُ: مصدرُ الأَجْبَهِ، وَهُوَ الْعَرِيضُ الجَبْهةِ، وامرأَة جَبْهاء؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ أَجْبَهُ بيِّنُ الجَبَهِ وَاسِعُ الجَبْهَةِ حَسَنُها، وَالِاسْمُ الجَبَهُ، وَقِيلَ: الجَبَهُ شُخوص الجَبْهة. وَفَرَسٌ أَجْبَهُ: شاخصُ الجَبْهة مُرْتَفِعُهَا عَنْ قَصَبة الأَنف. وجَبَهَهُ جَبْهاً: صَكَّ جَبْهته. والجابِهُ: الَّذِي يَلْقَاكَ بِوَجْهِهِ أَو بجَبْهَتِه مِنَ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ، وَهُوَ يُتَشاءَم بِهِ؛ وَاسْتَعَارَ بعضُ الأَغْفال الجَبْهَةَ لِلْقَمَرِ، فَقَالَ أَنشده الأَصمعي: مِنْ لَدُ مَا ظُهْرٍ إِلى سُحَيْرِ، ... حَتَّى بَدَتْ لِي جَبْهةُ القُمَيْرِ وجَبْهةُ الْقَوْمِ: سيدُهم، عَلَى المَثل. والجَبْهةُ مِنَ النَّاسِ: الجماعةُ. وَجَاءَتْنَا جَبْهة مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. وجَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهاٍ: رَدَّه عَنْ حَاجَتِهِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَكْرَهُ. وجَبَهْتُ فُلَانًا إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلْظة. وجَبَهْتُه بِالْمَكْرُوهِ إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ حَدِّ الزِّنَا: أَنه سأَل اليهودَ عَنْهُ فَقَالُوا عَلَيْهِ التَّجْبِيهُ، قَالَ: مَا التَّجْبِيهُ؟ قَالُوا: أَن تُحَمَّم وُجُوهُ الزَّانِيَيْنِ ويُحْمَلا عَلَى بَعِيرٍ أَو حِمَارٍ ويُخالَف بَيْنَ وُجُوهِهِمَا ؛ أَصل التَّجْبِيهِ: أَن يُحْمَلَ اثْنَانِ عَلَى دَابَّةٍ وَيُجْعَلَ قَفَا أَحدهما إِلى قَفَا الْآخَرِ، وَالْقِيَاسُ أَن يُقابَلَ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا لأَنه مأْخوذ مِنَ الجَبْهَة. والتَّجْبِيهُ أَيضاً: أَن يُنَكِّسَ رأْسَه، فَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الْمَحْمُولُ عَلَى الدَّابَّةِ إِذا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ نَكَّسَ رأْسَه، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْفِعْلُ تَجْبِيهاً، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ

مِنَ الجَبْهِ وَهُوَ الِاسْتِقْبَالُ بِالْمَكْرُوهِ، وأَصله مِنْ إِصابة الجَبْهةِ، مِنْ جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِن اللَّهَ قَدْ أَراحكم «1». مِنَ الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الجَبْهةُ المَذَلَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْ هَذَا، لأَن مَنِ استُقْبِلَ بِمَا يَكْرَهُ أَدركته مَذَلَّةٌ، قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَالِاسْمُ الجَبيهَةُ، وَقِيلَ: هُوَ صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: والسَّجَّة السَّجاجُ وَهُوَ المَذيقُ مِنَ اللَّبَنِ، والبَجَّةُ الفَصِيدُ الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ تأْكله مِنَ الدَّمِ يَفْصِدُونه، يَعْنِي أَراحكم مِنْ هَذِهِ الضَّيْقَةِ وَنَقَلَكُمْ إِلى السَّعة. ووَرَدْنا مَاءً لَهُ جَبِيهةٌ إِما كَانَ مِلْحاً فَلَمْ يَنْضَحْ ما لَهم الشُّرْبُ، وإِما كَانَ آجِناً، وإِما كَانَ بَعِيدَ القَعْر غَلِيظًا سَقْيُه شَدِيدًا أَمْرُه. ابْنُ الأَعرابي عَنْ بَعْضِ الأَعراب قَالَ: لِكُلِّ جَابِهٍ جَوْزَة ثُمَّ يؤَذَّن أَي لِكُلِّ مَنْ وَرَدَ عَلَيْنَا سَقْيةٌ ثُمَّ يُمْنَعُ مِنَ الْمَاءِ. يُقَالُ: أَجَزْتُ الرَّجُلَ إِذا سَقَيْتَ إِبله، وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: اجْتبَهْت مَاءَ كَذَا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته وَلَمْ تَسْتَمْرئْه. ابْنُ سِيدَهْ: جَبَهَ الماءَ جَبْهاً وَرَدَه وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ قامةٌ وَلَا أَداةٌ لِلِاسْتِقَاءِ. والجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: لَيْسَ فِي الجَبْهَةِ وَلَا فِي النُّخَّة صدقةٌ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الجَبْهة اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْخَيْلِ لَا يُفْرَدُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الجَبْهة الرِّجَالُ الَّذِينَ يَسْعَون فِي حَمالةٍ أَو مَغْرَم أَو جَبْر فَقِيرٍ فَلَا يأْتون أَحداً إِلا اسْتَحْيَا مِنْ رَدّهم، وَقِيلَ: لَا يَكَادُ أَحدٌ يَرُدُّهم، فَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي يُعْطِي فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحُقُوقِ: رَحِمَ اللَّهُ فُلَانًا فَقَدْ كَانَ يُعْطي فِي الجَبْهة، قَالَ: وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ لَيْسَ فِي الجَبْهَة صَدَقَةٌ، أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ فِي أَيْدي هَذِهِ الجَبْهةِ مِنَ الإِبل مَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ لَمْ يأْخذ مِنْهَا الصَّدَقَةَ، لأَنهم جَمَعُوهَا لمَغْرم أَو حَمالة. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو الشَّيْباني يَحْكِيهَا عَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَهِيَ الجَمَّةُ والبُرْكة. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو سَعِيدٍ قَوْلًا فِيهِ بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ. والجَبْهةُ: اسْمُ مَنْزِلَةٍ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ. الأَزهري: الجَبْهَةُ النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَبْهة الأَسد وَهِيَ أَربعة أَنجم يَنْزِلُهَا الْقَمَرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا رأَيتَ أَنْجُماً مِنَ الأَسَدْ، ... جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ، بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخ ففَسَدْ ابْنُ سِيدَهْ: الجَبْهة صَنَمٌ كَانَ يُعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَرَجُلٌ جُبَّهٌ كجُبَّإٍ: جَبانٌ. وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ: اسْمُ رَجُلٍ. يُقَالُ: جَبْهاء الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ، وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ عَلَى لفظ التكبير. جَرَهَ: سَمِعْتُ جَراهِيةَ الْقَوْمِ: يُرِيدُ كلامَهم وجَلَبتهم وعَلانيتهم دُونَ سِرِّهم. وَيُقَالُ: جَرَّهْتُ الأَمر تَجْريهاً إِذا أَعْلَنته. ولقيتُه جَراهِيةً أَي ظاهِراً؛ قَالَ ابْنُ العَجْلانِ الهُذَليُّ: وَلَوْلَا ذَا لَلاقَيْت. المَنايا ... جَراهِيةً، وَمَا عَنْهَا مَحِيدُ وَجَاءَ فِي جَراهِيةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَي جَمَاعَةٍ. والجَراهِيةُ: ضِخامُ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: جَراهِيةُ الإِبل وَالْغَنَمِ خيارُهما وضِخامُهما وجِلَّتُهما. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الغَنَويُ

_ (1). قوله [فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَرَاحَكُمْ إلخ] المعنى قد، أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها وأعزكم بالإِسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الأموال فلا تفرطوا في أداء الزكاة وإذا قلنا هي الأصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإِسلام وخلع الأنداد: هكذا بهامش النهاية

فِي كَلَامِهِ فعَمَد إِلى عِدَّةٍ مِنْ جَراهيةِ إِبله فَبَاعَهَا بدِقالٍ مِنَ الْغَنَمِ؛ دِقال الْغَنَمِ: قِماؤُها وصِغارُها أَجساماً. والجَرْهُ: الشَّرُّ الشَّدِيدُ. والرَّجَهُ: التَّثَبُّتُ بالأَسْنان والتَّزَعْزُعُ. جَعَهَ: ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ أَنه نَهَى عَنْ الجِعَة ، وَهِيَ النَّبِيذُ الْمُتَّخَذُ مِنَ الشَّعِيرِ. والجِعَةُ: مِنَ الأَشربة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ عِنْدِي مِنَ الْحُرُوفِ النَّاقِصَةِ فَفَسَّرْتُهُ فِي مُعْتَلِّ العين والجيم. جَلَهَ: جَلَه الرجلَ جَلْهاً: رَدَّه عَنْ أَمر شَدِيدٍ. والجَلَه: أَشدُّ مِنَ الجَلَح، وَهُوَ ذَهَابُ الشَّعْرِ مِنْ مُقَدَّم الْجَبِينِ، وَقِيلَ: النَزَعُ ثُمَّ الجَلَحُ ثُمَّ الجَلا ثُمَّ الجَلَهُ، وَقَدْ جَلِهَ يَجْلَهُ جَلَهاً، وَهُوَ أَجْلَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَمَّا رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ، ... بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ، بعدَ غُدانيِّ الشبابِ الأَبْلَهِ، ... ليتَ المُنى والدَّهْرَ جَرْيُ السُّمَّهِ، لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ «1» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ براقَ، بِالنَّصْبِ، والأَصْلادُ: جَمْعُ صَلْدٍ وَهُوَ الصُّلْبُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَزَعَمَ أَن هَاءَ جَلِهَ بَدَلٌ مِنْ حَاءِ جَلِحَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ لأَن الْهَاءَ قَدْ ثَبَتَتْ فِي تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ، فَلَوْ كَانَ بَدَلًا كَانَ حَرِيّاً أَن لَا يَثْبُتَ فِي جَمِيعِهَا، وإِنما مثَّل جَبِينَهُ بِالْحَجَرِ الصَّلْد لأَنه لَيْسَ فِيهِ شَعْرٌ، كَمَا أَنه لَيْسَ فِي الصَّفا الصَّلْدِ نباتٌ وَلَا شَجَرٌ، وَقِيلَ: الأَجْلَهُ الأَجْلح فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ. التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدٍ الأَنْزَعُ الَّذِي انْحَسر الشَّعَرُ عَنْ جانبي جَبْهَتِهِ، فإِذا زَادَ قَلِيلًا فَهُوَ أَجْلح، فإِذا بَلَغَ النصْفَ ونحوَه فَهُوَ أَجْلى، ثُمَّ هُوَ أَجْلَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَلَه انْحِسَارُ الشَّعْرِ عَنْ مُقَدَّم الرأْس، وَهُوَ ابْتِدَاءُ الصَّلَع مِثْلُ الجَلَح. الْكِسَائِيُّ: ثَوْرٌ أَجْلَهُ لَا قَرْنَ لَهُ مِثْلُ أَجْلَح. والأَجْلَهُ: الضَّخْمُ الجبْهة المتأَخرُ مَنَابِتِ الشَّعْرِ. وَجَلَه العِمامة يَجْلَهُها جَلْهاً: رَفَعَهَا مَعَ طَيِّها عَنْ جَبِينِهِ ومُقَدَّم رأْسه. وجَلَه الشيءَ جَلْهاً: كشَفَه. وجَلَهَ البيتَ جَلْهاً: كَشَفَهُ. وجَلَهَ الْحَصَى عَنِ الْمَوْضِعِ يَجْلَههُ جَلْهاً: نحَّاه عَنْهُ. والجَلِيهَةُ: الْمَوْضِعُ تَجْلَه حَصَاهُ أَي تُنَحَّيه. والجَلِيهَةُ: تَمْرٌ يُنَحَّى نَوَاهُ ويُمْرَسُ بِاللَّبَنِ. ثُمَّ تُسْقاه النِّسَاءُ للسِّمَن. والجَلْهَةُ: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ حُرُوفِ الْوَادِي؛ قَالَ الشَّمَّاخ: كأَنها، وَقَدْ بَدا عُوارِضُ ... بجَلْهةِ الْوَادِي، قَطاً نَواهِضُ وجَمْعُها جِلاهٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَعلا فُروعُ الأَيْهُقانِ، وأَطْفَلَتْ، ... بالجَلْهَتَيْنِ، ظِباؤها ونَعامُها ابْنُ الأَنباري: الجَلْهتان جَانِبَا الْوَادِي، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الشَّطَّيْنِ. يُقَالُ: هُمَا جَلْهتاه وعُدْوتاهُ وضِفَّتاه وحَيْزَتاه وشاطِئاه وشَطَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ أَبا سفيانَ فِي الإِذن وأَدخل غَيْرَهُ مِنَ النَّاسِ قَبْلَهُ، فَقَالَ: مَا كِدْتَ تأْذنُ لِي حَتَّى تأْذنَ لِحِجَارَةِ الجُلْهُمَتَيْن قَبْلي ، فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْف الْفَرَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما هُوَ لِحِجَارَةِ الجَلْهَتين. والجَلْهَة: فَمُ الْوَادِي، وَقِيلَ: جَانِبُهُ، زيدت

_ (1). قوله [جري السمه] كذا برفع جري بالأصل والتكملة

فِيهَا الْمِيمَ كَمَا زِيدَتْ فِي زُرْقُم؛ وأَبو عُبَيْدٍ يَرْوِيهِ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْهَاءِ، وشَمِرٌ يَرْوِيهِ بِضَمِّهِمَا، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الجُلْهُمة إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَلْهَتان نَاحِيَتَا الْوَادِي وحَرْفاه إِذا كَانَتْ فِيهِمَا صَلَابَةٌ، وَالْجَمْعُ جِلاهٌ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَلْهةُ نَجَواتٌ مِنْ بَطْن الْوَادِي أَشْرَفْنَ عَلَى المَسِيل، فإِذا مَدَّ الْوَادِيَ لَمْ يَعْلُها الْمَاءُ. وَقَوْلُهُ: حَتَّى تأْذن لِحِجَارَةِ الجُلْهُمَتَين؛ الجُلْهُمَة فَمُ الْوَادِي، زِيدَ فِيهَا الْمِيمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ تَزِيدُ الْمِيمَ فِي أَحرف مِنْهَا قَوْلُهُمْ قَصْمَلَ الشيءَ إِذا كَسَره وأَصله قَصَل، وجَلْمَط رأْسه وأَصله جَلَطَ، قَالَ: والجُلْهُمَةُ في غير هذا القارةُ الضَّخمة. ابْنُ سِيدَهْ: الجُلْهُمَةُ كالجَلْهَة، زِيدَتِ الْمِيمُ فِيهِ وَغَيَّرَ الْبِنَاءَ مَعَ الزِّيَادَةِ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ بَعْضِ اللُّغَوِيِّينَ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ المُقْتاس وَالصَّحِيحُ أَنه رُبَاعِيٌّ، وَسَيُذْكَرُ. وفلانٌ ابْنُ جَلْهَمة؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: نُرَى أَنه مِنْ جَلْهَتَي الوادي. جنه: الجُنَهِيُّ الخَيزُرانُ؛ حَكَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لِلْحَزِينِ اللَّيْثِيِّ، وَيُقَالُ هُوَ لِلْفَرَزْدَقِ، يَمْدَحُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ زَيْنَ الْعَابِدِينَ: فِي كَفِّه جُنَهِيٌّ رِيحُه عَبِقٌ، ... مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ، فِي عِرْنِينِه شَمَمُ وَيُرْوَى: فِي كَفِّهِ خَيْزُرانٌ؛ قَالَ: وَهُوَ العَسَطوسُ أَيضاً. جهجه: الجَهْجَهَةُ: مِنْ صِيَاحِ الأَبطال فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا؛ قَالَ: فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ وجَهْجَهَ بالإِبل: كَهَجْهَجَ. وجَهْجَه بِالسَّبُعِ وَغَيْرِهِ: صَاحَ بِهِ لَيَكُفَّ كهَجْهَجَ مَقْلُوبٌ؛ قَالَ: جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: هَرَّجْتُ؛ وَقَالَ آخَرُ: جَرَّدْتُ سَيْفِي، فَمَا أَدْرِي أَذا لِبَدٍ، ... يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السَّيْفِ، أَم رَجُلا «2» . أَبو عَمْرٍو: جَهَّ فلانٌ فُلَانًا إِذا رَدَّه. يُقَالُ: أَتاه فسأَله فَجَهَّهُ وأَوْأَبَهُ وأَصْفَحَه كلُّه إِذا ردَّه رَدّاً قَبِيحًا. وجَهْجَهَ الرجلَ: رَدَّه عَنْ كُلِّ شيء كهَجْهَج. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا مِنْ أَسْلَم عَدَا عَلَيْهِ ذئبٌ فانْتَزَعَ شَاةً مِنْ غَنِمِهِ فَجهْجأَه أَي زبَرَه، وأَراد جَهْجَهَه فأَبدل الْهَاءَ هَمْزَةً لِكَثْرَةِ الهاءَات وَقُرْبِ الْمَخْرَجِ. ويومُ جُهْجوهٍ: يومٌ لِبَنِي تَمِيمٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَة «3»: وَفِي يومِ جُهْجُوهٍ حَمَيْنا ذِمارَنا، ... بعَقْرِ الصَّفايا، والجوادِ المُرَبَّبِ وَذَلِكَ أَن عَوْفَ بْنَ حَارِثَةَ «4». بْنِ سَلِيطٍ الأَصَمَّ ضَرَبَ خَطْمَ فرسِ مَالِكٍ بِالسَّيْفِ وَهُوَ مَرْبُوطٌ بفِناء القُبَّة فنَشِبَ فِي خَطْمه فَقَطَعَ الرَّسَنَ وَجَالَ فِي النَّاسِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ جُوهْ جُوهْ، فَسُمِّيَ يوم جُهْجُوهٍ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الفُرْسُ إِذا اسْتَصْوَبُوا فعلَ إِنسان قَالُوا جُوهْ جُوهْ. ابْنُ سِيدَهْ: وجَهْ جَهْ حِكَايَةُ صَوْتِ الأَبْطال فِي الْحَرْبِ، وجَهْ حِكَايَةُ صَوْتِ الأَبْطال، وجَهْ جَهْ تَسْكِينٌ للأَسد وَالذِّئْبِ وَغَيْرِهِمَا. وَيُقَالُ: تَجَهْجَهْ عَنِّي أَي انْتَهِ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:

_ (2). قوله [جردت إلخ] في المحكم هَكَذَا أَنْشَدَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قال السيرافي المعروف: أوقدت ناري فما أدري إلخ (3). قوله [قَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ] كذا في التهذيب، والذي في التكملة: متمم بن نويرة (4). قوله [ابن حارثة] كذا بالأصل والتهذيب بالحاء المهملة والمثلثة، والذي في التكملة: ابن جارية بالجيم والمثناة التحتية

فصل الحاء المهملة

لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رجلٌ يُقَالُ لَهُ الجَهْجاه ، كأَنه مُرَكَّبٌ مِنْ هَذَا، وَيُرْوَى الجَهْجَلُ، وَاللَّهُ أَعلم. جوه: جُهْتُه بشرٍّ وأَجَهْتُه. وَالْجَاهُ: الْمَنْزِلَةُ والقَدْرُ عِنْدَ السُّلْطَانِ، مَقْلُوبٌ عَنْ وَجْهٍ، وإِن كَانَ قَدْ تَغَيَّرَ بِالْقَلْبِ فتَحَوَّلَ مِنْ فَعْلٍ إِلى فَعَلٍ فإِن هَذَا لَا يُسْتَبْعَدُ فِي الْمَقْلُوبِ وَالْمَقْلُوبِ عَنْهُ وَلِذَلِكَ لَمْ يَجْعَلْ أَهل النَّظَرِ مِنَ النَّحْوِيِّينَ وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلًا، لِقَوْلِهِمْ لَهْيَ أَبوك، إِنما جَعَلُوهُ فَعَلًا وَقَالُوا إِن الْمَقْلُوبَ قَدْ يَتَغَيَّرُ وَزْنُهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْقَلْبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَن الجاهَ لَيْسَ مَنْ وَجُهَ، وإِنما هُوَ مِنْ جُهْتُ، وَلَمْ يُفَسِّرْ مَا جُهْتُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: كَانَ سبيلُ جاهٍ، إِذ قُدِّمَت الْجِيمُ وأُخرت الْوَاوُ، أَن يَكُونَ جَوْه فَتُسَكَّنُ الْوَاوُ كَمَا كَانَتِ الْجِيمُ فِي وَجْه سَاكِنَةٌ، إِلا أَنها حُرِّكَتْ لأَن الْكَلِمَةَ لَمَّا لَحِقَهَا الْقَلْبُ ضَعُفَتْ، فَغَيَّرُوهَا بِتَحْرِيكِ مَا كَانَ سَاكِنًا إِذ صَارَتْ بِالْقَلْبِ قَابِلَةً لِلتَّغَيُّرِ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ جَوَهٌ، فَلَمَّا تحرَّكت الْوَاوُ وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ قُلِبَتْ أَلفاً، فَقِيلَ جاهٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً: جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهْ وجاهِ جاهِ وجاهٍ جاهٍ. الْجَوْهَرِيُّ: فُلَانٌ ذُو جَاهٍ وَقَدْ أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جَعَلْتُهُ وَجِيهاً، وَلَوْ صَغَّرْتَ قُلْتَ جُوَيْهَة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ لِفُلَانٍ جاهٌ فِيهِمْ أَي مَنْزِلَةٌ وقَدْرٌ، فأَخرت الْوَاوُ مِنْ مَوْضِعِ الْفَاءِ وَجُعِلَتْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ، فَصَارَتْ جَوْهاً، ثُمَّ جَعَلُوا الْوَاوَ أَلفاً فَقَالُوا جَاهٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَوْجَهُ مِنْ فُلَانٍ، وَلَا يُقَالُ أَجْوَه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْبَعِيرِ: جاهِ لَا جُهْتَ «1». وَهُوَ زَجْرٌ لِلْجَمَلِ خَاصَّةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجُوهْ جُوهْ «2». ضربٌ مِنْ زَجْرِ الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: جاهِ زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ دُونَ النَّاقَةِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَرُبَّمَا قَالُوا جاهٍ بِالتَّنْوِينِ؛ وأَنشد: إِذا قُلتُ جاهٍ، لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ ... قُوَى أَدَمٍ، أَطْرافُها فِي السَّلَاسِلِ وَيُقَالُ: جاهَهُ بِالْمَكْرُوهِ جَوْهاً أَي جَبَهَهُ. فصل الحاء المهملة حيه: حَيْهِ: مِنْ زَجْرِ المِعْزَى؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَمَا أَنتَ بحَيْه؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَمَا عِنْدَهُ حَيْهٌ وَلَا سَيْهٌ وَلَا حِيهٌ وَلَا سِيهٌ؛ عَنْهُ أَيضاً وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَالسَّابِقُ أَن مَعْنَاهُ مَا عِنْدَهُ شيء. فصل الدال المهملة دبه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَبَّهَ الرجلُ إِذا وَقَعَ فِي الدَّبَهِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الرَّمْلِ، ودَبّه إِذا لَزِمَ الدُّبَّهَ، وَهِيَ طَرِيقَةُ الْخَبَرِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ دَبَهٍ، بِفَتْحِ الدَّالِ وَالْبَاءِ الْمُخَفَّفَةِ، بَيْنَ بَدْرٍ والأَصافِرِ، مرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ. دجه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَجَّهَ الرجلُ إِذا نَامَ فِي الدُّجْيَة، وَهِيَ قُتْرَةُ الصائد. دره: دَرَه عَلَى القَوم: هَجَم ابْنُ الأَعرابي: دَرَهَ فلانٌ عَلَيْنَا ودَرَأَ إِذا هَجَمَ مِنْ حَيْثُ لَمْ نَحْتَسِبْه. ودارِهاتُ الدَّهْرِ: هَواجِمُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: عَزِيرٌ عَليَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُه، ... فبانَ وخَلَّى دارِهاتِ النوائبِ

_ (1). قوله [لا جهت] أي لا مشيت كذا في التكملة (2). قوله [وجوه جوه] كذا بضبط الأصل والمحكم بضم الجيمين وسكون الهاءين وضبط في القاموس بفتح الجيمين وكسر الهاءين

دارِهاتُها: هاجماتُها. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو تُدْرَإِ وَذُو تُدْرَهٍ إِذا كَانَ هَجَّاماً عَلَى أَعدائه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عَلَيْهَا إِنما مَعْنَاهُ: اهْجُمِي عَلَيْهَا وأَقْدِمِي. ودَرَهْتُ عَنِ الْقَوْمِ: دَفَعْتُ عَنْهُمْ مِثْلُ دَرَأْتُ، وَهُوَ مُبْدَلٌ مِنْهُ نَحْوَ هَراقَ الماءَ وأَراقَهُ. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ أُمِيتَ فِعْلُه إِلا قَوْلُهُمْ رَجُلٌ مِدْرَهُ حَرْبٍ، ومِدْرَهُ الْقَوْمِ هُوَ الدافعُ عَنْهُمْ. ابْنُ سِيدَهْ: المِدْرَه السَّيِّدُ الشَّرِيفُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَقْوَى عَلَى الأُمور ويَهْجُم عَلَيْهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. والمِدْرَهُ: المُقَدَّم فِي اللِّسَانِ وَالْيَدِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ وَالْقِتَالِ، وَقِيلَ: هُوَ رأْس الْقَوْمِ وَالدَّافِعُ عَنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ: إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ هُوَ مِدْرَهُ قومِه ؛ المِدْرَهُ: زَعِيمُ الْقَوْمِ وَخَطِيبُهُمْ وَالْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ وَالَّذِي يَرْجِعُونَ إِلى رأْيه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَالْجَمْعُ المَدارِهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَصبغ: يَا ابنَ الجَحاجحةِ المَدارِهْ، ... والصابرينَ عَلَى المَكارِهْ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المِدْرَهُ لِسَانُ الْقَوْمِ وَالْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: وأَنتَ فِي الْقَوْمِ أَخُو عِفَّةٍ، ... ومِدْرَهُ القومِ غَداةَ الخِطاب وَقَالَ لَبِيدٌ: ومِدْرَه الكتيبةِ الرَّدَاحِ ودَرَه لِقَوْمِهِ يَدْرَه دَرْهاً: دَفَع. وَهُوَ ذُو تُدْرَهِهم أَي الدافعُ عَنْهُمْ؛ قَالَ: أَعْطَى، وأَطرافُ العَوالي تَنُوشُه ... مِنَ القومِ، مَا ذُو تُدْرَهِ القومِ مانِعُهْ وَلَا يُقَالُ: هُوَ تُدْرَهُهُم حَتَّى يُضَافَ إِليه ذُو، وَقِيلَ: الْهَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ لأَن الدَّرْءَ الدفعُ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ بَلْ هُمَا أَصلان؛ قَالُوا: دَرَأَ وَدَرَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَمَّا وَجَدْنَا الْهَاءَ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُسَاوِيَةً لِلْهَمْزَةِ عَلِمْنَا أَن إِحداهما لَيْسَتْ بَدَلًا مِنَ الأُخرى، وأَنهما لُغَتَانِ. ودَرَهَ القومَ: جَاءَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُروا بِهِ. وسِكِّينٌ دَرَهْرَهَةٌ: مُعْوَجَّةُ الرأْس. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْمَبْعَثِ: فأَخْرَجَ عَلَقَةً سَوْدَاءَ ثُمَّ أَدخل فِيهِ الدَّرَهْرَهَة ، وَفِي طَرِيقٍ: فَجَاءَهُ الْمَلَكُ بِسِكِّينٍ دَرَهْرَهة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الْمُعْوَجَّةُ الرأْس الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَامَّةُ المِنْجَلَ، قَالَ: وأَصلها مِنْ كَلَامِ الْفُرْسِ دَرَهْ، فعرَّبتها الْعَرَبُ بِالزِّيَادَةِ فِيهِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: البَرَهْرَهَة ، بِالْبَاءِ. الأَزهري: أَبو عَمْرٍو الدَّرَهْرَهةُ المرأَة القاهرةُ لِبَعْلِهَا. قَالَ: والسَّمَرْمَرَة الغُول، قَالَ: وَيُقَالُ للكَوْكَبة الوَقَّادة بِنُورها تَطْلُع مِنَ الأُفُق دَارِئَةً دَرَهْرَهةٌ. دفه: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الدافِهُ الْغَرِيبُ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه بِمَعْنَى الدَّاهِفِ والْهادِفِ. دله: الدَّلْهُ والدَّلَهُ: ذهابُ الفُؤاد مِنْ هَمٍّ أَو نَحْوِهِ كَمَا يَدْلَهُ عَقْلُ الإِنسان مِنْ عِشْقٍ أَو غَيْرِهِ، وَقَدْ دَلَّهَهُ الهَمُّ أَو العِشْقُ فتَدَلَّه. والمرأَةُ تَدَلَّهُ عَلَى وَلَدِهَا إِذا فَقَدَتْه. ودُلِّهَ الرجلُ: حُيِّرَ، ودُلِّهَ عقلُه تَدْلِيهاً. والمُدَلَّهُ: الَّذِي لَا يَحْفَظُ مَا فَعل وَلَا مَا فُعِلَ بِهِ. والتَّدَلُّه: ذهابُ الْعَقْلِ مِنَ الهَوى؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ وَيُقَالُ: دَلَّهَهُ الحُبُّ أَي حَيَّره وأَدْهَشَه، ودَلِه

هُوَ يَدْلَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا. والدَّلُوه مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَكَادُ تَحِنُّ إِلَى إلْفٍ وَلَا وَلَدٍ، وَقَدْ دَلَهَتْ عَنْ إلْفِها وَوَلَدِهَا تَدْلَهُ دُلُوهاً، وَذَهَبَ دَمُه دَلْهاً، بِالتَّسْكِينِ، أَي هَدَراً. أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ مُدَلَّه إِذَا كَانَ سَاهِيَ الْقَلْبِ ذَاهِبَ الْعَقْلِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: رَجُلٌ مُتَلَّه ومُدَلَّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ دَالِهٌ ودالِهَةٌ: ضَعِيفُ النَّفْس. وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَة: دَلَّهَ عَقْلِي أَي حَيَّره وأَذْهبه. دمه: «1». دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، فَهُوَ دَمِهٌ وَدَامِهٌ: اشْتَدَّ حَرُّهُ. والدَّمَهُ: شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ. ودَمَهَتْه الشمسُ: صَخَدَتْه. والدَّمَهُ: شِدَّة حَرِّ الرَّمْلِ والرَّمْضاء، وَقَدْ دَمِهَتْ دَمَهاً وادْمَوْمَهَتْ. وَيُقَالُ: ادْمَوْمَه الرملُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ظَلَّتْ عَلَى شُزُنٍ فِي دَامِهٍ دَمِهٍ، ... كأَنه مِنْ أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ دهده: دَهْدَهْتُ الْحِجَارَةَ ودَهْدَيْتُها إِذَا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الْحَجَرُ وتَدَهْدَى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه أَي يَتَدَحْرَجُ. والدَّهْدَهَةُ: قَذْفُك الحجارةَ مِنْ أَعلى إِلَى أَسفل دَحْرجةً؛ وأَنشد: يُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ، كَمَا تُدَهْدِي ... حَزاوِرَةٌ، بأَبْطَحِها، الكُرينَا حَوَّلَ الْهَاءَ الأَخيرة يَاءً لِقُرْبِ شَبَهِهَا بِالْهَاءِ، أَلا تَرَى أَن الْيَاءَ مَدَّةٌ وَالْهَاءَ نَفَسٌ؟ وَمِنْ هُنَاكَ صَارَ مَجْرَى الْيَاءِ وَالْوَاوِ وَالْأَلِفِ وَالْهَاءِ فِي رَوِيِّ الشِّعْرِ شَيْئًا وَاحِدًا نَحْوَ قَوْلِهِ: لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازلُهْ فَاللَّامُ هُوَ الرَّوِيُّ، وَالْهَاءُ وَصْلُ الرَّوِيِّ، كَمَا أَنها لَوْ لَمْ تَكُنْ لَمَدَّتِ اللَّامَ حَتَّى تَخْرُجَ مَنْ مَدَّتها وَاوٌ أَو يَاءٌ أَو أَلف لِلْوَصْلِ نَحْوَ مَنَازِلِي وَمَنَازِلَا وَمَنَازِلُو، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ سِيدَهْ: دَهْدَه الشيءَ فتَدَهْدَه حَدَرَه مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ تَدَحْرُجاً. ودَهْدَهَهُ: قَلَب بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ دَهْداهُ دِهْداءً ودَهْداةً، الْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ لأَنها مَثَلُهَا فِي الْخَفَاءِ، كَمَا أُبدلت هِيَ مِنْهَا فِي قَوْلِهِمْ: ذِهِ أَمَةُ اللَّهِ. الْجَوْهَرِيُّ: دَهْدَهْتُ الْحَجَرَ فَتَدَهْدَه دَحْرَجْتُهُ فَتَدَحْرَجَ؛ وَقَدْ تُبَدَّلُ مِنَ الْهَاءِ يَاءً فَيُقَالُ تَدَهْدَى الْحَجَرُ وَغَيْرُهُ تَدَهْدِياً إِذَا تَدَحْرجَ، ودَهْدَيْتُه أَنا أُدَهْديه دَهْدَاةً ودَهْدَأَةً إِذَا دَحْرَجْتَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التقريبُ أَو خَبَبٌ، ... كَمَا تَدَهْدَى مِنَ العَرْضِ الجَلاميدُ والدُّهْديَةُ: الخُرْءُ الْمُسْتَدِيرُ الَّذِي يُدَهْدِيه الجُعَل. ودُهْدُوَةُ الجعَل «2». ودُهْدُوَّتُه ودُهْدِيَّتُه، عَلَى الْبَدَلِ، ودُهْدِيَتُه، بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مَا يُدَهْدِيه. ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ، وَهُوَ مَا يَجْمَعُهُ الْجُعَلُ مِنَ الخُرْء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ خَيْرٌ مِنَ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؛ هُوَ مَا يُدَحْرِجُه مِنَ السِّرْجين. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: كَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ النَّتْنَ بأَنفه. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّهْدَهانُ الْكَبِيرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ حِيلَةٍ ومَحالة للأَغَرِّ:

_ (1). قوله [دمه إلخ] قال الأَزهري بعد هذه العبارة: ولم أسمع دمه لغير الليث ولا أعرف الْبَيْتُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ انتهى. زاد في القاموس كالتكملة: وادمومه الرجل إذا غشي عليه. والدمه أي محركاً لعبة للصبيان (2). قوله [ودهدوة الجعل] هذه مخففة الواو آخرها تاء مربوطة كما في التكملة والمحكم لا بالهاء كما وقع في نسخ القاموس الطبع

لَنِعْمَ سَاقِي الدَّهْدَهانِ ذِي العَدَدْ، ... الجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ فِي العَضُدْ الجِلَّةُ: المَسَانُّ مِنَ الإِبل، والكُومُ، جَمْعُ أَكْوَمَ وكَوْماءَ: الْعِظَامُ الأَسْنِمةِ؛ والشِّرَاب: جَمْعُ شَارِبٍ، وعَضُدُ الْحَوْضِ: مِنْ إِزَائِهِ إِلَى مؤَخره. ابْنُ سِيدَهْ: والدَّهْداهُ صِغَارُ الإِبل؛ قَالَ: قَدْ رَوِيَتْ، غيرَ الدُّهَيْدِهينا، ... قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا «1» . جمَع الدَّهْداهَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَحَذَفَ الْيَاءَ مِنَ الدُّهَيْدِيهينا لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا فَحَذَفَ الْيَاءَ مِنَ الْعَطَامِيسِ، وَهُوَ جَمْعُ عَيْطَمُوسٍ، لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنه جَمَعَ الدَّهْداهَ عَلَى دَهادِهَ، ثُمَّ صَغَّرَ دَهاده فَقَالَ دُهَيْدِه، ثُمَّ جَمَعَ دَهِيدَهَا بِالْيَاءِ وَالنُّونِ، وَكَذَلِكَ أَبْكُر جَمْعُ بَكْرٍ ثُمَّ صَغَّرَ فَقَالَ أُبَيْكِر، ثُمَّ جَمَعَهُ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّهْداه والدَّهْدَهانُ والدُّهَيدِهان الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل. أَبو الطُّفَيْل: الدَّهْداه الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل حَواشيَ كُنَّ أَو جِلَّةً؛ وأَنشد: إِذَا الأُمُورُ اصْطَكَّتِ الدَّواهي، ... مارَسْنَ ذَا عَقْبٍ وَذَا بُدَاهِ، يَذُودُ يومَ النَّهَلِ الدَّهْداهِ أَي النَّهل الْكَثِيرِ. وَيُقَالُ: مَا أَدْري أَيُّ الدَّهْدا هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ، وَيُقَالُ: أَيُّ الدَّهْداءِ هُوَ، بِالْمَدِّ. وَقَوْلُهُمْ: إلَّا دَهٍ، مَعْنَاهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الأَمر الْآنَ فَلَا يَكُونُ بَعْدَ الْآنِ، وَلَا يُدْرَى مَا أَصْلُه؛ قَالَ الجوهري: وإني لأَظنها فارسية، يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَضْرِبْه الْآنَ فَلَا تَضْرِبْهُ أَبداً، وأَنشد قَوْلَ رُؤْبَةَ: فاليومَ قَدْ نَهْنَهَني تَنَهْنُهي ... وقُوَّلٌ: إلَّا دَهٍ فَلَا دَهِ يُقَالُ: إِنَّهَا فَارِسِيَّةٌ حَكَى قولَ ظِئْرِه. والقُوَّلُ: جَمْعُ قَائِلٍ مِثْلُ رَاكِعٍ ورُكَّعٍ. وَفِي حَدِيثِ الْكَاهِنِ: إلَّا دَهْ فَلَا دَهْ ؛ هَذَا مَثَلٌ مِنْ أَمثال الْعَرَبِ قَدِيمٌ، مَعْنَاهُ: إِنْ لَمْ تَنَلْه الْآنَ لَمْ تَنَلْهُ أَبداً، وَقِيلَ: أَصله فَارِسِيٌّ معرَّب أَي إِنْ لَمْ تُعْطَ الْآنَ لَمْ تُعْطَ أَبداً. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ دَهْ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهَا، يَرَى الرجلُ ثأْره فَتَقُولُ لَهُ يَا فُلَانُ إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ أَي أَنك إِنْ لَمْ تَثْأَرْ بِفُلَانٍ الْآنَ لَمْ تَثْأَرْ بِهِ أَبداً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ طَلَبِ الْحَاجَةِ يَسْأَلُها فيُمْنَعُها فَيَطْلُبُ غَيْرَهَا: مِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَقُولُ أُريد كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: لَيْسَ يُمْكِنُ ذَاكَ، قَالَ: فَكَذَا وَكَذَا. وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ يُخْبِرُ عَنْ بَعْضِ الكُهّان: أَنه تَنَافَرَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَا أَخْبِرْنا فِي أَيِّ شيءٍ جِئْناك؟ فَقَالَ: فِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَا: إلَّا دَهٍ أَي انْظُرْ غَيْرَ هَذَا النَّظَرِ، فَقَالَ: إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ، ثُمَّ أَخبرهما بِهَا. وَقَالَ الأَصمعي فِي مَعْنَى قَوْلِهِ إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ: أَيْ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا فَلَا يَكُونُ ذَاكَ. وَيُقَالُ: لَا دَهٍ فَلَا دَهٍ، يَقُولُ: لَا أَقبل وَاحِدَةً مِنَ الخَصْلَتين اللَّتَيْنِ تَعْرِضُ. أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ يَا هَذَا، وَذَلِكَ أَن يُوتَر الرجلُ فيلقَى واتِرَه فَيَقُولُ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنْ لَمْ تضربه الآن فإنك لا تَضْرِبُهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْقَوْلُ يَدُلُّ عَلَى أَن دِه فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا الضَّرْبُ، تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَمرته

_ (1). قوله [قد رويت غير إلخ] الذي في الصحاح والتهذيب: قد رويت إلا إلخ قال في التكملة الرواية: قَدْ رَوِيَتْ إِلَّا دُهَيْدِهِينَا ... إلا ثلاثين وأربعينا أبيكرات وأبيكرينا قال: والرجز من الأصمعيات

فصل الذال المعجمة

بِالضَّرْبِ: دِهْ، قَالَ: رأَيته فِي كِتَابِ أَبي زَيْدٍ بِكَسْرِ الدَّالِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ، يقال لِلرَّجُلِ إِذَا أَشْرف عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِهِ مِنْ غَرِيمٍ لَهُ أَو مِنْ ثأْره أَو مِنْ إِكْرَامِ صَدِيقٍ لَهُ إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ أَي إِنْ لَمْ تَغْتَنِمِ الفُرْصةَ الساعةَ فَلَسْتَ تُصَادِفُهَا أَبداً، وَمِثْلُهُ: بادِرِ الفُرْصة قَبْلَ أَن تَكُونَ الغُصَّة. ابْنُ السِّكِّيتِ: الدُّهْدُرُّ والدُّهْدُنُّ الباطلُ، وكأَنهما كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا وَاحِدَةً. أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ الْبَاطِلِ: دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْن، قَالَ: وَمَعْنَاهُ عِنْدَهُمُ الْبَاطِلُ، وَلَا أَدري مَا أَصله. قَالَ: وأَما أَبو زِيَادٍ فَإِنَّهُ قَالَ لِي يُقَالُ دُهْ دُرَّيْه، بِالْهَاءِ، وَقَالَ، وَقَالَ أَبو الْفَضْلِ: وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ دُهْ دُرَّيْن سَعْدَ القَيْن؛ دُهْ مَضْمُومَةُ الدَّالِ، سَعْدَ منصوبُ الدَّالِ، والقَيْن غَيْرُ مُعَرَّبٍ كأَنه مَوْقُوفٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُمْ دُهْ دُرّ معرَّب وأَصله دُهْ أَي عَشَرة دُرَّيْن أَوْ دُرّ أَي عَشَرَةُ أَلوان فِي وَاحِدٍ أَو اثْنَيْنِ. قَالَ الأَزهري: قَدْ حَكَيْتُ فِي هَذَيْنِ الْمَثَلَيْنِ مَا سَمِعْتُهُ وَحَفِظْتُهُ لأَهل اللُّغَةِ، وَلَمْ أَجد لَهُمَا فِي عَرَبِيَّةٍ وَلَا عَجَمِيَّةٍ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ أَصلًا صَحِيحًا، أَعني إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ، ودُهْ دُرَّيْن. ابْنُ الأَعرابي: دُهْ زَجْرٌ للإِبل، يُقَالُ فِي زَجْرِهَا دُهْ دُهْ. دَوَهَ: دَاهَ دَوْهاً: تَحَيَّرَ. فصل الذال المعجمة ذمه: ذَمِهَ الرجلُ ذَمَهاً: أَلِمَ دِماغُه مِنْ حَرّ، وَرُبَّمَا قَالُوا ذَمَهَتْه الشَّمْسُ إِذَا آلَمَتْ دِمَاغَهُ. وذَمِهَ يومُنا ذَمَهاً وذَمَهَ: اشْتَدَّ حَرُّه. فصل الراء المهملة ربه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أَرْبَه الرجلُ إِذَا اسْتَغْنَى بِتَعَبٍ شَدِيدٍ، قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعرف أَصله. رجه: ابْنُ الأَعرابي: الجَرَهُ الشَّرُّ الشَّدِيدُ، والرَّجَهُ التَّثَبُّتُ بالأَسْنان والتزعزعُ. وأَرْجَهَ إِذَا أَخَّرَ الأَمر عَنْ وَقْتِهِ، وَكَذَلِكَ أَرْجَأَهُ، كأَنَّ الْهَاءَ مبدلة من الهمزة. رده: الرَّدْهَةُ: النَّقْرَةُ فِي الْجَبَلِ أَو فِي صَخْرَةٌ يَسْتنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لمَنِ الدِّيارُ، بجانبِ الرَّدْهِ، ... قَفْراً مِنَ التَّأْيِيهِ والنَّدْهِ التَّأْيِيهُ: أَن يُؤَيِّهَ بِالْفَرَسِ إِذَا نَفَرَ فَيَقُولُ إيهِ إيهِ، والنَّدْهُ بالإِبل: أَن يَقُولَ لَهَا هِدَهْ هِدَهْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا: عَسَلانَ ذِئبِ الرَّدْهَةِ المُسْتَوْرِد ابْنُ سِيدَهْ: والرَّدْهة أَيضاً حَفِيرةٌ فِي القُفِّ تُحْفَرُ أَو تَكُونُ خِلْقَةً فِيهِ؛ قَالَ طُفَيْل: كأَنَّ رعالَ الخَيْلِ، لَمَّا تَبادَرَتْ، ... بوادِي جَرادِ الرَّدْهَةِ المُتَصَوِّبِ وَالْجَمْعُ رَدْهٌ ورِداهٌ. يُقَالُ: قَرِّبِ الحمارَ مِنَ الرَّدْهة، وَلَا تَقُولُ لَهُ: سأْ؛ والرَّدْهةُ: شِبْهُ أَكَمَةٍ خَشِنةٍ كَثِيرَةِ الْحِجَارَةِ، وَالْجَمْعُ رَدَهٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالدَّالِ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ أَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَفِي الْحَدِيثِ أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَر المقتولَ بنَهْروانَ فَقَالَ شيطانُ الرَّدْهةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَر ذَا الثُّدَيَّةِ فَقَالَ شيطانُ الرَّدْهَة يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، رَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ ذَاكَ الَّذِي قَتَلَ عَليٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ فَقَالَ: شيطانُ الرَّدْهَةِ رَاعِي الخيلِ يَحْتَدِرهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلة أَي يُسْقِطُه؛ قَالَ: الرَّدْهَة النقْرَة فِي الْجَبَلِ

يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ: هِيَ قُلَّةُ الرَّابِيَةِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِهِ أَيضاً وأَما شيطانُ الرَّدْهَة فَقَدْ كُفِيتُه بصيحةٍ سمعْت لَهَا وَجيب قلبِه ؛ قِيلَ: أَراد بِهِ مُعَاوِيَةَ لَمَّا انْهَزَمَ أَهلُ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ وأَخْلَد إِلَى الْمُحَاكَمَةِ، وَقِيلَ: الرَّدْهَة حَجَرٌ مُسْتَنْقَع فِي الْمَاءِ، وجَمْعُه رِدَاهٌ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبل: وقافِيةٍ مِثْل وَقْعِ الرِّداهِ ... لم تَتَّرِكْ لمُجِيبٍ مَقالا وَرُوِيَ عَنِ المُؤَرِّج أَنه قَالَ: الرَّدْهَة الْمَوْرِدُ. والرَّدهة: الصَّخْرَةُ فِي الْمَاءِ، وَهِيَ الأَتانُ. قَالَ والرَّدْهَة أَيضاً ماءُ الثَّلْجِ. والرَّدْهَةُ: الثوبُ الخَلَق المُسَلْسَلُ. وَرَجُلٌ رَدِهٌ: صُلْبٌ مَتِينٌ لَجُوجٌ لَا يُغْلَبُ. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف شَيْئًا مِمَّا رَوَى الْمُؤَرِّجُ، وَهِيَ مَنَاكِيرُ كُلُّهَا. والرُّدَّهُ: تِلالُ القِفافِ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: مِنْ بَعْدِ أَنْضادِ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ «2» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَوْلُهُ الرِّدَاهِ الرُّدَّهِ مِنْ بَابِ أَعْوامِ السنينِ العُوَّمِ، كأَنهم يُرِيدُونَ الْمُبَالَغَةَ والإِجادَةَ. قَالَ الأَزهري: وَرُبَّمَا جَاءَتِ الرَّدْهَة فِي وَصْفِ بِئْرٍ تُحْفَرُ فِي قُفّ أو تكون خلقة فيه. والرَّدْهَةُ: الْبَيْتُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا يَكُونُ أَعظمُ مِنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَجَمْعُهَا الرِّداهُ، ورَدَهَتِ المرأَةُ بَيْتَهَا تَرْدَهُه رَدْهاً، قَالَ: وكأَنَّ الأَصل فِيهِ رَدَحَتْ، بِالْحَاءِ، والهاءُ مُبْدَلة مِنْهُ. ورَدَهَ البيتَ يَرْدَهُه رَدْهاً: جَعَلَهُ عَظِيمًا كَبِيرًا. ابْنُ الأَعرابي: رَدَّهَ الرجلُ إِذَا سَادَ القومَ بِشَجَاعَةٍ أَو سَخَاءٍ أَو غيرهما. رفه: الرَّفاهَةُ والرَّفَاهِيَة والرُّفَهْنِية: رَغَدُ الخِصْبِ ولينُ الْعَيْشِ، وَكَذَلِكَ الرَّفاغِيَةُ والرُّفَغْنِيَةُ والرَّفاغَةُ. رَفُه عيشُه، فَهُوَ رَفِيهٌ ورافِهٌ وأَرْفَهَهم اللهُ ورَفَّهَهُم، ورَفَهْنا نَرْفَه رَفْهاً ورِفْهاً ورُفُوهاً. والرِّفْهُ، بِالْكَسْرِ: أَقْصَرُ الوِرْدِ وأَسْرَعُه، وَهُوَ أَن تَشْرَبَ الإِبلُ الْمَاءَ كُلَّ يَوْمٍ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَرِدَ كُلَّمَا أَرادت. رَفَهَت الإِبلُ، بِالْفَتْحِ، تَرْفَهُ رفْهاً ورُفُوهاً وأَرْفَهها؛ قَالَ غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ: ثُمَّتَ فاظَ مُرْفَهاً فِي إِدْناءْ، ... مُدَاخَلًا فِي طِوَلٍ وإغْماءْ ورَفَّهَها ورَفَّهَ عَنْهَا: كَذَلِكَ. وأَرْفَهَ القومُ: رَفَهَتْ ماشيتُهم؛ وَاسْتَعَارَ لَبِيدٌ الرِّفْهَ فِي نَخْلٍ نابتةٍ عَلَى الْمَاءِ فَقَالَ: يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غَيْرَ صادِيَةٍ، ... فكُلُّها كارِعٌ فِي الْمَاءِ مُغْتَمِرُ وأَرْفَه المالُ: أَقام قَرِيبًا مِنَ الْمَاءِ فِي الحَوْض واضِعاً فِيهِ. والإِرْفاه: الادِّهانُ والتَّرْجِيلُ كُلَّ يَوْمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الإِرْفاه ؛ هُوَ كَثْرَةُ التَّدَهُّن وَالتَّنَعُّمِ، وَقِيلَ: التَّوَسُّع فِي المَطْعم والمَشْرَب، وَهُوَ مِنَ الرِّفْه وِرْدِ الإِبلِ، وَذَلِكَ أَنها إِذَا وَرَدَتْ كُلَّ يَوْمٍ متى شاءتْ قِيلَ وَرَدَتْ رِفْهاً؛ قَالَهُ الأَصمعي. وَيُقَالُ: قَدْ أَرْفَه القومُ إِذَا فَعَلَت إبلُهم ذَلِكَ، فَهُمْ مُرْفِهُون، فَشَبَّهَ كَثْرَةَ التَّدَهُّنِ وَإِدَامَتَهُ بِهِ. والإِرْفاهُ: التَّنَعُّمُ والدَّعَةُ ومُظاهرةُ الطَّعَامِ عَلَى الطَّعَامِ وَاللِّبَاسِ عَلَى اللِّبَاسِ، فكأَنه نَهَى عَنِ التَّنَعُّمِ والدَّعةِ ولِينِ العَيْشِ لأَنه مِنْ فِعْلِ الْعَجَمِ وأَرباب الدُّنْيَا، وأَمَر بالتَّقَشُّفِ وابْتذال النَّفْسِ. وَقَالَ

_ (2). قوله [من بعد إنضاد إلخ] كذا في التهذيب والمحكم، والذي في التكملة: يَعْدِلُ أَنْضَادَ الْقِفَافِ الرُّدَّهِ ... عَنْهَا وَأَثْبَاجَ الرِّمَالِ الْوُرَّهِ قال: والردّه مستنقعات الماء والورّه التي لا تتماسك

بَعْضُهُمُ: الإِرْفاهُ التَّرَجُّلُ كُلَّ يَوْمٍ. ابْنُ الأَعرابي: وأَرْفَه الرجلُ دَامَ عَلَى أَكل النَّعِيمِ كُلَّ يَوْمٍ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهُ. قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد الإِرْفاهَ الَّذِي فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدٍ أَنه كَثْرَةُ التَّدَهُّنِ. وَيُقَالُ: بَيْنِي وبينَك ليلةٌ رافِهَةٌ وثلاثُ لَيَالٍ رَوافِهُ إِذَا كَانَ يُسار فيهنَّ سَيْرًا لَيِّناً. وَرَجُلٌ رافِهٌ أَي وَادِعٌ. وَهُوَ فِي رَفاهَةٍ مِنَ الْعَيْشِ أَي سَعَة، ورَفاهِيةٍ، عَلَى فَعالِيَةٍ، ورُفَهْنِيةٍ، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ بأَلف فِي آخِرِهِ، وَإِنَّمَا صَارَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. ورَفَّهَ عَنِ الرَّجُلِ تَرْفيهاً: رَفَقَ بِهِ. ورَفَّهَ عَنْهُ: كَانَ فِي ضِيقٍ فنَفَّسَ عَنْهُ. ورَفِّهْ عَنْ غَرِيمِكَ تَرْفيهاً أَي نَفِّسْ عَنْهُ. والرُّفَهُ: التِّبْنُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ الرُّفَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَغْنَى مِنَ التُّفَةِ عَنِ الرُّفَةِ. يُقَالُ: الرُّفَةُ التِّبْنُ، والتُّفَةُ السبُعُ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى عَناقَ الأَرض لأَنه لَا يَقْتاتُ التِّبْنَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ حَمْزَةَ الأَصفهاني فِي أَفعلَ مِنْ كَذَا أَغْنَى مِنَ التُّفَةِ عَنِ الرُّفَةِ، بِالتَّخْفِيفِ وَبِالتَّاءِ الَّتِي يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، قَالَ: والأَصل رُفَهَةٌ وَجَمْعُهَا رُفاتٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ فِي فَصْلِ تَفَهَ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ: إِذَا سَقَطتِ الطَّرْفَةُ قَلَّتْ فِي الأَرْضِ الرَّفَهَةُ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الرَّفَهَةُ الرَّحْمة «1». قَالَ أَبو لَيْلَى: يُقَالُ فُلانٌ رافِهٌ بِفُلَانٍ أَي راحِمٌ لَهُ. وَيُقَالُ: أَمَا تَرْفَهُ فُلَانًا؟ والطَّرْفة: عَيْنَا الأَسَدِ كوكبانِ الجَبهةُ أَمامَها وَهِيَ أَربعة كَوَاكِبَ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَرْفِهْ عِنْدِي واسْتَرْفِهْ ورَفِّهْ عِنْدِي ورَوِّحْ عِنْدِي؛ الْمَعْنَى أَقِمْ واسْتَرِحْ واسْتَجِمَّ واسْتَنْفِهْ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَلَمَّا رُفِّهَ عَنْهُ أَي أُزِيلَ وأُزِيحَ عَنْهُ الضِّيقُ والتعبُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ: أَراد أَن يُرَفِّه عَنْهُ أَي يُنَفِّس ويُخَفِّفَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ الرجلَ ليَتَكَلَّمُ بالكلمةِ فِي الرَّفاهِيةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تُرْدِيه بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض الرَّفاهِيَةُ: السَّعَة وَالتَّنَعُّمُ أَي أَنه يَنْطِقُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى حُسْبانِ أَن سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَلْحَقُه إنْ نَطَقَ بِهَا، وأَنه فِي سَعةٍ مِنَ التَّكَلُّمِ بِهَا، وَرُبَّمَا أَوْقَعَتْهُ فِي مَهْلَكةٍ مَدَى عِظَمِها عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وأَصلُ الرَّفاهية: الخِصْبُ والسَّعَةُ فِي المَعاش. وَفِي حَدِيثِ سَلْمانَ: وطَيْرُ السماءِ عَلَى أَرْفَهِ خَمَرِ الأَرض تَقَعُ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لستُ أَدري كَيْفَ رَوَاهُ الأَصَمُّ، بِفَتْحِ الأَلف أَوْ ضَمِّهَا، فَإِنْ كَانَتْ بِالْفَتْحِ فَمَعْنَاهُ عَلَى أَخْصَبِ خَمَرِ الأَرضِ، وَهُوَ مِنَ الرِّفْهِ وَتَكُونُ الْهَاءُ أَصلية، وَإِنْ كَانَتْ بِالضَّمِّ فَمَعْنَاهَا الحَدُّ والعَلَم يُجْعَلُ فَاصِلًا بَيْنَ أَرضين، وَتَكُونُ التَّاءُ للتأْنيث مِثْلُهَا فِي غُرْفَةٍ، وَاللَّهُ أَعلم. ركه: الرُّكاهةُ: النَّكْهَةُ الطَّيِّبة عِنْدَ الكَهَّةِ؛ عَنِ الهَجَرِيِّ؛ وأَنشد لِكَاهِلٍ: حُلْوٌ فُكاهَتُه مِسْكٌ رُكاهَتُه، ... فِي كَفِّهِ مِنْ رُقَى الشَّيْطانِ مِفْتاحُ رمه: رَمِهَ يومُنا رَمَهاً: اشْتَدَّ حَرُّه، وَالزَّايُ أَعلى. رهره: الرَّهْرَهَةُ: حُسْنُ بَصيص لَوْنِ البَشَرة وأَشْباه ذَلِكَ. وتَرَهْرَه جِسْمُه وَهُوَ رَهْراهٌ ورُهْرُوهٌ: ابْيَضَّ مِنَ النَّعْمَةِ. وَمَاءٌ رَهْراهٌ ورُهْرُوهٌ: صافٍ. وطَسٌّ رَهْرَهَةٌ: صَافِيَةٌ بَرَّاقَةٌ. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: فشُقَّ عَنْ قَلْبِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجِيءَ بطَسْتٍ رَهْرَهةٍ :

_ (1). قوله [الرفهة الرحمة] وهي بفتح الراء والفاء كما صرح به في التكملة، ثم نقل عن ابن دريد رفه عليّ ترفيهاً أي أنظرني، والرفهان أي كعطشان المستريح، والرفه أي بكسر فسكون صغار النخل

فصل الزاي

قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: سأَلت أَبا حَاتِمٍ والأَصمعي عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفَاهُ، قَالَ: وأَظنه بطَسْتٍ رَحْرَحَةٍ، بِالْحَاءِ، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِنَاءٌ رَحْرَحٌ ورَحْراحٌ، فأَبدلوا الْهَاءَ مِنَ الْحَاءِ كَمَا قَالُوا مَدَهْتُ فِي مَدَحْتُ، وَمَا شَاكَلَهُ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ؛ قَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: هَذَا بعيدٌ جِدّاً لأَن الْهَاءَ لَا تُبْدَلُ مِنَ الْحَاءِ إِلَّا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي اسْتَعْمَلَتِ الْعَرَبُ فِيهَا ذَلِكَ، وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهَا لأَن الَّذِي يُجِيزُ الْقِيَاسَ عَلَيْهَا يُلْزَمُ أَن تُبْدَلَ الْحَاءُ هَاءً فِي قَوْلِهِمْ رَحَلَ الرَّحْلَ، وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ؛ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَإِنَّمَا هُوَ دَرَهْرَهة فأَخطأَ الرَّاوِي فأَسقط الدَّالَ. يُقَالُ للكَوْكَبة الوَقَّادَة تَطْلُع مِنَ الأُفُقِ دارِئَةً بِنُورِهَا: دَرَهْرَهة، كأَنه أَراد طَسّاً بَرَّاقةً مُضيئة. وَفِي التَّهْذِيبِ: طَسْتٌ رَحْرَحٌ ورَهْرَةٌ ورَحْراحٌ ورَهْراهٌ إِذَا كَانَ وَاسِعًا قَرِيبَ الْقَعْرِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ جِسْمٌ رَهْرَهةٌ أَي أَبيض مِنَ النَّعْمة، يُرِيدُ طَسْتاً بَيْضَاءَ مُتَلأْلِئَةً، وَيُرْوَى بَرَهْرَهة، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا. ورَهْرَهَ مائدَتَه إِذَا وَسّعها سَخَاءً وَكَرَمًا. الأَزهري: الرَّهَّةُ الطَّسْتُ الْكَبِيرَةُ. وَالسَّرَابُ يَتَرَهْرَهُ ويَتَرَيَّهُ إِذَا تَتَابَعَ لَمَعانُه. ورَهْرَهَ بالضأْن: مقلوبٌ مِنْ هَرْهَرَ؛ حَكَاهُ يعقوب. روه: راهَ الشيءُ رَوْهاً: اضْطرب، وَالِاسْمُ الرُّواهُ، يَمَانِيَّةٌ. ريه: الرَّيْهُ والتَّرَيُّه: جَرْيُ السَّرَابِ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقِيلَ: مَجِيئُهُ وَذَهَابُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا جَرى مِنْ آلِهِ المُرَيَّهِ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْرَهِ ... يَسْتَنُّ فِي رَيْعانِه المُرَيَّهِ «1» . كأَنه رُيِّهَ أَو رَيَّهَتْه الهاجرةُ. وتَرَيَّه السرابُ: تَرَيَّعَ. والمُرَيَّهُ المُرَيَّعُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَتَمَيَّعُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا لَا يَسْتَقِيمُ لَهُ وَجْهٌ، والله أَعلم. فصل الزاي زفه: الأَزهريُّ خَاصَّةً: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ الزَّافِهُ السَّرابُ، والسافِهُ الأَحمق. زله: زَلِه زَلَهاً: زَمِعَ وطَمِعَ. الأَزهري: الزَّلَهُ مَا يَصِلُ إِلَى النَّفْسِ مِنْ غَمِّ الْحَاجَةِ أَو هَمٍّ مِنْ غَيْرِهَا؛ وأَنشد: وَقَدْ زَلِهَتْ نفْسي مِنَ الجَهْدِ، وَالَّذِي ... أُطالِبُه شَقْنٌ، وَلَكِنَّهُ نَذْلُ الشَّقْنُ: الْقَلِيلُ الوَتِحُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ابْنُ الأَعرابي: الزَّلْهُ التَّحَيُّرُ «2». والزَّلْهُ نَوْرُ الرَّيْحَانِ وحُسْنُه، والزَّلْهُ الصَّخْرة الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا الساقي. زمه: زَمِهَ يومُنا زَمَهاً: اشتدَّ حَرُّه كدَمِهَ. فصل السين المهملة سبه: السَّبَهُ: ذَهَابُ الْعَقْلِ مِنَ الهَرَم. وَرَجُلٌ مَسْبُوه ومُسَبَّهٌ وسَباهٍ: مُدَلَّهٌ ذاهبُ الْعَقْلِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَة أُمّه ... سَباهِي الفُؤادِ مَا يَعيش بمعْقُولِ

_ (1). قوله [كَأَنَّ رَقْرَاقَ السَّرَابِ الْأَمْرَهِ] روي: عليه رقراق، وروي: يعلوه رقراق، وروي الأمقه بدل الأمره وهما بمعنى واحد (2). قوله [الزله التحير إلخ] الزله في هذه الثلاثة بفتح فسكون بخلاف ما قبلها فإنه بالتحريك كما نص عليه المجد والصاغاني

هالَةُ هُنَا: الشمسُ. ومُنْتَخَبٌ: حَذِرٌ كأَنه لذَكاء قَلْبِهِ فَزِعٌ، وَيُرْوَى: كأَنَّ هالَة أُمُّهُ أَي هُوَ رَافِعُ رأْسه صُعُداً كأَنه يَطْلُبُ الشَّمْسَ، فكأَنها أُمه. وَرَجُلٌ مَسْبُوهُ الفُؤاد: مِثْلُ مُدَلَّه العَقْلِ، وَهُوَ المُسَبَّهُ أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: قالتْ أُبَيْلى لِي وَلَمْ أُسَبَّهِ: ... مَا السِّنُّ إِلَّا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ أُبَيْلى: اسْمُ امرأَة. قَالَ الْمُفَضَّلُ: السُّباهُ سَكْتَةٌ تأْخذ الإِنسانَ يَذْهَبُ مِنْهَا عقلُه، وَهُوَ مَسْبُوهٌ. وَقَالَ كُرَاعٌ: السُّباهُ، بِضَمِّ السِّينِ، الذاهبُ الْعَقْلِ، وَهُوَ أَيضاً الَّذِي كأَنه مَجْنُونٌ مِنْ نَشاطه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالظَّاهِرُ مِنْ هَذَا أَنه غَلِطَ، إِنَّمَا السُّباهُ ذَهَابُ الْعَقْلِ أَو نَشَاطُ الَّذِي كأَنه مَجْنُونٌ. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ مِسَبَّهُ الْعَقْلِ ومُسَمَّهُ الْعَقْلِ أَي ذَاهِبُ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ سَباهِيُّ العَقْل إِذَا كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ سَبِهٌ وسَباهٌ وسَباهٍ وسباهِيَةٌ: متكبر. سته: السَّتْهُ والسَّتَهُ والاسْتُ: مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ مِنَ الْمَحْذُوفِ المُجْتَلَبَةِ لَهُ أَلفُ الْوَصْلِ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ ذَلِكَ لِلدَّهْرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِذَا كَشَفَ اليومُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ، ... فَلَا يَرْتَدي مِثْلي وَلَا يَتَعَمَّمُ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْهَاءُ فِيهِ رَاجِعَةً إِلَى الْيَوْمِ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ رَاجِعَةً إِلَى رَجُلٍ مَهْجُوٍّ، وَالْجَمْعُ أَسْتاهٌ، قَالَ عَامِرُ بْنُ عُقَيْل السَّعْدِيُّ وَهُوَ جَاهِلِيٌّ: رِقابٌ كالمَواجِنِ خاظِياتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوارِ كُومُ خاظياتٌ: غِلاظٌ سِمانٌ. وَيُقَالُ: سَهٌ وسُهٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى بِحَذْفِ الْعَيْنِ؛ قَالَ: أُدْعُ أُحَيْحاً باسْمِه لَا تَنْسَهْ، ... إنَّ أُحَيْحاً هِيَ صِئْبانُ السَّهْ الْجَوْهَرِيُّ: والاسْتُ العَجُزُ، وَقَدْ يُرادُ بِهَا حَلْقة الدُّبُرِ، وأَصله سَتَهٌ عَلَى فَعَل، بِالتَّحْرِيكِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَن جَمْعَهُ أَسْتاه مِثْلَ جَمَل وأَجمال، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مثل جِزْعٍ وقُفْل اللَّذَيْنِ يُجْمَعَانِ أَيضاً عَلَى أَفعال، لأَنك إِذَا رَدَدْتَ الْهَاءَ الَّتِي هِيَ لَامُ الْفِعْلِ وَحَذَفْتَ الْعَيْنَ قُلْتَ سَهٌ، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ أَوْسٌ: شَأَتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وسَمِينُها، ... وأَنْتَ السَّهُ السُّفْلى، إِذَا دُعِيَت نَصْر يَقُولُ: أَنْتَ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الِاسْتِ مِنَ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: العينُ وِكاءُ السَّهِ ، بِحَذْفِ عَيْنِ الْفِعْلِ؛ وَيُرْوَى: وِكاءُ السَّتِ ، بِحَذْفِ لَامِ الْفِعْلِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسْتَذَلُّ: أَنت الاسْتُ السُّفْلى وأَنت السَّهُ السُّفْلى. وَيُقَالُ لأَرْذالِ النَّاسِ: هَؤُلَاءِ الأَسْتاه، ولأَفاضلهم: هَؤُلَاءِ الأَعْيانُ والوُجوهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِيهِ سَتٌ أَيضاً، لُغَةٌ ثَالِثَةٌ؛ قَالَ ابْنُ رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ: يَسِيلُ عَلَى الحاذَيْنِ والسَّتِ حَيْضُها، ... كَمَا صَبَّ فوقَ الرُّجْمَةِ الدَّمِ ناسِكُ وَقَالَ أَوس بْنُ مَغْراءَ: لَا يُمْسِكُ السَّتَ إلَّا رَيْثَ يُرْسِلُها، ... إِذَا أَلَحَّ عَلَى سِيسَائِه العُصُمُ يَعْنِي إِذَا أَلح عَلَيْهِ بِالْحَبْلِ ضَرطَ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: فِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: سَهٌ وسَتٌ واسْتٌ. والسَّتَهُ: عِظَمُ الاسْتِ. والسَّتَهُ: مَصْدَرُ الأَسْتَهِ، وَهُوَ الضَّخْمُ الاسْتِ. وَرَجُلٌ أَسْتَهُ: عَظِيمُ الاسْتِ بَيِّنُ السَّتَهِ إِذَا كَانَ كَبِيرَ العَجُز، والسُّتاهِيُّ والسُّتْهُم مِثْلُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمرأَة سَتْهاءُ وسُتْهُمٌ،

وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَإِذَا نَسَبْتَ إِلَى الاسْتِ قُلْتَ سَتَهِيٌّ، بِالتَّحْرِيكِ، وَإِنْ شِئْتَ اسْتِيٌّ، تَرَكْتَهُ عَلَى حَالِهِ، وسَتِهٌ أَيضاً، بِكَسْرِ التَّاءِ، كَمَا قَالُوا حَرِحٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ حَرِحٌ أَي مُلازمٌ للأَحْراحِ، وسَتِهٌ مُلازم للأَسْتاهِ. قَالَ: والسَّيْتَهِيُّ الَّذِي يَتَخَلَّفُ خَلْفَ الْقَوْمِ فَيَنْظُرُ فِي أَسْتاهِهم؛ قَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: لَقَدْ رأَيتُ رَجُلًا دُهْرِيَّا، ... يَمْشِي وَراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا ودُهْرِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى بَنِي دَهْرٍ بَطْن مِنْ كَلْبٍ. والسَّتِهُ: الطالبُ للاسْتِ، وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ حَرِحٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: التَّمْثِيلُ لِسِيبَوَيْهِ. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ أَسْتَهُ، وَالْجَمْعُ سُتْهٌ وسُتْهانٌ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وامرأَة سَتْهاء كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ سُتْهُمٌ، والأُنثى سُتْهُمة كَذَلِكَ، الْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ لِلْوَاسِعَةِ مِنَ الدُّبر: سَتْهاء وسُتْهُمٌ، وَتَصْغِيرُ الاسْتِ سُتَيْهَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رَجُلٌ سُتْهُم إِذَا كَانَ ضَخْمَ الاسْتِ، وسُتاهِيٌّ مِثْلُهُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. قَالَ النَّحْوِيُّونَ: أَصل الاسْتِ سَتْهٌ، فَاسْتَثْقَلُوا الْهَاءَ لِسُكُونِ التَّاءِ، فَلَمَّا حَذَفُوا الْهَاءَ سَكَنَتِ السِّينُ فَاحْتِيجَ إِلَى أَلف الْوَصْلِ، كَمَا فُعِلَ بالاسْمِ والابْنِ فَقِيلَ الاسْتُ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ السَّهْ، بِالْهَاءِ، عِنْدَ الْوَقْفِ يَجْعَلُ التَّاءَ هِيَ السَّاقِطَةُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا هَاءً عِنْدَ الْوَقْفِ وَتَاءً عِنْدَ الإِدراج، فَإِذَا جَمَعُوا أَوْ صَغَّروا رَدُّوا الْكَلِمَةَ إِلَى أَصلها فَقَالُوا فِي الْجَمْعِ أَسْتاهٌ، وَفِي التَّصْغِيرِ سُتَيْهة، وَفِي الْفِعْلِ سَتِهَ يَسْتَهُ فَهُوَ أَسْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنَةِ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ مُسْتَهاً جَعْداً فَهُوَ لِفُلَانٍ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ حَمْشاً فَهُوَ لِزَوْجِهَا ؛ أَراد بالمُسْتَه الضَّخْمَ الأَلْيَتَيْنِ، كأَنه يُقَالُ أُسْتِه فَهُوَ مُسْتَهٌ، كَمَا يُقَالُ أُسْمِنَ فَهُوَ مُسْمَنٌ، وَهُوَ مُفْعَلٌ مِنَ الاسْتِ، قَالَ: ورأَيت رَجُلًا ضَخْمَ الأَرداف كَانَ يُقَالُ لَهُ أَبو الأَسْتاهِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: مرَّ أَبو سُفْيَانَ ومعاويةُ خَلْفَهُ وَكَانَ رَجُلًا مُسْتَهاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلِلْعَرَبِ فِي الاسْتِ أَمثالٌ، مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ مَا لَكَ اسْتٌ مَعَ اسْتِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ وَلَا ثَرْوة مِنْ مَالٍ وَلَا عُدَّة مِنْ رِجَالٍ، تَقُولُ فاسْتُه لَا تُفَارِقُهُ، وَلَيْسَ لَهُ مَعَهَا أُخرى مِنْ رِجَالٍ وَمَالٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَقَالَتِ الْعَرَبُ إِذَا حدّثَ الرجلُ حَدِيثًا فخَلَّط فِيهِ أَحاديث الضَّبُعِ اسْتَها «3». وَذَلِكَ أَنها تُمَرَّغُ فِي التُّرَابِ ثُمَّ تُقْعِي فَتَتَغَنَّى بِمَا لَا يَفْهَمُهُ أَحد فَذَلِكَ أَحاديثها اسْتَها، وَالْعَرَبُ تَضَعُ الاسْتَ موضعَ الأَصل فَتَقُولُ مَا لَكَ فِي هَذَا الأَمر اسْتٌ وَلَا فَمٌ أَي مَا لَكَ فِيهِ أَصل وَلَا فَرْعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا لَكُمُ اسْتٌ في العُلالا وَلَا فَمُ واسْتُ الدَّهْرِ: أَوَّلُ الدَّهْرِ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ كَانَ ذَلِكَ عَلَى اسْتِ الدَّهْرِ وَعَلَى أُسِّ الدَّهْرِ أَي عَلَى قِدَمِ الدَّهْرِ؛ وأَنشد الإِيادِيُّ لأَبي نُخَيْلَة: مَا زالَ مَجْنُونًا عَلَى اسْتِ الدَّهْرِ، ... ذَا حُمُقٍ يَنْمِي، وعَقْل يَحْرِي «4» . أَي لَمْ يَزَلْ مَجْنُونًا دَهْرَهُ كُلَّهُ. وَيُقَالُ: مَا زَالَ فلانٌ عَلَى اسْت الدهرِ مَجْنُونًا أَي لَمْ يَزَلْ يُعْرَفْ بِالْجُنُونِ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي عِلْمِ الرجلِ بِمَا يَلِيه دُونَ غَيْرِهِ: اسْتُ البائِن أَعْلَمُ؛ والبائنُ: الحالبُ الَّذِي لَا

_ (3). قوله [أحاديث الضبع استها] ضبط في التكملة والتهذيب استها في الموضعين بالنصب (4). قوله [ذا حمق] الذي في التهذيب: في بدن، وفي التكملة: في جسد

يَلي العُلْبةَ، وَالَّذِي يَلِي العُلْبة يُقَالُ لَهُ المُعَلِّي. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسْتَذلُّ ويُسْتَضْعف: اسْتُ أُمِّك أَضْيَقُ واسْتُكَ أَضْيَقُ مِنْ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا استُذِلُّوا واسْتُخِفَّ بِهِمْ: باسْتِ بَنِي فُلانٍ، وَهُوَ شَتْمٌ لِلْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الحُطَيئة: فبِاسْتِ بَني عَبْسٍ وأَسْتاهِ طَيِءٍ، ... وباسْتِ بَني دُودانَ حَاشَا بَني نَصْرِ «1» . وسَتَهْتُه أَسْتَهُه سَتْهاً: ضربتُ اسْتَه. وَجَاءَ يَسْتَهُه أَي يَتْبعه مِنْ خَلْفِهِ لَا يُفَارِقُهُ لأَنه يَتْلُو اسْتَه؛ وأَما قَوْلُ الأَخطل: وأَنتَ مكانُك مِنْ وائلٍ، ... مَكانَ القُرادِ مِنَ اسْتِ الجَملْ فَهُوَ مَجَازٌ لأَنهم لَا يَقُولُونَ فِي الْكَلَامِ اسْتُ الجَمل. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْتُ بِخَطِّهِ: الْعَرَبُ تُسَمِّي بَنِي الأَمة بَني اسْتِها؛ قَالَ: وأَقرأَني ابنُ الأَعرابي للأَعشى: أَسَفَهاً أَوْعَدْتَ يَا ابْنَ اسْتِهَا، ... لَسْتَ عَلَى الأَعْداءِ بالقادِرِ وَيُقَالُ لِلَّذِي وَلَدَتْهُ أَمَة: يَا ابْنَ اسْتِها، يَعْنُونَ اسْتَ أَمة وَلَدَتْهُ أَنه وُلِدَ مِنِ اسْتِها. وَمِنْ أَمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنَى: يَا ابْنَ اسْتِها إِذَا أَحْمَضَتْ حِمارَها. قَالَ المؤرِّجُ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَلَى رأْسه وَصِيفَةٌ رُوقَةٌ فأَحَدَّ النَّظَر إِلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: أَتُعْجِبُكَ؟ فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لأَمير الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا فَقَالَ: أَخبرني بِسَبْعَةِ أَمثال قِيلَتْ فِي الاسْتِ وَهِيَ لَكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: اسْتُ الْبَائِنِ أَعْلَمُ، فَقَالَ: وَاحِدٌ، قَالَ: صَرَّ عَلَيْهِ الغَزْوُ اسْتَهُ، قَالَ: اثْنَانِ، قَالَ: اسْتٌ لَمْ تُعَوَّدِ المِجْمَر، قَالَ: ثَلَاثَةٌ، قَالَ: اسْتُ المَسْؤول أَضْيَقُ، قَالَ: أَربعة، قَالَ: الحُرُّ يُعْطِي والعَبْدُ تَأْلَمُ اسْتُهُ، قَالَ: خَمْسَةٌ، قَالَ الرَّجُلُ: اسْتي أَخْبَثِي، قَالَ: سِتَّةٌ، قَالَ: لَا ماءَكِ أَبْقَيْتِ وَلَا هَنَكِ أَنْقَيْتِ، قَالَ سُلَيْمَانُ: لَيْسَ هَذَا فِي هَذَا، قَالَ: بَلَى أَخذتُ الجارَ بالجارِ كَمَا يأْخذ أَمير الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ أَوَّل مَنْ أَخذ الْجَارَ بِالْجَارِ، قَالَ: خُذْها لَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا قَوْلُهُ: صَرَّ عَلَيْهِ الغَزْوُ اسْتَهُ لأَنه لَا يَقْدِرُ أَن يُجَامِعَ إِذَا غَزَا. سده: السَّدَهُ والسُّداهُ: شَبِيهٌ بالدَّهَشِ، وقد سُدِهَ. سفه: السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة: خِفَّةُ الحِلْم، وَقِيلَ: نَقِيضُ الحِلْم، وأَصله الْخِفَّةُ وَالْحَرَكَةُ، وَقِيلَ: الْجَهْلُ وَهُوَ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَقَدْ سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة: حَمَلَهُ عَلَى السَّفَهِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَذَا هُوَ الْكَلَامُ الْعَالِي، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ سَفُه، وَهِيَ قَلِيلَةٌ. وَقَوْلُهُمْ: سَفِهَ نَفْسَهُ وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه، كَانَ الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زَيْدٍ ورَشِدَ أَمْرُه، فَلَمَّا حُوِّل الْفِعْلُ إِلَى الرَّجُلِ انْتَصَبَ مَا بَعْدَهُ بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ، لأَنه صَارَ فِي مَعْنَى سَفَّهَ نَفْسَه، بِالتَّشْدِيدِ؛ هَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكِسَائِيِّ، وَيَجُوزُ عِنْدَهُمْ تَقْدِيمُ هَذَا الْمَنْصُوبِ كَمَا يَجُوزُ غلامَه ضَرَبَ زيدٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَمَّا حُوِّل الفعلُ مِنَ النَّفْسِ إِلَى صَاحِبِهَا خَرَجَ مَا بَعْدَهُ مُفَسِّراً لِيَدُلَّ عَلَى أَن السَّفَه فِيهِ، وَكَانَ حُكْمُهُ أَن يَكُونَ سَفِه زيدٌ نَفْساً، لأَن المُفَسِّر لَا يَكُونُ إِلَّا نَكِرَةً، وَلَكِنَّهُ تُرِكَ عَلَى إِضَافَتِهِ وَنُصِبَ كَنَصْبِ النَّكِرَةِ تَشْبِيهًا بِهَا، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَهُ تَقْدِيمُهُ لأَن الْمُفَسِّرَ لَا يتقدَّم؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وطَبْتُ بِهِ نَفْساً، وَالْمَعْنَى ضَاقَ ذَرْعي بِهِ وَطَابَتْ

_ (1). قوله [فباست بني عبس] الذي في الجوهري: بني قيس، لكن صوب الصاغاني الأول

نَفْسِي بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي مَعْنَى سَفِهَ نَفْسه وَانْتِصَابِهِ، فَقَالَ الأَخفش: أَهل التأْويل يَزْعُمُونَ أَن الْمَعْنَى سَفَّه نفسَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِلَّا مَنْ سَفِهَ الحقَّ، مَعْنَاهُ مَنْ سَفَّه الحقَّ، وَقَالَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ: أُراها لُغَةً ذَهَبَ يُونُسُ إِلَى أَن فَعِلَ لِلْمُبَالَغَةِ كَمَا أَنَّ فَعَّلَ لِلْمُبَالَغَةِ، فَذَهَبَ فِي هَذَا مَذْهَبَ أَهل التأْويل، وَيَجُوزُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ سَفِهْتُ زَيْدًا بِمَعْنَى سَفَّهْتُ زَيْدًا؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَعْنَى سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه وأَوْبَقَها، وَهَذَا غَيْرُ خَارِجٍ مِنْ مَذْهَبِ يُونُسَ وأَهل التأْويل؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ وَالْفَرَّاءُ: إِنَّ نَفْسَهُ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّفْسِيرِ، وَقَالَا: التَّفْسِيرُ فِي النَّكِرَاتِ أَكثر نَحْوَ طِبْتُ بِهِ نَفْساً وقَرِرْتُ بِهِ عَيْنًا، وَقَالَا: إِنَّ أَصل الْفِعْلِ كَانَ لَهَا ثُمَّ حوِّل إِلَى الْفَاعِلِ؛ أَراد أَن قَوْلَهُمْ طِبْتُ بِهِ نَفْسًا مَعْنَاهُ طَابَتْ نَفْسِي بِهِ، فَلَمَّا حُوِّلَ الْفِعْلُ إِلَى صَاحِبِ النَّفْسِ خَرَجَتِ النفسُ مُفَسِّرة، وأَنكر الْبَصْرِيُّونَ هَذَا الْقَوْلَ، وَقَالُوا إِنَّ الْمُفَسِّرَاتِ نَكِرَاتٌ وَلَا يَجُوزُ أَن تُجْعَلَ الْمَعَارِفُ نَكِرَاتٍ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: إِنَّ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ؛ مَعْنَاهُ إِلَّا مَنْ سَفِهَ فِي نَفْسِهِ أَي صَارَ سَفِيهًا، إِلَّا أَن فِي حُذِفَتْ كَمَا حُذِفَتْ حُرُوفَ الْجَرِّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَا جُناحَ عليكم أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكم؛ المعنى أَن تَسْتَرْضِعُوا لأَولادكم، فَحُذِفَ حَرْفُ الْجَرِّ مِنْ غَيْرِ ظَرْفٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً، ... ونَبْذُلُه إِذَا نَضِجَ القُدورُ الْمَعْنَى: نُغَالِي بِاللَّحْمِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْقَوْلُ الْجَيِّدُ عِنْدِي فِي هَذَا أَن سَفِهَ فِي مَوْضِعِ جَهِلَ، وَالْمَعْنَى، وَاللَّهُ أَعلم، إِلَّا مَنْ جَهِل نَفْسَه أَي لَمْ يُفَكِّرْ فِي نَفْسِهِ فَوَضَعَ سَفِهَ فِي مَوْضِعِ جَهِلَ، وعُدِّيَ كَمَا عُدِّيَ، قَالَ: فَهَذَا جَمِيعُ مَا قَالَهُ النَّحْوِيُّونَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: وَمِمَّا يقوِّي قَوْلَ الزَّجَّاجِ الْحَدِيثُ الثابتُ الْمَرْفُوعُ حِينَ سُئِلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الكِبْر فَقَالَ: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحَقَّ وتَغْمِطَ الناسَ ، فَجَعَلَ سَفِهَ وَاقِعًا مَعْنَاهُ أَنْ تَجْهَلَ الْحَقَّ فَلَا تَرَاهُ حَقًّا، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: أَصلُ السَّفَهِ الخِفَّةُ، وَمَعْنَى السَّفِيهِ الخفيفُ الْعَقْلِ، وَقِيلَ أَي سَفِهَتْ نَفْسُه أَيْ صَارَتْ سَفِيهَةً، وَنُصِبَ نَفْسَهُ عَلَى التَّفْسِيرِ الْمُحَوَّلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّمَا البَغْيُ مَنْ سَفِهَ الحقَ أَي مِنْ جَهِلَهُ، وَقِيلَ: مَنْ جَهِلَ نَفْسَهُ، وَفِي الْكَلَامِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ إِنَّمَا الْبَغْيُ فِعْلُ مَنْ سَفِهَ الحقَّ. والسَّفَهُ فِي الأَصل: الخِفَّة والطَّيْشُ. وَيُقَالُ: سَفِهَ فلانٌ رأْيه إِذَا جَهِلَهُ وَكَانَ رأْيه مُضْطَرِبًا لَا اسْتِقَامَةَ لَهُ. والسَّفيه: الْجَاهِلُ. وَرَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِنْ سَفَهِ الحَقِ ، عَلَى أَنه اسْمٌ مُضَافٌ إِلَى الْحَقِّ، قَالَ: وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما على أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْجَارِ وَإِيصَالِ الْفِعْلِ كَانَ الأَصلُ سَفِهَ عَلَى الْحَقِّ، وَالثَّانِي أَن يُضَمَّنَ مَعْنَى فِعْلٍ مُتَعَدٍّ كَجَهِلَ، وَالْمَعْنَى الاستخفاف بالحق وأَن لا يَرَاهُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الرُّجْحان والرَّزانة. الأَزهري: رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ الزّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق. ابْنُ سِيدَهْ: سَفِهَ عَلَيْنَا وسَفُهَ جَهِلَ، فَهُوَ سَفِيهٌ، وَالْجَمْعُ سُفَهاء وسِفَاهٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كَما آمَنَ السُّفَهاءُ ؛ أَي الجُهّال. وَالسَّفِيهُ: الْجَاهِلُ، والأُنثى سَفِيهَةٌ، وَالْجَمْعُ سَفِيهات وسَفائِهُ وسُفَّهٌ وسِفاهٌ. وسَفَّه الرجلَ: جَعَلَهُ سَفِيهًا. وسَفَّهَهُ: نَسَبَهُ إِلَى السَّفَه، وسافَهه مُسافَهة. يُقَالُ: سَفِيه لَمْ يَجِدْ مُسافِهاً. وسَفَّه الجهلُ حِلْمَه: أَطاشه وأَخَفَّه؛ قَالَ: وَلَا تُسَفِّهُ عِنْدَ الوِرْد عَطْشَتُها ... أَحلامَنا، وشَريبُ السَّوْءِ يَضْطرِمُ وسَفِهَ نفْسَه: خَسِرَها جَهْلًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا

تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَلَغَنَا أَنهم النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ الصِّغَارُ لأَنهم جُهّال بِمَوْضِعِ النَّفَقَةِ. قَالَ: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: النساءُ أَسْفَهُ السُّفهاء. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ ، يَعْنِي المرأَة وَالْوَلَدَ، وَسُمِّيَتْ سَفِيهَةً لِضَعْفِ عَقْلِهَا، ولأَنها لَا تُحْسِنُ سِيَاسَةَ مَالِهَا، وَكَذَلِكَ الأَولاد مَا لَمْ يُؤنَس رُشْدُهم. وقولُ الْمُشْرِكِينَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُسَفِّه أَحْلامنا ، مَعْنَاهُ أَتُجَهِّلُ أَحْلامَنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً ؛ السَّفِيهُ: الخفيفُ الْعَقْلِ مِنْ قَوْلِهِمْ تَسَفَّهَتِ الرِّياحُ الشيءَ إِذَا اسْتَخَفَّتْهُ فَحَرَّكَتْهُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: السَّفِيهُ الْجَاهِلُ وَالضَّعِيفُ الأَحمق؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: وَالْجَاهِلُ هَاهُنَا هُوَ الْجَاهِلُ بالأَحكام لَا يُحْسِنُ الإِملال وَلَا يَدْرِي كَيْفَ هُوَ، وَلَوْ كَانَ جَاهِلًا فِي أَحواله كُلِّهَا مَا جَازَ لَهُ أَن يُداين؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَاهُ إِنْ كَانَ جَاهِلًا أَو صَغِيرًا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّفِيهُ الْجَاهِلُ بالإِملال. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَنه قَدْ قَالَ بَعْدَ هَذَا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ. وسَفُه عَلَيْنَا، بِالضَّمِّ، سَفاهاً وسَفاهَةً وسَفِهَ، بِالْكَسْرِ، سَفَهاً، لُغَتَانِ، أَي صَارَ سَفِيهًا، فَإِذَا قَالُوا سَفِهَ نَفْسَه وسَفِهَ رَأْيَه لَمْ يَقُولُوهُ إلَّا بِالْكَسْرِ، لأَن فَعُلَ لَا يَكُونُ مُتَعَدِّيًا. ووادٍ مُسْفَه: مَمْلُوءٌ كأَنه جَازَ الحدَّ فسَفُهَ، فمُسْفَه عَلَى هَذَا مُتَوَهَّم مِنْ بَابٍ أَسْفَهْتُه وَجَدْته سَفِيهًا؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع: فَمَا بِهِ بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه، ... وَإِنْ تَراغَبَ، إِلَّا مُسْفَهٌ تَئِقُ والسَّفَهُ: الخِفَّة. وَثَوْبٌ سَفِيهٌ لَهْلَهٌ سَخِيف. وتَسَفَّهَتِ الرياحُ: اضطَرَبت: وتَسَفَّهت الريحُ الغُصونَ: حرَّكتها وَاسْتَخَفَّتْهَا؛ قَالَ: مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وتَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ أَي مَالَتْ بِهِ. وَنَاقَةٌ سَفِيهة الزِّمامِ إِذَا كَانَتْ خَفِيفَةَ السَّيْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ سَيْفًا: وأَبْيَضَ مَوْشِيِّ القَمِيصِ نَصَبْتُه ... عَلَى ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِيهٍ جَديلُها يَعْنِي خفيفٍ زِمامُها، يُرِيدُ أَن جَدِيلَهَا يَضْطَرِبُ لِاضْطِرَابِ رأْسها. وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ إِذَا خَفَّتْ فِي سَيْرِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقَوْماً نُعَّسا ... مُسافِهاتٍ مُعْمَلًا مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطريقَ الْمَوْطُوءَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ خَلَفِ بْنِ إِسْحاَقَ البَهْرانيّ: بعَثْنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ، ... تَسافَهُ أَشْداقُها فِي اللُّجُمْ فَإِنَّهُ أَراد أَنها تَترامى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَة، كَقَوْلِ الجَرْمي: تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ، ... فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا فَهُوَ مِنْ تَسافُهِ الأَشْداق لَا تَسافُهِ الجُدُلِ، وأَما المُبَرّدُ فَجَعَلَهُ مِنْ تَسافُه الجُدُل، والأَول أَظهر. وسَفِه الماءَ يَسْفَهُه سَفْهاً: أَكثر شُرْبَهُ فَلَمْ يَرْوَ، وَاللَّهُ أَسْفَهه إِيَّاهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: سَفِهْتُ الماءَ وسافَهْتُه شَرِبْتَهُ بِغَيْرِ رِفْقٍ. وسَفِهْتُ الشرابَ، بِالْكَسْرِ، إِذَا أَكثرت مِنْهُ فَلَمْ تَرْوَ، وأَسْفَهَكَه اللَّهُ. وسافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ: قاعَدْتُه فشَرِبْتُ مِنْهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ. وسافَهْتُ الشرابَ إِذَا أَسرفت

فِيهِ؛ قَالَ الشَّمَّاخ: فَبِتُّ كأَنني سافَهْتُ صِرْفاً ... مُعَتَّقَةً حُمَيَّاها تَدُورُ الأَزهري: رَجُلٌ ساهِفٌ وسافِهٌ شَدِيدُ الْعَطَشِ. ابْنُ الأَعرابي: طَعَامٌ مَسْهَفَة ومَسْفَهة إِذَا كَانَ يَسْقِي الماءَ كَثِيرًا. وسَفَهْتُ وسَفِهْتُ، كِلَاهُمَا، شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ. وسَفِهْتُ نَصِيبِي: نَسِيتُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وتَسَفَّهْتُ فُلَانًا عَنْ مَالِهِ إِذَا خَدَعْتَهُ عَنْهُ. وتَسَفَّهْتُ عَلَيْهِ إِذَا أَسمعته. سله: سَليهٌ مَليهٌ: لَا طَعْمَ لَهُ، كَقَوْلِكَ سَلِيخٌ مَليخٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ الأَسْلَهُ الَّذِي يَقُولُ أَفعل فِي الْحَرْبِ وأَفعل، فَإِذَا قَاتَلَ لَمْ يُغْنِ شَيْئًا؛ وأَنشد: وَمِنْ كلِّ أَسْلَهَ ذِي لُوثَةٍ، ... إِذَا تُسْعَرُ الحَرْبُ لَا يُقْدِمُ سمه: سَمَه البعيرُ والفرسُ فِي شَوْطه يَسْمَه، بِالْفَتْحِ فِيهِمَا، سُمُوهاً: جَرَى جَرْيًا وَلَمْ يَعْرِفِ الإِعْياءَ، فَهُوَ سامِهٌ، وَالْجَمْعُ سُمَّهٌ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: يَا لَيْتَنا والدَّهْرَ جَرْيَ السُّمَّهِ أَراد: لَيْتَنَا وَالدَّهْرُ نَجْرِي إِلَى غَيْرِ نِهَايَةٍ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ليتَ المُنى والدّهْرَ جَرْيُ السُّمَّه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَعْدَهُ: لِلَّهِ دَرُّ الغانياتِ المُدَّهِ قَالَ: وَيُرْوَى فِي رَجَزِهِ جَرْيُ، بِالرَّفْعِ عَلَى خَبَرِ لَيْتَ، وَمَنْ نصبه فعلى المصدر أَي يَجْرِيَ جَرْيَ السُّمَّه أَي لَيْتَ الدَّهْرَ يَجْرِي بِنَا فِي مُنانا إِلَى غَيْرِ نهاية ينتهي إِليها. والسُّمَّهُ والسُّمَّهى والسُّمَّيْهى، كُلُّهُ: الْبَاطِلُ وَالْكَذِبُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: مِنْ أَسْمَاءِ الْبَاطِلِ قَوْلُهُمُ السُّمَّهُ. يُقَالُ: جَرَى فلانٌ جَرْيَ السُّمَّهِ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ فِي السُّمَّيْهى أَي فِي الْبَاطِلِ. الْجَوْهَرِيُّ: جَرى فلانٌ السُّمَّهى أَي جَرَى إِلَى غَيْرِ أَمر يَعْرِفُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: إِذَا مَشَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ السُّمَّيْهى فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهَا ؛ هِيَ، بِضَمِّ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ: التَّبَخْتُر مِنَ الْكِبْرِ، قَالَ: وَهُوَ فِي غَيْرِ هَذَا الباطلُ وَالْكَذِبِ. الْفَرَّاءُ: وَذَهَبَتْ إِبلُه السُّمَيْهى، عَلَى مِثَالِ وَقَعُوا فِي خُلَيْطى، تَفَرَّقَتْ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَقِيلَ: السُّمَيْهى التَّفَرُّقُ فِي كُلِّ وَجْهٍ مِنْ أَيِّ الْحَيَوَانِ كَانَ. الْفَرَّاءُ: ذَهَبَتْ إبلُه السُّمَّيْهى والعُمَّيْهى والكُمَّيْهى أَي لَا يُدْرَى أَين ذَهَبَتْ. والسُّمَّهى: الهواءُ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلْهَوَاءِ اللُّوحُ والسُّمَّهى والسُّمَّيْهى. النَّضْر: يُقَالُ ذَهَبَ فِي السُّمَّهِ والسُّمَّهى أَي فِي الرِّيحِ وَالْبَاطِلِ. وسَمَّهَ الرجلُ إبلَه: أَهملها، وَهِيَ إِبِلٌ سُمَّهٌ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ، وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، لأَن سُمَّهٌ لَيْسَ عَلَى سَمَّهَ إِنَّمَا هُوَ عَلَى سَمَهَ. والسُّمَّهُ: أَن يَرْمِيَ الرجلُ إِلى غَيْرِ غَرَضٍ. وَبَقِيَ القومُ سُمَّهاً أَي مُتَلَدِّدين؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَثُرَ عيالُ رجل من طيِء مِنْ بَنَاتٍ وَزَوْجَةٍ فَخَرَجَ بِهِنَّ إِلَى خَيْبر يُعَرِّضُهُنَّ لحُمّاها، فَلَمَّا وَرَدَهَا قَالَ: قُلْتُ لِحُمَّى خَيْبَرَ: اسْتَعِدِّي ... هَذِي عِيالي، فاجْهَدي وجِدِّي وباكِري بصَالِبٍ ووِرْدِ، ... أَعانَكِ اللهُ عَلَى ذَا الجُنْدِ قَالَ: فأَصابته الْحُمَّى فَمَاتَ، وَبَقِيَ عِيَالُهُ سُمَّهاً مُتَلَدِّدينَ.

وسَمَه الرجلُ سَمْهاً، فَهُوَ سامِهٌ: دُهِشَ. وَرَجُلٌ سامِهٌ: حَائِرٌ، مِنْ قَوْمٍ سُمَّهٍ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ رَجُلٌ مُسَمَّهُ العَقْل ومُسَبَّهُ العَقْلِ أَي ذَاهِبُ الْعَقْلِ. والسُّمَّهى: مُخاطُ الشَّيْطَانِ. والسُّمَّهَةُ: خُوصٌ يُسَفُّ ثُمَّ يُجْمَعُ، يُجْعَلُ شَبِيهًا بالسُّفْرة. سنه: السَّنَةُ: واحدةُ السِّنين. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: السَّنَة العامُ مَنْقُوصَةٌ، وَالذَّاهِبُ مِنْهَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَاءً وَوَاوًا بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ فِي جَمْعِهَا سَنَهات وسَنَوات، كَمَا أَن عِضَةً كَذَلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ عِضاهٌ وعِضَواتٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّلِيلُ عَلَى أَن لَامَ سَنَةٍ وَاوٌ قَوْلُهُمْ سَنَواتٌ؛ قَالَ ابنُ الرِّقاعِ: عُتِّقَتْ فِي القِلالِ مِنْ بَيْتِ رأْسٍ ... سَنَواتٍ، وَمَا سَبَتْها التِّجارُ والسَّنةُ مُطْلَقَةً: السنةُ المُجْدِبةُ، أَوْقَعُوا ذَلِكَ عَلَيْهَا إِكباراً لَهَا وَتَشْنِيعًا وَاسْتِطَالَةً. يُقَالُ: أَصابتهم السَّنَةُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سَنَهاتٌ وسِنُون، كَسَرُوا السِّينَ لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ أَنه قَدْ أُخرج عَنْ بَابِهِ إِلَى الْجَمْعِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وقد قالوا سِنيناً؛ أَنشد الْفَارِسِيُّ: دَعانِيَ مِنْ نَجْدٍ، فإنَّ سِنينَه ... لَعِبْنَ بِنَا شِيباً، وشَيَّبْنَنا مُرْدَا فَثَبَاتُ نُونِهِ مَعَ الإِضافة يَدُلُّ عَلَى أَنها مُشَبَّهَةٌ بِنُونِ قِنِّسْرين فِيمَنْ قَالَ هَذِهِ قِنِّسْرينُ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ هَذِهِ سِنينٌ، كَمَا تَرَى، ورأَيت سِنيناً فَيُعْرِبُ النُّونَ، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهَا نُونَ الْجَمْعِ فَيَقُولُ هَذِهِ سِنُونَ ورأَيت سِنِينَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ ؛ أَي بالقُحُوط. والسَّنةُ: الأَزْمة، وأَصل السَّنَة سَنْهة بِوَزْنِ جَبْهةٍ، فَحُذِفَتْ لَامُهَا وَنُقِلَتْ حَرَكَتُهَا إِلَى النُّونِ فَبَقِيَتْ سَنَةً، لأَنها مِنْ سَنَهَت النخلةُ وتَسَنَّهَتْ إِذَا أَتى عَلَيْهَا السِّنونَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَسَنَّهَتْ إِذَا أَتى عَلَيْهَا السِّنُونَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ إِنَّ أَصلها سَنَوَةٌ بِالْوَاوِ، فَحُذِفَتْ كَمَا حُذِفَتِ الْهَاءُ لِقَوْلِهِمْ تَسَنَّيْتُ عِنْدَهُ إِذَا أَقمت عِنْدَهُ سَنةً، وَلِهَذَا يُقَالُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ استأْجرته مُسانَهة ومُساناةً، وَتَصْغِيرُهُ سُنَيْهَة وسُنَيَّة، وتُجْمَعُ سَنَواتٍ وسَنَهاتٍ، فَإِذَا جَمَعْتَهَا جَمْعَ الصِّحَّةِ كَسَرْتَ السِّينَ فَقُلْتَ سِنينَ وسِنُونَ، وَبَعْضُهُمْ بضمها وَيَقُولُ سُنُونَ، بِالضَّمِّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: سِنينٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فِي النَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَالْجَرِّ، وَيُجْعَلُ الإِعراب عَلَى النُّونِ الأَخيرة، فَإِذَا أَضفتها عَلَى الأَول حَذَفْتَ نُونَ الْجَمْعِ للإِضافة، وَعَلَى الثَّانِي لَا تَحْذِفُهَا فَتَقُولُ سِنِي زيدٍ وسِنِينَ زيدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما مَنْ قَالَ سِنينٌ ومِئِينٌ وَرَفَعَ النُّونَ فَفِي تَقْدِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه فِعْلِينٌ مثلِ غِسْلِينٍ، مَحْذُوفَةً، إِلَّا أَنه جَمْعٌ شاذ، وقد يجئ فِي الْجُمُوعِ مَا لَا نَظِيرَ لَهُ نَحْوَ عِدىً؛ هَذَا قَوْلُ الأَخفش، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنه فَعِيلٌ، وَإِنَّمَا كَسَرُوا الْفَاءَ لِكَسْرَةِ مَا بَعْدَهَا، وَقَدْ جَاءَ الْجَمْعُ عَلَى فَعِيلٍ نَحْوَ كَلِيبٍ وعَبيدٍ، إِلَّا أَن صَاحِبَ هَذَا الْقَوْلِ يَجْعَلُ النُّونَ فِي آخِرِهِ بَدَلًا مِنَ الْوَاوِ وَفِي الْمِائَةِ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سِنين لَيْسَ بِجَمْعِ تَكْسِيرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِلْجَمْعِ، وَقَوْلُهُ: إِنَّ عِدىً لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْجُمُوعِ، وَهْمٌ لأَن عِدىً نَظِيرُهُ لِحىً وفِرىً وجِرىً، وَإِنَّمَا غَلَّطه قولُهم إِنَّهُ لَمْ يأْت فِعَلٌ صِفَةً إِلَّا عِدىً وَمَكَانًا سِوىً. وقولُه تعالى: ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ . قَالَ الأَخفش: إِنَّهُ بَدَلٌ مِنْ ثَلَاثٍ وَمِنَ المائة أَي لبثوا ثلثمائة مِنَ السِّنِينَ. قَالَ: فَإِنْ كَانَتِ السِّنُون تَفْسِيرًا لِلْمِائَةِ فَهِيَ جَرٌّ، وَإِنْ كَانَتْ تَفْسِيرًا لِلثَّلَاثِ فَهِيَ نَصْبٌ، والعربُ تَقُولُ تَسَنَّيْتُ عِنْدَهُ وتَسَنَّهْتُ عِنْدَهُ. وَيُقَالُ: هَذِهِ بِلادٌ سِنِينٌ أَي جَدْبةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

بمُنْخَرَقٍ تَحِنُّ الرِّيحُ فيهِ ... حَنِينَ الجُلْبِ [الجِلْبِ] في البَلَدِ السِّنينِ الأَصمعي: أَرضُ بني فلان سَنَةٌ إِذَا كَانَتْ مُجْدِبةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وبُعِثَ رائدٌ إِلَى بَلَدٍ فَوَجَدَهُ مُمْحِلًا فَلَمَّا رَجَعَ سُئلَ عَنْهُ فَقَالَ السَّنَةُ، أَراد الجُدُوبة. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مُضَر بالسَّنة ؛ السَّنَةُ: الجَدْبُ. يُقَالُ: أَخذتهم السنةُ إِذَا أَجْدبوا وأُقحِطُوا، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْغَالِبَةِ نَحْوَ الدَّابَّةِ فِي الْفَرَسِ وَالْمَالِ فِي الإِبل، وَقَدْ خَصُّوهَا بِقَلْبِ لَامِهَا تَاءً فِي أَسْنَتُوا إِذَا أَجْدبوا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ لَا يُجيز نِكَاحًا عامَ سَنَةٍ أَي عامَ جَدْبٍ، يَقُولُ: لَعَلَّ الضِّيقَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى أَن يُنْكِحُوا غيرَ الأَكْفاء، وَكَذَلِكَ حَدِيثُهُ الْآخَرُ: كَانَ لَا يَقْطَعُ فِي عَامِ سنةٍ ، يَعْنِي السارقَ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة: فأَصابتنا سُنَيَّةٌ حمراءُ أَي جَدْبٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ تَصْغِيرُ تَعْظِيمٍ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ عَلَى قُرَيْشٍ: أَعنِّي عَلَيْهِمْ بسِنينَ كسِني يوسفَ ؛ هِيَ الَّتِي ذَكَرها اللهُ فِي كِتَابِهِ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ أَي سَبْعُ سِنِينَ فِيهَا قَحْطٌ وجَدْبٌ، والمُعاملة مِنْ وَقْتِهَا مُسانَهةٌ. وسانَهه مُسانَهةً وسِنَاهاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: عامَلَه بالسَّنةِ أَو استأْجره لَهَا. وسَانَهتِ النخلةُ، وَهِيَ سَنْهاءُ: حَمَلَتْ سَنَةً وَلَمْ تَحْمِلْ أُخرى؛ فأَما قَوْلُ بَعْضِ الأَنصار، هُوَ سُوَيْد بْنُ الصَّامِتِ: فلَيْسَتْ بسَنهاء وَلَا رُجَّبِيَّةٍ، ... ولكنْ عَرايا فِي السِّنينِ الجَوائحِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَمْ تُصِبْهَا السَّنةُ المُجْدِبة. والسَّنْهاء: الَّتِي أَصابتها السنةُ المُجْدِبةُ، وَقَدْ تَكُونُ النخلةَ الَّتِي حَمَلَتْ عَامًا وَلَمْ تَحْمِلْ آخَرَ، وَقَدْ تَكُونُ الَّتِي أَصابها الجَدْبُ وأَضَرَّ بِهَا فنَفَى ذَلِكَ عَنْهَا. الأَصمعي: إِذَا حَمَلَتِ النَّخْلَةُ سَنَةً وَلَمْ تَحْمِلْ سَنَةً قِيلَ قَدْ عاوَمَتْ وسانَهَتْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ للسَّنَة الَّتِي تَفْعَلُ ذَلِكَ سَنْهاء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ ، وَهُوَ أَن يَبِيعَ ثَمَرَةَ نَخْلِهِ لأَكثر مِنْ سَنَةٍ؛ نَهَى عَنْهُ لأَنه غَرَرٌ وبيعُ مَا لَمْ يُخْلَقْ، وَهُوَ مِثْلُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنه نَهَى عَنِ المُعاومة. وَفِي حَدِيثِ حَليمةَ السَّعْدِيةِ: خَرَجْنَا نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاء بِمَكَّةَ فِي سنةٍ سَنْهاء أَي لَا نباتَ بِهَا وَلَا مَطَرَ، وَهِيَ لَفْظَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِنْ السَّنةِ كَمَا يُقَالُ لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ويومٌ أَيْوَمُ، وَيُرْوَى: فِي سَنَةٍ شَهْباء. وأَرضُ بَنِي فُلَانٍ سَنَةٌ أَي مُجْدِبة. أَبو زَيْدٍ: طَعَامٌ سَنِةٌ وسَنٍ إِذَا أَتتْ عَلَيْهِ السِّنُونَ. وسَنِهَ الطعامُ والشرابُ سَنَهاً وتَسَنَّه: تَغَيَّرَ، وَعَلَيْهِ وَجَّهَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ؛ والتَّسَنُّهُ: التَّكَرُّجُ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الخُبْزِ وَالشَّرَابِ وَغَيْرِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: خُبْزٌ مُتَسَنِّهٌ. وَفِي الْقُرْآنِ: لَمْ يَتَسَنَّهْ ؛ لَمْ تُغَيِّرْهُ السِّنُونَ، وَمَنْ جَعَلَ حَذْفَ السَّنَةِ وَاوًا قرأَ لَمْ يَتَسنَّ، وَقَالَ سانَيته مُساناة، وإِثبات الْهَاءِ أَصوب. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَمْ يَتَسَنَّهْ ؛ لَمْ يَتَغَيَّرْ بِمُرُورِ السِّنِينَ عَلَيْهِ، مأْخوذ مِنَ السَّنَةِ، وَتَكُونُ الْهَاءُ أَصلية مِنْ قَوْلِكَ بِعْتُهُ مُسانهة، تُثْبِتُ وَصْلًا وَوَقْفًا، وَمَنْ وَصَلَهُ بِغَيْرِ هَاءٍ جَعَلَهُ مِنَ المُساناة لأَن لَامَ سَنَةٍ تَعْتَقِبُ عَلَيْهَا الْهَاءُ وَالْوَاوُ، وَتَكُونُ زَائِدَةً صِلَةً بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ؛ فَمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ زَائِدَةً جَعَلَ فَعَلْتَ مِنْهُ تَسَنَّيْتَ، أَلا تَرَى أَنك تَجْمَعُ السَّنَةَ سَنَوَاتٍ فَيَكُونُ تَفَعَّلْتُ عَلَى صِحَّةٍ؟ وَمَنْ قَالَ فِي تَصْغِيرِ السَّنَةِ سُنينة، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَلِيلًا، جَازَ أَن يَقُولَ تَسَنَّيْتُ تَفَعَّلْتُ، أُبدلت النُّونُ يَاءً لَمَّا كَثُرَتِ النُّونَاتُ، كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ وأَصله الظَّنُّ، وَقَدْ قَالُوا هُوَ مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛

فصل الشين المعجمة

يُرِيدُ مُتَغَيِّرًا، فَإِنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَهُوَ أَيضاً مِمَّا بُدِّلتْ نُونُهُ يَاءً، ونُرَى، وَاللَّهُ أَعلم، أَن مَعْنَاهُ مأْخوذ مِنَ السَّنَة أَي لَمْ تُغَيِّرْهُ السِّنُون. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَحمد بْنِ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ لَمْ يَتَسَنَّهْ ، قَالَ: قرأَها أَبو جَعْفَرٍ وشَيْبة ونافعٌ وَعَاصِمٌ بِإِثْبَاتِ الْهَاءِ، إِنْ وَصَلُوا أَو قَطَعُوا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ، وَوَافَقَهُمْ أَبو عَمْرٍو فِي لَمْ يَتَسَنَّهْ وَخَالَفَهُمْ فِي اقْتَدِهْ، فَكَانَ يَحْذِفُ الْهَاءَ مِنْهُ فِي الْوَصْلِ وَيُثْبِتُهَا فِي الْوَقْفِ، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَحْذِفُ الْهَاءَ مِنْهُمَا فِي الْوَصْلِ وَيُثْبِتُهَا فِي الْوَقْفِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَجود ما قيل في أَصل السَّنَةِ سُنَيْهة، عَلَى أَن الأَصل سَنْهَةٌ كَمَا قَالُوا الشَّفَةُ أَصلها شَفْهَة، فَحُذِفَتِ الْهَاءُ، قَالَ: وَنَقَصُوا الْهَاءَ مِنَ السَّنَةِ كَمَا نَقَصُوهَا مِنَ الشَّفَةِ لأَن الْهَاءَ ضَاهَتْ حُرُوفَ اللِّينِ الَّتِي تَنْقُصُ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ والأَلف، مِثْلَ زِنَةٍ وثُبَةٍ وعِزَةٍ وعِضَةٍ، وَالْوَجْهُ فِي الْقِرَاءَةِ لَمْ يَتَسَنَّهْ ، بِإِثْبَاتِ الْهَاءِ فِي الْوَقْفِ والإِدراج، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبي عَمْرٍو، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ سَنِهَ الطعامُ إِذَا تَغَيَّرَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ حمَإٍ مَسْنُون، فأَبدلوا مَنْ يَتَسَنَّنْ كَمَا قَالُوا تظنَّيْتُ وقَصَّيْتُ أَظفاري. سنبه: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: مَضَتْ سَنْبَةٌ مِنَ الدَّهْرِ وسَنْبَهةٌ وسَبَّةٌ من الدهر. سهنسه: حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: سِهِنْساهُ [سِهِنْساهِ] ادْخُلْ مَعَنَا، وسِهِنْساهُ [سِهِنْساهِ] اذْهَبْ مَعَنَا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَعْدَهُ شَيْءٌ قُلْتَ سِهِنْساهِ قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا. الْفَرَّاءُ: افْعَلْ هَذَا سِهِنْساهِ وسِهِنْساهُ افْعَلْه آخِرَ كُلِّ شَيْءٍ؛ ثَعْلَبٌ: وَلَا يُقَالُ هَذَا إِلَّا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، لَا يُقَالُ فَعَلْتُهُ سِهِنْساهِ وَلَا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أَثِيرٍ. سهه: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: العَيْنانِ وِكاءُ السَّهِ فَإِذَا نَامَتَا اسْتَطْلَقَ الوِكاءُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: السَّهُ حَلْقَةُ الدُّبُرِ، قَالَ الأَزهري: السَّهُ [السَّهْ] مِنَ الْحُرُوفِ الناقصةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ سَتَهَ لأَن أَصلها سَتَهٌ، بِوَزْنِ فَرَسٍ، وَجَمْعُهَا أَسْتاه كأَفراس، فَحُذِفَتِ الْهَاءُ وَعُوِّضَ مِنْهَا الْهَمْزَةُ، فَقِيلَ اسْتٌ، فَإِذَا رَدَدْتَ إِلَيْهَا الْهَاءَ وَهِيَ لَامُهَا وَحَذَفْتَ الْعَيْنَ الَّتِي هِيَ التَّاءُ انْحَذَفَتِ الْهَمْزَةُ الَّتِي جيءَ بِهَا عِوَضَ الْهَاءِ، فَتَقُولُ سَهٌ، بِفَتْحِ السِّينِ. وَيُرْوَى فِي الْحَدِيثِ: وِكاءُ السَّتِ ، بِحَذْفِ الْهَاءِ وإِثبات الْعَيْنِ، وَالْمَشْهُورُ الأَول، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَن الإِنسان مَهْمَا كَانَ مُسْتَيْقِظًا كَانَتِ اسْتُه كالمشدودةِ المَوْكِيّ عَلَيْهَا، فَإِذَا نَامَ انْحَلَّ وِكاؤُها ، كَنَّى بِهَذَا اللَّفْظِ عَنِ الحَدَثِ وَخُرُوجِ الرِّيحِ، وَهُوَ مِنْ أَحسن الكناياتِ وأَلطفها. فصل الشين المعجمة شبه: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، وَالْجَمْعُ أَشْباهٌ. وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: مَاثَلَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ أَشْبَه أَباه فَمَا ظَلَم. وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه: وَذَلِكَ إِذَا عَجَزَ وضَعُفَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَصْبَحَ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ أُمِّهِ، ... مِنْ عِظَمِ الرأْسِ وَمِنْ خُرْطُمِّهِ أَراد مِنْ خُرْطُمِهِ فَشُدِّدَ لِلضَّرُورَةِ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي الخُرْطُوم، وَبَيْنَهُمَا شَبَه بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ مَشَابِهُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا قَالُوا مَحاسِن ومَذاكير. وأَشْبَهْتُ فُلَانًا وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها: أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ . وشَبَّهه إِياه وشَبَّهَه بِهِ مَثَّلَهُ. والمُشْتَبِهاتُ مِنَ الأُمور: المُشْكِلاتُ. والمُتَشابِهاتُ: المُتَماثِلاتُ. وتَشَبَّهَ فلانٌ بِكَذَا. والتَّشْبِيهُ: التَّمْثِيلُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ:

وذَكَر فِتْنَةً فَقَالَ تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً ؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ أَن الْفِتْنَةَ إِذَا أَقبلت شَبَّهَتْ عَلَى الْقَوْمِ وأَرَتْهُمْ أَنهم عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَدْخُلُوا فِيهَا ويَرْكَبُوا مِنْهَا مَا لَا يَحِلُّ، فَإِذَا أَدبرت وَانْقَضَتْ بانَ أَمرُها، فعَلِمَ مَنْ دخل فيهاأَنه كَانَ عَلَى الْخَطَأِ. والشُّبْهةُ: الالتباسُ. وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ ومُشَبِّهَةٌ «2»: مُشْكِلَة يُشْبِهُ بعضُها بَعْضًا؛ قَالَ: واعْلَمْ بأَنَّك فِي زَمانِ ... مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ وَبَيْنَهُمْ أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فِيهَا. وشَبَّهَ عَلَيْهِ: خَلَّطَ عَلَيْهِ الأَمْرَ حَتَّى اشْتَبه بِغَيْرِهِ. وَفِيهِ مَشابهُ مِنْ فُلَانٍ أَي أَشْباهٌ، وَلَمْ يَقُولُوا فِي وَاحِدَتِهِ مَشْبَهةٌ، وَقَدْ كَانَ قِيَاسُهُ ذَلِكَ، لَكِنَّهُمُ اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عَنْهُ فَهُوَ مِنْ بَابِ مَلامِح ومَذاكير؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَمْ يَسْرِ رجلٌ قَطُّ لَيْلَةً حَتَّى يُصْبِحَ إِلَّا أَصْبَح وَفِي وَجْهِهِ مَشابِهُ مِنْ أُمِّه. وَفِيهِ شُبْهَةٌ مِنْهُ أَي شَبَهٌ. وَفِي حَدِيثِ الدِّياتِ: دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ ؛ هُوَ أَن تَرْمِيَ إِنساناً بشيءٍ لَيْسَ مِنْ عَادَتِهِ أَن يَقْتُل مِثْلُه، وَلَيْسَ مِنْ غَرَضِكَ قَتْلُهُ، فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ فِي مَقْتَلٍ فيَقْتُل، فَيَجِبُ فِيهِ الديةُ دُونَ الْقِصَاصِ. وَيُقَالُ: شَبَّهْتُ هَذَا بِهَذَا، وأَشْبَه فلانٌ فُلَانًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ يُشْبِهُ بعضُها بَعْضًا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ، فَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: الْمُتَشَابِهَاتُ الم الر، وَمَا اشْتَبه عَلَى الْيَهُودِ مِنْ هَذِهِ وَنَحْوِهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا لَوْ كَانَ صَحِيحًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ مُسَلَّماً لَهُ، وَلَكِنَّ أَهل الْمَعْرِفَةِ بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَذْهَبُ إِلَى مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ أَنه قَالَ: الْمُحْكَمَاتُ مَا لَمْ يُنْسَخْ، والمُتَشابِهات مَا قَدْ نُسِخَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: المُتَشابِهاتُ هِيَ الآياتُ الَّتِي نَزَلَتْ فِي ذِكْرِ الْقِيَامَةِ وَالْبَعْثِ ضَرْبَ قَوْلِه: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ، وضَرْبَ قولِه: وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ؛ فَهَذَا الذي تَشَابَهَ عَلَيْهِمْ، فأَعْلَمهم اللَّهُ الوَجْهَ الَّذِي يَنْبَغِي أَن يَسْتَدِلُّوا بِهِ عَلَى أَن هَذَا المُتَشابِهَ عَلَيْهِمْ كَالظَّاهِرِ لَوْ تَدَبَّرُوه فَقَالَ: وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ، أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ؛ أَي إِذَا كُنْتُمْ أَقررتم بالإِنشاء وَالِابْتِدَاءِ فَمَا تُنْكِرُونَ مِنَ الْبَعْثِ والنُّشور، وَهَذَا قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَهل الْعِلْمِ وَهُوَ بَيِّنٌ وَاضِحٌ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ؛ أَي أَنهم طَلَبُوا تَأْوِيلَ بَعْثِهِمْ وإِحيائهم فأَعلم اللَّهُ أَن تأْويل ذَلِكَ وَوَقْتَهُ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ؛ يُرِيدُ قِيَامَ السَّاعَةِ وَمَا وُعِدُوا مِنَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ، وَاللَّهُ أَعلم. وأَما قَوْلُهُ: وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً ، فَإِنَّ أَهل اللُّغَةِ قَالُوا مَعْنَى مُتَشابِهاً يُشْبِهُ بعضُه بَعْضًا فِي الجَوْدَة والحُسْن، وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مُتَشابِهاً يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي الصُّورَةِ وَيَخْتَلِفُ فِي الطَّعْم، وَدَلِيلُ الْمُفَسِّرِينَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ؛

_ (2). قوله [ومشبهة] كذا ضبط في الأصل والمحكم، وقال المجد: مشبهة كمعظمة

لأَن صُورتَه الصورةُ الأُولى، ولكنَّ اختلافَ الطَّعْمِ مَعَ اتِّفَاقِ الصُّورَةِ أَبلغُ وأَغرب عِنْدَ الْخَلْقِ، لَوْ رأَيت تُفَّاحًا فِيهِ طَعْمُ كُلِّ الْفَاكِهَةِ لَكَانَ نِهَايَةً فِي العَجَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الْقُرْآنِ: آمِنُوا بمُتَشابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه ؛ المُتَشابه: مَا لَمْ يُتَلَقَّ مَعْنَاهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما إِذَا رُدَّ إِلَى المُحْكم عُرف مَعْنَاهُ، وَالْآخَرُ مَا لَا سَبِيلَ إِلَى مَعْرِفَةِ حَقِيقَتِهِ، فالمُتَتَبِّعُ لَهُ مُبْتَغٍ لِلْفِتْنَةِ لأَنه لَا يَكَادُ يَنْتَهِي إِلَى شَيْءٍ تَسْكُنُ نَفْسُه إِلَيْهِ. وَتَقُولُ: فِي فُلَانٍ شَبَهٌ مِنْ فُلَانٍ، وَهُوَ شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الرَّمْلَ: وبالفِرِنْدادِ لَهُ أُمْطِيُّ، ... وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُ الأُمْطِيُّ: شَجَرٌ لَهُ عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب. وَقَوْلُهُ: وشَبَهٌ، هُوَ اسْمُ شَجَرٍ آخَرَ اسْمُهُ شَبَهٌ، أَمْيَلُ: قَدْ مَالَ، مَيْلانيُّ: مِنَ المَيل. وَيُرْوَى: وسَبَطٌ أَمْيَلُ، وَهُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ أَيضاً. حَيْثُ انْحَنى ذُو اللِّمَّةِ المَحْنِيُ حَيْثُ انْحَنَى: يَعْنِي هَذَا الشَّبَه. ذُو اللِّمَّةِ: حَيْثُ نَمَّ العُشْبُ؛ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس، وَهِيَ الجُمَّة. فِي بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِيُ بَيْضُ وَدْعانَ: موضعٌ. أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وشَبَّه الشيءُ إِذَا أَشْكَلَ، وشَبَّه إِذَا سَاوَى بَيْنَ شَيْءٍ وَشَيْءٍ، قَالَ: وسأَلته عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً ، فَقَالَ: لَيْسَ مِنَ الاشْتِباهِ المُشْكِل إِنَّمَا هُوَ مِنَ التشابُه الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الِاسْتِوَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المُشْتَبِهاتُ مِنَ الأُمور المُشْكِلاتُ. وَتَقُولُ: شَبَّهْتَ عليَّ يَا فلانُ إِذَا خَلَّطَ عَلَيْكَ. واشْتَبَه الأَمْرُ إِذَا اخْتَلَطَ، واشْتَبه عليَّ الشيءُ. وَتَقُولُ: أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مِثْلُهُ فِي الشِّبْهِ والشَّبَهِ. وَتَقُولُ: إِنِّي لَفِي شُبْهةٍ مِنْهُ، وحُروفُ الشِّينِ يُقَالُ لَهَا أَشْباهٌ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يكونُ سَواءً فإِنها أَشْباهٌ كَقَوْلِ لَبِيدٍ فِي السَّواري وتَشْبيه قوائمِ النَّاقَةِ بِهَا: كعُقْرِ الهاجِريِّ، إِذَا ابْتَناهُ، ... بأَشْباهٍ خُذِينَ عَلَى مِثالِ قَالَ: شَبَّه قَوَائِمَ نَاقَتِهِ بالأَساطين. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ فِي بَيْتِ لَبِيدٍ الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بَعْضًا، وَإِنَّمَا شَبَّه نَاقَتَهُ فِي تَمَامِ خَلْقِها وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مَبْنِيٍّ بِالْآجُرِّ، وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ، وَهُوَ اسْمٌ مِنَ الاشْتِباهِ. رُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عَلَيْهِ «1». وَمَعْنَاهُ أَن المُرْضِعَة إِذَا أَرْضَعَتْ غُلَامًا فإِنه يَنْزِعُ إِلَى أَخلاقِها فيُشْبِهُها، وَلِذَلِكَ يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الْجِسْمِ عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ زيادٍ السَّهْمِيّ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فَإِنَّ اللَّبنَ يُشَبَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِنَّ اللَّبَنَ يَتَشَبَّهُ. والشِّبْهُ والشَّبَهُ: النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: ضَرْبٌ مِنَ النُّحَاسِ يُلْقى عَلَيْهِ دواءٌ فيَصْفَرُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه إِذَا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ أَشْبَه الذهبَ بِلَوْنِهِ، وَالْجَمْعُ أَشْباهٌ، يُقَالُ: كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بِمَعْنًى؛ قَالَ المَرَّارُ: تَدينُ لمَزْرُورٍ إِلَى جَنْب حَلْقَةٍ، ... مِنَ الشِّبْهِ، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو حَنِيفَةَ: الشَّبَهُ شَجَرَةٌ كَثِيرَةُ الشَّوْك تُشْبِهُ

_ (1). قوله [اللين يشبه عليه] ضبط يشبه في الأَصل والنهاية بالتثقيل كما ترى، وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول

السَّمُرَةَ وَلَيْسَتْ بِهَا. والمُشَبَّهُ: المُصْفَرُّ مِنَ النَّصِيِّ. والشَّباهُ: حَبٌّ عَلَى لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ لِلدَّوَاءِ. والشَّبَهانُ: نَبْتٌ يُشْبِهُ الثُّمام، وَيُقَالُ لَهُ الشَّهَبانُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والشَّبَهانُ والشُّبُهانُ ضَرْبٌ مِنَ العِضاه، وَقِيلَ: هُوَ الثُّمامُ، يَمانية؛ حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ: بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ، ... وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ الْبَيْتُ للأَحْوَل اليَشْكُري، وَاسْمُهُ يَعْلى، قَالَ: وَتَقْدِيرُهُ وَيَنْبُتُ أَسفلُه المَرْخَ؛ عَلَى أَن تَكُونَ الْبَاءُ زَائِدَةً، وإِن شِئْتَ قَدَّرْتَه: ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ، فَتَكُونُ الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ لَمَّا قَدَّرْتَ الْفِعْلَ ثُلَاثِيًّا. وَفِي الصِّحَاحِ: وَقِيلَ الشَّبَهانُ هُوَ الثُّمامُ مِنَ الرَّيَاحِينِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والشَّبَهُ كالسَّمُرِ كَثِيرُ الشَّوْكِ. شده: شَدَهَ رأْسَه شَدْهاً: شَدَخَه. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما قَوْلُهُمُ السَّدْهُ فِي الشَّدْهِ، وَرَجُلٌ مَسْدُوه فِي مَعْنَى مَشْدُوه، فَيَنْبَغِي أَن تَكُونَ السِّينُ بَدَلًا مِنَ الشِّينِ لأَن الشِّينَ أَعم تَصَرُّفاً. وشُدِهَ الرجلُ شَدَهاً وشُدْهاً: شُغِل: وَقِيلَ: تَحَيَّر، وَالِاسْمُ الشُّداهُ. الأَزهري: شُدِهَ الرجلُ دُهِشَ، فَهُوَ دَهِشٌ ومَشْدُوهٌ شَدَهاً، وَقَدْ أَشْدَهَه كَذَا. أَبو زَيْدٍ: شُدِهَ الرجلُ شَدْهاً «1». فَهُوَ مَشْدُوهٌ: دُهِشَ، وَالِاسْمُ الشُّدْهُ والشَّدَهُ مِثْلُ البُخْلِ والبَخَلِ، وَهُوَ الشُّغْل لَيْسَ غَيْرَهُ. وَقَالَ: شُدِهَ الرجلُ شُغِلَ لَا غَيْرُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يَجعَلْ شُدِهَ مِنَ الدَّهَشِ كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أَنه مَقْلُوبٌ مِنْهُ، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ دَهِشَ، عَلَى فَعِلَ، وأَما الشَّدْهُ فَالدَّالُ ساكنة. شره: الشَّرَهُ: أَسْوَأُ الحِرْصِ، وَهُوَ غَلَبَةُ الحِرْصِ، شَرهَ شَرَهاً فَهُوَ شَرهٌ وشَرْهانُ. وَرَجُلٌ شَرهٌ: شَرْهانُ النَّفْسِ حَريصٌ. والشَّرِهُ والشَّرْهانُ: السريعُ الطَّعْمِ الوَحِيُّ، وَإِنْ كَانَ قليلَ الطَّعْمِ. وَيُقَالُ: شَرِهَ فلانٌ إِلَى الطَّعَامِ يَشْرَهُ شَرَهاً إِذَا اشْتَدَّ حِرْصُه عَلَيْهِ. وسَنة شَرْهاء: مُجْدِبة؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وقولُهم: هَيا «2». شَراهِيا، مَعْنَاهُ يَا حيُّ يا قيُّومُ بالعِبْرانِيَّةِ. شفه: الشَّفَتانِ مِنَ الإِنسان: طَبَقا الفمِ، الواحدةُ شَفةٌ، منقوصةُ لامِ الفعلِ ولامُها هاءٌ، والشَّفةُ أَصلها شَفَهةٌ لأَن تَصْغِيرَهَا شُفَيْهة، وَالْجَمْعُ شِفاه، بِالْهَاءِ، وَإِذَا نسَبْتَ إِلَيْهَا فأَنْت بِالْخِيَارِ، إِن شئتَ تَرَكْتَهَا عَلَى حَالِهَا وقلتَ شفِيٌّ مثال دَمِيٍّ ويَدِيٍّ وعَدِيٍّ، وَإِنْ شِئْتَ شَفَهيٌّ، وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن النَّاقِصَ مِنَ الشَّفَةِ وَاوٌ لأَنه يُقَالُ فِي الْجَمْعِ شَفَواتٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: الْمَعْرُوفُ فِي جَمْعِ شَفةٍ شِفاهٌ، مكَسَّراً غيرَ مُسَلَّم، وَلَامُهُ هَاءٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْبَصْرِيِّينَ، وَلِهَذَا قَالُوا الْحُرُوفَ الشَّفَهِيَّةُ وَلَمْ يَقُولُوا الشَّفَوِيَّة، وَحَكَى الْكِسَائِيُّ إِنَّه لغَلِيظُ الشِّفاهِ كأَنه جعَل كلَّ جزءٍ مِنَ الشَّفة شَفةً ثُمَّ جمَع عَلَى هَذَا. اللَّيْثُ: إِذَا ثَلَّثُوا الشَّفةَ قَالُوا شَفَهات وشَفَوات، وَالْهَاءُ أَقْيَسُ وَالْوَاوُ أَعمُّ، لأَنهم شَبَّهوها بالسَّنَواتِ ونُقْصانُها حَذْفُ هائِها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ هَذِهِ شَفةٌ فِي الْوَصْلِ، وشَفهٌ بِالْهَاءِ، فَمَنْ قَالَ شَفةٌ قَالَ كَانَتْ في

_ (1). قوله [شده الرجل شدهاً إلخ] جاء المصدر محركاً وبضم أو فتح فسكون كما في القاموس وغيره (2). قوله [وقولهم هيا إلخ] مثله في التهذيب، والذي في التكملة ما نصه: قال الصاغاني هذا غلط وليس هذا اللفظ من هذا التركيب في شيء أعني تركيب شره، وبعضهم يقول آهيا شراهيا مثل عاهيا وكل ذلك تصحيف وتحريف وإنما هو إهيا بكسر الهمزة وسكون الهاء وأشر بالتحريك وسكون الراء وبعده إهيا مثل الأَول وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ جَلَّ ذكره، ومعنى إهيا أشر إهيا الأَزلي الذي لم يزل، هكذا أقرأنيه حبر من أحبار اليهود بعدن أبين

الأَصل شَفَهة فحذِفت الْهَاءُ الأَصلية وأُبْقِيَتْ هاءُ العلامةِ للتأْنيث، ومَنْ قَالَ شَفَه بِالْهَاءِ أَبْقَى الْهَاءَ الأَصلية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّفَةُ للإِنسان وَقَدْ تُسْتَعار لِلْفَرَسِ قَالَ أَبو دُوَادٍ: فبِتْنا جُلوساً عَلَى مُهْرِنا، ... نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتيْهِ الصَّفارا الصَّفارُ: يبيسُ البُهْمَى وَلَهُ شوكٌ يَعْلَقُ بجَحافِل الخَيْل، وَاسْتَعَارَ أَبو عُبَيْدٍ الشَّفةَ للدَّلْوِ فَقَالَ: كَبْنُ الدَّلْوِ شَفَتُها، وَقَالَ: إِذَا خُرِزَتِ الدَّلْوُ فَجَاءَتْ الشَّفةُ مَائِلَةً قِيلَ كَذَا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَمِنَ الْعَرَبِ سَمِع هَذَا أَمْ هُوَ تعبيرُ أَشْياخِ أَبي عُبَيْدٍ. وَرَجُلٌ أَشْفَى إِذَا كَانَ لَا تَنْضَمُّ شَفَتاهُ كالأَرْوَقِ قَالَ: وَلَا دليلَ عَلَى صِحَّتِهِ. وَرَجُلٌ شُفاهِيٌّ، بِالضَّمِّ: عظيمُ الشَّفةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: غَليظُ الشَّفتَيْن. وشافَهَه: أَدْنَى شَفتَه مِنْ شَفته فكَلَّمَه، وكلَّمه مُشافَهةً، جاؤوا بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ فِعْله وَلَيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قِيلَ مثلُ هَذَا، لَوْ قُلْتَ كَلَّمْتُه مُفاوَهةً لَمْ يَجُزْ إِنَّمَا تَحْكي مِنْ ذَلِكَ مَا سُمِع؛ هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: المُشافَهةُ المُخاطَبةُ مِنْ فِيكَ إِلَى فِيهِ. والحروفُ الشَّفهِيَّةُ: الْبَاءُ وَالْفَاءُ والميمُ، وَلَا تَقُلْ شَفَوِيَّةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ لِلْفَاءِ وَالْبَاءِ وَالْمِيمِ شَفَوِيَّةٌ، وشَفَهِيَّةٌ لأَن مَخْرَجَها مِنَ الشَّفة لَيْسَ للِّسانِ فِيهَا عمَلٌ. وَيُقَالُ: مَا سَمِعْتُ مِنْهُ ذَاتَ شَفةٍ أَي مَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً. وَمَا كَلَّمْتُه ببِنْتِ شَفةٍ أَي بكلمةٍ. وفلانٌ خفيفُ الشَّفَةِ أَي قليلُ السُّؤال للنَّاسِ. وَلَهُ فِي النَّاسِ شَفَةٌ حسَنةٌ أَي ثناءٌ حسَنٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إنَّ شَفةَ الناسِ عَلَيْكَ لحسَنةٌ أَي ثَناءَهم عَلَيْكَ حسَنٌ وذِكْرهم لَكَ، وَلَمْ يَقُلْ شِفاهُ النَّاسِ. ورجلٌ شافِهٌ: عَطْشانُ لَا يَجِد مِنَ الْمَاءِ مَا يَبُلُّ بِهِ شَفتَه؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقبل: فكمْ وطِئْنا بِهَا مِنْ شافِهٍ بَطَلٍ، ... وكَمْ أَخَذْنا مِن أنفالٍ نُفادِيها ورجلٌ مشْفوهٌ: يَسْأَله الناسُ كَثِيرًا. وماءٌ مَشْفُوهٌ: كثيرُ الشارِبةِ، وَكَذَلِكَ المالُ والطعامُ. وَرَجُلٌ مَشْفوهٌ إِذَا كثُرَ سؤالُ النَّاسِ إِيَّاهُ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، مِثْلُ مَثْمودٍ ومَضْفوفٍ ومَكْثورٍ عَلَيْهِ. وأَصبحْتَ يَا فلانُ مَشْفوهاً مَكْثوراً عَلَيْكَ: تُسْأَلُ وتُكلَّم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: وَقَدْ يَكُونُ المَشْفوهُ الَّذِي أَفْنَى مالَه عيالُه ومَنْ يَقُوتُه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ صَائِدًا: عَارِي الأَشاجِعِ مَشْفوهٌ، أَخو قَنَصٍ، ... مَا يُطْعِمُ العَينَ نَوْماً غيرَ تَهْوِيمِ والشَّفْهُ: الشَّغْلُ. يُقَالُ: شَفَهَني عَنْ كَذَا أَي شَغَلني. وَنَحْنُ نَشْفَه عَلَيْكَ المَرْتَع والماءَ أَي نشْغَلُه عَنْكَ أَي هُوَ قَدْرُنا لَا فَضْلَ فِيهِ. وشُفِهَ مَا قِبَلَنا شَفْهاً: شُغِلَ عَنْهُ. وَقَدْ شَفَهني فلانٌ إِذَا أَلَحَّ عَلَيْكَ فِي المسأَلة حَتَّى أَنْفَد مَا عِنْدك. وماءٌ مَشْفوهٌ: بِمَعْنَى مَطْلوب. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ كثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ كأَنَّهم نزَحُوه بشِفاهِهِم وشَغَلُوه بِهَا عَنْ غَيرِهم. وَقِيلَ: ماءٌ مَشْفوهٌ مَمْنوعٌ مِنْ وِرْدِه لقِلَّتِه. ووَرَدْنا مَاءً مَشْفوهاً: كثيرَ الأَهلِ. وَيُقَالُ: مَا شَفَهْتُ عَلَيْكَ مِنْ خَبرِ فلانٍ شَيْئًا وَمَا أَظنُّ إبِلَك إِلَّا ستَشْفَه عَلَيْنَا الماءَ أَي تَشْغَلُه. وفلانٌ مَشْفوهٌ عنَّا أَي مَشْغول عنَّا مَكْثورٌ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا صَنَع لأَحَدِكم خادِمُه طَعاماً فليُقْعِدْه مَعَهُ، فَإِنْ كَانَ مَشْفوهاً فليَضَعْ فِي يدِه مِنْهُ أُكْلةً أَو أُكْلَتَين ؛

المَشْفوهُ: القليلُ، وأَصله الْمَاءُ الَّذِي كَثُرَتْ عَلَيْهِ الشِّفاه حَتَّى قَلَّ، وَقِيلَ: أَراد فَإِنْ كَانَ مَكْثوراً عَلَيْهِ أَي كَثُرت أَكَلَتُه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: شَفَهْتُ نَصيبي، بِالْفَتْحِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وردَّ ثَعْلَبٌ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَقَالَ: وإنما هُوَ سَفِهْتُ أَي نَسِيت. شقه: فِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ التَّمْرِ حَتَّى يُشْقِهَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ الإِشْقاه أَن يَحْمَرَّ ويَصْفَرَّ، وَهُوَ مِنْ أَشْقَح يُشْقِح، فأَبدل مِنَ الْحَاءِ هَاءً، وَقَدْ تَقَدَّمَ وَيَجُوزُ فِيهِ التشديد. شكه: شاكَهَ الشيءَ مُشاكَهةً وشِكاهاً: شابَهَهُ وشاكَله ووافقَه وقارَبه. وَهُمَا يتَشاكَهان أَي يتَشابهانِ. والمُشاكَهةُ المُشابَهةُ والمُقارَبةُ. وَفِي أَمثال الْعَرَبِ قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ يُفْرِطُ فِي مدْحِ الشَّيْءِ: شاكِهْ أَبا فلانٍ أَي قارِبْ فِي الْمَدْحِ وَلَا تُطْنِبْ، كَمَا يُقَالُ: بِدُونِ ذَا يَنْفَقُ الْحِمَارُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: عَلَوْنَ بأَنْماطٍ عِتاقٍ وكِلَّةٍ، ... وِرَادٍ حَواشِيها مُشاكِهَةِ الدَّمِ وأَصل مثَل العربِ: شاكِهْ أَبا فلانٍ، أَنَّ رَجُلًا رأَى آخرَ يَعْرِضُ فَرَسًا لَهُ عَلَى البيع، فقال لَهُ: هَذَا فَرَسُك الَّذِي كنتَ تَصِيدُ عَلَيْهِ الوَحْشَ، فَقَالَ لَهُ: شاكِهْ أَبا فُلَانٍ أَي قارِبْ فِي الْمَدْحِ. وأَشْكَهَ الأَمر: مِثْلُ أَشْكَلَ. شهه: شَهْ: حِكَايَةُ كلامٍ شِبْه الانْتهار. وشَهْ: طائرٌ شِبْهُ الشَّاهِينِ وَلَيْسَ بِهِ، أَعجميٌّ. شوه: رَجُلٌ أَشْوَهُ: قبيحُ الوجهِ. يُقَالُ: شاهَ وجْهُه يَشُوه، وَقَدْ شوَّهَه اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ مُشَوَّه؛ قَالَ الحُطيْئة: أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه، ... فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً: قَبُحَت. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصًى وَقَالَ شاهَت الْوُجُوهُ، فهَزَمَهم اللَّهُ تَعَالَى ؛ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي قَبُحَت الوُجوهُ. وَرَجُلٌ أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إِذَا كَانَتْ قَبيحةً، وَالِاسْمُ الشُّوهَة. وَيُقَالُ للخُطْبة الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: شَوْهاء. وَفِيهِ: قَالَ لِابْنِ صَيّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ. وتَشَوَّه لَهُ أَي تنَكَّر لَهُ وتغَوَّل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لصَفْوان بْنِ المُعَطَّل حِينَ ضرَبَ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ: أَتَشَوَّهْتَ عَلَى قَوْمِي أَنْ هَداهُم اللَّهُ للإِسلام أَي أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لَهُمْ، وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إِيَّاهُ. وَإِنَّهُ لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، والشَّوْهاءُ: العابِسةُ، وقيل: المَشْؤومَةُ، والإِسمُ مِنْهَا الشَّوَهُ. والشَّوَهُ: مصدرُ الأَشْوَه والشَّوْهاء، وَهُمَا الْقَبِيحَا الوجهِ والخِلْقة. وَكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الخَلْق لَا يُوافِق بعضُه بَعْضًا أَشْوَهُ ومُشَوَّه. والمُشَوَّهُ أَيضاً: القبيحُ العَقلِ، وَقَدْ شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فِيهِمَا. والشُّوهةُ: البُعْدُ، وَكَذَلِكَ البُوهةُ. يُقَالُ: شُوهةً وبُوهةً، وَهَذَا يُقَالُ فِي الذَّمِّ. والشَّوَه: سُرعةُ الإِصابَةِ بِالْعَيْنِ، وَقِيلَ: شدَّةُ الإِصابةِ بِهَا، وَرَجُلٌ أَشْوَه. وشاهَ مالَه: أَصابَه بِعَيْنٍ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَشَوَّه: رَفَع طَرْفه إِلَيْهِ ليُصِيبَه بِالْعَيْنِ. وَلَا تُشَوِّهْ عليَّ وَلَا تَشَوَّه عَلَيَّ أَي لَا تَقُل مَا أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بِالْعَيْنِ، وخَصَّصه الأَزهري فَرَوَى عَنْ أَبي الْمَكَارِمِ: إِذَا سَمِعْتَني أَتكلم فَلَا تُشَوِّه عَلَيَّ أَي لَا تَقُلْ مَا أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بِالْعَيْنِ. وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها بِالْعَيْنِ. اللَّيْثُ: الأَشْوَهُ السريعُ الإِصابة بِالْعَيْنِ، والمرأَةُ شَوْهاء. أَبو عَمْرٍو: إِنَّ نَفْسَهُ لتَشُوهُ إِلَى كَذَا أَي

تَطْمَح إِليه. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ رَجُلٌ شَيُوهٌ، وَهُوَ أَشْيَهُ الناسِ، وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي يَعِينُه. اللِّحْيَانِيُّ: شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني. وَرَجُلٌ أَشْوَهُ بَيِّنُ الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كَانَتْ تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها فتَنْفُذُ عَيْنُها. والشائِهُ: الحاسدُ، وَالْجَمْعُ شُوَّهٌ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الأَصمعي. وشاهَهُ شَوْهاً: أَفزعه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً. وَفَرَسٌ شَوْهاء، صفةٌ محمودةٌ فِيهَا: طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ، وَقِيلَ: هِيَ المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ، وَلَا يُقَالُ فَرَسٌ أَشْوَهُ إِنما هِيَ صِفَةٌ للأُنثى، وَقِيلَ: فَرَسٌ شَوْهاء وَهِيَ الَّتِي فِي رأْسها طُول وَفِي مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ. والشَّوْهاء: القبيحةُ. والشَّوْهاءُ: المَلِيحةُ والشَّوْهاء: الواسِعةُ الْفَمِ. والشَّوْهاء: الصغيرةُ الْفَمِ؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ فَرَسًا: فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق، فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكِيمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والشَّوْهاء فرسُ حَاجِبِ بْنِ زُرارة؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي، ... عَلَى الشَّوْهاء، يَجْمَحُ فِي اللِّجام وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها. وَقِيلَ: الشَّوْهاءُ مِنَ الخَيْل الحَديدةُ الفُؤادِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فَرَسٌ شَوْهاء إِذا كَانَتْ حَديدةَ الْبَصَرِ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَشْوَهُ؛ قَالَ: وَيُقَالُ هُوَ الطَّوِيلُ إِذا جُنِّبَ. والشَّوَهُ: طُولُ العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ، وفرسٌ أَشْوَهُ. والشَّوَهُ: الحُسْنُ. وامرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فَهُوَ ضدٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرِ: وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني، ... وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ وَرُوِيَ عَنْ مُنْتَجِع بْنِ نَبْهان أَنه قَالَ: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كَانَتْ رَائِعَةً حَسَنةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ بَيْنا أَنا نائمٌ رأَيتُني فِي الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ قصرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لعُمَرَ. وَرَجُلٌ شَائِهُ الْبَصَرِ وشاهٍ: حديدُ البصرِ، وَكَذَلِكَ شَاهِي البصرِ. والشاةُ: الْوَاحِدُ مِنَ الْغَنَمِ، يَكُونُ لِلذَّكَرِ، والأُنثى، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَلِيلِ: هَذَا شاةٌ بِمَنْزِلَةِ هَذَا رحمةٌ مِنْ رَبِّي، وَقِيلَ: الشاةُ تَكُونُ مِنَ الضأْن والمَعز والظِّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الْوَحْشِ؛ قَالَ الأَعشى: وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ مِنْ حَيْثُ خَيَّما الْجَوْهَرِيُّ: والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِلا لِلذَّكَرِ، وَاسْتُشْهِدَ بِقَوْلِ الأَعشى مِنْ حَيْثُ خَيَّما؛ قَالَ: وَرُبَّمَا شَبَّهوا بِهِ المرأَة فأَنثوه كَمَا قَالَ عَنْتَرَةُ: يَا شاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ ... حَرُمَتْ عليَّ، ولَيْتَها لَمْ تَحْرُمِ فأَنثها؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيهِمَا ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِلَبِيدٍ: أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شَاةُ إِرانِ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ، ... إِذا مَا الشاةُ فِي الأَرْطاةِ قَالَا وَالرِّوَايَةُ: فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ

وَرُبَّمَا كُنِيَ بِالشَّاةِ عَنِ المرأَة أَيضاً؛ قَالَ الأَعشى: فَرمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِه عَنْ شاتِه، ... فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها وَيُقَالُ لِلثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ: شاةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: تشَوَّهْتُ شَاةً إِذا اصْطَدْته. والشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فَحُذِفَتِ الْهَاءُ الأَصلية وأُثبتت هَاءُ الْعَلَامَةِ الَّتِي تَنْقلِبُ تاءَ فِي الإِدْراج، وَقِيلَ فِي الْجَمْعِ شِيَاهٌ كَمَا قَالُوا مَاءٌ، والأَصل ماهَة وَمَاءَةٌ، وَجَمَعُوهَا مِياهاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ شاءٌ، أَصله شاهٌ وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ، الثلاثةُ اسمٌ لِلْجَمْعِ، وَلَا يُجْمَعُ بالأَلف وَالتَّاءِ كَانَ جِنْسًا أَو مُسَمًّى بِهِ، فأَما شِيْه فَعَلَى التَّوْفِيَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فُعُلًا كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ، ثُمَّ وَقَعَ الإِعلال بالإِسكان، ثُمَّ وَقَعَ الْبَدَلُ لِلْخِفَّةِ كعِيدٍ فِيمَنْ جَعَلَهُ فُعْلًا، وأَما شَوِيٌّ فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصله شَوِيهٌ عَلَى التَّوْفِيَةِ، ثُمَّ وَقَعَ الْبَدَلُ لِلْمُجَانَسَةِ لأَن قَبْلَهَا وَاوًا وَيَاءً، وَهُمَا حَرْفَا عِلَّةٍ، وَلِمُشَاكَلَةِ الْهَاءِ الْيَاءَ، أَلا تَرَى أَن الْهَاءَ قَدْ أُبدلت مِنَ الْيَاءِ فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: ذِهْ فِي ذِي؟ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ شَوِيٌّ عَلَى الْحَذْفِ فِي الْوَاحِدِ وَالزِّيَادَةِ فِي الْجَمْعِ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ لأْآلٍ فِي التَّغْيِيرِ، إِلَّا أَن شَوِيّاً مُغَيَّرٌ بِالزِّيَادَةِ ولأْآلٌ بِالْحَذْفِ، وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ، فأُبدلت الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِهَا ومجاورَتها الْيَاءَ. غَيْرُهُ: تَصْغِيرُهُ شُوَيْهة، وَالْعَدَدُ شِياهٌ، وَالْجَمْعُ شاءٌ، فإِذا تَرَكُوا هَاءَ التأْنيث مَدُّوا الأَلف، وإِذا قَالُوهَا بِالْهَاءِ قَصَرُوا وَقَالُوا شاةٌ، وَتُجْمَعُ عَلَى الشَّوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشاءُ والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ؛ وأَنشد: قالتْ بُهَيَّةُ: لَا يُجاوِرُ رَحْلَنا ... أَهلُ الشَّوِيِّ، وعابَ أَهلُ الجامِلِ «3» . وَرَجُلٌ كثيرُ الشاةِ وَالْبَعِيرِ: وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ لأَن الأَلف وَاللَّامَ لِلْجِنْسِ. قَالَ: وأَصل الشَّاةِ شاهَةٌ لأَن تَصْغِيرَهَا شُوَيْهة. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي تَصْغِيرِهَا شُوَيَّةٌ، فأَما عَيْنُهَا فَوَاوٌ، وإِنما انْقَلَبَتْ فِي شِياهٍ لِكَسْرَةِ الشِّينِ، والجمعُ شِياهٌ بِالْهَاءِ أَدنى فِي الْعَدَدِ، تَقُولُ ثلاثُ شِياهٍ إِلى الْعَشْرِ، فإِذا جاوَزْتَ فَبِالتَّاءِ، فإِذا كَثَّرْتَ قُلْتَ هَذِهِ شاءٌ كَثِيرَةٌ. وَفِي حَدِيثِ سوادَةَ بنِ الرَّبيع: أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لَهَا بشِياهِ غنمٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما أَضافها إِلَى الْغَنَمِ لأَن الْعَرَبَ تُسَمِّي الْبَقَرَةَ الْوَحْشِيَّةَ شَاةً فَمَيَّزَهَا بالإِضافة لِذَلِكَ، وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: وَفِي الشَّوِيِّ فِي كُلِّ أَربعين وَاحِدَةٌ ؛ الشَّوِيُّ: اسْمُ جَمْعٍ لِلشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ لَهَا نَحْوَ كلْبٍ وكَلِيبٍ، ومنه كتابُه لقَطَنِ بْنِ حَارِثَةَ: وَفِي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه سُئِلَ عَنِ المُتْعة أَيُجْزئُ فِيهَا شاةٌ، فَقَالَ: مَا لِي وللشَّوِيِ أَي الشَّاءِ، وَكَانَ مَذْهَبُهُ أَن الْمُتَمَتِّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلى الْحَجِّ تَجِبُ عَلَيْهِ بَدَنَةٌ. وتَشَوَّه شَاةً: اصْطادَها. وَرَجُلٌ شاوِيٌّ: صاحبُ شَاءٍ؛ قَالَ: ولَسْتُ بشاويٍّ عَلَيْهِ دَمامَةٌ، ... إِذا مَا غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لمُبَشِّرِ بْنِ هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ: ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ، ... لَا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فِيهَا شاتُهُ

_ (3). قوله [لَا يُجَاوِرُ رَحْلَنَا أَهْلُ الشويّ وعاب إلخ] هكذا في الأصل يجاور بالراء، وعاب بالعين المهملة. وفي شرح القاموس: لا يجاوز بالزاي

فصل الصاد المهملة

وَلَا حِماراهُ وَلَا عَلاتُهُ، ... إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ وإِن نَسَبْتَ إِليه رَجُلًا قُلْتَ شائيٌّ، وإِن شئتَ شاوِيٌّ، كَمَا تَقُولُ عَطاوِيٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَن الْهَمْزَةَ لَا تَنْقَلِبُ فِي حَدِّ النَّسَبِ وَاوًا إِلَّا أَن تَكُونَ هَمْزَةَ تأْنيث كَحَمْرَاءَ وَنَحْوِهِ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ فِي عَطاءٍ عَطائيٌّ؟ فإِن سُمِّيَتْ بشاءٍ فَعَلَى الْقِيَاسِ شائيٌّ لَا غَيْرُ. وأَرض مَشاهَةٌ: كَثِيرَةُ الشَّاءِ، وَقِيلَ: ذاتُ شاءٍ، قَلَّتْ أَم كَثُرَتْ، كَمَا يُقَالُ أَرض مأْبَلةٌ، وإِذا نَسَبْتَ إِلى الشَّاةِ قُلْتَ شاهِيٌّ. التَّهْذِيبُ: إِذا نَسَبُوا إِلى الشَّاءِ قِيلَ رَجُلٌ شاوِيٌّ؛ وأَما قَوْلُ الأَعشى يَذْكُرُ بَعْضَ الحُصُون: أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنودَ ... حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فِيهِ القُدُمْ فإِنما عَنَى بِذَلِكَ سابُورَ المَلِكَ، إِلا أَنه لَمَّا احْتَاجَ إِلى إِقامة وَزْنِ الشِّعْرِ رَدَّه إِلى أَصله فِي الْفَارِسِيَّةِ، وَجَعَلَ الِاسْمَيْنِ وَاحِدًا وَبَنَاهُ عَلَى الْفَتْحِ مِثْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ شاهَبُورَ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: شاهبورُ الجنودِ، بِرَفْعِ الرَّاءِ والإِضافة إِلى الْجُنُودِ، وَالْمَشْهُورُ شاهبورُ الجُنودَ، بِرَفْعِ الرَّاءِ وَنَصْبِ الدَّالِ، أَي أَقام الجنودَ بِهِ حَوْلَيْنِ هَذَا المَلِكُ. والشاهُ، بِهَاءٍ أَصلية: المَلِكُ، وَكَذَلِكَ الشَّاهُ الْمُسْتَعْمَلَةُ فِي الشِّطْرَنْجِ، هِيَ بِالْهَاءِ الأَصلية وَلَيْسَتْ بِالتَّاءِ الَّتِي تُبَدَّلُ مِنْهَا فِي الْوَقْفِ الْهَاءُ لأَن الشَّاةَ لَا تَكُونُ مِنْ أَسماء الْمُلُوكِ. والشاهُ: اللفظةُ الْمُسْتَعْمَلَةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يُراد بِهَا المَلِكُ، وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ شَهَنْشاهْ، يُرَادُ بِهِ ملِك الْمُلُوكِ؛ قَالَ الأَعشى: وكِسْرى شَهَنْشاهُ الَّذِي سارَ مُلْكُه ... لَهُ مَا اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ قَالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ فِي تَفْسِيرِ شَهَنْشاه بِالْفَارِسِيَّةِ: إِنه مَلِكُ المُلوك، لأَن الشاهَ المَلِكُ، وأَراد شاهانْ شَاهْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْقَضَى كَلَامُ أَبي سَعِيدٍ، قَالَ: وأَراد بِقَوْلِهِ شاهانْ شاهْ أَن الأَصل كَانَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ الأَعشى حَذَفَ الأَلفين مِنْهُ فَبَقِيَ شَهَنْشاه، والله أَعلم. فصل الصاد المهملة صهصه: صَهَّ القَوْمَ وصَهْصَهَ بِهِمْ: زَجَرَهُمْ، وَقَدْ قَالُوا صَهْصَيْتُ فأَبدلوا الْيَاءَ مِنَ الْهَاءِ، كَمَا قَالُوا دَهْدَيْتُ فِي دَهْدَهْتُ. وصَهْ: كَلِمَةُ زَجْرٍ لِلسُّكُوتِ؛ قَالَ: صَهْ لَا تَكَلَّمْ لحَمَّادٍ بداهِيةٍ، ... عَلَيْكَ عَيْنٌ مِنَ الأَجْذاعِ والقَصَبِ وصَهْ: كَلِمَةٌ بُنِيَتْ عَلَى السُّكُونِ، وَهُوَ اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ، وَمَعْنَاهُ اسْكُتْ، تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا سَكَّنْته وأَسْكَتَّهُ صَهْ، فإِن وَصَلْتَ نَوَّنْتَ قُلْتَ صَهٍ صَهْ، وَكَذَلِكَ مَهْ، فإِن وَصَلَتْ قُلْتَ مَهٍ مَهْ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ لِلشَّيْءِ، إِذا رَضِيَتْهُ بَخْ وبَخٍ بَخْ، وَيُقَالُ: صَهِ، بِالْكَسْرِ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما قَوْلُهُمْ صَهٍ إِذا نوَّنت فكأَنك قُلْتَ سُكوتاً، وإِذا لَمْ تُنَوِّنْ فكأَنك قُلْتَ السكوتَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ وَتَرْكُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ: إِذا قَالَ حادِينا لتَشْبِيهِ نَبْأَةٍ: ... صَهٍ لَمْ يَكُنْ إِلَّا دَوِيُّ المَسامع قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ موقوفِ الزَّجْر فإِن الْعَرَبَ قَدْ تُنَوِّنُه مَخْفُوضًا، وَمَا كَانَ غيرَ مَوْقُوفٍ فَعَلَى حركةٍ صَرْفُه فِي الْوُجُوهِ كُلِّهَا. وَتُضَاعَفُ صَهْ فَيُقَالُ: صَهْصَهْتُ بِالْقَوْمِ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: إِن وَصَلْتَ فَقُلْتَ

فصل الضاد المعجمة

صَهٍ يَا رَجُلُ بِالتَّنْوِينِ فإِنما تُرِيدُ الْفَرْقَ بَيْنَ التَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ لأَن التَّنْوِينَ تَنْكِيرٌ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ صَه فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ تَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِمَعْنَى اسْكُتْ؛ قَالَ: وَهِيَ مِنْ أَسماء الأَفعال، وَتُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ، فَهِيَ لِلتَّنْكِيرِ كأَنك قُلْتَ اسْكُتْ سُكُوتًا، وإِذا لَمْ تُنَوِّنْ فَلِلتَّعْرِيفِ أَي اسْكُتِ السُّكُوتَ الْمَعْرُوفَ مِنْكَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل الضاد المعجمة ضبه: الضَّبْهُ: مَوْضِعٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ للحَذْلَمِيِّ: مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ «1». فصل الطاء المهملة طله: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ بَقِيَتْ مِنْ أَموالهم طُلْهَةٌ أَي بَقِيَّةٌ. وَيُقَالُ: فِي الأَرض طُلْهة مِنْ كَلإٍ وطُلاوَة ومُرَاقَةٌ أَي شَيْءٌ صَالِحٌ مِنْهُ. قَالَ: والطُّلْهُم مِنَ الثيابِ الخِفافُ لَيْسَتْ بجُدُدٍ وَلَا جِيادٍ. وَفِي النَّوَادِرِ: عِشاءٌ أَطْلَهُ وأَدْهَسُ وأَطْلَسُ إِذا بَقِيَ مِنَ العِشاء ساعةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، فَقَائِلٌ يَقُولُ أَمْسَيْتُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ لَا، فَالَّذِي يَقُولُ لَا يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ. وَيُقَالُ: فِي السَّمَاءِ طُلَهٌ وطُلَسٌ، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنْ السحاب. طمه: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي المُطَمَّهُ المُطَوَّلُ، والمُمَطَّهُ المُمَدَّد، والمُهَمَّطُ المُظلَّمُ. يقال: هَمَطَ إِذا ظَلَم. طهطه: فرسٌ طَهْطاهٌ: فَتِيٌّ مُطَهَّمٌ، وَقِيلَ: فَتيٌّ رائعٌ. اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ طَهْ مَجْزُومَةً: إِنها بِالْحَبَشِيَّةِ يَا رَجُلُ، قَالَ: وَمَنْ قَرأَ طَهَ فَحَرْفَانِ، قَالَ: وَبَلَغَنَا أَن مُوسَى لَمَّا سَمِعَ كَلَامَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَفَزَّهُ الْخَوْفُ حَتَّى قَامَ عَلَى أَصابع قَدَمَيْهِ خَوْفًا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَهْ أَي اطْمَئِنَّ. الْفَرَّاءُ: طَهَ حَرْفُ هِجَاءٍ. قَالَ: وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ طَهَ يَا رجلُ يَا إِنسانُ، قَالَ: وحَدَّثَ قيْسٌ عَنْ عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ: قرأَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ طَهْ، فَقَالَ لَهُ عبدُ اللَّهِ: طِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَليس أُمِرَ أَن يَطَأَ قَدَمَه؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: هَكَذَا أَقرأَنيها رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَكَانَ بَعْضُ القُرّاء يُقَطّعُها ط هـ ، وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي حَاتِمٍ قَالَ: طَهَ افتتاحُ سُورَةٍ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الكلامَ فخاطبَ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى، وَقَالَ قَتَادَةُ: طَهَ بالسُّرْيانية يَا رَجُلُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةُ: هِيَ بالنَّبَطِيَّة يَا رَجُلُ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابن عباس : فصل العين المهملة عته: التَّعَتُّه: التَّجَنُّنُ والرُّعُونةُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: بعدَ لَجاجٍ لَا يَكادُ يَنْتَهي ... عَنِ التَّصابي، وَعَنِ التَّعَتُّهِ وَقِيلَ: التَّعَتُّه الدَّهَشُ، وَقَدْ عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً وعُتْهاً وعُتَاهاً. والمَعْتُوه: المَدْهُوشُ مِنْ غَيْرِ مَسِّ جُنُونٍ. والمَعْتُوه والمَخْفُوقُ: المجنونُ، وَقِيلَ: المَعْتُوه الناقصُ الْعَقْلِ. وَرَجُلٌ مُعَتَّهٌ إِذا كَانَ مَجْنُونًا مُضْطَرِبًا فِي خَلْقِه. وَفِي الْحَدِيثِ: رُفِعَ القَلمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: الصَّبِيِّ وَالنَّائِمِ والمَعْتُوه ؛ قَالَ: هُوَ الْمَجْنُونُ المُصاب بِعَقْلِهِ، وَقَدْ عُتِهَ فَهُوَ مَعْتُوه. وَرَجُلٌ مُعَتَّه إِذا كَانَ عَاقِلًا مُعْتَدِلًا فِي خَلْقِه. وعُتِهَ فلانٌ فِي الْعِلْمِ إِذا أُولِعَ بِهِ وحَرَصَ عَلَيْهِ. وعُتِهَ

_ (1). قوله [مضارب الضبه] الذي في المحكم: فضارب بالفاء

فلانٌ فِي فُلَانٍ إِذا أُولِعَ بإِيذائه ومُحاكاة كَلَامِهِ، وَهُوَ عَتِيهُهُ، وجمْعُه العُتَهاءُ، وَهُوَ العَتاهةُ والعَتاهِيَة: مَصْدَرُ عُتِهَ مِثْلُ الرَّفاهَةِ والرَّفاهِيَة. والعَتاهَةُ والعَتاهِيَةُ: ضُلَّالُ النَّاسِ مِنَ التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ. وَرَجُلٌ مَعْتُوه بيِّنُ العَتَهِ والعُتْهِ: لَا عَقْلَ لَهُ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا تُشْتَق مِنْهَا الأَفعال، وَمَا كَانَ مَعْتُوهاً وَلَقَدْ عُتِهَ عَتْهاً. وتعَتَّه: تَجاهل. وفلانٌ يتَعَتَّهُ لَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تأْتيه أَي يَتَغَافَلُ عَنْكَ فِيهِ. والتَّعتُّه: الْمُبَالَغَةُ فِي المَلْبَس والمأْكل. وتعَتَّه فلانٌ فِي كَذَا وتأَرَّبَ إِذا تَنَوَّقَ وبالَغَ. وتعَتَّهَ: تنَظَّف؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ «2» . بَنَى مِنْهُ صِيغَةً على فُعَلِيٍّ كأَنه اسْمٌ مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ عَتاهِيَةٌ: أَحمق. وعَتاهِيَةُ: اسْمٌ. وأَبو العَتاهِيَة: كُنْيَةٌ. وأَبو العَتاهِيَة: الشَّاعِرُ الْمَعْرُوفُ، ذُكِرَ أَنه كَانَ لَهُ وَلَدٌ يُقَالُ لَهُ عَتاهِيَةُ، وَقِيلَ: لَوْ كَانَ الأَمر كَذَلِكَ لَقِيلَ لَهُ أَبو عَتاهية بِغَيْرِ تَعْرِيفٍ، وإِنما هُوَ لَقَبٌ لَهُ لَا كنية، وكنيته أَبو إِسحق، واسمه إِسمعيل بْنُ الْقَاسِمِ، وَلُقِّبَ بِذَلِكَ لأَن المَهْدِيَّ قَالَ لَهُ: أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً، وَكَانَ قَدْ تعَتَّه بِجَارِيَةٍ لِلْمَهْدِيِّ واعتُقِلَ بِسَبَبِهَا، وعَرَضَ عَلَيْهَا المهديُّ أَن يزوِّجها لَهُ فأَبت، وَاسْمُ الْجَارِيَةِ عَيْنَةُ، وَقِيلَ: لُقِّبَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ طَوِيلًا مُضْطَرِبًا، وَقِيلَ: لأَنه يُرْمى بالزَّنْدقة. والعَتاهةُ: الضلالُ والحُمْقُ. عجه: تعَجَّهَ الرجلُ: تَجاهل، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه بَدَلٌ مِنَ التَّاءِ فِي تعَتَّه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما هِيَ لُغَةٌ عَلَى حِدَتِها، إِذ لَا تُبْدَلُ الْجِيمُ مِنَ التَّاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رأَيت فِي كِتَابِ الْجِيمِ لِابْنِ شُمَيْلٍ: عَجَّهْتُ بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ، مَعْنَاهُ أَنه أَصابهما بِعَيْنِهِ حَتَّى وَقَعتِ الفُرْقة بَيْنَهُمَا، قَالَ: وَقَالَ أَعرابي أَنْدَرَ اللهُ عيْنَ فلانٍ لَقَدْ عَجَّهَ بيْنَ نَاقَتِي وَوَلَدِهَا. والعُنْجُهِيُّ: ذُو البَأْوِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْء كلِّ عُنْجُهِي وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ فِيهِ عُنْجُهِيَّة وعُنْجُهانِيَّةٌ وعُنْجُهانِيَةٌ، وَهِيَ الكِبْرُ والعَظَمةُ. وَيُقَالُ: العُنْجُهِيَّة الجهلُ والحُمْقُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بنُ الْمُبَارَكِ اليزِيديّ يَهْجُو شَيْبةَ بْنَ الْوَلِيدِ: عِشْ بجَدٍّ فَلَنْ يَضُرَّكَ نُوكٌ، ... إِنما عَيْشُ منْ تَرَى بالجُدُودِ عِشْ بجَدٍّ، وكُنْ هَبَنّقَةَ القَيْسِيَّ، ... جَهْلًا، أَو شَيْبةَ بنَ الوَلِيدِ رُبَّ ذِي أُرْبَةٍ مُقِلٍّ منَ المالِ، ... وَذِي عُنْجُهِيَّةٍ مَجْدُودِ شَيْبَ يَا شَيْبَ يَا هُنَيَّ بني القَعْقاعِ، ... مَا أَنتَ بالحَلِيمِ الرَّشِيدِ لَا وَلَا فِيكَ خَصلَةٌ من خِصال الخير ... أَحْرَزْتَها بحلْمٍ وَجُودِ غيرَ ما أَنَّكَ المُجِيدُ لتَحْبِيرِ ... غِناءٍ، وضَرْبِ دُفٍّ وعُودِ فعَلى ذَا وذاكَ يَحْتَمِلُ الدَّهْرُ ... مُجِيداً بِهِ، وغيرَ مُجِيدِ الأَزهري: العُنْجُهُ الْجَافِي مِنَ الرجالِ. يُقَالُ: إِنَّ فِيهِ لَعُنْجُهِيَّةً أَي جَفْوَةً فِي خُشونةِ مَطْعَمِه وأُموره؛ وَقَالَ حسانُ بْنُ ثَابِتٍ: وَمَنْ عاشَ مَنَّا عاشَ فِي عُنْجُهِيَّةٍ، ... عَلَى شَظَفٍ مِنْ عَيشِه المُتَنَكِّدِ

_ (2). قوله [قَالَ رُؤْبَةُ فِي عُتَهِيِّ إلخ] صدره كما في التكملة: عليّ ديباج الشباب الأَدهن

قَالَ: والعُنْجُهُ والعُنْجُهَةُ القُنْفُذَة الضَّخْمة. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العُنْجُهُ والعُنْجَهُ والعُنْجَهِيُّ كلُّه الْجَافِي مِنَ الرِّجَالِ؛ الْفَتْحُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَدْرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ ... بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْءَ كُلِّ عُنْجَهِ ابْنُ الأَعَرابي: العُنْجُهِيَّةُ خشونة المَطْعَمِ وغيره. عده: العَيْدَهُ: السَّيِءُ الخُلُقِ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنَ الإِبل وَغَيْرِهِ، قَالَ رُؤْبَةُ: أَو خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ، ... وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ، أَشْدَقَ يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ وَقِيلَ: هُوَ الرَّجُلُ الْجَافِي العزيزُ النَّفْسِ. وَيُقَالُ: فِيهِ عَيْدَهِيَّةٌ وعُنْدُهِيَّةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ وعَجْرَفِيَّةٌ وشُمَّخْزَةٌ إِذا كَانَ فِيهِ جَفَاءٌ. وَيُقَالُ: فِيهِ عَيْدَهِيَّةٌ وعَيْدَهَةٌ أَي كِبْرٌ، وَقِيلَ: كِبْرٌ وَسُوءُ خُلُقٍ. وَكُلُّ مَنْ لَا يَنْقَادُ لِلْحَقِّ ويَتَعَظَّمُ فَهُوَ عَيْدَهٌ وعَيْداهٌ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: وإِنِّي، عَلى مَا كانَ مِنَ عَيْدَهِيَّتي ... ولُوثَةِ أَعْرابِيَّتي، لأَريبُ العَيْدَهِيَّةُ: الْجَفَاءُ وَالْغِلَظُ؛ وَقَالَ: هَيْهاتَ إِلَّا عَلى غَلْباءَ دَوْسَرَةٍ ... تَأْوِي إِلى عَيْدَهٍ، بالرَّحْلِ، مَلْمُومِ عره: هَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا ابْنُ الأَثير قَالَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَلَّمتُ مَسْعُودَ بْنَ عمروٍ مُنْذُ عَشْر سِنِينَ والليلةَ أُكَلِّمُهُ، فَخَرَجَ فَنَادَاهُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُرْوَةُ، فأَقبلَ مسعود وهو يقول: أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَم طَرَقْتَ بِداهيةٍ؟ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُشْكِلٌ وَقَدْ كَتَبْتُ فِيهِ إِلَى الأَزهري، وَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ أَنه لَمْ يَجِدْهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَالصَّوَابُ عنده عَتاهِيَة، وهي الغفلة والدَّهَشُ، أَي أَطَرَقْتَ غَفْلَةً بِلَا رَوِيَّةٍ أَو دَهَشاً؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ لاحَ لِي فِي هَذَا شيءٌ وَهُوَ أَن تَكُونَ الكلمةُ مركبة من اسمين: ظاهرٍ ومَكْنِيٍّ، وأَبدل فيهما حرفا وأَصلها إِما مِنَ العَراءِ وَهُوَ وَجْهُ الأَرض، وإِما مِنَ العَرا مَقْصُورًا وَهُوَ الناحية، كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زَائِرًا وَضَيْفًا أَم أَصَابَتْكَ داهيةٌ فجئتَ مُسْتَغِيثًا، فَالْهَاءُ الأُولى من عَراهِيَةٍ مبدلةٌ من الْهَمْزَةِ، وَالثَّانِيَةُ هَاءُ السَّكْتِ، زِيدَتْ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَحْتَمِلُ أَن تَكُونَ بِالزَّايِ مصدرَ عَزِهَ يعْزَهُ فَهُوَ عَزِهٌ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَرَبٌ فِي الطَّرْقِ، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَطَرَقْتَ بِلَا أَرَبٍ وحاجةٍ أَم أَصابتْكَ داهيةٌ أَحْوَجَتْكَ إِلى الاستغاثةِ. عزه: رَجُلٌ عِزْهاةٌ وعِنْزَهْوَةٌ وعِزْهاءةٌ وعِزْهىً، مُنَوَّن: لَئِيمٌ، وَهَذِهِ الأَخيرة شَاذَّةٌ لأَن أَلف فِعْلى لَا تَكُونُ للإِلحاق إِلا فِي الأَسماء نَحْوَ مِعْزىً، وإِنما يَجِيءُ هَذَا الْبِنَاءُ صِفَةً وَفِيهِ الْهَاءُ، وَنَظِيرُهُ فِي الشُّذُوذِ مَا حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى مِنْ قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ كِيصىً كاصَ طعامَهُ يَكِيصُهُ أَكَلَهُ وحْده. وَرَجُلٌ عِزْهاةٌ وعِزْهاءَةٌ وعِزْهىً وعِزْهٌ وعَزِهٌ وعِزْهِيٌّ وعِزْهاءُ، بِالْمَدِّ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، قُلِبَتِ الْيَاءُ الزَّائِدَةُ فِيهِ أَلفاً لِوُقُوعِهَا طَرَفاً بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ، ثُمَّ قُلِبَتِ الأَلف هَمْزَةً، وعِنْزَهْوةٌ وعِنْزَهْوٌ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ كلُّه: عازِفٌ عَنِ اللَّهْوِ وَالنِّسَاءِ لَا يَطْرَبُ لِلَّهْوِ وَيَبْعُدُ عَنْهُ؛ قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لعِنْزَهْوٍ إِلا أَن تَكُونَ الْعَيْنُ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنه مِنَ الزَّهْوِ، وَالَّذِي يَجْمَعُهُمَا الانقباضُ والتأَبِّي، فَيَكُونُ ثانِيَ إِنْقَحْلٍ، وإِن كَانَ سِيبَوَيْهِ لَمْ يَعْرِفْ لإِنْقَحْلٍ ثَانِيًا فِي اسْمٍ وَلَا

صِفَةٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ هَمْزَةً إِنْزَهْوٍ بَدَلًا مِنْ عَيْنٍ فَيَكُونُ الأَصل عِنْزَهْوِ فِنْعَلْوٌ مِنَ العِزْهاةِ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ، وَالْتِقَاؤُهُمَا أَن فِيهِ انْقِبَاضًا وإِعْراضاً، وَذَلِكَ طَرَفٌ مِنْ أَطراف الزَّهْوِ؛ قَالَ: إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عَنِ اللَّهْوِ والصِّبا، ... فكُنْ حَجَراً مِنْ يابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا فإِذا حَمَلْتَهُ عَلَى هَذَا لَحِقَ ببابٍ أَوسعَ مِنْ بَابِ إِنْقَحْلٍ، وَهُوَ بَابٌ قِنْدَأْوٍ وسِنْدَأْوٍ وحِنْطَأْوٍ وكِنْثَأْوٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رَجُلٌ عِزْهىً وعِزْهاةٌ وعِزْهٌ وعِنْزَهْوةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُحدِّث النِّساءَ وَلَا يُريدُهُنَّ وَلَا يَلْهُو وَفِيهِ غَفْلة؛ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ جَحْدَلٍ اللِّحْيَانِيُّ: فَلَا تَبْعَدنْ، إِمَّا هَلَكْت، فَلَا شَوىً ... ضَئِيلٌ، وَلَا عِزْهًى مِنَ الْقَوْمِ عانِسُ قَالَ: ورأَيت عِزْهًى مُنَوَّناً. والعِنْزاهُ والعِنْزَهْوَةُ: الكِبْرُ. يُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ عِنْزَهْوَةٌ أَي كِبْرٌ، وَكَذَلِكَ خُنْزُوانةٌ. أَبو مَنْصُورٍ: النُّونُ وَالْوَاوُ وَالْهَاءُ الأَخيرة زَائِدَاتٌ فِيهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: جَمْعُ العِزْهاةِ عِزْهُونَ، تُسْقِطُ مِنْهُ الْهَاءَ والأَلف الْمُمَالَةَ لأَنها زَائِدَةٌ فَلَا تَسْتَخْلِف فَتْحَةً وَلَوْ كَانَتْ أَصليةً مثلَ أَلف مُثَنّىً لاسْتَخْلَفَتْ فَتْحَةً كَقَوْلِكَ مُثَنَّوْنَ، قَالَ: وكُلُّ ياءٍ مُمالةٍ مِثْلُ عِيسى ومُوسى فَهِيَ مَضْمُومَةٌ بِلَا فَتْحَةٍ، تَقُولُ فِي جَمْعِ عِيسَى وَمُوسَى عِيسُونَ ومُوسونَ، وَتَقُولُ فِي جَمْعِ أَعْشى أَعْشَوْنَ ويَحْيى يَحْيَوْنَ، لأَنه عَلَى بِنَاءِ أَفْعَل ويَفْعَل، فَلِذَلِكَ فُتِحَتْ فِي الْجَمْعِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ عَزاهٍ مِثْلُ سِعْلاةٍ وسَعالٍ، وعِزْهُون، بِالضَّمِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ عِزْهاةٌ لِلرَّجُلِ والمرأَة؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكَم: فَحَقّاً أَيْقِني لَا صَبْرَ عنْدي ... عَليْهِ، وأَنْتِ عِزْهاةٌ صَبُورُ عضه: العَضَهُ والعِضَهُ والعَضِيهةُ: البَهِيتةُ، وَهِيَ الإِفْكُ والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ، وجمعُ العِضَهِ عِضاهٌ وعِضاتٌ وعِضُون. وعَضَهَ [عَضِهَ] يَعْضَهُ عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَهَ: جاءَ بالعَضِيهة. وعَضَهه يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً: قَالَ فِيهِ مَا لَمْ يَكُنْ. الأَصمعي: العَضْهُ القالةُ الْقَبِيحَةُ. وَرَجُلٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ، وَهِيَ العَضيهة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ «1». إِيَّاكُمْ والعَضْهَ أَتَدْرونَ مَا العَضْه؟ هِيَ النَّميمة ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ النَّمِيمَةُ القالةُ بَيْنَ النَّاسِ، هَكَذَا رُوِيَ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ، وَالَّذِي جَاءَ فِي كُتُبِ الْغَرِيبِ: أَلا أُنْبئُكم مَا العِضَةُ ؟ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الضَّادِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَر: إِيِّاكُمْ والعِضَةَ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَصلها العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ مِنَ العَضْه، وَهُوَ البَهْتُ، فَحَذَفَ لَامَهُ كَمَا حُذِفَتْ مِنَ السَّنة والشَّفَة، وَيُجْمَعُ عَلَى عِضِينَ. يُقَالُ: بَيْنَهُمْ عِضَةٌ قبيحةٌ مِنَ العَضِيهةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الْجَاهِلِيَّةِ فاعْضَهُوه ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَي اشْتِموهُ صَرِيحًا، مِنَ العَضِيهَة البَهْت. وَفِي حَدِيثِ عُبادةَ بْنِ الصامِتِ فِي البَيْعة: أَخَذَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَا نُشْرِك بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنيَ وَلَا يَعْضَهَ بعضُنا بَعْضًا أَي لَا يَرْمِيَه بالعَضِيهة، وَهِيَ البُهْتانُ والكذبُ، مَعْنَاهُ أَن يَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ ويَعْضَهَه، وَقَدْ عَضَهَه يَعْضَههُ عَضْهاً. والعَضَهُ: الكذِبُ. وَيُقَالُ: يَا لِلْعضِيهة وَيَا للأَفِيكةِ وَيَا لِلْبَهيتةِ، كُسِرَتْ هَذِهِ اللامُ عَلَى مَعْنَى اعْجَبُوا لِهَذِهِ العَضيهةِ

_ (1). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ إلخ] عبارة النهاية: أَلَا أُنْبِئُكُمْ مَا الْعِضَةُ؟ هي من النميمة إلخ

فإِذا نصبْتَ اللامَ فَمَعْنَاهُ الِاسْتِغَاثَةُ؛ يُقال ذَلِكَ عِنْدَ التعَجُّب مِنِ الإِفْكِ الْعَظِيمُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ الْكِسَائِيُّ العِضَهُ الكذبُ والبُهْتانْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الطُّوسِيُّ هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما الْكَذِبُ العَضْهُ، وَكَذَلِكَ العَضيهةُ، قَالَ وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ بعدُ وأَصله عِضَهةٌ، قَالَ: صَوَابُهُ عَضْهة لأَن الْحَرَكَةَ لَا يُقْدَم عَلَيْهَا إِلا بِدَلِيلٍ. والعِضَهُ: السِّحْرُ والكَهانةُ. والعاضِهُ: الساحرُ، والفعلُ كالفعلِ والمصدرُ كالمصدرِ قَالَ: أَعُوذُ بربي من النَّافِثاتِ ... فِي عِضَهِ العاضِه المُعْضِه وَيُرْوَى: فِي عُقَدِ العاضِه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن اللهَ لعَنَ العاضِهةَ والمُسْتَعْضِهةَ ؛ قِيلَ: هِيَ الساحرةُ والمسْتَسْحِرة، وسُمِّيَ السحرُ عِضَهاً لأَنه كذبٌ وتَخْييلٌ لَا حقيقةَ لَهُ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: العَضْهُ السِّحْرُ، بِلُغَةِ قُرَيْشٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلسَّاحِرِ عاضِهٌ. وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه عَضْهاً: بَهَتَه وَرَمَاهُ بالبُهْتانِ. وحَيَّةٌ عاضِهٌ وعاضِهةٌ: تقْتُل مِنْ سَاعَتِهَا إِذا نَهَشَتْ، وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ؛ فَقَدِ اخْتَلَفَ أَهلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي اشْتِقَاقِ أَصله وتفسيرِه، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: واحدتُها عِضَةٌ وأَصلها عِضْوَةٌ مِنْ عَضَّيْتُ الشيءَ إِذا فَرَّقْته، جَعَلُوا النُّقْصان الواوَ، الْمَعْنَى أَنهم فَرَّقُوا عن الْمُشْرِكِينَ أَقاوِيلَهم فِي الْقُرْآنِ فَجَعَلُوهُ كذِباً وسِحْراً وشِعْراً وكَهانةً، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ نُقْصانَه الْهَاءَ وَقَالَ: أَصلُ العِضَة عِضْهةٌ، فاستثْقَلُوا الْجَمْعَ بَيْنَ هَاءَيْنِ فَقَالُوا عِضَةٌ، كَمَا قَالُوا شَفَة والأَصل شَفْهَة، وسَنَة وأَصلها سَنْهَة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: العِضُون فِي كَلَامِ الْعَرَبِ السِّحْرُ، وَذَلِكَ أَنه جَعَلَهُ مِنَ العَضْهِ. والعِضاهُ مِنَ الشَّجَرِ: كُلُّ شَجَرٍ لَهُ شَوْكٌ، وَقِيلَ: العِضاهُ أَعظمُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هِيَ الخمْطُ، والخَمْطُ كلُّ شجرةٍ ذاتِ شوْكٍ، وَقِيلَ العِضاهُ اسمُ يَقَعُ عَلَى مَا عَظُم مِنْ شَجَرِ الشِوْك وطالَ واشتدَ شَوْكُه، فإِن لَمْ تَكُنْ طَوِيلَةً فَلَيْسَتْ مِنِ العِضاه، وَقِيلَ: عِظامُ الشَّجَرِ كلُّها عِضاهٌ، وإِنما جَمع هَذَا الاسمُ مَا يُسْتظلُّ بِهِ فِيهَا كُلِّهَا؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: العِضاهُ مِنْ شجرِ الشَّوْكِ كالطَّلْح والعَوْسَجِ مِمَّا لَهُ أَرُومةٌ تَبْقَى عَلَى الشِّتاء، والعِضاهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ الشجرُ ذُو الشَّوْك مِمَّا جَلَّ أَو دَقَّ، والأَقاويلُ الأُوَلُ أَشْبَهُ، وَالْوَاحِدَةُ عِضاهةٌ وعِضَهَةٌ وعِضَهٌ وعِضَةٌ، وأَصلها عِضْهةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي عِضَةٍ تُحْذَفُ الهاءُ الأَصليّة كَمَا تُحْذف مِنَ الشَّفَة؛ وَقَالَ: ومِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكيرُها قَالَ: ونُقْصانُها الهاءُ لأَنها تُجْمع عَلَى عِضاهٍ مِثْلِ شفاهٍ، فتُرَدُّ الهاءُ فِي الْجَمْعِ وتُصَغَّرُ عَلَى عُضَيْهَة، ويُنْسَب إِليها فَيُقَالُ بَعِيرٌ عِضَهِيٌّ لِلَّذِي يَرْعاها، وبَعِيرٌ عِضاهِيٌّ وإِبلٌ عِضاهِيَّةٌ، وَقَالُوا فِي الْقَلِيلِ عِضُونَ وعِضَوات، فأَبْدَلوا مكانَ الْهَاءِ الواوَ، وَقَالُوا فِي الْجَمْعِ عِضاهٌ؛ هَذَا تَعْلِيلُ أَبي حَنِيفَةَ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ، فأَما الَّذِي ذَهَبَ إِليه الْفَارِسِيُّ «1». فإِنَّ عِضَةً الْمَحْذُوفَةَ يَصْلُحُ أَن تَكُونَ مِنَ الْهَاءِ، وأَن تَكُونَ مِنَ الْوَاوِ، أَما اسْتِدْلَالُهُ عَلَى أَنها تَكُونُ مِنَ الْهَاءِ فَبِمَا نَراه مِنْ تَصَارِيفِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ كَقَوْلِهِمْ عِضاهٌ وإِبلٌ عاضِهةٌ، وأَما اسْتِدْلَالُهُ عَلَى كَوْنِهَا مِنَ الْوَاوِ فَبِقَوْلِهِمْ عِضَوات؛ قَالَ: وأَنشد سِيبَوَيْهِ: هَذَا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، ... وعِضَواتٌ تَقْطَعُ اللَّهازِما قَالَ: ونظيرُه سَنَة، تَكُونُ مَرَّةً مِنَ الْهَاءِ لقولهم

_ (1). قوله [ذهب إليه الفارسي] هكذا في الأصل، وفي المحكم: ذهب إليه سيبويه

سانَهْتُ، ومَرَّةً مِنَ الْوَاوِ لِقَوْلِهِمْ سَنَوات، وأَسْنَتُوا لأَن التَّاءَ فِي أَسْنَتُوا، وإِن كَانَتْ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ، فأَصلُها الواوُ إِنَّما انْقَلَبَتْ يَاءً لِلْمُجَاوَزَةِ، وأَما عِضاهٌ فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْ الْجَمْعِ الَّذِي يُفَارِقُ واحدَه بِالْهَاءِ كقَتادةٍ وقَتادٍ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونُ مُكَسَّرًا كأَن واحدتَه عِضَهَةٌ، وَالنَّسَبُ إِلى عِضَهٍ عِضَوِيٌّ وعِضَهِيٌّ، فأَما قَوْلُهُمْ عِضاهِيٌّ فإِن كَانَ مَنْسُوبًا إِلى عَضَّةٍ فَهُوَ مِنْ شاذِّ النَّسَبِ، وإِن كَانَ مَنْسُوبًا إِلى العِضاه فَهُوَ مردودٌ إِلى وَاحِدِهَا، وواحدُها عضاهةٌ، وَلَا يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلى الْعِضَاهِ الَّذِي هُوَ الْجَمْعُ، لأَن هَذَا الْجَمْعَ وإِن أَشْبَهَ الْوَاحِدَ فَهُوَ فِي مَعْنَاهُ جَمْعٌ، أَلا تَرَى أَن مَنْ أَضافَ إِلى تَمْرٍ فَقَالَ تَمْريّ لَمْ يَنْسُب إِلى تَمْرٍ إِنما نسَبَ إِلى تَمْرةٍ، وَحَذَفَ الْهَاءَ لأَن يَاءَ النَّسَبِ وهاءَ التأْنيث تَتَعاقَبان؟ وَالنَّحْوِيُّونَ يَقُولُونَ: العِضاهُ الَّذِي فِيهِ الشَّوْك، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كلَّ شجرةٍ عظيمةٍ وكلَّ شَيْءٍ جَازَ البَقْلَ العِضاهَ. وَقَالَ: السَّرْحُ كلُّ شَجَرَةٍ لَا شَوْكَ لَهَا، وَقِيلَ: العِضاه كلُّ شَجَرَةٍ جَازَتِ البُقول كَانَ لَهَا شَوْكٌ أَو لَمْ يَكُنْ، والزَّيْتُونُ مِنِ العِضاه، والنَّخْل مِنِ العِضاه. أَبو زَيْدٍ: العضاهُ يَقَع عَلَى شجرٍ من شجر الشَّوْك، وَلَهُ أَسماءٌ مُخْتَلِفَةٌ يَجْمَعُهَا العِضاهُ، وإِنما العِضاهُ الخالصُ مِنْهُ مَا عَظُمَ واشتدَّ شوكُه. قَالَ: وَمَا صَغُر مِنْ شَجَرِ الشَّوْك فإِنه يُقَالُ لَهُ العِضُّ والشِّرْسُ. قَالَ: والعِضُّ والشِّرْسُ لَا يُدْعَيانِ عِضاهاً. وَفِي الصِّحَاحِ: العِضاه كلُّ شَجَرٍ يَعْظُم وَلَهُ شَوْكٌ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلشَّمَّاخِ: يُبادِرْنَ العِضاهَ بمُقْنعاتٍ، ... نواجذُهُنَّ كالحِدَإِ الوَقيعِ وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: خَالِصٌ وَغَيْرُ خالصٍ، فالخالصُ الغَرْفُ والطَّلْحُ والسَّلَم والسِّدْر والسَّيَال والسَّمُر واليَنْبوتُ والعُرْفُطُ والقَتادُ الأَعظمُ والكَنَهْبُلُ والغَرَبُ والعَوْسَجُ، وَمَا لَيْسَ بِخَالِصٍ فالشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّرَاءُ والنَّشَمُ والعُجْرُمُ والعِجْرِمُ والتَّأْلَبُ، فَهَذِهِ تُدْعَى عِضاهَ القِياسِ مِنَ القَوْسِ، وَمَا صَغُرَ مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ فَهُوَ العِضُّ، وَمَا لَيْسَ بعِضٍّ وَلَا عِضاهٍ مِنْ شَجَرِ الشَّوْكِ فالشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّجُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا جِئْتُمْ أُحُداً فكُلُوا مِنْ شَجَرِهِ أَو مِنْ عِضاهِه ؛ العِضاهُ: شجرُ أُمِّ غَيْلانَ وكلُّ شَجَرٍ عَظُمَ لَهُ شوكٌ، الواحدَةُ عِضَةٌ، بِالتَّاءِ، وأَصلها عِضْهَةٌ. وعَضِهَتِ الإِبلُ، بِالْكَسْرِ، تَعْضَهُ عَضَها إِذا رَعَتِ العِضاهَ. وأَعْضَهَ القومُ: رَعَتْ إِبلُهم العِضاه وبعيرٌ عاضِهٌ وعَضِهٌ: يَرْعَى الْعِضَاهَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: حَتَّى إِن شِدْق أَحَدهم بِمَنْزِلَةِ مِشْفَر الْبَعِيرِ العَضِه ؛ هُوَ الَّذِي يَرْعَى الْعِضَاهَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَشْتَكِي مِنْ أَكل الْعِضَاهِ، فأَما الَّذِي يأْكل العِضاهَ فَهُوَ العاضِهُ، وَنَاقَةٌ عاضِهَةٌ وعاضِهٌ كَذَلِكَ، وجِمالٌ عَواضِهُ وَبَعِيرٌ عَضِهٌ يَكُونُ الراعِيَ العِضاهَ والشاكِيَ مِنْ أَكلها؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحافَةَ السَّعْدِيّ: وقَرَّبوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، ... قَرِيبةٍ نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهْ، أَبْقَى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ قَوْلُهُ كلَّ جُمالِيٍّ عَضِه؛ أَراد كُلَّ جُماليَّةٍ وَلَا يَعْني بِهِ الجملَ لأَن الْجُمَلَ لَا يُضَافُ إِلى نَفْسِهِ، وإِنما يُقَالُ فِي النَّاقَةِ جُمالِيَّة تَشْبِيهًا لَهَا بِالْجُمَلِ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها وَلَكِنَّهُ ذكَّره عَلَى لَفْظِ كُلَّ فَقَالَ: كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ.

قَالَ الْفَارِسِيُّ: هَذَا مِنْ مَعْكُوسِ التَّشْبِيهِ، إِنما يُقَالُ فِي الناقةِ جُماليَّة تَشْبِيهًا لَهَا بِالْجُمَلِ لِشِدَّتِهِ وَصَلَابَتِهِ وَفَضْلِهِ فِي ذَلِكَ عَلَى النَّاقَةِ، وَلَكِنَّهُمْ رُبَّمَا عَكَسُوا فَجَعَلُوا الْمُشَبَّهَ بِهِ مُشَبَّهًا وَالْمُشَبَّهَ مُشَبَّهًا بِهِ، وَذَلِكَ لِما يُرِيدُونَ مِنَ اسْتِحْكَامِ الأَمر فِي الشَّبَه، فَهُمْ يَقُولُونَ للناقةِ جُمالِيَّةٌ، ثُمَّ يُشْعِرُونَ بِاسْتِحْكَامِ الشَّبَهِ فَيَقُولُونَ لِلذَّكَرِ جُمالِيٌّ، يَنْسِبُونَهُ إِلى النَّاقَةِ الجُماليَّة، وَلَهُ نَظَائِرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَكَلَامِ سِيبَوَيْهِ؛ أَما كَلَامُ الْعَرَبِ فَكَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: ورَمْلٍ كأَوْراكِ النساءِ اعْتَسَفْتُه، ... إِذا لَبَّدَتْهُ السارياتُ الرَّكائِكُ فَشَبَّهَ الرَّمْلَ بأَوراك النِّسَاءِ وَالْمُعْتَادُ عَكْسُ ذَلِكَ، وأَما مِنْ كَلَامِ سِيبَوَيْهِ فَكَقَوْلِهِ فِي بَابِ اسْمِ الْفَاعِلِ: وَقَالُوا هُوَ الضاربُ الرجلَ كَمَا قَالُوا الحَسَنُ الوَجْهَ، قَالَ: ثُمَّ دَارَ فَقَالَ وَقَالُوا هُوَ الحَسَنُ الوَجْهَ كَمَا قَالُوا الضاربُ الرجلَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ناقةٌ عَضِهَةٌ تَكسِرُ عِيدانَ العِضاهِ، وَقَدْ عَضِهَتْ عَضَهاً. وأَرضٌ عَضيهَةٌ: كَثِيرَةُ العِضاهِ، ومُعْضِهَةٌ: ذاتُ عِضاهٍ كمُعِضَّةٍ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا: الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ بِعِيرٌ عَضَوِيٌّ وإِبل عَضَوِيَّةٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وعَضَهْتُ العِضاهَ إِذا قَطَعْتَهَا. وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: لَا يُقَالُ بَعِيرٌ عاضِهٌ لِلَّذِي يَرْعَى العِضاهَ، وإِنما يُقَالُ لَهُ عَضهٌ، وأَما العاضِهُ فَهُوَ الَّذِي يَشْتَكي عَنْ أَكل العِضاهِ. والتَّعْضِيهُ: قَطْعُ العِضاهِ واحْتِطابُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا عُضِهَتْ عِضاهٌ إِلا بِتَرْكِهَا التَّسْبِيحَ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَنْتَجِبُ غَيْرَ عِضاهِه إِذا انْتَحَلَ شِعْرَ غيرِه؛ وَقَالَ: يَا أيُّها الزاعِمُ أَني أَجْتَلِبْ ... وأَنَّني غَيْرَ عِضاهِي أَنْتَجِبْ كَذبْتَ إِنَّ شَرَ مَا قيلَ الكَذِبْ وَكَذَلِكَ: فُلَانٌ يَنْتَجِبُ عِضاهَ فلانٍ أَي أَنه يَنْتحِل شِعْرَه، والانْتِجابُ أَخْذُ النَّجَبِ مِنَ الشَّجَرِ، وَهُوَ قِشْرُهُ؛ وَمِنْ أَمثالهم السَّائِرَةِ: وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكيرُها وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: العَصا مِنَ العُصَيَّةِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذا ماتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ سُرِقَ ابْنُه، ... وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكيرُها يُرِيدُ: أَن الِابْنَ يُشْبِهُ الأَبَ، فَمَنْ رأَى هَذَا ظَنَّهُ هَذَا، فكأَنّ الابنَ مَسْرُوقٌ، والشكيرُ: مَا يَنْبُتُ فِي أَصْلِ الشجرة: عفه: رَوَى بَعْضُهُمْ بَيْتَ الشَّنفَرَى: عُفاهِيَةٌ لَا يُقْصَرُ السِّتْرُ دُونَها، ... وَلَا تُرْتَجَى للبيتِ مَا لَمْ تُبَيّتِ قِيلَ: العُفاهِيَةُ الضَّخْمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ العُفاهِمَة. يُقَالُ: عَيْش عُفاهِمٌ أَي نَاعِمٌ، وَهَذِهِ انْفَرَدَ بِهَا الأَزهري، وَقَالَ: أَما العُفاهِيَة فَلَا أَعرفها، وأَما العُفاهِمة فَمَعْرُوفَةٌ. عله: العَلَهُ: خُبْثُ النَّفْس وضَعْفُها، وَهُوَ أَيضاً أَذَى الخُمارِ «2». والعَلَهُ الشَّرَهُ. والعَلَهُ: الدَّهَشُ والحَيْرة. والعَلِهُ: الَّذِي يتَرَدَّدُ مُتَحَيِّرًا، والمُتَبَلِّدُ مِثْلُهُ؛ أَنشد لَبِيدٌ: عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فِي نِهاء صُعائِدٍ، ... سَبْعاً تُؤاماً كامِلًا أَيَّامُها وَفِي الصِّحَاحِ: عَلِهَتْ تَرَدَّدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

_ (2). قَوْلُهُ [وَهُوَ أَيْضًا أَذَى الْخُمَارِ] كذا بالأصل والتهذيب والمحكم، والذي في التكملة بخط الصاغاني: أدنى الخمار، بدال مهملة فنون، وتبعه المجد

وَالصَّوَابُ تَبَلَّدُ. والعَلَهُ أَن يَذْهَبَ وَيَجِيءَ مِنَ الفَزَع. أَبو سَعِيدٍ: رَجُلٌ عَلْهانُ عَلَّانٌ، فالعَلْهانُ الْجَازِعُ، والعَلَّانُ الْجَاهِلُ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُوم: العَلْهاءُ: ثوبانِ يُنْدَفُ فِيهِمَا وَبرٌ الإِبل، يَلْبَسُهما الشجاعُ تَحْتَ الدِّرْعِ يَتَوَقَّى بِهِمَا الطَّعْنَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ: وتَصَدَّى لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْوَعَ ... بَيْنَ العَلْهاءِ والسِّرْبالِ تَصَدَّى: يَعْنِي الْمَنِيَّةُ لَتُصِيبُ الْبَطَلَ الْمُتَحَصِّنَ بِدِرْعِهِ وَثِيَابِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٌ فِي كِتَابِهِ فِي السِّلَاحِ: مِنْ أَسماء الدُّرُوعِ العَلْماء، بِالْمِيمِ، وَلَمْ أَسمعه إلَّا فِي بَيْتِ زُهَيْرِ بْنِ جَنابٍ. والعَلَهُ: الحُزْنُ. والعَلَهُ: أَصله الحِدَّة والانْهماك؛ وأَنشد: وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعي إِليها، ... مَتَى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتَى لَا والعَلَهُ: الجُوعُ. والعَلْهانُ: الْجَائِعُ، والمرأَة عَلْهَى مِثْلُ غَرْثانَ وغَرْثَى أَي شَدِيدُ الْجُوعِ، وَقَدْ عَلِهَ يَعْلَهُ، وَالْجَمْعُ عِلاهٌ وعَلاهَى. وَرَجُلٌ عَلْهانُ: تُنازِعُه نَفْسُهُ إِلَى الشَّيْءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلَى الشَّرِّ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَلِهَ عَلَهاً فَهُوَ عَلِهٌ. وامرأَة عالِهٌ: طَيَّاشَةٌ. وعَلِهَ عَلَهاً: وَقَعَ فِي مَلامَة. والعَلْهَانُ: الظَّلِيمُ. والعالِهُ: النَّعامَةُ. وَفَرَسٌ عَلْهَى: نَشِيطَةٌ نَزِقَةٌ، وَقِيلَ: نَشِيطَةٌ فِي اللِّجَامِ. والعَلَهانُ: اسْمُ فَرَسِ أَبي مُلَيْلٍ «1». عبدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ. وعَلْهانُ: اسْمُ رَجُلٍ، قِيلَ: هُوَ مِنْ أَشراف بَنِي تميم. عمه: العَمَهُ: التَّحَيُّر والتَّرَدُّد؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مَتى تَعْمَهْ إِلَى عُثْمانَ تَعْمَه ... إِلَى ضَخْم السُّرادِقِ والقِبابِ أَي تُرَدِّدُ النظرَ، وَقِيلَ: العَمَهُ التَّرَدُّدُ فِي الضَّلَالَةِ وَالتَّحَيُّرِ فِي مُنازعة أَو طَرِيقٍ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن لَا يَعْرِفُ الحُجَّة؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ ترَدُّده لَا يَدْرِي أَين يَتَوَجَّهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ؛ وَمَعْنَى يَعْمَهُونَ: يَتَحَيَّرُونَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فأَينَ تَذْهَبُونَ بَلْ كَيْفَ تَعْمَهُون ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَمَهُ فِي الْبَصِيرَةِ كَالْعَمَى فِي البصَر. وَرَجُلٌ عَمِهٌ عامِهٌ أَي يتَرَدُّدُ مُتَحيِّراً لَا يَهْتَدِي لِطَرِيقِهِ ومَذْهَبِه، وَالْجَمْعُ عَمِهون وعُمَّهٌ. وَقَدْ عَمِه وعَمَه يَعْمَهُ عَمَهاً وعُمُوهاً وعُمُوهةً وعَمَهاناً إِذَا حادَ عَنِ الْحَقِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ومَهْمَهٍ أَطْرافُه فِي مَهْمَهِ، ... أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلينَ العُمهِ والعَمَهُ فِي الرأْي، والعَمَى فِي البصَر. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَكُونُ العَمى عَمى الْقَلْبِ. يُقَالُ: رَجُلٌ عَمٍ إِذَا كَانَ لَا يُبْصِر بِقَلْبِهِ. وأَرض عَمْهاءُ: لَا أَعلامَ بِهَا. وَذَهَبَتْ إبلُهُ العُمَّهَى إِذَا لَمْ يَدْرِ أَينَ ذَهَبَتْ، والعُمَّيْهَى مثله. عَنْهُ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العِنْهُ نَبْتٌ، واحدتُه عِنْهَةٌ. قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الْحِمَارَ: وسَخِطَ العِنْهَةَ والقَيْصُوما عنته: ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ عُنْتُهٌ وعُنْتُهِىٌّ، وَهُوَ المُبالِغُ فِي الأَمرِ إِذَا أَخذَ فيه. عهه: عَهْ عَهْ: زَجْرٌ للإِبل. وعَهْعَهَ بالإِبل: قَالَ لَهَا عَهْ عَهْ، وَذَلِكَ إِذَا زجَرَها لِتَحْتَبِسَ. وَحَكَى أَبو

_ (1). قوله [أبي مليل] كذا في التهذيب والتكملة بلامين مصغراً، والذي في القاموس: مليك آخره كاف

مَنْصُورٍ الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: عَهْعَهْتُ بالضَّأْنِ عَهْعهَةً إِذَا قُلْتَ لَهَا عَهْ عَهْ، وَهُوَ زَجْرٌ لَهَا. وَحُكِيَ أَيضاً عَنِ ابْنِ بُزُرْج: عِيهَ الزَّرْعُ، فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ. عوه: عَوَّه السَّفْرُ: عَرَّسُوا فَنَامُوا قَلِيلًا. وعَوَّهَ عَلَيْهِمْ: عَرَّجَ وأَقام؛ قَالَ رُؤْبَةُ: شَأْزٍ بِمَنْ عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ، ... ناءٍ مِنَ التَّصْبِيحِ نائِي المُغْتَبَقْ قَالَ الأَزهري: سأَلت أَعرابيّاً فَصِيحًا عَنْ قَوْلِ رُؤْبَةَ: جَدْب المُنَدَّى شَئِزِ المُعَوَّهِ وَيُرْوَى: جَدْبِ المُلَهَّى، فَقَالَ: أَراد بِهِ المُعَرَّجَ. يُقَالُ: عَرَّجَ وعَوَّجَ وعَوّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ اللَّيْثُ: التَّعْوِيهُ وَالتَّعْرِيسُ نَوْمَةٌ خَفِيفَةٌ عِنْدَ وَجْه الصُّبْح، وَقِيلَ: هُوَ النُّزُولُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ: وكلُّ مَنِ احْتَبسَ فِي مَكَانٍ فَقَدْ عَوَّهَ. والعاهَةُ: الآفَةُ. وعاهَ الزرعُ والمالُ يَعُوهُ عاهةً وعُؤُوهاً وأَعاهَ: وَقَعَتْ فِيهِمَا عاهةٌ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ العاهةُ أَي الآفةُ الَّتِي تُصِيبُ الزَّرْعَ وَالثِّمَارَ فَتُفْسِدُهَا؛ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عُمَرَ، وَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَتَى ذَلِكَ؛ فَقَالَ: طُلُوعَ الثُّرَيا. وَقَالَ طَبِيبُ الْعَرَبِ: اضْمَنُوا لِي مَا بَيْنَ مَغِيبِ الثُّرَيا إِلَى طُلوعها أَضْمَنْ لَكُمْ سَائِرَ السَّنَةِ. قَالَ اللَّيْثُ: العاهةُ الْبَلَايَا والآفاتُ أَي فَسَادٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ وَنَحْوَهُ مِنْ حَرٍّ أَو عَطَشٍ، وَقَالَ: أَعاهَ الزرعُ إِذَا أَصابته آفَةٌ مِنَ اليَرَقانِ وَنَحْوِهِ فأَفسدَهُ. وأَعاهَ القومُ إِذَا أَصاب زَرْعَهُمْ خَاصَّةً عاهةٌ. وَرَجُلٌ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ فِي نَفْسِهِ أَو مَالِهِ: أَصابته عاهةٌ فِيهِمَا. وَيُقَالُ: أَعاهَ الرجلُ وأَعْوَهَ وعاهَ وعَوَّهَ كلُّه إِذَا وَقَعَتِ العاهةُ فِي زَرْعِهِ. وأَعاهَ القومُ وعاهُوا وأَعْوَهُوا: أَصاب ثمارَهم أَو مَاشِيَتَهُمْ أَو إِبِلَهُمْ أَو زَرْعَهُمُ العاهةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ عَلَى مُصِحّ أَي لَا يُورِد مَنْ بِإِبِلِهِ آفةٌ مِنْ جَرَبٍ أَو غَيْرِهِ عَلَى مَنْ إبلُه صِحاحٌ، لِئَلَّا يَنْزِلَ بِهَذِهِ مَا نَزَلَ بِتِلْكَ، فيظنَّ المُصِحُّ أَن تِلْكَ أَعْدَتْها فيأْثم. وطعامٌ مَعُوهٌ: أَصابته عاهةٌ. وَطَعَامٌ ذُو مَعْوَهةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ، وعِيهَ المالُ. وَرَجُلٌ عائِهٌ وعاهٍ مثلُ مائِهٍ وماهٍ. ورجلٌ عاهٌ أَيضاً: كَقَوْلِكَ كَبْشٌ صافٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ: ودارٍ يَظْعَنُ العاهُونَ عَنْهَا ... لِنَبَّتِهِمْ، ويَنْسَوْنَ الذِّماما «1» . وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العاهُونَ أَصحابُ الرِّيبةِ والخُبْثِ، وَيُقَالُ: عِيهَ الزَّرْعُ وإيفَ فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ. وعَوْهِ عَوْهِ: مِنْ دُعاءِ الجحْشِ. وَقَدْ عَوَّهَ الرجلُ إِذَا دَعَا الجَحْشَ ليَلْحَقَ بِهِ فَقَالَ: عَوْهِ عَوْهِ إِذَا دَعَاهُ. وَيُقَالُ: عاهِ عاهِ إِذَا زَجَرْتَ الإِبل لِتَحْتَبِسَ، وَرُبَّمَا قَالُوا عِيهِ عِيهِ، وَيَقُولُونَ عَهْ عَهْ. وَبَنُو عَوْهَى: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ بِالشَّامِ. وعاهانُ بْنُ كَعْبٍ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، فَعَلانُ فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ عَوَهَ، وفاعالٌ فِيمَنْ جَعَلَهُ مِنْ عَهَنَ، وقد ذكر هناك. عيه: عاهَ المالُ يَعِيهُ: أَصابته الْعَاهَةُ. وعِيهَ الْمَالُ وَالزَّرْعُ وإيفَ، فَهُوَ مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوه. وأَرض مَعْيُوهة: ذاتُ عاهةٍ. وعَيَّهَ بِالرَّجُلِ: صَاحَ بِهِ. وعِيهِ عِيهِ وعاهِ عاهِ: زَجْرٌ للإِبل لتحتبس.

_ (1). قوله [لنبتهم] كذا بالأصل بهذا الضبط، والذي في التهذيب لبينهم

فصل الغين المعجمة

فصل الغين المعجمة غره: غَرِهَ بِهِ: كغَرِيَ. فصل الفاء فره: فَرُهَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، يَفْرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وَهُوَ فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ؛ قَالَ: ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها، ... ناصِلَةُ الحَقْوَينِ مِنْ إزارِها يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ مِنْ حِذارِها، ... أَعْطَيْتُ فِيهَا، طائِعاً أَوكارِها، حَدِيقَةً غَلْباءَ فِي جِدارِها، ... وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فارِها الْجَوْهَرِيُّ: فارِهٌ نَادِرٌ مِثْلُ حَامِضٍ، وَقِيَاسُهُ فَرِيهٌ وحَمِيضٌ، مِثْلُ صَغُر فَهُوَ صَغِير ومَلُحَ فَهُوَ مَلِيح. وَيُقَالُ للبِرْذَوْنِ وَالْبَغْلِ وَالْحِمَارِ: فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ؛ وَالْجَمْعُ فُرْهة مِثْلُ صاحِبٍ وصُحْبة، وفُرْهٌ أَيضاً مِثْلُ بَازِلٍ وبُزْلٍ وَحَائِلٌ وحُولٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما فُرْهَة فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَلَيْسَ بِجَمْعٍ لأَن فَاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فُعْلة، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْفَرَسِ فارِهٌ إِنَّمَا يُقَالُ فِي الْبَغْلِ وَالْحِمَارِ وَالْكَلْبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وَحِمَارٌ فارِهٌ إِذَا كَانَا سَيُورَيْن، وَلَا يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِلَّا جَوادٌ، وَيُقَالُ لَهُ رَائِعٌ. وَفِي حَدِيثِ جُرَيْجٍ: دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة؛ فأَما قَوْلُ عديِّ بْنِ زَيْدٍ في صِفَةِ فَرَسٍ: فصافَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه، ... يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُتَتايعا فَزَعَمَ أَبو حَاتِمٍ أَن عَدِيّاً لَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالْخَيْلِ، وَقَدْ خُطِّئَ عَديٌّ فِي ذَلِكَ، والأُنثى فارِهَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَانَ الأَصمعي يُخَطِّئ عدي بْنِ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: فنَقَلْنا صَنْعَهُ، حَتَّى شَتا ... فارِهَ البالِ لَجُوجاً فِي السَّنَنْ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ بِالْخَيْلِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بيتُ عديٍّ الَّذِي كَانَ الأَصمعي يُخَطِّئه فِيهِ هُوَ قَوْلُهُ: يَبُذُّ الجِيادَ فَارِهًا مُتَتايعا وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِعُها ... مِنَ المَواهب لَا تُعْطى عَلَى حَسَد قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا يَعْنِي بِالْفَارِهَةِ القَيْنة وَمَا يَتْبعُها مِنَ المَواهب، والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَن فاعلة لَيْسَ مِمَّا يُكسَّر عَلَى فُعُلٍ. وَيُقَالُ: أَفْرَهت فُلانةُ إِذَا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ. وأَفْرَهَ الرجلُ إِذَا اتَّخَذَ غُلاماً فارِهاً، وَقَالَ: فارِهٌ وفُرْهٌ مِيزَانُهُ نائبٌ ونُوب. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ: جاريةٌ فارِهةٌ إِذَا كَانَتْ حَسْناءَ مَلِيحَةً. وغلامٌ فارِهٌ: حَسَنُ الْوَجْهِ، وَالْجَمْعُ فُرْه. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي بَابِ نَفقة المَماليك وَالْجَوَارِي: إِذَا كَانَ لهنَّ فَراهةٌ زِيدَ فِي كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ؛ يُرِيدُ بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ. وأَفْرَهَت الناقةُ، فَهِيَ مُفْرِه ومُفْرهة إِذَا كَانَتْ تُنْتَج الفُرْهَ، ومُفَرِّهة أَيضاً؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ جَعْدَةَ الثَّعْلَبِيُّ: فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريباً، ... تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُذورُ تَحِلُّ عَلَى مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ، ... عَلَى أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ ابْنُ سِيدَهْ: نَاقَةٌ مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها، ... فَخَرَّت كَمَا تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ وَيُرْوَى: كَمَا تَتايَع. والفارِهُ: الحاذِقُ بِالشَّيْءِ. والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ: النَّشاطُ. وفَرِهَ، بِالْكَسْرِ: أَشِرَ وبَطِرَ. وَرَجُلٌ فَرِهٌ: نَشيطٌ أَشِرٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وتَنْحِتُون مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهينَ ؛ فَمَنْ قرأَه كَذَلِكَ فَهُوَ منْ هَذَا شَرِهين بَطِرين، وَمَنْ قرأَه فارِهِينَ فَهُوَ مِنْ فَرُه، بِالضَّمِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ هَذَا الْمَوْضِعِ: قَالَ ابْنُ وَادْعٍ العَوْفي: لَا أَسْتَكِينُ، إِذَا مَا أَزْمَةٌ أَزَمَتْ، ... وَلَنْ تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى فارِهِين حاذقِين، قَالَ: والفَرِحُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، بِالْحَاءِ، الأَشِرُ البَطِر. يُقَالُ: لَا تَفْرحْ أَي لَا تَأْشَرْ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ؛ فَالْهَاءُ هَاهُنَا كأَنها أُقِيمت مُقام الْحَاءِ. والفَرَهُ: الفَرَحُ. والفَرِهُ: الفَرِحُ. وَرَجُلٌ فارِهٌ: شديدُ الأَكل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقَالَ عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه: لَا تَشْتَرني، آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كَارِهًا. فطه: فَطِهَ الظهرُ فَطَهاً: كفَزِرَ. فقه: الفِقْهُ: الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ والفهمُ لَهُ، وغلبَ عَلَى عِلْم الدِّينِ لسِيادَتِه وَشَرَفِهِ وفَضْلِه عَلَى سَائِرِ أَنواع الْعِلْمِ كَمَا غَلَبَ النجمُ عَلَى الثُّرَيَّا والعُودُ عَلَى المَنْدَل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: واشْتِقاقهُ مِنَ الشَّقِّ والفَتْح، وَقَدْ جَعَله العُرْفُ خَاصًّا بِعِلْمِ الشَّرِيعَةِ، شَرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى، وتَخْصيصاً بِعِلْمِ الْفُرُوعِ مِنْهَا. قَالَ غَيْرُهُ: والفِقْهُ فِي الأَصل الفَهْم. يُقَالُ: أُوتِيَ فلانٌ فِقْهاً فِي الدِّينِ أَي فَهْماً فِيهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ؛ أَي ليَكونوا عُلَماء بِهِ، وفَقَّهَه اللهُ؛ وَدَعَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلِّمْه الدِّينَ وفَقِّهْه فِي التأْويل أَي فَهِّمْه تأْويلَه وَمَعْنَاهُ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعاءه، وَكَانَ مِنْ أَعلم النَّاسِ فِي زَمَانِهِ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى. وفَقِه فِقْهاً: بِمَعْنَى عَلِم عِلْماً. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ فَقُه فَقاهَةً وَهُوَ فَقِيهٌ مِنْ قَوْمٍ فُقَهاءَ، والأُنثى فَقِيهة مِنْ نِسْوةٍ فقائِهَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: نِسْوَةٌ فُقَهاء، وَهِيَ نَادِرَةٌ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن قَائِلَ فُقَهاء مِنَ الْعَرَبِ لَمْ يَعْتَدَّ بِهَاءِ التأْنيث، وَنَظِيرُهَا نِسْوَةٌ فُقَراء. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَقُه الرَّجُلُ فَقَهاً وفِقْهاً وفَقِه «2». وفَقِه الشيءَ: عَلِمَه. وفَقَّهَه وأَفْقَهَه: عَلَّمه. وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَفْقَهْتُه أَنا أَي بَيَّنْتُ لَهُ تَعَلُّم الفِقْه. ابْنُ سِيدَهْ: وفَقِهَ عَنْهُ، بِالْكَسْرِ، فَهِمَ. وَيُقَالُ: فَقِهَ فلانٌ عَنِّي مَا بَيَّنْتُ لَهُ يَفْقَه فِقْهاً إِذَا فَهِمَه. قَالَ الأَزهري: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ كِلَابٍ وَهُوَ يَصِف لِي شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ قَالَ أَفَقِهْتَ؟ يُرِيدُ أَفَهِمْتَ. وَرَجُلٌ فَقُهٌ: فَقِيهٌ، والأُنثى فَقُهةٌ. وَيُقَالُ لِلشَّاهِدِ: كَيْفَ فَقاهَتُك لِمَا أَشْهَدْناك، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ. الأَزهري: وأَما فَقُه، بِضَمِّ الْقَافِ، فَإِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي النُّعُوتِ. يُقَالُ: رَجُلٌ فَقِيهٌ، وَقَدْ فَقُهَ يَفْقُه فَقاهةً إِذَا صارَ فَقيهاً وسادَ الفُقَهاءَ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمان: أَنه نَزَلَ عَلَى نَبَطِيَّةٍ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ لَهَا: هَلْ هُنَا مكانٌ نَظيف أُصَلي فِيهِ؟ فَقَالَتْ: طَهِّرْ قَلْبَك وصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: فَقِهَتْ أَي فَهِمَتْ وفَطِنَتْ للحقِّ والمَعْنى الَّذِي أَرادَتْ، وَقَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ أَنها فَقِهَتْ هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي خاطَبَتْه، وَلَوْ قَالَ فَقُهَتْ كَانَ معناه

_ (2). قوله [وفقه] بعد قوله [وفقهاً] كذا بالأَصل. وبالوقوف على عبارة ابن سيدة تعلم أن فقه كعلم ليس من كلام البعض وإن كان لغة في فقه بالضم ولعلها تكررت من النساخ

صارَت فَقيهةً. يُقَالُ: فَقِهَ عَنِّي كَلَامِي يَفْقَه أَي فَهِمَ، وَمَا كَانَ فَقيهاً وَلَقَدْ فَقُه وفَقِه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَعْجَبَنِي فَقاهَتُه أَي فِقْهُه. وَرَجُلٌ فَقيهٌ: عالمٌ. وَكُلُّ عَالِمٍ بِشَيْءٍ فَهُوَ فَقيهٌ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ مَا يَفْقَه وَمَا يَنْقَه؛ مَعْنَاهُ لَا يَعْلم وَلَا يَفْهَم. ونَقِهْتُ الحديثَ أَنْقَهُه إِذَا فَهِمْته. وفَقِيه الْعَرَبِ: عالمُ الْعَرَبِ. وتَفَقَّه: تَعاطى الفِقْهَ. وفاقَهْتُه إِذَا باحَثْته فِي الْعِلْمِ. والفِقْهُ: الفِطْنةُ. وَفِي الْمَثَلِ: خيرُ الفِقْه مَا حاضَرْت بِهِ، وشَرُّ الرَّأْي الدَّبَريُّ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: قَالَ لِي أَعرابي شَهِدْتُ عَلَيْكَ بالفِقهِ أَي الفِطْنةِ. وفَحْلٌ فَقيهٌ: طَبٌّ بالضِّراب حاذِقٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لعَنَ اللهُ النائحةَ والمُسْتَفْقِهةَ ؛ هِيَ الَّتِي تُجاوِبُها فِي قَوْلِهَا لأَنها تتَلَقَّفُه وتتَفَهَّمُه فتُجيبها عَنْهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَقْهةُ المَحالةُ فِي نُقْرة الْقَفَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وتَضْرِب الفَقْهةَ حَتَّى تَنْدَلِق قَالَ: وَهِيَ مقلوبة من الفَهْقة. فكه: الفاكهةُ: معروفةٌ وأَجْناسُها الفَواكهُ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهَا فَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: كُلُّ شَيْءٍ قَدْ سُمِّيَ مِنَ الثِّمار فِي القُرآن نَحْوُ العِنَب والرُّمّان فَإِنَّا لَا نُسَمِّيه فَاكِهَةً، قَالَ: وَلَوْ حَلَفَ أَن لَا يأْكل فَاكِهَةً فأَكل عِنَبًا ورُمّاناً لَمْ يَحْنَثْ وَلَمْ يكنْ حَانِثًا. وَقَالَ آخَرُونَ: كلُّ الثِّمار فاكهةٌ، وَإِنَّمَا كُرِّرَ فِي الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ؛ لتَفْضِيل النخلِ والرُّمَّان عَلَى سَائِرِ الْفَوَاكِهِ دُونَهما، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؛ فَكَرَّرَ هَؤُلَاءِ لِلتَّفْضِيلِ عَلَى النَّبِيِّين وَلَمْ يَخْرُجوا مِنْهُمْ. قَالَ الأَزهري: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ الْعَرَبِ قَالَ إنَّ النخيلَ والكُرومَ ثِمارُها لَيْسَتْ مِنَ الْفَاكِهَةِ، وَإِنَّمَا شَذَّ قَوْلُ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ فِي هَذِهِ المسأَلة عَنْ أَقاويل جَمَاعَةِ فُقَهَاءِ الأَمصار لِقِلَّةِ عِلْمِهِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ وعلمِ اللُّغَةِ وتأْويلِ القُرآن الْعَرَبِيِّ المُبين، وَالْعَرَبُ تَذْكُر الأَشياء جُمْلَةً ثُمَّ تَخُصُّ مِنْهَا شَيْئًا بِالتَّسْمِيَةِ تَنْبِيهًا عَلَى فَضْلٍ فِيهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ؛ فَمَنْ قَالَ إِنَّ جِبْريلَ ومِيكالَ لَيْسَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ لإِفْرادِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُمَا بِالتَّسْمِيَةِ بَعْدَ ذِكْر الْمَلَائِكَةِ جُمْلةً فَهُوَ كَافِرٌ، لأَن اللَّهَ تَعَالَى نَصَّ عَلَى ذَلِكَ وبَيَّنه، وَكَذَلِكَ مَنْ قَالَ إِنَّ ثمرَ النخلِ والرُّمانِ لَيْسَ فَاكِهَةً لإِفراد اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُمَا بِالتَّسْمِيَةِ بَعْدَ ذِكْرِ الْفَاكِهَةِ جُمْلة فَهُوَ جَاهِلٌ، وَهُوَ خلافُ الْمَعْقُولِ وخلافُ لُغَةِ الْعَرَبِ. ورجلٌ فَكِهٌ: يأْكل الفاكِهةَ، وفاكِهٌ: عِنْدَهُ فَاكِهَةٌ، وكلاهُما عَلَى النَّسَب. أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: الْفَاكِهُ الَّذِي كَثُرَتْ فاكِهتُه، والفَكِهُ: الَّذِي يَنالُ مِنْ أَعراضِ الناسِ، والفاكهانِيُّ: الَّذِي يَبِيعُ الفاكهةَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَالُ لِبَائِعِ الْفَاكِهَةِ فَكَّاه، كَمَا قَالُوا لَبّان ونَبّال، لأَن هَذَا الضَّرْبَ إِنَّمَا هُوَ سَمَاعِيٌّ لَا اطِّراديّ. وفَكَّهَ القومَ بالفاكِهة: أَتاهم بِهَا. وَالْفَاكِهَةُ أَيضاً: الحَلْواءُ عَلَى التَّشْبِيهِ. وفَكَّهَهُم بمُلَح الْكَلَامِ: أَطْرَفَهُم، والاسمُ الفكِيهةُ والفُكاهةُ، بِالضَّمِّ، وَالْمَصْدَرُ الْمُتَوَهَّمُ فِيهِ الْفِعْلُ الفَكاهةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَكاهةُ، بِالْفَتْحِ، مصدرُ فَكِهَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ فَكِهٌ إِذَا كَانَ طَيِّبَ النَّفْس مَزّاحاً، والفاكهُ المزّاحُ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ مَعَ صَبِيٍ ؛ الفاكهُ: المازحُ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنه كَانَ مِنْ أَفْكَهِ الناسِ إِذَا خَلَا مَعَ أَهله ؛

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَربعٌ لَيْسَ غِيبَتُهن بغيبةٍ، مِنْهُمُ المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات ؛ هُمُ الَّذِينَ يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين. والفُكاهةُ، بِالضَّمِّ: المِزاحُ، وَقِيلَ: الفاكهُ ذُو الفُكاهة كَالتَّامِرِ واللَّابن. والتَّفاكُهُ: التَّمازُحُ. وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ، والمُفاكهَةُ: المُمازحَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تُفاكِه أَمَهْ وَلَا تَبُلْ عَلَى أَكَمَهْ. والفَكِهُ: الطَّيِّبُ النَّفْسِ، وَقَدْ فَكِهَ فَكَهاً. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ فَكِهٌ وفاكِهٌ وفَيْكَهان، وَهُوَ الطَّيِّبُ النَّفْسِ المزَّاحُ؛ وأَنشد: إِذَا فَيْكهانٌ ذُو مُلاءٍ ولِمَّةٍ، ... قَلِيلُ الأَذَى، فِيمَا يُرَى الناسُ، مُسْلِمُ وفاكَهْتُ: مازَحْتُ. وَيُقَالُ للمرأَة: فَكِهةٌ، وَلِلنِّسَاءِ فَكِهات. وتَفَكَّهْتُ بِالشَّيْءِ: تَمَتَّعْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ مِنْهُ. والفَكِهُ: الَّذِي يُحَدِّث أَصحابَه ويُضْحِكُهم. وفَكِهَ مِنْ كَذَا وَكَذَا وتفَكَّه: عَجِبَ. تَقُولُ: تفَكَّهْنا مِنْ كَذَا وَكَذَا أَيْ تعَجَّبْنا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ؛ أَي تتَعجَّبُونَ مِمَّا نَزَلَ بِكُمْ فِي زَرْعِكم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ؛ أَي نَاعِمَيْنِ مُعْجبينَ بِمَا هُمْ فِيهِ، وَمَنْ قرأَ فَكِهينَ يَقُولُ فَرِحِين. والفاكِهُ: النَّاعِمُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ . والفَكِهُ: المُعْجب. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَوْ سَمِعْتَ حَدِيثَ فُلَانٍ لَمَا فَكِهْتَ لَهُ أَي لَمَا أَعجبك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ ؛ أَي مُتعجِّبون ناعِمون بِمَا هُمْ فِيهِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ ، بالأَلف، ويقرأُ فَكِهُون، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ حَذِرُون وحاذِرُون؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمَّا قُرِئَ بِالْحَرْفَيْنِ فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ عُلِمَ أَن مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. أَبو عُبَيْدٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ يَتَفَكَّه بِالطَّعَامِ أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ النَّاسِ إِنَّ فُلَانًا لَفَكِهٌ بِكَذَا وَكَذَا؛ وأَنشد: فَكِهٌ إِلَى جَنْبِ الخِوانِ، إِذَا غَدتْ ... نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ والفَكِهُ: الأَشِرُ البَطِرُ. والفاكِهُ: مِنَ التَّفَكُّهِ. وَقُرِئَ: ونَعْمةٍ كَانُوا فِيهَا فَكِهينَ، أَي أَشِرينَ، وفاكِهِينَ أَي نَاعِمَيْنِ. التَّهْذِيبُ: أَهل التَّفْسِيرِ يَخْتَارُونَ مَا كَانَ فِي وَصْفِ أَهل الْجَنَّةِ فاكِهِينَ* ، وَمَا فِي وَصْفِ أَهْلِ النَّارِ فَكِهِينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فاكِهِينَ ؛ قَالَ: مُعْجبين بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئَ فَكِهينَ وفاكِهِينَ جَمِيعًا، وَالنَّصْبُ عَلَى الْحَالِ، وَمَعْنَى فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ أَي مُعْجبين. والتَّفَكُّهُ: التنَدُّمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ؛ مَعْنَاهُ تَنَدَّمُون، وَكَذَلِكَ تَفَكَّنُون، وَهِيَ لُغَةٌ لِعُكْل. اللِّحْيَانِيُّ: أَزْدُ شَنُوءَة يَقُولُونَ يتَفكَّهُون، وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون. ابْنُ الأَعرابي: تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت. وأَفْكَهَتِ النَّاقَةُ إِذَا رأَيت فِي لَبَنِهَا خُثورةً شِبْهَ اللِّبَإِ. والمُفْكِه مِنَ الإِبلِ: الَّتِي يُهَراق لَبَنُها عِنْدَ النِّتاج قَبْلَ أَن تَضَعَ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وأَفْكَهَت الناقةُ إِذَا دَرَّتْ عِنْدَ أَكل الرَّبِيعِ قَبْلَ أَن تَضَع، فَهِيَ مُفْكِهٌ. قَالَ شَمِرٌ: نَاقَةٌ مُفْكِهةٌ ومُفْكِهٌ، وَذَلِكَ إِذَا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها وَدَنَا نِتاجها؛ قَالَ الأَحْوص: بَنِي عَمِّنا، لَا تَبْعَثُوا الحَرْبَ، إِنَّنِي ... أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قَدْ أَصَنَّتِ قَالَ شَمِرٌ: أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها وَدَنَا

نِتاجُها؛ وأَنشد: مُفْكِهة أَدْنَتْ عَلَى رأْسِ الوَلَدْ، ... قَدْ أَقْرَبَتْ نَتْجاً، وحانَ أَنْ تَلِدْ أَيْ حانَ وِلادُها. قَالَ: وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ المُفْكِهة مُقْرِباً مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ والحُمُر وَالشَّاءِ، وبعضُهم يَجْعَلُهَا حِينَ اسْتَبَانَ حَمَلُهَا، وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء. وفاكهٌ: اسْمٌ. والفاكهُ: ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عَمُّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. وفُكَيْهةُ: اسْمُ امرأَة، يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَصْغِيرُ فَكِهةٍ الَّتِي هِيَ الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ، وأَن يَكُونَ تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: تقولُ إِذَا استَهْلَكْتُ مَالًا لِلَذَّة ... فُكَيْهةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ؟ يُرِيدُ: هلْ شيءٌ. فهه: فَهَّ عَنِ الشَّيْءِ يَفَهُّ فَهّاً: نَسِيَه. وأَفَهَّهُ غيرهُ: أَنْساه. والفَهُّ: الكليلُ اللسانِ العَييُّ عَنْ حَاجَتِهِ، والأُنثى فَهَّةٌ، بِالْهَاءِ. والفَهِيهُ والفَهْفَهُ: كالفَهِّ. وَقَدْ فَهِهْتَ وفَهَهْتَ تَفَهُّ وتَفِهُّ فَهّاً وفَهَهاً وفَهَاهةً أَي عَيِيتَ؛ وفَهَّ العَيِيُّ عَنْ حَاجَتِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَهَّةُ والفَهاهةُ العِيُّ. يُقَالُ: سَفِيه فَهِيهٌ، وفَهَّهُ اللَّهُ. وَيُقَالُ: خَرَجَتْ لحاجةٍ فأَفَهَّني عَنْهَا فلانٌ حَتَّى فَهِهْتُ أَي أَنْسانِيها. ابْنُ الأَعرابي: أَفَهَّني عَنْ حَاجَتِي حَتَّى فَهِهْتُ فَهَهاً أَي شَغَلني عَنْهَا حَتَّى نَسِيتُها، ورجلٌ فَهٌّ وفَهِيهٌ؛ وأَنشد: فَلَمْ تُلْفِني فَهّاً، وَلَمْ تُلْفِ حُجَّتي ... مُلَجْلَجَةً أَبْغي لَهَا مَنْ يُقِيمُها ابْنُ شُمَيْلٍ: فَهَّ الرجلُ فِي خُطْبَتِه وحُجَّتِه إِذَا لَمْ يُبالِغْ فِيهَا وَلَمْ يَشْفِها، وَقَدْ فَهِهْتَ فِي خُطْبَتِكَ فَهاهةً. قَالَ: وَتَقُولُ أَتَيْتُ فُلَانًا فبَيَّنْتُ لَهُ أَمري كلَّه إِلَّا شَيْئًا فَهِهْتُه أَي نَسِيتُه. وفهْفَهَ إِذَا سَقَطَ مِنْ مرتبةٍ عَالِيَةٍ إِلَى سُفْلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا سَمِعتُ مِنْكَ فَهَّةً فِي الإِسلام قَبْلَها ، يَعْنِي السَّقْطةَ والجَهْلة ونحوَها. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ بْنِ الجرَّاح: أَنه قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَالَ لَهُ يَوْمَ السَّقِيفةِ ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك: مَا رأَيت مِنْك فَهَّةً فِي الإِسلام قَبْلَها، أَتُبايِعُني وفيكمُ الصِّدِّيقُ ثانيَ اثْنَينِ ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَهَّة مِثْلُ السَّقْطةِ والجَهْلةِ ونحوِها. يُقَالُ: فَهَّ يَفَهُّ فَهاهةً وفَهِه فَهُوَ فَهٌّ وفَهِيهٌ إِذَا جَاءَتْ مِنْهُ سَقْطةٌ مِنَ العِيِّ وغيره. فوه: اللَّيْثُ: الفُوهُ أَصلُ بِنَاءِ تأْسِيسِ الفمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِمَّا يَدُّلُّك عَلَى أَن الأَصل فِي فمٍ وفُو وَفَا وَفِي هاءٌ حُذِفَت مِنْ آخِرِهَا قولُهم لِلرَّجُلِ الكثيرِ الأَكلِ فَيِّهٌ، وامرأَة فَيِّهةٌ. وَرَجُلٌ أَفْوَهُ: عظيمُ الفَم طويلُ الْأَسْنَانِ. ومَحالةٌ فَوْهاء إِذَا طَالَتْ أَسنانها الَّتِي يَجْري الرِّشاءُ فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الفاهُ والفُوهُ والفِيهُ والفَمُ سواءٌ، والجمعُ أَفواهٌ. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ ؛ وكلُّ قولٍ إِنَّمَا هُوَ بِالْفَمُ، إِنَّمَا الْمَعْنَى لَيْسَ فِيهِ بيانٌ وَلَا بُرْهانٌ، إِنَّمَا هُوَ قولٌ بالفمِ وَلَا مَعْنَى صَحِيحًا تَحْتَه، لأَنهم مُعْتَرِفُونَ بأَنّ اللهَ لَمْ يتَّخِذْ صَاحِبَةً فَكَيْفَ يَزْعُمون أَنَّ لَهُ وَلَدًا؟ أَما كونُه جمعَ فُوهٍ فبَيِّنٌ، وأَما كَوْنُهُ جَمْعَ فِيهٍ فَمِنْ بَابِ ريحٍ وأَرْواحٍ إِذْ لَمْ نسْمَعْ أَفْياهاً؛ وأَما كونُه جمعَ فاهٍ فَإِنَّ الِاشْتِقَاقَ يؤْذن أَن فَاهًا مِنَ الْوَاوِ لِقَوْلِهِمْ مُفَوَّةٌ، وأَما كَوْنُهُ جَمْعَ فَمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَهٌ، فحُذِفت الْهَاءُ كَمَا حُذِفَتْ مِنْ سَنةٍ فِيمَنْ قَالَ عامَلْتُ مُسانَهةً، وَكَمَا حُذِفت مِنْ شاةٍ وَمِنْ شَفَةٍ وَمِنْ عِضَةٍ وَمِنَ اسْتٍ، وَبَقِيَتِ الْوَاوُ طَرَفًا مُتَحَرِّكَةً فَوَجَبَ إبدالُها أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَبَقِيَ فًا،

وَلَا يَكُونُ الِاسْمُ عَلَى حَرْفَيْنِ أَحدُهما التنوينُ، فأُبْدل مكانَها حرفٌ جَلْدٌ مُشاكِلٌ لَهَا، وَهُوَ الميمُ لأَنهما شَفَهِيَّتان، وَفِي الْمِيمِ هُوِيٌّ فِي الفَمِ يُضارِعُ امتدادَ الواوِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العربُ تَسْتَثْقِلُ وُقوفاً عَلَى الهاءِ والحاءِ والواوِ والياءِ إِذَا سَكَنَ مَا قبلَها، فتَحْذِفُ هَذِهِ الحروفَ وتُبْقي الاسمَ عَلَى حَرْفَيْنِ كَمَا حَذَفُوا الواوَ مِنْ أَبٍ وأَخٍ وغَدٍ وهَنٍ، والياءَ مِنْ يَدٍ ودَمٍ، والحاءَ مِنْ حِرٍ، والهاءَ مِنْ فُوهٍ وشَفةٍ وشاةٍ، فَلَمَّا حَذَفُوا الهاءَ مِنْ فُوهٍ بَقِيَتِ الْوَاوُ سَاكِنَةً، فَاسْتَثْقَلُوا وُقُوفًا عَلَيْهَا فَحَذَفُوهَا، فَبَقِيَ الِاسْمُ فَاءً وَحْدَهَا فَوَصَلُوهَا بِمِيمٍ ليصيرَ حَرْفَيْنِ، حرفٌ يُبْتَدأُ بِهِ فيُحرَّك، وحرفٌ يُسْكَت عَلَيْهِ فيُسَكَّن، وَإِنَّمَا خَصُّوا الْمِيمَ بِالزِّيَادَةِ لِمَا كَانَ فِي مَسْكَنٍ، والميمُ مِنْ حُرُوفِ الشَّفَتين تَنْطَبِقَانِ بِهَا، وأَما مَا حُكِيَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَفْمامٌ فَلَيْسَ بِجَمْعِ فَمٍ، أَنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ مَلامِحَ ومَحاسِنَ، وَيَدُلُّ عَلَى أَن فَماً مفتوحُ الْفَاءِ وُجُودك إِيَّاهَا مَفْتُوحَةً فِي هَذَا اللَّفْظِ، وأَما مَا حَكَى فِيهَا أَبو زَيْدٍ وغيرهُ مِنْ كسْرِ الْفَاءِ وضمِّها فضرْبٌ مِنَ التَّغْيِيرِ لَحِقَ الكلمةَ لإِعْلالِها بِحَذْفِ لامِها وَإِبْدَالِ عيْنِها؛ وأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَا لَيْتَها قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ، ... حَتَّى يَعودَ المُلْك فِي أُسْطُمِّهِ يُرْوَى بِضَمِّ الْفَاءِ مِنْ فُمِّه، وفتحِها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْقَوْلَ فِي تَشْدِيدِ الْمِيمِ عِنْدِي أَنه لَيْسَ بِلُغَةٍ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، أَلا تَرَى أَنك لَا تَجِدُ لِهَذِهِ المُشدَّدةِ الميمِ تصَرُّفاً إِنَّمَا التصرُّفُ كُلُّهُ عَلَى ف وهـ؟ مِنْ ذَلِكَ قولُ اللَّهِ تَعَالَى: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فَلَا لَغْوٌ وَلَا تأْثِيمَ فِيهَا، ... وَمَا فاهُوا بِهِ أَبداً مُقِيمُ وَقَالُوا: رجلٌ مُفَوَّه إِذَا أَجادَ القولَ؛ وَمِنْهُ الأَفْوَهُ للواسعِ الفمِ، وَلَمْ نسْمَعْهم قَالُوا أَفْمام وَلَا تفَمَّمت، وَلَا رَجُلٌ أَفَمّ، وَلَا شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّحْوِ لَمْ نَذْكُرْهُ، فَدَلَّ اجْتِمَاعُهُمْ عَلَى تصَرُّفِ الْكَلِمَةِ بِالْفَاءِ وَالْوَاوِ وَالْهَاءِ عَلَى أَن التَّشْدِيدَ فِي فَمٍّ لَا أَصل لَهُ فِي نَفْسِ الْمِثَالِ، إِنَّمَا هُوَ عارضٌ لَحِقَ الْكَلِمَةَ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَإِذَا ثَبَتَ بِمَا ذَكَرْتَه أَن التَّشْدِيدَ فِي فَمٍّ عَارِضٌ لَيْسَ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، فمِنْ أَيْنَ أَتَى هَذَا التَّشْدِيدُ وَكَيْفَ وجهُ دخولهِ إِيَّاهَا؟ فَالْجَوَابُ أَن أَصل ذَلِكَ أَنهم ثَقَّلوا الميمَ فِي الْوَقْفِ فَقَالُوا فَمّ، كَمَا يَقُولُونَ هَذَا خالِدّ وَهُوَ يَجْعَلّ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَجْرَوُا الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ فَقَالُوا هَذَا فَمٌّ ورأَيت فَمّاً، كَمَا أَجْرَوُا الوصلَ مُجْرَى الْوَقْفِ فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ: ضَخْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا وَقَوْلِهِمْ أَيضاً: ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ، ... كأَنَّ مَهْواها، عَلَى الكَلْكَلِّ، مَوْقِعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي يُرِيدُ: العَيْهَلَ والكَلْكَلَ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَهَذَا حُكْمُ تَشْدِيدِ الْمِيمِ عِنْدِي، وَهُوَ أَقوى مِنْ أَن تَجْعَل الكلمةَ مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ بِمَنْزِلَةِ هَمٍّ وَحَمٍّ، قَالَ: فَإِنْ قُلْتَ فَإِذَا كَانَ أَصلُ فَمٍ عِنْدَكَ فَوَه فَمَا تَقُولُ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: هُمَا نَفَثا فِي فيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما، ... عَلَى النّابِحِ العاوِي، أَشدَّ رِجام وَإِذَا كَانَتِ الْمِيمُ بَدَلًا مِنَ الْوَاوَ الَّتِي هِيَ عَيْنٌ فَكَيْفَ جَازَ لَهُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا؟ فَالْجَوَابُ: أَن أَبا عليٍّ حَكَى لَنَا عَنْ أَبي بَكْرٍ وأَبي إِسْحَاقَ أَنهما ذَهَبَا إِلَى أَن الشَّاعِرَ جمعَ بَيْنَ العِوَض والمُعَوَّض عَنْهُ، لأَن الْكَلِمَةَ

مَجْهورة مَنْقُوصَةٌ، وأَجاز أَبو عَلِيٍّ فِيهَا وَجْهًا آخرَ، وَهُوَ أَن تَكُونَ الواوُ فِي فمَوَيْهِما لَامًا فِي مَوْضِعِ الْهَاءِ مِنْ أَفْواه، وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ تَعْتَقِبُ عَلَيْهَا لامانِ هاءٌ مَرَّةٌ وواوٌ أُخرى، فَجَرَى هَذَا مَجْرى سَنةٍ وعِضَةٍ، أَلا تَرَى أَنهما فِي قَوْلِ سِيبَوَيْهِ سَنَوات وأَسْنَتُوا ومُساناة وعِضَوات واوانِ؟ وتَجِدُهما فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ لَيْسَتْ بسَنْهاء وَبَعِيرٌ عاضِهٌ هَاءَيْنِ، وَإِذَا ثَبَتَ بِمَا قدَّمناه أَن عَيْنَ فَمٍ فِي الأَصل واوٌ فَيَنْبَغِي أَن تقْضِيَ بِسُكُونِهَا، لأَن السُّكُونَ هُوَ الأَصل حَتَّى تَقومَ الدلالةُ عَلَى الحركةِ الزَّائِدَةِ. فَإِنْ قُلْتَ: فهلَّا قضَيْتَ بِحَرَكَةِ الْعَيْنِ لِجَمْعِك إِيَّاهُ عَلَى أَفْواهٍ، لأَن أَفْعالًا إِنَّمَا هُوَ فِي الأَمر الْعَامِّ جمعُ فَعَلٍ نَحْوُ بَطَلٍ وأَبْطالٍ وقَدَمٍ وأَقْدامٍ ورَسَنٍ وأَرْسانٍ؟ فَالْجَوَابُ: أَن فَعْلًا مِمَّا عينُه واوٌ بابُه أَيضاً أَفْعال، وَذَلِكَ سَوْطٌ وأَسْواطٌ، وحَوْض وأَحْواض، وطَوْق وأَطْواق، ففَوْهٌ لأَن عينَه واوٌ أَشْبَهُ بِهَذَا مِنْهُ بقَدَمٍ ورَسَنٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والفُوه أَصلُ قولِنا فَم لأَن الْجَمْعَ أَفْواهٌ، إِلَّا أَنهم اسْتَثْقَلُوا اجتماعَ الْهَاءَيْنِ فِي قَوْلِكَ هَذَا فُوهُه بالإِضافة، فَحَذَفُوا مِنْهُ الْهَاءَ فَقَالُوا هَذَا فُوه وفُو زيدٍ ورأَيت فَا زيدٍ، وَإِذَا أَضَفْتَ إِلَى نَفْسِكَ قُلْتَ هَذَا فِيَّ، يَسْتَوِي فِيهِ حالُ الرَّفْعِ والنصبِ والخفضِ، لأَن الواوَ تُقْلَبُ ياءً فتُذْغَم، وَهَذَا إِنَّمَا يُقَالُ فِي الإِضافة، وَرُبَّمَا قَالُوا ذَلِكَ فِي غَيْرِ الإِضافة، وَهُوَ قَلِيلٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: خالَطَ، مِنْ سَلْمَى، خياشِيمَ وَفَا ... صَهْباءَ خُرْطوماً عُقاراً قَرْقَفَا وصَفَ عُذوبةَ ريقِها، يَقُولُ: كأَنها عُقارٌ خالَط خَياشِيمَها وَفَاهَا فكَفَّ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده الْفَرَّاءُ: يَا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيْمَى والفَما قَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد والفَمَانِ يَعْنِي الفمَ والأَنْفَ، فثَنَّاهُما بِلَفْظِ الفمِ للمُجاوَرةِ، وأَجاز أَيضاً أَن يَنْصِبَه عَلَى أَنه مَفْعُولٌ معَه كأَنه قَالَ مَعَ الْفَمِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُنصَب بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ كأَنه قَالَ وأُحِبُّ الفمَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الفمُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ إِلَّا أَنه اسْمٌ مقصورٌ بِمَنْزِلَةِ عَصاً، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فِي تَرْجَمَةِ فمم. وَقَالُوا: فُوك وفُو زيدٍ، فِي حدِّ الإِضافة وَذَلِكَ فِي حَدِّ الرَّفْعِ، وَفَا زيدٍ وَفِي زيدٍ فِي حدِّ النَّصْبِ وَالْجَرِّ، لأَن التَّنْوِينَ قَدْ أُمِنَ هَاهُنَا بِلُزُومِ الإِضافة، وَصَارَتْ كأَنها مِنْ تَمَامِهِ؛ وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ: خالطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وَفَا فَإِنَّهُ جاءَ بِهِ عَلَى لُغَةِ مَنْ لَمْ يُنَوِّنْ، فَقَدْ أُمِنَ حذْف الأَلف لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَمَا أُمِنع فِي شاةٍ وَذَا مالٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا كلَّمْتُه فاهُ إِلَى فِيَّ، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ الْمَصَادِرِ وَلَا ينفردُ مِمَّا بَعْدَهُ، وَلَوْ قلتَ كلَّمتُه فاهُ لَمْ يَجُزْ، لأَنك تُخْبِر بقُرْبِك مِنْهُ، وأَنك كلَّمْتَه وَلَا أَحَدَ بَيْنَكَ وبينَه، وَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَ أَي وَهَذِهِ حالُه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ كلَّمتُه فَاهُ إِلَى فِيَّ أَي مُشافِهاً، ونصْبُ فاهٍ عَلَى الْحَالِ، وَإِذَا أَفْرَدُوا لَمْ يَحْتَمِلِ الواوُ التَّنْوِينَ فَحَذَفُوهَا وعوَّضوا مِنَ الهاءِ مِيمًا، قَالُوا هَذَا فمٌ وفَمَانِ وفَمَوان، قال: ولو كان الميمُ عِوَضاً مِنَ الْوَاوِ لَمَا اجْتَمَعَتَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الميمُ فِي فَمٍ بدلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَلَيْسَتْ عِوَضاً مِنَ الهاءِ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ فَماً مَقْصُورٌ مِثْلُ عَصًا، قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ جَاءَ تثنيةُ فَمَوانِ؛ وأَنشد: يَا حَبَّذا وَجْهُ سُلَيْمى والفَما، ... والجِيدُ والنَّحْرُ وثَدْيٌ قَدْ نَما

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَقْرَأَنِيها رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاهُ إِلَى فِيَ أَي مُشافَهةً وتَلْقِيناً، وَهُوَ نصبٌ عَلَى الْحَالِ بِتَقْدِيرِ الْمُشْتَقِّ، وَيُقَالُ فِيهِ: كلَّمني فُوهُ إِلَى فِيَّ بِالرَّفْعِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، قَالَ: وَمِنْ أَمثالهم فِي بَابِ الدُّعَاءِ عَلَى الرجُل الْعَرَبُ تَقُولُ: فاهَا لِفِيك؛ تُرِيدُ فَا الدَّاهِيَةِ، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الَّتِي أُجْرِيت مُجْرَى الْمَصْدَرِ الْمَدْعُوِّ بِهَا عَلَى إِضْمَارِ الْفِعْلِ غَيْرِ الْمُسْتَعْمَلِ إظهارهُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: فاهَا لِفِيك، غَيْرُ مُنَوَّنٍ، إِنَّمَا يُرِيدُ فَا الداهيةِ، وَصَارَ بَدَلًا مِنَ اللَّفْظِ بِقَوْلِهِ دَهاكَ اللهُ، قَالَ: ويَدُلُّك عَلَى أَنه يُريدُ الداهيةَ قَوْلُهُ: وداهِية مِنْ دَواهي المَنونِ ... يَرْهَبُها الناسُ لَا فَا لَهَا فَجَعَلَ لِلدَّاهِيَةِ فَمًا، وكأَنه بدلٌ مِنْ قَوْلِهِمْ دَهاكَ اللَّهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الخَيْبة لَكَ. وأَصله أَنه يريدُ جَعَل اللهُ بفِيك الأَرضَ، كَمَا يُقَالُ بِفِيكَ الحجرُ، وَبِفِيكَ الأَثْلبُ؛ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْم: فقلتُ لَهُ: فاهَا بفِيكَ، فَإِنَّهَا ... قَلوصُ امرئٍ قارِيكَ مَا أَنتَ حاذِرهُ يَعْنِي يَقْرِيك مِنَ القِرَى، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ: فَإِنَّهُ قلوصُ امْرِئٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ فَإِنَّهَا، وَالْبَيْتُ لأَبي سِدْرة الأَسَديّ، وَيُقَالُ الهُجَيْميّ. وَحُكِيَ عَنْ شَمِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ فَاهًا بفِيك، منوَّناً، أَي أَلْصَقَ اللهُ فاكَ بالأَرضِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ فاهَا لفِيكَ، غَيْرُ مُنوَّن، دُعاء عَلَيْهِ بِكَسْرِ الفَمِ أَي كَسَر اللَّهُ فَمَك. قَالَ: وَقَالَ سيبويه فاهَا لفِيكَ، غيرُ منوَّن، إِنَّمَا يُرِيدُ فَا الداهيةِ وَصَارَ الضميرُ بَدَلًا مِنَ اللَّفْظِ بِالْفِعْلِ، وأُضْمِرَ كَمَا أُضمر للتُّرب والجَنْدَل، وَصَارَ بَدَلًا مِنَ اللَّفْظِ بِقَوْلِهِ دَهاكَ اللَّهُ، وَقَالَ آخَرُ: لئِنْ مالكٌ أَمْسَى ذَلِيلًا، لَطالَما ... سَعَى للَّتي لَا فَا لَهَا، غَيْرَ آئِبِ أَراد لَا فَمَ لَهَا وَلَا وَجْه أَي لِلدَّاهِيَةِ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: وَلَا أَقولُ لِذِي قُرْبَى وآصِرةٍ: ... فَاهَا لِفِيكَ عَلَى حالٍ مِنَ العَطَبِ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الصَّغِيرِ الفمِ: فُو جُرَذٍ وفُو دَبَى، يُلَقَّب بِهِ الرَّجُلُ. وَيُقَالُ للمُنْتِن ريحِ الفمِ: فُو فَرَسٍ حَمِرٍ. وَيُقَالُ: لَوْ وَجَدتُ إِلَيْهِ فَا كَرِشٍ أَي لَوْ وَجَدْتُ إِلَيْهِ سَبِيلًا. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي تَثْنِيَةِ الفمِ فَمَانِ وفَمَيانِ وفَموانِ، فأَما فَمانِ فَعَلَى اللَّفْظِ، وأَما فَمَيانِ وفَمَوانِ فَنَادِرٌ؛ قَالَ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: هُما نَفَثا فِي فِيَّ مِنْ فَمَوَيْهِما إِنَّهُ عَلَى الضَّرُورَةِ. والفَوَهُ، بِالتَّحْرِيكِ: سَعَةُ الفمِ وعِظَمُه. والفَوَهُ أَيضاً: خُروجُ الأَسنانِ مِنَ الشَّفَتينِ وطولُها، فَوِهَ يَفْوَهُ فَوَهاً، فَهُوَ أَفْوَهُ، والأُنثى فَوْهاء بيِّنا الفَوَهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الخَيْل. وَرَجُلٌ أَفْوَهُ: واسعُ الفمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ الأَسد: أَشْدَق يَفْتَرُّ افْتِرارَ الأَفْوَهِ وَفَرَسٌ فَوْهاءِ شَوْهاء: وَاسِعَةُ الْفَمِ فِي رأْسها طُولٌ. والفَوَهُ فِي بَعْضِ الصِّفَاتِ: خروجُ الثَّنايا العُلْيا وطولُها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: طُولُ الثَّنَايَا الْعُلْيَا يُقَالُ لَهُ الرَّوَقُ، فأَما الفَوَهُ فَهُوَ طُولُ الأَسنانِ كلِّها. ومَحالةٌ فَوْهاء: طَالَتْ أَسنانُها الَّتِي يَجْري الرِّشاءُ بَيْنَهَا. وَيُقَالُ لِمُحَالَةِ السانِيةِ إِذَا طَالَتْ أَسْنانُها: إِنَّهَا لَفَوْهاءُ بيِّنة الفَوَهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَم وَبِئْرٌ فَوْهاء: واسَعةُ الفمِ. وطَعْنةٌ فَوْهاءُ: واسعةٌ. وفاهَ بِالْكَلَامِ يَفُوهُ: نَطَقَ ولَفَظَ بِهِ؛ وأَنشد لأُمَيَّةَ: وَمَا فاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقيمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يائيَّة وواويَّة. أَبو زَيْدٍ: فاهَ الرَّجُلِ يَفُوه فَوْهاً إِذَا كَانَ مُتكلِّماً. وَقَالُوا: هُوَ فاهٌ بجُوعِه إِذَا أَظْهَرَه وباحَ بِهِ، والأَصل فائِهٌ بجُوعِه فَقِيلَ فاهٌ كَمَا قَالُوا جُرُفٌ هارٌ وهائرٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ رَجُلٌ فاوُوهةٌ يَبُوح بكلِّ مَا فِي نَفْسِهِ وفاهٌ وفاهٍ. وَرَجُلٌ مُفَوَّهٌ: قادرٌ عَلَى المَنْطِق وَالْكَلَامِ، وَكَذَلِكَ فَيِّهٌ. ورجلٌ فَيِّهٌ: جَيِّدُ الكلامِ. وفَوَّهَه اللَّهُ: جعَلَه أَفْوَهَ. وفاهَ بِالْكَلَامِ يَفُوه: لَفَظَ بِهِ. وَيُقَالُ: مَا فُهْتُ بكلمةٍ وَمَا تَفَوَّهْتُ بِمَعْنًى أَي مَا فتَحْتُ فمِي بِكَلِمَةٍ. والمُفَوَّهُ: المِنْطِيقُ. وَرَجُلٌ مُفَوَّهُ يفُوهُ بِهَا. وإِنه لذُو فُوَّهةٍ أَي شديدُ الكلامِ بَسِيطُ اللِّسان. وفاهاهُ إِذَا ناطَقَه وفاخَرَه، وهافاهُ إِذَا مايَلَه إِلَى هَواه. والفَيِّهُ أَيضاً: الجيِّدُ الأَكلِ. وَقِيلَ: الشديدُ الأَكلِ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، فَيْعِل، والأُنثى فَيِّهةٌ كثيرةُ الأَكل. والفَيِّهُ: المُفَوَّهُ المِنْطِيقُ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ فَيِّهٌ ومُفَوَّهٌ إِذَا كَانَ حسَنَ الكلامِ بَلِيغًا فِي كَلَامِهِ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: خَشِيت أَن يَكُونَ مُفَوَّهاً أَي بَلِيغًا مِنْطِيقاً، كَأَنَّهُ مأْخوذ مِنَ الفَوَهِ وَهُوَ سَعةُ الفمِ. وَرَجُلٌ فَيِّهٌ ومُسْتَفِيهٌ فِي الطَّعَامِ إِذَا كَانَ أَكُولًا. الْجَوْهَرِيُّ: الفَيِّهُ الأَكولُ، والأَصْلُ فَيْوِهٌ فأُدْغم، وَهُوَ المِنْطيقُ أَيضاً، والمرأَةُ فَيِّهةٌ. واستَفاهَ الرجلُ اسْتِفاهةً واسْتِفاهاً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَهُوَ مُسْتَفِيهٌ: اشتَدَّ أَكْلُه بَعْدَ قِلَّة، وَقِيلَ: اسْتَفاهَ فِي الطَّعَامِ أَكثَرَ مِنْهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يخصَّ هَلْ ذَلِكَ بعدَ قلَّةٍ أَم لَا؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ شِبْلَيْن: ثُمَّ اسْتَفاها فلمْ تَقْطَعْ رَضاعَهما ... عن التَّصَبُّب لَا شَعْبٌ وَلَا قَدْعُ اسْتَفاها: اشتَدَّ أَكْلُهما، والتَّصَبُّبُ: اكْتساءُ اللحمِ للسِّمَنِ بَعْدَ الفِطامِ، والتَّحلُّم مثلُه، والقَدْعُ: أَن تُدْفَعَ عَنِ الأَمر تُريدُه، يُقَالُ: قَدَعْتُه فقُدِعَ قَدْعاً. وَقَدِ اسْتَفاهَ فِي الأَكل وَهُوَ مُسْتَفِيهٌ، وَقَدْ تَكُونُ الاسْتِفاهةُ فِي الشَّرابِ. والمُفَوَّهُ: النَّهِمُ الَّذِي لَا يَشْبَع. وَرَجُلٌ مُفَوَّهٌ ومُسْتَفِيهٌ أَي شديدُ الأَكلِ. وشَدَّ مَا فَوَّهْتَ فِي هَذَا الطَّعَامِ وتفَوَّهْتَ وفُهْتَ أَي شَدَّ مَا أَكَلْتَ. وإِنه لمُفَوَّه ومُسْتَفِيهٌ فِي الْكَلَامِ أَيضاً، وَقَدِ اسْتَفاهَ اسْتِفاهةً فِي الأَكل، وَذَلِكَ إِذَا كُنْتَ قليلَ الطَّعْم ثُمَّ اشتَدَّ أَكْلُك وازْدادَ. وَيُقَالُ: مَا أَشَدَّ فُوَّهَةَ بعيرِك فِي هَذَا الكَلإِ، يُرِيدُونَ أَكْلَه، وَكَذَلِكَ فُوّهة فرَسِك ودابَّتِك، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: أَفْواهُها مَجاسُّها؛ الْمَعْنَى أَن جَوْدةَ أَكْلِها تَدُّلك عَلَى سِمَنِها فتُغْنيك عَنْ جَسِّها، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سَقَى فلانٌ إِبلَه عَلَى أَفْواهِها، إِذَا لَمْ يَكُنْ جَبَى لَهَا الماءَ فِي الْحَوْضِ قَبْلَ ورُودِها، وإِنما نزَعَ عَلَيْهَا الماءَ حِينَ وَرَدَتْ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: سَقَى إبلَه قَبَلًا. وَيُقَالُ أَيضاً: جَرَّ فلانٌ إبلَه عَلَى أَفْواهِها إِذَا تَرَكَهَا تَرْعَى وتسِير؛ قَالَهُ الأَصمعي؛ وأَنشد: أَطْلَقَها نِضْوَ بُلَيٍّ طِلْحِ، ... جَرّاً على أَفْواهِها والسُّجْحِ «3».

_ (3). قوله [على أفواهها والسجح] هكذا في الأصل والتهذيب هنا، وتقدم إنشاده في مادة جرر أفواههن السجح

فصل القاف

بُلَيّ: تَصْغِيرُ بِلْوٍ، وَهُوَ الْبَعِيرُ الَّذِي بَلاه السَّفَرُ، وأَراد بالسُّجْحِ الخراطيمَ الطِّوال. وَمِنْ دُعائِهم: كَبَّهُ اللهُ لِمَنْخِرَيْه وفَمِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: أَصَخْرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، مَنْ يَغْوِ سادِراً ... يَقُلْ غَيْرَ شَكٍّ لليَدْينِ وللفَمِ وفُوَّهةُ السِّكَّةِ والطَّريقِ وَالْوَادِي والنهرِ: فَمُه، وَالْجَمْعُ فُوَّهاتٌ وفَوائِهُ. وفُوهةُ الطريقِ: كفُوَّهَتِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والزَمْ فُوهةَ الطريقِ وفُوَّهَتَه وفَمَه. وَيُقَالُ: قَعَد عَلَى فُوَّهةِ الطَّرِيقِ وفُوَّهةِ النَّهْرِ، وَلَا تَقُلْ فَم النَّهْرِ وَلَا فُوهة، بِالتَّخْفِيفِ، وَالْجَمْعُ أَفْواه عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا عَجَباً للأَفْلقِ الفَليقِ ... صِيدَ عَلَى فُوَّهةِ الطَّريقِ «4» . ابْنُ الأَعرابي: الفُوَّهةُ مصَبُّ النَّهْرِ فِي الكِظَامةِ، وَهِيَ السِّقاية. الْكِسَائِيُّ: أَفْواهُ الأَزِقَّةِ والأَنْهار وَاحِدَتُهَا فُوَّهةٌ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ مِثْلُ حُمَّرة، وَلَا يُقَالُ فَم. اللَّيْثُ: الفُوَّهةُ فمُ النَّهْرِ ورأْسُ الْوَادِي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ فما تفَوَّهَ البَقيعَ قَالَ: السلامُ عَلَيْكُمْ ؛ يُرِيدُ لَمَّا دَخَل فمَ البَقِيعِ، فشَبَّهه بِالْفَمِ لأَنه أَول مَا يُدْخَل إِلَى الجوفِ مِنْهُ. وَيُقَالُ لأَوَّل الزُّقاقِ وَالنَّهْرِ: فُوَّهَتُه، بِضَمِّ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ. وَيُقَالُ: طَلع عَلَيْنَا فُوَّهةُ إبِلك أَي أَوَّلُها بِمَنْزِلَةِ فُوَّهةِ الطَّرِيقِ. وأَفْواهُ الْمَكَانِ: أَوائُله، وأَرْجُلُه أَواخِرُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَوْ قُمْتُ مَا قامَ ابنُ لَيْلى لَقَدْ هَوَتْ ... رِكابي بأَفْواهِ السَّماوةِ والرِّجْلِ يَقُولُ: لَوْ قُمْتُ مَقامه انْقَطَعَتْ رِكابي: وَقَوْلُهُمْ: إنَّ رَدَّ الفُوَّهَةِ لَشَديدٌ أَي القالةِ، وَهُوَ مِنْ فُهْتُ بِالْكَلَامِ. وَيُقَالُ: هُوَ يَخَافُ فُوَّهَة الناسِ أَي قالتَهم. والفُوهةُ والفُوَّهةُ: تقطيعُ الْمُسْلِمِينَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا بالغِيبة. وَيُقَالُ: مَنْ ذَا يُطِيق رَدَّ الفُوَّهةِ. والفُوَّهةُ: الفمُ. أَبو المَكَارم: مَا أحْسَنْتُ شَيْئًا قطُّ كَثَغْرٍ فِي فُوَّهَةِ جاريةٍ حَسْناء أَي مَا صادَفْت شَيْئًا حَسَنًا. وأَفْواهُ الطِّيبِ: نَوافِحُه، واحدُها فُوهٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَفْواهُ مَا يُعالج بِهِ الطِّيبُ كَمَا أَنَّ التَّوابِلَ مَا تُعالَج بِهِ الأَطْعمة. يُقَالُ: فُوهٌ وأَفْواه مِثْلُ سُوقٍ وأَسْواق، ثُمَّ أفاويهُ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأَفْواهُ أَلْوانُ النَّوْرِ وضُروبُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَرَدَّيْتُ مِنْ أَفْواهِ نَوْرٍ كأَنَّها ... زَرابيُّ، وارْتَجَّتْ عَلَيْهَا الرَّواعِدُ وَقَالَ مرَّة: الأَفْواهُ مَا أُعِدَّ للطِّيبِ مِنَ الرَّيَاحِينِ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ الأَفْواه مِنَ الْبُقُولِ؛ قَالَ جَمِيلٌ: بِهَا قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوَةٌ، ... وَمِنْ كلِّ أَفْواه البُقول بِهَا بَقْلُ والأَفْواهُ: الأَصْنافُ والأَنواعُ. والفُوَّهةُ: عروقٌ يُصْبَغ بِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: الفُوَّهُ عروقٌ يُصْبَغُ بِهَا. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الفُوَّهَ بِهَذَا الْمَعْنَى. والفُوَّهةُ: اللبَنُ مَا دامَ فِيهِ طعمُ الحلاوةِ، وَقَدْ يُقَالُ بِالْقَافِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. والأَفْوه الأَوْدِيُّ: مِنْ شُعَرائهم، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل القاف قره: قَرِهَ جِلْدُه قَرَهاً: تَقَشَّرَ أَو اسْوَدَّ مِنْ شدَّةِ الضَّرْب. ابْنُ الأَعرابي: قَرِه الرجُلُ إذا

_ (4). قوله [للأَفلق الفليق] هو هكذا بالأَصل

تَقَوَّب جِلْدُه مِنْ كَثْرة القُوَباء. والقَرَه فِي الجسَدَ: كالقَلَحِ فِي الأَسْنانِ، وَهُوَ الوَسَخُ، وَقَدْ قَرِه قَرَهاً، وَرَجُلٌ مُتَقَرِّه وأَقْرَهُ، والأُنثى قَرْهاء. قله: القَلَهُ: لُغَةٌ فِي القَرَه. وقَلَهى وقَلَهِيَّا، كِلَاهُمَا: موضع. قمه: القَمَهُ: قِلَّةُ الشهوةِ لِلطَّعَامِ كالقَهَمِ، وَقَدْ قَمِهَ وقَمَهَ البعيرُ يَقْمَه قُمُوهاً: رَفَعَ رأْسَه وَلَمْ يَشْرَب الْمَاءَ، لُغَةٌ فِي قَمَح. وقَمهَ الشيءُ، فَهُوَ قامِهٌ: انْغَمَس حِينًا وَارْتَفَعَ أُخرى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَعْدِلُ أَنْضادَ القِفافِ القُمَّهِ جعَل القُمَّهَ نَعْتًا للقِفافِ لأَنها تَغِيب حِينًا فِي السَّراب ثُمَّ تَظْهَرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَورده الْجَوْهَرِيُّ: قَفْقاف أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَبْلَهُ: يَعْدِل أَنْضادَ القِفافِ الرُّدَّهِ ... عَنْهَا، وأَثْباجَ الرِّمالِ الوُرَّهِ قَالَ: وَالَّذِي فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ: تَرْجافُ أَلْحِي الرَّاعِساتِ القُمَّهِ أَي تَرْجافُ أَلْحِي هذهِ الإِبلِ، الراعِساتِ أَي الْمُضْطَرِبَاتِ، يَعْدِل أَنْضادَ هَذِهِ القفافِ ويَخْلُفها. وَيُقَالُ: قَمَهَ الشيءَ فِي الْمَاءِ يَقْمَهه إِذَا قَمَسه فارتَفع رأسُه أَحْياناً وانْغَمَرَ أَحياناً فَهُوَ قامِهٌ. وَقَالَ الْمُفَضِّلُ: القامِهُ الَّذِي يَرْكَبُ رَأسَه لَا يَدْرِي أَين يَتَوَجَّهُ. الْجَوْهَرِيُّ: القُمَّهُ مِنَ الإِبل مِثْلَ القُمَّح وَهِيَ الرافعةُ رُؤوسَها إِلَى السَّمَاءِ، الْوَاحِدَةُ قامِهٌ وقامِحٌ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ مَقَه: سَرابٌ أَمْقَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فِي الفَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وَهُوَ الَّذِي لَا خَضْراء فِيهِ، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو الأَقْمه، قَالَ: وَهُوَ الْبَعِيدُ. يُقَالُ: هُوَ يَتَقَمَّه فِي الأَرض إِذَا ذهَبَ فِيهَا، وَقَالَ الأَصمعي: إِذَا أَقْبَل وأَدْبَر فِيهَا. وَخَرَجَ فُلَانٌ يَتَقَمَّه فِي الأَرض: لَا يَدْرِي أَيْنَ يَذْهَبُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: ويَتَكَمَّه مِثْلُهُ. وَقَالَ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ القُمَّه: هِيَ القُمَّحُ، وَهِيَ التي رفعت رؤوسها كالقِمَاح الَّتِي لَا تَشْرَبه. قنزه: رجلٌ قَزٌّ قِنْزَهْوٌ وقِزٌّ قِنْزَهْوٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْ قِنْزهْواً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه من الأَلفاظ الْمُبَالَغِ بِها، كَمَا قَالُوا: أَصَمّ أَسْلَخُ وأَخْرَسُ أَملسُ، وَقَدْ يَكُونُ قِنْزَهْو ثُلاثِيّاً كقِنْدَأْوٍ. قهقه: اللَّيْثُ: قَهْ يُحْكَى بِهِ ضَرْبٌ مِنَ الضَّحِك، ثُمَّ يُكَرَّرُ بتَصْريفِ الْحِكَايَةِ فَيُقَالُ: قَهْقَهَ يُقَهْقِه قَهْقَهَةً إِذَا مدَّ وَإِذَا رجَّع. ابْنُ سِيدَهْ: قَهْقَهَ رجَّع فِي ضَحِكه، وَقِيلَ: هُوَ اشتدادُ الضَّحِك، قَالَ: وقَهْ قَهْ حكايةُ الضَّحِك. الْجَوْهَرِيُّ: القَهْقَهَةُ فِي الضَّحِكَ معروفةٌ، وَهُوَ أَن يَقُولَ قَهْ قَهْ. يُقَالُ: قَهَّ وقَهْقَهَ بِمَعْنًى، وَإِذَا خَفَّفَ قِيلَ قَهَّ الضاحِكُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مُخَفَّفًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُر النِّساء: نَشَأْنَ فِي ظِلِّ النَّعِيمِ الأَرْفَهِ، ... فهُنَّ فِي تَهانُفٍ وَفِي قَهِ قَالَ: وإِنما خُفِّفَ فِي الْحِكَايَةِ؛ وَإِنِ اضْطَرَّ الشَّاعِرُ إِلَى تَثْقِيلِهِ جازَ لَهُ كَقَوْلِهِ: ظَلِلْنَ فِي هَزْرَقةٍ وقَهِّ، ... يَهْزَأْنَ مِنْ كلِّ عَبَامٍ فَهِ وقَرَبٌ مُقَهْقِهٌ: وَهُوَ مِنَ القَهْقَهةِ فِي قَرَبِ الوِرْدِ، مشتقٌّ مِنِ اصْطِدامِ الأَحْمالِ لَعَجَلَة

السَّيْرِ كأَنهم تَوَهَّمُوا لجَرْسِ ذَلِكَ جَرْسَ نَغْمةٍ فضاعَفُوه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَصله المُحَقْحِق، ثُمَّ قِيلَ المُهَقْهِق عَلَى الْبَدَلِ، ثُمَّ قُلِبَ فَقِيلَ المُقَهْقِه. الأَزهري: قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّتِنا الأَصل فِي قَرَبِ الوِرْدِ أَن يُقَالَ قَرَبٌ حَقْحاقٌ، بِالْحَاءِ، ثُمَّ أَبدلوا الْحَاءَ هَاءً فَقَالُوا للحَقْحَقة هَقْهَقة وهَقْهاق، ثُمَّ قَلَبُوا الهَقْهقة فَقَالُوا قَهْقَهة، كَمَا قَالُوا حَجْحَج وجَخْجَخَ إِذَا لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ والقَهْقَهةُ فِي السَّيْرِ مِثْلُ الهَقْهَقة، مقلوبٌ مِنْهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: جَدَّ وَلَا يَحْمَدْنَه أَنْ يَلْحَقا ... أقَبُّ قَهْقاهٌ إِذَا مَا هَقْهَقا وَقَالَ أَيضاً: يُصْبِحْنَ بَعْدَ القَرَبِ المُقَهْقِهِ ... بالهَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعِيدِ الأَمْقَهِ «1» . أَنشدهما الأَصمعي، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ القَرَبِ المُقَهْقِه: أَراد المُحَقْحِق فَقَلَبَ، وأَصل هَذَا كلِّه مِنْ الحَقْحَقَة، وَهُوَ السيرُ المُتْعِب الشَّدِيدُ، وَإِذَا انْتاطَت المَراعِي عَنِ الْمِيَاهِ حُمِل المالُ وَقْتَ وِرْدِها خِمْساً كَانَ أَو رِبْعاً عَلَى السَّيْرِ الحثيثِ، فَيُقَالُ خِمْسٌ حَقْحاقٌ وقَسْقاس وحَصْحاصٌ، وَكُلُّ هَذَا السيرُ الَّذِي لَيْسَتْ فِيهِ وَتِيرةٌ وَلَا فُتُور، وَإِنَّمَا قَلَبَ رُؤْبَةُ حَقْحَقة فَجَعَلَهَا هَقْهَقة، ثُمَّ جَعَلَ هَقْهَقة قَهْقَهة، فَقَالَ المُقْهْقِه لِاضْطِرَارِهِ إِلَى الْقَافِيَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذَا الرَّجَزِ: بالفَيْفِ مِنْ ذاكَ الْبَعِيدِ الأَمْقَهِ وَقَالَ بالفَيْفِ يُرِيدُ القَفْر، والأَمْقَهُ: مثلُ الأَمْرَهِ وَهُوَ الأَبْيَضُ، وأَراد بِهِ القَفْرَ الَّذِي لَا نَبات بِهِ. قوه: القُوهةُ: اللبَنُ الَّذِي فِيهِ طَعْمُ الْحَلَاوَةِ، وَرَوَاهُ اللَّيْثُ فُوهة، بِالْفَاءِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو القُوهةُ اللبَنُ الَّذِي يُلْقَى عَلَيْهِ مِنْ سِقاءٍ رائبٍ شيءٌ ويَرُوبُ؛ قَالَ جَنْدَلٌ: والحَذْرَ والقُوهةَ والسَّدِيفا الْجَوْهَرِيُّ: القُوهةُ اللبَنُ إِذَا تغيَّر طعمُه قَلِيلًا وَفِيهِ حَلاوةُ الحَلَبِ: والقُوهِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ بِيضٌ، فَارِسِيٌّ. الأَزهري: الثِّياب القُوهِيَّةُ مَعْرُوفَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى قُوهِسْتانَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ القَهْزِ والقُوهِيِّ بيضُ المَقانِعِ «2» . وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لنُصَيْب: سَوِدْتُ فَلَمْ أَمْلِكْ سَوادي، وتَحْتَه ... قَميصٌ منَ القُوهِيِّ، بِيضٌ بَنائِقُهْ اللَّيْثُ: القاهِيُّ الرجلُ المُخْصِب فِي رَحْلِه. وَإِنَّهُ لَفِي عَيْشٍ قاهٍ أَي رَفيهٍ بيِّنِ القُهُوَّةِ والقَهْوة، وَهُمْ قاهِيُّون. قيه: القاهُ: الطاعةُ؛ قَالَ الزَّفَيان: مَا بالُ عيْنٍ شَوْقُها اسْتَبْكاها ... فِي رَسْمِ دارٍ لَبِسَتْ بِلاها تاللهِ لَوْلَا النارُ أَن نَصْلاها، ... أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ، لمَا سَمِعْنا لأَمِيرٍ قَاهَا قَالَ الأُمَوي: عرفَتْه بَنُو أَسد. وَمَا لَه عليَّ قاهٌ أَي سُلْطانٌ. والقاهُ: الجاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا

_ (1). قوله [يصبحن إلخ] في التكملة ويروى: يطلقن قبل بدل يصبحن بعد، وهو أصح وأشهر (2). قوله [من القهز إلخ] صدره كما في الصحاح واللسان في مادة قهز: مِنَ الزُّرْقِ أَوْ صُقْعٍ كأن رؤوسها

فصل الكاف

مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ مِنْ أَهل الْيَمَنِ، قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا أَهلُ قاهٍ، فَإِذَا كَانَ قاهُ أَحَدِنا دَعا مَنْ يُعِينه فعَمِلُوا لَهُ فأَطعَمَهُم وسَقاهم مِنْ شرابٍ يُقَالُ لَهُ المِزْرُ، فَقَالَ: أَله نَشْوَةٌ؟ قَالَ: نعَمْ، قَالَ: فَلَا تَشْرَبوه ؛ أَبو عُبَيْدٍ: القاهُ سُرْعةُ الإِجابة وحُسْنُ المُعاونة، يَعْنِي أَن بعْضَهم يُعاوِنُ بَعْضًا فِي أَعْمالِهم وأَصلُه الطاعةُ، وَقِيلَ: مَعْنَى الْحَدِيثِ إنَّا أَهلُ طاعةٍ لِمَنْ يَتَمَلَّكُ عَلَيْنَا، وَهِيَ عادَتُنا لَا نَرى خِلافَها، فَإِذَا أَمَرَنا بأَمْرٍ أَو نَهانا عَنْ أَمْرٍ أَطَعْناه، فَإِذَا كَانَ قَاهُ أَحَدِنا أَي ذُو قاهِ أَحَدِنا دَعانا إِلَى مَعُونتِه فأَطْعَمَنا وسَقانا. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْقَافِ وَالْيَاءِ، وَجَعَلَ عَيْنَهُ مُنْقَلِبَةً عَنْ يَاءٍ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ الأَثير إِلَّا فِي قَوَهَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لِي عنْدَه جاهٌ وَلَا لِي عَلَيْهِ قاهٌ أَي طاعةٌ. الأَصمعي: القاهُ والأَقْهُ الطاعةُ. يُقَالُ: أَقاهَ الرجلُ وأَيْقَهَ. الدِّينَوَرِيُّ: إِذَا تَناوَبَ أَهلُ الجَوْخانِ فَاجْتَمَعُوا مَرَّة عِنْدَ هَذَا وَمَرَّةً عِنْدَ هَذَا وتعاوَنُوا عَلَى الدِّياسِ، فَإِنَّ أَهل الْيَمَنِ يسمُّون ذَلِكَ القاهَ. ونَوْبةُ كلِّ رَجُلٍ قاهُهُ، وَذَلِكَ كَالطَّاعَةِ لَهُ عَلَيْهِمْ لأَنه تَناوُبٌ قَدْ أَلْزَمُوه أَنفسهم، فَهُوَ واجبٌ لِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي قوه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَاهَ أَصلُه قَيَهَ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ يَقَه، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ اسْتَيْقَه الرجلُ إِذَا أَطاعَ، فَكَانَ صَوَابُهُ أَن يَقُولَ فِي التَّرْجَمَةِ قَيه، وَلَا يَقُولُ قوَه، قَالَ: وَحُجَّةُ الجوهري أَنه يقال الوفْهُ بِمَعْنَى القاهِ، وَهُوَ الطاعةُ، وَقَدْ وَقِهْتُ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه مِنَ الْوَاوِ؛ وأَما قَوْلُ المُخَبَّل: ورَدُّوا صُدورَ الخَيْلِ حَتَّى تنَهْنَهُوا ... إِلَى ذِي النُّهَى، واسْتَيْقَهُوا للمُحلِّم «1» . أَي أَطاعوه، إِلَّا أَنه مَقْلُوبٌ، قدَّمَ الْيَاءَ عَلَى الْقَافِ وَكَانَتِ القافُ قبْلَها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: جَذَبَ وجَبَذَ، وَيُرْوَى: واسْتَيْدَهوا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ إن الْمَقْلُوبَ هُوَ القاهُ دُونَ اسْتَيْقَهوا. وَيُقَالُ: اسْتَوْدَه واسْتَيْدَه إِذَا انْقادَ وأَطاعَ، وَالْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقاهُ سُرْعةُ الإِجابةِ فِي الأَكل، قَالَ: وإِنما قَضَيْنا بأَن أَلفَ قَاهٍ ياءٌ لِقَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهُ أَيْقَهَ واسْتَيْقَهَ أَي أَطاعَ، وَمَا جَاءَ مِنْ هَذَا الْبَابِ لَمْ يُقَلْ فِيهِ أَيْقَهَ وَلَا تبيَّنَت فِيهِ الياءُ بوجهٍ حُمِل عَلَى الْوَاوِ. وأَيقَهَ أَي فَهِمَ. يُقَالُ: أَيْقِهْ لِهَذَا أَيِ افْهَمْهُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. فصل الكاف كبه: الأَزهري قَالَ فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: قَالَ لَهُ رجلٌ قَدْ نُعِتَ لَنَا المسيحُ الدجَّال وَهُوَ رجلٌ عريضُ الكَبْهةِ ، أَراد الجَبْهةَ، وأَخرج الْجِيمَ بَيْنَ مَخرجها وَمَخْرَجِ الْكَافِ، وَهِيَ لُغَةُ قومٍ مِنَ الْعَرَبِ، ذَكَرَهَا سِيبَوَيْهِ مَعَ سِتَّةِ أَحرف أُخرى وَقَالَ: إِنَّهَا غَيْرُ مُستحسنة وَلَا كثيرةٌ فِي لُغَةِ مَنْ تُرْضَى عربيَّتُه. كته: كتَهَه كَتْهاً: ككدَهَهُ. كده: الكَدْهُ بِالْحَجَرِ ونحوهِ: صَكٌّ يؤَثِّرُ أَثراً شَدِيدًا، وَالْجَمْعُ كُدُوهٌ. وَقَدْ كَدَهَه وكَدَّهَهُ. وكَدَهَ الشيءَ وكَدَّهَهُ: كَسَّره؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وخافَ صَقْعَ القارعاتِ الكُدَّهِ وسقطَ مِنَ السَّطْح فتَكَدَّهَ وتَكَدَّحَ أَي تكَسَّر. وكَدَهَ لأَهْلِه كَدْهاً: كسَبَ لَهُمْ فِي مَشقَّةٍ. وكَدَهَ يَكْدَهُ: لُغَةٌ فِي كَدَحَ يَكْدَحُ. يُقَالُ: هُوَ يَكْدَحُ لعِيالهِ ويَكْدَهُ لعيالِه أَي يَكْسِبُ لَهُمْ. وَيُقَالُ: كَدَهَه الهَمُّ يَكْدَهُه كَدْهاً إذا

_ (1). قوله [وردوا صدور إلخ] في التكملة ما نصه والرواية: فسدوا نحور القوم، ويروى: فشكوا نحور الخيل

أَجْهَدَه؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ الحُمُر: إِذَا نُضِحَتْ بِالْمَاءِ وازْدادَ فَوْرُها، ... نَجا، وَهُوَ مَكْدوهٌ منَ الْغَمِّ ناجِدُ يَقُولُ: إِذَا عَرِقَت الحُمُر وفارَت بالغَلْي نَجَا العَيْرُ. والناجدُ: الَّذِي قَدْ عَرِقَ. وكَدَهَ رأْسَه بالمُشْط وكَدَّهَه: فَرَقَهُ بِهِ، وَالْحَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ. والكَدْهُ: الغلَبةُ. ورجلٌ مَكْدُوهٌ: مَغْلُوبٌ. وَقَدْ كَهَدَ وأَكْهَدَ وكَدَهَ وأَكْدَهَ كلُّ ذَلِكَ إذا أَجْهَده الدُّؤُوب. وَيُقَالُ: فِي وَجْهِهِ كُدُوهٌ وكُدوحٌ أَي خُموشٌ. وَيُقَالُ: أَصابه شَيْءٌ فكَدَهَ وجْهَه، وبه كَدْهٌ وكُدوهٌ. كره: الأَزهري: ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الكَرْهَ والكُرْهَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي فَتْحِ الْكَافِ وَضَمِّهَا، فَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ قرأَ نَافِعٌ وأَهل الْمَدِينَةِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ بِالضَّمِّ فِي هَذَا الْحَرْفِ خَاصَّةً، وَسَائِرِ الْقُرْآنِ بِالْفَتْحِ، وَكَانَ عَاصِمٌ يَضُمُّ هَذَا الْحَرْفَ أَيضاً، واللذيْنِ فِي الأَحقاف: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ، ويقرأُ سائرَهُن بِالْفَتْحِ، وَكَانَ الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هَذِهِ الحروفَ الثلاثةَ، وَالَّذِي فِي النِّسَاءِ: لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ، ثم قرؤوا كلَّ شَيْءٍ سِوَاهَا بِالْفَتْحِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحابنا نَخْتَارُ مَا عَلَيْهِ أَهل الْحِجَازِ أَن جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ بِالْفَتْحِ إِلَّا الَّذِي فِي الْبَقَرَةِ خَاصَّةً، فَإِنَّ الْقُرَّاءَ أَجمعوا عَلَيْهِ. قَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: ولا أَعلم بين الأَحْرُف الَّتِي ضمَّها هَؤُلَاءِ وَبَيْنَ الَّتِي فَتَحُوهَا فَرْقاً فِي الْعَرَبِيَّةِ وَلَا فِي سُنَّةٍ تُتَّبع، وَلَا أَرى النَّاسَ اتَّفَقُوا عَلَى الْحَرْفِ الَّذِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ خَاصَّةً إِلَّا أَنه اسْمٌ، وَبَقِيَّةُ الْقُرْآنِ مصادرُ، وَقَدْ أَجمع كَثِيرٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ أَن الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لُغَةٍ وَقَعَ فجائِزٌ، إِلَّا الْفَرَّاءَ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَن الكُرْهَ مَا أَكْرهْتَ نَفْسَك عَلَيْهِ، والكَرْه مَا أَكْرَهَكَ غيرُكَ عَلَيْهِ، تَقُولُ: جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ؛ يُقَالُ كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً، قَالَ: وَكُلُّ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ الكرْه فَالْفَتْحُ فِيهِ جَائِزٌ، إِلَّا فِي هَذَا الْحَرْفِ الذي في هذه الْآيَةِ، فَإِنَّ أَبا عُبَيْدٍ ذَكَرَ أَن الْقُرَّاءَ مُجْمِعون عَلَى ضمِّه، قَالَ: وَمَعْنَى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إِنَّمَا كَرِهُوه عَلَى جِنْسِ غِلَظِه عَلَيْهِمْ ومشقَّتِه، لَا أَن الْمُؤْمِنِينَ يَكْرَهُونَ فَرْضَ اللَّهِ، لأَن اللَّهَ تَعَالَى لَا يَفْعَلُ إِلَّا مَا فِيهِ الْحِكْمَةُ وَالصَّلَاحُ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي الكَرْه والكُرْه: إِذَا ضمُّوا أَو خَفَّضُوا قَالُوا كُرْهٌ، وَإِذَا فَتَحُوا قَالُوا كَرْهاً، تَقُولُ: فعلتُه عَلَى كُرْهٍ وَهُوَ كُرْهٌ، وَتَقُولُ: فعلتُه كَرْهاً، قَالَ: والكَرْهُ المكروهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو الْعَبَّاسِ وَالزَّجَّاجُ فحسَنٌ جَمِيل، وَمَا قَالَهُ اللَّيْثُ فَقَدْ قَالَهُ بَعْضُهُمْ، وَلَيْسَ عِنْدَ النحويِّين بالبَيِّنِ الْوَاضِحِ. الْفَرَّاءُ: الكُرْه، بِالضَّمِّ، المَشقَّةُ. يُقَالُ: قُمْتُ عَلَى كُرْهٍ أَي عَلَى مشقَّةٍ. قَالَ: وَيُقَالُ أَقامني فُلَانٌ عَلَى كَرْهٍ، بِالْفَتْحِ، إِذَا أَكرهك عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ الْفَرَّاءِ قولُه سُبْحَانَهُ: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ؛ وَلَمْ يَقْرَأْ أَحد بِضَمِّ الْكَافِ. وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ؛ وَلَمْ يَقْرَأْ أَحد بِفَتْحِ الْكَافِ فَيَصِيرُ الكَره، بِالْفَتْحِ، فِعْلُ المضْطَرّ، والكُرْه، بِالضَّمِّ، فِعْلُ الْمُخْتَارِ. ابْنُ سِيدَهْ: الكَرْهُ الإِباءُ والمشَقَّةُ تُكَلَّفُها فتَحْتَمِلُها، والكُرْهُ، بِالضَّمِّ، المشقةُ تحْتَمِلُها مِنْ غَيْرِ أَن تُكَلَّفها. يُقَالُ: فعلَ

ذَلِكَ كَرْهاً وَعَلَى كُرْهٍ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: أَقامَني عَلَى كَرْهٍ وكُرْهٍ، وَقَدْ كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً؛ قَالَ: لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها، ... أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها وأَنشد ثَعْلَبٌ: تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، وَلَا تُرَى ... عَلَى مَكْرَهٍ يَبْدُو بِهَا فيَعيبُ يَقُولُ: لَا تَتَكَلَّمُ بِمَا يُكْرَه فيَعيبُها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِسْباغ الوُضوء عَلَى المَكارِه ؛ ابْنُ الأَثير: جَمْعُ مَكْرَهٍ وَهُوَ مَا يَكْرَههُ الإِنسان ويشقُّ عَلَيْهِ. والكُرْهُ، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: المَشَقَّةُ؛ الْمَعْنَى أَن يَتَوَضَّأَ مَعَ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ والعِلَلِ الَّتِي يَتَأَذَّى مَعَهَا بمسِّ الْمَاءِ، وَمَعَ إعْوازِه والحاجةِ إِلَى طَلَبِهِ والسَّعْي فِي تَحْصِيلِهِ أَو ابْتِياعِه بالثَّمن الْغَالِي وَمَا أَشبه ذَلِكَ مِنْ الأَسْباب الشاقَّة. وَفِي حَدِيثِ عُبَادَةَ: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى المَنْشَطِ والمَكْرَه ؛ يَعْنِي المَحْبوبَ والمَكْروهَ، وَهُمَا مَصْدَرَانِ. وَفِي حَدِيثِ الأُضْحية: هَذَا يومٌ اللحمُ فِيهِ مكروهٌ ، يَعْنِي أَن طلَبَه فِي هَذَا الْيَوْمِ شاقٌّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا قَالَ أَبو مُوسَى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن هَذَا اليومَ يُكْرَه فِيهِ ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة، إِنَّمَا تُذْبَحُ للنُّسُكِ وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا شاةُ لَحْمٍ لَا تُجْزِي عَنِ النُّسُك، هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْلِمٍ اللَّحْمُ فِيهِ مكروهٌ، وَالَّذِي جَاءَ فِي الْبُخَارِيِّ هَذَا يومٌ يُشْتَهى فِيهِ اللحْمُ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: خُلِقَ المكروهُ يَوْمَ الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء ؛ أَرادَ بالمَكْرُوهِ هَاهُنَا الشرَّ لِقَوْلِهِ: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء ، والنُّورُ خيرٌ، وَإِنَّمَا سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ الْمَحْبُوبِ. ابْنُ سِيدَهْ: واسْتَكْرَهَه ككَرِهَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَساءَ كارهٌ مَا عَمِلَ، وَذَلِكَ أَن رَجُلًا أَكْرَهَه آخرُ عَلَى عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هَذَا لِلرَّجُلِ يَطْلُب الْحَاجَةَ فَلَا يُبالِغ فِيهَا؛ وَقَوْلُ الخَثْعَمِيَّة: رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم، ... وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ إِنَّمَا أَراد كَرِهْتُهم لَهَا أَو مِنْ أَجْلِها. وشيءٌ كَرْهٌ: مكروهٌ؛ قَالَ: وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلَّا ... مَأْقانِ كَرْهانِ لَهَا واقْبَلَّا وَكَذَلِكَ شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ. وأَكْرَهَه عَلَيْهِ فتكارَهَه. وتكَرَّهَ الأَمْرَ: كَرِهَه. وأَكْرهْتُه: حَمَلْتُه عَلَى أَمْرٍ هُوَ لَهُ كارهٌ، وَجَمْعُ الْمَكْرُوهِ مَكارِهُ. وامرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ عَلَى ذَلِكَ. وكَرَّهَ إِلَيْهِ الأَمْرَ تكرِيهاً: صيَّره كَرِيهًا إِلَيْهِ، نَقِيضُ حَبَّبَه إِلَيْهِ، وَمَا كانَ كَرِيهاً وَلَقَدْ كَرُهَ كَراهةً؛ وَعَلَيْهِ توجَّه مَا أَنشده ثَعْلَبٌ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: حَتَّى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا ... أَمْلَحَ، لَا لَذّاً وَلَا مُحَبَّبا، أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا إِنَّمَا هُوَ مِنْ كَرُه لَا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ لَيْسَ بكارهٍ، فَإِذَا امْتَنَعَ أَن يُحْمَل عَلَى كَرِهَ إِذِ الكُرْه إِنَّمَا هُوَ لِلْحَيَوَانِ لَمْ يُحْمَلْ إِلَّا عَلَى كَرُهَ الَّذِي هُوَ لِلْحَيَوَانِ وَغَيْرِهِ. وأَمْرٌ كَريهٌ: مَكروهٌ. ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَريهٌ: قبيحٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يُكْرَه. وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ. وَجِئْتُكَ عَلَى كَراهينَ أَي

كُرْه؛ قَالَ الحُطَيْئة: مُصاحبةٍ عَلَى الكَراهينِ فارِكِ «2» . أَي عَلَى الْكَرَاهَةِ، وَهِيَ لُغَةٌ. اللِّحْيَانِيُّ: أَتَيْتُك كَراهينَ ذَلِكَ وكَراهيةَ ذَلِكَ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. والكَرِيهةُ: النازلةُ والشدَّةُ فِي الحرْبِ، وَكَذَلِكَ كَرائهُ نَوازلُ الدَّهْرِ. وَذُو الكَريهةِ: السَّيْفُ الَّذِي يَمْضِي عَلَى الضَّرائِب الشِّدادِ لَا يَنْبُو عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا. قَالَ الأَصمعي: مِنْ أَسماء السُّيُوفِ ذُو الكَريهة، وَهُوَ الَّذِي يَمْضِي فِي الضَّرَائِبِ. الأَزهري: وَيُقَالُ للأَرض الصُّلْبةِ الْغَلِيظَةِ مِثْلَ القفِّ وَمَا قارَبَهُ كَرْهةٌ. وَرَجُلٌ ذُو مَكْروهةٍ أَي شِدَّةٌ؛ قَالَ: وَفَارِسٌ فِي غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس ... إِذَا تأَلَّى عَلَى مَكْروهة صَدَقا وَرَجُلٌ كَرْهٌ: مُتَكرِّهٌ. وَجَمَلٌ كَرْهٌ: شَدِيدُ الرأْس؛ وأَنشد: كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد والكَرْهاء: أَعْلى النُّقْرة، هُذَليَّة، أَراد نُقْرَة القَفا. والكَرْهاءُ: الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع. كفه: ابْنُ الأَعرابي: الكافِهُ رئيسُ العَسْكَرِ، وَهُوَ الزَّويرُ وَالْعَمُودُ والعِمادُ والعُمْدةُ والعُمْدانُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ. كمه: الكَمَه فِي التَّفْسِيرِ: العَمَى الَّذِي يُولَدُ بِهِ الإِنسانُ. كَمِهَ بَصَرُهُ، بِالْكَسْرِ، كَمَهاً وَهُوَ أَكْمَه إِذَا اعْتَرَتْهُ ظُلْمَة تَطْمِسُ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِنَّهُمَا يُكْمِهانِ الأَبْصارَ ، والأَكْمَهُ: الَّذِي يُولَدُ أَعمى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ ؛ والفعلُ كالفِعل، وَرُبَّمَا جَاءَ الكَمَه فِي الشِّعْرِ العَمَى الْعَارِضُ؛ قَالَ سُوَيْد: كَمِهَتْ عَيْناهُ لَمَّا ابْيَضَّتا، ... فهْوَ يَلْحَى نَفْسَه لَمَّا نَزَعْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُسْتعاراً مِنْ قَوْلِهِمْ كَمِهَتِ الشمسُ إِذَا عَلَتْها غُبْرَةٌ فأَظْلَمت، كَمَا تُظْلِمُ العينُ إِذَا عَلَتْها غُبْرَةُ العَمَى، وَيَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ مُسْتَعَارًا مِنْ قَوْلِهِمْ كَمهَ الرجلُ إِذَا سُلِبَ عَقْلُه، لأَنّ العينَ بالكَمَهِ يُسْلَبُ نُورُها، وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَن الحَسَدَ قَدْ بَيَّضَ عَيْنَيْهِ كَمَا قَالَ رُؤْبَةُ: بَيَّضَ عَيْنيهِ العَمَى المُعَمِّي وَذَكَرَ أَهلُ اللُّغَةِ: أَن الكَمَهَ يَكُونُ خِلْقةً وَيَكُونُ حادِثاً بَعْدَ بَصَرٍ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ الثَّانِي فُسِّرَ هَذَا الْبَيْتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا قَالُوا لِلْمَسْلُوبِ العقلِ أَكْمَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ ... فِي غائلاتِ الحائرِ المُتَهْتِهِ ابْنُ الأَعرابي: الأَكْمَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَلَا يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الأَكْمَهُ الأَعْمَى الَّذِي لَا يُبْصِرُ فيتحيَّر ويَترَدَّدُ. وَيُقَالُ: إِنَّ الأَكْمَه الَّذِي تَلِدُه أُمُّه أَعمى؛ وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةُ: هَرَّجتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ فوَصَفهُ بالهَرْج، وَذَكَرَ أَنه كالأَكْمَهِ فِي حالِ هَرْجِه. وكَمِهَ النهارُ إِذَا اعْتَرَضتْ فِي شَمْسِه غُبْرَةٌ. وكَمِهَ الرجلُ: تغيَّر لوْنُه. والكامِهُ: الَّذِي يَركبُ رأْسَه لَا يَدْري أَيْنَ يتَوَجَّه. يُقَالُ: خَرَجَ يتَكَمَّهُ فِي الأَرض. كنه: كُنْهُ كلِّ شيءٍ قَدْرُه ونِهايتُه وغايَتُه. يُقَالُ: اعْرِفْه كُنْهَ المعرفةِ، وَفِي بعض المعاني:

_ (2). قوله [مصاحبة إلخ] صدره كما في التكملة: وبكر فلاها عن نعيم غزيرة

كُنْهُ كلِّ شيءٍ وَقْتُه ووَجْهُه. تَقُولُ: بلَغْتُ كُنْهَ هَذَا الأَمر أَي غايَته، وَفَعَلْتُ كَذَا فِي غَيْرِ كُنْهِه؛ وأَنشد: وإنَّ كلامَ المَرْءِ فِي غَيْرِ كُنْهِه ... لَكالنَبْلِ تَهْوِي لَيْسَ فِيهَا نِصالُها الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُشْتقُّ مِنْهُ فِعْلٌ، وَقَوْلُهُمْ: لَا يَكْتَنِهُه الوصفُ بِمَعْنَى لَا يَبْلغ كُنْهَه، كلامٌ مولَّد. الأَزهري: اكْتَنَهْتُ الأَمرَ اكْتِناهاً إِذَا بلَغْتَ كُنْهَه. ابْنُ الأَعرابي: الكُنْه جَوْهَرُ الشَّيْءِ، والكُنْهُ الوقتُ، تَقُولُ: تَكَلَّم فِي كُنْهِ الأَمر أَي فِي وقْتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَتَلَ مُعاهَداً فِي غَيْرِ كُنْهِه ، يَعْنِي مَنْ قَتَلَه فِي غَيْرِ وَقْتِهِ أَو غايةِ أَمره الَّذِي يَجُوزُ فِيهِ قَتْلُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: لَا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَها فِي غَيْرِ كُنْهِه أَي فِي غَيْرِ أَن تَبْلُغَ مِنَ الأَذَى إِلَى الْغَايَةِ الَّتِي تُعْذَرُ فِي سُؤال الطَّلَاقِ مَعَهَا. والكُنْهُ: نهايةُ الشَّيْءِ وَحَقِيقَتُهُ. كهكه: الكَهَّةُ: الناقةُ الضخمةُ المُسِنَّة. الأَزهري: نَاقَةٌ كَهَّةٌ وكَهَاةٌ، لُغَتَانِ، وَهِيَ الضَّخْمَةُ المُسنَّة الثَّقِيلَةُ. والكَهَّةُ: العجوزُ أَو النابُ، مَهْزُولَةً كَانَتْ أَو سَمِينَةً. وَقَدْ كَهَّت الناقةُ تَكِهُّ كُهوهاً إِذَا هَرِمَت. ابْنُ الأَعرابي: جَارِيَةٌ كَهْكاهةٌ وهَكْهاكةٌ إِذَا كَانَتْ سَمِينَةً. وكَهَّ الرجلُ: اسْتُنْكِهَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: وكَهَّ السَّكْرانُ إِذَا اسْتَنْكَهْتَه فكَهَّ فِي وَجْهِك. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ كَهَّ فِي وجْهِي أَي تنفَّسَ، والأَمْرُ مِنْهُ كَهَّ وكِهَّ، وَقَدْ كَهِهْتُ أَكَهُّ وكَهَهْتُ أكِهُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ملَكَ الموتِ قَالَ لِمُوسَى، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَهُوَ يريدُ قبْضَ رُوحِه: كُهَّ فِي وَجْهِي، ففَعل، فقبَضَ رُوحَه ، أَي افْتَحْ فاكَ وتنفَّسْ. يُقَالُ: كَهَّ يَكُهُّ وكُهَّ يَا فُلَانُ أَي أَخْرِجْ نفَسَك، وَيُرْوَى كَهْ، بِهَاءٍ وَاحِدَةٍ مُسكَّنة بِوَزْنِ خَفْ، وَهُوَ مِنْ كاهَ يَكاهُ بِهَذَا الْمَعْنَى. والكَهْكَهةُ: ترديدُ البعيرِ هَدِيرَه، وكَهْكَهَ الأَسدُ فِي زئيرِه كَذَلِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كأَنه حكايةُ صوْتِه، والأَسدُ يُكَهْكِه فِي زَئِيرِهِ؛ وأَنشد: سامٍ عَلَى الزَّأْآرةِ المُكَهْكِه والكَهْكَهةُ: حِكَايَةُ صوتِ الزَّمْرِ؛ قَالَ: يَا حَبَّذا كَهْكَهةُ الغَواني، ... وحَبَّذا تَهانُفُ الرَّواني إلىَّ يومَ رِحْلةِ الأَظْعانِ والكَهْكَهةُ فِي الضَّحِكِ أَيضاً، وَهُوَ فِي الزَّمْرِ أَعْرَفُ مِنْهُ فِي الضَّحِكِ. وكَهْ كَهْ: حكايةُ الضحِك. وَفِي التَّهْذِيبِ: وكَهْ حكايةُ الكُهَكِه. ورجلٌ كُهاكِهٌ: الَّذِي تَرَاهُ إِذَا نظرتَ إِلَيْهِ كأَنه ضاحكٌ وَلَيْسَ بِضَاحِكٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ الحجاجُ قَصِيرًا أَصفرَ كُهاكِهةً ، التَّفْسِيرُ لَشَمِرٍ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ الكَهْكهةِ القهقهةِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي النِّهَايَةِ: أَصعرَ كُهاكِهاً ، وَفَسَّرَهُ كَذَلِكَ. وكَهْكَهَ المَقْرُورُ: تنفَّسَ فِي يدِه ليُسخِّنَها بنفَسه مِنْ شِدَّةِ البرْد فَقَالَ كَهْ كَهْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وكهْكَهَ الصَّرِدُ المَقْرُورُ فِي يدِه، ... واستَدْفأَ الكلْبُ فِي المأْسورِ ذِي الذِّئَبِ وَهُوَ أَن يتنفَّس فِي يَدِهِ إِذَا خَصِرَت. وَشَيْخٌ كَهْكَمٌ: وَهُوَ الَّذِي يُكَهْكِهُ فِي يَدِهِ؛ قَالَ: يَا رُبَّ شَيْخٍ، مِنْ لُكَيْزٍ كَهْكَمِ، ... قَلَّصَ عَنْ ذاتِ شَبابٍ حَذْلَمِ والكَهْكاهةُ مِنَ الرِّجَالِ: المُتَهيِّبُ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ

فصل اللام

الْهُذَلِيُّ يَرْثي ابنَ عَمِّهِ عَبْدَ بْنَ زُهْرة: وَلَا كهْكاهةٌ بَرِمٌ، ... إِذَا مَا اشتَدَّتِ الحِقَبُ والحِقَبُ: السِّنونَ، واحدَتُها حِقْبةٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا كَهْكَاءَةٌ «1». الأَزهري: عَنْ شَمِرٍ: وكَهْكامةٌ، بِالْمِيمِ، مثلُ كَهْكاهةٍ للمُتَهيِّب، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَهْكَم، وأَصلُه كَهامٌ فَزِيدَتِ الْكَافُ. والكَهْكاهُ: الضعيفُ. وتَكَهْكَه عنه: ضَعُف. كوه: كوِهَ كَوَهاً: تحيَّر. وتَكَوَّهَتْ عَلَيْهِ أُمورُه: تفرَّقَت واتَّسَعَت، وَرُبَّمَا قَالُوا كُهْتُه وكِهْتُه فِي مَعْنَى اسْتَنْكَهْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِمُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كُهْ فِي وَجْهِي ، وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ: كَهْ فِي وجهي ، بالفتح. كيه: الكَيِّهُ: البَرِمُ بِحِيلته لَا يَتَوَجَّهُ لَهَا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا مُتَصَرَّفَ لَهُ وَلَا حِيلَة. وكِهْتُ الرجلَ أكِيهُه: اسْتَنْكَهْتُه. فصل اللام لثه: اللَّيْثُ: اللَّثاهُ اللُّهاةُ. وَيُقَالُ: هِيَ اللِّثهُ واللَّثهُ مِنَ اللَّثاه لحمٌ عَلَى أُصول الأَسنان. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي عَرَفْته اللِّثاتُ جَمْعُ اللِّثَةِ، واللِّثَةُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَصلها لِثَيَةٌ مِنْ لَثِيَ الشيءُ يَلْثَى إِذَا نَدِيَ وابْتَلَّ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الْهَاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لعَنَ الواشِمةَ ؛ قَالَ نَافِعٌ: الوَشمُ فِي اللِّثةِ، اللِّثَةُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، عُمورُ الأَسْنانِ وهي مَغارِزُها. لطه: ابْنُ الأَعرابي: اللَّطْحُ واللَّطْهُ واحدٌ، وَهُوَ الضَّرْبُ بِبَاطِنِ الْكَفِّ. وَفِي النَّوَادِرِ: هَلْطةٌ مِنْ خَبَرٍ وهَيْطةٌ ولَهْطةٌ ولَعْطةٌ وخبْطةٌ وخَوْطةٌ كلُّه الْخَبَرُ تَسمعه وَلَمْ تَسْتَحِقَّ ولم تُكذِّبْ. لهله: اللَّهْلَهةُ: الرجوعُ عَنِ الشَّيْءِ. وتَلَهْلَه السرابُ: اضطرَبَ. وبلدٌ لَهْلَهٌ ولُهْلُهٌ: واسعٌ مُسْتوٍ يَضْطَرِبُ فِيهِ السرابُ. واللُّهْلُهُ أَيضاً: اتساعُ الصَّحْرَاءِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ ... أَجَدَّ الأُوامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ أَجَدَّ: جدَّدَ. واللُّهْلُه، بِالضَّمِّ: الأَرضُ الْوَاسِعَةُ يَضْطَرِبُ فِيهَا السَّرَابُ، وَالْجَمْعُ لَهالِهُ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِرُؤْبَةَ: بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ، ... ومخْفِقٍ مَنَّ لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ، مِنْ مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّاغِيَاتُ النُّكَّهُ أَي الَّتِي ذَهَبَتْ أَصواتها مِنَ الضَّعْفِ؛ قَالَ: وشاهدُ الْجَمْعِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَكَمْ دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها ... صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَلِيقُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللُّهْلُهُ الْوَادِي الْوَاسِعُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اللَّهالِهُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. الأَصمعي: اللُّهْلُهُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. واللَّهْلَهُ، بِالْفَتْحِ: الثوبُ الرديءُ النَّسْجِ، وَكَذَلِكَ الكلامُ والشِّعْرُ. يُقَالُ: لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ. وثوبٌ لَهْلَهٌ، بِالْفَتْحِ لَا غيرُ: رقيقُ النَّسْجِ. واللَّهْلَهةُ: سخافةُ النَّسْجِ. واللُّهْلُهُ: القبيحُ الوجه. لوه: لاهَ السرابُ لَوْهاً ولَوَهاناً وتَلَوَّه. اضْطَرَبَ وبَرَق، والإِسم اللُّؤُوهةُ. وَيُقَالُ: رأَيتُ لَوْهَ السَّرَابِ أَي بَرِيقَه. وَحُكِيَ عَنْ بعضهم: لاهَ اللهُ

_ (1). قوله [وَفِي الصِّحَاحِ وَلَا كَهْكَاءَةٌ] كذا في الأَصل، والذي فيما بأيدينا من نسخ الصحاح: ولا كهكاهة مثل المذكور قبل

فصل الميم

الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم، وَذَلِكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. واللاهةُ: الحيَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واللاتُ: صنمٌ لِثَقِيف، وَكَانَ بِالطَّائِفِ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقِفُ عَلَيْهِ بِالتَّاءِ، وَبَعْضُهُمْ بِالْهَاءِ، وأَصله لاهةٌ، وَهِيَ الحيَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّي بِهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ مِنْهُ الْهَاءُ، كَمَا قَالُوا شَاةٌ وأَصلها شَاهَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن أَلفَ اللاهةِ الَّتِي هِيَ الحيَّةُ واوٌ لأَن العينَ وَاوًا أَكثرُ مِنْهَا يَاءً، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: أفَرَأَيْتُمُ اللَّاتِ والعُزَّى ، بِالتَّاءِ، وَيَقُولُ: هِيَ اللَّاتْ فَيَجْعَلُهَا تَاءً فِي السُّكوت، وَهِيَ اللاتِ، فأَعلَم أَنه جُرَّ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ، فَهَذَا مثلُ أَمْسِ مَكْسُورٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَهُوَ أَجْودُ مِنْهُ لأَن أَلفَ اللاتِ ولامَه لَا تَسْقُطان وَإِنْ كَانَتَا زَائِدَتَيْنِ، قَالَ: وأَما مَا سَمِعْنَا مِنَ الأَكثر فِي اللاتِ والعُزَّى فِي السُّكُوتِ عَلَيْهَا فاللَّاهْ، لأَنها هاءٌ فَصَارَتْ تَاءً فِي الْوَصْلِ، وَهِيَ فِي تِلْكَ اللُّغَةِ مثلُ كَانَ مِنَ الأَمر كَيْتِ وكَيْتِ، وَكَذَلِكَ هَيْهاتِ فِي لُغَةِ مَنْ كسَر، إِلَّا أَنه يَجُوزُ فِي هَيْهات أَن يَكُونَ جَمَاعَةً وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي اللَّات، لأَن التَّاءَ لَا تُزاد فِي الْجَمَاعَةِ إِلَّا مَعَ الأَلف، وَإِنْ جعلتَ الأَلف وَالتَّاءَ زَائِدَتَيْنِ بَقِيَ الِاسْمُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ لُوِيَ لأَن أَصله لَوَيَة مِثْلُ ذَاتٍ مِنْ قَوْلِكَ ذاتُ مالٍ، والتاءُ للتأْنيث، وَهُوَ مِنْ لَوَى عَلَيْهِ يَلْوِي إِذَا عَطَف لأَن الأَصنام يُلْوَى عَلَيْهَا ويُعْكَف. الْجَوْهَرِيُّ: لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً تَسَتَّر، وجوَّز سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ لاهٌ أَصلَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ الأَعشى: كَدَعْوةٍ مِنْ أَبي رَباحٍ ... يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ أَي إلاهُه، أُدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ فَجَرَى مَجْرَى الِاسْمِ الْعَلَمِ كالعبَّاسِ والحسَن، إِلَّا أَنه خَالَفَ الأَعلام مِنْ حيثُ كَانَ صِفَةً، وَقَوْلُهُمْ: يَا أَلِلَّهِ، بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، إِنَّمَا جازَ لأَنه يُنْوَى فِيهِ الْوَقْفُ عَلَى حَرْفِ النِّدَاءِ تفخيماً للاسم. وقولهم: لاهُمَّ واللَّهُمَّ، فَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنْ حَرْفِ النِّدَاءِ؛ وَرُبَّمَا جُمع بَيْنَ البَدَل والمُبْدَل مِنْهُ فِي ضَرُورَةِ الشَّعْرِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ يَا اللَّهُمَّا لأَن لِلشَّاعِرَ أَن يُرَدَّ الشَّيْءُ إِلَى أَصله؛ وَقَوْلِ ذِي الإِصْبَع: لاهِ ابنُ عَمِّكَ، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ ... عَنّي، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني أَراد: للهِ ابنُ عَمِّكَ، فَحَذَفَ لامَ الْجَرِّ واللامَ الَّتِي بَعْدَهَا، وأَما الأَلفُ فَهِيَ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ لَهْيَ أَبوكَ، أَلا تَرَى كَيْفَ ظَهَرَتِ الْيَاءُ لَمَّا قُلِبت إِلَى مَوْضِعِ اللَّامِ؟ وأَما لاهُوت فَإِنْ صَحَّ أَنه مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فَيَكُونُ اشْتِقَاقُهُ مِنْ لاهَ، وَوَزْنُهُ فَعَلُوت مِثْلُ رَغَبُوت ورَحَمُوت، وَلَيْسَ بِمَقْلُوبٍ كَمَا كَانَ الطَّاغُوتُ مقلوباً. فصل الميم مته: مَتَهَ الدَّلْوَ يَمْتَهُها مَتْهاً: مَتَحَها. والمَتْهُ والتَّمَتُّه: الأَخْذُ فِي الغَوايةِ والباطلِ. والتَّمَتُّه: التحمُّقُ والاخْتيال، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَدْرِيَ أَينَ يَقْصِد وَيَذْهَبُ، وَقِيلَ: هُوَ التمَدُّحُ والتفخُّرُ، وكلُّ مبالغةٍ فِي شَيْءٍ تَمَتُّهٌ، وَقِيلَ: التَّمَتُّهُ أَصله التَّمدُّه، وَهُوَ التمدُّحُ. وَقَدْ تَمتَّهَ إِذَا تمَدَّحَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تمَتَّهي مَا شِئْتِ أَنْ تمَتَّهِي، ... فلَسْتِ مِنْ هَوْئِي وَلَا مَا أَشْتَهِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّمَتُّه مثلُ التَّعَتُّهِ وَهُوَ المُبالغةُ فِي

الشَّيْءِ. وتَماتَه عَنْهُ: تَغافَل. الأَزهري: المَتَهُ التمتُّه فِي البِطالةِ والغَوايةِ والمُجونِ؛ قَالَ رؤْبة: بالحقِّ والباطلِ والتمتُّهِ «2» . وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: التَّمَتُّهُ طَلَبُ الثَّنَاءِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والتَّمتُّهُ التباعُدُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانَ يُقَالُ التَّمتُّه يُزْري بالأَلِبّاء، وَلَا يتَمتَّهُ ذوُو العُقولِ. مده: مَدَهَه يَمْدَهُه مَدْهاً: مِثْلَ مَدَحه، وَالْجَمْعُ المُدَّهُ؛ قَالَ رؤْبة: للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ ... سْبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تأَلُّهي وَقِيلَ: المَدْه فِي نَعْتِ الهيئةِ والجمالِ، والمَدْحُ فِي كُلِّ شيءٍ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: مَدَهْتُه فِي وَجْهِهِ ومدَحْتُه إِذَا كَانَ غَائِبًا، وَقِيلَ: المَدْهُ والمَدْحُ واحدٌ، وَقِيلَ: الهاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْحَاءِ. والمادِهُ: المادِحُ. والتَّمَدُّهُ: التمدُّح. الأَزهري: المَدْهُ يُضارِعُ المَدْحَ. وَفُلَانٌ يتمدَّهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ويتمَتَّهُ: كأَنه يَطْلُبُ بِذَلِكَ مَدْحَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تمَدَّهِي مَا شئتِ أَن تمَدَّهِي، ... فلسْتِ مِنْ هَوْئي ولا ما أَشتَهي مره: المَرَهُ: ضدُّ الكَحَلِ. والمُرْهةُ: البياضُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ غيرُه، وإِنما قِيلَ لِلْعَيْنِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا كَحَلٌ مَرْهاءُ لِهَذَا الْمَعْنَى. مَرِهَتْ عينُه تَمْرَهُ مَرَهاً إِذا فَسَدَتْ لِتَرْكِ الكُحْلِ. وَهِيَ عينٌ مَرْهاء: خَلَتْ مِنَ الكُحْل. وامرأَة مَرْهاء: لَا تتعهَّدُ عينَيْها بالكُحْل، والرجلُ أَمْرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه لَعَنَ المَرْهاءَ ؛ هِيَ الَّتِي لَا تكْتَحِل. والمَرَهُ: مرضٌ فِي الْعَيْنِ لِتَرْكِ الكُحْلِ، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خُمْصُ البُطونِ مِنَ الصِّيام مُرْهُ العيونِ مِنَ البكاءِ ، هُوَ جَمْعُ الأَمْرَهِ. وسَرابٌ أَمْرَهُ أَي أَبيض لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ السَّوَادِ؛ قَالَ: عَلَيْهِ رَقراقُ السَّرابِ الأَمْرَهِ الأَزهري: المَرَهُ والمُرْهةُ بياضٌ تَكْرَهُه عينُ النَّاظِرِ، وعينٌ مَرْهاء. والمَرْهاءُ مِنَ النِّعاج: الَّتِي لَيْسَ بِهَا شِيَةٌ، وَهِيَ نَعْجَةٌ يَقَقةٌ. والمَرْهاءُ: القليلةُ الشَّجَرِ، سَهْلَةً كَانَتْ أَو حَزْنةً. والمُرْهةُ: حفيرةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا ماءُ السَّمَاءِ. وبنُو مُرْهةَ: بُطَيْنٌ، وَكَذَلِكَ بَنُو مُرَيْهةَ. ومَرْهانُ: اسم. مزه: المَزْحُ والمَزْهُ واحدٌ. مَزَهَ مَزْهاً: كمَزَحَ؛ قَالَ: للهِ دَرُّ الغانياتِ المُزَّهِ وَرَوَاهُ الأَصمعي بِالدَّالِ. الأَزهري: يقال مازَحَه ومازَهَهُ. مطه: مَطَهَ فِي الأَرض يَمْطَهُ مُطُوهاً: ذهَب. مقه: المَقَهُ: كالمَهَقِ. امرأَة مَقْهاء، وسَرابٌ أَمْقَهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ رؤْبة: كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْقَهِ ... يَسْتَنُّ فِي رَيْعانِه المُرَيَّهِ وأَنشد الأَزهري لرؤْبة: فِي الفَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ وَهُوَ الَّذِي لَا خَضْرَاءَ فِيهِ، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: الأَقْمه، قَالَ: وَهُوَ الْبَعِيدُ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: بالهَيْف مِنْ ذَاكَ الْبَعِيدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بالفَيْفِ، يُرِيدُ القَفْرَ. والأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ، وَهُوَ الأَبْيضُ، وأَراد بِهِ القفرَ الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ.

_ (2). قوله [بالحق إلخ] صدره: عَنِ التَّصَابِي وَعَنِ التَّعَتُّهِ

الْجَوْهَرِيُّ: المَقَهُ مِثْلَ المَرَهِ. الأَزهري: المَهَقُ والمَقَهُ بياضٌ فِي زُرْقة، وامرأَة مَقْهاء. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ المَقَهُ أَشدُّهما بَيَاضًا. وفلاةٌ مَقْهاء وفَيْفٌ أَمْقَهُ إِذَا ابْيَضَّ مِنَ السَّرَابِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا خَفَقتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ ... رؤوسُ القوْمِ، واعْتَنَقُوا الرِّحالا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ نَفْطَويه الأَمْقَه هُنَا الأَرضُ الشَّدِيدَةُ الْبَيَاضِ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا، والأَمْقَهُ الْمَكَانُ الَّذِي اشْتَدَّتِ الشمسُ عَلَيْهِ حَتَّى كُرِهَ النظرُ إِلَى أَرْضِه؛ وَقَالَ ذَلِكَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: إِذَا خَفَقَتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ قَالَ: والمَقْهاءُ الكريهةُ المَنْظَرِ لأَنْ يكونَ المكانُ أَمْقَهَ إِلَّا أَنها بِالنَّهَارِ، وَلَكِنَّ ذَا الرُّمَّةِ قَالَهُ فِي سَيْر اللَّيْلِ، قَالَ: وَقِيلَ المَقَهُ حُمْرة فِي غُبْرة. ابْنُ الأَعرابي: الأَمْقَهُ الأَبْيضُ القبيحُ البياضِ، وَهُوَ الأَمْهَقُ. والمَقْهاء مِنَ النِّساء: الَّتِي تُرَى جُفونُ عَيْنَيْهَا ومَآقِيها مُحْمرَّةً مَعَ قلَّة شعرِ الْحَاجِبَيْنِ. والمَرْهاءُ: المَقْهاءُ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ القبيحةُ البياضِ يُشْبِه بياضُها بياضَ الجِصِّ، وَفِي الْحَدِيثِ: المِقَةُ مِنَ اللَّهِ والصِّيتُ مِنَ السَّمَاءِ ؛ المِقة: المحبَّة، وَقَدْ وَمِقَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ النَّضِرُ: المَقْهاءُ الأَرضُ الَّتِي قَدِ اغْبَرَّتْ مُتونُها وآباطُها وبِراقُها بيضٌ، والمَقَهُ غُبْرةٌ إِلَى الْبَيَاضِ، وَفِي نَبْتِها قِلَّةٌ بَيِّنة المَقَهِ. والأَمْقَهُ مِنَ الرجالِ: الأَحْمرُ أَشْفارِ العينِ، وَقَدْ مَقِهَ مَقَهاً. والأَمْقَهُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي يركبُ رأْسَه لَا يَدْرِي أَين يَتَوَجَّهُ. مله: رجلٌ مَلِيهٌ ومُمْتَلَهٌ: ذاهبُ الْعَقْلِ «1». وسَلِيهٌ مَلِيهٌ: لَا طَعم لَهُ، كَقَوْلِهِمْ سَلِيخٌ مَلِيخٌ، وَقِيلَ: مَلِيه إتباع؛ حكاه ثعلب. مهه: مَهِهْتُ: لِنْتُ. ومَهَّ الإِبِلَ: رَفَقَ بِهَا. وسيرٌ مَهَهٌ ومَهاهٌ: رَفِيقٌ. وكلُّ شيءٍ مَهَهٌ ومَهاهٌ ومَهاهَةٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ أَي كلُّ شيءٍ يسيرٌ حسَنٌ إِلَّا النِّساءَ أَي إِلَّا ذِكْرَ النِّسَاءِ، فَنُصِبَ عَلَى هَذَا، والهاءُ مِنْ مَهَهٍ ومَهاهٍ أَصليةٌ ثَابِتَةٌ كَالْهَاءِ مِنْ مِياهٍ وشفاهٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ كُلُّ شيءٍ قَصْدٌ إلَّا النساءَ، قَالَ: وَقِيلَ كُلُّ شيءٍ باطلٌ إِلَّا النِّسَاءَ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَجناس: مَا النِّساءَ وذكْرَهُنَّ أَي دَع النِّساءَ وذِكرَهُنَّ. والمَهاهُ: الطراوةُ والحُسْنُ؛ قَالَ: كفَى حَزَناً أَن لَا مَهاهَ لعَيْشِنا، ... وَلَا عملٌ يَرْضَى بِهِ اللهُ صالِحُ وَهَذِهِ الهاءُ إِذَا اتَّصَلَتْ بِالْكَلَامِ لَمْ تَصِر تَاءً، وَإِنَّمَا تصيرُ تَاءً إِذَا أَردت بالمَهاةِ البقرةَ. وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكرَهُنَّ أَي أَن الرَّجُلَ يَحْتَمِلُ كلَّ شَيْءٍ حَتَّى يَأْتِيَ ذكْرُ حُرَمِه فيمْتَعِضُ حِينَئِذٍ فَلَا يَحْتَمِلُهُ، وَقَوْلُهُ مَهَهٌ أَي يسيرٌ ومَهاهٌ أَي حسَنٌ، وَنُصِبَ النِّسَاءُ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ أَي مَا خَلا النساءَ، وإِنما أَظهروا التَّضْعِيفَ فِي مَهَه فَرْقًا بَيْنَ فَعَل وفَعْل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرِّوَايَةُ بِحَذْفِ خَلَا، وَهُوَ يُرِيدُهَا، قَالَ: وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ. وَرُوِيَ: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ إِلَّا حَدِيثَ النِّسَاءُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المَهَهُ والمَهاهُ الشيءُ الحقيرُ اليسيرُ، وَقِيلَ: المَهاهُ النَّضارةُ والحُسْنُ، فَعَلَى الأَول أَراد كلُّ شيءٍ يَهُون ويُطْرَح إِلَّا ذكْرَ النِّسَاءِ، وَعَلَى الثَّانِي يَكُونُ الأَمر بِعَكْسِهِ أَي أَن كلَّ ذِكرٍ وحديثٍ حسَنٌ إِلَّا ذِكرَ النِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ طَلَاقِ ابْنِ عُمر: قُلْتُ فمَهْ أَرَأَيْت إنْ

_ (1). قوله [ممتله ذاهب العقل] ضبط في الأَصل والتكملة والمحكم بفتح اللام وضبط في القاموس بكسرها

عَجَزَ واسْتَحْمَقَ أَي فَمَاذَا لِلِاسْتِفْهَامِ، فَأَبْدَلَ الأَلف. هَاءً لِلْوَقْفِ وَالسَّكْتِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ثُمَّ مَهْ. وَلَيْسَ بعَيْشِنا مَهَهٌ ومَهاهٌ أَي حُسْنٌ؛ قال عِمْرانُ ابن حِطّانَ: فَلَيْسَ لِعَيْشِنا هَذَا مَهاهٌ، ... وَلَيْسَتْ دارُنا هاتَا بدارِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصمعي يَرْوِيهِ مَهاةٌ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ وَوَزْنُهُ فَلَعَة تَقْدِيرُهُ مَهَوة، فَلَمَّا تَحَرَّكَتِ الْوَاوُ قُلِبَتْ أَلفاً؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَرِه قَالَ: وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: فَإِذَا وَذَلِكَ لَا مَهاهَ لذكْرِهِ، ... والدهرُ يُعْقِبُ صَالِحًا بفسادِ ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ مَا فِي ذَلِكَ الأَمر مَهَهٌ وَهُوَ الرَّجاءُ. وَيُقَالُ: مَهِهْتُ مِنْهُ مَهَهاً. وَيُقَالُ: مَا كَانَ لَكَ عِنْدَ ضَرْبِك فُلَانًا مَهَهٌ وَلَا رَوِيَّةٌ. والمَهْمَهُ: المفازةُ الْبَعِيدَةُ، وَالْجَمْعُ المَهامِهُ. والمَهْمَهُ: الخَرْقُ الأَمْلَس الْوَاسِعُ. اللَّيْثُ: المَهْمَهُ الفَلاةُ بعينِها لَا ماءَ بِهَا وَلَا أَنيسَ. وأَرضٌ مَهامِهُ: بعيدةٌ. وَيُقَالُ: المَهْمَهُ البَلْدةُ المُقْفِرَةُ، وَيُقَالُ مَهْمَهَةٌ؛ وأَنشد: فِي تيهِ مَهْمَهةٍ كأَنَّ صُوَيَّها ... أَيْدي مُخالِعةٍ تكُفُّ وتَنْهَدُ وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: ومَهْمَهِ ظِلْمانٍ ، المَهْمَهُ: المفازةُ والبَرِّيَّة القَفْر، وَجَمْعُهَا مَهامِهُ. ومَهْ: زجرٌ ونهيٌ. ومَهْ: كَلِمَةٌ بُنِيت عَلَى السُّكُونِ، وَهُوَ اسْمٌ سُمِّي بِهِ الْفِعْلُ، مَعْنَاهُ اكْفُفْ لأَنه زجرٌ، فَإِنْ وصَلْتَ نوَّنت قُلْتَ مَهٍ مَهْ، وَكَذَلِكَ صَهْ، فَإِنْ وَصَلْتَ قُلْتَ صَهٍ صَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَقَالَتِ الرَّحِمُ مَهْ هَذَا مقامُ العائِذ بِكَ ، وَقِيلَ: هُوَ زجرٌ مَصْرُوفٌ إِلَى الْمُسْتَعَاذِ مِنْهُ، وَهُوَ الْقَاطِعُ، لَا إِلَى الْمُسْتَعَاذِ بِهِ، تبارَك وَتَعَالَى. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ مَهْ، وَهُوَ اسْمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ بِمَعْنَى اسْكُتْ. ومَهْمَهَ بِالرَّجُلِ: زَجَره قَالَ لَهُ مَهْ. ومَهْ: كلمةُ زجْر. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَما قَوْلُهُمْ مهٍ إِذَا نَوَّنْتَ فكأَنك قُلْتَ ازْدِجاراً، وَإِذَا لَمْ تُنوِّنْ فكأَنك قُلْتَ الازْدجارَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ علَمَ التَّنْكِيرِ وَتَرْكُهُ علَمَ التعريفِ. ومَهْيَمْ: كلمةٌ مَعْنَاهَا مَا وراءَك. ومَهْما: حرفُ شرطٍ؛ قال سيبوبه: أَرادوا مَا مَا، فَكَرِهُوا أَن يُعيدوا لَفْظًا وَاحِدًا، فأَبدلوا هَاءً مِنَ الأَلف الَّذِي يَكُونُ فِي الأَول لِيَخْتَلِطَ اللَّفْظُ، فَمَا الأُولى هِيَ مَا الجزاءِ، وَمَا الثانيةُ هِيَ الَّتِي تُزَادُ تأْكيداً لِلْجَزَاءِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنه لَيْسَ شيءٌ مِنْ حُرُوفِ الْجَزَاءِ إِلَّا وَمَا تُزادُ فِيهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ؛ الأَصل أَن تَثْقَفَنَّهم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَائِزٌ أَن تَكُونَ مَهْ بِمَعْنَى الْكَفِّ كَمَا تَقُولُ مَهْ أَي اكْفُفْ، وَتَكُونُ مَا الثانيةُ لِلشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ كأَنهم قَالُوا اكْفُفْ مَا تأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ، قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَول هُوَ الْقَوْلُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي مَهْمَا: قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَى مَهْ كُفَّ، ثُمَّ ابتدأَ مُجازِياً وشارِطاً، فَقَالَ مَا يكنْ مِنَ الأَمر فَإِنِّي فاعلٌ، فَمَهْ فِي قَوْلِهِ مُنْقَطِعٌ مِنْ مَا، وَقَالَ آخَرُونَ فِي مَهْما يكُنْ: مَا يكُنْ فأَرادوا أَن يَزِيدُوا عَلَى مَا الَّتِي هِيَ حرفُ الشَّرْطِ مَا لِلتَّوْكِيدِ، كَمَا زَادُوا عَلَى إنْ مَا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ، فَزَادَ مَا لِلتَّوْكِيدِ، وكَرِهوا أَن يَقُولُوا مَا مَا لِاتِّفَاقِ اللَّفْظَيْنِ، فأَبدلوا مِنْ أَلِفها هَاءً لِيَخْتَلِفَ اللَّفْظَانِ فَقَالُوا مَهْمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَهْمَنْ، أَصله مَنْ مَن؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَماوِيَّ، مَهْمَنْ يَسْتمعْ فِي صَديقِه ... أقاويلَ هَذَا الناسِ، ماوِيَّ، يْندَمِ

وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مَهْما ليَ الليلةَ مَهْما لِيَهْ، ... أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وسِرْبالِيَهْ قَالَ: مَهْما لِي وَمَا لِي واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مَهْما تُجَشِّمْني تُجَشَّمْتُ ، مَهْمَا حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الشَّرْطِ الَّتِي يُجازَى بِهَا، تَقُولُ مَهْمَا تَفْعَلْ أَفعل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ مَهْمَا كَإِذْ ضُمَّت إِلَيْهَا مَا، قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَا فِي قَوْلِهِمْ مَهْما، زَائِدَةٌ وَهِيَ لَازِمَةٌ. أَبو سَعِيدٍ: مَهْمَهْتُه فتَمهْمَه أي كَفَفْتُه فكَفَّ. موه: الماءُ والماهُ والماءةُ: مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى بَعْضُهُمُ اسْقِني مًا، مَقْصُورٌ، عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ قَدْ نَفَى أَن يَكُونُ اسمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ أَحدهما التَّنْوِينُ، وهمزةُ ماءٍ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ هَاءٍ بِدَلَالَةِ ضُروبِ تَصَارِيفِهِ، عَلَى مَا أَذكره الْآنَ مِنْ جَمْعِه وَتَصْغِيرِهِ، فَإِنَّ تَصْغِيرَهُ مُوَيْه، وجمعُ الماءِ أَمواهٌ ومِياهٌ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي فِي جَمْعِهِ أَمْواء؛ قَالَ أَنشدني أَبو عَلِيٍّ: وبَلْدة قالِصة أَمْواؤُها، ... تَسْتَنُّ فِي رَأْدِ الضُّحَى أَفْياؤُها، كأَنَّما قَدْ رُفِعَتْ سَماؤُها أَي مطرُها. وأَصل الْمَاءِ ماهٌ، وَالْوَاحِدَةُ ماهةٌ وماءةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الماءُ الَّذِي يُشْرَب وَالْهَمْزَةُ فِيهِ مُبَدَّلَةٌ مِنَ الْهَاءِ، وَفِي مَوْضِعِ اللَّامِ، وأَصلُه مَوَهٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه يُجْمَعُ عَلَى أَمْواه فِي القِلَّة ومِياهٍ فِي الْكَثْرَةِ مِثْلُ جَمَلٍ وأَجْمالٍ وجِمالٍ، والذاهبُ مِنْهُ الهاءُ، لأَن تَصْغِيرَهُ مُوَيْه، وَإِذَا أَنَّثْتَه قلتَ ماءَة مِثْلُ ماعةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يغْتَسِلُ عِنْدَ مُوَيْهٍ ؛ هُوَ تَصْغِيرُ مَاءٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصل الْمَاءِ مَوَهٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الماءُ مدَّتُه فِي الأَصل زِيَادَةٌ، وَإِنَّمَا هِيَ خَلَفٌ مِنْ هاءٍ مَحْذُوفَةٍ، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَن تصغيرَه مُوَيْهٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ مَاءَةٌ كَبَنِي تَمِيمٍ يعْنُون الرَّكِيَّةَ بِمَائِهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيها ممدوةً مَاءَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ ماةٌ مَقْصُورَةٌ، وماءٌ كَثِيرٌ عَلَى قياسِ شَاةٍ وَشَاءَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلُ الْمَاءِ ماهٌ بِوَزْنِ قاهٍ، فثَقُلَت الْهَاءُ مَعَ السَّاكِنِ قَبْلَهَا فَقَلَبُوا الْهَاءَ مدَّةً، فَقَالُوا مَاءً كَمَا تَرَى: قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الأَصل فِيهِ الْهَاءُ قَوْلُهُمْ أَماهَ فلانٌ رَكِيَّتَه، وَقَدْ ماهَتِ الرَّكِيَّةُ، وَهَذِهِ مُوَيْهةٌ عَذْبةٌ، وَيُجْمَعُ مِياهاً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُوقَفُ عَلَى الْمَمْدُودِ بِالْقَصْرِ والمدَّ شَرِبْت مَاءً، قَالَ: وَكَانَ يَجِبُ أَن يَكُونَ فِيهِ ثلاثُ أَلِفاتٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ شَرِبَتْ مَيْ يَا هَذَا، وَهَذِهِ بَيْ يَا هَذَا، وَهَذِهِ بَ حَسَنة، فشبَّهوا الممدودَ بِالْمَقْصُورِ والمقصورَ بِالْمَمْدُودِ؛ وأَنشد: يَا رُبَّ هَيْجا هِيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَهْ فقَصَر، وَهُوَ مَمْدُودٌ، وَشَبَّهَهُ بِالْمَقْصُورِ؛ وسَمَّى ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة الدمَ ماءَ اللحمِ فَقَالَ يَهْجُو امرأَة: شَرُوبٌ لماءِ اللحمِ فِي كلِّ شَتْوةٍ، ... وإِن لَمْ تَجِدْ مَنْ يُنْزِل الدَّرَّ تَحْلُبِ وَقِيلَ: عَنَى بِهِ المَرَق تَحْسُوه دُونَ عِيالِها، وأَراد: وَإِنْ لَمْ تَجِدْ مَن يَحلُب لَهَا حَلَبتْ هِيَ، وحَلْبُ النِّسَاءِ عارٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، والنسبُ إِلَى الْمَاءِ مائِيٌّ، وماوِيٌّ فِي قَوْلِ مَنْ يَقُولُ عَطاوِيّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْمَاءِ ماهِيٌّ. الْكِسَائِيُّ: وبئرٌ ماهَةٌ ومَيِّهةٌ أَي كثيرةُ الْمَاءِ. والماوِيَّةُ: المِرْآةُ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. كأَنها مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْمَاءِ لِصَفَائِهَا حَتَّى كأَنَّ الماءَ يَجْرِي فِيهَا، مَنْسُوبَةٌ إِلَى ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ ماوِيٌّ؛ قَالَ: ترَى فِي سَنا الْمَاوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى ... عَلَى غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُتَجَمّل

والماوِيَّةُ: البقرةُ لبياضِها. وماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَماهُ وتَموهُ وتَمِيهُ مَوْهاً ومَيْهاً ومُؤُوهاً وماهَةً ومَيْهةً، فَهِيَ مَيِّهةٌ وماهةٌ: ظَهَرَ مَاؤُهَا وَكَثُرَ، ولفظةُ تَمِيه تأْتي بعدَ هَذَا فِي الْيَاءِ هُنَاكَ مِنْ بَابِ بَاعَ يَبِيعُ، وَهُوَ هُنَا مِنْ بَابِ حَسِبَ يَحْسِبُ كطاحَ يَطِيحُ وتاهَ يَتِيهُ، فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ، وَقَدْ أَماهَتْها مادَّتُها وماهَتْها. وحَفَر البئرَ حَتَّى أَماهَ وأَمْوَه أَي بَلَغَ الماءَ. وأَماهَ الحافرُ أَي أَنْبَط الماءَ. ومَوَّهَ الموضعُ: صارَ فِيهِ الماءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَمِيميّة نَجْدِيّة دارُ أَهْلِها ... إِذَا مَوَّهَ الصَّمَّانُ مِن سَبَلِ القَطْرِ وَقِيلَ: مَوَّهَ الصَّمَّانُ صَارَ مُمَوَّهاً بالبَقْل. وَيُقَالُ: تَمَوَّهَ ثمرُ النَّخْلِ والعنبِ إِذَا امْتلأَ مَاءً وتَهَيّأَ للنُّضْجِ. أَبو سَعِيدٍ: شجرٌ مَوَهِيٌّ إِذَا كانَ مَسْقَوِيَّاً، وَشَجَرٌ جَزَوِيٌّ يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ وَلَا يُسْقَى. ومَوَّهَ فلانٌ حَوْضَه تَمْوِيهاً إِذَا جَعَلَ فِيهِ الماءَ. ومَوَّهَ السحابُ الوَقائعَ. ورجلٌ ماهُ الفُؤادِ وَمَاهِي الفُؤادِ: جَبَانٌ كأَن قَلبه فِي مَاءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إنَّكَ يَا جَهْضَمُ مَاهِي القلبِ قَالَ: كَذَا يُنْشِده، والأَصلُ مائِهُ القلبِ لأَنه مِن مُهْتُ. وَرَجُلٌ ماهٌ أَي كثيرُ ماءِ الْقَلْبِ كَقَوْلِكَ رَجُلٌ مالٌ؛ وَقَالَ: إنَّك يَا جَهْضَمُ ماهُ القلبِ، ... ضَخْمٌ عريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ ماهُ القلبِ: بلِيدٌ، والمُجْرئشُّ: المنتفخُ الجَنْبَين. وأَماهَتِ الأَرضُ: كثُر مَاؤُهَا وَظَهَرَ فِيهَا النَّزُّ. وماهَتِ السفينةُ تَماهُ وتَموه وأَماهَتْ: دَخَلَ فِيهَا الماءُ. وَيُقَالُ: أَماهَتِ السفينةُ بِمَعْنَى ماهَتْ. اللِّحْيَانِيُّ: وَيُقَالُ امْهِنِي اسْقِني. ومُهْتُ الرجلَ ومِهْتُه، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا: سقَيْتُه الماءَ. ومَوَّه القِدْرَ: أَكثر ماءَها. وأَماهَ الرجلَ والسِّكِّينَ وغيرَهما: سَقاهُ الماءَ، وَذَلِكَ حينَ تَسُنُّه بِهِ. وأَمَهْتُ الدواةَ: صَبَبْتُ فِيهَا الْمَاءَ. ابْنُ بُزُرْج: مَوَّهَت السماءُ أَسالَتْ مَاءً كَثِيرًا. وماهَت البئرُ وأَماهت فِي كَثْرَةِ مَائِهَا، وَهِيَ تَماهُ وتَموه إِذَا كثُر مَاؤُهَا. وَيَقُولُونَ فِي حفْر الْبِئْرِ: أَمْهَى وأَماهَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَره هُوَ مقلوبٌ مِنْ أَماهَه، وَوَزْنُهُ أَفلعه. والمَها: الْحَجَرُ، مَقْلُوبٌ أَيضاً، وكذلكَ الْمَهَا ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ. وأَماهَ الفحلُ إِذَا أَلْقى ماءَه فِي رَحِم الأُنثى. ومَوَّهَ الشيءَ: طَلاهُ بذهبٍ أَو بفضةٍ وَمَا تَحْتَ ذَلِكَ شَبَهٌ أَو نُحاسٌ أَو حديدٌ، وَمِنْهُ التَّمْوِيهُ وَهُوَ التلبيسُ، وَمِنْهُ قِيلَ للمُخادِع: مُمَوِّه. وَقَدْ مَوَّهَ فلانٌ باطِلَه إِذَا زَيَّنه وأَراه فِي صورةِ الْحَقِّ. ابْنُ الأَعرابي: المَيْهُ طِلاءُ السيفِ وغيرِه بِمَاءِ الذَّهَبِ؛ وأَنشد فِي نَعْتِ فَرَسٍ: كأَنَّه مِيهَ بِهِ ماءُ الذَّهَبْ اللَّيْثُ: المُوهةُ لونُ الْمَاءِ. يُقَالُ: مَا أَحسن مُوهَةَ وجْهِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ وَجْهٌ مُمَوَّهٌ أَي مُزَيَّنٌ بِمَاءِ الشَّباب؛ قَالَ رُؤْبَةُ: لَمَّا رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ والمُوهةُ: تَرَقْرُقُ الْمَاءِ فِي وَجْهِ المرأَة الشَّابَّةِ. ومُوهةُ الشبابِ: حُسْنُه وصَفاؤه. وَيُقَالُ: عَلَيْهِ مُوهةٌ مِنْ حُسْنٍ ومُواهةٌ ومُوَّهةٌ إِذا مُنِحَه. وتَمَوَّهَ المالُ للسِّمَنِ إِذا جَرَى فِي لحُومِه الربيعُ. وتَمَوَّه

العنَبُ إِذا جَرَى فيهِ اليَنْعُ وحَسُنَ لَوْنُه. وكلامٌ عَلَيْهِ مُوهةٌ أَي حُسْنٌ وحلاوةٌ، وفلانٌ مُوهةُ أَهلِ بيتِه. ابْنُ سِيدَهْ: وثَوْبُ الْمَاءِ الغِرْسُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْمَوْلُودِ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الْمَاءِ عَنْهُ، ... بُعَيْدَ حياتِه، إِلا الْوَتِينا وماهَ الشيءَ بِالشَّيْءِ مَوْهاً: خَلَطَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. ومَوَّه عَلَيْهِ الخبرَ إِذا أَخْبَره بِخِلَافِ مَا سَأَلَه عَنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الأَسَدِيَّ: آهَة وماهَة، قَالَ: الآهَةُ الحَصْبةُ، والمَاهَةُ الجُدَرِيُّ. وماهٌ: مَوْضِعٌ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. ابْنُ سِيدَهْ: وماهُ مدينةٌ لَا تَنْصرف لِمَكَانِ العُجْمة. وماهُ دِينَارٍ: مَدِينَةٌ أَيضاً، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمُرَكَّبَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الْمَاهُ قصَبُ البلدِ، قَالَ: وَمِنْهُ ضُربَ هَذَا الدينارُ بماهِ البَصْرة وماهِ فارسَ؛ الأَزهري: كأَنه مُعَرَّبٌ. والْمَاهانِ: الدِّينَوَرُ ونَهاوَنْدُ، أَحدُهما ماهُ الكوفةِ، والآخرُ ماهُ البصرةِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: كانَ أَصحابُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَشْتَرُون السَّمْنَ المائيَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى مواضعَ تُسَمَّى مَاهً يُعْملُ بِهَا، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ ماهُ البصرةِ وماهُ الكوفةِ، وَهُوَ اسمٌ للأَماكِن الْمُضَافَةِ إِلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، فقَلَب الهاءَ فِي النَّسَب هَمْزَةً أَو يَاءً، قَالَ: وَلَيْسَتِ اللفظةُ عَرَبِيَّةً. وماوَيْهِ: ماءٌ لَبَنِي العَنْبرِ بِبَطْنِ فَلْج؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَرَدْنَ عَلَى ماوَيْه بالأَمْسِ نِسْوةٌ، ... وهُنَّ عَلَى أَزْواجِهنَّ رُبوضُ وماوِيَّةُ: اسمُ امرأَة؛ قَالَ طَرَفَةُ: لَا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلًا، ... لَيْسَ هَذَا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ قَالَ: وتصغيرُها مُوَيّة؛ قَالَ حَاتِمُ طَيِّءٍ يُخَاطِبُ ماوِيَّةَ وَهِيَ امرأَته: فضارَتْه مُوَيُّ وَلَمْ تَضِرْني، ... وَلَمْ يَعْرَقْ مُوَيّ لَهَا جَبينِي يَعْنِي الكَلِمةَ العَوْراء. وماهانُ: اسمٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي لَوْ كَانَ ماهانُ عَرَبِيًّا فَكَانَ مِنْ لَفْظِ هَوَّمَ أَو هَيَّمَ لَكَانَ لَعْفانَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ الوَهْم لَكَانَ لَفْعانَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ هَمَا لَكَانَ عَلْفانَ، وَلَوْ وُجِدَ فِي الْكَلَامِ تَرْكِيبُ وَمَ هَـ فَكَانَ ماهَانُ مِنْ لَفْظِهِ لَكَانَ مِثَالَهُ عَفْلانَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ النَّهْم لَكَانَ لَاعَافًا، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ المُهَيْمِنِ لَكَانَ عَافَالًا، وَلَوْ كَانَ فِي الْكَلَامِ تَرْكِيبُ مَ نَ هَـ فَكَانَ ماهانُ مِنْهُ لَكَانَ فَالَاعًا، وَلَوْ كَانَ نَ مَ هَـ لَكَانَ عَالَافًا. وماءُ السماءِ: لَقَبُ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ الأَزْدِيّ، وَهُوَ أَبو عَمْرٍو مُزَيْقِيَا الَّذِي خَرَجَ مِنَ الْيَمَنِ لَمَّا أَحَسَّ بِسَيْلِ العَرِم، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ إِذَا أَجْدَبَ قومُه مانَهُمْ حَتَّى يأْتيهم الخِصْبُ، فَقَالُوا: هُوَ ماءُ السماءِ لأَنه خَلَفٌ مِنْهُ، وَقِيلَ لِوَلَدِهِ: بَنُو مَاءِ السَّمَاءِ، وَهُمْ مُلُوكُ الشأْم؛ قَالَ بَعْضُ الأَنصار: أَنا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو، وجَدِّي ... أَبوه عامرٌ ماءُ السَّمَاءِ وماءُ السَّمَاءِ أَيضاً: لقَبُ أُمّ المُنْذِر بْنُ إمْرِئِ القَيْس بْنِ عَمْرو بْنِ عَدِيّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ اللَّخْمِيّ، وَهِيَ ابْنَةُ عَوْفِ بْنِ جُشَمَ مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِطٍ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِجَمَالِهَا، وَقِيلَ لِوَلَدِهَا بنُو ماءِ السماءِ، وَهُمْ مُلُوكُ الْعِرَاقِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: ولازَمْتُ المُلوكَ مِنَ آلِ نَصْرٍ، ... وبعدَهُمُ بَنِي ماءِ السماءِ

فصل النون

وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أُمُّكم هاجَرُ يَا بَنِي ماءِ السَّمَاءِ ؛ يُرِيدُ العربَ لأَنهم كَانُوا يَتَّبعون قَطْرَ السَّمَاءِ فَيَنْزِلُونَ حَيْثُ كَانَ، وأَلفُ الماءِ منقَلبةٌ عَنْ وَاوٍ. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: بَاتَتِ الشَّاءُ ليلَتَها مَاءْ مَاءْ وَمَاهْ مَاهْ، وَهُوَ حِكَايَةُ صوتها. ميه: ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَمِيهُ مَيْهاً وَمَاهَةً ومِيْهَةً: كَثُرَ مَاؤُهَا، ومِهْتُها أَنا. ومِهْتُ الرجلَ: سَقَيْتُهُ مَاءً، وَبَعْضُ هَذَا مُتَّجِهٌ عَلَى الْوَاوِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. المُؤرِّجُ: مَيَّهْتُ السيفَ تَمْييهاً إِذَا وَضَعْتَهُ فِي الشَّمْسِ حَتَّى ذهب ماؤه. فصل النون نبه: النُّبْه: القيامُ والانْتِباهُ مِنَ النَّوْمِ، وَقَدْ نَبَّهَهُ وأَنْبَهَهُ مِنَ النَّوْمِ فتَنَبَّه وانْتَبَه، وانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ: استَيقَظ، وَالتَّنْبِيهُ مِثْلُهُ؛ قَالَ: أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْ، ... مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ، حَتَّى يقالَ سَيِّدٌ، ولستُ بِهْ وَكَانَ حُكْمُهُ أَن يَقُولَ أَتَنَبَّه لأَنه قَالَ أُنَبَّه، وَمُطَاوِعُ فعَّلَ إِنَّمَا هُوَ تَفَعَّلَ، لَكِنَّ لَمَّا كَانَ أُنَبَّه فِي مَعْنَى أُنْبَه جَاءَ بِالْمُطَاوِعِ عَلَيْهِ، فَافْهَمْ، وَقَوْلُهُ ثُمَّ أُنَزِّ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ أَنْتَبِهْ، احْتَمَلَ الخَبْنَ فِي قَوْلِهِ زِ حَوْلَهُ، لأَن الأَعرابي الْبَدَوِيَّ لَا يُبَالِي الزِّحافَ، وَلَوْ قَالَ زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ زِحافٌ، إِلَّا أَنه مِنْ بَابِ الضَّرُورَةِ، وَلَا يَجُوزُ القطعُ فِي أُنَزِّي فِي بَابِ السَّعَةِ وَالِاخْتِيَارِ لأَن بَعْدَهُ مَجْزُومًا، وَهُوَ قَوْلُهُ وأَحْتَبِهْ، وَمُحَالٌ أَن تَقْطَعَ أَحد الْفِعْلَيْنِ ثُمَّ تَرْجِعَ فِي الْفِعْلِ الثَّانِي إِلَى الْعِطْفِ، لَا يَجُوزُ إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عَلَيْكَ بِرَفْعِ أُكْرِمك وَجَزْمِ أُفضل، فَتَفَهَّم. وَفِي حَدِيثِ الْغَازِي: فَإِنَّ نَوْمَهُ ونَبَهَه خيرٌ كلُّه ؛ النَّبَهُ: الِانْتِبَاهُ مِنَ النَّوْمِ. أَبو زَيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ، وَهُوَ الأَمر تَنْسَاهُ ثُمَّ تَنْتَبِهُ لَهُ. ونَبَّهَهُ مِنَ الْغَفْلَةِ فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيقظه. وتَنَبَّه عَلَى الأَمر: شَعَرَ بِهِ. وَهَذَا الأَمر مَنْبَهَهٌ عَلَى هَذَا أَي مُشْعِرٌ بِهِ، ومَنْبَهَةٌ لَهُ أَي مُشْعِرٌ بِقَدْرِهِ ومُعْلٍ لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: الْمَالُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، ويُسْتَغْنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ. ونَبَّهْتُهُ عَلَى الشَّيْءِ: وَقَّفْتُهُ عَلَيْهِ فَتَنَبَّه هُوَ عَلَيْهِ. وَمَا نَبِهَ لَهُ نَبَهاً أَي مَا فَطِنَ، وَالِاسْمُ النُّبْهُ. والنَّبَهُ: الضَّالَّةُ تُوجَدُ عَنْ غَفْلَةٍ لَا عَنْ طَلَبٍ. يُقَالُ: وَجَدْتُ الضَّالَّةَ نَبَهاً عَنْ غَيْرِ طَلَبٍ، وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لَمْ تَعْلَمْ مَتَى ضَلَّ. الأَصمعي: يُقَالُ أَضَلُّوه نَبَهاً لَا يَدْرُونَ مَتَى ضَلَّ حَتَّى انْتَبَهوا لَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَبْياً قَدِ انْحَنى فِي نَوْمِهِ فَشَبَّهَهُ بدُمْلُجٍ قَدِ انْفَصَمَ: كأَنه دُمْلُجٌ، مِنْ فِضَّةٍ، نَبَهٌ، ... فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الحَيّ، مَفْصومُ إِنَّمَا جَعَلَهُ مَفْصُومًا لتَثَنِّيهِ وَانْحِنَائِهِ إِذَا نَامَ، ونَبَهٌ هُنَا بَدَلٌ مِنْ دُمْلُجٍ. وأَضَلَّهُ نَبَهاً: لَمْ يَدْرِ مَتَى ضَلَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ شَاهِدٌ عَلَى النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ، قَالَ: شَبَّه وَلَدَ الظَّبْيَةِ حِينَ انْعَطَفَ لِمَا سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كَمَا كَانَ وَلَدُ الظَّبيةِ كَذَلِكَ، وَقَالَ فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الْحَيِّ لأَن مَلْعَب الْحَيِّ قَدْ عُدِلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ الْمَسْلُوكِ، كَمَا أَن الظَّبْيَةَ قَدْ عَدَلَت بِوَلَدِهَا عَنْ طَرِيقِ الصَّيَّادِ، وَقَوْلُهُ مَفْصوم وَلَمْ يَقُلْ مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الْكَسْرُ والتَّبَرِّي، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَن الخِشْفَ لَمَّا جمَع رأْسه إِلَى

فَخْذِهِ وَاسْتَدَارَ كَانَ كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَي مَصْدُوعٍ مِنْ غَيْرِ انْفِرَاجٍ. وأَنْبَه حاجتَه: نَسِيَهَا. قَالَ الأَصمعي: وَسَمِعْتُ مِنْ ثِقَةٍ أَنْبَهْتُ حَاجَتِي نسيتُها، فَهِيَ مُنْبَهَةٌ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ ذهَب لهمُ الشَّيْءُ لَا يَدْرُونَ مَتى ذهَب: قَدْ أَنْبَهوه إنْباهاً. والنَّبَه: الضَّالَّةُ لَا يُدْرى مَتَى ضَلَّتْ وأَين هِيَ. يُقَالُ: فَقَدْتُ الشَّيْءَ نَبَهاً أَي لَا عِلْمَ لِي كَيْفَ أَضللته؛ قَالَ: وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: كأَنه دُمْلُجٌ مِنْ فضةٍ نَبَهٌ وَضَعَهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُولَ كأَنه دُمْلُجٌ فُقِدَ نَبَهاً. وَقَالَ شَمِرٌ: النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى السَّاقِطُ الضالُّ. وَشَيْءٌ نَبَهٌ ونَبِهٌ أَي مَشْهُورٌ. وَرَجُلٌ نَبِيهٌ: شَريف. ونَبُهَ الرجلُ، بِالضَّمِّ: شرُفَ وَاشْتَهَرَ نَباهَةً فَهُوَ نَبِيهٌ ونابِهٌ، وَهُوَ خِلَافُ الْخَامِلِ. ونَبَّهْتُه أَنا: رَفَعْتُهُ مِنَ الْخُمُولِ. يُقَالُ: أَشِيعوا بالكُنى فَإِنَّهَا مَنْبَهَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِنَّهُ مَنْبَهةٌ لِلْكَرِيمِ أَي مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ مِنَ النَّباهَة. يُقَالُ: نَبُهَ يَنْبُه إِذَا صَارَ نَبِيهاً شَرِيفًا. والنَّباهَةُ: ضِدُّ الخُمُولِ، وَهُوَ نَبَهٌ. وَقَوْمٌ نَبَهٌ كَالْوَاحِدِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كأَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَرَجُلٌ نَبَهٌ ونَبِيهٌ إِذَا كَانَ مَعْرُوفًا شَرِيفًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَة يَمْدَحُ رَجُلًا: كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى، ... نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ ونَبَّه بِاسْمِهِ: جَعْلُهُ مَذْكُورًا. وَإِنَّهُ لمَنْبوه الِاسْمِ: معروفُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَمرٌ نابهٌ: عظيمٌ جَلِيلٌ. أَبو زَيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمر، بِالْكَسْرِ، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً، وَهُوَ الأَمر تَنْسَاهُ ثُمَّ تتنَبَّهُ لَهُ. ونابِهٌ ونُبَيْهٌ ومُنَبِّه: أَسماء. ونَبْهانُ: أَبو حَيٍّ مِنْ طَيٍّ، وَهُوَ نَبْهانُ بن عمرو. نجه: النَّجْهُ: استقبالُك الرجلَ بِمَا يَكْرَهُ ورَدُّكَ إِيَّاهُ عَنْ حَاجَتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَقبح الرَّدِّ؛ أَنشد ثَعْلَبُ: حَيّاكَ ربُّكَ أَيُّها الوَجْهُ، ... ولغَيْرِكَ البَغْضاءُ والنَّجْهُ نجَهَهُ يَنْجَهُهُ نَجْهاً وتنَجَّهَهُ: اللَّيْثُ: نجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً إِذَا اسْتَقْبَلْتُهُ بِمَا يُنَهْنِهُهُ وَيَكُفُّهُ عَنْكَ فيَنْقدِعُ عَنْكَ. وَفِي الحديث: بعد ما نَجَهَها عُمر أَي بَعْدَ مَا رَدَّها وَانْتَهَرَهَا. والنَّجْهُ: الزَّجْرُ والرَّدْعُ. يُقَالُ: انْتَجَهْتُ الرجلَ وتنَجَّهْتُهُ؛ قَالَ رؤْبة: كَعْكَعْتُه بالرَّجْمِ والتَّنَجُّهِ، ... أَو خَافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ وَيُرْوَى: كَفْكَفْته؛ يَقُولُ رَدَدْت الْخَصْمَ. وَرَجُلٌ ناجِهٌ إِذَا دَخَلَ بَلَدًا فكَرِهَه. ونجَهَ عَلَى الْقَوْمِ: طَلَع. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ لَا يَنْجَعُهُ وَلَا يَهْجَؤُهُ وَلَا يَهْجَأُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يَنْجَهُهُ شَيْءٌ وَلَا يَنْجَه فِيهِ شَيْءٌ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ رَغِيباً مُسْتَوْبِلًا لَا يَشْبَعُ وَلَا يَسْمَنُ عَنْ شَيْءٍ. نده: النَّدْهُ: الزَّجْرُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالطَّرْدُ عَنْهُ بالصِّياح. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّدْهُ الزَّجْرُ عَنِ الحَوْض وَعَنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا طُرِدَتِ الإِبلُ عَنْهُ بِالصِّيَاحِ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: نَدَهَ الرجلُ يَنْدَهُ نَدْهاً إِذَا صَوَّتَ، ونَدَهْتُ البعيرَ إِذَا زَجَرْتَهُ عَنِ الْحَوْضِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لَوْ رأَيت قاتِلَ عُمَرَ فِي الحَرَمِ مَا ندَهْتُهُ أَي مَا زَجَرْتُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والنَّدْهُ الزَّجْرُ بِصَه ومَه. ونَدَهَ الإِبلَ يَنْدَهُها نَدْهاً: سَاقَهَا وَجَمَعَهَا وَلَا يَكُونُ إِلَّا لِلْجَمَاعَةِ مِنْهَا، وَرُبَّمَا اقْتاسُوا مِنْهُ لِلْبَعِيرِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا رأَوْهُ جَريئاً عَلَى مَا أَتى أَو المرأَةِ إِحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ. والنَّدْهَة

والنُّدْهَةُ، بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّهَا: الْكَثْرَةُ مِنَ الْمَالِ مِنْ صامِتٍ أَو مَاشِيَةٍ؛ وأَنشد قَوْلَ جمِيل: فكيْفَ، وَلَا تُوفِي دماؤُهمُ دَمِي، ... وَلَا مالُهُمْ ذُو نَدْهَةٍ فيَدُونِي؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِنْدَهُ نَدْهَةٌ مِنْ صامِتٍ وماشيةٍ ونُدْهَةٌ، وَهِيَ الْعِشْرُونَ مِنَ الْغَنَمِ ونحوِها، والمائةُ مِنَ الإِبل أَو قُرَابتُها، والأَلف مِنَ الصَّامِتِ أَو نَحْوِهِ. الأَصمعي: وَكَانَ يُقَالُ للمرأَة فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا طُلِّقَت إذْهَبي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فَكَانَتْ تَطْلُقُ، قَالَ: والأَصل فِيهِ أَنه يَقُولُ لَهَا اذْهَبي إِلَى أَهلِك فَإِنِّي لَا أَحفظ عَلَيْكِ مالكِ وَلَا أَرُدُّ إبلَكِ عَنْ مَذْهَبِهَا، وَقَدْ أَهملتها لِتَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَتْ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي لَا أَرُدُّ إِبِلَكَ لِتَذْهَبَ حيث شاءت. نزه: النُّزْهَةُ: مَعْرُوفَةٌ. والتَّنَزُّهُ: التَّبَاعُدُ، والإِسم النُّزْهةُ. ومكانٌ نَزِهٌ ونَزِيهٌ، وَقَدْ نَزِهَ نَزَاهَةً ونَزَاهِيةً، وَقَدْ نَزِهَتِ الأَرضُ، بِالْكَسْرِ وأَرضٌ نَزْهَةٌ ونَزِهَةٌ بَعِيدَةٌ عَذْبَةٌ نَائِيَةٌ مِنَ الأَنْداءِ والمياهِ والغَمَقِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَخَرَجْنَا نتَنَزَّهُ فِي الرِّياضِ، وأَصله مِنَ البُعْدِ، وقد نَزِهَتِ الأَرضُ، بالكسر. وَيُقَالُ: ظَلِلْنا مُتَنَزِّهِينَ إِذَا تَبَاعَدُوا عَنِ الْمِيَاهِ. وَهُوَ يتنَزَّهُ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا تباعد عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الجابِيَةُ أَرضٌ نَزِهَةٌ أَي بَعِيدَةٌ عَنِ الوَباء. والجابِيَةُ: قَرْيَةٌ بدمشْقَ. ابْنُ سِيدَهْ: وتنزَّهَ الإِنسانُ خَرَجَ إِلَى الأَرض النَّزِهَةِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ يَضَعُونَ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ويَغْلَطُونَ فَيَقُولُونَ خَرَجْنَا نتَنزَّهُ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْبَسَاتِينِ فَيَجْعَلُونَ التَّنزُّهَ الخروجَ إِلَى الْبَسَاتِينِ والخُضَر والرِّياض، وَإِنَّمَا التَّنزُّهُ التباعدُ عَنِ الأَرياف وَالْمِيَاهِ حَيْثُ لَا يَكُونُ ماءٌ وَلَا نَدىً وَلَا جَمْعُ ناسٍ، وَذَلِكَ شِقُّ الْبَادِيَةِ، وَمِنْهُ قِيلَ: فلانٌ يتَنَزَّهُ عن الأَقذار ويُنَزِّهُ نفْسَه عَنْهَا أَي يُباعد نَفْسَهُ عَنْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُسامة بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيُّ: كأَسْحَمَ فَرْدٍ عل حافةٍ، ... يُشَرِّدُ عَنْ كَتِفيْهِ الذُّبابا أَقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَلاةِ، ... لَا يَرِدُ الماءَ إِلَّا ائتِيابا وَيُرْوَى: إِلَّا انْتِيابا، يُرِيدُ مَا تَبَاعَدَ مِنَ الْفَلَاةِ عَنِ الْمِيَاهِ والأَرياف. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: صنَعَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا فرَخَّصَ فِيهِ فتَنَزَّهَ عَنْهُ قومٌ أَي تَرَكُوهُ وأَبعدوا عَنْهُ ولم يَعْمَلوا بالرُّخْصة فِيهِ. وَقَدْ نَزُهَ نَزاهةً وتَنَزَّهَ تنَزُّهاً إِذَا بَعُدَ. وَرَجُلٌ نَزْهُ الخُلُقِ ونَزِهُهُ ونازِهُ النَّفْس: عَفِيفٌ مْتكَرِّمٌ يَحُلُّ وحْدَهُ وَلَا يُخَالِطُ الْبُيُوتَ بِنَفْسِهِ وَلَا مَالِهِ، وَالْجَمْعُ نُزَهاءُ ونَزِهُونَ ونِزَاهٌ، والاسمُ النَّزْهُ والنَّزاهةُ. ونَزَّهَ نفْسَه عَنِ الْقَبِيحِ: نَحّاها. ونزَّهَ الرجلَ: بَاعَدَهُ عَنِ الْقَبِيحِ. والنَّزاهةُ: الْبُعْدُ عَنِ السُّوءِ. وَإِنَّ فُلَانًا لنَزِيهٌ كريمٌ إِذَا كَانَ بَعِيدًا مِنَ اللُّؤْمِ، وَهُوَ نزِيهُ الخُلُقِ. وَفُلَانٌ يتَنزَّهُ عَنْ مَلائمِ الأَخلاق أَي يتَرَفَّعُ عَمَّا يُذَمُّ مِنْهَا. الأَزهري: التَّنَزُّهُ رَفْعُه نفْسَه عَنِ الشَّيْءِ تكَرُّماً وَرَغْبَةً عَنْهُ. والتَّنزِيهُ: تَسْبِيحُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وإبعادُهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُشْرِكُونَ. الأَزهري: تَنْزِيهُ اللَّهِ تبعيدُه وتقديسُه عَنِ الأَنداد والأَشباه، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْفَلَاةِ الَّتِي نأَتْ عَنِ الرِّيفِ وَالْمِيَاهِ نزِيهةٌ لِبُعْدِهَا عَنْ غَمَقِ الْمِيَاهِ وذِبّانِ القُرى وومَدِ الْبِحَارِ وَفَسَادِ الْهَوَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلَا يَمُرُّ بآيةٍ فِيهَا تَنْزِيهُ اللَّهِ إِلَّا نزَّهَهُ ؛ أَصل النُّزْهِ البعدُ، وتَنْزِيهُ اللَّهِ تبعيدُه عَمَّا لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مِنَ النَّقَائِصِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي تَفْسِيرِ سُبْحَانَ اللَّهِ:

هُوَ تَنْزِيهُهُ أَي إِبْعَادُهُ عَنِ السُّوءِ وَتَقْدِيسُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الإِيمانُ نَزِهٌ أَي بَعِيدٌ عَنِ الْمَعَاصِي. وَفِي حَدِيثِ المُعَذَّبِ فِي قَبْرِهِ: كَانَ لَا يسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ أَي لَا يَسْتبرئ وَلَا يَتَطَهَّرُ وَلَا يَسْتَبْعِدُ مِنْهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ هُمْ قومٌ أَنْزاهٌ أَي يتَنزَّهُونَ عَنِ الْحَرَامِ، الْوَاحِدُ نزِيهٌ مِثْلَ مَلِيءٍ وأَملاءٍ. وَرَجُلٌ نزيهٌ ونَزِهٌ: وَرِعٌ. ابْنُ سِيدَهْ: سَقى إبلَهُ ثُمَّ نَزَهَها نَزْهاً بَاعَدَهَا عَنِ الْمَاءِ. وَهُوَ بنُزْهةٍ عَنِ الْمَاءِ أَي بُعْد. وَفُلَانٌ نزِيهٌ أَي بَعِيدٌ. وتنَزَّهُوا بحُرَمِكْم عَنِ الْقَوْمِ: تَبَاعَدُوا. وَهَذَا مَكَانٌ نزِيهٌ: خَلاء بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ فِيهِ أَحد فأَنزلوا فِيهِ حُرَمَكُمْ. ونُزْهُ الفَلا: مَا تَبَاعَدَ مِنْهَا عَنِ المياه والأَرياف. نفه: نَفِهَتْ نفسي: أَعْيَتْ وكَلَّتْ. وَبَعِيرٌ نافِهٌ: كالٌّ مُعْيٍ، وَالْجَمْعُ نُفَّهٌ؛ ونَفَّهَهُ: أَتعبه حَتَّى انْقَطَعَ؛ قَالَ: ولِلَّيْلِ حَظٌّ مِنْ بُكانا ووَجْدِنا، ... كَمَا نَفَّهَ الهَيْماءَ فِي الذَّوْدِ رَادِعُ وَيُرْوَى فِي الدُّورِ. وأَنْفَهَ فلانٌ إبلَهُ ونَفَّهَها: أَكَلَّهَا وأَعياها، وَجَمَلٌ مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفَّهَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رُبَّ هَمّ جَشَمْتُهُ فِي هَواكُمْ، ... وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَقَامُوا يَرْحَلْونَ مُنَفَّهَاتٍ، ... كأَنَّ عُيونَهَا نُزُحُ الرَّكيِ والنافهُ: الكالُّ المُعْيي مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا. وَرَجُلٌ مَنْفُوهٌ: ضَعِيفُ الْفُؤَادِ جبانٌ، وَمَا كَانَ نَافِهًا وَقَدْ نَفَهَ نُفُوهاً ونَفِهَ. والنُّفُوهُ: ذِلَّةٌ بَعْدَ صُعُوبَةٍ. وأَنْفَهَ ناقتَهُ حَتَّى نَفِهَتْ نَفْهاً شَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ ذَكَرَ لَهُ قيامَ اللَّيْلِ وصيامَ النَّهَارِ: إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْناك ونَفِهَتْ نَفْسُكَ ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ نَفِهَتْ، وَالْكَلَامُ، نَفَهَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَا لُغَتَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: نَفَهَتْ تَنْفَهُ نُفُوهاً ونَفِهَتْ نفسُه إِذَا ضَعُفَتْ وَسَقَطَتْ؛ وأَنشد: والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا وَرَوَى أَصحاب أَبي عُبَيْدٍ عَنْهُ: نَفِهَ يَنْفَهُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ مِنْ نَفِهَ، وَفَتْحُهَا مِنْ يَنْفَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ نَفِهَتْ نَفْسُك أَي أَعيت وكَلَّتْ. وَيُقَالُ للمُعْيي: مُنَفَّهٌ ونافِهٌ، وجمعُ النَّافِهِ نُفَّهٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِرُؤْبَةَ: بِنَا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ يَعْنِي المُعْيِيَة، وَاحِدَتُهَا نافِهٌ ونافِهَةٌ، وَالَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا مُنَفِّهٌ، وَقَدْ نَفَّهَ البعيرَ. نقه: نَقِهَ يَنْقَهُ: مَعْنَاهُ فَهِمَ يَفْهَمُ، فَهُوَ نَقِهٌ سَرِيعُ الفِطْنَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فانْقَهْ إِذًا أَي افْهَمْ. يُقَالُ: نَقِهْتُ الحديثَ مِثْلُ فَهِمْتُ وفَقِهْتُ، وأَنْقَهَهُ اللَّهُ تَعَالَى. ونَقِهَ الكلامَ، بِالْكَسْرِ، نَقْهاً ونَقَهَهُ، بِالْفَتْحِ، نَقْهاً أَي فَهِمَهُ. ونَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ، مَفْتُوحٌ مَكْسُورٌ، نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقاهةً ونَقَهاناً وأَنا أَنْقَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: نَقِهَ الرَّجُلُ نَقَهاً واسْتَنْقَهَ فَهِمَ؛ وَيُرْوَى بيتُ المُخَبَّلِ: إِلَى ذِي النُّهَى واسْتَنْقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَي فَهِمُوهُ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَالْمَعْرُوفُ: واسْتَيْقَهَتْ. وَرَجُلٌ نَقِهٌ وناقِهٌ: سَرِيعُ الْفَهْمِ، ونَقِهَ الحديثَ ونَقَهَهُ: لَقِنَهُ، وَفُلَانٌ لَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ. والاسْتِنْقاهُ: الِاسْتِفْهَامُ. وأَنْقِهْ لِي سَمْعَكَ أَي

أَرْعِنِيهِ. وَفِي النَّوَادِرِ: انْتَقَهْتُ مِنَ الْحَدِيثِ ونَقِهْتُ وأْتَقَهْتُ أَي اشْتَفَيْتُ. ونَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ، بِالْكَسْرِ، ونَقَهَ يَنْقَهُ نَقْهاً ونُقُوهاً فِيهِمَا: أَفاق وَهُوَ فِي عَقِبِ علَّتِهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَقَهَ مِنَ الْمَرَضِ يَنْقَهُ، بِالْفَتْحِ، وَرَجُلٌ ناقِهٌ مِنْ قَوْمٍ نُقَّهٍ. الْجَوْهَرِيُّ: نَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ، بِالْكَسْرِ، نَقَهاً مثالِ تَعِب تَعَباً، وَكَذَلِكَ نَقَهَ نُقُوهاً مِثْلُ كَلَحَ كُلُوحاً، فَهُوَ ناقِهٌ إِذَا صَحَّ وَهُوَ فِي عَقِبِ عِلَّتِهِ، وَالْجَمْعُ نُقَّهٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ أُمُّ المُنْذِرِ دَخَلَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ عَلِيٌّ وَهُوَ ناقِهٌ ؛ هُوَ إِذَا بَرَأَ وأَفاق وَكَانَ قَرِيبَ العَهْدِ بِالْمَرَضِ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ كمالُ صِحَّتِهِ وقُوَّتِهِ. نكه: النَّكْهَةُ: رِيحُ الْفَمِ. نَكَهَ لَهُ وَعَلَيْهِ يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً: تَنَفَّسَ عَلَى أَنفه. ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ: شَمَّ رَائِحَةَ فَمِهِ، وَالِاسْمُ النَّكْهَةُ؛ وأَنشد: نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ مِنْهُ ... كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: نَكِهْتُ مجاهِداً؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مُجَالِدًا، وَقَدْ رَوَاهُ فِي فَصْلِ نَجَا: نَجَوْتُ مُجَالِدًا. ونَكَهَ هُوَ يَنكِهُ ويَنكَهُ: أَخرج نَفَسَهُ إِلَى أَنفي. ونَكِهْتُه: شَمَمْتُ رِيحَهُ. واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ فِي وَجْهِي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إِذَا أَمره بأَن يَنْكَهَ لِيَعْلَمَ أَشارِبٌ هُوَ أَم غَيْرُ شاربٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قولُ الأُقَيْشِرِ: يَقُولُونَ لِي: انْكَهْ قَدْ شَرِبْتَ مُدَامَةً ... فَقُلْتُ لَهُمْ: لَا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا وَفِي حَدِيثِ شَارِبِ الْخَمْرِ: اسْتَنْكهُوهُ أَي شُمُّوا نَكْهَتَهُ ورائحةَ فَمِه هَلْ شرِب الْخَمْرَ أَم لَا. ونُكِهَ الرجلُ: تَغَيَّرَتْ نَكْهَتُهُ مِنَ التُّخَمَةِ. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ للإِنسان: هُنِّيتَ وَلَا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً وَلَا أَصابك الضُّرُّ. والنُّكَّهُ مِنَ الإِبل: الَّتِي ذَهَبَتْ أَصواتها مِنَ الضَّعْفِ، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ فِي النُّقَّهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ: بَعْدَ اهتِضام الراغِياتِ النُّكَّهِ نمه: نَمِهَ نَمَهاً، فَهُوَ نَمِةٌ ونامِهٌ: تَحَيَّرَ، يَمَانِيَةٌ. نهنه: النَّهْنَهَةُ: الكَفُّ. تَقُولُ نَهْنَهْتُ فُلَانًا إِذَا زَجَرْتَهُ فَتَنَهْنَهَ أَي كَفَفْتَهُ فَكفَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَهْنِهْ دُموعَكَ، إنَّ مَنْ ... يَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ كأَن أَصله مِنَ النَّهْي. وَفِي حَدِيثِ وَائِلٍ: لَقَدِ ابْتَدَرَها اثْنَا عَشَرَ مَلَكاً فَمَا نَهْنَهَها شيءٌ دُونَ العَرْشِ أَي مَا مَنَعَهَا وكَفَّها عَنِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ. ونَهْنَهَهُ عَنِ الشَّيْءِ: زَجَره؛ قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ: فَنَهْنَهْتُ أُولى القومِ عَنْهُمْ بِضَرْبَةٍ ... تَنَفَّسَ عَنْهَا كلُّ حشْيانَ مُجْحَر وَقَدْ تَنَهْنَهَ. ونَهْنَهْتُ السَّبُعَ إِذَا صِحْتَ بِهِ لتَكُفَّه، والأَصل فِي نَهْنَهَ نَهْهَهَ، بِثَلَاثِ هاءَات، وإِنما أَبدلوا مِنَ الْهَاءِ الْوُسْطَى نُونًا لِلْفَرْقِ بَيْنَ فَعْلَلَ وفَعَّلَ، وَزَادُوا النُّونَ مِنْ بَيْنِ الْحُرُوفِ لأَن فِي الْكَلِمَةِ نُونًا. وَثَوْبٌ نَهْنَهٌ: رَقِيقُ النسجِ. الأَحمر: النَّهْنَهُ واللَّهْلَهُ الثوب الرقيق النسج. نوه: نَاهَ الشيءُ يَنُوهُ: ارْتَفَعَ وَعَلَا؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، فَهُوَ نائِهٌ. ونُهْتُ بِالشَّيْءِ نَوْهاً ونَوَّهْتُ بِهِ ونَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً: رَفَعْتُهُ. ونَوَّهْتُ بِاسْمِهِ: رَفَعْتُ ذكْرَهُ. وناهَ النباتُ: ارْتَفَعَ. وناهَتِ الهامَةُ نَوْهاً: رَفَعَتْ

فصل الهاء

رأْسها ثُمَّ صَرَخَتْ، وهامٌ نُوَّهٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَلَى إكامِ النائحاتِ النُّوَّهِ وَإِذَا رفعتَ الصوتَ فَدَعَوْتَ إِنْسَانًا قُلْتَ: نَوَّهْتُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنا أَولُ مَنْ نَوَّهَ بالعربِ. يُقَالُ: نَوَّهَ فلانٌ بِاسْمِهِ، ونَوَّهَ فلانٌ بِفُلَانٍ إِذَا رَفَعَهُ وطَيَّرَ بِهِ وقَوَّاه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي نُخَيْلَةَ لِمَسْلَمَةَ: ونَوَّهْتَ لِي ذِكْرِي، وَمَا كَانَ خامِلًا، ... ولَكِنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَهُ مِنْ بَعْضِ وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه نَوَّه بِهِ عليٌ أَي شَهَرَهُ وعَرَّفَهُ. والنَّوَّاهةُ: النَّوَّاحةُ، إِمَّا أَن تَكُونَ مِنَ الإِشادةِ، وَإِمَّا أَن تَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ ناهَتِ الهامةُ. ونَوَّه بِاسْمِهِ: دَعَاهُ. ونوَّه بِهِ: دَعَاهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذَا دَعاها الرُّبَعُ المَلْهُوفُ، ... نوَّه مِنْهَا الزاجِلاتُ الجُوفُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: نوَّه مِنْهَا أَي أَجَبْنَهُ بالحَنِين. والنَّوْهةُ: الأَكْلَةُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَهِيَ كالوَجْبَةِ. وناهَتْ نَفْسِي عَنِ الشَّيْءِ تَنُوهُ وتَناهُ نَوْهاً: انْتَهَتْ، وَقِيلَ: نُهْتُ عَنِ الشَّيْءِ أَبَيْتُه وَتَرَكْتُهُ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: إِذَا أَكلنا التَّمْرَ وَشَرِبْنَا الْمَاءَ ناهَتْ أَنفسُنا عَنِ اللَّحْمِ أَي أَبَتْهُ فَتَرَكَتْهُ؛ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَقَالَ: التَّمْرُ وَاللَّبَنُ تَنوهُ النفسُ عَنْهُمَا أَي تَقْوَى عَلَيْهِمَا. وناهَتْ نَفْسِي أَي قَوِيَتْ. الْفَرَّاءُ: أَعطني مَا يَنُوهُني أَي يَسُدُّ خَصاصَتي. وَإِنَّهَا لتأْكل مَا لَا يَنُوهُها أَي لَا يَنْجَعُ فِيهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: ناهَ البقلُ الدوابَّ يَنُوهُها أَي مَجَدَها، وَهُوَ دُونُ الشِّبَعِ، وَلَيْسَ النَّوْهُ إِلَّا فِي أَول النَّبْتِ، فأَما المَجْدُ فَفِي كُلِّ نَبْتٍ؛ وَقَوْلُهُ: يَنْهُونَ عَنْ أَكْلٍ وَعَنْ شُرْبِ هُوَ مِثْلُهُ، إِنَّمَا أَراد يَنُوهُون فَقَلَبَ، وَإِلَّا فَلَا يَجُوزُ. قَالَ الأَزهري: كأَنه جَعَلَ ناهَتْ أَنفسُنا تَنُوه مَقْلُوبًا عَنْ نَهَتْ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى يَنْهُون أَي يَشْرَبُونَ فيَنْتَهُون ويَكْتَفُون؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّوَابُ. والنُّوهةُ: قُوَّةُ البَدَن. نيه: نَفْسٌ ناهَةٌ: مُنْتَهِيةٌ عَنِ الشَّيْءِ، مَقْلُوبٌ مِنْ نَهاةٍ. فصل الهاء هده: فِي الْحَدِيثِ: حَتَّى إِذَا كَانَ بالهَدَةِ «2» بَيْنَ عُسْفانَ وَمَكَّةَ ؛ الهَدَةُ، بِالتَّخْفِيفِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْحِجَازِ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ هَدَوِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ الدَّالَ. فأَما الهَدْأَةُ الَّتِي جَاءَتْ فِي ذِكْرِ قَتْلِ عَاصِمٍ فَقِيلَ: إِنَّهَا غَيْرُ هَذِهِ، وَقِيلَ: هِيَ هِيَ. هوه: هَهْ: كَلِمَةُ تَذَكُّرٍ وَتَكُونُ بِمَعْنَى التَّحْذِيرِ أَيضاً، وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ لِثِقَلِهِ عَلَى اللِّسَانِ وَقُبْحِهِ فِي الْمَنْطِقِ، إِلَّا أَن يُضْطَرَّ شَاعِرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: هَهْ تَذْكِرَةٌ فِي حَالٍ، وتحذيرٌ فِي حَالٍ، فَإِذَا مدَدْتَها وقلتَ هاهْ كَانَتْ وَعِيدًا فِي حَالٍ، وَحِكَايَةً لَضَحِكِ الضَّاحِكِ فِي حَالٍ، تَقُولُ: ضَحِكَ فُلَانٌ فَقَالَ هاهْ هاهْ؛ قَالَ: وَتَكُونُ هاهْ فِي مَوْضِعِ آهْ مِنَ التَّوَجُّعِ مِنْ قَوْلِهِ: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُها بلَيْلٍ، ... تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحَزينِ وَيُرْوَى: تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجلِ الْحَزِينِ قَالَ: وَبَيَانُ الْقَطْعِ أَحسن. ابْنُ السِّكِّيتِ: الآهةُ من

_ (2). قوله [فِي الْحَدِيثِ حَتَّى إِذَا كان بالهدة] ذكره هنا تبعاً للنهاية، وقد ذكره صاحب القاموس في مادة هدد، وعبارة ياقوت: الهدة، بتخفيف الدال، من الهدى بزيادة هاء

التَّأَوُّهِ، وَهُوَ التَّوَجُّعُ. يُقَالُ: تأَوَّهْتُ آهَةً، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ آهَةً وأَمِيهَةً، وَتَفْسِيرُهُمَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والهَوْهاءةُ والهَوْهاءُ: الْبِئْرُ الَّتِي لَا مُتَعَلَّقَ بِهَا وَلَا مَوْضِعَ لرِجْلِ نازِلها لبُعْدِ جالَيْها؛ قَالَ: بهُوَّة هَوْهاءةِ التَّرَجُّلِ وَرَجُلٌ هَوْهاءٌ وهَوْهاءةٌ وهَوْهاةٌ: ضَعِيفُ الْفُؤَادِ جَبَانٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ هوَاهِيةً أَيضاً لِلْجَبَانِ. وَرَجُلٌ هُوهَةٌ، بِالضَّمِّ، أَي جَبَانٌ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: كنتَ الهَوْهاةَ الهُمَزَةَ ؛ الهَوْهاةُ: الأَحمق. أَبو عُبَيْدٍ: المَوْماةُ والهَوْهاةُ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ المَوَامي والهَياهي. وتَهَوَّهَ الرجلُ: تفَجَّعَ. والهَواهي: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ، وَاحِدَتُهَا هَوْهاةٌ. وَيُقَالُ: إِنَّ النَّاقَةَ لَتَسِير هَواهِيَ مِنَ السَّيْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَغالَتْ يَدَاهَا بالنَّجاءِ وتَنْتهِي ... هَواهِيَ مِنْ سَيرٍ، وعُرْضَتُها الصَّبرُ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ هَواهِيَةٌ وهَوْهاءةٌ إِذَا كَانَ منْخُوبَ الْفُؤَادِ، وأَصل الْهَوْهَاءَةِ الْبِئْرُ لَا مُتعلَّقَ بِهَا، كَمَا تقدم. ويقال: جَاءَ فُلَانٌ بالهَواهِي أَي بِالتَّخَالِيطِ والأَباطيل. والهَواهِي: اللَّغْوُ مِنَ الْقَوْلِ والأَباطيل؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَفِي كُلِّ يومٍ يَدْعُوانِ أَطِبَّةً ... إليَّ، وَمَا يُجْدُونَ إِلَّا هَوَاهِيا وسمعتُ هَواهِيَةَ القومِ: وَهُوَ مِثْلُ عَزِيف الجِنِّ وَمَا أَشبهه. وَرَجُلٌ هُوهٌ: كهَوْهاءةٍ. وهُوهْ: اسْمٌ لقارَبْتَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ التَّوَجُّعِ والتَّلَهُّفِ: هاهْ وهاهِيه؛ وأَنشد الأَصمعي: قَالَ الغَوَاني: قَدْ زَهاهُ كِبَرُهْ، ... وقُلْنَ: يَا عَمِّ فَمَا أُغَيِّرُهْ، وقلتُ: هاهٍ لحديثٍ أُكْثِرُهْ الْهَاءُ فِي أُكْثِرُهُ لِهاهٍ. وَفِي حَدِيثِ عَذَابِ الْقَبْرِ: هاهْ هاهْ. قَالَ: هَذِهِ كَلِمَةٌ تُقَالُ فِي الإِيعاد وَفِي حِكَايَةِ الضَّحِكِ، وَقَدْ تُقَالُ لِلتَّوَجُّعِ، فَتَكُونُ الْهَاءُ الأُولى مُبْدَلَةً مِنْ هَمْزَةِ آهْ، وَهُوَ الأَليق بِمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ. يُقَالُ: تأَوَّهَ وتَهَوَّهَ آهَةً وهاهةً. هيه: هِيهِ وهِيهَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: «1». فِي مَوْضِعِ إيهِ وإيهَ. وَفِي حَدِيثِ أُميَّةَ وأَبي سفيانَ قَالَ: يَا صَخْرُ هِيهٍ، فَقُلْتُ: هِيْهاً ؛ هِيهٍ: بِمَعْنَى إيهٍ فأَبدل مِنَ الْهَمْزَةِ هَاءً، وإيهٍ اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ، وَمَعْنَاهُ الأَمر، تَقُولُ لِلرَّجُلِ إيهِ، بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، إِذَا اسْتَزَدْتَهُ مِنَ الْحَدِيثِ الْمَعْهُودِ بَيْنَكُمَا، فَإِنْ نوَّنْتَ استزدتَهُ مِنْ حديثٍ مَّا غَيْرِ مَعْهُودٍ، لأَن التَّنْوِينَ لِلتَّنْكِيرِ، فَإِذَا سكَّنْتَهُ وَكَفَفْتَهُ قُلْتَ إِيهًا، بِالنَّصْبِ، فَالْمَعْنَى أَن أُميَّةَ قَالَ لَهُ: زِدْني مِنْ حَدِيثِكَ، فَقَالَ لَهُ أَبو سُفْيَانَ: كُفَّ عَنْ ذَلِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: إيهٍ كَلِمَةُ اسْتِزَادَةٍ لِلْكَلَامِ، وهاهْ كَلِمَةُ وعيدٍ، وَهِيَ أَيضاً حكايةُ الضَّحِكِ والنَّوْحِ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطاسَ ويَكْرَهُ التَّثاؤُبَ، فَإِذَا تَثاءَبَ أَحدُكم فلْيَرُدَّه مَا اسْتَطَاعَ وَلَا يقولَنَّ هاهْ هاهْ، فإنما ذلِكُمُ الشيطانُ يضحكُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ الْعُلَمَاءَ الأَتقياء فَقَالَ: أُولئك أَولياءُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ ونُصَحاؤُهُ فِي دِينِه والدُّعاةُ إِلَى أَمره، هاهْ هاهْ شَوْقاً إِلَيْهِمْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى أَلف هَاهَ أَنها يَاءٌ بِدَلِيلِ قولِهم هِيهِ فِي مَعْنَاهُ. وهَيْهَيْتُ بالإِبل وهاهَيْتُ بِهَا: دعوتها وزجرتها فقلت

_ (1). قوله [بالكسر والفتح] أَي كسر الهاء الثانية وفتحها، فأَما الهاء الأَولى فمكسورة فقط كما ضبط كذلك في التكملة والمحكم

لها هَا هَا، فَقَلَبْتَ الْيَاءَ أَلفاً لِغَيْرِ عِلَّةٍ إِلَّا طَلَب الْخِفَّةِ، لأَن الْهَاءَ لِخَفَائِهَا كأَنها لَمْ تَحْجُزْ بَيْنَهُمَا، فَالْتَقَى مِثْلانِ. وهاهَيْتُ بالإِبل أَي شايَعْتُ بِهَا. وهاهَيْتُ الْكِلَابَ: زَجَرْتَهَا؛ وَقَالَ: أَرَى شَعَراتٍ، على حاجبيَّ، ... بِيضاً نَبَتْنَ جَمِيعًا تُؤَامَا ظَلِلْتُ أُهاهي بِهنَّ الكِلابَ، ... أَحْسِبُهُنَّ صُواراً قِيامَا فأَما قَوْلُهُ: قَدْ أَخْصِمُ الخَصْمَ وَآتِي بالرُّبُعْ، ... وأَرْقَعُ الجفنةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ فَإِنَّ أَبا عَلِيٍّ فَسَّرَهُ بأَنه الَّذِي يُنَحَّى ويُطْرَدُ لِدَنَسِ ثِيَابِهِ فَلَا يُطْعَمُ، يُقَالُ لَهُ هِيَهْ هِيَهْ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَن الهَيْه هُوَ الَّذِي يُنَحَّى لِدَنَسِ ثِيَابِهِ يُقَالُ لَهُ هَيْه هَيْه؛ وأَنشد الْبَيْتَ: وأَرْقَعُ الجَفْنَةَ بالهَيْهِ الرَّثِعْ قَوْلُهُ: آتِي بالرُّبُع أَي بالرُّبْعِ مِنَ الْغَنِيمَةِ، وَمَنْ قَالَ بالرُّبَعِ، فَمَعْنَاهُ أَقتاده وأَسوقه. وَقَوْلُهُ: وأَرْقَعُ الْجَفْنَةَ بِالْهَيْهِ الرثِع الرَّثِعُ: الَّذِي لَا يُبَالِي مَا أَكل وَمَا صَنَعَ، فَيَقُولُ أَنا أُدنيه وأُطعمه وَإِنْ كَانَ دَنِسَ الثِّيَابِ؛ وأَنشد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ عن الأَعرابي وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: يَقُولُ إِذَا كَانَ خَلَلًا سَددته بِهَذَا، وَقَالَ: الهَيْهُ الَّذِي يُنَحَّى. يُقَالُ: هَيْه هَيْه لِشَيْءٍ يُطْرَدُ وَلَا يُطعَمُ، يَقُولُ: فأَنا أُدنيه وَأُطْعِمُهُ. وهَيَاهٌ: مِنْ أَسماء الشَّيَاطِينِ. وهَيْهاتَ وهَيْهاتِ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا البُعْدُ، وَقِيلَ: هَيْهاتَ كَلِمَةُ تَبْعِيدٍ؛ قَالَ جريرٌ: فهَيْهاتَ هَيْهاتَ العَقِيقُ وأَهْلُهُ ... وهَيْهاتَ خِلٌّ بالعَقيقِ نُحاولُهْ وَالتَّاءُ مَفْتُوحَةٌ مِثْلُ كَيْفَ، وأَصلها هَاءٌ، وَنَاسٌ يَكْسِرُونَهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ بِمَنْزِلَةِ نُونِ التَّثْنِيَةِ؛ قَالَ حُمَيدٌ الأَرْقَطُ يَصِفُ إِبِلًا قَطَعَتْ بِلَادًا حتى صارت في القِفار: يُصْبِحْنَ بالقَفْزِ أَتاوِيَّاتِ، ... هَيْهاتِ مِنْ مُصْبَحِها هَيْهاتِ هَيْهاتِ حَجْرٌ مِنْ صُنَيْبِعاتِ وَقَدْ تُبْدَلُ الْهَاءُ هَمْزَةً فَيُقَالُ أَيهاتَ مِثْلُ هَراقَ وأَراقَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَيْهاتَ مِنْكَ الحياةُ أَيْهاتَا وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ هَيْهَاتَ فِي الْحَدِيثِ، وَاتَّفَقَ أَهل اللُّغَةِ أَن التَّاءَ مِنْ هَيْهَاتَ لَيْسَتْ بأَصلية، أَصلها هَاءٌ. قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: إِذَا وصَلْتَ هَيْهاتَ فَدَعِ التَّاءَ عَلَى حَالِهَا، وَإِذَا وَقَفْتَ فَقُلْ هَيْهات هَيْهاه، قَالَ ذَلِكَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ . قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ مَنْ كَسَرَ التَّاءَ فَقَالَ هَيْهاتِ هَيْهاتِ فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ عِرْقاتٍ، تَقُولُ اسْتأْصلَ اللَّهُ عِرْقاتِهم، فَمَنْ كَسَرَ التَّاءَ جَعَلَهَا جَمْعًا واحدَتُها عِرْقَةٌ، وواحدَةُ هَيْهاتِ عَلَى ذَلِكَ اللَّفْظِ هَيْهَةٌ، وَمَنْ نَصَبَ التَّاءِ جَعَلَهَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، قَالَ: وَيُقَالُ هَيْهاتَ مَا قُلْتَ وهَيْهاتَ لِما قُلْتَ، فمَنْ أَدخل اللَّامَ فَمَعْنَاهُ البُعْدُ لِقَوْلِكَ. ابْنُ الأَنباري: فِي هَيْهاتَ سَبْعُ لغاتٍ: فَمَنْ قَالَ هَيْهاتَ بِفَتْحِ التَّاءِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ شَبَّه التَّاءَ بِالْهَاءِ وَنَصْبُهَا عَلَى مَذْهَب الأَداةِ، وَمَنْ قَالَ هَيْهاتاً بِالتَّنْوِينِ شَبَّهه بِقَوْلِهِ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ أَي فَقَلِيلًا إيمانُهم، وَمَنْ قَالَ هَيْهاتِ شَبَّهه بحذامِ وقطامِ، وَمَنْ قَالَ هَيْهاتٍ بِالتَّنْوِينِ شَبَّهه بالأَصوات

كَقَوْلِهِمْ غاقٍ وطاقٍ، وَمَنْ قَالَ هَيْهاتُ لَكَ بِالرَّفْعِ ذَهَبَ بِهَا إِلَى الْوَصْفِ فَقَالَ هِيَ أَداة والأَدَواتُ معرفةٌ، وَمَنْ رَفَعَهَا ونَوَّنَ شَبَّهَ التَّاءَ بِتَاءِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ مِنْ عَرَفاتٍ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَيْهات فِي اللُّغَاتِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا كُلِّهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيهان، بِالنُّونِ، قَالَ الشَّاعِرُ: أَيْهانَ منكَ الحياةُ أَيْهانا وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيْها، بِلَا نونٍ، وَمَنْ قَالَ أَيْها حَذَفَ التَّاءَ كَمَا حُذِفَتِ الْيَاءُ مَنْ حاشَى فَقَالُوا حاشَ؛ وأَنشد: وَمِنْ دُونيَ الأَعراضُ والقِنْعُ كلُّه، ... وكُتْمانُ أَيْهَا مَا أَشَتَّ وأَبْعَدَا وَهِيَ فِي هَذِهِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا مَعْنَاهَا البُعْدُ، وَالْمُسْتَعْمَلُ مِنْهَا اسْتِعْمَالًا عَالِيًا الْفَتْحُ بِلَا تَنْوِينٍ. الْفَرَّاءُ: نَصْبُ هَيْهَاتَ بِمَنْزِلَةِ نَصْبِ رُبَّتَ وثُمَّتَ، والأَصل رُبَّهْ وثُمَّهْ؛ وأَنشد: ماوِيَّ، يَا رُبَّتَما غارةٍ ... شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِيسمِ قَالَ: وَمَنْ كَسَرَ التَّاءَ لَمْ يَجْعَلْهَا هَاءَ تأْنيث، وَجَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ دَراكِ وقَطامِ. أَبو حَيَّانٍ: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ ، فأَلحق الْهَاءَ الْفَتْحَةَ؛ قَالَ: هَيْهاتَ مِنْ عَبْلَةَ مَا هَيْهاتا، ... هَيْهاتَ إِلَّا ظَعَناً قَدْ فَاتَا قَالَ ابْنُ جِنِّي كَانَ أَبو عَلِيٍّ يَقُولُ فِي هَيْهاتَ أَنا أُفْتي مَرَّةً بِكَوْنِهَا اسْمًا سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ كصَهْ ومَهْ، وأُفْتِي مَرَّةً بِكَوْنِهَا ظَرْفًا عَلَى قَدْرِ مَا يَحْضُرُني فِي الْحَالِ، قَالَ: وَقَالَ مَرَّةً أُخرى إِنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ ظَرْفًا فَغَيْرُ مُمْتَنِعٍ أَن تَكُونَ مَعَ ذَلِكَ اسْمًا سُمِّيَ بِهِ الْفِعْلُ كعِنْدَكَ ودونَك. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي مَرَّةً: هَيْهاتٍ وهيهاتِ، مَصْرُوفَةٌ وَغَيْرُ مَصْرُوفَةٍ، جَمْعُ هَيْهة، قَالَ: وهَيْهات عِنْدَنَا رُبَاعِيَّةٌ مُكَرَّرَةٌ، فاؤُها ولامُها الأُولى هَاءٌ، وَعَيْنُهَا وَلَامُهَا الثَّانِيَةُ يَاءٌ، فَهِيَ لِذَلِكَ مِنْ بَابِ صِيصِيَةٍ، وعَكسُها يَلْيَلُ ويَهْياهٌ، مَنْ ضَعَّفَ الْيَاءَ بِمَنْزِلَةِ المَرْمَرَة والقَرْقَرَة. ابْنُ سِيدَهْ: أَيْهاتَ لُغَةٌ فِي هَيْهاتَ، كأَنّ الْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ؛ هَذَا قَوْلُ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن إِحْدَاهُمَا لَيْسَتْ بَدَلًا مِنَ الأُخرى إِنَّمَا هُمَا لُغَتَانِ. قَالَ الأَخفش: يَجُوزُ فِي هَيْهاتَ أَن يَكُونَ جَمَاعَةً، فَتَكُونُ التَّاءُ الَّتِي فِيهَا تَاءَ الْجَمْعِ الَّتِي للتأْنيث، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي اللَّاتِ والعُزَّى لأَن لاتَ وكيْتَ لَا يَكُونُ مثلُهما جَماعةً، لأَن التَّاءَ لَا تُزَادُ فِي الْجَمَاعَةِ إِلَّا مَعَ الأَلف، وَإِنْ جَعَلْتَ الأَلف وَالتَّاءَ زَائِدَتَيْنِ بَقِيَ الِاسْمُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: يَجُوزُ فِي هَيْهاتَ أَن يَكُونَ جَمَاعَةً وَتَكُونُ التاءُ الَّتِي فِيهَا تاءَ الْجَمْعِ، قَالَ: صَوَابُهُ يَجُوزُ فِي هَيْهَاتَ بِكَسْرِ التَّاءِ، وَقَدْ يُنَوَّنُ فَيُقَالُ هَيْهاتٍ وهَيْهاتاً؛ قَالَ الأَحْوَصُ: تَذكَّرُ أَيَّاماً مَضَيْنَ مِنَ الصِّبَا، ... وهَيْهاتِ هَيْهاتاً إليكَ رُجُوعُها وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: هَيْهاتَ من مُنْخرقٍ هَيْهاؤُه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشده ابْنُ جِنِّيٍّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا مَعْنَى هَيْهاؤُه. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهَا الْبُعْدُ وَالشَّيْءُ الَّذِي لَا يُرْجَى. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ هَيْهاؤُه يَدُلُّ عَلَى أَن هَيْهاتَ مِنْ مُضَاعَفِ الأَربعة، وهَيْهاؤه فَاعِلٌ بهَيْهات، كأَنه قَالَ بَعُدَ بُعْدُه، وَمِنْ مُتَعَلِّقَةٍ بِهَيْهَاتِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ عَلَيْهِ أَبو عَلِيٍّ فِي أَول الْجُزْءِ الثَّانِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ التَّذْكَرة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

فصل الواو

قَالَ أَبو عَلِيٍّ مَنْ فَتَحَ التَّاءَ وَقَفَ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ لأَنها فِي اسْمٍ مُفْرَدٍ، وَمَنْ كَسَرَ التَّاءَ وَقَفَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ لأَنها جَمْعٌ لهَيْهاتَ الْمَفْتُوحَةِ، قَالَ: وَهَذَا خِلَافُ مَا حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَهُوَ سَهْوٌ مِنْهُ، وَهَذَا الَّذِي رَدَّهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى الْجَوْهَرِيِّ وَنَسَبَهُ إِلَى السَّهْوِ فِيهِ هُوَ بِعَيْنِهِ فِي الْمُحْكَمِ لِابْنِ سِيدَهْ. الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى وَهَى: أَبو عَمْرٍو التَّهيِيتُ الصَّوْتُ بِالنَّاسِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ أَن تَقُولَ لَهُ يَا هَيَاهِ. فصل الواو وبه: الوَبْهُ: الفِطنَةُ. والوَبْهُ أَيضاً: الكِبْرُ. وَبَهَ لِلشَّيْءِ وَبْهاً ووُبُوهاً ووَبَهَ لَه وَبْهاً ووَبَهاً، بِالسُّكُونِ وَالْفَتْحِ: فَطَنَ. الأَزهري: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ لَهُ أَوْبَهُ وَبَهاً وأَبَهْتُ آبَهُ أَبْهاً، وَهُوَ الأَمْرُ تَنْساه ثُمَّ تَنْتَبِه لَهُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَبَهْتُ آبَهُ وبُهْتُ أَبُوه وبِهْتُ أَباه، وَفُلَانٌ لَا يُوبَهُ بِهِ وَلَا يُوبَهُ لَهُ أَي لَا يُبَالى بِهِ. وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ: رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَر ذِي طِمْرَيْن لَا يُوبَهُ لَهُ لَوْ أَقسم عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ؛ مَعْنَاهُ لَا يُفْطَنُ لَهُ لِذِلَّتِه وقِلَّةِ مَرآتِه وَلَا يُحْتَفَلُ بِهِ لِحَقارته، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مِنْ الْفَضْلِ فِي دِينِهِ والإِخْباتِ لِرَبِّهِ بِحَيْثُ إِذَا دَعاهُ استجابَ لَهُ دُعاءَه. وَيُقَالُ: أَبَهْتُ لَهُ آبَهُ وأَنت تِيبَهُ، بِكَسْرِ التَّاءِ، مِثْلُ تِيجَلُ أَي تُبالي. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا أَبِهْتُ لَهُ وَمَا أَبَهْتُ لَهُ وَمَا بُهْتُ لَهُ وَمَا وَبَهْت لَهُ وَمَا وَبِهْتُ لَهُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَمَا بَأَهْتُ لَهُ وَمَا بَهَأْتُ لَهُ؛ يُرِيدُ مَا فَطِنْتُ [فَطَنْتُ] لَهُ. وَرُويَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: إِنِّي لآبَهُ بِكَ عَنْ ذَلِكَ الأَمر إِلَى خَيْرٍ مِنْهُ إِذَا رَفَعْتَهُ عَنْ ذَلِكَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ جَاءَتْ تَبُوه بَواهاً أَي تَضِجُّ. وجه: الوَجْهُ: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ الوُجُوه. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: حَيِّ الوُجُوهَ وحَيِّ الأُجُوه. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ كَثِيرًا فِي الْوَاوِ إِذَا انْضَمَّتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذَكَرَ فِتَناً كوُجُوهِ البَقَرِ أَي يُشْبِه بَعْضُها بَعْضًا لأَن وُجُوهَ الْبَقَرِ تَتَشَابَهُ كَثِيرًا؛ أَراد أَنها فِتَنٌ مُشْتَبِهَةٌ لَا يُدْرَى كَيْفَ يُؤْتَى لَهَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَعِنْدِي أَن الْمُرَادَ تأْتي نواطِحَ لِلنَّاسِ وَمِنْ ثَمَّ قَالُوا نَواطِحُ الدَّهْرِ لِنَوَائِبِهِ. ووَجْهُ كُلِّ شَيْءٍ: مُسْتَقْبَلُه، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ . وَفِي حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةَ: أَنها لَمَّا وَعَظَتْ عَائِشَةَ حِينَ خَرَجَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ قَالَتْ لَهَا: لَوْ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَارَضَكِ بِبَعْضِ الفَلَواتِ ناصَّةً قَلُوصاً مِنْ مَنْهَلٍ إِلَى مَنْهَلٍ قَدْ وَجَّهْتِ سدافَتَه وتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ؛ قَوْلُهَا: وَجَّهْتِ سِدافَتَه أَي أَخذتِ وَجْهاً هَتَكْتِ سِتْرَك فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَزَلْتِ سِدافَتَهُ، وَهِيَ الحجابُ، مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجَعَلْتِها أَمامَكِ. الْقُتَيْبِيُّ: وَيَكُونُ مَعْنَى وَجَّهْتِهَا أَي أَزَلْتِهَا مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي أُمِرْتِ بِلُزُومِهِ وجَعَلْتِهَا أَمامَكِ. والوَجْهُ: المُحَيَّا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ؛ أَي اتَّبِع الدِّينَ القَيِّمَ، وأَراد فأَقيموا وُجُوهَكُمْ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَهُ: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ؛ والمخاطَبُ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ هُوَ والأُمَّةُ، وَالْجَمْعُ أَوْجُهٌ ووُجُوهٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ تَكُونُ الأَوْجُهُ لِلْكَثِيرِ، وَزَعَمَ أَن فِي مُصْحَفِ أُبَيٍّ أَوْجُهِكُمْ مَكَانَ وُجُوهِكُمْ، أُراه يُرِيدُ قَوْلَهُ تَعَالَى: فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ* . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد إِلَّا إيَّاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كانَتْ وُجُوهُ بُيُوت

أَصحابِهِ شَارِعَةً فِي الْمَسْجِدِ ؛ وَجْهُ البيتِ: الخَدُّ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ بَابُهُ أَي كَانَتْ أَبواب بُيُوتِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لخَدِّ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ الْبَابُ وَجْهُ الكَعْبةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَو لَيُخالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهكم ؛ أَراد وُجوهَ الْقُلُوبِ، كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ: لَا تَخْتَلِفُوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبكم أَي هَوَاها وإرادَتُها. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداءِ: لَا تَفْقَهُ حَتَّى تَرَى لِلْقُرْآنِ وُجُوهاً أَي تَرَى لَهُ مَعَانيَ يَحْتَمِلُهَا فتَهابَ الإِقْدامَ عَلَيْهِ. ووُجُوهُ الْبَلَدِ: أَشرافُه. وَيُقَالُ: هَذَا وَجْهُ الرأْيِ أَي هُوَ الرأْيُ نَفْسُه. والوَجْه والجِهَةُ بِمَعْنًى، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وَالِاسْمُ الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ، بِكَسْرِ الْوَاوِ وَضَمِّهَا، وَالْوَاوُ تَثْبُتُ فِي الأَسماء كَمَا قَالُوا وِلْدَةٌ، وَإِنَّمَا لَا تَجْتَمِعُ مَعَ الْهَاءِ فِي الْمَصَادِرِ. واتَّجَهَ لَهُ رأْيٌ أَي سَنَحَ، وَهُوَ افْتَعَلَ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وأُبدلت مِنْهَا التَّاءُ وأُدغمت ثُمَّ بُنِيَ عَلَيْهِ قَوْلُكَ قَعَدْتُ تُجاهَكَ وتِجَاهَكَ أَي تِلْقاءَك. ووَجْهُ الفَرَسِ: مَا أَقبل عَلَيْكَ مِنَ الرأْس مِنْ دُونِ مَنَابت شَعْرِ الرأْس. وَإِنَّهُ لعَبْدُ الوَجْهِ وحُرُّ الوَجْهِ، وَإِنَّهُ لسَهْلُ الوَجْهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ ظَاهِرَ الوَجْنَةِ. ووَجْهُ النَّهَارِ: أَوَّلُهُ. وَجِئْتُكَ بوَجْهِ نهارٍ أَي بأَوّل نهار. وكان ذلك على وَجْهِ الدهرأَي أَوَّلِهِ؛ وَبِهِ يُفَسِّرُهُ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: أَتيته بوَجْهِ نهارٍ وشَبابِ نهارٍ وصَدْرِ نهارٍ أَي فِي أَوَّله؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: مَنْ كَانَ مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ، ... فليأْتِ نِسْوَتَنَا بوَجْهِ نهارِ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ ؛ صَلَاةُ الصُّبْحِ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّل النَّهَارِ. ووَجْهُ النَّجْمِ: مَا بَدَا لَكَ مِنْهُ. ووَجْهُ الْكَلَامِ: السبيلُ الَّذِي تَقْصِدُهُ بِهِ. وجاهاهُ إِذَا فاخَرَهُ. ووُجُوهُ الْقَوْمِ: سَادَتُهُمْ، وَاحِدُهُمْ وَجْهٌ، وَكَذَلِكَ وُجَهَاؤهم، وَاحِدُهُمْ وَجِيهٌ. وصَرَفَ الشيءَ عَنْ وَجْهِهِ أَي سَنَنِهِ. وجِهَةُ الأَمرِ وجَهَتُهُ ووِجْهَتُه ووُجْهَتُهُ: وَجْهُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الِاسْمُ الوِجْهَة والوُجْهة، بِكَسْرِ الْوَاوِ وَضَمِّهَا، وَالْوَاوُ تَثْبُتُ فِي الأَسماء كَمَا قَالُوا وِلْدَةٌ، وَإِنَّمَا لَا تَجْتَمِعُ مَعَ الْهَاءِ فِي المصادرِ. وَمَا لَهُ جِهَةٌ فِي هَذَا الأَمرِ وَلَا وِجْهَةٌ أَي لَا يُبْصِرُ وجْهَ أَمره كَيْفَ يأْتي لَهُ. والجِهَةُ والوِجْهَةُ جَمِيعًا: الموضعُ الَّذِي تَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ وَتَقْصِدُهُ. وضَلَّ وِجْهَةَ أَمْرهِ أَي قَصْدَهُ؛ قَالَ: نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ، ... لَمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَدِ وَيُرْوَى: هِدْيَةَ رَوْقِهِ. وخَلِّ عَنْ جِهَتِه: يُرِيدُ جِهَةَ الطريقِ. وَقَلْتُ كَذَا عَلَى جِهَةِ كَذَا، وَفَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى جِهَةِ الْعَدْلِ وَجِهَةِ الْجَوْرِ؛ وَالْجِهَةُ: النَّحْوُ، تَقُولُ كَذَا عَلَى جِهَةِ كَذَا، وَتَقُولُ: رَجُلٌ أَحمر مِنْ جِهَتِهِ الْحُمْرَةُ، وأَسود مِنْ جِهَتِهِ السَّوَادُ. والوِجهةُ والوُجهةُ: القِبلةُ وشِبْهها فِي كُلِّ وُجْهَةٍ أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ اسْتَقْبَلْتَهُ وأَخذت فِيهِ. وتَجَهْتُ إِلَيْكَ أَتْجَهُ أَي توجهتُ، لأَن أَصل التَّاءِ فِيهِمَا وَاوٌ. وتوَجَّه إِلَيْهِ: ذَهَبَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ تَجِهَ الرجلُ يَتْجَهُ تَجَهاً. وَقَالَ الأَصمعي: تَجَهَ، بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لمِرْداسِ بْنِ حُصين: قَصَرْتُ لَهُ القبيلةَ، إِذْ تَجِهْنا ... وَمَا ضاقَتْ بشَدّته ذِراعي والأَصمعي يَرْوِيهِ: تَجَهْنا، وَالَّذِي أَراده اتَّجَهْنا، فَحَذَفَ أَلف الْوَصْلِ وَإِحْدَى التَّاءَيْنِ، وقَصَرْتُ:

حبَسْتُ. والقبيلةُ: اسْمُ فَرَسِهِ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا، وَقِيلَ: الْقَبِيلَةُ اسْمُ فرسٍ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لطُفيلٍ: بناتُ الغُرابِ والوجِيهِ ولاحِقٍ، ... وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنسِّبِ واتَّجَهَ لَهُ رأْيٌ أَي سَنَحَ، وَهُوَ افْتَعَل، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، وأُبدلت مِنْهَا التَّاءُ وأُدغمت ثُمَّ بُنِيَ عَلَيْهِ قَوْلُكَ قَعَدْتُ تُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي تِلْقاءك. وتَجَهْتُ إِلَيْكَ أَتْجَهُ أَي توجهتُ لأَن أَصل التَّاءِ فِيهِمَا وَاوٌ. ووَجَّه إِلَيْهِ كَذَا: أَرسله، ووجَّهْتُهُ فِي حاجةٍ ووجَّهْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ وتوَجَّهْتُ نحوَكَ وَإِلَيْكَ. وَيُقَالُ فِي التَّحْضِيضِ: وَجِّهِ الحَجَرَ وجْهةٌ ما لَهُ وجِهَةٌ مَا لَهُ ووَجْهٌ مَا لَهُ، وَإِنَّمَا رُفِعَ لأَن كُلَّ حَجَرٍ يُرْمى بِهِ فَلَهُ وجْهٌ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وجِّه الحَجَرَ وِجْهةً وجِهةً مَا لَهُ ووَجْهاً مَا لَهُ، فَنُصِبَ بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ مَا فَضْلًا، يُرِيدُ وَجِّه الأَمرَ وَجْهَهُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَمر إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ مِنْ جهةٍ أَن يُوَجِّهَ لَهُ تَدْبِيرًا مِنْ جِهةٍ أُخرى، وأَصل هَذَا فِي الحَجَرِ يُوضَعُ فِي الْبِنَاءِ فَلَا يَسْتَقِيمُ، فيُقْلَبُ عَلَى وجْهٍ آخَرَ فَيَسْتَقِيمُ. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الأَمر بِحُسْنِ التَّدْبِيرِ وَالنَّهْيِ عَنِ الخُرْقِ: وَجِّهْ وَجْهَ الحَجَرِ وِجْهةً ما له، وَيُقَالُ: وِجْهة مَا لَهُ، بِالرَّفْعِ، أَي دَبِّرِ الأَمر عَلَى وجْهِه الَّذِي يَنْبَغِي أَن يُوَجَّهَ عَلَيْهِ. وَفِي حُسْنِ التَّدْبِيرِ يُقَالُ: ضَرَبَ وجْهَ الأَمر وعيْنَه. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ وَجِّه الْحَجَرَ جهةٌ مَا لَهُ، يُقَالُ فِي مَوْضِعِ الحَضِّ عَلَى الطَّلَبِ، لأَن كُلَّ حَجَرٍ يُرْمى بِهِ فَلَهُ وجْهٌ، فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى رَفَعَهُ، وَمَنْ نَصَبَهُ فكأَنه قَالَ وَجِّه الْحَجَرَ جِهَتَه، وَمَا فضْلٌ، وَمَوْضِعُ الْمَثَلِ ضَعْ كلَّ شَيْءٍ مَوْضِعَهُ. ابْنُ الأَعرابي: وَجِّه الْحَجَرَ جِهَةً مَا لَهُ وجهةٌ مَا له ووِجْهةً ما له ووِجهةٌ مَا لَهُ ووَجْهاً مَا لَهُ ووَجْهٌ مَا لَهُ. والمُواجَهَةُ: المُقابلَة. والمُواجَهةُ: اسْتِقْبَالُكَ الرَّجُلَ بِكَلَامٍ أَو وَجْهٍ؛ قَالَهُ اللَّيْثُ. وَهُوَ وُجاهَكَ ووِجاهَكَ وتُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي حِذاءَكَ مِنْ تِلْقاءِ وَجْهِكَ. وَاسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ التُّجاهَ اسْمًا وَظَرْفًا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: داريِ وجاهَ دارِكَ ووَجاهَ دارِكَ ووُجاهَ دَارِكَ، وَتُبَدُلُ التَّاءُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَكَانَ لِعَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَجْهٌ مِنَ النَّاسِ حياةَ فاطمةَ، رِضوانُ اللَّهِ عَلَيْهَا ، أَي جاهٌ وعِزٌّ فقَدَهما بَعْدَهَا. والوُجاهُ والتُّجاهُ: الوجْهُ الَّذِي تَقْصِدُهُ. وَلَقِيَهُ وِجاهاً ومُواجَهةً: قابَل وجْهَهُ بوجْهِه. وتواجَهَ المنزلانِ وَالرَّجُلَانِ: تَقَابَلَا. والوُجاهُ والتُّجاه: لُغَتَانِ، وَهُمَا مَا اسْتَقْبَلَ شَيْءٌ شَيْئًا، تَقُولُ: دارُ فلانٍ تُجاهَ دَارِ فُلَانٍ. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ: وطائفةٌ وُجاهَ الْعَدُوِّ أَي مُقابَلتَهم وحِذاءَهم، وَتُكْسَرُ الْوَاوُ وَتُضَمُّ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: تُجاهَ العدوِّ ، وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ مِثْلُهَا فِي تُقاةٍ وتُخَمةٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَرَجُلٌ ذُو وَجْهينِ إِذَا لَقِيَ بِخِلَافِ مَا فِي قَلْبِهِ. وَتَقُولُ: توجَّهوا إِلَيْكَ ووَجَّهوا، كلٌّ يُقَالُ غَيْرَ أَن قَوْلَكَ وَجَّهوا إِلَيْكَ عَلَى مَعْنَى وَلَّوْا وُجوهَهُم، والتَّوَجُّه الْفِعْلُ اللَّازِمُ. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: أَينما أُوَجِّهْ أَلْقَ سَعْداً؛ مَعْنَاهُ أَين أَتَوَجَّه. وقَدَّمَ وتَقَدَّمَ وبَيَّنَ وتبَيَّنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والوجْهُ: الجاهُ. وَرَجُلٌ مُوَجَّهٌ ووَجِيهٌ: ذُو جَاهٍ وَقَدْ وَجُهَ وَجاهةً. وأَوْجَهَه: جَعَلَ لَهُ وجْهاً عِنْدَ النَّاسِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:

ونادَمْتُ قَيْصَر فِي مُلْكِه، ... فأَوْجَهَني وركِبْتُ البَريدا وَرَجُلٌ وَجِيهٌ: ذُو وَجاهةٍ. وَقَدْ وَجُه الرجلُ، بِالضَّمِّ: صَارَ وَجِيهاً أَي ذَا جاهٍ وقَدْر. وأَوجَهَه اللَّهُ أَي صَيَّرَه وَجِيهاً. ووجَّهَه السلطانُ وأَوجَهَه: شرَّفَه. وأَوجَهْتُه: صادَفْتُه وَجِيهاً، وكلُّه مِنَ الوَجْهِ؛ قَالَ المُساوِرُ بْنُ هِنْدِ بْنِ قيْس بْنِ زُهَيْر: وأَرَى الغَواني، بَعْدَ ما أَوْجَهْنَني، ... أَدْبَرْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ: شيخٌ أَعْوَرُ وَرَجُلٌ وَجْهٌ: ذُو جَاهٍ. وكِساءٌ مُوَجَّهٌ أَي ذُو وَجْهَينِ. وأَحْدَبُ مُوَجَّهٌ: لَهُ حَدَبَتانِ مِنْ خَلْفِهِ وأَمامه، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَهل الْبَيْتِ: لَا يُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ووَجَّهَتِ الأَرضَ المَطَرَةُ: صَيَّرتَهْا وَجْهاً وَاحِدًا، كَمَا تَقُولُ: تَرَكَتِ الأَرضَ قَرْواً وَاحِدًا. ووَجَّهَها المطرُ: قَشَرَ وَجْهَها وأَثر فِيهِ كحَرَصَها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْمَثَلِ: أَحمق مَا يتَوَجَّهُ أَي لَا يُحْسِنُ أَن يأْتي الْغَائِطَ. ابْنُ سِيدَهْ: فُلَانٌ مَا يتَوَجَّهُ؛ يَعْنِي أَنه إِذَا أَتى الْغَائِطَ جَلَسَ مُسْتَدِبِرَ الرِّيحِ فتأْتيه الرِّيحُ بِرِيحِ خُرْئِه. والتَّوَجُّهُ: الإِقبال وَالِانْهِزَامُ. وتَوَجَّهَ الرجلُ: وَلَّى وكَبِرَ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: كعَهْدِكِ لَا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّني، ... وَلَا يَفَنٌ مِمَّنْ تَوَجَّهَ دالِفُ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَبِرَ سِنُّهُ: قَدْ تَوَجَّهَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ شَمِطَ ثُمَّ شَاخَ ثُمَّ كَبِرَ ثُمَّ تَوَجَّهَ ثُمَّ دَلَف ثُمَّ دَبَّ ثُمَّ مَجَّ ثُمَّ ثَلَّبَ ثُمَّ الْمَوْتُ. وَعِنْدِي امرأَة قَدْ أَوْجَهَتْ أَي قَعَدَتْ عَنِ الْوِلَادَةِ. وَيُقَالُ: وَجَّهَتِ الريحُ الْحَصَى تَوْجِيهاً إِذَا سَاقَتْهُ؛ وأَنشد: تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ وَيُقَالُ: قَادَ فلانٌ فُلَانًا فوَجَّه أَي انْقَادَ وَاتَّبَعَ. وشيءٌ مُوَجَّهٌ إِذَا جُعِلَ عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ لَا يَخْتَلِفُ. اللِّحْيَانِيُّ: نَظَرَ فلانٌ بِوُجَيْهِ سُوءٍ وبجُوهِ سُوءٍ وبِجيهِ سوءٍ. وَقَالَ الأَصمعي: وَجَهْتُ فُلَانًا إِذَا ضَرَبْتَ فِي وجْهِه، فَهُوَ مَوْجوهٌ. وَيُقَالُ: أَتى فُلَانٌ فُلَانًا فأَوْجَهَهُ وأَوْجَأَهُ إِذَا رَدَّهُ. وجُهتُ فُلَانًا بِمَا كَرِهَ فأَنا أَجُوهه إِذَا اسْتَقْبَلْتَهُ بِهِ؛ قَالَهُ الْفَرَّاءُ، وكأَن أَصله مِنَ الوَجْه فقُلِبَ، وَكَذَلِكَ الجاهُ وأَصله الوَجْهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَسَمِعْتُ امرأَة تَقُولُ أَخاف أَن تجُوهَني بأَكثر مِنْ هَذَا أَي تَسْتَقْبِلَنِي. قَالَ شَمِرٌ: أُراه مأْخوذاً مِنَ الوَجْهِ؛ الأَزهري: كأَنه مَقْلُوبٌ. وَيُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ فوَجَّهُوا لِلنَّاسِ الطريقَ تَوْجِيهًا إِذَا وَطِئُوه وسَلَكوه حَتَّى اسْتَبَانَ أَثَرُ الطَّرِيقِ لِمَنْ يَسْلُكُهُ. وأَجْهَتِ السماءُ فَهِيَ مُجْهِيَةٌ إِذَا أَصْبَحت، وأَجْهَت لَكَ السَّبيلُ أَي اسْتَبَانَتْ. وبيتٌ أَجْهَى: لَا سِتْرَ عَلَيْهِ. وبيوتٌ جُهْوٌ، بِالْوَاوِ، وعَنْزٌ جَهْواء: لَا يَسْتُرُ ذَنَبُها حَيَاءَهَا. وَهُمْ وِجاهُ أَلْفٍ أَي زُهاءُ أَلفٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ووَجَّهَ النخلةَ: غَرَسَهَا فأَمالها قِبَلَ الشَّمال فأَقامتْها الشَّمالُ. والوَجِيهُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي تَخْرُجُ يَدَاهُ مَعًا عِنْدَ النِّتاج، وَاسْمُ ذَلِكَ الْفِعْلِ التَّوْجيهُ. وَيُقَالُ لِلْوَلَدِ إِذَا خَرَجَتْ يَدَاهُ مِنَ الرَّحِمِ أَوّلًا: وَجِيهٌ، وَإِذَا خَرَجَتْ رِجْلَاهُ أَوّلًا: يَتْنٌ. والوجيهُ: فَرَسٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ نَجِيبٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ. والتَّوْجيهُ فِي الْقَوَائِمِ: كالصَّدَفِ إلَّا أَنه دُونَهُ، وَقِيلَ: التَّوْجيهُ مِنَ الفَرَس تَدانِي العُجايَتَيْنِ

وتَداني الْحَافِرَيْنِ والْتِواءٌ مِنَ الرُّسْغَيْنِ. وَفِي قَوافي الشِّعْرِ التأْسيس والتَّوْجيهُ والقافيةُ، وَذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: كِلِيني لهَمٍّ، يَا أُمَيمَةَ، ناصِبِ فَالْبَاءُ هِيَ الْقَافِيَةُ، والأَلف الَّتِي قَبْلَ الصَّادِ تأْسيسٌ، والصادُ تَوْجِيهٌ بَيْنَ التأْسيس وَالْقَافِيَةِ، وإِنما قِيلَ لَهُ تَوْجِيهٌ لأَن لَكَ أَن تُغَيِّرَه بأَيِّ حرفٍ شئتَ، وَاسْمُ الْحَرْفِ الدَّخِيلُ. الْجَوْهَرِيُّ: التَّوْجيهُ هُوَ الْحَرْفُ الَّذِي بَيْنَ أَلف التأْسيس وَبَيْنَ الْقَافِيَةِ، قَالَ: وَلَكَ أَن تُغَيِّرَهُ بأَي حَرْفٍ شئتَ كَقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَنِّي أَفِرّ، مَعَ قَوْلِهِ: جَمِيعًا صُبُرْ، واليومُ قَرّ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ تَوْجيهٌ؛ وَغَيْرُهُ يَقُولُ: التَّوْجِيهُ اسْمٌ لِحَرَكَاتِهِ إِذا كَانَ الرَّوِيُّ مُقَيَّداً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّوْجيهُ هُوَ حَرَكَةُ الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ الرويِّ الْمُقَيَّدِ، وَقِيلَ لَهُ تَوْجِيهٌ لأَنه وَجَّهَ الحرفَ الذي قبل الرَّوِيِّ الْمُقَيَّدِ إِليه لَا غَيْرَ، وَلَمْ يَحْدُث عَنْهُ حرفُ لِينٍ كَمَا حَدَثَ عَنِ الرَّسِّ والحَذْوِ والمَجْرَى والنَّفادِ، وأَما الْحَرْفُ الَّذِي بَيْنَ أَلف التأْسيس والرَّوِيِّ فإِنه يُسَمَّى الدَّخيلَ، وسُمِّي دَخِيلًا لِدُخُولِهِ بَيْنَ لَازِمَيْنِ، وَتُسَمَّى حَرَكَتُهُ الإِشباعَ، وَالْخَلِيلُ لَا يُجِيزُ اخْتِلَافَ التَّوْجِيهِ وَيُجِيزُ اخْتِلَافَ الإِشباع، وَيَرَى أَن اخْتِلَافَ التَّوْجِيهِ سِنادٌ، وأَبو الْحَسَنِ بِضِدِّهِ يَرَى اخْتِلَافَ الإِشباع أَفحش مِنَ اخْتِلَافِ التَّوْجِيهِ، إِلا أَنه يَرَى اخْتِلَافَهُمَا، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، جَائِزًا، وَيَرَى الْفَتْحَ مَعَ الْكَسْرِ وَالضَّمِّ قَبِيحًا فِي التَّوْجِيهِ والإِشباع، وَالْخَلِيلُ يَسْتَقْبِحُهُ فِي التَّوْجِيهِ أَشدّ مِنَ اسْتِقْبَاحِهِ فِي الإِشباع، وَيَرَاهُ سِناداً بِخِلَافِ الإِشباع، والأَخفش يَجْعَلُ اخْتِلَافَ الإِشباع بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ أَو الْكَسْرِ سِناداً؛ قَالَ: وَحِكَايَةُ الْجَوْهَرِيُّ مُنَاقِضَةٌ لِتَمْثِيلِهِ، لأَنه حَكَى أَن التَّوْجِيهَ الْحَرْفُ الَّذِي بَيْنَ أَلف التأْسيس وَالْقَافِيَةِ، ثُمَّ مثَّله بِمَا لَيْسَ لَهُ أَلف تأْسيس نَحْوَ قَوْلِهِ: أَني أَفرّ، مَعَ قَوْلِهِ: صُبُرْ، واليومُ قَرّ. ابْنُ سِيدَهْ: والتَّوْجِيهُ فِي قَوافي الشِّعْرِ الحرفُ الذي قبل الرَّوِيّ فِي الْقَافِيَةِ الْمُقَيَّدَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَضُمَّهُ وَتَفْتَحَهُ، فإِن كَسَرْتَهُ فَذَلِكَ السِّنادُ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَتَحْرِيرُهُ أَن تَقُولَ: إِن التَّوْجيهَ اختلافُ حَرَكَةُ الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ الرَّوِيِّ الْمُقَيَّدِ كَقَوْلِهِ: وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وَقَوْلُهُ فِيهَا: أَلَّفَ شَتَّى لَيْسَ بِالرَّاعِي الحَمِقْ وَقَوْلُهُ مَعَ ذَلِكَ: سِرّاً وَقَدْ أَوَّنَ تأْوينَ العُقُقْ قَالَ: وَالتَّوْجِيهُ أَيضاً الَّذِي بَيْنَ حَرْفِ الرَّوِيِّ الْمُطْلَقِ والتأْسيس كَقَوْلِهِ: أَلا طالَ هَذَا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ فالأَلف تأْسيس، وَالنُّونُ تَوْجِيهٌ، وَالْبَاءُ حَرْفُ الرَّوِيِّ، وَالْهَاءُ صِلَةٌ؛ وَقَالَ الأَخفش: التَّوْجيهُ حَرَكَةُ الْحَرْفِ الَّذِي إِلَى جَنْبِ الرَّوِيّ الْمُقَيَّدِ لَا يَجُوزُ مَعَ الْفَتْحِ غَيْرُهُ نَحْوَ: قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجَبَرْ الْتَزَمَ الْفَتْحَ فِيهَا كُلِّهَا، وَيَجُوزُ مَعَهَا الْكَسْرُ وَالضَّمُّ فِي قَصِيدَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا مثَّلنا. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَصله مِنَ التَّوْجِيه، كأَن حَرْفَ الرَّوِيّ مُوَجَّهٌ عِنْدَهُمْ أَي كأَنَّ لَهُ وَجْهَيْنِ: أَحدهما مِنْ قَبْلِهِ، وَالْآخَرُ مِنْ بَعْدِهِ، أَلا تَرَى أَنهم اسْتَكْرَهُوا اخْتِلَافَ الْحَرَكَةِ مِنْ قَبْلِهِ مَا دَامَ مُقَيَّدًا نَحْوَ الحَمِقْ والعُقُقْ والمُخْتَرَقْ؟ كَمَا يَسْتَقْبِحُونَ اخْتِلَافَهَا فِيهِ مَا دَامَ مُطْلَقًا نَحْوَ قَوْلِهِ:

عَجْلانَ ذَا زَادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ مَعَ قَوْلِهِ فِيهَا: وَبِذَاكَ خَبَّرَنا الغرابُ الأَسْوَدُ وَقَوْلُهُ: عَنَمٌ يكادُ مِنَ اللَّطافَةِ يُعْقَدُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْحَرَكَةُ قَبْلَ الرَّوِيِّ الْمُقَيَّدِ تَوجيهاً، إَعلاماً أَن لِلرَّوِيِّ وَجْهَيْنِ فِي حَالَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ مُقَيَّدًا فَلَهُ وَجْهٌ يَتَقَدَّمُهُ، وإِذا كَانَ مُطْلَقًا فَلَهُ وَجْهٌ يتأَخر عَنْهُ، فَجَرَى مَجْرَى الثَّوْبِ المُوَجَّهِ ونحوِه؛ قَالَ: وَهَذَا أَمثل عِنْدِي مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنما سُمِّي تَوْجيهاً لأَنه يَجُوزُ فِيهِ وُجُوهٌ مِنَ اخْتِلَافِ الْحَرَكَاتِ، لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لمَا تَشدَّد الْخَلِيلُ فِي اخْتِلَافِ الْحَرَكَاتِ قَبْلَهُ، ولمَا فَحُشَ ذَلِكَ عِنْدَهُ. والوَجِيهَةُ: خَرَزَةٌ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الخَرَزِ. وَبَنُو وَجِيهةَ: بطن. وده: الوَدْهُ: فعلٌ مُمات، وَقَدْ وَدِهَ وَدَهاً. وأَوْدَهَني عن كذا: صَدَّني. اسْتَوْدَهتِ الإِبلُ واسْتَيْدَهَتْ، بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ، إِذا اجْتَمَعَتْ وَانْسَاقَتْ، وَمِنْهُ اسْتِيداهُ الخَصْمِ. واسْتَوْدَهَ الخَصْمُ: غُلِبَ وانقادَ ومُلِكَ عَلَيْهِ أَمْرُه، وَكَذَلِكَ اسْتَيْدَهَ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي نُخَيْلَةَ: حَتَّى اتْلأَبُّوا بعد ما تَبَدُّدِ، ... واسْتَيْدَهُوا للقَرَبِ العَطَوَّدِ أَي انْقَادُوا وَذَلُّوا، وَهَذَا مَثَلٌ؛ قَالَ المُخَبَّلُ: ورَدُّوا صُدورَ الخَيْلِ حَتَّى تَنَهْنَهَتْ، ... إِلى ذِي النُّهَى، واسْتَيْدَهُوا للمُحَلِّمِ يَقُولُ: أَطاعوا الَّذِي كَانَ يأْمرهم بِالْحِلْمِ، وَرُوِيَ: واسْتَيْقَهُوا مِنَ الْقاهِ، وَهُوَ الطَّاعَةُ. والوَدْهاءُ: الحَسَنةُ اللونِ في بياضٍ. وره: الوَرَهُ: الحُمْقُ فِي كُلِّ عَمَلٍ، وَيُقَالُ: الخُرْقُ فِي الْعَمَلِ. والأَوْرَهُ: الَّذِي تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ وَفِيهِ حُمْقٌ وَلِكَلَامِهِ مَخارِجُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَتمالكُ حُمْقاً، وَقَدْ وَرِهَ وَرَهاً. وكَثِيبٌ أَوْرَهُ: لَا يَتمالكُ. وامرأَة وَرْهاءُ: خَرْقاءُ بِالْعَمَلِ. وامرأَة وَرْهاءُ الْيَدَيْنِ: خَرْقاءُ؛ قَالَ: تَرَنُّمَ وَرْهاءِ الْيَدَيْنِ تَحامَلَتْ ... عَلَى البَعْلِ، يَوْمًا، وَهِيَ مَقَّاءُ ناشِزُ المَقَّاءُ: الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَقَدْ وَرِهَتْ تَوْرَهُ؛ قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ يَصِفُ طَعْنَة: كجَيْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْهاءِ ... رِيعَتْ، وهْيَ تَسْتَفْلي وَيُرْوَى لِامْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عابِسٍ. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنَفِ: قَالَ لَهُ الحُبابُ وَاللَّهِ إِنك لضَئِيلٌ وإِن أُمَّك لوَرْهاءُ ؛ الوَرَهُ، بِالتَّحْرِيكِ: الخُرْقُ فِي كُلِّ عَمَلٍ، وَقِيلَ: الْحُمْقُ. وَرَجُلٌ أَوْرَهُ إِذا كَانَ أَحمق أَهوج، وَقَدْ وَرِهَ يَوْرَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ: قَالَ لِرَجُلٍ نَعَمْ يَا أَوْرَهُ والوُرَّهُ: الرِّمال الَّتِي لَا تتماسكُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَنْهَا وأَثْباج الرِّمالِ الوُرَّهِ وتَوَرَّهَ فُلَانٌ فِي عَمَلِ هَذَا الشَّيْءَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِ حَذاقةٌ. وَرِيحٌ وَرْهاءُ: فِي هُبوبها خُرْقٌ وعَجْرَفَةٌ. ابْنُ بُزُرْج: الوَرِهَةُ الكثيرةُ الشحمِ، وَرِهَتْ فَهِيَ تَرِهُ مِثْلُ وَرِمَتْ فَهِيَ تَرِمُ. وَسَحَابٌ وَرِهٌ وَسَحَابَةٌ وَرِهَةٌ إِذا كَثُرَ مَطَرُهَا؛ قَالَ الهُذَلِيُّ:

جُوفُ رَبابٍ ورِهٍ مُثْقَلِ وَدَارٌ وارهةٌ: وَاسِعَةٌ. والوَرَهْرَهَةُ: المرأَة الْحَمْقَاءُ. والهَوَرْوَرةُ: الْهَالِكَةُ. وفه: الوافِهُ: قَيِّمُ البِيعةِ الَّذِي يَقُومُ عَلَى بَيْتِ النَّصَارَى الَّذِي فِيهِ صَلِيبُهُمْ، بِلُغَةِ أَهل الْجَزِيرَةِ، كالواهِفِ، ورُتْبَتُهُ الوَفْهِيَّةُ. وَفِي كِتَابِهِ لأَهل نَجْرانَ: لَا يُحَرَّكُ راهبٌ عَنْ رَهبانيتِهِ، وَلَا يُغَيَّرُ وافِهٌ عَنْ وَفْهِيَّتِهِ، وَلَا قِسِّيسٌ عَنْ قسِّيسِيَّتِهِ. وَجَاءَ فِي بَعْضِ الأَخبار: واقِهٌ، بِالْقَافِ أَيضاً، وَالصَّوَابُ الفاء، ويروى واهِفٌ. وَقَهَ: الوَقْهُ: الطَّاعَةُ، مَقْلُوبٌ عَنِ الْقاهِ، وَقَدْ وَقِهْتُ وأَيْقَهْتُ واسْتَيْقَهْتُ. وَيُرْوَى: واسْتَيْقَهُوا للمُحَلِّمِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ عِنْدِي أَن الْقَاهَ مَقْلُوبٌ مِنَ الوَقْه، بِدَلَالَةِ قَوْلِهِمْ وَقِهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، وَمِثْلُ الوَقْهِ والْقاهِ الوجهُ والجاهُ فِي الْقَلْبِ. وَرَوَى الأَزهري عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: فِي كِتَابِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَهل نَجْرَانَ: لَا يُحَرَّكُ راهبٌ عَنْ رَهْبانِيَّتهِ، وَلَا واقِهٌ عَنْ وَقاهِيَتِه، وَلَا أُسْقُفٌّ عَنْ أُسْقُفِّيَّتِهِ، شَهِدَ أَبو سُفْيَانَ بنُ حَرْبٍ والأَقرعُ بْنُ حابِسٍ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ لَنَا أَبو زَيْدٍ، بِالْقَافِ، وَالصَّوَابُ وافِهٌ عَنْ وَفْهِيَّتهِ؛ كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ بُزُرْج بِالْفَاءِ. وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي واهِفٌ، وكأَنه مقلوب. وَلَهَ: الوَلَهُ: الْحُزْنُ، وَقِيلَ: هُوَ ذِهَابُ الْعَقْلِ وَالتَّحَيُّرِ مِنْ شِدَّةِ الْوَجْدِ أَو الْحُزْنِ أَو الْخَوْفِ. والوَلَهُ: ذِهَابُ الْعَقْلِ لفِقْدانِ الْحَبِيبِ. وَلهَ يَلِه مِثْلُ وَرِم يَرِمُ ويَوْلَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، ووَلَه يَلِهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَلِهَ يَوْلَه وَلَهاً وولَهاناً وتَوَلَّه واتَّلَه، وَهُوَ افْتَعَلَ، فأُدغم؛ قَالَ مُلَيْحٌ الْهُذَلِيُّ: إِذا مَا حَالَ دُونَ كلامِ سُعْدَى ... تَنائي الدارِ، واتَّلَه الغَيُورُ والوَلَهُ يَكُونُ مِنَ الْحُزْنِ وَالسُّرُورِ مِثْلَ الطَّرَبِ. وَرَجُلٌ وَلْهانُ ووالِهٌ وآلِهٌ، عَلَى الْبَدَلِ: ثَكْلانُ. وامرأَة وَلْهَى ووالهٌ ووالِهَةٌ ومِيلاهٌ: شَدِيدَةُ الْحُزْنِ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْجَمْعُ الوُلَّه، وَقَدْ وَلَّهها الحُزْنُ والجَزَعُ وأَوْلَهها؛ قَالَ: حاملةٌ دَلْوِيَ لَا محمولَهْ، ... مَلأَى مِنَ الْمَاءِ كعينِ المُولَهْ المُولَهُ: مُفْعَلٌ مِنَ الوَلَهِ، وَكُلُّ أُنثى فَارَقَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ والِهٌ؛ قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ بَقَرَةً أَكل السِّبَاعُ وَلَدَهَا: فأَقبلَتْ والِهاً ثَكْلى عَلَى عَجَلٍ، ... كلٌّ دَهَاهَا، وكلٌّ عندَها اجْتَمعا ابْنُ شُمَيْلٍ: نَاقَةٌ مِيلاهٌ، وَهِيَ الَّتِي فَقدت وَلَدَهَا فَهِيَ تَلِهُ إِليه. يُقَالُ: وَلَهَتْ إِليه تَلِهُ أَي تَحِنُّ إِليه. شَمِرٌ: المِيلاهُ الناقةُ تُرِبُّ بِالْفَحْلِ، فإِذا فَقَدَتْهُ وَلَهَتْ إِليه؛ وَنَاقَةٌ والِهٌ. قَالَ: وَالْجَمَلُ إِذا فَقَدَ أُلَّافَهُ فحنَّ إِليها والِهٌ أَيضاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَلِهَتْ نفْسيَ الطَّرُوبُ إِليهم ... وَلَهاً حالَ دُونَ طَعْمِ الطعامِ ولِهَتْ: حَنَّتْ. وَنَاقَةٌ والِهٌ إِذا اشْتَدَّ وَجْدُها عَلَى وَلَدِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: المِيلاهُ الَّتِي مِنْ عَادَتِهَا أَن يَشْتَدَ وجْدُها عَلَى وَلَدِهَا، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ سَحَابًا: كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَه ... يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ

والتَّوْلِيهُ: أَن يُفَرَّقَ بَيْنَ المرأَة وَوَلَدِهَا، زَادَ التَّهْذِيبُ: فِي الْبَيْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُوَلَّهُ والدةٌ عَلَى وَلَدِهَا أَي لَا تُجْعَلُ وَالِهًا، وَذَلِكَ فِي السَّبَايَا، والوَلَهُ يَكُونُ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا، وَبَيْنَ الإِخوة، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَوَلَدِهِ، وَقَدْ وَلِهتْ وأَوْلهها غيرُها، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: لَا تُوَلَّه وَالِدَةٌ عَلَى وَلَدِهَا أَي لَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا فِي الْبَيْعِ، وَكُلُّ أُنثى فَارَقَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ والِهٌ. وَفِي حَدِيثِ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ: غَيْرَ أَن لَا تُوَلِّه ذَاتَ وَلَدٍ عَنْ وَلَدِهَا. وَفِي حَدِيثِ الفَرَعَةِ: تُكْفِئُ إِناءَك وتُوَلِّه ناقَتَك أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذَبْحِكَ وَلَدَهَا، وَقَدْ أَولَهْتُها ووَلَّهْتُها تَوْلِيهاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيحِ. وماءٌ مُولَهٌ ومُوَلَّهٌ: أُرْسلَ فِي الصَّحْرَاءِ فَذَهَبَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: مَلأَى مِنَ الْمَاءِ كعينِ المُولَهْ وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: تَمْشِي مِنَ الْمَاءِ كَمَشْيِ المُولَهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي أَنها دَلْوٌ كَبِيرَةٌ، فَإِذَا رَفَعَهَا مِنَ الْبِئْرِ رَفَعَتْ مَعَهَا الدِّلاءَ الصِّغَار، فَهِيَ أَبداً حَامِلَةٌ لَا مَحْمُولَةٌ لأَن الدلاءَ الصغارَ لَا تَحْمِلُهَا؛ وَقَوْلُ مُليح: فهنَّ هَيَّجْنَنا، لمَّا بَدَوْنَ لَنا، ... مِثْلَ الغَمامِ جَلَتْهُ الأُلَّهُ الهُوجُ عَنى الرياحَ لأَنه يُسْمَعُ لَهَا حَنِينٌ كحَنينِ الرِّيَاحِ، وأَراد الوُلَّهَ، فأَبدل مِنَ الْوَاوِ هَمْزَةً لِلضَّمَّةِ. والمِيلاهُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ الهُبُوبِ ذاتُ الحَنِين. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَزَعَمَ قَوْمٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ أَن الْعَنْكَبُوتَ تسمَّى المُولَه، قَالَ: وَلَيْسَ بثَبْتٍ. والمِيلَه: الفَلاةُ الَّتِي تُوَلِّه الناسَ وتُحَيِّرُهم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مِيلَهِ ... بِنَا حَراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ أَراد الْبِلَادَ الَّتِي تُوَلِّهُ الإِنسان أَي تُحَيِّرُهُ. والوَلِيهةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والوَلَهانُ: اسْمُ شَيْطَانٍ يُغْري الإِنسانَ بِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ عِنْدَ الْوُضُوءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الوَلَهانُ اسْمُ شَيْطَانِ الماءِ يُولِعَ الناسَ بِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ ؛ وأَما مَا أَنشده الْمَازِنِيُّ: قَدْ صَبَّحَتْ حَوْضَ قِرىً بَيُّوتا، ... يَلِهْنَ بَرْدَ مائِه سُكُوتا، نَسْفَ العجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا قَالَ: يَلِهْنَ بردَ الْمَاءِ أَي يُسْرِعْنَ إِليه وإِلى شُرْبِهِ ولَهَ الوالِه إِلى وَلَدِهَا حَنِيناً. وَمِهَ: وَمِهَ النهارُ وَمَهاً: اشْتَدَّ حرُّه. ابْنُ الأَعرابي: الوَمْهةُ الإِذْوابَةُ مِنْ كُلِّ شيءٍ. وَهْوَهَ: الوَهْوَهَةُ: صِيَاحُ النِّسَاءِ فِي الحُزْنِ. ووَهْوَه الكلبُ فِي صَوْتِهِ إِذا جَزِعَ فردَّده، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ووَهْوَهَ العَيْرُ: صَوَّتَ حَوْلَ أُتُنِه شَفَقَةً. وحمارٌ وَهْواهٌ: يَفْعَلُ ذَلِكَ ويُوَهْوِه حَوْلَ عانَتِه؛ قَالَ رؤْبة يَصِفُ حِمَارًا: مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ وَهْواهُ الشَّفَقْ والوَهْوَهةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الفَرَسِ إِذا غَلُظَ، وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يَكُونُ فِي حَلْقِه آخِرَ صَهِيله. وَفَرَسٌ وَهْواهُ الصَّهِيل إِذا كَانَ ذَلِكَ يَصْحَبُ آخِر صَهيلِه. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَصوات الْفَرَسِ الوَهْوهةُ. وَفَرَسٌ مُوَهْوِهٌ: وَهُوَ الَّذِي يَقْطَعُ مِنْ نفَسِه شِبْهَ النَّهْمِ غَيْرَ أَن ذَلِكَ خلقةٌ مِنْهُ لَا يَسْتَعِينُ فِيهِ بحَنْجَرَتِه. قَالَ: والنَّهْمُ خروجُ الصوتِ عَلَى

الإِبْعاد؛ وأَنشد بَيْتَ رؤْبة: وَهْواهُ الشَّفَقْ؛ وأَنشد أَيضاً لَهُ: وَدُونَ نَبْحِ النابحِ المُوَهْوِه قَالَ أَبو بَكْرٍ النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِ رؤْبة وَهْواهُ الشَّفَقْ: يُوَهْوِهُ مِنَ الشَّفقة يُدارِكُ النَّفَس كأَنَّ بِهِ بُهْراً، قَالَ: وَقَوْلُهُ مُقْتَدِر الضَّيْعةِ؛ مَعْنَاهُ أَن ضَيْعة هَذَا المِسْحَلِ فِي هَذِهِ الأُتُنِ لَيْسَ فِي أُتُنٍ كَثِيرَةٍ فتنتشِر عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَنَى بالضَّيْعةِ عَنْ أُتُنِه أَي أُتُنُه عَلَى قدرِ نحوٍ مِنْ ثمانٍ أَو عشرٍ فحِفظُها متيسِّر عَلَيْهِ. والوَهْوَهُ والوَهْواهُ مِنَ الْخَيْلِ أَيضاً: النشِيطُ الْحَدِيدُ الَّذِي يَكَادُ يُفْلِتُ عَنْ كُلِّ شيءٍ مِنْ حِرْصِه ونَزَقِه، وَقِيلَ: فَرَسٌ وَهْوَهٌ ووَهْواهٌ إِذا كَانَ حَرِيصًا عَلَى الجَرْي نشِيطاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبلٍ يَصِفُ فَرَسًا يَصِيدُ الْوَحْشَ: وَصَاحِبِي وَهْوهٌ مُسْتَوْهِلٌ زَعِلٌ، ... يَحُولُ دُونَ حِمارِ الوَحْشِ والعَصَرِ ووَهْوهَ الأَسدُ فِي زَئيره، فَهُوَ وَهْواهٌ، والوَهْوهُ: الَّذِي يُرْعَدُ مِنَ الامْتِلاء. وَرَجُلٌ وَهْواهٌ: مَنْخُوب الْفُؤَادِ. ويه: وَيْهِ: إِغْراءٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُنَوِّن فَيَقُولُ وَيْهاً، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وإِذا أَغْرَيْتَه بِالشَّيْءِ قُلْتَ: وَيْهاً يَا فلانُ وَهُوَ تَحْريضٌ كَمَا يُقَالُ: دونَك يَا فلانُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَجَاءَتْ حوادثُ، فِي مِثْلِها ... يُقَالُ لمثلِيَ: وَيْهاً فُلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فُلُ يُرِيدُ يَا فُلَانُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ حَاتِمٍ: وَيْهاً فِدىً لكُمُ أُمِّي وَمَا وَلَدَتْ، ... حامُوا عَلَى مَجْدِكمْ، واكْفُوا مَنِ اتَّكَلا وَقَالَ الأَعشى وَيْهاً خُثَيْمٌ إِنه يومٌ ذَكَرْ، ... وزاحَمَ الأَعداءُ بالثَّبْتِ الغَدَرْ وَقَالَ آخَرُ: وَيْهاً فِداءً لَكَ يَا فَضالَهْ، ... أَجِرَّهُ الرُّمْحَ وَلَا تُهالَهْ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: فإِذ شَمَّرَتْ لَكَ عَنْ ساقِها، ... فَوَيْهاً رَبيعَ وَلَا تَسْأَمِ يُرِيدُ ربيعةَ الخيرِ بْنَ قُرْطِ بْنُ سَلَمة بْنِ قُشَيْرٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما عَمْرَوَيهِ وَمَا أَشبهها فأَلْزَمُوا آخِرَه شَيْئًا لَمْ يَلْزَمِ الأَعجمية، فَكَمَا تَرَكُوا صَرْفَ الأَعجمية جَعَلُوا ذَا بِمَنْزِلَةِ الصَّوْتِ، لأَنهم رأَوه قَدْ جَمعَ أَمرين فحَطُّوهُ دَرَجَةً عَنْ إِسماعيل وشِبْهِه، وَجَعَلُوهُ فِي النَّكِرَةِ بِمِثَالِ غاقٍ، منوَّنة مَكْسُورَةٍ، فِي كُلِّ مَوْضِعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وسِيَبوَيْه وَنَحْوَهُ اسْمٌ بُنِيَ مَعَ الصَّوْتِ، فَجَعَلَا اسْمًا وَاحَدًا، وَكَسَرُوا آخِرَهُ كَمَا كَسَرُوا غاقٍ لأَنه ضارَعَ الأَصوات، وَفَارَقَ خَمْسَةَ عَشَرَ لأَن آخِرَهُ لَمْ يُضارِعِ الأَصوات فيُنَوَّنُ فِي التَّنْكِيرِ، وَمَنْ قَالَ: هَذَا سيبويهُ ورأَيت سيبويهَ فأَعربه بإِعراب مَا لَا يَنْصَرِفُ ثَنَّاه وجمَعه، فَقَالَ السِّيبَوَيْهانِ والسِّيبَوَيْهُونَ، وأَما مَنْ لَمْ يُعْرِبْهُ فإِنه يَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ ذَوا سيبويهِ، وَكِلَاهُمَا سيبويِهِ، وَيَقُولُ فِي الْجَمْعِ: ذَوُو سِيبويهِ، وَكُلُّهُمْ سيبويهِ. وواهَ: تَلَهُّفٌ وتَلَوّذٌ، وَقِيلَ: اسْتِطَابَةٌ، ويُنَوَّنُ فَيُقَالُ: وَاهًا لفلانٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وَاهًا لرَيَّا ثُمَّ وَاهًا واهَا ... يَا لَيْتَ عَيْناها لَنَا وَفَاهَا «2». بثمنٍ نُرْضي بِهِ أَباها،

_ (2). قوله عيناها: هُوَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يعرب المثنى بالحركات

فصل الياء المثناة تحتها

فاضتْ دموعُ العينِ مِنْ جَرَّاها ... هِيَ المُنَى لَوْ أَنَّنا نِلْناها قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذا نوَّنْتَ فكأَنك قُلْتَ اسْتِطَابَةً، وإِذا لَمْ تُنَوِّنْ فكأَنك قُلْتَ الِاسْتِطَابَةَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ وتركُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ؛ وأَنشد الأَزهري: وهْو إِذا قِيلَ لَهُ ويْهاً كُل، ... فإِنهُ مُواشِكٌ مُسْتَعْجِل وهْو إِذا قِيلَ لَهُ وَيْهاً فُل، ... فإِنه أَحْجِ بِهِ أَن يَنْكُل أَي إِذا دُعِيَ لِدَفْعِ عَظِيمَةٍ، فَقِيلَ لَهُ يَا فُلَانُ، نَكَلَ وَلَمْ يُجِبْ، وإِن قِيلَ لَهُ كُلْ أَسرع، وإِذا تَعَجَّبَتْ مِنْ طِيبِ الشَّيْءِ قُلْتَ: وَاهًا لَهُ مَا أَطْيَبَه وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَتَعَجَّبُ بَوَاهًا فَيَقُولُ: وَاهًا لِهَذَا أَي مَا أَحْسَنَه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ فِي التَّفْجِيع وَاهًا وواهَ أَيضاً. ووَيْهِ: كَلِمَةٌ تُقَالُ فِي الاستحثاث. فصل الياء المثناة تحتها يَدَهَ: اسْتَيْدَهَتِ الإِبلُ: اجْتَمَعَتْ وَانْسَاقَتْ. واسْتَيْدَهَ الخصمُ: غُلِبَ وَانْقَادَ، وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ؛ واسْتَيْدَهَ الأَمرُ واسْتَنْدَه وايْتَدَه وانْتَدَه إِذا اتْلأَبَّ. يَقِهِ: أَيْقَهَ الرجلُ واسْتَيْقَهَ: أَطاع وَذَلَّ، وَكَذَلِكَ الْخَيْلُ إِذا انْقَادَتْ؛ قَالَ المُخَبَّلُ: فرَدُّوا صُدورَ الْخَيْلِ حَتَّى تَنَهْنَهتْ ... إِلى ذِي النُّهَى، واسْتَيقَهَتْ للمُحَلِّمِ أَي أَطاعوا الَّذِي يأْمرهم بالحِلْمِ، قِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ لأَنه قَدَّمَ الْيَاءَ عَلَى الْقَافِ وَكَانَتِ الْقَافُ قَبْلَهَا، وَيُرْوَى: واسْتَيْدَهُوا. الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ مُتَّقِهٌ لِفُلَانٍ ومُوتَقِهٌ أَي هائبٌ لَهُ وَمُطِيعٌ. وأَيْقَهَ أَي فَهِمَ. يُقَالُ: أَيْقِهْ لِهَذَا أَي افْهَمْهُ. يهيه: ياهٍ ياهٍ وياهِ ياهِ: مِنْ دُعَاءِ الإِبل؛ ويَهْيَه بالإِبل يَهْيَهةً ويَهْياهاً: دَعَاهَا بِذَلِكَ وَقَالَ لَهَا ياهِ ياهِ والأَقْيَسُ يِهْياهاً بِالْكَسْرِ. ويَهْ: حِكَايَةُ الدَّاعِي بالإِبل المُيَهْيَهِ بِهَا، يَقُولُ الرَّاعِي لِصَاحِبِهِ مِنْ بَعِيدٍ: ياهٍ ياهٍ، أَقْبِلْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ، وَلَمْ يَخُصَّ الرَّاعِي؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُنادِي بِيَهْياهٍ وياهٍ، كأَنه ... صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحبُهْ وَيُرْوَى: تَلَوَّمَ يَهْياهٍ؛ يَقُولُ: إِنه يُنَادِيهِ يَا هِياهِ ثُمَّ يَسْكُتُ مُنْتَظَرًا الْجَوَابَ عَنْ دَعْوَتِهِ، فإِذا أَبطأَ عَنْهُ قَالَ ياهٍ، قَالَ: وياهِ ياهِ نداءَان، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ يَا هَياهِ فَيَنْصِبُ الْهَاءَ الأُولى، وَبَعْضٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَيَقُولُ هَياهِ مِنْ أَسماء الشَّيَاطِينِ، وَتَقُولُ: يَهْيَهْتُ بِهِ. الأَصمعي: إِذا حَكَوْا صَوْتَ الدَّاعِي قَالُوا يَهْياهٍ، وإِذا حَكَوْا صَوْتَ المُجِيبِ قَالُوا ياهٍ، وَالْفِعْلُ مِنْهُمَا جَمِيعًا يَهْيَهْتُ؛ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ: إِن الدَّاعِيَ سَمِعَ صَوْتًا يَا هَياهٍ، فأَجاب بياهٍ رَجَاءَ أَن يأْتيه الصَّوْتُ ثَانِيَةً، فَهُوَ مُتَلَوِّمٌ بِقَوْلٍ ياهٍ صَوْتًا بِيَا هِياهٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَنشده أَبو عَلِيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: تَلَوَّمَ يَهْياهٍ إِليها، وَقَدْ مضَى ... مِنَ اللَّيْلِ جَوْزٌ، واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ وَقَالَ حِكَايَةً عَنْ أَبي بَكْرٍ: اليَهْياهُ صَوْتُ الرَّاعِي، وَفِي تَلَوَّمَ ضَمِيرُ الرَّاعِي، ويَهياه مَحْمُولٌ عَلَى إِضمار الْقَوْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعره فِي رِوَايَةِ أَبي

الْعَبَّاسِ الأَحْوَلِ: تَلَوَّمَ يَهْياهٍ بياهٍ، وَقَدْ بَدَا ... مِنَ اللَّيْلِ جَوْزٌ، واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ وَكَذَا أَنشده أَبو الْحَسَنِ الصَّقَلِّي النَّحْوِيُّ وَقَالَ: اليَهْياهُ صَوْتُ المُجِيبِ إِذا قِيلَ لَهُ ياهٍ، وَهُوَ اسْمٌ لاسْتَجِبْ وَالتَّنْوِينُ تَنْوِينُ التَّنْكِيرِ وكأَنَ يَهياه مَقْلُوبُ هَيْهاه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما عَجُزُ الْبَيْتِ الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ فَهُوَ لِصَدْرِ بَيْتٍ قَبْلَ الْبَيْتِ الَّذِي يَلِي هَذَا وَهُوَ: إِذا ازْدَحَمَتْ رَعْياً، دَعَا فَوْقَهُ الصَّدَى ... دُعاءَ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحِبُهْ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ تَلَوَّم يَهْياهٍ بياهٍ قَالَ: هُوَ حِكَايَةُ الثُّوَباءِ. ابْنُ بُزُرْج: ناسٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ يَقُولُونَ يَا هَيَاهُ أَقْبِلْ وَيَا هَيَاهُ أَقْبِلا وَيَا هَيَاهُ أَقْبِلُوا وَيَا هَيَاهُ أَقْبِلِي وَلِلنِّسَاءِ كَذَلِكَ، وَلُغَةٌ أُخرى يَقُولُونَ لِلرَّجُلِ يَا هَيَاهُ أَقْبِلْ وَيَا هَيَاهان أَقْبِلا وَيَا هَيَاهُونَ أَقبلُوا وللمرأَة يَا هَيَاهَ أَقْبلي فَيَنْصِبُونَهَا كأَنهم خَالَفُوا بِذَلِكَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ لأَنهم أَرادوا الْهَاءَ فَلَمْ يَدْخُلُوهَا، وَلِلثُّنَّتَيْنِ يَا هَيَاهَتَانِ أَقْبِلا، وَيَا هَيَاهَاتُ «1». أَقْبِلْنَ. ابْنُ الأَعرابي: يَا هَيَاهُ وَيَا هَيَاهِ وَيَا هَيَاتَ وَيَا هَيَاتِ كُلُّ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْهَاءِ. الأَصمعي: الْعَامَّةُ تَقُولُ يَا هِيا، وَهُوَ مولَّد، وَالصَّوَابُ يَا هَياهُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَيَا هَيا. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَظن أَصله بِالسُّرْيَانِيَّةِ يَا هَيا شَرَاهِيا، قَالَ: وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء يَقُولُ: يَا هَيَاهِ أَقْبِلْ وَلَا يَقُولُ لِغَيْرِ الْوَاحِدِ. وَقَالَ: يَهْيَهْتُ بِالرَّجُلِ مِنْ يَا هَيَاهِ. ابْنُ بُزُرْج: وَقَالُوا يَا هِيَا وَيَا هَيَا إِذا كَلَّمْتُهُ مِنْ قريبٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم.

_ (1). قوله [ويا هياهات إلخ] كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: وللجمع يا هياهات إلخ

فَهُوَ آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ قَالَ أَبو المجشِّر، جَاهِلِيٌّ: وقَبْلك مَا هابَ الرِّجالُ ظُلامَتِي، ... وفَقَّأْتُ عَيْنَ الأَشْوَسِ الأَبَيَانِ أَبَى الشيءَ يَأْبَاه إِباءً وإِباءَةً: كَرِهَه. قَالَ يَعْقُوبُ: أَبَى يَأْبَى نَادِرٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: شبَّهوا الأَلف بِالْهَمْزَةِ فِي قَرَأَ يَقْرَأُ. وَقَالَ مرَّة: أَبَى يَأْبَى ضارَعُوا بِهِ حَسِب يَحْسِبُ، فَتَحُوا كَمَا كَسَرُوا، قَالَ: وَقَالُوا يِئْبَى، وَهُوَ شَاذٌّ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنه فَعَلَ يَفْعَلُ، وَمَا كَانَ عَلَى فَعَلَ لَمْ يكسَر أَوله فِي الْمُضَارِعِ، فَكَسَرُوا هَذَا لأَن مُضَارِعَهُ مُشاكِل لِمُضَارِعِ فَعِلَ، فَكَمَا كُسِرَ أَوّل مُضَارِعِ فَعِلَ فِي جَمِيعِ اللُّغَاتِ إِلَّا فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ كَذَلِكَ كَسَرُوا يَفْعَلُ هُنَا، وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ الشُّذُوذِ أَنهم تَجَوَّزُوا الْكَسْرَ فِي الْيَاءِ مِنْ يِئْبَى، وَلَا يُكْسَر البتَّة إِلا فِي نَحْوِ يَيْجَلُ، واسْتَجازوا هَذَا الشذوذَ فِي يَاءِ يِئْبَى لأَن الشُّذُوذَ قَدْ كَثُرَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ قَالُوا أَبَى يَأْبِي؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ: يَا إِبِلي مَا ذامُهُ فَتَأْبِيَهْ، ... ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ جَاءَ بِهِ عَلَى وَجْهِ الْقِيَاسِ كأَتَى يَأْتِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ كُسِر أَول الْمُضَارِعِ فَقِيلَ تِيبَى؛ وأَنشد: ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيَهْ، ... هَذَا بأَفْواهِك حَتَّى تِيبِيَهْ قَالَ الفراء: لم يجئْ عَنِ الْعَرَبِ حَرْف عَلَى فَعَلَ يَفْعَلُ، مَفْتُوحُ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَالْغَابِرِ، إِلَّا وَثَانِيهِ أَو ثَالِثُهُ أَحد حُرُوفِ الحَلْق غَيْرَ أَبَى يَأْبَى، فإِنه جَاءَ نَادِرًا، قَالَ: وَزَادَ أَبو عَمْرٍو رَكَنَ يَرْكَنُ، وَخَالَفَهُ الْفَرَّاءُ فَقَالَ: إِنما يُقَالُ رَكَنَ يَرْكُنُ ورَكِنَ يَرْكَنُ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الْعَرَبِ فَعَلَ يَفْعَلُ مِمَّا لَيْسَ عَيْنُهُ ولامُه مِنْ حُروف الحَلْق إِلا أَبَى يَأْبَى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجا يَشْجى، وَزَادَ الْمُبَرِّدُ: جَبَى يَجْبَى، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الأَحرف أَكثر الْعَرَبِ فِيهَا، إِذا تَنَغَّم، عَلَى قَلا يَقْلِي، وغَشِيَ يَغْشَى، وشَجَاه يَشْجُوه، وشَجِيَ يَشْجَى، وجَبَا يَجْبِي. وَرَجُلٌ أَبِيٌّ: ذُو إِباءٍ شَدِيدٍ إِذا كَانَ مُمْتَنِعًا. وَرَجُلٌ أَبَيَانٌ: ذُو إِباءٍ شَدِيدٍ. وَيُقَالُ: تَأَبَّى عَلَيْهِ تَأَبِّياً إِذا امْتَنَعَ عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ أَبَّاء إِذا أَبى أَن يُضامَ. وَيُقَالُ: أَخذه أُباءٌ إِذا كَانَ يَأْبى الطَّعَامَ فَلَا يَشْتهيه. وَفِي الْحَدِيثِ كلُّكم فِي الْجَنَّةِ إِلا مَنْ أَبَى وشَرَدَ أَي إِلَّا مَنْ تَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ بِهَا الْجَنَّةَ، لأَن مَنْ تَرَكَ التسبُّب إِلى شَيْءٍ لَا يُوجَدُ بِغَيْرِهِ فَقَدْ أَبَاهُ. والإِبَاءُ: أَشدُّ الِامْتِنَاعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: يَنْزِلُ الْمَهْدِيُّ فَيَبْقَى فِي الأَرض أَربعين، فَقِيلَ: أَربعين سَنَةً؟ فَقَالَ: أَبَيْتَ، فَقِيلَ: شَهْرًا؟ فَقَالَ: أَبَيْتَ، فَقِيلَ: يَوْمًا؟ فَقَالَ: أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تَعْرِفَهُ فإِنه غَيْب لَمْ يَردِ الخَبرُ ببَيانه، وإِن رُوِيَ أَبَيْتُ بِالرَّفْعِ فَمَعْنَاهُ أَبَيْتُ أَن أَقول فِي الخبَر مَا لَمْ أَسمعه، وَقَدْ جَاءَ عَنْهُ مِثْلُهُ فِي حَدِيثِ العَدْوى والطِّيَرَةِ؛ وأَبَى فُلَانٌ الماءَ وآبَيْتُه الماءَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ الْفَارِسِيُّ أَبَى زَيْدٌ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ وآبَيْتُه إِبَاءَةً؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: قَدْ أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فهْي صادِيةٌ، ... مَهْما تُصِبْ أُفُقاً مِنْ بارقٍ تَشِمِ والآبِيةُ: الَّتِي تَعافُ الْمَاءَ، وَهِيَ أَيضاً الَّتِي لَا تُرِيدُ العَشاء. وَفِي المَثَل: العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبِيَة أَي إِذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ مَعَهَا.

وماءٌ مَأْبَاةٌ: تَأْباهُ الإِبلُ. وأَخذهُ أُباءٌ مِنَ الطَّعام أَي كَراهِية لَهُ، جَاءُوا بِهِ عَلَى فُعال لأَنه كالدَّاء، والأَدْواء ممَّا يغلِب عَلَيْهَا فُعال، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَخذه أُبَاءٌ، عَلَى فُعال، إِذا جَعَلَ يأْبى الطعامَ. ورجلٌ آبٍ مِنْ قومٍ آبِينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء، وَرَجُلٌ أَبِيٌّ مِنْ قَوْمٍ أَبِيِّينَ؛ قَالَ ذُو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ: إِني أَبِيٌّ، أَبِيٌّ ذُو مُحافَظةٍ، ... وابنُ أَبِيٍّ، أَبِيٍّ مِنْ أَبِيِّينِ شبَّه نُونَ الْجَمْعِ بِنُونِ الأَصل فَجَرَّها. والأَبِيَّة مِنَ الإِبل: الَّتِي ضُرِبت فَلَمْ تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح. وأَبَيْتَ اللَّعْنَ: مِنْ تحيَّات المُلوك فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَتِ الْعَرَبُ يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يَقُولُ أَبَيْتَ اللَّعْنَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن: قَالَ لَهُ عبدُ المطَّلب لَمَّا دَخل عَلَيْهِ أَبَيْتَ اللَّعْن ؛ هَذِهِ مِنْ تَحايا الْمُلُوكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالدُّعَاءِ لَهُمِ، مَعْنَاهُ أَبَيْتَ أَن تأْتي مِنَ الأُمور مَا تُلْعَنُ عَلَيْهِ وتُذَمُّ بِسَبَبِهِ. وأَبِيتُ مِنَ الطَّعَامِ واللَّبَنِ إِبىً: انْتَهيت عَنْهُ مِنْ غَيْرِ شِبَع. وَرَجُلٌ أَبَيانٌ: يأْبى الطعامَ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يأْبى الدَّنِيَّة، وَالْجَمْعُ إِبْيان؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: آبَى الماءُ «2». أَي امتَنَع فَلَا تَسْتَطِيعُ أَن تنزِل فِيهِ إِلَّا بتَغْرير، وإِن نَزل فِي الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فَقَدْ غَرَّر بِنَفْسِهِ أَي خاطَرَ بِهَا. وأُوبِيَ الفَصِيلُ يُوبَى إِيباءً، وَهُوَ فَصِيلٌ مُوبىً إِذا سَنِقَ لِامْتِلَائِهِ. وأُوبِيَ الفَصِيلُ عَنْ لَبَنِ أُمه أَي اتَّخَم عَنْهُ لَا يَرْضَعها. وأَبِيَ الفَصِيل أَبىً وأُبِيَ: سَنِقَ مِنَ اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ. أَبو عَمْرٍو: الأَبِيُّ الفاس مِنَ الإِبل «3»، والأَبِيُّ المُمْتَنِعةُ مِنَ العَلَف لسَنَقها، والمُمْتَنِعة مِنَ الفَحل لقلَّة هَدَمِها. والأُباءُ: داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ فِي رُءُوسِهَا مِنْ أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة، وَهِيَ الأَرْوَى، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُءوسها ويأْخُذَها مِنْ ذَلِكَ صُداع وَلَا يَكاد يَبْرأُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُباءُ عَرَضٌ يَعْرِض للعُشْب مِنْ أَبوال الأَرْوَى، فإِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وَكَذَلِكَ إِن بالتْ فِي الْمَاءِ فشرِبتْ مِنْهُ المَعز هلَكت. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَبِيَ التَّيْسُ وَهُوَ يَأْبَى أَبىً، مَنْقوص، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إِذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فَمَرِضَ مِنْهُ. وَعَنْزُ أَبْواءٌ فِي تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ: وَذَلِكَ أَن يَشُمَّ التَّيْس مِنَ المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة فِي مَواطنها فيأْخذه مِنْ ذَلِكَ دَاءٌ فِي رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء، فَلَا يَكَادُ يُقْدَر عَلَى أَكل لَحْمِهِ مِنْ مَرارته، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ مِنْ ذَلِكَ، غَيْرَ أَنه قَلَّما يَكُونُ ذَلِكَ فِي الضأْن؛ وَقَالَ ابْنُ أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُبَاء: فقلتُ لِكَنَّازٍ: تَدَكَّلْ فإِنه ... أُبىً، لَا أَظنُّ الضأْنَ مِنْهُ نَواجِيا فَما لَكِ مِنْ أَرْوَى تَعادَيْتِ بِالعَمَى، ... ولاقَيْتِ كَلَّاباً مُطِلًّا ورامِيا لَا أَظنُّ الضأْن مِنْهُ نَواجِيا أَي مِنْ شدَّته، وَذَلِكَ أَن الضَّأْن لَا يضرُّها الأُبَاء أَن يَقْتُلَها. تَيْسٌ أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيَةٌ وأَبْوَاء، وَقَدْ أَبِيَ أَبىً. أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ والأَحمر: قَدْ أَخذ الْغَنَمَ الأُبَى، مَقْصُورٌ، وَهُوَ أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فَيُصِيبُهَا مِنْهُ دَاءٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ تشرَب أَبوال الأَرْوَى خَطَأٌ، إِنما هُوَ تَشُمّ كَمَا قُلْنَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ سَمِعْتُ الْعَرَبَ. أَبو الْهَيْثَمِ: إِذا شَمَّت

_ (2). قوله [آبَى الماء إلى قوله خاطر بها] كذا في الأَصل وشرح القاموس (3). قوله [الأَبي الفاس من الإِبل] هكذا في الأَصل بهذه الصورة

الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة، وَهِيَ الأُرْوِيَّة، أَخذها الصُّداع فَلَا تَكَادُ تَبْرأُ، فَيُقَالُ: قَدْ أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً. وفصيلٌ مُوبىً: وَهُوَ الَّذِي يَسْنَق حَتَّى لَا يَرْضَع، والدَّقَى البَشَمُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّضْع «1» ... أُخِذَ البعيرُ أَخَذاً وَهُوَ كَهَيْئَةِ الجُنون، وَكَذَلِكَ الشاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً. والأَبَى: مِنْ قَوْلِكَ أَخذه أُبىً إِذا أَبِيَ أَن يأْكل الطَّعَامَ، كَذَلِكَ لَا يَشتهي العَلَف وَلَا يَتَناولُه. والأَبَاءَةُ: البَرديَّة، وَقِيلَ: الأَجَمَة، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الحَلْفاء خاصَّة. قَالَ ابْنُ جِنِّي: كَانَ أَبو بَكْرٍ يشتقُّ الأَباءَةَ مِنْ أَبَيْت، وَذَلِكَ أَن الأَجمة تَمْتَنع وتَأْبَى عَلَى سالِكها، فأَصْلُها عِنْدَهُ أَبَايَةٌ، ثُمَّ عَمِلَ فِيهَا مَا عُمِل فِي عَبايَة وصلايَةٍ وعَظايةٍ حَتَّى صِرْن عَباءةً وصَلاءةً، فِي قَوْلِ مَنْ هَمَزَ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَخرجهنَّ عَلَى أُصولهنَّ، وَهُوَ الْقِيَاسُ الْقَوِيُّ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَكَمَا قِيلَ لَهَا أَجَمَة مِنْ قَوْلِهِمْ أَجِم الطعامَ كَرِهَه. والأَبَاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: القَصَب، وَيُقَالُ: هُوَ أَجَمةُ الحَلْفاءِ والقَصَب خاصَّة؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاريّ يَوْمَ حَفْرِ الخَنْدَق: مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بعضُه بَعْضًا، ... كَمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ، فَلْيأْتِ مأْسَدةً تُسَنُّ سُيوفُها، ... بَيْنَ المَذادِ، وَبَيْنَ جَزْعِ الخَنْدَقِ «2» . وَاحِدَتُهُ أَبَاءَةٌ. والأَبَاءَةُ: القِطْعة مِنَ القَصب. وقَلِيبٌ لَا يُؤْبَى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي لَا يُنْزَح، وَلَا يُقَالُ يُوبَى. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فلانٌ بَحْر لَا يُؤْبَى، وَكَذَلِكَ كَلأٌ لَا يُؤْبَى أَي لَا ينْقَطِع مِنْ كَثْرَتِهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ماءٌ مُؤْبٍ قَلِيلٌ، وَحُكِيَ: عِنْدَنَا مَاءٌ مَا يُؤْبَى أَي مَا يَقِلُّ. وَقَالَ مرَّة: مَاءٌ مُؤْبٍ، وَلَمْ يفسِّره؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدْرِي أَعَنَى بِهِ الْقَلِيلَ أَم هُوَ مُفْعَلٌ مِنْ قَوْلِكَ أَبَيْتُ الْمَاءَ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ لِلْمَاءِ إِذا انْقَطَعَ مَاءٌ مُؤْبىً، وَيُقَالُ: عِنْدَهُ دَراهِمُ لَا تُؤْبَى أَي لَا تَنْقَطع. أَبو عَمْرٍو: آبَى أَي نَقَص؛ رَوَاهُ عَنِ المفضَّل؛ وأَنشد: وَمَا جُنِّبَتْ خَيْلِي، ولكِنْ وزَعْتُها، ... تُسَرّ بِهَا يَوْمًا فآبَى قَتالُها قَالَ: نَقَص، وَرَوَاهُ أَبو نَصْرٍ عَنِ الأَصمعي: فأَبَّى قَتالُها. والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن جَمْعَهُ آباءٌ مِثْلَ قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء، فَالذَّاهِبُ مِنْهُ واوٌ لأَنك تَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَبَوَانِ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ أَبَانِ عَلَى النَّقْص، وَفِي الإِضافة أَبَيْكَ، وإِذا جُمِعَتْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ قُلْتَ أَبُونَ، وَكَذَلِكَ أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا تَعَرَّفْنَ أَصْواتَنا، ... بَكَيْن وفَدَّيْنَنا بالأَبِينا قَالَ: وَعَلَى هَذَا قرأَ بَعْضُهُمْ: إلَه أَبِيكَ إِبراهيمَ وإِسماعيلَ وإِسحَاق؛ يريدُ جَمْعَ أَبٍ أَي أَبِينَكَ، فَحَذَفَ النُّونَ للإِضافة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَوْلِهِمْ أَبانِ فِي تَثْنِيَةِ أَبٍ قَوْلُ تُكْتَمَ بِنْتِ الغَوْثِ: باعَدَني عَنْ شَتْمِكُمْ أَبانِ، ... عَنْ كُلِّ مَا عَيْبٍ مُهَذَّبانِ وَقَالَ آخر:

_ (1). هكذا بياض في الأَصل بمقدار كلمة (2). قوله [تسن] كذا في الأَصل، والذي في معجم ياقوت: تسل

فلَمْ أَذْمُمْكَ فَا حَمِرٍ لأَني ... رَأَيتُ أَبَيْكَ لمْ يَزِنا زِبالا وَقَالَتِ الشَّنْباءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عُمارةَ: نِيطَ بِحِقْوَيْ ماجِدِ الأَبَيْنِ، ... مِنْ مَعْشَرٍ صِيغُوا مِنَ اللُّجَيْنِ وَقَالَ الفَرَزْدق: يَا خَلِيلَيَّ اسْقِياني ... أَرْبَعاً بَعْدَ اثْنَتَيْنِ مِنْ شَرابٍ، كَدَم الجَوفِ ... يُحِرُّ الكُلْيَتَيْنِ واصْرِفا الكأْسَ عن الجاهِلِ، ... يَحْيى بنِ حُضَيْنِ لَا يَذُوق اليَوْمَ كأْساً، ... أَو يُفَدَّى بالأَبَيْنِ قَالَ: وَشَاهِدُ قَوْلِهِمْ أَبُونَ فِي الْجَمْعِ قَوْلُ ناهِضٍ الْكِلَابِيِّ: أَغَرّ يُفَرِّج الظَّلْماء عَنْهُ، ... يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: كَرِيم طابتِ الأَعْراقُ مِنْهُ، ... يُفَدَّى بالأَعُمِّ وبالأَبِينَا وَقَالَ غَيْلانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفيّ: يَدَعْنَ نِساءكم فِي الدارِ نُوحاً ... يُنَدِّمْنَ البُعولَةَ والأَبِينا وَقَالَ آخَرُ: أَبُونَ ثلاثةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً، ... فَلَا تَسْأَمْ دُمُوعُكَ أَن تُراقا والأَبَوَانِ: الأَبُ والأُمُّ. ابْنُ سِيدَهْ: الأَبُ الْوَالِدُ، وَالْجَمْعُ أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد للقَنانيِّ يَمْدَحُ الْكِسَائِيَّ: أَبى الذَّمُّ أَخْلاقَ الكِسائيِّ، وانْتَمى ... لَهُ الذِّرْوة العُلْيا الأُبُوُّ السَّوابِقُ والأَبَا: لُغَةٌ فِي الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه وَلَمْ تحذَف لامُه كَمَا حُذِفَتْ فِي الأَب. يُقَالُ: هَذَا أَباً ورأَيت أَباً وَمَرَرْتُ بِأَباً، كَمَا تَقُولُ: هَذَا قَفاً ورأَيت قَفاً وَمَرَرْتُ بقَفاً، وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى قَالَ: يُقَالُ هَذَا أَبوك وَهَذَا أَباك وَهَذَا أَبُكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سِوَى أَبِكَ الأَدْنى، وأَنَّ محمَّداً ... عَلا كلَّ عالٍ، يَا ابنَ عَمِّ محمَّدِ فَمَنْ قَالَ هَذَا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان، ومَنْ قَالَ هَذَا أَبُكَ فَتَثْنِيَتُهُ أَبانِ عَلَى اللَّفْظِ، وأَبَوان عَلَى الأَصل. وَيُقَالُ: هُما أَبَوَاه لأَبيه وأُمِّه، وَجَائِزٌ فِي الشِّعْرِ: هُما أَباهُ، وَكَذَلِكَ رأَيت أَبَيْهِ، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ رأَيت أَبَوَيه. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُجْمَعَ الأَبُ بالنُّونِ فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ أَبُونَكُمْ أَي آبَاؤُكُمِ، وَهُمُ الأَبُونَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْكَلَامُ الجيِّد فِي جَمْعِ الأَبِ هَؤُلَاءِ الآباءُ، بِالْمَدِّ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَن يَقُولُ: أُبُوَّتُنا أَكرم الْآبَاءِ، يَجْمَعُونَ الأَب عَلَى فُعولةٍ كَمَا يَقُولُونَ هَؤُلَاءِ عُمُومَتُنا وخُئولَتُنا؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِيمَنْ جَمَعَ الأَبَ أَبِين: أَقْبَلَ يَهْوي مِنْ دُوَيْن الطِّرْبالْ، ... وهْوَ يُفَدَّى بالأَبِينَ والخالْ وَفِي حَدِيثِ الأَعرابي الَّذِي جَاءَ يَسأَل عَنْ شَرَائِعِ الإِسْلام: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ

جَارِيَةٌ عَلَى أَلْسُن الْعَرَبِ تَسْتَعْمِلُهَا كَثِيرًا فِي خِطابها وتُريد بِهَا التأْكيد، وَقَدْ نَهَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ هَذَا القولُ قَبْلَ النَّهْيِ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ جَرى مِنْهُ عَلَى عَادَةِ الْكَلَامِ الْجَارِي عَلَى الأَلْسُن، وَلَا يَقْصِدُ بِهِ القَسَم كَالْيَمِينِ المعفوِّ عَنْهَا مِنْ قَبيل اللَّغْوِ، أَو أَراد بِهِ توكيدَ الْكَلَامِ لَا الْيَمِينَ، فإِن هَذِهِ اللَّفْظَةَ تَجري فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى ضَرْبَيْن: التَّعْظِيمِ وَهُوَ الْمُرَادُ بالقَسَم المنهِيِّ عَنْهُ، وَالتَّوْكِيدِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: لَعَمْرُ أَبِي الواشِينَ، لَا عَمْرُ غيرهِمْ، ... لَقَدْ كَلَّفَتْني خُطَّةً لَا أُريدُها فَهَذَا تَوْكيد لَا قَسَم لأَنه لَا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الْوَاشِينَ، وَهُوَ فِي كَلَامِهِمْ كَثِيرٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَبي الْحَسَنِ: تَقُولُ ابْنَتي لمَّا رَأَتْني شَاحِبًا: ... كأَنَّك فِينا يَا أَباتَ غَرِيبُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَهَذَا تأْنيثُ الآبَاء، وسَمَّى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ العَمَّ أَباً فِي قَوْلِهِ: قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ. وأَبَوْتَ وأَبَيْتَ: صِرْتَ أَباً. وأَبَوْتُه إِبَاوَةً: صِرْتُ لَهُ أَباً؛ قَالَ بَخْدَج: اطْلُب أَبا نَخْلَة مَنْ يأْبُوكا، ... فَقَدْ سَأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إِلَى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا التَّهْذِيبُ: ابْنُ السِّكِّيتِ أَبَوْتُ الرجُلَ أَأْبُوه إِذا كنتَ لَهُ أَباً. وَيُقَالُ: مَا لَهُ أَبٌ يَأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه، والنِّسْبةُ إِليه أَبَوِيّ. أَبو عُبَيْدٍ: تَأَبَّيْت أَباً أَي تَخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ يَأْبُوك أَي يَكُونُ لَكَ أَباً؛ وأَنشد لِشَرِيكِ بْنِ حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة: يَا أَيُّهَذا المدَّعي شَرِيكًا، ... بَيِّنْ لَنا وحَلِّ عَنْ أَبِيكا إِذا انْتَفى أَو شَكّ حَزْنٌ فِيكا، ... وَقَدْ سَأَلْنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا، ... فاطْلُب أَبا نَخْلة مَنْ يَأْبُوكا، وادَّعِ فِي فَصِيلَةٍ تُؤْوِيكا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي أَن يُحْمَل بَيْتُ الشَّرِيفِ الرَّضِيِّ: تُزْهى عَلى مَلِك النِّساءِ، ... فلَيْتَ شِعْري مَنْ أَباها؟ أَي مَن كَانَ أَباها. قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ أَبَوَيْها فَبناه عَلَى لُغَة مَنْ يَقُولُ أَبانِ وأَبُونَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلان يَأْبُو هَذَا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كَمَا يَغْذُو الوالدُ ولَده. وبَيْني وَبَيْنَ فُلَانٍ أُبُوَّة، والأُبُوَّة أَيضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ والخُئولةِ؛ وَكَانَ الأَصمعي يَرْوِي قِيلَ أَبي ذُؤَيْبٍ: لَوْ كانَ مِدْحَةُ حَيٍّ أَنْشَرَتْ أَحَداً، ... أَحْيا أُبُوَّتَكَ الشُّمَّ الأَماديحُ وَغَيْرُهُ يَرْويه: أَحْيا أَبَاكُنَّ يَا لَيْلَى الأَماديحُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وأَنْبُشُ مِن تحتِ القُبُورِ أُبُوَّةً ... كِراماً، هُمُ شَدُّوا عَليَّ التَّمائما قَالَ وَقَالَ الكُمَيت:

نُعَلِّمُهُمْ بِهَا مَا عَلَّمَتْنا ... أُبُوَّتُنا جَواري، أَوْ صُفُونا «1» . وتَأَبَّاه: اتَّخَذه أَباً، وَالِاسْمُ الأُبُوَّة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: أَيُوعِدُني الحجَّاج، والحَزْنُ بينَنا، ... وقَبْلَك لَمْ يَسْطِعْ لِيَ القَتْلَ مُصْعَبُ تَهَدَّدْ رُوَيْداً، لَا أَرى لَكَ طاعَةً، ... وَلَا أَنت ممَّا سَاءَ وَجْهَك مُعْتَبُ فإِنَّكُمُ والمُلْك، يا أَهْلَ أَيْلَةٍ، ... لَكالمُتأَبِّي، وهْو لَيْسَ لَهُ أَبُ وَمَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وَقِيلَ: مَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَيْتَ، وَمَا كنتِ أُمّاً وَلَقَدْ أَمِمْتِ أُمُومةً، وَمَا كنتَ أَخاً وَلَقَدْ أَخَيْتَ وَلَقَدْ أَخَوْتَ، وَمَا كنتِ أُمَّةً وَلَقَدْ أَمَوْتِ. وَيُقَالُ: اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ مِنْهُ، وَهُوَ فِي الأَصل غيرُ مشدَّد، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ، فَزَادُوا بَدَلَ الْوَاوِ بَاءً كَمَا قَالُوا قِنٌّ لِلْعَبْدِ، وأَصله قِنْيٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ قَالَ لليَدِ يَدّ، فشدَّد الدَّالَ لأَن أَصله يَدْيٌ. وَفِي حَدِيثِ أُم عَطِيَّةَ: كَانَتْ إِذا ذكَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ بِأَبَاهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصله بِأَبِي هُوَ. يُقَالُ: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إِذا قلتَ لَهُ بأَبِي أَنت وأُمِّي، فَلَمَّا سُكِّنَتِ الْيَاءُ قُلِبَتْ أَلفاً كَمَا قِيلَ فِي يَا وَيْلتي يَا وَيْلَتَا، وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَيْنَ الْبَاءَيْنِ، وَبِقَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً مَفْتُوحَةً، وبإِبدال الْيَاءِ الأَخيرة أَلفاً، وَهِيَ هَذِهِ وَالْبَاءُ الأُولى فِي بأَبي أَنت وأُمِّي مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، قِيلَ: هُوَ اسْمٌ فَيَكُونُ مَا بَعْدَهُ مَرْفُوعًا تَقْدِيرُهُ أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي، وَقِيلَ: هُوَ فِعْلٌ وَمَا بَعْدَهُ مَنْصُوبٌ أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي، وَحُذِفَ هَذَا المقدَّر تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وعِلْم المُخاطب بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ يَا أَبَةِ افعلْ، يَجْعَلُونَ علامةَ التأْنيث عِوَضاً مِنْ يَاءِ الإِضافة، كَقَوْلِهِمْ فِي الأُمِّ يَا أُمَّةِ، وتقِف عَلَيْهَا بِالْهَاءِ إِلا فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ فإِنك تَقِفُ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ «2». اتِّباعاً لِلْكِتَابِ، وَقَدْ يَقِفُ بعضُ الْعَرَبِ عَلَى هَاءِ التأْنيث بِالتَّاءِ فَيَقُولُونَ: يَا طَلْحَتْ، وإِنما لَمْ تسْقُط التَّاءُ فِي الوصْل مِنَ الأَب، يَعْنِي فِي قَوْلِهِ يَا أَبَةِ افْعَل، وسَقَطتْ مِنَ الأُمِّ إِذا قلتَ يَا أُمَّ أَقْبِلي، لأَن الأَبَ لمَّا كَانَ عَلَى حَرْفَيْنِ كَانَ كأَنه قَدْ أُخِلَّ بِهِ، فَصَارَتِ الهاءُ لَازِمَةً وَصَارَتِ الياءُ كأَنها بَعْدَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُمّ مُنادَى مُرَخَّم، حُذِفَتْ مِنْهُ التَّاءُ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مُضَافٌ رُخِّم فِي النِّداء غَيْرَ أُمّ، كَمَا أَنه لَمْ يُرَخَّم نَكِرَةً غَيْرَ صاحِب فِي قَوْلِهِمْ يَا صاحِ، وَقَالُوا فِي النِّدَاءِ يَا أَبةِ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وسأَلت الخليلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ قَوْلِهِمْ يا أَبَةَ ويا أَبَةِ لَا تفعَل وَيَا أَبَتاه وَيَا أُمَّتاه، فَزَعَمَ أَن هَذِهِ الْهَاءَ مثلُ الْهَاءِ فِي عَمَّة وخالةٍ، قَالَ: ويدلُّك عَلَى أَن الْهَاءَ بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ فِي عَمَّة وخالةٍ أَنك تَقُولُ فِي الوَقْف يَا أَبَهْ، كَمَا تَقُولُ يَا خالَهْ، وَتَقُولُ يَا أَبتاهْ كَمَا تَقُولُ يَا خالَتاهْ، قَالَ: وَإِنَّمَا يُلْزِمُونَ هَذِهِ الْهَاءَ فِي النِّداء إِذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة، كأَنهم جَعَلُوهَا عوَضاً مِنْ حَذْفِ الْيَاءِ، قَالَ: وأَرادوا أَن لَا يُخِلُّوا بِالِاسْمِ حِينَ اجْتَمَعَ فِيهِ حَذْفُ النِّداء، وأَنهم لَا يَكادون يَقُولُونَ يَا أَباهُ، وَصَارَ هَذَا مُحْتَملًا عندهم

_ (1). قوله [جواري أو صفونا] هكذا في الأَصل هنا بالجيم، وفي مادة صفن بالحاء (2). قوله [تقف عليها بالتاء] عبارة الخطيب: وأما الوقف فوقف ابن كثير وابن عامر بالهاء والباقون بالتاء

لِمَا دخَل النِّداءَ مِنَ الْحَذْفِ والتغييرِ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ كَمَا يَقُولُونَ أَيْنُق، لمَّا حَذَفُوا الْعَيْنَ جَعَلُوا الْيَاءَ عِوَضاً، فَلَمَّا أَلحقوا الْهَاءَ صيَّروها بِمَنْزِلَةِ الْهَاءِ الَّتِي تلزَم الِاسْمَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، وَاخْتُصَّ النِّدَاءُ بِذَلِكَ لِكَثْرَتِهِ فِي كَلَامِهِمْ كَمَا اختصَّ بيا أَيُّها الرَّجُلُ. وَذَهَبَ أَبو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ يَا أَبَةَ، بِفَتْحِ التَّاءِ، إِلى أَنه أَراد يَا أَبَتَاه فَحَذَفَ الأَلف؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ: تقولُ ابْنَتي لمَّا رأَتْ وَشْكَ رِحْلَتي: ... كأَنك فِينا، يَا أَباتَ، غَريبُ أَراد: يَا أَبَتَاه، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التَّاءَ، وَهُوَ تأْنيث الأَبا، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَالْجَوْهَرِيُّ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ أَنه ردَّ لامَ الْكَلِمَةِ إِليها لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ كَمَا ردَّ الْآخَرُ لامَ دَمٍ فِي قَوْلِهِ: فإِذا هِيَ بِعِظامٍ ودَمَا وَكَمَا ردَّ الْآخَرُ إِلى يَدٍ لامَها فِي نَحْوِ قَوْلِهِ: إِلَّا ذِراعَ البَكْرِ أَو كفَّ اليَدَا وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فقامَ أَبُو ضَيْفٍ كَرِيمٌ، كأَنه، ... وَقَدْ جَدَّ مِنْ حُسْنِ الفُكاهة، مازِحُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِنما قَالَ أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان؛ وَقَالَ العُجَير السَّلُولي: تَرَكْنا أَبا الأَضْياف فِي لَيْلَةِ الصَّبا ... بمَرْوٍ، ومَرْدَى كُلُّ خَصْمٍ يُجادِلُهْ وَقَدْ يَقْلِبُونَ الْيَاءَ أَلِفاً؛ قَالَتْ دُرْنَى بِنْتُ سَيَّار بْنِ ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها، وَيُقَالُ هُوَ لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة: هُما أَخَوا فِي الحَرْب مَنْ لَا أَخا لَهُ، ... إِذا خافَ يَوْمًا نَبْوَةً فدَعاهُما وَقَدْ زَعَمُوا أَنِّي جَزِعْت عَلَيْهِمَا؛ ... وَهَلْ جَزَعٌ إِن قلتُ وا بِأَبا هُما؟ تريد: وا بأَبي هُما. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى وابِيَبا هُما، عَلَى إِبدال الْهَمْزَةِ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَمَوْضِعُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ رَفْعٌ عَلَى خبر هُما؛ قَالَ ويدلُّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ: يَا بِأَبي أَنتَ وَيَا فَوْقَ البِيَبْ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: الْيَاءُ فِي بِيَب مُبْدَلة مِنْ هَمزة بَدَلًا لَازِمًا، قَالَ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ بَيَّبْتُ الرجلَ إِذا قُلْتَ لَهُ بِأَبي، فَهَذَا مِنَ البِيَبِ، قَالَ: وأَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ يَا بِيَبا؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لِيُوَافِقَ لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مُشْتَقٌّ مِنْهُ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو الْعَلَاءِ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ التِّبْرِيزي: وَيَا فَوْقَ البِئَبْ، بِالْهَمْزِ، قَالَ: وَهُوَ مركَّب مِنْ قَوْلِهِمْ بأَبي، فأَبقى الْهَمْزَةَ لِذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَيَنْبَغِي عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ البِيَب أَن يَقُولَ يَا بِيَبا، بِالْيَاءِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَاحِظُ مَعَ أَبيات فِي كِتَابِ الْبَيَانِ والتَّبْيين لِآدَمَ مَوْلَى بَلْعَنْبَر يَقُولُهُ لابنٍ لَهُ؛ وَهِيَ: يَا بِأَبي أَنتَ، وَيَا فَوق البِيَبْ، ... يَا بأَبي خُصْياك مِنْ خُصىً وزُبّ أَنت المُحَبُّ، وَكَذَا فِعْل المُحِبّ، ... جَنَّبَكَ اللهُ مَعارِيضَ الوَصَبْ حَتَّى تُفِيدَ وتُداوِي ذَا الجَرَبْ، ... وَذَا الجُنونِ مِنْ سُعالٍ وكَلَبْ بالجَدْب حَتَّى يَسْتَقِيمَ فِي الحَدَبْ، ... وتَحْمِلَ الشاعِرَ فِي الْيَوْمِ العَصِبْ عَلَى نَهابيرَ كَثيراتِ التَّعَبْ، ... وإِن أَراد جَدِلًا صَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ: العاقِلُ.

خُصومةً تَنْقُبُ أَوساطَ الرُّكَبْ لأَنهم كَانُوا إِذا تخاصَموا جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ. أَطْلَعْتَه مِنْ رَتَبٍ إِلى رَتَبْ، ... حَتَّى تَرَى الأَبصار أَمثال الشُّهُبْ يَرمي بِهَا أَشْوَسُ مِلحاحٌ كَلِبْ، ... مُجَرَّب الشَّكَّاتِ مَيْمُونٌ مِذَبّ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: يَا بِأَبي أَنتَ وَيَا فَوْقَ البِيَبْ قَالَ: جَعَلُوا الْكَلِمَتَيْنِ كَالْوَاحِدَةِ لِكَثْرَتِهَا فِي الْكَلَامِ، وَقَالَ: يا أَبةِ ويا أَبةَ لُغَتَانِ، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فَحَذَفَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرى لَهُ مَن أَبٌ وَمَا أَبٌ أَي لَا يُدْرى مَن أَبوه وَمَا أَبوه. وَقَالُوا: لابَ لَكَ يُرِيدُونَ لَا أَبَ لَكَ، فَحَذَفُوا الْهَمْزَةَ البتَّة، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ: وَيْلُمِّه، يُرِيدُونَ وَيْلَ أُمِّه. وَقَالُوا: لَا أَبا لَك؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: فِيهِ تَقْدِيرَانِ مُخْتَلِفَانِ لِمَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وَذَلِكَ أَن ثَبَاتَ الأَلف فِي أَبا مِنْ لَا أَبا لَك دَلِيلُ الإِضافة، فَهَذَا وَجْهٌ، وَوَجْهٌ آخَرُ أَن ثَبَاتَ اللَّامِ وعمَل لَا فِي هَذَا الِاسْمِ يُوجِبُ التَّنْكِيرَ والفَصْلَ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة وَالتَّعْرِيفِ، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل وَالتَّنْكِيرِ، وَهَذَانِ كَمَا تَراهما مُتَدافِعان، والفرْق بَيْنَهُمَا أَن قَوْلِهِمْ لَا أَبا لَك كَلَامٌ جَرى مَجْرى الْمَثَلِ، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ هَذَا فإِنك لَا تَنْفي فِي الْحَقِيقَةِ أَباهُ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عَلَيْهِ أَي أَنت عِنْدِي مِمَّنْ يستحقُّ أَن يُدْعى عَلَيْهِ بِفَقْدِ أَبيه؛ وأَنشد تَوْكِيدًا لَمَّا أَراد مِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلَهُ: وَيَتْرُكُ أُخرى فَرْدَةً لَا أَخا لَها وَلَمْ يَقُلْ لَا أُخْتَ لَهَا، وَلَكِنْ لمَّا جَرَى هَذَا الْكَلَامُ عَلَى أَفواهِهم لَا أَبا لَك وَلَا أَخا لَك قِيلَ مَعَ الْمُؤَنَّثِ عَلَى حَدِّ مَا يَكُونُ عَلَيْهِ مَعَ الْمُذَكَّرِ، فَجَرَى هَذَا نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِمْ لِكُلِّ أَحد مِنْ ذَكَرٍ وأُنثى أَو اثْنَيْنِ أَو جَمَاعَةٍ: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن، عَلَى التأْنيث لأَنه كَذَا جَرَى أَوَّلَه، وإِذا كَانَ الأَمر كَذَلِكَ عُلِمَ أَن قَوْلَهُمْ لَا أَبا لَك إِنما فِيهِ تَفادي ظاهِره مِنِ اجْتِمَاعِ صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ وَالتَّعْرِيفِ وَالتَّنْكِيرِ لَفْظًا لَا مَعْنًى، وَيُؤَكَّدُ عِنْدَكَ خُرُوجُ هَذَا الْكَلَامِ مَخْرَجِ الْمَثَلِ كثرتُه فِي الشِّعْرِ وأَنه يُقَالُ لِمَنْ لَهُ أَب وَلِمَنْ لَا أَبَ لَهُ، لأَنه إِذا كَانَ لَا أَبَ لَهُ لَمْ يجُزْ أَن يُدْعى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ فِيهِ لَا مَحالة، أَلا تَرَى أَنك لَا تَقُولُ لِلْفَقِيرِ أَفْقَرَه اللَّهُ؟ فَكَمَا لَا تَقُولُ لِمَنْ لَا أَبَ لَهُ أَفقدك اللَّهُ أَباك كَذَلِكَ تَعْلَمُ أَن قَوْلَهُمْ لِمَنْ لَا أَبَ لَهُ لَا أَبا لَك لَا حَقِيقَةَ لِمَعْنَاهُ مُطابِقة لِلَفْظِهِ، وإِنما هِيَ خَارِجَةٌ مَخْرَج الْمَثَلِ عَلَى مَا فَسَّرَهُ أَبو عَلِيٍّ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: فاقْنَيْ حَياءَك، لَا أَبَا لَك واعْلَمي ... أَني امْرُؤٌ سأَمُوتُ، إِنْ لَمْ أُقْتَلِ وَقَالَ المتَلَمِّس: أَلْقِ الصَّحيفةَ، لَا أَبَا لَك، إِنه ... يُخْشى عَلَيْكَ مِنَ الحِباءِ النِّقْرِسُ ويدلُّك عَلَى أَن هَذَا لَيْسَ بِحَقِيقَةِ قَوْلِ جَرِيرٍ: يَا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ، لَا أَبَا لَكُمُ ... لَا يَلْقَيَنَّكُمُ فِي سَوْءَةٍ عُمَرُ فَهَذَا أَقْوَى دليلٍ عَلَى أَن هَذَا الْقَوْلَ مَثَلٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، أَلا تَرَى أَنه لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ للتَّيْم كلِّها أَبٌ وَاحِدٌ، وَلَكِنَّكُمْ كُلَّكُمْ أَهل للدُّعاء عَلَيْهِ والإِغلاظ لَهُ؟ وَيُقَالُ: لَا أَبَ لَكَ وَلَا أَبَا لَك، وَهُوَ مَدْح، وَرُبَّمَا قَالُوا لَا أَباكَ لأَن اللَّامَ كالمُقْحَمة؛ قَالَ أَبو حيَّة النُّمَيْري:

أَبِالمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أَني ... مُلاقٍ، لَا أَبَاكِ تُخَوِّفِيني؟ دَعي مَاذَا علِمْتِ سَأَتَّقِيهِ، ... ولكنْ بالمغيَّب نَبِّئِيني أَراد: تُخَوِّفِينني، فَحَذَفَ النُّونَ الأَخيرة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ مَا أَنشده أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ فِي الْكَامِلِ: وَقَدْ مَاتَ شَمَّاخٌ وَمَاتَ مُزَرِّدٌ، ... وأَيُّ كَريمٍ، لَا أَبَاكِ يُخَلَّدُ؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ لَا أَبا لَكِ قَوْلُ الأَجْدَع: فإِن أَثْقَفْ عُمَيراً لَا أُقِلْهُ، ... وإِن أَثْقَفْ أَباه فَلَا أَبَا لَهْ قَالَ: وَقَالَ الأَبْرَشُ بَحْزَج «3». بْنُ حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة: إِنْ أَبا نَخْلَة عَبْدٌ مَا لَهُ ... جُولٌ، إِذا مَا التَمَسوا أَجْوالَهُ، يَدْعو إِلى أُمٍّ وَلَا أَبَا لَهُ وَقَالَ الأَعْور بْنُ بَراء: فمَن مُبْلِغٌ عنِّي كُرَيْزاً وناشِئاً، ... بِذاتِ الغَضى، أَن لَا أَبَا لَكُما بِيا؟ وَقَالَ زُفَر بْنُ الْحَرْثِ يَعْتذِر مِنْ هَزيمة انْهَزَمها: أَرِيني سِلاحي، لَا أَبَا لَكِ إِنَّني ... أَرى الحَرْب لَا تَزْدادُ إِلا تَمادِيا أَيَذْهَبُ يومٌ واحدٌ، إِنْ أَسَأْتُه، ... بِصالِح أَيّامي، وحُسْن بَلائِيا وَلَمْ تُرَ مِنِّي زَلَّة، قبلَ هَذِهِ، ... فِراري وتَرْكي صاحِبَيَّ وَرَائِيَا وَقَدْ يَنْبُت المَرْعى عَلَى دِمَنِ الثَّرى، ... وتَبْقى حَزازاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيا وَقَالَ جَرِيرٌ لجدِّه الخَطَفَى: فَأَنْت أَبِي مَا لَمْ تَكُنْ ليَ حاجةٌ، ... فإِن عَرَضَتْ فإِنَّني لَا أَبا لِيا وَكَانَ الخَطَفَى شَاعِرًا مُجيداً؛ وَمِنْ أَحسن مَا قِيلَ فِي الصَّمْت قَوْلُهُ: عَجِبْتُ لإِزْراء العَيِيِّ بنفْسِه، ... وَصَمْتِ الَّذِي قَدْ كَانَ بالقَوْلِ أَعْلَما وَفِي الصَّمْتِ سَتْرٌ لِلْعَييِّ، وإِنما ... صَحِيفةُ لُبِّ المَرْءِ أَن يَتَكَلَّما وَقَدْ تكرَّر فِي الْحَدِيثِ لَا أَبا لَك ، وَهُوَ أَكثر مَا يُذْكَرُ فِي المَدْح أَي لَا كافيَ لَكَ غَيْرُ نفسِك، وَقَدْ يُذْكَر فِي مَعْرض الذَّمِّ كَمَا يُقَالُ لَا أُمَّ لكَ؛ قَالَ: وَقَدْ يُذْكَرُ فِي مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كَقَوْلِهِمْ لِلَّهِ دَرُّك، وَقَدْ يُذْكَرُ بِمَعْنَى جِدَّ فِي أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن لَهُ أَبٌ اتَّكَلَ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ شأْنِه، وَقَدْ تُحْذَف اللَّامُ فَيُقَالُ لَا أَباكَ بِمَعْنَاهُ؛ وَسَمِعَ سليمانُ بنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلًا مِنَ الأَعراب فِي سَنَة مُجْدِبة يَقُولُ: رَبّ العِبادِ، مَا لَنا وَمَا لَكْ؟ ... قَدْ كُنْتَ تَسْقِينا فَمَا بدَا لَكْ؟ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ، لَا أَبَا لَكْ فَحَمَلَهُ سُلَيْمَانُ أَحْسَن مَحْمَل وَقَالَ: أَشهد أَن لَا أَبَا لَهُ وَلَا صاحِبةَ وَلَا وَلَد. وَفِي الْحَدِيثِ: لِلَّهِ أَبُوكَ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: إِذا أُضِيفَ الشَّيْءُ إِلى عَظِيمٍ شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كَمَا قِيلَ بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ، فإِذا وُجدَ مِنَ الوَلَد مَا يَحْسُن مَوْقِعُه

_ (3). قوله [بحزج] كذا في الأَصل هنا وتقدم فيه قريباً: قَالَ بَخْدَجُ اطْلُبْ أَبَا نخلة إلخ. وفي القاموس: بخدج اسم، زاد في اللسان: شاعر

ويُحْمَد قِيلَ لِلَّهِ أَبُوكَ، فِي مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لِلَّهِ خَالِصًا حَيْثُ أَنْجَب بِكَ وأَتى بمِثْلِك. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِذا قَالَ الرجلُ لِلرَّجُلِ لَا أُمَّ لَهُ فَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَهُ أُمٌّ حرَّة، وَهُوَ شَتْم، وَذَلِكَ أَنَّ بَني الإِماء لَيْسُوا بمرْضِيِّين وَلَا لاحِقِينَ بِبَنِي الأَحرار والأَشراف، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ لَا أُمَّ لَك يَقُولُ أَنت لَقِيطٌ لَا تُعْرَف لَكَ أُمّ، قَالَ: وَلَا يَقُولُ الرجُل لصاحِبه لَا أُمّ لَكَ إِلَّا فِي غَضَبِهِ عَلَيْهِ وَتَقْصِيرِهِ بِهِ شاتِماً، وأَما إِذا قَالَ لَا أَبا لَك فَلَمْ يَترك لَهُ مِنَ الشَّتِيمة شَيْئًا، وإِذا أَراد كَرَامَةً قَالَ: لَا أَبا لِشانِيكَ، وَلَا أَبَ لِشانِيكَ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: يُقَالُ لَا أَبَ لكَ وَلَا أَبَكَ، بِغَيْرِ لَامٍ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ: أَنه سأَل الْخَلِيلَ عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ لَا أَبا لَكَ فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا كافيَ لَكَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَاهُ أَنك تَجُرُّنِي أَمرك حَمْدٌ «1». وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قَوْلِهِمْ لَا أَبَا لَك كَلِمَةٌ تَفْصِلُ بِها الْعَرَبُ كلامَها. وأَبو المرأَة: زوجُها؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ. وَمِنَ المُكَنَّى بالأَب قَوْلُهُمْ: أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ، أَبو جَعْدَة كُنْية الذِّئْبِ، أَبو حُصَيْنٍ كُنْيةُ الثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النَّارُ لَا يُنْتَفَع بِهَا، أَبو جُخادِب الجَراد، وأَبو بَراقِش لِطَائِرٍ مُبَرْقَش، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بِمَكَّةَ، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج مِنَ الدَّرْس وَهُوَ الحَيْض، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وَقَالَ: حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قَالَ: أَبا مالِك، إِنَّ الغَواني هَجَرْنني ... أَبا مالِكٍ، إِني أَظنُّك دائِبا وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَة: هَنِيئاً لَكَ أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا الْبَطْحَاءِ لأَنهم شَرفُوا بِهِ وعَظُمُوا بِدُعَائِهِ وَهِدَايَتِهِ كَمَا يُقَالُ للمِطْعام أَبو الأَضْياف. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر: مِنْ مُحَمَّدٍ رسولِ اللَّهِ إِلى المُهاجِر بن أَبو أُمَيَّة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حَقُّه أَن يَقُولَ ابنِ أَبي أُمَيَّة، وَلَكِنَّهُ لاشْتهارِه بالكُنْية وَلَمْ يَكُنْ لَهُ اسْمٌ مَعْرُوفٌ غَيْرُهُ، لَمْ يجرَّ كَمَا قِيلَ عَلِيُّ بْنُ أَبو طَالِبٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: قَالَتْ عَنْ حَفْصَةَ وَكَانَتْ بنتَ أَبيها أَي أَنها شَبِيهَةٌ بِهِ فِي قُوَّة النَّفْسِ وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء. والأَبْواء، بِالْمَدِّ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ الأَبْواء، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْبَاءِ والمدِّ، جَبَل بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَعِنْدَهُ بَلَدٌ ينسَب إِليه. وكَفْرآبِيا: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذِكْر أَبَّى، هِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ: بِئْرٌ مِنْ آبَارِ بَنِي قُرَيظة وأَموالهِم يُقَالُ لَهَا بِئْرُ أَبَّى، نَزَلها سيدُنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَتى بَنِي قُريظة. أتى: الإِتْيان: المَجيء. أَتَيْته أَتْياً وأُتِيّاً وإِتِيّاً وإِتْيَاناً وإِتْيَانَةً ومَأْتَاةً: جِئْته؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فاحْتَلْ لنفسِك قَبْلَ أَتْيِ العَسْكَرِ وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ النِّساء المُواتِيةُ لِزَوْجها ؛ المُواتاةُ: حُسْنُ المُطاوعةِ والمُوافقةِ، وأَصلُها الهمزُ فخفِّف وكثُر حَتَّى صَارَ يُقَالُ بِالْوَاوِ الخالِصة؛ قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ أَتاني فُلَانٌ أَتْياً وأَتْيَةً وَاحِدَةً وإِتْياناً، قَالَ: وَلَا تَقُلْ إِتْيَانَة وَاحِدَةً إِلَّا فِي اضْطِرَارِ شِعْرٍ قَبِيحٍ، لأَن المَصادر كلَّها إِذا جُعِلَتْ وَاحِدَةً رُدَّتْ إِلى بِنَاءِ فَعْلة، وذلك

_ (1). قوله [وَقَالَ غَيْرُهُ مَعْنَاهُ أَنَّكَ تجرني أمرك حمد] هكذا في الأَصل

إِذا كَانَ الفِعْل مِنْهَا عَلَى فَعَلَ أَو فَعِلَ، فإِذا أُدْخِلَتْ فِي الفِعْل زياداتٌ فَوْقَ ذَلِكَ أُدْخِلَت فِيهَا زِيَادَتُهَا فِي الواحِدة كَقَوْلِكَ إِقْبالةً وَاحِدَةً، وَمِثْلُ تَفَعَّلَ تَفْعِلةً وَاحِدَةً وأَشباه ذَلِكَ، وَذَلِكَ فِي الشَّيْءِ الَّذِي يحسُن أَن تَقُولَ فَعْلة وَاحِدَةٌ وإِلَّا فَلَا؛ وَقَالَ: إِني، وأَتْيَ ابنِ غَلَّاقٍ لِيَقْرِيَني، ... كغابِطِ الكَلْبِ يَبْغي الطِّرقَ فِي الذنَبِ وَقَالَ ابْنُ خالَوَيه: يُقَالُ مَا أَتَيْتَنا حَتَّى اسْتَأْتَيْناك. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى ؛ قَالُوا: مَعْنَاهُ حَيْثُ كَانَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ حَيْثُ كَانَ الساحِرُ يجِب أَن يُقْتل، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ أَهل الفِقْه فِي السَّحَرة؛ وَقَوْلِهِ: تِ لي آلَ زيد فابدُهم لِي جَمَاعَةً، ... وسَلْ آلَ زيدٍ أَيُّ شَيْءٍ يَضِيرُها قَالَ ابْنُ جِنِّي: حُكِيَ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ فِي الأَمر مِنْ أَتى: تِ زَيْدًا، فَيُحْذَفُ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا كَمَا حُذِفَتْ مِنْ خُذْ وكُلْ ومُرْ. وقُرئ: يومَ تَأْتِ، بِحَذْفِ الْيَاءِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ، وَهِيَ لُغَةُ هُذيل؛ وأَما قَوْلُ قَيْس بْنِ زُهَير العَبْسيّ: أَلمْ يَأْتِيكَ، والأَنْباءُ تَنْمِي، ... بِمَا لاقَتْ لَبُون بَنِي زِياد؟ فإِنما أَثبت الْيَاءَ وَلَمْ يَحْذِفْهَا لِلْجَزْمِ ضَرُورَةً، وردَّه إِلى أَصله. قَالَ الْمَازِنِيُّ: وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ أَن تَقُولَ زَيْدٌ يرْمِيُك، بِرَفْعِ الْيَاءِ، ويَغْزُوُك، بِرَفْعِ الْوَاوِ، وَهَذَا قاضيٌ، بِالتَّنْوِينِ، فتُجْري الحرْفَ المُعْتَلَّ مُجرى الْحَرْفِ الصَّحِيحِ مِنْ جَمِيعِ الوُجوه فِي الأَسماء والأَفعال جَمِيعًا لأَنه الأَصل. والمِيتاءُ والمِيداءُ، مَمْدودانِ: آخِرُ الْغَايَةِ حَيْثُ يَنْتَهِي إِليه جَرْيُ الْخَيْلِ. والمِيتَاءُ: الطَّرِيقُ العامِرُ، ومجتَمَع الطَّرِيقِ أَيضاً مِيتَاء وَمِيدَاءُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لحُميد الأَرْقَط: إِذا انْضَزَّ مِيتَاءُ الطَّرِيقِ عَلَيْهِمَا، ... مَضَتْ قُدُماً بَرِحَ الْحِزَامُ زَهُوقُ «1» . وَفِي حَدِيثِ اللُّقطة: مَا وجَدْتَ فِي طريقٍ ميتاءٍ فعَرِّفْه سَنَةً ، أَي طريقٍ مَسْلوكٍ، وَهُوَ مفْعال مِنَ الإِتْيَان، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: بَنَى القومُ بُيوتَهم عَلَى ميتاءٍ وَاحِدٍ ومِيداءٍ واحدٍ. وَدَارِي بمِيتاء دارِ فلانٍ ومِيداءْ دارِ فُلان أَي تِلْقاءَ دارِه. وَطَرِيقٌ مِئْتاءٌ: عامِرٌ؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ بِهَمْزِ الْيَاءِ مِنْ مِئْتاءٍ، قَالَ: وَهُوَ مِفْعال مِنْ أَتيت أَي يأْتيه الناسُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا أَنه وَعدٌ حقٌّ وقولٌ صِدْقٌ وطريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنّا عَلَيْكَ أَكثر مَا حَزِنّا ؛ أَراد أَنه طريقٌ مَسْلُوكٌ يَسْلُكه كلُّ أَحدٍ، وَهُوَ مِفْعال مِنَ الإِتْيَان، فإِن قُلْتَ طَرِيقٌ مَأْتِيٌّ فَهُوَ مفْعول مِنْ أَتَيْته. قَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ؛ كأَنه قَالَ آتِياً، كَمَا قَالَ: حِجاباً مَسْتُوراً أَي سَاتِرًا لأَن مَا أَتيته فَقَدْ أَتاك؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يَكُونُ مَفْعُولًا لأَنَّ مَا أَتاك مِنْ أَمر اللَّهِ فَقَدْ أَتَيْته أَنتَ، قَالَ: وإِنما شُدِّد لأَن وَاوَ مَفعولٍ انقلَبت يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا فأُدغمت فِي الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لامُ الْفِعْلِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَكَذَا رُوِيَ طريقٌ مِيتاءٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، إِلا أَن الْمُرَادَ الْهَمْزُ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْمُصَنَّفِ بِغَيْرِ هَمْزٍ، فِيعالًا لأَن فِيعالًا مِنْ أَبْنِية المَصادر، ومِيتاء لَيْسَ مَصْدَرًا إِنما هُوَ صفةٌ فَالصَّحِيحُ فِيهِ إِذن مَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ وَفَسَّرَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ كَانَ لَنَا أَن نَقُولَ إِن أَبا عبيد

_ (1). قوله [إذا انضز إلخ] هكذا في الأَصل هنا، وتقدم في مادتي ميت وميد ببعض تغيير

أَراد الْهَمْزَ فَتَرَكَهُ إِلا أَنه عَقَد الْبَابَ بفِعْلاء فَفَضَحَ ذَاتَهُ وأَبان هَناتَه. وفي التنزيل العزيز: يْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ يُرْجِعُكم إِلى نَفْسه، وأَتَى الأَمرَ مِنْ مَأْتَاهُ ومَأْتَاتِه أَي مِنْ جهتِه وَوَجْهه الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ، كَمَا تَقُولُ: مَا أَحسَنَ مَعْناةَ هَذَا الْكَلَامِ، تُريد مَعْنَاهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وحاجةٍ كنتُ على صُماتِها [صِماتِها] ... أَتَيْتُها وحْدِيَ مِنْ مَأْتَاتها وآتَى إِليه الشيءَ: ساقَه. والأَتِيُّ: النَّهَرُ يَسوقه الرَّجُلُ إِلى أَرْضه، وَقِيلَ: هُوَ المَفْتَح، وكلُّ مَسيل سَهَّلْته لماءٍ أَتِيٌّ، وَهُوَ الأُتِيُّ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَقِيلَ: الأُتِيُّ جمعٌ. وأَتَّى لأَرْضِه أَتِيّاً: ساقَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي مُحَمَّدٍ الفَقْعسيّ: تَقْذِفهُ فِي مِثْلِ غِيطان التِّيهْ، ... فِي كلِّ تِيهٍ جَدْول تُؤَتِّيهْ شبَّه أَجْوافها فِي سَعَتها بالتِّيهِ، وَهُوَ الواسِعُ مِنَ الأَرض. الأَصمعي: كلُّ جَدْوَلِ ماءٍ أَتِيّ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: ليُمْخَضَنْ جَوْفُكِ بالدُّليِّ، ... حَتَّى تَعُودي أَقْطَعَ الأَتِيِ قَالَ: وَكَانَ يَنْبَغِي «2». أَن يَقُولَ قَطْعاً قَطعاء الأَتيِّ لأَنه يُخاطب الرَّكِيَّة أَو الْبِئْرَ، وَلَكِنَّهُ أَراد حَتَّى تَعُودي مَاءً أَقْطَع الأَتيّ، وَكَانَ يَسْتَقِي ويَرْتجِز بِهَذَا الرِّجْزِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ. وأَتَّى لِلْمَاءِ: وَجَّه لَهُ مَجْرىً. وَيُقَالُ: أَتِّ لِهَذَا الْمَاءِ فتُهَيِّئَ لَهُ طَرِيقَهُ. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيان فِي صِفة دِيار ثَمُود قَالَ: وأَتَّوْا جَداوِلَها أَي سَهَّلوا طُرُق المِياه إِليها. يُقَالُ: أَتَّيْت الْمَاءَ إِذا أَصْلَحْت مَجْراه حَتَّى يَجْرِي إِلى مَقارِّه. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: أَنه رأَى رَجُلًا يُؤَتِّي الماءَ فِي الأَرض أَي يُطَرِّق، كأَنه جَعَلَهُ يأْتي إِليها أَي يَجيءُ. والأَتِيُّ والإِتاءُ: مَا يَقَعُ فِي النَّهَرِ «3». مِنْ خَشَبٍ أَو ورَقٍ، والجمعُ آتَاءٌ وأُتيٌّ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الإِتْيان. وسَيْل أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ: لَا يُدْرى مِنْ أَيْن أَتى؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَي أَتى ولُبِّس مَطَرُه عَلَيْنَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأَنه، والهَوْل عَسْكَرِيّ، ... سَيْلٌ أَتِيٌّ مَدَّه أَتِيّ وَمِنْهُ قولُ المرأَة الَّتِي هَجَت الأَنْصارَ، وحَبَّذا هَذَا الهِجاءُ: أَطَعْتُمْ أَتَاوِيَّ مِنْ غَيْرِكُمْ، ... فَلَا مِنْ مُرادٍ وَلَا مَذْحِجِ أَرادت بالأَتَاوِيِّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَتَلَها بعضُ الصَّحَابَةِ فأُهْدِرَ دَمُها، وَقِيلَ: بَلِ السَّيل مُشَبَّه بِالرَّجُلِ لأَنه غريبٌ مِثْلُهُ؛ قَالَ: لَا يُعْدَلُنَّ أَتَاوِيُّون تَضْرِبُهم ... نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلَّاتِ قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَيُرْوَى لَا يَعْدِلَنَّ أَتَاوِيُّون، فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ، وأَراد: لَا يَعْدِلَنَّ أَتاويُّون شأْنُهم كَذَا أَنْفُسَهم. ورُوي أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سأَل عَاصِمَ بْنَ عَدِيّ الأَنْصاري عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدحْداح وتُوُفِّيَ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَباً فيكم؟ فقال:

_ (2). قوله [وكان ينبغي إلخ] هذه عبارة التهذيب وليست فيه لفظة قطعاً (3). قوله [والأَتِيّ والإِتَاء مَا يَقَعُ في النهر] هكذا ضبط في الأَصل، وعبارة القاموس وشرحه: والأَتَى كرضا، وضبطه بعض كعدي، والأَتَاء كسماء، وضبطه بعض ككساء: مَا يَقَعُ فِي النَّهَرِ مِنْ خَشَبٍ أَوْ وَرَقٍ

لَا، إِنما هُوَ أَتِيٌّ فِينَا، قَالَ: فقَضَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِيرَاثِهِ لِابْنِ أُختِه ؛ قَالَ الأَصمعي: إِنما هُوَ أَتِيٌّ فِينَا؛ الأَتِيُّ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ لَيْسَ مِنْهُمْ، وَلِهَذَا قِيلَ لِلسَّيْلِ الَّذِي يأْتي مِنْ بلَد قَدْ مُطر فِيهِ إِلى بَلَدٍ لَمْ يُمْطر فِيهِ أَتِيٌّ. وَيُقَالُ: أَتَّيْت لِلسَّيْلِ فأَنا أُؤَتِّيه إِذا سهَّلْت سَبِيلَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ ليخرُج إِليه، وأَصل هَذَا مِنَ الغُرْبة، أَي هُوَ غَريبٌ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ أَتِيٌّ وأَتاوِيٌّ أَي غريبٌ. يُقَالُ: جَاءَنَا أَتَاوِيٌّ إِذا كَانَ غَرِيبًا فِي غَيْرِ بِلَادِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ حِينَ أَرسل سَلِيطَ بْنَ سَلِيطٍ وعبدَ الرحمن ابن عتَّاب إِلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلام فَقَالَ: ائْتِيَاه فتَنَكَّرا لَهُ وَقُولَا إِنَّا رجُلان أَتَاوِيَّان وَقَدْ صَنَع اللَّهُ مَا تَرَى فَمَا تأْمُر؟ فَقَالَا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَسْتُما بأَتاوِيَّيْن وَلَكِنَّكُمَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ أَرسلكما أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: الأَتَاوِيُّ، بِالْفَتْحِ، الْغَرِيبُ الَّذِي هُوَ فِي غَيْرِ وَطَنِهِ أَي غَرِيبًا، ونِسْوة أَتَاوِيَّات «1»؛ وأَنشد هُوَ وأَبو الجرَّاح لِحُمَيْدٍ الأَرْقَط: يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتَاوِيَّاتِ ... مُعْتَرِضات غَيْرِ عُرْضِيَّاتِ أَي غَرِيبَةٍ مِنْ صَواحبها لِتَقَدُّمِهِنَّ وسَبْقِهِنَّ، ومُعْتَرِضات أَي نشِيطة لَمْ يُكْسِلْهُنَّ السَّفَرُ، غَيْرِ عُرْضِيَّات أَي مِنْ غَيْرِ صُعُوبة بَلْ ذَلِكَ النَّشاط مِنْ شِيَمِهِنَّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْحَدِيثُ يُرْوَى بِالضَّمِّ، قَالَ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا سَيْلٌ أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ إِذا جَاءَكَ وَلَمْ يُصِبْكَ مَطَره. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ؛ أَي قرُب ودَنا إِتْيانُه. وَمِنْ أَمثالهم: مَأْتِيٌّ أَنت أَيها السَّوادُ أَو السُّوَيْدُ، أَي لَا بُدَّ لَكَ مِنْ هَذَا الأَمر. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا دَنا مِنْهُ عدوُّه: أُتِيتَ أَيُّها الرجلُ. وأَتِيَّةُ الجُرْحِ وآتِيَتُه: مادَّتُه وَمَا يأْتي مِنْهُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، لأَنها تأْتِيه مِنْ مَصَبِّها. وأَتَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ: أَهلَكَه، عَلَى الْمَثَلِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَتَى عَلَى فُلَانٍ أَتْوٌ أَي مَوْتٍ أَو بَلاء أَصابه؛ يُقَالُ: إِن أَتى عليَّ أَتْوٌ فَغُلَامِي حُرٌّ أَي إِن مُتُّ. والأَتْوُ: المَرَض الشَّدِيدُ أَو كسرُ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو موتٌ. وَيُقَالُ: أُتيَ عَلَى يَدِ فُلَانٍ إِذا هَلَكَ لَهُ مالٌ؛ وَقَالَ الحُطَيئة: أَخُو المَرْء يُؤْتَى دُونَهُ ثُمَّ يُتَّقَى ... بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصى كالجَمامِحِ قَوْلُهُ أَخو الْمَرْءِ أَي أَخُو الْمَقْتُولِ الَّذِي يَرْضى مِنْ دِيَةِ أَخيه بِتُيوس، يَعْنِي لَا خَيْرَ فِيمَا يُؤتى دُونَهُ أَي يُقْتَلُ ثُمَّ يُتَّقَى بتُيوس زُبِّ اللّحَى أَي طَوِيلَةِ اللِّحَى. وَيُقَالُ: يُؤْتَى دُونَهُ أَي يُذهب بِهِ ويُغلَب عَلَيْهِ؛ وَقَالَ: أَتَى دُونَ حُلْوِ العَيْش حَتَّى أَمرَّه ... نُكُوبٌ، عَلَى آثارِهن نُكُوبُ أَي ذهَب بحُلْو العَيْشِ. وَيُقَالُ: أُتِيَ فُلَانٌ إِذا أَطلَّ عَلَيْهِ العدوُّ. وَقَدْ أُتِيتَ يَا فُلَانُ إِذا أُنْذِر عَدُوًّا أَشرفَ عَلَيْهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ ؛ أَي هَدَم بُنْيانَهم وقلَع بُنْيانهم مِنْ قَواعِدِه وأَساسه فهدَمه عَلَيْهِمْ حَتَّى أَهلكهم. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ فِي العَدَوِيِّ: إِني قُلْتُ أُتِيتَ أَي دُهِيتَ وتغَيَّر عَلَيْكَ حِسُّك فتَوَهَّمْت مَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ صَحِيحًا. وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ: فعَلَه. واسْتأْتَتِ النَّاقَةُ اسْتِئتاءً، مَهْمُوزٌ، أَي ضَبِعَتْ وأَرادت الفَحْل. وَيُقَالُ: فَرَسٌ أَتيٌّ ومُسْتَأْتٍ

_ (1). قوله [أَيْ غَرِيبًا وَنِسْوَةٌ أَتَاوِيَّات] هكذا في الأَصل، ولعله ورجال أَتَاوِيُّون أَي غرباء ونسوة إلخ. وعبارة الصحاح: والأَتَاوِيّ الغريب، ونسوة إلخ

ومُؤَتَّى ومُسْتَأْتِي، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذا أَوْدَقَت. والإِيتاءُ: الإِعْطاء. آتَى يُؤَاتِي إِيتَاءً وآتاهُ إِيتاءً أَي أَعطاه. وَيُقَالُ: لِفُلَانٍ أَتْوٌ أَي عَطاء. وآتَاه الشَّيْءَ أَي أَعطاه إِيَّاه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ؛ أَراد وأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ شَيْئًا، قَالَ: وَلَيْسَ قولُ مَنْ قَالَ إِنَّ مَعْنَاهُ أُوتِيَتْ كُلَّ شَيْءٍ يَحْسُن، لأَن بِلْقِيس لَمْ تُؤتَ كُلَّ شَيْءٍ، أَلا ترَى إِلى قَوْلِ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِها؟ فَلَوْ كَانَتْ بِلْقِيسُ أُوتِيَتْ كلَّ شَيْءٍ لأُوتِيَتْ جُنُودًا تُقاتلُ بِهَا جُنُودَ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَو الإِسلامَ لأَنها إِنما أَسْلمت بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وآتَاه: جَازَاهُ. وَرَجُلٌ مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاء. وَقَدْ قُرِئَ: وإِن كَانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِهَا وآتَيْنا بِهَا ؛ فأَتَيْنا جِئنا، وآتَيْنا أَعْطَينا، وَقِيلَ: جازَيْنا، فإِن كَانَ آتَيْنا أَعْطَيْنا فَهُوَ أَفْعَلْنا، وإِن كَانَ جازَيْنا فَهُوَ فاعَلْنا. الْجَوْهَرِيُّ: آتاهُ أَتَى بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: آتِنا غَداءَنا أَي ائْتِنا بِهِ. وَتَقُولُ: هاتِ، مَعْنَاهُ آتِ عَلَى فاعِل، فَدَخَلَتِ الْهَاءُ عَلَى الأَلف. وَمَا أَحسنَ أَتْيَ يَدَي النَّاقَةِ أَي رَجْع يدَيْها فِي سَيْرِها. وَمَا أَحسن أَتْوَ يَدَيِ النَّاقَةِ أَيضاً، وَقَدْ أَتَتْ أَتْواً. وآتَاهُ عَلَى الأَمْرِ: طاوَعَه. والمُؤَاتَاةُ: حُسْنُ المُطاوَعةِ. وآتَيْتُه عَلَى ذَلِكَ الأَمْر مُؤَاتَاةً إِذا وافَقْته وطاوَعْته. والعامَّة تَقُولُ: وَاتَيْتُه، قَالَ: وَلَا تَقُلْ وَاتَيْته إِلا فِي لُغَةٍ لأَهل اليَمن، وَمِثْلُهُ آسَيْت وآكَلْت وآمَرْت، وإِنما جَعَلُوهَا وَاوًا عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ فِي يُواكِل ويُوامِر وَنَحْوَ ذَلِكَ. وتَأَتَّى لَهُ الشيءُ: تَهَيَّأَ. وَقَالَ الأَصمعي: تَأَتَّى فُلَانٌ لِحَاجَتِهِ إِذا تَرَفَّق لَهَا وأَتاها مِنْ وَجْهها، وتَأَتَّى للقِيام. والتَّأَتِّي: التَّهَيُّؤُ لِلْقِيَامِ؛ قَالَ الأَعْشى: إِذا هِي تَأَتَّى قَرِيبُ القِيام، ... تَهادَى كَمَا قَدْ رأَيْتَ البَهِيرا «1» . وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَأَتَّى أَي يتعرَّض لمَعْروفِك. وأَتَّيْتُ الماءَ تَأْتِيَةً وتَأَتِّياً أَي سَهَّلت سَبيله ليخرُج إِلى مَوْضِعٍ. وأَتَّاه اللَّهُ: هَيَّأَه. وَيُقَالُ: تَأَتَّى لفُلان أَمرُه، وَقَدْ أَتَّاه اللَّهُ تَأْتِيَةً. وَرَجُلٌ أَتِيٌّ: نافِذٌ يتأَتَّى للأُمور. وَيُقَالُ: أَتَوْتُه أَتْواً، لُغَةٌ فِي أَتَيْتُه؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ: يَا قَوْمِ، مَا لِي وأَبا ذُؤيْبِ، ... كُنْتُ إِذا أَتَوْتُه مِنْ غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي، ... كأَنني أَرَبْته بِرَيْبِ وأَتَوْتُه أَتْوَةً وَاحِدَةً. والأَتْوُ: الاسْتِقامة فِي السير والسرْعةُ. وما زال كلامُه عَلَى أَتْوٍ واحدٍ أَي طريقةٍ وَاحِدَةٍ؛ حَكَى ابْنُ الأَعرابي: خطَب الأَميرُ فَمَا زَالَ عَلَى أَتْوٍ واحدٍ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبير: كُنَّا نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْن أَي الدفْعةَ والدفْعتين، مِنَ الأَتْوِ العَدْوِ، يُرِيدُ رَمْيَ السِّهام عَنِ القِسِيِّ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرب. وأَتَوْتُه آتُوه أَتْواً وإِتَاوَةً: رَشَوْتُه؛ كَذَلِكَ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، جَعَلَ الإِتَاوَة مَصْدَرًا. والإِتَاوةُ: الرِّشْوةُ والخَراجُ؛ قَالَ حُنَيّ بْنُ جَابِرٍ التَّغْلبيّ: ففِي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتَاوَةٌ، ... وَفِي كلِّ مَا باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما أَبو عُبَيْدٍ فأَنشد هَذَا الْبَيْتَ عَلَى الإَتاوَةِ الَّتِي هِيَ الْمَصْدَرُ، قَالَ: ويقوِّيه قَوْلُهُ مَكْسُ دِرْهَم، لأَنه عَطْفُ عرَض عَلَى عرَض. وكلُّ مَا

_ (1). قوله [إذا هي تَأَتَّى إلخ] تقدم في مادة بهر بلفظ: إِذَا مَا تَأَتَّى تُرِيدُ القيام

أُخِذ بكُرْهٍ أَو قُسِمَ عَلَى موضعٍ مِنَ الجِبايةِ وغيرِها إِتَاوَةٌ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الرِّشْوةَ عَلَى الْمَاءِ، وَجَمْعُهَا أُتىً نَادِرٌ مِثْلَ عُرْوَةٍ وعُرىً؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: لَنَا العَضُدُ الشُّدَّى عَلَى الناسِ، والأُتَى ... عَلَى كلِّ حافٍ فِي مَعَدٍّ وناعِلِ وَقَدْ كُسِّر عَلَى أَتَاوَى؛ وَقَوْلُ الجَعْدِيّ: فَلا تَنْتَهِي أَضْغانُ قَوْمِيَ بَيْنَهُمْ ... وَسَوأَتُهم، حَتَّى يَصِيروا مَوالِيا مَوالِيَ حِلْفٍ، لَا مَوالِي قَرابةٍ، ... ولكنْ قَطِيناً يَسأَلون الأَتَاوِيَا أَي هُمْ خدَم يسأَلون الخَراج، وَهُوَ الإِتَاوَةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما كَانَ قِياسُه أَن يَقُولَ أَتاوى كَقَوْلِنَا فِي عِلاوةٍ وهِراوَةٍ عَلاوى وهَراوى، غَيْرَ أَن هَذَا الشَّاعِرَ سلَك طَرِيقًا أُخرى غَيْرَ هَذِهِ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا كسَّر إِتاوةً حَدَّثَ فِي مِثَالِ التَّكْسِيرِ همزةٌ بَعْدَ أَلِفه بَدَلًا مِنْ أَلف فِعالةٍ كَهَمْزَةِ رَسائل وكَنائن، فَصَارَ التَّقْدِيرُ بِهِ إِلَى إِتاءٍ، ثُمَّ تُبْدَلُ مِنْ كَسْرَةِ الْهَمْزَةِ فَتْحَةً لأَنها عارِضة فِي الْجَمْعِ وَاللَّامُ مُعْتلَّة كَبَابِ مَطايا وعَطايا فَيَصِيرُ إِلى أَتاأَى، ثُمَّ تُبْدِل مِنَ الْهَمْزَةِ وَاوًا لظُهورها لَامًا فِي الْوَاحِدِ فَتَقُولُ أَتَاوى كعَلاوى، وَكَذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ فِي تَكْسِيرِ إِتاوَةٍ أَتَاوَى، غَيْرَ أَن هَذَا الشَّاعِرَ لَوْ فعلَ ذَلِكَ لأَفسد قافِيَتَه، لكنَّه احْتَاجَ إِلى إِقرار الْهَمْزَةِ بِحَالِهَا لتصِحَّ بعدَها الياءُ الَّتِي هِيَ رَوِيُّ القافيةِ كَمَا مَعها مِنَ القَوافي الَّتِي هِيَ الرَّوابيا والأَدانِيا وَنَحْوَ ذَلِكَ، ليَزول لفظُ الْهَمْزَةِ، إِذا كَانَتِ العادةُ فِي هَذِهِ الْهَمْزَةِ أَن تُعَلَّ وتُغَيَّر إِذا كَانَتِ اللَّامُ معتلَّة، فرأَى إِبْدال هَمْزَةِ إِتاءٍ وَاوًا ليَزُول لفظُ الهمزةِ الَّتِي مِنْ عَادَتِهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَن تُعَلَّ وَلَا تصحَّ لِمَا ذَكَرْنَا، فَصَارَ الأَتاوِيا؛ وقولُ الطِّرِمَّاح: وأَهْل الأُتَى اللَّاتي عَلَى عَهْدِ تُبَّعٍ، ... عَلَى كلِّ ذِي مالٍ غَرِيبٌ وعاهِن فُسِّر فَقِيلَ: الأُتَى جَمْعُ إِتَاوَةٍ، قَالَ: وأُراه عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ فَيَكُونُ مِنْ باب رِشْوَة ورُشيً. والإِتَاءُ: الغَلَّةُ وحَمْلُ النخلِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَتَتِ الشَّجَرَةُ وَالنَّخْلَةُ تَأْتُو أَتْواً وإِتاءً، بِالْكَسْرِ؛ عَنْ كُراع: طَلَعَ ثَمَرَهَا، وَقِيلَ: بَدا صَلاحُها، وَقِيلَ: كَثُرَ حَمْلُها، وَالِاسْمُ الإِتَاوَةُ. والإِتَاءُ: مَا يَخْرُجُ مِنْ إِكالِ الشَّجَرِ؛ قَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ رَواحة الأَنصاري: هُنالِك لَا أُبالي نَخْلَ بَعْلٍ ... وَلَا سَقْيٍ، وإِن عَظُمَ الإِتَاءُ عَنى بهنالِك موضعَ الْجِهَادِ أَي أَستشهد فأُرْزَق عِنْدَ اللَّهِ فَلَا أُبالي نَخْلًا وَلَا زَرْعًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وبَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ لَهُ عِناجٌ، ... كمخْضِ الْمَاءِ لَيْسَ لَهُ إِتاءُ المُرادُ بالإِتاء هُنَا: الزُّبْد. وإِتاءُ النَّخْلَةِ: رَيْعُها وزَكاؤها وَكَثْرَةُ ثَمَرِها، وَكَذَلِكَ إِتَاءُ الزَّرْعِ رَيْعه، وَقَدْ أَتَت النخلةُ وآتَتْ إِيتَاءً وإِتَاءً. وَقَالَ الأَصمعي: الإِتَاءُ مَا خَرَجَ مِنَ الأَرض مِنَ الثَّمَرِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: كَمْ إِتَاءُ أَرضِك أَي رَيْعُها وحاصلُها، كأَنه مِنَ الإِتَاوَةِ، وَهُوَ الخَراجُ. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ إِذا مُخِض وَجَاءَ بالزُّبْد: قَدْ جَاءَ أَتْوُه. والإِتاءُ: النَّماءُ. وأَتَتِ الماشيةُ إِتَاءً: نَمَتْ، وَاللَّهُ أَعلم. أثا: أَثَوْتُ الرجلَ وأَثَيْتُه وأَثَوْتُ بِهِ وأَثَيْتُ بِهِ وَعَلَيْهِ أَثْواً وأَثْياً وإِثاوَةً: وشَيْتُ بِهِ وسَعَيْتُ

عِنْدَ السُّلْطَانِ، وَقِيلَ: وَشَيْتُ بِهِ عِنْدَ مَنْ كَانَ، مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِهِ السلطانُ، وَالْمَصْدَرُ الأَثْوُ والأَثْيُ والإِثَاوَةُ والإِثَايَة، وَمِنُهُ سُمِيِّتِ الأُثَايَةُ «1». الْمَوْضِعُ الْمَعْرُوفُ بِطَرِيقِ الجُحْفةِ إِلى مَكَّةَ، وَهِيَ فُعالةٌ مِنْهُ، وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُ هَمْزَتَهَا. أَبو زَيْدٍ: أَثَيْتُ بِهِ آثِي إِثَاوَةً إِذا أَخبرْتَ بعُيُوبه الناسَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الْحَرْثِ الأَزْديّ وَغَرِيمِهِ: لآتِيَنَّ عَلِيّاً فلآثِيَنَّ بِكَ أَي لأَشِيَنَّ بِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: انْطَلَقْتُ إِلى عُمَرَ آثِي عَلَى أَبي مُوسَى الأَشعري. الْجَوْهَرِيُّ: أَثَا بِه يَأْثُو ويَأْثِي أَيضاً أَي وَشى بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: ذُو نَيْرَبٍ آثِ؛ هَكَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُهُ: وَلَا أَكون لَكُمْ ذَا نَيْرَبٍ آثِ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وإِنّ امْرَأً يَأْثُو بِسادة قَوْمهِ ... حَريٌّ، لعَمْري، أَن يُذَمَّ ويُشْتَما قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: ولَسْتُ، إِذا وَلَّى الصَّديقُ بِوُدِّهِ، ... بمُنْطَلِق آثُو عَلَيْهِ وأَكْذِبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُؤْتَثِي الَّذِي يُكْثِر الأَكلَ فيعطَش ولا يَرْوى. أحا: «2». أَحُو أَحُو: كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْكَبْشِ إِذا أُمِر بالسفاد. أحيا: ابْنُ الأَثير: أَحْيا، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْحَاءِ وَيَاءٌ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، مَاءٌ بِالْحِجَازِ كَانَتْ بِهِ غَزْوة عُبيدة بن الحرث بنِ عَبْدِ المُطَّلب، ويأْتي ذكره في حيا. أخا: الأَخُ مِنَ النسَب: مَعْرُوفٌ، وَقَدْ يَكُونُ الصديقَ والصاحِبَ، والأَخا، مَقْصُورٌ، والأَخْوُ لُغَتَانِ فيهِ حَكَاهُمَا ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد لخُليجٍ الأَعْيَويّ: قَدْ قلتُ يَوْمًا، والرِّكابُ كأَنها ... قَوارِبُ طَيْرٍ حَانَ مِنْهَا وُرُودُها لأَخْوَيْنِ كَانَا خيرَ أَخْوَيْن شِيمةً، ... وأَسرَعه فِي حَاجَةٍ لِي أُريدُها حمَل أَسْرَعه عَلَى مَعْنَى خَيْرَ أَخْوَين وأَسرَعه كَقَوْلِهِ: شَرّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لَهَا وَهَذَا نادرٌ. وأَما كُرَاعٌ فَقَالَ: أَخْو، بِسُكُونِ الْخَاءِ، وَتَثْنِيَتِهِ أَخَوَان، بِفَتْحِ الْخَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ تَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَخَوَان. قَالَ: ويَجيء فِي الشِّعْرِ أَخْوَان، وأَنشد بَيْتَ خُلَيْج أَيضاً: لأَخْوَيْن كَانَا خيرَ أَخْوَين . التَّهْذِيبُ: الأَخُ الْوَاحِدُ، وَالِاثْنَانِ أَخَوَان، وَالْجَمْعُ إِخْوَان وإِخْوَة. الْجَوْهَرِيُّ: الأَخُ أَصله أَخَوٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه جُمِع عَلَى آخَاءٍ مِثْلُ آبَاءٍ، وَالذَّاهِبُ مِنْهُ واوٌ لأَنك تَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَخَوَان، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ أَخَانِ، عَلَى النقْص، وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى إِخْوَان مِثْلُ خَرَب وخِرْبان، وَعَلَى إِخْوَةٍ وأُخْوَةٍ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَقَدْ يُتَّسَع فِيهِ فيُراد بِهِ الِاثْنَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ ؛ وَهَذَا كَقَوْلِكَ إِنَّا فَعَلْنَا وَنَحْنُ فَعَلْنَا وأَنتُما اثْنَانِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ لَا أَخا، فاعْلَمْ، لكَ، فَقَوْلُهُ فاعْلم اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِليه، كذا

_ (1). قوله [ومنه سميت الأُثَايَة] عبارة القاموس: وأثَايَة، بالضم ويثلث، موضع بين الحرمين فيه مسجد نبوي أو بئر دون العرج عليها مَسْجِدٌ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم (2). قوله [أحَا إلخ] هكذا في الأَصل بالحاء، وعبارة القاموس وشرحه: أجي أجي كذا في النسخ بالجيم وهو غلط، والصواب بالحاء وقد أهمله الجوهري، وهو دعاء للنعجة، يائي، والذي في اللسان: أَحُو أَحُو كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْكَبْشِ إِذَا أُمِرَ بِالسِّفَادِ وهو عن [ابن الدقيش] فعلى هذا هو واوي

الظَّاهِرُ، وأَجاز أَبو عَلِيٍّ أَن يَكُونَ لَكَ خَبَرًا وَيَكُونَ أَخا مَقْصُورًا تَامًّا غَيْرَ مُضَافٍ كَقَوْلِكَ لَا عَصا لَكَ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَخُونَ وآخَاءٌ وإِخْوَانٌ وأُخْوَان وإِخْوَة وأُخْوَة، بِالضَّمِّ؛ هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، فأَما سِيبَوَيْهِ فالْأُخْوَة، بِالضَّمِّ، عِنْدَهُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ وَلَيْسَ بِجَمْع، لأَن فَعْلًا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فُعْلة، وَيَدُلُّ عَلَى أَن أَخاً فَعَلَ مَفْتُوحَةَ الْعَيْنِ جَمْعُهُمْ إِيَّاها عَلَى أَفْعال نَحْوُ آخَاء؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ يُونُسَ؛ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ: وَجَدْتُم بَنيكُم دُونَنا، إِذْ نُسِبْتُمُ، ... وأَيٌّ بَني الآخَاء تَنْبُو مَناسِبُهْ؟ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهِ أُخُوَّة، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه أُخُوّ على مثال فُعُول، ثُمَّ لَحِقَتِ الْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ كالبُعُولةِ والفُحُولةِ. وَلَا يُقَالُ أَخُو وأَبو إِلّا مُضافاً، تَقُولُ: هَذَا أَخُوك وأَبُوك وَمَرَرْتُ بأَخِيك وأَبيك ورأَيت أَخَاكَ وأَباكَ، وَكَذَلِكَ حَموك وهَنُوك وفُوك وَذُو مَالٍ، فَهَذِهِ السِّتَّةُ الأَسماء لَا تَكُونُ موحَّدة إِلَّا مُضَافَةً، وإِعرابُها فِي الْوَاوِ وَالْيَاءِ والأَلِف لأَن الْوَاوَ فِيهَا وإِن كَانَتْ مِنْ نفْس الْكَلِمَةِ فَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى الرَّفْعِ، وَفِي الْيَاءِ دَلِيلٌ عَلَى الْخَفْضِ، وَفِي الأَلف دَلِيلٌ عَلَى النصْب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِهِ لَا تَكُونُ موحَّدة إِلّا مُضَافَةً وإِعرابُها فِي الْوَاوِ وَالْيَاءِ والأَلِف، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن لَا تُضَافَ وتُعْرب بالحرَكات نَحْوُ هَذَا أَبٌ وأَخٌ وحَمٌ وفَمٌ مَا خَلَا قَوْلَهُمْ ذُو مالٍ فإِنه لَا يَكُونُ إِلَّا مُضَافًا، وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ، فإِنَّ الجمع هاهنا مَوْضُوعٌ موضِع الِاثْنَيْنِ لأَن الِاثْنَيْنِ يُوجِبان لَهَا السدُس. والنسبةُ إِلى الأَخِ أَخَوِيّ، وَكَذَلِكَ إِلى الأُخْت لأَنك تَقُولُ أَخَوَات، وَكَانَ يُونُسُ يَقُولُ أُخْتِيّ، وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ ؛ يَعْنِي بإِخْوَانهم الشَّيَاطِينَ لأَن الْكُفَّارَ إِخوانُ الشَّيَاطِينِ. وَقَوْلُهُ: فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ* أَي قَدْ دَرَأَ عَنْهُمْ إِيمانُهم وتوبتُهم إِثْمَ كُفْرهم ونَكْثِهم العُهودَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً* ؛ وَنَحْوَهُ قَالَ الزَّجَّاجُ، قِيلَ فِي الأَنبياء أَخوهم وإِن كَانُوا كَفَرة، لأَنه إِنما يَعْنِي أَنه قَدْ أَتاهم بشَر مِثْلُهُمْ مِنْ وَلَد أَبيهم آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ أَحَجُّ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ أَخاهم لأَنه مِنْ قَوْمِهِمْ فَيَكُونَ أَفْهَم لَهُمْ بأَنْ يأْخذوه عَنْ رجُل مِنْهُمْ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ أَخُو كُرْبةٍ وأَخُو لَزْبةٍ وَمَا أَشبه ذَلِكَ أَي صَاحِبُهَا. وَقَوْلُهُمْ: إِخْوان العَزاء وإِخْوَان العَمل وَمَا أَشبه ذَلِكَ إِنما يُرِيدُونَ أَصحابه ومُلازِمِيه، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنوا بِهِ أَنهم إِخْوانه أَي إِخْوَتُه الَّذِينَ وُلِدُوا مَعَهُ، وإِن لَمْ يُولَد العَزاء وَلَا العمَل وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الأَغْراض، غَيْرُ أَنَّا لَمْ نَسْمَعْهُمْ يَقُولُونَ إِخْوة العَزاء وَلَا إِخْوة العمَل وَلَا غَيْرَهُمَا، إِنما هُوَ إِخْوَان، وَلَوْ قَالُوهُ لجَاز، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى المثَل؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِنَّما يَنْجَحُ إِخْوَان العَمَلْ يَعْنِي مَنْ دَأَبَ وتحرَّك وَلَمْ يُقِمْ؛ قَالَ الرَّاعِي: عَلَى الشَّوْقِ إِخْوَان العَزاء هَيُوجُ أَي الَّذِينَ يَصْبِرُون فَلَا يَجْزَعون وَلَا يَخْشعون وَالَّذِينَ هُمْ أَشِقَّاء العمَل والعَزاء. وَقَالُوا: الرُّمْح أَخوك وَرُبَّمَا خانَك. وأَكثرُ مَا يُسْتَعْمَلُ الإِخْوَانُ فِي الأَصْدِقاء والإِخْوَةُ فِي الوِلادة، وَقَدْ جُمِعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، قَالَ عَقِيلُ بْنُ عُلَّفَة المُرِّيّ: وَكَانَ بَنُو فَزارةَ شَرَّ قَوْمٍ، ... وكُنْتُ لَهُمْ كَشَرِّ بَني الأَخِينا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ:

وكانَ بَنُو فَزارة شرَّ عَمّ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ العبَّاس بْنِ مِرْداس السُّلَمِيِّ: فقُلْنا: أَسْلموا، إِنَّا أَخُوكُمْ، ... فَقَدْ سَلِمَتْ مِنَ الإِحَنِ الصُّدورُ التَّهْذِيبُ: هُمُ الإِخْوَةُ إِذا كَانُوا لأَبٍ، وَهُمُ الإِخْوَان إِذا لَمْ يَكُونُوا لأَب. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَ أَهلُ البَصْرة أَجمعون الإِخْوَة فِي النسَب، والإِخْوَان فِي الصَّدَاقَةِ. تَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِي وأَصْدِقَائِي، فإِذا كَانَ أَخاه فِي النسَب قَالُوا إِخْوَتِي، قَالَ: وَهَذَا غلَط، يُقَالُ للأَصْدِقاء وَغَيْرِ الأَصْدِقاء إِخْوَة وإِخْوَان. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ، وَلَمْ يعنِ النَّسَبَ، وَقَالَ: أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ ، وَهَذَا فِي النسَب، وَقَالَ: فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ . والأُخْتُ: أُنثى الأَخِ، صِيغةٌ عَلَى غَيْرِ بِنَاءِ الْمُذَكَّرِ، وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَزْنُهَا فَعَلَة فَنَقَلُوهَا إِلى فُعْل وأَلحَقَتْها التاءُ المُبْدَلة مِنْ لامِها بِوَزْنِ فُعْل، فَقَالُوا أُخْت، وَلَيْسَتِ التَّاءُ فِيهَا بِعَلَامَةِ تأْنيث كَمَا ظنَّ مَنْ لَا خِبْرَة لَهُ بِهَذَا الشأْن، وَذَلِكَ لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا؛ هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَدْ نصَّ عَلَيْهِ فِي بَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ فَقَالَ: لَوْ سمَّيت بِهَا رَجُلًا لصَرَفْتها مَعْرِفة، وَلَوْ كَانَتْ للتأْنيث لَمَا انْصَرَفَ الِاسْمُ، عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ قَدْ تسمَّح فِي بَعْضِ أَلفاظه فِي الْكِتَابِ فَقَالَ هِيَ عَلَامَةُ تأْنيث، وإِنما ذَلِكَ تجوُّز مِنْهُ فِي اللَّفْظِ لأَنه أَرْسَلَه غُفْلًا، وَقَدْ قيَّده فِي بَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ، والأَخْذُ بِقَوْلِهِ الْمُعَلَّلِ أَقْوى مِنَ الأَخْذ بِقَوْلِهِ الغُفْل المُرْسَل، وَوَجْهُ تجوُّزه أَنه لمَّا كَانَتِ التَّاءُ لَا تبدَل مِنَ الْوَاوِ فِيهَا إِلا مَعَ الْمُؤَنَّثِ صَارَتْ كأَنها عَلَامَةُ تأْنيث، وأَعني بِالصِّيغَةِ فِيهَا بِنَاءَهَا عَلَى فُعْل وأَصلها فَعَل، وإِبدال الْوَاوِ فِيهَا لَازِمٌ لأَنَّ هَذَا عَمَلٌ اخْتَصَّ بِهِ الْمُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ أَخَوَات. اللَّيْثُ: تَاءُ الأُخْت أَصلُها هَاءُ التأْنيث. قَالَ الْخَلِيلُ: تأْنيث الأَخِ أُخْت، وَتَاؤُهَا هَاءٌ، وأُخْتَان وأَخَوَات، قَالَ: والأَخُ كَانَ تأْسِيس أَصل بِنَائِهِ عَلَى فَعَل بِثَلَاثِ متحرِّكات، وَكَذَلِكَ الأَب، فَاسْتَثْقَلُوا ذَلِكَ وأَلْقَوُا الْوَاوَ، وَفِيهَا ثَلَاثَةُ أَشياء: حَرْف وصَرْف وصَوْت، فربَّما أَلْقَوُا الْوَاوَ وَالْيَاءَ بِصَرْفِهَا فأَبْقَوْا مِنْهَا الصوْت فاعتَمد الصوْت عَلَى حَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ، فإِن كَانَتِ الْحَرَكَةُ فَتْحَةً صَارَ الصَّوْتُ مِنْهَا أَلفاً لَيِّنة، وإِن كَانَتْ ضمَّة صَارَ مَعَهَا وَاوًا ليِّنَة، وإِن كَانَتْ كَسْرَةً صَارَ مَعَهَا يَاءً لَيِّنة، فاعتَمد صوْتُ واوِ الأَخِ عَلَى فَتْحَةِ الْخَاءِ فَصَارَ مَعَهَا أَلِفاً لَيِّنة أَخَا وَكَذَلِكَ أَبا، فأَما الأَلف الليِّنة فِي مَوْضِعِ الْفَتْحِ كَقَوْلِكَ أَخا وَكَذَلِكَ أَبا كأَلف رَبا وغَزا وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَبا، ثُمَّ أَلْقَوا الأَلف اسْتِخْفَافًا لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ وَبَقِيَتِ الْخَاءُ عَلَى حَرَكَتِهَا فجَرَتْ عَلَى وُجوه النَّحْوِ لقِصَر الِاسْمِ، فإِذا لَمْ يُضِيفُوه قَوَّوْهُ بِالتَّنْوِينِ، وإِذا أَضافوا لَمْ يَحْسُن التَّنْوِينُ فِي الإِضافة فَقَوَّوْهُ بالمدِّ فَقَالُوا أَخو وأَخي وأَخا، تَقُولُ أَخُوك أَخُو صِدْقٍ وأَخُوك أَخٌ صالحٌ، فإِذا ثَنَّوْا قَالُوا أَخَوَان وأَبَوان لأَن الِاسْمَ متحرِّك الحَشْو، فَلَمْ تَصِرْ حركتُه خَلَفاً مِنَ الْوَاوِ الساقِط كَمَا صَارَتْ حركةُ الدالِ مِنَ اليَدِ وَحَرَكَةُ الْمِيمِ مِنَ الدَّمِ فَقَالُوا دَمان ويَدان؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ دَمَيان كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: فلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَرٍ ذُبِحْنا، ... جَرى الدَّمَيان بالخَبَر اليَقِينِ وإِنما قَالَ الدَّمَيان عَلَى الدَّمَا كَقَوْلِكَ دَمِيَ وَجْهُ فُلَانٍ أَشَدَّ الدَّما فحرَّك الحَشْو، وَكَذَلِكَ قَالُوا أَخَوَان. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأُخْت كَانَ حدُّها أَخَةً، فَصَارَ الإِعراب عَلَى الْهَاءِ وَالْخَاءِ فِي مَوْضِعِ رفْع،

وَلَكِنَّهَا انْفَتَحَتْ بِحال هَاءِ التأْنيث فاعتَمدتْ عَلَيْهِ لأَنها لَا تَعْتَمِدُ إِلا عَلَى حَرْف متحرِّك بِالْفَتْحَةِ وأُسكنت الْخَاءُ فحوِّل صَرْفُها عَلَى الأَلف، وصارتِ الْهَاءُ تَاءً كأَنها مِنْ أَصل الْكَلِمَةِ ووقعَ الإِعرابُ عَلَى التَّاءِ وأُلزمت الضمةُ الَّتِي كَانَتْ فِي الْخَاءِ الأَلفَ، وَكَذَلِكَ نحوُ ذَلِكَ، فافْهَمْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الأَخُ كَانَ فِي الأَصل أَخْوٌ، فَحُذِفَتِ الواوُ لأَنَّها وقعَتْ طَرَفاً وحرِّكت الخاءُ، وَكَذَلِكَ الأَبُ كَانَ فِي الأَصل أَبْوٌ، وأمَّا الأُخْتُ فَهِيَ فِي الأَصل أَخْوة، فحذِفت الْوَاوُ كَمَا حُذِفَتْ مِنَ الأَخِ، وجُعِلتِ الهاءُ تَاءً فنُقلَتْ ضمَّة الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ إِلى الأَلف فَقِيلَ أُخْت، والواوُ أُختُ الضمَّة. وَقَالَ بعضُ النحويِّين: سُمِّي الأَخُ أَخاً لأَنَّ قَصْده قَصْد أَخيه، وأَصله مِنْ وَخَى أَي قَصَد فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً. قَالَ الْمُبَرِّدُ: الأَبُ والأَخُ ذَهَبَ مِنْهُمَا الواوُ، تَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ أَبَوانِ وأَخَوَانِ، وَلَمْ يسَكِّنوا أَوائلهما لئلَّا تدخُل أَلفُ الوَصْل وَهِيَ هَمْزَةٌ عَلَى الْهَمْزَةِ الَّتِي فِي أَوائلهما كَمَا فَعَلُوا فِي الابْنِ والاسْمِ اللَّذَيْنِ بُنِيا عَلَى سُكُونِ أَوائلهما فَدَخَلَتْهما أَلفُ الوَصْل. الْجَوْهَرِيُّ: وأُخْت بَيِّنة الأُخُوَّة، وإِنما قَالُوا أُخْت، بِالضَّمِّ، لِيَدُلَّ عَلَى أَن الذاهِبَ مِنْهُ واوٌ، وصحَّ ذَلِكَ فِيهَا دُونَ الأَخِ لأَجل التَّاءِ الَّتِي ثَبَتَتْ فِي الوَصْل والوَقف كالاسْم الثُّلَاثِيِّ. وَقَالُوا: رَماه اللَّهُ بلَيْلةٍ لَا أُخْتَ لَهَا، وَهِيَ لَيْلَةُ يَموت. وآخَى الرجلَ مُؤَاخَاةً وإِخَاءً ووِخَاءً. والعامَّة تَقُولُ وَاخَاهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو عُبَيْدٍ فِي الغَرِيب المصنَّف وَرَوَاهُ عَنِ الزَّيْدِيِّين آخَيْتَ ووَاخَيْتَ وآسَيْتَ ووَاسَيْتَ وآكَلْتَ ووَاكَلْتَ، وَوَجْهُ ذَلِكَ مِنْ جِهة القِياس هُوَ حَمْل الْمَاضِي عَلَى المُسْتقبل إِذ كَانُوا يَقُولُونَ يُوَاخِي، بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ وَاوًا عَلَى التَّخْفِيفِ، وَقِيلَ: إِنَّ وَاخَاهُ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ بَدَلٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرَى الوِخَاءَ عَلَيْهَا وَالِاسْمُ الأُخُوَّة، تَقُولُ: بَيْنِي وَبَيْنَهُ أُخُوَّة وإِخاءٌ، وَتَقُولُ: آخَيْتُه عَلَى مِثَالِ فاعَلْته، قَالَ: ولغة طيِء وَاخَيْته. وَتَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخَائِي بِوَزْنِ أَفْعالي أَي مِنْ إِخواني. وَمَا كنتَ أَخاً وَلَقَدْ تَأَخَّيْت وآخَيْت وأَخَوْت تَأْخُو أُخُوَّة وتَآخَيا، عَلَى تفاعَلا، وتأَخَّيْت أَخاً أَي اتَّخَذْت أَخاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آخَى بَيْنَ المُهاجرين والأَنصار أَي أَلَّف بَيْنَهُمْ بأُخُوَّةِ الإِسلامِ والإِيمانِ. اللَّيْثُ: الإِخاءُ المُؤَاخاةُ والتأَخِّي، والأُخُوَّة قَرابة الأَخِ، والتَّأَخِّي اتّخاذُ الإِخْوان. وَفِي صِفَةِ أَبي بَكْرٍ: لَوْ كنتُ مُتَّخِذاً خَلِيلًا لاتَّخَذت أَبا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُوَّة الإِسلام ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وهِي لُغَةٌ فِي الأُخُوَّة. وأَخَوْت عَشَرَةً أَي كُنْتُ لَهُمْ أَخاً. وتَأَخَّى الرجلَ: اتَّخذه أَخاً أَو دَعَاهُ أَخاً. وَلَا أَخا لَك بِفُلَانٍ أَي لَيْسَ لَكَ بأَخٍ؛ قَالَ النَّابغة: وأَبْلِغْ بَنِي ذُبيان أَنْ لَا أَخا لَهُمْ ... بعبْسٍ، إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأَظْلَما وَقَوْلُهُ: أَلا بَكَّرَ النَّاعِي بأَوْسِ بْنِ خالدٍ، ... أَخِي الشَّتْوَةِ الغَرَّاء والزَّمَن المَحْلِ وَقَوْلُ الْآخَرِ: أَلا هَلَك ابنُ قُرَّان الحَمِيدُ، ... أَبو عَمْرٍو أَخُو الجُلَّى يَزِيدُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَا بالأَخ هُنَا الَّذِي يَكْفِيهما ويُعِينُ عَلَيْهِمَا فيَعودُ إِلى مَعْنَى الصُّحْبة، وَقَدْ يَكُونُ أَنهما يَفْعَلان فِيهِمَا الفِعْل الحسَن

فَيُكْسِبانه الثَّنَاءَ والحَمْد فكأَنه لِذَلِكَ أَخٌ لَهُمَا؛ وَقَوْلُهُ: والخَمْرُ ليستْ مِنْ أَخيك ولكنْ ... قَدْ تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ فَسَّره ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَاهُ أنَّها ليستْ بمحابيَتِك فتكفَّ عَنْكَ بَأْسَها، ولكنَّها تَنْمِي فِي رأْسِك، قَالَ: وَعِنْدِي أَن أَخيك هاهنا جَمْعُ أَخ لأَنَّ التَّبعِيض يَقْتَضِي ذَلِكَ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الأَخُ هاهنا وَاحِدًا يُعْنى بِهِ الجمعُ كَمَا يَقَعُ الصديقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ. قَالَ تَعَالَى: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ؛ وَقَالَ: دَعْها فَمَا النَّحْوِيّ مِنْ صَدِيقِها وَيُقَالُ: تركتهُ بأَخِي الخيَر أَيْ تركتهُ بِشَرّ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ أَبي الدِّينار وأَبي زِياد: القومُ بأَخِي الشَّرِّ أَيْ بِشَرّ. وتأَخَّيْتُ الشيءَ: مِثْلُ تحَرَّيْتُه. الأَصمعي فِي قَوْلِهِ: لَا أُكَلِّمُه إِلَّا أَخا السِّرار أَيْ مِثْلَ السِّرار. وَيُقَالُ: لَقِيَ فُلَانٌ أَخا الْمَوْتِ أَي مِثْلَ الْمَوْتِ؛ وأَنشد: لقَدْ عَلِقَتْ كَفِّي عَسِيباً بِكَزَّةٍ ... صَلا آرِزٍ لاقَى أَخَا الموتِ جاذِبُهْ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَشِيَّة جاوَزْنا حَماةَ، وسَيْرُنا ... أَخُو الجَهْدِ لَا يُلْوِي عَلَى مَن تَعذَّرا أَيْ سَيرنُا جاهِدٌ. والأَرْزُ: الضِّيقُ والاكْتِناز. يُقَالُ: دخَلْت الْمَسْجِدَ فَكَانَ مأْرَزاً أَي غَاصًّا بأَهْلِه؛ هَذَا كُلُّهُ مِنْ ذَوَاتِ الأَلف، وَمِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ الأَخِيَة والأَخِيَّةُ، والآخِيَّة، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ، وَاحِدَةُ الأَوَاخِي: عُودٌ يُعَرَّض فِي الْحَائِطِ ويُدْفَن طَرَفاه فِيهِ وَيَصِيرُ وسَطه كالعُروة تُشدُّ إِلَيْهِ الدابَّة؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَنْ يُدْفَن طَرَفا قِطْعَة مِنَ الحَبْل فِي الأَرض وَفِيهِ عُصَيَّة أَوْ حُجَيْر وَيَظْهَرُ مِنْهُ مِثْلُ عُرْوَةٍ تُشدُّ إِلَيْهِ الدَّابَّةُ، وَقِيلَ: هُوَ حَبْل يُدْفن فِي الأَرض ويَبْرُزُ طَرَفه فيشَدُّ بِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ بعضَ الْعَرَبِ يَقُولُ للحبْل الَّذِي يُدْفَن فِي الأَرض مَثْنِيّاً ويَبْرُز طَرفاه الْآخَرَانِ شِبْهَ حَلْقَةٍ وَتُشَدُّ بِهِ الدَّابَّةُ آخِيَةٌ. وَقَالَ أَعرابي لِآخَرَ: أَخِّ لِي آخِيَّة أَربُط إِلَيْهَا مُهْرِي؛ وَإِنَّمَا تُؤَخَّى الآخِيَّةُ فِي سُهولةِ الأَرَضِين لأَنها أَرْفق بالخَيل مِنَ الأَوتاد النَّاشِزَةِ عَنِ الأَرض، وَهِيَ أَثبت فِي الأَرض السَّهْلة مِنَ الوَتِد. وَيُقَالُ للأَخِيَّة: الإِدْرَوْنُ، وَالْجَمْعُ الأَدارِين. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِي: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ والإِيمان كمثَل الفَرس في آخِيَّتِه يحول ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى آخِيَّته، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْهو ثُمَّ يرجع إلى الإِيمان ؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه يبعُد عَنْ رَبِّه بالذُّنوب، وأَصلُ إِيمَانِهِ ثَابِتٌ، وَالْجَمْعُ أَخَايَا وأَوَاخِيُّ مُشَدَّدًا؛ والأَخَايَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِثْلُ خَطِيّة وخَطايا وعِلَّتُها كعلَّتِها. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الأَخِيَّة العُرْوة تُشَدُّ بِهَا الدَّابَّةُ مَثْنِيَّةً فِي الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجْعَلوا ظهورَكم كأَخَايَا الدوابِ ، يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ، أَيْ لَا تُقَوِّسُوها فِي الصَّلَاةِ حَتَّى تَصِيرَ كَهَذِهِ العُرى. ولفُلان عِنْدَ الأَمير آخِيَّةٌ ثَابِتَةٌ، وَالْفِعْلُ أَخَّيْت آخِيَّة تَأْخِيَةً. قَالَ: وتأَخَّيْتُ أَنَا اشتقاقُه مِنْ آخِيَّة العُود، وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ الْفِعْلِ فاعُولة، قَالَ: وَيُقَالُ آخِيَةٌ، بِالتَّخْفِيفِ، وَيُقَالُ: آخَى فُلَانٌ فِي فُلان آخِيَة فكَفَرَها إِذَا اصْطَنَعه وأَسدى إِلَيْهِ؛ وَقَالَ الكُمَيْت: سَتَلْقَوْن مَا آخِيّكُمْ فِي عَدُوِّكُم ... عَلَيْكُمْ، إِذَا مَا الحَرْبُ ثارَ عَكُوبُها مَا: صِلَةٌ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا بِمَعْنَى أَيْ كأَنه

قَالَ سَتَلْقَوْن أيُّ شَيْءٍ آخِيُّكم فِي عَدوِّكم. وَقَدْ أَخَّيْتُ للدابَّة تَأْخِيَة وتَأَخَّيْتُ الآخِيَّةَ. والأَخِيَّة لَا غَيْرُ: الطُّنُب. والأَخِيَّة أَيضاً: الحُرْمة والذِّمَّة، تَقُولُ: لِفُلَانٍ أَوَاخِيُّ وأَسْبابٌ تُرْعى. وَفِي حَدِيثِ عُمر: أَنه قَالَ لِلْعَبَّاسِ أَنت أَخِيَّةُ آباءِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَراد بالأَخِيَّةِ البَقِيَّةَ؛ يُقَالُ: لَهُ عِنْدِي أَخِيَّة أَيْ ماتَّةٌ قَوِيَّةٌ ووَسِيلةٌ قَريبة، كَأَنَّهُ أَرَادَ: أَنت الَّذِي يُسْتَنَدُ إِلَيْهِ مِنْ أَصْل رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُتَمَسَّك بِهِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمر: يَتَأَخَّى مُناخَ رَسُولِ اللَّهِ أَيْ يَتَحَرَّى ويَقْصِد، وَيُقَالُ فِيهِ بِالْوَاوِ أَيْضًا، وَهُوَ الأَكثر. وَفِي حَدِيثِ السُّجُودِ: الرَّجُلُ يُؤَخِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ ؛ أَخَّى الرجلُ إِذَا جَلَسَ عَلَى قَدَمه اليُسرى ونَصَبَ اليُمْنى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ كُتُبِ الْغَرِيبِ فِي حَرْفِ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ إِنَّمَا هُوَ الرَّجُلُ يُخَوِّي والمرأَة تَحْتَفِزُ. والتَّخْوِيَةُ: أَن يُجافي بطنَه عن الأَرض ويَرْفَعَها. أدا: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً وأَدَى أُدِيّاً: خَثُرَ لِيَرُوبَ؛ عَنْ كُرَاعٍ، يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. ابْنُ بُزُرْج: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً، مُثقَّل، يَأْدُو، وَهُوَ اللَّبَنُ بَيْنَ اللَّبَنَيْنِ لَيْسَ بالحامِض وَلَا بالحُلْو. وَقَدْ أَدَتِ الثمرةُ تَأْدُو أُدُوّاً، وهو اليُنُوعُ والنُّضْجُ. وأَدَوْتُ اللَّبَن أَدْواً: مَخَضْتُه. وأَدى السِّقاءُ يَأْدِي أُدِيّاً: أَمْكن ليُمْخَضَ. وأَدَوْتُ فِي مَشْيِي آدُو أَدْواً، وَهُوَ مَشْيٌ بَيْنَ المَشْيَيْنِ لَيْسَ بالسَّريع وَلَا البَطِيء. وأَدَوْت أَدْواً إِذَا خَتَلْت. وأَدا السَّبُعُ للغزال يَأْدُوا أَدْواً: خَتَلَه ليَأْكُله، وأَدَوْتُ لَهُ وأَدَوْتهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ: حَنَتْني حانِياتُ الدَّهْر، حَتَّى ... كَأَنِّي خاتلٌ يَأْدُو لِصَيدِ أَبُو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: أَدَوْتُ له آدُوا لَهُ أَدْواً إِذَا خَتَلْته؛ وأَنشد: أَدَوْتُ لَهُ لآخُذَهُ؛ ... فَهَيْهاتَ الفَتى حَذِرا نَصَبَ حَذِراً بفِعْلٍ مُضْمَر أَيْ لَا يَزَالُ حَذِراً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ نَصْبُهُ عَلَى الْحَالِ لأَن الْكَلَامَ تَمَّ بِقَوْلِهِ هَيْهَاتَ كأَنه قَالَ بَعُدَ عَنِّي وَهُوَ حَذِر، وَهُوَ مِثْلُ دَأَى يَدْأَي سَوَاءٌ بِمَعْنَاهُ. وَيُقَالُ: الذِّئْبُ يَأْدُو للغَزال أَيْ يَخْتِلُه ليأْكُلَه؛ قَالَ: وَالذِّئْبُ يَأْدُو للغَزال يأْكُلُهْ الْجَوْهَرِيُّ: أَدَوْتُ لَهُ وأَدَيْتُ أَيْ خَتَلْتُه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَئِطُّ ويَأْدُوها الإِفالُ، مُرِبَّةً ... بأَوطانها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائل قَالَ: يَأْدُوها يَخْتِلُها عَنْ ضُرُوعِها، ومُرِبَّة أَي قُلُوبُهَا مُرِبَّة بِالْمَوَاضِعِ الَّتِي تَنْزِعُ إِلَيْهَا، ومُطْرَفات: أُطْرِفوها غَنيمةً مِنْ غَيْرِهِمْ، والحمَائل: المحتَمَلة إِلَيْهِمُ المأْخوذة مِنْ غَيْرِهِمْ، والإِدَاوَةُ: المَطْهَرة. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الإِدَاوَةُ لِلْمَاءِ وَجَمْعُهَا أَدَاوَى مِثْلُ المَطايا؛ وأَنشد: يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآجِئ ... فِي أَدَاوَى كالمَطاهِر يَصِف القَطا واسْتِقاءَها لفِراخِها فِي حَواصلها؛ وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ: إِذَا الأَدَاوَى ماؤُها تَصَبْصَبا وَكَانَ قِيَاسُهُ أَدَائِيَ مِثْلُ رِسالة ورَسائِل، فتَجَنَّبُوه

وَفَعَلُوا بِهِ مَا فَعَلُوا بالمَطايا وَالْخَطَايَا فَجَعَلُوا فَعائل فَعالى، وأَبدلوا هُنَا الْوَاوَ لِيَدُلَّ عَلَى أَنه قَدْ كَانَتْ فِي الْوَاحِدَةِ وَاوٌ ظَاهِرَةٌ فَقَالُوا أَدَاوَى، فَهَذِهِ الْوَاوُ بَدَلٌ مِنَ الأَلف الزَّائِدَةِ فِي إداوَة، والأَلف الَّتِي فِي آخِرِ الأَدَاوَى بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الَّتِي فِي إداوَة، وأَلزموا الْوَاوَ هاهنا كَمَا أَلزموا الْيَاءَ فِي مَطايا، وَقِيلَ: إِنَّمَا تَكُونُ إِدَاوَةً إِذَا كَانَتْ مِنْ جِلْدَيْنِ قُوبِلَ أَحدهما بِالْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: فأَخَذْتُ الإِدَاوَة وخَرَجْتُ مَعَهُ ؛ الإِدَاوَةُ، بِالْكَسْرِ: إِنَاءٌ صَغِيرٌ مِنْ جِلْدٍ يُتَّخَذُ لِلْمَاءِ كالسَّطِيحة ونحوها. وإدَاوَة الشيء وأَدَاوَته: آلَتُه. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: أَخَذَ هَداته أَيْ أَداته، عَلَى الْبَدَلِ. وأَخَذَ لِلدَّهْرِ أَدَاتَه: مِنَ العُدَّة. وَقَدْ تَآدَى القومُ تَآدِياً إِذَا أَخذوا العدَّة الَّتِي تُقَوِّيهم عَلَى الدَّهْرِ وَغَيْرِهِ. اللَّيْثُ: أَلِفُ الأَدَاةِ وَاوٌ لأَن جَمْعَهَا أَدَوَاتٌ. وَلِكُلِّ ذِي حِرْفة أَدَاةٌ: وَهِيَ آلَتُه الَّتِي تُقيم حِرْفَتَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَشْرَبوا إِلَّا من ذي إِدَاء ، الإِدَاةُ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: الوِكاءُ وَهُوَ شِدادُ السِّقاء. وأَدَاةُ الحَرْبِ: سِلاحُها. ابْنُ السِّكِّيتِ: آدَيْتُ للسَّفَر فأَنا مُؤْدٍ لَهُ إِذَا كُنْتَ متهيِّئاً لَهُ. وَنَحْنُ عَلَى أَدِيّ للصَّلاة أَي تَهَيُّؤٍ. وآدَى الرجلُ أَيْضًا أَيْ قَويَ فَهُوَ مُؤْدٍ، بِالْهَمْزِ، أَيْ شاكِ السِّلاح؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُؤْدين يَحْمِينَ السَّبيل السَّابلا وَرَجُلٌ مُؤدٍ: ذُو أَداةٍ، ومُؤدٍ: شاكٍ فِي السِّلَاحِ، وَقِيلَ: كاملُ أَداةِ السِّلَاحِ. وآدَى الرَّجُلُ، فَهُوَ مُؤْدٍ إِذَا كَانَ شاكَ السِّلَاحِ، وَهُوَ مِنَ الأَداة. وتَآدَى أَي أَخذ لِلدَّهْرِ أَداةً؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُر: مَا بَعْدَ زَيدٍ فِي فَتاةٍ فُرِّقُوا ... قَتْلًا وسَبْياً بَعْدَ حُسْنِ تَآدِي وتَخَيَّروا الأَرضَ الفَضاء لِعِزِّهم، ... ويَزيدُ رافِدُهم عَلَى الرُّفَّادِ قَوْلُهُ: بَعْدَ حُسْنِ تَآدِي أَيْ بَعْدَ قُوَّة. وتَآدَيْتُ للأَمر: أَخذت لَهُ أَداتَه. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ هَلْ تَآدَيْتُم لِذَلِكَ الأَمر أَيْ هَلْ تأَهَّبْتم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مأْخوذ مِنَ الأَداة، وأَما مُودٍ بِلَا هَمْزٍ فَهُوَ مِنْ أَوْدى أَي هَلَك؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنِّي سَأُوديك بسَيْرٍ وَكْنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ تَآدى تَفاعَل من الآدِ، وَهِيَ القُوَّة، وأَراد الأَسود بْنَ يَعْفُر بِزَيْدٍ زَيْدَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلة، وَكَانَ الْمُنْذِرُ خَطَبَ إِلَيْهِمُ امرأَة فأَبوا أَن يُزَوِّجُوهُ إِيَّاهَا فَغَزَاهُمْ وَقَتَلَ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: أَخَذْت لِذَلِكَ الأَمر أَديَّه أَيْ أُهْبَتَه. الْجَوْهَرِيُّ: الأَدَاةُ الْآلَةُ، وَالْجَمْعُ الأَدَوَات. وآدَاهُ عَلَى كَذَا يُؤْدِيهِ إيداءً: قَوَّاه عَلَيْهِ وأَعانَه. ومَنْ يُؤْدِيني عَلَى فُلَانٍ أَيْ مَنْ يُعِينني عَلَيْهِ؛ شَاهِدُهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاح بْنِ حَكِيمٍ: فيُؤْدِيهِم عَليَّ فَتاءُ سِنِّي، ... حَنانَكَ رَبَّنا، يَا ذَا الحَنان وَفِي الْحَدِيثِ: يَخْرجُ مِنْ قِبَل المَشْرق جَيْش آدَى شَيءٍ وأَعَدُّهُ، أَمِيرُهُم رَجُلٌ طُوالٌ ، أَي أَقْوَى شَيْءٍ. يُقَالُ: آدِنِي عَلَيْهِ، بِالْمَدِّ، أَيْ قَوِّني. وَرَجُلٌ مُؤْدٍ: تامُّ السِّلَاحِ كاملُ أَداةِ الْحَرْبِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَرأَيْتَ رَجُلًا خرَج مُؤْدِياً نَشِيطاً؟ وَفِي حَدِيثِ الأَسود بْنِ يَزِيدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وإنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ، قَالَ: مُقْوُون مُؤْدُون أَي كَامِلُو أَداة الحَرْب. وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ آدَيْتُه عَلَى أَفْعَلْته أَيْ أَعَنْته. وآدَانِي السلطانُ عَلَيْهِ: أَعْداني. واسْتأْدَيْته عَلَيْهِ: اسْتَعْدَيته. وآدَيْته

عَلَيْهِ: أَعَنْتُه، كُلُّهُ مِنْهُ. الأَزهري: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ اسْتأْدَيت السلطانَ عَلَى فُلَانٍ أَيِ اسْتَعْدَيَتْ فآدَانِي عَلَيْهِ أَيْ أَعْداني وأَعانَني. وَفِي حَدِيثِ هِجْرة الحَبَشة قَالَ: وَاللَّهِ لأَسْتَأْدِيَنَّه عَلَيْكُمْ أَي لأَسْتعدِيَنَّه، فأَبدل الْهَمْزَةَ مِنَ الْعَيْنِ لأَنهما مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ لأَشْكُوَنَّ إِلَيْهِ فِعْلَكُم بِي لِيُعْدِيَني عَلَيْكُمْ ويُنْصِفَني مِنْكُمْ. وَفِي تَرْجَمَةِ عَدَا: تَقُولُ اسْتَأْداه، بِالْهَمْزِ، فَآدَاهُ أَيْ فأَعانه وقَوَّاه. وآدَيْتُ لِلسَّفَرِ فأَنا مُؤْدٍ لَهُ إِذَا كُنْتَ مُتَهَيِّئًا لَهُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: اسْتعدَدْت لَهُ وأَخذت أَداتَه. والأَدِيُّ: السَّفَر مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وحَرْفٍ لَا تَزالُ عَلَى أَدِيّ ... مُسَلَّمَةِ العُرُوق مِنَ الخُمال وأُدَيَّة «3». أَبو مِرْداس الحَرُورِيُّ: إِمَّا أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ أَدْوَة وَهِيَ الخَدْعَة، هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَإِمَّا أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ أَداة. وَيُقَالُ: تَآدَى القومُ تَآدِياً وتَعادَوْا تَعادِياً أَي تَتابَعُوا مَوْتًا. وغَنَمٌ أَدِيَّةٌ عَلَى فَعِيلة أَي قَلِيلَةٌ. الأَصمعي: الأَدِيَّة تَقْدِيرُ عَدِيَّة مِنَ الإِبل الْقَلِيلَةِ العَدَد. أَبو عَمْرٍو: الاداءُ «4». الخَوُّ مِنَ الرَّمْلِ، وَهُوَ الْوَاسِعُ مِنَ الرَّمْلِ، وَجَمْعُهُ أَيْدِيَةٌ. والإِدَةُ: زَماعُ الأَمر واجْتماعُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَبَاتُوا جَمِيعًا سالمِينَ، وأَمْرُهُم ... عَلَى إدَةٍ، حَتَّى إِذَا الناسُ أَصْبَحوا وأَدَّى الشيءَ: أَوْصَلهُ، وَالِاسْمُ الأَداءُ. وَهُوَ آدَى للأَمانة مِنْهُ، بِمَدِّ الأَلف، والعامةُ قَدْ لَهِجوا بِالْخَطَأِ فَقَالُوا فُلَانٌ أَدَّى للأَمانة، وَهُوَ لَحْنٌ غَيْرُ جَائِزٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ النَّحْوِيِّينَ أَجاز آدَى لأَن أَفْعَل فِي بَابِ التَّعَجُّبِ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الثُّلَاثِيِّ، وَلَا يُقَالُ أَدَى بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنَى أَدَّى بِالتَّشْدِيدِ، وَوَجْهُ الْكَلَامِ أَن يُقَالَ: فُلَانٌ أَحْسَنُ أَدَاءً. وأَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً أَي قَضاه، وَالِاسْمُ الأَدَاء. وَيُقَالُ: تَأَدَّيْتُ إِلَى فُلَانٍ مِنْ حقِّه إِذَا أَدَّيْتَه وقَضَيْته. وَيُقَالُ: لَا يَتَأَدَّى عَبْدٌ إِلَى اللَّهِ مِنْ حقوقه كما يَجِبُ. وتقول لِلرَّجُلِ: مَا أَدري كَيْفَ أَتَأَدَّى إِلَيْكَ مِنْ حَقّ مَا أَوليتني. وَيُقَالُ: أَدَّى فُلَانٌ مَا عَلَيْهِ أَدَاءً وتَأْدِيةً. وتَأَدَّى إِلَيْهِ الخَبرُ أَي انْتَهى. وَيُقَالُ: اسْتَأْدَاه مَالًا إِذَا صادَرَه واسْتَخْرَجَ مِنْهُ. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ؛ فَهُوَ مِنْ قَوْلِ مُوسَى لِذَوِي فِرْعَوْنَ، مَعْنَاهُ سَلِّموا إليَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا قَالَ: فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ أَي أَطْلِقْهم مِنْ عَذَابِكَ، وَقِيلَ: نَصَبَ عِبادَ اللَّهِ لأَنه مُنَادًى مُضَافٌ، وَمَعْنَاهُ أَدُّوا إليَّ مَا أَمركم اللَّهُ بِهِ يَا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فِيهِ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ أَن يَكُونَ أَدُّوا إِلَيَ بِمَعْنَى اسْتَمِعُوا إليَّ، كأَنه يَقُولُ أَدُّوا إليَّ سَمْعَكُمْ أُبَلِّغكم رِسَالَةَ رَبِّكُمْ؛ قَالَ: وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ قَوْلُ أَبي المُثَلَّم الهُذَلي: سَبَعْتَ رِجالًا فأَهْلَكْتَهُم، ... فأَدِّ إِلَى بَعضِهم واقْرِضِ أَراد بِقَوْلِهِ أَدِّ إِلَى بَعْضِهِمْ أَي اسْتَمِعْ إِلَى بَعْضٍ مَنْ سَبَعْت لِتَسَمَّعَ مِنْهُ كأَنه قَالَ أدِّ سَمْعَك إِلَيْهِ. وَهُوَ بإدَائِه أَي بِإِزَائِهِ، طَائِيَّةٌ. وإناءٌ أَدِيٌّ: صَغِيرٌ، وسِقاءٌ أَدِيٌّ: بَينَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، ومالٌ أَدِيٌّ وَمَتَاعٌ أَدِيٌّ، كِلَاهُمَا: قَلِيلٌ. ورجلٌ أَدِيٌّ: خَفِيفٌ مشمِّر. وقَطَع اللَّهُ أَدَيْه أَي يَدَيه. وَثَوْبٌ أَدِيٌّ ويَدِيٌ

_ (3). أُدَيَّة هي أم مرداس وقيل جدته (4). قوله [أبو عمرو الاداء] كذا في الأَصل من غير ضبط لأَوله. وقوله [وجمعه أيدية] هكذا في الأَصل أيضاً ولعله محرف عن آدية، بالمد، مثل آنية

إِذَا كَانَ وَاسِعًا. وأَدَى الشيءُ: كَثُر. وآدَاهُ مالُه: كَثُرَ عَلَيْهِ فَغلَبَه؛ قَالَ: إِذَا آدَاكَ مالُكَ فامْتَهِنْه ... لِجادِيه، وإنْ قَرِعَ المُراحُ وآدَى القومُ وتَآدَوْا: كَثُروا بالموضع وأَخصبوا. أذي: الأَذَى: كُلُّ مَا تأَذَّيْتَ بِهِ. آذَاه يُؤذِيه أَذىً وأَذَاةً وأَذِيَّةً وتَأَذَّيْت بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ آذَانِي إيذَاءً، فأَما أَذىً فَمَصْدَرُ أَذِيَ أَذىً، وَكَذَلِكَ أَذَاة وأَذِيَّة. يُقَالُ: أَذِيْت بِالشَّيْءِ آذَى أَذىً وأَذَاةً وأَذِيَّةً فأَنا أَذٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لقَدْ أَذُوا بِكَ وَدُّوا لَوْ تُفارِقُهُم، ... أَذَى الهَراسةِ بَيْنَ النَّعلِ والقَدَم وَقَالَ آخَرُ: وَإِذَا أَذِيتُ ببَلْدَةٍ فارَقْتُها، ... وَلَا أُقيم بغَيرِ دَارِ مُقام ابْنُ سِيدَهْ: أَذِيَ بِهِ أَذىً وتَأَذَّى؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَأَذِّيَ العَوْدِ اشْتكى أَنْ يُرْكَبا وَالِاسْمُ الأَذِيَّةُ والأَذَاة؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وَلَا تَشْتُم المَوْلى وتَبْلُغْ أَذَاتَهُ، ... فإنَّك إِنْ تَفْعَلْ تُسَفَّهْ وتَجْهَل وَفِي حَدِيثِ العَقيقة: أَمِيطوا عَنْهُ الأَذَى ، يُرِيدُ الشَّعْرَ وَالنَّجَاسَةَ وَمَا يَخْرُجُ عَلَى رأْس الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ يُحْلَق عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَدْناها إماطةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَهُوَ مَا يؤْذِي فِيهَا كَالشَّوْكِ وَالْحَجَرِ وَالنَّجَاسَةِ وَنَحْوِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مُؤْذٍ فِي النَّارِ ، وَهُوَ وَعِيدٌ لِمَنْ يُؤْذِي النَّاسَ فِي الدُّنْيَا بِعُقُوبَةِ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ، وَقِيلَ: أَراد كُلَّ مُؤْذٍ مِنَ السِّبَاعِ وَالْهَوَامِّ يُجْعَل فِي النَّارِ عُقُوبَةً لأَهلها. التَّهْذِيبُ: وَرَجُلٌ أَذِيٌّ إِذَا كَانَ شَدِيدَ التأَذِّي، فِعْلٌ لَهُ لازمٌ، وبَعيرٌ أَذِيٌّ. وَفِي الصِّحَاحِ: بَعيرٌ أَذٍ عَلَى فَعِلٍ، وَنَاقَةٌ أَذِيَةٌ: لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ مِنْ غَيْرِ وَجَعٍ وَلَكِنْ خِلْقَةً كأَنها تَشْكُو أَذىً. والأَذِيُّ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ: كالأَذِي؛ قَالَ: يُصاحِبُ الشَّيطانَ مَنْ يُصاحِبُه، ... فَهْوَ أَذِيٌّ حَمَّةٌ مَصاوِبُه «1» . وَقَدْ يَكُونُ الأَذِيٌّ الْمُؤْذِي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَدَعْ أَذاهُمْ ؛ تأْويلُه أَذى الْمُنَافِقِينَ لَا تُجازِهِمْ عَلَيْهِ إِلَى أَن تُؤْمَرَ فِيهِمْ بأَمر. وَقَدْ آذَيْتُه إِيذَاءً وأَذِيَّةً، وَقَدْ تَأَذَّيْتُ بِهِ تَأَذِّياً، وأَذِيتُ آذَى أَذىً، وآذَى الرجلُ: فَعَل الأَذى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِلَّذِي تَخَطَّى رِقاب النَّاسِ يَوْم الجُمُعَة: رأَيْتُك آذَيْتَ وآتَيْتَ. والآذِيُّ: المَوْجُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ مَطَرًا: ثَجَّ، حَتَّى ضَاقَ عَنْ آذِيِّه ... عَرْضُ خِيمٍ فحِفاف فَيُسُر ابْنُ شُمَيْلٍ: آذِيُّ الْمَاءِ الأَطباق الَّتِي تَرَاهَا تَرْفَعُهَا مِنْ مَتْنهِ الريحُ دونَ المَوْج. والآذِيُّ: المَوْجُ؛ قَالَ المُغِيرة بْنُ حَبْناء: إِذَا رَمى آذِيُّهُ بالطِّمِّ، ... تَرى الرِّجالَ حَوْلَه كالصُّمِّ، مِنْ مُطْرِقٍ ومُنْصِتٍ مُرِمِ الْجَوْهَرِيُّ: الآذِيُّ مَوْجُ الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ الأَوَاذِيُّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للعَجّاج: طَحْطَحَهُ آذِيُّ بَحْرٍ مُتْأَقِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وإذ

_ (1). قوله [حمة] كذا في الأَصل بالحاء المهملة مرموزاً لها بعلامة الإِهمال

أَخَذَ رَبُّك مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهورهم ذُرِّيَّاتِهم، قَالَ: كأَنَّهم الذَّرُّ فِي آذِيِّ الْمَاءِ. الآذِيُّ، بِالْمَدِّ وَالتَّشْدِيدِ: المَوْجُ الشَّدِيدُ. وَفِي خُطْبَة عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ مَوْجِها. وَإِذَا وإذْ: ظَرْفان مِنَ الزَّمَانِ، فَإِذَا لِمَا يأْتي، وإذْ لِمَا مَضَى وَهِيَ مَحْذُوفَةٌ من إذا. أري: الأَصمعي: أَرَتِ القِدْرُ تَأْرِي أَرْياً إِذَا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بِهَا الشَّيْءُ، وأَرَتِ القِدْرُ تَأْرِي أَرْياً، وَهُوَ مَا يَلْصَق بِهَا مِنَ الطَّعَامِ. وَقَدْ أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً: لَزِقَ بأَسفلها شَيْءٌ مِنَ الِاحْتِرَاقِ مِثْلُ شاطَتْ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السَّوْدَاءِ، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُسَطْ مَا فِيهَا أَوْ لَمْ يُصَبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ. والأَرْيُ: مَا لَزِقَ بأَسفلها وبقِي فِيهِ مِنْ ذَلِكَ؛ المصدرُ وَالِاسْمُ فِيهِ سواءٌ. وأَرْيُ القِدْرِ: مَا الْتَزَقَ بِجَوَانِبِهَا مِنَ الحَرَق. ابْنُ الأَعرابي: قُرارَة القِدر وكُدادتُها وأَرْيُها. والأَرْيُ: العَسَلُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ، ... وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي ذُؤَيْبٍ: جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ تَأْري: تُعَسِّل، قَالَ: هَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ وَرَوَى غَيْرُهُ تَأْوي. وَقَدْ أَرَتِ النَّحْلُ تَأْرِي أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ: عَمِلَت العَسَل؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ فِي صِفَةِ دَبْر الْعَسَلِ: إِذَا مَا تَأَرَّتْ بالخَليِّ، بَنَتْ بِهِ ... شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَرِي وتُتِيعُ «1» . شَرِيجَيْن: ضَرْبَيْنِ يَعْنِي مِنَ الشَّهْدِ وَالْعَسَلِ. وتَأْتَرِي: تُعَسِّلُ، وتُتِيعُ أَي تَقِيءُ العسلَ. والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه، وَقِيلَ: الأَرْيُ مَا تَجْمَعُهُ مِنَ الْعَسَلِ فِي أَجوافِها ثُمَّ تَلْفِظه، وَقِيلَ: الأَرْيُ عَمَلُ النَّحْلِ، وَهُوَ أَيضاً مَا التَزَقَ مِنَ الْعَسَلِ فِي جَوَانِبِ العَسَّالة، وَقِيلَ: عَسَلُها حِينَ تَرْمي بِهِ مِنْ أَفواهها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذَا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر إِنَّمَا هُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ ذَلِكَ، يَعْنِي مَا جَمَعَتْ فِي أَجوافها مِنَ الْغَيْظِ كَمَا تَفْعَلُ النَّحْلُ إِذَا جمَعَتْ فِي أَفواهها العَسَل ثُمَّ مَجَّتْه. وَيُقَالُ للَّبَنِ إِذَا لَصِق وَضَرهُ بالإِناء: قَدْ أَرِيَ، وَهُوَ الأَرْيُ مِثْلُ الرَّمْي. والتَّأَرِّي: جَمْع الرَّجُلِ لِبَنِيه الطَّعامَ. وأَرَتِ الريحُ الماءَ: صَبَّته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وأَرْيُ السماءِ مَا أَرَتْه الرِّيحُ تَأْرِيه أَرْياً فصَبَّته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، وَقِيلَ: أَرْيُ الرِّيحِ عَمَلُها وسَوْقُها السحابَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: يَشِمْنَ بُرُوقَها، ويَرُشُّ أَرْيَ الْجَنُوب، ... عَلَى حَواجِبها، العَماءُ قَالَ اللَّيْثُ: أَرادَ مَا وَقَعَ مِنَ النَّدى والطَّلِّ عَلَى الشَّجَرِ والعُشْب فَلَمْ يَزَلْ يَلْزَقُ بعضهُ بِبَعْضٍ ويَكْثُرُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَرْيُ الجَنوبِ مَا اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ مِنَ الغَمام إِذَا مَطَرَت. وأَرْيُ السَّحَابِ: دِرَّتُه، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَصل الأَرْيِ العَمَل. وأَرْيُ النَّدى: مَا وَقَعَ مِنْهُ عَلَى الشَّجَرِ والعُشْب فالتزَق وكَثُر. والأَرْيُ: لُطاخةُ مَا تأْكله. وتَأَرَّى عَنْهُ: تَخَلَّف. وتَأَرَّى بِالْمَكَانِ وأْتَرَى: احْتَبَس. وأَرَتِ الدابَّةُ مَرْبَطَها

_ (1). قوله [إذا ما تأرت] كذا في الأَصل بالراء، وفي التكملة بالواو

ومَعْلَفَها أَرْياً: لَزِمَتْه. والأَرِيُّ والآرِي: الأَخِيَّةُ. وأَرَّيْتُ لَهَا: عَمِلْتُ لَهَا آرِيّاً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِمْ للمَعْلَف آرِيٌّ قَالَ: هَذَا مِمَّا يَضَعُهُ النَّاسُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَإِنَّمَا الآرِيُّ مَحْبِس الدَّابَّةِ، وَهِيَ الأَواري والأَواخِي، وَاحِدَتُهَا آخِيَّةٌ، وآرِيٌّ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْفِعْلِ فاعُولٌ. وتَأَرَّى بِالْمَكَانِ إِذَا تَحَبَّس؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَعشى باهِلة: لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي القِدْرِ يَرْقُبُه، ... وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفهِ الصَّفَر «2» . وَقَالَ آخَرُ: لَا يَتَأَرَّوْنَ فِي المَضِيق، وإنْ ... نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا، نَزَلوا يَقُولُ: لَا يَجْمَعون الطَّعَامَ فِي الضِّيقة؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: واعْتَادَ أَرباضاً لَهَا آرِيُّ ... مِنْ مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليُ قَالَ: اعْتادَها أَتاها ورَجَع إِلَيْهَا، والأَرْباضُ: جَمْعُ رَبَضٍ وَهُوَ المأْوى، وَقَوْلُهُ لَهَا آرِيٌّ أَي لَهَا آخِيَّةٌ مِنْ مَكانِس الْبَقَرِ لَا تَزُولُ، وَلَهَا أَصل ثَابِتٌ فِي سُكُونِ الْوَحْشِ بِهَا، يَعْنِي الكِناس. قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى الآخِيَّة أَيضاً آرِيّاً، وَهُوَ حَبَلٌ تُشَدُّ بِهِ الدَّابَّةُ فِي مَحْبِسها؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للمُثَقِّب الْعَبْدِيِّ يَصِفُ فَرَسًا: داوَيْتُه بالمحْض، حتَّى شَتا ... يَجْتَذِبُ الآرِيَّ بالمِرْوَد أَيْ مَعَ المِرْوَدِ، وأَرادَ بآرِيِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تَحْتَ الأَرض المُثْبتةَ فِيهَا تُشَدُّ الدابةُ مِنْ عُرْوَتها الْبَارِزَةِ فَلَا تَقْلَعُها لِثَبَاتِهَا فِي الأَرض؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ فِي التَّقْدِيرِ فاعُولٌ، وَالْجَمْعُ الأَوَارِي، يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. تَقُولُ مِنْهُ: أَرَّيْتُ لِلدَّابَّةِ تَأْرِيَةً، وَالدَّابَّةُ تَأْرِي إِلَى الدابَّة إِذَا انْضَمَّتْ إِلَيْهَا وأَلِفَتْ مَعَهَا مَعْلَفاً وَاحِدًا، وآرَيْتُها أَنا؛ وَقَوْلُ لَبِيَدٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ: تَسْلُبُ الكانِسَ لَمْ يُوأَرْ بِهَا ... شُعْبَة السَّاقِ، إِذَا الظِّلُّ عَقَل قَالَ اللَّيْثُ: لَمْ يُوأَرْ بِهَا أَي لَمْ يُذْعَرْ، وَيُرْوَى لَمْ يُورأْ بِهَا أَي لَمْ يُشْعَرْ بِهَا، قَالَ: وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ أَرَيْتُه أَي أَعلمته، قَالَ: وَوَزْنُهُ الْآنَ لَمْ يُلْفَعْ، وَيُرْوَى لَمْ يُورَا، عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ، وَيُرْوَى لَمْ يُؤْرَ بِهَا، بِوَزْنِ لَمْ يُعْرَ، مِنَ الأَرْي أَيْ لَمْ يَلْصَق بِصَدْرِهِ الفَزَعُ، وَمِنْهُ قِيلَ: إِنَّ فِي صَدْرِكَ عَليَّ لأَرْياً أَي لَطْخاً مِنْ حِقْد، وَقَدْ أَرَى عليَّ صَدْرُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى السِّيرَافِيُّ لَمْ يُؤْرَ مِنْ أُوَار الشَّمْسِ، وأَصله لَمْ يُوأَرْ، وَمَعْنَاهُ لَمْ يُذْعَرْ أَي لَمْ يُصِبْه حَرُّ الذُّعْر. وَقَالُوا: أَرِيَ الصَّدْرُ أَرْياً، وَهُوَ مَا يَثْبُتُ فِي الصَّدْرِ مِنَ الضِّغْن. وأَرِيَ صدرُه، بِالْكَسْرِ، أَي وَغِر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرَى صَدْرُه عليَّ أَرْياً وأَرِيَ اغْتَاظَ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: لهَا بَدَنٌ عاسٍ ونارٌ كَرِيمَةٌ ... بمُعْتَلَجِ الآرِيِّ، بَيْنَ الصَّرائم قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الآرِيُّ مَا كَانَ بَيْنَ السَّهْل والحَزْن، وَقِيلَ: مُعْتَلَج الآَرِيّ اسمُ أَرض. وتَأَرَّى: تَحَزّن «3». وأَرَّى الشيءَ: أَثبته ومَكَّنه. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ أَرِّ مَا بَيْنَهم أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه، يَدْعُو لِلرَّجُلِ وامرأَته. وَرَوَى أَبو عُبَيْدَةَ: أَن رجلًا شكا

_ (2). قوله [لا يَتَأَرَّى البيت] قال الصاغاني: هكذا وقع في أكثر كتب اللغة وأخذ بعضهم عن بعض، والرواية: لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي القدر يرقبه ... وَلَا يَزَالُ أَمَامَ الْقَوْمِ يقتفر لَا يَغْمِزُ السَّاقَ مِنْ أين ولا نصب ... وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِهِ الصفر (3). قوله [وتَأَرَّى تحزن] هكذا في الأَصل ولم نجده في كتب اللغة التي بأَيدينا

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، امرأَته فَقَالَ اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهما ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَثبت بَيْنَهُمَا؛ وأَنشد لأَعشى بَاهِلَةَ: لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي القِدْرِ يَرْقُبُه الْبَيْتَ. يَقُولُ: لَا يَتَلَبَّث وَلَا يَتَحَبَّس. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَرَوَى ابْنُ الأَثير أَنه دَعَا لامرأَة كَانَتْ تَفْرَك زَوْجها فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُمَا ، أَي أَلِّف وأَثبت الوُدَّ بَيْنَهُمَا، مِنْ قَوْلِهِمْ الدَّابَّةُ تَأْرِي لِلدَّابَّةِ إِذَا انضمَّت إِلَيْهَا وأَلِفَت مَعَهَا مَعْلَفاً وَاحِدًا، وآرَيْتُها أَنا، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَنباري: اللَّهُمَّ أَرِّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه أَي احْبِسْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى لَا يَنْصَرِفَ قَلْبُهُ إِلَى غَيْرِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ تَأَرَّيْت بِالْمَكَانِ إِذَا احْتَبَسْت فِيهِ، وَبِهِ سمِّيت الآخِيَّة آرِيّاً لأَنها تَمْنَعُ الدَّوَابَّ عَنِ الِانْفِلَاتِ، وَسُمِّيَ المَعْلَف آرِيّاً مَجَازًا، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَن يُقَالَ اللَّهُمَّ أَرِّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِحَذْفِ عَلَى فَيَكُونُ كَقَوْلِهِمْ تَعَلَّقْتُ بِفُلَانٍ وتَعَلَّقتُ فُلَانًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ: أَنه دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفًا لِيَقْتُلَ بِهِ رَجُلًا فاسْتَثْبَتَه فَقَالَ: أَرِّ أَي مَكِّن وثَبِّتْ يَدِي مِنَ السَّيْفِ، وَرُوِيَ: أَرِ مُخَفَّفَةً، مِنَ الرؤْية كأَنه يَقُولُ أَرِني بِمَعْنَى أَعْطِني. الْجَوْهَرِيُّ: تَأَرَّيْت بِالْمَكَانِ أَقمت بِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ أَعشى بَاهِلَةَ أَيضاً: لَا يَتأَرَّى لِمَا فِي القِدْر يَرْقُبُه وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَي لَا يَتَحَبَّس عَلَى إِدْرَاكِ القِدْر ليأْكل. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يَتَأَرَّى يَتَحَرَّى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للحُطيئة: وَلَا تَأَرَّى لِمَا فِي القِدْرِ يَرْقُبه، ... وَلَا يَقُومُ بأَعْلى الْفَجْرِ يَنْتَطِق قَالَ: وأَرَّيْت أَيضاً وَإِلَى مَتى أَنت مُؤَرّ بِهِ. وأَرَّيْتُه: اسْتَرْشَدَني فغَشَشْته. وأَرَّى النارَ: عَظَّمَها ورَفَعَها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرَّاها جَعَل لَهَا إرَةً، قَالَ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ إِلَّا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنْ وَأَرْتُ، إمَّا مستعمَلة، وَإِمَّا متوهَّمة. أَبو زَيْدٍ: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً ونَمَّيتها تَنْمِيَةً وذكَّيْتها تَذْكِيَةً إِذَا رَفَعْتها. يُقَالُ: أَرِّ نارَك. والإِرَةُ: مَوْضِعُ النَّارِ، وأَصله إرْيٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ، وَالْجَمْعُ إرُونَ مِثْلُ عِزُون؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ لِكَعْبٍ أَو لِزُهَيْرٍ: يُثِرْنَ التُّرابَ عَلَى وَجْهِه، ... كلَوْنِ الدَّواجِن فَوْقَ الإِرِينا قَالَ: وَقَدْ تُجْمَعُ الإِرَةُ إِرَات، قَالَ: والإِرَةُ عِنْدَ الْجَوْهَرِيِّ محذوفةُ اللَّامِ بِدَلِيلِ جَمْعِهَا عَلَى إرِين وكَوْنِ الْفِعْلِ مَحْذُوفَ اللَّامِ. يُقَالُ: أَرِّ لِنارِك أَي اجْعَل لَهَا إرَةً، قَالَ: وَقَدْ تأْتي الإِرَةُ مِثْلَ عِدَة مَحْذُوفَةِ الْوَاوِ، تَقُولُ: وَأَرْتُ إرَةً. وَآذَانِي أَرْيُ القِدْرِ والنَّارِ أَي حَرُّهُما؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: إِذَا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر أَي حَرَّ العَداوَة. والإِرَةُ أَيضاً: شَحْم السَّنامِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَعْدٌ كَشَحْمِ الإِرَةِ المُسَرْهَد الْجَوْهَرِيُّ: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً أَي ذَكّيتها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ تَصْحِيفٌ وَإِنَّمَا هُوَ أَرَّثْتها، وَاسْمُ مَا تُلْقِيهِ عَلَيْهَا الأُرْثَة. وأَرِّ نارَك وأَرِّ لِنَارِكَ أَي اجْعَل لَهَا إرَةً، وَهِيَ حُفْرة تَكُونُ فِي وَسَطِ النَّارِ يَكُونُ فِيهَا مُعْظَمُ الجَمْر. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: أَرِّ نارَك افْتَحْ وَسَطَهَا لِيَتَّسِعَ الْمَوْضِعُ لِلْجَمْرِ، وَاسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي تُلْقِيهِ عَلَيْهَا مِنْ بَعَر أَو حَطَب

الذُّكْية. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحسب أَبا زَيْدٍ جَعَل أَرَّيْت النَّارَ مِنْ وَرَّيْتَها، فَقَلَبَ الْوَاوَ هَمْزَةً، كَمَا قَالُوا أكَّدْت الْيَمِينَ ووَكَّدْتها وأَرَّثْت النَّارَ ووَرَّثْتها. وَقَالُوا مِنَ الإِرَة وَهِيَ الْحُفْرَةُ الَّتِي تُوقَدُ فِيهَا النَّارُ: إرَةٌ بَيّنة الإِرْوَة، وَقَدْ أَرَوْتها آرُوها، ومِنْ آرِيِّ الدَّابَّةِ أَرَّيْت تَأْرِيَةً. قَالَ: والآرِيُّ مَا حُفِر لَهُ وأُدْخِل فِي الأَرض، وَهِيَ الآرِيَّة والرَّكاسَة. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمعَكم شيءٌ مِنَ الإِرَة أَي القدِيد؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُغْلَى اللحمُ بِالْخَلِّ وَيُحْمَلَ فِي الأَسفار. وَفِي حَدِيثِ بريدةَ: أَنه أَهْدى لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إرَةً أَي لَحْمًا مَطْبُوخًا فِي كَرِشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذُبِحَت لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شاةٌ ثُمَّ صُنِعَتْ فِي الإِرَة ؛ الإِرَةُ: حُفْرَةٌ تُوقَدُ فِيهَا النَّارُ، وَقِيلَ: هِيَ الْحُفْرَةُ الَّتِي حَوْلَهَا الأَثافيُّ. يُقَالُ: وَأَرْتُ إرَةً، وَقِيلَ: الإِرَةُ النارُ نَفْسُها، وأَصل الإِرَة إرْيٌ، بِوَزْنِ عِلْم، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: ذَبَحْنَا شَاةً وَصَنَعْنَاهَا فِي الإِرَة حَتَّى إِذَا نَضِجت جَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتنا. وأَرَّيْت عَنِ الشَّيْءِ: مِثْلُ وَرَّيْت عَنْهُ. وَبِئْرُ ذِي أَرْوانَ: اسْمُ بِئْرٍ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعي: لو كان رأْيُ الناس مثْلَ رَأْيك مَا أُدِّيَ الأَرْيَانُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الخَراجُ والإِتاوة، وَهُوَ اسْمٌ وَاحِدٌ كَالشَّيْطَانِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الأَشبه بِكَلَامِ الْعَرَبِ أَن يَكُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَنِ الْحَقِّ، يُقَالُ فِيهِ أُرْبان وعُرْبان، قَالَ: فَإِنْ كَانَتِ الْيَاءُ مُعْجَمَةً بِاثْنَتَيْنِ فَهُوَ مِنَ التَّأْرِيَة لأَنه شَيْءٌ قُرِّرَ عَلَى الناس وأُلْزِموه. أزا: الأَزْوُ: الضِّيق؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَزَيْتُ إِلَيْهِ أَزْياً وأُزِيّاً: انْضَمَمْتُ. وآزَانِي هُوَ: ضَمَّني؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَغْرِفُ مِنْ ذِي غَيِّثٍ وتُوزي وأَزَى يَأْزِي أَزْياً وأُزِيّاً: انْقَبَضَ وَاجْتَمَعَ. ورَجُل مُتَآزِي الخَلْق ومُتَآزِف الخَلْق إِذَا تَدانى بعضهُ إِلَى بَعْضٍ. وأَزى الظِّلُّ أُزِيّاً: قَلَص وتَقَبَّض وَدَنَا بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ، فَهُوَ آزٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِبْعي الأَسدي: وغَلَّسَتْ والظِّلُّ آزٍ مَا زَحَلْ، ... وحاضِرُ الْمَاءِ هَجُودٌ ومُصَلّ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ الْمُحَارِبِيِّ: وَنَابِحَةٍ كَلَّفْتُها العِيسَ، بَعْدَ ما ... أَزى الظِّلُّ والحِرباءُ مُوفٍ عَلَى جِذْل «1» . ابنُ بُزُرْج: أَزَى الظِّلُّ يَأْزُو ويَأْزِي ويَأْزَى؛ وأَنشد: الظِّلُّ آزٍ والسُّقاةُ تَنْتَحي وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: إِذَا زَاءٍ مَحْلُوقاً أَكَبَّ برأْسه، ... وأَبْصَرْته يَأْزِي إليَّ ويَزْحَل أَي يَنْقَبِضُ لَكَ ويَنْضَمُّ. اللَّيْثُ: أَزَى الشيءُ بعضهُ إِلَى بَعْضٍ يَأْزِي، نَحْوُ اكْتِنَازِ اللَّحْمِ وَمَا انضَمَّ مِنْ نَحْوِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَضّ السِّفار فَهُوَ آزٍ زِيَمهُ وَهُوَ يومٌ أَزٍ إِذَا كَانَ يَغُمُّ الأَنفاسَ ويُضَيِّقها لشدَّة الحر؛ قال الباهلي:

_ (1). قوله [ونابحة] هكذا في الأَصل من غير نقط، وفي شرح القاموس: نائحة، بالنون والهمز والمهملة، ولعلها نابخة بالنون والباء والمعجمة وهي الأَرض البعيدة. وقوله بعد [إذا زاء محلوقاً إلى قوله الليث] هو كذلك في الأَصل وشرح القاموس

ظَلَّ لَهَا يَوْمٌ مِنَ الشِّعْرى أَزِي، ... نَعُوذُ مِنْهُ بِزرانِيقِ الرَّكي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ يَوْمٌ آزٍ وأَزٍ مِثْلُ آسِنٍ وأَسِنٍ أَي ضَيِّق قَلِيلُ الْخَيْرِ؛ قَالَ عِمَارَةُ: هَذَا الزَّمانُ مُوَلٍّ خَيْرُه آزِي وأَزَى مالُه: نَقَصَ. وأَزَى لَهُ أَزْياً: أَتاه لِيَخْتِلَه. اللَّيْثُ: أَزَيْتُ لِفُلَانٍ آزِي لَهُ أَزْياً إِذَا أَتَيته مِنْ وَجْهِ مَأْمَنِه لِتَخْتِله. وَيُقَالُ: هُوَ بإِزَاء فُلَانٍ أَي بِحِذائه مَمْدُودَانِ. وَقَدْ آزَيْتُه إِذَا حاذَيْتَه، وَلَا تَقُلْ وازَيْتُه. وقعَدَ إِزَاءَه أَي قُبالَتَه. وآزَاه: قابَلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: اخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلنا ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقةً نَجا مِنْهَا ثَلاثٌ وَهَلَكَ سائرُها. وفِرْقةٌ آزَتِ الملُوكَ فقاتَلَتْهم عَلَى دِين اللَّهِ أَي قاوَمَتْهم، مِنْ آزَيْتُه إِذَا حاذَيْتَه. يُقَالُ: فُلَانٌ إزَاءٌ لِفُلَانٍ إِذَا كَانَ مُقاوماً لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فرَفَع يَدَيْهِ حَتَّى آزَتَا شَحْمة أُذُنيه أَي حاذَتا. والإِزَاءُ: المُحاذاةُ والمُقابَلة؛ قَالَ: وَيُقَالُ فِيهِ وَازَتا. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ: فَوَازَيْنا العَدوَّ أَي قَابَلْنَاهُمْ، وأَنكر الْجَوْهَرِيُّ أَن يُقَالَ وَازَيْنا. وتَآزَى القَوْمُ: دَنا بعضُهم إِلَى بَعْضٍ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ فِي الْجُلُوسِ خَاصَّةً؛ وأَنشد: لَمَّا تَآزَيْنا إِلَى دِفْءِ الكُنُفْ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: وإنْ أَزَى مالُه لَمْ يَأْزِ نائِلُه، ... وإنْ أَصابَ غِنًى لَمْ يُلْفَ غَضْبانا «1» . وَالثَّوْبُ يَأْزِي إِذَا غُسِل، والشَّمْسُ أُزِيّاً: دَنَتْ للمَغيب. والإِزَاء: سَبَبُ الْعَيْشِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا سُبِّبَ مِنْ رَغَدِه وفَضْلِه. وإنَّه لإِزَاءُ مالٍ إِذَا كَانَ يُحْسِنُ رِعْيَته ويَقُومُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ولَكِني جُعِلْت إِزَاءَ مالٍ، ... فأَمْنَع بَعْدَ ذَلِكَ أَو أُنِيل قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فِعالٌ مِنْ أَزَى الشيءُ يأْزِي إِذَا تَقَبَّض وَاجْتَمَعَ، فَكَذَلِكَ هَذَا الرَّاعِي يَشُحُّ عَلَيْهَا وَيَمْنَعُ مِنْ تَسَرُّبِها، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ؛ قَالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ امرأَة تَقُومُ بِمَعَاشِهَا: إِزَاءُ مَعاشٍ لَا يَزالُ نِطاقُها ... شَديداً، وَفِيهَا سَوْرةٌ وَهِيَ قاعِدُ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الْمُحْكَمِ: إِزَاءُ مَعاشٍ مَا تَحُلُّ إزارَها ... مِنَ الكَيْس، فِيهَا سَوْرَةٌ وهْي قَاعِدُ وَفُلَانٌ إزَاءُ فُلَانٍ إِذَا كَانَ قِرْناً لَهُ يُقاوِمه. وإِزَاءُ الحَرْب: مُقِيمُها؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ قَوْمًا: تَجِدْهُمْ عَلَى مَا خَيَّلَتْ هُمْ إِزَاءَها، ... وَإِنْ أَفْسَدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُ أَي تَجِدُهُمُ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِهَا. وكلُّ مَنْ جُعِل قَيِّماً بأَمر فَهُوَ إِزَاؤه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الخَطِيم: ثَأَرْتُ عَدِيّاً والخَطِيمَ، فَلَمْ أُضِعْ ... وَصِيَّةَ أَقوامٍ جُعِلْتُ إِزَاءَها أَي جُعِلْتُ القَيِّم بِهَا. وإنِّه لَإِزَاءُ خَيْرٍ وَشَرٍّ أَي صَاحِبُهُ. وَهُمْ إِزَاءٌ لِقَوْمِهِمْ أَي يُصْلِحُون أَمرهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لَهُمْ ... إِزَاءٌ، وأَنَّا لهُم مَعْقِلُ

_ (1). قوله [وإن أَزَى ماله إلخ] كذا وقع هذا البيت هنا في الأَصل، ومحله كما صنع شارح القاموس بعد قوله فيما تقدم: وأَزَى ماله نقص، فلعله هنا مؤخر من تقديم

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمٍ. وَبَنُو فُلَانٍ إِزَاءُ بَنِي فُلَانٍ أَي أَقْرانُهم. وآزَى عَلَى صَنِيعه إِيزَاءً: أَفْضَلَ وأَضْعَفَ عَلَيْهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَغْرِفُ مِنْ ذِي غَيِّثٍ وتُوزِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رُوِيَ وتُوزي، بِالتَّخْفِيفِ، عَلَى أَن هَذَا الشِّعْرَ كُلَّهُ غَيْرُ مُرْدَفٍ أَي تُفْضِل عَلَيْهِ. والإِزَاءُ: مَصَبُّ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ؛ وأَنشد الأَصمعي: مَا بَيْنَ صُنْبُور إِلَى إِزَاء وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ مَا بَيْنَ الْحَوْضِ إِلَى مَهْوى الرَّكِيَّة مِنَ الطَّيّ، وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ أَوْ جُلَّةٌ أَو جِلْدٌ يُوضَعُ عَلَيْهِ. وأَزَّيْته تَأَزِّياً «2». وتَأْزِيَةً، الأَخيرة نَادِرَةٌ، وآزَيْتُه: جَعَلْتُ لَهُ إِزَاءً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: آزَيْتُ الحوضَ إِيزَاءً عَلَى أَفْعَلْت، وأَزَّيْتُ الْحَوْضَ تَأْزِيَةً وتَوزِيئاً: جَعَلْتُ لَهُ إِزَاءً، وَهُوَ أَن يُوضَعَ عَلَى فَمِهِ حَجَر أَوْ جُلَّةٌ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ صَخْرَةٌ أَو مَا جَعَلْت وِقايةً عَلَى مَصَبِّ الْمَاءِ حِينَ يُفَرَّغ الْمَاءُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَرَماها فِي مَرابِضِها ... بإزاءِ الحَوْضِ أَوْ عُقُرِه «3» . وآزَاهُ: صَبَّ الماءَ مِنْ إِزَائِهِ. وآزَى فِيهِ: صَبَّ عَلَى إِزَائِهِ. وآزَاه أَيضاً: أَصلح إِزَاءَهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يُعْجِزُ عَنْ إَيزَائِه ومَدْرِه مَدْرُه إِصْلَاحُهُ بالمَدَر. وَنَاقَةٌ آزِيَةٌ وأَزِيَةٌ، عَلَى فَعِلة، كِلَاهُمَا عَلَى النَّسب: تَشْرَبُ مِنَ الإِزاء. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي لَا تَرِدُ النَّضِيحَ حَتَّى يَخْلُوَ لَهَا الأَزْيَةُ، والآزِيةُ عَلَى فَاعِلَةٍ، والأَزْيَة عَلَى فَعْلة «4»، والقَذُور. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا لَمْ تَشْرَبْ إِلَّا مِنَ الإِزاء: أَزِيَة، وَإِذَا لَمْ تَشْرَبْ إِلَّا مِنَ العُقْر: عَقِرَة. وَيُقَالُ للقَيِّم بالأَمر: هُوَ إِزَاؤه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا جَفْنَةً كإِزَاء الحَوْضِ قد كَفَؤُوا، ... ومَنْطِقاً مِثْلَ وَشْي اليُمْنَةِ الحِبَرَه وَقَالَ خُفاف بْنُ نُدْبة: كأنَّ مَحَافِينَ السِّباعِ حَفَّاضُهُ، ... لِتَعْريسِها جَنْبَ الإِزَاء المُمَزَّق «5». مُعَرَّسُ رَكْبٍ قافِلين بصَرَّةٍ ... صِرادٍ، إِذَا مَا نارُهم لَمْ تُخَرَّق وَفِي قِصَّةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَنه وَقَفَ بإِزَاءِ الحوْض ، وَهُوَ مَصَبُّ الدَّلْو، وعُقْرُه مُؤَخَّرُه؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ فِي صِفَةِ الْحَوْضِ: إِزَاؤه كالظَّرِبانِ المُوفي فَإِنَّمَا عَنى بِهِ القيِّم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنِي أَبو العَمَيْثَل الأَعرابي وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الأَصمعي قَالَ: سأَلني الأَصمعي عَنْ قَوْلِ الرَّاجِزِ فِي وَصْفِ مَاءٍ: إِزَاؤه كالظَّرِبانِ المُوفي فَقَالَ: كَيْفَ يُشَبِّه مَصَبَّ الْمَاءِ بالظَّرِبان؟ فَقُلْتُ لَهُ: مَا عِنْدَكَ فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: إِنَّمَا أَراد المُسْتَقِيَ، مِنْ قَوْلِكَ فُلَانٌ إِزَاءُ مَالٍ إِذَا قَامَ بِهِ وولِيَه، وشبَّهه

_ (2). قوله [وأَزَّيْته تَأَزِّياً إلخ] هكذا في الأَصل. وعبارة القاموس وشرحه: تأزى الحوضَ جعل له إزاء كأَزَّاه تَأْزِيَة: عن الجوهري، وهو نادر (3). قوله [مرابضها] كذا في الأَصل، والذي في ديوان إمرئ القيس وتقدم في ترجمة عقر: فرائصها (4). قوله [والأَزْيَة على فعلة] كذا في الأَصل مضبوطاً والذي نقله صاحب التكملة عن ابن الأَعرابي آزِيَة وأَزية بالمد والقصر فقط (5). قوله كَأَنَّ مَحَافِينَ السِّبَاعِ حَفَّاضُهُ كذا في الأَصل محافين بالنون، وفي شرح القاموس: محافير بالراء، ولفظ حفاضه غير مضبوط في الأَصل، وهكذا هو في شرح القاموس ولعله حفافه أو نحو ذلك

بالظَّرِبانِ لدَفَر رَائِحَتِهِ وعَرَقِه؛ وبالظَّرِبانِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ فِي النَّتْن. وأَزَوْتُ الرجلَ وآزَيْته فَهُوَ مَأْزُوٌّ ومُؤزىً أَي جَهَدته فَهُوَ مَجْهُود؛ قَالَ الطِّرِمَّاح: وقَدْ باتَ يَأْزُوه نَدىً وصَقِيعُ أَي يَجْهَده ويُشْئِزه. أَبو عَمْرٍو: تَأَزَّى القِدْحُ إِذَا أَصاب الرَّمِيَّة فاهْتَزَّ فِيهَا. وتَأَزَّى فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ إِذَا هَابَهُ. وَرَوَى ابْنُ السِّكِّيتِ قَالَ: قَالَ أَبو حَازِمٍ العُكْلي جَاءَ رَجُلٌ إِلَى حَلْقَةِ يُونُسَ فأَنشدَنا هَذِهِ الْقَصِيدَةَ فاستحسنها أَصحابه؛ وهي: أُزِّيَ مُسْتَهْنئٌ فِي الْبَدِيءِ، ... فَيَرْمَأُ فِيهِ وَلَا يَبْذَؤُه وعِنْدي زُؤازِيَةٌ وَأْبةٌ، ... تُزَأْزِئُ بالدَّات مَا تَهْجَؤُه «1» . قَالَ: أُزِّيَ جُعلَ فِي مَكَانٍ صَلَح. والمُسْتَهْنئُ. المُسْتعطي؛ أَراد أَن الَّذِي جَاءَ يَطْلُبُ خَيري أَجْعلهُ فِي البَديء أَي فِي أَوَّل مَنْ يَجِيءُ، فيَرْمَأُ: يُقِيمُ فِيهِ، وَلَا يَبْذَؤُه أَي لَا يَكْرَهه، وزُؤَازِيَةٌ: قِدْرٌ ضَخْمة وَكَذَلِكَ الوَأْبَةُ، تُزَأْزِئُ أَي تَضُمُّ، والدات: اللَّحْمُ والوَدَك، مَا تَهْجَؤُه أَي ما تأْكله. أسا: الأَسا، مَفْتُوحٌ مَقْصُورٌ: المُداواة والعِلاج، وَهُوَ الحُزْنُ أَيضاً. وأَسا الجُرْحَ أَسْواً وأَساً: دَاوَاهُ. والأَسُوُّ والإِسَاءُ، جَمِيعًا: الدَّوَاءُ، وَالْجَمْعُ آسِيَة؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ فِي الإِساء بِمَعْنَى الدَّوَاءِ: هُمُ الآسُونَ أُمَّ الرَّأْس لَمَّا ... تَواكَلَها الأَطِبَّةُ والإِساءُ والإِسَاءُ، مَمْدُودٌ مَكْسُورٌ: الدَّوَاءُ بِعَيْنِهِ، وَإِنْ شِئْتَ كَانَ جَمْعًا لِلْآسِي، وَهُوَ المُعالِجُ كَمَا تَقُولُ رَاعٍ ورِعاءٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الإِسَاء فِي بَيْتِ الْحُطَيْئَةِ لَا يَكُونُ إِلَّا الدَّوَاءَ لَا غَيْرُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: جَاءَ فُلَانٌ يَلْتَمِس لجراحِه أَسُوّاً، يَعْنِي دَوَاءً يأْسُو بِهِ جُرْحَه. والأَسْوُ: الْمَصْدَرُ. والأَسُوُّ، عَلَى فَعُول: دَوَاءٌ تَأْسُو بِهِ الجُرْح. وَقَدْ أَسَوْتُ الجُرح آسُوه أَسْواً أَي دَاوَيْتُهُ، فَهُوَ مَأْسُوٌّ وأَسِيٌّ أَيضاً، عَلَى فَعِيل. وَيُقَالُ: هَذَا الأَمرُ لَا يُؤْسى كَلْمُه. وأَهل الْبَادِيَةِ يُسَمُّونَ الخاتِنَة آسِيةً كِنَايَةً. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: اسْتَرْجَع وَقَالَ رَبِّ أُسني لِمَا أَمضَيْت وأَعِنِّي عَلَى مَا أَبْقَيْت ؛ أُسْني، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ، أَي عَوِّضْني. والأَوْس: العَوْضُ، وَيُرْوَى: آسِني؛ فَمَعْنَاهُ عَزِّني وصَبِّرْني؛ وأَما قَوْلُ الأَعشى: عِنْدَه البِرُّ والتُّقى وأَسا الشَّقِّ ... وحَمْلٌ لمُضْلِع الأَثْقال أَرَادَ: وَعِنْدَهُ أَسْوُ الشَّقِّ، فَجَعَلَ الْوَاوَ أَلفاً مَقْصُورَةً، قَالَ: وَمِثْلُ الأَسْوِ والأَسا اللَّغْوُ واللَّغا، وَهُوَ الشَّيْءُ الخَسيس وَالْآسِي: الطَّبِيب، وَالْجَمْعُ أُسَاةٌ وإِسَاء. قَالَ كُرَاعٌ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَا يَعتَقِب عَلَيْهِ فُعلة وفِعالٌ إِلَّا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ رُعاةٌ ورِعاءٌ فِي جَمْعِ رَاعٍ. والأَسِيُّ: المَأْسُوُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وصَبَّ عَلَيْهَا الطِّيبَ حَتَّى كأَنَّها ... أَسِيٌّ عَلَى أُمِّ الدِّماغ حَجِيجُ وحَجِيجٌ: مِنْ قَوْلِهِمْ حَجَّه الطبيبُ فَهُوَ مَحْجُوجٌ. وحَجِيجٌ إِذَا سَبر شَجَّتَه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قول الآخر: «2».

_ (1). قوله [بالدات] كذا بالأصل بالتاء المثناة بدون همز، ولعلها بالدأث بالمثلثة مهموزاً (2). قوله [ومثله قول الآخر إلخ] أورد في المغني هذا البيت بلفظ أَسِيّ إِنَّنِي مِنْ ذَاكَ إنه وقال الدسوقي: أسيت حزنت، وأَسِيّ حزين، وإنه بمعنى نعم، والهاء للسكت أو إِن الناسخة والخبر محذوف

وقائلةٍ: أَسِيتَ فقُلْتُ: جَيْرٍ ... أَسِيٌّ، إنَّني مِنْ ذاكَ إِنِّي وأَسا بَيْنَهُمْ أَسْواً: أَصْلَح. وَيُقَالُ: أَسَوْتُ الجُرْحَ فأَنا آسُوه أَسْواً إِذَا دَاوَيْتَهُ وأَصلحته. وَقَالَ المُؤَرِّج: كان جَزْءُ بن الحرث مِنْ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ المُؤَسِّي لأَنه كَانَ يُؤَسِّي بَيْنَ النَّاسِ أَي يُصْلِح بَيْنَهُمْ ويَعْدِل. وأَسِيتُ عَلَيْهِ أَسىً: حَزِنْت. وأَسِيَ عَلَى مُصِيبَتِهِ، بِالْكَسْرِ، يَأْسَى أَسًى، مَقْصُورٌ، إِذَا حَزِن. وَرَجُلٌ آسٍ وأَسْيَانُ: حَزِينٌ. وَرَجُلٌ أَسْوَان: حَزِينٌ، وأَتْبَعوه فَقَالُوا: أَسْوَان أَتْوان؛ وأَنشد الأَصمعي لِرَجُلٍ مِنَ الهُذَلِيِّين: مَاذَا هُنالِكَ مِنْ أَسْوَانَ مُكْتَئِبٍ، ... وساهِفٍ ثَمِل فِي صَعْدةٍ حِطَمِ وَقَالَ آخَرُ: أَسْوَانُ أَنْتَ لأَنَّ الحَيَّ مَوْعِدُهم ... أُسْوَانُ، كلُّ عَذابٍ دُونَ عَيْذاب وَفِي حَدِيثِ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ: وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِم آسَى وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أَضَلُّوا ؛ الأَسى، مَفْتُوحًا مَقْصُورًا: الحُزْن، وَهُوَ آسٍ، وامرأَة آسِيَةٌ وأَسْيَا، وَالْجَمْعُ أَسْيَانُون وأَسْيَانَات «1». وأَسْيَيَات وأَسَايَا. وأَسِيتُ لِفُلَانٍ أَي حَزِنْت لَهُ. وسَآنِي الشيءُ: حَزَنَني؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ وأَنشد بيت الحرث بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: مرَّ الحُمُولُ فَمَا سَأَوْنَك نَقْرةً، ... وَلَقَدْ أَراكَ تُساءُ بالأَظْعان والأُسْوَةُ والإِسْوَةُ: القُدْوة. وَيُقَالُ: ائْتَسِ بِهِ أَيِ اقتدِ بِهِ وكُنْ مِثْلَهُ. اللَّيْثُ: فُلَانٌ يَأْتَسِي بِفُلَانٍ أَي يَرْضَى لِنَفْسِهِ مَا رَضِيَهُ ويَقْتَدِي بِهِ وَكَانَ فِي مِثْلِ حَالِهِ. وَالْقَوْمُ أُسْوَةٌ فِي هَذَا الأَمر أَي حالُهم فِيهِ وَاحِدَةٌ. والتَّأَسِّي فِي الأُمور: الأُسْوة، وَكَذَلِكَ المُؤَاساة. والتَّأْسِيَة: التَّعْزِيَةُ. أسَّيْته تَأْسِيةً أَي عَزَّيته. وأَسَّاه فَتَأَسَّى: عَزَّاه فتَعزَّى. وتَأَسَّى بِهِ أَي تعزَّى بِهِ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: تَأَسَّى بِهِ اتَّبَعَ فِعْلَهُ وَاقْتَدَى بِهِ. ويقال: أَسَوْتُ فلاناً بفلان إِذَا جَعَلْته أُسْوته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لأَبي مُوسَى: آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وَجْهك ومَجْلِسك وعَدْلِك أَي سَوِّ بَينَهم واجْعل كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إسْوة خَصْمه. وتَآسَوْا أَي آسَى بعضُهم بَعْضًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإنَّ الأُلَى بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشمٍ ... تَآسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ تَمَثَّل بِهِ مُصْعَب يَوْمَ قُتِل. وتَآسَوْا فِيهِ: مِنَ المُؤَاساة كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، لَا مِنَ التَّأَسِّي كَمَا ذَكَرَ الْمُبَرِّدُ، فَقَالَ: تَآسَوْا بِمَعْنَى تَأَسَّوْا، وتَأَسَّوْا بِمَعْنَى تَعَزَّوا. وَلِي فِي فُلَانٍ أُسْوَة وإسْوَة أَي قُدْوَة. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الأُسْوَة والإِسْوَة والمُوَاسَاة فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا القُدْوة. والمُوَاسَاة: الْمُشَارَكَةُ والمُساهَمة فِي الْمَعَاشِ وَالرِّزْقِ؛ وأَصلها الْهَمْزَةُ فَقُلِبَتْ وَاوًا تَخْفِيفًا. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيةَ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَاسَوْنا للصُّلْح ؛ جَاءَ عَلَى التَّخْفِيفِ، وَعَلَى الأَصل جَاءَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا أَحَدٌ عِنْدِي أَعْظَمُ يَداً مِنْ أَبي بَكْرٍ آسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: آسِ بَيْنَهم فِي اللَّحْظَة والنَّظْرة. وآسَيْت فُلَانًا بِمُصِيبَتِهِ إِذَا عَزَّيته، وَذَلِكَ إِذَا ضَربْت له الأُسَا، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهُ مَا لَك تَحْزَن. وَفُلَانٌ

_ (1). قوله [وأَسْيَانَات] كذا في الأَصل وهو جمع أَسْيَانَة ولم يذكره وقد ذكره في القاموس

إسْوَتُك أَي أَصابه مَا أَصابك فصَبَر فَتأَسَّ بِهِ، وواحد الأُسَا والإِسَا أُسْوَة وإِسْوَة. وَهُوَ إِسْوَتُك أَي أَنت مِثْلُهُ وَهُوَ مِثْلُكَ. وأْتَسَى بِهِ: جَعَله أُسْوة. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَأْتَسِ بِمَنْ لَيْسَ لَكَ بأُسْوَة. وأَسْوَيْته: جَعَلْتُ لَهُ أُسْوة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، فَإِنْ كَانَ أَسْوَيْت مِنَ الأُسْوة كَمَا زَعَمَ فَوَزْنُهُ فَعْلَيْتُ كَدَرْبَيْتُ وجَعْبَيْتُ. وآسَاهُ بمالِه: أنالَه مِنْهُ وجَعَله فِيهِ أُسْوة، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا مِنْ كَفافٍ، فَإِنْ كَانَ مِنْ فَضْلةٍ فَلَيْسَ بمؤَاساة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِي قَوْلِهِمْ مَا يُؤَاسِي فُلَانٌ فُلَانًا فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَعْنَاهُ مَا يُشارِك فُلَانٌ فُلَانًا، والمُؤَاسَاة الْمُشَارَكَةُ؛ وأَنشد: فإنْ يَكُ عَبْدُ اللَّهِ آسَى ابْنَ أُمِّه، ... وآبَ بأَسْلابِ الكَمِيِّ المُغاوِر وَقَالَ المُؤَرِّج: مَا يُؤَاسِيه مَا يُصِيبه بِخَيْرٍ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ آسِ فلانا بخير أَي أَصِبْه، وَقِيلَ: مَا يُؤَاسِيه مِنْ مَوَدَّته وَلَا قَرَابَتِهِ شَيْئًا مأْخوذ مِنَ الأَوْسِ وهو العَوْض، قَالَ: وَكَانَ فِي الأَصل مَا يُؤَاوِسُه، فقدَّموا السِّينَ وَهِيَ لَامُ الْفِعْلِ، وأَخروا الْوَاوَ وَهِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، فَصَارَ يؤَاسِوهُ، فَصَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِتَحَرُّكِهَا وَانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَهَذَا مِنَ الْمَقْلُوبِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ غَيْرَ مَقْلُوبٍ فَيَكُونَ يُفاعِل مِنْ أَسَوْت الجُرْح. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ أَنه قَالَ فِي المُؤَاسَاة وَاشْتِقَاقِهَا إِنَّ فِيهَا قَوْلَيْنِ: أَحدهما أَنها مِنْ آسَى يُؤَاسِي مِنَ الأُسْوَة وَهِيَ القُدْوة، وَقِيلَ إِنَّهَا مِنْ أَسَاه يَأْسُوه إِذَا عَالَجَهُ وَدَاوَاهُ، وَقِيلَ إنها من آسَ يَؤُوس إِذَا عَاضَ، فأَخَّر الْهَمْزَةَ ولَيَّنهاو لكلّ مَقَالٌ. وَيُقَالُ: هُوَ يُؤَاسِي فِي مَالِهِ أَي يساوِي. وَيُقَالُ: رَحِم اللهُ رَجُلًا أَعْطى مِنْ فَضْلٍ وآسَى مِنْ كَفافٍ، مِنْ هَذَا. الْجَوْهَرِيُّ: آسَيْتُه بِمَالِي مُؤَاسَاةً أَي جَعَلْتُهُ أُسْوتي فِيهِ، ووَاسَيْتُه لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. والأُسْوَة والإِسْوَة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: لُغَتَانِ، وَهُوَ مَا يَأْتَسِي بِهِ الحَزينُ أَي يَتَعَزَّى بِهِ، وجمعها أُساً وإساً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لحُرَيْث بْنِ زَيْدِ الْخَيْلِ: ولَوْلا الأُسى [الإِسى] مَا عِشتُ فِي النَّاسِ سَاعَةً، ... ولكِنْ إِذَا مَا شئْتُ جاوَبَني مِثْلي ثُمَّ سُمِّي الصَّبْرُ أُساً. وَأْتَسَى بِهِ أَي اقْتَدَى بِهِ. وَيُقَالُ: لَا تَأْتَسِ بِمَنْ لَيْسَ لَكَ بأُسْوَة أَي لَا تَقْتَدِ بِمَنْ لَيْسَ لَكَ بِقُدْوَةٍ. والآَسِيَة: الْبِنَاءُ المُحْكَم. والآسِيَة: الدِّعامة وَالسَّارِيَةُ، وَالْجَمْعُ الأَوَاسِي؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ، ... أَواسِيَ مُلْكٍ أَثْبَتَتها الأَوائلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ تُشَدَّدُ أَوَاسِيّ للأَساطين فَيَكُونُ جَمْعًا لآسِيّ، وَوَزْنُهُ فاعُولٌ مِثْلُ آرِيّ وأوارِيّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَشَيَّدَ آسِيّاً فَيَا حُسْنَ مَا عَمَر قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ آسِيٌّ فاعِيلًا لأَنه لَمْ يأْت مِنْهُ غَيْرُ آمِين. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: يُوشِك أَن تَرْمِيَ الأَرضُ بأَفلاذ كبدها أَمثال الأَوَاسِي ؛ هي السَّواري والأَساطينُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَصل، وَاحِدَتُهَا آسِيَة لأَنها تُصْلِحُ السَّقْفَ وتُقيمه، مِنْ أَسَوْت بَيْنَ الْقَوْمِ إِذَا أَصلحت. وَفِي حَدِيثِ عَابِدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنه أوْثَق نَفسه إِلَى آسِيَةٍ مِنْ أَوَاسِي المَسْجِد. وأَسَيْتُ لَهُ مِنَ اللَّحْمِ خَاصَّةً أَسْياً: أَبقيت لَهُ. والآسِيَةُ، بِوَزْنِ فَاعِلَةٍ: مَا أُسِّسَ مِنْ بُنْيَانٍ فأُحْكِم، أَصله مِنْ ساريةٍ وَغَيْرِهَا. والآسِيَّة: بَقِيَّةُ الدَّارِ وخُرْثيُّ الْمَتَاعِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الآسِيُّ خُرْثِيُّ الدَّارِ وآثارُها مِنْ نَحْوِ قِطْعة القَصْعة والرَّماد والبَعَر؛

قَالِ الرَّاجِزُ: هَلْ تَعْرِف الأَطْلالَ بالحويِّ ... «1». لم يَبْقَ مِنْ آسِيِّها العامِيِ غَيرُ رَمادِ الدَّارِ والأُثْفِيِ وَقَالُوا: كُلُوا فَلَمْ نُؤَسِّ لَكُم، مُشَدَّدٌ، أَي لَمْ نَتَعَمَّدكم بِهَذَا الطَّعَامِ. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: فَلَمْ يُؤَسَّ أَي لَمْ تُتَعمَّدوا بِهِ. وآسِيَةُ: امرأَة فِرْعَوْنَ. والآسِي: مَاءٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَلَمْ يُتْرَكْ نِساءُ بَنِي زُهَيْرٍ، ... عَلَى الآسِي، يُحَلِّقْنَ القُرُونا؟ أشي: أَشى الكلامَ أَشْياً: اخْتَلَقَه. وأَشِيَ إِلَيْهِ أَشْياً: اضْطُرَّ. والأَشَاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: صِغار النَّخْل، وَقِيلَ: النَّخْلُ عامَّةً، وَاحِدَتُهُ أَشَاءَةٌ، وَالْهَمْزَةُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ مِنَ الْيَاءِ لأَن تَصْغِيرَهَا أُشَيٌّ، وَذَهَبُ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنه مِنْ بَابِ أَجَأَ، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه انْطَلَقَ إِلَى البَراز فَقَالَ لِرَجُلٍ كَانَ مَعَهُ ائتِ هاتَيْنِ الأَشَاءَتَيْنِ فقُلْ لَهُمَا حَتَّى تَجْتَمِعَا فَاجْتَمَعَتَا فقَضى حاجتَه ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَوَادِي الأَشاءَيْنِ «2»: مَوْضِعٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: لِتَجْرِ المَنِيَّةُ بَعْدَ امْرِئٍ، ... بِوَادِي أَشَاءَيْنِ، أَذْلالَها وَوَادِي أُشَيّ وأَشِيّ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زيادُ بنُ حَمْد، وَيُقَالُ زِيَادُ بْنُ مُنْقِدٍ: يَا حَبَّذا، حِينَ تُمْسي الرِّيحُ بارِدَةً، ... وَادِي أُشَيٍّ وفِتِيانٌ بِهِ هُضُمُ وَيُقَالُ لَهَا أَيضاً: الأَشاءَة؛ قَالَ أَيضاً فِيهَا: يَا لَيْتَ شِعْريَ عنْ جَنْبَيْ مُكَشَّحَةٍ، ... وحَيْثُ يُبْنى مِن الحِنَّاءَةِ الأُطُمُ عَنِ الأَشَاءَة هَلْ زالَتْ مَخارِمُها؟ ... وهَلْ تَغَيَّرَ مِنْ آرامِها إرَمُ؟ وجَنَّةٍ مَا يَذُمُّ الدَّهْرَ حاضِرُها، ... جَبَّارُها بالنَّدى والحَمْلِ مُحْتَزِمُ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذِهِ الأَبيات مستشهداً بها عَلَى أَن تَصْغِيرَ أَشاء أُشَيٌّ، ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ كَانَتِ الْهَمْزَةُ أَصلية لَقَالَ أُشَيْءٌ، وَهُوَ وَادٍ بِالْيَمَامَةِ فِيهِ نَخِيلٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَامُ أَشَاءَة عِنْدَ سِيبَوَيْهِ هَمْزَةٌ، قَالَ: أَما أُشَيّ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنه تَصْغِيرُ أَشاء لأَنه اسْمُ مَوْضِعٍ. وَقَدِ ائْتَشَى العَظْمُ إِذَا بَرَأَ مِنْ كَسْرٍ كَانَ بِهِ؛ هَكَذَا أَقرأَه أَبو سَعِيدٍ فِي المصنَّف؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي، وَرَوَى أَبو عمرو والفراء: انْتَشَى العَظْمُ، بِالنُّونِ. وَإِشَاءٌ: جَبَلٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: وساقَ النِّعاجَ الخُنْسَ بَيْني وبَيْنَها، ... برَعْنِ إِشَاءٍ، كلُّ ذِي جُدَدٍ قَهْد أصا: الأَصاةُ: الرَّزانة كالحَصاة. وَقَالُوا: مَا لَهُ حَصاةٌ وَلَا أَصاةٌ أَي رأْيٌ يُرْجَعُ إِلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَصى الرجلُ إِذَا عَقَلَ بَعْدَ رُعُونة. وَيُقَالُ: إنَّه لَذُو حَصاةِ وأَصَاةٍ أَي ذُو عَقْلٍ ورأْي؛ قَالَ طَرَفَةُ: وإنَّ لِسانَ المَرْءِ، مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... أَصَاةٌ، عَلَى عَوْرَاتِهِ، لَدَلِيلُ والآصِيَةُ: طَعَامٌ مِثْلُ الحَسا يُصْنَعُ بِالتَّمْرِ؛ قَالَ: يَا رَبَّنا لَا تُبْقِيَنَّ عاصِيَه، ... فِي كلِّ يَوْمٍ هِيَ لِي مُنَاصِيَه تُسامِرُ اللَّيلَ وتُضْحي شاصِيَه،

_ (1). قوله [بالحوي] هكذا في الأَصل من غير ضبط ولا نقط لما قبل الواو، وفي معجم ياقوت مواضع بالمعجمة والمهملة والجيم (2). قوله [ووادي الأَشَاءَيْنِ] هكذا ضبط في الأَصل بلفظ التثنية، وتقدم في ترجمة أشر أشائن وهو الذي في القاموس في ترجمة أشا، والذي سبق في ترجمة زهف أَشَائِينَ بزنة الجمع

مِثْلُ الهَجِينِ الأَحْمرِ الجُراصِيه، ... والإِثْر والصَّرْب مَعًا كالآصِيَه عاصِيَةُ: اسْمُ امرأَته، ومُناصِيَة أَي تَجُرُّ نَاصِيَتِي عِنْدَ الْقِتَالِ. والشَّاصِيَةُ: الَّتِي تَرْفَع رِجْلَيْهَا، والجُراصِيَة: العَظيمُ مِنَ الرِّجَالِ، شَبَّهَهَا بالجُراصِيَة لعِظَم خَلْقها، وَقَوْلُهُ: والإِثْرُ والصَّرْب؛ الإِثْرُ: خُلاصة السَّمْن، والصَّرْب: اللَّبَنُ الْحَامِضُ، يُرِيدُ أَنهما مَوْجُودَانِ عِنْدَهَا كالآصِيَة الَّتِي لَا تَخْلو مِنْهَا، وأَراد أَنها مُنَعَّمَة. التَّهْذِيبُ: ابْنُ آصَى طَائِرٌ شِبْهُ الباشَق إِلَّا أَنه أَطول جَنَاحًا وَهُوَ الحِدَأُ، وَيُسَمِّيهِ أَهل الْعِرَاقِ ابْنَ آصَى، وَقَضَى ابنُ سِيدَهْ لِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ أَنها مِنْ مُعْتَلِّ الْيَاءِ، قَالَ: لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثرُ مِنْهَا وَاوًا. أضا: الأَضَاةُ: الغَدير. ابْنُ سِيدَهْ: الأَضَاةُ الْمَاءُ المُسْتَنْقِعُ مِنْ سَيْلٍ أَو غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَضَوَاتٌ، وأَضاً، مَقْصُورٌ، مِثْلُ قَناةٍ وقَناً، وإِضاءٌ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، وإضُونَ كَمَا يُقَالُ سَنَةٌ وسِنُونَ؛ فأَضاةٌ وأَضاً كحصاةٍ وحَصىً، وأَضَاةٌ وإضَاءٌ كرَحَبَةٍ ورِحاب ورَقَبَةٍ ورِقاب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي جَمْعِهِ عَلَى إضِينَ للطِّرِمَّاح: محافِرُها كأَسْرِيَةِ الإِضِينا وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَن أَضاً جَمْعُ أَضَاةٍ، وإِضَاء جَمْعُ أَضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَيْرُ قَوِيٍّ لأَنه إِنَّمَا يُقْضى عَلَى الشَّيْءِ أَنه جَمْع جمعٍ إِذَا لَمْ يُوجَدُ مِنْ ذَلِكَ بدٌّ، فأَما إِذَا وَجَدْنَا مِنْهُ بُدًّا فَلَا، وَنَحْنُ نَجِدُ الْآنَ مَنْدوحةً مِنْ جَمْعِ الْجَمْعِ، فَإِنَّ نَظِيرَ أَضَاة وإِضَاء مَا قَدَّمناه مِنْ رَقَبة ورِقاب ورَحَبَة ورِحاب فَلَا ضَرُورَةَ بِنَا إِلَى جَمْعِ الْجَمْعِ، وَهَذَا غَيْرُ مصنُوع فِيهِ لأَبي عُبَيْدٍ، إِنَّمَا ذَلِكَ لِسِيبَوَيْهِ والأَخفش؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ فِي صِفَةِ الدُّرُوعِ: عُلِينَ بكِدْيَوْن وأُبْطِنَّ كُرَّةً، ... فَهُنَّ إضَاءٌ صافِياتُ الغَلائل أَراد: مِثْلَ إضَاء كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ؛ أَراد مِثْلَ أُمهاتهم؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ فهُنَّ وِضَاء أَي حِسانٌ نِقاءٌ، ثُمَّ أَبدل الْهَمْزَةَ مِنَ الْوَاوِ كَمَا قَالُوا إِسَادٌ فِي وِسَادٍ وَإِشَاحٌ فِي وِشاح وَإِعَاءٌ فِي وِعاء. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: هَذَا الَّذِي حَكَيْتُهُ مِنْ حَمْل أَضَاة عَلَى الْوَاوِ بِدَلِيلِ أَضَوات حكايَةُ جَمِيعِ أَهل اللُّغَةِ، وَقَدْ حَمَلَهُ سِيبَوَيْهِ عَلَى الْيَاءِ، قَالَ: وَلَا وَجْهَ لَهُ عِنْدِي البَتَّة لِقَوْلِهِمْ أَضَوات وَعَدَمِ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنه مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: وَالَّذِي أُوَجِّه كَلَامَهُ عَلَيْهِ أَن تَكُونَ أَضَاة فَلْعة مِنْ قَوْلِهِمْ آضَ يَئِيضُ، عَلَى الْقَلْبِ، لأَن بَعْضَ الغَدير يَرْجِعُ إِلَى بَعْضٍ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَفَّقَته الرِّيحُ، وَهَذَا كَمَا سُمِّيَ رَجْعاً لتراجُعه عِنْدَ اصْطِفَاقِ الرِّيَاحِ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: وَرَدْتُه ببازِلٍ نَهَّاضِ، ... وِرْدَ القَطا مَطائطَ الإِياضِ إِنَّمَا قَلَبَ أَضاة قَبْلَ الْجَمْعِ، ثُمَّ جَمَعَه عَلَى فِعال، وَقَالُوا: أَراد الإِضاء وَهُوَ الغُدْران فقَلَب. التَّهْذِيبُ: الأَضاة غَدير صَغِيرٌ، وَهُوَ مَسِيلُ الْمَاءِ «3». إِلَى الغَدير المتصلُ بالغَدير، وَثَلَاثُ أَضَواتٍ. وَيُقَالُ: أَضَيَات مِثْلُ حَصَيات. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَامُ أَضَاة وَاوٌ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي فِي جَمْعِهَا أَضَوَات، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عِنْدَ أَضَاة بَنِي غِفارٍ ؛ الأَضَاة، بِوَزْنِ الحَصاة: الغَدير، وَجَمْعُهَا أَضاً وإِضَاء كأَكَم وإكام. أغي: جَاءَ مِنْهُ أَغْيٌ فِي قَوْلِ حَيَّان بْنِ جُلْبة الْمُحَارِبِيِّ: فسارُوا بغَيْثٍ فِيهِ أَغْيٌ فَغُرَّبٌ، ... فَذُو بَقَرٍ فشَابَةٌ فالذَّرائِحُ

_ (3). قوله [وهو مسيل الماء إلخ] عبارة التهذيب: وهو مسيل الماء المتصل بالغدير

قَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرة: أَغْيٌ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَجَمَعُهُ أَغْيَاء، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَذَلِكَ غَلَطٌ إِلَّا أَن يَكُونَ مَقْلُوبَ الْفَاءِ إِلَى موضع اللام. أفا: النَّضْرُ: الأَفَى القِطَعُ مِنَ الغَيْم وَهِيَ الفِرَق يَجِئْنَ قِطَعاً كَمَا هِيَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْوَاحِدَةُ أَفَاةٌ، وَيُقَالُ هَفاة أَيضاً. أَبو زَيْدٍ: الهَفاة وَجَمْعُهَا الهَفا نحوٌ مِنَ الرِّهْمة، المَطَرِ الضَّعِيفِ. الْعَنْبَرِيُّ: أَفاً وأَفَاةٌ، النَّضْرُ: هِيَ الهَفاة والأَفَاة. أقا: الإِقاةُ: شَجَرَةٌ؛ قَالَ؛ وَعَسَى «1». أَنْ يَكُونَ لَهُ وَجْهٌ آخَرُ مِنَ التَّصْرِيفِ لَا نَعْلَمُهُ. الأَزهري: الإِقَاء شَجَرَةٌ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَلَا أَعرفه. ابْنُ الأَعرابي: قَأَى: إِذَا أَقرَّ لِخَصْمِهِ بِحَقّ وذَلَّ، وأَقَى إِذَا كَرِه الطعامَ وَالشَّرَابَ لِعِلَّة، وَاللَّهُ أَعلم. أكا: ابْنُ الأَعرابي: أَكَى إِذَا اسْتَوثَق مِنْ غَرِيمه بِالشُّهُودِ. النِّهَايَةُ: وَفِي الْحَدِيثِ لَا تَشرَبوا إلَّا مِنْ ذي إِكَاء ؛ الإِكاءُ والوِكاءُ: شِدادُ السِّقاء. ألا: أَلا يَأْلُو أَلْواً وأُلُوّاً وأُلِيّاً وإِلِيّاً وأَلَّى يُؤَلِّي تَأْلِيَةً وأْتَلَى: قَصَّر وأَبطأَ؛ قَالَ: وإنَّ كَنائِني لَنِساءُ صِدْقٍ، ... فَما أَلَّى بَنِيَّ ولا أَساؤوا وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: وأَشْمَطَ عُرْيانٍ يُشَدُّ كِتافُه، ... يُلامُ عَلَى جَهْدِ القِتالِ وَمَا ائْتَلَى أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ هُو مُؤَلٍّ أَيْ مُقَصِّر؛ قَالَ: مُؤَلّ فِي زِيارَتها مُلِيم وَيُقَالُ لِلْكَلْبِ إِذَا قَصَّر عَنْ صَيْدِهِ: أَلَّى، وكذلك البازِي؛ وقال الرَّاجِزُ: جَاءَتْ بِهِ مُرَمَّداً مَا مُلَّا، ... مَا نِيَّ آلٍ خَمَّ حِينَ أَلَّا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ثَعْلَبٌ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه سأَلني بَعْضُ أَصحابنا عَنْ هَذَا الْبَيْتِ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقول، فصِرْت إِلَى ابْنِ الأَعرابي ففَسَّره لِي فَقَالَ: هَذَا يَصِفُ قُرْصاً خَبَزته امرأَته فَلَمْ تُنْضِجه، فَقَالَ جَاءَتْ بِهِ مُرَمَّداً أَي مُلَوَّثاً بِالرَّمَادِ، مَا مُلَّ أَي لَمْ يُمَلَّ فِي الجَمْر وَالرَّمَادِ الْحَارِّ، وَقَوْلُهُ: مَا نِيَّ، قَالَ: مَا زَائِدَةٌ كأَنه قَالَ نِيَّ الآلِ، والآلُ: وَجْهُه، يَعْنِي وَجْهَ القُرْصِ، وَقَوْلُهُ: خَمَّ أَي تَغَيَّر، حِينَ أَلَّى أَي أَبطأَ فِي النُّضْج؛ وَقَوْلُ طُفَيل: فَنَحْنُ مَنَعْنا يَوْمَ حَرْسٍ نِساءَكم، ... غَدَاةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنَّمَا أَراد غَيْرَ مُؤْتَلي، فأَبدل الْعَيْنَ مِنَ الْهَمْزَةِ؛ وَقَوْلُ أَبي سَهْو الهُذلي: القَوْمُ أَعْلَمُ لَو ثَقِفْنا مالِكاً ... لاصْطافَ نِسْوَتُه، وهنَّ أَوَالِي أَراد: لأَقَمْنَ صَيْفَهُنَّ مُقَصِّرات لَا يَجْهَدْنَ كلَّ الجَهْدِ فِي الْحُزْنِ عَلَيْهِ لِيَأْسِهِنَّ عَنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: أقْبَل يَضْرِبُهُ لَا يَأْلُ، مَضْمُومَةَ اللَّامِ دُونَ وَاوٍ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَا أَدْرِ، وَالِاسْمُ الأَلِيَّة؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: إلَّا حَظِيَّه فَلَا أَلِيَّه؛ أَي إِنْ لَمْ أَحْظَ فَلَا أَزالُ أَطلب ذَلِكَ وأَتَعَمَّلُ لَهُ وأُجْهِد نَفْسي فِيهِ، وأَصله فِي المرأَة تَصْلَف عِنْدَ زَوْجِهَا، تَقُولُ: إِنْ أَخْطَأَتْك الحُظْوة فِيمَا تَطْلُبُ فَلَا تَأْلُ أَن تَتَودَّدَ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ بَعْضَ مَا تُرِيدُ. وَمَا أَلَوْتُ ذَلِكَ أَي مَا استطعته.

_ (1). قوله [شجرة قال وعسى إلخ] هكذا في الأَصل

وَمَا أَلَوْتُ أَن أَفعله أَلْواً وو أُلُوّاً أَي مَا تركْت. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَتاني فُلَانٌ فِي حَاجَةٍ فَمَا أَلَوْتُ رَدَّه أَي مَا اسْتَطَعْتُ، وأَتاني فِي حَاجَةٍ فأَلَوْت فِيهَا أَي اجْتَهَدْتُ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَ الأَصمعي يُقَالُ مَا أَلَوْت جَهْداً أَي لَمْ أَدَع جَهْداً، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مَا آلُوكَ جَهْداً، وهو خطأ. ويقال أَيضاً: مَا أَلَوْته أَي لَمْ أَسْتَطِعْه وَلَمْ أُطِقْه. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا ؛ أَي لَا يُقَصِّرون فِي فَسَادِكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا مِنْ وَالٍ إلَّا وَلَهُ بِطانَتانِ: بِطانةٌ تأْمره بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهاه عَنِ المُنْكَر، وبِطانةٌ لَا تَأْلُوه خَبالًا ، أَي لَا تُقَصِّر فِي إِفْسَادِ حَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لفاطمة، عليها السَّلَامُ: مَا يُبْكِيكِ فَمَا أَلَوْتُكِ ونَفْسِي وَقَدْ أَصَبْتُ لكِ خَيرَ أَهْلي أَي مَا قَصَّرْت فِي أَمرك وأَمري حَيْثُ اخترتُ لكِ عَلِيّاً زَوْجًا. وَفُلَانٌ لَا يَأْلُو خَيْرًا أَي لَا يَدَعُه وَلَا يَزَالُ يَفْعَلُهُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: أُغَيْلِمَةٌ حَيَارَى تَفاقَدُوا مَا يَأْلَ لَهُمْ «1». أَن يَفْقَهوا. يُقَالُ: يَالَ لَهُ أَن يَفْعَلَ كَذَا يَوْلًا وأَيالَ لَهُ إِيَالَةً أَي آنَ لَهُ وانْبَغَى. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا ونَوالُكَ أَن تَفْعَله أَي انْبَغَى لَكَ. أَبو الْهَيْثَمِ: الأَلْوُ مِنَ الأَضداد، يُقَالُ أَلا يَأْلُو إِذَا فَتَرَ وضَعُف، وَكَذَلِكَ أَلَّى وأْتَلَى. قَالَ: وأَلا وأَلَّى وتَأَلَّى إِذَا اجْتَهَدَ؛ وأَنشد: ونحْنُ جِياعٌ أَيَّ أَلْوٍ تَأَلَّتِ مَعْنَاهُ أَيَّ جَهْدٍ جَهَدَتْ. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أَلَّيْتُ أَي أَبْطأْت؛ قَالَ: وسأَلني الْقَاسِمُ بْنُ مَعْن عَنْ بَيْتِ الرَّبِيعِ بْنِ ضَبُع الفَزارِي: وَمَا أَلَّى بَنِيّ وما أَساؤوا فقلت: أَبطؤوا، فَقَالَ: مَا تَدَعُ شَيْئًا، وَهُوَ فَعَّلْت مَنْ أَلَوْت أَي أَبْطأْت؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مِنَ الأُلُوِّ وَهُوَ التَّقْصِيرُ؛ وأَنشد ابْنُ جِنِّي فِي أَلَوْت بِمَعْنَى اسْتَطَعْتُ لأَبي العِيال الهُذَلي: جَهْراء لَا تَأْلُو، إِذَا هِيَ أَظْهَرَتْ ... بَصَراً، وَلَا مِنْ عَيْلةٍ تُغْنِيني أَي لَا تُطِيق. يُقَالُ: هُوَ يَأْلُو هَذَا الأَمر أَي يُطِيقه ويَقْوَى عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: إِنِّي لَا آلُوكَ نُصْحاً أَي لَا أَفْتُر وَلَا أُقَصِّر. الجوهري: فُلَانٌ لَا يَأْلُوك نصْحاً فَهُوَ آلٍ، والمرأَة آلِيَةٌ، وَجَمْعُهَا أَوَالٍ. والأُلْوَة والأَلْوَة والإِلْوَة والأَلِيَّة عَلَى فعِيلة والأَلِيَّا، كلُّه: الْيَمِينُ، وَالْجَمْعُ أَلايَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَلِيلُ الأَلايَا حافظٌ لِيَمينِه، ... وإنْ سَبَقَتْ مِنْهُ الأَلِيَّةُ بَرَّتِ وَرَوَاهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ: قَلِيلُ الإِلاء، يُرِيدُ الإِيلاءَ فَحَذَفَ الْيَاءَ، وَالْفِعْلُ آلَى يُؤْلي إِيلَاءً: حَلَفَ، وتأَلَّى يَتأَلَّى تأَلِّياً وأْتَلَى يَأْتَلِي ائْتِلاءً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ «2»؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يَأْتَلِ هُوَ مِنْ أَلَوْتُ أَي قَصَّرْت؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الائْتِلاءُ الحَلِفُ، وقرأَ بَعْضُ أَهل الْمَدِينَةِ: وَلَا يَتَأَلَ ، وَهِيَ مُخَالَفَةٌ لِلْكِتَابِ مِنْ تَأَلَّيْت، وَذَلِكَ أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَلَف أَن لَا يُنْفِقَ عَلَى مِسْطَح بْنِ أُثَاثَةَ وَقَرَابَتِهِ الَّذِينَ ذَكَرُوا عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، فأَنزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ، وَعَادَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى الإِنفاق عَلَيْهِمْ. وَقَدْ تَأَلَّيْتُ وأْتَلَيْت وآلَيْتُ عَلَى الشَّيْءِ وآلَيْتُه، عَلَى حَذْفِ الْحَرْفِ: أَقْسَمْت. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يَتَأَلَّ على الله

_ (1). قوله [ما يأل لهم إلى قوله وأيال له إيالة] كذا في الأَصل وفي ترجمة يأل من النهاية (2). الآية

يُكْذِبْه ؛ أَي مَن حَكَم عليه وخَلَف كَقَوْلِكَ: وَاللَّهِ لَيُدْخِلَنَّ اللَّهُ فُلَانًا النارَ، ويُنْجِحَنَّ اللهُ سَعْيَ فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَيْلٌ للمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتي ؛ يَعْنِي الَّذِينَ يَحْكُمون عَلَى اللَّهِ وَيَقُولُونَ فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ وَفُلَانٌ فِي النَّارِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنِ المُتَأَلِّي عَلَى اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس بْنِ مَالِكٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا أَي حَلَفَ لَا يدْخُل عَلَيْهِنَّ، وَإِنَّمَا عَدَّاهُ بِمِن حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى، وَهُوَ الِامْتِنَاعُ مِنَ الدُّخُولِ، وَهُوَ يَتَعَدَّى بِمِنْ، وللإِيلاء فِي الْفِقْهِ أَحكام تَخُصُّهُ لَا يُسَمَّى إِيلَاءً دُونَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: لَيْسَ فِي الإِصلاح إيلاءٌ أَي أَن الإِيلاء إِنَّمَا يَكُونُ فِي الضِّرار وَالْغَضَبِ لَا فِي النَّفْعِ وَالرِّضَا. وَفِي حَدِيثِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: لَا دَرَيْتَ وَلَا ائْتَلَيْتَ ، وَالْمُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ، وَالصَّوَابُ الأَول. ابن سيدة: وقالوا لَا دَرَيْتَ وَلَا ائْتَلَيتَ، عَلَى افْتعَلْتَ، مِنْ قَوْلِكَ مَا أَلَوْتُ هَذَا أَي مَا اسْتَطَعْتُهُ أَي وَلَا اسْتَطَعْتَ. وَيُقَالُ: أَلَوْته وأْتَلَيْتُه وأَلَّيْتُه بِمَعْنَى اسْتَطَعْتُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: مَنْ صامَ الدَّهْرَ لَا صَامَ وَلَا أَلَّى أَي وَلَا اسْتَطَاعَ الصِّيَامَ، وَهُوَ فَعَّلَ مِنْهُ كأَنه دَعا عَلَيْهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ إِخْبَارًا أَي لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُقَصِّر، مِنْ أَلَوْت إِذَا قَصَّرت. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ وَلَا آلَ بِوَزْنِ عالَ، وَفُسِّرَ بِمَعْنَى وَلَا رجَع، قَالَ: والصوابُ أَلَّى مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا. يُقَالُ: أَلا الرجلُ وأَلَّى إِذَا قَصَّر وَتَرَكَ الجُهْد. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الأَلْوُ الِاسْتِطَاعَةُ وَالتَّقْصِيرُ والجُهْدُ، وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ قَوْلُهُ تعالى: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ ؛ أَي لَا يُقَصِّر فِي إِئْتَاءِ أُولي الْقُرْبَى، وَقِيلَ: وَلَا يَحْلِفُ لأَن الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي حَلِفِ أَبي بَكْرٍ أَن لا يُنْفِقَ على مِسْطَح، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ لَا دَرَيْت وَلَا ائْتَلَيْت: كأَنه قَالَ لَا دَرَيْت وَلَا اسْتَطَعْتَ أَن تَدْري؛ وأَنشد: فَمَنْ يَبتَغي مَسْعاةَ قَوْمِي فَلْيَرُمْ ... صُعوداً إِلَى الجَوْزاء، هَلْ هُوَ مُؤْتَلي قَالَ الفراء: ائْتَلَيْت افْتَعَلْتُ مِنْ أَلَوْت أَيْ قَصَّرت. وَيَقُولُ: لَا دَرَيْت وَلَا قَصَّرت فِي الطَّلَبِ لِيَكُونَ أَشقى لَكَ؛ وأَنشد «1»: وَمَا المرْءُ، مَا دَامَتْ حُشاشَةُ نَفْسِهِ، ... بمُدْرِك أَطرافِ الخُطُوب وَلَا آلِي وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: وَلَا أَلَيْت، إِتْبَاعٌ لَدَرَيْت، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: وَلَا أَتْلَيْت أَي لَا أَتْلَتْ إبلُك. ابْنُ الأَعرابي: الأَلْوُ التَّقْصِيرُ، والأَلْوُ الْمَنْعُ، والأَلْوُ الِاجْتِهَادُ، والأَلْوُ الِاسْتِطَاعَةُ، والأَلْو العَطِيَّة؛ وأَنشد: أَخالِدُ، لَا آلُوكَ إلَّا مُهَنَّداً، ... وجِلْدَ أَبي عِجْلٍ وَثيقَ القَبائل أَي لَا أُعطيك إِلَّا سَيْفًا وتُرْساً مِنْ جِلْدِ ثَوْرٍ، وَقِيلَ لأَعرابي وَمَعَهُ بَعِيرٌ: أَنِخْه، فَقَالَ: لَا آلُوه. وأَلاه يَأْلُوه أَلْواً: اسْتَطَاعَهُ؛ قَالَ العَرْجي: خُطُوطاً إِلَى اللَّذَّات أَجْرَرْتُ مِقْوَدي، ... كإجْرارِك الحَبْلَ الجَوادَ المُحَلِّلا إِذَا قادَهُ السُّوَّاسُ لَا يَمْلِكُونه، ... وكانَ الَّذِي يَأْلُونَ قَوْلًا لَهُ: هَلا أَي يَسْتَطِيعُونَ. وَقَدْ ذَكَرَ فِي الأَفعال أَلَوْتُ أَلْواً. والأَلُوَّةُ: الغَلْوَة والسَّبْقة. والأَلُوَّة والأُلُوَّة، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا وَالتَّشْدِيدِ، لُغَتَانِ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، فَارِسِيٌّ معرَّبٌ، وَالْجَمْعُ أَلاوِيَة،

_ (1). إمرؤ القيس

دَخَلَتِ الْهَاءُ للإِشعار بِالْعُجْمَةِ؛ أُنشد اللِّحْيَانِيُّ: بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِين تَحُشُّها [تَحِشُّها] ... بأَعْوادِ رَنْدٍ أَو أَلاوِيَةً شُقْرا «1» . ذُو قِضين: مَوْضِعٌ. وَسَاقَاهَا جَبَلاها. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: ومَجامِرُهم الأَلُوَّة غَيْرَ مُطَرَّاة ؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ العُود الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، قَالَ وأُراها كَلِمَةً فَارِسِيَّةً عُرِّبت. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَسْتَجمر بالأَلُوَّة غيرَ مُطَرَّاة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَلُوَّة الْعُودُ، وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ وَلَا فَارِسِيَّةٍ، قَالَ: وأُراها هِنْدِيَّةً. وَحُكِيَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ قَالَ: يُقَالُ لِضَرْبٍ مِنَ العُود أَلُوَّة وأُلُوَّةٌ ولِيَّة ولُوَّة، وَيُجْمَعُ أَلُوَّةٌ أَلاوِيَةً؛ قَالَ حَسَّانُ: أَلا دَفَنْتُم رسولَ اللهِ فِي سَفَطٍ، ... مِنَ الأَلُوَّة والكافُورِ، مَنْضُودِ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فجاءتْ بِكافورٍ وعُود أَلُوَّةٍ ... شَآمِيَة، تُذْكى عَلَيْهَا المَجامِرُ ومَرَّ أَعرابي بِالنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُدْفَن فَقَالَ: أَلا جَعَلْتُم رسولَ اللهِ فِي سَفَطٍ، ... مِنَ الأَلُوَّةِ، أَحْوى مُلْبَساً ذَهَبا وَشَاهِدُ لِيَّة فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: لَا يَصْطَلي لَيْلَةَ رِيح صَرْصَرٍ ... إلَّا بِعُود لِيَّةٍ، أَو مِجْمَر وَلَا آتِيكَ أَلْوَة أَبي هُبَيْرة؛ أَبو هُبَيْرَة هَذَا: هُوَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ مَناة بْنِ تَمِيمٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَا آتِيكَ أَلْوَةَ بنَ هُبيرة؛ نَصبَ أَلْوَة نَصْبَ الظُّرُوفِ، وَهَذَا مِنِ اتِّسَاعِهِمْ لأَنهم أَقاموا اسْمَ الرَّجُلِ مُقام الدَّهر. والأَلْيَة، بِالْفَتْحِ: العَجِيزة لِلنَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، أَلْيَة الشَّاةِ وأَلْيَة الإِنسان وَهِيَ أَلْيَة النَّعْجَةِ، مَفْتُوحَةُ الأَلف، وَفِي حَدِيثٍ: كَانُوا يَجْتَبُّون أَلَيَاتِ الغَنَم أَحياءً ؛ جَمْعُ أَلْية وَهِيَ طَرَف الشَّاةِ، والجَبُّ الْقَطْعُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا رَكِبَ العَجُزَ مِنَ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَالْجَمْعُ أَلَيات وأَلايا؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إنَّه لذُو أَلَياتٍ، كأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ أَلْيةً ثُمَّ جَمَعَ عَلَى هَذَا، وَلَا تَقُلْ لِيَّة وَلَا إلْية فَإِنَّهُمَا خطأٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تقومُ الساعةُ حَتَّى تَضْطرِبَ أَلَيَاتُ نِساء دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصة ؛ ذُو الخَلَصَة: بيتٌ كَانَ فِيهِ صَنَمٌ لدَوْسٍ يُسَمَّى الخَلَصة، أَراد: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرْجِعَ دَوْسٌ عَنِ الإِسلام فَتَطُوفَ نِسَاؤُهُمْ بِذِي الخَلَصة وتَضْطَرِبَ أَعجازُهُنَّ فِي طَوَافِهِنَّ كَمَا كُنَّ يَفْعَلْنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وكَبْشٌ أَلَيان، بِالتَّحْرِيكِ، وأَلْيَان وأَلىً وآلٍ وكباشٌ ونِعاجٌ أُلْيٌ مِثْلُ عُمْي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وكِباش أَلْيَانَات، وَقَالُوا فِي جَمْعِ آلٍ أُلْيٌ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ جُمِع عَلَى أَصله الْغَالِبِ عَلَيْهِ لأَن هَذَا الضَّرْبَ يأْتي عَلَى أَفْعَل كأَعْجَز وأَسْته فَجَمَعُوا فَاعِلًا عَلَى فُعْلٍ لِيُعْلَمَ أَن الْمُرَادَ بِهِ أَفْعَل، وَإِمَّا أَن يَكُونَ جُمِع نَفْسُ آلٍ لَا يُذْهَب بِهِ إِلَى الدَّلَالَةِ عَلَى آلَى، وَلَكِنَّهُ يَكُونُ كبازِلٍ وبُزْلٍ وعائذٍ وعُوذٍ. وَنَعْجَةٌ أَلْيَانَةٌ وأَلْيا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ والمرأَة مِنْ رِجالٍ أُلْيٍ وَنِسَاءٍ أُلْيٍ وأَلْيَانَات وأَلاءٍ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: رَجُلٌ آلٍ وامرأَة عَجزاء وَلَا يُقَالُ أَلْياءُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وبعضهم يقوله؛

_ (1). قوله [أو أَلاوِيَة شقرا] كذا في الأَصل مضبوطاً بالنصب ورسم ألف بعد شقر وضم شينها، وكذا في ترجمة قضى من التهذيب وفي شرح القاموس

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ غَلِطَ أَبو عُبَيْدٍ فِي ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي يَقُولُ المرأَة أَلْيَاء هُوَ الْيَزِيدِيُّ؛ حَكَاهُ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي نُعُوتِ خَلْق الإِنسان. الْجَوْهَرِيُّ: وَرَجُلٌ آلَى أَي عَظِيمُ الأَلْيَة. وَقَدْ أَلِيَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَأْلَى أَلىً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُمَا أَلْيَانِ للأَلْيَتَيْن فإِذا أَفردت الْوَاحِدَةَ قُلْتَ أَلْيَة؛ وأَنشد: كأَنَّما عَطِيَّةُ بنُ كَعْبِ ... ظَعِينةٌ واقِفَةٌ فِي رَكْبِ، تَرْتَجُّ أَلْيَاهُ ارْتِجاجَ الوَطْبِ وَكَذَلِكَ هُمَا خُصْيانِ، الْوَاحِدَةُ خُصْيَة. وَبَائِعُهُ أَلَّاء، عَلَى فَعَّال. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ أَلْيَتان؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: مَتَى مَا تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ ... رَوانِفُ أَلْيَتَيْك وتُسْتَطارا واللِّيَّة، بِغَيْرِ هَمْزٍ، لَهَا مَعنيان؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللِّيَّة قَرَابَةُ الرَّجُلِ وَخَاصَّتُهُ؛ وأَنشد: فَمَنْ يَعْصِبْ بِلِيَّتهِ اغْتِراراً، ... فإِنَّك قَدْ مَلأْتَ يَداً وشامَا يَعْصِبْ: يَلْوِي مِنْ عَصَبَ الشَّيْءَ، وأَراد بِالْيَدِ اليَمَن؛ يقول: مَنْ أَعْطى أَهل قَرَابَتِهِ أَحياناً خُصُوصًا فإِنك تُعْطِي أَهل اليَمَن وَالشَّامِ. واللِّيَّة أَيضاً: الْعُودُ الَّذِي يُسْتَجْمَر بِهِ وَهِيَ الأَلُوَّة. وَيُقَالُ: لأَى إِذا أَبطأَ، وأَلَا إِذا تَكَبَّر؛ قَالَ الأَزهري: أَلَا إِذا تَكبَّر حَرْفٌ غَرِيبٌ لَمْ أَسمعه لِغَيْرِ ابن الأَعرابي، وقال أَيضاً: الأَلِيُّ الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الأَيْمان. وأَلْيَة الْحَافِرِ: مُؤخَّره. وأَلْيَة القَدَم: مَا وقَع عَلَيْهِ الوَطءُ مِنَ البَخَصَة الَّتِي تَحْتَ الخِنْصَر. وأَلْيَةُ الإِبهام: ضَرَّتُها وَهِيَ اللَّحْمة الَّتِي فِي أَصلها، والضرَّة الَّتِي تُقَابِلُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فَتَفَلَ فِي عَيْنِ عليٍّ ومسَحَها بأَلْيَة إِبْهامه ؛ أَلْيَة الإِبهام: أَصلُها، وأَصلُ الخِنْصَر الضَّرَّة. وَفِي حَدِيثِ البَراء: السُّجود عَلَى أَلْيَتَي الكَفِ ؛ أَراد أَلْية الإِبهام وضَرَّة الخِنْصر، فَغَلَّب كالعُمَرَيْن والقَمَرَيْن. وأَلْيَةُ الساقِ: حَماتُها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الْفَارِسِيِّ. اللَّيْثُ: أَلْيَة الخِنْصَر اللَّحْمة الَّتِي تَحْتَهَا، وَهِيَ أَلْية الْيَدِ، وأَلْيَة الكَفِّ هِيَ اللَّحْمة الَّتِي فِي أَصل الإِبهام، وَفِيهَا الضَّرَّة وهي اللَّحْمة التي في الخِنْصَر إِلى الكُرْسُوع، وَالْجَمْعُ الضَّرائر. والأَلْيَة: الشَّحْمَةُ. وَرَجُلٌ أَلَّاءٌ: يَبِيعُ الأَلْيَة، يَعْنِي الشَّحْم. والأَلْيَة: المَجاعة؛ عَنْ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: فِي البَقَرة الْوَحْشِيَّةِ لآةٌ وأَلاةٌ بِوَزْنِ لَعاة وعَلاة. ابْنُ الأَعرابي: الإِلْيَة، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، القِبَلُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَا يُقام الرجلُ مِنْ مَجْلِسه حَتَّى يَقُومَ مِنْ إِلْيَة نَفْسِهِ أَي مِنْ قِبَل نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُزْعَج أَو يُقام، وَهَمْزَتُهَا مَكْسُورَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ قَامَ فُلَانٌ مِنْ ذِي إِلْيَةٍ أَي مِنْ تِلْقاء نَفْسِهِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَقُومُ لَهُ الرجلُ مِنْ لِيَةِ نَفْسِهِ ، بِلَا أَلف؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه اسْمٌ مِنْ وَلِيَ يَلي مِثْلَ الشِّية مِنْ وَشَى يَشِي، وَمَنْ قَالَ إِلْيَة فأَصلها وِلْية، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً؛ وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: كَانَ يَقُومُ لَهُ الرَّجُلُ مِنْ إِلْيَتِه فَمَا يَجْلِس فِي مَجْلِسِهِ. وَالْآلَاءُ: النِّعَمُ وَاحِدُهَا أَلىً، بِالْفَتْحِ، وإِلْيٌ وإِلىً؛ وقال الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ تُكْسَرُ وَتُكْتَبُ بِالْيَاءِ مِثَالَ مِعىً وأَمْعاء؛ وَقَوْلُ الأَعشى: أَبْيض لَا يَرْهَبُ الهُزالَ، وَلَا ... يَقْطَع رِحْماً، وَلَا يَخُونُ إِلا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِلا هُنَا وَاحِدَ آلَاءِ

اللهِ، ويخُون: يَكْفُر، مُخفَّفاً مِنَ الإِلِّ «2». الَّذِي هُوَ العَهْد. وَفِي الْحَدِيثِ: تَفَكَّروا فِي آلَاءِ اللَّهِ وَلَا تَتَفَّكروا فِي اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لقابِسِ آلَاءِ اللَّهِ ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: هُمُ الملوكُ وأَبْناءُ المُلُوكِ، لَهُمْ ... فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ فِي الْآلَاءِ والنِّعَم قَالَ ابْنُ الأَنباري: إِلا كان في الأَصل وِلَا، وأَلا كَانَ فِي الأَصل وَلَا. والأَلاء، بِالْفَتْحِ: شَجَر حَسَنُ المَنْظَر مُرُّ الطَّعْم؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: فإِنَّكُمُ ومَدْحَكُمُ بُجَيراً ... أَبا لَجَأٍ كَمَا امْتُدِح الأَلاءُ وأرْضٌ مَأْلَأَةٌ كَثِيرَةُ الأَلاء. والأَلاء: شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ دَائِمُ الْخُضْرَةِ أَبداً يُؤْكَلُ مَا دَامَ رَطْباً فإِذا عَسا امْتَنَع ودُبغ بِهِ، وَاحِدَتُهُ أَلاءة؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَيُجْمَعُ أَيضاً أَلاءَات، وَرُبَّمَا قُصِر الأَلَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَخْضَرُّ مَا اخضَرَّ الأَلا والآسُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما قَصَرَ ضَرُورَةً. وَقَدْ تَكُونُ الأَلاءَات جَمْعًا، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. وسِقاءٌ مَأْلِيٌّ ومَأْلُوٌّ: دُبِغ بالأَلاء؛ عَنْهُ أَيضاً. وإِلْيَاءُ: مدينة بين الْمَقْدِسِ. وإِلِيَّا: اسْمُ رَجُلٍ. والمِئلاة، بِالْهَمْزِ، عَلَى وَزْنِ المِعْلاة «3»: خِرْقَة تُمْسِكها المرأَة عِنْدَ النَّوح، وَالْجَمْعُ المَآلِي. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِني وَاللَّهِ مَا تَأَبَّطَتْني الإِماء وَلَا حَمَلَتني البَغايا فِي غُبَّرات المَآلِي ؛ المَآلِي: جَمْعُ مِئْلاة بِوَزْنِ سِعْلاة، وَهِيَ هَاهُنَا خِرْقَةُ الْحَائِضِ أَيضاً «4». يُقَالُ: آلَتِ المرأَةُ إِيلاءً إِذا اتَّخَذَتْ مِئْلاةً، وَمِيمُهَا زَائِدَةٌ، نَفَى عَنْ نَفْسِهِ الجَمْع بَيْنَ سُبَّتَيْن: أَن يَكُونَ لِزَنْيةٍ، وأَن يَكُونَ مَحْمُولًا فِي بَقِية حَيْضَةٍ؛ وقال لَبِيدٌ يَصِفُ سَحَابًا: كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذُراه، ... وأَنْواحاً عَلَيْهِنَّ المَآلِي المُصَفَّحاتُ: السيوفُ، وتَصْفِيحُها: تَعْريضُها، وَمَنْ رَوَاهُ مُصَفِّحات، بِكَسْرِ الْفَاءِ، فَهِيَ النِّساء؛ شَبَّه لَمْعَ البَرْق بتَصْفِيح النِّسَاءِ إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن. أما: الأَمَةُ: المَمْلوكةُ خِلاف الحُرَّة. وَفِي التَّهْذِيبِ: الأَمَة المرأَة ذَاتُ العُبُودة، وَقَدْ أَقَرَّت بالأُمُوَّة. تَقُولُ الْعَرَبُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: رَماه اللَّهُ مِنْ كُلِّ أَمَةٍ بحَجَر؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراهُ «5». مِنْ كُلِّ أَمْتٍ بحَجر، وَجَمْعُ الأَمَة أَمَوَاتٌ وإِمَاءٌ وآمٍ وإِمْوَانٌ وأُمْوَانٌ؛ كِلَاهُمَا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، وَنَظِيرُهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَخٌ وإِخْوانٌ: قَالَ الشَّاعِرُ: أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامي لَهَا وأَبي، ... إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوَانِ بِالْعَارِ وَقَالَ القَتَّالُ الكِلابي: أَما الإِمَاءُ فَلَا يَدْعُونَني وَلَداً، ... إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوَانِ بِالْعَارِ وَيُرْوَى: بَنُو الأُمْوَانِ؛ رَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ؛ وقال

_ (2). قوله [مخففاً من الإل] هكذا في الأصل، ولعله سقط من الناسخ صدر العبارة وهو: ويجوز أن يكون إلخ أو نحو ذلك (3). قوله [المعلاة] كذا في الأصل ونسختين من الصحاح بكسر الميم بعدها مهملة والذي في مادة علا: المعلاة بفتح الميم، فلعلها محرفة عن المقلاة بالقاف (4). قوله [وَهِيَ هَاهُنَا خِرْقَةُ الْحَائِضِ أيضاً] عبارة النهاية: وَهِيَ هَاهُنَا خِرْقَةُ الْحَائِضِ وهي خرقة النائحة أيضاً (5). قَوْلُهُ [قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَأُرَاهُ إلخ] يناسبه ما في مجمع الأمثال: رَمَاهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ أكمة بحجر

الشَّاعِرُ فِي آمٍ: مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها، ... فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا غَيْرُ آمٍ خَوالِفِ وقال السُّلَيْك: يَا صاحِبَيَّ، أَلا لَا حَيَّ بِالْوَادِي ... إِلا عبيدٌ وآمٍ بَيْنَ أَذْواد وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْديكرب: وكُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَيْلٍ، ... بَني آمٍ مَرَنَّ عَلَى السِّفاد وقال آخَرُ: تَرَكْتُ الطيرَ حاجِلَةً عَلَيْهِ، ... كَمَا تَرْدي إِلى العُرُشاتِ آمِ «1» . وأَنشد الأَزهري لِلْكُمَيْتِ: تَمْشِي بها رُبْدُ النَّعام ... تَماشِيَ الآمِ الزَّوافِر قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْآمِ جَمْعُ الأَمَة كالنَّخْلة والنَّخْل والبَقْلَة والبَقْل، قال: وأَصل الأَمَة أَمْوَة، حَذَفُوا لَامَهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ حُرُوفِ اللِّينِ، فَلَمَّا جَمَعُوهَا عَلَى مِثَالِ نَخْلَة ونَخْل لَزِمَهم أَن يَقُولُوا أَمَة وأَمٌ، فَكَرِهُوا أَن يَجْعَلُوهَا عَلَى حَرْفَيْنِ، وَكَرِهُوا أَن يَرُدُّوا الْوَاوَ الْمَحْذُوفَةَ لَمَّا كَانَتْ آخِرَ الِاسْمِ، يَسْتَثْقِلُونَ السُّكُوتَ عَلَى الْوَاوِ فَقَدَّمُوا الْوَاوَ فَجَعَلُوهَا أَلفاً فِيمَا بين الأَلف والميم. وقال اللَّيْثُ: تَقُولُ ثَلَاثُ آمٍ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ أَفْعُل، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يَزد اللَّيْثُ عَلَى هَذَا، قَالَ: وأُراه ذَهَبَ إِلى أَنه كَانَ فِي الأَصل ثَلَاثٌ أَمْوُيٍ، قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ لِيَ الْمُنْذِرِيُّ أَصح وأَقيس، لأَني لَمْ أَرَ فِي بَابِ الْقَلْبِ حَرْفَيْنِ حُوِّلا، وأُراه جُمِعَ عَلَى أَفْعُل، عَلَى أَن الأَلف الأُولى مِنْ آمٍ أَلف أَفْعُل، والأَلف الثَّانِيَةُ فَاءُ أَفعل، وَحَذَفُوا الْوَاوَ مِنْ آمُوٍ، فَانْكَسَرَتِ الْمِيمُ كَمَا يُقَالُ فِي جَمْعِ جِرْوٍ ثَلَاثَةُ أَجْرٍ، وَهُوَ فِي الأَصل ثَلَاثَةُ أَجْرُوٍ، فَلَمَّا حُذِفَتِ الْوَاوُ جُرَّت الرَّاءُ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ قَوْلٌ حَسَنٌ، قَالَ: وقال الْمُبَرِّدُ أَصل أَمَة فَعَلة، مُتَحَرِّكَةَ الْعَيْنِ، قَالَ: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الأَسماء عَلَى حَرْفَيْنِ إِلَّا وَقَدْ سَقَطَ مِنْهُ حَرْفٌ، يُسْتَدَل عَلَيْهِ بِجَمْعِهِ أَو بِتَثْنِيَتِهِ أَو بِفِعْلٍ إِنْ كَانَ مُشْتَقًّا مِنْهُ لأَن أَقلَّ الأُصول ثَلَاثَةُ أَحرف، فأَمَةٌ الذَّاهِبُ مِنْهُ وَاوٌ لِقَوْلِهِمْ أُمْوَانٌ. قَالَ: وأَمَةٌ فَعَلة مُتَحَرِّكَةٌ يُقَالُ فِي جَمْعِهَا آمٍ، وَوَزْنُ هَذَا أَفْعُل كَمَا يُقَالُ أَكَمَة وآكُم، وَلَا يَكُونُ فَعْلة عَلَى أَفْعُل، ثُمَّ قَالُوا إِمْوَانٌ كَمَا قَالُوا إِخْوان. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَمَلَ سِيبَوَيْهِ أَمَة عَلَى أَنها فَعَلة لِقَوْلِهِمْ فِي تَكْسِيرِهَا آمٍ كَقَوْلِهِمْ أَكَمة وآكُم قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِيهِ عِنْدِي أَن حَرَكَةَ الْعَيْنِ قَدْ عاقَبَتْ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ تَاءَ التأْنيث، وَذَلِكَ فِي الأَدواء نَحْوَ رَمِثَ رَمَثاً وحَبِطَ حَبَطاً، فإِذا أَلحقوا التَّاءَ أَسكنوا الْعَيْنَ فَقَالُوا حَقِلَ حَقْلَةً ومَغِلَ مَغْلَةً، فَقَدْ تَرَى إِلى مُعاقبة حَرَكَةِ الْعَيْنِ تاءَ التأْنيث، وَمِنْ ثَمَّ قَوْلُهُمْ جَفْنَة وجَفَنات وقَصْعَة وقَصَعَات، لَمَّا حَذَفُوا التَّاءَ حَرَّكوا الْعَيْنَ، فَلَمَّا تَعَاقَبَتِ التاءُ وَحَرَكَةُ الْعَيْنِ جَرَتا فِي ذَلِكَ مَجْرى الضِّدين الْمُتَعَاقِبَيْنِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَا فِي فَعَلة تَرافَعا أَحكامَهما، فأَسقطت التاءُ حُكْمَ الْحَرَكَةِ وأَسقطت الحركةُ حكمَ التَّاءِ، وَآلَ الأَمر بِالْمِثَالِ إِلى أَن صارَ كأَنه فَعْلٌ، وفَعْلٌ بابٌ تَكْسِيرِهِ أَفْعُل. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل أَمَة أَمَوَة، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه يُجْمع عَلَى آمٍ، وَهُوَ أَفْعُل مِثْلُ أَيْنُق. قَالَ:

_ (1). قوله [العرشات] هكذا في الأصل وشرح القاموس بالمعجمة بعد الراء، ولعله بالمهملة جمع عرس طعام الوليمة كما في القاموس. وتردي: تحجل، من ردت الجارية رفعت إحدى رجليها ومشت على الأُخرى تلعب

وَلَا يُجْمَعُ فَعْلة بِالتَّسْكِينِ عَلَى ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ يُقَالُ جاءَتْني أَمَةُ اللَّهِ، فإِذا ثنَّيت قُلْتَ جاءَتني أَمَتَا اللَّهِ، وَفِي الْجَمْعِ عَلَى التَّكْسِيرِ جاءَني إِماءُ اللَّهِ وأُمْوَانُ اللَّهِ وأَمَوَاتُ اللَّهِ، وَيَجُوزُ أَمَاتُ اللَّهِ عَلَى النَّقْصِ. وَيُقَالُ: هُنَّ آمٌ لِزَيْدٍ، ورأَيت آمِياً لِزَيْدٍ، ومرَرْت بآمٍ لِزَيْدٍ، فإِذا كَثُرت فَهِيَ الإِمَاء والإِمْوَان والأُمْوَان. وَيُقَالُ: اسْتَأْمِ أَمَةً غَيْرَ أَمَتِك، بِتَسْكِينِ الْهَمْزَةِ، أَي اتَّخِذ، وتَأَمَّيْتُ أَمةً. ابْنُ سِيدَهْ: وتَأَمَّى أَمَةً اتَّخَذها، وأَمَّاها جعلَها أَمَة. وأَمَتِ المرأَةُ وأَمِيَتْ وأَمُوَتْ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أُمُوَّة: صَارَتْ أَمَةً. وقال مُرَّة: مَا كَانَتْ أَمَةً وَلَقَدْ أَمُوَت أُمُوَّة. وَمَا كُنْتِ أَمَةً وَلَقَدْ تَأَمَّيْتِ وأَمِيتِ أُمُوَّة. الْجَوْهَرِيُّ: وتَأَمَّيتُ أَمَةً أَي اتَّخَذت أَمَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ والتَّآمِي وَلَقَدْ أَمَوْتِ أُمُوَّة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ هُوَ يَأْتَمِي بِزَيْدٍ أَي يَأْتَمُّ بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقي، ... وأَمّا بفِعْل الصَّالحِينَ فَيَأْتَمِي وَالنِّسْبَةُ إِليها أَمَوِيٌّ، بِالْفَتْحِ، وَتَصْغِيرُهَا أُمَيَّة. وبَنو أُمَيَّة: بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم أُمَوِيٌّ، بِالضَّمِّ، وَرُبَّمَا فَتَحوا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالنَّسَبُ إِليه أُمَوِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ، وَعَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ أَمَوِيٌّ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أُمَيِّيٌّ عَلَى الأَصل، أَجروه مُجْرى نُمَيْريّ وعُقَيْلّي، وَلَيْسَ أُمَيِّيٌّ بأَكثر فِي كَلَامِهِمْ، إِنما يَقُولُهَا بَعْضُهُمْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أُمَيِّيٌّ، يَجْمَعُ بَيْنَ أَربع ياءَات، قَالَ: وَهُوَ فِي الأَصل اسْمُ رَجُلٍ، وَهُمَا أُمَيَّتانِ: الأَكبر والأَصغر، ابْنَا عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ منافٍ، أَولاد عَلَّةٍ؛ فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ والعَنابِسُ والأَعْياصُ، وأُمَيَّة الصُّغْرى هُمْ ثَلَاثَةُ إِخوة لأُم اسْمُهَا عَبْلَة، يُقَالُ هُمُ العَبَلات، بِالتَّحْرِيكِ. وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ للأَحْوَص «1». وأَفرد عَجُزَهُ: أَيْما إِلى جنة أَيما إِلى نار قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ إِيما، بِالْكَسْرِ، لأَن الأَصل إِما، فأَما أَيْما فالأَصل فِيهِ أَمّا، وَذَلِكَ فِي مِثْلِ قَوْلِكَ أَمّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ، بِخِلَافِ إِمّا الَّتِي فِي الْعَطْفِ فإِنها مَكْسُورَةٌ لَا غَيْرُ. وَبَنُو أَمَة: بَطْنٌ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: وأَمَا، بِالْفَتْحِ، كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا الِاسْتِفْتَاحُ بِمَنْزِلَةِ أَلا، وَمَعْنَاهُمَا حَقًّا، وَلِذَلِكَ أَجاز سِيبَوَيْهِ أَمَا إِنَّه مُنْطَلِقٌ وأَمَا أَنَّهُ، فَالْكَسْرُ عَلَى أَلا إِنَّه، وَالْفَتْحُ حَقًّا أَنَّه. وَحَكَى بَعْضُهُمْ: هَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا أَي أَما وَاللَّهِ، فَالْهَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ. وأَمَّا أَمَا الَّتِي لِلِاسْتِفْهَامِ فَمُرَكَّبَةٌ مِنْ مَا النَّافِيَةِ وأَلف الِاسْتِفْهَامِ. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ أَمَا اسْتِفْهَامُ جَحُودٍ كَقَوْلِكَ أَمَا تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ، قَالَ: وَتَكُونُ أَمَا تأْكيداً لِلْكَلَامِ وَالْيَمِينِ كَقَوْلِكَ أَمَا إِنَّه لرجلٌ كَرِيمٌ، وَفِي الْيَمِينِ كَقَوْلِكَ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ سَهِرْتُ لَكَ لَيْلَةً لأَدَعَنَّكَ نَادِمًا، أَمَا لَوْ عَلِمْتُ بِمَكَانِكَ لأُزعجنك مِنْهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ، قَالَ: الْعَرَبُ تَجْعَلُ مَا صِلَةً فِيمَا يُنْوَى بِهِ الْجَزَاءُ كأَنه مِنْ خَطِيئَاتِهِمْ مَا أُغْرِقُوا، قَالَ: وَكَذَلِكَ رأَيتها فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ وتأْخيرها دَلِيلٌ عَلَى مَذْهَبِ الْجَزَاءِ، وَمِثْلُهَا فِي مصحفه:

_ (1). قوله [وَأَنْشَدَ الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ للأحوص] الذي في التكملة: أن البيت ليس للأحوص بل لسعد بن قرط بن سيار الجذامي يهجو أمه

أَيَّ الأَجَلَيْنِ مَا قَضَيْتُ ؛ أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ حَيْثُما تَكُنْ أَكن ومهْما تَقُلْ أَقُلْ؟ قَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ الْكِسَائِيُّ فِي بَابِ أَمَّا وإِمَّا: إِذَا كُنْتَ آمِرًا أَو نَاهِيًا أَو مُخْبِرًا فَهُوَ أَمّا مَفْتُوحَةً، وإِذا كُنْتَ مُشْتَرِطًا أَو شَاكًّا أَو مُخَيِّراً أَو مُخْتَارًا فَهِيَ إِمَّا، بِكَسْرِ الأَلف؛ قَالَ: وَتَقُولُ مِنْ ذَلِكَ فِي الأَول أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمَّا الْخَمْرُ فَلَا تشرَبْها وأَمَّا زَيْدٌ فَقَدْ خَرَجَ، قَالَ: وَتَقُولُ فِي النَّوْعِ الثَّانِي إِذا كُنْتَ مُشْتَرِطًا إِمَّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم عَنْكَ، وَتَقُولُ فِي الشَّكِّ: لَا أَدري مَنْ قَامَ إِمَّا زَيْدٌ وإِمَّا عَمْرٌو، وَتَقُولُ فِي التَّخْيِيرِ: تَعَلَّمْ إِمَّا الْفِقْهَ وإِمَّا النَّحْوَ، وَتَقُولُ فِي المختار: لي دار بالكوفة فأَنا خَارِجٌ إِليها، فإِمَّا أَن أَسكنها، وإِمَّا أَنْ أَبيعها؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ إِمَّا بِمَعْنَى أَمّا الشُّرْطِيَّةِ؛ قَالَ: وأَنشدني الْكِسَائِيُّ لِصَاحِبِ هَذِهِ اللُّغَةِ إِلَّا أَنه أَبْدَلَ إِحدى الْمِيمَيْنِ يَاءً: يَا لَيْتَما أُمَّنا شَالَتْ نَعامتُها، ... إِيما إلى جنة إِيما إِلى نَارِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ إِيما وأَيْما يُرِيدُونَ أَمّا، فَيُبْدِلُونَ مِنْ إِحدى الْمِيمَيْنِ يَاءً. وقال الْمُبَرِّدُ: إِذا أَتيت بإِمّا وأَمَّا فَافْتَحْهَا مَعَ الأَسماء وَاكْسِرْهَا مَعَ الأَفعال؛ وأَنشد: إِمَّا أَقَمْتَ وأَمّا أَنت ذَا سَفَرٍ، ... فاللهُ يَحْفَظُ مَا تأْتي وَمَا تَذَرُ كُسِرَتْ إِمّا أَقمتَ مَعَ الْفِعْلِ، وَفُتِحَتْ وأَمّا أَنت لأَنها وَلِيَت الاسم؛ وقال: أَبا خُراشة أَمَّا أَنتَ ذَا نَفَرٍ الْمَعْنَى: إِذا كُنْتَ ذَا نَفَر؛ قَالَ: قَالَهُ ابْنُ كَيْسان. قَالَ: وقال الزَّجَّاجُ إِمّا الَّتِي لِلتَّخْيِيرِ شُبِّهَتْ بأَن الَّتِي ضُمَّتْ إِليها مَا مِثْلَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ؛ كُتِبَتْ بالأَلف لِمَا وَصَفْنَا، وَكَذَلِكَ أَلا كُتِبَتْ بالأَلف لأَنها لَوْ كَانَتْ بِالْيَاءِ لأَشبهت إِلى، قَالَ: قَالَ الْبَصْرِيُّونَ أَمَّا هِيَ أَن الْمَفْتُوحَةُ ضُمَّتْ إِليها مَا عِوَضًا مِنَ الْفِعْلِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ إِذ، الْمَعْنَى إِذ كُنْتَ قَائِمًا فإِني قَائِمٌ مَعَكَ؛ وَيُنْشِدُونَ: أَبا خُرَاشَةَ أَمَّا كُنْتَ ذَا نَفَرٍ قَالُوا: فإِن وَلِيَ هَذِهِ الْفِعْلُ كُسِرَتْ فَقِيلَ إِمَّا انطلقتَ انطلقتُ مَعَكَ؛ وأَنشد: إِمَّا أَقمت وأَمَّا أَنت مُرْتَحِلًا فَكَسَرَ الأُولى وَفَتَحَ الثَّانِيَةَ، فإِن وَلِيَ هَذِهِ الْمَكْسُورَةَ فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ أَحدثت فِيهِ النُّونَ فَقُلْتَ إِمَّا تذهبنَّ فإِني مَعَكَ، فإِن حَذَفْتَ النُّونَ جَزَمْتَ فَقُلْتَ إِمَّا يأْكلْك الذئب فلا أَبكيك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ، قَالَ: إِمَّا هَاهُنَا جَزَاءٌ أَي إِن شُكْرٌ وإِن كُفْرٌ. قَالَ: وَتَكُونُ عَلَى إِما الَّتِي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ، فكأَنه قَالَ خَلَقْنَاهُ شَقِيًّا أَو سَعِيدًا. الْجَوْهَرِيُّ: وإِمَّا، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، حَرْفُ عَطْفٍ بِمَنْزِلَةِ أَو فِي جَمِيعِ أَحوالها إِلا فِي وَجْهٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ أَنك تَبْتَدِئُ بأَو مُتَيَقِّنًا ثُمَّ يُدْرِكُكَ الشَّكُّ، وإِمَّا تَبْتَدِئُ بِهَا شَاكًّا وَلَا بُدَّ مِنْ تَكْرِيرِهَا. تَقُولُ: جَاءَنِي إِمَّا زَيْدٌ وإِمَّا عَمْرٌو؛ وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لونُه ... شَمَطاً فأَصْبَح كالثَّغام المُمْحِل «2» . يُرِيدُ: إِنْ تَرَيْ رأْسي، وَمَا زَائِدَةٌ؛ قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ إِمّا الَّتِي تَقْتَضِي التَّكْرِيرَ فِي شَيْءٍ وَذَلِكَ في المجازاة

_ (2). قوله [الممحل] كذا في الأصل، والذي في الصحاح: كالثغام المخلس، ولم يعز البيت لأحد

تَقُولُ: إِمَّا تأْتني أُكرمْك. قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً . وَقَوْلُهُمْ: أَمَّا، بِالْفَتْحِ، فَهُوَ لِافْتِتَاحِ الْكَلَامِ وَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاءِ فِي جَوَابِهِ تَقُولُ: أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَقَائِمٌ، قَالَ: وإِنما احْتِيجَ إِلى الْفَاءِ فِي جَوَابِهِ لأَن فِيهِ تَأْوِيلَ الْجَزَاءِ كأَنك قُلْتَ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ فَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ. قَالَ: وأَمَا، مُخَفَّفٌ، تَحْقِيقٌ لِلْكَلَامِ الَّذِي يَتْلُوهُ، تَقُولُ: أَمَا إِنَّ زَيْدًا عَاقِلٌ، يَعْنِي أَنه عَاقِلٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ. وَتَقُولُ: أَمَا والله قد ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا. الْجَوْهَرِيُّ: أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمُو أُمَاءً أَي صَاحَتْ، وَكَذَلِكَ مَاءَتْ تَمُوءُ مُواء. أني: أَنَى الشيءُ يَأْنِي أَنْياً وإِنىً وأَنىً «1»، وَهُوَ أَنِيٌّ. حَانَ وأَدْرك، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ النَّبَاتَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَلمْ يَأْنِ وأَ لَم يَئِنْ لك وأَ لم يَنَلْ لكَ وأَ لم يُنِلْ لَكَ، وأَجْوَدُهُنَّ مَا نَزَلْ بِهِ الْقُرْآنُ الْعَزِيزُ، يَعْنِي قَوْلَهُ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ؛ هُوَ مِنْ أَنَى يَأْنِي وآنَ لَكَ يَئين. وَيُقَالُ: أَنَى لَكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا ونالَ لَكَ وأَنالَ لَكَ وَآنَ لَكَ، كُلٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَمَعْنَاهَا كُلِّهَا حانَ لَكَ يَحين. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: هَلْ أَنَى الرحيلُ أَي حانَ وقتُه، وَفِي رِوَايَةٍ: هَلْ آنَ الرحيلُ أَي قَرُبَ. ابْنُ الأَنباري: الأَنَى مِنْ بُلُوغِ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، وَقَدْ أَنَى يَأْنِي؛ وَقَالَ: .......... بيَوْمٍ ... أَنَى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ أَي أَدرك وَبَلَغَ. وإِنَى الشَّيْءِ: بلوغُه وإِدراكه. وَقَدْ أَنَى الشيءُ يَأْنِي إِنىً، وَقَدْ آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ. وَيُقَالُ مِنَ الأَين: آنَ يَئِين أَيْناً. والإِناءُ، مَمْدُودٌ: وَاحِدُ الآنِيَة مَعْرُوفٌ مِثْلُ رِدَاءٍ وأَردية، وَجَمْعُهُ آنِيَةٌ، وَجَمْعُ الآنِيَة الأَوَانِي، عَلَى فَوَاعِلَ جَمْعِ فَاعِلَةٍ، مِثْلَ سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ. والإِناءُ: الَّذِي يَرْتَفِقُ بِهِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَنه قَدْ بَلَغَ أَن يُعْتَمل بِمَا يعانَى بِهِ مِنْ طَبْخٍ أَو خَرْز أَو نِجَارَةٍ، وَالْجَمْعُ آنِيَةٌ وأَوانٍ؛ الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلُ أَسقية وأَساق، والأَلف فِي آنِيَة مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ وَلَيْسَتْ بِمُخَفَّفَةٍ عَنْهَا لِانْقِلَابِهَا فِي التَّكْسِيرِ وَاوًا، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَحُكِمَ عَلَيْهِ دُونَ الْبَدَلِ لأَن الْقَلْبَ قِيَاسِيٌّ وَالْبَدَلَ مَوْقُوفٌ. وأَنَى الماءُ: سَخُنَ وَبَلَغَ فِي الْحَرَارَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ؛ قِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدِ انْتَهَى فِي الْحَرَارَةِ. وَيُقَالُ: أَنَى الحميمُ أَي انْتَهَى حَرُّهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَمِيمٍ آنٍ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ؛ أَي مُتَنَاهِيَةٍ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْجَوَاهِرِ. وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غَايَتَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ؛ أَي غَيْرَ مُنْتَظَرِينَ نُضْجَه وإِدراكَه وَبُلُوغَهُ. تَقُولُ: أَنَى يَأْنِي إِذا نَضِجَ. وَفِي حَدِيثِ الْحِجَابِ: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ ؛ الإِنَى، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالْقَصْرِ: النُّضْج. والأَناةُ والأَنَى: الحِلم وَالْوَقَارُ. وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتَأْنَى: تَثبَّت. وَرَجُلٌ آنٍ عَلَى فَاعِلٍ أَي كَثِيرُ الأَناة وَالْحِلْمِ. وأَنَى أُنِيّاً فَهُوَ أَنِيٌّ: تأَخر وأَبطأَ. وآنَى: كأَنَى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: قَالَ لِرَجُلٍ جَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ ؛ قَالَ الأَصمعي: آنَيْتَ أَي أَخرت الْمَجِيءَ وأَبطأْت، وآذَيْتَ أَي آذَيت النَّاسَ بِتَخَطِّيكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمُتَمَكِّثِ فِي الأُمور مُتَأَنٍّ. ابْنُ الأَعرابي: تَأَنَّى إِذا رَفَق. وآنَيْت وأَنَّيْت

_ (1). قوله [وأَنىً] هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل، والذي في القاموس ضبطه بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر

بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ: اخْتَارُوا إِحدى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا الْمَالَ وإِمّا السَّبْيَ وَقَدْ كُنْتُ استَأْنَيْتُ بِكُمْ أَي انْتَظَرْتُ وتربَّصت؛ يُقَالُ: آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت واسْتَأْنَيْتُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ اسْتَأْنَيتُ بِفُلَانٍ أَي لَمْ أُعْجِله. وَيُقَالُ: اسْتَأْنِ فِي أَمرك أَي لَا تَعْجَل؛ وأَنشد: اسْتَأْنِ تَظْفَرْ فِي أُمورِك كُلِّهَا، ... وإِذا عَزَمْتَ عَلَى الهَوى فتوَكَّلِ والأَنَاة: التُّؤَدة. وَيُقَالُ: لَا تُؤْنِ فُرْصَتَك أَي لَا تُؤَخِّرْهَا إِذا أَمْكَنَتْك. وَكُلُّ شَيْءٍ أَخَّرته فَقَدْ آنَيْتَه. الْجَوْهَرِيُّ: آنَاه يُؤنِيه إِينَاء أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومَرْضوفةٍ لَمْ تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طاهِياً ... عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها، حِينَ غَرْغَرا وتَأَنَّى فِي الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ. واسْتَأْنَى بِهِ أَي انْتَظَرَ بِهِ؛ يُقَالُ: اسْتُؤْنِيَ بِهِ حَوْلًا. وَيُقَالُ: تَأَنَّيْتُكَ حَتَّى لَا أَناة بِي، وَالِاسْمُ الأَنَاة مِثْلَ قَنَاةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ: الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَنَاةُ سَعادةٌ وآنَيْتُ الشيءَ: أَخَّرته، وَالِاسْمُ مِنْهُ الأَنَاء عَلَى فَعَال، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ، ... أَو الشِّعْرى، فَطَالَ بِيَ الأَنَاء التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ تَأَنَّيْتُ الرَّجُلَ أَي انْتَظَرْتُهُ وتأَخرت فِي أَمره وَلَمْ أَعْجَل. وَيُقَالُ: إِنَّ خَبَر فُلَانٍ لَبَطيءٌ أَنِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ثُمَّ احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بَعْدَ تَضْحِيَةٍ، ... مِثْل المَخارِيف مِنْ جَيْلانَ أَو هَجَر «1» . اللَّيْثُ: أَنَى الشيءُ يَأْنِي أُنِيّاً إِذا تأَخر عَنْ وَقْتِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: والزادُ لَا آنٍ وَلَا قَفارُ أَي لَا بَطِيءٌ وَلَا جَشِبٌ غَيْرُ مأْدوم؛ وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: تَأَنَّى فُلَانٌ يَتَأَنَّى، وَهُوَ مُتَأَنٍّ إِذا تَمَكَّث وَتَثَبَّتَ وَانْتَظَرَ. والأَنَى: مِنَ الأَناة والتُّؤَدة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فَجَعَلَهُ الأَناء: طَالَ الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر وَهِيَ الأَناة. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الإِنَى مِنَ السَّاعَاتِ وَمِنْ بُلُوغِ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَيُفْتَحُ فَيُمَدُّ؛ وأَنشد بَيْتَ الحطيئة: وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل وَرَوَاهُ أَبو سَعِيدٍ: وأَنَّيْت، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. وَيُقَالُ: أَنَّيْتُ الطعامَ فِي النَّارِ إِذا أَطلت مُكْثَهُ، وأَنَّيْت فِي الشَّيْءِ إِذا قَصَّرت فِيهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنِيَ عَنِ الْقَوْمِ وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شَدِيدًا والصَّلاةُ أُنِيّاً، كُلُّ ذَلِكَ: أَبطأَ. وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فَهُوَ أَنِيٌّ إِذا رَفَقَ. والأَنْيُ والإِنْيُ: الوَهْنُ أَو السَّاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: السَّاعَةُ مِنْهُ أَيَّ سَاعَةٍ كَانَتْ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: إِنْوٌ، فِي هَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: وَهُوَ مِنْ بَابِ أَشاوِي، وَقِيلَ: الإِنَى النَّهَارُ كُلُّهُ، وَالْجَمْعُ آنَاءٌ وأُنِيّ؛ قَالَ: يَا لَيْتَ لِي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيْ، ... وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيْ يَقُولُ: فِي أَيّ سَاعَةٍ جِئْتُهُ وَجَدْتُهُ يَضْحَكُ. والإِنْيُ: وَاحِدُ آنَاء اللَّيْلِ وَهِيَ سَاعَاتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ ؛ قَالَ أَهل اللُّغَةِ مِنْهُمُ الزَّجَّاجُ: آنَاءُ اللَّيْلِ سَاعَاتُهُ، وَاحِدُهَا إِنْيٌ وإِنىً، فَمَنْ قَالَ إِنْيٌ

_ (1). قوله [قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ ثُمَّ احتملن ... ] أورده ياقوت في جيلان بالجيم، ونسبه لتميم بن أبي، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل

فَهُوَ مِثْلُ نِحْيٍ وأَنحاء، وَمَنْ قَالَ إِنىً فَهُوَ مِثْلُ مِعىً وأَمْعاء؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ المتنخِّل: السَّالِكُ الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه، ... بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ قَالَ الأَزهري: كَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَنباري؛ وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: حُلْو وَمُرٌّ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه، ... فِي كُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ وَنَسَبَهُ أَيضاً لِلْمُتَنَخِّلِ، فإِما أَن يَكُونَ هُوَ الْبَيْتَ بِعَيْنِهِ أَو آخَرَ مِنْ قَصِيدَةٍ أُخرى. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: وَاحِدُ آناء الليل عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: إِنْي بِسُكُونِ النُّونِ، وإِنىً بِكَسْرِ الأَلف، وأَنىً بِفَتْحِ الأَلف؛ وَقَوْلُهُ: فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها يُرْوَى: إِنَى وأَنَى، وَقَالَهُ الأَصمعي. وَقَالَ الأَخفش: وَاحِدُ الْآنَاءِ إِنْوٌ؛ يُقَالُ: مَضَى إِنْيانِ مِنَ اللَّيْلِ وإِنْوانِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي الإِنَى: أَتَمَّتْ حملَها فِي نِصْفِ شَهْرٍ، ... وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ ومَضَى إِنْوٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ، لُغَةٌ فِي إنْي. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ جَبَوْت الْخَرَاجَ جِباوة، أُبدلت الْوَاوُ مِنَ الْيَاءِ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: أَتيته آيِنَةً بَعْدَ آيِنَةٍ أَي تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ؛ كَذَا حَكَاهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَنَى مِنَ الإِنَى فَاعِلَةً وَرَوَى: وآيِنَةً يَخْرُجْنَ مَنْ غَامَرٍ ضَحْل وَالْمَعْرُوفُ آوِنَة. وَقَالَ عُرْوَةُ فِي وَصِيَّةٍ لِبَنِيهِ: يَا بَنيّ إِذا رأَيتم خَلَّةً رَائِعَةً مِنْ رَجُلٍ فَلَا تَقْطَعُوا إِنَاتَكم «1». وإِن كَانَ النَّاسُ رَجُلَ سَوءٍ؛ أَي رَجَاءَكُمْ؛ وَقَوْلُ السِّلْمِيَّةِ أَنشده يَعْقُوبُ: عَن الأَمر الَّذِي يُؤْنِيكَ عَنْهُ، ... وعَن أَهْلِ النَّصِيحة وَالْوِدَادِ قَالَ: أَرادت يُنْئِيك مِنَ النَّأْي، وَهُوَ الْبُعْدُ، فَقُدِّمَتِ الْهَمْزَةُ قَبْلَ النُّونِ. الأَصمعي: الأَناةُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي فِيهَا فُتُورٌ عَنِ الْقِيَامِ وتأَنٍّ؛ قَالَ أَبو حيَّة النُّمَيْرِيُّ: رَمَتْه أَناةٌ، مِنْ رَبيعةِ عامرٍ، ... نَؤُومُ الضُّحَى فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم والوَهْنانةُ نَحْوُهَا. اللَّيْثُ: يُقَالُ للمرأَة الْمُبَارَكَةِ الْحَلِيمَةِ المُواتِية أَناة، وَالْجَمْعُ أَنْوَاتٌ. قَالَ: وَقَالَ أَهل الْكُوفَةِ إِنما هِيَ الوَناة، مِنَ الضَّعْفِ، فَهَمَزُوا الْوَاوَ؛ وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: هِيَ الْمُبَارَكَةُ، وَقِيلَ: امرأَة أَناة أَي رَزِينة لَا تَصْخَبُ وَلَا تُفْحِش؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها، ... ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ فِي دَمِثِ الرَّمْل قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصله وَناةٌ مِثْلَ أَحَد وَوَحَد، مِنَ الوَنَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَر رَجُلًا أَن يُزَوِّجَ ابْنَتَهُ مِنْ جُلَيْبِيبٍ، فَقَالَ حَتَّى أُشاورَ أُمَّها، فَلَمَّا ذَكَرَهُ لَهَا قَالَتْ: حَلْقَى، أَلِجُلَيْبيبٍ؟ إِنِيْه، لَا لَعَمْرُ اللهِ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَقَالَ: قَدِ اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَرُوِيَتْ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ وَسُكُونِ الْيَاءِ وَبَعْدَهَا هَاءٌ، وَمَعْنَاهَا أَنها لَفْظَةٌ تَسْتَعْمِلُهَا الْعَرَبُ فِي الإِنكار، يَقُولُ الْقَائِلُ: جَاءَ زَيْدٌ، فَتَقُولُ أَنت: أَزَيْدُنِيه وأَ زَيْدٌ إِنِيه، كأَنك اسْتَبْعَدْتَ مَجِيئَهُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَنه قِيلَ لأَعرابي سَكَنَ البَلَدَ: أَتخرج إِذا أَخصبت الْبَادِيَةُ؟ فَقَالَ: أَنا إِنيه؟ يعني

_ (1). قوله [إِنَاتكم] كذا ضبط بالكسر في الأصل، وبه صرح شارح القاموس

أَتقولون لِي هَذَا الْقَوْلَ وأَنا مَعْرُوفٌ بِهَذَا الْفِعْلِ؟ كأَنه أَنكر اسْتِفْهَامَهُمْ إِياه، وَرُوِيَتْ أَيضاً بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وبعدها باء سَاكِنَةٌ، ثُمَّ نُونٌ مَفْتُوحَةٌ، وَتَقْدِيرُهَا أَلِجُلَيْبيبٍ ابْنَتي؟ فأَسقطت الْيَاءَ وَوَقَفَتْ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ؛ قَالَ أَبو مُوسَى، وَهُوَ فِي مُسْنَدِ أَحمد بْنِ حَنْبَلٍ بِخَطِّ أَبي الْحَسَنِ بْنِ الفُراتِ، وَخَطُّهُ حُجَّةٌ: وَهُوَ هَكَذَا مُعْجَمٌ مُقَيَّد فِي مَوَاضِعَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن لَا يَكُونَ قَدْ حَذَفَ الْيَاءَ وإِنما هِيَ ابْنَةٌ نَكِرَةً أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ، يَعْنِي أَنه لَا يَصْلُحُ أَن يُزَوَّجَ بِبِنْتٍ، إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة اسْتِنْقَاصًا لَهُ؛ قَالَ: وَقَدْ رُوِيَتْ مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ بِزِيَادَةِ أَلف وَلَامٍ لِلتَّعْرِيفِ أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ، وَرُوِيَتْ أَلجليبيبٍ الأَمَةُ؟ تُرِيدُ الْجَارِيَةَ كِنَايَةً عَنْ بِنْتِهَا، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أُمَيَّةُ أَو آمِنَةُ عَلَى أَنه اسم البنت. أها: أَها: حِكَايَةُ صوتِ الضَّحِك؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَهَا أَهَا عِنْدَ زادِ القَوْمِ ضِحْكَتُهم، ... وأَنتُمُ كُشُفٌ، عِنْدَ الوغَى، خُورُ أوا: أَوَيْتُ مَنْزلي وإِلى مَنْزِلِي أُوِيّاً وإِوِيّاً وأَوَّيْتُ وتأَوَّيْتُ وأْتَوَيْتُ، كُلُّهُ: عُدْتُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: بصَبُوحِ صافِيةٍ وجَدْتُ كرِينَةً ... بِمُوَتَّرٍ تَأْتَى لَهُ إِبْهامُها إِنما أَراد تَأْتَوِي لَهُ أَي تَفْتَعِلُ مِنْ أَوَيْتُ إِليه أَي عُدْتُ، إِلا أَنه قَلَبَ الْوَاوَ أَلفاً وَحُذِفَتِ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْفِعْلِ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ: وعُراضةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها، ... تَأْوِي طَوائفُها لعَجسٍ عَبْهَرِ استعارَ الأُوِيّ للقِسِيّ، وإِنما ذَلِكَ لِلْحَيَوَانِ. وأَوَيْتُ الرَّجُلَ إِليَّ وآوَيْتُه، فأَما أَبو عُبَيْدٍ فَقَالَ أَوَيْته وآوَيْتُه، وأَوَيْتُ إِلى فُلَانٍ، مقصورٌ لَا غَيْرُ. الأَزهري: تَقُولُ الْعَرَبُ أَوَى فلانٌ إِلى مَنْزِلِهِ يَأْوِي أُوِيّاً، عَلَى فُعول، وإِواءً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ . وآوَيْتُه أَنا إِيوَاءً، هَذَا الْكَلَامُ الْجَيِّدُ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَوَيْتُ فُلَانًا إِذا أَنزلته بِكَ. وأَويْتُ الإِبل: بِمَعْنَى آوَيْتُها. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ أَوَيْتُه، بِالْقَصْرِ، عَلَى فَعَلْته، وآوَيْتُه، بِالْمَدِّ، عَلَى أَفْعَلْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وأَنكر أَبو الْهَيْثَمِ أَن تَقُولَ أَوَيْتُ، بِقَصْرِ الأَلف، بِمَعْنَى آوَيْتُ، قَالَ: وَيُقَالُ أَوَيْتُ فُلَانًا بِمَعْنَى أَوَيْتُ إِليه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ يَعْرِفْ أَبو الْهَيْثَمِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، هَذِهِ اللُّغَةَ، قَالَ: وَهِيَ صَحِيحَةٌ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً فَصِيحًا مِنْ بَنِي نُمَير كَانَ استُرْعِيَ إِبلًا جُرْباً، فَلَمَّا أَراحَها مَلَثَ الظَّلامِ نَحَّاها عَنْ مَأْوَى الإِبلِ الصِّحاحِ ونادَى عريفَ الْحَيِّ فَقَالَ: أَلا أَيْنَ آوِي هَذِهِ الإِبلَ المُوَقَّسَة؟ وَلَمْ يَقُلْ أُووِي. وَفِي حَدِيثِ البَيْعة أَنه قَالَ للأَنصار: أُبايعكم عَلَى أَن تُؤْوُوني وَتَنْصُرُونِي أَي تَضُمُّونِي إِليكم وتَحُوطوني بَيْنَكُمْ. يُقَالُ: أَوَى وآوَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالْمَقْصُورُ مِنْهُمَا لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: لَا قَطْع فِي ثَمَرٍ حَتَّى يَأْوِيَهُ الجَرِينُ أَى يَضُمه البَيْدَرُ وَيَجْمَعَهُ. وَرَوَى الرواةُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا يَأْوِي الضالةَ إِلا ضالٌ ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ فُصَحَاءُ الْمُحَدِّثِينَ بِالْيَاءِ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي صَحِيحٌ لَا ارْتِيَابَ فِيهِ كَمَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ أَصحابه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا كُلُّهُ مِنْ أَوَى يَأْوي. يُقَالُ: أَوَيْتُ إِلى الْمَنْزِلِ وأَوَيْتُ غَيْرِي وآوَيْتُه، وأَنكر بَعْضُهُمُ الْمَقْصُورَ الْمُتَعَدِّيَ، وَقَالَ الأَزهري: هِيَ لُغَةٌ فَصِيحَةٌ؛ وَمِنَ الْمَقْصُورِ اللَّازِمِ الحديثُ الآخر: أَما أَحدُهم فأَوَى إِلى اللَّهِ أَي رَجَعَ إِليه، وَمِنَ الْمَمْدُودِ حديثُ الدعاء: الحمد لله الَّذِي كَفَانَا وآوَانا ؛

أَي ردَّنا إِلى مأْوىً لَنَا وَلَمْ يَجْعَلْنَا مُنْتَشِرِينَ كالبهائم، والمَأْوَى: المنزلُ: وقال الأَزهري: سَمِعْتُ الفصيحَ مِنْ بَنِي كِلَابٍ يَقُولُ لمأْوَى الإِبلِ مَأْوَاة، بِالْهَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَأْوِي الإِبل، بِكَسْرِ الْوَاوِ، لُغَةٌ فِي مَأْوَى الإِبل خَاصَّةً، وَهُوَ شَاذٌّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مأْقي الْعَيْنِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ذُكِرَ لِي أَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يُسَمِّي مأْوَى الإِبل مَأْوِي، بِكَسْرِ الْوَاوِ، قَالَ: وَهُوَ نَادِرٌ، لَمْ يَجِئْ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ وَالْوَاوِ مَفْعِلٌ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، إِلا حَرْفَيْنِ: مَأْقي الْعَيْنِ، ومَأْوِي الإِبل، وَهُمَا نَادِرَانِ، وَاللُّغَةُ الْعَالِيَةُ فِيهِمَا مَأْوَى ومُوق وماقٌ، ويُجْمَع الْآوِي مِثْلَ الْعَاوِي أُوِيّاً بِوَزْنِ عُوِيّاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: فَخَفَّ والجَنادِلُ الثُّوِيُّ، ... كَمَا يُداني الحِدَأُ الأُوِيُ شَبَّهَ الأَثافي واجتماعَها بحدإِ انْضَمَّتْ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنها جَنَّةٌ تَصِيرُ إِليها أَرواح الشُّهَدَاءِ. وأَوَّيْتُ الرجلَ كآوَيْته؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: قَدْ حالَ دونَ دَريسَيْهِ مُؤَوِّيةٌ ... مِسْعٌ، لَهَا بِعضاهِ الأَرضِ تَهْزيزُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهُ يَعْقُوبُ، وَالصَّحِيحُ مؤوِّبةٌ، وَقَدْ رَوَى يَعْقُوبُ مُؤَوِّبَةٌ أَيضاً ثُمَّ قَالَ: إِنها رِوَايَةٌ أُخرى. والمَأْوَى والمَأْوَاة: المكانُ، وَهُوَ المَأْوِي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المَأْوَى كُلُّ مَكَانٍ يأْوي إِليه شَيْءٌ لَيْلًا أَو نَهَارًا. وجَنَّةُ الْمَأْوى : قِيلَ جَنَّةُ المَبيت. وتَأَوَّت الطَّيْرُ تَأَوِّياً: تَجَمَّعَتْ بعضُها إِلى بَعْضٍ، فَهِيَ مُتَأَوِّيَة ومُتَأَوِّياتٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَجُوزُ تَآوَتْ بِوَزْنِ تَعاوَتْ عَلَى تَفاعَلَتْ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وهُنَّ أُوِيٌّ جَمْعُ آوٍ مِثْلُ باكٍ وبُكِيٍّ، واستعمله الحرثُ بْنُ حِلِّزة فِي غَيْرِ الطَّيْرِ فَقَالَ: فتَأَوَّتْ لَهُ قَراضِبةٌ مِنْ ... كلِّ حَيٍّ، كأَنَّهم أَلْقاءُ وَطَيْرٌ أُوِيٌّ: مُتَأَوِّياتٌ كأَنه عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وقرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعراب تَأَوَّى الجُرْحُ وأَوَى وتَآوَى وآوَى إِذا تَقَارَبَ لِلْبُرْءِ. التَّهْذِيبُ: وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْعَرَبِ أَوَّيتُ بِالْخَيْلِ تَأْوِيَةً إِذا دَعَوْتَهَا آوُوه لتَريعَ إِلى صَوْتِك؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فِي حاضِر لَجِبٍ قاسٍ صَواهِلُهُ، ... يُقَالُ لِلْخَيْلِ فِي أَسْلافِه: آوُو قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ دُعَاءِ الْعَرَبِ خَيْلَهَا، قَالَ: وَكُنْتُ فِي الْبَادِيَةِ مَعَ غُلَامٍ عَرَبِيٍّ يَوْمًا مِنَ الأَيام فِي خَيْلٍ نُنَدِّيها عَلَى الْمَاءِ، وَهِيَ مُهَجِّرة تَرُودُ فِي جَناب الحِلَّة، فَهَبَّتْ رِيحٌ ذَاتُ إِعْصار وجَفَلَتِ الخيلُ وركبت رؤوسَها، فَنَادَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُضَرّس الْغُلَامَ الَّذِي كَانَ مَعِي وَقَالَ لَهُ: أَلا وأَهِبْ بِهَا ثُمَّ أَوِّ بِهَا تَرِعْ إِلى صَوْتِكَ، فَرَفَعَ الْغُلَامُ صَوْتَهُ وَقَالَ: هابْ هابْ، ثُمَّ قَالَ: آوْ فراعَتِ الخيلُ إِلى صَوْتِهِ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ الرِّقاع يَصِفُ الْخَيْلَ: هُنَّ عُجْمٌ، وَقَدْ عَلِمْنَ من القَوْلِ: ... هَبي واقْدُمي وآوُو وَقُومِي وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ: هَبي وَهَابِي واقْدُمي واقْدمي، كُلُّهَا لُغَاتٌ، وَرُبَّمَا قِيلَ لَهَا مِنْ بَعِيدٍ: آيْ، بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ. يُقَالُ: أَوَّيْتُ بِهَا فتأَوَّتْ تَأَوِّياً إِذا انْضَمَّ بعضُها إِلى بَعْضٍ كَمَا يَتَأَوَّى الناسُ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ حلِّزة:

فتَأَوَّتْ له قَرَاضِبَةٌ مِنْ ... كُلِّ حيٍّ، كأَنهم أَلقاءُ وإِذا أَمرتَ مِنْ أَوَى يَأْوِي قَلْتَ: ائْوِ إِلى فُلَانٍ أَي انضمَّ إِليه، وأَوِّ لِفُلَانٍ أَي ارْحمه، والافتعالُ مِنْهُمَا ائْتَوَى يَأْتَوِي. وأَوَى إِليه أَوْيَةً وأَيَّةً ومَأْوِيَةً ومَأْوَاةً: رَقَّ ورَثى لَهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: بانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأْوُوا لمنْ تَرَكُوا «2» . وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُخَوِّي فِي سُجُودِهِ حَتَّى كُنَّا نَأْوِي لَهُ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قوله كنا نَأْوِي لَهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ كُنَّا نَرْثي لَهُ ونُشْفِقُ عَلَيْهِ مِنْ شدَّة إِقلاله بَطْنَه عَنِ الأَرض ومَدِّه ضَبُعَيْه عَنْ جَنْبَيه. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: كَانَ يُصَلِّي حَتَّى كنتُ آوِي لَهُ أَي أَرِقُّ لَهُ وأَرثي. وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ: لَا تَأْوِي مِنْ قلَّة أَي لَا تَرْحَمُ زَوْجَهَا وَلَا تَرِقُّ لَهُ عِنْدَ الإِعدام؛ وَقَوْلُهُ: أَراني، وَلَا كُفْرانَ لِلَّهِ، أَيَّةً ... لنَفْسِي، لَقَدْ طالَبْتُ غيرَ مُنِيلِ فإِنه أَراد أَوَيْتُ لِنَفْسِي أَيَّةً أَي رَحِمْتُهَا ورَقَقْتُ لَهَا؛ وَهُوَ اعْتِرَاضٌ وقولُه: وَلَا كُفْرَانَ لِلَّهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَا كُفْرَانَ لِلَّهِ، قَالَ أَي غَيْرِ مُقْلَق مِنَ الفَزَع، أَراد لَا أَكفر لِلَّهِ أَيَّةً لِنَفْسِي، نَصَبَهُ لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَوَيْت لِفُلَانٍ أَوْيَةً وأَيَّةً، تُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا وَتُدْغَمُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ لِاجْتِمَاعِهَا مَعَ الْيَاءِ وَسَبْقِهَا بِالسُّكُونِ. واسْتَأْوَيْتُه أَي اسْتَرحمته استِيواءً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: عَلَى أَمْرِ مَنْ لَمْ يُشْوِني ضُرُّ أَمْرِه، ... وَلَوْ أَنِّيَ اسْتَأْوَيْتُه مَا أَوَى لِيَا وأَما حَدِيثُ وَهْبٍ: إِن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ إِني أَوَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَن أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي ، قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْقُتَيْبِيُّ هَذَا غَلَطٌ إِلا أَن يَكُونَ مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَالصَّحِيحُ وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي مِنَ الوَأْي الوَعْدِ، يَقُولُ: جَعَلْتُهُ وَعْداً عَلَى نَفْسِي. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ حَدِيثُ الرُّؤْيَا: فاسْتَأَى لَهَا ؛ قَالَ: بِوَزْنِ اسْتَقى، ورُوي: فاسْتاء لَهَا، بِوَزْنِ اسْتاق، قَالَ: وَكِلَاهُمَا مِنَ المَساءَة أَي ساءَتْه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي تَرْجَمَةِ سوأَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اسْتالَها بِوَزْنٍ اخْتارَها فَجَعَلَ اللَّامَ مِنَ الأَصل، أَخذه مِنَ التأْويل أَي طَلَبَ تأْويلَها، قَالَ: وَالصَّحِيحُ الأَول. أَبو عَمْرٍو: الأُوَّة الدَّاهِيَةُ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ. قَالَ: وَيُقَالُ مَا هِيَ إِلا أُوَّةٌ مِنَ الأُوَوِ يَا فَتَى أَي داهيةٌ مِنَ الدَّوَاهِي؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَغرب مَا جَاءَ عَنْهُمْ حَتَّى جَعَلُوا الْوَاوَ كَالْحَرْفِ الصَّحِيحِ فِي مَوْضِعِ الإِعراب فَقَالُوا الأُوَوُ، بِالْوَاوِ الصَّحِيحَةِ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ الأُوَى مِثَالُ قُوّة وقُوىً، وَلَكِنْ حُكِيَ هَذَا الْحَرْفُ مَحْفُوظًا عَنِ الْعَرَبِ. قَالَ الْمَازِنِيُّ: آوَّةٌ مِنَ الْفِعْلِ فاعلةٌ، قَالَ: وأَصله آوِوَةٌ فأُدغمت الْوَاوُ فِي الْوَاوِ وشُدّت، وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: هُوَ مِنَ الْفِعْلِ فَعْلةٌ بِمَعْنَى أَوَّة، زِيدَتْ هَذِهِ الأَلف كَمَا قَالُوا ضَربَ حاقَّ رأْسه، فَزَادُوا هَذِهِ الأَلف؛ وَلَيْسَ آوَّه بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ الشَّاعِرِ: تأَوَّه آهةَ الرجلِ الحَزينِ لأَن الْهَاءَ فِي آوَّه زَائِدَةٌ وَفِي تأَوَّه أَصلية، أَلا تَرَى أَنهم يَقُولُونَ آوَّتًا، فَيَقْلِبُونَ الْهَاءَ تَاءً؟ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَقَوْمٌ مِنَ الأَعراب يَقُولُونَ آوُوه، بِوَزْنِ عاوُوه، وَهُوَ مِنَ الْفِعْلِ فاعُولٌ، وَالْهَاءُ فِيهِ أَصلية. ابْنُ سِيدَهْ: أَوَّ لَهُ كَقَوْلِكَ أَوْلى لَهُ، وَيُقَالُ لَهُ أَوِّ مِنْ كَذَا، عَلَى مَعْنَى التَّحَزُّنِ، عَلَى مِثَالِ قَوِّ، وَهُوَ مِنْ مُضَاعَفِ الْوَاوِ؛ قَالَ:

_ (2). عجزالبيت: وَزَوَّدُوكَ اشْتِيَاقًا أَيَّةً سَلَكُوا

فأَوِّ لِذِكراها، إِذا مَا ذَكَرْتُها، ... وَمِنْ بُعْدِ أَرضٍ دُونَنا وَسَمَاءِ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنشدنيه ابْنُ الْجَرَّاحِ: فأَوْه مِن الذِّكْرَى إِذا مَا ذكرتُها قَالَ: وَيَجُوزُ فِي الْكَلَامِ مَنْ قَالَ أَوْهِ، مَقْصُورًا، أَن يَقُولَ فِي يَتَفَعَّل يَتأَوَّى وَلَا يَقُولُهَا بِالْهَاءِ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: قَوْلُ الْعَامَّةِ آوَّهْ، مَمْدُودٌ، خطأٌ إِنما هُوَ أَوَّهْ مِنْ كَذَا وأَوْهِ مِنْهُ، بِقَصْرِ الأَلف. الأَزهري: إِذا قَالَ الرَّجُلُ أَوَّهْ مِنْ كَذَا رَدّ عَلَيْهِ الآخرُ عَلَيْكَ أَوْهَتُك، وَقِيلَ: أَوَّه فِعْلَةٌ، هَاؤُهَا للتأْنيث لأَنهم يَقُولُونَ سَمِعْتُ أَوَّتَك فَيَجْعَلُونَهَا تَاءً؛ وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ أَوَّهْ بِمَنْزِلَةِ فَعْلَةٍ أَوَّةً لَكَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَوْهِ عَلَى زَيْدٍ، كَسَرُوا الْهَاءَ وَبَيَّنُوهَا. وَقَالُوا: أَوَّتا عَلَيْكَ، بِالتَّاءِ، وَهُوَ التهلف عَلَى الشَّيْءِ، عَزِيزًا كَانَ أَو هَيِّنًا. قَالَ النَّحْوِيُّونَ: إِذا جَعَلْتَ أَوّاً اسْمًا ثقلتَ وَاوَهَا فَقُلْتَ أَوٌّ حَسَنَةٌ، وَتَقُولُ دَعِ الأَوَّ جَانِبًا، تَقُولُ ذَلِكَ لِمَنْ يَسْتَعْمِلُ فِي كَلَامِهِ افْعَلْ كَذَا أَو كَذَا، وَكَذَلِكَ تُثَقِّلُ لَوّاً إِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ: إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوّاً عَناءُ وَقَوْلُ الْعَرَبِ: أَوِّ مِنْ كَذَا، بِوَاوٍ ثَقِيلَةٍ، هُوَ بِمَعْنَى تَشَكِّي مشقَّةٍ أَو همٍّ أَو حُزْنٍ. وأَوْ: حَرْفُ عَطْفٍ. وأَو: تَكُونُ لِلشَّكِّ وَالتَّخْيِيرِ، وَتَكُونُ اخْتِيَارًا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَو حَرْفٌ إِذا دَخَلَ الْخَبَرَ دلَّ عَلَى الشَّكِّ والإِبهام، وإِذا دَخَلَ الأَمر وَالنَّهْيَ دَلَّ عَلَى التَّخْيِيرِ والإِباحة، فأَما الشَّكُّ فَقَوْلُكَ: رأَيت زَيْدًا أَو عَمْرًا، والإِبهام كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ؛ وَالتَّخْيِيرُ كَقَوْلِكَ: كُلِ السَّمَكَ أَو اشْرَبِ اللَّبَنَ أَي لَا تَجْمَعْ بَيْنَهُمَا، والإِباحة كَقَوْلِكَ: جَالِسِ الْحَسَنَ أَو ابْنَ سِيرِينَ، وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى إِلى أَن، تَقُولُ: لأَضربنه أَو يتوبَ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى بَلْ فِي تَوَسُّعِ الْكَلَامِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَدَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشمسِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى ... وصُورَتِها، أَو أَنتِ فِي العَينِ أَمْلَحُ يُرِيدُ: بَلْ أَنت. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: كَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ مَعَ صِحَّتِهِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِلى مِائَةِ أَلف عِنْدَ النَّاسِ أَو يَزِيدُونَ عِنْدَ النَّاسِ، وَقِيلَ: أَو يَزِيدُونَ عِنْدَكُمْ فَيَجْعَلُ مَعْنَاهَا لِلْمُخَاطَبِينَ أَي هُمْ أَصحاب شارَةٍ وزِيٍّ وَجَمَالٍ رَائِعٍ، فإِذا رَآهُمُ النَّاسُ قَالُوا هَؤُلَاءِ مِائَتَا أَلف. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ: إِلى مِائَةِ أَلْفٍ فَهُمْ فَرْضُه الَّذِي عَلَيْهِ أَن يؤَدّيه؛ وَقَوْلُهُ أَوْ يَزِيدُونَ، يَقُولُ: فإِن زَادُوا بالأَولاد قَبْلَ أَن يُسْلموا فادْعُ الأَولاد أَيضاً فَيَكُونُ دُعَاؤُكَ للأَولاد نَافِلَةً لَكَ لَا يَكُونُ فَرْضًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَو فِي قَوْلِهِ أَوْ يَزِيدُونَ للإِبهام، عَلَى حَدِّ قَوْلِ الشَّاعِرِ: وهَلْ أَنا إِلَّا مِنْ ربيعةَ أَو مُضَرْ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وأَرسلناه إِلى جَمْعٍ لَوْ رأَيتموهم لَقُلْتُمْ هُمْ مِائَةُ أَلف أَو يَزِيدُونَ، فَهَذَا الشَّكُّ إِنما دَخَلَ الْكَلَامَ عَلَى حِكَايَةِ قَوْلِ الْمَخْلُوقِينَ لأَن الْخَالِقَ جَلَّ جَلَالُهُ لَا يَعْتَرِضُهُ الشَّكُّ فِي شَيْءٍ مِنْ خَبَرِهِ، وَهَذَا أَلطف مِمَّا يُقَدَّرُ فِيهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ أَوْ يَزِيدُونَ: إِنما هِيَ وَيَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا؛ قَالَ: تَقْدِيرُهُ وأَن نَفْعَلَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي آيَةِ الطَّهَارَةِ: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ

النِّساءَ* «1» أَما الأَول فِي قَوْلِهِ: أَوْ عَلى سَفَرٍ*، فَهُوَ تَخْيِيرٌ، وأَما قَوْلُهُ: أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ*، فَهُوَ بِمَعْنَى الْوَاوِ الَّتِي تُسَمَّى حَالًا؛ الْمَعْنَى: وَجَاءَ أَحد مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَخْيِيرًا، وأَما قَوْلُهُ: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ*، فَهِيَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى مَا قَبْلَهَا بِمَعْنَاهَا؛ وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً؛ فإِن الزَّجَّاجَ قَالَ: أَو هاهنا أَوكد مِنَ الْوَاوِ، لأَن الْوَاوَ إِذا قلتَ لَا تُطِعْ زَيْدًا وَعَمْرًا فأَطاع أَحدهما كَانَ غَيْرَ عَاصٍ، لأَنه أَمره أَن لَا يُطِيعَ الِاثْنَيْنِ، فإِذا قَالَ: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً، فأَوْ قَدْ دَلَّتْ عَلَى أَنّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَهل أَن يُعْصَى. وَتَكُونُ بِمَعْنَى حَتَّى، تَقُولُ: لأَضربنك أَو تقومَ، وَبِمَعْنَى إِلَّا أَنْ، تَقُولُ: لأَضربنَّك أَو تَسْبقَني أَي إِلا أَن تَسْبِقَنِي. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَو إِذا كَانَتْ بِمَعْنَى حَتَّى فَهُوَ كَمَا تَقُولُ لَا أَزالُ مُلَازِمُكَ أَو تُعْطِينِي «2». وإِلا أَن تُعْطِينِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ؛ مَعْنَاهُ حَتَّى يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وإِلا أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: يُحاوِلُ مُلْكاً أَو يَموتَ فيُعْذَرا مَعْنَاهُ: إِلا أَن يَمُوتَ. قَالَ: وأَما الشَّكُّ فَهُوَ كَقَوْلِكَ خَرَجَ زَيْدٌ أَو عَمْرٌو، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الْوَاوِ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ وَحْدَهُ: وَتَكُونُ شَرْطًا؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ فِيمَنْ جَعَلَهَا بِمَعْنَى الْوَاوِ: وقَدْ زَعَمَتْ لَيْلَى بأَنِّيَ فاجِرٌ؛ ... لِنَفْسِي تُقاها أَو عَليها فُجُورُها مَعْنَاهُ: وَعَلَيْهَا فُجُورُهَا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: إِنَّ بِهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا، ... خُوَيْرِبانِ يَنقُفَان الْهامَا «3» . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: أَو مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ وَلَهَا ثَلَاثَةُ مَعَانٍ: تَكُونُ لأَحد أَمرين عِنْدَ شَكِّ الْمُتَكَلِّمِ أَو قَصْدِهِ أَحدهما، وَذَلِكَ كَقَوْلِكَ أَتيت زَيْدًا أَو عَمْرًا، وَجَاءَنِي رَجُلٌ أَو امرأَة، فَهَذَا شَكٌّ، وأَما إِذا قَصَدَ أَحدهما فَكَقَوْلِكَ كُلِ السمَكَ أَو اشربِ اللبنَ أَي لَا تَجْمَعْهُمَا وَلَكِنِ اخْتَر أَيَّهما شِئْتَ، وأَعطني دِينَارًا أَو اكْسُني ثَوْبًا، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الإِباحة كَقَوْلِكَ: ائْتِ الْمَسْجِدَ أَو السُّوقَ أَي قَدْ أَذنت لَكَ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الناس «4»، فإِن نَهَيْتَهُ عَنْ هَذَا قُلْتَ: لَا تُجَالِسْ زَيْدًا أَو عَمْرًا أَي لَا تُجَالِسْ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ النَّاسِ، وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً؛ أَي لَا تُطِعْ أَحداً مِنْهُمَا، فَافْهَمْهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَوَلَمْ يَرَوْا*، أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ؛ إِنها وَاوٌ مُفْرَدَةٌ دَخَلَتْ عَلَيْهَا أَلف الِاسْتِفْهَامِ كَمَا دَخَلَتْ عَلَى الْفَاءِ وَثُمَّ وَلَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنه لِفُلَانٍ أَو مَا تنحد فرطه ولآتِينك أَو مَا تنحد فرطه «5». أَي لَآتِيَنَّكَ حَقًّا، وَهُوَ تَوْكِيدٌ. وابنُ آوَى: معرفةٌ، دُوَيبَّةٌ، وَلَا يُفْصَلُ آوَى مِنِ ابْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: ابْنُ آوَى يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ شَغَالْ، وَالْجَمْعُ بناتُ آوَى، وآوَى لَا يَنْصَرِفُ لأَنه أَفعل وَهُوَ مَعْرِفَةٌ. التَّهْذِيبُ: الْوَاوَا صِيَاحُ العِلَّوْض، وَهُوَ ابْنُ آوَى، إِذا جَاعَ. قَالَ اللَّيْثُ: ابْنُ آوَى لَا يُصْرَفُ عَلَى حَالٍ وَيُحْمَلُ عَلَى أَفْعَلَ مِثْلَ أَفْعَى وَنَحْوَهَا، وَيُقَالُ فِي جَمْعِهِ بَنَاتُ آوَى، كَمَا يُقَالُ بناتُ

_ (1). الآية (2). لعل هنا سقطاً من الناسخ، وأصله: معناه حتى تعطيني وإلا إلخ (3). قوله [خويربان] هكذا بالأصل هنا مرفوعاً بالألف كالتكملة وأنشده في غير موضع كالصحاح خويربين بالياء وهو المشهور (4). قوله [ائْتِ الْمَسْجِدَ أَوِ السُّوقَ أَيْ قَدْ أَذَنْتُ لَكَ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الناس] هكذا في الأصل (5). قوله [أَوْ مَا تنحد فرطه إلخ] كذا بالأصل بدون نقط

نَعْش وبناتُ أَوْبَرَ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ بناتُ لَبُون فِي جَمْعِ ابْنِ لِبَوْنٍ ذَكَرٍ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِنما قِيلَ فِي الْجَمْعِ بَنَاتٌ لتأْنيث الْجَمَاعَةِ كَمَا يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِنه مِنْ بَنَاتِ أَعْوَجَ، وَالْجَمَلُ إِنه مِنْ بَنَاتِ داعِرٍ، وَلِذَلِكَ قَالُوا رأَيت جِمَالًا يَتَهادَرْنَ وَبَنَاتِ لِبَوْنٍ يَتَوَقَّصْنَ وبناتِ آوَى يَعْوينَ كَمَا يُقَالُ لِلنِّسَاءِ، وإِن كَانَتْ هَذِهِ الأَشياء ذكوراً. أيا: أَيّ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ عَمَّا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ، وَقَوْلُهُ: وأَسماء، مَا أَسْماءُ ليلةَ أَدْلَجَتْ ... إِليَّ، وأَصْحابي بأَيَّ وأَيْنَما فإِنه جَعَلَ أَيّ اسْمًا لِلْجِهَةِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ التَّعْرِيفُ والتأْنيث مَنَعَهُ الصَّرْفَ، وأَما أَينما فَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَنَظَّرْتُ نَصْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُما ... عَليَّ مِنَ الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مواطِرُهْ إِنما أَراد أَيُّهما، فَاضْطَرَّ فَحَذَفَ كَمَا حَذَفَ الْآخَرُ فِي قَوْلِهِ: بَكى، بعَيْنَيك، واكفُ القَطْرِ ... ابنَ الحَواري العاليَ الذِّكْرِ إِنما أَراد: ابْنُ الْحَوَارِيِّ، فَحَذَفَ الأَخيرة مِنْ يَاءَيِ النَّسَبِ اضْطِرَارًا. وَقَالُوا: لأَضربن أَيُّهم أَفضلُ؛ أَيُّ مَبْنِيَّةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يَعْمَلْ فِيهَا الفعلُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وسأَلت الْخَلِيلَ عَنْ أَيِّي وأَيُّك كَانَ شَرًّا فأَخزاه اللَّهُ فَقَالَ: هَذَا كَقَوْلِكَ أَخزى اللَّهُ الكاذبَ مِنِّي وَمِنْكَ، إِنما يُرِيدُ منَّا فإِنما أَراد أَيُّنا كَانَ شَرّاً، إِلا أَنهما لَمْ يَشْتَرِكَا فِي أَيٍّ، وَلَكِنَّهُمَا أَخْلَصاهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ سِيبَوَيْهِ سأَلت الْخَلِيلَ عَنْ قَوْلِهِ: فأَيِّي مَا وأَيُّكَ كَانَ شَرّاً، ... فسِيقَ إِلى المقامَةِ لَا يَراها فَقَالَ: هَذَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ الرَّجُلِ الكاذبُ مِنِّي وَمِنْكَ فِعْلُ اللَّهِ بِهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما يُرِيدُ أَنك شرٌّ وَلَكِنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ بِلَفْظٍ هُوَ أَحسن مِنَ التَّصْرِيحِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ؛ وأَنشد المُفَضَّلُ: لَقَدْ عَلِم الأَقوامُ أَيِّي وأَيُّكُمْ ... بَني عامِرٍ، أَوْفى وَفاءً وأَظْلَمُ مَعْنَاهُ: عَلِمُوا أَني أَوْفى وَفاءً وأَنتم أَظلم، قَالَ: وَقَوْلُهُ فأَيي مَا وأَيك، أَيّ مَوْضِعُ رفع لأَنه اسم مكان، وأَيك نُسِّقَ عَلَيْهِ، وَشَرًّا خَبَرُهَا، قَالَ: وَقَوْلُهُ: فَسِيقَ إِلى الْمَقَامَةِ لَا يَرَاهَا أَي عَمِيَ، دُعَاءٌ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ أَنه قَالَ لِفُلَانٍ: أَشهد أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِني أَو إِياك فرعونُ هَذِهِ الأُمة ؛ يُرِيدُ أَنك فرعونُ هَذِهِ الأُمة، وَلَكِنَّهُ أَلقاه إِليه تَعْرِيضًا لَا تَصَرِيحًا، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ أَحدُنا كاذبٌ وأَنت تَعْلَمُ أَنك صَادِقٌ وَلَكِنَّكَ تُعَرِّضُ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: صَحِبه اللَّهُ أَيَّا مَا تَوَجَّهَ؛ يُرِيدُ أَينما تَوَجَّهَ. التَّهْذِيبُ: رُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى وَالْمُبَرِّدِ قَالَا: لأَيّ ثَلَاثَةُ أُصول: تَكُونُ اسْتِفْهَامًا، وَتَكُونُ تَعَجُّبًا، وَتَكُونُ شَرْطًا؛ وأَنشد: أَيّاً فَعَلْتَ، فإِنني لَكَ كاشِحٌ، ... وَعَلَى انْتِقاصِك فِي الحَياةِ وأَزْدَدِ قَالَا جزَمَ قَوْلَهُ: وأَزْدَد عَلَى النَّسَقِ عَلَى مَوْضِعِ الْفَاءِ الَّتِي فِي فإِنني، كأَنه قَالَ: أَيّاً تفعلْ أُبْغِضْكَ وأَزْدَدْ؛ قَالَا: وَهُوَ مِثْلُ مَعْنَى قِرَاءَةِ مَنْ قرأَ: فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ، فَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ إِن تُؤَخِّرْنِي أَصَّدَّق وأَكن، قَالَا: وإِذا كَانَتْ أَيٌّ اسْتِفْهَامًا لَمْ يَعْمَلْ فِيهَا

الْفِعْلُ الَّذِي قَبْلَهَا، وإِنما يَرْفَعُهَا أَو يَنْصِبُهَا مَا بَعْدَهَا. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: فأَيٌّ رُفِعَ، وأَحصى رُفِعَ بِخَبَرِ الِابْتِدَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَيٌّ رافعهُ أَحصى، وَقَالَا: عَمِلَ الْفِعْلُ فِي الْمَعْنَى لَا فِي اللَّفْظِ كأَنه قَالَ لِنَعْلَمَ أَيّاً مِنْ أَيٍّ، ولنَعْلم أَحَدَ هَذَيْنِ، قَالَا: وأَما الْمَنْصُوبَةُ بِمَا بَعْدَهَا فَقَوْلُهُ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ؛ نَصَبَ أَيّاً بِيَنْقَلِبُونَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَيٌّ إِذا أَوْقَعْتَ الْفِعْلَ الْمُتَقَدِّمَ عَلَيْهَا خَرَجَتْ مِنْ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ، وَذَلِكَ إِن أَردته جَائِزٌ، يَقُولُونَ لأَضْربنَّ أَيُّهم يَقُولُ ذَلِكَ، لأَن الضَّرْبَ عَلَى اسْمٍ يأْتي بَعْدَ ذَلِكَ اسْتِفْهَامٌ، وَذَلِكَ أَن الضرب لا يقع اننين «1». قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا ؛ مَنْ نَصَبَ أَيّاً أَوقع عَلَيْهَا النَّزْعَ وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ كأَنه قَالَ لَنَسْتَخْرِجَنَّ الْعَاتِي الَّذِي هُوَ أَشدّ، ثُمَّ فَسَّرَ الْفَرَّاءُ وَجْهَ الرَّفْعِ وَعَلَيْهِ الْقُرَّاءُ عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ قَوْلِ ثَعْلَبٍ وَالْمُبَرِّدِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وأَيّ إِذا كَانَتْ جَزَاءً فَهِيَ عَلَى مَذْهَبِ الَّذِي قَالَ وإِذا كَانَ أَيّ تَعَجُّبًا لَمْ يُجَازَ بِهَا لأَن التَّعَجُّبَ لَا يُجَازَى بِهِ، وَهُوَ كَقَوْلِكَ أَيُّ رَجُلٍ زيدٌ وأَيُّ جاريةٍ زينبُ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ أَيّ وأَيّانِ وأَيُّونَ، إِذا أَفردوا أَيّاً ثَنَّوْها وَجَمَعُوهَا وأَنثوها فَقَالُوا أَيّة وأَيَّتَان وأَيّاتٌ، وإِذا أَضافوها إِلى ظاهرٍ أَفردوها وذكَّروها فَقَالُوا أَيّ الرَّجُلَيْنِ وأَيّ المرأَتين وأَيّ الرِّجَالِ وأَيّ النِّسَاءِ، وإِذا أَضافوا إِلَى المَكْنِيّ الْمُؤَنَّثِ ذكَّروا وأَنَّثوا فَقَالُوا أَيُّهما وأَيَّتهما للمرأَتين، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَيًّا مَا تَدْعُوا ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ فِي لُغَةِ مَنْ أَنَّث: وزَوَّدُوك اشْتياقاً أَيَّةً سَلَكوا أَراد: أَيَّةَ وُجْهةٍ سَلَكُوا، فأَنثها حِينَ لَمْ يُضِفْهَا، قَالَ: وَلَوْ قُلْتَ أَيّاً سَلَكُوا بِمَعْنَى أَيَّ وَجْه سَلَكُوا كَانَ جَائِزًا. وَيَقُولُ لَكَ قَائِلٌ: رأَيتُ ظَبْياً، فَتُجِيبُهُ: أَيّاً، وَيَقُولُ: رأَيت ظَبْيَيْنِ، فَتَقُولُ: أَيَّين، وَيَقُولُ: رأَيت ظِباءً، فَتَقُولُ: أَيَّات، وَيَقُولُ: رأَيت ظَبْيَةً، فَتَقُولُ: أَيَّةً. قَالَ: وإِذا سأَلت الرَّجُلَ عَنْ قَبِيلَتِهِ قُلْتَ المَيِّيُّ، وإِذا سأَلته عَنْ كَوْرَتِهِ قُلْتَ الأَيِّيُّ، وَتَقُولُ مَيِّيٌّ أَنت وأَيِّيٌّ أَنت، بِيَاءَيْنِ شَدِيدَتَيْنِ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ عَنِ الْعَرَبِ فِي لُغَيَّة لَهُمْ: أَيُّهم مَا أَدرك يَرْكَبُ عَلَى أَيّهم يُرِيدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَيَّانَ هِيَ بِمَنْزِلَةِ مَتَى، قَالَ: ويُخْتَلَف فِي نُونِهَا فَيُقَالُ أَصلية، وَيُقَالُ زَائِدَةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَصل أَيَّانَ أَيَّ أَوانٍ، فَخَفَّفُوا الْيَاءَ مِنْ أَيّ وَتَرَكُوا هَمْزَةَ أَوان، فَالْتَقَتْ يَاءٌ سَاكِنَةٌ بَعْدَهَا وَاوٌ، فأُدغمت الْوَاوُ فِي الْيَاءِ؛ حَكَاهُ عَنِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُمْ فِي النِّدَاءِ أَيُّها الرَّجُلُ وأَيَّتُها المرأَة وأَيُّها النَّاسُ فإِن الزَّجَّاجَ قَالَ: أَيُّ اسْمٌ مُبْهَمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ مِنْ أَيها الرَّجُلُ لأَنه مُنَادَى مُفْرَدٌ، وَالرَّجُلُ صِفَةٌ لأَيّ لَازِمَةٌ، تَقُولُ يَا أَيها الرَّجُلُ أَقبل، وَلَا يَجُوزُ يَا الرَّجُلُ، لأَن يَا تَنْبِيهٌ بِمَنْزِلَةِ التَّعْرِيفِ فِي الرَّجُلِ فَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ يَا وَبَيْنَ الأَلف وَاللَّامِ فَتَصِلُ إِلى الأَلف وَاللَّامِ بأَيّ، وَهَا لَازِمَةٌ لأَيّ لِلتَّنْبِيهِ، وَهِيَ عِوَضٌ مِنَ الإِضافة فِي أَيّ، لأَن أَصل أَيّ أَن تَكُونَ مُضَافَةً إِلى الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ، والمُنادى فِي الْحَقِيقَةِ الرجلُ، وأَيّ وُصْلَة إِليه، وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِذا قُلْتَ يَا أَيُّها الرَّجُلُ، فَيَا نِدَاءٌ، وأَيّ اسْمُ مُنَادَى، وَهَا تَنْبِيهٌ، وَالرَّجُلُ صِفَةٌ، قَالُوا ووُصِلَتْ أَيّ بِالتَّنْبِيهِ فَصَارَا اسْمًا تَامًّا لأَن أَيًّا وَمَا وَمَنْ وَالَّذِي أَسماء نَاقِصَةٌ لَا تَتِمُّ إِلا بِالصِّلَاتِ، وَيُقَالُ الرَّجُلُ تَفْسِيرٌ لِمَنْ نُودِيَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلت الْمُبَرِّدَ عن أَيْ مفتوحة

_ (1). قوله [لأَن الضرب إلخ] كذا بالأصل

سَاكِنَةً مَا يَكُونُ بَعْدَهَا فَقَالَ: يَكُونُ الَّذِي بَعْدَهَا بَدَلًا، وَيَكُونُ مستأْنفاً وَيَكُونُ مَنْصُوبًا؛ قَالَ: وسأَلت أَحمد بْنَ يَحْيَى فَقَالَ: يَكُونُ مَا بَعْدَهَا مُتَرْجِماً، وَيَكُونُ نَصْبًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ، تَقُولُ: جَاءَنِي أَخوك أَي زَيْدٌ ورأَيت أَخاك أَي زَيْدًا وَمَرَرْتُ بأَخيك أَي زَيْدٍ. وَيُقَالُ: جَاءَنِي أَخوك فَيَجُوزُ فِيهِ أَيْ زيدٌ وأَيْ زيداً، ومررت بأَخيك فَيَجُوزُ فِيهِ أَي زيدٍ أَي زيداً أَي زيدٌ. وَيُقَالُ: رأَيت أَخاك أَي زَيْدًا، وَيَجُوزُ أَي زيدٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِيْ يمينٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ ؛ وَالْمَعْنَى إِي وَاللَّهِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ ، الْمَعْنَى نَعَمْ وَرَبِّي، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْقَوْلُ الصَّحِيحُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ إِي واللهِ وَهِيَ بِمَعْنَى نَعَمْ، إِلا أَنها تَخْتَصُّ بِالْمَجِيءِ مَعَ الْقَسَمِ إِيجاباً لِمَا سَبَقَهُ مِنَ الِاسْتِعْلَامِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا كَأَيِّنْ رَجُلًا قَدْ رأَيت، زَعَمَ ذَلِكَ يُونُسُ، وكأَيِّنْ قَدْ أَتاني رَجُلًا، إِلا أَن أَكثر الْعَرَبِ إِنما يَتَكَلَّمُونَ مَعَ مِنْ، قَالَ: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ* ، قَالَ: وَمَعْنَى كأَيِّن رُبَّ، وقال: وإِن حُذِفَتْ مِنْ فَهُوَ عَرَبِيٌّ؛ وَقَالَ الْخَلِيلُ: إِن جَرَّها أَحدٌ مِنَ الْعَرَبِ فَعَسَى أَن يَجُرَّهَا بإِضمار مِنْ، كَمَا جَازَ ذَلِكَ فِي كَمْ، قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيلُ كَأَيِّنْ عَمِلَتْ فِيمَا بَعْدَهَا كَعَمَلِ أَفضلهم فِي رَجُلٍ فَصَارَ أَيّ بِمَنْزِلَةِ التَّنْوِينِ، كَمَا كَانَ هُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ أَفضلهم بِمَنْزِلَةِ التَّنْوِينِ، قَالَ: وإِنما تَجِيءُ الْكَافُ لِلتَّشْبِيهِ فَتَصِيرُ هِيَ وَمَا بَعْدَهَا بِمَنْزِلَةِ شَيْءٍ وَاحِدٍ، وكَائِنْ بِزِنَةٍ كاعِنْ مُغَيَّرٌ مِنْ قَوْلِهِمْ كأَيِّنْ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن سأَل سَائِلٌ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي كائِنْ هَذِهِ وَكَيْفَ حَالُهَا وَهَلْ هِيَ مُرَكَّبَةٌ أَو بَسِيطَةٌ؟ فَالْجَوَابُ إِنها مُرَكَّبَةٌ، قَالَ: وَالَّذِي عَلَّقْتُه عَنْ أَبي عَلِيٍّ أَن أَصلها كأَيِّنْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ* ؛ ثُمَّ إِن الْعَرَبَ تَصَرَّفَتْ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهَا إِياها، فَقَدَّمَتِ الْيَاءَ الْمُشَدَّدَةَ وأَخرت الْهَمْزَةَ كَمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ فِي عِدّة مَوَاضِعَ نَحْوَ قِسِيّ وأَشْياء فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ، وشاكٍ ولاثٍ وَنَحْوُهُمَا فِي قَوْلِ الْجَمَاعَةِ، وجاءٍ وَبَابِهِ فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ أَيضاً وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ فِيمَا بَعْدُ كَيِّئٌ، ثُمَّ إِنهم حذفوا الياء التانية تَخْفِيفًا كَمَا حَذَفُوهَا فِي نَحْوِ مَيِّت وهَيِّن ولَيِّن فَقَالُوا مَيْت وهَيْن ولَيْن، فَصَارَ التَّقْدِيرُ كَيْئٌ، ثُمَّ إِنهم قَلَبُوا الْيَاءَ أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا كَمَا قَلَبُوا فِي طَائِيٍّ وحارِيٍّ وآيةٍ فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ أَيضاً، فَصَارَتْ كَائِنْ. وَفِيَ كَأَيِّنْ لُغَاتٌ: يُقَالُ كأَيِّنْ وكَائِنْ وكَأْيٌ، بِوَزْنِ رَميٍ، وكإٍ بِوَزْنِ عَمٍ؛ حَكَى ذَلِكَ أَحمد بْنُ يَحْيَى، فَمَنْ قَالَ كأَيِّنْ فَهِيَ أَيٌّ دَخَلَتْ عَلَيْهَا الْكَافُ، وَمَنْ قَالَ كَائِنْ فَقَدْ بيَّنَّا أَمره، وَمَنْ قَالَ كَأْيٌ بِوَزْنِ رَمْي فأَشبه مَا فِيهِ أَنه لَمَّا أَصاره التَّغْيِيرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا إِلى كَيْءٍ قَدَّمَ الْهَمْزَةَ وأَخر الْيَاءَ وَلَمْ يَقْلِبِ الياءَ أَلفاً، وحَسَّنَ ذَلِكَ ضَعْف هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَمَا اعْتَوَرَها مِنَ الْحَذْفِ وَالتَّغْيِيرِ، وَمَنْ قَالَ كَإٍ بِوَزْنِ عَمٍ فَإِنَّهُ حَذَفَ الْيَاءَ مِنْ كَيْءٍ تَخْفِيفًا أَيضاً، فإِن قُلْتَ: إِن هذا إِجحاب بِالْكَلِمَةِ لأَنه حَذْفٌ بَعْدَ حَذْفٍ فَلَيْسَ ذَلِكَ بأَكثر مِنْ مَصِيرِهِمْ بأَيْمُن اللَّهِ إِلى مُنُ اللهِ ومِ اللَّهِ، فإِذا كَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْحَذْفِ حَسُنَ فِيهِ مَا لَا يَحْسُنُ فِي غَيْرِهِ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالْحَذْفِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ* ؛ فَالْكَافُ زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي كَذَا وَكَذَا، وإِذا كَانَتْ زَائِدَةً فَلَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بفعل ولا بمعنى فِعْلٍ. وَتَكُونُ أَيٌّ جَزَاءً، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الَّذِي، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَيَّة، وَرُبَّمَا قِيلَ أَيُّهن منطلقةٌ، يُرِيدُ أَيَّتهن؛ وأَيّ: اسْتِفْهَامٌ فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ فَيَكُونُ حِينَئِذٍ صِفَةً لِلنَّكِرَةِ وَحَالًا لِلْمَعْرِفَةِ نَحْوَ مَا أَنشده

سِيبَوَيْهِ لِلرَّاعِي: فأَوْمَأْتُ إِيمَاءً خَفيّاً لحَبْتَرٍ، ... وَلِلَّهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أَيَّما فَتى أَي أَيَّما فَتىً هُوَ، يَتَعَجَّبُ مِنِ اكْتِفَائِهِ وَشِدَّةِ غَنائه. وأَيّ: اسْمٌ صِيغَ لِيُتَوَصَّلَ بِهِ إِلى نِدَاءِ مَا دَخَلَتْهُ الأَلف وَاللَّامُ كَقَوْلِكَ يَا أَيُّها الرَّجُلُ وَيَا أَيُّها الرَّجُلَانِ وَيَا أَيُّها الرِّجَالُ، وَيَا أَيَّتها المرأَة وَيَا أَيَّتها المرأَتان وَيَا أَيَّتها النِّسْوَةُ وَيَا أَيُّها المرأَة وَيَا أَيُّها المرأَتان وَيَا أَيُّها النِّسْوَةُ. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ ؛ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى قَوْلِكَ يَا أَيها المرأَة وَيَا أَيها النِّسْوَةُ، وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنما خَاطَبَ النَّمْلَ بِيَا أَيها لأَنه جَعَلَهُمْ كَالنَّاسِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ كَمَا تَقُولُ لِلنَّاسِ يَا أَيها النَّاسُ، وَلَمْ يَقُلِ ادْخُلِي لأَنها كَالنَّاسِ فِي الْمُخَاطَبَةِ، وأَما قَوْلُهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* ، فَيَا أَيُّ نِدَاءٌ مُفْرَدٌ مُبْهَمٌ وَالَّذِينَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةً لأَيها، هَذَا مَذْهَبُ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ، وأَما مَذْهَبُ الأَخفش فَالَّذِينَ صِلَةٌ لأَيّ، وَمَوْضِعُ الَّذِينَ رَفْعٌ بإِضمار الذِّكْرِ الْعَائِدِ عَلَى أَيّ، كأَنه عَلَى مَذْهَبِ الأَخفش بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ يَا مَنِ الذين أَي يَا مَنْ هُمُ الَّذِينَ وَهَا لَازِمَةٌ لأَيّ عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنْهَا للإِضافة وَزِيَادَةً فِي التَّنْبِيهِ، وأَجاز الْمَازِنِيُّ نَصْبَ صِفَةِ أَيّ فِي قَوْلِكَ يَا أَيها الرجلَ أَقبل، وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وأَيّ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ لَا يَكُونُ فِيهَا هَا، وَيُحْذَفُ مَعَهَا الذِّكْرُ الْعَائِدُ عَلَيْهَا، تَقُولُ: اضْرِبْ أَيُّهم أَفضل وأَيَّهم أَفضل، تُرِيدُ اضْرِبْ أَيَّهم هُوَ أَفضلُ. الْجَوْهَرِيُّ: أَيٌّ اسْمٌ مُعْرَبٌ يُسْتَفْهَمُ بِهَا ويُجازَى بِهَا فِيمَنْ يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ، تَقُولُ أَيُّهم أَخوك، وأَيُّهم يكْرمني أُكْرِمْه، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ للإِضافة، وَقَدْ تُتْرَكُ الإِضافة وَفِيهِ مَعْنَاهَا، وَقَدْ تَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي فَتَحْتَاجُ إِلى صِلَةٍ، تَقُولُ أَيُّهم فِي الدَّارِ أَخوك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا مَا أَتيتَ بَنِي مالكٍ، ... فَسَلِّمْ عَلَى أَيُّهم أَفضلُ قَالَ: وَيُقَالُ لَا يَعْرِفُ أَيّاً مِنْ أَيٍّ إِذا كَانَ أَحمق؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: إِذا مَا قيلَ أَيُّهمُ لأَيٍّ، ... تَشابَهَتِ العِبِدَّى والصَّمِيمُ فَتَقْدِيرُهُ: إِذا قِيلَ أَيُّهم لأَيٍّ يَنْتَسِبُ، فَحَذَفَ الْفِعْلَ لِفَهْمِ الْمَعْنَى، وَقَدْ يَكُونُ نَعْتًا، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَيِّ رجلٍ وأَيِّما رجلٍ، وَمَرَرْتُ بامرأَة أَيَّةِ امرأَة وبامرأَتين أَيَّتِما امرأَتين، وَهَذِهِ امرأَةٌ أَيَّةُ امرأَةٍ وأَيَّتُما امرأَتين، وَمَا زَائِدَةٌ. وَتَقُولُ: هَذَا زَيْدٌ أَيَّما رَجُلٍ، فَتَنْصِبُ أَيّاً عَلَى الْحَالِ، وَهَذِهِ أَمةُ اللَّهِ أَيَّتَما جاريةٍ. وَتَقُولُ: أَيُّ امرأَة جَاءَتْكَ وَجَاءَكَ، وأَيَّةُ امرأَةٍ جَاءَتْكَ، وَمَرَرْتُ بِجَارِيَةٍ أَيِّ جاريةٍ، وَجِئْتُكَ بمُلاءةٍ أَيِّ مُلاءَةٍ وأَيَّةِ مُلاءَةٍ، كُلٌّ جَائِزٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ . وأَيٌّ: قَدْ يُتَعَجَّبُ بِهَا؛ قَالَ جَمِيلٌ: بُثَيْنَ، الْزَمِي لَا، إِنَّ لَا، إِنْ لَزِمْتِهِ ... عَلَى كَثْرَةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيٌّ يَعْمَلُ فِيهِ مَا بَعْدَهُ وَلَا يَعْمَلُ فِيهِ مَا قَبْلُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى ؛ فَرُفِعَ، وَفِيهِ أَيضاً: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ؛ فَنَصَبَهُ بِمَا بَعْدَهُ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَصِيحُ بِنَا حَنِيفَةُ، إِذْ رأَتْنا، ... وأَيَّ الأَرْضِ تَذْهَبُ للصِّياحِ فإِنما نَصَبَهُ لِنَزْعِ الْخَافِضِ، يُرِيدُ إِلَى أَيِّ الأَرض. قَالَ الْكِسَائِيُّ: تَقُولُ لأَضْرِبَنّ أَيُّهم فِي الدَّارِ، وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُ أَيُّهم فِي الدَّارِ، فَفَرَّقَ بَيْنَ الْوَاقِعِ والمُنْتَظَرِ، قَالَ: وإِذا نادَيت اسْمًا فِيهِ الأَلف

وَاللَّامُ أَدخلت بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَرْفِ النِّدَاءِ أَيُّها، فَتَقُولُ يَا أَيها الرَّجُلُ وَيَا أَيتها المرأَة، فأَيّ اسْمٌ مُبْهَمٌ مُفْرَدٌ مَعْرِفَةٌ بِالنِّدَاءِ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ، وَهَا حَرْفُ تَنْبِيهٍ، وَهِيَ عِوَضٌ مِمَّا كَانَتْ أَيّ تُضَافُ إِليه، وَتَرْفَعُ الرَّجُلَ لأَنه صِفَةُ أَيّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وإِذا نَادَيْتَ اسْمًا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ أَدخلت بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَرْفِ النِّدَاءِ أَيها، قَالَ: أَيُّ وُصْلة إِلى نِدَاءِ مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ فِي قَوْلِكَ يَا أَيها الرَّجُلُ، كَمَا كَانَتْ إِيَّا وُصْلَة الْمُضْمَرِ فِي إِيَّاهُ وَإِيَّاكَ فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ إيَّا اسْمًا ظَاهِرًا مُضَافًا، عَلَى نَحْوِ مَا سُمِعَ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ: إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي عُيَيْنَة: فَدَعني وإِيَّا خالدٍ، ... لأُقَطِّعَنَّ عُرَى نِياطِهْ وَقَالَ أَيضاً: فَدَعني وإِيَّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ، ... سَيَحْمِلُه شِعْرِي عَلَى الأَشْقَرِ الأَغَرّ وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فَتَخَلَّفْنا أَيَّتُها الثَّلَاثَةُ ؛ يُرِيدُ تَخَلُّفَهم عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وتأَخُّر تَوْبَتِهِمْ. قَالَ: وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ تُقَالُ فِي الِاخْتِصَاصِ وَتَخْتَصُّ بالمُخْبر عَنْ نَفْسِهِ والمُخاطَب، تَقُولُ أَما أَنا فأَفعل كَذَا أَيُّها الرجلُ، يَعْنِي نَفْسَهُ، فَمَعْنَى قَوْلِ كَعْبٍ أَيَّتُها الثَّلَاثَةُ أَي الْمَخْصُوصِينَ بِالتَّخَلُّفِ. وَقَدْ يُحْكَى بأَيٍّ النكراتُ مَا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِلُ، وَيُسْتَفْهَمُ بِهَا، وإِذا اسْتَفْهَمْتَ بِهَا عَنْ نَكِرَةٍ أَعربتها بإِعراب الِاسْمِ الَّذِي هُوَ اسْتِثبات عَنْهُ، فإِذا قِيلَ لَكَ: مرَّ بِي رَجُلٌ، قلتَ أَيٌّ يا فتى؟ تُعْرِبُهَا فِي الْوَصْلِ وَتُشِيرُ إِلى الإِعراب فِي الْوَقْفِ، فإِن قَالَ: رأَيت رَجُلًا، قُلْتَ: أَيّاً يَا فَتَى؟ تُعْرِبُ وَتُنَوِّنُ إِذا وَصَلْتَ وَتَقِفُ عَلَى الأَلف فَتَقُولُ أَيَّا، وإِذا قَالَ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ، قلتَ: أَيٍّ يَا فَتَى؟ تُعْرِبُ وَتُنَوِّنُ، تَحْكِي كَلَامَهُ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ فِي حَالِ الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فِي الْوَصْلِ فَقَطْ، فأَما فِي الْوَقْفِ فإِنه يُوقَفُ عَلَيْهِ فِي الرَّفْعِ وَالْجَرِّ بِالسُّكُونِ لَا غَيْرَ، وإِنما يَتْبَعُهُ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ إِذا ثَنَاهُ وَجَمَعَهُ، وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ والتأْنيث كَمَا قِيلَ فِي مَنْ، إِذا قَالَ: جَاءَنِي رِجَالٌ، قلتَ: أَيُّونْ، سَاكِنَةُ النُّونِ، وأَيِّينْ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ، وأَيَّهْ لِلْمُؤَنَّثِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَيُّونَ بِفَتْحِ النُّونِ، وأَيِّينَ بِفَتْحِ النُّونِ أَيضاً، وَلَا يَجُوزُ سُكُونُ النُّونِ إِلا فِي الْوَقْفِ خَاصَّةً، وإِنما يَجُوزُ ذَلِكَ فِي مَنْ خَاصَّةً، تَقُولُ مَنُونْ ومَنِينْ، بالإِسكان لَا غَيْرَ. قَالَ: فإِن وَصَلْتَ قلتَ أَيَّة يَا هَذَا وأَيَّات يَا هَذَا، نوَّنتَ، فإِن كَانَ الاستثباتُ عَنْ مَعْرِفَةٍ رفعتَ أَيّاً لَا غَيْرَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلَا يُحْكَى فِي الْمَعْرِفَةِ لَيْسَ فِي أَيٍّ مَعَ الْمَعْرِفَةِ إِلا الرَّفْعُ، وَقَدْ يَدْخُلُ عَلَى أَيّ الْكَافُ فَتُنْقَلُ إِلى تَكْثِيرِ الْعَدَدِ بِمَعْنَى كَمْ فِي الْخَبَرِ وَيُكْتَبُ تَنْوِينُهُ نُونًا، وَفِيهِ لُغَتَانِ: كَائِنْ مِثْلَ كاعِنْ، وكَأَيِّنْ مِثْلَ كعَيِّنْ، تَقُولُ: كَأَيِّنْ رَجُلًا لَقَيْتُ، تَنْصِبُ مَا بَعْدَ كأَيِّنْ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَتَقُولُ أَيضاً: كَأَيِّنْ مِنْ رَجُلٍ لَقَيْتُ، وإِدخال مِنْ بَعْدَ كأَيِّنْ أَكثر مِنَ النَّصْبِ بِهَا وأَجود، وبكأَيِّنْ تَبِيعُ هَذَا الثَّوْبَ؟ أَي بِكُمْ تَبِيعُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكَائِنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ، ... بِلادُ الوَرَى لَيْسَتْ لَهُ بِبلادِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا شَاهِدًا عَلَى كَائِنْ بِمَعْنَى كَمْ، وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ جِنِّي قَالَ لَا تُسْتَعْمَلُ الوَرَى إِلا فِي النَّفْيِ، قَالَ: وإِنما حَسُنَ لِذِي الرُّمَّةِ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْوَاجِبِ حَيْثُ كَانَ مَنْفِيًّا فِي الْمَعْنَى لأَن ضَمِيرَهُ مَنْفِيٌّ، فكأَنه قَالَ: لَيْسَتْ لَهُ بِلَادُ الْوَرَى بِبِلَادٍ.

وأَيَا: مِنْ حُرُوفِ النِّدَاءِ يُنادَى بِهَا الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، تَقُولُ أَيَا زيدُ أَقْبِل. وأَيْ، مِثَالُ كَيْ: حرفٌ يُنادَى بِهَا الْقَرِيبُ دُونَ الْبَعِيدِ، تَقُولُ أَيْ زيدُ أَقبل، وَهِيَ أَيضاً كَلِمَةٌ تَتَقَدَّمُ التَّفْسِيرَ، تَقُولُ أَيْ كَذَا بِمَعْنَى يُرِيدُ كَذَا، كَمَا أَن إِي بِالْكَسْرِ كَلِمَةٌ تَتَقَدَّمُ الْقَسَمَ، مَعْنَاهَا بَلَى، تَقُولُ إِي وَرَبِّي وإِي وَاللَّهِ. غَيْرُهُ أَيَا حَرْفُ نِدَاءٍ، وَتُبْدَلُ الْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: هَيَا؛ قَالَ: فانْصَرَفَتْ، وَهِيَ حَصانٌ مُغْضَبَهْ، ... ورَفَعَتْ بصوتِها: هَيَا أَبَهْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُرِيدُ أَيَا أَبَهْ، ثُمَّ أَبدل الْهَمْزَةَ هَاءً، قَالَ: وَهَذَا صَحِيحٌ لأَن أَيَا فِي النِّدَاءِ أَكثر مِنْ هَيَا، قَالَ: وَمِنْ خَفِيفِهِ أَيْ مَعْنَاهُ العبارةُ، وَيَكُونُ حَرْفَ نِدَاءٍ. وإِيْ: بِمَعْنَى نَعَمْ وَتُوصَلُ بِالْيَمِينِ، فَيُقَالُ إِي وَاللَّهِ، وَتُبْدَلُ مِنْهَا هَاءٌ فَيُقَالُ هِي. والآيَةُ: العَلامَةُ، وَزْنُهَا فَعَلَةٌ فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ، وَذَهَبَ غَيْرُهُ إِلى أَن أَصلها أَيَّةٌ فَعْلَةٌ فَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، وَهَذَا قَلْبٌ شَاذٌّ كَمَا قَلَبُوهَا فِي حارِيّ وطائِيٍّ إِلا أَن ذَلِكَ قَلِيلٌ غَيْرُ مَقِيسٍ عَلَيْهِ، وَالْجُمَعُ آيَاتٌ وآيٌ، وآياءٌ جمعُ الْجَمْعِ نادرٌ؛ قَالَ: لَمْ يُبْقِ هَذَا الدَّهْر، مِنْ آيَائِه، ... غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائِه وأَصل آيَة أَوَيَةٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ، وَمَوْضِعُ الْعَيْنِ وَاوٌ، وَالنِّسْبَةُ إِليه أَوَوِيّ، وَقِيلَ: أَصلها فَاعِلَةٌ فَذَهَبَتْ مِنْهَا اللَّامُ أَو الْعَيْنُ تَخْفِيفًا، وَلَوْ جَاءَتْ تَامَّةً لَكَانَتْ آيِيَةً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ ؛ قَالَ الزَّجَاجُ: مَعْنَاهُ نُرِيهِمُ الآيَات الَّتِي تَدُلُّ عَلَى التَّوْحِيدِ فِي الْآفَاقِ أَي آثارَ مَنْ مَضَى قَبْلَهُمْ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فِي كُلِّ الْبِلَادِ وَفِي أَنفسهم مِنْ أَنهم كَانُوا نُطَفاً ثُمَّ عَلَقاً ثُمَّ مُضَغاً ثُمَّ عِظَامًا كُسِيَتْ لَحْمًا، ثُمَّ نُقِلُوا إِلى التَّمْيِيزِ وَالْعَقْلِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ دَلِيلٌ عَلَى أَن الَّذِي فَعَلَهُ وَاحِدٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، تَبَارَكَ وَتَقَدَّسَ. وتَأَيَّا الشيءَ: تَعَمَّد آيَتَهُ أَي شَخْصَه. وآيَة الرَّجُلِ: شَخْصُه. ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ: يُقَالُ تآيَيْتُه، عَلَى تَفاعَلْتُه، وتَأَيَّيْتُه إِذا تَعَمَّدَتْ آيَته أَي شَخْصَهُ وَقَصَدْتَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: الحُصْنُ أَدْنَى، لَوْ تَأَيَّيْتِهِ، ... مِنْ حَثْيِكِ التُّرْبَ عَلَى الراكبِ يُرْوَى بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ لامرأَة تُخَاطِبُ ابْنَتَهَا وَقَدْ قَالَتْ لَهَا: يَا أُمَّتي، أَبْصَرَني راكبٌ ... يَسيرُ فِي مُسْحَنْفِرٍ لاحِبِ مَا زِلْتُ أَحْثُو التُّرْبَ فِي وَجْهِه ... عَمْداً، وأَحْمِي حَوزةَ الغائِبِ فَقَالَتْ لَهَا أُمها: الحُصْنُ أَدنى، لَوْ تَأَيَّيْته، ... مِنْ حَثْيِك التُّرْبَ عَلَى الراكبِ قَالَ: وَشَاهِدُ تَآيَيْتُه قَوْلُ لَقيط بْنِ مَعْمَر الإِياديّ: أَبْناء قَوْمٍ تَآيَوْكُمْ عَلَى حَنَقٍ، ... لَا يَشْعُرونَ أَضرَّ اللهُ أَم نَفَعَا وَقَالَ لَبِيدٌ: فَتَآيَا، بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ، ... حُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ، فَسَعَلْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُخْرجون الرَّسُولَ وإِيَّاكم ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع فِي تَفْسِيرِ إِيَّا وَاشْتِقَاقِهِ شَيْئًا، قَالَ: وَالَّذِي أَظنه، وَلَا أَحقُّه، أَنه مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِ تَآيَيْته عَلَى تَفَاعَلْتُهُ أَي تَعَمَّدْتُ آيَتَهُ وَشَخْصَهُ، وكأَنَّ إِيَّا اسْمٌ

مِنْهُ عَلَى فِعْلى، مِثْلَ الذِّكْرى مِنْ ذَكَرْتُ، فَكَانَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ إِيَّاك أَردتُ أَي قَصَدْتُ قَصْدَكَ وَشَخْصَكَ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن الأَمر مبهم يكنى به عن الْمَنْصُوبِ. وأَيَّا آيَةً: وَضَعَ عَلَامَةً. وَخَرَجَ الْقَوْمُ بآيَتهم أَي بجماعتهم لم يَدععوا وَرَاءَهُمْ شَيْئًا؛ قَالَ بُرْج بْنُ مُسْهِر الطَّائِيُّ: خَرَجْنا مِنَ النَّقْبَين، لَا حَيَّ مِثْلُنا، ... بآيَتنا نُزْجِي اللِّقاحَ المَطافِلا والآيَةُ: مِنَ التَّنْزِيلِ وَمِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: سُمِّيَتِ الآيَة مِنَ الْقُرْآنِ آيَةً لأَنها عَلَامَةٌ لِانْقِطَاعِ كَلَامٍ مِنْ كَلَامٍ. وَيُقَالُ: سُمِّيَتِ الآيَة آيَةً لأَنها جَمَاعَةٌ مِنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ. وَآيَاتُ اللَّهِ: عَجَائِبُهُ. وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: الآيَة مِنَ الْقُرْآنِ كأَنها الْعَلَامَةُ الَّتِي يُفْضَى مِنْهَا إِلى غَيْرِهَا كأَعلام الطَّرِيقِ الْمَنْصُوبَةِ لِلْهِدَايَةِ كَمَا قَالَ: إِذا مَضَى عَلَمٌ مِنْهَا بَدَا عَلَم والآيَة: الْعَلَامَةُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَحَلَّتْهما آيَةٌ وَحرَّمَتْهُما آيَة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الآيَة المُحِلَّةُ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ؛ والآيَة الْمُحَرِّمَةُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ؛ والآيَة: العِبْرَة، وَجَمْعُهَا آيٌ. الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ: الآيَة مِنَ الآيَات والعبَر، سُمِّيَتْ آيَةٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ ؛ أَي أُمور وعِبَرٌ مُخْتَلِفَةٌ، وإِنما تَرَكَتِ الْعَرَبُ هَمْزَتَهَا كَمَا يَهْمِزُونَ كُلَّ مَا جَاءَتْ بَعْدَ أَلف سَاكِنَةٍ لأَنها كَانَتْ فِيمَا يُرَى فِي الأَصل أَيَّة، فَثَقُلَ عَلَيْهِمُ التَّشْدِيدُ فأَبدلوه أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَ التَّشْدِيدِ، كَمَا قَالُوا أَيْما لِمَعْنَى أَمَّا، قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ إِنه فَاعِلَةٌ مَنْقُوصَةٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ مَا صَغَّرَهَا إِيَيَّة، بِكَسْرِ الأَلف؛ قَالَ: وسأَلته عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ صغَّروا عَاتِكَةَ وَفَاطِمَةَ عُتَيْكة وفُطَيْمة، فَالْآيَةُ مِثْلُهُمَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ كَذَلِكَ لأَن الْعَرَبَ لَا تُصَغِّرُ فَاعِلَةَ عَلَى فُعَيْلة إِلا أَن يَكُونَ اسْمًا فِي مَذْهَبِ فُلانَة فَيَقُولُونَ هَذِهِ فُطَيْمة قَدْ جَاءَتْ إِذا كَانَ اسْمًا، فإِذا قُلْتَ هَذِهِ فُطَيْمة ابْنِها يَعْنِي فاطِمتَه مِنَ الرِّضَاعِ لَمْ يَجُزْ، وَكَذَلِكَ صُلَيْح تَصْغِيرًا لِرَجُلٍ اسْمُهُ صَالِحٌ، وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ كَيْفَ بِنْتُك قَالَ صُوَيْلِح وَلَمْ يجِز صُلَيْح لأَنه لَيْسَ بِاسْمٍ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ آيَة فَاعِلَةٌ صُيِّرَتْ يَاؤُهَا الأُولى أَلفاً كَمَا فُعِلَ بِحَاجَةٍ وقامَة، والأَصل حَائِجَةٌ وَقَائِمَةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَذَلِكَ خطأٌ لأَن هَذَا يَكُونُ فِي أَولاد الثَّلَاثَةِ وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالُوا لَقِيلَ فِي نَواة وحَياة نايَة وحايَة، قَالَ: وَهَذَا فَاسِدٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ، وَلَمْ يَقُلْ آيَتَيْن لأَن الْمَعْنَى فِيهِمَا مَعْنَى آيَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: لأَن قصتهما واحدة، وقال أَبو مَنْصُورٍ: لأَن الآيَة فِيهِمَا مَعًا آيةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ الْوِلَادَةُ دُونَ الْفَحْلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْ قِيلَ آيَتَيْنِ لَجَازَ لأَنه قَدْ كَانَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ فِي ذَكَرٍ وَلَا أُنثى مِنْ أَنها ولَدَتْ مِنْ غَيْرِ فَحْلٍ، ولأَن عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، رُوحُ اللَّهِ أَلقاه فِي مَرْيَمَ وَلَمْ يَكُنْ هَذَا فِي وَلدٍ قَطُّ، وَقَالُوا: افْعَلْهُ بآيَة كَذَا كَمَا تَقُولُ بِعَلَامَةِ كَذَا وأَمارته؛ وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمُضَافَةِ إِلى الأَفعال كَقَوْلِهِ: بآيَة تُقْدِمُون الخَيْلَ شُعْثاً، ... كأَنَّ، عَلَى سَنابِكِها، مُداما وَعَيْنُ الآيَة يَاءٌ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: لَمْ يُبْقِ هَذَا الدهرُ مِنْ آيَائِه فَظُهُورُ الْعَيْنِ فِي آيَائِهِ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِ الْعَيْنِ يَاءً، وَذَلِكَ أَن وَزْنَ آيَاء أَفعال، وَلَوْ كَانَتِ الْعَيْنُ وَاوًا لَقَالَ آوَائِهِ،

فصل الباء الموحدة

إِذْ لَا مَانِعَ مِنْ ظُهُورِ الْوَاوِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ مَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنَ الآيَة وَاوٌ لأَن مَا كَانَ مَوْضعَ الْعَيْنِ مِنْهُ واوٌ وَاللَّامُ يَاءٌ أَكثر مِمَّا مَوْضِعُ الْعَيْنِ وَاللَّامِ مِنْهُ ياءَان، مِثْلَ شَوَيْتُ أَكثر مِنْ حَيِيت، قَالَ: وَتَكُونُ النِّسْبَةُ إِلَيْهِ أوَوِيٌّ؛ قال الفراء: هي من الْفِعْلِ فَاعِلَةٌ، وَإِنَّمَا ذَهَبَتْ مِنْهُ اللَّامُ، وَلَوْ جَاءَتْ تَامَّةً لَجَاءَتْ آييَة، وَلَكِنَّهَا خُففت، وَجَمْعُ الآيَة آيٌ وآيَايٌ وآيَاتٌ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: لَمْ يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ مِنْ آيَايه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يذكر سِيبَوَيْهِ أَن عَيْنَ آيَةٍ وَاوٌ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وَإِنَّمَا قَالَ أَصلها أَيّة، فأُبدلت الْيَاءُ السَّاكِنَةُ أَلفا؛ وَحُكِيَ عَنِ الْخَلِيلِ أَن وَزْنَهَا فَعَلة، وأَجاز فِي النَّسَبِ إِلَى آيَةٍ آييٌ وآئِيٌّ وآوِيٌّ، قَالَ: فأَما أَوَوِيٌّ فَلَمْ يَقُلْهُ أَحد عَلِمْتُهُ غَيْرُ الْجَوْهَرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضا عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فِي جَمْعِ الْآيَةِ آيَاي، قَالَ: صَوَابُهُ آيَاء، بِالْهَمْزِ، لأَن الْيَاءَ إِذَا وَقَعَتْ طَرَفًا بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ قُلِبَتْ هَمْزَةً، وَهُوَ جَمْعُ آيٍ لَا آيةٍ. وتَأَيَّا أَي توقَّف وتَمَكَّث، تَقْدِيرُهُ تَعَيَّا. وَيُقَالُ: قَدْ تَأَيَّيْت عَلَى تَفَعَّلت أَي تَلَبَّثت وتَحَبَّست. وَيُقَالُ: لَيْسَ مَنْزِلُكُمْ بِدَارٍ تَئِيَّةٍ أَي بِمَنْزِلَةِ تَلَبُّثٍ وتَحَبُّس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: قِفْ بالدِّيارِ وُقوفَ زائرْ، ... وتَأَيَّ، إنَّك غَيْرُ صاغرْ وَقَالَ الحُويْدِرة: ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه، ... قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نَابِي المَضْجَع والتَّأَيِّي: التَّنَظُّر والتُّؤَدة. يُقَالُ: تَأَيَّا الرجلُ يَتَأَيَّا تَأَيِّياً إِذَا تأَنى فِي الأَمر؛ قَالَ لَبِيدُ: وتأيَّيْتُ عَلَيْهِ ثَانِيًا، ... يَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذِي خُصَل أَي انْصَرَفَتْ عَلَى تُؤَدةٍ مُتَأَنيَّا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ وتَأَيَّيْت عَلَيْهِ أَي تَثَبَّتُّ وتمكَّثت، وأَنا عَلَيْهِ يَعْنِي عَلَى فَرَسِهِ. وتَأَيَّا عَلَيْهِ: انْصَرَفَ فِي تُؤَدَةٍ. وَمَوْضِعٌ مَأْيِيُّ الكلإِ أَي وَخِيمه. وإِيَا الشَّمْسِ وأَيَاؤها: نُورُهَا وَضَوْءُهَا وَحُسْنُهَا، وَكَذَلِكَ إيَاتها وأَيَاتُها، وَجَمْعُهَا آيَاء وإِيَاء كأكَمة وَإِكَامٌ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ لِشَاعِرٍ: سَقَتْه إيَاةُ الشَّمْسِ، إلَّا لثاتِهِ ... أُسِفَّ، وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإثْمِد «2» . قَالَ الأَزهري: يُقَالُ الأَيَاء، مَفْتُوحُ الأَول بِالْمَدِّ، والإِيَا، مَكْسُورُ الأَول بِالْقَصْرِ، وإيَاةٌ، كُلُّهُ واحدٌ: شُعَاعُ الشَّمْسِ وَضَوْءُهَا؛ قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا فِعْلًا، وَسَنَذْكُرُهُ فِي الأَلف اللَّيِّنَةِ أَيضاً. وإِيَا النَّبَاتِ وأَيَاؤه: حُسْنُهُ وزَهْره، عَلَى التَّشْبِيهِ. وأَيَايَا وأَيَايَهْ ويَايَهْ، الأَخيرة عَلَى حَذْفِ الْفَاءِ: زَجْرٌ للإِبل، وَقَدْ أَيَّا بِهَا. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَيَّيْتُ بالإِبل أُأَيِّي بِهَا تَأْيِيةً إِذَا زَجَرْتُهَا تَقُولُ لَهَا أَيَا أَيَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا قَالَ حادِينا، ... أَيَا يَا اتَّقَيْنهُ بمثْلِ الذُّرى مُطْلَنْفِئات العَرائِك فصل الباء الموحدة بأي: البَأْواءُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ: وَهِيَ العَظَمة، والبَأْوُ مِثْلُهُ، وبَأَى عَلَيْهِمْ يَبْأَى بَأْواً، مِثَالَ بَعى يَبْعى بَعْواً: فَخَرَ. والبَأْوُ: الكِبْرُ وَالْفَخْرُ. بَأَيْتُ عليهم أَبْأَى: فَخَرْتَ عَلَيْهِمْ، لُغَةٌ فِي بَأَوْتُ على

_ (2). البيت للبيد

الْقَوْمِ أَبْأَى بَأْواً؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ فِي بَابِ مَحَيْتُ ومَحَوْتُ وأَخواتها؛ قَالَ حَاتِمٌ: وَمَا زادَنا بَأْواً عَلَى ذِي قَرابةٍ ... غِنانا، وَلَا أَزْرى بأَحْسابنا الفَقْرُ وبأَى نَفْسَه: رَفَعَهَا وفَخَر بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فبَأَوْتُ بِنَفْسِي وَلَمْ أَرْضَ بِالْهَوَانِ. وَفِيهِ بَأْوٌ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا يُقَالُ بَأْوَاء، قَالَ: وَقَدْ رَوَى الْفُقَهَاءُ فِي طَلْحَةَ بَأْوَاءُ. وَقَالَ الأَخفش: البَأْوُ فِي الْقَوَافِي كُلُّ قَافِيَةٍ تَامَّةُ الْبِنَاءِ سَلِيمَةٌ مِنَ الْفَسَادِ، فَإِذَا جَاءَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ الْمَجْزُوءِ لَمْ يُسَمُّوهُ بَأْواً وَإِنْ كَانَتْ قَافِيَتُهُ قَدْ تمَّت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ هَذَا قَوْلُ الأَخفش، قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ وَلَيْسَ مِمَّا سَمَّاهُ الْخَلِيلُ، قَالَ: وَإِنَّمَا تُؤْخَذُ الأَسماء عَنِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمَّا كَانَ أَصل البَأْوِ الْفَخْرَ نَحْوَ قَوْلِهِ: فإنْ تَبْأَى ببَيْتِكَ مَنْ مَعَدّ، ... يَقُلْ تَصْديقَكَ العُلَماءُ جَيْرِ لَمْ يُوقَعْ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الشِّعْرِ مَجْزُوءًا لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ وَعَيْبٌ لَحِقَهُ، وَذَلِكَ ضِدُّ الْفَخْرِ وَالتَّطَاوُلِ؛ وَقَوْلُهُ: فَإِنَّ تبأَى مَفَاعِيلُنْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَأَوْتُ أَبؤُو مِثْلَ أَبْعو، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِجَيِّدَةٍ. وَالنَّاقَةُ تَبْأَى: تَجْهَدُ فِي عَدْوِهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَقولُ والعِيس تَبَا بِوَهْد فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَراد تَبْأَى أَي تَجْهَدُ فِي عَدْوها، وَقِيلَ: تَتسامى وتَتَعالى، فأَلقى حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى السَّاكِنِ الَّذِي قَبْلَهَا. وبَأَيْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُهُ وأَصلحته؛ قَالَ: فَهِيَ تُبَئِّي زادَهم وتَبْكُلُ وأَبْأَيْتُ الأَديم وأَبْأَيْتُ فِيهِ: جَعَلْتُ فِيهِ الدِّبَاغَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: تَأَبَّى أَي شَقَّ شَيْئًا. وَيُقَالُ: بَأَى بِهِ بِوَزْنِ بَعى بِهِ إِذَا شَقَّ بِهِ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: بَاءَ بِوَزْنِ بَاعَ إِذَا تَكَبَّرَ، كأَنه مَقْلُوبٌ مَنْ بأَى كَمَا قَالُوا راءَ ورأَى. بتا: بَتَا بِالْمَكَانِ بَتْواً: أَقام، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. وبَتَا بَتْواً أَفصحُ. بثا: الْفَرَّاءُ: بَثَا إِذَا عَرِقَ، الْبَاءُ قَبْلَ الثَّاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ بالستارَيْنِ عينَ مَاءٍ تَسْقي نَخْلًا رَيْناً «3». يُقَالُ لَهُ بَثَاءٌ، فَتَوَهَّمْتُ أَنه سُمِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنه قَلِيلُ رَشْحٍ، فكأَنه عَرَقٌ يَسِيلُ. وبَثَا بِهِ عِنْدَ السُّلْطَانِ يَبْثُو سَيَّعَهُ «4»، وأَرض بَثَاءٌ: سَهْلَةٌ؛ قَالَ: بأَرضٍ بَثَاءٍ نصيفِيَّةٍ، ... تَمَنَّى بِهَا الرِّمْثُ والحَيْهَلُ وَالْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ: لِمَيْثٍ بَثَاءٍ تَبَطَّنْتُه، ... دَمِيثٍ بِهِ الرِّمْثُ والحَيْهَلُ والحَيْهَلُ: جَمْعُ حَيْهَلةٍ، وَهُوَ نَبْتٌ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه وَنَسَبَهُ لحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ وأَنشده: بمَيْثٍ بَثاء نَصِيفِيَّةٍ، ... دَمِيثٍ بِهَا الرِّمْثُ والحَيْهَلُ فَإِمَّا أَن يَكُونَ هُوَ أَو غَيْرُهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَرى بَثَاءً الماءَ الَّذِي فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ أُخذ مِنْ هَذَا، وَهُوَ عَيْنٌ جَارِيَةٌ تَسْقِي نَخْلًا رَيْنًا فِي بَلَدِ سَهْل طَيِّبٍ عَذاةٍ. وبَثَاءٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ لِوُجُودِ بَ ثَ وَ، وَعَدَمِ بَ ثَ يَ. والبَثَاءُ: أَرض سَهْلَةٌ؛ وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ أَرض بِعَيْنِهَا مِنْ بِلَادِ

_ (3). قوله [نخلًا ريناً] كذا بالأصل براء فتحتية، والذي في ياقوت: رينة، بزيادة هاء تأنيث (4). قوله [سيعه] هكذا في الأصل بهذا الرسم ولعلها محرفة عن سعى به

بَنِي سُلَيم؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عِيرًا تحملتْ: رَفَعتُ لَهَا طَرفي، وَقَدْ حَالَ دُونها ... رجالٌ وخَيلٌ بالبَثَاء تُغِيرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد الْمُفَضَّلُ: بنَفْسي ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ، ... غَداةَ بَثَاءَ، إذْ عَرَفُوا اليَقِينا والبَثَاءُ: الْكَثِيرُ الشَّحم. والبَثِيُّ: الكثيرُ المدحِ للناسِ «1»؛ قَالَ شَمِرٌ وَقَوْلُ أَبي عَمْرٍو: لَمّا رأَيتُ البَطَلَ المُعاوِرا، ... قُرَّةَ، يَمشِي بِالْبَثَاءِ حاسِرا قَالَ: البَثَاءُ الْمَكَانُ السَّهْلُ. والبِثى، بِكَسْرِ الْبَاءِ: الرَّمَادُ، وَاحِدَتُهَا بِثَةٌ مثلُ عِزَةٍ وعِزىً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: خَلا أَنَّ كُلْفاً بِتَخْريجها ... سَفاسِقَ، حَولَ بِثىً، جانِحَه أَراد بالكُلف الأَثافي الْمُسْوَدَّةَ، وَتَخْرِيجُهَا: اخْتِلَافُ أَلوانها، وَقَوْلُهُ حَوْلَ بِثىً، أَراد حَوْلَ رَمَادٍ. الْفَرَّاءُ: هُوَ الرّمْدِدُ، والبِثَى يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، والصِّنى والصِّناءُ والضِّبحُ والأُسُّ بقيتُه وأَثره. بجا: بجَاء: قَبِيلَةٌ، والبَجَاوِيَّاتُ مِنَ النُّوقِ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الرَّبَعِيُّ البَجَاوِيَّات مَنْسُوبَةٌ إِلَى بَجاوَةَ «2»، قَبِيلَةٌ، يُطارِدونَ عَلَيْهَا كَمَا يُطارَدُ عَلَى الْخَيْلِ، قَالَ: وَذَكَرَ القَزَّازُ بُجاوَةَ وبِجاوَةَ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وَلَمْ يُذَكِرِ الْفَتْحُ؛ وَفِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ بُجَاوِيَّةٌ، بِضَمِّ الْبَاءِ، مَنْسُوبٌ إِلَى بُجَاوَةَ مَوْضِعٌ مِنْ بِلَادِ النُّوبةِ وَهُوَ: بُجَاوِيَّة لَمْ تسْتَدرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ، ... وَلَمْ يَتَخَوَّنْ درَّها ضَبُّ آفِن وَفِي الْحَدِيثِ: كانَ أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَجَاوِيّاً ؛ هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى بَجَاوَة جِنْسٍ مِنَ السُّودان، وَقِيلَ: هِيَ أَرض بِهَا السُّودانُ. بخا: البَخْو: الرِّخْوُ. وَثَمَرَةٌ بَخْوَة: خَاوِيَةٌ، يَمَانِيَّةٌ. والبَخْوُ: الرُّطَبُ الرَّدِيءُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، الْوَاحِدَةُ بَخْوَة، وَاللَّهُ أَعلم. بدا: بَدا الشيءُ يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ: ظَهَرَ. وأَبْدَيْته أَنا: أَظهرته. وبُدَاوَةُ الأَمر: أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهُ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ، وَقَدْ ذُكِرَ عامةُ ذَلِكَ فِي الْهَمْزَةِ. وبَادِي الرأْي: ظاهرُه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. وأَنت بَادِيَ الرأْي تَفْعَلُ كَذَا، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَمَعْنَاهُ أَنت فِيمَا بَدَا مِنَ الرأْي وَظَهَرَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ ؛ أَي فِي ظَاهِرِ الرأْي، قرأَ أَبو عَمْرٍو وحده بَادِىءَ الرأْي، بِالْهَمْزِ، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ قرؤوا بادِيَ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَا يُهْمَزُ بادِيَ الرأْي لأَن الْمَعْنَى فِيمَا يَظْهَرُ لَنَا ويَبْدُو، وَلَوْ أَراد ابْتِدَاءَ الرأْي فهَمَز كَانَ صَوَابًا؛ وأَنشد: أَضْحَى لِخالي شَبَهِي بادِي بَدِي، ... وَصَارَ للفَحْلِ لِساني ويَدِي أَراد بِهِ: ظَاهِرِي فِي الشَّبَهِ لِخَالِي. قَالَ الزَّجَّاجُ: نَصَبَ بَادِيَ الرأْي عَلَى اتَّبَعُوكَ فِي ظَاهِرِ الرأْي وباطنُهم عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اتَّبَعُوكَ فِي ظَاهِرِ الرأْي وَلَمْ يَتَدَبَّرُوا مَا قلتَ وَلَمْ يُفَكِّرُوا فِيهِ؛ وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ: أَضحى لِخَالِي شَبَهِي بَادِي بَدِي

_ (1). قوله [والبَثَاء الْكَثِيرُ الشَّحْمِ والبَثِيّ الكثير المدح للناس] عبارة القاموس: والبَثِيّ كعليّ الكثير المدح للناس والكثير الحشم (2). قوله [منسوبة إلى بَجَاوَة] أي بفتح الباء كما في التكملة

مَعْنَاهُ: خَرَجْتُ عَنْ شَرْخ الشَّبَابِ إِلَى حَدِّ الكُهُولة الَّتِي مَعَهَا الرأْيُ والحِجا، فَصِرْتُ كَالْفُحُولَةِ الَّتِي بِهَا يَقَعُ الِاخْتِيَارُ وَلَهَا بِالْفَضْلِ تَكْثُرُ الأَوصاف؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ هَمَزَهُ جَعَلَهُ مِنْ بَدَأْتُ مَعْنَاهُ أَوَّلَ الرَّأْيِ. وبَادَى فلانٌ بِالْعَدَاوَةِ أَي جَاهَرَ بِهَا، وتَبَادَوْا بِالْعَدَاوَةِ أَي جاهَرُوا بِهَا. وبَدَا لَهُ فِي الأَمر بَدْواً وبَداً وبَدَاءً؛ قَالَ الشَّمَّاخ: لَعَلَّك، والمَوْعُودُ حقٌّ لِقَاؤُهُ، ... بَدَا لكَ فِي تِلْكَ القَلُوص بَداءُ «1» . وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ ؛ أَراد بَدَا لَهُمْ بَداءٌ وَقَالُوا لَيَسْجُنُنَّهُ، ذَهَبَ إِلَى أَن مَوْضِعَ لَيَسْجُنُنَّهُ لَا يَكُونُ فاعلَ بَدَا لأَنه جُمْلَةٌ وَالْفَاعِلُ لَا يَكُونُ جُمْلَةً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْ هَذَا أَخذ مَا يَكْتُبُهُ الْكَاتِبُ فِي أَعقاب الكُتُب. وبَداءَاتُ عَوارِضك، عَلَى فَعَالاتٍ، وَاحِدَتُهَا بَدَاءَةٌ بِوَزْنِ فَعَالَة: تَأْنِيثُ بَدَاءٍ أَي مَا يَبْدُو مِنْ عَوَارِضِكَ؛ قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ السَّمَاءة لِمَا سَمَا وعَلاك مِنْ سَقْفٍ أَو غَيْرِهِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ سَمَاوَةٌ، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ بَدَوَاتٌ فِي بَدَآت الحَوائج كَانَ جَائِزًا. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ أَبو البَدَوَاتِ، قَالَ: مَعْنَاهُ أَبو الْآرَاءِ الَّتِي تَظْهَرُ لَهُ، قَالَ: وَوَاحِدَةُ البَدَوَات بَدَاةٌ، يُقَالُ بَدَاة وبَدَوات كَمَا يُقَالُ قَطاة وقَطَوات، قَالَ: وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَمْدَحُ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ فَيَقُولُونَ لِلرَّجُلِ الْحَازِمِ ذُو بَدَوَات أَي ذُو آرَاءٍ تَظْهَرُ لَهُ فَيَخْتَارُ بَعْضًا ويُسْقطُ بَعْضًا؛ أَنشد الْفَرَّاءُ: مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ مَا يَزالُ لَهُ ... بَزْلاءُ، يَعْيا بِهَا الجَثَّامةُ اللُّبَدُ قَالَ: وبَدا لِي بَدَاءٌ أَي تَغَيَّر رأْيي عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: بَدَا لِي مِنْ أَمرك بَداءٌ أَي ظَهَرَ لِي. وَفِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَع: خَرَجْتُ أَنا وربَاحٌ مَوْلَى رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعِي فرسُ أَبي طَلْحَةَ أُبَدِّيه مَعَ الإِبل أَي أُبْرزُه مَعَهَا إِلَى مَوْضِعِ الكَلإِ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَظهرته فَقَدْ أَبْدَيْته وبَدَّيته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه أَمر أَن يُبَادِيَ الناسَ بأَمره أَي يُظْهِرَهُ لَهُمْ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَه نُقِمْ عَلَيْهِ كتابَ اللَّهِ أَي مَنْ يُظْهِرُ لَنَا فِعْلَهُ الَّذِي كَانَ يُخْفِيهِ أَقمنا عَلَيْهِ الْحَدَّ. وَفِي حَدِيثِ الأَقْرع والأَبْرص والأَعمى: بَدَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَن يَبْتَلِيَهُمْ أَي قَضَى بِذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ مَعْنَى البَداء هَاهُنَا لأَن الْقَضَاءَ سَابِقٌ، والبَدَاءُ اسْتِصْوَابُ شَيْءٍ عُلم بَعْدَ أَن لَمْ يُعْلم، وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ غَيْرُ جَائِزٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: بَدَا لِي بَدَاءٌ أَي ظَهَرَ لِي رأْيٌ آخَرُ؛ وأَنشد: لَوْ عَلَى العَهْدِ لَمْ يَخُنه لَدُمْنا، ... ثُمَّ لَمْ يَبْدُ لِي سِوَاهُ بَدَاءُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَدَا لَهُ فِي الأَمر بَدَاءً، مَمْدُودَةً، أَي نشأَ لَهُ فِيهِ رأْيٌ، وَهُوَ ذُو بَدَواتٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بَداءٌ، بِالرَّفْعِ، لأَنه الْفَاعِلُ وَتَفْسِيرُهُ بنَشَأَ لَهُ فِيهِ رأْيٌ يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: لعَلَّكَ، والموعودُ حَقٌّ لِقاؤه، ... بَدَا لَكَ فِي تِلْكَ القَلُوصِ بَدَاءُ وبَدَاني بِكَذَا يَبْدوني: كَبَدأَني. وافعَل ذَلِكَ بادِيَ بَدٍ وبَادِيَ بَدِيّ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ؛ قَالَ: وَقَدْ عَلَتْني ذُرْأَةٌ بَادِي بَدِي وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزَةِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: بادِيَ بَدَا، وَقَالَ: لَا يُنَوَّنُ وَلَا يَمْنَعُ القياسُ تنوينَه. وقال

_ (1). في نسخة: وفاؤه

الْفَرَّاءُ: يُقَالُ افعلْ هَذَا بَادِيَ بَدِيّ كَقَوْلِكَ أَوَّل شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ بَدْأَةَ ذِي بَدِيّ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ بادِيَ بَدِيّ بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا أَنه لَمْ يُهْمَزْ، الْجَوْهَرِيُّ: افعلْ ذَلِكَ بادِيَ بَدٍ وبَادِيَ بَدِيٍّ أَي أَوَّلًا، قَالَ: وأَصله الْهَمْزُ وَإِنَّمَا تُرِكَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ؛ وَرُبَّمَا جَعَلُوهُ اسْمًا لِلدَّاهِيَةِ كَمَا قَالَ أَبو نُخَيلة: وَقَدْ عَلَتْني ذُرْأَةٌ بَادِي بَدِي، ... ورَيْثَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ، وَصَارَ للفَحْلِ لِسَانِي ويدِي قَالَ: وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا مِثْلَ معديكرب وَقَالِي قَلا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبي وقاص: قَالَ يَوْمَ الشُّورَى الْحَمْدُ لِلَّهِ بَدِيّاً ؛ البَدِيُّ، بِالتَّشْدِيدِ: الأَول؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: افْعَلْ هَذَا بَادِيَ بَدِيّ أَي أَوَّل كُلِّ شَيْءٍ. وبَدِئْتُ بِالشَّيْءِ وبَدِيتُ: ابْتَدَأْتُ، وَهِيَ لُغَةُ الأَنصار؛ قَالَ ابْنُ رواحَةَ: باسمِ الإِله وَبِهِ بَدِينَا، ... وَلَوْ عَبَدْنا غيرَه شَقِينا، وحَبَّذا رَبّاً وحُبَّ دِينا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ لَيْسَ أَحد يَقُولُ بَدِيتُ بِمَعْنَى بَدَأْتُ إِلَّا الأَنصار، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ بَدَيْتُ وبَدَأْتُ، لَمَّا خُفِّفَتِ الْهَمْزَةُ كُسِرَتِ الدَّالُ فَانْقَلَبَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ. وَيُقَالُ: أَبْدَيْتَ فِي مَنْطِقِكَ أَي جُرْتَ مِثْلَ أَعْدَيْت؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: السُّلْطانُ ذُو عَدَوان وَذُو بَدَوانٍ ، بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا، أَي لَا يَزَالُ يَبْدُو لَهُ رأْيٌ جَدِيدٌ، وأَهل الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ بَدَيْنَا بِمَعْنَى بَدأْنا. والبَدْوُ والبَادِيَةُ والبَدَاةُ والبَدَاوَة والبِدَاوَةُ: خِلَافُ الحَضَرِ، وَالنَّسَبُ إِلَيْهِ بَدَوِيٌّ، نَادِرٌ، وبَدَاوِيّ وبِدَاوِيٌّ، وَهُوَ عَلَى الْقِيَاسِ لأَنه حِينَئِذٍ مَنْسُوبٌ إِلَى البَدَاوَة والبِدَاوَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ «1» ..... لَا يَعْرِفُونَ غَيْرَ بَدَوِيّ، فَإِنْ قُلْتَ إِنَّ البَدَاوِيّ قَدْ يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلَى البَدْوِ والبَادِيَةِ فَيَكُونُ نَادِرًا، قِيلَ: إِذَا أَمكن فِي الشَّيْءِ الْمَنْسُوبِ أَن يَكُونَ قِيَاسًا وَشَاذَّا كَانَ حَمْلُهُ عَلَى الْقِيَاسِ أَولى لأَن الْقِيَاسَ أَشيع وأَوسع. وبَدَا القومُ بَدْواً أَي خَرَجُوا إِلَى بَادِيَتِهِمْ مِثْلَ قَتَلَ قَتْلًا. ابْنُ سِيدَهْ: وبَدَا القومُ بَدَاءً خَرَجُوا إِلَى الْبَادِيَةِ، وَقِيلَ لِلْبَادِيَةِ بَادِيَةٌ لِبُرُوزِهَا وَظُهُورِهَا؛ وَقِيلَ للبَرِّيَّة بَادِيَة لأَنها ظَاهِرَةٌ بَارِزَةٌ، وَقَدْ بَدَوْتُ أَنا وأَبْدَيْتُ غَيْرِي. وَكُلُّ شَيْءٍ أَظهرته فَقَدْ أَبْدَيْتَه. وَيُقَالُ: بَدَا لِي شيءٌ أَي ظَهَرَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْبَادِيَةُ اسْمٌ للأَرض الَّتِي لَا حَضَر فِيهَا، وَإِذَا خَرَجَ الناسُ مِنَ الحَضَر إِلَى الْمَرَاعِي فِي الصَّحارِي قِيلَ: قَدْ بَدَوْا، والإِسم البَدْوُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: البَادِيَة خِلَافُ الْحَاضِرَةِ، وَالْحَاضِرَةُ الْقَوْمُ الَّذِينَ يَحْضُرون المياهَ وَيَنْزِلُونَ عَلَيْهَا فِي حَمْراء الْقَيْظِ، فَإِذَا بَرَدَ الزَّمَانُ ظَعَنُوا عَنْ أَعْدادِ الْمِيَاهِ وبَدَوْا طَلَبًا للقُرْب مِنَ الكَلإِ، فَالْقَوْمُ حينئذ بَادِيَةٌ بعد ما كَانُوا حَاضِرَةً، وَهِيَ مَبَادِيهِم جَمْعُ مَبْدًى، وَهِيَ المَناجِع ضِدُّ المَحاضر، وَيُقَالُ لِهَذِهِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يَبْتَدِي إِلَيْهَا البادُونَ بَادِيَة أَيضاً، وَهِيَ البَوَادِي، وَالْقَوْمُ أَيضاً بَوَادٍ جَمْعُ بَادِيَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ بَدَا جَفَا أَي مَنْ نَزَلَ الْبَادِيَةَ صَارَ فِيهِ جَفاءُ الأَعرابِ. وتَبَدَّى الرجلُ: أَقام بِالْبَادِيَةِ. وتَبَادَى: تَشَبَّه بأَهل الْبَادِيَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَجُوزُ شهادةُ بَدَوِيّ عَلَى صَاحِبِ قَرْية ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنَّمَا كُرِهَ شَهَادَةُ البَدَوِيّ لِمَا فِيهِ مِنَ الجَفاء فِي الدِّينِ والجَهالة بأَحكام الشَّرْعِ، ولأَنهم فِي الْغَالِبِ لَا يَضْبِطُون الشهادةَ عَلَى وَجْهِها، قال: وإليه

_ (1). كذا بياض في جميع الأَصول المعتمدة بأيدينا

ذَهَبَ مَالِكٌ، والناسُ عَلَى خِلَافِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ إِذَا اهْتَمَّ لشيءٍ بَدَا أَي خَرَجَ إِلَى البَدْوِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ يَفْعَل ذَلِكَ ليَبْعُدَ عن الناس ويَخْلُوا بِنَفْسِهِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَانَ يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلاع. والمَبْدَى: خِلَافُ المَحْضر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَراد البَدَاوَةَ مَرَّةً أَي الخروجَ إِلَى الْبَادِيَةِ، وَتُفْتَحُ بَاؤُهَا وَتُكْسَرُ. وَقَوْلُهُ فِي الدُّعَاءِ: فإنَّ جارَ البَادِي يَتَحَوَّلُ ؛ قَالَ: هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْبَادِيَةِ ومَسْكنه المَضارِبُ وَالْخِيَامُ، وَهُوَ غَيْرُ مُقِيمٍ فِي مَوْضِعِهِ بِخِلَافِ جارِ المُقامِ فِي المُدُن، وَيُرْوَى النادِي بِالنُّونِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَبِعْ حاضِرٌ لبَادٍ ، وَهُوَ مَذْكُورٌ مُسْتَوْفى فِي حَضَرَ. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ ؛ أَي إِذَا جاءَت الْجُنُودُ والأَحْزاب وَدُّوا أَنهم فِي الْبَادِيَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي رَبِيعِهِمْ، وإلَّا فَهُمْ حُضَّارٌ عَلَى مِيَاهِهِمْ. وقوم بُدَّا وبُدَّاءٌ: بادونَ؛ قَالَ: بحَضَرِيّ شاقَه بُدَّاؤُه، ... لَمْ تُلْهه السُّوقُ وَلَا كلاؤُه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر: جَزَى اللهُ قَوْمِي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً، ... وبَدْواً لَهُمْ حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّرَا فَقَدْ يَكُونُ اسْمًا لِجَمْعِ بَادٍ كَرَاكِبٍ ورَكْبٍ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ البَدَاوَة الَّتِي هِيَ خِلَافُ الحَضارة كأَنه قَالَ وأَهْلَ بَدْوٍ. قَالَ الأَصمعي: هِيَ البِدَاوة والحَضارة بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِ الْحَاءِ؛ وأَنشد: فمَن تكُنِ الحَضارةُ أَعْجَبَتْه، ... فأَيَّ رجالِ بَادِيَةٍ تَرانا؟ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ البَدَاوَة والحِضارة، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ. وَالْبَدَاوَةُ: الإِقامة فِي الْبَادِيَةِ، تُفْتَحُ وَتُكْسَرُ، وَهِيَ خِلَافُ الحِضارة. قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا أَعرف البَدَاوَة، بِالْفَتْحِ، إِلَّا عَنْ أَبي زَيْدٍ وَحْدَهُ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا بَدَاوِيّ. أَبو حَنِيفَةَ: بَدْوَتا الْوَادِي جَانِبَاهُ. وَالْبِئْرُ البَدِيُّ: الَّتِي حَفَرَهَا فَحُفِرَتْ حَديثَةً وَلَيْسَتْ بعاديَّة، وَتُرِكَ فِيهَا الْهَمْزُ فِي أَكثر كَلَامِهِمْ. والبَدَا، مَقْصُورٌ: مَا يَخْرُجُ مِنْ دُبُرِ الرَّجُلِ؛ وبَدَا الرجلُ: أَنْجَى فَظَهَرَ ذَلِكَ مِنْهُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا تغَوَّط وأَحدث: قَدْ أَبْدَى، فَهُوَ مُبْدٍ، لأَنه إِذَا أَحدث بَرَزَ مِنَ الْبُيُوتِ وَهُوَ مُتَبَرِّز أَيضاً. والبَدَا مَفْصِلُ الإِنسان، وَجَمْعُهُ أَبْدَاءٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. أَبو عَمْرٍو: الأَبْدَاءُ المَفاصِل، وَاحِدُهَا بَداً، مَقْصُورٌ، وَهُوَ أَيضاً بِدْءٌ، مهموز، تقديره بِدْعٌ، وَجَمْعُهُ بُدُوءٌ عَلَى وَزْنِ بُدُوع. والبَدَا: السَّيِّدُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. والبَدِيُّ ووادِي البَدِيِّ: مَوْضِعَانِ. غَيْرُهُ: والبَدِيُّ اسْمُ وَادٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: جَعَلْنَ جراجَ القُرْنَتَيْن وَعَالِجًا ... يَمِينًا، ونَكَّبْنَ البَدِيَّ شَمائلا وبَدْوَةُ: ماءٌ لَبَنِي العَجْلانِ. قَالَ: وَبَدَا اسْمُ مَوْضِعٍ. يُقَالُ: بَيْنَ شَغْبٍ وبَداً، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بالأَلف؛ قَالَ كثيِّر: وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبتِ شَغباً إِلَى ... بَداً إليَّ، وأَوطاني بلادٌ سِوَاهُمَا وَيُرْوَى: بَدَا، غَيْرَ مُنَوَّنٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ بَدَا بِفَتْحِ الْبَاءِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ قُرْبَ وَادِي القُرَى، كَانَ بِهِ مَنْزِلُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ

وأَولاده، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. والبَدِيُّ: الْعَجَبُ؛ وأَنشد: عَجِبَتْ جارَتي لشَيْبٍ عَلاني، ... عَمْرَكِ اللهُ هَلْ رأَيتِ بَدِيَّا؟ بذا: البَذاء، بِالْمَدِّ: الفُحْش. وَفُلَانٌ بَذِيُّ اللِّسَانِ، والمرأَة بَذِيَّةٌ، بَذُوَ بَذَاءً فَهُوَ بَذِيّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ، وبَذَوْتُ عَلَى الْقَوْمِ وأَبْذَيْتُهم وأَبْذَيْتُ عَلَيْهِمْ: مِنَ البَذاءِ وَهُوَ الْكَلَامُ الْقَبِيحُ؛ وأَنشد الأَصمعي لِعَمْرِو بْنِ جَميلٍ الأَسَدِيّ: مِثْلُ الشُّيَيْخ المُقْذَحِرِّ البَاذِي، ... أَوفَى عَلَى رَباوَةٍ يُبَاذِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْمُصَنَّفِ بَذَوْتُ عَلَى الْقَوْمِ وأَبْذَيْتهم؛ قَالَ آخَرُ: أُبْذي إِذَا بُوذِيتُ مِنْ كَلْبٍ ذَكَرْ وَقَدْ بَذُوَ الرجلُ يَبْذُو بَذاءً، وأَصله بَذَاءَةً فحذِفت الْهَاءُ لأَن مَصَادِرَ الْمَضْمُومِ إِنَّمَا هِيَ بِالْهَاءِ، مِثْلَ خَطُبَ خَطابة وصَلُب صَلابة، وَقَدْ تُحْذَفُ مِثْلُ جَمُل جَمالًا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بَذَاوَةً، بِالْوَاوِ، لأَنه مَنْ بَذُوَ، فأَما بَذَاءَة بِالْهَمْزِ فَإِنَّهَا مَصْدَرُ بَذُؤَ، بِالْهَمْزِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. وباذَأْتُه وبَاذَيْتُه أَي سافَهْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: البَذاءُ مِنَ الجَفاء ؛ البَذَاءُ، بِالْمَدِّ: الْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: بَذَتْ عَلَى أَحمائها وَكَانَ فِي لِسَانِهَا بعضُ البَذَاءِ ؛ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ فِي هَذَا الهمزُ وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ. وبَذَا الرجلُ إِذَا سَاءَ خُلقه. وبَذْوَةُ: اسْمُ فَرَسٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَا أُسْلِمُ الدهرَ رأْسَ بَذْوَةَ، أَو ... تلْقَى رجالٌ كأَنها الخُشُبُ وَقَالَ غَيْرُهُ: بَذْوَةُ فَرَسُ عَبَّاد بْنِ خَلَف، وَفِي الصِّحَاحِ: بَذْوُ اسْمُ فرسِ أَبي سِراج؛ قَالَ فِيهِ: إنَّ الجِيادَ عَلَى العِلَّاتِ مُتْعَبَةٌ، ... فإنْ ظلمناكَ بَذْوُ الْيَوْمِ فاظَّلِمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ بَذْوَةُ اسْمُ فَرَسِ أَبي سُواج، قَالَ: وَهُوَ أَبو سُواج الضَّبِّيُّ، قَالَ: وَصَوَابُ إِنْشَادِ الْبَيْتِ: فَإِنْ ظلمناكِ بَذْوَ، بِكَسْرِ الْكَافِ، لأَنه يُخَاطِبُ فَرَسًا أُنثى وَفَتْحُ الْوَاوِ عَلَى التَّرْخِيمِ وَإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِي آخِرِهِ فاظَّلِمِي؛ ورأَيت حَاشِيَةً فِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ مَنْسُوبَةً إِلَى مُعْجَمِ الشُّعَرَاءِ للمَرْزُبانيِّ قَالَ: أَبو سُواج الضَّبِّيُّ اسْمُهُ الأَبيض، وَقِيلَ: اسْمُهُ عَبَّاد بْنُ خَلَفٍ أَحد بَنِي عَبْدِ مَناة بْنِ بَكْرِ بْنِ سَعْدٍ جَاهِلِيٌّ، قَالَ: سابقَ صُرَدَ بْنَ حَمْزَةَ بْنِ شَدَّادٍ اليربوعيَّ وَهُوَ عَمُّ مَالِكٍ ومُتَمِّمٍ ابْنِي نُوَيْرَة الْيَرْبُوعِيُّ، فَسَبَقَ أَبو سُواج عَلَى فَرَسٍ لَهُ تُسَمَّى بَذْوَة، وفرسُ صُرَدَ يُقَالُ لَهُ القَطيبُ، فَقَالَ سُواج فِي ذَلِكَ: أَلم ترَ أَنَّ بَذْوَةَ إذْ جَرَيْنا، ... وجَدَّ الجِدُّ منَّا والقَطِيبا، كأَنَّ قَطِيبَهم يَتْلُو عُقاباً، ... عَلَى الصَّلْعاءِ، وَازِمَةً طَلُوبا الوَزِيمُ: قِطَعُ اللَّحْمِ. والوازِمةُ: الْفَاعِلَةُ للشَّيء، فشَريَ الشَّرُّ بَيْنَهُمَا إِلَى أَن احْتَالَ أَبو سُواج عَلَى صُرَدَ فَسَقَاهُ مَنيَّ عَبْدِه فانتفَخَ وَمَاتَ؛ وَقَالَ أَبو سُواج فِي ذَلِكَ: حَأحِىءْ بيَرْبُوعَ إِلَى المَنِيِّ، ... حَأْحَأَةً بالشارِقِ الحصيِ فِي بَطْنه حاريه الصبيِّ، ... وشَيْخِها أَشْمَطَ حَنْظَليِّ «2».

_ (2). قوله [حاريه الصبي] كذ بالأصل بدون نقط

فَبَنُو يَرْبُوعَ يُعَيَّرُونَ بِذَلِكَ، وَقَالَتِ الشُّعَرَاءُ فِيهِ فأَكثروا، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الأَخطل: تَعِيبُ الخَمْرَ، وَهِيَ شرابُ كِسْرَى، ... ويشرَبُ قومُك العَجَبَ العَجِيبا مَنيّ العبدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ، ... أَحَقُّ مِنَ المُدامَةِ أَن تَعِيبا بري: بَرَى العُودَ والقَلم والقِدْحَ وَغَيْرَهَا يَبْرِيه بَرْياً: نَحَتَه. وابْتَرَاه: كبَراه، قَالَ طَرَفة: مِنْ خُطوبٍ، حَدَثَتْ أَمْثالُها، ... تَبْتَرِي عُودَ القَوِيِّ المُسْتَمِرّ وَقَدِ انْبَرَى. وَقَوْمٌ يَقُولُونَ: هُوَ يَبْرُو القَلم، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ هُوَ يَقْلُو البُرَّ، قال: برو بَرَوْتُ العُود والقلم برو بَرْواً لُغَةٌ فِي بَرَيْتُ، وَالْيَاءُ أَعلى. والمِبْرَاةُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُبْرَى بِهَا، قَالَ الشَّاعِرُ: وأَنتَ فِي كَفِّكَ المِبْرَاةُ والسَّفَنُ والسَّفَنُ: مَا يُنْحَتُ بِهِ الشَّيْءُ، وَمِثْلُهُ قول جَنْدَل الطُّهَوِيِّ: إِذ صَعِد الدَّهرُ إِلَى عِفْرَاتِه، ... فاجْتاحها بِشَفْرَتَيْ مِبرَاتِه وَسَهْمٌ بَرِيٌّ: مَبْرِيٌّ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَامِلُ البَرْيِ. التَّهْذِيبُ: البَرِيُّ السَّهْمُ المَبْرِيّ الَّذِي قَدْ أُتِمَّ بَرْيه وَلَمْ يُرَشْ وَلَمْ يُنْصَلْ، والقِدْحُ أَولَ مَا يُقْطَع يُسَمَّى قِطْعاً، ثُمَّ يُبْرَى فَيُسَمَّى بَرِيّاً، فإِذا قُوِّمَ وأَبى لَهُ أَن يُراشَ وأَن يُنْصَل فَهُوَ القِدْحُ، فَإِذَا رِيشَ ورُكّبَ نَصْلُه صَارَ سَهْماً. وَفِي حَدِيثِ أَبي جُحَيْفة: أَبْرِي النَّبلَ وأَرِيشُها أَي أَنْحَتها وأُصلحها وأَعمل لَهَا رِيشًا لِتَصِيرَ سِهَامًا يُرْمَى بِهَا. والبَرَّاءَةُ والمِبْرَاةُ: السِّكِّينُ تُبْرى بِهَا القَوْسُ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وبَرى يَبْري بَرْياً إِذا نَحَتَ، وَمَا وَقَعَ مِمَّا نُحِتَ فَهُوَ بُرَايَة. والبُرَايَة: النَّحاتة وَمَا بَرَيْتَ مِنَ العُود. ابْنُ سِيدَهْ: والبُرَاء النُّحاتة، قَالَ أَبُو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: ذَهَبَتْ بَشَاشَتُه وأَصْبَحَ واضِحاً، ... حَرِقَ المَفارِقِ كالبُرَاءِ الأَعْفر أَيِ الأَبيضِ. والبُرَايَة: كالبُرَاء. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْزَةُ البُرَاء مِنَ الْيَاءِ لِقَوْلِهِمْ فِي تأْنيثه البُرَايَةُ، وَقَدْ كَانَ قِيَاسُهُ، إذ كَانَ لَهُ مُذَكَّرٌ، أَن يُهْمَزَ فِي حَالِ تأْنيثه فَيُقَالُ بُراءَة، أَلا تَرَاهُمْ لما جاؤوا بِوَاحِدِ العَظاء وَالْعَبَاءِ عَلَى مُذَكَّرِهِ قَالُوا عَظَاءَة وعَبَاءة، فَهَمَزُوا لَمَّا بَنَوُا المؤنثَ عَلَى مُذَكَّرِهِ وَقَدْ جَاءَ نحوَ البُرَاءِ والبُرَايَةِ غَيْرُ شَيْءٍ، قَالُوا الشَّقَاءُ والشَّقَاوَة وَلَمْ يَقُولُوا الشَّقاءَة، وَقَالُوا ناوِيَةٌ بَيِّنَةُ النَّواءِ وَلَمْ يَقُولُوا النَّواءَةِ، وَكَذَلِكَ الرَّجاءُ والرَّجَاوَة، وَفِي هَذَا وَنَحْوَهُ دَلَالَةٌ عَلَى أَن ضَرْبًا مِنَ الْمُؤَنَّثِ قَدْ يُرْتَجَلُ غيرَ مُحتَذًى بِهِ نَظِيرُهُ مِنَ الْمُذَكَّرِ، فَجَرَتِ البُراية مَجْرى التَّرْقُوَةِ وَمَا لَا نَظِيرَ لَهُ مِنَ الْمُذَكَّرِ فِي لَفْظٍ وَلَا وَزْنٍ. وَهُوَ مِنْ بُرَايَتِهم أَي خُشارَتِهم. ومَطَر ذُو بُرَايَة: يَبْرِي الأَرض ويَقْشِرُها. والبُرَايَة: الْقُوَّةُ. وَدَابَّةٌ ذَاتُ بُرَايَة أَي ذَاتُ قُوَّةٍ عَلَى السَّيْرِ، وَقِيلَ: هِيَ قَوِيَّةٌ عِنْدَ بَرْي السَّيْرِ إِياها. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا كَانَ بَاقِيًا عَلَى السَّيْرِ إِنه ذُو بُرَايَة، وَهُوَ الشَّحْمُ وَاللَّحْمُ. وَنَاقَةٌ ذَاتُ بُرَايَة أَي شَحْمٍ وَلَحْمٍ، وَقِيلَ: ذَاتُ بُرَايَة أَيْ بَقاء عَلَى السَّيْرِ. وَبَعِيرٌ ذُو بُرَايَة أَي باقٍ عَلَى السَّيْرِ فَقَطْ، قَالَ الأَعْلَم الهُذَليّ: عَلَى حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَزِيِّ السَّواعِدِ، ... ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ يَصِفُ ظَلِيماً. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ بُرَايَتُهُما

بَقِيَّةُ بدَنَهِما وَقُوَّتِهِمَا. وبَرَاه السفَر يَبْرِيهِ بَرْياً: هَزَلَهُ، عَنْهُ أَيضاً، قَالَ الأَعشى: بأَدْمَاءَ حُرْجُوجٍ بَرَيتُ سَنَامَها ... بِسَيْرِي عليها، بعد ما كَانَ تامِكا وبَرَيْتُ الْبَعِيرَ إِذا حَسَرْتَهُ وأَذهبت لَحْمَهُ. وَفِي حَدِيثِ حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّة: أَنها خَرَجَتْ فِي سَنَةٍ حَمْرَاء قَدْ بَرَتِ المالَ أَي هَزَلَتِ الإِبلَ وأَخذتْ مِنْ لَحْمِهَا، مِنَ البَرْيِ القَطْعِ، وَالْمَالُ فِي كَلَامِهِمْ أَكثر مَا يُطْلِقُونَهُ عَلَى الإِبل. والبُرَةُ: الخَلْخال، حَكَّاهُ ابْنُ سِيدَهْ فِيمَا يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، وَالْجَمْعُ بُرَاتٌ وبُرًى وبُرِينَ وبِرِينَ. والبُرَة: الحَلْقَة فِي أَنف الْبَعِيرِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْحَلْقَةُ مِنْ صُفْرٍ أَو غَيْرِهِ تُجْعَلُ فِي لَحْمِ أَنف الْبَعِيرِ، وَقَالَ الأَصمعي: تُجْعَلُ فِي أَحد جَانِبَيِ المَنْخَرين، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ عَلَى مَا يَطْرُدُ فِي هَذَا النَّحْوِ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ فِي الإِيضاح: برو بَرْوَة وبُرًى، وَفَسَّرَهَا بِنَحْوِ ذَلِكَ، وَهَذَا نَادِرٌ. وبُرَةٌ برو مَبْرُوَّة أَي مَعْمُولَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ أَصل البُرَة بَرْوَةٌ لأَنها جُمِعَتْ عَلَى بُرًى مِثْلَ قَرْيةٍ وقُرًى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: لَمْ يَحْكِ برو بَرْوَةً فِي بُرَةٍ غَيْرَ سِيبَوَيْهِ، وَجَمْعُهَا بُرًى، وَنَظِيرُهَا قَرْية وقُرًى، وَلَمْ يَقُلْ أَبو عَلِيٍّ إِن أَصل بُرَةٍ بَرْوَةٌ لأَن أَوّل بُرَةٍ مَضْمُومٌ وأَول بَرْوَة مَفْتُوحٌ، وَإِنَّمَا اسْتَدَلَّ عَلَى أَن لَامَ بُرَةٍ وَاوٌ بقولهم برو بَرْوَة لُغَةً فِي بُرَة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَهدى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمَلًا كَانَ لأَبي جَهْلٍ فِي أَنفه بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، يَغِيظ بذلك المشركين. وبرو بَرَوْتُ النَّاقَةَ وأَبْرَيْتُها: جَعَلْتُ فِي أَنفها بُرَةً، حَكَى الأَول ابْنُ جِنِّي. وَنَاقَةٌ مُبْرَاة: فِي أَنفها بُرَةٌ، وَهِيَ حَلْقة مِنْ فِضَّةٍ أَو صُفْر تُجْعَلُ فِي أَنفها إِذَا كَانَتْ دَقِيقَةً معطوفةَ الطَّرَفَيْنِ، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَتِ البُرَةُ مِنْ شَعَرٍ فَهِيَ الخُزَامَةُ، قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْديُّ: فَقَرَّبْتُ مُبْرَاةً، تَخالُ ضُلُوعَها ... مِنَ المَاسِخِيَّاتِ القِسِيّ المُوَتَّرا وَفِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ سُحَيْم: إِن صَاحِبًا لَنَا رَكِبَ نَاقَةً لَيْسَتْ بِمُبْرَاةٍ فَسَقَطَ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَرَّرَ بِنَفْسِهِ ، أَي لَيْسَ فِي أَنفها بُرَة. يُقَالُ: أَبْرَيْتُ الناقةَ فَهِيَ مُبْرَاة. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ خَشَشْتُ الناقةَ وعَرَنْتُها وخَزَمْتُها وزَمَمْتُها وخَطَمْتُها وأَبْرَيْتُها، هَذِهِ وَحْدُهَا بالأَلف، إِذَا جعلتَ فِي أَنفها البُرة. وكلُّ حَلْقة مِنْ سِوار وقُرْط وخَلْخال وَمَا أَشبهها بُرَةٌ، وَقَالَ: وقَعْقَعْنَ الخَلاخِلَ والبُرِينَا والبَرى: التُّراب. يُقَالُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: بفِيهِ البَرَى، كَمَا يُقَالُ بفِيه الترابُ. وَفِي الدُّعَاءِ: بفِيهِ البَرَى وحُمَّى خَيْبَرا وشَرُّ مَا يُرى فإِنه خَيْسَرى، زَادُوا الأَلف فِي خَيْبَرَ لِمَا يُؤْثِرُونَهُ مِنَ السَّجْعِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَدَدَ الثرَى والوَرَى والبَرَى ، البَرَى: الترابُ. الْجَوْهَرِيُّ: البَرِيَّة الخلْقُ، وأَصله الْهَمْزُ، وَالْجَمْعُ البَرَايا والبَرِيَّاتُ، تَقُولُ مِنْهُ: برو بَرَاه الله برو يَبْرُوه برو بَرْواً أَي خلَقه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّلِيلُ عَلَى أَن أَصل البَرِيَّةِ الهمزُ قَوْلُهُمُ البَرِيئَةُ، بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وَغَيْرُهُ لُغَةً فِيهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: البَرِيَّة الْخَلْقُ، بِلَا هَمْزٍ، إِن أُخذت مِنَ البَرَى وَهُوَ التُّرَابُ فأَصله غَيْرُ الْهَمْزِ، وأَنشد لمُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ الأَسَدِيّ: مَاذَا ابْتَغَتْ حُبَّى إِلَى حَلِّ العُرى، ... حَسِبْتنِي قَدْ جِئْتُ مِنْ وادِي القُرَى،

بفِيك، مِنْ سارٍ إِلى القومِ، البَرَى أَي التُّرَابُ. والبَرَى والوَرَى وَاحِدٌ. يُقَالُ: هُوَ خَيْرُ الوَرَى والبَرَى أَي خَيْرُ البَرِيَّة، والبَرِيَّةُ الخَلْق، وَالْوَاوُ تُبْدَلُ مِنَ الْبَاءِ، يُقَالُ: باللَّه لَا أَفعل، ثُمَّ قَالُوا واللَّه لَا أَفعل، وَقَالَ: الْجَالِبُ لِهَذِهِ الْبَاءِ فِي الْيَمِينِ باللَّه مَا فَعَلْتُ إِضمار أَحلف يُرِيدُ أَحلف باللَّه، قَالَ: وَإِذَا قُلْتَ واللَّه لَا أَفعل ذَاكَ ثُمَّ كَنَيْتَ عَنِ اللَّه قُلْتَ بِهِ لَا أَفعل ذَلِكَ، فتركتَ الْوَاوَ ورجعتَ إِلَى الْبَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا خَيْرَ البَرِيَّةِ ، البَرِيَّةُ: الْخَلْقُ. تقول: برو بَرَاهُ اللَّه برو يَبْرُوه برو بَرْواً أَي خَلَقَهُ اللَّه، ويُجْمَعُ عَلَى البَرَايا والبَرِيَّات مِنَ البَرَى التُّرَابِ، هَذَا إِذا لَمْ يُهْمَزْ، وَمَنْ ذَهَبَ إِلى أَن أَصله الْهَمْزُ أَخذه مِنْ بَرَأَ اللَّه الْخَلْقَ يَبْرَؤُهم أَي خَلَقهم ثُمَّ تَرَكَ فِيهَا الْهَمْزَ تَخْفِيفًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَمْ تُسْتَعْمَلْ مَهْمُوزَةً. وبَرَى لَهُ يَبْرِي بَرْياً وانْبَرَى: عَرَضَ لَهُ. وَبَارَاهُ: عارَضَه. وبَارَيْتُ فُلَانًا مُبَارَاة إِذا كُنْتَ تَفْعَلُ مِثْلَ مَا يَفْعَلُ. وَفُلَانٌ يُبَارِي الريحَ سَخاءً، وَفُلَانٌ يُبارِي فُلَانًا أَي يُعَارِضُهُ وَيَفْعَلُ مِثْلَ فَعَلَهُ، وَهُمَا يَتَبَارَيَانِ. وانْبَرَى لَهُ أَي اعتَرَض لَهُ. وَيُقَالُ: تَبَرَّيْتُ لِفُلَانٍ إِذا تَعَرَّضْتُ لَهُ، وتَبَرَّيْتُهم مِثْلَهُ. وبَرَيْتُ الناقةَ حَتَّى حَسَرْتُها فأَنا أَبْرِيها بَرْياً مِثْلَ بَرْيِ الْقَلَمِ، وبَرَى لَهُ يَبْرِي بَرْياً إِذا عَارَضَهُ وَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ، وَمِثْلَهُ انْبَرَى لَهُ. وَهُمَا يَتَبَارِيَان إِذا صَنَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِثْلَ مَا صَنَعَ صَاحِبَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ طَعَامِ المُتَبَارِيَيْن أَن يُؤْكَلَ ، هُمَا الْمُتَعَارِضَانِ بِفِعْلِهِمَا ليُعَجِّزَ أَحدُهما الْآخَرَ بِصَنِيعِهِ، وإِنما كَرَّهَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمُبَاهَاةِ وَالرِّيَاءِ، وَمِنْهُ شِعْرُ حَسَّانَ: يُبَارِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ، ... عَلَى أَكْتافِها الأَسَلُ الظِّمَاءُ المُبَارَاة: المُجاراة وَالْمُسَابَقَةُ أَي يُعَارِضْنَها فِي الجَذْب لِقُوَّةِ نفوسها وقوة رؤوسها وعَلْكِ حَدائدها، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ مُشابَهَتَها لَهَا فِي اللِّين وسُرعة الِانْقِيَادِ. وتَبَرَّى معروفَهُ ولمعروفِهِ تَبَرِّياً: اعْتَرَضَ لَهُ، قَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْر وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِلَى أَبي الطَّمَحان: وأَهْلَةِ وُدٍّ قَدْ تَبَرَّيْتُ وُدَّهُمْ، ... وأَبْلَيْتُهم في الحَمْدِ جُهْدِي ونائِلي والبارِيُّ والبَارِياءُ: الْحَصِيرُ الْمَنْسُوجُ، وَقِيلَ الطَّرِيقُ، فَارِسِيٌّ مُعَرِّبٌ. وبَرَى: اسْمُ مَوْضِعٍ، قَالَ تأَبط شَرًّا: ولَمَّا سَمِعْتُ العُوصَ تَرْغُو، تَنَفَّرَتْ ... عَصافيرُ رأْسِي مِنْ بَرَىً فعَوائنا بزا: بَزْوُ الشَّيْءِ: عِدْلُه. يُقَالُ: أَخذت مِنْهُ بَزْوَ كَذَا وَكَذَا أَي عِدْلَ ذَلِكَ وَنَحْوَ ذَلِكَ. والبَازِي: وَاحِدُ البُزَاةِ الَّتِي تَصِيدُ، ضَربٌ مِنَ الصُّقور. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْوَزِيرُ بازٍ وبازٌ وبَأْزٌ وبازِيّ عَلَى حَدِّ كُرْسِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ بَوَازٍ وبُزَاةٌ. وبَزَا يَبْزُو: تَطاوَلَ وتَأَنَّسَ، وَلِذَلِكَ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنْ الْبَازَ فَلْعٌ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والبَازِي يَبْزُو فِي تَطاوُله وتأَنُّسِه. والبَزاءُ: انْحِنَاءُ الظَّهْرِ عِنْدَ العَجُزِ فِي أَصل القَطَنِ، وَقِيلَ: هُوَ إشرافُ وَسَطِ الظَّهْرِ عَلَى الاسْتِ، وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الصَّدْرِ وَدُخُولُ الظَّهْرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يتأَخر العَجُز ويخرُج. بَزِيَ وبَزَا يَبْزُو، وَهُوَ أَبْزَى، والأُنثى بَزْوَاء: لِلَّذِي خَرَجَ صَدْرُهُ وَدَخَلَ ظَهْرُهُ؛ قَالَ كثيِّر:

رَأَتْني كأَشْلاء اللِّحامِ وبَعْلُها، ... مِنَ الحَيِّ، أَبْزى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ وَرُبَّمَا قِيلَ: هُوَ أَبْزَى أَبْزَخ كَالْعَجُوزِ البَزَواءِ والبَزْخاء الَّتِي إِذَا مَشَتْ كأَنها رَاكِعَةٌ وَقَدْ بَزِيَتْ بَزىً؛ وأَنشد: بَزْوَاءُ مُقْبِلةً بَزْخاءُ مُدْبِرَةً، ... كأَنَّ فَقْحَتَها زِقٌّ بِهِ قارُ والبَزْوَاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُخْرِجُ عجيزتَها لِيَرَاهَا النَّاسُ. وأَبْزَى الرجلُ يُبْزِي إبْزَاءً إِذَا رَفَعَ عَجُزَه، وتَبَازَى مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الأَبْزَى قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَقْعَس أَبْزَى فِي اسْتِه تأْخيرُ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَير: لَا تُبَازِ كتَبَازِي المرأَةِ ؛ التَّبَازي أَن تُحَرِّكَ العَجُز فِي الْمَشْيِ، وَهُوَ مِنَ البَزَاء خُرُوجُ الصَّدْرِ وَدُخُولِ الظَّهْرِ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ فِيمَا قِيلَ: لَا تَنْحَنِ لكل أَحد. وتَبَازَى: اسْتَعْمَلَ البَزاءَ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: سَائِلَا مَيَّةَ هَلْ نَبَّهْتُها، ... آخِرَ الليلِ، بعَرْدٍ ذِي عُجَرْ فتَبَازَتْ، فتَبَازَخْتُ لَهَا، ... جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْ وتَبَازَتْ أَي رَفَعَتْ مُؤَخِّرها. التَّهْذِيبُ: أَما البَزَاءُ فكأَنَّ العَجُز خَرَجَ حَتَّى أَشرف عَلَى مؤَخر الْفَخْذَيْنِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: والبَزَا أَن يَسْتَقْدِم الظهرُ ويستأْخر العَجُزُ فَتَرَاهُ لَا يَقْدِرُ أَن يُقِيمَ ظَهْرَهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: البَزَا أَن تُقْبِلَ العَجيزة. وَقَدْ تَبَازَى إِذَا أَخرج عَجِيزَتَهُ والتَّبَزِّي: أَن يستأْخر الْعَجُزُ وَيَسْتَقْدِمَ الصَّدْرُ. وأَبْزَى الرجلُ: رَفَعَ مُؤخَّرَه؛ وأَنشد اللَّيْثُ: لَوْ كَانَ عَيناك كَسَيْلِ الرَّاوِيَهْ، ... إِذًا لأَبْزَيت بمَنْ أَبْزَى بِيَهْ أَبو عَبِيدٍ: الإِبْزَاءُ أَن يَرْفَعَ الرجلُ مُؤَخَّرَهُ. يُقَالُ: أَبْزَى يُبْزِي. والتَّبَازِي: سعَةُ الخَطْو. وتَبَازَى الرَّجُلُ: تكثَّر بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: البَزَا الصَّلَفُ. وبَزَاه بَزْواً وأَبْزَى بِهِ: قَهَرَه وبَطَش بِهِ؛ قَالَ: جارِي ومَوْلايَ لَا يُبْزَى حَرِيمُهُما، ... وصاحبِي مِنْ دَواعِي الشَّرِّ مُصْطَخِبُ وأَما قَوْلُ أَبي طَالِبٍ يُعَاتِبُ قُرَيْشًا فِي أَمر سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَمْدَحُهُ: كذَبْتُم، وحَقِّ اللهِ، يُبْزَى محمدٌ ... وَلَمَّا نُطاعِنْ دُونه ونُناضِل قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ يُقْهَر ويُسْتَذَلّ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ بَابِ ضَرَرْتُه وأَضْرَرْتُ بِهِ، وَقَوْلُهُ يُبْزَى أَي يُقْهر وَيُغْلَبُ، وأَراد لَا يُبْزَى فَحَذْفَ لَا مِنْ جَوَابِ الْقِسْمِ وَهِيَ مُرَادُهُ أَي لَا يُقْهَرُ وَلَمْ نُقاتل عَنْهُ ونُدافع. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ البُزَةُ الفأْر والذَّكَرُ أَيضاً. والبَزْوُ: الغَلَبةُ والقَهْرُ، وَمِنْهُ سُمِّي البَازِي؛ قَالَ الأَزهري: قَالَهُ المؤرج؛ وَقَالَ الجَعْديّ: فَمَا بَزِيَتْ مِنْ عُصْبَةٍ عامِرِيَّةٍ ... شَهِدْنا لَهَا، حتَّى تَفُوزَ وتَغْلِبا أَي مَا غَلَبَتْ. وأَبْزَى فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذَا غَلبه وَقَهَرَهُ. وَهُوَ مُبْزٍ بِهَذَا الأَمر أَي قويٌّ عَلَيْهِ ضَابِطٌ لَهُ. وبُزِيَ بِالْقَوْمِ: غُلِبُوا. وبَزَوْتُ فُلَانًا: قَهَرْتُهُ. والبَزَوَانُ، بِالتَّحْرِيكِ: الوَثْبُ. وبَزْوَانُ، بِالتَّسْكِينِ: اسْمُ رَجُلٍ. والبَزْوَاء: اسْمُ أَرض؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ:

لَا بَأْس بالبَزْوَاءِ أَرْضاً لَوْ أنَّها ... تُطَهَّرُ مِنْ آثارِهم فَتَطِيبُ ابْنُ بَرِّيٍّ: البَزْوَاء، فِي شِعْرِ كُثَيِّرٍ: صَحْرَاءُ بَيْنَ غَيْقَةَ وَالْجَارِ شَدِيدَةُ الْحَرِّ؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: لَوْلَا الأَماصِيخُ وحَبُّ العِشْرِقِ، ... لَمُتّ بالبَزْوَاء مَوْتَ الخِرْنِقِ وَقَالَ الرَّاجِزُ: لَا يَقْطَعُ البَزْوَاءَ إِلَّا المِقْحَدُ، ... أَو ناقةٌ سَنامُها مُسَرْهَدُ بسا: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي البَسِيَّةُ المرأَة الآنِسَة بِزَوْجِهَا. بشا: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي بَشَا إِذَا حَسُنَ خُلُقُه. بصا: مَا فِي الرَّماد بَصْوَةٌ أَي شَرَرَة وَلَا جَمْرَة. وبَصْوَة: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ أَوس بْنُ حُجْر: مِن ماءِ بَصْوَةَ يَوْمًا وَهُوَ مَجْهورُ الْفَرَّاءُ: بَصَا إِذَا اسْتَقْصَى عَلَى غَرِيمِهِ. أَبو عَمْرٍو: البِصَاءُ أَن يَسْتَقْصِي الخِصاءَ، يُقَالُ مِنْهُ: خَصِيٌّ بَصِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: خَصِيٌّ بَصِيٌّ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ وَلَمْ يُفَسِّرْ بَصِيّاً، قَالَ: وأُراه إِتْبَاعًا. وَقَالَ: خَصاه اللهُ وبَصاه ولَصاه. بضا: ابْنُ الأَعرابي: بَضَا إذا أَقام بالمكان. بطا: حَكَى سِيبَوَيْهِ البِطْيَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا عِلْمَ لِي بِمَوْضِعِهَا إِلَّا أَن يَكُونَ أَبْطَيْت لُغَةً فِي أَبْطَأْتُ كاحْبَنْطَيْتُ فِي احْبَنْطَأْتُ، فَتَكُونُ هَذِهِ صِيغَةَ الْحَالِ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يُحْمَلُ عَلَى الْبَدَلِ لأَن ذَلِكَ نَادِرٌ. والبَاطِيَةُ: إِنَاءٌ قِيلَ هُوَ معرَّب، وَهُوَ النَّاجُودُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَرَّبُوا عُوداً وبَاطِيَةً، ... فَبِذا أَدْرَكْتُ حَاجَتِيَهْ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: البَاطِيَةُ النَّاجُودُ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّمَا لِقْحَتُنا بَاطِيَةٌ ... جَوْنَةٌ يَتْبَعُها بِرْزِينُها التَّهْذِيبُ: البَاطِيةُ مِنَ الزُّجَاجِ عَظِيمَةٌ تُمْلأ مِنَ الشَّرَابِ وَتُوضَعُ بَيْنَ الشَّرْبِ يَغْرِفُونَ مِنْهَا ويَشرَبون، إِذَا وُضِعَ فِيهَا القَدَحُ سَحَّتْ بِهِ ورَقَصَتْ مِنْ عِظَمِها وَكَثْرَةِ مَا فِيهَا مِنَ الشَّرَابِ؛ وَإِيَّاهَا أَراد حَسَّان بِقَوْلِهِ: بزُجاجةٍ رَقَصَتْ بِمَا فِي قَعْرِها، ... رَقْص القَلُوصِ براكبٍ مُسْتَعْجِلِ بظا: بَظا لَحْمُه يَبْظُو: كَثُرَ وتراكَبَ واكْتَنَزَ. ولَحْمُه خَظَا بَظَا: إتباعٌ، وأَصله فَعَلٌ. ابْنُ الأَعرابي: البَظَا اللَّحَماتُ المُتراكِبات. الْفَرَّاءُ: خَظا لَحْمُه وبَظَا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، إِذَا اكْتَنَزَ، يَخظُو ويَبْظُو. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَظَا لَحَمَهُ يَبْظُو بَظْواً؛ وأَنشد غَيْرُهُ للأَغلب: خَاظِي البَضِيعِ لَحْمهُ خَظَا بَظَا قَالَ: جَعَلَ بَظا صِلَةً لَخَظَا، كَقَوْلِهِمْ: تَبّاً تَلْباً، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لما قبله. وحَظِيَتِ المرأَةُ عِنْدَ زَوْجِها وبَظِيَتْ: إتباعٌ لَهُ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ ب ظ ي. بعا: البَعْوُ: العاريَّةُ. واسْتَبْعَى مِنْهُ الشَّيْءَ: اسْتَعارَه. واسْتَبْعَى يَسْتَبْعِي: اسْتعار؛ قَالَ الكُمَيْت: قَدْ كادَها خالِدٌ مُسْتَبْعِياً حُمُراً، ... بالوَكْتِ، تَجْرِي إِلَى الغاياتِ والهَضَبِ والهَضَب: جَرْيٌ ضَعِيفٌ. والوَكْتُ: القَرْمَطة فِي الْمَشْيِ، وَكَتَ يَكِتُ وَكْتاً. كادَها: أَرادها. قَالَ الأَصمعي: البَعْوُ أَن يَسْتعير الرجلُ

مِنْ صَاحِبِهِ الكلبَ فيَصِيدَ بِهِ. وَيُقَالُ: أَبْعِنِي فرَسَك أَي أَعِرْنيه. وأَبْعَاه فرَساً: أَخْبَلَه. والمُسْتَبْعِي: الرجلُ يأْتي الرجلَ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ فَيَقُولُ: أَعطنيه حَتَّى أُسابقَ عَلَيْهِ. وبَعَاه بَعْواً: أَصاب مِنْهُ وقَمَرَه، والمَبْعَاةُ مفْعَلَةٌ مِنْهُ؛ قَالَ: صَحا القَلْبُ بَعْدَ الإِلْفِ، وارتَدَّ شأْوُه، ... ورَدَّتْ عَلَيْهِ مَا بَعَتْه تُماضِرُ وَقَالَ رَاشِدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّه: سائلْ بَني السيِّدِ، إنْ لاقَيْتَ جَمْعَهُمُ: ... مَا بالُ سَلْمَى وَمَا مَبْعَاةُ مِئْشارِ؟ مِئشار: اسْمُ فَرَسِهِ. والبَعْوُ: الجِناية والجُرْم. وَقَدْ بَعَا إِذَا جَنَى. يُقَالُ: بَعَا يَبْعُو ويَبْعَى. وبَعَى الذَّنْبَ يَبْعَاه ويَبْعُوه بَعْواً: اجْترَمه وَاكْتَسَبَهُ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحْوَص الجَعْفري: وإبْسالي بَنِيَّ بغَيْرِ بَعْوٍ ... جَرَمْناه، وَلَا بِدَمٍ مُراقِ وَفِي الصِّحَاحِ: بِغَيْرِ جُرْم بَعَوْناه؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَحْوَصِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: بَعَوْتُ عَلَيْهِمْ شَرّاً سُقْتُه واجْتَرَمْتُه، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه فِي الْخَيْرِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَعَوْتُه بعَيْنٍ أَصَبْتُه. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ بَعِيَ بالياء: بعي بَعَيْت بعي أَبْعِي مِثْلَ اجْتَرَمْتُ وجَنَيْتُ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ، قَالَ: والأَعرف الواو. بغا: بَغَى الشيءَ بَغْواً: نَظَر إِلَيْهِ كَيْفَ هُوَ. والبَغْوُ: مَا يَخْرُجُ مِنْ زَهْرةِ القَتادِ الأَعْظَمِ الْحِجَازِيِّ، وَكَذَلِكَ مَا يَخْرُجُ مِنْ زَهْرَة العُرْفُط والسَّلَم. والبَغْوَةُ: الطَّلْعة حِينَ تَنْشَقُّ فَتَخْرُجُ بَيْضَاءَ رَطْبَةً. والبَغْوة: الثَّمَرَةُ قَبْلَ أَن تَنْضَج؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: قَبْلَ أَن يَسْتَحْكِم يُبْسُها، وَالْجَمْعُ بَغْوٌ، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بالبَغْوِ مَرَّةً البُسرَ إِذَا كَبِرَ شَيْئًا، وَقِيلَ: البَغْوَة التمْرة الَّتِي اسْوَدَّ جوفُها وَهِيَ مُرْطِبة. والبَغْوَة: ثمرةُ العِضاه، وَكَذَلِكَ البَرَمَةُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: البَغْوُ والبَغْوَة كُلُّ شَجَرٍ غَضّ ثَمرهُ أَخْضَر صَغِيرٌ لَمْ يَبْلُغْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مرَّ بِرَجُلٍ يَقْطَعُ سَمُراً بِالْبَادِيَةِ فَقَالَ: رَعَيْتَ بَغْوَتَها وبَرَمَتَها وحُبْلَتها وبَلَّتها وفَتْلَتَها ثُمَّ تَقْطَعُها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْقُتَيْبِيُّ يَرْوِيهِ أَصحاب الْحَدِيثِ مَعْوَتَها ، قَالَ: وَذَلِكَ غَلَطٌ لأَن المَعْوَةَ البُسْرَة الَّتِي جَرَى فِيهَا الإِرْطابُ، قَالَ: وَالصَّوَابُ بَغْوَتَها، وَهِيَ ثَمَرَةُ السَّمُرِ أَوَّلَ مَا تَخْرُجُ، ثُمَّ تَصِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ بَرَمَةً ثُمَّ بَلَّة ثُمَّ فَتْلة. والبُغَةُ: مَا بَيْنَ الرُّبَع والهُبَع؛ وَقَالَ قُطْرُبٌ: هُوَ البُعَّة، بِالْعَيْنِ الْمُشَدَّدَةِ، وَغَلَّطُوهُ فِي ذَلِكَ. وبَغَى الشيءَ مَا كَانَ خَيْرًا أَو شَرًّا يَبْغِيه بُغاءً وبُغىً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ والأُولى أَعرف: طَلَبَه؛ وأَنشد غَيْرُهُ: فَلَا أَحْبِسَنْكُم عَنْ بُغَى الخَيْر، إِنني ... سَقَطْتُ عَلَى ضِرْغامةٍ، وَهُوَ آكِلي وبَغَى ضالَّته، وَكَذَلِكَ كُلُّ طَلِبَة، بُغَاءً، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: لَا يَمْنَعَنَّك مِنْ بُغاءِ ... الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم وبُغَايَةً أَيضاً. يُقَالُ: فَرِّقوا لِهَذِهِ الإِبلِ بُغْيَاناً يُضِبُّون لَهَا أَي يتفرَّقون فِي طَلَبِهَا. وَفِي حَدِيثِ سُراقة والهِجْرةِ: انْطَلِقوا بُغْيَاناً أَي نَاشِدِينَ وَطَالِبِينَ، جَمْعُ بَاغٍ كَرَاعٍ ورُعْيان. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْهِجْرَةِ: لَقِيَهُمَا رَجُلٌ بكُراعِ الغَمِيم فَقَالَ: مَنْ أَنتم؟ فَقَالَ أَبو بَكْرٍ:

باغٍ وهادٍ ؛ عَرَّضَ بِبُغاء الإِبل وَهِدَايَةِ الطَّرِيقِ، وَهُوَ يُرِيدُ طلبَ الدِّينِ والهدايةَ مِنَ الضَّلَالَةِ. وابْتَغَاه وتَبَغَّاه واسْتَبْغَاه، كُلُّ ذَلِكَ: طَلَبُهُ؛ قال ساعدة ابن جُؤيَّة الهُذَلي: ولكنَّما أَهلي بوادٍ، أَنِيسُه ... سِباعٌ تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَدا وَقَالَ: أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْنِ، ... أُمُّهما هِيَ الثَّكْلَى تُسائلُ مَنْ رَأَى ابْنَيْها، ... وتَسْتَبْغِي فَمَا تُبْغَى جَاءَ بِهِمَا بَعْدَ حَرْفِ اللِّينِ «3». المعوَّض مِمَّا حَذَفَ، وبَيَّنَ بِمَعْنَى تَبَيَّنَ، والاسم البُغْيَةُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بَغَى الخَيْرَ بُغْيَةً وبِغْيَةً، فَجَعَلَهُمَا مَصْدَرَيْنِ. وَيُقَالُ: بَغَيْتُ الْمَالَ مِنْ مَبْغاتِه كَمَا تَقُولُ أَتيت الأَمر مِنْ مَأتاته، يُرِيدُ المَأْتَى والمَبْغَى. وَفُلَانٌ ذُو بُغَايَة لِلْكَسْبِ إِذَا كَانَ يَبغِي ذَلِكَ. وارْتَدَّتْ عَلَى فُلَانٍ بُغْيَتُه أَي طَلِبَتُه، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا طَلَب. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَغَى الرجلُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وكلَّ مَا يَطْلُبُهُ بُغَاءً وبِغْيَة وبِغىً، مَقْصُورٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بُغْيَةً وبُغىً. والبُغْيَةُ: الْحَاجَةُ. الأَصمعي: بَغَى الرجلُ حَاجَتَهُ أَو ضَالَّتَهُ يَبْغِيها بُغَاءً وبُغْيَةً وبُغَايةً إِذَا طَلَبَهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بُغَايَةً إِنَّمَا تَبْغي الصِّحَابَ من ... الفِتْيانِ فِي مِثْلِهِ الشُّمُّ الأَناجِيجُ «4» . والبَغِيَّةُ: الطَّلِبَةُ، وَكَذَلِكَ البِغْيَة. يُقَالُ: بَغِيَّتي عِنْدَكَ وبِغْيَتِي عِنْدَكَ. وَيُقَالُ: أَبْغِنِي شَيْئًا أَي أَعطني وأَبْغِ لِي شَيْئًا. وَيُقَالُ: اسْتَبْغَيْتُ الْقَوْمَ فَبَغَوْا لِي وبَغَوْني أَي طَلَبوا لِي. والبِغْيَة والبُغْيَةُ والبَغِيَّةُ: مَا ابْتُغِي. والبَغِيَّةُ: الضَّالَّةُ المَبْغِيَّة. والبَاغِي: الَّذِي يَطْلُبُ الشَّيْءَ الضالَّ، وَجَمْعُهُ بُغَاة وبُغْيَانٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَو بَاغِيَان لبُعْرانٍ لَنَا رَقصَتْ، ... كَيْ لَا تُحِسُّون مِنْ بُعْرانِنا أَثَرَا قَالُوا: أَراد كَيْفَ لَا تُحِسُّونَ. والبِغْية والبُغْية: الْحَاجَةُ المَبْغِيَّة، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، يُقَالُ: مَا لِي فِي بَنِي فُلَانٍ بِغْيَة وبُغْيَة أَي حَاجَةٌ، فالبِغْيَة مِثْلُ الجلْسة الَّتِي تَبْغِيها، والبُغْيَة الْحَاجَةُ نَفْسُهَا؛ عَنِ الأَصمعي. وأَبْغَاه الشيءَ: طَلَبَهُ لَهُ أَو أَعانه عَلَى طَلَبِهِ، وَقِيلَ: بَغَاه الشيءَ طَلَبَهُ لَهُ، وأَبْغَاه إِيَّاهُ أَعانه عَلَيْهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اسْتَبْغَى القومَ فَبَغَوْه وبَغَوْا لَهُ أَي طَلَبُوا لَهُ. والبَاغِي: الطالِبُ، وَالْجَمْعُ بُغَاة وبُغْيَانٌ. وبَغَيْتُك الشيءَ: طَلَبْتُهُ لَكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَكَمْ آمِلٍ مِنْ ذِي غِنىً وقَرابةٍ ... لِتَبْغِيَه خَيْرًا، وَلَيْسَ بفاعِل وأَبْغَيْتُك الشيءَ: جَعَلْتُكَ لَهُ طَالِبًا. وَقَوْلُهُمْ: يَنْبَغِي لَكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا فَهُوَ مِنْ أَفعال الْمُطَاوَعَةِ، تَقُولُ: بَغَيْتُه فانْبَغَى، كَمَا تَقُولُ: كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ؛ أَي يَبْغُون لَكُمْ، مَحْذُوفُ اللَّامِ؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذَا مَا نُتِجْنا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَةٍ، ... بَغَاها خَناسيراً فأَهْلَكَ أَرْبعا أَي بَغَى لَهَا خَناسير، وَهِيَ الدَّوَاهِي، وَمَعْنَى بَغَى

_ (3). قوله [جَاءَ بِهِمَا بَعْدَ حَرْفِ اللين إلخ] كذا بالأصل، والذي في المحكم: بغير حرف إلخ (4). قوله [الأناجيج] كذا في الأصل والتهذيب

هَاهُنَا طَلَب. الأَصمعي: وَيُقَالُ ابْغِنِي كَذَا وَكَذَا أَي اطْلُبْهُ لِي، وَمَعْنَى ابْغِنِي وابْغِ لِي سَوَاءٌ، وَإِذَا قَالَ أَبْغِنِي كَذَا وَكَذَا فَمَعْنَاهُ أَعِنِّي عَلَى بُغائه وَاطْلُبْهُ مَعِي. وَفِي الْحَدِيثِ: ابْغِنِي أَحجاراً أَسْتَطبْ بِهَا. يُقَالُ: ابْغِنِي كَذَا بِهَمْزَةِ الْوَصْلِ أَي اطْلُبْ لِي. وأَبْغِنِي بِهَمْزَةِ الْقَطْعِ أَي أَعِنِّي عَلَى الطَّلَبِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ابْغُونِي حَديدةً أَسْتَطِبْ بِهَا ، بِهَمْزِ الْوَصْلِ وَالْقَطْعِ؛ هو مِنْ بَغَى يَبْغِي بُغاءً إِذَا طَلَبَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه خَرَجَ فِي بُغَاء إِبِلٍ ؛ جَعَلُوا البُغَاء عَلَى زِنَةِ الأَدْواء كالعُطاس والزُّكام تَشْبِيهًا لِشَغْلِ قَلْبِ الطَّالِبِ بِالدَّاءِ. الْكِسَائِيُّ: أَبْغَيْتُك الشيءَ إِذَا أَردت أَنك أَعنته عَلَى طَلَبِهِ، فَإِذَا أَردت أَنك فَعَلْتَ ذَلِكَ لَهُ قُلْتَ قَدْ بَغَيْتُك، وَكَذَلِكَ أعْكَمْتُك أَو أَحْمَلْتُك. وعَكَمْتُك العِكْم أَي فَعَلْتُهُ لك. وقوله: يَبْغُونَها عِوَجاً* ؛ أَي يَبْغُون لِلسَّبِيلِ عِوَجًا، فَالْمَفْعُولُ الأَول مَنْصُوبٌ بِإِسْقَاطِ الْخَافِضِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَعشى: حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحها ... ذُؤالُ نَبْهانَ، يَبْغِي صَحْبَه المُتَعا أَي يَبْغِي لِصَحْبِهِ الزادَ؛ وَقَالَ واقِدُ بْنُ الغِطرِيف: لَئِنْ لَبَنُ المِعْزَى بِمَاءِ مُوَيْسِلٍ ... بَغَانِيَ دَاءً، إِنَّنِي لَسَقِيمُ وَقَالَ السَّاجِعُ: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَراً يَبْغِينك مَعْمَراً أَي يَبْغِينَ مَعْمَرًا. يُقَالُ: بَغَيتُ الشيءَ طَلَبْتُهُ، وأَبْغَيْتُك فَرساً أَجْنَبْتُك إِيَّاهُ، وأَبْغَيْتُك خَيْرًا أَعنتك عَلَيْهِ. الزَّجَّاجُ: يُقَالُ انْبَغَى لِفُلَانٍ أَن يَفْعَلَ كَذَا أَي صَلَحَ لَهُ أَن يَفْعَلَ كَذَا، وكأَنه قَالَ طَلَبَ فِعْلَ كَذَا فانْطَلَبَ لَهُ أَي طَاوَعَهُ، وَلَكِنَّهُمُ اجْتزَؤوا بِقَوْلِهِمُ انْبَغَى. وانْبَغَى الشيءُ: تَيَسَّرَ وَتَسَهَّلَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ ؛ أَي مَا يَتَسَهَّلُ لَهُ ذَلِكَ لأَنا لَمْ نُعَلِّمْهُ الشِّعْرَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَمَا يَنْبَغِي لَهُ وَمَا يَصْلُح لَهُ. وَإِنَّهُ لذُو بُغَايَةٍ أَي كَسُوبٌ. والبِغْيَةُ فِي الْوَلَدِ: نقِيضُ الرِّشْدَةِ. وبَغَتِ الأَمة تَبْغِي بَغْياً وبَاغَتْ مُبَاغَاة وبِغَاء، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، وَهِيَ بَغِيٌّ وبَغُوٌّ: عَهَرَتْ وزَنَتْ، وَقِيلَ: البَغِيُّ الأَمَةُ، فَاجِرَةً كَانَتْ أَو غَيْرَ فَاجِرَةٍ، وَقِيلَ: البَغِيُّ أَيضاً الْفَاجِرَةُ، حُرَّةً كَانَتْ أَو أَمة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ؛ أَي مَا كَانَتْ فَاجِرَةً مِثْلَ قَوْلِهِمْ ملْحَفَة جَدِيدٌ؛ عَنِ الأَخفش، وأُم مَرْيَمَ حرَّة لَا مَحَالَةَ، وَلِذَلِكَ عمَّ ثعلبٌ بالبِغَاء فَقَالَ: بَغَتِ المرأَةُ، فَلَمْ يَخُصَّ أَمة وَلَا حُرَّةً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: البَغَايا الإِماءُ لأَنهنَّ كنَّ يَفْجُرْنَ. يُقَالُ: قَامَتْ على رؤُوسهم البَغَايَا، يَعْنِي الإِماءَ، الْوَاحِدَةُ بَغِيٌّ، وَالْجَمْعُ بِغَايَا. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: البِغَاءُ مَصْدَرُ بَغَتِ المرأَة بِغاءً زَنَت، والبِغَاء مَصْدَرُ بَاغَتْ بِغَاءً إِذَا زَنَتْ، والبِغَاءُ جَمْعُ بَغِيّ وَلَا يُقَالُ بَغِيَّة؛ قَالَ الأَعشى: يَهَبُ الْجِلَّةَ الجَراجِرَ، كالبُسْتانِ، ... تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطفالِ والبَغَايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيةَ الإِضْرِيجِ ... والشَّرْعَبيَّ ذَا الأَذْيالِ أَراد: ويَهَبُ البَغَايَا لأَن الْحُرَّةَ لَا تُوهَبُ، ثُمَّ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ حَتَّى عَمُّوا بِهِ الْفَوَاجِرَ، إِمَاءً كُنَّ أَو حَرَائِرَ. وَخَرَجَتِ المرأَة تُبَاغِي أَي تُزاني. وبَاغَتِ المرأَة تُبَاغِي بِغَاءً إِذَا فَجَرَتْ. وبَغَتِ المرأَةُ تَبْغِي بِغَاء إِذَا فَجرَت. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ؛ والبِغاء: الفُجُور، قَالَ: وَلَا يُرَادُ بِهِ الشَّتْمُ، وَإِنْ سُمِّينَ بِذَلِكَ فِي

الأَصل لِفُجُورِهِنَّ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَا يُقَالُ رِجْلٌ بَغِيّ. وَفِي الْحَدِيثِ: امرأَة بَغِيّ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ فِي كَلْب ، أَي فَاجِرَةٌ، وَيُقَالُ للأَمة بَغِيٌّ وَإِنْ لَمْ يُرَدْ بِهِ الذَّم، وَإِنْ كَانَ فِي الأَصل ذَمًّا، وَجَعَلُوا البِغَاء عَلَى زِنَةِ الْعُيُوبِ كالحِرانِ والشِّرادِ لأَن الزِّنَا عَيْبٌ. والبِغْيَةُ: نَقِيضُ الرِّشْدةِ فِي الْوَلَدِ؛ يُقَالُ: هُوَ ابْنُ بِغْيَةٍ؛ وأَنشد: لدَى رِشْدَةٍ مِنْ أُمِّه أَو بَغِيَّةٍ، ... فيَغلِبُها فَحْلٌ، عَلَى النَّسْلِ، مُنْجِب قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ هُوَ ابْنُ غَيَّة وَابْنُ زَنيَة وَابْنُ رَشْدَةٍ، وَقَدْ قِيلَ: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، وَالْفَتْحُ أَفصح اللُّغَتَيْنِ، وأَما غَيَّة فَلَا يَجُوزُ فِيهِ غَيْرُ الْفَتْحِ. قَالَ: وأَما ابْنُ بِغْيَة فَلَمْ أَجده لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَلَا أُبْعِدُه عَنِ الصَّوَابِ. والبَغِيَّةُ: الطليعةُ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ ورودِ الجَيْش؛ قَالَ طُفَيل: فأَلْوَتْ بَغَاياهُم بِنَا، وتباشَرَتْ ... إِلَى عُرْضِ جَيْشٍ، غَيرَ أَنْ لَمْ يُكَتَّبِ أَلْوَتْ أَي أَشارت. يَقُولُ: ظَنُّوا أَنَّا عِيرٌ فَتَبَاشَرُوا فَلَمْ يَشْعُروا إِلَّا بِالْغَارَةِ، وَقِيلَ: إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ عَلَى الإِماء أَدَلُّ مِنْهُ عَلَى الطَّلائع؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ فِي البَغَايا الطَّلائع: عَلَى إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغَايا، ... وخَفْقِ الناجِياتِ مِنَ الشآمِ وَيُقَالُ: جَاءَتْ بَغِيَّةُ الْقَوْمِ وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم. والبَغْيُ: التَّعَدِّي. وبَغَى الرجلُ عَلَيْنَا بَغْياً: عَدَل عَنِ الْحَقِّ وَاسْتَطَالَ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ قَالَ، البَغْي الإِستطالة عَلَى النَّاسِ؛ وَقَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ الْكِبَرُ، والبَغْي الظُّلْم وَالْفَسَادُ، والبَغْيُ مُعْظَمُ الأَمر. الأَزهري: وَقَوْلُهُ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ* ، قِيلَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوجه: قَالَ بَعْضُهُمْ: فَمَنِ اضْطُرَّ جَائِعًا غَيْرَ باغٍ أَكْلَها تَلَذُّذًا وَلَا عَادٍ وَلَا مجاوزٍ مَا يَدْفَع بِهِ عَنْ نَفْسِهِ الجُوعَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: غَيْرَ باغٍ* غَيْرَ طَالِبٍ مُجَاوَزَةَ قَدَرِ حَاجَتِهِ وغيرَ مُقَصِّر عَمَّا يُقيم حالَه، وَقِيلَ: غَيْرَ بَاغٍ عَلَى الإِمام وَغَيْرَ مُتَعدّ عَلَى أُمّته. قَالَ: وَمَعْنَى البَغْي قصدُ الْفَسَادِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَبْغِي عَلَى النَّاسِ إِذَا ظَلَمَهُمْ وَطَلَبَ أَذاهم. والفِئَةُ البَاغِيَةُ: هِيَ الظَّالِمَةُ الْخَارِجَةُ عَنْ طَاعَةِ الإِمام الْعَادِلِ. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعَمَّار: وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتله الفئةُ البَاغِيَة وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ؛ أَيْ إِنْ أَطَعْنكم لَا يَبْقَى لَكُمْ عَلَيْهِنَّ طريقٌ إِلَّا أَن يَكُونَ بَغْياً وجَوْراً، وأَصلُ البَغْي مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ لِرَجُلٍ أَنا أُبغضك، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنك تَبْغِي فِي أَذانِكَ ؛ أَراد التَّطْرِيبَ فِيهِ، وَالتَّمْدِيدَ مِنْ تجاوُز الْحَدِّ. وبَغَى عَلَيْهِ يَبْغِي بَغْياً: عَلَا عَلَيْهِ وَظَلَمَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ . وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا لِي وللبَغِ بعضُكم على بعض؛ أَراد وللبَغْي وَلَمْ يُعَلِّلْهُ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنه اسْتَثْقَلَ كَسْرَةَ الإِعراب عَلَى الْيَاءِ فَحَذَفَهَا وأَلقى حَرَكَتَهَا عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا. وَقَوْمُ بُغاء «5». وتَبَاغَوْا: بَغَى بعضُهم عَلَى بَعْضٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وبَغَى الْوَالِي: ظَلَمَ. وكلُّ مُجَاوَزَةٍ وَإِفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِي هُوَ حَدُّ الشَّيْءِ بَغْيٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَغَى عَلَى أَخيه بَغْياً حَسَدَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ، وفيه:

_ (5). قوله [وقوم بُغَاء] كذا بالأصل بهمز آخره بهذا الضبط ومثله في المحكم، وسيأتي عن التهذيب بغاة بالهاء بدل الهمز وهو المطابق للقاموس

وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ . والبَغْيُ: أَصله الْحَسَدُ، ثُمَّ سُمِّيَ الظُّلْمُ بَغْياً لأَن الْحَاسِدَ يَظْلِمُ الْمَحْسُودَ جُهْدَه إراغَةَ زوالِ نعمةِ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْهُ. وبَغَى بَغْياً: كَذَب. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَبانا مَا نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا نَبْتَغِي أَي مَا نَطْلُبُ، فَمَا عَلَى هَذَا اسْتِفْهَامٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا نكْذب وَلَا نَظْلِم فَمَا عَلَى هَذَا جَحْد. وبَغَى فِي مِشْيته بَغْياً: اخْتال وأَسرع. الْجَوْهَرِيُّ: والبَغْيُ اخْتِيَالٌ ومَرَحٌ فِي الفَرس. غَيْرُهُ: والبَغْيُ فِي عَدْوِ الْفَرَسِ اختيالٌ ومَرَح. بَغَى بَغْياً: مَرِحَ وَاخْتَالَ، وَإِنَّهُ ليَبْغِي فِي عَدْوِه. قَالَ الْخَلِيلُ: وَلَا يُقَالُ فَرَسٌ باغٍ. والبَغْيُ: الْكَثِيرُ مِنَ المَطَر. وبَغَتِ السَّمَاءُ: اشْتَدَّ مَطَرُهَا؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دَفَعْنا بَغْيَ السَّمَاءِ عَنَّا أَي شدَّتَها ومُعْظَم مَطَرِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: دَفَعْنا بَغْيَ السَّمَاءِ خَلفَنا. وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ وتَرامَى إِلَى فَسَادٍ. وبَرِئَ جُرْحُه عَلَى بَغْي إِذَا برئَ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ نَغَلٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَلَمة: أَقام شَهْرًا يُدَاوِي جُرْحَه فَدَمَلَ عَلَى بَغْي وَلَا يَدْري بِهِ أَي عَلَى فَسَادٍ. وجَمَل باغٍ: لَا يُلْقِح؛ عَنْ كُرَاعٍ. وبَغَى الشيءَ بَغْياً: نَظَرَ إِلَيْهِ كَيْفَ هُوَ. وبَغَاه بَغْياً: رَقبَه وانتَظره؛ عَنْهُ أَيضاً. وَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَن تَفْعَل وَمَا يَبْتَغِي أَي لَا نَوْلُكَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا انْبَغَى لَكَ أَن تَفْعَلَ هَذَا وَمَا ابْتَغَى أَي مَا يَنْبَغِي. وَقَالُوا: إِنَّكَ لَعَالَمٌ وَلَا تُباغَ أَي لَا تُصَبْ بِالْعَيْنِ، وأَنتما عَالِمَانِ وَلَا تُباغَيا، وأَنتم عُلَمَاءُ وَلَا تُباغَوْا. وَيُقَالُ للمرأَة الْجَمِيلَةِ: إِنَّكِ لَجَمِيلَةٌ وَلَا تُباغَيْ، وَلِلنِّسَاءِ: وَلَا تُباغَيْنَ. وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نُبَالِي أَن تُباغَي أَي مَا نُبَالِي أَن تُصِيبَكَ الْعَيْنُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ إِنَّهُ لَكَرِيمٌ وَلَا يُباغَهْ، وَإِنَّهُمَا لَكَرِيمَانِ وَلَا يُباغَيا، وَإِنَّهُمْ لَكِرَامٌ وَلَا يُبَاغَوْا، وَمَعْنَاهُ الدُّعَاءُ لَهُ أَي لَا يُبْغَى عَلَيْهِ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ لَا يَجْعَلُهُ عَلَى الدُّعَاءِ فَيَقُولُ لَا يُباغَى وَلَا يُبَاغَيَان وَلَا يُبَاغَون أَي لَيْسَ يُبَاغِيَهُ أَحد، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَا يُباغُ وَلَا يُباغان وَلَا يُباغُونَ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنَ البَوْغِ، والأَول مِنَ البَغْي، وكأَنه جَاءَ مَقْلُوبًا. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: إِنَّكَ لَعَالِمٌ وَلَا تُبَغْ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب مَنْ هَذَا المَبُوغُ عَلَيْهِ؟ وَقَالَ آخَرُ: مَن هَذَا المَبيغُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: وَمَعْنَاهُ لَا يُحْسَدُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَكَرِيمٌ وَلَا يُباغُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِما تَكَرّمْ إنْ أَصَبْتَ كَريمةً، ... فَلَقَدْ أَراك، وَلَا تُباغُ، لَئِيما وَفِي التَّثْنِيَةِ: لَا يُباغانِ، وَلَا يُبَاغُونَ، وَالْقِيَاسُ أَن يُقَالَ فِي الْوَاحِدِ عَلَى الدُّعَاءِ وَلَا يُبَغْ، وَلَكِنَّهُمْ أَبوا إلَّا أَن يَقُولُوا وَلَا يُباغْ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِي: أَن إِبْرَاهِيمَ بْنَ المُهاجِر جُعِلَ عَلَى بَيْتِ الوَرِقِ فَقَالَ النَّخَعِيُّ مَا بُغِي لَهُ أَي مَا خِير لَهُ. بقي: فِي أَسماء اللَّهِ الْحُسْنَى البَاقِي: هُوَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي تَقْدِيرُ وجوده فِي الِاسْتِقْبَالِ إِلَى آخِرَ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، وَيُعَبَّرُ عَنْهُ بأَنه أَبديّ الْوُجُودِ. والبَقَاء: ضِدُّ الفَناء، بَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بَقَاءً وبَقَى بَقْياً، الأَخيرةُ لُغَةُ بَلْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ، وأَبْقَاه وبَقَّاه وتَبَقَّاه واسْتَبْقَاه، وَالِاسْمُ البَقْيَا والبُقْيَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى ثَعْلَبًا قَدْ حَكَى البُقْوَى، بِالْوَاوِ وَضَمِّ الْبَاءِ. والبَقْوَى والبَقْيا: اسْمَانِ يُوضَعَانِ مَوْضِعَ الإِبْقاء، إِنْ قِيلَ: لِمَ قَلَبَتِ الْعَرَبُ لَامَ فَعْلَى إِذَا كَانَتِ اسْمًا وَكَانَ لَامُهَا يَاءً وَاوًا حَتَّى قَالُوا البَقْوَى وَمَا أَشبه ذَلِكَ نَحْوَ التَّقْوَى والعَوَّى «1»؟ فَالْجَوَابُ: أَنهم إِنَّمَا فَعَلُوا ذلك في فَعْلى

_ (1). قوله [العوَّى] هكذا في الأصل والمحكم

لأَنهم قَدْ قَلَبُوا لَامَ الفُعْلَى، إِذَا كَانَتِ اسْمًا وَكَانَتْ لَامُهَا وَاوًا، يَاءً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ الدُّنْيا والعُلْيا والقُصْيا، وَهِيَ مِنْ دَنَوْتُ وعَلَوْتُ وقَصَوْت، فَلَمَّا قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ مِمَّا يَطُولُ تَعْدَادُهُ عوَّضوا الْوَاوَ مِنْ غَلَبَةِ الْيَاءِ عَلَيْهَا فِي أَكثر الْمَوَاضِعِ بأَن قَلَبُوهَا فِي نَحْوِ البَقْوَى والثَّنْوَى وَاوًا، لِيَكُونَ ذَلِكَ ضَرْبًا مِنَ التَّعْوِيضِ وَمِنَ التَّكَافُؤِ بَيْنَهُمَا. وبَقيَ الرجلُ زَمَانًا طَوِيلًا أَي عَاشَ وأَبقاه اللَّهُ. اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ «1». نَشَدْتُك اللَّهَ والبُقْيَا؛ هُوَ الإِبقاء مِثْلُ الرَّعْوى والرُّعْيا مِنَ الإِرْعاء عَلَى الشَّيْءِ، وَهُوَ الإِبْقاء عَلَيْهِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْعَدُوِّ إِذَا غَلَبَ: البَقِيَّةَ أَي أَبْقُوا عَلَيْنَا وَلَا تستأْصلونا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: قَالُوا البَقِيَّة والخَطِّيُّ يأْخُذُهم وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ وَالْهِجْرَةِ: وَكَانَ أَبْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا أَي أَكثر إِبْقَاءً عَلَى قَوْمِهِ، وَيُرْوَى بِالتَّاءِ مِنَ التُّقى. والبَاقِيَةُ تُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ: مَا بَقِيَتْ مِنْهُمْ بَاقِيَةٌ وَلَا وَقاهم اللَّهُ مِنْ واقِيَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ مِنْ بَقاء. وَيُقَالُ: هَلْ تَرَى مِنْهُمْ بَاقِياً، كُلُّ ذَلِكَ فِي الْعَرَبِيَّةِ جَائِزٌ حَسَنٌ، وبَقِيَ مِنَ الشَّيْءِ بَقِيَّةٌ. وأَبْقَيْتُ عَلَى فُلَانٍ إِذَا أَرْعَيْتَ عَلَيْهِ ورَحِمْتَه. يُقَالُ: لَا أَبْقَى اللهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ عليَّ، وَالِاسْمُ البُقْيَا؛ قَالَ اللَّعِين: سَأَقْضِي بَيْنَ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ، ... وبَيْنَ القَيْنِ قَيْنِ بَني عِقَالِ فإنَّ الكلبَ مَطْعَمُه خَبيثٌ، ... وإنَّ القَيْنَ يَعْمَلُ فِي سِفَالِ فَمَا بُقْيَا عَلَيَّ ترَكْتُماني، ... ولكنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبالِ وَكَذَلِكَ البَقْوى، بِفَتْحِ الْبَاءِ. وَيُقَالُ: البُقْيَا والبَقْوَى كالفُتْيا والفَتْوَى؛ قَالَ أَبو القَمْقام الأَسَدِيُّ: أُذَكِّرُ بالبَقْوَى عَلَى مَا أَصابَني، ... وبَقْوَايَ أَنِّي جاهِدٌ غَير مُؤتَلي واسْتَبْقَيتُ مِنَ الشَّيْءِ أَي تَرَكْتُ بَعْضَهُ. واسْتَبْقَاه: اسْتَحْياه، وطيِءٌ تَقُولُ بَقَى وبَقَتْ مَكَانَ بَقِيَ وبَقِيَتْ، وَكَذَلِكَ أَخواتها مِنَ الْمُعْتَلِّ؛ قَالَ البَولاني: تَسْتَوْقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، وتَصْطادُ ... نُفُوساً بُنَتْ عَلَى الكَرَمِ أَي بُنِيَتْ، يَعْنِي إِذَا أَخطأَ يُورِي النارَ. والبَقِيَّةُ: كالبَقْوَى. والبَقِيَّة أَيضاً: مَا بَقِيَ مِنَ الشَّيْءِ. وَقَوْلُهُ تعالى: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ . قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ الحالُ الَّتِي تَبْقَى لَكُمْ مِنَ الْخَيْرِ خَيْرٌ لَكُمْ، وَقِيلَ: طَاعَةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَا قَوْمِ مَا أُبْقِيَ لَكُمْ مِنَ الْحَلَالِ خَيْرٌ لَكُمْ، قَالَ: وَيُقَالُ مُرَاقَبَةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ. اللَّيْثُ: والبَاقِي حَاصِلُ الخَراج وَنَحْوُهُ، وَلُغَةُ طَيِّءٍ بَقَى يَبْقَى، وَكَذَلِكَ لُغَتُهُمْ فِي كُلِّ يَاءٍ انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا، يَجْعَلُونَهَا أَلفاً نَحْوَ بَقَى ورَضَى وفَنَى؛ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً* ؛ قِيلَ: الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ* الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَقِيلَ هِيَ الأَعمال الصَّالِحَةُ كُلُّهَا، وَقِيلَ: هِيَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكبر. قَالَ: وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ* ، وَاللَّهُ أَعلم، كُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ يَبْقَى ثَوَابُهُ. والمُبْقِياتُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي يَبْقَى جَريُها بعد

_ (1). قوله [الليث تقول العرب إلخ] هذه عبارة التهذيب وقد سقط منها جملة في كلام المصنف ونصها: تَقُولُ الْعَرَبُ نَشَدْتُكَ اللَّهَ والبُقْيَا وهي البقية، أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ قال: البَقْوَى والبُقْيَا هي الإِبقاء مثل الرعوى إلخ

انْقِطَاعِ جَرْي الْخَيْلِ؛ قَالَ الكَلْحَبَةُ اليَرْبُوعِيُّ: فأَدْرَكَ إبْقَاءَ العَرادَةِ ظَلْعُها، ... وَقَدْ جَعَلَتْنِي مِنْ حزِيمةَ إصْبَعا وَفِي التَّهْذِيبِ: المُبْقِيَاتُ مِنَ الْخَيْلِ هِيَ الَّتِي تُبْقِي بعضَ جَريها تَدَّخِره. والمُبْقِيَاتُ: الأَماكن الَّتِي تُبقِي مَا فِيهَا مِنْ مَنَاقِعِ الْمَاءِ وَلَا تَشْرَبُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَمَّا رَأَى الرَّائي الثُّرَيَّا بسُدْفَةٍ، ... ونَشَّتْ نِطافُ المُبْقِيَاتِ الْوَقَائِعِ واسْتَبْقَى الرجلَ وأَبْقَى عَلَيْهِ: وَجَبَ عَلَيْهِ قَتْلٌ فَعَفَا عَنْهُ. وأَبْقيْتُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ: لَمْ أُبالغ فِي إِفْسَادِهِ، وَالِاسْمُ البَقِيَّةُ؛ قَالَ: إنْ تُذْنِبُوا ثُمَّ تأْتِيني بَقِيَّتُكم، ... فَمَا عليَّ بذَنْبٍ منكمُ فَوْتُ أَي إِبْقَاؤُكُمْ: وَيُقَالُ: اسْتَبْقَيْتُ فُلَانًا إِذَا وَجَبَ عَلَيْهِ قَتْلٌ فَعَفَوْتُ عَنْهُ. وَإِذَا أَعطيت شَيْئًا وحَبَسْتَ بعضَه قُلْتَ: اسْتَبْقَيْتُ بعضَهُ. واسْتَبْقَيْتُ فُلَانًا: فِي مَعْنَى الْعَفْوِ عَنْ زَلَلِهِ واسْتِبْقاء مودَّته؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً لَا تَلُمُّه ... عَلَى شَعَثٍ، أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ؟ وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: لَا تُبْقِي عَلَى مَنْ يَضْرَعُ إِلَيْهَا ، يَعْنِي النَّارَ. يُقَالُ: أَبْقَيْت عَلَيْهِ أُبْقِي إبْقَاءً إِذَا رَحِمْتَهُ وأَشفقت عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ ؛ هُوَ أَمر مِنَ الْبَقَاءِ والوِقاء، وَالْهَاءُ فِيهِمَا لِلسَّكْتِ، أَي اسْتَبْق النفسَ وَلَا تُعَرِّضْها للهَلاك وَتَحَرَّزْ مِنَ الْآفَاتِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ ؛ مَعْنَاهُ أُولو تَمْيِيزٍ، وَيَجُوزُ أُولوا بَقِيَّة أُولو طَاعَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فُسِّرَ بأَنه الإِبقاء وَفُسِّرَ بأَنه الفَهْم، وَمَعْنَى البَقِيَّة إِذَا قُلْتَ فُلَانٌ بَقِيَّة فَمَعْنَاهُ فِيهِ فَضْل فيما يُمْدَحُ بِهِ، وَجَمْعُ البَقِيَّة بَقَايَا. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: أُولو بَقِيَّة مِنْ دِينِ قَوْمٍ لَهُمْ بَقِيَّة إِذَا كَانَتْ بِهِمْ مُسْكَة وَفِيهِمْ خَيْرٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: البَقِيَّة اسْمٌ مِنَ الإِبْقاء كأَنه أَراد، وَاللَّهُ أَعلم، فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ قَوْمٌ أُولوا إِبْقَاءٍ عَلَى أَنفسهم لِتَمَسُّكِهِمْ بِالدِّينِ الْمَرْضِيِّ، وَنُصِبَ إِلَّا قَلِيلًا لأَن الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ فَلَوْلَا كَانَ فَمَا كَانَ، وَانْتِصَابُ قَلِيلًا عَلَى الِانْقِطَاعِ مِنَ الأَول. والبُقْيَا أَيضاً: الإِبْقاءُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فَلَوْلَا اتِّقاءُ اللَّهِ بُقْيايَ فِيكُمَا، ... لَلُمْتُكما لَوْماً أَحَرَّ مِنَ الجَمْرِ أَراد بُقْيَايَ عَلَيْكُمَا، فأَبدل فِي مَكانَ عَلَى، وأَبدل بُقْيايَ مِنِ اتِّقَاءُ اللَّهِ. وبَقَاهُ بَقْياً: انْتَظَرَهُ ورَصَدَه، وَقِيلَ: هُوَ نَظَرُكَ إِلَيْهِ؛ قَالَ الكُمَيْت وَقِيلَ هُوَ لِكُثَيِّرٍ: فَمَا زلْتُ أَبْقِي الظُّعْنَ، حَتَّى كأَنها ... أَواقِي سَدىً تَغْتالهُنَّ الحَوائِكُ يَقُولُ: شَبَّهْتُ الأَظْعَان فِي تَبَاعُدِهَا عَنْ عَيْنِي وَدُخُولِهَا فِي السَّرَابِ بِالْغَزْلِ الَّذِي تُسْديه الحائكةُ فَيَتَنَاقَصُ أَوَّلًا فأَوّلًا. وبَقَيْتُه أَي نظرت إليها وَتَرَقَّبْتُهُ. وبَقِيَّةُ اللَّهِ: انتظارُ ثَوَابِهِ؛ وَبِهِ فَسَّرَ أَبو عَلِيٍّ قوله: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، لأَنه إنما يَنْتَظِرُ ثَوَابَهُ مَنْ آمَنَ به. وبَقِيَّةُ: اسْمٌ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: بَقَيْنا رسولَ الله وَقَدْ تأَخر لِصَلَاةِ العَتَمة ، وَفِي نُسْخَةٍ: بَقَيْنا رسولَ الله فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى خَشينا فوتَ الفَلاح أَي انْتَظَرْنَاهُ. وبَقَّيْتُه، بِالتَّشْدِيدِ، وأَبْقَيْتُهُ وتَبَقَّيْتُه كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَقَالَ الأَحمر فِي بَقَيْنا: انْتَظَرْنَا وَتَبَصَّرْنَا؛ يُقَالُ مِنْهُ: بَقَيْتُ الرجلَ أَبْقِيه بَقْياً أَي انْتَظَرْتُهُ ورَقَبْتُه؛

وأَنشد الأَحمر: فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتِها، ... جُنْحُ النَّواصِي نَحْوَ أَلْوِياتِها، كالطَّير تَبقي مُتَداوِماتِها يَعْنِي تَنْظُرُ إِلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَصَلَاةُ اللَّيْلِ: فبَقَيْتُ كَيْفَ يُصَلِّي النَّبِيُّ، صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَرَاهَةَ أَن يَرَى أَني كُنْتُ أَبْقِيه أَي أَنْظُره وأَرْصُده. اللحياني: بَقَيْتُه وبقو بَقَوْتُه نَظَرْتُ إِلَيْهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بقو بَقَاه بعينه بقو بَقَاوَةً نَظَرَ إِلَيْهِ؛ عَنِ اللحياني. وبقو بَقَوْتُ الشيءَ: انْتَظَرْتُهُ، لُغَةٌ فِي بَقَيْتُ، وَالْيَاءُ أَعلى. وَقَالُوا: بقو ابْقُهْ بقو بَقْوَتَك مالَك وبقو بَقَاوَتَك مالَك أَي احْفَظْهُ حفْظَك مالَك. بكا: البُكَاء يُقْصَرُ وَيُمَدُّ؛ قاله الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ، إِذَا مَدَدْتَ أَردتَ الصوتَ الَّذِي يَكُونُ مَعَ الْبُكَاءِ، وَإِذَا قَصرت أَردتَ الدُّمُوعَ وَخُرُوجَهَا؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَزَعَمَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَنه لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ وأَنشده أَبو زَيْدٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي أَبيات: بَكَتْ عَيْنِي، وحقَّ لَهَا بُكاها، ... وَمَا يُغْني البُكاءُ وَلَا العَويلُ عَلَى أَسَد الإِلهِ غَداةَ قَالُوا: ... أَحَمْزَةُ ذَاكُمُ الرجلُ القتيلُ؟ أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِهِ جَمِيعًا ... هُنَاكَ، وَقَدْ أُصيب بِهِ الرسولُ أَبا يَعْلى لَكَ الأَركانُ هُدَّتْ، ... وأَنتَ الماجدُ البَرُّ الوصولُ عَلَيْكَ سلامُ رَبِّكَ فِي جِنانٍ، ... مُخالطُها نَعيمٌ لَا يزولُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذِهِ مِنْ قَصِيدَةٍ ذَكَرَهَا النَّحَّاسُ فِي طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنها لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؛ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ فِي البُكَاء الْمَمْدُودِ تَرْثِي أَخاها: دَفَعْتُ بِكَ الخُطوبَ وأَنت حيٌّ، ... فَمَنْ ذَا يَدْفَعُ الخَطْبَ الجَليلا؟ إِذَا قَبُحَ البُكاء عَلَى قَتيل، ... رأَيتُ بُكَاءَك الحَسَنَ الْجَمِيلَا وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا أَي تَكَلَّفُوا البُكاء، وَقَدْ بَكَى يَبْكِي بُكَاءً وبُكىً؛ قَالَ الْخَلِيلُ: مَنْ قَصَرَهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَعْنَى الْحُزْنِ، وَمَنْ مَدَّهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَعْنَى الصَّوْتِ، فَلَمْ يبالِ الخليلُ اختلافَ الْحَرَكَةِ التي بين باء الْبُكَا وَبَيْنَ حَاءِ الْحُزْنِ، لأَن ذَلِكَ الخَطَر يَسِيرٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:، وَهَذَا هُوَ الَّذِي جَرَّأَ سِيبَوَيْهِ عَلَى أَن قَالَ وَقَالُوا النَّضْرُ، كَمَا قَالُوا الحَسَنُ، غَيْرَ أَن هَذَا مسكَّن الأَوسط، إِلَّا أَن سِيبَوَيْهِ زَادَ عَلَى الْخَلِيلِ لأَن الْخَلِيلَ مَثَّلَ حَرَكَةً بِحَرَكَةٍ وَإِنِ اخْتَلَفَتَا، وَسِيبَوَيْهِ مَثَّلَ سَاكِنَ الأَوسط بِمُتَحَرِّكِ الأَوسط، وَلَا مَحَالَةَ أَن الْحَرَكَةَ أَشبه بِالْحَرَكَةِ وَإِنِ اخْتَلَفَتَا مِنَ السَّاكِنِ بِالْمُتَحَرِّكِ، فَقَصَّرَ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَلِيلِ، وحُقَّ لَهُ ذَلِكَ، إِذِ الْخَلِيلُ فَاقِدُ النَّظِيرِ وَعَادِمُ الْمَثِيلِ؛ وَقَوْلُ طَرَفَةَ: وَمَا زَالَ عَنِّي مَا كَنَنْتُ يَشُوقُني، ... وَمَا قُلْتُ حَتَّى ارْفَضَّتِ العينُ بَاكِيَا فَإِنَّهُ ذكَّر بَاكِيًا وَهِيَ خَبَرٌ عَنِ الْعَيْنِ، وَالْعَيْنُ أُنثى، لأَنه أَراد حَتَّى ارْفَضَّتِ الْعَيْنُ ذَاتَ بُكَاءٍ، وَإِنْ كَانَ أَكثر ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ فِيمَا كَانَ مَعْنَى فَاعِلٍ لَا مَعْنَى مَفْعُولٍ، فَافْهَمْ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُذَكَّرَ عَلَى إِرَادَةِ الْعُضْوِ، وَمِثْلُ هَذَا يَتَّسِعُ فِيهِ الْقَوْلُ؛ وَمَثْلُهُ قَوْلِ الأَعشى: أَرَى رَجُلًا مِنْهُمْ أَسِيفاً، كأَنما ... يَضُمُّ إِلَى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبا

أَي ذاتَ خِضَابٍ، أَو عَلَى إِرَادَةِ الْعُضْوِ كَمَا تَقَدَّمَ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُخَضَّبًا حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي يَضُمُّ. وبَكَيْتُه وبَكَيْتُ عَلَيْهِ بِمَعْنًى. قَالَ الأَصمعي: بَكَيْتُ الرجلَ وبَكَّيْتُه، بِالتَّشْدِيدِ، كِلَاهُمَا إِذَا بَكَيْتَ عَلَيْهِ، وأَبْكَيْته إِذَا صَنَعْتُ بِهِ مَا يُبْكِيه، قَالَ الشَّاعِرُ: الشمسُ طَالِعَةٌ، ليستْ بكاسفةٍ، ... تُبْكي عليكَ نُجومَ اللَّيْلِ والقَمرا «2» . واسْتَبْكَيْتُه وأَبْكَيْتُه بمعنى. والتِّبْكَاء: البُكاء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ بَعْضُ نِسَاءِ الأَعراب فِي تأْخيذ الرِّجَالِ أَخَّذتُه فِي دُبَّاء مُمَلأٍ مِنَ الْمَاءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاء فَلَا يَزَلْ فِي تِمْشاء وعينُه فِي تِبْكاء، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: التِّرشاءُ الحَبْلُ، والتِّمْشاء المَشيُ، والتِّبْكَاءُ البُكاء، وَكَانَ حُكْمُ هَذَا أَن يَقُولَ تَمْشاء وتَبْكاء لأَنهما مِنَ الْمَصَادِرِ الْمَبْنِيَّةِ لِلتَّكْثِيرِ كالتَّهْذار فِي الهَذْر والتَّلْعاب فِي اللَّعب، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، وَهَذِهِ الأُخْذَة قَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ كُلُّهَا شِعْرًا، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنْ مَنْهوك الْمُنْسَرِحِ؛ وَبَيْتُهُ: صَبْراً بَنِي عَبْد الدارْ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّبْكَاء، بِالْفَتْحِ، كَثْرَةُ البُكاء؛ وأَنشد: وأَقْرَحَ عَيْنَيَّ تَبْكَاؤُه، ... وأَحدَثَ فِي السَّمْعِ مِنِّي صَمَمْ وباكَيْتُ فُلَانًا فَبَكَيْتُه إِذَا كنتَ أَكثرَ بُكاءً مِنْهُ. وتَبَاكَى: تَكَلَّف البُكاءَ. والبَكِيُّ: الْكَثِيرُ البُكاء، عَلَى فَعِيلٍ. وَرَجُلٌ بَاكٍ، وَالْجَمْعُ بُكَاة وبُكِيٌّ، عَلَى فُعُول مِثْلَ جَالِسٍ وجُلُوس، إِلَّا أَنهم قَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً. وأَبْكَى الرجلَ: صَنَع بِهِ مَا يُبْكيه. وبَكَّاه عَلَى الفَقيدِ: هَيَّجه لِلْبُكَاءِ عَلَيْهِ وَدَعَاهُ إِلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ صَفيَّةُ قُومي وَلَا تَقْعُدِي، ... وبَكِّي النساءَ عَلَى حَمْزه وَيُرْوَى: وَلَا تَعْجزي، هَكَذَا رُوِيَ بالإِسكان، فَالزَّايُ عَلَى هَذَا هُوَ الرَّوِيُّ لَا الْهَاءُ لأَنها هَاءُ تَأْنِيثٍ، وَهَاءُ التأْنيث لَا تَكُونُ رَوِيًّا، وَمَنْ رَوَاهُ مُطْلَقًا قَالَ: عَلَى حَمْزَةَ، جَعَلَ التَّاءَ هِيَ الرَّوِيَّ وَاعْتَقَدَهَا تَاءً لَا هَاءً لأَن التَّاءَ تَكُونُ رَوِيًّا، وَالْهَاءُ لَا تَكُونُ الْبَتَّةَ رَوِيًّا. وبَكَاه بُكاءً وبَكَّاه، كِلَاهُمَا: بَكَى عَلَيْهِ وَرَثَاهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وكنتُ مَتَى أَرى زِقّاً صَريعاً، ... يُناحُ عَلَى جَنازَتِه، بَكَيْتُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَراد غَنَّيْتُ، فَجَعَلَ الْبُكَاءَ بِمَنْزِلَةِ الغِناء، وَاسْتَجَازَ ذَلِكَ لأَن البُكَاء كَثِيرًا مَا يَصْحَبه الصَّوْتُ كَمَا يَصْحَبُ الصَّوْتُ الْغِنَاءَ. والبَكَى، مَقْصُورٌ: نَبْتٌ أَو شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ بَكاة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَكَاة مثلُ البَشامة لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا عِنْدَ الْعَالِمِ بِهِمَا، وَهُمَا كَثِيرًا مَا تَنْبُتَانِ مَعًا، وَإِذَا قُطِعَتِ البَكاة هُريقت لَبَنًا أَبيض؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَى أَلف البُكَى بِالْيَاءِ لأَنها لَامٌ لِوُجُودِ ب ك ي وَعَدَمُ ب ك و، والله أَعلم. بلا: بَلَوْتُ الرجلَ بَلْواً وبَلاءً وابْتَلَيْته: اخْتَبَرْته، وبَلاهُ يَبْلُوه بَلْواً إِذَا جَرَّبَه واخْتَبَره. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: لَا أُبْلِي أَحداً بَعْدَك أَبداً. وَقَدِ ابْتَلَيْتُه فأَبْلاني أَي اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرني. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: إنَّ مِنْ أَصْحابي مَنْ لَا يَراني بَعدَ أَن فارَقَني، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: بِاللَّهِ أَمِنْهم أَنا؟ قَالَتْ: لَا وَلَنْ أُبْلِيَ أَحداً بعدَكَ أَي لا

_ (2). رواية ديوان جرير: تُبْكِي عليك أَي الشمس، ونصب نجوم الليل والقمر بكاسفة

أُخبِر بعدَك أَحداً، وأَصله مِنْ قَوْلِهِمْ أَبْلَيْتُ فُلاناً يَمِينًا إِذَا حلفتَ لَهُ بِيَمِينٍ طَيَّبْتَ بِهَا نَفْسَهُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَبْلَى بِمَعْنَى أَخْبَر. وابْتَلاه اللَّهُ: امْتَحَنَه، وَالِاسْمُ البَلْوَى والبِلْوَةُ والبِلْيَةُ والبَلِيَّةُ والبَلاءُ، وبُلِيَ بِالشَّيْءِ بَلاءً وابْتُلِيَ؛ والبَلاءُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. يُقَالُ: ابْتَلَيْته بَلَاءً حَسَنًا وبَلاءً سيِّئاً، وَاللَّهُ تَعَالَى يُبْلي العبدَ بَلاءً حَسَنًا ويُبْلِيه بَلَاءً سيِّئاً، نسأَل اللَّهَ تَعَالَى الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، وَالْجَمْعُ البَلايا، صَرَفُوا فَعائِلَ إِلَى فَعالى كَمَا قِيلَ فِي إِدَاوَةٍ. التَّهْذِيبُ: بَلاه يَبْلُوه بَلْواً، إِذَا ابتَلاه اللَّهُ ببَلاء، يُقَالُ: ابْتَلاه اللَّهُ ببَلاء. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ لَا تُبْلِنَا إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحسن ، وَالِاسْمُ البَلاء، أَي لَا تَمْتَحِنَّا. وَيُقَالُ: أَبْلاه اللَّهُ يُبْلِيه إبْلاءً حَسَنًا إِذَا صَنَعَ بِهِ صُنْعاً جَمِيلًا. وبَلاه اللهُ بَلاء وابْتَلاه أَي اختَبره. والتَّبَالِي: الِاخْتِبَارُ. والبَلاء: الِاخْتِبَارُ، يَكُونُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَفِي كِتَابِ هِرَقْلَ: فَمَشى قَيْصر إِلَى إيلِياء لمَّا أَبْلاهُ اللَّهُ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يُقَالُ مِنَ الْخَيْرِ أَبْلَيْته إبْلاءً، وَمِنَ الشَّرِّ بَلَوْته أَبْلُوه بَلاءً، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ أَن الِابْتِلَاءَ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ مَعًا مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ فِعْلَيْهِمَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا مَشَى قَيْصَرُ شُكْرًا لِانْدِفَاعِ فَارِسَ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والبَلاء الإِنعام؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ مَا فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ ؛ أَي إِنْعَامٌ بَيِّن. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أُبْلِيَ فَذَكَرَ فَقَد شَكَرَ ؛ الإِبلاء: الإِنعام والإِحسان. يُقَالُ: بَلَوْت الرجلَ وأَبْلَيْت عندَه بَلاء حَسَنًا. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: مَا عَلِمْتُ أَحداً أَبْلاه اللَّهُ أَحسنَ مِمَّا أَبْلاني ، والبَلاءُ الِاسْمُ، ممدودٌ. يُقَالُ: أَبْلاه اللهُ بَلاءً حَسَنًا وأَبْلَيْته مَعْرُوفًا؛ قَالَ زُهَيْرٌ: جَزَى اللهُ بالإِحسانِ مَا فَعَلا بِكُمْ، ... وأَبْلاهما خيرَ البَلاء الَّذي يَبْلُو أَي صَنَع بِهِمَا خيرَ الصَّنِيع الَّذِي يَبْلُو بِهِ عبادَه. وَيُقَالُ: بُلِيَ فلانٌ وابْتُلِيَ إِذَا امْتُحِنَ. والبَلْوَى: اسْمٌ مِنْ بَلاه اللَّهُ يَبْلُوه. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: أَنه أُقِيمَتِ الصلاةُ فَتَدافَعوها فَتَقدَّمَ حُذَيْفَةُ فَلَمَّا سَلَّم مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: لتَبْتَلُنَّ لَها إِمَامًا أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ لتَبْتَلُنَّ لَهَا إِمَامًا يَقُولُ لتَخْتارُنَّ، وأَصله مِنَ الابْتِلاء الِاخْتِبَارُ مِنْ بَلاه يَبْلُوه، وابْتَلاه أَي جَرَّبه؛ قَالَ: وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ فِي الْبَاءِ وَالتَّاءِ وَاللَّامِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ وَهُوَ أَشْبَهُ. وَنَزَلَتْ بَلاءِ عَلَى الْكُفَّارِ مِثْلُ قَطامِ: يَعْنِي البلاءَ. وأَبْلَيْت فُلَانًا عُذراً أَي بَيَّنت وَجْهَ الْعُذْرِ لأُزيل عَنِّي اللَّوْمَ. وأَبْلاه عُذراً: أَدَّاه إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ، وَكَذَلِكَ أَبْلاه جُهْدَه ونائِلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّمَا النذْرُ مَا ابْتُلِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ أَي أُريد بِهِ وجههُ وقُصِدَ بِهِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ: أَبْلِ اللَّهَ تَعَالَى عُذْراً فِي بِرِّها أَي أَعْطِه وأَبْلِغ العُذرَ فِيهَا إِلَيْهِ؛ الْمَعْنَى أَحسن فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ بِبِرِّكَ إِيَّاهَا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ يَوْمَ بَدْرٍ: عَسَى أَن يُعْطَى هَذَا مَن لَا يُبْلِي بَلائي أَي لا يعملُ مثلَ عَمَلِي فِي الْحَرْبِ، كأَنه يُرِيدُ أَفعل فِعْلًا أُخْتَبَر بِهِ فِيهِ وَيَظْهَرُ بِهِ خَيْرِي وَشَرِّي. ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ أَبْلَى فُلَانٌ إِذَا اجْتَهَدَ فِي صِفَةِ حَرْبٍ أَو كَرَمٍ. يُقَالُ: أَبْلَى ذَلِكَ اليومَ بَلاءً حَسَنًا، قَالَ: وَمِثْلُهُ بَالَى يُبَالِي مُبَالاةً؛ وأَنشد: مَا لِي أَراكَ قَائِمًا تُبَالِي، ... وأَنتَ قَدْ قُمْتَ مِنَ الهُزالِ؟

قَالَ: سَمِعَهُ وَهُوَ يَقُولُ أَكلْنا وشربْنا وفعَلْنا، يُعَدِّد المكارمَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ كَاذِبٌ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مَعْنَاهُ تُبَالِي تَنْظُرُ أَيهم أَحسن بَالًا وأَنت هَالِكٌ. قَالَ: وَيُقَالُ بَالَى فلانٌ فُلَانًا مُبَالاةً إِذَا فاخَرَه، وبَالاهُ يُبَالِيهِ إِذَا ناقَصَه، وبَالَى بِالشَّيْءِ يُبَالِي بِهِ إِذَا اهْتَمَّ بِهِ، وَقِيلَ: اشتقاقُ بَالَيْتُ مِنَ البَالِ بالِ النفسِ، وَهُوَ الاكْتِراثُ؛ وَمِنْهُ أَيضاً: لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي ذَلِكَ الأَمر أَي لَمْ يُكْرِثْني. ورجلٌ بِلْوُ شَرٍّ وبِلْيُ خَيرٍ أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ مُبْتَلًى بِهِ. وَإِنَّهُ لَبِلْوٌ وبِلْيٌ مِنْ أَبْلاءِ المالِ أَي قَيِّمٌ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لِلرَّاعِي الحسنِ الرِّعْيَة: إِنَّهُ لَبِلْوٌ مِنْ أَبْلائها، وحِبْلٌ مِنْ أَحْبالِها، وعِسْلٌ مِنْ أَعسالها، وزِرٌّ مِنْ أَزرارِها؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ لَجَإ: فصادَفَتْ أَعْصَلَ مِنْ أَبْلائِها، ... يُعْجِبُه النَّزْعُ عَلَى ظَمَائِهَا قُلِبَتِ الْوَاوُ فِي كُلِّ ذَلِكَ يَاءً لِلْكَسْرَةِ وَضُعِّفَ الْحَاجِزُ فَصَارَتِ الْكَسْرَةُ كأَنها بَاشَرَتِ الْوَاوَ. وَفُلَانٌ بِلْيُ أَسفارٍ إِذَا كَانَ قَدْ بَلاهُ السَّفَرُ والهَمُّ وَنَحْوُهُمَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَجَعَلَ ابْنُ جِنِّي الْيَاءَ فِي هَذَا بَدَلًا مِنَ الْوَاوِ لِضَعْفِ حَجْزِ اللَّامِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي قَوْلِهِ فُلَانٌ مِنْ عِلْيَةِ النَّاسِ. وبَلِيَ الثوبُ يَبْلَى بِلًى وبَلاء وأَبْلاه هُوَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: والمَرْءُ يُبْلِيهِ بَلاءَ السِّربالْ ... كرُّ اللَّيَالِي وانْتِقالُ الأَحوالْ أَراد: إِبْلَاءَ السِّرْبَالِ، أَو أَراد: فيَبْلى بَلاء السِّربال، إِذَا فَتَحتَ الْبَاءَ مَدَدْتَ وَإِذَا كَسرْتَ قَصَرْتَ، وَمِثْلُهُ القِرى والقَراءُ والصِّلى والصَّلاءُ. وبَلَّاه: كأَبْلاهُ؛ قَالَ العُجَير السَّلُولِيُّ: وقائِلَةٍ: هَذَا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ ... بِهِ أَبْطُنٌ بَلَّيْنَهُ وظُهور رَأَتْني تجاذَبْتُ الغَداةَ، ومَن يَكُنْ ... فَتًى عامَ عامَ الْمَاءِ، فَهْوَ كَبير وَقَالَ ابْنُ أَحمر: لَبِسْتُ أَبي حَتَّى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه، ... وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيا يُرِيدُ أَي عِشْتُ الْمُدَّةَ الَّتِي عَاشَهَا أَبي، وَقِيلَ: عامَرتُه طُول حَيَاتِي، وأَبْلَيْتُ الثَّوبَ. يُقَالُ للمُجِدِّ: أَبْلِ ويُخْلِفُ اللَّهُ، وبَلَّاهُ السَّفَرُ وبَلَّى عَلَيْهِ وأَبْلاه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي؛ قَلُوصانِ عَوْجاوانِ، بَلَّى عَليهِما ... دُؤوبُ السُّرَى، ثُمَّ اقْتِداحُ الهَواجِر وناقَةٌ بِلْوُ سفرٍ، بِكَسْرِ الْبَاءِ: أَبلاها السَّفَرُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: قَدْ بَلَّاها السَّفَرُ، وبِلْيُ سَفَر وبِلْوُ شَرّ وبِلْيُ شَرٍّ ورَذِيَّةُ سَفَرٍ ورَذِيُّ سَفَر ورَذاةُ سَفَرٍ، وَيُجْمَعُ رَذِيَّات، وَنَاقَةٌ بَلِيَّة: يَمُوتُ صَاحِبُهَا فَيُحْفَرُ لَدَيْهَا حُفْرَةٌ وَتُشَدُّ رأْسها إِلَى خلْفها وتُبْلَى أَي تُتْرَكُ هُنَاكَ لَا تُعْلَفُ وَلَا تُسْقَى حَتَّى تَمُوتَ جُوعًا وَعَطَشًا. كَانُوا يَزْعُمُونَ أَن النَّاسَ يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُكْبَانًا عَلَى الْبَلَايَا، أَو مُشاة إِذَا لَمْ تُعْكَس مَطاياهم عَلَى قُبُورِهِمْ، قُلْتُ: فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنهم كَانُوا يَرَوْنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْبَعْثَ وَالْحَشْرَ بالأَجساد، تَقُولُ مِنْهُ: بَلَّيتُ وأَبْلَيْت؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مَنازِل لَا تَرَى الأَنْصابَ فِيهَا، ... وَلَا حُفَرَ المُبَلِّي لِلمَنون أَي أَنها مَنَازِلُ أَهل الإِسلام دُونَ الْجَاهِلِيَّةِ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْقِرُون عندَ الْقَبْرِ بَقَرة أَو نَاقَةً أَو شَاةً ويُسمُّون العَقِيرَة البَلِيَّة، كَانَ إِذَا مَاتَ لَهُمْ مَنْ يَعِزّ عَلَيْهِمْ أَخذوا نَاقَةً فَعَقَلُوهَا عِنْدَ قَبْرِهِ فَلَا تُعْلَفُ وَلَا تُسْقَى إِلَى أَن تَمُوتَ، وَرُبَّمَا

حَفَرُوا لَهَا حَفِيرَةً وَتَرَكُوهَا فِيهَا إِلَى أَن تَمُوتَ. وبَلِيَّة: بِمَعْنَى مُبْلاةٍ أَو مُبَلَّاة، وَكَذَلِكَ الرَّذِيَّة بِمَعْنَى مُرَذَّاة، فعِيلة بِمَعْنَى مُفْعَلة، وجمعُ البَلِيَّةِ الناقةِ بَلايا، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: قَامَتْ مُبَلِّيات فُلَانٍ يَنُحْنَ عَلَيْهِ، وَهُنَّ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي يَقُمْنَ حَوْلَ رَاحِلَتِهِ فيَنُحْنَ إِذَا مَاتَ أَو قُتل؛ وَقَالَ أَبو زُبيد: كالبَلايا رُؤُوسُها فِي الوَلايا، ... مانِحاتِ السَّمومِ حُرَّ الخُدود الْمُحْكَمُ: نَاقَةٌ بِلْوُ سَفَرٍ قَدْ بَلَاهَا السَّفَرُ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ وَالْبَعِيرُ، وَالْجَمْعُ أَبلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لجَندَل بْنِ الْمُثَنَّى: ومَنْهَلٍ مِنَ الأَنيس نَاءِ، ... شَبيهِ لَوْنِ الأَرْضِ بالسَّماءِ، داوَيْتُه بِرُجَّعٍ أَبْلاءِ ابْنُ الأَعرابي: البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا الَّتِي قَدْ أَعْيت وَصَارَتْ نِضْواً هَالِكًا. وَيُقَالُ: نَاقَتُكَ بِلْوُ سَفَرٍ إِذَا أَبلاها السَّفَرُ. الْمُحْكَمُ: والبَلِيَّة النَّاقَةُ أَو الدَّابَّةُ الَّتِي كَانَتْ تُعْقَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، تُشدّ عِنْدَ قَبْرِ صَاحِبِهَا لَا تُعْلَفُ وَلَا تُسْقَى حَتَّى تَمُوتَ، كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ صَاحِبَهَا يُحْشَرُ عَلَيْهَا؛ قَالَ غَيْلان بْنُ الرَّبعِي: باتَتْ وباتُوا، كَبَلايا الأَبْلَاءْ، ... مُطْلَنْفِئِينَ عِندَها كالأَطْلاءْ يَصِفُ حَلْبة قَادَهَا أَصحابها إِلَى الْغَايَةِ، وَقَدْ بُلِيت. وأَبْلَيْت الرجلَ: أَحلفته. وابْتَلَى هُوَ: استَحْلف واستَعْرَف؛ قَالَ: تُبَغّي أَباها فِي الرِّفاقِ وتَبْتَلي، ... وأَوْدَى بِهِ فِي لُجَّةِ البَحرِ تمسَحُ أَي تسأَلهم أَن يَحْلِفُوا لَهَا، وَتَقُولَ لَهُمْ: نَاشَدْتُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْرِفُونَ لأَبي خَبَرًا؟ وأَبْلى الرجلَ: حَلَف لَهُ؛ قَالَ: وَإِنِّي لأُبْلِي الناسَ فِي حُبّ غَيْرها، ... فأَمَّا عَلَى جُمْلٍ فإنَي لَا أُبْلِي أَي أَحلف لِلنَّاسِ إِذَا قَالُوا هَلْ تُحِبُّ غَيْرَهَا أَني لَا أُحب غَيْرَهَا، فأَما عَلَيْهَا فَإِنِّي لَا أَحلف؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: قَوْلُهُ تَبْتَلِي فِي الْبَيْتِ الأَول تَخْتَبِرُ، والابْتِلاء الِاخْتِبَارُ بِيَمِينٍ كَانَ أَو غَيْرِهَا. وأَبْلَيْت فُلَانًا يَمِينًا إِبْلاءً إِذَا حَلَفْتَ لَهُ فطيَّبت بِهَا نَفْسَهُ، وَقَوْلُ أَوس بْنِ حَجَر: كأَنَّ جديدَ الأَرضِ، يُبْلِيكَ عنهُمُ، ... تَقِيُّ اليَمينِ، بعدَ عَهْدكَ، حالِفُ أَي يَحْلِفُ لَكَ؛ التَّهْذِيبُ: يَقُولُ كأَن جَدِيدَ أَرض هَذِهِ الدَّارِ وَهُوَ وَجْهُهَا لِمَا عَفَا مِنْ رُسُومِهَا وامَّحَى مِنْ آثَارِهَا حالفٌ تَقِيّ الْيَمِينِ، يَحْلِفُ لَكَ أَنه مَا حَلَّ بِهَذِهِ الدَّارِ أَحد لِدُروس مَعَاهِدِهَا وَمَعَالِمِهَا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ يُبْلِيكَ عَنْهُمْ: أَراد كأَنّ جَدِيدَ الأَرض فِي حَالِ إِبْلائه إِيَّاكَ أَي تَطْيِيبِهِ إِيَّاكَ حالفٌ تَقِيُّ الْيَمِينِ. وَيُقَالُ: أَبْلى اللَّهَ فلانٌ إِذَا حَلَفَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فَأَوْجِع الجَنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا، ... أَو يُبْلِيَ اللَّهُ يَميناً صَبْرا وَيُقَالُ: ابتَلَيْت أَي استَحْلَفتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُسائِلُ أَسْماءُ الرِّفاقَ وتَبْتَلي، ... ومنْ دُونِ مَا يَهْوَيْنَ بابٌ وحاجبُ أَبو بَكْرٍ: البِلاءُ هُوَ أَن يَقُولَ لَا أُبَالي مَا صَنَعْتُ مُبالاةً وبِلاءً، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ بَليَ الثوبُ. وَمِنْ كَلَامِ الْحَسَنِ: لَمْ يُبَالِهِمُ اللهُ بَالَةً. وَقَوْلُهُمْ: لَا أُبَالِيه لَا أَكْتَرِثُ لَهُ. وَيُقَالُ: مَا أُبَاليهِ بَالَةً وبَالًا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

أَغَدْواً واعَدَ الحَيّ الزِّيالا، ... وشَوْقاً لَا يُبَالِي العَيْنَ بَالا وبِلاءً ومُبَالاةً وَلَمْ أُبَالِ وَلَمْ أُبَلْ، عَلَى الْقَصْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وتَبْقَى حُثالَةٌ لَا يُبَالِيهمُ اللهُ بَالَةً ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يُبَالِي بِهِمْ بَالَةً أَي لَا يَرْفَعُ لَهُمْ قَدْرًا وَلَا يُقِيمُ لَهُمْ وَزْنًا، وأَصل بَالَةً بَالِيَةً مِثْلَ عَافَاهُ عَافِيَةً، فَحَذَفُوا الْيَاءَ مِنْهَا تَخْفِيفًا كَمَا حَذَفُوا مِنْ لَمْ أُبَلْ. يُقَالُ: مَا بَالَيْته وَمَا بَالَيْت بِهِ أَي لَمْ أَكترث بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي ؛ وَحَكَى الأَزهري عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ: أَن مَعْنَاهُ لَا أَكره. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أُبَالِيه بَالَةً. وَحَدِيثُ الرَّجُلِ مَعَ عَمَله وأَهلِه ومالِهِ قَالَ: هُوَ أَقَلُّهم بِهِ بَالَةً أَي مُبَالَاةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فَإِذَا قَالُوا لَمْ أُبَلْ حَذَفُوا الأَلف تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ كَمَا حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَا أَدْر، كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بِالْمَصْدَرِ فَيَقُولُونَ مَا أُبَالِيه بَالَةً، والأَصل فِيهِ بَالِيَةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يُحْذَفِ الأَلف مِنْ قَوْلِهِمْ لَمْ أُبَل تَخْفِيفًا، وَإِنَّمَا حُذِفَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وسأَلت الْخَلِيلَ عَنْ قَوْلِهِمْ لَمْ أُبَلْ فَقَالَ: هِيَ مِنْ بَالَيْتُ، وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا أَسكنوا اللَّامَ حَذَفُوا الأَلف لِئَلَّا يَلْتَقِيَ سَاكِنَانِ، وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ بِالْجَزْمِ لأَنه مَوْضِعُ حَذْفٍ، فَلَمَّا حَذَفُوا الْيَاءَ الَّتِي هِيَ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ بَعْدَ اللَّامِ صَارَتْ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ نُونِ يَكُنْ حَيْثُ أُسكنت، فَإِسْكَانُ اللَّامِ هُنَا بِمَنْزِلَةِ حَذْفِ النُّونِ مِنْ يَكُنْ، وَإِنَّمَا فَعَلُوا هَذَا بِهَذَيْنِ حَيْثُ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ حَذْفُ النُّونِ وَالْحَرَكَاتِ، وَذَلِكَ نَحْوُ مُذْ وُلِدَ وَقَدْ عُلِمَ، وَإِنَّمَا الأَصل مُنْذُ وَلِدْنَ وَقَدْ عَلِمَ، وَهَذَا مِنَ الشَّوَاذِّ وَلَيْسَ مِمَّا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَيَطَّرِدُ، وَزَعَمَ أَن نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ لَمْ أُبَلِهِ، لَا يَزِيدُونَ عَلَى حَذْفِ الأَلف كَمَا حَذَفُوا عُلَبِطاً، حَيْثُ كَثُرَ الْحَذْفُ فِي كَلَامِهِمْ كَمَا حَذَفُوا أَلف احمَرَّ وأَلف عُلَبِطٍ وَوَاوَ غَدٍ، وَكَذَلِكَ فَعَلُوا بِقَوْلِهِمْ بَلِيَّة كأَنها بَالِيَةٌ بِمَنْزِلَةِ الْعَافِيَةِ، وَلَمْ يَحْذِفُوا لَا أُبَالِي لأَن الْحَذْفَ لَا يَقْوَى هُنَا وَلَا يَلْزَمُهُ حَذْفٌ، كَمَا أَنهم إِذَا قَالُوا لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ فَكَانَتْ فِي مَوْضِعِ تَحَرُّكٍ لَمْ تُحْذَفْ، وَجَعَلُوا الأَلف تَثْبُتُ مَعَ الْحَرَكَةِ، أَلا تَرَى أَنها لَا تُحْذَفُ فِي أُبالي فِي غَيْرِ مَوْضِعِ الْجَزْمِ، وَإِنَّمَا تُحْذَفُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تُحْذَفُ مِنْهُ الْحَرَكَةُ؟ وَهُوَ بِذِي بِلِّيٍّ وبَلَّى وبُلَّى وبِلَّى وبَلِيٍّ وبِلِيَّانٍ وبَلَيانٍ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَاللَّامِ إِذَا بَعُدَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَعْرِفَ مَوْضِعَهُ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَوْلُهُمْ أَتى عَلَى ذِي بِلِيَّانَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ وَهُوَ عَلَمُ الْبُعْدِ. وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنه قَالَ إِنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى الشَّامِ وَهُوَ لَهُ مُهِمٌّ، فَلَمَّا أَلْقَى الشامُ بَوانِيَهُ وَصَارَ ثَنِيَّهُ «3». عَزَلَنِي وَاسْتَعْمَلَ غَيْرِي، فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا وَاللَّهِ الفِتْنةُ؛ فَقَالَ خَالِدٌ: أَما وابنُ الْخَطَّابِ حيٌّ فَلَا، وَلَكِنَّ ذَاكَ إِذَا كَانَ النَّاسُ بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بَلَّى ؛ قَوْلُهُ: أَلْقَى الشامُ بَوَانِيَهُ وَصَارَ ثَنِيَّهُ أَي قَرَّ قَرارُهُ واطْمَأَنَّ أَمرُه،. وأَما قَوْلُهُ إِذَا كَانَ النَّاسُ بِذِي بِلِّيٍّ فَإِنَّ أَبا عُبَيْدٍ قَالَ: أَراد تَفَرُّقَ النَّاسِ وأَن يَكُونُوا طَوَائِفَ وَفِرَقًا مِنْ غَيْرِ إِمَامٍ يَجْمَعُهُمْ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ بَعُدَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَعْرِفَ مَوْضِعَهُ فَهُوَ بِذِي بِلِّيٍّ، وَهُوَ مِنْ بَلَّ فِي الأَرض إِذَا ذَهَبَ، أَراد ضَيَاعَ أُمور النَّاسِ بَعْدَهُ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: بِذِي بِلِّيان؛ قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يُنْشِدُ هَذَا الْبَيْتَ فِي رَجُلٍ يُطِيلُ النَّوْمَ: تَنامُ ويَذْهبُ الأَقْوامُ حَتَّى ... يُقالَ: أَتَوْا على ذي بِلِّيانِ يَعْنِي أَنه أَطال النَّوْمَ وَمَضَى أَصحابه فِي سَفَرِهِمْ حتى

_ (3). قوله [وصار ثنيه] كذا بالأصل

صَارُوا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ مَكَانَهُمْ مِنْ طُولِ نَوْمِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَصَرَفَهُ عَلَى مَذْهَبِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ بِذِي بَلِيٍّ وَذِي بِلِّيَانٍ إِذَا كَانَ ضَائِعًا بَعِيدًا عَنْ أَهله. وتَبْلى وبَلِيٌّ: اسْمَا قَبِيلَتَيْنِ. وبَلِيٌّ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ بَلَوِيٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: بَلِيٌّ، عَلَى فَعِيلٍ، قَبِيلَةٌ مِنْ قُضَاعَةَ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ بَلَوِيّ. والأَبْلاءُ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ عَلَى أَفعال إِلَّا الأَبواء والأَنْبار والأَبْلاء. وبَلَى: جَوَابُ اسْتِفْهَامٍ فِيهِ حَرْفُ نَفْيٍ كَقَوْلِكَ أَلم تَفْعَلْ كَذَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى. وبَلَى: جَوَابُ اسْتِفْهَامٍ مَعْقُودٍ بِالْجَحْدِ، وَقِيلَ: يَكُونُ جَوَابًا لِلْكَلَامِ الَّذِي فِيهِ الْجَحْدُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى . التَّهْذِيبُ: وَإِنَّمَا صَارَتْ بَلَى تَتَّصِلُ بِالْجَحْدِ لأَنها رُجُوعٌ عَنِ الْجَحْدِ إِلَى التَّحْقِيقِ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ بَلْ، وَبَلْ سَبِيلُهَا أَن تأَتي بَعْدَ الْجَحْدِ كَقَوْلِكَ: مَا قَامَ أَخوك بَلْ أَبوك، وَمَا أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك، قَالَ: وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَلا تَقُومَ؟ فَقَالَ لَهُ: بَلَى، أَراد بَلْ أَقوم، فزادوا الأَلف على بَلْ لِيَحْسُنَ السُّكُوتُ عَلَيْهَا، لأَنه لَوْ قَالَ بَلْ كَانَ يَتَوَقَّعُ كَلَامًا بَعْدَ بل، فزادوا الأَلف ليزول عَنِ المخاطَب هَذَا التَّوَهُّمُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً، ثُمَّ قَالَ: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ؛ وَالْمَعْنَى بَلْ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: بَلْ حُكْمُهَا الِاسْتِدْرَاكُ أَينما وَقَعَتْ فِي جَحْدٍ أَو إِيجَابٍ، قَالَ: وبَلَى يَكُونُ إِيجَابًا لِلْمَنْفِيِّ لَا غَيْرُ. الْفَرَّاءُ قَالَ: بَل تأْتي لِمَعْنَيَيْنِ: تَكُونُ إِضْرَابًا عَنِ الأَول وَإِيجَابًا لِلثَّانِي كَقَوْلِكَ عِنْدِي لَهُ دِينَارٌ لَا بَلْ دِينَارَانِ، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَنها تُوجِبُ مَا قَبْلَهَا وَتُوجِبُ مَا بَعْدَهَا وَهَذَا يُسَمَّى الاستدراك لأَنه أَراده فنسيه ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ بَلْ وَاللَّهِ لَا آتِيكَ وبَنْ وَاللَّهِ، يَجْعَلُونَ اللَّامَ فِيهَا نُونًا؛ قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ بَنِي سَعْدٍ وَلُغَةُ كَلْبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْبَاهِلِيِّينَ يَقُولُونَ لَا بَنْ بِمَعْنَى لَا بَلْ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي ؛ جَاءَ بِبَلَى الَّتِي هِيَ مَعْقُودَةٌ بِالْجَحْدِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكَلَامِ لَفْظُ جَحْدٍ، لأَن قَوْلَهُ تَعَالَى: لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي؛ فِي قُوَّةِ الْجَحْدِ كأَنه قَالَ مَا هُدِيتُ، فَقِيلَ بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْوَاوِ لأَن الْوَاوَ أَظهر هُنَا مِنَ الْيَاءِ، فَحُمِلَتْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيهِ عَلَى مَا ظَهَرَتْ فِيهِ؛ قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الإِمالة جَائِزَةٌ فِي بَلَى، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الْيَاءِ. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: إِنَّمَا جَازَتِ الإِمالة فِي بَلَى لأَنها شَابَهَتْ بِتَمَامِ الْكَلَامِ وَاسْتِقْلَالِهِ بِهَا وَغَنَائِهَا عَمَّا بَعْدَهَا الأَسماء الْمُسْتَقْبَلَةَ بأَنفسها، فَمِنْ حَيْثُ جَازَتْ إِمَالَةُ الأَسماء جَازَتْ أَيضاً إِمَالَةُ بَلَى، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ فِي جَوَابِ مَنْ قَالَ أَلم تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا: بَلَى، فَلَا تَحْتَاجُ لِكَوْنِهَا جَوَابًا مُسْتَقِلًّا إِلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا، فَلَمَّا قَامَتْ بِنَفْسِهَا وَقَوِيَتْ لَحِقَتْ فِي الْقُوَّةِ بالأَسماء فِي جَوَازِ إِمَالَتِهَا كَمَا أُميل أنَّى وَمَتَى. الْجَوْهَرِيُّ: بَلَى جَوَابٌ لِلتَّحْقِيقِ يُوجِبُ مَا يُقَالُ لَكَ لأَنها تَرْكٌ لِلنَّفْيِ، وَهِيَ حَرْفٌ لأَنها نَقِيضَةُ لَا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ بَلَى وَنَعَمْ اسْمَيْنِ، وَقَالَ: بَلْ مخففٌ حرفٌ، يُعْطَفُ بِهَا الْحَرْفُ الثَّانِي عَلَى الأَول فَيَلْزَمُهُ مِثْلُ إِعْرَابِهِ، وَهُوَ الإِضراب عَنِ الأَول لِلثَّانِي، كَقَوْلِكَ: مَا جَاءَنِي زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو، وَمَا رأَيت زَيْدًا بَلْ عَمْرًا، وَجَاءَنِي أَخوك بَلْ أَبوك، تَعْطِفُ بِهَا بَعْدَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ جَمِيعًا؛ وَرُبَّمَا وَضَعُوهُ مَوْضِعَ رُبَّ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ: بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يَعْنِي رُبَّ مَهْمَهٍ، كَمَا يُوضَعُ الْحَرْفُ مَوْضِعَ غَيْرِهِ اتِّسَاعًا؛ وَقَالَ آخَرُ:

بَلْ جَوْز تَيْهاءَ كظَهْرِ الحَجَفَتْ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ؛ قَالَ الأَخفش عَنْ بَعْضِهِمْ: إِنَّ بَلْ هاهنا بِمَعْنَى إِنَّ، فَلِذَلِكَ صَارَ الْقَسَمُ عَلَيْهَا؛ قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَعْمَلَتْهُ الْعَرَبُ فِي قَطْعِ كلام واستئناف آخر فينشد الرَّجُلُ مِنْهُمُ الشِّعْرَ فَيَقُولُ: بَلْ مَا هاجَ أَحزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا وَيَقُولُ: بَلْ وبَلْدَةٍ مَا الإِنسُ منْ آهالِها بني: بَنَا فِي الشَّرَفِ يَبْنُو؛ وعلى هذا تُؤُوِّلَ قَوْلُ الْحَطِيئَةِ: أُولَئِكَ قومٌ إنْ بَنَوا أَحْسنُوا البُنا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا إِنَّهُ جمعُ بُنْوَة أَو بِنْوَة؛ قَالَ الأَصمعي: أَنشدت أَعرابيّاً هَذَا الْبَيْتَ أَحسنوا البِنا، فَقَالَ: أَي بُنا أَحسنوا البُنَا، أَراد بالأَول أَي بُنَيّ. والابنُ: الْوَلَدُ، وَلَامُهُ فِي الأَصل مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ عِنْدَ بَعْضِهِمْ كأَنه مِنْ هَذَا. وَقَالَ فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ: الابْنُ الْوَلَدُ، فَعَلٌ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ مُجْتَلَبٌ لَهَا أَلف الْوَصْلِ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَضَى أَنه مِنَ الْيَاءِ لأَن بَنَى يَبْنِي أَكثر فِي كَلَامِهِمْ مَنْ يَبْنُو، وَالْجَمْعُ أَبْنَاء. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَبْنَاءُ أَبْنَائِهِم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأُنثى ابْنَة وبِنْتٌ؛ الأَخيرة عَلَى غَيْرِ بِنَاءِ مُذَكَّرِهَا، ولامِ بِنْت وَاوٌ، وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنْهَا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ؛ أَصله بِنْوَة وَوَزْنُهَا فعلٌ، فأُلحقتها التاءُ الْمُبْدَلَةُ مِنْ لَامِهَا بِوَزْنِ حِلْسٍ فَقَالُوا بِنْتٌ، وَلَيْسَتِ التَّاءُ فِيهَا بِعَلَامَةِ تأَنيث كَمَا ظَنَّ مَنْ لَا خِبْرَة لَهُ بِهَذَا اللِّسَانِ، وَذَلِكَ لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا، هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِ فِي بَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ فَقَالَ: لَوْ سَمَّيْتَ بِهَا رَجُلًا لَصَرَفْتَهَا مَعْرِفَةً، وَلَوْ كَانَتْ للتأْنيث لَمَا انْصَرَفَ الِاسْمُ، عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ قَدْ تسمَّح فِي بَعْضِ أَلفاظه فِي الْكِتَابِ فَقَالَ فِي بِنْت: هِيَ عَلَامَةُ تأْنيث، وَإِنَّمَا ذَلِكَ تَجَوُّزٌ مِنْهُ فِي اللَّفْظِ لأَنه أَرسله غُفْلًا، وَقَدْ قَيَّدَهُ وَعَلَّلَهُ فِي بَابِ مَا لَا يَنْصَرِفُ، والأَخذ بِقَوْلِهِ المُعَلَّل أَقوى مِنَ الْقَوْلِ بِقَوْلِهِ المُغْفَل المُرْسَل، ووَجهُ تجوُّزه أَنه لَمَّا كَانَتِ التَّاءُ لَا تُبْدَلُ مِنَ الْوَاوِ فِيهَا إِلَّا مَعَ الْمُؤَنَّثِ صَارَتْ كأَنها عَلَامَةُ تأْنيث، قَالَ: وأَعني بِالصِّيغَةِ فِيهَا بِنَاءَهَا عَلَى فِعْل وأَصلها فَعَلٌ بِدَلَالَةِ تَكْسِيرِهِمْ إِيَّاهَا عَلَى أَفعال، وإبدالُ الْوَاوِ فِيهَا لازمٌ لأَنه عَمَلٌ اخْتَصَّ بِهِ الْمُؤَنَّثُ، وَيَدُلُّ أَيضاً عَلَى ذَلِكَ إِقَامَتُهُمْ إِيَّاهُ مَقَامَ الْعَلَامَةِ الصَّرِيحَةِ وتعاقُبُها فِيهَا عَلَى الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ، وَذَلِكَ نَحْوُ ابْنَةٍ وبِنْتٍ، فَالصِّيغَةُ فِي بِنْتٍ قَائِمَةٌ مَقَامَ الْهَاءِ فِي ابنةٍ، فَكَمَا أَن الْهَاءَ عَلَامَةُ تأْنيث فَكَذَلِكَ صِيغَةُ بنتٍ عَلَامَةُ تأْنيثها، وَلَيْسَتْ بِنْتٌ مِنِ ابْنَةٍ كصَعب مِنْ صَعْبة، إِنَّمَا نظيرُ صَعْبَةٍ مِنْ صَعُبَ ابنَةٌ مِنِ ابْنٍ، وَلَا دَلَالَةَ لَكَ فِي البُنُوَّة عَلَى أَن الذَّاهِبَ مِنْ بِنْت وَاوٌ، لَكِنَّ إِبْدَالَ التَّاءِ مِنْ حَرْفِ الْعِلَّةِ يَدُلُّ عَلَى أَنه مِنَ الْوَاوِ، لأَن إِبْدَالَ التَّاءِ مِنَ الْوَاوِ أَضعف مِنْ إِبْدَالِهَا مِنَ الْيَاءِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وأَلحقوا ابْناً الْهَاءَ فَقَالُوا ابْنَة، قَالَ: وأَما بِنْتٌ فَلَيْسَ عَلَى ابْنٍ، وَإِنَّمَا هِيَ صِيغَةٌ عَلَى حِدَةٍ، أَلحقوها الْيَاءَ للإِلحاق ثُمَّ أَبدلوا التَّاءَ مِنْهَا، وَقِيلَ: إِنَّهَا مُبدلة مِنْ وَاوٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَإِنَّمَا بِنْتٌ كعِدْل، وَالنِّسَبُ إِلَى بِنْت بَنَوِيٌّ، وَقَالَ يُونُسُ: بِنْتِيٌّ وأُخْتِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مَرْدُودٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْعَرَبُ تَقُولُ هَذِهِ بِنْت فُلَانٍ وَهَذِهِ ابْنَةُ فُلَانٍ، بِتَاءٍ ثَابِتَةٍ فِي الْوَقْفِ وَالْوَصْلِ، وَهُمَا لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ إِبْنَةٌ فَهُوَ خطأٌ وَلَحْنٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا تَقُلِ إِبْنَة لأَن الأَلف

إِنَّمَا اجْتُلِبَتْ لِسُكُونِ الْبَاءِ، فَإِذَا حَرَّكْتَهَا سَقَطَتْ، والجمعُ بَنَاتٌ لَا غَيْرَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: ابْنٌ كَانَ فِي الأَصل بِنْوٌ أَو بَنَوٌ، والأَلف أَلف وَصْلٍ فِي الابْن، يُقَالُ ابْنٌ بيِّنُ البُنُوَّة، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَصله بَنَياً، قَالَ: وَالَّذِينَ قَالُوا بَنُونَ كأَنهم جَمَعُوا بَنَياً بَنُونَ، وأَبْنَاء جمْعَ فِعْل أَو فَعَل، قَالَ: وبِنْت تَدُلُّ عَلَى أَنه يَسْتَقِيمُ أَن يَكُونَ فِعْلًا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعَلًا، نُقِلَتْ إِلَى فعْلٍ كَمَا نُقِلَتْ أُخْت مَنْ فَعَل إِلَى فُعْلٍ، فأَما بَنَاتٌ فَلَيْسَ بِجَمْعِ بِنْتٍ عَلَى لَفْظِهَا، إِنَّمَا رُدَّتْ إِلَى أَصلها فَجُمَعَتْ بَناتٍ، عَلَى أَن أَصل بِنْت فَعَلة مِمَّا حُذِفَتْ لَامُهُ. قَالَ: والأَخفش يَخْتَارُ أَن يَكُونَ الْمَحْذُوفُ مِنَ ابْن الْوَاوَ، قَالَ: لأَنه أَكثر مَا يُحْذَفُ لِثِقَلِهِ وَالْيَاءُ تُحْذَفُ أَيضاً لأَنها تُثْقِلُ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَن يَدًا قَدْ أَجمعوا عَلَى أَن الْمَحْذُوفَ مِنْهُ الْيَاءُ، وَلَهُمْ دَلِيلٌ قَاطِعٌ مَعَ الإِجماع يُقَالُ يَدَيْتُ إِلَيْهِ يَداً، ودمٌ مَحْذُوفٌ مِنْهُ الْيَاءُ، والبُنُوَّة لَيْسَ بِشَاهِدٍ قَاطِعٍ لِلْوَاوِ لأَنهم يَقُولُونَ الفُتُوَّة وَالتَّثْنِيَةُ فِتْيَانُ، فَابْنٌ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَحْذُوفُ مِنْهُ الْوَاوَ أَو الْيَاءَ، وَهُمَا عِنْدَنَا مُتَسَاوِيَانِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالِابْنُ أَصله بَنَوٌ، وَالذَّاهِبُ مِنْهُ وَاوٌ كَمَا ذَهَبَ مِنْ أَبٍ وأَخ لأَنك تَقُولُ فِي مُؤَنَّثِهِ بنتٌ وأُخت، وَلَمْ نَرَ هَذِهِ الْهَاءَ تَلْحَقُ مُؤَنَّثًا إِلَّا وَمُذَكَّرَهُ مَحْذُوفُ الْوَاوِ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَخَوات وَهَنَوَاتٌ فِيمَنْ رَدَّ، وَتَقْدِيرُهُ مِنَ الْفِعْلِ فَعَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن جَمْعَهُ أَبناء مِثْلَ جَمَلٍ وأَجمال، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلًا أَو فُعْلًا اللَّذَيْنِ جَمَعَهُمَا أَيضاً أَفعال مِثْلَ جِذْع وقُفْل، لأَنك تَقُولُ فِي جَمْعِهِ بَنُون، بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَلَا يَجُوزُ أَيضاً أَن يَكُونَ فَعْلًا، سَاكِنَةَ الْعَيْنِ، لأَن الْبَابَ فِي جَمْعِهِ إِنَّمَا هُوَ أَفْعُل مِثْلُ كَلْب وأَكْلُب أَو فُعُولٌ مِثْلُ فَلْس وفُلوس. وَحَكَى الْفَرَّاءُ عَنِ الْعَرَبِ: هَذَا مِنَ ابْنَاوَاتِ الشِّعْبِ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ كَلْب. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ؛ كَنَّى ببَنَاتِه عَنْ نِسَائِهِمْ، وَنِسَاءُ أُمةِ كُلِّ نَبِيٍّ بِمَنْزِلَةِ بَنَاتِهِ وأَزواجُه بِمَنْزِلَةِ أُمهاتهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ابْنُمٌ، فَزَادُوا الْمِيمَ كَمَا زِيدَتْ فِي فُسْحُمٍ ودِلْقِمٍ، وكأَنها فِي ابْنُمٍ أَمثَلُ قَلِيلًا لأَن الِاسْمَ مَحْذُوفُ اللَّامِ، فكأَنها عِوَضٌ مِنْهَا، وَلَيْسَ فِي فُسْحُمٍ وَنَحْوِهِ حَذْفٌ؛ فأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ: بُكاءَ ثَكْلى فَقَدَتْ حَميما، ... فهي تَرَنَّى بأَبا وابْنَاما فَإِنَّمَا أَراد: وابْنِيما، لَكِنْ حَكَى نُدْبَتها، واحتُمِل الْجَمْعُ بَيْنَ الْيَاءِ والأَلف هاهنا لأَنه أَراد الْحِكَايَةَ، كأَنَّ النَّادِبَةَ آثَرَتْ وَا ابْنا عَلَى وَا ابْني، لأَن الأَلف هاهنا أَمْتَع نَدْبًا وأَمَدُّ لِلصَّوْتِ، إِذْ فِي الأَلف مِنْ ذَلِكَ مَا لَيْسَ فِي الْيَاءِ، وَلِذَلِكَ قَالَ بأَبا وَلَمْ يَقُلْ بأَبي، وَالْحِكَايَةُ قَدْ يُحْتَمل فِيهَا مَا لَا يُحْتَمَلُ فِي غَيْرِهَا، أَلا تَرَى أَنهم قَدْ قَالُوا مَن زَيْدًا فِي جَوَابِ مَنْ قَالَ رأَيت زَيْدًا، ومَنْ زيدٍ فِي جَوَابِ مَنْ قَالَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ؟ وَيُرْوَى: فَهِيَ تُنادي بأَبي وابْنِيما فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ على وجه وَمَا فِي كُلِّ ذَلِكَ زَائِدَةٌ، وَجَمْعُ البِنْتِ بَناتٌ، وَجَمْعُ الابْن أَبْنَاء، وَقَالُوا فِي تَصْغِيرِهِ أُبَيْنُون؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَنشدني ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ السَّفَّاحُ بْنُ بُكير الْيَرْبُوعِيُّ: مَنْ يَكُ لَا ساءَ، فَقَدْ ساءَني ... تَرْكُ أُبَيْنِيك إِلَى غَيْرِ رَاعٍ

إِلَى أَبي طَلحةَ، أَو واقدٍ ... عُمْرِي فَاعْلَمِي لِلضَّيَاعِ «1» . قَالَ: أُبَيْنِي تَصْغِيرُ بَنِينَ، كأَنَّ وَاحِدَهُ إِبْنٌ مَقْطُوعُ الأَلف، فَصَغَّرَهُ فَقَالَ أُبين، ثُمَّ جَمَعَهُ فَقَالَ أُبَيْنُون؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ كأَنَّ وَاحِدَهُ إِبْنٌ، قَالَ: صَوَابُهُ كأَنَّ وَاحِدَهُ أَبْنى مِثْلِ أَعْمَى لِيَصِحَّ فِيهِ أَنه مُعْتَلُّ اللَّامِ، وأَن وَاوَهُ لَامٌ لَا نُونٌ بِدَلِيلِ البُنُوَّة، أَو أَبْنٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى مَيْلِ الْفَرَّاءِ أَنه مِثْلُ أَجْرٍ، وأَصله أَبْنِوٌ، قَالَ: وَقَوْلُهُ فَصَغَّرَهُ فَقَالَ أُبَيْنٌ إِنَّمَا يَجِيءُ تَصْغِيرُهُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أُبَيْنٍ مِثْلُ أُعَيْمٍ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُبَيْنى لَا تَرْمُوا جَمْرة العَقَبة حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي صِيغَتِهَا وَمَعْنَاهَا، فَقِيلَ إِنَّهُ تَصْغِيرٌ أَبْنى كأَعْمَى وأُعَيْمٍ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ، وَقِيلَ: إِنَّ ابْناً يُجْمَعُ عَلَى أَبْنَا مَقْصُورًا وَمَمْدُودًا، وَقِيلَ: هُوَ تَصْغِيرُ ابْنٍ، وَفِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ تَصْغِيرُ بَنِيَّ جَمْعُ ابْنٍ مُضَافًا إِلَى النَّفْسِ، قَالَ: وَهَذَا يُوجِبُ أَن يَكُونَ صِيغَةُ اللَّفْظَةِ فِي الْحَدِيثِ أُبَيْنِيَّ بِوَزْنِ سُرَيْجيّ، وَهَذِهِ التَّقْدِيرَاتُ عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ «2». وَالِاسْمُ البُنُوَّةُ. قَالَ اللَّيْثُ: البُنُوَّةُ مَصْدَرُ الِابْنِ. يُقَالُ: ابْنٌ بَيّنُ البُنُوَّة. وَيُقَالُ: تَبَنَّيْتُه أَي ادَّعيت بُنُوَّتَه. وتَبَنَّاه: اتَّخَذَهُ ابْنًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تَبَنَّى بِهِ يُرِيدُ تَبَنَّاه. وَفِي حَدِيثِ أَبي حُذَيْفَةَ: أَنه تَبَنَّى سَالِمًا أَي اتَّخَذَهُ ابْنًا، وَهُوَ تَفَعُّلٌ مِنْ الابْن، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الأَبْنَاء بَنَوِيٌّ وأَبْنَاوِيٌّ نَحْوُ الأَعرابيِّ، يُنْسَبُ إِلَى الأَعراب، وَالتَّصْغِيرُ بُنَيٌّ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يَا بُنَيِّ وَيَا بُنَيَّ لُغَتَانِ مِثْلُ يَا أَبتِ وَيَا أبَتَ، وَتَصْغِيرُ أَبْنَاء أُبَيْنَاء، وَإِنْ شِئْتَ أُبَيْنُونَ عَلَى غَيْرِ مُكَبَّرِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالنِّسْبَةُ إِلَى ابْنٍ بَنَوِيّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ ابْنِيّ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذَا نَسَبْتَ إِلَى أَبْنَاء فَارِسَ قُلْتَ بَنَوِيّ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُمْ أَبْنَاوِيّ فَإِنَّمَا هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى أَبْنَاء سَعْدٍ لأَنه جَعَلَ اسْمًا لِلْحَيِّ أَو لِلْقَبِيلَةِ، كَمَا قَالُوا مَدايِنِيٌّ جَعَلُوهُ اسْمًا لِلْبَلَدِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذَا نَسَبْتَ إِلَى بِنْت أَو إِلَى بُنَيَّاتِ الطَّريق قُلْتَ بَنَوِيّ لأَن أَلف الْوَصْلِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، فَإِذَا حَذَفْتَهَا فَلَا بُدَّ مِنْ رَدِّ الْوَاوِ. وَيُقَالُ: رأَيت بَنَاتَك، بِالْفَتْحِ، ويُجرونه مُجْرَى التَّاءِ الأَصلية. وبُنَيَّاتُ الطَّرِيقِ: هِيَ الطُّرُق الصِّغَارُ تَتَشَعَّبُ مِنَ الجادَّة، وَهِيَ التُّرَّهاتُ. والأَبْنَاء: قَوْمٌ مِنْ أَبناء فَارِسَ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وأَبْنَاء فَارِسَ قَوْمٌ مِنْ أَولادهم ارْتَهَنَتْهُمُ الْعَرَبُ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ارْتُهِنُوا بِالْيَمَنِ وَغَلَبَ عَلَيْهِمُ اسْمُ الأَبْنَاء كَغَلَبَةِ الأَنصار، والنسب إليهم على ذَلِكَ أَبْنَاوِيٌّ فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ، كَذَلِكَ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْهُمْ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبو الْخَطَّابِ أَن نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ فِي الإِضافة إِلَيْهِ بَنَوِيٌّ، يَرُدُّونه إِلَى الْوَاحِدِ، فَهَذَا عَلَى أَن لَا يَكُونَ اسْمًا لِلْحَيِّ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ البُنُوَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ مِنَ الأَبْنَاء ، قَالَ: الأَبْنَاء فِي الأَصل جَمْعُ ابْنٍ. وَيُقَالُ لأَولاد فَارِسَ الأَبْنَاء، وَهُمُ الَّذِينَ أَرسلهم كِسرى مَعَ سَيْفِ بنِ ذيِ يَزَنَ، لَمَّا جَاءَ يَسْتَنْجِدُهُمْ عَلَى الحَبَشة، فَنَصَرُوهُ وَمَلَكُوا الْيَمَنَ وتَدَيَّرُوها وَتَزَوَّجُوا فِي الْعَرَبِ فَقِيلَ لأَولادهم الأَبْنَاء، وَغَلَبَ عَلَيْهِمْ هَذَا الِاسْمُ لأَن أُمهاتهم مِنْ غَيْرِ جِنْسِ آبَائِهِمْ. وللأَب والابْن والبِنْت أَسماء كَثِيرَةٌ تُضَافُ إِلَيْهَا، وعَدَّدَ الأَزهري مِنْهَا أَشياء كَثِيرَةً فَقَالَ ما يعرف

_ (1). قوله [عمري فاعلمي إلخ] كذا بالأصل بهذه الصورة، ولم نجده في كتب اللغة التي بأيدينا (2). قوله: وَهَذِهِ التَّقْدِيرَاتُ عَلَى اخْتِلَافِ الروايات، يشعر أن في الكلام سقطاً

ب الابْن: قَالَ ابْنُ الأَعرابي ابْنُ الطِّينِ آدمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وابْنُ مِلاطٍ العَضُدُ، وابْنُ مُخدِّشٍ رأْسُ الكَتِفِ، وَيُقَالُ إِنَّهُ النُّغْضُ أَيضاً، وابْنُ النَّعامة عَظْمُ الساقِ، وابْنُ النَّعامة عِرْق فِي الرِّجْل، وابْنُ النَّعامة مَحَجَّة الطَّرِيقِ، وابْنُ النَّعامة الفرَس الْفَارَّةُ، وابْنُ النَّعامة السَّاقِي الَّذِي يَكُونُ عَلَى رأْس الْبِئْرِ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْعَالِمِ: هُوَ ابْنُ بَجْدَتِها وابْنُ بُعْثُطِها وابْنُ سُرْسُورها وابْنُ ثَراها وابْنُ مَدينتها وابْنُ زَوْمَلَتِها أَي الْعَالِمُ بِهَا، وابْنُ زَوْمَلَة أَيضاً ابْنُ أَمة، وابْنُ نُفَيْلَة ابْنُ أَمة، وابْنُ تامُورها الْعَالِمُ بِهَا، وابْنُ الفأْرة الدِّرْصُ، وابْنُ السِّنَّورِ الدِّرْصُ أَيضاً، وابْنُ الناقةِ البابُوس، قَالَ: ذَكَرَهُ ابْنُ أَحْمَرَ فِي شِعْرِهِ، وابْنُ الخَلَّة ابْنُ مَخاضٍ، وابْنُ عِرْسٍ السُّرْعُوبُ، وابْنُ الجَرادةِ السِّرْو، وابْنُ اللَّيلِ اللِّصُّ، وابْنُ الطَّرِيقِ اللِّصُّ أَيْضًا، وابْنُ غَبْراء اللِّصُّ أَيضاً؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ طَرَفَةَ: رأَيْتُ بَنِي غَبْراءَ لَا يُنْكِرُونَني إِنَّ بَنِي غَبْراء اسْمٌ للصَّعاليك الَّذِينَ لَا مَالَ لَهُمْ سُمُّوا بَنِي غَبْراء للزُوقهم بغَبْراء الأَرض، وَهُوَ تُرَابُهَا، أَراد أَنه مَشْهُورٌ عِنْدَ الْفُقَرَاءِ والأَغنياء، وقيل: بَنُو غبراء هم الرُّفْقَةُ يَتَناهَدُون فِي السَّفَرِ، وَابْنُ إلاهَةَ وأَلاهَةَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، وَهُوَ الضِّحُّ، وَابْنُ المُزْنةِ الهلالُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: رأَيتُ ابْنَ مُزْنَتِها جانِحَا وابْنُ الكَرَوانِ الليلُ، وابْنُ الحُبارَى النهارُ، وابْنُ تُمَّرةَ طَائِرٌ، وَيُقَالُ التُّمَّرةِ، وابْنُ الأَرضِ الغَديرُ، وابْنُ طامِرٍ البُرْغُوث، وابْنُ طامِرٍ الخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ، وابْنُ هَيَّانَ وابْنُ بَيَّانَ وابْنُ هَيٍّ وابْنُ بَيٍّ كُلُّه الخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ، وابْنُ النَّخْلَةِ الدَّنيء «1». وابْنُ البَحْنَة السَّوْط، والبَحْنة النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ، وابْنُ الأَسد الشَّيْعُ والحَفْصُ، وابْنُ القِرْد الحَوْدَلُ والرُّبَّاحُ، وابْنُ البَراء أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ، وابْنُ المازِنِ النَّمْل، وابْنُ الْغُرَابِ البُجُّ، وابْنُ الفَوالي الجانُّ، يَعْنِي الحيةَ، وابْنُ القاوِيَّةِ فَرْخُ الْحَمَامِ، وابْنُ الفاسِياء القَرَنْبَى، وابْنُ الْحَرَامِ السَّلَا، وابْنُ الكَرْمِ القِطْفُ، وابْنُ المَسَرَّة غُصْنُ الرَّيْحَانِ، وابْنُ جَلا السَّيِّدُ، وابْنُ دأْيةَ الغُراب، وابْنُ أَوْبَرَ الكَمْأةُ، وابْنُ قِتْرةَ الحَيَّة، وابْنُ ذُكاءَ الصُّبْح، وابْنُ فَرْتَنَى وابْنُ تُرْنَى ابْنُ البَغِيَّةِ، وابْنُ أَحْذارٍ الرجلُ الحَذِرُ، وابْنُ أَقْوالٍ الرجُل الْكَثِيرُ الْكَلَامِ، وابْنُ الفَلاةِ الحِرباءُ، وابْنُ الطَّودِ الحَجَر، وابْنُ جَمِير الليلةُ الَّتِي لَا يُرى فِيهَا الهِلالُ، وابْنُ آوَى سَبُعٌ، وابْنُ مخاضٍ وابْنُ لَبُونٍ مِنْ أَولادِ الإِبل. وَيُقَالُ للسِّقاء: ابْنُ الأَدِيم، فَإِذَا كَانَ أَكبر فَهُوَ ابْنُ أَدِيمَين وابْنُ ثلاثةِ آدِمَةٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الهَيْثَم أَنَّهُ قَالَ: يُقَالُ هَذَا ابْنُكَ، وَيُزَادُ فِيهِ الْمِيمُ فَيُقَالُ هَذَا ابْنُمك، فَإِذَا زِيدَتِ الْمِيمُ فِيهِ أُعرب مِنْ مَكَانَيْنِ فَقِيلَ هَذَا ابْنُمُكَ، فَضُمَّتِ النُّونُ وَالْمِيمُ، وأُعرب بِضَمِّ النُّونِ وَضَمِّ الْمِيمِ، وَمَرَرْتُ بابْنِمِك ورأَيت ابْنَمَك، تَتْبَعُ النُّونُ الْمِيمَ فِي الإِعراب، والأَلف مَكْسُورَةٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْرِبُهُ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ فَيُعْرِبُ الْمِيمَ لأَنها صَارَتْ آخِرَ الِاسْمِ، وَيَدَعُ النُّونَ مَفْتُوحَةً عَلَى كُلِّ حَالٍ فَيَقُولُ هَذَا ابْنَمُكَ، ومررت بابْنَمِك، ورأَيت ابْنَمَكَ، وَهَذَا ابْنَمُ زيدٍ، وَمَرَرْتُ بابْنَمِ زيدٍ، ورأَيت ابْنَمَ زيدٍ؛ وأَنشد لحسان:

_ (1). قوله [وابن النخلة الدنيء] وقوله فيما بعد [وابن الحرام السلا] كذا بالأصل

وَلَدْنا بَني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحَرِّقٍ، ... فأَكْرِم بِنَا خَالًا، وأَكْرِم بِنَا ابْنَمَا وَزِيَادَةُ الْمِيمِ فِيهِ كَمَا زَادُوهَا فِي شَدْقَمٍ وزُرْقُمٍ وشَجْعَمٍ لِنَوْعٍ مِنَ الْحَيَّاتِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَمْ يَحْمِ أَنْفاً عِنْدَ عِرْسٍ وَلَا ابْنِمِ فَإِنَّهُ يُرِيدُ الِابْنَ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ فِيمَا يُعْرَفُ ببَنَات: بَنَاتُ الدَّمِ بَنَات أَحْمَرَ، وبَنَاتُ المُسْنَدِ صُروفُ الدَّهْر، وبَنَاتُ مِعًى البَعَرُ، وبَنَاتُ اللَّبَن مَا صَغُرَ مِنْهَا، وبَنَاتُ النَّقا هِيَ الحُلْكة تُشبَّهُ بِهنَّ بَنانُ العَذارَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَنَاتُ النَّقا تَخْفَى مِراراً وتَظْهَرُ وبَنَات مَخْرٍ وبَنَاتُ بَخْرٍ سحائبُ يأْتين قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصباتٍ، وبَنَاتُ غَيرٍ الكَذِبُ، وبَنَاتُ بِئْسَ الدَّوَاهِي، وَكَذَلِكَ بَنَاتُ طَبَقٍ وبَنَاتُ بَرْحٍ وبَنَاتُ أَوْدَكَ وابْنَةُ الجَبَل الصَّدَى، وبَنَاتُ أَعْنَقَ النساءُ، وَيُقَالُ: خَيْلٌ نُسِبَتْ إِلَى فَحل يُقَالُ لَهُ أَعنَقُ، وبَنَاتُ صَهَّالٍ الخَيلُ، وبَنَات شَحَّاجٍ البِغالُ، وبَنَاتُ الأَخْدَرِيّ الأُتُنُ، وبَنَاتُ نَعْش مِنَ الْكَوَاكِبِ الشَّمالِيَّة، وبَنَاتُ الأَرض الأَنهارُ الصِّغارُ، وبَنَاتُ المُنى اللَّيْلُ، وبَنَاتُ الصَّدْر الهُموم، وبَنَاتُ المِثالِ النِّساء، والمِثالُ الفِراش، وبَنَاتُ طارِقٍ بَنَاتُ المُلوك، وبَنَات الدَّوِّ حَمِيرُ الوَحْشِ، وَهِيَ بَنَاتُ صَعْدَة أَيضاً، وبَنَاتُ عُرْجُونٍ الشَّماريخُ، وبَنَاتُ عُرْهُونٍ الفُطُرُ، وبِنْتُ الأَرضِ وابْنُ الأَرْضِ ضَرْبٌ مِنَ البَقْلِ، والبَنَاتُ التَّماثيلُ الَّتِي تَلْعَبُ بِهَا الجَواري. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُنْتُ أَلعب مَعَ الْجَوَارِي بالبَنَاتِ أَي التَّمَاثِيلِ الَّتِي تَلْعَبُ بِهَا الصَّبَايَا. وذُكِرَ لِرُؤْبَةَ رجلٌ فَقَالَ: كَانَ إحدَى بَنَاتِ مَساجد الله، كأَنه جَعَلَهُ حَصاةً مِنْ حَصَى الْمَسْجِدِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه سأَل رَجُلًا قَدِمَ مِنَ الثَّغْر فَقَالَ: هَلْ شَرِبَ الجيشُ فِي البُنَيَّاتِ الصِّغار؟ قال: لا، إن الْقَوْمَ لَيُؤْتَوْنَ بالإِناء فيَتَداولونه حَتَّى يَشْرَبُوهُ كلُّهم ؛ البُنَيَّاتُ هاهنا: الأَقْداح الصِّغار، وبَنَاتُ الليلِ الهُمومُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: تَظَلُّ بَنَاتُ الليلِ حَوْليَ عُكَّفاً ... عُكُوفَ البَواكي، بينَهُنَّ قَتِيلُ وَقَوْلُ أُمَيَّة بْنُ أَبي عَائِذٍ الهُذَليّ: فسَبَتْ بَنَاتِ القَلْبِ، فَهِيَ رَهائِنٌ ... بِخِبائِها كالطَّيْر فِي الأَقْفاصِ إِنَّمَا عَنَى بِبَنَاتِهِ طَوَائِفَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَا سَعْدُ يَا ابْنَ عمَلي يَا سَعْدُ أَراد: مَنْ يَعْملُ عَمَلي أَو مِثْلَ عمَلي، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ الرِّفْقُ بُنَيُّ الحِلْمِ أَي مِثْلِهِ. والبَنْيُ: نَقيضُ الهَدْم، بَنَى البَنَّاءُ البِناءَ بَنْياً وبِنَاءً وبِنًى، مَقْصُورٌ، وبُنْيَاناً وبِنْيَةً وبِنَايَةً وابْتَنَاه وبَنَّاه؛ قَالَ: وأَصْغَر مِنْ قَعْبِ الوَليدِ، تَرَى بِهِ ... بُيوتاً مُبَنَّاةً وأَودِيةً خُضْرا يَعْنِي الْعَيْنُ، وَقَوْلُ الأَعْوَرِ الشَّنِّيِّ فِي صِفَةِ بَعِيرٍ أَكراه: لَمَّا رَأَيْتُ مَحْمِلَيْهِ أَنَّا ... مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَن أُجَنَّا قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ المُبَنَّى شَبَّهَ الْبَعِيرَ بالعَلَمِ لعِظَمِه وضِخَمِه؛ وعَنى بالعَلَمِ

القَصْرَ، يَعْنِي أَنه شَبَّهَهُ بِالْقَصْرِ المَبْنيّ المُشيَّدِ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: كَرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ والبِناءُ: المَبْنيُّ، وَالْجَمْعُ أَبْنِيَةٌ، وأَبْنِيَاتٌ جمعُ الْجَمْعِ، وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ البِنَاءَ فِي السُّفُنِ فَقَالَ يَصِفُ لَوْحًا يَجْعَلُهُ أَصحاب الْمَرَاكِبِ فِي بِنَاءِ السُّفُن: وَإِنَّهُ أَصلُ البِنَاء فِيمَا لَا يُنَمَّى كَالْحَجَرِ وَالطِّينِ وَنَحْوِهِ. والبَنَّاءُ: مُدَبِّرُ البُنْيان وَصَانِعُهُ، فأَما قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَبْنَاؤُها أَجْناؤُها، فَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَن أَبْنَاءً جَمْعُ بَانٍ كشاهدٍ وأَشهاد، وَكَذَلِكَ أَجْناؤُها جَمْعُ جانٍ. والبِنْيَةُ والبُنْيَةُ: مَا بَنَيْتَهُ، وَهُوَ البِنَى والبُنَى؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي الْحَسَنِ: أُولئك قومٌ، إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا البُنَى، ... وَإِنْ عاهَدُوا أَوْفَوْا، وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا وَيُرْوَى: أَحْسَنُوا البِنَى؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: إِنَّمَا أَراد بالبِنَى جَمْعُ بِنْيَةٍ، وَإِنْ أَراد البِناءَ الَّذِي هُوَ مَمْدُودٌ جَازَ قَصْرُهُ فِي الشِّعْرِ، وَقَدْ تَكُونُ البِنايةُ فِي الشَّرَف، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ يَزيدُ بْنُ الحَكَم: والناسُ مُبْتَنيانِ: مَحْمودُ ... البِنَايَةِ، أَو ذَمِيمُ وَقَالَ لَبِيدٌ: فبَنَى لَنَا بَيْتاً رَفِيعًا سَمْكُه، ... فَسَما إِلَيْهِ كَهْلُها وغُلامُها ابْنُ الأَعرابي: البِنَى الأَبْنِيةُ مِنَ المَدَر أَو الصُّوفِ، وَكَذَلِكَ البِنَى مِنَ الكَرَم؛ وأَنشد بَيْتَ الْحُطَيْئَةُ: أُولئك قَوْمٌ إِنْ بَنَوا أَحسنوا البِنَى وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ بِنْيَةٌ، وَهِيَ مِثْلُ رِشْوَةٍ ورِشاً كأَنَّ البِنْيَةَ الْهَيْئَةُ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا مِثْلَ المِشْيَة والرِّكْبةِ. وبَنَى فلانٌ بَيتاً بِنَاءً وبَنَّى، مَقْصُورًا، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وابْتَنَى دَارًا وبَنَى بِمَعْنًى. والبُنْيَانُ: الحائطُ. الْجَوْهَرِيُّ: والبُنَى، بِالضَّمِّ مَقْصُورٌ، مِثْلَ البِنَى. يُقَالُ: بُنْيَةٌ وبُنًى وبِنْيَةٌ وبِنًى، بِكَسْرِ الْبَاءِ مَقْصُورٌ، مِثْلَ جِزْيةٍ وجِزًى، وَفُلَانٌ صَحِيحُ البِنْيَةِ أَي الفِطْرة. وأَبنَيْتُ الرجلَ: أَعطيتُه بِناءً أَو مَا يَبْتَني بِهِ داره؛ وقولُ البَوْلانيِّ: يَسْتَوقِدُ النَّبْلَ بالحَضِيضِ، ويَصْطادُ ... نُفوساً بُنَتْ عَلَى الكرَمِ أَي بُنِيَتْ، يَعْنِي إِذَا أَخطأَ يُورِي النارَ. التَّهْذِيبُ: أَبْنَيْتُ فُلَانًا بَيْتاً إِذَا أَعطيته بَيْتًا يَبْنِيه أَو جَعَلْتَهُ يَبْني بَيْتًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَوْ وصَلَ الغيثُ أَبْنَيْنَ امْرَأً، ... كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ سَحْقَ بِجادْ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُ لَوْ وَصَلَ الْغَيْثُ أَي لَوِ اتَّصَلَ الْغَيْثُ لأَبنَيْنَ امْرَأً سَحْقَ بجادٍ بَعْدَ أَن كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ، يَقُولُ: يُغِرْنَ عَلَيْهِ فيُخَرِّبْنَه فَيَتَّخِذُ بِنَاءً مِنْ سَحْقِ بِجادٍ بَعْدَ أَن كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ يَصِفُ الْخَيْلَ فَيَقُولُ: لَوْ سَمَّنَها الغيثُ بِمَا يُنْبِتُ لَهَا لأَغَرْتُ بِهَا عَلَى ذَوِي القِبابِ فأَخذت قِبابَهم حَتَّى تَكُونَ البُجُدُ لَهُمْ أَبْنيةً بَعْدَهَا. والبِناءُ: يَكُونُ مِنَ الخِباء، وَالْجَمْعُ أَبْنِيَةٌ. والبِنَاءُ: لُزُومُ آخِرِ الْكَلِمَةِ ضَرْبًا وَاحِدًا مِنَ السُّكُونِ أَو الْحَرَكَةِ لَا لِشَيْءٍ أَحدث ذَلِكَ مِنَ الْعَوَامِلِ، وكأَنهم إِنَّمَا سَمَّوْهُ بِنَاءً لأَنه لَمَّا لَزِمَ ضَرْبًا وَاحِدًا فَلَمْ يَتَغَيَّرْ تَغَيُّرَ الإِعراب، سُمِّيَ بِنَاءً مِنْ حَيْثُ كَانَ الْبِنَاءُ لَازِمًا مَوْضِعًا لَا يَزُولُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى غَيْرِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ سَائِرُ الْآلَاتِ الْمَنْقُولَةِ الْمُبْتَذَلَةِ كالخَيْمة والمِظَلَّة والفُسْطاطِ والسُّرادِقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَعَلَى أَنه مُذْ أُوقِع عَلَى هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمُسْتَعْمِلَاتِ المُزالة مِنْ

مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ لفظُ الْبَنَّاءِ تَشْبِيهًا بِذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ مَسْكُونًا وَحَاجِزًا وَمِظَلًّا بِالْبِنَاءِ مِنَ الْآجُرِّ وَالطِّينِ وَالْجِصِّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي المَثَل: إنَّ المِعْزى تُبْهي وَلَا تُبْنِي أَي لَا تُعْطِي مِنَ الثَّلَّة مَا يُبْنى مِنْهَا بَيْتٌ، الْمَعْنَى أَنها لَا ثَلَّة لَهَا حَتَّى تُتَّخذ مِنْهَا الأَبنيةُ أَي لَا تُجْعَلُ منها الأَبنية لأَن أَبينة الْعَرَبِ طِرافٌ وأَخْبيَةٌ، فالطِّرافُ مَنْ أَدَم، والخِباءُ مِنْ صُوفٍ أَو أَدَمٍ وَلَا يَكُونُ مِنْ شَعَر، وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَنها تَخْرِق الْبُيُوتَ بوَثْبِها عَلَيْهَا وَلَا تُعينُ عَلَى الأَبنيةِ، ومِعزَى الأَعراب جُرْدٌ لَا يطُول شَعْرُهَا فيُغْزَلَ، وأَما مِعْزَى بِلَادِ الصَّرْدِ وأَهل الرِّيفِ فَإِنَّهَا تَكُونُ وَافِيَةَ الشُّعور والأَكْرادُ يُسَوُّون بيوتَهم مِنْ شَعْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: فأَمَر بِبِنَائِهِ فقُوِّضَ ؛ البِنَاءُ وَاحِدُ الأَبْنِيَة، وَهِيَ الْبُيُوتُ الَّتِي تُسْكُنُهَا الْعَرَبُ فِي الصَّحْرَاءِ، فَمِنْهَا الطِّراف والخِباء والبِنَاءُ والقُبَّة المِضْرَبُ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ هَدَمَ بِنَاءَ ربِّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَهُوَ مَلْعُونٌ ، يَعْنِي مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ لأَن الْجِسْمَ بُنْيانٌ خَلَقَهُ اللَّهُ وركَّبه. والبَنِيَّةُ، عَلَى فَعِيلة: الكعْبة لِشَرَفِهَا إِذْ هِيَ أَشرف مبْنِيٍّ. يُقَالُ: لَا وربِّ هَذِهِ البَنِيَّة مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرورٍ: رأَيتُ أَن لَا أَجْعَلَ هَذِهِ البَنِيَّة مِنِّي بظَهْرٍ ؛ يُرِيدُ الْكَعْبَةَ، وَكَانَتْ تُدْعَى بَنِيَّةَ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لأَنه بَنَاهَا، وَقَدْ كَثُرَ قَسَمُهم بِرَبِّ هَذِهِ البَنِيَّة. وبَنَى الرجلَ: اصْطَنَعَه؛ قَالَ بَعْضُ المُوَلَّدين: يَبْنِي الرجالَ، وغيرهُ يَبْنِي القُرَى، ... شَتَّانَ بَيْنِ قُرًى وبينَ رِجالِ وَكَذَلِكَ ابْتَنَاه. وبَنَى الطعامُ لَحْمَه يَبْنِيه بِنَاءً: أَنْبَتَه وعَظُمَ مِنَ الأَكل؛ وأَنشد: بَنَى السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ، ... كَمَا بَنَى بُخْتَ العِراقِ القَتُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنشد ثَعْلَبٌ: مُظاهِرة شَحْماً عَتِيقاً وعُوطَطاً، ... فَقَدْ بَنَيا لَحْمًا لَهَا مُتَبَانِيا وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ: أَنْبَتا. وَرَوَى شَمِر: أَن مُخَنثاً قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي أُمَيَّةَ: إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطائفَ فَلَا تُفْلِتَنَّ مِنْكَ باديةُ بنتُ غَيْلانَ، فَإِنَّهَا إِذَا جلستْ تَبَنَّتْ، وَإِذَا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، وَإِذَا اضْطَجَعَتْ تَمنَّتْ، وبَيْنَ رجلَيها مثلُ الإِناء المُكْفَإ ، يَعْنِي ضِخَمَ رَكَبِها ونُهُودَه كأَنه إِنَاءٌ مَكْبُوبٌ، فَإِذَا قَعَدَتْ فَرَّجَتْ رِجْلَيْهَا لضِخَم رَكَبِها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ قَوْلُ الْمُخَنَّثِ إِذَا قَعَدَتْ تَبَنَّتْ أَي صَارَتْ كالمَبْناةِ مِنْ سِمَنِهَا وَعَظَمِهَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: بَنَى لَحْمَ فُلَانٍ طعامُه إِذَا سمَّنه وعَظَّمه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه شَبَّهَهَا بالقُبَّة مِنَ الأَدَم، وَهِيَ المَبْنَاة، لِسَمْنِهَا وَكَثْرَةِ لَحْمِهَا، وَقِيلَ: شَبَّهَهَا بأَنها إِذَا ضُرِبَتْ وطُنِّبَت انْفَرَجَتْ، وَكَذَلِكَ هَذِهِ إِذَا قَعَدَتْ تَرَبَّعَتْ وَفَرَشَتْ رِجْلَيْهَا. وتَبَنَّى السَّنامُ: سَمِنَ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعْوَر الشَّنِّيُّ: مُسْتَجمِلًا أَعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى وَقَوْلُ الأَخفش فِي كِتَابِ الْقَوَافِي: أَما غُلامي إِذَا أَردتَ الإِضافة مَعَ غلامٍ فِي غَيْرِ الإِضافة فَلَيْسَ بِإِيطَاءٍ، لأَن هَذِهِ الْيَاءَ أَلزمت الْمِيمَ الْكَسْرَةَ وَصَيَّرَتْهُ إِلَى أَن يُبْنَى عَلَيْهِ، وقولُك لِرَجُلٍ لَيْسَ هَذَا الْكَسْرُ الَّذِي فِيهِ بِبَنَّاءٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ؛ الْمُعْتَبَرُ الْآنَ فِي بَابِ غُلَامِي

مَعَ غُلَامٍ هُوَ ثَلَاثَةُ أَشياء: وَهُوَ أَن غُلَامَ نَكِرَةٌ وَغُلَامِي مَعْرِفَةٌ، وأَيضاً فَإِنَّ فِي لَفْظِ غُلَامِي يَاءً ثَابِتَةً وَلَيْسَ غُلَامٌ بِلَا يَاءٍ كَذَلِكَ، وَالثَّالِثُ أَن كَسْرَةَ غُلَامِيَ بَنَّاءٌ عِنْدَهُ كَمَا ذَكَرَ وَكَسْرَةُ مِيمِ مَرَرْتُ بِغُلَامٍ إِعْرَابٌ لَا بِنَاءٌ، وَإِذَا جَازَ رَجُلٌ مَعَ رَجُلٍ وأَحدهما مَعْرِفَةٌ وَالْآخَرُ نَكِرَةٌ لَيْسَ بَيْنَهُمَا أَكثر مِنْ هَذَا، فَمَا اجْتَمَعَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَشياء مِنَ الْخِلَافِ أَجْدَرُ بِالْجَوَازِ، قَالَ: وَعَلَى أَن أَبا الْحَسَنِ الأَخفش قَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ أَراد بِقَوْلِهِ إِنَّ حَرَكَةَ مِيمِ غُلَامِي بَنَّاءٌ أَنه قَدِ اقْتُصِر بِالْمِيمِ عَلَى الْكَسْرَةِ، وَمَنَعَتِ اختلافَ الْحَرَكَاتِ الَّتِي تَكُونُ مَعَ غَيْرِ الْيَاءِ نَحْوُ غُلَامِهِ وَغُلَامِكَ، وَلَا يُرِيدُ الْبَنَّاءَ الَّذِي يُعاقب الإِعرابَ نَحْوَ حَيْثُ وأَين وَأَمْسَ. والمِبْنَاة والمَبْنَاةُ: كَهَيْئَةِ السِّتْرِ والنِّطْعِ. والمَبْنَاة والمِبْنَاة أَيضاً: العَيْبةُ. وَقَالَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ: سأَلت عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ صَلَاةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: لم يكن من الصلاةِ شيءٌ أَحْرَى أَن يُؤَخِّرَهَا مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، قَالَتْ: وَمَا رأَيته مُتَّقِياً الأَرض بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا أَني أَذكرُ يومَ مطَرٍ فإنَّا بَسَطْنا لَهُ بِنَاءً ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ بِنَاءً أَي نِطَعاً، وَهُوَ مُتَّصل بِالْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ، وَيُقَالُ لَهُ المَبْنَاةُ والمِبْنَاة أَيضاً. وَقَالَ أَبو عَدْنان: يُقَالُ للبيتِ هَذَا بِناءُ آخِرَتِهِ؛ عَنِ الْهُوَازِنِيِّ، قَالَ: المَبْنَاةُ مِنْ أَدَم كَهَيْئَةِ الْقُبَّةِ تَجْعَلُهَا المرأَة فِي كِسْر بَيْتِهَا فَتَسْكُنُ فِيهَا، وَعَسَى أَن يَكُونَ لَهَا غَنَمٌ فَتَقْتَصِرُ بِهَا دُونَ الْغَنَمِ لِنَفْسِهَا وَثِيَابِهَا، وَلَهَا إِزَارٌ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِلٍ يُكِنُّها مِنَ الحرِّ وَمِنْ واكِفِ الْمَطَرِ فَلَا تُبَلَّلُ هِيَ وثيابُها؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلنَّابِغَةِ: عَلَى ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جديدٍ سُيُورُها، ... يَطُوفُ بِهَا وَسْطَ اللَّطِيمَة بائعُ قَالَ: المَبْنَاة قُبَّةٌ مِنْ أَدَم. وَقَالَ الأَصمعي: المَبْنَاة حَصِيرٌ أَو نُطْعٌ يَبْسُطُهُ التَّاجِرُ عَلَى بَيْعِهِ، وَكَانُوا يَجْعَلُونَ الحُصُرَ عَلَى الأَنْطاع يَطُوفُونَ بِهَا، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ مَبْنَاة لأَنها تُتَّخَذُ مَنْ أَدم يُوصَلُ بعضُها بِبَعْضٍ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: رَجَعَتْ وُفُودُهُمُ بتَيْمٍ بعدَ ما ... خَرَزُوا المَبَانِيَ فِي بَني زَدْهامِ وأَبْنَيْتُه بَيْتاً أَي أَعطيته مَا يَبْني بَيْتاً. والبانِيَةُ مِنَ القِسِيّ: الَّتِي لَصِقَ وتَرُها بكَبدها حَتَّى كَادَ يَنْقَطِعُ وَتَرُهَا فِي بَطْنِهَا مِنْ لُصُوقِهِ بِهَا، وَهُوَ عَيْبٌ، وَهِيَ البَانَاةُ، طائِيَّةٌ. غَيْرُهُ: وقوسٌ بَانِيَةٌ بَنَتْ عَلَى وَتَرِهَا إِذَا لَصِقَتْ بِهِ حَتَّى يَكَادَ يَنْقَطِعُ. وقوسٌ بَانَاةٌ: فَجَّاءُ، وَهِيَ الَّتِي يَنْتَحِي عَنْهَا الْوَتَرُ. وَرَجُلٌ بَانَاةٌ: مُنحنٍ عَلَى وَتَرِهِ عِنْدَ الرَّمْي؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عارِضٍ زَوْراءَ مِنْ نَشَمٍ، ... غَيْرَ بَانَاةٍ عَلَى وَتَرِهْ وأَما البَائِنَةُ فَهِيَ الَّتِي بانَتْ عَنْ وتَرها، وَكِلَاهُمَا عَيْبٌ. والبَوَانِي: أَضْلاعُ الزَّوْرِ. والبَوَانِي: قوائمُ النَّاقَةِ. وأَلْقَى بَوَانِيَه: أَقام بِالْمَكَانِ واطمأَنَّ وَثَبَتَ كأَلْقى عَصَاهُ وأَلْقى أَرْواقَه، والأَرواق جَمْعُ رَوْقِ الْبَيْتِ، وَهُوَ رِواقُه. والبَوَانِي: عِظامُ الصَّدْر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ بْنُ رُؤْبَةَ: فإنْ يكنْ أَمْسَى شَبابي قَدْ حَسَرْ، ... وفَتَرَتْ مِنِّي البَوَانِي وفَتَر وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: فَلَمَّا أَلقى الشامُ بَوانِيَهُ عَزَلَني

واستَعْمَلَ غَيْرِي ، أَي خَيرَه وَمَا فِيهِ مِنَ السَّعةِ والنَّعْمةِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والبَوَانِي فِي الأَصل أَضلاعُ الصَّدْر، وَقِيلَ: الأَكتافُ والقوائمُ، الْوَاحِدَةُ بَانِيَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَلْقَت السماءُ بَرْكَ بَوَانِيها ؛ يُرِيدُ مَا فِيهَا مِنَ الْمَطَرِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ أَلقى الشامُ بَوَانِيَه ، قَالَ: فَإِنَّ ابْنَ حَبْلَةَ «2». رَوَاهُ هَكَذَا عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، بِالنُّونِ قَبْلَ الْيَاءِ، وَلَوْ قِيلَ بَوائنه، الْيَاءُ قَبْلَ النُّونِ، كَانَ جَائِزًا. والبَوَائِنُ جَمْعُ البُوانِ، وَهُوَ اسْمُ كُلِّ عَمُودٍ فِي الْبَيْتِ مَا خَلا وَسَط الْبَيْتِ الَّذِي لَهُ ثَلَاثُ طَرائق. وبَنَيْتُ عَنْ حالِ الرّكِيَّة: نَحَّيْتُ الرِّشاء عَنْهُ لِئَلَّا يَقَعَ الترابُ عَلَى الْحَافِرِ. والبَانِي: العَرُوس الَّذِي يَبْني عَلَى أَهله؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَلُوحُ كأَنه مِصْباحُ بَانِي وبَنَى فلانٌ عَلَى أَهله بِناءً، وَلَا يُقَالُ بأَهله، هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ: بَنَى فُلَانٌ بأَهله وابْتَنَى بِهَا، عَدَّاهما جَمِيعًا بِالْبَاءِ. وَقَدْ زَفَّها وازْدَفَّها، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بَنَى بأَهله، وَهُوَ خطأٌ، وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، وكأَنَّ الأَصلَ فِيهِ أَن الدَّاخِلَ بأَهله كَانَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا قُبَّةً لَيْلَةَ دُخُولِهِ لِيَدْخُلَ بِهَا فِيهَا فَيُقَالُ: بَنَى الرجلُ عَلَى أَهله، فَقِيلَ لِكُلِّ دَاخِلٍ بأَهله بَانٍ، وَقَدْ وَرَدَ بَنَى بأَهله فِي شِعْرِ جِرَانِ العَوْدِ قَالَ: بَنَيْتُ بِهَا قَبْلَ المِحَاقِ بليلةٍ، ... فكانَ مِحَاقاً كُلُّه ذَلِكَ الشَّهْرُ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جاءَ بَنَى بأَهله فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ وَغَيْرِ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُقَالُ بَنَى بأَهله؛ وعادَ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي كِتَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: كَانَ أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْحِجَابِ فِي مُبْتَنى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِزَيْنَبَ ؛ الابْتِنَاءُ والبِنَاء: الدخولُ بالزَّوْجةِ، والمُبْتَنَى هاهنا يُراد بِهِ الابْتِناءُ فأَقامه مُقَام الْمَصْدَرِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَتَى تُبْنِيني أَي تُدْخِلُني عَلَى زَوْجَتِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حَقِيقَتُهُ مَتَى تَجْعَلُنِي أَبْتَنِي بِزَوْجَتِي. قَالَ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ: وجاريةٌ بَنَاةُ اللَّحْمِ أَي مَبْنِيَّةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَبَتْه مُعْصِرٌ، مِنْ حَضْرَمَوْتٍ، ... بَنَاةُ اللحمِ جَمَّاءُ العِظامِ ورأَيت حَاشِيَةً هُنَا قَالَ: بَنَاةُ اللَّحْمِ فِي هَذَا الْبَيْتِ بِمَعْنَى طَيِّبةُ الرِّيحِ أَي طَيِّبَةُ رَائِحَةِ اللَّحْمِ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَوهام الشَّيْخِ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مِنْ بَنَى فِي دِيارِ العَجَمِ يَعْمَلُ نَيْرُوزَهُمْ ومَهْرَجَانَهم حُشِرَ مَعَهُمْ ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، وَالصَّوَابُ تَنَأ أَي أَقام، وسيأْتي ذكره. بها: البَهْوُ: البيتُ المُقدَّمُ أَمام الْبُيُوتِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: تَنْتَقِلُ الْعَرَبُ بأبْهَائِها إِلَى ذِي الخَلَصَةِ أَي بِبُيُوتِهَا، وَهُوَ جَمْعُ البَهْوِ البَيْتِ المعروفِ. والبَهْوُ: كِناسٌ وَاسْعٌ يَتَّخِذُهُ الثَّوْرُ فِي أَصل الأَرْطى، وَالْجُمَعُ أَبْهَاء وبُهِيٌّ وبِهِيٌّ وبُهُوٌّ. وبَهَّى البَهْوَ: عَمِلَهُ؛ قَالَ: أَجْوَف بَهَّى بَهْوَهُ فاستَوْسَعَا وَقَالَ: رَأَيتُه فِي كلِّ بَهْوٍ دامِجَا والبَهْوُ مِنْ كُلِّ حَامِلٍ: مَقْبَلُ الوَلد «3». بَيْنَ الوركين.

_ (2). قوله [ابن حبلة] هو هكذا في الأصل (3). قوله [مقبل الولد إلخ] كذا بالأصل بهذا الضبط وباء موحدة ومثله في المحكم، والذي في القاموس والتهذيب والتكملة: مقيل، بمثناة تحتية بعد القاف، بوزن كريم

والبَهْوُ: الْوَاسِعُ مِنَ الأَرض الَّذِي لَيْسَ فِيهِ جِبَالٌ بَيْنَ نَشْزَيْنِ، وكلُّ هَوَاءٍ أَو فَجْوَةٍ فَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ بَهْوٌ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: بَهْوٌ تَلاقَتْ بهِ الآرامُ والبَقَرُ والبَهْوُ: أَماكنُ البَقَر؛ وأَنشد لأَبي الغَرِيب النَّصْرِيّ: إِذَا حَدَوْتَ الذَّيْذَجانَ الدارِجا، ... رأَيتَه فِي كلِّ بَهْوٍ دامِجَا الذَّيْذَجَانُ: الإِبل تَحْمِلُ التِّجَارَةَ، والدَّامِجُ الدَّاخِلُ. وَنَاقَةٌ بَهْوَةُ الجَنْبَيْن: وَاسِعَةُ الْجَنْبَيْنِ؛ وَقَالَ جَنْدَلٌ: عَلَى ضُلُوع بَهْوَةِ المَنافِجِ وَقَالَ الرَّاعِي: كَأَنَّ رَيْطَة حَبَّارٍ، إِذَا طُوِيَتْ، ... بَهْوُ الشَّراسِيفِ مِنْهَا، حِينَ تَنْخَضِدُ شَبَّه مَا تَكَسَّرَ مِنْ عُكَنِها وانطِواءَه برَيْطَةِ حَبّارٍ. والبَهْوُ: مَا بَيْنَ الشَّراسِيفِ، وَهِيَ مَقَاطُّ الأَضْلاع. وبَهْوُ الصَّدْرِ: جَوْفُهُ مِنَ الإِنسان وَمِنْ كُلِّ دَابَّةٍ؛ قَالَ: إِذَا الكاتِماتُ الرَّبْوِ أَضْحَتْ كَوَابِياً، ... تَنَفَّسَ فِي بَهْوٍ مِنَ الصَّدْرِ واسِع يُرِيدُ الْخَيْلَ التي لا تَكَادُ تَرْبُو، يَقُولُ: فَقَدْ رَبَتْ مِنْ شِدَّةِ السَّيْرِ وَلَمْ يَكْبُ هَذَا وَلَا رَبَا وَلَكِنِ اتَّسَعَ جَوْفُه فَاحْتُمِلَ، وَقِيلَ: بَهْوُ الصَّدْرِ فُرْجَةُ مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ وَالنَّحْرِ، وَالْجَمْعُ أَبْهَاءٌ وأَبْهٍ وبُهِيٌّ وبِهِيٌّ. الأَصمعي: أَصل البَهْوِ السَّعَةُ. يُقَالُ: هُوَ فِي بَهْوٍ مِنْ عَيْش أَي فِي سَعَةٍ. وبَهِيَ البيتُ يَبْهَى بَهَاءً: انْخَرَقَ وتَعَطَّلَ. وَبَيْتٌ بَاهٍ إِذَا كَانَ قَلِيلَ الْمَتَاعِ، وأَبْهَاه: خَرَّقَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِنَّ المِعْزَى تُبْهي وَلَا تُبْني، وَهُوَ تُفْعِل مِنَ البَهْوِ، وذلك أَنها تَصْعَدُ عَلَى الأَخْبِيَة وَفَوْقَ الْبُيُوتِ مِنَ الصُّوفِ فَتَخْرِقُهَا، فَتَتَّسِعُ الفواصلُ وَيَتَبَاعَدُ مَا بَيْنَهَا حَتَّى يَكُونَ فِي سَعَةِ البَهْوِ وَلَا يُقْدَرُ عَلَى سُكْنَاهَا، وَهِيَ مَعَ هَذَا لَيْسَ لَهَا ثَلَّةٌ تُغْزَلُ لأَن الْخِيَامَ لَا تَكُونُ مِنْ أَشعارها، إِنَّمَا الأَبنيةُ مِنَ الْوَبَرِ وَالصُّوفِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَمَعْنَى لَا تُبْني لَا تُتَّخذ مِنْهَا أَبنيةٌ، يَقُولُ لأَنها إِذَا أَمكنتك مِنْ أَصوافها فَقَدْ أَبْنَتْ. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِيمَا رَدَّ عَلَى أَبي عُبَيْدٍ: رأَيت بُيُوتَ الأَعراب فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَوَاضِعِ مسوَّاة مِنْ شَعْرِ المِعْزَى، ثُمَّ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا تُبْني أَي لَا تُعِينُ عَلَى الْبِنَاءِ. الأَزهري: وَالْمِعْزَى فِي بَادِيَةِ الْعَرَبِ ضَرْبَانِ: ضَرْبٌ مِنْهَا جُرْدٌ لَا شَعْرَ عَلَيْهَا مِثْلُ مِعْزَى الْحِجَازِ والغَوْرِ وَالْمَعْزَى الَّتِي تَرْعَى نُجُودَ البلادِ الْبَعِيدَةِ مِنَ الرِّيفِ كَذَلِكَ، وَمِنْهَا ضَرْبٌ يأْلف الرِّيفَ ويَرُحْنَ حَوَالَيِ القُرَى الْكَثِيرَةِ الْمِيَاهِ يُطُولُ شَعْرُهَا مِثْلُ مِعْزَى الأَكراد بِنَاحِيَةِ الْجَبَلِ وَنَوَاحِي خُراسانَ، وكأَنَّ المَثل لِبَادِيَةِ الْحِجَازِ وعاليةِ نَجْدٍ فَيَصِحُّ مَا قَالَهُ. أَبو زَيْدٍ: أَبو عَمْرٍو البَهْوُ بَيْتٌ مِنْ بُيُوتِ الأَعراب، وَجَمْعُهُ أَبْهَاءٌ. والبَاهِي مِنَ الْبُيُوتِ: الْخَالِي المُعَطَّلُ وَقَدْ أَبْهَاه. وبيتٌ بَاهٍ أَي خالٍ لَا شيءَ فِيهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ: قَالَ رَجُلٌ أَبْهُوا الخيلَ فَقَدَ وضَعَتِ الحربُ أَوزارَها، فَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزَالُونَ تُقَاتِلُونَ عَلَيْهَا الْكُفَّارَ حَتَّى يُقاتل بقيَّتُكم الدجالَ ؛ قَوْلُهُ أَبْهُوا الخيلَ أَي عَطِّلُوها مِنَ الْغَزْوِ فَلَا يُغْزَى عَلَيْهَا. وَكُلُّ شَيْءٍ عَطَّلْته فَقَدْ أَبْهَيْتَه؛ وَقِيلَ: أَي عَرُّوها وَلَا تَرْكَبُوها فَمَا بَقِيتم تَحْتَاجُونَ إِلَى الْغَزْوِ، مِنْ أَبْهَى البيتَ إِذَا تَرَكَهُ غَيْرَ مَسْكُونٍ،

وَقِيلَ: إِنَّمَا أَراد وَسِّعُوا لَهَا فِي العَلَف وأَريحوها لَا عَطّلُوها مِنَ الْغَزْوِ، قَالَ: والأَول الْوَجْهُ لأَن تَمَامَ الْحَدِيثِ: فَقَالَ لَا تَزَالُونَ تُقَاتِلُونَ الْكُفَّارَ حَتَّى يُقَاتِلَ بَقِيَّتُكُمُ الدَّجَّالَ. وأَبْهَيْتُ الإِناءَ: فَرَّغْته. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الخيلُ فِي نَوَاصِيهَا الخيرُ أَي لَا تُعَطَّلُ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ أَبْهُوا الخيلَ رجلٌ مِنْ أَصحابه. والبَهَاء: المَنْظَر الحَسَنُ الرَّائِعُ الْمَالِئُ لِلْعَيْنِ. والبَهِيُّ: الشَّيْءُ ذُو البَهاء مِمَّا يملأُ العينَ رَوْعُه وحُسْنه. والبَهَاءُ: الحُسْن، وَقَدْ بَهِيَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَبْهَى ويَبْهُو بَهَاءً وَبَهَاءَةً فَهُوَ بَاهٍ، وبَهُوَ، بِالضَّمِّ، بَهَاءً فَهُوَ بَهِيٌّ، والأُنثى بَهِيَّة مِنْ نِسْوَةٍ بَهِيَّات وبَهَايا. وبَهِيَ بَهَاءً: كَبَهُوَ فَهُوَ بَهٍ كعَمٍ مَنْ قَوْمٍ أَبْهِيَاءَ مِثْلَ عَمٍ مَنْ قَوْمٍ أَعْمِياء. ومَرَةٌ بَهِيَّة: كعَمِيَّة. وقالوا: امرأَة بُهْيَا، فجاؤوا بِهَا عَلَى غَيْرِ بِنَاءِ الْمُذَكَّرِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ تأْنيثَ قَوْلِنَا هَذَا الأَبْهَى، لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقِيلَ فِي الأُنثى البُهْيا، فَلَزِمَتْهَا الأَلف وَاللَّامُ لأَن اللَّامَ عَقِيبُ مِنْ فِي قَوْلِكَ أَفْعَلُ مِنْ كَذَا، غَيْرَ أَنه قَدْ جَاءَ هَذَا نَادِرًا، وَلَهُ أَخوات حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي عَنْ حُنَيفِ الحَناتِم، قَالَ: وَكَانَ مِنْ آبَلِ الناسِ أَي أَعْلَمِهم برِعْيةِ الإِبل وبأَحوالها: الرَّمْكاءُ بُهْيَا، والحَمْراء صُبْرَى، والخَوَّارةُ غُزْرَى، والصهْباءُ سُرْعَى، وَفِي الإِبل أُخْرَى، إِنْ كَانَتْ عِنْدَ غَيْرِي لَمْ أَشترها، وَإِنْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَبعها، حَمْراءُ بنتُ دَهماءَ وقَلَّما تَجِدُهَا، أَي لَا أَبيعها مِنْ نَفاسَتها عِنْدِي، وَإِنْ كَانَتْ عِنْدَ غَيْرِي لَمْ أَشترها لأَنه لَا يَبِيعُهَا إِلَّا بغَلاءٍ، فَقَالَ بُهْيَا وصُبْرَى وغُزْرَى وسُرْعَى بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، وَهُوَ نَادِرٌ؛ وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش فِي كِتَابِ الْمَسَائِلِ: إِنَّ حَذْفَ الأَلف وَاللَّامِ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جَائِزٌ فِي الشِّعْرِ، وَلَيْسَتِ الْيَاءُ فِي بُهْيَا وَضْعًا، إِنَّمَا هِيَ الْيَاءُ الَّتِي فِي الأَبْهَى، وَتِلْكَ الْيَاءُ وَاوٌ فِي وَضْعِهَا وَإِنَّمَا قَلَبْتُهَا إِلَى الْيَاءِ لِمُجَاوَزَتِهَا الثَّلَاثَةَ، أَلا تَرَى أَنك إِذَا ثَنَّيْتَ الأَبْهَى قُلْتَ الأَبْهَيَانِ؟ فَلَوْلَا الْمُجَاوَزَةُ لَصَحَّتِ الْوَاوُ وَلَمْ تَنْقَلِبْ إِلَى الْيَاءِ عَلَى مَا قَدْ أَحكمته صِنَاعَةُ الإِعراب. الأَزهري: قَوْلُهُ بُهْيَا أَراد البَهِيَّة الرَّائِعَةَ، وَهِيَ تأَنيث الأَبْهَى. والرُّمْكَةُ فِي الإِبل: أَن تَشْتَدَّ كُمْتَتُها حَتَّى يَدْخُلَهَا سوادٌ، بَعير أَرْمَكُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَ بُهْيَايَ أَي مِمَّا أتَباهَى بِهِ؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وبَاهَانِي فَبَهَوْتُه أَي صِرْتُ أَبْهَى مِنْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وبَهِيَ بِهِ يَبْهَى بَهْياً: أَنِسَ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. وبَاهَانِي فَبَهَيْتُه أَيضاً أَي صِرْتُ أَبْهَى مِنْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيْضًا. أَبو سَعِيدٍ: ابتَهَأْتُ بالشيء إذا أَنِسْتَ به وأَحببت قُرْبَه؛ قال الأَعشى: وَفِي الحَيِّ مَن يَهْوَى هَوانا ويَبْتَهِي، ... وآخرُ قد أَبْدَى الكآبَة مُغْضَبا والمُبَاهَاةُ: المُفاخرة. وتَبَاهَوا أَي تَفَاخَرُوا. أَبو عَمْرٍو: بَاهَاه إِذَا فَاخَرَهُ، وهَابَاه إِذَا صَايَحَهُ «1». وَفِي حَدِيثِ عَرَفَةَ: يُباهِي بِهِمُ الملائكةَ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن يَتباهَى الناسُ فِي الْمَسَاجِدِ. وبُهَيَّةُ: امرأَةٌ، الأَخْلَقُ أَن تَكُونَ تَصْغِيرُ بَهِيَّة كَمَا قَالُوا فِي المرأَة حُسَيْنَةُ فَسَمَّوْهَا بِتَصْغِيرِ الحَسَنة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قالتْ بُهَيَّةُ: لَا تُجاورُ أَهْلَنا ... أَهْل الشَّوِيِّ، وغابَ أَهلُ الجامِلِ أَبُهَيَّ، إنَّ العَنْزَ تَمْنَعُ رَبَّها ... مِنْ أَن يُبَيِّتَ جارَه بالحابِلِ «2».

_ (1). قوله [صايحه] كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، وَفِي بعض الأَصول: صالحه (2). قوله [بالحابل] بالباء الموحدة كما في الأصل والمحكم، والذي في معجم ياقوت: الحائل، بالهمز، اسم لعدة مواضع

الْحَابِلُ: أَرض؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَما الْبَهَاءُ النَّاقَةُ الَّتِي تستأْنس بِالْحَالِبِ فَمِنْ بَابِ الْهَمْزِ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ وصِفَتِها لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَأَنَّهُ حَلَبَ عَنزاً لَهَا حَائِلًا فِي قَدَح فدَرّت حَتَّى ملأَت القَدَح وعَلاه البَهاءُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فحَلب فِيهِ ثَجّاً حَتَّى عَلَاهُ البهاءُ ؛ أَرادَت بِهَاءَ اللَّبَنِ وَهُوَ وَبيصُ رَغْوته؛ قَالَ: وبهاءُ اللَّبَنِ مَمْدُودٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ لأَنه مِنَ البَهْي، والله أَعلم. بوا: البَوُّ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ: الحُوار، وَقِيلَ: جِلْدُهُ يُحْشَى تِبْناً أَو ثُماماً أَو حَشِيشًا لتَعْطِف عَلَيْهِ النَّاقَةُ إِذَا مَاتَ وَلَدُهَا، ثُمَّ يُقَرَّبُ إِلَى أُم الْفَصِيلِ لتَرْأَمَهُ فتَدِرَّ عَلَيْهِ. والبَوُّ أَيضاً: وَلَدُ النَّاقَةِ؛ قَالَ: فَمَا أُمُّ بَوٍّ هالكٍ بتَنُوفَةٍ، ... إِذَا ذكَرَتْه آخِرَ الليلِ حَنَّتِ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ: مُدْرَجة كالبَوِّ بَيْنَ الظِّئْرَيْن وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ: سَوْق الروائمِ بَوّاً بينَ أَظْآرِ ابْنُ الأَعرابي: البَوِّيُّ الرَّجُلُ الأَحمقُ، والرَّمادُ بَوُّ الأَثافي، عَلَى التَّمْثِيلِ. وبَوَّى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: أَحسبه غَيْرَ مَمْدُودٍ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعَّلًا كبَقَّم، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلَى، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ جَازَ أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ تَقْوَى، أَعني أَن الْوَاوَ قُلِبَتْ فِيهَا عَنِ الْيَاءِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ قُوّة. والأَبْواءُ: مَوْضِعٌ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ مفرد عل مِثَالِ الْجَمْعِ غَيْرُهُ وَغَيْرُ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الأَنْبار والأَبْلاء، وَإِنْ جَاءَ فَإِنَّمَا يَجِيءُ فِي اسْمِ الْمَوَاضِعِ لأَن شَوَاذَّهَا كَثِيرَةٌ، وَمَا سِوَى هَذِهِ فَإِنَّمَا يأَتي جَمْعًا أَو صِفَةً كَقَوْلِهِمْ قِدْرٌ أَعْشارٌ وثَوْبٌ أَخلاقٌ وأَسْمالٌ وسَراوِيلُ أَسْماطٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: والبَوْباةُ المَفازة مِثْلَ المَوْماةِ؛ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: أَصله مَوْمَوَةٌ عَلَى فَعْلَلةٍ. والبَوْباةُ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. بيي: حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ، قِيلَ: حَيَّاكَ مَلَّكَكَ، وَقِيلَ: أَبقاكَ، وَيُقَالُ: اعْتَمدك بالمُلْك، وَقِيلَ: أَصْلَحك، وَقِيلَ: قَرَّبَكَ؛ الأَخيرة حَكَاهَا الأَصمعي عَنِ الأَحمر. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ أَيضاً: بَيَّاكَ قَرَّبَك؛ وأَنشد: بَيَّا لَهُمْ، إِذْ نَزَلُوا، الطَّعامَا ... الكِبْدَ والمَلْحاءَ والسَّنامَا وَقَالَ الأَصمعي: مَعْنَى حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ أَي أَضحكك. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنه اسْتَحْرَمَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهِ مائةَ سَنَةٍ فَلَمْ يَضْحَكْ حَتَّى جَاءَهُ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ فَقَالَ: وَمَا بَيَّاكَ؟ قِيلَ: أَضْحكَك ؛ رَوَاهُ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقِيلَ: عجَّلَ لكَ مَا تُحِبُّ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ إِنَّهُ إِتْبَاعٌ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى مَا جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه لَيْسَ بِإِتْبَاعٍ، وَذَلِكَ أَن الإِتباع لَا يَكَادُ يَكُونُ بِالْوَاوِ، وَهَذَا بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْعَبَّاسِ فِي زَمْزَمَ: إِنِّي لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لشاربٍ حِلُّ وبِلٌّ. وَقَالَ الأَحمر: بَيَّاكَ اللهُ مَعْنَاهُ بَوَّأَك مَنْزِلًا، إلَّا أَنها لَمَّا جَاءَتْ مَعَ حَيَّاكَ تُرِكَتْ هَمْزَتُهَا وحُوِّلَتْ وَاوُهَا يَاءً أَي أَسكنك مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ وهَيَّأَكَ لَهُ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَاصِمٍ: حَكَيْتُ لِلْفِرَاءِ قولَ خَلَفٍ فَقَالَ: مَا أَحسنَ مَا قَالَ وَقِيلَ: يُقَالُ بَيَّاكَ لِازْدِوَاجِ الْكَلَامِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: بَيَّاكَ قَصَدَكَ واعتَمَدَك بالمُلْكِ وَالتَّحِيَّةِ، مِنْ

فصل التاء المثناة فوقها

تَبَيَّيْتُ الشيءَ: تَعَمَّدْتُه؛ وأَنشد: لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيمِ، ... أَعْطى عَطاءَ اللَّحِزِ اللَّئيمِ قَالَ: وَهَذِهِ الأَبيات تَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ مَعًا؛ وَقَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفا ... مِثْلَ الصُّفُوفِ لاقَتِ الصُّفُوفَا، وأَنْتِ لَا تُغْنِينَ عَنِّي فُوفا أَي تَعْتَمِدُ حَوْضَها؛ وَقَالَ آخَرُ: وعَسْعَسٌ، نِعْمَ الفَتى، تَبَيَّاهْ ... مِنَّا يَزيدٌ وأَبو مُحَيَّاهْ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَبو مُحَيَّاةٍ كُنْيَةُ رَجُلٍ، وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى. وَقِيلَ: بَيَّاك جاءَ بكَ. وَهُوَ هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّانُ بنُ بَيَّانَ أَي لَا يُعْرَفُ أَصله وَلَا فَصْلُهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذَا لَمْ يُعْرَفْ هُوَ وَلَا أَبوه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ حَرْبًا مُهْلِكَةً: فأَقْعَصَتْهُم وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، ... وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ مَا أَدري أَيّ هَيِّ بنِ بَيٍّ هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: البَيُّ الْخَسِيسُ مِنَ الرِّجَالِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ بَيّان وَابْنُ هَيّان، كُلُّهُ الْخَسِيسُ مِنَ النَّاسِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. قَالَ اللَّيْثُ: هَيُّ بنُ بَيٍّ وهَيّان بْنُ بَيّانَ. وَيُقَالُ: إنَّ هَيَّ بنَ بَيٍّ مِنْ وَلَدِ آدَمَ ذَهَبَ فِي الأَرض لمَّا تَفَرَّقَ سَائِرُ وَلَدِ آدَمَ فَلَمْ يُحَسَّ مِنْهُ عَين وَلَا أَثر وَفُقِدَ. وَيُقَالُ: بَيَّنْتُ الشَّيْءَ وبَيَّيْتُه إِذَا أَوضحته. والتَّبْييُ: التبيين من قرب. فصل التاء المثناة فوقها تأي: ابْنُ الأَعرابي: تَأَى، بِوَزْنِ تَعَى إِذَا سَبَقَ، يَتْأَى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ بِمَنْزِلَةٍ شَأَى يَشْأَى إِذَا سَبق، وَاللَّهُ أَعلم. تبا: ابْنُ الأَعرابي: تَبَا إِذَا غَزَا وَغَنِمَ وسَبَى. تتا: تَتْوا الفُسَيْلَة «1»: ذُؤَابَتاها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْغُلَامِ النَّاشِدُ لِلْعَنْزِ: وكأَنَّ زَنَمَتَيْها تَتْوا فُسَيْلة، والله أَعلم. تثا: ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّثاةُ وَاحِدَةُ التَّثا، وَهِيَ قُشُورُ التَّمْر. تري: التَّهْذِيبُ خَاصَّةً: ابْنُ الأَعرابي تَرَى يَتْرِي إِذَا تَراخَى فِي العَمَلِ فعَمِلَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. أَبو عُبِيدٍ: التَّرِيَّة «2». فِي بَقِيَّة حيضِ المرأَة أَقلُّ مِنَ الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ وأَخْفَى، تَرَاهَا المرأَة عِنْدَ طُهْرِهَا فَتَعْلَمُ أَنها قَدْ طَهُرَتْ مِنْ حَيْضِهَا؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَا تَكُونُ التَّرِيَّة إِلَّا بَعْدَ الِاغْتِسَالِ، فأَما مَا كَانَ فِي أَيام الْحَيْضِ فَلَيْسَ بِتَرِيَّةٍ. وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ التَّرِيَّة فِي رأَى، وَهُوَ بَابُهَا لأَن التَّاءَ فِيهَا زَائِدَةٌ، وَهِيَ مِنَ الرُّؤْيَةِ. تسا: ابْنُ الأَعرابي: سَاتاهُ إِذَا لَعِبَ مَعَهُ الشَّفَلَّقَةَ، وتاسَاهُ إِذَا آذاهُ واسَتَخَفَّ به، والله أَعلم. تشا: ابْنُ الأَعرابي: تَشَا إِذَا زَجَر الحمارَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنَّه قَالَ له تُشُؤْ تُشُؤْ. تطا: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ ابْنُ الأَعرابي: تَطَا إذا ظَلَم. تعا: انْفَرَدَ الأَزهري بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ تَعَا إِذَا عَدَا وثَعا إِذَا قَذَف. قَالَ: والتُّعَى

_ (1). قوله [تتوا الفسيلة] هو هكذا في الأصل بصيغة التصغير، والذي في القاموس تتوا القلنسوة؛ وصوب شارحه ما في اللسان (2). قوله [الترية] بكسر الراء مخففة ومشددة كما في النهاية

فِي الْحِفْظِ الحَسَن. وَقَالَ فِي التَّرْجَمَةِ أَيضاً: والتَّاعِي اللِّبَأُ الْمُسْتَرْخِي، والثَّاعِي الْقَاذِفُ. وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ: الأَتْعاءُ سَاعَاتُ اللَّيْلِ، والثُّعَى القَذْف. تغا: قَالَ اللَّيْثَ: تَغَتِ الجارِية الضَّحِكَ إِذَا أَرادت أَنْ تُخْفيه وَيُغَالِبُهَا؛ قَالَ الأَزهري: إِنَّمَا هُوَ حِكَايَةُ صَوْتِ الضَّحِكِ: تِغٍ تِغٍ وتِغْ تِغْ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُ فِي حَرْفِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: تَغَت الْجَارِيَةُ تِغاً سَتَرَتْ ضَحِكَها فَغَالَبَهَا. وتَغَا الإِنسانُ: هَلَكَ. تفا: التُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، وَهُوَ سَبُع لَا يَقْتَاتُ التِّبْنَ إِنَّمَا يَقْتَاتُ اللَّحْمَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ لأَنا وَجَدْنَا ت وف، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: مَا فِي أَمرهم تَوِيفَة «1». وَلَمْ نَجِدْ ت ي ف، فَإِنَّ أَبا عَلِيٍّ يَسْتَدِلُّ عَلَى الْمَقْلُوبِ بِالْمَقْلُوبِ، أَلا تَرَاهُ اسْتَدَلَّ عَلَى أَن لَامَ أُثْفِيَّة وَاوٌ بِقَوْلِهِمْ وَثَفَ، وَالْوَاوُ فِي وَثَفَ فَاءٌ. تقي: ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقَى اللَّهَ تَقْياً خَافَهُ. وَالتَّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ تَرْجَمَ عَلَيْهَا ابْنُ بَرِّيٍّ، وسيأَتي ذِكْرُهَا فِي وَقِيَ فِي مكانها. تلا: تَلَوْتُه أَتلُوه وتَلَوْتُ عَنْهُ تُلُوّاً، كِلَاهُمَا: خَذَلته وَتَرَكْتُهُ. وتَلا عَنِّي يَتْلُو تُلُوّاً إِذَا تَرَكَكَ وتخلَّف عَنْكَ، وَكَذَلِكَ خَذَل يَخْذُل خُذُولًا. وتَلَوْته تُلُوّاً: تَبِعْتُهُ. يُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتْلُوه حَتَّى أَتْلَيْته أَي تَقَدَّمْته وَصَارَ خَلْفِي. وأَتْلَيْته أَي سَبَقْتُهُ. فأَما قِرَاءَةُ الْكِسَائِيِّ تَلَيها فأَمالَ، وَإِنْ كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، فَإِنَّمَا قرأَ بِهِ لأَنها جاءَت مَعَ مَا يَجُوزُ أَن يُمَالَ، وَهُوَ يَغْشَيها وبَنَيها، وَقِيلَ: مَعْنَى تَلَاهَا حِينَ اسْتَدَارَ فَتَلَا الشمسَ الضياءُ والنورُ. وتَتَالَت الأُمورُ: تَلَا بعضُها بَعْضًا. وأَتْلَيْتُه إِيَّاهُ: أَتبَعْتُه. واسْتَتْلاك الشيءَ: دَعَاكَ إِلَى تُلُوِّه؛ وَقَالَ: قَدْ جَعَلَتْ دَلْوِيَ تَسْتَتْلِيني، ... وَلَا أُريدُ تَبَعَ القَرِينِ ابْنُ الأَعرابي: استَتْلَيْت فُلَانًا أَي انْتَظَرْتُهُ، واسْتَتْلَيْته جَعَلْتُهُ يَتْلوني. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي المُراسِلَ فِي الْغَنَاءِ وَالْعَمَلِ المُتالي، والمُتالي الَّذِي يُرَاسِلُ المُغَني بصَوْتٍ رَفيعٍ؛ قَالَ الأَخطل: صَلْت الجَبينِ، كأَنَّ رَجْعَ صَهِيلِه ... زجْرُ المُحاوِلِ، أَو غِناءُ مُتالِ قَالَ: والتَّلِيُّ الْكَثِيرُ الأَيْمان. والتَّلِيُّ: الكثيرُ المالِ. وَجَاءَتِ الخيلُ تَتالِياً أَي مُتَتابِعَة. ورجلٌ تَلُوٌّ، عَلَى مِثَالِ عَدُوّ: لَا يَزَالُ مُتَّبِعاً؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَلَمْ يَذْكُرْ يَعْقُوبُ ذَلِكَ فِي الأَشياء الَّتِي حَصَرَهَا كَحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. وتَلا إِذَا اتَّبع، فَهُوَ تالٍ أَي تابعٌ. ابْنُ الأَعرابي: تَلا اتَّبَع، وتَلا إِذَا تخلَّف، وتَلا إِذَا اشْتَرى تِلْواً، وَهُوَ وَلد البَغْل. وَيُقَالُ لِوَلَدِ الْبَغْلِ تِلْو؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: لَحِقْنا فَراجَعْنا الحُمول، وإنَّما ... تَتَلَّى دِبَابَ الوادِعات المَراجع «2» . قَالَ: تَتَلّى تَتَبَّع. وتِلْوُ الشَّيْءِ: الَّذِي يَتلُوه. وَهَذَا تِلْوُ هَذَا أَي تَبَعُه. ووَقَع كَذَا تَلِيَّةَ كَذَا أَي عَقِبَه. وَنَاقَةٌ مُتْلٍ ومُتْلِية: يَتْلوها وَلدُها أَي يَتْبَعُهَا. والمُتْلية والمُتْلي: الَّتِي تُنْتَج فِي آخِرِ النِّتَاجِ لأَنها تَبَعٌ للمُبَكِّرة، وَقِيلَ: المُتْلِية المؤخِّرة للإِنتاج، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمُتْلي: الَّتِي يَتْلوها ولدُها، وَقَدْ يُسْتَعَارُ الإِتلاء فِي الْوَحْشِ؛

_ (1). قوله [تويفة] ضبط في الأَصل هنا كسفينة وكذلك في مادة ت وف (2). قوله [تتلى دباب إلخ] هو هكذا في الأصل

قَالَ الرَّاعِي أَنشده سِيبَوَيْهِ: لَهَا بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ، ... تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ بِهِ ومَتالِيَا والمَتالي: الأُمَّهات إِذا تَلَاهَا الأَولاد، الْوَاحِدَةُ مُتْلٍ ومُتْلِية. وَقَالَ البَاهلي: المَتالي الإِبل الَّتِي قَدْ نُتج بَعْضُهَا وَبَعْضُهَا لَمْ يُنْتَجْ؛ وأَنشد: وكلُّ شَماليٍّ، كأَنَّ رَبابَه ... مَتالي مَهِيبٍ، مِنْ بَني السِّيدِ، أَوْرَدا قَالَ: نَعَمُ بَني السِّيدِ سُودٌ، فَشَبَّهَ السَّحَابَ بِهَا وَشَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ بحَنِين هَذِهِ المَتالي؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجَا أَي اخْتُلِجَتْ عَنْهَا أَولادُها فَهِيَ تَحِنُّ إِليها. ابْنُ جِنِّي: وَقِيلَ المُتْلِية الَّتِي أَثْقَلَتْ فانقلَب رأْسُ جَنِينِهَا إِلى نَاحِيَةِ الذَنَبِ والحَياء، وَهَذَا لَا يُوَافِقُ الِاشْتِقَاقَ. والتِّلْوُ: وَلَدُ الشَّاةِ حِينَ يُفطم مِنْ أُمّه وَيَتْلُوهَا، وَالْجَمْعُ أَتْلاءٌ. والأُنثى تِلْوَةٌ، وَقِيلَ: إِذا خَرَجَتِ العَناق مِنْ حدِّ الإِجْفار فَهِيَ تِلوة حَتَّى تَتِمَّ لَهَا سَنَةٌ فتُجْذِع، وَذَلِكَ لأَنها تَتْبَعُ أُمّها. والتِّلْوُ: ولدُ الْحِمَارِ لِاتِّبَاعِهِ أُمّه. النَّضْرُ: التِّلْوة مِنْ أَولاد المِعْزَى والضأْن الَّتِي قَدِ اسْتَكْرَشَتْ وشَدَنَت، الذكرُ تِلْوٌ. وتِلْو النَّاقَةِ: وَلَدُهَا الَّذِي يَتْلُوهَا. والتِّلو مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تُنتَج قَبْلَ الصَّفَرِيَّة. وأَتْلاه اللَّهُ أَطفالًا أَي أَتْبَعَه أَولاداً. وأَتْلت الناقةُ إِذا تَلَاهَا وَلَدُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا دَرَيْتَ وَلَا أَتْلَيْتَ، يَدْعُو عَلَيْهِ بأَن لَا تُتْلِيَ إِبله أَي لَا يَكُونُ لَهَا أَولاد؛ عَنْ يُونُسَ. وتَلَّى الرجلُ صلاتَه: أَتْبَعَ المكتوبةَ التطوُّعَ. وَيُقَالُ: تَلَّى فُلَانٌ صَلَاتَهُ المكتوبةَ بالتطوُّع أَي أَتبَعها؛ وَقَالَ البَعِيثُ عَلَى ظَهْرِ عادِيٍّ، كأَنَّ أُرُومَهُ ... رجالٌ، يُتَلُّون الصلاةَ، قيامُ وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ عَلَى رَجُلٍ مُتَلٍّ مُنْتَصِبٍ فِي الصَّلَاةِ، وخطَّأَ أَبو مَنْصُورٍ مَنِ اسْتَشْهَدَ بِهِ هُنَاكَ وَقَالَ: إِنما هُوَ مِنْ تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ، قَالَ: وَيَكُونُ تَلَا وتلَّى بِمَعْنَى تَبِعَ. يُقَالُ: تَلَّى الفَريضة إِذا أَتبعها النفلَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَفْتِنا فِي دابَّة تَرْعى الشجَر وتشربُ الماءَ فِي كَرِشٍ لَمْ تُثْغَر، قَالَ تِلْكَ عِنْدَنَا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعَةُ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ، قَالَ: وإِنما هُوَ التِّلْوَةُ. يُقَالُ للجَدْي إِذا فُطِم وتَبِع أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوةٌ، والأُمّهات حِينَئِذٍ المَتالي، فَتَكُونُ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ مِنْ هَذَا الْبَابُ لَا مِنْ بَابِ تَوَلَ. والتَّوالي: الأَعْجاز لِاتِّبَاعِهَا الصدورَ. وَتَوَالِي الخيلِ: مآخيرُها مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: تَوالي الفرسِ ذَنَبُهُ ورجْلاه. يُقَالُ: إِنه لَخَبيثُ التَّوالي وسريعُ التَّوالي وَكُلُّهُ مِنْ ذَلِكَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ليسَ هَوادِي الخَيْل كالتَّوالي؛ فهَوادِيها أَعناقها، وَتَوَالِيهَا مَآخِرُهَا. وتَوالي كلِّ شَيْءٍ: آخِرُهُ. وتالياتُ النُّجُومِ: أُخراها. وَيُقَالُ: لَيْسَ تَوالي الخيلِ كالهَوادِي وَلَا عُفْرُ اللَّيَالِي كالدَّآدِي؛ وَعُفْرُهَا: بَيْضُهَا. وتَوالي الظُّعُنِ: أَواخرها، وَتَوَالِي الإِبل كَذَلِكَ. وَتَوَالِي النجومِ: أَواخرها. وتَلَوَّى: ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ، فَعَوَّلٌ مِنَ التُّلُوِّ لأَنه يَتْبَعُ السَّفِينَةَ الْعُظْمَى؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ. وتَتَلَّى الشيءَ: تَتبَّعَه. والتُّلاوَةُ والتَّلِيَّة: بقِيَّة الشَّيْءِ عَامَّةً، كأَنه يُتَتَبَّع حَتَّى لَمْ يبقَ إِلا أَقلُّه، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ بقيةَ الدَّيْن والحاجةِ، قَالَ: تَتَلّى بَقَّى بَقِيَّةً مِنْ دَيْنه. وتَلِيَتْ عَلَيْهِ تُلاوَةٌ وتَلىً، مَقْصُورٌ: بَقِيت. وأَتْلَيْتُها عِنْدَهُ: أَبْقَيْتُها.

وأَتْلَيْت عَلَيْكَ مِنْ حَقِّي تُلاوةً أَي بَقِيَّةً. وَقَدْ تَتَلَّيْت حَقِّي عِنْدَهُ أَي تَرَكْتُ مِنْهُ بَقِيَّةً. وتَتَلَّيت حَقِّي إِذا تتبعتَه حَتَّى اسْتَوْفَيْتَهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ التَّلِيَّة. وَقَدْ تَلِيَت لِي مِنْ حَقِّي تَلِيَّةٌ وتُلاوَةٌ تَتْلى أَي بَقِيَت بَقِيَّة. وأَتْلَيْت حَقِّي عِنْدَهُ إِذا أَبْقَيْت مِنْهُ بَقِيَّةً. وَفِي حَدِيثِ أَبي حَدْرَد: مَا أَصبحتُ أُتلِيها وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا. يُقَالُ: أَتْلَيْت حَقِّي عِنْدَهُ أَي أَبْقَيْت مِنْهُ بَقِيَّةً. وأَتْلَيْتُه: أَحَلْته. وتَلِيَتْ لَهُ تَلِيَّة مِنْ حَقِّهِ وتُلاوة أَي بقِيَت لَهُ بَقِيَّة. وتَلِيَ فُلَانٌ بَعْدَ قَوْمِهِ أَي بَقِيَ. وتَلا إِذا تأَخر. وَالتَّوَالِي: مَا تأَخر. وَيُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتلوه حَتَّى أَتْلَيْتُه أَي حَتَّى أَخَّرته؛ وأَنشد: رَكْضَ المَذاكِي، وتَلا الحَوْليُ أَي تأَخَّر. وتَليَ مِنَ الشَّهْرِ كَذَا تَلًى: بَقِي. وتلَّى الرجلُ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا كَانَ بِآخِرِ رَمَقٍ. وتَلَّى أَيضاً: قَضى نَخْبه أَي نَذْرَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَتَلَّى إِذا جَمَع مَالًا كَثِيرًا. وتَلَوْت الْقُرْآنَ تِلاوَةً: قرأْته، وَعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ كُلَّ كَلَامٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: واسْتَمَعُوا قَوْلًا بِهِ يُكْوَى النَّطِفْ، ... يَكادُ مَنْ يُتْلى عَلَيْهِ يُجْتأَفْ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَالتَّالِياتِ ذِكْراً ؛ قِيلَ: هُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونُوا الْمَلَائِكَةَ وَغَيْرَهُمْ مِمَّنْ يَتْلُو ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى. اللَّيْثُ: تَلا يَتْلُو تِلاوَة يَعْنِي قرأَ قِرَاءَةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ؛ مَعْنَاهُ يَتّبعونه حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ؛ قَالَ عَطَاءٌ: عَلَى مَا تُحَدِّثُ وتَقُصُّ، وَقِيلَ: مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ كَقَوْلِكَ فُلَانٌ يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ أَي يَقْرَؤُهُ وَيَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ مَا تُتَلِّي الشَّيَاطِينُ «3». وَفُلَانٌ يَتْلو فُلَانًا أَي يَحْكِيهِ ويَتْبَع فِعْلَهُ. وَهُوَ يُتْلِي بَقِيَّة حَاجَتِهِ أَي يَقْتَضِيها وَيَتَعهَّدها. وَفِي الْحَدِيثِ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: إِن الْمُنَافِقَ إِذا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ سُئِلَ عَنْ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا جَاءَ بِهِ فَيَقُولُ لَا أدْرِي، فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَلَا اهْتَدَيْتَ ؛ قِيلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ وَلَا تَلَيْتَ : وَلَا تَلَوْتَ أَي لَا قرأْتَ وَلَا دَرَسْت، مِنْ تَلا يَتْلُو، فَقَالُوا تَلَيْتَ بِالْيَاءِ ليُعاقَبَ بِهَا الياءُ فِي دَرَيْتَ، كَمَا قَالُوا: إِني لآتِيهِ بالغَدَايا والعَشايا، وَتُجْمَعُ الْغَدَاةُ غَدَوات، فَقِيلَ: الغَدايا مِنْ أَجل العَشايا لِيَزْدَوِجَ الْكَلَامُ؛ قَالَ: وَكَانَ يُونُسُ يَقُولُ إِنما هُوَ وَلَا أَتْلَيْتَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، مَعْنَاهُ أَن لَا تُتْلِيَ إِبلُه أَيْ لَا يَكُونُ لَهَا أَولاد تَتْلُوهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَيْتَ عَلَى افْتَعلت مِنْ أَلَوْتَ أَي أَطقت وَاسْتَطَعْتَ، فكأَنه قَالَ لَا دَرَيْت وَلَا اسْتَطَعْتَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والمحدِّثون يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ وَلَا تَلَيْتَ ، وَالصَّوَابُ وَلَا ائْتَلَيْتَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا قرأْت أَي لَا تَلَوْتَ فَقَلَبُوا الْوَاوَ يَاءً لِيَزْدَوِجَ الْكَلَامُ مَعَ دَرَيْتَ. والتَّلاءُ: الذِّمَّة. وأَتْلَيْتُه: أَعطيته التَّلاءَ أَي أَعطيته الذِّمَّةَ. وأَتْلَيْتُه ذِمَّةً أَي أَعطيته إِياها. والتَّلاءُ: الجِوارُ. والتَّلاءُ: السَّهْمُ يَكْتُبُ عَلَيْهِ المُتْلي اسمَه وَيُعْطِيهِ لِلرَّجُلِ، فإِذا صَارَ إِلى قَبِيلَةٍ أَراهم ذَلِكَ السَّهْمَ وَجَازَ فَلَمْ يُؤْذَ. وأَتْلَيْتُه سَهَمًا: أَعطيتُه إِياه ليَسْتَجِيزَ بِهِ؛ وَكُلُّ ذَلِكَ فَسَّرَ بِهِ ثَعْلَبٌ قَوْلَ زُهَيْرٍ: جِوارٌ شاهدٌ عدلٌ عَليكم، ... وسِيَّانِ الكَفَالةُ والتَّلاءُ

_ (3). قوله [ما تتلي الشياطين] هو هكذا بهذا الضبط في الأصل

وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: التَّلاءُ الضَّمان. يُقَالُ: أَتْلَيْتُ فُلَانًا إِذا أَعطيتَه شَيْئًا يأْمَنُ بِهِ مِثْلُ سَهْمٍ أَو نَعْلٍ. وَيُقَالُ: تَلَوْا وأَتْلَوْا إِذا أَعطَوْا ذمَّتهم؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَعُدُّون لِلْجَارِ التَّلاءَ، إِذا تَلَوْا، ... عَلَى أَيِّ أَفْتار البَرية يَمَّما وإِنه لَتَلُوُّ المِقْدار أَي رَفِيعه. والتَّلاءُ: الحَوالة. وَقَدْ أَتْلَيْت فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ أَي أَحَلْته عَلَيْهِ؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ هَذَا الْبَيْتَ: إِذا خُضْر الأَصمِّ رَمَيْتَ فِيهَا ... بمُسْتَتْلٍ عَلَى الأَدْنَيْن باغِ أَراد بخُضْر الأَصم دَآدِيَ لَيالي شَهْرِ رَجَبٍ، والمُسْتَتْلِي: مِنَ التُّلاوة وَهُوَ الحَوالة أَي أَن يَجْنِيَ عَلَيْكَ ويُحيل عَلَيْكَ فتُؤخذ بِجِنَايَتِهِ، وَالْبَاغِي: هُوَ الْخَادِمُ الْجَانِي عَلَى الأَدْنَينَ مِنْ قَرَابَتِهِ. وأَتْلَيْتُه أَي أَحلته مِنَ الْحَوَالَةِ. تنا: التِّنَاوَةُ: تَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ فأَضرَّت بِهِ التِّنَاوةُ. وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ التِّنَايَة، بِالْيَاءِ، فإِما أَن تَكُونَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، وإِما أَن تَكُونَ لُغَةً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: التِّنَايَة الفِلاحة وَالزِّرَاعَةُ؛ يُرِيدُ أَنه تَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ وَمُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ، وَكَانَ نَزَلَ قَرْيَةً عَلَى طَرِيقِ الأَهواز، وَيُرْوَى النِّباوة، بِالنُّونِ وَالْبَاءِ، أَي الشَّرَفِ. والأَتْنَاءُ: الأَقران. والأَتْنَاءُ الأَقْدام. توا: التَّوُّ: الفَرْد. وَفِي الْحَدِيثِ: الاسْتِجْمارُ تَوٌّ وَالسَّعْيُ تَوٌّ وَالطَّوَافُ تَوٌّ ؛ التَّوُّ: الْفَرْدُ، يُرِيدُ أَنه يَرْمِي الْجِمَارَ فِي الْحَجِّ فَرْداً، وَهِيَ سَبْعُ حَصَيَاتٍ، وَيَطُوفُ سَبْعًا وَيَسْعَى سَبْعًا، وَقِيلَ: أَراد بِفَرْدِيَّةِ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ أَن الْوَاجِبَ مِنْهُمَا مرَّة وَاحِدَةٌ لَا تُثَنَّى وَلَا تُكرَّر، سَوَاءٌ كَانَ الْمُحْرِمُ مُفرِداً أَو قَارِنًا، وَقِيلَ: أَراد بِالِاسْتِجْمَارِ الِاسْتِنْجَاءَ، والسنَّة أَن يستنجيَ بثلاثٍ، والأَول أَولى لِاقْتِرَانِهِ بِالطَّوَافِ وَالسَّعْيِ. وأَلْف تَوٌّ: تامٌّ فَرْدٌ. والتَّوُّ: الحَبْلُ يُفتل طَاقَةً وَاحِدَةً لَا يُجعل لَهُ قُوىً مُبْرَمة، وَالْجَمْعُ أَتْوَاء. وَجَاءَ تَوّاً أَي فَرْداً، وَقِيلَ: هُوَ إِذا جَاءَ قَاصِدًا لَا يُعَرِّجه شَيْءٌ، فإِن أَقام بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَلَيْسَ بِتَوٍّ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ. وأَتْوَى الرجلُ إِذا جَاءَ تَوّاً وحْده، وأَزْوَى إِذا جَاءَ مَعَهُ آخرُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مُفرَد تَوٌّ، وَلِكُلِّ زَوْجٍ زَوٌّ. وَيُقَالُ: وَجَّهَ فُلَانٌ مِنْ خَيْله بأَلْفٍ تَوٍّ، والتَّوُّ: أَلف مِنَ الْخَيْلِ، يَعْنِي بأَلف رَجُلٍ أَي بأَلف وَاحِدٍ. وَتَقُولُ: مَضَتْ تَوَّةٌ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَي سَاعَةٌ؛ قَالَ مُلَيح: فَفاضَتْ دُموعي تَوَّةً ثُمَّ لَمْ تَفِضْ ... عَليَّ، وَقَدْ كَادَتْ لَهَا الْعَيْنُ تَمْرَحُ وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: فَمَا مَضَتْ إِلَّا تَوَّةٌ حَتَّى قَامَ الأَحَنفُ مِنْ مَجْلِسِهِ أَي سَاعَةٌ وَاحِدَةٌ. والتَّوَّة: السَّاعَةُ مِنَ الزَّمَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الِاسْتِنْجَاءَ بِتَوٍّ أَي بِفَرْدٍ وَوِتْرٍ مِنَ الْحِجَارَةِ وأَنها لَا تُشفع، وإِذا عَقَدْتَ عَقْدًا بِإِدَارَةٍ لِرِبَاطٍ مَرَّةً قُلْتَ: عَقَدْتُهُ بتَوٍّ واحدٍ؛ وأَنشد: جَارِيَةٌ لَيْسَتْ مِنَ الوَخْشَنِّ، ... لَا تعقِدُ المِنْطَقَ بالمَتْنَنِ إِلَّا بِتَوٍّ واحدٍ أَو تَنِ أَي نِصْفِ تَوٍّ، وَالنُّونُ فِي تَنٍّ زَائِدَةٌ، والأَصل فِيهَا تَا خَفَّفَهَا مِنْ تَوٍّ، فإِن قُلْتَ عَلَى أَصلها تَوْ خَفِيفَةً مِثْلَ لَوْ جَازَ، غَيْرَ أَن الِاسْمَ إِذا جَاءَتْ فِي آخِرِهِ وَاوٌ بَعْدَ فَتْحَةٍ حُمِلَتْ عَلَى الأَلف، وإِنما يَحْسُنُ

فصل الثاء المثلثة

فِي لَوْ لأَنها حَرْفُ أَداة وَلَيْسَتْ بِاسْمٍ، وَلَوْ حَذَفْتَ مِنْ يَوْمٍ الْمِيمَ وَحْدَهَا وَتَرَكْتَ الْوَاوَ وَالْيَاءَ، وأَنت تُرِيدُ إِسكان الْوَاوِ، ثُمَّ تَجْعَلُ ذَلِكَ اسْمًا تُجْرِيهِ بِالتَّنْوِينِ وَغَيْرِ التَّنْوِينِ فِي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ هَذَا حَا حَا مَرْفُوعًا، لَقُلْتَ فِي مَحْذُوفِ يَوْمٍ يَوْ، وَكَذَلِكَ لَوْمٌ وَلَوْحٌ، وَمَنْعُهُمْ أَن يَقُولُوا فِي لَوْلا لأَن لَوْ أُسست هَكَذَا وَلَمْ تُجْعَلِ اسْمًا كَاللَّوْحِ، وإِذا أَردت نِدَاءً قُلْتَ يَا لَوُّ أَقبل فِيمَنْ يَقُولُ يَا حارُ لأَن نعتَه باللَّوِّ بِالتَّشْدِيدِ تَقْوِيَةٌ لِلَوْ، وَلَوْ كَانَ اسْمُهُ حَوًّا ثُمَّ أَردت حَذْفَ أَحد الْوَاوَيْنِ مِنْهُ قُلْتَ يَا حَا أَقبل، بَقِيَتِ الْوَاوُ أَلفاً بَعْدَ الْفَتْحَةِ، وَلَيْسَ فِي جَمِيعِ الأَشياء وَاوٌ مُعَلَّقَةٌ بَعْدَ فَتْحَةٍ إِلَّا أَن يُجْعَلَ اسْمًا. والتَّوُّ: الْفَارِغُ مِنْ شُغْلِ الدُّنْيَا وَشُغْلِ الْآخِرَةِ. والتَّوُّ: البِناء الْمَنْصُوبُ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ تسنُّمَ الْقَبْرِ ولَحْدَه: وَقَدْ كُنتُ فِيمَا قَدْ بَنى ليَ حافِري ... أَعاليَهُ تَوّاً وأَسْفَلَه لَحْدَا جَاءَ فِي الشِّعْرِ دَحْلًا، وَهُوَ بِمَعْنَى لَحْدٍ، فأَدَّاه ابْنُ الأَعرابي بِالْمَعْنَى. والتَّوَى، مَقْصُورٌ: الْهَلَاكُ، وَفِي الصِّحَاحِ: هَلَاكُ الْمَالِ. والتَّوَى: ذَهَابُ مَالٍ لَا يُرْجى، وأَتْوَاه غيرهُ. تَوِيَ الْمَالُ، بِالْكَسْرِ، يَتْوَى تَوىً، فَهُوَ تَوٍ: ذَهَبَ فَلَمْ يَرُجْ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ أَن طَيّئاً تَقُولُ تَوَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ بَقَى ورَضَى ونَهَى. وأَتْوَاه اللَّهُ: أَذهبه. وأَتْوَى فلانٌ مالَه: ذَهَبَ بِهِ. وَهَذَا مَالٌ تَوٍ، عَلَى فَعِلٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، وَقَدْ ذَكَرَ مَنْ يُدْعَى مِنْ أَبواب الْجَنَّةِ فَقَالَ: ذَلِكَ الَّذِي لَا تَوَى عَلَيْهِ أَي لَا ضَياع وَلَا خَسارة، وَهُوَ مِنَ التَّوَى الْهَلَاكِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الشُّحّ مَتْوَاةٌ، تَقُولُ: إِذا مَنَعْتَ الْمَالَ مِنْ حَقِّهِ أَذهبه اللَّهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ. والتَّوِيُّ: الْمُقِيمُ؛ قَالَ: إِذا صَوَّتَ الأَصداءُ يَوْمًا أَجابها ... صَدًى، وتَوِيٌّ بالفَلاة غَريبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وَالثَّاءُ أَعرف. والتِّوَاء مِنْ سِماتِ الإِبل: وَسْمٌ كَهَيْئَةِ الصَّلِيبِ طَوِيلٌ يأْخذ الخَدَّ كلَّه؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. النَّضْرُ: التِّوَاءُ سِمَة فِي الفَخِذِ وَالْعُنُقِ، فأَما فِي الْعُنُقِ فأَن يُبْدَأَ بِهِ مِنَ اللِّهْزِمة ويُحْدَر حِذاء الْعُنُقِ خَطّاً مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وخَطّاً مِنْ هَذَا الْجَانِبِ ثُمَّ يُجْمَعُ بَيْنَ طَرَفَيْهِمَا مِنْ أَسفلَ لَا مِنْ فوقُ، وإِذا كَانَ فِي الْفَخْذِ فَهُوَ خَطٌّ فِي عَرْضِها، يُقَالُ مِنْهُ بَعِيرٌ مَتْوِيٌّ، وَقَدْ تَوَيْتُه تَيّاً، وإِبل متواةٌ، وَبَعِيرٌ بِهِ تِواءٌ وتِوَاءَانِ وَثَلَاثَةُ أَتْوِيَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التِّوَاءُ يَكُونُ فِي مَوْضِعِ اللَّحاظ إِلَّا أَنه مُنْخَفِضٌ يُعْطَف إِلى نَاحِيَةِ الْخَدِّ قَلِيلًا، وَيَكُونُ فِي بَاطِنِ الخد كالتُّؤْثُورِ. قال: والأُثْرةُ والتُّؤْثُور فِي بَاطِنِ الْخَدِّ، وَاللَّهُ أَعلم. تيا: تِي وَتَا: تأْنيث ذَا، وتَيّا تَصْغِيرُهُ، وَكَذَلِكَ ذَيَّا تصغير ذِهْ وذِهي وهذه. فصل الثاء المثلثة ثأي: الثَّأْيُ والثَّأَى جَمِيعًا: الإِفساد كلُّه، وَقِيلَ: هِيَ الْجِرَاحَاتُ وَالْقَتْلُ وَنَحْوُهُ مِنَ الإِفساد. وأَثْأَى فِيهِمْ: قَتَلَ وَجَرَحَ. والثَّأْي والثَّأَى: خَرْمُ خُرَزِ الأَدِيم. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ أَن تَغْلُظَ الإِشْفَى ويَدِقَّ السَّيْرُ، وَقَدْ ثَئِيَ يَثْأَى وثَأَى يَثْأَى وأَثْأَيْته أَنا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَها الكُتَبُ

وثَأَيْتُ الخَرْزَ إِذا خَرَمته. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَثْأَيْتُ الخَرْزَ إِثْآأً خَرَمْته، وَقَدْ ثَئِيَ الخَرْزُ يَثْأَى ثَأىً شَدِيدًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ ثَئِيَ الخَرْز يَثْأَى؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ ثَأَى الخَرْزُ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَحَكَى كُرَاعٌ عَنِ الْكِسَائِيِّ ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى، وَذَلِكَ أَن يَتَخَرَّمَ حَتَّى تَصِيرَ خَرْزَتان فِي مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ، قَالَ: وأَنكر ابْنُ حَمْزَةَ فَتْحَ الْهَمْزَةِ. وأَثْأَيْتُ فِي الْقَوْمِ إِثْآءً أَي جَرَحْتَ فِيهِمْ، وَهُوَ الثَّأَى؛ قَالَ: يَا لَك مِنْ عَيْثٍ ومِنْ إِثْآءِ ... يُعْقِبُ بالقَتلِ وبالسِّباءِ والثَّأَى: الخَرْمُ والفَتْق؛ قَالَ جَرِيرٌ: هُوَ الوافِدُ المَيْمونُ والرَّاتِقُ الثَّأَى، ... إِذا النَّعْلُ يَوْمًا بالعَشِيرَةِ زَلَّتِ وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَ بَيْنَ الْقَوْمِ جِرَاحَاتٌ قِيلَ عَظُم الثَّأَى بَيْنَهُمْ، قَالَ: وَيَجُوزُ لِلشَّاعِرِ أَن يَقْلِبَ مَدَّ الثَّأَى حَتَّى تَصِيرَ الْهَمْزَةُ بَعْدَ الأَلف كَقَوْلِهِ: إِذا مَا ثَاءَ فِي مَعَدٍّ قَالَ: وَمِثْلُهُ رَآهُ ورَاءَهُ بِوَزْنِ رَعاه وراعَه ونَأَى ونَاءَ؛ قَالَ: نِعْمَ أَخو الهَيْجاء فِي الْيَوْمِ اليَمِي أَراد أَن يَقُولَ اليَوِمِ فقلَب. والثَّأْوَة: بَقِيَّةُ قَلِيلٍ مِنْ كَثِيرٍ، قَالَ: والثَّأْوَة الْمَهْزُولَةُ مِنَ الْغَنَمِ وَهِيَ الشَّاةُ الْمَهْزُولَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُغَذْرِمُها فِي ثَأْوَةٍ مِنْ شياهِهِ، ... فَلَا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القَلائِلُ الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ تُغَذْرِمُها لِلْيَمِينِ الَّتِي كَانَ أَقسم بِهَا، وَمَعْنَى تُغَذْرِمُها أَي حَلَفْتُ بِهَا مجازِفاً غَيْرَ مُسْتَثْبِتٍ فِيهَا، والغُذارِمُ: مَا أُخذ مِنَ الْمَالِ جِزافاً. ابْنُ الأَنباري: الثَّأَى الأَمر الْعَظِيمُ يَقَعُ بَيْنَ الْقَوْمِ؛ قَالَ: وأَصله مِنْ أَثْأَيْت الخَرْزَ؛ وأَنشد: ورأْب الثَّأَى والصَّبْر عندَ الموَاطِن وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ورَأَبَ الثَّأَى أَي أَصْلح الْفَسَادَ. وأَصل الثَّأَى: خَرْم مَوَاضِعِ الخَرْز وَفَسَادُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: رَأَبَ اللهُ بِهِ الثَّأَى. والثُّؤَى: جَمع ثُؤْيَةٍ وَهِيَ خِرَق تُجْمَعُ كالكُبَّة عَلَى وتِدِ المَخْض لِئَلَّا يَنْخَرِقُ السِّقَاءُ عِنْدَ الْمَخْضِ. ابْنُ الأَعرابي: الثَّأَى أَن يجمع بين رؤوس ثَلَاثِ شَجَرَاتٍ أَو شَجَرَتَيْنِ، ثُمَّ يُلْقى عَلَيْهَا ثوبٌ فَيُستَظَلَّ به. ثبا: الثُّبَةُ: العُصْبَة مِنَ الفُرسان، وَالْجَمْعُ ثُبَاتٌ وثُبُونَ وثِبُونَ، عَلَى حَدِّ مَا يَطْرُدُ فِي هَذَا النَّوْعِ، وَتَصْغِيرُهَا ثُبَيَّة. والثُّبَةُ والأُثْبِيَّة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وأَصلها ثُبَيٌ، وَالْجَمْعُ أَثَابِيّ وأَثَابِيَةٌ، الْهَاءُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ الأَخيرة؛ قَالَ حُمَيد الأَرقط: كأَنه يومَ الرِّهان المُحْتَضَرْ، ... وَقَدْ بَدَا أَوَّلُ شَخْصٍ يُنْتَظَرْ دُونَ أَثَابِيَّ مِنَ الْخَيْلِ زُمَرْ، ... ضَارٍ غَدا يَنْفُضُ صِئْبان المَدَرْ «1» . أَي بازٍ ضارٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الثُّبَة الْجَمَاعَةُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثُبَةٍ كِرامٍ ... نَشاوى، وَاجِدِينَ لِما نَشَاءُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الذَّاهِبُ مِنْ ثُبَة وَاوٌ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بأَن أَكثر مَا حُذِفَتْ لَامُهُ إِنما هُوَ مِنَ الْوَاوِ نَحْوَ

_ (1). قوله [صئبان المدر] هكذا في الأصل، والذي في الأساس: صئبان المطر

أَب وأَخ وسَنَة وعِضَة، فَهَذَا أَكثر مِمَّا حُذِفَتْ لَامُهُ يَاءً، وَقَدْ تَكُونُ يَاءً عَلَى مَا ذُكِرَ «1». قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الِاخْتِيَارُ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ أَن ثُبَة مِنَ الْوَاوِ، وأَصلها ثُبْوة حَمْلًا عَلَى أَخواتها لأَن أَكثر هَذِهِ الأَسماء الثُّنَائِيَّةِ أَن تَكُونَ لَامُهَا وَاوًا نَحْوَ عِزَة وعِضَة، وَلِقَوْلِهِمْ ثَبَوْت لَهُ خَيْرًا بَعْدَ خَيْرٍ أَو شَرًّا إِذا وَجَّهْتَهُ إِليه، كَمَا تَقُولُ جَاءَتِ الْخَيْلُ ثُبَاتٍ أَي قِطْعَةً بَعْدَ قِطْعَةٍ. وثَبَّيْت الجيشَ إِذا جَعَلْتَهُ ثُبَة ثُبَة، وَلَيْسَ فِي ثَبَّيْت دَلِيلٌ أَكثر مِنْ أَن لَامَهُ حَرْفُ عِلَّةٍ. قَالَ: وأَثَابِيُّ لَيْسَ جَمْعَ ثُبَة، وإِنما هُوَ جَمْعُ أُثْبِيَّة، وأُثْبِيَّة فِي مَعْنَى ثُبَة؛ حَكَاهَا ابْنُ جِنِّي فِي الْمُصَنَّفِ. وثَبَّيْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُهُ ثُبَة ثُبَة؛ قَالَ: هَلْ يَصْلُح السيفُ بِغَيْرِ غِمْدِ؟ ... فَثَبِّ مَا سَلَّفتَه مِنْ شُكْدِ أَي فأَضف إِليه غَيْرَهُ واجْمَعْه. وثُبَة الْحَوْضِ: وَسَطُهُ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ ثَبَّيت أَي جَمَعْتُ، وَذَلِكَ أَن الْمَاءَ إِنما تَجْمَعُهُ مِنَ الْحَوْضِ فِي وَسَطِهِ، وَجَعَلَهَا أَبو إِسحاق مِنْ ثَابَ الْمَاءُ يَثُوب، وَاسْتُدِلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ فِي تَصْغِيرِهَا ثُوَيْبَة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والثُّبَة وَسَطُ الْحَوْضِ الَّذِي يَثُوب إِليه الْمَاءُ، وَالْهَاءُ هَاهُنَا عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ وَسَطِهِ لأَن أَصله ثُوَب، كَمَا قَالُوا أَقام إِقامة وأَصله إِقواماً، فعوَّضوا الْهَاءَ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ عَيْنِ الْفِعْلِ؛ وَقَوْلُهُ: كَمْ ليَ مِنْ ذِي تُدْرَإِ مِذَبِّ، ... أَشْوَسَ، أَبَّاءٍ عَلَى المُثَبِّي أَراد الَّذِي يَعْذُله وَيَكْثُرُ لَوْمُهُ وَيَجْمَعُ لَهُ العَذْل مِنْ هُنَا وَهُنَا. وثَبَّيت الرجلَ: مَدَحْتُهُ وأَثْنَيْت عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ إِذا مَدَحْتَهُ دَفْعَةً بَعْدَ دَفْعَةٍ. والثَّبِيُّ: الْكَثِيرُ «2». الْمَدْحِ لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه جَمْع لِمَحَاسِنِهِ وحَشْد لِمَنَاقِبِهِ. والتَّثْبِيَة: الثَّنَاءُ عَلَى الرَّجُلِ فِي حَيَاتِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يُثَبِّي ثَناءً مِنْ كريمٍ، وقَوْلُه: ... أَلا انْعم عَلَى حُسنِ التَّحِيّة واشْرَبِ والتَّثْبِيَة: الدَّوَامُ عَلَى الشَّيْءِ. وثَبَّيْت عَلَى الشَّيْءِ تَثْبِيَةً أَي دُمْت عَلَيْهِ. والتَّثْبِيَة: أَن تَفْعَلَ مِثْلَ فِعْلِ أَبيك ولزومُ طَرِيقِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ لَبِيدٍ: أُثَبِّي فِي الْبِلَادِ بِذِكْرِ قَيْسٍ، ... وَوَدُّوا لَوْ تَسُوخُ بِنَا البلادُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا وَجْهُ ذَلِكَ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن أُثَبِّي هَاهُنَا أُثْني. وثَبَّيت المالَ: حَفِظْتُهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَقَوْلُ الزِّمَّاني أَنشده ابْنُ الأَعرابي: تَرَكْتُ الخيلَ من آثار ... رُمْحِي فِي الثُّبَى الْعَالِي تَفادَى، كتفَادِي الوَحْشِ ... مِنْ أَغْضَفَ رِئْبالِ قَالَ: الثُّبَى الْعَالِي مِنْ مَجَالِسِ الأَشراف، وَهَذَا غَرِيبٌ نَادِرٌ لَمْ أَسمعه إِلَّا فِي شِعْرِ الفِنْد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَى مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيهِ الْيَاءُ مِنْ هَذَا الْبَابِ بِالْيَاءِ لأَنها لَامٌ، وَجَعَلَ ابْنُ جِنِّي هَذَا الْبَابِ كُلِّهِ مِنَ الْوَاوِ، وَاحْتَجَّ بأَن مَا ذَهَبَ لَامُهُ إِنما هُوَ مِنَ الْوَاوِ نَحْوَ أَب وغَدٍ وأَخٍ وهَنٍ فِي الْوَاوِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: التَّثْبِيَة إِصلاح الشَّيْءِ وَالزِّيَادَةُ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ الجعدي:

_ (1). قوله: فهذا أكثر إلخ؛ هكذا في الأَصل (2). قوله [والثَّبِيُّ الكثير إلخ] كذا بالأصل، وذكره شارح القاموس فيما استدركه، فقال: والثَّبِيُّ كغَنِيّ الكثير إلخ ولكن لم نجد ما يؤيده في المواد التي بأيدينا

يُثَبُّون أَرْحاماً وَمَا يَجْفِلُونها، ... وأَخْلاقَ وُدٍّ ذَهَّبَتْها المَذاهِبُ «3» . قَالَ: يُثَبُّون يُعَظِّمون يَجْعَلُونَهَا ثُبَةً. يُقَالُ: ثَبِّ معروفَك أَي أَتِمَّه وَزِدْ عَلَيْهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَنا أَعرفه تَثْبِيَةً أَي أَعرفه مَعْرِفَةً أُعْجمها ولا أَستيقنها. ثتي: الثَّتَى والحَتا: سَوِيق المُقْل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والثَّتَى: حُطام التِّبْنِ. والثَّتَى: دُقاق التِّبْنِ أَو حُسافَة التَّمْرِ. وَكُلُّ شَيْءٍ حَشَوْتَ بِهِ غِرارة مِمَّا دَقّ فَهُوَ الثَّتَى؛ وأَنشد: كأَنه غِرارةٌ مَلأَى ثَتَى وَيُرْوَى: مَلأَى حَتَا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الثَّتَاةُ والثَّتَى قِشْرُ التَّمْرِ ورديئه. ثدي: الثَّدْي: ثدْي المرأَة، وَفِي الْمُحْكَمِ وَغَيْرِهِ: الثَّدْي مَعْرُوفٌ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَهُوَ للمرأَة وَالرَّجُلِ أَيضاً، وَجَمْعُهُ أَثْدٍ وثُدِيّ، عَلَى فُعول، وثِدِيّ أَيضاً، بِكَسْرِ الثَّاءِ لِمَا بَعْدَهَا مِنَ الْكَسْرِ؛ فأَما قَوْلُهُ: وأَصْبَحَت النِّساءُ مُسَلِّباتٍ، ... لهُنَّ الويلُ يَمْدُدْنَ الثُّدِينا فإِنه كَالْغَلَطِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ الثُّدِيَّا فأَبدل النُّونَ مِنَ الْيَاءِ لِلْقَافِيَةِ. وَذُو الثُّدَيَّة: رَجُلٌ، أَدخلوا الْهَاءَ فِي الثُّدَيَّة هَاهُنَا، وَهُوَ تَصْغِيرُ ثَدْي. وأَما حَدِيثُ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي الْخَوَارِجِ: فِي ذِي الثُّدَيَّة الْمَقْتُولِ بِالنَّهْرَوَانِ ، فإِن أَبا عُبَيْدٍ حَكَى عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ إِنما قِيلَ ذُو الثُّدَيَّة بِالْهَاءِ هِيَ تَصْغِيرُ ثَدْي؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذُو الثُّدَيَّة لَقَبُ رَجُلٍ اسْمُهُ ثُرْمُلة، فَمَنْ قَالَ فِي الثَّدْي إِنه مُذَكَّرٌ يَقُولُ إِنما أَدخلوا الْهَاءَ فِي التَّصْغِيرِ لأَن مَعْنَاهُ الْيَدُ، وَذَلِكَ أَن يَدَهُ كَانَتْ قَصِيرَةً مِقْدَارِ الثَّدْي، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ فِيهِ ذُو اليُدَيَّة وَذُو الثُّدَيَّة جَمِيعًا، وإِنما أُدخل فِيهِ الْهَاءُ، وَقِيلَ: ذُو الثُّدَيَّة وإِن كَانَ الثَّدْي مُذَكَّرًا لأَنها كأَنها بَقِيَّةُ ثَدْي قَدْ ذَهَبَ أَكثره، فَقَلَّلَهَا كَمَا يُقَالُ لُحَيْمة وشُحَيْمة، فأَنَّثها عَلَى هَذَا التأْويل، وَقِيلَ: كأَنه أَراد قِطْعَةً مِنْ ثَدْي، وَقِيلَ: هُوَ تَصْغِيرُ الثَّنْدُوَة، بِحَذْفِ النُّونِ، لأَنها مِنْ تَرْكِيبِ الثَّدْي وَانْقِلَابُ الْيَاءِ فِيهَا وَاوًا لِضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا، وَلَمْ يَضُرَّ ارْتِكَابُ الْوَزْنِ الشَّاذِّ لِظُهُورِ الِاشْتِقَاقِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ عَنْ بَعْضِهِمْ: إِنما هُوَ ذُو اليُدَيَّة، قَالَ: وَلَا أُرى الأَصل كَانَ إِلَّا هَذَا، وَلَكِنَّ الأَحاديث تَتَابَعَتْ بِالثَّاءِ. وامرأَة ثَدْيَاء: عَظِيمَةُ الثَّدْيين، وَهِيَ فَعَلَاءُ لَا أَفَعلَ لَهَا لأَن هَذَا لَا يَكُونُ فِي الرِّجَالِ، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَثْدَى. وَيُقَالُ: ثَدِيَ يَثْدَى إِذا ابتلَّ. وَقَدْ ثَداهُ يَثْدُوه ويَثْدِيه إِذا بَلَّه. وثَدَّاه إِذا غَذَّاه. والثُّدَّاء، مِثْلُ المُكَّاء: نَبْتٌ، وَقِيلَ: نَبْتٌ فِي الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ المُصاص والمُصَّاخ، وَعَلَى أَصله قُشُورٌ كَثِيرَةٌ تَتَّقِد بِهَا النَّارُ، الْوَاحِدَةُ ثُدَّاءة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بهراه دايزاد «4»؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: كأَنَّما ثُدَّاؤه المَخْروفُ، ... وَقَدْ رَمَى أَنصافَه الجُفُوفُ، رَكْبٌ أَرادوا حِلَّةً وُقُوف شَبَّهَ أَعلاه وَقَدْ جَفَّ بِالرَّكْبِ، وَشَبَّهَ أَسافله الخُضْر بالإِبل لِخُضْرَتِهَا. وثَدِيَت الأَرضُ: كسَدِيَت؛

_ (3). قوله [ذهبتها المذاهب] كذا في الأصل، والذي في التكملة: ذهبته الذواهب (4). قوله [بهراه دايزاد] هكذا هو في الأصل

حَكَاهَا يَعْقُوبُ وَزَعَمَ أَنها بَدَلٌ مِنْ سِينِ سَدِيَتْ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، قَالَ: ثُمَّ قَلَبُوا فَقَالُوا ثَدِئتْ، مَهْمُوزٌ مِنَ الثَّأَد، وَهُوَ الثَّرَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْهُ سَهْوٌ وَاخْتِلَاطٌ وإِن كَانَ إِنما حَكَاهُ عَنِ الْجَرْمِيِّ، وأَبو عُمَرَ يَجِلُّ عَنْ هَذَا الَّذِي حَكَاهُ يَعْقُوبُ إِلا أَن يَعْنيَ بِالْجَرْمِيِّ غَيْرَهُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الثَّنْدُوَة، بِفَتْحِ أَولها غَيْرُ مَهْمُوزٍ، مِثَالُ التَّرْقُوَة والعَرْقُوَة عَلَى فَعْلُوَة، وَهِيَ مَغْرِز الثَّدْي، فإِذا ضَمَمْتَ هَمَزْتَ وَهِيَ فُعْلُلَة، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَكَانَ رؤبة يهمز الثُّنْدُؤَة وسِئَة الْقَوْسِ، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَهْمِزُ وَاحِدًا مِنْهُمَا، وَفِي الْمُعْتَلِّ بالأَلف: الثَّدْوَاءُ معروف موضع. ثرا: الثَّرْوَة: كَثْرَةُ العَدَد مِنَ النَّاسِ وَالْمَالِ. يُقَالُ: ثَرْوَة رجالٍ وثَرْوَة مالٍ، والفَرْوة كالثَّرْوة فَاؤُهُ بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ لُوطٍ إِلا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ ؛ الثَّرْوَة: الْعَدَدُ الْكَثِيرُ: وإِنما خَصَّ لُوطًا لِقَوْلِهِ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ. وثَرْوَةٌ مِنْ رِجَالٍ وثَرْوَة مِنْ مَالٍ أَي كَثِيرٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ وثَرْوَةٌ مِنْ رِجَالٍ لَوْ رأَيْتَهمُ، ... لَقُلْتَ: إِحْدَى حِراجِ الجَرّ مِنْ أُقُر مِنَّا بِبادِيةِ الأَعْرابِ كِرْكِرةٌ، إِلى كَراكِرَ بالأَمصارِ والحَضَر وَيُرْوَى: وثَوْرةٌ مِنْ رِجَالٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ ثَوْرَة مِنْ رِجَالٍ وثَرْوَةٌ بِمَعْنَى عَدَدٍ كَثِيرٍ، وثَرْوَة مِنْ مَالٍ لَا غَيْرَ. وَيُقَالُ: هَذَا مَثْرَاةٌ لِلْمَالِ أَي مَكْثَرة. وَفِي حَدِيثِ صِلَةِ الرَّحِمِ: هِيَ مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَر ؛ مَثْرَاة: مَفْعَلة مِنَ الثَّرَاء الْكَثْرَةُ. والثَّرَاءُ: الْمَالُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ حَاتِمٌ: وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ لَوْ أَنَّ حاتِماً ... أَراد ثَرَاءَ المالِ، كَانَ لَهُ وَفْرُ والثَّرَاء: كَثْرَةُ الْمَالِ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: يُرِدْنَ ثَرَاءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَه، ... وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ أَبو عَمْرٍو: ثَرَا اللهُ القومَ أَي كَثَّرَهم. وثَرَا القومُ ثَراءً: كَثُروا ونَمَوْا. وثَرَا وأَثْرَى وأَفْرى: كثُرَ مالُه. وَفِي حَدِيثِ إِسماعيل، عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَالَ لأَخيه إِسحاق إِنك أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراؤُك، وَهُوَ الْمَالُ، وكثُرت ماشيتُك. الأَصمعي: ثَرَا القومُ يَثْرُون إِذا كَثُرُوا ونَمَوْا، وأَثْرَوْا يُثْرُون إِذا كثُرت أَموالهم. وَقَالُوا: لَا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لَا يَكْثُرُ قَوْلُهُ فِينَا. وثَرَا المالُ نفسُه يَثْرُوا إِذا كثُر. وثَرَوْنا القومَ أَي كُنَّا أَكثر مِنْهُمْ. وَالْمَالُ الثَّرِي، مِثْلُ عَمٍ خَفِيفٌ: الْكَثِيرُ. وَالْمَالُ الثَّرِيُّ، عَلَى فَعِيلٍ: وَهُوَ الْكَثِيرُ. وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي كَثِيرًا؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ ثَرْوَانَ، والمرأَة ثُرَيَّا، وَهُوَ تَصْغِيرُ ثَرْوَى. ابْنُ سِيدَهْ: مَالٌ ثَرِيّ كَثِيرٌ. وَرَجُلٌ ثَرِيّ وأَثْرَى: كَثِيرُ الْمَالِ. والثَّرِيّ: الْكَثِيرُ الْعَدَدِ؛ قَالَ المَأْثُور المُحاربي جَاهِلِيٌّ: فَقَدْ كُنْتَ يَغْشاكَ الثَّرِيُّ، ويَتَّقِي ... أَذاك، ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: سَتَمْنَعُني مِنْهُمْ رِماحٌ ثَرِيَّةٌ، ... وغَلْصَمةٌ تَزْوَرُّ مِنْهَا الغَلاصِمُ وأَثْرَى الرجلُ: كَثُرت أَمواله؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ بَنِي أُمية:

لَكُمْ مَسْجِدا اللَّهِ المَزُورانِ، والحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُه مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرا أَراد: مِنْ بَيْنِ مَنْ أَثْرَى وَمَنْ أَقتر أَي مِنْ بَيْنِ مُثْرٍ ومُقْترٍ، وَيُقَالُ: ثَرِيَ الرجلُ يَثْرَى ثَراً وثَرَاءً، مَمْدُودٌ، وَهُوَ ثَرِيٌّ إِذا كَثُر مَالُهُ، وَكَذَلِكَ أَثْرَى فَهُوَ مُثْرٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ إِنه لَذو ثَرَاء وثَرْوَة، يُرَادُ إِنه لَذُو عَدد وَكَثْرَةِ مَالٍ. وأَثْرَى الرجلُ وَهُوَ فَوْقَ الِاسْتِغْنَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: إِن فُلَانًا لَقَرِيب الثَّرَى بَعِيد النَّبَط لِلَّذِي يَعِدُ وَلَا وَفَاءَ لَهُ. وثَرَيْتُ بِفُلَانٍ فأَنا بِهِ ثَرٍ وثَريءٌ وثَرِيٌّ أَي غَنِيٌّ عَنِ النَّاسِ بِهِ. والثَّرَى: التُّرَابُ النَّدِيٌّ، وَقِيلَ: هُوَ التُّرَابُ الذي إِذا بُلَّ لم يَصِرْ طِينًا لَازِبًا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما تَحْتَ الثَّرى ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه مَا تَحْتَ الأَرض، وَتَثْنِيَتُهُ ثَرَيانِ وثَرَوانِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ أَثْرَاء. وثَرىً مَثْرِيٌّ: بَالَغُوا بِلَفْظِ الْمَفْعُولِ كَمَا بَالَغُوا بِلَفْظِ الْفَاعِلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا هَذَا لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ فَنَحْمِلُ مَثْرِيَّه عَلَيْهِ. وثَرِيَتِ الأَرضُ ثَرىً، فَهِيَ ثَرِيَّةٌ: نَدِيَتْ ولانَتْ بَعْدَ الجُدُوبة واليُبْس، وأَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. وأَثْرَى الْمَطَرُ: بلَّ الثَّرَى. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا كَلْبٌ يأْكل الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ أَي التُّرَابَ النَّدِيَّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض ثَرِيَّةٌ إِذا اعْتَدَلَ ثَراها، فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَرىً قُلْتَ أَثْرَتْ. وأَرض ثَرِيَّة وثَرْيَاء أَي ذَاتُ ثَرَىً ونَدىً. وثَرَّى فُلَانٌ الترابَ والسَّويقَ إِذا بَلَّه. وَيُقَالُ: ثَرِّ هَذَا المكانَ ثُمَّ قِفْ عَلَيْهِ أَي بُلَّهُ. وأَرض مُثْرِيَةٌ إِذا لَمْ يجِفَّ ترابُها. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُتِي بِالسَّوِيقِ فأَمر بِهِ فَثُرِّيَ أَي بُلَّ بِالْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: أَنا أَعلم بِجَعْفَرٍ أَنه إِن عَلِمَ ثَرَّاه مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ أَطْعَمه أَي بَلَّه وأَطعمه الناسَ. وَفِي حَدِيثِ خُبْزِ الشَّعِيرِ: فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْناه. وثَرِيتُ بِفُلَانٍ فأَنا ثَرِيّ بِهِ أَي غَنِيٌّ عَنِ النَّاسِ بِهِ، وَرُوِيَ عَنْ جَرِيرٍ أَنه قَالَ: إِني لأَكره الرَّحَى «1». مَخَافَةَ أَن تَسْتَفْرِعَنِي وَإِنِّي لأَراه كَآثَارِ الْخَيْلِ فِي الْيَوْمِ الثَّرِيّ. أَبو عُبَيْدٍ: الثَّرْيَاء عَلَى فَعْلاء الثَّرَى؛ وأَنشد: لَمْ يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ مِنْ ثَرْيَائِه ... غيرَ أَثافِيهِ وأَرْمِدائه وأَما حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يُقْعِي ويُثَرِّي فِي الصَّلَاةِ ، فَمَعْنَاهُ أَنه كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ بالأَرض بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فَلَا تُفَارِقَانِ الأَرض حَتَّى يُعِيدَ السُّجُودَ الثَّانِيَ، وَهُوَ مِنَ الثَّرَى التُّرَابُ لأَنهم أَكثر مَا كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَى وَجْهِ الأَرض بِغَيْرِ حَاجِزٍ، وَهَكَذَا يَفْعَلُ مَنْ أَقْعَى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ هَذَا حِينَ كَبِرت سنُّه فِي تَطَوُّعِهِ، والسُّنَّة رَفْعُ الْيَدَيْنِ عَنِ الأَرض بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ. وثَرَّى التُّرْبة: بَلَّها. وثَرَّيْتُ الْمَوْضِعَ تَثْرِيةً إِذا رَشَشته بِالْمَاءِ. وثَرَّى الأَقِط والسَّوِيق: صَبَّ عَلَيْهِ مَاءً ثُمَّ لَتَّه بِهِ. وَكُلُّ مَا نَدَّيته فَقَدْ ثَرَّيته. والثَّرَى: النَّدَى. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: فَبَيْنَا هُوَ فِي مَكَانٍ ثَرْيَانَ ؛ يُقَالُ: مَكَانٌ ثَرْيَانُ وأَرض ثَرْيَا إِذا كَانَ فِي تُرَابِهَا بَلَلٌ ونَدىً. والْتَقَى الثَّرَيانِ: وَذَلِكَ أَن يَجِيءَ الْمَطَرُ فيرسَخَ فِي الأَرض حَتَّى يَلْتَقِيَ هُوَ وَنَدَى الأَرض. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَبِس رَجُلٌ فَرْوًا دُونَ قَمِيصٍ فَقِيلَ التَقَى الثَّرَيَانِ، يَعْنِي شَعْرَ الْعَانَةِ ووَبَرَ الفَرْوِ. وَبَدَا ثَرَى الْمَاءِ مِنَ الْفَرَسِ: وَذَلِكَ حِينَ يَنْدَى بالعَرَق؛ قَالَ طُفَيل الغَنَويّ:

_ (1). قوله [إني لأكره الرحى إلخ] كذا بالأصل

يُذَدْنَ ذِيادَ الحامِساتِ، وَقَدْ بَدَا ... ثَرَى الماءِ مِنْ أَعطافِها المُتَحلِّب يُرِيدُ العَرَق. وَيُقَالُ: إِني لأَرَى ثَرَى الْغَضَبِ فِي وَجْهِ فُلَانٍ أَي أَثَرَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِني لَتَرَّاكُ الضَّغينةِ قَدْ أَرى ... ثَرَاها مِنَ المَوْلى، وَلَا أَسْتَثيرُها وَيُقَالُ: ثَرِيتُ بِكَ أَي فَرِحت بِكَ وسُرِرت. وَيُقَالُ ثِرِيتُ بِكَ، بِكَسْرِ الثَّاءِ، أَي كَثُرْتُ بِكَ، قَالَ كثيِّر: وإِني لأَكْمِي الناسَ مَا تَعِدِينَني ... مِنَ البُخْلِ أَن يَثْرَى بذلِك كاشِحُ أَي يَفْرَح بذلِك وَيَشْمَتُ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِني لأَكمي النَّاسَ مَا أَنا مُضْمِرٌ، ... مَخَافَةَ أَن يَثْرَى بِذَلِكَ كَاشِحُ ابْنُ السِّكِّيتِ: ثَرِيَ بِذَلِكَ يَثْرَى بِهِ إِذا فَرِحَ وسُرَّ. وَقَوْلُهُمْ: مَا بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ مُثْرٍ أَي أَنه لَمْ يَنْقَطِعْ، وَهُوَ مَثَل، وأَصل ذَلِكَ أَن يَقُولَ لَمْ يَيْبَس الثَّرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ، كَمَا قَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: بُلُّوا أَرحامكم وَلَوْ بِالسَّلَامِ ؛ قَالَ جَرِيرٌ: فَلَا تُوبِسُوا بَيْني وَبَيْنَكُمُ الثَّرَى، ... فإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وبينكُم مُثْرِي وَالْعَرَبُ تَقُولُ: شَهْرٌ ثَرَى وشهرٌ ترَى وشهرٌ مَرْعى وشهرٌ اسْتَوى أَي تُمْطِرُ أَوّلًا ثُمَّ يَطْلُعُ النَّبَاتُ فَتَرَاهُ ثُمَّ يَطول فَتَرْعَاهُ النَّعَم، وَهُوَ فِي الْمُحْكَمِ، فأَمّا قَوْلُهُمْ ثَرَى فَهُوَ أَوّل مَا يَكُونُ الْمَطَرُ فَيَرْسُخُ فِي الأَرض. وتبتلُّ التُّربة وتَلين فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِمْ ثَرَى، وَالْمَعْنَى شَهْرٌ ذُو ثَرىً، فَحَذَفُوا الْمُضَافَ، وَقَوْلُهُمْ وَشَهْرٌ تَرَى أَي أَن النَّبْتَ يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه، فأَرادوا شَهْرًا تَرَى فِيهِ رؤوس النَّبَاتِ فَحَذَفُوا، وَهُوَ مِنْ بَابِ كُلَّه لَمْ أَصنع، وأَما قَوْلُهُمْ مَرْعَى فَهُوَ إِذا طَالَ بِقَدْرِ مَا يُمَكِّنُ النَّعَم أَن تَرْعَاهُ ثُمَّ يَسْتَوِي النَّبَاتُ ويَكْتَهِل فِي الرَّابِعِ فَذَلِكَ وَجْهُ قَوْلِهِمُ اسْتَوَى. وَفُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى أَي الْخَيْرِ. والثَّرْوَانُ: الغَزِير، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ ثَرْوَان والمرأَة ثُرَيَّا، وَهِيَ تَصْغِيرُ ثَرْوَى. والثُّرَيَّا: مِنَ الْكَوَاكِبِ، سُمِّيَتْ لِغَزَارَةِ نَوْئها، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ كَوَاكِبِهَا مَعَ صِغَرِ مَرْآتها، فكأَنها كَثِيرَةُ الْعَدَدِ بالإِضافة إِلى ضِيقِ الْمَحَلِّ، لَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلا مُصَغَّرًا، وَهُوَ تَصْغِيرٌ عَلَى جِهَةِ التَّكْبِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِلْعَبَّاسِ يَمْلِك مِنْ وَلَدِكَ بِعَدَدِ الثُّرَيَّا ؛ الثُّرَيَّا: النَّجْمُ الْمَعْرُوفُ. وَيُقَالُ: إِن خِلَالَ أَنجم الثُّريا الظَّاهِرَةِ كَوَاكِبُ خَفِيَّةٌ كَثِيرَةُ الْعَدَدِ والثَّرْوةُ: لَيْلَةٌ يَلْتَقِي الْقَمَرُ والثُّرَيَّا. والثُّرَيَّا مِنَ السُّرُج: عَلَى التَّشْبِيهِ بالثُّريا مِنَ النُّجُومِ. والثُّريَّا: اسْمُ امرأَة مِنْ أُميّة الصُّغْرَى شَبَّب بِهَا عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ. والثُّرَيّا: مَاءٌ مَعْرُوفٌ. وأَبو ثَرْوَان: رَجُلٌ مِنْ رُوَاةِ الشِّعْرِ. وأَثْرَى: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَغلب العِجْلي: فَمَا تُرْبُ أَثْرَى، لَوْ جَمَعْت ترابَها، ... بأَكثرَ مِنْ حَيَّيْ نِزارٍ عَلَى العَدِّ ثطا: الثَّطَا: إِفراط الحُمْق. يُقَالُ: رَجُلٌ بَيِّنُ الثَّطَا والثَّطَاةِ. وثَطِيَ ثَطاً: حَمُق. وثَطَا الصبيُّ: بِمَعْنَى خَطَا؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بامرأَة سَوْدَاءَ تُرْقِص صَبِيًّا لَهَا وَهِيَ تَقُولُ: ذُؤال، يَا ابْنَ القَرْم، يَا ذُؤاله ... يَمْشِي الثَّطَا، ويَجْلِسُ الهَبَنْقَعَهْ

فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تَقُولِي ذُؤال فإِنه شَرُّ السِّبَاعِ ، أَرادت أَنه يَمْشِي مَشْيَ الحَمْقَى كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَتَكَلَّمُ إِلا بالحُمْق. وَيُقَالُ: هُوَ يَمْشِي الثَّطَا أَي يَخْطُو كَمَا يَخْطُو الصَّبِيُّ أَوَّل مَا يَدْرُج. والهَبَنْقَعَةُ: الأَحمق. وَذُؤَالٌ: تَرْخِيمُ ذُؤَالَةَ، وَهُوَ الذِّئْبُ. والقَرْمُ: السَّيِّد. وَقَدْ رُوِيَ: فُلَانٌ مِنْ ثَطَاتِه لَا يَعْرِف قَطاتَه مِنْ لَطاته ، والأَعْرفُ فُلَانٌ مِنْ لَطاته، والقَطاةُ: مَوْضِعُ الرَّدِيفِ مِنَ الدَّابَّةِ، واللطاةُ: غُرَّة الْفَرَسِ؛ أَراد أَنه لَا يَعْرِفُ مِنْ حُمْقه مقدَّم الْفَرَسِ مِنْ مُؤَخَّرِهِ، قَالَ: وَيُقَالُ إِن أَصل الثَّطا مِنَ الثَّأْطة، وَهِيَ الحَمْأَة. والثُّطَى: العناكب، والله أَعلم. ثعا: الثَّعْوُ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْر. وَقِيلَ: هُوَ مَا عَظُمَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا لَانَ مِنَ البُسْر؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعرف النَّعْوُ. ثغا: الثُّغاءُ: صوتُ الشَّاءِ والمَعَز وَمَا شَاكَلَهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: الثُّغَاءُ صَوْتُ الْغَنَمِ والظِّباء عِنْدَ الْوِلَادَةِ وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ثَغَا يَثْغُو وثَغَتْ تَثْغُو ثُغَاءً أَي صَاحَتْ. والثَّاغِيَة: الشَّاةُ. وَمَا لَهُ ثَاغٍ وَلَا راغٍ وَلَا ثَاغِيَة وَلَا راغِيَة؛ الثَّاغِيَة الشَّاةُ والراغِيَة النَّاقَةُ أَي مَا لَهُ شَاةٌ وَلَا بَعِيرٌ. وَتَقُولُ: سَمِعْتُ ثَاغِيَةَ الشَّاءِ أَي ثُغاءها، اسمٌ عَلَى فاعلَة، وَكَذَلِكَ سَمِعْتُ راغِية الإِبل وَصَوَاهِلَ الْخَيْلِ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا: لَا تجيءُ بِشاة لَهَا ثُغَاءٌ ؛ الثُّغاءُ: صِيَاحُ الْغَنَمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ: عَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لأَذْبَحَها فثَغَتْ فسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَغْوَتَها فَقَالَ لَا تَقْطَعْ دَرّاً وَلَا نَسْلًا ؛ الثَّغْوة:؛ المرَّة مِنَ الثُّغاء. وأَتيته فَمَا أَثْغَى وَلَا أَرْغى أَي مَا أَعطاني شَاةً تَثْغُو وَلَا بَعِيرًا يَرْغُو. وَيُقَالُ: أَثْغَى شَاتَهُ وأَرْغَى بعِيره إِذا حَمَلَهُمَا عَلَى الثُّغاء والرُّغاء. وما بِالدَّارِ ثاغٍ وَلَا راغٍ أَي أَحد. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُعْتَلِّ بِالْيَاءِ: الثَّغْيَة الْجُوعُ وإِقْفار الحَيّ. ثفا: ثَفَوْتُه: كُنْتُ مَعَهُ عَلَى إِثره. وثَفَاه يَثْفِيه: تَبِعَه. وَجَاءَ يَثْفُوه أَي يَتْبَعه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَأَثَّفَكَ الأَعداء أَي اتَّبعوك وأَلَحُّوا عَلَيْكَ وَلَمْ يَزَالُوا بِكَ يُغْرُونَك بِي «2». أَبو زَيْدٍ: خامَرَ الرجلُ الْمَكَانَ إِذا لَمْ يَبْرَحْه، وَكَذَلِكَ تأَثَّفَه. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ ثَفَاه يَثْفُوه إِذا جَاءَ فِي إِثره؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يُبادِرُ الآثارَ أَن يؤوبا، ... وحاجِبَ الجَوْنَة أَنْ يَغِيبا بمُكْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا، ... كالذِّئْبِ يَثْفُو طَمَعاً قَرِيبَا والأُثْفِيَّة: مَا يُوضَعُ عَلَيْهِ القِدْر، تَقْدِيرُهُ أُفْعُولة، وَالْجُمَعُ أَثَافِيُّ وأَثَاثِيُّ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: وَالثَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الْفَاءِ، وَقَالَ فِي جَمْعِ الأَثَافِي: إِن شِئْتَ خَفَّفْتَ؛ وَشَاهِدُ التَّخْفِيفِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: يَا دارَ هِنْدٍ عَفَت إِلَّا أَثَافِيها، ... بينَ الطَّوِيِّ، فصاراتٍ، فَوادِيها وَقَالَ آخَرُ: كأَنَّ، وَقَدْ أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ، ... أَثَافِيَها حَماماتٌ مُثُولُ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: والبُرْمَة بَيْنَ الأَثَافِيِ ، وَقَدْ تُخَفَّفُ الياءُ فِي الْجَمْعِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الَّتِي تُنْصَبُ وَتُجْعَلُ الْقِدْرُ عَلَيْهَا، وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ. وثَفَّى الْقِدْرَ وأَثْفَاها: جَعَلَهَا عَلَى الأَثافي. وثَفَّيْتُها: وَضَعْتُهَا عَلَى الأَثافي. وأَثَّفْت القِدْرَ أَي جَعَلْتُ لَهَا أَثافيَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: وَما اسْتُنْزِلَتْ فِي غَيرِنا قِدْرُ جارِنا، ... وَلَا ثُفِّيَتْ إِلا بِنَا، حينَ تُنْصَب

_ (2). كأَنه ينظر بقوله هذا إلى قَوْلُ النَّابِغَةِ: لَا تقْذِفَنّي ... في الصفحة التالية

وَقَالَ آخَرُ: وذاكَ صَنِيعٌ لَمْ تُثَفَّ لَهُ قِدْرِي وَقَوْلُ حُطامٍ الْمُجَاشِعِيِّ: لَمْ يَبْقَ مِنْ آيٍ بِهَا يُحَلَّيْنْ ... غَيرُ خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ جَاءَ بِهِ عَلَى الأَصل ضَرُورَةً وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالَ يُثْفَيْن؛ قَالَ الأَزهري: أَراد يُثْفَيْنَ مِنْ أَثْفَى يُثْفِي، فَلَمَّا اضطرَّه بِنَاءُ الشِّعْرِ رَدَّهُ إِلى الأَصل فَقَالَ يُؤَثْفَيْن، لأَنك إِذا قُلْتَ أَفْعل يُفْعِل علمتَ أَنه كَانَ فِي الأَصل يُؤَفْعِل؛ فَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ لِثِقَلِهَا كَمَا حَذَفُوا أَلف رأَيت مِنْ أَرى، وَكَانَ فِي الأَصل أَرْأَى، فَكَذَلِكَ مِنْ يَرَى وتَرَى ونَرَى، الأَصل فِيهَا يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى، فإِذا جَازَ طَرْحُ هَمْزَتِهَا، وَهِيَ أَصلية، كَانَتْ هَمْزَةُ يُؤَفْعِلُ أَولى بِجَوَازِ الطَّرْحِ لأَنها لَيْسَتْ مِنْ بِنَاءِ الْكَلِمَةِ فِي الأَصل؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: كُرات غُلامٍ مِنْ كِساءٍ مُؤَرْنَبِ وَوَجْهُ الْكَلَامِ: مُرْنَب، فَرَدَّهُ إِلى الأَصل. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُؤَنْمَل إِذا كَانَ غَلِيظَ الأَنامل، وإِنما أَجمعوا عَلَى حَذْفِ هَمْزَةِ يُؤَفْعِل اسْتِثْقَالًا لِلْهَمْزَةِ لأَنها كالتقَيُّؤِ، ولأَن فِي ضَمَّةِ الْيَاءِ بَيَانًا وَفَصْلًا بَيْنَ غَابِرِ فِعْل فَعَلَ وأَفْعَل، فَالْيَاءُ مِنْ غَابِرِ فعَل مَفْتُوحَةٌ، وَهِيَ مِنْ غَابِرِ أَفْعل مَضْمُومَةٌ، فأَمنوا اللَّبْسَ وَاسْتَحْسَنُوا تَرْكَ الْهَمْزَةِ إِلا فِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ أَو كَلَامٍ نَادِرٍ. وَرَمَاهُ اللَّهُ بِثَالِثَةِ الأَثَافِي: يَعْنِي الْجَبَلَ لأَنه يَجْعَلُ صَخْرَتَانِ إِلى جَانِبِهِ وَيُنْصَبُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمَا الْقِدْرُ، فَمَعْنَاهُ رَمَاهُ اللَّهُ بِمَا لَا يَقُومُ لَهُ. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم فِي رَمْي الرَّجُلِ صَاحِبَهُ بالمعْضِلات: رَمَاهُ اللَّهُ بِثَالِثَةِ الأَثَافِي؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ثَالِثَةُ الأَثَافِي الْقِطْعَةُ مِنَ الْجَبَلِ يُجْعَلُ إِلى جَانِبِهَا اثْنَتَانِ، فَتَكُونُ الْقِطْعَةُ مُتَّصِلَةً بِالْجَبَلِ؛ قَالَ خُفافْ بْنُ نُدْبَة: وإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعاءَ مِنِّي، ... إِذا حَضَرَت، كثالثةِ الأَثَافِي وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ رَمَاهُ اللَّهُ بِثَالِثَةِ الأَثَافِي أَي رَمَاهُ بِالشَّرِّ كُلّه فَجَعَلَهُ أُثْفِية بَعْدَ أُثْفِية حَتَّى إِذا رُمي بِالثَّالِثَةِ لَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا غَايَةً؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ عَلْقَمَةَ: بَلْ كُلُّ قَوْمٍ، وإِن عزُّوا وإِن كَرُمُوا، ... عَرِيفُهم بأَثَافِي الشَّرِّ مَرْجوم أَلا تَرَاهُ قَدْ جَمَعَهَا لَهُ؟ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأُثْفِيَّة حَجَرٌ مِثْلُ رأْس الإِنسان، وَجَمْعُهَا أَثَافِيُّ، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ: وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ، وتُنصب الْقُدُورُ عَلَيْهَا، وَمَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ ذِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ فإِنه يُسَمَّى المِنْصَب، وَلَا يُسَمَّى أُثْفِيّة. وَيُقَالُ: أَثْفَيْت القِدْرَ وثَفَّيْتُها إِذا وَضَعْتَهَا عَلَى الأَثافي، والأُثْفِيَّة: أُفْعُولة مِنْ ثَفَّيْت، كَمَا يُقَالُ أُدْحِيّة لِمَبيض النَّعَامِ مِنْ دَحَيْت. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأُثْفِيَّة فُعْلوية مِنْ أَثّفْت، قَالَ: وَمَنْ جَعَلَهَا كَذَلِكَ قَالَ أَثَّفْت الْقِدْرَ، فَهِيَ مُؤَثَّفة، وَقَالَ آثَفْت الْقِدْرَ فَهِيَ مُؤْثَفَة؛ قَالَ النَّابِغَةِ: لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كِفاءَ لَهُ، ... وَلَوْ تَأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفْدِ وَقَوْلُهُ: وَلَوْ تأَثَّفَك الأَعْداء أَي تَرَافَدُوا حَوْلَكَ مُتضافرِين عليَّ وأَنت النارُ بَيْنَهُمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ النَّابِغَةِ: وَلَوْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مِنَ الأُثْفِيَة فِي شَيْءٍ، وإِنما هُوَ مِنْ قَوْلِكَ أَثَفْت الرَّجُلَ آثِفُه إِذا تَبِعْته، والآثِفُ التَّابِعُ. وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: قِدْر مُثْفاة مِنْ أَثْفَيْت.

والمُثَفَّاة «1». المرأَة الَّتِي لِزَوْجِهَا امرأَتان سِوَاهَا، شُبِّهَتْ بأَثافي الْقِدْرِ. وثُفِّيَت المرأَة إِذا كَانَ لِزَوْجِهَا امرأَتان سِوَاهَا وَهِيَ ثالثتهما، شُبِّهْنَ بأَثافي الْقِدْرِ؛ وَقِيلَ: المُثَفَّاة المرأَة الَّتِي يَمُوتُ لَهَا الأَزواج كَثِيرًا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ المُثَفَّى، وَقِيلَ: المُثَفَّاة الَّتِي مَاتَ لَهَا ثَلَاثَةُ أَزواج. والمُثَفَّى: الَّذِي مَاتَ لَهُ ثَلَاثُ نِسْوَةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والمُثَفِّيَة الَّتِي مَاتَ لَهَا ثَلَاثَةُ أَزواج، وَالرَّجُلُ مُثَفٍّ. والمُثَفَّاة: سِمَةٌ كالأَثافي. وأُثَيْفِيَات: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: أُثَيْفِيات أَجْبل صِغَارٌ شُبِّهَتْ بأَثافي الْقِدْرِ؛ قَالَ الرَّاعِي: دَعَوْن قُلوبَنا بأُثَيْفِيَاتٍ، ... فأَلْحَقْنا قَلائِصَ يَعْتَلِينا وَقَوْلُهُمْ: بَقِيَتْ مِنْ فُلَانٍ أُثْفِيَة خَشْناء أَي بَقِيَ منهم عدد كثير. ثلا: التَّهْذِيبِ: ابْنُ الأَعرابي ثَلا إِذا سَافَرَ، قَالَ: والثَّلِيُّ الكثير المال. ثني: ثَنَى الشيءَ ثَنْياً: ردَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَقَدْ تَثَنَّى وانْثَنَى. وأَثْنَاؤُه ومَثَانِيه: قُواه وَطَاقَاتُهُ، وَاحِدُهَا ثِنْي ومَثْنَاة ومِثْنَاة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَثْنَاء الحَيَّة: مَطاوِيها إِذا تَحَوَّتْ. وثِنْي الْحَيَّةِ: انْثِنَاؤُها، وَهُوَ أَيضاً مَا تَعَوَّج مِنْهَا إِذا تَثَنَّتْ، وَالْجَمْعُ أَثْنَاء؛ وَاسْتَعَارَهُ غَيْلَانُ الرَّبَعِي لِلَّيْلِ فَقَالَ: حَتَّى إِذا شَقَّ بَهِيمَ الظَّلْماءْ، ... وساقَ لَيْلًا مُرْجَحِنَّ الأَثْنَاءْ وَهُوَ عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ اسْمٌ. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليسَ بِالطَّوِيلِ المُتَثَنِي ؛ هُوَ الذَّاهِبُ طُولًا، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي طَوِيلٍ لَا عَرْض لَهُ. وأَثْنَاء الوادِي: مَعاطِفُه وأَجْراعُه. والثِّنْي مِنَ الْوَادِي وَالْجَبَلِ: مُنْقَطَعُه. ومَثَانِي الْوَادِي ومَحانِيهِ: مَعاطِفُه. وتَثَنَّى فِي مِشيته. والثِّنْي: وَاحِدُ أَثْنَاء الشَّيْءِ أَي تَضَاعِيفُهُ؛ تَقُولُ: أَنفذت كَذَا ثِنْيَ كِتَابِي أَي فِي طَيّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّقَ لكُمْ أَثْنَاءَه أَي مَا انْثَنَى مِنْهُ، وَاحِدُهَا ثِنْيٌ، وَهِيَ مَعَاطِفُ الثَّوْبِ وَتَضَاعِيفُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: كَانَ يَثْنِيه عَلَيْهِ أَثْنَاءً مِنْ سَعَتِه ، يَعْنِي ثَوْبَهُ. وثَنَيْت الشَّيْءَ ثَنْياً: عَطَفْتُهُ. وثَنَاه أَي كَفَّه. وَيُقَالُ: جَاءَ ثَانِياً مِنْ عِنانه. وثَنَيْته أَيضاً: صَرَفته عَنْ حَاجَتِهِ، وَكَذَلِكَ إِذا صِرْتَ لَهُ ثَانِيًا. وثَنَّيْته تَثْنِيَةً أَي جَعَلْتُهُ اثْنَيْنِ. وأَثْنَاءُ الوِشاح: مَا انْثنَى مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَعَرُّض أَثْنَاء الوِشاح المُفَصَّل «2» . وَقَوْلُهُ: فإِن عُدَّ مِنْ مَجْدٍ قديمٍ لِمَعْشَر، ... فَقَوْمي بِهِمْ تُثْنَى هُناك الأَصابع يَعْنِي أَنهم الْخِيَارُ الْمَعْدُودُونَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، لأَن الْخِيَارَ لَا يَكْثُرُونَ. وَشَاةٌ ثانِيَةٌ بَيِّنة الثِّنْي: تَثْني عُنُقَهَا لِغَيْرِ عِلَّةٍ. وثَنَى رِجْلَه عَنْ دَابَّتِهِ: ضَمَّهَا إِلى فَخْذِهِ فَنَزَلَ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ. اللَّيْثُ: إِذا أَراد الرَّجُلُ وَجْهًا فَصَرَفْتَهُ عَنْ وَجْهِهِ قُلْتَ ثَنَيْته ثَنْياً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُثْنَى عَنْ قِرْنِه وَلَا عَنْ وجْهه، قَالَ: وإِذا فَعَلَ الرَّجُلُ أَمراً ثُمَّ ضَمَّ إِليه أَمراً آخَرَ قِيلَ ثَنَّى بالأَمر الثَّانِي يُثَنِّي تَثْنِية. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: مَنْ قَالَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَهُوَ ثانٍ رِجْلَه أَي عاطفٌ رِجْلَهُ فِي التَّشَهُّدِ قَبْلَ أَن ينهَض. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: مَنْ قَالَ قَبْلَ أَن يَثْنِيَ رِجْلَه ؛ قَالَ ابن

_ (1). قوله [والمُثَفَّاة إلخ] هكذا بضبط الأَصل فيه وفيما بعده والتكملة والصحاح وكذا في الأَساس، والذي في القاموس: المِثفاة بكسر الميم (2). البيت لإمرئ القيس من معلقته

الأَثير: وَهَذَا ضِدُّ الأَول فِي اللَّفْظِ وَمِثْلُهُ فِي الْمَعْنَى، لأَنه أَراد قَبْلَ أَن يَصْرِفَ رَجْلَهُ عَنْ حَالَتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا فِي التَّشَهُّدِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: نَزَلَتْ فِي بَعْضِ مَنْ كَانَ يلقى النبي، صلى الله عليه وسلم، بِمَا يُحِبُّ ويَنْطَوِي لَهُ عَلَى الْعَدَاوَةِ والبُغْض، فَذَلِكَ الثَّنْيُ الإِخْفاءُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ أَي يُسِرُّونَ عَدَاوَةَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ يُجِنُّون ويَطْوُون مَا فِيهَا وَيَسْتُرُونَهُ اسْتِخْفَاءً مِنَ اللَّهِ بِذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قرأَ: أَلا إِنَّهم تَثْنَوْني صُدُورُهُمْ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْعَرَبِيَّةِ تَنْثَني ، وَهُوَ مِنَ الفِعل افعَوْعَلْت. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله مِنْ ثَنَيت الشَّيْءَ إِذا حَنَيْته وعَطَفته وَطَوَيْتَهُ. وانْثَنَى أَي انْعطف، وَكَذَلِكَ اثْنَوْنَى عَلَى افْعَوْعَل. واثْنَوْنَى صَدْرُهُ عَلَى الْبَغْضَاءِ أَي انْحَنَى وَانْطَوَى. وَكُلُّ شَيْءٍ عَطَفْتَهُ فَقَدْ ثَنَيْتَهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِرَاعِي إِبل أَوردها الماءَ جُمْلَةً فَنَادَاهُ: أَلا واثْنِ وُجوهَها عَنِ الْمَاءِ ثُمَّ أَرْسِل مِنْها رِسْلًا رِسْلًا أَي قَطِيعًا، وأَراد بِقَوْلِهِ اثْنِ وُجوهها أَي اصْرِفْ وُجُوهَهَا عَنِ الْمَاءِ كَيْلَا تَزْدَحِمَ عَلَى الْحَوْضِ فَتَهْدِمَهُ. وَيُقَالُ لِلْفَارِسِ إِذا ثَنَى عُنُقَ دَابَّتِهِ عِنْدَ شدَّة حُضْرِه: جَاءَ ثَانِيَ العِنان. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ نَفْسُهُ: جَاءَ سَابِقًا ثَانِياً إِذا جَاءَ وَقَدْ ثَنَى عُنُقَهُ نَشاطاً لأَنه إِذا أَعيا مَدَّ عنقه، وإِذا لم يجئ وَلَمْ يَجْهَد وَجَاءَ سيرُه عَفْواً غَيْرَ مَجْهُودٍ ثَنَى عُنُقَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ومَن يَفْخَرْ بِمِثْلِ أَبي وجَدِّي، ... يَجِئْ قَبْلَ السَّوَابِقِ، وهْو ثَانِي أَي يجئ كَالْفَرَسِ السَّابِقِ الَّذِي قَدْ ثَنى عُنُقَهُ، وَيَجُوزُ أَن يَجْعَلَهُ كَالْفَارِسِ الَّذِي سَبَقَ فرسُه الْخَيْلَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ قَدْ ثَنى مِنْ عُنُقِهِ. والاثْنان: ضِعْفُ الْوَاحِدِ. فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ، فَمِنَ التَّطَوُّعِ المُشامِ لِلتَّوْكِيدِ، وَذَلِكَ أَنه قَدْ غَنِيَ بِقَوْلِهِ إِلَهَيْن عَنِ اثْنَيْنِ، وإِنما فَائِدَتُهُ التَّوْكِيدُ وَالتَّشْدِيدُ؛ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى؛ أَكد بِقَوْلِهِ الْأُخْرى، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ، فَقَدْ عُلِمَ بِقَوْلِهِ نَفْخَةٌ أَنها وَاحِدَةٌ فأَكد بِقَوْلِهِ واحِدَةٌ، وَالْمُؤَنَّثُ الثِّنْتان، تَاؤُهُ مُبْدَلَةٌ مِنْ يَاءٍ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنه مِنَ الْيَاءِ أَنه مِنْ ثَنيْت لأَن الِاثْنَيْنِ قَدْ ثُنِّيَ أَحدهما إِلى صَاحِبِهِ، وأَصله ثَنَيٌ، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ جَمْعُهُمْ إِياه عَلَى أَثْناء بِمَنْزِلَةِ أَبناء وآخاءٍ، فَنَقَلُوهُ مِنْ فَعَلٍ إِلى فِعْلٍ كَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي بِنْتٍ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ تَاءٌ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ فِي غَيْرِ افْتَعَلَ إِلا مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَسْنَتُوا، وَمَا حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِهِمْ ثِنْتَان، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ ؛ إِنما الْفَائِدَةُ فِي قَوْلِهِ اثْنَتَيْنِ بَعْدَ قَوْلِهِ كانَتَا تَجَرُّدُهُمَا مِنْ مَعْنَى الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ، وإِلا فَقَدْ عُلِمَ أَن الأَلف فِي كانَتَا وَغَيْرِهَا مِنَ الأَفعال عَلَامَةُ التَّثْنِيَةِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ثَانِيَ اثْنَين أَي هُوَ أَحدهما، مُضَافٌ، وَلَا يُقَالُ هُوَ ثانٍ اثْنَين، بِالتَّنْوِينِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مُشْبَعًا فِي تَرْجَمَةِ ثَلَثَ. وَقَوْلُهُمْ: هَذَا ثَانِي اثْنَين أَي هُوَ أَحد اثْنَيْنِ، وَكَذَلِكَ ثالثُ ثلاثةٍ مُضَافٌ إِلى الْعَشَرَةِ، وَلَا يُنَوَّن، فإِن اخْتَلَفَا فأَنت بِالْخِيَارِ، إِن شِئْتَ أَضفت، وإِن شِئْتَ نَوَّنْتَ وَقُلْتَ هَذَا ثَانِي وَاحِدٍ وثانٍ وَاحِدًا، الْمَعْنَى هَذَا ثَنَّى وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ ثالثُ اثْنَيْنِ وثالثٌ اثْنَيْنِ، وَالْعَدَدُ مَنْصُوبٌ مَا بَيْنَ أَحد عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ إِلا اثْنَيْ عَشَرَ فإِنك تُعْرِبُهُ عَلَى هِجَاءَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَالْعَدَدُ مَنْصُوبٌ مَا بَيْنَ أَحد عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ،

قَالَ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ وَالْعَدَدُ مَفْتُوحٌ، قَالَ: وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ اثْنَتَانِ، وإِن شِئْتَ ثِنْتَان لأَن الأَلف إِنما اجْتُلِبَتْ لِسُكُونِ الثَّاءِ فَلَمَّا تَحَرَّكَتْ سَقَطَتْ. وَلَوْ سُمِّيَ رَجُلٌ باثْنَيْن أَو باثْنَي عَشَرَ لَقُلْتَ فِي النِّسْبَةِ إِليه ثَنَوِيٌّ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ فِي ابْنٍ بَنَوِيٌّ، واثْنِيٌّ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ ابْنِيٌّ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ خُصْيَيْه مِنَ التَّدَلْدُلِ ... ظَرْفُ عجوزٍ فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِ أَراد أَن يَقُولَ: فِيهِ حَنْظَلَتَانِ، فأَخرج الاثْنَين مَخْرَجَ سَائِرِ الأَعداد لِلضَّرُورَةِ وأَضافه إِلى مَا بَعْدَهُ، وأَراد ثِنْتان مِنْ حَنْظَلٍ كَمَا يُقَالُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ وأَربعة دَرَاهِمَ، وَكَانَ حَقُّهُ فِي الأَصل أَن يَقُولَ اثْنَا دَرَاهِمَ وَاثْنَتَا نِسْوَةٍ، إِلَّا أَنهم اقْتَصَرُوا بِقَوْلِهِمْ دِرْهَمَانِ وامرأَتان عَنْ إِضافتهما إِلى مَا بَعْدَهُمَا. وَرَوَى شِمْرٌ بإِسناد لَهُ يَبْلُغُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ أَنه سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الإِمارة فَقَالَ: أَوَّلها مَلامة وثِناؤُها نَدامة وثِلاثُها عذابٌ يومَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ عَدَل ؛ قَالَ شِمْرٌ: ثِناؤها أَي ثَانِيهَا، وثِلاثها أَي ثَالِثُهَا. قَالَ: وأَما ثُناءُ وثُلاثُ فَمَصْرُوفَانِ عَنْ ثَلَاثَةٍ ثَلَاثَةٍ وَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، وَكَذَلِكَ رُباعُ ومَثْنَى؛ وأَنشد: وَلَقَدْ قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً، ... وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أَمْسِ الدَّابِرِ وَقَالَ آخَرُ: أُحاد ومَثْنَى أَضْعَفَتْها صَواهِلُه اللَّيْثُ: اثْنَان اسْمَانِ لَا يُفْرَدَانِ قَرِينَانِ، لَا يُقَالُ لأَحدهما اثْنٌ كَمَا أَن الثَّلَاثَةَ أَسماء مُقْتَرِنَةٌ لَا تُفَرَّقُ، وَيُقَالُ فِي التأْنيث اثْنَتان وَلَا يُفْرَدَانِ، والأَلف فِي اثْنَيْنِ أَلف وَصْلٍ، وَرُبَّمَا قَالُوا اثْنتان كَمَا قَالُوا هِيَ ابْنَةُ فُلَانٍ وَهِيَ بِنْتُهُ، والأَلف فِي الِابْنَةِ أَلف وَصْلٍ لَا تَظْهَرُ فِي اللَّفْظِ، والأَصل فِيهِمَا ثَنَيٌ، والأَلف فِي اثْنَتَيْن أَلف وَصْلٍ أَيضاً، فإِذا كَانَتْ هَذِهِ الأَلف مَقْطُوعَةً فِي الشِّعْرِ فَهُوَ شَاذٌّ كَمَا قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْن سِرٌّ، فإِنه ... بِنثٍّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ قَمِينُ غَيْرُهُ: واثْنَان مِنْ عَدَدِ الْمُذَكَّرِ، واثْنَتَان لِلْمُؤَنَّثِ، وَفِي المؤَنث لُغَةٌ أُخرى ثِنْتَان بِحَذْفِ الأَلف، وَلَوْ جَازَ أَن يُفْرَدَ لَكَانَ وَاحِدُهُ اثْنٍ مِثْلَ ابْنٍ وَابْنَةٍ وأَلفه أَلف وَصْلٍ، وَقَدْ قَطَعَهَا الشَّاعِرُ عَلَى التَّوَهُّمِ فَقَالَ: أَلا لَا أَرى إِثْنَيْنِ أَحْسنَ شِيمةً، ... عَلَى حدثانِ الدهرِ، مِنِّي ومنْ جُمْل والثَّنْي: ضَمُّ وَاحِدٍ إِلى وَاحِدٍ، والثِّنْيُ الِاسْمُ، وَيُقَالُ: ثِنْيُ الثَّوْبِ لِمَا كُفَّ مِنْ أَطرافه، وأَصل الثَّنْي الكَفّ. وثَنَّى الشيءَ: جَعَلَهُ اثْنَيْنِ، واثَّنَى افْتَعَلَ مِنْهُ، أَصله اثْتنَى فَقُلِبَتِ الثَّاءُ تَاءً لأَن التَّاءَ آخَتِ الثَّاءَ فِي الْهَمْسِ ثُمَّ أُدغمت فِيهَا؛ قَالَ: بَدا بِأَبي ثُمَّ اتَّنى بأَبي أَبي، ... وثَلَّثَ بالأَدْنَيْنَ ثَقْف المَحالب «3» . هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي الِاسْتِعْمَالِ وَالْقَوِيُّ فِي الْقِيَاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُ تَاءَ افْتَعَلَ ثَاءً فَيَجْعَلُهَا مَنْ لَفْظِ الْفَاءِ قَبْلَهَا فَيَقُولُ اثَّنَى واثَّرَدَ واثَّأَرَ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ فِي ادَّكر اذَّكر وَفِي اصْطَلحوا اصَّلحوا. وَهَذَا ثَانِي هَذَا أَي الَّذِي شَفَعَهُ. وَلَا يُقَالُ ثَنَيْته إِلَّا أَن أَبا زَيْدٍ قَالَ: هو واحد ف اثْنِه أَي كُنْ لَهُ ثَانِيًا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: فُلَانٌ لَا يَثْنِي وَلَا يَثْلِثُ أَي هُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فإِذا أَراد النُّهوض لَمْ يَقْدِرْ فِي مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا فِي الثَّالِثَةِ. وشَرِبْتُ اثْنَا القَدَح وشرِبت اثْنَيْ هَذَا القَدَح أَي اثْنَيْنِ مِثلَه، وَكَذَلِكَ

_ (3). قوله [ثقف المحالب] هو هكذا بالأَصل

شَرِبْتُ اثْنَيْ مُدِّ الْبَصْرَةِ، واثْنَيْن بِمدِّ الْبَصْرَةِ. وثَنَّيْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ اثْنَيْنِ. وَجَاءَ الْقَوْمُ مَثْنَى مَثْنَى أَي اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ. وَجَاءَ الْقَوْمُ مَثْنَى وثُلاثَ غَيْرَ مَصْرُوفَاتٍ لِمَا تَقَدَّمَ فِي ث ل ث، وَكَذَلِكَ النِّسْوَةُ وَسَائِرُ الأَنواع، أَي اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَثِنْتَيْنِ ثِنْتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ: مَثْنَى مَثْنَى أَي رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ بِتَشَهُّدٍ وَتَسْلِيمٍ، فَهِيَ ثُنَائِيَة لَا رُباعية. ومَثْنَى: مَعْدُولٌ مِنِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: فَمَا حَلَبَتْ إِلَّا الثَّلاثة والثُّنَى، ... ولا قَيَّلَتْ إِلَّا قريبا مَقالُها قَالَ: أَراد بِالثَّلَاثَةِ الثَّلَاثَةُ مِنَ الْآنِيَةِ، وبالثُّنَى الِاثْنَيْنِ؛ وَقَوْلُ كُثَيِّرِ عِزَّةَ: ذكرتَ عَطاياه، وليْستْ بحُجَّة ... عليكَ، وَلَكِنْ حُجَّةٌ لَكَ فَاثْنِني قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَعطني مَرَّةً ثَانِيَةً وَلَمْ أَره فِي غَيْرِ هَذَا الشِّعْرِ. والاثْنَانِ: مِنْ أَيام الأُسبوع لأَن الأَول عِنْدَهُمُ الأَحد، وَالْجَمْعُ أَثْنَاء، وَحَكَى مُطَرِّزٌ عَنْ ثَعْلَبٍ أَثَانِين، ويومُ الإِثْنَيْن لَا يُثَنى وَلَا يُجْمَعُ لأَنه مُثَنَّى، فإِن أَحببت أَن تَجْمَعَهُ كأَنه صِفَةُ الْوَاحِدِ، وَفِي نُسْخَةٍ كأَن لَفْظَه مبنيٌّ لِلْوَاحِدِ، قُلْتَ أَثَانِين، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَثَانِين لَيْسَ بِمَسْمُوعٍ وإِنما هُوَ مِنْ قَوْلِ الْفَرَّاءِ وقِياسِه، قَالَ: وَهُوَ بَعِيدٌ فِي الْقِيَاسِ؛ قَالَ: وَالْمَسْمُوعُ فِي جَمْعِ الاثْنَيْن أَثْنَاء عَلَى مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَحَكَى السِّيرَافِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الْعَرَبِ أَنَّ فُلَانًا لَيَصُومَ الأَثْنَاء وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لَيَصُومَ الثُّنِيَّ عَلَى فُعول مِثْلَ ثُدِيٍّ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ الْيَوْمَ الثِّنَى، قَالَ: وأَما قَوْلُهُمُ اليومُ الإثْنانِ، فإِنما هُوَ اسْمُ الْيَوْمِ، وإِنما أَوقعته الْعَرَبُ عَلَى قَوْلِكَ اليومُ يَوْمَانِ واليومُ خمسةَ عشرَ مِنَ الشَّهْرِ، وَلَا يُثَنَّى، وَالَّذِينَ قَالُوا اثْنَيْ جَعَلُوا بِهِ عَلَى الاثْن، وإِن لَمْ يُتَكلم بِهِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الثُّلَاثَاءِ والأَربعاء يَعْنِي أَنه صَارَ اسْمًا غَالِبًا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ قَالُوا فِي الشِّعْرِ يَوْمَ إِثْنَيْن بِغَيْرِ لَامٍ؛ وأَنشد لأَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: أَرائحٌ أَنت يومَ إِثْنَيْنِ أَمْ غَادِي، ... ولمْ تُسَلِّمْ عَلَى رَيْحانَةِ الوادي؟ قال: وَكَانَ أَبو زِيَادٍ يَقُولُ مَضى الإثْنَانِ بِمَا فِيهِ، فيوحِّد ويذكِّر، وَكَذَا يَفْعل فِي سَائِرِ أَيام الأُسبوع كُلِّهَا، وَكَانَ يؤنِّث الْجُمُعَةَ، وَكَانَ أَبو الجَرَّاح يَقُولُ: مَضَى السَّبْتُ بِمَا فِيهِ، وَمَضَى الأَحد بِمَا فِيهِ، وَمَضَى الإثْنانِ بِمَا فِيهِمَا، وَمَضَى الثُّلَاثَاءُ بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَى الأَربعاء بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَى الْخَمِيسُ بِمَا فِيهِنَّ، وَمَضَتِ الْجُمُعَةُ بِمَا فِيهَا، كَانَ يُخْرِجُهَا مُخْرج الْعَدَدِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: اللَّامُ فِي الإثْنَيْنِ غَيْرُ زَائِدَةٍ وإِن لَمْ تَكُنِ الِاثْنَانِ صِفَةً؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما أَجازوا دُخُولَ اللَّامِ عَلَيْهِ لأَن فِيهِ تَقْدِيرَ الْوَصْفِ، أَلا تَرَى أَن مَعْنَاهُ الْيَوْمُ الثَّانِي؟ وَكَذَلِكَ أَيضاً اللَّامُ فِي الأَحد وَالثُّلَاثَاءِ والأَربعاء وَنَحْوِهَا لأَن تَقْدِيرَهَا الْوَاحِدُ وَالثَّانِي وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ وَالْخَامِسُ وَالْجَامِعُ وَالسَّابِتُ، وَالسَّبْتُ الْقَطْعُ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرض فِي سِتَّةِ أَيام أَولها الأَحد وَآخِرُهَا الْجُمُعَةُ، فأَصبحت يَوْمَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قَدْ تَمَّتْ وَانْقَطَعَ الْعَمَلُ فِيهَا، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الْيَهُودَ كَانُوا يَنْقَطِعُونَ فِيهِ عَنْ تَصَرُّفِهِمْ، فَفِي كِلَا الْقَوْلَيْنِ مَعْنَى الصِّفَةِ مَوْجُودٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَا تَكُنِ اثْنَوِيّاً أَي مِمَّنْ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَحْدَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ

الْعَظِيمَ؛ المَثَانِي مِنَ الْقُرْآنِ: مَا ثُنِّيَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقِيلَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ، قِيلَ لَهَا مَثَانٍ لأَنها يُثْنى بِهَا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ الصَّلَاةِ وَتُعَادُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُمِّيَتْ آيَاتُ الْحَمْدِ مَثَانِي، وَاحِدَتُهَا مَثْنَاة، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لأَنها تُثَنَّى مَعَ كُلِّ سُورَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي، ... وكلَّ خيرٍ صالحٍ أَعطاني، رَبِّ مَثَانِي الآيِ وَالْقُرْآنِ وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْفَاتِحَةِ: هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي ، وَقِيلَ: المَثَانِي سُوَر أَوَّلها الْبَقَرَةُ وَآخِرُهَا بَرَاءَةُ، وَقِيلَ: مَا كَانَ دُونَ المِئِين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَن المِئِين جُعِلَتْ مبادِيَ وَالَّتِي تَلِيهَا مَثَانِي، وَقِيلَ: هِيَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ؛ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: مَنْ للقَوافي بعدَ حَسَّانَ وابْنِه؟ ... ومَنْ للمَثَانِي بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ؟ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ، وَاللَّهُ أَعلم، مِنَ المَثَانِي مِمَّا أُثْني بِهِ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وتقدَّس لأَن فِيهَا حَمْدَ اللَّهِ وتوحيدَه وَذِكْرَ مُلْكه يومَ الدِّينِ، الْمَعْنَى؛ وَلَقَدْ آتَيناك سَبْعَ آيَاتٍ مِنْ جُمْلَةِ الْآيَاتِ الَّتِي يُثْنَى بِهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَآتَيْنَاكَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ؛ أَي مُكَرَّرًا أَي كُرِّرَ فِيهِ الثوابُ والعقابُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المَثَانِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ثَلَاثَةُ أَشياء، سَمَّى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ مَثَانِيَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ ؛ وسَمَّى فاتحةَ الْكِتَابِ مَثَانِي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ؛ قَالَ: وَسُمِّيَ الْقُرْآنُ مَثَانِي لأَن الأَنْباء والقِصَصَ ثُنِّيَتْ فِيهِ، وَيُسَمَّى جَمِيعُ الْقُرْآنِ مَثَانِيَ أَيضاً لِاقْتِرَانِ آيَةِ الرَّحْمَةِ بِآيَةِ الْعَذَابِ. قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ قَالَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّف عَنْ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ أَن المَثَانِي سِتٌّ وَعِشْرُونَ سُورَةً وَهِيَ: سُورَةُ الْحَجِّ، وَالْقَصَصِ، وَالنَّمْلِ، وَالنُّورِ، والأَنفال، وَمَرْيَمَ، وَالْعَنْكَبُوتِ، وَالرُّومِ، وَيس، وَالْفُرْقَانِ، وَالْحِجْرِ، وَالرَّعْدِ، وَسَبَأٍ، وَالْمَلَائِكَةِ، وإِبراهيم، وَص، وَمُحَمَّدٍ، وَلُقْمَانَ، والغُرَف، وَالْمُؤْمِنِ، والزُّخرف، وَالسَّجْدَةِ، والأَحقاف، والجاثِيَة، وَالدُّخَانِ ، فَهَذِهِ هِيَ المَثَانِي عِنْدَ أَصحاب عَبْدِ اللَّهِ، وَهَكَذَا وَجَدْتُهَا فِي النُّسَخِ الَّتِي نُقِلَتْ مِنْهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَالظَّاهِرُ أَن السَّادِسَةَ وَالْعِشْرِينَ هِيَ سُورَةُ الْفَاتِحَةِ، فإِما أَن أَسقطها النُّسَّاخُ وإِمّا أَن يَكُونَ غَنيَ عَنْ ذِكْرِهَا بِمَا قدَّمه مِنْ ذَلِكَ وإِما أَن يَكُونَ غَيْرَ ذَلِكَ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: المَثَانِي مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ كُلُّ سُورَةٍ دُونَ الطُّوَلِ وَدُونَ المِئِين وَفَوْقَ المُفَصَّلِ؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعُثْمَانَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَالْمُفَصَّلُ يَلِي المَثَانِي، والمَثَانِي مَا دُونَ المِئِين ، وإِنما قِيلَ لِمَا ولِيَ المِئِينَ مِنَ السُّوَر مَثَانٍ لأَن الْمِئِينَ كأَنها مَبادٍ وَهَذِهِ مَثَانٍ، وأَما قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن توضَعَ الأَخْيار وتُرْفَعَ الأَشْرارُ وأَن يُقْرَأَ فِيهِمْ بالمَثْنَاةِ على رؤوس الناسِ لَيْسَ أَحَدٌ يُغَيّرُها، قِيلَ: وَمَا المَثْنَاة؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ كأَنه جَعَلَ مَا اسْتُكتب مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَبْدَأً وَهَذَا مَثْنىً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سأَلتُ رَجُلًا مِنْ أَهل العِلم بالكُتُبِ الأُوَلِ قَدْ عرَفها وقرأَها عَنِ المَثْنَاة فَقَالَ إِن الأَحْبار والرُّهْبان مِنْ بَنِي إِسرائيل مِنْ بَعْدِ مُوسَى

وَضَعُوا كِتَابًا فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى مَا أَرادوا مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ المَثْنَاة؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ الأَخْذَ عَنْ أَهل الْكِتَابِ، وَقَدْ كَانَتْ عِنْدَهُ كُتُبٌ وَقَعَتْ إِليه يَوْمَ اليَرْمُوكِ مِنْهُمْ، فأَظنه قَالَ هَذَا لِمَعْرِفَتِهِ بِمَا فِيهَا، وَلَمْ يُرِدِ النَّهْيَ عَنْ حَدِيثِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسُنَّتِه وَكَيْفَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ أَكثر الصَّحَابَةِ حَدِيثًا عَنْهُ؟ وَفِي الصِّحَاحِ فِي تَفْسِيرِ المَثْنَاةِ قَالَ: هِيَ التي تُسَمَّى بالفارسية دُو بَيْتي، وهو الغِناءُ؛ قال: وأَبو عُبَيْدَةَ يَذْهَبُ فِي تأْويله إِلى غَيْرِ هَذَا. والمَثاني مِنْ أَوْتارِ العُود: الَّذِي بَعْدَ الأَوّل، وَاحِدُهَا مَثْنىً. اللِّحْيَانِيُّ: التَّثْنِيَةُ أَن يَفُوزَ قِدْحُ رَجُلٍ مِنْهُمْ فيَنجُو ويَغْنَم فيَطْلُبَ إِليهم أَن يُعِيدُوه عَلَى خِطارٍ، والأَول أَقْيَسُ «1». وأَقْرَبُ إِلى الِاشْتِقَاقِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ. ومَثْنَى الأَيادِي: أَن يُعِيدَ معروفَه مَرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْخذَ القِسْمَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَقِيلَ: هُوَ الأَنْصِباءُ الَّتِي كانت تُفْصَلُ مِنَ الجَزُور، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ جَزُورِ المَيْسِر، فَكَانَ الرجلُ الجَوادُ يَشْرِيها فَيُطْعِمُها الأَبْرامَ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَيْسِرون؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَثْنَى الأَيادِي أَن يَأْخُذَ القِسْمَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: يُنْبِيك ذُو عِرْضِهمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ، ... وَلَيْسَ جاهلُ أَمْر مِثْلَ مَنْ عَلِمَا إِني أُتَمِّمُ أَيْسارِي وأَمْنَحُهُمْ ... مَثْنَى الأَيادِي، وأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما والمَثْنَى: زِمامُ النَّاقَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنَّهُ ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ والثِّنْيُ مِنَ النُّوقِ: الَّتِي وَضَعَتْ بَطْنَيْنِ، وثِنْيُها وَلَدُهَا، وَكَذَلِكَ المرأَة، وَلَا يُقَالُ ثِلْثٌ وَلَا فوقَ ذَلِكَ. وَنَاقَةٌ ثِنْيٌ إِذا وَلَدَتِ اثْنَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا وَلَدَتْ بَطْنَيْنِ، وَقِيلَ: إِذا وَلَدَتْ بَطْنًا وَاحِدًا، والأَول أَقيس، وَجَمْعُهَا ثُنَاءٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، جَعَلَهُ كظِئْرٍ وظُؤارٍ؛ وَاسْتَعَارَهُ لَبِيدٌ للمرأَة فَقَالَ: لياليَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْي مُصِيفَة ... مِنَ الأُدْم، تَرْتادُ الشُّرُوج القَوابِلا وَالْجَمْعُ أَثْنَاء؛ قَالَ: قامَ إِلى حَمْراءَ مِنْ أَثْنَائِها قَالَ أَبو رِياش: وَلَا يُقَالُ بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ مُشْتَقًّا؛ التَّهْذِيبِ: وَوَلَدُهَا الثَّانِي ثِنْيُها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ لِلنَّاقَةِ إِذا وَلَدَتْ أَول وَلَدٍ تَلِدُهُ فَهِيَ بِكْر، وَوَلَدها أَيضاً بِكْرُها، فإِذا وَلَدَتِ الْوَلَدَ الثَّانِيَ فَهِيَ ثِنْيٌ، وَوَلَدُهَا الثَّانِي ثِنْيها، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَقَالَ فِي شَرْحِ بَيْتِ لَبِيدٍ: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ المُصِيفة الَّتِي تَلِدُ وَلَدًا وَقَدْ أَسنَّت، وَالرَّجُلُ كَذَلِكَ مُصِيف وَوَلَدُهُ صَيْفِيّ، وأَرْبَعَ الرجلُ وَوَلَدُهُ رِبْعِيُّون. والثَّوَانِي: القُرون الَّتِي بَعْدَ الأَوائل. والثِّنَى، بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ: الأَمر يُعَادُ مَرَّتَيْنِ وأَن يُفْعَلَ الشيءَ مَرَّتَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ ثِنىً وثُنىً وطِوىً وطُوىً وَقَوْمٌ عِداً وعُداً وَمَكَانٌ سِوىً وسُوىً. والثِّنَى فِي الصّدَقة: أَن تُؤْخَذَ فِي الْعَامِ مَرَّتَيْنِ. وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَةِ ، مَقْصُورٌ، يَعْنِي لَا تُؤْخَذُ الصَّدَقَةُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ؛ وَقَالَ الأَصمعي والكسائي، وأَنشد أَحدهما لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ وَكَانَتِ امرأَته لَامَتْهُ في بَكْرٍ نحره:

_ (1). قوله [والأَول أقيس إلخ] أي من معاني المثناة في الحديث

أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً؟ ... لَعَمْري لَقَدْ كانَتْ مَلامَتُها ثِنَى أَي لَيْسَ بأَوّل لومِها فَقَدْ فَعَلَتْهُ قَبْلَ هَذَا، وَهَذَا ثِنىً بَعْدَهُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَعاذِلُ، إِنَّ اللَّوْمَ، فِي غَيْرِ كُنْهِهِ، ... عَليَّ ثِنىً مِنْ غَيِّكِ المُتَرَدِّد قَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَسْنَا نُنْكِرُ أَن الثِّنَى إِعادة الشَّيْءِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ وجهَ الْكَلَامِ وَلَا مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ أَن يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ عَلَى آخَرَ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فَيُرِيدُ أَن يستردَّها، فَيُقَالُ لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَةِ أَي لَا رُجُوعَ فِيهَا، فَيَقُولُ المُتَصَدِّقُ بِهَا عَلَيْهِ لَيْسَ لَكَ عليَّ عُصْرَةُ الْوَالِدِ أَي لَيْسَ لَكَ رُجُوعٌ كَرُجُوعِ الْوَالِدِ فِيمَا يُعطي وَلَده؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ فِي الصَّدَقَةِ أَي فِي أَخذ الصَّدَقَةِ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الصَّدَقَةُ بِمَعْنَى التَّصْدِيقِ، وَهُوَ أَخذ الصَّدَقَةِ كَالزَّكَاةِ وَالذَّكَاةُ بِمَعْنَى التَّزْكِيَةِ وَالتَّذْكِيَةِ، فَلَا يُحْتَاجُ إِلى حَذْفِ مُضَافٍ. والثِّنَى: هُوَ أَن تُؤْخَذَ نَاقَتَانِ فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ وَاحِدَةٍ. والمَثْناة والمِثْناة: حَبْلٌ مِنْ صُوفٍ أَو شَعْرٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَثْناة، بِالْفَتْحِ، الْحَبْلُ. الْجَوْهَرِيُّ: الثِّنَاية حَبْلٌ مِنْ شَعْرٍ أَو صُوفٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَنا سُحَيْمٌ، ومَعِي مِدرايَهْ ... أَعْدَدْتُها لِفَتْكِ ذِي الدوايَهْ، والحَجَرَ الأَخْشَنَ والثِّنايَهْ قَالَ: وأَما الثِّنَاءُ، مَمْدُودٌ، فَعِقَالُ الْبَعِيرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ حَبْلٍ مَثْنيٍّ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ثِنْيَيْه فَهُوَ ثِناءٌ لَوْ أُفرد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما لَمْ يُفْرَدْ لَهُ وَاحِدٌ لأَنه حَبْلٌ وَاحِدٌ تُشَدُّ بأَحد طَرَفَيْهِ الْيَدُ وَبِالطَّرَفِ الْآخَرِ الأُخرى، فَهُمَا كَالْوَاحِدِ. وَعَقَلْتُ الْبَعِيرَ بِثنايَيْن، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، لأَنه لَا وَاحِدَ لَهُ إِذا عَقَلْتَ يَدَيْهِ جَمِيعًا بِحَبْلٍ أَو بِطَرَفَيْ حَبْلٍ، وإِنما لَمْ يُهْمَزْ لأَنه لَفْظٌ جَاءَ مُثَنّىً لَا يُفْرَدُ وَاحِدُهُ فَيُقَالُ ثِنَاء، فَتُرِكَتِ الْيَاءُ عَلَى الأَصل كَمَا قَالُوا فِي مِذْرَوَيْن، لأَن أَصل الْهَمْزَةِ فِي ثِنَاءٍ لَوْ أُفْرد ياءٌ، لأَنه مِنْ ثَنَيْتُ، وَلَوْ أُفرد وَاحِدُهُ لَقِيلَ ثِنَاءَان كَمَا تَقُولُ كِسَاءَانِ وَرِدَاءَانِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رأَيت ابْنَ عُمَرَ يَنْحَرُ بَدَنَتَهُ وَهِيَ بَارِكَةٌ مَثْنِيَّة بِثِنايَيْن ، يَعْنِي مَعْقُولَةٌ بِعِقالين، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْحَبْلُ الثِّنَايَة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما لَمْ يَقُولُوا ثِنَاءَيْن، بِالْهَمْزِ، حَمْلًا عَلَى نَظَائِرِهِ لأَنه حَبْلٌ وَاحِدٌ يشد بأَحد طرفيه يد، وَبِطَرَفِهِ الثَّانِي أُخرى، فَهُمَا كَالْوَاحِدِ، وإِن جَاءَ بِلَفْظِ اثْنَيْنِ فَلَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنِ الثِّنَايَيْن فَقَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ النِّهَايَةِ لأَن الزِّيَادَةَ فِي آخِرِهِ لَا تُفَارِقُهُ فأَشبهت الْهَاءَ، وَمِنْ ثم قالوا مذروان، فجاؤوا بِهِ عَلَى الأَصل لأَن الزِّيَادَةَ فِيهِ لَا تُفَارِقُهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وسأَلت الْخَلِيلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ قَوْلِهِمْ عَقَلْته بِثِنايَيْن وهِنايَيْن لِمَ لَمْ يَهْمِزُوا؟ فَقَالَ: تَرَكُوا ذَلِكَ حَيْثُ لَمْ يُفْرد الواحدُ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: لَوْ كَانَتْ يَاءُ التَّثْنِيَةُ إِعراباً أَو دَلِيلَ إِعراب لَوَجَبَ أَن تُقْلَبَ الْيَاءُ الَّتِي بَعْدَ الأَلف هَمْزَةً فَيُقَالُ عَقَلْتُهُ بِثِناءَيْن، وَذَلِكَ لأَنها يَاءٌ وَقَعَتْ طَرَفًا بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ فَجَرَى مَجْرَى يَاءِ رِداءٍ ورِماءٍ وظِباءٍ. وعَقَلْتُه بِثِنْيَيْنِ إِذا عَقَلْت يَدًا وَاحِدَةً بعُقْدتين. الأَصمعي: يُقَالُ عَقَلْتُ البعيرَ بثِنَايَيْنِ، يُظهرون الْيَاءَ بَعْدَ الأَلف وَهِيَ الْمَدَّةُ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا، وَلَوْ مَدَّ مادٌّ لَكَانَ صَوَابًا كَقَوْلِكَ كِسَاءٌ وَكِسَاوَانِ وَكِسَاءَانِ. قَالَ: وَوَاحِدُ الثِّنَايَيْنِ ثِناءٌ مِثْلُ كِسَاءٍ

مَمْدُودٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَغفل اللَّيْثُ الْعِلَّةَ فِي الثِّنَايَيْنِ وأَجاز مَا لَمْ يُجِزْهُ النَّحْوِيُّونَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ عِنْدَ قَوْلِ الْخَلِيلِ تَرَكُوا الْهَمْزَةَ فِي الثِّنَايَيْن حَيْثُ لَمْ يُفْرِدُوا الْوَاحِدَ، قَالَ: هَذَا خِلَافُ مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي كِتَابِهِ لأَنه أَجاز أَن يُقَالَ لِوَاحِدِ الثِّنَايَيْن ثِناء، وَالْخَلِيلُ يَقُولُ لَمْ يَهْمِزُوا الثِّنايَيْنِ لأَنهم لَا يُفْرِدُونَ الْوَاحِدَ مِنْهُمَا، وَرَوَى هَذَا شِمْرٌ لِسِيبَوَيْهِ. وَقَالَ شِمْرٌ: قَالَ أَبو زَيْدٍ يُقَالُ عَقَلْتُ الْبَعِيرَ بثِنَايَيْن إِذا عَقَلْتَ يَدَيْهِ بِطَرَفَيْ حَبْلٍ، قَالَ: وَعَقَلْتُهُ بثِنْيَيْنِ إِذا عَقَلَهُ يَدًا وَاحِدَةً بِعُقْدَتَيْنِ. قَالَ شِمْرٌ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ لَمْ يَهْمِزُوا ثِنَايَيْن لأَن وَاحِدَهُ لَا يُفْرَدُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْبَصْرِيُّونَ وَالْكُوفِيُّونَ اتَّفَقُوا عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ فِي الثِنَايَيْن وعلى أَن لا يُفْرِدُوا الْوَاحِدَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْحَبْلُ يُقَالُ لَهُ الثِّنَايةُ، قَالَ: وإِنما قَالُوا ثِنايَيْن وَلَمْ يَقُولُوا ثِنايتَيْنِ لأَنه حَبْلٌ وَاحِدٌ يُشَدُّ بأَحد طَرَفَيْهِ يَدُ الْبَعِيرِ وَبِالطَّرَفِ الْآخَرِ اليدُ الأُخْرى، فَيُقَالُ ثَنَيْتُ الْبَعِيرَ بثِنايَيْنِ كأَنَّ الثِّنَايَيْن كَالْوَاحِدِ وإِن جَاءَ بِلَفْظِ اثْنَيْنِ وَلَا يُفْرَدُ لَهُ وَاحِدٌ، وَمِثْلُهُ المِذْرَوانِ طَرَفَا الأَلْيَتَيْنِ، جُعِلَ وَاحِدًا، وَلَوْ كَانَا اثْنَيْنِ لَقِيلَ مِذْرَيان، وأَما العِقَالُ الواحدُ فإِنه لَا يُقَالُ لَهُ ثِنايَةٌ، وإِنما الثِّنَايَة الْحَبْلُ الطَّوِيلُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ السَّانيةَ وشدَّ قِتْبِها عَلَيْهَا: تَمْطُو الرِّشاءَ، فَتُجْرِي فِي ثِنَايَتها، ... مِنَ المَحالَةِ، ثَقْباً رَائِدًا قَلِقَا والثِّنَايَة هَاهُنَا: حَبْلٌ يُشَدُّ طَرَفَاهُ فِي قِتْب السَّانِيَةِ وَيُشَدُّ طَرَفُ الرِّشاء فِي مَثْناته، وَكَذَلِكَ الْحَبَلُ إِذا عُقِلَ بِطَرَفَيْهِ يَدُ الْبَعِيرِ ثِنَايَةٌ أَيضاً. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فِي ثِنَايَتها أَي فِي حَبْلِهَا، مَعْنَاهُ وَعَلَيْهَا ثِنَايَتُهَا. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الثِّنَاية عُودٌ يُجْمَعُ بِهِ طَرَفَا المِيلين مِنْ فَوْقِ المَحَالة وَمِنْ تَحْتِهَا أُخرى مِثْلُهَا، قَالَ: والمَحَالة والبَكَرَة تَدُورُ بَيْنَ الثّنَايَتَيْن. وثِنْيَا الْحَبْلِ: طَرَفَاهُ، وَاحِدُهَمَا ثِنْيٌ. وثِنْيُ الْحَبْلِ مَا ثَنَيْتَ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: لَعَمْرُك، إِنَّ الموتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى ... لَكالطِّوَلِ المُرْخى، وثِنْياه فِي الْيَدِ يَعْنِي الْفَتَى لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الْمَوْتِ وإِن أُنْسِئ فِي أَجله، كَمَا أَن الدَّابَّةَ وإِن طُوّل لَهُ طِوَلُه وأُرْخِي لَهُ فِيهِ حَتَّى يَرُود فِي مَرتَعه وَيَجِيءَ وَيَذْهَبَ فإِنه غَيْرُ مُنْفَلِتٍ لإِحراز طَرَفِ الطِّوَل إِياه، وأَراد بِثِنْيَيه الطَّرَفَ المَثْنِيَّ فِي رُسْغه، فَلَمَّا انْثَنَى جَعَلَهُ ثِنْيين لأَنه عُقِدَ بِعُقْدَتَيْنِ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ طَرَفَةَ: يَقُولُ إِن الْمَوْتَ، وإِن أَخطأَ الْفَتَى، فإِن مَصِيرَهُ إِليه كَمَا أَن الْفَرَسَ، وإِن أُرْخِي لَهُ طِوَلُه، فإِن مَصِيرَهُ إِلى أَن يَثْنيه صَاحِبُهُ إِذ طَرَفُهُ بِيَدِهِ. وَيُقَالُ: رَبَّق فُلَانٌ أَثْنَاء الْحَبْلِ إِذا جَعَلَ وَسَطَهُ أَرْباقاً أَي نُشَقاً لِلشَّاءِ يُنْشَق فِي أَعناق البَهْمِ. والثِّنَى مِنَ الرِّجَالِ: بَعْدَ السَّيِّد، وَهُوَ الثُّنْيان؛ قَالَ أَوس بْنُ مَغْراء: تَرَى ثِنانا إِذا مَا جَاءَ بَدْأَهُمُ، ... وبَدْؤُهُمْ إِن أَتانا كَانَ ثُنْيَانا وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ: ثُنْيَانُنا إِن أَتاهم؛ يَقُولُ: الثَّانِي منَّا فِي الرِّيَاسَةِ يَكُونُ فِي غَيْرِنَا سَابِقًا فِي السُّودد، وَالْكَامِلُ فِي السُّودد مِنْ غَيْرِنَا ثِنىً فِي السُّودُدِ عِنْدَنَا لِفَضْلِنَا عَلَى غَيْرِنَا. والثُّنْيَان، بِالضَّمِّ: الَّذِي يَكُونُ دُونَ السَّيِّدِ فِي الْمَرْتَبَةِ، وَالْجَمْعُ ثِنْيَةٌ؛ قَالَ الأَعشى: طَوِيلُ اليدَيْنِ رَهْطُه غيرُ ثِنْيَةٍ، ... أَشَمُّ كَرِيمٌ جارُه لَا يُرَهَّقُ وَفُلَانٌ ثِنْيَة أَهل بَيْتِهِ أَي أَرذلهم. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ

لِلَّذِي يَجِيءُ ثَانِيًا فِي السُّودد وَلَا يَجِيءُ أَولًا ثُنىً، مَقْصُورٌ، وثُنْيَانٌ وثِنْيٌ، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيةِ: يَكُونُ لَهُمْ بَدْءُ الفُجور وثِنَاه أَي أَوَّله وَآخِرُهُ. والثَّنِيَّة: وَاحِدَةُ الثَّنَايَا مِنَ السِّن. الْمُحْكَمِ: الثَّنِيَّة مِنَ الأَضراس أولُ مَا فِي الْفَمِ. غَيْرُهُ: وثَنَايَا الإِنسان فِي فَمِهِ الأَربعُ الَّتِي فِي مُقَدَّمِ فِيهِ: ثِنْتَانِ مِنْ فَوْقُ، وثِنْتَانِ مِنْ أَسفل. ابْنُ سِيدَهْ: وللإِنسان والخُفِّ والسَّبُع ثَنِيَّتَان مِنْ فوقُ وثَنِيَّتَان مِنْ أَسفلَ. والثَّنِيُّ مِنَ الإِبل: الَّذِي يُلْقي ثَنِيَّته، وَذَلِكَ فِي السَّادِسَةِ، وَمِنَ الْغَنَمِ الدَّاخِلِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، تَيْساً كَانَ أَو كَبْشاً. التَّهْذِيبِ: الْبَعِيرُ إِذَا اسْتَكْمَلَ الْخَامِسَةَ وَطَعَنَ السَّادِسَةَ فَهُوَ ثَنِيٌّ، وَهُوَ أَدنى مَا يَجُوزُ مِنْ سنِّ الإِبل فِي الأَضاحي، وَكَذَلِكَ مِنَ الْبَقَرِ والمِعْزى «2»، فَأَمَّا الضَّأْنُ فَيَجُوزُ مِنْهَا الجَذَعُ فِي الأَضاحي، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْبَعِيرُ ثَنِيّاً لأَنه أَلقى ثَنيَّته. الْجَوْهَرِيُّ: الثَّنِيّ الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّته، وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الظِّلْف وَالْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وَفِي الخُفّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ. وَقِيلَ لابْنةِ الخُسِّ: هَلْ يُلْقِحُ الثَّنِيُّ؟ فَقَالَتْ: وإلْقاحُه أَنِيٌّ أَي بَطِيءٌ، والأُنْثى ثَنِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ ثَنِيَّاتٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ثِنَاء وثُنَاء وثُنْيَانٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ ثُن. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَ قَبْلَ الثَّنيّ اسْمٌ يُسَمَّى وَلَا بَعْدَ الْبَازِلِ اسْمٌ يُسَمَّى. وأَثْنَى البعيرُ: صَارَ ثَنِيّاً، وَقِيلَ: كُلُّ مَا سَقَطَتْ ثَنِيّته مِنْ غَيْرِ الإِنسان ثَنِيٌّ، وَالظَّبْيُ ثَنِيٌّ بَعْدَ الإِجذاع وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَمُوتَ. وأَثْنَى أَي أَلْقى ثَنِيّته. وَفِي حَدِيثِ الأُضحية: أَنه أَمَرَ بالثَّنِيَّة مِنَ المَعَز ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الثَّنِيَّة مِنَ الْغَنَمِ مَا دَخَلَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَلِكَ، وَمِنَ الإِبل فِي السَّادِسَةِ، وَالذَّكَرُ ثَنِيٌّ، وَعَلَى مَذْهَبِ أَحمد بْنِ حَنْبَلٍ مَا دَخَلَ مِنَ المَعَز فِي الثَّانِيَةِ، وَمِنَ الْبَقَرِ فِي الثَّالِثَةِ. ابْنُ الأَعرابي: فِي الْفَرَسِ إِذَا استَتَمَّ الثَّالِثَةَ وَدَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ ثَنِيٌّ، فَإِذَا أَثْنَى أَلقى رَوَاضِعَهُ، فَيُقَالُ أَثْنَى وأَدْرَم للإِثْنَاء، قَالَ: وَإِذَا أَثْنَى سَقَطَتْ رَوَاضِعُهُ وَنَبَتَ مَكَانَهَا سِنٌّ، فَنَبَاتُ تِلْكَ السِّنِّ هُوَ الإِثْنَاء، ثُمَّ يَسْقُطُ الَّذِي يَلِيهِ عِنْدَ إِرْبَاعِهِ. والثَّنِيُّ مِنَ الْغَنَمِ: الَّذِي اسْتَكْمَلَ الثَّانِيَةَ وَدَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ، ثُمَّ ثَنِيٌّ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِثْلَ الشَّاةِ سَوَاءً. والثَّنِيَّة: طَرِيقُ الْعَقَبَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ طَلَّاع الثَّنَايَا إِذَا كَانَ سَامِيًا لِمَعَالِي الأُمور كَمَا يُقَالُ طَلَّاع أَنْجُدٍ، والثَّنِيَّة: الطَّرِيقَةُ فِي الْجَبَلِ كالنَّقْب، وَقِيلَ: هِيَ العَقَبة، وَقِيلَ: هِيَ الْجَبَلُ نَفْسَهُ. ومَثَانِي الدَّابَّةِ: رُكْبَتَاهُ ومَرْفِقاه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: ويَخْدِي عَلَى صُمّ صِلابٍ مَلاطِسٍ، ... شَديداتِ عَقْدٍ لَيِّناتِ مَثَانِي أَي لَيْسَتْ بجاسِيَة. أَبو عَمْرٍو: الثَّنَايَا العِقاب. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والعِقاب جِبَالٌ طِوالٌ بعَرْضِ الطَّرِيقِ، فَالطَّرِيقُ تَأْخُذُ فِيهَا، وَكُلُّ عَقَبة مَسْلُوكَةٍ ثَنِيَّةٌ، وَجَمْعُهَا ثَنَايَا، وَهِيَ المَدارِج أَيضاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ ذِي البِجادَيْن المُزَني: تَعَرَّضِي مَدارِجاً، وَسُومِي، ... تعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجوم يُخَاطِبُ نَاقَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ دَلِيلَهُ بِرُكُوبِهِ، وَالتَّعَرُّضُ فِيهَا: أَنْ يَتَيامَن الساندُ فِيهَا مرَّة ويَتَياسَر أُخْرَى لِيَكُونَ أَيسر عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يَصْعَدْ ثَنِيَّة المُرارِ حُطَّ عنه

_ (2). قوله [وَكَذَلِكَ مِنَ الْبَقَرِ وَالْمِعْزَى] كذا بالأصل، وكتب عليه بالهامش: كذا وجدت انتهى. وهو مخالف لما في القاموس والمصباح والصحاح ولما سيأتي له عن النهاية

مَا حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؛ الثَّنِيَّة فِي الْجَبَلِ: كَالْعَقَبَةِ فِيهِ، وَقِيلَ: هِيَ الطَّرِيقُ الْعَالِي فِيهِ، وَقِيلَ: أَعلى المَسِيل فِي رأْسه، والمُرار، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنْ طَرِيقِ الحُدَيْبية، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا حَثَّهم عَلَى صُعُودِهَا لأَنها عَقَبة شاقَّة، وَصَلُوا إِلَيْهَا لَيْلًا حِينَ أَرادوا مَكَّةَ سَنَةَ الْحُدَيْبِيَةِ فرغَّبهم فِي صُعُودِهَا، وَالَّذِي حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُوَ ذُنُوبُهُمْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ؛ وَفِي خُطْبَةِ الحجَّاج: أَنا ابنُ جَلا وطَلَّاع الثَّنَايا هِيَ جَمْعُ ثَنِيَّة، أَراد أَنه جَلْدٌ يَرْتَكِبُ الأُمور الْعِظَامَ. والثَّنَاءُ: مَا تَصِفُ بِهِ الإِنسانَ مِنْ مَدْح أَو ذَمٍّ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْمَدْحَ، وَقَدْ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَبِي المُثلَّم الْهُذَلِيِّ: يَا صَخْرُ، أَو كُنْتَ تُثْنِي أَنَّ سَيْفَكَ مَشْقُوقُ ... الخُشَيْبةِ، لَا نابٍ وَلَا عَصِلُ مَعْنَاهُ تَمْتَدِحُ وَتَفْتَخِرُ، فَحَذَفَ وأَوصل. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُبْدَأُ بِذِكْرِهِ فِي مَسْعاةٍ أَوْ مَحْمَدة أَو عِلْمٍ: فُلَانٌ بِهِ تُثْنَى الْخَنَاصِرُ أَي تُحْنَى فِي أَوَّل مَنْ يُعَدّ ويُذْكر، وأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، وَالِاسْمُ الثَّنَاء. الْمُظَفَّرُ: الثَّنَاءُ، مَمْدُودٌ، تَعَمُّدُك لتُثْنيَ عَلَى إِنْسَانٍ بحسَن أَو قَبِيحٍ. وَقَدْ طَارَ ثَنَاءُ فُلَانٍ أَي ذَهَبَ فِي النَّاسِ، وَالْفِعْلُ أَثْنَى فُلَانٌ «1» عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ عَلَى الْمَخْلُوقِ يُثْنِي إِثْنَاء أَو ثَنَاءً يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَبِيحِ مِنَ الْذِّكْرِ فِي الْمَخْلُوقِينَ وَضِدِّهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَثْنَى إِذَا قَالَ خَيْرًا أَو شَرًّا، وانْثَنَى إِذَا اغْتَابَ. وثِنَاء الدَّارِ: فِناؤها. قَالَ ابْنُ جِنِّي: ثِنَاء الدَّارِ وفِناؤها أَصْلانِ لأَن الثِّنَاء مِن ثَنَى يَثْنِي، لأَن هُنَاكَ تَنْثَني عَنِ الِانْبِسَاطِ لِمَجِيءِ آخِرِهَا وَاسْتِقْصَاءِ حُدُودِهَا، وفِناؤها مِنْ فَنِيَ يَفْنَى لأَنك إِذَا تَنَاهَيْتَ إِلَى أَقصى حُدُودِهَا فَنِيَتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنْ قُلْتَ هَلَّا جَعَلْتَ إِجْمَاعَهُمْ عَلَى أَفْنِيَة، بِالْفَاءِ، دَلَالَةً عَلَى أَن الثَّاءَ فِي ثِنَاء بَدَلٌ مِنْ فَاءِ فِنَاءٍ، كَمَا زَعَمْتَ أَن فَاءَ جَدَف بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ جَدَث لإِجماعهم عَلَى أَجْداث بِالثَّاءِ، فَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا وُجُودُنَا لِثِناء مِنَ الِاشْتِقَاقِ مَا وَجَدْنَاهُ لِفِناء، أَلا تَرَى أَن الْفِعْلَ يَتَصَرَّفُ مِنْهُمَا جَمِيعًا؟ ولَسْنا نَعْلَمُ لِجَدَفٍ بِالْفَاءِ تَصَرُّفَ جَدَثٍ، فَلِذَلِكَ قَضَيْنَا بأَن الْفَاءَ بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ، وَجَعَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الْمُبْدَلِ. واسْتَثْنَيْتُ الشيءَ مِنَ الشَّيْءِ: حاشَيْتُه. والثَّنِيَّة: مَا اسْتُثْني. وَرُوِيَ عَنْ كَعْبٍ أَنه قَالَ: الشُّهداء ثَنِيَّةُ اللَّهِ فِي الأَرض ، يَعْنِي مَن اسْتَثْناه مِنَ الصَّعْقة الأُولى، تأوَّل قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ؛ فَالَّذِينَ استَثْناهم اللَّهُ عِنْدَ كَعْبٍ مِنَ الصَّعْق الشُّهَدَاءَ لأَنهم أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِذَا نُفِخ فِي الصُّورِ وصَعِقَ الخَلْقُ عِنْدَ النَّفْخَةِ الأُولى لَمْ يُصْعَقوا، فكأَنهم مُسْتَثْنَوْنَ مِنَ الصَّعِقين، وَهَذَا مَعْنَى كَلَامِ كَعْبٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ أَيضاً. والثَّنِيَّة: النَّخْلَةُ الْمُسْتَثْنَاةُ مِنَ المُساوَمَة. وحَلْفَةٌ غَيْرُ ذَاتِ مَثْنَوِيَّة أَي غَيْرُ مُحَلَّلة. يُقَالُ: حَلَف فُلَانٌ يَمِينًا لَيْسَ فِيهَا ثُنْيا وَلَا ثَنْوَى «2». وَلَا ثَنِيَّة وَلَا مَثْنَوِيَّةٌ وَلَا اسْتِثْنَاءٌ، كُلُّهُ وَاحِدٌ، وَأَصْلُ هَذَا كُلُّهُ مِنَ الثَّنْي والكَفِّ والرَّدّ لأَن

_ (1). قوله [والفعل أثنى فلان] كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً من الناسخ وأصل الكلام: والفعل أثنى وأثنى فلان إلخ (2). قوله [لَيْسَ فِيهَا ثُنْيَا وَلَا ثَنْوَى] أي بالضم مع الياء والفتح مع الواو كما في الصحاح والمصباح وضبط في القاموس بالضم، وقال شارحه: كالرجعى

الْحَالِفَ إِذَا قَالَ وَاللَّهِ لَا أَفعل كَذَا وَكَذَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ غَيْرَه فَقَدْ رَدَّ مَا قَالَهُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ غَيْرَهُ. والثِّنْوة: الِاسْتِثْنَاءُ. والثُّنْيَانُ، بِالضَّمِّ: الِاسْمُ مِنَ الِاسْتِثْنَاءِ، وَكَذَلِكَ الثَّنْوَى، بِالْفَتْحِ. والثُّنْيَا والثُّنْوَى: مَا اسْتَثْنَيْتَهُ، قُلِبَتْ يَاؤُهُ وَاوًا لِلتَّصْرِيفِ وَتَعْوِيضِ الْوَاوِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا، والفرقِ أَيضاً بَيْنَ الِاسْمِ وَالصِّفَةِ. والثُّنْيا الْمَنْهِيُّ عَنْهَا فِي الْبَيْعِ: أَن يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ مَجْهُولٌ فَيَفْسُدُ الْبَيْعُ، وَذَلِكَ إِذَا بَاعَ جَزُورًا بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ وَاسْتَثْنَى رأْسه وأَطرافه، فَإِنَّ الْبَيْعَ فَاسِدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ الثُّنْيا إِلَّا أَن تُعْلَمَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ أَن يُسْتَثْنَى فِي عَقْدِ الْبَيْعِ شَيْءٌ مَجْهُولٌ فَيُفْسِدُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُبَاعَ شَيْءٌ جُزَافًا فَلَا يَجُوزُ أَن يُسْتَثْنَى مِنْهُ شَيْءٌ قلَّ أَو كَثُرَ، قَالَ: وَتَكُونُ الثُّنْيَا فِي الْمُزَارَعَةِ أَن يُسْتثنى بَعْدَ النِّصْفِ أَو الثُّلُثِ كَيْلٌ مَعْلُومٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَعتق أَوْ طلَّق ثُمَّ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاءُ أَي مَنْ شَرَطَ فِي ذَلِكَ شَرْطًا أَو عَلَّقَهُ عَلَى شَيْءٍ فَلَهُ مَا شَرَطَ أَو اسْتَثْنَى مِنْهُ، مِثْلَ أَن يَقُولَ طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا إِلَّا وَاحِدَةً أَو أَعتقتهم إِلَّا فُلَانًا، والثُّنْيا مِنَ الجَزور: الرأْس وَالْقَوَائِمُ، سُمِّيَتْ ثُنْيا لأَن الْبَائِعَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ يَسْتَثْنِيهَا إِذَا بَاعَ الْجَزُورَ فَسُمِّيَتْ لِلِاسْتِثْنَاءِ الثُّنْيا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لِرَجُلٍ نَاقَةٌ نَجِيبَةٌ فَمَرِضَتْ فَبَاعَهَا مِنْ رَجُلٍ وَاشْتَرَطَ ثُنْيَاها ؛ أَراد قَوَائِمَهَا ورأْسها؛ وَنَاقَةٌ مذكَّرة الثُّنْيا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: مذَكَّرة الثُّنْيا مُسانَدة القَرَى، ... جُمالِيَّة تَخْتبُّ ثُمَّ تُنِيبُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: يَصِفُ النَّاقَةَ أَنها غَلِيظَةُ الْقَوَائِمِ كأَنها قَوَائِمُ الْجَمَلِ لِغِلَظِهَا. مذكَّرة الثُّنْيا: يَعْنِي أَن رأْسها وَقَوَائِمَهَا تُشْبِهُ خَلْق الذِّكارة، لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا شَيْئًا. والثَّنِيَّة: كالثُّنْيا. وَمَضَى ثِنْيٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي سَاعَةٌ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: والثُنُون «1»: الجمع العظيم. ثها: ابْنُ الأَعرابي: ثَها إِذَا حَمُق، وهَثا إِذَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وثاهَاه إِذَا قاوَلَه، وهاثاهُ إِذَا مازَحه ومايَلَه. ثوا: الثَّواءُ: طولُ المُقام، ثَوَى يَثْوي ثَواءً وثَوَيْتُ بِالْمَكَانِ وثَوَيْته ثَواءً وثُوِيّاً مِثْلُ مَضَى يَمْضِي مَضاءً ومُضِيّاً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وأَثْوَيْت بِهِ: أَطلت الإِقامة بِهِ. وأَثْوَيْته أَنا وثَوَّيْته؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: أَلزمته الثَّواء فِيهِ. وثَوَى بِالْمَكَانِ: نَزَلَ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّي الْمَنْزِلُ مَثْوىً. والمَثْوى: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقام بِهِ، وَجَمْعُهُ المَثَاوِي. ومَثْوَى الرَّجُلِ: مَنْزِلُهُ. والمَثْوَى: مَصْدَرُ ثَوَيْت أَثْوِي ثَواءً ومَثْوىً. وَفِي كِتَابِ أَهل نَجْران: وَعَلَى نَجْران مَثْوَى رُسُلي أَي مسكَنُهم مُدَّةَ مُقامهم ونُزُلهم. والمَثْوَى: المَنْزل. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رُمْح النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ اسْمُهُ المُثْوِيَ ؛ سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُثْبِت المطعونَ بِهِ، مِنَ الثَّوَاء الإِقامة. وأَثْوَيت بِالْمَكَانِ: لُغَةٌ فِي ثَوَيْت؛ قَالَ الأَعشى: أَثْوَى وقَصَّرَ ليلَه لِيُزَوَّدا، ... ومَضَى وأَخْلَفَ مِن قُتَيْلَة مَوْعِدا وأَثْوَيْت غَيْرِي: يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وثَوَّيْت غَيْرِي تَثْوِيَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: المَثْوَى عِنْدِي فِي الْآيَةِ اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ دُونَ الْمَكَانِ لِحُصُولِ الْحَالِ فِي الْكَلَامِ مُعْمَلًا فِيهَا، أَلا تَرَى أَنه لَا يَخْلُو مِنْ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا أَو مَصْدَرًا؟ فَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا لأَن اسْمَ الْمَوْضِعِ لَا يَعْمَلُ عَمَلَ الْفِعْلِ لأَنه لَا مَعْنَى لِلْفِعْلِ فِيهِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ

_ (1). قوله [والثُنُون إلخ] هكذا في الأصل

مَوْضِعًا ثَبَتَ أَنه مَصْدَرٌ، وَالْمَعْنَى النَّارُ ذَاتُ إِقَامَتِكُمْ أَي النَّارُ ذَاتُ إِقَامَتِكُمْ فِيهَا خَالِدِينَ أَي هُمْ أَهل أَن يُقِيمُوا فِيهَا ويَثْوُوا خَالِدِينَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُم وأَخِيفُوا الهَوامَّ قَبْلَ أَن تُخِيفَكُمْ وَلَا تُلِثُّوا بدَار مَعْجَزةٍ ؛ قَالَ: المَثَاوِي هُنَا المَنازل جَمْعُ مَثْوىً، والهَوامّ الْحَيَّاتُ وَالْعَقَارِبُ، وَلَا تُلِثُّوا أَي لَا تُقِيمُوا، والمَعْجَزَة والمَعْجِزَة الْعَجْزُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ ؛ أَي إِنَّهُ تَوَلَّاني فِي طُولِ مُقامي. وَيُقَالُ لِلْغَرِيبِ إِذَا لَزِمَ بَلْدَةً: هُوَ ثَاوِيها. وأَثْوَانِي الرَّجُلُ: أَضافَني. يُقَالُ: أَنْزَلَني الرَّجُلُ فأَثْوَانِي ثَواءً حَسَناً. وَرَبُّ الْبَيْتِ: أَبو مَثْوَاه؛ أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه أَنشده قَوْلَ الأَعشى: أَثْوَى وقصَّر لَيْلَهُ ليزوَّدا قَالَ شِمْرٌ: أَثْوَى عَنْ غَيْرِ اسْتِفْهَامٍ وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْخَبَرَ، قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي أَثَوَى عَلَى الِاسْتِفْهَامِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالرِّوَايَتَانِ تَدُلَّانِ عَلَى أَن ثَوَى وأَثْوَى مَعْنَاهُمَا أَقام. وأَبو مَثْوَى الرجلِ: صَاحِبُ مَنْزِلِهِ. وأُمُّ مَثْوَاه: صَاحِبَةُ مَنْزِلِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: أَبو المَثْوَى رَبُّ الْبَيْتِ، وأُمُّ المَثْوَى رَبَّتُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كُتِبَ إِلَيْهِ فِي رَجُلٍ قِيلَ لَهُ مَتَى عهدُك بِالنِّسَاءِ؟ قَالَ: البارحةُ، قِيلَ: بِمَنْ؟ قَالَ: بأُمِّ مَثْوَايَ أَي ربَّةِ الْمَنْزِلِ الَّذِي بَاتَ فِيهِ، وَلَمْ يُرِدْ زَوْجَتَهُ لأَن تَمَامَ الْحَدِيثِ: فَقِيلَ لَهُ أَما عَرَفْتَ أَن اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الزِّنَا؟ فَقَالَ: لَا. وأَبو مَثْوَاك: ضيفُك الَّذِي تُضِيفُه. والثَّوِيُّ: بَيْتٌ فِي جَوْفِ بَيْتٍ. والثَّوِيُّ: الْبَيْتُ المهيأُ لِلضَّيْفِ. والثَّوِيُّ، عَلَى فَعِيل: الضَّيْفُ نَفْسُهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَجُلًا قَالَ تَثَوَّيْتُه أَي تَضَيَّفْتُه. والثَّوِيُّ: الْمُجَاوِرُ فِي الْحَرَمَيْنِ. والثَّوِيُّ: الصَّبور فِي الْمُغَازِي المُجَمَّر وَهُوَ الْمَحْبُوسُ. والثَّوِيُّ أَيضاً: الأَسير؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَكُلُّ هَذَا مِنَ الثَّواء. وثُوِيَ الرَّجُلُ: قُبِرَ لأَن ذَلِكَ ثَواءٌ لَا أَطول مِنْهُ؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ: نَغْدُو فَنَتْرُكُ فِي المَزاحِفِ مَنْ ثَوَى، ... ونُمِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لَمْ نَقْتُل «2» . أَراد بِقَوْلِهِ مَنْ ثَوَى أَي مَنْ قُتِل فأَقام هُنَالِكَ. وَيُقَالُ لِلْمَقْتُولِ: قَدْ ثَوَى. ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَوَى أَقام فِي قَبْرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: حَتى ظَنَّني القَوْمُ ثَاوِيا وثَوَى: هَلَكَ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: فَمَنْ للقَوافي شَانَها مَنْ يحُوكُها، ... إِذَا مَا ثَوَى كَعْبٌ وفَوَّزَ جَرْولُ؟ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: وَمَا ضَرَّها أَنَّ كَعْباً ثَوَى، ... وفَوَّزَ مِنْ بَعْدِه جَرْوَلُ وَقَالَ دُكَيْنٌ: فإنْ ثَوَى ثَوَى النَّدَى فِي لَحْدِه وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: فقُدْنَ لمَّا ثَوَى نَهْباً وأَسْلابَا ابْنُ الأَعرابي: الثُّوَى قُمَاشُ الْبَيْتِ، وَاحِدَتُهَا ثُوَّةٌ مِثْلَ صُوَّةٍ وصُوىً وهُوَّةٍ وهُوىً. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلْخِرْقَةِ الَّتِي تُبَلُّ وَتُجْعَلُ عَلَى السِّقَاءِ إِذَا مُخِضَ لئَلَّا يَنْقَطِعَ الثُّوَّة والثَّايَةُ. والثَّوِيَّة: حِجَارَةٌ تُرْفَعُ بِاللَّيْلِ فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّاعِي إِذَا رَجَعَ إِلَى الْغَنَمِ لَيْلًا يَهْتَدِي بِهَا، وَهِيَ أَيضاً أَخفض عَلَمٍ يَكُونُ بقدر قِعْدة

_ (2). قوله [ونمرّ إلخ] أنشده في عرق: وَنُقِرُّ فِي الْعَرَقَاتِ مَنْ لَمْ يقتل

فصل الجيم

الإِنسان؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن أَلف ثَايَةَ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ الْكِتَابِ يَذْهَبُ إِلَى أَنها عَنْ يَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هَذِهِ ثَايَة الْغَنَمِ وثَايَة الإِبل مأْواها وَهِيَ عَازِبَةٌ أَو مأْواها حَوْلَ الْبُيُوتِ. الْجَوْهَرِيُّ: والثَّوِيَّةُ مأْوَى الْغَنَمِ، وَكَذَلِكَ الثَّايَة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والثِّيَّة لُغَةٌ فِي الثَّايَة. ابْنُ سِيدَهْ: الثُّوَّة كالصُّوَّة ارْتِفَاعٌ وغِلَظ، وَرُبَّمَا نُصِبَتْ فَوْقَهَا الْحِجَارَةُ ليُهْتَدَى بِهَا. والثُّوَّة: خِرْقَةٌ تُوضَعُ تَحْتَ الوَطْب إِذَا مُخِضَ لِتَقِيَه الأَرض. والثُّوَّة والثُّوِيُّ كِلْتَاهُمَا: خِرَق كَهَيْئَةِ الكُبَّة عَلَى الْوَتَدِ يُمْخض عَلَيْهَا السِّقَاءُ لِئَلَّا يَنْخَرِقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا جَعَلْنَا الثَّوِيَّة من ث وو لِقَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهَا ثُوَّة كقُوَّة، وَنَظِيرُهُ فِي ضَمِّ أَوَّله مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمُ السُّدُوس. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والثُّوَّة خِرْقَةٌ أَو صُوفَةٌ تُلَف عَلَى رأَس الْوَتَدِ يُوضَعُ عَلَيْهَا السِّقَاءُ وَيُمْخَضُ وِقَايَةً لَهُ، وَجَمْعُهَا ثُوىً؛ قَالَ الطرِمّاح: رِفَاقًا تنادِي بالنُّزول كأنَّها ... بَقايا الثُّوَى، وَسْط الدِّيار المُطَرَّح والثَّايَة والثَّاوَة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، والثَّوِيَّة: مأْوى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَرى الثَّاوَة مَقْلُوبَةً عَنِ الثَّايةِ، والثايَة مَأْوَى الإِبل، وَهِيَ عَازِبَةٌ أَو حَوْلَ الْبُيُوتِ. والثَّايَة أَيضاً: أَن تُجْمَعَ شَجَرَتَانِ أَو ثَلَاثٍ فيُلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبٌ فيُسْتَظَلَّ بِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَجَمْعُ الثَّايَة ثَايٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والثُّوَيَّة: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْكُوفَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الثُّوَيَّة؛ هِيَ بِضَمِّ الثَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَيُقَالُ بِفَتْحِ الثَّاءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ: مَوْضِعٌ بِالْكُوفَةِ بِهِ قَبْرُ أَبي مُوسَى الأَشعري وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. والثَّاء: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَى أَلفه بأَنها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ. وَقَافِيَةٌ ثاوِيَّةٌ: عَلَى حَرْفِ الثَّاءِ، والله أَعلم. فصل الجيم جأي: جَأَى الشيءَ جَأْياً: سَتَرَه. وجَأَيْت سِرَّه أَيضاً: كَتَمْته. وكلُّ شيءٍ غَطَّيْته أَو كَتَمْتَهُ فَقَدْ جأَيْته. وجأو جَأَوْتُ السرَّ: كَتَمْتُهُ. وَسَمِعَ سِرًّا فَمَا جَآهُ جَأْياً أَي مَا كَتَمَهُ. وسِقاءٌ لَا يَجْأَى الماءَ أَي لَا يَحْبِسُهُ. وَمَا يَجْأَى سِقاؤك شَيْئًا أَي مَا يَحْبِسُ الْمَاءَ. وجَأَى إِذَا مَنَعَ. وَالرَّاعِي لَا يَجْأَى الغَنَم أَي لَا يَحْفَظُهَا فَهِيَ تَفَرَّقُ عَلَيْهِ. وأَحْمَقُ مَا يَجْأَى مَرْغَه أَي لَا يَحْبِسُ لُعابَهُ وَلَا يَرُدُّه. وجَأَى السقاءَ: رَقَعَه، وجأو جَأَوْتُه كذلك، واسم الرقعة جأو الجِئْوَةُ. وكَتِيبَة جأو جَأْوَاءُ بَيِّنة الجَأَى: وَهِيَ الَّتِي يَعْلُوهَا لَوْنُ السَّوَادِ لِكَثْرَةِ الدُّرُوعِ. وجَأَى الثوبَ جَأْياً: خاطَه وأَصلحه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَدْ جَأَى عَلَى الشَّيْءِ جَأْياً إِذَا عَضَّ عَلَيْهِ. أَبو عُبَيْدَةٍ: أَجِئْ عَلَيْكَ هَذَا أَي غَطِّه؛ قَالَ لَبِيدٌ «1»: حَواسِرَ لَا يُجِئْنَ عَلَى الخِدامِ أَي لَا يَسْتُرن. وَيُقَالُ: أَجِئْ عليك ثَوْبَك. وجأو الجِئاوَة مِثْلُ الجِعاوَة: وِعَاءُ الْقِدْرِ أَو شَيْءٌ يُوضَعُ عَلَيْهِ مِنْ جَلْدٍ أَو خَصَفَة، وجمعها جأو جِئاءٌ مِثْلُ جِرَاحَةٍ وجِراح؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ الجِياءُ والجِواءُ يَعْنِي بِذَلِكَ الوِعاء أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: لأَنْ أَطَّلِيَ بِجِواءِ قِدْرٍ أَحبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَطَّلِيَ بِالزَّعْفَرَانِ. وأَما الْخِرْقَةُ الَّتِي يُنزل بِهَا الْقِدْرُ عَنِ الأَثافي فَهِيَ الجِعالُ:. ابن بري: يقال جأو جَأَوْت

_ (1). قوله [قال لبيد] صدره كما في التكملة: إذا بكر النساء مردّفات

القِدْر جَعَلْتُ لَهَا جِئاوَةً. وجَأَيْت القِدْرَ وجأَيْت الثوبَ جَمِيعُ ذَلِكَ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ. الجوهري: جأو الجُؤْوَةُ مِثْلُ الجُعْوَةِ لَوْنٌ مِنْ أَلوان الْخَيْلِ والإِبل، وَهِيَ حُمْرَةٌ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ، يقال: فرس جأو أَجْأَى، والأُنثى جأو جَأْوَاءُ، وَقَدْ جَئِيَ الْفَرَسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قول دريد: جأو بِجَأْواءَ جَوْنٍ، كَلَوْنِ السَّمَاءْ، ... تَرُدُّ الحديدَ فَلِيلٍا كَلِيلَا قَالَ الأَصمعي: جأَى البعيرُ وَجأو اجْأَوَى مثل ارْعَوَى جأو يَجْأَوِي مثل يَرْعَوِي جأو اجْئِوَاءً مَثْلُ ارْعِواءً فَجَئِيَ وجأو اجْأَوَّى مِثْلُ شَهِبَ واشْهَبَّ. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: وتَجْأَى الأَرضُ مِنْ نَتْنِهِمْ حينَ يَمُوتُونَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ مَهْمُوزًا، قِيلَ: لَعَلَّهُ لُغَةٌ فِي قَوْلِهِمْ جَوِيَ الماءُ يَجْوَى إِذَا أَنْتَنَ أَي تُنْتِنُ الأَرض مِنْ جِيَفِهِمْ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ الْهَمْزُ فِيهِ مَحْفُوظًا فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ كَتيبة جأو جَأْوَاءُ بَيِّنةُ الجَأَى، وَهِيَ الَّتِي يَعْلُوهَا لَوْنُ السَّوَادِ لِكَثْرَةِ الدُّرُوعِ، أَو مِنْ قَوْلِهِمْ سِقاءٌ لَا يَجْأَى شَيْئًا أَي لَا يُمْسِكُهُ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَن الأَرض تَقْذِفُ صَدِيدَهُمْ وَجِيَفَهُمْ فَلَا تَشْرَبُهُ وَلَا تُمْسِكُهَا، كَمَا لَا يَحْبِسُ هَذَا السِّقَاءُ الْمَاءَ، أَو مِنْ قَوْلِهِمْ سَمِعْتُ سِرًّا فَمَا جَأَيْتُه أَي مَا كتَمْته، يَعْنِي أَن الأَرض يَسْتَتِرُ وَجْهُهَا مِنْ كَثْرَةِ جِيَفِهِمْ؛ وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: حَلَفْتُ لَئِنْ عُدْتُمْ لَنَصْطَلِمَنَّكُمْ ... جأو بِجَأْوَاءَ، تُرْدِي حافَتَيْهِ المَقَانِبُ أَي بِجَيْشٍ عَظِيمٍ تَجْتَمِعُ مَقانِبُه مِنْ أَطرافه وَنَوَاحِيهِ. ابن حمزة: جأو جِئَاوَةُ بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُمْ إِخْوَةُ بَاهِلَةَ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجِيَاءُ والجِوَاءُ مَقْلُوبَانِ، قُلِبَتِ الْعَيْنُ إِلَى مَكَانِ اللَّامِ وَاللَّامُ إِلَى مَكَانِ الْعَيْنِ، فمنْ قَالَ جَأَيْتُ قَالَ الجِياءُ، وَمَنْ قَالَ جَأَوْت قَالَ الجِوَاء. ابْنُ سِيدَهْ: وجَاءَ يَجُوءُ لُغَةٌ فِي يَجِيءُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ أَنا أَجُوءُك وأُنْبُؤُك عَلَى الْمُضَارَعَةِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ هُوَ مُنْحُدُر مِنَ الْجَبَلِ عَلَى الإِتباع، قَالَ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وجاءٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ أَبو دُواد الرُّؤَاسِيُّ: ظَلَّتْ يُحابِرُ تُدْعَى وَسْطَ أَرْحُلِنَا، ... والمُسْتَمِيتُونَ منْ جاءٍ ومِنْ حَكَمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا أَثبته فِي هَذَا الْبَابِ وَإِنْ كَانَتْ مَادَّتُهُ فِي الْيَاءِ أَكثر لأَن الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ الياء، والله أَعلم. جبي: جَبَى الخراجَ وَالْمَاءَ والحوضَ يَجْبَاهُ ويَجْبِيه: جَمَعَه. وجَبَى يَجْبَى مِمَّا جَاءَ نَادِرًا: مِثْلُ أَبى يَأْبى، وَذَلِكَ أَنهم شَبَّهُوا الأَلف فِي آخِرِهِ بِالْهَمْزَةِ فِي قَرَأَ يَقْرَأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ، قَالَ: وَقَدْ قَالُوا يَجْبَى، والمصدر جبو جِبْوَةً وجِبْيَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وجِباً وجَباً وجبو جِبَاوةٌ وجِبَايَةٌ نَادِرٌ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: يُبْطِئُ فِي جِبْوَتهِ ؛ جبو الجِبْوَة والجِبْيَة: الْحَالَةُ مِنْ جَبْيِ الْخَرَاجِ واسْتِيفائه. وجَبَيْتُ الخراجَ جِبَاية وجبو جَبَوْته جبو جِبَاوَة؛ الأَخير نَادِرٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ أَدخلوا الْوَاوَ عَلَى الْيَاءِ لِكَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا ولأَن لِلْوَاوِ خَاصَّةً كَمَا أَن لِلْيَاءِ خَاصَّةً؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، قَالَ: وأَصله الْهَمْزُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَبَيْت الْخَرَاجَ وجبو جَبَوْته لَا أَصل لَهُ فِي الْهَمْزِ سَمَاعًا وَقِيَاسًا، أَما السَّمَاعُ فَلِكَوْنِهِ لَمْ يُسْمَعْ فِيهِ الْهَمْزُ، وأَما الْقِيَاسُ فلأَنه مِنْ جَبَيْت أَي جَمَعْتُ وحَصَّلت، وَمِنْهُ جَبَيْت الماء في الحوض وجبو جَبَوْته، والجَابِي: الذي يجمع المال للإِبل، وجبو الجَبَاوَةُ اسْمُ الْمَاءِ الْمَجْمُوعِ. ابْنُ سِيدَهْ فِي جَبَيْت الْخَرَاجَ: جَبَيْته

مِنَ الْقَوْمِ وجَبَيْتُه الْقَوْمَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: دَنَانِيرُ نَجْبِيها العِبادَ، وغَلَّة ... عَلَى الأَزْدِ مِن جاهِ امْرِئٍ قَدْ تَمَهَّلا وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: كَيْفَ أَنتم إِذَا لَمْ تَجْتَبوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَماً ؛ الاجْتِبَاءُ، افتِعال مِنَ الجِبَايَة: وَهُوَ اسْتِخْرَاجُ الأَموال من مَظانها. وجبو الجِبْوَة وجبو الجُبْوَة والجِبَا والجَبَا وجبو الجِبَاوَة: مَا جمعتَ فِي الْحَوْضِ مِنَ الْمَاءِ. والجِبَا والجَبَا: ما حول البئر والجَبا: مَا حَوْلَ الْحَوْضِ، يُكْتَبُ بالأَلف. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى جَباها فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا ؛ الجَبَا، بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ: مَا حَوْلَ الْبِئْرِ. والجِبَا، بِالْكَسْرِ مَقْصُورٌ: مَا جَمَعْتُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: والجِبا، بِالْكَسْرِ مَقْصُورٌ، الْمَاءُ الْمَجْمُوعُ للإِبل، وكذلك جبو الجِبْوَة وجبو الجِبَاوَة. الْجَوْهَرِيُّ: الجَبا، بِالْفَتْحِ مَقْصُورٌ، نَثِيلة الْبِئْرِ وَهِيَ تُرَابُهَا الَّذِي حَوْلَهَا تَرَاهَا مِنْ بَعِيدٍ؛ وَمِنْهُ: امرأةٌ جَبْأَى عَلَى فَعْلى مِثَالُ وَحْمَى إِذَا كَانَتْ قَائِمَةَ الثَّدْيَيْن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ جَبْأَى الَّتِي طَلَعَ ثديُها لَيْسَ مِنَ الجَبا الْمُعْتَلِّ اللَّامِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جَبَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَي طَلَعَ، فَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي بَابِ الْهَمْزِ؛ قَالَ: وكأَنّ الْجَوْهَرِيَّ يَرَى الجَبَا الترابَ أَصله الْهَمْزُ فَتَرَكَتِ الْعَرَبُ هَمَزَهُ، فَلِهَذَا ذَكَرَ جَبْأَى مَعَ الجَبَا، فَيَكُونُ الجَبَا مَا حَوْلَ الْبِئْرِ مِنَ التُّرَابِ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمُ الجَبْأَة مَا حَوْلَ السُّرَّةِ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ. وجَبَى الماءَ فِي الْحَوْضِ يَجْبِيه جَبْياً وجَباً وجِباً: جَمَعَه. قَالَ شَمِرٌ: جَبَيْت الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ أَجْبي جَبْياً وجبو جَبَوْت جبو أَجْبُو جبو جَبْواً وجِبَايَةً وجبو جِبَاوةً أَي جَمَعْتُهُ. أَبو مَنْصُورٍ: الجِبا مَا جُمع فِي الْحَوْضِ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي يُسْتَقَى مِنَ الْبِئْرِ، قَالَ ابْنُ الأَنباري: هُوَ جَمْعُ جِبْية. والجَبا، بِالْفَتْحِ: الْحَوْضُ الَّذِي يُجْبَى فِيهِ الماءُ، وَقِيلَ: مَقام السَّاقِي عَلَى الطَّيِّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَجْبَاءٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَبَا أَن يَتَقَدَّمَ السَّاقِي للإِبل قَبْلَ وُرُودِهَا بِيَوْمٍ فيَجْبِيَ لَهَا الماءَ فِي الْحَوْضِ ثُمَّ يوردَها مِنَ الْغَدِ؛ وأَنشد: بالرَّيْثِ مَا أَرْوَيْتها لَا بالعَجَلْ، ... وبالجَبَا أرْوَيْتها لَا بالقَبَلْ يَقُولُ: إِنَّهَا إِبِلٌ كَثِيرَةٌ يُبطئون بِسَقْيِهَا فتُبْطئ فَيَبْطُؤُ ريُّها لِكَثْرَتِهَا فَتَبْقَى عَامَّةَ نَهَارِهَا تَشْرَبُ وَإِذَا كَانَتْ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى العشر صب على رؤوسها. قَالَ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ جَبَا يَجْبَى، وَهِيَ عِنْدُهُ ضَعِيفَةٌ والجَبَا: مَحْفَر الْبِئْرِ. والجَبَا: شَفَة الْبِئْرِ؛ عَنْ أَبي لَيْلَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجَبَا، بِالْفَتْحِ، الْحَوْضُ والجِبَا، بِالْكَسْرِ، الْمَاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل: حَتَّى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالا وَقَالَ آخَرُ: حَتَّى إِذَا أَشرَفَ فِي جوفِ جَبَا وَقَالَ مُضَرِّس فَجَمَعَهُ: فأَلْقَتْ عَصا التَّسْيار عَنْهَا، وخَيَّمت ... بأَجْباءِ عَذْبِ الْمَاءِ بيضٍ مَحافِرُهْ والجَابِيَة: الْحَوْضُ الَّذِي يُجْبَى فِيهِ الْمَاءُ للإِبل. والجابِيَة: الْحَوْضُ الضَّخْم؛ قَالَ الأَعشى: تَرُوحُ عَلَى آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ، ... كجابِيَة الشَّيْخِ العِراقيِّ تَفْهَقُ خَصَّ الْعِرَاقِيَّ لِجَهْلِهِ بِالْمِيَاهِ لأَنه حَضَرِيّ، فَإِذَا وَجَدَهَا مَلأَ جابيتَه، وأَعدَّها وَلَمْ يدرِ مَتَى يَجِدُ الْمِيَاهَ، وأَما

الْبَدَوِيُّ فَهُوَ عَالِمٌ بِالْمِيَاهِ فَهُوَ لَا يُبَالِي أَن لَا يُعِدَّها؛ وَيُرْوَى: كَجَابِيَةِ السَّيْح، وَهُوَ الْمَاءُ الْجَارِي، وَالْجَمْعُ الجَوَابِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ . والجَبَايا: الرَّكايا الَّتِي تُحْفر وتُنْصب فِيهَا قُضبان الكَرْم؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وذاتِ جَباً كَثِيرِ الوِرْدِ قَفْرٍ، ... وَلَا تُسْقَى الحَوائِمُ مِنْ جَباها فَسَّرَهُ فَقَالَ: عَنَى هَاهُنَا الشرابَ «1»، وجَبَا: رَجَعَ؛ قَالَ يَصِفُ الْحِمَارَ: حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ في جَوْفٍ جَبَا يَقُولُ: إِذَا أَشرف فِي هَذَا الْوَادِي رَجَعَ، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ: فِي جوفِ جَبَا، بالإِضافة، وغَلَّط مَنْ رَوَاهُ فِي جوفٍ جَبَا، بِالتَّنْوِينِ، وَهِيَ تُكْتَبُ بالأَلف وَالْيَاءِ. وجَبَّى الرجلُ: وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فِي الصَّلَاةِ أَو عَلَى الأَرض، وَهُوَ أَيضاً انْكبابه عَلَى وَجْهِهِ؛ قَالَ: يَكْرَعُ فِيهَا فيَعُبُّ عَبّا، ... مُجَبِّياً فِي مَائِهَا مُنْكَبّا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرَطوا عَلَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يُعْشَروا وَلَا يُحْشَروا وَلَا يُجَبُّوا، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكُمْ ذَلِكَ وَلَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا رُكُوعَ فِيهِ ؛ أَصل التَّجْبِيةَ أَن يَقُومَ الإِنسان قِيَامَ الرَّاكِعِ، وَقِيلَ: هُوَ السُّجُودُ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَا يُجَبُّوا أَي لَا يَرْكعوا فِي صَلَاتِهِمْ وَلَا يَسْجُدُوا كَمَا يَفْعَلُ الْمُسْلِمُونَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ جَبَّى فُلَانٌ تَجْبِيَةً إِذَا أَكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ بارِكاً أَو وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُنْحَنِيًا وَهُوَ قَائِمٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنه ذَكَرَ القيامةَ والنفخَ فِي الصُّور قَالَ فَيَقُومُونَ فيُجَبُّون تَجْبِيَةَ رجلٍ واحدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّجْبِيَة تَكُونُ فِي حَالَيْنِ: إِحْدَاهُمَا أَن يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي فِي الْحَدِيثِ، أَلا تَرَاهُ قَالَ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؟ وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ يَنْكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ بارِكاً، وَهُوَ كَالسُّجُودِ، وَهَذَا الوجهُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ النَّاسِ، وَقَدْ حَمَلَهُ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى قَوْلِهِ فيخرُّون سُجَّداً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَجَعَلَ السُّجُودَ هُوَ التَّجْبِيَة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والتَّجْبِيَة أَن يَقُومَ الإِنسان قِيَامَ الرَّاكِعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِمْ لَا يُجَبُّونَ أَنهم لَا يُصَلُّونَ، وَلَفْظُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ لِقَوْلِهِ فِي جَوَابِهِمْ: وَلَا خيرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ ، فَسَمَّى الصَّلَاةَ رُكُوعًا لأَنه بَعْضُهَا. وَسُئِلَ جَابِرٌ عَنِ اشْتِرَاطِ ثَقيف أَن لَا صَدَقَةَ عَلَيْهَا وَلَا جِهَادَ فَقَالَ: عَلِمَ أَنهم سيَصَّدَّقون وَيُجَاهِدُونَ إِذَا أَسلموا، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ لأَن وَقْتَهَا حَاضِرٌ مُتَكَرِّرٌ بِخِلَافِ وَقْتِ الزَّكَاةِ وَالْجِهَادِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ أَنه «2». ذَكَرَ الْقِيَامَةَ قَالَ: ويُجَبُّون تَجْبِيَةَ رجُل وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: فَإِذَا أَنا بِتَلّ أَسود عَلَيْهِ قَوْمٌ مُجَبُّون يُنْفَخُ فِي أَدبارِهم بِالنَّارِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ إِذَا نكَحَ الرجلُ امرأَته مُجَبِّيَةً جَاءَ الولدُ أَحْوَل ، أَي مُنْكَبَّةً عَلَى وَجْهِهَا تَشْبِيهًا بِهَيْئَةِ السُّجُودِ. واجْتَبَاه أَي اصْطفاه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه اجْتَبَاه لِنَفْسِهِ أَي اخْتَارَهُ وَاصْطَفَاهُ. ابْنُ سِيدَهْ: واجْتَبَى الشيءَ اخْتَارَهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ عِنْدَ ثَعْلَبٍ جِئْتَ بِهَا مِنْ نَفْسِكَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ هَلَّا اجْتَبَيْتَها هَلَّا اخْتَلَقْتَها وافْتَعَلْتها مِنْ قِبَل

_ (1). قوله [الشراب] هو في الأصل بالشين المعجمة، وفي التهذيب بالسين المهملة (2). قوله [وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ إلخ] هكذا في النسخ التي بأيدينا

نَفْسِكَ، وَهُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ جَائِزٌ أَن يَقُولَ لَقَدِ اخْتَارَ لَكَ الشيءَ واجْتَبَاه وارْتَجَله. وَقَوْلُهُ: وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ وَكَذَلِكَ يَخْتَارُكَ وَيَصْطَفِيكَ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ جَبَيْت الشيءَ إِذَا خَلَّصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَمِنْهُ: جَبَيْت الماءَ فِي الْحَوْضِ. قَالَ الأَزهري: وجِبَايَةُ الْخَرَاجِ جَمْعُهُ وَتَحْصِيلُهُ مأْخوذ مِنْ هَذَا. وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر قَالَ: كَتَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا شِغارَ وَلَا وِرَاطَ وَمَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَى ؛ قِيلَ: أَصله الْهَمْزُ، وَفَسَّرَ مَنْ أَجْبَى أَي مَنْ عَيَّنَ فَقَدْ أَرْبَى، قَالَ: وَهُوَ حَسَنٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِجباء بَيْعُ الْحَرْثِ وَالزَّرْعِ قَبْلَ أَن يَبْدُوَ صَلَاحُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُغَيِّب إبِلَهُ عَنِ المصَدِّق، مِنْ أَجْبَأْتُهُ إِذَا وارَيْته؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَصل فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ الْهَمْزُ، وَلَكِنَّهُ رُوِيَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ تَحْرِيفًا مِنَ الرَّاوِي، أَو يَكُونَ تَرَكَ الْهَمْزَ لِلِازْدِوَاجِ بأَرْبَى، وَقِيلَ: أَراد بالإِجْباء العِينَة وَهُوَ أَن يَبِيعَ مِنْ رَجُلٍ سِلْعة بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجل مَعْلُومٍ، ثُمَّ يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِالنَّقْدِ بأَقل مِنَ الثَّمَنِ الَّذِي بَاعَهَا بِهِ. وَرُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ مَنْ أَجْبَى فَقَدْ أَرْبَى قَالَ: لَا خُلْفَ بَيْنَنَا أَنه مَنْ بَاعَ زَرْعًا قَبْلَ أَن يُدْرِك كَذَا ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَقِيلَ لَهُ قَالَ بَعْضُهُمْ أَخطأَ أَبو عُبَيْدٍ فِي هَذَا، مِنْ أَين كَانَ زَرْعٌ أَيام النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: هَذَا أَحمق أَبو عُبَيْدٍ تَكَلَّمَ بهذا على رؤُوس الخَلْق وَتَكَلَّمَ بِهِ بَعْدَ الْخَلْقِ مِنْ سَنَةِ ثمانَ عَشْرَة إِلَى يَوْمِنَا هَذَا لَمْ يُرَدَّ عَلَيْهِ. والإِجْبَاءُ: بَيْعُ الزَّرْعِ قَبْلَ أَن يَبْدُوَ صَلَاحُهُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْهَمْزِ. والجَابِيَة: جَمَاعَةُ الْقَوْمِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ: أَنْتُم بجَابِيَة المُلُوك، وأَهْلُنا ... بالجَوِّ جِيرَتُنا صُدَاء وحِمْيَرُ وَالْجَابِي: الجَراد الَّذِي يَجْبي كلَّ شيءٍ يأكُلُه؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بنُ رِبْعِيّ الْهُذَلِيُّ: صابُوا بستَّةِ أَبْياتٍ وأَرْبعة، ... حَتَّى كأَنَّ عَلَيْهِمْ جَابِياً لُبَدَا وَيُرْوَى بِالْهَمْزِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. التَّهْذِيبُ: سُمِّيَ الجرادُ الجَابِيَ لطُلوعِه. ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا جَاءَتِ السَّنَةُ جَاءَ مَعَهَا الجَابِي والجاني، ف الجَابِي الْجَرَادُ، وَالْجَانِي الذِّئْبُ «1»، لَمْ يهمزهما. والجَابِيَة: مَدِينَةٌ بِالشَّامِ، وبابُ الجَابِيَة بِدِمَشْقَ، وَإِنَّمَا قَضَى بأَن هَذِهِ مِنَ الْيَاءِ لِظُهُورِ الْيَاءِ وأَنها لَامٌ، وَاللَّامُ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. والجَبَا مَوْضِعٌ. وفَرْشُ الجَبَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: أَهاجَكَ بَرْقٌ آخرَ الليلِ واصِبُ ... تَضَمَّنَهُ فَرْشُ الجَبَا فالمَسارِبُ؟ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَيْتٌ فِي الجنَّة مِنْ قَصَب؟ قَالَ: هُوَ بيتٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مجَوَّفة مُجَبَّاةٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فَسَّرَهُ ابْنُ وَهْبٍ فَقَالَ مجوَّفة، قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ هَذَا لَا يستتِمّ إِلَّا أَن يُجْعَلَ مِنَ الْمَقْلُوبِ فَتَكُونُ مجوَّبة مِنَ الجَوْب، وَهُوَ القَطْع، وَقِيلَ: مِنَ الجَوْب، وَهُوَ نَقِير يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، والله أَعلم. جثا: جَثَا يَجْثُو ويَجْثِي جُثُوّاً وجُثِيّاً، عَلَى فُعُولٍ فِيهِمَا: جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ لِلْخُصُومَةِ وَنَحْوِهَا. وَيُقَالُ: جَثَا فُلَانٌ عَلَى رُكْبَتَيْهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إنَّا أُناسٌ مَعَدِّيُّونَ عادَتُنا، ... عنْدَ الصِّياحِ، جُثِيُّ المَوْتِ للرُّكَبِ قَالَ: أَراد جُثِيُّ الرُّكَب لِلْمَوْتِ فقلب. وأَجْثَاه

_ (1). قوله [والجاني الذئب] هو هكذا في الأَصل وشرح القاموس

غيرُه. وقوْمٌ جُثِيٌّ وجِثِيٌّ وقومٌ جُثىً أَيضاً: مِثْلُ جَلَسَ جُلُوسًا وَقَوْمٌ جُلوسٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا ، وجِثِيّاً أَيضاً، بِكَسْرِ الْجِيمِ، لِمَا بَعْدَهَا مِنَ الْكَسْرِ. وجَاثَيْتُ رُكْبَتِي إِلَى رُكْبَتِهِ وتَجَاثَوْا عَلَى الرُّكَب. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثىً كلُّ أُمَّةٍ تَتْبع نبيَّها أَي جَمَاعَةً، وَتُرْوَى هَذِهِ اللَّفْظَةُ جُثِيٌّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، جَمْعُ جاثٍ وَهُوَ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ؛ وَمِنْهُ حديث علي، رصوان اللَّهِ عَلَيْهِ: أَنا أَوّلُ مَنْ يَجْثُو للخُصومة بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تَجَاثَوْا فِي الْخُصُومَةِ مُجَاثَاةً وجِثَاءً، وَهُمَا مِنَ الْمَصَادِرِ الْآتِيَةِ عَلَى غَيْرِ أَفعالها. وَقَدْ جَثَا جَثْواً وجُثُوّاً، كجَذَا جَذْواً وجُذُوّاً، إِذَا قَامَ عَلَى أَطراف أَصابعه، وعدَّه أَبو عُبَيْدَةَ فِي الْبَدَلِ، وأَما ابْنُ جِنِّيٍّ فَقَالَ: لَيْسَ أَحد الْحَرْفَيْنِ بَدَلًا مِنْ صَاحِبِهِ بَلْ هُمَا لُغَتَانِ. والجَاثِي: الْقَاعِدُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: مُستوفِزينَ عَلَى الرُّكَب. قَالَ أَبو مُعَاذٍ: المُسْتَوْفِزُ الَّذِي رَفَعَ أَلْيَتَيه وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ؛ وَقَالَ عَدِيٌّ يَمْدَحُ النُّعْمَانَ: عَالِمٌ بِالَّذِي يكونُ، نَقِيُّ الصدر، ... عَفٌّ عَلَى جُثاه نَحُور قِيلَ: أَراد يَنْحَرُ النُّسُكَ عَلَى جُثَى آبائِهِ أَي عَلَى قُبُورِهِمْ، وَقِيلَ: الجُثَى صَنَم كَانَ يُذْبح لَهُ. والجُثْوَة والجَثْوَة والجِثْوَة، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: حِجَارَةٌ مِنْ تُرَابٍ مُتَجَمِّعٍ كَالْقَبْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الْحِجَارَةُ الْمَجْمُوعَةُ. والجِثْوة: الْقَبْرُ سُمِّيَ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الرَّبْوة الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الكُومةُ مِنَ التُّرَابِ. التَّهْذِيبُ: الجُثَى أَتْربة مَجْمُوعَةٌ، وَاحِدَتُهَا جُثْوَة. وَفِي حَدِيثِ عَامِرٍ: رأَيت قُبُورَ الشُّهَدَاءِ جُثىً يَعْنِي أَتْربة مَجْمُوعَةً. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً مِنْ تُرَابٍ ، وَيَجْمَعُ الْجَمِيعَ جُثىً، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وجِثَى الحَرَم: مَا اجْتَمَعَ فِيهِ مِنْ حِجَارَةِ الجِمار «1». وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ دَعا دُعاءَ الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ دَعا يَا لَفُلانٍ فَإِنَّمَا يَدْعُو إِلَى جُثَى النَّارِ ؛ هِيَ جَمْعُ جُثْوَة، بِالضَّمِّ، وَهِيَ الشَّيْءُ الْمَجْمُوعُ. وَفِي حَدِيثِ إِتْيَانِ المرأَة مُجَبِّيةً رَوَاهُ بَعْضُهُمْ مُجَثَّاة ، كأَنه أَراد قَدْ جُثِّيَت فَهِيَ مُجَثَّاة أَي حُمِلت عَلَى أَن تَجْثُوَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: فُلَانٌ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَهُ مَعْنَيَانِ أَحدهما أَنه مِمَّنْ يَجْثُو عَلَى الرُّكَبِ فِيهَا، وَالْآخَرُ أَنه مِنْ جَمَاعَاتِ أَهل جَهَنَّمَ عَلَى رِوَايَةِ مَنْ رَوَى جُثىً ، بِالتَّخْفِيفِ، وَمَنْ رَوَاهُ مِنْ جُثِيِّ جَهَنَّمَ ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، فَهُوَ جَمْعُ الجَاثِي. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ فِي جَمْعِ الجُثْوَة يَصِفُ قَبْرَيْ أَخوين غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ: تَرَى جُثْوَتَيْن مِنْ تُرابٍ، عَلَيهما ... صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صفيحٍ مُصَمَّدِ مُوَصَّد. وجُثْوَة كُلِّ إِنْسَانٍ: جَسَدُهُ: والجُثْوَة: الْبَدَنُ وَالْوَسَطُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ دغْفَل الذُّهْلي: والعَنْبَرُ جُثْوَتُها، يَعْنِي بَدَنَ عَمْرِو بْنِ تمِيم ووَسَطَها. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِنَّهُ لعظيمُ الجُثْوَةِ والجُثَّةِ. وجُثْوَة الرَّجُلِ: جسدُه، وَالْجَمْعُ الجُثَى؛ وأَنشد: يَومَ تَرَى جُثْوَتَه فِي الأَقْبُرِ قَالَ: وَالْقَبْرُ جُثْوَة، وَمَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض نحو

_ (1). قوله [مَا اجْتَمَعَ فِيهِ مِنْ حجارة الجمار] هذه عبارة الجوهري، وقال الصاغاني في التكملة: الصواب من الحجارة التي توضع على حدود الحرم أو الأنصاب التي تذبح عليها الذبائح

ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ جُثْوَة. والجُثْوة: التُّرَابُ الْمُجْتَمِعُ. والجَثْوَة والجِثْوَة والجُثْوَة: لُغَةٌ فِي الجَذْوة والجِذْوة والجُذْوة. الْفَرَّاءُ: جَذْوة مِنَ النَّارِ وجَثْوة، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الثَّاءَ هُنَا بَدَلٌ مِنَ الذَّالِ. وَسُورَةُ الجَاثِيَة: الَّتِي تَلِي الدُّخَانَ. جحا: جَحَا بِالْمَكَانِ يَجْحُو: أَقام بِهِ كحَجَا. وحَيَّا اللَّهُ جَحْوَتَك أَي طلعتَك. وجَحْوانُ: اسْمُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسد؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: وقَبْلِيَ مَاتَ الخالِدانِ كِلاهُما: ... عَمِيدُ بَني جَحْوانَ، وابنُ المُضَلَّلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَوَابُ إِنْشَادِهِ: فَقَبْلِيَ مَاتَ الْخَالِدَانِ بِالْفَاءِ لأَنه جَوَابُ الشَّرْطِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ: فَإِنْ يكُ يَوْمي قَد دَنا، وإخالُه، ... كَوَارِدَةٍ يَوْمًا إِلَى ظِمْءِ مَنْهَلِ ابْنُ الأَعرابي: الجَاحِي الحَسَن الصَّلَاةِ، والجَاحِي المُثاقِفُ، والجَائِحُ الجَراد. واجْتاحَ الشيءَ واجْتَحَاه: استأَصَله. الْجَوْهَرِيُّ: اجْتَحَاه قَلْبُ اجْتَاحه. رَوَى الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ فِي كَلَامٍ: تَجَاحَيَا الأَمْوالَ، فقَلَب يُرِيدُ اجْتَاحَا، وَهُوَ مِنْ أَولاد الثَّلَاثَةِ فِي الأَصل. ابْنُ الأَعرابي: جَحَا إِذَا خَطَا. والجَحْوَةُ: الخَطْوة الْوَاحِدَةُ. وجُحَا: اسمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الأَخفش: لَا يَنْصَرِفُ لأَنه مِثْلُ عُمَرَ. قَالَ الأَزهري: إِذَا سَمَّيْتَ رَجُلًا بِجُحا فأَلْحِقْه بِبَابِ زُفَرَ، وجُحَا معدولٌ مِنْ جَحَا يَجْحُو إِذَا خَطَا. الأَزهري: بَنُو جَحْوَانَ قَبِيلَةٌ. جخا: الجَخْوُ: سَعَة الجِلْدِ، رَجُلٌ أَجْخَى وامرأَةٌ جَخْوَاءُ. أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُدْرِكًا يَقُولُ رَجُلٌ أَجْخَى وأَجْخَرُ إِذَا كَانَ قَلِيلَ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ وَفِيهِمَا تَخاذُلٌ مِنَ الْعِظَامِ وتَفَاحُجٌ. وجَخَّى الليلُ: مالَ فَذَهَبَ. وجَخَّى الليلُ تَجْخِيَة إِذَا أَدْبر. والتَّجْخِيَة: المَيْلُ. وجَخَّت النجومُ: مَالَتْ، وَعَمَّ أَبو عُبَيْدَةَ بِهِ جَمِيعَ الْمَيْلِ. وجَخَا بِرِجْلِهِ: كَخَجَا؛ حَكَاهُمَا ابْنُ دُرَيْدٍ مَعًا. وجَخَوْت الكُوز فَتَجَخَّى: كَبَبْتُهُ فَانْكَبَّ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ حِينَ وَصَفَ الْقُلُوبَ فَقَالَ: وقلبٌ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ مُجَخِّياً، وأَمالَ كفَّه ، أَي مَائِلًا؛ والمُجَخِّي: المائِل عَنِ الِاسْتِقَامَةِ وَالِاعْتِدَالِ، فَشَبَّهَ القلبَ الَّذِي لَا يَعِي خَيْرًا بِالْكُوزِ الْمَائِلِ الَّذِي لَا يَثْبُتُ فِيهِ شَيْءٌ لأَن الْكُوزَ إِذَا مَالَ انْصَبَّ مَا فِيهِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: كَفَى سَوْأَةً أَن لَا تزالَ مُجَخِّياً ... إِلَى سَوْأَةٍ وَفْراءَ، فِي استِكَ عُودُها وَيُقَالُ: جَخَّى إِلَى السَّوْأَةِ أَي مَالَ إِلَيْهَا. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذَا حَنَاهُ الْكِبَرُ: قَدْ جَخَّى وجَخَّى الشَّيْخُ: انْحنى؛ وَقَالَ آخَرُ: لَا خَيْرَ فِي الشَّيْخِ إِذَا مَا جَخَّا، ... وسَالَ غَرْبُ عَيْنِه ولَخَّا وَكَانَ أَكْلًا قَاعِدًا وشَخَّا، ... تحتَ رُواقِ الْبَيْتِ يَغْشَى الذُّخَّا وانْثَنَتِ الرِّجل فَصَارَتْ فَخَّا، ... وصارَ وَصْلُ الغَانِياتِ أَخَّا وَيُرْوَى: لَا خيرَ فِي الشَّيْخِ إِذَا مَا اجْلَخَّا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِذَا سَجَدَ جَخَّى فِي سُجُودِهِ أَي خَوَّى ومَدَّ ضَبُعَيْهِ وتجافَى عَنِ الأَرض. وَقَدْ

جَخَّ وجَخَّى إِذَا خَوَّى فِي سُجُودِهِ، وَهُوَ أَن يَرْفَعَ ظَهْرَهُ حَتَّى يُقلَّ بَطْنَهُ عَنِ الأَرض. وَيُقَالُ: جَخَّى إِذَا فَتَح عَضُديه فِي السُّجُودِ، وَهُوَ مِثْلُ جَخَّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. أَبو عَمْرٍو: جَخَّى عَلَى المِجْمَر وتَجَخَّى وجَبَّى وتَجَبَّى وتَشَذَّى إذا تَبَخَّر. جدا: الجَدَا، مَقْصُورٌ: المَطَرُ الْعَامُّ. وغيثٌ جَداً: لَا يُعرف أَقصاه، وَكَذَلِكَ سماءٌ جَداً؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذِهِ سماءٌ جَدًا مَا لَهَا خَلَفٌ، ذكَّروه لأَن الجَدَا فِي قُوَّةِ الْمَصْدَرِ. ومَطَرٌ جَدًا أَي عَامٌّ. وَيُقَالُ: أَصابنا جَداً أَي مَطَرٌ عَامٌّ. وَيُقَالُ: إِنَّهَا لسماءٌ جَداً مَا لَهَا خَلَفٌ أَي وَاسِعٌ عَامٌّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنَّ خَيْرَهُ لَجَداً عَلَى النَّاسِ أَي عَامٌّ وَاسِعٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجَدَا يُكْتَبُ بِالْيَاءِ والأَلف. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً غَدَقاً وجَداً طَبَقاً ، وَمِنْهُ أُخِذ جَدَا العَطِيّةِ والجَدْوَى؛ وَمِنْهُ شِعْرُ خُفاف بْنُ نُدْبة السُّلَمي يَمْدَحُ الصِّدِّيقَ: ليسَ لشَيءٍ غيرِ تَقْوَى جَداً، ... وكلُّ خَلْقٍ عُمْرُه للفَنَا هُوَ مِنْ أَجْدَى عَلَيْهِ يُجْدِي إِذَا أَعطاه. والجَدَا، مَقْصُورٌ: الجَدْوَى وَهُمَا الْعَطِيَّةُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَتَثْنِيَتُهُ جَدَوان وجَدَيان؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، فَجَدوانِ عَلَى الْقِيَاسِ، وجَدَيانِ عَلَى المُعاقبة. وخَيْرُه جَدًا عَلَى النَّاسِ: وَاسِعٌ. والجَدْوى: الْعَطِيَّةُ كالجَدَا، وَقَدْ جَدَا عَلَيْهِ يَجْدُو جَداً. وأَجْدَى فُلَانٌ أَي أَعطى. وأَجْدَاه أَي أَعطاه الجَدْوَى. وأَجْدَى أَيضاً أَي أَصاب الجَدْوَى، وَقَوْمٌ جُدَاةٌ ومُجْتَدُون، وَفُلَانٌ قَلِيلُ الجَدَا عَلَى قَوْمِهِ. وَيُقَالُ: مَا أَصَبْتُ مِنْ فُلَانٍ جَدْوَى قَطُّ أَي عَطِيَّةً؛ وَقَوْلُ أَبي الْعِيَالِ: بَخِلَتْ فُطَيْمةُ بالَّذِي تُولِينِي ... إلَّا الكلامَ، وقَلَّمَا تُجْدِينِي أَراد تُجْدي عَلَيّ فَحَذَفَ حَرْفَ الْجَرِّ وأَوصل. وَرَجُلٌ جادٍ: سائِل عافٍ طالبٌ للجَدْوَى؛ أَنشد الْفَارِسِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى: إِلَيْهِ تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً، ... فلَيْسَ بِقائِلٍ هُجْراً لِجَادِ وَكَذَلِكَ مُجْتَدٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لأُنْبِئْت أَنَّا نَجْتَدِي الحَمْدَ، إنَّمَا ... تَكَلَّفُهُ مِن النُّفوسِ خِيارُها أَي تطلُب الْحَمْدَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إنِّي لَيَحْمَدُنِي الخَلِيلُ إِذَا اجْتَدَى ... مَالِي، ويَكْرَهُني ذَووُ الأَضْغَانِ والجَادِي: السائلُ العافِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: أَما عَلِمْتَ أَنَّني مِنْ أُسْرَهْ ... لَا يَطْعَمُ الجَادِي لَدَيْهِم تَمْرَهْ؟ وَيُقَالُ: جَدَوْتُه سأَلته وأَعطيته، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَدَوتُ أُناساً مُوسِرينَ فَمَا جَدَوْا، ... أَلا اللهَ فاجْدُوهُ إِذَا كُنتَ جَادِيَا وجَدَوْته جَدْواً وأَجْدَيْته واسْتَجْدَيْته، كلُّه بِمَعْنَى: أَتيته أَسأَله حَاجَةً وَطَلَبْتُ جَدْواه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكا ... مِن نائِل اللهِ الّذِي يُعْطِيكَا وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنه كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَسْتَعْطِفُهُ

لأَهل الْمَدِينَةِ وَيَشْكُو إِلَيْهِ انْقِطَاعَ أَعْطِيَتهم والمِيرَةِ عَنْهُمْ وَقَالَ فِيهِ: وَقَدْ عَرَفوا أَنَّه لَيْسَ عندَ مَرْوان مالٌ يُجَادُونَهُ عَلَيه ؛ المُجادَاةُ: مُفَاعَلَةٌ مِنْ جَدَا واجْتَدَى واسْتَجْدَى إِذَا سأَل، مَعْنَاهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مَالٌ يُسَائِلُونَهُ عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَبي حَاتِمٍ: أَلا أَيُّهَذَا المُجْتَدِينا بِشَتْمِهِ، ... تأَمَّلْ رُوَيْداً، إنَّني مَنْ تَعَرَّفُ لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد أَيُّهذا الَّذِي يَسْتَقْضِينَا حَاجَةً أَو يسأَلنا وَهُوَ فِي خِلَالِ ذَلِكَ يَعِيبُنا وَيَشْتُمُنَا. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَجْتَدِي فُلَانًا ويَجْدُوه أَي يسأَله. والسُّؤَّالُ الطَّالِبُونَ يُقَالُ لَهُمُ المُجْتَدُون. وجَدَيته: طَلَبْتُ جَدْواه، لُغَةٌ فِي جَدَوْتُه. والجَداءُ: الغَنَاءُ، مَمْدُودٌ. وَمَا يُجْدي عَنْكَ هَذَا أَي مَا يُغْني. وَمَا يُجْدِي عليَّ شَيْئًا أَي مَا يُغْني. وَفُلَانٌ قَلِيلُ الجَدَاءِ عَنْكَ أَي قَلِيلُ الغَنَاء والنفْعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ العَجْلانِ: لَقَلَّ جَدَاء عَلَى مَالِكٍ، ... إِذَا الحَرْب شبَّتْ بِأَجْذالِها وَيُقَالُ مِنْهُ: قلَّمَا يُجْدي فُلَانٌ عَنْكَ أَي قَلَّمَا يُغْنِي. والجُدَاءُ، مَمْدُودٌ: مَبْلَغُ حِسَابِ الضَّرْبِ، ثلاثةٌ فِي اثْنَيْنِ جُداءُ ذَلِكَ سِتَّةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والجُدَاءُ مَبْلَغُ حِسَابِ الضَّرْبِ كَقَوْلِكَ ثَلَاثَةٌ فِي ثلاثة جُداؤُها تسعة. ولا يأْتيك جَدَا الدَّهْرِ أَي آخرَه. وَيُقَالُ: جَدَا الدَّهْرِ أَي يَدَ الدَّهْرِ أَي أَبَداً. والجَدْيُ: الذَّكَرُ مِنْ أَولاد المَعَز، وَالْجَمْعُ أَجْدٍ وجِدَاءٌ، وَلَا تَقُلِ الجَدَايا، وَلَا الجِدَى، بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَإِذَا أَجْذَع الجَدْي والعَناقُ يُسَمَّى عَريضاً وعَتُوداً. وَيُقَالُ للجَدْيِ: إمَّرٌ وإمَّرة وهِلَّعٌ وهِلَّعة. قَالَ: والعُطْعُط الجَدْيُ. وَنَجْمٌ فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ الجَدْيُ قَرِيبٌ مِنَ القُطْب تُعْرَفُ بِهِ القِبْلة، والبُرْجُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الجَدْي بِلِزْقِ الدَّلْو وَهُوَ غَيْرُ جَدْيِ الْقُطْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَدْي مِنَ النُّجُومِ جَدْيانِ: أَحدهما الَّذِي يَدُورُ مَعَ بَنَاتِ نَعْشٍ، وَالْآخَرُ الَّذِي بِلِزْقِ الدَّلْوِ، وَهُوَ مِنَ الْبُرُوجِ، وَلَا تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ، وَكِلَاهُمَا عَلَى التَّشْبِيهِ بالجَدْي فِي مَرآة الْعَيْنِ. والجَدَايَةُ والجِدَايَةُ جَمِيعًا: الذَّكَرُ والأُنثى مِنْ أَولاد الظِّباء إِذَا بَلَغَ سِتَّةَ أَشهر أَو سَبْعَةً وعَدَا وتشدَّد، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الذَّكَرَ مِنْهَا. غَيْرُهُ: الجِدَايَةُ بِمَنْزِلَةِ العَناق مِنَ الْغَنَمِ، قَالَ جِرانُ العَوْد وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ الْحَرْثِ: لَقَدْ صَبَحْت حَمَلَ بْنَ كُوزِ ... عُلالةً مِنْ وَكَرَى أَبُوزِ تُريحُ، بَعْدَ النَّفَسِ المَحْفُوزِ، ... إراحةَ الجِدَايَةِ [الجَدَايَةِ] النَّفُوزِ وَفِي الْحَدِيثِ: أُتِيَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بجَدَايا وضَغابِيسَ ؛ هِيَ جَمْعُ جَدَايَة مِنْ أَولاد الظِّباء. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: فَجَاءَهُ بجَدْيٍ وجَدَايَة. والجَدْيَةُ والجَدِيَّةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْكِسَاءِ الْمَحْشُوَّةُ تَحْتَ دَفَّتَي السَّرْجِ وظَلِفَةِ الرَّحْل، وَهُمَا جَدِيَّتانِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ جَداً وجَدَياتٌ، بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الجَدِيَّةُ، عَلَى فَعِيلَةٍ وَالْجَمْعُ الجَدَايا. قَالَ: وَلَا تَقُلْ جَدِيدَةٌ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَالْجَمْعُ جَداً قَالَ: صَوَابُهُ وَالْجَمْعُ جَدْيٌ مِثْلُ هَدْيةٍ وهَدْيٍ وشَرْيةٍ وشَرْيٍ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ جَمْعُ الجَدْيَةِ

جَدَيات، قَالَ: وَلَمْ يكسِّرُوا الجَدْيَة عَلَى الأَكثر اسْتِغْنَاءً بِجَمْعِ السَّلَامَةِ إِذْ جَازَ أَن يَعْنُوا الكثيرَ، يَعْنِي أَن فعْلة قَدْ تُجْمع فَعَلاتٍ يُعْنَى بِهِ الأَكثر كَمَا أَنشد لحَسّانَ: لَنَا الجَفَناتُ وجَدَّى الرَّحْلَ: جَعَلَ لَهُ جَدْيَةً، وَقَدْ جَدَّيْنا قَتَبَنا بجَدِيَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ مَرْوَانَ: أَنه رَمَى طَلْحةَ بْنَ عُبَيْد اللَّهِ يَوْمَ الجَمَل بِسَهْمٍ فَشَكَّ فَخِذَهُ إِلَى جَدْيَةِ السَّرْجِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي أَيوب: أُتِيَ بِدَابَّةٍ سَرْجُها نُمُور فنَزَع الصُّفَّةَ يَعْنِي المِيثَرَةَ، فَقِيلَ: الجَدَياتُ نُمُور، فَقَالَ: إِنَّمَا يُنْهَى عَنِ الصُّفَّةِ. والجَدِيَّة: لَوْنُ الوَجْه، يُقَالُ: اصْفَرَّتْ جَدِيَّةُ وَجْهِهِ؛ وأَنشد: تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فِيهَا، ... غَداةَ الرَّوْعِ، جَادِيّاً مَدُوفا والجَادِيُّ: الزَّعْفَرَانُ. وجَادِيَةُ: قَرْيَةٌ بِالشَّامِ يَنْبُتُ بِهَا الزَّعْفَرَانُ، فَلِذَلِكَ قَالُوا جادِيٌّ. والجَدِيَّةُ مِنَ الدَّم: مَا لَصِقَ بالجَسد، والبَصِيرَةُ: مَا كَانَ عَلَى الأَرض. وَتَقُولُ: هَذِهِ بَصِيرةٌ مِنْ دَم وجَدِيَّة مِنْ دَمٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَدِيَّة الدَّمُ السَّائِلُ، فأَما البَصِيرة فَإِنَّهُ مَا لَمْ يَسِلْ. وأَجْدَى الجُرْحُ: سَالَتْ مِنْهُ جَدِيَّةٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وإنْ أَجْدَى أَظلَّاها ومَرَّتْ، ... لمَنْهَبِها، عَقامٌ خَنْشَلِيلُ «2» . وَقَالَ عَبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ: سُيول الجَدِيَّةِ جَادَتْ، ... مُراشاة كُلِّ قَتِيل قَتِيلا «3». سُلَيْمٌ وَمَنْ ذَا مِثْلُهُمْ، ... إِذَا مَا ذَوُو الفَضْل عَدُّوا الفُضُولا مُرَاشَاةُ أَي يُعْطِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنَ الرِّشْوَةِ، مأْخوذ مِنْ جَدِيَّة وجَدِيَّات لأَنه مِنْ بَابِ النَّاقِصِ مِثْلُ هَدِيَّة وهَدِيّات، أَراد جَدِيَّة الدَّمِ. والجَدِيَّة أَيضاً: طَرِيقَةٌ مِنَ الدَّمِ، وَالْجَمْعُ جَدَايا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ قَالَ: رَمَيْتُ يَوْمَ بَدْرٍ سُهَيْلَ بنَ عَمْرٍو فَقَطَعْتُ نَسَاهُ فانْثَعَبَت جَدِيَّة الدَّمِ ؛ هِيَ أَول دَفْعَةٍ مِنَ الدَّمِ، وَرَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ: فَانْبَعَثَ جَدِيَّة الدَّمِ؛ قِيلَ: هِيَ الطَّرِيقَةُ مِنَ الدَّمِ تُتَّبع ليُقْتَفَى أَثَرُها. والجَادِي: الْجَرَادُ لأَنه يَجْدِي كُلَّ شَيْءٍ أَي يأْكله؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافٍ الْهُذَلِيُّ: صَابوا بِسِتَّةِ أَبْياتٍ ووَاحِدَة، ... حتَّى كأَنَّ عَلَيها جادِياً لُبَدا وجَدْوى: اسْمُ امْرَأَةٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: شَطَّ المَزارُ بِجَدْوَى وانْتَهَى الأَمَلُ جذا: جَذا الشيءُ يَجْذُو جَذْواً وجُذُوّاً وأَجْذَى، لُغَتَانِ كِلَاهُمَا: ثَبَتَ قَائِمًا، وَقِيلَ: الجَاذِي كالجَاثي. الْجَوْهَرِيُّ: الجَاذِي المُقْعِي مُنْتَصِبَ الْقَدَمَيْنِ وَهُوَ عَلَى أَطراف أَصابعه؛ قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ نَضْلة الْعَدَوِيُّ وَكَانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَيْسان: فَمنْ مُبْلغُ الحَسْناءِ أَنَّ خلِيلَها، ... بِمَيْسانَ، يُسْقَى فِي قِلال وحَنْتَمِ؟ إِذَا شِئْتُ غَنَّتْني دَهاقِينُ قَرْيةٍ، ... وصَنَّاجةٌ تَجْذُو عَلَى كُلِّ مَنْسِم

_ (2). قوله [لمنهبها] هكذا في الأصل والمحكم هنا، وأنشده في مادة عقم لمنهلها تبعاً للمحكم أيضاً (3). قوله [سيول الجَدِيَّة إلخ] هذان البيتان هكذا في الأَصل، وكذا قوله بعد [مَأْخُوذٌ مِنْ جَدِيَّة وجَدِيَّات]

فإنْ كُنْتَ نَدْماني فبالأَكْبَر اسْقِني، ... ولا تَسْقِنِي بالأَصْفَرِ المُتَثَلِّمِ لعلَّ أَميرَ المؤمنينَ يسوءُهُ ... تَنادُمُنا فِي الجَوْسَقِ المُتَهَدِّمِ فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ ذَلِكَ قَالَ: إِي وَاللَّهُ يسوءني وأَعز لك وَيُرْوَى: وصنَّاجة تَجْذُو عَلَى حَرْفِ مَنسِم وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجُذُوُّ على أَطرف الأَصابع والجُثُوُّ عَلَى الرُّكَب. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَاذِي عَلَى قَدَمَيْهِ، وَالْجَاثِي عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وأَما الْفَرَّاءُ فَإِنَّهُ جَعَلَهُمَا وَاحِدًا. الأَصمعي: جثَوْت وجَذَوْت وَهُوَ الْقِيَامُ عَلَى أَطراف الأَصابع، وَقِيلَ: الجَاذِي الْقَائِمُ عَلَى أَطراف الأَصابع؛ وقال أَبو دواد يَصِفُ الْخَيْلَ: جَاذِيات عَلَى السَّنَابِكِ قد أَنْحَلَهُنَّ ... الإِسْراجُ والإِلْجَامُ وَالْجَمْعُ جِذاءٌ مِثْلُ نائِم ونِيام؛ قَالَ المَرَّار: أَعَانٍ غَرِيبٌ أَم أَمِيرٌ بأَرْضها، ... وحَوْلِيَ أَعْدَاءٌ جِذَاءٌ خُصُومُها؟ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: جَذَا وجَثَا لُغَتَانِ، وأَجْذَى وجَذَا بِمَعْنَى إِذَا ثَبَتَ قَائِمًا. وَكُلُّ مَنْ ثَبَتَ عَلَى شَيْءٍ فَقَدْ جَذَا عَلَيْهِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ جَمِيلٍ الأَسدي: لَمْ يُبْقِ مِنْهَا سَبَلُ الرَّذاذِ ... غيرَ أَثافي مِرْجَلٍ جَوَاذِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ف جَذَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَي جَثا. قَالَ ابْنُ الأَثير: إِلَّا أَنه بِالذَّالِ أَدلُّ عَلَى اللُّزُومِ وَالثُّبُوتِ مِنْهُ بِالثَّاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ جَذَا مِثْلُ جَثا، واجْذَوَى مَثَلُ ارْعَوَى فَهُوَ مُجْذَوٍ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكَم: نَدَاكَ عَنِ المَوْلى ونَصْرُكَ عاتِمٌ، ... وأَنتَ لهُ بالظُّلْمِ والفُحْشِ مُجْذَوي قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَيْسَتِ الثَّاءُ بَدَلًا مِنَ الذَّالِ بَلْ هُمَا لُغَتَانِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كالخامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُفَيِّئُها الريحُ مَرَّةً هُنَاكَ وَمَرَّةً هُنَا، ومثَلُ الْكَافِرِ كالأَرْزَة المُجْذِيَةِ عَلَى وَجْهِ الأَرض حَتَّى يكونَ انْجِعافُها بمَرَّةٍ ، أَي الثَّابِتَةُ المُنْتَصِبة؛ يُقَالُ: جَذَتْ تَجْذو وأَجْذَتْ تُجْذي، والخامَةُ مِنَ الزَّرْعِ: الطَّاقَةُ مِنْهُ، وتُفَيِّئُها: تَجِيءُ بِهَا وتَذْهب، والأَرْزَةُ: شَجَرَةُ الصَّنَوْبر، وَقِيلَ: هُوَ العَرْعَر، والانْجِعافُ: الانْقِلاعُ والسقوطُ، والمُجْذِيَة: الثَّابِتَةُ عَلَى الأَرض. قَالَ الأَزهري: الإِجْذاء فِي هَذَا الْحَدِيثِ لَازِمٌ، يُقَالُ: أَجْذَى الشيءُ يُجْذي وجَذَا يَجْذُو جُذُوّاً إِذَا انْتَصَبَ وَاسْتَقَامَ، واجْذَوْذَى اجْذِيذاءً مِثْلُهُ. والمُجْذَوْذِي: الَّذِي يُلَازِمُ الرَّحْلَ وَالْمَنْزِلَ لَا يُفَارِقُهُ؛ وأَنشد لأَبي الْغَرِيبِ النصْري: أَلسْتَ بمُجْذَوذٍ عَلَى الرَّحْلِ دائِبٍ؟ ... فَمَا لَكَ، إِلَّا مَا رُزِقْتَ، نَصيبُ وَفِي حَدِيثِ فَضالة: دخلتُ عَلَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوان وَقَدْ جَذَا مِنْخَرَاهُ وشَخَصَت عَيْناه فعَرَفْنا مِنْهُ الْمَوْتَ ، أَي انْتَصبَ وامتَدَّ. وتَجَذَّيْتُ يَوْمِي أَجمعَ أَي دَأَبْتُ. وأَجْذَى الحجرَ: أَشاله، والحجَرُ مُجْذىً. والتَّجَاذِي فِي إشالةِ الْحَجَرِ: مِثْلُ التَّجاثي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَرَّ بقومٍ يُجْذُونَ حجَراً أَي يُشِيلونه وَيَرْفَعُونَهُ، وَيُرْوَى: وهُمْ يَتَجَاذَوْنَ مِهْراساً ؛ المِهْراس: الْحَجَرُ الْعَظِيمُ الَّذِي يُمْتَحَن بِرَفْعِهِ قُوَّةُ

الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَرَّ بقومٍ يتَجاذَبُون حجَراً ، وَيُرْوَى يُجْذُون ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِجْذاءُ إِشَالَةُ الْحَجَرِ لتُعرف بِهِ شدَّةُ الرَّجُلِ، يُقَالُ: هُمْ يُجْذُون حَجَرًا ويَتَجَاذَوْنه. أَبو عُبَيْدٍ: الإِجْذاء فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَاقِعٌ؛ وأَما قَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً صُلْبة: وبازِل كعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ، ... لَمْ يُجْذِ مِرْفَقُها فِي الدَّفِّ منْ زَوَرِ فَإِنَّهُ أَراد لَمْ يَتَبَاعَدْ مِنْ جَنْبِهِ مُنْتَصِبًا مِنْ زَوَرٍ وَلَكِنْ خِلْقةً. وأَجْذَى طرْفَه: نصَبَه وَرَمَى بِهِ أَمامه؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: صَدْيان أَجْذَى الطَّرْفَ فِي مَلْمومة، ... لوْنُ السَّحابِ بِهَا كَلَوْنِ الأَعْبَل وتَجاذَوْهُ: ترابَعوه ليَرْفَعوه. وجَذَا القُرادُ فِي جَنْب الْبَعِيرِ جُذُوّاً: لَصِق بِهِ وَلَزِمَهُ. وَرَجُلٌ مُجْذَوْذٍ: مُتَذلِّل؛ عَنِ الهَجَريِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِذَا صحَّت اللَّفْظَةُ عَنِ الْعَرَبِيِّ فَهُوَ عِنْدِي مِنْ هَذَا كأَنه لَصِقَ بالأَرض لِذُلِّه. ومِجْذَاء الطَّائِرِ: مِنْقارُه؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ يَصِفُ ظَلِيمًا: ومَرَّة بالحَدِّ مِنْ مِجْذَائِهِ «1» . قَالَ: المِجْذَاءُ مِنقارُه، وأَراد أَنه يَنْزِعُ أُصول الْحَشِيشِ بِمِنْقَارِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري، المِجْذَاءُ عُودٌ يُضرب بِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ومَهْمَهٍ لِلرَّكْبِ ذِي انْجِياذِ، ... وَذِي تَبارِيحَ وَذِي اجْلِوَّاذِ «2». لَيْسَ بذِي عِدّ وَلَا إخَاذِ، ... غَلَّسْتُ قَبْلَ الأَعْقَدِ الشَّمّاذِ قَالَ: لَا أَدري انْجِيَاذٌ أَم انْجِبَاذٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَكلنا طَعَامًا فجَاذَى بينَنا وَوَالَى وتابَع أَي قَتَلَ بعْضَنا عَلَى إثْر بعضٍ. وَيُقَالُ: جَذَيْتُه عنه وأَجْذَيْتُه عَنْهُ أَي منَعْته؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ جِمَالًا: عَلَى كلِّ مَوَّارٍ أَفانينُ سَيْرِه، ... شُؤُوٌّ لأَبْواعِ الجَوَاذِي الرَّواتِكِ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الجَوَاذِي السِّراعُ اللَّواتي لَا يَنْبَسِطن مِنْ سُرْعتهن. وَقَالَ أَبو لَيْلَى: الجَوَاذِي الَّتِي تَجْذُو فِي سَيْرِهَا كأَنها تَقْلَع السيرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف جَذَا أَسرع وَلَا جَذَا أَقْلَع. وَقَالَ الأَصمعي: الجَواذِي الإِبلُ السِّراع اللَّاتِي لَا يَنْبَسِطْنَ فِي سَيْرِهِنَّ وَلَكِنْ يَجْذُون ويَنْتَصِبْنَ. والجِذْوَة والجَذْوة والجُذْوَة: القَبَسة مِنَ النَّارِ، وَقِيلَ: هِيَ الجَمْرة، وَالْجَمْعُ جِذاً وجُذاً، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ جِذَاءٌ، مَمْدُودَةً، وَهُوَ عِنْدَهُ جَمْعُ جَذْوَة فيُطابقُ الجمعَ الغالِبَ عَلَى هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْآحَادِ. أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ ؛ الجِذْوَة مِثْلُ الجِذْمَةِ وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْغَلِيظَةُ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: كأنَّ فِيهَا نَارًا وَلَمْ يَكُنْ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ أَي قِطْعَةٌ مِنَ الْجَمْرِ، قَالَ: وَهِيَ بِلُغَةِ جَمِيعِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الجَذْوَة عُودٌ غَلِيظٌ يَكُونُ أَحدُ رأْسَيْه جَمْرةً والشهابُ دُونَهَا فِي الدِّقَّةِ. قَالَ: والشُّعْلة مَا كَانَ فِي سِرَاجٍ أَوْ فِي فَتِيلَةٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: جِذْوَة مِنَ النَّارِ وجِذًى وَهُوَ الْعُودُ الْغَلِيظُ يُؤْخَذُ فِيهِ نَارٌ. وَيُقَالُ لأَصل الشَّجَرَةِ: جِذْيَة وجَذَاة. الأَصمعي: جِذْمُ كُلِّ شَيْءٍ وجِذْيُه أَصله. والجِذَاءُ: أُصولُ

_ (1). قوله [ومرة بالحد إلخ] عجزه كما في التكملة: عن ذبح التلع وعنصلائه وذبح كصرد، والتلع بفتح فسكون، وعنصلائه بضم العين والصاد (2). قوله [ومهمه إلخ] هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه

الشَّجَرِ العظامُ العادِيَّةُ الَّتِي بَلِيَ أَعلاها وبَقِيَ أَسفلُها؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبل: باتَتْ حَوَاطِبُ ليْلى يَلْتَمِسْنَ لَهَا ... جَزْلَ الجِذَا غَيرَ خَوَّارٍ وَلَا دَعِرِ وَاحِدَتُهُ جَذَاةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ لَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ وَقَدْ وَهِمَ أَبو حَنِيفَةَ لأَن ابْنَ مُقْبِلٍ قَدْ أَثبته وهُوَ مَنْ هُوَ. وَقَالَ مرَّة: الجَذَاةُ مِنَ النَّبْتِ لَمْ أَسمع لَهَا بتَحْلِيَةٍ، قَالَ: وَجَمْعُهَا جِذَاءٌ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: وَضَعْنَ بِذِي الجَذَاةِ فُضُولَ رَيْطٍ، ... لِكَيْما يَخْتَدِرْنَ ويَرْتَدِينا وَيُرْوَى: لِكَيْمَا يَجْتَذِينَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: وَنَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الجَذَاةُ، يُقَالُ: هَذِهِ جَذَاة كَمَا تَرَى، قَالَ: فَإِنْ أَلقيت مِنْهَا الْهَاءَ فَهُوَ مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ لأَن أَوله مَكْسُورٌ. وَالْحِجَى: الْعَقْلُ، يُكْتَبُ بِالْيَاءِ لأَن أَوله مَكْسُورٌ. واللِّثَى: جَمْعُ لِثَةٍ، يُكْتَبُ بِالْيَاءِ. قَالَ: والقِضَة تُجْمَعُ القِضِين والقِضُون، وَإِذَا جَمَعْتَهُ عَلَى مِثَالِ البُرَى قُلْتَ القُضَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والجِذَاءُ، بِالْكَسْرِ، جَمْعُ جَذَاةٍ اسْمُ بِنْتٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَدَيْت عَلَى ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ، ... بأَسفلِ ذِي الجَذَاةِ، يَدَ الكَرِيمِ رأَيت فِي بَعْضِ حَوَاشِي نُسْخَةٍ مِنْ نُسَخِ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ قَالَ: هَذَا الشَّاعِرُ عَامِرُ بْنُ مُؤَالِهٍ «1»، وَاسْمُهُ مَعْقِلٌ، وحَسْحاس هُوَ حَسْحاس بن وهْبِ ابنِ أَعْيا بْنِ طَرِيف الأَسَدِي. والجَاذِيَةُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا تَلْبَثُ إِذَا نُتجت أَن تَغْرِزَ أَي يقِلَّ لبنُها. اللَّيْثُ: رَجُلٌ جاذٍ وامرأَة جَاذِيَة بَيِّنُ الجُذُوِّ وَهُوَ قَصِيرُ الْبَاعِ؛ وأَنشد لِسَهْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ أَحد بَنِي ضُبَيْعة بْنِ غَنِيِّ بْنِ أَعْصُر: إِنَّ الخِلافةَ لَمْ تكنْ مَقصورة، ... أَبَداً، عَلَى جَاذِي اليَدَيْنِ مُجَذَّرِ يُرِيدُ: قَصِيرُهُمَا، وَفِي الصِّحَاحِ: مُبَخَّل. الْكِسَائِيُّ: إِذَا حَمَلَ وَلَدُ النَّاقَةِ فِي سَنَامِهِ شَحْمًا قِيلَ أَجْذَى، فَهُوَ مُجْذٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْخَنْسَاءِ: يُجْذِينَ نَيّاً وَلَا يُجْذِينَ قِرْدانا يُجْذِينَ الأَوَّلُ مِنَ السِّمَنِ، ويُجْذِين الثَّانِي مِنَ التَّعَلُّقِ. يُقَالُ: جَذَى القُراد بالجَمَل تَعَلَّقَ. والجَذَاةُ: موضع. جَرَا: الجِرْوُ والجرْوةُ: الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى مِنَ الحَنْظل وَالْبِطِّيخِ والقِثَّاء والرُّمان وَالْخِيَارِ والباذِنجان، وَقِيلَ: هُوَ مَا اسْتَدَارَ مِنْ ثِمَارِ الأَشجار كَالْحَنْظَلِ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ أَجْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُهْديَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِناعٌ مِنْ رُطَبٍ وأَجْرٍ زُغْبٍ ؛ يَعْنِي شَعارِيرَ القِثَّاء. وَفِي حَدِيثٍ آخِرَ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بقِناع جِرْوٍ ، وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ جِراءٌ، وأَراد بِقَوْلِهِ أَجْرٍ زُغْبٍ صغارَ القِثَّاء المُزْغِب الَّذِي زِئبَرُه عَلَيْهِ؛ شُبِّهت بأَجْرِي السِّبَاعِ وَالْكِلَابِ لِرُطُوبَتِهَا، والقِناع: الطَّبَقُ. وأَجْرَتِ الشجرةُ: صَارَ فِيهَا الجِراءُ. الأَصمعي: إِذَا أَخرج الحنظلُ ثَمَرَهُ فَصِغَارُهُ الجِرَاءُ، وَاحِدُهَا جِرْوٌ، وَيُقَالُ لِشَجَرَتِهِ قَدْ أَجْرَتْ. وجِرْوُ الْكَلْبِ والأَسد وَالسِّبَاعِ وجَرْوُه وجُرْوُه كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَجْرٍ وأَجْرِيَةٌ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ نَادِرَةٌ، وأَجْرَاءٌ وجِرَاءٌ، والأُنثى جِرْوَة. وكَلْبة مُجْرٍ ومُجْرِيَة ذَاتُ جِرْوٍ وَكَذَلِكَ السَّبُعة أَي مَعَهَا جِرَاؤُها؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

_ (1). قوله [ابن مؤاله إلخ] هكذا في الأصل

وتَجُرُّ مُجْرِيةٌ لَها ... لَحْمَى إِلَى أَجْرٍ حَواشِبْ أَراد بالمُجْرِيَة هاهنا ضَبُعاً ذَاتَ أَولاد صِغَارٍ، شَبَّهَهَا بِالْكَلْبَةِ المُجْرِية؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للجُمَيْحِ الأَسَدِيّ وَاسْمُهُ مُنْقِذ: أَمَّا إِذَا حَرَدَتْ حَرْدِي، فَمُجْرِيَةٌ ... ضَبْطاءُ، تَسْكُنُ غِيلًا غَيْرَ مَقْرُوبِ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ عَلَى أَجْرٍ قَالَ: أَصله أَجْرُوٌ عَلَى أَفْعُلٍ، قَالَ: وَجَمْعُ الجِرَاء أَجْرِيَةٌ. والجِرْوُ: وِعاءُ بِزْرِ الكَعابير، وَفِي الْمُحْكَمِ: بِزر الكعابير التي في رؤوس العِيدان. والجِرْوَة: النَّفْسُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا وَطَّنَ نَفْسَه عَلَى أَمرٍ: ضَرَب لِذَلِكَ الأَمرِ جِرْوَتَه أَي صَبَر لَه ووَطَّنَ عَلَيْهِ، وضَرَب جِرْوَةَ نَفْسه كَذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فضَرَبْتُ جِرْوَتها وقُلْتُ لَهَا: اصْبِري، ... وشَدَدتُ فِي ضَنْكِ المُقامِ إزَارِي وَيُقَالُ: ضَرَبْتُ جِرْوَتي عَنْهُ وَضَرَبْتُ جِرْوَتي عَلَيْهِ أَي صَبَرْتُ عَنْهُ وَصَبَرْتُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: أَلقى فُلَانٌ جِرْوَته إِذَا صَبَر عَلَى الأَمر. وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبَ عَلَيْهِ جِرْوَته أَي وطَّن نَفْسَهُ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو يُقَالُ ضَرَبْتُ عَنْ ذَلِكَ الأَمر جِرْوَتي أَي اطْمأَنَّت نَفْسِي؛ وأَنشد: ضَرَبْتُ بأَكْنافِ اللِّوَى عَنْكِ جِرْوَتي، ... وعُلِّقْتُ أُخْرى لَا تَخُونُ المُواصِلا والجِرْوَة: الثَّمَرَةُ أَوَّلَ مَا تَنْبُت غَضَّةً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والجُرَاوِيُّ: ماءٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلَا لَا أَرَى ماءَ الجُرَاوِيِّ شافِياً ... صَدَايَ، وَإِنْ رَوَّى غَلِيلَ الرَّكائِب وجِرْوٌ وجُرَيٌّ وجُرَيَّةُ: أَسماء: وَبَنُو جِرْوَة: بطنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ يُقَالُ لَهُ جِرْوُ البَطْحاءِ. وجِرْوَةُ: اسْمُ فَرَسِ شدّادٍ العَبْسيّ أَبي عَنْتَرَةَ؛ قَالَ شَدَّادٌ: فَمنْ يَكُ سَائِلًا عَنِّي، فإنِّي ... وجِرْوَة لَا تَرُودُ وَلَا تُعارُ وجِرْوَةُ أَيضاً: فَرَسُ أَبي قَتَادَةَ شَهِدَ عَلَيْهِ يَوْمَ السَّرْحِ. وجَرَى الماءُ والدمُ وَنَحْوُهُ جَرْياً وجَرْيَةً وجَرَيَاناً، وَإِنَّهُ لحَسَنُ الجِرْيَةِ، وأَجْرَاه هُوَ وأَجْرَيْته أَنا. يُقَالُ: مَا أَشدَّ جِرْيَةَ هَذَا الْمَاءِ، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَمسك اللَّهُ جِرْيَةَ الْمَاءِ ؛ هِيَ، بِالْكَسْرِ: حَالَةَ الْجَرَيَانِ؛ وَمِنْهُ: وعالَ قَلَمُ زَكَرِيَّا الجِرْيَةَ. وجَرَتِ الأَقْلامُ مَعَ جِرْيَةِ الْمَاءِ، كلُّ هَذَا بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: إِذَا أَجْرَيْتَ الماءَ عَلَى الماءِ أَجْزَأَ عَنْكَ ؛ يُرِيدُ إِذَا صَبَبْتَ الْمَاءَ عَلَى الْبَوْلِ فَقَدْ طَهُر المحلُّ وَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَى غَسْلِهِ ودَلْكه. وجَرَى الفرسُ وغيرُه جَرْياً وجِراءً: أَجْراه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يُقَرِّبُه للمُسْتضيفِ، إِذَا دَعا، ... جِرَاءٌ وشَدٌّ، كالحَرِيقِ، ضَرِيجُ أَراد جرْيَ هَذَا الرَّجُلِ إِلَى الحَرْب، وَلَا يَعْني فَرَساً لأَن هُذَيْلًا إنَّما همْ عَراجِلَةٌ رَجّالة. والإِجْرِيّا: ضَرْبٌ مِنَ الجَرْيِ؛ قَالَ: غَمْرُ الأَجَارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا وَقَالَ رُؤْبَةُ: غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيم السِّنْحِ، ... أَبْلَج لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِ أَراد السِّنْخَ، فأَبدل الْخَاءَ حَاءً. وجَرَت الشمسُ وسائرُ النجومِ: سَارَتْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ.

والجَارِيَة: الشَّمْسُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لجَرْيِها مِنَ القُطر إِلَى القُطْر. التَّهْذِيبُ: والجَارِيَةُ عَيْنُ الشَّمْسِ فِي السَّمَاءِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها . والجَارِيَةُ: الرِّيحُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَيَوْماً تَراني فِي الفَرِيقِ مُعَقَّلًا، ... وَيَوْمًا أُباري فِي الرِّيَاحِ الجَوَارِيَا وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ؛ يَعْنِي النجومَ. وجَرَتِ السفينةُ جَرْياً كَذَلِكَ. والجَارِيَةُ: السَّفِينَةُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ ، وَفِيهِ: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها ؛ هُمَا مَصْدَرَانِ مِنْ أُجْرِيَتِ السفينةُ وأُرْسِيَتْ، ومَجْرَاها ومَرْساها، بِالْفَتْحِ، مِنْ جَرَتِ السفينةُ ورَسَتْ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: وغَنِيتُ سَبْتًا قَبْلَ مَجْرَى داحِسٍ، ... لَوْ كَانَ للنفسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ ومَجْرَى داحِسٍ كَذَلِكَ. اللَّيْثُ: الخَيْلُ تَجْرِي والرِّياح تَجْرِي والشمسُ تَجْرِي جَرْياً إِلَّا الْمَاءَ فَإِنَّهُ يَجْرِي جِرْيَةً، والجِرَاء لِلْخَيْلِ خَاصَّةً؛ وأَنشد: غَمْر الجِرَاء إِذَا قَصَرْتَ عِنانَهُ وَفَرَسٌ ذُو أَجَارِيَّ أَي ذُو فُنون فِي الجَرْيِ. وجَارَاه مُجَارَاةً وجِرَاءً أَي جَرَى مَعَهُ، وجَارَاه فِي الْحَدِيثِ وتَجَارَوْا فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الرِّيَاءِ: مَنْ طَلَبَ العِلْمَ ليُجَارِيَ بِهِ العُلَماءَ أَي يَجْري مَعَهُمْ فِي المُناظرة والجِدال ليُظْهِرَ عِلْمَهُ إِلَى النَّاسِ رِيَاءً وسُمْعةً. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَتَجَارَى بِهِمُ الأَهْواءُ كَمَا يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحِبهِ أَي يَتَواقَعُون فِي الأَهْواء الْفَاسِدَةِ ويَتَدَاعَوْنَ فِيهَا، تَشْبِيهًا بِجَرْيِ الْفَرَسِ؛ والكَلَب، بِالتَّحْرِيكِ: دَاءٌ مَعْرُوفٌ يَعْرِضُ للكَلْب فَمَنْ عَضَّه قَتَله. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ الأَخفش والمَجْرَى فِي الشِّعْرِ حَرَكَةُ حَرْفِ الرَّوِيِّ فتْحَتُه وضَمَّتُه وكَسْرتُه، وَلَيْسَ فِي الرَّوِيِّ الْمُقَيَّدِ مَجْرىً لأَنه لَا حَرَكَةَ فِيهِ فَتُسَمَّى مَجْرىً، وَإِنَّمَا سُمِّيَ ذَلِكَ مَجْرىً لأَنه مَوْضِعُ جَرْيِ حَرَكَاتِ الإِعراب وَالْبِنَاءِ. والمَجَارِي: أَواخِرُ الكَلِم، وَذَلِكَ لأَن حَرَكَاتِ الإِعراب وَالْبِنَاءِ إِنَّمَا تَكُونُ هُنَالِكَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الصَّوْتَ يَبْتَدِئُ بالجَرَيان فِي حُرُوفِ الْوَصْلِ مِنْهُ، أَلَا تَرَى أَنك إِذَا قُلْتَ: قَتِيلان لَمْ يَعْلم لَنَا الناسُ مَصْرَعا فَالْفَتْحَةُ فِي الْعَيْنِ هِيَ ابْتِدَاءُ جَرَيَانِ الصَّوْتِ فِي الأَلف؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُكَ: يَا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّندِ تَجِدُ كَسْرَةَ الدَّالِ هِيَ ابْتِدَاءُ جَرَيَانِ الصَّوْتِ فِي الْيَاءِ؛ وَكَذَا قَوْلُهُ: هُرَيْرةَ ودِّعْها وإنْ لامَ لائِمُ تَجِدُ ضَمَّةَ الْمِيمِ مِنْهَا ابتداءَ جَرَيانِ الصَّوْتِ فِي الْوَاوِ؛ قَالَ: فأَما قَوْلُ سِيبَوَيْهِ هَذَا بَابُ مَجارِي أَواخر الكَلِم مِنَ الْعَرَبِيَّةِ، وَهِيَ تَجْرِي عَلَى ثَمَانِيَةِ مَجارٍ، فَلَمْ يَقْصُر المَجَارِيَ هُنَا عَلَى الْحَرَكَاتِ فَقَطْ كَمَا قَصَر الْعَرُوضِيُّونَ المَجْرَى فِي الْقَافِيَةِ عَلَى حَرَكَةِ حَرْفِ الرَّوِيِّ دُونَ سُكُونِهِ، لكنْ غَرَضُ صَاحِبِ الْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ مَجَارِي أَواخر الْكَلِمِ أَي أَحوال أَواخر الْكَلِمِ وأَحكامها والصُّوَرِ الَّتِي تَتَشَكَّلُ لَهَا، فَإِذَا كَانَتْ أَحوالًا وأَحكاماً فسكونُ السَّاكِنِ حَالٌ لَهُ، كَمَا أَن حَرَكَةَ الْمُتَحَرِّكِ حَالٌ لَهُ أَيضاً، فَمِنْ هُنَا سَقَط تَعَقُّبُ مَنْ تَتَبَّعه فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ: كَيْفَ ذَكَرَ الْوَقْفَ وَالسُّكُونَ فِي المَجَارِي، وَإِنَّمَا المَجَارِي فِيمَا ظَنَّه الحركاتُ، وَسَبَبُ

ذَلِكَ خَفاءُ غَرَضِ صَاحِبِ الْكِتَابِ عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَيْفَ يَجُوزُ أَن يُسَلط الظنُّ عَلَى أَقل أَتباع سِيبَوَيْهِ فِيمَا يَلْطُفُ عَنْ هَذَا الجليّ الواضح فضلًا عنه نفسِه فِيهِ؟ أَفتراه يُرِيدُ الْحَرَكَةَ وَيَذْكُرُ السُّكُونَ؟ هَذِهِ غَباوة مِمَّنْ أَوردها وَضَعْفُ نَظَرٍ وَطَرِيقَةٌ دَلَّ عَلَى سُلُوكِهِ إِيَّاهَا، قَالَ: أَوَلَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْمُتَتَبِّعُ بِهَذَا الْقَدْرِ قولَ الْكَافَّةِ أَنت تَجْرِي عِنْدِي مَجْرَى فُلَانٍ وَهَذَا جارٍ مَجْرَى هَذَا؟ فَهَلْ يُرَادُ بِذَلِكَ أَنت تَتَحَرَّكُ عِنْدِي بِحَرَكَتِهِ، أَو يُرَادُ صُورَتُكَ عِنْدِي صُورَتُهُ، وحالُك فِي نَفْسِي ومُعْتَقَدِي حالُه؟ والجَارِيَة: عينُ كُلِّ حَيَوَانٍ. والجَارِيَة: النِّعْمَةُ مِنَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الأَرْزاق جَارِيَةٌ والأَعطياتُ دارَّة مُتَّصِلَةٌ ؛ قَالَ شِمْرٌ: هُمَا وَاحِدٌ يَقُولُ هُوَ دَائِمٌ. يُقَالُ: جَرَى لَهُ ذَلِكَ الشيءُ ودَرَّ لَهُ بِمَعْنَى دَامَ لَهُ؛ وَقَالَ ابنُ حَازِمٍ يَصِفُ امرأَة: غَذَاها فارِضٌ يَجْرِي عَلَيْهَا، ... ومَحْضٌ حينَ يَنْبَعِثُ العِشارُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَمِنْهُ قَوْلُكَ أَجْرَيْتُ عَلَيْهِ كَذَا أَي أَدَمْتُ لَهُ. والجِرَايَةُ: الجارِي مِنَ الْوَظَائِفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِذَا ماتَ الإِنسانُ انْقَطَعَ عَمَلُه إِلَّا مِنْ ثلاثٍ صَدَقةٍ جَارِيَةٍ أَي دارَّة مُتَّصِلَةٍ كالوُقُوفِ المُرْصَدَةِ لأَبواب البِرِّ. والإِجْرِيَّا والإِجْرِيَّاءُ: الوَجْهُ الَّذِي تأَخذ فِيهِ وتَجْرِي عَلَيْهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الثَّوْرَ: ووَلَّى، كنَصْلِ السَّيْفِ، يَبْرُقُ مَتْنُه ... عَلَى كلِّ إجْرِيَّا يَشُقُّ الخَمائلا وَقَالُوا: الكَرَمُ مِنْ إجْرِيَّاهُ وَمِنْ إِجْرِيَّائِه أَي مِنْ طَبيعته؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَذَلِكَ لأَنه إِذَا كَانَ الشَّيْءُ مِنْ طَبْعِهِ جَرَى إِلَيْهِ وجَرَنَ عَلَيْهِ. والإِجْرِيَّا، بِالْكَسْرِ: الجَرْيُ وَالْعَادَةُ مِمَّا تأْخذ فِيهِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ووَلَّى بإجْرِيَّا وِلافٍ كأَنه، ... عَلَى الشَّرَفِ الأَقْصَى، يُساطُ ويُكْلَبُ وَقَالَ أَيضاً: عَلَى تِلْكَ إِجْرِيَّايَ، وَهِيَ ضَريبَتي، ... وَلَوْ أَجْلَبُوا طُرّاً عَلَيَّ وأَحْلَبُوا وَقَوْلُهُمْ: فعلتُ ذَلِكَ مِنْ جَرَاكَ ومن جَرَائِكَ أَي مِنْ أَجلك لُغَةٌ فِي جَرَّاكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: فاضَتْ دُمُوعُ العينِ مِنْ جَرَّاها وَلَا تَقُلْ مَجْراكَ. والجَرِيُّ: الوكيلُ: الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَيُقَالُ: جَرِيٌّ بَيِّنُ الجَرَايَةِ والجِرَايَةِ. وجَرَّى جَرِيّاً: وكَّلَه. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَقَدْ يُقَالُ للأُنثى جَرِيَّة، بِالْهَاءِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ أَجْرِياءُ. والجَرِيُّ: الرَّسُولُ، وَقَدْ أَجْرَاه فِي حَاجَتِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: تقَطَّعُ بَيْنَنَا الحاجاتُ، إلَّا ... حَوائجَ يُحْتَمَلْنَ مَعَ الجَرِيّ وَفِي حَدِيثِ أُم إِسْمَاعِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: فأَرْسَلُوا جَرِيّاً أَي رَسُولًا. والجَرِيُّ: الخادِمُ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا المُعْشِياتُ مَنَعْنَ الصَّبُوحَ، ... حَثَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ قَالَ: المُحْصَنُ: المُدَّخَرُ للجَدْب. والجَرِيُّ: الأَجير؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: إنِّي جَرَّيْتُ جَرِيّاً واسْتَجْرَيْتُ أَي وَكَّلْتُ وَكِيلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنتَ الجَفْنةُ الغَرّاء، فَقَالَ قُولوا بقَوْلكم وَلَا

يَستَجرِيَنَّكُم الشيطانُ أَي لَا يَسْتَغْلِبَنَّكُم؛ كَانَتِ الْعَرَبُ تَدْعُو السيدَ المِطْعامَ جَفْنةً لإِطعامه فِيهَا، وَجَعَلُوهَا غَرَّاءَ لِمَا فِيهَا مِنْ وَضَحِ السَّنامِ، وَقَوْلُهُ وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكم مِنَ الجَرِيِّ، وَهُوَ الْوَكِيلُ. تَقُولُ: جَرَّيْتُ جَرِيّاً واسْتَجْرَيْتُ جَرِيّاً أَي اتَّخَذْتُ وَكِيلًا؛ يَقُولُ: تَكَلَّموا بِمَا يَحْضُركم مِنَ الْقَوْلِ وَلَا تتَنَطَّعُوا وَلَا تَسْجَعُوا وَلَا تَتَكَلَّفُوا كأَنكم وُكَلَاءُ الشَّيْطَانِ ورُسُلُه كأَنما تَنْطِقُونَ عَنْ لِسَانِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ الْقُتَيْبِيِّ وَلَمْ أَر الْقَوْمَ سَجَعُوا فِي كَلَامِهِمْ فَنَهَاهُمْ عَنْهَا، وَلَكِنَّهُمْ مَدَحُوا فكَرِهَ لَهُمُ الهَرْفَ فِي المَدْحِ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ، وَكَانَ ذَلِكَ تأْديباً لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ مِنَ الَّذِينَ يَمْدَحُونَ النَّاسَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَمَعْنَى لَا يَسْتَجْرِيَنَّكم أَي لَا يَسْتتبعنكم فَيَتَّخِذَكُمْ جَرِيَّه ووكِيلَه، وَسُمِّيَ الوكيلُ جَرِيّاً لأَنه يَجْري مَجْرَى مُوَكِّله. والجَرِيُّ: الضامنُ، وأَما الجَرِيءُ المِقْدامُ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ. والجارِيَةُ: الفَتِيَّةُ مِنَ النِّسَاءِ بيِّنةُ الجَرَايَة والجَرَاءِ والجَرَى والجِرَاء والجَرَائِيَةِ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو زَيْدٍ: جَارِيَةٌ بَيِّنَة الجَرَايَةِ والجَرَاء، وجَرِيّ بيِّنُ الجَرَايَةِ؛ وأَنشد الأَعشى: والبِيضُ قَدْ عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤُها، ... ونَشَأْنَ فِي قِنٍّ وَفِي أَذْوادِ وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده والبيضِ، بالخفضِ، عَطَفَ عَلَى الشَّرْبِ فِي قَوْلِهِ قَبْلَهُ: وَلَقَدْ أُرَجِّلُ لِمَّتي بعَشِيَّةٍ ... للشَّرْبِ، قَبْلَ سَنابِك المُرْتادِ أَي أَتزين للشَّرْبِ وللبِيضِ. وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ فِي أَيام جَرَائها، بِالْفَتْحِ، أَي صِباها. والجِرِّيُّ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ. والجِرِّيَّة: الحَوْصَلة، وَمَنْ جَعَلَهُمَا ثُنَائِيَيْنِ فَهُمَا فِعْلِيٌّ وفِعْلِيَّة، وَكُلٌّ مِنْهُمَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَلْقِه فِي جِرِّيَّتِكَ، وَهِيَ الحَوْصلة. أَبو زَيْدٍ: هِيَ القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ والنَّوْطَةُ لِحَوْصَلَةِ الطَّائِرِ؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ نَجْدَةَ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وأَما ابنُ هَانِئٍ: فإِنه الجرِيئَةُ، مَهْمُوزٌ، لأَبي زيد. جَزِيَ: الجَزاءُ: المُكافأَة عَلَى الشَّيْءِ، جَزَاه بِهِ وَعَلَيْهِ جَزَاءً وجَازَاه مُجَازَاةً وجِزَاءً؛ وَقَوْلُ الحُطَيْئة: منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَهُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي: ظَاهِرُ هَذَا أَن تَكُونَ جَوَازِيَه جَمْعُ جازٍ أَي لَا يَعْدَم جَزاءً عَلَيْهِ، وجَازَ أَن يُجْمَع جَزَاءٌ عَلَى جَوَازٍ لِمُشَابَهَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ لِلْمَصْدَرِ، فَكَمَا جُمِعَ سَيْلٌ عَلَى سَوائِل كَذَلِكَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَوَازِيَهُ جَمْعَ جَزَاءٍ. واجْتَزَاه: طَلبَ مِنْهُ الجَزاء؛ قَالَ: يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا مَا يُجْتَزَى والجَازِيَةُ: الجَزاءُ، اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ كالعافِية. أَبو الْهَيْثَمِ: الجَزَاءُ يَكُونُ ثَوَابًا وَيَكُونُ عِقَابًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ، قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ فَمَا عُقُوبته إِنْ بَانَ كَذِبُكم بأَنه لَمْ يَسْرِقْ أَي مَا عُقُوبة السَّرِقِ عِنْدَكُمْ إِن ظَهَر عَلَيْهِ؟ قَالُوا: جَزَاءُ السَّرِقِ عِنْدَنَا مَنْ وُجِدَ فِي رَحْله أَي الْمَوْجُودُ فِي رَحْلِهِ كأَنه قَالَ جَزاء السَّرِقِ عِنْدَنَا اسْتِرْقَاقُ السارِقِ الَّذِي يُوجَدُ فِي رَحْله سُنَّة، وَكَانَتْ سُنَّةَ آلِ يَعْقُوبَ. ثُمَّ وَكَّده فَقَالَ فَهُوَ جَزاؤُهُ . وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ جَزَيْته وجازَيْته فَقَالَ: قَالَ الْفَرَّاءُ لَا يَكُونُ جَزَيْتُه إِلَّا فِي الْخَيْرِ وجَازَيْته يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، قَالَ: وَغَيْرُهُ يُجِيزُ

جَزَيْتُه فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وجَازَيْتُه فِي الشَّرّ. وَيُقَالُ: هَذَا حَسْبُك مِنْ فُلَانٍ وجَازِيكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَهَذَا رجلٌ جَازِيكَ مِنْ رَجُلٍ أَي حَسْبُك؛ وأَما قَوْلُهُ: جَزَتْكَ عَنِّي الجَوَازِي فَمَعْنَاهُ جَزتْكَ جَوَازِي أَفعالِك الْمَحْمُودَةِ. والجَوَازِي: مَعْنَاهُ الجَزاء، جَمْعُ الجَازِية مَصْدَرٌ عَلَى فاعِلةٍ، كَقَوْلِكَ سَمِعْتُ رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فإِنْ كنتَ تَشْكُو مِنْ خَليلٍ مَخانَةً، ... فَتِلْكَ الجَوَازِي عُقْبُها ونَصِيرُها أَي جُزِيتَ كَمَا فعَلْتَ، وَذَلِكَ لأَنه اتَّهَمه فِي خليلتِه؛ قَالَ القُطاميُّ: وَمَا دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ ... جَزَتْكُمْ، يَا بَني جُشَمَ، الجَوَازِي أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم وَلَا مِنَّةَ لِي عَلَيْكُمْ. الْجَوْهَرِيُّ: جَزَيْتُه بِمَا صنَعَ جَزاءً وجَازَيْتُه بِمَعْنًى. وَيُقَالُ: جَازَيْتُه ف جَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ فلانٌ ذُو جَزَاءٍ وَذُو غَناءٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ الأَخفش إِلى أَن الْبَاءَ فِيهَا زَائِدَةٌ، قَالَ: وَتَقْدِيرُهَا عِنْدَهُ جَزاءُ سَيِّئَةٍ مثلُها، وإِنما اسْتَدَلَّ عَلَى هَذَا بِقَوْلِهِ: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا مَذْهَبٌ حَسَنٌ وَاسْتِدْلَالٌ صَحِيحٌ إِلا أَن الْآيَةَ قَدْ تَحْتَمِلُ مَعَ صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ تأْويلين آخَرَيْنِ: أَحدهما أَن تَكُونَ الْبَاءُ مَعَ مَا بَعْدَهَا هُوَ الْخَبَرُ، كأَنه قَالَ جزاءُ سَيِّئَةٍ كائنٌ بِمِثْلِهَا، كَمَا تَقُولُ إِنما أَنا بِكَ أَي كائنٌ مَوْجُودٌ بِكَ، وَذَلِكَ إِذا صَغَّرت نَفْسَكَ لَهُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُكَ: تَوَكُّلِي عَلَيْكَ وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك، فَتُخْبِرُ عَنِ المبتدإِ بِالظَّرْفِ الَّذِي فِعْلُ ذَلِكَ الْمَصْدَرِ يتَناوَلُه نَحْوَ قَوْلِكَ: تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ وأَصغيت إِليك وَتَوَجَّهْتُ نَحْوَكَ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الظروفَ فِي هَذَا وَنَحْوِهِ أَخبار عَنِ الْمَصَادِرِ قَبْلَهَا تَقَدُّمها عَلَيْهَا، وَلَوْ كَانَتِ الْمَصَادِرُ قَبْلَهَا وَاصِلَةً إِليها وَمُتَنَاوِلَةً لَهَا لَكَانَتْ مِنْ صِلَاتِهَا، وَمَعْلُومٌ اسْتِحَالَةُ تقدُّم الصِّلة أَو شيءٍ مِنْهَا عَلَى الْمَوْصُولِ، وتقدُّمُها نحوُ قَوْلِكَ عَلَيْكَ اعْتِمَادِي وإِليك تَوَجُّهِي وَبِكَ اسْتِعَانَتِي، قَالَ: وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن تَكُونَ الْبَاءُ فِي بِمِثْلِهَا مُتَعَلِّقَةً بِنَفْسِ الْجَزَاءِ، وَيَكُونُ الْجَزَاءُ مُرْتَفِعًا بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ، كأَنه جزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا كَائِنٌ أَو وَاقِعٌ. التَّهْذِيبُ: والجَزاء القَضاء. وجَزَى هَذَا الأَمرُ أَي قَضَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاتَّقُوا يَوْماً لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* ؛ يَعُودُ عَلَى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ذَكَرَهُمَا مَرَّةً بِالْهَاءِ وَمَرَّةً بِالصِّفَةِ، فَيَجُوزُ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ: لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* ، وتُضْمِرُ الصفةَ ثُمَّ تُظْهرها فَتَقُولُ لَا تَجْزي فِيهِ نفسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا، قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ لَا يُجِيزُ إِضمار الصِّفَةِ فِي الصِّلَةِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ إِضمارُ الْهَاءِ والصفةِ واحدٌ عِنْدَ الْفَرَّاءِ تَجْزي وتَجْزِي فِيهِ إِذا كَانَ الْمَعْنَى وَاحِدًا؛ قَالَ: وَالْكِسَائِيُّ يُضْمِرُ الْهَاءَ، وَالْبَصْرِيُّونَ يُضْمِرُونَ الصِّفَةَ؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* أَي لَا تَجْزي فِيهِ، وَقِيلَ: لَا تَجْزيه، وَحَذْفُ فِي هاهنا سائغٌ لأَن فِي مَعَ الظُّرُوفِ مَحْذُوفَةٌ. وَقَدْ تَقُولُ: أَتيتُك اليومَ وأَتيتُك فِي الْيَوْمِ، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فِيهِ، وَيَجُوزُ أَن تَقُولَ أَتَيْتُكه؛ وأَنشد: وَيَوْمًا شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً ... قَليلًا، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ أَراد: شَهِدْنَا فِيهِ. قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* ، يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا

تَقْضِي فِيهِ نفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا يُقَالُ: جَزَيْتُ فُلَانًا حَقَّه أَي قَضَيْتُهُ. وأَمرت فُلَانًا يَتَجَازَى دَيْني أَي يَتَقَاضَاهُ. وتَجازَيْتُ دَيْني عَلَى فُلَانٍ إِذا تقاضَيْتَه. والمُتَجازي: المُتَقاضي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا كَانَ يُدايِنُ النَّاسَ، وَكَانَ لَهُ كاتبٌ ومُتَجازٍ ، وَهُوَ المُتَقاضي. يُقَالُ: تَجَازَيْتُ دَيْني عَلَيْهِ أَي تقاضَيْته. وَفَسَّرَ أَبو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَوْلَهُ تَعَالَى: لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا تُغْني، فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ أَجْزَيْتُك عَنْهُ أَي أَغنيتك. وتَجَازَى دَيْنَه: تَقَاضَاهُ. وَفِي صَلَاةِ الْحَائِضِ: قَدْ كُنَّ نساءُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جَزَاه اللَّهُ خَيْرًا أَي أَعطاه جَزاءَ مَا أَسْلَف مِنَ طَاعَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِذا أَجْرَيْتَ الماءَ عَلَى الماءِ جَزَى عَنْكَ ، وَرُوِيَ بِالْهَمْزِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصومُ لِي وأَنا أَجْزِي بِهِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَكثَرَ الناسُ فِي تأْويل هَذَا الْحَدِيثِ وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإِن كَانَتِ العباداتُ كُلُّهَا لَهُ وجَزاؤها مِنْهُ؟ وَذَكَرُوا فِيهِ وُجُوهاً مدارُها كُلُّهَا عَلَى أَن الصَّوْمَ سرٌّ بَيْنَ اللَّهِ وَالْعَبْدِ، لَا يَطَّلِع عَلَيْهِ سِوَاهُ، فَلَا يَكُونُ الْعَبْدُ صَائِمًا حَقِيقَةً إِلَّا وَهُوَ مُخْلِصٌ فِي الطَّاعَةِ، وَهَذَا وإِن كَانَ كَمَا قَالُوا، فإِن غَيْرَ الصَّوْمِ مِنَ الْعِبَادَاتِ يُشَارِكُهُ فِي سِرِّ الطَّاعَةِ كَالصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، أَو فِي ثَوْبٍ نَجِسٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الأَسرار الْمُقْتَرِنَةِ بِالْعِبَادَاتِ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا إِلَّا اللَّهُ وَصَاحِبُهَا؛ قَالَ: وأَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي تأْويل هَذَا الْحَدِيثِ أَن جَمِيعَ الْعِبَادَاتِ الَّتِي يُتقرب بِهَا إِلى اللَّهِ مِنْ صَلَاةٍ وَحَجٍّ وَصَدَقَةٍ واعتِكاف وتَبَتُّلٍ ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنواع الْعِبَادَاتِ قَدْ عَبَدَ الْمُشْرِكُونَ بِهَا مَا كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنداداً، وَلَمْ يُسْمَع أَن طَائِفَةً مِنْ طَوَائِفِ الْمُشْرِكِينَ وأَرباب النِّحَلِ فِي الأَزمان الْمُتَقَدِّمَةِ عَبَدَتْ آلِهَتَهَا بِالصَّوْمِ وَلَا تقرَّبت إِليها بِهِ، وَلَا عُرِفَ الصَّوْمُ فِي الْعِبَادَاتِ إِلَّا مِنْ جِهَةِ الشَّرَائِعِ، فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: الصومُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ أَي لَمْ يُشَارِكْنِي فِيهِ أَحد وَلَا عُبِدَ بِهِ غَيْرِي، فأَنا حِينَئِذٍ أَجْزي بِهِ وأَتولى الْجَزَاءَ عَلَيْهِ بِنَفْسِي، لَا أَكِلُه إِلى أَحد مِنْ مَلَك مُقَرَّب أَو غَيْرِهِ عَلَى قَدْرِ اخْتِصَاصِهِ بِي؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَدْ قِيلَ فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ أَقاويل كُلُّهَا تُسْتَحْسَنُ، فَمَا أَدري لِمَ خَصَّ ابْنُ الأَثير هَذَا بِالِاسْتِحْسَانِ دُونَهَا، وسأَذكر الأَقاويل هُنَا لِيُعْلَمَ أَن كُلَّهَا حَسَنٌ: فَمِنْهَا أَنه أَضافه إِلى نَفْسِهِ تَشْرِيفًا وَتَخْصِيصًا كإِضافة الْمَسْجِدِ وَالْكَعْبَةِ تَنْبِيهًا عَلَى شَرَفِهِ لأَنك إِذا قُلْتَ بَيْتُ اللَّهِ، بَيَّنْتَ بِذَلِكَ شَرَفَهُ عَلَى الْبُيُوتِ، وَهَذَا هُوَ مِنَ الْقَوْلِ الَّذِي اسْتَحْسَنَهُ ابْنُ الأَثير، وَمِنْهَا الصَّوْمُ لِي أَي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرِي لأَن كُلَّ طَاعَةٍ لَا يَقْدِرُ الْمَرْءُ أَن يُخْفِيَهَا، وإِن أَخفاها عَنِ النَّاسِ لَمْ يُخْفِهَا عَنِ الْمَلَائِكَةِ، وَالصَّوْمُ يُمْكِنُ أَن يَنْوِيَهُ وَلَا يَعْلَمُ بِهِ بَشَرٌ وَلَا مَلَكٌ، كَمَا رُوِيَ أَن بَعْضَ الصَّالِحِينَ أَقام صَائِمًا أَربعين سَنَةً لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحد، وَكَانَ يأْخذ الْخُبْزَ مِنْ بَيْتِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي طَرِيقِهِ، فَيَعْتَقِدُ أَهل سُوقِهِ أَنه أَكل فِي بَيْتِهِ، وَيَعْتَقِدُ أَهل بَيْتِهِ أَنه أَكل فِي سُوقِهِ ، وَمِنْهَا الصَّوْمُ لِي أَي أَن الصَّوْمَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ مَلَائِكَتِي، فإِن الْعَبْدَ فِي حَالِ صَوْمِهِ مَلَكٌ لأَنه يَذْكُر وَلَا يأْكل وَلَا يَشْرَبُ وَلَا يَقْضِي شَهْوَةً، وَمِنْهَا، وَهُوَ أَحسنها، أَن الصَّوْمَ لِي أَي أَن الصَّوْمَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِي، لأَنه سُبْحَانَهُ لَا يَطْعَم، فَالصَّائِمُ عَلَى صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ الرَّبِّ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي أَعمال الْجَوَارِحِ إِلَّا فِي الصَّوْمِ وأَعمال الْقُلُوبِ كَثِيرَةٌ كَالْعِلْمِ والإِرادة، وَمِنْهَا الصَّوْمُ لِي أَي أَن كُلَّ عَمَلٍ قَدْ أَعلمتكم مِقْدَارَ ثَوَابِهِ إِلَّا الصَّوْمَ فإِني انْفَرَدْتُ بِعِلْمِ ثَوَابِهِ لَا أُطلع عَلَيْهِ أَحداً، وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مُفَسَّرًا فِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضاعَفُ الحسنةُ عَشْرَ أَمثالها إِلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ فإِنه لِي وأَنا أَجْزي بِهِ، يَدَعُ شهوتَه وَطَعَامَهُ مِنْ أَجلي ، فَقَدْ بيَّن فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَن ثَوَابَ الصِّيَامِ أَكثر مِنْ ثَوَابِ غَيْرِهِ مِنَ الأَعمال فَقَالَ وأَنا أَجْزِي بِهِ ، وَمَا أَحال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْمُجَازَاةَ عَنْهُ عَلَى نَفْسِهِ إِلَّا وَهُوَ عَظِيمٌ، وَمِنْهَا الصَّوْمُ لِي أَي يَقْمَعُ عدوِّي، وَهُوَ الشَّيْطَانَ لأَن سَبِيلَ الشَّيْطَانِ إِلى الْعَبْدِ عِنْدَ قَضَاءِ الشَّهَوَاتِ، فإِذا تَرَكَهَا بَقِيَ الشَّيْطَانُ لَا حِيلَةَ لَهُ، وَمِنْهَا، وَهُوَ أَحسنها، أَن مَعْنَى قَوْلِهِ الصَّوْمُ لِي أَنه قَدْ رُوِيَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ أَن الْعَبْدَ يأْتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتِهِ، ويأْتي قَدْ ضرَب هَذَا وشَتَم هَذَا وغَصَب هَذَا فَتُدْفَعُ حَسَنَاتُهُ لِغُرَمَائِهِ إِلَّا حَسَنَاتِ الصِّيَامِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: الصَّوْمُ لِي لَيْسَ لَكُمْ إِليه سَبِيلٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وجَزَى الشيءُ يَجْزِي كَفَى، وجَزَى عَنْكَ الشيءُ قضَى، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأَبي بُرْدة بْنِ نِيَارٍ حِينَ ضَحَّى بالجَذَعة: تَجْزِي عَنْكَ وَلَا تَجْزِي عَنْ أَحد بعدَك أَي تَقْضِي؛ قَالَ الأَصمعي: هُوَ مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ قَدْ جَزَى عَنِّي هَذَا الأَمرُ يَجْزِي عَنِّي، وَلَا هَمْزَ فِيهِ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ لَا تَقْضِي عَنْ أَحد بَعْدَكَ. وَيُقَالُ: جَزَتْ عَنْكَ شاةٌ أَي قَضَتْ، وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ أَجْزَأَتْ عَنْكَ شاةٌ بِالْهَمْزِ أَي قَضَت. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي كِتَابِ فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ: أَجْزَيْتُ عَنْ فُلَانٍ إِذا قمتَ مَقامه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَزَيْتُ عَنْكَ فُلَانًا كافأْته، وجَزَتْ عَنْكَ شاةٌ وأَجْزَتْ بِمَعْنًى. قَالَ: وتأْتي جَزَى بِمَعْنَى أَغْنَى. وَيُقَالُ: جَزَيْتُ فُلَانًا بِمَا صَنَعَ جَزَاءً، وقَضَيْت فُلَانًا قَرْضَه، وجَزَيْتُه قرضَه. وَتَقُولُ: إِن وضعتَ صدقَتك فِي آلِ فُلَانٍ جَزَتْ عَنْكَ وَهِيَ جَازِيَة عَنْكَ. قَالَ الأَزهري: وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَقُولُ أَجْزَى بِمَعْنَى قَضَى. ابْنُ الأَعرابي: يَجْزِي قليلٌ مِنْ كَثِيرٍ ويَجْزِي هَذَا مِنْ هَذَا أَي كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُومُ مَقَامَ صَاحِبِهِ. وأَجْزَى الشيءُ عَنِ الشَّيْءِ: قَامَ مَقَامَهُ وَلَمْ يَكْفِ. وَيُقَالُ: اللحمُ السَّمِينُ أَجْزَى مِنَ الْمَهْزُولِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: مَا يُجْزِينِي هَذَا الثوبُ أَي مَا يَكْفِينِي. وَيُقَالُ: هَذِهِ إِبلٌ مَجَازٍ يَا هَذَا أَي تَكْفِي، الجَملُ الْوَاحِدُ مُجْزٍ. وَفُلَانٌ بَارِعٌ مَجْزىً لأَمره أَي كَافٍ أَمره؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده لِبَعْضِ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ: ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فَارِسًا، ... جَزاءَ العُطاسِ، لَا يَمُوتُ المُعاقِب قَالَ: يَقُولُ عَجَّلْنَا إِدراك الثَّأْر كَقَدْرٍ مَا بَيْنَ التَّشْمِيتِ والعُطاس، والمُعاقِبُ الَّذِي أَدرك ثَأْره، لَا يَمُوتُ المُعاقِب لأَنه لَا يَمُوتُ ذِكْرُ ذَلِكَ بَعْدَ موته، لَا يَمُوت مَنْ أَثْأَرَ أَي لَا يَمُوت ذِكْرُهُ. وأَجْزَى عَنْهُ مُجْزَى فُلَانٍ ومُجْزاته ومَجْزَاه ومَجْزَاته؛ الأَخيرة عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الزَّائِدِ أَعني لُغَةً فِي أَجْزَأَ. وَفِي الْحَدِيثِ: البَقَرَةُ تُجْزِي عَنْ سَبْعَةٍ ، بِضَمِّ التَّاءِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، أَي تَكُونُ جَزَاءً عَنْ سَبْعَةٍ. ورجلٌ ذُو جَزَاءٍ أَي غَناء، تَكُونُ مِنَ اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا. والجِزْيَةُ: خَراجُ الأَرض، وَالْجَمْعُ جِزىً وجِزْيٌ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: الجِزَى والجِزْيُ وَاحِدٌ كالمِعَى والمِعْيِ لِوَاحِدِ الأَمْعاء، والإِلَى والإِلْيِ لِوَاحِدِ الآلاءِ، وَالْجَمْعُ جِزاءٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى، ... تَذَرُ البِكارةَ فِي الجِزَاءِ المُضْعَفِ وجِزْيَةُ الذِّمِّي مِنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والجِزْيَةُ مَا يُؤْخَذُ

مِنْ أَهل الذِّمَّةِ، وَالْجَمْعُ الجِزَى مِثْلُ لِحْيةٍ ولِحىً. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الجِزْيَة فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْمَالِ الَّذِي يَعْقِد الكتابيُّ عَلَيْهِ الذِّمَّةَ، وَهِيَ فِعْلَةٌ مِنَ الجَزاء كأَنها جَزَتْ عَنْ قتلِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَة ؛ أَراد أَن الذِّمِّيَّ إِذا أَسلم وَقَدْ مَرَّ بعضُ الْحَوْلِ لَمْ يُطالَبْ مِنَ الجِزْية بِحِصَّةِ مَا مَضَى مِنَ السَّنة؛ وَقِيلَ: أَراد أَن الذِّمِّيَّ إِذا أَسلم وَكَانَ فِي يَدِهِ أَرض صُولح عَلَيْهَا بِخَرَاجٍ، تُوضَعُ عَنْ رَقَبَتِهِ الجِزْيةُ وَعَنْ أَرضه الْخَرَاجُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَنْ أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد بِهِ الْخَرَاجَ الَّذِي يُؤَدَّى عَنْهَا، كأَنه لَازِمٌ لِصَاحِبِ الأَرض كَمَا تَلْزَم الجِزْيَةُ الذميَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير؛ هَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ هُوَ أَن يُسْلِمَ وَلَهُ أَرض خَرَاجٍ، فتُرْفَعُ عَنْهُ جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عَلَيْهِ أَرضُه يُؤَدِّي عَنْهَا الخراجَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَن دِهْقاناً أَسْلَم عَلَى عَهْدِه فَقَالَ لَهُ: إِن قُمْتَ فِي أَرضك رَفَعْنَا الجِزْيَةَ عَنْ رأْسك وأَخذناها مِنْ أَرضك، وإِن تَحَوَّلْتَ عَنْهَا فَنَحْنُ أَحق بِهَا. وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه اشْتَرَى مِنْ دهْقان أَرضاً عَلَى أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها ؛ قِيلَ: اشترَى هاهنا بِمَعْنَى اكْتَرَى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ بُعْدٌ لأَنه غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ، قَالَ: وَقَالَ القُتَيْبي إِن كَانَ مَحْفُوظًا، وإِلا فَأَرى أَنه اشْتَرَى مِنْهُ الأَرضَ قَبْلَ أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها لِلسَّنَةِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا البيعُ فَضَمَّنَهُ أَن يَقُومَ بخَراجها. وأَجْزَى السِّكِّينَ: لُغَةٌ فِي أَجْزَأَها جَعَلَ لَهَا جُزْأَةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ ذَلِكَ لأَن قِيَاسَ هَذَا إِنما هُوَ أَجْزَأَ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ نادراً. جَسَا: جَسَا: ضِدُّ لَطُفَ، وجَسَا الرجلُ جَسْواً وجُسُوّاً: صَلُبَ. ويَدٌ جَاسِيَةٌ: يَابِسَةُ الْعِظَامِ قَلِيلَةُ اللَّحْمِ. وجَسِيَتِ اليَدُ وغيرُها جُسُوّاً وجَسَاً: يَبِسَتْ. وجَسَا الشيخُ جُسُوّاً: بَلَغَ غَايَةَ السِّنِّ. وجَسا الماءُ: جَمُدَ. ودابَّةٌ جَاسِيَةُ الْقَوَائِمِ: يابستُها. ورِماحٌ جاسِيَةٌ: كَزَّةٌ صُلْبة، وَقَدْ ذُكِرَ بَعْضُ ذَلِكَ فِي بَابِ الْهَمْزِ. والجَيْسُوانُ، بِضَمِّ السِّينِ: جِنْسٌ مِنَ النَّخْلِ لَهُ بُسْرٌ جَيِّدٌ، وَاحِدَتُهُ جَيْسُوانَةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ مُرَّةُ: سُمِّيَ الجَيْسُوانَ لطُول شَماريخه، شُبِّه بالذَّوائب، قَالَ: والذَّوائبُ بالفارسية كَيْسُوان. جَشَا: الجَشْوُ: القَوْسُ الْخَفِيفَةُ، لُغَةٌ فِي الجَشءِ، وَالْجَمْعُ جَشَواتٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَلَّمته فاجْتَشَى نَصِيحتي أَي رَدَّها. جَعَا: الجَعْوُ: الطِّينُ. يُقَالُ: جَعَّ فلانٌ فُلَانًا إِذا رَمَاهُ بالجَعْوِ وَهُوَ الطِّينُ. والجَعْوُ: الاسْتُ. والجَعْوُ: مَا جُمِعَ مِنْ بَعَرٍ أَو غَيْرِهِ فجُعِلَ كُثْوةً أَو كُثْبةً، تَقُولُ مِنْهُ: جَعَا جَعْواً، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الجِعْوَةِ لِكَوْنِهَا تَجْمَعُ الناسَ عَلَى شُرْبها. والجِعْوُ: الجِعَةُ: وَالْفَتْحُ أَكثر، نَبِيذُ الشَّعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: نَهَى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الجِعَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الجِعَةُ شرابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الشَّعِيرِ وَالْحِنْطَةِ حَتَّى يُسْكِرَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجِعَةُ مِنَ الأَشربة وَهُوَ نَبِيذُ الشَّعِيرِ. وجَعوْتَ جِعَةً: نَبَذْتُها. جَفَا: جَفَا الشيءُ يَجْفُو جَفَاءً وتَجَافَى: لَمْ يَلْزَمْ مكانَه، كالسَّرْجِ يَجْفُو عَنِ الظَّهْر وكالجَنْب يَجْفُو عَنِ الفِراشِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّ جَنْبي عَنِ الفِراش لَنابِ، ... كتَجَافِي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرابِ والحُجَّةُ فِي أَن الجَفَاءَ يَكُونُ لَازِمًا مِثْلَ تَجَافَى قولُ

الْعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: وشَجَرَ الهُدَّابَ عَنْه فَجَفَا يَقُولُ: رَفَعَ هُدْب الأَرْطى بقَرْنه حَتَّى تَجَافَى عَنْهُ. وأَجْفَيْتُه أَنا: أَنزلته عَنْ مَكَانِهِ؛ قَالَ: تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَلْوِيها ... وتَشْتَكي لَوْ أَنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايانا فَلم نُجْفِيها أَي فلَمَّا نَرْفَعُ الحَوِيَّة عَنْ ظَهْرِهَا. وجَفَا جنْبُه عَنِ الْفِرَاشِ وتَجَافَى: نَبَا عَنْهُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ. وجَافَيْت جَنْبي عَنِ الْفِرَاشِ فتَجَافَى، وأَجْفَيْت القَتَب عَنْ ظَهْرِ الْبَعِيرِ فَجَفَا، وجَفَا السرجُ عَنْ ظَهْرِ الْفَرَسِ وأَجْفَيْته أَنا إِذا رَفَعْتَهُ عَنْهُ، وجَافَاه عَنْهُ فتَجَافَى. وتَجَافَى جَنْبُه عَنِ الْفِرَاشِ أَي نَبَا، واسْتَجْفَاه أَي عَدَّهُ جَافِيًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: إِنهم كَانُوا يُصَلُّونَ فِي اللَّيْلِ، وَقِيلَ: كَانُوا لَا يَنَامُونَ عَنْ صَلَاةِ العَتَمة، وَقِيلَ: كَانُوا يُصَلُّونَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ صلاةِ المغربِ والعشاءِ الأَخيرةِ تَطَوُّعاً. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ، دَلِيلٌ عَلَى أَنها الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لأَنه عملٌ يَسْتَسِرُّ الإِنسان بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُجَافِي عَضُدَيْه عَنْ جَنْبَيْهِ فِي السُّجُودِ أَي يُبَاعِدُهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا سَجَدْتَ فَ تَجَافَ ، وَهُوَ مِنَ الجَفَاءِ البُعْدِ عَنِ الشَّيْءِ، جَفَاهُ إِذا بَعُدَ عَنْهُ، وأَجْفَاه إِذا أَبعده؛ ومنه الحديث: اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ أَي تُعَاهَدُوهُ وَلَا تَبْعُدُوا عَنْ تِلَاوَتِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجَفَا الشيءُ عَلَيْهِ ثَقُل، لَمَّا كَانَ فِي مَعْنَاهُ، وَكَانَ ثَقُل يَتَعَدَّى بِعَلَى، عدَّوْه بِعَلَى أَيضاً، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ، والجَفَا يُقْصَرُ وَيُمَدُّ خِلَافَ البِرّ نَقِيضَ الصِّلَةِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: الجَفَاء مَمْدُودٌ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، وَمَا عَلِمْتُ أَحداً أَجاز فِيهِ الْقَصْرَ، وَقَدْ جَفَاه جَفْواً وجَفَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: غَيْرَ الْغَالي فيه والْجَافِي ؛ الجَفَاءُ: تَرْكُ الصِّلَةِ وَالْبِرِّ؛ فأَما قَوْلُهُ: مَا أَنا بِالْجَافِي وَلَا المَجْفِيِ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: بَنَاهُ عَلَى جُفِيَ، فَلَمَّا انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً فِيمَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ بُنِيَ الْمَفْعُولُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِلشَّاعِرِ: وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّني ... أَنا الليثُ مَعْدِيّاً عَلَيْهِ وعادِيَا وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحياءُ مِنَ الإِيمان والإِيمانُ فِي الْجَنَّةِ والبَذَاءُ مِنَ الجَفَاء والجَفَاءُ في النَّارِ ؛ البَذاء، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ: الفُحْش مِنَ الْقَوْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنْ بَدَا جَفَا ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، خَرَجَ إِلى الْبَادِيَةِ، أَي مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ غلُظ طَبْعُهُ لِقِلَّةِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ، والجَفَاءُ غِلَظ الطَّبْعِ. اللَّيْثُ: الجَفْوة أَلْزَم فِي تَرْكِ الصِّلَة مِنَ الجَفاءِ لأَن الجَفاء يَكُونُ فِي فَعَلاته إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَلَقٌ وَلَا لَبَقٌ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ جَفَوْته جَفْوَة مَرَّةً وَاحِدَةً، وَجَفَاءً كَثِيرًا، مَصْدَرٌ عَامٌّ، والجَفَاء يَكُونُ فِي الخِلْقة والخُلُق؛ يُقَالُ: رَجُلٌ جافِي الخِلْقة وجافِي الخُلُق إِذا كَانَ كَزّاً غليظَ العِشْرة والخُرْقِ فِي الْمُعَامَلَةِ والتحامُلِ عِنْدَ الْغَضَبِ والسَّوْرةِ عَلَى الْجَلِيسِ. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بالجَافِي المُهِين أَي لَيْسَ بِالْغَلِيظِ الخِلْقة وَلَا الطَّبْعِ أَو لَيْسَ بِالَّذِي يَجْفُو أَصحابه، وَالْمُهِينُ يُرْوَى بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا، فَالضَّمُّ عَلَى الْفَاعِلِ مِنْ أَهان أَي لَا يُهِينُ مَنْ صَحِبَهُ، وَالْفَتْحُ عَلَى

الْمَفْعُولِ مِنَ المَهانة والحَقارة، وَهُوَ مَهِين أَي حَقِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَزْهَدَنَّ فِي جَفَاءِ الحِقْوِ أَي لَا تَزْهَدْ فِي غِلَظِ الإِزار، وَهُوَ حثٌّ عَلَى تَرْكِ التَّنَعُّمِ. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: خَرَجَ جُفَاءٌ مِنَ الناسِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، قَالُوا: وَمَعْنَاهُ سَرَعانُ النَّاسِ وأَوائِلُهم، تَشْبِيهًا بجُفَاء السَّيْلِ وَهُوَ مَا يَقْذِفُهُ مِنَ الزَّبَدِ وَالْوَسَخِ وَنَحْوِهِمَا. وجَفَيْت البَقْلَ واجْتَفَيْته: اقْتَلَعْتُهُ مِنْ أُصوله كجَفأَه واجْتَفأَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ جَفَوْته، فَهُوَ مَجْفُوّ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ جَفَيْت، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مَجْفِيّ؛ وأَنشد: مَا أَنا بالجَافِي وَلَا المَجْفِيِ وَفُلَانٌ ظاهرُ الجِفْوَة، بِالْكَسْرِ، أَي ظَاهِرُ الجَفاء. أَبو عَمْرٍو: الجُفَايَة السَّفِينَةُ الْفَارِغَةُ، فإِذا كَانَتْ مَشْحُونَةً فَهِيَ غامِدٌ وآمِدٌ وغامِدة وآمِدة. وجَفَا مالَه: لَمْ يُلازمه. وَرَجُلٌ فِيهِ جَفْوَة وجِفْوَة وإِنه لَبَيِّن الجِفْوَة، بِالْكَسْرِ، فإِذا كَانَ هُوَ المَجْفُوّ قِيلَ بِهِ جَفْوَة. وقولُ المِعْزَى حِينَ قِيلَ لَهَا مَا تَصْنَعِينَ فِي اللَّيْلَةِ المَطِيرة فَقَالَتْ: الشَّعْر دُقاقٌ والجِلْدُ رُقاق والذَّنَبُ جُفَاءٌ وَلَا صَبْر بِي عَنِ البَيْت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرِ اللِّحْيَانِيُّ جُفَاء، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه مِنَ النُّبُوِّ وَالتَّبَاعُدِ وَقِلَّةِ اللُّزُوق. وأَجْفَى الماشيةَ، فَهِيَ مُجْفَاة: أَتعبها وَلَمْ يَدَعْها تأْكل، وَلَا عَلَفها قبلَ ذَلِكَ، وَذَلِكَ إِذا سَاقَهَا سَوْقًا شديداً. جَلَا: جَلا القومُ عَنْ أَوطانهم يَجْلُون وأَجْلَوْا إِذا خَرَجُوا مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ: يَرِدُ عليَّ رَهْط مِنْ أَصحابي فيُجْلَوْن عَنِ الْحَوْضِ ؛ هَكَذَا رُوِيَ فِي بَعْضِ الطُّرُقِ أَي يُنْفَوْن ويُطْردون، وَالرِّوَايَةُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْهَمْزِ. وَيُقَالُ: اسْتُعْمِل فُلَانٌ عَلَى الجَالِيَة والجَالَةِ. والجَلاءُ، مَمْدُودٌ: مَصْدَرُ جَلا عَنْ وَطَنِهِ. وَيُقَالُ: أَجْلاهم السُّلْطَانُ فأَجْلَوْا أَي أَخرجهم فَخَرَجُوا. والجَلاءُ: الْخُرُوجُ عَنِ الْبَلَدِ. وَقَدْ جَلَوْا عَنْ أَوطانهم وجَلَوْتُهم أَنا، يَتَعَدَّى، وَلَا يَتَعَدَّى. وَيُقَالُ أَيضاً: أَجْلَوْا عَنِ الْبَلَدِ وأَجْلَيْتهم أَنا، كِلَاهُمَا بالأَلف؛ وَقِيلَ لأَهل الذِّمَّةِ الجَالِيَة لأَن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَجلاهم عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فيهم، فسُمُّوا جَالِيَة وَلَزِمَهُمْ هَذَا الِاسْمُ أَين حَلُّوا، ثُمَّ لَزِمَ كلَّ مَنْ لَزِمَتْهُ الجزيةُ مِنْ أَهل الْكِتَابِ بِكُلِّ بَلَدٍ، وإِن لَمْ يُجْلَوْا عَنْ أَوطانهم. والجَالِيَة: الَّذِينَ جَلَوْا عَنْ أَوْطانهم. وَيُقَالُ: اسْتُعْمِل فُلَانٌ عَلَى الجَالِيَة أَي عَلَى جِزْية أَهل الذِّمَّةِ. والجَالَةُ: مِثْلُ الجَالِية. وَفِي حَدِيثِ العَقَبة: وإِنكم تُبايِعون مُحَمَّدًا عَلَى أَن تُحارِبوا الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ مُجْلِيةً أَي حَرْباً مُجْلِية مُخْرِجة عَنِ الدَّارِ وَالْمَالِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه خيَّر وَفْدَ بُزاخَة بينَ الحَرْبِ المُجْلِيَة والسِّلْم المُخْزِيَةِ. وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: اخْتاروا فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِيَة وإِمَّا سِلْم مُخْزِية أَي إِمَّا حَرْب تُخْرِجُكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَو سِلْمٌ تُخْزيكم وتُذِلُّكم. ابْنُ سِيدَهْ: جَلا القومُ عَنِ الْمَوْضِعِ وَمِنْهُ جَلْواً وجَلاءً وأَجْلَوْا: تفرَّقوا، وفَرَق أَبو زَيْدٍ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: جَلَوا مِنَ الْخَوْفِ وأَجْلَوْا مِنَ الجَدْب، وأَجْلاهم هُوَ وجَلَّاهم لُغَةٌ وَكَذَلِكَ اجْتَلاهم؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النَّحْلَ وَالْعَاسِلَ: فلَمّا جَلاها بالأُيامِ، تَحَيَّزَت ... ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِئابُها وَيُرْوَى: اجْتَلاها، يَعْنِي العاسلَ جَلَا النحلَ عَنْ مَوَاضِعِهَا

بالأُيام، وَهُوَ الدُّخان، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ تحَيَّرت أَي تحيَّرت النَّحْلُ بِمَا عَراها مِنَ الدُّخَانِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: جَلا النحلَ يَجْلُوها جَلاءً إِذا دَخَّنَ عَلَيْهَا لاشْتِيارِ الْعَسَلِ. وجَلْوَة النحلِ: طَرْدُها بالدُّخان. ابْنُ الأَعرابي: جَلاهُ عَنْ وَطَنِهِ فجَلا أَي طَرَدَهُ فَهَرَبَ. قَالَ: وجَلا إِذا عَلا، وجَلا إِذا اكتَحَل، وجَلا الأَمرَ وجَلَّاه وجَلَّى عَنْهُ كشَفه وأَظهره، وَقَدِ انْجَلَى وتَجَلَّى. وأَمرٌ جَلِيٌّ: وَاضِحٌ؛ تَقُولُ: اجْلُ لِي هَذَا الأَمرَ أَي أَوضحه. والجَلاءُ، مَمْدُودٌ: الأَمر البَيِّنُ الْوَاضِحُ. والجَلاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: الأَمرُ الجَلِيُّ، وَتَقُولُ مِنْهُ: جَلا لِيَ الخبرُ أَي وَضَح؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: فإِنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ: ... يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ «2» . أَراد الْبَيِّنَةَ وَالشُّهُودَ، وَقِيلَ: أَراد الإِقرار، وَاللَّهُ تَعَالَى يُجَلِّي الساعةَ أَي يُظْهِرُهَا. قَالَ سُبْحَانَهُ: لَا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ . وَيُقَالُ: أَخْبرني عَنْ جَلِيَّةِ الأَمر أَي حَقِيقَتِهِ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: وآبَ مُضِلُّوه بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ، ... وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ يَقُولُ: كَذَّبُوا بِخَبَرِ مَوْتِهِ أَولَ مَا جَاءَ فجاءَ دَافِنُوهُ بِخَبَرِ مَا عَايَنُوهُ. والجَلِيُّ: نَقِيضُ الخَفِيِّ. والجَلِيَّة: الْخَبَرُ الْيَقِينُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والجَلِيَّة البَصِيرة، يُقَالُ عينٌ جَلِيَّة؛ قَالَ أَبو دواد: بَلْ تَأَمَّلْ، وأَنت أَبْصَرُ مِنِّي، ... قَصْدَ دَيْرِ السَّوادِ عَينٌ جَلِيَّهْ وجَلَوْت أَي أَوضحت وكشَفْتُ. وجَلَّى الشيءَ أَي كَشَفَهُ. وَهُوَ يُجَلِّي عَنْ نَفْسِهِ أَي يُعَبِّرُ عَنْ ضَمِيرِهِ. وتَجَلَّى الشيءُ أَي تكشَّف. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مالك: ف جَلا رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِلنَّاسِ أَمرَهم ليتَأَهَّبوا أَي كَشَفَ وأَوضح. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إِن رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ رَفَعَ لِيَ الدُّنيا وأَنا أَنظر إِليها جِلِّيَاناً مِنَ اللَّهِ أَي إِظْهاراً وكَشْفاً، وَهُوَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ. وجِلاءُ السَّيْفِ، مَمْدُودٌ بِكَسْرِ الْجِيمِ، وجَلا الصيقلُ السيفَ والمِرآةَ ونحوَهُما جَلْواً وجِلاءً صَقَلَهما. واجْتَلاه لِنَفْسِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ وجَلا عينَه بالكُحْل جَلْواً وجَلاءً، والجَلا والجَلاءُ والجِلاءُ: الإِثْمِدُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الجَلا كُحْلٌ يَجْلو الْبَصَرَ، وَكِتَابَتُهُ بالأَلف. وَيُقَالُ: جَلَوْتُ بَصَرِي بِالْكُحْلِ جَلْواً. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: أَنها كَرِهَتْ للمُحِدِّ أَن تكْتَحِل بالجِلاء ، هُوَ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، الإِثمد، وَقِيلَ: هُوَ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، ضَرْبٌ مِنَ الْكُحْلِ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَلاءُ والجِلاءُ الْكُحْلُ لأَنه يَجْلُو الْعَيْنَ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: وأَكْحُلْكَ بالصابِ أَو بالجَلا، ... ففَقِّحْ لِذَلِكَ أَو غَمِّض قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لأَبي المُثَلَّم، قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَهُ النَّحَّاسُ وَابْنُ وَلاد الجَلا، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْقَصْرِ، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ، وَذَكَرَ الْمُهَلَّبِيُّ فِيهِ الْمَدَّ وَفَتْحَ الْجِيمِ، وأَنشد الْبَيْتَ. وَرُوِيَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنس قَالَ: قرأَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ، قَالَ: وَضَعَ إِبهامه عَلَى قَرِيبٍ مِنْ طَرَفِ أُنْمُلَة خِنْصَرِه فساخَ الْجَبَلُ، قَالَ حَمَّادٌ: قُلْتُ لِثَابِتٍ تَقُولُ هَذَا؟ فَقَالَ: يَقُولُهُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُهُ أَنس وأَنا أَكْتُمه وَقَالَ الزَّجَّاجُ:

_ (2). قوله [أو جَلاء] كذا أورده كالجوهري بفتح الجيم، وقال الصاغاني: الرواية بالكسر لا غير، من المجالاة

تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ أَي ظَهَرَ وبانَ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَهل السُّنة وَالْجَمَاعَةِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: تَجَلَّى بَدَا لِلْجَبَلِ نُور العَرْش. وَالْمَاشِطَةُ تَجْلُو العَرُوس، وجَلا العروسَ عَلَى بَعْلها جَلْوة وجِلْوة وجُلوة وجِلاءً واجْتَلاها وجَلَّاها، وَقَدْ جُلِيت عَلَى زَوْجِهَا واجْتَلاها زَوْجُهَا أَي نَظر إِليها. وتَجلَّيت الشيءَ: نَظَرْتُ إِليه. وجَلَّاها زوجُها وَصِيفَةً: أَعطاها إِياها فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وجِلْوَتُها مَا أَعطاها، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَعطاها مِنْ غُرَّةٍ أَو دَرَاهِمَ. الأَصمعي: يُقَالُ جَلا فُلَانٌ امرأَته وَصِيفَةً حِينَ اجْتَلَاهَا إِذا أَعطاها عِنْدَ جَلْوَتها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَرِهَ أَن يَجْلِيَ امرأَته شَيْئًا لَا يَفِيَ بِهِ. وَيُقَالُ: مَا جِلْوَتُها، بِالْكَسْرِ، فَيُقَالُ: كَذَا وَكَذَا. وَمَا جِلاءُ فُلَانٍ أَي بأَيِّ شيءٍ يُخَاطَبُ مِنَ الأَسماء والأَلقاب فيُعظَّم بِهِ. واجْتَلَى الشيءَ: نَظَرَ إِليه. وجَلَّى بِبَصَرِهِ: رَمى. والبازِي يُجَلِّي إِذا آنَسَ الصيدَ فَرَفَعَ طرْفَه ورأْسَه. وجَلَّى بِبَصَرِهِ تَجْلِيَةً إِذا رَمَى بِهِ كَمَا يَنْظُرُ الصَّقْرُ إِلى الصَّيْدِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فانْتَضَلْنا وَابْنُ سَلْمَى قاعِدٌ، ... كعَتيقِ الطَّيْرِ يُغْضِي ويُجَلّ أَي ويُجَلِّي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ابْنُ سَلْمى هُوَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: التَّجَلِّي فِي الصَّقْرِ أَن يُغْمِضَ عَيْنَهُ ثُمَّ يَفْتَحَهَا لِيَكُونَ أَبصر لَهُ، فالتَّجَلِّي هُوَ النَّظَرُ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: جَلَّى بصيرُ العَيْنِ لَمْ يُكَلِّلِ، ... فانْقَضَّ يَهْوي مِنْ بَعيدِ المَخْتَلِ وَيُقَوِّي قولَ ابْنَ حَمْزَةَ بَيْتُ لَبِيدٍ الْمُتَقَدِّمُ. وجَلَّى الْبَازِي تجَلِّياً وتَجْلِيَةً: رَفَعَ رأْسه ثُمَّ نَظَرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى، عَلَى رأْسِ رَهْوَةٍ، ... مِنَ الطيرِ، أَقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أَوْرَقُ وَجَبْهَةٌ جَلْوَاءُ: وَاسِعَةٌ. والسماءُ جَلْوَاءُ أَي مُصْحِية مِثْلُ جَهْواء. وَلَيْلَةٌ جَلْوَاءُ: مُصْحِية مُضِيئة. والجَلا، بِالْقَصْرِ: انْحسار مُقَدَّمِ الشعرِ، كِتَابَتُهُ بالأَلف، مِثْلُ الجَلَهِ، وَقِيلَ: هُوَ دُونَ الصَّلَعِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَبْلُغَ انْحِسَارُ الشَّعْرِ نصفَ الرأْسِ، وَقَدْ جَلِيَ جَلًا وَهُوَ أَجْلَى. وَفِي صِفَةِ الْمَهْدِيِّ: أَنه أَجْلَى الجَبْهَةِ ؛ الأَجْلَى: الْخَفِيفُ شَعْرِ مَا بَيْنَ النَّزَعتين مِنَ الصُّدغين وَالَّذِي انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ جَبْهَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: أَنه أَجْلَى الجَبْهةِ ، وَقِيلَ: الأَجْلَى الحسنُ الوجهِ الأَنْزَعُ. أَبو عُبَيْدٍ: إِذا انْحَسَرَ الشَّعْرُ عَنْ نِصْفِ الرأْس وَنَحْوِهِ فَهُوَ أَجْلى؛ وأَنشد: مَعَ الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ وَقَدْ جَلِيَ يَجْلَى جَلًا، تَقُولُ مِنْهُ: رَجُلٌ أَجْلَى بيِّنُ الجَلا. والمَجالِي: مقاديمُ الرأْس، وَهِيَ مَوَاضِعُ الصَّلَع؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِبْعيّ: رَأَيْنَ شَيْخًا ذَرِئَتْ مَجالِيهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: أَراه شَيْخًا، لأَن قَبْلَهُ: قَالَتْ سُليْمى: إِنني لَا أَبْغِيهْ، ... أَراهُ شَيْخًا ذَرِئَتْ مَجَالِيهْ، يَقْلي الغَواني والغَواني تَقْلِيهْ وَقَالَ الفراءُ: الْوَاحِدُ مَجْلىً وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الجَلا، وَهُوَ ابْتِدَاءُ الصَّلع إِذا ذَهَبَ شَعْرُ رأْسه إِلى نِصْفِهِ. الأَصمعي: جالَيْتُه بالأَمر وجالَحْته إِذا جَاهَرْتَهُ؛ وأَنشد: مُجالَحة لَيْسَ المُجالاةُ كالدَّمَسْ

والمَجَالِي: مَا يُرَى مِنَ الرأْس إِذا اسْتَقْبَلَ الْوَجْهَ، وَهُوَ مَوْضِعُ الجَلَى. وتَجَالَيْنا أَي انْكَشَفَ حَالُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لِصَاحِبِهِ. وابنُ جَلا: الواضحُ الأَمْرِ. واجْتَلَيْتُ الْعِمَامَةَ عَنْ رأْسي إِذا رَفَعْتَهَا مَعَ طَيِّها عَنْ جَبِينك. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ عَلَى الشَّرَفِ لَا يَخْفَى مكانُه: هُوَ ابنُ جَلا؛ وَقَالَ القُلاخ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بن جَلا وجَلا: اسْمُ رَجُلٍ، سُمِّيَ بِالْفِعْلِ الْمَاضِي. ابْنُ سِيدَهْ: وابنُ جَلا اللَّيْثِيُّ، سُمِّي بِذَلِكَ لِوُضُوحِ أَمره؛ قَالَ سُحَيْم بْنُ وَثِيل: أَنا ابنُ جَلا وطَلَّاعُ الثَّنايا، ... مَتى أَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوني قَالَ: هَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ، وطلَّاعُ الثَّنَايَا، بِالرَّفْعِ، عَلَى أَنه مِنْ صِفَتِهِ لَا مِنْ صِفَةِ الأَب كأَنه قَالَ وأَنا طلَّاع الثَّنَايَا، وَكَانَ ابنُ جَلا هَذَا صاحبَ فَتْك يطلعُ فِي الْغَارَاتِ مِنْ ثَنِيَّة الْجَبَلِ عَلَى أَهلها، وَقَوْلُهُ: مَتى أَضع العمامة تعرفوني قَالَ ثَعْلَبٌ: الْعِمَامَةُ تُلْبَسُ فِي الْحَرْبِ وَتُوضَعُ فِي السَّلْم. قَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ: إِذا سُمِّيَ الرَّجُلُ بقَتَلَ وضرَبَ ونحوهما إِنه لَا يُصْرَفُ، وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا الْبَيْتِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يَحْتَمِلُ هَذَا الْبَيْتُ وَجْهًا آخَرَ، وَهُوَ أَنه لَمْ ينوِّنه لأَنه أَراد الْحِكَايَةَ، كأَنه قَالَ: أَنا ابنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَلَا الأُمور وكشَفَها فَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْهُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ لَمْ يُنَوِّنْهُ لأَنه فِعْلٌ وَفَاعِلٌ؛ وَقَدِ اسْتَشْهَدَ الْحَجَّاجُ بِقَوْلِهِ: أَنا ابنُ جَلا وطلَّاعُ الثَّنايا أَي أَنا الظَّاهِرُ الَّذِي لَا يَخْفَى وَكُلُّ أَحد يَعْرِفُنِي. وَيُقَالُ لِلسَّيِّدِ: ابنُ جَلا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: جَلا فِعْلٌ مَاضٍ، كأَنه بِمَعْنَى جَلا الأُمورَ أَي أَوضحها، وَكَشَفَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا، ... أَبو خَناثِيرَ أَقُود الجَمَلا وَابْنُ أَجْلَى: كابنِ جَلا. يُقَالُ: هُوَ ابْنُ جَلا وَابْنُ أَجْلَى؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لاقَوْا بِه الحجاجَ والإِصْحارا، ... بِهِ ابْنُ أَجْلَى وافَقَ الإِسْفارا لَاقَوْا بِهِ أَي بِذَلِكَ الْمَكَانِ. وَقَوْلُهُ الإِصْحارَ: وَجَدوه مُصْحِراً. ووَجَدُوا بِهِ ابنَ أَجْلَى: كَمَا تَقُولُ لَقِيتُ بِهِ الأَسَدَ. والإِسْفارُ: الصُّبْح. وَابْنُ أَجْلَى: الأَسدُ، وَقِيلَ: ابْنُ أَجْلَى الصُّبْحُ، فِي بَيْتِ الْعَجَّاجِ. وَمَا أَقمت عِنْدَهُ إِلَّا جَلاءَ يومٍ وَاحِدٍ أَي بياضَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا ليَ إِنْ أَقْصَيْتَني مِنْ مقْعدِ، ... وَلَا بهَذِي الأَرْضِ مِنْ تَجَلُّدِ، إِلَّا جَلاءَ اليومِ أَو ضُحَى غَدِ وأَجْلَى اللَّهُ عَنْكَ أَي كشَفَ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْمَرِيضِ. يُقَالُ لِلْمَرِيضِ: جَلا اللَّهُ عَنْهُ المرضَ أَي كشَفَه. وأَجْلَى يعْدُو: أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع. وانْجَلَى الغَمُّ، وجَلَوْتُ عَنِّي هَمِّي جَلْواً إِذا أَذهبته. وجَلَوْتُ السيفَ جِلاءً، بِالْكَسْرِ، أَي صَقَلْتُ. وجَلَوْتُ العروسَ جِلاءً وجَلْوَةً واجْتَلَيْتُها بِمَعْنًى إِذا نَظَرْتَ إِليها مَجْلُوّةً. وانْجَلَى الظلامُ إِذا انْكَشَفَ. وانْجَلَى عَنْهُ الهَمُّ: انْكَشَفَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا جَلَّى الظُّلمةَ فَجَازَتِ الْكِنَايَةُ عَنِ الظُّلْمة وَلَمْ تُذْكَرْ فِي أَوله لأَن مَعْنَاهَا مَعْرُوفٌ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ: أَصْبَحتْ باردَةً وأَمْسَتْ عَرِيَّةً وهَبَّتْ شَمالًا؟ فكُني عَنْ

مُؤَنَّثاتٍ لَمْ يَجْرِ لهنَّ ذِكْرٌ لأَن مَعْنَاهُنَّ مَعْرُوفٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِذا جَلَّاها إِذا بيَّنَ الشمسَ لأَنها تتَبين إِذا انْبَسَطَ النَّهَارُ. اللَّيْثُ: أَجْلَيْتُ عَنْهُ الهمَّ إِذا فرَّجت عَنْهُ، وانْجَلَتْ عَنْهُ الهمومُ كَمَا تَنْجَلِي الظُّلْمَةُ. وأَجْلَوْا عَنِ الْقَتِيلِ لَا غَيْرُ أَي انْفَرَجُوا. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: حَتَّى تَجَلَّتِ الشَّمْسُ أَي انْكَشَفَتْ وَخَرَجَتْ مِنَ الْكُسُوفِ، يُقَالُ: تَجَلَّتْ وانْجَلَتْ. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ أَيضاً: فقُمْت حَتَّى تجَلَّانيَ الغَشْيُ أَي غَطَّاني وغشَّاني، وأَصله تَجَلْلَنِي، فأُبدلت إِحدى اللَّامين أَلفاً مِثْلَ تَظَنَّى وتمَطَّى فِي تظنَّن وتمطَّط، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَى تَجَلَّاني الغشيُ ذَهَبَ بقوَّتي وَصَبْرِي مِنَ الجَلاءِ، أَو ظَهَر بِي وبانَ عليَّ. وتَجَلَّى فلانٌ مكانَ كَذَا إِذا عَلاه، والأَصل تجَلَّله؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَمَّا تَجَلَّى قَرْعُها القاعَ سَمْعَه، ... وبانَ لَهُ وسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُها «1» . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَّجَلِّي النظرُ بالإِشْراف. وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّجَلِّي التَّجَلُّل أَي تَجَلَّل قَرْعُها سَمْعَه فِي الْقَاعِ؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: تحَلَّى قَرْعُها القاعَ سَمْعَهُ وأَجْلَى: مَوْضِعٌ بَيْنَ فَلْجة وَمَطْلَعِ الشَّمْسِ، فِيهِ هُضَيْبات حُمْر، وَهِيَ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيانَ. وجَلْوَى، مَقْصُورٌ: قَرْيَةٌ. وجَلْوَى: فَرَسُ خُفاف بْنِ نُدْبة؛ قَالَ: وقَفْتُ لَهَا جَلْوَى، وَقَدْ قَامَ صُحْبتي، ... لأَبْنِيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا وجَلْوَى أَيضاً: فَرَسُ قِرْواشِ بْنِ عَوْفٍ. وجَلْوَى أَيضاً: فَرَسٌ لِبَنِي عَامِرٍ. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وجَلْوَى فَرَسٌ كَانَتْ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوع، وَهُوَ ابْنُ ذِي العِقالِ، قَالَ: وَلَهُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي حَرْبِ غَطَفَانَ؛ وَقَوْلُ الْمُتَلَمِّسِ: يَكُونُ نَذِيرٌ مِنْ وَرَائِيَ جُنَّةً، ... ويَنْصُرُنِي منْهُمْ جُلَيّ وأَحْمَسُ «2» . قَالَ: هُمَا بَطْنَانِ في ضُبَيْعة. جمي: الجَمَا والجُمَا: نُتوءٌ ووَرَمٌ فِي الْبَدَنِ. الْفَرَّاءُ: جُمَاءُ كلِّ شَيْءٍ حَزْرُه وَهُوَ مِقْدَارُهُ. وجَمَاءُ الشَّيْءِ وجُمَاؤه: شخصُه وحَجْمُه؛ قَالَ: يَا أُمَّ سَلْمَى، عَجِّلي بخُرْسِ، ... وخُبْزةٍ مِثْلِ جُمَاءِ التُّرْسِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ يَرْثِي رَجُلًا: جَعَلْتُ وِسادَهُ إِحْدَى يَدَيْهِ، ... وفَوْقَ جُمَائِه خَشَباتِ ضَالِ وَيُرْوَى: وتَحْتَ جُمَائِه؛ قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: وَهُوَ غَلَطٌ لأَن الْمَيِّتَ إِنما يُجْعَلُ الْخَشَبُ فَوْقَهُ لَا تَحْتَهُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: يُقَالُ جَمَاءُ التُّرْسِ وجُمَاؤُه، وَهُوَ اجْتِمَاعُهُ ونُتُوءُه. وجُمَاءُ الشَّيْءِ: قَدْرُه. أَبو عَمْرٍو: الجُمَاء شَخْصُ الشَّيْءِ تَرَاهُ مِنْ تَحْتِ الثَّوْبِ؛ وَقَالَ: فَيَا عَجَباً للحُبِّ دَاءً فَلَا يُرَى ... لَهُ تحتَ أَثوابِ المُحِبِّ جُمَاءُ الْجَوْهَرِيُّ: الجَمَاءُ والجَمَاءَةُ الشخصُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَجَمَّى القومُ إِذا اجْتَمَعَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، وَقَدْ تَجَمَّوْا عَلَيْهِ. ابْنُ بُزُرْجَ: جَمَاءُ كُلِّ شَيْءٍ اجتماعُه وحَركته؛ وأَنشد: وبَظْر قَدْ تَفَلَّقَ عَنْ شَفِيرٍ، ... كأَنَّ جَمَاءَهُ قَرْنا عَتُودِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، لأَن انقلاب

_ (1). قوله [وبان له] كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة: وحال له (2). قوله [جليّ] هو بهذا الضبط في الأصل

الأَلف عَنِ الْيَاءِ طَرَفًا أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الواو، والله أَعلم. جني: جَنَى الذنْبَ عَلَيْهِ جِنايةً: جَرَّه، قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّميري: وإِنَّ دَماً، لَوْ تَعْلَمِينَ، جَنَيْتُه ... عَلَى الحَيِّ، جَانِي مِثْلِه غَيْرُ سَالِمٍ وَرَجُلٌ جَانٍ مِنْ قَوْمٍ جُنَاة وجُنَّاء، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، فأَما قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: أَبناؤُها أَجْناؤُها، فَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَن أَبناءً جَمْعُ بانٍ وأَجْنَاءً جَمْعُ جَانٍ كَشَاهِدٍ وأَشهاد وَصَاحِبٍ وأَصحاب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراهم لَمْ يُكَسِّرُوا بَانِيًا عَلَى أَبناء وَلَا جَانِياً عَلَى أَجْنَاء إِلَّا فِي هَذَا الْمَثَلِ، الْمَعْنَى أَن الَّذِي جَنَى وهَدَم هَذِهِ الدَّارَ هُوَ الَّذِي كَانَ بَنَاهَا بِغَيْرِ تَدْبِيرٍ فَاحْتَاجَ إِلَى نَقْضِ مَا عَمِلَ وإِفساده، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أَظن أَن أَصل الْمَثَلِ جُنَاتُها بُناتُها، لأَن فَاعِلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفعال، وأَما الأَشهاد والأَصحاب فإِنما هُمَا جَمْعُ شَهْدٍ وصَحْب، إِلَّا أَن يَكُونَ هَذَا مِنَ النَّوَادِرِ لأَنه يَجِيءُ فِي الأَمثال مَا لَا يَجِيءُ فِي غَيْرِهَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ المثلُ كَمَا ظَنَّهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ قَوْلِهِ جُنَاتها بُناتُها، بَلِ الْمَثَلُ كَمَا نَقَل، لَا خِلَافَ بَيْنِ أَحد مِنْ أَهل اللُّغَةِ فِيهِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ إِن أَشهاداً وأَصحاباً جَمْعُ شَهْدٍ وَصَحْبٍ سَهْوٌ مِنْهُ لأَن فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفعال إِلَّا شَاذًا، قَالَ: وَمَذْهَبُ الْبَصْرِيِّينَ أَن أَشهاداً وأَصحاباً وأَطياراً جَمْعُ شَاهِدٍ وَصَاحِبٍ وَطَائِرٍ، فَإِنْ قِيلَ: فإِن فَعْلًا إِذا كَانَتْ عَيْنُهُ وَاوًا أَو يَاءً جَازِ جَمْعُهُ عَلَى أَفعال نَحْوَ شَيْخٍ وأَشياخ وحَوْض وأَحواض، فَهَلَّا كَانَ أَطيار جَمْعًا لِطَيْرٍ؟ فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَن طَيْرًا لِلْكَثِيرِ وأَطياراً لِلْقَلِيلِ، أَلا تَرَاكَ تَقُولُ ثَلَاثَةُ أَطيار؟ وَلَوْ كَانَ أَطيار فِي هَذَا جَمْعًا لطَيْر الَّذِي هُوَ جَمْعٌ لَكَانَ الْمَعْنَى ثَلَاثَةُ جُموع مِنَ الطَّيْرِ، وَلَمْ يُرَد ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا المَثَل يُضْرَبُ لِمَنْ عَمِلَ شَيْئًا بِغَيْرِ رَوِيَّة فأَخطأَ فِيهِ ثُمَّ اسْتَدْرَكه فنَقَضَ مَا عَمِلَهُ، وأَصله أَن بَعْضَ مُلُوكِ الْيَمَنِ غَزا واسْتَخْلَف ابْنَتَه فبَنَتْ بمَشُورة قَوْمٍ بُنْياناً كَرِهَهُ أَبوها، فَلَمَّا قَدِمَ أَمر المُشيرين بِبِنَائِهِ أَن يَهْدموه، وَالْمَعْنَى أَن الَّذِينَ جَنَوْا عَلَى هَذِهِ الدَّارِ بالهَدْم هُمُ الَّذِينَ كَانُوا بَنَوْها، فَالَّذِي جَنَى تَلافَى مَا جَنَى، وَالْمَدِينَةُ الَّتِي هُدِمَتِ اسْمُهَا بَرَاقِشُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا فِي فَصْلِ بَرْقَشَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِه ، الجِنَايَةُ: الذَّنْبُ والجُرْم وَمَا يَفْعَلُهُ الإِنسان مِمَّا يُوجِبُ عَلَيْهِ الْعِقَابَ أَو الْقِصَّاصَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْمَعْنَى أَنه لَا يُطالَبُ بِجِنَايَةِ غَيْرِهِ مِنْ أَقاربه وأَباعده، فَإِذَا جَنَى أَحدُهم جِنَايَةً لَا يُطالَب بِهَا الْآخَرُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى *. وجَنَى فلانٌ عَلَى نَفْسِهِ إِذا جَرَّ جَرِيرَةً يَجْنِي جِنَايَةً عَلَى قَوْمِهِ. وتَجَنَّى فلانٌ عَلَى فُلَانٍ ذَنْبًا إِذا تَقَوَّلَه عَلَيْهِ وَهُوَ بَرِيء. وتَجَنَّى عَلَيْهِ وجَانَى: ادَّعى عَلَيْهِ جِنَايَةً. شَمِرٌ: جَنَيْتُ لَكَ وَعَلَيْكَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: جَانِيك مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ، وقَدْ ... تُعْدِي الصِّحاحَ فتَجْرَبُ الجُرْبُ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُمْ جَانِيكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُعاقَب بِجِنَايَةٍ وَلَا يُؤْخَذُ غَيْرُهُ بِذَنْبِهِ، إِنما يَجْنِيك مَن جِنايتُه رَاجِعَةٌ إِلَيْكَ، وَذَلِكَ أَن الإِخوة يَجْنُون عَلَى الرَّجُلِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: وَقَدْ تُعْدِي الصحاحَ الجُرْبُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِمْ جَانِيكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ: يُرَادُ بِهِ الجانِي لَكَ الخَيْرَ مَنْ يَجْني عَلَيْكَ الشَّرَّ، وأَنشد: جانِيكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ، وَقَدْ ... تُعْدي الصِّحاحَ مَباركُ الجُرْبِ

والتَّجَنّي: مِثْلُ التَّجَرُّمِ وَهُوَ أَن يدَّعي عَلَيْكَ ذَنْبًا لَمْ تَفْعَلْهُ. وجَنَيْتُ الثَّمَرةَ أَجْنِيها جَنًى واجْتَنَيْتُها بِمَعْنًى، ابْنُ سِيدَهْ: جَنَى الثَّمرة وَنَحْوَهَا وتَجَنَّاها كلُّ ذَلِكَ تَناولها مِنْ شَجَرَتِهَا، قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا دُعِيَتْ بِمَا فِي البَيْتِ قالتْ: ... تَجَنَّ مِنِ الجِذَالِ وَمَا جنيتُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هَذَا شَاعِرٌ نَزَلَ بِقَوْمٍ فقَرَوْهُ صَمْغاً وَلَمْ يأْتوه بِهِ، وَلَكِنْ دَلُّوه عَلَى مَوْضِعِهِ وَقَالُوا اذْهَبْ فاجْنِه، فَقَالَ هَذَا البيتَ يَذُمُّ بِهِ أُمَّ مَثْواه، وَاسْتَعَارَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ للشَّرَف فَقَالَ: وَكِلَاهُمَا قَدْ عاشَ عِيشةَ ماجِدٍ، ... وجَنَى العَلاءَ، لَوْ انَّ شَيْئًا يَنْفَعُ وَيُرْوَى: وجَنَى العُلَى لَوْ أَنَّ. وجَنَاها لَهُ وجَنَاه إِياها. أَبو عُبَيْدٍ: جَنَيْتُ فُلَانًا جَنًى أَي جنَيْتُ لَهُ، قَالَ: وَلَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلًا، ... وَلَقَدْ نَهَيْتُك عَنْ بَناتِ الأَوْبَرِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ، دَخَلَ بَيْتَ الْمَالِ فَقَالَ يَا حَمْراءُ وَيَا بيضاءُ احْمَرِّي وابْيَضِّي وغُرِّي غَيْرِي : هَذَا جَنايَ وخِيارُه فيهْ، ... إِذ كُلُّ جَانٍ يَدُه إِلَى فِيهْ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُؤثِر صَاحِبَهُ بِخِيَارِ مَا عِنْدَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَن الْمَثَلَ لِعَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ اللَّخْمِيِّ ابْنِ أُخت جَذِيمةَ، وَهُوَ أَوَّل مَنْ قَالَهُ، وأَن جَذِيمة نَزَلَ مَنْزِلًا وأَمر النَّاسَ أَن يَجْتَنُوا لَهُ الكَمْأَةَ فَكَانَ بَعْضُهُمْ يَسْتَأْثر بِخَيْرِ مَا يَجِدُ ويأْكل طَيّبَها، وعَمْرٌو يأْتيه بِخَيْرِ مَا يَجِدُ وَلَا يأْكل مِنْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَتَى بِهَا خَالَه جَذِيمةَ قَالَ: هَذَا جَنَايَ وخِيارُه فيهْ، ... إِذ كُلُّ جَانٍ يَدُه إِلى فِيهْ وأَراد عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّه عَلَيْهِ، بِقَوْلِ ذَلِكَ أَنه لَمْ يَتَلَطَّخْ بِشَيْءٍ مِنْ فَيْء الْمُسْلِمِينَ بَلْ وَضَعه مَوَاضِعَهُ. والجَنَى: مَا يُجْنَى مِنَ الشَّجَرِ، وَيُرْوَى: هَذَا جَنَايَ وَهِجَانُهُ فِيهْ أَي خِيارُه. وَيُقَالُ: أَتانا بجَنَاةٍ طَيِّبةٍ لِكُلِّ مَا يُجْتَنَى، ويُجْمعُ الجَنَى عَلَى أَجْنٍ مِثْلَ عَصاً وأَعْصٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُهْدِيَ لَهُ أَجْنٍ زُغْبٌ ، يُرِيدُ القِثَّاءَ الغَضَّ، هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، وَالْمَشْهُورُ أَجْرٍ، بِالرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَنَى كُلُّ مَا جُنِيَ حَتَّى القُطْنُ والكَمْأَةُ، واحدتُهُ جَنَاةٌ، وَقِيلَ: الجَنَاةُ كالجَنَى، قَالَ: فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ حُقٍّ وحُقَّةٍ، وَقَدْ يُجْمَعُ الجَنَى عَلَى أَجْناءٍ، قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: لأَجْنَاءُ العِضاهِ أَقَلُّ عَارًا ... مِنَ الجُوفانِ، يَلْفَحه السَّعِيرُ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: كأَنَّ جَنِيَّةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ، ... يَكُونُ مِزَاجها عَسَلٌ وماءُ عَلَى أَنْيابِها، أَوْ طَعْمَ غَضٍّ ... مِنَ التُّفَّاحِ، عَصَّرها الجَناءُ قَالَ: وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى أَجْنٍ مِثْلَ جَبَلٍ وأَجْبُلٍ. والجَنَى: الكَلأُ. والجَنَى: الكَمْأَةُ. وأَجْنَتِ الأَرضُ: كَثُرَ جَناها، وَهُوَ الكَلأُ والكَمْأَةُ

وَنَحْوُ ذَلِكَ. وأَجْنَى الثمَرُ أَي أَدْرَكَ ثَمَرَهُ. وأَجْنَتِ الشجَرَةُ إِذا صَارَ لَهَا جَنًى يُجْنَى فيُؤكل، قَالَ الشَّاعِرُ: أَجْنَى لَهُ باللِّوَى شَرْيٌ وتَنُّومُ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ أَجْنَى: صَارَ لَهُ التَّنُّومُ والآءُ جَنًى يأْكله، قَالَ: وَهُوَ أَصح. والجَنِيُّ: الثَّمر المُجْتَنَى مَا دَامَ طَرِيًّا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا . والجَنَى: الرُّطَبُ والعَسَلُ، وأَنشد الْفَرَّاءُ: هُزِّي إِليكِ الجِذْعَ يُجْنِيكِ الجَنَى وَيُقَالُ للعَسل إِذا اشْتِيرَ جَنًى، وَكُلُّ ثَمَرٍ يُجْتَنَى فَهُوَ جَنًى، مَقْصُورٌ. والاجْتِناءُ: أَخْذُك إِياه، وَهُوَ جَنًى مَا دَامَ رَطْباً. وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ أُخِذَ مِنْ شَجَرِهِ: قَدْ جُنِيَ واجْتُنِيَ، قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُرُ الكَمْأَةَ: جَنَيْتُه مِنْ مُجْتَنًى عَويص وَقَالَ الْآخَرُ: إِنكَ لَا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبْ وَيُقَالُ لِلتَّمْرِ إِذا صُرِمَ: جَنِيٌّ. وَتَمُرُّ جَنِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ حِينَ جُنِيَ، وَفِي تَرْجَمَةِ جَنَى: حَبُّ الجَنَى مِنْ شُرَّعٍ نُزُولِ قَالَ: الجَنَى الْعِنَبُ، وشُرَّع نُزُولٌ: يُرِيدُ بِهِ مَا شَرَعَ مِنَ الكَرْم فِي الْمَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: واجْتَنَيْنا ماءَ مطَرٍ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وَهُوَ مِنْ جَيّدِ كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَعِنْدِي أَنه أَراد: وَرَدْناه فشَرِبْناه أَو سَقَيْناه رِكابَنا، قَالَ: ووجْهُ اسْتِجَادَةِ ابْنِ الأَعرابي لَهُ أَنه مِنْ فَصِيحِ كَلَامِ الْعَرَبِ. والجَنَى: الوَدَعُ كأَنه جُنِيَ مِنَ الْبَحْرِ. والجَنَى: الذَّهَب وَقَدْ جَناه، قَالَ فِي صِفَةِ ذَهَبٍ: صَبِيحةَ دِيمَةٍ يَجْنِيه جَانِي أَي يَجْمَعُهُ مِنْ مَعْدِنِهِ. ابْنُ الأَعرابي: الجَانِي اللَّقَّاح، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَعْنِي الَّذِي يُلْقِحُ النَّخِيَل. والجَانِي: الكاسِبُ. ورجلٌ أَجْنَى كأَجْنَأَ بَيِّنُ الجَنَى، والأُنثى جَنْوَى، وَالْهَمْزُ أَعرف. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: أَنه رَأَى أَبا ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فدَعاه فجَنَى عَلَيْهِ فسَارَّه ، جَنَى عَلَيْهِ: أَكَبَّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ مَهْمُوزٌ، والأَصل فِيهِ الْهَمْزُ مِنْ جَنَأَ يَجْنَأُ إِذا مَالَ عَلَيْهِ وعَطَفَ ثُمَّ خُفِّفَ، وَهُوَ لُغَةٌ فِي أَجْنَأَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ رُوِيَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَى أَكَبَّ عَلَيْهِ لَكَانَ أَشبه. جها: الجُهْوَةُ: الاسْتُ «3». وَلَا تُسَمَّى بِذَلِكَ إِلا أَن تَكُونَ مَكْشُوفَةً؛ قَالَ: وتَدْفَعُ الشَّيْخَ فتَبْدو جُهْوَتُهْ واسْتٌ جَهْوَا أَي مَكْشُوفَةٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَقِيلَ: هِيَ اسْمٌ لَهَا كالجُهْوةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ الجُهْوَةُ مَوْضِعُ الدُّبر مِنَ الإِنسان، قَالَ: تَقُولُ الْعَرَبُ قَبَح اللهُ جُهْوَتَهُ. وَمِنْ كَلَامِهِمُ الَّذِي يَضَعُونَهُ عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ قَالُوا: يَا عَنْزُ جَاءَ القُرُّ قَالَتْ: يَا وَيْلِي ذَنَبٌ أَلْوَى واسْتٌ جَهْوَا؛ قَالَ: حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الغنم. وسأَلته ف أَجْهَى عَلَيَّ أَي لَمْ يُعْطِنِي شَيْئًا. وأَجْهَتْ عَلَى زَوْجِهَا فَلَمْ تَحْمِلْ وأَوجَهَتْ. وجَهَّى الشَّجةَ: وسَّعها. وأَجْهَتِ السماءُ: انكشفتْ وأَصْحَتْ وانْقَشَع عَنْهَا الْغَيْمُ. وَالسَّمَاءُ جَهْوَاءُ أَي مُصْحِيَةٌ.

_ (3). قوله [الجُهْوَة الاست إلخ] ضبطت الجهوة في هذا وما بعده بضم الجيم في الأصل والمحكم، وضبطت في القاموس كالتهذيب بفتحها

وأَجْهَيْنا نَحْنُ أَي أَجْهَتْ لَنَا السَّمَاءُ، كِلَاهُمَا بالأَلف. وأَجْهَتْ إِلينا السماءُ: انكشفتْ. وأَجْهَتِ الطريقُ: انكشفتْ ووَضَحَتْ، وأَجْهَيْتُها أَنا. وأَجْهَى البيتَ: كشَفَه. وبَيْتٌ أَجْهَى بَيِّنُ الجَهَا ومُجْهىً: مَكْشُوفٌ بِلَا سَقْفٍ وَلَا سِتْر، وَقَدْ جَهِيَ جَهاً. وأَجْهَى لَكَ الأَمرُ والطريقُ إِذا وَضَحَ. وجَهِيَ البيتُ، بِالْكَسْرِ، أَي خَرِبَ، فَهُوَ جَاهٍ. وخِباءٌ مُجْهٍ: لَا سِتْرَ عَلَيْهِ. وَبُيُوتٌ جُهْوٌ، بِالْوَاوِ، وَعَنْزٌ جَهْوَاء: لَا يَسْتُر ذَنَبُها حَياءَها. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الجَهْوَةُ الدُّبر. وَقَالَتْ أُم حَاتِمٍ الْعَنْزِيَّةُ «1»: الجَهَّاءُ والمُجْهِيَةُ الأَرض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ. وأَرض جَهَّاءُ: سواءٌ لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ. وأَجْهَى الرجلُ: ظَهَر وبَرَزَ. جوا: الجَوُّ: الهَواء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: والشمسُ حَيْرَى لَهَا فِي الجَوِّ تَدْوِيمُ وَقَالَ أَيضاً: وظَلَّ للأَعْيَسِ المُزْجِي نَوَاهِضَه، ... فِي نَفْنَفِ الجَوِّ، تَصْوِيبٌ وتَصْعِيدُ وَيُرْوَى: فِي نَفْنَفِ اللُّوحِ. والجَوُّ: مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ثُمَّ فتَقَ الأَجْوَاءَ وشَقَّ الأَرْجاءَ ؛ جَمْعُ جَوٍّ وَهُوَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وجَوُّ السَّمَاءِ: الْهَوَاءُ الَّذِي بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: فِي جَوِّ السَّماءِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ، وَيُقَالُ كُبَيْداء السَّمَاءِ. وجَوُّ الْمَاءِ: حَيْثُ يُحْفَر لَهُ؛ قَالَ: تُراحُ إِلى جَوِّ الحِياضِ وتَنْتَمي والجُوَّة: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَرض فِيهَا غِلَظ. والجُوَّةُ: نُقْرة. ابْنُ سِيدَهْ: والجَوُّ والجَوَّة الْمُنْخَفِضُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَجْري بِجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ، كأَنْضاحِ ... الخزاعى جازت رَنْقَها الرِّيحُ «2» وَالْجَمْعُ جِوَاءٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِنْ صابَ مَيْثًا أُتْئِقَتْ جِوَاؤُه قَالَ الأَزهري: الجِوَاءُ جَمْعُ الجَوِّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: عَفَا، مِنْ آلِ فاطِمة، الجِوَاءُ وَيُقَالُ: أَراد بالجِوَاء مَوْضِعًا بِعَيْنِهِ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: إِنَّ لكلِّ امرِئٍ جَوَّانِيّاً وبَرَّانِيّاً فَمَنْ أَصلحَ جَوَّانِيَّهُ أَصلحَ اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَسِرًّا وَعَلَانِيَةً، وَعَنَى بجَوَّانِيَّه سرَّه وببرَّانِيَّه عَلانِيَتَه، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى جَوِّ الْبَيْتِ وَهُوَ دَاخِلُهُ، وَزِيَادَةُ الأَلف وَالنُّونِ للتأْكيد. وجَوُّ كلِّ شيءٍ: بَطْنُه وَدَاخِلُهُ، وَهُوَ الجَوَّةُ أَيضاً؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ: يَجْرِى بِجَوَّتِه مَوْجُ الفُراتِ، كأَنْضاحِ ... الخُزاعى حازَتْ رَنْقَه الرِّيحُ قَالَ: وجَوَّته بطنُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ؛ وَقَالَ آخَرُ: لَيْسَتْ تَرَى حَوْلَها شَخْصًا، وراكِبُها ... نَشْوانُ فِي جَوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ والجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ مِنْ عِشْقٍ أَو حُزْن، تَقُولُ مِنْهُ: جَوِيَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ جَوٍ مِثْلُ دَوٍ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَاءِ الْمُتَغَيِّرِ المُنْتِن: جَوٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ثُمَّ كَانَ المِزاجُ ماءَ سَحَاب، ... لَا جَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْروقُ

_ (1). قوله [أم حاتم العنزية] كذا بالأصل، والذي في التهذيب: أم جابر العنبرية (2). قوله [كأنضاح الخزاعى] هكذا في الأصل والتهذيب.

والآجِنُ: المتغيِّر أَيضاً إِلَّا أَنه دُونَ الجَوِي فِي النَّتْن. والجَوِي: الْمَاءُ المُنْتنِ. وَفِي حَدِيثِ يأْجوج ومأْجوج: فتَجْوَى الأَرضُ مِنْ نَتْنِهِم ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تُنْتِن، وَيُرْوَى بِالْهَمْزِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ: كَانَ الْقَاسِمُ لَا يدخُل منْزِلَه إِلَّا تَأَوَّهَ، قلْتُ: يَا أَبَتِ، مَا أَخْرَجَ هَذَا مِنْكَ إِلَّا جَوىً ، يُرِيدُ إِلا دَاءُ الجَوْف، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الجَوَى شِدَّةِ الوَجْدِ مِنْ عِشْقٍ أَو حُزْنٍ ابْنُ سِيدَهْ: الجَوَى الهَوَى الْبَاطِنُ، والجَوَى السُّلُّ [السِّلُ] وتطاوُل الْمَرَضِ. والجَوَى، مَقْصُورٌ: كُلُّ داءٍ يأْخذ فِي الْبَاطِنِ لَا يُسْتَمْرَأُ مَعَهُ الطَّعَامُ، وَقِيلَ: هُوَ داءٌ يأْخذ فِي الصَّدْرِ، جَوِيَ جَوىً، فَهُوَ جَوٍ وجَوىً، وصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، وامرأَة جَوِيَةٌ. وجَوِىَ الشيءَ جَوىً واجْتَوَاه: كَرِهَهُ؛ قَالَ: فقدْ جعَلَتْ أَكبادُنا تَجْتَوِيكُمُ، ... كَمَا تَجْتَوِي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِما وجَوِيَ الأَرضَ جَوىً واجْتَوَاها: لَمْ تُوَافِقْهُ. وأَرض جَوِيَةٌ وجَوِيَّةٌ غَيْرُ مُوَافِقَةٍ. وَتَقُولُ: جَوِيَتْ نَفْسِي إِذا لَمْ يُوافِقْكَ البلدُ. واجْتَوَيْتُ البلَدَ إِذا كرهتَ المُقامَ فيه وإِن كُنْتَ فِي نِعْمة. وَفِي حَدِيثِ العُرَنِيِّينَ: ف اجْتَوَوُا المدينةَ أَي أَصابهم الجَوَى، وَهُوَ الْمَرَضُ وداءُ الجَوْف إِذا تَطاوَلَ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يُوَافِقْهُمْ هواؤُها واسْتَوْخَمُوها. واجْتَوَيْتُ البلدَ إِذا كرهتَ المُقام فِيهِ وإِن كُنْتَ فِي نِعْمة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن وفْد عُرَيْنَة قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فاجْتَوَوْها. أَبو زَيْدٍ: اجْتَوَيْت البلادَ إِذا كَرِهْتَهَا وإِن كَانَتْ مُوَافِقَةً لَكَ فِي بَدَنِكَ؛ وَقَالَ فِي نَوَادِرِهِ: الاجْتِوَاءُ النِّزاع إِلى الْوَطَنِ وكراهةُ الْمَكَانِ الَّذِي أَنت فِيهِ وإِن كُنْتَ فِي نِعْمة، قَالَ: وإِن لَمْ تَكُنْ نازِعاً إِلى وَطَنِكَ فإِنك مُجْتَوٍ أَيضاً. قَالَ: وَيَكُونُ الاجْتِواءُ أَيضاً أَن لا تسْتَمْرِئَ الطعامَ بالأَرض وَلَا الشرابَ، غيرَ أَنك إِذا أَحببت المُقام بِهَا وَلَمْ يوافِقْك طعامُها وَلَا شرابُها فأَنت مُسْتَوْبِلٌ ولستَ بمُجْتَوٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ أَبو زَيْدٍ الاجْتِوَاء عَلَى وَجْهَيْنِ. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ لِلَّذِي يَجْتَوِي الْبِلَادَ بِهِ اجْتِوَاءٌ وجَوىً، مَنْقُوصٌ، وجِيَةٌ. قَالَ: وحَقَّروا الجِيَة جُيَيَّة. ابْنُ السكين: رَجُلٌ جَوِي الجَوْفِ وامرأَة جَوِيَة أَي دَوِي الجَوْفِ. وجَوِيَ الطعامَ جَوىً واجْتَواه واسْتَجْوَاه: كرِهَه وَلَمْ يُوَافِقْهُ، وَقَدْ جَوِيَتْ نَفْسِي مِنْهُ وَعَنْهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: بَشِمْتُ بِنَيِّها فجَوِيتُ عنْها، ... وعِنْدي، لَوْ أَشاءُ، لَهَا دَوَاءُ أَبو زَيْدٍ: جَوِيَتْ نَفْسِي جَوىً إِذا لَمْ تُوَافِقْكَ الْبِلَادُ. والجُوَّةُ: مِثْلُ الحُوَّةِ، وَهُوَ لَوْنٌ كالسُّمرة وصَدَإِ الْحَدِيدِ. والجِوَاءُ: خِياطَة حياءِ النَّاقَةِ. والجِواءُ: البطنُ مِنَ الأَرض. والجِوَاء. الْوَاسِعُ مِنَ الأَوْدية. والجِواءُ: مَوْضِعٌ بالصَّمّان؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَصِفُ مَطَرًا وَسَيْلًا: يَمْعَسُ بِالْمَاءِ الجِواءَ مَعْسا، ... وغَرَّقَ الصَّمّانَ مَاءً قَلْسا والجِواءُ الفُرْجَةُ بَيْنَ بُيوت الْقَوْمِ. والجِواءُ: مَوْضِعٌ. والجِواءُ والجِواءَةُ والجِيَاء والجِيَاءة والجِيَاوَة، عَلَى الْقَلْبِ: مَا تُوضَعُ عَلَيْهِ القِدْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: لأَنْ أَطَّلِيَ بجِواء قِدْرٍ أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَن أَطَّلِيَ بزَعْفران ؛ الجِواء: وِعاءُ القِدْر أَو شيءٌ تُوضَعُ عَلَيْهِ مِنْ جِلْد أَو خَصَفَةٍ، وَجَمْعُهَا أَجْوِيَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الجِئَاءُ، مَهْمُوزَةٌ، وَجَمْعُهَا أَجْئِئَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا الجِيَاءُ بِلَا هَمْزٍ، وَيُرْوَى بِجِئَاوَةٍ مِثْلُ جِعَاوة.

وجِيَاوَةُ: بَطْنٌ مِنْ باهِلَة. وجاوَى بالإِبل: دَعَاهَا إِلى الْمَاءِ وَهِيَ بَعِيدَةٌ مِنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جَاوَى بِهَا فهاجَها جَوْجَاتُه قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ جَاوَى بِهَا مِنْ لَفْظِ الجَوْجاةِ إِنما هِيَ فِي مَعْنَاهَا، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ جَاوَى بِهَا من ج وو. وجوٌّ: اسْمُ الْيَمَامَةِ كأَنها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ الأَزهري: كَانَتِ اليَمامة جَوّاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَخْلَق الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا قَالَ الأَزهري: الجَوُّ مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض واطْمَأَنَّ وبَرَزَ، قَالَ: وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ أَجْوِيَة كَثِيرَةٌ كُلُّ جَوٍّ مِنْهَا يُعْرَفُ بِمَا نُسِبَ إِليه. فَمِنْهَا جَوُّ غِطْرِيف وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ السِّتارَيْن وَبَيْنَ الْجَمَاجِمِ «3»، وَمِنْهَا جَوُّ الخُزامَى، وَمِنْهَا جَوُّ الأَحْساء، وَمِنْهَا جَوُّ اليَمامة؛ وَقَالَ طَرَفة: خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الجَوُّ فِي بَيْتِ طَرَفة هَذَا هُوَ مَا اتَّسع مِنَ الأَوْدية. والجَوُّ: اسْمُ بَلَدٍ، وَهُوَ اليَمامة يَمامةُ زَرْقاءَ. وَيُقَالُ: جَوٌّ مُكْلِئٌ أَي كَثِيرُ الكلإِ، وَهَذَا جَوٌّ مُمْرِعٌ. قَالَ الأَزهري: دَخَلْتُ مَعَ أَعرابي دَحْلًا بالخَلْصاءِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلى الْمَاءِ قَالَ: هَذَا جَوٌّ مِنَ الْمَاءِ لَا يُوقف عَلَى أَقصاه. اللَّيْثُ: الجِوَاءُ مَوْضِعٌ، قَالَ: والفُرْجَةُ الَّتِي بَيْنَ مَحِلَّة الْقَوْمِ وَسَطَ الْبُيُوتِ تُسَمَّى جِوَاءً. يُقَالُ: نَزَلْنَا فِي جِوَاءِ بَنِي فُلَانٍ؛ وَقَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: ثُمَّ انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُم، وقَدْ بَلَغُوا ... بَطْنَ المَخِيمِ، فقالُوا الجَوَّ أَو راحُوا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المَخِيمُ والجَوُّ مَوْضِعَانِ، فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَقَدْ وضَعَ الخاصَّ مَوْضِعَ الْعَامِ كَقَوْلِنَا ذَهَبْتُ الشامَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كَانَ ذَلِكَ اسْمًا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ وَقَالَ الأَعشى: فاسْتَنْزلوا أَهْلَ جَوٍّ مِنْ مَنازِلِهِم، ... وهَدّمُوا شاخِصَ البُنْيانِ فَاتَّضَعا وجَوُّ الْبَيْتِ: داخِلُه، شَامِيَّةٌ. والجُوَّة، بِالضَّمِّ: الرُّقْعَة فِي السِّقاء، وَقَدْ جَوَّاهُ وجَوَّيْته تَجْوِيَة إِذا رَقَعْته. والجَوْجاةُ: الصوتُ بالإِبِل، أَصلُها جَوْجَوَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: جاوَى بِهَا فَهاجَها جَوْجَاتُه ابْنُ الأَعرابي: الجَوُّ الآخِرةُ. جيا: الجِيَّة، بِغَيْرِ هَمْزٍ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ كالجِيئَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الركيَّة المُنْتِنَة. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجِيَّة الماءُ المُسْتَنْقِعُ فِي الْمَوْضِعِ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، يُشَدَّدُ وَلَا يُشَدَّدُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الجِيَّة، بِكَسْرِ الْجِيمِ، فِعْلَة مِنَ الجَوِّ، وَهُوَ مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرض، وَجَمْعُهَا جِيٌّ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: مِنْ فَوْقِهِ شَعَفٌ قُرٌّ، وأَسْفَلُه ... جِيٌّ تَنَطَّقُ بالظَّيَّانِ والعَتَمِ «4» . وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّه مَرَّ بنَهْرٍ جَاوَرَ جِيَّةً مُنْتِنَةً ؛ الجِيَّة، بِالْكَسْرِ غَيْرُ مَهْمُوزٍ: مجتَمَع الْمَاءِ فِي هَبْطَةٍ، وَقِيلَ: أَصلها الْهَمْزُ، وَقَدْ تُخَفَّفُ الْيَاءُ. وَفِي حَدِيثِ نافِعِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ: وترَكُوكَ بينَ قَرْنِها والْجِيَّة ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الجِيَّةُ بِوَزْنِ النِّيَّة، والجَيَّةُ بِوَزْنِ المَرَّة، مُسْتَنْقَعُ الماءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي الجِئَة: هُوَ الَّذِي تَسِيلُ إِليه الْمِيَاهُ؛ قَالَ شمر:

_ (3). قوله [وبين الجماجم] كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: وبين الشواجن (4). قوله [من فوقه شعف] هكذا في الأصل هنا، وتقدّم في مادة عتم: من فوقه شعب ...

فصل الحاء المهملة

يُقَالُ لَهُ جِيَّة وجَيْأَةٌ وكُلٌّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: قِيَّةٌ مِنْ ماءٍ «1». وجِيَّةٌ مِنْ مَاءٍ أَي ماءٌ ناقعٌ خَبِيثٌ، إِمّا مِلْحٌ وإِمّا مَخْلُوطٌ بِبَوْلٍ. والجِياءُ: وعاءُ الْقِدْرِ، وَهِيَ الجِئاوَةُ: وَقَوْلُ الأَعرابي فِي أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ: فَكانَ مَا جادَ لِي، لَا جادَ عَنْ سَعَةٍ، ... ثلاثَةٌ زائفاتٌ ضَرْبُ جَيَّاتِ «2» . يَعْنِي مِنْ ضَرب جَيٍّ، وَهُوَ اسْمُ مَدِينَةِ أَصبهان، معرَّب؛ وَكَانَ ذُو الرُّمَّةِ وَرَدَهَا فَقَالَ: نَظَرْتُ ورَائِي نَظْرَة الشَّوْق، بَعْدَ ما ... بَدَا الجَوُّ مِن جِيٍّ لَنَا والدَّسَاكر وَفِي الْحَدِيثِ ذِكرُ جِيٍّ، بِكَسْرِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. وجايانِي مُجَايَاةً: قابَلَني، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَايَاني الرجلُ من قُرْبٍ قَابلني. ومرَّ بي مُجَايَاةً، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، أَي مُقابلةً. وجِيَاوَةُ: حَيٌّ مِنْ قَيْس قَدْ دَرَجُوا وَلَا يُعْرَفُون، والله أَعلم. فصل الحاء المهملة حبا: حَبَا الشيءُ: دَنا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وأَحْوَى، كأَيْمِ الضَّالِ أَطْرَقَ بعدَ ما ... حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ، مِنَ الظِّلِّ، وارفِ وحَبَوْتُ للخَمْسِين: دَنَوْتُ لَهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: دنوتُ مِنْهَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: حَبَاهَا وحَبَا لَها أَي دَنا لَها. وَيُقَالُ: إِنه لَحَابِي الشَّراسِيف أَي مُشْرِفُ الجَنْبَيْنِ. وحَبَتِ الشَّراسِيفُ حَبْواً: طالتْ وتَدانَتْ. وحَبَتِ الأَضْلاعُ إِلى الصُّلْب: اتَّصَلَتْ ودَنَتْ. وحَبَا المَسِيلُ: دَنَا بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ. الأَزهري: يُقَالُ حَبَتِ الأَضْلاعُ وَهُوَ اتِّصالُها؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَابِي الحُيودِ فارِضُ الحُنْجُورِ يعني اتصالَ رؤوس الأَضلاع بَعْضِهَا بِبَعْضٍ؛ وَقَالَ أَيضاً: حَابِي حُيُودِ الزَّوْرِ دَوْسَرِيُ وَيُقَالُ للمَسايِل إِذا اتَّصلَ بعضُها إِلى بَعْضٍ: حَبَا بعضُها إِلى بَعْضٍ؛ وأَنشد: تَحْبُو إِلى أَصْلابه أَمْعاؤُه قَالَ أَبو الدُّقَيْش: تَحْبُو هَاهُنَا تَتَّصل، قَالَ: والمِعَى كُلُّ مِذْنَبٍ بقَرار الحَضيض؛ وأَنشد: كأَنَّ، بَيْنَ المِرْطِ والشُّفُوفِ، ... رَمْلًا حَبَا مِنْ عَقَدِ العَزِيفِ والعَزيف: مِنْ رِمَالِ بَنِي سَعْدٍ. وحَبَا الرملُ يَحْبُو حَبْواً أَي أَشَرَفَ مُعْتَرِضاً، فَهُوَ حَابٍ. والحَبْوُ: اتِّساعُ الرَّمْل. وَرَجُلٌ حَابِي المَنْكِبَيْن: مُرْتَفعُهما إِلى العُنُق، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ. وَقَدِ احْتَبَى بِثَوْبِهِ احْتِبَاءً، والاحْتِبَاءُ بِالثَّوْبِ: الاشتمالُ، وَالِاسْمُ الحِبْوَةُ «3». والحُبْوَةُ والحِبْيَةُ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: أَرْيُ الجَوارِسِ فِي ذُؤابةِ مُشْرِفٍ، ... فِيهِ النُّسُورُ كَمَا تَحَبَّى المَوْكِبُ يَقُولُ: اسْتَدَارَتِ النُّسورُ فيه كأَنهم رَكْبٌ

_ (1). قوله [قية من ماء] هكذا في الأصل والتهذيب (2). قوله [ثلاثة زائفات إلخ] كذا أَنشده الجوهري، وقال الصاغاني وتبعه المجد: هو تصحيف قبيح وزاده قبحاً تفسيره إياه وإضافة الضرب إلى جيات مع أن القافية مرفوعة، وصواب إنشاده: دَرَاهِمُ زَائِفَاتٌ ضَرْبَجِيَّاتُ قَالَ: والضربجيّ الزائف (3). قوله [والاسم الحبوة إلخ] ضبطت الأولى في الأصل كالصحاح بكسر الحاء، وفي القاموس بفتحها كما هو مقتضى إطلاقه

مُحْتَبُونَ. والحِبْوَة والحُبْوَة: الثوبُ الَّذِي يُحْتَبَى بِهِ، وَجَمْعُهَا حِبىً، مَكْسُورُ الأَول؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وحُبىً أَيضاً عَنْ يَعْقُوبَ ذَكَرَهُمَا مَعًا فِي إِصلاحه؛ قَالَ: ويُرْوَى بيتُ الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ: وَمَا حُلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائنا، ... وَلَا قائلُ المعروفِ فِينَا يُعَنَّفُ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، فَمَنْ كَسَر كَانَ مِثْلَ سِدْرة وسِدَرٍ وَمَنْ ضَمَّ فَمِثْلُ غُرْفَةٍ وغُرَف. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ الاحْتِباء فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَضُمَّ الإِنسانُ رِجْلَيْهِ إِلى بَطْنِهِ بِثَوْبٍ يَجْمَعُهُمَا بِهِ مَعَ ظَهْرِهِ ويَشُدُّه عَلَيْهَا، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ الاحْتِبَاء بِالْيَدَيْنِ عِوَضَ الثَّوْبِ، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَنه إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إِلا ثَوْبٌ وَاحِدٌ رُبَّمَا تَحَرَّكَ أَو زَالَ الثَّوْبُ فَتَبْدُو عَوْرَتُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الاحْتِبَاءُ حِيطَانُ العَرب أَي لَيْسَ فِي الْبَرَارِيِّ حِيطانٌ، فإِذا أَرادوا أَن يَسْتَنِدُوا احْتَبَوْا لأَن الاحْتِبَاء يَمْنَعُهُمْ مِنَ السُّقوط وَيَصِيرُ لَهُمْ كَالْجِدَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُهِيَ عَنْ الحَبْوَةِ يومَ الْجُمُعَةَ والإِمامُ يَخْطُبُ لأَن الاحْتِبَاءَ يَجْلُب النومَ وَلَا يَسْمَعُ الخُطْبَةَ ويُعَرِّضُ طهارتَه لِلِانْتِقَاضِ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: نَبَطِيٌّ فِي حِبْوَتِه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الحِبَا حِيطَانُ الْعَرَبِ، وَهُوَ مَا تَقَدَّمَ، وَقَدِ احْتَبَى بِيَدِهِ احْتِبَاءً. الْجَوْهَرِيُّ: احْتَبَى الرجلُ إِذا جَمَع ظَهْرَهُ وَسَاقَيْهِ بِعِمَامَتِهِ، وَقَدْ يَحْتَبِي بِيَدَيْهِ. يُقَالُ: حَلَّ حِبْوَته وحُبْوَتَه. وَفِي حَدِيثِ الأَحْنف: وَقِيلَ لَهُ فِي الْحَرْبِ أَين الحِلْمُ؟ فَقَالَ: عِنْدَ الحُبَى ؛ أَراد أَن الْحِلْمَ يَحْسُن فِي السِّلْم لَا فِي الْحَرْبِ. والحَابِيةُ: رَمْلَةٌ مُرْتَفِعَةٌ مُشْرِفة مُنْبتة. والحَابِي: نَبْتٌ سُمِّيَ بِهِ لِحُبُوّه وعُلُوِّه. وحَبَا حُبُوّاً: مَشَى عَلَى يَدَيْهِ وَبَطْنِهِ. وحَبَا الصَّبِيُّ حَبْواً: مَشَى عَلَى اسْتِه وأَشرف بِصَدْرِهِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ إِذا زَحَفَ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَقِيقٍ: لَوْلَا السِّفَارُ وبُعْدُه مِنْ مَهْمَهٍ، ... لَتَركْتُها تَحْبُو عَلَى العُرْقُوبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ ابْنُ الْقَطَّاعِ: وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ، وبُعْدُه مِنْ مَهْمَهٍ. اللَّيْثُ: الصَّبِيُّ يَحْبُو قَبْلَ أَن يَقُومَ، وَالْبَعِيرُ المَعْقُول يَحْبُو فَيَزْحَفُ حَبْواً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمةِ وَالْفَجْرِ لأَتوهما وَلَوْ حَبْواً ؛ الحَبْوُ: أَن يَمْشِيَ عَلَى يَدَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ أَو اسْتِهِ. وحَبَا البعيرُ إِذا بَرَك وزَحَفَ مِنَ الإِعْياء. والحَبِيُّ: السحابُ الَّذِي يُشرِفُ مِنَ الأُفُق عَلَى الأَرض، فَعِيل، وَقِيلَ: هُوَ السَّحَابُ الَّذِي بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ؛ قَالَ: يُضِيءُ حَبِيّاً فِي شَمارخ بيضِ قِيلَ لَهُ حَبِيٌّ مِنْ حَبَا كَمَا يُقَالُ لَهُ سَحاب مِنْ سَحَب أَهدابه، وَقَدْ جَاءَ بِكِلَيْهِمَا شعرُ الْعَرَبِ؛ قَالَتِ امرأَة: وأَقْبلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَبِير، ... سِياقَ الرِّعاءِ البِطَاء العِشَارَا وَقَالَ أَوسٌ: دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه، ... يَكادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قامَ بالرَّاحِ وَقَالَتْ صَبِيَّةٌ مِنْهُمْ لأَبيها فَتَجَاوَزَتْ ذَلِكَ: أَناخَ بذِي بَقَرٍ بَرْكَهُ، ... كأَنَّ عَلَى عَضُدَيْه كِتافا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحَبِيُّ مِنَ السَّحاب الَّذِي يَعْترِض اعتراضَ الْجَبَلِ قَبْلَ أَن يُطَبِّقَ السماءَ؛ قَالَ

امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَصاحِ، تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيضَه، ... كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ قَالَ: والحَبَا مِثْلُ العَصا مثْلُه، وَيُقَالُ: سُمِّيَ لدنُوِّه مِنَ الأَرض. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي مِثْلَ الحَبِيِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَصِفُ جَعبة السِّهَامِ: هِيَ ابْنةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسعين آزَرَتْ ... أَخاً ثِقةً يَمْرِي حَبَاها ذَوائِبُه والحَبِيُّ: سَحَابٌ فَوْقَ سَحَابٍ. والحَبْوُ: امْتِلَاءُ السَّحَابِ بِالْمَاءِ. وكلُّ دانٍ فَهُوَ حَابٍ. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ وَهْبٍ: كأَنه الجبلُ الحَابِي ، يَعْنِي الثقيلَ المُشْرِفَ. والحَبِيُّ مِنَ السَّحَابِ: المُتَراكِمُ. وحَبَا البعيرُ حَبْواً: كُلِّفَ تَسَنُّمَ صَعْبِ الرَّمْلِ فأَشرَف بِصَدْرِهِ ثُمَّ زحَف؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْدَيْتَ إِن لَمْ تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك وَمَا جَاءَ إِلَّا حَبْواً أَي زَحْفاً. وَيُقَالُ مَا نَجا فُلَانٌ إِلا حَبْواً. والحَابِي مِنَ السِّهام: الَّذِي يَزْحَف إِلى الهَدَف إِذا رُمِيَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: حَبَا السهمُ إِذا زَلَجَ عَلَى الأَرض ثُمَّ أَصاب الهَدَف. وَيُقَالُ: رَمَى ف أَحْبَى أَي وَقَعَ سهمُه دُونَ الغرَض ثُمَّ تَقافَزَ حَتَّى يُصِيبَ الْغَرَضَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ حَابِياً خيرٌ مِنْ زاهِقٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الحَابِي مِنَ السِّهَامِ هُوَ الَّذِي يَقَعُ دُونَ الهَدَف ثُمَّ يَزْحَفُ إِليه عَلَى الأَرض، يُقَالُ: حَبَا يَحْبُو، وإِن أَصاب الرُّقْعة فَهُوَ خازِقٌ وخاسِق، فإِن جَاوَزَ الهدَف وَوَقَعَ خلْفه فَهُوَ زاهِقٌ؛ أَراد أَن الحابِيَ، وإِن كَانَ ضَعِيفًا وَقَدْ أَصاب الهدَف، خَيْرٌ مِنَ الزَّاهِقِ الَّذِي جازَه بشدَّة مَرِّه وَقُوَّتِهِ وَلَمْ يُصِبِ الهدَف؛ ضرَب السَّهْمَيْنِ مَثَلًا لِوالِيَيْن أَحدهما يَنَالُ الْحَقَّ أَو بعضَه وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَالْآخَرُ يَجُوزُ الحقَّ ويَبْعد، عَنْهُ وَهُوَ. قويٌّ. وحَبَا المالُ حَبْواً: رَزَمَ فَلَمْ يَتَحَرَّك هُزالًا. وحَبَت السفينةُ: جَرَتْ. وحَبَا لَهُ الشيءُ، فَهُوَ حَابٍ وحَبِيٌّ: اعْتَرَضَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ قُرْقُوراً: فَهْوَ إِذا حَبَا لَهُ حَبِيُ فَمَعْنَى إِذا حَبَا لَهُ حَبِيٌّ: اعترضَ لَهُ مَوْجٌ. والحِبَاءُ: مَا يَحْبُو بِهِ الرجلُ صاحَبه وَيُكْرِمُهُ بِهِ. والحِبَاءُ: مِنَ الاحْتِبَاءِ؛ وَيُقَالُ فِيهِ الحُباءُ، بِضَمِّ الْحَاءِ، حَكَاهُمَا الْكِسَائِيُّ، جَاءَ بِهِمَا فِي بَابِ الْمَمْدُودِ. وحَبَا الرجلَ حَبْوةً أَي أَعطاه. ابْنُ سِيدَهْ: وحَبَا الرجُلَ حَبْواً أَعطاهُ، والاسم الحَبْوَة والحِبْوَة [الحُبْوَة] والحِبَاءُ، وَجَعَلَ اللِّحْيَانِيُّ جَمِيعَ ذَلِكَ مَصَادِرَ؛ وَقِيلَ: الحِبَاءُ العَطاء بِلَا مَنٍّ وَلَا جَزاءٍ، وَقِيلَ: حَبَاه أَعطاه ومَنَعَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي لَمْ يَحْكِهِ غَيْرُهُ. وَتَقُولُ: حَبَوْته أَحْبُوه حِباءً، وَمِنْهُ اشتُقّت المُحَابَاة، وحَابَيْتُه فِي الْبَيْعِ مُحَابَاة، والحِبَاءُ: الْعَطَاءُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: خالِي الذَّي اغْتَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهُم، ... وإِلَيْه كَانَ حِبَاءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ التَّسْبِيحِ: أَلا أَمْنَحُكَ أَلا أَحْبُوكَ؟ حَبَاه كَذَا إِذا أَعطاه. ابْنُ سِيدَهْ: حَبَا مَا حَوْله يَحْبُوه حَماهُ وَمَنَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: ورَاحَتِ الشَّوْلُ ولَمْ يَحْبُها ... فَحْلٌ، وَلَمْ يَعْتَسَّ فِيهَا مُدِرّ «1» . وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ يَحْبُها لم يتلفت إِليها أَي أَنَّهُ شُغِل بِنَفْسِهِ، وَلَوْلَا شُغْلُهُ بِنَفْسِهِ لحازَها وَلَمْ يُفَارِقْهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ حَبَّى مَا حَوْله تَحْبِيَة.

_ (1). قوله [وَلَمْ يَعْتَسَّ فِيهَا مُدِرْ] أي لم يطف فيها حالب يحلبها انتهى تهذيب

وحابَى الرجلَ حِباءً: نَصَرَهُ واخْتَصَّه ومالَ إِليه؛ قَالَ: اصْبِرْ يزيدُ، فقدْ فارَقْتَ ذَا ثِقَةٍ، ... واشْكُر حِباءَ الَّذِي بالمُلْكِ حَابَاكا وَجَعَلَ المُهَلْهِلُ مَهْرَ المرأَةِ حِباءً فَقَالَ: أَنكَحَها فقدُها الأَراقِمَ فِي ... جَنْبٍ، وَكَانَ الحِباءُ منْ أَدَمِ أَراد أَنهم لَمْ يَكُونُوا أَرباب نَعَمٍ فيُمْهِروها الإِبِلَ وَجَعَلَهُمْ دَبَّاغِين للأَدَمِ. وَرَجُلٌ أَحْبَى: ضَبِسٌ شِرِّيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: والدَّهْرُ أَحْبَى لَا يَزالُ أَلَمُهْ ... تَدُقُّ أَرْكانَ الجِبال ثُلَمُهْ وحَبا جُعَيْرانَ: نَبَاتٌ. وحُبَيٌّ والحُبَيَّا: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الرَّاعِي: جَعلْنا حُبَيّاً باليَمِينِ، ونَكَّبَتْ ... كُبَيْساً لوِرْدٍ مِنْ ضَئِيدَةَ باكِرِ وَقَالَ الْقَطَامِيُّ: مِنْ عَنْ يَمينِ الحُبَيّا نَظْرةٌ قبَلُ وَكَذَلِكَ حُبَيَّات؛ قَالَ عُمر بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: أَلمْ تَسل الأَطْلالَ والمُتَرَبَّعا، ... ببَطْنِ حُبَيَّاتٍ، دَوارِسَ بَلْقَعا الأَزهري: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فُلَانٌ يَحْبُو قَصَاهُم ويَحُوطُ قَصاهُمْ بِمَعْنًى؛ وأَنشد: أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُها أَفْرادُ ... عَباهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ يَحْبُو قَصاها مُخْدَرٌ [مُخْدِرٌ] سِنادُ، ... أَحْمَرُ مِنْ ضِئْضِئِها مَيّادُ سِنادٌ: مُشْرف، ومَيَّاد: يجيء ويذهب. حتا: حَتَا حَتْواً: عَدا عَدْواً شَدِيدًا. وحَتا هُدْبَ الكساءِ حَتْواً: كفَّه. وحَتَيْتُ الثوبَ وأَحْتَيْته وأَحْتأْته إِذا خِطْتَه، وَقِيلَ: فتَلْتَه فَتْلَ الأَكْسِية. شَمِرٌ: حاشِيَةُ الثوبِ طُرَّته مَعَ الطُّولِ، وصِنْفَتُه ناحِيتُه الَّتِي تَلِي الهُدْبَ. يُقَالُ: احْتُ صِنْفَةَ هَذَا الكِساء، وَهُوَ أَن يُفتل كَمَا يُفْتَلُ الكساءُ القُوْمَسِيُّ. والحَتْيُ: الفتْلُ. قَالَ اللَّيْثُ: الحَتْوُ كَفُّكَ هُدْب الْكِسَاءِ مُلْزَقاً بِهِ، تَقُولُ: حَتَوْتُه أَحْتُوه حَتْواً، قَالَ: وَفِي لغة حَتأْتُه حَتْأً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حتَوْتُ هُدْب الْكِسَاءِ حَتْواً إِذا كفَفْتَه مُلْزَقاً بِهِ، يُهْمز وَلَا يُهْمز؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: ونَهْبٍ كجُمَّاعِ الثُّرَيَّا حَوَيْتُه ... غِشَاشاً بمُحْتاتِ الصِّفاقَينِ خَيْفَقِ المُحْتاتُ: المُوَثَّقُ الخَلْقِ، وإِنما أَراد مُحْتتِياً فَقَلَبَ مَوْضِعَ اللَّامِ إِلى الْعَيْنِ، وإِلا فَلَا مَادَّةَ لَهُ يُشْتَقُّ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ زَعَمَ ابْنِ الأَعرابي أَنه مَنْ قَوْلِكَ حتَوْتُ الْكِسَاءَ، إِلا أَنه لَمْ يُنَبِّهْ عَلَى الْقَلْبِ، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. والحَتِيُّ، عَلَى فَعِيل: سَوِيقُ المُقْلِ، وَقِيلَ: رَدِيئُهُ، وَقِيلَ: يَابِسُهُ؛ قَالَ الْهُذَلِيِّ: لَا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ، وعِنْدي البُرُّ مَكْنُوزُ وأَنشد الأَزهري: أَخذتُ لهُمْ سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُساً، ... وسَحْقَ سَراوِيلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أَعطى أَبا رَافِعٍ حَتِيّاً وعُكَّة سَمْنٍ ؛ الحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْلٍ. وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: فأَتيته بمِزْوَدٍ مَخْتُومٍ فإِذا فِيهِ

حَتِيٌّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَتِيُّ مَا حُتَّ عَنِ المُقْل إِذا أَدْرَكَ فأُكِل، وَقِيلَ: الحَتِيُّ قِشرُ الشَّهدِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: وأَتَتْهُ بِزَغْدَبٍ وحَتِيٍّ، ... بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمَالِ والحَتِيُّ: مَتَاعُ الْبَيْتِ، وَهُوَ أَيضاً عَرَق الزَّبِيل وكِفافُه الَّذِي فِي شَفَتِه. الأَزهري: الحَتِيُّ الدِّمْنُ، والحَتِيُّ فِي الْغَزْلِ، والحَتِيُّ ثُفْلُ التَّمْرِ وَقُشُورُهُ. والحَاتِي: الْكَثِيرُ الشُّرْب. وَذَكَرَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ حتَّى قَالَ: حَتَّى مُشدَّدة، تُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَلَا تُمال فِي اللَّفْظِ، وَتَكُونُ غَايَةً مَعْنَاهَا إِلى مَعَ الأَسماء، وإِذا كَانَتْ مَعَ الأَفعال فَمَعْنَاهَا إِلى أَن، وَلِذَلِكَ نَصَبُوا بِهَا الغابِرَ، قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ جَلَسْتُ عِنْدَهُ عَتَّى الليلِ، يُرِيدُونَ حَتَّى اللَّيْلِ فيقلبون الحاء عيناً. حثا: ابْنُ سِيدَهْ: حَثَا عَلَيْهِ الترابَ حَثْواً هَالَهُ، وَالْيَاءُ أَعلى. الأَزهري: حَثَوْتُ الترابَ وحثي حَثَيْتُ حَثْواً وحثي حَثْياً، وحَثَا الترابُ نفسُه وَغَيْرُهُ يَحْثُو ويَحْثَى؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَنَظِيرُهُ جَبا يَجْبَى وقَلا يَقْلَى. وقد حثي حَثَى عليه الترابَ حثي حَثْياً واحْتَثَاه وحثي حَثَى عَلَيْهِ الترابُ نفسُه وَحَثَى حَثَى الترابَ في وجهه حثي حَثْياً: رَمَاهُ. الْجَوْهَرِيُّ: حَثَا فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ يَحْثُو ويَحْثِي حَثْواً وحَثْياً وتَحْثاءً. والحَثَى: التُّرَابُ المَحْثُوُّ أَو الْحَاثِي، وَتَثْنِيَتُهُ حَثَوَان وحَثَيَان. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الحَثَى الترابُ المَحْثِيُّ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ وَمَوْتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفنِه: وإِنْ يكنْ ما تقول يا ابنَ الْخَطَّابِ حَقّاً فإِنه لنْ يَعْجِزَ أَن يَحْثُوَ عَنْهُ أَي يرميَ عَنْ نَفْسِهِ الترابَ ترابَ القبرِ ويقُومَ. وَفِي الْحَدِيثِ: احْثُوا فِي وُجُوهِ المَدَّاحِين الترابَ أَي ارْمُوا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ بِهِ الخَيْبة وأَن لَا يُعْطَوْا عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يُجْرِيهِ عَلَى ظَاهِرِهِ فَيَرْمِي فِيهَا التُّرَابَ. الأَزهري: حَثَوْت عَلَيْهِ الترابَ وحَثَيتُ حَثْواً وحَثْياً؛ وأَنشد: الحُصْنُ أَدْنَى، لَوْ تَآيَيْتِه، ... مِنْ حَثْيِكِ التُّرْبَ عَلَى الرَّاكِبِ الحُصْن: حَصانة المرأَة وعِفَّتها. لو تآييتِه أَي قصدْتِه. وَيُقَالُ لِلتُّرَابِ: الحَثَى. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: يَا لَيْتَنِي المَحْثِيُّ عَلَيْهِ؛ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ كَانَ قَاعِدًا إِلى امرأَة فأَقبل وَصِيلٌ لَهَا، فَلَمَّا رأَته حَثَتْ فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ تَرْئِيَةً لجَلِيسِها بأَن لَا يدنُوَ مِنْهَا فَيطَّلِعَ عَلَى أَمرهما؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تَمَنِّي منزلةِ مَنْ تُخْفَى لَهُ الكرامةُ وتُظْهَر لَهُ الإِهانة. والحَثْيُ: مَا رَفَعْتَ بِهِ يَدَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ: كَانَ يَحْثِي عَلَى رأْسه ثَلاثَ حَثَياتٍ أَي ثَلَاثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، وَاحِدَتُهَا حَثْيَة. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَزَيْنَبَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَتقاوَلَتا حَتَّى اسْتَحْثَتَا ؛ هُوَ اسْتَفْعَل مِنَ الحَثْيِ، وَالْمُرَادُ أَن كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا رَمَتْ فِي وَجْهِ صَاحِبَتِهَا التُّرَابَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَات رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مُبَالَغَةٌ فِي الْكَثْرَةِ وإِلا فَلَا كَفَّ ثَمَّ وَلَا حَثْيَ، جَلَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَعَزَّ. وأَرض حَثْواء: كَثِيرَةُ التُّرَابِ. وحَثَوْت لَهُ إِذا أَعطيته شَيْئًا يَسِيرًا. والحَثَى، مَقْصُورٌ: حُطام التِّبْن؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والحَثَى أَيضاً: دُقاق التِّبْن، وَقِيلَ: هُوَ التِّبْن المُعْتَزَل عَنِ الْحَبِّ، وَقِيلَ أَيضاً: التِّبْنُ خَاصَّةً؛ قَالَ: تسأَلُني عَنْ زَوْجِها أَيُّ فَتَى ... خَبٌّ جَرُوزٌ، وإِذا جاعَ بَكى ويأْكُلُ التمرَ وَلَا يُلقِي النَّوَى، ... كأَنه غِرارةٌ ملأَى حَثَا

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِذا حَصير بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَنْثوراً نَثْرَ الحَثَى ؛ هُوَ، بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ: دُقاق التِّبْنِ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حَثَاة. والحَثَى: قُشُورُ التَّمْرِ، يُكْتَبُ بِالْيَاءِ والأَلف، وَهُوَ جَمْعُ حَثَاة، وَكَذَلِكَ الثَّتَا، وَهُوَ جَمْعُ ثَتَاة: قشورُ التمرِ ورديئُه. والحاثِيَاءُ: تُرَابُ جُحْر اليَرْبوع الَّذِي يَحْثُوه بِرِجْلِهِ، وَقِيلَ: الحَاثِياءُ جُحْرٌ مِنْ جِحَرة الْيَرْبُوعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْجَمْعُ حَوَاثٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الحَاثِياءُ تُرَابٌ يُخْرِجُهُ الْيَرْبُوعُ مِنْ نافِقائِهِ، بُني عَلَى فاعِلاءَ. والحَثَاة: أَن يُؤْكَلَ الْخُبْزُ بِلَا أُدْمٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ لأَن لَامَهَا تَحْتَمِلُهُمَا مَعًا؛ كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حجا: الحِجَا، مَقْصُورٌ: الْعَقْلُ والفِطْنة؛ وأَنشد اللَّيْثُ للأَعشى: إِذْ هِيَ مِثْلُ الغُصْنِ مَيَّالَةٌ ... تَرُوقُ عَيْنَيْ ذِي الحِجَا الزائِر وَالْجَمْعُ أَحْجاءٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ليَوْم مِنَ الأَيَّام شَبَّهَ طُولَهُ ... ذَوُو الرَّأْي والأَحْجَاءِ مُنْقَلِعَ الصَّخْرِ وَكَلِمَةٌ مُحْجِيَةٌ: مُخَالِفَةُ الْمَعْنَى لِلَّفْظِ، وَهِيَ الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّة، وَقَدْ حاجَيْتُه مُحَاجَاةً وحِجاءً: فاطَنْتُه فَحَجَوْتُه. وَبَيْنَهُمَا أُحْجِيَّة يَتَحَاجَوْنَ بِهَا، وأُدْعِيَّةٌ فِي مَعْنَاهَا. وَقَالَ الأَزهري: حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه إِذا أَلقيتَ عَلَيْهِ كَلِمَةً مُحْجِيَةً مخالفةَ الْمَعْنَى لِلَّفْظِ، والجَواري يَتَحَاجَيْنَ. وَتَقُولُ الجاريةُ للأُخْرَى: حُجَيَّاكِ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. والأُحْجِيَّة: اسْمُ المُحاجاة، وَفِي لُغَةٍ أُحْجُوَّة. قَالَ الأَزهري: وَالْيَاءُ أَحسن. والأُحْجِيَّة والحُجَيَّا: هِيَ لُعْبة وأُغْلُوطة يَتَعاطاها الناسُ بَيْنَهُمْ، وَهِيَ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِمْ أَخْرِجْ مَا فِي يَدِي وَلَكَ كَذَا. الأَزهري: والحَجْوَى أَيضاً اسْمُ المُحاجاة؛ وَقَالَتِ ابنةُ الخُسِّ: قَالَتْ قالَةً أُخْتِي ... وحَجْوَاها لَهَا عَقْلُ: تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ، ... وَمَا يُدْريك مَا الدَّخْلُ؟ وَتَقُولُ: أَنا حُجَيَّاك فِي هَذَا أَي مَنْ يُحاجِيكَ. واحْتَجَى هُوَ: أَصاب مَا حاجَيْتَه بِهِ؛ قَالَ: فنَاصِيَتي وراحِلَتي ورَحْلي، ... ونِسْعا ناقَتي لِمَنِ احْتَجَاها وَهُمْ يَتَحاجَوْنَ بِكَذَا. وَهِيَ الحَجْوَى. والحُجَيَّا: تَصْغِيرُ الحَجْوى. وحُجَيَّاك مَا كَذَا أَي أُحاجِيكَ. وفلان يأْتينا ب الأَحَاجِي أَي بالأَغاليط. وَفُلَانٌ لَا يَحْجُو السِّرَّ أَي لَا يَحْفَظُهُ. أَبو زَيْدٍ: حَجَا سِرَّه يَحْجُوه إِذا كَتَمَهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: لَا مُحَاجَاةَ عِنْدِي فِي كَذَا وَلَا مُكافأَة أَي لَا كِتْمان لَهُ وَلَا سَتْر عِنْدِي. وَيُقَالُ لِلرَّاعِي إِذا ضَيَّعَ غَنَمَهُ فتفرَّقت: مَا يَحْجُو فلانٌ غَنَمه وَلَا إِبِلَه. وسِقاء لَا يَحْجُو الماءَ: لَا يُمْسِكُهُ. ورَاعٍ لَا يَحْجُو إِبله أَي لَا يَحْفَظُهَا، وَالْمَصْدَرُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الحَجْو، وَاشْتِقَاقُهُ مِمَّا تَقَدَّمَ؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: هَجَوْتُكُمْ فَتَحَجَّوْا مَا أَقُول لَكُمْ ... بالظّنِّ، إِنكُمُ مِنْ جارَةِ الْجَارِ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَوْلُهُ فَتَحَجَّوْا أَي تفَطَّنوا لَهُ وازْكَنُوا، وَقَوْلُهُ مِنْ جَارَةِ الْجَارِ أَراد: إِن أُمَّكم وَلَدَتْكُمْ مِنْ دُبُرِهَا لَا مِنْ قُبُلِهَا؛ أَراد: إِن آبَاءَكُمْ يأْتون

النِّسَاءَ فِي مَحاشِّهِنَّ، قَالَ: هُوَ مِنَ الحِجَى العقلِ وَالْفِطْنَةِ، قَالَ: وَالدُّبُرُ مُؤَنَّثَةٌ والقُبل مُذَكَّرٌ، فَلِذَلِكَ قَالَ جَارَةَ الْجَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن بَاتَ عَلَى ظَهر بيتٍ لَيْسَ عليهِ حَجاً [حِجاً] فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمّة ؛ هَكَذَا رَوَاهُ الخطَّابي فِي مَعالِمِ السُّنن، وَقَالَ: إِنه يُرْوَى بِكَسْرِ الْحَاءِ وَفَتْحِهَا، وَمَعْنَاهُ فِيهِمَا مَعْنَى السِّتر، فَمَنْ قَالَ بِالْكَسْرِ شَبَّهَهُ بِالْحِجَى الْعَقْلِ لأَنه يَمْنَعُ الإِنسان مِنَ الْفَسَادِ وَيَحْفَظُهُ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْهَلَاكِ، فَشَبَّهَ السِّتْرَ الَّذِي يَكُونُ عَلَى السَّطْحِ الْمَانِعِ للإِنسان مِنَ التردِّي وَالسُّقُوطِ بِالْعَقْلِ الْمَانِعِ لَهُ مِنْ أَفعال السُّوءِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلى التَّرَدِّي، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ فَقَدْ ذَهَبَ إِلى النَّاحِيَةِ وَالطَّرَفِ. وأَحْجاء الشَّيْءِ: نَوَاحِيهِ، وَاحِدُهَا حَجاً. وَفِي حَدِيثِ المسأَلة: حَتَّى يقولَ ثلاثةٌ مِنْ ذَوِي الحِجَى قَدْ أَصابَتْ فُلَانًا فاقةٌ فحَلَّت لَهُ المسأَلة ، أَي مِنْ ذَوِي الْعَقْلِ. والحَجا: النَّاحِيَةُ. وأَحْجَاءُ البلادِ: نَواحيها وأَطرافُها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل: لَا تُحْرِزُ المَرْءَ أَحْجَاءُ البلادِ، وَلَا ... تُبْنَى لَهُ فِي السماواتِ السلالِيمُ وَيُرْوَى: أَعْناءُ. وحَجَا الشَّيْءِ: حَرْفُه؛ قَالَ: وكأَنَّ نَخْلًا فِي مُطَيْطةَ ثاوِياً، ... والكِمْعُ بَيْنَ قَرارِها وحَجَاها وَنَسَبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتَ لِابْنِ الرِّقَاع مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ: والحَجَا مَا أَشرف مِنَ الأَرض. وحَجَا الْوَادِي: مُنْعَرَجُهُ. والحَجَا: الملجأُ، وَقِيلَ: الْجَانِبُ، وَالْجَمْعُ أَحْجَاء. اللِّحْيَانِيُّ: مَا لَهُ مَلْجأ وَلَا مَحْجَى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِنه لَ حَجِيٌّ إِلى بَنِي فُلَانٍ أَي لاجئٌ إِليهم. وتَحَجَّيت الشيءَ: تعمَّدته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَجَاءَتْ بأَغْباش تَحَجَّى شَرِيعَةً ... تِلاداً عَلَيْهَا رَمْيُها واحْتِبالُها قَالَ: تَحَجَّى تَقْصِدُ حَجاهُ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: فجاءَ بأَغْباشٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ بِالتَّاءِ لأَنه يَصِفُ حَمِيرَ وَحْشٍ، وتِلاداً أَي قَدِيمَةً، عَلَيْهَا أَي عَلَى هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مَا بَيْنَ رامٍ ومُحْتَبِل؛ وَفِي التَّهْذِيبِ للأَخطل: حَجَوْنا بَنِي النُّعمان، إِذْ عَصَّ مُلْكُهُمْ، ... وقَبْلَ بَني النُّعْمانِ حارَبَنا عَمْرُو قَالَ: الَّذِي فَسَّرَهُ حَجَوْنا قَصَدْنَا وَاعْتَمَدْنَا. وتَحَجَّيت الشيءَ: تَعَمَّدْتُهُ. وحَجَوْت بِالْمَكَانِ: أَقمت بِهِ، وَكَذَلِكَ تحَجَّيْت بِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَجا بِالْمَكَانِ حَجْواً وتَحَجَّى أَقام فَثَبَتَ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ لعُمارة بْنِ أَيمن الرَّيَّانِيِّ «2». حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ التَّمَسُّكِ وَالِاحْتِبَاسِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فهُنَّ يَعْكُفْنَ بِهِ، إِذا حَجَا، ... عكْفَ النَّبِيطِ يَلْعبونَ الفَنْزَجا التَّهْذِيبُ عَنِ الْفَرَّاءِ: حَجِئْت بِالشَّيْءِ وتَحَجَّيْت بِهِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، تَمَسَّكْتُ وَلَزِمْتُ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر: أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تحَجَّى ... بآخِرِنا، وتَنْسَى أَوَّلِينا أَي تمسَّكُ بِهِ وتَلْزَمه، قَالَ: وَهُوَ يَحْجُو بِهِ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: فهُنَّ يَعْكُفْنَ بِهِ إِذا حَجَا أَي إِذا أَقام بِهِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَى قَصِيرٌ، ... وَكَانَ بأَنْفِه حَجِئاً ضَنِينا قَالَ شَمِرٌ: تَحَجَّيْت تَمَسَّكْتُ جَيِّدًا. ابْنُ الأَعرابي: الحَجْوُ

_ (2). قوله [ابن أيمن الرياني] هكذا في الأَصل

الْوُقُوفُ، حَجَا إِذا وَقَفَ؛ وَقَالَ: وحَجَا مَعْدُولٌ مِنْ جَحا إِذا وَقَفَ. وحَجِيت بِالشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، أَي أُولِعْت بِهِ وَلَزِمْتُهُ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَكَذَلِكَ تَحَجَّيت بِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر: أَصمَّ دُعاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّى يُقَالُ: تحَجَّيْت بِهَذَا الْمَكَانِ أَي سَبَقْتُكُمْ إِليه وَلَزِمْتُهُ قَبْلَكُمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصمَّ دعاءُ عَاذِلَتِي أَي جَعَلَهَا اللَّهُ لَا تَدْعو إِلا أَصَمَّ. وَقَوْلُهُ: تَحَجَّى أَي تَسْبِقُ إِليهم باللَّوم وتدعُ الأَولين. وحَجَا الفحلُ الشُّوَّل يَحْجُو: هدَر فعرفَت هَدِيرَهُ فَانْصَرَفَتْ إِليه. وحَجَا بِهِ حَجْواً وتَحَجَّى، كِلَاهُمَا: ضَنَّ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ حَجْوة. وحَجَا الرَّجُلُ لِلْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا أَي حَزَاهُمْ وَظَنَّهُمْ كَذَلِكَ. وإِني أَحْجُو بِهِ خَيْرًا أَي أَظن. الأَزهري: يُقَالُ تَحَجَّى فُلَانٌ بِظَنِّهِ إِذا ظَنَّ شَيْئًا فَادَّعَاهُ ظَانًّا وَلَمْ يَسْتَيْقِنْهُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَحَجَّى أَبوها مَنْ أَبوهُم فصادَفُوا ... سِواهُ، ومَنْ يَجْهَلْ أَباهُ فقدْ جَهِلْ وَيُقَالُ: حَجَوْتُ فُلَانًا بِكَذَا إِذا ظَنَنْتَهُ بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قَدْ كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْروٍ أَخاً ثِقةً، ... حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْماً مُلِمَّاتُ الْكِسَائِيُّ: مَا حَجَوْتُ مِنْهُ شَيْئًا وَمَا هَجَوْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا حفِظت مِنْهُ شَيْئًا. وحَجَتِ الريحُ السَّفِينَةَ: سَاقَتْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَقْبَلت سفينةٌ فحَجَتْها الريحُ إِلى مَوْضِعِ كَذَا أَي سَاقَتْهَا وَرَمَتْ بِهَا إِليه. وَفِي التَّهْذِيبِ: تحجَّيتكم إِلى هَذَا الْمَكَانِ أَي سَبَقْتُكُمْ إِليه. ابْنُ سِيدَهْ: والحَجْوة الحَدَقة. اللَّيْثُ: الحَجْوة هِيَ الجَحْمة يَعْنِي الحَدَقة. قَالَ الأَزهري: لَا أَدري هِيَ الجَحْوة أَو الحَجْوة لِلْحَدَقَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ حَجٍ أَنْ يفعلَ كَذَا وحَجِيٌّ وحَجاً أَي خَلِيقٌ حَرِيٌّ بِهِ، فَمَنْ قَالَ حَجٍ وحَجِيٌّ ثنَّى وجمَعَ وأَنَّث فَقَالَ حَجِيانِ وحَجُونَ وحَجِيَة وحَجِيتانِ وحَجِياتٌ وَكَذَلِكَ حَجِيٌّ فِي كُلِّ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ حَجاً لَمْ يثنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنث كَمَا قُلْنَا فِي قَمَن بَلْ كُلُّ ذَلِكَ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَا يُقَالُ حَجًى. وإِنه لمَحْجَاةٌ أَن يَفْعَلَ أَي مَقْمَنةٌ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ بَلْ كُلُّ ذَلِكَ عَلَى لَفْظِ وَاحِدٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ حَجٍ وَمَا أَحْجَاه بِذَلِكَ وأَحْراه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كَرَّ بأَحْجَى مانِعٍ أَنْ يَمْنَعا وأَحْجِ بِهِ أَي أَحْرِ بِهِ، وأَحْجِ بِهِ أَي مَا أَخْلَقَه بِذَلِكَ وأَخْلِقْ بِهِ، وَهُوَ مِنَ التَّعَجُّبِ الَّذِي لَا فِعْلَ لَهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمَخْرُوعِ بْنِ رَقِيعٍ: وَنَحْنُ أَحْجَى الناسِ أَنْ نَذُبَّا ... عنْ حُرْمةٍ، إِذا الحَدِيثُ عَبَّا، والقائِدون الخيلَ جُرْداً قُبّا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّادٍ: مَا كَانَ فِي أَنفُسْنا أَحْجَى أَنْ يَكُونَ هُوَ مُذْ ماتَ ، يَعْنِي الدجالَ، أَحْجَى بِمَعْنَى أَجْدَر وأَولى وأَحق، مِنْ قَوْلِهِمْ حَجَا بِالْمَكَانِ إِذا أَقام بِهِ وَثَبَتَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّكم، معاشرَ هَمْدانَ، مِنْ أَحْجَى حَيٍّ بِالْكُوفَةِ أَي أَولى وأَحقّ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَعْقَلِ حيٍّ بِهَا. والحِجاءُ، مَمْدُودٌ: الزَّمْزَمة، وَهُوَ مِنْ شِعار المَجُوس؛ قَالَ: زَمْزَمة المَجُوسِ فِي حِجائِها قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: رأَيت علْجاً يومَ القادِسِيَّة قَدْ تكَنَّى وتَحَجَّى فقَتلْته ؛

قَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ تَحَجَّى فَقَالَ مَعْنَاهُ زَمْزَمَ، قَالَ: وكأَنهما لُغَتَانِ إِذا فتَحتَ الْحَاءَ قَصَرْتَ وإِذا كَسَرْتَهَا مَدَدْتَ، وَمِثْلُهُ الصَّلا والصِّلاءُ والأَيا والإِياءُ لِلضَّوْءِ؛ قَالَ: وتكَنَّى لَزِمَ الكِنَّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: قِيلَ هُوَ مِنَ الحَجَاة السِّتر. واحْتَجَاه إِذا كتَمَه. والحَجَاةُ: نُفَّاخة الْمَاءِ مِنْ قَطْرٍ أَو غَيْرِهِ؛ قَالَ: أُقْلِّبُ طَرْفي فِي الفَوارِسِ لَا أَرَى ... حِزَاقاً، وعَيْنِي كالحَجَاةِ مِنَ القَطْرِ «3» . وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْغَدِيرَ نَفْسَهُ حَجَاةً، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حَجًى، مَقْصُورٌ، وحُجِيٌّ. الأَزهري: الحَجَاةُ فُقَّاعة تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْمَاءِ كأَنها قَارُورَةٌ، وَالْجَمْعُ الحَجَوات. وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ فإِنَّ أَمرَك كالجُعْدُبَة أَو كالحَجَاةِ فِي الضَّعْفِ ؛ الحَجَاة، بِالْفَتْحِ: نُفَّاخات الْمَاءِ. واستَحْجَى اللحمُ: تَغَيَّرَ رِيحُهُ مِنْ عَارِضٍ يُصِيبُ البعيرَ أَو الشَّاةَ أَو ما اللحمُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عُمر طَافَ بِنَاقَةٍ قَدِ انْكَسَرَتْ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا هِيَ بِمُغِدٍّ فيَسْتَحْجِيَ لَحْمُها ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ والمُغِدُّ: النَّاقَةُ الَّتِي أَخذتها الغُدَّة وَهِيَ الطَّاعُونُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَمَلْنَا هَذَا عَلَى الْيَاءِ لأَنا لَا نَعْرِفُ مِنْ أَي شَيْءٍ انْقَلَبَتْ أَلفه فَجَعَلْنَاهُ مِنَ الأَغلب عَلَيْهِ وَهُوَ الْيَاءُ، وَبِذَلِكَ أَوصانا أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ. وأَحْجَاءٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: قَوالِص أَطْرافِ المُسُوحِ كأَنَّها، ... برِجْلَةِ أَحْجَاءٍ، نَعامٌ نَوافِرُ حدا: حَدَا الإِبِلَ وحَدَا بِها يَحْدُو حَدْواً وحُدَاءً [حِدَاءً]، مَمْدُودٌ: زَجَرَها خَلْفَها وساقَها. وتَحَادَتْ هِيَ: حَدَا بعضُها بَعْضًا؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: أَرِقْتُ لَهُ حتَّى إِذا مَا عُرُوضُه ... تَحَادَتْ وهاجَتْها بُرُوق تُطِيرُها ورجلٌ حَادٍ وحَدَّاءٌ؛ قَالَ: وكانَ حَدَّاءً قُراقِرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لَهَا. وَيُقَالُ للشَّمالِ حَدْوَاءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَدْوَاءُ جاءتْ مِنْ جبالِ الطُّورِ ... تُزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ الخُورِ وَبَيْنَهُمْ أُحْدِيّة وأُحْدُوَّة أَي نَوْعٌ مِنَ الحُدَاء يحْدُونَ بِهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وحَدَا الشيءَ يَحْدُوه حَدْواً واحْتَدَاه: تَبِعَهُ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: حَتَّى احْتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ وحَدِيَ بِالْمَكَانِ حَداً: لَزِمَهُ فَلَمْ يَبْرَحْه. أَبو عَمْرٍو: الحَادِي الْمُتَعَمِّدُ لِلشَّيْءِ. يُقَالُ: حَدَاه وتَحَدَّاه وتَحَرَّاه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ مُجَاهِدٍ: كنتُ أَتَحَدَّى القُرَّاءَ فأَقْرَأُ أَي أَتعَمَّدهم. وَهُوَ حُدَيَّا الناسِ أَي يَتَحَدَّاهم ويَتَعَمَّدهم. الْجَوْهَرِيُّ: تَحَدَّيْتُ فُلَانًا إِذا بارَيْته فِي فِعْلٍ ونازَعْته الغَلَبةَ. ابْنُ سِيدَهْ: وتحَدَّى الرجلَ تعمَّدَه، وتَحَدَّاه: بَارَاهُ ونَازَعه الغَلَبَةَ، وَهِيَ الحُدَيَّا. وأَنا حُدَيَّاك فِي هَذَا الأَمر أَي ابْرُزْ لِي فِيهِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: حُدَيَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِيعاً، ... مُقارَعَةً بَنِيهمْ عَنْ بَنِينَا وَفِي التَّهْذِيبِ تَقُولُ: أَنا حُدَيَّاكَ بِهَذَا الأَمر أَي ابْرُزْ لِي وَحْدك وجارِنِي؛ وأَنشد: حُدَيَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَميعاً ... لِنَغْلِبَ فِي الخُطُوب الأَوَّلِينَا

_ (3). قوله [حزاقاً وعيني إلخ] كذا بالأَصل تبعاً للمحكم، والذي في التهذيب: وعيناي فيها كالحَجَاة ...

وحُدَيَّا النَّاسِ: واحدُهم؛ عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: يُقَالُ لَا يَقُومُ «1». بِهَذَا الأَمر إِلا ابْنُ إِحْدَاهما، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلْحِمَارِ إِذا قَدَّمَ آتُنَه حادٍ. وحَدَا العَيْرُ أُتُنَه أَي تَبِعَهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّه حينَ يرمِي خَلْفَهُنَّ بِه ... حَادِي ثَلاثٍ منَ الحُقْبِ السَّماحِيجِ «2» . التَّهْذِيبُ: يُقَالُ للعَيْرِ حَادِي ثَلاثٍ وحَادِي ثَمَانٍ إِذا قَدَّم أَمامَه عِدَّة مِنْ أُتُنِهِ. وحَدَا الريشُ السَّهم: تَبِعَهُ. والحَوَادِي: الأَرْجُل لأَنها تَتْلُو الأَيدي؛ قَالَ: طِوالُ الأَيادي والحَوَادِي، كأَنَّها ... سَمَاحِيجُ قُبٌّ طارَ عَنْها نُسالُها وَلَا أَفْعَله مَا حَدَا الليلُ النهارَ أَي مَا تَبِعَهُ. التَّهْذِيبُ: الهَوَادِي أَوَّلُ كلِّ شيءٍ، والحَوَادِي أَواخِرُ كلِّ شيءٍ. وَرَوَى الأَصمعي قَالَ: يُقَالُ لَكَ هُدَيَّا هَذَا وحُدَيَّا هَذَا وشَرْوَاه وشَكلُه كُلُّه واحِد. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ حَادِي عَشَر مَقْلُوبٌ مِنْ وَاحِدٍ لأَن تقديرَ واحدٍ فاعلٌ فأَخَّروا الْفَاءَ، وَهِيَ الْوَاوُ، فَقُلِبَتْ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وَقَدَّمَ الْعَيْنَ فَصَارَ تَقْدِيرُهُ عَالِفٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ والأَفْعَوْ ؛ هِيَ لُغَةٌ فِي الْوَقْفِ عَلَى مَا آخِرُهُ أَلف، تُقْلَبُ الأَلف وَاوًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْلِبُهَا يَاءً، يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. والحِدَوُ: هُوَ الحِدَأُ، جَمْعُ حِدَأَةٍ وَهِيَ الطَّائِرُ الْمَعْرُوفُ، فَلَمَّا سَكَّنَ الْهَمْزَ لِلْوَقْفِ صَارَتْ أَلفاً فَقَلَبَهَا وَاوًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ لُقْمَانَ: إِنْ أَرَ مَطْمَعِي فَ حِدَوٌّ تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ الشيءَ فِي انْقِضاضِها، وَقَدْ أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الْوَقْفِ فقَلَب وشدَّد، وَقِيلَ: أَهلُ مَكَّةَ يسمُّون الحِدَأَ حِدَوّاً بِالتَّشْدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: تَحْدُونِي عَلَيْهَا خَلَّةٌ واحِدَةٌ أَي تبعَثُني وتَسُوقُني عَلَيْهَا خَصْلة وَاحِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ حَدْوِ الإِبل فإِنه مِنْ أَكبر الأَشياء عَلَى سَوْقِها وبَعْثها. وبَنُو حادٍ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وحَدْوَاء: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ. وحَدَوْدَى: موضع. حَذَا: حَذَا النعلَ حَذْواً وحِذَاءً: قدَّرها وقَطَعها. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَطَعَهَا عَلَى مِثالٍ. وَرَجُلٌ حَذَّاءٌ: جَيّد الحَذْوِ. يُقَالُ: هُوَ جَيّدُ الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ نَعْلاهُ. وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ بالقُذَّةِ: قَدَّرْتُهُما عَلَيْهِمَا. وَفِي الْمَثَلِ: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ. وحَذَا الجِلْدَ يَحْذُوه إِذا قَوَّرَهُ، وإِذا قُلْتَ حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ فهُو أَن يَجْرَحَه جَرْحاً. وحَذَى أُذنه يَحْذِيها إِذا قَطَعَ مِنْهَا شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ ؛ الحَذْو: التَّقْدِيرُ وَالْقَطْعُ، أَي تَعْمَلُونَ مِثْلَ أَعمالهم كَمَا تُقْطَع إِحدى النَّعْلَيْنِ عَلَى قَدْرِ الأُخرى. والحِذَاءُ: النَّعْلُ. واحْتَذَى: انْتَعَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، ... وشُرُكاً مِنِ اسْتِهَا لَا تَنْقَطِعْ، كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رأَيتُك تَحْتَذِي السِّبْتَ أَي تَجْعَلُه نَعْلَك. احْتَذَى يَحْتَذِي إِذا انْتَعل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ

_ (1). قوله [لا يقوم إلخ] هذه عبارة التهذيب والتكملة، وتمامها: يقول لا يقوم به إلا كِرِيمُ الْآبَاءِ والأَمهات مِنَ الرجال والإِبل (2). قوله [حادي ثلاث] كذا في الصحاح، وقال في التكملة: الرواية حادي ثمان لا غير

اللَّهُ عَنْهُ، يَصِفُ جَعْفَرِ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: خَيْرُ مَنِ احْتَذَى النِّعالَ. والحِذَاء: مَا يَطَأُ عَلَيْهِ الْبَعِيرُ مِنْ خُفِّه والفرسُ مِنْ حافِرِه يُشَبَّه بِذَلِكَ. وحَذانِي فُلَانٌ نَعْلًا وأَحْذَانِي: أَعطانيها، وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ أَحْذَانِي. الأَزهري: وحَذَا لَهُ نَعْلًا وحَذَاه نَعْلًا إِذا حَمَله عَلَى نَعْل. الأَصمعي: حَذَانِي فُلَانٌ نَعْلًا، وَلَا يُقَالُ أَحْذَانِي؛ وأَنشد للهذلي: حَذَانِي، بعدَ ما خذِمَتْ نِعالي، ... دُبَيَّةُ، إِنَّه نِعْمَ الخَلِيلُ بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ، ... مِن الثِّيرانِ عَقْدُهُما جَمِيلُ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ اسْتَحْذَيْته فأَحْذَانِي. وَرَجُلٌ حَاذٍ: عَلَيْهِ حِذَاءٌ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ضَالَّةِ الإِبِل: مَعَها حِذاؤُها وسِقاؤُها ؛ عَنَى بالحِذَاء أَخْفافَها، وبالسِّقاء يُرِيدُ أَنها تَقْوى عَلَى وُرُودِ الْمِيَاهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الحِذَاء، بِالْمَدِّ، النَّعْل؛ أَراد أَنها تَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ وَقَطْعِ الأَرض وَعَلَى قَصْدِ الْمِيَاهِ وَوُرُودِهَا ورَعْيِ الشَّجَرِ وَالِامْتِنَاعِ عَنِ السِّبَاعِ الْمُفْتَرِسَةِ، شَبَّهَهَا بِمَنْ كَانَ مَعَهُ حِذَاء وسِقاء فِي سَفَرِهِ، قَالَ: وَهَكَذَا مَا كَانَ فِي مَعْنَى الإِبل مِنَ الْخَيْلِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ. وَفِي حَدِيثِ جِهَازِ [جَهَازِ] فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَحَدُ فِراشَيْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ الحَذَّائِين ؛ الحُذْوَةُ والحُذَاوَةُ: مَا يَسْقُطُ «1». مِنَ الجُلُودِ حِينَ تُبْشَرُ وتُقْطَعُ مِمَّا يُرْمَى به ويَبْقَى. والحَذَّاؤُونَ: جَمْعُ حَذَّاءٍ، وَهُوَ صانعُ النِّعالِ. والمِحْذَى: الشَّفْرَةُ الَّتِي يُحْذَى بِهَا. وَفِي حَدِيثِ نَوْفٍ: إِنَّ الهُدْهُدَ ذَهَبَ إِلى خَازِنِ الْبَحْرِ فَاسْتَعَارَ مِنْهُ الحِذْيَةَ فَجَاءَ بِهَا فأَلْقاها عَلَى الزُجاجة فَفَلَقَها ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هِيَ الأَلْماسُ «2» الذيْ يَحْذِي الحجارةَ أَي يَقْطَعُها ويَثْقب الْجَوْهَرَ. وَدَابَّةٌ حَسَن الحِذاءِ أَي حَسَنُ القَدّ. وحَذَا حَذْوَه: فَعَل فِعْلَهُ، وَهُوَ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فُلَانٌ يَحْتَذِي عَلَى مِثَالِ فُلان إِذا اقْتَدَى بِهِ فِي أَمره. وَيُقَالُ حاذَيْتُ مَوْضِعًا إِذا صرْتَ بحِذائه. وحَاذَى الشيءَ: وَازَاهُ. وحَذَوْتُه: قَعَدْتُ بحِذائِه. شَمِرٌ: يُقَالُ أَتَيْتُ عَلَى أَرض قَدْ حُذِيَ بَقْلُها عَلَى أَفواه غَنَمِهَا، فإِذا حُذِيَ عَلَى أَفواهها فَقَدْ شَبِعَتْ مِنْهُ مَا شَاءَتْ، وَهُوَ أَن يَكُونَ حَذْوَ أَفواهها لَا يُجاوزها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ذاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ ؛ الحَذْوُ والحِذَاءُ: الإِزاءُ والمُقابِل أَي أَنها مُحاذِيَتُها، وذاتُ عِرْق مِيقاتُ أَهل الْعِرَاقِ، وقَرَنٌ ميقاتُ أَهل نَجْدٍ، وَمَسَافَتُهُمَا مِنَ الْحَرَمِ سَوَاءٌ. والحِذاءُ: الإِزاءُ. الْجَوْهَرِيُّ: وحِذاءُ الشَّيْءِ إِزاؤُه. ابْنُ سِيدَهْ: والحَذْوُ مِنْ أَجزاءِ الْقَافِيَةِ حركةُ الْحَرْفِ الَّذِي قَبْلَ الرِّدْفِ، يَجُوزُ ضَمَّتُهُ مَعَ كَسْرَتِهِ وَلَا يَجُوزُ مَعَ الْفَتْحِ غيرُه نَحْوُ ضَمَّةِ قُول مَعَ كَسْرَةِ قِيل، وَفَتْحَةِ قَوْل مَعَ فَتْحَةِ قَيْل، وَلَا يَجُوزُ بَيْعٌ مَعَ بِيع؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذا كَانَتِ الدَّلَالَةُ قَدْ قَامَتْ عَلَى أَن أَصل الرِّدْفِ إِنما هُوَ الأَلف ثُمَّ حُمِلَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ فِيهِ عَلَيْهِمَا، وَكَانَتِ الأَلف أَعني الْمَدَّةَ الَّتِي يُرْدَفُ بِهَا لَا تَكُونُ إِلا تَابِعَةً لِلْفَتْحَةِ وصِلَةً لَهَا ومُحْتَذاةً عَلَى جِنْسِهَا، لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ أَن تُسَمَّى الْحَرَكَةُ قَبْلَ الرِّدْف حَذْواً أَي سبيلُ حَرْفِ الرَّويِّ أَن يَحْتَذِيَ الحركةَ قَبْلَهُ فتأْتي الأَلف بَعْدَ الْفَتْحَةِ وَالْيَاءِ بَعْدَ الْكَسْرَةِ وَالْوَاوِ بَعْدَ الضَّمَّةِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَفِي هَذِهِ السِّمَةِ مِنَ الْخَلِيلِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، دَلَالَةٌ عَلَى أَن الرِّدْفَ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ الْمَفْتُوحِ

_ (1). قوله [الحُذْوَة والحُذَاوَة مَا يَسْقُطُ إلخ] كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأَصل ونسختين صحيحتين من نهاية ابن الأَثير (2). قوله [الأَلماس] هو هكذا بأل في الأَصل والنهاية، وفي القاموس: ولا تقل الأَلماس، وانظر ما تقدَّم في مادة م وس.

مَا قَبْلَهَا لَا تَمَكُّنَ لَهُ كَتَمكُّن مَا تَبِعَ مِنَ الرَّوِيّ حركةَ مَا قَبْلَهُ. يُقَالُ: هُوَ حِذاءَكَ وحِذْوَتَكَ وحِذَتَكَ ومُحاذَاكَ، وَدَارِي حَذْوَةَ دَارِكَ وحَذْوَتُها وحَذَتُها «1». وحَذْوَها وحَذْوُها أَي إِزاءها؛ قَالَ: مَا تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حَذْوَ مَنْكِبِه ... فِي حَوْمةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَرُ وَيُقَالُ: اجلسْ حِذَةَ فلانٍ أَي بِحِذائِه. الْجَوْهَرِيُّ: حَذَوْتُه قعدتُ بِحِذَائِهِ. وَجَاءَ الرَّجُلَانِ حِذْيَتَيْنِ أَي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى جَنْبِ صَاحِبِهِ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَجَاءَ الرجلانِ حِذَتَيْن أَي جَمِيعًا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِجَنْبِ صَاحِبِهِ. وحَاذَى المكانَ: صَارَ بحِذائِه، وفلانٌ بحِذَاءِ فُلَانٍ. وَيُقَالُ: حُذ بحِذَاء هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَي صِرْ بحِذَائها؛ قَالَ الكُمَيْت: مَذانِبُ لَا تَسْتَنْبِتُ العُودَ فِي الثَّرَى، ... وَلَا يَتَحَاذَى الحائِمُونَ فِصالَها يُرِيدُ بالمَذانِب مَذانبَ الفِتَنِ أَي هَذِهِ المَذانِبُ لَا تُنْبتُ كمَذَانِبِ الرِّيَاضِ وَلَا يَقْتسمُ السَّفْرُ فِيهَا الماءَ، وَلَكِنَّهَا مَذانِبُ شَرٍّ وفِتْنةٍ. وَيُقَالُ: تَحَاذَى القومُ الماءَ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِذا اقْتَسموه مِثْلَ التَّصافُنِ. والحِذْوَةُ مِنَ اللَّحْمِ: كالحِذْية. وَقَالَ: الحِذْيةُ مِنَ اللَّحْمِ مَا قُطع طُولًا، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ الصَّغِيرَةُ. الأَصمعي: أَعطيته حِذْيَةً مِنْ لَحْمٍ وحُذَّةً وفِلْذَةً كلُّ هَذَا إِذا قُطِعَ طُولًا. وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: يَعْمدونَ إِلى عُرْضِ جَنْبِ أَحدِهم فيَحْذُونَ مِنْهُ الحُذْوَةَ مِنَ اللَّحْمِ أَي يَقْطَعُونَ مِنْهُ القِطْعة. وَفِي حَدِيثِ مَسِّ الذَّكَرِ: إِنما هُوَ حِذْيةٌ مِنْكَ أَي قِطْعةٌ؛ قِيلَ: هِيَ بِالْكَسْرِ مَا قُطع مِنَ اللحْمِ طُولًا. وَمِنْهُ الحديثُ: إِنما فَاطِمَةُ حِذْيَةٌ مِنِّي يَقْبضني مَا يَقْبِضُهَا. وحَذَاهُ حَذْواً: أَعطاه. والحِذْوَة والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: العطيَّة، وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ بِدَلِيلِ الحِذْيَةِ، وَوَاوِيَّةٌ بِدَلِيلِ الحِذْوَة. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَحْذَاهُ يُحْذِيه إِحْذَاءً وحِذْيَةً وحذْياً، مَقْصُورَةً، وحِذْوَةً إِذا أَعطاه. وأَحْذَيْتُه مِنَ الْغَنِيمَةِ أُحْذِيه: أَعطيته مِنْهَا، وَالِاسْمُ الحَذِيَّة والحِذْوَةُ والحُذْيا. وأَحْذَى الرجلَ: أَعطاه مِمَّا أَصاب، وَالِاسْمُ الحِذْيَةُ. والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: وَهِيَ القِسْمة مِنَ الْغَنِيمَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والحُذَيَّا مِثْلُ الثُّرَيَّا مَا أَعطى الرجلُ لِصَاحِبِهِ مِنْ غَنِيمَةٍ أَو جَائِزَةٍ. وَمِنْهُ المَثَلُ: بينَ الحُذَيَّا وَبَيْنَ الخُلْسةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَخَذَه بَيْنَ الحُذَيَّا والخُلْسة أَي بَيْنَ الهِبةِ والاسْتِلابِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَشَاهِدُ الحِذْوَةِ بِمَعْنَى الحُذَيَّا قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وقائلةٍ: مَا كانَ حِذْوَةَ بَعْلِها، ... غَداتَئِذٍ، مِنْ شَاءِ قَرْدٍ وكاهِلِ قَرْدٌ وكاهل: قَبِيلَتَانِ مِنْ هُذَيْل، وَهَذَا الْبَيْتُ أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ عَلَى مَا صوَّرته. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَامُ الحِذْيَةِ وَاوٌ لِقَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ، وأَنشد الْبَيْتَ. وحُذْيَايَ مِنْ هَذَا الشَّيْءِ أَي أَعطني. والحُذَيَّا: هَديَّةُ البِشارة. وَيُقَالُ: أَحْذانِي مِنَ الحُذْيا أَي أَعطاني مِمَّا أَصاب شَيْئًا. وأَحْذَاهُ حُذْيا أَي وهَبَها لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ مَثَلُ الدَّاريِّ، إِن لَمْ يُحْذِكَ مِنْ عِطْرِه عَلِقَكَ مِنْ رِيحه أَي إِن لَمْ يُعْطِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ أَي يُعْطَيْنَ. وَفِي حَدِيثِ الهَزْهازِ: مَا أَصَبْتَ مِنْ عُمَر؟ قلتُ: الحُذْيا. اللِّحْيَانِيُّ: أَحْذَيْتُ الرجلَ طَعْنَةً أَي طَعنتُه. ابن

_ (1). قوله [وحذتها] برفع التاء ونصبها كما في القاموس

سِيدَهْ: وحَذَى اللبنُ اللسانَ والخَلُّ فَاهُ يَحْذِيه حَذْيَاً قَرَصه، وَكَذَلِكَ النبيذُ وَنَحْوُهُ، وَهَذَا شَرَابٌ يَحْذِي اللِّسَانَ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وحَذَا الشرابُ اللسانَ يَحْذُوه حَذْواً قَرَصه، لُغَةٌ فِي حَذَاه يَحْذِيه؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ حَذَى يَحْذِي. وحَذَى الإِهابَ حَذْياً: أَكثر فِيهِ مِنَ التَخْرِيق. وحَذَا يَدَهُ بِالسِّكِّينِ حَذْياً: قَطَعَهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: فَهُوَ يَحْذِيها إِذا حَزَّها، وحَذَيْتُ يَدَه بِالسِّكِّينِ. وحَذَتِ الشَّفْرَةُ النعلَ: قَطَعَتْهَا. وحَذَاه بِلِسَانِهِ: قَطَعَهُ عَلَى المَثَل. وَرَجُلٌ مِحْذَاءٌ: يَحْذِي الناسَ. وحَذِيَت الشاةُ تَحْذَى حَذىً، مَقْصُورٌ: فَهُوَ أَن يَنْقَطِعَ سَلاها فِي بَطْنها فتَشْتَكي. ابنُ الفَرَج: حَذَوْتُ التُّراب فِي وُجُوهِهِمْ وحَثَوْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبَدَّ يَده إِلى الأَرض عِنْدَ انْكِشَافِ الْمُسْلِمِينَ، يومَ حُنَيْن، فأَخذ مِنْهَا قَبْضَةً مِنْ تُرابٍ فَحَذَا بِهَا فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ فَمَا زَالَ حَدُّهم كَلِيلًا أَي حَثَى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي حَثَى عَلَى الإِبدال أَو هُمَا لُغَتَانِ. والحَذِيَّةُ: اسْمُ هَضْبة؛ قَالَ أَبو قِلابةَ: يَئِسْتُ مِنَ الحَذِيَّةِ أُمَّ عَمْروٍ، ... غَداةَ إِذ انْتَحَوْنِي بالجنَابِ حري: حَرَى الشيءُ يَحْرِي حَرْياً: نَقَصَ، وأَحْرَاه الزمانُ. اللَّيْثُ: الحَرْيُ النُّقصان بَعْدَ الزِّيَادَةِ. يُقَالُ: إِنه يَحْرِي كَمَا يَحْرِي القمرُ حَرْياً يَنْقُصُ الأَوّل مِنْهُ فالأَول؛ وأَنشد شَمِرٌ: مَا زَالَ مَجْنُوناً عَلَى اسْتِ الدَّهْرِ، ... فِي بَدَنٍ يَنْمِي وعَقْلٍ يَحْرِي وَفِي حَدِيثِ وَفَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا زَالَ جِسْمُه يَحْرِي أَي يَنْقُص. وَمِنْهُ حَدِيثِ الصِّديق، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَا زَالَ جِسْمُه يَحْرِي بَعْدَ وفاةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى لَحِقَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبْسَة: فإِذا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُسْتَخْفِياً حِراءٌ عَلَيْهِ قومُه أَي غِضَابٌ ذَوُو هَمٍّ وغَمٍّ قَدِ انْتَقَصَهم أَمْرُه وعِيلَ صَبْرُهم بِهِ حَتَّى أَثَّر فِي أَجْسامهم. والحَارِيَةُ: الأَفْعى الَّتِي قَدْ كبِرتْ ونَقَص جِسْمُهَا مِنَ الكِبَر وَلَمْ يَبْقَ إِلا رأْسُها ونَفَسُها وسَمُّها، والذَّكر حارٍ؛ قَالَ: أَو حارِياً مِنَ القُتَيْراتِ الأُوَلْ، ... أَبْتَرَ قِيدَ الشِّبرِ طُولًا أَو أَقَلّ وأَنشد شَمِرٌ: انْعَتْ عَلَى الجَوْفاءِ فِي الصُّبْح الفَضِحْ ... حوَيْرِياً مثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ والحَراة: الساحةُ والعَقْوَةُ والناحيةُ، وَكَذَلِكَ الحَرَا، مَقْصُورٌ. يُقَالُ: اذْهَبْ فَلَا أَرَيَنَّكَ بِحَرَايَ وحَرَاتِي. وَيُقَالُ: لَا تَطُرْ حَرَانا أَي لَا تَقْرَبْ مَا حَوْلَنَا. وَفِي حَدِيثِ رَجُلٍ مِنْ جُهَينة: لَمْ يَكُنْ زَيْدُ بنُ خَالِدٍ يَقْرَبه بِحَراهُ سُخْطاً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ الحَرَا، بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ: جَنابُ الرَّجُلِ. والحَرَا والحَرَاةُ: ناحيةُ الشيء. والحَرَا: مَوْضِعُ البَيْض؛ قَالَ: بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عَنْ حَرَاها ... كُلَّ طارٍ عَلَيْهِ أَن يَطْراها هُوَ الأُفْحُوصُ والأُدْحِيُّ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاء. والحَرَا: الكِناسُ. التَّهْذِيبُ: الحَرَا كُلُّ مَوْضِعٍ لظَبْيٍ يأْوِي إِليه. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الحَرَا إِنه مَبِيضُ النَّعام أَو مأْوَى الظَّبْي، وَهُوَ باطل، والحَرَا عِنْدَ الْعَرَبِ مَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ

الأَصمعي: الحَرَا جَنابُ الرَّجُلِ وَمَا حَوْلَهُ، يُقَالُ: لَا تَقْرَبَنَّ حَرَانا. وَيُقَالُ: نَزَلَ بحَرَاهُ وعَرَاهُ إِذا نَزَلَ بِسَاحَتِهِ. وحَرَا مَبِيضِ النَّعامِ: ما حَوْله، وكذلك حَرَا كِناسِ الظَّبْي مَا حَوْله. والحَرَا: موضعُ بَيْضِ اليَمامة. والحَرَا والحَرَاة: الصوتُ والجَلَبة وصوتُ التِهاب النَّارِ وحَفيفُ الشَّجَرِ، وخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ مَرَّةً صوتَ الطَّيْرِ. وحَرَاةُ النَّارِ، مقصورٌ: الْتِهَابُهَا؛ ذَكَرَهُ جَمَاعَةُ اللُّغَوِيِّينَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ الخَوَاة، بِالْخَاءِ وَالْوَاوِ، قَالَ: وَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الخَوَاة بِالْخَاءِ وَالْوَاوِ. والحَرَى: الخَلِيقُ كَقَوْلِكَ بالحَرَى أَن يَكُونَ ذَلِكَ، وإِنه لَحَرىً بِكَذَا وحَرٍ وحَرِيٌّ، فَمَنْ قَالَ حَرىً لَمْ يُغَيِّرْهُ عَنْ لَفْظِهِ فِيمَا زَادَ عَلَى الْوَاحِدِ وسَوَّى بَيْنَ الجِنْسين، أَعني الْمُذَكَّرَ وَالْمُؤَنَّثَ، لأَنه مَصْدَرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وهُنَّ حَرىً أَن لَا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً، ... وأَنتَ حَرىً بالنارِ حينَ تُثِيبُ وَمَنْ قَالَ حَرٍ وحَرِيٌّ ثَنَّى وَجَمَعَ وأَنث فَقَالَ: حَرِيانِ وحَرُونَ وحَرِيَة وحَرِيَتانِ وحَرِياتٌ وحَرِيَّانِ وحَرِيُّونَ وحَرِيَّة وحَرِيَّتانِ وحَرِيَّاتٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُمْ أَحْرِياء بِذَلِكَ وهُنَّ حَرَايَا وأَنتم أَحْرَاءٌ، جَمْعُ حَرٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تُثَنِّيَ مَا لَا تَجْمَعُ لأَن الْكِسَائِيَّ حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنهم يُثَنُّونَ مَا لَا يَجْمَعُونَ فَيَقُولُ إِنهما لحَرَيانِ أَن يَفْعَلَا؛ وَكَذَلِكَ رُوِيَ بيتُ عَوْفِ بْنُ الأَحْوصِ الجَعْفَرِي: أَوْدَى بَنِيَّ فَما بِرَحْلِي مِنْهُمُ ... إِلا غُلاما بَيَّةٍ ضَنَيانِ بِالْفَتْحِ، كَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَصَرَّحَ بأَنه مَفْتُوحٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شاهدُ حَرِيّ قولُ لَبِيدٍ: مِنْ حَياةٍ قَدْ سَئِمْنا طُولَها، ... وحَرِيٌّ طُولُ عَيْشٍ أَن يُمَلّ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن هَذَا لَحرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَن يَنْكِحَ. يُقَالُ: فُلَانٌ حَرِيٌّ بِكَذَا وحَرىً بِكَذَا وحَرٍ بِكَذَا وبالحَرَى أَن يَكُونَ كَذَا أَي جَديرٌ وخَلِيقٌ. ويُحَدِّثُ الرجلُ الرجلَ فيقولُ: بالحَرَى أَن يَكُونَ، وإِنه لمَحْرىً أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وإِنه لمَحْراة أَن يفعلَ، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ كَقَوْلِكَ مَخْلَقة ومَقْمَنة. وَهَذَا الأَمر مَحْراةٌ لِذَلِكَ أَي مَقْمنة مِثْلُ مَحْجَاة. وَمَا أَحْرَاه: مِثْلُ مَا أَحْجاه، وأَحْرِ بِهِ: مِثْل أَحْجِ بِهِ؛ قَالَ: ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً، ... فأَحْرِ بِهِ لطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا أَي وأَحْرِيَنْ، وَمَا أَحْراهُ بِهِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فإِن كنتَ تُوعِدُنا بالهِجاء، ... فأَحْرِ بمَنْ رامَنا أَن يَخِيبَا وَقَوْلُهُمْ فِي الرَّجُلِ إِذا بَلَغَ الْخَمْسِينَ حَرىً؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ هُوَ حَرىً أَن يَنالَ الخيرَ كُلَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا كَانَ الرجلُ يَدْعُو فِي شَبِيبَتِه ثُمَّ أَصابه أَمرٌ بعدَ ما كَبِرَ فبالحَرَى أَن يُسْتجابَ لَهُ. وَمِنْ أَحْرِ بِهِ اشْتُقَّ التَّحَرِّي فِي الأَشياء وَنَحْوِهَا، وَهُوَ طَلَبُ مَا هُوَ أَحْرَى بِالِاسْتِعْمَالِ فِي غَالِبِ الظَّنِّ، كَمَا اشْتُقَّ التَّقَمُّن مِنَ القَمِين. وَفُلَانٌ يتَحَرَّى الأَمرَ أَي يتَوَخّاه ويَقْصِده. والتَّحَرِّي: قصْدُ الأَوْلى والأَحَقِّ، مأْخوذ مِنَ الحَرَى وَهُوَ الخَليقُ، والتَّوَخِّي مِثْلُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ

الأَواخِر أَي تعَمَّدوا طَلَبَهَا فِيهَا. والتَّحَرِّي: القَصْدُ والاجتهادُ فِي الطَّلَبِ والعزمُ عَلَى تَخْصِيصِ الشَّيْءِ بِالْفِعْلِ وَالْقَوْلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا تَتَحَرَّوْا بِالصَّلَاةِ طلوعَ الشمسِ وغروبَها. وتحَرَّى فلانٌ بِالْمَكَانِ أَي تمكَّث. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ؛ أَي توَخَّوْا وعَمَدُوا، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: دِيمةٌ هَطْلاء فِيهَا وطَفٌ، ... طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّى وتَدُرْ [تَدِرْ] وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا رأَيتُ مِنْ حَرَاتِه وحَرَاه، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا. وحَرَى أَن يَكُونَ ذَاكَ: فِي مَعْنَى عسَى. وتَحَرَّى ذَلِكَ: تعَمَّده. وحِرَاء، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: جَبَلٌ بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ، يُذَكَّرُ ويؤَنث. قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنْهُمْ مَنْ يَصْرِفُهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ يَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ؛ وأَنشد: ورُبَّ وَجْهٍ مِن حِرَاءٍ مُنْحَن وأَنشد أَيضاً: ستَعْلم أَيَّنا خَيْرًا قَدِيمًا، ... وأَعْظَمَنا ببَطْنِ حِرَاءَ نَارَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ. قَالَ: وَهُوَ لِجَرِيرٍ؛ وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: أَلَسْنا أَكرَمَ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً، ... وأَعْظَمَهم ببطْن حِراءَ نَارَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَمْ يَصْرِفْهُ لأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى الْبَلْدَةِ الَّتِي هُوَ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يتَحَنَّثُ بحِراءٍ ، هُوَ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: كَثِيرٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ يَغْلَطون فِيهِ فيفْتَحون حَاءَهُ ويَقْصُرونه ويُميلونه، وَلَا تَجُوزُ إِمالته لأَن الرَّاءَ قَبْلَ الأَلف مَفْتُوحَةٌ، كَمَا لَا تَجُوزُ إِمالة رَاشِدٍ وَرَافِعٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الحَرْوَةُ حُرْقةٌ يَجِدُها الرجلُ فِي حَلْقه وصَدْره ورأْسه مِنَ الغَيْظ والوَجَع. والحَرْوَة: الرَّائِحَةُ الْكَرِيهَةُ مَعَ حِدَّةٍ فِي الخَياشِيم. والحَرْوَةُ والحَرَاوَةُ: حَرَافةٌ تَكُونُ فِي طَعْم نَحْوِ الخَرْدل وَمَا أَشبهه حَتَّى يقالُ: لِهَذَا الكُحْل حَرَاوَة ومَضاضَة فِي الْعَيْنِ. النَّضْرُ: الفُلْفُل لَهُ حَرَاوَة، بِالْوَاوِ، وحَرَارة، بِالرَّاءِ. يُقَالُ: إِني لأَجد لِهَذَا الطَّعَامِ حَرْوَة وحَرَاوة أَي حَرارة، وَذَلِكَ مِنْ حَرافةِ شَيْءٍ يؤْكل. قَالَ الأَزهري: ذَكَرَ اللَّيْثُ الحِرَّ فِي الْمُعْتَلِّ هَاهُنَا، وبابُ الْمُضَاعَفِ أَولى بِهِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ حَرِحٍ وَفِي تَرْجَمَةِ رَحَا. يُقَالُ: رَحَاه إِذا عَظَّمه، وحَرَاه إِذا أَضاقَه، والله أعلم. حزا: التَّحَزِّي: التَّكَهُّنُ. حَزَى حَزْياً وتَحَزَّى تكَهَّنَ؛ قَالَ رؤْبة: لَا يأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي ... فِينَا، وَلَا قوْلُ العِدَى ذُو الأَزِّ والحَازِي: الَّذِي يَنْظُرُ فِي الأَعضاء وَفِي خِيلانِ الوجْهِ يتَكَهَّنُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَازِي أَقَلُّ عِلْمًا مِنَ الطَّارِقِ، والطارقُ يَكَادُ أَنْ يَكُونَ كاهِناً، والحَازِي يَقُولُ بظَنٍّ وخَوْف، والعائِفُ الْعَالِمُ بالأُمور، وَلَا يُسْتَعافُ إِلا مَنْ عَلِمَ وجَرَّبَ وعرَفَ، والعَرّافُ الَّذِي يَشُمُّ الأَرض فَيَعْرِفُ مَواقِعَ الْمِيَاهِ ويعْرِفُ بأَيِّ بَلَدٍ هُوَ وَيَقُولُ دَواءُ الَّذِي بِفُلَانٍ كَذَا وَكَذَا، وَرَجُلٌ عَرّافٌ وعائِفٌ وَعِنْدَهُ عِرَافة وعِيافَةٌ بالأُمور. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَازِي الكاهِنُ، حَزَا يَحْزُو ويَحْزِي ويَتَحَزَّى؛ وأَنشد: وَمَنْ تَحَزَّى عاطِساً أَوطَرَقا وَقَالَ: وحَازِيَةٍ مَلْبُونَةٍ ومُنَجِّسٍ، ... وطارقةٍ فِي طَرْقِها لَمْ تُسَدِّدِ

وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَزَا حَزْواً وتَحَزَّى تكَهَّنَ، وحَزَا الطيرَ حَزْواً: زَجَرَها، قَالَ: وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وحَزَى النخلَ حَزْياً: خَرَصه. وحَزَى الطيرَ حَزْياً: زَجَرَها. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: حَزَيْتُ الشَّيْءَ أَحْزِيه إِذا خَرَصتَه وحَزَوْتُ، لُغَتَانِ مِنَ الحازِي، وَمِنْهُ حَزَيْتُ الطيرَ إِنما هُوَ الخَرْصُ. وَيُقَالُ لِخَارِصِ النَّخْلِ حَازٍ، وَلِلَّذِي يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ حَزَّاءٌ، لأَنه يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ وأَحكامها بِظَنِّهِ وَتَقْدِيرِهِ فَرُبَّمَا أَصاب. أَبو زَيْدٍ: حَزَوْنا الطيرَ نَحْزُوها حَزْواً زَجَرْناها زَجْراً. قَالَ: وَهُوَ عِنْدَهُمْ أَن يَنْغِقَ الغُرابُ مستقبِلَ رَجُلٍ وَهُوَ يُرِيدُ حَاجَةً فَيَقُولُ هُوَ خَيْرٌ فَيَخْرُجُ، أَو يَنْغِقَ مُسْتدْبِرَه فَيَقُولُ هَذَا شَرٌّ فَلَا يَخْرُجُ، وإِن سَنَح لَهُ شَيْءٌ عَنْ يَمِينِهِ تيَمَّنَ بِهِ، أَو سَنَح عَنْ يَسَارِهِ تشاءَم بِهِ، فَهُوَ الحَزْوُ والزَّجْرُ. وَفِي حَدِيثِ هِرَقل: كَانَ حَزَّاء ؛ الحَزَّاءُ والحَازِي: الَّذِي يَحْزُرُ الأَشياء ويقَدِّرُها بِظَنِّهِ. يُقَالُ: حَزَوْتُ الشيءَ أَحْزُوه وأَحْزِيه. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ لفرعونَ حازٍ أَي كاهِنٌ. وحَزَاه السَّرابُ يَحْزِيه حَزْياً: رَفَعه؛ وأَنشد: فَلَمَّا حَزَاهُنَّ السَّرابُ بعَيْنِه ... عَلَى البِيدِ، أَذْرَى عَبرَةً وتتَبَّعا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَزَا السَّرابُ الشخصَ يَحْزُوه ويَحْزِيه إِذا رَفَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وحَزَا الْآلُ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: إِذا رُفِعَ لَهُ شَخْصُ الشَّيْءِ فَقَدْ حُزِيَ، وأَنشد: فَلَمَّا حَزَاهُنَّ السرابُ «2». والحَزَا والحَزَاءُ جَمِيعًا: نبتٌ يشبِه الكَرَفْس، وَهُوَ مِنْ أَحْرار البُقول، وَلِرِيحِهِ خَمْطَةٌ، تَزْعُمُ الأَعراب أَن الْجِنَّ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا يَكُونُ فِيهِ الحَزاءُ، وَالنَّاسُ يَشْرَبون ماءَه مِنَ الرِّيح ويُعَلَّقُ عَلَى الصِّبْيَانِ إِذا خُشِيَ عَلَى أَحدهم أَن يَكُونَ بِهِ شَيْءٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَزَا نوعانِ أَحدهما مَا تَقَدَّمَ، وَالثَّانِي شَجَرَةٌ تَرْتَفِعُ عَلَى سَاقٍ مقدارَ ذِرَاعَيْنِ أَو أَقلّ، وَلَهَا وَرَقَةٌ طَوِيلَةٌ مُدْمَجة دقيقةُ الأَطراف عَلَى خِلْقَة أَكِمَّةِ الزَّرْع قَبْلَ أَن تتَفَقَّأ، وَلَهَا بَرَمَة مِثْلُ بَرَمَةِ السَّلَمَةِ وطولُ ورَقها كَطُولِ الإِصْبَع، وَهِيَ شَدِيدَةُ الخُضْرة، وَتَزْدَادُ عَلَى المَحْلِ خُضْرَةً، وَهِيَ لَا يَرْعاها شَيْءٌ، فإِن غَلِطَ بِهَا الْبَعِيرُ فَذَاقَهَا فِي أَضعاف العُشْب قتَلَتْه عَلَى الْمَكَانِ، الْوَاحِدَةُ حَزَاةٌ وحَزَاءَةٌ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: الحَزاة يَشْرَبُهَا أَكايِسُ النِّسَاءِ للطُّشَّةِ ؛ الحَزَاة: نَبْتٌ بِالْبَادِيَةِ يُشْبِهُ الكَرَفْس إِلا أَنه أَعظم وَرَقًا مِنْهُ، والحَزَا جِنسٌ لَهَا، والطُّشَّةُ الزُّكامُ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَشْترِيها أَكايسُ النِّسَاءِ للخافِيَةِ والإِقْلاتِ ؛ الخافِيَةُ: الجِنُّ، والإِقلاتُ: مَوْتُ الوَلد، كأَنهم كَانُوا يَرَوْنَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الْجِنِّ، فإِذا تَبَخَّرْنَ بِهِ منَعَهُنَّ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ شَمِرٌ: تَقُولُ ريحُ حَزَاء فالنَّجاء؛ قَالَ: هُوَ نباتٌ ذَفِرٌ يُتَدَخَّنُ بِهِ للأَرْواح، يُشْبه الكَرَفْسَ وَهُوَ أَعظم مِنْهُ، فَيُقَالُ: اهْرُبْ إِن هَذَا ريحُ شرٍّ. قَالَ: وَدَخَلَ عَمْرو بْنُ الحَكَم النَّهْدِيُّ عَلَى يَزِيدَ بْنِ المُهَلَّب وَهُوَ فِي الْحَبْسِ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَبا خَالِدٍ ريحُ حَزَاء فالنَّجاء، لَا تَكُنْ فَريسةً للأَسَدِ اللَّابِدِ، أَي أَن هَذَا تَباشِيرُ شَرٍّ، وَمَا يَجِيءُ بَعْدَ هَذَا شرٌّ مِنْهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الحَزَاء مَمْدُودٌ لَا يُقْصَرُ. وَقَالَ شَمِرٌ: الحَزَاء يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. الأَزهري: يُقَالُ أَحْزَى يُحْزي إِحْزَاءً إِذا هابَ؛ وأَنشد: ونفْسِي أَرادَتْ هَجْرَ ليْلى فَلَمْ تُطِقْ ... لَهَا الهَجْرَ هابَتْه، وأَحْزَى جَنِينُها وَقَالَ أَبو ذؤَيب:

_ (2). البيت

كعُوذِ المُعَطَّعفِ أَحْزَى لَهَا ... بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَدِي أَي رَجَع لَهَا رَأْمٌ أَي ولدٌ رديءٌ هالكٌ ضعيفٌ. والعُوذُ: الحديثةُ الْعَهْدِ بالنَّتاج. والمُحْزَوْزي: المُنْتَصِبُ، وَقِيلَ: هُوَ القَلِقُ، وَقِيلَ: المُنْكسر. وحُزْوَى والحَزْوَاءُ وحَزَوْزَى: مَوَاضِعُ. وحُزْوَى: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الدَّهْناء؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ نَزَلَتْ بِهِ. وحُزْوَى، بِالضَّمِّ: اسْمُ عُجْمةٍ مِنْ عُجَمِ الدَّهْناء، وَهِيَ جُمْهور عَظِيمٌ يَعْلو تِلْكَ الجماهيرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نَبَتْ عيناكَ عَنْ طَللٍ بحُزْوَى، ... عَفَتْه الريحُ وامْتُنِحَ القِطارَا وَالنِّسْبَةُ إِليها حُزَاوِيٌّ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حُزَاوِيَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقِلِيَّةٌ ... تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَزَاورِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ حُزاويةٍ بِالْخَفْضِ؛ وَكَذَلِكَ مَا بَعْدَهُ لأَن قَبْلَهُ: كأَنَّ عُرَى المَرْجانِ مِنْهَا تعلَّقَتْ ... عَلَى أُمِّ خِشْفٍ مِنْ ظِباءِ المَشاقِر قَالَ: وَقَوْلُهُ الحَزَاور صَوَابُهُ الحَرَائِر وَهِيَ كَرَائِمُ الرِّمال، وأَما الحَزَاورُ فَهِيَ الرَّوابي الصِّغارُ، الْوَاحِدَةُ حَزْوَرَةٌ. حسا: حَسَا الطائرُ الماءَ يَحْسُو حَسْواً: وَهُوَ كالشُّرْب للإِنسان، والحَسْوُ الفِعْل، وَلَا يُقَالُ لِلطَّائِرِ شَرِبَ، وحَسا الشيءَ حَسْواً وتحَسَّاهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: التَّحَسِّي عَمَلٌ فِي مُهْلةٍ. واحْتَسَاه: كتَحَسَّاه. وَقَدْ يَكُونُ الاحْتِسَاءُ فِي النَّوْمِ وتَقَصِّي سَيْرِ الإِبلِ، يُقَالُ: احْتَسَى سيرَ الْفَرَسِ وَالْجَمَلِ والناقةِ؛ قَالَ: إِذا احْتَسى يَوْمَ هَجِيرٍ هائِف ... غُرُورَ عِيدِيّاتها الخَوانِف وهُنَّ يَطْوِينَ عَلَى التَّكالِف ... بالسَّيْفِ أَحْياناً وبالتَّقاذُف جَمَعَ بَيْنَ الْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وَهَذَا الَّذِي يُسَمِّيهِ أَصحاب الْقَوَافِي السِّنَادَ فِي قَوْلِ الأَخفش، وَاسْمُ مَا يُتَحَسَّى الحَسِيَّةُ والحَسَاءُ، مَمْدُودٌ، والحَسْوُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى ابْنُ الأَعرابي حَكَى فِي الِاسْمِ أَيضاً الحَسْوَ عَلَى لَفْظِ الْمَصْدَرِ، والحَسَا، مَقْصُورٌ، عَلَى مِثَالِ القَفا، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُمَا عَلَى ثِقَةٍ، والحُسْوَةُ، كُلُّهُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِنْهُ. والحُسْوةُ: مِلْءُ الفَمِ. وَيُقَالُ: اتَّخِذُوا لَنَا حَسِيَّةً؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي لِبَعْضِ الرُّجَّاز: وحُسَّد أَوْشَلْتُ مِن حِظاظِها ... عَلَى أَحَاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه جَمَعَ حَسَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ يَكُونُ جَمَعَ أُحْسِيَّةٍ وأُحْسُوَّةٍ كأُهْجِيَّةٍ وأُهْجُوَّة، قَالَ: غَيْرَ أَني لَمْ أَسمعه وَلَا رأَيته إِلا فِي هَذَا الشِّعْرِ. والحَسْوة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ، وَقِيلَ: الحَسْوة والحُسْوَة لُغَتَانِ، وَهَذَانَ الْمِثَالَانِ يَعْتَقِبَانِ عَلَى هَذَا الضَّرْبِ كَثِيرًا كالنَّغْبة والنُّغْبة والجَرْعة والجُرْعة، وَفَرَّقَ يُونُسُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمِثَالَيْنِ فَقَالَ: الفَعْلة للفِعْل والفُعْلة لِلِاسْمِ، وَجَمْعُ الحُسْوَة حُسىً، وحَسَوْت المَرَق حَسْواً. وَرَجُلٌ حَسُوٌّ: كثير التَّحَسِّي. ويوم ك حَسْوِ الطَّيْرِ أَي قَصِيرٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نِمتُ نَوْمةً كحَسْوِ الطَّيْرِ إِذا نَامَ نَوْمًا قَلِيلًا. والحَسُوُّ عَلَى فَعُول: طَعَامٌ مَعْرُوفٌ، وَكَذَلِكَ الحَساءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، تَقُولُ: شَرِبْتَ حَسَاءً وحَسُوّاً. ابْنُ السِّكِّيتِ: حَسَوْتُ شَرِبْتُ حَسُوّاً وحَسَاءً، وَشَرِبْتُ

مَشُوّاً ومَشَاءً، وأَحْسَيْتُه المَرَق فحَسَاه واحْتَسَاه بِمَعْنًى، وتحَسَّاه فِي مُهْلة. وَفِي الْحَدِيثِ ذكْرُ الحَسَاءِ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، هُوَ طبيخٌ يُتَّخذ مِنْ دقيقٍ وماءٍ ودُهْنٍ، وَقَدْ يُحَلَّى وَيَكُونُ رَقِيقًا يُحْسَى. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ جَعَلْتُ لَهُ حَسْواً وحَساءً وحَسِيَّةً إِذا طَبَخَ لَهُ الشيءَ الرقيقَ يتَحَسَّاه إِذا اشْتَكَى صَدْرَه، وَيُجْمَعُ الحَسَا حِساءً وأَحْساءً. قَالَ أَبو ذُبْيان بْنُ الرَّعْبل: إِنَّ أَبْغَضَ الشُّيوخ إِليَّ الحَسُوُّ الفَسُوُّ الأَقْلَحُ الأَمْلَحُ؛ الحَسُوُّ: الشَّروبُ. وَقَدْ حَسَوْتُ حَسْوَةً وَاحِدَةً. وَفِي الإِناء حُسْوَةٌ، بِالضَّمِّ، أَي قَدْرُ مَا يُحْسَى مَرَّةً. ابْنُ السِّكِّيتِ: حَسَوْتُ حَسْوةً وَاحِدَةً، والحُسْوَةُ مِلْءُ الْفَمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَسْوَة وحُسْوَة وغَرْفة وغُرْفة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَكَانَ يُقَالُ لأَبي جُدْعانَ حَاسِي الذَّهَب لأَنه كَانَ لَهُ إِناءٌ مِنْ ذَهَبٍ يَحْسُو مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَسْكَرَ مِنْهُ الفَرَقُ فالحُسْوَةُ حَرَامٌ ؛ الحُسْوةُ، بِالضَّمِّ: الجُرْعة بِقَدْرِ مَا يُحْسى مرَّة وَاحِدَةً، وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الحِسْيُ سَهْلٌ مِنَ الأَرض يَسْتنقع فِيهِ الْمَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ غَلْظٌ فَوْقَهُ رَمْلٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءُ السَّمَاءِ، فَكُلَّمَا نزَحْتَ دَلْواً جَمَّتْ أُخرى. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى حِسْيٌ وحِسًى، وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا إِلَّا مِعْي ومِعىً، وإِنْيٌ مِنَ اللَّيْلِ وإِنًى. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي حِسْيٍ حَساً، بِفَتْحِ الْحَاءِ عَلَى مِثَالِ قَفاً، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَحْساءٌ وحِساءٌ. واحْتَسَى حِسْياً: احْتَفره، وَقِيلَ: الاحْتِسَاءُ نَبْثُ الترابِ لِخُرُوجِ الْمَاءِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يَقُولُ احْتَسَيْنَا حِسْياً أَي أَنْبَطْنا ماءَ حِسْيٍ. والحِسْيُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ. واحْتَسَى مَا فِي نَفْسِهِ: اخْتَبرَه؛ قَالَ: يقُولُ نِساءٌ يَحْتَسِينَ مَوَدَّتي ... لِيَعْلَمْنَ مَا أُخْفي، ويَعلَمْن مَا أُبْدي الأَزهري: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ هَلِ احْتَسَيْتَ مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا؟ عَلَى مَعْنَى هَلْ وجَدْتَ. والحَسَى وَذُو الحُسَى، مَقْصُورَانِ: مَوْضِعَانِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: عَفَا ذُو حُسًى مِنْ فَرْتَنَا فالفَوارِع وحِسْيٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا ذَكَر كثيرٌ غَيْقةَ فَمَعَهَا حِسَاءٌ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَمَعَهَا حَسْنَى. والحِسْي: الرَّمْلُ الْمُتَرَاكِمُ أَسفله جَبَلٌ صَلْدٌ، فإِذا مُطِرَ الرَّمْلُ نَشِفَ ماءُ الْمَطَرِ، فإِذا انْتَهى إِلى الْجَبَلِ الَّذِي أَسْفلَه أَمْسَكَ الماءَ وَمَنَعَ الرملُ حَرَّ الشمسِ أَن يُنَشِّفَ الْمَاءَ، فإِذا اشْتَدَّ الحرُّ نُبِثَ وجْهُ الرملِ عَنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فنَبَع بَارِدًا عَذْبًا؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بِالْبَادِيَةِ أَحْساءً كَثِيرَةً عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ، مِنْهَا أَحْسَاءُ بَنِي سَعْدٍ بِحِذَاءِ هَجَرَ وقُرَاها، قَالَ: وَهِيَ اليومَ دارُ القَرامطة وَبِهَا مَنَازِلُهُمْ، وَمِنْهَا أَحْسَاءُ خِرْشافٍ، وأَحْسَاءُ القَطِيف، وبحذَاء الْحَاجِرِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ أَحْسَاءٌ فِي وادٍ مُتَطامِن ذِي رَمْلٍ، إِذا رَوِيَتْ فِي الشِّتَاءِ مِنَ السُّيول الْكَثِيرَةِ الأَمطار لَمْ يَنْقَطِعْ ماءُ أَحْسَائها فِي القَيْظ. الْجَوْهَرِيُّ: الحِسْيُ، بِالْكَسْرِ، مَا تُنَشِّفه الأَرض مِنَ الرَّمْلِ، فإِذا صَارَ إِلى صَلابةٍ أَمْسكَتْه فتَحْفِرُ عَنْهُ الرملَ فتَسْتَخْرجه، وَهُوَ الاحْتِسَاءُ، وَجَمْعُ الحِسْيِ الأَحْسَاء، وَهِيَ الكِرَارُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي التَّيِّهان: ذَهَبَ يَسْتَعْذِب لَنَا الماءَ مِنْ حِسْيِ بَنِي حارثةَ ؛ الحِسْيُ بِالْكَسْرِ وَسُكُونِ السِّينِ وَجَمْعُهُ أَحْسَاء: حَفِيرة قَرِيبَةُ القَعْر، قِيلَ إِنه لَا يَكُونُ إِلا فِي أَرض أَسفلها حِجَارَةٌ وَفَوْقَهَا رَمْلٌ، فإِذا أُمْطِرَتْ نَشَّفه الرَّمْلُ، فإِذا

انْتَهَى إِلى الْحِجَارَةِ أَمْسكَتْه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنهم شَرِبوا مِنْ مَاءِ الحِسْيِ. وحَسِيتُ الخَبَر، بِالْكَسْرِ: مِثْلُ حَسِسْتُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ: سِوَى أَنَّ العِتَاقَ مِنَ المَطايا ... حَسِينَ بِهِ، فهُنّ إِليه شُوسُ وأَحْسَيْتُ الخَبر مِثْلُهُ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلةَ: لَمَّا احْتَسَى مُنْحَدِرٌ مِنْ مُصْعِدِ ... أَنَّ الحَيا مُغْلَوْلِبٌ، لَمْ يَجْحَدِ احْتَسَى أَي اسْتَخْبَر فأُخْبِر أَن الخِصْبَ فاشٍ، والمُنْحدِر: الَّذِي يأْتي القُرَى، والمُصْعِدُ: الَّذِي يأْتي إِلى مَكَّةَ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: فهَجَمْتُ عَلَى رَجُلَيْنِ فقلتُ هَلْ حَسْتُما مِنْ شَيْءٍ ؟ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخطابي كَذَا وَرَدَ وإِنما هُوَ هَلْ حَسِيتُما؟ يُقَالُ: حَسِيتُ الخَبر، بِالْكَسْرِ، أَي عَلِمْتُهُ، وأَحَسْتُ الْخَبَرَ، وحَسِسْتُ بِالْخَبَرِ، وأَحْسَسْتُ بِهِ، كأَنَّ الأَصلَ فِيهِ حَسِسْتُ فأَبْدلوا مِنْ إِحدى السِّينَيْنِ يَاءً، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَلْتُ ومَسْتُ فِي ظَلِلْتُ ومَسِسْتُ فِي حَذْفِ أَحد الْمِثْلَيْنِ، وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي زُبَيْدٍ أَحَسْنَ بِهِ. والحِسَاء: مَوْضِعٌ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ الأَنصاريُّ يُخاطب ناقَته حِينَ تَوَجَّهَ إِلى مُوتَةَ مِنْ أَرض الشأْم: إِذا بَلَّغْتِني وحَمَلْتِ رَحْلِي ... مَسِيرةَ أَرْبَعٍ، بعدَ الحِسَاء حشا: الحَشَى: مَا دُون الحِجابِ مِمَّا فِي البَطْن كُلّه مِنَ الكَبِد والطِّحال والكَرِش وَمَا تَبعَ ذَلِكَ حَشًى كُلُّه. والحَشَى: ظَاهِرُ الْبَطْنِ وَهُوَ الحِضْنُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ امرأَة: هَضِيم الحَشَى مَا الشمسُ فِي يومِ دَجْنِها وَيُقَالُ: هُوَ لَطيفُ الحَشَى إِذا كَانَ أَهْيَفَ ضامِرَ الخَصْر. وَتَقُولُ: حَشَوْتُه سَهْمًا إِذا أَصبتَ حَشَاه، وَقِيلَ: الحَشَى مَا بَيْنَ ضِلَعِ الخَلْف الَّتِي فِي آخِرِ الجَنْبِ إِلى الوَرِك. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحَشَى مَا بَيْنَ آخِرِ الأَضْلاع إِلى رأْس الوَرِك. قَالَ الأَزهري: وَالشَّافِعِيُّ سَمَّى ذَلِكَ كُلَّهُ حِشْوَةً، قَالَ: وَنَحْوَ ذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ، تَقُولُ لِجَمِيعِ مَا فِي الْبَطْنِ حِشْوَة، مَا عَدَا الشَّحْمَ فإِنه لَيْسَ مِنَ الحِشْوة، وإِذا ثَنَّيْتَ قُلْتَ حَشَيانِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَشَى مَا اضْطَمَّت عَلَيْهِ الضُّلُوعُ؛ وقولُ المُعَطَّل الْهُذَلِيِّ: يَقُولُ الَّذِي أَمْسَى إِلى الحَزْنِ أَهْلُه: ... بأَيّ الحَشَى أَمْسَى الخَلِيطُ المُبايِنُ؟ يَعْنِي الناحيةَ. التَّهْذِيبُ: إِذا اشْتَكَى الرجلُ حَشَاه ونَساه فَهُوَ حَشٍ ونَسٍ، وَالْجَمْعُ أَحْشَاءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: حِشْوَةُ الْبَطْنِ وحُشْوته، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، أَمعاؤُه. وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: ثُمَّ شَقَّا بَطْني وأَخْرَجا حِشْوَتي ؛ الحُشْوَةُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الأَمعاء. وَفِي مَقْتل عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْر: إِنْ حُشْوَتَه خَرَجَت. الأَصمعي: الحُشْوَة مَوْضِعُ الطَّعَامِ وَفِيهِ الأَحْشَاءُ والأَقْصابُ. وَقَالَ الأَصمعي: أَسفلُ مَوَاضِعِ الطَّعَامِ الَّذِي يُؤدِّي إِلى المَذْهَب المَحْشَاةُ، بِنَصْبِ الْمِيمِ، وَالْجَمْعُ المَحَاشِي، وَهِيَ المَبْعَرُ مِنَ الدَّوَابِّ، وَقَالَ: إِياكم وإِتْيانَ النساءِ فِي مَحَاشِيهنَّ فإِنَّ كُلَّ مَحْشَاةٍ حَرامٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَحَاشِي النِّسَاءِ حرامٌ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَهِيَ جَمْعُ مَحْشَاة لأَسفل مَوَاضِعِ الطَّعَامِ مِنَ الأَمْعاء فكَنَى بِهِ عَنِ الأَدْبار؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ المَحَاشِي جَمْعَ المِحْشَى، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ العُظَّامَة الَّتِي تُعَظِّم بِهَا المرأَة عَجيزتها فكَنَى بِهَا عَنِ الأَدْبار.

والكُلْيتانِ فِي أَسفل الْبَطْنِ بَيْنَهُمَا المَثانة، ومكانُ الْبَوْلِ فِي المَثانة، والمَرْبَضُ تَحْتَ السُّرَّة، وَفِيهِ الصِّفَاقُ، والصِّفاقُ جِلْدَةُ الْبَطْنِ الباطنةُ كُلُّهَا، والجلدُ الأَسفل الَّذِي إِذا انْخَرَقَ كَانَ رَقِيقًا، والمَأْنَةُ مَا غَلُظَ تَحْتَ السُّرَّة «3». والحَشَى: الرَّبْوُ؛ قَالَ الشَّمَّاخ: تُلاعِبُني، إِذا مَا شِئْتُ، خَوْدٌ، ... عَلَى الأَنْماطِ، ذاتُ حَشًى قَطِيعِ وَيُرْوَى: خَوْدٍ، عَلَى أَن يُجْعَلَ مِنْ نَعْتِ بَهْكنةٍ فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ أَنِّي أَشاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي ... إِلى بَيْضاءَ، بَهْكَنةٍ شَمُوعِ أَي ذَاتُ نَفَس مُنْقَطِعٍ من سِمَنها، وقَطِيعٍ نعتٌ لحَشًى. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ مِنْ بَيْتِهَا وَمَضَى إِلى البَقِيع فتَبِعَتْهُ تَظُنُّ أَنه دَخَلَ بعضَ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بسَوادِها قصَدَ قَصْدَه فعَدَتْ فعَدَا عَلَى أَثرها فَلَمْ يُدْرِكْها إِلا وَهِيَ فِي جَوْفِ حُجْرَتِها، فَدَنَا مِنْهَا وَقَدْ وَقَع عَلَيْهَا البُهْرُ والرَّبْوُ فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَراكِ حَشْيَا «4». رابيَةً أَي مَا لَكِ قَدْ وقعَ عَلَيْكِ الحَشَى، وَهُوَ الرَّبْوُ والبُهْرُ والنَّهِيجُ الَّذِي يَعْرِض للمُسْرِع فِي مِشْيَته والمُحْتَدِّ فِي كَلَامِهِ مِنَ ارْتِفَاعِ النَّفَس وتَواتُره، وَقِيلَ: أَصله مِنْ إِصابة الرَّبْوِ حَشاه. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ حَشٍ وحَشْيَانُ مِنَ الرَّبْوِ، وَقَدْ حَشِيَ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ: فنَهْنَهْتُ أُولى القَوْمِ عَنْهُمْ بضَرْبةٍ، ... تنَفَّسَ مِنْهَا كلُّ حَشْيَانَ مُجْحَرِ والأُنثى حَشِيَةٌ وحَشْيا، عَلَى فَعْلى، وَقَدْ حَشِيا حَشًى. وأَرْنب مُحَشِّيَة الكِلابِ أَي تَعْدُو الكلابُ خَلْفَهَا حَتَّى تَنْبَهِرَ. والمِحْشَى: العُظَّامة تُعَظِّم بِهَا المرأَة عَجِيزتَها؛ وَقَالَ: جُمّاً غَنيَّاتٍ عَنِ المَحَاشِي والحَشِيَّةُ: مِرْفَقة أَو مِصْدَغة أَو نحوُها تُعَظِّم بِهَا المرأَة بدنَها أَو عَجِيزَتَهَا لتُظَنَّ مُبَدَّنةً أَو عَجْزاء، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذا مَا الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشَايَا، ... كَفاها أَن يُلاثَ بِهَا الإِزارُ ابْنُ سِيدَهْ: واحْتَشَتِ المرأَةُ الحَشِيَّةَ واحْتَشَتْ بِهَا كِلَاهُمَا لَبِسَتْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَا تَحْتَشِي إِلا الصَّميمَ الصَّادِقَا يَعْنِي أَنها تَلْبَسُ الحَشَايا لأَن عِظَمَ عَجِيزَتِهَا يُغْنيها عَنْ ذَلِكَ؛ وأَنشد فِي التَّعدِّي بِالْبَاءِ: كَانَتْ إِذا الزُّلُّ احْتَشَيْنَ بالنُّقَبْ، ... تُلْقِي الحَشايا مَا لَها فِيهَا أَرَبْ الأَزهري: الحَشِيَّةُ رِفاعةُ المرأَة، وَهُوَ مَا تَضَعُهُ عَلَى عَجِيزَتِهَا تُعَظِّمُها بِهِ. يُقَالُ: تحَشَّتِ المرأَةُ تحَشِّياً، فَهِيَ مُتَحَشِّيةٌ. والاحْتِشَاءُ: الامتلاءُ، تَقُولُ: مَا احْتَشَيْتُ فِي مَعْنَى امْتلأْتُ. واحْتَشَتِ المُسْتحاضةُ: حَشَتْ نفْسَها بالمَفارِم وَنَحْوِهَا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ ذُو الإِبْرِدَةِ. التَّهْذِيبُ: والاحْتِشَاءُ احْتِشَاءُ الرَّجُلِ ذِي الإِبْرِدَةِ، والمُسْتحاضة تحْتَشِي بالكُرْسُفِ. قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لامرأَةٍ: احْتَشِي كُرْسُفاً ، وَهُوَ الْقُطْنُ تحْشُو بِهِ فَرْجَهَا. وَفِي الصِّحَاحِ: وَالْحَائِضُ تَحْتَشِي بالكُرْسُفِ لِتَحْبِسَ الدَّمَ. وفي حديث المُسْتحاضةِ:

_ (3). قوله: والكليتان إلى ... تحت السرة؛ هكذا في الأَصل، ولا رابط له بما سبق من الكلام (4). قوله [مَا لِي أَرَاكِ حَشْيَا] كذا بالقصر في الأَصل والنهاية فهو فعلى كسكرى لا بالمد كما وقع في نسخ القاموس

أَمرها أَن تَغْتَسِلَ فإِن رأَت شَيْئًا احْتَشَتْ أَي اسْتَدْخَلَتْ شَيْئًا يَمْنَعُ الدَّمَ مِنَ الْقُطْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَبِهِ سُمِّيَ القُطْنُ الحَشْوَ لأَنه تُحْشَى بِهِ الفُرُش وَغَيْرُهَا. ابْنُ سِيدَهْ: وحَشَا الوِسادة والفراشَ وَغَيْرَهُمَا يَحْشُوها حَشْواً ملأَها، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الحَشْوُ، عَلَى لَفْظِ الْمَصْدَرِ. والحَشِيَّةُ: الفِراشُ المَحْشُوُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: مَنْ يَعْذِرُني مِنْ هؤلاءِ الضَّياطِرةِ يتَخَلَّفُ أَحدُهم يتَقَلَّبُ عَلَى حَشايَاهُ أَي عَلَى فَرْشِه، واحدَتُها حَشِيَّة، بِالتَّشْدِيدِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: لَيْسَ أَخو الْحَرْبِ مَنْ يَضَعُ خُورَ الحَشَايا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. وحَشْوُ الرَّجُلِ: نفْسُه عَلَى المَثل، وَقَدْ حُشِيَ بِهَا وحُشِيَها؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكَم الثَّقَفِيُّ: وَمَا بَرِحَتْ نفْسٌ لَجُوجٌ حُشِيتَها ... تُذِيبُكَ حَتَّى قِيلَ: هَلْ أَنتَ مُكْتَوي؟ وحُشِيَ الرجلُ غَيْظًا وكِبْراً كِلَاهُمَا عَلَى المَثَل؛ قَالَ المَرَّارُ: وحَشَوْتُ الغَيْظَ فِي أَضْلاعِه، ... فَهْوَ يَمْشِي حَظَلاناً كالنَّقِرْ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وَلَا تَأْنَفا أَنْ تَسْأَلا وتُسَلِّما، ... فَمَا حُشِيَ الإِنسانُ شَرّاً مِنَ الكِبْرِ ابْنُ سِيدَهْ: وحُشْوَة الشاةِ وحِشْوَتُها جَوْفُها، وَقِيلَ: حِشْوة الْبَطْنِ وحُشْوَتُه مَا فِيهِ مِنْ كَبِدٍ وَطِحَالٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. والمَحْشَى: مَوْضِعُ الطَّعَامِ. والحَشَا: مَا فِي الْبَطْنِ، وَتَثْنِيَتُهُ حَشَوانِ، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ لأَنه مِمَّا يُثَنَّى بِالْيَاءِ وَالْوَاوِ، وَالْجَمْعُ أَحْشَاءٌ. وحَشَوْتُه: أَصَبْتُ حَشاه. وحَشْوُ الْبَيْتِ مِنَ الشِّعْر: أَجزاؤُه غَيْرُ عَرُوضِهِ وَضَرْبِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والحَشْوُ مِنَ الْكَلَامِ: الفَضْلُ الَّذِي لَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ النَّاسِ. وحُشْوَةُ النَّاسِ: رُذالَتُهم. وَحَكَى اللَّحْيَانِيُّ: مَا أَكثر حِشْوَةَ أَرْضِكم وحُشْوَتها أَي حَشْوَها وَمَا فِيهَا مِنَ الدَّغَل. وَفُلَانٌ مِنْ حِشْوَة بَنِي فُلَانٍ، بِالْكَسْرِ، أَي مِنْ رُذالهم. وحَشْوُ الإِبل وحَاشِيَتُها: صِغارها، وَكَذَلِكَ حَوَاشِيها، وَاحِدَتُهَا حَاشِيَةٌ، وَقِيلَ: صِغارها الَّتِي لَا كِبار فِيهَا، وَكَذَلِكَ مِنَ النَّاسِ. والحَاشِيَتانِ: ابنُ المَخاض وَابْنُ اللَّبُون. يُقَالُ: أَرْسَلَ بَنُو فُلَانٍ رَائِدًا فانْتَهى إِلى أَرض قَدْ شَبِعَتْ حاشِيَتاها. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: خُذْ مِنْ حَوَاشِي أَموالهم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ صِغارُ الإِبل كَابْنِ المَخاض وَابْنِ اللَّبُون، وَاحِدَتُهَا حَاشِيَةٌ. وحَاشِيَةُ كُلِّ شيءٍ: جَانِبُهُ وطَرَفُه، وَهُوَ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: اتَّقِ كرائمَ أَمْوالهم. وحَشِيَ السِّقاءُ حَشًى: صَارَ لَهُ مِنَ اللَّبَن شِبْهُ الجِلْدِ مِنْ بَاطِنٍ فلَصِقَ بِالْجِلْدِ فَلَا يَعْدَمُ أَن يُنْتِنَ فيُرْوِحَ. وأَرضٌ حَشَاةٌ: سَوْداء لَا خَيْرَ فِيهَا. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وأَرض حَشَاةٌ قَلِيلَةُ الْخَيْرِ سوداءُ. والحَشِيُّ مِنَ النَّبْتِ: مَا فسَد أَصله وعَفِنَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها، إِذا هَما، ... صَوتُ أَفاعٍ فِي حَشِيٍّ أَعْشَما وَيُرْوَى: فِي خَشِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وإِنَّ عِندي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي، ... سَمَّ ذَراريحَ رِطابٍ وحَشِي أَراد: وحَشِيٍّ فَخَفَّفَ الْمُشَدَّدَ. وتَحَشَّى فِي بَنِي فُلَانٍ إِذا اضْطَمُّوا عَلَيْهِ وآوَوْهُ. وَجَاءَ فِي حاشِيَتهِ أَي فِي قَوْمِهِ الَّذِينَ فِي حَشاه. وَهَؤُلَاءِ حاشِيَتُه أَي أَهله

وخاصَّتُه. وَهَؤُلَاءِ حَاشِيَته، بِالنَّصْبِ، أَي فِي نَاحِيَتِهِ وظِلِّه. وأَتَيْتُه فَمَا أَجَلَّني وَلَا أَحْشَانِي أَي فَمَا أَعطاني جَليلة وَلَا حاشِيةً. وحَاشِيَتَا الثَّوْبِ: جَانِبَاهُ اللَّذَانِ لَا هُدْبَ فِيهِمَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: حاشِيَتا الثَّوْبِ جَنَبَتاه الطَّوِيلَتَانِ فِي طَرَفَيْهِمَا الهُدْبُ. وحَاشِيَةُ السَّراب: كُلُّ نَاحِيَةٍ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي حَاشِيَةِ المَقامِ أَي جَانِبِهِ وطَرَفه، تَشْبِيهًا بحاشِيَة الثَّوْبِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعاوية: لَوْ كنتُ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ لنزلتُ مِنَ الكَلإِ الحَاشِيَةَ. وعَيْشٌ رقيقُ الحَوَاشِي أَي ناعِمٌ فِي دَعَةٍ. والمَحَاشِي: أَكْسية خَشِنة تَحْلِقُ الجَسدَ، وَاحِدَتُهَا مِحْشَاةٌ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبياني: إِجْمَعْ مِحَاشَكَ يَا يَزِيدُ، فإِنني ... أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لَكُمْ وتَمِيما قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِنْ الحَشْوِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي المِحَاشِ إِنه مِنَ الحَشْوِ غَلَطٌ قَبِيحٌ، وإِنما هُوَ مِنَ المَحْش وَهُوَ الحَرْقُ، وَقَدْ فَسَّرَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي فَصْلِ مَحَشَ فَقَالَ: المِحاشُ قَوْمٌ اجْتَمَعُوا مِنْ قَبَائِلَ وتحالَفُوا عِنْدَ النَّارِ. قَالَ الأَزهري: المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ مِنَ الحَوْشِ، وَهُمْ قَوْمٌ لَفِيف أُشابَةٌ. وأَنشد بَيْتَ النَّابِغَةِ: جَمِّعْ مَحاشَك يَا يَزِيدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِطَ اللَّيْثُ فِي هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما فَتْحُهُ الْمِيمَ وَجَعْلُهُ إِياه مَفْعَلًا مِنَ الحَوْش، وَالْوَجْهُ الثَّانِي مَا قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ وَالصَّوَابُ المِحاشُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي: إِنما هُوَ جَمِّعْ مِحاشَكَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، جَعَلُوهُ من مَحَشَتْه أَي أَحرقته لَا مِنَ الحَوْش، وَقَدْ فُسِّر فِي مَوْضِعِهِ الصَّحِيحِ أَنهم يَتَحَالَفُونَ عِنْدَ النَّارِ، وأَما المَحاشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، فَهُوَ أَثاثُ الْبَيْتِ وأَصله مِنَ الحَوْش، وَهُوَ جَمْع الشَّيْءِ وضَمُّه؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ للفِيفِ النَّاسِ مَحاشٌ. والحَشِيُّ، عَلَى فَعِيل: اليابِسُ؛ وأَنشد الْعَجَّاجُ: والهَدَب النَّاعِمُ والحَشِيّ يُرْوَى بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ جَمِيعًا. وحَاشَى: مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ تَجُرُّ مَا بَعْدَهَا كَمَا تَجُرُّ حَتَّى مَا بَعْدَهَا. وحاشَيْتُ مِنَ الْقَوْمِ فُلَانًا: استَثنيْت. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: شَتمْتُهم وَمَا حاشَيْتُ مِنْهُمْ أَحداً وَمَا تَحَشَّيْتُ وَمَا حَاشَيْتُ أَي مَا قَلْتُ حَاشَى لِفُلَانٍ وَمَا اسْتَثْنَيْتُ مِنْهُمْ أَحداً. وحَاشَى للهِ وحَاشَ للهِ أَي بَرَاءةً لِلَّهِ ومَعاذاً لِلَّهِ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: حُذِفَتْ مِنْهُ اللَّامُ كَمَا قَالُوا وَلَوْ تَرَ مَا أَهل مَكَّةَ، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. الأَزهري: حاشَ لِلَّهِ كَانَ فِي الأَصل حاشَى لِلَّهِ، فكَثُر فِي الْكَلَامِ وَحُذِفَتِ الْيَاءُ وَجُعِلَ اسْمًا، وإِن كَانَ فِي الأَصل فِعْلًا، وَهُوَ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ مِثْلُ عَدَا وخَلا، وَلِذَلِكَ خَفَضُوا بحَاشَى كَمَا خُفِضَ بِهِمَا، لأَنهما جُعِلَا حَرْفَيْنِ وإِن كَانَا فِي الأَصل فِعْلَيْنِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ* ؛ هُوَ مِنْ حاشَيْتُ أُحَاشِي. قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى حَاشَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَعْزِلُ فُلَانًا مِنْ وَصْفِ الْقَوْمِ بالحَشَى وأَعْزِلُه بِنَاحِيَةٍ وَلَا أُدْخِله فِي جُمْلتهم، وَمَعْنَى الحَشَى الناحيةُ؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ فِي الحَشَى النَّاحِيَةِ بَيْتَ المُعَطَّل الْهُذَلِيِّ: بأَيِّ الحَشَى أَمْسى الحَبيبُ المُبايِنُ وَقَالَ آخَرُ: حَاشَى أَبي مَرْوان، إِنَّ بِهِ ... ضَنّاً عَنِ المَلْحاةِ والشَّتْمِ وَقَالَ آخَرُ «5»: وَلَا أُحاشِي من الأَقْوامِ من أَحَدِ وَيُقَالُ: حَاشَى لِفُلَانٍ وحَاشَى فُلاناً وحَاشَى فلانٍ

_ (5). هو النابغة وصدر البيت: وَلَا أَرَى فَاعِلًا فِي الناس يشبهُه

وحَشَى فلانٍ؛ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: مَن رامَها، حَاشَى النَّبيِّ وأَهْلِه ... فِي الفَخْرِ، غَطْمَطَه هُنَاكَ المُزْبِدُ وأَنشد الْفَرَّاءُ: حَشا رَهْطِ النبيِّ، فإِنَّ منهمْ ... بُحوراً لَا تُكَدِّرُها الدِّلاءُ فَمَنْ قَالَ حاشَى لِفُلَانٍ خَفْضَهُ بِاللَّامِ الزَّائِدَةِ، وَمَنْ قَالَ حَاشَى فُلَانًا أَضْمَر فِي حاشَى مَرْفُوعًا ونصَب فُلَانًا بحاشَى، وَالتَّقْدِيرُ حاشَى فِعْلُهم فُلَانًا، وَمَنْ قَالَ حَاشَى فُلَانٍ خفَض بإِضمار اللَّامِ لِطُولِ صُحبتها حاشَى، وَيَجُوزُ أَن يَخَفِضَهُ بِحَاشَى لأَن حَاشَى لَمَّا خَلَتْ مِنَ الصَّاحِبِ أَشبهت الِاسْمَ فأُضيفت إِلى مَا بَعْدَهَا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ حاشَ لِفُلَانٍ فَيُسْقِطُ الأَلف، وَقَدْ قُرِئَ فِي الْقُرْآنِ بِالْوَجْهَيْنِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ* ؛ اشْتُقَّ مِنْ قَوْلِكَ كنتُ فِي حَشَا فُلَانٍ أَي فِي نَاحِيَةِ فُلَانٍ، وَالْمَعْنَى فِي حَاشَ لِلَّهِ بَراءةً لِلَّهِ مِنْ هَذَا، وإِذا قُلْتَ حَاشَى لِزَيْدٍ هَذَا مِنَ التَّنَحِّي، وَالْمَعْنَى قَدْ تنَحَّى زيدٌ مِنْ هَذَا وتَباعَدَ عَنْهُ كَمَا تَقُولُ تنَحَّى مِنَ النَّاحِيَةِ، كَذَلِكَ تَحَاشَى مِنْ حاشيةِ الشَّيْءِ، وَهُوَ ناحيتُه. وَقَالَ أَبو بَكْرِ بنُ الأَنْباري فِي قَوْلِهِمْ حَاشَى فُلَانًا: مَعْنَاهُ قَدِ استثنيتُه وأَخرجته فَلَمْ أُدخله فِي جُمْلَةِ الْمَذْكُورِينَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جعَلَه مِنْ حَشَى الشيءِ وَهُوَ نَاحِيَتُهُ؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ فِي الْمَعَانِي: وَلَا يَتَحَشَّى الفَحْلُ إِنْ أَعْرَضَتْ بِهِ، ... وَلَا يَمْنَعُ المِرْباعَ مِنْهَا فَصِيلُها «1» . قَالَ: لَا يَتَحَشَّى لَا يُبالي مَنْ حَاشَى. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ حَاشَاكَ وحَاشَى لكَ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وحَاشَى: كَلِمَةٌ يُسْتَثْنَى بِهَا، وَقَدْ تَكُونُ حَرْفًا، وَقَدْ تَكُونُ فِعْلًا، فإِن جَعَلْتَهَا فِعْلًا نَصَبْتَ بِهَا فَقُلْتَ ضَرَبْتُهُمْ حَاشَى زَيْدًا، وإِن جَعَلْتَهَا حَرْفًا خَفَضْتَ بِهَا، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا تَكُونُ إِلا حَرْفَ جَرٍّ لأَنها لَوْ كَانَتْ فِعْلًا لَجَازَ أَن تَكُونَ صِلَةً لِمَا كَمَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي خَلَا، فَلَمَّا امْتَنَعَ أَن يُقَالَ جَاءَنِي الْقَوْمُ مَا حَاشَى زَيْدًا دَلَّتْ أَنها لَيْسَتْ بِفِعْلٍ. وَقَالَ المُبرد: حَاشَى قَدْ تَكُونُ فِعْلًا؛ وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِ النَّابِغَةِ: وَلَا أَرى فاعِلًا فِي النَّاسِ يُشْبِهُه، ... وَمَا أُحَاشِي مِنَ الأَقْوام مِنْ أَحَدِ فتصرُّفه يَدُلُّ عَلَى أَنه فِعْلٌ، ولأَنه يُقَالُ حَاشَى لزيدٍ، فَحَرْفُ الْجَرِّ لَا يَجُوزُ أَن يَدْخُلَ عَلَى حَرْفِ الْجَرِّ، ولأَن الْحَذْفَ يَدْخُلُهَا كَقَوْلِهِمْ حَاشَ لزيدٍ، وَالْحَذْفُ إِنما يَقَعُ فِي الأَسماء والأَفعال دُونَ الْحُرُوفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ قَالَ سِيبَوَيْهِ حَاشَى لَا تَكُونُ إِلا حَرْفَ جَرٍّ قَالَ: شَاهِدُهُ قَوْلُ سَبْرة بْنِ عَمْرٍو الأَسَدي: حَاشَى أَبي ثَوْبانَ، إِنَّ بِهِ ... ضَنّاً عَنِ المَلْحاة والشَّتْمِ قَالَ: وَهُوَ مَنْسُوبٌ فِي المُفَضَّلِيّاتِ للجُمَيْح الأَسَدي، وَاسْمُهُ مُنْقِذُ بْنُ الطَّمّاح؛ وَقَالَ الأُقَيْشِر: فِي فِتْيةٍ جعَلوا الصليبَ إِلَهَهُمْ، ... حَاشَايَ، إِني مُسْلِمٌ مَعْذُورُ الْمَعْذُورُ: المَخْتُون، وحَاشَى فِي الْبَيْتِ حَرْفُ جَرٍّ، قَالَ: وَلَوْ كَانَتْ فِعْلًا لَقُلْتَ حَاشَانِي. ابْنُ الأَعرابي: تَحَشَّيْتُ مِنْ فلان أَي تَذَمَّمْتُ؛ وَقَالَ الأَخطل: لَوْلَا التَّحَشِّي مِنْ رِياحٍ رَمَيْتُها ... بكَالِمةِ الأَنْيابِ، باقٍ وُسُومُها التَّهْذِيبُ: وَتَقُولُ: انْحَشَى صوتٌ فِي صوتٍ وانْحَشَى حَرْفٌ فِي حَرْف. والحَشَى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

_ (1). قوله [ولا يتحشى الفحل إلخ] كذا بضبط التكملة

إنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ، فالحَشَى، ... فَوَكْدٍ إِلَى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ «1». حصي: الحَصَى: صِغارُ الْحِجَارَةِ، الواحدةُ مِنْهُ حَصَاة. ابْنُ سِيدَهْ: الحَصَاة مِنَ الْحِجَارَةِ مَعْرُوفَةٌ، وَجَمْعُهَا حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب يَصِفُ طَعْنَةً: مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عَنْ طَرِيقِها، ... يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعيبِ انْثِرَارُها يَقُولُ: هِيَ شَدِيدَةُ السَّيَلان حَتَّى إِنَّهُ لَوْ كَانَ هُنَالِكَ حَصىً لَدَفَعَتْهُ. وحَصَيْتُه بالحَصَى أَحْصِيه أَي رَمْيَتُهُ. وحَصَيْتُه ضَرَبْتُهُ بالحَصَى. ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَصَى مَا حَذَفْتَ بِهِ حَذْفاً، وَهُوَ مَا كَانَ مثلَ بَعَرِ الْغَنَمِ. وَقَالَ أَبو أَسلم: العظيمُ مثلُ بَعَرِ الْبَعِيرِ مِنَ الحَصَى، قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ حَصَاةٌ وحُصِيّ وحِصِيّ مِثْلُ قَناة وقُنِيّ وقِنِيّ ونَواة ونُوِيّ ودَواة ودُوِيّ، قَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ شَمِرٌ بِخَطِّهِ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ تَقُولُ حَصَاة وحَصىً بِفَتْحِ أَوله، وَكَذَلِكَ قَناةٌ وقَنىً ونَواةٌ ونَوىً مِثْلَ ثَمَرة وثَمَر؛ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ تَقُولُ نَهَرٌ حَصَوِيٌّ أَي كَثِيرُ الحَصَى، وأَرض مَحْصَاة وحَصِيَةٌ كَثِيرَةُ الحَصَى، وَقَدْ حَصِيَتْ تَحْصَى. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ الحَصَاة ، قَالَ: هُوَ أَن يَقُولَ الْمُشْتَرِي أَو الْبَائِعُ إِذَا نَبَذْتُ الحَصَاةَ إِلَيْكَ فَقَدْ وَجَب البيعُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقُولَ بِعْتُك مِنَ السِّلَع مَا تَقَعُ عَلَيْهِ حَصاتُك إِذَا رَمَيْتَ بِهَا، أَو بِعْتُك مِنَ الأَرض إِلَى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، والكُلُّ فَاسِدٌ لأَنه مِنْ بُيُوعِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُلُّهَا غَرَرٌ لِمَا فِيهَا مِنَ الجَهالة. والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وَهُوَ أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حَتَّى يَصِيرَ كالحَصاة، وَقَدْ حُصِيَ الرجلُ فَهُوَ مَحْصِيٌّ. وحَصاةُ القَسْمِ: الحِجارةُ الَّتِي يَتَصافَنُون عَلَيْهَا الْمَاءَ. والحَصَى: العددُ الْكَثِيرُ، تَشْبِيهًا بالحَصَى مِنَ الْحِجَارَةِ فِي الْكَثْرَةِ؛ قَالَ الأَعشى يُفَضِّلُ عَامِرًا عَلَى عَلْقمة: ولَسْتَ بالأَكثرِ مِنْهُمْ حَصىً، ... وَإِنَّمَا العِزَّةُ للْكَاثِرِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَيِّدٌ، ... وأَنك منْ دارٍ شَديدٍ حَصَاتُها وَقَوْلُهُمْ: نَحْنُ أَكثر مِنْهُمْ حَصىً أَي عَدَداً. والحَصْوُ: المَنْع؛ قَالَ بَشِيرٌ الفَرِيرِيُّ: أَلا تَخافُ اللهَ إِذْ حَصَوْتَنِي ... حَقِّي بِلَا ذَنْبٍ، وإذْ عَنَّيْتَنِي؟ ابْنُ الأَعرابي: الحَصْوُ هُوَ المَغَسُ فِي البَطْن. والحَصَاةُ: العَقْل والرَّزانَةُ. يُقَالُ: هُوَ ثَابِتُ الحَصَاةِ إِذَا كَانَ عَاقِلًا. وَفُلَانٌ ذُو حَصَاةٍ وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْد الغَنَوي: وأَعْلَم عِلْماً، لَيْسَ بالظَّنِّ، أَنَّه ... إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَصَاةٌ، عَلَى عَوْراتِهِ، لَدَلِيلُ وَنَسَبَهُ الأَزهري إِلَى طَرَفة، يَقُولُ: إِذَا لَمْ يَكُنِ مَعَ اللِّسَانِ عَقْلٌ يحجُزه عَنْ بَسْطِه فِيمَا لَا يُحَبُّ دلَّ اللِّسَانُ عَلَى عَيْبِهِ بِمَا يَلْفِظ بِهِ مِنْ عُورِ الْكَلَامِ. وَمَا لَهُ حَصَاة وَلَا أَصَاة أَي رأْي يُرْجَع إِلَيْهِ. وَقَالَ الأَصمعي فِي مَعْنَاهُ: هُوَ إِذَا كَانَ حَازِمًا كَتُوماً عَلَى نَفْسِهِ يحفَظ

_ (1). قوله [إن بأجزاع إلخ] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في موضعين من ياقوت: فإن بخلص فالبريراء إلخ أي بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام

سرَّه، قَالَ: والحَصَاة العَقْل، وَهِيَ فَعَلة مِنْ أَحْصَيْت. وَفُلَانٌ حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ إذا كَانَ شَدِيدَ الْعَقْلِ. وَفُلَانٌ ذُو حَصىً أَي ذُو عدَدٍ، بِغَيْرِ هاءٍ؛ قَالَ: وَهُوَ مِنَ الإِحْصاء لَا مِنْ حَصَى الْحِجَارَةِ. وحَصَاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ عَلَى مَناخِرِهِم فِي جَهَنَّم إلَّا حَصَا أَلْسِنَتِهِمْ؟ قَالَ الأَزهري: الْمَعْرُوفُ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ، وأَما الحَصَاة فَهُوَ الْعَقْلُ نفسهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ وَهِيَ ذَرابَتُه. والحَصَاةُ: القِطْعة مِنَ المِسْك. الْجَوْهَرِيُّ: حَصَاةُ المِسْك قِطْعَةٌ صُلْبة تُوجَدُ فِي فأْرة المِسْك. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِكُلِّ قِطْعَةٍ مِنَ المِسْك حَصَاة. وَفِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى: المُحْصِي؛ هُوَ الَّذِي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه فَلَا يَفُوته دَقيق مِنْهَا وَلَا جَليل. والإِحْصَاءُ: العَدُّ والحِفْظ. وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ؛ الأَزهري: أَيْ أَحاط عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ بِاسْتِيفَاءِ عَدَدِ كلِّ شَيْءٍ. وأَحْصَيْت الشيءَ: عَدَدته؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فَوَرَّك لَيْثاً أَخْلَصَ القَيْنُ أَثْرَه، ... وحاشِكةً يُحْصِي الشِّمالَ نَذيرُها قِيلَ: يُحْصِي فِي الشِّمال يؤثِّر فِيهَا. الأَزهري: وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ ، قَالَ: عَلِمَ أَن لَنْ تَحفَظوا مَوَاقِيتَ اللَّيْلِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَلِمَ أَن لَنْ تُحْصُوه أَي لَنْ تُطيقوه. قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاها دخَل الجنةَ ، فَمَعْنَاهُ عِنْدِي، وَاللَّهُ أَعلم، مَنْ أَحصاها علْماً وَإِيمَانًا بِهَا وَيَقِينًا بأَنها صِفَاتُ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُرِد الإِحْصاءَ الَّذِي هُوَ العَدُّ. قَالَ: والحَصَاةُ العَدُّ اسْمٌ مِنَ الإِحصاء؛ قَالَ أَبو زُبَيْد: يَبْلُغُ الجُهْد ذَا الحَصَاة مِنَ القَوْمِ، ... ومنْ يُلْفَ واهِناً فَهْو مُودِ وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ مَنْ أَحْصَاها دَخَلَ الْجَنَّةَ : قِيلَ مَنْ أَحْصَاها مَنْ حَفِظَها عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ، وَقِيلَ: مَنِ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وأَحاديث رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُعِدَّهَا لَهُمْ إلَّا مَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ وَتَكَلَّمُوا فِيهَا، وَقِيلَ: أَراد مَنْ أَطاقَ الْعَمَلَ بِمُقْتَضَاهَا مثلُ مَنْ يعلَمُ أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فيَكُفُّ سَمْعَه ولسَانَه عمَّا لَا يجوزُ لَهُ، وَكَذَلِكَ فِي بَاقِي الأَسماء، وَقِيلَ: أَراد مَنْ أَخْطَرَ بِباله عِنْدَ ذِكْرِهَا مَعْنَاهَا وَتَفَكَّرَ فِي مَدْلُولِهَا معظِّماً لمسمَّاها، وَمُقَدِّسًا مُعْتَبِرًا بِمَعَانِيهَا وَمُتَدَبِّرًا رَاغِبًا فِيهَا وَرَاهِبًا، قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَفِي كُلِّ اسْمٍ يُجْريه عَلَى لِسَانِهِ يُخْطِر بِبَالِهِ الْوَصْفَ الدالَّ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْكَ أَيْ لَا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بِهَا عَلَيْكَ وَلَا أَبْلغُ الواجِب مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَكُلَّ الْقُرْآنِ أَحْصَيْتَ أَي حَفِظْت. وَقَوْلُهُ للمرأَة: أَحْصِيها أَي احْفَظِيها. وَفِي الْحَدِيثِ: اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا واعْلَموا أَنَّ خيرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ أَي اسْتَقِيموا فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى لَا تَمِيلوا وَلَنْ تُطِيقوا الاسْتقامة مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ؛ أَي لَنْ تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه. حضا: حَضَا النارَ حَضْواً: حَرَّك الجَمْرَ بعد ما يَهْمُد، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. حطا: لَمْ يَذْكُرْهُ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا رأَيته فِي الْمُحْكَمِ، قَالَ الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الحَطْوُ تَحْريكك

الشيءَ مُزَعْزَعاً؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَانِي النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحَطانِي حَطْوَةً ؛ هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرَ مَهْمُوزٍ وَهَمَزَهُ غَيْرُهُ، قَالَ: وقرأْته بِخَطِّ شَمِرٍ فِيمَا فَسَّرَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَناوَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقَفَايَ فحطَأَنِي حَطْأَةً ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْهَرَوِيُّ جَاءَ بِهِ الرَّاوِي غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه: يُقَالُ لِلْقَمْلَةِ حَطَاة وَجَمْعُهَا حَطاً، قَالَ: وَذَكَرَهُ ابْنُ وَلَّادٍ بِالظَّاءِ المعجمة، وهو خطأٌ. حظا: الحُظْوَة والحِظْوَة والحِظَة: المَكانة والمَنزِلة لِلرَّجُلِ مِنْ ذِي سُلْطان وَنَحْوِهِ، وَجَمْعُهُ حُظاً [حِظاً] وحِظَاءٌ، وَقَدْ حَظِيَ عِنْدَهُ يَحْظَى حِظْوَة. ورجُل حَظِيٌّ إِذَا كَانَ ذَا حُظْوة ومَنْزِلة، وَقَدْ حَظِيَ عِنْدَ الأَمير واحْتَظَى بِهِ بِمَعْنَى. وحَظِيَت المرأَة عِنْدَ زَوْجِهَا حُظْوَة وحِظْوَة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وحِظَةً أَيضاً وحَظِيَ هُوَ عندَها، وامرأَة حَظِيَّة وَهِيَ حَظِيَّتِي وإحْدَى حَظَايايَ. وَفِي الْمَثَلُ: إلَّا حَظِيَّةً «1». فَلَا أَلِيَّةً أَي إلَّا تكُنْ مِمَّن يَحْظَى عِنْدَهُ فإنِّي غيرُ أَلِيَّةٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَوْ عَنَت بالحَظِيَّةِ نفسَها لَمْ يَكُنْ إلَّا نَصْباً إِذَا جَعَلَتِ الحَظِيَّة عَلَى التَّفْسِيرِ الأَول، وَقِيلَ فِي الْمَثَلُ: إلَّا حَظِيَّةً فَلَا أَلِيَّةً؛ تَقُولُ: إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوة فِيمَا تَطْلُب فَلَا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّد إِلَى النَّاسِ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ بَعْضَ مَا تُرِيدُ، وأَصله فِي المرأَة تَصْلَف عِنْدَ زَوْجِهَا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هَذَا الْمَثَلُ مِنْ أَمثال النِّسَاءِ، تَقُولُ: إِنْ لَمْ أَحْظَ عند زوجي فلا آلُوا فِيمَا يُحْظِيني عندَه بِانْتِهَائِي إِلَى مَا يَهْواه. وَيُقَالُ: هِيَ الحِظْوَة والحُظْوَة والحِظَة؛ قَالَ: هَلْ هِيَ إلَّا حِظَة أَوْ تَطْلِيقْ، ... أَو صَلَفٌ مِنْ دُونِ ذَاكَ تَعْلِيقْ، قَدْ وجَبَ المَهْرُ إِذَا غابَ الحُوقْ وَفِي الْمَثَلِ: حَظِيِّينَ بَنَاتٍ صَلِفِينَ كَنَّاتٍ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ عِنْدَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا يُصِيبُ بَعْضَهَا ويَعْسُر عَلَيْهِ بَعْضٌ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنَّهُ لَذُو حُظْوَة فيهن وعندهن، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِيمَا بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: تَزَوَّجَنِي رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شَوَّال وبَنَى بِي فِي شَوَّال فأَيُّ نِسائهِ أَحْظَى مِنِّي أَي أَقرب إِلَيْهِ مِنِّي وأَسعد بِهِ. يُقَالُ: حَظِيت المرأَة عِنْدَ زَوْجِهَا تَحْظَى حِظْوَة وحُظْوَة، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، أَي سَعِدت ودنَت مِنْ قَلْبِهِ وأَحَبَّها. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَذو حَظّ فِي الْعِلْمِ. أَبو زَيْدٍ: وأَحْظَيْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ، مِنَ الحُظْوة وَالتَّفْضِيلِ، أَي فضَّلته عَلَيْهِ. ابْنُ بُزُرْج: وَاحِدُ الأَحاظِي أَحْظاءٌ «2»، وواحد الأَحْظاءِ حِظىً، منقوص، قَالَ: وأَصلُ الحِظَى الحَظُّ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الحِظَى الحُظْوة، وَجَمْعُ الحِظَى أَحْظٍ ثُمَّ أَحَاظٍ. وَرَجُلٌ لَهُ حُظْوَة وحِظْوَة وحِظَة أَي حَظٌّ مِنَ الرِّزْقِ. والحَظْوة والحُظْوة: سَهْمٌ صَغِيرٌ قدرُ ذِرَاعٍ، وَقِيلَ: الحَظْوة سَهْمٌ صَغِيرٌ يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَصْل فَهُوَ حُظَيَّة، بِالتَّصْغِيرِ. وَفِي الْمَثَلِ: إحدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَان، وَهُوَ لُقْمانُ بْنُ عادٍ وحُظَيَّاتُه سِهَامُهُ ومَرَاميه؛ يُضْرَبُ لِمَنْ عُرِفَ بالشَّرارة ثُمَّ جَاءَتْ مِنْهُ هَنَةٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: حُظَيَّات تَصْغِيرُ حَظَوَات، وَاحِدَتُهَا حَظْوَة، وَمَعْنَى الْمَثَلِ إحْدى دَوَاهِيهِ ومَرَاميه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذَا عُرِف الرجل بالشَّرارة

_ (1). قوله [وَفِي الْمَثَلِ إِلَّا حَظِيَّةً إلى قوله على التفسير الأَول] هذه عبارة المحكم بالحرف (2). قوله [ابْنُ بُزُرْجٍ وَاحِدُ الأَحاظي أحظاء إلخ] هي عبارة التهذيب بالحرف، وما نقله عن ابن الأَنباري هو الموافق لما في القاموس والتكملة

ثُمَّ جَاءَتْ مِنْهُ هَنَةٌ قِيلَ إِحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ أَي أَنَّها مِنْ فَعَلاته، وأَصْل الحُظَيَّاتِ المَرامي، وَاحِدَتُهَا حُظَيَّة ومُكَبَّرها حَظْوة، وَهِيَ الَّتِي لَا نَصْل لَهَا مِنَ الْمَرَامِي؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَرَهْطَ إمْرِئِ القَيْس، اعْبَؤُوا حَظَواتِكُمْ ... لِحَيٍّ سِوانا، قَبْلَ قاصمةَ الصُّلْبِ والحَظْوة مِنَ المَرامي: الَّذِي لَا قُذَذَ لَهُ، وَجَمْعُ الحَظْوة حَظَوات وحِظاءٌ، بِالْمَدِّ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِلَى ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُيونَها ... حِظَاءُ غُلامٍ لَيْس يُخْطِين مُهْرَأَ «3» . ابْنُ سِيدَهْ: الحَظْوة كُلُّ قَضِيبٍ نَابِتٍ فِي أَصل شَجَرَةٍ لَمْ يَشْتَدَّ بعدُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حِظَاءٌ، مَمْدُودٌ، وَيُقَالُ للسَّرْوة حَظْوة وثَلاثُ حِظاءٍ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ السِّروة، بِكَسْرِ السِّينِ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ طَلْحَةُ وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النعلَ فَ حَظَانِي بِهَا حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ أَي ضَرَبَنِي، قَالَ: هَكَذَا رُوِيَ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنَّمَا أَعْرِفُها بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، فأَما الْمُعْجَمَةُ فَلَا وَجْهَ لَهُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الحَظْوة بِالْفَتْحِ، وَهُوَ السَّهْمُ الصَّغِيرُ الَّذِي لَا نَصْلَ لَهُ، وَقِيلَ: كُلُّ قَضِيبٍ نَابِتٍ فِي أَصل فَهُوَ حَظْوة، فَإِنْ كَانَتِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَيَكُونُ قَدِ اسْتَعَارَ الْقَضِيبَ أَو السَّهْمَ لِلنَّعْلِ. يُقَالُ: حَظَاه بالحَظْوة إِذَا ضَرَبَهُ بِهَا كَمَا يُقَالُ عَصاه بالعَصَا. وحُظَيٌّ: اسمُ رَجُلٍ إِنْ جَعَلته مِنَ الحُظْوة [الحِظْوة]، وَإِنْ كَانَ مُرْتَجَلًا غَيْرَ مُشْتَقٍّ فَحُكْمُهُ الْيَاءُ. وَيُقَالُ: حَنْظَى بِهِ، لُغَةٌ فِي عَنْظَى بِهِ إِذَا نَدَّد بِهِ وأَسْمَعه الْمَكْرُوهَ. والحَظَى: القَمْلُ، واحدتُها حَظَاةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وحُظَيٌّ اسْمُ رَجُل؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ هَذِهِ الْيَاءُ وَاوًا عَلَى أَنه تَرْخِيمُ مُحْظٍ أَي مفَضِّل لأَن ذَلِكَ مِنَ الحُظْوَة. حفا: الحَفا: رِقَّة القَدم والخُفِّ وَالْحَافِرِ، حَفِيَ حَفاً فَهُوَ حافٍ وحَفٍ، وَالِاسْمُ الحِفْوَة والحُفْوة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَافٍ بيِّنُ الحُفْوة والحِفْوة والحِفْية والحِفَاية، وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ فِي رِجْله من خُفّ ولا نَعْل، فأَما الَّذِي رقَّت قَدماه مِنْ كَثْرَةِ المَشْي فَإِنَّهُ حَافٍ بَيِّنُ الحَفَا. والحَفَا: المَشْيُ بغير خُفّ ولا نَعْلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ رَجُلٌ حافٍ بيّنُ الحُفْوَة والحِفْيَة والحِفَايَة والحفاءِ، بِالْمَدِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ والحَفَاء، بِفَتْحِ الْحَاءِ، قَالَ: كَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ حَفِيَ يَحْفَى وأَحْفَاه غَيْرُهُ. والحِفْوة والحَفا: مَصْدَرُ الحَافي. يُقَالُ: حَفِيَ يَحْفَى حَفاً إِذَا كَانَ بِغَيْرِ خفّ ولا نَعْل، وَإِذَا انْسَحَجَتِ الْقَدَمُ أَو فِرْسِنُ الْبَعِيرِ أَو الحافرُ مِنَ المَشْيِ حَتَّى رَقَّت قِيلَ حَفِيَ يَحْفَى حَفاً، فَهُوَ حَفٍ؛ وأَنشد: وَهُوَ منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ وحَفِيَ مِنْ نَعْليه وخُفِّه حِفْوة وحِفْية وحَفاوة، ومَشَى حَتَّى حَفِيَ حَفاً شَدِيدًا وأَحْفاه اللَّهُ، وتَوَجَّى مِنَ الحَفَا وَوَجِيَ وَجىً شَدِيدًا. والاحْتِفَاء: أَن تَمْشِيَ حَافِيًا فَلَا يُصيبَك الحَفَا. وَفِي حَدِيثِ الِانْتِعَالِ: ليُحْفِهِما جَمِيعًا أَو لِيَنْعَلْهما جَمِيعًا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ليمشِ حافيَ الرِّجلين أَو مُنْتَعِلَهما لأَنه قَدْ يَشُقُّ عَلَيْهِ الْمَشْيُ بِنَعْلٍ وَاحِدَةٍ، فإنَّ وضْعَ إحْدى الْقَدَمَيْنِ حَافِيَةً إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ التَّوَقِّي مِنْ أَذىً يُصيبها، وَيَكُونُ وَضْعُ الْقَدَمِ المُنْتَعِلة عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَيَخْتَلِفُ حِينَئِذٍ مَشْيُهُ الَّذِي اعْتَادَهُ فَلَا يأْمَنُ العِثارَ،

_ (3). قوله: ليس يخطين مُهْرأ؛ هكذا في الأَصل

وَقَدْ يتَصَوَّر فاعلُه عِنْدَ النَّاسِ بِصُورَةِ مَنْ إحْدى رِجْلَيْهِ أَقصرُ مِنَ الأُخرى. الْجَوْهَرِيُّ: أَما الَّذِي حَفِيَ مِنْ كَثْرَةِ الْمَشْيِ أَي رَقَّت قدَمُه أَو حافِره فَإِنَّهُ حَفٍ بَيِّنُ الحَفَا، مَقْصُورٌ، وَالَّذِي يَمْشِي بِلَا خُفّ وَلَا نَعْل: حافٍ بَيِّنُ الحَفَاءِ، بِالْمَدِّ. الزَّجَّاجُ: الحَفَا، مَقْصُورٌ، أَن يَكْثُرَ عَلَيْهِ الْمَشْيُ حَتَّى يُؤلِمَه المَشْيُ، قَالَ: والحَفَاءُ، مَمْدُودٌ، أَن يَمْشِيَ الرَّجُلُ بِغَيْرِ نَعْل، حافٍ بَيِّن الحَفَاء، مَمْدُودٌ، وحَفٍ بَيِّنُ الحَفَا، مَقْصُورٌ، إِذَا رَقَّ حَافِرُهُ. وأَحْفَى الرجلُ: حَفِيت دَابَّتُهُ. وحَفِيَ بالرجُل حَفَاوة وحِفاوَة وحِفَاية وتَحَفَّى بِهِ واحْتَفَى: بالَغَ فِي إكْرامه. وتَحَفَّى إِلَيْهِ فِي الوَصِيَّة: بالغَ. الأَصمعي: حَفِيتُ إِلَيْهِ فِي الْوَصِيَّةِ وتَحَفَّيْت بِهِ تَحَفِّياً، وَهُوَ الْمُبَالَغَةُ فِي إكْرامه. وحَفِيت إِلَيْهِ بِالْوَصِيَّةِ أَي بَالَغْتُ. وحَفِيَ اللهُ بِكَ: فِي مَعْنَى أَكرمك اللَّهُ. وأَنا بِهِ حَفِيٌّ أَي بَرٌّ مُبَالِغٌ فِي الْكَرَامَةِ. والتَّحَفِّي: الكلامُ واللِّقاءُ الحَسَن. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا ؛ مَعْنَاهُ لَطِيفًا. وَيُقَالُ: قَدْ حَفِيَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ حِفْوة إِذَا بَرَّه وأَلْطَفه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحَفِيُّ هُوَ اللَّطِيفُ بِكَ يَبَرُّكَ ويُلْطِفك ويَحْتَفِي بِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: حَفِيَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ يَحْفَى بِهِ حَفَاوَة إِذَا قَامَ فِي حَاجَتِهِ وأَحْسَن مَثْواه. وحَفا اللَّهُ بِهِ حَفْواً: أَكرمه. وحَفَا شارِبَه حَفْواً وأَحْفَاه: بالَغَ فِي أَخْذه وألْزَقَ حَزَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَمر أَن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى اللِّحَى أَي يُبالَغ فِي قَصِّها. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنه أَمر بإحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وإعْفاء اللِّحَى. الأَصمعي: أَحْفَى شارِبَه ورأْسَه إِذَا أَلزق حَزَّه، قَالَ: وَيُقَالُ فِي قولِ فلانٍ إحْفَاءٌ، وَذَلِكَ إِذَا أَلْزَق بِك مَا تَكْرَهُ وأَلَحَّ فِي مَسَاءَتِك كَمَا يُحْفَى الشيءُ أَي يُنْتَقَص. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِآدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ منْ ذُرِّيَّتِكَ، فيقولُ: يَا رَبّ كَمْ؟ فَيَقُولُ: مِن كلِّ مِائَةٍ تسْعَةً وتسعينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْتُفِينا إِذًا فَماذا يَبْقى؟ أَيِ اسْتُؤْصِلْنَا، مِنْ إحْفَاءِ الشَّعْرِ. وكلُّ شيءٍ اسْتُؤْصِلَ فَقَد احْتُفِيَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ الْفَتْحِ: أَنْ يَحْصُدُوهم حَصْداً ، وأَحْفَى بيَدِه أَي أَمالَها وصْفاً للحَصْدِ والمُبالَغة فِي القَتْل. وحَفَاهُ مِنْ كُلِّ خَيْر يَحْفُوه حَفْواً: مَنَعَه. وحَفَاه حَفْواً: أَعطاه. وأَحْفَاه: أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي المَسْأَلة. وأَحْفَى السُّؤالَ: رَدَّده. اللَّيْثُ: أَحْفَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا بَرَّح بِهِ فِي الإِلْحاف عَلَيْهِ أَو سَأَلَه فأَكْثَر عَلَيْهِ فِي الطَّلَبِ. الأَزهري: الإِحْفَاء فِي المسأَلة مثلُ الإِلْحاف سَواءً وَهُوَ الإِلْحاحُ. ابْنُ الأَعرابي: الحَفْوُ المَنْعُ، يُقَالُ: أَتاني فحَفَوْته أَي حَرَمْتُه، وَيُقَالُ: حَفَا فُلَانٌ فُلَانًا مَنْ كُلِّ خَيْرٍ يَحْفُوه إِذَا مَنَعه مَنْ كُلِّ خَيْرٍ. وعَطَس رجلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوْقَ ثلاثٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَفَوْتَ ، يَقُولُ مَنَعْتَنا أَنْ نُشمِّتَكَ بعدَ الثلاثِ لأَنَّه إِنِّمَّا يُشَمَّتُ فِي الأُولى والثَّانية، وَمَنْ رَوَاهُ حَقَوْتَ فَمَعْنَاهُ سَدَدْت عَلَيْنَا الأَمْرَ حَتَّى قَطَعْتَنا، مأْخوذٌ مِنَ الحَقْوِ لأَنه يَقْطَعُ البطنَ ويَشُدُّ الظَّهْرَ. وَفِي حَدِيثِ خَلِيفَةَ: كتبتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَن يَكْتُب إليَّ ويُحْفِيَ عَنِّي أَي يُمْسِكَ عَنِّي بعضَ مَا عِنْدَهُ مِمَّا لَا أَحْتَمِلُه، وَإِنْ حُمِلَ الإِحفاء بِمَعْنَى الْمُبَالَغَةِ فَيَكُونُ عَنِّي بِمَعْنَى عليَّ، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى الْمُبَالَغَةِ فِي البِرِّ بِهِ والنصيحةِ لَهُ، وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا سلَّم عَلَى بَعْضِ السَّلَفِ فَقَالَ وَعَلَيْكُمُ السلامُ ورحمةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه الزَّاكِيات،

فَقَالَ: أَراك قَدْ حَفَوْتَنا ثَوابَها أَي مَنَعتَنا ثَوَابَ السَّلَامِ حَيْثُ استَوْفَيت عَلَيْنَا فِي الردِّ، وَقِيلَ: أَراد تَقَصَّيْتَ ثوابَها وَاسْتَوْفَيْتَهُ عَلَيْنَا. وحَافَى الرجلَ مُحَافَاةً: مارَاه ونازَعه فِي الْكَلَامِ. وحَفِيَ بِهِ حِفَايةً، فَهُوَ حَافٍ وحَفِيٌّ، وتَحَفَّى واحْتَفَى: لَطَفَ بِهِ وأَظهر السرورَ والفَرَحَ بِهِ وأَكثر السُّؤَالَ عَنْ حَالِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عَجُوزًا دخلَت عَلَيْهِ فسَأَلها فأَحْفَى وَقَالَ: إنَّها كَانَتْ تَأْتِينا فِي زَمَن خَدِيجَة وإنَّ كَرَم العَهْدِ مِنَ الإِيمان. يُقَالُ: أَحْفَى فُلَانٌ بصاحبه وحَفِيَ به وتَحَفَّى بِهِ أَي بالَغَ فِي بِرِّهِ وَالسُّؤَالِ عَنْ حَالِهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: فَأَنْزَلَ أُوَيْساً القَرَنيَّ فَاحْتَفَاهُ وأَكْرَمَه. وَحَدِيثُ عَلِيٍّ: إنَّ الأَشْعَثَ سَلَّم عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ بغَيْر تَحَفّ أَي غيرَ مُبالِغٍ فِي الرَّدِّ والسُّؤَالِ. والحَفَاوَة، بِالْفَتْحِ: المُبالَغةُ فِي السؤَال عَنِ الرَّجُلِ والعنايةُ فِي أَمرهِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَأْرُبَةٌ لَا حَفاوةٌ؛ تَقُولُ مِنْهُ: حَفِيت، بِالْكَسْرِ، حَفاوةً. وتَحَفَّيْت بِهِ أَي بالَغْت فِي إكْرامِه وإلْطافِه وحَفِيَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافِرهُ. والإِحْفاء: الاسْتِقْصاء فِي الْكَلَامِ والمُنازَعَةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الحرث بْنِ حِلِّزة: إِنَّ إخْوانَنَا الأَراقِمَ يَعْلُونَ ... عَلَيْنا، فِي قيلِهِم إحْفَاءُ أَي يَقَعون فِينَا. وحَافَى الرجلَ: نازَعَه فِي الْكَلَامِ وَمَارَاهُ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا ؛ أَي يُجْهِدْكُم. وأَحْفَيْتُ الرجلَ إِذَا أَجْهَدْتَه. وأَحْفَاه: بَرَّحَ بِهِ فِي الإِلحاحِ عَلَيْهِ، أَو سأَله فأَكْثَر عَلَيْهِ فِي الطَّلَبِ، وأَحْفَى السؤالَ كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنهم سأَلوا النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، حَتَّى أَحْفَوْه أَي اسْتَقْصَوْا فِي السؤالِ. وَفِي حَدِيثِ السِّواكِ: لَزِمْتُ السِّواكَ حَتَّى كِدْتُ أُحْفِي فَمِي أَي أَسْتَقْصِي عَلَى أَسناني فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّكِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يسأَلونك عَنْ أَمر الْقِيَامَةِ كأَنك فرحٌ بِسُؤَالِهِمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كأَنك أَكثرت المسأَلة عَنْهَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فِيهِ تَقْدِيمٌ وتأْخير، مَعْنَاهُ يسأَلونك عَنْهَا كأَنك حفِيٌّ بِهَا؛ قَالَ: وَيُقَالُ فِي التَّفْسِيرِ كأَنك حَفِيٌّ عَنْهَا كأَنك عَالِمٌ بِهَا، مَعْنَاهُ حافٍ عَالِمٌ. وَيُقَالُ: تحافَيْنا إِلَى السُّلْطَانِ فَرَفَعَنَا إِلَى الْقَاضِي، وَالْقَاضِي يُسَمَّى الحَافِيَ. وَيُقَالُ: تَحَفَّيْتُ بِفُلَانٍ فِي المسأَلة إِذَا سأَلت بِهِ سُؤَالًا أَظهرت فِيهِ المحَبَّةَ والبِرَّ، قَالَ: وَقِيلَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها كأَنك أَكثرت المسأَلة عَنْهَا، وَقِيلَ: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها كأَنك مَعْنِيٌّ بِهَا، وَيُقَالُ: الْمَعْنَى يسأَلونك كأَنك سَائِلٌ عَنْهَا. وَقَوْلُهُ: إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا ؛ مَعْنَاهُ كَانَ بِي مَعْنِيّاً؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ كَانَ بِي عَالِمًا لَطِيفًا يُجِيبُ دَعْوَتِي إِذَا دَعَوْتُهُ. وَيُقَالُ: تحَفَّى فلان بفلان مَعْنَاهُ أَنه أَظهر العِناية فِي سؤَاله إِيَّاهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ بِي حَفِيٌّ إِذَا كَانَ مَعْنِيّاً؛ وأَنشد للأَعشى: فَإِنْ تَسْأَلي عنِّي، فَيَا رُبَّ سائِلٍ ... حَفِيّ عَنِ الأَعْشى بِهِ حَيْثُ أَصعَدا مَعْنَاهُ: مَعْنِيٌّ بالأَعْشى وبالسؤَال عَنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لَقِيتُ فُلَانًا فَحَفِيَ بِي حَفَاوَة وتَحَفَّى بِي تَحَفِّياً. الْجَوْهَرِيُّ: الحَفِيُّ الْعَالِمُ الَّذِي يَتَعَلَّم الشيءَ باسْتِقْصاء. والحَفِيُّ: المُسْتَقْصي فِي السُّؤَالِ. واحْتَفَى البَقْلَ: اقْتَلعَه مِنْ وَجْهِ الأَرض. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الاحْتِفَاء أَخذُ البقلِ بالأَظافير مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ المضْطَرّ الَّذِي سأَل النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتى تَحِلُّ لَنَا المَيْتَةُ؟ فَقَالَ: مَا لَمْ

تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَوْ تَحْتَفِيُوا بِهَا بَقْلًا فشَأْنَكُم بِهَا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ مِنَ الحَفا، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، وَهُوَ أَصل البَرْدي الأَبيض الرَّطبِ مِنْهُ، وَهُوَ يُؤْكَل، فتأَوَّله فِي قَوْلِهِ تَحْتَفِيُوا، يَقُولُ: مَا لَمْ تَقْتَلِعُوا هَذَا بعَيْنه فتأْكلوه، وَقِيلَ: أَي إِذَا لَمْ تَجِدُوا فِي الأَرض مِنَ الْبَقْلِ شَيْئًا، وَلَوْ بأَن تَحْتَفُوه فتَنْتِفُوه لِصغَرِه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَينا عَلَى أَنّ اللَّامَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَاتِ يَاءٌ لَا وَاوٌ لِمَا قِيلَ مِنْ أَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. الأَزهري: وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ أَو تَحْتَفِيُوا بَقْلًا فشَأْنَكُم بِهَا؛ صَوَابُهُ تَحْتَفُوا، بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ. وكلُّ شَيْءٍ اسْتُؤْصل فَقَدِ احْتُفِيَ، وَمِنْهُ إحْفاءُ الشَّعَرِ. قَالَ: واحْتَفَى البَقْلَ إِذَا أَخَذَه مِنْ وَجْهِ الأَرض بأَطراف أَصابعه مِنْ قِصَرِهِ وقِلَّته؛ قَالَ: وَمَنْ قَالَ تَحْتَفِئُوا بِالْهَمْزِ مِنَ الحَفإ البَرْدِيّ فَهُوَ بَاطِلٌ لأَن البَرْدِيَّ لَيْسَ مِنَ الْبَقْلِ، والبُقُول مَا نَبَتَ مِنَ العُشْب عَلَى وَجْهِ الأَرض مِمَّا لَا عِرْق لَهُ، قَالَ: وَلَا بَرْدِيَّ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ، وَيُرْوَى: مَا لَمْ تَجْتَفِئُوا ، بِالْجِيمِ، قَالَ: والاجْتِفاء أَيضاً بِالْجِيمِ بَاطِلٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لأَن الاجْتِفاء كبُّكَ الآنِيَةَ إِذَا جَفَأْتَها، وَيُرْوَى: مَا لَمْ تَحْتَفُّوا ، بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ، مِنَ احْتَفَفْت الشَّيْءَ إِذَا أَخذتَه كُلَّهُ كَمَا تَحُفُّ المرأَة وَجْهَهَا مِنَ الشَّعْرِ، وَيُرْوَى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ: احْتَفَى القومُ المَرْعى إِذَا رَعَوْهُ فَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْهُ شَيْئًا؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الْكُمَيْتِ: وشُبِّه بالحِفْوة [بالحَفْوة] المُنْقَلُ قَالَ: المُنْقَلُ أَن يَنْتَقِلَ القومُ مِنْ مَرْعىً احْتَفَوْه إِلَى مَرْعىً آخَرَ. الأَزهري: وَتَكُونُ الحَفْوَة [الحِفْوَة] مِنَ الحَافِي الَّذِي لَا نَعْلَ لَهُ وَلَا خُفَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وشُبِّه بالِحفْوَة المُنْقَلُ وَفِي حَدِيثِ السِّباق ذَكَرَ الحَفْيَاء، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَميال، وَبَعْضُهُمْ يُقَدِّمُ الْيَاءَ عَلَى الْفَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. حقا: الحَقْوُ والحِقْوُ: الكَشْحُ، وَقِيلَ: مَعْقِدُ الإِزار، وَالْجَمْعُ أَحْقٍ وأَحْقَاء وحِقِيٌّ وحِقَاء، وفي الصحاح: الحِقْ والخَصْرُ ومَشَدُّ الإِزار مِنَ الجَنْب. يُقَالُ: أَخذت بحَقْوِ فُلَانٍ. وَفِي حَدِيثِ صِلةِ الرَّحِمِ قَالَ: قَامَتِ الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ ؛ لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة مِنَ الرَّحْمَنِ اسْتَعَارَ لَهَا الِاسْتِمْسَاكَ بِهِ كَمَا يَستمسك القريبُ بِقَرِيبِهِ والنَّسيب بنسيبه، والحِقْو [الحَقْو] فِيهِ مَجَازٌ وَتَمْثِيلٌ. وَفِي حَدِيثِ النُّعمان يَوْمَ نِهاوَنْدَ [نُهاوَنْدَ]: تَعاهَدُوها بَيْنكم فِي أَحْقِيكمْ ؛ الأَحْقِي: جَمْعُ قِلَّةٍ للحَقْو مَوْضِعُ الإِزار. وَيُقَالُ: رَمى فلانٌ بحَقْوِه إِذَا رَمى بِإِزَارِهِ. وحَقاهُ حَقواً: أَصابَ حَقْوَه. والحَقْوانِ والحِقْوانِ: الخاصِرَتان. ورجلٌ حَقٍ: يَشْتَكي حَقْوَه [حِقْوَه]؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وحُقِيَ حَقْواً، فَهُوَ مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ: شَكا حَقْوه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: بُنِيَ عَلَى فُعِلَ كَقَوْلِهِ: مَا أَنا بِالْجَافِي وَلَا المَجْفِيِ قَالَ: بَنَاهُ عَلَى جُفِيَ، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: إِنَّمَا فَعَلوا ذَلِكَ لأَنهم يَميلون إِلَى الأَخَفِّ إِذِ الْيَاءُ أَخَفُّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَاوِ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَدْخُلُ عَلَى الأُخْرى فِي الأَكثر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عُذْتُ بحَقْوِه إِذَا عَاذَ بِهِ ليَمْنَعه؛ قَالَ: سَماعَ اللهِ والعلماءِ أَنِّي ... أَعوذُ بحَقْوِ خَالِكَ، يَا ابنَ عَمْرِو

وأَنشد الأَزهري: وعُذْتُمْ بِأَحْقَاءِ الزَّنادِقِ، بَعْدَ ما ... عَرَكْتُكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها وَقَوْلُهُمْ: عُذْتُ بحَقْوِ فُلَانٍ إِذَا اسْتَجَرْت بِهِ واعْتَصَمْت. والحَقْوُ والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كُلُّهُ: الإِزارُ، كأَنه سُمِّي بِمَا يُلاثُ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَصل أَحْقٍ أَحْقُوٌ عَلَى أَفْعُلٍ فحذِف لأَنه لَيْسَ فِي الأَسماء اسْمٌ آخِرُهُ حَرْفُ عِلَّةِ وَقَبْلَهَا ضَمَّةٌ، فَإِذَا أَدّى قياسٌ إِلَى ذَلِكَ رُفِضَ فأُبْدِلت مِنَ الْكَسْرَةِ فَصَارَتِ الْآخِرَةُ يَاءً مَكْسُورًا مَا قَبْلَهَا، فَإِذَا صَارَتْ كَذَلِكَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْقَاضِي وَالْغَازِي فِي سُقُوطِ الْيَاءِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَالْكَثِيرُ فِي الْجَمْعِ حُقِيٌّ وحِقِيٌّ، وَهُوَ فُعُول، قُلِبَتِ الْوَاوُ الأُولى يَاءً لِتُدْغَمَ فِي الَّتِي بَعْدَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فَإِذَا أَدَّى قياسٌ إِلَى ذَلِكَ رُفِض فأُبدلت مِنَ الْكَسْرَةِ قَالَ: صَوَابُهُ عَكْسُ مَا ذُكِرَ لأَن الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ فأُبدلت يَعُودُ عَلَى الضَّمَّةِ أَي أُبدلت الضَّمَّةُ مِنَ الْكَسْرَةِ، والأَمر بِعَكْسِ ذَلِكَ، وَهُوَ أَن يَقُولَ فأُبدلت الْكَسْرَةُ مِنَ الضَّمَّةِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه أَعطَى النساءَ اللَّاتِي غَسَّلْنَ ابْنَتَه حِينَ ماتَتْ حَقْوَهُ وقال: أَشْعِرْنها إيَّاهُ ؛ الحَقْو: الإِزار هَاهُنَا، وَجَمْعُهُ حِقِيٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصل في الحِقْوِ [الحَقْوِ] معقدُ الإِزار ثُمَّ سُمِّيَ الإِزار حَقْواً لأَنه يُشَدُّ عَلَى الحَقْوِ، كَمَا تسمى المَزادة راوِيَة لأَنها عَلَى الراوِية، وَهُوَ الجمَل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ للنساء: لَا تَزْهَدْنَ فِي جَفَاءِ الحَقْوِ أَي لَا تَزْهَدْنَ فِي تَغْليظ الإِزار وثخَانَتِه لِيَكُونَ أَسْتَر لَكُنَّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحِقْو والحَقْو الْخَاصِرَةُ. وحَقْو السهمِ: مَوْضِعُ الرِّيشِ، وَقِيلَ: مُسْتَدَقُّه مِنْ مُؤَخَّره مِمَّا يَلِي الرِّيشَ. وحَقْوُ الثَّنِيَّةِ: جَانِبَاهَا. والحَقْوُ: مَوْضِعٌ غَلِيظٌ مُرْتَفِعٌ عَلَى السَّيْلِ، وَالْجَمْعُ حِقَاءٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ مَطَرًا: يَنْفِي ضِبَاعَ القُفِّ مِنْ حِقَائِه وَقَالَ النَّضِرُ: حِقِيٌّ الأَرض سُفُوحُها وأَسنادُها، وَاحِدُهَا حَقْوٌ، وَهُوَ السَّنَد والهَدَف. الأَصمعي: كُلُّ مَوْضِعٍ يَبْلُغُهُ مَسِيلُ الْمَاءِ فَهُوَ حَقْوٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذَا نَظَرتَ عَلَى رأْس الثَّنيَّة مِنْ ثَنَايَا الْجَبَلِ رأَيت لِمَخْرِمَيْها حَقْوَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَلْوي الثَّنَايَا، بأَحْقِيها حَواشِيَه ... لَيَّ المُلاءِ بأَبْوابِ التَّفارِيجِ يَعْنِي بِهِ السَّرابَ. والحِقاءُ: جَمْعُ حَقْوَةٍ، وَهُوَ مُرْتَفِع عَنِ النَّجْوة، وَهُوَ مِنْهَا مَوْضِعُ الحَقْوِ مِنَ الرِّجْلِ يَتَحَرَّزُ فِيهِ الضِّبَاعُ مِنَ السَّيْلِ. والحَقْوة والحِقاءُ: وجَعٌ فِي الْبَطْنِ يُصِيبُ الرجلَ مِنْ أَنْ يأْكل اللحمَ بَحْتاً فيأْخُذَه لِذَلِكَ سُلاحٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُورِثُ نَفْخَةً فِي الحَقْوَيْن، وَقَدْ حُقِيَ فَهُوَ مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ إِذَا أَصابه ذَلِكَ الداءُ؛ قال رُؤْبَةُ: مِنْ حَقْوَةِ البطْنِ ودَاءِ الإِغْدَادْ فمَحْقُوٌّ عَلَى الْقِيَاسِ، ومَحْقِيٌّ عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ مَا حَسَدْتُ ابنَ آدَمَ إلَّا عَلَى الطُّسْأَةِ والحَقْوَة ؛ الحَقْوة: وَجَع فِي الْبَطْنِ. والحَقْوة فِي الإِبل: نَحْوُ التَّقْطِيع يأْخذها مِنَ النُّحازِ يَتَقَطَّع لَهُ البطنُ، وأَكثر مَا تُقَالُ الحَقْوة للإِنسان، حَقِيَ يَحْقَى حَقاً فَهُوَ مَحْقُوٌّ. وَرَجُلٌ مَحْقُوٌّ: مَعْنَاهُ إِذَا اشْتَكَى حَقْوَه. أَبو عَمْرٍو: الحِقاءُ رِباط الجُلِّ عَلَى بَطْنِ الفَرَس إِذَا حُنِذَ للتَّضْمِير؛ وأَنشد لطَلْقِ بنِ عَدِيٍّ:

ثُمَّ حَطَطْنا الجُلَّ ذَا الحِقاءِ، ... كَمِثْلِ لونِ خالِصِ الحِنَّاءِ أَخْبَرَ أَنه كُمَيْت. الْفَرَّاءُ: قَالَتِ الدُّبَيْرِيَّةُ يُقَالُ وَلَغَ الكلبُ فِي الإِناءِ ولَجَنَ واحْتَقَى يَحْتَقِي احْتِقَاءً بمعنىً واحد. وحِقاءٌ: موضع أَو جَبَل. حكي: الحِكايةُ: كَقَوْلِكَ حَكَيْت فُلَانًا وحَاكَيْتُه فَعلْتُ مِثْلَ فِعْله أَو قُلْتُ مِثْلَ قَوْله سَوَاءٌ لَمْ أُجاوزه، وحَكَيْت عَنْهُ الْحَدِيثَ حِكَايَةً. ابن سيدة: وحكو حَكَوْت عَنْهُ حَدِيثًا فِي مَعْنَى حَكَيته. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا سَرَّني أَنِّي حَكَيْت إِنْسَانًا وأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا أَي فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ. يُقَالُ: حَكَاه وحَاكَاه، وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَبِيحِ المُحَاكَاةُ، والمُحَاكَاة الْمُشَابَهَةُ، تَقُولُ: فُلَانٌ يَحْكِي الشمسَ حُسناً ويُحَاكِيها بِمَعَنًى. وحَكَيْت عَنْهُ الكلام حِكَايَةً وحكو حَكَوت لُغَةً؛ حَكَاهَا أَبو عُبَيْدَةَ. وأَحْكَيْت العُقْدة أَي شدَدتها كأَحْكَأْتُها؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ بَيْتَ عَدِيٍّ: أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكمْ ... فوقَ مَن أَحْكَى بِصُلْبٍ وإزارْ أَي فَوْقَ مَنْ شدَّ إِزَارَهُ عَلَيْهِ؛ قَالَ وَيُرْوَى: فَوْقَ مَا أَحْكِي بِصُلْبٍ وَإِزَارٍ أَي فَوْقِ مَا أَقول مِنَ الْحِكَايَةِ. ابْنُ الْقَطَّاعِ: أَحْكَيْتُها وحَكَيْتُها لُغَةٌ فِي أَحْكَأْتُها وحَكَأْتُها. وَمَا احْتَكَى ذَلِكَ فِي صَدْري أَي مَا وَقَعَ فِيهِ. والحُكَاةُ، مَقْصُورٌ: العَظاية الضَّخْمَةُ، وَقِيلَ: هِيَ دَابَّةٌ تُشْبِهُ العَظاية وَلَيْسَتْ بِهَا، رَوَى ذَلِكَ ثَعْلَبٌ، وَالْجَمْعُ حُكىً مِنْ بَابِ طَلْحَةٍ وطَلْحٍ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: أَنه سُئِلَ عَنِ الحُكَأَةِ فَقَالَ مَا أُحِبُّ قَتْلَها ؛ الحُكَأَةُ: العَظَاةُ بِلُغَةِ أَهل مَكَّةَ، وَجَمْعُهَا حُكىً، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَيُجْمَعُ عَلَى حُكىً، مَقْصُورٌ. والحُكاءُ، مَمْدُودٌ: ذَكَر الخَنافِس، وَإِنَّمَا لَمْ يُحِبَّ قَتْلَها لأَنها لَا تُؤْذِي. وَقَالَتْ أُم الْهَيْثَمِ: الحُكاءَةُ مَمْدُودَةٌ مهموزةٌ، وَهُوَ كَمَا قَالَتْ. الْفَرَّاءُ: الحاكِيَة الشَّادَّة، يُقَالُ: حَكَتْ أَي شَدَّت، قَالَ: والحايِكَةُ المُتَبَخْتِرة. حلا: الحُلْو: نَقِيضُ المُرّ، والحَلاوَة ضدُّ المَرارة، والحُلْوُ كُلُّ مَا فِي طَعْمِهِ حَلاوة، وَقَدْ حَلِيَ وحَلا وحَلُوَ حَلاوةً وحَلْواً وحُلْوَاناً واحْلَوْلَى، وَهَذَا الْبِنَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الأَمر. ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ، واحْلَوْلَى مثلُه؛ وَقَالَ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: أَمَرُّ عَلَى البَاغي ويَغْلُظ جَانِبي، ... وَذُو القَصْدِ أَحْلَوْلِي لَهُ وأَلِينُ وحَلِيَ الشيءَ واسْتَحْلاهُ وتَحَلَّاه واحْلَوْلاهُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فلمَّا تَحَلَّى قَرْعَها القاعَ سَمْعُه ... وبانَ لَهُ، وَسْطَ الأَشَاءِ، انْغِلالُها يَعْنِي أَنّ الصَّائِدَ فِي القُتْرَة إِذَا سَمِعَ وَطْءَ الْحَمِيرِ فَعَلِمَ أَنه وطْؤُها فَرِحَ بِهِ وتحَلَّى سمعُه ذَلِكَ؛ وَجَعَلَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ احْلَوْلَى مُتَعَدِّيًا فَقَالَ: فلمَّا أَتى عامانِ بعدَ انْفِصالِه ... عَنِ الضَّرْعِ، واحْلَولَى دِثاراً يَرودُها «4» . وَلَمْ يَجِئِ افْعَوْعَل مُتَعَدِّيًا إِلَّا هَذَا الْحَرْفُ وَحَرْفٌ آخَرُ وَهُوَ اعْرَوْرَيْت الفَرَسَ. اللَّيْثُ: قَدِ احْلَوْلَيْت الشيءَ أَحْلَوْلِيهِ احْلِيلاءً إِذَا اسْتَحْلَيْتَه، وقَوْلٌ حَلِيٌّ يَحْلَوْلَي فِي الفَم؛

_ (4). قوله [واحلولى دثاراً] كذا بالأَصل، والذي في الجوهري: دماثاً

قَالَ كثَيِّر عَزَّةَ: نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ، ونَمْتَطِي ... إلَيْك بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ وحَلِيَ بقَلْبي وعَيْنِي يَحْلَى وحَلا يَحْلُو حَلاوةً وحُلْوَاناً إِذَا أَعْجبك، وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَالْمَعْنَى يَحلى بالعَين، وَفَصَلَ بَعْضُهُمْ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: حَلا الشيءُ فِي فَمِي، بِالْفَتْحِ، يَحْلُو حَلاوة وحَلِيَ بِعَيْنِي، بِالْكَسْرِ، إِلَّا أَنهم يَقُولُونَ: هُوَ حُلْوٌ فِي الْمَعْنَيَيْنِ؛ وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: لَيْسَ حَلِيَ مِنْ حَلا فِي شَيْءٍ، هَذِهِ لُغَةٌ عَلَى حِدَتِها كأَنها مُشْتَقَّةٌ مِنَ الحَلْيِ المَلْبوسِ لأَنه حَسُن فِي عَيْنِكَ كحُسْن الحَلْيِ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ وَلَا مَرْضِيٍّ. اللَّيْثُ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ حَلا فِي عَيْني وحَلا فِي فَمِي وَهُوَ يَحْلُو حَلْواً، وحَلِيَ بِصَدْرِي فَهُوَ يَحْلَى حُلْوَاناً «1». الأَصمعي: حَلِيَ فِي صَدْرِي يَحْلى وَحَلَا فِي فَمِي يَحْلُو، وحَلِيتُ العيشَ أَحْلاهُ أَي اسْتَحْلَيْته، وحَلَّيْتُ الشيءَ فِي عَين صاحِبه، وحَلَّيْت الطَّعَامَ: جعَلْتُه حُلْواً، وحَلِيتُ بِهَذَا الْمَكَانِ. وَيُقَالُ: مَا حَلِيت مِنْهُ حَلْياً أَي مَا أَصَبت. وحَلِي مِنْهُ بخيرٍ وَحَلَا: أَصاب مِنْهُ خَيْرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُمْ لَمْ يَحْلَ بِطَائِلٍ أَي لَمْ يَظْفَرْ وَلَمْ يَسْتَفِدْ مِنْهَا كبيرَ فَائِدَةٍ، لَا يُتكَلَّم بِهِ إِلَّا مَعَ الجَحْد، وَمَا حَلِيتُ بِطَائِلٍ لَا يُستعمل إِلَّا فِي النَّفْيِ، وَهُوَ مِنْ مَعْنَى الحَلْيِ والحِلْيَة، وَهُمَا مِنَ الْيَاءِ لأَن النَّفْسَ تَعْتَدُّ الحِلْية ظَفَراً، وَلَيْسَ هُوَ مَنْ حَلِيَ بعيْني بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ حَلِيَ بِعَيْنِي حَلاوَة، فَهَذَا مِنَ الْوَاوِ والأَول مِنَ الْيَاءِ لَا غَيْرَ. وحَلَّى الشَّيْءَ وحَلَّأَه، كِلَاهُمَا: جَعَلَهُ ذَا حَلَاوَةٍ، هَمَزُوهُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. اللَّيْثُ: تَقُولُ حَلَّيْت السويقَ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ هَمَزَهُ فَقَالَ حَلَّأْتُ السويقَ، قَالَ: وَهَذَا مِنْهُمْ غَلَطٌ. قَالَ الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ تَوَهَّمَتِ العربُ فِيهِ الْهَمْزَ لمَّا رأَوْا قَوْلَهُ حَلَّأْتُه عَنِ الْمَاءِ أَي مَنَعْتُهُ مَهْمُوزًا. الْجَوْهَرِيُّ: أَحْلَيْتُ الشيءَ جَعَلْتُهُ حُلْواً، وأَحْلَيْتُه أَيضاً وَجَدْتُهُ حُلْواً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَمْرِو بْنِ الهُذيل العَبْديّ: وَنَحْنُ أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، ... وأَنتَ بِثأْجٍ لَا تُمِرُّ وَلَا تُحْلِي قُلْتُ: وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ، وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا الْبَيْتُ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ لَا يُمِرُّ وَلَا يُحْلِي أَي مَا يَتَكَلَّمُ بحُلْوٍ وَلَا مُرّ. وحَالَيْتُه أَي طايَبْتُه؛ قَالَ المرَّار الْفَقْعَسِيُّ: فَإِنِّي، إِذَا حُولِيتُ، حُلْوٌ مَذاقتي، ... ومُرٌّ، إِذَا مَا رامَ ذُو إحْنةٍ هَضْمي والحُلْوُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَسْتخفه الناسُ ويَسْتَحْلُونه وتستَحْلِيه العينُ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: وَإِنِّي لَحُلْوٌ تَعْتَريني مَرَارَةٌ، ... وَإِنِّي لَصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ وَالْجَمْعُ حُلْووُنَ وَلَا يُكسَّر، والأُنثى حُلْوَة وَالْجَمْعُ حُلْوَاتٌ وَلَا يُكسَّر أَيضاً. وَيُقَالُ: حَلَتِ الجاريةُ بِعَيْنِي وَفِي عَيْنِي تَحْلُو حَلاوَةً. واسْتَحْلاه: مِنَ الحَلاوة كَمَا يُقَالُ اسْتَجَادَهُ مِنَ الجَوْدة. الأَزهري عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: احْلَوْلَتِ الجاريةُ تَحْلَوْلِي إِذَا استُحْلِيَتْ واحْلَوْلاها الرجلُ؛ وأَنشد: فَلَوْ كنتَ تُعطي حِينَ تُسْأَلُ سامحَتْ ... لَكَ النَّفْسُ، واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ وَيُقَالُ: أَحْلَيْتُ هَذَا المكانَ واستَحْليتُه وحَلِيتُ بِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: احْلَوْلَى الرَّجُلُ إذا

_ (1). قوله [فهو يَحْلَى حُلْوَاناً] هذه عبارة التهذيب، وقال عقب ذلك: قلت حُلْوَان في مصدر حَلِيَ بصدري خطأ عندي

حسُنَ خلُقه، واحلَوْلى إِذَا خرَجَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ. وحُلْوَةُ: فَرَسُ عبيدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُلٌ حَلُوٌّ، عَلَى مِثَالِ عَدُوّ، حُلْوٌ، وَلَمْ يَحْكِهَا يَعْقُوبُ فِي الأَشياء الَّتِي زَعَمَ أَنه حَصَرها كحَسُوّ وفَسُوّ. والحُلْوُ الحَلالُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَا رِيبَةَ فِيهِ، عَلَى المَثل، لأَن ذَلِكَ يُسْتَحلَى مِنْهُ؛ قَالَ: أَلا ذهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ، ... ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلُ والحَلْوَاءُ: كلُّ مَا عُولج بحُلْو مِنَ الطَّعَامِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ وَيُؤَنَّثُ لَا غَيْرَ. التَّهْذِيبُ: الحَلْواء اسْمٌ لِمَا كَانَ مِنَ الطَّعَامِ إِذَا كَانَ مُعالَجاً بحَلاوة. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُحْكى أَن ابنَ شُبْرُمَة عاتَبه ابْنُهُ عَلَى إِتْيَانِ السُّلْطَانِ فَقَالَ: يَا بُنيّ، إِنَّ أَباك أَكل مِنْ حَلْوائِهم فحَطَّ فِي أَهْوائِهم. الْجَوْهَرِيُّ: الحَلْواء الَّتِي تُؤْكَلُ، تُمَدُّ وَتُقْصَرُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مِنْ رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه ... تَعْتَزُّ، حَلْواءَها، شدائِدُها والحَلْواءُ أَيضاً: الْفَاكِهَةُ الحُلْوة. التَّهْذِيبُ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُقَالُ لِلْفَاكِهَةِ حَلْوَاءُ. وَيُقَالُ: حَلُوَتِ الفاكهةُ تَحْلُو حَلاوةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَنَاقَةٌ حَلِيَّة عَلِيَّة فِي الحَلاوة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، هَذَا نصُّ قَوْلِهِ، وأَصلها حَلُوَّة. وَمَا يُمِرُّ وَلَا يُحْلي وَمَا أَمَرَّ وَلَا أَحْلَى أَي مَا يَتَكَلَّمُ بحُلْوٍ وَلَا مُرّ وَلَا يَفْعل فِعْلًا حُلْواً وَلَا مُرّاً، فَإِنْ نفَيْتَ عَنْهُ أَنه يَكُونُ مُرّاً مَرَّةً وحُلْواً أُخرى قلتَ: مَا يَمَرُّ وَلَا يَحْلُو، وَهَذَا الْفَرْقُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والحُلْوَى: نقيضُ المُرَّى، يُقَالُ: خُذِ الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى. قَالَتِ امرأَة فِي بناتِها: صُغْراها مُرّاها. وتَحَالَتِ المرأَة إِذَا أَظْهَرَت حَلاوَةً وعُجْباً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فشأْنَكُما، إنِّي أَمِينٌ وإنَّني، ... إِذَا مَا تَحَالَى مِثْلُها، لَا أَطُورُها وحَلا الرجلَ الشيءَ يَحْلُوه: أَعطاه إِيَّاهُ؛ قَالَ أَوْسُ ابْنُ حُجْرٍ: كأَني حَلَوْتُ الشِّعْرَ، يومَ مَدَحْتُه، ... صفَا صَخْرَةٍ صَمّاءَ يَبْسٍ بِلالُها فَجَعَلَ الشِّعْرَ حُلْوَاناً مِثلَ الْعَطَاءِ. والحُلْوانُ: أَن يأْخذ الرجلُ مِنْ مَهْرِ ابنتهِ لنفْسهِ، وَهَذَا عارٌ عِنْدَ الْعَرَبِ؛ قَالَتِ امرأَة فِي زَوْجِهَا: لَا يأْخُذُ الحُلْوَانَ مِنْ بَناتِنا وَيُقَالُ: احْتَلَى فُلَانٌ لِنَفَقَةِ امرأَته وَمَهْرِهَا، وَهُوَ أَن يتَمَحَّلَ لَهَا ويَحْتالَ، أُخِذَ مِنَ الحُلْوانِ. يُقَالُ: احْتَلِ فتزوَّجْ، بِكَسْرِ اللَّامِ، وابتَسِلْ مِنَ البُسْلة، وَهُوَ أَجْرُ الرَّاقِي. الْجَوْهَرِيُّ: حَلَوْتُ فُلَانًا عَلَى كَذَا مَالًا فأَنا أَحْلُوه حَلْواً وحُلْواناً إِذَا وهبتَ لَهُ شَيْئًا عَلَى شَيْءٍ يَفْعَلُهُ لَكَ غيرَ الأُجرة؛ قَالَ عَلْقمةُ ابْنُ عَبَدَة: أَلا رَجُلٌ أَحْلُوهُ رَحْلي وَنَاقَتِي ... يُبَلِّغُ عَنِّي الشِّعْرَ، إِذْ ماتَ قائلُهْ؟ أَي أَلا هَاهُنَا رجلٌ أَحْلُوه رَحْلي وَنَاقَتِي، وَيُرْوَى أَلا رجلٍ، بِالْخَفْضِ، عَلَى تأْويل أَمَا مِنْ رجلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ يُرْوَى لضابئٍ البُرْجُمِيّ. وحَلا الرجلَ حَلْواً وحُلْوَاناً: وَذَلِكَ أَن يُزَوِّجَهُ ابنتَه أَو أُختَه أَو امرأَةً مَّا بمهرٍ مُسَمّىً، عَلَى أَن يَجْعَلَ لَهُ مِنَ الْمَهْرِ شَيْئًا مُسمّىً، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُعَيِّرُ بِهِ. وحُلْوانُ المرأَة: مَهْرُها، وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَتْ تُعْطى عَلَى مُتْعَتِها بِمَكَّةَ. والحُلْوانُ أَيضاً: أُجْرة

الكاهِن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنْ حُلْوانِ الكاهِنِ ؛ قَالَ الأَصمعي: الحُلْوانُ مَا يُعطاه الكاهنُ ويُجْعَلُ لَهُ عَلَى كهَانَتهِ، تَقُولُ مِنْهُ: حَلَوْتُه أَحْلوه حُلواناً إِذَا حَبَوْته. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحُلْوان أُجْرة الدَّلَّالِ خَاصَّةً. والحُلْوانُ: مَا أَعْطَيْتَ مِنْ رَشْوة وَنَحْوِهَا. ولأَحلُوَنَّك حُلْوانَكَ أَي لأَجْزِينَّكَ جَزاءَك؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والحُلْوانُ: مَصْدَرٌ كالغُفْران، وَنُونُهُ زَائِدَةٌ وأَصله مِنَ الحَلا. والحُلْوانُ: الرَّشْوة. يُقَالُ: حَلَوْتُ أَي رَشوْتُ؛ وأَنشد بَيْتَ عَلْقَمَةَ: فَمَنْ راكبٌ أَحْلُوه رَحْلَا وَنَاقَةً ... يُبَلِّغُ عَنِّي الشِّعْرَ، إِذْ ماتَ قائِلُه؟ وحَلاوةُ الْقَفَا وحُلاوَتُه وحَلاواؤُه وحُلاواهُ وحَلاءَتُه؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وَسَطُه، وَالْجَمْعُ حَلاوى. الأَزهري: حَلاوَةُ القَفا حاقٌّ وَسَطِ الْقَفَا، يُقَالُ: ضَرَبَهُ عَلَى حَلاوَةِ القَفا أَي عَلَى وَسَطِ الْقَفَا. وحَلاوَةُ الْقَفَا: فَأْسُه. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِيِّ: سَقَط عَلَى حُلاوَةِ الْقَفَا وحَلاواءِ الْقَفَا، وحَلاوةُ الْقَفَا تَجُوزُ وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَوَقَعَ عَلَى حُلاوة الْقَفَا، بِالضَّمِّ، أَي عَلَى وَسَطِ الْقَفَا، وَكَذَلِكَ عَلَى حُلاوَى وحَلاواءِ القَفا، إِذَا فَتَحت مَدَدْتَ وَإِذَا ضَمَمْتَ قَصَرْتَ. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ: فَسَلَقني لِ حُلاوَة الْقَفَا أَي أَضْجَعَني عَلَى وَسَطِ القَفا لَمْ يَمِلْ بِي إِلَى أَحد الْجَانِبَيْنِ، قَالَ: وَتُضَمُّ حَاؤُهُ وَتُفْتَحُ وَتُكْسَرُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ مُوسَى والخَضِر، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: وَهُوَ نَائِمٌ عَلَى حَلاوةِ قفاهُ. والحِلْو: حَفٌّ صَغِيرٌ يُنسَجُ بِهِ؛ وشَبَّه الشَّمَّاخُ لِسَانَ الْحِمَارِ بِهِ فَقَالَ: قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه، ... إِذَا صَاحَ، حِلْوٌ زَلَّ عَنْ ظَهْرِ مِنْسَجِ وَيُقَالُ: هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُديرها الْحَائِكُ وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنْبِت ذُكُورَ البَقْلِ. والحُلاوَى مِنَ الجَنْبة: شجَرة تَدُومُ خُضْرتَها، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ ذَاتُ شَوْكٍ. والحُلاوَى: نَبْتة زَهْرتها صَفْرَاءُ وَلَهَا شَوْكٌ كَثِيرٌ وَوَرَقٌ صِغَارٌ مُسْتَدِيرٌ مِثْلَ وَرَقِ السِّذَابِ، وَالْجَمْعُ حُلاوَيات، وَقِيلَ: الْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ. التَّهْذِيبُ: الحَلاوى ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ، وَالْوَاحِدَةُ حَلاوِيَة عَلَى تَقْدِيرِ رَباعِية. قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الحَلاوَى وَلَا الحَلاوِيَة، وَالَّذِي عَرَفْتُهُ الحُلاوَى، بِضَمِّ الْحَاءِ، عَلَى فُعالى، وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ فُعالى خُزامى ورُخامى وحُلاوى كلُّهن نَبْتٌ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وحُلْوانُ: اسْمُ بَلَدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِقَيْسِ الرُّقَيَّات: سَقْياً لِحُلْوانَ ذِي الكُروم، وَمَا ... صَنَّفَ مِنْ تينهِ ومِنْ عِنَبِهْ وَقَالَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ: أَسْعِداني يَا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ، ... وابْكِيا لِي مِنْ رَيْبِ هَذَا الزَّمانِ وحُلوانُ: كُورَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: هُمَا قَرْيَتَانِ إحْداهما حُلْوان الْعِرَاقِ والأُخْرى حُلْوان الشَّامِ. ابْنُ سِيدَهْ: والحُلاوة مَا يُحَكُّ بَيْنَ حَجَرَيْنِ فيُكتحل بِهِ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ عَلَى ثِقَةٍ لِقَوْلِهِمُ الحَلْوُ فِي هَذَا الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُمْ حَلأْتُه أَيْ كَحَّلْتُهُ. والحَلْيُ: مَا تُزُيِّنَ بِهِ مِنْ مَصوغِ المَعْدِنِيَّاتِ أَو الحجارةِ؛ قَالَ: كأَنها مِنْ حُسُنٍ وشارهْ، ... والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْر والحِجارهْ،

مَدْفَعُ مَيْثاءَ إِلَى قَرارهْ وَالْجَمْعُ حُلِيٌّ؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الحَلْيُ جَمْعًا، وَتَكُونَ الْوَاحِدَةُ حَلْيَةً كشَرْيَةٍ وشَرْيٍ وهَدْيَةٍ وهَدْيٍ. والحِلْيَةُ: كالحَلْيِ، وَالْجَمْعُ حِلىً وحُلىً. اللَّيْثُ: الحَلْيُ كُلُّ حِلْيةٍ حَلَيت بِهَا امرأَةً أَو سَيْفًا ونحوَه، وَالْجَمْعُ حُلِيٌّ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ . الْجَوْهَرِيُّ: الحَلْيُ حَلْيُ المرأَةِ، وَجَمْعُهُ حُلِيٌّ مِثْلُ ثَدْيٍ وثُدِيّ، وَهُوَ فُعُولٌ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْحَاءُ لِمَكَانِ الْيَاءِ مِثْلَ عِصيّ، وَقُرِئَ: مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وحَلَيْتُ المرأَةَ أَحْلِيها حَلْياً وحَلَوْتُها إِذَا جَعَلْتَ لَهَا حُلِيّاً. الْجَوْهَرِيُّ: حِلْيَةُ السيفِ جمْعها حِلىً مِثْلُ لِحْيةٍ ولِحىً، وَرُبَّمَا ضُمَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه جَاءَهُ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ: مَا لِي أَرى عليكَ حِلْيَة أَهلِ النارِ؟ هُوَ اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُتَزَيَّن بِهِ مِنْ مَصَاغِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَإِنَّمَا جَعَلَهَا حِلْيَةً لأَهل النَّارِ لأَن الْحَدِيدَ زِيُّ بَعْضِ الْكُفَّارِ وَهُمْ أَهل النَّارِ، وَقِيلَ: إِنَّمَا كَرِهَهُ لأَجل نَتْنِه وزُهوكَتهِ، وَقَالَ: فِي خاتَمِ الشِّبْهِ ريحُ الأَصْنام، لأَن الأَصنام كَانَتْ تُتَّخَذ مِنَ الشَّبَهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ حِلْيةُ السَّيْفِ وحَلْيهُ، وَكَرِهَ آخَرُونَ حَلْيَ السَّيْفِ، وَقَالُوا: هِيَ حِلْيَتُه؛ قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلِي: جارِيةٌ مِنْ قيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ، ... بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَهْ، كأَنها حِلْيَةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ حَلاة فِي حِلْيَةٍ، وَهَذَا فِي الْمُؤَنَّثِ كشِبْهٍ وشَبَهٍ فِي الْمُذَكَّرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها ؛ جَازَ أَن يُخْبِرَ عَنْهُمَا بِذَلِكَ لِاخْتِلَاطِهِمَا، وإلا ف الحِلْيَةُ إِنَّمَا تُسْتَخرج مِنَ المِلْح دُونَ العَذْب. وحَلِيَت المرأَةُ حَلْياً وَهِيَ حَالٍ وحَالِيَةٌ: اسْتَفَادَتْ حَلْياً أَو لَبِسَتْهُ، وحَلِيَتْ: صَارَتْ ذَاتَ حَلْيٍ، وَنِسْوَةٌ حَوالٍ. وتَحَلَّتْ: لَبِسَتْ حَلْياً أَو اتَّخَذَتْ. وحَلَّاها: أَلبسها حَلْياً أَو اتَّخَذَهُ لَهَا، وَمِنْهُ سَيْفٌ مُحَلّىً. وتَحَلَّى بالحَلْي أَي تزيَّن، وَقَالَ: ولغةٌ حَلِيَت المرأَةُ إِذَا لَبِسَتْه؛ وأَنشد: وحَلْي الشَّوَى مِنْهَا، إِذَا حَلِيَتْ بِهِ، ... عَلَى قَصَباتٍ لَا شِخاتٍ وَلَا عُصْلِ قَالَ: وَإِنَّمَا يُقَالُ الحَلْيُ للمرأَة وَمَا سِوَاهَا فَلَا يُقَالُ إِلَّا حِلْيةٌ للسيفِ وَنَحْوِهِ. وَيُقَالُ: امرأَة حَالِيَة ومُتَحَلِّيَة. وحَلَّيْت الرجلَ: وصفتُ حِلْيَته. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ* ؛ عدَّاه إِلَى مَفْعُولَيْنِ لأَنه فِي مَعْنَى يَلْبَسُون. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يُحَلِّينا رِعاثاً مِنْ ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ ، وحَلَّى السيفَ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلشَّجَرَةِ إِذَا أَورقت وأَثمرت: حَالِيَةٌ، فَإِذَا تَنَاثَرَ وَرَقُهَا قِيلَ: تعطَّلت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وهاجَتْ بَقايا القُلْقُلانِ، وعَطَّلَت ... حَوَالِيَّهُ هُوجُ الرِّياحِ الحَواصِد أَي أَيْبَسَتْها الرِّيَاحُ فَتَنَاثَرَتْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يَتَوضَّأُ إِلَى نِصْفِ ساقَيْه وَيَقُولُ إِنَّ الحِلْيَة تَبْلُغُ إِلَى مواضِع الْوُضُوءِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالحِلْيَة هَاهُنَا التَّحْجِيلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَثر الْوُضُوءِ مِنْ قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غُرٌّ مُحَجَّلون. ابْنُ سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ: وحَلِيَ فِي عَيْنِي وصَدْرِي قِيلَ لَيْسَ مِنَ الحَلاوة، إِنَّمَا هِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الحَلْي الْمَلْبُوسِ لأَنه حَسُنَ فِي عَيْنِكَ كَحُسْنِ الحَلْيِ، وَحَكَى

ابْنُ الأَعرابي: حَلِيَتْه العَيْنُ؛ وأَنشد: كَحْلاءُ تَحْلاها العُيونُ النُّظَّرُ التَّهْذِيبُ: اللِّحْيَانِيُّ حَلِيَتِ المرأَة بعَيْني وَفِي عَيْني وبِقَلْبي وَفِي قَلْبي وَهِيَ تَحْلَى حَلاوة، وَقَالَ أَيضاً: حَلَتْ تَحْلُو حَلاوة. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ حَلِيَ فُلَانٌ بِعَيْنِي، بِالْكَسْرِ، وَفِي عَيْنِي وَبِصَدْرِي وَفِي صَدْرِي يَحْلَى حَلاوة إِذَا أَعجبك؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إنَّ سِرَاجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ، ... تَحْلَى بِهِ العَيْن إِذَا مَا تَجْهَرُهْ قَالَ: وَهَذَا شَيْءٌ مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَالْمَعْنَى يَحْلَى بالعَين. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَكِنَّهُمْ حَلِيَت الدُّنْيَا فِي أَعْينُهم. يُقَالُ: حَلِيَ الشيءُ بعَيْني يَحْلى إِذَا استَحْسَنْته، وحَلا بفَمِي يَحْلُو. والحِلْيَةُ: الخِلْقة. والحِلْيَةُ: الصِّفَةُ والصُّورة. والتَّحْلِيةُ: الوَصْف. وتَحَلَّاه: عَرَفَ صِفَته. والحِلْيَة: تَحْلِيَتُك وجهَ الرجلِ إِذَا وصَفْته. ابْنُ سِيدَهْ: والحَلَى بَثْرٌ يَخْرُجُ بأَفواه الصِّبْيَانِ؛ عَنْ كُراع، قَالَ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا بأَن لَامَهُ يَاءٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. والحَلِيُّ: مَا ابيضَّ مِنْ يَبِيسِ السِّبَطِ والنَّصِيِّ، وَاحِدَتُهُ حَلِيَّةٌ؛ قَالَ: لَمَّا رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ، ... ولِمَّتِي كأَنَّها حَلِيَّهْ، تَقُولُ هَذِي قرَّةٌ عَلَيَّهْ التَّهْذِيبُ: والحَلِيُّ نَبَاتٌ بعَيْنه، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَرَاتِعِ أَهل الْبَادِيَةِ للنَّعَم وَالْخَيْلِ، وَإِذَا ظَهَرَتْ ثَمَرَتُهُ أَشبه الزَّرْعَ إِذَا أَسبل؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ كُلُّ نَبْتٍ يُشْبِهُ نَبَاتَ الزَّرْعِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خطأٌ إِنَّمَا الحَلِيُّ اسْمُ نَبْتٍ بِعَيْنِهِ وَلَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنَ الكلإِ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَلِيُّ عَلَى فَعيل يَبِيسُ النَّصِيِّ، وَالْجَمْعُ أَحْلِية؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: نَحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ، ... ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِ وَقَدْ يُعَبَّر بالحَلِيِّ عَنِ الْيَابِسِ كَقَوْلِهِ: وإنَّ عِنْدِي، إِنْ رَكِبْتُ مِسْحَلِي، ... سَمَّ ذَراريحَ رطابٍ وحَلِي وَفِي حَدِيثِ قُسّ: وحَلِيّ وأَقَاحٍ ؛ هُوَ يَبِيسُ النَّصِيِّ مِنَ الكَلإِ، وَالْجَمْعُ أَحْلِيَة. وحَلْيَة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى: بِرَيْحانةٍ مِنْ بطنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ، ... لَهَا أَرَجٌ، مَا حَوْلَها غَيرُ مُسْنِتِ وَقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ أَزدِ مَيْدَعانَ: لَوْ بَيْنَ أَبْياتٍ بِحَلْيَةَ مَا ... أَلْهاهُمُ، عَنْ نَصْرِكَ، الجُزُرُ وحُلَيَّة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: أَو مُغْزِلٌ بالْخَلِّ، أَو بِحُلَيَّةٍ ... تَقْرُو السلامَ بِشَادِنٍ مِخْماصِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: تَحْتَمِلُ حُلَيَّة الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا، يَعْنِي الْوَاوَ وَالْيَاءَ، وَلَا أُبعِد أَن يَكُونَ تَحْقِيرَ حَلْية، وَيَجُوزُ أَن تكونَ هَمْزَةً مُخَفَّفَةً مِنْ لَفْظِ حلَّأْت الأَديم كَمَا تَقُولُ فِي تَخْفِيفِ الحُطَيْئة الحُطَيَّة. وإحْلِيَاءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فأَيْقَنَتْ أَنَّ ذَا هاشٍ مَنِيَّتُها، ... وأَنَّ شَرْقِيَّ إحْلِياءَ مَشْغُولُ الْجَوْهَرِيُّ: حَلْية، بِالْفَتْحِ، مأْسَدة بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ؛ قَالَ يَصِفُ أَسداً:

كأَنَّهُمُ يَخْشَوْنَ منْك مُدَرَّباً، ... بِحَلْيةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْن مِهْزَعَا الأَزهري: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا زَجَرْتَهُ حَوْبُ وحَوْبَ وحَوْبِ، وَلِلنَّاقَةِ حَلْ جَزْمٌ وحَلِيْ جَزْم لَا حَلِيتِ وحَلٍ، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ يُقَالُ فِي زَجْرِ النَّاقَةِ حَلْ حَلْ، قَالَ: فَإِذَا أَدخلت فِي الزَّجْرِ أَلِفاً وَلَامًا جَرَى بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الإِعراب كَقَوْلِهِ: والحَوْبُ لمَّا لَمْ يُقَلْ والحَلُ فَرَفَعَهُ بِالْفِعْلِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. حما: حَمْوُ المرأَة وحَمُوها وحَماها: أَبو زَوْجها وأَخُو زَوْجِهَا، وَكَذَلِكَ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَلِه. يُقَالُ هَذَا حَمُوها ورأَيت حَمَاها وَمَرَرْتُ بحَمِيها، وَهَذَا حَمٌ فِي الِانْفِرَادِ. وكلُّ مَنْ وَلِيَ الزوجَ مِنْ ذِي قَرابته فَهُمْ أَحْماء المرأَة، وأُمُّ زَوجها حَمَاتُها، وكلُّ شَيْءٍ مِنْ قِبَلِ الزَّوْجِ أَبوه أَو أَخوه أَو عَمُّهُ فَهُمُ الأَحْماءُ، والأُنثى حماةٌ، لَا لُغَةَ فِيهَا غَيْرُ هَذِهِ؛ قَالَ: إِنَّ الحَماةَ أُولِعَتْ بالكَنَّهْ، ... وأَبَتِ الكَنَّةُ إلَّا ضِنَّهْ وحَمْوُ الرَّجُلِ: أَبو امرأَته أَوْ أَخوها أَو عَمُّهَا، وَقِيلَ: الأَحْمَاءُ مِنْ قِبَل المرأَة خَاصَّةً والأَخْتانُ مِنْ قِبَل الرَّجُلِ، والصِّهْرُ يَجْمَعُ ذَلِكَ كلَّه. الْجَوْهَرِيُّ: حَمَاةُ المرأَة أُمّ زَوْجِهَا، لَا لُغَةَ فِيهَا غَيْرُ هَذِهِ. وَفِي الحَمْو أَربع لُغَاتٍ: حَماً مِثْلُ قَفاً، وحَمُو مثل أَبُو، وحَمٌ مِثْلُ أَبٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ حَماً قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَبجارَة شَوْهاءَ تَرْقُبُني، ... وحَماً يخِرُّ كَمَنْبِذِ الحِلْسِ وحَمْءٌ ساكنةَ الْمِيمِ مَهْمُوزَةٌ؛ وأَنشد: قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دَارُها: ... تِئْذَنْ، فَإِنِّي حَمْؤُها وجَارُها ويُروْى: حَمُها، بِتَرْكِ الْهَمْزِ. وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ قِبَل المرأَة فَهُمُ الأَخْتان. الأَزهري: يُقَالُ هَذَا حَمُوها وَمَرَرْتُ بحَمِيها ورأَيت حَمَاها، وَهَذَا حَمٌ فِي الِانْفِرَادِ. وَيُقَالُ: رأَيت حَماها وَهَذَا حَماها وَمَرَرْتُ بِحَماها، وَهَذَا حَماً فِي الِانْفِرَادِ، وَزَادَ الْفَرَّاءُ حَمْءٌ، سَاكِنَةُ الْمِيمِ مَهْمُوزَةٌ، وحَمُها بِتَرْكِ الْهَمْزِ؛ وأَنشد: هِيَ مَا كَنَّتي، وتَزْعُمُ أَني لهَا حَمُ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصل حَمٍ حَمَوٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن جَمْعَهُ أَحْماء مِثْلَ آبَاءَ. قَالَ: وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الأَخ أَن حَمُو مِنَ الأَسماء الَّتِي لَا تَكُونُ مُوَحَّدة إِلَّا مُضَافَةً، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مُفْرَدًا؛ وأَنشد: وَتَزْعُمُ أَني لها حَمُو قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لفَقيد ثَقِيف «2». قَالَ: وَالْوَاوُ فِي حَمُو للإِطلاق؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: أَيُّها الجِيرةُ اسْلَمُوا، ... وقِفُوا كَيْ تُكَلَّمُوا خَرَجَتْ مُزْنَةٌ من ... البَحْر ريَّا تَجَمْجَمُ هِيَ مَا كَنَّتي، وتَزْعُمُ ... أَني لَها حَمُ وَقَالَ رجل كَانَتْ لَهُ امرأَة فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَهَا أَخوه: لَقَدْ أَصْبَحَتْ أَسْماءُ حَجْراً [حِجْراً] مُحَرَّما، ... وأَصْبَحْتُ مِنْ أَدنى حُمُوّتِها حَمَا أَي أَصبحت أَخا زَوْجِهَا بَعْدَ مَا كُنْتُ زَوْجَهَا. وَفِي

_ (2). قوله: فقيد ثقيف؛ هكذا في الأَصل

حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: مَا بالُ رِجَالٍ لَا يزالُ أَحدُهم كاسِراً وِسادَه عِنْدَ امرأَة مُغْزِيةٍ يَتحدَّث إِلَيْهَا؟ عَلَيْكُمْ بالجَنْبةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: لَا يَدْخُلَنَّ رجلٌ عَلَى امرأَة ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بمُغِيبة وَإِنْ قِيلَ حَمُوها أَلا حَمُوها الموتُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ أَلا حَمُوها الْمَوْتُ، يَقُولُ فَلْيَمُتْ وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ هَذَا رأْيَه فِي أَبي الزَّوْج وَهُوَ مَحْرَم فَكَيْفَ بِالْغَرِيبِ؟ الأَزهري: قَدْ تَدَبَّرْتُ هَذَا التَّفْسِيرَ فَلَمْ أَرَهُ مُشاكلًا لِلَفْظِ الْحَدِيثِ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ الحَمُ الموتُ: هَذِهِ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ كَمَا تَقُولُ الأَسَدُ الْمَوْتُ أَي لِقَاؤُهُ مِثْلُ الْمَوْتِ، وَكَمَا تَقُولُ السلطانُ نارٌ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ الحَمُ الموتُ أَن خَلْوَةَ الحَمِ مَعَهَا أَشد مِنْ خَلْوَةِ غَيْرِهِ مِنَ الْغُرَبَاءِ، لأَنه رُبَّمَا حسَّن لَهَا أَشياء وَحَمَلَهَا عَلَى أُمور تَثْقُلُ عَلَى الزَّوْجِ مِنَ الْتِمَاسٍ مَا لَيْسَ فِي وَسْعِهِ أَو سُوءِ عِشْرَةٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، ولأَن الزَّوْجَ لَا يُؤْثِرُ أَن يَطَّلِعَ الحَمُ عَلَى بَاطِنِ حَالِهِ بِدُخُولِ بَيْتِهِ؛ الأَزهري: كأَنه ذَهَبَ إِلَى أَن الْفَسَادَ الَّذِي يَجْرِي بَيْنَ المرأَة وأَحمائها أَشد مِنْ فَسَادٍ يَكُونُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْغَرِيبِ وَلِذَلِكَ جَعَلَهُ كَالْمَوْتِ. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الأَحْمَاءُ مِنْ قِبَل الزَّوْجِ، والأَخْتانُ مِنْ قِبَل المرأَة، قَالَ: وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَزَادَ فَقَالَ: الحَمَاةُ أُمُّ الزَّوْجِ، والخَتَنة أُمُّ المرأَة، قَالَ: وَعَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ العباسُ وعليٌّ وحمزةُ وَجَعْفَرٌ أَحْمَاءُ عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجمعين. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَاخْتُلِفَ فِي الأَحْماءِ والأَصْهار فَقِيلَ أَصْهار فُلَانٍ قَوْمُ زَوْجَتِهِ وأَحْمَاءُ فُلَانَةَ قَوْمُ زَوْجِهَا. وَعَنِ الأَصمعي: الأَحْمَاءُ مِنْ قِبَل المرأَة والصِّهْر يَجْمَعهما؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: سُبِّي الحَمَاةَ وابْهَتي عَلَيْها، ... ثُمَّ اضْرِبي بالوَدِّ مِرْفَقَيْها مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَن الحَمَاة مِنْ قِبَل الرَّجُلِ، وَعِنْدَ الْخَلِيلِ أَن خَتَنَ الْقَوْمِ صِهْرُهم والمتزوِّج فِيهِمْ أَصهار الخَتَنِ «1»، وَيُقَالُ لأَهل بيتِ الخَتَنِ الأَخْتَانُ، ولأَهل بَيْتِ المرأَة أَصهارٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُهُمْ كلَّهم أَصْهاراً. اللَّيْثُ: الحَمَاةُ لَحْمة مُنْتَبِرَة فِي باطِنِ السَّاقِ. الْجَوْهَرِيُّ: والحَمَاة عَضَلَةُ السَّاقِ. الأَصمعي: وَفِي سَاقِ الْفَرَسِ الحَمَاتانِ، وَهُمَا اللَّحْمَتان اللَّتَانِ فِي عُرْض السَّاقِ تُرَيانِ كالعَصَبَتَين مِنْ ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ، وَالْجَمْعُ حَمَوات. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُمَا المُضْغَتان المُنتَبِرتان فِي نِصْفِ السَّاقَيْنِ مِنْ ظَاهِرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الحَماتان مِنَ الْفَرَسِ اللَّحْمتان الْمُجْتَمِعَتَانِ فِي ظَاهِرِ السَّاقَيْنِ مِنْ أَعاليهما. وحَمْوُ الشَّمْسِ: حَرُّها. وحَمِيَت الشمسُ والنارُ تَحْمَى حَمْياً وحُمِيّاً وحُمُوّاً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: اشتدَّ حَرُّها، وأَحْماها اللهُ، عَنْهُ أَيضاً. الصِّحَاحُ: اشْتَدَّ حَمْيُ الشمسِ وحَمْوُها بِمعْنىً. وحَمَى الشيءَ حَمْياً وحِمىً وحِماية ومَحْمِيَة: مَنَعَهُ وَدَفَعَ عَنْهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يَجِيءُ هَذَا الضَّرْبُ عَلَى مَفْعِلٍ إِلَّا وَفِيهِ الْهَاءُ، لأَنه إِنْ جَاءَ عَلَى مَفْعِلٍ بِغَيْرِ هاءٍ اعْتَلَّ فَعَدَلُوا إِلَى الأَخفِّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: حَمَيْتُ الأَرض حَمْياً وحِمْيَةً وحِمَايَةً وحِمْوَةً، الأَخيرة نَادِرَةٌ وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ بَابِ أَشَاوي. والحِمْيَة والحِمَى: مَا حُمِيَ مِنْ شيءٍ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَتَثْنِيَتُهُ حِمَيانِ عَلَى الْقِيَاسِ وحِمَوان عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وكلأٌ حِمىً: مَحْمِيٌّ. وحَماه مِنَ الشَّيْءِ وحَماه إِيَّاهُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: حَمَيْنَ العَراقِيبَ العَصا، فَتَرَكْنَه ... بِهِ نَفَسٌ عَالٍ، مُخالِطُه بُهْرُ وحَمَى المَريضَ مَا يضرُّه حِمْيَةً: مَنَعَه إيَّاه؛ واحْتَمَى هُوَ مِنْ ذَلِكَ وتَحَمَّى: امْتَنَع. والحَمِيُّ:

_ (1). قوله: أصهار الختن: هكذا في الأَصل

المَريض الْمَمْنُوعُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وجْدي بصَخْرَةَ، لَوْ تَجْزِي المُحِبَّ بِهِ، ... وَجْدُ الحَمِيِّ بماءِ المُزْنةِ الصَّادي واحْتَمَى المريضُ احْتِمَاءً مِنَ الأَطعمة. وَيُقَالُ: حَمَيْتُ الْمَرِيضَ وأَنا أَحْمِيه حِمْيَةً وحِمْوَةً مِنَ الطَّعَامِ، واحْتَمَيت مِنَ الطَّعَامِ احْتِماءً، وحَمَيْت القومَ حِمايةً، وحَمَى فلانٌ أَنْفَه يَحْمِيه حَمِيَّةً ومَحْمِيَةً. وَفُلَانٌ ذُو حَمِيَّةٍ مُنْكَرَة إِذَا كَانَ ذَا غَضَبٍ وأَنَفَةٍ. وحَمَى أَهلَه فِي القِتال حِمايةً. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَمِيتُ مِنْ هَذَا الشيءِ أَحْمَى مِنْه حَمِيَّةً أَي أَنَفاً وغَيْظاً. وَإِنَّهُ لَرَجُل حَمِيٌّ: لَا يَحْتَمِل الضَّيْم، وحَمِيُّ الأَنْفِ. وَفِي حَدِيثِ مَعْقِل بنِ يَسارٍ: فَ حَمِيَ مِنْ ذَلِكَ أَنَفاً أَي أَخَذَتْه الحَمِيَّة، وَهِيَ الأَنَفَة والغَيْرة. وحَمِيت عَنْ كَذَا حَمِيَّةً، بالتشديد، ومَحْمِيَةً إذا أَنِفْت مِنْهُ وداخَلَكَ عارٌ وأَنَفَةٌ أَن تفْعَله. يُقَالُ: فُلَانٌ أَحْمَى أَنْفاً وأَمْنَعُ ذِماراً مِنْ فُلَانٍ. وحَماهُ الناسَ يَحْمِيه إياهمْ حِمىً وحِمايةً: مَنَعَهُ. والحامِيَةُ: الرجلُ يَحْمِي أَصحابه فِي الْحَرْبِ، وهم أَيضاً الْجَمَاعَةُ يَحْمُون أَنفُسَهم؛ قَالَ لَبِيدٌ: ومَعِي حَامِيةٌ مِنْ جَعْفرٍ، ... كلَّ يوْمٍ نَبْتَلي مَا فِي الخِلَلِ وَفُلَانٌ عَلَى حَامِية الْقَوْمِ أَي آخِرُ مَنْ يَحْمِيهِمْ فِي انْهِزامِهم. وأَحْمَى المكانَ: جَعَلَهُ حِمىً لَا يُقْرَب. وأَحْمَاهُ: وجَدَه حِمىً. الأَصمعي: يُقَالُ حَمىَ فُلَانٌ الأَرضَ يَحْمِيها حِمًى لَا يُقْرَب. اللَّيْثُ: الحِمَى مَوْضِعٌ فِيهِ كَلأٌ يُحْمَى مِنَ النَّاسِ أَن يُرْعى. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ ولِرَسُولِه ، قَالَ: كَانَ الشَّرِيفُ مِنَ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا نَزَلَ بَلَدًا فِي عَشِيرَتِهِ اسْتَعْوَى كَلْباً فحَمَى لخاصَّته مَدَى عُواءِ الكَلْبِ لَا يَشرَكُه فِيهِ غيرهُ فَلَمْ يَرْعَه مَعَهُ أَحد وَكَانَ شريكَ الْقَوْمِ فِي سَائِرِ المرَاتع حَوْله، قَالَ: فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنْ يُحْمَى عَلَى النَّاسِ حِمىً كَمَا كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَفْعَلُونَ، قَالَ: وَقَوْلُهُ إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، يَقُولُ: إِلَّا مَا يُحْمَى لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ ورِكابِهِم الَّتِي تُرْصَد لِلْجِهَادِ ويُحْمَل عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِبِلِ الزَّكَاةِ، كَمَا حَمَى عُمَرُ النَّقِيع لِنَعَمِ الصَّدَقَةِ وَالْخَيْلِ المُعَدَّة فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبيَضَ بنِ حَمّالٍ لَا حِمَى فِي الأَراكَ، فَقَالَ أَبيَضُ: أَراكَةٌ فِي حِظاري أَي فِي أَرضي، وَفِي رِوَايَةٍ: أَنه سأَله عَمَّا يُحْمَى مِنَ الأَراك فَقَالَ مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخفافُ الإِبلِ ؛ مَعْنَاهُ أَن الإِبل تأْكل مُنْتَهى مَا تَصِلُ إِلَيْهِ أَفواهها، لأَنها إِنَّمَا تَصِلُ إِلَيْهِ بِمَشْيِهَا عَلَى أَخفافها فيُحْمَى مَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: أَراد أَنه يُحْمَى مِنَ الأَراك مَا بَعُدَ عَنِ العِمارة وَلَمْ تَبْلُغْهُ الإِبلُ السَّارِحَةُ إِذَا أُرْسِلت فِي المَرْعَى، وَيُشْبِهُ أَن تَكُونَ هَذِهِ الأَراكة الَّتِي سأَل عَنْهَا يَوْمَ أَحْيا الأَرضَ وحَظَر عَلَيْهَا قائمةَ فِيهَا فأَحيا الأَرض فَمَلَكَهَا بالإِحياء وَلَمْ يَمْلِكِ الأَراكة، فأَما الأَراك إِذَا نَبَتَ فِي مِلك رَجُلٍ فَإِنَّهُ يَحْمِيهِ وَيَمْنَعُ غَيْرَهُ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: مِنْ سَراةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضّ ... ورَعْيُ الحِمَى وطولُ الحِيال رَعْيُ الحِمَى: يُرِيدُ حِمَى ضَرِيَّة، وَهُوَ مَراعي إِبِلِ المُلوك وحِمَى الرَّبَذَةِ دونَه. وَفِي حَدِيثِ الإِفْكِ: أَحْمِي سَمْعي وبصَري أَي أَمنَعُهما مِنْ أَن أَنسُب إِلَيْهِمَا مَا لَمْ يُدْرِكاه وَمِنَ الْعَذَابِ لَوْ كَذَبْت عَلَيْهِمَا.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وذكَرَت عُثْمَانَ: عَتَبْنا عَلَيْهِ مَوْضِعَ الغَمامة المُحْماةِ ؛ تُرِيدُ الحِمَى الَّذِي حَماه. يُقَالُ: أَحْمَيْت الْمَكَانَ فَهُوَ مُحْمىً إِذَا جَعَلْتَهُ حِمىً، وَجَعَلَتْهُ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، مَوْضِعًا لِلْغَمَامَةِ لأَنها تَسْقِيهِ بِالْمَطَرِ وَالنَّاسُ شُركاء فِيمَا سَقَتْهُ السَّمَاءُ مِنَ الكَلإِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَمْلُوكًا فَلِذَلِكَ عَتَبُوا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: حَمَيْتُ الحِمَى حَمْياً مَنَعْته، قَالَ: فَإِذَا امتَنع مِنْهُ الناسُ وعَرَفوا أَنه حِمىً قُلْتَ أَحمَيْتُه. وعُشْبٌ حِمىً: مَحْمِيٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ حَمَى مكانَه وأَحْماه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حَمَى أَجَماتِه فتُرِكْنَ قَفْراً، ... وأَحْمَى مَا سِواه مِنَ الإِجامِ قَالَ: وَيُقَالُ أَحْمَى فلانٌ عِرْضَه؛ قَالَ المُخَبَّلُ: أَتَيْتَ امْرَأً أَحْمَى عَلَى الناسِ عِرْضَه، ... فَمَا زِلْتَ حَتَّى أَنْتَ مُقْعٍ تُناضِلُهْ فأَقْعِ كَمَا أَقْعى أَبوكَ عَلَى اسْتِهِ، ... رأَى أَنَّ رَيْماً فوْقَه لَا يُعادِلُهْ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا شيءٌ حِمىً عَلَى فِعَلٍ أَي مَحْظُور لَا يُقْرَب، وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ فِي تَثْنِيَةِ الحِمَى حِمَوانِ، قَالَ: وَالْوَجْهُ حِمَيانِ. وَقِيلَ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنصاري: حَمِيُّ الدَّبْرِ، عَلَى فَعِيلٍ بِمَعْنَى مَفعول. وَفُلَانٌ حَامِي الحقِيقةِ: مِثْلَ حَامِي الذِّمارِ، وَالْجَمْعُ حُماةٌ وحَامِية؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَقَالُوا: يالَ أَشْجَعَ يومَ هَيْجٍ، ... ووَسْطَ الدارِ ضَرْباً واحْتِمايا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَخرجه عَلَى الأَصل وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد الأَصمعي لأَعْصُرَ بنِ سعدِ بْنِ قيسِ عَيْلان: إِذَا مَا المَرْءُ صَمَّ فلمْ يُكَلَّمْ، ... وأَعْيا سَمْعهُ إِلَّا نِدَايا ولاعَبَ بالعَشِيِّ بَني بَنِيهِ، ... كفِعْلِ الهِرِّ يَحْتَرِشُ العَظايا يُلاعِبُهُمْ، ووَدُّوا لوْ سَقَوْهُ ... مِنَ الذَّيْفانِ مُتْرَعَةً إِنَايَا فَلَا ذاقَ النَّعِيمَ وَلَا شَراباً، ... وَلَا يُعْطى منَ المَرَضِ الشِّفايا وَقَالَ: قَالَ أَبو الْحَسَنِ الصِّقِلِّي حُمِلت أَلف النَّصْبِ عَلَى هَاءِ التأْنيث بِمُقَارَنَتِهَا لَهَا فِي الْمَخْرَجِ وَمُشَابَهَتِهَا لَهَا فِي الْخَفَاءِ، وَوَجْهٌ ثَانٍ وَهُوَ أَنه إِذَا قَالَ الشفاءَا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ بَيْنَ أَلفين، فَكَرِهَهَا كَمَا كَرِهَهَا فِي عَظاءَا، فَقَلَبَهَا يَاءً حَمْلًا عَلَى الْجَمْعِ. وحُمَّةُ الحَرِّ: مُعْظَمُه، بِالتَّشْدِيدِ. وحامَيْتُ عَنْهُ مُحاماةً وحِماءً. يُقَالُ: الضَّرُوسُ تُحامِي عَنْ وَلدِها. وحامَيْتُ عَلَى ضَيْفِي إِذَا احتَفَلْت لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: حامَوْا عَلَى أَضْيافِهِمْ، فشَوَوْا لَهُمْ ... مِنْ لَحْمِ مُنْقِيَةٍ وَمِنْ أَكْبادِ وحَمِيتُ عَلَيْهِ: غَضِبْتُ، والأُموي يَهْمِزُهُ. وَيُقَالُ: حِماءٌ لَكَ، بِالْمَدِّ، فِي مَعْنَى فِداءٌ لَكَ. وَتَحَامَاهُ النَّاسُ أَي توَقَّوْهُ وَاجْتَنَبُوهُ. وذهَبٌ حَسَنُ الحَماءِ، مَمْدُودٌ: خَرَجَ مِنَ الحَماءِ حسَناً. ابْنُ السِّكِّيتِ: وَهَذَا ذهَبٌ جيِّدٌ يَخْرُجُ مِنَ الإِحْماءِ، وَلَا يُقَالُ عَلَى الحَمَى لأَنه مِنْ أَحمَيْتُ. وحَمِيَ مِنَ الشَّيْءِ حَمِيَّةً ومَحْمِيَةً: أَنِفَ، وَنَظِيرُ المَحْمِيَة المَحْسِبةُ مِنْ حَسِب، والمَحْمِدة مِنْ حَمِدَ، والمَوْدِدة مِنْ وَدَّ، والمَعْصِيةُ مِنْ عَصَى. واحْتَمَى فِي الْحَرْبِ: حَمِيَتْ نَفْسهُ. وَرَجُلٌ

حَمِيٌّ: لا يحتمل الضَّيْمَ، وأَنْفٌ حَمِيٌّ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ حَمِيتُ فِي الْغَضَبِ حُمِيّاً. وحَمِيَ النَّهَارُ، بِالْكَسْرِ، وحَمِيَ التَّنُّورُ حُمِيّاً فِيهِمَا أَي اشتدَّ حَرُّه. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ: الْآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ ؛ التَّنُّورُ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ شدَّة الأَمر واضْطِرامِ الحَرْبِ؛ وَيُقَالُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ أوَّلُ مَنْ قَالَهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا اشْتَدَّ البأْسُ يومَ حُنَيْنٍ وَلَمْ تُسْمَعُ قَبْله، وَهِيَ مِنْ أَحسن الِاسْتِعَارَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وقِدْرُ القَوْمِ حامِيةٌ تَفُور أَي حارَّة تَغْلي، يُرِيدُ عِزَّةَ جانبِهم وشدَّةَ شَوْكَتِهم. وحَمِيَ الفرسُ حِمىً: سَخُنَ وعَرِقَ يَحْمَى حَمْياً، وحَمْيُ الشَّدِّ مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَعشى: كَأَنَّ احْتِدامَ الجَوْفِ مِنْ حَمْيِ شَدِّه، ... وَمَا بَعْدَه مِنْ شَدّه، غَلْيُ قُمْقُمِ وَيُجْمَعُ حَمْيُ الشَّدّ أَحْماءً؛ قَالَ طَرَفَة: فَهِيَ تَرْدِي، وَإِذَا مَا فَزِعَتْ ... طارَ مِنْ أَحْمائِها شَدّ الأُزُرْ وحَمِيَ المِسْمارُ وَغَيْرُهُ فِي النَّارِ حَمْياً وحُمُوّاً: سَخُنَ، وأَحْمَيْتُ الْحَدِيدَةَ فأَنا أُحْمِيها إحْماءً حَتَّى حَمِيَتْ تَحْمَى. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَحْمَيْتُ الْمِسْمَارَ إحْماءً فأَنا أُحْمِيهِ. وأَحْمَى الحديدةَ وَغَيْرَهَا فِي النَّارِ: أَسْخَنَها، وَلَا يُقَالُ حَمَيْتها. والحُمَة: السَّمُّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الإِبْرة الَّتِي تَضْرِبُ بِهَا الحَيّةُ وَالْعَقْرَبُ والزُّنْبور وَنَحْوُ ذَلِكَ أَو تَلْدَغُ بِهَا، وأَصله حُمَوٌ أَو حُمَيٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَالْجَمْعُ حُماتٌ وحُمىً. اللَّيْثُ: الحُمَةُ فِي أَفواه العامَّة إبْرةُ العَقْرب والزُّنْبور وَنَحْوِهِ، وَإِنَّمَا الحُمَةُ سَمُّ كُلِّ شَيْءٍ يَلْدَغُ أَو يَلْسَعُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لسَمّ الْعَقْرَبِ الحُمَةُ والحُمَّةُ. وَقَالَ الأَزهري: لَمْ يُسْمَعِ التَّشْدِيدُ فِي الحُمَّة إِلَّا لِابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وأَحسبه لَمْ يَذْكُرْهُ إِلَّا وَقَدْ حَفِظَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: حُمَةُ العقرب سَمُّهَا وَضَرُّهَا، وحُمَة البَرْدِ شِدَّته. والحُمَيَّا: شِدَّةُ الْغَضَبِ وأَوَّلُه. وَيُقَالُ: مَضَى فُلَانٌ فِي حَمِيَّتهِ أَي فِي حَمْلَته. وَيُقَالُ: سارَتْ فِيهِ حُمَيَّا الكَأْسِ أَي سَوْرَتُها، وَمَعْنَى سارَت ارْتَفَعَتْ إِلَى رأْسه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الحُمَيَّا بُلُوغ الخَمْر مِنْ شَارِبِهَا. أَبو عُبَيْدٍ: الحُمَيَّا دَبِيبُ الشَّراب. ابْنُ سِيدَهْ: وحُمَيَّا الكأْسِ سَوْرَتُها وشدَّتها، وَقِيلَ: أَوَّلُ سَوْرتها وشدَّتها، وَقِيلَ: إسْكارُها وحِدَّتُها وأَخذُها بالرأْس. وحُمُوَّة الأَلَمِ: سَوْرَته. وحُمَيّا كُلّ شَيْءٍ: شِدَّته وحِدَّته. وفَعَل ذَلِكَ فِي حُمَيَّا شَبابه أَي فِي سَوْرته ونَشاطه؛ ويُنْشَد: مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً، ... أَشْكُو إلَيْكُمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّه رَخَّصَ فِي الرُقْيَةِ مِنَ الحُمَة ، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ كُلِّ ذِي حُمَة. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ: وتُنْزَع حُمَةُ كُلِّ دابَّة أَي سَمُّها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَتُطْلَقُ عَلَى إِبْرَةِ الْعَقْرَبِ لِلْمُجَاوَرَةِ لأَن السُّمَّ مِنْهَا يَخْرُجُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَشديد الحُمَيَّا أَي شَدِيدُ النَّفْسِ والغَضَب. وَقَالَ الأَصمعي: إِنَّهُ لحَامِي الحُمَيَّا أَي يَحْمِي حَوْزَتَه وَمَا وَلِيَه؛ وأَنشد: حَامِي الحُمَيَّا مَرِسُ الضَّرِير والحَامِيَةُ: الحجارةُ الَّتِي تُطْوَى بِهَا الْبِئْرُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الحَوَامِي عِظامُ الْحِجَارَةِ وثِقالها، وَالْوَاحِدَةُ حامِيَةٌ. والحَوَامِي: صَخْرٌ عِظامٌ تُجْعَل فِي مآخِير الطَّيِّ أَن يَنْقَلِعَ قُدُماً، يَحْفِرون لَهُ نِقَاراً

فيَغْمزونه فِيهِ فَلَا يَدَعُ تُراباً وَلَا يَدْنُو مِنَ الطَّيِّ فَيَدْفَعُهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَوامِي مَا يَحْمِيه مِنَ الصَّخْر، وَاحِدَتُهَا حامِيَة. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: حِجَارَةُ الرَّكِيَّة كُلُّها حَوَامٍ، وَكُلُّهَا عَلَى حِذَاءٍ واحدٍ، لَيْسَ بَعْضُهَا بأَعظم مِنْ بَعْضٍ، والأَثافِي الحَوامِي أَيضاً، وَاحِدَتُهَا حَامِيَةٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ: كأَنَّ دَلْوَيَّ، تَقَلَّبانِ ... بينَ حَوَامِي الطَّيِّ، أَرْنَبانِ والحَوَامِي: مَيامِنُ الحَافِر ومَياسِرهُ. والحَامِيَتانِ: مَا عَنِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: فِي الحَوافر الحَوَامِي، وَهِيَ حُرُوفُهَا مِنْ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ؛ وَقَالَ أَبو دُوادٍ: لَهُ، بَيْنَ حَوامِيهِ، ... نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحَامِيَتانِ مَا عَنْ يَمِينِ السُّنْبُك وشِماله. والحَامِي: الفَحْلُ مِنَ الإِبل يَضْرِبُ الضِّرَابَ المعدودَ قِيلَ عَشْرَةُ أَبْطُن، فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ قَالُوا هَذَا حامٍ أَي حَمَى ظَهْرَه فيُتْرَك فَلَا يُنْتَفَعُ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَلَا يُمْنَعُ مِنْ مَاءٍ وَلَا مَرْعىً. الْجَوْهَرِيُّ: الْحَامِي مِنَ الإِبل الَّذِي طَالَ مُكْثُهُ عِنْدَهُمْ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ ؛ فأَعْلَم أَنه لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ: فَقَأْتُ لَهَا عَيْنَ الفَحِيلِ عِيافَةً، ... وفيهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ والْحامي قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا لَقِحَ ولَد وَلَدهِ فَقَدْ حَمَى ظَهْرَه وَلَا يُجَزُّ لَهُ وَبَر وَلَا يُمْنَع مِنْ مَرْعىً. واحْمَوْمَى الشيءُ: اسودَّ كَاللَّيْلِ وَالسَّحَابِ؛ قَالَ: تَأَلَّقَ واحْمَوْمَى وخَيَّم بالرُّبَى ... أَحَمُّ الذُّرَى ذُو هَيْدَب مُتَراكِب وَقَدْ ذُكِرَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَكَانِ. اللَّيْثُ: احْمَوْمَى مِنَ الشَّيْءِ فَهُوَ مُحْمَوْمٍ، يُوصف بِهِ الأَسْوَدُ مِنْ نَحْوِ اللَّيْلِ وَالسَّحَابِ. والمُحْمَوْمِي مِنَ السَّحَابِ: المُتَراكم الأَسْوَدُ. وحَمَاةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: عَشيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرا «2» . وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ: ومُرْهَقٍ سَالَ إمْتاعاً بوُصدَته ... لَمْ يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ قَالَ: إِنَّمَا أَراد حَوائِم مِنْ حامَ يَحُومُ فَقَلَبَ، وأَراد بسَال سَأَلَ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ أَبدل، وَإِمَّا أَن يُرِيدَ لُغَةَ مَنْ قَالَ سَلْتَ تَسَالُ. حنا: حَنَا الشيءَ حَنْواً وحَنْياً وحَنَّاهُ: عَطَفه؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعْوَرِ الشَّنّي: يَدُقُّ حِنْوَ القَتَب المُحَنَّا، ... إِذَا عَلا صَوَّانَهُ أَرَنَّا والانْحِناءُ: الْفِعْلُ اللَّازِمُ، وَكَذَلِكَ التَّحَنِّي. وانْحَنَى الشيءُ: انْعَطَفَ. وانْحَنَى العُودُ وتَحَنَّى: انْعَطَفَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَحْنِ أَحدٌ مِنَّا ظَهْرَه أَي لَمْ يَثْنه لِلرُّكُوعِ. يُقَالُ: حَنَى يَحْني ويَحْنُو. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: وَإِذَا رَكَعَ أَحدُكم فلْيَفْرُشْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ ولْيَحْنا «3»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَتْ بِالْحَاءِ فَهُوَ مِنْ حَنَا ظَهْرَهُ إِذَا عَطَفَهُ، وَإِنْ كَانَتْ بِالْجِيمِ فَهُوَ مِنْ جنأَ على الشيء

_ (2). وصدر البيت: تقطَّعُ أسبابُ اللُّبانة، وَالْهَوَى (3). قوله [ولْيَحْنَا] هي في الأَصل ونسخ النهاية المعتمدة مرسومة بالأَلف

أَكَبَّ عَلَيْهِ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ، قَالَ: وَالَّذِي قرأْناه فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ بِالْجِيمِ وَفِي كِتَابِ الْحُمَيْدِيِّ بِالْحَاءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إِياك والحَنْوَةَ، والإِقْعاء ؛ يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ، وَهُوَ أَن يُطَأْطِئَ رأْسه ويُقَوِّسَ ظَهْره مِنْ حَنَيْتُ الشيءَ إِذا عَطَفْتَهُ، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَة الشَّبابِ إِلا حَوانِيَ الهَرَمِ؟ هِيَ جَمْعُ حانِيَة وَهِيَ الَّتِي تَحْنِي ظَهْرَ الشَّيْخِ وتَكُبُّه. وَفِي حَدِيثِ رَجْمِ الْيَهُودِيِّ: فرأَيتُه يُحْنِي عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَةَ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الَّذِي جَاءَ فِي السُّنَنِ يُجْني، بِالْجِيمِ، وَالْمَحْفُوظُ إِنما هُوَ بِالْحَاءِ أَي يُكِبُّ عَلَيْهَا. يُقَالُ: حَنَا يَحْنو حُنُوّاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَالَ لِنِسَائِهِ لَا يُحْني عَلَيْكُنَّ بَعْدي إِلا الصَّابِرُونَ أَي لَا يَعْطِفُ ويُشْفِقُ؛ حَنا عَلَيْهِ يَحْنو وأَحْنَى يُحْنِي. والحَنِيَّةُ: الْقَوْسُ، وَالْجَمْعُ حَنِيٌّ وحَنايا، وَقَدْ حَنَوْتُها أَحْنُوها حَنْواً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَوْ صَلَّيْتُم حَتَّى تَكُونُوا كالحَنايا ؛ هِيَ جَمْعُ حَنِيَّةٍ أَو حَنِيٍّ، وَهُمَا الْقَوْسُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنها مَحْنِيَّة أَي مَعْطُوفَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: فحَنَت لَهَا قَوْسَها أَي وتَّرَتْ لأَنها إِذا وتَّرَتْها عَطَفَتها، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ حَنَّتْ مشدَّدة، يُرِيدُ صَوَّتَت. وحَنَت المرأَة عَلَى وَلَدِهَا تَحْنُو حُنُوّاً وأَحْنَت؛ الأَخيرة عَنِ الْهَرَوِيِّ: عَطَفَت عَلَيْهِمْ بَعْدَ زَوْجِهَا فَلَمْ تَتَزَوَّجْ بَعْدَ أَبيهم، فَهِيَ حانِيَةٌ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ قَيْس بْنُ ذَريحٍ فِي الإِبل فَقَالَ: فأُقْسِمُ، مَا عُمْشُ العيونِ شَوارِفٌ ... رَوائِمُ بَوٍّ حانياتٌ عَلَى سَقْبِ والأُمُّ البَرَّة حانِيَة، وَقَدْ حَنَت عَلَى وَلَدِهَا تَحْنُو. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للمرأَة الَّتِي تُقِيمُ عَلَى وَلَدِهَا وَلَا تَتَزَوَّج قَدْ حَنَتْ عَلَيْهِمْ تَحْنُو، فَهِيَ حانِيَة، وإِذا تَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ فَلَيْسَتْ بحَانِيَة؛ وَقَالَ: تُساقُ وأَطفالُ المُصِيف، كأَنَّها ... حَوانٍ عَلَى أَطلائهنَّ مَطافِلُ أَي كأَنَّها إِبل عَطَفت عَلَى وَلَدِهَا. وتَحَنَّنتُ عَلَيْهِ أَي رَقَقْت لَهُ ورَحِمْته. وتحَنَّيْت أَي عَطَفْتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ نِساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ صالحُ نِساء قرَيشٍ أَحْناهُ عَلَى ولدٍ فِي صِغَرهِ وأَرْعاه عَلَى زَوْجٍ فِي ذاتِ يَدِه. وَرَوَى أَبو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ خِيارُ نساءِ قريشٍ أَحناه عَلَى ولدٍ فِي صِغَره وأَرعاه عَلَى زَوْجٍ فِي ذاتِ يَدِه ؛ قَوْلُهُ: أَحناهُ أَي أَعْطَفه، وَقَوْلُهُ: أَرعاهُ عَلَى زَوْجٍ إِذا كَانَ لَهَا مَالٌ واسَتْ زوْجَها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما وحَّد الضَّمِيرَ ذَهَابًا إِلى الْمَعْنَى، تَقْدِيرُهُ أَحْنى مَنْ وُجِدَ أَو خُلِقَ أَو مَن هُناك؛ وَمِنْهُ: أَحسنُ النَّاسِ خُلُقاً وأَحسنُه وجْهاً يُرِيدُ أَحسنُهم، وَهُوَ كَثِيرٌ مِنْ أَفصح الْكَلَامِ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَنا وسَفْعاءُ الخَدَّيْنِ الحانِيةُ عَلَى وَلدِها يومَ الْقِيَامَةِ كَهاتَيْن، وأَشار بالوُسْطى والمُسَبِّحة ، أَي الَّتِي تُقِيمُ عَلَى وَلَدِهَا لَا تَتَزَوَّجُ شَفَقَةً وَعَطْفًا. اللَّيْثُ: إِذا أَمْكَنَت الشاةُ الكَبْشَ يُقَالُ حَنَتْ فَهِيَ حانِيَة، وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ صِرافِها. الأَصمعي: إِذا أَرادت الشاةُ الْفَحْلَ فَهِيَ حانٍ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ حَنَت تَحْنُو. ابْنُ الأَعرابي: أَحْنَى عَلَى قَرابته وحَنَا وحَنَّى ورَئِمَ. ابْنُ سِيدَهْ: وحَنَت الشاةُ حُنُوّاً، وَهِيَ حانٍ، أَرادت الفَحل وَاشْتَهَتْهُ وأَمكنته، وَبِهَا حِناء، وَكَذَلِكَ الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ لأَنها عِنْدَ الْعَرَبِ نَعْجَةٌ، وَقِيلَ: الْحَانِي الَّتِي اشْتَدَّ عَلَيْهَا الاسْتِحْرامُ. والحانِية والحَنْواءُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تَلْوي عُنُقَها لِغَيْرِ عِلَّةٍ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الإِبل، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ عِلَّةٍ؛

أَنشد اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: يَا خالِ، هَلَّا قُلْتَ إِذْ أَعْطَيْتَني: ... هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ ابْنُ سِيدَهْ: وحَنا يدَ الرجلِ حَنْواً لَواها، وَقَالَ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ: حَنى يَدَه حِنايَةً لَوَاهَا. وحَنَى العُودَ والظَّهْرَ: عَطَفَهُما. وحَنَى عَلَيْهِ: عَطَف. وحَنَى العُودَ: قَشَره، قَالَ: والأَعْرفُ فِي كُلِّ ذَلِكَ الْوَاوُ، وَلِذَلِكَ جَعَلْنَا تَقَصِّيَ تصارِيفه فِي حَدِّ الْوَاوِ؛ وَقَوْلُهُ: بَرَكَ الزَّمَانُ عليهمُ بِجِرانِه، ... وأَلحَّ منكِ بحيثُ تُحْنى الإِصْبَع يَعْنِي أَنه أَخذ الْخِيَارَ الْمَعْدُودِينَ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَسدي: فإِنْ عُدَّ مَجْدٌ أَو قَدِيمٌ لِمَعْشَرٍ، ... فَقَوْمِي بِهِمْ تُثْنى هُناكَ الأَصابِعُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى قَوْلِهِ حَيْثُ تُحْنَى الإِصبع أَن تَقُولَ فُلَانٌ صَدِيقِي وَفُلَانٌ صَدِيقِي فتَعُدَّ بأَصابعك، وَقَالَ: فُلَانٌ مِمَّنْ لَا تُحْنَى عَلَيْهِ الأَصابع أَي لَا يُعَدُّ فِي الإِخوان. وحَنْوُ حِنْوُ كلِّ شيءٍ: اعْوِجاجُه. والحِنْوُ الحَنْوُ: كُلُّ شيءٍ فِيهِ اعْوِجَاجٌ أَو شبْهُ الِاعْوِجَاجِ، كعَظْم الحِجاج واللَّحْي والضِّلَع والقُفِّ والحِقْفِ ومُنْعَرَجِ الْوَادِي، وَالْجَمْعُ أَحْناءٌ وحُنِيٌّ وحِنِيٌّ. وحِنْوُ الرحْلِ والقَتَبِ والسَّرْج: كلُّ عُود مُعْوَجٍّ مِنْ عِيدانِه، وَمِنْهُ حِنْوُ الْجَبَلِ. الأَزهري: والحِنْوُ والحِجاج العَظْم الَّذِي تَحْتَ الْحَاجِبِ مِنَ الإِنسان؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ: وخُورُ مُجاشعٍ تَرَكُوا لَقِيطاً، ... وَقَالُوا: حِنْوَ عَيْنِكَ والغُرابا قِيلَ لبَني مُجاشع خُورٌ بِقَوْلِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّة: يَا قَصَباً هَبَّت لَهُ الدَّبورُ، ... فهْو إِذا حُرِّكَ جُوفٌ خُورُ يُرِيدُ: قَالُوا احذَرْ حِنْوَ عَيْنِكَ لَا يَنْقُرُه الغُراب، وَهَذَا تَهَكُّمٌ. وحِنْوُ العَيْن: طَرفها. الأَزهري: حِنْوُ العَيْنِ حِجاجُها لَا طَرَفُها، سُمِّي حِنْواً لِانْحِنَائِهِ؛ وَقَوْلُ هِمْيان بْنِ قُحافة: وانْعاجَت الأَحْناءُ حَتَّى احلَنْقَفَتْ إِنما أَراد الْعِظَامَ الَّتِي هِيَ مِنْهُ كالأَحْناء. والحِنْوانِ: الخَشَبتان المَعْطوفتان اللَّتَانِ عَلَيْهِمَا الشَّبكة يُنْقَلُ عَلَيْهِمَا البُرُّ إِلى الكُدْسِ. وأَحْناءُ الأُمور: أَطرافها وَنَوَاحِيهَا. وحِنْوُ الْعَيْنِ: طَرَفها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: والُوا الأُمُورَ وأَحْناءَها، ... فلمْ يُبْهِلُوها ولمْ يُهْمِلُوا أَي ساسُوها وَلَمْ يُضَيِّعُوها. وأَحْناءُ الأُمورِ: مَا تَشابَه مِنْهَا؛ قَالَ: أَزَيْدُ أَخا وَرْقاءَ، إِنْ كنتَ ثَائِرًا، ... فقدْ عَرَضَتْ أَحْناءُ حَقٍّ فخاصِمِ وأَحْنَاءُ الأُمور: مُتَشابِهاتُها؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: يُقَسِّمُ أَحْنَاءَ الأُمورِ فهارِبٌ، ... وشاصٍ عَنِ الحَرْبِ العَوانِ، ودائِنُ والمَحْنِيَة مِنَ الْوَادِي؛ مُنْعَرَجُه حَيْثُ يَنْعطِف، وَهِيَ المَحْنُوَة والمَحناةُ؛ قَالَ: سَقَى كلَّ مَحْناةٍ مِنَ الغَرْبِ والمَلا، ... وجِيدَ بهِ مِنْهَا المِرَبُّ المُحَلَّلُ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمَحْنِيَة: مُنْحَنى الْوَادِي حَيْثُ يَنْعرج مَنْخَفِضًا عَنِ السَّنَدِ. وتَحَنَّى الحِنْوُ: اعْوَجَّ؛

أَنشد ابْنُ الأَعرابي: فِي إِثْرِ حَيٍّ كَانَ مُسْتَباؤُهُ، ... حيثُ تَحَنَّى الحِنْوُ أَو مَيْثاؤُهُ ومَحْنِية الرَّمْلِ: مَا انْحَنى عَلَيْهِ الحِقْف. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ المَحْنِية مَا انْحَنى مِنَ الأَرض، رَمْلًا كَانَ أَو غَيْرَهُ، ياؤُه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لأَنها مَنْ حَنَوْت، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَعرف حَنَيْت، وَقَدْ حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ. والمَحْنِية: العُلْبة تُتَّخذُ مِنْ جُلُودِ الإِبل، يُجعَل الرَّمْلُ فِي بَعْضِ جِلْدِهَا، ثُمَّ يُعَلَّق حَتَّى يَيْبَسَ فَيُبْقَى كَالْقَصْعَةِ، وَهِيَ أَرفق لِلرَّاعِي مِنْ غَيْرِهِ. والحَوَانِي: أَطْوَل الأَضلاع كلِّهن، فِي كُلِّ جَانِبٍ مِنَ الإِنسان ضِلَعان مِنَ الحَوَاني، فهنَّ أَربعُ أَضلُع مِنَ الجَوانِحِ يَلِينَ الواهِنَتَينِ بَعدَهما. وَقَالَ فِي رَجُلٍ فِي ظَهْرِهِ انْحِنَاءٌ: إِنَّ فيه لَ حِنايَةً يَهُودِيَّة، وَفِيهِ حِنَايةٌ يَهُودِيَّةٌ أَي انحِناءٌ. وَنَاقَةٌ حَنْوَاءُ: حدْباءُ. والحَانِيَةُ: الْحَانُوتُ، وَالْجَمْعُ حَوَانٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَعَلَ اللِّحْيَانِيُّ حَوَانِيَ جمعَ حانوتٍ، وَالنَّسَبُ إِلى الحانِيَة حانِيٌّ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: كأْسٌ عَزِيزٌ مِنَ الأَعْنابِ عَتَّقَها، ... لِبَعْضِ أَرْبابِها، حانِيَّةٌ حُومُ قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْ سِيبَوَيْهِ حانِيَة لأَنه قَدْ قَالَ كأَنه أَضاف إِلى مِثْلِ نَاحِيَةٍ، فَلَوْ كَانَتِ الحَانِيَةُ عِنْدَهُ مَعْرُوفَةً لَمَا احْتَاجَ إِلى أَن يَقُولَ كأَنه أَضاف إِلى نَاحِيَةٍ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ فِي النَّسَبِ إِلى يَثْرِبَ يَثْرَبيّ وإِلى تَغْلِبَ تَغْلَبِيٌّ قَالَ فِي الإِضافة إِلى حانِيَة حانَوِيّ؛ وأَنشد: فكيفَ لَنَا بالشُّرْبِ، إِنْ لَمْ تكنْ لَنَا ... دَوانِقُ عِنْدَ الحَانَوِيِّ، وَلَا نَقْدُ؟ ابْنُ سِيدَهْ: الحَانُوتُ فاعُول مِنْ حَنَوْت، تَشْبِيهًا بالحَنِيَّة مِنَ الْبِنَاءِ، تاؤُه بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ فِي الْبَصَرِيَّاتِ لَهُ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فَعَلُوتاً مِنْهُ. وَيُقَالُ: الحانوتُ والحانِيَة والحاناةُ كَالنَّاصِيَةِ وَالنَّاصَاةِ. الأَزهري: التَّاءُ فِي الْحَانُوتِ زَائِدَةٌ، يُقَالُ حانَةٌ وحَانُوت وَصَاحِبُهَا حانِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه أَحرق بيتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا تُعاقَرُ فِيهِ الخَمر وتُباعُ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي بُيُوتَ الخمَّارين الحَوَانِيت، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَهَا المَواخِيرَ، وَاحِدُهَا حانوتٌ وماخُورٌ، والحَانَة أَيضاً مِثْلُهُ، وَقِيلَ: إِنهما مِنْ أَصل وَاحِدٍ وإِن اخْتَلَفَ بناؤُهما، والحَانُوت يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. والحَانِيّ: صَاحِبُ الْحَانُوتِ. والحانِيَّة: الخمَّارون، نُسِبُوا إِلى الحانِية، وَعَلَى ذَلِكَ قَالَ: حانِيَّة حُوم؛ فأَما قَوْلُ الْآخَرِ: دَنانيرُ عِنْدَ الحانَوِيِّ وَلَا نَقْدُ فَهُوَ نَسَبٌ إِلى الحاناةِ. والحَنْوة، بِالْفَتْحِ: نَبَاتٌ سُهْليٌّ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ رَوْضَةً: وكأَنَّ أَنْماطَ المدائنِ حَوْلَها ... مِن نَوْرِ حَنْوَتها، ومِن جَرْجارِها وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها، ... بِاللَّيْلِ، رِيحُ يَلَنْجُوجٍ وأَهْضامِ وَقِيلَ: هِيَ عُشبة وضِيئة ذَاتُ نَوْر أَحمر، وَلَهَا قُضُب وَوَرَقٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ إِلى القِصَر والجُعُودة مَا هِيَ، وَقِيلَ: هِيَ آذَرْيُونُ البَرِّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَنْوة الرَّيْحانة، قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ مِنَ العُشب الحَنْوة، وَهِيَ قَلِيلَةٌ شَدِيدَةُ الْخُضْرَةِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ وَزَهْرَتُهَا صَفْرَاءُ وَلَيْسَتْ بِضَخْمَةٍ؛ قَالَ جَمِيلٌ:

بِهَا قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوةٌ، ... وَمِنْ كُلِّ أَفْواهِ البُقُولِ بِهَا بَقْلُ وحَنْوة: فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ. والحِنْوُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى: نحنُ الفَوارِسُ يومَ الحِنْوِ ضاحِيةً ... جَنْبَيْ فُطَيْمةَ، لَا مِيلٌ وَلَا عُزْلُ وَقَالَ جَرِيرٌ: حَيِّ الهِدَمْلةَ مِن ذاتِ المَواعِيسِ، ... فالحِنْوُ أَصبَحَ قَفْراً غيرَ مأْنوسِ والحَنِيَّانِ: واديانِ مَعْرُوفَانِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَقَمْنا ورَبَّبْنا الدِّيارَ، وَلَا أَرى ... كمَرْبَعِنا، بَينَ الحَنِيَّينِ، مَرْبَعا وحِنْوُ قُراقِرٍ: مَوْضِعٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِنْوُ مَوْضِعٌ. والحِنْو: وَاحِدُ الأَحْنَاءِ، وَهِيَ الجَوانِب مِثْلَ الأَعْناء. وَقَوْلُهُمُ: ازْجُرْ أَحْناءَ طَيرِكَ أَي نواحِيَه يَمِينًا وَشِمَالَا وأَماماً وخَلْفاً، ويُراد بالطَّير الخِفَّة والطَّيْش؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَقُلْتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِك، واعْلَمَنْ ... بأَنَّكَ، إِن قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ والحِنَّاءُ: مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزَةِ. وحَنَيْت ظَهْري وحَنَيْت العُود: عَطَفْتُهُ، وحَنَوْتُ لُغَةٌ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: يَدُقُّ حِنْوَ القَتَبِ المَحْنِيَّا ... دَقَّ الوَلِيدِ جَوْزَه الهِنْدِيَّا فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، يَقُولُ: يَدُقُّهُ برأْسه مِنَ النُّعَاسِ. وَرَجُلٌ أَحْنَى الظَّهْرِ والمرأَة حَنْيَاءُ وحَنْواء أَي فِي ظَهْرِهَا احْدِيداب. وَفُلَانٌ أَحْنَى النَّاسِ ضُلوعاً عَلَيْكَ أَي أَشْفَقُهم عَلَيْكَ. وحَنَوْت عَلَيْهِ أَي عَطَفْتُ عَلَيْهِ. وتَحَنَّى عَلَيْهِ أَي تعَطَّف مِثْلُ تَحَنَّن؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَحَنَّى عليكَ النفْسُ مِنْ لاعِج الهَوى، ... فَكَيْفَ تَحَنِّيها وأَنْتَ تُهِينُها؟ والمَحَانِي: معاطِف الأَوْدِية، الْوَاحِدَةُ مَحْنِية، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: بمَحْنِيَة قَدْ آزَرَ الضَّالُ نَبْتَها، ... مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمِين وخُيَّبِ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانُوا مَعَه فأَشْرَفوا عَلَى حَرَّةِ واقِمٍ فإِذا قبُورٌ بمَحْنِيَة أَي بِحَيْثُ يَنْعَطِف الْوَادِي، وَهُوَ مُنْحَناه أَيضاً، ومَحاني الْوَادِي: مَعاطِفه؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِنْ مَاءٍ مَحْنِيَةٍ، ... صافٍ بأَبْطَح أَضْحى، وَهُوَ مَشْمُول خَصَّ ماءَ المَحْنية لأَنه يَكُونُ أَصفى وأَبرد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن العَدُوَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَمَنُوا فِي أَحْناء الْوَادِي ؛ هِيَ جَمْعُ حِنْوٍ وَهُوَ مُنْعَطَفُه مِثْلُ مَحانيه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: مُلائِمةٌ لأَحْنائها أَي مَعاطِفِها. حوا: الحُوَّةُ: سَوَادٌ إِلى الخُضْرة، وَقِيلَ: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد، وَقَدْ حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مُشَدَّدٌ، واحْوَوى فَهُوَ أَحْوَى، وَالنَّسَبُ إِليه أَحْوِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ إِنما ثَبَتَتِ الْوَاوُ فِي احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حَيْثُ كَانَتَا وَسَطًا، كَمَا أَنَّ التَّضْعِيفَ وَسَطًا أَقوى نَحْوُ اقْتَتل فَيَكُونُ عَلَى الأَصل، وإِذا كَانَ مِثْلُ هَذَا طَرَفًا اعْتَلَّ، وَتَقُولُ فِي تَصْغِيرِ يَحْيَى يُحَيٌّ، وَكُلُّ اسْمٍ اجْتَمَعَتْ فِيهِ ثَلَاثُ ياءَات أَولهن يَاءُ التَّصْغِيرِ فإِنك تَحْذِفُ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فإِن لَمْ يَكُنْ أَولهن يَاءَ التَّصْغِيرِ أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تَقُولُ فِي تَصْغِيرِ حَيَّة حُيَيَّة، وَفِي تَصْغِيرِ أَيُّوب أُيَيِّيبٌ بأَربع ياءَات، واحْتَملَت ذَلِكَ لأَنها فِي وَسَطِ

الِاسْمِ وَلَوْ كَانَتْ طَرَفًا لَمْ يُجْمَعْ بَيْنَهُنَّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ قَالَ احْواوَيْت فالمصدر احْوِيَّاءٌ لأَن الْيَاءَ تَقْلِبُهَا كَمَا قَلَبت واوَ أيَّام، وَمَنْ قَالَ احْوَوَيْت فَالْمَصْدَرُ احْوِوَاء لأَنه لَيْسَ هُنَالِكَ مَا يَقْلِبُهَا كَمَا كَانَ ذَلِكَ فِي احْوِيَّاء، وَمَنْ قَالَ قِتَّال قَالَ حِوَّاء، وَقَالُوا حَوَيْت فصَحَّت الْوَاوُ بِسُكُونِ الْيَاءِ بَعْدَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: الحُوَّة لَوْنٌ يُخَالِطُهُ الكُمْتَة مِثْلُ صَدَإ الْحَدِيدِ، والحُوَّة سُمْرة الشَّفَةِ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَحْوَى وامرأَة حَوَّاءُ وَقَدْ حَوِيَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إِلَى السَّوَادِ، وَكَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ حَتَّى سَمَّوْا كُلَّ أَسود أَحْوَى؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: كَمَا رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطي حُكْمَه ... بِهَا القَيْنُ، مِنْ عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ يَعْنِي بالحَوَّاءِ بكَرَة صُنِعَتْ مِنْ عُودٍ أَحْوَى أَي أَسود، ورَكَدَتْ: دَارَتْ، وَيَكُونُ وَقَفَتْ، وَالْقَيْنُ: الصَّانِعُ. التَّهْذِيبِ: والحُوَّةُ فِي الشِّفاهِ شَبيه باللَّعَسِ واللَّمَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَمْياءُ فِي شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، ... وَفِي اللِّثاتِ وَفِي أَنيابِها شَنَبُ وَفِي حَدِيثِ أَبي عَمْرٍو النَّخَعِيِّ: ولَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى أَي أَسود لَيْسَ بِشَدِيدِ السَّوَادِ. واحْوَاوَتِ الأَرض: اخْضَرَّت. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَتَقْدِيرُهُ افْعالَت كاحْمارَتْ، وَالْكُوفِيُّونَ يُصَحِّحون ويُدغمون وَلَا يُعِلُّون فَيَقُولُونَ احْوَاوَّت الأَرض واحْوَوَّت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالدَّلِيلُ عَلَى فَسَادِ مَذْهَبِهِمْ قَوْلُ الْعَرَبِ احْوَوَى عَلَى مِثَالِ ارْعَوَى وَلَمْ يَقُولُوا احْوَوَّ. وجَمِيمٌ أَحْوَى: يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ مِنْ شِدَّةِ خُضْرته، وَهُوَ أَنعم مَا يَكُونُ مِنَ النَّبَاتِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِمَّا يُبَالِغُونَ بِهِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى ، قَالَ: إِذَا صَارَ النَّبْتُ يَبِيسًا فَهُوَ غُثاءٌ، والأَحْوَى الَّذِي قَدِ اسودَّ مِنَ القِدَمِ والعِتْقِ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ أَيضاً أَخْرَجَ المَرْعَى أَحْوى أَي أَخضر فَجَعَلَهُ غُثاءً بَعْدَ خُضْرته فَيَكُونُ مُؤَخَّرًا مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ. والأَحْوَى: الأَسود مِنَ الخُضْرة، كَمَا قَالَ: مُدْهامَّتانِ. النَّضْرُ: الأَحْوَى مِنَ الْخَيْلِ هُوَ الأَحْمر السَّرَاة. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ الخَيْلِ الحُوُّ ؛ جَمْعُ أَحْوَى وَهُوَ الكُمَيت الَّذِي يَعْلُوهُ سَوَادٌ. والحُوَّة: الكُمْتة. أَبو عُبَيْدَةَ: الأَحْوَى هُوَ أَصْفَى مِنَ الأَحَمِّ، وَهُمَا يَتَدانَيانِ حَتَّى يَكُونَ الأَحْوَى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عَلَيْهِ أَنه أَحَمُّ. وَيُقَالُ: احْوَاوَى يَحْوَاوِي احْوِيوَاءً. الْجَوْهَرِيُّ: احْوَوَى الْفَرَسُ يَحْوَوِي احْوِوَاءً، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ حَوِيَ يَحْوَى حُوَّة؛ حَكَاهُ عَنِ الأَصمعي فِي كِتَابِ الْفَرَسِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: احْوَوَّى، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَ: وَقَدْ أَجمعوا عَلَى أَنه لَمْ يَجِئْ فِي كَلَامِهِمْ فِعْل فِي آخِرِهِ ثَلَاثَةُ أَحرف مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ وَهُوَ ابْيَضَضَّ؛ وأَنشدوا: فالْزَمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي أَبو خَيْرَةَ: الحُوُّ مِنَ النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يُقَالُ لَهَا نَمْلُ سُلَيْمَانَ. والأَحْوَى: فَرَسُ قُتَيْبَة بنِ ضِرار. والحُوَّاء: نَبْتٌ يُشْبِهُ لَوْنَ الذِّئبِ، وَاحِدَتُهُ حُوَّاءَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحُوَّاءَةُ بَقْلَةٌ لَازِقَةٌ بالأَرض، وَهِيَ سُهْلِيَّة وَيَسْمُو مِنْ وَسَطِهَا قَضِيبٌ عَلَيْهِ وَرَقٌ أَدق مِنْ وَرَقِ الأَصل، وَفِي رأْسه بُرْعُومة طَوِيلَةٌ فِيهَا بِزْرُهَا. والحُوَّاءة: الرَّجُلُ اللَّازِمُ بَيْتَهُ، شُبِّهَ بِهَذِهِ النَّبْتَةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: هُمَا حُوَّاءَانِ أَحدهما حُوَّاء الذَّعاليق وَهُوَ حُوَّاءُ البَقَر وَهُوَ مِنْ أَحْرار الْبُقُولِ،

وَالْآخَرُ حُوَّاء الْكِلَابِ وَهُوَ مِنَ الذُّكُورِ يَنْبُتُ فِي الرِّمْثِ خَشِناً؛ وَقَالَ: كَمَا تَبَسَّم للحُوَّاءةِ الجَمَل وَذَلِكَ لأَنه لَا يَقْدِرُ عَلَى قَلْعها حَتَّى يَكْشِرَ عَنْ أَنيابه لِلُزُوقِهَا بالأَرض. الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعِيرٌ أَحْوَى إِذَا خَالَطَ خُضْرتَه سوادٌ وَصُفْرَةٌ. قَالَ: وَتَصْغِيرُ أَحْوَى أُحَيْوٍ فِي لُغَةِ مَنْ قَالَ أُسَيْود، وَاخْتَلَفُوا فِي لُغَةِ مَنْ أَدغم فَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ أُحَيِّيٌ فصَرَف، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا خطأٌ، وَلَوْ جَازَ هَذَا لَصُرِفَ أَصَمُّ لأَنه أَخف مِنْ أَحْوى وَلَقَالُوا أُصَيْمٌ فَصَرَفُوا، وَقَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ فِيهِ أُحَيْوٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَوْ جَازَ هَذَا لَقُلْتَ فِي عَطَاءٍ عُطَيٌّ، وَقِيلَ: أُحَيٌّ وَهُوَ الْقِيَاسُ وَالصَّوَابُ. وحُوّة الْوَادِي: جَانِبُهُ. وحَوَّاءُ: زَوْجُ آدَمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، والحَوَّاء: اسْمُ فَرَسِ عَلْقَمَةَ بْنِ شِهَابٍ. وحُوْ: زَجْرٌ لِلْمَعْزِ، وَقَدْ حَوْحَى بِهَا. والحَوُّ والحَيُّ: الْحَقُّ. واللَّوُّ واللَّيُّ: الْبَاطِلُ. وَلَا يَعْرِفُ الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَي لَا يَعْرِفُ الْكَلَامَ البَيِّن مِنَ الخَفِيِّ، وَقِيلَ: لَا يَعْرِفُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ. أَبو عَمْرٍو: الحَوّة الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ. والحُوَّة: مَوْضِعٌ بِبِلَادِ كَلْبٍ؛ قَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: أَوْ ظَبْية مِنْ ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ ... مَذانِباً، فَجَرَتْ نَبْتاً وحُجْرَانا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِ ابْنِ الرِّقَاعِ فُجِرَتْ، والحُجْران جَمْعُ حَاجِرٍ مِثْلُ حائِر وحُوران، وَهُوَ مِثْلُ الْغَدِيرِ يُمْسِكُ الْمَاءَ. والحُوَّاء، مِثْلُ المُكَّاء: نَبْتٌ يُشْبِهُ لَوْنَ الذِّئْبِ، الواحِدة حُوّاءَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ قوله الشَّاعِرِ: وكأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ ... حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ وحُوَيُّ خَبْتٍ: طَائِرٌ؛ وأَنشد: حُوَيَّ خَبْتٍ أَينَ بِتَّ اللَّيلَهْ؟ ... بِتُّ قَرِيباً أَحْتَذِي نُعَيْلَهْ وَقَالَ آخَرُ: كأنَّك فِي الرِّجَالِ حُوَيُّ خَبْتٍ ... يُزَقّي فِي حُوَيّاتٍ بِقَاعِ وحَوَى الشيءَ يحوِيه حَيّاً وحَوَايَةً واحْتَواه واحْتَوَى عَلَيْهِ: جمَعَه وأَحرزه. واحْتَوَى عَلَى الشَّيْءِ: أَلْمَأَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن امرأَة قَالَتْ إنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْني لَهُ حِواءً ؛ الحِوَاءُ: اسْمُ الْمَكَانِ الَّذِي يَحْوِي الشَّيْءَ أَي يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَيَّ فِي مَالِي شيءٌ إِذَا أَدّيْت زَكاتَه؟ قَالَ: فأَينَ مَا تَحَاوتْ عليكَ الفُضُول؟ هِيَ تفاعَلَت مِنْ حَوَيْت الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتَهُ؛ يَقُولُ: لَا تَدَع المُواساة مِنْ فَضْلِ مَالِكَ، والفُضُول جَمْعُ فَضْل المالِ عَنِ الْحَوَائِجِ.، وَيُرْوَى: تَحَاوَأتْ، بِالْهَمْزِ، وَهُوَ شَاذٌّ مِثْلُ لَبَّأتُ بالحَجِّ. والحَيَّة: مِنَ الْهَوَامِّ مَعْرُوفَةٌ، تَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَسَنَذْكُرُهَا فِي تَرْجَمَةِ حَيَا، وَهُوَ رأْي الْفَارِسِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَكَرْتُهَا هُنَا لأَن أَبا حَاتِمٍ ذَهَبَ إِلَى أَنها مِنْ حَوَى قَالَ لتَحَوِّيها فِي لِوَائِها. وَرَجُلٌ حَوَّاءٌ وحاوٍ: يَجْمَعُ الحَيَّات، قَالَ: وَهَذَا يُعَضِّدُ قَوْلَ أَبي حَاتِمٍ أَيضاً. وحَوى الحَيَّةِ: انْطِوَاؤُهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي عَنْقَاءَ الْفَزَارِيِّ: طَوَى نفْسَه طَيَّ الحَرير، كأَنه ... حَوَى حَيَّةٍ فِي رَبْوَةٍ، فهْو هاجِعُ

وأَرضٌ مَحْوَاة: كَثِيرَةُ الحَيَّاتِ. قَالَ الأَزهري: اجْتَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ. والحَوِيَّةُ: كِسَاءٌ يُحَوَّى حَوْلَ سنامِ الْبَعِيرِ ثُمَّ يُرْكَبُ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَوِيّة كِسَاءٌ مَحْشُوٌّ حَوْلَ سَنَامِ الْبَعِيرِ وَهِيَ السَّويَّة. قَالَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الجُمَحِي يَوْمَ بَدْرٍ وحُنَينٍ لَمَّا نَظَرَ إِلَى أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَزَرَهُم وأَخْبر عَنْهُمْ: رأَيت الحَوايا عَلَيْهَا المَنايا نَواضِحُ يثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ. والحَوِيَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا للجِمال، والسَّوِيَّة قَدْ تَكُونُ لِغَيْرِهَا، وَهِيَ الحَوَايا. ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقول المَنايا عَلَى الحَوَايا أَي قَدْ تأْتي المنيةُ الشجاعَ وَهُوَ عَلَى سَرْجه. وَفِي حَدِيثِ صَفيَّة: كَانَتْ تُحَوِّي وراءَه بِعَبَاءَةٍ أَو كِسَاءٍ ؛ التَّحْوِيةُ: أَن تُدير كِسَاءً حولَ سَنام الْبَعِيرِ ثُمَّ تَرْكَبَه، وَالِاسْمُ الحَوِيّةُ. والحَوِيّةُ: مَرْكَبٌ يُهَيّأ للمرأَة لِتَرْكَبَهُ، وحَوَّى حَوِيَّة عَمِلَها. والحَوِيَّةُ: اسْتدارة كُلِّ شَيْءٍ. وتَحَوَّى الشيءُ: استدارَ. الأَزهري: الحَوِيُّ اسْتِدَارَةُ كُلِّ شَيْءٍ كَحَوِيِّ الحَيَّة وكَحَوِيِّ بَعْضِ النُّجُومِ إِذَا رأَيتها عَلَى نَسَقٍ واحدٍ مُستديرة. ابْنُ الأَعرابي: الحَوِيُّ الْمَالِكُ بَعْدَ اسْتِحْقَاقٍ، والحَوِيُّ العَلِيلُ، والدَّوِيُّ الأَحمق، مُشَدَّدَاتٌ كُلُّهَا. الأَزهري: والحَوِيُّ أَيضاً الْحَوْضُ الصَّغِيرُ يُسَوِّيه الرجلُ لِبَعِيرِهِ يَسْقِيهِ فِيهِ، وَهُوَ المَرْكُوُّ «4». يُقَالُ: قَدِ احتَوَيْتُ حَوِيّاً. والحَوَايا: الَّتِي تَكُونُ فِي القِيعانِ فَهِيَ حَفَائِرُ مُلْتوية يَمْلَؤها ماءُ السَّمَاءِ فَيَبْقَى فِيهَا دَهْرًا طَوِيلًا، لأَن طِينَ أَسفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، وَاحِدَتُهَا حَوِيَّة، وَتُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الأَمْعاء تَشْبِيهًا بحَوايا الْبَطْنِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَوايا المَساطِحُ، وَهُوَ أَن يَعْمِدوا إِلَى الصَّفا فَيَحْوُونَ لَهُ تُرَابًا وَحِجَارَةً تَحْبِسُ عَلَيْهِمُ الماءَ، وَاحِدَتُهَا حَوِيَّة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الحَوَايا آبَارٌ تُحْفَرُ بِبِلَادِ كَلْب فِي أَرض صُلْبة يُحْبس فِيهَا مَاءُ السُّيُولِ يَشْرَبُونَهُ طُولَ سَنَتِهِمْ؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحَوِيَّة صَفَاةٌ يُحاط عَلَيْهَا بِالْحِجَارَةِ أَو التُّرَابِ فَيَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ. والحَوِيَّة والحاوِيَةُ والحاوِيَاء: مَا تَحَوَّى مِنَ الأَمعاء، وَهِيَ بَناتُ اللَّبَن، وَقِيلَ: هِيَ الدُّوَّارة مِنْهَا، وَالْجَمْعُ حَوَايا، تَكُونُ فَعَائل إِنْ كَانَتْ جَمْعَ حَوِيَّة، وفَواعل إِنْ كَانَتْ جَمْعَ حاوِيَةٍ أَو حاوِياءَ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ؛ هِيَ المَباعِرُ وبناتُ اللَّبَنِ. ابْنُ الأَعرابي: الحَوِيَّة والحَاوِيَةُ واحد، وَهِيَ الدُّوَّارة الَّتِي فِي بَطْنِ الشَّاةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الحَاوِياتُ بَنات اللَّبَنِ، يُقَالُ حَاوِيَةٌ وحَاوِياتٌ وحَاوِيَاء، مَمْدُودٌ. أَبو الْهَيْثَمِ: حاوِيَةٌ وحَوايا مِثْلُ زَاوِيَةٍ وزَوايا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَوِيَّة وحَوايا مِثْلُ الحَوِيَّة الَّتِي تُوضَعُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ وَيُرْكَبُ فَوْقَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ لِوَاحِدَتِهَا حاوِياءُ، وَجَمْعُهَا حَوايا؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَضْغُو الخَنانِيصُ، والغُولُ الَّتِي أَكَلَتْ ... فِي حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعار الْجَوْهَرِيُّ: حَوِيَّة الْبَطْنِ وحَاوِيَة البَطْنِ وحَاوِيَاءُ الْبَطْنِ كُلُّهُ بِمَعْنًى؛ قَالَ جَرِيرٌ: كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ فِي حاوِيَائِه ... نقِيقُ الأَفاعي، أَو نقِيقُ العَقارِبِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَضْرِبُهم وَلَا أَرى مُعاويَهْ ... الجاحِظَ العَينِ، العَظيمَ الحاوِيَهْ

_ (4). قوله [وهو المركوّ] هكذا في التهذيب والتكملة، وفي القاموس وغيره أن المركوّ الحوض الكبير

وَقَالَ آخَرُ: ومِلْحُ الوَشِيقَةِ فِي الحَاوِيَهْ يَعْنِي اللَّبَنَ. وَجَمْعُ الحَوِيَّةِ حَوَايا وَهِيَ الأَمعاء، وَجَمْعُ الحَاوِياءِ حَوَاوٍ عَلَى فَوَاعِلَ، وَكَذَلِكَ جَمْعُ الحَاوِيَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَوَاوٍ لَا يَجُوزُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ لأَنه يَجِبُ قَلْبُ الْوَاوِ الَّتِي بَعْدَ أَلف الْجَمْعِ هَمْزَةً، لِكَوْنِ الأَلف قَدِ اكْتَنَفَهَا وَاوَانِ، وَعَلَى هَذَا قَالُوا فِي جَمْعِ شاوِيَة شَوَايا وَلَمْ يَقُولُوا شَوَاوٍ، وَالصَّحِيحُ أَن يُقَالَ فِي جَمْعِ حَاوِيَة وحَاوِياءَ حَوَايا، وَيَكُونُ وَزْنُهَا فَواعِلَ، وَمَنْ قَالَ فِي الْوَاحِدَةِ حَوِيَّة فَوَزْنُ حَوَايا فَعائِل كصَفِيّة وصَفايا، وَاللَّهُ أَعلم. اللَّيْثُ: الحِوَاءُ أَخْبِيَةٌ يُدَانَى بعضُها مِنْ بَعْضٍ، تَقُولُ: هُمْ أَهل حِوَاءٍ وَاحِدٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لمُجتمَعِ بُيُوتِ الحَيِّ مُحْتَوًى ومَحْوًى وحِوَاء، وَالْجَمْعُ أَحْوِيَةٌ ومَحاوٍ؛ وَقَالَ: ودَهْماء تستَوْفي الجَزُورَ كأَنَّها، ... بأَفْنِيَةِ المَحوَى، حِصانٌ مُقَيَّد ابْنُ سِيدَهْ: والحِوَاءُ والمُحَوَّى كِلَاهُمَا جَمَاعَةُ بُيُوتِ النَّاسِ إِذَا تَدَانَتْ، وَالْجَمْعُ الأَحْوِيَة، وَهِيَ مِنَ الوَبَر. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة: فوَأَلْنا إِلَى حِوَاءٍ ضَخْمٍ ، الحِوَاءُ: بُيُوتٌ مُجْتَمِعَةٌ مِنَ النَّاسِ عَلَى ماءٍ، ووَأَلْنا أَي لَجَأْنا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: ويُطلَبُ فِي الحِواء العظيمِ الكاتِبُ فَمَا يُوجَدُ. والتَّحْوِيَة: الانْقِباض؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عِبَارَةُ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَقِيلَ لِلْكَلْبَةِ مَا تَصْنَعِينَ معَ الليلةِ المَطِيرَة؟ فَقَالَتْ: أُحَوِّي نَفْسِي وأَجْعَلُ نفَسي عِندَ اسْتي. قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ التَّحَوِّيَ الانقباضُ، والتَّحْوِيَةُ القَبْض. والحَوِيَّةُ: طَائِرٌ صَغِيرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وتَحَوَّى أَي تَجَمَّع واستدارَ. يُقَالُ: تَحَوَّت الحَيَّة. والحَواةُ: الصوتُ كالخَوَاةِ، وَالْخَاءُ أَعلى. وحُوَيٌّ: اسمٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِبَعْضِ اللُّصُوصِ: تقولُ، وَقَدْ نَكَّبْتُها عَنْ بلادِها: ... أَتَفْعَلُ هَذَا يَا حُوَيُّ عَلَى عَمْدِ؟ وَفِي حَدِيثِ أنَس: شَفَاعَتِي لأَهلِ الكَبائِر مِنْ أُمَّتي حتى حَكَمٍ وحاءٍ ؛ هُمَا حَيَّانِ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ وَرَاءِ رمْل يَبْرينَ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَا مِنَ الحُوَّة، وَقَدْ حُذِفت لامُه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ حَوَى يَحْوي، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَقْصُورًا لَا مَمْدُودًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ، قَالَ: وَحَكَى صَاحِبُ الْعَيْنِ حَيَّيْتُ حَاءً، فَإِذَا كَانَ هَذَا فَهُوَ مِنْ بَابِ عَيَّيْتُ، قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي مِنْ صَاحِبِ الْعَيْنِ صَنْعَةٌ لَا عَرَبِيَّةٌ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى الأَلف أَنَّهَا وَاوٌ لأَن هَذِهِ الْحُرُوفَ وَإِنْ كَانَتْ صَوْتًا فِي مَوْضُوعَاتِهَا فَقَدْ لَحِقَتْ مَلْحَقَ الأَسماء وَصَارَتْ كمالٍ، وَإِبْدَالُ الأَلف مِنَ الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ إِبْدَالِهَا مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، وَإِذَا كَانَتِ الْعَيْنُ وَاوًا كَانَتِ الْهَمْزَةُ يَاءً لأَن بَابَ لوَيْتُ أَكثر مِنْ بَابِ قُوَّة، أَعني أَنه أَن تَكُونَ الْكَلِمَةُ مِنْ حُرُوفٍ مُخْتَلِفَةٍ أَوْلى مِنْ أَن تَكُونَ مِنْ حُرُوفٍ مُتَّفِقَةٍ، لأَن بَابَ ضَرَب أَكثر مِنْ بَابِ رَدَدْتُ، قَالَ: وَلَمْ أَقض أَنها هَمْزَةٌ لأَن حَا وَهَمْزَةً عَلَى النَّسَقِ مَعْدُومٌ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنْ معاذٍ الهَرَّاء أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ: هَذِهِ قَصِيدَةٌ حاوِيَّة أَي عَلَى الْحَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَائِيَّةٌ، فَهَذَا يُقَوِّي أَنَّ الأَلف الأَخيرة هَمْزَةٌ وَضْعية، وَقَدْ قدَّمنا عَدَمَ حَا وهمزةٍ عَلَى نَسَقٍ. وَحم، قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَا يُنْصَرون، قَالَ: وَالْمَعْنَى يَا مَنْصور اقْصِدْ بِهَذَا لَهُمْ أَوْ يَا اللَّهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ:

حم لَا يَنْصَرِفُ، جَعَلْتَهُ اسْمًا لِلسُّورَةِ أَو أَضَفْتَ إِلَيْهِ، لأَنهم أَنزلوه بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ أَعجمي نَحْوِ هَابِيلَ وَقَابِيلَ؛ وَأَنْشَدَ: وجَدْنا لَكُمِ، فِي آلِ حميمَ، آيَةً ... تأوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ، وَلَمْ يَجْعَلْ هُنَا حَا مَعَ مِيمٍ كَاسْمَيْنِ ضُمَّ أَحدهما إِلَى صَاحِبِهِ، إِذْ لَوْ جَعَلَهُمَا كَذَلِكَ لَمَدَّ حَا، فَقَالَ حاءْ مِيمَ ليصيرَ كحَضْرَمَوْتَ. وحَيْوَةُ: اسْمَ رَجُلٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهَا هَاهُنَا لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ ح ي و، وَإِنَّمَا هِيَ عِنْدِي مَقْلُوبَةٌ من ح وي، إِمَّا مَصْدَرُ حَوَيْتُ حَيَّةً مَقْلُوبٌ، وَإِمَّا مَقْلُوبٌ عَنِ الحَيَّة الَّتِي هِيَ الْهَامَّةُ فِيمَنْ جَعَلَ الحَيّة مِنْ ح وي، وَإِنَّمَا صَحَّتِ الْوَاوُ لِنَقْلِهَا إِلَى الْعَلَمِيَّةِ، وسَهَّل لَهُمْ ذَلِكَ القلبُ، إِذْ لَوْ أَعَلُّوا بَعْدَ الْقَلْبِ والقلبُ عِلَّةٌ لَتَوالَى إِعْلَالَانِ، وَقَدْ تَكُونُ فَيْعلة مِنْ حَوَى يَحْوي ثُمَّ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثُ يَاءَاتٍ، فَحُذِفَتِ الأَخيرة فَبَقِيَ حَيَّةٌ، ثُمَّ أُخرجت عَلَى الأَصل فَقِيلَ حَيْوَة. حيا: الحَيَاةُ: نَقِيضُ الْمَوْتِ، كُتِبَتْ فِي الْمُصْحَفِ بِالْوَاوِ لِيُعْلَمَ أَن الْوَاوَ بَعْدَ الْيَاءِ فِي حَدِّ الْجَمْعِ، وَقِيلَ: عَلَى تَفْخِيمِ الأَلف، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي عَنْ قُطْرُب: أَن أَهل الْيَمَنِ يَقُولُونَ الحَيَوْةُ، بِوَاوٍ قَبْلَهَا فَتْحَةٌ، فَهَذِهِ الْوَاوُ بَدَلٌ مِنَ أَلف حياةٍ وَلَيْسَتْ بِلَامِ الْفِعْلِ مِنْ حَيِوْتُ، أَلا تَرَى أَن لَامَ الْفِعْلِ يَاءٌ؟ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ أَهل الْيَمَنِ بِكُلِّ أَلف مُنْقَلِبَةٍ عَنْ وَاوٍ كَالصِّلْوَةِ وَالزِّكْوَةِ. حَيِيَ حَياةً «5». وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فَهُوَ حَيٌّ، وَلِلْجَمِيعِ حَيُّوا، بِالتَّشْدِيدِ، قَالَ: ولغة أُخرى حَيَّ وَلِلْجَمِيعِ حَيُوا، خَفِيفَةٌ. وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ: ويَحْيَا مَنْ حَيِيَ عَنْ بيِّنة ، وَغَيْرُهُمْ: مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: كتابتُها عَلَى الإِدغام بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ أَكثر قِرَاءَاتِ الْقُرَّاءِ، وقرأَ بَعْضُهُمْ: حَيِيَ عَنْ بَيِّنَةٍ، بِإِظْهَارِهَا؛ قَالَ: وَإِنَّمَا أَدغموا الْيَاءَ مَعَ الْيَاءِ، وَكَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يَفْعَلُوا لأَن الْيَاءَ الأَخيرة لَزِمَهَا النَّصْبُ فِي فِعْلٍ، فأُدغم لمَّا التَقى حَرْفَانِ مُتَحَرِّكَانِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَيَجُوزُ الإِدغام فِي الِاثْنَيْنِ لِلْحَرَكَةِ اللَّازِمَةِ لِلْيَاءِ الأَخيرة فَتَقُولُ حَيّا وحَيِيَا، وَيَنْبَغِي لِلْجَمْعِ أَن لَا يُدْغَم إِلَّا بِيَاءٍ لأَن يَاءَهَا يُصِيبُهَا الرَّفْعُ وَمَا قَبْلَهَا مَكْسُورٌ، فَيَنْبَغِي لَهَا أَن تُسَكَّنَ فَتَسْقُطَ بِوَاوِ الجِماعِ، وَرُبَّمَا أَظهرت الْعَرَبُ الإِدغام فِي الْجَمْعِ إرادةَ تأْليفِ الأَفَعال وأَن تَكُونَ كُلُّهَا مُشَدَّدَةً، فَقَالُوا فِي حَيِيتُ حَيُّوا، وَفِي عَيِيتُ عَيُّوا؛ قَالَ: وأَنشدني بَعْضُهُمْ: يَحِدْنَ بِنَا عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا ... أَخارِيسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وَبِالْكُتُبِ «6» . قَالَ: وأَجمعت الْعَرَبُ عَلَى إِدْغَامِ التَّحِيَّة لِحَرَكَةِ الْيَاءِ الأَخيرة، كَمَا اسْتَحَبُّوا إِدْغَامَ حَيَّ وعَيَّ لِلْحَرَكَةِ اللَّازِمَةِ فِيهَا، فأَما إِذَا سَكَنَتِ الْيَاءُ الأَخيرة فَلَا يَجُوزُ الإِدغام مِثْلُ يُحْيِي ويُعْيِي، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الإِدغام وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ، وأَنكر الْبَصْرِيُّونَ الإِدغام فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَلَمْ يَعْبإ الزَّجَّاجُ بِالْبَيْتِ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ الْفَرَّاءُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: وكأَنَّها، بينَ النِّسَاءِ، سَبِيكةٌ ... تَمْشِي بسُدّةِ بَيْتِها فتُعيِّي وأَحْياه اللهُ فَحَيِيَ وحَيَّ أَيضاً، والإِدغام أَكثر لأَن الْحَرَكَةَ لَازِمَةٌ، وَإِذَا لَمْ تَكُنِ الْحَرَكَةُ لَازِمَةً لَمْ تُدْغَمْ كَقَوْلِهِ: أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى.

_ (5). قوله [حيي حياة إلى قوله خفيفة] هكذا في الأصل والتهذيب (6). قوله [وبالكتب] كذا بالأَصل، والذي في التهذيب: وبالنسب

والمَحْيا: مَفْعَلٌ مِنَ الحَياة. وَتَقُولُ: مَحْيَايَ ومَماتي، وَالْجَمْعُ المَحايِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ، قَالَ: نرْزُقُه حَلالًا، وَقِيلَ: الحَيَاة الطَّيِّبَةُ الْجَنَّةُ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً هُوَ الرِّزْقُ الْحَلَالُ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ إِذَا صَارُوا إِلَى اللَّهِ جَزاهُم أَجرَهُم فِي الْآخِرَةِ بأَحسنِ مَا عَمِلُوا. والحَيُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: نقيضُ الْمَيِّتِ، وَالْجَمْعُ أَحْيَاء. والحَيُّ: كُلُّ مُتَكَلِّمٍ نَاطِقٍ. والحيُّ مِنَ النَّبَاتِ: مَا كَانَ طَرِيّاً يَهْتَزّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ الحَيُّ هُوَ الْمُسْلِمُ وَالْمَيِّتُ هُوَ الْكَافِرُ. قَالَ الزَّجَّاجُ: الأَحْيَاءُ الْمُؤْمِنُونَ والأَموات الْكَافِرُونَ، قَالَ: وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا ؛ أَي مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا وَكَانَ يَعْقِلُ مَا يُخاطب بِهِ، فَإِنَّ الْكَافِرَ كَالْمَيِّتِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ ؛ أَمواتٌ بإضْمار مَكْنِيٍّ أَي لَا تَقُولُوا هُمْ أَمواتٌ، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ أَن يُسَمُّوا مَنْ قُتِل فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَيِّتًا وأَمرهم بأَن يُسَمُّوهم شُهداء فَقَالَ: بَلْ أَحْياءٌ ؛ الْمَعْنَى: بَلْ هُمْ أَحياء عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فأَعْلَمنا أَن مَنْ قُتل فِي سَبِيلِهِ حَيٌّ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا بالُنا نَرى جُثّتَه غيرَ مُتَصَرِّفة؟ فَإِنَّ دليلَ ذَلِكَ مثلُ مَا يَرَاهُ الإِنسانُ فِي مَنَامِهِ وجُثّتُه غيرُ مُتَصَرِّفَةٍ عَلَى قَدْرِ مَا يُرى، وَاللَّهُ جَلَّ ثناؤُه قَدْ تَوَفَّى نَفْسَهُ فِي نَوْمِهِ فَقَالَ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها، ويَنْتَبِهُ النائمُ وَقَدْ رَأَى مَا اغْتَمَّ بِهِ فِي نَوْمِهِ فيُدْرِكُه الانْتِباهُ وَهُوَ فِي بَقِيَّةِ ذَلِكَ، فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن أَرْواحَ الشُّهداء جَائِزٌ أَن تُفارقَ أَجْسامَهم وَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَحْيَاء، فالأَمْرُ فِيمَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يُوجِبُ أَن يُقالَ لَهُ مَيِّتٌ، وَلَكِنْ يُقَالُ هُوَ شَهِيدٌ وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَيٌّ، وَقَدْ قِيلَ فِيهَا قَوْلٌ غَيْرُ هَذَا، قَالُوا: مَعْنَى أَموات أَي لَا تَقُولُوا هُمْ أَموات فِي دِينِهِمْ أَي قُولوا بَلْ هُمْ أَحياء فِي دِينِهِمْ، وَقَالَ أَصحاب هَذَا الْقَوْلِ دليلُنا قَوْلُهُ: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ؛ فجَعَلَ المُهْتَدِيَ حَيّاً وأَنه حِينَ كَانَ عَلَى الضَّلالة كَانَ مَيْتًا، وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّين وأَلْصَقُ بِالتَّفْسِيرِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ضُرِبَ ضَرْبةً لَيْسَ بِحايٍ مِنْهَا أَي لَيْسَ يَحْيا مِنْهَا، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لَيْسَ بحَيٍّ مِنْهَا إِلَّا أَن يُخْبِرَ أَنه لَيْسَ بحَيٍّ أَي هُوَ مَيِّتٌ، فَإِنْ أَردت أَنه لَا يَحْيا قُلْتَ لَيْسَ بحَايٍ، وَكَذَلِكَ أَخوات هَذَا كَقَوْلِكَ عُدْ فُلاناً فَإِنَّهُ مَرِيضٌ تُريد الحالَ، وَتَقُولُ: لَا تأْكل هَذَا الطعامَ فَإِنَّكَ مارِضٌ أَي أَنك تَمْرَضُ إِنْ أَكلته. وأَحْياهُ: جَعَله حَيّاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ؛ قَرَأَهُ بَعْضُهُمْ: عَلَى أَنْ يُحْيِي الْمَوْتَى، أَجْرى النصبَ مُجْرى الرَّفْعِ الَّذِي لَا تَلْزَمُ فِيهِ الْحَرَكَةُ، ومُجْرى الْجَزْمِ الَّذِي يَلْزَمُ فِيهِ الْحَذْفُ. أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ؛ أَي مَنْفَعة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَيْسَ لِفُلَانٍ حَيَاةٌ أَي لَيْسَ عِنْدَهُ نَفْع وَلَا خَيْر. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُخْبِراً عَنِ الْكُفَّارِ لَمْ يُؤمِنُوا بالبَعْثِ والنُّشُور: إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: اخْتُلِفَ فِيهِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هُوَ مُقَدَّم ومُؤَخَّرِ، وَمَعْنَاهُ نَحْيا ونَمُوتُ وَلَا نَحْيا بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: مَعْنَاهُ نَحْيَا وَنَمُوتُ وَلَا نَحْيَا أَبداً وتَحْيا أَوْلادُنا بعدَنا، فَجَعَلُوا حَيَاةَ أَولادهم

بَعْدَهُمْ كَحَيَاتِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا: وَتَمُوتُ أَولادُنا فَلَا نَحْيا وَلَا هُمْ. وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ قَالَ للأَنصار: المَحْيَا مَحْيَاكُمْ والمَماتُ مَمَاتُكُمْ ؛ المَحْيا: مَفْعَلٌ مِنَ الحَياة وَيَقَعُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثُمَّ أَحْيَيْتَنا ثُمَّ أَمَتَّنا بعدُ ثُمَّ بَعَثْتَنا بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ أَنَّ إحْدى الحَياتَين وإحْدى المَيْتَتَيْنِ أَن يَحْيا فِي الْقَبْرِ ثُمَّ يَمُوتَ، فَذَلِكَ أَدَلُّ عَلَى أَحْيَيْتَنا وأَمَتَّنا، والأَول أَكثر فِي التَّفْسِيرِ. واسْتَحْيَاه: أَبقاهُ حَيّاً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: استَحْيَاه استَبقاه وَلَمْ يَقْتُلْهُ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ* ؛ أَي يَسْتَبْقُونَهُنَّ، وَقَوْلُهُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً ؛ أَي لَا يسْتَبْقي. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ حَايَيْتُ النارَ بالنَّفْخِ كَقَوْلِكَ أَحْيَيْتُها؛ قَالَ الأَصمعي: أَنشد بعضُ الْعَرَبِ بيتَ ذِي الرُّمَّةِ: فقُلْتُ لَهُ: ارْفَعْها إليكَ وحَايِهَا ... برُوحِكَ، واقْتَتْه لَهَا قِيتَةً قَدْرا وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: حَيَّتِ النَّارُ تَحَيُّ حَيَاة، فَهِيَ حَيَّة، كَمَا تَقُولُ ماتَتْ، فَهِيَ مَيْتَةٌ؛ وَقَوْلُهُ: وَنَارٌ قُبَيْلَ الصُّبحِ بادَرْتُ قَدْحَها ... حَيَا النارِ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ أَراد حياةَ النارِ فَحَذَفَ الْهَاءَ؛ وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده: أَلا حَيَّ لِي مِنْ لَيْلَةِ القَبْرِ أَنَّه ... مآبٌ، ولَوْ كُلِّفْتُه، أَنَا آيبُهْ أَراد: أَلا أَحَدَ يُنْجِيني مِنْ لَيْلَةِ الْقَبْرِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ إِذَا ذَكَرَتْ مَيْتًا كُنَّا سَنَةَ كَذَا وَكَذَا بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وحَيُّ عمرٍو مَعَنا، يُرِيدُونَ وعمرٌو مَعَنا حيٌّ بِذَلِكَ الْمَكَانِ. وَيَقُولُونَ: أَتيت فُلَانًا وحَيُّ فلانٍ شاهدٌ وحَيُّ فلانَة شاهدةٌ؛ الْمَعْنَى فُلَانٌ وَفُلَانَةُ إذ ذَاكَ حَيٌّ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ فِي مِثْلِهِ: أَلا قَبَح الإِلَهُ بَني زِيادٍ، ... وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِ أَي قَبَحَ اللَّهُ بَني زِيَادٍ وأَباهُمْ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَتانا حَيُّ فُلانٍ أَي أَتانا فِي حَياتِهِ. وسَمِعتُ حَيَّ فُلَانٍ يَقُولُ كَذَا أَي سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حَيَاتِهِ. وَقَالَ الكِسائي: يُقَالُ لَا حَيَّ عَنْهُ أَي لَا مَنْعَ مِنْهُ؛ وأَنشد: ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيان فإنَّهُ ... أَبُو مَعْقِل، لَا حَيَّ عَنْهُ وَلَا حَدَدْ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَحُدُّ عَنْهُ شيءٌ، وَرَوَاهُ: فَإِنْ تَسْأَلُونِي بالبَيانِ فإنَّه ... أَبُو مَعْقِل، لَا حَيَّ عَنْهُ وَلَا حَدَدْ ابْنُ بَرِّيٍّ: وحَيُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه؛ وأَنشد أَبو الْحَسَنِ لأَبي الأَسود الدُّؤَلِيِّ: أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً ... عَلَيْنَا، بَعدَ حَيِّ أَبي المُغِيرَهْ أَي بَعْدَ أَبي المُغيرَة. وَيُقَالُ: قَالَهُ حَيُّ رِياح أَي رِياحٌ. وحَيِيَ الْقَوْمُ فِي أَنْفُسِهم وأَحْيَوْا فِي دَوابِّهِم وماشِيَتِهم. الْجَوْهَرِيُّ: أَحْيَا القومُ حَسُنت حالُ مواشِيهمْ، فَإِنْ أَردت أَنفُسَهم قُلْتَ حَيُوا. وأَرضٌ حَيَّة: مُخْصِبة كَمَا قَالُوا فِي الجَدْبِ مَيِّتَةٌ. وأَحْيَيْنا الأَرضَ: وَجَدْنَاهَا حيَّة النباتِ غَضَّة. وأَحْيَا القومُ أَي صَارُوا فِي الحَيا، وَهُوَ الخِصْب. وأَتَيْت الأَرضَ ف أَحْيَيتها أَي وَجَدْتُهَا خِصْبة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أُحْيِيَت الأَرض إِذَا اسْتُخْرِجَت. وَفِي

الْحَدِيثِ: مَنْ أَحْيا مَواتاً فَهو أَحقُّ بِهِ ؛ المَوَات: الأَرض الَّتِي لَمْ يَجْرِ عَلَيْهَا مِلْكُ أَحد، وإحْياؤُها مباشَرَتها بتأْثير شَيْءٍ فِيهَا مِنْ إِحَاطَةٍ أَو زَرْعٍ أَو عِمَارَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ تَشْبِيهًا بِإِحْيَاءِ الْمَيِّتِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرٍو: قِيلَ سلمانَ أَحْيُوا مَا بَيْنَ العِشاءَيْن أَي اشْغَلُوهُ بِالصَّلَاةِ وَالْعِبَادَةِ وَالذِّكْرِ وَلَا تعطِّلوه فَتَجْعَلُوهُ كَالْمَيِّتِ بعُطْلَته، وَقِيلَ: أَراد لَا تَنَامُوا فِيهِ خَوْفًا مِنْ فَوَاتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ لأَن النوم موت واليقطة حَيَاةٌ. وإحْياءُ اللَّيْلِ: السَّهَرُ فِيهِ بِالْعِبَادَةِ وَتَرْكِ النَّوْمِ، وَمَرْجِعُ الصِّفَةِ إِلَى صَاحِبِ اللَّيْلِ؛ وَهُوَ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ: فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً ... سُهُداً، إِذَا مَا نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ أَي نَامَ فِيهِ، وَيُرِيدُ بِالْعِشَاءَيْنِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فَغَلَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّة أَي صَافِيَةُ اللَّوْنِ لَمْ يَدْخُلْهَا التَّغْيِيرُ بدُنُوِّ المَغِيب، كَأَنَّهُ جَعَلَ مَغِيبَها لَها مَوْتاً وأَراد تَقْدِيمَ وَقْتِهَا. وطَريقٌ حَيٌّ: بَيِّنٌ، وَالْجَمْعُ أَحْياء؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: إِذَا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه وَيُرْوَى: أَحياناً عَرَضْنَ لَهُ. وحَيِيَ الطريقُ: استَبَان، يُقَالُ: إِذَا حَيِيَ لَكَ الطريقُ فخُذْ يَمْنَةً. وأَحْيَت النَّاقَةُ إِذَا حَيِيَ ولَدُها فَهِيَ مُحْيٍ ومُحْيِيَة لَا يَكَادُ يَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ. والحِيُّ، بِكَسْرِ الْحَاءِ: جمعُ الحَياةِ. وقال ابن سيده: الحِيُّ الحيَاةُ زَعَموا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ، ... وإذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُ وَكَذَلِكَ الْحَيَوَانُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ ؛ أَي دارُ الحياةِ الدَّائِمَةِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: كَسَرُوا أَوَّل حِيٍّ لِئَلَّا تَتَبَدَّلَ الْيَاءُ وَاوًا كَمَا قَالُوا بِيضٌ وعِينٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الحَياةُ والحَيَوان والحِيِّ مَصادِر، وَتَكُونُ الحَيَاة صِفَةً كالحِيُّ كالصَّمَيانِ لِلسَّرِيعِ. التَّهْذِيبِ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: إنَّ الرجلَ لَيُسْأَلُ عَنْ كلِّ شيءٍ حَتَّى عَنْ حَيَّةِ أَهْلِه ؛ قَالَ: مَعْنَاهُ عَنْ كلِّ شيءٍ حَيٍّ فِي مَنْزِلِهِ مثلِ الْهِرِّ وَغَيْرِهِ، فأَنَّث الحَيّ فَقَالَ حَيَّة، ونحوَ ذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ حَيَّة لأَنه ذَهَبَ إِلَى كُلِّ نَفْسٍ أَو دَابَّةٍ فأَنث لِذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الْعَرَبُ تَقُولُ كَيْفَ أَنت وَكَيْفَ حَيَّةُ أَهْلِكَ أَي كَيْفَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ حَيّاً؛ قَالَ مَالِكُ بن الحرث الْكَاهِلِيُّ: فَلَا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ، ... مِنَ الحَيَواتِ، لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ أَي كُلُّ مَا هُوَ حَيٌّ فَجَمْعُهُ حَيَوات، وتُجْمع الحَيَّةُ حَيَواتٍ. والحَيَوانُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حيٍّ، وَسَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْآخِرَةَ حَيَواناً فَقَالَ: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ ؛ قَالَ قَتَادَةُ: هِيَ الْحَيَاةُ. الأَزهري: الْمَعْنَى أَن مَنْ صَارَ إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ يَمُتْ وَدَامَ حَيًّا فِيهَا لَا يَمُوتُ، فَمَنْ أُدخل الْجَنَّةَ حَيِيَ فِيهَا حَيَاةً طَيِّبَةً، وَمَنْ دَخَلَ النَّارَ فَإِنَّهُ لَا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى * ، كَمَا قَالَ تَعَالَى. وكلُّ ذِي رُوح حَيَوان، وَالْجَمْعُ وَالْوَاحِدُ فِيهِ سَوَاءٌ. قَالَ: والحَيَوان عينٌ فِي الجَنَّة، وَقَالَ: الحَيَوان مَاءٌ فِي الْجَنَّةِ لَا يُصِيبُ شَيْئًا إلا حَيِيَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءُ الحَيَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، وَالْمَشْهُورُ: يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءُ الحَيَاةِ. ابْنُ سِيدَهْ: والحَيَوان أَيضاً جِنْسُ الحَيِّ، وأَصْلُهُ حَيَيانٌ فَقُلِبَتِ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لَامٌ وَاوًا، اسْتِكْرَاهًا لِتَوَالِي الْيَاءَيْنِ لِتَخْتَلِفَ الْحَرَكَاتُ؛ هَذَا مَذْهَبُ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ، وَذَهَبَ أَبو عُثْمَانَ

إِلَى أَن الْحَيَوَانَ غَيْرُ مُبْدَلِ الْوَاوِ، وأَن الْوَاوَ فِيهِ أَصل وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ فِعْلٌ، وَشَبَّهَ هَذَا بِقَوْلِهِمْ فَاظَ المَيّت يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وَإِنْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا مِنْ فَوْظٍ فِعْلًا، كَذَلِكَ الْحَيَوَانُ عِنْدَهُ مَصْدَرٌ لَمْ يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْلٌ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هَذَا غَيْرُ مَرْضِيٍّ مِنْ أَبي عُثْمَانَ مِنْ قِبَل أَنه لَا يَمْتَنِعُ أَن يَكُونَ فِي الْكَلَامِ مَصْدَرٌ عَيْنُهُ وَاوٌ وَفَاؤُهُ وَلَامُهُ صَحِيحَانِ مِثْلُ فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْل ومَوْت وأَشباه ذَلِكَ، فأَما أَن يُوجَدَ فِي الْكَلَامِ كَلِمَةٌ عَيْنُهَا يَاءٌ وَلَامُهَا وَاوٌ فَلَا، فحَمْلُه الحيوانَ عَلَى فَوْظٍ خطأٌ، لأَنه شَبَّهَ مَا لَا يُوجَدُ فِي الْكَلَامِ بِمَا هُوَ مَوْجُودٌ مُطَّرِدٌ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وكأَنهم اسْتَجَازُوا قَلْبَ الْيَاءِ وَاوًا لِغَيْرِ عِلَّةٍ، وَإِنْ كَانَتِ الْوَاوُ أَثقل مِنَ الْيَاءِ، لِيَكُونَ ذَلِكَ عِوَضًا لِلْوَاوِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ وَغَلَبَتِهَا عَلَيْهَا. وحَيْوَة، بِسُكُونِ الْيَاءِ: اسمُ رجلٍ، قُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا فِيهِ لضَرْبٍ مِنَ التوَسُّع وَكَرَاهَةً لِتَضْعِيفِ الْيَاءِ، وَإِذَا كَانُوا قَدْ كَرِهُوا تَضْعِيفَ الْيَاءِ مَعَ الْفَصْلِ حَتَّى دَعَاهُمْ ذَلِكَ إِلَى التَّغْيِيرِ فِي حاحَيْت وهَاهَيْتُ، كَانَ إِبْدَالُ اللَّامِ فِي حَيْوةٍ لِيَخْتَلِفَ الْحَرْفَانِ أَحْرَى، وَانْضَافَ إِلَى ذَلِكَ أنَّه عَلَم، والأَعلام قَدْ يَعْرِضُ فِيهَا مَا لَا يُوجَدُ فِي غَيْرِهَا نَحْوُ مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَيْوَة اسْمُ رَجُلٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يُدْغَمْ كَمَا أُدغم هَيِّنٌ ومَيّت لأَنه اسْمٌ مَوْضُوعٌ لَا عَلَى وَجْهِ الْفِعْلِ. وحَيَوانٌ: اسْمٌ، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي حَيْوَةَ. والمُحَايَاةُ: الغِذاء لِلصَّبِيِّ بِمَا بِهِ حَيَاته، وَفِي الْمُحْكَمِ: المُحَايَاةُ الغِذاء للصبيِّ لأَنّ حَياته بِهِ. والحَيُّ: الْوَاحِدُ مِنْ أَحْيَاءِ العَربِ. والحَيُّ: البطن من بطون العرب؛ وَقَوْلُهُ: وحَيَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَرى فَلَيْسَ الحَيُّ هُنَا البطنَ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ كَمَا ظَنَّهُ قَوْمٌ، وَإِنَّمَا أَراد الشَّخْصَ الْحَيَّ المسمَّى بَكْرًا أَي بَكْرًا طَعَنَّا، وَهُوَ مَا تَقَدَّمَ، فحَيٌّ هُنَا مُذَكَّرُ حَيَّةٍ حَتَّى كأَنه قَالَ: وشخصَ بكرٍ الحَيَّ طَعَنَّا، فَهَذَا مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمُسَمَّى إِلَى نَفْسِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر: أَدْرَكْتَ حَيَّ أَبي حَفْصٍ وَشِيمَتَهُ، ... وقَبْلَ ذاكَ، وعَيْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا وَقَوْلُهُمْ: إِنَّ حَيَّ لَيْلَى لَشَاعِرَةٌ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، يُريدون لَيْلَى، وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ. الأَزهري: الحَيُّ مِنْ أَحْيَاء العَرب يَقَعُ عَلَى بَني أَبٍ كَثُروا أَم قَلُّوا، وَعَلَى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: قَاتَل اللهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً، ... مَا لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ وَقَوْلُهُ: فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَيَّيْنِ لَحْماً، ... وتُلْقي للإِماء مِنَ الوَزِيمِ يَعْنِي بالحَيَّينِ حَيَّ الرجلِ وحَيَّ المرأَة، والوَزِيمُ العَضَلُ. والحَيَا، مَقْصُورٌ: الخِصْبُ، وَالْجَمْعُ أَحْيَاء. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الحَيَا، مقصورٌ، المَطَر وَإِذَا ثَنَّيْتَ قُلْتَ حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الْحَرَكَةَ غَيْرُ لَازِمَةٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ مرَّةً: حَيَّاهم اللَّهُ بِحَياً، مَقْصُورٌ، أَي أَغاثهم، وَقَدْ جَاءَ الحَيَا الَّذِي هُوَ الْمَطَرُ وَالْخِصْبُ مَمْدُودًا. وحَيَا الربيعِ: مَا تَحْيا بِهِ الأَرض مِنَ الغَيْث. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: اللَّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً ؛ الحَيَا، مَقْصُورٌ: المَطَر لإِحْيائه الأَرضَ، وَقِيلَ: الخِصْبُ وَمَا تَحْيا بِهِ الأَرضُ وَالنَّاسُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا آكلُ السَّمِينَ حَتَّى يَحْيا الناسُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَحْيَوْنَ أَي حَتَّى يُمْطَروا

ويُخْصِبُوا فَإِنَّ المَطَر سَبَبُ الخِصْب، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الْحَيَاةِ لأَن الْخِصْبَ سَبَبُ الْحَيَاةِ. وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنه قَالَ: كَانَ عليٌّ أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ يُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ والأَسَدَ الخادِرَ والفُراتَ الزَّاخِرَ والرَّبيعَ الباكِرَ، أَشْبَهَ مِنَ القَمر ضَوْءَهُ وبَهاءَهُ ومِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ ومَضاءَهُ وَمِنَ الفُراتِ جُودَه وسَخاءَهُ وَمِنَ الرَّبيعِ خِصْبَه وحَياءَه. أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ أَحْيَا القومُ إِذَا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حَتَّى سَمِنَتْ، وَإِنْ أَرادوا أَنفُسَهم قَالُوا حَيُوا بعدَ الهُزال. وأَحْيا اللَّهُ الأَرضَ: أَخرج فِيهَا النَّبَاتَ، وَقِيلَ: إِنَّمَا أَحْياها مِنَ الحَياة كأَنها كَانَتْ مَيْتَةً بالمحْل فأَحْياها بِالْغَيْثِ. والتَّحِيَّة: السَّلَامُ، وَقَدْ حَيَّاهُ تحِيَّةً، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: حَيَّاك اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن. والتَّحِيَّة: البقاءُ. والتَّحِيَّة: المُلْك؛ وَقَوْلُ زُهَيْر بْنُ جَنابٍ الكَلْبي: ولَكُلُّ مَا نَال الْفَتَى ... قَدْ نِلْتُه إِلَّا التَّحِيَّهْ قِيلَ: أَراد المُلْك، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَراد البَقاءَ لأَنه كَانَ مَلِكاً فِي قَوْمِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زهيرٌ هَذَا هُوَ سَيِّدُ كَلْبٍ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الْغَارَاتِ وعُمِّرَ عُمْراً طَوِيلًا، وَهُوَ الْقَائِلُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: أبَنِيَّ، إنْ أَهْلِكْ فإنِّي ... قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنِيَّهْ وتَرَكْتُكُمْ أَولادَ ساداتٍ، ... زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ ولَكُلُّ مَا نالَ الفَتى ... قَدْ نِلْتُه، إِلَّا التَّحِيَّهْ قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ بالتَّحِيَّة هُنَا إِنَّمَا هِيَ بِمَعْنَى الْبَقَاءِ لَا بِمَعْنَى الْمُلْكِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: تَحِيَّة تَفْعِلَة، وَالْهَاءُ لَازِمَةٌ، وَالْمُضَاعَفُ مِنَ الْيَاءِ قَلِيلٌ لأَن الْيَاءَ قَدْ تَثْقُلُ وَحْدَهَا لَامًا، فَإِذَا كَانَ قَبْلَهَا ياءٌ كَانَ أَثقل لَهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والتَّحِيَّةُ فِي غَيْرِ هَذَا السلامُ. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِمْ فِي الْحَدِيثِ التَّحِيَّات لِلَّهِ ، قَالَ: مَعْنَاهُ البَقاءُ لِلَّهِ، وَيُقَالُ: المُلْك لِلَّهِ، وَقِيلَ: أَراد بِهَا السَّلَامَ. يُقَالُ: حَيَّاك اللَّهُ أَي سلَّم عَلَيْكَ. والتَّحِيَّة: تَفْعِلَةٌ مِنَ الْحَيَاةِ، وَإِنَّمَا أُدغمت لِاجْتِمَاعِ الأَمثال، وَالْهَاءُ لَازِمَةٌ لَهَا وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ. وَقَوْلُهُمْ: حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ اعتَمَدَكَ بالمُلْك، وَقِيلَ: أَضْحَكَكَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَيَّاكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ. وحَيَّاك اللَّهُ أَي مَلَّكك اللَّهُ. وحَيَّاك اللَّهُ أَي سلَّم عَلَيْكَ؛ قَالَ: وَقَوْلُنَا فِي التَّشَهُّدِ التَّحِيَّات لِلَّهِ يُنْوَى بِهَا البَقاءُ لِلَّهِ والسلامُ مِنَ الآفاتِ والمُلْكُ لِلَّهِ ونحوُ ذَلِكَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّحِيَّة المُلك؛ وأَنشد قَوْلَ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: أَسيرُ بِهِ إِلَى النُّعْمانِ، حتَّى ... أُنِيخَ عَلَى تَحِيَّتِهِ بجُنْدي يَعْنِي عَلَى مُلْكِه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى أَسِيرُ بِهَا، وَيُرْوَى: أَؤُمُّ بِهَا؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: وَكُلِّ مُفاضَةٍ بَيْضاءَ زَغْفٍ، ... وَكُلِّ مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: لَوْ كَانَتِ التَحِيَّة المُلْكَ لَمَا قِيلَ التَّحِيَّات لِلَّهِ، وَالْمَعْنَى السَّلَامَاتُ مِنَ الْآفَاتِ كُلِّهَا، وجَمَعها لأَنه أَراد السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: إِنَّمَا قِيلَ التَّحِيَّات لِلَّهِ لَا عَلَى الجَمْع لأَنه كَانَ فِي الأَرض مُلُوكٌ يُحَيَّوْنَ بتَحِيّات مُخْتَلِفَةٍ، يقال لبعضهم: أَبَيْتَ اللَّعْنَ، وَلِبَعْضِهِمْ: اسْلَمْ وانْعَمْ وعِشْ أَلْفَ سَنَةٍ، وَلِبَعْضِهِمْ: انْعِمْ صَباحاً، فَقِيلَ لَنَا: قُولوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ أَي الأَلفاظُ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْمُلْكِ وَالْبَقَاءِ وَيُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُلْكِ فَهِيَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه يَقُولُ: التَّحِيَّةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِذَا تَلاقَوْا، قَالَ: وتَحِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي جَعَلَهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لِمُؤْمِنِي عِبَادِهِ إِذَا تَلاقَوْا ودَعا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ بأَجْمَع الدُّعَاءِ أَن يَقُولُوا السلامُ عَلَيْكُمْ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُه. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ . وَقَالَ فِي تحيَّة الدُّنْيَا: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: قَدْ نِلْتُهُ إِلَّا التحيَّة يُرِيدُ: إِلَّا السَّلَامَةَ مِنَ المَنِيَّة وَالْآفَاتِ فَإِنَّ أَحداً لَا يَسْلَمُ مِنَ الْمَوْتِ عَلَى طُولِ الْبَقَاءِ، فَجَعَلَ مَعْنَى التَّحِيَّات لِلَّهِ أَي السَّلَامُ لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْآفَاتِ الَّتِي تَلْحَقُ الْعِبَادَ مِنَ الْعَنَاءِ وَسَائِرِ أَسباب الْفَنَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ حَسَنٌ وَدَلَائِلُهُ وَاضِحَةٌ، غَيْرَ أَن التَّحِيَّة وَإِنْ كَانَتْ فِي الأَصل سَلَامًا، كَمَا قَالَ خَالِدٌ، فَجَائِزٌ أَن يُسَمَّى المُلك فِي الدُّنْيَا تَحِيَّةً كَمَا قَالَ الْفَرَّاءُ وأَبُو عَمْرٍو، لأَن المَلِكَ يُحَيَّا بتَحِيَّةِ المُلْكِ الْمَعْرُوفَةِ لِلْمُلُوكِ الَّتِي يُبَايِنُونَ فِيهَا غَيْرَهُمْ، وَكَانَتْ تحيَّةُ مُلُوك العَجَم نَحْوًا مِنْ تحيَّة مُلوك العَرَب، كَانَ يُقَالُ لِمَلِكهم: زِهْ هَزَارْ سَالْ؛ الْمَعْنَى: عِشْ سَالِمًا أَلْفَ عَامٍ، وَجَائِزٌ أَن يُقَالَ لِلْبَقَاءِ تَحِيَّة لأَنَّ مَنْ سَلِمَ مِنَ الْآفَاتِ فَهُوَ باقٍ، وَالْبَاقِي فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذَا لأَنه لَا يَمُوتُ أَبداً، فَمَعْنَى؛ حَيّاك اللَّهُ أَي أَبقاك اللَّهُ، صحيحٌ، مِنَ الْحَيَاةِ، وَهُوَ الْبَقَاءُ. يُقَالُ: أَحْيَاه اللَّهُ وحَيّاه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الشَّيْءَ بِاسْمِ غَيْرِهِ إِذَا كَانَ مَعَهُ أَو مِنْ سَبَبِهِ. وَسُئِلَ سَلَمة بنُ عاصمٍ عَنْ حَيّاك اللَّهُ فَقَالَ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ أَحْيَاك اللَّهُ أَي أَبقاك اللَّهُ مِثْلُ كرَّم وأَكرم، قَالَ: وَسُئِلَ أَبو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ عَنْ حَيَّاك اللَّهُ فَقَالَ عَمَّرك اللَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الْمَلَائِكَةَ قَالَتْ لِآدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَيَّاك اللَّهُ وبَيَّاك ؛ مَعْنَى حَيَّاك اللهُ أَبقاك مِنَ الْحَيَاةِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنِ اسْتِقْبَالِ المُحَيّا، وَهُوَ الوَجْه، وَقِيلَ: ملَّكك وفَرَّحك، وَقِيلَ: سلَّم عَليك، وَهُوَ مِنَ التَّحِيَّة السَّلَامُ، وَالرَّجُلُ مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَة، وَكُلُّ اسْمٍ اجْتَمَعَ فِيهِ ثَلَاثُ ياءَات فيُنْظَر، فَإِنْ كَانَ غَيْرَ مبنيٍّ عَلَى فِعْلٍ حُذِفَتْ مِنْهُ اللَّامُ نَحْوَ عُطَيٍّ فِي تَصْغِيرِ عَطاءٍ وَفِي تَصْغِيرِ أَحْوَى أُحَيٍّ، وَإِنْ كَانَ مَبْنِيًّا عَلَى فِعْلٍ ثَبَتَتْ نَحْوَ مُحَيِّي مِنْ حَيَّا يُحَيِّي. وحَيَّا الخَمْسين: دَنَا مِنْهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمُحَيّا: جَمَاعَةُ الوَجْهِ، وَقِيلَ: حُرُّهُ، وَهُوَ مِنَ الفرَس حَيْثُ انفرَقَ تحتَ الناصِية فِي أَعلى الجَبْهةِ وَهُنَاكَ دائرةُ المُحَيَّا. والحياءُ: التوبَة والحِشْمَة، وَقَدْ حَيِيَ مِنْهُ حَيَاءً واستَحْيَا واسْتَحَى، حَذَفُوا الْيَاءَ الأَخيرة كَرَاهِيَةَ الْتِقَاءِ الياءَينِ، والأَخيرتان تَتَعَدَّيانِ بِحَرْفٍ وَبِغَيْرِ حَرْفٍ، يَقُولُونَ: استَحْيَا مِنْكَ واستَحْياكَ، واسْتَحَى مِنْكَ واسْتَحَاك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الحَيَاء بِمَعْنَى الِاسْتِحْيَاءِ قَوْلُ جَرِيرٍ: لَوْلَا الحَياءُ لَعَادني اسْتِعْبارُ، ... ولَزُرْتُ قَبرَكِ، والحبيبُ يُزارُ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الحَياءُ شُعْبةٌ مِنَ الإِيمان ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: كَيْفَ جعَل الحياءَ وَهُوَ غَرِيزةٌ شُعْبةً مِنَ الإِيمان وَهُوَ اكْتِسَابٌ؟ وَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ: أَن المُسْتَحي يَنْقَطِعُ بالحَياء عَنِ الْمَعَاصِي، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ تَقِيَّة، فَصَارَ كالإِيمان الَّذِي يَقْطَعُ عَنْهَا ويَحُولُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَبَيْنَهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَإِنَّمَا جُعِلَ الحَيَاء بَعْضَ الإِيمان لأَن الإِيمان يَنْقَسِمُ إِلَى ائْتِمَارٍ بِمَا أَمر اللَّهُ بِهِ وَانْتِهَاءٍ عمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا حَصَلَ الِانْتِهَاءُ بِالْحَيَاءِ كَانَ بعضَ الإِيمان؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَع مَا شئتَ ؛ الْمُرَادُ أَنه

إِذَا لَمْ يَسْتَحِ صَنَعَ مَا شَاءَ، لأَنه لَا يَكُونُ لَهُ حياءٌ يحْجزُه عَنِ الْمَعَاصِي وَالْفَوَاحِشِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَهُ تأْويلان: أَحدهما ظَاهِرٌ وَهُوَ الْمَشْهُورُ إِذَا لَمْ تَسْتَح مِنَ العَيْب وَلَمْ تَخْشَ العارَ بِمَا تَفْعَلُهُ فَافْعَلْ مَا تُحَدِّثُك بِهِ نفسُك مِنْ أَغراضها حسَناً كَانَ أَو قَبِيحًا، ولفظُه أَمرٌ وَمَعْنَاهُ تَوْبِيخٌ وَتَهْدِيدٌ، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بأَنَّ الَّذِي يردَع الإِنسانَ عَنْ مُواقَعة السُّوء هُوَ الحَياءُ، فَإِذَا انْخَلَعَ مِنْهُ كَانَ كالمأْمور بِارْتِكَابِ كُلِّ ضَلَالَةٍ وَتَعَاطِي كُلِّ سَيِّئَةٍ، وَالثَّانِي أَن يُحْمَلَ الأَمر عَلَى بَابِهِ، يَقُولُ: إِذَا كُنْتَ فِي فِعْلِكَ آمِنًا أَن تَسْتَحيَ مِنْهُ لجَريك فِيهِ عَلَى سَنَن الصَّوَابِ وَلَيْسَ مِنَ الأَفعال الَّتِي يُسْتَحَى مِنْهَا فَاصْنَعْ مِنْهَا مَا شِئْتَ. ابْنُ سِيدَهْ: قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنَّ مِمَّا أَدرَك الناسُ مِنْ كَلَامِ النبوَّة إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَعْ مَا شِئْتَ «7». أَي مَنْ لَمْ يَسْتَحِ صَنَعَ مَا شَاءَ عَلَى جِهَةِ الذمِّ لتَرْكِ الحَياء، وَلَيْسَ يأْمره بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ أَمرٌ بِمَعْنَى الخَبَر، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنه يأْمُرُ بالحَياء ويَحُثُّ عَلَيْهِ ويَعِيبُ تَرْكَه. وَرَجُلٌ حَيِيٌّ، ذُو حَياءٍ، بِوَزْنِ فَعِيلٍ، والأُنثى بِالْهَاءِ، وامرأَة حَيِيَّة، واسْتَحْيَا الرَّجُلُ واسْتَحْيَت المرأَة؛ وَقَوْلُهُ: وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى لَهُ ... عليَّ مِنَ الحَقِّ، الَّذِي لَا يَرَى لِيَا مَعْنَاهُ: آنَفُ مِنْ ذَلِكَ. الأَزهري: لِلْعَرَبِ فِي هَذَا الْحَرْفِ لُغَتَانِ: يُقَالُ اسْتَحَى الرَّجُلُ يَسْتَحِي، بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ، واسْتَحْيَا فُلَانٌ يَسْتَحْيِي، بياءَين، وَالْقُرْآنُ نَزَلَ بِهَذِهِ اللُّغَةِ الثَّانِيَةِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا . وحَيِيتُ مِنْهُ أَحْيا: استَحْيَيْت. وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: حَيُوا كَمَا تَقُولُ خَشُوا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: ذَهَبَتِ الْيَاءُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَن الْوَاوَ سَاكِنَةٌ وَحَرَكَةَ الْيَاءِ قَدْ زَالَتْ كَمَا زَالَتْ فِي ضَرَبُوا إِلَى الضَّمِّ، وَلَمْ تُحَرَّكِ الْيَاءُ بِالضَّمِّ لِثِقَلِهِ عَلَيْهَا فَحُذِفَتْ وضُمَّت الْيَاءُ الْبَاقِيَةُ لأَجل الْوَاوِ؛ قَالَ أَبو حُزابة الوليدُ بْنُ حَنيفة: وَكُنَّا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بعد ما ماتُوا، مِنَ الدهْرِ، أَعْصُرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَيِيتُ مِنْ بَنَاتِ الثَّلَاثَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَيُّوا، بِالتَّشْدِيدِ، تَرَكَهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ للإِدغام؛ قَالَ عبيدُ بنُ الأَبْرص: عَيُّوا بأَمرِهِمُو، كَمَا ... عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحَمامَهْ وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتَحْياه واسْتَحْيا مِنْهُ بِمَعْنًى مِنَ الْحَيَاءِ، وَيُقَالُ: اسْتَحَيْتُ، بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ، وأَصله اسْتَحْيَيْتُ فأَعَلُّوا الْيَاءَ الأُولى وأَلقَوا حَرَكتها عَلَى الْحَاءِ فَقَالُوا اسْتَحَيْتُ، كَمَا قَالُوا اسْتنعت اسْتِثْقَالًا لَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهَا الزوائدُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: حُذِفَتِ الْيَاءُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَن الْيَاءَ الأُولى تُقْلَبُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا، قَالَ: وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ حَيْثُ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ. وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: لَمْ تُحْذَفْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَنها لَوْ حُذِفَتْ لِذَلِكَ لَرَدُّوهَا إِذَا قَالُوا هُوَ يَسْتَحِي، وَلَقَالُوا يَسْتَحْيي كَمَا قَالُوا يَسْتَنِيعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ أَبي عُثْمَانَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ سِيبَوَيْهِ، وَالَّذِي حَكَاهُ عَنْ سِيبَوَيْهِ لَيْسَ هُوَ قَوْلَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ الْخَلِيلِ لأَن الْخَلِيلَ يَرَى أَن اسْتَحَيْت أَصله اسْتَحْيَيْت، فأُعل إِعْلَالَ اسْتَنَعْت، وأَصله اسْتَنْيَعْتُ، وَذَلِكَ بأَن تُنْقَلَ حَرَكَةُ الْفَاءِ عَلَى مَا قَبْلَهَا وَتُقْلَبَ أَلفاً ثُمَّ تُحْذَفَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَيَرَى أَنها حُذِفَتْ تَخْفِيفًا لِاجْتِمَاعِ الْيَاءَيْنِ لَا لإِعلال مُوجِبٍ لِحَذْفِهَا، كَمَا حَذَفْتَ السينَ مِنْ أَحْسَسْت حِينَ قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حَرَكَتِهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا

_ (7). قوله [مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لم تستح إلخ] هكذا في الأصل

تَخْفِيفًا. وَقَالَ الأَخفش: اسْتَحَى بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ لُغَةُ تَمِيمٍ، وَبِيَاءَيْنِ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ، وَهُوَ الأَصل، لأَن مَا كَانَ موضعُ لَامِهِ مُعْتَلًّا لَمْ يُعِلُّوا عَيْنَهُ، أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ وَيَقُولُونَ قُلْتُ وبِعْتُ فيُعِلُّون الْعَيْنَ لَمَّا لَمْ تَعْتَلَّ اللامُ، وَإِنَّمَا حَذَفُوا الْيَاءَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ كَمَا قَالُوا لَا أَدْرِ فِي لَا أدْرِي. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَحْيَى مِنَ الهَدِيِّ، وأَحْيَى مِنْ كَعابٍ، وأَحْيَى مِنْ مُخَدَّرة وَمِنْ مُخَبَّأَةٍ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الحَياء، مَمْدُودٌ. وأَما قَوْلُهُمْ أَحْيَى مِنْ ضَبّ، فَمِنَ الحياةِ. وَفِي حَدِيثِ البُراقِ: فدنَوْتُ مِنْهُ لأَرْكَبَه فأَنْكَرَني ف تَحَيَّا مِنِّي أَي انْقَبَض وانْزَوى، وَلَا يَخْلُو أَن يَكُونَ مأْخوداً مِنَ الْحَيَاءِ عَلَى طَرِيقِ التَّمْثِيلِ، لأَن مِنْ شَأْنِ الحَيِيِّ أَن يَنْقَبِضَ، أَو يَكُونَ أَصله تَحَوّى أَي تَجَمَّع فَقُلِبَتْ وَاوُهُ يَاءً، أَو يَكُونَ تَفَيْعَلَ مِنَ الحَيِّ وَهُوَ الْجَمْعُ، كتَحَيَّز مِنَ الحَوْز. وأَما قَوْلُهُ: وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ ، فَمَعْنَاهُ يَسْتَفْعِلُ مِنَ الحَياة أَي يتركهنَّ أَحياء وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا لُغَةٌ وَاحِدَةٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ حَيِيتُ مَنْ فِعْلِ كَذَا وَكَذَا أَحْيَا حَياءً أَي اسْتَحْيَيْتُ؛ وأَنشد: أَلا تَحْيَوْنَ مِنْ تَكْثير قَوْمٍ ... لعَلَّاتٍ، وأُمُّكُمو رَقُوبُ؟ مَعْنَاهُ أَلا تَسْتَحْيُونَ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: اقْتُلُوا شُيُوخ الْمُشْرِكِينَ واسْتَحْيُوا شَرْخَهم أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم وَلَا تَقْتُلُوهُمْ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ ؛ أَي يسْتَبْقيهن لِلْخِدْمَةِ فَلَا يَقْتُلُهُنَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الحَياء، مَمْدُودٌ، الِاسْتِحْيَاءُ. والحَياء أَيضاً: رَحِمُ النَّاقَةِ، وَالْجَمْعُ أَحْيِيةٌ؛ عَنِ الأَصمعي. اللَّيْثُ: حَيا النَّاقَةِ يُقْصَرُ وَيُمَدُّ لُغَتَانِ. الأَزهري: حَياءُ النَّاقَةِ وَالشَّاةِ وَغَيْرِهِمَا مَمْدُودٌ إِلَّا أَن يَقْصُرَهُ شَاعِرٌ ضَرُورَةً، وَمَا جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ إِلَّا مَمْدُودًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حَياءً بِاسْمِ الحَياء مِنَ الاسْتحياء لأَنه يُسْتَر مِنَ الْآدَمِيِّ ويُكْنى عَنْهُ مِنَ الْحَيَوَانِ، ويُسْتَفحش التصريحُ بِذِكْرِهِ وَاسْمِهِ الْمَوْضُوعِ لَهُ ويُسْتَحى مِنْ ذَلِكَ ويُكْنى عَنْهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يَجُوزُ قَصْر الحَياء ومَدُّه، وَهُوَ غَلَطٌ لَا يَجُوزُ قَصْرُهُ لِغَيْرِ الشَّاعِرِ لأَن أَصله الحَياءُ مِنَ الِاسْتِحْيَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَرِهَ مِنَ الشاةِ سَبْعاً: الدَّمَ وَالْمَرَارَةَ والحَياءَ والعُقْدَةَ والذَّكَر والأُنْثَيين والمَثانَة ؛ الحَيَاءُ، مَمْدُودٌ: الْفَرْجُ مِنْ ذَوَاتِ الخُفِّ والظِّلْف، وَجَمْعُهَا أَحْيِيَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الحَياء لِرَحِمِ النَّاقَةِ مَقْصُورًا فِي شِعْرِ أَبي النَّجْم، وَهُوَ قَوْلُهُ: جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْياها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَيِيَ: وَسَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَعْيِياءُ وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّنُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ أَحْيِيَة جَمْعُ حَياءٍ لِفَرْجِ النَّاقَةِ، وَذَكَرَ أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُدْغِمُهُ فَيَقُولُ أَحِيَّة، قَالَ: وَالَّذِي رأَيناه فِي الصِّحَاحِ سَمِعْنَا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَعْيِياءُ وأَعْيِيَةٌ فَيُبَيِّنُ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الشَّاةَ وَالْبَقَرَةَ وَالظَّبْيَةَ، وَالْجَمْعُ أَحْيَاءٌ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، وأَحْيِيَةٌ وأَحِيَّةٌ وحَيٌّ وحِيٌّ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: ظَهَرَتِ الْيَاءُ فِي أَحْيِيَة لِظُهُورِهَا فِي حَيِيَ، والإِدْغامُ أَحسنُ لأَن الْحَرَكَةَ لَازِمَةٌ، فَإِنْ أَظهرت فأحْسَنُ ذَلِكَ أَن تُخْفي كَرَاهِيَةَ تَلاقي الْمِثْلَيْنِ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ بِزِنَتِهَا مُتَحَرِّكَةٌ، وَحَمَلَ ابْنُ جِنِّي أَحْياءً عَلَى أَنه جَمْعُ حَياءٍ مَمْدُودًا؛ قَالَ: كَسَّرُوا فَعالًا عَلَى أَفعال حَتَّى كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَسَّرُوا فَعَلًا. الأَزهري: والحَيُّ فَرْجُ المرأَة. وَرَأَى أَعرابي جِهَازَ عَرُوسٍ فَقَالَ: هَذَا سَعَفُ الحَيِّ أَي جِهازُ فَرْجِ المرأَة.

والحَيَّةُ: الحَنَشُ الْمَعْرُوفُ، اشْتِقَاقُهُ مِنَ الحَياة فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي الإِضافة إِلَى حَيَّةَ بْنِ بَهْدَلة حَيَوِيٌّ، فَلَوْ كَانَ مِنَ الْوَاوِ لَكَانَ حَوَوِيّ كَقَوْلِكَ فِي الإِضافة إِلَى لَيَّة لَوَوِيٌّ. قَالَ بَعْضُهُمْ: فَإِنْ قُلْتَ فهلَّا كَانَتِ الحَيَّةُ مِمَّا عَيْنُهُ وَاوٌ اسْتِدْلَالًا بِقَوْلِهِمْ رَجُلٌ حَوَّاء لِظُهُورِ الْوَاوِ عَيْنًا فِي حَوَّاء؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ أَبا عَلِيٍّ ذَهَبَ إِلَى أَن حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولأْآلٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، فِي قَوْلِ أَبِي عُثْمَانَ، وَإِنَّ هَذِهِ الأَلفاظ اقْتَرَبَتْ أُصولها وَاتَّفَقَتْ مَعَانِيهَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ لَفْظُهُ غَيْرُ لَفْظِ صَاحِبِهِ فَكَذَلِكَ حَيَّةٌ مِمَّا عَيْنُهُ وَلَامُهُ ياءَان، وحَوَّاء مِمَّا عَيْنُهُ وَاوٌ وَلَامُهُ يَاءٌ، كَمَا أَن لُؤلُؤاً رُباعِيٌّ ولأْآل ثُلَاثِيٌّ، لَفْظَاهُمَا مُقْتَرِبَانِ وَمَعْنَيَاهُمَا مُتَّفِقَانِ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ جُبْتُ جَيْبَ القَميص، وَإِنَّمَا جَعَلُوا حَوَّاء مِمَّا عَيْنُهُ وَاوٌ وَلَامُهُ يَاءٌ، وَإِنْ كَانَ يُمْكِنُ لَفْظُهُ أَن يَكُونَ مِمَّا عَيْنُهُ وَلَامُهُ وَاوَانِ مِنْ قِبَل أَن هَذَا هُوَ الأَكثر فِي كَلَامِهِمْ، وَلَمْ يأْت الْفَاءُ وَالْعَيْنُ وَاللَّامُ ياءَات إلَّا فِي قَوْلِهِمْ يَيَّيْتُ يَاءً حَسَنة، عَلَى أَن فِيهِ ضَعْفاً مِنْ طَرِيقِ الرِّوَايَةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ التّحَوِّي لانْطوائها، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَيَّة تَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى، وَإِنَّمَا دَخَلَتْهُ الْيَاءُ لأَنه وَاحِدٌ مِنْ جِنْسٍ مِثْلُ بَطَّة ودَجاجة، عَلَى أَنه قَدْ رُوِيَ عَنِ الْعَرَبِ: رأَيت حَيّاً عَلَى حَيّة أَي ذَكَرًا عَلَى أُنثى، وَفُلَانٌ حَيّةٌ ذَكَرٌ. والحاوِي: صَاحِبُ الحَيَّات، وَهُوَ فَاعِلٌ. والحَيُّوت: ذَكَر الحَيَّات؛ قَالَ الأَزهري: التَّاءُ فِي الحَيُّوت: زَائِدَةٌ لأَن أَصله الحَيُّو، وتُجْمع الحَيَّة حَيَواتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا بأْسَ بقَتْلِ الحَيَواتِ ، جَمْعُ الحَيَّة. قَالَ: واشتقاقُ الحَيَّةِ مِنَ الحَياة، وَيُقَالُ: هِيَ فِي الأَصل حَيْوَة فأُدْغِمَت الْيَاءُ فِي الْوَاوِ وجُعلتا يَاءً شَدِيدَةً، قَالَ: وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِ الحَيَّاتِ حايٍ فَهُوَ فَاعِلٌ مِنْ هَذَا الْبِنَاءِ وَصَارَتِ الْوَاوُ كَسْرَةً «1». كَوَاوِ الْغَازِي وَالْعَالِي، وَمَنْ قَالَ حَوَّاء فَهُوَ عَلَى بِنَاءِ فَعَّال، فَإِنَّهُ يَقُولُ اشتقاقُ الحَيَّة مِنْ حَوَيْتُ لأَنها تَتَحَوَّى فِي الْتِوائِها، وَكُلُّ ذَلِكَ تَقُولُهُ الْعَرَبِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَإِنْ قِيلَ حاوٍ عَلَى فَاعِلٍ فَهُوَ جَائِزٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غازٍ أَنَّ عَيْنَ الْفِعْلِ مِنْ حاوٍ وَاوٌ وَعَيْنَ الْفِعْلِ مِنَ الْغَازِي الزَّايُ فَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ، وَهَذَا يَجُوزُ عَلَى قَوْلِ مَنْ جَعَلَ الحَيَّة فِي أَصل الْبِنَاءِ حَوْيَةً. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُذَكّر الحَيَّة وَتُؤَنِّثُهَا، فَإِذَا قَالُوا الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذكَرَ؛ وأَنشد الأَصمعي: ويأكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتَا، ... ويَدْمُقُ الأَغْفالَ والتَّابُوتَا، ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا وأَرض مَحْيَاة ومَحْواة: كَثِيرَةُ الْحَيَّاتِ. قَالَ الأَزهري: وَلِلْعَرَبِ أَمثال كَثِيرَةٌ فِي الحَيَّة نَذْكُرُ مَا حَضَرَنَا مِنْهَا، يَقُولُونَ: هُوَ أَبْصَر مِنْ حَيَّةٍ؛ لحِدَّةِ بَصَرها، وَيَقُولُونَ: هُوَ أَظْلَم مِنْ حَيَّةٍ؛ لأَنها تأْتي جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها، وَيَقُولُونَ: فُلَانٌ حَيَّةُ الوادِي إِذَا كَانَ شَدِيدَ الشَّكِيمَةِ حامِياً لحَوْزَتِه، وهُمْ حَيَّةُ الأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الإِصْبعِ العَدْواني: عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوانَ، ... كانُوا حَيَّةَ الأَرض أَراد أَنهم كَانُوا ذَوِي إربٍ وشِدَّةٍ لَا يُضَيِّعون ثَأْراً، وَيُقَالُ رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ إِذَا كَانَ مُتَوقِّداً شَهْماً عَاقِلًا. وَفُلَانٌ حَيّةٌ ذكَرٌ أَي شُجَاعٌ شَدِيدٌ. وَيَدْعُونَ

_ (1). قوله [وصارت الواو كسرة] هَكَذَا فِي الأَصل الَّذِي بيدنا ولعل فيه تحريفاً، والأَصل: وصارت الواو ياء للكسرة

عَلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُونَ: سَقَاهُ اللَّهُ دَمَ الحَيَّاتِ أَي أَهْلَكَه. وَيُقَالُ: رأَيت فِي كِتَابِهِ حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إِذَا مَحَلَ كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إِلَى سُلْطانٍ ووَشَى بِهِ ليُوقِعَه فِي وَرْطة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا طَالَ عُمْره وللمرأَة إِذَا طَالَ عُمْرُهَا: مَا هُو إِلَّا حَيَّةٌ وَمَا هِيَ إِلَّا حَيّةٌ، وَذَلِكَ لِطُولِ عُمْرِ الحَيّة كأَنَّه سُمِّي حَيَّةً لِطُولِ حَيَاتِهِ. ابْنُ الأَعرابي: فلانٌ حَيّةُ الْوَادِي وحَيَّة الأَرض وحَيَّةُ الحَمَاطِ إِذَا كَانَ نِهايةً فِي الدَّهاء وَالْخُبْثِ وَالْعَقْلِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: كمِثْلِ شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ وَرُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ كَثْوَة: مِنْ أَمثالهم حيه حَيْهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صَاحِبِي، حيه حَيْهٍ حِمَارِي وَحْدِي؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ المَزْرِيَةِ عَلَى الَّذِي يَسْتحق مَا لَا يَمْلِكُ مُكَابَرَةً وَظُلْمًا، وأَصله أَن امرأَة كَانَتْ رَافَقَتْ رَجُلًا فِي سَفَرٍ وَهِيَ رَاجِلَةٌ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، قَالَ فأَوَى لَهَا وأَفْقَرَها ظَهْرَ حِمَارِهِ ومَشَى عَنْهَا، فبَيْنَما هُمَا فِي سَيْرِهِمَا إِذْ قَالَتْ وَهِيَ رَاكِبَةٌ عليه: حيه حيهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صَاحِبِي، فَسَمِعَ الرَّجُلُ مَقَالَتَهَا فَقَالَ: حيه حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي وَلَمْ يَحْفِلْ لِقَوْلِهَا وَلِمَ يُنْغِضْها، فَلَمْ يَزَالَا كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَتِ الناسَ فَلَمَّا وَثِقَتْ قالت: حيه حَيْهٍ حِمَاري وَحْدِي؛ وَهِيَ عَلَيْهِ فَنَازَعَهَا الرجلُ إِيَّاهُ فَاسْتَغَاثَتْ عَلَيْهِ، فَاجْتَمَعَ لَهُمَا الناسُ والمرأَةُ رَاكِبَةٌ عَلَى الْحِمَارِ وَالرَّجُلُ رَاجِلٌ، فقُضِيَ لَهَا عَلَيْهِ بِالْحِمَارِ لَمَّا رأَوها، فَذَهَبَتْ مَثَلًا. والحَيَّةُ مِنْ سِماتِ الإِبل: وَسْمٌ يَكُونُ فِي العُنُقِ والفَخِذ مُلْتَوِياً مثلَ الحَيَّة؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبِي عَلِيٍّ. وحَيَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ: قَبِيلَةٌ، النَّسَبُ إِلَيْهَا حَيَوِيٌّ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَلِيلِ عَنِ الْعَرَبِ، وَبِذَلِكَ استُدِلّ عَلَى أَن الإِضافة إِلَى لَيَّةٍ لَوَوِيٌّ، قَالَ: وأَما أَبو عَمْرٍو فَكَانَ يَقُولُ لَيَيِيٌّ وحَيَيِيٌّ. وبَنُو حِيٍّ: بطنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَذَلِكَ بَنُو حَيٍّ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وبَنُو الحَيَا، مَقْصُورٌ، بَطْن مِنَ الْعَرَبِ. ومُحَيَّاةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَقَدْ سَمَّوْا: يَحْيَى وحُيَيّاً وحَيّاً وحِيّاً وحَيَّانَ وحُيَيَّةَ. والحَيَا: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الرَّاعِي: إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وَعُمُومَتِي، ... ونَبَتُّ فِي سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ وأَبو تِحْيَاةَ: كُنْيَةُ رَجُلٍ مِنْ حَيِيتَ تِحْيا وتَحْيا، وَالتَّاءُ لَيْسَتْ بأَصلية. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَيَّ عَلَى الغَداء والصلاةِ ائتُوهَا، فحَيَّ اسْمٌ لِلْفِعْلِ وَلِذَلِكَ عُلّق حرفُ الْجَرِّ الَّذِي هُوَ عَلَى بِهِ. وحَيَّهَلْ وحَيَّهَلًا وحَيَّهَلا، مُنَوَّناً وغيرَ مُنَوَّنٍ، كُلُّهُ: كَلِمَةٌ يُسْتَحَثُّ بِهَا؛ قَالَ مُزاحم: بِحَيَّهَلًا يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ ... أَمامَ المَطايا، سَيْرُها المُتَقاذِفُ «1» . قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: إِذَا قُلْتَ حَيَّهَلًا فَنَوَّنْتَ قُلْتَ حَثّاً، وَإِذَا قُلْتَ حَيَّهَلا فَلَمْ تُنون فكأَنَّك قُلْتَ الحَثَّ، فَصَارَ التَّنْوِينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ وَتَرْكُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ وَكَذَلِكَ جَمِيعُ مَا هَذِهِ حَالُهُ مِنَ المبنيَّات، إِذَا اعْتُقِد فِيهِ التَّنْكِيرُ نُوِّن، وَإِذَا اعتُقِد فِيهِ التَّعْرِيفُ حُذِفَ التَّنْوِينُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيّة رَجُلًا مِنَ الْعَجَمِ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ زُوذْ زُوذْ، مَرَّتَيْنِ بِالْفَارِسِيَّةِ، فسأَله أَبو مَهْدِيَّة عَنْهَا فَقِيلَ لَهُ: يَقُولُ عَجِّلْ عَجِّلْ، قَالَ أَبو مَهْدِيَّة: فهَلّا قَالَ لَهُ حَيَّهَلَكَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْمَعَ لَهُمْ إِلَى العَجَمِيّة العَرَبِيّة.

_ (1). قوله [سيرها المتقاذف] هكذا في الأَصل؛ وفي التهذيب: سيرهن تقاذف

الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ مَعْنَاهُ هَلُمَّ وأَقْبِلْ، وفُتِحت الياءُ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ مَا قَبْلَهَا كَمَا قِيلَ لَيتَ ولعلَّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَيَّ عَلَى الثَّرِيدِ، وَهُوَ اسمٌ لِفعل الأَمر، وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ حَيَّهَلْ فِي بَابِ اللَّامِ، وحاحَيْتُ فِي فَصْلِ الْحَاءِ والأَلف آخرَ الْكِتَابِ. الأَزهري: حَيَّ، مثَقَّلة، يُنْدَبُ بِهَا ويُدْعَى بِهَا، يُقَالُ: حَيَّ عَلَى الغَداء حَيَّ عَلَى الْخَيْرِ، قَالَ: وَلَمْ يُشْتَق مِنْهُ فِعْلٌ؛ قَالَ ذَلِكَ اللَّيْثُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: حَيَّ حَثٌّ ودُعاء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَذان: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاح أَي هَلُمُّوا إِلَيْهَا وأَقبلوا وتَعالَوْا مُسْرِعِينَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُمَا عَجِّلوا إِلَى الصَّلَاحِ وَإِلَى الْفَلَاحِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَنشَأْتُ أَسْأَلُه مَا بالُ رُفْقَته، ... حَيَّ الحُمولَ، فإنَّ الركْبَ قَدْ ذَهَبا أَي عَلَيْكَ بِالْحُمُولِ فَقَدْ ذَهَبُوا؛ قَالَ شَمِرٌ أَنشد مُحَارِبٌ لأَعرابي: وَنَحْنُ فِي مَسْجدٍ يَدْع مُؤَذِّنُه: ... حَيَّ تَعالَوْا، وَمَا نَاموا وَمَا غَفَلوا قَالَ: ذَهَبَ بِهِ إِلَى الصَّوْتِ نَحْوَ طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ. وَزَعَمَ أَبو الْخَطَّابِ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: حَيَّ هَلَ الصلاةَ أَي ائْتِ الصَّلَاةَ، جَعَلَهُما اسْمَيْنِ فَنصَبَهما. ابْنُ الأَعرابي: حَيَّ هَلْ بِفُلَانٍ وحَيَّ هَلَ بِفُلَانٍ وحَيَّ هَلًا بِفُلَانٍ أَي اعْجَلْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُون فَ حَيَّ هَلًا بِعُمَرَ أَي ابْدَأ بِهِ وعَجِّلْ بِذِكْرِهِ، وَهُمَا كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا كَلِمَةً وَاحِدَةً وَفِيهَا لُغَاتٌ. وهَلا: حَثٌّ وَاسْتِعْجَالٌ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوْتان رُكِّبا، وَمَعْنَى حَيَّ أَعْجِلْ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر: أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عَنْ حَالِ رُفْقَتِهِ، ... فقالَ: حَيَّ، فَإِنَّ الرَّكْبَ قَدْ ذَهَبا قَالَ: وحَاحَيْتُ مِنْ بَناتِ الأَرْبعة؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهام، ونِسْوَانٌ ... قِصارٌ كهَيْئَةِ الحَجَلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا الْفَصْلِ التَّحايِي. قَالَ ابْنُ قتيبةَ: رُبّما عَدَل القَمَر عن الهَنْعة فنزل ب التَّحايي، وَهِيَ ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ حِذَاءَ الهَنْعَة، الْوَاحِدَةُ مِنْهَا تِحْيَاة وَهِيَ بَيْنَ المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وَكَانَ أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ يَقُولُ: التَّحايِي هِيَ الهَنْعَة، وَتُهْمَزُ فَيُقَالُ التَّحَائي؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: بِهِنَّ يَنْزِلُ الْقَمَرُ لَا بالهَنْعة نَفْسِها، وَوَاحِدَتُهَا تِحْيَاة؛ قَالَ الشَّيْخُ: فَهُوَ عَلَى هَذَا تِفْعَلة كتِحْلَبَة مِنَ الأَبنية، ومَنَعْناهُ مِنْ فِعْلاةٍ كعِزْهاةٍ أَنَّ ت ح ي مهملٌ وأَنَّ جَعْلَه وح ي تَكَلُّفٌ، لإِبدال التَّاءِ دُونَ أَن تَكُونَ أَصلًا، فَلِهَذَا جَعَلناها مِنَ الحَيَاء لأَنهم قَالُوا لَهَا تَحِيَّة، تسمَّى الهَنْعة التَّحِيّة فَهَذَا مِنْ ح ي ي لَيْسَ إِلَّا، وأَصلها تحْيِيَة تَفْعِلة، وأَيضاً فإنَّ نوءَها كَبِيرُ الْحَيَا مِنْ أَنواء الْجَوْزَاءِ؛ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ النَّابِغَةِ: سَرَتْ عَلَيْهِ منَ الجَوْزاء ساريةٌ، ... تُزْجي الشَّمالُ عَليَه سالِفَ البَرَد والنَّوْءُ لِلْغَارِبِ، وَكَمَا أَن طُلُوعَ الْجَوْزَاءِ فِي الْحَرِّ الشديد كذلك نوؤها فِي الْبَرَدِ وَالْمَطَرِ وَالشِّتَاءِ، وَكَيْفَ كَانَتْ وَاحِدَتُهَا أَتِحْيَاةٌ، عَلَى مَا ذَكَرَ أَبو حَنِيفَةَ، أَمْ تَحِيَّة عَلَى مَا قَالَ غَيْرُهُ، فَالْهَمْزُ فِي جَمْعِهَا شَاذٌّ مِنْ جِهَةِ الْقِيَاسِ، فَإِنْ صَحَّ بِهِ السَّمَاعُ فَهُوَ كمصائبَ ومعائِشَ فِي قِرَاءَةِ خَارِجَةَ، شُبِّهَت تَحِيَّة بفَعِيلة، فَكَمَا قِيلَ تَحَوِيٌّ فِي النَّسَبِ، وَقِيلَ فِي مَسِيل مُسْلان فِي أَحد الْقَوْلَيْنِ قِيلَ تَحائي، حَتَّى كأَنه فَعِيلة وفَعائل. وَذَكَرَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: الحَيْهَل شجرٌ؛ قَالَ النَّضْرُ: رأَيت

فصل الخاء المعجمة

حَيْهَلًا وَهَذَا حَيْهَلٌ كَثِيرٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَرْمُ مِنَ الحَمْضِ يُقَالُ لَهُ حَيْهَلٌ، الْوَاحِدَةُ حَيْهَلَةٌ، قَالَ: وَيُسَمَّى بِهِ لأَنه إِذا أَصابه الْمَطَرُ نَبَت سَرِيعًا، وإِذا أَكلته النَّاقَةُ أَو الإِبل وَلَمْ تَبْعَرْ وَلَمْ تَسْلَحْ سَرِيعًا مَاتَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الحَيُّ الحَقُّ واللَّيُّ الْبَاطِلُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا يَعْرِف الحَيَّ مِنَ اللَّيِّ، وَكَذَلِكَ الحَوَّ مِنَ اللَّوِّ فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَقِيلَ: لَا يَعْرِف الحَوَّ مِنَ اللَّوِّ؛ الحَوُّ: نَعَمْ، واللَّوُّ لَوْ، قَالَ: والحَيُّ الحَوِيّةُ، واللَّيُّ لَيُّ الحَبْلِ أَي فَتْلُهُ؛ يُضرب هَذَا للأَحْمق الَّذِي لَا يَعْرف شَيْئًا. وأَحْيَا، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْحَاءِ وياءٍ تحتَها نُقْطَتَانِ: ماءٌ بِالْحِجَازِ كَانَتْ بِهِ غَزاة عُبيدَة بن الحرث بن عبد المطلب. فصل الخاء المعجمة خبا: الخِباءُ مِنَ الأَبنية: وَاحِدُ الأَخْبية، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ وَبَر أَو صُوفٍ وَلَا يَكُونُ مِنْ شَعَر، وَهُوَ عَلَى عَمُودَيْنِ أَو ثَلَاثَةٍ، وَمَا فوقَ ذَلِكَ فَهُوَ بَيْت. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخِباءُ مِنْ شعرٍ أَو صُوفٍ، وَهُوَ دُونَ المَظَلَّة؛ كَذَلِكَ حَكَاهَا هَاهُنَا بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَقَالَ ثعلب عن يعقوب: من الصُّوفُ خَاصَّةً. والخِباءُ: مِنْ بُيوت الأَعراب، جَمْعُهُ أَخْبِية بِلَا هَمْزٍ. وَفِي حَدِيثِ الِاعْتِكَافِ: فأَمَرَ بِخبائه فقُوِّضَ ؛ الخِباءُ: أَحد بُيُوتِ الْعَرَبِ مِنْ وَبَر أَو صُوفٍ. وَفِي حَدِيثِ هندٍ: أَهْل خِباءٍ أَو أَخْباء ، عَلَى الشَّكِّ، وَقَدْ يُسْتَعْمل فِي الْمَنَازِلِ وَالْمَسَاكِنِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لأَنه أَتى خِباءَ فَاطِمَةَ وَهِيَ فِي الْمَدِينَةِ ؛ يُرِيدُ مَنْزِلَهَا. وأَصل الخِباء الْهَمْزُ لِأَنَّهُ يُخْتَبَأُ فِيهِ. وأَخْبَيْت خِباءً وخَبَّيْته وتَخَبَّيته: عَمِلْتُهُ ونَصَبته. واسْتَخْبَيْته: نَصَبْته وَدَخَلْتُ فِيهِ. والتَّخْبِية: مِنْ قَوْلِكَ خَبَّيْته وتَخَبَّيْته. وتَخَبَّيت كِسَائِي تَخَبِّياً وأَخْبَيْت كِسَائِي إِذا جَعَلْتَه خِباءً. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ مِنَ الْخِبَاءِ أَخْبَيْت إِخباءً إِذا أَردت الْمَصْدَرَ إِذا عَمِلْته وتَخَبَّيْت أَيضاً. والخِباءُ: غِشاءُ البُرَّةِ والشَّعيرة فِي السُّنْبُلة، وخِبَاءُ النَّوْرِ: كِمَامُه، وكِلاهما عَلَى المَثَل. وخَبَتِ النارُ والحَرْبُ والحِدّةُ تَخْبُو خَبْواً وخُبُوّاً: سَكَنت وطَفِئَت وخَمَدَ لَهَبُها، وَهِيَ خَابِيَة، وأَخْبَيْتها أَنا: أَخْمَدْتها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: ومِنَّا ضِرارٌ وابْنَماهُ وحاجِبٌ ... مُؤَجِّجُ نِيرانِ المَكارِمِ، لَا المُخْبِي وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ سَكَن لَهَبُها، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كلَّما تَمَنَّوا أَن تَخْبُوَ وأَرادوا أَن تَخْبُوَ. والخَابِيَة: الحبُّ، وأَصله الْهَمْزُ، لأَنه مِنْ خَبَأْت إِلَّا أَن الْعَرَبَ تَرَكَتْ هَمْزَهَا. ختا: خَتا الرَّجُلُ يَخْتو خَتْواً إِذا رأَيته مُتَخَشِّعاً، أَو إِذا انْكَسر مِنْ حُزْنٍ أَو مَرَضٍ، أَو تَغَيَّر لونُه مِنْ فَزَعٍ أَو مَرَضٍ. والمُخْتَتِي: الناقِصُ. وخَتَوْتُ الرجُلَ: كَفَفْته عَنِ الأَمر. وخَتَا الثوبَ خَتْواً: فَتَلَ هُدْبَه. والخَاتِية مِنَ العِقْبان: الَّتِي تَخْتاتُ، وَهُوَ صوتُ جَناحَيْها وانْقِضاضِها. وَيُقَالُ: خاتَتَ تَخُوتُ. يُقَالُ: خاتَت العُقابُ وخَتَت إِذا انْقَضّتْ، قَالَ: وَيَجِيءُ خَتَا يَخْتُو بِمَعْنَى انْقَضَّ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ خَاتَ. الأَصمعي فِي الْمَهْمُوزِ: اخْتَتأَ ذَلَّ؛ وأَنشد لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: وَلَا يَخْتَتِي ابنُ العَمِّ، مَا عِشْتُ، صَوْلَتي، ... وَلَا أَخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ وإِنِّي، وإِن أَوْعَدتُه أَوْ وَعَدْتُه، ... لَمُخْلِفُ إِيعادِي ومُنْجِزُ مَوْعِدِي

وَقَالَ: إِنما تَرَكَ هَمْزَهُ ضَرُورَةً؛ قَالَ وَقَالَ الشَّاعِرُ: بَكَتْ جَزَعاً أَنْ عَضَّهُ السَّيْفُ، واخْتَتَتْ ... سُلَيْمُ بنُ مَنْصورٍ لقَتْلِ ابْنِ حازِمِ وَيُقَالُ: هُوَ خاتِلٌ لَهُ وخاتٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد لأَوْس بْنِ حُجْر: يَدِبُّ إِليه خاتِياً، يَدَّرِي لَهُ ... ليَعْقِرَهُ فِي رَمْيِهِ حينَ يُرْسِلُ وَقَالَ: أَصل اخْتَتَى من خَتَا لَونُه يَخْتُو خَتْواً إِذا تَغَيَّر من فَزَع أَو مَرض. اللَّيْثُ: المُخْتَتِي الذَّلِيلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ فِي خاتِي مِنْ قَوْلِ جَرِيرٍ: وخَطَّ المِنْقَرِيُّ بِها فَخَرَّتْ ... عَلَى أُمِّ القَفا، والليلُ خاتِي إِنه الشَّدِيدُ الظُّلْمَة. ابْنُ الأَعرابي: الخَتْيُ الطَّعْن الوِلاءُ. خثا: الخَثْوَة: أَسْفَلُ البَطْنِ إِذا كَانَ مسْتَرْخياً، امرأَةٌ خَثْوَاءُ، وَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ. وخَثَى البقرُ يَخْثِي والفِيلُ خَثْياً: رَمَى بِذِي بَطْنِه، وَخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ بِهِ الثورَ وَحْدَهُ دُونَ الْبَقَرَةِ، وَالِاسْمُ الخِثْيُ، وَالْجَمْعُ أَخْثَاءٌ مِثْلَ حِلْسٍ وأَحْلاس؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخِثْيُ لِلثَّوْرِ؛ وأَنشد: عَلَى أَنَّ أَخْثاءً لَدَى البَيْتِ رَطْبةً، ... كأَخْثاءِ ثَوْرِ الأَهْلِ عِنْدَ المُطَنَّبِ وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: فأَخَذَ مِنْ خِثْيِ الإِبِل فَفَتَّهُ أَي رَوْثِها، وأَصل الخِثْيِ لِلْبَقَرِ فاستعاره للإِبل. خجا: الخجاةُ: القَذَر واللُّؤْمُ، وَالْجَمْعُ خَجًى. وَمَا فُلَانٌ إِلَّا خَجاةٌ مِنَ الخَجَى أَي قَذِرٌ لَئِيمٌ. وامرأَة خَجْواءُ: وَاسِعَةٌ. وخَجَى برِجْلِه: نَسَف بِهَا التُّرَابَ فِي مَشْيه. والخَجَوْجَى: الطويلُ الرجْلَين، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَهُوَ فَعَوْعَل، والأُنثى خَجَوْجَاةٌ، وَقِيلَ: هُوَ المُفْرِط الطُّولِ فِي ضِخَمٍ مِنْ عِظامِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ الجَسِيم، وَقَدْ يَكُونُ جَباناً. ورِيحٌ خَجَوْجاةٌ: دائِمةُ الهُبُوبِ شَدِيدَةُ المَرِّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواحِ، خَجَوْجَاةُ ... الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: كالكُوزِ مُخَجِّياً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَورده صَاحِبُ التَّتِمَّةِ وَقَالَ: خَجَّى الكُوزَ أَماله، وَالْمَشْهُورُ بِالْجِيمِ قَبْلَ الْخَاءِ، وَقَدْ تقدم. خدي: خَدَى البعيرُ وَالْفَرَسُ يَخْدِي خَدْياً وخَدَياناً، فَهُوَ خادٍ: أَسرع وزجَّ بِقَوائِمِه مثلَ وَخَدَ يَخِدُ وخَوَّدَ يُخَوِّدُ كلُّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: حَتَّى غَدَتْ فِي بَياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً ... رِيحَ المَبَاءَةِ تَخْدِي، والثَّرَى عَمِدُ وإِنما نَصَبَ ريحَ المَباءَة لَمَّا نَوَّن طَيِّبَةً، وَكَانَ حَقُّها الإِضافَةَ، فضارَعَ قَولَهم هُوَ ضاربٌ زَيْدًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ الرَّاعِي: حَتَّى غَدَت ضَمِيرُ بَقَرَةٍ وَحْشِيَّةٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا، ومَبَاءَتُها: مَكْنِسُها، وعَمِدٌ: شديدُ الابْتلال؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهْيَ لاهِيَةٌ الخَدْيُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْر، خَدَى فَهُوَ خَادٍ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ سَيْرِهَا لَمْ يُحَدَّ. قَالَ الأَصمعي: سأَلْت أَعرابّياً مَا خَدَى؛ فَقَالَ: هُوَ عَدْوُ الحِمار بَيْن آرِيِّه ومُتَمَرَّغِه. اللَّيْثُ: الوَخْدُ سَعَةُ الخَطْوِ فِي المَشْي، وَمِثْلُهُ الخَدْيُ لُغَتَانِ. والخَدَى: دُودٌ يَخْرُجُ مَعَ رَوْثِ

الدَّابَّةِ، وَاحِدَتُهُ خَدَاةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والخَدَاءُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن هَمْزَتَهُ يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثَر مِنْهَا وَاوًا مَعَ وُجُودِ خ د ي وَعَدَمِ خ د و، وَاللَّهُ أَعلم. خُذَا: خَذَا الشيءُ يَخْذُو خَذْواً: اسْتَرْخَى، وخَذيَ، بِالْكَسْرِ، مثلُه. وخَذِيَت الأُذُنُ خَذاً وخَذَتْ خَذْواً وَهِيَ خَذْواءُ: اسْتَرْخَتْ مِنْ أَصلها وَانْكَسَرَتْ مُقْبِلةً عَلَى الوَجْه، وَقِيلَ: هي الَّتِي اسْتَرْخَتْ مِنْ أَصلها عَلَى الخَدَّين فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، يكونُ فِي النَّاسِ وَالْخَيْلِ والحُمُر خِلْقةً أَو حَدَثاً؛ قَالَ ابْنُ ذِي كِبَار: يَا خَلِيلَيَّ قَهْوَةً ... مُزَّةً، ثُمَّتَ احْنِذَا تدَعُ الأُذْنَ سُخْنَةً، ... ذَا احْمرارٍ بِهَا خَذَا ذَكَّرَ الأُذنَ عَلَى إِرادة العُضْوِ. وَرَجُلٌ أَخْذَى وامرأَة خَذْواء. وخَذِيَ الحِمارُ يَخْذَى خَذاً، فَهُوَ أَخْذَى الأُذنِ، وَكَذَلِكَ فَرَسٌ أَخْذَى، والأُنثى خَذْواءُ بَيِّنَةُ الخَذَا؛ وَاسْتَعَارَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة الخَذَا للنَّبْلِ فَقَالَ: مِمَّا يُتَرَّصُ فِي الثِّقافِ، يَزِيِنُه ... أَخْذَى، كخَافِيةِ العُقابِ، مُحَرَّبُ ويَنَمَةٌ خَذْواءُ: مُتَثَنِّيَة لَيِّنة مِنَ النَّعْمة، وَهِيَ بَقْلة. قَالَ الأَزهري: جَمْعُ الأَخْذى خُذْوٌ، بِالْوَاوِ، لأَنه مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ كَمَا قِيلَ فِي جَمْعِ الأَعْشَى عُشْوٌ. وأُذُنٌ خَذْواءُ وخُذَاوِيَّةٌ، زَادَ الأَزهري مِنَ الْخَيْلِ: خَفيفةُ السَّمْعِ؛ قَالَ: لَهُ أُذُنانِ خُذَاوِيَّتَانِ، ... والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ «2» . والخَذْوَاءُ: اسْمُ فَرَسِ شَيْطانَ بْنِ الحَكم بْنِ جاهِمَة؛ حَكَاهُ أَبو عَلِيٍّ؛ وأَنشد: وقَدْ مَنَّت الْخَذْوَاءُ مَنّاً عَلَيهِمُ، ... وشَيطانُ إِذْ يَدْعُوهُمُو ويثوبُ والخَذَا: دُودٌ يَخْرُجُ مَعَ رَوْث الدَّابَّةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واسْتَخْذَيْتُ: خَضَعْت، وَقَدْ يُهْمَزُ، وَقِيلَ لأَعرابي فِي مَجْلِسِ أَبي زَيْدٍ: كَيْفَ اسْتَخْذَأْت؟ ليَتَعَرَّف منه الهَمْز، فقال: الْعَرَبُ لَا تَسْتَخْذِئُ، فهَمَز. وَرَجُلٌ خِنْذِيانٌ: كَثِيرُ الشرِّ. وَقَدْ خَنْذَى يُخَنْذِي وخَنْظَى بِهِ: أَسْمَعَه الْمَكْرُوهَ؛ ذَكَرَهُ الأَزهري هُنَا وَقَالَ أَيضاً فِي الرُّبَاعِيِّ: يُقَالُ للمرأَة تُخَنْذِي وتُخَنْظي أَي تَتَسَلَّطُ بِلِسَانِهَا؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِكَثِيرٍ الْمُحَارِبِيِّ: قدْ مَنعَتْني البُرَّ وهْيَ تَلْحانْ، ... وهْوَ كَثِيرٌ عِنْدَها هِلِمَّانْ، وَهِيَ تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ وَيُقَالُ للأَتانِ: الخَذْوَاءُ أَي مسترخيةُ الأُذُن؛ وَقَالَ أَبو الغُول الطُّهَوِيّ يَهْجُو قَوْمًا: رأَيْتُكُمُو، بَني الخَذْواءِ، لمَّا ... دَنا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ تَوَلَّيْتُمْ بِوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ: ... لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْربُ أَو جُذامُ وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: إِذا كَانَ الشقُّ أَو الخَرْقُ أَو الخَذَى فِي أُذُن الأُضْحِية فَلَا بأْسَ ، هُوَ انْكِسارٌ

_ (2). قوله [والعين تبصر] كذا في الأَصل والتهذيب، والذي في التكملة: وبالعين يبصر

واسترخاءٌ فِي الأُذُنْ. وأُذُنٌ خَذْواءُ أَي مُسْتَرْخِيَةٌ. والخَذَواتُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ الأَسْلميّ: رأَيت أَبا بَكْرٍ بالخَذَواتِ، وَقَدْ حَلَّ سُفْرَةً مُعلَّقة. خرا: الخَرَاتانِ: نَجْمانِ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَراةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْرَفُ الخَرَاتانِ إِلا مُثَنّىً، وَتَاءُ الأَصل وَالتَّاءُ الزَّائِدَةُ فِي التَّثْنِيَةِ مُتَسَاوِيَتَا اللَّفْظِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَرْفِ التَّاءِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم. خزا: خَزَا الرجلَ يَخْزُوه خَزْواً: ساسَه وقَهَره؛ قَالَ ذُو الإِصبع العَدْواني: لاهِ ابنُ عَمِّكَ لَا أَفضَلْتَ فِي حَسَبٍ، ... يَوْماً، وَلَا أَنْتَ دَيَّاني فتَخْزُوني مَعْنَاهُ: للهِ ابنُ عَمِّك أَي وَلَا أَنتَ مَالِكُ أَمْري فتَسُوسَني. وخَزَوتُ الفَصيل أَخْزُوه خَزْواً إِذا أَجْرَرْت لِسَانَهُ فشَقَقْته. والخَزْوُ: كفُّ النَّفْسِ عَنْ هِمَّتِها وصَبْرُها عَلَى مُرِّ الْحَقِّ. يُقَالُ: اخْزُ فِي طاعةِ اللَّهِ نفْسَكَ. وخَزَا نفْسَه خَزْواً: مَلَكَها وكَفَّها عَنْ هَواها؛ قَالَ لَبِيدٌ: إِكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها، ... إِنَّ صِدْقَ النفْسِ يُزْري بالأَمَلْ غيرَ أَنْ لَا تَكْذِبَنْها فِي التُّقَى، ... واخْزُها بالبِرِّ للهِ الأَجَلْ وخَزا الدَّابَّةَ خَزْواً: ساسَها وراضَها. والخِزْيُ: السُّوءُ. خَزِيَ الرجلُ يَخْزَى خِزْياً وخَزىً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ: وَقَعَ فِي بَلِيَّة وشَرٍّ وشُهْرةٍ فذَلَّ بِذَلِكَ وهانَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ ؛ المُخْزَى فِي اللُّغَةِ المُذَلُّ المَحْقُورُ بأَمْرٍ قَدْ لَزِمَهُ بحُجَّة، وَكَذَلِكَ أَخْزَيْته أَلْزَمته حُجَّةً إِذا أَذْلَلْته بِهَا. والخِزْيُ: الهَوان. وَقَدْ أَخْزَاهُ اللَّهُ أَي أَهانَه اللَّهُ. وأَخْزَاه اللَّهُ وأَقامَه على خَزْيةٍ [خِزْيةٍ] ومَخْزاةٍ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي الْفَصِيحِ: خَزِيَ الرجلُ خِزْياً مِنَ الهَوان، وخَزِيَ يَخْزَى خَزايةً مِنَ الِاسْتِحْيَاءِ، وامرأَة خَزْيا؛ قَالَ أُمية: قالتْ: أَرادَ بِنَا سُوءاً، فقلتُ لَهَا: ... خَزْيانُ حيثُ يقولُ الزُّورَ بُهْتانا وأَنشد بَعْضُهُمْ: رِزانٌ إِذا شَهِدُوا الأَنْدِياتِ ... لَمْ يُسْتَخَفُّوا وَلَمْ يخْزَوُوا أَراد بِقَوْلِهِ لَمْ يخْزَوُوا بناءَ افْعَلَّ مِثْلَ احمرَّ يَحْمرُّ مِنْ خَزِيَ يَخْزَى، قَالَ: واخْزَوَى يَخْزَوي مثلُ ارْعَوَى يَرْعَوي، وَلَمْ يَرْعَوُوا لِلْجَمْعِ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَخْزَيْته أَي فَضَحْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ لُوطٍ لِقَوْمِهِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ؛ أَي لَا تَفْضَحُونِ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا ؛ الخِزْيُ الفَضِيحةُ. وَقَدْ خَزِيَ يَخْزَى خِزْياً إِذا افْتَضَح وتَحيَّر فَضِيحَةً. وَمِنْ كَلَامِهِمْ لِلرَّجُلِ إِذا أَتَى بِمَا يُسْتَحْسَن: مَا لَه، أَخْزَاهُ اللهُ وَرُبَّمَا قَالُوا: أَخْزَاهُ اللَّهُ، مِنْ غَيْرِ أَن يَقُولُوا مَا لَه. وكلامٌ مُخْزٍ: يُسْتَحْسَنُ فَيُقَالُ لِصَاحِبِهِ أَخْزَاهُ اللَّهُ. وَذَكَرُوا أَن الْفَرَزْدَقَ قَالَ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ جيِّداً فَقَالَ: هَذَا بيتٌ مُخْزٍ أَي إِذا أُنْشِد قَالَ الناسُ: أَخْزَى اللهُ قائلَه مَا أَشْعَرَه وإِنما يَقُولُونَ هَذَا وشِبْهَهُ بدلَ المدحِ لِيَكُونَ ذَلِكَ وَاقِيًا لَهُ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْمُرَادُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ إِنما هُوَ الدُّعَاءُ لَهُ لَا عَلَيْهِ. وَقَصِيدَةٌ مُخْزِية أَي نِهايةٌ فِي الحُسْنِ يُقَالُ لقائِلِها أَخْزاهُ اللَّهُ. والخَزْية والخِزْية: البَلِيَّة يُوقَع فِيهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ الْفَرَزْدَقَ:

وكنْتَ إِذا حَلَلْتَ بدارِ قوْمٍ، ... رَحَلْتَ بِخَزْيَةٍ وترَكْتَ عَارَا وَيُرْوَى لخِزْية. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الحَرَم لَا يُعيذُ عاصِياً وَلَا فَارًّا بخَزْية أَي بجَريمة يُسْتَحْيا مِنْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ: فأَصابَتْنا خَزْيَة [خِزْيَة] لَمْ نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِياءَ ولا فَجَرَةً أَقْوِياءَ أَي خَصلةٌ استَحْيَيْنا مِنْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ* ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ قَتْلٌ إِن كَانُوا حَرْباً أَو يُجَزَّوْا إِن كَانُوا ذِمَّةً. وخَزِيَ مِنْهُ وخَزِيَهُ خَزَايَةً وخَزىً، مَقْصُورٌ: استَحْيا. وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ شَجَرة: أَنه خَطَبَ الناسَ فِي بَعْضِ مَغازيه يَحُثُّهم عَلَى الْجِهَادِ فَقَالَ فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ: انْهَكُوا وُجُوهَ الْقَوْمِ وَلَا تُخْزُوا الحُورَ العِينَ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ لَا تُخْزُوا لَيْسَ مِنَ الخِزْي لأَنه لَا مَوْضِعَ للخِزْي هاهنا، وَلَكِنَّهُ مِنَ الخَزَاية، وَهِيَ الِاسْتِحْيَاءُ؛ يُقَالُ مِنَ الْهَلَاكِ: خَزِيَ الرجلُ يَخْزَى خِزْياً، وَمِنَ الحياءِ: خَزِيَ يَخْزَى خَزاية؛ يُقَالُ: خَزَيْت فُلَانًا إِذا اسْتَحييت مِنْهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: خَزايَةً أَدْرَكَتْه، بَعْدَ جَوْلَتِه، ... مِنْ جانبِ الحبْلِ مُخلوطاً بِهَا الغَضَبُ وَقَالَ القُطامي يَذْكُرُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا: حَرِجاً وكَرَّ كُرُورَ صاحبِ نَجْدَةٍ، ... خَزِيَ الحَرائِرُ أَن يكونَ جَبانا أَي اسْتَحَى. قَالَ: وَالَّذِي أَراد ابْنُ شَجَرَةَ بِقَوْلِهِ لَا تُخْزُوا الحورَ العِين أَي لَا تَجْعَلُوهُنَّ يَسْتَحْيِينَ مِنْ فِعلكم وتَقْصيرِكم فِي الجِهاد، وَلَا تَعَرَّضوُا لِذَلِكَ مِنْهُنَّ وانْهَكُوا وجُوه القوْم وَلَا تُوَلُّوا عَنْهُمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَزْيانُ وامرأَة خَزْيا، وَهُوَ الَّذِي عمِل أَمراً قَبِيحًا فاشتَدَّ لِذَلِكَ حياؤُه وخَزايَتُه، وَالْجَمْعُ الخَزايا؛ قَالَ جَرِيرٌ: وإِنَّ حِمىً لَمْ يَحْمِهِ غيرُ فَرْتَنا، ... وغيرُ ابنِ ذِي الكِيرَيْنِ، خَزْيانُ ضائِعُ وَقَدْ يَكُونُ الخِزْيُ بِمَعْنَى الْهَلَاكِ وَالْوُقُوعِ فِي بَلِيَّةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ شَارِبِ الْخَمْرِ: أَخْزاهُ اللهُ ، وَيُرْوَى: خَزَاهُ اللهُ أَي قَهَره. يُقَالُ: خَزاه يَخْزُوه. وخَازَانِي فلانٌ فَخَزَيْتُه أَخْزِيهِ: كنتُ أَشَدَّ خِزْياً مِنْهُ وكَرِهْتُ أَنْ أَخْزِيَهُ. وَفِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ احْشُرْنا غَيْرَ خَزَايا وَلَا نادِمِينَ أَي غَيْرَ مُسْتَحْيِينَ مِنْ أَعمالنا. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْس: غيرَ خَزَايَا وَلَا نَدامى ؛ خَزَايا: جَمْعُ خَزْيَانَ وَهُوَ المُسْتَحْيي. والخَزَاءُ، بِالْمَدِّ: نَبْتٌ. خسا: الخَسَا: الفَرْد، وَهِيَ المَخاسي جمعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كمَسَاوٍ وأَخواتِها. وتَخَاسَى الرَّجُلَانِ: تَلاعَبا بالزَّوْج والفَرْد. يُقَالُ: خَساً أَو زَكاً أَي فَرْد أَو زَوْج؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مَكارِمُ لَا تُحْصَى، إِذا نحْنُ لَمْ نَقُلْ ... خَساً وزَكاً فِيما نَعُدُّ خِلالَها اللَّيْثُ: خَساً وزَكاً، فَخَساً كَلِمَةٌ مِحْنَتُها أَفْرادُ الشيءِ، يُلْعَبُ بالجَوْزِ فَيُقَالُ خَساً زَكاً، فَخَساً فَرْدٌ وزَكاً زَوْج، كَمَا يُقَالُ شَفْعٌ ووِتْرٌ؛ قَالَ رؤْبة: لَمْ يَدْرِ مَا الزَّاكي مِنَ المُخَاسِي وَقَالَ رُؤْبَةُ أَيضاً: حَيْرانُ لَا يَشْعُرُ مِنْ حَيْثُ أَتَى ... عنْ قِبْضِ مَنْ لاقَى، أَخَاسٍ أَمْ زَكا؟ يَقُولُ: لَا يَشْعُر أَفَرْدٌ هُوَ أَم زَوْج. قَالَ: والأَخاسِي جَمْعُ خَساً. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلزَّوْجِ

زَكَا وللفَرْد خَسَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقها بِبَابِ فَتىً، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقُهَا بِبَابِ زُفَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْحِقُهَا بِبَابِ سَكْرَى؛ قَالَ: وأَنشدتني الدُّبَيْرِيَّة: كَانُوا خَساً أَو زَكاً مِنْ دونِ أَرْبعةٍ، ... لَمْ يَخْلَقُوا وجُدُودُ الناسِ تَعْتَلِجُ وَيُقَالُ: هُوَ يُخَسِّي ويُزَكِّي أَي يَلْعب فَيَقُولُ أَزَوْجٌ أَم فَرْد. وَتَقُولُ: خَاسَيْتُ فُلَانًا إِذا لَاعَبْتُهُ بالجَوْزِ فَرْداً أَو زَوْجاً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ: يَعْدُو عَلى خَمْسٍ قَوائِمُه زَكَا أَراد: أَن هَذَا الْفَرَسَ يَعْدُو عَلَى خَمْسٍ مِنَ الأُتُن فيَطْرُدها، وقَوائمُه زَكَا أَي هِيَ أَربع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَامُ الخَسا هَمْزَةٌ. يُقَالُ: هُوَ يُخاسِئُ يُقامِرُ، وإِنما تَرَكَ هَمْزَةَ خَساً إِتباعاً لِزَكاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: لأَدْنى خَساً أَو زَكاً مِنْ سِنِيك ... إِلى أَرْبَعٍ، فَتقُولُ انْتِظارا قَالَ: وَيُقَالُ خَسَا زَكَا مِثْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ؛ قَالَ: وشَرُّ أَصْنافِ الشُّيوخِ ذُو الرِّيَا، ... أَخْنَسُ يَحْنُو ظَهْرَه، إِذا مَشى الزُّورُ أَو مالُ اليَتِيمِ، عِنْدَه، ... لِعْبُ الصَّبِيِّ بالحَصى خَسَا زَكا وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَدْرِي كَمْ حدَّثني أَبي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَساً أَمْ زَكاً ؛ يَعْنِي فَرْداً أَو زَوْجاً. وتَخَاسَتْ قوائمُ الدَّابَّةِ بالحَصَى أَي تَرامَتْ بِهِ؛ قَالَ المُمَزَّق الْعَبْدِيُّ: تَخاسى يَداها بالحَصَى وتَرُضُّه بأَسْمَر صَرَّافٍ، إِذا حَمَّ مُطْرِقُ «3» . أَراد بالأَسْمَر الصَّرَّافِ مَنْسِمَها. خشي: الخَشْيَة: الخَوْف. خَشِيَ الرَّجُلُ يَخْشَى خَشْية أَي خَافَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي الخَشْية الخَشَاةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَغْلَبَ مِنْ أُسُودِ كِرَاءَ وَرْدٍ، ... يَرُدُّ خَشايَةَ الرَّجُل الظَّلوم كِراءُ: ثَنِيَّة بِيشَةَ. ابْنُ سِيدَهْ: خَشِيَه يَخْشَاه خَشْياً وخَشْيَة وخَشاةً ومَخْشاةً ومَخْشِيةً وخِشياناً وتَخَشَّاه كِلَاهُمَا خافَهُ، وَهُوَ خاشٍ وخَشٍ وخَشْيانُ، والأُنثى خَشْيا، وَجَمْعَهُمَا مَعًا خَشايا، أَجروه مُجْرى الأَدْواء كحَباطَى وحَباجَى وَنَحْوِهِمَا لأَن الخَشْية كالدَّاء. وَيُقَالُ: هَذَا الْمَكَانُ أَخْشَى مِنْ ذَلِكَ أَي أَشدُّ خَوْفًا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: قَطَعْت أَخْشَاهُ إِذا مَا أَحْبَجا وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: أَنه لَمَّا أَخَذ الرَّايَةَ يومَ مُوتة دَافَع الناسَ وخَاشَى بِهِمْ أَي أَبْقى عَلَيْهِمْ وحَذِر فانْحازَ؛ خَاشَى: فاعَلَ مِنَ الخَشْية. خاشَيْت فُلَانًا: تارَكْته. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى فَخَشِينا أَي فعَلِمْنا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فَخَشِينا مِنْ كَلَامِ الخَضِر، وَمَعْنَاهُ كَرِهْنا، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَخَشِينا عَنِ اللَّهِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه مِنْ كَلَامِ الخَضِر قَوْلُهُ: فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَخَشِينا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لأَنّ الخَشْية مِنَ اللَّهِ مَعْنَاهَا الكَراهة، وَمِنَ الآدَمِيِّين الخوفُ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ حِينَئِذٍ فأَرَدْنا بِمَعْنَى أَراد اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ لقَد أَكْثَرْتَ مِنَ الدُّعَاءِ بِالْمَوْتِ حَتَّى خَشِيتُ أَن يكونَ ذَلِكَ أَسْهَلَ لَكَ عِنْدَ نُزُوله ؛ خَشِيت هُنَا بِمَعْنَى: رَجَوْت. وَحَكَى ابن الأَعرابي: فَعَلْت

_ (3). قوله [إذا حم] بالحاء المهملة كما في الأصل والتكملة والتهذيب وقال حم أي قصد انتهى والذي في الأساس: جم، بالجيم: وقال يريد الخف وجمومه اجتماع جريه

ذَلِكَ خَشاةَ أَن يَكُونَ كَذَا؛ وأَنشد: فتَعَدَّيْتُ خَشاةً أَنْ يَرَى ... ظالمٌ أَني كَمَا كَانَ زَعَمْ وَمَا حَمَلَه عَلَى ذَلِكَ إِلَّا خِشْيُ فُلَانٍ «1». وخَشَّاهُ بالأَمْر تَخْشِيَة أَي خَوَّفَه. وَفِي الْمَثَلِ: لَقَدْ كُنْت وَمَا أُخَشَّى بالذِّئْبِ. وَيُقَالُ: خَشّ ذُؤَالَةَ بالحِبالة، يَعْنِي الذِّئْبَ. وخَاشَاني فَخَشَيْتُه أَخْشِيهِ: كنتُ أَشَدَّ مِنْهُ خَشْيَةً. وَهَذَا المكانُ أَخْشى مِنْ هَذَا أَي أَخْوَفُ، جَاءَ فِيهِ التعجبُ مِنَ الْمَفْعُولِ، وَهَذَا نَادِرٌ، وَقَدْ حَكَى سِيبَوَيْهِ مِنْهُ أَشياء. والخَشِيُّ، عَلَى فَعِيلٍ، مِثْلُ الحَشِيِّ: اليابسُ مِنَ النَّبْتِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذا خَمى، ... صَوْتُ أَفاعٍ فِي خَشِيٍّ أَعْشَما يَحْسَبُه الجاهلُ، مَا كَانَ عَما، ... شَيْخاً عَلَى كُرْسيِّه مُعَمَّما لَوْ أَنَّه أَبانَ أَو تَكَلَّما، ... لَكَانَ إِيَّاه، وَلَكِنْ أَحْجَما قَالَ: الخَشِيُّ الْيَابِسُ العَفِنُ، قَالَ: وخَمى بِمَعْنَى خَمَّ، وَقَوْلُهُ: مَا كَانَ عَمَا، يَقُولُ نَظَرَ إِليه مِنْ بُعْدٍ، شَبَّهَ اللَّبَنَ بالشَّيْخِ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: اسْتَثْبتُّ فِيهِ أَبا الْعَبَّاسِ فَقَالَ يُقَالُ خَشِيّ وحَشِيّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُرْوَى فِي حَشِيٍّ وَهُوَ مَا فَسَدَ أَصله وعَفِنَ وَهُوَ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: نَبْتٌ خَشِيٌّ وحَشِيٌّ أَي يَابِسٌ. ابْنُ الأَعرابي: الخَشَا الزَّرْعُ الأَسْود من البَرْد، وخشو الخَشْوُ الحَشَفُ من التَّمْر. وخشو خَشَت النخلةُ خشو تَخْشُو خشو خَشْواً: أَحْشَفَتْ، وَهِيَ لُغَةُ بَلْحرث بْنِ كَعْبٍ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِنَّ بَني الأَسْودِ أَخْوالُ أَبي ... فإِنَّ عندِي، لَوْ رَكِبتُ مِسْحَلي، سَمَّ ذَرارِيحَ رِطابٍ وخَشِي أَراد: وخَشِيّ فحذَف إِحدى الْيَاءَيْنِ لِلضَّرُورَةِ، فَمَنْ حَذَفَ الأُولى اعتلَّ بِالزِّيَادَةِ وَقَالَ: حذفُ الزَّائِدِ أَخف منْ حَذْفِ الأَصل، وَمَنْ حَذف الأَخيرة فلأَنَّ الْوَزْنَ إِنما ارْتَدَعَ هُنَالِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَنَّ صوتَ خِلْفِها والخِلْفِ، ... والقادِمَيْن عِنْدَ قَبْضِ الكَفِّ، صوتُ أَفاعٍ فِي خَشِيِّ القُفّ قَالَ: قَوْلُهُ صَوْتُ خلِفها؛ وَالْخِلْفُ مِثْلُ قَوْلِ الْآخَرِ: بَيْن فَكِّها والفَكِ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَقَدْ خَشِيتُ بأَنَّ مَنْ تَبِعَ الهُدى ... سَكَنَ الجنانَ مَعَ النبيِّ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالُوا: مَعْنَاهُ عَلِمْتُ، وَاللَّهُ أَعلم. خصا: الخُصْيُ والخِصْيُ والخُصْيَةُ والخِصْيَة مِنْ أَعضاء التَّنَاسُلِ: وَاحِدَةُ الخُصى، وَالتَّثْنِيَةُ خِصْيتانِ [خُصْيتانِ] وخُصْيانِ وخِصْيانِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ خُصْية وَلَمْ أَسمعها بِكَسْرِ الْخَاءِ، وَسَمِعْتُ فِي التَّثْنِيَةِ خُصْيانِ، وَلَمْ يَقُولُوا لِلْوَاحِدِ خُصْيٌ، وَالْجَمْعُ خُصىً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ قَدْ جَاءَ خصْيٌ لِلْوَاحِدِ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغة المُلازِمهْ، ... صغيرةٌ كخُصْيِ تَيْسٍ وارِمهْ وَقَالَ آخَرُ: يَا بِيَبا أَنتَ، وَيَا فوقَ البِيَبْ، ... يَا بِيَبا خُصْياكَ مِنْ خُصىً وزُب

_ (1). قوله [إلا خشي فلان] ضبط في المحكم بفتح الخاء وكسرها مع سكون الشين فيهما

فثنَّاه وأَفرده. وخَصى الفحلَ خِصاءً، مَمْدُودٌ: سَلَّ خُصْيَيْه، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْغَنَمِ. يُقَالُ: بَرِئَتْ إِليك مِنَ الخِصاء؛ قَالَ بِشْر يَهْجُو رَجُلًا: جَزِيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً، ... حَدِيثُ الخِصاءِ، وارمُ العَفْلِ مُعْبَر وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخُصْيَتانِ البَيْضَتان، والخُصْيان الجِلْدتان اللَّتان فِيهِمَا البَيضتان؛ وَيُنْشِدُ: تقولُ: يَا رَبَّاهُ، يَا رَبِّ هَلِ، ... إِن كنتَ مِنْ هَذَا مُنَجِّي أَجَلي، إِمَّا بتَطْلِيقٍ وإِمَّا بِارْحَلي ... كأَنَّ خُصْيَيْهِ، مِنَ التَّدَلْدُلِ، ظَرْفُ عجوزٍ فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِ أَراد حنْظَلَتان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِثْلُهُ لِلْبُعَيْثِ: أَشارَكْتَني فِي ثَعْلبٍ قَدْ أَكَلْته، ... فَلَمْ يَبْقَ إِلا جِلْدُه وأَكارِعُهْ؟ فَدُونَكَ خُصْيَيْهِ وَمَا ضَمَّتِ اسْتُه، ... فإِنَّكَ قَمْقامٌ خَبِيثٌ مَراتِعُهْ وَقَالَ آخَرُ: كأَنَّ خُصْيَيْهِ، إِذا تَدَلْدَلا، ... أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلانِ مِرْجَلا وَقَالَ آخَرُ: كأَنَّ خُصْيَيْه،، إِذا مَا جُبَّا ... دَجاجَتانِ تَلْقُطانِ حَبَّا وَقَالَ آخَرُ: قَدْ حَلَفَتْ بِاللَّهِ لَا أُحِبُّه، ... أَن طالَ خُصْياه وقَصْر زُبُّه وَقَالَ آخَرُ: مُتَوَرِّكُ الخُصْيَيْنِ رِخْوُ المَشْرَحِ وَقَالَ الحرث بْنُ ظَالِمٍ يَهْجُو النُّعْمَانَ: أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجمَةً، ... أَتُؤْكَلُ جَارَاتِي، وجارُك سالِمُ؟ والخُصْيَة البَيْضة؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: لَسْتُ أُبالي أَن أَكون مُحْمِقَهْ، ... إِذا رأَيْتُ خُصْيَةً مُعَلَّقَهْ وإِذا ثنَّيت قُلْتَ خُصْيان لَمْ تُلْحِقْه التَّاءَ، وَكَذَلِكَ الأَلْيَةُ إِذا ثنَّيت قلتَ أَلْيانِ لَمْ تُلْحِقْه التاءَ، وَهُمَا نَادِرَانِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: كُلُّ مَقْرُونَيْنِ لَا يَفْتَرِقَانِ فَلَكَ أَن تَحْذِفَ مِنْهُمَا هَاءَ التأْنيث؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَرْتَجّ أَلياهُ ارْتِجاجَ الوَطْب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ جَاءَ خُصْيتان وأَلْيتان بِالتَّاءِ فيهما؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعِق: وإِنَّ الفَحْل تُنْزَعُ خُصْيَتاهُ، ... فيُضْحي جافِراً قَرِحَ العِجانِ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: كَذِي داءٍ بإِحْدى خُصْيَتَيْه، ... وأُخْرى مَا تَوَجَّعُ مِنْ سَقامِ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: قدْ نامَ عَنْها جابرٌ ودَفْطَسا، ... يَشْكُو عُروقَ خُصْيَتَيْهِ والنَّسا كأَنَّ ريحَ فَسْوِهِ، إِذا فَسا، ... يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ، إِذا تَنَفَّسَا وَقَالَ أَبو المُهَوِّسِ الأَسدي قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُكُم أُسودَ خَفِيَّةٍ، ... فإِذا لَصافِ تَبِيضُ فِيهَا الحُمَّرُ عَضَّتْ أُسَيِّدُ جَدْلَ أَيْرِ أَبِيهِمُ، ... يومَ النِّسارِ، وخُصْيَتَيْهِ العَنْبَرُ «1»

_ (1). قوله [عضت أسيد إلخ] أنشده ياقوت في المعجم هكذا: عضت تميم جلد أير أبيكم ... يوم الوقيط وعاونتها حضجر

وَقَالَ عَنْتَرَةُ فِي تَثْنِيَةِ الأَلْية: مَتى مَا تَلْقَني، فَرْدَيْنِ، تَرجُفْ ... روانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتطارا التَّهْذِيبُ: والخُصْيَة تُؤَنَّثُ إِذا أُفْرِدَت فإِذا ثَنَّوا ذكَّروا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ الخُصْيَتَان. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ إِنه لِعَظِيمُ الخُصْيَتين والخُصْيين، فإِذا أَفردوا قَالُوا خُصْية. ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ خَصِيٌّ مخْصِيٌّ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خَصِيٌّ بَصِيٌّ إِتباعٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ خِصْيَةٌ وخِصْيانٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: شَبَّهُوهُ بِالِاسْمِ نَحْوَ ظَلِيم وظِلْمان، يَعْنِي أَن فِعْلاناً إِنما يَكُونُ بِالْغَالِبِ جمعَ فَعِيلٍ اسْماً، وَمَوْضِعُ الْقَطْعِ مَخْصىً. قَالَ اللَّيْثُ: الخِصاءُ أَن تُخْصَى الشاةُ والدابةُ خِصاءً، مَمْدُودٌ، لأَنه عَيْبٌ والعُيوب تَجِيء عَلَى فِعال مِثْلُ العِثارِ والنِّفارِ والعِضاضِ وَمَا أَشبهها. وَفِي بَعْضِ الأَخْبار: الصَّوْمُ خِصاءٌ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ: وِجاءٌ ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَرُوِيَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عْبدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ أَعرابيّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَسْمَعُك تَذْكُرُ فِي الْجَنَّةِ شَجَرةً أَكْثَرُ شَوْكاً مِنْهَا الطَّلْحُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن اللَّهَ يَجْعلُ مكانَ كلِّ شوكةِ مِثْلَ خُصْوَةِ التَّيْسِ المَلْبُودِ فِيهَا سَبْعون لَوْناً مِنَ الطَّعام لَا يُشْبِهُ الآخرَ «1»؛ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ نَسْمَعْ فِي وَاحِدَةٍ الخُصَى إِلا خُصْيَة بِالْيَاءِ لأَن أَصله مِنَ الْيَاءِ، والطَّلْح المَوْز. والخَصِي، مُخَفَّفٌ: الَّذِي يَشْتَكِي خُصاه. والخَصِيّ مِنَ الشِّعْرِ: مَا لَمْ يُتَغَزَّلْ فِيهِ. وَالْعَرَبُ تقول: كان جواداً فَ خُصِيَ أَي غَنِيّاً فافْتَقَر، وَكِلَاهُمَا عَلَى المَثَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ حَلَق فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: خَصَيْتُك يَا ابْنَ حَمْزَة بالقَوافِي، ... كَمَا يُخْصَى، مِنَ الحَلَقِ، الحِمارُ قَالَ الشَّيْخُ: الشُّعَرَاءُ يَجْعَلُونَ الهِجاء والغَلَبة خِصاءً كأَنه خَرَجَ مِنَ الفُحول؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: خُصِيَ الفَرَزْدق، والخِصَاءُ مَذَلَّةٌ، ... يَرْجُو مُخاطَرَة القُرُومِ البُزَّلُ خضا: الخَضا: تَفَتُّت الشيءِ الرَّطْب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِثَبتٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً فِي الْمُعْتَلِّ بِالْيَاءِ وَقَالَ: قَضَيْنَا عَلَى هَمْزَتِهَا يَاءً لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثرُ مِنْهَا وَاوًا، وَاللَّهُ أَعلم. خطا: خَطَا خَطْواً واخْتَطَى واخْتاطَ، مقلوبٌ: مَشَى. والخُطْوة، بِالضَّمِّ: مَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ، وَالْجَمْعُ خُطىً وخُطْوات وخُطُوات، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وخُطَوات لَمْ يَقْلِبُوا الْوَاوَ لأَنهم لَمْ يَجْمَعُوا فُعْلًا وَلَا فُعْلةً عَلَى فُعُلٍ، وإِنما يَدْخُلُ التَّثْقِيلُ فِي فُعُلات، أَلا تَرَى أَن الْوَاحِدَةَ خُطْوَةٌ؟ فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ فُعْلة وَلَيْسَ لَهَا مُذَكَّرٌ، وَقِيلَ: الخَطْوة والخُطْوة لُغَتَانِ، والخَطْوة الفِعْل، والخَطْوة بِالْفَتْحِ، المَرَّة الْوَاحِدَةُ، وَالْجَمْعُ خَطَوات، بِالتَّحْرِيكِ، وخِطاءٌ مِثْلُ رَكْوة ورِكاءٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ، ... فَوادٍ خِطاءٌ ووادٍ مطَرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي تَخْطُو مَرَّةً فتَكفُّ عَنِ العَدْوِ وتَعْدُو مَرَّةً عَدْواً يُشْبه المَطَر، وَرَوَى أَبو عُبَيْدَةَ: فَوادٍ خَطِيطٌ. قَالَ الأَصمعي: الأَرض الخَطِيطَة الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْن أَرْضَيْن مَمْطورَتَيْن، وَرَوَى غَيْرُهُ: كصَوْبِ الخَرِيف؛ يَعْنِي أَن الخريف يَقَعُ بِمَوْضِعٍ ويُخْطِئُ آخَرَ. وَفِي حَدِيثِ الْجُمْعَةِ: رأَى

_ (1). قوله [لا يشبه الآخر] هكذا في الأَصل

رَجُلًا يَتَخَطَّى رِقاب النَّاسِ أَي يَخْطُو خَطْوة خَطْوة. وَفِي الْحَدِيثِ: وكَثْرة الخُطَى إِلى المَسْجِد. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ* ؛ قِيلَ: هِيَ طُرُقه أَي لَا تَسْلُكوا الطَّرِيقَ الَّتِي يَدْعُوكُمْ إِليها؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ* أَي فِي الشَّرِّ، يُثَقَّل، قَالَ: وَاخْتَارُوا التَّثْقِيلَ لِمَا فِيهِ مِنَ الإِشباع وَخَفَّفَ بَعْضُهُمْ، قَالَ: وإِنما تَرَك التثقيلَ مَنْ تَرَكه اسْتِثْقَالًا لِلضَّمَّةِ مَعَ الْوَاوِ يَذْهَبُونَ إِلى أَن الْوَاوَ أَجْزتْهم مِنَ الضَّمَّةِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْمَعُ فُعْلة مِنَ الأَسماء عَلَى فُعُلات مِثْلَ حُجْرة وحُجُرات، فَرْقًا بَيْنَ الِاسْمِ وَالنَّعْتِ، النَّعْتُ يُخَفَّف مِثْلُ حُلْوة وحُلْوات فَلِذَلِكَ صَارَ التَّثْقِيلَ الاختيارَ، وَرُبَّمَا خُفِّفَ الِاسْمُ، وَرُبَّمَا فُتِح ثَانِيهِ فَقِيلَ حُجَرات؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: خُطُوات الشَّيْطَانِ طُرُقه وآثارُه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا تتَّبعوا أَثَره فإِنّ اتِّباعه مَعْصِيَةٌ إِنه لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ لا تَقْتَدُوا بِهِ، قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ خُطُؤات الشَّيْطَانِ مِنَ الخَطيئةِ المَأْثم؛ قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنْ قُرَّاءِ الأَمْصار قرأَه بِالْهَمْزَةِ وَلَا مَعْنَى لَهُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَاقَتُكَ هَذِهِ مِنَ المُتَخَطِّيات الجِيَفِ أَي هِيَ نَاقَةٌ قَوِيّة جَلْدَة تَمْضي وتُخَلِّف الَّتي قَدْ سَقَطَت. وتَخَطَّى الناسَ واخْتَطاهم: رَكِبَهم وجاوزَهم. وخَطَوْت واخْتَطَيْتُ بِمَعْنًى. وأَخْطَيْت غَيْرِي إِذا حَمَلْته عَلَى أَن يَخْطُو، وتَخَطَّيْته إِذا تجاوزْته. يُقَالُ: تَخَطَّيت رقابَ الناسِ وتَخَطَّيْت إِلى كَذَا، وَلَا يُقَالُ تَخَطَّأْت بِالْهَمْزِ. وَفُلَانٌ لَا يَتَخَطَّى الطُّنُبَ أَي لَا يَبْعُد عَنِ الْبَيْتِ للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً وقَذَراً. وَفِي الدُّعَاءِ إِذا دُعِيَ للإِنسان: خُطِّيَ عَنْك السُّوءُ أَي دُفِعَ. يُقَالُ: خُطِّيَ عَنْكَ أَي أُميطَ. قَالَ: والخَطَوْطَى النَّزِقُ. خظا: الْخَاظِي: الكثيرُ اللَّحمِ. خَظا لَحْمُهُ يَخْظُو خُظُوّاً وخَظِيَ خَظاً: اكْتَنَز، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ خَظِيَ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ السَّعْدِيُّ: وأَهْلَكَني لَكُمْ، فِي كلِّ يَومٍ، ... تَعَوُّجُكُم عليَّ وأَسْتَقيمُ رقابٌ كالمَواجِن خَاظِيَاتٌ، ... وأَسْتاهٌ عَلَى الأَكْوار كُومُ والخَاظِي: المُكْتَنِزُ. ولحمُه خَظا بَظا: إِتباع، وأَصله فَعَلٌ؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: خَاظِي البَضيع لحمُه خَظا بَظا لأَن أَصلها الْوَاوُ. وخَظا بَظا: مُكْتَنِزٌ. الْفَرَّاءُ: خَظَا بَظا وكَظا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، يَعْنِي اكْتَنَز، وَمِثْلُهُ يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ فَرَسٌ خَظٍ بَظٍ، ثُمَّ يُقَالُ خَظاً بَظاً. وَيُقَالُ: خَظِيَة بَظِيَة، ثُمَّ يُقَالُ خَظاةٌ بَظاة قُلِبَت الْيَاءُ أَلفاً سَاكِنَةً عَلَى لُغَةِ طيِء. وَفِي حَدِيثِ سَجاح امرأَةِ مُسَيْلمة: خَاظِي البَضِيع ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، والبَضِيعُ اللحمُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِدَخْتَنُوسَ ابْنَةِ لَقِيط: يَعْدُو بِهِ خَاظِي البَضِيعِ، ... كأَنه سِمْعٌ أَزَلْ قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرِ الْقَزَّازُ إِلَّا خَظِيَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ خَظِيَ وخَظَى، بِالْفَتْحِ أَكثر، وأَما قَوْلُهُمْ حَظِيَت المرأَة وبَظِيَتْ مِنَ الحُظْوَة فَهُوَ بِالْحَاءِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع فِيهِ الْخَاءَ. والخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كَمَا، ... أَكَبَّ عَلَى ساعِدَيْه النَّمِرْ فإِن الْكِسَائِيَّ قَالَ: أَراد خَظَتا فَلَمَّا حرَّك التَّاءَ ردَّ الأَلف الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ لَامِ الْفِعْلِ، لأَنها إِنما كَانَتْ حُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّاءِ، فَلَمَّا حرَّك التَّاءَ رَدَّها فَقَالَ خَظاتا، قَالَ: وَيَلْزَمُهُ عَلَى هَذَا أَن يَقُولَ فِي قَضَتا وغَزَتا قَضاتا وغَزاتا، إِلا أَن لَهُ أَن يَقُولَ إِن الشَّاعِرَ لَمَّا اضطرَّ أَجرى الْحَرَكَةَ الْعَارِضَةَ مُجرى الْحَرَكَةِ اللَّازِمَةِ فِي نَحْوِ قَوْلًا وَبَيْعًا وَخَافًا؛ وَذَهَبَ الْفَرَّاءُ إِلى أَنه أَراد خَظاتان فَحَذَفَ النُّونَ اسْتِخْفَافًا كَمَا قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِيادي: ومَتْنان خَظاتانِ، ... كزُحْلُوفٍ مِنَ الهَضْبِ الزُّحْلُوفُ: الْمَكَانُ الزَّلِقُ فِي الرَّمْلِ وَالصَّفَا، وَهِيَ آثَارُ تَزَلُّجِ الصِّبْيَانِ، يُقَالُ لَهَا الزَّحالِيفُ، شَبَّهَ مسَّها فِي سِمَنِها بالصَّفاة المَلْساء، أَراد خَظِيتانِ؛ وأَنشد: أَمْسَيْنا أَمْسَيْنا ... وَلَمْ تَنامِ العَيْنا «2» . فَلَمَّا حرَّك الميمَ لِاسْتِقْبَالِهَا اللامَ ردَّ الأَلف؛ وأَنشد: مَهْلًا فِدَاءً لَكَ يَا فَضالَهْ، ... أَجِرَّهُ الرُّمْحَ وَلَا تُهالَهْ أَي وَلَا تُهَلْه؛ وَقَالَ آخَرُ: حَتَّى تَحاجَزْنَ عَنِ الذُّوَّادِ، ... تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكادِ أَراد: وَلَمْ تكَد، فَلَمَّا حرَّكت القافيةُ الدالَ ردَّ الأَلف؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ: يَا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيمْى والفَمَا قَالَ: أَراد الفَمانِ يَعْنِي الفَمَ والأَنفَ فَثَنَّاهُمَا بِلَفْظِ الْفَمِ لِلْمُجَاوِرَةِ. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي خَظاتا أَقيس عِنْدِي مِنْ قَوْلِ الْفَرَّاءِ لأَن حَذْفَ نُونِ التَّثْنِيَةِ شَيْءٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ خَظَوات؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الْعَرَبُ تَصِلُ الْفَتْحَةَ بأَلف سَاكِنَةٍ، فَقَوْلُهُ: لَهَا مَتْنَتان خَظَاتا أَراد خَظَتا مَنْ خَظَا يَخْظُو؛ وأَنشد: قلتُ وَقَدْ خَرَّتْ عَلَى الكَلْكالِ أَراد عَلَى الكَلْكلِ، قَالَ: وأَصل الْكَسْرِ بِالْيَاءِ وَالضَّمِّ بِالْوَاوِ وَاحْتَجَّ لِذَلِكَ كُلِّهِ. الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ أَراد خَظَتا فمدَّ الْفَتْحَةَ بأَلف كَقَوْلِهِ «3». يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوب أَراد يَنْبَع. وَقَالَ: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ؛ أَي فَمَا اسْتَكَنوا. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: كفَّ نونَ خَظاتان كَمَا قَالُوا اللَّذا يُرِيدُونَ اللَّذَانِ؛ وَقَالَ الأَخطل: أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا ... قَتَلا المُلوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا وَرَجُلٌ خَظَوانٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. وقَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غليظٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ: بأَيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ، ... وكلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الكُعوبِ الْخَاظِي: الغليظُ الصُّلبُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ العَيْر: خَاظٍ، كعِرْقِ السِّدْرِ، يَسْبِقُ ... غارَةَ الخُوصِ النَّجائبْ والخَظَوانُ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي رَكِبَ لحمُه بعضُه بَعْضًا. ورجلٌ أَبَيَانٌ: مِنَ الإِباء، وقَطَوانٌ: يَقْطُو فِي مِشْيَتِه. ويومٌ صَخَدَانٌ: شَدِيدُ الحَرِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رَجُلٌ خِنْظيانٌ إِذا كان فاحِشاً.

_ (2). قوله [أمسينا إلخ] هكذا في الأصول (3). أي عنترة، والبيت من معلقته

وخَنْظَى بِهِ إِذا نَدَّدَ بِهِ وأَسْمَعه الْمَكْرُوهَ. ابْنُ الأَعرابي: الخِنْظِيانُ الْكَثِيرُ الشَّرِّ وَهُوَ يُخَنْظِي ويُعَنْظي، ذَكَرَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ الأَزهري فِي الرباعي. خفا: خفو خفا البَرْقُ خفو خَفْواً وخفو خُفُوّاً: لَمعَ. وخفو خَفَا الشيءُ خفو خَفْواً: ظَهَر. وخَفَى الشيءَ خَفْياً وخُفِيّاً: أَظهره وَاسْتَخْرَجَهُ. يُقَالُ: خَفَى المطرُ الفِئَارَ إِذا أَخرَجهُنَّ مِنْ أَنْفاقِهِنّ أَي مِنْ جِحَرَتِهِنَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا: خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفاقِهِنَّ، كأَنَّما ... خَفاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ سَحَابٍ مُرَكَّبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي وَقَعَ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ عَشِيّ مُجَلِّبِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الكِنْدي أَنشده اللِّحْيَانِيُّ: فإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لَا نَخْفِه، ... وإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لَا نَقْعُد قَوْلُهُ لَا نَخْفِه أَي لَا نُظْهِرْه. وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الساعةَ آتِيةٌ أَكادُ أَخْفِيها ، أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وخَفَيْتُ الشيءَ أَخْفِيه: كتَمْتُه. وخَفَيْتُه أَيضاً: أَظْهَرْتُه، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وأَخْفَيْتُ الشيءَ: سَتَرْتُه وكتَمْتُه. وشيءٌ خَفِيٌّ: خافٍ، وَيُجْمَعُ عَلَى خَفايا. وخَفِيَ عَلَيْهِ الأَمرُ يَخْفَى خَفاءً، مَمْدُودٌ. اللَّيْثُ: أَخْفَيْتُ الصوتَ وأَنا أُخْفِيه إِخْفَاءً وَفِعْلُهُ اللازمُ اخْتَفَى. قَالَ الأَزهري: الأَكثر اسْتَخْفَى لَا اخْتَفَى، واخْتَفَى لغةٌ لَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَمّا اخْتَفَى بِمَعْنَى خَفِيَ فلغةٌ وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ وَلَا بالمُنْكَرة. والخَفِيَّةُ: الرَّكِيَّة الَّتِي حُفِرت ثُمَّ تُرِكتْ حَتَّى انْدَفَنَتْ ثُمَّ انْتُثِلَت واحتُفِرَتْ ونُقِّيَتْ، سَمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها استُخرجت وأُظْهِرَتْ. واخْتَفَى الشيءَ: كخَفاه، افْتَعَل مِنْهُ؛ قَالَ: فاعْصَوْصَبُوا ثُمَّ جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ، ... ثُمَّ اخْتَفَوْهُ، وقَرْنُ الشَّمسِ قَدْ زَالَا واخْتَفَيْت الشيءَ: استَخْرَجته. والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ لاسْتِخراجه أَكفانَ الْمَوْتَى، مَدَنِيَّةٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَفِي الْحَدِيثِ لَيْسَ عَلَى المُخْتَفي قَطْعٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ رَباح: السُّنَّة أَنْ تُقْطَع اليدُ المُسْتَخْفِية وَلَا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْلِية ؛ يُرِيدُ بالمُسْتَخْفِية يَدَ السَّارِقِ والنَّبَّاشِ، وبالمُسْتَعْلِية يَدَ الْغَاصِبِ وَالنَّاهِبِ ومَن فِي مَعْنَاهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَعَنَ المُخْتَفِيَ والمُخْتَفِيَة ؛ المُخْتَفِي: النَّبَّاشُ، وَهُوَ مِنَ الِاخْتِفَاءِ وَالِاسْتِتَارِ لأَنه يَسْرُق فِي خُفْية. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن اخْتَفَى مَيِّتاً فكأَنَّما قتَلَه. وخَفِيَ الشيءُ خَفَاءً، فَهُوَ خافٍ وخَفِيٌّ: لَمْ يَظْهَرْ. وخَفاه هُوَ وأَخْفاهُ: سَتَرَه وكتَمَه. وفي التنزيل: إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ . وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها ؛ أَي أَسْتُرها وأُوارِيها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ. وَفِي حَرْف أُبَيٍّ: أَكادُ أُخْفِيها مِنْ نَفْسِي ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أُخْفيها يَكُونُ أُزيلُ خَفاءها أَي غِطاءَها، كَمَا تَقُولُ أَشكيته إِذا زُلْتَ لَهُ عَمَّا يَشْكوه؛ قَالَ الأَخفش: وَقُرِئَتْ أَكاد أَخْفِيها أَي أُظْهرها لأَنك تَقُولُ خَفَيْتُ السرَّ أَي أَظْهرته. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا بَقْلًا أَي تُظهروه، وَيُرْوَى بِالْجِيمِ وَالْحَاءِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَكادُ أُخْفِيها ، فِي التَّفْسِيرِ، مِنْ نَفْسِي فَكَيْفَ أُطْلِعُكُم عَلَيْهَا. والخَفاءُ، مَمْدُودٌ: مَا خَفِيَ عَلَيْكَ. والخَفا، مَقْصُورٌ: هُوَ الشَّيْءُ الْخَافِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وعالِمِ السِّرِّ وعالِمِ الخَفا، ... لَقَدْ مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجَا وَقَالَ أُمية: تُسَبِّحهُ الطَّيْرُ الكَوامِنُ فِي الخَفا، ... وإِذْ هِيَ فِي جَوِّ السماءِ تَصَعَّدُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ الْقَالِي خَفَيْت أَظْهَرْتُ لَا غَيْرُ، وأَما أَخْفَيْت فَيَكُونُ للأَمرين وغَلَّطَ الأَصمعي وأَبا عُبَيْدٍ القاسمَ بنَ سَلَّامٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَخْفِي صَوتَه بِآمِينَ ؛ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْيَاءِ مَنْ خَفَى يَخْفِي إِذا أَظْهَر كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِن السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكاد أَخْفِيها، عَلَى إِحدى الْقِرَاءَتَيْنِ. والخَفاء والخَافِي والخَافِيَة: الشيءُ الخَفِيُّ. قَالَ الليث: الخُفْية [الخِفْية] مِنْ قَوْلِكَ أَخْفَيْت الشيءَ أَي سَتَرْته، وَلَقِيتُهُ خَفِيّاً أَي سِرّاً. والخَافِيَة: نَقِيضُ الْعَلَانِيَةِ. وفَعَلَه خَفِيّاً وخِفْية، بكسر الخاء، وخفو خِفْوة عَلَى المُعاقَبة. وَفِي التَّنْزِيلِ: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ؛ أَي خَاضِعِينَ مُتَعَبِّدِين، وَقِيلَ أَي اعْتَقِدوا عبادَته فِي أَنفسكم لأَن الدُّعَاءَ مَعْنَاهُ الْعِبَادَةُ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ أَن تَذْكُرَهُ فِي نَفْسِكَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خُفْية فِي خَفْضٍ وَسُكُونٍ، وتضَرُّعاً تَمَسْكُناً. وَحُكِيَ أَيضاً: خَفِيتُ لَهُ خِفْية وخُفْية أَي اخْتَفَيْت؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: حَفِظْتُ إِزاري، مُذْ نَشَأْتُ، وَلَمْ أَضَعْ ... إِزاري إِلى مُسْتَخْدَماتِ الوَلائِدِ وأَبْناؤُهُنَّ المُسْلمون، إِذا بَدا ... لَكَ المَوْتُ وارْبَدَّتْ وجوهُ الأَساوِدِ وهُنَّ الأُلى يَأْكُلْنَ زادَكَ خفو خِفْوَةً ... وهَمْساً، ويُوطِئْنَ، السُّرى، كُلَّ خابِطِ أَي حفِظْت فَرْجي وَهُوَ مَوْضِعُ الإِزار أَي لَمْ أَجعل نَفْسِي إِلى الإِماء، وَقَوْلُهُ: يأْكُلْن زادَك خفو خِفْوَة، يَقُولُ: يَسْرِقْنَ زَادَكَ فإِذا رأَينَك تَموت تركْنَك، وَقَوْلُهُ: ويُوطِئْن السُّرى كلَّ خابِطِ، يُرِيدُ كُلُّ مَنْ يأْتِيهن بِاللَّيْلِ يُمَكِّنَّهُ مِنْ أَنفُسِهن. واسْتَخْفَى مِنْهُ: اسْتَتَر وَتَوَارَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ ؛ وَكَذَلِكَ اخْتَفَى، وَلَا تَقُل اخْتَفَيْت. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْفَرَّاءُ حَكَى أَنه قَدْ جَاءَ اخْتَفَيْت بِمَعْنَى اسْتَخَفْيت؛ وأَنشد: أَصْبَحَ الثعلبُ يَسْمُو لِلعُلا، ... واخْتَفَى مِنْ شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَدْ فَهُوَ عَلَى هَذَا مُطاوِع أَخْفَيْته فاخْتَفَى كَمَا تَقُولُ أَحْرَقْته فاحْتَرَق، وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ ، قَالَ: المُسْتَخْفِي الظَّاهِرُ، والسَّارِبُ المُتَواري؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ أَي مُسْتَتر وسارِبٌ بِالنَّهَارِ ظَاهِرٌ كأَنه قَالَ الظَّاهِرُ والخَفِيُّ عِنْدَهُ جَلَّ وَعَزَّ وَاحِدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُ الأَخفش المُسْتَخْفِي الظَّاهِرُ خَطَأً والمُسْتَخْفِي بِمَعْنَى المُسْتتر كَمَا قَالَ الْفَرَّاءُ، وأَما الاخْتِفاء فَلَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما بِمَعْنَى خَفِيَ، وَالْآخَرُ بِمَعْنَى الاسْتِخْراج؛ وَمِنْهُ قِيلَ للنَّبَّاش المُخْتَفي، وجاءَ خَفَيْت بِمَعْنَيَيْنِ وَكَذَلِكَ أَخْفَيْت، وَكَلَامُ الْعَرَبِ الْعَالِي أَن تَقُولَ خَفَيْت الشيءَ أَخْفِيه أَي أَظهرته. واسْتَخْفَيت مِنْ فُلَانٍ أَي تَوارَيْت واسْتَترت وَلَا يَكُونُ بِمَعْنَى الظُّهُورِ. واخْتَفَى دمَهُ: قَتَلَه مِنْ غَيْرِ أَن يُعْلَم بِهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الغَنَوِيّ لأَبي الْعَالِيَةِ: إِن بَني عامِرٍ أَرادوا أَن يَخْتَفُوا دَمي. وَالنُّونُ الخَفِيَّة: السَّاكِنَةُ وَيُقَالُ لَهَا الخَفِيفة أَيضاً. والخِفاء: رِداءٌ تَلْبَسُه العَرُوس عَلَى ثَوْبها فَتُخْفِيه بِهِ. وكلُّ مَا سَتَر شَيْئًا فَهُوَ لَهُ خِفاءٌ. وأَخْفِيَة النَّوْرِ:

أَكِمَّتُه. وأَخْفِيَة الكَرَى: الأَعينُ؛ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الأَيْقاظُ أَخْفِيةَ الكَرَى ... تَزَجُّجَها مِنْ حالِكٍ، واكْتِحالَها والأَخْفِية: الأَكْسِيَة، وَالْوَاحِدُ خِفَاءٌ لأَنها تُلْقى عَلَى السِّقاءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذُمُّ قَوْمًا وأَنهم لَا يَبْرَحون بيوتَهم وَلَا يَحْضُرُونَ الْحَرْبَ: فَفِي تلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لَواصِفٌ، ... وأَخْفِيَةٌ مَا هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: سَقَطْتُ كأَني خِفاءٌ ؛ الخِفَاء: الكِساء. وكلُّ شيءٍ غطَّيْت بِهِ شَيْئًا فَهُوَ خِفاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَ ؛ هُوَ المعتَزِل عَنِ النَّاسِ الَّذِي يَخْفَى عَلَيْهِمْ مكانُه. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: أَخْفِ عنَّا أَي اسْتُر الخَبَر لِمَنْ سأَلك عنَّا. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ الذّكْرِ الخَفِيُ أَي ما أَخْفاه الذاكره وسَتَره عَنِ النَّاسِ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: الَّذِي عِنْدِي أَنه الشُّهْرَةُ وَانْتِشَارُ خَبَرِ الرَّجُلِ لأَن سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَجاب ابنَه عُمَر عَلَى مَا أَراده عَلَيْهِ مِنَ الظُّهُورِ وَطَلَبِ الْخِلَافَةِ بِهَذَا الْحَدِيثِ. والخَافِي: الجِنُّ، وَقِيلَ الإِنْس؛ قَالَ أَعْشى باهِلَة: يَمْشي بِبَيْداءَ لَا يَمْشي بِهَا أَحَدٌ، ... وَلَا يُحَسُّ مِنَ الخَافِي بِهَا أَثَرُ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَصابها رِيحٌ مِنَ الخَافِي أَي مِنَ الجِنِّ. وَقَالَ ابْنُ مُناذِرٍ: الخَافِية مَا يَخْفى فِي البَدَن مِنَ الجِنِّ. يُقَالُ: بِهِ خَفِيَّة أَي لَمَم ومَسٌّ. والخَافِيَة والخَافِياءُ: كَالْخَافِي، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَوافٍ. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ أَيضاً: أَصابه رِيحٌ مِنَ الخَوَافِي؛ قَالَ: هُوَ جَمْعُ الخَافِي يَعْنِي الَّذِي هُوَ الجِنُّ، وَعِنْدِي أَنهم إِذا عَنَوْا بالخَافِي الجِنَّ فَهُوَ مِنَ الِاسْتِتَارِ، وإِذا عَنَوا بِهِ الإِنسَ فَهُوَ مِنَ الظُّهُورِ وَالِانْتِشَارِ. وأَرضٌ خافيةٌ: بِهَا جِنٌّ؛ قَالَ المَرَّار الْفَقْعَسِيُّ: إِليك عَسَفْتُ خَافِيَةً وإِنْساً ... وغِيطاناً، بِها للرَّكْبِ غُولُ وَفِي الْحَدِيثِ: إِن الحَزَاةَ يَشْرَبُها أَكايِس النِّسَاءِ للخَافِية والإِقْلاتِ ؛ الخَافِية: الجِنُّ سُمُّوا بِذَلِكَ لاسْتِتارهم عَنِ الأَبصار. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخَافِين ؛ والقَرَعُ، بِالتَّحْرِيكِ: قِطعٌ مِنَ الأَرض بَيْنَ الكَلإِ لَا نَباتَ بِهَا. والخَوَافِي: رِيشَات إِذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَيْه خَفِيت؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الرِّيشَات الأَربع اللَّوَاتِي بعدَ المَناكِب، وَالْقَوْلَانِ مُقْتربان؛ وَقَالَ ابْنُ جَبَلة: الخَوَافِي سبعُ رِيشات يَكُنَّ فِي الجَناحِ بَعْدَ السبْع المُقَدَّمات، هَكَذَا وَقَعَ فِي الْحِكَايَةِ عَنْهُ، وإِنما حَكَى النَّاسُ أَربعٌ قَوادِمُ وأَربعٌ خَوافٍ، وَاحِدَتُهَا خَافِية. وَقَالَ الأَصمعي: الخَوَافِي مَا دُونَ الرِّيشَاتِ الْعَشْرِ مِنْ مُقَدَّمِ الجَناح. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن مَدينةَ قَومِ لُوطٍ حَمَلَها جِبْريل، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَى خَوافِي جَناحِه ؛ قَالَ: هِيَ الرِّيشُ الصِّغَارُ الَّتِي فِي جَناحِ الطَّائِرِ ضِدُّ القَوادِم، واحدَتُها خَافِيَة. وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: وَمَعِي خَنْجَرٌ مثلُ خَافِيَة النَّسْرِ ؛ يُرِيدُ أَنه صَغِيرٌ. والخَوَافِي: السَّعَفات اللَّواتي يَلِينَ القِلَبةَ، نَجْديةٌ، وَهِيَ فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ العَوَاهِنُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ السَّعَفات اللَّواتِي دُون القِلَبة، وَالْوَاحِدَةُ كَالْوَاحِدَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ السَّتْرِ. والخَفِيّة: غَيْضة مُلْتَفّة يتّخِذُها الأَسدَ عَرِينَهُ وَهِيَ خَفِيّته؛ وأَنشد: أُسود شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنّ خَوادِرُ

وَفِي الْمُحْكَمِ: هِيَ غَيْضَةٌ مُلْتَفَّة يَتَّخِذُ فِيهَا الأَسد عِرِّيساً فَيَسْتَتِرُ هُنَالِكَ، وَقِيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً اسْمَانِ لموضِعين عَلَمان؛ قَالَ: ونحنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ ... فَمَا شَرِبُوا، بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ، خَمْرَا وَقَوْلُهُمْ: أُسُودُ خَفِيَّةٍ كَمَا تَقُولُ أُسُود حَلْيَةٍ، وَهُمَا مَأْسَدَتان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّمَاعُ أُسُود خَفِيَّةٍ وَالصَّوَابُ خفِيَّةَ، غيرَ مَصْرُوفٍ، وإِنما يُصْرَفُ فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِ الأَشهب بْنِ رُميلة: أُسُودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، ... تَسَاقَوْا، عَلَى لَوحٍ، دِماءَ الأَساوِدِ والخَفِيَّةُ بئرٌ كَانَتْ عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثُمَّ حُفِرَتْ، وَالْجَمْعُ الخَفَايا والخَفِيَّات. والخَفِيَّة: البئرُ القَعِيرَةُ لِخَفاءِ مَائِها. وخفو خَفَا البَرْقُ خفو يَخْفُو خفو خَفْواً وخَفَا البَرْقُ وخَفِيَ خَفْياً فِيهِمَا؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: بَرَق بَرْقاً خَفِيّاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً فِي نَواحي الْغَيْمِ، فإِن لَمَع قَلِيلًا ثُمَّ سَكَن وَلَيْسَ لَهُ اعْتِرَاضٌ فَهُوَ الوَمِيضُ، وإِن شَقَّ الغَيْم واسْتَطال فِي الجَوِّ إِلى السماءِ مِنْ غَيْرِ أَن يأْخُذَ يَميناً وَلَا شِمَالًا فَهُوَ العَقِيقَة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الوَميضُ أَن يُومِضَ البَرْق إِيماضَة خَفِيفَة ثُمَّ يَخْفى ثُمَّ يُومِض، وَلَيْسَ فِي هَذَا يأْس مِنَ الْمَطَرُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: خفو الخَفْوُ اعْتِراض البَرْق فِي نَواحِي السَّمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سأَلَ عَنِ البَرْق فَقال أَخفو خَفْواً أَم ومِيضاً. وخَفا البَرْقُ إِذا بَرَق بَرْقاً ضَعِيفًا. وَرَجُلٌ خَفِيُّ البَطْنِ: ضَامره خَفيفُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَقامَ، فأَدْنَى مِن وِسادي وِسادَهُ، ... خَفِيَ البَطْنِ ممْشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ وَقَوْلُهُمْ: بَرِحَ الخَفَاءُ أَي وضَحَ الأَمرُ وَذَلِكَ إِذا ظَهَرَ. وَصَارَ فِي بَراحٍ أَي فِي أَمر مُنْكَشِفٍ، وَقِيلَ: بَرِحَ الخَفَاءُ أَي زَالَ الخَفاء، قَالَ: والأَول أَجود. قَالَ بعضهم: الخَفاءُ المُتَطَأْطِيءُ مِنَ الأَرض الخَفِيُّ، والبَراحُ الْمُرْتَفِعُ الظاهرُ، يَقُولُ صَارَ ذَلِكَ المُتَطَأْطِئُ مُرْتَفِعًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَفَاءُ هُنَا السِّرّ فَيَقُولُ ظهَر السِّرّ، لأَنا قَدْ قَدَّمْنَا أَن البَراحَ الظاهرُ المُرْتَفِع؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ إِذا حَسُن مِنَ المرأَة خَفِيَّاها حَسُنْ سائرُها؛ يَعْنِي صَوْتَها وأَثَرَ وطْئِها الأَرضَ، لأَنها إِذا كَانَتْ رخيمةَ الصَّوْتِ دلَّ ذَلِكَ عَلَى خَفَرِها، وإِذا كَانَتْ مُقارِبة الخُطى وتَمَكَّنَ أَثرُ وطْئِها فِي الأَرض دلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنّ لَهَا أَرْدافاً وأَوْراكاً. اللَّيْثُ: والخِفاءُ رِداءٌ تَلْبَسه المرأَة فَوْقَ ثِيَابِهَا. وكلُّ شَيْءٍ غطَّيْته بِشَيْءٍ مِنْ كِسَاءٍ أَو نَحْوِهِ فَهُوَ خِفاؤُه، وَالْجَمْعُ الأَخْفِيَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: عَلَيْهِ زادٌ وأَهْدامٌ وأَخْفِيَة، ... قَدْ كَادَ يَجْتَرُّها عَنْ ظَهْرِه الحَقَب خلا: خَلا المكانُ والشيءُ يَخْلُو خُلُوّاً وخَلاءً وأَخْلَى إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَحد وَلَا شَيْءَ فِيهِ، وَهُوَ خالٍ. والخَلاءُ مِنَ الأَرض: قَرارٌ خالٍ. واسْتَخْلَى: كخَلا مِنْ بَابِ عَلَا قِرْنَه واسْتَعْلاه. وَمِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ؛ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. وَمَكَانٌ خَلاء: لَا أَحد بِهِ وَلَا شَيْءَ فِيهِ. وأَخْلَى الْمَكَانَ: جَعَلَهُ خَالِيًا. وأَخْلاه: وَجَدَهُ كَذَلِكَ. وأَخْلَيْت أَي خَلَوْت، وأَخْلَيْتُ غيرِي، يَتعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ قَالَ عُتَيّ بْنُ مَالِكٍ العُقَيْلي: أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبِنْ، ... فأَخْلَيْتُ، فاسْتَعْجَمْت عندَ خَلائي «4».

_ (4). قوله [عند خلائي] هكذا في الأَصل والصحاح، وفي المحكم: عند خلائيا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه أَخْلَيْتُ وجدْتُها خَالِيَةً مِثْلَ أَجْبَنْته وجدْته جَباناً، فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَكُونُ مَفْعُولُ أَخْلَيْتُ مَحْذُوفًا أَي أَخْلَيْتها. وَفِي حَدِيثِ أُمّ حَبيبةَ: قَالَتْ لَهُ لستُ لَكَ بمُخْلِيَةٍ أَي لَمْ أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجات غَيْرِي، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ قَوْلِهِمُ امرأَة مُخْلِية إِذا خَلَتْ مِنَ الزَّوْج. وخَلا الرجلُ وأَخْلَى: وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ. وَفِي الْمَثَلِ: الذئبُ مُخْلِياً أَشدُّ. والخَلاءُ، مَمْدُودٌ: البَرازُ مِنَ الأَرض. وأَلْفَيتُ فُلَانًا بخَلاءٍ مِنَ الأَرض أَي بأَرض خاليةٍ. وخَلَت الدَّارُ خَلاءً إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهَا أَحَدٌ، وأَخْلاها اللَّهُ إِخْلاءً. وخَلا لَكَ الشيءُ وأَخْلَى: بِمَعْنَى فَرَغَ؛ قَالَ مَعْن بْنِ أَوْس المُزَني: أَعاذِلَ، هَلْ يأْتي القبائِلَ حَظُّها ... مِنَ المَوْتِ أَم أَخْلى لَنَا الموتُ وحْدَنا؟ ووجدْت الدَّارَ مُخْلِيَةً أَي خالِيَة، وَقَدْ خَلَت الدارُ وأَخْلَتْ. ووَجَدت فلانةَ مُخْلِيَة أَي خالِيَة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذا أَدْرَكْتَ منَ الجُمُعَة رَكْعَةً فإِذا سَلَّم الإِمام فأَخْلِ وَجْهَك وضُمَّ إِليها ركْعة، وإِن لَمْ تُدْرِك الرُّكوعَ فَصَلِّ أَرْبعاً ؛ قَالَ شَمِرٌ: قوله ف أَخْلِ وجْهَكَ مَعْنَاهُ فِيمَا بَلَغَنا اسْتَتِرْ بإِنسانٍ أَو شَيءْ وصَلِّ رَكْعة أُخْرى، ويُحْمَل الاسْتِتار عَلَى أَن لَا يراهُ الناسُ مُصَلِّياً مَا فاتَه فَيَعْرِفوا تقصيرَه فِي الصلاةِ، أَو لأَنَّ النَّاسَ إِذا فَرَغوا مِنَ الصلاةِ انْتَشروا راجِعِين فأَمَرَه أَن يَسْتَتِرَ بِشَيْءٍ لِئَلَّا يَمُرّوا بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَخْلِ أَمْرَكَ واخْلُ بأَمْرِك أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ لَهُ. وتَخَلَّيت: تَفَرَّغت. وخَلا عَلَى بعضِ الطعامِ إِذا اقْتَصَر عَلَيْهِ. وأَخْلَيْتُ عنِ الطعامِ أَي خَلَوْت عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَمِيمٌ تَقُولُ خَلا فُلان عَلَى اللَّبَنِ وَعَلَى اللَّحْمِ إِذا لَمْ يأْكُلْ مَعَهُ شَيْئًا وَلَا خَلَطَه بِهِ، قَالَ: وكِنانَةُ وقيسٌ يَقُولُونَ أَخْلى فُلَانٌ عَلَى اللَّبَنِ واللَّحْمِ؛ قَالَ الرَّاعِي: رَعَتْه أَشهراً وخَلا عَلَيْها، ... فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغارا ابْنُ الأَعرابي: اخْلَوْلى إِذا دَامَ عَلَى أَكلِ اللَّبنِ، واطْلَوْلى حَسُن كلامهُ، واكْلَوْلى «1». إِذا انْهَزَم. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَخْلو عَلَيْهِمَا أَحدٌ بِغَيْرِ مكةَ إِلَّا لَمْ يُوافِقاهُ ، يَعْنِي الماءَ واللحْم أَي ينفرِدُ بِهِمَا. يُقَالُ: خَلا وأَخْلَى، وَقِيلَ: يَخْلُو يَعْتَمِدُ، وأَخْلَى إِذا انْفَرَدَ؛ ومنه الحديث: ف اسْتَخْلاهُ البُكاءُ أَي انْفَرَدَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَخْلَى فلانٌ عَلَى شُرْب اللَّبنِ إِذا لَمْ يأْكلْ غيرَه، قَالَ أَبو مُوسَى: قَالَ أَبو عَمْرٍو هُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْحَاءِ لَا شَيْءَ. واسْتَخْلاهُ مَجْلِسَه أَي سَأَله أَن يُخْلِيَه لَهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كانَ أُناسٌ يَستَحْيُون أَن يَتخَلَّوْا فيُفْضُوا إِلى السماءِ ؛ يَتَخَلَّوْا: مِنَ الخَلاء وَهُوَ قضاءُ الْحَاجَةِ، يَعْنِي يَستَحْيُون أَن يَنْكَشِفُوا عِنْدَ قَضَائِهَا تَحْتَ السَّمَاءِ. والخَلاء، مَمْدُودٌ: المُتَوَضَّأ لِخُلُوِّه. واسْتَخْلَى المَلِكَ فأَخْلاه وخَلا بِهِ، وخَلا الرجلُ بصاحِبه وإِلَيْه ومَعَه؛ عَنْ أَبي إِسحاق، خُلُوّاً وخَلاءً وخَلْوةً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: اجْتَمَعَ مَعَهُ فِي خَلْوة. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ ؛ وَيُقَالُ: إِلى بمعْنى مَعْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ*. وأَخْلَى مَجْلِسَه، وَقِيلَ: الخَلاءُ والخلُوُّ المصْدر، والخَلْوَة الِاسْمُ. وأَخْلَى بِهِ؛ كخَلا؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَيَصْلُحُ أَن يَكُونَ خَلَوْت به أَي

_ (1). قوله [واكلولى] هكذا في الأصل والتهذيب

سَخِرْتُ مِنْهُ. وخَلا بهِ: سَخِرَ مِنْهُ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا حَرْفٌ غَرِيبٌ لَا أَعْرِفه لِغَيْرِهِ، وأَظنه حفِظَه. وَفُلَانٌ يَخْلُو بفلانٍ إِذا خادَعَه. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَخْلَيْت بِفُلَانٍ أُخْلِي بهِ إِخْلاءً الْمَعْنَى خَلَوْت بِهِ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: اخْلُ مَعي حَتَّى أُكَلِّمَك أَي كُنْ مَعِي خَالِيًا. وَقَدِ اسْتَخْلَيْتُ فُلَانًا: قُلْتُ لَهُ أَخْلِني؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وذَلِكَ مِنْ وَقَعاتِ المَنُون، ... فأَخْلِي إِلَيْكِ وَلَا تَعْجَبِي أَي أَخْلِي بأَمْرِك مِنْ خَلَوْت. وخَلا الرجلُ يَخْلو خَلْوةً. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرى القَمَر مُخْلِياً بِهِ؟ يُقَالُ: خَلَوتُ بِهِ وَمَعَهُ وإِليه وأَخْلَيْت بِهِ إِذا انْفَرَدْتُ بِهِ، أَي كُلُّكم يَرَاهُ مُنْفَرِدًا لِنَفْسِهِ، كَقَوْلِهِ: لَا تُضارُون فِي رُؤْيَته. وَفِي حَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيم: إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنك تَنْهى عَنِ الغَيِّ وتَسْتَخْلِي بِهِ أَي تَسْتَقِلّ بِهِ وتَنْفَرد. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: تَرَكْتُه مُخْلِياً بِفُلَانٍ أَي خَالِيًا بِهِ. واسْتَخْلَى بِهِ: كَخَلا، عَنْهُ أَيضاً، وخَلَّى بَيْنَهُمَا وأَخْلاه مَعَهُ. وكُنَّا خِلْوَيْن أَي خالِيَيْن. وَفِي المَثَل: خَلاؤُك أَقْنى لِحَيائِك أَي منزِلُك إِذا خَلَوْت فِيهِ أَلْزَم لِحَيائِك، وأَنت خَلِيٌّ مِنْ هَذَا الأَمر أَي خالٍ فارِغٌ مِنَ الْهَمِّ، وَهُوَ خِلافُ الشَّجِيِّ. وَفِي الْمَثَلِ: وَيْلٌ للشَّجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ؛ الخَلِيُّ الَّذِي لَا همَّ لهُ الفارِغ، وَالْجَمْعُ خَليُّون وأَخْلِياء. والخِلْوُ: كالخَلِيِّ، والأُنثى خِلْوَةٌ وخِلْوٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: وقائِلَةٍ: خَوْلانُ فانْكِحْ فتاتَهُمْ ... وأُكْرُومَةُ الحَيّيْنِ خِلْوٌ كَمَا هِيا وَالْجَمْعُ أَخْلاءٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَن لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ وَقَدْ ثَنَّى بَعْضُهُمْ وَجَمَعَ وأَنث، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَنت خِلْوٌ مِنْ مُصِيبَتي ؛ الخِلْوُ، بِالْكَسْرِ: الفارِغُ الْبَالِ مِنَ الْهُمُومِ، والخِلْو أَيضاً المُنْفَرِدُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذا كنْتَ إِماماً أَوْ خِلْواً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً: أَنت خَلاءٌ مِنْ هَذَا الأَمرِ كَخَلِيّ، فَمَنْ قَالَ خِليٌّ ثنَّى وَجَمَعَ وأَنث، وَمَنْ قَالَ خَلاءٌ لَمْ يُثَنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنث. وَتَقُولُ: أَنا مِنْكَ خَلاءٌ أَي بَراءٌ، إِذا جَعَلْتَهُ مَصْدَرًا لَمْ تُثَنَّ وَلَمْ تُجْمَعْ، وإِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا عَلَى فَعِيلٍ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وأَنثت وَقُلْتَ أَنا خَلِيٌّ مِنْكَ أَي بَرِيءٌ مِنْكَ. وَيُقَالُ: هُوَ خِلْوٌ مِنْ هَذَا الأَمر أَي خالٍ، وَقِيلَ أَي خارِجٌ، وَهُمَا خِلْوٌ وَهُمْ خِلْوٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَمَا خِلْوان مِنْ هَذَا الأَمر وَهُمْ خِلاءٌ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. والخَالِي: العَزَبُ الَّذِي لَا زَوْجَة لَهُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ أَخْلاءٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَلَمْ تَرَني أُصْبي عَلى المَرْءِ عِرْسَهُ، ... وأَمْنَعُ عِرْسي أَن يُزَنَّ بِهَا الخَالِي؟ وخَلَّى الأَمْرَ وتَخَلَّى مِنْهُ وَعَنْهُ وخَالاه: تَرَكه. وخَالَى فُلَانًا: تَرَكه؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْياني لزُرْعة بْنِ عَوْف، حينَ بعثَ بَنُو عَامِرٍ إِلى حِصْن بْنِ فَزَارَةَ وإِلى عُيَيْنَة بنِ حِصْنٍ أَن اقْطَعُوا مَا بيْنَكُم وبَينَ بَنِي أَسَدٍ، وأَلْحِقُوهمْ ببَني كنانَة ونحالِفُكُمْ، فنَحْنُ بَنُو أَبيكم، وَكَانَ عُيَيْنَة هَمَّ بِذَلِكَ فَقَالَ النَّابِغَةُ: قالَتْ بَنُو عامِرٍ: خالُوا بَنِي أَسدٍ، ... يَا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِ أَي تارِكُوهُمْ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ، قال ف خَلَّى

عَنْهُمْ أَربعين عَامًا ثُمَّ قال اخْسَؤُا فِيها أَي ترَكَهُم وأَعرَض عَنْهُمْ. وخَالانِي فُلَانٌ مُخَالاةً أَي خالَفَني. يُقَالُ: خَالَيْته خِلاءً إِذا تَركْتَه؛ وَقَالَ: يأْبى البَلاءُ فَمَا يَبْغِي بهمْ بَدَلًا، ... وَمَا أُرِيدُ خِلاءً بعدَ إِحْكامِ يأْبى البَلاءُ أَي التَّجْرِبة أَي جَرَّبْناهم فأَحْمَدْناهُمْ فَلَا نخالِيهمْ. والخَلِيَّةُ والخَلِيُّ: مَا تُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ مِنْ غَيْرِ مَا يُعالَجُ لَهَا مِنَ العَسَّالاتِ، وَقِيلَ: الخَلِيَّة مَا تُعَسِّل فِيهِ النَّحل مِنْ راقُودٍ أَو طِينٍ أَو خَشبة مَنْقُورة، وَقِيلَ: الخَلِيَّة بَيْتُ النَّحْل الَّذِي تُعَسِّلُ فِيهِ، وَقِيلَ: الخَلِيَّةُ مَا كَانَ مَصْنُوعًا، وَقِيلَ: الخَلِيَّة والخَلِيُّ خَشَبة تُنْقَرُ فيُعَسِّلُ فِيهَا النَّحلُ؛ قَالَ: إِذا مَا تأَرَّتْ بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ ... شَرِيجَيْنِ مِمَّا تَأْتَرِي وتُتِيع شَرِيجَيْنِ أَي ضَرْبَيْنِ مِنَ الْعَسَلِ. والخَلِيَّة: أَسفَلُ شَجَرة يُقَالُ لَهَا الخَزَمة كأَنه راقُود، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقُودِ يُعْمَل لَهَا مِنْ طِينٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي خَلايا النَّحلِ إِنَّ فِيهَا العُشْرَ. اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت الخَلِيَّة مِنْ طِين فَهِيَ كُوَّارة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عَامِلًا لَهُ عَلَى الطائِف كتَبَ إِليه إِن رِجالًا مِنْ فَهْمٍ كَلَّموني فِي خَلايا لَهُمْ أَسْلَموا عَلَيْهَا وسأَلوني أَنْ أَحْمِيَها لهمْ ؛ الخَلايا: جمعُ خَلِيَّة وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تُعَسّل فِيهِ النَّحل. والخَلِيَّة مِنَ الإِبل: الَّتِي خُلِّيَتْ للحَلْب، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي عَطَفتْ عَلَى وَلَدٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي خَلَتْ عَنْ وَلَدِها ورَئِمَتْ وَلَدَ غيرِها، وإِنْ لَمْ تَرْأَمْهُ فَهِيَ خَلِيَّة أَيضاً، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي خَلَتْ عَنْ وَلَدِهَا بمَوْت أَو نَحْر فتُسْتَدَرُّ بوَلَدِ غيرِها وَلَا تُرْضِعُه، إِنما تَعْطِفُ عَلَى حُوارٍ تُستَدَرُّ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن تُرْضِعَه، فسُمِّيت خَلِيَّة لأَنها لَا تُرْضِعُ ولدَها وَلَا غيرَه؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَلِيَّة الَّتِي تُنْتَج وَهِيَ غَزِيرَةٌ فيُجَرُّ ولدُها مِنْ تَحْتِهَا فيُجعل تَحْتَ أُخرى وتُخَلَّى هِيَ لِلْحَلْبِ وَذَلِكَ لكَرَمِها. قَالَ الأَزهري: ورأَيت الخَلايا فِي حَلائبهم، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: بَنُو فُلَانٍ قَدْ خَلَوْا وهمْ يَخْلُون. والخَلِيَّة: النَّاقَةُ تُنْتَج فيُنْحَر ولدُها ساعةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقةٍ كَانَتْ ولدَتْ قَبلَها فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُنظَر إِلى أَغْزَر النَّاقَتَيْنِ فتُجعل خَلِيَّةً، وَلَا يَكُونُ للحُوار مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها وتُركَت الأُخرى للحُوار يَرْضعُها مَتَى مَا شَاءَ وتُسمَّى بَسُوطاً، وَجَمْعُهَا بُسْطٌ، وَالْغَزِيرَةُ الَّتِي يتَخلَّى بلَبَنِها أَهلُها هِيَ الخَلِيَّة. أَبو بَكْرٍ: نَاقَةٌ مِخلاءٌ أُخْلِيَت عَنْ ولدِها؛ قَالَ أَعرابي: عِيطُ الهَوادي نِيطَ مِنها بالحُقِي [بالحِقِي]، ... أَمْثالُ أَعْدالِ مَزَادِ المُرْتَوي، مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ ومُخْلاةٍ صَفي والمُرْتوي: المُسْتَقي، وَقِيلَ: الخَلِيَّة نَاقَةٌ أَو نَاقَتَانِ أَو ثَلَاثٌ يُعْطَفْنَ عَلَى ولدٍ وَاحِدٍ فيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فيَرْضعُ الْوَلَدُ مِنْ وَاحِدَةٍ، ويتَخلَّى أَهلُ الْبَيْتِ لأَنفُسِهم وَاحِدَةً أَو ثِنْتَيْنِ يَحْلُبونها. ابْنُ الأَعرابي: الخَلِيَّة النَّاقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ وَلَدُهَا عَمْداً ليَدُوم لَهُمْ لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بِحُوارِ غيرِها، فإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واحْتُلِبَتْ، وَرُبَّمَا جَمَعُوا مِنَ الخَلايا ثَلَاثًا وأَربعا عَلَى حُوارٍ واحدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رُبَّمَا عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَربعاً عَلَى فَصيل وبأَيَّتِهِنَّ شاؤُوا تَخَلَّوْا. وتَخَلَّى خَلِيَّة: اتَّخَذَها لنفْسه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ يَصِفُ فَرَسًا: أَمرْتُ بِهَا الرِّعاءَ ليُكرموها، ... لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِ

وَيُرْوَى: أَمْرتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها والخَلِيَّة مِنَ الإِبل: المطلَقة مِنْ عِقال. ورُفِعَ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، رجلٌ وَقَدْ قَالَتْ لَهُ امرأَتُه شَبِّهْني فَقَالَ: كأَنكِ ظَبْيَةٌ، كأَنكِ حمامةٌ فَقَالَتْ: لَا أَرضَى حَتَّى تقولَ خَليَّة طالِقٌ فَقَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خُذْ بِيَدِهَا فإِنها امرأَتُك لمَّا لَمْ تَكُنْ نيتُه الطلاقَ، وإِنما غالَطَتْه بِلَفْظٍ يُشْبِه لَفْظَ الطَّلَاقِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالخَلِيَّة هَاهُنَا النَّاقَةَ تُخَلَّى مِنْ عِقالها، وطَلَقَت مِنَ العِقال تَطْلُقُ طَلْقاً فَهِيَ طَالِقٌ، وَقِيلَ: أَراد بالخَلِيَّة الغزيرةَ يؤْخذ وَلَدُهَا فيُعطَفُ عَلَيْهِ غيرُها وتُخَلَّى للحَيِّ يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا، والطالِقُ: النَّاقَةُ الَّتِي لَا خِطَام لَهَا، وأَرادت هِيَ مُخادَعَته بِهَذَا الْقَوْلِ ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا الطلاقُ، فَقَالَ لَهُ عُمر: خُذْ بِيَدِهَا فإِنها امرأَتك ، وَلَمْ يُوقِعِ الطَّلَاقَ لأَنه لَمْ يَنْوِ الطلاقَ، وَكَانَ ذَلِكَ خِداعاً مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْع: كنتُ لكِ كأَبي زَرْع لأُم زَرْع فِي الأُلْفَة والرِّفاء لَا فِي الفُرْقة والخَلاء ، يَعْنِي أَنه طَلَّقها وأَنا لَا أُطَلِّقك. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَلِيَّةُ كَلِمَةٌ تُطَلَّقُ بِهَا المرأَة يُقَالُ لَهَا أَنتِ بَرِيَّة وخَلِيَّة، كِنَايَةً عَنِ الطَّلَاقِ تَطْلُق بِهَا المرأَة إِذا نوَى طَلَاقًا، فَيُقَالُ: قَدْ خَلَت المرأَةُ مِنْ زَوْجِهَا. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: امرأَة خَلِيَّةٌ ونساءٌ خَلِيَّاتٌ لَا أَزواج لهُنَّ وَلَا أَولادَ، وَقَالَ: امرأَةٌ خِلْوةٌ وامرأَتان خِلْوَتان وَنِسَاءٌ خِلْواتٌ أَي عَزَبات. وَرَجُلٌ خَلِيٌّ وخَلِيّانِ وأَخْلِياءُ: لَا نساءَ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: الخَلِيَّة ثَلَاثٌ ، كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُ لِزَوْجَتِهِ أَنتِ خَلِيَّة فَكَانَتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِيَ فِي الإِسلام مِنْ كِنايات الطَّلَاقِ فإِذا نَوَى بِهَا الطَّلَاقَ وَقَعَ. أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: إِنه لَحُلْوُ الخَلا إِذا كَانَ حسَنَ الْكَلَامِ؛ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ: ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوة مِنْهُمُو ... بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضِّبابِ الخَوادعِ شَمِرٌ: المُخالاةُ المبارَزَةُ. والمُخالاةُ: أَن يَتخلَّوْا مِنَ الدُّورِ ويَصيروا إِلى الدُّثُورِ. اللَّيْثُ: خَالَيْت فُلَانًا إِذا صارَعْته، وَكَذَلِكَ المُخالاةُ فِي كلِّ أَمرٍ؛ وأَنشد: وَلَا يَدْرِي الشَّقِيُّ بمَنْ يُخالِي قَالَ الأَزهري: كأَنه إِذا صَارَعَهُ خَلا بِهِ فَلَمْ يَسْتَعِنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا بأَحَدٍ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَخْلُو بِصَاحِبِهِ. وَيُقَالُ: عَدُوٌّ مُخَالٍ أَي لَيْسَ لَهُ عَهْد؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: غَيْرُ بِدْعٍ منَ الجِيادِ، وَلَا يُجْنَبْنَ ... إِلَّا عَلَى عَدُوٍّ مُخَالِي وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَالَيْت العَدُوَّ تَرَكَتْ مَا بَيْني وَبَيْنَهُ مِنَ المُواعَدة، وَخَلَا كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا مِنَ العَهْد. والخَلِيَّة: السَّفِينة الَّتِي تَسير مِنْ غَيْرِ أَن يُسَيِّرَها مَلَّاح، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُهَا زَوْرَق صَغِيرٌ، وَقِيلَ: الخَلِيَّة الْعَظِيمَةُ مِنَ السُّفُن، وَالْجَمْعُ خَلايا، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كأَنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة، غُدْوَةً، ... خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ وَقَالَ الأَعشى: يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع، ... وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِمْ وَخَلَا الشيءُ خُلُوّاً: مَضَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ؛ أَي مَضَى وأُرْسِل. والقُرون الخَالِيَة: هُم المَواضي. وَيُقَالُ: خَلا قَرْنٌ فَقَرْنٌ أَي مَضى. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: تَزَوَّجْت

امرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا أَي كَبِرَتْ ومَضى مُعْظَم عُمْرِها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فلمَّا خَلا سِنِّي ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْني ؛ تُرِيدُ أَنها كَبِرَت وأَولَدت لَهُ. وتَخَلَّى عَنِ الأَمر وَمِنَ الأَمر: تَبَرَّأَ. وتَخَلَّى: تَفَرَّغ. وَفِي حَدِيثِ مُعاوية القُشَيْرِي: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا آياتُ الإِسلامِ؟ قَالَ: أَن تَقُولَ أَسْلَمْتُ وجْهِي إِلى اللَّهِ وتَخَلَّيْتُ ؛ التَّخَلِّي: التفَرُّغُ. يُقَالُ: تَخَلَّى لِلْعِبَادَةِ، وَهُوَ تَفَعُّلٌ مِنَ الخُلُوّ، وَالْمُرَادُ التَّبَرُّؤُ مِنَ الشرْكِ وعقْدُ القَلْبِ عَلَى الإِيمان. وخَلَّى عَنِ الشَّيْءِ: أَرْسَلَه، وخَلَّى سبيلَه فَهُوَ مُخَلّىً عَنْهُ، ورأَيته مُخَلِّياً؛ قَالَ الشَّاعِرِ: مَا لِي أَراك مُخَلِّياً، ... أَيْنَ السلاسِلُ والقُيُود؟ أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمْ ... أَمْ ليسَ يَضْبِطُكَ الحدِيد؟ وخَلَّى فلانٌ مكانَه إِذا مَاتَ؛ قَالَ: فإِنْ يكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مكانَه، ... فَمَا كَانَ وقَّافاً وَلَا مُتَنَطِّقا قَالَ ابْنُ الأَعرابي: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ، وَخَلَا إِذا أَكل الطَّيِّبَ، وَخَلَا إِذا تعيَّد، وَخَلَا إِذا تَبَرَّأَ مِنْ ذَنْبٍ قُرِفَ بِهِ. وَيُقَالُ: لَا أَخْلَى اللهُ مكانَك، تَدْعُو لَهُ بالبَقاء. وخَلا: كَلِمَةٌ مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ تَجُرُّ مَا بَعْدَهَا وتنصِبُه، فإِذا قُلْتَ مَا خَلا زَيْدًا فَالنَّصْبُ لَا غَيْرَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ مَا فِي الدَّارِ أَحد خَلا زَيْدًا وزيدٍ، نصْبٌ وجَرّ، فإِذا قُلْتَ مَا خَلَا زَيْدًا فانْصِبْ فإِنه قَدْ بُيِّنَ الفِعْلُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تقول جاؤوني خَلَا زَيْدًا، تَنْصِبُ بِهَا إِذا جَعَلْتها فِعْلًا وَتُضْمِرَ فِيهَا الْفَاعِلَ كأَنك قُلْتَ خَلَا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ خَلَا بعضُهم زَيْدًا، فإِذا قُلْتَ خَلَا زَيْدٍ فجررتْ فَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ حَرْفُ جَرٍّ بِمَنْزِلَةِ حَاشَى، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ مَصْدَرٌ مُضَافٌ، وأَما مَا خَلَا فَلَا يَكُونُ بَعْدَهَا إِلَّا النصب، تقول جاؤوني مَا خَلَا زَيْدًا لأَن خَلا لَا تَكُونُ بَعْدَ مَا إِلَّا صِلَةً لَهَا، وَهِيَ مَعَهَا مَصْدَرٌ، كأَنك قلت جاؤوني خُلُوَّ زَيْدٍ أَي خُلُوَّهُم مِنْ زَيْدٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا الْمَصْدَرِيَّةُ لَا تُوصَلُ بِحَرْفِ الْجَرِّ، فَدَلَّ أَن خَلَا فِعْلٌ. وَتَقُولُ: مَا أَردت مَساءَتَك خَلا أَني وعَظْتك، مَعْنَاهُ إِلَّا أَني وَعَظْتُكَ؛ وأَنشد: خَلا اللهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ، وإِنَّما ... أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا وَفِي الْمَثَلِ: أَنا مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْن خَلاوَةَ أَي بَرِيءٌ خَلاءٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حَرْفِ الْجِيمِ. وخَلاوَةُ: اسْمُ رَجُلٍ مشتقٌّ مِنَ ذَلِكَ. وبَنُو خَلاوَةَ: بَطْنٌ مِنْ أَشْجَعَ، وَهُوَ خَلاوَةُ بْنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرِ بنِ أَشْجَعَ؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبيّ: خَلاوِيَّةٌ إِنْ قُلْتَ جُودي، وجَدْتَها ... نَوَارَ الصَّبَا قَطَّاعَةً للعَلائِقِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَلْوَتانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحدَتُهما خَلْوَة. وَقَوْلُهُمْ: افْعَلْ كَذَا وخَلاكَ ذَمٌّ أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عَنْكَ الذَّمُّ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: فَشَأْنَكِ فانْعَمي، وخَلاكِ ذَمٌّ، ... وَلَا أَرْجِعْ إِلى أَهْلٍ وَرَائي وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وخَلاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدوا ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والخَلى: الرَّطْبُ مِنَ النَّبات، وَاحِدَتُهُ خَلاةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الخَلى الرَّطْبُ من الحَشِيشِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ الخَلى الرُّطْبُ، بِالضَّمِّ لَا غَيْرَ، فإِذا قُلْتَ الرَّطْبُ مِنَ الحَشِيش فَتَحْت لأَنك تُرِيدُ ضِدَّ

الْيَابِسِ، وَقِيلَ: الخَلاةُ كُلُّ بَقْلة قَلَعْتها، وَقَدْ يُجْمَع الخَلى عَلَى أَخْلاءٍ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وجاءَ فِي الْمَثَلِ: عَبْدٌ وخَلىً فِي يَدَيْهِ أَي مَعَ عبودِيَّته غَنيٌّ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا تَقُلْ وحَلْيٌ فِي يَدَيْه. وَقَالَ الأَصمعي: الخَلى الرَّطْب من الحشيش، وَبِهِ سُمِّيت المِخْلاة، فَإِذَا يَبِس فَهُوَ حَشِيش؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ الأَعشى: وحَوْليَ بَكْرٌ وأَشْياعُهَا، ... ولَسْتُ خَلاةً لِمَنْ أَوْعَدَنْ أَي لَسْتُ بِمَنْزِلَةِ الخَلاةِ يأْخُذُها الآخِذُ كَيْفَ شَاءَ بَلْ أَنا فِي عِزّ ومَنَعة. وَفِي حَدِيثِ مُعْتَمِرٍ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ عَجين يُعْجَن بِدُرْدِيّ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يُسْكِرُ فَلا ، فَحَدَّث الأَصمعي بِهِ مُعْتَمِراً فَقَالَ: أَو كَانَ كَمَا قَالَ: رأَى فِي كَفِّ صاحِبِه خَلاةً، ... فتُعْجِبهُ ويُفْزِعُه الجَرِيرُ الخَلاةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الخَلا، وَذَلِكَ أَن مَعْنَاهُ أَن الرجلَ يَنِدُّ بَعيره، فيأْخُذُ بإحْدى يَدَيْه عُشْباً وبالأُخْرى حَبْلًا، فينظُر البعيرُ إلَيْهما فَلَا يَدْرِي مَا يَصْنَع، وَذَلِكَ أَنه أَعْجَبه فَتْوَى مالِكٍ وخافَ التحريمَ لِاخْتِلَافِ الناسِ فِي الْمُسْكِرِ فتَوقَّف وتمَثَّل بِالْبَيْتِ. وأَخْلَت الأَرضُ: كَثُرَ خَلاها. وأَخْلَى اللهُ الماشِيَةَ يُخْلِيها إخْلاءً: أَنْبَتَ لَهَا مَا تأْكُلُ مِنَ الخَلى؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وخَلى الخَلى خَلْياً واخْتَلاه فانْخَلَى: جَزَّه وقَطَعَه ونَزَعه، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نَزَعه. والمِخْلَى: مَا خَلاه وجَزَّه بِهِ. والمِخْلاةُ: مَا وَضَعه فِيه. وخَلى فِي المِخْلاةِ: جَمَع؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: الخَلى هُوَ الْحَشِيشُ الَّذِي يُحْتَشُّ مِنْ بُقول الرَّبِيع، وَقَدِ اخْتَلَيْته، وبِه سُمِّيت المِخْلاة، وَالْوَاحِدَةُ خَلاةٌ، وأَعْطِني مِخْلاةً أَخْلِي فِيهَا. وخَلَيْت فَرَسي إِذَا حَشَشْت عَلَيْهِ الحَشيش. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ مَكَّة: لَا يُخْتَلَى خَلاها ؛ الخَلَى: النَّبات الرَّقِيقُ مَا دَامَ رَطْباً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَخْتَلِي لِفَرسِه أَي يَقْطَع لَهَا الخَلَى. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: إِذَا اخْتُلِيَتْ فِي الحَرْبِ هامُ الأَكابِرِ أي قُطِعَتْ رُؤُوسُهُم. وخَلى البَعِيرَ والفَرَس يَخْلِيها خَلْياً: جَزَّ لَه الخَلَى. والسيفُ يَخْتَلِي أَي يَقْطَع. والمُخْتَلُون والخَالُون: الَّذِينَ يَخْتَلُون الخَلَى وَيَقْطَعُونَهُ. وخَلَى اللِّجامَ عَنِ الْفَرَسِ يَخْلِيهِ: نَزَعَه. وخَلَى الفرسَ خَلْياً: أَلْقَى فِي فِيهِ اللِّجامَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي خَلَيْت الْفَرَسَ: تَمَطَّيْت أَخْلِيهِ اللِّجامَ وبَذَّنِي، ... وشَخْصي يُسامي شَخْصَه وَهْوَ طائِلُهْ «2» . وخَلَى القِدْرَ خَلْياً: أَلْقَى تَحْتَها حَطَباً. وخَلاها أَيضاً: طَرحَ فِيهَا اللَّحْمَ. ابْنُ الأَعرابي: أَخْلَيْتُ القِدْرَ إِذَا أَلْقَيْتَ تَحْتَها حَطَباً. وخَلَيْتُها إِذَا طَرَحْتَ فِيهَا اللَّحم، وَاللَّهُ أَعلم. خما: خَما الصَّوْتُ: اشْتَدَّ، وَقِيلَ: ارْتَفَعَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد هُوَ وَابْنُ الأَعرابي: كأَنّ صَوْتَ شُخْبِها، إِذَا خَما، ... صوتُ أَفاعٍ فِي خشِيٍّ أَعْشَما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَلفها يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْخَامِي الخامسُ؛ قَالَ الحادِرَةُ: مَضَى ثلاثُ سِنينٍ مُنْذُ حَلَّ بها، ... وعامُ حَلَّتْ وهذا التابعُ الخَامِي

_ (2). قوله [وهو طائله] كذا بالأَصل والتكملة، والذي بهامش نسخة قديمة من النهاية: ويطاوله

قَالَ: وَهَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ خما، كَمَا ذُكِرَ السَّادي في فصل سَدَى. خنا: الخَنا: مِنْ قَبِيحِ الْكَلَامِ. خَنا فِي مَنْطقه يَخْنُو خَناً، مَقْصُورٌ. والخَنَا: الفُحْش. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخَنَا مِنَ الْكَلَامِ أَفْحَشُه. وخَنا فِي كَلَامِهِ وأَخْنَى: أَفْحَش، وَفِي مَنْطقه إخْنَاءٌ؛ قَالَتْ بنتُ أَبي مُسافِعٍ القُرَشي وَكَانَ قَتَلَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو ... أَظافِيرَ وأَقْدامِ كحِبِّي، إذا تَلاقَوا، وَ ... وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانُ وأَنتَ الطاعِنُ النَّجْلاءِ ... مِنْهَا مُزْبِدٌ آنِ وَفِي الكَفِّ حُسامٌ صارِمٌ ... أَبْيَضُ خَذَّامُ وَقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، ... فَمَا تُخْنِي لصُحْبانِ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهَا الأَخفش كُلَّهَا مُقَيَّدَةً، وَرَوَاهَا أَبو عَمْرٍو مُطْلَقَةً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذَا قُيِّدَتْ فَفِيهَا عَيْبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الإِكْفاء بِالنُّونِ وَالْمِيمِ، وَإِذَا أَطلقت فَفِيهَا عَيْبَانِ الإِكْفاء والإِقْواء، قَالَ: وَعِنْدِي أَن ابْنَ جِنِّي قَدْ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ رَوَاهَا أَبو الْحَسَنِ الأَخفش مُقَيَّدَةً، لأَن الشِّعْرَ مِنَ الهَزَج وَلَيْسَ فِي الْهَزَجِ مَفَاعِيلْ بالإِسكان وَلَا فَعُولانْ، فَإِنْ كَانَ الأَخْفش قَدْ أَنشده هَكَذَا فَهُوَ عِنْدِي عَلَى إِنْشَادِ مَنْ أَنشد: أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ بِسُكُونِ الْبَاءِ، وَهَذَا لَا يُعْتَدُّ بِهِ ضَرْبًا لأَن فَعُولْ مُسَكَّنَةً لَيْسَتْ مِنْ ضُرُوبِ الْوَافِرِ، فَكَذَلِكَ مفاعيلْ أَو فَعُولانْ لَيْسَتْ مِنْ ضُرُوبِ الْهَزَجِ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالرِّوَايَةُ كَمَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَإِنْ كَانَ فِي الشِّعْرِ حِينَئِذٍ عَيْبَانِ مِنَ الإِقواء والإِكفاء إِذِ احتمالُ عَيْبَيْنِ وَثَلَاثَةٍ وأَكثر مِنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ مِنْ كَسْرِ الْبَيْتِ، وَإِنْ كُنْتَ أَيها النَّاظِرُ فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ أَهل العَروض فعِلْمُ هَذَا عَلَيْكَ مِنَ اللَّازِمِ الْمَفْرُوضِ. وكلامٌ خَنٍ وكَلِمَة خَنِيَةٌ، وَلَيْسَ خَنٍ عَلَى الفِعْل، لأَنا لَا نَعْلَمُ خَنِيَتِ الْكَلِمَةُ، وَلَكِنَّهُ عَلَى النَّسَب كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ طَعِمٌ ونَهِرٌ، وَنَظِيرُهُ كاسٍ إِلَّا أَنه عَلَى زِنَةِ فاعِلٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَي ذُو طَعامٍ وكسْوَة وسَيْرٍ بِالنَّهَارِ؛ وأَنشد: لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ وَقَوْلُ القُطامِيّ: دَعُوا النَّمْر، لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا خَنايَةً، ... فَقَدْ أَحْسَنَتْ فِي جُلّ مَا بَيننا النَّمْرُ بَنَى مِنَ الخنَا فَعالَة. وَقَدْ خَنِيَ عَلَيْهِ، بِالْكَسْرِ، وأَخْنَى عَلَيْهِ فِي مَنْطِقِه: أَفْحَشَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وَلَا تُخْنُوا عليَّ، وَلَا تُشِطُّوا ... بِقَوْلِ الفخْر، إِنَّ الفَخْرَ حُوبُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَخْنَى الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ الأَمْلاكِ ؛ الخَنا: الفُحْشُ فِي الْقَوْلِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ أَخْنَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ إِذَا مالَ عَلَيْهِ وأَهلكه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ لَمْ يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فَلَا حاجةَ لِلَّهِ فِي أَن يَدَعَ طَعامَه وَشَرَابَهُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي عُبَيْدَةَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَة وَاللَّهِ مَا كَانَ سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنهِ «1» فِي شِقَّةٍ مِنْ تَمْرٍ أَي

_ (1). قوله [ليخني بابنه] بهامش نسخة من النهاية ما نصه: الإِخناء على الشيء الإفساد ومنه الخنا وهو الفحش والكلام الفاسد، ودخلت الباء في بابنه للتعدية، والمعنى: ما كان ليجعله مخنياً على ضمانه خائساً به، واللام لتأكيد مَعْنَى النَّفْيِ كَأَنَّهُ قَالَ: سعد أجلّ من أن يضايق ابنه في هذا حتى يعجز عن الوفاء بما ضمن

يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه، وَهُوَ من أَخْنَى عليه الدِّهْرُ. وخَنَى الدَّهْرِ: آفاتُه؛ قَالَ لَبِيدٌ: قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى، ... وقَدرنا إِنْ خَنَى الدَّهرِ غَفَلْ وأَخْنَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ: طالَ. وأَخْنَى عَلَيْهِمُ الدهرُ: أَهلكهم وأَتَى عَلَيْهِمْ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا، ... أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ وأَخْنَى: أَفْسَدَ. وأَخْنَيْتُ عَلَيْهِ: أَفْسَدْتُ. والخَنْوةُ: الغَدْرَةُ. والخَنْوَة أَيضاً: الفُرْجَة فِي الخُصّ. وأَخْنَى الجرادُ: كَثُر بيضُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَخْنَى المَرْعَى: كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ زُهَيْرٍ: أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى، ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ والأَعرف الأَكثر أَجْنَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا أَن أَلفه يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا، وَاللَّهُ أَعلم. خوا: خَوَتِ الدارُ: تَهَدَّمَتْ وسَقَطَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً ، أَي خَالِيَةً كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ؛ أَي خاليةٌ، وَقِيلَ: ساقِطةٌ عَلَى سُقُوفها. وخَوَّتِ الدارُ وخَوِيَتْ خَيّاً وخُوِيّاً وخَواءً وخَوَايَةً: أَقْوَتْ وخَلَتْ مِنْ أَهلها. وأَرضٌ خاوِيَةٌ: خالِيةٌ مِنْ أَهلها، وَقَدْ تَكُونُ خَاوِيَةً مِنَ الْمَطَرِ. وخَوَى البيتُ إِذَا انْهَدَمَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خَنْساء: كَانَ أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَى ... مِمَّا بَناهُ الدهرُ دانٍ ظَلِيلْ خَوَى أَي تَهَدَّمَ ووَقَع. وَفِي حَدِيثِ سَهْلٍ: فَإِذَا هُمْ بِدَارٍ خاوِيَة عَلَى عُرُوشِها ؛ خَوَى إِذَا سَقَطَ وخَلا، وعُروشُها سُقُوفها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ . قال الله تعالى قي قصَّةِ عادٍ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ ؛ أعجازُ النَّخْلِ: أُصولُها، وَقِيلَ: خاوِيَة نَعْتٌ لِلنَّخْلِ لأَن النَّخْلَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ؛ المُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ عَنْ مَنْبِتِه، وَكَذَلِكَ الخاوِيَة مَعْنَاهَا مَعْنَى المُنْقَلِعِ، وَقِيلَ لَهَا إِذَا انْقَلَعتْ خاوِيَة لأَنها خَوَتْ مِنْ مَنْبِتِها الَّذِي كَانَتْ تَنْبُتُ فِيهِ وخوَى مَنْبِتُها مِنْهَا، وَمَعْنَى خَوَتْ أَي خَلَتْ كَمَا تَخْوِي الدارُ خُوِيّاً إِذَا خَلَتْ مِنْ أَهلها. وخَوَتِ الدارُ أَي بادَ أَهْلُها وَهِيَ قَائِمَةٌ بِلَا عامِرٍ. الأَصمعي: خَوَى البيتُ يَخْوِي خَواءً، مَمْدُودٌ، إِذَا مَا خَلا مِنْ أَهله. وَيُقَالُ: وقَع عرشُك بخَوّ أَي بأَرضٍ خَوَّار «1». يُتَعرَّقُ فِيهِ فَلَا يُخْلِفُ. وخَوَاءُ الأَرض، مَمْدُودٌ: بَراحُها؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَبْدُو خَواءُ الأَرضِ مِنْ خَوائِه وَيُقَالُ: دَخَلَ فُلَانٌ فِي خَواءِ فرسِه يَعْنِي مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وأَبو النَّجْمِ وَصَفَ فَرَسًا طَوِيلَ الْقَوَائِمِ. وَيُقَالُ لِمَا يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه مِنْ فُرْجَةِ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ: خَوَايَةٌ؛ قَالَ الطِّرمّاح: فسَدَّ، بمَضْرَحِيِّ اللَّوْن جَثْلٍ، ... خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ أَيْ سَدَّت مَا بَيْنَ فَخْذَيْهَا بذَنَب مَضْرَحِيِّ اللونِ. والخَوَاءُ: خُلُوُّ الجَوْفِ مِنَ الطَّعَامِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَالْقَصْرُ أَعلى. وخَوَى خَوىً وخَواءً: تَتَابَعَ عَلَيْهِ الجوعُ، وخَوِيَت المرأَةُ خَواً. وخَوَتْ: وَلَدَتْ فخَوَى بطنُها أَي خَلا، وَكَذَلِكَ إِذَا لَمْ تأْكل عند

_ (1). قوله [أي بأرض خوار إلخ] كذا بالأَصل

الْوِلَادَةِ، وخَوِيَتْ أَجْودُ. والخَويَّة: مَا أَطعمتها عَلَى ذَلِكَ. وخَوَّاها وخَوَّى لَهَا تَخْوِيةً؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: عَمِلَ لَهَا خَوِيَّةً تأْكلها وَهِيَ طَعَامٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للمرأَة خُوِّيتْ، فَهِيَ تُخَوَّى تَخْوِيَةً، وَذَلِكَ إِذَا حُفِرَتْ لَهَا حَفِيرةٌ ثُمَّ أُوِقدَ فِيهَا، ثُمَّ تَقْعُدُ فِيهَا مِنْ دَاءٍ تَجِدهُ. وخَوَّتِ الإِبلُ تَخْوِيةً: خَمُصَتْ بُطونُها وارْتَفعَتْ. وخَوَّى الرجلُ: تَجافى فِي سُجُودِهِ وفَرَّجَ مَا بَيْنَ عَضُدَيْهِ وجَنْبيه، والطائرُ إِذَا أَرسل جَنَاحَيْهِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذَا تَجافى فِي بُروكِه ومَكَّنَ لثَفِناتِه؛ قَالَ: خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتِها وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا سَجَدَ خَوَّى ؛ وَمَعْنَاهُ أَنه جَافَى بطنَه عَنِ الأَرض ورَفَعَها حَتَّى يَخْوِيَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ ويُخَوِّي عَضُدَيه عَنْ جَنْبَيْهِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا بَرَكَتْ فتَجافى بطنُها فِي بُروكها لضُمْرِها: قَدْ خَوَّتْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي صِفَةِ نَاقَةٍ ضَامِرٍ: ذَاتُ انْتِباذٍ عَنِ الْحَادِي إِذَا بَركَتْ، ... خَوَّتْ عَلَى ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّاتِ وَيُقَالُ لِلطَّائِرِ إِذَا أَراد أَن يَقَعَ فيَبْسُطَ جناحَيه ويَمُدَّ رِجْلَيْهِ: قَدْ خَوَّى تَخْوِيةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِذَا سَجَدَ الرجلُ فلْيُخَوِّ، وَإِذَا سَجَدَتِ المرأَةُ فلْتَحْتَفِزْ ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ الغُبارِ عَوَابساً، ... كأَصابِعِ المَقْرُورِ خَوَّى فاصْطَلى فَسَّرَهُ فَقَالَ: يُرِيدُ أَن الْخَيْلَ قَرُبَتْ بعضُها مِنْ بَعْضٍ. والخَوَى: الرُّعافُ. والخَوَاءُ: الهَواءُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْهَوَاءُ الَّذِي بَيْنَ الأَرض وَالسَّمَاءِ؛ قَالَ بِشْرٌ يَصِفُ فَرَسًا: يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبارُ أَي يَسُدُّ الفَجْوةَ الَّتِي بَيْنَ طُبْيَيها. وكلُّ فُرْجة فَهِيَ خَوَاءٌ. والخَوِيُّ: الوِطاءُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ وَهُوَ اللَّيِّنُ مِنَ الأَرض. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الخَوِيُّ بطْنٌ يَكُونُ فِي السَّهْل والحَزْن دَاخِلًا فِي الأَرض أَعْظَمُ مِنَ السَّهْبِ مِنْباتٌ. قَالَ الأَزهري: كلُّ وادٍ وَاسِعٌ فِي جَوٍّ سَهْلٍ فهو خوو خَوٌّ وخَوِيٌّ. والخَوِيُّ؛ عَنِ الأَصمعي: الْوَادِي السَّهْلُ الْبَعِيدُ؛ وَقَوْلُ الطِّرمّاح: وخَوِيّ سَهْل، يُثِيرُ به القَوْمُ ... رِباضاً للعِينِ بَعْدَ رِباضِ يَقُولُ: يَمرُّ الرُّكْبانُ بالعِينِ فِي مَرابضها فتُثِيرها مِنْهَا، والرِّباضُ: الْبَقَرُ الَّتِي رَبَضَتْ فِي كُنُسِها. الأَزهري فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: ابْنُ الأَعرابي الوَخُّ الأَلمُ، والوَخُّ القَصْدُ، وخوو الخَوُّ الجُوع. والخوِيَّةُ: مَفْرَجُ مَا بَيْنَ الضَّرْع والقُبُلِ مِنَ النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الأَنعام. وخَوَايَةُ السِّنانِ: جُبَّتُه وَهِيَ مَا الْتَقَم ثَعْلَبَ الرُّمْحِ. وخَوَايةُ الرَّحْل: مُتَّسَعُ داخِله. وخَوَى الزَّنْدُ وأَخْوَى: لَمْ يُورِ. وخَوَتِ النُّجُومُ تَخْوِي خَيّاً وأَخْوَتْ وخَوَّتْ: أَمحَلَتْ، وَقِيلَ: خَوَتْ وأَخْوَتْ، وَذَلِكَ إِذَا سَقَطتْ وَلَمْ تُمْطِرْ فِي نَوْئِها؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: قومٌ إِذَا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ، ... للطارِقينَ النازِلينَ، مَقارِي وَقَالَ آخَرُ: وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إِلَّا أَنِضَّةً، ... أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُها يُثْرِي قَوْلُهُ: يُثْري يَبُلُّ الأَرضَ؛ وَقَالَ الأَخطل: فأَنتَ الَّذِي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ، ... إِذَا السَّنةُ الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها

فصل الدال المهملة

وخَوَّتْ تَخْوِيةً: مالَتْ للمَغِيب. وخَوَى الشيءَ خَيّاً وخَوَايةً واخْتَواه: اختَطَفَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَتَّى اخْتَوَى طِفْلَها فِي الجَوِّ مُنْصَلِتٌ ... أَزَلُّ مِنْهَا، كنَصْلِ السَّيفِ، زُهْلُولُ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ اخْتَوَاه واختدَفَه واخْتاتَهُ وتَخَوَّتَهُ إِذَا اقتَطَعهُ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزَة: ثُمَّ اعْتَمَدْتَ إِلَى ابْنِ يَحْيَى تَخْتَوِي، ... مِنْ دُونِه، مُتَباعِدَ البُلْدانِ وخَوَايةُ الخَيل: حفيفُ عَدْوِها «2»؛ كَذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِالْهَاءِ. وخَوَايةُ الْمَطَرِ: حفِيفُ انْهِلاله بِالْهَاءِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَحَكَى أَبو عُبَيْدَةَ: الخَوَاة الصَّوْتُ. قَالَ أَبو مَالِكٍ: سَمِعْتُ خَوَايَتَهُ أَيْ سَمِعْتُ صَوْتَهُ شِبْهَ التَّوَهُّمِ؛ وأَنشد: خَوايَةَ أَجْدَلا يَعْنِي صَوْتَهُ. وَفِي حَدِيثِ صِلَةَ: فَسَمِعْتُ كخَوايَةِ الطائِرِ ؛ الخَوَايَة: حَفِيفُ الجَناح. وخَواةُ الرِّيحِ: صَوْتها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَيضاً. والخَوِيُّ: الثابِتُ، طائِيَّة. والخَاوِيَةُ: الداهِية؛ عن كراع. وخوو الخَوُّ: العَسَل؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. ويومُ خَوىً وخُوىً وخُوَيّ: مَعْرُوفٌ. وخَوِيٌّ: موضع. ويَومُ خوو خَوٍّ: مِنْ أَيام الْعَرَبِ، مَعْرُوفٌ. والخَوِيُّ: البَطْنُ السَّهْلُ مِنَ الأَرض، عَلَى فَعِيلٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَخَذَ أَبا جَهْل خوو خَوَّةٌ «3». فَلَا يَنْطِقُ أَي فَتْرَةٌ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير، قَالَ: والهاء زائدة. وخوو الخَوَّانِ: وَادِيَانِ مَعْرُوفَانِ فِي دِيَارِ تميم. وخوو خَوٌّ: وادٍ لِبَنِي أَسد؛ قَالَ زُهَيْرٌ: لَئِنْ حَلَلْت خوو بِخَوّ فِي بَني أَسَدٍ، ... فِي دينِ عَمْرٍو، وحالَتْ دُونَنا فَدَكُ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الأَسود: وَمَنْ رَوَاهُ بِالْجِيمِ فَقَدْ صحَّفه، قَالَ وَفِيهِ يَقُولُ الْقَائِلُ: وبَيْنَ خوو خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعُ وخَيْوانُ: بَطنٌ مِنْ هَمْدانَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للأَسود بْنِ يَعْفُر: جُنِّبْتَ خَاوِيَةَ السِّلاحِ وكَلْمَهُ ... أَبَداً، وجانَبَ نَفْسَكَ الأَسْقامُ وَلَمْ يُفَسِّرِ الخَاوِيَةَ، فتأَمله. وَالْخَاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: خَبَّيْت خَاءً، وَسَنَذْكُرُ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ. فصل الدال المهملة دأي: الدَّأْيُ والدُّئِيُّ والدِّئِيُّ: فِقَر الكاهِلِ والظَّهْرِ، وَقِيلَ: غَراضِيفُ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: ضُلُوعه فِي مُلْتَقاهُ ومُلْتَقَى الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي ذُؤَيْبٍ: لَهَا مِنْ خِلالِ الدَّأْيَتْين أَرِيجُ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إنَّ الدَّأَيات أَضْلاع الكَتِف وَهِيَ ثَلَاثُ أَضلاع مِنْ هُنا وَثَلَاثٌ مِنْ هُنا، واحِدتُه دَأْية. اللَّيْثُ: الدَّأْيُ جَمْعُ الدَّأْيَةِ وَهِيَ فَقار الكاهِل فِي مُجْتَمَع مَا بَيْنَ الكَتِفَيْن مِنْ كاهِل الْبَعِيرِ خَاصَّةً، وَالْجَمْعُ الدَّأَياتُ، وَهِيَ عِظامُ مَا هُنالِكَ، كلُّ عَظْمٍ مِنْهَا دَأْية. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الدَّأَيَاتُ خَرَزُ العُنُق، وَيُقَالُ: خَرَزُ الفَقار. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للضِّلَعَيْن اللتَيْن تَلِيانِ الواهِنَتَيْن الدَّأْيَتَان، قَالَ: والدَّئِيُ

_ (2). قوله [حفيف عدوها وقوله حفيف انهلاله] كذا بالأَصل بإهمال الحاء فيهما، والذي في القاموس باعجامها فيهما كالمحكم (3). قوله [فَأَخَذَ أَبَا جَهْلٍ خوَّة] ضبطت في بعض نسخ النهاية بضم الخاء وفي بعضها بفتحها كالأَصل

فِي الشَّراسيفِ هِيَ البَوَاني الحَراني «1». المُسْتَأْخِراتُ الأَوْساطُ مِنَ الضُّلُوعِ، وَهِيَ أَرْبَع وأَرْبَع، وهُنَّ العُوجُ وَهُنَّ المُسَقَّفات، وَهِيَ أَطْولُ الضّلُوعِ كُلِّها وأَتَمُّها وَإِلَيْهَا يَنْتَفِخُ الْجَوْفُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَمْ يَعْرِفُوا، يَعْنِي العرَب، الدَّأَياتِ فِي العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ فِي الأَضْلاع، وَهِيَ ستٌّ يَلِينَ المَنْحر، مِنْ كلِّ جانِبٍ ثلاثٌ، وَيُقَالُ لِمَقادِيمِهِنّ جَوانِحُ، وَيُقَالُ لِلَّتَيْن تَلِيان المَنْحَرَ ناحِرَتان؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا صَوَابٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ: كأَنَّ مَجَرَّ النِّسْعِ، فِي دَأَياتِها، ... مَوارِدُ مِنْ خَلْقاء فِي ظَهْر قَرْدَدِ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الأَصمعي: الدُّئِيُّ، عَلَى فُعُولٍ، جَمْعُ دَأْيَةٍ لِفَقارِ العُنُق. وابنُ دَأْيَةَ: الغُراب، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَقَعُ عَلَى دأْية البَعير الدَّبِرِ فيَنْقُرها؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ الشَّيْب: ولمَّا رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيَةٍ، ... وعَشَّشَ فِي وَكْرَيْهِ، جاشَتْ لَهُ نَفْسي والدَّأْيَة: مُرَكَّبُ القِدْحِ مِنَ القَوْس، وَهُمَا دَأْيَتانِ مكْتَنِفَتا العَجْسِ مِنْ فوقُ وأَسْفَلَ. ودَأَى لَهُ يَدْأَى دَأْياً ودأو دَأْواً إِذَا خَتَلَه. والذِّئْبُ يَدْأَى لِلْغَزال: وَهِيَ مِشْيَةٌ شبِيهةٌ بالخَتْلِ. ودأو دَأَوْتُ لَهُ: لُغَةٌ فِي دَأَيْت. ودأو دَأَوْتُ لَهُ: مِثْلَ أَدَيْتُ لَهُ؛ قَالَ: كالذِّئْب يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ ودأَى الذِّئْبُ للْغَزال دأو يَدْؤُو دأو دَأْواً لِيأْخُذَه مِثْلُ يَأْدُو: وَهُوَ شَبِيهُ المُخاتَلَة والمُراوَغَة. والدَّأْيُ والدَّأْيَةُ مِنَ الْبَعِيرِ: المَوْضِعُ الَّذِي يقعُ عَلَيْهِ ظَلِفَة الرَّحْلِ فيَعْقِرهُ، ويُجْمَع عَلَى دَأْيَاتٍ، بِالتَّحْرِيكِ وجَمْعُ الدَّأْيِ دَئِيٌّ مثلُ ضَأْنٍ وضَئينٍ ومَعْزٍ ومَعيزٍ؛ وَقَالَ حُمَيْد الأَرْقط: يَعَضُّ مِنْهَا الظَّلِفُ الدَّئِيّا ... عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصَ الخَطِّيَّا دبي: الدَّبَى: الجَرادُ قَبل أَن يَطِير، وَقِيلَ: الدَّبى أَصغرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْجَرَادِ وَالنَّمْلِ، وَقِيلَ: هُوَ بعدَ السِّرْوِ، واحِدَته دباةٌ؛ قَالَ سِنان الأَباني «2»: أَعارَ، عِنْدَ السِّنِّ والمَشيبِ، ... مَا شِئْتَ مِنْ شَمَرْدَلٍ نَجيبِ أُعِرْته مِنْ سَلْفَعٍ صَخُوبِ، ... عاريَةِ المِرْفَقِ والظُّنْبُوبِ يابِسَةِ المِرْفَقِ والكُعُوبِ، ... كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ عَلَى دَباةٍ أَو عَلَى يَعْسُوبِ، ... تَشْتِمُني فِي أَنْ أَقُولَ تُوبي الْمَعْنَى: أَن اللَّهَ رَزَقَهُ عند كِبَرِ سِنَّهِ أَولاداً نُجَباءَ مِنِ امرأَة سَلْفَعٍ، وَهِيَ البَذِيَّة، وجَعل عُنُقَها لِقِصَرِه كعُنُق الدَّباةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كيفَ الناسُ بعدَ ذلِك؟ قَالَ: دَباً يأْكل شِدادُهُ ضِعافَه حَتَّى تَقومَ عَلَيْهِمُ الساعَة الدَّبا، مَقْصُورٌ: الجَرَادُ قبلَ أَن يَطِير، وَقِيلَ: هُوَ نَوْعٌ يُشْبِه الجَرادَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قالَ لَهُ رجلٌ أَصَبْتُ دَباةً وأَنا مُحْرِم، قَالَ: اذْبَحْ شُوَيْهَةً. أَبو عُبَيْدَةَ: الْجَرَادُ أَوَّلَ مَا يَكُونُ سِرْوٌ، وهُو أَبْيض، فَإِذَا تَحَرَّك واسْوَدّ فَهُوَ دَبًى قبلَ أَن تَنْبت أَجنحته. وأَرضٌ مُدْبِيَةٌ:

_ (1). قوله [الحراني] هي في الأَصل بالراء وانظر هل هي محرفة عن الواو والأَصل الحواني يعني الأَضلاع الطوال (2). قوله [سنان الأباني] كذا في الأَصل هنا، والذي في مادة سلفع: سيار بدل سنان

كثيرة الدَّبا. وأَرضٌ مُدْبِيَةٌ ومُدَبِّيَة، كِلْتَاهُمَا: مِنَ الدَّبا. وأَرض مُدْبِيَةٌ ومَدْبَاةٌ: كَثِيرَةُ الدَّبا. وأَرض مَدْبِيَّة ومَدْبُوَّةٌ: أَكل الدَّبا نَبْتَها. وأَدْبَى الرِّمْثُ والعَرْفَجُ إِذَا مَا أَشْبَهَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ورَقِه الدَّبى، وَهُوَ حِينَئِذٍ يَصْلُح أَن يُؤْكلَ. وجاءَ بِ دَبى دُبَيٍّ ودَبَى دُبَيَّيْنِ ودَبَى دَبَيَيْنِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ الكَثْرة والخَيرِ والمالِ الكثِير، فالدَّبَى مَعْرُوفٌ؛ ودُبَيٌّ: مَوْضِعٌ وَاسِعٌ، فكأَنه قَالَ: جَاءَ بِمَالٍ كدَبَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الْوَاسِعِ. ابْنُ الأَعرابي: جاءَ فلانٌ بِ دَبَى دَبَى إِذَا جَاءَ بِمَالٍ كالدَّبَى فِي الْكَثْرَةِ. ودُبَيٌّ: مَوْضِعٌ لَيِّنٌ بالدَّهْناء يأْلفه الْجَرَادُ فَيَبِيضُ فِيهِ. والدَّبَى: مَوْضِعٌ. ودَبَى: سوقٌ مِنْ أَسواق الْعَرَبِ. ودُبَيَّة: اسْمَ رَجُلٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ بِالْيَاءِ لأَن الْيَاءَ فِيهِ لَامٌ، فأَما مَدْبُوَّةٌ فنَوْعٌ مِنَ المُعاقَبة. والدُّبَّاءُ: القَرْعُ عَلَى وَزْنِ المُكَّاءِ، واحِدته دُبَّاءَةٌ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَمِمَّا تُؤَخِّذُ بِهِ نِسَاءُ الْعَرَبِ الرجالَ أَخَّذْتُه بِدُبَّاءْ مُمَلَّإٍ منَ الماءْ، مُعَلَّقٍ بتِرْشاءْ، فَلَا يَزَلْ فِي تِمْشاءْ، وعَيْنُه فِي تِبْكَاءْ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: التِّرْشاءُ الحَبْل، والتِّمشاءُ المَشْيُ، والتِّبْكاءُ البُكاءُ. والدَّبَّةُ: كالدُّبَّاء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعرابي: قاتَلَ اللَّهُ فُلانة كأَنَّ بَطْنَها دَبَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهَى عَنِ الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ ؛ وهو أَوعية كَانُوا يَنْتَبِذُون فِيهَا وضَرِيَت فَكَانَ النَّبيذُ فِيهَا يَغْلِي سَرِيعًا ويُسْكِر، فَنَهَاهُمْ عَنِ الْانْتِباذ فِيهَا، ثُمَّ رَخَّص، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الانْتِباذ فِيهَا بِشَرْطِ أَن يَشْرَبُوا مَا فِيهَا وَهُوَ غَيْرُ مُسْكِرٍ، وَتَحْرِيمُ الِانْتِبَاذِ فِي هَذِهِ الظُّرُوفِ كَانَ فِي صَدْرِ الإِسلام، ثُمَّ نُسِخَ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ، وَذَهَبَ مَالِكٌ وأَحمد إِلَى بَقَاءِ التَّحْرِيمِ؛ وَوَزْنُ الدُّبَّاء فُعَّال ولامُه هَمْزَةٌ لأَنه لَمْ يُعْرف انْقلاب لامهِ عَنْ وَاوٍ أَوْ يَاءٍ؛ قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَخرجه الْهَرَوِيُّ فِي دَبَّبَ عَلَى أَن الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ، وأَخرجه الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ عَلَى أَن هَمْزَتَهُ مُنْقَلِبَةٌ، قَالَ: وكأَنه أَشبه، وَاللَّهُ أَعلم؛ وَقَالَ: إِذَا أَقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَةٌ، ... مِنَ الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ فِي الغُدَرْ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ مَنْسُوبٌ لِامْرِئِ الْقَيْسِ وَهُوَ: وإنْ أَدْبَرَتْ قلتَ: دُبَّاءَةٌ، ... منَ الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ دجا: الدُّجى: سَوادُ الليلِ مَعَ غَيْمٍ، وأَنْ لَا تَرَى نَجْماً وَلَا قمَراً، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ ولَيْس هُوَ مِنَ الظُّلْمة، وَقَالُوا: لَيْلة دُجىً وليالٍ دُجًى، لَا يُجْمع لأَنه مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ، وَقَدْ دَجا الليلُ يَدْجُو دَجْواً ودُجُوّاً، فَهُوَ داجٍ ودَجِيٌّ، وَكَذَلِكَ أَدْجَى وتَدجَّى اللَّيْلُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: واضْبِطِ الليلَ، إِذَا رُمْتَ السُّرى، ... وتَدَجَّى بَعْدَ فَوْرٍ واعْتَدَلْ فَوْرَتُه: ظُلْمَتُه. وتَدَجِّيه: سكونُه؛ وَشَاهِدُ أَدْجَى الليلُ قَوْلُ الأَجْدَعِ الهَمْداني: إِذَا الليلُ أَدْجَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ، ... وصاحَ مِنَ الأَفْراطِ هامٌ حَوائِمُ الأَفْراطُ: جَمْعُ فُرُطٍ وَهِيَ الأَكَمة. وكلُّ مَا أَلْبَس فَقَدْ دَجَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَمَا شِبْهُ كَعْبٍ غَيرَ أَغْتَمَ فاجِرٍ ... أَبى، مُذْ دَجا الإِسْلامُ، لَا يَتَحَنَّفُ

يَعْنِي أَلْبَس كُلَّ شيءٍ، وَهَذَا البيتُ شاهِدُ دَجا بِمَعْنَى أَلْبَس وانْتَشَر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: دَجا الإِسلامُ أَي قَوِيَ وأَلْبَسَ كلَّ شيءٍ. وَحُكِيَ عَنِ الأَصْمعي أَنَّ دَجا الليلُ بِمَعْنَى هَدَأَ وسَكَن؛ وَشَاهِدُهُ قَوْلُ بِشْرٍ: أَشِحُّ بِهَا، إِذَا الظَّلْماءُ أَلْقَتْ ... مَراسِيَها، وأَرْدَفَها دُجَاها وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بَعَثَ عُيَيْنة بْنَ بَدْرٍ حِينَ أَسلَم الناسُ ودَجا الإِسْلامُ فأَغارَ عَلَى بَنِي عَدِيّ ، أَي شَاعَ الإِسلام وكَثُر، مِنْ دَجا الليلُ إِذَا تَمَّتْ ظُلْمَته وأَلْبس كلَّ شَيْءٍ. ودَجا أَمْرُهم عَلَى ذَلِكَ أَي صَلَح. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا رُؤِيَ مثلُ هَذَا مُنْذُ دَجا الإِسْلامُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: مُنْذُ دَجَتِ الإِسْلامُ فأَنَّث عَلَى مَعْنَى المِلَّة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: مَن شَقَّ عَصا المُسْلِمِين وهُمْ فِي إسْلامٍ داجٍ ، وَيُرْوَى: دامِجٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: يُوشِكُ أَنْ يَغشاكُمْ دَوَاجِي ظُلَلِه أَي ظُلَمُها، واحِدتها دَاجِيَةٌ. والدُّجَى: جمعُ دُجْيَة وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ بتقاربِ الْمَعْنَى. ودَيَاجِي اللَّيْلِ: حَنادِسُه كأَنه جَمْعُ دَيْجاةٍ. ودَجَا الشيءُ الشيءَ إِذَا سَتَرَهُ؛ قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: أَبى مُذْ دَجا الإِسْلامُ لَا يَتحَنَّفُ قَالَ: لَجَّ هَذَا الكافر أَن يُسْلِم بعد ما غَطَّى الإِسلامُ بثَوْبِه كُلّ شيءٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ ابْنُ جِنِّي إِلَى أَن الدُّجى الظُّلْمة واحِدَتها دُجْيَة، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ دَجَا يَدْجُو وَلَكِنَّهُ فِي مَعْنَاهُ. وَلَيْلٌ دَجِيٌّ: داجٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: والصُّبْحُ خَلْفَ الفَلَق الدَّجِيِ والدُّجُوُّ: الظُّلْمَةُ. وليلةٌ داجِيَةٌ: مُدْجِية، وَقَدْ دَجَتْ تَدْجُو. وَدَاجَى الرجلَ: ساتَرَه بالعَداوة وأَخْفاها عَنْهُ فكأَنه أَتاه فِي الظُّلمة، ودَاجَاه أَيضاً: عاشَرَه وجامَله. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ دَاجَيْتُ فُلَانًا إِذَا ماسَحْتَه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وجامَلْته. والمُداجاةُ: المُداراةُ. والمُداجاةُ: المُطاولة. وداجَيْتُه أَي دَارَيْتُهُ، وكأَنك سَاتَرَتَهُ العَداوَةَ؛ وَقَالَ قَعْنَبُ بْنُ أُمِّ صاحِبٍ: كلٌّ يُداجِي عَلَى البَغْضاءِ صاحِبَهُ، ... وَلَنْ أُعالِنَهُمْ إِلَّا بِمَا عَلَنُوا وَذَكَرَ أَبو عَمْرٍو أَن المُداجَاةَ أَيضاً المَنْعُ بَيْنَ الشِّدَّةِ والإِرْخاء. والدُّجْيَةُ، بِالضَّمِّ: قُتْرةُ الصَّائِدِ، وَجَمْعُهَا الدُّجى؛ قَالَ الشَّماخ: عَلَيْهَا الدُّجى المُسْتَنْشَآتُ، كأَنَّها ... هوادِجُ مَشْدُودٌ عَلَيْهَا الجزاجِزُ والدُّجْيَةُ: الصُّوف الأَحمر، وأَراد الشَّمَّاخُ هَذَا، وَيُقَالُ دُجىً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ: بِهِ ابنُ الدُّجى لاطِئاً كالطِّحالْ قِيلَ: الدُّجَى جُمِعَ دُجْية لقُتْرةِ الصَّائِدِ، وَقِيلَ: جَمْعُ دُجْيَةٍ لِلظُّلْمَةِ لأَنه يَنَامُ فِيهَا لَيْلًا؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاح فِي الدُّجْيَة لقُتْرةِ الصَّائِدِ: مُنْطَوٍ فِي مُسْتوى دُجْيَةٍ، ... كانْطواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ ودُجْيَة القَوْس: جلْدَةٌ قدرُ إصْبَعَين تُوضَعُ فِي طَرَف السَّيْرِ الَّذِي تُعَلَّق بِهِ الْقَوْسُ وَفِيهِ حَلْقة فِيهَا طَرَفُ السَّيْرِ، وَقَالَ: الدُّجَة عَلَى أَربع أَصابع مِنْ عُنْتُوت القَوْس، وَهُوَ الحَزُّ الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ

الغانَة، والغانَة حَلْقة رأْسِ الوتَر. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا التَأَمَ السحابُ وتَبَسَّطَ حَتَّى يَعُمَّ السَّمَاءَ فَقَدْ تَدَجَّى. ودَجَا شَعَرُ الْمَاعِزَةِ: أَلْبَس ورَكِب بَعضُه بَعْضاً وَلَمْ يَنْتَفِشْ. وعَنْزٌ دَجْواءُ: سابِغة الشَّعَر، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. ونِعْمة داجِيَة: سابِغَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وإنْ أَصابَتْهُمُ نَعْماءُ داجِيَةٌ ... لَمْ يَبْطَرُوها، وَإِنْ فاتَتْهُمُ صَبَروُا وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَفِي عَيْشٍ داجٍ دَجِيّ، كأَنه يُرادُ بِهِ الخَفْضُ؛ وأَنشد: والعَيْشُ داجٍ كَنفاً جِلْبابُه ابْنُ الأَعرابي: الدُّجَى صِغارُ النَّحْل، والدُّجْيَة وَلَدُ النَّحْلة، وجَمْعُها دُجىً؛ قَالَ الشاعرِ: تَدِبُّ حُمَيَّا الكأْسِ فيهمْ، إِذَا انْتَشَوْا، ... دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّرِيبِ المُعَسَّلِ والدُّجَة: الزِّرُّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: زِرُّ الْقَمِيصِ. يُقَالُ: أَصلح دُجَة قمِيصك، وَالْجَمْعُ دُجاتٌ ودُجىً. والدُّجَة: الأَصابع وَعَلَيْهَا اللُّقْمة. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: محاجاةٌ للأَعْراب: يَقُولُونَ ثلاثُ دُجَهْ يَحْمِلْنَ دُجَهْ إِلَى الغَيْهبانِ فالمِنْثَجَهْ؛ قَالَ: الدُّجَةُ الأَصابعُ الثلاثُ، والدُّجَةُ اللُّقْمة، والغَيْهَبانُ البَطْنُ، والمِنْثَجَةُ الاسْتُ، والدَّجْوُ الجِماع؛ وأَنشد: لَمَّا دَجاها بِمِتَلٍّ كالقَصَب «3». دحا: الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ، قَالَ: بَسَطَها؛ قَالَ شَمِرٌ: وأَنشدتني أَعرابية: الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطاقَا، ... بَنَى السماءَ فَوْقَنا طِباقَا، ثُمَّ دَحا الأَرضَ فَمَا أَضاقا قَالَ شَمِرٌ: وَفَسَّرَتْهُ فَقَالَتْ دَحَا الأَرضَ أَوْسَعَها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِزَيْدِ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل: دَحَاها، فَلَمَّا رَآهَا اسْتَوَتْ ... عَلَى الْمَاءِ، أَرْسَى عَلَيْهَا الجِبالا ودَحَيْتُ الشيءَ أَدْحاهُ دَحْياً: بَسَطْته، لُغَةً فِي دَحَوْتُه؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وصلاتهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ دَاحِيَ المَدْحُوَّاتِ ، يَعْنِي باسِطَ الأَرَضِينَ ومُوَسِّعَها، وَيُرْوَى؛ دَاحِيَ المَدْحِيَّاتِ. والدَّحْوُ: البَسْطُ. يُقَالُ: دَحَا يَدْحُو ويَدْحَى أَي بَسَطَ وَوَسَّعَ. والأُدْحِيُّ والإِدْحِيُّ والأُدْحِيَّة والإِدْحِيَّة والأُدْحُوَّة: مَبِيض النَّعَامِ فِي الرَّمْلِ، وَزْنُهُ أُفْعُول مِنْ ذَلِكَ، لأَن النَّعَامَةَ تَدْحُوه برِجْلها ثُمَّ تَبِيض فِيهِ وَلَيْسَ لِلنَّعَامِ عُشٌّ. ومَدْحَى النَّعَامِ: مَوْضِعُ بَيْضِهَا، وأُدْحِيُّها: مَوْضِعُهَا الَّذِي تُفَرِّخ فِيهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ لِلنَّعَامَةِ بِنْتُ أُدْحِيَّةٍ؛ قَالَ: وأَنشد أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: بَاتَا كَرِجْلَيْ بِنْتِ أُدْحِيَّةٍ، ... يَرْتَجِلانِ الرِّجْلَ بالنَّعْلِ فأَصْبَحا، والرِّجْلُ تَعْلُوهُما، ... تَزْلَعُ عن رِجْلِهِما القَحْلِ يَعْنِي رِجْلَيْ نَعامة، لأَنه إِذَا انْكَسَرَتْ إِحْدَاهُمَا بَطَلَتِ الأُخرى، وَيَرْتَجِلَانِ يَطْبُخان، يَفْتَعِلان مِنَ المِرْجَل، والنَّعْل الأَرض الصُّلبة، وَقَوْلُهُ: والرجْلُ تَعْلُوهُمَا أَي مَاتَا مِنَ الْبَرْدِ والجرادُ يَعْلُوهُمَا، وتَزْلَعُ تَزْلَقُ، والقَحْلُ الْيَابِسُ لأَنهما قد ماتا.

_ (3). قوله [كالقصب] كذا في الأَصل والتهذيب والمحكم، والذي في التكملة: كالصقب بتقديم الصاد على القاف الساكنة أي كالعمود

وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَكُونُوا كقَيْضِ بَيْضٍ فِي أَدَاحِيَ ؛ هِيَ جَمْعُ الأُدْحِيِّ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَبِيضُ فِيهِ النَّعَامَةُ وتُفْرِخ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: ف دَحَا السَّيْلُ فِيهِ بالبَطْحاءِ أَي رَمَى وأَلْقَى. والأُدْحِيُّ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ شَبِيهٌ بأُدْحِيِّ النَّعام، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الأُدْحِيُّ منزلٌ بَيْنَ النَّعائِمِ وسَعْدٍ الذَّابِحِ يُقَالُ لَهُ البَلْدَة. وَسُئِلَ ابْنُ الْمُسَيَّبَ عَنِ الدَّحْوِ بِالْحِجَارَةِ فَقَالَ: لَا بأْس بِهِ، أَي المُراماة بِهَا وَالْمُسَابَقَةِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هُوَ يَدْحُو بالحَجَرِ بيَدِه أَيْ يَرْمِي بِهِ وَيَدْفَعُهُ، قَالَ: والدَّاحِي الَّذِي يَدْحُو الحَجَر بيدهِ، وَقَدْ دَحَا بِهِ يَدْحُو دَحْواً ودَحَى يَدْحَى دَحْياً. ودَحَا المَطَرُ الحَصَى عَنْ وَجْهِ الأَرض دَحْواً: نَزَعه. وَالْمَطَرُ الدَّاحِي يَدْحَى الحَصَى عَنْ وَجْهِ الأَرض: يَنْزِعُه؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر: يَنْزِعُ جلْدَ الحَصَى أَجَشُّ مُبْتَرِكٌ، ... كأَنَّه فاحِصٌ أوْ لاعِبٌ دَاحِي وَهَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ الأَزهري لِعُبَيْدٍ وَقَالَ: إِنَّهُ يَصِفُ غَيْثًا. وَيُقَالُ للَّاعِب بالجَوْز: أَبْعِدِ المَرْمَى وادْحُه أَيِ ارْمِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَيَدْحُو بِكَ الدَّاحِي إِلَى كُلِّ سَوْءَةٍ، ... فَيَا شَرَّ مَنْ يَدحُو بأَطْيَش مُدْحَوِي وَفِي حَدِيثِ أَبي رَافِعٍ: كُنْتُ أُلاعِبُ الحَسَن وَالْحُسَيْنَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عليهما، ب المَدَاحِي ؛ هِيَ أَحجار أَمثال القِرَصَة، كَانُوا يحفِرون حُفْرة ويَدْحُون فِيهَا بِتِلْكَ الأَحْجار، فَإِنْ وَقَعَ الْحَجَرُ فِيهَا غَلَب صاحِبُها، وَإِنْ لَمْ يَقَع غُلِبَ. والدَّحْوُ: هُوَ رَمْيُ اللَّاعِب بالحَجَر والجَوْزِ وغيرهِ. والمِدْحاة: خَشَبة يَدْحَى بِهَا الصبِيُّ فَتَمُرُّ عَلَى وَجْهِ الأَرض لَا تأْتي عَلَى شَيْءٍ إِلَّا اجْتَحَفَتْه. شَمِرٌ: المِدْحَاة لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بِهَا أَهل مَكَّةَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الأَسَدِيَّ يَصِفُهَا وَيَقُولُ: هِيَ المَداحِي والمَسَادِي، وَهِيَ أَحجار أَمثال القِرَصة وَقَدْ حَفَروا حُفْرة بِقَدْرِ ذَلِكَ الحَجَر فيَتَنَحَّون قَلِيلًا، ثُمَّ يَدْحُون بِتِلْكَ الأَحْجار إِلَى تِلْكَ الحُفْرة، فَإِنْ وَقْعَ فِيهَا الْحَجَرُ فَقَدَ قَمَر، وإلَّا فَقَدْ قُمِرَ، قَالَ: وَهُوَ يَدْحُو ويَسْدُو إِذَا دَحاها عَلَى الأَرض إِلَى الحُفْرة، والحُفْرة هِيَ أُدْحِيَّة، وَهِيَ افْعُولة مِنْ دَحَوْت. ودَحا الفرسُ يَدْحُو دَحْواً: رَمَى بِيَدَيْهِ رَمْياً لَا يَرْفَع سُنْبُكَه عَنِ الأَرض كَثِيرًا. وَيُقَالُ للفَرَس: مَرَّ يَدْحُو دَحْواً. العِتْرِيفي: تَدَحَّتِ الإِبِلُ إِذَا تَفَحَّصَت فِي مَبارِكِها السَّهْلةِ حَتَّى تَدَعَ فِيهَا قَرامِيصَ أَمْثالَ الجِفارِ، وَإِنَّمَا تَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا سَمِنَتْ. وَنَامَ فُلَانٌ فَتَدَحَّى أَي اضْطَجَع فِي سَعَةٍ مِنَ الأَرض. ودَحَا المرأَةَ يَدْحُوها: نَكَحَها. والدَّحْوُ: اسْتِرْسال البَطْنِ إِلَى أَسْفَلَ وعِظَمُه؛ عَنْ كُراع. ودِحْيَة [دَحْيَة] الكَلْبِيُّ؛ حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِالْكَسْرِ، وَحَكَاهُ غَيْرُهُ بِالْفَتْحِ، قَالَ أَبو عَمْرٍو: وأَصل هَذِهِ الْكَلِمَةِ السَّيِّدُ بِالْفَارِسِيَّةِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: دِحْيَة، بِالْكَسْرِ، هُوَ دَحْيَةُ بنُ خَليفة الكَلْبِيُّ الَّذِي كَانَ جبريلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يأْتي فِي صُورَتِهِ وَكَانَ مِنْ أَجمل النَّاسِ وأَحسنهم صُورَةً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَجاز ابْنُ السِّكِّيتِ فِي دِحْية الكَلْبِيّ فَتْحَ الدَّالِ وَكَسْرَهَا، وأَما الأَصمعي فَفَتَحَ الدَّالَ لَا غَيْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يأْتيه فِي صُورَةِ دِحيْة. والدِّحْية: رئيسُ الجُنْدِ ومُقَدَّمُهم، وكأَنه مِنْ دَحاه يَدْحُوه إِذَا بَسَطه ومَهَّده لأَن الرَّئِيسَ لَهُ البَسْط والتَّمْهيد، وقلبُ الْوَاوِ فِيهِ يَاءً نَظِيرُ قَلْبِها

فِي فِتية وصِبْية، وأَنكر الأَصمعي فِيهِ الكَسر. وَفِي الْحَدِيثِ: يَدْخُلُ البيتَ المعمورَ كلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلفَ دِحْيَةٍ مَعَ كُلِّ دِحْيةٍ سَبْعُونَ أَلفَ مَلَكٍ ؛ قَالَ: والدِّحْيَة رَئِيسُ الجُنْدِ، وَبِهِ سُمِّيَ دِحْيَةُ الكَلْبِيّ. ابْنُ الأَعرابي: الدِّحْيَة رَئِيسُ الْقَوْمِ وسيِّدهم، بِكَسْرِ الدَّالِ، وأَمّا دَحْيَة بالفَتْح ودِحْيَة فَهُمَا ابْنا مُعَاوِيَةَ بنِ بكرِ بنِ هَوازِن. وَبَنُو دُحَيّ بطن. والدَّحِيُّ: موضع. دخي: الدَّخَى: الظُّلْمَةُ. وَلَيْلَةُ دَخْيَاءُ: مُظْلِمَة. وَلَيْلٌ دَاخٍ: مُظْلِم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَأَمَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسبِ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى فِعْلٍ لَمْ نَسْمعه. ددا: الْجَوْهَرِيُّ: الدَّدُ اللهْوُ واللعِبُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَنا مِنْ دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِنِّي ، قَالَ: وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: هَذَا دَدٌ، ودَداً مِثْلُ قَفاً، ودَدَنٌ؛ قَالَ طَرَفَةُ: كأَنَّ حُدوجَ المالِكِيّة، غُدْوَةً، ... خَلايَا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ وَيُقَالُ: هُوَ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذَا الْحَرْفِ أَنْ يُذْكر فِي فَصْلِ دَدَنَ أَو فِي فَصْلِ دَدَا مِنَ الْمُعْتَلِّ، لأَنه يَائِيٌّ مَحْذُوفُ اللَّامُ، وَتَرْجَمَ عَلَيْهِ الْجَوْهَرِيُّ فِي حَرْفِ الدَّالِ فِي تَرْجَمَةِ دَدَّ. والحُدُوج: جَمْعُ حِدْجٍ وَهِيَ مَرَاكِبُ النِّسَاءِ، والمالِكِيّة: مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضُبَيْعَة، والسَّفِينُ: جَمْعُ سَفِينة، والنَّواصِفُ: جَمْعُ ناصِفة الرَّحَبة الواسِعة تَكُونُ فِي الْوَادِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الدَّدُ اللهْو واللَّعِبُ، وَهِيَ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ مُتَمَّمة دَدىً كنَدىً وعَصاً، ودَدٌ مثلَ دَمٍ، ودَدَنٌ كبَدَنٍ؛ قَالَ: فَلَا يَخْلُو الْمَحْذُوفُ أَن يَكُونَ يَاءً كَقَوْلِهِمْ يَدٌ فِي يَدْيٍ، أَو نُونًا كَقَوْلِهِمْ لَدُ فِي لَدُنْ، وَمَعْنَى تنكيرِ الدَّدِ فِي الأَوَّلِ الشِّياع وَالِاسْتِغْرَاقُ وأَن لَا يَبْقَى شيءٌ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ مُنَزَّه عَنْهُ أَي مَا أَنَا فِي شَيْءٍ مِنَ اللهْوِ واللَّعِب، وَتَعْرِيفُهُ فِي الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ لأَنه صَارَ مَعْهُودًا بِالذِّكْرِ كأَنه قَالَ وَلَا ذَلِكَ النَّوْعُ، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ وَلَا هُوَ مِنِّي لأَن الصَّرِيحَ آكَدُ وأَبلغ، وَقِيلَ: اللَّامُ فِي الدَّد لِاسْتِغْرَاقِ جِنْسِ اللَّعِبِ أَي ولا جنس اللعب مني، سواء كان الذي قُلْتُهُ أَوْ غيرَه مِنْ أَنواع اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ، وَاخْتَارَ الزَّمَخْشَرِيُّ الأَول، قَالَ: وَلَيْسَ يَحْسُنُ أَن يَكُونَ لِتَعْرِيفِ الْجِنْسِ وَيَخْرُجُ عَنِ الْتِئَامِهِ، وَالْكَلَامُ جُمْلَتَانِ، وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ مَا أَنَا مِنْ أَهل دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِنْ أَشغالي. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هَذَا دَدٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدَانٌ ودَدَنٌ ودَيْدَبُونٌ لِلَّهْوِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا أَنَا مِنْ دَداً وَلَا الدَّدَا مِنِّيَهْ، مَا أَنَا مِنَ الباطِلِ وَلَا الباطِلُ منِّي. وَقَالَ اللَّيْثُ: دَدٌ حِكَايَةُ الاسْتِنانِ للطَّرَبِ وضَرْبُ الأَصابِعِ فِي ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ تُضْرَب بعدَ الْجَرْيِ فِي بِطالَةٍ فَهُوَ دَدٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: واسْتَطْرَقَتْ ظُعْنُهُمْ لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ ... آلُ الضُّحَى نَاشِطاً منْ دَاعِباتِ دَدِ أَراد بالنَّاشِطِ شَوْقاً نازِعاً. قَالَ اللَّيْثُ: وأَنشده بَعْضُهُمْ: مِنْ دَاعِبٍ دَدِدِ؛ قَالَ: لمَّا جَعَلَهُ نَعْتًا للدّاعِبِ كسَعَه بِدَالٍ ثَالِثَةٍ لأَن النَّعْتَ لَا يَتَمَكَّنُ حَتَّى يتمَّ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، فَصَارَ دَدِدِ نَعْتاً لِلدَّاعِب اللاعِبِ، قَالَ: فَإِذَا أَرادوا اشْتِقَاقَ الْفِعْلِ مِنْهُ لَمْ يَنْفَك لِكَثْرَةِ الدَّالَاتِ، فَيَفْصِلُونَ بَيْنَ حَرْفَيِّ الصَّدْرِ بِهَمْزَةٍ فَيَقُولُونَ دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وَإِنَّمَا اخْتَارُوا الْهَمْزَةَ لأَنها أَقوى الْحُرُوفِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ

كَذَلِكَ. أَبو عَمْرٍو: الدَّادِي المُولَع باللهْو الَّذِي لَا يَكاد يَبْرَحُه. دري: دَرَى الشيءَ دَرْياً ودِرْياً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ودِرْيَةً ودِرْيَاناً ودِرَايَةً: عَلِمَهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الدَّرْيَةُ كالدِّرْيَةِ لَا يُذْهَبُ بِهِ إِلَى المَرَّةِ الْوَاحِدَةِ وَلَكِنَّهُ عَلَى مَعْنَى الْحَالِ. وَيُقَالُ: أَتى هَذَا الأَمْرَ مِنْ غَيْرِ دِرْيَة [دَرْيَة] أَي مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ. وَيُقَالُ: دَرَيْت الشيءَ أَدْرِيهِ عَرَفْته، وأَدْرَيْتُه غَيْرِي إِذَا أَعْلَمْته. الْجَوْهَرِيُّ: دَرَيْته ودَرَيْت بِهِ دَرْياً ودَرْية ودِرْيةً ودِرَايَة أَي عَلِمْتُ به؛ وأَنشد: لاهُمَّ لَا أَدْرِي، وأَنْت الدَّارِي، ... كُلُّ امْرِئٍ مِنْك عَلَى مِقْدارِ وأَدْرَاه بِهِ: أَعْلَمه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا أَدْراكُمْ بِهِ ، فأَما مَنْ قرأَ: أَدْرَأَكُم بِهِ ، مَهْمُوزٌ، فلَحْنٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقُرِئَ وَلَا أَدْرَأَكُم بِهِ ؛ قَالَ: وَالْوَجْهُ فِيهِ تَرْك الْهَمْزُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَنَّ أَدْرَيْته وأَدْرَاهُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، هُوَ الصَّحِيحُ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِقَوْلِهِ فِيمَا بَعْدُ مُدَاراة النَّاسِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا لَا أَدْر، فَحَذَفُوا الياءَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ لَهُ كَقَوْلِهِمْ لَم أُبَلْ ولَم يكُ، قَالَ: وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: أَقْبَلَ يَضْرِبُه لَا يَأْلُ، مضمومَ اللامِ بِلَا وَاوٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ رُبَّمَا حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ قَوْلِهِمْ لَا أَدْرِ فِي مَوْضِعِ لَا أَدْرِي، يكتَفُون بِالْكَسْرَةِ مِنْهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ؛ والأَصل يَسْري؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا قَالُوا لَا أَدْرِ بِحَذْفِ الْيَاءِ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ كَمَا قَالُوا لَمْ أُبَلْ وَلَمْ يَكُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ ؛ تأْويله أَيُّ شَيْءٍ أَعْلَمَك مَا الحُطَمة. قَالَ: وَقَوْلُهُمْ يُصيبُ وَمَا يَدْرِي ويُخْطِئُ وَمَا يدرِي أَي إصابَتَه أَي هُوَ جاهلٌ، إِنْ أَخطأَ لَمْ يَعْرِفْ وَإِنْ أَصاب لَمْ يَعْرِفْ أَي مَا اخْتل «1»، مِنْ قَوْلِكَ دَرَيْت الظِّبَاءَ إِذَا خَتَلْتَها. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا تَدْرِي مَا دِرْيَتُها أَي مَا تَعْلَمُ مَا علْمُها. ودَرَى الصيدَ دَرْياً وادَّرَاه وتَدَرَّاه: خَتَلَه؛ قَالَ: فَإِنْ كنتُ لَا أَدْرِي الظِّباءَ، فإنَّني ... أَدُسُّ لَهَا، تحتَ التُّرابِ، الدَّواهِيا وَقَالَ: كيفَ تَرانِي أَذَّرِي وأَدَّرِي ... غِرَّاتِ جُمْلٍ، وتَدرَّى غِرَرِي؟ فالأَول إِنَّمَا هُوَ بِالذَّالِ معجمة، وهو أَفْتَعِل من ذَرَيْت تُرَابَ الْمَعْدِنِ، وَالثَّانِي بِدَالٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ أَفْتَعِل مِنِ ادَّراه أَي خَتَلَه، وَالثَّالِثُ تَتَفَعَّل مِنْ تَدَرَّاه أَي خَتَلَه فأَسقط إِحْدَى التَّاءَيْنِ، يَقُولُ: كَيْفَ تَرَانِي أَذَّرِي التُّرَابَ وأَخْتِل مَعَ ذَلِكَ هَذِهِ المرأَة بِالنَّظَرِ إِلَيْهَا إِذَا اغتَرَّت أَي غَفَلَت. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَقُولُ أَذَّرِي التُّرَابَ وأَنا قَاعِدٌ أَتَشَاغَلُ بِذَلِكَ لِئَلَّا تَرْتَابَ بِي، وأَنا فِي ذَلِكَ أَنظر إِلَيْهَا وأَخْتِلُها، وَهِيَ أَيضاً تَفْعَلُ كَمَا أَفعل أَي أَغْتَرُّها بِالنَّظَرِ إِذَا غَفَلَت فَتَرَانِي وتَغْتَرُّني إِذَا غَفَلْت فتَخْتِلُني وأَخْتِلُها. ابْنُ السِّكِّيتِ: دَرَيْت فُلَانًا أَدْرِيه دَرْياً إِذَا خَتَلْتَه؛ وأَنشد للأَخطل: فَإِنْ كُنت قَدْ أَقْصَدْتني، إِذْ رَمَيْتني ... بسَهْمِك، فالرَّامي يَصِيدُ وَلَا يَدْرِي أَي وَلَا يَخْتِلُ وَلَا يَسْتَتِرُ. وَقَدْ دارَيْته إِذَا خاتَلْته. والدَّرِيَّة: النَّاقَةُ وَالْبَقَرَةُ يَسْتَتِرُ بِهَا مِنَ الصَّيْدِ فيختِلُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ مَهْمُوزَةٌ لأَنها تُدْرأُ لِلصَّيْدِ أَي

_ (1). قوله [أي ما اختل إلخ] هكذا في الأَصل

تُدْفَعُ، فَإِنْ كَانَ هَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَقَدِ ادَّرَيْت دَرِيَّة وتَدَرَّيت. والدَّرِيّة: الْوَحْشُ مِنَ الصَّيْدِ خَاصَّةً. التَّهْذِيبُ: الأَصمعي الدَّرِيّة، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، دابَّة يَسْتَتِرُ بِهَا الصَّائِدُ الَّذِي يَرْمِي الصَّيْدَ لِيَصِيدَهُ، فَإِذَا أَمكنَه رَمَى، قَالَ: وَيُقَالُ مِنَ الدَّرِيّة ادَّرَيْت ودَرَيْت. ابْنُ السِّكِّيتِ: انْدَرَأْتُ عَلَيْهِ انْدِراءً، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ انْدَرَيْت. الْجَوْهَرِيُّ: وتَدَرَّاه وادَّراه بِمَعْنَى خَتَله، تَفَعَّل وافْتَعَل بِمَعْنَى؛ قَالَ سُحَيم: وَمَاذَا يَدَّرِي الشُّعَراءُ مِنِّي، ... وقَدْ جاوَزْتُ رَأْسَ الأَرْبَعِينِ؟ قَالَ يَعْقُوبُ: كَسَرَ نُونَ الْجَمْعِ لأَن الْقَوَافِيَ مَخْفُوضَةً، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ: أَخو خَمْسِين مُجْتَمعٌ أَشُدِّي، ... ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُّؤُونِ وادَّرَوْا مَكَانًا: اعْتَمَدوه بِالْغَارَةِ والغَزْو. التَّهْذِيبُ: بَنُو فُلَانٍ ادَّرَوْا فُلَانًا كأَنَّهم اعْتَمَدوه بِالْغَارَةِ وَالْغَزْوِ؛ وَقَالَ سُحَيم بْنُ وَثيل الرِّيَاحِيُّ: أَتَتْنا عامِرٌ مِنْ أَرْضِ رامٍ، ... مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِينا والمُدَارَاةُ فِي حُسْن الخُلُق والمُعاشَرةِ مَعَ النَّاسِ يكونُ مَهْمُوزًا وَغَيْرُ مَهْمُوزٍ، فَمَنْ هَمَزَهُ كَانَ مَعْنَاهُ الاتِّقاءَ لشَرِّه، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهُ جَعَلَهُ مِنْ دَرَيْت الظَّبْيَ أَي احْتَلْت لَهُ وخَتَلْته حَتَّى أَصِيدَه. ودَارَيْته مِنْ دَرَيْت أَي خَتَلْت. الْجَوْهَرِيُّ: ومُدَارَاة النَّاسِ المُداجاة والمُلايَنَة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: رأْس العَقْلِ بعدَ الإِيمانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ الناسِ أَي مُلايَنَتُهُم وحُسنُ صُحْبَتِهِم واحْتِمالُهُم لئَلَّا يَنْفِروا عَنْكَ. ودَارَيت الرجلَ: لايَنْته ورَفَقْت بِهِ، وأَصله مِنْ دَرَيْت الظَّبْي أَي احْتَلْت لَهُ وخَتَلْته حَتَّى أَصيدَه. ودَارَيْتُه ودَارأْته: أَبْقَيْته، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْهَمْزِ أَيضاً. ودارأْت الرجلَ إِذَا دَافَعْتَه، بِالْهَمْزِ، والأَصل فِي التَّدَارِي التَّدارُؤُ، فَتُرِكَ الهَمْز ونُقِلَ الْحَرْفُ إِلَى التَّشْبِيهِ بِالتَّقَاضِي وَالتَّدَاعِي. والدَّرْوانُ: ولَدُ الضِّبْعانِ مِنَ الذِّئْبة؛ عَنْ كُرَاعٍ. والمِدْرَى والمِدْراة والمَدْرِيَةُ: القَرْنُ، وَالْجَمْعُ مَدارٍ ومَدارَى، الأَلف بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ. ودَرَى رَأْسَه بالمِدْرى: مَشَطَه. ابْنُ الأَثير: المِدْرَى والمِدْرَاةُ شَيْءٌ يُعْمَل مِنْ حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ عَلَى شَكْلِ سِنٍّ مِنْ أَسْنان المُشْطِ وأَطْولُ مِنْهُ، يُسَرَّحُ بِهِ الشَّعَر المُتَلَبِّدُ ويَستَعمله مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مُشْط؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبيّ: أَن جَارِيَةً لَهُ كانَت تَدَّري رأْسَهُ بِمِدْراها أَي تُسَرِّحُه. يُقَالُ: ادَّرَت المرأَة تَدَّرِي ادِّراءً إِذَا سَرَّحَتْ شَعَرَهَا بِهِ، وأَصلها تَدْتَري، تَفْتَعِل مِنِ اسْتِعْمَالِ المِدْرى، فأُدغمت التَّاءُ فِي الدَّالِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المِدْرَاةُ حَدِيدَةٌ يُحَكُّ بِهَا الرأْس يُقَالُ لَهَا سَرْخارَهْ، وَيُقَالُ مِدْرىً، بِغَيْرِ هَاءٍ، ويُشَبَّه قَرْنُ الثَّوْرِ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةُ: شَكَّ الفَرِيصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها، ... شَكَّ المُبَيْطِرِ إذْ يَشْفِيِ مِنَ العَضَدِ وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ فِي يَدِهِ مِدْرىً يَحُكُّ بِهَا رأْسَه فَنَظَر إلَيْه رَجلٌ مِنْ شَقِّ بابهِ قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّك تَنْظُر لَطَعَنْتُ بِهِ في عَيْنِكَ. فَقَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا للمِدْراةِ مَدْرِيَة، وَهِيَ الَّتِي حدِّدَت حَتَّى صَارَتْ مِدْرَاةً؛ وَحَدَّثَ الْمُنْذِرِيُّ أَن الْحَرْبِيَّ أَنشده:

وَلَا صُوار مُدَرَّاةٍ مَناسِجُها، ... مثلُ الفريدِ الَّذِي يَجْري مِنَ النَّظْمِ قَالَ: وَقَوْلُهُ مُدَرَّاة كأَنها هُيِّئَت بالمِدْرى مِنْ طُولِ شَعْرِهَا، قَالَ: والفَرِيدُ جَمْعُ الْفَرِيدَةُ، وَهِيَ شَذْرة مِنْ فِضَّةٍ كَاللُّؤْلُؤِ، شَبَّه بياض أَجسادها بها كأَنها الْفِضَّةُ. الْجَوْهَرِيُّ فِي المِدْراةِ قَالَ: وَرُبَّمَا تُصْلِحُ بِهَا الْمَاشِطَةُ قُرُونَ النِّساء، وَهِيَ شَيْءٌ كالمِسَلَّة يَكُونُ مَعَها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَهْلِكُ المِدْراةُ فِي أَكْنافِه، ... وإِذا مَا أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ وَيُقَالُ: تَدَرَّت المرأَة أَي سَرَّحت شعَرها. وَقَوْلُهُمْ جَأْبُ المِدْرى أَي غَلِيظ القَرْنِ، يُدَلّ بِذَلِكَ عَلَى صِغَر سِنِّ الْغَزَالِ لأَن قَرْنَه فِي أَول مَا يَطْلُعُ يَغْلُظُ ثُمَّ يَدِقُّ بَعْدَ ذَلِكَ؛ وقول الهذلي: وبالترك قد دمها ... وذات المُدارأَة الغائط «2» الْمَدْمُومَةُ: الْمَطْلِيَّةُ كأَنها طُلِيَتْ بِشَحْمٍ. وَذَاتُ المدارأَة: هِيَ الشديدة النفس فهي تُدْرأُ؛ قَالَ وَيُرْوَى: وَذَاتُ المُدَارَاة وَالْغَائِطُ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الْهَمْزَ فِيهِ وترك الهمز جائز. درحي: الْجَوْهَرِيُّ: الدِّرْحَايَةُ الرجُلُ الضَّخْم الْقَصِيرُ، وَهِيَ فِعْلايَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: عَكَوَّكاً، إِذَا مَشَى، دِرْحَايَهْ ... تَحْسِبُني لَا أَعرفُ الحُدايَهْ قَالَ الشَّيْخُ: دِرْحاية يَنْبَغِي أَن يَكُونَ فِي بَابِ الْحَاءَ وَفَصْلِ الدَّالِ وَالْيَاءِ آخِرُهُ زَائِدَةٌ لأَن الْيَاءَ لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة. دسا: دسي دَسَى دَسَى يَدْسَى: نقيضُ زَكا. اللَّيْثُ: دَسا فُلَانٌ يَدْسُو دَسْوَةً، وَهُوَ نَقِيضُ زَكا يَزْكُو زَكَاةً، وَهُوَ داسٍ لَا زاكٍ، ودَسَّى نَفْسَه. قال: ودسي دَسَى دسي يَدْسَى لُغَةٌ، ويَدْسُو أَصوب. ابْنُ الأَعرابي: دَسا إِذَا اسْتَخَفَى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يَقْرُبُ مِمَّا قَالَ اللَّيْثُ، قَالَ: وأَحسبهما ذَهَبًا إِلَى قَلْبِ حَرْفِ التَّضْعِيفِ، وَاعْتَبَرَ اللَّيْثُ مَا قَالَهُ فِي دَسَّى مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ؛ أَي أَخفاها، وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْلُنَا إِنَّ دَسّاها فِي الأَصل دَسَّسها، وإِن السِّينَاتِ تَوَالَتْ فَقُلِبَتْ إِحْدَاهُنَّ يَاءً، وأَما دَسَّى غيرَ مُحَوَّل عَنِ الْمُضَعَّفِ مِنْ بَابِ الدَّسِّ فَلَا أَعرفه وَلَا أَسمعه، وَالْمَعْنَى خَابَ مَنْ دَسَّى نفسَه أَي أَخْمَلها وأَخَسَّ حَظَّها، وَقِيلَ خَابَتْ نفسٌ دَسَّاها اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَكُلُّ شَيْءٍ أَخْفَيْته وقلَّلْته فَقَدْ دَسَسْته، رَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده: نَزُورُ امْرَأً أَما الإِلَه فَيَتَّقِي، ... وأَمّا بِفعْلِ الصالِحِينَ فيأْتَمِي قَالَ: أَراد فيَأْتَمُّ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: دَسَّى فُلَانٌ نفْسَه إِذَا أَخفاها وأَخملها لُؤْماً مَخَافَةَ أَن يتَنَبَّه لَهُ فيُستضافَ. ودسَا الليلُ دَسْواً ودَسْياً: وَهُوَ خِلَافُ زَكَا. ودَسَّى نفْسَه. وتَدَسَّى ودَسّاه: أَغراه وأَفْسَدَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِرَجُلٍ مِنْ طيِء: وأَنتَ الَّذِي دَسَّيْتَ عَمْراً، فأَصْبَحَت ... نِساؤُهُمُ مِنْهُمْ أَرامِلُ ضُيَّعُ قَالَ: دَسَّيْت أَغْوَيْت وأَفسدْت، وعمرو قبيلة. دشا: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَشَا إِذَا غاصَ في الحرب.

_ (2). قوله [ وبالترك قد دمها إلخ] هذا البيت هو هكذا في الأَصل.

دعا: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: يَقُولُ ادْعُوا مَنِ اسْتَدعَيتُم طاعتَه ورجَوْتم مَعونتَه فِي الإِتيان بِسُورَةٍ مِثْلِهِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، يَقُولُ: آلِهَتَكم، يَقُولُ اسْتَغِيثوا بِهِمْ، وَهُوَ كَقَوْلِكَ لِلرَّجُلِ إِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ خَالِيًا فادْعُ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعْنَاهُ اسْتَغِثْ بِالْمُسْلِمِينَ، فالدُّعَاء هَاهُنَا بِمَعْنَى الِاسْتِغَاثَةِ، وَقَدْ يَكُونُ الدُّعَاءُ عِبادةً: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ ، وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ: فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ ، يَقُولُ: ادْعُوهُمْ فِي النَّوَازِلِ الَّتِي تَنْزِلُ بِكُمْ إِنْ كَانُوا آلِهَةً كَمَا تَقُولُونَ يُجيبوا دُعَاءَكُمْ، فَإِنْ دَعَوْتُموهم فَلَمْ يُجيبوكم فأَنتم كَاذِبُونَ أَنهم آلهةٌ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ؛ مَعْنَى الدُّعَاءِ لِلَّهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: فضربٌ مِنْهَا توحيدهُ والثناءُ عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ: يَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنت، وَكَقَوْلِكَ: ربَّنا لكَ الحمدُ، إِذَا قُلْتَه فقدَ دعَوْته بِقَوْلِكَ ربَّنا، ثُمَّ أَتيتَ بِالثَّنَاءِ وَالتَّوْحِيدِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي ؛ فَهَذَا ضَرْبٌ مِنَ الدُّعَاءِ، وَالضَّرْبُ الثَّانِي مسأَلة اللَّهِ العفوَ وَالرَّحْمَةَ وَمَا يُقَرِّب مِنْهُ كَقَوْلِكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ مسأَلة الحَظِّ مِنَ الدُّنْيَا كَقَوْلِكَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالًا وَوَلَدًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَ هَذَا جَمِيعُهُ دُعَاء لأَن الإِنسان يُصَدّر فِي هَذِهِ الأَشياء بِقَوْلِهِ يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا رحمنُ، فَلِذَلِكَ سُمِّي دُعَاءً. وَفِي حَدِيثِ عرَفة: أَكثر دُعَائِي ودُعَاء الأَنبياء قَبْلي بعَرفات لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدهَ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وله الحمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ التهليلُ والتحميدُ والتمجيدُ دُعَاءً لأَنه بِمَنْزِلَتِهِ فِي استِيجاب ثوابِ اللَّهِ وَجَزَائِهِ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِذَا شَغَلَ عَبْدي ثَنَاؤُهُ عليَّ عَنْ مسأَلتي أَعْطَيْتُه أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السائِلين ، وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ؛ الْمَعْنَى أَنهم لَمْ يَحْصُلوا مِمَّا كَانُوا ينْتَحِلونه مِنَ المذْهب والدِّينِ وَمَا يَدَّعونه إِلَّا عَلَى الاعْتِرافِ بأَنهم كَانُوا ظَالِمِينَ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي إِسْحَاقَ. قَالَ: والدَّعْوَى اسمٌ لِمَا يَدَّعيه، والدَّعْوى تَصْلُح أَن تَكُونَ فِي مَعْنَى الدُّعاء، لَوْ قُلْتَ اللَّهُمَّ أَشْرِكْنا فِي صالحِ دُعاءِ المُسْلمين أَو دَعْوَى الْمُسْلِمِينَ جَازَ؛ حَكَى ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد: قَالَتْ ودَعْوَاها كثِيرٌ صَخَبُهْ وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ؛ يَعْنِي أَنَّ دُعاءَ أَهلِ الجَنَّة تَنْزيهُ اللهِ وتَعْظِيمُه، وَهُوَ قَوْلُهُ: دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ ، ثُمَّ قَالَ: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ؛ أَخبرَ أَنهم يبْتَدِئُون دُعاءَهم بتَعْظيم اللَّهِ وتَنزيهه ويَخْتِمُونه بشُكْره وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فجَعل تَنْزِيهَهُ دُعَاءً وتحميدَهُ دُعَاءً، والدَّعْوى هُنَا مَعْنَاهَا الدُّعاء. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: الدُّعاءُ هُوَ العِبادَة، ثُمَّ قرأَ: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي ؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ ، قَالَ: يُصَلُّونَ الصَّلَواتِ الخمسَ، ورُوِي مِثْلُ ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ في قوله: لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً ؛ أَي لَنْ نَعْبُد إِلَهًا دُونَه. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَتَدْعُونَ بَعْلًا ؛ أَي أَتَعْبُدون رَبّاً سِوَى اللَّهِ، وَقَالَ: وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ ؛ أَي لَا تَعْبُدْ. والدُّعاءُ: الرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، دَعَاهُ دُعَاءً ودَعْوَى؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي الْمَصَادِرِ الَّتِي آخِرُهَا أَلف التأْنيث؛ وأَنشد لبُشَيْر بْنِ النِّكْثِ:

وَلَّت ودَعْوَاها شَديدٌ صَخَبُهْ ذكَّرَ عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينا سُلْيمانَ لأَصْبَحَ مُوثَقاً يَلْعَبُ بِهِ وِلْدانُ أَهلِ الْمَدِينَةِ ؛ يَعْنِي الشَّيْطان الَّذِي عَرَضَ لَهُ فِي صَلَاتِهِ، وأَراد بدَعْوَةِ سُلْيمانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَوْلَهُ: وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، وَمِنْ جُمْلَةِ مُلكه تَسْخِيرُ الشَّيَاطِينِ وانقِيادُهم لَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: سأُخْبِرُكم بأَوَّل أَمري دَعْوةُ أَبي إِبْرَاهِيمَ وبِشارةُ عِيسى ؛ دَعْوةُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قولهُ تَعَالَى: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ؛ وبِشارَةُ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ. وَفِي حَدِيثُ مُعَاذٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا أَصابَهُ الطَّاعُونُ قَالَ: ليْسَ بِرِجْزٍ وَلَا طاعونٍ وَلَكِنَّهُ رَحْمةُ رَبِّكم ودَعْوَةُ نبِيِّكُم، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَراد قَوْلَهُ: اللَّهُمَّ اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعونِ ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ نَظَر، وَذَلِكَ أَنه قَالَ لَمَّا أَصابَهُ الطَّاعُونُ فأَثبَتَ أَنه طاعونٌ، ثُمَّ قَالَ: ليسَ برِجْزٍ وَلَا طاعونٍ فنَفَى أَنه طاعونٌ، ثُمَّ فسَّر قَوْلَهُ ولكنَّه رحمةٌ مِنْ ربِّكم ودَعوةُ نبِيِّكم فَقَالَ أَراد قَوْلَهُ: اللَّهُمَّ اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن وَالطَّاعُونِ ، وَهَذَا فِيهِ قَلَق. وَيُقَالُ: دَعَوْت اللَّهَ لَهُ بخَيْرٍ وعَليْه بِشَرّ. والدَّعْوة: المَرَّة الواحدةَ مِنَ الدُّعاء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَإِنَّ دَعْوتَهم تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ أَي تحُوطُهم وتكْنُفُهم وتَحْفَظُهم؛ يُرِيدُ أهلَ السُّنّة دُونَ البِدْعة. والدُّعَاءُ: وَاحِدُ الأَدْعِيَة، وأَصله دُعاو لأَنه مَنْ دَعَوْت، إِلَّا أَنَّ الْوَاوَ لمَّا جَاءَتْ بَعْدَ الأَلف هُمِزتْ. وَتَقُولُ للمرأَة: أَنتِ تَدْعِينَ، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَانِيَةٌ: أَنت تَدْعُوِينَ، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: أَنتِ تَدْعُينَ، بِإِشْمَامِ الْعَيْنِ الضَّمَّةَ، وَالْجَمَاعَةُ أَنْتُنَّ تَدْعُونَ مِثْلُ الرِّجَالِ سَوَاءً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي اللُّغَةِ الثَّانِيَةِ أَنتِ تَدْعُوِينَ لُغَةٌ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ. والدَّعَّاءَةُ: الأَنْمُلَةُ يُدْعى بِهَا كَقَوْلِهِمُ السَّبَّابة كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَدْعُو، كَمَا أَن السَّبَّابَةَ هِيَ الَّتِي كأَنها تَسُبُّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنها شَهَادَةُ أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، وجائزٌ أَن تَكُونَ، وَاللَّهُ أَعلم، دَعْوَةُ الْحَقِ أَنه مَن دَعا اللَّهَ مُوَحِّداً اسْتُجيب لَهُ دُعَاؤُهُ. وَفِي كِتَابِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى هِرَقْلَ: أَدْعُوكَ بِ دِعَايَةِ الإِسْلام أَي بِدَعْوَتِه، وَهِيَ كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ الَّتِي يُدْعى إِلَيْهَا أَهلُ المِلَلِ الْكَافِرَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: بداعِيَةِ الإِسْلامِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الدَّعْوةِ كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَيْر بْنِ أَفْصى: لَيْسَ فِي الخْيلِ داعِيَةٌ لِعاملٍ أَي لَا دَعْوى لعاملِ الزَّكَاةِ فِيهَا وَلَا حَقَّ يَدْعُو إِلَى قَضَائِهِ لأَنها لَا تَجب فِيهَا الزَّكَاةُ. ودَعا الرجلَ دَعْواً ودُعَاءً: نَادَاهُ، وَالِاسْمُ الدَّعْوَة. ودَعَوْت فُلَانًا أَي صِحْت بِهِ واسْتَدْعَيْته. فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ؛ فإن أَبا إسحق ذَهَبَ إِلَى أَن يَدْعُو بِمَنْزِلَةِ يَقُولُ، ولَمَنْ مرفوعٌ بِالِابْتِدَاءِ وَمَعْنَاهُ يقولُ لَمَنْ ضَرُّه أَقربُ مِنْ نَفْعه إلهٌ وربٌّ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ: يَدْعُونَ عَنْتَرَ، والرِّماحُ كأَنها ... أَشْطانُ بئرٍ فِي لَبانِ الأَدْهَمِ مَعْنَاهُ يَقُولُونَ: يَا عَنْتَر، فدلَّت يَدْعُون عَلَيْهَا. وَهُوَ مِنِّي دَعْوَةَ الرجلِ ودَعْوةُ الرجُلِ، أَي قدرُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ذلك يُنْصَبُ عَلَى أَنه ظَرْفٌ ويُرفع عَلَى أَنه اسمٌ. وَلِبَنِي فلانٍ الدَّعْوةُ عَلَى قومِهم أَي يُبْدأُ بِهِمْ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَعْطِياتِهم، وَقَدِ انْتَهَتِ الدَّعْوة إِلَى بَنِي فلانٍ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ

اللَّهُ عَنْهُ، يُقدِّمُ الناسَ فِي أَعطِياتِهِم عَلَى سابِقتِهم، فَإِذَا انْتَهَتِ الدَّعْوة إِلَيْهِ كَبَّر أَي النداءُ والتسميةُ وأَن يُقَالَ دونكَ يَا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ. وتَداعى القومُ: دَعَا بعضُهم بَعْضًا حَتَّى يَجتمعوا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ التَّدَاعِي. والتَّدَاعِي والادِّعَاءُ: الاعْتِزاء فِي الْحَرْبِ، وَهُوَ أَن يَقُولَ أَنَا فلانُ بنُ فُلَانٍ، لأَنهم يَتداعَوْن بأَسمائهم. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا بالُ دَعْوى الْجَاهِلِيَّةِ؟ هُوَ قولُهم: يَا لَفُلانٍ، كَانُوا يَدْعُون بعضُهم بَعْضًا عِنْدَ الأَمر الْحَادِثِ الشَّدِيدِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ زيدِ بنِ أَرْقَمَ: فَقَالَ قومٌ يَا للأَنْصارِ وَقَالَ قومٌ: يَا للْمُهاجِرين فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: دَعُوها فَإِنَّهَا مُنْتِنةٌ. وَقَوْلُهُمْ: مَا بالدَّارِ دُعْوِيٌّ، بِالضَّمِّ، أَي أَحد. قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ مِنْ دَعَوْت أَي لَيْسَ فِيهَا مَنْ يَدعُو لَا يُتكَلَّمُ بِهِ إلَّا مَعَ الجَحْد؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: إنِّي لَا أَسْعى إِلَى داعِيَّهْ مُشَدَّدَةَ الْيَاءِ، والهاءُ للعِمادِ مِثْلُ الَّذِي فِي سُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ؛ وَبَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ: إِلَّا ارْتِعاصاً كارْتِعاص الحَيَّهْ ودَعَاه إِلَى الأَمِير: ساقَه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً ؛ مَعْنَاهُ دَاعِيًا إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَمَا يُقَرِّبُ مِنْهُ، ودَعَاهُ الماءُ والكَلأُ كَذَلِكَ عَلَى المَثَل. والعربُ تَقُولُ: دَعَانا غَيْثٌ وَقَعَ ببَلدٍ فأَمْرَعَ أَي كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لانْتِجاعنا إيَّاه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّيَبُ والدُّعَاةُ: قومٌ يَدْعُونَ إِلَى بَيْعَةٍ هُدىً أَو ضَلَالَةً، واحدُهم دَاعٍ. وَرَجُلٌ داعِيَةٌ إِذَا كَانَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى بِدْعة أَو دينٍ، أُدْخِلَت الهاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَاعِي اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ المُؤَذِّنُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: المُؤَذِّنُ دَاعِي اللَّهِ وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَاعِي الأُمَّةِ إِلَى توحيدِ اللَّهِ وطاعتهِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ الَّذِينَ اسْتَمعوا الْقُرْآنَ: وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالوا يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ . وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ مَاتَ دُعِيَ فأَجاب. وَيُقَالُ: دَعَانِي إِلَى الإِحسان إِلَيْكَ إحسانُك إِلَيَّ. وَفِي الْحَدِيثُ: الْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ والحُكْمُ فِي الأَنْصارِ والدَّعْوَة فِي الحَبَشة ؛ أَرادَ بالدَّعْوَة الأَذانَ جَعله فِيهِمْ تَفْضِيلًا لمؤذِّنِهِ بلالٍ. والدَّاعِيَة: صرِيخُ الْخَيْلِ فِي الْحُرُوبِ لِدُعَائِهِ مَنْ يَسْتَصْرِخُه. يُقَالُ: أَجِيبُوا داعِيَةَ الْخَيْلِ. ودَاعِيَة اللَّبَنِ: مَا يُترك فِي الضَّرْع ليَدْعُو مَا بَعْدَهُ. ودَعَّى فِي الضَّرْعِ: أَبْقى فِيهِ داعيةَ اللَّبنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَمر ضِرارَ بنَ الأَزْوَر أَن يَحْلُبَ نَاقَةً وَقَالَ لَهُ دَعْ داعِيَ اللبنِ لَا تُجهِده أَيْ أَبْق فِي الضَّرْعِ قَلِيلًا مِنَ اللَّبَنِ وَلَا تَسْتَوْعِبْهُ كُلَّهُ، فَإِنَّ الَّذِي تُبْقِيهِ فِيهِ يَدْعُو مَا وَرَاءَهُ مِنَ اللَّبَنِ فيُنْزله، وَإِذَا استُقْصِيَ كلُّ مَا فِي الضَّرْعِ أَبطأَ دَرُّه عَلَى حَالِبِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَاهُ عِنْدِي دَعْ مَا يَكُونُ سَبباً لِنُزُولِ الدِّرَّة، وَذَلِكَ أَن الحالبَ إِذَا تَرَكَ فِي الضَّرْعِ لأَوْلادِ الحلائبِ لُبَيْنةً تَرضَعُها طَابَتْ أَنفُسُها فَكَانَ أَسرَع لإِفاقتِها. وَدَعَا الميتَ: نَدَبه كأَنه نَادَاهُ. والتَّدَعِّي: تَطْريبُ النَّائِحَةِ فِي نِياحتِها عَلَى مَيِّتِها إِذَا نَدَبَتْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والنادبةُ تَدْعُو الْمَيِّتَ إِذَا نَدَبَتْه، وَالْحَمَامَةُ تَدْعو إِذَا ناحَتْ؛ وَقَوْلُ بِشْرٍ: أَجَبْنا بَني سَعْد بْنِ ضَبَّة إذْ دَعَوْا، ... وللهِ مَوْلى دَعْوَةٍ لَا يُجِيبُها يُرِيدُ: لِلَّهِ وليُّ دَعْوةٍ يُجيب إِلَيْهَا ثُمَّ يُدْعى فَلَا

يُجيب؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ فجعَل صوتَ الْقَطَا دُعَاءً: تَدْعُو قَطاً، وَبِهِ تُدْعى إِذَا نُسِبَتْ، ... يَا صِدْقَها حِينَ تَدْعُوها فتَنْتَسِب أَي صوْتُها قَطاً وَهِيَ قَطاً، وَمَعْنَى تَدْعُو تُصوّت قَطَا قَطَا. وَيُقَالُ: مَا الَّذِي دَعَاكِ إِلَى هَذَا الأَمْرِ أَي مَا الَّذِي جَرَّكَ إِلَيْهِ واضْطَرَّك. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ دُعِيتُ إِلَى مَا دُعِيَ إِلَيْهِ يوسفُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لأَجَبْتُ ؛ يُرِيدُ حِينَ دُعِيَ لِلْخُرُوجِ مِنَ الحَبْسِ فَلَمْ يَخْرُجْ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ؛ يَصِفُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ أَي لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ لَخَرَجْتُ وَلَمْ أَلْبَث. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا مِنْ جِنْسِ تَوَاضُعِهِ فِي قَوْلِهِ لَا تُفَضِّلوني عَلَى يونُسَ بنِ مَتَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سَمِع رجُلًا يَقُولُ فِي المَسجِدِ مَنْ دَعَا إِلَى الجَمَلِ الأَحمر فَقَالَ لَا وجَدْتَ ؛ يُرِيدُ مَنْ وجَدَه فدَعا إِلَيْهِ صاحِبَه، وَإِنَّمَا دَعَا عَلَيْهِ لأَنه نَهَى أَن تُنْشَدَ الضالَّةُ فِي الْمَسْجِدِ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا مَا لَوْنُها ، قَالَ: سَلْ لَنَا رَبّك. والدَّعْوة والدِّعْوة والمَدْعاة والمِدْعاةُ: مَا دَعَوتَ إِلَيْهِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ، الْكَسْرُ فِي الدِّعْوَة «3». لعَدِي بن الرِّباب وسائر العرب يَفْتَحُونَ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالدَّعْوَة الْوَلِيمَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كُنا فِي مَدْعَاةِ فُلَانٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ يُرِيدُونَ الدُّعاءَ إِلَى الطَّعَامِ. وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ؛ دارُ السلامِ هِيَ الجَنَّة، وَالسَّلَامُ هُوَ اللَّهُ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْجَنَّةُ دَارَ السَّلَامِ أَي دَارَ السَّلَامَةِ وَالْبَقَاءِ، ودعاءُ اللهِ خَلْقَه إِلَيْهَا كَمَا يَدْعُو الرجلُ الناسَ إِلَى مَدْعاةٍ أَي إِلَى مَأْدُبَةٍ يتَّخِذُها وطعامٍ يَدْعُو الناسَ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِذَا دُعِيَ أَحَدُكم إِلَى طَعَامٍ فلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ مُفْطِراً فلْيَأْكُلْ وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فلْيُصَلِّ. وَفِي العُرْسِ دَعْوة أَيضاً. وَهُوَ فِي مَدْعَاتِهِم: كَمَا تَقُولُ فِي عُرْسِهِم. وَفُلَانٌ يَدَّعِي بكَرَم فِعالهِ أَي يُخْبِر عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ. والمَداعِي: نَحْوَ المَساعي والمكارمِ، يُقَالُ: إِنَّهُ لذُو مَدَاعٍ ومَساعٍ. وَفُلَانٌ فِي خَيْرٍ مَا ادَّعَى أَي مَا تَمَنَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ؛ مَعْنَاهُ مَا يتَمَنَّوْنَ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى الدُّعاء أَي مَا يَدَّعِيه أَهلُ الْجَنَّةِ يأْتيهم. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: ادَّعِ عليَّ مَا شئتَ. وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ: يُقَالُ لِي فِي هَذَا الأَمر دَعْوَى ودَعاوَى ودَعَاوةٌ ودِعَاوَةٌ؛ وأَنشد: تأْبَى قُضاعَةُ أَنْ تَرْضى دِعاوَتَكم ... وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ قَالَ: وَالنَّصْبُ فِي دَعاوة أَجْوَدُ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِي فِيهِمْ دِعْوة أَي قَرابة وإخاءٌ. وادَّعَيْتُ عَلَى فُلَانٍ كَذَا، وَالِاسْمُ الدَّعْوى. ودعاهُ اللهُ بِمَا يَكْرَه: أَنْزَلَه بِهِ؛ قَالَ: دَعاكَ اللهُ مِنْ قَيْسٍ بأَفْعَى، ... إِذَا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكا «4» . القَيْسُ هُنَا مِنْ أَسماء الذَّكَر. ودَوَاعِي الدَّهْرِ: صُرُوفُه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي ذِكْرِ لَظَى، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ؛ مِنْ ذَلِكَ أَي تَفْعل بِهِمُ الأَفاعيل المَكْرُوهَة، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الدُّعَاء الَّذِي هُوَ النِّدَاءُ، وَلَيْسَ بقَوِيّ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُفَسِّرِينَ: تَدْعُو الْكَافِرَ بِاسْمِهِ وَالْمُنَافِقَ بِاسْمِهِ، وَقِيلَ: لَيْسَتْ كالدعاءِ تَعالَ، وَلَكِنَّ دَعْوَتها إِيَّاهُمْ مَا تَفْعَل بِهِمْ مِنَ الأَفاعيل الْمَكْرُوهَةِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى أَي تُعَذِّبُ، وقال

_ (3). قوله [الكسر في الدِّعْوَة إلخ] قال في التكملة: وقال قطرب الدُّعْوَة بالضم في الطعام خاصة (4). وفي الأَساس: دَعَاك الله من رجلٍ إلخ

ثَعْلَبٌ: تُنادي مَنْ أَدْبر وتوَلَّى. ودَعَوْته بزيدٍ ودَعَوْتُه إياهُ: سَمَّيته بِهِ، تَعَدَّى الفعلُ بَعْدَ إِسْقَاطِ الْحَرْفِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمرَ الْبَاهِلِيُّ: أَهْوَى لَهَا مِشْقَصاً جَشْراً فشَبْرَقَها، ... وكنتُ أَدْعُو قَذَاها الإِثْمِدَ القَرِدا أَي أُسَمِّيه، وأَراد أَهْوَى لَهَا بِمِشْقَصٍ فَحَذَفَ الْحَرْفَ وأَوصل. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً ؛ أَي جعَلوا، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر أَيضاً وَقَالَ أَي كُنْتُ أَجعل وأُسَمِّي؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلا رُبَّ مَن تَدْعُو نَصِيحاً، وإنْ تَغِبْ ... تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِحِ الصَّدْرِ وادَّعيتُ الشيءَ: زَعَمْتُهُ لِي حَقّاً كَانَ أَو بَاطِلًا. وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ المُلْك: وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ؛ قرأَ أَبو عَمْرٍو تَدَّعُون، مُثَقَّلَةً، وَفَسَّرَهُ الْحَسَنُ تَكْذبون مِنْ قَوْلِكَ تَدَّعِي الْبَاطِلَ وتَدَّعِي مَا لَا يَكُونُ، تأْويله فِي اللُّغَةِ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ مِنْ أَجله تَدَّعُونَ الأَباطيلَ والأَكاذيبَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَدَّعُون بِمَعْنَى تَدْعُون، وَمَنْ قرأَ تَدْعُون، مُخَفَّفَةً، فَهُوَ مَنْ دَعَوْت أَدْعُو، وَالْمَعْنَى هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ وتَدْعُون اللَّهَ بتَعْجيله، يَعْنِي قَوْلَهُمْ: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَدَّعُون فِي الْآيَةِ تَفْتَعِلُونَ مِنَ الدُّعَاءِ وتَفْتَعِلون مِنَ الدَّعْوَى، وَالِاسْمُ الدَّعْوى والدِّعْوة، قَالَ اللَّيْثُ: دَعا يَدْعُو دَعْوَةً ودُعاءً وادَّعَى يَدَّعي ادِّعاءً ودَعْوَى. وَفِي نَسَبِهِ دَعْوة أَي دَعْوَى. والدِّعْوة، بِكَسْرِ الدَّالِ: ادِّعاءُ الوَلدِ الدَّعِيِّ غَيْرَ أَبيه. يُقَالُ: دَعِيٌّ بيِّنُ الدِّعْوة والدِّعاوَة. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّعْوة فِي الطَّعَامِ والدِّعْوة فِي النَّسَبِ. ابْنُ الأَعرابي: المدَّعَى المُتَّهَمُ فِي نسَبه، وَهُوَ الدَّعِيُّ. والدَّعِيُّ أَيضاً: المُتَبَنَّى الَّذِي تَبَنَّاه رجلٌ فَدَعَاهُ ابنَه ونسبهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَبَنَّى زيدَ بنَ حارثةَ فأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَن يُنْسَب الناسُ إِلَى آبَائِهِمْ وأَن لَا يُنْسَبُوا إِلَى مَن تَبَنَّاهم فَقَالَ: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ ، وَقَالَ: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ . أَبو عَمْرٍو عَنْ أَبيه: والدَّاعِي المُعَذِّب، دَعاهُ اللَّهُ أَي عَذَّبَه اللَّهُ. والدَّعِيُّ: الْمَنْسُوبُ إِلَى غَيْرِ أَبيه. وَإِنَّهُ لَبَيِّنُ الدَّعْوَة والدِّعْوَةِ، الْفَتْحُ لعَدِيِّ بْنِ الرِّباب، وسائرُ الْعَرَبِ تَكْسِرُها بِخِلَافِ مَا تَقَدَّمَ فِي الطَّعَامِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لبيِّنُ الدَّعَاوَة والدِّعَاوَة. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا دِعْوَة فِي الإِسلام ؛ الدِّعْوَة فِي النَّسَبِ، بِالْكَسْرِ: وَهُوَ أَن ينْتَسب الإِنسان إِلَى غَيْرِ أَبيه وَعَشِيرَتِهِ، وَقَدْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فَنَهَى عَنْهُ وجعَل الوَلَدَ لِلْفِرَاشِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَ رَجُلٍ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبيه وَهُوَ يَعْلمه إِلَّا كَفَر ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فالجَنَّة عَلَيْهِ حَرَامٌ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ، وَقَدْ تكرَّرَت الأَحاديث فِي ذَلِكَ، والادِّعَاءُ إِلَى غيرِ الأَبِ مَعَ العِلْم بِهِ حَرَامٌ، فَمَنِ اعْتَقَدَ إِبَاحَةَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ لِمُخَالَفَتِهِ الإِجماع، وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ إِبَاحَتَهُ فَفِي مَعْنَى كُفْرِهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَنه قَدْ أَشبه فعلُه فعلَ الْكُفَّارِ، وَالثَّانِي أَنه كَافِرٌ بِنِعْمَةِ اللَّهِ والإِسلام عَلَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: فَلَيْسَ مِنَّا أَي إِنِ اعْتَقَد جوازَه خَرَجَ مِنَ الإِسلام، وَإِنْ لَمْ يَعْتَقِدْهُ فَالْمَعْنَى لَمْ يَتَخَلَّق بأَخلاقنا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: المُسْتَلاطُ لَا يَرِثُ ويُدْعَى لَهُ ويُدْعَى بِهِ ؛ المُسْتَلاطُ المُسْتَلْحَق فِي النَّسَبِ،

ويُدْعَى لَهُ أَي يُنْسَبُ إِلَيْهِ فَيُقَالُ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، ويُدْعَى بِهِ أَي يُكَنَّى فَيُقَالُ: هُوَ أَبو فُلَانٍ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَا يَرِثُ لأَنه لَيْسَ بِوَلَدٍ حَقِيقِيٍّ. والدَّعْوة: الحِلْفُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّعْوَةُ الحِلْف. يُقَالُ: دَعْوَة بَنِي فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ. وتَداعَى البناءُ وَالْحَائِطُ للخَراب إِذَا تكسَّر وآذَنَ بانْهِدامٍ. ودَاعَيْنَاها عَلَيْهِمْ مِنْ جَوانِبِها: هَدَمْناها عَلَيْهِمْ. وتَدَاعَى الْكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ إِذَا هِيلَ فانْهالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَمَثَلِ الجَسدَ إِذَا اشْتَكَى بعضهُ تَدَاعَى سائرهُ بالسَّهَر والحُمَّى كأَن بَعْضَهُ دَعَا بَعْضًا مِنْ قَوْلِهِمْ تَدَاعَت الْحِيطَانُ أَي تَسَاقَطَتْ أَو كَادَتْ، وتَدَاعَى عَلَيْهِ الْعَدُوُّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ: أَقْبَلَ، مِنْ ذَلِكَ. وتَدَاعَت القبائلُ عَلَى بَنِي فُلَانٍ إِذَا تأَلَّبوا وَدَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى التَّناصُر عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الأُمَم أَي اجْتَمَعُوا وَدَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ ثَوْبانَ: يُوشكُ أَن تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِها. وتَدَاعَتْ إبلُ فُلَانٍ فَهِيَ مُتَدَاعِيةٌ إِذَا تَحَطَّمت هُزالًا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَباعَدْتَ مِنِّي أَن رأَيتَ حَمُولَتي ... تَدَاعَتْ، وأَن أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ والتَّدَاعِي فِي الثَّوْبِ إِذَا أَخْلَقَ، وَفِي الدَّارِ إِذَا تصدَّع مِنْ نَوَاحِيهَا، والبرقُ يَتَدَاعَى فِي جَوَانِبِ الغَيْم؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَلَا بَيْضاءَ فِي نَضَدٍ تَدَاعَى ... ببَرْقٍ فِي عَوارِضَ قَدْ شَرِينا وَيُقَالُ: تَدَاعَت السحابةُ بِالْبَرْقِ والرَّعْد مِنْ كُلِّ جَانِبٍ إِذَا أَرْعَدَت وبَرَقَت مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. قَالَ أَبو عَدْنان: كلُّ شَيْءٍ فِي الأَرض إِذَا احتاجَ إِلَى شَيْءٍ فَقَدْ دَعا بِهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَخْلَقَت ثيابُه: قَدْ دَعَتْ ثِيابُكَ أَي احْتَجْتَ إِلَى أَن تَلْبَسَ غَيْرَهَا مِنَ الثِّيَابِ. وَقَالَ الأَخفش: يُقَالُ لَوْ دُعِينَا إِلَى أَمر لانْدَعَينا مِثْلَ قَوْلِكَ بَعَثْتُه فانْبَعَثَ، وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْحَرْفَ عَنِ الأَخفش، قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَوْ دَعَوْنا لانْدَعَيْنا أَي لأَجَبْنا كَمَا تَقُولُ لَوْ بَعَثُونا لانْبَعَثْنا؛ حَكَاهَا عَنْهُ أَبو بَكْرِ ابن السَّرَّاج. والتَّداعِي: التَّحاجِي. ودَاعَاهُ: حاجاهُ وفاطَنَه. والأُدْعِيَّةُ والأُدْعُوَّةُ: مَا يَتَداعَوْنَ بِهِ. سِيبَوَيْهِ: صَحَّت الْوَاوُ فِي أُدْعُوَّة لأَنه لَيْسَ هُنَاكَ مَا يَقْلِبُها، وَمَنْ قَالَ أُدْعِيَّة فلخِفَّةِ الْيَاءِ عَلَى حَدِّ مَسْنِيَّة، والأُدْعِيَّة مِثْل الأُحْجِيَّة. والمُدَاعَاة: المُحاجاة. يُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُدْعِيَّة يَتَداعَوْنَ بِهَا وأُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بِهَا، وَهِيَ الأُلْقِيَّة أَيضاً، وَهِيَ مِثْلُ الأُغْلُوطات حَتَّى الأَلْغازُ مِنَ الشِّعْرِ أُدْعِيَّة مِثْلُ قَوْلِ الشَّاعِرِ: أُدَاعِيكَ مَا مُسْتَحْقَباتٌ مَعَ السُّرَى ... حِسانٌ، وَمَا آثارُها بحِسانِ أَي أُحاجِيكَ، وأَراد بالمُسْتَحْقَباتِ السُّيوفَ، وَقَدْ دَاعَيْتُه أُدَاعِيهِ؛ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ القَلَم: حاجَيْتُك يَا خَنْساءُ، ... فِي جِنْسٍ مِنَ الشِّعْرِ وَفِيمَا طُولُه شِبْرٌ، ... وَقَدْ يُوفِي عَلَى الشِّبْرِ لَهُ فِي رَأْسِهِ شَقٌّ ... نَطُوفٌ، ماؤُه يَجْرِي أَبِيِني، لَمْ أَقُلْ هُجْراً ... ورَبِّ البَيْتِ والحِجْرِ

دغا: الدَّغْوَةُ ودغي الدَّغْيَة: السَّقْطَةُ القَبيحة، وَقِيلَ: الْكَلِمَةُ القَبيحة تَسْمَعُهَا، وَقِيلَ: تَسْمَعُها عَنِ الإِنسان. وَرَجُلٌ ذُو دَغَواتٍ ودغي دَغَيَاتٍ: لَا يَثْبُتُ عَلَى خُلُقٍ، وَقِيلَ: ذُو أَخْلاقٍ رَدِيئةٍ، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: ذَا دَغَواتٍ قُلَّبَ الأَخْلاقِ أَي ذَا أَخْلاقٍ رَدِيئَةٍ مُتَلَوِّنَة؛ وَقَالَ أَيضاً: ودغي دَغْيَة مِنْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ قَالَ: ولم نسمع دغي دَغَيات ولا دغي دَغْيَةً إِلَّا فِي بَيْتِ رُؤْبَةَ فَإِنَّهُ قَالَ: نَحْنُ نقولُ دغي دَغْية وَغَيْرُنَا يَقُول دَغْوة. وقُلَّب الأَخْلاقِ: هَالِكُ الأَخْلاق رديئُها مِنْ قُلِب إِذَا هَلَك، مِثْلُ رجلٌ حُوّلٌ قُلَّبٌ مدحٌ لِلرَّجُلِ المُحْتال. وحُكِي عَنِ الْفَرَّاءِ: إِنَّهُ لَذُو دَغَواتٍ، بِالْوَاوِ، وَالْوَاحِدَةُ دَغْيَة؛ قَالَ: وَإِنَّمَا أَرادوا دَغِيَّةً ثُمَّ خُفّف كَمَا قَالُوا هَيّن وهَيْن. ودُغَاوَةُ: جِيلٌ «1». مِنَ السُّودَانِ خَلْف الزِّنْجِ فِي جَزِيرَةِ الْبَحْرِ، قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ زُغاوة، بِالزَّايِ، جِنْسٌ مِنَ السُّودَانِ. ودُغَةُ: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ أَحْمَقَ. ودُغَةُ: اسْمُ امرأَة مِنْ عِجْلٍ تُحَمَّقُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هِيَ مارِيَة بِنْتُ مَغْنَج. وَحَكَى حَمْزَةُ الأَصبهاني عَنْ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ أَنَّ الدُّغَة الفَراشَة، وَحُكِيَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ أَنها دُويْبَّة. يُقَالُ: فُلَانٌ أَحْمَقُ مِنْ دُغَة، وَلَهَا قِصَّة «2»، قَالَ: وأَصلها دُغَوٌ أَو دُغَيٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَقِيلَ: دُغَةُ اسْمُ امرأَة قَدْ وَلَدت «3». فِي عِجْلٍ. ودغي الدَّغْيَةُ: الدَّعارة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. دفا: الأَدْفَى مِنَ المَعَزِ والوُعولِ: الَّذِي طَالَ قَرْنَاهُ حَتَّى انْصَبَّا عَلَى أُذُنَيْه مِنْ خَلْفِه، وَمِنَ النَّاسِ الَّذِي يمشِي فِي شِقّ، وَقِيلَ: هُوَ الأَجْنَأُ، وَقِيلَ: المُنضَمُّ المَنْكِبَيْن، وَمِنَ الطَّيْرِ مَا طَالَ جَناحاه مِنْ أُصُولِ قوادِمِه وطَرَف ذَنَبِه وَطَالَتْ قادِمةُ ذَنَبِه؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ الْغُرَابَ: شَنِجُ النَّسَا أَدْفَى الجَناحِ كأَنه ... فِي الدارِ، إثْرَ الظاعِنِين، مُقَيَّدُ وطائرٌ أَدْفَى: طويلُ الجَنَاحِ، وَإِنَّمَا قِيلَ للعُقاب دَفْوَاءُ لعَوَج مِنْقارها. والأَدْفَى مِنَ الإِبِلِ: مَا طَالَ عُنُقه واحْدَوْدَب وَكَادَتْ هامَتُه تَمَسُّ سَنامَه، والأُنثى مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ دَفْوَاءُ. والدَّفْوَاءُ مِنَ النجائِبِ: الطَّويلة العُنق إِذَا سَارَتْ كَادَتْ تضَع هامَتَها عَلَى ظَهْر سَنامِها، وَتَكُونُ مَعَ ذَلِكَ طَوِيلَةَ الظَّهْرِ. والدَّفْوَاءُ: النَّاقَةُ الَّتِي تَمْشي فِي جانِبِها وَهُوَ أَسرع لَهَا وأَحسن؛ وأَنشد: دَفْوَاءُ فِي المِشْيَةِ مِنْ غَيْرِ جَنَفْ والجَنَف: أَن تَكُونَ كِرْكِرةُ البَعير ضَخْمة مِنْ أَحَدِ الجانِبَين. والتَّدَافِي: التَّداوُل. يُقَالُ: تَدَافَى البعيرُ تَدَافِياً إِذَا سَارَ سَيْرًا مُتَجافِياً، قَالَ: وَرُبَّمَا قِيلَ للنَّجِيبَة الطَّوِيلة العُنُق دَفْوَاءُ. وأُذُنٌ دَفْوَاءُ إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَى الأُخْرى حَتَّى كادَتْ أَطْرافُهما تَماسُّ فِي انْحِدارٍ قِبَلَ الجَبْهة وَلَا تَنتَصِب وَهِيَ شديدةٌ فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنَّمَا ذَلِكَ فِي آذَانِ الخَيْل. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الدَّفْوَاءُ المائِلَة فقطْ. والدَّفْوَاءُ: العَرِيضَة العِظامِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ، والفِعلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ دَفِيَ دَفاً. وكَبْشٌ أَدْفَى: وَهُوَ الَّذِي يَذْهَبُ قَرنه قِبَلَ ذَنَبِه. والدَّفَا، مَقْصُورٌ: الانْحِناء. وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: أَنَّهُ

_ (1). قوله [ودغاوة جيل إلخ] ضبط بضم الدال في المحكم وتبعه المجد وصرح به في زغ وفقال بضم الزاي، وضبط في التكملة بفتحها كالزغاوة وصرح به في زغ وفقال بالفتح (2). قوله [ولها قصة] قد ذكرها في مادة ج ع ر ومغنج بميم مفتوحة فغين معجمة ساكنة فنون مفتوحة وتحرفت في نسخ القاموس الطبع (3). قوله [قد ولدت] كذا بضبط الأصل والمحكم، يعني مبنياً للفاعل

عَرِيضُ النَّحْرِ فيهِ دَفاً أَي انْحِناء، يُقَالُ: رَجُلٌ أَدفى، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ، قَالَ: وَجَاءَ بِهِ الْهَرَوِيُّ فِي الْمَهْمُوزِ رَجُلٌ أَدْفَأُ وامرأَة دَفْآءُ. وَرَجُلٌ أَدْفى إِذَا كَانَ فِي صُلْبِهِ احْدِيدابٌ. وَرَجُلٌ أَدْفى، بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَي فِيهِ انْحِناء. وأَدْفَى الظَّبْيُ إِذَا طَالَ قَرْناهُ حتَّى كَادَا يَبْلُغانِ مُؤخَّره. أَبو زَيْدٍ: الدَّفْواء مِنَ المعْزَى الَّتِي انْصَبَّ قَرْناها إِلَى طَرَفَي عِلْباوَيْها. ووَعِلٌ أَدْفَى بَيّنُ الدَّفَا: وَهُوَ الَّذِي طَالَ قَرْنه جِدّاً وذَهَبَ قِبَلَ أُذُنَيْهِ. ودَفَا الجَرِيحَ دَفْواً: أَجْهَزَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ جاؤُوا بأَسير إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَرْعُدُ مِنَ البَرْد فَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا بِهِ فأَدْفُوه ؛ يُرِيدُ الدِّفْءَ مِنَ البَرْدِ، وَهِيَ لُغَتُهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ، وَإِنَّمَا أَراد أَدْفِئُوه مِنَ الْبَرْدِ فَوَداه رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ودَفَوْتُ الجَرِيحَ أَدْفُوه دَفْواً إِذَا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دافَيْتُه وأَدْفَيْتُه. والدَّفْوَاءُ: الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ أَسفاره أَبْصَرَ شَجَرَةً دَفْوَاء تُسَمَّى ذاتَ أَنْواطٍ لأَنه كَانَ يُناطُ بها السلاحُ وتُعْبَدُ دونَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. والدَّفْوَاءُ: الْعَظِيمَةُ الظَّلِيلةُ الكثيرةُ الفُروع والأَغْصان وتَكُونُ المائلةَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَدْفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لَبِسْتُ مَا يُدْفِيني. قَالَ: وَهَذَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَتْرُكُ الْهَمْزَ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَكُمْ فِيها دِفْءٌ، قَالَ: الدِّفْءُ كُتِبَ فِي الْمَصَاحِفِ بِالدَّالِ وَالْفَاءِ، وَإِنْ كُتِبَتْ بِوَاوٍ فِي الرَّفْعِ وَيَاءٍ فِي الْخَفْضِ وأَلف فِي النَّصْبِ كَانَ صَوَابًا، وَذَلِكَ على ترك الهمز. دقا: دَقِيَ الفَصيل، بِالْكَسْرِ، يَدْقى دَقىً وأَخِذَ أَخَذاً إِذَا شَرِبَ اللَّبَنَ وأَكثر حَتَّى يَتَخَثَّرَ بَطْنُه ويَفْسُدَ ويَبْشَمَ ويَكْثُرَ سَلْحُه. يُقَالُ: فَصِيلُ دَقٍ، عَلَى فَعِلٍ، ودَقِيٌّ ودَقْوَانُ، والأُنثى دَقِيَة، وَهُوَ فِي التَّقْدِيرِ مِثْلُ فَرِحٍ وفَرِحَة، فَمَنْ أَدْخَل فرْحانَ عَلَى فَرِحٍ قَالَ فَرْحانُ وفَرْحَى، وَقَالَ عَلَى مِثَالِهِ دَقْوَانُ ودَقْوَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأُنثى دَقْوَى؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي الدَّقَى: إِنِّي، وإنْ تُنْكِرْ سُيوحَ عَباءَتي، ... شِفاءُ الدَّقى، يَا بَكْرَ أُمِّ تَمِيمِ يَقُولُ: إِنَّكَ إِنْ تُنْكِرْ سُيوحَ عَبَاءَتِي يَا جملَ أُمِّ تميمٍ فَإِنِّي شفاءُ الدَّقى أَي أَنا بصيرٌ بِعِلَاجِ الإِبِلِ أَمنع مِنَ البَشَمِ، لأَني أَسقي اللبنَ الأَضيافَ فَلَا يَبْشَم الفَصِيلُ، لأَنه إِذَا سُقِيَ اللَبنَ الضَّيْفُ لَمْ يَجِدِ الفصيلُ ما يَرْضَعُ. دكا: ابْنُ الأَعرابي قَالَ: دَكا إِذَا سَمِنَ، وكَذَا إذا قَطَع. دَلَا: الدَّلْوُ: مَعْرُوفَةٌ وَاحِدَةُ الدِّلاءِ الَّتِي يُسْتَقَى بِهَا، تذكَّر وتؤنَّث؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَمْشي بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتأْنيث أَعلى وأَكثر، وَالْجَمْعُ أَدْلٍ فِي أَقل الْعَدَدِ، وَهُوَ أَفْعُلٌ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِوُقُوعِهَا طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ، وَالْكَثِيرُ دِلاءٌ ودُلِيٌّ، عَلَى فُعولٍ، وَهِيَ الدَّلاةُ والدَّلا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ، الْوَاحِدَةُ دَلاةٌ؛ قَالَ الجُمَيح: طَامِي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ وَنَسَبَهُ لِلشَّمَّاخِ؛ وأَنشد لِآخَرَ:

إنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُوما، ... يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما «4» . وأَنشد لِآخَرَ فِي الْمُفْرَدِ: دَلْوَكَ إِنِّي رافعٌ دَلاتي وأَنشد لِآخَرَ: أَيُّ دَلاةِ نَهَلٍ دَلاتي وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَطَأْطَأْت لَكُمْ تَطَأْطُؤَ الدُّلاة ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْع دالٍ كقاضٍ وقُضاةٍ، وَهُوَ النازِعُ فِي الدَّلْوِ المُسْتَقِي بِهَا الماءَ مِنَ الْبِئْرِ. يُقَالُ: أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَليْتُها إِذَا أَرسلتها فِي الْبِئْرِ، ودَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إِذَا أَخرجْتها، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ تَوَاضَعْتُ لَكُمْ وتَطامَنْتُ كَمَا يَفْعَل المُستقي بالدَّلْوِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَن حبَشِيّاً وَقَعَ فِي بئرِ زَمْزَمَ فأَمرَهُم أَن يَدْلُوا ماءَها أَي يَسْتَقُوه، وَقِيلَ: الدَّلا جمعُ دَلاةٍ كفَلًا جَمْعُ فَلاةٍ. والدَّلاة أَيضاً: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: آلَيْتُ لَا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا ... دَلاتَهُ، إِنِّي أُحِبُّ الأَسْوَدا يُرِيدُ بِدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه مِنَ الوُدِّ، والأَسْوَدُ اسمُ ابنِه. ودَلَوْتُها وأَدْلَيْتُها إِذَا أَرْسَلْتها فِي الْبِئْرِ لِتَسْتَقِيَ بِهَا أُدْلِيها إِدْلاءً، وَقِيلَ: أَدْلاها أَلْقاها لِيَسْتَقِيَ بِهَا، ودَلاها جَبَذها ليُخْرِجَها، تَقُولُ دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إِذَا أَخرجَتها وجَذَبْتَها مِنَ الْبِئْرِ مَلأَى؛ قَالَ الرَّاجِزُ الْعَجَّاجُ: يَنْزِعُ مِنْ جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال أَي نَزْعُ النازعِ. ودَلَوْتُ الدَّلْوَ: نَزَعْتُها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الدَّالي بِمَعْنَى المُدْلي؛ وَهُوَ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: يَكْشِفُ، عَنْ جَمَّاتِه، دَلْوُ الدَّالْ ... عَباءةً غَبْراءَ مِنْ أَجْنٍ طالْ يَعْنِي المُدْليَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِرُؤْبَةَ: يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غَاضِي أَيْ مُغْضٍ، قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ قَدْ غَلِطَ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّواة فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ الْعَجَّاجِ آخِرُهُمْ ثَعْلَبٌ، قَالَ: يَعْنِي كَوْنَهُمْ قَدَّرُوا الدَّالِيَ بِمَعْنَى المُدْلي؛ قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: وَإِنَّمَا الْمَعْنَى فِيهِ أَنه لَمَّا كَانَ المُدْلي إِذَا أَدْلى دَلْوَه عادَ فَ دَلاها أَي أَخرجها مَلأَى قَالَ دَلْوُ الدَّالْ كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ: مِثْل الإِماء الغَوادِي تَحْمِلُ الحُزُما وَإِنَّمَا تَحْمِلُهَا عِنْدَ الرَّواح، فَلَمَّا كُنَّ إِذَا غَدَوْنَ رُحْنَ قَالَ: مِثْلُ الإِماء الغَوادِي. وَيُقَالُ: دَلَوْتُها وأَنا أَدْلُوها وأَدْلَوْتُها. وَفِي قِصَّةِ يُوسُفَ: فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى . ودَلَوْتُ بِفُلَانٍ إِلَيْكَ أَي اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِلَيْكَ. قَالَ عُمَرُ لَمَّا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بعَمِّ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وقَفِيَّةِ آبائِه وكُبْرِ رِجالهِ دَلَوْنا بِهِ إليكَ مُسْتَشْفِعين ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: مَعْنَاهُ مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى مَعْنَاهُ أَنهم تَوَسَّلُوا بِالْعَبَّاسِ إِلَى رَحْمةِ اللَّهِ وغِياثِه كَمَا يُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إِلَى الْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ من الدَّلْوِ لأَنه يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الْمَاءِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ أَقْبَلْنا وسُقْنَا، مِنَ الدَّلْوِ وَهُوَ السَّيْرُ الرَّفِيقُ. وَهُوَ يُدْلي برَحِمِه أَي يَمُتُّ بِهَا. والدَّلْوُ: سِمَةٌ للإِبل. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ فلانٌ بالدَّلْوِ

_ (4). قوله [مخج الدلا] ضبط الدِّلا هنا بالفتح، وضبط فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ اللسان وغيره بكسر الدال

أَي بالدَّاهِيةِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا، ... والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَا «1» . والدَّلْوُ: بُرْجٌ مِنْ بُرُوج السَّمَاءِ مَعْرُوفٌ، سُمِّيَ بِهِ تَشْبِيهًا بالدَّلْو. والدَّالِيَةُ: شيءٌ يُتَّخذُ مِنْ خُوصٍ وخَشَبٍ يُسْتَقَى بِهِ بحِبالٍ تُشَدُّ فِي رأْس جِذْعٍ طَوِيلٍ؛ قَالَ مِسْكِين الدارمي: بأَيْدِيهِمْ مَغارِفُ من حَديدٍ ... يُشَبِّهُها مُقَيَّرَةَ الدَّوَالِي والدَّالِيَةُ: المَنْجَنُون، وَقِيلَ: المَنْجَنُون تُدِيرُها البَقَرَةُ، والناعُورَة يُديرُها الْمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدَّالِيَةُ الأَرض تُسْقَى بالدَّلْو والمَنْجَنُون. والدَّوَالِي: عِنَبٌ أَسْوَدُ غيرُ حالِكٍ وعَناقِيدُه أَعْظَم العناقِيدِ كُلِّها تَرَاها كأَنَّها تُيُوس معلَّقة، وعِنَبه جافٌّ يتَكَسَّر فِي الْفَمِ مُدَحْرَج ويُزَبَّبُ؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: وأَدْلَى الفَرَسُ وغيرُه: أَخرج جُرْدانَه ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ، وَكَذَلِكَ أَدْلَى العَيْرُ ودَلَّى؛ قِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: مَا مائَةٌ منَ الحُمُر؟ قَالَتْ: عازِبَةُ اللَّيْل وخِزْيُ المَجْلِس، لَا لَبَنَ فَتُحْلَبَ وَلَا صُوفَ فَتُجَزَّ، إنْ رُبِطَ عَيْرُها دَلَّى وَإِنْ أَرْسَلْتَه وَلَّى. والإِنسانُ يُدْلِي شَيْئًا فِي مَهْوَاةٍ ويَتَدَلَّى هُوَ نَفْسُه. ودَلَّى الشيءَ فِي المَهْواةِ: أَرْسَلَهُ فِيهَا؛ قَالَ: مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْسَ فِي هُوَّةٍ ... ضَنْكٍ، ولَكِنْ مَنْ لَهُ بِالمَضِيقْ أَي بِالْخُرُوجِ مِنَ المَضِيق، وتَدَلَّيْتُ فِيهَا وَعَلَيْهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ فَرَسًا: فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلًا، ... وَعَلَى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ أَراد أَنه نَزَل مِنْ مِرْبائه وَهُوَ عَلَى فَرَسِه راكبٌ. وَلَا يَكُونُ التَّدَلِّي إِلَّا مِنْ عُلْوٍ إِلَى اسْتِفَال، تَدَلَّى مِنَ الشَّجَرَةِ. وَيُقَالُ: تَدَلَّى فلانٌ عَلَيْنَا مِنْ أَرض كَذَا وَكَذَا أَيْ أَتانا. يُقَالُ: مِنْ أَيْنَ تَدَلَّيْتَ عَلَيْنَا؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: تَدَلَّى عَلَيه وهُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ، ... لَهُ طِحْلِبٌ، فِي مُنْتَهَى القيضِ، هامِدُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ . قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: دلَّاهُما فِي المَعْصِيَة بأَن غَرَّهُما، وقال غيره: فَدلَّاهُما فأطْمَعَهُما؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي جُنْدُب الْهُذَلِيِّ: أَحُصُّ فَلَا أُجِيرُ، ومَنْ أُجِرْهُ، ... فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى بالغُرُورِ أَحُصُّ: أَمْنَع، وَقِيلَ: أَحُصُّ أَقْطَع ذَلِكَ، وَقَوْلُهُ: كَمَنْ يُدَلَّى أَي يُطْمَع؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله الرَّجُلُ العَطْشانُ يُدَلَّى فِي الْبِئْرِ ليَرْوَى مِنْ مَائِها فَلَا يجدُ فِيهَا مَاءً فَيَكُونُ مُدَليِّاً فِيهَا بالغُرورِ، فوُضِعَت التَّدْلِيَة مَوْضِعَ الإِطْمَاع فِيمَا لَا يُجْدِي نَفْعاً؛ وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ: فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ ، أَي جَرَّأهما إِبْلِيسُ عَلَى أَكْلِ الشَّجَرَةِ بغُرره، والأَصلُ فِيهِ دَلَّلهما، والدَّالُ والدَّالَّةُ: الجُرْأَة. الْجَوْهَرِيُّ: ودلَّاه بغُرُورٍ أَي أَوْقَعَه فِيمَا أَراد مِنْ تَغْرِيره وَهُوَ مِنْ إِدْلاءِ الدَّلْو. وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:

_ (1). قوله [يحملن عنقاء إلخ] كذا أنشده الجوهري وقال في التكملة: الإِنشاد فاسد والرواية: أَنْعَتُ أَعْيَارًا رَعَيْنَ كِيرَا ... يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وَعَنْقَفِيرَا وَأُمُّ خَشَّافٍ وَخَنْشَفِيرَا ... والدَّلْو وَالدَّيْلَمَ والزفيرا ثم قال: والكير اسم موضع بعينه

ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: ثُمَّ دَنا جِبْرِيلُ مِنْ مُحَمَّدٍ فَتَدَلَّى كأَنَّ الْمَعْنَى ثُمَّ تَدَلَّى فَدَنا، قَالَ: وَهَذَا جَائِزٌ إِذَا كَانَ المَعْنى فِي الْفِعْلَيْنِ وَاحِدًا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى دَنا فَتَدَلَّى وَاحِدٌ لأَن الْمَعْنَى أَنه قَرُبَ فَتَدَلَّى أَي زَادَ فِي القُرْب، كَمَا تَقُولُ قدْ دَنَا فُلَانٌ مِنِّي وقرُبَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ، أَي تَدَلَّل كَقَوْلِهِ: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى؛ أَي يَتَمَطَّطُ. وَفِي حَدِيثِ الإِسْراء: فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ؛ التَّدَلِّي: النزولُ مِنَ العُلْو؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والضميرُ لِجِبْرِيلَ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وأَدْلَى بحُجَّتِه: أَحْضَرَها واحْتجَّ بِهَا. وأَدْلَى إِلَيْهِ بِمالِه: دَفَعه. التَّهْذِيبُ: وأَدْلَى بمالِ فُلَانٍ إِلَى الحاكِمِ إِذَا دَفَعَه إِلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ ؛ يَعْنِي الرِّشْوَةَ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى تُدْلُوا فِي الأَصل مِنْ أَدْلَيْت الدَّلْوَ إِذَا أَرْسَلْتها لتملأَها، قَالَ: وَمَعْنَى أَدْلَى فُلَانٌ بحُجَّته أَي أَرْسَلَها وأَتَى بِهَا عَلَى صِحَّةٍ، قَالَ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ أَي تَعْمَلون عَلَى مَا يوجِبُه الإِدْلاءُ بالحُجة وتَخُونُون فِي الأَمانة لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ، كأَنه قَالَ تَعْمَلون عَلَى مَا يوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ مَا قَدْ عَلِمْتُم أَنه الحَقّ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا تأْكُلوا أَمْوالكم بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَلَا تُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّام، وَإِنْ شئتَ جَعلْتَ نصبَ وتُدْلُوا بِهَا إِذَا أَلْقَيْتَ مِنْهَا لَا عَلَى الظَّرْفِ، وَالْمَعْنَى لَا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لَكُمْ حَقًّا لِغَيْرِكُمْ وأَنتم تَعْلَمُونَ أَنه لَا يَحِلُّ لَكُمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي أَصح الْقَوْلَيْنِ لأَن الْهَاءَ فِي قَوْلِهِ وَتُدْلُوا بِها للأَموال وَهِيَ، عَلَى قَوْلِ الزَّجَّاجِ، للحُجّة وَلَا ذِكْرَ لَهَا فِي أَول الْكَلَامِ وَلَا فِي آخِرِهِ. وأَدْلَيْت فِيهِ: قُلْتُ قَوْلًا قَبِيحًا؛ قَالَ: وَلَوْ شئتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ واحِدٍ ... عَلانِيَةً، أَو قالَ عِنْدِيَ فِي السِّرِّ ودَلَوْتُ الناقَةَ والإِبِلَ دَلْواً: سُقْتُها سَوْقاً رَفيقاً رُوَيْداً؛ قَالَ: لَا تَقْلُواهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا، ... إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها، ... لَبِئْسما بُطْءٌ وَلَا نَرْعاها وادْلَوْلَى أَي أَسْرَع، وَهِيَ افْعَوْعَلَ. ودَلَوْت الرجلَ ودَالَيْته إِذَا رَفَقْتَ بِهِ ودارَيْته. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُدَالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ؛ قَالَ كَثِيرٌ: أَلا يَا لَقَوْمي، للنَّوى وانْفِتَالِها ... وللصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ مَا لَمْ نُدَالِها وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة، ... إِذَا تَدَلَّت بِهِ، أَو شارِبٌ ثَمِلُ يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَفَعَّلَتْ مِنَ الدَّلْوِ الَّذِي هُوَ السَّوْق الرَّفِيقُ كأَنَّه دَلَّاها فَتَدَلَّت، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد تَدَلَّلَت مِنَ الإِدْلالِ، فَكُرِهَ التَّضْعِيفُ فَحَوَّلَ إِحْدَى اللامين ياء كما قالو تَظَنَّيْتُ فِي تَظَنَّنْتُ. ابْنُ الأَعرابي: دَلِيَ إِذَا ساقَ ودَلِيَ إِذَا تَحَيَّر، وَقَالَ: تَدَلَّى إِذَا قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ، وتَدَلَّى تواضَعَ. ودَالَيْتُه أَي دارَيْتُه. دمي: الدَّمُ مِنَ الأَخْلاطِ: مَعْرُوفٌ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الدَّمُ اسْمٌ عَلَى حَرْفَين، قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَا أَعرف

أَحداً يُثَقِّل الدَّمَ؛ فأَما قَوْلُ الهُذَلي: وتَشْرَقُ مِنْ تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِ مَعَ قَوْلِهِ: فالعَينُ دائِمَةُ السَّجْمِ، فَهُوَ عَلَى أَنه ثَقَّل فِي الوَقْفِ فَقَالَ الدَّمّ فشدَّد، ثُمَّ اضْطُرَّ فأَجْرى الوَصْل مُجْرى الوَقْفِ؛ كَمَا قَالَ: بِبازِلٍ وجْنَاءَ أَو عَيْهَلِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَجُوزُ لأَحد أَن يَقُولَ إِنَّ الْهُذَلِيَّ إِنَّمَا قَالَ بالدَّمِ، بِالتَّخْفِيفِ، لأَن الْقَصِيدَةَ مِنَ الضَّرْبِ الأَول مِنَ الطَّوِيلِ؛ وأَوّلها: أَرِقْتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ ... عَلَى خالِدٍ، فالْعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ فَقَوْلُهُ: مَةُ السَّجْمِ مَفَاعِيلُنْ، وَقَوْلُهُ: نُ بالدَّمِّ مفاعيلُنْ، وَلَوْ قَالَ: نُ بالدَّمِ لَجَاءَ مفاعِلُنْ وَهُوَ لَا يَجِيءُ مَعَ مَفَاعِيلُنْ، وَتَثْنِيَتُهُ دَمانِ ودَمَيانِ؛ قَالَ الشاعر: لعَمْرُك إنَّني وأَبا رَباحٍ، ... عَلَى طولِ التَّجاوُرِ مُنذُ حِينِ ليُبْغِضُني وأُبْغِضُه، وأَيْضاً ... يَراني دُونَهُ، وأَراه دُوني فلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَرٍ ذُبِحْنا، ... جَرى الدَّميانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ فَثَنَّاهُ بِالْيَاءِ، وأَما الدَّمَوانِ فَشَاذٌّ سَمَاعًا. قَالَ: وَتَزْعُمُ الْعَرَبُ أَن الرجُلَين الْمُتَعَادِيَيْنِ إِذَا ذُبِحا لَمْ تَخْتَلِطْ دِمَاؤُهُما. قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ دَمَوانِ عَلَى المُعاقبة، وَهِيَ قَلِيلَةٌ لأَن أَكثرَ حكمِ المُعاقَبة إِنَّمَا هُوَ قَلْبُ الْوَاوِ لأَنهم إِنَّمَا يَطْلُبُونَ الأَخف، وَالْجَمْعُ دِماءٌ ودُمِيٌّ. والدَّمَة أَخَصُّ مِنَ الدَّمِ كَمَا قَالُوا بيَاضٌ وبَياضَة؛ قال ابْنُ سِيدَهْ: الْقِطْعَةُ مِنَ الدَّمِ دَمَةٌ وَاحِدَةٌ. قَالَ: وَحَكَى ابْنُ جِنِّيٍّ دَمٌ ودَمَةٌ مَعَ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ فأَشعر أَنَّهما لُغَتَانِ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: أَصله دَمَيٌ، قَالَ: وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ دَمِيَتْ يَدُه؛ وَقَوْلُهُ: جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِين وَيُقَالُ فِي تَصْرِيفِهِ: دَمِيَتْ يَدي تَدْمَى دَمىً، فيُظْهِرون فِي دَمِيَتْ وتَدْمى الياءَ والأَلفَ اللَّتَيْنِ لَمْ يَجِدُوهُما فِي دَمٍ، قَالَ: وَمِثْلُهُ يَدٌ أَصْلُها يَدَيٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ قَوْمٌ أَصله دَمْيٌ إِلَّا أَنه لَمَّا حُذِف وَرُدَّ إِلَيْهِ مَا حُذِفَ مِنْهُ حُرِّكَتِ الْمِيمُ لِتَدُلَّ الْحَرَكَةُ عَلَى أَنه اسْتُعْمِلَ مَحْذُوفًا. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: الدَّمُ أَصله دَمْيٌ عَلَى فَعْلٍ، بِالتَّسْكِينِ، لأَنه يُجْمع عَلَى دِمَاءٍ ودُمِيّ مِثْلُ ظَبْيٍ وظِباء وظُبِيٍّ، ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيٍّ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ مِثْلَ قَفاً وعَصاً لَمْ يُجْمع عَلَى ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي فُعُول إِنَّهُ مُخْتَصٌّ بِجَمْعِ فَعْلٍ نَحْوَ دَمٍ ودُمِيّ ودَلْوٍ ودُلِيٍّ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، بل قد يَكُونُ جَمْعًا لفَعَلٍ نَحْوَ عَصاً وعُصِيٍّ وقَفاً وقُفِيٍّ وصفَاً وصُفِيٍّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الدَّمُ أَصله دَمَوٌ، بِالتَّحْرِيكِ، وَإِنَّمَا قَالُوا دَمِيَ يَدْمَى لِحالِ الْكَسْرَةِ الَّتِي قَبْلَ الْوَاوِ كَمَا قَالُوا رَضِيَ يَرْضَى وَهُوَ مِنَ الرِّضوان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدَّمُ لامُه يَاءٌ بِدَلِيلِ قَوْلِ الشَّاعِرِ: جَرَى الدَّمَيان بالخَبَرِ اليَقِينِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ الْمُبَرِّدُ أَصله فَعَلٌ وَإِنْ جَاءَ جَمْعُهُ مُخَالِفًا لِنَظَائِرِهِ، وَالذَّاهِبُ مِنْهُ الْيَاءُ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهَا قَوْلُهُمْ فِي تَثْنِيَتِهِ دَمَيان، أَلا تَرَى أَن الشَّاعِرَ لَمَّا اضْطُرَّ أَخرجه عَلَى أَصله فَقَالَ: فَلَسْنا عَلى الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا، ... ولَكِنْ عَلَى أَعْقابِنا يَقْطُرُ الدَّما فأَخرجه عَلَى الأَصل. قَالَ: وَلَا يَلْزَمُ عَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ

يَدْيانِ، وَإِنِ اتَّفَقُوا عَلَى أَن تَقديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة الْعَيْنِ، لأَنه إِنَّمَا ثُنِّيَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ لِلْيَد يَدَا، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ أَصح. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَائِلٌ فَلَسْنا عَلَى الأَعقاب هُوَ الحُصَين بنُ الحَمامِ المُرِّي؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: عَوى مَا عَوى مِنْ غَيْرِ شيءٍ رَمَيْته ... بقارِعَة أَنْفاذُها تَقْطُر الدَّما قَالَ: أَنْفاذُها جَمْعُ نَفَذٍ مِنْ قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الخَطِيم: لَهَا نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها وَقَالَ اللَّعِينُ المِنْقَري: وأُخْذَلُ خِذْلاناً بِتَقْطِيعِيَ الصُّوى ... إليكَ، وخُفٍّ راعِفٍ يَقْطُرُ الدَّما قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لِمَنْ رايَةٌ سَوْدَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها، ... إِذَا قِيلَ: قَدِّمْها حُضَيْنُ، تَقَدَّما ويُورِدُها للطَّعْنِ، حَتَّى يُعِلَّها ... حِياضَ المَنايا تَقْطُر المَوْتَ والدَّما وَتَصْغِيرُ الدَّمِ دُمَيٌّ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ دَمِيٌّ، وَإِنْ شِئْتَ دَمَويٌّ. وَيُقَالُ: دَمِيَ الشيءُ يَدْمى دَمىً ودُمِيّاً فَهُوَ دَمٍ، مِثْلُ فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فَهُوَ فَرِقٌ، وَالْمَصْدَرُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ أَنه بِالتَّحْرِيكِ وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الِاسْمِ. وأَدْمَيْته ودَمَّيْته تَدْمِيَةً إِذَا ضَرَبْتَه حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ دَمِيَ دَمىً وأَدْمَيْته ودَمَّيْته؛ أَنشد ثَعْلَبٌ قَوْلَ رُؤْبَةَ: فَلَا تَكُوني، يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ، ... وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّي ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: الذِّئْبُ إِذَا رأَى لِصَاحِبِهِ دَمًا أَقبل عَلَيْهِ ليأْكله فَيَقُولُ: لَا تَكُونِي أَنتِ مِثْلَ ذَلِكَ الذِّئْبِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: وكُنْت كذِئْبِ السُّوء لمَّا رأَى دَماً ... بِصاحِبِه يَوْمًا، أَحالَ عَلَى الدَّمِ وَفِي الْمَثَلِ: ولدُكَ مَنْ دمَّى عَقِبَيْك. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لأَبي مَريمَ الحَنَفِيِّ: لأَنا أَشدُّ بُغْضاً لكَ مِنَ الأَرْض للدَّمِ ؛ يَعْنِي أَنَّ الدَّمَ لَا تَشْرَبُهُ الأَرض وَلَا يَغُوص فِيها فجعَلَ امْتِناعها مِنْهُ بُغْضاً مَجَازًا. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبا مَرْيَمَ كَانَ قَتَل أَخاه زَيْدًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ. والدَّامِيَة مِنَ الشِّجاجِ: الَّتِي دَمِيَتْ وَلَمْ يَسِلْ بعدُ مِنْهَا دمٌ، والدامِعَة هِيَ الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا الدَّمُ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: فِي الدَّامِيَة بَعيرٌ ؛ الدَّامِيةُ: شَجَّة تَشُقُّ الجِلْد حَتَّى يَظْهَر مِنْهَا الدَّمُ، فَإِنْ قَطَر مِنْهَا فَهِيَ دامِعةٌ. واسْتَدْمَى الرَّجلُ: طَأْطَأَ رأْسَه يقْطُر مِنْهُ الدَّم. الأَصمعي: المُسْتَدْمِي الَّذِي يَقْطُر مِنْ أَنْفِه الدَّمُ المُطَأْطِئُ رأسَه، والمُسْتَدْمِي الَّذِي يَسْتَخْرِجُ منْ غَريمهِ دَيْنَه بالرِّفْق. وَفِي حَدِيثِ العَقيقة: يُحْلَقُ مِنْ رأْسِه ويُدَمَّى ، وَفِي رِوَايَةٍ: ويُسَمَّى. وَكَانَ قَتَادَةُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الدَّمِ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: إِذَا ذُبِحَت الْعَقِيقَةُ أُخِذَتْ مِنْهَا صُوفة واسْتُقْبِلَتْ بِهَا أَوْداجُها، ثُمَّ تُوضَع عَلَى يافُوخِ الصَّبِيّ ليَسِيلَ عَلَى رأْسه مثلُ الخَيْط، ثُمَّ يُغْسل رأْسُه بعدُ ويُحْلَقُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَخرجه أَبو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ وَقَالَ هَذَا وَهَمٌ مِنْ هَمَّامٍ، وجاءَ بِتَفْسِيرِهِ عَنْ قَتَادَةَ وَهُوَ مَنسوخ، وَكَانَ مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ: ويُسَمَّى أَصَحُّ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِذَا كَانَ أَمَرهم بإماطَة الأَذى اليابِس عَنْ رأْس الصَّبِيِّ فَكَيْفَ يأْمُرُهم بتَدْمِية رأْسِه وَالدَّمُ نَجِسٌ نجاسَة غَلِيظَةً؟ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا جاءَ ومَعَه أَرْنَبٌ

فوَضعَها بينَ يَديِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ إنِّي وجَدْتُها تَدْمَى أَي أَنَّها تَرَى الدَّمَ، وَذَلِكَ لأَن الأَرْنَب تَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ المرأَة. والمُدَمَّى: الثوبُ الأَحْمَر. والمُدَمَّى: الشَّدِيدُ الشُّقْرة. وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنَ الخَيْلِ الشديدُ الحُمْرَة شِبْهُ لَوْنِ الدَّمِ. وكلُّ شيءٍ فِي لوْنِهِ سَوادٌ وحُمْرة فَهُوَ مُدَمّىً. وَكُلُّ أَحْمَرَ شَدِيدِ الْحُمْرَةِ فَهُوَ مُدَمّىً. وَيُقَالُ: كُمَيْتٌ مُدَمّىً؛ قَالَ طُفَيْلٌ: وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها ... جَرى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَب يَقُولُ: تَضْرِبُ حُمْرَتُها إِلَى الكُلْفة لَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْحُمْرَةِ. قَالَ أَبو عُبيدَةَ: كُمَيْتٌ مُدَمّىً إِذَا كَانَ سوادُه شديدَ الحُمرة إِلَى مَراقِّه. والأَشْقَرُ المُدَمَّى: الَّذِي لَوْنُ أَعلى شعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ كَلوْنِ الكُمَيْت الأَصْفَرِ. والمُدَمَّى مِنَ الأَلْوانِ: مَا كَانَ فِيهِ سوادٌ. والمُدَمَّى مِنَ السِّهام: الَّذِي تَرْمي بِهِ عَدُوَّك ثُمَّ يَرْمِيكَ بِهِ؛ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا رَمَى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأَصاب ثُمَّ رَمَاهُ بِهِ العَدُوُّ وعَلَيْه دَمٌ جَعَله فِي كِنانَتِه تَبَرُّكاً بِهِ. وَيُقَالُ: المُدَمَّى السَّهْمُ الَّذِي يَتَعاوَرُه الرُّماة بينَهُم وَهُوَ راجِع إِلَى مَا تَقدَّم. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ قَالَ: رَمَيْتُ يوْمَ أُحْدٍ رَجلًا بِسهْمٍ فقَتَلْتُه ثُمَّ رُمِيت بِذَلِكَ السَّهْم أَعْرِفُه حَتَّى فَعَلْتُ ذَلِكَ وفعلُوه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقُلْتُ: هَذَا سَهْمٌ مُبَارَكٌ مُدَمّىً فَجَعَلْتُهُ فِي كِنانَتي، فَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ ؛ المُدَمَّى مِنَ السِّهامِ: الَّذِي أَصابه الدَّمُ فحصَل فِي لوْنِه سَوادٌ وَحُمْرَةٌ مِمَّا رُمِيَ بِهِ العَدُوّ؛ قَالَ: وَيُطْلَقُ عَلَى مَا تَكَرّر بِهِ الرَّمْيُ، وَالرُّمَاةُ يتَبرَّكون بِهِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مأخُوذٌ مِنَ الدَّامِيَاء وَهِيَ البَرَكَة؛ قَالَ شِمْرٌ: المُدَمَّى الَّذِي يَرْمِي بِهِ الرجلُ العدُوَّ ثُمَّ يرْميه العَدُوّ بِذَلِكَ السَّهْمِ بِعَيْنِهِ: قَالَ: كأَنه دُمِّيَ بالدَّمِ حِينَ وقَع بالمَرْمِيِّ. والمُدَمَّى: السَّهْمُ الَّذِي عَلَيْهِ حُمْرة الدَّمِ وَقَدْ جَسِدَ بِهِ حَتَّى يضرِبَ إِلَى السَّواد. وَيُقَالُ: سُمِّيَ مُدَمّىً لأَنه احْمَرَّ مِنَ الدَّمِ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَيْعة الأَنْصار، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَنَّ الأَنْصار لمَّا أَرادُوا أَن يُبايعُوه بَيْعَةَ العَقَبَة بمَكَّة قَالَ أَبو الهَيْثَمِ بنُ التَّيِّهان إنَّ بينَنا وبينَ القَوْم حِبالًا ونَحْنُ قاطِعُوها، ونَخْشى إنِ اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ، فتَبَسَّمَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ، أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُمْ وأُسالِمُ منْ سالَمْتُمْ ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ ، فَمَنْ رَوَاهُ بَلِ الدَّمُ الدَّمُ فَإِنَّ ابْنَ الأَعرابي قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ دَمي دَمُكَ وهَدْمي هَدْمُك فِي النُّصْرَة أَي إِن ظُلِمْت فَقَدْ ظُلِمْت؛ وأَنشد للعُقَيْلي: دَماً طَيِّباً يَا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ الْعَرَبُ تُدْخِلُ الأَلف وَاللَّامَ اللَّتَيْنِ لِلتَّعْرِيفِ عَلَى الإِسم فَتَقُومَانِ مَقَامَ الإِضافة كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَمَّا مَنْ طَغى وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى؛ أَي أَنَّ الْجَحِيمَ مَأْواهُ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى؛ الْمَعْنَى فَإِنَّ الجنةَ مأْواه، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ المأْوى لَهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ هَذَا فِي كُلِّ اسْمَيْن يَدُلَّانِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الإِضمار، فَعَلَى قَوْلِ الْفَرَّاءِ قَوْلُهُ الدَّمُ الدَّمُ أَي دَمُكُمْ دمِي وهَدْمُكُم هَدْمي وأَنْتُمْ تُطْلَبُون بدَمي وأُطْلَبُ بدَمِكم ودَمِي ودمُكُمْ شَيْءٌ وَاحِدٌ، وأَما مَنْ رَوَاهُ بَل

اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ فَكُلٌّ مِنْهُمَا مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ ثُمامة بنِ أُثالٍ: إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ أَي مَنْ هُوَ مُطالَبٌ بدمٍ أَو صَاحِبُ دمٍ مَطْلُوبٍ، وَيُرْوَى: ذَا ذِمّ ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، أَي ذِمامٍ وحُرْمة فِي قَوْمِهِ، وَإِذَا عَقَد ذِمَّة وُفِّي لَهُ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ كَعْب بْنِ الأَشْرفِ: إنِّي لأَسْمَع صَوْتًا كأَنه صَوْتُ دَمٍ أَي صَوْتُ طالِبِ دَمٍ يَسْتَشْفي بِقَتْلِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَة: والدَّمِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ ، يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ هَذِهِ يَمينٌ كَانُوا يَحْلِفُونَ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْنِي دَمَ مَا يُذْبَح عَلَى النُّصُبِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا والدِّماءِ أَي دماءِ الذَّبائِحِ، ويُرْوى: لَا والدُّمَى ، جَمْعُ دُمْيَةٍ وَهِيَ الصُّورَةُ وَيُرِيدُ بِهَا الأَصْنام. والدَّمُ: السِّنَّوْرُ؛ حَكَاهُ النَّضْر فِي كِتَابِ الوُحوش؛ وأَنشد كُرَاعٌ: كَذاك الدَّمُّ يأْدُو للْعَكابِرْ العَكابِرْ: ذُكُورُ الْيَرَابِيعِ. ورجلٌ دَامِي الشِّفَة: فقِيرٌ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثل الأَعرابي. ودَمُ الغِزْلان: بَقْلَةٌ لَهَا زَهْرَةٌ حَسَنة. وبناتُ دَم: نَبْتٌ. والدُّمْيَةُ: الصَّنَم، وَقِيلَ: الصُّورَةُ المُنَقَّشة العاجُ وَنَحْوُهُ، وَقَالَ كُراع: هِيَ الصُّورَةُ فعَمَّ بِهَا. وَيُقَالُ للمرأَة: الدُّمْيَةُ، يُكَنَّى عَنِ الْمَرْأَةِ بِهَا، عَرَبِيَّةٌ، وَجَمْعُ الدُّمْيةِ دُمىً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: والبِيضَ يَرْفُلْنَ فِي الدُّمَى ... والرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ يَعْنِي ثِيَابًا فِيهَا تَصَاوِيرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي الشِّعْرِ كالدُّمى، والبيضَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْعَطْفِ عَلَى اسْمِ إِنَّ فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ، وَهُوَ: إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً ... وخَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ ودَمَّى الرَّاعِي الماشِيَةَ: جعَلَها كالدُّمَى؛ وأَنشد أَبو الْعَلَاءِ: صُلْبُ العَصا بِرَعْيِه دَمَّاها، ... يَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها أَي أَرعاها فَسَمِنَتْ حَتَّى صَارَتْ كالدُّمى، وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْيةٍ ؛ الدُّمْية: الصُّورَةُ الْمُصَوَّرَةُ لأَنها يُتَنَوَّقُ فِي صَنْعتِها ويُبالَغُ فِي تَحْسِينِها. وخُذْ مَا دَمَّى لَكَ أَي ظَهَرَ لَكَ. ودَمَّى لَهُ فِي كَذَا وَكَذَا إِذَا قَرَّب؛ كِلَاهُمَا عَنْ ثَعْلَبٍ. اللَّيْثُ: وبَقْلَةٌ لَهَا زَهْرة يُقَالُ لَهَا دُمْيةُ الغِزْلانِ. وَسَاتِي دَمَا: اسْمُ جَبَلٍ: يُقَالُ: سُمِّي بِذَلِكَ لأَنه لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلَّا ويُسْفَكُ عَلَيْهِ دَمٌ كأَنهما اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ لِعَمْرِو بْنِ قَمِيئَةَ: لمَّا رأَتْ سَاتِي دَمَا اسْتَعْبرَتْ، ... للهِ دَرُّ، اليَوْمَ، مَنْ لامَها وَقَالَ الأَعشى: وهِرَقْلًا، يَوْمَ ذِي سَاتِي دَمَا، ... مِنْ بَني بُرْجانَ ذِي البَأْسِ رُجُحْ «2» . وَقَدْ حَذَفَ يزيدُ بْنِ مُفَرَّغٍ الحِمْيَري مِنْهُ الْمِيمَ بِقَوْلِهِ: فَدَيْرُ سُوىً فَسَاتِي دَا فبُصْرَى وَدَمُ الأَخَويْنِ: العَنْدَمُ. دنا: دَنا الشيءُ مِنَ الشيءِ دُنُوّاً ودَناوَةً: قَرُبَ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: ادْنُهْ ؛ هُوَ أَمْرٌ بالدُّنُوِّ والقُرْبِ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلسَّكْتِ، وجيءَ بِهَا لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ. وَبَيْنَهُمَا دَنَاوَة أَي قَرابة. والدَّنَاوَةُ: القَرابة والقُربى. وَيُقَالُ: مَا تَزْدادُ منِّا إِلَّا قُرْباً ودَنَاوَةً؛ فرق بين مصدرِ دنا

_ (2). قوله [ذي البأس] هكذا في الأصل والصحاح، قال في التكملة: والرواية في الناس بالنون، ويروى رجح بالتحريك أي رجح عليهم

وَمَصْدَرِ دَنُؤَ، فَجُعِلَ مَصْدَرُ دَنا دَنَاوَةً وَمَصْدَرُ دَنُؤَ دَناءَةً؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤيَّة يَصِفُ جَبَلًا: إِذَا سَبَلُ العَماء دَنا عَلَيْهِ، ... يَزِلُّ بِرَيْدِهِ ماءٌ زَلولُ أَراد: دَنا مِنْهُ. وأَدْنَيْته ودَنَّيْته. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا أكَلْتُم فسَمُّوا اللَّهَ ودَنُّوا وسَمِّتُوا ؛ مَعْنَى قَوْلِهِ دَنُّوا كُلُوا مم يَلِيكُم وَمَا دَنا مِنْكُمْ وَقَرُبَ مِنْكُمْ، وسمِّتُوا أَي ادْعُوا للُمطْعِم بِالْبَرَكَةِ، ودَنُّوا: فِعْلٌ مَنْ دَنا يَدْنُو أَي كُلُوا مِمَّا بَيْنَ أَيدِيكم. واسْتَدْنَاه: طَلَبَ مِنْهُ الدُّنُوَّ، ودَنَوْتُ مِنْهُ دُنُوّاً وأَدْنَيْتُ غَيْرِي. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدُّنُوُّ غيرُ مَهْمُوزٍ مصدرُ دَنا يَدْنُو فَهُوَ دانٍ، وسُمِّيت الدُّنْيا لدُنُوِّها، ولأَنها دَنتْ وتأَخَّرَت الْآخِرَةُ، وَكَذَلِكَ السماءُ الدُّنْيا هِيَ القُرْبَى إِلَيْنَا، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الدُّنيا دُنياوِيٌّ، وَيُقَالُ دُنْيَوِيٌّ ودُنْيِيٌّ؛ غَيْرُهُ: وَالنِّسْبَةُ إِلَى الدُّنْيَا دُنْيَاوِيٌّ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ النِّسْبَةُ إِلَى كُلِّ مَا مُؤَنَّثُه نَحْوَ حُبْلَى ودَهْنا وأَشباه ذَلِكَ؛ وأَنشد: بوَعْساء دَهْناوِيَّة التُّرْبِ طَيِّب ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ؛ إِنَّمَا هُوَ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوفِ كَأَنَّهُ قَالَ وَجَزَاهُمْ جَنَّة دَانِيَةً عَلَيْهِمْ فَحَذَفَ جَنَّةً وأَقام دَانِيَةً مُقامها؛ وَمِثْلُهُ مَا أَنشده سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: كأنَّكَ مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِ أَراد جَمَلٌ مِنْ جمالِ بن أُقَيْشٍ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: دانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ، مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْحَالِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى قَوْلِهِ: مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ؛ قَالَ: هَذَا هُوَ الْقَوْلُ الَّذِي لَا ضَرُورَةَ فِيهِ؛ قَالَ وأَما قَوْلُهُ: كأَنَّك مِنْ جِمالِ بَني أُقَيْشٍ الْبَيْتُ، فَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْر، وَلَوْ جَازَ لَنَا أَن نَجِدَ مِنْ في بَعْضِ الْمَوَاضِعِ اسْمًا لَجَعَلْنَاهَا اسْمًا وَلَمْ نَحْمِلِ الْكَلَامَ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوفِ وَإِقَامَةِ الصِّفَةِ مَقَامَهُ، لأَنه نَوْعٌ مِنَ الضَّرُورَةِ، وَكِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى يَجِلّ عَنْ ذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُ الأَعشى: أَتَنْتَهُون ولَنْ يَنْهَى ذَوي شَطَطٍ، ... كالطَّعْنِ يَذْهَبُ فِيهِ الزَّيْتُ والفُتُلُ فَلَوْ حَمَلْتَهُ عَلَى إِقَامَةِ الصِّفَةِ مَوْضِعَ الْمَوْصُوفِ لَكَانَ أَقبح مَنْ تأَوُّل قَوْلَهُ تَعَالَى: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها ؛ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوفِ لأَن الْكَافَ فِي بَيْتِ الأَعشى هِيَ الْفَاعِلَةُ فِي الْمَعْنَى، وَدَانِيَةً فِي هَذَا الْقَوْلِ إِنَّمَا هِيَ مَفْعول بِهَا، وَالْمَفْعُولُ قَدْ يَكُونُ اسْمًا غَيْرَ صَرِيحٍ نَحْوَ ظَنَنْتُ زَيْدًا يَقُومُ، وَالْفَاعِلُ لَا يَكُونُ إِلَّا اسْمًا صَرِيحًا مَحْضًا، فَهُمْ عَلَى إمْحاضه اسْمًا أَشدُّ مُحافظة مِنْ جَمِيعِ الأَسماء، أَلا تَرَى أَن الْمُبْتَدَأَ قَدْ يَقَعُ غيرَ اسمٍ محضٍ وَهُوَ قَوْلُهُ: تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ خيرٌ مِن أَن تَراهُ؟ فَتَسْمَعُ كَمَا تَرَى فِعْلٌ وَتَقْدِيرُهُ أَن تَسْمَعَ، فحذْفُهم أَنْ ورفْعُهُم تَسمعُ يَدُلُّ عَلَى أَن الْمُبْتَدَأَ قَدْ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ عِنْدَهُمْ غيرَ اسمٍ صَرِيحٍ، وَإِذَا جَازَ هَذَا فِي الْمُبْتَدَأِ عَلَى قُوَّة شبِهه بِالْفَاعِلِ فَهُوَ فِي الْمَفْعُولِ الَّذِي يبعُد عَنْهُمَا أَجْوَزُ؛ فَمِنْ أَجل ذَلِكَ ارْتَفَعَ الْفِعْلُ فِي قَوْلِ طَرَفة: أَلا أَيُّهَذا الزَّاجِرِي أَحْضُرُ الوَغَى، ... وأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هلْ أَنتَ مُخلِدي؟ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، لأَنه أَراد أَنْ أَحْضُرَ الوَغَى. وأَجاز سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِمْ: مُرْهُ يَحْفِرُها أَن يَكُونَ الرفعُ عَلَى قَوْلِهِ أَنْ يَحْفِرَها، فَلَمَّا حُذِفت أَن ارْتَفَعَ الْفِعْلُ بَعْدَهَا، وَقَدْ حَمَلَهم كثرةُ حذفِ أَن مَعَ غَيْرِ الْفَاعِلِ عَلَى أَن اسْتَجازُوا ذَلِكَ فِيمَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه،

وإِن كَانَ ذَلِكَ جَارِيًا مَجْرى الْفَاعِلِ وَقَائِمًا مَقَامَهُ؛ وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِ جَمِيلٍ: جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ، يَوْمَ تَحَمَّلُوا، ... وحُقَّ لِمِثْلي، يَا بُثَيْنَةُ، يَجْزَعُ أَراد أَن يَجْزَع، عَلَى أَن هَذَا قَلِيلٌ شَاذٌّ، عَلَى أَنّ حَذْفَ أَنْ قَدْ كثُر فِي الْكَلَامِ حَتَّى صَارَ كِلَا حَذْفٍ، أَلا تَرَى أَن جَمَاعَةً استَخَفّوا نَصْبَ أَعْبُدَ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ اسمُه: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ؟ فَلَوْلَا أَنهم أَنِسُوا بحَذْفِ أَنْ مِنَ الْكَلَامِ وإِرادَتِها لَمَا اسْتَخَفُّوا انْتِصاب أَعْبُدَ. ودَنَت الشمسُ للغُروبِ وأَدْنَت، وأَدْنَت النَّاقَةُ إِذا دَنا نِتاجُها. والدُّنْيا: نَقِيضُ الْآخِرَةِ، انْقَلَبت الْوَاوُ فِيهَا يَاءً لأَن فُعْلى إِذا كَانَتِ اسْمًا مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ أُبدلت واوُها يَاءً، كَمَا أُبدلت الْوَاوُ مَكَانَ الْيَاءِ فِي فَعْلى، فأَدخَلوها عَلَيْهَا فِي فُعْلى ليَتكافآ فِي التَّغْيِيرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَزِدْتُهُ أَنا بَيَانًا. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا لَهُ دُنْياً وَلَا آخِرةٌ، فنَوّن دُنْياً تَشْبِيهًا لَهَا بفُعْلَلٍ، قَالَ: والأَصل أَن لَا تُصْرَفَ لأَنها فُعْلى، وَالْجَمْعُ دُناً مِثْلُ الكُبْرى والكُبَر والصُّغْرى والصُّغَر، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والأَصل دُنَوٌ، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتِ الأَلف لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَهُمَا الأَلف وَالتَّنْوِينُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: الجَمْرة الدُّنْيا أَي القَرِيبة إِلى مِنىً، وَهِيَ فُعْلى مِنَ الدُّنُوِّ. والدُّنْيا أَيضاً: اسمٌ لِهَذِهِ الحَياةِ لبُعْدِ الْآخِرَةِ عَنْها، وَالسَّمَاءُ الدُّنْيا لقُرْبها مِنْ ساكِني الأَرْضِ. وَيُقَالُ: سماءُ الدُّنْيا، عَلَى الإِضافة. وَفِي حَدِيثِ حَبْسِ الشمسِ: فادَّنَى بالقَرْيَةِ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْلِمٍ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الدُّنُوِّ، وأَصلُه ادْتَنى فأُدْغِمَتِ التاءُ فِي الدالِ. وَقَالُوا: هُوَ ابْنُ عَمّي دِنْيَةً، ودِنْياً، منوَّنٌ، ودِنْيَا، غَيْرُ مُنَوَّنٍ، ودُنْيَا، مَقْصُورٌ إِذا كَانَ ابنَ عَمِّه لَحّاً؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَتُقَالُ هَذِهِ الْحُرُوفُ أَيضاً فِي ابنِ الخالِ والخالَةِ، وَتُقَالُ فِي ابْنِ العَمَّة أَيضاً. قَالَ: وَقَالَ أَبو صَفْوانَ هُوَ ابنُ أَخِيه وأُخْتِه دِنْيَا، مِثْلَ مَا قِيلَ فِي ابنِ العَمِّ وابنِ الخالِ، وإِنما انْقَلَبت الْوَاوُ فِي دِنْيةً ودِنْياً يَاءً لمجاورةِ الكسرةِ وضعفِ الحاجِزِ، ونَظِيرُهُ فِتْيةٌ وعِلْيَةٌ، وكأَنَّ أَصلَ ذَلِكَ كلِّه دُنْيا أَي رَحِماً أَدْنى إِليَّ مِنْ غَيْرِهَا، وإِنما قَلَبوا ليَدُلّ ذَلِكَ عَلَى أَنه ياءُ تأْنيثِ الأَدْنى، ودِنْيَا دَاخِلَةٌ عَلَيْهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ ابْنُ عَمٍّ دِنْيٍ ودُنْيَا ودِنْيا ودِنْية. التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو بَكْرٍ هُوَ ابْنُ عمٍّ دِنْيٍ ودِنْيَةٍ ودِنْيَا ودُنْيَا، وإِذا قُلْتَ دُنْيَا، إِذا ضَمَمْت الدَّالَ لَم يَجُز الإِجْراءُ، وإِذا كسرتَ الدالَ جازَ الإِجْراءُ وتَرك الإِجْراء، فإِذا أَضفت العمَّ إِلى مَعْرِفَةٍ لَمْ يَجُزِ الْخَفْضُ فِي دِنْيٍ، كَقَوْلِكَ: ابْنُ عَمِّكَ دِنْيٌ ودِنْيَةٌ وَابْنُ عَمِّكَ دِنْياً لأَن دِنْياً نَكِرَةٌ وَلَا يَكُونُ نَعْتًا لِمَعْرِفَةٍ. ابْنُ الأَعرابي: والدُّنا مَا قرُبَ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. وَيُقَالُ: دَنا وأَدْنى ودَنَّى إِذا قَرُبَ، قَالَ: وأَدْنَى إِذا عاشَ عَيْشاً ضَيِّقاً بَعْدَ سَعَةٍ. والأَدْنَى: السَّفِلُ. أَبو زَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم كلُّ دَنِيٍّ دُونَه دَنِيٌّ، يَقُولُ: كلُّ قريبٍ وكلُّ خُلْصانٍ دُونَه خُلْصانٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والدَّنِيُّ القَريب، غيرُ مهموزٍ. وَقَوْلُهُمْ: لَقِيتُهُ أَدْنَى دَنيٍّ أَي أَوَّلَ شَيْءٍ، وأَما الدنيءُ بِمَعْنَى الدُّونِ فَمَهْمُوزٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْهَرَوِيُّ الدَّنيُّ الخَسِيسُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ؛ أَي الَّذِي هُوَ أَخَسُّ، قَالَ: ويقوِّي قَوْلَهُ كونُ فِعْلِهِ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ دَنِيَ يَدْنَى دَناً ودَنايَةً، فَهُوَ دَنِيٌّ. الأَزهري فِي قَوْلِهِ: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ؛

قَالَ الفراءُ هُوَ مِنَ الدَّناءَةِ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِنه لَدَنيٌّ يُدَنِّي فِي الأُمورِ تَدْنِيَةً، غَيْرُ مَهموزٍ، يَتْبَع خسيسَها وأَصاغرَها، وَكَانَ زُهَير الفُرْقُبيُّ يَهْمِزُ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَمْ نَرَ الْعَرَبَ تَهْمِزُ أَدْنى إِذا كَانَ مِنَ الخِسَّةِ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَقُولُونَ: إِنه لَدانئٌ خَبِيثٌ، فَيَهْمِزُونَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى ، غَيْرَ مَهْموزِ: أَي أَقْرَبُ، وَمَعْنَى أَقْرَبُ أَقلُّ قِيمَةً كَمَا تَقُولُ ثَوْبٌ مُقارِبٌ، فأَما الْخَسِيسُ فَاللُّغَةُ فِيهِ دَنُؤَ دَناءةً، وَهُوَ دَنيءٌ بِالْهَمْزِ، وَهُوَ أَدْنَأُ مِنْهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَهل اللُّغَةِ لَا يَهْمِزُونَ دَنُوَ فِي بَابِ الخِسَّة، وإِنما يَهْمِزُونَهُ فِي بَابِ المُجون والخُبْثِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ دَنيءٌ مِنْ قَوْمٍ أَدْنِياءَ، وَقَدْ دَنُؤَ دَناءَةً، وَهُوَ الخَبيث البَطْنِ والفَرْجِ. وَرَجُلٌ دَنيٌّ مِنْ قَوْمٍ أَدْنِياءَ، وَقَدْ دَني يَدْنَى ودَنُوَ يَدْنُو دُنوّاً: وَهُوَ الضَّعِيفُ الخَسيسُ الَّذِي لَا غَناء عِنْدَهِ المُقَصِّرُ فِي كلِّ مَا أَخَذَ فِيهِ؛ وأَنشد: فلا وأَبِيك ما خُلُقي بوَعْرٍ، ... وَلَا أَنا بالدَّنِيِّ وَلَا المُدَنِّي وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: المُدَنِّي المُقَصِّر عَمَّا يَنْبَغِي لَهُ أَن يَفْعَله؛ وأَنشد: يَا مَنْ لِقَوْمٍ رأْيُهُم خَلْفٌ مُدَنْ أَراد مُدَنِّي فَقَيَّد الْقَافِيَةَ. إِن يَسْمَعُوا عَوْراءَ أصْغَوْا فِي أَذَنْ وَيُقَالُ لِلْخَسِيسِ: إِنه لَدنِيٌّ مِنْ أَدْنِياءَ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَمَا كَانَ دَنِيّاً ولَقَدْ دَنِيَ يَدْنَى دَنىً ودَنايَةً. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا طَلَب أَمراً خَسِيسًا: قَدْ دَنَّى يُدَنِّي تَدْنِيَة. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة: علامَ نُعْطِي الدَّنِيَّة فِي دِينِنا أَي الخَصْلَة المَذْمُومَة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَصل فِيهِ الْهَمْزُ، وَقَدْ يُخَفَّفُ، وَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ أَيضاً بِمَعْنَى الضَّعِيفِ الْخَسِيسِ. وتَدَنَّى فُلَانٌ أَي دَنا قَلِيلًا. وتَدانَوْا أَي دَنا بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كلُّ مَا يُعَذَّبُ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ العذابُ الأَدْنَى، والعذابُ الأَكْبَر عذابُ الآخِرةِ. ودَانَيْت الأَمْرَ: قارَبْته. ودَانَيْت بَيْنَهما: جَمَعْت. ودَانَيْت بَيْنَ الشَّيْئَيْن: قَرَّبْت بَيْنَهما ودَانَيْتُ القَيْدَ فِي البَعيرِ أَو لِلْبَعير: ضَيَّقْته عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دَانَى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعِير؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: دَانَى لهُ القَيْدُ، فِي دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ، ... قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عَنْه الأَناعِيمُ وَقَوْلُهُ: مَا لِي أَراهُ دانِفاً قدْ دُنْيَ لهْ إِنما أَراد قَدْ دُنِيَ لهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ مِنْ دَنَوْتُ، وَلَكِنَّ الْوَاوَ قُلِبَتْ يَاءً مَنْ دُنِيَ لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ أُسْكِنَت النُّونُ فَكَانَ يَجِبُ، إِذْ زَالَتِ الْكَسْرَةُ، أَن تَعُودَ الْوَاوُ، إِلا أَنه لَمَّا كَانَ إِسكان النُّونِ إِنما هُوَ لِلتَّخْفِيفِ كَانَتِ الكَسْرَة المنويَّة فِي حُكْمِ الْمَلْفُوظِ بِهَا، وَعَلَى هَذَا قَاسَ النَّحْوِيُّونَ فَقَالُوا فِي شَقِيَ قَدْ شَقْيَ، فَتَرَكُوا الواوَ الَّتِي هِيَ لامٌ فِي الشِّقْوة والشَّقاوة مَقْلُوبَةً، وإِن زَالَتْ كَسْرَةُ الْقَافِ مَنْ شَقِيَ، بِالتَّخْفِيفِ، لَمَّا كَانَتِ الكسرةُ مَنْويَّةً مُقَدَّرَةً، وَعَلَى هَذَا قَالُوا لقَضُوَ الرجلُ، وأَصله مِنَ الْيَاءِ فِي قَضَيْت، وَلَكِنَّهَا قُلِبت فِي لقَضُو لِانْضِمَامِ الضَّادِ قَبْلَهَا وَاوًا، ثُمَّ أَسكنوا الضَّادَ تَخْفِيفًا فَتَرَكُوا الْوَاوَ بِحَالِهَا وَلَمْ يردّوها إِلى الْيَاءِ، كَمَا تَرَكُوا الْيَاءَ فِي دُنْيَا بِحَالِهَا وَلَمْ يَرُدُّوهَا إِلى الْوَاوِ، وَمِثْلُهُ مِنْ

كَلَامِهِمْ رَضْيُوا، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ بإِسكان الضَّادِ وَتَرْكِ الْوَاوِ مِنَ الرِّضْوَانِ وَمَرَّ صَرِيحًا لِهَؤُلَاءِ، قَالَ: وَلَا أَعلم دُنْيَ بِالتَّخْفِيفِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَنشدناه، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ فِي هَذَا الشِّعْرِ الَّذِي فِيهِ هَذَا الْبَيْتُ: هَذَا الرِّجْزُ لَيْسَ بِعَتِيقٍ كأَنه مِنْ رَجَز خَلَفٍ الأَحمر أَو غَيْرِهِ مِنَ الْمَوَلِّدِينَ. وناقَةٌ مُدْنِيَةٌ ومُدْنٍ: دَنا نِتاجُها، وَكَذَلِكَ المرأَة. التَّهْذِيبُ: والمُدَنِّي مِنَ النَّاسِ الضَّعِيفُ الَّذِي إِذا آوَاهُ الليلُ لَمْ يَبْرَحْ ضَعْفًا وَقَدْ دَنَّى فِي مَبِيِتِه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: فيُدَنِّي فِي مَبِيتٍ ومحَلّ والدَّنِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: السَّاقِطُ الضَّعِيفُ الَّذِي إِذا آوَاهُ اللَّيْلُ لَمْ يَبْرَحْ ضَعْفاً، وَالْجَمْعُ أَدْنِياءُ. وَمَا كَانَ دَنِيّاً وَلَقَدْ دَنِيَ دَناً ودَنَايَة ودِنَايَة، الْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ لِقُرْبِ الْكَسْرَةِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وتَدَانَتْ إِبلُ الرَّجُلِ: قَلَّت وضَعُفَت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَباعَدْتَ مِني أَنْ رأَيْتَ حَمُولتِي ... تَدَانَتْ، وأَنْ أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ ودَنَّى فلانٌ: طَلَبَ أَمْراً خسِيساً، عَنْهُ أَيضاً. والدَّنا: أَرض لكَلْب؛ قَالَ سَلامة بْنُ جَنْدل: مِنْ أَخْدَرِيَّاتِ الدَّنَا التَفَعَتْ لَهُ ... بُهْمَى الرِّفاغِ، ولَجَّ فِي إِحْناقِ الْجَوْهَرِيُّ: والدَّنَا مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ: فأَمْواهُ الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ ... دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالِ والأَدْنَيَانِ: واديانِ. ودَانِيا: نبيٌّ مِنْ بَنِي إِسرائيل يُقال لَهُ دانِيالُ. دَهَا: الدَّهْوُ والدَّهَاءُ: الْعَقْلُ، وَقَدْ دَهِيَ فلانٌ يَدْهَى ويَدْهُو دَهاءً ودَهاءَةً ودَهْياً، فَهُوَ داهٍ مِنْ قَوْمٍ دُهاةٍ، ودَهُوَ دَهاءةً، فَهُوَ دَهِيٌّ مِنْ قَوْمٍ أَدْهِياءَ ودُهَواءَ، ودَهِيَ دَهىً، فَهُوَ دَهٍ مِنْ قَوْمٍ دَهِينَ. التَّهْذِيبُ: وإِنَّه لَداهٍ ودَهِيٌّ ودَهٍ، فَمَنْ قَالَ دَاهٍ قَالَ مِنْ قومٍ دُهَاةٍ، وَمَنْ قَالَ دَهِيٌّ قَالَ مِنْ قَوْمٍ أَدْهِياءَ، وَمَنْ قَالَ دَهٍ قَالَ مِنْ قَوْمٍ دَهِينَ مِثْلُ عَمِينَ. ودَهاهُ دَهْواً: نَسبَه إِلى الدَّهاءِ. وأَدْهاهُ: وجَدَه داهِياً. التهذيب: الدَّهْوُ ودهي الدَّهْيُ لُغَتَانِ فِي الدَّهاءِ. يُقَالُ: دَهَوْتُه ودهي دَهَيْته، فهو مَدْهُوٌّ ودهي مَدْهِيٌّ. ودهي دَهَيْته ودَهَوْته: نسَبْته إِلى الدَّهاءِ. ودَهاهُ دَهْياً ودَهَّاهُ: نسبَه إِلى الدَّهاء. وأَدْهاهُ: وجَدَهُ دَاهِيَةً. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّهْيُ والدَّهاءُ الإِرْبُ. ورجلٌ داهٍ وداهِيَةٌ، الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ: عَاقِلٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ دَاهِيَة أَي مُنْكَرٌ بَصِيرٌ بالأُمور. والدَّاهِيَة: الأَمرُ المُنْكَر الْعَظِيمُ. وَقَوْلُهُمْ: هِيَ الدَّاهِيَة الدَّهْوَاء بالَغُوا بِهَا، وَالْمَصْدَرُ الدَّهَاءُ تَقُولُ: مَا دَهَاك أَي مَا أَصابك. وكلُّ مَا أَصابكَ مِنْ مُنْكَرٍ مِنْ وَجْهِ المَأْمَنِ فَقَدْ دَهَاكَ دَهْياً، تَقُولُ مِنْهُ: دُهِيت. وَقَالُوا: هِيَ دَاهِية دُهْوِيَّةٌ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. ودَهَاهُ دَهْواً: خَتَلَه. والدَّهْيَاءُ: الدَّاهِية مِنْ شدائِدِ الدَّهْر؛ وأَنشد: أَخُو مُحافَظَةٍ، إِذا نزَلَتْ بِهِ ... دَهْيَاءُ داهِيَةٌ مِنَ الأَزْمِ ودَوَاهِي الدَّهْر: مَا يُصِيبُ الناسَ مِنْ عَظِيمِ نُوَبِه. ودَهَتْه دَاهِيةٌ دَهْياءُ ودَهْواءُ أَيضاً، وَهُوَ تَوْكِيدٌ أَيضاً. وأَمرٌ دَهٍ: داهٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلمْ أَكُنْ حُذِّرْتُ مِنكَ بالدَّهِي وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالدَّهْي، فَلَمَّا وقفَ أَلقَى حَرَكَةَ الياءِ عَلَى الهاءِ، كَمَا قَالُوا مِنَ البَكِرْ، أَرادوا مِنَ البَكْرِ. ودَهِيَ الرجُلُ دَهْياً ودَهاءً وتَدَهَّى:

فعَلَ فِعْلَ الدُّهاةِ، وَهُوَ يَدْهَى ويَدْهُو ويَدْهِي، كُلُّ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الدَّاهي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبالدَّهاءِ يُخْتَلُ المَدْهِيُ وَقَالَ: لَا يَعْرِفونَ الدَّهْيَ مِنْ دَهْيائِها، ... أَو يَأْخُذَ الأَرْض عَلَى مِيدائِها وَيُرْوَى: الدَّهْوَ مِنْ دَهائِها. والدَّهْيُ، سَاكِنَةُ الْهَاءِ: المُنْكَرُ وجَوْدَةُ الرأْيِ. يقال: رَجُلٌ دَاهِيَة بيِّنُ الدَّهْيِ والدَّهاءِ، ممدودٌ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ مِنَ الْيَاءِ لَا مِنَ الْوَاوِ، وَهُمَا دَهْيَاوان. ودَهاهُ يَدْهَاهُ دَهْياً: عابَهُ وتَنَقَّصَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وَقُوَّلٌ إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهِ قَالَ: مَعْنَاهُ إِن لَمْ تَتُب الآنَ فَلَا تَتُوبُ أَبداً. وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْكَاهِنِ لِبَعْضِهِمْ وَقَدْ سأَله عَنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُ: لَا، فَقَالَ: فَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: لَا، فَقَالَ لَهُ الْكَاهِنُ: إِلا دَهٍ فَلَا دَهٍ أَي إِن لَمْ يَكُنْ هَذَا الَّذِي أَقول لَكَ فإِني لَا أَعرِف غَيْرَهُ. وَيُقَالُ: غَرْبٌ دَهْيٌ أَي ضَخْم؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: والغَرْبُ دَهْيٌ غَلْفَقٌ كَبِيرُ، ... والحَوْضُ مِنْ هَوْذَلِه يَفُورُ ويوْمُ دَهْوٍ: يومٌ تَناهَضَ فِيهِ بَنُو المُنْتَفِقِ، وَهُمْ رَهْطُ الشَّنَآنِ بْنِ مَالِكٍ وَلَهُ حديثٌ. وَبَنُو دَهْيٍ: بَطْنٌ. دهدي: يُقَالُ: دَهْدَيْتُ الحَجَر ودَهْدَهْتُه فتَدَهْدَى وتَدَهْدَه. وَيُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ الدَّهْدَاء هُو أَي أَيُّ الخَلْقِ هُوَ؛ وَقَالَ: وعِنْدي الدَّهْدَهاءُ «3». دَوَا: الدَّوُّ: الفَلاةُ الواسِعَة، وَقِيلَ: الدَّوُّ المُسْتوية مِنَ الأَرض. والدَّوِّيَّة: الْمَنْسُوبَةُ إِلى الدَّوِّ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَدَوٍّ ككَفِّ المُشْتري غيرَ أَنَّه ... بساطٌ، لأَخْماسِ المَراسِيلِ، واسعُ «4» . أَي هِيَ مُستويةٌ ككَفِّ الَّذِي يُصافِقُ عِنْدَ صَفْقَة الْبَيْعِ، وَقِيلَ: دَوِّيَّة وداوِيَّة إِذا كَانَتْ بعيدةَ الأَطرافِ مُستوية وَاسِعَةً؛ وَقَالَ العجاج: دَوِّيَّةٌ لهَوْلها دَوِيُّ، ... للرِّيحِ فِي أَقْرابِها هُوِيُّ «5» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الدَّوُّ والدَّوِّيَّة والدَّاوِيَّة والدَّاوِيَة الْمَفَازَةُ، الأَلف فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ السَّاكِنَةِ، وَنَظِيرُهُ انْقِلَابُهُ عَنِ الْيَاءِ فِي غَايَةٍ وَطَايَةٍ، وَهَذَا الْقَلْبُ قَلِيلٌ غَيْرُ مَقِيسٍ عَلَيْهِ غَيْرُهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَذِهِ دَعْوَى مِنْ قَائِلِهَا لَا دَلَالَةَ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ بَنَى مِنَ الدوِّ فاعِلةً فَصَارَ داوِيَة بِوَزْنِ راوِية، ثُمَّ إِنه أَلْحق الْكَلِمَةَ ياءَ النَّسَب وحذَفَ اللَّامَ كَمَا تَقُولُ فِي الإِضافة إِلى نَاحِيَةٍ ناحِيٌّ، وإِلى قَاضِيَةٍ قاضِيٌّ؛ وَكَمَا قَالَ عَلْقَمَةُ: كأْسَ عَزِيزٍ مِنَ الأَعْنابِ عَتَّقَها، ... لبَعْضِ أَرْبابِها، حانِيَّةٌ حُومُ فَنَسَبَهَا إِلى الْحَانِي بِوَزْنِ القاضِي؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ لِعَمْرِو بْنِ مِلْقَط: والخيلُ قَدْ تُجْشِمُ أَرْبابَها الشِّقَّ، ... وقَدْ تَعْتَسِفُ الداوِيَهْ قَالَ: فإِن شِئْتَ قُلْتَ إِنه بَنَى مِنَ الدَّوِّ فاعِلَة، فَصَارَ التَّقْدِيرُ داوِوَة، ثُمَّ قَلَبَ الْوَاوَ الَّتِي هِيَ لَامُ ياءً

_ (3). قوله [الدَّهْدَهَاء] هكذا في الأصل (4). قوله [لأَخماس المراسيل إلخ] هو بالخاء المعجمة في التهذيب (5). قوله [في أقرابها هوي] كذا بالأصل والتهذيب ولعله في أطرافها

لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا ووقوعِها طَرَفاً، وإِن شِئْتَ قُلْتَ أَراد الدَّاوِيَّةَ المحذوفةَ اللَّامِ كالحانِيّة إِلا أَنه خَفَّفَ بالإِضافة كَمَا خَفَّفَ الْآخَرُ فِي قَوْلِهِ؛ أَنشده أَبو عَلِيٍّ أَيضاً: بَكِّي بعَيْنِك واكِفَ القَطْرِ ... ابْنَ الحَوَارِي العالِيَ الذّكْرِ «1» . وَقَالَ فِي قَوْلِهِمْ دَوِّيَّة قَالَ: إِنما سُمِّيَتْ دَوِّيَّة لَدوِيِّ الصَّوْتِ الَّذِي يُسْمَع فِيهَا، وَقِيلَ: سُمِّيَت دَوِّيَّة لأَنَّها تُدَوِّي بِمَنْ صَارَ فِيهَا أَي تَذْهَب بِهِمْ. وَيُقَالُ: قَدْ دَوَّى فِي الأَرض وَهُوَ ذَهابُهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: دَوَّى بِهَا لَا يَعْذِرُ العَلائِلا، ... وَهُوَ يُصادِي شُزُناً مَثائِلا «2» . دَوَّى بِهَا: مَرَّ بِهَا يَعْنِي العَيْرَ وأُتُنَه، وَقِيلَ: الدَّوُّ أَرض مَسيرةُ أَربع ليالٍ شِبْهُ تُرْسٍ خاويةٌ يُسَارُ فِيهَا بِالنُّجُومِ ويخافُ فِيهَا الضلالُ، وَهِيَ عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ مُتَيَاسِرَةٌ إِذا أَصْعَدْتَ إِلى مَكَّةُ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وإِنما سُمِّيَتِ الدَّوَّ لأَن الفُرْسَ كَانَتْ لَطائِمُهُم تَجُوزُ فِيهَا، فَكَانُوا إِذا سَلَكُوهَا تَحاضُّوا فِيهَا بالجِدِّ فقالوا بالفارسي: دَوْ دَوْ «3». قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ قَطَعْتُ الدَّوَّ مَعَ القَرامِطَة، أَبادَهُم اللَّهُ، وَكَانَتْ مَطْرَقَهُم قَافِلِينَ مِنَ الهَبِير فسَقَوْا ظَهْرَهم واسْتَقَوْا بحَفْرِ أَبي مُوسَى الَّذِي عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ وفَوَّزوا فِي الدوِّ، وَوَرَدُوا صبيحةَ خامسةٍ مَاءً يُقَالُ لَهُ ثَبْرَةُ، وعَطِبَ فِيهَا بُخْتٌ كَثِيرَةٌ مِنْ إِبل الْحَاجِّ لبُلُوغ العَطَش مِنْهَا والكَلالِ؛ وأَنشد شِمْرٌ: بالدَّوّ أَو صَحْرائِهِ القَمُوصِ وَمِنْهُ خُطْبَةُ الحَجّاج: قَد، لَفَّها اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ ... أَرْوَعَ خَرَّاجٍ مِنَ الدَّاوِيِ يَعْنِي الفَلَوات جَمْعُ داوِيَّة، أَراد أَنه صَاحِبُ أَسفار ورِحَلٍ فَهُوَ لَا يَزَالُ يَخْرُج مِنَ الفَلَوات، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَراد بِهِ أَنه بَصِيرٌ بالفَلَوات فَلَا يَشْتَبه عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْهَا. والدَّوُّ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَهِيَ صَحْراء مَلْساء، وَقِيلَ: الدَّوُّ بَلَدٌ لِبَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: حَتَّى نِساءُ تمِيمٍ، وهْي نازِحةٌ ... بباحَةِ الدَّوِّ فالصَّمَّانِ فالعَقَدِ «4» . التَّهْذِيبُ: يُقَالُ داوِيَّة وداوِيَةٌ، بِالتَّخْفِيفِ؛ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ: أَجْواز داوِيَةٍ خِلالَ دِماثِهَا ... جُدَدٌ صَحَاصِحُ، بَيْنَهُنَّ هُزومُ والدَّوَّةُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. الأَصمعي: دَوَّى الفَحْلُ إِذا سَمِعْت لهَدِيره دَوِيّاً. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّوُّ والدَّوِّيُّ المَفازة، وَكَذَلِكَ الدَّوِّيَّة لأَنها مَفازَة مثلُها فنُسِبَتْ إِليها، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ قَعْسَرٌ وقَعْسَرِيّ ودَهْر دَوَّار ودَوَّارِيّ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها، ... كَمَشْيِ النَّصارَى فِي خِفافِ الأَرَنْدَجِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْكَلَامُ نَقَلَهُ مِنْ كَلَامِ الْجَاحِظِ لأَنه قَالَ سُمّيت دَوِّيّة بالدَّوِّيّ الَّذِي هُوَ عَزِيفُ الجنِّ،

_ (1). قوله [بكّي بعينك واكف إلخ] تقدم في مادة حور ضبطه بكى بفتح الكاف وواكف بالرفع، والصواب ما هنا (2). قوله وَهُوَ يُصَادِي شُزُنًا مَثَائِلَا كذا بالأصل، والذي في التهذيب: وهو يصادي شزباً نسائلا (3). قوله [دو دو] أي أَسْرِعْ أَسْرِعْ، قاله ياقوت في المعجم (4). قوله [فالعقد] بفتح العين كما في المحكم، وقال في ياقوت: قال نصر بضم العين وفتح القاف وبالدال مَوْضِعٌ بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَضَرِيَّةَ وأظنه بفتح العين وكسر القاف

وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، لأَن عَزِيفَ الجنِّ وَهُوَ صَوْتها يُقَالُ لَهُ دَوِيٌّ، بِتَخْفِيفِ الْوَاوِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجِ: دَوِّيَّة لِهَوْلِهَا دَوِيُ قَالَ: وإِذا كَانَتِ الْوَاوُ فِيهِ مُخَفَّفَةً لَمْ يَكُنْ مِنْهُ الدَّوِّيّة، وإِنما الدَّوِّيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى الدَّوِّ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ أَحْمَرُ وأَحْمَرِيٌّ، وَحَقِيقَةُ هَذِهِ الْيَاءِ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَنها زَائِدَةٌ لأَنه يُقَالُ دَوٌّ ودَوِّيٌّ للقَفْر، ودَوِّيَّة للمَفازة، فَالْيَاءُ فِيهَا جَاءَتْ عَلَى حَدِّ ياءِ النسَبِ زَائِدَةً عَلَى الدَّوِّ فَلَا اعتِبار بِهَا، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ الْجَاحِظِ إِن الدوِّيّة سُمّيت بالدَّوِيّ الَّذِي هُوَ عَزِيفُ الْجِنِّ قَوْلُهُمْ دَوٌّ بِلَا ياءٍ، قَالَ: فَلَيْتَ شِعْرِي بأَيِّ شيءٍ سُمِّيَ الدَّوُّ لأَنّ الدَّوَّ لَيْسَ هُوَ صوتَ الجِنِّ، فَنَقُولُ إِنَّه سُمّي الدَّوّ بَدوِّ الْجِنِّ أَي عزِيفهِ، وَصَوَابُ إِنشاد بَيْتِ الشَّمَّاخِ: تَمَشَّى نِعاجُها؛ شَبَّهَ بقَر الْوَحْشِ فِي سَوَادِ قوائِمها وَبَيَاضِ أَبْدانِها بِرِجَالٍ بيضٍ قَدْ لَبِسُوا خِفافاً سُوداً. والدَّوُّ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ أَرض مِنْ أَرض الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ مَا بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْيَمَامَةِ، قَالَ غَيْرُهُ: وَرُبَّمَا قَالُوا دَاوِيّة قَلَبُوا الواوَ الأُولى السَّاكِنَةَ أَلِفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا بِهَا دَوِّيٌّ أَي أَحد مِمَّن يَسْكن الدَّوَّ، كَمَا يُقَالُ مَا بِهَا دُورِيٌّ وطُورِيٌّ. ودود الدَّوْدَاة: الأُرْجُوحَة. ودود الدَوْدَاة: أَثَرُ الأُرْجوحة وَهِيَ فَعْلَلَة بِمَنْزِلَةِ القَرْقَرَة، وأَصلها دَوْدَوَة ثُمَّ قُلِبَت الواوُ يَاءً لأَنّها رابِعَة هُنَا فَصَارَتْ فِي التَّقْدِيرِ دَوْدَيَةً، فانْقَلَبت الياءُ أَلفاً لتَحَرُّكِها وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصارت دود دَوْدَاة، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلاةً كأَرْطاةٍ لئِلَّا تُجْعل الْكَلِمَةُ مِنْ بَابِ قَلِقٍ وسَلِسٍ، وَهُوَ أَقل مِنْ بَابِ صَرْصَر وفَدْفَدٍ، وَلَا يَجُوزُ أَيضاً أَن تَجْعَلَهَا فَوْعَلَةً كجَوْهَرةٍ لأَنك تَعْدِلُ إِلى بَابٍ أَضيق مِنْ بَابِ سَلس، وَهُوَ بَابُ كَوْكَب ودَوْدَن، وأَيضاً فإِنّ الفَعْلَلَة أَكثر فِي الْكَلَامِ مِنْ فَعْلاةٍ وفَوْعَلَةٍ؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: خَرِيع دود دَوادِيُ فِي مَلْعَبٍ ... تَأَزَّرُ طَوْراً، وتُرْخِي الإِزارَا فإِنه أَخرج دَوادِيَ عَلَى الأَصل ضَرُورَةً، لأَنه لَوْ أَعَلّ لامَه فحذَفَها فَقَالَ دَوادٍ لانْكَسر الْبَيْتُ؛ وَقَالَ الْقَتَّالُ الكِلابي: تَذَكَّرَ ذِكْرَى مِنْ قَطاةٍ فَأَنْصَبا، ... وأَبّنَ دود دَوْداةً خَلاءً ومَلْعَبا وَفِي حَدِيثِ جُهَيْسٍ: وكَائِنْ قَطَعْنَا مِنْ دَوِّيَّةٍ سَرْبَخٍ ؛ الدوُّ: الصَّحْراء الَّتِي لَا نَباتَ بِهَا، والدَّوِّيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِليها. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّوى، مقصورٌ، المرَض والسِّلُّ. دَوِيَ، بِالْكَسْرِ، دَوىً فَهُوَ دَوٍ ودَوىً أَي مَرِضَ، فَمَنْ قَالَ دَوٍ ثَنَّى وجَمع وأَنث، وَمَنْ قَالَ دَوىً أَفرد فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَلَمْ يؤنِّثْ. اللَّيْثُ: الدَّوى داءٌ باطنٌ فِي الصَّدْرِ، وإِنه لَدَوِي الصَّدْرِ؛ وأَنشد: وعَيْنُكَ تُبْدِي أَنَّ صَدْرَكَ لِي دَوِي وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وقَدْ أَقُود بالدَّوَى المُزَمَّلِ ... أَخْرسَ فِي السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِل إِنما عَنى بِهِ المريضَ مِنْ شِدَّةِ النُّعَاسِ. التَّهْذِيبُ: والدَّوى الضَّنى، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ؛ قَالَ: يُغْضي كإِغْضاءِ الدَّوَى الزَّمِينِ ورجلٌ دَوىً، مَقْصُورٌ: مثلُ ضَنىً. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ فُلَانًا دَوىً مَا أَرى بِهِ حَياةً. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: كلُّ داءٍ لَهُ داءٌ أَي كُلُّ عَيْبٍ يكونُ فِي الرِّجَالِ فَهُوَ فِيهِ، فجَعَلَتِ العيب داءً،

وقولها: لَهُ داءٌ خَبَرٌ لِكُلُّ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ صِفَةً لِدَاءٍ، وَدَاءٌ الثَّانِيَةُ خَبَرٌ لِكُلُّ أَي كُلُّ دَاءٍ فِيهِ بليغٌ مُتناهٍ، كَمَا يُقَالُ: إِنَّ هَذَا الفَرَسَ فَرَسٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَيُّ داءٍ أَدْوى مِنَ البُخْلِ أَي أَيُّ عَيْبٍ أَقْبحُ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ أَدْوَأُ مِنَ البُخْل، بِالْهَمْزِ وَمَوْضِعُهُ الْهَمْزُ، وَلَكِنَّ هذا يُرْوى إِلا أَن يُجْعَلَ مِنَ بَابِ دَوِيَ يَدْوَى دَوىً، فَهُوَ دَوٍ إِذا هَلَكَ بِمَرَضٍ بَاطِنٍ، وَمِنْهُ حَدِيثُ العَلاء بْنِ الحضْرَمِيّ: لَا داءَ وَلَا خِبْثَة ؛ قَالَ: هُوَ العَيْبُ الباطِن فِي السِّلْعة الَّذِي لمْ يَطَّلِعْ عَليه المُشْتري. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الخَمر داءٌ ولَيْسَتْ بِدواءٍ ؛ اسْتَعْمَلَ لَفْظَ الداءِ فِي الإِثْمِ كَمَا اسْتَعْمَله فِي الْعَيْبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: دَبَّ إِليْكُم داءُ الأُمَمِ قَبْلَكُم البَغْضاءُ والحَسَدُ، فنَقَل الداءَ مِنَ الأَجْسامِ إِلى الْمَعَانِي ومنْ أَمْر الدُّنيا إِلى أَمْر الآخِرَةِ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بدَواءٍ وإِن كَانَ فِيهَا دَواءٌ مِنْ بَعْضِ الأَمْراض، عَلَى التَّغْلِيبِ وَالْمُبَالَغَةِ فِي الذَّمِّ، وَهَذَا كَمَا نُقِلَ الرَّقُوبُ والمُفْلِسُ والصُّرَعةُ لِضَرْبٍ مِنَ التَّمْثِيل والتَّخْيِيل. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: إِلى مَرْعىً وبِيٍّ ومَشْرَبٍ دَوِيٍ أَي فِيهِ داءٌ، وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلى دَوٍ مَنْ دَوِيَ، بِالْكَسْرِ، يَدْوَى. وَمَا دُوِّيَ إِلا ثَلَاثًا «5». حَتَّى مَاتَ أَو بَرَأَ أَي مَرِضَ. الأَصمعي: صَدْرُ فلانٍ دَوىً عَلَى فُلَانٍ، مَقْصُورٌ، وَمِثْلُهُ أَرض دَوِيَّة أَى ذَاتُ أَدْواءٍ. قَالَ: وَرَجُلٌ دَوىً ودَوٍ أَي مَرِيضٌ، قَالَ: وَرَجُلٌ دَوٍ، بِكَسْرِ الْوَاوِ، أَي فاسدُ الْجَوْفِ مِنْ داءٍ، وامرأَة دَوِيَةٌ، فإِذا قُلْتَ رَجُلٌ دَوىً، بِالْفَتْحِ، اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لأَنه مَصْدَرٌ فِي الأَصل. وَرَجُلٌ دَوىً، بِالْفَتْحِ، أَي أَحمق؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: وَقَدْ أَقُود بالدَّوى المُزَمَّل وأَرض دَوِيَةٌ، مُخَفَّفٌ، أَي ذَاتُ أَدْواءٍ. وأَرْضٌ دَوِيَةٌ: غَيْرُ مُوَافِقَةٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والدَّوى الأَحمق، يُكْتَبُ بِالْيَاءِ مَقْصُورٌ. والدَّوى: اللَّازِمُ مَكَانَهُ لَا يَبْرح. ودَوِيَ صَدْرُه أَيضاً أَي ضَغِنَ، وأَدْوَاهُ غيرُه أَي أَمْرَضَه، ودَاوَاهُ أَي عالَجَهُ. يُقَالُ: هُوَ يُدْوِي ويُدَاوِي أَي يُعالِجُ، ويُدَاوَى بِالشَّيْءِ أَي يُعالَجُ بِهِ، ابْنُ السِّكِّيتِ: الدَّوَاءُ مَا عُولِجَ بِهِ الفَرَسُ مِنْ تَضْمِير وحَنْذٍ، وَمَا عُولِجَتْ بِهِ الجارِيَة حَتَّى تَسْمَن؛ وأَنشد لِسَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ: ليْسَ بأَسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِلٍ ... يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ يَعْنِي اللَّبَنَ، وإِنما جَعَلَهُ دَوَاءً لأَنهم كَانُوا يُضَمِّرونَ الخيلَ بشُرْبِ اللَّبَنِ والحَنْذِ ويُقْفُون بِهِ الجارِية، وَهِيَ القَفِيَّة لأَنها تُؤْثَر بِهِ كَمَا يُؤْثَرُ الضَّيف والصَّبيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ امرأَة مِنْ بَنِي شُقيْر: ونُقْفي وِليدَ الحَيِّ إِنْ كَانَ جائِعاً، ... ونُحْسِبُه إِنْ كَانَ ليْسَ بجائعِ والدَّواةُ: مَا يُكْتَبُ مِنْهُ مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ دَوىً ودُوِيٌّ ودِوِيٌّ. التَّهْذِيبُ: إِذا عدَدْت قُلْتَ ثَلَاثَ دَوَياتٍ إِلى العَشْر، كَمَا يُقَالُ نَواةٌ وَثَلَاثُ نَوَياتٍ، وإِذا جَمَعْت مِنْ غَيْرِ عَدَدٍ فَهِيَ الدَّوَى كَمَا يُقَالُ نَواةٌ ونَوىً، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُجْمَع دُوِيّاً عَلَى فُعُول مِثْلُ صَفاةٍ وصَفاً وصُفِيٍّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَرَفْتُ الديارَ كَخَطِّ الدُّوِيِّ ... حَبَّره الكاتِبُ الحِمْيَرِي والدُّوَايَةُ والدِّوَايَةُ: جُلَيْدةٌ رَقِيقَةٌ تَعْلُو اللَّبَنَ

_ (5). قوله [وَمَا دُوِّيَ إِلَّا ثَلَاثًا إلخ] هكذا ضبط في الأصل بضم الدال وتشديد الواو المكسورة

والمَرَقَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دُوَايَة [دِوَايَة] اللبنِ والهَرِيسَة وَهُوَ الَّذِي يَغْلُظُ عَلَيْهِ إِذا ضرَبَتْه الريحُ فيصيرُ مِثْلَ غِرْقِئ البَيْض. وَقَدْ دَوَّى اللبنُ والمَرَقُ تَدْوِيةً: صَارَتْ عَلَيْهِ دُوَايَةٌ أَي قِشْرَةٌ. وادَّوَيْت: أَكَلْت الدُّوايةَ، وَهُوَ افْتَعَلْت، ودَوَّيْته؛ أَعْطَيْته الدُّواية، وادَّوَيْتُها: أَخَذْتها فأَكَلْتها؛ قَالَ يزيدُ بْنُ الحَكَم الثَّقَفي: بَدا منْك غِشٌّ، طَالَمَا قَدْ كَتَمْته، ... كَمَا كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ مُدَّوِي وَذَلِكَ أَن خَاطِبَةً مِنَ الأَعراب خَطَبَتْ عَلَى ابْنِهَا جَارِيَةً فَجَاءَتْ أُمّها إِلَى أُمّ الْغُلَامِ لِتَنْظُرَ إِليه فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَقَالَ: أَأَدَّوِي يَا أُمِّي؟ فَقَالَتْ: اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمُودِ البَيْتِ؛ أَرادت بِذَلِكَ كِتْمان زَلَّةِ الِابْنِ وسُوءِ عادَتِهِ. وَلَبَنٌ داوٍ: ذُو دُوَايَةٍ. والدُّوَايَة [الدِّوَايَة] فِي الأَسْنان كالطُّرامَة؛ قَالَ: أَعددت لفيك ذو الدُّوَايَهْ «1» . ودَوَّى الماءُ: علاهُ مثلُ الدُّوَايَة [الدِّوَايَة] مِمَّا تَسْفِي الرِّيحُ فِيهِ، الأَصمعي. ماءٌ مُدَوٍّ ودَاوٍ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة مِثْلُ دَوَّى اللبنُ إِذا عَلَتْه قُشَيْرة، وَيُقَالُ لِلَّذِي يأْخذ تِلْكَ القُشَيْرة: مُدَّوٍ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَهُوَ مُفْتَعِل، والأَول مُفَعِّل. ومَرَقَةٌ دِوَايَةٌ ومُدَوِّيَة: كَثِيرَةُ الإِهالة. وَطَعَامٌ دَاوٍ ومُدَوٍّ: كثيرٌ. وأَمْرٌ مُدَوٍّ إِذا كَانَ مُغَطّىً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وَلَا أَرْكَبُ الأَمْرَ المُدَوِّيَ سادِراً ... بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِرا قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ الأَمْر الَّذِي لَا يُعْرَفُ مَا وراءَهُ كأَنه قَالَ ودُونه دُوايةٌ قَدْ غَطَّته وَسَتَرَتْهُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الدَّاءِ فَهُوَ عَلَى هَذَا مَهْمُوزٌ. وداوَيْت السُّقْم: عانَيْته. الْكِسَائِيُّ: داءَ الرجلُ فَهُوَ يَداءُ عَلَى مِثال شاءَ يَشاء إِذا صَارَ فِي جَوْفِهِ الدَّاءُ. وَيُقَالُ: دَاوَيْت العَلِيلَ دَوىً، بِفَتْحِ الدَّالِ، إِذا عالَجْته بالأَشْفِية الَّتِي تُوافِقُه؛ وأَنشد الأَصمعي لثَعْلَبة بْنُ عَمْرٍو العَبْدي: وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبِيكَ الدَّوَى، ... وليسَ لَهُ مِنْ طَعامٍ نَصِيبْ خَلا أَنهُم كُلَّما أَوْرَدُوا ... يُصَبَّحُ قَعْباً عَلَيْهِ ذَنُوبْ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه يُسْقَى مِنْ لبنٍ عَلَيْهِ دَلْو مِنْ مَاءٍ، وَصَفَهُ بأَنه لَا يُحْسن دَواءَ فَرسه وَلَا يُؤْثِرهُ بِلَبَنِهِ كَمَا تَفْعَلُ الفُرْسان؛ وَرَوَاهُ ابْنُ الأَنباري: وأَهْلَكَ مُهْرَ أَبيكَ الدَّوَاءْ بِفَتْحِ الدَّالِ، قَالَ: مَعْنَاهُ أَهلكه تَرْكُ الدَّوَاءِ فأَضْمَر التَّرْكَ. والدَّواءُ: اللَّبَن. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدِّوَاءُ والدَّوَاءُ والدُّوَاءُ؛ الأَخيرة عَنِ الْهَجَرِيِّ، مَا داوَيْتَه بِهِ، مَمْدُودٌ. ودُووِيَ الشَّيْءُ أَي عُولِجَ، وَلَا يُدْغَمُ فَرْقاً بَيْنَ فُوعِلَ وفُعِّل. والدِّوَاءُ: مَصْدَرُ دَاوَيْتُه دِوَاءً مِثْلُ ضَارَبْتُهُ ضِراباً؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: بفاحِمٍ دُووِيَ حَتَّى اعْلَنْكَسا، ... وبَشَرٍ مَعَ البَياضِ أَملَسا إِنما أَراد عُونِيَ بالأَدْهان وَنَحْوِهَا مِنَ الأَدْوِية حَتَّى أَثَّ وكَثُرَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: دُوِّيَ أَي عُولِجَ وقِيمَ عَلَيْهِ حَتَّى اعْلَنْكَس أَي ركِبَ بعضُه بَعْضًا مِنْ كَثْرَتِهِ. وَيُرْوَى: دُووِيَ فُوعِلَ مِنَ الدَّواء، وَمَنْ رَوَاهُ دُوِّيَ فَهُوَ عَلَى فُعِّلَ مِنْهُ. والدِّوَاءُ، مَمْدُودٌ: هُوَ الشِّفاءُ. يُقَالُ: دَاوَيْته مُداواةً، ولو

_ (1). قوله [أعددت لفيك إلخ] هكذا بالأصل

فصل الذال المعجمة

قُلْتَ دِوَاءً كَانَ جائِزاً. وَيُقَالُ: دُووِيَ فُلَانٌ يُداوَى، فيُظْهِرُ الواوَيْنِ وَلَا يُدْغِم إِحداهما فِي الأُخرى لأَن الأُولى هِيَ مَدّة الأَلف الَّتِي فِي دَاوَاهُ، فكَرِهوا أَن يُدْغِموا المدَّة فِي الْوَاوِ فَيَلْتَبِسُ فُوعِل بفُعِّل. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّوَاء، ممدودٌ، وَاحِدُ الأَدْوِيَة، والدِّوَاءُ، بالكسرِ، لُغة فِيهِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ يُنْشَد عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ: يَقُولُونَ: مَخْمورٌ وَهَذَا دِوَاؤُه، ... عليَّ إِذاً مَشْيٌ، إِلى البيتِ، واجِبُ أَي قَالُوا إِنَّ الجَلْد والتَّعْزِيزَ دواؤُه، قَالَ: وعلَيَّ حجةٌ مَاشِيًا إِن كنتُ شَرِبْتُها. وَيُقَالُ: الدِّوَاءُ إِنما هُوَ مَصْدَرُ دَاوَيْته مُدَاوَاةً ودِوَاءً. والدَّوَاءُ: الطعامُ وَجَمْعُ الدَّاء أَدْوَاءٌ، وَجَمْعُ الدواءِ أَدْوِيَة، وَجَمْعُ الدَّوَاةِ دُوِيُّ. والدَّوَى: جمعُ دواةٍ، مقصورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، والدَّوَى للدَّواءِ بِالْيَاءِ مَقْصُورٌ؛ وأَنشد: إِلا المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّن ودَاوَيتُ الفَرَس: صَنَّعْتُها. والدَّوَى: تَصْنيع الدابَّة وتسْمِينُه وصَقْله بسَقْي اللَّبَنِ والمواظَبة عَلَى الإِحسان إِليه، وإِجرائِه مَعَ ذَلِكَ البَرْدَينِ قدرَ مَا يَسِيلُ عَرَقُه ويَشْتَدُّ لحْمه وَيَذْهَبُ رَهَله. وَيُقَالُ: دَاوَى فُلَانٌ فرسَه دِواءً، بِكَسْرِ الدَّالِ، ومُدَاوَاةً إِذا سَمَّنه وعَلَفَه عَلْفاً ناجِعاً فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ودَاوَيْتُها حَتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً، ... كأَنَّ عَليها سُنْدُساً وسُدُوسا والدَّوِيُّ: الصَّوْتُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ صوتَ الرَّعْد، وَقَدْ دَوَّى. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ دَوَّى الصوتُ يُدَوِّي تَدْوِيَةً. ودَوِيُّ الريحِ: حَفِيفُها، وَكَذَلِكَ دَوِيُّ النَّحْلِ. وَيُقَالُ: دَوَّى الفَحْل تَدْوِيَةً، وَذَلِكَ إِذا سَمِعْتَ لهَدِيره دَوِيّاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا فِي جَمع دَوِيِّ الصوتِ أَدَاوِيَّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وللأَدَاوِيِّ بِهَا تَحْذِيما وَفِي حَدِيثِ الإِيمانِ: تَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِه وَلَا تَفْقَه مَا يَقُولُ ؛ الدَّوِيُّ: صَوْتٌ لَيْسَ بِالْعَالِي كَصَوْتِ النَّحْلِ وَنَحْوِهِ. الأَصمعي: خَلا بَطْني مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى سَمِعْتُ دَوِيّاً لِمَسامِعي. وسَمِعْتُ دَوِيَّ المَطر والرَّعْدِ إِذا سمعتَ صَوْتَهما مِنْ بعيدٍ. والمُدَوِّي أَيضاً: السَّحَابُ ذُو الرَّعْدِ المُرْتَجِس. الأَصمعي: دَوَّى الكَلْبُ فِي الأَرض كَمَا يُقَالُ دَوَّمَ الطائِرُ فِي السَّمَاءِ إِذا دَارَ فِي طَيَرانِه فِي ارْتِفَاعِهِ؛ قَالَ: وَلَا يَكُونُ التَّدْويمُ فِي الأَرض وَلَا التَّدْوِيَة فِي السَّمَاءِ، وَكَانَ يَعِيبُ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذا دَوَّمَتْ فِي الأَرض راجَعَهُ ... كِبْرٌ، وَلَوْ شاءَ نجَّى نفْسَه الهَرَبُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى، وَمِنْهُ اشْتُقَّت دُوَّامة الصَّبِيِّ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلا فِي الأَرض. أَبو خَيْرة: المُدَوِّيَةُ الأَرض الَّتِي قَدِ اختَلَف نَبْتُها فدَوَّت كأَنها دُوايَةُ اللَّبَنِ، وَقِيلَ: المُدَوِّيَةُ الأَرضُ الوافِرة الكَلإِ الَّتِي لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا شيءٌ. والدَّايَة: الظِّئْرُ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي قَالَ: كِلَاهُمَا عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ؛ وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ: رَبِيبَة داياتٍ ثلاثٍ رَبَيْنَها، ... يُلَقِّمْنَها مِنْ كلِّ سُخْن ومُبْرَدِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَثبته هُنَا لأَن بَابَ لَوَيْتُ أَكثرُ مِنْ بَابِ قُوَّة وعييت. فصل الذال المعجمة ذأي: ذأو الذَّأْوُ: سيرٌ عنيفٌ. ذأَى يَذْأَى وذأو يَذْؤُو ذأو ذَأْواً: مَرَّ مَرّاً خفِيفاً سَرِيعًا، وَقَالَ: سَارَ سَيراً شَدِيدًا.

وذَأَى الإِبلَ يَذْآها وذأو يَذْؤُوها ذأو ذَأْواً وذَأْياً: سَاقَهَا سَوْقاً شَدِيدًا وطرَدَها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِحَبِيبِ بْنِ المِرْقال الْعَنْبَرِيِّ: ومَرَّ يَذْآها ومَرَّتْ عُصَبا ... شِهْذارَة تأْفِرُ أَفْراً عَجَبا وذأو الذَّأْوَةُ: الشاةُ المَهْزُولةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وذَأَى العُودُ والبَقْلُ يَذْأَى ذأو ذَأْواً وذَأْياً وذَأًى وذُئِيّاً؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ يَعْقُوبُ وَهِيَ حِجازية: ذَوَى وذَبَل. وذَأَى الفَرَسُ والحِمارُ والبعيرُ يَذْأَى ذَأْياً: أَسرع، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ عَدْوِ الإِبلِ، وفَرَسٌ مِذْأىً؛ قَالَ: مِذْأىً مِخَدّاً فِي الرِّقاقِ مِهْرَجا وَيُرْوَى: بَعِيد نَضْحِ الْمَاءِ مِذْأىً مِهْرَجا وَقِيلَ: الذَّأْيُ السَّيرُ الشَّدِيدُ. وذَأَيْتُه ذَأْياً: طَرَدْتُه. وحمارٌ مِذْأىً، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ، وحِمار مِذْأىً طَرَّادٌ لأُتُنه؛ وَقَالَ أَوسُ بْنُ حَجَرٍ: فذَأَوْنَه شَرَفاً وكُنَّ لَهُ، ... حَتَّى تَفاضَلَ بيْنَها جَلَبا وَقَدْ ذَآها يَذْآها ذَأْياً وذأو ذَأْواً إِذا طَردها. ذبي: ذَبَتْ شَفَتُه: كذَبَّتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَضَيْنا عَلَيْهَا بِالْيَاءِ لِكَوْنِهَا لَامًا. وذُبْيان وذِبْيَان: قبيلةٌ، والضمُّ فِيهِ أَكثرُ مِنَ الكسرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ دُرَيد: وأَحسب أَنَّ اشتقاقَ ذُبْيَان مِنْ قَوْلِهِمْ ذَبَتْ شَفَتُه، قَالَ: وَهَذَا أَيضاً مِمَّا يُقَوِّي كَوْنَ ذَبَتْ مِنَ الْيَاءِ لَوْ أَنَّ ابْنَ دُرَيْدٍ لَمْ يُمَرِّضه. والذُّبْيَان: بَقِيَّةُ الوَبَر؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، قَالَ: وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الذُّوبانُ والذِّيبانُ. قَالَ الأَزهريْ: أَما ذَبَى فَمَا عَلِمْتُني سَمِعْتُ فِيهِ شَيْئًا مِنْ ثِقَةٍ غَيْرَ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا ذُبْيان. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: كَانَ أَبي يَقُولُ ذِبْيَان، بِالْكَسْرِ، قَالَ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ ذُبْيَان، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مَنْ قِيسٍ، وَهُوَ ذُبْيَان بنُ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ بنِ سَعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وَيُقَالُ: ذَبَّ الغَديرُ وذَبَى وذَبَتْ شفَتُه وذَبَّت، قَالَ: وَلَا أَدْري مَا صِحَّتُه. ذحا: ذَحا يَذْحى ذَحْواً: ساقَ وطَرَدَ. وذَحَا الإِبِلَ يَذْحَاها ذَحْواً: طَرَدَها وساقَها؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلي: ونِعْم مُعَرَّسُ الأَقْوامِ تَذْحى ... رِحالَهُم شآمِيَةٌ بَلِيلُ أَراد تَذْحى رواحِلَهم، وَقِيلَ: أَراد أَنهم يُنْزِلُون رحالَهم فتأْتي الرِّيحُ فتَسْتَخِفُّها فتَقْلَعُها فكأَنها تَسُوقها وتَطْردها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَعَلَى هَذَا لَا حَذْفَ هُنَالِكَ. وذَحَاهُ يَذْحُوه ويَذْحَاهُ ذَحْواً: طَرَده. وذَحَتْهُم الريحُ تَذْحَاهُم ذَحْياً إِذا أَصابتهم وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْهَا سِتْرٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَيْسَ «1». لَنَا ذَرىً نَتَذَرَّى بِهِ، وذَحا المرأَةَ يَذْحُوها ذَحْواً: نَكَحَهَا؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. ذرا: ذَرَت الرِّيحُ الترابَ وغيرَه تَذْرُوه وتَذْرِيه ذَرْواً وذَرْياً وأَذْرَتْهُ وذَرَّتْه: أَطارَتْه وسفَتْه وأَذْهَبَتْه، وَقِيلَ: حَمَلَتْه فأَثارَتْه وأَذْرَتْه إِذا ذَرَتِ التُّرابَ وَقَدْ ذَرا هُوَ نفسُه. وَفِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ: تَذْرِيهِ الريحُ، وَمَعْنَى أَذْرَتْه قَلَعَته ورَمَتْ بِهِ، وَهُمَا لُغَتَانِ. ذَرَتِ

_ (1). قوله [وفي التهذيب وليس إلخ] أول عبارته: قال أبو زيد ذَحَتْنَا الريح تذحانا ذحياً إذا أصابتنا ريح وليس لنا إلخ

الريحُ التُّرابَ تَذْرُوه وتَذْرِيه أَي طَيَّرَته؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ ذَرَوْتُه بِمَعْنَى طَيَّرْتُه قَوْلُ ابْنِ هَرْمَة: يَذْرُو حَبِيكَ البَيْضِ ذَرْواً يخْتَلي ... غُلُفَ السَّواعِدِ فِي طِراقِ العَنْبَرِ والعَنْبَر هُنَا: التُّرْس. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ خَلق فِي الجَنَّة رِيحًا مِنْ دُونِها بابٌ مُغْلَق لَوْ فُتحَ ذَلِكَ الْبَابُ لأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السماءِ والأَرْضِ ، وَفِي رِوَايَة: لَذَرَّتِ الدُّنْيا وَمَا فِيهَا. يُقَالُ: ذَرَتْه الرِّيحُ وأَذْرَتْه تَذْرُوه وتُذْريه إِذا أَطارَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا قَالَ لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُوني ثُمَّ ذَرُّوني فِي الرِّيحِ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: يَذْرُو الرِّوايَةَ ذَرْوَ الريحِ الهَشِيمَ أَي يَسْرُدُ الرِّواية كَمَا تَنْسِفُ الريحُ هَشِيمَ النَّبْتِ. وأَنكر أَبو الْهَيْثَمِ أَذْرَتْه بِمَعْنَى طَيَّرَتْه، قَالَ: وإِنما قِيلَ أَذْرَيْت الشيءَ عَنِ الشَّيْءِ إِذا أَلقَيْتَه؛ وقال إمرؤ القيس: فتُذْرِيكَ منْ أُخْرى القَطاةِ فتَزْلَقُ وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ: لَهَا مُنْخُلٌ تُذْرِي، إِذا عَصَفَتْ بِهِ ... أَهابيَ سَفْسافٍ مِنَ التُّرْبِ تَوْأَمِ قَالَ: مَعْنَاهُ تُسْقِطُ وتَطْرَح، قَالَ: والمُنْخُل لَا يرفَعُ شَيْئًا إِنما يُسْقِط مَا دقَّ ويُمْسِك مَا جَلَّ، قَالَ: وَالْقُرْآنُ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى هَذَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً ؛ يَعْنِي الرِّياحَ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: تَذْرُوهُ الرِّياحُ . وريحٌ ذَارِيَةٌ: تَذْرُو التُّراب، وَمِنْ هَذَا تَذْرِية النَّاسِ الحنطةَ. وأَذْرَيْتُ الشيءَ إِذا أَلْقَيْتَه مثلَ إِلْقائِكَ الحَبَّ للزَّرْع. وَيُقَالُ لِلَّذِي تُحْمَلُ بِهِ الْحِنْطَةُ لتُذَرَّى: المِذْرَى. وذَرَى الشيءُ أَي سَقَط، وتَذْرِيَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة. ذَرَوْت الحِنْطة والحبَّ ونَحْوَه أَذْرُوها وذَرَّيْتُها تَذْرِيَة وذَرْواً مِنْهُ: نَقَّيْتها فِي الرِّيحِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ذَرَيْتُ الحَبَّ وَنَحْوَهُ وذَرَّيْته أَطَرْته وأَذْهَبْته، قَالَ: وَالْوَاوُ لُغَةٌ وَهِيَ أَعْلى. وتَذَرَّت هي: تَنَقَّت. والذُّرَاوَةُ: مَا ذُرِيَ مِنَ الشَّيْءِ. والذُّرَاوَةُ: مَا سَقَطَ مِنَ الطَّعام عِنْدَ التَّذَرِّي، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ الحِنْطة؛ قَالَ حُمَيْد بْنُ ثوْر: وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيِه النَّدى ... ذُرَاوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ والمِذْرَاة والمِذْرَى: خَشَبَةٌ ذَاتُ أَطْراف، وَهِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُذَرَّى بِهَا الطَّعامُ وتُنَقَّى بِهَا الأَكْداس،، وَمِنْهُ ذَرَّيْتُ تُرَابَ الْمَعْدِنِ إِذا طَلَبْت مِنْهُ الذَّهَب. والذَّرَى: اسمُ مَا ذَرَّيْته مِثْلَ النَّفَضِ اسْمٌ لِمَا تَنْفُضُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَرىً لَمْ يُطْحَنِ يَعْنِي ذَرْوَ الرِّيحِ دُقاقَ التُّراب. وذَرَّى نَفَسَه: سَرَّحه كَمَا يُذَرَّى الشيءُ فِي الرِّيحِ، والدَّالُ أَعْلى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والذَّرَى: الكِنُّ. والذَّرَى: مَا كَنَّكَ مِنَ الرِّيحِ البارِدَةِ مِنْ حائِطٍ أَو شَجَرٍ. يُقَالُ: تَذَرَّى مِنَ الشَّمَالِ بذَرىً. وَيُقَالُ: سَوُّوا للشَّوْل ذَرىً مِنَ البَرْدِ، وَهُوَ أَن يُقْلَع الشجَر مِنَ العَرْفَجِ وَغَيْرِهِ فيوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مِمَّا يَلِي مَهَبَّ الشمالِ يُحْظَر بِهِ عَلَى الإِبل فِي مأْواها. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي ذَرَى فلانٍ أَي فِي ظِلِّه. وَيُقَالُ: اسْتَذْرِ بِهَذِهِ الشجَرة أَي كنْ فِي دِفْئها. وتَذَرَّى بالحائِط وغيرِه مِنَ البَرْدِ والرِّيحِ واسْتَذْرَى، كِلَاهُمَا: اكْتَنَّ. وتَذَرَّتِ الإِبلُ واسْتَذْرَت: أَحَسَّت البَرْدَ واسْتَتَر بعضُها ببعضٍ واسْتَتَرت بالعِضاهِ. وذَرا

فلانٌ يَذْرُو أَي مَرَّ مَرّاً سَرِيعًا، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الظَّبْيَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ذَارٍ إِذا لَاقَى العَزازَ أَحْصَفا وذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسر حَدُّه، وَقِيلَ: سَقَطَ. وذَرَوْتُه أَنا أَي طَيَّرته وأَذْهَبْته؛ قَالَ أَوْس: إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نابهِ ... تَخَمَّطَ فِينَا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَرَا فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى كَلَّ، عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي بِمَعْنَى وقَع، فَذَرا فِي الْوَجْهَيْنِ غَيْرُ مُتَعَدٍّ. والذَّرِيَّةُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُسْتَتَر بِهَا عَنِ الصَّيْدِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالدَّالُ أَعلى، وَقَدْ تَقَدَّمَ. واسْتَذْرَيْت بالشَّجَرة أَي استَظْلَلْت بِهَا وصِرْتُ فِي دِفئِها. الأَصمعي: الذَّرَى، بِالْفَتْحِ، كُلُّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ. يُقَالُ: أَنا فِي ظِلِّ فُلَانٍ وَفِي ذَرَاهُ أَي فِي كَنَفه وسِتْره ودِفْئِه. واسْتَذْرَيْتُ بِفُلَانٍ أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ فِي كَنَفه. واسْتَذْرَتِ المِعْزَى أَي اشْتَهت الفَحْلَ مِثْلَ اسْتَدَرَّتْ. والذَّرَى: مَا انْصَبَّ مِنَ الدَّمْع، وَقَدْ أَذْرَتِ العينُ الدّمْعَ تُذْرِيه إِذْرَاءً وذَرىً أَي صَبَّتْه. والإِذْرَاءُ: ضَرْبُك الشيءَ تَرْمي بِهِ، تَقُولُ: ضَرَبْتُه بِالسَّيْفِ ف أَذْرَيْتُ رأْسَه، وطَعَنته ف أَذْرَيْتُه عَنْ فَرَسه أَي صَرَعْته وأَلْقَيْته. وأَذْرَى الشيءَ بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبه حَتَّى يَصْرَعه. والسيفُ يُذْرِي ضَرِيبَتَه أَي يَرْمِي بِهَا، وَقَدْ يوصَفُ بِهِ الرَّمْي مِنْ غَيْرِ قَطْع. وذَرَّاهُ بالرُّمْحِ: قَلَعَه؛ هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. وأَذْرَتِ الدابَّة راكِبَها: صَرَعَتْه. وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، والجَمْع الذُّرَى بِالضَّمِّ. وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ: أَشْرَفُهُما. وتَذَرَّيْت الذِّرْوة: رَكِبْتُها وعَلَوْتها. وتَذَرَّيْت فِيهِمْ: تَزَوَّجْت فِي الذِّرْوة مِنْهُم. أَبو زَيْدٍ: تَذَرَّيْت بَني فلانٍ وتَنَصَّيْتهم إِذا تَزَوَّجْت مِنْهُمْ فِي الذِّرْوة وَالنَّاصِيَةِ أَي فِي أَهل الشَّرَفِ والعَلاء. وتَذَرَّيت السَّنام: عَلَوْته وفَرَعْته. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أُتِي رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَى «2». أَي بِيض الأَسْنِمَة سِمانها. والذُّرَى: جَمْعُ ذِرْوَةٍ، وَهِيَ أَعْلَى سَنامِ البَعِير؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: عَلَى ذِرْوةِ كلِّ بَعِيرٍ شيطانٌ ، وَحَدِيثُ الزُّبير: سأَلَ عائشةَ الخُروجَ إِلى البَصْرة فأَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا زالَ يَفْتِلُ فِي الذِّرْوَةِ والغارِبِ حَتَّى أَجابَتْهُ ؛ جَعَلَ وبَرَ ذِرْوَة الْبَعِيرِ وغارِبِه مَثَلًا لإِزالتها عَنْ رَأْيها، كَمَا يُفْعَلُ بِالْجَمَلِ النَّفُور إِذا أُريد تَأْنيسُه وإِزالَةُ نِفارِه. وذَرَّى الشاةَ والناقَةَ وَهُوَ أَنْ يَجُزَّ صوفَها ووَبَرَها ويدَعَ فوقَ ظَهْرِها شَيْئًا تُعْرَف بِهِ، وَذَلِكَ فِي الإِبل والضأْن خَاصَّةً، وَلَا يَكُونُ فِي المِعْزَى، وَقَدْ ذَرَّيتها تَذْرِيَةً. وَيُقَالُ: نعجةٌ مُذَرَّاةٌ وكَبْشٌ مُذَرّىً إِذا أُخِّرَ بَيْنَ الكَتِفين فِيهِمَا صُوفَةٌ لَمْ تُجَزَّ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ: وَلَا صُوارَ مُذَرَّاةٍ مَناسِجُها، مِثْل الفَرِيدِ الَّذِي يَجْرِي مِنَ النَّظْمِ والذُّرَةُ: ضربٌ مِنَ الحَبِّ مَعْرُوفٌ، أَصلُه ذُرَوٌ أَو ذُرَيٌ، والهاءُ عِوَض، يُقَالُ للواحِدَة ذُرَةٌ، والجَماعة ذُرَةٌ، وَيُقَالُ لَهُ أَرْزَن «3». وذَرَّيْتُه:

_ (2). قوله [بإبل غرّ الذرى] هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، بنهب إبل فأمر لنا بخمس ذود غُرِّ الذُّرَى أَيْ بِيضِ إلخ (3). قوله [ويقال له أرزن] هكذا في الأصل

مَدَحْتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفُلَانٌ يُذَرِّي فُلَانًا: وَهُوَ أَن يَرْفَعَ فِي أَمره وَيَمْدَحَهُ. وَفُلَانٌ يُذَرِّي حَسَبَه أَي يَمْدَحُهُ ويَرْفَعُ مِنْ شأْنه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: عَمْداً أُذَرّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا، ... لَا ظَالِمَ النَّاسِ وَلَا مُظَلَّما وَلَمْ أَزَلْ، عَنْ عِرْضِ قَوْمِي، مِرْجَمَا ... بِهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما أَي أَرْفَعُ حَسَبي عَنِ الشَّتِيمةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَثْبَتُّ هَذَا هُنَا لأَن الِاشْتِقَاقَ يُؤذِنُ بِذَلِكَ كأَنِّي جَعَلْتُهُ فِي الذِّرْوَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الزِّنَادِ: كَانَ يَقُولُ لِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كيفَ حديثُ كَذَا؟ يريدُ أَن يُذَرِّيَ مِنْهُ أَي يَرْفَعَ مِنْ قَدْره ويُنَوِّهَ بذِكْرِه. والمِذْرَى: طَرَفُ الأَلْيةِ، والرَّانِفةُ ناحيَتُها. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ فُلَانٌ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه إِذا جَاءَ باغِياً يَتَهَدَّدُ؛ قَالَ عَنْتَرة يَهْجُو عُمارةَ بنَ زِيادٍ العَبِسِي: أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها ... لِتَقْتُلَنِي؟ فَهَا أَنا ذَا عُمارَا يُرِيدُ: يَا عُمارَةُ، وَقِيلَ: المِذْرَوَانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْن لَيْسَ لَهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ أَجْوَدُ الْقَوْلَيْنِ لأَنه لَوْ قَالَ مِذْرَى لَقِيلَ فِي التَّثْنِيَةِ مِذْرَيانِ، بِالْيَاءِ، لِلْمُجَاوِرَةِ، ولَمَا كَانَتْ بِالْوَاوِ فِي التَّثْنِيَةِ وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ عَقَلْتُه بِثنْيَايَيْنِ فِي أَنه لَمْ يُثَنَّ عَلَى الْوَاحِدِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: الدليلُ عَلَى أَن الأَلف فِي التَّثْنِيَةِ حَرْفُ إِعراب صِحَّةُ الْوَاوِ فِي مِذْرَوانِ، قَالَ: أَلا تَرَى أَنه لَوْ كَانَتِ الأَلف إِعراباً أَو دليلَ إِعراب وَلَيْسَتْ مَصُوغَةً فِي بِنَاءِ جُمْلَةِ الْكَلِمَةِ مُتَّصِلَةً بِهَا اتصالَ حِرَفِ الإِعراب بِمَا بَعْدَهُ، لَوَجَبَ أَن تُقْلَبَ الْوَاوُ يَاءً فَيُقَالُ مِذْريانِ لأَنها كَانَتْ تَكُونُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ طَرَفاً كلامِ مَغْزىً ومَدْعىً ومَلْهىً، فَصِحَّةُ الْوَاوِ فِي مِذْرَوانِ دلالةٌ عَلَى أَن الأَلف مِنْ جُمْلَةِ الْكَلِمَةِ، وأَنها لَيْسَتْ فِي تَقْدِيرِ الِانْفِصَالِ الَّذِي يَكُونُ فِي الإِعراب، قَالَ: فجَرَتِ الأَلف فِي مِذْرَوانِ مَجْرَى الْوَاوِ فِي عُنْفُوانٍ وإِن اخْتَلَفَتِ النُّونُ وَهَذَا حَسَنٌ فِي مَعْنَاهُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْمَقْصُورُ إِذا كَانَ عَلَى أَربعة أَحرف يُثَنَّى بِالْيَاءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ نَحْوَ مِقْلىً ومِقْلَيانِ. والمِذْرَوانِ: نَاحِيَتَا الرأْسِ مِثْلُ الفَوْدَيْن. وَيُقَالُ: قَنَّع الشيبُ مِذْرَوَيْه أَي جانِبَيْ رأْسه، وَهُمَا فَوْداهُ، سمِّيا مِذْرَوَينِ لأَنهما يَذْرَيانِ أَي يَشيبَانِ. والذُّرْوَةُ: هُوَ الشَّيْبُ، وَقَدْ ذَرِيَتْ لِحْيَتُه، ثُمَّ استُعِير للمَنْكِبَيْنِ والأَلْيَتَيْن والطَّرَفَيْن. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِذْرَوا القَوْس المَوْضِعان اللَّذَانِ يَقَعُ عَلَيْهِمَا الوَتَر مِنْ أَسْفلَ وأَعْلَى؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: عَلَى عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْنِ، ... صَفْرَاءَ مُضْجَعَةٍ فِي الشِّمالْ قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو وَاحِدُهَا مِذْرىً، وَقِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهَا، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا تَشَاءُ أَن تَرَى أَحدهم يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، يقول ها أَنا ذَا فَاعْرِفُونِي. والمِذْرَوَانِ كَأَنَّهما فَرْعَا الأَلْيَتين، وَقِيلَ: المِذْرَوَانِ طَرَفَا كلِّ شَيْءٍ، وأَراد الْحَسَنُ بِهِمَا فَرْعَي المَنْكِبَيْن، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا جَاءَ بَاغِيًا يَتَهَدَّدُ. والمِذْرَوَانِ: الجانِبَانِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، تَقُولُ الْعَرَبُ: جَاءَ فُلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه ويَهُزّ عِطْفَيه ويَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، وَهُمَا مَنْكِبَاه. وإِنّ فُلَانًا لكَريمُ الذَّرَى أَي كِرِيمُ الطَّبِيعَة. وذَرَا اللَّهُ الخَلْق ذَرْواً: خَلَقهم، لُغَةٌ فِي ذَرَأَ. والذَّرْوُ والذَّرَا والذُّرِّيَّة: الخَلْق، وَقِيلَ: الذَّرْوُ والذَّرَا عددُ الذُّرِّيَّة. اللَّيْثُ: الذُّرِّيَّة تَقَعُ

عَلَى الآباءِ والأَبْناءِ والأَوْلادِ والنِّسَاء. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ؛ أَراد آبَاءَهُمُ الَّذِينَ حُمِلُوا مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأَى فِي بَعْضِ غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِه لتُقاتِلَ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: الْحَقْ خَالِدًا فقلْ لَهُ لَا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفاً ، فسمَّى النساءَ ذُرِّيَّةً. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: حُجُّوا ب الذُّرِّيَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها فِي أَعْناقِها ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالذُّرِّيَّة هَاهُنَا النساءَ، قَالَ: وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل العربيَّة إِلى أَن الذُّرِّيَّةَ أَصلها الْهَمْزُ، رَوَى ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه، مِنْهُمْ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ، قَالَ: وذهَب غيرُهم إِلى أَن أَصل الذُّرِّيَّة فُعْلِيَّةٌ مِنَ الذَّرِّ، وكلٌّ مذكورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ، ثُمَّ قَالَ: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: نصَبَ ذُرِّيَّةً عَلَى البدلِ؛ الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ذرِّيَّة بَعْضُهَا مِنْ بعضٍ، قَالَ الأَزهري: فَقَدْ دخلَ فِيهَا الآباءُ والأَبْناءُ، قَالَ أَبو إِسحاق: وَجَائِزٌ أَن تُنْصَب ذُرِّيَّةً عَلَى الْحَالِ؛ الْمَعْنَى اصْطَفَاهُمْ فِي حَالِ كَوْنِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِم؛ يُرِيدُ أَولادَهُم الصِّغَارَ. وأَتانا ذَرْوٌ مِنْ خَبَرٍ: وَهُوَ اليسيرُ مِنْهُ، لُغَةٌ فِي ذَرْءٍ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَد: قَالَ لِعَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: بَلَغَنِي عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ تَشَذَّرَ لِي فِيهِ بالوَعِيد فسِرْتُ إِليه جَوَادًا ؛ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ أَي طَرَفٌ مِنْهُ وَلَمْ يَتَكَامَلْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الذَّرْوُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا ارتفعَ إِليك وتَرامى مِنْ حَوَاشِيهِ وأَطرافِه، مِنْ قَوْلِهِمْ ذَرا لِي فُلَانٌ أَي ارتفَع وقصَد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي أُنَيْسٍ حَلِيفِ بَني زُهْرة وَاسْمُهُ مَوْهَبُ بنُ رِيَاحٍ: أَتاني عَنْ سُهَيْلٍ ذَرْوُ قَوْلٍ ... فأَيْقَظَني، وَمَا بِي مِنْ رُقادِ وذَرْوَة: مَوْضِعٌ. وذَرِيَّات: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الكِلابي: سَقَى اللهُ مَا بينَ الرِّجامِ وغَمْرَةٍ، ... وبئْرِ ذَرِيَّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ نَجاءَ الثُّرَيَّا، كُلَّما ناءَ كوْكَبٌ، ... أَهلَّ يَسِحُّ الماءَ فِيهِ دُجُونُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّلُ الثلاثةِ يدخُلونَ النارَ مِنْهُمْ ذُو ذَرْوَةٍ لَا يُعْطِي حَقَّ اللهِ مِنْ مَالِهِ أَي ذُو ثَرْوةٍ وَهِيَ الجِدَةُ والمالُ، وَهُوَ مِنْ بَابِ الِاعْتِقَابِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْمَخْرَجِ. وذِرْوَةُ: اسْمُ أَرضٍ بِالْبَادِيَةِ. وذِرْوة الصَّمَّان: عالِيَتُها. وذَرْوَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. وَبِئْرُ ذَرْوَانَ، بِفَتْحِ الذَّالِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: بئْر لبَني زُرَيْق بِالْمَدِينَةِ. وَفِي حَدِيثِ سِحْرِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْرُ ذَرْوانَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الْوَاوِ مَوْضِعٌ بينَ قُدَيْدٍ والجُحْفَة. وذَرْوَةُ بن حُجْفة: مِنْ شُعَرَائِهِمْ. وعَوْفُ بنُ ذِرْوَة، بِكَسْرِ الذَّالِ: مِنْ شُعرائِهِم. وذَرَّى حَبّاً: اسْمَ رَجُلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ مِنَ الْوَاوِ وَيَكُونُ مِنَ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ولتأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوفِ الأَذْرِيِّ كَمَا يَأْلَم أَحدُكم النومَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدانِ ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: الأَذْرِيّ مَنْسُوبٌ إِلى أَذْرَبيجانَ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ، قَالَ الشَّمَّاخُ:

تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقَدْ حالَ دُونَها قُرى ... أَذَرْبيجانَ المسالِحُ والجالُ قَالَ: هَذِهِ مَوَاضِعُ كلها. ذقا: رجلٌ أَذْقى: رخْوُ الأَنْفِ، والأُنْثى ذَقْوَاءُ. وَفَرَسٌ أَذْقى، والأُنْثى ذَقْوَاءُ، وَالْجَمْعُ الذُّقْوُ: وهو الرّخْوُ أَنْفِ الأُذُنِ «1»، وَكَذَلِكَ الحِمارُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيف بَيِّن والصوابُ فَرَسٌ أَذْقَى والأُنْثى ذَقْوَاء إِذَا كَانَا مُسْتَرْخِيَيِ الأُذُنَيْنِ، وقد تقدم. ذكا: ذَكَتِ النارُ تَذْكُو ذُكُوّاً وَذَكًا، مَقْصُورٌ، واسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ لهَبُها واشْتَعلت، ونارٌ ذكِيَّةٌ عَلَى النَّسب؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَنْفَحْنَ مِنْهُ لهَباً مَنْفُوحَا ... لَمْعاً يُرى، لَا ذَكِياً مَقْدُوحا وأَراد يَنْفُخْنَ مِنْهُ لَهَبًا مَنْفُوخاً، فأَبدل الْحَاءَ مَكَانَ الْخَاءِ لِيُوَافِقَ رَوِيّ هَذَا الرَّجَزِ كُلِّهِ لأَن هَذَا الرَّجَزَ حَائِيٌّ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ: غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيمُ السِّنْحِ، ... أَبلَجُ لَمْ يُولَدْ بنَجْم الشُّحَ يُرِيدُ: كَرِيمُ السِّنْخِ. وأَذْكَاها وذَكَّاها: رَفَعها وأَلقى عَلَيْهَا مَا تَذْكُو بِهِ. والذُّكْوَة والذُّكْيَة «2»: مَا ذَكَّاها بِهِ مِنْ حَطَب أَو بَعَر، الأَخيرة مِنْ بَابِ جَبَوتُ الخَراج جِبايةً. والذُّكْوة والذَّكا: الْجَمْرَةُ المُلْتهبة. وأَذْكَيْتُ الحَرْبَ إِذَا أَوْقَدْتها؛ وأَنشد: إنَّا إِذَا مُذْكِي الحُروب أَرَّجا وتَذْكِيَةُ النَّارِ: رَفْعُها. وَفِي حَدِيثِ ذِكْرِ النَّارِ: قَشَبَني ريحُها وأَحْرَقَني ذَكاؤها ؛ الذَّكاءُ: شدةُ وهَجِ النارِ؛ يُقَالُ: ذَكَّيْتُ النارَ إِذَا أَتْمَمْتَ إشْعالَها ورفَعْتها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ؛ ذبْحُهُ عَلَى التَّمام. والذَّكا: تمامُ إيقادِ النارِ، مقصورٌ يُكْتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد: ويُضْرِم فِي القَلْبِ اضْطِراماً، كأَنه ... ذَكا النارِ تُرْفِيهِ الرِّياحُ النَّوافحُ وذُكاءُ، بِالضَّمِّ: اسمُ الشَّمْسِ، مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِف وَلَا تدْخُلها الأَلِفُ وَاللَّامُ، تَقُولُ: هَذِهِ ذُكاءُ طالِعةً، وَهِيَ مُشْتَقَّة مِنْ ذَكَتِ النارُ تَذْكُو، وَيُقَالُ للصُّبْح ابنُ ذُكاء لأَنه مِنْ ضَوْئها؛ وأَنشد: فَوَرَدَتْ قَبْلَ انبِلاج الفجرِ، ... وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي كَفْرِ وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَير الْمَازِنِيُّ يَصِفُ ظَلِيماً ونَعامة: فتذَكَّرا ثَقَلَا رَثِيداً، بَعْدَ ما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها فِي كافِرِ والذَّكَاءُ، ممدودٌ: حِدَّةُ الْفُؤَادِ. والذَّكَاءُ: سُرْعة الفِطْنَة. اللَّيْثُ: الذَّكَاءُ مِنْ قَوْلِكَ قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ ذكِيٌّ إِذَا كَانَ سريعَ الفِطْنَةِ، وَقَدْ ذكِيَ، بِالْكَسْرِ، يَذْكَى ذَكاً. وَيُقَالُ: ذَكا يَذْكُو ذَكاءً، وذَكُوَ فَهُوَ ذكِيٌّ. وَيُقَالُ: ذَكُوَ قَلْبُه يَذْكُو إِذَا حَيَّ بَعْدَ بَلادَةٍ، فَهُوَ ذَكِيٌّ عَلَى فَعِيلٍ، وَقَدْ يُسْتَعْمل ذَلِكَ فِي البَعِير. وذَكا الريحِ: شِدَّتها مَنْ طِيبٍ أَو نَتْنٍ. ومِسْكٌ ذَكِيٌّ وذاكٍ: ساطِعُ الرائِحَةِ، وَهُوَ مِنْهُ. ومِسْكٌ ذَكِيٌّ وذَكِيَّة، فَمَنْ أَنَّث ذَهَبَ بِهِ إِلَى الرائْحة؛ وَقَالَ أَبو هَفَّانَ: المِسْكُ والعَنْبَر يُؤنَّثان ويُذَكَّران. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ هُوَ ذَكِيُّ الرائِحة وذَاكِي

_ (1). قوله [الرخو أنف الأَذن] هي عبارة التهذيب (2). قوله [والذُّكْوَة والذَّكْيَة] كلاهما ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب والتكملة بضم الذال، وكذلك الذُّكْوَة الجمرة، وضبطت في القاموس بالفتح

الرائِحَة؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: كأَنَّ القَرَنْفُل والزَّنْجَبِيل ... وذَاكِي العَبِيرِ بِجِلْبابِها والذَّكَاءُ: السِّنُّ. وَقَالَ الحَجَّاج: فُرِرتُ عَنْ ذَكَاءٍ. وبَلَغَت الدَّابَّةُ الذَّكَاءَ أَي السِّنَّ. وذَكَّى الرجلُ: أَسَنَّ وبَدُنَ. والمُذَكِّي أَيضاً: المُسِنُّ مِنْ كلِّ شَيْءٍ، وَخَصَّ بعضُهم بِهِ ذواتِ الحافِرِ، وَهُوَ أنْ يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ. والمَذاكِي: الخيلُ الَّتِي أَتى عَلَيْهَا بعدَ قُروحها سنَةٌ أَو سَنَتان، الْوَاحِدُ مُذَكٍّ مِثْلُ المُخْلِفِ مِنَ الإِبل. والمُذَكِّي أَيضاً مِنَ الخَيْلِ: الَّذِي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ. وَفِي الْمَثَلِ: جَرْيُ المُذَكِّياتِ غِلابٌ أَي جَرْيُ المَسانِّ القُرَّحِ مِنَ الْخَيْلِ أَن تُغالِبَ الجَرْيَ غِلاباً، وتأويلُ تمَام السِّنِّ النهايةُ فِي الشَّبَابِ، فَإِذَا نقَص عَنْ ذَلِكَ أَو زَادَ فَلَا يُقَالُ لَهُ الذكاءُ. والذَّكَاءُ فِي الفَهْمِ: أَن يَكُونَ فَهْماً تَامًّا سَرِيعَ القَبُولِ. ابْنُ الأَنباري فِي ذَكَاءِ الفَهْمِ والذَّبْحِ: إِنَّهُ التَّمامُ، وَإِنَّهُمَا ممدودانِ. والتَّذْكِيَة الذَّبْحُ. والذَّكَاءُ والذَّكَاةُ: الذَّبْحُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ذَكَاةُ الجِنين ذَكاةُ أُمِّهِ أَي إِذَا ذُبْحتِ الأُمُّ ذُبح الجنينُ. وَفِي الْحَدِيثِ: ذَكاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّه. ابْنُ الأَثير: التَّذْكِيَةُ الذَّبْحُ والنَّحْرُ؛ يُقَالُ: ذَكَّيْت الشَّاةَ تَذْكِيَة، وَالِاسْمُ الذَّكاةُ، والمَذْبوحُ ذَكِيٌّ، وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ بالرفْع والنَّصب، فَمَنْ رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدإِ الَّذِي هُوَ ذَكَاةُ الْجَنِينِ، فَتَكُونُ ذَكَاةُ الأُمِّ هِيَ ذَكَاةَ الْجَنِينِ فَلَا يَحتاجُ إِلَى ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، وَمَنْ نَصَب كَانَ التَّقْدِيرُ ذَكاةُ الجِنينِ كذَكاة أُمِّه، فَلَمَّا حُذِفَ الجارُّ نُصِب، أَو عَلَى تَقْديرِ يُذَكَّى تَذْكِيَةً مِثْلَ ذكاةِ أُمِّه، فحَذَفَ المَصْدرَ وصِفَتَه وأَقام الْمُضَافَ إِلَيْهِ مُقامه، فَلَا بدَّ عِنْدَهُ مِنْ ذَبْحِ الجنِين إِذَا خَرَجَ حَيّاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْويه بِنَصْبِ الذّكاتَيْن أَي ذَكُّوا الجنينَ ذكاةَ أُمِّه. ابْنُ سِيدَهْ: وذَكاءُ الْحَيَوَانِ ذبْحُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: يُذَكِّيها الأَسَلْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: معناهُ إلَّاما أَدْرَكْتُمْ ذَكَاتَه مِنْ هَذِهِ الَّتِي وَصَفْنَا. وكلُّ ذَبْحٍ ذَكاةٌ. وَمَعْنَى التَّذْكِية: أَنْ تُدْرِكَها وَفِيهَا بَقِيَّة تَشْخُب مَعَها الأَوْداج وتَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الَّذِي أُدْرِكَتْ ذَكاتُه، وأَهل الْعِلْمِ يَقُولُونَ: إِنْ أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ [الحُشْوَةَ] أَو قَطَع الجَوْفَ قَطْعاً تَخْرُجُ مَعَهُ الحِشْوة [الحُشْوة] فَلَا ذَكاةَ لِذَلِكَ، وتأْويلُه أَن يَصِيرَ فِي حَالَةِ مَا لَا يُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِهِ الذَّبْحُ. وَفِي حَدِيثِ الصَّيْدِ: كُلْ مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْك كلابُكَ ذَكِيٌّ وغيرُ ذَكِيّ ؛ أَراد بالذَّكيِّ مَا أُمْسِكَ عَلَيْهِ فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه فِي الحَلْقِ واللَّبَّةِ، وأَراد بِغَيْرِ الذَّكيِّ مَا زَهَقَتْ روحُه قَبْلَ أَن يُدْركَه فيُذَكِّيَهُ ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: ذَكَاةُ الأَرض يُبْسُها ؛ يُرِيدُ طَهارَتَها مِنَ النَّجَاسَةِ، جَعَلَ يُبْسَها مِنَ النَّجَاسَةِ الرَّطْبة فِي التَّطْهِير بمَنْزِلة تَذْكِيَةِ الشاةِ فِي الإِحْلالِ لأَن الذَّبْحَ يُطَهِّرُهَا ويحلِّل أَكْلَها. وأَصل الذَكَاة فِي اللُّغَةِ كُلِّها إتْمامُ الشَّيْءِ، فَمِنْ ذَلِكَ الذَّكَاءُ فِي السِّنِّ والفَهْمِ وَهُوَ تَمَامُ السنِّ. قَالَ: وَقَالَ الْخَلِيلُ الذَّكَاءُ فِي السنِّ أَن يأْتي عَلَى قُرُوحه سَنَةٌ وَذَلِكَ تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قَالَ زهير: يُفَضّلُه، إذا اجْتَهَدُوا عليْهِ، ... تمامُ السِّنِّ مِنْهُ والذَّكَاءُ

وجَدْيٌ ذَكِيٌّ: ذَبيْحٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ واويَّة، وأَما ذ ك ي فَعَدَمٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ أَن الذَّكِيَّة نادرٌ. وأَذْكَيْتُ عَلَيْهِ العُيونَ إِذَا أَرْسَلْتَ عَلَيْهِ الطَّلائع؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الهُذلي: وظَلَّ لَنَا يَومٌ، كأَنَّ أُوارَهُ ... ذَكا النَّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَويلُ الفُروعُ، بِعَيْنٍ مُهْمِلَةٍ: فُروعُ الْجَوْزَاءِ، وَهِيَ أَشدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ. وذَكْوَانُ: قبيلةٌ مِنْ سُلَيْم. والذَّكَاوِينُ: صِغارُ السَّرْح، واحِدَتُها ذَكْوَانَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الذَّكْوَان شَجَرٌ، الواحدةُ ذَكْوَانَةٌ. ومَذَاكِي السَّحابِ: الَّتِي مَطَرَتْ مَرَّة بَعْدَ أُخرى، الْوَاحِدَةُ مُذْكِيَة؛ قَالَ الرَّاعِي: وتَرْعى القَرارَ الجَوّ، حيثُ تَجاوَبَتْ ... مَذاكٍ وأَبْكارٌ، مِنَ المُزْنِ، دُلَّحُ وذَكْوَانُ: اسْمٌ. وذَكْوَةُ: قَرْيةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: يَبِتْنَ سجُوداً مِنْ نَهِيتِ مُصَدَّرٍ ... بذَكْوَةَ، إطْراقَ الظِّباءِ مِنَ الوَبلِ وَقِيلَ: هِيَ مأسَدة فِي ديار قَيْسٍ. ذلا: ابْنُ الأَعرابي: تَذَلَّى فُلَانٌ إِذَا تَواضع. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله تَذَلَّل، فكَثُرَت اللَّاماتُ فقُلِبت أُخْراهُنَّ يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّ وأَصله تَظَنَّنَ. واذْلَوْلَى: ذَلَّ وانْقادَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِشُقْرانَ السُّلامِيِّ مِنْ قُضاعَة: ارْكَبْ مِنَ الأَمْرِ قَرادِيدَهُ ... بالحَزْمِ والقُوَّةِ، أَو صانِعِ حَتَّى تَرى الأَخْدَعَ مُذْلَوْلِياً، ... يَلْتَمِسُ الفَضْلَ إِلَى الخادِعِ قَرادِيدُ الأَرضِ: غَلظُها، والمُذْلَوْلِي: الَّذِي قَدْ ذلَّ وانْقادَ؛ يَقُولُ اخْدَعْه بِالْحَقِّ حَتَّى يَذِلَّ ارْكَبْ بِهِ الأَمْر الصَّعْبَ. وَفِي حَدِيثِ فاطمةَ بِنْتِ قَيْسٍ: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سمعتُ قَائِلًا يَقُولُ ماتَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ف اذْلَوْلَيْتُ حَتَّى رأَيتُ وجهَه أَي أَسْرَعْت؛ يُقَالُ: اذْلَوْلَى الرجلُ إِذَا أسْرع مَخَافَةَ أَن يَفُوتَه شيءٌ، قَالَ: وَهُوَ ثُلاثيٌّ كُرِّرَتْ عينُه وَزِيدَ وَاوًا لِلْمُبَالَغَةِ كاقْلَوْلى واغْدَوْدَنَ. ورجلٌ ذَلَوْلَى: مُذْلَوْلٍ. واذْلَوْلَى اذْلِيلاءً: انْطَلق فِي اسْتِخْفاءٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَل إلَّا مَزيداً. واذْلَوْلَيْت اذْلِيلاءً وتَذَعْلَبْتُ تَذَعْلُباً: وَهُوَ انْطِلاقٌ فِي اسْتِخْفاءٍ، وَالْكَلِمَةُ يائِيَّة لأَنَّ ياءَها لامٌ. واذْلَوْلَيْت إِذَا انْكَسَرَ قلْبي. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ عَمْرُو بنُ كِرْكرَة: اذْلَوْلَى ذَكَرُه إذا قامَ مُسْتَرْخِياً. واذْلَوْلَى فَذَهَبَ إِذَا وَلَّى مُتَقاذِفاً. ورشاءٌ مُذْلَوْلٍ إِذَا كَانَ مُضْطَرِبًا، والله أَعلم. ذمي: الذَّماءُ: الْحَرَكَةُ، وَقَدْ ذَمِيَ. والذَّمَاءُ، ممدودٌ: بقيَّةُ النَّفْسِ؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب: فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ، فهارِبٌ ... بِذَمَائِه، أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ والذَّمَاءُ، ممدودٌ: بقِيَّةُ الروحِ فِي المَذْبوح، وَقِيلَ: الذَّمَاءُ قوّةُ القلْبِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وقاتِلَتي بَعْدَ الذَّمَاءِ وعائِدٌ ... عَلَيَّ خَيالٌ مِنكِ مُذْ أَنَا يافعُ وَقَدْ ذَمِيَ «3». المَذْبوحُ يَذْمَى ذَماً إِذَا تَحَرَّك.

_ (3). قوله [وقد ذَميَ الخ] ضبط في القاموس كرَضِيَ، وفي الصحاح كرَمَى ومثله في التهذيب

والذَّمَاءُ: الحَرَكَة. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ الضَّبُّ أَطولُ شيءٍ ذَمَاءً. الأَصمعي: ذَمَى العلِيلُ يَذْمِي ذَمْياً إِذا أَخذه النَّزْع فَطَالَ عَلَيْهِ عَلَزُ الْمَوْتِ، فَيُقَالُ مَا أَطولَ ذَمَاءَهُ. والذَّامِي والمَذْمَاةُ، كِلَاهُمَا: الرَّمِيَّةُ تُصابُ فيَسُوقُها صاحِبُها فتَنْساقُ مَعَهُ. وَقَدْ أَذْمَى الرَّامِي رَمِيَّتَه إِذَا لَمْ يُصِب المَقْتَل فيُعَجِّلَ قَتْلَه؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ: أَنَابَ، وَقَدْ أَمْسَى عَلَى الماءِ قَبْلَه ... أُقَيْدِرُ لَا يُذْمِي الرَّمِيَّةَ راصِدُ أَناب، يَعْنِي الحمارَ: أَتى الماءَ؛ وَقَالَ آخَرُ: وأَفْلَتَ زيدُ الخَيْلِ منَّا بِطَعْنَةٍ، ... وَقَدْ كانَ أَذْمَاهُ فَتًى غَيْرُ قُعْدُدِ وذَمَتْه الريحُ تَذْمِيهِ ذَمْياً: قَتَلَتْه. وذَمَى الرجلُ ذَماءً، ممدودٌ: طالَ مرضُه. واسْتَذْمَيْت مَا عندَ فُلانٍ إِذا تَتَبَّعْته وأَخَذْته؛ يُقَالُ: خُذْ مِنْ فلانٍ مَا ذَمَا لَكَ أَي ارْتَفَعَ لَكَ. واسْتَذْمَى الشيءَ: طَلَبه. وذَمَى لِي مِنْهُ شيءٌ: تَهَيَّأَ. والذَّمَى: الرائِحَة المُنْتِنَة، مقصورةٌ تُكْتَب بِالْيَاءِ. وذَمَى يَذْمِي: خَرَجَت مِنْهُ رائِحَة كَرِيهةٌ. وذَمَتْه رِيحُ الجِيفَةِ تَذْمِيهِ ذَمْياً إِذا أَخَذَتْ بنَفَسِه؛ قَالَ خِدَاشُ بنُ زُهيرٍ: سَيُخْبِرُ أَهل وَجٍّ مَنْ كَتَمْتُمْ، ... وتَذْمِي، مَنْ أَلَمَّ بِهَا، القُبُورُ هَذَا مِنْ ذَمَاه ريحُ الجيفةِ إِذَا أَخَذَتْ بنَفَسِه. الْجَوْهَرِيُّ: وذَمَتْنِي ريحُ كَذَا أَي آذَتْني؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: لَيْسَتْ بعَصْلاءَ تَذْمِي الكَلْبَ نَكْهَتُها، ... وَلَا بعَنْدَلَةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: يَا بِئْرَ بَيْنُونَةَ لَا تَذْمِينَا، ... جِئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينَا «1» . يَعْنِي المَوْتَى. وذَمَتْني الريحُ: آذَتْني؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: إِذَا مَا ذَمَتْنِي رِيحُها حينَ أَقْبَلَتْ، ... فَكِدت لِمَا لاقَيْتُ مِنْ ذَاكَ أَصْعَقُ قَالَ: وذَمَى الحَبَشِيُّ فِي أَنْفِ الرجلِ بصُنَانِه يَذْمِي ذَمْياً إِذَا آذاهُ بِذَلِكَ. وذَمَتْ فِي أَنْفِهِ الريحُ إِذَا طارتْ إِلَى رأْسِه؛ وَقَالَ البَعِيث: إِذَا البيضُ سافَتْه، ذَمَى فِي أُنُوفِها ... صُنانٌ، ورِيحٌ مِنْ رُغاوَة مُخْشِمِ قَوْلُهُ: ذَمَى أَي بَقِيَ فِي أُنوفِها، ومُخْشِمٌ: مُنْتِنٌ. وَيُقَالُ: ضَرَبَه ضَرْبة فأَذْمَاهُ إِذَا أَوْقَذَه وتَرَكه برَمَقِه. والذَّمَيَانُ: السُّرعة. وَقَدْ ذَمَى يَذْمِي إِذَا أَسرع. وَحَكَى بَعْضُهُمْ ذَمِيَ يَذْمَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَسْتُ مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. غَيْرُهُ: والذَّمَاءُ ضَرْبٌ مِنَ المَشْيِ أَو السَّيْرِ، يُقَالُ: ذَمَى يَذْمِي ذَمَاءً، مَمْدُودٌ. والذَّمَيَانُ: الإِسْراع. ذها: التَّهْذِيبُ: فِي تَرْجَمَةِ هَذَى: ابْنُ الأَعرابي هَذَى إِذَا هَدَر بِكَلَامٍ لَا يُفْهَم، وذَها إِذَا تَكَبَّر. قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع ذَهَا إِذَا تَكَبَّر لِغَيْرِهِ. ذوي: ذَوَى العُودُ والبَقْلُ، بِالْفَتْحِ، يَذْوِي ذَيّاً وذُوِيّاً، كِلَاهُمَا: ذَبَلَ، فَهُوَ ذَاوٍ، وَهُوَ أَن لَا يُصِيبَه رِيُّه أَو يَضْرِبَه الحَرُّ فيَذْبُلَ ويَضْعُفَ، وأَذْوَاهُ العَطَشُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الذُّوِيّ المَصْدَر قَوْلُ الرَّاجِزِ:

_ (1). قوله [يا بئر بينونة] هكذا في الأَصل، وفي ياقوت: يا ريح بينونة؛ وبينونة: مَوْضِعٌ بَيْنَ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ

فصل الراء المهملة

مَا زِلْتُ حَوْلًا فِي ثَرىً ثَرِيِّ، ... بَعْدَكَ مِنْ ذَاكَ النَّدَى الوَسْمِيِّ، حَتَّى إِذَا مَا هَمَّ بالذُّوِيِّ، ... جِئْتُكَ واحْتَجْتُ إِلَى الوَلِيِّ؛ لَيْسَ غَنِيٌّ عَنْكَ بالغَنِيِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنّه كانَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صائِمُ بِعُودٍ قَدْ ذَوَى أَي يَبِسَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: لُغَةُ أَهلِ بُثَيْنَة ذَأَى العُودُ؛ قَالَ: وذَوِيَ العُودُ يَذْوَى، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهِيَ لغةٌ رديئَة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ ذَوِيَ البقلُ، بِالْكَسْرِ؛ وَقَالَ يُونُسُ: هِيَ لُغَةٌ. وأَذْوَاهُ الحَرُّ أَي أَذْبَلَهُ. والذِّوَى: النِّعاجُ الضِّعافُ. والذَّوَاةُ: قِشْرَةُ العِنَبة والبِطِّيخة والحَنْطَلة، وجَمْعُها ذَوىً. ابْنُ بَرِّيٍّ: الذَّاوِي الَّذِي فِيهِ بَعضُ رُطُوبَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: رَأَيْتُ الفَتَى يَهْتَزُّ كالغُصْنِ ناعِماً، ... تَرَاهُ عَمِيّاً ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ ذَوَى قَالَ: وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَبْصَرْتُ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُهُ ... فَراشاً، وأَنَّ البَقْل ذَاوٍ ويَابِسُ قَالَ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذكرناه. ذيا: قَالَ الْكِلَابِيُّ: يقولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ هَذَا يومُ قُرٍّ، فَيَقُولُ الْآخَرُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَتْ بِهَا ذِيَّةٌ أَي لَا قُرَّ بِهَا. فصل الراء المهملة رأي: الرُّؤْيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَبِمَعْنَى العِلْم تتعدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ؛ يُقَالُ: رَأَى زَيْدًا عَالِمًا ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً ورَاءَةً مِثْلُ راعَة. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرُّؤْيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: عَلَى رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ، وفيه ضَعَةٌ، وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ وَاوًا إِبْدَالًا صَحِيحًا فَقَالَ رُويَتِك، ثُمَّ أَدغَمَ لأَنَّ هَذِهِ الواوَ قَدْ صَارَتْ حرفَ علَّة لمَا سُلِّط عَلَيْهَا مِنَ البَدَل فَقَالَ رُيَّتِك، ثُمَّ كَسَرَ الراءَ لِمُجَاوِرَةِ الْيَاءِ فَقَالَ رِيَّتِكَ. وَقَدْ رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة، وَلَيْسَتِ الهاءُ فِي رَأْيَة هُنَا للمَرَّة الْوَاحِدَةِ إِنَّمَا هُوَ مصدَرٌ كَرُؤيةٍ، إلَّا أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ الْوَاحِدَةَ فَيَكُونَ رَأَيْته رَأْية كَقَوْلِكَ ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذ لَمْ تُردْ هَذَا فرأْية كرؤْية لَيْسَتِ الهاءُ فِيهَا للوَحْدَة. ورَأَيْته رِئْيَاناً: كرُؤْية؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَرَيْتُهُ عَلَى الحَذْف؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وَجنْاء مُقْوَرَّة الأَقْرابِ يَحْسِبُها ... مَنْ لَمْ يَكُنْ قَبْلُ رَاهَا رَأْيَةً جَمَلا حَتَّى يَدُلَّ عَلَيْها خَلْقُ أَرْبَعةٍ ... فِي لازِقٍ لاحِقِ الأَقْرابِ، فانْشَمَلا خَلْقُ أَربعةٍ: يَعْنِي ضُمورَ أَخْلافها، وانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ كانْشمرَ، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلًا لِعظَمها حَتَّى يَدلَّ عَلَيْهَا ضُمورُ أَخْلافِها فيَعْلَم حِينَئِذٍ أَنها نَاقَةٌ لأَن الْجَمَلَ لَيْسَ لَهُ خِلْفٌ؛ وأَنشد ابْنُ جِنِّي: حَتَّى يَقُولَ من رآهُ إذْ رَاهْ: ... يَا وَيْحَه مِنْ جَمَلٍ مَا أَشْقاهْ أَراد كلَّ من رَآهُ إذْ رَآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الْهَمْزَةِ؛ وَقَوْلُهُ: مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى، ... إِذَا مَا النِّسْعُ طَالَ عَلَى المَطِيَّهْ؟ ومَنْ رَا مثلَ مَعْدانَ بْنِ يَحْيَى، ... إِذَا هَبَّتْ شآمِيَةٌ عَرِيَّهْ؟

أَصل هَذَا: مِنْ رأَى فخفَّف الْهَمْزَةَ عَلَى حَدِّ: لَا هَناك المَرْتَعُ، فَاجْتَمَعَتْ أَلفان فَحَذَفَ إِحْدَاهُمَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَصله رأَى فأَبدل الْهَمْزَةَ يَاءً كَمَا يُقَالُ فِي سأَلْت سَيَلْت، وَفِي قرأْت قَرَيْت، وَفِي أَخْطأْت أَخْطَيْت، فَلَمَّا أُبْدِلت الْهَمْزَةُ الَّتِي هِيَ عَيْنٌ يَاءً أَبدلوا الْيَاءُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ حُذِفَتِ الأَلف الْمُنْقَلِبَةُ عَنِ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لَامٌ الْفِعْلِ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الأَلف الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ؛ قَالَ: وسأَلت أَبا عَلِيٍّ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ قَالَ: مَنْ رَا مِثْلَ مَعْدانَ بنِ يَحْيَى فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ فَعَلْتُ مِنْهُ فَقَالَ رَيَيْت وَيَجْعَلُهُ مِنْ بَابِ حَيَيْتُ وَعَيَيْتُ؟ قَالَ: لأَن الْهَمْزَةَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِذَا أُبدلت عَنِ الْيَاءِ تُقلب، وَذَهَبَ أَبو عَلِيٍّ فِي بَعْضِ مَسَائِلِهِ أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كَمَا حَذَفَهَا مِنْ أَرَيْت وَنَحْوِهِ، وَكَيْفَ كَانَ الأَمر فَقَدْ حُذِفْتَ الْهَمْزَةُ وَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلفاً، وَهَذَانِ إِعْلَالَانِ تَوَالَيَا فِي الْعَيْنِ وَاللَّامِ؛ وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ: جَا يَجِي، فَهَذَا إِبْدَالُ الْعَيْنِ الَّتِي هِيَ يَاءٌ أَلفاً وَحَذَفَ الْهَمْزَةَ تَخْفِيفًا، فأَعلّ اللَّامَ وَالْعَيْنَ جَمِيعًا. وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ وأَلْقَوْا حَرَكَتها عَلَى مَا قبلَها. قَالَ سِيبَوَيْهِ: كلُّ شيءٍ كَانَتْ أَوَّلَه زائدةٌ سِوَى أَلف الْوَصْلِ مَنْ رأَيْت فَقَدِ اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى تَخْفِيفِ هَمْزِهِ، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِيَّاهُ، جَعَلُوا الهمزةَ تُعاقِب، يَعْنِي أَن كُلَّ شيءٍ كَانَ أَوّلُه زَائِدَةً مِنَ الزَّوَائِدِ الأَربع نَحْوَ أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فَإِنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُولُ ذَلِكَ بِالْهَمْزِ أَي أَنَّها لَا تَقُولُ أَرْأَى وَلَا يَرْأَى وَلَا نَرْأَى وَلَا تَرْأَى، وَذَلِكَ لأَنهم جَعَلُوا هَمْزَةَ الْمُتَكَلِّمِ فِي أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، وَهِيَ همزةُ أَرْأَى حَيْثُ كَانَتَا هَمْزَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَتِ الأُولى زَائِدَةً وَالثَّانِيَةُ أَصليةً، وكأَنهم إِنَّمَا فرُّوا مِنِ الْتِقَاءِ هَمْزَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا حَرْفٌ سَاكِنٌ، وَهِيَ الرَّاءُ، ثُمَّ أَتْبعوها سائرَ حروفِ الْمُضَارَعَةِ فَقَالُوا يَرَى ونَرَى وتَرَى كَمَا قَالُوا أَرَى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَحَكَى أَبو الْخَطَّابِ قدْ أَرْآهم، يَجيءُ بِهِ عَلَى الأَصل وَذَلِكَ قَلِيلٌ؛ قَالَ: أَحِنُّ إِذَا رَأيْتُ جِبالَ نَجْدٍ، ... وَلَا أَرْأَى إِلَى نَجْدٍ سَبِيلا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَلَا أَرَى عَلَى احْتِمَالِ الزِّحافِ؛ قَالَ سُراقة الْبَارِقِيُّ: أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تَرْأَياهُ، ... كِلانا عالِمٌ بالتُّرَّهاتِ وَقَدْ رَوَاهُ الأَخفش: مَا لَمْ تَرَياهُ، عَلَى التَّخْفِيفِ الشَّائِعِ عَنِ الْعَرَبِ فِي هَذَا الْحَرْفِ. التَّهْذِيبُ: وَتَقُولُ الرجلُ يَرَى ذاكَ، عَلَى التَّخْفِيفِ، قَالَ: وَعَامَّةُ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي يَرَى ونَرَى وتَرَى وأَرَى عَلَى التَّخْفِيفِ، قَالَ: ويعضهم يحقِّقُه فَيَقُولُ، وَهُوَ قَلِيلٌ، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كَقَوْلِكَ يَرْعَى رَعْياً حَسَناً، وأَنشد بَيْتَ سُرَاقَةَ الْبَارِقِيِّ. وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت: كرَأَيْت أَعني مِنْ رُؤية العَين. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى هَمْزِ مَا كَانَ مِنْ رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأَيْت فِي رُؤْية الْعَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ يَترُك الْهَمْزَ وَهُوَ قَلِيلٌ، قَالَ: وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَهمُوزٌ؛ وأَنشد فِيمَنْ خَفَّفَ: صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ بِراعٍ ... رَدَّ فِي الضَّرْعِ مَا قَرَى فِي الحِلابِ؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا جَاءَ مَاضِيهِ بِلَا هَمزٍ، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً: صاحِ، هَلْ رَيْتَ، أَو سَمِعتَ

وَيُرْوَى: فِي الْعِلَابِ؛ وَمِثْلُهُ للأَحوص: أَوْ عَرَّفُوا بصَنِيعٍ عندَ مَكْرُمَةٍ ... مَضَى، وَلَمْ يَثْنِه مَا رَا وَمَا سَمِعا وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي أَرَأَيْتَ وأَ رَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَ رَيْتَك، بِلَا هَمْزٍ؛ قَالَ أَبو الأَسود: أَرَيْتَ امرَأً كُنْتُ لَمْ أَبْلُهُ ... أَتاني فَقَالَ: اتَّخِذْني خَلِيلا فترَك الهمزةَ، وَقَالَ رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري: فقُولا صادِقَيْنِ لزَوْجِ حُبَّى ... جُعلْتُ لَهَا، وإنْ بَخِلَتْ، فِداءَ أَرَيْتَكَ إنْ مَنَعْتَ كلامَ حُبَّى، ... أَتَمْنَعُني عَلَى لَيْلى البُكاءَ؟ وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ كَلَامُ حبَّى، وَالَّذِي رُوِيَ كَلَامُ لَيْلى؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَرَيْتَ، إِذَا جالَتْ بكَ الخيلُ جَوْلةً، ... وأَنتَ عَلَى بِرْذَوْنَةٍ غيرُ طائِلِ قَالَ: وأَنشد ابْنُ جِنِّي لِبَعْضِ الرُّجَّازِ: أَرَيْتَ، إنْ جِئْتِ بِهِ أُمْلُودا ... مُرَجَّلًا ويَلْبَسُ البُرُودا، أَقائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي هَذَا الْبَيْتِ الأَخير شُذُوذٌ، وَهُوَ لِحَاقُ نُونِ التَّأْكِيدِ لِاسْمِ الْفَاعِلِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والكلامُ الْعَالِي فِي ذَلِكَ الهمزُ، فَإِذَا جئتَ إِلَى الأَفعال الْمُسْتَقْبَلَةِ الَّتِي فِي أَوائلها الْيَاءُ وَالتَّاءُ وَالنُّونُ والأَلف اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ، الَّذِينَ يَهْمِزُونَ وَالَّذِينَ لَا يَهْمِزُونَ، عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ كَقَوْلِكَ يَرَى وتَرَى ونَرَى وأَرَى، قَالَ: وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ نَحْوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى ، وإِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ ، وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ؛ إِلَّا تَيمَ الرِّباب فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ مَعَ حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ فَتَقُولُ هُوَ يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى، وَهُوَ الأَصل، فَإِذَا قَالُوا مَتَى نَراك قَالُوا مَتَى نَرْآكَ مِثْلَ نَرْعاك، وبعضٌ يَقْلِبُ الْهَمْزَةَ فَيَقُولُ مَتَى نَرَاؤكَ مِثْلَ نَراعُك؛ وأَنشد: أَلا تِلْكَ جاراتُنا بالغَضى ... تقولُ: أَتَرْأَيْنَه لنْ يضِيفا وأَنشد فِيمَنْ قَلَبَ: مَاذَا نَراؤُكَ تُغْني فِي أَخي رَصَدٍ ... مِنْ أُسْدِ خَفَّانَ، جأْبِ الوَجْه ذِي لِبَدِ وَيُقَالُ: رأَى فِي الْفِقْهِ رَأْياً، وَقَدْ تَرَكَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَ فِي مُسْتَقْبَلِهِ لِكَثْرَتِهِ فِي كَلَامِهِمْ، وَرُبَّمَا احْتَاجَتْ إِلَيْهِ فهَمَزَته؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنشد شاعِرُ تَيْمِ الرِّباب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للأَعْلم بْنِ جَرادَة السَّعْدي: أَلَمْ تَرْأَ مَا لاقَيْت والدَّهْرُ أَعْصُرٌ، ... وَمَنْ يَتَمَلَّ الدَّهْرَ يَرْأَ ويَسْمَعِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى ويَسْمَعُ، بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، لأَن الْقَصِيدَةَ مَرْفُوعَةٌ؛ وَبَعْدَهُ: بأَنَّ عَزِيزاً ظَلَّ يَرْمي بِحَوْزِهِ ... إليَّ، وراءَ الحاجِزَينِ، ويُفْرِعُ يُقَالُ: أَفْرَعَ إِذَا أَخذَ فِي بَطْنِ الْوَادِي؛ قَالَ وَشَاهِدُ تَرْكِ الْهَمْزَةِ مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ: لمَّا اسْتَمَرَّ بِهَا شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ ... بالبَيْنِ عَنْك بِمَا يَرْآكَ شَنآنا قَالَ: وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ وَالشِّعْرِ، فَإِذَا جِئتَ إِلَى الأَمر فَإِنَّ أَهل الْحِجَازِ يَتْركون الْهَمْزَ فَيَقُولُونَ: رَ ذَلِكَ، وللإِثنين: رَيا ذَلِكَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: رَوْا ذَلِكَ،

وللمرأَة رَيْ ذَلِكَ، وللإِثنين كَالرَّجُلَيْنِ، وَلِلْجَمْعِ: رَيْنَ ذاكُنَّ، وَبَنُو تَمِيمٍ يَهْمِزُونَ جَمِيعَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ: ارْأَ ذَلِكَ وارْأَيا وَلِجَمَاعَةِ النِّسَاءِ ارْأَيْنَ، قَالَ: فَإِذَا قَالُوا أَرَيْتَ فُلَانًا مَا كَانَ مِنْ أَمْرِه أَرَيْتَكُم فُلَانًا أَفَرَيْتَكُم فَلَانًا فَإِنَّ أَهل الْحِجَازِ يَهْمِزُونَهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ كَلَامِهِمُ الْهَمْزُ، فَإِذَا عَدَوْت أَهلَ الْحِجَازِ فَإِنَّ عامَّة العَرب عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ، نَحْوَ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وَبِهِ قرأَ الْكِسَائِيُّ تَرَك الْهَمْزَ فِيهِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَقَالُوا: وَلَوْ تَرَ مَا أَهلُ مَكَّةَ، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: أَرادوا وَلَوْ تَرى مَا فَحَذَفُوا لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمال. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنَّهُ لخَبِيثٌ وَلَوْ تَرَ مَا فلانٌ وَلَوْ تَرى مَا فُلَانٍ، رَفْعًا وَجَزْمًا، وَكَذَلِكَ وَلَا تَرَ مَا فلانٌ وَلَا تَرى مَا فُلانٌ فِيهِمَا جَمِيعًا وَجْهَانِ: الْجَزْمُ وَالرَّفْعُ، فَإِذَا قَالُوا إِنَّهُ لَخَبِيثٌ وَلَمْ تَرَ مَا فُلانٌ قَالُوهُ بِالْجَزْمِ، وَفُلَانٌ فِي كُلِّهِ رُفِعَ وتأْويلُها وَلَا سيَّما فلانٌ؛ حكي ذَلِكَ عَنِ الْكِسَائِيِّ كُلُّهُ. وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ عَلَى الأَصل قُلْتَ: ارْءَ، وَعَلَى الْحَذْفِ: رَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ عَلَى الْحَذْفِ رَهْ، لأَن الأَمر مِنْهُ رَ زَيْدًا، وَالْهَمْزَةُ سَاقِطَةٌ مِنْهُ فِي الِاسْتِعْمَالِ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ* ، قَالَ: الْعَرَبُ لَهَا فِي أَرأَيْتَ لُغَتَانِ وَمَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنْ يسأَلَ الرجلُ الرجلَ: أَرأَيتَ زَيْدًا بعَيْنِك؟ فَهَذِهِ مَهْمُوزَةٌ، فَإِذَا أَوْقَعْتَها عَلَى الرجلِ مِنْهُ قُلْتَ أَرَأَيْتَكَ عَلَى غيرِ هَذِهِ الْحَالِ، يُرِيدُ هَلْ رأَيتَ نَفْسَك عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الْحَالَةِ، ثُمَّ تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ لِلرَّجُلَيْنِ أَرَأَيْتُماكُما، وَلِلْقَوْمِ أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّكُنَّ، وللمرأَة أَرأَيْتِكِ، بِخَفْضِ التاءِ لَا يَجُوزُ إِلَّا ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَنْ تَقُولَ أَرأَيْتَكَ وأَنت تَقُولُ أَخْبِرْني، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ مِنْهَا وتَتركُ الهمزَ إِنْ شِئْتَ، وَهُوَ أَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ، وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً مَفْتُوحَةً لِلْوَاحِدِ وَالْوَاحِدَةِ وَالْجَمْعِ فِي مؤَنثه ومذكره، فنقول للمرأَة: أَرَأَيْتَكِ زَيْدًا هَلْ خَرج، وَلِلنِّسْوَةِ: أَرَأَيْتَكُنَّ زَيْدًا مَا فَعَل، وَإِنَّمَا تَرَكَتِ الْعَرَبُ التاءَ وَاحِدَةً لأَنهم لَمْ يُرِيدُوا أَن يَكُونَ الْفِعْلُ مِنْهَا وَاقِعًا عَلَى نَفْسِهَا فَاكْتَفَوْا بِذِكْرِهَا فِي الْكَافِ وَوَجَّهُوا التَّاءَ إِلَى الْمُذَكَّرِ وَالتَّوْحِيدِ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْفِعْلُ وَاقِعًا، قَالَ: وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي جَمِيعِ مَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي هَذِهِ الْكَافِ الَّتِي فِي أَرأَيتَكُمْ فَقَالَ الْفَرَّاءُ وَالْكِسَائِيُّ: لَفْظُهَا لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ، قَالَ: وَمِثْلُهَا الْكَافُ الَّتِي فِي دُونَكَ زَيْدًا لأَنَّ الْمَعْنَى خُذْ زَيْدًا قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَهَذَا الْقَوْلَ لَمْ يَقُلْه النَّحْوِيُّونَ القُدَماء، وَهُوَ خطَأٌ لأَن قَوْلَكَ أَرأَيْتَكَ زَيْدًا مَا شأْنُه يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قَدْ تَعَدَّتْ إِلَى الْكَافِ وَإِلَى زيدٍ، فتصيرُ «2» أَرأَيْتَ اسْمَيْن فَيَصِيرُ الْمَعْنَى أَرأَيْتَ نفْسَكَ زَيْدًا مَا حالُه، قَالَ: وَهَذَا مُحَالٌ وَالَّذِي يَذْهَبُ إِلَيْهِ النَّحْوِيُّونَ الْمَوْثُوقُ بِعِلْمِهِمْ أَن الْكَافَ لَا مَوْضِعَ لَهَا، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَرأَيْتَ زَيْدًا مَا حالُه، وَإِنَّمَا الْكَافُ زِيَادَةٌ فِي بَيَانِ الْخِطَابِ، وَهِيَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهَا فِي الْخِطَابِ فَتَقُولُ لِلْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ: أَرَأَيْتَكَ زَيْدًا مَا حَالُهُ، بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْكَافِ، وَتَقُولُ فِي الْمُؤَنَّثِ: أَرَأَيْتَكِ زَيْدًا مَا حالُه يَا مَرْأَةُ؛ فَتُفْتَحُ التَّاءُ عَلَى أَصل خِطَابِ الْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ الْكَافُ لأَنها قَدْ صَارَتْ آخرَ مَا فِي الْكَلِمَةِ والمُنْبِئَةَ عَنِ الْخِطَابِ، فَإِنَّ عدَّيْتَ الْفَاعِلَ إِلَى الْمَفْعُولِ فِي هَذَا الْبَابِ صَارَتِ الكافُ مَفْعُولَةً، تَقُولُ: رأَيْتُني عَالِمًا بِفُلَانٍ، فَإِذَا سَأَلَتْ عَنْ هَذَا الشَّرْطِ قلتَ لِلرَّجُلِ: أَرَأَيْتَكَ عَالِمًا بِفُلَانٍ، وللإِثنين أَرأَيتُماكما عالمَينِ بِفُلَانٍ، وَلِلْجَمْعِ أَرَأَيْتُمُوكُمْ، لأَن هَذَا فِي تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم، وَتَقُولُ للمرأَة: أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بِكَسْرِ التاء،

_ (2). قوله [فتصير إلخ] هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ.

وَعَلَى هَذَا قِيَاسُ هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ قَالَ: أَرأَيْتَكَ زَيْدًا قَائِمًا، إِذَا اسْتَخْبَر عَنْ زَيْدٍ تَرَكَ الْهَمْزَ وَيَجُوزُ الْهَمْزُ، وَإِذَا اسْتَخْبَرَ عَنْ حَالِ الْمُخَاطَبِ كَانَ الْهَمْزُ الِاخْتِيَارَ وَجَازَ تَرْكُه كَقَوْلِكَ: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي مَا حالُك مَا أَمْرُك، وَيَجُوزُ أَرَيْتَكَ نَفْسَك. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَإِذَا جَاءَتْ أَرأَيْتَكُما وأَ رأَيْتَكُمْ بِمَعْنَى أَخْبِرْني كَانَتِ التَّاءُ موَحَّدة، فَإِنْ كَانَتْ بِمَعْنَى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت، قُلْتَ: أَرأَيْتُماكُما خارِجَيْنِ وأَ رأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ أَرأَيْتَكَ وأَ رأيْتَكُمْ وأَ رأَيْتَكما، وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ عِنْدَ الِاسْتِخْبَارِ بِمَعْنَى أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني، وتاؤُها مَفْتُوحَةٌ أَبداً. وَرَجُلٌ رَءَّاءٌ: كَثيِرُ الرُّؤيَةِ؛ قَالَ غِيلَانُ الرَّبَعي: كأَنَّها وقَدْ رَآها الرَّءَّاءُ وَيُقَالُ: رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حَيْثُ يَقَعُ الْبَصَرُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: مِنْ رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ؛ وأَنشد: أَلَا أَيُّها المُرْتَئِي فِي الأُمُور، ... سيَجْلُو العَمَى عنكَ تِبْيانُها وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذَا أَمرْتَ مَنْ رأَيْتَ قُلْتَ ارْأَ زَيْدًا كأنَّكَ قُلْتَ ارْعَ زَيْدًا، فَإِذَا أَردت التَّخْفِيفَ قُلْتَ رَ زَيْدًا، فَتُسْقِطُ أَلف الْوَصْلِ لِتَحْرِيكِ مَا بَعْدَهَا، قَالَ: وَمِنْ تَحْقِيقِ الْهَمْزِ قَوْلُكَ رأَيْت الرَّجُلَ، فَإِذَا أَردت التَّخْفِيفَ قُلْتَ رأَيت الرَّجُلَ، فحرَّكتَ الأَلف بِغَيْرِ إِشْبَاعِ الْهَمْزِ وَلَمْ تُسْقِطِ الْهَمْزَةَ لأَن مَا قَبْلَهَا مُتَحَرِّكٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا البَخْترِي قَالَ ترَاءَيْنا الهِلالَ بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَدَّهُ إِلَى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فأَكْمِلوا العِدَّة ، قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إِلَيْهِ هل نَراهُ أَم لَا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نُهِلَّ الهلالَ أَي نَنْظُر أَي نراهُ. وَقَدْ تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ راءَيْتُ ورأَيْتُ، وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرَاوُون النَّاسَ. وَقَدْ رأَّيْتُ تَرْئِيَةً: مِثْلَ رَعَّيْت تَرْعِيَةً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَرَيْتُه الشيءَ إِرَاءَةً وإرايَةً وإرءَاءَةً. الْجَوْهَرِيُّ: أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله أَرْأَيْتُه. والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ: المَنْظَر، وَقِيلَ: الرِّئْيُ والرُّواءُ، بِالضَّمِّ، حُسْنُ المَنْظر فِي البَهاء والجَمال. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يتَبيَّنَ لَهُ رِئْيُهما ، وَهُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْهَمْزَةِ، أَي مَنْظَرُهُما وَمَا يُرَى مِنْهُمَا. وَفُلَانٌ مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بِحَيْثُ أَراهُ وأَسْمَعُ قولَه. والمَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كَانَ أَو قَبِيحاً. وَمَا لهُ رُواءٌ وَلَا شاهِدٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: امرأَةٌ لَهَا رُواءٌ إِذَا كَانَتْ حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كَقَوْلِكَ المَنْظَرَة والمَنْظر. الْجَوْهَرِيُّ: المَرْآةُ، بِالْفَتْحِ عَلَى مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. يُقَالُ: امرأَةٌ حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى، وَفُلَانٌ حسنٌ فِي مَرْآةِ العَين أَي فِي النَّظَرِ. وَفِي المَثل: تُخْبِرُ عَنْ مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ عَلَى باطِنِه. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيا: فَإِذَا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ المَنْظرِ. يُقَالُ: رَجُلٌ حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حَسُنَ فِي مَرْآةِ الْعَيْنِ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ الرُّؤْيَةِ. والتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ المنظرِ، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَمَّا الرُّواءُ ففِينا حَدُّ تَرْئِيَةٍ، ... مِثل الجِبالِ الَّتِي بالجِزْعِ منْ إضَمِ

وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً ؛ قُرِئَتْ رِئْياً؛ بِوَزْنِ رِعْياً، وَقُرِئَتْ رِيّاً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الرِّئْيُ المَنْظَر، وَقَالَ الأَخفش: الرِّيُّ مَا ظَهَر عَلَيْهِ مِمَّا رأَيْت، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها رِيّاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ: وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ مِنْ رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ مهموزاتِ الأَواخِر. وَذَكَرَ بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يُهْمَزْ وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ رِيّاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فَلَهُ تَفْسِيرَانِ أَحدهما أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ مِنَ النَّعْمة كأَن النَّعِيم بَيِّنٌ فِيهِمْ وَيَكُونُ عَلَى ترك الهمز من رأَيت، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ هَمَزَهُ جَعَلَهُ مِنَ الْمَنْظَرِ مِنْ رأَيت، وَهُوَ مَا رأَتْهُ الْعَيْنُ مِنْ حالٍ حسَنة وَكُسْوَةٍ ظَاهِرَةٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِمُحَمَّدِ بْنِ نُمَير الثَّقَفِيِّ: أَشاقَتْكَ الظَّعائِنُ يومَ بانُوا ... بِذِي الرِّئْيِ الجمِيلِ منَ الأَثاثِ؟ وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْهُ إِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ أَو يَكُونَ مِنْ رَوِيَتْ أَلْوانهم وَجُلُودُهُمْ رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ. وَتَقُولُ للمرأَة: أَنتِ تَرَيْنَ، وَلِلْجَمَاعَةِ: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ، لأَن الْفِعْلَ لِلْوَاحِدَةِ وَالْجَمَاعَةِ سَوَاءٌ فِي الْمُوَاجَهَةِ فِي خَبَرِ المرأَةِ مِنْ بنَاتِ الْيَاءِ، إِلَّا أَن النُّونَ الَّتِي فِي الْوَاحِدَةِ عَلَامَةُ الرَّفْعِ وَالَّتِي فِي الْجَمْعِ إِنَّمَا هِيَ نُونُ الْجَمَاعَةِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفَرْقٌ ثَانٍ أَن الياءَ فِي تَرَيْن لِلْجَمَاعَةِ حَرْفٌ، وَهِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ، وَالْيَاءُ فِي فِعْلِ الْوَاحِدَةِ اسْمٌ، وَهِيَ ضَمِيرُ الْفَاعِلَةِ الْمُؤَنَّثَةِ. وَتَقُولُ: أَنْتِ تَرَيْنَني، وَإِنْ شِئْتَ أَدغمت وَقُلْتَ تَرَيِنِّي، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، كَمَا تَقُولُ تَضْرِبِنِّي. واسْتَرْأَى الشيءَ: اسْتَدْعَى رُؤيَتَه. وأَرَيْتُه إِيَّاهُ إراءَةً وَإِرَاءً؛ الْمَصْدَرُ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: الْهَاءُ لِلتَّعْوِيضِ، وَتَرَكَهَا عَلَى أَن لَا تعوَّض وَهْمٌ مِمَّا يُعَوِّضُونَ بَعْدَ الْحَذْفِ وَلَا يُعَوِّضون. ورَاءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً: أَرَيْته أَنِّي عَلَى خِلَافِ مَا أَنا عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ ، وَفِيهِ: الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ؛ يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ أَي إِذَا صَلَّى الْمُؤْمِنُونَ صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ مُراءٍ وقومٌ مُراؤُونَ، والإِسم الرِّياءُ. يُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ رِياءً وسُمْعَةً. وَتَقُولُ مِنَ الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ، كَمَا تَقُولُ يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو. وَيُقَالُ: رَاءَى فُلَانٌ الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً، ورَايَاهم مُرَايَاةً، عَلَى القَلْب، بِمَعْنًى، ورَاءَيْته مُراآةً ورِيَاءً قابَلْته فرَأَيْته، وَكَذَلِكَ تَرَاءَيْته؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَبَى اللهُ إِلَّا أَن يُقِيدَكَ، بَعْدَ ما ... تَراءَيْتُموني مِنْ قَرِيبٍ ومَوْدِقِ يَقُولُ: أَقاد اللَّهُ مِنْكَ عَلانيَةً وَلَمْ يُقِدْ غِيلَة. وَتَقُولُ: فُلَانٌ يَتَرَاءَى أَي يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ فِي المِرْآةِ أَو فِي السَّيْفِ. والمِرْآة: مَا تَراءَيْتَ فِيهِ، وَقَدْ أَرَيْته إِيَّاهَا. ورَأَّيْتُه تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها عَلَيْهِ أَو حَبَسْتُهَا لَهُ يَنْظُرُ نفسَه وتَرَاءَيْتُ فِيهَا وتَرَأَّيْتُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَا يتَمَرْأَى أَحدُكم فِي الْمَاءِ أَي لَا يَنْظُر وَجْهَه فِيهِ، وَزْنُه يتَمَفْعَل مِنَ الرُّؤْية كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: تَمَسْكَنَ مِنَ المَسْكَنة، وتَمدْرَع مِنَ المَدْرَعة، وَكَمَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَمَنْدَلْت بالمِندِيل. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يتَمَرْأَى أَحدُكُم فِي الدُّنْيَا أَي لَا يَنْظُر فيها، وقال: وَفِي رِوَايَةٍ لَا يتَمَرْأَى أَحدُكم بالدُّنيا مِنَ الشَّيْءِ المَرْئِيِّ. والمِرآةُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الَّتِي يُنْظَرُ فِيهَا، وَجَمْعُهَا المَرَائِي وَالْكَثِيرُ المَرَايَا، وَقِيلَ: مَنْ حوَّل الْهَمْزَةَ قَالَ المَرَايَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَراءَيْتُ فِي المِرآةِ تَرَائِياً ورَأَّيْتُ الرجلَ تَرْئِيَةً إِذَا أَمْسَكْتَ لَهُ

المِرآةَ لِيَنْظُر فِيهَا. وأَرْأَى الرجلُ إِذا تراءَى فِي المِرآة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: إِذا الفَتى لَمْ يَرْكَبِ الأَهْوالا، ... فأَعْطِه المِرْآة والمِكْحالا، واسْعَ لَهُ وعُدَّهُ عِيالا والرُّؤْيا: مَا رأَيْته فِي منامِك، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي الْحَسَنِ رُيَّا، قَالَ: وَهَذَا عَلَى الإِدغام بَعْدَ التَّخْفِيفِ الْبَدَلِيِّ، شَبَّهُوا وَاوَ رُويا الَّتِي هِيَ فِي الأَصل هَمْزَةٌ مُخَفَّفَةٌ بِالْوَاوِ الأَصلية غَيْرِ المقدَّر فِيهَا الْهَمْزُ، نَحْوُ لوَيْتُ لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً، وَكَذَلِكَ حَكَى أَيضاً رِيَّا، أَتبع الْيَاءَ الْكَسْرَةَ كَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْيَاءِ الْوَضْعِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ بَعْضُهُمْ فِي تَخْفِيفِ رُؤْيا رِيَّا، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا كَانَ التَّخْفِيفُ يصيِّرها إِلى رُويَا ثُمَّ شُبِّهَتِ الْهَمْزَةُ الْمُخَفَّفَةُ بِالْوَاوِ الْمُخَلَّصَةِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ لُيٌّ وأَصلها لُويٌ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ إِلى الْيَاءِ بَعْدَهَا وَلَمْ يَكُنْ أَقيسُ الْقَوْلَيْنِ قَلْبَها، كَذَلِكَ أَيضاً كُسِرَتِ الرَّاءُ فَقِيلَ رِيَّا كَمَا قِيلَ قُرون لِيٌّ، فَنَظِيرُ قَلْبِ وَاوِ رُؤْيَا إِلحاقُ التَّنْوِينِ مَا فِيهِ اللامُ، وَنَظِيرُ كَسْرِ الراءِ إِبدالُ الأَلف فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمُنَوَّنِ الْمَنْصُوبِ مِمَّا فِيهِ اللَّامُ نَحْوُ العِتابا، وَهِيَ الرُّؤَى. ورأَيتُ عَنْكَ رُؤىً حَسَنَةً: حَلَمتها. وأَرْأَى الرجلُ إِذا كَثُرَتْ رُؤَاهُ، بِوَزْنِ رُعاهُ، وَهِيَ أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْيا. ورَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيا، عَلَى فُعْلى بِلَا تَنْوِينٍ، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً، بِالتَّنْوِينِ، مِثْلُ رُعىً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الرُّؤْيا فِي اليَقَظَة؛ قَالَ الرَّاعِي: فكَبَّر للرُّؤْيا وهَشَّ فُؤادُه، ... وبَشَّرَ نَفْساً كَانَ قَبْلُ يَلُومُها وَعَلَيْهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ؛ قَالَ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي الطَّيِّبِ: ورُؤْياكَ أَحْلى، فِي العُيون، مِنَ الغَمْضِ التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ؛ إِذا تَرَكَتِ العربُ الْهَمْزَ مِنَ الرُّؤْيا قَالُوا الرُّويا طَلَبًا لِلْخِفَّةِ، فإِذا كَانَ مِنْ شأْنهم تحويلُ الْوَاوِ إِلى الْيَاءِ قَالُوا: لَا تَقْصُصْ رُيَّاك، فِي الْكَلَامِ، وأَما فِي الْقُرْآنِ فَلَا يَجُوزُ؛ وأَنشد أَبو الْجَرَّاحِ: لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراض يُمْسِي حَمامُه، ... ويُضْحي عَلَى أَفنانهِ الغِينِ يَهْتِفُ أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رُيَّةً ... «3». وبابٍ، إِذا مَا مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ أَراد رُؤْيةً، فَلَمَّا تَرَكَ الْهَمْزَ وَجَاءَتْ وَاوٌ سَاكِنَةٌ بَعْدَهَا يَاءٌ تَحَوَّلَتَا يَاءً مُشَدَّدَةً، كَمَا يُقَالُ لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً، والأَصل لَوْياً وكَوْياً؛ قَالَ: وإِن أَشرتَ فِيهَا إِلى الضَّمَّةِ فَقُلْتَ رُيَّا فَرَفَعْتَ الرَّاءَ فَجَائِزٌ، وَتَكُونُ هَذِهِ الضَّمَّةُ مِثْلَ قوله وحُيلَ [حِيلَ] وسُيق [سِيق] بالإِشارة. وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً يَقْرَأُ: إِن كُنْتُمْ للرُّيَّا تَعْبُرون. وَقَالَ اللَّيْثُ: رأَيتُ رُيَّا حَسَنة، قَالَ: وَلَا تُجْمَعُ الرُّؤْيا، وَقَالَ غَيْرُهُ: تُجْمَعُ الرُّؤْيا رُؤىً كَمَا يُقَالُ عُلْياً وعُلىً. والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يَرَاهُ الإِنسانُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَهُ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ ورِئِيٌّ إِذا كَانَ يُحِبه ويُؤَالِفُه، وَتَمِيمٌ تَقُولُ رِئِيٌّ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ، مِثْلُ سِعيد وبِعِير. اللَّيْثُ: الرَّئِيُّ جنِّيّ يَتَعَرَّضُ لِلرَّجُلِ يُريه كَهَانَةً وطِبّاً، يُقَالُ: مَعَ فُلَانٍ رَئِيٌّ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: بِهِ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ بِوَزْنِ رَعِيّ، وَهُوَ الَّذِي يَعْتَادُ الإِنسان مِنَ الجنّ. ابن الأَعرابي:

_ (3). قوله [رية] تقدم في مادة عرض: رنة، بالراء المفتوحة والنون، ومثله في ياقوت

أَرْأَى الرجلُ إِذا صَارَ لَهُ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الَّذِي أَتاكَ رَئِيُّكَ بِظُهور رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. يُقَالُ لِلتَّابِعِ مِنَ الْجِنِّ: رَئِيٌّ بِوَزْنِ كَمِيٍّ، وَهُوَ فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي بِهِ لأَنه يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هُوَ مِنَ الرَّأْيِ، مِنْ قَوْلِهِمْ فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ إِذا كَانَ صَاحِبَ رأْيِهِم، قَالَ: وَقَدْ تُكْسَرُ رَاؤُهُ لِاتِّبَاعِهَا مَا بَعْدَهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الخُدْري: فإِذا رَئِيٌّ مِثْلُ نِحْيٍ ، يَعْنِي حَيَّةً عظِيمَةً كالزِّقِّ، سَمَّاهَا بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يَزْعُمُونَ أَن الحيَّاتِ مِنْ مَسْخِ الجِنِّ، وَلِهَذَا سَمَّوْهُ شَيْطَانًا وحُباباً وَجَانًّا. وَيُقَالُ: بِهِ رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ أَي مَسٌّ. وتَرَاءَى لَهُ شَيْءٌ مِنَ الْجِنِّ، وَلِلِاثْنَيْنِ تَرَاءَيَا، وَلِلْجَمْعِ تَراءَوْا. وأَرْأَى الرجلُ إِذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة فِي وجْهِه، وَهِيَ الحَماقة. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ عَلَى وَجْهِهِ رَأْوَةُ الحُمْقِ إِذا عَرَفْت الحُمْق فِيهِ قَبْلَ أَن تَخْبُرَهُ. وَيُقَالُ: إِن فِي وَجْهِهِ لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ رَأْوَةَ الحُمْقِ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: حَكَى يَعْقُوبُ عَلَى وَجْهِهِ رَأْوَةٌ، قَالَ: وَلَا أَعرف مثلَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي تَصْرِيفِ رَأَى. ورَأْوَةُ الشَّيْءِ: دلالَتُه. وَعَلَى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته. والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الثَّوْبُ يُنْشَر للبَيْع؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ. التَّهْذِيبُ: الرِّئْيُ بِوَزْنِ الرِّعْيِ، بِهَمْزَةٍ مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الْفَاخِرُ الَّذِي يُنشَر ليُرى حُسْنُه؛ وأَنشد: بِذِي الرِّئْيِ الجَميلِ مِنَ الأَثاثِ وَقَالُوا: رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ نادِرِ المصادِرِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وَنَظِيرُهُ سَمْعَ أُذُنِي، وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا فِي المُتَعَدِّيات. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تَقُولُ: جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك وبمَرْأًى مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بِحَيْثُ تَرَاهُ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ. والتَّرْئِيَةُ، بِوَزْنِ التَّرْعِيةِ: الرجلُ المُخْتال، وَكَذَلِكَ التَّرَائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة. والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة، الأَخيرة نَادِرَةٌ: مَا تَرَاهُ المرأَة مِنْ صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عِنْدَ الْحَيْضِ، وَقَدْ رَأَتْ، وَقِيلَ: التَّرِيَّة الخِرْقَة الَّتِي تَعْرِفُ بِهَا المرأَةُ حَيْضَها مِنْ طُهْرِهَا، وَهُوَ مِنَ الرُّؤْيَةِ. وَيُقَالُ للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِيَّةِ، وَهِيَ الدَّمُ الْقَلِيلُ، وَقَدْ رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قَلِيلًا. اللَّيْثُ: التَّرِّيَّة مشدَّدة الرَّاءِ، والتَّرِيَّة خَفِيفَةُ الرَّاءِ، والتَّرْية بجَزْمِ الرَّاءِ، كُلُّها لُغَاتٌ وَهُوَ مَا تَرَاهُ المرأَةُ مِنْ بَقِيَّة مَحِيضِها مِنْ صُفْرة أَو بَيَاضٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنّ الأَصل فِيهِ تَرْئِيَةٌ، وَهِيَ تَفْعِلَةٌ مِنْ رأَيت، ثُمَّ خُفِّفَت الهَمْزة فَقِيلَ تَرْيِيَةٌ، ثُمَّ أُدْغِمَت الياءُ فِي الْيَاءِ فَقِيلَ تَرِيَّة. أَبو عُبِيدٍ: التَّرِيَّةُ فِي بَقِيَّةِ حَيْضِ المرأَة أَقَلُّ مِنَ الصُّفْرَةِ والكُدْرَة وأَخْفَى، تَراها المرأَةُ عِنْدَ طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ طَهُرَت مِنْ حَيْضِها، قَالَ شَمِرٌ: وَلَا تَكُونُ التَّرِيَّة إِلا بَعْدَ الِاغْتِسَالِ، فأَما مَا كَانَ فِي أَيام الْحَيْضِ فَلَيْسَ بتَرِيَّة وَهُوَ حَيْضٌ، وَذَكَرَ الأَزهري هَذَا فِي تَرْجَمَةِ التَّاءِ وَالرَّاءِ مِنَ الْمُعْتَلِّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّرِيَّة الشيءُ الخَفِيُّ اليَسيِرُ مِنَ الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بَعْدَ الاغْتِسال مِنَ الحَيْضِ. وَقَدْ رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إِذا رَأَت الدَّمَ القليلَ عِنْدَ الْحَيْضِ، وَقِيلَ: التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْحَيْضِ.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصل فِي تَرِيَّة تَرْئِيَة، فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الرَّاءِ فَبَقِيَ تَرِئْيَة، ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةِ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا كَمَا فَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ فِي المَراة والكَماة، والأَصل المَرْأَة، فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إِلى الرَّاءِ ثُمَّ أُبدلت الْهَمْزَةُ أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. وَفِي حَدِيثِ أُمّ عَطِيَّةَ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شَيْئًا ، وَقَدْ جَمَعَ ابْنُ الأَثير تَفْسِيرَهُ فَقَالَ: التَّرِيَّة، بِالتَّشْدِيدِ، مَا تَرَاهُ المرأَة بَعْدَ الْحَيْضِ وَالِاغْتِسَالِ مِنْهُ مِنْ كُدْرة أَو صُفْرة، وَقِيلَ: هِيَ الْبَيَاضُ الَّذِي تَرَاهُ عِنْدَ الطُّهْر، وَقِيلَ: هِيَ الخِرْقة الَّتِي تَعْرِف بِهَا المرأَة حيضَها مِنْ طُهْرِها، والتاءُ فِيهَا زَائِدَةٌ لأَنه مِنَ الرُّؤْية، والأَصل فِيهَا الْهَمْزُ، وَلَكِنَّهُمْ تَرَكُوهُ وشدَّدوا الياءَ فَصَارَتِ اللَّفْظَةُ كأَنها فَعِيلَةٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُشَدِّدُ الراءَ وَالْيَاءَ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن الْحَائِضَ إِذا طَهُرت واغْتَسَلت ثُمَّ عَادَتْ رَأَتْ صُفْرة أَو كُدْرة لَمْ يُعْتَدَّ بِهَا وَلَمْ يُؤَثِّر فِي طُهْرها. وتَراءَى القومُ: رَأَى بعضُهُم بَعْضًا. وتَراءَى لِي وتَرَأَّى؛ عَنْ ثَعْلَبٍ: تَصَدَّى لأَرَاهُ. ورَأَى المكانُ المكانَ: قابَلَه حَتَّى كَأَنَّه يَراهُ؛ قَالَ سَاعِدَةُ: لَمَّا رَأَى نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفِئٍ ... عَكِرٍ، كَمَا لَبَجَ النُّزُولَ الأَرْكُبُ وقرأَ أَبو عَمْرٍو: وأَرْنا مَنَاسِكَنا ، وَهُوَ نادِرٌ لِمَا يَلْحَقُ الفعلَ مِنَ الإِجْحاف. وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ مِنَ المَعَز والضَّأْنِ، بتَقْدِير أَرْعَتْ، وَهِيَ مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ: رؤِيَ فِي ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ وعَظُمَ ضَرْعُها، وَكَذَلِكَ المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا فِي الحَافِر والسَّبُع. وأَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَياؤُها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَبَيَّنَ ذَلِكَ فِيهَا. التَّهْذِيبُ: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، وَلَا يُقَالُ لِلنَّعْجة أَرْأَتْ، وَلَكِنْ يُقَالُ أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لَا يَظْهَر. وأَرْأَى الرجلُ إِذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ. وتَرَاءَى النَّخْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ بُسْرِهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وكلُّه مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ. ودُورُ الْقَوْمِ مِنَّا رِئَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم. وهُمْ مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ، وإِن شئتَ نَصَبْتَ، وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الْمَخْصُوصَةِ الَّتِي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غَيْرِ الْمَخْصُوصَةِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ مَناطَ الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ السُّيُول، وَمَعْنَاهُ هُوَ مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ وأَسْمَعُه. وهُمْ رِئَاءُ أَلْفٍ أَي زُهَاءُ أَلْفٍ فِيمَا تَرَى العَيْنُ. ورأَيت زَيْدًا حَلِيماً: عَلِمْتُه، وَهُوَ عَلَى المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ* ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء، ومَعْناه اعْرِفْهُم يَعْنِي عُلَمَاءَ أَهل الْكِتَابِ، أَعطاهم اللَّهُ عِلْم نُبُوّةِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بأَنه مَكْتُوبٌ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عَنِ المُنْكر، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ تَرَ* أَلَمْ تُخْبِرْ، وتأْويلُهُ سُؤالٌ فِيهِ إِعْلامٌ، وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ: أَلَمْ تَرَ إِلى فلان، وأَ لَمْ تَرَ إِلى كَذَا، وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا العربُ عِنْدَ التَّعَجُّب مِنَ الشَّيْءِ وَعِنْدَ تَنْبِيهِ الْمُخَاطَبِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ* ؛ أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَ لَمْ يَنْتَه شأْنُهُم إِليك. وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا. وارْتَأَيْنا فِي الأَمْرِ وتَراءَيْنا: نَظَرْناه. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه، وذَكَر المُتْعَة: ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذَلِكَ مَا شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى، قَالَ: وَهُوَ افْتَعَل مِنْ رُؤْيَة القَلْب أَو مِنَ الرَّأْيِ. ورُوِي

عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَنا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قِيلَ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا تَراءَى نَارَاهُما ؛ قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عَنْ مَنْزِل المُشْرِك وَلَا يَنْزِل بِالْمَوْضِعِ الَّذِي إِذا أُوقِدَتْ فِيهِ نارُه تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ المُشْرِكِ إِذا أَوْقَدَها فِي مَنْزِله، وَلَكِنَّهُ يَنْزِل معَ المُسْلِمِين فِي دَارِهِم، وإِنما كَرِهَ مُجاوَرَة الْمُشْرِكِينَ لأَنهم لَا عَهْدَ لَهُمْ وَلَا أَمانَ، وحَثَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الهِجْرة؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَحِلُّ لَهُ أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم بقَدْر مَا يَرَى كلُّ واحدٍ مِنْهُمْ نارَ صاحِبه. والتَّرَائِي: تفاعُلٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ. يُقَالُ: تَرَاءَى القومُ إِذا رَأَى بعضُهُم بَعْضًا. وتَرَاءَى لِي الشيءُ أَي ظَهَر حَتَّى رَأَيْته، وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ مِنْ قَوْلِهِمْ دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فُلَانٍ أَي تُقابِلُها، يَقُولُ نَارَاهُمَا مُخْتَلِفتانِ، هَذِهِ تَدْعو إِلى اللَّهِ وَهَذِهِ تَدْعُو إِلى الشَّيْطَانِ، فَكَيْفَ تَتَّفِقانِ؟ والأَصل فِي تَراءَى تَتَراءَى فَحَذَفَ إِحدى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا. وَيُقَالُ: تَراءَينا فُلَانًا أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِهِ لَا تَراءَى نارَاهُما: أَي لَا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ المُشْرِك وَلَا يَتَشَبَّه بِهِ فِي هَدْيِه وشَكْلِهِ وَلَا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه، مِنْ قَوْلِكَ مَا نَارُ بَعِيرِكَ أَي مَا سِمةُ بعِيرِكَ. وَقَوْلُهُمْ: دَارِي تَرَى دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: سَلِ الدَّار مِنْ جَنْبَيْ حَبِيرٍ، فَواحِفِ، ... إِلى مَا رَأَى هَضْبَ القَلِيبِ المصَبَّحِ أَراد: إِلى مَا قابَلَه. وَيُقَالُ: مَنازِلُهم رِئَاءٌ عَلَى تَقْدِيرِ رِعَاء إِذا كَانَتْ مُتَحاذِيةً؛ وأَنشد: لَيالِيَ يَلْقَى سرْبُ دَهْماء سِرْبَنَا، ... ولَسْنا بِجِيرانٍ ونَحْنُ رِئَاءُ وَيُقَالُ: قَوْم رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بَعْضًا، وَكَذَلِكَ بُيوتُهُم رِئَاءٌ. وتَرَاءَى الجَمْعانِ: رَأَى بعضُهُم بَعْضًا. وَفِي حَدِيثِ رَمَلِ الطَّوافِ: إِنما كُنَّا رَاءَيْنا بِهِ الْمُشْرِكِينَ ، هُوَ فاعَلْنا مِنَ الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بِذَلِكَ أَنَّا أَقْوِياء. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَرَاءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كَمَا تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: يَتَرَاءَوْنَ أَي يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قولُه كَمَا تَرَوْن. والرَّأْيُ: معروفٌ، وَجَمْعُهُ أَرْآءٌ، وآراءٌ أَيضاً مَقْلُوبٌ، ورَئِيٌّ عَلَى فَعِيل مِثْلُ ضَأْنٍ وضَئِينٍ. وَفِي حَدِيثِ الأَزرق بْنِ قَيْسٍ: وفِينا رجُلٌ لَهُ رَأْيٌ. يُقَالُ: فلانٌ مِنْ أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ وَيَقُولُ بمَذْهَبِهم، وَهُوَ الْمُرَادُ هَاهُنَا، والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فِيمَا يُشْكِلُ مِنَ الْحَدِيثِ أَو مَا لَمْ يَأْتِ فِيهِ حَدِيثٌ وَلَا أَثَرٌ. والرَّأْيُ: الاعتِقادُ، اسمٌ لَا مصدرٌ، وَالْجَمْعُ آراءٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جَمْعِهِ أَرْءٍ مِثْلُ أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيٌّ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَرَاءَى بِرَأْيِ فُلَانٍ إِذا كَانَ يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي بِهِ؛ وأَما مَا أَنشده خَلَفٌ الأَحمر مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: أَما تَرَانِي رَجُلًا كَمَا تَرَى ... أَحْمِلُ فَوْقي بِزَّتِي كَمَا تَرَى عَلَى قَلُوص صَعْبَةٍ كَمَا تَرَى ... أَخافُ أَن تَطْرَحَني كَمَا تَرَى

فَمَا تَرى فِيمَا تَرَى كَمَا تَرَى قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَالْقَوْلُ عِنْدِي فِي هَذِهِ الأَبيات أَنها لَوْ كَانَتْ عدَّتُها ثَلَاثَةً لَكَانَ الْخَطْبُ فِيهَا أَيسر، وَذَلِكَ لأَنك كُنْتَ تَجْعَلُ وَاحِدًا مِنْهَا مِنْ رُؤْية العَيْنِ كَقَوْلِكَ كَمَا تُبْصِر، وَالْآخَرَ مِنْ رُؤْية القَلْبِ فِي مَعْنَى الْعِلْمِ فَيَصِيرُ كَقَوْلِكَ كَمَا تَعْلم، وَالثَّالِثَ مِنْ رأَيْت الَّتِي بِمَعْنَى الرَّأْي الِاعْتِقَادِ كَقَوْلِكَ فُلَانٌ يَرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ ؛ فحاسَّةُ البَصَر هَاهُنَا لَا تتَوَجَّه وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى أَعْلَمَك اللَّهُ لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لوَجَب تعدِّيه إِلى ثَلَاثَةِ مَفْعولِين، وَلَيْسَ هُنَاكَ إِلا مَفْعُولَانِ: أَحدهما الْكَافُ فِي أَراك، وَالْآخَرُ الضَّمِيرُ الْمَحْذُوفُ لِلْغَائِبِ أَي أَراكَه، وإِذا تعدَّت أَرى هَذِهِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ لَمْ يَكُنْ مِنَ الثَّالِثِ بُدُّ، أَوَلا تَراكَ تَقُولُ فُلَانٌ يَرَى رأْيَ الْخَوَارِجِ وَلَا تَعْني أَنه يَعْلَمُ مَا يَدَّعون هُمْ عِلْمَه، وإِنما تَقُولُ إِنه يَعْتَقِدُ مَا يَعْتَقِدُونَ وإِن كَانَ هُوَ وَهُمْ عِنْدَكَ غَيْرَ عَالِمِينَ بأَنهم عَلَى الْحَقِّ، فَهَذَا قِسْمٌ ثَالِثٌ لرأَيت، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلِذَلِكَ قُلْنَا لَوْ كَانَتِ الأَبيات ثَلَاثَةً لَجَازَ أَن لَا يَكُونَ فِيهَا إِيطاء لِاخْتِلَافِ الْمَعَانِي وإِن اتَّفَقَتِ الأَلفاظ، وإِذْ هِي خمسة فظاهر أَمرها أَن تَكُونَ إِيطاء لِاتِّفَاقِ الأَلفاظ وَالْمَعَانِي جَمِيعًا، وَذَلِكَ أَن الْعَرَبَ قَدْ أَجرت الْمَوْصُولَ وَالصِّلَةَ مُجْرى الشَّيْءِ الْوَاحِدِ ونَزَّلَتْهما مَنْزِلَةَ الْخَبَرِ الْمُنْفَرِدِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ؛ لأَنه سُبْحَانَهُ هُوَ الْفَاعِلُ لِهَذِهِ الأَشياء كُلِّهَا وَحْدَهُ، وَالشَّيْءُ لَا يُعْطَف عَلَى نفسِه، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَتِ الصِّلَةُ وَالْمَوْصُولُ كَالْخَبَرِ الْوَاحِدِ وأَراد عَطْفَ الصِّلَةِ جَاءَ مَعَهَا بِالْمَوْصُولِ لأَنهما كأَنهما كِلَاهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ مُفْرَدٌ؛ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَيا ابْنَةَ عبدِ اللَّهِ وابْنَةَ مالِكٍ، ... وَيَا ابْنَةَ ذِي الجَدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ إِذا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ، فالْتَمِسي لهُ ... أَكِيلًا، فإِني لسْتُ آكُلُه وَحْدي فإِنما أَراد: أَيا ابْنة عبدِ اللَّهِ ومالِكٍ وَذِي الجَدّين لأَنها واحدةٌ، أَلا تَراهُ يَقُولُ صنعتِ وَلَمْ يَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هَذَا فِي الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِليه كَانَ فِي الصِّلَةِ والموصولِ أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بِالْمَوْصُولِ أَشدُّ مِنَ اتِّصَالِ المضافِ إِليه بالمُضاف؛ وَعَلَى هَذَا قَوْلُ الأَعرابي وَقَدْ سأَله أَبو الْحَسَنِ الأَخفشُ عَنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: بَناتُ وَطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْل فَقَالَ لَهُ: أَين الْقَافِيَةُ؟ فَقَالَ: خَدِّ الليلْ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ الأَخفش: كأَنه يُرِيدُ الكلامَ الَّذِي فِي آخِرِ الْبَيْتِ قلَّ أَو كَثُر، فَكَذَلِكَ أَيضاً يَجْعَلُ مَا تَرَى وَمَا تَرَى جَمِيعًا الْقَافِيَةَ، وَيَجْعَلُ مَا مَرَّةً مَصْدَرًا وَمَرَّةً بِمَنْزِلَةِ الَّذِي فَلَا يَكُونُ فِي الأَبيات إِيطاء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَتَلْخِيصُ ذَلِكَ أَن يَكُونَ تَقْدِيرُهَا أَما تَرَانِي رَجُلًا كرُؤْيَتِك أَحمل فَوْقِي بِزَّتِي كمَرْئِيِّك عَلَى قَلُوصٍ صَعْبَةٍ كعِلْمِكَ أَخاف أَن تَطْرَحَنِي كمَعْلُومك فَمَا تَرَى فِيمَا تَرَى كمُعْتَقَدِك، فَتَكُونُ مَا تَرَى مَرَّةً رُؤْيَةَ الْعَيْنِ، وَمَرَّةً مَرْئِيّاً، وَمَرَّةً عِلْماً وَمَرَّةً مَعلوماً، وَمُرَّةً مُعْتَقَداً، فَلَمَّا اخْتَلَفَتِ الْمَعَانِي الَّتِي وَقَعَتْ عَلَيْهَا مَا وَاتَّصَلَتْ بِهَا فَكَانَتْ جُزْءًا مِنْهَا لَاحِقًا بِهَا صَارَتِ الْقَافِيَةُ مَا تَرَى جَمِيعًا، كَمَا صَارَتْ فِي قَوْلِهِ خَدِّ اللَّيْلِ هِيَ خَدُّ اللَّيْلِ جَمِيعًا لَا اللَّيْلُ وَحْدَهُ؛ قَالَ: فَهَذَا قِيَاسٌ مِنَ الْقُوَّةِ بِحَيْثُ تَرَاهُ، فإِن قُلْتَ: فَمَا رَوِيُّ هَذِهِ

الأَبيات؟ قِيلَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ رَوّيها الأَلفَ فَتَكُونُ مَقْصُورَةً يَجُوزُ مَعَهَا سَعَى وَأَتَى لأَن الأَلف لَامُ الْفِعْلِ كأَلف سَعَى وسَلا، قَالَ: وَالْوَجْهُ عِنْدِي أَن تَكُونَ رائِيَّة لأَمرين: أَحدهما أَنها قَدِ التُزِمَت، وَمِنْ غَالِبِ عَادَةِ الْعَرَبِ أَن لَا تَلْتَزِمَ أَمراً إِلا مَعَ وُجُوبِهِ، وإِن كَانَتْ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ قَدْ تتَطوَّع بِالْتِزَامِ مَا لَا يَجِبُ عَلَيْهَا وَذَلِكَ أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما، وَالْآخَرُ أَن الشِّعْرَ الْمُطْلَقَ أَضعاف الشِّعْرِ الْمُقَيَّدِ، وإِذا جَعَلْتَهَا رَائِيَّةً فَهِيَ مُطْلقة، وَإِذَا جَعَلْتَهَا أَلِفِيَّة فَهِيَ مُقَيَّدَةٌ، أَلا تَرَى أَن جَمِيعَ مَا جَاءَ عَنْهُمْ مِنَ الشِّعْرِ الْمَقْصُورِ لَا تَجِدُ الْعَرَبَ تَلْتَزِمُ فِيهِ مَا قَبْلَ الأَلف بَلْ تُخَالِفُ لِيُعْلَمَ بِذَلِكَ أَنه لَيْسَ رَوِيّاً؟ وأَنها قَدِ الْتَزَمَتِ الْقَصْرَ كَمَا تَلْتَزِمُ غَيْرَهُ مِنْ إِطلاق حَرْفِ الرَّوِيِّ، وَلَوِ الْتَزَمَتْ مَا قَبْلَ الأَلف لَكَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا إِلى إِلْباس الأَمر الَّذِي قَصَدُوا لإِيضاحِه، أَعني القصرَ الَّذِي اعْتَمَدُوهُ، قَالَ: وَعَلَى هَذَا عِنْدِي قَصِيدَةُ يزيدَ بنِ الحَكَم، الَّتِي فِيهَا مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي، هِيَ واويَّة عِنْدَنَا لِالْتِزَامِهِ الْوَاوَ فِي جَمِيعِهَا والياءاتُ بَعْدَهَا وُصُول لِمَا ذَكَرْنَا. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ رَأْي القَلْب والجمعُ الآراءُ. وَيُقَالُ: مَا أَضلَّ آرَاءَهم وَمَا أَضلَّ رَأْيَهُمْ. وارْتَآهُ هُوَ: افْتَعَل مِنَ الرَّأْي والتَّدْبِير. واسْتَرْأَيْتُ الرُّجلَ فِي الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته. وَهُوَ يُرَائِيهِ أَي يشاوِرُه؛ وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حطَّان: فإِن تَكُنْ حِينَ شاوَرْناكَ قُلْتَ لَنا ... بالنُّصْحِ مِنْكَ لَنَا فِيما نُرَائِيكا أَي نَسْتَشِيرُكَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما قَوْلُ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: يُراؤُنَ النَّاسَ ، وقوله: يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ إِذا أَبْصَرَهُم النَّاسُ صَلَّوا وإِذا لَمْ يَرَوْهم تَرَكُوا الصلاةَ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلَ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ ؛ وَهُوَ المُرَائِي كأَنه يُرِي النَّاسَ أَنه يَفْعَل وَلَا يَفْعَل بِالنِّيَّةِ. وأَرْأَى الرجلُ إِذا أَظْهَر عَمَلًا صالِحاً رِياءً وسُمْعَة؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يَهْجُو قَوْمًا ويَرْمِي امرأَة مِنْهُمْ بِغَيْرِ الجَمِيلِ: وَبَاتَ يُراآها حَصاناً، وقَدْ جَرَتْ ... لَنا بُرَتَاهَا بِالَّذِي أَنَا شَاكِرُه قَوْلُهُ: يُراآها يَظُنُّ أَنها كَذَا، وَقَوْلُهُ: لَنَا بُرَتاها مَعْنَاهُ أَنها أَمكنته مِنْ رِجْلَيْها. وَقَالَ شَمِرٌ: الْعَرَبُ تَقُولُ أَرَى اللهُ بِفُلَانٍ أَي أَرَى اللهُ الناسَ بِفُلَانٍ العَذَابَ والهلاكَ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الشَّرِّ؛ قَالَ الأَعشى: وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْداً ... خَسَّها، وأَرَى بِهَا يَعْنِي قَبِيلَةً ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بِهَا عَدُوَّها مَا شَمِتَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي أَرَى اللَّهُ بِهَا أَعداءَها مَا يَسُرُّهم؛ وأَنشد: أَرَانَا اللهُ بالنَّعَمِ المُنَدَّى وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَرَى اللهُ بِفُلَانٍ أَي أَرَى بِهِ مَا يَشْمَتُ بِهِ عَدُوُّه. وأَرِنِي الشَّيءَ: عاطِنيهِ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ والمؤَنث، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ مَرآةٌ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا أَي مَخْلَقة، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ والمؤَنث، قال: هُوَ أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذَلِكَ أَي أَخْلَقُهُم. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَوْ تَرَ مَا وأَو تَرَ مَا ولَمْ تَرَ مَا، مَعْنَاهُ كُلُّهُ عِنْدَهُ وَلَا سِيَّما. والرِّئَة، تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ: مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ مِنَ الإِنْسانِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ رِئَاتٌ ورِئُون،

عَلَى مَا يَطّرِد فِي هَذَا النَّحْوِ؛ قَالَ: فَغِظْنَاهُمُ، حتَّى أَتَى الغَيْظُ مِنْهُمُ ... قُلوباً، وأَكْباداً لهُم، ورِئِينَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما جَازَ جَمْعُ هَذَا وَنَحْوِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ لأَنها أَسماء مَجْهودة مُنْتَقَصَة وَلَا يُكَسَّر هَذَا الضَّرب فِي أَوَّلِيَّته وَلَا فِي حَدِّ التَّسْمِيَةِ، وَتَصْغِيرُهَا رُؤَيَّة، وَيُقَالُ رُوَيَّة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: يُنازِعْنَ العَجاهِنَةَ الرِّئِينَا ورَأَيْته: أَصَبْت رِئَته. ورُؤِيَ رَأْياً: اشْتكى رِئَته. غَيْرُهُ: وأَرْأَى الرجلُ إِذا اشْتَكى رِئَته. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّئَة السَّحْرُ، مَهْمُوزَةٌ، وَيُجْمَعُ عَلَى رِئِينَ، والهاءُ عوضٌ مِنَ الْيَاءِ المَحْذوفة. وَفِي حَدِيثِ لُقْمانَ بنِ عادٍ: وَلَا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي ؛ الرِّئَة الَّتِي فِي الجَوْف: مَعْروفة، يَقُولُ: لَسْتُ بِجَبان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي، قَالَ: هَكَذَا ذَكَرَهَا الهَرَوي. والثَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إِذا طَعَنَه فِي رِئَتِه. قَالَ ابْنُ بُزُرج: ورَيْته مِنَ الرِّئَةِ، فَهُوَ مَوْرِيّ، ووَتَنْته فَهُوَ مَوْتونٌ وشَويْته فَهُوَ مَشْوِيّ إِذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ مِنَ الرِّئة رَأَيْته فَهُوَ مَرْئيٌّ إِذا أَصَبْته فِي رِئَته. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ الرِّئَتَين؛ قَالَ دُرَيْدٌ: إِذا عِرْسُ امْرِئٍ شَتَمَتْ أَخاهُ، ... فَلَيْسَ بحامِضِ الرِّئَتَيْن مَحْضِ ابْنُ شُمَيْلٍ: وَقَدْ وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وَقَعَ فِي رِئَتِه وَرْياً. ورَأَى الزندُ: وَقَدَ؛ عَنْ كُرَاعٍ، ورَأَيْته أَنا؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: وجَذْب البُرَى أَمْراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ ... أَوَاخِيُّها بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ يَعْنِي أَواخِيَّ الأَمْراسِ، وَهَذَا مَثَلٌ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: رَأْسٌ مُرْأىً بِوَزْنِ مُرْعًى طويلُ الخَطْمِ فِيهِ شبِيهٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ؛ وَقَالَ نُصَيْرٌ: رُؤُوسٌ مُرْأَياتٌ كَأَنَّها قَراقِيرُ قَالَ: وَهَذَا لَا أَعرف لَهُ فِعْلًا وَلَا مادَّة. وَقَالَ النَّضْرُ: الإِرْآءُ انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ عَلَى حَلْقِه، يُقَالُ: جَمَلٌ مُرأىً وجِمال مُرْآةٌ. الأَصمعي: يُقَالُ لِكُلِّ ساكِنٍ لَا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ؛ قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرف رَاءً بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا أَن يَكُونَ أَراد رَاه، فَجَعَلَ بَدَلَ الْهَاءِ يَاءً. وأَرْأَى الرجلُ إِذا حَرَّك بعَيْنَيْه عِنْدَ النَّظَرِ تَحْرِيكاً كَثِيراً وَهُوَ يُرْئي بِعَيْنَيْه. وسَامَرَّا: الْمَدِينَةُ الَّتِي بَنَاهَا المُعْتَصِم، وَفِيهَا لُغَاتٌ: سُرَّ مَنْ رَأَى، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رأَى، وسَامَرَّا؛ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى ثَعْلَبٍ وَابْنِ الأَنباري، وسُرَّ مَنْ رَاءَ، وسُرَّ مَرَّا، وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَكَرِيَّا التِّبْرِيزِيِّ أَنه قَالَ: ثَقُلَ عَلَى النَّاسِ سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى عَكْسِهِ فَقَالُوا سامَرَّى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَمْزَةَ مِنْ سَاءَ وَمِنْ رَأَى فَصَارَ سَا مَنْ رَى، ثُمَّ أُدغمت النُّونُ فِي الرَّاءِ فَصَارَ سَامَرَّى، وَمَنْ قَالَ سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر هَمْزَةَ رأَى فَجَعَلَهَا بَعْدَ الأَلف فَصَارَ سَا مَنْ رَاءَ، ثُمَّ أَدغم النُّونَ فِي الرَّاءِ. ورُؤَيَّة: اسْمُ أَرْضٍ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ الْفَرَزْدَقِ: هَلْ تَعْلَمون غَدَاةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُم ... بالسَّفْحِ، بَيْنَ رُؤَيَّةٍ وطِحَالِ؟ وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ هُنَا: رَاءَ لُغَةٌ فِي رَأَى، وَالِاسْمُ الرِّيءُ. ورَيَّأَهُ تَرْيِئَة: فَسَّحَ عَنْهُ مِنْ خِناقهِ.

وَرَايا فُلَانًا: اتَّقاه؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ وَيُقَالُ رَاءَهُ فِي رَآه؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وكلُّ خَلِيل رَاءَني، فهْوَ قَائِلٌ ... منَ أجْلِك: هَذَا هامَةُ اليَومِ أَو غَدِ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْخَطِيمِ: فَلَيْت سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ، ... ومَنْ جَرَّ، إِذْ يَحْدُونَهُم بالرَّكَائِبِ وَقَالَ آخَرُ: وَمَا ذاكِ مِنْ أَنْ لَا تَكُوني حَبِيبَةً، ... وإِن رِيءَ بالإِخْلافِ مِنْكِ صُدُودُ وَقَالَ آخَرُ: تَقَرَّبَ يَخْبُو ضَوْءُهُ وشُعاعُه، ... ومَصَّحَ حَتَّى يُسْتَراءَ، فَلَا يُرى يُسْتَراءَ: يُسْتَفْعَل مِنْ رأَيت. التَّهْذِيبُ: قَالَ اللَّيْثُ يُقَالُ مِنَ الظنِّ رِيْتُ فُلَانًا أَخاكَ، وَمَنْ هَمَزَ قَالَ رؤِيتُ، فإِذا قُلْتَ أَرى وأَخَواتها لَمْ تَهْمِزْ، قَالَ: وَمَنْ قَلَبَ الْهَمْزَ مِنْ رأَى قَالَ راءَ كَقَوْلِكَ نأَى وناءَ. وَرُوِيَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قَبْلَ الخُطْبة يومَ العِيدِ ثُمَّ خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لَمْ يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ ووعَظَهُنَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رُؤِيَ فِعْلٌ لَمْ يسَمّ فَاعِلُهُ من رَأَيْت بِمَعْنَى ظَنَنْت، وَهُوَ يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، تَقُولُ رأَيتُ زَيْدًا عاقِلًا، فإِذا بَنَيْتَه لِمَا لَمْ يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ فَقُلْتَ رُؤِيَ زيدٌ عَاقِلًا، فَقَوْلُهُ إِنه لَمْ يُسْمِع جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي وَالْمَفْعُولُ الأَول ضَمِيرُهُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً ؛ أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عِنْدَهُمْ شَيْطَانًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ شُذُوذٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن ضَمِيرَ الْغَائِبِ إِذا وَقَعَ مُتَقَدِّماً عَلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ فَالْوَجْهُ أَن يُجاء بِالثَّانِي مُنْفَصِلًا تَقُولُ أَعطاه إِياي فَكَانَ مِنْ حَقِّهِ أَن يَقُولَ أَراهم إِياي، وَالثَّانِي أَن وَاوَ الضَّمِيرِ حَقُّهَا أَن تَثْبُتَ مَعَ الضَّمَائِرِ كَقَوْلِكَ أَعطيتموني، فَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولَ أَراهُمُوني، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ: وتُرَى الناسَ سُكارى ، فَنَصَبَ الرَّاءَ مِنْ تُرى، قَالَ: وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ، يُرِيدُ مثلَ قَوْلِكَ رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قَائِمًا، فَيَجْعَلُ سُكارى فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لأَن تُرى تَحْتَاجُ إِلى شَيْئَيْنِ تَنْصِبُهُمَا كَمَا تَحْتَاجُ ظَنَّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: رُؤِيتُ مقلوبٌ، الأَصلُ فِيهِ أُريتُ، فأُخرت الْهَمْزَةُ، وَقِيلَ رُؤِيتُ، وهو بمعنى الظن. ربا: رَبا الشيءُ يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً: زَادَ وَنَمَا. وأَرْبَيْتُه: نَمَّيته. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ ؛ وَمِنْهُ أُخِذَ الرِّبا الحَرام؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: يَعني بِهِ دَفْعَ الإِنسان الشيءَ ليُعَوَّضَ مَا هُوَ أَكثرُ مِنْهُ، وَذَلِكَ فِي أَكثر التَّفْسِيرِ لَيْسَ بِحَرامٍ، وَلَكِنْ لَا ثَوَابَ لِمَنْ زَادَ عَلَى مَا أَخذ، قَالَ: والرِّبا رِبَوانِ: فالحَرام كلُّ قَرْض يُؤْخَذُ بِهِ أَكثرُ مِنْهُ أَو تُجَرُّ بِهِ مَنْفَعة فَحَرَامٌ، وَالَّذِي لَيْسَ بِحَرَامٍ أَن يَهَبَه الإِنسان يَسْتَدْعي بِهِ مَا هُوَ أَكْثَر أَو يُهْديَ الهَدِيَّة ليُهْدى لَهُ مَا هُوَ أَكثرُ مِنْهَا؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قُرِئَ هَذَا الْحَرْفُ ليَرْبُوَ بِالْيَاءِ وَنَصْبِ الْوَاوِ، قرأَها عَاصِمٌ والأَعمش، وقرأَها أَهل الْحِجَازِ لتَرْبُو، بِالتَّاءِ مَرْفُوعَةً، قَالَ: وكلٌّ صوابٌ، فَمَنْ قرأَ لِتَرْبُوَ فَالْفِعْلُ لِلْقَوْمِ الَّذِينَ خُوطِبُوا دَلَّ عَلَى نَصْبِهَا سُقُوطُ النُّونِ، وَمَنْ قرأَها ليَرْبُوَ فَمَعْنَاهُ ليَرْبُوَ مَا أَعطيتم مِنْ شَيْءٍ لتأْخذوا أَكثر، مِنْهُ، فَذَلِكَ رُبُوّه وَلَيْسَ ذَلِكَ زَاكِيًا عِنْدَ اللَّهِ، وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَتِلْكَ تَرْبُو بِالتَّضْعِيفِ.

وأَرْبَى الرَّجُلُ فِي الرِّبا يُرْبِي. والرُّبْيَةُ: مِنَ الرِّبا، مُخَفَّفَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي صُلْحِ أَهل نَجْرَانَ: أَن لَيْسَ عَلَيْهِمْ رُبِّيَّةٌ وَلَا دَمٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا رُوِيَ بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ وَالْيَاءِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما هُوَ رُبْيَة، مُخَفَّفٌ، أَراد بِهَا الرِّبا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ والدماءَ الَّتِي كَانُوا يُطْلَبون بِهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِثْلُ الرُّبْيَة مِنَ الرِّبا حُبْيَة مِنْ الاحْتِباء، سماعٌ مِنَ الْعَرَبِ يَعْنِي أَنهم تَكَلَّمُوا بِهِمَا بِالْيَاءِ رُبْيَة وحُبْيَة وَلَمْ يَقُولُوا رُبْوَة وحُبْوة، وأَصلهما الْوَاوُ، وَالْمَعْنَى أَنه أُسقط عَنْهُمْ مَا اسْتَسْلَفُوه فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ سَلَفٍ أَو جَنَوه مِنْ جِنَايَةٍ، أُسقط عَنْهُمْ كلُّ دَمٍ كَانُوا يُطْلبون بِهِ وكلُّ رِباً كَانَ عَلَيْهِمْ إِلَّا رؤوسَ أَموالهم فإِنهم يَرُدُّونَهَا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، والأَصل فِيهِ الزِّيَادَةُ مِنْ رَبَا المالُ إِذا زَادَ وارْتَفَع، وَالِاسْمُ الرِّبا مَقْصُورٌ، وَهُوَ فِي الشَّرْعِ الزِّيَادَةُ عَلَى أَصل الْمَالِ مِنْ غَيْرِ عَقْدِ تبايُعٍ، وَلَهُ أَحكام كَثِيرَةٌ فِي الْفِقْهِ، وَالَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ رُبِّيَّة، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَمْ يُعْرَفْ فِي اللُّغَةِ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: سَبِيلُهَا أَن تَكُونَ فُعُّولة مِنَ الرِّبا كَمَا جَعَلَ بَعْضُهُمُ السُّرِّيَّة فُعُّولة مِنَ السَّرْوِ لأَنها أَسْرى جَوَارِي الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: مَنْ أَبى فَعَلَيْهِ الرِّبْوَةُ أَي مَنْ تَقاعَدَ عَنْ أَداءِ الزكاةِ فَعَلَيْهِ الزيادةُ فِي الْفَرِيضَةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِ كالعُقُوبة لَهُ، وَيُرْوَى: مَنْ أَقَرَّ بالجِزْية فَعَلَيْهِ الرِّبْوَةُ أَي مَنِ امْتَنَعَ عَنِ الإِسلام لأَجْل الزَّكَاةِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الجِزْية أَكثرُ مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ بِالزَّكَاةِ. وأَرْبى عَلَى الْخَمْسِينَ وَنَحْوِهَا: زَادَ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار يَوْمَ أُحُدٍ: لئِنْ أَصَبْنا مِنْهُمْ يَوْماً مثلَ هَذَا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ فِي التَّمْثِيلِ أَي لَنَزِيدَنَّ ولَنُضاعِفَنَّ. الْجَوْهَرِيُّ: الرِّبا فِي الْبَيْعِ وَقَدْ أَرْبَى الرجلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَجْبى فَقَدْ أَرْبَى. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: وتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تكونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ. ورَبا السويقُ وَنَحْوُهُ رُبُوّاً: صُبَّ عَلَيْهِ الماءُ فانْتَفَخ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صفةِ الأَرضِ: اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ* ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ، وَقُرِئَ ورَبأَتْ ، فَمَنْ قرأَ ورَبَتْ فَهُوَ رَبَا يَرْبُو إِذا زَادَ عَلَى أَيِّ الجهاتِ زَادَ، وَمَنْ قرأَ ورَبأَتْ بِالْهَمْزِ فَمَعْنَاهُ ارْتَفَعَتْ. وسابَّ فُلَانٌ فُلَانًا ف أَرْبَى عَلَيْهِ فِي السِّباب إِذا زَادَ عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً أَي أَخْذَةً تَزِيدُ عَلَى الأَخَذات؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي زائِدَةً كَقَوْلِكَ أَرْبَيْت إِذا أَخَذْتَ أَكثرَ مِمَّا أَعْطَيْتَ. والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ: البُهْرُ وانْتِفاخُ الجَوْفِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ودُونَ جُذُوٍّ وابْتِهارٍ ورَبْوةٍ، ... كأَنَّكُما بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ أَي لسْتَ تَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا بَعْدَ جُذُوٍّ عَلَى أَطْراف الأَصابِعِ وبَعْدَ رَبْوٍ يأْخُذُكَ. والرَّبْوُ: النَّفَسُ الْعَالِي. ورَبَا يَرْبُو رَبْواً: أَخَذَه الرَّبْوُ. وطَلَبْنا الصَّيْدَ حَتَّى تَرَبَّيْنا أَي بُهِرْنا «4». وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا مَا لِي أَراكِ حَشْيَا رَابِيَةً ؛ أَراد بالرَّابِيَة الَّتِي أَخَذَها الرَّبْوُ وَهُوَ البُهْرُ، وَهُوَ النَّهِيجُ وتَواتُرُ النَّفَسِ الَّذِي يَعْرِضُ للمُسْرِعِ فِي مَشْيِه وحَرَكَتِه وَكَذَلِكَ الحَشْيا. ورَبا الفَرَس إِذا انَتَفَخَ مِنْ عَدْوٍ أَو فَزَعٍ؛ قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خَازِمٍ: كأَنَّ حَفِيفَ مُنْخُرِه، إِذَا مَا ... كتَمْنَ الرَّبْوَ، كِيرٌ مُسْتَعارُ

_ (4). قوله [حَتَّى تَرَبَّيْنَا أَيْ بُهِرْنَا] هكذا في الأصل

والرِّبَا: العِينَة. وَهُوَ الرِّمَا أَيضاً عَلَى البَدَل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَتَثْنِيَتُهُ رِبَوانِ ورِبَيان، وأَصله مِنَ الْوَاوِ وإِنما ثُنِّيَ بِالْيَاءِ للإِمالة السَّائِغَةِ فِيهِ مِنْ أَجل الْكَسْرَةِ. ورَبَا المالُ: زادَ بالرِّبَا. والمُرْبِي: الَّذِي يَأْتي الرِّبَا. والرَّبْوُ والرَّبْوَةُ والرُّبْوَةُ والرِّبْوَة والرَّبَاوَة والرُّبَاوة والرِّبَاوَة والرَّابِيَة والرَّبَاةُ: كلُّ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض ورَبا؛ قَالَ المُثَقِّب العَبْدي: عَلَوْنَ رَبَاوَةً وهَبَطْنَ غَيْباً، ... فَلَمْ يَرْجِعْنَ قَائِمَةً لِحِينِ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَفُوتُ العَشَنَّقَ إِلْجامُهَا، ... وإِنْ هُوَ وَافَى الرَّبَاةَ المَدِيدَا المديدَ: صِفَةٌ للعَشَنَّقِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِفَةً للرَّبَاةِ عَلَى أَن يَكُونَ فَعِيلًا فِي مَعْنَى مَفْعولةٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يكونَ عَلَى الْمَعْنَى كأَنَه قَالَ الرَّبْوَ المَدِيدَ، فَيَكُونُ حِينَئِذٍ فَاعِلًا ومَفْعولًا. وأَرْبَى الرجلُ إِذا قَامَ عَلَى رابِيَة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ بَقَرَةً يَخْتَلِف الذِّئْبُ إِلى ولَدها: تُرْبِي لَهُ، فَهْوَ مَسْرورٌ بطَلْعَتِها ... طَوْراً، وطَوْراً تَناسَاهُ فتَعْتَكِرُ وَفِي الْحَدِيثِ: الفِرْدَوْسُ رَبْوَة الجَنَّةِ أَي أَرْفَعُها. ابْنُ دُرَيْدٍ: لفُلان عَلَى فُلَانٍ رَباءٌ بِالْفَتْحِ والمَدِّ، أَي طَوْلٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ؛ وَالِاخْتِيَارُ مِنَ اللُّغَاتِ رُبْوةٌ لأَنها أَكثر اللُّغَاتِ، والفتحُ لُغة تَمِيمٍ، وجَمْعُ الرَّبْوة رُبىً ورُبِيٌّ؛ وأَنشد: ولاحَ إِذْ زَوْزَى بِهِ الرُّبِيُ وزَوْزَى بِهِ أَي انْتَصَب بِهِ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الرَّوَابِي مَا أَشْرَف مِنَ الرَّمْلِ مثلُ الدَّكْدَاكَةِ غيرَ أَنها أَشَدُّ مِنْهَا إِشْرافاً، وَهِيَ أَسْهَلُ مِنَ الدَّكْداكةِ، والدَّكْدَاكَةُ أَشَدُّ اكْتِنازاً مِنْهَا وأَغْلَظُ، والرَّابِيَة فِيهَا خُؤُورَةٌ وإشْرافٌ تُنْبِتُ أَجْوَدَ البَقْلِ الَّذِي فِي الرِّمَالِ وأَكثرَه يَنْزِلُها الناسُ. وَيُقَالُ جَمَل صَعْبُ الرُّبَةِ أَي لَطيف الجُفْرةِ؛ قَالَهُ ابْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله رُبْوَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: هَلْ لَكِ، يَا خَدْلَةُ، فِي صَعْبِ الرُّبَهْ ... مُعْتَرِمٍ، هامَتُه كالحَبْحَبَهْ؟ ورَبَوْت الرَّابِية: عَلَوْتها. وأَرضٌ مُرْبِية: طَيّبة. وَقَدْ رَبَوْت في حِجْرِهِ [حَجْرِهِ] رُبُوّاً ورَبْواً؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، ورَبِيْتُ رِباءً ورُبِيّاً، كِلاهما: نَشَأْتُ فِيهِمْ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ لِمِسْكِينٍ الدَّارِمِيِّ: ثَلاثَة أَمْلاكٍ رَبَوْا فِي حُجُورِنَا، ... فهَلْ قائِلٌ حَقّاً كمَنْ هُوَ كاذِبُ؟ هَكَذَا رَوَاهُ رَبَوْا عَلَى مِثال غَزَوْا؛ وأَنشد فِي الْكَسْرِ للسَّمَوْأَل بنِ عَادِياءَ: نُطْفَةً مَّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ ... أَمِرَتْ أَمْرَها، وَفِيهَا رَبِيتُ كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيٍّ، ... فتَجافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُ ولكُلٍّ مِنْ رِزْقِه مَا قَضَى اللَّهُ، ... وإِن حَكَّ أَنْفَه المسْتَمِيتُ ابْنُ الأَعرابي: رَبِيت فِي حجرِه ورَبَوْتُ ورَبِيتُ أَرْبَى رَباً ورُبُوّاً: وأَنشد:

فَمَنْ يكُ سَائِلًا عَنِّي فإِنِّي ... بمَكَّة مَنْزِلي، وبِها رَبِيتُ الأَصمعي: رَبَوْتُ فِي بَني فُلَانٍ أَرْبُو نَشَأْتُ فيهِم، ورَبَّيْتُ فُلَانًا أُرَبِّيه تَرْبِيَةً وتَرَبَّيْتُه ورَبَبْتُه ورَبَّبْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: رَبَّيْته تَرْبِيَة وتَرَبَّيْته أَي غَذَوْتُه، قَالَ: هَذا لِكُلِّ مَا يَنْمِي كالوَلَد والزَّرْع وَنَحْوِهِ. وَتَقُولُ: زَنْجَبيل مُرَبّىً ومُرَبَّبٌ أَيضاً أَي مَعْمُولٌ بالرُّبِّ. والأُرْبِيَّة، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: أَصل الفَخِذِ، وأَصله أُرْبُوَّة فَاسْتَثْقَلُوا التَّشْدِيدَ عَلَى الْوَاوِ، وَهُمَا أُرْبِيَّتان، وَقِيلَ: الأُرْبِيَّة مَا بَيْنَ أَعْلى الفَخِذ وأَسْفَل البَطْنِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ أَصل الْفَخِذِ مِمَّا يَلِي البطنَ وَهِيَ فُعْلِيَّة، وَقِيلَ: الأُرْبِيّة قَرِيبَة مِنَ العانَة، قَالَ: وللإِنسان أُرْبِيَّتان وَهُمَا العانَة والرُّفْعُ تَحْتَها. وأُرْبِيَّة الرَّجُلِ: أَهلُ بَيْتِه وبنُو عَمِّه لَا تَكُونُ الأُرْبِيَّة مِنْ غَيْرِهِمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وإِنِّي وَسْطَ ثَعْلَبةَ بنِ عمروٍ ... بِلا أُرْبِيَّة نَبَتَتْ فُروعا وَيُقَالُ: جَاءَ فِي أُرْبِيَّةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَي فِي أَهل بَيْتِهِ وبَنِي عَمِّهِ وَنَحْوِهِمْ. والرَّبْوُ: الجَماعة هُمْ عَشَرَةُ آلَافٍ كالرُّبَّة [كالرِّبَّة]. أَبو سَعِيدٍ: الرُّبْوة، بِضَمِّ الرَّاءِ، عَشَرَةُ آلَافٍ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْجَمْعُ الرُّبِي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: بَيْنَا هُمُو يَنْتَظِرون المُنْقَضَى ... مِنَّا، إِذا هُنَّ أَراعِيلٌ رُبَى وأَنشد: أَكَلْنا الرُّبَى يَا أُمَّ عَمْروٍ، ومَنْ يَكُنْ ... غَرِيباً بأَرْضٍ يأْكُلِ الحَشَراتِ والأَرْباء: الْجَمَاعَاتُ مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهُمْ رَبْوٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. أَبو حَاتِمٍ: الرُّبْيَة ضَرْب مِنَ الحَشَرات، وَجَمْعُهُ رُبىً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الإِرْبِيَانُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ، وَقِيلَ: ضَرب مِنَ السمكِ بيضٌ كالدُّود يَكُونُ بِالْبَصْرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والرُّبْيَة: دُوَيْبَّة بَيْنَ الفَأْرة وأُمِّ حُبَيْنٍ. والرَّبْوُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ لِوُجُودِنَا رَبَوْت وَعَدِمْنَا رَبَيت عَلَى مِثَالِ رَمَيت. رتا: رَتَا الشيءَ يَرْتُوه رَتْواً: شدَّه وأَرْخاه، ضِدٌّ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ فِي الحَساءِ: إِنَّه يَرْتُو فُؤادَ الحَزِينِ ويَسْرو عَنْ فُؤادِ السَّقِيم ؛ قَالَ الأَصمعي: يَرْتُو فُؤَادَ الحَزِينِ يَشُدُّه ويُقَوِّيه؛ وَقَالَ لَبِيدٌ فِي الشَّدِّ يصفِ دِرْعاً: فَخْمَةٌ دَفْراء تُرْتى بالعُرى ... قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ يَعْنِي الدُّروعَ أَنه لَيْسَ لَهَا عُرىً فِي أَوْساطِها، فيُضَمُّ ذَيلُها إِلى تِلْكَ العُرى وتُشَدُّ إِلى فَوقُ لتَنْشَمِرَ عَنْ لَابِسِهَا، فَذَلِكَ الشَّدُّ هُوَ الرَّتْوُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّتْوُ يَكُونُ شَدّاً وَيَكُونُ إِرْخاءً؛ وأَنشد للحرث يَذْكُرُ جَبَلًا وارتفاعَه: مُكْفَهِرّاً عَلَى الحَوادِثِ لَا يَرْتُوهُ ... للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ أَي لَا تُرْخِيه وَلَا تُدْهِيهِ داهِيةٌ وَلَا تُغَيِّرُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ لَا تَرْتُوهُ لَا تَرْمِيه، وأَصل الرَّتْوِ الخَطْوُ، أَراد أَنَّ الداهيةَ لَا تَخَطَّاه وَلَا تَرْمِيه فتُغيِّرَه عَنْ حَالِهِ وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلَى الدَّهْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الخَزِيرَة تَرْتُو فُؤَاد المَريضِ

أَي تَشُدُّه وتُقَوِّيه. ورَتَوْتُه: ضَمَمْته. ورُتِيَ فِي ذَرْعِه: كَفُتَّ فِي عَضُدِه. والرَّتْوة: الدَّرجة والمَنْزِلة عندَ السُّلْطان. والرَّتْيَة والرَّتْوَة: الخَطْوة، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ ولَسْت مِنْهَا عَلَى ثِقَةٍ. وَقَدْ رَتَوْت أَرْتُو رَتْواً إِذا خَطَوْت. وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذٍ أَنه قَالَ: تَتَقَدَّم العلماءُ يومَ الْقِيَامَةِ برَتْوَة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرَّتْوة الخَطْوة هَاهُنَا أَي بخَطْوة، وَيُقَالُ بدَرَجَة. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: أَي برَمْية سَهْم، وَقِيلَ: بِميلٍ، وَقِيلَ: مَدى البَصَر. وَفِي حَدِيثِ أَبي جَهْلٍ: فَيَغِيب فِي الأَرض ثُمَّ يَبْدو رَتْوَة. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها أَقبلت إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا ادْني يَا فَاطِمَةُ، فدَنَتْ رَتْوة، ثُمَّ قَالَ ادْني يَا فاطِمَة، فدَنَتْ رَتْوة ؛ الرَّتْوة هَاهُنَا: الخَطْوة، وَقِيلَ: الرَّتْوة البَسْطَة، والرَّتْوَةُ نحوٌ منْ ميلٍ، والرَّتْوة الدَّعْوة، والرَّتْوَة الزِّيَادَةُ فِي الشرَفِ وغيرِه، والرَّتْوَة العُقْدة الشَّدِيدة، والرَّتْوَة العُقْدة المسْتَرْخية، قَالَ: ورَتَا برأْسه يَرْتُو رَتْواً ورُتُوّاً أَوْمَأَ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الإِيماءِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقُولَ نعَم وَتَعَالَ بالإِيماء. ورَتا بالدَّلْو يَرْتُو رَتْواً: مَدَّ بِهَا مَدًّا رَفيقاً. ورَتَوْت: رمَيْت. والرَّتْوة: رَميةٌ بسَهْم. والرَّتْوة: نحوٌ مِنْ مِيلٍ، وَقِيلَ: مَدُّ البَصَر والرَّتْوَة: سُوَيْعة. والرَّتْوَة: شَرَفٌ مِنَ الأَرضِ نَحْوَ الرَّبْوة. ابْنُ الأَعرابي: الرَّاتِي الزائِدُ عَلَى غَيْرِهِ فِي العِلْم، والرَّاتي الربَّاني، وَهُوَ العالِمُ العامِل المُعَلِّم، فإِن حُرِم خَصْلَةً لَمْ يُقَل لَهُ ربَّانيٌّ. رثا: الرَّثْوُ: الرَّثِيئة مِنَ اللَّبَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ عَلَى لَفْظِهِ فِي حُكْمِ التَّصْرِيفِ لأَن الرَّثِيئة مَهْمُوزَةٌ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ رَثَأْت اللبنَ خَلَطْته، فأَمَّا قَوْلُهُمْ رجلٌ مَرْثُوٌّ أَي ضعيفُ العَقْل فَمِنَ الرَّثِيَّة. ورَثَوْت الرَّجُلَ: لُغَةٌ فِي رثَأْتُه، ورَثَتِ المرأَة بَعْلها تَرْثِيه وتَرْثُوه رِثَايةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ رَثَيْت عَنْهُ حَدِيثًا أَي حَفِظْته، وَالْمَعْرُوفُ نثَّيْت عَنْهُ خَبَرًا أَي حَمَلْته. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وأُرى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى رَثَوْت عَنْهُ حَدِيثًا حَفِظته وإِنما الْمَعْرُوفُ نَثَوْتُ عَنْهُ خَبَراً، وَفِي الصِّحَاحِ: رَثَيْت عَنْهُ حَدِيثًا أَرْثِي رِثَايَةً إِذا ذكَرْتَه عَنْهُ. ورَثَيْت عَنْهُ حَدِيثًا أَرْثي رِثَايَةً إِذا ذكَرْته عَنْهُ، وَحُكِيَ عَنِ العُقَيلي رثَوْنا بَيْنَنَا حَدِيثًا ورَثَيْناه وَتَنَاثَيْنَاهُ مِثْلَهُ. والرَّثْيَة، بِالْفَتْحِ: وجَعٌ فِي الرُّكْبَتَين والمفاصِل. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجعُ المفاصِل واليَدين والرجْلين، وَقِيلَ: وجعٌ وظُلاعٌ فِي القوائِمِ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا مَنَعك مِنْ الانْبعاث مِنْ وجَع أَو كِبَرٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ فشَدَّد: فإِن تَرَيْني اليَومَ ذَا رَثِيَّهْ وَقَالَ أَبو نُخَيْلة يَصِفُ كِبَره: وَقَدْ عَلَتْني ذُرْأَةٌ بَادِي بَدي، ... ورَثْيَةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ، وصارَ للفَحْلِ لِسَانِي ويَدِي وَيَرْوَى: فِي تشددِ، قَالَ: الرَّثْية انْحِلال الرُّكَب والمفاصِل، وَقَدْ رَثِيَ رَثْياً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْقِيَاسُ رَثىً، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: والرَّثْيَة والرَّثِيَّة الضَّعف. التهذيب: الرَّثْيَة داءٌ يعرِض فِي المفاصِل وَلَا هَمْز فِيهَا، وجَمْعها رَثَياتٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ لجوَّاس بْنِ نُعَيْمٍ أَحد بَنِي الهُجَيْم بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيم، قَالَ السُّكَّرِيُّ: ويُعْرَف بِابْنِ أُمِّ نَهارٍ، وأُمُّ نهارٍ هِيَ أُمُّ أَبيه وَبِهَا يُعرف:

وللكَبير رَثَيات أَرْبَعُ: ... الرُّكبَتان والنَّسا والأَخْدَعُ وَلَا يزالُ رأْسُه يَصَّدَّعُ، ... وكلُّ شيءٍ بعدَ ذاكَ يَيْجَعُ والرَّثْيَةُ: الحُمْق. وَفِي أَمْره رَثْيَة أَي فُتُور؛ وَقَالَ أَعرابي: لَهُمْ رَثْيَةٌ تَعْلو صَرِيمَةَ أَهْلِهمْ، ... وللأَمْر يَوْماً راحةٌ فقَضاءُ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ مَرْثُوءٌ مِنَ الرَّثْية نادرٌ أَي أَنه مِمَّا هُمِزَ وَلَا أَصل لَهُ فِي الهَمْز. وَرَجُلٌ أَرْثَى: لَا يُبْرِمُ أَمْراً، ومَرْثُوٌّ: فِي عقْله ضَعْف، وَقِيَاسُهُ مَرْثِيٌّ، فأَدخلوا الواو على الواو كَمَا أَدخلوا الْيَاءُ عَلَى الْوَاوِ فِي قَوْلِهِمْ أَرضٌ مَسْنِيَّة وقَوْسٌ مَغْريّة. ورَثَى فُلَانٌ فُلَانًا يَرْثِيهِ رَثْياً ومَرْثِيَةً إِذا بكاهُ بَعْدَ مَوته. قَالَ: فإِن مدَحَه بَعْدَ مَوْتِهِ قِيلَ رَثَّاهُ يُرَثِّيه تَرْثِيَةً. ورَثَيْت الميّتَ رَثْياً ورِثَاءً ومَرْثَاةً ومَرْثِيَةً ورَثَّيْته: مَدَحْته بَعْدَ الْمَوْتِ وبَكَيْته. ورَثَوْت الْمَيِّتَ أَيضاً إِذا بكَيْته وعدَّدت مَحَاسِنَهُ، وَكَذَلِكَ إِذا نظَمْت فِيهِ شِعْرًا. ورَثَتِ المرأَةُ بعْلها تَرْثِيه ورَثِيَتْه تَرْثاهُ رِثَايَةً فِيهِمَا؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وتَرَثَّتْ كرَثَّت؛ قَالَ رُؤْبَةَ: بكاءَ ثكْلى فَقَدتْ حَميما، ... فَهِيَ تُرَثِّي بِأَبا وابْنِيما وَيُرْوَى: وابْناما، وَلَمْ يَحْتَشِمْ مِنَ الأَلف مَعَ الْيَاءِ لأَنها حِكَايَةٌ، وَالْحِكَايَةُ يَجُوزُ فِيهَا مَا لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِهَا، أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا مَن زَيْدًا فِي حِكَايَةِ رأَيتُ زيْداً، ومَن زيدٍ فِي حِكَايَةِ مَرَرْتُ بزَيْدٍ؟ وكلُّ ذَلِكَ مذْكورٌ فِي مَوَاضِعِهِ. وامرأَة رثَّاءَةٌ ورثَّايَة: كَثِيرَةُ الرِّثاء لبَعْلِها أَو لِغَيْرِهِ مِمَّن يُكْرمُ عندَها تَنُوحُ نِياحةً، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ، فَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ أَخرجه عَلَى أَصله، وَمَنْ هَمَزَهُ فلأَنَّ الْيَاءَ إِذا وَقَعَتْ بَعْدَ الأَلف السَّاكِنَةِ هُمِزَت، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي سَقَّاءَةٍ وسَقَّايَةٍ وَمَا أَشْبَهَها. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ رَثأْتُ زَوْجي بأَبيات، وهَمَزَت؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: رُبَّما خَرَجَتْ بِهِمْ فَصاحَتُهم إِلى أَنْ يَهْمِزُوا مَا لَيْسَ بمَهموز، قَالُوا: رَثَأْت المَيت ولَبَّأْت بالحَجِّ وحَلَّأْت السَّويقَ تَحْلِئَةً إِنما هُوَ مِنَ الحَلاوةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عَنِ التَّرَثِّي ، وَهُوَ أَن يُنْدَب المَيِّتُ فيقال وَا فُلاناهْ. ورَثَيْتُ لَهُ: رَحِمْتُهُ. وَيُقَالُ: مَا يَرْثِي فلانٌ لِي أَي مَا يَتَوَجَّع وَلَا يُبالِي. وإِنِّي لأَرْثِي لَهُ مَرْثَاةً ورَثْياً. ورَثَى لَهُ أَي رَقَّ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ أُخْتَ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ بَعَثَتْ إِلَيْهِ عِنْدَ فِطْرِه بقَدَحِ لَبَنٍ وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنما بَعَثْت بِهِ إِليكَ مَرْثِيةً لكَ مِنْ طُول النهارِ وشِدّة الحرِّ أَي تَوَجُّعاً لكَ وإِشْفاقاً، مِنْ رَثَى لَهُ إِذا رَقّ وَتَوَجَّعَ، وَهِيَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ نَحْوُ المَغْفِرَة والمَعْذِرَة، قَالَ: وَقِيلَ الصَّوَابُ أَن يُقَالَ مَرْثاةً لكَ مِنْ قَوْلِهِمْ رَثَيْت للحيِّ رَثْياً ومَرْثَاةً، والله أَعلم. رجا: الرَّجَاءُ مِنَ الأَمَلِ: نَقِيضُ اليَأْسِ، مَمْدودٌ. رَجاهُ يَرْجُوهُ رَجْواً ورَجَاءً ورَجَاوَةً ومَرْجَاةً ورَجَاةً، وهمزَتُه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ بِدَلِيلِ ظُهورِها فِي رَجاوةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِلَّا رَجَاةَ أَن أَكُونَ مِنْ أَهْلِها ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: غَدَوْتُ رَجَاةً أَن يَجودَ مُقاعِسٌ ... وصاحِبُه، فاسْتَقْبَلانِيَ بالغَدْرِ

وَيُرْوَى: بالعُذْرِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الرَّجَاءِ بِمَعْنَى التَّوَقُّعِ والأَمَل. ورَجِيَهُ ورَجَاهُ وارْتَجَاه وتَرَجَّاه بمَعْنىً؛ قَالَ بِشْرٌ يُخَاطِبُ بِنْتَهُ: فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إِيَابِي، ... إِذا مَا الْقارِظُ العَنَزِيُّ آبَا وَمَا لِي فِي فُلَانٍ رَجِيَّةٌ أَي مَا أَرْجُو. وَيُقَالُ: مَا أَتَيْتُكَ إِلا رَجَاوَةَ الخَيْرِ. التَّهْذِيبُ: مَنْ قَالَ فَعَلْت ذَلِكَ رَجاةَ كذا هو خَطأٌ، إِنما يُقَالُ رَجاءَ كَذَا، قَالَ: والرَّجْوُ المُبالاة، يُقَالُ: مَا أَرْجُو أَي مَا أُبالِي. قَالَ الأَزهري: رَجِيَ بِمَعْنَى رَجَا لَمْ أَسْمَعْه لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وَلَكِنْ رَجِيَ إِذا دُهِشَ. وأَرْجَتِ الناقةُ: دَنا نِتاجُها، يُهْمز وَلَا يُهْمَزُ، وَقَدْ يَكُونُ الرَّجْوُ والرَّجاءُ بِمَعْنَى الخَوْف. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّجاءُ الخَوْف. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً . وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ الرَّجَاءُ فِي مَعْنَى الخَوْفِ لَا يَكُونُ إِلا مَعَ الجَحْدِ، تَقُولُ: مَا رَجَوْتُكَ أَي مَا خِفْتُك، وَلَا تَقُولُ رَجَوْتُك فِي مَعْنَى خِفْتُك؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها، ... وخالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ أَي لَمْ يَخَفْ وَلَمْ يُبالِ، وَيُرْوَى: وحالَفَها، قَالَ: فَحَالَفَهَا لَزِمَهَا، وَخَالَفَهَا دَخَلَ عَلَيْهَا وأَخذَ عَسَلَها. الْفَرَّاءُ: رَجَا فِي موضِعِ الخَوْفِ إِذا كَانَ مَعَهُ حرفُ نَفْيٍ، وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ؛ الْمَعْنَى لَا تَخافون للهِ عَظَمة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا تَرْتَجِي حِينَ تُلاقِي الذَّائِدَا ... أَسَبْعَةً لاقَتْ مَعًا، أَو واحِدَا؟ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ؛ مَعْنَاهُ تَخَافُونَ، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ مَعْنَى الخَوْفِ يَكُونُ رَجاءً إِلَّا وَمَعَهُ جَحْدٌ، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ الخوفُ عَلَى جِهَةِ الرَّجاء والخوفِ وَكَانَ الرَّجاء كَذَلِكَ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ هَذِهِ؛ لِلَّذِينَ لَا يَخافون أَيامَ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ؛ وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ: إِذا لَسَعَتْه النحلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها قَالَ: وَلَا يَجُوزُ رَجَوْتُك وأَنتَ تُريد خِفْتُك، وَلَا خِفْتُك وأَنت تُرِيدُ رَجَوْتك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقاءَنا ؛ أَي لَا يَخْشَوْنَ لِقَاءَنَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ. والرَّجا، مَقْصُورٌ: ناحيةُ كلِّ شيءٍ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ نَاحِيَةَ الْبِئْرِ مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلِها وحافَتَيْها. وكلُّ شَيْءٍ وكلُّ ناحيةٍ رَجاً، وَتَثْنِيَتُهُ رَجَوَان كعَصاً وعَصَوانِ. ورُمِيَ بِهِ الرَّجَوانِ: اسْتُهِينَ بِهِ فكأَنه رُمِيَ بِهِ هُنَالِكَ، أَرادوا أَنه طُرِحَ فِي المَهالِكِ؛ قَالَ: فَلَا يُرْمَى بِيَ الرَّجَوانِ أَنِّي ... أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكانِي وَقَالَ الْمُرَادِيُّ: لَقَدْ هَزِئَتْ مِنِّي بنَجْرانَ، إِذْ رَأَتْ ... مَقامِيَ فِي الكِبْلَيْنِ، أُمُّ أَبانِ كأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أسِيراً مُكَبَّلًا، ... وَلَا رَجُلًا يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ أَي لَا يَسْتطِيع أَن يَسْتَمْسِك، وَالْجَمْعُ أَرْجاءٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها ، أَي نَوَاحِيهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بَيْنَ الرَّجَا والرَّجَا مِنْ جَنْبِ واصِبةٍ ... يَهْماء، خابِطُها بالخَوْفِ مَعْكُومُ

والأَرْجاءُ تُهْمَز وَلَا تُهْمَزُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ لَمَّا أُتِيَ بكَفَنِه فَقَالَ: إنْ يُصِبْ أَخُوكُم خَيْرًا فعَسَى وَإِلَّا فَلْيَتَرامَ بِي رَجَوَاها إِلَى يومِ الْقِيَامَةِ أَي جانِبا الحُفْرة، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى غَيْرِ مَذْكُورٍ، يُرِيدُ بِهِ الحُفْرة، والرَّجَا، مَقْصُورٌ: نَاحِيَةُ الْمَوْضِعِ، وَقَوْلُهُ: فَلْيَتَرامَ بِي لفظُ أَمْرٍ، وَالْمُرَادُ بِهِ الخَبَر أَي وإلَّا تَرامَى بِي رَجَواها كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «5». رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ الناسُ يَرِدُونَ مِنْهُ أَرْجَاءَ وادٍ رَحْبٍ أَي نَواحِيَه، وصَفَه بسَعَة العَطَنِ وَالِاحْتِمَالِ والأَناةِ. وأَرْجَاها: جعَل لَهَا رَجاً. وأَرْجَى الأَمْرَ: أَخَّرَه، لُغَةٌ فِي أَرْجأَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَرْجَأْتُ الأَمْرَ وأَرْجَيْته إِذَا أَخَّرْتَهُ، يُهْمز وَلَا يُهْمَزُ، وَقَدْ قُرِئَ: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ ، وَقُرِئَ: مُرْجَؤُونَ ، وَقُرِئَ: أَرْجِهْ وَأَخاهُ* ، وأَرْجِئْهُ وأَخاه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي قِرَاءَةِ أَهل الْمَدِينَةِ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ* ، وَإِذَا وصفتَ بِهِ قلتَ رجلٌ مُرْجٍ وَقَوْمٌ مُرْجِيَة، وَإِذَا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قلتَ رجلٌ مُرْجيٌّ، بِالتَّشْدِيدِ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الْهَمْزِ. وَفِي حَدِيثُ تَوْبةِ كَعْبِ بْنِ مالكٍ: وأَرْجَأَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْرَنا أَي أَخَّرَه. قَالَ ابْنُ الأَثير: الإِرْجاء التأْخير، وَهَذَا مَهْمُوزٌ. وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ المُرْجِئَةِ، قَالَ: وَهُمْ فِرقة مِنْ فِرَقِ الإِسلامِ يَعْتَقِدُونَ أَنه لَا يَضُرُّ مَعَ الإِيمان مَعْصِية كَمَا أَنه لَا ينْفعُ مَعَ الكُفْرِ طَاعَةٌ؛ سُمُّوا مُرجِئَة لاعتقادِهم أَن اللَّهَ أَرجَأَ تَعْذيبَهم عَلَى الْمَعَاصِي أَي أَخّرَه عَنْهُمْ، والمُرْجِئة يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَكِلَاهُمَا بِمَعْنَى التَّأْخير. وَتَقُولُ مِنَ الْهَمْزِ: رَجُلٌ مُرْجِئٌ وهُم المُرْجِئَة، وَفِي النَّسَبِ مُرْجِئِيٌّ مِثَالُ مُرْجِعٍ ومُرْجِعَةٍ ومُرْجِعِيٍّ، وَإِذَا لَمْ تَهْمِز قُلْتَ رَجُلٌ مُرْجٍ ومُرْجِيَة ومُرْجِيٌّ مِثْلُ مُعْطٍ ومُعْطِية ومُعْطِيّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلا تَرَى أَنَّهم يتَبايَعُون الذَّهبَ بالذَّهبِ وَالطَّعَامَ مُرَجًّى أَي مُؤَجّلًا مُؤَخَّراً، وَيُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي كِتَابِ الْخَطَّابِيِّ عَلَى اخْتِلَافِ نُسَخِهِ مُرَجًّى، بِالتَّشْدِيدِ لِلْمُبَالَغَةِ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن يَشْتريَ مِنْ إنسانٍ طَعَامًا بدينارٍ إِلَى أَجَلٍ، ثم يبيعه مِنْهُ أَو مِنْ غَيْرِهِ قَبْلَ أَن يَقْبِضَهُ بِدِينَارَيْنِ مَثَلًا فَلَا يَجُوزُ لأَنه فِي التَّقْدِيرِ بيعُ ذَهَبٍ بِذَهَبٍ والطعامُ غائبٌ، فكأَنه قَدْ بَاعَهُ دينارَه الَّذِي اشْتَرَى بِهِ الطَّعَامَ بِدِينَارَيْنِ فَهُوَ رِبًا ولأَنه بَيْعُ غائبٍ بناجزٍ وَلَا يَصِحُّ. والأُرْجِيّةُ: مَا أُرْجِيَ مِنْ شَيْءٍ. وأَرْجَى الصيدَ: لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا كأَرْجأَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ واويٌّ لوجود ر ج وَمَلْفُوظًا بِهِ مُبَرْهَناً عَلَيْهِ وعدمِ ر ج ي عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ ؛ مِنْ ذَلِكَ. وقَطِيفة حَمْراء أُرْجُوان، والأُرْجُوانُ: الحُمْرة، وَقِيلَ: هُوَ النَّشاسْتَجُ، وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ النَّشَا. والأُرْجُوَانُ: الثيابُ الحُمْرُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والأُرْجُوَانُ: الأَحْمَرُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأُرْجُوَانُ صِبْغ أَحْمَر شَدِيدُ الْحُمْرَةِ، والبَهْرَمانُ دونَه؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَشِيَّة غادَرَت خَيْلِي حُمَيْداً، ... كأَنَّ عَلَيْهِ حُلَّةَ أُرْجُوَانِ وَحَكَى السِّيرَافِيُّ: أَحمرُ أُرْجُوَانٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ بِهِ كَمَا قَالُوا أَحْمَرُ قانِئٌ، وَذَلِكَ لأَن سِيبَوَيْهِ إِنَّمَا مَثَّل بِهِ فِي الصِّفَةِ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا السِّيرَافِيُّ، وَإِمَّا أَن يُريد الأُرْجُوَان الَّذِي هُوَ الأَحْمر مُطْلَقًا. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنَّه غَطَّى

_ (5). قوله [وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلخ] فِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ كَانَ إلخ

وجهَه بقَطِيفَةٍ حَمْراءَ أُرْجُوانٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأُرْجُوَان الشَّدِيدُ الحُمْرَة، لَا يُقَالُ لِغَيْرِ الحُمْرة أُرْجُوَان، وَقَالَ غَيْرُهُ أُرْجُوَان مُعَرَّبٌ أَصله أُرْغُوَانٌ بِالْفَارِسِيَّةِ فأُعْرِبَ، قَالَ: وَهُوَ شَجَرٌ لَهُ نَوْرٌ أَحمر أَحْسَنُ مَا يَكُونُ، وكلُّ لَوْنٍ يُشْبهُه فَهُوَ أُرْجُوَانٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: كأَنَّ ثِيابَنا مِنَّا ومنْهُمْ ... خُضِبْنَ بأُرْجُوَانٍ، أَو طُلِينا وَيُقَالُ: ثوبٌ أُرْجُوَانٌ وقَطِيفةٌ أُرْجُوَانٌ، والأَكثر فِي كَلَامِهِمْ إِضَافَةُ الثَّوْبِ وَالْقَطِيفَةِ إِلَى الأُرْجُوَان، وَقِيلَ: إِنَّ الكلمةَ عَرَبِيَّةٌ والأَلف وَالنُّونَ زَائِدَتَانِ، وَقِيلَ: هُوَ الصِّبْغ الأَحْمَرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ النَّشاسْتَجُ، والذَّكَر والأُنثى فِيهِ سَوَاءٌ. أَبو عُبَيْدٍ: البَهْرَمانُ دُونَ الأُرْجُوَانِ فِي الحُمْرة، والمُفَدَّمُ المُشْرَبُ حُمْرَةً. ورَجاءٌ ومُرَجَّى: اسْمَانِ. رحا: الرَّحا: معروفةٌ، وَتَثْنِيَتُهَا رَحَوانِ، والياءُ أَعْلى. ورَحَوْتُ الرَّحا: عَمِلْتُها، ورحي رَحَيْتُ أَكثرُ، وَقَالَ فِي الْمُعْتَلِّ بالياء: رحي الرَّحَى الحَجَر الْعَظِيمُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّحَا عِنْدَ الفرَّاء يكتُبها بِالْيَاءِ وبالأَلف لأَنه يُقَالُ رَحَوْت بالرَّحا ورحي رَحَيْتُ بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّحَى الحَجَر الْعَظِيمُ، أُنثى. والرَّحَى: مَعْرُوفَةٌ الَّتِي يُطْحَنُ بِهَا، وَالْجَمْعُ أَرْحٍ وأَرْحاءٌ ورُحِيٌّ ورِحِيٌّ وأَرْحِيَةٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ؛ قَالَ: ودارَتِ الحَرْبُ كدَوْرِ الأَرْحِيَه قَالَ: وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ أَبي حَاتِمٍ قَالَ: جَمْعُ الرَّحَى أَرْحَاءٌ، وَمَنْ قَالَ أَرْحِيَةٌ فَقَدْ أَخطأ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا فِي الْجَمْعِ الْكَثِيرُ رِحِيٌّ، وَكَذَلِكَ جَمْعُ القَفا أَقْفاءٌ، وَمَنْ قَالَ أَقْفِيَةٌ فَقَدْ أَخطأَ، قَالَ: وسَمِعْنا فِي أَدْنَى الْعَدَدِ ثلاثُ أَرْحٍ، قَالَ: والرَّحَى مُؤَنَّثَةٌ وكذلك القفا، وأَلف رحي الرَّحَى مُنْقَلِبَةٌ مِنَ الْيَاءِ، تقول هما رحي رَحَيَانِ؛ قَالَ مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيعَةَ التَّغْلِبِيُّ: كأنَّا غُدْوَةً وبَني أَبينا، ... بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ، رحي رَحَيا مُديِرِ وكلُّ مَن مَدَّ قَالَ رَحاءٌ ورَحاءَانِ وأَرْحِيَةٌ مِثْل عطاءٍ وعَطاءانِ وأَعطِية، جَعَلَهَا مُنْقَلِبَةً مِنَ الْوَاوِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا أَدري مَا حُجَّته وَلَا مَا صِحَّتُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا: حُجَّتُه رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو إِذَا اسْتَدارَت، قَالَ: وأَما صِحّةُ رَحَاء بالمدّ فقولهم أَرْحِيَةٌ. ورحي رَحَيْتُ الرَّحَى: عَمِلْتُها وأَدَرْتُها. الْجَوْهَرِيُّ: رَحَوْتُ الرَّحا ورحي رَحَيْتُها إِذَا أَدَرْتها. وَفِي الْحَدِيثِ: تَدُورُ رَحا الإِسلامِ لخَمْسٍ أَو سِتٍّ أَو سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دينُهم يَقُمْ لَهُمْ سبعين سنة، وإنْ يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هَلَك مِنَ الأُمَمِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: تدورُ فِي ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ سِوَى الثلاثِ وَالثَّلَاثِينَ، قَالَ: نَعَمْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ دارتْ رَحَى الْحَرْبِ إِذَا قامتْ عَلَى سَاقِهَا، وأَصل الرَّحَى الَّتِي يُطْحَنُ بِهَا، وَالْمَعْنَى أَن الإِسلام يَمْتَدُّ قيامُ أَمره عَلَى سَنَن الاستقامةِ والبُعْدِ مِنْ إحداثاتِ الظَّلَمة إِلَى تَقَضِّي هَذِهِ الْمُدَّةِ الَّتِي هِيَ بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ، ووجهُه أَنْ يَكُونَ قَالَهُ وَقَدْ بَقِيتْ مِنْ عُمُره السِّنون الزائدةُ عَلَى الثَّلَاثِينَ بِاخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ، فَإِذَا انْضَمَّت إِلَى مُدَّةِ خِلَافَةِ الأَئمة الرَّاشِدِينَ وَهِيَ ثَلَاثُونَ سَنَةً كَانَتْ بَالِغَةً ذَلِكَ الْمَبْلَغَ، وَإِنْ كَانَ أَراد سنةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فَفِيهَا خَرَجَ أَهلُ مِصْرَ وحَصَروا عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَجَرَى فِيهَا مَا جَرَى، وَإِنْ كَانَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا كَانَتْ وقعةُ الجَمَل، وَإِنْ كَانَتْ سَبْعًا

وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا كَانَتْ وقْعَةُ صِفِّينَ، وأَما قَوْلُهُ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا فَإِنَّ الْخَطَّابِيَّ قَالَ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ أَراد مدّةَ مُلْكِ بَنِي أُميّةَ وَانْتِقَالَهُ إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ، فَإِنَّهُ كَانَ بَيْنَ اسْتِقْرارِ المُلْك لِبَنِي أُمية إِلَى أَن ظَهَرَتْ دُعاةُ الدَّوْلة الْعَبَّاسِيَّةِ بخُراسان نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا التأْويل كَمَا تَرَاهُ فَإِنَّ الْمُدَّةَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا لَمْ تَكُنْ سَبْعِينَ سَنَةً وَلَا كَانَ الدِّينُ فِيهَا قَائِمًا، وَيُرْوَى: تَزول رَحى الإِسلام عِوَضَ تَدُورُ أَي تَزُول عَنْ ثُبُوتها وَاسْتِقْرَارِهَا. وتَرَحَّتِ الحَيّة «6». اسْتَدَارَتْ وتَلَوَّت فَهِيَ مُتَرَحِّيَةٌ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لَهَا إِحْدَى بناتِ طَبَقٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَا حَيَّ لَا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي، ... أَوْ أَنْ تَرَحَّيْ كرَحَى المُرَحِّي والمُرَحِّي: الَّذِي يُسَوِّي الرَّحى، قَالَ: وفَحِيحُ الحَيَّة بفيهِ وحَفِيفُه مِنْ جَرْشِ بَعْضه بِبَعْضٍ إِذَا مَشى فتَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا. الْجَوْهَرِيُّ: رَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو وتَرَحَّتْ إِذَا اسْتَدارَتْ. والأَرْحَاءُ: عامةُ الأَضْراسِ، واحدُها رَحىً، وخَصَّ بعضُهم بِهِ بعضَها فَقَالَ قَوْمٌ: للإِنسان اثْنَتا عَشْرَةَ رَحًى، فِي كُلِّ شِقٍّ سِتٌّ، فسِتٌّ مِنْ أَعلى وسِتٌّ مِنْ أَسْفَلَ، وَهِيَ الطَّواحِنُ، ثُمَّ النَّواجِذُ بعدَها وَهِيَ أَقْصى الأَضْراس، وَقِيلَ: الأَرْحَاءُ بعدَ الضَّواحِك، وَهِيَ ثَمَانٍ: أَربعٌ فِي أَعلى الْفَمِ، وأَربعٌ فِي أَسفله تَلي الضّواحِكَ؛ قَالَ: إِذَا صَمَّمَتْ فِي مُعْظَمِ البَيْضِ أَدْرَكَتْ ... مَراكِزَ أَرْحَاءِ الضُّروسِ الأَواخِرِ وأَرْحاءُ الْبَعِيرِ والفِيل: فَراسِنُهما. والرَّحَا: الصَّدْرُ؛ قَالَ: أُجُدٌ مُداخِلَةٌ وآدَمُ مُصْلِقٌ، ... كَبْداءُ لاحِقةُ الرَّحَا وشَمَيْذَرُ ورَحَا الناقةِ: كِرْكِرَتُها؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: فَنِعْمَ المُعْتَرى رَكَدَتْ إِلَيْهِ، ... رَحَى حَيْزومِها كرَحَا الطَّحِين والرَّحَى: كِرْكرَةُ الْبَعِيرِ. الأَزهري: فَراسِنُ الجَمَل أَرْحَاؤُه وثَفِناتُ رُكَبِهِ وكِرْكِرَته أَرْحَاؤُه؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: إليكَ عَبْدَ اللهِ، يَا مُحَمَّدُ، ... باتَتْ لَهَا قَوائِدٌ وقُوَّدُ، وتالِياتٌ ورَحًى تَمَيَّدُ قَالَ: ورَحَى الإِبِل مثلُ رَحَى القَوْمِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ، يَقُولُ: اسْتَأْخَرَت جَواحِرُها واسْتَقْدَمتْ قَوائِدُها ووَسَطت رَحَاها بَيْنَ القَوائد والجَواحِر. والرَّحى: قِطْعة مِنَ النَّجَفَةِ مُشْرِفة عَلَى مَا حَوْلَها تَعْظُمُ نحوَ مِيلٍ، والجمعُ أَرْحَاء، وَقِيلَ: الأَرْحَاءُ قِطَعٌ مِنَ الأَرض غِلاظٌ دُونَ الْجِبَالِ تَسْتَدِيرُ وتَرْتَفِعُ عَمَّا حَوْلَها. ابْنُ الأَعرابي: الرَّحَى مِنَ الأَرض مكانٌ مُسْتَدِيرٌ غَليظٌ يَكُونُ بَيْنَ رِمالٍ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّحَا القارَة الضَّخْمة الغليظةُ، وَإِنَّمَا رَحَّاها اسْتِدارَتُها وغِلَظُها وإشْرافُها عَلَى مَا حَوْلَهَا، وأَنها أَكَمَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ مُشْرِفَة وَلَا تَنْقادُ عَلَى وَجْهِ الأَرضِ وَلَا تُنْبِتُ بَقْلًا وَلَا شَجَراً؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: إِذَا مَا القُفُّ، ذُو الرَّحَيَيْنِ، أَبْدى ... مَحاسِنَه، وأَفْرَخَتِ الوُكُورُ

_ (6). قوله [وتَرَحَّتِ الحية إلخ] هذه عبارة التهذيب بزيادة قوله ولهذا إلخ من المحكم. وعبارة المحكم: ورحتِ الحية استدارت كالرحى وَلِهَذَا قِيلَ لَهَا إِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ، قَالَ رُؤْبَةُ إلخ وعليه ينطبق الشاهد

قَالَ: والرَّحَا الحجارةُ والصَّخْرة الْعَظِيمَةُ. ورَحَى الحَرْبِ: حَوْمَتُها؛ قَالَ: ثُمَّ بالنَّيِّراتِ دارَتْ رَحَانا، ... ورَحَى الحَرْبِ بالكُماةِ تَدُورُ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: فَدارَتْ رَحَانا بفُرْسانِهِمْ، ... فَعادُوا كأَنْ لَمْ يَكُونوا رَميما ورَحى المَوْتِ: مُعْظَمُه، وَهِيَ المَرْحَى؛ قَالَ: عَلَى الجُرْدِ شُبَّاناً وشِيباً عَلَيْهِمُ، ... إِذَا كانتِ المَرْحَى، الحَديدُ المُجَرَّبُ ومَرْحَى الجمَلِ: مَوْضعٌ بِالْبَصْرَةِ دارتْ عَلَيْهِ رَحَى الْحَرْبِ. التَّهْذِيبُ: رَحَى الحَرْبِ حَوْمَتُها، ورَحَى الموتِ ومَرْحَى الحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ سُلَيمانَ بْنَ صُرَدٍ: أَتيتُ عَلِيّاً حِينَ فَرَغَ مِنْ مَرْحَى الجَمل ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي الموضعَ الَّذِي دارتْ عَلَيْهِ رَحى الحَرْبِ؛ وأَنشد: فَدُرْنا كَمَا دارَتْ عَلَى قُطْبِها الرَّحَى، ... ودارَتْ، عَلَى هامِ الرِّجالِ، الصَّفائِحُ ورَحَى القومِ: سَيِّدُهم الَّذِي يَصْدُرُون عَنْ رأْيه ويَنْتَهُونَ إِلَى أَمره كَمَا يُقَالُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحَا دارَةِ العربِ. قَالَ: وَيُقَالُ رَحَاهُ إِذَا عَظَّمَه وحَراه إِذَا أَضاقَهُ. والرَّحَى: جماعَةُ العِيالِ. والرَّحَى: نَبْتٌ تُسَمِّيه الفُرْس اسْبانَخْ. ورَحَا السَّحابِ: مُسْتَدارُها. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ السَّحابِ: كَيْفَ تَرَوْنَ رَحاها أَي اسْتِدارَتَها أَو مَا اسْتَدارَ مِنْهَا. والأَرْحِي: القَبائلُ الَّتِي تَسْتَقِلُّ بنَفْسها وتَسْتَغْني عَنْ غَيْرِهَا، والرَّحَى مِنْ قَوْلِ الرَّاعِي: عَجِبْتُ مِنَ السارِينَ، والرِّيحُ قَرَّةٌ، ... إِلَى ضَوْء نارٍ بَيْنَ فَرْدَةَ والرَّحَى قَالَ: اسْمُ مَوْضِعٍ. والرَّحَا مِنَ الإِبل: الطَّحَّانة، وَهِيَ الإِبل الكثيرةُ تَزْدَحِمُ. والرَّحَا: فرسُ النَّمِر بنِ قاسِطٍ. وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن فِي شِعْر هُذَيْل رُحَيَّات، وفَسَّرُوه بِأَنَّهُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ إِنَّمَا هُوَ زُخَيَّات، بِالزَّايِ وَالْخَاءِ، والله أَعلم. رخا: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرِّخْوُ والرَّخْوُ والرُّخْو الهَشُّ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ غَيْرُهُ: وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي فِيهِ رَخاوة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كلامُ الْعَرَبِ الجيّدُ: الرِّخْو، بِكَسْرِ الرَّاءِ؛ قَالَهُ الأَصمعي وَالْفَرَّاءُ، قَالَا: والرَّخْوُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، مُوَلَّد، والأُنثى بِالْهَاءِ. رَخُوَ رَخَاءً ورَخاوَةً ورِخْوَةً، الأَخيرة نادِرَة، ورَخِيَ واسْتَرْخَى. الْجَوْهَرِيُّ: رَخِيَ الشيءُ يَرْخَى ورَخُوَ أَيضاً إِذَا صَارَ رِخْواً. ابْنُ سِيدَهْ: وأَرْخَى الرِّباط ورَاخَاه جَعَلَه رِخْواً. وَفِيهِ رُخْوَة ورِخْوَة أَي اسْتِرْخَاءٌ. وفرسٌ رِخْوَة أَي سَهْلَةٌ مُسْتَرْسِلَة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَغْدُو بِهِ خَوْصاءُ، تَقْطَعُ جَرْيَها، ... حَلَقَ الرِّحالَةِ، فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ أَراد: فَهِيَ شيءٌ رُخْوٌ، فَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ رِخْوَة. وأَرْخَيْت الشيءَ وغيرَه إِذَا أَرْسَلْته. وَهَذِهِ أُرْخِيَّةٌ لِمَا أَرْخَيْتَ مِنْ شيءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والأَرَاخِيّ جَمْعُ أُرْخِيَّة لِمَا اسْتَرْخى مِنْ شَعَرٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ مُليْح بنُ الحَكَم الْهُذَلِيُّ: إِذَا أَطْرَدَت بَيْنَ الوِشاحَيْن حَرَّكَتْ ... أَرَاخِيّ مُصْطَكٍ، مِنَ الحَلْيِ، حافِل وَقَدِ اسْتَرْخَى الشيءُ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: أَرْخِ

يدَيْكَ واستَرْخْ إنَّ الزِّنادَ مِنْ مَرْخْ؛ يُضْرَب لِمَنْ طلبَ حَاجَةً إِلَى كَرِيمٍ يَكْفِيكَ عِنْدَهُ اليسيرُ مِنَ الْكَلَامِ. والمُرَاخَاةُ: أَن يُراخِيَ رِبَاطًا ورِباقاً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ رَاخِ لَهُ مِنْ خِناقهِ أَي رَفِّهْ عَنْهُ. وأَرْخِ لَهُ قَيْده أَيْ وسِّعْه وَلَا تضَيِّقْه. وَيُقَالُ: أَرْخِ لَهُ الحبْلَ أَي وسِّعْ عَلَيْهِ الأَمرَ فِي تَصَرُّفه حَتَّى يَذْهَبَ حيثُ شَاءَ. وَقَوْلُهُمْ فِي الآمِنِ المُطْمَئنِّ أَرْخَى عِمامَتَه، لأَنه لَا تُرْخى العمائمُ فِي الشِّدّة. وأَرْخَى الفرسَ وأَرْخَى لَهُ: طوَّلَ لَهُ مِنَ الحبْلِ. والتَّرَاخِي: التقاعُدُ عَنِ الشَّيْءِ. والحروفُ الرِّخْوَةُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ حَرْفًا وَهِيَ: الثاءُ وَالْحَاءُ وَالْخَاءُ وَالذَّالُ وَالزَّايُ وَالظَّاءُ وَالصَّادُ وَالضَّادُ وَالْغَيْنُ وَالْفَاءُ وَالسِّينُ وَالشِّينُ وَالْهَاءُ؛ والحرفُ الرِّخْو: هُوَ الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الصَّوْتُ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ المَسُّ والرَّشُّ والسَّحُّ وَنَحْوُ ذَلِكَ فَتَجِدُ الصَّوْتَ جَارِيًا مَعَ السِّينِ وَالشِّينِ وَالْحَاءِ؟ والرَّخَاء: سَعَة العَيْشِ، وَقَدْ رَخُوَ ورَخَا يَرْخُو ويَرْخى رَخاً، فَهُوَ راخٍ ورَخِيٌّ أَي ناعِم، وَزَادَ فِي التَّهْذِيبِ: ورَخِيَ يَرْخَى وَهُوَ رَخِيُّ الْبَالِ إِذَا كَانَ فِي نَعْمَةٍ واسِعَ الْحَالِ بَيّنُ الرَّخاء، ممدودٌ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ فِي عَيْشٍ رخِيٍّ. وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الأَمرَ ليَذْهَبُ منِّي فِي بالٍ رَخِيٍّ إِذَا لَمْ يُهْتَمَّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اذْكُرِ اللَّهَ فِي الرَّخَاء يَذْكُرْك فِي الشِّدَّة ، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فلْيُكثُر الدعاءَ عِنْدَ الرَّخَاء ؛ الرَّخَاءُ: سَعَة العَيْش؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَيْسَ كلُّ الناسِ مُرْخًى عَلَيْهِ أَي مُوسَّعاً عَلَيْهِ فِي رِزْقِه ومَعيشَتِه. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: اسْتَرْخِيا عَنِّي أَي انْبَسِطا واتَّسِعا. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْر وأسماءَ فِي الحجِّ: قَالَ لَهَا اسْتَرْخِي عَنِّي. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكرُ الرَّخَاء فِي الْحَدِيثِ. وريحٌ رُخَاءٌ: لَيِّنة. اللَّيْثُ: الرُّخَاءُ مِنَ الرِّياح الليِّنة السَّرِيعَةُ لَا تُزَعْزِعُ شَيْئًا. الْجَوْهَرِيُّ: والرُّخَاءُ، بِالضَّمِّ، الريحُ الليِّنَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ ؛ أَي حَيْثُ قَصَد، وَقَالَ الأَخفش: أَي جَعَلْنَاهَا رُخاءً. واسْتَرْخَى بِهِ الأَمرُ: وَقَعَ فِي رَخَاءٍ بعدَ شِدَّةٍ؛ قَالَ طُفَيل الغَنَوي: فأَبَّلَ، واسْتَرْخَى بِهِ الخَطْبُ بعدَ ما ... أَسافَ، وَلَوْلَا سَعْيُنا لَمْ يُؤَبِّل يُرِيدُ حَسُنَت حَالُهُ. وَيُقَالُ: اسْتَرْخَى بِهِ الأَمرُ واسْتَرْخَت بِهِ حالُه إِذَا وَقَعَ فِي حَالٍ حَسَنةٍ بَعْدَ ضيقٍ وشِدَّة. واسْتَرْخَى به الخَطْبُ أَي أَرْخاهُ خَطْبُه ونعَّمه وَجَعَلَهُ فِي رَخاءٍ وسَعَةٍ. وأَرْخَت النَّاقَةُ إِرْخاءً: اسْتَرخى صِلَاهَا، فَهِيَ مُرْخٍ وَيُقَالُ: أَصْلتْ، وإصْلاؤُها انْهِكاكُ صَلَوَيْها وَهُوَ انْفراجُهما عِنْدَ الْوِلَادَةِ حِينَ يَقَعُ الْوَلَدُ فِي صَلَوَيْها. ورَاخَتِ المرأَةُ: حَانَ وِلادُها. وتَرَاخَى عَنِّي: تقاعَسَ. ورَاخَاه: باعَدَه. وتَرَاخَى عَنْ حاجَته: فتَرَ. وتَرَاخَى السماءُ: أَبْطأَ المَطرُ. وتَرَاخَى فلانٌ عَنِّي أَي أَبْطَأَ عَنِّي، وَغَيْرُهُ يَقُولُ: تَرَاخَى بعُدَ عَنِّي. والإِرْخَاء: شدَّةُ العَدْوِ، وَقِيلَ: هُوَ فوقَ التَّقْريب. والإِرْخَاءُ الأَعلى: أَشدُّ الحُضْر، والإِرْخَاء الأَدْنى: دُونَ الأَعلى؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وإرْخَاءُ سِرْحانٍ وتَقْريبُ تَتْفُلِ «1» . وفرسٌ مِرْخاءٌ وناقةٌ مِرْخَاءٌ فِي سَيْرِهِمَا. وأَرْخَيْتُ الفَرسَ وتَرَاخَى الفَرَسُ، وَقِيلَ: الإِرْخَاءُ عَدْوٌ دُونَ التَّقْرِيبِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا يقال أَرْخَيْت

_ (1). صدر البيت: لَهُ أَيْطَلَا ظبيٍ، وَسَاقَا نعامةٍ

الفرسَ وَلَكِنْ يُقَالُ أَرْخَى الفَرَسُ فِي عَدْوه إِذَا أَحْضَرَ، وَلَا يُقَالُ تَرَاخَى الفرسُ إلَّا عندَ فُتُورِه فِي حُضْرِهِ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وإرْخَاءُ الفرسِ مأْخُوذٌ مِنَ الرِّيحِ الرُّخَاء، وَهِيَ السَّريعة فِي لِينٍ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرْخَى بِهِ عَنَّا أَي أَبْعَدَه عنَّا. وأَرْخَى الدّابَّةَ: سَارَ بِهَا الإِرْخاءَ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: إِلَى ابْنِ الخَليفَة فاعْمِدْ لَهُ، ... وأَرْخِ المطِيّةَ حَتَّى تَكِلْ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِرْخَاءُ أَن تُخَلِّيَ الفَرَس وشهْوَته فِي العَدْو غَيرَ مُتْعِبٍ لَهُ. يُقَالُ: فرَسٌ مِرْخَاءٌ مِنْ خَيْلٍ مَراخٍ. وأَتانٌ مِرْخَاءٌ: كثيرة الإِرخاء. ردي: الرَّدى: الهلاكُ. رَدِيَ، بِالْكَسْرِ، يَرْدَى رَدىً: هَلَكَ، فَهُوَ رَدٍ. والرَّدِي: الهالِكُ، وأَرْداهُ اللهُ. وأَرْدَيْتُه أَي أَهلكتُه. ورجلٌ رَدٍ: لِلْهَالِكِ. وامرأَة رَدِيَةٌ، عَلَى فَعلةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لتُهْلِكُني، وَفِيهِ: وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: ف أَرْدَوْا فرَسَين فأَخَذْتُهما ؛ هُوَ مِنَ الرَّدى الهلاكِ أَي أَتْعَبُوهُما حَتَّى أَسْقَطوهُما وخَلَّفُوهُما، وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ فأَرْذَوْا، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، أَي تركُوهما لضَعْفِهما وهُزالهما. ورَدي فِي الهُوَّةِ رَدًى وتَرَدَّى: تَهَوَّر. وأَرْدَاهُ اللَّهُ ورَدَّاه فَتَرَدَّى: قلبَه فانْقَلب. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى ؛ قِيلَ: إِذَا مَاتَ، وَقِيلَ: إِذَا تَرَدَّى فِي النَّارِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ؛ وَهِيَ الَّتِي تَقَع مِنْ جَبَلٍ أَو تَطِيحُ فِي بِئْرٍ أَو تسقُطُ مِنْ موضِعٍ مُشْرفٍ فتموتُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: التّرَدِّي هُوَ التَّهَوُّر فِي مَهْواةٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَدِيَ فلانٌ فِي القَلِيب يَرْدَى وتَرَدَّى مِنَ الْجَبَلِ تَرَدِّياً. وَيُقَالُ: رَدَى فِي الْبِئْرِ وتَرَدَّى إِذَا سَقَط فِي بئرٍ أَو نهرٍ مِنْ جبَلٍ، لُغتان. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ فِي بَعيرٍ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ: ذَكِّه مِنْ حَيْثُ قدَرْت ؛ تَرَدَّى أَي سقَطَ كأَنه تفَعَّل مِنَ الرَّدى الهَلاكِ أَي اذْبَحْه فِي أَيِّ مَوْضِعٍ أَمْكَن مِنْ بدَنِهِ إِذَا لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ نَحْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ نَصَر قوْمَه عَلَى غَيْرِ الحقِّ فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الَّذِي رَدَى فَهُوَ يُنْزَعُ بذَنَبه ؛ أَرادَ أَنه وقَع فِي الإِثم وهَلَك كالبعِير إِذَا تَرَدَّى فِي البِئر وأُريد أَن يُنْزَعَ بذَنَبه فَلَا يُقْدَرَ عَلَى خَلَاصِهِ، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إنَّ الرجلَ ليَتَكَلَّم بالكَلِمَة مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تُرْدِيه بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرضِ أَي توقعُهُ فِي مَهْلَكة. والرِّدَاءُ: الَّذِي يُلْبَسُ، وتثنيتُه رِدَاءَانِ، وَإِنْ شِئتَ رِدَاوَانِ لأَن كُلَّ اسمٍ ممدودٍ فَلَا تَخْلُو همْزَتُه، إِمَّا أَن تَكُونَ أَصلِيَّة فتَتْرُكها فِي التَّثْنِيَةِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَلَا تَقْلِبها فَتَقُولُ جَزَاءانِ وخَطاءَانِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يقولَ قُرّاءَانِ ووُضَّاءَانِ مِمَّا آخِرُه همزةٌ أَصليَّة وقبلَها أَلِفٌ زَائِدَةٌ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِمَّا أَن تكونَ للتأْنيث فتَقْلِبها فِي التَّثنية وَاوًا لَا غيرُ، تَقُولُ صَفْرَاوَانِ وسَوْداوانِ، وَإِمَّا أَن تكونَ مُنقَلبة مِنْ واوٍ أَو ياءٍ مِثْلَ كساءٍ ورِدَاءٍ أَو مُلحِقَةً مثلُ عِلْباءٍ وحِرْباءٍ مُلْحِقَةٌ بسِرْداحٍ وشِمْلالٍ، فأَنتَ فِيهَا بِالْخِيَارِ إِنْ شِئْتَ قلَبْتها وَاوًا مِثْلَ التأْنيثِ فَقُلْتَ كِساوانِ وعِلْباوانِ ورِدَاوَانِ، وَإِنْ شِئْتَ تركتَها هَمْزَةً مِثْلَ الأَصلية، وَهُوَ أَجْوَد، فَقُلْتَ كِساءَانِ وعِلْباءَانِ ورِدَاءَان، وَالْجَمْعُ أَكْسِية. والرِّدَاءُ: مِنَ المَلاحِفِ؛ وَقَوْلُ طَرَفة:

ووَجْه، كأَنّ الشَّمْسَ حَلّتْ رِداءَها ... عَلَيْهِ، نَقِيّ اللّونِ لَمْ يتَخَدَّدِ «2» . فَإِنَّهُ جَعَلَ لِلشَّمْسِ رِدَاءً، وَهُوَ جَوْهر لأَنه أَبلغ مِنَ النُّور الَّذِي هُوَ العَرَض، وَالْجَمْعُ أَرْدِيَةٌ، وَهُوَ الرِّدَاءَةُ كَقَوْلِهِمِ الإِزارُ والإِزارة، وَقَدْ تَرَدّى بِهِ وارْتَدَى بِمَعْنًى أَيْ لبِسَ الرِّداءَ. وَإِنَّهُ لحَسَنُ الرِّدْيَةِ أَي الارْتِداء. والرِّدْيَة: كالرِّكبةِ مِنَ الرُّكوبِ والجِلْسَةِ مِنَ الجُلُوسِ، تَقُولُ: هُوَ حَسَنُ الرِّدْيَة. ورَدَّيْتُه أَنا تَرْدِيةً. والرِّدَاءُ: الغِطاءُ الْكَبِيرُ. ورجلٌ غَمْرُ الرِّدَاءِ: واسِعُ الْمَعْرُوفِ وَإِنْ كَانَ رِدَاؤُه صَغِيرًا؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: غَمْرُ الرِّدَاءِ، إِذَا تبَسَّمَ ضاحِكاً ... غَلِقَتْ لضِحْكَتِه رِقابُ المالِ وعَيْشٌ غَمْرُ الرِّداءِ: واسِعٌ خَصِيبٌ. والرِّدَاءُ: السَّيْفُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بالرِّداءِ مِنَ المَلابِسِ؛ قَالَ مُتَمِّم: لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهالُ، تحتَ رِدَائِه، ... فَتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوعا وَكَانَ المِنْهالُ قتلَ أَخاهُ مالِكاً، وَكَانَ الرجلُ إِذَا قَتَل رجُلًا مَشْهُورًا وَضَعَ سيفَه عَلَيْهِ ليُعرفَ قاتِلُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْفَرَزْدَقِ: فِدًى لسُيوفٍ مِنْ تَمِيمٍ وَفَى بِها ... رِدَائِي، وجَلَّتْ عَنْ وجُوهِ الأَهاتِم وأَنشد آخَرُ: يُنازِعُني رِدَائِي عَبْدُ عَمْرٍو، ... رُوَيْداً يَا أَخا سَعْدِ بنِ بَكْرِ وَقَدْ ترَدَّى بِهِ وارْتَدَى؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: إِذَا كشَفَ اليومُ العَمَاسُ عَنِ اسْتِه، ... فَلَا يَرْتَدي مِثْلي وَلَا يتَعَمَّمُ كَنَى بِالِارْتِدَاءِ عَنْ تقَلُّد السيفِ، والتَّعَمُّمِ عَنْ حملِ البَيْضة أَو المِغْفَر؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُمَا أَلْبَسُ ثيابَ الْحَرْبِ وَلَا أَتَجَمَّل. والرِّدَاءُ: القَوْسُ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: نِعْمَ الرِّداءُ القَوْسُ لأَنها تُحْمَلُ مَوْضِعَ الرِّداءِ مِنَ العاتِقِ. والرِّداءُ: العقلُ. والرِّداءُ: الجهلُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: رفَعْتُ رِداءَ الجهلِ عَنِّي وَلَمْ يَكُنْ ... يُقَصِّرُ عنِّي، قَبْلَ ذاكَ، رداءُ وَقَالَ مَرَّةً: الرِّداء كلُّ مَا زَيَّنَك حَتَّى دارُكَ وابْنُكَ، فَعَلَى هَذَا يكونُ الرِّداء مَا زانَ وَمَا شانَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَبوكَ رِدَاؤُكَ ودارُكَ رِدَاؤُكَ وبُنَيُّكَ رِدَاؤُكَ، وكلُّ مَا زَيَّنَكَ فَهُوَ رِدَاؤُكَ. ورِدَاءُ الشَّبابِ: حُسْنُه وغَضارَتُه ونَعْمَتُه؛ وَقَالَ رؤْبة: حَتَّى إِذَا الدَّهْرُ اسْتَجَدَّ سِيما ... مِنَ البِلى يَسْتَوْهِبُ الوَسِيما رِدَاءَهُ والبِشْرَ والنَّعِيما يَسْتوْهِبُ الدّهرُ الوَسِيمَ أَي الوجهَ الوَسيم رِدَاءَهُ، وَهُوَ نَعْمَتُه، واسْتَجدّ سِيما أَي أَثَراً مِنَ البِلى؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ طَرَفَةَ: ووَجْه، كأَنّ الشَّمسَ حَلَّتْ رِدَاءَها ... عَلَيْهِ، نَقيّ اللَّونِ لَمْ يَتَخَدَّدِ أَي أَلقت حُسْنَهَا ونُورَها عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، مِنَ التَّحْلِيَةِ، فَصَارَ نُورُها زِينَةً لَهُ كالحَلْيِ. والمَرَادِي: الأَرْدِيةُ واحِدَتُها مِرْدَاةٌ؛ قَالَ: لَا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَريرِ، ... وَلَا يُرَى بشِدّةِ الأَمِيرِ، إلَّا لِحَلْبِ الشَّاةِ والبَعِيرِ

_ (2). وفي رواية أخرى: أَلْقَت رداءها

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَا وَاحِدَ لَهَا. والرِّدَاءُ: الدَّينُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: وَقَوْلُ حَكِيمِ العرَب مَنْ سَرّه النّساءُ وَلَا نَساءَ، فلْيُباكِرِ الغَداءَ والعَشاءَ، وليخفِّفِ الرِّدَاء، وليُحْذِ الحِذاء، وليُقِلَّ غِشيانَ النِّساء؛ الرِّدَاءُ: هُنَا الدَينُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: أَرادَ لَوْ زَادَ شَيْءٌ فِي الْعَافِيَةِ لَزَادَ هَذَا وَلَا يَكُونُ. التَّهْذِيبِ: وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: مَنْ أَرادَ الْبَقَاءَ وَلَا بَقاء، فلْيُباكِرِ الغَداء، وليُخَفِّف الرِّدَاء، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ؛ قَالُوا لَهُ: وَمَا تَخْفِيفُ الرِّدَاء فِي البَقاءِ؟ فَقَالَ: قِلَّة الدَّيْنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وسُمِّي الدَّيْنُ رِدَاءً لأَن الرِّدَاء يقَع عَلَى المَنْكِبين والكَتِفَينِ ومُجْتَمَعِ العُنُقِ، والدَّيْنُ أَمانةٌ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي ضَمَانِ الدَّيْنِ هَذَا لَكَ فِي عُنُقي ولازِمٌ رَقَبَتي، فَقِيلَ للدَّينِ رِدَاءٌ لأَنه لَزِمَ عُنُقَ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ كالرِّداءِ الَّذِي يَلْزَم المَنْكِبين إِذَا تُرُدِّيَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ للسَّيفِ رِدَاءٌ لأَن مُتَقلِّدَه بحَمائِله مُتَرَدٍّ بِهِ؛ وَقَالَتْ خَنْسَاءُ: وداهِيةٍ جَرَّها جارِمٌ، ... جعَلْتَ رِدَاءَكَ فِيهَا خِمارا أَي عَلَوتَ بسَيْفِك فِيهَا رقابَ أَعْدائِكَ كالخِمارِ الَّذِي يتَجَلَّلُ الرأْسَ، وقَنَّعْتَ الأَبْطالَ فِيهَا بسيفِك. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: ترَدَّوْا بالصَّماصِمِ أَي صَيَّرُوا السُّوُف بِمَنْزِلَةِ الأَرْدِية. وَيُقَالُ للوِشاحِ رِدَاءٌ. وَقَدْ تَرَدَّت الْجَارِيَةُ إِذَا توَشَّحَت؛ وَقَالَ الأَعشى: وتَبْرُد بَرْدَ رِدَاءِ العَرُوسِ، ... بالصَّيفِ، رَقْرَقتَ فِيهِ العَبيرا يَعْنِي بِهِ وِشاحَها المُخَلَّقَ بالخَلُوق. وامرأَة هَيْفاءُ المُرَدَّى أَي ضامِرَةُ موضعِ الوِشاحِ. والرِّدَاءُ: الشَّبَابُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وهَذَا رِدَائِي عِنْدَهُ يَسْتَعِيرُهُ الأَصمعي: إِذَا عَدَا الفَرَسُ فرَجَم الأَرْضَ رَجْماً قِيلَ رَدَى، بِالْفَتْحِ، يَرْدِي رَدْياً ورَدَيَاناً. وَفِي الصِّحَاحِ: رَدَى يَرْدِي رَدْياً ورَدَيَاناً إِذَا رَجَم الأَرضَ رَجْماً بَيْنَ العَدْو والمَشْي الشَّدِيدِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ: بجَأْوَاءَ تَرْدِي حافَتَيه المَقَانِبُ أَي تَعْدُو. قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لِمُنْتَجِعِ بنِ نَبهان مَا الرَّدَيان؟ قَالَ: عَدْوُ الحِمارِ بَيْنَ آرِيِّهِ ومُتَمَعَّكِه. ورَدَت الخَيْلُ رَدْياً ورَدَياناً: رَجَمَت الأَرضَ بحَوافِرِها فِي سَيْرِها وعَدْوِها، وأَرْدَاها هُو، وَقِيلَ: الرَّدَيانُ التَّقْريبُ، وَقِيلَ: الرَّدَيَانُ عَدْوُ الفَرَس. ورَدَى الغُرابُ يَرْدِي: حَجَلَ. والجَواري يَرْدِينَ رَدْياً إِذَا رَفَعْنَ رِجْلًا ومَشَيْن عَلَى رِجْلٍ أُخْرَى يَلْعَبْنَ. ورَدَى الغُلامُ إِذَا رَفَع إحدَى رِجْلَيْه وقَفَزَ بالأُخرى. ورَدَيتُ فُلَانًا بحَجَرٍ أَرْدِيهِ رَدْياً إِذَا رَمَيْته؛ قَالَ ابْنُ حِلِّزَةَ: وكأنَّ المَنونَ تَرْدِي بِنَا أعْصَم ... صمٍّ يَنْجَابُ عَنْه العَمَاءُ وَرَدَيْتُه بالحِجارَةِ أَرْدِيهِ رَدْياً: رَمَيْته. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: فَ رَدَيْتُهُم بِالْحِجَارَةِ أَي رَمَيْتُهُم بِهَا. يُقَالُ: رَدَى يَرْدِي رَدْياً إِذَا رَمَى. والمِرْدَى والمِرْدَاةُ: الحَجَرُ وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الحَجَرِ الثَّقِيلِ. وَفِي حَدِيثِ أُحد: قَالَ أَبو سُفْيَانَ مَنْ رَدَاهُ أَي منْ رَماهُ. ورَدَيْتُه: صَدَمْته. ورَدَيْت الحَجَرَ بِصَخْرَة أَو بِمعْوَلٍ إِذَا ضَرَبته بِهَا لتَكسِره. ورَدَيْت الشيءَ بالحَجَرِ: كَسَرْته.

والمِرْدَاةُ: الصَّخْرة تَرْدِي بهَا، والحَجَر تَرْمِي بِهِ، وجَمْعُها المَرَادِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي المَثَل: عِنْدَ جُحْرِ كُلِّ ضَبٍّ مِرْدَاتُهُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للشيءِ العَتِيدِ لَيْسَ دونَه شيءٌ، وَذَلِكَ أَن الضبَّ لَيْسَ يَنْدَلُّ عَلَى جُحْرِه، إِذَا خَرَج مِنْهُ فَعَادَ إِلَيْهِ، إِلَّا بحَجَرٍ يَجعَلُه علامَةً لجُحْرِه فيَهْتَدِي بِها إليهِ، وتُشَبَّهُ بِهَا النّاقَةُ فِي الصَّلابَةِ فيقالُ مِرْدَاةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الصَّخْرة يقالُ لَها رَدَاةٌ، وَجَمْعُهَا رَدَياتٌ؛ وقال ابن مقبل: وقَافِية، مثل حَدِّ الرَّدَاةِ، ... لَمْ تَتّرِكْ لِمُجِيبٍ مَقالا وَقَالَ طُفَيل: رَدَاةٌ تَدَلَّتْ مِنْ صُخُورِ يَلَمْلَم ويَلَمْلَمُ: جَبَلٌ. والمِرْدَاةُ: الحَجَر الَّذِي لَا يَكَادُ الرَّجُلُ الضابِطُ يَرْفَعه بيدِهِ يُرْدَى بِهِ الحجرُ، والمكانُ الغَليظُ يَحْفِرونَهُ فيَضْرِبُونَه فيُلَيِّنُونَهُ، ويُرْدَى بِهِ جُحْرُ الضَّبِّ إِذَا كَانَ فِي قَلْعَةٍ فَيُلَيِّنُ القَلْعَة ويَهْدِمُها، والرَّدْيُ إنَّما هُوَ رَفْعٌ بِهَا ورَمْيٌ بِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: المِرْدَى حَجَرٌ يُرْمَى بِهِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الشُّجَاعِ: إِنَّهُ لَمِرْدَى حُروبٍ، وهُمْ مَرادِي الحُرُوبِ، وَكَذَلِكَ المِرْداةُ. والمِرْدَاةُ: صَخْرَةٌ تُكْسَرُ بِهَا الحِجَارَة. الْجَوْهَرِيُّ: والرَّدَاةُ الصَّخرَةُ، والجمعُ الرَّدَى؛ وَقَالَ: فَحْلُ مَخَاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِ والمَرَادِي: القَوائِمُ مِنَ الإِبِلِ والفِيَلة عَلَى التّشْبِيه. قَالَ اللَّيْثُ: تُسَمَّى قوائِمُ الإِبِلِ مَرادِيَ لثِقَلِها وشِدَّةِ وَطْئِها نعتٌ لَهَا خاصَّة، وَكَذَلِكَ مَرادِي الفِيل. والمَرَادِي: المَرامِي. وَفُلَانٌ مِرْدَى خُصومَةٍ وحَرْبٍ: صَبُورٌ عَلَيْهِمَا. ورَادَيْتُ عَنِ القَوْمِ مُرَادَاةً إِذَا رامَيْت بالحِجارةِ. والمُرْدِيُّ: خَشَبة تُدْفَعُ بِهَا السَّفِينَةُ تكونُ فِي يدِ المَلَّاحِ، والجمعُ المَرَادِي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمَرْدَى مَفْعَلٌ مِنَ الرَّدَى وَهُوَ الهَلاكُ. ورَادَى الرجلَ: داراهُ وراوَدَهُ، وراوَدْتُه عَلَى الأَمرِ ورَادَيْتُه مَقْلُوبٌ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رادَيْته عَلَى الأَمْر راوَدْته كأَنه مَقْلُوبٌ؛ قَالَ طُفَيْل يَنْعَت فَرَسَه: يُرادَى عَلَى فأْسِ اللِّجام، كأَنما ... يُرادَى بِهِ مِرْقاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ أَبو عَمْرٍو: رَادَيْت الرَّجُلَ وداجَيْته ودالَيْته وفانَيْته بِمَعْنًى واحِدٍ. والرَّدَى: الزِّيَادَةُ. يُقَالُ: مَا بَلَغَت رَدَى عَطائِكَ أَي زيادَتُك فِي العَطِيَّة. ويُعْجِبُني رَدَى قولِك أَي زيادةُ قَوْلك؛ وقال كثير: له عَهْدُ ودٍّ لَمْ يُكَدَّرْ، يَزينُه ... رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ أَي يَزينُ عَهْدَ وِدِّهِ زيادةُ قولِ معروفٍ مِنْهُ؛ وَقَالَ آخَرُ: تَضمّنَها بَناتُ الفَحْلِ عَنْهُمْ ... فأَعْطَوْها، وَقَدْ بَلَغوا رَدَاها وَيُقَالُ: رَدَى عَلَى المائَةِ يَرْدِي وأَرْدَى يُرْدِي أَي زادَ. ورَدَيْت عَلَى الشَّيْءِ وأَرْدَيْت: زِدْتُ. وأَرْدَى عَلَى الخَمسينَ والثمانينَ: زادَ؛ وَقَالَ أَوس: وأسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ، قَدْ أَرْدَى ذِرَاعًا عَلَى العَشْرِ وَقَالَ اللَّيْثُ: لُغَةُ الْعَرَبِ أَرْدَأَ عَلَى الْخَمْسِينَ زَادَ. ورَدَتْ غَنَمي وأَرْدَتْ: زَادَتْ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ؛ وأَما قَوْلُ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

له عَهْدُ ودٍّ لم يُكَدَّرْ، يَزينُه ... رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ فَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: رَدَى زِيَادَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَنَى مِنْهُ مَصْدَراً عَلَى فَعِلَ كَالضَّحِكِ وَالْحُمْقِ، أَو اسْمًا عَلَى فعَل فوضَعه موضِعَ الْمَصْدَرَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَى مَا لَمْ تَظْهر فِيهِ الياءُ مِنْ هَذَا الْبَابِ بِالْيَاءِ لأَنها لامٌ مَعَ وُجُودِ رَدْيٍ ظَاهِرَةٍ وَعَدَمِ رَدْوٍ. وَيُقَالُ: مَا أَدرِي أَين رَدَى أَي أَين ذَهَبَ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والمِرْدَاء، بالمدِّ، مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: هَلَّا سأَلتُم، يَوْمَ مِرْدَاءِ هَجَرْ، ... إذْ قابَلَتْ بَكْرٌ، وإذْ فَرَّتْ مُضَرْ وَقَالَ آخَرُ: فَلَيْتَكَ حالَ البحرُ دونَكَ كلُّه، ... ومَنْ بالمَرَادِي مِنْ فَصيحٍ وأَعْجَمِ قَالَ الأَصمعي: المَرَادِي جَمْعُ مِرْداءٍ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَهِيَ رِمَالٌ منبطحة ليست بمُشْرِفة. رذي: الرَّذِيُّ: الَّذِي أَثقَلَه المَرَض، وَقَدْ رَذِيَ وأُرْذِيَ. والرَّذِيُّ مِنَ الإِبل: المهزُولُ الهالِكُ الَّذِي لَا يَستطيعُ بَراحاً وَلَا يَنبَعِث، والأُنْثَى رَذِيَّة. وَفِي الصِّحَاحِ: الرَّذِيَّة النَّاقَةُ الْمَهْزُولَةُ مِنَ السَّيْرِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ الْمَتْرُوكَةُ الَّتِي حسَرَها السفَرُ لَا تَقْدِرُ أَن تَلْحَق بِالرِّكَابِ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: فَلَا يُعْطِي الرَّذِيَّةَ وَلَا الشّرَطَ اللّئِيمَة أَي الهَزيلَة. والرَّذِيُّ: الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ رَذَايَا ورُذَاةٌ؛ الأَخيرة شاذَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى أَن يَكُونَ عَلَى تَوَهُّمِ رَاذٍ، وَقَدْ رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً، وَقَدْ أَرْذَيْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ أَرْذَيْت نَاقَتِي إِذَا هَزَلْتها وخَلَّفْتها. والمُرْذَى: المَنْبُوذ، وَقَدْ أَرْذَيْتُه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: ف أَرْذَوْا فَرَسَيْنِ فأَخذتُهُما أَي تركوهُما لضَعْفِهِما وهُزالِهِما، وَرُوِيَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الرَّدَى الهَلاكِ أَي أَتْعَبُوهما وخَلَّفوهما، وَالْمَشْهُورُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقضَيْنا عَلَى هَذَا بِالْوَاوِ لِوُجُودِ رَذَاوَةٍ. وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَقَاءَهُ الحُوتُ رَذِيّاً. ابْنُ الأَعرابي: الرَّذِيُّ الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شيءٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: يَأْوِي إِلَى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ ... مِثلِ البَلِيّةِ، قالِصاً أهدامُها أَراد: كلُّ امرأَة أَرْذاها الجوعُ والسُّلالُ؛ والسُّلالُ: داءٌ باطِنٌ ملازِمٌ للجَسَدِ لَا يَزَال يَسُلُّه ويُذِيبُه. رزا: ابْنُ الأَعرابي: رَزَا فلانٌ فُلَانًا إِذَا بَرَّه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصله مَهْمُوز فخُفِّفَ وكُتِبَ بالأَلف، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: رَزَا فلانٌ فلانا إذا قَبِلَ بِرَّهُ. الأُمَوِي: أَرْزَيْتُ إِلَى اللَّهِ أَي اسْتَنَدْت. وقال شمر: إنه لَ يُرْزِي إِلَى قُوّةٍ أَي يَلْجأُ إِلَيْهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا جَائِزٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رؤْبة: يُرْزِي إِلَى أَيْدِ شَديدٍ إيَادْ الْجَوْهَرِيُّ: أَرْزَيْتُ ظَهْري إِلَى فُلَانٍ أَي الْتَجَأْتُ إِلَيْهِ؛ قَالَ رؤْبة: لَا تُوعِدَنِّي حَيَّةٌ بالنَّكْزِ، ... أَنا ابنُ أَنْضادٍ إِلَيْهَا أُرْزِي، نَغْرِفُ منْ ذِي غَيِّثٍ ونُؤْزِي الأَنضاد: الأَعمام. أَنضاد الرَّجُلِ: أَعمامه وأَخواله الْمُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّرَفِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلا أَنّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ ضَلالَةَ العَمَلِ مَا رَزَيْنَاكَ عِقالًا ، جاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ هَكَذَا غَيْرَ مَهْمُوزٍ، قَالَ: والأَصل الْهَمْزُ، وَهُوَ مِنَ التَّخْفِيفِ الشَّاذِّ، وضلالَةُ العَمَل:

بُطْلانُه وذَهابُ نَفْعِه. رسا: رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً وأَرْسَى: ثَبَتَ، وأَرْسَاه هُوَ. ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو إِذَا ثَبَت أَصلهُ فِي الأَرض، وجبالٌ رَاسِياتٌ. والرَّوَاسِي مِنَ الْجِبَالِ: الثَّوابتُ الرَّواسخُ؛ قَالَ الأَخفش: وَاحِدَتُهَا رَاسِيةٌ. ورَسَتْ قَدَمُه: ثبَتَتْ فِي الحَرْب. ورَسَتِ السَّفينةُ تَرْسُو رُسُوّاً: بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وَانْتَهَى إِلَى قرارِ الماءِ فَثَبَتَت وَبَقِيَتْ لَا تَسير، وأَرْساها هُوَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي قِصَّةِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَسَفِينَتِهِ: بِسْمِ الله مَجْريها ومُرْساهَا ، وقرئَ: مُجْرِيهَا ومُرْسِيها ، عَلَى النَّعْتِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ قرأَ مُجْراها ومُرْساهَا، بِالضَّمِّ، مِنْ أَجْرَيْت وأَرْسَيْت، ومَجْراها ومَرْسَاها، بِالْفَتْحِ، مِنْ رَسَت وجَرَت؛ التَّهْذِيبِ: القرَّاء كُلُّهُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى ضَمِّ الْمِيمِ مِنْ مُرْساها وَاخْتَلَفُوا فِي مُجْراها، فقرأَ الْكُوفِيُّونَ مَجْراها وقرأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ مُجْراها؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَنْ قرأَ مُجْراها ومُرْساها فَالْمَعْنَى بِسْمِ اللَّهِ إجْراؤُها وإرساؤُها، وَقَدْ رَسَت السَّفينةُ وأَرْساها اللهُ، قَالَ: ولَوْ قُرِئَت مُجْرِيها ومُرْسِيها فَمَعْنَاهُ أَن اللَّهَ يُجْريها ويُرْسيها، وَمَنْ قرأَ مَجْراها ومَرْساها فَمَعْنَاهُ جَرْيُها وثَباتُها غَيْرُ جارِيَة، وجائز أَن يكونا بمَعنَى مُجْراها ومُرْساها. وَقَوْلُهُ عزَّ وجل: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى يسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ متَى وقُوعُها، قَالَ: وَالسَّاعَةُ هُنَا الْوَقْتُ الَّذِي يموتُ فِيهِ الخَلْق. والمِرْساةُ: أَنْجَرُ السَّفينة الَّتِي تُرْسَى بِهَا، وَهُوَ أَنْجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالحِبال ويُرْسلُ فِي الْمَاءِ فيُمْسِكُ السَّفينة ويُرْسِيها حَتَّى لَا تَسِير، تُسَمِّيها الفُرْسُ [لَنْگَرْ]. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَرْسَيْتُ الوَتِدَ فِي الأَرض إِذَا ضَرَبْتَه فِيهَا؛ قَالَ الأَحوص: سِوَى خَالِدَاتٍ مَا يُرَمْنَ وهَامِدٍ، ... وأَشْعَتَ تُرْسِيه الوَلِيدَةُ بالفِهْرِ وَإِذَا ثَبَتَت السَّحابة بِمَكَانٍ تُمطِر قِيلَ: أَلْقَت مَرَاسِيَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ألْقَت السَّحابَةُ مَراسِيَها اسْتَقَرَّت ودَامَتْ وجَادَت. ورَسا الفَحْل بِشُوَّلِهِ: هَدَرَ بِهَا فاسْتَقَرَّت. التَّهْذِيبِ: والفَحْل مِنَ الإِبِل إِذَا تَفَرَّقَ عَنْهُ شُوَّلُه فَهَدَرَ بِهَا ورَاغَت إِلَيْهِ وسَكَنَت قِيلَ رَسَا بِهَا؛ وَقَالَ رؤْبة: إِذَا اشمعَلَّتْ سَنَناً رَسَا بِهَا ... بِذات خَرْقَيْن إِذَا حَجَا بِها اشمعَلَّت: انْتَشَرَتْ، وَقَوْلُهُ: بِذَاتِ خَرْقَيْنِ يَعْنِي شِقْشِقَة الفَحْلِ إِذَا هَدَرَ فِيهَا. وَيُقَالُ: أَرْسَتْ قَدماه أَي ثَبَتَتا. الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا قَد رَسا الفَحْلُ بالشُّوَّل وَذَلِكَ إِذَا قَعَا عَلَيْها. وقِدْرٌ رَاسِيَة: لَا تَبْرَح مَكَانَها وَلَا يُطاقُ تَحْوِيلُها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقُدُورٍ راسِياتٍ ؛ قَالَ الفراءُ: لَا تُنْزَلُ عَنْ مَكَانِها لعِظَمِها. والرَّاسِيَةُ: الَّتِي تَرْسُو، وَهِيَ الْقَائِمَةُ. وَالْجِبَالُ الرَّوَاسِي والرَّاسِياتُ: هِيَ الثَّوابِتُ. ورَسَا لَهُ رَسْواً مِنْ حَدِيثٍ: ذَكَرَهُ. ورَسَوْت لَهُ إِذَا ذَكَرْتَ لَهُ طَرَفاً مِنْهُ. ورَسَوْتُ عَنْهُ حَديثاً أَرْسُوهُ رَسْواً، ورَسَا عَنْهُ حَدِيثًا رَسْواً: رَفَعه وحَدَّث بِهِ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عُمر بْنُ قَبِيصة العَبْدِي مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ: أَبا مَالِكٍ، لَوْلا حَواجِزُ بَيْنَنا ... وحُرْماتُ حَقّ لَمْ تُهَتَّكْ سُتُورُها، رَمَيْتُك إذْ عَرَّضْتَ نَفْسَكَ رَمْيَةً ... تَبَازَخُ مِنْها، حِينَ يُرْسَى عَذِيرُها

قَوْلُهُ: حِينَ يُرْسَى عَذِيرُها أَي حِينَ يُذْكَرُ حالُها وحَدِيثُها. ابْنُ الأَعرابي: الرَّسُّ والرُّسُوُّ بِمَعْنًى واحدٍ. ورَسَسْتُ الحَدِيثَ أَرُسُّه فِي نَفْسِي أَي حَدَّثْتُ بِهِ فِي نَفْسي؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: خَلِيلَيَّ، عُوجَا، بارَكَ اللهُ فِيكُمَا، ... عَلَى دارِ مَيّ، أَوْ أَلِمَّا فَسَلِّمَا كَمَا أَنْتُما لَوْ عُجْتُمَا بِي لِحاجةٍ، ... لَكَانَ قَلِيلًا أَنْ تُطاعَا وتُكْرَما أَلِمَّا بمَحْزُونٍ سَقِيمٍ، وأَسْعِفا ... هواهُ بمَيّ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّما أَلا فاحْذَرَا الأَعْداءَ واتَّقِياهُمُ، ... ورُسَّا إِلَى مَيّ كَلَامًا مُتَمَّما وَفِي حَدِيثِ النَّخَعي: إِنِّي لأَسْمَعُ الحديثَ «3». فأُحَدِّثُ بِهِ أَرُسُّه فِي نَفْسي ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَبتدئ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ ودَرْسِهِ فِي نَفْسي وأُحَدِّثُ بِهِ خَادِمِي أَسْتَذْكِرُ الْحَدِيثَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ أُرَدِّدُه وأُعاوِدُ ذِكْرَه. ورَسا الصومَ إِذَا نَواهُ. ورَاسَى فلانٌ فُلَانًا إِذَا سابَحَه، وساراهُ إِذَا فاخَرَه. ورَسَا بينَهم رَسْواً: أَصْلَح. والرَّسْوَةُ: السِّوارُ مِنَ الذَّبْلِ، وَقَالَ كُرَاعٌ: الرَّسْوَةُ الدَّسْتِينَجُ، وجمعهُ رَسَوات وَلَا يُكَسَّر، وَقِيلَ: الرَّسْوَةُ السِّوارُ إِذَا كَانَ مِنْ خَرَزٍ فَهُوَ رَسْوةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّسْوَةُ شَيْءٌ مِنْ خَرَزٍ يُنْظَمُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّسِيُّ الثَّابِتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. والرَّسِيُّ: الْعَمُودُ الثابتُ فِي وسَط الخِباءِ. الْجَوْهَرِيُّ: تَمْرةٌ نِرْسِيانَةٌ، بِكَسْرِ النُّونِ، لضرب من التَّمْرِ. رشا: الرَّشْوُ: فِعْلُ الرَّشْوَةِ، يُقَالُ: رَشَوْتُه. والمُرَاشَاةُ: المُحاباةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّشْوَةُ والرُّشْوَةُ والرِّشْوَةُ مَعْرُوفَةٌ: الجُعْلُ، وَالْجَمْعُ رُشىً ورِشىً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ رُشْوَةٌ ورُشىً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رِشْوَةٌ ورِشىً، والأَصل رُشىً، وأَكثر الْعَرَبِ يَقُولُ رِشىً. ورَشَاه يَرْشُوه رَشْواً: أَعطاه الرَّشْوَةَ. وَقَدْ رَشا رَشْوَةَ وارْتَشَى مِنْهُ رَشْوَةً إِذَا أَخذَها. ورَاشَاهُ: حَابَاهُ. وتَرَشَّاه: لايَنَهُ. ورَاشَاه إِذَا ظاهرهَ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الرُّشْوَةُ مأْخوذة مِنْ رَشَا الفَرْخُ إِذَا مدَّ رأْسَه إِلَى أُمِّه لتَزُقَّه. أَبو عُبَيْدٍ: الرَّشَا مِنْ أَولاد الظِّباء الَّذِي قَدْ تحرَّك وتمشَّى. والرِّشَاءُ: رَسَنُ الدَّلوِ. والرَّائِشُ: الَّذِي يُسْدي بَيْنَ الرَّاشِي والمُرْتَشِي. وَفِي الْحَدِيثِ: لعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ والرَّائِشَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الرَّشْوَةُ والرُّشْوَةُ الوُصْلَةُ إِلَى الْحَاجَةِ بالمُصانعة، وأَصله مِنَ الرِّشَاءِ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الْمَاءِ، فالرَّاشِي مَنْ يُعطي الَّذِي يُعينُه عَلَى الْبَاطِلِ، والمُرْتَشِي الآخذُ، والرَّائِش الَّذِي يَسْعَى بَيْنَهُمَا يَسْتَزيد لِهَذَا ويَسْتَنْقِصُ لِهَذَا، فأَما مَا يُعطى توصُّلًا إِلَى أَخذِ حَقّ أَو دفعِ ظلمٍ فغيرُ داخِلٍ فِيهِ. وَرُوِيَ أَن ابْنَ مَسْعُودٍ أُخِذَ بأَرضِ الحَبَشة فِي شَيْءٍ فأَعْطى دِينَارَيْنِ حَتَّى خُلِّيَ سبيلُه ، وَرُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَئمة التَّابِعِينَ قَالُوا: لَا بأْس أَن يُصانعَ الرجلُ عَنْ نفسهِ ومالهِ إِذَا خافَ الظُّلْمَ. والرِّشاءُ: الحبْلُ، وَالْجَمْعُ أَرْشِيَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى الْوَاوِ لأَنه يُوصَلُ بِهِ إِلَى الْمَاءِ كَمَا يوصَلُ بالرُّشْوَةِ إِلَى مَا يُطلَبُ مِنَ الأَشياء. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَمِنْ كَلَامِ المؤَخِّذات لِلرِّجَالِ أَخَّذْتُه بدُبَّاء مُمَلَّإٍ مِنَ الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاء؛ قَالَ: التِّرْشَاءُ الْحَبْلُ، لَا يُسْتَعمَلُ هَكَذَا إِلَّا فِي هَذِهِ الأُخْذةِ. وأَرْشى

_ (3). قوله [إني لأَسمع الحديث إلخ] هكذا في الأَصل. ولفظ النهاية: إني لأَسمع الْحَدِيثَ أَرُسُّهُ فِي نَفْسِي وأحدث بِهِ الْخَادِمَ، أَرُسُّهُ فِي نفسي أي أثبته إلخ

الدَّلْوَ: جَعَلَ لَهَا رِشاءً أَيْ حَبْلًا. والرِّشَاءُ: مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْحَبْلِ. الْجَوْهَرِيُّ الرِّشَاءُ كواكبُ كَثِيرَةٌ صغارٌ عَلَى صُورَةِ السَّمَكة يُقَالُ لَهَا بطنُ الحُوت، وَفِي سُرَّتِها كَوْكَبٌ نَيِّرٌ يِنزِلُه الْقَمَرُ. وأَرْشِيَةُ الحنظلِ واليقطينِ: خُيوطه. وَقَدْ أَرْشَت الشجرةُ وأَرْشَى الحنظلُ إِذَا امْتَدَّتْ أَغصانُه. قَالَ الأَصمعي: إِذَا امْتَدَّتْ أَغصانُ الحَنظل قِيلَ قَدْ أَرْشَتْ أَي صَارَتْ كالأَرْشِيَة، وَهِيَ الحِبال. أَبو عَمْرٍو: اسْتَرْشَى مَا فِي الضَّرْع واسْتَوْشى مَا فِيهِ إِذَا أَخْرَجَهُ. واسْتَرْشَى فِي حُكْمِهِ: طَلَبَ الرَّشْوَة عَلَيْهِ. واسْتَرْشَى الفصيلُ إِذَا طَلَبَ الرَّضاع، وَقَدْ أَرْشَيْتُه إرْشاءً. ابْنُ الأَعرابي: أَرْشَى الرجلُ إِذَا حكَّ خَوْرانَ الْفَصِيلِ ليعدُوَ، وَيُقَالُ لِلْفَصِيلِ الرَّشِيُّ. والرَّشَاةُ: نَبْتٌ يُشْرَب للْمَشِيِّ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: الرَّشَاةُ عُشبةٌ نحوُ القَرْنُوَةِ، وَجَمْعُهَا رَشاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحملْنا الرَّشِيّ عَلَى الْوَاوِ لِوُجُودِ ر ش وو عدم ر ش ي. رصا: ابْنُ الأَعرابي: رَصَاه إِذَا أَحكمَهُ، ورَصَاهُ إِذَا نَواهُ للصومِ، وَاللَّهُ أَعلم. رضي: الرِّضَا، مقصورٌ: ضدُّ السَّخَطِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ برِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وبمُعافاتِكَ مِنْ عُقوبَتِكَ، وأَعوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصي ثَناءً عَلَيْكَ أَنت كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: بَدأَ بالمُعافاة ثُمَّ بالرِّضَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: إِنَّمَا ابتدأَ بالمُعافاة مِنَ الْعُقُوبَةِ لأَنها مِنْ صِفَاتِ الأَفعال كالإِماتة والإِحياء والرِّضَا؛ والسَّخَطُ مِنْ صِفَاتِ الْقَلْبِ، وصفاتُ الأَفعال أَدْنى رُتبةً مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ، فبدأَ بالأَدْنى مُتَرَقِّياً إِلَى الأَعلى، ثُمَّ لمَّا ازْدَادَ يَقِينًا وارْتَقى تَرَكَ الصفاتِ وقَصَر نَظَرُهُ عَلَى الذَّاتِ فَقَالَ أَعوذ بِكَ مِنْكَ، ثُمَّ لمَّا ازْدَادَ قُرْبًا اسْتَحيْا مَعَهُ مِنَ الاسْتِعاذة عَلَى بِسَاطِ القُرْب فالْتَجأَ إِلَى الثَّناءِ فَقَالَ لَا أُحْصي ثَناءً عَلَيْكَ، ثُمَّ عَلِمَ أَن ذَلِكَ قُصورٌ فَقَالَ أَنت كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نفسِك؛ قَالَ: وأَما على الرواية الأُولى فَإِنَّمَا قَدَّمَ الِاسْتِعَاذَةَ بالرِّضا عَلَى السَّخَط لأَن المُعافاة مِنَ العُقوبة تَحْصُلُ بِحُصُولِ الرِّضَا، وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا لأَن دَلَالَةَ الأُولى عَلَيْهَا دَلَالَةُ تَضَمُّنٍ، فأَراد أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهَا دَلَالَةَ مُطَابَقَةٍ فَكَنَّى عَنْهَا أَولًا ثُمَّ صَرَّحَ بِهَا ثَانِيًا، ولأَن الراضِيَ قَدْ يعاقِب لِلْمَصْلَحَةِ أَو لِاسْتِيفَاءِ حقِّ الْغَيْرِ. وَتَثْنِيَةُ الرِّضا رِضَوانِ ورِضَيانِ، الأُولى عَلَى الأَصل والأُخرى عَلَى المُعاقبة، وكأَن هَذَا إِنَّمَا ثُنِّيَ عَلَى إِرَادَةِ الْجِنْسِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَسَمِعَ الْكِسَائِيُّ رِضَوانِ وحِمَوانِ فِي تَثْنِيَةِ الرِّضا والحِمى، قَالَ: وَالْوَجْهُ حِمَيان ورِضَيان، فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُهُمَا بِالْيَاءِ عَلَى الأَصل، وَالْوَاوُ أَكثر، وَقَدْ رَضِيَ يَرْضَى رِضاً ورُضاً ورِضْوَاناً ورُضْوَاناً، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ ونَظَّرهَ بشُكْران ورُجْحانٍ، ومَرْضَاةً، فَهُوَ رَاضٍ مِنْ قَوْمٍ رُضَاةٍ، ورَضِيٌّ مَنْ قَوْمٍ أَرْضِيَاءَ ورُضاةٍ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ نَادِرَةٌ، أَعني تَكْسِيرَ رَضِيّ عَلَى رُضاةٍ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّهُ جَمَعَ رَاضٍ لَا غَيْرَ، ورَضٍ مِنْ قَوْمٍ رَضِينَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا رَضْيُوا كَمَا قَالُوا غَزْيا، أَسكن العينَ، وَلَوْ كَسَرَهَا لحذفَ لأَنه لَا يَلْتَقي سَاكِنَانِ حَيْثُ كَانَتْ لَا تَدْخُلُهَا الضَّمَّةُ وَقَبْلَهَا كَسْرَةٌ، وراعَوْا كَسْرَةَ الضَّادِ فِي الأَصل فَلِذَلِكَ أَقروها يَاءً، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ نَادِرَةٌ. ورَضِيتُ عَنْكَ وعَلَيْكَ رِضىً، مقصورٌ: مصدرٌ مَحْضٌ، والاسمُ الرِّضَاءُ، ممدودٌ عَنِ الأَخفش؛ قَالَ القُحَيْفُ العُقَيْلي: إِذَا رَضِيَتْ عَليَّ بَنو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضاها

وَلَا تَنْبو سُيوفُ بَني قُشَيْرٍ، ... وَلَا تَمْضي الأَسِنَّةُ فِي صَفاها عَدَّاهُ بعَلى لأَنَّه إِذَا رَضِيَتْ عَنْهُ أَحَبَّتْه وأَقْبَلَت عليه، فذلك اسْتَعْمل عَلَى بِمَعْنَى عَنْ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَكَانَ أَبو عَلِيّ يَسْتَحْسِنُ قَوْلَ الْكِسَائِيِّ فِي هَذَا، لأَنه لمَّا كَانَ رَضِيتُ ضِدَّ سَخِطْت عَدَّى رَضيتُ بعَلى، حَمْلًا لِلشَّيْءِ عَلَى نَقِيضِهِ كَمَا يُحْمَلُ عَلَى نَظيره، قَالَ: وَقَدْ سَلَكَ سِيبَوَيْهِ هذه الطريق في المصادر كَثِيرًا فَقَالَ: قَالُوا كَذَا كَمَا قَالُوا كَذَا، وأَحدُهما ضدُّ الآخرَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ* ؛ تأْويله أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَضِيَ عَنْهُم أَفْعالَهم وَرَضُوا عَنْهُ مَا جَازَاهُمْ بِهِ. وأَرْضاهُ: أَعْطاهُ مَا يَرْضى بِهِ. وتَرَضَّاهُ طَلَب رِضاه؛ قَالَ: إِذَا العَجوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ، ... وَلَا تَرَضَّاها وَلَا تَمَلَّقِ أَثبت الأَلف مِنْ تَرَضَّاها فِي مَوْضِعِ الْجَزْمِ تَشْبِيهًا بِالْيَاءِ فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ يَأْتيكَ، والأَنْباءُ تَنْمي، ... بِمَا لاقَتْ لَبونُ بَني زِيادِ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لَئلَّا يَقُولَ تَرَضَّها فيلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ، عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَواه عَلَى الْوَجْهِ الأَعْرَف: وَلَا تَرَضَّها وَلَا تَمَلَّقِ، عَلَى احْتِمَالِ الخَبْن. والرَّضِيُّ: المَرْضِيُّ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّضِيُّ المُطيعُ والرَّضِيُّ الضّامِنُ. ورَضِيتُ الشيءَ وارْتَضَيْتُه، فَهُوَ مَرْضِيٌّ، وَقَدْ قالوا مَرْضُوٌّ، فجاؤوا بِهِ عَلَى الأَصْل. ابْنُ سِيدَهْ: ورَضِيَهُ لِذَلِكَ الأَمْر، فَهُوَ مَرْضُوٌّ ومَرْضِيٌّ. وارْتَضَاه: رَآهُ لَهُ أَهْلًا. ورجلٌ رِضىً مِنْ قَوْمٍ رِضىً: قُنْعانٌ مَرْضِيٌّ، وصَفوا بالمَصْدر؛ قَالَ زُهَيْرٌ: هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عَدْلُ وصَفَ بِالْمَصْدَرِ الَّذِي فِي مَعْنى مَفْعول كَمَا وُصِفَ بالمَصْدر الَّذِي فِي مَعْنى فاعِلٍ فِي عَدْلٍ وخَصْمٍ. الصِّحَاحُ: الرِّضْوَانُ الرِّضا، وَكَذَلِكَ الرُّضْوانُ، بِالضَّمِّ، والمَرْضَاةُ مثلهُ. غَيره: المَرْضَاةُ والرِّضْوَان مَصْدَرَانِ، والقُرّاء كلهم قَرَؤُوا الرِّضْوَانَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، إلَّا مَا رُوِي عَنْ عَاصِمٍ أَنه قرأَ رُضْوَان وَيُقَالُ: هُوَ مَرْضِيٌّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَرْضُوٌّ لأَن الرِّضَا فِي الأَصل مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ، وَقِيلَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ* أَي مَرْضِيَّة أَي ذَاتِ رِضًى كَقَوْلِهِمْ هَمٌّ ناصِبٌ. وَيُقَالُ: رُضِيَتْ مَعيشَتهُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلهُ، وَلَا يُقَالُ رَضِيَتْ. وَيُقَالُ: رَضِيتُ بِهِ صاحِباً، وَرُبَّمَا قَالُوا رَضِيتُ علَيْه فِي معنَى رَضِيتُ بِهِ وَعَنْهُ. وأَرْضَيْتُه عَنِّي ورَضَّيْته، بِالتَّشْدِيدِ أَيضاً، فَرَضِيَ. وتَرَضَّيته أَي أَرْضَيْته بَعْدَ جَهْدٍ. واسْتَرْضَيْتُه فأَرْضَانِي. ورَاضَانِي مُرَاضَاةً ورِضَاءً فَرَضَوْتُه أَرْضُوهُ، بِالضَّمِّ، إِذَا غَلَبْتَه فِيهِ لأَنه مِنَ الْوَاوِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: فرَضَوْتُه كُنْتُ أَشدَّ رِضاً مِنْهُ، وَلَا يُمَدُّ الرِّضَا إِلَّا عَلَى ذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا قَالُوا رَضِيتُ عَنْهُ رِضاً، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْوَاوِ، كَمَا قَالُوا شَبِعَ شِبَعاً، وَقَالُوا رَضِيَ لِمكان الْكَسْرِ وحَقُّه رَضُوَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِذَا جَعَلْتَ الرِّضَى بِمَعْنَى المُراضاةِ فَهُوَ مَمْدُودٌ، وَإِذَا جَعَلْتَهُ مصدَرَ رَضِي يَرْضَى رِضىً فَهُوَ مَقْصُورٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا عيشَة رَاضِيَة عَلَى النَّسب أَي ذَاتُ رِضاً. ورَضْوَى: جَبَل بالمَدينة، والنِّسْبة إِلَيْهِ رَضَوِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورَضْوَى اسْمُ جَبَلٍ بِعَيْنِهِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَةُ، قَالَ: وَلَا أَحمله عَلَى بَابِ تَقْوَى لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ ر ض ي فَيَكُونُ هَذَا مَحْمُولًا عَلَيْهِ.

التَّهْذِيبِ: ورَضْوَى اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَخطل: عفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوَى فَنَبْتَلُ، ... فَمُجْتَمَعُ المَجْرَيْنِ، فالصَّبْرُ أَجْمَلُ وَمِنْ أَسماء النِّسَاءِ رُضَيَّا بِوَزْنِ الثُّرَيّا، وَتَكْبِيرُهُمَا رَضْوَى وثَرْوى. ورَضْوَى: فَرَس سَعْدِ بْنِ شُجَاعٍ، وَاللَّهُ أَعلم. رطا: الأَرْطَى: شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْل، وَهُوَ أَفْعَلُ مِنْ وجْهٍ وفَعْلى مِنْ وجْه لأَنهم يَقُولُونَ أَديمٌ مأْروط إِذَا دُبِغَ بوَرَقِه، وَيَقُولُونَ أَديمٌ مَرْطِيٌّ، وَالْوَاحِدَةُ أَرْطاة ولُحوقُ تَاءِ التأْنيثِ فِيهِ يدلُّ عَلَى أَن الأَلف فِيهِ لَيْسَتْ للتأْنيث وَإِنَّمَا هِيَ للإِلحاق، أَو بُنِيَ الاسمُ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذِئْبًا: لمَّا رأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ، ... مالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ وأَرْطَتِ الأَرض: أَنْبَتَتِ الأَرْطى. والرَّوَاطِي: رِمالٌ تُنْبِتُ الأَرْطى؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَبْيَض مُنْهالًا منَ الرَّوَاطِي وَرُوِيَ: مُنْهَلًّا مِن الرَّواطي، وفُسِّرَ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَقِيلَ: الرَّوَاطِي كُثْبانٌ حُمْر، والأَوَّلُ أَصحُّ. وأَديم مَرْطِيٌّ: مَدْبُوغٌ بالأَرْطى. والرَّاطِيَة والرَّوَاطِي: مَوْضِعٌ مِنْ شِقِّ بَنِي سَعْدٍ، قِيلَ: بَنِي سَعْد الْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فِي دفِّ يَبْنِينَ مِن الرَّوَاطِي الْجَوْهَرِيُّ: ورَاطِيَةُ اسمُ مَوْضِعٍ، وَكَذَلِكَ أُرَاطٌ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ عَمْرِو بْنِ كُلْثوم: ونحنُ الحابِسونَ بذِي أُراطٍ، ... تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرينا «1» . ورَطاها رَطْواً: نكَحَها، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. والرَّوَاطِي: مواضع معروفة. رعي: الرَّعْيُ: مَصْدَرُ رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعَى رَعْياً. والرَّاعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعَى أَي تَرْتَفِعُ وتأْكل. ورَاعِي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غَالِبَةٌ غلَبةَ الِاسْمِ، وَالْجَمْعُ رُعَاةٌ مِثْلُ قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعَاءٌ مِثْلُ جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مِثْلُ شَابٍّ وشُبَّانٍ، كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ عَلَى فَاعِلٍ يَعْتَوِرُ عَلَيْهِ فُعَلَة وفِعالٌ إِلَّا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وَفِي حَدِيثِ الإِيمان: حَتَّى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون فِي البُنْيان. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كأَنه رَاعِي غَنَمٍ أَي فِي الجَفَاء والبَذاذةِ. وَفِي حَدِيثِ دُرَيْدٍ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِمَالِكِ بْنِ عَوْفٍ: إِنَّمَا هُوَ رَاعِي ضأْنٍ مَا لَه وللحربِ ، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر بِهِ عَنْ رُتْبةِ مَنْ يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قَوْلُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ فِي صِفَةِ نَخْلٍ: تَبِيتُ رُعَاها لَا تَخافُ نِزاعَها، ... وَإِنْ لَمْ تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض فَإِنَّ أَبا حَنِيفَةَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وَإِنْ كان جمعاً فإن لَفْظُهُ لَفْظُ الْوَاحِدِ، فَصَارَ كَمُهاةٍ ومُهىً، إِلَّا أَن مُهاةً وَاحِدٌ وَهُوَ ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِم النَّاقَةِ، ورُعَاة جَمْعٌ؛ وأَما قَوْلُ أُحَيْحَة: وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعَاء، ... وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا إِنَّمَا عَنَى بالرِّعَاء هُنَا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إِنَّمَا هُوَ فِي صِفَةِ النَّخِيل؛ يَقُولُ: تُصْبح النخلُ فِي أَماكنها لَا تَنْتَشِر كَمَا تَنْتَشِرُ الإِبل المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:

_ (1). رواية المعلقة: بذي أُراطى

ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ، ... فنَبَتَ البَقْلُ وَلَا رَعِيَّهْ وَفِي التَّنْزِيلِ: حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ ؛ جَمْعُ الرَّاعِي. قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا يُقَالُ رُعَاةٌ للوُلاةِ، والرُّعْيَانُ لراعِي الغَنَمِ. وَيُقَالُ للنَّعَم: هِيَ تَرْعَى وتَرْتَعِي. وقرأَ بَعْضُ القُرَّاء: أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعِي «2». ونَلْعَبْ؛ وَهُوَ نَفْتَعِلُ مِنَ الرَّعْيِ، وَقِيلَ: مَعْنَى نَرْتَعِي أَي يَرْعَى بعضُنا بَعْضًا. وَفُلَانٌ يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ «3». إِذَا كَانَ يَصْلُح المالُ عَلَى يَدِهِ ويُجِيدُ رِعْيةَ الإِبِل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رجلٌ تَرْعِيَّةٌ [تِرْعِيَّةٌ] وتِرْعِيٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ، نادرٌ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا: ولَسْت بِتِرْعِيّ طَوِيلٍ عَشَاؤُه، ... يُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ مُبْهِل وَكَذَلِكَ تَرْعِيَّة وتُرْعِيَّة، مُشَدَّدَةُ الْيَاءِ، وتِرْعَايَة وتُرْعَايَةٌ بِهَذَا الْمَعْنَى صِناعتُه وصِنَاعة آبائِهِ الرِّعَايَة، وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ. والتِّرْعِيَّة: الحَسَن الالْتِماسِ والارْتِيادِ لِلْكَلإِ لِلْمَاشِيَةِ؛ وأَنشد الأَزهري لِلْفِرَاءِ: ودَار حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا، وغَيرُها ... أَحبُّ إِلَى التِّرْعِيَّةِ الشَّنَآنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ حَكِيمِ بْنِ مُعَيَّة: يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ فِيهِ خَضَعْ، ... في كَفِّه زَيْعٌ، وَفِي الرُّسْغِ فَدَعْ والرِّعَايَةُ: حِرْفةُ الرَّاعِي، والمَسُوسُ مَرْعِيٌّ؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَت: لَيس قَطاً مثلَ قُطَيّ، وَلَا المَرْعِيُّ، ... فِي الأَقْوامِ، كالرَّاعِي وَرَعتِ الماشِيةُ تَرْعَى رَعْياً ورِعَايَةً وارْتَعَتْ وتَرَعَّتْ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وَمَا أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّى بِهِ ... أَراكاً عَمِيماً ودَوْحاً ظَلِيلا ورَعَاها وأَرْعَاها، يُقَالُ: أَرْعَى اللهُ المَواشِيَ إِذَا أَنْبَتَ لَهَا مَا تَرْعاه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ ؛ وَقَالَ الشاعر: كأَنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إِلَى فَنَنٍ، ... تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ، واللهُ يُرْعِيها أَي يُنْبِتُ لَهَا مَا تَرْعَى، والاسمُ الرِّعْيَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ. وأَرْعَاهُ المكانَ: جعلَهَ لَهُ مَرْعىً؛ قَالَ القُطامي: فَمَنْ يَكُ أَرْعاهُ الحِمَى أَخَواتُه، ... فَما ليَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ وَلَا بِكْرِ وإبِلٌ رَاعِيةٌ، وَالْجَمْعُ الرَّوَاعِي. ورَعَى البعِيرُ الكلأَ بنَفْسِه رَعْياً، وارْتَعَى مثلُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَيْهِ: كالظَّبْيةِ البِكْرِ الفَرِيدةِ تَرْتَعِي، ... فِي أَرْضِها، وفَراتِها وعِهادَها خَضَبَتْ لَهَا عُقَدُ البِراقِ جَبِينَها، ... مِنْ عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها والرِّعْي، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الكَلأُ نَفْسُه، وَالْجَمْعُ أَرْعَاءٌ. والمَرْعَى: كالرَّعْيِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . وَفِي الْمَثَلِ: مَرْعىً وَلَا كالسَّعْدانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ أَبي العِيالِ:

_ (2). قوله [نرتعي] كذا بالأَصل والتهذيب بإثبات الياء بعد العين وهي قراءة قنبل وقفاً ووصلًا كما في الخطيب المفسر (3). قوله [إنه لترْعِيَّة مال] حاصل لغاتها إنها مثلثة الأَول مع تشديد الياء المثناة التحتية وتخفيفها كما في القاموس

أَفُطَيْم، هَلْ تَدْرِينَ كَمْ مِنْ مَتْلَفٍ ... جاوَزْتُ، لَا مَرْعىً وَلَا مَسْكُونِ؟ عِنْدِي أَن المَرْعَى هَاهُنَا فِي مَوْضِعِ المَرْعِيِّ لِمُقَابَلَتِهِ إِيَّاهُ بِقَوْلِهِ وَلَا مَسْكون. قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ. قَالَ الأَزهري: أَفادني المُنْذِرِيُّ يُقَالُ لَا تَقْتَنِ فَتاةً وَلَا مَرْعاة فإنَّ لكُلٍّ بُغاةً؛ يَقُولُ: المَرْعَى حَيْثُ كَانَ يُطْلَبُ، والفَتاةُ حَيْثُمَا كَانَتْ تُخْطَبُ، لكلِّ فتاةٍ خاطِب، ولكلِّ مَرْعىً طَالِبٌ؛ قَالَ: وأَنشدني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: ولَنْ تُعايِنَ مَرْعىً ناضِراً أُنُفاً، ... إلَّا وجَدْتَ بِهِ آثارَ مأْكُولِ وأَرْعَتِ الأَرضُ: كثُر رِعْيُها. والرَّعايا والرَّعاوِيَّةُ: الْمَاشِيَةُ المَرْعِيَّة تَكُونُ لِلسُّوقَةِ وَالسُّلْطَانِ، والأَرْعاوِيَّةُ لِلسُّلْطَانِ خَاصَّةً، وَهِيَ الَّتِي عَلَيْهَا وُسومُه ورُسومُه. والرَّعاوَى والرُّعاوَى، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا: الإِبل الَّتِي تَرْعَى حَوالَى القومِ وديارِهم لأَنها الإِبل الَّتِي يُعْتَمَلُ عَلَيْهَا؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ تُعاتب زوجَها: تَمَشَّشْتَني، حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتَنِي ... كنِضْوِ الرَّعاوَى، قلتَ: إنِّي ذَاهِبُ قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع الرَّعاوَى بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا هَاهُنَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأُرْعُوَّة بِلُغَةِ أَزْدِ شَنُوأَة نِيرُ الفَدَّان يُحْتَرَثُ بِهَا. والراعِي: الواليِ. والرَّعِيَّة: العامَّة. ورَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّته رِعايةً، ورَعَيْتُ الإِبلَ أَرْعاها رَعْياً ورَعاه يَرْعاه رَعْياً ورِعايَةً: حَفِظَه. وَكُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمرَ قومٍ فَهُوَ راعِيهم وهُم رَعِيَّته، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَقَدِ اسْتَرْعَاهُ إيَّاهم: اسْتَحْفَظه، واسْتَرْعَيْته الشيءَ فرَعَاه. وَفِي الْمَثَلِ: مَن اسْتَرْعَى الذئْبَ فَقَدْ ظَلَمَ أَي مَنِ ائتَمَنَ خَائِنًا فَقَدْ وَضَعَ الأَمانة فِي غيرِ موْضِعِها. ورَعَى النُّجُوم رَعْياً ورَاعَاها: راقَبَها وانْتَظَر مَغِيبَها؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: أَرْعَى النُّجوم وَمَا كُلِّفْت رِعْيَتَها، ... وَتَارَةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمارِي ورَاعَى أَمرهَ: حَفِظَه وتَرَقَّبَه. والمُراعاة: المُناظَرة والمُراقَبَة. يُقَالُ: راعَيْتُ فُلَانًا مُرَاعَاةً ورِعَاءً إِذَا راقَبْتَه وتأَمَّلْت فِعْلَه. ورَاعَيْتُ الأَمرَ: نَظَرْت إلامَ يَصِيرُ. ورَاعَيْته: لاحَظته. ورَاعَيْته: مِنْ مُراعاةِ الحُقوق. وَيُقَالُ: رَعَيْتُ عَلَيْهِ حُرْمَتَه رِعَايَةً. وفلانُ [يُرَاعِي] أَمرَ فُلانٍ أَي يَنْظُرُ إِلَى مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَمره. وأَرْعَى عَلَيْهِ: أَبْقى؛ قَالَ أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: إِنْ كَانَ هَذَا السِّحْرُ منكِ، فَلَا ... تُرْعِي عَليَّ وجَدِّدِي سِحْرا والإِرْعَاءُ: الإِبْقاء عَلَى أَخيكَ؛ قَالَ ذُو الإِصْبَع: بَغى بعضُهُمُ بَعْضاً، ... فَلَمْ يُرْعُوا عَلَى بَعْضِ والرُّعْوَى: اسْمٌ مِنَ الإِرْعَاء وَهُوَ الإِبْقاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ قَيْسٍ: إِنْ تَكُنْ للإِله فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ... رُعْوَى، يعُدْ إِلَيْكَ النَّعيمُ وأَرْعِنِي سَمْعَكَ ورَاعِنِي سمعكَ أَي اسْتَمِعْ إِلَيَّ. وأَرْعَى إِلَيْهِ: اسْتَمَع. وأَرْعَيْت فُلاناً سَمْعي إِذَا اسْتَمَعْت إِلَى مَا يقولُ وأَصْغَيْت إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُرْعِي إِلَى قَوْلِ أَحدٍ أَي لَا يلتفِتُ إِلَى أَحد. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مِنَ الإِرْعاءِ والمُرَاعَاةِ،

وَقَالَ الأَخفش: هُوَ فاعِلْنا مِنَ المُراعاة عَلَى مَعْنَى أَرْعِنا سَمْعَك وَلَكِنَّ الْيَاءَ ذَهَبَتْ للأَمْر، وَقُرِئَ رَاعِناً ، بِالتَّنْوِينِ عَلَى إعْمال القولِ فِيهِ كأَنه قَالَ لَا تَقُولُوا حُمْقاً وَلَا تَقُولُوا هُجْراً، وَهُوَ مِنَ الرُّعونَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: قِيلَ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال، قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَرْعِنا سَمْعَك، وَقِيلَ: أَرْعِنَا سَمْعَك حَتَّى نُفْهِمَك وتَفْهَمَ عَنَّا، قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ أَهل الْمَدِينَةِ، ويُصَدِّقُها قِرَاءَةُ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: لَا تَقُولُوا رَاعَوْنَا ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ أَرْعِنا سَمْعك ورَاعِنَا سَمْعَك، وَقَدْ مَرَّ مَعْنَى مَا أَراد القومُ يقول رَاعِنا فِي تَرْجَمة رَعَنَ، وَقِيلَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: راعِنا، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَسابُّ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ بَيْنَهَا، وكانوا يسُبُّون النبي، عليه السلام، فِي نُفوسِهِم فَلَمَّا سَمِعوا هَذِهِ الْكَلِمَةَ اغْتَنَمُوا أَن يُظْهِرُوا سَبَّهُ بِلَفْظٍ يُسمع وَلَا يَلْحَقُهُمْ فِي ظَاهِرِهِ شَيْءٌ؛ فأَظهر اللَّهُ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ ونَهَى عَنِ الْكَلِمَةِ، وَقَالَ قَوْمٌ: رَاعِنَا مِنَ المُرَاعَاة والمُكافأَةِ، وأُمِرُوا أَن يخاطِبوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالتعزير والتَّوْقير، أَي لَا تَقُولُوا رَاعِنا أَي كافِئْنا فِي المَقال كَمَا يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. وَفِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَاعُونا. ورَعى عَهْدَه وحَقَّه: حَفِظَه، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الرَّعْيا والرَّعْوَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى ثَعْلَبًا حَكَى الرُّعوى، بِضَمِّ الرَّاءِ وَبِالْوَاوِ، وَهُوَ مِمَّا قُلِبَتْ يَاؤُهُ وَاوًا لِلتَّصْرِيفِ وَتَعْوِيضِ الْوَاوِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا وَلِلْفَرْقِ أَيضاً بَيْنَ الِاسْمِ وَالصِّفَةِ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِثْلَهُ كالَبقْوى والفَتْوى والتَّقْوى والشَّرْوى والثَّنْوى، والبَقْوى والبَقْيا اسْمَانِ يُوضَعَانِ مَوْضِعَ الإِبْقاء. والرَّعْوى والرَّعْيا: مِنْ رِعايةِ الحِفاظِ. وَيُقَالُ: ارْعَوَى فُلَانٌ عَنِ الْجَهْلِ يَرْعَوِي ارْعِوَاءً حَسَناً ورَعْوى حَسَنةً، وَهُوَ نُزُوعُه وحُسْنُ رُجوعهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّعْوَى والرَّعْيا النُّزُوعُ عَنِ الْجَهْلِ وحسنُ الرجوعِ عَنْهُ. وارْعَوَى يَرْعَوِي أَي كفَّ عَنِ الأُمور. وَفِي الْحَدِيثِ: شَرُّ الناسِ رجلٌ يقرأُ كتابَ اللهِ لَا يَرْعَوِي إِلَى شَيءٍ مِنْهُ أَي لَا ينكفُّ وَلَا يَنْزَجِرُ، مِنْ رَعَا يَرْعُو إِذَا كفَّ عَنِ الأُمور. وَيُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الرَّعْوَة والرِّعْوة والرُّعْوَة والرُّعْوَى والارْعِوَاء، وَقَدِ ارْعَوى عَنِ الْقَبِيحِ، وَتَقْدِيرُهُ افْعَوَلَ وَوَزْنُهُ افْعَلَل، وَإِنَّمَا لَمْ يُدْغَمْ لِسُكُونِ الْيَاءِ، وَالِاسْمُ الرُّعْيا، بِالضَّمِّ، والرَّعْوى بِالْفَتْحِ مِثْلُ البُقْيا والبَقْوى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَتْ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ فسُئِلْت عَنْهَا فأَخْبِرْ بِهَا وَلَا تقُلْ حَتَّى آتِيَ الأَمير لَعَلَّهُ يَرْجِعُ أَو يَرْعَوِي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الارْعِوَاءُ النَّدَم عَلَى الشَّيْءِ وَالِانْصِرَافُ عَنْهُ والتركُ لَهُ؛ وأَنشد: إِذَا قُلْتُ عَنْ طُول التَّنائي: قَدِ ارْعَوَى، ... أَبى حُبُّها إِلَّا بَقاءً عَلَى هَجْرِ قَالَ الأَزهري: ارْعَوَى جَاءَ نَادِرًا، قَالَ: وَلَا أَعلم فِي الْمُعْتَلَّاتِ مِثْلَهُ كأَنهم بَنَوْهُ عَلَى الرَّعْوى وَهُوَ الإِبْقاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إلَّا إرْعَاءً عَلَيْهِ أَي إبْقاءً ورِفْقاً. يُقَالُ: أَرْعَيْتُ عَلَيْهِ، مِنَ المُرَاعَاةِ والمُلاحظةِ. قَالَ الأَزهري: وللرَّعْوَى ثلاثةُ مَعانٍ: أَحدها الرَّعْوى اسمٌ مِنَ الإِبْقاء، والرَّعْوَى رِعاية الحِفاظِ لِلْعَهْدِ، والرَّعْوى حسنُ المُراجَعةِ والنُّزوع عَنِ الجَهْلِ. وَقَالَ شَمِرٌ: تَكُونُ المُرَاعَاة مِنَ الرَّعْيِ مَعَ آخَرَ، يُقَالُ: هَذِهِ إبِلٌ تُرَاعِي الوَحْشَ أَي تَرْعى مَعَهَا. وَيُقَالُ: الحِمارُ يُراعِي الحُمُر أَي يَرْعى مَعَهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب:

مِنْ وَحشِ حَوضَى يُرَاعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً، ... كأَنَّه كوْكَبٌ فِي الجَوِّ مُنْجَرِدُ والمُرَاعَاةُ: المحافَظة والإِبْقاءُ عَلَى الشيءِ. والإِرْعَاء: الإِبْقاء. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ أَمْرُ كَذَا أَرْفَقُ بِي وأَرْعَى عليَّ. وَيُقَالُ: أَرْعَيْت عَلَيْهِ إِذَا أَبْقَيْت عَلَيْهِ ورحِمْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: نِساءُ قُرَيْشٍ خيرُ نِساءٍ أَحْناهُ عَلَى طِفْلٍ فِي صِغَرِه وأَرْعَاهُ عَلَى زوجٍ فِي ذاتِ يدهِ ؛ هُوَ مِنَ المُراعاةِ الحِفْظِ والرِّفْقِ وتَخْفِيفِ الكُلَفِ والأَثْقالِ عَنْهُ، وذاتُ يدهِ كِنايةٌ عَمَّا يَمْلِكُ مِنْ مالٍ وغيرهِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يُعْطى مِنَ الغَنائِمِ شيءٌ حَتَّى تُقْسَم إِلَّا لِرَاعٍ أَو دليلٍ ؛ الرَّاعِي هُنَا: عَيْنُ الْقَوْمِ عَلَى العدوِّ، مِنَ الرِّعايَةِ الحِفْظِ. وَفِي حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عادٍ: إِذَا رَعَى القومُ غَفَلَ ؛ يُرِيدُ إِذَا تَحافَظَ القومُ لشيءٍ يخافُونَه غَفَلَ وَلَمْ يَرْعَهُم. وَفِي الْحَدِيثِ: كُلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُم مسؤول عَنْ رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ. والرَّعِيَّةُ: كُلُّ مَنْ شَمِلَه حِفْظُ الرَّاعِي ونَظَرهُ. وَقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ورِّعِ اللِّصَّ وَلَا تُرَاعِهْ ، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ كُفَّه أَنْ يأْخُذَ مَتاعَك وَلَا تُشْهِدْ عَلَيْهِ، وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنه قَالَ: مَا كَانُوا يُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دَخَلَ دارَ أَحدِهم تأَثُّماً. والرَّاعِيَةُ: مُقَدِّمَةُ الشَّيْبِ. يُقَالُ: رأَى فلانٌ رَاعِيَةَ الشَّيْبِ، ورَوَاعِي الشَّيْبِ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ. والرِّعْيُ: أَرْضٌ فِيهَا حِجَارَةٌ ناتِئَةٌ تَمْنَعُ اللُّؤْمَة أَن تَجْري. ورَاعِيَة الأَرضِ: ضَرْبٌ مِنَ الجَنادِب. والرَّاعِي: لَقَبُ عُبْيدِ اللَّهِ بْنِ الحُصَيْن النُّمَيْري الشَّاعِرِ. رغا: الرُّغاءُ: صَوتُ ذواتِ الخُفِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يأْتي أَحدُكُم يومَ القيامةِ ببعيرٍ لَهُ رُغاءٌ ؛ الرُّغَاءُ: صوتُ الإِبلِ. رَغَا البعيرُ وَالنَّاقَةُ تَرْغُو رُغَاءً: صوَّتت فضَجَّت، وَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ للضِّباع والنَّعام. وَنَاقَةٌ رَغُوٌّ، عَلَى فَعَوْلٍ، أَي كَثِيرَةُ الرُّغاءِ. وَفِي حَدِيثِ المُغيرة: مَلِيلَة الإِرْغاءِ أَي مَمْلولة الصوتِ، يَصِفُها بكَثْرة الْكَلَامِ وَرَفْعِ الصَّوْتِ حَتَّى تُضْجِرَ السَّامِعِينَ، شبَّه صوتَها بالرُّغاء أَو أَراد إزْباد شِدْقيْها لِكَثْرَةِ كَلَامِهَا، مِنَ الرَّغوة الزُّبْدِ. وَفِي الْمَثَلِ: كَفى بِرُغَائِها مُنادياً أَي أَن رُغاءَ بعيرهِ يقومُ مَقامَ نِدائهِ فِي التَّعَرُّض للضِّيافة والقِرى. وسَمِعْتُ رَاغِيَ الإِبل أَي أَصواتَها. وأَرْغَى فلانٌ بعيرَه: وَذَلِكَ إِذَا حَمَلَهُ عَلَى أَن يَرْغُوَ لَيْلًا فيُضافَ. وأَرْغَيْتُه أَنا: حملتُه عَلَى الرُّغَاء؛ قَالَ سَبْرة بنُ عَمْرو الفَقْعَسي: أَتَبْغي آلُ شَدَّادٍ عَلَيْنَا، ... وَمَا يُرْغى لِشَدَّادٍ فَصيلُ يَقُولُ: هُمْ أَشِحَّاء لَا يُفَرِّقون بَيْنَ الْفَصِيلِ وأُمّه بِنَحْرٍ وَلَا هِبَةٍ، وَقَدْ يُرْغِي صاحبُ الإِبل إبلَه ليَسْمَعَ ابْنُ السَّبِيلِ بِاللَّيْلِ رُغاءَها فيَميلَ إليها؛ قال ابْنُ فَسْوة يَصِفُ إِبِلًا: طِوال الذُّرى مَا يَلْعَنُ الضَّيْفُ أَهْلَها، ... إِذَا هُوَ أَرْغَى وسْطَها بَعْد ما يَسْري أَي يُرْغي ناقَتَه فِي ناحِية هَذِهِ الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: وَقَدْ أَرْغَى الناسُ للرَّحيل أَي حَمَلُوا رواحِلَهُم عَلَى الرُّغاءِ، وَهَذَا دأْبُ الإِبل عِنْدَ رَفْعِ الأَحْمالِ عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي رَجاءٍ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُتَّقِياً حَتَّى يَكُونَ أَذلَّ مِنْ قَعُودٍ كلُّ مَنْ أَتى إِلَيْهِ أَرْغاه أَيْ قَهَره وأَذلَّه لأَن البعير لا يَرْغُو إِلَّا عَنْ ذُلّ واسْتِكانة، وَإِنَّمَا خصَّ القَعودَ لأَن الفَتِيَّ مِنَ

الإِبل يَكُونُ كَثِيرَ الرُّغاءِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فسَمِعَ الرَّغْوَةَ خلْفَ ظَهْرهِ فَقَالَ هَذِهِ رَغْوة نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الجَدْعَاءِ ؛ الرَّغْوَةُ، بِالْفَتْحِ: المَرَّة مِنَ الرُّغَاءِ، وَبِالضَّمِّ الِاسْمُ كالغَرْفةِ والغُرْفة. وتَراغَوْا إِذَا رَغا واحدٌ هاهُنا وَوَاحِدٌ هَاهُنَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّهُمْ وَاللَّهِ تَرَاغَوْا عَلَيْهِ فقتلُوه أَي تَصايَحُوا وتَداعَوْا عَلَى قتلهِ. وَمَا لَهُ ثاغِيَة وَلَا راغِيَة أَي مَا لَهُ شَاةٌ وَلَا ناقةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ثَغا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ أَتيته فَمَا أَثْغى وَلَا أَرْغَى أَي لَمْ يُعْطِ شَاةً وَلَا نَاقَةً كَمَا يُقَالُ ما أَخْشى وَلَا أَجلَّ. والرَّغْوَة: الصَّخْرَةُ. وَيُقَالُ: رَغَّاهُ إِذَا أَغضبه، وغَرَّاه إِذَا أَجبره. ورَغَا الصبيُّ رُغَاءً: وَهُوَ أَشدُّ مَا يَكُونُ مِنَ بُكَائِهِ. ورَغا الضَّبُّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَذَلِكَ. ورَغْوَة اللَّبَنِ ورُغْوَته ورِغْوَته ورُغَاوَتُه ورِغَاوَتُه ورُغَايَته ورِغايَتُه، كُلُّ ذَلِكَ: زَبَدهُ، وَالْجَمْعُ رُغاً. وارْتَغَيْتُ: شربْتُ الرُّغْوة. والارْتِغَاء: سَحْفُ الرَّغْوة واحْتِساؤها؛ الْكِسَائِيُّ: هِيَ رَغْوة اللَّبَنِ ورُغْوَتهُ ورِغْوَته ورِغَاؤه ورِغَايتهُ، وَزَادَ غَيْرُهُ رُغَايَته، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ رُغَاوَته. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للرَّغْوَة رُغَاوى وَجَمْعُهَا رَغَاوَى. وارْتَغَى الرُّغْوَة: أَخذها وَاحْتَسَاهَا. وَفِي الْمَثَلِ: يُسِرُّ حَسْواً فِي ارْتِغَاءٍ؛ يُضرب لِمَنْ يُظهر أَمراً وَهُوَ يُرِيدُ غيرهَ؛ قَالَ الشَّعْبِيُّ لِمَنْ سأَله عَنْ رجلٍ قبَّل أُمَّ امرأَته قَالَ: يُسِرُّ حسْواً فِي ارْتِغَاء وَقَدْ حرُمَت عَلَيْهِ امرأَته، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُضرَب مَثَلًا لِمَنْ يُظهر طلَب الْقَلِيلِ وَهُوَ يُسِرُّ أَخْذَ الْكَثِيرِ. وأَمْسَت إبِلُكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي أَي تَعْلُو أَلبانَها نُشافة ورَغْوة، وَهُمَا وَاحِدٌ. والمِرْغَاةُ: شيءٌ يُؤْخَذُ بِهِ الرَّغُوة. ورَغا اللبنُ ورَغَّى وأَرْغَى تَرْغِيَةً: صَارَتْ لَهُ رَغْوةٌ وأَزبد. وإبلٌ مَرَاغٍ: لأَلبانِها رَغْوة كَثِيرَةٌ. وأَرْغَى البائلُ: صَارَ لِبَوْلِهِ رَغْوة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: مِنَ البِيضِ تُرْغِينا سِقاطَ حَديِثِها، ... وتَنْكُدُنا لهْوَ الْحَدِيثِ المُمَتَّعِ «4» . فَسَّرَهُ فَقَالَ: تُرْغِينا، مِنَ الرَّغْوة، كأَنها لَا تُعْطِينا صَرِيحَ حديثِها تَنْفَحُ لَنَا برَغْوتِه وَمَا لَيْسَ بمَحْضٍ مِنْهُ؛ مَعْنَاهُ أَي تُطْعِمُنا حَدِيثًا قَلِيلًا بِمَنْزِلَةِ الرَّغْوة، وتَنْكُدنا لَا تُعْطِينا إِلَّا أَقَلَّه، قَالَ: وَلَمْ أَسمع تُرْغي مُتَعَدِّيًا إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَلَا إِلَى مَفْعُولَيْنِ إلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَمِنْ ذَلِكَ قولُهم: كلامٌ مُرَغٍّ إِذَا لَمْ يُفْصِحْ عَنْ مَعْنَاهُ. ورُغْوةُ: فَرَسُ مَالِكِ بن عَبْدة. رفا: رَفَوْتُه: سَكَّنْته مِنَ الرُّعْب؛ قَالَ أَبو خِراشٍ الْهُذْلِيُّ: رَفَوْني وَقَالُوا: يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعْ، ... فقلتُ، وأَنْكَرْت الوُجوهَ: هُمُ هُمُ يَقُولُ: سَكَّنُوني، اعتَبرَ بِمُشَاهَدَةِ الْوُجُوهِ، وَجَعَلَهَا دَلِيلًا عَلَى مَا فِي النُّفُوسِ، يُرِيدُ رَفَؤُوني فأَلقى الْهَمْزَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ورَفَوْتُ الثوبَ أَرْفُوه رَفْواً: لُغَةٌ فِي رَفَأْتُه، يُهمز وَلَا يُهْمَزُ، وَالْهَمْزُ أَعلى. وَقَالَ فِي بَابِ تَحْوِيلِ الْهَمْزَةِ: رَفَوْتُ الثوبَ رَفْواً يُحَوِّلُ الْهَمْزَةُ وَاوًا كَمَا تَرَى. أَبو زَيْدٍ: الرِّفاءُ الموافَقة، وَهِيَ المُرافاةُ بِلَا هَمْزٍ؛ وأَنشد: ولمَّا أَنْ رأَيتُ أَبا رُوَيْمٍ ... يُرافِيني، ويَكْرَهُ أَنْ يُلاما والرِّفاءُ: الالتِحامُ والاتِّفاقُ. وَيُقَالُ: رَفَّيْتُه

_ (4). قوله [الممتع] كذا بالأَصل بمثناة فوقية بعد الميم كالمحكم، والذي في التهذيب والأَساس: الممنع، بالنون: وفسره فقال: أي تستخرج منا الحديث الذي نمنعه إلا منها

تَرْفِيةً إِذَا قُلْتَ لِلْمُتَزَوِّجِ بالرِّفاءِ والبَنين؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَإِنْ شئتَ كَانَ مَعْنَاهُ بِالسُّكُونِ والطمأْنينة، مِنْ قَوْلِهِمْ رَفَوْت الرجلَ إِذَا سَكَّنته. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُقَالَ بالرِّفاءِ والبَنِين ، قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ هَاهُنَا وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْمَهْمُوزِ؛ قَالَ: وَكَانَ إِذَا رَفَّى رَجُلًا أَي إِذَا أَحبَّ أَن يَدْعُوَ لَهُ بالرِّفاء، فترَك الْهَمْزَ وَلَمْ يَكُنِ الهمزُ مِنْ لُغَتِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَكثر هَذَا الْقَوْلِ. الْفَرَّاءُ: أَرْفَأْتُ إِلَيْهِ وأَرْفَيْتُ إِلَيْهِ لُغَتَانِ بِمَعْنَى جَنَحْت إِلَيْهِ. اللَّيْثُ: أَرْفَت السَّفينة قَرُبَتْ إِلَى الشَّطّ. أَبو الدُّقيش: أَرْفَت السفينةُ وأَرْفَيْتُها أَنا، بِغَيْرِ هَمْزٍ. والرُّفَةُ، بِالتَّخْفِيفِ: التِّبْنُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، تَقُولُ الْعَرَبُ: اسْتَغْنَتِ التُّفَةُ عَلَى الرُّفَةِ، وَالتَّشْدِيدُ فِيهِمَا لُغَةٌ، وَقِيلَ: الرُّفَة التِّبْن، يَمَانِيَّةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الثُّنَائِي. والرُّفَةُ: دُوَيْبَّة تَصِيدُ تسمَّى عَناقَ الأَرض. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا عَلَى لامِها بِالْيَاءِ لأَنها لَامٌ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ وَاوًا بِدَلِيلِ الضَّمَّةِ. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ الرُّفَة عَناقُ الأَرض تَصِيدُ كَمَا يَصيدُ الفَهْد. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غَلِط اللَّيْثُ فِي الرُّفَةِ فِي لَفْظِهِ وَتَفْسِيرِهِ، قَالَ: وأَحسبه رأَى فِي بَعْضِ الصُّحُفِ أَنا أَغنى عنك من التُّفَةِ عَنِ الرُّفَةِ، فَلَمْ يَضْبُطْهُ وغيَّرَه فأَفسده، فأَما عَناقُ الأَرض فَهُوَ التُّفَة مُخَفَّفَةً، بِالتَّاءِ وَالْفَاءِ وَالْهَاءِ، وَيُكْتَبُ بِالْهَاءِ فِي الإِدْراج كَهَاءِ الرَّحْمَةِ وَالنِّعْمَةِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَمَّا الرَّفْتُ فَهُوَ بِالتَّاءِ فَعْلٌ مِنْ رَفَتُّه أَرْفِتُه إِذَا دَقَقْته. وَيُقَالُ للتِّبْنِ: رُفَتٌ ورَفْتٌ ورُفاتٌ، وَقَدْ مَرَّ ذِكْرُهَا. والأُرْفِيُّ: لبنُ الظَّبْيَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اللبنُ الخالصُ المَحْضُ الطَّيِّبُ. والأُرْفِيُّ أَيضاً: الماسِخُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ أُفْعُولًا وَقَدْ يَكُونُ فُعْلِيّاً، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الْوَاوِ لِوُجُودِ رَفَوْت وَعَدَمِ رَفَيْت. والأَرْفَى: الأَمرُ العظيمُ. رقا: الرَّقْوَةُ: دِعْصٌ مِنْ رَمْلٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّقْوةُ والرَّقْوُ فُوَيْقَ الدِّعْصِ مِنَ الرَّمْلِ، وأَكثرُ مَا يَكُونُ إِلَى جَوَانِبِ الأَودية؛ قَالَ يَصِفُ ظَبْيَةً وخِشْفها: لَهَا أُمُّ مُوَقَّفة وَكُوبٌ، ... بحيثُ الرَّقْوُ، مَرْتَعُها البَرِيرُ «1» . أَراد لَهَا أُمُّ مرتَعها البَريرُ، وَكَنَّى بالكُوب عَنِ الْقَلْبِ وغيرهِ، والمُوَقَّفة: الَّتِي فِي ذِراعَيْها بياضٌ، والوَكُوبُ: الَّتِي واكَبَتْ ولدَها ولازَمَتْه؛ وَقَالَ آخَرُ: مِن البِيضِ مِبْهاجٌ، كأَنَّ ضَجِيعَها ... يَبِيتُ إِلَى رَقْوٍ، مِنَ الرَّمْلِ، مُصْعب ابْنُ الأَعرابي: الرَّقْوَة القُمْزَة مِنَ التُّرَابِ تَجْتَمِع عَلَى شَفِير الْوَادِي، وَجَمْعُهَا الرُّقَا. ورَقِيَ إِلَى الشيءِ رُقِيّاً ورُقُوّاً وارْتَقَى يَرْتَقِي وتَرَقَّى: صَعِد، ورَقَّى غيرهَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ للأَعشى: لئنْ كُنت فِي جُبّ ثَمَانِينَ قامَةً، ... ورُقِّيت أَسْبابَ السَّمَاءِ بسُلَّم ورَقِىَ فلانٌ فِي الْجَبَلِ يَرْقَى رُقِيّاً إِذَا صَعَّدَ. وَيُقَالُ: هَذَا جبَل لَا مَرْقىً فِيهِ وَلَا مُرْتَقىً. وَيُقَالُ: مَا زَالَ فلانٌ يَتَرقَّى بِهِ الأَمرُ حَتَّى بَلَغ غايتَه. ورَقِيتُ فِي السُّلَّم رَقْياً ورُقِيّاً إِذَا صَعِدْتَ، وارتَقَيْت مثلُه؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنتَ الَّذِي كلَّفْتَني رَقْيَ الدَّرَجْ، ... عَلَى الكَلالِ والمَشِيبِ والعَرَجْ وَفِي التنزيل: لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ . وَفِي حَدِيثِ

_ (1). قوله: وكنى بالكوب؛ هكذا في الأَصل، ولم يرد في البيت وإنما ورد وَكُوب

اسْتِراقِ السَّمْعِ: ولكنَّهم يُرَقُّونَ فِيهِ أَي يتَزَيَّدُون فِيهِ. يُقَالُ: رَقَّى فُلَانٌ عَلَى الْبَاطِلِ إِذَا تقَوَّلَ مَا لَمْ يَكُنْ وَزَادَ فِيهِ، وَهُوَ مِنَ الرُّقِيّ الصُّعُودِ والارتفاعِ، ورَقَّى شُدِّد لِلتَّعْدِيَةِ إِلَى الْمَفْعُولِ، وَحَقِيقَةُ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ يَرْتَفِعُونَ إِلَى الْبَاطِلِ ويدَّعون فَوْقَ مَا يَسْمَعُونَ. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ رَقَّاءً عَلَى الْجِبَالِ أَيْ صَعَّاداً عَلَيْهَا، وفعَّال لِلْمُبَالَغَةِ. والمَرْقَاة والمِرْقَاة: الدَّرَجَةُ، وَاحِدَةٌ مِنْ مَرَاقِي الدرَج، وَنَظِيرُهُ مَسْقاةٌ ومِسْقاة، ومَثْناةٌ ومِثْناة للحَبْل، ومَبْناةٌ ومِبْناة للعَيْبة أَو النِّطَع، بالفتج وَالْكَسْرِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَنْ كسَرَها شبَّهها بِالْآلَةِ الَّتِي يُعْمَلُ بِهَا، وَمَنْ فَتَح قَالَ هَذَا مَوْضِعٌ يُفْعَلُ فِيهِ، فجعَله بِفَتْحِ الْمِيمِ مُخَالِفًا؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وتَرَقَّى فِي العِلْم أَي رَقِيَ فِيهِ دَرَجة دَرَجَةً. ورَقَّى عَلَيْهِ كَلَامًا تَرْقِيةً أَي رفَع. والرُّقْيَة: العُوذة، مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ رؤْبة: فَمَا تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها، ... وَلَا رُقْيَةٍ إِلَّا بِهَا رَقَيَاني وَالْجَمْعُ رُقىً. وَتَقُولُ: اسْتَرْقَيْتُه فرَقَانِي رُقْيَة، فَهُوَ راقٍ، وَقَدْ رَقَاه رَقْياً ورُقِيّاً. ورجلٌ رَقَّاءٌ: صاحبُ رُقىً. يُقَالُ: رَقَى الرَّاقِي رُقْيةً ورُقِيّاً إِذَا عَوَّذَ ونَفَثَ فِي عُوذَتِه، والمَرْقِيُّ يَسْتَرْقي، وَهُمُ الراقُونَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها وَقَوْلُ الرَّاجِزِ: لَقَدْ عَلِمْت، والأَجَلِّ الْبَاقِي، ... أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرَّوَاقِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كأَنه جمَع امرأَةً رَاقِيَةً أَو رجُلًا رَاقِيَةً، بِالْهَاءِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا كنَّا نأْبُنُه برُقْيَة. قَالَ ابْنُ الأَثير: الرُّقْيَة العُوذة الَّتِي يُرْقى بِهَا صاحبُ الآفةِ كالحُمَّى والصَّرَع وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآفَاتِ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الأَحاديث جوازُها وَفِي بعضِها النَّهْيُ عَنْهَا، فمنَ الْجَوَازِ قَوْلُهُ: اسْتَرْقُوا لهَا فإنَّ بِهَا النَّظْرَة أَي اطْلُبوا لَهَا مَنْ يَرْقِيها، وَمِنَ النَّهْيِ عَنْهَا قَوْلُهُ: لَا يَسْتَرْقُون وَلَا يَكْتَوُون ، والأَحاديث فِي الْقِسْمَيْنِ كَثِيرَةٌ، قَالَ: وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهَا أَن الرُّقَى يُكره مِنْهَا مَا كَانَ بِغَيْرِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ وَبِغَيْرِ أَسماء اللَّهِ تَعَالَى وصفاتهِ وَكَلَامِهِ فِي كتُبه الْمُنَزَّلَةِ، وأَن يعْتَقدَ أَن الرُّقْيا نَافِعَةٌ لَا مَحالَة فيتَّكلَ عَلَيْهَا، وَإِيَّاهَا أَراد بِقَوْلِهِ: مَا توَكَّلَ مَنِ اسْتَرْقَى ، وَلَا يُكره مِنْهَا مَا كَانَ فِي خِلَافِ ذَلِكَ كَالتَّعَوُّذِ بِالْقُرْآنِ وَأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى والرُّقَى المَرْوِيَّةِ، وَلِذَلِكَ قَالَ لِلَّذِي رَقَى بِالْقُرْآنِ وأَخَذَ عَلَيْهِ أَجْراً: مَن أَخَذ برُقْية باطِلٍ فَقَدْ أَخَذْت برُقْية حَقّ ، وَكَقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ اعْرِضُوها عليَّ فعرَضْناها فَقَالَ لَا بأْس بِهَا إِنَّمَا هِيَ مواثِيقُ ، كأَنه خَافَ أَن يَقَعَ فِيهَا شَيْءٌ مِمَّا كَانُوا يَتَلَفَّظُونَ بِهِ وَيَعْتَقِدُونَهُ مِنَ الشِّرْكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا كَانَ بِغَيْرِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ مِمَّا لَا يُعْرَفُ لَهُ تَرْجَمَةٌ وَلَا يُمْكِنُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ، فَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ؛ وأَما قَوْلُهُ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَو حُمَةٍ ، فَمَعْنَاهُ لَا رُقْية أَوْلَى وأَنفعُ، وَهَذَا كَمَا قِيلَ لَا فَتىً إِلَّا عليٌ ، وَقَدْ أَمَر، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصحابه بالرُّقْيةِ وسَمِعَ بِجَمَاعَةٍ يَرْقُونَ فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمْ، قَالَ: وأَما الْحَدِيثُ الْآخَرُ فِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: الَّذِينَ يَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرقُونَ وَلَا يَكْتَوُون وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، فَهَذَا مِنْ صِفَةِ الأَولياء الْمُعْرِضِينَ عَنْ أَسباب الدُّنْيَا الَّذِينَ لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَلَائِقِهَا، وَتِلْكَ درجةُ الخَواصِّ لَا يَبْلُغها غيرُهم، جَعَلَنَا اللَّهُ تَعَالَى

مِنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، فأَما العوامُّ فَمُرَخَّصٌ لَهُمْ فِي التَّدَاوِي والمُعالجات، وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْبَلَاءِ وَانْتَظَرَ الفرجَ مِنَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ الْخَوَاصِّ والأَولياء، وَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ رَخَّصَ لَهُ فِي الرُّقْيَةِ وَالْعِلَاجِ وَالدَّوَاءِ، أَلا تَرَى أَن الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ عِلْمًا مِنْهُ بِيَقِينِهِ وَصَبْرِهِ؟ وَلَمَّا أَتاه الرَّجُلُ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَقَالَ: لَا أَملك غَيْرَهُ، ضَرَبَهُ بِهِ بِحَيْثُ لَوْ أَصابه عَقَره وَقَالَ فِيهِ مَا قَالَ. وقولُهم: ارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أَي امْشِ واصْعد بِقَدْرِ مَا تُطِيقُ وَلَا تَحْمِلْ عَلَى نَفْسِكَ ما لا تُطِيقُهُ، وَقِيلَ: ارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أَي الْزَمْه وارْبَعْ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: ارْقَ عَلَى ظَلْعِكَ أَي أَصِلحْ أوَّلًا أمرَكَ، فَيَقُولُ قَدْ رَقِيتُ، بِكَسْرِ الْقَافِ، رُقِيّاً. ومَرْقَيَا الأَنْفِ: حَرْفاه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، كأَنه مِنْهُ ظَنٌّ، وَالْمَعْرُوفُ مَرَقَّا الأَنْفِ. أَبو عَمْرٍو: الرُّقَّى الشحْمة الْبَيْضَاءُ النَّقِيَّة تَكُونُ فِي مَرْجِعِ الكَتِف، وَعَلَيْهَا أُخْرى مثلُها يُقَالُ لَهَا المَأْتاةُ «1». فَكَمَا يَراها الآكِلُ يأْخُذُها مُسابَقةً. قَالَ: وَفِي الْمَثَلِ يَضْرِبُه النِّحْرير للخَوْعَمِ حَسِبْتَنِي الرُّقَّى عَلَيْهَا المَأْتاة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والرُّقَيُّ مَوْضِعٌ. ورُقَيَّة: اسْمُ امرأَة. وعبدُ اللَّهِ بنُ قيسِ الرُّقَيَّات «2». إِنَّمَا أُضيف قيسٌ إِلَيْهِنَّ لأَنه تَزَوَّجَ عدَّة نِسْوَةٍ وَافَقَ أَسماؤهن كُلِّهِنَّ رقيَّةَ فنُسب إِلَيْهِنَّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّهُ كَانَتْ لَهُ عدَّةُ جَدَّاتٍ أَسماؤهن كُلِّهنّ رُقَيَّة، وَيُقَالُ: إِنَّمَا أُضيف إِلَيْهِنَّ لأَنه كَانَ يُشَبِّبُ بِعِدَّةِ نِسَاءٍ يُسَمَّيْن رُقَيَّة. ركا: الرَّكْوَةُ والرِّكْوة «3». شِبْه تَوْرٍ مِنْ أَدمٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: الرِّكْوَةُ الَّتِي لِلْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أُتِيَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، بِرَكْوةٍ [بِرِكْوةٍ] فِيهَا ماءٌ ؛ قَالَ: الرَّكْوة [الرِّكْوة] إناءٌ صَغِيرٌ مِنْ جِلْدٍ يُشْرَب فِيهِ الماءُ، وَالْجَمْعُ رَكَوات، بِالتَّحْرِيكِ، ورِكاءٌ. والرَّكْوَة [الرِّكْوة] أَيضاً: زَوْرَقٌ صَغِيرٌ. والرَّكْوةُ [الرِّكْوةُ]: رقْعَة تَحْتَ العَواصِرِ، والعَواصِرُ حِجَارَةٌ ثلاثٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ. ورَكا الأَرضَ رَكْواً: حَفَرَهَا. ورَكا رَكْواً: حَفَرَ حَوْضاً مُسْتَطيلًا. والمَرْكُوُّ مِنَ الحِياضِ: الْكَبِيرُ، وَقِيلَ الصَّغِيرُ، وَهُوَ مِنَ الاحْتِفار. ابْنُ الأَعرابي: رَكَوْتُ الحَوْضَ سوَّيته. أَبو عَمْرٍو: المَرْكُوُّ الحَوْض الْكَبِيرُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ الْعَرَبِ فِي المَرْكُوِّ أَنه الحُوَيْضُ الصَّغِيرُ يُسَوِّيه الرَّجُلُ بِيَدَيْهِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ إِذَا أَعْوَزه إناءٌ يَسْقي فِيهِ بَعيراً أَو بَعيريَن. يُقَالُ: ارْكُ مَركُوّاً تَسْقِي فِيهِ بَعيرَك، وأَما الْحَوْضُ الْكَبِيرُ فَلَا يُسَمَّى مَرْكُوّاً. اللَّيْثُ: الرَّكْوُ أَن تَحْفِرَ حَوْضاً مُسْتَطِيلًا وَهُوَ المَرْكُوُّ. وَفِي حَدِيثِ البرَاء: فأَتَيْنا عَلَى رَكِيٍّ ذَمَّةٍ ؛ الرَّكِيُّ: جِنْسٌ للرَّكِيَّة وَهِيَ الْبِئْرُ، والذَّمَّة الْقَلِيلَةُ الماءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجه: فإذا هو في رَكِيٍّ يَتَبَرَّد. الْجَوْهَرِيُّ: والمَرْكُوُّ الحَوْضُ الْكَبِيرُ والجُرْمُوزُ الصَّغِيرُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ، ... حَتَّى تَرىَ مَرْكُوَّها يَثُوبُ يَقُولُ: اسْتَقَى تارَةً ذَنُوباً، وَتَارَةً نُطْفَةً حَتَّى رجَعَ الحَوضُ مَلآنَ كَمَا كَانَ قَبْلَ أَن يُشْرَبَ.

_ (1). قوله [يقال لها المأتاة] هكذا هو في الأَصل والتهذيب (2). قوله [وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ] مثله في الجوهري عبد الله مكبراً، وقال في التكملة: صوابه عبيد الله مصغراً (3). قوله [الركوة إلخ] هي مثلثة الراء كما في القاموس

والرَّكِيَّة: البئرُ تُحْفَرُ، وَالْجَمْعُ رَكِيٌّ «1». ورَكَايا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَيْهَا بِالْوَاوِ لأَنه مِنْ رَكَوْت أَي حَفَرْت. ورَكا الأَمْرَ رَكْواً: أَصْلَحَه؛ قَالَ سُوَيْد: فَدَعْ عَنْكَ قَوْماً قَدْ كَفَوْك شُؤُونَهُم، ... وشَأْنُكَ إنْ لَا تَرْكُهُ مُتَفاقِمُ مَعْنَاهُ إِنْ لَا تُصْلِحْه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَكَوْتُ الشيءَ أَرْكُوهُ إِذَا شَدَدْتَه وأَصْلَحْته. ورَكا عَلَى الرجُل رَكْواً وأَرْكَى: أَثْنَى عَلَيْهِ ثَناءً قَبِيحًا. ورَكَوْتُ عَلَيْهِ الحِمْلَ وأَرْكَيْتُه: ضاعَفْته عَلَيْهِ وأثْقَلْتُه بِهِ، ورَكَوْت عَلَيْهِ الأَمْرَ ورَكَّيْته. وَيُقَالُ: أَرْكَى عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا كأَنه رَكَّهُ فِي عُنقهِ أَي جَعَلَه. وأَرْكَيْت فِي الأَمْر: تأَخَّرْت. ابْنُ الأَعرابي: رَكاه إِذَا أَخَّرَه. وَفِي الْحَدِيثِ: يَغْفِرُ اللهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ لكُلِّ مُسْلِم إلَّا لِلْمُتَشاحِنَيْنِ فَيُقَالُ ارْكُوهُما حَتَّى يَصْطَلِحا ؛ هَكَذَا رُويَ بِضَمِّ الأَلف. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه قَالَ تُعْرَضُ أَعمالُ الناسِ فِي كلِّ جُمْعةٍ مَرَّتَين يومَ الإثنَيْنِ ويومَ الخَميس فيُغْفَر لِكُلِّ عبدٍ مُؤْمن إلا عَبْداً كانتْ بينَه وبينَ أَخيهِ شَحْناءُ فَيُقَالُ ارْكُوا هذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا خَبَرٌ صَحِيحٌ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ ارْكُوا هَذَيْنِ أَي أَخِّرُوا، قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى. رُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ أَرْكَيْت الدَّيْنَ أَي أَخَّرْته، وأَرْكَيْتُ عليَّ دَيْناً ورَكَوْتُه. وَفِي رِوَايَةٍ فِي الْحَدِيثِ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ ، مِنَ التَّرْكِ. وَيُرْوَى: ارْهَكُوا، بالهاءُ، أَي كَلِّفُوهُما وأَلْزِمُوهُما، مِنْ رَهَكْت الدابَّة إِذَا حمَلْت عَلَيْهَا فِي السَّيْر وأَجْهَدْتها. قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ للغَريم ارْكِنِّي إِلَى كَذَا أَي أَخِّرْني. الأَصمعي: رَكَوْتَ عَلَيَّ الأَمرَ أَي وَرَّكْتَه. ورَكَوْتُ عَلَى فلانٍ الذَّنْبَ أَي وَرَّكْتُه. ورَكَوْتُ بَقِيَّةَ يَوْمي أَي أَقَمْتُ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْكَيْتُ لِبَني فُلَانٍ جُنْداً أَيْ هَيَّأْتُه لَهُمْ. وأَرْكَيْتَ عليَّ ذَنْباً لَمْ أَجْنِه. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: صارَتِ القوْسُ رَكْوَةً؛ يُضْرَبُ فِي الإِدْبارِ وانْقِلابِ الأُمور. وأَرْكَيْتُ إِلَى فُلَانٍ: مِلْتُ إِلَيْهِ واعْتَزَيْت. وأَرْكَيْت إِلَيْهِ: لَجَأْت. وأَنا مُرْتَكٍ عَلَى كَذَا أَي مُعَوِّلٌ عَلَيْهِ، وَمَا لِي مُرتَكىً إِلَّا عليكَ. عليُّ بْنُ حَمْزَةَ: رَكَوْتُ إِلَى فُلَانٍ اعتَزَيْتُ إِلَيْهِ ومِلْتُ إِلَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِلَى أَيِّما الحَيَّيْنِ تُرْكَوا، فإنَّكُمْ ... ثِفالُ الرَّحَى مَنْ تَحْتَها لَا يَرِيمُها فَسَرَّ تُرْكَوْا تُنْسَبوا وتُعْزَوْا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنّ الرِّوَايَةَ إِنَّمَا هِيَ تُرْكُوا أَو تَرْكُوا أَي تَنْتَسِبوا وتَعْتَزُوا. والرَّكاءُ: اسْمُ مَوْضِعٍ، وَفِي المُحْكم: وادٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كَمَا ... دَعْدَعَ سَاقِي الأَعاجِمِ الغَرَبا قَالَ: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ الْمَوْثُوقِ بِهَا مِنْ كِتَابِ الْجَمْهَرَةِ الرِّكَاءِ، بِالْكَسْرِ، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، وَالْفَتْحُ أَصح، وَهُوَ مَوْضِعٌ؛ وصفَ ماءَيْن التَقَيا مِنَ السَّيْل فمَلَآ سُرَّة الرِّكاء كَمَا ملأَ سَاقِي الأَعاجِم قَدَح الغَرَبِ خَمْرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّكاء، بِالْفَتْحِ، وادٍ بجانِب نَجْدٍ بينَ البَدِيِّ والكُلابِ، قَالَ: ذَكَرَهُ ابْنُ وَلَّادٍ فِي بَابِ المَمْدود والمَفْتوح أَوَّلُه.

_ (1). قوله [والجمع رَكِيّ] كذا بضبط الأَصل والتهذيب بفتح الراء، فلا تغتر بضبطها في نسخ القاموس الطبع بضمها

غَيْرُهُ: ورِكَاءٌ، مَمْدُودٌ، مَوْضِعٌ؛ قَالَ: إِذْ بالرِّكَاء مَجالِسٌ فُسُحُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بِالْوَاوِ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ ر ك ي، وَقَدْ تَرَى سِعَةَ بَابِ رَكَوْت. ابْنُ الأَعرابي: رَكَاهُ إِذَا جاوَبَ رَوْكَه، وَهُوَ صوتُ الصَّدَى مِنَ الجَبل والحَمَّام. والرَّكِيُّ: الضَّعِيف مثلُ الرَّكِيكِ، وَقِيلَ: ياؤُه بَدَلٌ مِنْ كَافِ الرَّكِيكِ، قَالَ: فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَهَذَا الأَمرُ أَرْكَى مِنْ هَذَا أَي أَهْوَنُ مِنْهُ وأَضْعَف؛ قَالَ القُطامي: وغيرُ حَرْبيَ أَرْكَى مِن تَجَشمِها، ... إجَّانَةٌ مِن مُدامٍ شَدَّ مَا احْتَدَما رمي: اللَّيْثُ: رَمى يَرْمِي رَمْياً فَهُوَ رامٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: لَيْسَ هَذَا نَفْيَ رَمْيِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ خُوطِبَت بِمَا تَعْقِل. وَرُوِيَ أَنّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ناوِلْني كَفّاً مِنْ تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَهُ كَفًّا فرَمَى بِهِ فَلَمْ يَبقَ مِنْهُمْ أَحدٌ مِنَ العدُوّ إِلَّا شُغِلَ بعَيْنهِ ، فأَعْلَمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَن كَفّاً مِنْ تُرابٍ أَو حَصًى لَا يَمْلأُ بِهِ عُيونَ ذَلِكَ الْجَيْشِ الْكَثِيرِ بَشَرٌ، وأَنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى توَلَّى إيصالَ ذَلِكَ إِلَى أَبصارهم فَقَالَ: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ؛ أَي لَمْ يُصِبْ رَمْيُك ذَلِكَ ويبْلُغ ذَلِكَ المَبْلَغ، بَلْ إِنَّمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَوَلَّى ذَلِكَ، فَهَذَا مَجازُ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى، وَرَوَى أَبو عَمْرٍو عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: مَعْنَاهُ وَمَا رَمَيْتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ فِي قُلُوبِهِمْ إذْ رَمَيْتَ بالحَصى وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمى؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: مَعْنَاهُ مَا رَمَيْتَ بِقُوَّتِكَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنْ بِقُوَّةِ اللَّهِ رَمَيْتَ. ورَمى اللهُ لِفُلَانٍ: نَصَره وصنَع لَهُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، قَالَ: وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ الرَّمْيِ لأَنه إِذَا نَصَرَهُ رَمى عدُوَّه. وَيُقَالُ: طَعَنه فأَرْمَاه عَنْ فَرسه أَي أَلقاه عَنْ ظَهْرِ دَابَّتِهِ كَمَا يُقَالُ أَذْراه. وأَرْمَيْتُ الحجَرَ مِنْ يَدِي أَي أَلقيت. ابْنُ سِيدَهْ: رَمَى الشيءَ رَمْياً ورَمَى بِهِ ورَمَى عَنِ القوْس ورَمَى عَلَيْهَا، وَلَا يُقَالُ رَمَى بِهَا فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرْمِي عَلَيْهَا وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ، ... وَهِيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَّمَا جَازَ رَمَيْتُ عَلَيْهَا لأَنه إِذَا رَمى عَنْهَا جعَلَ السهمَ عَلَيْهَا. ورَمَى القَنَصَ رَمْياً لَا غَيْرُ. وخرجتُ أَرْتَمِي وَخَرَجَ يَرْتَمِي إِذَا خَرَجَ يَرْمي القنَصَ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَمِي، ... تَقَعْقَع فِي الآباطِ مِنْهَا وِفاضُها قَالَ: تَرْتَمِي أَي تَرْمي الصَّيدَ، والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ [لِصوصٌ]. أَبو عُبَيْدَةَ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الأَمر يُتقدَّم فِيهِ قَبْلَ فِعْلِه: قَبْلَ الرِّماءِ تُمْلأُ الكَنائنُ. والرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ. والتِّرْماءُ: مِثْلُ الرِّماءِ والمُراماةِ. وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يَتَرَمَّى إِذَا خَرَجَ يَرْمي فِي الأَغْراضِ وأُصُول الشَّجَرِ. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ: خرجتُ أَرْتَمِي بأَسْهُمي ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَتَرَامَى. يُقَالُ رَمَيْت بالسَّهْمِ رَمْياً وارْتَمَيْت وتَرَامَيْت تَرَامِياً ورَامَيْت مُرَاماةً إِذَا رَمَيْت بِالسِّهَامِ عَنِ القِسِيّ، وَقِيلَ: خرجتُ أَرْتَمِي إِذَا رَمَيْت

القَنَصَ، وأَتَرَمَّى إِذَا خَرَجْتَ تَرْمي فِي الأَهْدافِ ونحوِها. وَفُلَانٌ مُرْتَمىً لِلْقَوْمِ «2». ومُرْتَبىً أَيْ طَلِيعَةٌ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ وراءَ اللهِ مَرْمىً أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إِلَيْهِ الآمالُ ويوجَّه نحوهَ الرَّجاءُ. والمَرْمَى: مَوْضِعُ الرَّمْيِ تَشْبِيهًا بالهَدَف الَّذِي تُرْمى إِلَيْهِ السِّهَامُ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: أَنَّهُ سُبِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فتَرَامَى بِهِ الأَمرُ إِلَى أَن صَارَ إِلَى خَدِيجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فوَهَبَتْه لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَعْتَقَه ؛ تَرامَى بِهِ الأَمرُ إِلَى كَذَا أَي صَارَ وأَفْضى إِلَيْهِ، وكأَنه تَفاعَل مِنَ الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقدارُ إِلَيْهِ. وتَيْسٌ رَمِيٌّ: مَرْمِيٌّ، وَكَذَلِكَ الأُنثى وَجَمْعُهَا رَمَايَا، وَإِذَا لَمْ يَعْرِفُوا ذَكَرًا مِنْ أُنثى فَهِيَ بِالْهَاءِ فِيهِمَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَنْزٌ رَمِيٌّ ورَمِيَّة، والأَول أَعلى. وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي الْخَوَارِجِ: يَمْرُقون مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُق السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة ؛ الرَّمِيَّة: هِيَ الطَّرِيدَةُ الَّتِي يَرْميها الصَّائِدُ، وَهِيَ كلُّ دابةٍ مَرْمِيَّةٍ، وأُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت اسْمًا لَا نَعْتًا، يُقَالُ بِالْهَاءِ لِلذَّكَرِ والأُنثى: قَالَ ابْنُ الأَثير: الرَّمِيَّة الصَّيْدُ الَّذِي تَرْميه فتَقْصِدهُ ويَنْفُذُ فِيهِ سَهْمُك، وَقِيلَ: هِيَ كلُّ دَابَّةٍ مَرْمِيَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّمِيَّة الصَّيْدُ يُرْمى. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا بِئْسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنَبُ؛ يُرِيدُونَ بِئْسَ الشيءُ مِمَّا يُرْمى، يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الْهَاءَ فِي غَالِبِ الأَمر إِنَّمَا تَكُونُ للإِشعار بأَن الْفِعْلَ لَمْ يَقَعْ بعدُ بِالْمَفْعُولِ، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: هَذِهِ ذَبِيحَتُكَ، لِلشَّاةِ الَّتِي لَمْ تُذْبَح بعدُ كالضَّحية، فَإِذَا وَقَعَ بِهَا الْفِعْلُ فَهِيَ ذبيحٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِمْ بِئْسَ الرَّمِيَّة الأَرنب: أَي بِئْسَ الشيءُ مِمَّا يُرْمى بِهِ الأَرنب، قَالَ: وَإِنَّمَا جَاءَتْ بِالْهَاءِ لأَنها صَارَتْ فِي عِدَادِ الأَسماء، وَلَيْسَ هُوَ عَلَى رُمِيَتْ فَهِيَ مَرْمِيَّة، وعُدِلَ بِهِ إِلَى فَعِيلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ بئسَ الشيءُ فِي نَفْسِهِ مِمَّا يُرْمى الأَرْنَبُ. وَبَيْنَهُمْ رَمِّيَّا أَي رَمْيٌ. وَيُقَالُ: كَانَتْ بَيْنَ القومِ رِمِّيَّا ثُمَّ حَجَزَتْ بَيْنَهُمْ حِجِّيزى، أَي كَانَ بَيْنَ الْقَوْمِ تَرامٍ بِالْحِجَارَةِ ثُمَّ توسَّطَهم مَنْ حجزَ بَيْنَهُمْ وكفَّ بعضَهم عَنْ بَعْضٍ. والرِّمى: صَوْتَ الْحَجَرِ الَّذِي يَرْمي بِهِ الصَّبِيُّ. والمِرْماةُ: سهمٌ صَغِيرٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ مثلٌ لِلْعَرَبِ إِذَا رأَوْا كثرةَ المَرَامِي فِي جَفِير الرَّجُلِ قَالُوا: ونَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرَامِي قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الحُرَّ يُغَالِي بِالسِّهَامِ فَيَشْتَرِي المِعْبَلة والنَّصْل لأَنه صَاحِبُ حربٍ وصيدٍ، وَالْعَبْدُ إِنَّمَا يَكُونُ رَاعِيًا فتُقْنِعُه المَرَامِي لأَنها أَرخصُ أَثماناً إِنِ اشْتَرَاهَا، وَإِنِ اسْتَوهَبها لَمْ يَجُدْ لَهُ أَحد إِلَّا بمرْماة. والمِرْمَاة: سهمُ الأَهداف؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ وَهُوَ يُدْعى إِلَيْهَا فَلَا يُجيبُ، وَلَوْ دُعِيَ إِلَى مِرْمَاتَيْنِ لأَجابَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَوْ أَن أَحدهم دُعِيَ إِلَى مِرْمَاتَيْن لأَجابَ وَهُوَ لَا يُجيب إِلَى الصَّلَاةِ ، فَيُقَالُ المِرْمَاةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ الشاةِ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ إِنَّ المرمَاتَينِ مَا بَيْنَ ظِلْفَي الشاةِ، وتُكْسَر ميمُه وتُفتح. قَالَ: وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ لَوْ أَن رَجُلًا دَعا النَّاسَ إِلَى مِرْمَاتَيْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه ، قَالَ: وَفِيهَا لُغَةٌ أُخرى مَرْمَاة، وَقِيلَ: المِرْمَاةُ، بِالْكَسْرِ، السَّهمُ الصَّغِيرُ الَّذِي يُتَعلَّمُ فِيهِ الرَّمْيُ وَهُوَ أَحْقَرُ السِّهَامِ وأَرْذَلُها، أَي لَوْ دُعِي إِلَى أَن يُعْطى سَهْمَيْنِ مِنْ هَذِهِ السِّهَامِ لأَسْرَعَ الإِجابة؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهَذَا لَيْسَ بِوَجِيهٍ، وَيَدْفَعُهُ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الأُخرى لَوْ دُعِيَ إِلَى مِرْمَاتَين أَو عَرْقٍ.

_ (2). قوله [وفلان مُرْتَمىً للقوم إلخ] كذا بالأَصل والتهذيب بهذا الضبط، والذي في القاموس والتكملة: مرتم، بكسر الميم الثانية وحذف الياء

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا حَرْفٌ لَا أَدري مَا وَجْهُهُ إِلَّا أَنه هَكَذَا يُفَسَّر بِمَا بَيْنَ ظِلْفَي الشاةِ يُرِيدُ بِهِ حقارَته قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ القَطاع المِرْمَاة مَا فِي جَوْفِ ظِلْف الشَّاةِ مِنْ كُراعِها، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: المِرْمَاةُ، بِالْكَسْرِ، السَّهْمُ الَّذِي يُرْمى بِهِ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: والمَرَامِي مِثْلُ المَسالِّ دقيقةٌ فِيهَا شيءٌ مِنْ طُولٍ لَا حُروفَ لَهَا، قَالَ: والقِدْحُ بِالْحَدِيدِ مِرْمَاةٌ، وَالْحَدِيدَةُ وَحْدَهَا مِرْمَاةٌ، قَالَ: وَهِيَ لِلصَّيْدِ لأَنها أَخَفّ وأَدَقُّ، قَالَ: والمِرْمَاةُ قِدْح عَلَيْهِ رِيشٌ وَفِي أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإِصْبع؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المِرْمَاتانِ، فِي الْحَدِيثِ، سَهْمَانِ يَرْمي بِهِمَا الرجلُ فيُحْرِزُ سَبَقَه فَيَقُولُ سَابَق إِلَى إحْرازِ الدُّنْيَا وسَبَقِها ويَدَع سَبَق الْآخِرَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: المِرْمَاة مِثْلُ السِّرْوةِ وَهُوَ نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم. ابْنُ سِيدَهْ: المِرْمَاة والمَرْمَاة هَنَة بَيْنَ ظِلْفَي الشَّاةِ. وَيُقَالُ: أَرْمَى الفرسُ براكِبه إِذَا أَلقاه. وَيُقَالُ: أَرْمَيْت الحِمْل عَنْ ظَهْرِ البَعِير فارْتَمَى عَنْهُ إِذَا طَاحَ وسَقَط إِلَى الأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وسَوْقاً بالأَماعِزِ يَرْتَمِينا أَراد يَطِحْن ويَخْرِرْنَ. ورَمَيْت بالسَّهْم رَمْياً ورِمَايَةً ورَامَيْتُه مُرَامَاةً ورِمَاءً وارْتَمَيْنَا وتَرَامَيْنا وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ رِمِّيَّا ثُمَّ صَارُوا إِلَى حِجِّيزى. وَيُقَالُ للمرأَة. أَنتِ تَرْمِينَ وأَنْتُنَّ تَرْمِينَ، الْوَاحِدَةُ وَالْجَمَاعَةُ سَوَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّةٍ فِي رِمِّيَّا تَكُونُ بَيْنَهُمْ بِالْحِجَارَةِ ؛ الرِّمِّيَّا، بِوَزْنِ الهِجِّيرى والخِصِّيصى: مِنَ الرَّمْي، وَهُوَ مصدرٌ يُراد بِهِ الْمُبَالَغَةُ. وَيُقَالُ: تَرامَى الْقَوْمُ بِالسِّهَامِ وارْتَمَوْا إِذَا رَمَى بعضُهم بَعْضًا. الْجَوْهَرِيُّ: رَمَيْت الشيءَ مِنْ يَدي أَي أَلْقَيْته فارْتَمَى. ابْنُ سِيدَهْ: وأَرْمَى الشيءَ مِنْ يدهِ أَلقاه. ورَمَى اللَّهُ فِي يدِه وأَنْفِه وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَعضائهِ رَمْياً إِذَا دُعِي عَلَيْهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: قُعوداً لَدَى أَبْياتِهم يَثْمِدُونَها، ... رَمَى اللهُ فِي تِلْكَ الأُنوفِ الكَوانِعِ والرَّمِيُّ: قِطَعٌ صِغَارٌ مِنَ السَّحَابِ، زَادَ التَّهْذِيبُ: قدرُ الكَفِّ وأَعظمُ شَيْئًا، وَقِيلَ: هِيَ سَحَابَةٌ عظيمةُ القَطرِ شَدِيدَةُ الوقْعِ، وَالْجَمْعُ أَرْمَاءٌ وأَرْمِيَةٌ ورَمَايا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذؤَيب يَصِفُ عَسَلًا: يَمانِيَةٍ أَجْبى لَهَا مَظَّ مائِدٍ، ... وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْميَةٍ كُحْلِ وَيُرْوَى: صوبُ أَسْقِية. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّمِيّ السّقيُّ وَهِيَ السَّحَابَةُ الْعَظِيمَةُ القطرِ. الأَصمعي: الرَّمِيّ والسَّقِيُّ، عَلَى وَزْنِ فَعِيلٍ، هُمَا سَحَابَتَانِ عَظِيمَتَا الْقَطْرِ شَدِيدَتَا الْوَقْعِ مِنْ سَحَائِبِ الْحَمِيمِ وَالْخَرِيفِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ الأَصمعي؛ وَقَالَ مُلَيح الهُذَلي فِي الرَّميّ السَّحَابِ: حَنِين اليَماني هاجَه، بعْدَ سَلْوةٍ، ... ومِيضُ رَميٍّ، آخرَ اللَّيلِ، مُعْرِقِ وَقَالَ أَبو جُنْدُبٍ الْهُذَلِيُّ وَجَمَعَهُ أَرْمِيَةً: هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْت، أَتاكَ منْهمُ ... رجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَميم والحَميم: مطرُ الصَّيْفِ، وَيَكُونُ عظيمَ الْقَطْرِ شديدَ الوَقْع. والسحابُ يَتَرَامَى أَي يَنْضم بعضهُ إِلَى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ يَرْمِي؛ قَالَ المُتَنَخِّل الْهُذَلِيُّ: أَنْشَأَ فِي العَيْقةِ يَرْمِي لَهُ ... جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ ورَمَى بِالْقَوْمِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ: أَخْرَجهم مِنْهُ، وَقَدِ

ارْتَمَت بِهِ البلادُ وتَرَامَتْ بِهِ؛ قَالَ الأَخطل: وَلَكِنْ قَذاها زائرٌ لَا تُحِبُّهُ، ... تَرَامَتْ بِهِ الغِيطانُ مِنْ حيثُ لَا يَدْرِي ابْنُ الأَعرابي: ورَمَى الرَّجلُ إِذَا سَافَرَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِآخَرَ أَيْنَ. تَرْمِي؟ فَقَالَ: أُرِيدُ بلَدَ كَذَا وَكَذَا؛ أَراد بِقَوْلِهِ أَيْنَ تَرْمِي أَيَّ جهةٍ تَنْوِي. ابْنُ الأَعرابي: ورَمَى فُلَانٌ فُلَانًا بأَمرٍ قبيحٍ أَي قَذَفَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ، وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ؛ مَعْنَاهُ القَذْف. ورَمَى فُلَانٌ يَرْمِي إِذَا ظَنَّ ظَنّاً غيرَ مُصيب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ رَجْماً بِالْغَيْبِ؛ قَالَ طُفَيْل يَصِفُ الْخَيْلَ: إِذَا قيلَ: نَهْنِهْها وَقَدْ جَدَّ جِدُّها، ... تَرَامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِيد المُثَقَّفِ تَرَامَتْ: تَتابَعَت وازْدادَتْ. يُقَالُ: مَا زَالَ الشرُّ يَتَرَامَى بَيْنَهُمْ أَي يَتَتابَع. وتَرَامَى الجُرْحُ والحَبْنُ إِلَى فَسادٍ أَي تَراخَى وَصَارَ عَفِناً فَاسِدًا. وَيُقَالُ: تَرَامَى أَمرُ فلانٍ إِلَى الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ أَي صَارَ إِلَيْهِ. والرَّمْي: الزِّيَادَةُ فِي العُمْرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وعَلَّمَنا الصَّبْرَ آباؤُنا، ... وخُطَّ لَنا الرَّمْيُ فِي الوافِرَهْ الْوَافِرَةُ: الدُّنْيَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّمْي أَن يُرْمَى بالقومِ إِلَى بَلَدٍ. ورَمَى عَلَى الْخَمْسِينَ رَمْياً وأَرْمَى: زَادَ. وكلُّ مَا زَادَ عَلَى شَيْءٍ فَقَدْ أَرْمَى عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَلَمَّا تَرَامَاهُ الشَّباب وغَيُّه، ... وَفِي النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها قَالَ السُّكّري: تَرَامَاهُ الشَّباب أَي تَمَّ. والرَّمَاء، بالمَدَّ: الرِّبا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ عَلَى البَدَل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا تَبيعُوا الذَّهَبَ بالفِضَّة إلَّا يَداً بِيَدٍ هاءَ وَهَاءَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاء ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ بالفَتْح وَالْمَدِّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالرَّمَاء الزِّيَادَةَ بِمَعْنَى الرِّبَا، يَقُولُ: هُوَ زِيَادَةٌ عَلَى مَا يَحِلُّ. يُقَالُ: أَرْمَى عَلَى الشيءِ إرْمَاءً إِذَا زَادَ عَلَيْهِ كَمَا يُقَالُ أَرْبى؛ وَمِنْهُ قِيلَ: أَرْمَيْت عَلَى الخَمْسين أَي زِدْتُ عَلَيْهَا إرْماءً، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: إِنِّي أَخاف عَلَيْكُمُ الإِرْمَاءَ ، فجاءَ بِالْمَصْدَرِ؛ وأَنشد لِحَاتِمِ طَيِّءٍ: وأَسْمَرَ خَطِّيّاً، كأَنَّ كُعوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً عَلَى العَشْرِ أَي قَدْ زَادَ عَلَيْهَا، وأَرْمَى وأَرْبى لُغَتَانِ. وأَرْمَى فلانٌ أَي أَرْبَى. ويقال: سابَّهُ ف أَرْمَى عَلَيْهِ إِذَا زادَ، وَحَدِيثُ عَدِيٍّ الجُذَامِي: قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كانَ لِي امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَ رَمَيْتُ إحْداهما ف رُمِيَ فِي جنَازَتِها أَي ماتَتْ فَقَالَ: اعْقِلْها وَلَا تَرِثهَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ رُمِيَ فِي جنازةِ فُلَانٍ إِذَا مَاتَ لأَنَّ الجِنازَة تَصيرُ مَرْميّاً فِيهَا، وَالْمُرَادُ بالرَّمْيِ الحَمْلُ والوَضْعُ، والفِعلُ فاعِلهُ الَّذِي أُسْنِدَ إِلَيْهِ هُوَ الظَّرْفُ بِعَيْنِهِ كَقَوْلِكَ سِيرَ بِزَيْدٍ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُؤَنَّث الْفِعْلُ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ فرُمِيَتْ فِي جِنازَتها، بِإِظْهَارِ التَّاءِ. ورُمَيٌّ ورِمِّيانُ: مَوْضِعَانِ. وأَرْمِيَا: اسمُ نَبِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحْسبه مُعَرَّباً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ورَمَى اسْمُ وادٍ، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل: أَحَقّاً أَتاني أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِكٍ ... ببَطْنِ رَمَى يُهْدِي إلَيَّ القَوافِيَا؟ «3».

_ (3). قوله [ببطن رمى] في ياقوت: ببين رمى، وقال: بِين رمى، بكسر الباء، موضع إلخ

رنا: الرُّنُوُّ: إِدَامَةُ النَّظَر مَعَ سكونِ الطَّرْف. رَنَوْتُه ورَنَوْتُ إِلَيْهِ أَرْنُو رَنْواً ورَنَا لَهُ: أَدامَ النَّظَرَ. يُقَالُ: ظَلَّ رَانِياً، وأَرْنَاهُ غيرهُ. والرَّنَا، بِالْفَتْحِ مقصورٌ: الشيءُ المَنْظُورُ إِلَيْهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي يُرْنَى إِلَيْهِ مِنْ حُسْنهِ، سمَّاه بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَقَدْ كَانَ مِنْ شَأْنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ ... رَفَعْنَ الرَّنَا والعَبْقَرِيَّ المُرَقَّما وأَرْنَاني حُسْنُ المَنْظَر ورَنَّاني؛ الْجَوْهَرِيُّ: أَرْنَانِي حسنُ مَا رأَيتُ أَي حَمَلَني عَلَى الرُّنُوِّ. والرُّنُوّ: اللَّهْوُ مَعَ شَغْلِ القَلْبِ والبَصَرِ وغَلَبةِ الهَوَى. وفُلانٌ رَنُوُّ فُلَانَةَ أَي يَرْنُو إِلَى حديثِها ويُعْجبُ بِهِ. قَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعرابي: حدَّثني فلان فَ رَنَوْتُ إِلَى حديثهِ أَي لَهَوْتُ بِهِ، وَقَالَ: أَسأَلُ اللهَ أَن يُرْنِيكُم إِلَى الطَّاعَةِ أَي يُصَيِّرَكُم إِلَيْهَا حَتَّى تَسْكُنوا وتَدُومُوا عَلَيْهَا. وإنَّه لَ رَنُوُّ الأَمَاني أَي صاحبُ أُمْنِيَّةٍ. والرَّنْوَة: اللَّحمة، وجمعُها رَنَوات. وكأْسٌ رَنَوْنَاةٌ: دائمةٌ عَلَى الشُّرْبِ ساكِنة، وَوَزْنُهَا فَعَلْعَلَة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: مَدَّت عَلَيْهِ المُلكَ أَطنابَها ... كأْسٌ رَنَونَاةٌ وطِرفٌ طِمِرّ أَراد: مَدَّتْ كأْسٌ رَنَوْناةٌ عَلَيْهِ أَطْنابَ الْمُلْكِ، فذَكَرَ المُلْكَ ثمَّ ذَكَرَ أَطْنابَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ بالرَّنَونَاةِ إلَّا فِي شِعْرِ ابْنِ أَحمر، وَجَمْعُهَا رَنَوْنَيَاتٌ، وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه سَمِعَه رَوَى بيتَ ابنِ أَحمر: بَنَّتْ عَلَيْهِ الملْكُ أَطْنابَها أَي المُلْكُ، هِيَ الكَأْسُ، ورَفَعَ المُلْكَ ببَنَّت، وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بَنَتْ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ، والمُلْكَ مفعولٌ لَهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ ظرفٌ، وَقِيلَ: حَالٌ عَلَى تَقْدِيرِهِ مَصْدَرًا مِثْلُ أَرْسَلَها العِراك، وَتَقْدِيرُهُ بَنَتْ عَلَيْهِ كأْسٌ رَنَوْناة أَطْنابَها مُلْكاً أَي فِي حَالِ كَوْنِهِ مُلْكًا، وَالْهَاءُ فِي أَطنابها فِي هَذِهِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا عَائِدَةٌ عَلَى الكأْس، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَطنابها بَدَلٌ مِنَ الْمُلْكِ فَتَكُونُ الْهَاءُ فِي أَطنابها عَلَى هَذَا عَائِدَةً عَلَى الْمُلْكِ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ: بَنَتْ عَلَيْهِ الملكُ، فرفَعَ الملكَ وأَنَّثَ فِعْلَهُ عَلَى مَعْنَى المَمْلَكة؛ وَقَبْلَ الْبَيْتِ: إنَّ إمرَأَ القَيْس عَلَى عَهْدِهِ، ... فِي إرْثِ مَا كَانَ أَبوه حِجِرْ يَلْهو بِهِنْدٍ فَوْقَ أَنْماطِها، ... وفَرْثَنى يعْدُو إِلَيْهِ وَهِرْ حتَّى أَتَتْه فَيْلَقٌ طافِحٌ ... لَا تَتَّقي الزَّجْرَ، وَلَا تَنْزَجِرْ لمَّا رأَى يَوْماً، لَهُ هَبْوةٌ، ... مُرّاً عَبُوساً، شَرُّه مُقْمَطِرْ أَدَّى إِلَى هِنْدٍ تَحِيَّاتها، ... وَقَالَ: هَذَا مِنْ دَواعي دبرْ إنَّ الفَتى يُقْتِرُ بعدَ الغِنى، ... ويَغْتَني مِنْ بَعْدِ مَا يَفْتَقِرْ والحَيُّ كالمَيْتِ ويَبْقى التُّقى، ... والعَيْشُ فَنَّانِ: فحُلْوٌ، ومُرْ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: فوَرَدَتْ تَقْتَدَ بَرْدَ مائِها أَراد: وَرَدَتْ بَرْدَ ماءِ تَقْتَدَ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ؛ أَي أَحْسَنَ خَلْقَ كُلِّ شيءٍ، ويُسَمَّى هَذَا البَدَل. وَقَوْلُهُمْ

فِي الْفَاجِرَةِ: تُرْنَى؛ هِيَ تُفْعَلُ مِنَ الرُّنُوِّ أَي يُدامُ النظَرُ إِلَيْهَا لأَنَّها تُزَنُّ بالرِّيبَة. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ يا ابْنَ تُرْنى كنايةٌ عَنِ اللَّئِيم؛ قَالَ صَخْرٌ الْغَيُّ: فإنَّ ابنَ تُرْنى، إِذَا زُرْتُكُمْ، ... يُدافِعُ عَنِّيَ قَوْلًا عَنِيفا وَيُقَالُ: فُلَانٌ رَنُوُّ فُلَانَةٍ إِذَا كَانَ يُدِيمُ النَّظَر إِلَيْهَا. وَرَجُلٌ رَنَّاءٌ، بِالتَّشْدِيدِ: للَّذي يُدِيمُ النَّظَر إِلَى النساءِ. وَفُلَانٌ رَنُوُّ الأَماني أَي صاحِبُ أَمانيَّ يتَوقَّعُها؛ وأَنشد: يَا صاحِبَيَّ، إنَّني أَرْنُوكمُا، ... لَا تُحْرِماني، إنَّني أَرْجُوكُما ورَنا إِلَيْهَا يَرْنُو رُنُوّاً ورَناً، مَقْصُورٌ، إِذَا نظرَ إليْها مُداوَمة؛ وأَنشد: إِذَا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَدِيث لأَهْلهِ، ... وجَدَّ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُف «1» . ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ رَنَوْناةٌ فعَوْعَلة أَو فعَلْعَلة مِنَ الرَّنا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: حديثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ ابْنُ الأَعرابي: تَرَنَّى فُلَانٌ أَدام النَّظر إِلَى مَنْ يُحِبُّ. وتُرْنَى وتَرْنَى: اسْمُ رَمْلَةٍ، قَالَ: وقَضَينا عَلَى أَلِفِها بِالْوَاوِ وَإِنْ كَانَتْ لَامًا لِوُجُودِنَا رَنَوْت. والرُّناءُ: الصَّوْتُ والطَّرَب. والرُّنَاءُ: الصوتُ، وَجَمْعُهُ أَرْنِيَةٌ. وَقَدْ رَنَوتُ أَي طَرِبْتُ. ورنَّيْتُ غَيْرِي: طرَّبْتُه، قَالَ شَمِرٌ: سأَلت الرِّيَاشِيَّ عَنِ الرُّناءِ الصَّوْتِ، بِضَمِّ الرَّاءِ، فَلَمْ يَعْرفْه، وَقَالَ: الرَّناء، بِالْفَتْحِ، الْجَمَالُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سأَلت أَبا الْهَيْثَمِ عَنِ الرُّناءِ والرَّناء بِالْمَعْنَيَيْنِ اللَّذَيْنِ تَقَدَّمَا فَلَمْ يَحْفَظْ وَاحِدًا مِنْهُمَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والرُّناءُ بِمَعْنَى الصَّوْتِ مَمْدُودٌ صَحِيحٌ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: أَخْبَرَنِي أَبي عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ قَالَ كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي جُمَادَى الْآخِرَةَ رُنَّى، وَذَا القَعدة رُنَة، وَذَا الْحِجَّةِ بُرَكَ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: رُنَةُ اسْمُ جُمَادَى الْآخِرَةِ؛ وأَنشد: يَا آلَ زَيدٍ، احْذَرُوا هَذِي السَّنَهْ، ... مِنْ رُنَةٍ حَتَّى يُوافيها رُنَهْ قَالَ: وَيُرْوَى: مِنْ أَنةٍ حَتَّى يُوَافِيَهَا أَنَه «2» . وَيُقَالُ أَيضاً رُنَّى، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: هِيَ بِالْبَاءِ، وَقَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: هُوَ تَصْحِيفٌ وَإِنَّمَا هُوَ بِالنُّونِ. والرُّبَّى، بِالْبَاءِ: الشاةُ النُّفَساء، وَقَالَ قُطْرُبٌ وَابْنُ الأَنباري وأَبو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْوَاحِدِ وأَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: هُوَ بِالْبَاءِ لَا غيرُ، قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: لأَن فِيهِ يُعْلَم مَا نُتِجَتْ حُروبُهم أَي مَا انْجَلَتْ عَلَيْهِ أَو عَنْهُ، مأْخوذ مِنَ الشَّاةِ الرُّبَّى؛ وأَنشد أَبو الطَّيِّبِ: أَتَيْتُك فِي الحنِين فقُلْتَ: رُبَّى، ... وَمَاذَا بينَ رُبَّى والحَنِينِ؟ قَالَ: وأَصل رُنَة رُونَة، وَهِيَ مَحْذُوفَةُ الْعَيْنِ. ورُونَة الشَّيْءِ: غايتُه فِي حَرّ أَو بَرْدٍ أَو غَيْرِهِ، فسمِّي بِهِ جُمادى لشِدة بَرْدِه. وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ حِينَ سمَّوا الشُّهُورَ وَافَقَ هَذَا الشَّهْرُ شدَّةَ البَرْدِ فسَمَّوْه بذلك. رها: رَها الشيءُ رَهْواً: سَكَن. وعَيْشٌ رَاهٍ: خصيبٌ ساكنٌ رافِهٌ. وخِمْسٌ راهٍ إذا كان سهْلًا.

_ (1). قوله [وجد الرنا إلخ] هو هكذا بالجيم والدال في الأَصل وشرح القاموس أيضاً، وتقدم في مادة هنف بلفظ: حديث الرنا (2). قوله [من أنة إلخ] هكذا في الأَصل

وكلُّ ساكِنٍ لَا يتحَرَّكُ راهٍ ورَهْوٌ. وأَرْهَى عَلَى نَفْسِهِ: رفقَ بِهَا وسَكَّنها، والأَمرُ مِنْهُ أَرْهِ عَلَى نفسِك أَي ارْفُق بِهَا. وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ رَهْواً أَي ساكِناً عَلَى هِينتِك، الأَصمعي: يُقَالُ لِكُلِّ سَاكِنٍ لَا يَتَحَرَّكُ ساجٍ وراهٍ وزاءٍ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ مَا أَرْهَيْتُ ذَاكَ أَي مَا تَركْتُه سَاكِنًا. الأَصمعي: يُقَالُ أَرْهِ ذَلِكَ أَي دَعْهُ حَتَّى يسكُن، قَالَ: والإِرْهاءُ الإِسْكان. والرَّهْوُ: المَطَر السَّاكِنُ. وَيُقَالُ: مَا أَرْهَيْتَ إِلا عَلَى نفْسِك أَي مَا رَفَقْتَ إِلا بِهَا. ورَها البحرُ أَي سكَن. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً ؛ يَعْنِي تَفَرُّق الْمَاءِ مِنْهُ، وَقِيلَ: أَي سَاكِنًا عَلَى هِينتِك، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رَهْواً هُنَا يَبَساً، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ، كَمَا قال: فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً؛ قَالَ الْمُثَقِّبُ: كالأَجْدَلِ الطالِب رَهْوَ القَطا، ... مُسْتَنْشطاً فِي العُنُقِ الأَصْيَدِ الأَجْدَل: الصَّقْر. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يَقُولُ دَعْه كَمَا فلَقْته لَكَ لأَن الطَّرِيقَ فِي الْبَحْرِ كَانَ رَهْواً بَيْنَ فِلْقي الْبَحْرِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ سَاكِنًا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّ الرَّهْو فِي السَّيْرِ هُوَ اللِّينُ مَعَ دوامِه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً ، قَالَ: وَاسِعًا مَا بَيْنَ الطَّاقَاتِ؛ قَالَ الأَزهري: رَهْواً سَاكِنًا مِنْ نعتِ مُوسَى أَي عَلَى هِينَتِك، قَالَ: وأَجْود مِنْهُ أَن تَجْعَل رَهْوًا مِنْ نَعْتِ الْبَحْرِ، وَذَلِكَ أَنه قَامَ فِرْقاهُ سَاكِنَيْنِ فَقَالَ لِمُوسَى دَعِ الْبَحْرَ قَائِمًا مَاؤُهُ سَاكِنًا واعْبُر أَنت الْبَحْرَ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنبة: رَهْواً أَي دَمِثاً، وَهُوَ السَّهْل الَّذِي لَيْسَ برَمْلٍ وَلَا حَزْنٍ. والرَّهْوُ أَيضاً: الْكَثِيرُ الْحَرَكَةِ، ضدٌّ، وَقِيلَ: الرَّهْوُ الْحَرَكَةُ نَفْسُهَا. والرَّهْوُ أَيضاً: السَّرِيعُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فإِنْ أَهْلِكْ، عُمَيْرُ، فَرُبَّ زَحْفٍ ... يُشَبَّه نَقْعُه رَهْواً ضَبابا قَالَ: وَهَذَا قَدْ يَكُونُ لِلسَّاكِنِ وَيَكُونُ لِلسَّرِيعِ. وَجَاءَتِ الخيلُ والإِبِلُ رَهْواً أَي سَاكِنَةً، وَقِيلَ: مُتَتَابِعَةً. وغارَةٌ رَهْوٌ مُتَتَابِعَةٌ. وَيُقَالُ: النَّاسُ رَهْوٌ واحدٌ مَا بَيْنَ كَذَا وَكَذَا أَي مُتَقَاطِرُونَ. أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: يَمْشِينَ رَهْواً قَالَ: هُوَ سيرٌ سَهْل مُسْتَقِيمٌ. وَفِي حَدِيثِ رافِع بْنِ خَدِيجٍ: أَنه اشتَرى مِنْ رجلُ بَعِيراً بِبَعِيرَيْنِ دَفع إِليه أَحَدهما وَقَالَ آتيكَ بالآخَرِ غَداً رَهْواً ؛ يَقُولُ: آتيكَ بِهِ عَفْواً سَهلًا لَا احْتباسَ فِيهِ؛ وأَنشد: يَمْشِينَ رَهْواً، فَلَا الأَعجازُ خاذِلةٌ، ... وَلَا الصُّدورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ وامرأَةٌ رَهْوٌ ورَهْوَى: لَا تَمْتَنِعُ مِنَ الفُجور، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَيْسَتْ بِمَحْمُودَةٍ عِنْدَ الْجِمَاعِ مِنْ غَيْرِ أَن يُعَين ذَلِكَ، وَقِيلَ: هِيَ الْوَاسِعَةُ الْهَنِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: لقدْ وَلَدَتْ أَبا قابُوسَ رَهْوٌ ... نَؤُومُ الفَرْجِ، حَمْراءُ العِجانِ قَالَ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ: نزَلَ المخَبَّل السَّعْديّ، وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسفاره، عَلَى خُلَيْدة ابْنةِ الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ وَكَانَ يُهاجِي أَباها فعرَفته وَلَمْ يَعْرِفْهَا، فأَتته بغَسُولٍ فغَسَلَتْ رأْسَه وأَحسَنَت قِراهُ وزَوَّدته عِنْدَ الرِّحْلة فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنتِ؟ فَقَالَتْ: وَمَا تُرِيدُ إِلى اسمِي؟ قَالَ: أُريد أَن أَمدحك فَمَا رأَيت امرأَة مِنَ الْعَرَبِ أَكرم مِنْكِ قَالَتْ: اسْمِي رَهْوٌ قَالَ: تَاللَّهِ مَا رأَيت امرأَةً شَرِيفَةً سُمِّيَت بِهَذَا الاسْم غيرَكِ، قَالَتْ: أَنت سَمَّيْتَني بِهِ، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟

قَالَتْ: أَنا خُلَيْدةُ بنتُ الزِّبْرِقان، وَقَدْ كَانَ هَجَاها وزوجَها هَزَّالًا فِي شِعْرِهِ فَسَمَّاهَا رَهْواً؛ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: وأَنْكَحْتَ هَزَّالًا خُلَيْدةَ، بَعْدَ ما ... زَعَمْتَ برأْسِ العَيْنِ أَنك قاتِلُهْ فأَنْكَحْتُمُ رَهْواً، كأَنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إِهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ فجعَل عَلَى نَفْسِه أَن لَا يَهْجُوَها وَلَا يهجُوَ أَباها أَبداً، واسْتَحَى وأَنشأَ يَقُولُ: لقدْ زَلَّ رَأْيِي فِي خُلَيْدة زَلَّةً، ... سأُعْتِبُ قَوْمِي بَعْدَها فأَتُوبُ وأَشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللهُ، أَنَّني ... كذَبْتُ عَلَيْهَا، والهِجاءُ كَذُوبُ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهه، يصفُ السماءَ: ونَظَمَ رَهَواتِ فُرَجِها أَي المواضعَ المُتَفَتِّحَةَ مِنْهَا، وَهِيَ جَمْعُ رَهْوَة. أَبو عَمْرٍو: أَرْهَى الرجلُ إِذا تَزَوَّج بالرَّهاء، وَهِيَ الخِجامُ الْوَاسِعَةُ العَفْلَق. وأَرْهَى: دامَ عَلَى أَكْلِ الرَّهْوِ، وَهُوَ الكُرْكِيُّ. وأَرْهَى: أَدامَ لضِيفانِه الطَّعامَ سَخاءً. وأَرْهَى: صادَفَ مَوْضِعاً رَهَاءً أَي واسِعاً. وبِئرٌ رَهْوٌ: واسِعَة الفَمِ. والرَّهْوُ: مُسْتَنْقَع الْمَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ مُسْتَنْقَع الْمَاءِ مِنَ الجُوَبِ خاصَّة. أَبو سَعِيدٍ: الرَّهْوُ مَا اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرض وارْتَفَع مَا حَوْلَه. والرَّهْوُ: الجَوْبَةُ تَكُونُ فِي مَحَلَّةِ القَوْمِ يسيلُ إِليها المَطَر، وَفِي الصِّحَاحِ: يَسِيلُ فِيهَا المَطَر أَو غيرُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّه قَضَى أَنْ لَا شُفْعَة فِي فِناءٍ وَلَا طَريقٍ وَلَا مَنْقَبَةٍ وَلَا رُكْحٍ وَلَا رَهْوٍ ، وَالْجَمْعُ رِهاءٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفِنَاءُ فِنَاءُ الدَّارِ وَهُوَ مَا امْتَدَّ مَعَها مِنْ جَوانِبها، والمَنْقَبةُ الطريقُ بينَ الدارَيْنِ، والرُّكْحُ ناحِيةُ البَيْتِ مِنْ وَرائِهِ ورُبَّما كانَ فَضَاءً لَا بِناءَ فِيهِ. والرَّهْوُ: الجَوْبَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي مَحَلَّة القَوْم يسيلُ إِليها مِياهُهُم، قَالَ: وَالْمَعْنَى فِي الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يكُن مُشَارِكًا إِلَّا فِي واحدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الخَمْسةِ لَمْ يَسْتَحِقَّ بهذهِ المشارَكة شُفْعَة حَتَّى يَكُونَ شَرِيكًا فِي عَيْن العَقَار والدُّورِ والمَنازِلِ الَّتِي هَذِهِ الأَشْيَاءُ مِنْ حُقُوقِها، وأَنّ وَاحِدًا مِنْ هَذِهِ الأَشْياء لَا يُوجِبُ لَهُ شُفْعة، وَهَذَا قولُ أَهلِ الْمَدِينَةِ لأَنَّهم لَا يوجِبُون الشُّفْعَة إِلَّا للشَّرِيك المُخالِطِ، وأَما قَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ وَلَا رَهْوُ الماءِ ، ويُرْوى: لَا يُباعُ ، فإِن الرَّهْو هُنَا المُستَنْقَع، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الماءَ الواسِعَ المُتَفَجِّر، وَالْحَدِيثُ نَهَى أَن يُباعَ رَهْوُ الماءِ أَو يُمْنع رَهْوُ الْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد مُجْتَمِعَه، سُمِّيَ رَهْواً باسمِ الموضعِ الَّذِي هُوَ فِيهِ لانْخِفاضِه. والرَّهْوُ: حَفِيرٌ يُجْمَع فِيهِ الماءُ. والرَّهْو: الواسِعُ. والرَّهَاءُ: الواسِعُ مِنَ الأَرضِ المُسْتَوِي قَلَّما يَخلُو منَ السَّرابِ. ورَهاءُ كلِّ شَيْءٍ: مُسْتَواهُ. وطريقٌ رَهَاءٌ: وَاسِعٌ، والرَّهاءُ شبيهٌ بالدُّخانِ والغَبَرة؛ قَالَ: وتَحْرَجُ الأَبْصار فِي رَهَائِهِ أَي تَحَارُ. والأَرْهاء: الجَوانِبُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ: وَقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ البِلادِ أَمْرَأُ؟ قَالَتْ: أَرْهَاءُ أَجَإٍ أَنَّى شَاءَتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا أَن هَمْزَةَ الرَّهاء والأَرْهاءِ واوٌ لَا ياءٌ لأَن رَ هَـ وأَكثر مِنْ ر هـ ي، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَتِ الْيَاءُ أَمْلَكَ بِهَا لأَنها لَامٌ. ورَهَتْ تَرْهُو رَهْواً: مَشَتْ مَشْياً خَفِيفاً فِي رِفْق؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ فِي نَعْتِ الرِّكَابِ:

يَمْشِينَ رَهْواً، فَلا الأَعْجازُ خاذِلَةٌ، ... وَلَا الصُّدُورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ والرَّهْوُ: سَيْرٌ خَفِيفٌ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي سَيْرِ الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّهْوُ السَّيْرُ السَّهْلُ. يُقَالُ: جاءَت الخَيْلُ رَهْواً أَي مُتَتَابِعَةً. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذْ مَرَّتْ بِهِ عَنانَةٌ تَرَهْيَأَتْ أَي سحابةٌ تَهَيَّأَتْ لِلْمَطَرِ فَهِيَ تُرِيدُهُ وَلَمْ تَفْعَل. والرَّهْو: شِدَّةُ السَّيْرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَوْلُهُ: إِذا مَا دَعا داعِي الصَّباحِ أَجابَهُ ... بَنُو الحَرْب مِنَّا، والمَراهِي الضَّوابِعُ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: الْمَرَاهِي الْخَيْلُ السِّرَاعُ، وَاحِدُهَا مُرْهٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَوْ كَانَ مِرْهىً كَانَ أَجود، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَعْرِفْ أَرْهَى الفَرَسُ وإِنما مِرْهىً عِنْدَهُ عَلَى رَها أَو عَلَى النَّسَبِ. الأَزهري: قَالَ العُكْلِيّ المُرْهِي مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي تَرَاهُ كأَنَّه لَا يُسْرِع وإِذا طُلِبَ لَمْ يُدْرَكْ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّهْوُ مِنَ الطَّيْرِ والخيلِ السِّراعُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: يُرَيْنَ عَصائباً يَرْكُضْنَ رَهْواً، ... سَوابِقُهُنَّ كالحِدَإِ التُّؤامِ وَيُقَالُ: رَهْواً يَتْبَعُ بعضُها بَعْضًا: وَقَالَ الأَخطل: بَني مهْرَةٍ، والخَيْلُ رَهْوٌ كأَنها ... قِداحٌ عَلَى كَفَّي مُجيلٍ يُفيضُها أَي متتابعةٌ. والرَّهْوُ: مِنَ الأَضداد، يَكُونُ السَّيْرَ السَّهْلَ وَيَكُونُ السَّريعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي السَّريع: فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالًا، كأَنَّها ... جَرادٌ زهَتْهُ ريحُ نَجْدٍ فأَتْهَما وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَها يَرْهو فِي السَّيْرِ أَي رَفَقَ. وَشَيْءٌ رَهْوٌ: رَقِيقٌ، وَقِيلَ مُتَفَرِّق. ورَها بَيْنَ رِجْلَيْهِ يَرْهو رَهْواً: فَتَح؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زِيَادٍ: تَبيتُ، مِنْ شَفّانِ إِسْكَتَيْها ... وحِرِها، راهِيَةً رِجْلَيْها وَيُقَالُ: رَها مَا بَيْنَ رِجْلَيْه إِذا فَتَحَ مَا بَيْنَ رِجليه. الأَصمعي: وَنَظَرَ أَعرابي إِلى بَعِيرٍ فالِجٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَهْوٌ بَيْنَ سَنامَيْن أَيْ فَجْوَةٌ بينَ سَنامَيْن، وَهَذَا مِنَ الانْهِباط. والرَّهْوُ: مَشْيٌ فِي سُكونٍ. وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ سَهْواً رَهْواً أَي سَاكِنًا بِغَيْرِ تَشَدُّدٍ. وثوبٌ رَهْوٌ: رَقيقٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عَطَاءٍ: وَمَا ضَرَّ أَثْوابي سَوادي، وتَحْتَه ... قَميصٌ مِنَ القوهِيِّ، رَهْوٌ بَنائقُهْ وَيُرْوَى: مَهْوٌ ورَخْفٌ، وكلُّ ذَلِكَ سَواءٌ. وخِمارٌ رَهْوٌ: رَقيقٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَلي الرأْسَ وَهُوَ أَسْرَعُهُ وسَخاً. والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ: المَكانُ المُرْتَفِعُ والمُنْخَفِضُ أَيضاً يَجتَمِع فِيهِ الماءُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّهْوة الارْتِفاعُ والانْحِدارُ ضِدٌّ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ النُّمَيْري: دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ، ... فَما نالَتا عندَ ذاكَ القَرارا وأَنشده أَبو حَاتِمٍ عَنْ أُمّ الهَيْثم؛ وأَنشد أَيضاً: تَظَلُّ النساءُ المُرْضِعاتُ بِرَهْوةٍ ... تَزَعْزَعُ، من رَوْعِ الجَبانِ، قُلوبُها فَهَذَا انْحِدار وانْخِفاض؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلثوم: نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَدٍّ ... مُحافَظةً، وكُنّا السابِقينا

وَفِي التَّهْذِيبِ: وَكُنَّا المُسْنِفينا، وَفِي الصِّحَاحِ: وَكُنَّا الأَيْمَنينا، كأَنَّ رَهْوَةَ هَاهُنَا اسْمٌ أَو قارةٌ بِعَيْنِهَا، فَهَذَا ارْتِفَاعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَهْوَةُ اسْمُ جَبَلٍ بِعَيْنِهِ، وذاتُ حَدٍّ: مِنْ نَعْتِ الْمَحْذُوفِ، أَراد نَصَبْنا كَتيبَةً مِثلَ رَهْوَة ذاتَ حَدٍّ، ومُحافظة: مَفْعُولٌ لَهُ، وَالْحَدُّ: السِّلَاحُ وَالشَّوْكَةُ؛ قَالَ: وَكَانَ حَقُّ الشَّاهِدِ الَّذِي اسْتَشْهَدَ بِهِ أَن تَكُونَ الرَّهْوَةُ فِيهِ تَقَعُ عَلَى كُلِّ مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ مِنَ الأَرض فَلَا تَكُونُ اسْمَ شَيْءٍ بِعَيْنِهِ، قَالَ: وعُذْره فِي هَذَا أَنه إِنما سُمِّيَ الْجَبَلُ رَهْوَةً لارْتِفاعه فَيَكُونُ شَاهِدًا عَلَى الْمَعْنَى. وشاهدُ الرَّهْوَة لِلْمُرْتَفِعِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: وسُئل عَنْ غَطَفان فَقَالَ رَهْوَةٌ تَنْبَع مَاءً ، فَ رَهْوَةٌ هُنَا جَبَلٌ يَنْبَعُ مِنْهُ مَاءٌ، وأَراد أَنَّ فِيهِمْ خُشونةً وتَوَعُّراً وتَمَنُّعاً، وأَنهم جَبَلٌ يَنْبَعُ مِنْهُ الْمَاءُ، ضَرَبَهُ مَثَلًا. قَالَ: والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ شِبْهُ تَلٍّ صَغِيرٍ يَكُونُ فِي مُتون الأَرض وعلى رؤوس الْجِبَالِ، وَهِيَ مَواقِع الصُّقور والعِقبان؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نَظَرْتُ، كَمَا جَلّى عَلَى رأْسِ رَهْوَةٍ ... مِن الطَّيْرِ أَقْنى، يَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ الأَصمعي وَابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّهْوَةُ والرَّهْوُ مَا ارتفعَ مِنَ الأَرض. ابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّهْوَةُ الرَّابِية تضْرِبُ إِلى اللِّين وطولُها فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ أَو ثَلَاثَةٌ، وَلَا تَكُونُ إِلا فِي سهولِ الأَرض وجَلَدِها مَا كَانَ طِينًا وَلَا تَكُونُ فِي الجِبال. الأَصمعي: الرِّهاءُ أَماكنُ مُرْتَفِعَةٌ، الْوَاحِدُ رَهْوٌ. والرَّهَاءُ: مَا اتَّسع مِنَ الأَرض؛ وأَنشد: بِشُعْثٍ عَلَى أَكْوارِ شُدْفٍ رَمى بِهِمْ ... رَهاء الفَلا نَابِي الهُمومِ القَواذِف والرَّهَاء: أَرض مُسْتَوِيةٌ قَلَّما تَخْلُو مِنَ السَّرَابِ. الْجَوْهَرِيُّ: ورَهْوَةٌ فِي شِعر أَبي ذُؤَيب عَقَبة بِمَكَانٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ هُوَ قَوْلُهُ: فإِنْ تُمْسِ فِي قَبْرٍ برَهْوَةَ ثاوِياً، ... أَنيسُك أَصْداءُ القُبور تَصيحُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رَهْوَى مَوْضِعٌ وَكَذَلِكَ رَهْوَةُ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لأَبي ذُؤَيْبٍ: فإِن تمسِ فِي قَبْرٍ برَهْوَة ثَاوِيًا وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رَهْوَةُ جَبَلٌ؛ وأَنشد: يوعِدُ خَيْراً، وهْوَ بالرَّحْراحِ ... أَبْعَدُ مِن رَهْوةَ مِن نُباحِ نُباحٌ: جَبَلٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: يَقُولُونَ لِلرَّامِي وَغَيْرِهِ إِذا أَساء أَرْهِهْ أَي أَحْسِنْ. وأَرْهَيْت: أَحْسَنْت. والرَّهْو: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ يُقَالُ لَهُ الكُرْكِيُّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ طَيْر الْمَاءِ يُشْبِهُهُ وَلَيْسَ بِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: والرَّهْوُ طَائِرٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ هُوَ طَائِرٌ غَيْرُ الْكُرْكِيِّ يَتزوَّد الْمَاءَ فِي اسْتِهِ؛ قَالَ: وإِياه أَراد طَرَفة بِقَوْلِهِ: أَبا كَرِبٍ، أَبْلِغْ لَدَيْكَ رِسالةً ... أَبا جابِرٍ عَنِّي، وَلَا تَدَعَنْ عَمْرا هُمُ سَوَّدوا رَهْواً تَزَوَّدَ فِي اسْتِه، ... مِنَ الماءِ، خالَ الطَّيْرَ وارِدةً عَشْرا وأَرْهى لَكَ الشيءُ: أَمْكَنَكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرْهَيْتُه أَنا لَكَ أَي مَكَّنْتُكَ مِنْهُ. وأَرْهَيْتُ لَهُمُ الطَّعامَ والشرابَ إِذا أَدَمْتَه لَهُم؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ مِثْلُ أَرْهَنْتُ، وَهُوَ طَعَامٌ رَاهِنٌ وراهٍ أَي دائمٌ؛ قَالَ الأَعشى: لَا يَسْتَفِيقونَ مِنْها، وهْيَ رَاهِيةٌ، ... إِلَّا بِهاتِ، وإِنْ عَلُّوا وإِن نَهِلُوا

وَيُرْوَى: رَاهِنَةٌ، يَعْنِي الخَمْر. والرَّهِيَّةُ: بُرٌّ يُطحَن بَيْنَ حَجَرَيْنِ ويُصَبُّ عَلَيْهِ لَبَن، وَقَدِ ارْتَهَى. والرُّها «3»: بَلَدٌ بِالْجَزِيرَةِ يُنْسَبُ إِليه ورَق المَصاحف، وَالنِّسْبَةُ إِليه رُهاوِيٌّ. وبَنُو رُهاء، بِالضَّمِّ «4»: قَبِيلَةٌ مِنْ مَذْحجٍ وَالنِّسْبَةُ إِليهم رُهَاوِيٌّ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ هَرَا: ابْنُ الأَعرابي هَارَاهُ إِذا طانَزه، ورَاهاهُ إِذا حَامَقَهُ. روي: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الأَلف: رُواوةُ مَوْضِعٌ مِنْ قِبَل بِلَادِ بَنِي مُزَيْنةَ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: وغَيَّرَ آياتٍ، بِبُرْقِ رُواوةٍ، ... تَنائِي اللَّيالي، والمَدَى المُتَطاوِلُ وَقَالَ فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ: رَوِيَ مِنَ الْمَاءِ، بِالْكَسْرِ، وَمِنَ اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مِثْلُ رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كُلُّهُ بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ الرِّيُّ أَيضاً، وَقَدْ أَرْواني. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ الْغَزِيرَةِ: هِيَ تُرْوِي الصَّبِيَّ لأَنه يَنام أَول الليلِ، فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه. والرَّيَّانُ: ضِدُّ العَطْشان، وَرَجُلٌ رَيّانُ وامرأَة رَيَّا مِن قَوْمٍ رِواءٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَمّا رَيَّا الَّتِي يُظنّ بِهَا أَنها مِنْ أَسماء النِّسَاءِ فإِنه صِفَةٌ، عَلَى نَحْوِ الحَرث والعَباسِ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهَا اللَّامُ، اتَّخَذُوا صِحَّةَ الْيَاءِ بَدَلًا مِنَ اللَّامِ، وَلَوْ كَانَتْ عَلَى نَحْوِ زَيْدٍ مِنَ الْعَلَمِيَّةِ لَكَانَتْ رَوَّى مِنْ رَوِيت، وَكَانَ أَصلها رَوْيا فَقُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا لأَن فَعْلى إِذا كَانَتِ اسْمًا وأَلفها يَاءً قُلِبَتْ إِلى الْوَاوِ كتَقْوَى وشرْوَى، وإِن كَانَتْ صِفَةً صَحَّتِ الْيَاءُ فِيهَا كصَدْيا وخَزْيا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كَلَامُ سِيبَوَيْهِ وَزِدْتُهُ بَيَانًا. الْجَوْهَرِيُّ: المرأَة رَيَّا وَلَمْ تُبدل مِنَ الْيَاءِ وَاوٌ لأَنها صِفَةٌ، وإِنما يُبدلون الْيَاءَ فِي فَعْلَى إِذا كَانَتِ اسْمًا وَالْيَاءُ مَوْضِعُ اللَّامِ، كَقَوْلِكَ شَرْوَى هَذَا الثوبِ وإِنما هُوَ مِنْ شَرَيْت، وتَقْوَى وإِنما هُوَ مِنَ التَّقِيَّة، وإِن كَانَتْ صِفَةً تَرَكُوهَا عَلَى أَصلها قَالُوا امرأَة خَزْيا ورَيَّا، وَلَوْ كَانَتِ اسْمًا لَكَانَتْ رَوَّى لأَنك كُنْتَ تُبْدِلُ الأَلف وَاوًا مَوْضِعَ اللَّامِ وَتَتْرُكُ الْوَاوَ الَّتِي هِيَ عَيْنُ فَعْلَى عَلَى الأَصل؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: وَاهًا لِرَيَّا ثُمَّ وَاهًا وَاهَا إِنما أَخرجه عَلَى الصِّفَةِ. وَيُقَالُ: شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً. ابْنُ سِيدَهْ: ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى تَنَعَّم. ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ؛ قَالَ الأَعشى: طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه، ... عَلَيْهِ أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ وَمَاءٌ رَوِيٌّ ورِوىً ورَواءٌ: كَثِيرٌ مُرْوٍ؛ قَالَ: تَبَشّرِي بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى، ... وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قَدْ أَتَى وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ، ... وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّوَاءُ وماءٌ رَوَاء، مَمْدُودٌ مَفْتُوحُ الرَّاءِ، أَي عَذْبٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: مَنْ يَكُ ذَا شَكّ، فَهَذَا فَلْجُ ... ماءٌ رَواءٌ وطَرِيقٌ نَهْجُ وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: واجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواء ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الْمَاءُ الْكَثِيرُ، وَقِيلَ: العَذْب الَّذِي فِيهِ للوارِدين رِيٌّ.

_ (3). قوله [والرُّها إلخ] هو بالمدّ والقصر كما في ياقوت (4). قوله [وبنو رُهَاء بالضم] تبع المؤلف الجوهري، والذي في القاموس كسماء

وَمَاءٌ رِوىً، مَقْصُورٌ بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَ يَصْدُر «1». مَنْ يَرِدُه عَنْ غَيْرِ رِيٍّ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ هَذَا إِلا صِفَةً لأَعْداد الْمِيَاهِ التي لا تَنْزَحُ وَلَا يَنقطع مَاؤُهَا؛ وَقَالَ الزَّفيان السَّعْدِيُّ: يَا إِبِلِي مَا ذامُه فَتَأْبَيْهْ ... «2». ماءٌ رَواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ هَذَا مَقامٌ لَكِ حَتَّى تِيبَيْهْ إِذا كَسَرَتَ الرَّاءَ قَصَرْتَهُ وَكَتَبْتَهُ بِالْيَاءِ فَقُلْتَ مَاءٌ رِوىً، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي فِيهِ للوارِدةِ رِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: فصَبِّحا عَيْناً رِوىً وفَلْجا وَقَالَ الجُمَيْحُ بْنُ سُدَيْدٍ التَّغْلِبِيُّ: مُسْحَنْفِرٌ يَهْدِي إِلى مَاءٍ رِوَى، ... طامِي الجِمام لَمْ تَمَخَّجْه الدِّلا المُسْحَنْفِرُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، وَالْمَاءُ الرِّوَى: الْكَثِيرُ، والجِمامُ: جَمْعُ جَمَّة أَي هَذَا الطَّرِيقُ يَهْدِي إِلى مَاءٍ كَثِيرٍ. ورَوَّيْتُ رأْسِي بالدُّهْن ورَوَّيْت الثَّرِيدَ بالدَّسم. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّاوِيَةُ المَزادة فِيهَا الْمَاءُ، وَيُسَمَّى الْبَعِيرُ رَاوِيَة عَلَى تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِاسْمِ غَيْرِهِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، ... كَرَوَايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وَيُقَالُ للضَّعيف الوادِع: مَا يَرُدُّ الرَّاوِيَة أَي أَنه يَضْعُف عَنْ ردِّها عَلَى ثِقَلها لِمَا عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ. والرَّاوِيَة: هُوَ الْبَعِيرُ أَو الْبَغْلُ أَو الْحِمَارُ الَّذِي يُستقى عَلَيْهِ الْمَاءُ والرَّجل الْمُسْتَقِي أَيضاً رَاوِيَة. قَالَ: وَالْعَامَّةُ تُسَمِّي المَزادة رَاوِيَة، وَذَلِكَ جَائِزٌ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، والأَصل الأَول؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ، ... مَشْيَ الرَّوَايَا بالمَزادِ الأَثْقَلِ «3» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الرَّاوِيَة الْبَعِيرُ قَوْلُ أَبي طَالِبٍ: ويَنْهَضُ قَوْمٌ، فِي الحَدِيد، إِلَيْكُمُ ... نُهُوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِلِ ف الرَّوَايا: جَمْعُ رَاوِيَة لِلْبَعِيرِ: وَشَاهِدُ الرَّاوِيَة للمَزادة قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مِلْقَط: ذاكَ سِنانٌ مُحْلِبٌ نَصْرُه، ... كالجَمَلِ الأَوْطَفِ بالرَّاوِيَةْ وَيُقَالُ: رَوَيْتُ عَلَى أَهلي أَرْوِي رَيَّةً. قَالَ: وَالْوِعَاءُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْمَاءُ إِنما هِيَ المَزادة، سُمِّيَتْ رَاوِيَةً لِمَكَانِ الْبَعِيرِ الَّذِي يَحْمِلُهَا وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رَوَيْتُ القومَ أَرْوِيهم إِذا استَقَيْت لهم. وَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ رَيَّتُكم أَي مِنْ أَين تَرْتَوُون الْمَاءَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّوَاء الحَبْل الَّذِي يُرْوَى بِهِ عَلَى الرَّاوِيَةِ إِذا عُكِمَتِ المزادتانِ. يُقَالُ: رَوَيْت عَلَى الراَّوية أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عَلَيْهِمَا الرِّواء؛ قَالَ: وأَنشدني أَعرابي وَهُوَ يُعاكِمُني: رَيَّاً تَمِيميّاً عَلَى المزايدِ وَيُجْمَعُ الرِّواءُ أَرْوِيَةً، وَيُقَالُ لَهُ المِرْوَى، وَجَمْعُهُ مَراوٍ ومَراوَى. وَرَجُلٌ رَوَّاء إِذا كَانَ الاستقاءُ بِالرَّاوِيَةِ لَهُ صِناعةً، يُقَالُ: جَاءَ رَوّاءُ الْقَوْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، سَمَّى السَّحابَ رَوَايا البِلادِ ؛ الرَّوَايا مِنَ الإِبلِ: الحَوامِلُ للماء،

_ (1). قوله [إذا كان يصدر إلخ] كذا بالأصل ولعله إذا كان لا يصدر كما يقتضيه السياق (2). قوله [فتأبيه إلخ] هو بسكون الياء والهاء في الصحاح والتكملة، ووقع لنا في مادة حول وذام وأبي من اللسان بفتح الياء وسكون الهاء (3). قوله [الأثقل] هو هكذا في الأصل والجوهري هنا ومادة ردد، ووقع في اللسان في ردد المثقل

وَاحِدَتُهَا رَاوِيةٌ فشبَّهها بِهَا، وَبِهِ سُمِّيَتِ المزادةُ رَاوِيَةً، وَقِيلَ بِالْعَكْسِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فإِذا هُوَ برَوَايا قُرَيْشٍ أَي إِبِلِهِم الَّتِي كَانُوا يَسْتَقُونَ عَلَيْهَا. وتَرَوَّى القومُ ورَوَّوْا: تَزَوَّدُوا بِالْمَاءِ. ويَوْم التّرْوِية: يوْمٌ قَبْلَ يومِ عَرَفَةَ، وَهُوَ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الحِجّة، سُمِّيَ بِهِ لأَن الحُجّاج يتَرَوَّوْنَ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ وينهَضُون إِلى مِنىً وَلَا مَاءَ بِهَا فيتزوَّدون رِيَّهم مِنَ الْمَاءِ أَي يَسْقُون ويَسْتَقُون. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يُلبِّي بالحَجِّ يومَ التَّرْوِيَةِ. ورَوَيْت عَلَى أَهلي ولأَهلي رَيّاً: أَتيتُهم بِالْمَاءِ، يُقَالُ: مِنْ أَيْن رَيَّتُكم أَي مِنْ أَين تَرْتَوُون الْمَاءَ. ورَوَيْتُ عَلَى البَعير رَيّاً: اسْتَقَيْتُ عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ: وَلَنَا رَوايا يَحْمِلون لَنَا ... أَثْقالَنا، إِذ يُكْرَهُ الحَمْلُ إِنما يَعْنِي بِهِ الرِّجَالَ الَّذِينَ يحْمِلون لَهُمُ الدِّياتِ، فَجَعَلَهُمْ كَرَوَايَا الْمَاءَ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ لسادةِ الْقَوْمِ الرَّوايا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ جَمْعُ راوِيةٍ، شَبّه السيِّد الَّذِي تحَمَّل الدِّيات عَنِ الْحَيِّ بالبَعير الرَّاوِيَة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعي: إِذا نُدِيَتْ رَوَايَا الثِّقْلِ يَوْماً، ... كَفَيْنا المُضْلِعاتِ لِمَنْ يَلِينا أَراد بِرَوَايَا الثِّقْل حَوامِل ثِقْل الدِّيات، والمُضْلِعات: الَّتِي تُثْقِلُ مَنْ حَمَلَها، يَقُولُ: إِذا نُدِبَ للدِّيات المُضْلِعةِ حَمَّالوها كُنَّا نَحْنُ المُجِيبين لحمْلِها عمَّن يَلِينا مِنْ دُونِنَا. غَيْرُهُ: الرَّوَايا الَّذِينَ يحْمِلون الْحَمَالَاتِ؛ وأَنشدني ابْنُ بَرِّيٍّ لِحَاتِمٍ: اغْزُوا بَنِي ثُعَل، والغَزْوُ جَدُّكُم ... جَدُّ الرَّوايا، وَلَا تَبْكُوا الَّذِي قُتِلا وَقَالَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَذَكَرَ قَوْمًا أَغاروا عَلَيْهِمْ: لَقِينَاهُمْ فقَتَلْنا الرَّوَايَا وأَبَحْنا الزَّوايا أَي قَتَلْنا السادةَ وأَبَحْنا البُيوت وَهِيَ الزَّوايا. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ يَعْقُوبُ ورَوَيْتُ القومَ أَرْويهم إِذا اسْتَقَيْتُ لَهُمُ الْمَاءَ. وَقَوْمٌ رِوَاء مِنَ الْمَاءِ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ؛ قَالَ عُمر بْنُ لجَإٍ: تَمْشي إِلى رِواءِ عاطِناتِها، ... تحَبُّسَ العانِسِ فِي رَيْطاتِها وتَرَوَّت مفاصِلُه: اعْتَدَلَتْ وغَلُظَتْ، وارْتَوَت مَفَاصِلُ الرَّجُلِ كَذَلِكَ. اللَّيْثُ: ارْتَوَتْ مَفَاصِلُ الدَّابَّةِ إِذا اعْتَدَلت وغَلُظت، وارْتَوَت النَّخْلَةُ إِذا غُرست فِي قَفْر ثُمَّ سُقِيَت فِي أَصلها، وارْتَوَى الحَبْلُ إِذا كَثُرَ قُواه وغَلُظ فِي شِدَّة فَتْلٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَذْكُرُ قَطَاةً وفَرْخَها: تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ فِي صَفْصَفٍ، ... تَصْهَرُه الشَّمس فَمَا يَنْصَهِرْ تَرْوِي: مَعْنَاهُ تَسْتقي يُقَالُ: قَدْ رَوَى مَعْنَاهُ اسْتَقى عَلَى الرَّاوِيَة. وَفَرَسٌ رَيَّانُ الظَّهْرِ إِذا سمِنَ مَتْناهُ. وَفَرَسٌ ظَمْآنُ الشَّوى إِذا كَانَ مُعَرَّق الْقَوَائِمِ، وإِنَّ مفاصِله لظِماء إِذا كَانَ كَذَلِكَ؛ وأَنشد: رِواء أَعالِيهِ ظِماء مفاصِلُهْ والرِّيُّ: المَنْظرُ الحسَنُ فِيمَنْ لَمْ يَعْتَقِدِ الْهَمْزَ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَهُوَ حَسَنٌ لِمَكَانِ النَّعْمة وأَنه خِلَافُ أَثَرِ الجَهْد والعَطش والذُّبول. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَحسَنُ أَثاثاً ورِيّاً؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَهل المدينة يقرؤونها رِيّاً، بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ: وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ مِنْ رأَيت لأَنه مع آيات لسْنَ مَهْمُوزَاتِ الأَواخر، وَذَكَرَ بعضهم أَنه ذهب بالرِّيّ إِلى رَوَيْت إِذا لم يُهْمَزْ،

وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ رِيّاً بِغَيْرِ هَمْزٍ فَلَهُ تَفْسِيرَانِ، أَحدهما أَنّ مَنْظَرَهم مُرْتَوٍ مِنَ النَّعْمة كأَن النَّعِيمَ بيِّنٌ فِيهِمْ، وَيَكُونُ عَلَى تَرْكِ الْهَمْزِ مِنْ رأَيت. ورَوى الحَبْلَ رَيّاً فارْتَوى: فتَلَه، وَقِيلَ: أَنْعم فَتْله. والرِّوَاء، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: حَبْلٌ مِنْ حِبال الخِباء، وَقَدْ يُشدُّ بِهِ الحِمْل والمَتاع عَلَى الْبَعِيرِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرِّوَاءُ أَغْلَظُ الأَرْشيةِ، وَالْجَمْعُ الأَرْوِية؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: إِنِّي إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا أَنْجِيَهْ، ... وشُدَّ فوْقَ بَعْضِهِمْ بالأَرْويَهْ، هُناك أَوْصيني وَلَا تُوصِي بِيَهْ وَفِي الْحَدِيثِ: ومَعِي إِداوةٌ عَلَيْهَا خِرْقةٌ قَدْ روَّأْتها. قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالْهَمْزِ، وَالصَّوَابُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَي شَدَدتها بِهَا وَرَبَطْتها عَلَيْهَا. يقال: رَوَيْت الْبَعِيرَ، مُخَفَّفُ الْوَاوِ، إِذا شَدَدْت عَلَيْهِ بالرِّواء. وارْتَوَى الحبْلُ: غلُظَت قُوَاهُ، وَقَدْ رَوَى عَلَيْهِ رَيّاً وأَرْوَى. ورَوَى عَلَى الرَّجل: شدَّه بالرِّواءِ لِئَلَّا يسقُط عَنِ الْبَعِيرِ مِنَ النَّوْمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِنِّي عَلَى مَا كانَ مِنْ تَخَدُّدي، ... ودِقَّةٍ فِي عَظْمِ سَاقِي ويَدِي، أَرْوي عَلَى ذِي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يأْخذ مَعَ كُلِّ فريضةٍ عِقالًا ورِواءً ؛ الرِّوَاء، مَمْدُودٌ، وَهُوَ حَبْلٌ؛ فإِذا جَاءَتْ إِلى الْمَدِينَةِ باعَها ثُمَّ تَصدَّق بِتِلْكَ العُقُل والأَرْوِيِة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الرِّواء الحَبْلُ الَّذِي يُقْرَن بِهِ البعيرانِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرِّوَاء الحَبْل الَّذِي يُرْوى بِهِ عَلَى الْبَعِيرِ أَي يُشدّ بِهِ الْمَتَاعُ عَلَيْهِ، وأَما الحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ البعِيرانِ فَهُوَ القَرَنُ والقِرانُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّوِيُّ السَّاقِي، والرَّوِيُّ الضَّعيفُ، والسَّوِيُّ الصَّحِيحُ البَدَنِ والعقلِ. وَرَوَى الحديثَ والشِّعْرَ يَرْوِيه رِوَاية وتَرَوَّاه، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّة بْنِ المُضَرِّبِ فإِنه يُعِينُ عَلَى البِرِّ ، وَقَدْ رَوَّاني إِياه، وَرَجُلٌ راوٍ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَما كَانَ، فِي مَعْدانَ والفيلِ، شاغِلٌ ... لِعَنْبَسةَ الرَّاوي عليَّ القَصائدا؟ ورَاوِيةٌ كَذَلِكَ إِذا كَثُرَتْ روايتُه، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي صِفَتِهِ بالرِّواية. وَيُقَالُ: روَّى فُلَانٌ فُلَانًا شِعْرًا إِذا رَوَاهُ لَهُ حَتَّى حَفِظه للرِّواية عَنْهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَوَيْتُ الْحَدِيثَ والشِّعر رِوَاية فأَنا رَاوٍ، فِي الْمَاءِ والشِّعر، مِنْ قَوْمٍ رُوَاة. ورَوَّيْتُه الشِّعر تَرْوِيَةً أَي حَمَلْتُهُ عَلَى رِوايتِه، وأَرْوَيْتُه أَيضاً. وَتَقُولُ: أَنشد القصيدةَ يَا هَذَا، وَلَا تَقُلِ ارْوِها إِلا أَن تأْمره بِرِوَايَتِهَا أَي بِاسْتِظْهَارِهَا. وَرَجُلٌ لَهُ رُواء، بِالضَّمِّ، أَي منظرٌ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: إِذا رأَيتُ رَجُلًا ذَا رُوَاء طَمِحَ بَصَرِي إِليه ؛ الرُّواء، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ: المنظرُ الْحَسَنُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ أَبو مُوسَى فِي الرَّاءِ وَالْوَاوِ، وَقَالَ: هُوَ مِنَ الرِّيِّ والارْتِواء، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ المَرأَى وَالْمَنْظَرِ فَيَكُونُ فِي الرَّاءِ وَالْهَمْزَةِ. والرَّوِيُّ: حَرْفُ الْقَافِيَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَوْ قَدْ حَداهُنَّ أَبو الجُوديِّ، ... بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيِّ، مُسْتَوِياتٍ كنَوى البَرْنيِ وَيُقَالُ: قَصِيدَتَانِ عَلَى رَويّ وَاحِدٍ؛ قَالَ الأَخفش:

الرَّوِيُّ الْحَرْفُ الَّذِي تُبْنى عَلَيْهِ الْقَصِيدَةُ وَيَلْزَمُ فِي كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ نَحْوَ قَوْلِ الشَّاعِرِ: إِذا قلَّ مالُ المَرْءِ قلَّ صديقُه، ... وأَوْمَتْ إِليه بالعُيوبِ الأَصابعُ قَالَ: فَالْعَيْنُ حَرْفُ الرَّويّ وَهُوَ لَازِمٌ فِي كُلِّ بَيْتٍ؛ قَالَ: المتأَمل لِقَوْلِهِ هَذَا غَيْرُ مقْنعٍ فِي حَرْفِ الرَّويّ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَ الأَعشى: رحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَجْمالَها، ... غَضْبى عليكَ، فَمَا تقولُ بَدَا لَهَا تَجِدُ فِيهِ أَربعة أَحرف لَوَازِمٍ غَيْرَ مُخْتَلِفَةِ الْمَوَاضِعِ، وَهِيَ الأَلف قَبْلَ اللَّامِ ثُمَّ اللَّامُ وَالْهَاءُ والأَلف فِيمَا بَعْدُ، قَالَ: فَلَيْتَ شِعْرِي إِذا أَخذ الْمُبْتَدِي فِي مَعْرِفَةِ الرَّويّ بِقَوْلِ الأَخفش هَكَذَا مُجَرَّدًا كَيْفَ يَصِحُّ لَهُ؟ قَالَ الأَخفش: وَجَمِيعُ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ تَكُونُ رَوِيّاً إِلا الأَلف وَالْيَاءَ وَالْوَاوَ اللَّواتي يكُنَّ للإِطلاق. قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَوْلُهُ اللَّوَاتِي يكنَّ للإِطلاق فِيهِ أَيضاً مُسَامَحَةٌ فِي التَّحْدِيدِ، وَذَلِكَ أَنه إِنما يُعْلَمُ أَن الأَلف وَالْيَاءَ وَالْوَاوَ للإِطلاق، إِذا عَلِمَ أَن مَا قَبْلَهَا هُوَ الرَّوِيُّ فَقَدِ اسْتَغْنَى بِمَعْرِفَتِهِ إِياه عَنْ تَعْرِيفِهِ بِشَيْءٍ آخَرَ. وَلَمْ يبقَ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ هَاهُنَا غرضٌ مَطْلُوبٌ لأَن هَذَا مَوْضِعُ تَحْدِيدِهِ ليُعرف، فإِذا عُرف وعُلم أَن مَا بَعْدَهُ إِنما هُوَ للإِطلاق فَمَا الَّذِي يُلتَمس فِيمَا بَعْدُ؟ قَالَ: وَلَكِنْ أَحْوَطُ مَا يُقَالُ فِي حَرْفِ الرَّوِيِّ أَن جَمِيعَ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ تَكُونُ رَويّاً إِلا الأَلف وَالْيَاءَ وَالْوَاوَ الزَّوَائِدَ فِي أَواخر الْكَلِمِ فِي بَعْضِ الأَحوال غَيْرَ مَبْنِيَّات فِي أَنْفُس الْكَلِمِ بِنَاءَ الأُصول نَحْوَ أَلف الجَرَعا مِنْ قَوْلِهِ: يَا دارَ عَفْراء مِن مُحْتَلِّها الجَرعَا وَيَاءِ الأَيَّامي مِنْ قَوْلِهِ: هَيْهاتَ منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقةٍ، ... كانتْ مُبَارَكَةً مِنَ الأَيَّامِ وَوَاوِ الخِيامُو مِنْ قَوْلِهِ: مَتَى كَانَ الخِيامُ بِذِي طُلُوحٍ، ... سُقيتِ الغَيْثَ، أَيتها الخِيامُ وإِلَّا هَاءَيِ التأْنيث والإِضمار إِذا تَحَرَّكَ مَا قَبِلَهُمَا نَحْوَ طَلْحَهْ وضرَبَهْ، وَكَذَلِكَ الْهَاءُ الَّتِي تُبَيَّنُ بِهَا الْحَرَكَةُ نَحْوَ ارْمِهْ واغْزُهْ وفِيمَهْ ولِمَهْ، وَكَذَلِكَ التَّنْوِينُ اللَّاحِقُ آخِرَ الْكَلِمِ لِلصَّرْفِ كَانَ أَو لِغَيْرِهِ نَحْوَ زَيْدًا وصَهٍ وغاقٍ ويومئذٍ؛ وَقَوْلُهُ: أَقِلِّي اللَّوْمَ، عاذِلَ، والعِتابَنْ وَقَوْلُ الْآخَرِ: دايَنْتُ أَرْوى والدُّيونُ تُقْضَيَنْ وَقَالَ الْآخَرُ: يَا أَبَتا علَّك أَو عَساكَنْ وَقَوْلُ الْآخَرِ: يَحْسَبُه الجاهلُ مَا لَمْ يَعْلَمَنْ وَقَوْلُ الأَعشى: وَلَا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعْبُدَنْ وَكَذَلِكَ الأَلفات الَّتِي تُبَدَّلُ مِنْ هَذِهِ النُّونَاتِ نَحْوَ: قَدْ رَابَنِي حَفْصٌ فحَرِّكْ حَفْصا وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ: يَحْسَبُه الجاهلُ مَا لَمْ يَعْلَما وَكَذَلِكَ الْهَمْزَةُ الَّتِي يُبْدِلُهَا قَوْمٌ مِنَ الأَلف فِي الْوَقْفِ نَحْوَ رأَيت رَجُلأْ وَهَذِهِ حُبْلأْ، وَيُرِيدُ أَن يضربَهأْ، وَكَذَلِكَ الأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ الَّتِي تَلْحَقُ الضَّمِيرَ نَحْوَ رأَيتها وَمَرَرْتُ بِهِي وَضَرَبْتُهُو وَهَذَا غُلَامُهُو وَمَرَرْتُ بِهِمَا

وَمَرَرْتُ بِهِمِي وَكَلَّمْتُهُمُو، وَالْجَمْعُ رَوِيَّات؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَظن ذَلِكَ تَسَمُّحًا مِنْهُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الْعَرَبِ. والرَّوِيَّةُ فِي الأَمر: أَن تَنْظُر وَلَا تَعْجَل. ورَوَّيْت فِي الأَمر: لُغَةٌ فِي رَوَّأْت. ورَوَّى فِي الأَمر: لُغَةٌ فِي رَوَّأَ نَظَرَ فِيهِ وتَعقّبه وتَفَكَّر، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. والرَّوِيَّة. التَّفَكُّر فِي الأَمر، جَرَتْ فِي كَلَامِهِمْ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: شَرُّ الرَّوايا رَوَايا الكَذِب ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ رَوِيَّة وَهُوَ مَا يروِّي الإِنسانُ في نفسه من القول وَالْفِعْلِ أَي يُزَوِّرُ ويُفَكِّرُ، وأَصلها الْهَمْزُ. يُقَالُ: رَوَّأْتُ فِي الأَمر، وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ رَاوِيَةٍ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الرِّواية، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وَقِيلَ: جَمْعُ رَاوِيَة أَي الَّذِينَ يَرْوُون الْكَذِبَ أَو تَكْثُرُ رواياتُهم فِيهِ. والرَّوُّ: الخِصْبُ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لَنَا عِنْدَ فُلَانٍ رَوِيَّةٌ وأَشْكَلةٌ وَهُمَا الحاجةُ، وَلَنَا قِبَله صارَّة مِثْلُهُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ بَقِيَتْ مِنْهُ رَوِيَّةٌ أَي بَقِيَّةٌ مِثْلُ التَّلِيَّة وَهِيَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ. والرَّوِيَّةُ: البقيِّة مِنَ الدَّين وَنَحْوِهِ. والرَّاوِي: الَّذِي يقومُ عَلَى الْخَيْلِ. والرَّيَّا: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؛ قَالَ: تطلَّعُ رَيَّاها مِنَ الكَفِرات الكَفِراتُ: الْجِبَالُ العاليةُ الْعِظَامُ. وَيُقَالُ للمرأَة: إِنها لَطَيِّبَةُ الرَّيَّا إِذا كَانَتْ عَطِرَةَ الجِرْم. ورَيَّا كُلِّ شَيْءٍ: طِيبُ رائحتهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ «4»: نَسِيمَ الصَّبا جاءتْ برَيَّا القَرَنْفُلِ وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ يَصِفُ جَارِيَةً: فَلَوْ أَن مَحْمُوماً بخَيْبَر مُدْنَفاً ... تَنَشَّقَ رَيَّاها، لأَقْلَعَ صالِبُهْ والرَّوِيُّ: سَحَابَةٌ عَظِيمَةُ القَطر شَدِيدَةُ الْوَقْعِ مِثْلُ السَّقِيّ. وَعَيْنٌ رَيَّةٌ كَثِيرَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ الأَعشى: فأَوْرَدَها عَيْناً مِنَ السِّيفِ رَيَّةً، ... بِهِ بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ «5» . وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: مِنْ أَين رَيَّةُ أَهْلِك أَي مِنْ أَينَ يَرْتَوُون؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَما رِيَّةً فِي بَيْتِ الطِّرِمَّاحِ وَهُوَ: كظَهْرِ اللأَى لَوْ تَبْتَغي رِيَّةً بِهَا ... نَهَارًا، لَعَيَّت فِي بُطُونِ الشَّواجِنِ قَالَ: فَهِيَ مَا يُورَى بِهِ النارُ، قَالَ: وأَصله وِرْيةٌ مِثْلُ وِعْدةٍ، ثُمَّ قَدَّمُوا الرَّاءَ عَلَى الْوَاوِ فَصَارَ رِيَّةً. والرَّاءُ: شَجَرٌ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: يَطْعُنُ الطَّعْنةَ لَا يَنْفَعُها ... ثَمَرُ الرَّاء، وَلَا عَصْبُ الخُمُر ورَيَّا: مَوْضِعٌ. وَبَنُو رُوَيَّة: بَطْنٌ «6». والأُرْوِيَّةُ والإِرْوِيَّةُ؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الأُنثى مِنَ الوُعول. وثلاثُ أَرَاوِيّ، عَلَى أَفاعيلَ، إِلى الْعَشْرِ، فإِذا كَثُرَتْ فَهِيَ الأَرْوَى، عَلَى أَفْعَل عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ أَبو الْعَبَّاسِ إِلى أَنها فَعْلَى وَالصَّحِيحُ أَنها أَفْعَل لِكَوْنِ أُرْوِيَّةٍ أُفْعُولةً؛ قَالَ وَالَّذِي حَكَيْتُهُ مِنْ أَنّ أَرَاوِيَّ لأَدنى الْعَدَدِ وأَرْوَى لِلْكَثِيرِ قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَن أَرَاوِيَّ تَكْسِيرُ أُرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحةٍ وأَراجِيحَ، والأَرْوَى اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ مِنْ أَنّ الأَعَمَّ الْجَمَاعَةُ؛ وأَنشد عن أَبي زيد:

_ (4). هو إمرؤ القيس. وصدر البيت: إِذا قامتا تَضَوّعَ المِسكُ منهما، (5). قوله [به برأ] كذا بالأصل تبعاً للجوهري، قال الصاغاني، والرواية: بها، وقد أورده الجوهري في برأ على الصحة. وقوله [المكمم] ضبط في الأصل والصحاح بصيغة اسم المفعول كما ترى، وضبط في التكملة بكسر الميم أي بصيغة اسم الفاعل، يقال كمم إذا أخرج الكمام، وكممه غطاه (6). قوله [وبنو روية إلخ] هو بهذا الضبط في الأصل وشرح القاموس

ثمَّ رَماني لأَكُونَنْ ذَبِيحةً، ... وَقَدْ كثُرَتْ بينَ الأَعَمِّ المَضائِضُ «1» . قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: ذَكَرَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، يَعْنِي ابْنَ دُرَيْدٍ، فِي بَابِ أَرو، قَالَ: فَقُلْتُ لأَبي عَلِيٍّ مِنْ أَين لَهُ أَن اللَّامَ وَاوٌ وَمَا يُؤَمِّنُهُ أَن تَكُونَ يَاءً فَتَكُونُ مِنْ بَابِ التَّقْوَى والرَّعْوَى؛ قَالَ: فجَنَح إِلى الأَخذ بِالظَّاهِرِ، قَالَ: وَهُوَ الْقَوْلُ، يَعْنِي أَنه الصَّوَابُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَرْوَى تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ، فَمَنْ نَوَّنَهَا احْتَمَلَ أَن يَكُونَ أَفْعَلًا مِثْلُ أَرْنَبٍ، وأَن يَكُونَ فَعْلَى مِثْلُ أَرْطى مُلْحَقٌ، بجَعْفر، فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَكُونُ أُرْوِيَّةٌ أُفْعُولةً، وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي فُعْلِيَّة، وَتَصْغِيرُ أَرْوَى إِذا جَعَلْتَ وَزْنَهَا أَفْعَلًا أُرَيْوٍ عَلَى مَنْ قَالَ أُسَيْوِدٌ وأُحَيْوٍ، وأُرَيٍّ عَلَى مَنْ قَالَ أُسَيِّدٌ وأُحَيٍّ، وَمَنْ قَالَ أُحَيٍّ قَالَ أُرَيٍّ فَيَكُونُ مَنْقُوصًا عَنْ مَحْذُوفِ اللَّامِ بِمَنْزِلَةِ قاضٍ، إِنما حُذفت لَامُهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ، وأَما أَرْوَى فِيمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ فَوَزْنُهَا فَعْلى وَتَصْغِيرُهَا أُرَيَّا، وَمَنْ نوَّنها وَجَعَلَ وَزْنَهَا فَعْلى مِثْلَ أَرْطى فَتَصْغِيرُهَا أُرَيٌّ، وأَما تَصْغِيرُ أُرْوِيَّةٍ إِذا جَعَلْتَهَا أُفْعُولةً فأُرْيَوِيَّةٌ عَلَى مَنْ قَالَ أُسَيْوِدٌ وَوَزْنُهَا أُفَيعِيلةٌ، وأُرَيَّةٌ عَلَى مَنْ قَالَ أُسَيِّدٌ وَوَزْنُهَا أُفَيْعةٌ، وأَصلها أُرَيْيِيَيةٌ؛ فَالْيَاءُ الأُولى يَاءُ التَّصْغِيرِ وَالثَّانِيَةُ عَيْنُ الْفِعْلِ وَالثَّالِثَةُ وَاوُ أُفعولة وَالرَّابِعَةُ لَامُ الْكَلِمَةِ، فحَذَفْت مِنْهَا اثْنَتَيْنِ، وَمَنْ جَعَلَ أُرْوِيَّة فُعْلِيَّةً فَتَصْغِيرُهَا أُرَيَّةٌ وَوَزْنُهَا فُعَيْلة، وَحُذِفَتِ الْيَاءُ الْمُشَدَّدَةُ؛ قَالَ: وَكَوْنُ أَرْوَى أَفْعَلَ أَقيسُ لِكَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ أَولًا، وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ لأَنه جَعَلَ أُرْوِيَّةً أُفْعُولةً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للأُنثى أُرْوِيَّة وَلِلذَّكَرِ أُرْوِيَّة، وَهِيَ تُيُوس الجَبل، وَيُقَالُ للأُنثى عَنْزٌ وَلِلذَّكَرِ وَعِلٌ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَهُوَ مِنَ الشَّاءِ لَا مِنَ الْبَقَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُهْدِيَ لَهُ أَرْوَى وَهُوَ مُحْرِمٌ فرَدَّها ؛ قَالَ: الأَرْوَى جَمْعُ كَثْرَةٍ للأُرْوِيَّة، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرَاوِيّ وَهِيَ الأَيايِلُ، وَقِيلَ: غَنَمُ الجبَل؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَوْن: أَنه ذكَرَ رَجُلًا تَكَلَّمَ فأَسقَط فَقَالَ جمَع بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعامِ ؛ يُرِيدُ أَنه جَمَعَ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مُتناقِضتين لأَن الأَرْوَى تَسْكُنُ شَعَف الجِبال والنَّعامُ يَسْكُنُ الفَيافيَ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَجْمَعْ بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعامِ، وَفِيهِ: لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ مِنْ رأْسِ الجَبلِ ؛ الْجَوْهَرِيُّ: الأُرْوِيَّةُ الأُنثى مِنَ الوُعُول، قَالَ: وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة، وَهِيَ أُفْعُولة فِي الأَصل إِلا أَنهم قَلَبُوا الْوَاوَ الثَّانِيَةَ يَاءً وأَدغموها فِي الَّتِي بَعْدَهَا وَكَسَرُوا الأُولى لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، والأَرْوَى مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: بتَكَلُّمٍ لَوْ تَسْتَطِيعُ كَلامَه، ... لَدَنَتْ لَهُ أَرْوَى الهِضابِ الصُّخَّدِ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وإِلى سُلَيْمَانَ الَّذِي سَكَنَتْ ... أَرْوَى الهِضابِ لَهُ مِنَ الذُّعْرِ وأَرْوَى: اسْمُ امرأَة. والمَرْوَى: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. ورَيَّانُ: اسْمُ جَبَلٍ بِبِلَادِ بَنِي عَامِرٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُها ... خَلَقاً، كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها ريا: الرَّايَةُ: العَلَم لَا تَهْمِزُهَا الْعَرَبُ، وَالْجَمْعُ راياتٌ ورايٌ، وأَصلها الْهَمْزُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ رَاءَةً بِالْهَمْزِ، شَبَّهَ أَلف رَايَةٍ وإِن كَانَتْ بَدَلًا مِنَ الْعَيْنِ بالأَلف الزَّائِدَةِ فَهَمَزَ اللَّامَ كَمَا يَهْمِزُهَا بَعْدَ الزَّائِدَةِ فِي نَحْوِ سِقاء وشِفاء. ورَيَّيْتُها: عَمِلْتها كغَيَّيْتُها؛

_ (1). قوله [ثم إلخ] كذا بالأصل هنا والمحكم في عمم بدون ألف بعد اللام ألف، ولعله لا أكونن، بلا النافية، كما يقتضيه الوزن والمعنى

عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: سأُعْطِي الرَّايَةَ غَدًا رجُلًا يُحِبُّه اللهُ ورسولُه ؛ الرَّايَةُ هَاهُنَا: العَلَمُ. يُقَالُ: رَيَّيْتُ الرَّايَةَ أَي رَكَزْتها. ابنُ سِيدَهْ: وأَرْأَيْتُ الرايةَ رَكَزْتها؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ وَهَمْزُهُ عِنْدِي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ إِنما حُكْمُهُ أَرْيَيْتُها. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ رأَيْت رَايَةً أَي رَكَزْتُها، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ أَرْأَيْتُها، وَهُمَا لُغَتَانِ. والرايةُ: الَّتِي توضَع فِي عُنقِ الْغُلَامِ الآبِق. وَفِي الْحَدِيثِ: الدَّيْنُ رايةُ اللَّهِ فِي الأَرضِ يَجْعَلُها فِي عُنُقِ مَنْ أَذَلَّه ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الرايةُ حَدِيدَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ عَلَى قَدر العُنُق تُجعل فِيهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قتادةَ فِي الْعَبْدِ الآبِق: كَرِهَ لَهُ الرَّايَةَ ورَخَّصَ فِي الْقَيْدِ. اللَّيْثُ: الرَّايَةُ مِنْ رَاياتِ الأَعْلامِ، وَكَذَلِكَ الرَّايَةُ الَّتِي تُجعل فِي العُنق، قَالَ: وَهُمَا مِنْ تأْلِيف يَاءَيْنِ وَرَاءٍ، وَتَصْغِيرُ الرَّايَة رُيَيَّةٌ، وَالْفِعْلُ رَيَيْتُ رَيّاً ورَيَّيْتُ تَرِيَّةً، والأَمر بِالتَّخْفِيفِ ارْيِهْ، وَالتَّشْدِيدُ رَيِّهْ. وعَلَمٌ مَرِيٌّ، بِالتَّخْفِيفِ، وإِن شِئْتَ بَيَّنْت الياءَات فَقُلْتَ مَرْيِيٌّ بِبَيَانِ الياءَات. ورايةُ: بَلَدٌ مِنْ بِلَادِ هُذَيْلٍ. والرَّيُّ: مِنْ بِلَادِ فَارِسَ، النسبُ إِليه رازِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَالرَّاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهور مُكَرَّرٌ يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي وأَما قَوْلُهُ: تَخُطُّ لامَ أَلِف مَوْصُولِ، ... والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ فإِنما أَراد وَالرَّاءَ، مَمْدُودَةً، فَلَمْ يُمْكِنْهُ ذَلِكَ لِئَلَّا يَنْكَسِرَ الْوَزْنُ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ مِنَ الرَّاءِ، وَكَانَ أَصل هَذَا وَالزَّايَ وَالرَّاءَ أَيَّما تَهْلِيل، فَلَمَّا اتَّفَقَتِ الْحَرَكَتَانِ حُذِفَتِ الأُولى مِنَ الْهَمْزَتَيْنِ. ورَيَّيْتُ رَاءً: عَمِلْتها، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما أَبو عَلِيٍّ فَقَالَ أَلف الرَّاءِ وأَخواتها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ وَالْهَمْزَةُ بَعْدَهَا فِي حُكْمِ مَا انقلبتْ عَنْ يَاءٍ، لِتَكُونَ الكلمةُ بَعْدَ التَّكمِلةِ والصَّنعة الإِعرابية مِنْ بَابِ شَوَيْتُ وطَوَيْتُ وحَوَيْت، قَالَ ابْنُ جِنِّي، فَقُلْتُ لَهُ أَلسنا قَدْ عَلِمْنَا أَن الأَلف فِي الرَّاءِ هِيَ الأَلف فِي يَاءٍ وَبَاءٍ وَثَاءٍ إِذا تَهَجَّيْتَ وأَنت تَقُولُ إِن تِلْكَ الأَلف غَيْرُ مُنْقَلِبَةٍ مِنْ يَاءٍ أَو وَاوٍ لأَنها بِمَنْزِلَةِ أَلف مَا وَلَا؟ فَقَالَ: لَمَّا نُقِلت إِلى الِاسْمِيَّةِ دَخَلَهَا الحُكْم الَّذِي يَدْخُلُ الأَسماء مِنَ الِانْقِلَابِ والتَّصَرُّف، أَلا تَرَى أَننا إِذا سَمَّيْنَا رَجُلًا بضَرَبَ أَعربناه لأَنه قَدْ صَارَ فِي حَيِّز مَا يَدْخُلُهُ الإِعراب، وَهُوَ الأَسماء، وإِن كُنَّا نَعْلَمُ أَنه قَبْلَ أَن يُسمى بِهِ لَا يُعْرَبُ لأَنه فِعْلٌ مَاضٍ، وَلَمْ تَمْنَعْنا مَعْرِفَتُنا بِذَلِكَ مِنْ أَن نَقْضِيَ عَلَيْهِ بِحُكْمِ مَا صَارَ مِنْهُ وإِليه، فَكَذَلِكَ أَيضاً لَا يَمْنَعُنا عِلْمُنا بأَن ألف رَا بَا تَا ثَا غَيْرُ مُنْقَلِبَةٍ، مَا دَامَتْ حُرُوفَ هِجَاءٍ، مِنْ أَن نَقْضِيَ عَلَيْهَا إِذا زِدْنَا عَلَيْهَا أَلفاً أُخرى، ثمَّ هَمَزْنَا تِلْكَ الْمَزِيدَةَ بأَنها الْآنَ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ وأَن الْهَمْزَةَ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ إِذا صَارَتْ إِلى حُكْمِ الِاسْمِيَّةِ الَّتِي تَقْضي عَلَيْهَا بِهَذَا وَنَحْوِهِ، قَالَ: وَيُؤَكِّدُ عِنْدَكَ أَنهم لَا يجوِّزون رَا بَا تَا ثَا حَا خَا وَنَحْوَهَا مَا دَامَتْ مَقْصُورَةً مُتَهَجَّاةً، فإِذا قُلْتَ هَذِهِ رَاءٌ حَسَنَةٌ وَنَظَرْتَ إِلى هَاءٍ مَشْقُوقَةٍ جَازَ أَن تُمَثِّلَ ذَلِكَ فَتَقُولُ وَزْنُهُ فَعَلٌ كَمَا تَقُولُ فِي دَاءٍ وَمَاءٍ وَشَاءٍ إِنه فَعَلٌ، قَالَ: فَقَالَ لأَبي عَلِيٍّ بعضُ حَاضِرِي الْمَجْلِسِ أَفتجمع عَلَى الْكَلِمَةِ إِعلال الْعَيْنِ وَاللَّامِ؟ فَقَالَ: قَدْ جَاءَ مِنْ ذَلِكَ أَحرف صَالِحَةٌ فَيَكُونُ هَذَا مِنْهَا وَمَحْمُولًا عَلَيْهَا. ورايةُ: مَكَانٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ عَيْزارَة: رِجالٌ ونِسْوانٌ بأَكْنافِ رايةٍ، ... إِلى حُثُنٍ تلكَ العُيونُ الدَّوامعُ والله أَعلم.

فصل الزاي

فصل الزاي زأي: ابْنُ الأَعرابي: زأَى إِذا تكَبَّر. زبي: الزُّبْيَةُ: الرابِيةُ الَّتِي لَا يَعْلُوهَا الْمَاءُ، وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى. وكتبَ عثمانُ إِلى عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُوصِر: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ، فإِذا أَتاك كِتابي هَذَا فأَقْبِلْ إِليَّ، عليَّ كنتَ أَمْ لِي ؛ يَضْرِبُ مَثَلًا للأَمر يتَفاقَمُ أَو يتَجاوَزُ الحدَّ حَتَّى لَا يُتَلافَى. والزُّبَى: جُمَعُ زُبْيَة وَهِيَ الرَّابِيَةُ لَا يَعْلُوهَا الْمَاءُ، قَالَ: وَهِيَ مِنَ الأَضداد، وَقِيلَ: إِنما أَراد الْحُفْرَةَ الَّتِي تُحْفَرُ للأَسد وَلَا تحفرُ إِلا فِي مَكَانٍ عالٍ مِنَ الأَرض لِئَلَّا يَبْلُغَهَا السَّيْلُ فتَنْطَمَّ. والزُّبْيةُ: حُفرة يتَزَبَى فِيهَا الرَّجُلُ لِلصَّيْدِ وتُحْتَفَرُ لِلذِّئْبِ فيُصْطاد فِيهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّبْيَة حُفْرة يَستتر فِيهَا الصَّائِدُ. والزُّبْية: حَفِيرة يُشْتَوىَ فِيهَا ويُخْتَبَزُ، وزَبَّى اللحمَ وَغَيْرَهُ: طَرَحه فِيهَا؛ قَالَ: طارَ جَرادي بَعْدَ ما زَبَّيْتُه، ... لَوْ كانَ رأْسي حَجراً رَمَيْتُه والزُّبْيَة: بِئْرٌ أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد، وَقَدْ زَباها وتَزَبَّاها؛ قَالَ: فكانَ، والأَمرَ الَّذِي قَد كِيدا، ... كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيَةً فاصْطِيدا وتَزَبَّى فِيهَا: كتَزَبَّاها؛ وَقَالَ عَلْقَمَةُ: تَزَبَّى بِذِي الأَرْطى لَهَا، ووراءَها ... رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهم وكَلِيبُ وَيُرْوَى: وأَرادها رِجَالٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سُمِّيَتْ زُبْيَةُ الأَسدِ زُبْية لِارْتِفَاعِهَا عَنِ المَسِيل، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا يحْفِرونها فِي مَوْضِعٍ عالٍ. وَيُقَالُ قَدْ تَزَبَّيْت زُبْيةً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: يَا طَيِءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ مَوْعِدُكم ... كمُبْتَغى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيَةِ الأَسَدِ والزُّبْيَةُ أَيضاً: حُفْرة النَّمْلِ، والنملُ لَا تَفْعَلُ ذَلِكَ إِلا فِي مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى عن مَزَابِي القُبُور ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ مَا يُنْدَبُ بِهِ الميتُ ويُناحُ عَلَيْهِ بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: مَا زَبَاهُم إِلى هَذَا أَي مَا دَعاهم، وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ مِزْبَاةٍ مِنَ الزُّبْيةِ وَهِيَ الحُفْرة، قَالَ: كأَنه، وَاللَّهُ أَعلم، كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبرُ ضَرِيحًا كالزُّبْية وَلَا يُلْحَد، قَالَ: ويُعَضِّدُه قَوْلُهُ اللَّحْدُ لَنَا والشَّقُّ لِغَيْرِنَا، قَالَ: وَقَدْ صَحَّفَه بعضُهم فَقَالَ نَهى عَنْ مَراثي القُبور. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهَه: أَنه سُئِلَ عَنْ زُبْيةٍ أَصْبَحَ الناسُ يتدافَعُون فِيهَا فَهَوَى فِيهَا رَجُلٌ فتَعَلَّقَ بِآخَرَ، وَتَعَلَّقَ الثَّانِي بِثَالِثٍ والثالثُ برابع فوَقَعُوا أَربعَتُهم فِيهَا فخدَشَهم الأَسد فَمَاتُوا، فَقَالَ: عَلَى حافِرِها الدّيةُ: للأَول رُبْعُهَا، وَلِلثَّانِي ثَلَاثَةُ أَرباعها، وَلِلثَّالِثِ نِصْفُهَا، وَلِلرَّابِعِ جَمِيعُ الدِّيَةِ، فأُخْبِرَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَجاز قَضَاءَهُ ؛ الزُّبْيةُ: حُفَيْرَةٌ تُحْفَر للأَسَدِ والصَّيْدِ ويُغَطَّى رأْسُها بِمَا يَسْتُرُهَا لِيَقَع فِيهَا، قَالَ: وَقَدْ رُوِي الحُكم فِيهَا بِغَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ. والزَّابِيانِ: نَهَرانِ بِنَاحِيَةِ الفُرات، وَقِيلَ: فِي سافِلة الفُرات، وَيُسَمَّى مَا حَولَهما «2». مِنَ الأَنهار الزَّوَابِي: وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْيَاءَ فَقَالُوا الزّابانِ والزَّابُ كَمَا قَالُوا فِي الْبَازِي بازٌ. والأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ فِي السَّيْرِ، عَلَى أُفْعول. وَاسْتُثْقِلَ التَّشْدِيدُ عَلَى الْوَاوِ، وَقِيلَ: الأُزْبِيُ

_ (2). قوله [ويسمى ما حولهما إلخ] عبارة التكملة: وربما سموهما مع ما حواليهما من الأنهار الزَّوَابِي

العَجَبُ مِنَ السَّيْرِ والنَّشاط؛ قَالَ مَنْظُورُ بْنُ حَبَّةَ: بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ، ... أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ، حَتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ والأُزبِيُّ: ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل. والأَزَابِيُّ: ضُروب مُخْتَلِفَةٌ مِنَ السَّير، وَاحِدُهَا أُزْبِيٌّ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ جِنِّي قَالَ: مَرَّ بِنَا فُلَانٌ وَلَهُ أَزَابِيُّ منكرة أَي عَدْوٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ مُشْتَقٌ مِنَ الزُّبْية. والأُزْبِيُّ: الصَّوْت؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: كأَنَّ أُزْبِيَّها، إِذا رُدِمَتْ، ... هَزْمُ بُغاةٍ فِي إِثْرِ مَا فَقَدُوا وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيهِ: ساقَه؛ قال: تِلْكَ اسْتَفِدْها، وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا، ... فَإِنَّها بَعْضُ مَا تَزْبِي لَكَ الرَّقِمُ وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: جَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَجل مُحاوَرةٌ قَالَ كَعْبٌ: فَقُلْتُ لَهُ كَلِمةً أُزْبِيهِ بِهَا أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه، مِنْ قَوْلِهِمْ أَزْبَيْتُ الشَّيءَ أُزْبِيه إِذا حَمَلْتَه، وَيُقَالُ فِيهِ زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ إِذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عَنْ مَكَانِهِ. وزَبَى الشَّيءَ: حَمَلَهُ: قَالَ الْكُمَيْتُ: أَهَمْدانُ مَهْلًا لَا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ، ... بِجَهْلِكُمُ، أُمُّ الدُّهَيْمِ وَمَا تَزْبي يُضرب الدُّهَيْمُ وَمَا تَزْبِي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ. وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه. وازْدَبَاهُ: كزَباه. وتَزَابَى عَنْهُ: تَكَبَّر؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ: وأَنشدني الْمُفَضَّلُ: يَا إِبِلي مَا ذامُه فَتِيبَيْهْ ... «1». ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيْهْ، هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَيْهْ، ... حَتَّى تُرُوحِي أُصُلًا تَزَابَيْهْ تَزَابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْهْ قَالَ: تَزابَيْه تَرَفَّعي عَنْهُ تَكَبُّرًا أَي تكَبَّرِين عَنْهُ فَلَا تُريدينَه وَلَا تَعْرِضِينَ لَهُ لأَنكِ قَدْ سَمِنْتِ، وَقَوْلُهُ: فَوْقُ الزَّازَيْهْ المكانُ الْمُرْتَفِعُ، أَراد عَلَى الزَّيْزاءَةِ فغيَّره. والتَّزَابِي أَيضاً: مِشْيَةٌ فِيهَا تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ قَالَ رؤْبة: إِذَا تَزَابَى مِشيةً أَزائِبَا أَراد بالأَزائِبِ الأَزَابِيَّ، وَهُوَ النَّشاطُ. وَيُقَالُ: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه أَزْمة أَي سَنَة. وَيُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ الأَزَابِيَّ؛ واحدُها أُزْبِيٌّ، وَهُوَ الشرُّ والأَمرُ الْعَظِيمُ. زجا: زَجَا الشَّيءُ يَزْجُو زَجْواً وزُجُوّاً وزَجاءً: تَيَسَّر واسْتقام. وزَجَا الخرَاجُ يَزْجُو زَجَاءً: هُوَ تيَسُّر جِبايتِه. والتَّزْجِيَةُ: دَفْعُ الشَّيْءِ كَمَا تُزَجِّي البَقَرةُ ولَدَها أَي تَسُوقُه؛ وأَنشد: وصاحِبٍ ذِي غِمْرةٍ داجَيْتُهُ، ... زَجَّيْتُه بالقَوْلِ وازْدَجَيْتُه وَيُقَالُ: أَزْجَيْتُ الشيءَ إِزْجاءً أَي دافَعْت بِقَلِيلِهِ. ويقال: أَزْجَيْتُ أَيامي وزَجَّيْتُها أَي دافَعْتها بقُوتٍ قَلِيلٍ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ يَقُولُ أَنتم معاشِرَ الحاضِرَة قَبِلْتُم دُنْياكُم بِقُبْلانٍ «2». وَنَحْنُ نُزَجِّيها زَجَاةً أَي نَتَبَلَّغ بِقَلِيلِ القُوت فنَجْتَزِئُ بِهِ. وَيُقَالُ: زَجَّيْت الشَّيءَ تَزْجِيةً إِذا دفَعته بِرِفْقٍ يُقَالُ: كَيْفَ تُزَجِّي الأَيَّامَ

_ (1). قوله [يا إبلي إلخ] هكذا ضبطت القوافي في التهذيب والتكملة والصحاح، ووقع لنا ضبطه في عدة مواضع من اللسان تبعاً للأَصل بخلاف ما هنا (2). قوله [قبلتم دنياكم بقبلان] هكذا في الأَصل، وضبط في التهذيب بهذا الضبط

أَي كَيْفَ تُدافِعُها؟ وَرَجُلٌ مُزَجٍّ أَي مُزَلِّج. وتَزَجَّيت بِكَذَا: اكْتَفَيْتُ بِهِ؛ وَقَالَ: تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ وزَجَّى الشيءَ وأَزجاه: ساقَه ودَفَعه. والرِّيحُ تُزجِي السَّحابَ أَي تَسُوقُه سَوْقاً رَفِيقًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ؛ وَقَالَ الأَعشى: إِلى ذَوْدَة الوَهَّابِ أُزْجِي مَطِيَّتي، ... أُرَجِّي عَطاءً فاضِلًا مِنْ نَوالِكا «1» . وَقِيلَ: زَجَّاهُ وأَزْجَاهُ ساقَه سَوْقاً لَيِّناً؛ وَبِهِ فسَّر بعضُهم قولَ النَّابغة: تُزْجِي الشَّمالُ عَلَيْهِ جامِدَ البَرَد وأَزْجَيْتُ الإِبلَ: سُقْتها؛ قَالَ ابْنُ الرِّقاعِ: تُزْجِي أَغَنَّ، كأَنَّ إِبْرةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ أَصابَ مِن الدَّواةِ مِدادَها ورجُل مِزْجَاءٌ للمَطِيّ: كَثِيرُ الإِزجاءِ لَهَا يُزْجيها وَيُرْسِلُهَا؛ قَالَ: وإِنِّي لَمِزْجاءُ المَطِيِّ عَلَى الوَجَى، ... وإِنِّي لَتَرَّاكُ الفِراشِ المُمَهَّدِ وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يَتخلَّف فِي السير ف يُزْجِي الضَّعيف أَي يَسُوقُه لِيُلْحِقه بالرِّفاق. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا زالَتْ تُزْجِينِي حَتَّى دخلتُ عَلَيْهِ أَي تَسُوقُني وتَدْفَعُني. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: أَعْيا ناضِحِي فجَعَلْت أُزْجيه أَي أَسُوقُه. والزَّجَاءُ: النَّفاذُ فِي الأَمر. يُقَالُ: فُلَانٌ أَزْجَى بِهَذَا الأَمر مِنْ فُلَانٍ أَي أَشَدُّ نَفاذاً فِيهِ مِنْهُ. والمُزْجَى: القَلِيل. وبضاعةٌ مُزْجَاةٌ: قَلِيلَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بِضاعةٌ مُزجَاةٌ فِيهَا إِغْماضٌ لَمْ يَتِمَّ صلاحُها، وَقِيلَ: يَسِيرَةٌ قَلِيلَةٌ؛ وأَنشد: وَحَاجَةٍ غيرْ مُزْجَاةٍ مِنَ الحاجِ وَرُوِيَ عَنْ أَبي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ مُزْجَاةٍ قَالَ: كَانَتْ حَبَّةَ الخضراءِ والصَّنوْبَرِ ، وَقَالَ إِبراهيم النخعي: ما أُراها إِلَّا الْقَلِيلَةَ، وَقِيلَ: كَانَتْ مَتاعَ الأَعراب الصُّوفَ والسَّمْنَ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: هِيَ دَرَاهِمُ سَوْء؛ وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هِيَ الناقِصةُ، وَقَالَ عَطَاءٌ: قَلِيلٌ يَزْجُو خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لَا يَزْجُو. وقوله: تَصَدَّقْ عَلَيْنا؛ أَي بفَضْلِ مَا بَيْنَ الجَيِّد والرَّدِيء. وَيُقَالُ: هَذَا أَمر قَدْ زَجَوْنا عَلَيْهِ نَزْجُو. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَزْجُو صلاةٌ لَا يُقْرأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، هُوَ مِنْ أَزْجَيتُ الشَّيءَ فَزَحا إِذا رَوَّجْته فَراجَ وتيسَّر، الْمَعْنَى لَا تُجزِئ وتصحُّ صلاةٌ إِلَّا بِالْفَاتِحَةِ. وضَحِكَ حَتَّى زَجَا أَي انقَطع ضَحِكُه. والمُزَجَّى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الَّذِي لَيْسَ بِتامِّ الشَّرف وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الخِلال الْمَحْمُودَةِ؛ قَالَ: فذاكَ الفَتى، كلُّ الفَتى، كانَ بَيْنه ... وبينَ المُزَجَّى نَفْنَفٌ مُتَباعِدُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْحِكَايَةُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي والإِنشاد لِغَيْرِهِ، وَقِيلَ: إِنَّ المُزَجَّى هُنَا كَانَ ابْنَ عَمٍّ لأُهْبانَ هَذَا الْمَرْثِيِّ، وَقَدْ قِيلَ: إِنه المَسْبُوق إِلى الكَرَم عَلَى كُرْهٍ. زخا: الزَّوَاخِي: مَوَاضِعُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن فِي شِعْرِ هُذَيْلٍ رُحَيّات وَفَسَّرُوهُ بأَنه مَوْضِعٌ، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ إِنما هُوَ زُخَيّات، بِالزَّايِ وَالْخَاءِ.

_ (1). قوله [إلى ذودة إلخ] هكذا في الأَصل، والذي في المحكم إلى هوذة

زدا: الزَّدْوُ: كالسَّدْوِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: لُغَةٌ فِي السَّدْوِ، وَهُوَ مِنْ لَعِب الصِّبْيَانِ بِالْجَوْزِ. والمِزْدَاة: مَوْضِعُ ذَلِكَ وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ الزَّايُ يَسْدُونه فِي الحَفِيرة. وزَدا الصَّبِيُّ الجَوْزَ وبالجَوْزِ يَزْدُو زَدْواً أَي لَعِب ورَمَى بِهِ فِي الحَفِيرة، وَتِلْكَ الْحَفِيرَةُ هِيَ المِزْدَاةُ. يُقَالُ: أَبْعِدِ المَدَى وازْدُهْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ يَعْقُوبُ الزَّدَى الزِّيَادَةُ مِنْ قَوْلِكَ أَزْدَى عَلَى كَذَا أَي زادَ عَلَيْهِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: لَهُ عَهْدُ وُدٍّ لَمْ يُكَدَّرْ، يَزِينُه ... زَدَى قَوْلِ مَعْروفٍ حديثٍ ومُزْمِنِ أَبو عُبَيْدٍ: الزَّدْو لُغَةً فِي السَّدْو، وَهُوَ مَدُّ اليَدِ نحوَ الشَّيْءِ كَمَا تَسْدُو الإِبلُ فِي سَيْرِها بأَيْدِيها. زري: زَرَيْتُ عَلَيْهِ وزَرَى عَلَيْهِ، بِالْفَتْحِ، زَرْياً وزِرَايةً ومَزْرِيةً ومَزْراةً وزَرَياناً: عَابَهُ وعاتَبه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا أَيُّها الزَّارِي عَلَى عُمَرٍ، ... قَدْ قُلْتَ فِيهِ غَيْرَ مَا تَعْلَمْ وتَزَرَّيْتُ عَلَيْهِ إِذَا عتَبْتَ عَلَيْهِ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وإِنِّي عَلَى لَيْلَى لَزارٍ، وإِنَّنِي ... عَلَى ذاكَ، فِيمَا بَيْنَنَا، مُسْتَدِيمُها أَي عاتِبٌ ساخِطٌ غَيْرُ راضٍ. وزَرَى عَلَيْهِ عَمَلَه إِذا عابَه وعَنَّفَه. قَالَ اللَّيْثُ: وإِذا أَدخل عَلَى أَخيه عَيْبًا فَقَدْ أَزْرَى بِهِ وَهُوَ مُزْرىً بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: زَارَى فُلانٌ فُلَانًا إِذا عاتَبَه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَزْرَى عَلَيْهِ قَلِيلَةٌ. وأَزْرَى بِهِ، بالأَلف، إِزْرَاءً: قَصَّرَ بِهِ وحَقَّرَه وهَوَّنه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الزَّارِي عَلَى الإِنسان الَّذِي لَا يَعُدُّه شَيْئًا ويُنْكِر عَلَيْهِ فِعْلَه. والإِزْرَاء: التَّهاوُن بِالشَّيْءِ. يُقَالُ: أَزْرَيْت بِهِ إِذا قَصَّرْتَ بِهِ وتَهاوَنْتَ. وازْدَرَيْته أَي حَقَّرته. وَفِي الْحَدِيثِ: فَهُوَ أَجْدَرُ أَن لَا تُزْدَرَى نِعْمةُ اللهِ عَلَيْكُم ؛ الازْدِرَاء: الاحْتِقارُ والانْتِقاصُ والعَيْبُ، وَهُوَ افْتِعالٌ مَنْ زَرَيْت عَلَيْهِ زِرَايةً إِذا عِبْتَه، قَالَ: وأَصل ازْدَرَيْتُ ازْتَرَيْتُ، وَهُوَ افْتَعَلْتُ مِنْهُ، فقُلِبت التَّاءُ دَالًا لأَجل الزَّايِ، وأَزْرَى بِعِلْمِي وزَرَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ اللِّحْيَانِيِّ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه قَصَّرَ بِهِ. وأَزْرَى بِهِ: أَدْخَلَ عليه أَمْراً يُريد أَن يُلَبِّسَ عَلَيْهِ. ورَجل مِزْراءٌ: يُزْرِي عَلَى النَّاسِ. وسِقاءٌ زَرِيٌّ: بَيْنَ الصَّغِيرِ والكبير. زعا: ابْنُ الأَعرابي: زَعا إِذا عَدَل، وسعَى إِذا هَرَبَ، وقَعا إِذا ذَلَّ، وفَعا إِذا فَتَّتَ شَيْئًا، وتعى إِذا عدا. زغا: الزَّغَاوَةُ: جِنْسٌ مِنَ السُّودان، والنّسْبةُ إِليهم زَغَاوِيٌّ، ابْنُ الأَعرابي: الزُّغَى رَائِحَةُ الحَبَشيّ. والزُّغَى: القَصْد «1». ابْنُ سِيدَهْ: زُغَاوَةُ قَبِيلَةٌ مِنَ السُّودَانِ؛ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: أَحَمُّ زُغَاوِي النِّجارِ، كأَنَّما ... يُلاثُ بِلِيتَيْه نُحاسٌ وحِمْحِمُ زفي: الزَّفَيَانُ: شِدَّةُ هُبوب الريحِ، والرِّيحُ تَزْفِي الغُبارَ والسَّحابَ وكلَّ شَيْءٍ إِذا رفَعَتْه وطَرَدَتْه عَلَى وَجْهِ الأَرض كَمَا تَزْفِي الأَمْواجُ السَّفِينةَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَزْفِيهِ، والمُفَزَّعُ المَزْفِيُّ، ... مِنَ الجَنُوبِ سَنَنٌ رَمْلِيُ وزَفَتِ الرِّيحُ السَّحابَ والتُّرابَ ونَحْوَهما زَفْياً

_ (1). قوله [والزُّغَى القصد] كذا بالأصل هنا، والذي في التهذيب: والغزى بتقديم الغين مضمومة، والذي فيما بأيدينا من مادة غزو: الغزو القصد

وزَفَيَاناً: طَرَدَتْه واسْتَخَفَّتْه. والزَّفَيَانُ: الخِفّةُ، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ صِفَةً؛ وَقَوْلُهُ: كالحِدإِ الزَّافِي أَمامَ الرَّعْدِ إِنما هُوَ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ. وزَفَتِ القَوْسُ زَفَياناً: صوَّتت. وزَفَاه السَّرابُ يَزْفِيه: رَفَعَه كزَهاهُ. يُقَالُ: زَفَى السَّرابُ الآلَ يَزْفِيه وزَهاهُ وحَزاه إِذا رَفَعَه؛ وأَنشد وتَحْتَ رَحْلِي زَفَيانٌ مَيْلَعُ وناقةٌ زَفيانٌ: سَرِيعةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ: يَا لَيْتَ شِعْري، والمُنَى لَا تَنْفَعُ، ... هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْماً، وأَمْري مُجْمَعُ، وَتَحْتَ رَحْلَيْ زَفَيان مَيْلَعُ؟ وَقَوْسٌ زَفَيانٌ: سَرِيعةُ الإِرسال للسَّهم. وزَفَى الظَّلِيمُ زَفْياً إِذا نَشر جَنَاحَيْهِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الزَّفَيانُ يَكُونُ مِيزَانُهُ فَعَيالٌ فيُصْرَفُ فِي حالَيْهِ مِن زَفَنَ إِذا نَزا، قَالَ: وإِذا أَخذته مِنَ الزَّفْيِ، وَهُوَ تَحْرِيكُ الرِّيحِ لِلْقَصَبِ وَالتُّرَابِ، فَاصْرِفْهُ فِي النَّكِرَةِ وَامْنَعْهُ الصَّرْفَ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَهُوَ فَعَلانُ حِينَئِذٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَزْفَى إِذا نقَل شَيْئًا مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ، وَمِنْهُ أَزْفَيْتُ العَرُوسَ إِذا نَقَلْتَها مِنْ بَيْتِ أَبَوَيْها إِلي بيتِ زَوْجِها. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: هُوَ يَزْفِي بِنَفْسِه أَي يَجُود بِهَا. وزَفَيَانُ: اسْمُ شاعر أَو لَقَبُه. زقا: الزَّقْوُ وزقي الزَّقْيُ: مَصْدَرُ زَقا الدِّيكُ والطائرُ والمُكَّاء والصَّدَى والهامةُ ونحوُها يَزْقُو وزقي يَزْقِي زَقْواً وزُقاء وزُقُوّاً وزقي زَقْياً وزُقِيّاً وزِقِيّاً صاحَ، وَكَذَلِكَ الصبيُّ إِذا اشتدَّ بُكاؤه وَقَدْ أَزْقاه هُوَ، وكلُّ صائحٍ زاقٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فهْوَ يَزْقُو مِثْلَ مَا يَزْقُو الضُّوَعْ وَقَدْ تَعَدَّوْا ذَلِكَ إِلى مَا لَا يُحِسُّ فَقَالُوا: زَقَتِ البَكرةُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاء الهامَهْ العَلَقُ: الحَبْلُ المُعَلَّق بِالْبَكَرَةِ، وَقِيلَ: الحَبْل الَّذِي فِي أَعلاها، قَالَ: لَمَّا كَانَتِ الهامةُ مُعَلَّقَةً فِي الحَبْل جُعِل الزُّقاء لَهَا، وإِنما الزُّقاء فِي الْحَقِيقَةِ لِلْبَكَرَةِ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال يَصِفُ رَاهِبَةً: تَضْربُ بالنَّاقُوسِ وَسْطَ الدَّيْر، ... قَبْلَ الدّجاجِ وزُقاء الطَّيْر أَراد: قَبْلَ صُراخ الدَّجَاجِ وزُقاء الطَّيْرِ لِيَصِحَّ لَهُ عَطْفُ العَرَض عَلَى العَرَض، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ أَثقل مِنَ الزَّوَاقِي، وَهِيَ الدِّيَكةُ تَزْقُو وَقْتَ السَّحَر فَتُفَرِّق بَيْنَ المُتحابِّين، لأَنهم كَانُوا يَسْمُرون فإِذا صَاحَتِ الدِّيَكة تفرَّقوا. وَفِي حَدِيثِ هِشَامٍ: أَنْتَ أَثْقَلُ مِنَ الزَّواقِي ؛ هِيَ الدِّيَكةُ، وَاحِدُهَا زاقٍ، يُرِيدُ أَنها إِذا زَقَت سَحَراً تَفَرَّقَ السُّمَّار والأَحبابُ، وَيُرْوَى: أَثْقَلُ مِنَ الزَّاوُوق ، وإِذا قَالُوا أَثْقَلُ مِنَ الزَّاوُوق فَهُوَ الزِّئْبَقُ. وأَزْقَى الشيءَ: جَعَلَهُ يَزْقُو؛ قَالَ: فإِن تَكُ هامةٌ بَهراةَ تَزْقُو، ... فَقَدَ أَزْقَيْت بالمَرْوَيْنِ هاما وزقي الزَّقْيَةُ: الصَّيْحةُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه كَانَ يَقْرَأُ: إِن كانت إِلَّا زقي زَقْيَةً وَاحِدَةً ، فِي مَوْضِعٍ صيحةً. ويقال: زقي أَزْقَيْت هامةَ فُلَانٍ أَي قَتَلْتُهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فإِن تكُ هامةٌ بَهراةَ تَزْقُو وَيُقَالُ: زَقَوْتَ يَا ديكُ وزقي زَقَيْتَ.

وزقي زَقْيَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: يَقُولُوا قَدْ رَأَيْنا خيرَ طِرْفٍ ... زقي بزَقْيَةَ، لَا يُهَدُّ وَلَا يَخِيبُ زكا: الزَّكاء، مَمْدُودُ: النَّماء والرَّيْعُ، زَكَا يَزْكو زَكاء وزُكُوّاً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: المالُ تنقُصه النَّفقة والعِلم يَزْكُو عَلَى الإِنْفاقِ ، فَاسْتَعَارَ لَهُ الزَّكاء وإِن لَمْ يَكُ ذَا جِرْمٍ، وَقَدْ زَكَّاه اللهُ وأَزْكَاه. والزَّكاء: مَا أَخرجه اللَّهُ مِنَ الثَّمَرِ. وأَرضٌ زَكِيَّةٌ: طيِّبةٌ سَمِينَةٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. زَكَا، والزَّرع يَزْكو زَكاء، مَمْدُودٌ، أَي نَمَا. وأَزْكَاه اللَّهُ، وكلُّ شَيْءٍ يَزْدَادُ ويَنْمي فَهُوَ يَزْكُو زَكَاء وَتَقُولُ: هَذَا الأَمر لَا يَزْكُو بِفُلَانٍ زَكاء أَي لَا يَلِيقُ بِهِ؛ وأَنشد: والمالُ يَزْكو بِكَ مُسْتَكْبراً، ... يَخْتال قَدْ أَشرق للناظرِ «2» . ابْنُ الأَنْباري فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً ؛ مَعْنَاهُ وَفَعَلْنَا ذَلِكَ رحمةً لأَبويه وتَزْكِيةً لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: أَقام الِاسْمَ مُقامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ. والزَّكَاةُ: الصلاحُ. وَرَجُلٌ تقيٌّ زَكِيٌّ أَي زاكٍ مِنْ قَوْمٍ أَتْقياء أَزْكِياء، وَقَدْ زَكا زَكاء وزُكُوّاً وزَكِيَ وتَزَكَّى، وزَكَّاه الله، وزَكَّى نفسَه تَزْكِيةً: مدَحها. وَفِي حَدِيثِ زينبَ: كَانَ اسمُها بَرَّةَ فغَّيره وَقَالَ تُزَكِّي نفسَها. وزَكَّى الرَّجُلُ نفسَه إِذا وَصَفَهَا وأَثنى عَلَيْهَا. والزَّكَاةُ: زَكاةُ الْمَالِ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ تَطْهِيرُهُ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ زَكَّى يُزَكِّي تَزْكِيةً إِذا أَدّى عَنْ مَالِهِ زَكاته غَيْرُهُ: الزَّكاة مَا أَخرجته من مالك لتهطره بِهِ، وَقَدْ زَكَّى المالَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَتُزَكِّيهِمْ بِها ؛ قَالُوا: تُطهِّرُهم بِهَا. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: الزَّكَاةُ صفوةُ الشَّيْءِ. وزَكَّاه إِذا أَخذ زَكاتَه. وتَزَكَّى أَي تصدَّق. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ؛ قَالَ بعضُهم: الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ مُؤْتُون، وَقَالَ آخَرُونَ: الَّذِينَ هُمْ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ فاعِلُون، وقال تَعَالَى: خَيْراً مِنْهُ زَكاةً ؛ أَي خَيْرًا مِنْهُ عَمَلًا صَالِحًا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: زَكاةً صَلَاحًا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً ؛ قَالَ: صَلَاحًا. أَبو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ ؛ وَقُرِئَ مَا زَكَّى مِنْكُمْ، فَمَنْ قرأَ مَا زَكى فَمَعْنَاهُ مَا صَلَحَ مِنْكُمْ، وَمَنْ قرأَ مَا زَكَّى فَمَعْنَاهُ مَا أَصلح، وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ أَي يُصلح، وَقِيلَ لِمَا يُخْرَج مِنَ الْمَالِ لِلْمَسَاكِينِ مِنْ حُقُوقِهِمْ زَكاةٌ لأَنه تطهيرٌ لِلْمَالِ وتَثْميرٌ وإِصْلاحٌ وَنَمَاءٌ، كُلُّ ذَلِكَ قِيلَ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الزَّكاةِ والتَّزْكِيةِ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وأَصل الزَّكَاةِ فِي اللُّغَةِ الطَّهَارَةُ والنَّماء والبَركةُ والمَدْح وَكُلُّهُ قَدِ اسْتُعْمِلَ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ، وَوَزْنُهَا فَعَلةٌ كالصَّدَقة، فَلَمَّا تحرَّكت الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا انْقَلَبَتْ أَلفاً، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمُشْتَرَكَةِ بَيْنَ المُخْرَج وَالْفِعْلِ، فَيُطْلَقُ عَلَى الْعَيْنِ وَهِيَ الطَّائِفَةُ مِنَ الْمَالِ المُزَكَّى بِهَا، وَعَلَى المَعنى وَهِيَ التَّزْكِيَة؛ قَالَ: وَمِنَ الْجَهْلِ بِهَذَا الْبَيَانِ أَتى مَنْ ظَلَمَ نفسَه بِالطَّعْنِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ؛ ذَاهِبًا إِلى الْعَيْنِ، وإِنما الْمُرَادُ الْمَعْنَى الذي هو التَّزْكِيةُ، ف الزَّكاة طُهرةٌ للأَموال وزَكاةُ الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان. وَفِي حَدِيثِ الْبَاقِرِ أَنه قَالَ: زَكاةُ الأَرض يُبْسُها ، يُرِيدُ طَهارَتَها مِنَ النَّجَاسَةِ كَالْبَوْلِ وأَشباهه بأَن يَجِفَّ وَيَذْهَبَ أَثرُه. والزَّكا، مَقْصُورٌ: الشَّفْعُ مِنَ العدد. الجوهري:

_ (2). قوله [أشرق] كذا في الأصل بالقاف، وفي التهذيب بالفاء

وزَكاً الشَّفْعُ. يُقَالُ: خَسًا أَو زَكاً، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْفَرْدِ خَساً وَلِلزَّوْجَيْنِ اثْنَيْنِ زَكاً، وَقِيلَ لَهُمَا زَكاً لأَن اثْنَيْنِ أَزْكَى مِنْ وَاحِدٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: عَنْ قبْضِ مَنْ لَاقَى أَخاسٍ أَمْ زَكا ابْنُ السِّكِّيتِ: الأَخاسي جَمْعُ خَساً، وَهُوَ الْفَرْدُ. اللِّحْيَانِيُّ: زَكِيَ الرَّجُلُ يَزْكَى وزَكا يَزْكو زُكوّاً وزَكاءً، وَقَدْ زَكَوْتَ وزَكِيتَ أَي صِرْتَ زَاكِيًا. ابْنُ الأَنباري: الزَّكاءُ الزِّيادة مِنْ قَوْلِكَ زَكا يَزْكو زَكَاءً، وَهَذَا مَمْدُودٌ، وَزَكًا، مقصورٌ: الزَّوْجَانِ، وَيَجُوزُ خَساً وَزَكًا بالإِجْراء، وَمَنْ لَمْ يُجْرِهما جَعَلَهُمَا بِمَنْزِلَةِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ، وَمَنْ أَجراهما جَعَلَهُمَا نَكِرَتَيْنِ. وَقَالَ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ: خَسا وزَكا لَا ينوَّنان وَلَا تَدَخُلُهُمَا الأَلف وَاللَّامُ لأَنهما عَلَى مَذْهَبِ فَعَل مِثْلُ وَهَى وعَفا؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: لَادَى خَسا أَو زَكا مِنْ سِنِيك ... إِلَى أَربعٍ فَيَقُولُ انْتِظَارَا «1» . وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُكْتَبُ خَسا بالأَلف لأَنه مِنْ خَسأَ، مَهْمُوزٌ، وَزَكَا يُكْتَبُ بالأَلف لأَنه مِنْ يَزْكُو، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلزَّوْجِ زَكاً وَلِلْفَرْدِ خَساً فَتُلْحِقُهُ بِبَابِ فَتًى، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ زَكا وخَسا فَيُلْحِقُهُ بِبَابِ زُفَرَ. وَيُقَالُ: هُوَ يُخَسِّي ويُزَكِّي إِذَا قَبَضَ عَلَى شَيْءٍ فِي كَفِّهِ وَقَالَ أَزَكا أَم خَسا، وَهُوَ مَهْمُوزٌ. الأَصمعي: رَجُلٌ زُكأَةٌ أَي مُوسِرٌ. اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لمَلِيءٌ زُكأَةٌ أَي حَاضِرُ النَّقْد عاجِله. وَيُقَالُ: قَدْ زَكأَه إِذَا عجَّل نَقْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَنه قدِم الْمَدِينَةَ بِمَالٍ فَسَأَلَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَقِيلَ إِنَّهُ بِمَكَّةَ فأَزْكى المالَ وَمَضَى، فلحِق الْحَسَنَ فَقَالَ: قدِمْتُ بِمَالٍ فَلَمَّا بَلَغَنِي شُخُوصُك أَزْكَيْتُه، وَهَا هُوَ ذَا ؛ قَالَ: كأَنه يُرِيدُ أَوْعَيْتُه. وزَكا الرجلُ يَزْكو زُكوّاً: تَنَعَّم وَكَانَ فِي خِصْب. وزَكِيَ يَزْكى: عَطِشَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَثبته في الواو لعدم ز ك ي وَوُجُودِ ز ك و؛ قَالَهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: كصاحِبِ الخَمْرِ يَزْكى كُلَّما نَفِدَتْ ... عَنْهُ، وإنْ ذاقَ شِرْباً هَشَّ لِلعَلَلِ زنا: الزِّنا يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، زَنَى الرجلُ يَزْني زِنىً، مقصور، وزناءً مَمْدُودٌ، وَكَذَلِكَ المرأَة. وَزَانَى مُزاناةً وزَنَّى: كَزَنى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: إمَّا نِكاحاً وإِمَّا أُزَنّ يُرِيدُ: أُزَنِّي، وَحَكَى ذَلِكَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ لِلشِّعْرِ. وَزَانَى مُزاناةً وزِناء، بِالْمَدِّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَكَذَلِكَ المرأَة أَيضاً؛ وأَنشد: أَما الزِّنَاءُ فإنِّي لستُ قارِبَه، ... والمالُ بَيْني وبَيْنَ الخَمْرِ نصْفانِ والمرأَة تُزانِي مُزاناةً وزِناء أَي تُباغِي. قَالَ اللحياني: الزِّنى، مقصور، لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ، بِالْقَصْرِ، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْمَقْصُورِ زِنَوِيٌّ، وَالزِّنَاءُ مَمْدُودٌ لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: الْمَدُّ لأَهل نَجْدٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه، ... ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكَّرا وَمِثْلُهُ لِلْجَعْدِيِّ: كَانَتْ فَرِيضة مَا تقولُ، كَمَا ... كانَ الزِّناء فَريضةَ الرَّجْم وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْمَمْدُودِ زِنائِيٌّ. وزَنَّاهُ تزْنِيةً: نسبه

_ (1). قوله [لادى] وضع له في الأصل علامة وقفة ولم نجده في غيره، والرسم قابل أن يكون لأدّى، من التأدية فاللام مفتوحة، ولأَن يكون أدنى من الدنوّ فاللام مكسورة

إِلَى الزِّنا وَقَالَ لَهُ يَا زَانِي. وَفِي الْحَدِيثِ: ذِكر قُسْطَنْطِينيَّةَ الزَّانِيَةِ، يُرِيدُ الزَّانِيَ أَهلُها كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً؛ أَي ظَالِمَةَ الأَهْل. وَقَدْ زَانَى المرأَة مُزاناةً وَزِنَاءً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قِيلَ لابنةِ الخُسِّ مَا أَزْناكِ؟ قَالَتْ: قُرْبُ الوِسادِ وطُولُ السِّوادِ؛ فكأَنَّ قَوْلَهُ مَا أَزْناكِ مَا حَمَلَكِ عَلَى الزِّنا، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ هَذَا إِلَّا فِي حَدِيثِ ابنةِ الخُسِّ. وَهُوَ ابنُ زَنْيةٍ وزِنْيةٍ، وَالْفَتْحُ أَعلى، أَي ابْنُ زِناً، وَهُوَ نقِيضُ قَوْلِكَ لِرِشدةٍ ورَشْدة. قَالَ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِ الْمَصَادِرِ: هُوَ لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ وَهُوَ لغَيْر رَشْدةٍ، كلُّه بِالْفَتْحِ. قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ ويجوز رَشْدة [رِشْدة] وزَنْية [زِنْية]، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، فأَما غَيَّة فَهُوَ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه وَفَدَ عَلَيْهِ مَالِكُ بْنُ ثَعْلَبَةَ فَقَالَ مَنْ أَنتم؟ فَقَالُوا: نحن بنو الزَّنْية [الزِّنْية] فَقَالَ: بَلْ أَنتم بَنُو الرِّشْدةِ. والزنْية، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: آخِرُ وَلدِ الرَّجُلِ والمرأَة كالعجْزة، وبنو مَلِكٍ يُسَمَّوْنَ بَني الزَّنْية والزِّنْية لِذَلِكَ، وَإِنَّمَا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، بَلْ أَنتم بَنُو الرِّشْدةِ نَفْياً لَهُمْ عَمَّا يُوهِمُهُ لَفْظُ الزنْية مِنَ الزِّنا، والرَّشْدةُ أَفصح اللُّغَتَيْنِ. وَيُقَالُ لِلْوَلَدِ إِذَا كَانَ مِنْ زِناً: هُوَ لِزَنْية. وَقَدْ زَنَّاه. مِنَ التَّزْنِية أَي قَذَفَه. وَفِي الْمَثَلِ: لَا حِصْنُها حِصْنٌ وَلَا الزِّنا زِنا قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي يكُفُّ عَنِ الخَيْر ثُمَّ يُفَرِّط فِيهِ وَلَا يَدومُ عَلَى طَرِيقَةٍ. وتسمَّى القِرْدة زنَّاءةً، والزَّناءُ: القصيرُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وتُولِجُ فِي الظِّلِّ الزَّناءِ رؤُوسها، ... وتَحْسِبُها هِيماً، وهُنَّ صَحائحُ وأَصل الزَّناء الضيقُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: لَا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وَهُوَ زَناءٌ أَي مُدافِعٌ للِبَوْل؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الأَخطل: وَإِذَا بَصُرْتَ إِلَى زَناءٍ قَعْرُها ... غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ مِنَ الأَحْفارِ وزَنا الموضعُ يَزْنُو: ضَاقَ، لُغَةٌ فِي يَزْنأُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يُحِبُّ مِنَ الدُّنْيا إِلَّا أَزْنَأَها أَي أَضيقها. ووِعاءٌ زَنِيٌّ: ضيِّق؛ كَذَا رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِغَيْرِ هَمْزٍ. والزَّنْءُ: الزُّنُوُّ فِي الجَبَل. وزَنَّى عَلَيْهِ: ضَيَّق؛ قال: لاهُمَّ، إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ. ... زَنَّى عَلَى أَبِيهِ ثُمَّ قَتَلَهْ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن هَمْزَةَ الزَّنَاءِ ياءٌ. وبَنُو زِنْيَة: حَيٌّ. زها: الزَّهْوُ: الكِبْرُ والتِّيهُ والفَخْرُ والعَظَمَةُ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّمِ الْهُذَلِيُّ: مَتى مَا أَشَأْ غَيْر زَهْوِ المُلُوكِ، ... أَجْعَلْكَ رَهْطاً عَلَى حُيَّضِ وَرَجُلٌ مَزْهُوٌّ بِنَفْسِهِ أَي مُعْجَبٌ. وبفُلان زَهْوٌ أَي كِبْرٌ؛ وَلَا يُقَالُ زَها. وزُهِيَ فُلانٌ فَهُوَ مَزْهُوٌّ إِذَا أُعْجِبَ بِنَفْسِهِ وتَكَبَّر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ زُهِيَ عَلَى لَفْظِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، جَزَمَ بِهِ أَبو زَيْدٍ وأَحمد بْنُ يَحْيَى، وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ: زُهِيتُ وزَهَوْتُ. وَلِلْعَرَبِ أَحرف لَا يَتَكَلَّمُونَ بِهَا إِلَّا عَلَى سَبِيلِ المَفْعول بِهِ وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ مِثْلَ زُهِيَ الرجُلُ وعُنِيَ بالأَمْر ونُتِجَتِ الشاةُ وَالنَّاقَةُ وأَشباهها، فَإِذَا أَمَرْت بِهِ قُلْتَ: لِتُزْهَ يَا رجلُ، وَكَذَلِكَ الأَمْر مِنْ كُلِّ فِعْل لَمْ يُسمّ فَاعِلُهُ لأَنك إِذَا

أَمَرْتَ مِنْهُ فَإِنَّمَا تأْمر فِي التَّحْصِيلِ غَيْرَ الَّذِي تُخاطِبه أَن يُوقِع بِهِ، وأَمْرُ الغائبِ لَا يَكُونُ إِلَّا بِاللَّامِ كَقَوْلِكَ ليَقُمْ زَيد، قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى حَكَاهَا ابْنُ دُرَيْدٍ زَها يَزْهُو زَهْواً أَي تَكَبَّر، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا أَزْهاهُ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ زُهِيَ لأَن مَا لَمْ يُسم فَاعِلُهُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. قَالَ الأَحمر النَّحْوِيُّ يَهْجُو العُتْبِيَّ والفَيْضَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ: لَنَا صاحِبٌ مُولَعٌ بالخِلافْ، ... كثيرُ الخَطاء قليلُ الصَّوابْ أَلَجُّ لَجَاجًا مِنَ الخُنْفُساءْ، ... وأَزْهى، إِذَا مَا مَشى، منْ غُرابْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قُلْتُ لأَعرابي مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مَا مَعْنَى زُهِيَ الرجلُ؟ قَالَ: أُعجِبَ بنفسِه، فَقُلْتُ: أَتقول زَهى إِذَا افْتَخَر؟ قَالَ: أَمّا نَحْنُ فَلَا نَتَكَلَّمُ بِهِ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنبة: زَها فُلَانٌ إِذَا أُعجب بِنَفْسِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زَهاه الكِبْر وَلَا يُقَالُ زَها الرَّجل وَلَا أَزْهيتُه ولكنْ زَهَوْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اتَّخَذَ الخَيْلَ زُهاءً ونِواءً عَلَى أَهْل الإِسْلام فَهِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ ؛ الزُّهاء، بِالْمَدِّ، والزَّهْوُ الكِبْرُ والفَخْر. يُقَالُ: زُهِيَ الرَّجُلُ، فَهُوَ مَزْهُوٌّ، هَكَذَا يتكلَّم بِهِ عَلَى سَبِيلِ الْمَفْعُولِ وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظر إِلَى الْعَامِلِ المَزْهُوِّ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عنها: إن جَارِيَتِي تُزْهَى أَن تَلْبَسَه فِي الْبَيْتِ أَي تَتَرَفَّعُ عَنْهُ وَلَا تَرْضاه، تَعْنِي درْعاً كَانَ لَهَا؛ وأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: جَزَى اللهُ البَراقِعَ مِنْ ثِيابٍ، ... عَنِ الفِتْيانِ، شَرّاً مَا بَقِينا يُوارِينَ الحِسانَ فَلَا نَراهُم، ... ويَزْهَيْنَ القِباحَ فيَزْدَهِينا فَإِنَّمَا حُكْمه ويَزْهُونَ القِباحَ لأَنه قَدْ حُكِيَ زَهَوْتُه، فَلَا مَعْنَى ليَزْهَيْنَ لأَنه لَمْ يَجِئْ زَهَيْته، وَهَكَذَا أَنشده ثَعْلَبٌ ويَزْهُون. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ الأَعرابي فِي الرِّوَايَةِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يَكُونَ زَهَيْتُه لُغَةً فِي زَهَوْتُه، قَالَ: وَلَمْ تُرْوَ لَنَا عَنْ أَحد. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: هِيَ أَزْهَى مِن غُرابٍ، وَفِي الْمَثَلِ المعروفِ: زَهْوَ الغُرابِ، بِالنَّصْبِ، أَي زُهِيتَ زَهْوَ الغرابِ: وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي النَّوَادِرِ: زُهِيَ الرَّجُلُ وَمَا أَزْهاهُ فوضَعُوا التَّعَجُّبَ عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ، قَالَ: وَهَذَا شاذٌّ إِنَّمَا يَقع التَّعَجُّبُ مِنْ صِيغَةِ فِعْلِ الْفَاعِلِ، قَالَ: وَلَهَا نَظَائِرُ قَدْ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: رجُلٌ إنْزَهْوٌ وامرأَة إنْزَهْوَةٌ وَقَوْمٌ إنْزَهْوُون ذَوو زَهْوٍ، ذَهَبُوا إِلَى أَن الأَلف وَالنُّونَ زَائِدَتَانِ كَزِيَادَتِهِمَا فِي إنْقَحْلٍ، وَذَلِكَ إِذَا كَانُوا ذَوِي كِبْر. والزَّهْو: الكَذِب والباطلُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَلَا تَقُولَنَّ زَهْواً مَا تُخَبِّرُني، ... لَمْ يَتْرُكِ الشَّيْبُ لِي زَهْواً، وَلَا العَوَرُ «1» . الزَّهْو: الكِبْرُ. والزَّهْوُ: الظُّلْمُ. والزَّهْو: الاسْتِخْفافُ: وزَها فُلَانًا كلامُك زَهْواً وازْدهاه فازْدَهَى: اسْتَخَفَّه فَخَفَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ لَا يُزْدَهَى بخَديعَة. وازْدَهَيْت فُلَانًا أَي تَهاوَنْت بِهِ. وازْدَهَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا اسْتَخَفَّه. وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ: ازْدَهاهُ وازْدَفاهُ إِذَا اسْتَخَفَّه. وزَهاهُ وازْدَهاهُ: اسْتَخَفَّه وَتَهَاوَنَ بِهِ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ: فَلَمَّا تَواقَفْنا وسَلَّمْتُ أَقْبَلَتْ ... وجُوهٌ، زَهاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا

_ (1). قوله [ولا العور] أنشده في الصحاح: ولا الكبر، وقال في التكملة، والرواية: ولا العور

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَيُرْوَى: وَلَمَّا تَنَازَعْنا الحَديثَ وأَشْرَقَت قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَخطل: يَا قاتَلَ اللهُ وصْلَ الغانِيات، إِذَا ... أَيْقَنَّ أَنَّك مِمَّنْ قَدْ زَها الكِبَرُ وازْدَهاهُ الطَّرَب والوَعيدُ: اسْتَخَفَّه. وَرَجُلٌ مُزْدَهىً: أَخَذَتْه خِفَّةٌ مِنَ الزَّهْوِ أَو غَيْرِهِ. وازْدَهاهُ عَلَى الأَمْرِ: أَجْبَرَه. وزَها السَّرابُ الشيءَ يَزْهاهُ: رَفَعَه، بالأَلف لَا غَيْرَ. وَالسَّرَابُ يَزْهى القُور والحُمُول: كأَنه يَرْفَعُها؛ وزَهَت الأَمْواجُ السَّفِينَةَ كَذَلِكَ. وزَهَت الريحُ أَي هَبَّت؛ قَالَ عُبَيْدٌ: ولَنِعْم أَيْسارُ الجَزورِ إِذَا زَهَتْ ... رِيحُ الشِّتَا، وتَأَلَّفَ الجِيرانُ وزَهَت الريحُ النباتَ تَزْهاهُ: هَزَّتْه غِبَّ النَّدَى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالًا، كأَنَّها ... جَرادٌ زَهَتْه رِيحُ نَجْدٍ فأَتْهَمَا قَالَ: رَهْواً هُنَا أَي سِرَاعاً، والرَّهْوُ مِنَ الأَضداد. وزَهَتْه: ساقَتْه. والريحُ تَزْهَى النباتَ إِذَا هَزَّتْه بَعْدَ غِبِّ المَطَر؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فِي أُقْحُوانٍ بَلَّهُ طَلُّ الضُّحَى، ... ثُمَّ زَهَتْهُ ريحُ غَيمٍ فَازْدَهَى قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ورُبَّما قَالُوا زَهَت الريحُ الشَّجَر تَزْهاه إِذَا هَزَّتْه. والزَّهْوُ: النَّبات الناضرُ والمَنْظَرُ الحَسَن. يُقَالُ: زُهِيَ الشيءُ لِعَيْنِكَ. والزَّهْوُ: نَوْرُ النَّبْتِ وزَهْرُهُ وإشْراقُه يَكُونُ للْعَرَضِ والجَوْهَرِ. وزَها النَّبْتُ يَزْهَى زَهْواً وزُهُوّاً وزَهَاءً حَسُنَ. والزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، يُقَالُ: إِذَا ظَهَرت الحُمْرة وَالصُّفْرَةُ فِي النَّخْل فَقَدْ ظَهَرَ فِيهِ الزَّهْوُ. والزَّهْوُ والزُّهْوُ: البُسْرُ إِذَا ظَهَرَت فِيهِ الحُمْرة، وَقِيلَ: إِذَا لَوَّنَ، وَاحِدَتُهُ زَهْوة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زُهْوٌ، وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ بالضَّمِّ جمعُ زَهْوٍ، كَقَوْلِكَ فَرَسٌ وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ، فأُجْرِيَ الِاسْمُ فِي التَّكْسير مُجْرَى الصِّفَةِ. وأَزْهَى النَّخْلُ وزَهَا زُهُوّاً: تلوَّن بِحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ. وَرَوَى أَنس بْنِ مَالِكٍ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَزْهو، قِيلَ لأَنس: وَمَا زَهْوُه؟ قَالَ: أَن يَحْمَرَّ أَو يَصْفَرَّ ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عُمَرَ: نهَى عَنْ بَيْع النَّخْلِ حَتَّى يُزْهِيَ. ابْنُ الأَعرابي: زَها النبتُ يَزْهُو إِذَا نَبَت ثَمَرُه، وأَزْهَى يُزْهِي إِذَا احْمَرَّ أَو اصْفَرَّ، وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنَى الِاحْمِرَارِ وَالِاصْفِرَارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَر يَزْهو وَمِنْهُمْ مَن أَنكر يُزْهِي. وزَهَا النَّبْتُ: طالَ واكْتَهَلَ؛ وأَنشد: أَرَى الحُبَّ يَزْهَى لِي سَلامَةَ، كالَّذِي ... زَهَى الطلُّ نَوْراً واجَهَتْه المَشارِقُ يُرِيدُ: يزيدُها حُسْنًا فِي عَيْني. أَبو الْخَطَّابِ قَالَ: لَا يُقَالُ لِلنَّخْلِ إلَّا يُزْهَى، وَهُوَ أَن يَحْمَرَّ أَو يَصْفَرَّ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ يَزْهُو، والإِزْهَاءُ أَنْ يَحْمَرَّ أَو يَصْفَرَّ. وَقَالَ الأَصمعي: إِذَا ظَهَرت فِيهِ الحُمْرة قِيلَ أَزْهَى. ابْنُ بُزُرج: قَالُوا زُها الدُّنْيا زِينَتُها وإيناقُها، قَالَ: وَمِثْلُهُ فِي الْمَعْنَى قَوْلُهُمْ ورَهَجُها. وَقَالَ: مَا لِرَأْيِكَ بُذْمٌ وَلَا فَرِيق «2». أَي صَرِيمَة. وَقَالُوا: طَعامٌ طيِّبُ الخَلْف أَي طَيّب آخِرِ الطَّعْمِ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: زُهِيَ لَنَا حَمْل النَّخْلِ فنَحْسِبُه

_ (2). قوله [ولا فريق] هكذا في الأصل

أَكثَرَ مِمَّا هُوَ. الأَصمعي: إِذَا ظَهَرتْ فِي النَّخْل الحُمْرة قِيلَ أَزْهَى يُزْهِي: ابْنُ الأَعرابي: زَهَا البُسْر وأَزْهَى وزَهَّى وشَقَّحَ وأَشْقَحَ وأَفْضَحَ لَا غَيْرُ. أَبو زَيْدٍ: زَكا الزَّرْعُ وَزَها إِذَا نَما. خَالِدُ ابْنُ جَنَبَةَ: الزَّهْوُ مِنَ البُسْرِ حِينَ يَصْفَرُّ ويحمرُّ وَيَحِلُّ جَرْمُه، قَالَ: وجَرْمه للشِّرَاء والبَيْع، قَالَ: وأَحْسَنُ مَا يَكُونُ النخلُ إِذْ ذَاكَ؛ الأَزهري: جَرْمه خَرْصُه لِلْبَيْعِ. وزَها بِالسَّيْفِ: لمَعَ بِهِ. وزَهَا السراجَ: أَضاءَه. وزَهَا هُوَ نفسُه. وزُهاءُ الشيءِ وزِهَاؤُه: قَدْرُه، يُقَالُ: هُمْ زُهَاءُ مائِةٍ وزِهاءُ مِائةٍ أَي قَدْرُهَا. وهُم قومٌ ذَوُو زُهاءٍ أَي ذَوُو عَدَدٍ كَثِيرٍ؛ وأَنشد: تَقَلَّدْتَ إبْريقاً، وعَلَّقْتَ جَعْبة ... لِتُهْلِكَ حَيّاً ذَا زُهاءٍ وجَامِلِ الإِبريق: السَّيْفُ، وَيُقَالُ قَوْسٌ فِيهَا تَلَامِيعُ. وزُهاءُ الشَّيْءِ: شخصُه. وزَهَوْت فُلَانًا بِكَذَا أَزْهاهُ أَي حَزَرْته. وزَهَوْته بِالْخَشَبَةِ: ضربتُه بِهَا. وَكَمْ زُهَاؤُهم أَي قدرُهم وحزْرُهم؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ؛ كأَنما زُهَاؤُهم لِمَنْ جَهَرْ وقولُهم: زُهَاءُ مائَة أَي قَدْرُ مائةٍ. وَفِي حَدِيثٍ: قِيلَ لَهُ كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاءَ ثلَاثمائة أَي قَدْرَ ثَلَاثِمِائَةٍ، مِنْ زَهَوْت القومَ إِذَا حَزَرْتَهم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا سَمِعتم بناسٍ يأْتون مِنْ قِبَلِ المَشرق أُولِي زُهاءٍ يَعجَبُ النَّاسُ مِنْ زيِّهِمْ فَقَدْ أَظَلَّت الساعةُ ؛ قَوْلُهُ أُولي زُهَاءٍ أُولي عددٍ كثيرٍ. وزَهَوْتُ الشيءَ إِذَا خَرَصْتَه وعلِمتَ مَا زُهاؤُه. والزُّهَاءُ: الشخصُ، وَاحِدُهُ كجمعِه. وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الرُّوّاد: مَداحي سَيْل وزُهَاءُ لَيْلٍ، يَصِفُ نَبَاتًا أَي شخصُه كَشَخْصِ اللَّيْلِ فِي سوادِه وكَثْرِته؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: دُهْماً كأَن الليلَ فِي زُهائِها زُهاؤُها: شُخوصُها يَصِفُ نَخْلًا يَعْنِي أَن اجْتِمَاعَهَا يُري شُخوصَها سُودًا كَاللَّيْلِ. وزَهَتِ الإِبلُ تَزْهو زَهْواً: شربَت الماءَ ثُمَّ سَارَتْ بَعْدَ الوِرْد لَيْلَةً أَو أَكثر وَلَمْ تَرْعَ حَوْلَ الْمَاءِ، وزَهَوْتُها أَنا زَهْواً، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وزَهَتْ زَهْواً: مرَّت فِي طَلَبِ المَرْعى بَعْدَ أَن شرِبت وَلَمْ تَرْعَ حَوْلَ الْمَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وأَنتِ استعرتِ الظَّبيَ جِيدًا ومُقْلَةً، ... مِنَ المُؤلِفات الزَّهْوَ، غيرِ الأَوارِك وزَهَا المُرَوِّحُ المِرْوَحة وزَهَّاها إِذَا حَرَّكها؛ وَقَالَ مزاحمٌ يَصِفُ ذَنَبَ الْبَعِيرِ: كمِرْوَحَةِ الدَّارِيّ ظَلَّ يَكُرُّها، ... بكَفِّ المُزَهِّي سَكْرَةَ الرِّيحِ عُودُها ف المُزَهِّي: المُحَرِّك؛ يَقُولُ: هَذِهِ الْمِرْوَحَةُ بكفِّ المُزَهِّي المحرِّك لسُكونِ الرِّيحِ. والزَّاهِيَةُ مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَرْعى الحَمْض. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِبلُ إبلانِ: إبلٌ زَاهِيَة زالَّة الأَحْناك لَا تقرَب العِضاهَ وَهِيَ الزَّوَاهِي، وإبلٌ عاضِهةٌ تَرْعى العِضاهَ وَهِيَ أَحْمَدُها وَخَيْرُهَا، وأَما الزَّاهِيَة الزَّالَّةُ الأَحْناك فَهِيَ صَاحِبَةُ الحَمْضِ وَلَا يُشْبِعها دُون الحَمْضِ شَيْءٌ. وزَهَتِ الشاةُ تَزْهُو زُهاءً وزُهُوّاً: أَضْرَعت ودَنا وِلادُها. وأَزْهَى النخلُ وزَها: طالَ، وزَهَا النَّبْتُ: غَلا وَعَلَا، وزَهَا الْغُلَامُ: شَبَّ؛ هَذِهِ الثَّلَاثُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. زوي: الزَّيُّ: مَصْدَرُ زَوى الشيءَ يَزْوِيه زَيّاً وزُوِيّاً فانْزَوَى، نَحَّاه فتَنَحَّى. وزَوَاهُ: قَبَضَهُ. وزَوَيْت الشيءَ: جَمَعْتُهُ وقبضته. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَى لِيَ الأَرضَ فأُريتُ مشارقَها ومغاربَها ؛ زُوِيَتْ لِيَ الأَرض: جُمِعَت؛ وَمِنْهُ دُعاءُ السَّفَرِ:

وازْوِ لَنا الْبَعِيدَ أَي اجْمَعْه واطْوِه. وزَوى مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فانْزَوى: جمَعه فَاجْتَمَعَ وَقَبَضَهُ؛ قَالَ الأَعشى: يَزيدُ، يغُضُّ الطَّرْفَ عِنْدِي، كأَنما ... زَوى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عليَّ المَحاجِمُ «1». فَلَا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكَ مَا انْزَوَى، ... وَلَا تَلْقَني إلَّا وأَنفُك راغِمُ وانْزَوى الْقَوْمُ بعضُهم إِلَى بَعْضٍ إِذَا تدانوْا وتضامُّوا. والزَّاوِيَة: وَاحِدَةُ الزَّوَايا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَانَ لَهُ أَرْضٌ زَوَتْها أَرضٌ أُخرى أَي قرُبت مِنْهَا فضيَّقتْها، وَقِيلَ: أَحاطت بِهَا. وانْزَوَت الجِلدة فِي النَّارِ: تَقَبَّضَت واجتمعَت. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ المسجدِ ل يَنْزَوِي مِنَ النُّخامة كَمَا تَنْزَوي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ أَي ينضمُّ ويتقبَّضُ، وَقِيلَ: أَراد أَهْلَ الْمَسْجِدِ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَعطاني رَيحانَتَيْن وزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي أَي صرفتَه عَنِّي وقبضْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِنَّ الإِيمان بدأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بدأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ الناسُ وَالَّذِي نَفْسُ أَبي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لَيُزْوَأَنَّ الإِيمانُ بَيْنَ هَذَيْنِ المَسْجِدَيْن كَمَا تأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمعْ زَوَأت بالهمز، والصواب ل يُزْوَيَنَّ أَي ليُجْمعنَّ وليُضَمَّنَّ، مِنْ زَوَيت الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتَهُ، وَكَذَلِكَ ليَأْرِزَنَّ أَي ليَنْضَمَّنَّ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كلُّ شَيْءٍ تَامٍّ فَهُوَ مربَّع كَالْبَيْتِ والأَرض وَالدَّارِ وَالْبِسَاطِ لَهُ حُدُودٌ أَربع، فَإِذَا نقصَت مِنْهَا ناحيةٌ فَهُوَ أَزْوَرُ مُزَوّىً، قَالَ: وأَما الزَّوْءُ، بِالْهَمْزِ، فَإِنَّ الأَصمعي يَقُولُ زَوْءُ المَنِيّة مَا يَحْدُثُ مِنْ هَلَاكِ الْمَنِيَّةِ، والزَّوْءُ: الهَلاك. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: زَوُّ المِنيَّة أَحْداثُها؛ هَكَذَا عبَّر بِالْوَاحِدِ عَنِ الْجَمْعِ؛ قَالَ: مِنِ ابْنِ مامَةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَيَّ بِهِ ... زَوُّ المِنيَّة، إلا حَرَّة [حِرَّة] وقَدى وَهَذَا الْبَيْتُ أَوْرَدَهُ الأَزهري والجوهري مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي الزوُّ الْقَدَرُ، يُقَالُ: قُضِي عَلَيْنَا وقُدِّرَ وحُمَّ وزُيَّ وزِيَّ؛ وَصُورَةُ إِيرَادِهِ: وَلَا ابنُ مامَةَ كَعْب حِينَ عَيَّ بِهِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَولًا. مِنِ ابنِ مامَةَ كعبٍ ثُمَّ عيَّ بِهِ . قَالَ: وَالْبَيْتُ لِمَامَة الإِيادي أَبي كَعْبٍ، كَذَا ذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَقَبْلَهُ: مَا كَانَ مِنْ سُوقَةٍ أَسْقَى عَلَى ظَمإٍ ... خَمْراً بماءٍ، إِذَا ناجُودُها بَرَدا وَقَوْلُهُ: وَقِدًى مِثْلُ جَمَزَى أَي تتوقَّد؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً للأَسود بْنِ يَعْفُر: فَيَا لَهَفَ نَفْسِي عَلَى مالِكٍ ... وَهَلْ يَنْفَعُ اللهفُ زَوَّ القَدَرْ؟ وأَنشد أَيضاً لمُتَمِّم بْنِ نُوَيْرة: أَفبعدَ مَنْ ولدتْ بُسَيْبَة أَشْتَكي ... زَوَّ المَنِيَّة، أَو أُرى أَتَوَجَّع؟ «2» . وَيُرْوَى: زَوَّ الْحَوَادِثِ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَهَمَزَهُ الأَصمعي. وزَوَاهُم الدَّهرُ أَي ذَهَبَ بِهِمْ؛ قَالَ بِشْرٌ: فَقَدْ كَانَتْ لَنَا، ولهُنَّ حَتَّى ... زَوَتْها الحربُ، أَيامٌ قِصارُ قَالَ: زَوَتها رَدَّتها. وَقَدْ زَوَوْهم أَي رَدُّوهم. وزَوَى اللهُ عَنِّي الشرَّ أَي صَرَفه. وزَوَيْت الشَّيْءَ

_ (1). قوله [عندي] في الصحاح: دوني (2). قوله [بسيبة] هكذا في الأصل

عَنْ فُلَانٍ أَي نحَّيته. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَراد سَفَرًا أَمال براحِلَتِه ومدَّ إصْبَعَه وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنتَ الصاحبُ فِي السَّفَرِ والخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنا بنُصْحٍ واقْلِبْنا بذِمَّة، اللَّهُمَّ زَوِّ لَنا الأَرضَ وهَوِّنْ عَلَيْنَا السفَرَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بكَ مِنْ وَعْثاء السَّفَر وكَآبةِ المُنْقَلَبِ. ابْنُ الأَعرابي: زَوَى إِذَا عَدَلَ كَقَوْلِكَ زَوَى عَنْهُ كَذَا أَي عَدَلَه وصَرَفَه عَنْهُ، وزَوَى إِذَا قَبَض، وزَوَى جمَع، ومصدَرُه كلُّه الزَّيُّ. وَقَالَ: الزُّوِيُّ العدولُ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ، والزَّيُّ فِي حالِ التَّنْحيَة وَفِي حَالِ القَبْض. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَجِبْت لِمَا زَوَى اللهُ عنكَ مِنَ الدُّنْيَا ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: مَعْنَاهُ لِمَا نُحِّيَ عنكَ وبُوعِدَ مِنْكَ، وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: فَيَا لِقُصَيٍّ، مَا زَوَى اللهُ عنكُم؟ الْمَعْنَى: أَيُّ شيءٍ نَحَّى اللهُ عَنْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ والفَضْل، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعطاني رَبِّي اثْنَتَيْنِ وزَوَى عنِّي وَاحِدَةً أَي نَحَّاها وَلَمْ يُجِبْني إِلَيْهَا. وزَوَى عَنْهُ سِرَّهُ: طَوَاهُ. وزَاوِيَة الْبَيْتِ: رُكْنُه، وَالْجَمْعُ الزَّوَايا، وتَزَوَّى صَارَ فِيهَا. وَتَقُولُ: زَوَى فُلَانٌ المالَ عَنْ وارِثِه زَيّاً. والزَّوُّ: القَرِينانِ مِنَ السُّفُنِ وغيرِها. وَجَاءَ زَوًّا إِذَا جَاءَ هُوَ وصاحِبُه، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مفرَدٍ تَوٌّ وَلِكُلِّ زوجٍ زَوٌّ. وأَزْوَى الرجلُ إِذَا جَاءَ وَمَعَهُ آخَرُ. وزَوْزَيْته وزَوْزَيْت بِهِ إِذَا طَرَدْته. اللَّيْثُ: الزَّوْزاةُ شِبْهُ الطَّرْدِ والشَّلِّ، تَقُولُ: زَوْزَى بِهِ. أَبو عُبْيَدٍ: الزَّوْزاةُ مصدرُ قَوْلِكَ زَوْزَى الرجلُ يُزَوْزِي زَوْزاةً، وَهُوَ أَن ينصِب ظهْرَه ويُسْرع ويُقارِبَ الخَطْوَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: ناجٍ وَقَدْ زَوْزَى بِنَا زِيزاءَه وَقَالَ آخَرُ: مُزَوْزِياً لَمّا رَآهَا زَوْزَتِ يَعْنِي نَعَامَةً ورَأْلَها، يَقُولُ: إِذَا رَآهَا أَسْرَعَتْ أَسْرَع مَعَهَا. وزَوْزَى: نصَبَ ظَهْرَه وقارَب خَطْوَه فِي سُرْعة. واسْتَوْزَى كزَوْزَى؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: ذَعَرْتُ بِهِ العَيْرَ مُسْتَوْزِياً، ... شَكِيرُ جَحافِلِه قَدْ كَتِنْ وَقَوْلُ ابْنِ كَثْوة أَنشده ابْنُ جِنِّي: وَلَّى نَعامُ بَني صَفْوانَ زَوْزَأَةً، ... لمَّا رأَى أَسداً فِي الغابِ قَدْ وَثَبا إِنَّمَا أَراد زَوْزاةً، فأَبدل الهمزةَ مِنَ الأَلف اضْطِرَارًا. وَرَجُلٌ زُوازٍ وزُوازِيَة وزَوَنْزَى: قصيرٌ غَليظٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: غَلِيظٌ إِلَى القِصَر مَا هُوَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وبَعْلُها زَوَنَّكٌ زَوَنْزَى وَقَالَ آخَرُ: إِذَا الزَّوَنْزَى منهُم ذُو البُرْدَيْن ... رَماهُ سَوَّارُ الكَرَى فِي العَيْنَين والزَّوَنْزَى: الَّذِي يَرى لنفْسِه مَا لَا يَراهُ غيرُه لَهُ. وَقَالَ: رجلٌ زَوَنْزَى ذُو أُبَّهَةٍ وكِبْرٍ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: زَوَزَّى، وَقَالَ: هُوَ فَعَلَّل مِنْ مُضاعَفِ الْوَاوِ. أَبو تُرَابٍ: زَوَّرْتُ الكلامَ وزَوّيْتُه أَي هَيَّأْتُه فِي نَفْسِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: كنْتُ زَوَّيْتُ فِي نفْسي كَلَامًا أَي جَمَعت وَالرِّوَايَةُ زَوَّرْتُ، بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والزَّاوِيَة: مَوْضِعٌ بِالْبَصْرَةِ.

والزَّايُ: حَرْفُ هِجَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن تَكُونَ مُنْقَلِبَةً عَنْ وَاوٍ ولامُه ياءٌ، فَهُوَ مِنْ لَفْظِ زَوَيْت إِلَّا أَن عَيْنَهُ اعتلَّت وَسَلِمَتْ لَامُهُ، وَلَحِقَ بِبَابِ غايٍ وطايٍ ورايٍ وثايٍ وآيٍ فِي الشُّذُوذِ، لِاعْتِلَالِ عَيْنِهِ وَصِحَّةِ لَامِهِ، واعتلالُها أَنها مَتَى أُعربت فَقِيلَ هَذِهِ زايٌ حسَنة، وكتَبْت زَايًا صَغِيرَةً أَو نَحْوَ ذَلِكَ فَإِنَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ مُلْحَقَةٌ فِي الإِعلال بِبَابِ رايٍ وَغَايٍ، لأَنه مَا دَامَ حرفَ هجاءٍ فأَلِفه غَيْرُ مُنْقلبة، قَالَ: وَلِهَذَا كَانَ عِنْدِي قولُهم فِي التَّهجِّي زَايٌ أَحْسَن مِنْ غايٍ وطايٍ لأَنه مَا دَامَ حَرْفًا فَهُوَ غيرُ مُتصرّف، وأَلِفُه غيرُ مَقْضِيّ عَلَيْهَا بِانْقِلَابٍ، وغايٌ وبابُه يتَصرف بالانْقلاب، وإعلالُ العينِ وتصحيحُ اللامِ جارٍ عَلَيْهِ مَعْروفٌ فِيهِ، وَلَوِ اشْتَقَقْت مِنْهَا فعَّلْت لقُلْت زَوَّيْت، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ أَبي عَلِيٍّ، وَمَنْ أَمالَها قَالَ زَيَّيْت زَايًا، فَإِنْ كسَّرْتها عَلَى أَفْعالٍ قلتَ أَزْوَاءٌ، وَعَلَى قَوْلِ غَيْرِهِ أَزْيَاء، إِنْ صَحَّت إمالتُها، وَإِنْ كسَّرتَها عَلَى أَفْعُلٍ قُلْتَ أَزْوٍ وأَزْيٍ عَلَى الْمَذْهَبَيْنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزَّايُ وَالزَّاءُ لُغَتَانِ، وأَلفها تَرْجِعُ فِي التَّصْرِيفِ إِلَى الْيَاءِ وَتَصْغِيرُهَا زُيَيَّةٌ. وَيُقَالُ: زَوَّيْت زَايًا فِي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ الزَّايَ، وَمَنْ قَالَ الزَّاءَ قَالَ زَيَّيْت كَمَا يُقَالُ يَيَّيْت يَاءً، ونظير زَوَّيْت كَوَّفْت كافاً. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّايُ حرفٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ وَلَا يُكْتَبُ إِلَّا بياءٍ بَعْدَ الأَلف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ يُقْصَرُ أَي يُقَالُ زَيْ مِثْلُ كَيْ، ويُمَدُّ فيقال زَاي بالأَلف، وَتَقُولُ: هِيَ زايٌ فزَيِّها. وَقَالَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: نُنْشِزُها، قَالَ: هِيَ زَايٌ فزَيِّها أَي اقْرَأْها بِالزَّايِ. والزِّيُّ: اللِّباسُ والهَيْئَة، وأَصله زِوْيٌ، تَقُولُ مِنْهُ: زَيَّيْته، وَالْقِيَاسُ زَوَّيْتُه. وَيُقَالُ: الزِّيُّ الشارَةُ والهَيْئَةُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَا أَنا بالبَصْرة بالبَصْرِيِّ، ... وَلَا شبِيه زِيُّهُم بِزِيِّي وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وزِيّاً ؛ بِالزَّايِ وَالرَّاءِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قَرأ وزِيّاً فالزِّيُّ الْهَيْئَةُ والمَنْظر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ قَدْ زَيَّيْتُ الجاريةَ أَي زَيَّنتُها وهَيَّأْتها. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ تَزَيَّا فُلَانٌ بزِيّ حَسَنٍ، وَقَدْ زَيَّيْته تَزِيَّةً. قَالَ ابْنُ بُزُرْج: قَالُوا مِنَ الزِّيِّ ازْدَيَيْت، افْتَعَلْت، وتَفَعَّلْت تَزَيَّيْت، وفَعِلْت زَيِيت مثلُ رَضِيت، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَقُولُ فِيهَا فَعِلْت إِلَّا شاذَّةً؛ قَالَ حَكِيمٌ الدِّيلي: فلَمّا رَآنِي زَوَى وَجْهَهُ، ... وقَرَّبَ مِنْ حاجِبٍ حاجِبا فَلَا بَرِحَ الزِّيُّ منْ وجْهِه، ... وَلَا زالَ رائِدُه جادِبا الأُمَويّ: قِدْرٌ زُوَازِيَةٌ وَهِيَ الَّتِي تَضُمُّ الجَزُورَ. الأَصمعي: يُقَالُ قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ وزُوَازِيَةٌ مِثَالُ عُلَبِطَةٍ وعُلابِطَةٍ للعَظِيمة الَّتِي تضُمُّ الجَزُور. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ والقَزّازُ زُؤَزِئَةٌ، بهمزَتَين. الْجَوْهَرِيُّ: وزَوٌّ اسمُ جَبل بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ بِالْعِرَاقِ جَبَلٌ يُسَمَّى زَوّاً، وَإِنَّمَا هُوَ سَمِعَ فِي شِعْرِ الْبُحْتُرِيِّ قَوْلَه يَمْدَحُ المُعْتَزَّ بِاللَّهِ حِينَ جَمَعَ مَرْكَبَيْنِ وشَحَنَهُما بالحَطَبِ وأَوْقَد فِيهِمَا نَاراً، ويُسمَّى ذَلِكَ بِالْعِرَاقِ زَوّاً فِي عِيدِ الفُرْسِ يُسَمَّى الصِّدْقَ «1». فَقَالَ: وَلَا جَبَلًا كالزَّوِّ.

_ (1). قوله [الصدق] هكذا في الأَصل، وفي القاموس في سذق: السذق، محركة، ليلة الوقود، معرّب سذه

فصل السين المهملة

زيا: الزِّيُّ: الهَيْئة مِنَ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ أَزْياءٌ، وَقَدْ تَزَيَّا الرَّجلُ وزَيَّيْته تَزِيَّةً، وَجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي مِنْ زَوَى، وأَصله عِنْدَهُ تَزَوْيا فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِتَقَدُّمِهَا بِالسُّكُونِ وأُدغمت وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ قبلها. والزَّيُّ والزَّايُ: حَرْفُ سكونٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصولِ، ... والزَّيَّ والرَّا أَيَّمَا تَهْلِيلِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُول زَيْ بمَنْزِلة كَيْ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ زَاي فيجعَلُها بزِنَةِ وَاوٍ، فَهِيَ عَلَى هَذَا مِنْ زَوَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: مِنْ قَالَ زَيْ وأَجْراها مُجْرى كَيْ فَإِنَّهُ لَوِ اشتقَّ مِنْهَا فَعَلْت كمَّلَها اسْمًا فَزَادَ عَلَى الْيَاءِ يَاءً أُخرى، كَمَا أَنه إِذَا سمَّى رجُلًا بكَيْ ثَقَّل الياءَ فَقَالَ هَذَا كَيٌّ، فَكَذَلِكَ تَقُولُ أَيضاً زَيٌّ، ثُمَّ تَقُولُ زَيَّيْت كَمَا تَقُولُ مِنْ حَيْت «2» حَيَّيْت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَإِنْ قُلْتَ إِذَا كَانَتِ الياءُ مِنْ زَيْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ فَهلَّا زَعَمْت أَن الأَلف مِنْ زَايٍ ياءٌ لِوُجُودِكَ الْعَيْنَ مِنْ زَيْ يَاءً؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ ارْتِكَابَ هَذَا خطأٌ مِنْ قِبَل أَنك لَوْ ذَهَبْتَ إِلَى هَذَا لَحَكَمْتَ بأَنَّ زَيْ محذوفةٌ مِنْ زايٍ، وَالْحَذْفُ ضَرْبٌ مِنَ التَّصَرُّفِ، وَهَذِهِ الْحُرُوفُ جَوَامِدُ لَا تَصَرُّفَ فِي شيءٍ مِنْهَا، وأَيضاً فَلَوْ كَانَتِ الأَلف مِنْ زَايٍ هِيَ الْيَاءُ فِي زِيٍّ لَكَانَتْ مُنْقَلِبَةً، وَالِانْقِلَابُ فِي الْحُرُوفِ مفقود غير موجود. فصل السين المهملة سأي: سَأَيْت الثوبَ والجلدَ أَسْآهُ سَأْياً: مَدَدْته فانشقَّ، وسَأَوْته كَذَلِكَ. والسَّأْيُ: داءٌ فِي طَرَف خِلْفِ النَّاقَةِ. وسِئَةُ الْقَوْسِ وسُؤَتُها: طَرَفها الْمَعْطُوفُ المُعَرْقَب. وأَسْأَيْت القوسَ: جَعَلْت لَهَا سِئَة، وَجَمْعُ سِئَةٍ سِئات؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: قياسُ نَبْعٍ عاجَ مِن سِئَاتها وَتَرْكُ الْهَمْزِ فِي سِئَةِ الْقَوْسِ أَعْلى، وَهُوَ الأَكثر. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَمْ يَهْمِزْهَا إِلَّا رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ. والسَّأْوُ: الوَطَن؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّنِي مِنْ هَوَى خَرْقاءَ مُطَّرَفٌ ... دَامِي الأَظَلِّ، بَعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُوم والسَّأْوُ: الهِمَّة. يُقَالُ: فُلَانٌ بَعيد السَّأوِ أَي بَعِيدُ الهِمَّةِ، وأَنشد أَيضاً بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ. قَالَ: وَفَسَّرَهُ فَقَالَ يَعني هَمَّه الَّذِي تُنازِعُه نفسُه إِلَيْهِ، وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الشَّأْوِ، وَهُوَ الْغَايَةُ والسَّأْوُ بُعدُ الهَمِّ والنِّزاع، يُقَالُ: إنكَ لذُو سَأْوٍ بَعِيدٍ أَي لَبَعيد الهَمِّ. والسَّأْوُ: النِّيَّة والطِّيَّة. وسَأَوْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ سَأواً أَي أَفْسَدت. وَسَآهُ الأَمْرُ: كَساءَه، مَقْلُوبٌ عَنْ ساءَه؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: لَقَدْ لَقِيَت قُرَيْظَة مَا سَآها، ... وحَلَّ بدارِها ذُلٌّ ذَليل وأَكْرَهُ مسائِيَكَ، قَالَ: وَإِنَّمَا جُمِعَت المَساءَة ثُمَّ قُلِبت فكأَنه جَمْعُ مَسْآة مِثْلُ مَسْعاة. وَيُقَالُ: سَأَوته بمعنى سُؤْته. سبي: السَّبْيُ والسِّباءُ: الأَسْر مَعْرُوفٌ. سَبَى العدوَّ وغيرَه سَبْياً وسِباءً إِذَا أَسَرَه، فَهُوَ سَبِيٌّ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هاءٍ مِنْ نِسْوة سَبايا. الْجَوْهَرِيُّ: السَّبِيَّة المرأَةُ تُسْبى. ابْنُ الأَعرابي: سَبَى غَيْرُ مَهْمُوزٍ إِذَا مَلَك، وسَبَى إِذَا تمَتَّع بِجَارِيَتِهِ شَبابَها كلَّه، وسَبَى إِذَا استَخْفَى، واسْتَبَاهُ كَسَباه.

_ (2). قوله [من حيت] هكذا في الأَصل.

والسَّبْيُ: المَسْبِيُّ، وَالْجَمْعُ سُبِيٌّ؛ قَالَ: وأَفَأْنا السُّبِيَّ مِنْ كلِّ حَيّ، ... وأَقَمْنا كَراكِراً وكُروشَا والسِّبَاءُ والسَّبْيُ: الِاسْمُ. وتَسَابَى القومُ إِذَا سَبَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. يُقَالُ: هؤُلاء سَبْيٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ سَبَيْتهم سَبْياً وسِباءً، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ السَّبْيِ والسَّبِيَّة والسَّبايا، ف السَّبْيُ: النَّهْبُ وأَخْذُ الناسِ عَبيداً وَإِمَاءً، والسَّبِيَّة: المرأَة المَنْهوبة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إنَّ الليلَ لَطويلٌ «1» وَلَا أُسْبَ لَهُ وَلَا أُسْبِيَ لَهُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ الدُّعاءُ أَي أَنه كالسَّبيِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَ لَهُ هَمٌّ فأَكون كالسَّبيِ لَهُ، وجُزِمَ عَلَى مَذْهَبِ الدُّعَاءِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَا أُسْبَ لَهُ لَا أَكونُ سَبْياً لبَلائِه. وسَبَى الخَمْرَ يَسْبِيها سَبْياً وسِباءً واسْتَبَاها: حَمَلَها مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وجاءَ بِهَا مِنْ أَرض إِلَى أَرض، فَهِيَ سَبِيَّة؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: فَمَا إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجارُ ... مِنْ أَذْرِعاتٍ فَوادِي جَدَرْ وأَما إِذَا اشْتَرَيْتَها لتَشْربَها فتقولُ: سَبَأْت بِالْهَمْزِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ؛ وأَما قَوْلُ أَبي ذُؤَيب: فَمَا الرَّاحُ راحُ الشَّامِ جاءَت سَبِيَّة وَمَا أَشبهه، فَإِنْ لَمْ تَهْمِزْ كَانَ الْمَعْنَى فِيهِ الجَلْبَ، وَإِنْ هَمَزْتَ كَانَ الْمَعْنَى فِيهِ الشِّراءَ. وسَبَيْت قلْبَه واسْتَبَيْته: فَتَنْته، والجاريةُ تَسْبِي قَلْبَ الفَتى وتَسْتَبِيهِ، والمرأَةُ تَسْبِي قلبَ الرجلِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَسَبَّى فُلَانٌ لِفُلَانٍ ففَعل بِهِ كَذَا يَعْنِي التَّحَبُّبَ والاستِمالةَ، والسَّبْيُ يَقَعُ عَلَى النِّسَاءِ خاصَّة، إمَّا لأَنَّهنَّ يَسْبِينَ الأَفْئدَةَ، وإمَّا لأَنَّهنَّ يُسْبَيْنَ فيُمْلَكْنَ وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلرِّجَالِ. وَيُقَالُ: سَبَى طيبُهُ «2» إِذَا طابَ مِلْكُه وحَلَّ. وسَبَاه اللَّهُ يَسْبِيه سَبْياً: لَعَنَه وغَرَّبَه وأَبْعَدَه اللَّهُ كَمَا تَقُولُ لَعَنَهُ اللهُ. وَيُقَالُ: مَا لَه سَبَاهُ اللَّهُ أَي غَرَّبه، وسَبَاهُ إِذَا لَعَنَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَقَالَتْ: سَبَاكَ اللهُ إنَّكَ فاضِحي أَي أَبْعَدَك وغَرَّبك؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ: يَفُضُّ الطَّلْحَ والشِّرْيانَ هَضّاً، ... وعُودَ النَّبْعِ مُجْتَلَباً سَبِيَّا وَمِنْهُ السَّبْيُ لأَنه يُغَرَّب عَنْ وَطَنِه، وَالْمَعْنَى متَقارِب لأَن اللَّعْن إبْعاد. شَمِرٌ: يُقَالُ سَلَّط اللهُ عَلَيكَ مَنْ يَسْبِيكَ وَيَكُونُ أَخَذَكَ اللَّهُ. وجَاءَ السيلُ بعُودٍ سَبِيٍّ إِذَا احْتَمَلَه مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، وَقِيلَ: جَاءَ بِهِ مِنْ مكانٍ غَرِيبٍ فكأَنه غَرِيب؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ يَرَاعًا: سَبِيٌّ مِنْ يَرَاعَتِهِ نَفَاه ... أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ ابْنُ الأَعرابي: السَّبَاءُ العُودُ الَّذِي تَحْمِلُه مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، قَالَ: وَمِنْهُ السِّبَا، يُمَدُّ ويُقْصر. والسَّابِيَاءُ: الماءُ الكثيرُ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ الوَلَدِ لأَن الشيءَ قَدْ يُسَمَّى بِمَا يَكُونُ مِنه. والسَّابِيَاءُ: ترابٌ رَقِيقٌ يُخْرِجُه اليَرْبُوع مِنْ جُحْرِه، يُشَبَّه بِسَابِيَاء الناقَةِ لرِقَّتِه؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ: هُوَ مِنْ جِحَرَتِهِ «3». قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ

_ (1). قوله [إن الليل لطويل إلخ] عبارة الأَساس: ويقولون طال عليَّ الليل وَلَا أُسْبَ لَهُ وَلَا أُسْبِيَ له، دعاء لنفسه بأن لا يقاسي فيه من الشدة ما يكون بسببه مثل المسبي لليل (2). قوله [سبى طيبه] هكذا في الأَصل. (3). قوله [هو من جحرته] أي هو بعض جحرته، وسيأتي بيان المقام بعد

رُدّ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تِسْعَةُ أعْشِرَاءِ البَرَكة فِي التِّجَارَةِ وعشرٌ فِي السَّابِياءِ ، وَالْجَمْعُ السَّوَابِي؛ يُرِيدُ بِالْحَدِيثِ النّتاجَ فِي الْمَوَاشِي وكثْرَتَها. يُقَالُ: إِنَّ لِبَنِي فُلَانٍ سَابِيَاءَ أَي مَوَاشِيَ كَثِيرَةً، وَهِيَ فِي الأَصل الْجِلْدَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا الْوَلَدُ، وَقِيلَ: هِيَ المَشِيمة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ لِظَبْيانَ مَا مَالُكَ؟ قَالَ: عَطائي أَلْفان، قَالَ: اتّخِذْ مِنْ هَذا الحَرْث والسَّابِيَاءَ قبلَ أَن تَلِيَكِ غِلْمَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَا تَعُدُّ العَطاءَ معَهُم مَالًا ؛ يُرِيدُ الزِّراعة والنِّتاجَ. وَقَالَ الأَصمعي والأَحمر: السَّابِيَاءُ هُوَ الماءُ الَّذِي يَخْرُج عَلَى رَأْسِ الولَدِ إِذَا وُلِد، وَقِيلَ: السَّابِيَاءُ المَشِيمة الَّتِي تَخْرُج مَعَ الْوَلَدِ، وَقَالَ هُشَيم: مَعَنَى السَّابِيَاء فِي الْحَدِيثِ النِّتَاجُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَصل فِي السَّابِيَاء مَا قَالَ الأَصمعي، وَالْمَعْنَى يَرْجِعُ إِلَى مَا قَالَ هُشَيْم. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنَّهُ قِيلَ لِلنِّتَاجِ السَّابِيَاءُ لِمَا يخرُج منَ الْمَاءِ عِنْدَ النِّتَاجِ عَلَى رَأْس الْمَوْلُودِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِذَا كَثُرَ نَسلُ الغَنَم سُمِّيَت السَّابِيَاءَ فيقعُ اسمُ السَّابِيَاءِ عَلَى الْمَالِ الْكَثِيرِ وَالْعَدَدِ الْكَثِيرِ؛ وأَنشد: أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَنِي السَّابِياء، ... إِذَا قارَعُوا نَهْنَهُوا الجُهَّلا؟ وَبَنُو فُلَانٍ تَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَابِيَاءُ مِنْ مَالِهِم. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنَّهُ لَذُو سابِياءَ، وَهِيَ الإِبلُ وَكَثْرَةُ الْمَالِ وَالرِّجَالِ. وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: إِنَّهُ وَصَفَهُمْ بِكَثْرَةِ الْعَدَدِ. والسَّبِيُّ: جِلْد الحَيّة الَّذِي تَسْلُخُه؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: يُجَرِّدُ سِرْبالًا عَلَيه، كأَنَّه ... سَبِيُّ هِلالٍ لَمْ تُفَتّق بنَائِقُهْ وَفِي رِوَايَةٍ: لَمْ تُقَطَّعْ شَرانِقُهْ، وأَراد بالشَّرانِقِ مَا انْسَلَخَ مِنْ جِلْدِهِ. والإِسْبَة «1». والإِسْبَاءَةُ: الطَّرِيقَةُ مِنَ الدَّمِ. والأَسابيُّ: الطُّرق مِنَ الدَّمِ. وأَسَابيُّ الدِّمَاءِ: طَرائِقُها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فقامَ يَجُرُّ مِنْ عَجَلٍ، إلَيْنا ... أَسَابِيَّ النُّعاسِ مَعَ الإِزارِ وَقَالَ سَلامة بْنُ جَنْدَل يَذْكُرُ الْخَيْلَ: والعادِياتِ أَسَابِيُّ الدِّماءِ بِهَا، ... كأَنَّ أَعْناقَها أنْصابُ تَرْجيبِ وَفِي رِوَايَةٍ: أَسابِيُّ الدِّياتِ؛ قَوْلُهُ: أَنصاب يُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ بِهِ جَمعَ النُّصُب الَّذِي كَانُوا يَعْبُدُونَهُ ويُرَجِّبُونَ لَهُ العَتائِرَ، وَيُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ بِهِ مَا نُصِبَ مِنَ العُود والنَّخْلة الرُّجَبِيَّة، وَقِيلَ: واحدتُها أُسْبِيَّة. والإِسْبَاءَة أَيضاً: خيطٌ مِنَ الشَّعر مُمْتَدٌّ. وأَسَابِيُّ الطَّرِيقِ: شَوْكُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والسَّابِيَاءُ أَيضاً بيتُ اليَرْبُوع فِيمَا ذَكَرَهُ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ، قَالَ: وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنَ السَّابِيَاءِ الَّذِي يخرُج فِيهِ الْمَوْلُودُ، وَهُوَ جُلَيْدَة رَقِيقَةٌ لأَن الْيَرْبُوعَ لَا يُنْفِذُه بَلْ يُبْقِي مِنْهُ هَنَةً لَا تَنْفُذ، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا غَلَّط الناسُ فِيهِ قَدِيماً أَبا الْعَبَّاسِ وعَلِمُوا مِنْ أَينَ أُتِيَ فِيهِ، وَهُوَ أَنَّ الفَرّاء ذَكَرَ بعدَ جِحَرَة اليَرْبوع السَّابِياءَ فِي كِتَابِ الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ فظَنَّ أَن الْفَرَّاءَ جَعَل السَّابِيَاءَ مِنْهَا وَلَمْ يُرِدْ ذَلِكَ؛ قَالَ: وأَيضاً فَلَيْسَ السَّابِيَاء الَّذِي يخرُج فِيهِ الْمَوْلُودُ وَإِنَّمَا ذَلِكَ الغِرْس، وأَما السَّابِياءُ فَرِجْرِجَة فِيهَا مَاءٌ وَلَوْ كَانَ فِيهَا المولودُ لَغَرَّقَه الماءُ. وسَبَى الماءَ: حَفَر حَتَّى أَدركه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

_ (1). قوله [والإِسْبَة إلخ] هكذا في الأصل

حَتَّى اسْتفاضَ الماءُ يَسْبِيه السَّابْ وسَبَأُ: حيٌّ مِنَ اليَمَن، يُجْعَل اسْمًا للحَيِّ فيُصرفُ، وَاسْمًا للقَبيلة فَلَا يُصْرف. وَقَالُوا للمُتَفَرِّقينَ: ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَأَ وأَيادِي سَبَأَ أَي مُتَفَرِّقينَ، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا مِثْلَ مَعديكرب، وَهُوَ مَصْرُوفٌ لأَنه لَا يقع إلا حالا، أَضَفْتَ أَو لَمْ تُضِفْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الإِضافة قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهْلُها ... أيادِي سَبَا بَعْدِي، وطالَ اجْتِنابُها قَالَ: وَقَوْلُهُ، وَهُوَ مَصْرُوفٌ لأَنه لَا يقع إلا حالا أَضفت أَو لَمْ تُضِفْ، كَلَامٌ مُتَنَاقِضٌ، لأَنه إِذَا لَمْ تُضِفْه فَهُوَ مُرَكَّبٌ، وَإِذَا كَانَ مُرَكباً لَمْ ينَوّن وَكَانَ مَبْنِيًّا عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِثْلَ شَغَرَ بَغَرَ وبَيْتَ بَيْتَ مِنَ الأَسماء الْمُرَكَّبَةِ الْمَبْنِيَّةِ مِثْلَ خَمْسةَ عَشَر، وليس بمَنْزِلَة مَعْدِيكَرِبَ لأَن هَذَا الصِّنْفَ مِنَ الْمُرَكَّبِ المُعْرَب، فَإِنْ جَعَلْتَهُ مثلَ مَعْدِيكَرِبَ وحَضْرَمَوْت فَهُوَ مُعْرَب إِلَّا أَنه غَيْرُ مَصْرُوفٍ لِلتَّرْكِيبِ وَالتَّعْرِيفِ، قَالَ: وَقَوْلُهُ أَيضاً فِي إِيجَابِ صَرْفِهِ إِنَّهُ حَالٌ لَيْسَ بِصَحِيحٍ لأَن الاسْمَين جَمِيعًا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَلَيْسَ كَوْنُ الِاسْمِ الْمُرَكَّبِ إِذَا جُعِلَ حَالًا مِمَّا يُوجِبُ لَهُ الصَّرْفَ. الأَزهري: والسّبِيَّة اسمُ رَمْلَةٍ بالدَّهناء. والسَّبِيَّة: دُرَّة يُخْرِجُها الغَوَّاص مِنَ الْبَحْرِ؛ وَقَالَ مُزَاحِمٌ: بَدَتْ حُسَّراً لَمْ تَحْتَجِبْ، أَو سَبِيَّة ... مِنَ الْبَحْرِ، بَزَّ القُفْلَ عَنْهَا مُفِيدُها ستي: سَدى الثَّوْبَ يَسْديه وسَتاه يَسْتِيه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَلَى عَلاةِ الأَمَةِ العَطُورِ ... تُصْبِحُ بَعْدَ العَرَق المَعْصُورِ «1» كَدْراءَ مثلَ كُدْرَةِ اليَعْفُورِ، ... يَقُولُ قطْرَاها لقطْرٍ سِيري ويدُها للرِّجْلِ مِنْهَا سُوري، ... بِهَذِهِ اسْتي، وَبِهَذِي نِيري وَيُقَالُ: مَا أَنت بلُحْمةٍ وَلَا سَداةٍ وَلَا سَتاةٍ؛ يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يضُر وَلَا يَنْفَعُ. الأَصمعي: الأُسْديُّ والأُسْتِيُّ سَدَى الثَّوْبِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَسْتَى وأَسْدى ضدُّ أَلحَمَ. أَبو الْهَيْثَمِ: الأُسْتِيُّ الثَّوْبُ المُسَدَّى، وَقَالَ غَيْرُهُ: الأُسْتِيُّ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّسَّاجون السَّتى وَهُوَ الَّذِي يُرْفع ثُمَّ تُدْخل الخيوطُ بَيْنَ الخيوطِ، وَذَلِكَ الأُسْتِيُّ والنِّيرُ؛ وَقَوْلُ الحطَيْئة: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ إِذْ جعلتْ قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قولِ الرَّاعِي: كَأَنَّهُ مُسْحَلٌ بالنِّيرِ مَنْشُورُ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَسْتَيْتُ الثوبَ بسَتاهُ وأَسْدَيْتُه؛ وَقَالَ الحُطَيئة يَذْكُرُ طَرِيقًا: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتِيّ، قَدْ جَعلتْ ... أَيدي المَطيِّ بِهِ عادِيَّةً رُكُبا وَقَالَ الشَّمَّاخُ: عَلَى أَن للْمَيْلاءِ أَطْلالَ دِمْنةٍ، ... بأسْقُفَ تُسْتِيها الصَّبا وتُنِيرُها وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: السَّتَى والأُسْتِيُّ خِلَافُ لُحْمةِ الثَّوْبِ كالسَّدى والأُسْديّ. وسَتَيْته: كسَديْتُه، أَلف كُلِّ ذَلِكَ ياءٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: السَّتى، قصرٌ، لُغَةٌ فِي سَدى الثَّوْبِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: رُبَّ خَلِيلٍ لِي مَليحٍ رِدْيَتُهْ، ... عَلَيْهِ سِرْبالٌ شديدٌ صُفْرَتُهْ،

_ (1). قوله [العطور] هكذا في الأصل، ولعله العظور بالظاء المعجمة.

سَتاهُ قزٌّ وحريرٌ لُحْمتُهْ أَبو زَيْدٍ: سَتاةُ الثوبِ وسَداةُ الثَّوْبِ بِمَعْنًى. أَبو عُبَيْدَةَ: اسْتاتَتِ الناقةُ اسْتِيتَاءً إذا اسْتَرْخَت من الضّبعة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ هَذَا مِنْ هَذَا الْفَصْلِ، وحقُّه أَن يُذْكر فِي فَصْلِ أَتى لأَن وَزْنَهُ اسْتَفْعَلت، والأَصل فِيهِ الْهَمْزُ فَتُرِكَ الْهَمْزُ، ويقوِّي أَنه مِنْ أَتى رِوَايَةُ مَنْ رَوَى الْهَمْزَ فِيهَا فَقَالَ اسْتأْتَت استِئتاءً، قَالَ: وَلَوْ كَانَ افتَعلَت مِنَ السَّتى لَقَالَ فِي فِعْلِهَا استَتَتِ الناقةُ وَفِي مَصْدَرِهَا اسْتِتاءً. وَالسَّتَى والسَّدى: الْبَلَحُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ سَتَى وسَدى لِلْبَعِيرِ إِذَا أَسرع، قَالَ: وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ الاسْتِ فِي بَابِ الْهَاءِ وبيَّن عِلَلَها. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ ساتاهُ إِذَا لَعِبَ مَعَهُ الشّفَلّقَة، وتاساهُ إِذَا آذَاهُ واسْتَخَفّ به. سجا: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ؛ مَعْنَاهُ سَكَن وَدَامَ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا أَظلم ورَكَد فِي طُوله كَمَا يُقَالُ بحرٌ ساجٍ وَلَيْلٌ ساجٍ إِذَا رَكَدَ وأَظلم، وَمَعْنَى رَكَدَ سَكَنَ. ابْنُ الأَعرابي: سَجا امْتَدَّ بظلامِهِ، وَمِنْهُ الْبَحْرُ السَّاجِي؛ قَالَ الأَعشى: فَمَا ذَنْبُنا أَن جاشَ بحرُ ابْنُ عَمِّكُمْ، ... وبحرُك ساجٍ لَا يُوَارِي الدَّعامِصا؟ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَلَا لَيْلٍ داجٍ وَلَا بحْر سَاجٍ أَي سَاكِنٍ. الزَّجَّاجُ: سَجا سَكَنَ؛ وأَنشد لِلْحَارِثِيِّ: يَا حبَّذا القمراءُ والليلُ السَّاجْ، ... وطُرُقٌ مثلُ مُلاء النَّسَّاجْ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِآخَرَ: أَلا اسْلَمي اليومَ، ذاتَ الطَّوْقِ والعاجِ، ... والجِيدِ والنَّظَرِ المُسْتأْنِسِ السَّاجي مَعْمَرٌ: وَاللَّيْلِ إِذا سَجى إِذَا سَكن بالناسِ، وَقَالَ الْحَسَنُ: إِذَا لَبِسَ الناسَ إِذَا جاءَ. الأَصمعي: سُجُوّ اللَّيْلِ تَغْطِيَتُهُ لِلنَّهَارِ مِثْلَ مَا يُسَجَّى الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ. وسَجا البحرُ وأَسْجَى إِذَا سكَنَ. وسَجا الليلُ وغيرُه يَسْجُو سُجُوّاً وسَجْواً: سكَن وَدَامَ. وليلةٌ ساجِيَةٌ إِذَا كَانَتْ ساكِنَة البرْدِ والرِّيحِ والسَّحاب غَيْرُ مُظْلِمَة. وسَجا البحرُ سَجْواً: سكَن تموُّجُه. وامرأَةٌ سَاجِيَةٌ: فاتِرَة الطَّرْفِ. اللَّيْثُ: عينٌ سَاجِيَةٌ: فاتِرَةُ النَّظَرِ، يَعْتَري الحُسْنَ فِي النِّسَاءِ «1». وامرأَةٌ سَجْوَاءُ الطّرْفِ وساجِيَةُ الطَّرْفِ: فاتِرة الطّرفِ ساكِنَته. وطرْفٌ ساجٍ أَي ساكِنٌ. وَنَاقَةٌ سَجْوَاءُ: ساكنِةٌ عِنْدَ الحَلْبِ؛ قَالَ: فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كأَنما ... تُغادِرُ، بالزِّيزاءِ، بُرْساً مُقَطَّعا شَبَّهَ مَا تساقطَ مِنَ اللَّبَنِ عَنِ الإِناء بِهِ، وَقِيلَ ناقةٌ سَجْوَاءُ مطمئنَّة الوبَر. وَنَاقَةٌ سَجْوَاءُ إِذَا حُلِبَت سَكَنَت، وَكَذَلِكَ السَّجْواءُ فِي النَّظَرِ والطرْفِ. وشاةٌ سَجْوَاءُ: مُطَمْئِنَةُ الصُّوفِ. وسَجَّى الميتَ: غَطّاه. وسَجَّيْت الْمَيِّتَ تَسْجِيَةً إِذَا مدَدْت عَلَيْهِ ثَوْبًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا مَاتَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُجِّيَ ببُرْدِ حِبَرَةٍ أَي غُطِّيَ. والمتَسَجِّي: المتغطِّي مِنَ اللَّيْلِ السَّاجِي لأَنه يغطِّي بِظَلَامِهِ وَسُكُونِهِ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فرأَى رَجُلًا مُسَجّىً بِثَوْبٍ. ابْنُ الأَعرابي: سَجا يَسْجُو سَجْواً وسَجَّى يُسَجِّي وأَسْجَى يُسْجِي كُلُّهُ: غطَّى شَيْئًا مَا. والتَّسْجِيَةُ: أَن يُسَجَّى الميتُ بِثَوْبٍ أَيْ يُغَطَّى بِهِ؛ وَأَنْشَدَ فِي صِفَةِ الرِّيحِ: وَإِنْ سَجَت أَعْقَبَها صَباها

_ (1). قوله: يَعْتَرِي الْحُسْنَ فِي النِّسَاءِ؛ هكذا في الأَصل

أَي سَكَنَتْ. أَبو زَيْدٍ: أَتانا بِطَعَامٍ فَمَا سَاجَيْناه أَي مَا مَسِسْناه. وَيُقَالُ: هَلْ تُسَاجِي ضَيْعةً؟ أَي هَلْ تُعالِجُها؟ والسَّجِيَّة: الطَّبِيعَةُ والخُلقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كانَ خُلُقُه سَجِيَّةً أَي طَبِيعَةً مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ. ابْنُ بُزُرج: مَا كَانَتْ البِئرُ سَجْوَاء وَلَقَدْ أَسْجَتْ، وَكَذَلِكَ الناقةُ أَسْجَتْ فِي الغَزارة فِي اللَّبنِ، وَمَا كَانَتِ البئرُ عَضُوضاً وَلَقَدْ أَعَضَّتْ. وسَجَا: مَوْضِعٌ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَدْ لَحِقَتْ أُمُّ جَميلٍ بسَجَا، ... خَوْدٌ تُرَوِّي بالخَلوقِ الدُّمْلُجا وَقِيلَ: سَجَا، بِالسِّينِ وَالْجِيمِ، اسْمُ بئرٍ ذَكَرَهَا الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ شَحَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وسَجَا اسْمُ ماءَةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: سَاقِي سَجا يَمِيدُ مَيْدَ المَخْمُورْ، ... ليسَ عَلَيْهَا عاجزٌ بمَعْذُورْ، ولا أَخو جَلادَةٍ بمَذْكُورْ «2». سحا: سَحَوْتُ الطِّينَ عَنْ وجْهِ الأَرض وسَحَيْته إِذَا جَرَفْته. وسَحَا الطِّينَ بالمِسْحاة عَنِ الأَرض يَسْحُوه ويَسْحِيه ويَسْحاه سَحْواً وسَحْياً: قَشَره، وأَنا أَسْحَاه وأَسْحُوه وأَسْحِيه، ثلاثُ لُغَاتٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبو زَيْدٍ أَسْحِيه. والمِسْحَاة الْآلَةُ الَّتِي يُسْحَى بِهَا. ومُتَّخِذ المَسَاحِي السَحَّاءُ، وحِرْفَتُه السِّحَايَةُ؛ وَاسْتَعَارَهُ رُؤْبَةُ لِحَوَافِرِ الحُمُر فَقَالَ: سَوَّى مَسَاحِيهِنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ فسمَّى سَنابكَ الحُمُر مَساحِيَ لأَنها يُسْحَى بِهَا الأَرضُ. والمِسْحَاة: المِجْرَفة إِلَّا أَنها مِنْ حَدِيدٍ، وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: فَخَرَجُوا بمسَاحِيهِم ؛ المَسَاحِي جَمْعُ مِسْحَاة وَهِيَ المِجرفة مِنَ الْحَدِيدِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ لأَنه مِنَ السَّحْو الكَشْف والإِزالة. وسَحَى القِرْطاس والشَّحْمَ واسْتَحَى اللحمَ: قَشَرة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وكلُّ مَا قُشِرَ عن شيء سِحايَةٌ. وسَحْوُ الشَّحمِ عَنِ الإِهاب: قَشْرُه، وَمَا قُشِرَ عَنْهُ سِحاءَة كسِحاءَةِ النَّواةِ وسِحاءَة الْقِرْطَاسِ. والسَّحا والسَّحاة والسِّحاءَةُ والسِّحاية: مَا انْقَشَر مِنَ الشَّيْءِ كسِحاءَةِ النَّواة وَالْقِرْطَاسِ. وسيلٌ ساحِيةٌ: يَقْشِرُ كلُّ شَيْءٍ ويجرُفه، الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللِّحْيَانِيُّ حَكَى سَحَيْت الجَمْرَ جَرَفْته، وَالْمَعْرُوفَ سخَيْت بِالْخَاءِ. وَمَا فِي السَّمَاءِ سِحاءَةٌ مِنْ سَحَابٍ أَي قِشْرة عَلَى التَّشْبِيهِ أَي غَيمٌ رَقِيقٌ. وسِحايَة القِرْطاس وسِحَاءته، مَمْدُودٌ، وسَحاتُه: مَا أُخِذَ مِنْهُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيُّ. وسَحا مِنَ القِرْطاس: أَخذ مِنْهُ شَيْئًا. وسَحَا القِرْطاسَ سَحْواً وسَحّاه: أَخذ مِنْهُ سِحاءَةً أَو شدَّة بِهَا. وسَحا الكتابَ وسَحَّاهُ وأَسْحَاه: شَدَّه بسِحاءة، يُقَالُ مِنْهُ سَحَوْته وسَحَيْته، وَاسْمُ تِلْكَ الْقِشْرَةِ سِحَايَة وسِحاءَةٌ وسَحَاةٌ. وسَحَّيْت الْكِتَابَ تَسْحِيَة: لشدِّه بِالسَّحَّاءَةِ، وَيُقَالُ بالسِّحاية. الْجَوْهَرِيُّ: وسِحاءُ الْكِتَابِ، مَكْسُورٌ مَمْدُودٌ، الْوَاحِدَةُ سِحاءَة، وَالْجَمْعُ أَسحِيةٌ. وسَحَوْت القِرطاسَ وسَحَيْته أَسْحاهُ إِذَا قَشَرْته. وأَسْحَى الرجلُ إِذَا كَثُرَتْ عِنْدَهُ الأَسْحِيةُ. وَإِذَا شَدَدْت الكتابَ بسِحاءَةٍ قُلْتُ: سَحَّيته تَسْحِية، بِالتَّشْدِيدِ، وسَحَيْته أَيضاً، بِالتَّخْفِيفِ. وانْسَحَت اللِّيطة عَنِ السَّهم: زَالَتْ عَنْهُ. والأُسْحِيَّة: كلُّ قِشْرة تَكُونُ عَلَى مَضائِغِ اللَّحْمِ مِنَ الجِلْدِ. وسِحاءة أُمِّ الرأْس: الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الدِّمَاغُ. وسحاةُ كلِّ شَيْءٍ أَيضاً: قِشرُه، وَالْجَمْعُ سَحاً.

_ (2). قوله [المخمور] هكذا في الأصل، وفي ياقوت: المحمور، وفسره بأنه الذي قد أصابه الحمر، بالتحريك، وهو داء يصيب الخيل من أكل الشعير. وقوله [بمعذور] هكذا في الأصل أيضاً، والذي في ياقوت بمذعور

وَفِي حَدِيثِ أمِّ حَكِيمٍ: أَتَتْه بكَتِفٍ تَسْحَاها أَي تَقْشِرُها وتكشِطُ عَنْهَا اللَّحم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَإِذَا عُرْضُ وَجهِه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مُنْسَحٍ أَي مُنْقَشِرٌ. وسَحى شعرَه واسْتَحَاه: حَلَقَه حَتَّى كأَنه قَشَرَه. واسْتَحَى اللحمَ: قَشَرَه، أُخِذَ مِنْ سِحاءة الْقِرْطَاسِ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وسِحَاءَتَا اللِّسَانِ: ناحِيَتاه. ورجلٌ أُسْحُوان: جميلٌ طويلٌ. والأُسْحُوان، بِالضَّمِّ: الكثيرُ الأَكل. والسَّحَاءَة والسَّحَاءُ مِنَ الْفَرَسِ: عِرْقٌ فِي أَسفل لسانه. والسَّاحِيَة: المَطْرة الَّتِي تَقْشِر الأَرض وَهِيَ الْمَطَرَةُ الشَّدِيدَةُ الوَقْع؛ وأَنشد: بساحِيَةٍ وأَتْبَعَها طِلالا والسِّحَاء: نبتٌ تأْكله النَّحلُ فَيَطِيبُ عسلُها عَلَيْهِ، وَاحِدَتُهُ سِحَاءَة. وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عاملٍ لَهُ: أنِ ابْعثْ إِلَيَّ بعَسلٍ مِنْ عَسلِ النَّدْغِ والسِّحاء أَخضَر فِي الإِناء؛ النَّدْغُ والنِّدْغُ: بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: السَّعتر البَرِّي، وَقِيلَ: شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا ثَمَرَةٌ بيضاءُ. والسِّحَاء، بِالْمَدِّ وَالْكَسْرِ: شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ مِثْلَ الْكَفِّ لَهَا شَوْكٌ وَزَهْرَةٌ حَمْرَاءُ فِي بَيَاضٍ تُسمَّى زَهرتها البَهْرَمة، قَالَ: وَإِنَّمَا خصَّ هَذَيْنِ النَّبْتَيْنِ لأَن النحلَ إِذَا أَكلتهما طَابَ عسلُها وجادَ. والسَّحَاة، بِفَتْحِ السِّينِ وَبِالْقَصْرِ: شَجَرَةٌ شاكةٌ وَثَمَرَتُهَا بيضاءُ، وَهِيَ عُشبة مِنْ عُشب الرَّبِيعِ مَا دَامَتْ خَضْرَاءَ، فَإِذَا يَبِسَتْ فِي الْقَيْظِ فَهِيَ شَجَرَةٌ، وَقِيلَ: السِّحَاءُ والسَّحَاةُ نبتٌ يأْكله الضَّبُّ. وضبٌّ سَاحٍ حابِلٌ إِذَا رَعى السِّحاءَ والحُبْلَة. والسَّحَاة: الخُفّاشُ، وَهِيَ السَّحَا والسِّحَاء، إِذَا فُتِحَ قُصِرَ، وَإِذَا كُسِرَ مُدَّ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّحَا الخُفّاشُ، الْوَاحِدَةُ سَحَاةٌ، مفتوحانِ مَقْصُورَانِ؛ عَنِ النَّضْرِ إبن شُمَيْلٍ. وسَحَوْت الجَمْر إِذَا جَرَفْته، وَالْمَعْرُوفُ سَخَوْت، بِالْخَاءِ. والسَّحَاة: النَّاحِيَةُ كالساحةِ؛ يُقَالُ: لَا أَرَيَنَّك بسَحْسَحي وسَحَاتي؛ وأَما قَوْلُ أَبي زُبَيْد: كأَنَّ أَوْبَ مَسَاحِي القومِ، فَوْقَهُمُ، ... طَيرٌ تَعِيفُ عَلَى جُونٍ مَزاحِيفِ شبَّه رَجْع أَيدي القوم بالمَسَاحِي المُعْوَجَّة الَّتِي يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ كَنَنْد فِي حَفْرَ قبرِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِطَيْرٍ تَعِيف عَلَى جُونٍ مَزاحِيف؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِ أَبي زُبيد: كأَنَّهُنَّ بأَيدي الْقَوْمِ فِي كَبَدٍ سخا: السَّخَاوَة والسَّخَاءُ: الجُودُ. والسَّخِيُّ: الجَوَادُ، وَالْجَمْعُ أَسْخِيَاء وسُخَواءُ؛ الأَخيرة عَنِ اللحياني وابن الأَعرابي، وامرأَة سَخِيَّة مِنْ نِسْوة سَخِيّاتٍ وسَخَايا، وَقَدْ سَخَا يَسْخَى ويَسْخُو سَخَاءً. وسَخِيَ يَسْخَى سَخاً وسُخُوَّةً. وسَخُوَ الرجلُ يَسْخُو سَخاءً وسُخُوّاً وسَخاوَةً أَي صَارَ سَخِيّاً، وأَما اللِّحْيَانِيُّ فَقَالَ: سَخَا يَسْخُو سَخَاءً، مَمْدُودٌ، وسُخُوّاً، وسَخِيَ سَخَاءً، مَمْدُودٌ أَيضاً، وسُخُوَّةً. وسَخَّى نفْسَه عَنْهُ وبنَفْسِه: تَرَكَهُ. وسَخَّيْتُ نَفْسِي عَنْهُ: تَركته وَلَمْ تُنَازِعْنِي نَفْسِي إِلَيْهِ. وَفُلَانٌ يتَسَخَّى عَلَى أَصحابه أَي يتكَلّف السَّخاء، وَإِنَّهُ لسَخِيُّ النَّفْس عَنْهُ. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ عَمْرُو بْنُ كُلْثوم: مُشَعْشَعَةً، كأَنَّ الحُصَّ فِيهَا، ... إِذَا مَا الماءُ خالَطَها سَخِينا أَي جُدْنا بأَموالِنا. قَالَ: وَقَوْلُ مَنْ قَالَ سَخِينا، مِنَ السُّخُونةِ، نصبٌ عَلَى الْحَالِ، فَلَيْسَ بشيءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقِطَاعِ الصَّوَابُ مَا أَنكره الْجَوْهَرِيُّ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: إِنَّ السَّخاء مأْخوذ مِنَ السَّخْو،

وَهُوَ الموضِعُ الَّذِي يُوَسَّعُ تَحْتَ القِدْرِ لِيَتَمَكَّنَ الوَقُودُ لأَنّ الصدرَ أَيضاً يتّسِعُ للعَطيَّة، قَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ. وسَخَوْت النارَ وسَخا النارَ يَسْخُوها ويَسْخَاها سَخْواً وسَخْياً: جعَلَ لَهَا مَذْهباً تَحْتَ القِدْر، وَذَلِكَ إِذَا أَوْقَدْتَ فاجتمعَ الجَمْرُ والرَّمادُ ففَرَّجْتَه. أَبو عَمْرٍو: سَخَوْت النارَ أَسْخُوها سَخْواً وسَخِيتها أَسْخَاها سَخْياً مِثَالُ لَبِثْتُ أَلْبَثُ لَبْثاً. الغَنَوي: سَخَى النارَ وصَخاها إِذَا فتَحَ عيْنَها. وسَخَا القِدْرَ سَخْواً وسَخَاها سَخْياً: جعلَ للنارِ تَحْتَهَا مَذْهَباً. وسَخى القِدْرَ سَخْياً: فرَّجَ الجَمرَ تَحْتَهَا، وسَخَاها سَخْواً أَيضاً: نَحَّى الجَمرَ مِنْ تَحْتِهَا. وَيُقَالُ: اسْخَ نارَكَ أَيِ اجعلْ لَهَا مَكَانًا تُوقد عَلَيْهِ؛ قَالَ: ويُرْزِمُ أَن يَرَى المَعْجُونَ يُلْقى ... بسَخْيِ النارِ، إرْزامَ الفَصيلِ وَيُرْوَى: بسَخْوِ النَّارِ، إرْزامَ الفَصيل أَي بمَسْخى النارِ فوضَعَ المصدرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، ويُرْزِمُ أَي يُصَوِّتُ؛ يَصِفُ رجُلًا نَهِماً إِذَا رأَى الدَّقِيقَ المَعْجونَ يُلْقى عَلَى سَخْي النارِ أَي موضعِ إيقادِها يُرْزِمُ إرْزامَ الفَصيل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي كِتَابِ الأَفعال سَخَوْت النارَ وسخَيْتها وسَخِيتها وأَسْخَيْتها بِمَعْنًى. والسَّخاةُ: بَقْلة رَبيعيَّة، وَالْجُمَعُ سَخاً؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّخَاءَةُ بَقلة ترْتَفِعُ عَلَى ساقٍ لَهَا كهيئةِ السُّنْبُلة، وَفِيهَا حَبٌّ كَحَبِّ اليَنْبُوت ولُبابُ حَبِّها دَوَاءٌ لِلْجُرُوحِ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ لَهَا الصَّخاءَة أَيضاً، بِالصَّادِّ مَمْدُودٌ، وَجَمْعُ السَّخَاءَة سخاءٌ، وَهَمْزَةُ السَّخاءَةِ ياءٌ لأَنها لامٌ، وَاللَّامُ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. وسَخا يَسْخُو سَخْواً: سَكَنَ مِنْ حَرَكَتِهِ. والسَّخاويُّ: الأَرضُ اللَّيِّنة الترابِ مَعَ بُعدٍ، واحدتُه سَخاوِيَّةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الأَرض، وَالصَّوَابُ الأَرَضون. وَقِيلَ: سَخَاوِيُّها سَعَتُها؛ وَمَكَانٌ سَخاوِيٌّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: السَّخَاوِيُّ مِنَ الأَرض الواسِعة الْبَعِيدَةُ الأَطراف، والسَّخَاوِيُّ مَا بَعُد غَوْلُه؛ وأَنشد: تَنْضُو المَطِيُّ، إِذَا جَفَّتْ ثَمِيلتُها، ... فِي مهْمَهٍ ذِي سَخَاوِيٍّ وغيطانِ والسَّخْوَاءُ: الأَرض السَّهْلة الْوَاسِعَةُ، وَالْجَمْعُ السَّخَاوِي والسَّخَاوَى مِثْلَ الصَّحاري والصَّحارى؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: أَتاني وعِيدٌ، والتَّنائِفُ بينَنا ... سخاوِيُّها، والغائِطُ المُتَصوِّبُ أَبو عَمْرٍو: السَّخَاوِيُّ مِنَ الأَرض الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَهِيَ سَخَاوِيَّة؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: سَخَاوِيُّ يَطْفُو آلُها ثُمَّ يَرْسُبُ والسَّخا، مقصورٌ: ظَلْعٌ يصيبُ البعيرَ أَو الفصيلَ بأَنْ يَثِب بالحِمْل الثَّقِيلِ فتَعترِضَ الريحُ بَيْنَ الجِلد والكَتِفِ. يُقَالُ: سَخِيَ البعيرُ، بِالْكَسْرِ، يَسْخى سَخاً، فَهُوَ سَخٍ، مَقْصُورٌ مِثْلَ عَمٍ؛ حكاه يعقوب. سدا: السَّدْوُ: مَدُّ اليَدِ نحوَ الشَّيْءِ كَمَا تَسْدُو الإِبلُ فِي سيرِها بأَيديها وَكَمَا يَسدو الصِّبيانُ إِذَا لعِبُوا بالجَوْزِ فرَمَوْا بِهِ فِي الحَفيرة، والزَّدْوُ لُغَةٌ كَمَا قَالُوا للأَسْدِ أَزْدٌ، وللسَّرَّادِ زَرّادٌ. وسَدا يَدَيْهِ سَدْواً واسْتَدَى: مَدّ بِهِمَا؛ قَالَ: سَدَى بيدَيه ثُمَّ أَجَّ بسَيره، ... كأَجِّ الظَّلِيمِ مِنْ قَنِيصٍ وكالِب وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

ناجٍ يُغَنِّيهنَّ بالإِبْعاطِ، ... إِذَا استَدَى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ يَقُولُ: إِذَا سَدا هَذَا الْبَعِيرُ حَملَ سَدْوُه هَؤُلَاءِ القومَ عَلَى أَن يَضْرِبُوا إبلَهم فكأَنهنّ نوَّهْنَ بالسِّياطِ لَمَّا حمَلْنَهم عَلَى ذَلِكَ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرِّوَايَةُ يُعَنِّيهنَّ «1». وَقَوْلُهُ: يَا رَبِّ سَلِّم سَدْوَهُنّ اللَّيلهْ، ... وَلَيْلَةً أُخرى، وكلَّ ليلهْ إِنَّمَا أَراد سَلِّمْهُنَّ وقَوّهِنَّ، لَكِنْ أَوْقعَ الفعلَ عَلَى السَّدْوِ لأَنّ السَّدْوَ إِذَا سَلِمَ فَقَدْ سَلِمَ السَّادي. الْجَوْهَرِيُّ: وسَدَت الناقةُ تَسْدُو، وَهُوَ تَذَرُّعُها فِي المَشيِ واتساعُ خَطْوِها، يُقَالُ: مَا أَحسن سَدْوَ رِجلَيها وأَتْوَ يَدَيْها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ السّدْوُ السَّيرُ اللَّيِّن؛ قَالَ القُطامي: وكلُّ ذَلِكَ مِنْهَا كلَّما رَفَقتْ، ... مِنها المُكَرِّي، وَمِنْهَا اللَّيِّنُ السَّادِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ وَهُوَ تَذَرُّعها فِي الْمَشْيِ واتساعُ خَطْوِهَا لَيْسَ فِيهِ طَعْنٌ لأَن السَّدْوَ اتساعُ خَطْوِ النَّاقَةِ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مَعَ رِفْقٍ، أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ مِنْهَا المُكَرِّي يريد البطيءَ منها، وَمِنْهَا السَّادِي الَّذِي فِيهِ اتساعُ خطْوٍ مَعَ لينٍ. وَنَاقَةٌ سَدُوٌّ: تَمُدُّ يَدَيْهَا فِي سَدْوِها وتَطْرَحُهما؛ قَالَ وأَنشد: مائِرَةُ الرِّجْلِ سَدُوٌّ باليَدِ ونوقٌ سَوَادٍ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَيديَ الإِبلِ السَّوَادِيَ لِسَدْوِها بِهَا ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ اسْمًا لَهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنّا عَلَى حُقْبٍ خِفافٍ، إِذَا خَدَتْ ... سَوادِيهِما بالواخِداتِ الرَّواحِلِ أَراد إِذَا خَدَتْ أَيديها وأَرجُلُها. أَبو عَمْرٍو: السَّادِيُّ وَالزَّادِيُّ الحَسَن السَّير مِنَ الإِبل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يتْبَعنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ «2» . أَي تَمُدُّ ضَبْعَيْها. والسَّدْوُ: رُكُوبُ الرَّأْسِ فِي السَّيرِ يَكُونُ فِي الإِبلِ والخيلِ. وسَدْوُ الصِّبيانِ بالجَوْزِ واستِداؤُهُم: لعِبُهُمُ بِهِ. وسَدا الصَّبيُّ بِالْجَوْزَةِ: رَمَاهَا مِنْ علوٍ إِلَى سُفْلٍ. وسَدا سَدْوَ كَذَا: نَحا نحْوَه. وَفُلَانٌ يَسْدُو سَدْوَ كَذَا: يَنْحُو نَحْوَه. وَخَطَبَ الأَمير فَمَا زَالَ عَلَى سَدْوٍ واحدٍ أَي عَلَى نَحْوٍ واحدٍ مِنَ السَّجْع؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جَؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ سَحَابًا: سادٍ تَجرّمَ فِي البَضِيعِ ثمانِياً، ... يُلْوي بعَيْقاتِ الْبِحَارِ ويُجْنَب قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ مَعْنَى سادٍ هُنا مُهْمَلٌ لَا يُرَدُّ عَنْ شُرْبٍ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الإِسْآدِ الَّذِي هُوَ سيرُ اللَّيْلِ كُلِّهِ، قَالَ: وَهَذَا لَا يَجُوزُ إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى الْقَلْبِ كأَنه سائدٌ أَي ذُو إسْآد، ثم قلب فقيل سادِئ ثُمَّ أَبدل الْهَمْزَ إَبْدَالًا صحيحا فقال سادِي، ثم أعلَّه كَمَا أُعِلَّ قاضٍ ورامٍ. وتَسَدَّى الشيءَ: رَكِبَه وعلاهُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: بسَرْوِ حِمْيَرَ أَبْوالُ البغالِ بِهِ، ... أَنّى تَسَدّيْتِ وهْناً ذَلِكَ البِينا والسَّدى الْمَعْرُوفُ: خِلَافُ لُحْمة الثَّوْبِ، وَقِيلَ: أَسفله، وَقِيلَ: مَا مُدَّ مِنْهُ، وَاحِدَتُهُ سَداةٌ. والأُسْدِيُّ: كالسَّدى سَدى الثَّوْبَ، وَقَدْ سدَّاه لِغَيْرِهِ وتسَدَّاه لنفسِه، وَهُمَا سَدَيانِ، وَالْجَمْعُ أسْدِيَةٌ؛ تَقُولُ مِنْهُ: أَسْدَيْتُ الثوبَ وأَسْتَيْته. وسَدى

_ (1). قوله [وَقَالَ ثَعْلَبٌ الرِّوَايَةُ يُعَنِّيهِنَّ] هكذا في الأصل هنا وتقدم لنا في مادة بعط في اللسان كالمحكم نسبة رواية الغين لثعلب (2). قوله [سدو رسلة] تقدم في مادة بدح: شدو، بالشين المعجمة، والصواب ما هنا

الثوبَ يَسْدِيه وسَتاهُ يَسْتيه. وَيُقَالُ: مَا أَنت بلُحْمة وَلَا سَداةٍ وَلَا سَتاةٍ؛ يُضرَب مَثَلًا لِمَنْ لَا يَضُر وَلَا يَنْفَعُ؛ وأَنشد شِمْرٌ: فَمَا تأْتُوا يكنْ حَسَنًا جَمِيلَا، ... وَمَا تَسْدُوا لِمَكْرُمةٍ تُنيرُوا يَقُولُ: إِذَا فَعَلْتُمْ أَمراً أَبْرَمْتُموه. الأَصمعي: الأُسْديُّ والأُسْتيُّ سَدى الثوب. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَسْدَيتُ الثَّوْبَ بسَداهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا أَنا أَسْدَيْتُ السَّداةَ، فأَلْحِما، ... ونِيرا فإنِّي سَوْفَ أَكْفِيكُما الدَّمَا وَإِذَا نَسَج إنسانٌ كَلَامًا أَو أَمراً بَيْنَ قومٍ قِيلَ: سَدَّى بَيْنَهُمْ. والحائكُ يُسْدِي الثوبَ ويَتَسَدَّى لِنَفْسِهِ، وأَما التَّسْدِيَة فَهِيَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبه هَذَا؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ السَّرَابَ: كَفَلْكَةِ الطَّاوي أَدارَ الشّهْرَقا، ... أَرسل غَزْلًا وتَسَدَّى خَشْتَقا وأَسْدَى بَيْنَهُمْ حَدِيثًا: نَسَجَه، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. والسَّدى: الشهْدُ يُسَدِّيه النَّحْلُ، عَلَى الْمَثَلِ أَيضاً. والسَّدَى: نَدى اللَّيْلِ، وَهُوَ حياةُ الزَّرْعِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ وَجَعَلَهُ مَثَلًا لِلْجُودِ: فأَنت النَّدى فِيمَا يَنُوبُك والسَّدَى، ... إِذَا الخَوْدُ عَدَّتْ عُقْبَةَ القِدْر مالَهَا وسَدِيَت الأَرضُ إِذَا كثُر نَداها، مِنَ السَّمَاءِ كَانَ أَو مِنَ الأَرض، فَهِيَ سَدِيَةٌ على فَعِلَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ بَعْضِ أَهل اللُّغَةِ أَن رَجُلًا أَتى إِلَى الأَصمعي فَقَالَ لَهُ: زَعَمَ أَبو زَيْدٍ أَن النَّدى مَا كَانَ فِي الأَرض والسَّدى مَا سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ، فغضب الأَصمعي وقال: مايَصْنع بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: وَلَقَدْ أَتيتُ البيتَ يُخْشى أَهلُه، ... بَعْدَ الهُدُوِّ، وبعد ما سَقَطَ النَّدى أَفتَراه يسقُط مِنَ الأَرض إِلَى السَّمَاءِ؟ وسَدِيَت الليلةُ فَهِيَ سَدِيَةٌ إِذَا كَثُرَ نَداها؛ وأَنشد: يَمْسُدُها القَفْرُ وليلٌ سَدي والسَّدى: هُوَ النَّدى الْقَائِمُ، وقلَّما يُوصَفُ بِهِ النهارُ فيقال يومٌ سَدٍ، إنما يوصَف بِهِ الليلُ، وَقِيلَ: السَّدَى والنَّدى واحدٌ. ومكانٌ سَدٍ: كنَدٍ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ لرؤبة: ناجٍ يُعَنِّيهِنّ بالإِبعاطِ، ... والماءُ نَضَّاحٌ مِنَ الآباطِ، إِذَا اسْتَدَى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ قَالَ: الإِبْعاط والإِفراط واحدٌ، إِذَا استَدَى إِذَا عَرِقَ، وَهُوَ مِنَ السَّدَى وَهُوَ النَّدى، نَوَّهْنَ: كأَنهن يَدْعُون بِهِ ليُضْرَبْن، وَالْمَعْنَى أَنهن يكلَّفْنَ مِنْ أَصحابهن ذَلِكَ لأَن هَذَا الفرسَ يَسْبِقُهُنَّ فيَضْرب أَصحابُ الْخَيْلِ خَيْلَهم لِتَلْحَقَهُ. والسَّدَى: المعروفُ، وَقَدْ أَسْدَى إِلَيْهِ سَدىً وسَدَّاه عَلَيْهِ. أَبُو عَمْرٍو: أَزْدى إِذَا اصْطَنع مَعْرُوفًا، وأَسْدَى إِذَا أَصْلح بَيْنَ اثْنَيْنِ، وأَصدى إِذَا مَاتَ، وأَصْدى إناءَه إِذَا مَلأَه «3». وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَسْدَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فكافِئُوه ، أَسْدَى وأَوْلى وأَعْطَى بِمَعْنًى. يُقَالُ: أَسْدَيْت إِلَيْهِ مَعْرُوفًا أُسْدِيَ إسْداءً. شِمْرٌ: السَّدى والسَّداءُ، ممدودٌ، الْبَلَحُ بلُغة أَهل الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: السَّدَى الْبَلَحُ الأَخْضَر، وَقِيلَ: الْبَلَحُ الأَخضر بِشَمَارِيخِهِ، يُمَدُّ ويُقْصَر، يمانيةٌ، وَاحِدَتُهُ سَداةٌ وسَداءَةٌ. وبلحٌ سَدٍ مِثَالُ عَمٍ: مُسْتَرْخي الثَّفارِيق نَدٍ. وَقَدْ سَدِيَ البلحُ، بِالْكَسْرِ، وأَسدى، وَالْوَاحِدَةُ سَدِيةٌ

_ (3). قوله [وَأَصْدَى إِنَاءَهُ إِذَا ملأَه] هكذا في الأصل

والثُّفْروق قِمَعُ البُسْرَة. وكلُّ رطبٍ نَدٍ فَهُوَ سَدٍ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: مُكَمِّمٌ جبَّارُها والجَعْلُ، ... يَنْحَتُّ منهنَّ السَّدى والحَصْلُ وأَسْدَى النَّخْلُ إِذَا سَدي بُسْره. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ ابْنُ الأَعرابي المَدَّ فِي السَّداء البلحِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد: وجارةٍ لِي لَا يُخافُ داؤُها، ... عَظيمة جُمّتُها فَنَّاؤُها يَعْجَلُ قَبْلَ بُسْرهِا سَداؤُها، ... فجارةُ السَّوءِ لَهَا فِداؤُها وَقِيلَ: إِنَّ الرِّوَايَةَ فَنْواؤُها، وَالْقِيَاسُ فَنَّاؤُها. وَيُقَالُ: طلبْت أَمْراً ف أَسْدَيْتُه أَي أَصَبْتُه، وَإِنْ لَمْ تَصُبْهُ قُلْتُ أعْمَسْته. والسُّدى والسَّدى: الْمُهْمَلُ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. يقال: إبلٌ سُدًى أَي مُهْمَلَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: سَدًى. وأَسْدَيْتُها: أَهْمَلْتها؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلَبِيدٍ: فَلَمْ أُسْدِ مَا أَرْعَى، وتَبْلٌ رَدَدْتُه، ... فأَنْجَحْتُ بَعْدَ اللَّهِ مِنْ خيرِ مَطْلَبِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ؛ أَيْ يُترك مُهْمَلًا غَيْرَ مأْمور وَغَيْرَ مَنْهيّ، وَقَدْ أَسْدَاه. وأَسْدَيْتُ إبِلي إسْدَاء إِذَا أَهْمَلْتها، وَالِاسْمُ السُّدَى. وَيُقَالُ: تَسَدَّى فُلَانٌ الأَمرَ إِذَا عَلَاهُ وقَهَرَه، وتَسَدَّى فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا أَخذه مِنْ فَوْقِه. وتَسَدَّى الرَّجُلُ جاريِتَه إِذَا عَلَاهَا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَنَّى تَسَدَّيتِ وهْناً ذَلِكَ البِينا يَصِفُ جَارِيَةً طَرَقَهُ خَيَالَهَا مِنْ بُعْدٍ فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ علَوْت بَعْدَ وهْنٍ مِنَ اللَّيْلِ ذَلِكَ البَلَد؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: وَمَا ابنُ حِنَّاءَةَ بالرَّثّ الوانْ، ... بوم تَسَدَّى الحَكَمُ بنُ مَرْوانْ «1» . وتَسَدَّاه أَي عَلاه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا دَنَوْتُ تَسَدَّيْتُها، ... فَثَوْباً لَبِسْتُ وثَوْباً أَجُر قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ سُدًى، بِالضَّمِّ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ إِبِلَهُ: فَجَاءَ بِهَا الوُرَّادُ يَسْعَوْنَ حَوْلَها ... سُدًى، بيْنَ قَرْقارِ الهَدير وأعْجَما وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَتَب لِيَهُودِ تَيْماءَ أَنَّ لَهُمُ الذِّمَّة وَعَلَيْهِمِ الجِزْيةَ بِلا عَدَاء النهارُ مَدى والليلُ سُدَى ؛ السُّدى: التَّخْلِيَةُ، والمَدَى: الْغَايَةُ؛ أَراد أَنّ لَهُمْ ذَلِكَ أَبداً مَا دامَ الليلُ والنهارُ. والسَّادِي: السادِسُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا مَا عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، ... فَزَوْجُكِ خامسٌ وحَمُوكِ سادِي أَراد السادسَ فأبدَل مِنَ السِّينِ يَاءً كَمَا فُسّرَ فِي سِتّ. وَالسَّادِيُّ: الَّذِي يَبِيتُ حَيْثُ أَمْسَى؛ وأَنشد: باتَ عَلَى الخَلِّ وَمَا باتَتْ سُدَى وَقَالَ: ويَأْمَنُ سادِينَا ويَنْساحُ سَرْحُنا، ... إِذَا أَزَلَ السادِي وَهيت المطَالع «2». سرا: السَّرْوُ: المُروءَةُ والشَّرَفُ. سَرُوَ يَسْرُو سَراوَةً وسَرْواً أَي صَارَ سَرِيّاً؛ الأَخيرة عن

_ (1). قوله [وما ابن حناءة إلخ] أورده في الأَساس بلفظ: وما أبو ضمرة (2). قوله [وهيت المطالع] هكذا في الأصل

سيبويه واللحياني. الْجَوْهَرِيُّ: السَّروُ سَخاءٌ فِي مُرُوءَةٍ. وسَرَا يَسْرو سَرْواً وسَرِيَ، بِالْكَسْرِ، يَسْرَى سَرًى وسَرَاءً وسَرْواً إِذَا شَرُفَ، وَلَمْ يَحْكِ اللِّحْيَانِيُّ مَصْدَرَ سَرَا إِلَّا مَمْدُودًا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ سَرَا يَسْرُو وسَرِيَ، بِالْكَسْرِ، يَسْرَى سَرْواً فِيهِمَا وسَرُوَ يَسْرُو سَرَاوةً أَيْ صارَ سَريّاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي سَرَا ثَلَاثَ لُغَاتٍ فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ، وَكَذَلِكَ سَخِي وسَخا وسَخُوَ، وَمِنَ الصَّحِيحِ كَمَل وكَدَر وخَثَر، فِي كُلٍّ مِنْهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَرَجُلٌ سَريٌّ مِنْ قوم أَسْرِياءَ وسُرَوَاءَ؛ كلاهما عن اللحياني. والسَّرَاةُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَلَيْسَ بِجَمْعٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَدَلِيلُ ذلك قولهم سَرَواتٌ؛ قال الشَّاعِرُ: تَلْقَى السَّرِيَّ مِنَ الرِّجَالِ بِنفسه، ... وابنُ السَّرِيِّ، إِذَا سَرَا، أَسْراهُما أَي أَشْرَفُهما. وَقَوْلُهُمْ: قومٌ سَرَاةٌ جمعُ سَرِيٍّ، جَاءَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ أَن يُجْمَع فَعِيلٌ عَلَى فَعَلَة، قَالَ: وَلَا يُعرَف غَيْرُهُ، وَالْقِيَاسُ سُرَاةٌ مِثْلَ قُضاةٍ ورُعاةٍ وعُراةٍ، وَقِيلَ: جَمعه سَرَاةٌ، بِالْفَتْحِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، قَالَ: وَقَدْ تُضَمُّ السِّينُ، وَالِاسْمَ مِنْهُ السَّرْو. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَرَّ بالنَّخَع فَقَالَ أَرَى السَّرْوَ فِيكُمْ متَرَبّعاً أَي أَرى الشَّرَف فِيكُمْ مُتَمَكِّناً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَوْضُوعُ سَرَاةٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ اسمٌ مفردٌ لِلْجَمْعِ كنَفَرٍ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ مكَسَّر، وَقَدْ جمِعَ فَعِيلٌ الْمُعْتَلُّ عَلَى فُعَلاءَ فِي لَفْظَتَيْن: وَهُمَا تَقيٌّ وتُقَواء، وسَريٌّ وسُرَوَاء وأَسْرِيَاء «1». قال: حكى ذلك السِّيرافي تَفْسِيرِ فَعِيلٍ مِنَ الصِّفَاتِ فِي بَابِ تَكْسِيرِ مَا كَانَ مِنَ الصِّفَاتِ عِدَّتَهُ أَربعةُ أَحرف. أَبو الْعَبَّاسِ: السَّرِيُّ الرَّفيع فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَمَعْنَى سَرُوَ الرجلُ يَسْرُو أَي ارْتَفَع يَرْتَفِع، فَهُوَ رَفِيعٌ، مأْخوذ مِنْ سَرَاةِ كلِّ شَيْءٍ مَا ارْتَفَع مِنْهُ وعَلا، وجمعُ السَّراةِ سَرَواتٌ. وتَسَرَّى أَي تَكَلَّف السَّرْوَ. وتَسَرَّى الجاريةَ أَيضاً: مِنَ السُّرّيَّة، وَقَالَ يَعْقُوبُ: أَصله تَسَرَّر مِنَ السُّرور، فأَبدلوا مِنْ إِحْدَى الرَّاءَاتِ يَاءً كَمَا قَالُوا تقضَّى مَنْ تَقَضّضَ. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثُ أُمّ زَرْعٍ: فَنَكَحْتُ بعدَهُ سَرِيّاً أَي نَفِيساً شَريفاً، وَقِيلَ: سَخِياً ذَا مُرُوءَة؛ وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ: أَتَوْا نارِي فَقُلْتُ: مَنُونَ؟ قَالُوا: ... سَرَاةُ الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا ظَلامَا وَيُرْوَى: سُراةُ، وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الْبَيْتُ بِمَعْنًى آخَرَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي أَثناء هَذِهِ التَّرْجَمَةِ. ورجلٌ مَسْرَوَانٌ وامرأَة مَسْرَوانَةٌ: سَرِيّانِ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثل الأَعرابي. وامرأَة سَريَّة مِنْ نِسْوة سَرِيَّات وسَرَايا. وسَرَاةُ المالِ: خِيارُه، الْوَاحِدُ سَرِيٌّ. يُقَالُ: بعيرٌ سَرِيٌّ وَنَاقَةٌ سَرِيَّة؛ وَقَالَ: مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضُّ ... ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ واسْتَرَيْتُ الشيءَ واسْتَرْتُهُ، الأَخيرةُ عَلَى القَلبِ: اخْترْته؛ قَالَ الأَعشى: فَقَدَ أَطَّبِي الكاعِبَ المُسْتَراةَ ... منْ خِدْرِها، وأُشِيعُ القِمارَا وَفِي رِوَايَةٍ: وَقَدْ أُخْرِجُ الكاعِبَ المُسْتَراةَ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْتَرَيْته اخْتَرْته سَرِيّاً. وَمِنْهُ قَوْلُ سجَعَة الْعَرَبِ وذكَرَ ضروبَ الأَزْنادِ فَقَالَ: وَمَنِ اقْتدَح المَرْخَ والعَفارْ فَقَدِ اخْتارَ واسْتَارْ. وأَخَذْت سَرَاتَه أَي خِيارَه. واسْتَرَيْت الإِبلَ

_ (1). قوله [وأسرياء] هكذا في الأَصل

والغَنَمَ والناسَ: اخْتَرْتهم، وَهِيَ سَرِيُّ إبِلِهِ وسَراةُ مالِهِ. واسْتَرَى الموتُ بَنِي فُلَانٍ أَيِ اخْتارَ سَراتَهم. وتَسَرَّيْته: أَخَذْت أَسراه؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: لَقَدْ تَسَرَّيْت إِذَا الْهَمُّ وَلَجْ، ... واجْتَمَع الهَمُّ هُموماً واعْتَلَجْ، جُنادِفَ المِرْفَقِ مَبْنِيَّ الثَّبَجْ والسَّرِيُّ: المُخْتار. والسُّرْوَة والسِّرْوَة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: سَهْم صَغِيرٌ قَصِيرٌ، وَقِيلَ: سَهْمٌ عَرِيضُ النَّصْلِ طويلُهُ، وَقِيلَ: هُوَ المُدَوَّر المُدَمْلَك الَّذِي لَا عَرْض لَهُ، فأَما العَريضُ الطَّوِيلُ فَهُوَ المِعْبَلَة. والسِّرْية: نصلٌ صَغِيرٌ قَصير مُدَوَّر مُدَمْلَك لَا عَرْض لَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تَكُونَ هَذِهِ الْيَاءُ وَاوًا لأَنهم قَالُوا السِّرْوة فَقَلَبُوهَا يَاءً لِقُرْبِهَا مِنَ الْكَسْرَةِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: السِّرْوة والسُّرْوة أَدقُّ مَا يَكُونُ مِنْ نِصَالِ السِّهَامِ يَدْخُلُ فِي الدُّرُوعِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: السِّرْوة نصلٌ كأَنه مِخْيَط أَو مِسَلَّة، وَالْجَمْعُ السِّرَاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْقَزَّازُ وَالْجَمْعُ سِرىً وسُرىً؛ قَالَ النَّمِرُ: وَقَدْ رَمَى بِسُراهُ اليومَ مُعْتَمِداً ... فِي المَنْكِبَيْنِ، وَفِي الساقَيْن والرَّقَبَهْ وَقَالَ آخَرُ: كَيْفَ تَراهُنَّ بِذي أُراطِ، ... وهُنَّ أَمثالُ السُّرَى المِراطِ؟ ابْنُ الأَعرابي: السُّرى نِصالٌ دِقاقٌ، وَيُقَالُ قِصارٌ يُرْمى بِهَا الهَدَفُ. وَقَالَ الأَسدي: السِّرْوَةُ تُدْعَى الدِّرْعِيَّة، وَذَلِكَ أَنها تَدْخُلُ فِي الدِّرْعِ ونصالُها مُنْسَلكَة كالمِخْيطِ؛ وَقَالَ ابْنُ أَبي الحُقَيقِ يَصِفُ الدُّرُوعَ: تَنْفي السُّرى، وجِيادَ النَّبْل تَتْرُكُهُ ... مِنْ بَيْن مُنْقَصِفٍ كَسْراً ومَفْلُولِ وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: كانَ إِذَا الْتاثَتْ راحِلَة أَحدِنا طَعَن بالسِّرْوةَ فِي ضَبْعِها ، يَعْنِي فِي ضَبْع النَّاقة؛ السِّرْية والسِّرْوة: وَهِيَ النِّصال الصِّغَارُ، والسُّرْوَة أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ الوَليدَ بنَ المُغيرة مَرَّ بِهِ فأَشار إِلَى قَدَمِه فأَصابَتْه سِرْوَةٌ فجَعَلَ يَضْرِبُ سَاقَهُ حتَّى ماتَ. وسَرَاةُ كُلِّ شيءٍ: أَعْلاه وظَهْرُه ووسَطه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُمَيْدٍ بْنِ ثَوْرٍ: سَراةَ الضُّحى، مَا رِمْنَ حتَّى تَفَصَّدَتْ ... جِباهُ العَذارى زَعْفَراناً وعَنْدَما وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَمَسَحَ سَراةَ البَعِير وذِفْراهُ. وسَرَاةُ النهارِ وغيرهِ: ارْتِفاعُه، وَقِيلَ: وَسَطُه؛ قَالَ البُرَيق الْهُذَلِيُّ: مُقِيماً عِندَ قَبْر أَبي سِباعٍ سَراةَ ... الليلِ، عندَكَ، والنَّهارِ فَجَعَلَ لِلَّيْلِ سَراةً، وَالْجَمْعُ سَرَوَات، وَلَا يكَسَّر. التهذيب: وسَرَاةُ النهارِ وقتُ ارتِفاعِ الشَّمْسِ فِي السَّمَاءِ. يُقَالُ: أَتَيْته سَرَاةَ الضُّحى وسَرَاةَ النَّهَارِ. وسَرَاةُ الطَّرِيقِ: مَتْنُه ومُعْظَمُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ لِلنِّسَاءِ سَرَوَاتُ الطَّريق ، يَعْنِي ظُهورَ الطَّرِيقِ ومُعظَمَه ووَسَطَه ولكِنَّهنَّ يَمْشِينَ فِي الجَوانِبِ. وسَرَاة الْفَرَسِ: أَعلى مَتْنِه؛ وَقَوْلُهُ: صَرِيفٌ ثمَّ تَكْلِيفُ الفَيافي، ... كأَنَّ سَرَاةَ جِلَّتِها الشُّفُوفُ أَراد: كأَنَّ سَرَوَاتِهِنَّ الشُّفوفُ فوضَعَ الواحدَ موضِعَ الجَمْع؛ أَلا تَرَاهُ قَالَ قَبْلَ هَذَا:

وقوفٌ فوقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ، ... براهُنَّ الإِناخَةُ والوَجيفُ وسَرا ثَوْبَه عَنْهُ سَرْواً وسَرَّاه: نَزَعه، التَّشْدِيدُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: حَتَّى إِذَا أَنْفُ العُجَيْرِ جَلَّى ... بُرْقُعَه، وَلَمْ يُسَرِّ الجُلَّا وسَرَى متاعَه يَسْرِي: أَلْقاه عَنْ ظَهْرِ دابَّته. وسَرَى عَنْهُ الثوبَ سَرْياً: كَشَفه، وَالْوَاوُ أَعلى، وَكَذَلِكَ سَرى الجُلَّ عَنْ ظَهْر الفَرَس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: فَسَرَوْنا عَنْهُ الجلالَ، كَمَا سُلَّ ... لِبَيْعِ اللَّطِيمَة الدَّخْدارُ والسَّرِيُّ: النَّهْر؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَقِيلَ: الجَدْول، وَقِيلَ: النَّهْر الصَّغِيرُ كالجَدْول يَجْرِي إِلَى النَّخْل، وَالْجَمْعُ أَسْرِيَة وسُرْيانٌ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ مِثْلَ أَجْرِبة وجُرْبانٍ، قَالَ: وَلَمْ يُسْمع فِيهِ بأَسْرِياءَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ؛ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنه كَانَ يَقُولُ: كَانَ وَاللَّهِ سَرِيّاً مِنَ الرِّجَالِ ، يَعْنِي عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقِيلَ لَهُ: أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَمِّي النَّهْرَ سَرِيّاً، فَرَجَعَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: السَّرِيُّ الجَدْول ، وَهُوَ قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ. وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ قَوْلَ لَبِيَدٍ يَصِفُ نَخْلًا نَابِتًا عَلَى مَاءِ النَّهْرِ: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيُّهُ، ... عُمٌّ نَواعِمُ، بَيْنَهُنَّ كُرومُ وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنس: يَشتَرطُ صاحبُ الأَرضِ على المُساقي خَمَّ العَيْنِ وسَرْوَ الشِّرْبِ ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يُرِيدُ تَنْقِيةَ أَنْهارِ الشِّرْبِ وسَواقيه، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ سَرَوْت الشَّيْءَ إِذَا نَزَعْته، قَالَ: وسأَلت الْحِجَازِيِّينَ عَنْهُ فَقَالُوا: هِيَ تَنْقِية الشَّرَبات. والشَّرَبة: كالحَوْض فِي أَصل النَّخْلة مِنْهُ تَشْرب، قَالَ: وأَحسِبه مِنْ سَرَوْت الشَّيْءَ إِذَا نَزَعْته وكَشَفْت عَنْهُ، وخَمُّ العَيْنِ: كَسْحُها. والسَّراةُ: الظَّهْرُ؛ قَالَ: شَوْقَبٌ شَرْحَبٌ كأَنَّ قَناةً ... حَمَلَتْه، وَفِي السَّراةِ دُمُوجُ وَالْجَمْعُ سَرَوات، وَلَا يُكَسَّر. وسُرِّيَ عَنْهُ: تَجلَّى هَمُّه. وانْسَرَى عَنْهُ الهَمُّ: انْكَشف، وسُرِّيَ عَنْهُ مِثْلُهُ. والسَّرْوُ: مَا ارْتَفع مِنَ الْوَادِي وانْحَدَر عَنْ غَلْظِ الجَبَل، وَقِيلَ: السَّرْوُ مِنَ الجَبَل مَا ارْتَفَع عَنْ مَوْضِعِ السَّيلْ وانْحَدَر عَنْ غَلْظ الجبَل. وَفِي الْحَدِيثِ: سَرْوُ حِمْيَر، وَهُوَ النَّعْفُ والخَيْفُ ، وَقِيلَ: سَرْوُ حِمْيَر مَحَلَّتها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لئِنْ بَقِيت إِلَى قابِلٍ ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بِسَرْو حِمْيَر حَقُّه لَمْ يَعْرَقْ جَبِينهُ فِيهِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بسَرَوَات حمْيَرَ ، وَالْمَعْرُوفُ فِي وَاحِدَةِ سَرَواتٍ سَراة. وسَراة الطريقِ: ظَهْرهُ ومُعْظَمهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ رِياحِ بنِ الحرثِ: فصَعِدوا سَرْواً أَي مُنْحَدراً مِنَ الجَبل. والسَّرْوُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ سَرْوَة. والسَّرَاءُ: شَجَرٌ، وَاحِدَتُهُ سَرَاءة؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: رَآهَا فُؤَادي أُمَّ خِشْفٍ خَلا لَهَا، ... بقُور الوِراقَيْن، السَّرَاءُ المُصَنَّفُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ كِبار الشَّجَرِ يَنْبُتُ فِي الْجِبَالِ، وَرُبَّمَا اتُّخِذَ مِنْهَا القِسِيُّ العَرَبيَّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وتُتَّخذ القِسِيُّ مِنَ السَّراءِ، وَهُوَ مِنْ عُتْقِ الْعِيدَانِ وشَجَرِ الجِبال؛ قَالَ لَبِيدٌ:

تَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ، ... بعُودِ السَّراء، عِنْدَ بابٍ مُحَجَّب يَقُولُ: إِنَّهُمْ حَضَرُوا بَابَ الْمَلِكِ وَهُمْ مُتنَكِّبو قسِيِّهِمْ فَتَفَاخَرُوا، فَكُلَّمَا ذَكَرَ مِنْهُمْ رَجُلٌ مأْثَرة خَطَّ لَهَا فِي الأَرض خَطًّا، فأَيّهم وُجِدَ أَكثر خُطوطاً كَانَ أَكْثَرَ مآثِرَ فَذَلِكَ شَيْنُهم صِحَاحَ البِيد. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: والسَّراءُ ضَرْب من شَجر القِسِيِّ، الْوَاحِدَةُ سَراءَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: السَّراءُ، بِالْفَتْحِ مَمْدُودٌ، شَجَرٌ تُتَّخذ مِنْهُ الْقِسِيُّ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يصفُ وَحْشاً: ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء، وناشِطٌ ... قَدِ انحَصَّ، مِنْ لَسِّ الغَمِير، جحافِلُهْ والسَّرْوةُ: دودَةٌ تَقَعُ فِي النَّبَاتِ فتأْكلُه، وَالْجَمْعُ سَرْوٌ. وأَرضٌ مَسْرُوَّة: مِنَ السَّرْوةِ. والسِّرْوُ: الجَرادُ أَولَ مَا يَنْبُتُ حِينَ يخرُجُ مِنْ بَيْضِه. الْجَوْهَرِيُّ: والسِّرْوةُ الجَرادة أولَ مَا تكونُ وَهِيَ دُودَةٌ، وأَصله الْهَمْزُ، والسِّرْيَةُ لُغَةٌ فِيهَا. وأَرض مَسْرُوَّة ذاتُ سِرْوةٍ، وَقَدْ أَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ السِّرْوةَ فِي الجَرادة وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ السِّرْأَةُ، بِالْهَمْزِ لَا غيرُ، مَنْ سَرَأَت الجرادةُ سَرْأً إِذَا بَاضَتْ. وَيُقَالُ: جَرادةٌ سَرُوٌّ، وَالْجُمَعُ سِرَاءٌ. وسَراةُ اليَمَنِ: مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ سَرَوَات؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ فَقَالَ: وبالسَّرَاة شَجَرُ جَوْزٍ لَا يُرَبَّى. والسُّرَى: سَيرُ الليلِ عامَّتهِ، وَقِيلَ: السُّرَى سيرُ الليلِ كلِّه، تُذَكِّرهُ الْعَرَبُ وتؤَنِّثهُ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفِ اللِّحْيَانِيُّ إِلَّا التأْنيث؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طَالَ السُّرَى، ... وقَدَرْنا إنْ خَنى الليلِ غَفَل قَدْ يَكُونَ عَلَى لُغَةِ مَنْ ذكَّر، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُريد طالَتِ السُّرَى فحذَفَ عَلَامَةَ التأْنيث لأَنه لَيْسَ بِمُؤَنَّثٍ حَقِيقِيٍّ، وَقَدْ سَرَى سُرىً وسَرْيَةً وسُرْيَةً فَهُوَ سارٍ؛ قَالَ: أَتَوْا نَارِي فقلْتُ: مَنُونَ؟ قَالُوا: ... سُرَاةُ الجِنِّ، قلتُ: عِمُوا صَباحا وسَرَيْت سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْت بِمَعْنَى إِذَا سِرْت لَيْلًا، بالأَلف لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ، وجاءَ القرآنُ العزيزُ بِهِمَا جَمِيعًا. وَيُقَالُ: سَرَيْنا سَرْيةً وَاحِدَةً، وَالِاسْمُ السُّرْيةُ، بِالضَّمِّ، والسُّرَى وأَسْراهُ وأَسْرَى بِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: ذَهَبُوا إسْراءَ قُنْفُذَةٍ، وَذَلِكَ أَنَّ القُنْفُذَ يَسْرِي ليلَه كلَّه لَا يَنَامُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: حَيِّ النَّضِيرَةَ رَبَّةَ الخِدْرِ، ... أَسْرَتْ إليكَ وَلَمْ تكُنْ تُسْري «2» . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيت بِخَطِّ الْوَزِيرِ ابْنِ الْمَغْرِبِيِّ: حَيِّ النصِيرة؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: أَسْرَتْ إليهِ مِنَ الجَوْزاءِ سارِيَةٌ وَيُرْوَى: سَرَت؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: فباتَ وأَسْرَى القومُ آخرَ ليْلِهِمْ، ... وَمَا كَانَ وقَّافاً بغيرِ مُعَصَّرِ «3» . وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ لَهُ: مَا السُّرَى يَا جابِرُ ؛ السُّرَى: السَّيرُ بِاللَّيْلِ، أَراد مَا أَوْجبَ مَجيئَك فِي هَذَا الْوَقْتِ. واسْتَرَى كأَسْرَى؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وخَفُّوا فأَمّا الجامِلُ الجَوْنُ فاسْترَى ... بلَيلٍ، وأَمّا الحَيُّ بعدُ، فأَصْبَحُوا وأَنشد ابْنُ الأَعرابي قولَ كُثَيِّرٍ: أَرُوحُ وأَغْدُو مِنْ هَواكِ وأَسْتَرِي، ... وَفِي النَّفْسِ مِمَّا قَدْ عَلِمْتِ عَلاقِمُ

_ (2). عجز البيت: تُزجي الشمالُ عليه وابل البَرَد (3). قوله وَمَا كَانَ وَقَّافًا بِغَيْرٍ معصر هكذا في الأَصل، وتقدم في مادة عصر: بدار معصر

وَقَدْ سَرَى بِهِ وأَسْرَى. والسَّرَّاءُ: الكثِيرُ السُّرى بالليلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ، وَفِيهِ أَيضاً: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ، فنزَل الْقُرْآنُ الْعَزِيزُ بِاللُّغَتَيْنِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: سَرَيْت بالليل وأَسْرَيْت، فَجَاءَ بِاللُّغَتَيْنِ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ، قَالَ: مَعْنَاهُ سَيَّرَ عَبْدَه. يُقَالُ: أَسْرَيْت وسَرَيْت إذا سِرْتَ ليلًا. وأَسْراهُ وأَسْرَى بِهِ: مثلُ أَخَذَ الخِطامَ وأَخَذَ بالخِطامِ، وَإِنَّمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ، وَإِنْ كَانَ السُّرَى لَا يَكُونُ إِلَّا بِاللَّيْلِ للتأْكيد، كَقَوْلِهِمْ: سِرْت أَمسِ نَهَارًا والبارِحةَ لَيْلًا. والسِّرايَةُ: سُرَى اللَّيْلِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، ويَقلّ فِي الْمَصَادِرِ أَن تَجِيءَ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ لأَنه مِنْ أَبنية الْجَمْعِ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةٍ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ الْعَرَبِ يُؤَنِّثُ السُّرَى والهُدى، وَهُمْ بَنُو أَسد، توهُّماً أَنهما جمعُ سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ هَذَا أَي تأْنيث السُّرى قَوْلُ جرير: هُمُ رَجَعُوها بعدَ ما طالتِ السُّرى ... عَواناً، ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسْودا وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ؛ مَعْنَى يَسْرِ يَمْضِي، قَالَ: سَرى يَسْري إِذَا مَضى، قَالَ: وَحُذِفَتِ الْيَاءُ مِنْ يَسْرِي لأَنها رأْس آيَةٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ قَوْلُهُ: وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ، إِذَا يُسْرى فِيهِ كَمَا قَالُوا لَيْلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فِيهِ. وَقَالَ: فَإِذَا عَزَم الأَمرُ أَي عُزِمَ عليه. والسارية من السحاب: التي تجيءُ لَيْلًا، وَفِي مَكَانٍ آخَرَ: السارِية السَّحَابَةِ الَّتِي تَسْري لَيْلًا، وَجَمْعُهَا السَّوَارِي؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: سَرَتْ عَلَيْهِ، مِنَ الجَوْزاءِ، ... سارِيَةٌ تُزْجِي الشَّمالُ عَلَيْهِ جامِدَ البرَد ابْنُ سِيدَهْ: والسَّارِيَة السَّحَابَةُ الَّتِي بَيْنَ الغادِيَة وَالرَّائِحَةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السَّارِيَة المَطْرة الَّتِي تَكُونُ بِاللَّيْلِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: رأَيتُكَ تَغْشَى السَّارِياتِ، وَلَمْ تَكُنْ ... لتَرْكَبَ إلَّا ذَا الرّسُوم المُوقَّعا قِيلَ: يعني ب السَّارِيَات الحُمُرَ لأَنها تَرْعى لَيْلًا وتَنَفَّسُ وَلَا تُقِرُّ بِاللَّيْلِ، وتَغْشى أَي تُرْكَبُ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى بغِشْيانِها نِكاحَها، لأَن الْبَيْتَ لِلْفَرَزْدَقِ يَهْجُو جَرِيرًا وكأَنه يَعِيبُهُ بِذَلِكَ؛ وَاسْتَعَارَ بعضُهم السُّرى للدَّواهي والحُرُوبِ والهُمُومِ فَقَالَ فِي صِفَةِ الحرب أَنشده ثعلب للحرث بْنِ وَعْلَةَ: ولكنَّها تَسْري، إِذَا نَامَ أَهلُها، ... فتأْتي عَلَى مَا لَيْسَ يَخْطُر فِي الوَهْمِ وَفِي حَدِيثِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالسَبْعِينَ مِنْ قَوْمِهِ: ثُمَّ تَبْرُزُونَ صَبيحَةَ سارِيةٍ أَيْ صَبيحةَ ليلةٍ فِيهَا مَطَر. والسَّارِيَة: السَّحَابَةُ تُمْطِر لَيْلًا، فاعِلة مِنَ السُّرى سَيرِ الليلِ، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: تَنْفي الرِّيَاحُ القَذَى عَنْهُ، وأَفْرَطَه، ... مِنْ صَوْبِ ساريةٍ، بيضٌ يَعالِيلُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي الحَساء إِنَّهُ يَرْتُو فؤادَ الحَزِين ويَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقيم ؛ قَالَ الأَصمعي: يَرْتو بِمَعْنَى يَشُدُّه ويقوِّيه، وَأَمَّا يَسْرُو فَمَعْنَاهُ يكشِفُ عَنْ فؤادِه الأَلم ويُزيلُه، وَلِهَذَا قِيلَ سَرَوْت الثَّوْبَ وَغَيْرَهُ عَنِّي سَرْواً وسَرَيتُه وسَرَّيته إِذَا أَلقَيته عَنْكَ ونَضَوْتَه؛ قَالَ ابْنُ هَرِمَةَ: سَرَى ثوْبَه عَنْكَ الصِّبا المُتَخايلُ، ... ووَدَّعَ لِلْبَينِ الخَلِيطُ المُزايِلُ

أَي كشَف. وسَرَوْت عنيِ دِرْعِي، بِالْوَاوِ لَا غَيْرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِذَا مَطرَتْ يَعْنِي السَّحابةَ سُرِّي عَنْهُ أَي كُشِف عَنْهُ الخَوْفُ، وَقَدْ تكرَّر ذِكْرُ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ، وخاصَّةً فِي ذِكْرِ نُزول الوَحْي عَلَيْهِ، وكلُّها بِمَعْنَى الكشْفِ والإِزالة. والسَّرِيَّةُ: مَا بَيْنَ خَمْسَةِ أَنفسٍ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الْخَيْلِ نَحْوُ أَربِعمائةٍ، ولامُها ياءٌ. والسَّرِيَّة: قِطْعَةٌ مِنَ الْجَيْشِ؛ يقال: خيرُ السَّريا أَرْبعُمائةِ رجلٍ. التَّهْذِيبِ: وأَما السَّرِيَّة مِنْ سَرايا الجيوشِ فَإِنَّهَا فَعِيلة بِمَعْنَى فاعِلَة، سُمِّيت سريَّةً لأَنها تَسْري لَيْلًا فِي خُفْيةٍ لئلَّا يَنْذَرَ بِهِمُ العدوُّ فيَحْذَروا أَو يَمْتَنِعُوا. يُقَالُ: سرَّى قائِدُ الجيشِ سَرِيَّةً إِلَى العدوِّ إِذَا جرَّدَها وَبَعَثَهَا إِلَيْهِمْ، وَهُوَ التَّسْرِيةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَردُّ مُتَسَرِّيهِم عَلَى قاعدِهم ؛ المُتَسَرِّي: الَّذِي يَخْرُجُ فِي السَّرِيَّة وَهِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَيْشِ يبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ، وجمعُها السَّرايا، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم يَكُونُونَ خُلاصة الْعَسْكَرِ وخِيارَهم مِنَ الشَّيْءِ السَّرِيِّ النَّفيس، وَقِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم يُنَفَّذون سِرًّا وخُفْيةً، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ لأَن لَامَ السِّر راءٌ وَهَذِهِ ياءٌ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن الإِمامَ أَو أَمير الجيشِ يبعثُهم وَهُوَ خارجٌ إِلَى بِلَادِ العدوِّ، فَإِذَا غنِموا شَيْئًا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَيْشِ عامَّة لأَنهم رِدْءٌ لَهُمْ وفِئَةٌ، فأَما إِذَا بَعَثَهُمْ وَهُوَ مُقِيمٌ فَإِنَّ الْقَاعِدِينَ مَعَهُ لَا يُشارِكونهم فِي المغْنَم، وَإِنْ كَانَ جَعَلَ لَهُمْ نَفَلًا مِنَ الغنِيمة لَمْ يَشْرَكْهم غيرُهم فِي شَيْءٍ مِنْهُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مَعًا. وَفِي حَدِيثِ سعدٍ: لا يَسِيرُ ب السَّرِيَّة أَي لَا يَخرُج بنفسهِ مَعَ السَّرِيَّة فِي الغَزْوِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَسير فِينَا بالسِّيرَةَ النَّفيسة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه قَالَ لأَصحابه يَوْمَ أُحُدٍ اليومَ تُسَرَّوْنَ أَيْ يُقتل سَريُّكُمْ، فقُتِل حمزَةُ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا حَضَرَ بَنِي شيبانَ وكلَّم سَرَاتَهم وَمِنْهُمُ المُثَنَّى بنُ حارِثَة أَي أشرافَهم. قَالَ: وَيُجْمَعُ السَّراةُ عَلَى سَرَوات؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَنصار: افتَرَقَ ملَؤُهُم وقُتِلَت سَرَوَاتُهم أَي أَشْرافُهم. وسَرَى عرقُ الشَّجَرة يَسْرِي فِي الأَرض سَرْياً: دَبَّ تَحْتَ الأَرض. والسَّارِيَةُ: الأُسْطُوانَة، وَقِيلَ: أُسْطُوانة مِنْ حِجارة أَو آجُرٍّ، وَجَمْعُهَا السَّوَارِي. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُصَلَّى بَيْنَ السَّوَارِي ؛ يُرِيدُ إِذَا كَانَ فِي صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ لأَجل انْقِطَاعِ الصَّفِّ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ هُوَ يُسَرِّي العَرَق عَنْ نفْسِه إِذَا كَانَ يَنْضَحُه؛ وأَنشد: يَنْضَحْنَ ماءَ البدنِ المُسَرَّى وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُسَارِي إبِلَ جارِه إِذَا طَرَقَها ليَحْتلِبَها دُونَ صاحِبِها؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ: فَإِنِّي، لَا وأُمِّكَ، لَا أُسَارِي ... لِقاحَ الجارِ، مَا سَمَر السَّمِيرُ والسَّرَاةُ: جَبَلٌ بناحِية الطَّائِفِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الطَّوْدُ الجَبل المُشْرف عَلَى عرَفَة يَنْقاد إلى صَنْعاءَ يقال لَهُ السَّرَاةُ، فأَوَّله سَرَاة ثَقيفٍ ثُمَّ سَراةُ فَهمٍ وعدْوانَ ثُمَّ الأَزْدِ ثُمَّ الحَرَّةِ آخِرُ ذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَإِسْرَائِيلُ اسمٌ، وَيُقَالُ: هُوَ مُضَافٍ إِلَى إِيلٍ، قَالَ الأَخفش: هُوَ يُهْمز وَلَا يُهْمَزُ، قَالَ: وَيُقَالُ فِي لغةٍ إِسْرَائِينَ، بِالنُّونِ، كَمَا قَالُوا جِبْرِينُ وَإِسْمَاعِينُ، وَاللَّهُ أَعلم. سطا: السَّطْوُ: الْقَهْرُ بِالْبَطْشِ. والسَّطْوة: المرَّة الْوَاحِدَةُ، وَالْجَمْعُ السَّطَوات. وسَطا عَلَيْهِ وَبِهِ سَطْواً وسَطْوةً: صالَ، وسَطا الفحلُ كَذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ يبْسُطون أَيديَهُم إِلَيْنَا؛ قَالَ

الْفَرَّاءُ: يَعْنِي أَهل مَكَّةَ كَانُوا إِذَا سَمِعُوا الرَّجُلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَتْلُو الْقُرْآنَ كَادُوا يَبْطِشُونَ بِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: فُلَانٌ يسْطُو عَلَى فُلَانٍ أَي يَتَطَاوَلُ عَلَيْهِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: سَطا عَلَيْهِ وأَسْطَى عَلَيْهِ؛ قَالَ أَوس: ففاؤُوا وَلَوْ أَسْطَوْا عَلَى أُمِّ بعضِهم، ... أَصاخَ فَلَمْ يَنْطِقْ، وَلَمْ يَتكلَّمِ وأَميرٌ ذُو سَطْوةٍ، والسَّطْوةُ: شِدَّةُ البَطْش، وَإِنَّمَا سُمِّي الفرَس ساطِياً لأَنه يَسْطو عَلَى سائِر الْخَيْلِ وَيَقُومُ عَلَى رجليه ويسْطُو بِيَدَيْهِ، وَالْفَحْلُ يَسْطو عَلَى طَرُوقَته. وَيُقَالُ: اتَّقِ سَطْوَتَه أَي أَخْذَتَه. ابْنُ الأَعرابي: سَاطَى فلان وفلاناً إِذَا شدَّد عَلَيْهِ، وَطَاسَاهُ إِذَا رفَقَ بِهِ. أَبو سعيدٍ: سَطا الرَّجُلُ المرأَة وسَطَأَها إِذَا وطِئَها. وسَطا الماءُ: كثُر. وسَطا الرَّاعِي عَلَى النَّاقَةِ وَالْفَرَسِ سَطْواً وسُطُوّاً: أَدخل يدهَ فِي رَحِمِها فَاسْتَخْرَجَ ماءَ الْفَحْلِ مِنْهَا، وَذَلِكَ إِذَا نَزا عَلَيْهَا فحلٌ لئِيمٌ أَو كَانَ الماءُ فَاسِدًا لَا يُلْقَحُ عَنْهُ، وَإِذَا لَمْ يخرُج لَمْ تَلْقَح النَّاقَةُ. أَبو زَيْدٍ: السَّطْوُ أَن يُدْخِلَ الرجلُ اليدَ فِي الرَّحم فيستخرِجَ الْوَلَدَ، والمَسْطُ أَن يُدْخِل اليدَ فِي الرَّحِمِ فَيُسْتَخْرَجَ الوَثْرَ، وَهُوَ ماءُ الْفَحْلِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِنْ كنتَ مِنْ أَمرِك فِي مَسْماسِ، ... فاسْطُ عَلَى أُمِّكَ سَطْوَ الْمَاسِيِّ قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ يُسْطَى عَلَى المرأَة إِذَا نشِبَ ولدُها فِي بَطْنِهَا ميِّتاً فيُسْتَخْرَج. وسَطا عَلَى الْحَامِلِ وساطَ، مقلوبٌ، إِذَا أَخرج ولدَها. أَبو عَمْرٍو: السَّاطِي الَّذِي يَغْتَلِم فيخرجُ مِنْ إبلٍ إِلَى إبلٍ؛ وَقَالَ زِيَادُ الطَّمَّاحي: قامَ إِلَى عذْراءَ بالغُطاطِ، ... يَمْشي بمثْلِ قائِمِ الفُسْطاطِ بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذِي حَطاطِ، ... هامَتُه مثلُ الفَنِيقِ السَّاطِي قَالَ الأَصمعي: السَّاطِي مِنَ الْخَيْلِ البعيدُ الشَّحْوَة، وَهِيَ الخَطوة. وسَطا الفرسُ أَيْ أَبْعَدَ الخَطْوَ. وفرسٌ ساطٍ: يَسْطُو عَلَى الْخَيْلِ. وسَطا عَلَى المَرأَة: أَخْرجَ الوَلدَ مَيِّتاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَيْدِي السَّواطِي الَّتِي تَتَناوَلُ الشَّيءَ؛ وأَنشد: تَلَذُّ بأَخْذِها الأَيْدي السَّواطِي «1» . وَحَكَى أَبو عُبيد السَّطْو فِي المرأَةِ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ الحَسَن، رَحِمَهُ اللَّهُ، لَا بأْسَ أَن يَسْطُوَ الرَّجُلُ عَلَى المرأَةِ إِذَا لَمْ تُوجَدِ امرأَةٌ تُعالِجُها وخِيفَ عَلَيها ، يَعْنِي إِذَا نَشِبَ وَلَدُها فِي بَطْنها ميِّتاً فلَهُ معَ عدَمِ القابلَة أَن يُدخِلَ يَدَه فِي فَرْجِهَا ويَسْتَخْرِج الوَلَدَ، وَذَلِكَ الفِعلُ السَّطْوُ، وأَصله القَهْرُ والبَطْشُ. وفرسٌ سَاطٍ: بعيدُ الشَّحْوة، وَقِيلَ: هُوَ الرَّافِعُ ذَنَبَه فِي عَدْوِه، وَهُوَ مَحْمود، وَقَدْ سَطَا يَسْطُو سَطْواً؛ وقال رؤْبة: عَمّ اليَدَيْنِ بالجِرَاءِ سَاطِي «2» . وَقَالَ الشَّاعِرُ: وأَقْدَر مُشْرِف الصَّهَواتِ سَاطٍ، ... كُمَيْت لَا أَحَقّ وَلَا شَئِيتُ وسَطَا سَطْواً: عاقَب، وَقِيلَ: سَطَا الفَرَسُ سَطْواً ركِبَ رأْسَه في السَّيْر. سعا: ابْنُ سِيدَهْ: مَضَى سَعْوٌ مِنَ اللَّيْلِ وسِعْوٌ وسِعْواءُ وسُعْواءُ، مَمْدُودٌ، وسَعْوَةٌ وسِعْوَةٌ أَي قِطْعَةٌ. قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: السِّعْواءُ مُذكَّر، وقال

_ (1). قوله [تلذ إلخ] هو عجز بيت وصدره كما في الأَساس: ركود فِي الْإِنَاءِ لَهَا حُمَيَّا (2). قوله [عم اليدين إلخ] هو هكذا في الأَصل، ولعله غمر

بَعْضُهُمْ: السِّعْوَاءُ فوقَ الساعَة مِنَ الليلِ، وَكَذَلِكَ السِّعْوَاءُ مِنَ النَّهَارِ. وَيُقَالُ: كُنَّا عندَه سِعْوَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ «1». والنهارِ. ابْنُ الأَعرابي: السِّعْوة السَّاعَةُ مِنَ الليلِ، والأَسْعاءُ ساعاتُ اللَّيْلِ، والسَّعْو الشَّمَع فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، والسَّعْوة الشَّمعة. وَيُقَالُ للمرأَة البَذِيَّة الجالِعة: سِعْوَةٌ وعِلْقَةٌ وسِلْقَةٌ. والسَّعْيُ: عدْوٌ دُونَ الشَّدِّ، سَعَى يَسْعَى سَعْياً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا أَتيتم الصَّلاةَ فَلَا تَأْتُوها وأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَلَكِنِ ائْتُوها وعَلَيكُمُ السَّكِينَة، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فأَتِمُّوا ؛ ف السَّعْيُ هُنَا العَدْوُ. سَعَى إِذَا عَدَا، وسَعَى إِذَا مَشَى، وسَعَى إِذَا عَمِلَ، وسَعَى إِذَا قَصَد، وَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى المُضِيِّ عُدِّيَ بِإِلَى، وَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى العَمَل عُدِّي بِاللَّامِ. والسَّعيُ: القَصْدُ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ؛ وليسَ مِنَ السَّعْي الَّذِي هُوَ العَدْوُ، وقرأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: فامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ ، وَقَالَ: لَوْ كانَتْ مِنَ السَّعْي لَسَعَيْتُ حَتَّى يَسْقُط رِدَائِي. قَالَ الزَّجَّاجُ: السَّعْيُ والذَّهابُ بِمَعْنًى واحدٍ لأَنّك تقولُ لِلرَّجُلِ هُوَ يَسْعَى فِي الأَرض، وَلَيْسَ هَذَا باشْتِدادٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَصلُ السَّعْيِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ التصرُّف فِي كُلِّ عَمَلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا مَا سَعى ؛ مَعْنَاهُ إلَّا مَا عَمِلَ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ، فاقْصِدُوا. والسَّعْيُ: الكَسْبُ، وكلُّ عملٍ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ سَعْي، والفعلُ كالفِعْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى . وسَعَى لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ: عَمِلَ لَهُمْ وكَسَبَ. وأَسْعَى غيرهَ: جَعَلَه يَسْعَى؛ وَقَدْ رُوِيَ بيتُ أَبي خِراش: أَبْلِغْ عَلِيّاً، أَطالَ اللهُ ذُلَّهُمُ ... أَنَّ البُكَيْرَ الَّذِي أَسْعَوْا بِهِ هَمَلُ أَسْعَوْا وأَشْعَوْا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ؛ أَي أَدْرَك مَعَه العَمَل، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَطاقَ أَنْ يُعِينَه عَلَى عَمَله، قَالَ: وَكَانَ إسماعيلُ يومئذٍ ابْنَ ثَلَاثَ عشْرةَ سَنَةٍ؛ قال الزَّجَّاجُ: يُقَالُ إِنَّهُ قَدْ بَلَغ فِي ذَلِكَ الوقتِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةٍ وَلَمْ يُسَمِّه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فِي ذَمّ الدُّنْيَا: مَنْ سَاعَاهَا فاتَتْهُ أَي سابَقَها، وَهِيَ مُفاعَلَة مِنَ السَّعُيِ كأَنها تَسْعَى ذاهِبةً عَنْهُ وَهُوَ يَسْعَى مُجِدّاً فِي طَلَبِها فكلٌّ مِنْهُمَا يطلُبُ الغَلَبة فِي السَّعْي. والسَّعاةُ: التَّصَرُّفُ، ونَظير السَّعاةِ فِي الكلامِ النَّجاة مِنْ نجَا يَنْجُو، والفَلاةُ مَنْ فَلاهُ يَفْلُوه إِذَا قَطَعَه عَنِ الرَّضَاعِ، وعَصاهُ يَعْصُوه عَصاةً، والغَراةُ مِنْ قَوْلِكَ غَرِيتُ بِهِ أَي أُولِعْتُ بِهِ غَراةً، وفَعَلْت ذَلِكَ رَجاةَ كَذَا وَكَذَا، وتَرَكْت الأَمرَ خَشاةَ الإِثْمِ، وأَغْرَيْتُه إغْراءً وغَراةً، وأَذِيَ أَذىً وأَذَاةً، وَغَدِيتُ غُدْوَةً «2». وغَداةً؛ حَكَى الأَزهري ذَلِكَ كلَّه عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ. والسَّعْيُ يَكُونُ فِي الصلاحِ وَيَكُونُ فِي الْفَسَادِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً؛ نصبَ قَوْلَهُ فَسَادًا لأَنه مفعولٌ لَهُ أَراد يَسْعَوْن فِي الأَرضِ لِلْفَسَادِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي أَصحابَ الحَمالاتِ لِحَقْنِ الدِّماءِ وإطْفاءِ النَّائِرةِ سُعاةً لسَعْيِهِم فِي صَلاحِ ذاتِ البَيْنِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٌ: سَعَى ساعِيَا غَيظِ بنِ مُرَّةَ، بعد ما ... تَبَزَّلَ مَا بَيْنَ العَشيرَةِ بالدَّمِ

_ (1). قوله [سعوات من الليل إلخ] هكذا في نسخ اللسان التي بأَيدينا، وفي بعض الأَصول سعواوات (2). قوله [وغديت غدوة إلخ] هكذا في الأَصل

أَي سَعَيَا فِي الصلحِ وجمعِ مَا تَحَمَّلا مِنْ دِياتِ القَتْلى، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَآثِرَ أَهلِ الشَّرَف وَالْفَضْلِ مَساعِيَ، واحدتُها مَسْعاةٌ لسَعْيِهِم فِيهَا كأَنها مَكاسِبُهُم وأَعمالُهم الَّتِي أَعْنَوْا فِيهَا أَنفسَهم، والسَّعاةُ اسمٌ مِنْ ذَلِكَ. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: شَغَلَتْ سَعاتي جَدْوايَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْد: يُضْرَب هَذَا مَثَلًا لِلرَّجُلِ تكونُ شِيمَتُه الكَرَم غَيْرَ أَنه مُعْدِمٌ، يَقُولُ: شَغَلَتْني أُمُوري عَنِ الناسِ والإِفْضالِ عَلَيْهِمْ. والمَسْعاةُ: المَكْرُمَة والمَعْلاةُ فِي أَنْواعِ المَجْدِ والجُودِ. سَاعاهُ فسَعاهُ يَسْعِيهِ أَيْ كَانَ أَسْعَى مِنْهُ. وَمِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: بالساعِدِ تَبْطِشُ اليَدُ. وَقَالَ الأَزهري: كأَنه أَرادَ ب السَّعاةِ الكَسْبَ عَلَى نفسهِ والتَّصَرُّفَ فِي معاشهِ؛ وَمِنْهُ قولُهم: المَرْءُ يَسْعى لِغارَيْه أَي يَكْسِبُ لبَطْنِهِ وفَرْجِهِ. وَيُقَالُ لِعامِل الصَّدَقاتِ ساعٍ، وجَمْعُه سُعاةٌ. وسَعى المُصَدِّقُ يَسْعَى سِعايةً إِذَا عَمِلَ عَلَى الصَّدقاتِ وأَخذها مِنْ أَغْنِيائِها وَرَدَّهَا فِي فُقَرائِها. وسَعَى سِعايةً أَيضاً: مَشى لأَخْذِ الصَّدَقَةِ فقَبَضَها مِنَ المُصَدِّق. والسُّعاةُ: وُلاةُ الصَّدَقَةِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ العَدَّاء الكَلْبي: سَعَى عِقالًا فلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَداً، ... فكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْروٌ عِقالَينِ؟ وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر: إنَّ وائِلًا يُسْتَسْعَى ويَتَرَفَّلُ عَلَى الأَقْوالِ أَي يُسْتَعْمَلُ عَلَى الصَّدَقَاتِ ويَتَولَّى اسْتِخْراجَها مِنْ أَرْبابها، وَبِهِ سُمِّيَ عامِلُ الزكاةِ الساعِيَ. وَمِنْهُ قولهُ: ولَتُدْرَكَنَّ القِلاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا أَي تُتْرَكُ زكاتُها فَلَا يَكُونُ لَهَا ساعٍ. وسَعَى عَلَيْهَا: كعَمِل عَلَيْهَا. وَالسَّاعِي: الَّذِي يقومُ بأَمرِ أَصحابهِ عِنْدَ السُّلْطانِ، والجمعُ السُّعاةُ. قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهُ ليَقوم أَهلَه أَي يقومُ بأَمرِهِم. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَسْعَى عَلَى عِياله أَي يَتَصَرَّف لَهُمْ، كَمَا قَالَ الشاعرْ: أَسْعَى عَلى جُلِّ بَنِي مالِكٍ، ... كُلُّ امْرِئٍ فِي شَأْنهِ سَاعِي وسَعَى بِهِ سِعايَةً إِلَى الوَالي: وَشَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّه قَالَ: السَّاعِي لغَيْرِ رِشْدَةٍ ؛ أَراد ب السَّاعِي الَّذِي يَسْعَى بِصَاحِبِهِ إِلَى سُلطانهِ فيَمْحَلُ بِهِ ليُؤْذِيَه أَي أَنَّه ليسَ ثابتَ النَّسَبِ مِنْ أَبيه الَّذِي يَنْتَمِي إِلَيْهِ وَلَا هُوَ وَلَدُ حَلالٍ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: السَّاعِي مُثَلِّثٌ ؛ تأْويلُه أَنه يُهْلِك ثلاثةَ نَفَرٍ بسِعايتهِ: أَحَدُهم المَسْعِيُّ بِهِ، وَالثَّانِي السُّلْطانُ الَّذِي سَعَى بصاحبهِ إِلَيْهِ حَتَّى أَهْلَكَه، وَالثَّالِثُ هُوَ السَّاعِي نفسهُ، سُمِّيَ مُثَلِّثاً لإِهْلاكهِ ثلاثَةَ نَفَرٍ، وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِكَ الخبرُ الثَّابِتُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ ، فالقَتَّاتُ والساعِي والماحِلُ واحدٌ. واسْتَسْعَى العبْدَ: كَلَّفَه مِنَ العَمَل مَا يُؤَدِّي بِهِ عَنْ نَفْسهِ إِذَا أُعْتِقَ بَعضهُ لِيعْتِقَ بِهِ مَا بَقِيَ، والسِّعايَةُ مَا كُلِّفَ مِنْ ذلِك. وسَعَى المُكاتَبُ فِي عِتْقِ رَقَبَتهِ سِعايَةً واسْتَسْعَيْت العَبْدَ فِي قِيمَته. وَفِي حَدِيثِ العِتْقِ: إِذَا أُعْتِقَ بعضُ العَبْدِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مالٌ اسْتُسْعِيَ غيرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ ؛ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إِذَا عَتَقَ بَعْضهُ ورَقَّ بعضهُ هُوَ أَنْ يَسْعَى فِي فَكاكِ مَا بَقي مِنْ رِقِّه فيَعْمَلَ ويكسِبَ ويَصْرِفَ ثَمَنه إِلَى مَوْلَاهُ، فسُمِّي تصرُّفه فِي كَسْبه سِعايِةً، وغيرَ مَشْقوق عَلَيْهِ أَي لَا يكلِّفهُ فَوْقَ طاقَتهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اسْتُسْعِيَ العبدُ لسَيّده أَي يَسْتَخْدِمُه مالِكُ باقِيه بقَدْرِ مَا فِيهِ مِنَ الرِّقِّ وَلَا يُحَمِّلُه مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ. وَقَالَ الخطَّابي: قَوْلُهُ اسْتُسْعِيَ غيرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ لَا يُثْبِتُه أَكثر أَهل النَّقْل مُسْنَداً عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

وَيَزْعُمُونَ أَنه مِنْ قَوْلِ قَتَادَةَ. وسَعَتِ الأَمَة: بَغَتْ. وسَاعَى الأَمَةَ: طَلَبَها لِلْبِغَاء، وعَمّ ثعلبٌ بِهِ الأَمة وَالْحُرَّةَ؛ وأَنشد للأَعشى: ومِثْلِكِ خَوْدٍ بادِنٍ قَدْ طَلَبْتُها، ... وساعَيْتُ مَعْصِيّاً إِلَيْهَا وُشاتُها قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: المُساعاةُ مُساعاةُ الأَمَة إِذَا سَاعَى بِهَا مالِكُها فضَرَب عَلَيْهَا ضَريبَةً تُؤَدِّيها بالزِّنا، وَقِيلَ: لَا تَكُونُ المُساعاةُ إلَّا فِي الإِماء، وخُصِّصْنَ بالمُساعاةِ دونَ الحرائِر لأَنُهنَّ كنَّ يَسْعَيْنَ عَلَى مَواليهِنَّ فيَكْسِبْنَ لَهُمْ بضَرائِب كَانَتْ عليهِنَّ. ونقول: زَنى الرجلُ وعَهَرَ، فَهَذَا قَدْ يَكُونُ بالحُرَّةِ والأَمَة، وَلَا تَكُونُ المُساعاةُ إِلَّا فِي الإِماءِ خاصَّة. وَفِي الْحَدِيثِ: إماءٌ ساعَيْنَ فِي الجاهِليَّةِ ؛ وأُتِيَ عُمَرُ بِرَجُلٍ سَاعَى أَمَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا مُساعاةَ فِي الإِسْلامِ، وَمَنْ سَاعَى فِي الجاهِلِيَّةِ فَقَدْ لَحِقَ بِعَصَبَتهِ ؛ المُساعاةُ: الزِّنا. يُقَالُ: ساعَت الأَمَةُ إِذَا فَجَرَت، وَسَاعَاهَا فُلَانٌ إِذَا فَجَرَ بِهَا، وَهُوَ مُفاعَلَةٌ مِنَ السَّعْيِ، كأَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَسْعى لصاحِبه فِي حُصُولِ غَرَضهِ، فأَبْطَلَ الإِسلامُ، شرَّفه اللَّهُ، ذلِك وَلَمْ يُلْحِقِ النَّسبَ بِهَا، وعَفا عَمَّا كَانَ مِنْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِمَّنْ أُلحِقَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عمرَ: أَنه أُتِيَ فِي نساءٍ أَو إماءٍ ساعَيْنَ فِي الجاهِلِيَّة فأَمَرَ بأَوْلادِهِنَّ أَنْ يُقَوَّموا عَلَى آبَائِهِمْ وَلَا يُسْتَرَقُّوا ؛ مَعْنَى التَّقْوِيمِ أَن تَكُونَ قيمَتُهم عَلَى الزانينَ لمِوالي الإِماء وَيَكُونُوا أَحراراً لاحِقي الأَنْسابِ بآبائِهِم الزُّناةِ؛ وكانَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُلْحِقُ أَولادَ الجاهِليَّة بِمَنِ ادَّعاهُمْ فِي الإِسْلامِ عَلَى شَرْطِ التَّقويم، وَإِذَا كَانَ الوَطْءُ والدَّعْوى جَمِيعًا فِي الإِسلام فدَعْواهُ باطِلَة والوَلَد مملوكٌ لأَنه عاهِرٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَهلُ الْعِلْمِ مِنَ الأَئِمَّة عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ وَلِهَذَا أَنكروا بأَجمَعِهم عَلَى مُعاوية فِي اسْتِلْحَاقِهِ زِيَادًا، وَكَانَ الوَطْءُ فِي الجاهِلية والدَّعْوى فِي الإِسلام. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَخبرني الأَصمعي أَنه سَمِعَ ابْنَ عَوْنٍ يَذكُر هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: إِنَّ المُساعاةَ لَا تكونُ فِي الحَرائِرِ إِنَّمَا تَكُونُ فِي الإِماء ؛ قَالَ الأَزهري: مِنْ هُنا أُخِذ اسْتِسْعاءُ العَبْدِ إِذَا عَتَقَ بَعْضُهُ ورَقَّ بَعْضُه، وَذَلِكَ أَنه يَسْعى فِي فَكاكِ مَا رَقَّ مِنْ رَقَبَتهِ فيعمَلُ فِيهِ ويَتَصَرَّف فِي كسْبهِ حَتَّى يَعْتِق، وَيُسَمَّى تَصَرُّفُهُ فِي كَسبه سعايَةً لأَنه يَعْمل فِيهِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اسْتُسْعِيَ العَبْدُ فِي رَقَبَتهِ وسُوعِيَ في غَلَّتهِ، ف المُسْتَسْعى الَّذِي يُعْتِقُه مالكُه عِنْدَ مَوْتهِ وليسَ لَهُ مالٌ غيرهُ فيَعْتِقُ ثُلُثُه ويُسْتَسْعى فِي ثُلُثَيْ رَقَبَتِهِ، والمُساعاة: أَنْ يُساعِيَه فِي حياتهِ فِي ضريبَتهِ. وَسَاعِي اليَهود والنَّصارى: هُوَ رئيسُهُم الَّذِي يَصْدرون عَنْ رَأْيِهِ وَلَا يَقْضونَ أَمْراً دونَه، وَهُوَ الَّذِي ذكَرَه حُذَيْفَةُ فِي الأَمانَةِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَهودِيّاً أَوْ نَصْرانِيّاً لَيَرُدّنَّهُ عَلَيَّ ساعيهِ، وَقِيلَ: أَراد ب السَّاعي الوالِيَ عَلَيْهِ مِنَ المُسْلِمينَ وَهُوَ العامِل، يَقُولُ يُنْصِفُني مِنْهُ. وَكُلُّ مَنْ وليَ أَمر قَوْمٍ فَهُوَ ساعٍ عَلَيْهِمْ، وأَكثر مَا يُقال فِي وُلاةِ الصَّدَقة. يُقَالُ سَعى علَيها أَي عَمِلَ عَليها. وسَعْيَا، مَقْصُورٌ: اسْمُ مَوْضع؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأُخْتِ عمروٍ ذِي الكَلْب تَرْثِيهِ مِنْ قَصِيدَةٍ أَوَّلُهَا: كُلُّ امْرئٍ بِطُوَالِ العَيْشِ مَكْذوبُ، ... وكلُّ مَنْ غالَبَ الأَيّامَ مَغْلوبُ أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَنّي مُغَلْغَلَةً، ... والقَوْمُ مِنْ دونِهِم سَعْيَا ومَرْكُوبُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: سَعْيَا مِنَ الشَّاذِّ عِنْدِي عَنْ قياسِ

نَظَائِرِهِ وَقِيَاسُهُ سَعْوى، وَذَلِكَ أَن فَعْلى إِذَا كَانَتِ اسْمًا مِمَّا لامُه ياءٌ فإنَّ ياءَهُ تُقلَب وَاوًا لِلْفَرْقِ بَيْنَ الِاسْمِ وَالصِّفَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ الشَّرْوَى والبَقْوى والتَّقْوى، فسَعْيَا إِذًا شاذَّةٌ فِي خُروجِها عَنِ الأَصل كَمَا شَذَّت القُصْوى وحُزْوى. وَقَوْلُهُمْ: خُذِ الحُلْوى وأَعْطِهِ المُرّى، عَلَى أَنه قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ سَعْيَا فَعْلَلًا مِنْ سَعَيْت إلَّا أَنَّه لَمْ يَصْرِفه لأَنه علَّقه عَلَى المَوْضِع عَلَماً مؤنَّثاً. وسَعْيَا: لغةٌ فِي شَعْيَا. وَهُوَ اسمُ نَبِيٍّ مِنْ أَنبِياء بَني إِسْرَائِيلَ. سفا: السَّفَا: الخِفَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ الجَهْلُ. والسَّفَا، مَقصورٌ: خِفَّة شَعَر الناصِيَة، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي الخَيْل، وَلَيْسَ بمَحْمود، وَقِيلَ: قِصَرُها وقِلَّتُها. يُقَالُ: ناصِيَةٌ فِيهَا سَفاً. وفرسٌ أَسْفى إِذَا كَانَ خَفيفَ الناصِيَة؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِسَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ: لَيْسَ بأَسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِلٍ، ... يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ والأُنْثى سَفْواء. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ السَّفاءُ، مَمْدُودٌ؛ وأَنشد: قلائِصُ فِي أَلْبانِهِنّ سَفاءُ أَي فِي عُقُولِهِنَّ خِفَّةٌ، اسْتَعَارَهُ لِلَّبَنٍ أَي فِيهِ خِفَّةٌ. ابْنُ الأَعرابي: سَفا إِذَا ضَعُفَ عَقْلُه، وسَفا إِذَا خَفَّ رُوحُه، وسَفا إِذَا تَعَبَّد وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ، وسِفا إِذَا رَقَّ شَعْرهُ وجَلِحَ، لُغة طَيّءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الأَصمعي الأَسْفى مِنَ الْخَيْلِ الْقَلِيلُ الناصيَة، والأَسْفى مِنَ البغالِ السريعُ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لشيءٍ أَسْفى لخِفَّةِ ناصِيتهِ إِلَّا لِلْفَرَسِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الأَسْفَى مِنَ الْخَيْلِ الخفيفُ النَّاصِيَةِ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى سَفْواءُ. والسَّفْواءُ فِي البغالِ: السَّرِيعَةُ، وَلَا يُقَالُ للذكرِ أَسْفَى. قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ فِي حِكَايَتِهِ عَنِ الأَصمعي الأَسْفى مِنَ البغالِ السريعُ لَيْسَ بصحيحٍ؛ قَالَ: وَمِمَّا يَشْهَدُ بأَنه يُقَالُ لِلْفَرَسِ الْخَفِيفَةِ الناصيةِ سفواءُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: بَلْ ذَاتُ أكْروُمَةٍ تَكَنَّفها الأَحْجارُ، ... مَشْهورةٌ مَواسِمُها لَيْسَتْ بشامِيَّةِ النِّحاسِ، وَلَا ... سَفْواءَ مَضْبُوحةٍ مَعاصِمُها وبَغْلَةٌ سَفْواءُ: خفيفةٌ سريعةٌ مُقْتَدرة الخَلْقِ مُلَزَّزَة الظَّهْرِ، وَكَذَلِكَ الأَتانُ الوَحْشِيَّة؛ قَالَ دُكَينُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمي فِي عُمَرَ بنِ هُبَيرة، وَكَانَ عَلَى بغلةٍ مُعْتَجِراً ببُرْدٍ رفيعٍ، فَقَالَ عَلَى الْبَدِيهَةِ: جَاءَتْ بِهِ، مُعْتَجِراً ببُرْدِهِ، ... سَفْواءُ تَرْدي بنَسِيجِ وَحْدِهِ مُسْتَقْبِلًا حَدَّ الصَّبا بحَدِّهِ، ... كالسَّيْفِ سُلَّ نَصْلُه مِنْ غِمْدِه خَيْرَ أَميرٍ جاءَ مِنْ مَعَدِّه، ... مِنْ قَبْلِه أَو رافِدٍ مِنْ بَعْدِه فكلُّ قيسٍ قادِحٌ مِنْ زَنْدِه، ... يَرْجُونَ رَفْعَ جَدِّهِم بجَدِّه فإنْ ثَوَى ثوَى النَّدى فِي لَحْدِه، ... واخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدهِ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ سَفْواءُ فِي الْبَيْتِ: إِنَّهَا الْخَفِيفَةُ النَّاصِيَةِ، وَذَلِكَ مِمَّا تُمْدَح بِهِ الْبِغَالُ، وأَنكر هَذَا الأَصمعي وَقَالَ: سَفْواء هُنَا بِمَعْنَى سَرِيعَةٌ لَا غَيْرُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ويُسْتَحَبُّ السَّفا فِي الْبِغَالِ وَيُكْرَهُ فِي الْخَيْلِ. والأَسْفى: الَّذِي تَنْزِعهُ شَعْرةٌ بيضاءُ كُمَيْتاً كَانَ أَو غيرَ ذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي،

وخَصَّ مَرَّةً بِهِ السَّفا الَّذِي هُوَ بياضُ الشَّعَرِ الأَدْهم والأَشْقَرِ، والصِّفة كالصِّفة فِي الذَّكَرِ والأُنثى. وسَفا فِي مَشْيهِ وطَيَرانهِ يَسْفُو سُفُوّاً: أَسرَع. وسَفَت الريحُ التُّرابَ تَسْفِيه سَفْياً: ذَرَتْه، وَقِيلَ: حمَلَتْه فَهُوَ سَفِيٌّ، وتَسْفي الوَرَق اليبسَ سَفْياً. وتُرابٌ سافٍ: مَسْفِيٌّ، عَلَى النَّسَبِ أَو يَكُونُ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مفعولٍ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: سَفَتِ الريحُ وأَسْفَتْ فَلَمْ يُعَدِّ وَاحِدًا مِنْهُمَا. والسافِياءُ: الريحُ الَّتِي تَحْمِلُ تُرَابًا كَثِيرًا عَلَى وَجْهِ الأَرض تَهْجُمُه عَلَى النَّاسِ؛ قَالَ أَبو دُواد: ونُؤْي أَضَرَّ بِهِ السافِياء، ... كدَرْسٍ مِنَ النُّونِ حينَ امَّحَى قَالَ: والسَّفى هُوَ اسمُ كلِّ مَا سَفَتِ الريحُ مِنْ كلِّ مَا ذَكَرْتُ. وَيُقَالُ: السافِياءُ الترابُ يذهَبُ مَعَ الرِّيحِ، وَقِيلَ: السافِياءُ الغُبارُ فَقَطْ. أَبو عَمْرٍو: السَّفَى اسمُ الترابِ وإنْ لَمْ تَسْفِه الرِّيحُ، والسَّفاةُ أَخصُّ مِنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَلَا تَلْمِسِ الأَفْعى يَداكَ تُرِيدُها، ... ودَعْها إِذَا مَا غَيَّبَتها سَفاتُها وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: قَالَ لأَبي عُثْمَانَ النَّهْدي إِلَى جانِبِكم جبلٌ مُشْرِفٌ عَلَى البَصْرَة يُقالُ لَهُ سَنامٌ، قَالَ: نَعَم، قَالَ: فَهَلْ إِلَى جانِبِه ماءٌ كثيرُ السَّافِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يَرِدهُ الدَّجّالُ مِنْ مِياهِ العَرب ؛ السَّافِي: الريحُ الَّتِي تَسْفي الترابَ، وَقِيلَ للتُّراب الَّذِي تَسْفِيه الريحُ أَيضاً: سافٍ أَي مَسْفِيٌّ كماءٍ دافقٍ أَي مدفوقٍ، والماءُ السَّافِي الَّذِي ذكَرَه هُوَ سَفَوانُ، وَهُوَ عَلَى مَرْحَلة مِنْ بَابِ المِرْبَد بالبَصْرة. قَالَ غَيْرُهُ: سَفَوانُ، بِالتَّحْرِيكِ، مَوْضِعٌ قُرْبَ البَصْرة؛ قَالَ نافعُ بنُ لَقِيطٍ، وَقِيلَ هُوَ لمَنْظُورِ بنِ مَرْثَدٍ: جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها، ... تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها، قَدْ أَعْصَرتْ، أَو قَدْ دَنا إعْصارُها والسَّفى: الترابُ، وخصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الترابَ. المُخْرَج مِنَ البئرِ أَو القَبْر؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِكُثَيِّرٍ: وحالَ السَّفى بَيْنِي وبينَك والعِدا، ... ورَهْنُ السَّفا غَمْرُ النَّقيبَةِ ماجِدُ قَالَ: السَّفى هَنَا ترابُ الْقَبْرِ، والعِدَا الْحِجَارَةُ والصُّخور تُجْعَلُ عَلَى الْقَبْرِ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ القَبْرَ وحُفَّاره: وَقَدْ أَرْسَلوا فُرّاطَهُم، فتَأَثَّلوا ... قَلِيباً سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ قَوْلُهُ: سَفاها الهاءُ فِيهِ لِلْقَلِيبِ، أَراد أَيضاً ترابَ الْقَبْرِ شبَّهه بالإِماء القَواعِد، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَن الأَمة تَقْعُدُ مُسْتَوْفِزَةً لِلْعَمَلِ، وَالْحُرَّةُ تَقْعُدُ مطمئنَّة متربِّعة، وَقِيلَ: شبَّه التُّرَابَ فِي لِينِهِ بالإِماء الْقَوَاعِدِ، وهُنَّ اللَّواتي قعدنَ عَنِ الوَلَد فاجتَمَع عليهِنّ ذِلَّة الرِّق والقُعودِ فلِنَّ وذَلَلْن، واحدتُه سَفاةٌ. ابْنُ السِّكِّيت: السَّفى جمعُ سَفاةٍ، وَهِيَ ترابُ القُبورِ والبئرِ. والسَّفى: مَا سَفَتِ الريحُ عليكَ مِنَ التُّرَابِ، وفِعْلُ الرِّيحِ السَّفْيُ. والسَّوافي مِنَ الرِّياحِ: اللَّواتي يَسْفِين الترابَ. والسَّفى: السَّحاب. والسَّفى: شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُلِ وكلِّ شَيْءٍ لَهُ شَوْك، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ أَطراف البُهْمَى، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سَفاة. وأَسْفَتِ البُهْمَى: سَقَط سَفاها. وسَفِيَ الرجلُ سَفىً: مِثْلُ سَفِهَ سَفَهاً وسَفاءً مثلُ سَفِهَ سَفاهاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طَمى بِهِ ... سَفاءٌ، وَلَا بَادِي الجَفاءِ جَشيبُ والسَّفِيُّ: كالسَّفيه. وأَسْفى الرجلُ إِذَا أَخَذَ السَّفى، وَهُوَ شَوْكُ البُهْمى، وأَسْفى إِذَا نَقَل السَّفى، وَهُوَ التُّرابُ، وأَسْفى إِذَا صارَ سَفِيّاً أَي سَفيهاً. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ للسَّفيه سَفِيٌّ بَيِّنُ السَّفاء، مَمْدُودٌ. وسافاهُ مُسَافَاةً وسِفاءً إِذَا سافَهَه؛ وَقَالَ: إنْ كنتَ سافِيَّ أَخا تَميمِ، ... فَجِيءْ بِعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزيمِ بِفارِسّيٍ وأَخٍ للرُّومِ، ... كِلاهما كالجَمَلِ المَخْزومِ وَيُرْوَى: المَحْجوم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى: إِنْ سَرَّكَ الرِّيُّ أَخا تَميمِ والوَزيمُ: اكْتِنازُ اللَّحْم. وأَسْفى الزرعُ إِذَا خَشُنَ أَطْرافُ سُنْبُلهِ. والسَّفاءُ، بالمدِّ: الطَّيْشُ والخِفَّة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّفاءُ مِنَ السَّفى كالشَّقاء مِنَ الشَّقى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَيا بُعْدَ ذَاكَ الوَصْلِ، إنْ لَمْ تُدانِهِ ... قَلائِصُ، فِي آباطِهِنَّ سَفاءُ وأَسْفاهُ الأَمْرُ: حَمَلَهُ عَلَى الطَّيْشِ والخِفَّةِ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ قَميئة: يَا رُبَّ من أَسْفاهُ أَحْلامُهُ، ... إنْ قيلَ يَوماً: إنَّ عَمْراً سَكورْ أَي أَطاشَه حلْمُه فغَرَّه وجَرّأَه. وأَسْفى الرجلُ بصاحِبهِ: أَساءَ إِلَيْهِ ولعلَّه مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ الطَّيْش والخِفَّة؛ قَالَ ذُو الرُّمة: عَفَتْ، وعُهودُها مُتَقادِماتٌ، ... وَقَدْ يُسْفِي بِك العَهْدُ القديمُ كَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو يُسْفي بِكَ، وغيرهُ يَروْيه يَبْقى لَكَ. والسَّفاءُ: انْقِطاعُ لَبَنِ الناقةِ؛ قَالَ: وَمَا هِيَ إلَّا أَنْ تُقَرِّبَ وَصْلَها ... قَلائِصُ، فِي أَلبانِهِنَّ سَفاءُ وسِفْيانُ وسَفْيانُ وسُفْيانُ: اسمُ رَجُلٍ، يُكْسر ويفتح ويضم. سقي: السَّقْيُ: مَعْرُوفٌ، وَالِاسْمُ السُّقْيا، بِالضَّمِّ، وسَقاهُ اللهُ الغيثَ وأَسْقاهُ؛ وَقَدْ جَمَعَهما لَبيدٌ فِي قَوْلِهِ: سَقَى قَوْمي بَنِي مَجْدٍ، وأَسْقَى ... نُمَيْراً والقبائِلَ مِنْ هِلالِ وَيُقَالُ: سَقَيْته لشَفَتِه، وأَسْقَيْته لِماشيَتهِ وأَرْضِهِ، والاسْمُ السِّقْيُ، بِالْكَسْرِ، والجمعُ الأَسْقِيَةُ. قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مُشْتارَ عَسَل: فجاءَ بمَزْجٍ لَمْ يَرَ الناسُ مِثْلَهُ، ... هُوَ الضَّحْكُ، إلَّا أَنه عَمَلُ النَّحْلِ يَمانيةٍ أَجْبى لَهَا مَظَّ مائِدٍ، ... وآلِ قُراسٍ صَوْبُ أَسْقِيَةٍ كُحْلِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي؛ وَيَرْوِيهِ أَبو عُبَيْدَةَ: صوبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ وَهُمَا بِمَعْنًى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمَزْجُ العَسَل والضَّحْكُ الثَّغْرُ، شبَّه العَسَل بِهِ فِي بياضهِ، ويمانِيةٍ يريدُ بِهِ العَسَلَ، والمَظُّ رمّانُ البَرِّ، والأَسْقِيةُ جَمْعُ سِقْيٍ وَهِيَ السَّحابة، وكُحْلٍ: سودٍ أَي سحائبَ سودٍ؛ يَقُولُ: أَجْبى نَبْتَ هَذَا الموضِعِ صَوْبُ هَذِهِ السَّحَائِبِ. ابْنُ سِيدَهْ: سَقاهُ سَقْياً وسَقَّاهُ وأَسْقَاه، وَقِيلَ: سَقاه بالشَّفَة وأَسْقَاهُ

دَلَّهُ عَلَى موضعِ الْمَاءِ. سيبويه: سَقَاهُ وأَسْقَاهُ جَعَل لَهُ مَاءً أَوْ سِقْياً فسَقاه ككسَاه، وأَسْقَى كأَلْبَس. أَبو الْحَسَنِ يذهَبُ إِلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ فَعَلْت وأَفْعَلْت، وأَنَّ أَفْعَلْت غيرُ مَنْقولَة مِنْ فَعَلْت لضَرْب مِنَ المَعاني كنَقْل أَدخلت. والسَّقْيُ: مصدرُ سَقَيْتُ سَقْياً، وَفِي الدُّعَاءِ: سَقْياً لَهُ ورَعْياً وسَقَّاهُ ورَعّاه : قَالَ لَهُ سَقْياً ورَعْياً. وسَقَّيْت فُلَانًا وأَسْقَيْته إِذَا قُلت لَهُ سَقاكَ اللهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمة: وقَفْتُ، عَلَى رَبْعٍ لِمَيَّةَ، ناقَتي، ... فَمَا زِلْتُ أُسْقي رَبْعَها وأُخاطِبُهْ وأُسْقِيهِ حَتَّى كادَ، ممَّا أُبِثُّه، ... تُكَلِّمُني أَحْجارُهُ ومَلاعِبُهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَعْرُوفُ فِي شِعْرِهِ: فَمَا زِلْتُ أَبْكي عندهَ وأُخاطِبُهْ والسِّقْيُ: مَا أَسْقاهُ إيّاهُ. والسِّقْيُ: الحَظّ مِنَ الشُّرْبِ. يُقَالُ: كَمْ سِقْيُ أَرْضِكَ أَي كَمْ حَظُّها مِنَ الشُّرْبِ؟ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ: هُنالِكَ لَا أُبالي نَخْلَ سِقْيٍ، ... وَلَا بَعْلٍ، وإنْ عَظُمَ الأَتاءُ وَيُقَالُ: سَقْيٌ وسِقْيٌ، ف السَّقْيُ بِالْفَتْحِ الفعْل، والسِّقْيُ بِالْكَسْرِ الشِّرْب، وَقَدْ أَسْقاه عَلَى رَكِيَّته. وأَسْقَاهُ نَهْرًا: جَعَلَهُ لَهُ سِقْياً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَميم قَالَ لَهُ يَا أَمير المؤْمنين أَسْقِني شَبَكَةً عَلَى ظَهْرِ جَلّال ؛ الشَّبَكة: بِئارٌ مُجْتَمِعة، أَي أَجْعِلْها لِي سِقْياً وأَقْطِعْنيها تَكُونُ لِي خاصَّة. التَّهْذِيبِ: وأَسْقَيْتُ فُلَانًا رَكِيَّتي إِذَا جَعَلْتها لَهُ، وأَسْقَيْتُه جَدْولًا مِنْ نَهْري إِذَا جَعَلْت لَهُ مِنْهُ مَسْقىً وأَشْعَبْتَ لَهُ مِنْهُ. وسَقَّيْته الماءَ: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وتَسَاقَى القَوْمُ: سَقى كلُّ واحدٍ صاحِبَه بِجِمام الإِناءِ الَّذِي يَسْقيان فِيهِ؛ قَالَ طَرَفة بْنُ الْعَبْدِ: وتَسَاقَى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً، ... وَعَلَى الخَيْلِ دِماءٌ كالشَّقِرْ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ: مُجَدَّلٌ يَتَسَقَّى جِلْدُهُ دَمَه، ... كَمَا تَقَطَّر جِذعُ الدَّومَةِ القُطُلُ أَي يتَشَرَّبه، وَيُرْوَى: يَتَكَسَّى مِنَ الكِسْوة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ مُجَدَّلًا لأَن قَبْلَهُ: التَّارِكِ القِرْنِ مُصْفَرّاً أَنامِلُهُ، ... كأَنَّهُ منْ عُقارٍ قَهْوَةٍ ثَمِلُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَعْجَلْتُهم أَنْ يَشْربوا سِقْيَهُم ؛ هُوَ بِالْكَسْرِ اسْمٌ للشّيْءِ المُسْتَقى. والمِسْقاة والمَسْقاة والسِّقاية: موضعُ السَّقْي. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَبلَغْتُ الرَّاتِعَ مَسْقَاتَهُ ؛ المَسْقَاةُ، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ الشُّرْب، وَقِيلَ: هُوَ بِالْكَسْرِ آلةُ الشُّرْب، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: «3». أَراد أَنه جَمَعَ لَهُ بَيْنَ الأَكل والشُّرْبِ، ضَرَبَهَ مَثَلًا لرِفْقِه برَعِيَّتهِ، وَلِأَنَّ لَهُمْ فِي السِّيَاسَةِ كَمَنْ خَلَّى المالَ يَرْعى حَيْثُ شَاءَ ثُمَّ يُبلِغُه الوِرْد فِي رِفْقٍ، وَمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ جَعَلَهَا كَالْآلَةِ الَّتِي هِيَ مِسْقَاةُ الدِّيكِ. والمَسْقَى: وقتُ السَّقْيِ. والمِسْقَاةُ: مَا يُتَّخذ للجِرار والكيزان تُعَلَّق عليه. والسَّاقِيَة مِنْ سَوَاقِي الزَّرع: نُهَيْر صغيرٌ. الأَصمعي: السَّقِيُّ والرَّمِيُّ، عَلَى فَعِيلٍ، سَحابَتان عَظِيمَتَا القَطْر شَدِيدتا الْوَقْعِ، وَالْجَمْعُ أَسْقِيَةٌ. والسِّقَايَةُ: الإِناءُ يُسْقى به. وقال ثعلب:

_ (3). قوله [قال ابن الأَثير إلخ] عبارة النهاية: يريد أنه رفق بِرَعِيَّتِهِ وَلِأَنَّ لَهُمْ فِي السِّيَاسَةِ كَمَنْ خَلَّى الْمَالَ إلخ

السِّقَايَةُ هُوَ الصَّاعُ والصُّواع بِعَيْنِهِ. والسِّقَايَةُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُتَّخذ فِيهِ الشَّراب فِي الْمَوَاسِمِ وَغَيْرِهَا. والسِّقَايَة فِي الْقُرْآنِ: الصُّواع الَّذِي كَانَ يَشْرَب فِيهِ الملِك، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ، وَكَانَ إِنَاءً مِنْ فِضَّةٍ كَانُوا يَكيلون الطَّعَامَ بِهِ. وَيُقَالُ لِلْبَيْتِ الَّذِي يُتَّخذ مَجْمَعاً لِلْمَاءِ ويُسْقى مِنْهُ الناسُ: السِّقاية. وسِقاية الحاجِّ: سَقْيُهم الشَّرَابَ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ. أَنه باعَ سِقايةً مِنْ ذَهَبٍ بأَكثر من وزْنِها ؛ السِّقَايةُ: إناءٌ يُشرب فِيهِ. وسِقاية الْمَاءِ: مَعْرُوفَةٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً ؛ الْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مَا كَانَ مِنْ بُطُونِ الأَنعام وَمِنَ السَّمَاءِ أَو نهَر يَجْري لِقَوْمٍ أَسْقَيْت، فَإِذَا سَقاكَ مَاءً لشَفَتِك قَالُوا سَقاهُ وَلَمْ يَقُولُوا أَسْقاهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ، وَقَالَ: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ؛ وَرُبَّمَا قَالُوا لِما فِي بُطُونِ الأَنْعام ولِماءِ السَّمَاءِ سَقَى وأَسْقَى كَمَا قَالَ لَبِيدٌ: سَقَى قَوْمِي بَني مَجْدٍ، وأَسْقَى ... نُمَيْراً والقَبائِلَ مِنْ هِلالِ وَقَالَ اللَّيْثُ: الإِسْقاءُ مِنْ قَوْلِكَ أَسْقَيْتُ فُلَانًا نهَراً أَو مَاءً إِذَا جَعَلْتَ لَهُ سِقْياً. وَفِي الْقُرْآنِ: وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً ؛ مِنْ سَقى ونُسْقِيَهُ مِنْ أَسْقى، وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو زَيْدٍ: اللَّهُمَّ أَسْقِنا إسْقاءً إرْواءً. وَفِي الْحَدِيثِ: كلُّ مأْثَرةٍ مِنْ مآثِر الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قدميَّ إِلَّا سِقايةَ الحاجِّ وسِدانةَ الْبَيْتِ ، هِيَ مَا كَانَتْ قُرَيْشُ تَسْقِيه الحُجَّاج مِنَ الزَّبيب المُنْبُوذِ فِي الْمَاءِ، وكانَ يَلِيهَا العباسُ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ والإِسلام. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه تَفَلَ فِي فمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَقَالَ: أَرجو أَن تَكُونَ سِقاءً أَي لَا تعطَش. والسِّقاءُ: جلدُ السَّخْلة إذ أَجْذَعَ وَلَا يَكُونُ إلَّا لِلْمَاءِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَجُبْن بِنَا عَرْضَ الفَلاةِ وَمَا لَنَا ... عليهنَّ، إلَّا وخْدَهُنَّ، سِقاءُ الوَخْدُ: سَيْرٌ سهلٌ أَي لَا نَحْتَاجُ إِلَى سِقاءٍ لِلْمَاءِ لأَنهنّ يَرِدْنَ بِنَا الماءَ وقتَ حاجتِنا إِلَيْهِ وَقَبْلَ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَسْقِيَةٌ وأَسْقِيَات، وأَسَاقٍ جَمْعُ الْجَمْعِ. وأَسْقَاهُ سِقاءً: وهَبَه لَهُ. وأَسْقاهُ إِهَابًا: أَعطاه إيَّاه ليَدْبُغَه ويتَّخِذ مِنْهُ سِقاءً. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، لِلَّذِي اسْتَفْتاه فِي ظَبْيٍ رَمَاهُ فَقَتَلَهُ وَهُوَ مُحْرِم فَقَالَ: خُذْ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ فتصدَّقْ بلحمِها وأَسْقِ إهابَها أَي أَعْطِ إِهَابَهَا مَن يتخذهُ سِقاءً. ابْنُ السِّكِّيتِ: السِّقاءُ يَكُونُ للَّبن وَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَسْقِيَةٌ وأَسْقِياتٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: ضُرُوعُها بالدَّوِّ أَسْقِيَاتُهُ وَالْكَثِيرُ أَساقٍ، والوَطْبُ للبَنِ خاصَّة، والنِّحْيُ للسَّمن، والقِرْبَةُ للماءِ، والسِّقَاءُ ظَرْفُ الماءِ مِنَ الْجِلْدِ، ويُجمع عَلَى أَسْقِيةٍ، وَقِيلَ: السِّقاءُ القِرْبةُ لِلْمَاءِ واللَّبَن. ورجلٌ ساقٍ مِنْ قَوْمِ سُقَّاءٍ وسَقَّائِينَ «1». والأُنثى سَقَّاءَة وسَقَّايَة، الهمْزُ عَلَى التَّذْكِيرِ والياءُ عَلَى التأْنيث: كشقاءٍ وشَقاوةٍ؛ وَفِي الْمَثَلِ: اسقِ رَقاشِ إِنَّهَا سَقَّايهْ وَيُرْوَى: سَقَّاءَهْ وسَقَّايَةٌ عَلَى التَّكْثِيرِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَهَذَا الْمَثَلُ يُضْرَبُ لِلْمُحْسِنِ أَي أَحْسِنوا إِلَيْهِ لإِحْسانهِ؛ عن أَبي عبيد.

_ (1). قوله [مِنْ قَوْمِ سُقَّاء وسَقَّائِين] هكذا في الأَصل، وهي عبارة المحكم ونصه: وَرَجُلٌ سَاقٍ مِنْ قَوْمِ سُقًّى، أي بضم السين وتشديد القاف منوناً. وسُقَّاء، بضم السين وتشديد القاف. وسَقَّاء، بالفتح والتشديد، على التكثير من قوم سَقَّائِين

واسْتَقَى الرجلَ واسْتَسْقَاه: طَلب مِنْهُ السَّقْيَ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَرَجَ يَسْتَسْقِي فَقَلَبَ رِداءَه ؛ وَتَكَرَّرَ ذِكْرُ الاسْتِسْقَاء فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ اسْتِفْعال مِنْ طَلب السُّقْيا أَي إنْزال الغَيْثِ عَلَى البلادِ والعِبادِ. يُقَالُ: اسْتَسْقَى وسَقَى اللهُ عبادَه الغَيْثَ وأَسْقَاهم، وَالِاسْمُ السُّقْيَا بِالضَّمِّ. واسْتَسْقَيْت فُلَانًا إِذَا طَلَبْتَ مِنْهُ أَن يَسقِيَك. واستَقَى مِنَ النهَر والبئرِ والرَّكِيَّة والدَّحْل اسْتِقَاءً: أَخذ مِنْ مَائِهَا. وأَسْقَيْت في القِرْبة وسَقَيْتُ فِيهَا أَيضاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَمَا شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيتَا الكُلى ... سَقَى فِيهِمَا ساقٍ، ولمَّا تَبَلّلا، بأَضْيَعَ مِنْ عَيْنَيْكَ لِلدَّمْعِ، كُلَّمَا ... تعرّفْتَ دَارًا، أَو توهَّمتَ منزِلا وَهَذَا الشِّعْرُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: وَمَا شَنَّتا خَرْقاءَ واهٍ كُلاهُما، ... سَقَى فِيهِمَا مستعجِلٌ لَمْ تَبلّلا وَالصَّوَابُ مَا أَوْرَدْنَاهُ. وَقَوْلُ الْقَائِلِ: فَجَعَلُوا المُرّان أَرْشِيةَ المَوْت فاستَقَوْا بِهَا أَرواحَهُم، إِنَّمَا استعارَه وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ ماءٌ وَلَا رِشاءٌ وَلَا استِقاءٌ. وتَسَقَّى الشيءُ: قَبِلَ السَّقْيَ، وَقِيلَ: ثَرِيَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ للمَرّار الفَقْعَسي: هَنِيئًا لخُوطٍ مِنْ بَشامٍ تَرُفُّه، ... إِلَى بَرَدٍ، شُهْدٌ بهنَّ مَشُوبُ بِمَا قَدْ تَسَقَّى مِنْ سُلافٍ، وضَمَّهُ ... بَنانٌ، كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ، خَضيبُ وزرعٌ سِقْيٌ، ونخلٌ سِقْيٌ: لِلَّذِي لَا يَعِيشُ بالأَعْذاءِ إِنَّمَا يُسقى، والسَّقْيُ الْمَصْدَرُ. وَزَرْعٌ سِقيٌ: يُسْقى بِالْمَاءِ، والمَسقَوِيُّ: كالسِّقْي؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، كأَنه نسبَه إِلَى مَسْقىً كَمرْمىً، وَلَا يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلَى مَسقيٍّ لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لكانَ مَسْقيٌّ، وَقَدْ صَرَّحَ سِيبَوَيْهِ بِذَلِكَ. وَزَرْعٌ مَسْقَوِيٌّ إِذَا كَانَ يُسقى، ومَظْمَئِيٌّ إِذَا كَانَ عِذْياً، قَالَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ وأَنكره أَبو سَعِيدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: المَسْقَوِيُّ مِنَ الزَّرْعِ مَا يُسقى بالسَّيْح، والمَظْمَئيُّ مَا تَسقِيه السَّمَاءُ، وَهُوَ بِالْفَاءِ تَصْحِيفٌ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي الْخَرَاجِ: وَإِنْ كَانَ نَشْرُ أَرضٍ يُسلِمُ عَلَيْهَا صاحِبُها فإنهُ يُخْرِجُ مِنْهَا مَا أُعطي نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيِّ وَعُشْرَ المَظْمَئِيِ ، المَسْقَوِيُّ، بِالْفَتْحِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، مِنَ الزَّرْعِ: مَا يُسقى بالسَّيْح، والمَظْمَئيُّ: مَا تَسْقِيهِ السماءُ، وَهُمَا فِي الأَصل مَصْدَرَا أَسقى وأَظْمأَ أَو سَقى وظمِئَ مَنْسُوبًا إِلَيْهِمَا. والسَّقِيُّ: المَسْقِيُّ. والسَّقِيُّ: البَرْدِيُّ، وَاحِدَتُهُ سَقِيَّةٌ، وَهِيَ لَا يفوتُها الماءُ، وسمِّيَ بِذَلِكَ لنَباته فِي الْمَاءِ أَو قَرِيبًا مِنْهُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وكَشْح لطِيف كالجَديلِ مُخَصَّر، ... وَسَاقٍ كأُنبُوب السَّقِيِّ المُذَلَّلِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد بالأُنبُوبِ أُنبُوبَ الْقَصَبِ النَّابِتِ بَيْنَ ظَهرانَيْ نَخْلٍ مَسْقِيٍّ، فكأَنه قَالَ كأُنبوب النَّخْلِ السَّقِيِّ أَي كَقَصَبِ النَّخْلِ، أَضافه إِلَيْهِ لأَنه نبَت بَيْنَ ظَهْرانَيه، وَقِيلَ: السَّقِيُّ البرْديٌّ الناعمُ، وأَصله العُنْقَرُ يشبَّه بِهِ ساقُ الْجَارِيَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَلَى خَبَندى قصبٍ مَمْكورِ، ... كعُنْقُران الحائِر المسْكُورِ وَالْوَاحِدَةُ سَقِيَّةٌ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلان النَّهدي: جَدِيدَةُ سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنها ... سَقِيَّةُ بَردِيٍّ نَمَتْها غُيولُها والسَّقِيُّ أَيضاً: النَّخْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ فمرَّ فَتًى بناضِحِه يريدُ سَقِيّاً ، وَفِي رِوَايَةٍ:

يريد سَقِيَّة ؛ السَّقِيُّ والسَّقِيَّةُ: النَّخْلُ الَّذِي يُسقى بالسَّواني أَي الدَّوَالِي. والسَّقْيُ والسِّقْيُ: ماءٌ يَقَعُ فِي الْبَطْنِ، وأَنكر بَعْضُهُمُ الْكَسْرَ. وَقَدْ سَقَى بطنُه واسْتَسْقَى وأَسْقَاه اللَّهُ. والسِّقْيُ: ماءٌ أَصفر يَقَعُ فِي الْبَطْنِ. يُقَالُ: سَقَى بطنُه يَسْقِي سَقْياً. أَبو زَيْدٍ: استَسْقَى بطنُه اسْتِسْقَاءً أَيِ اجْتَمَعَ فِيهِ ماءٌ أَصفر، وَالِاسْمُ السِّقْيُ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ شَمِرٌ: السَّقْيُ الْمَصْدَرُ، والسِّقْيُ الِاسْمُ، وَهُوَ السَّلى كَمَا قَالُوا رَعْيٌ ورِعْيٌ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنه سُقِيَ بطنُه ثَلَاثِينَ سَنَةً. يُقَالُ: سُقِيَ بطنُه وسَقَى بطنُه واسْتَسْقَى بطنُه أَي حَصَلَ فِيهِ الْمَاءِ الأَصفر. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: السِّقْيُ الماءُ الَّذِي يَكُونُ فِي المَشِيمَة يَخْرُجُ عَلَى رأْس الْوَلَدِ. والسِّقْيُ: جِلْدَةٌ فِيهَا ماءٌ أَصفر تنشَقُّ عَنْ رأْس الْوَلَدِ عِنْدَ خُرُوجِهِ. التَّهْذِيبِ: والسِّقْيُ مَا يَكُونُ فِي نفافيخَ بِيضٍ فِي شَحْمِ الْبَطْنِ. وسَقَى العِرْقُ: أَمَدَّ فَلَمْ يَنْقَطِعْ. وأَسْقَى الرجلَ إسْقَاءً: اغتابَه؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وَلَا عِلم لِي مَا نَوْطةٌ مُسْتَكِنَّةٌ، ... وَلَا أَيُّ مَنْ فارَقْتُ أَسْقَى سِقَائِيَا قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرف قَوْلَ أَبي عُبَيْدٍ أَسْقَى سِقائياً بِمَعْنَى اغتَبْتُه؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ مَعْنَاهُ لَا أَدري مَنْ أَوعى فِيَّ الدَّاءَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ سَقَى زيدٌ عَمْرًا وأَسْقَاهُ إِذَا اغْتَابَهُ غَيْبةً خَبِيثَةً. الْجَوْهَرِيُّ: أَسْقَيْته إِذَا عِبْته واغتبْته. وسُقِيَ قلبُه عداوةً: أُشْرِب. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كرِّر عَلَيْهِ مَا يكرهُه مراراً: سُقِّيَ قلبُه بالعدواة تَسْقِيَةً. وسَقَى الثوبَ وسَقَّاهُ: أَشربه صِبغاً. وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ إِذَا صَبَغْتَهُ: سَقَيته مَنّاً مِنْ عُصْفُرٍ وَنَحْوَ ذَلِكَ. واسْتَقَى الرجلُ واسْتَسْقَى: تَقَيَّأَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وكنتَ مِنْ دَائِكٍ ذَا أَقْلاسِ، ... فاسْتَسْقِيَنْ بِثَمَرِ القَسْقاسِ والمُسَاقَاة فِي النَّخِيلِ وَالْكُرُومِ عَلَى الثُّلُثِ والرُّبُع وَمَا أَشبهه. يُقَالُ: سَاقَى فلانٌ فُلَانًا نخلَه أَوْ كرْمَه إِذَا دَفَعَهُ إِلَيْهِ وَاسْتَعْمَلَهُ فِيهِ عَلَى أَن يَعْمُرَه ويَسقِيَه ويقومَ بِمَصْلَحَتِهِ مِنَ الإِبارِ وَغَيْرِهِ، فَمَا أَخرج اللَّهُ مِنْهُ فَلِلْعَامِلِ سهمٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا سَهْماً مِمَّا تُغِلُّه، وَالْبَاقِي لمالِكِ النَّخْلِ، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَها المُعاملة. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: وَهُوَ قائلٌ السُّقْيا ؛ السُّقْيَا: منزلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، قِيلَ هِيَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنه كَانَ يَسْتَعذِبُ الماءَ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا. سكا: ابْنُ الأَعرابي: سَاكَاهُ إِذَا ضيَّق عَلَيْهِ فِي الْمُطَالَبَةِ، وسَكَا إِذَا صغُر جسمه. سلا: سَلاهُ وسَلا عَنْهُ وسَلِيَه سَلْواً وسُلُوّاً وسُلِيّاً وسِلِيّاً وسُلْوَاناً: نَسِيَه، وأَسْلاهُ عَنْهُ وسَلَّاه فتَسَلَّى؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَلَى أَن الْفَتَى الخُثَمِيَّ سَلَّى، ... بنَصْل السيفِ، غَيْبة مَنْ يَغِيب أَراد عَنْ غَيْبة مَنْ يَغِيب فَحَذَفَ وأَوْصل، وَهِيَ السَّلْوة. الأَصمعي: سَلَوْتُ عَنْهُ فأَنا أَسْلُو سُلُوّاً وسَلِيتُ عَنْهُ أَسْلَى سُلِيّاً بِمَعْنَى سَلَوْت؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مسْلم لَا أَنْساك مَا حَييتُ، ... لَوْ أَشرَبُ السُّلْوان مَا سَلِيتُ، مَا بِي غِنىً عَنْكَ وَإِنْ غَنِيتُ الْجَوْهَرِيُّ: وسَلَّاني مِنْ همِّي تَسْلِيَةً وأَسْلاني أَي كشَفَه عَنِّي. وانْسَلَى عَنِّي الهَمُّ وتَسَلَّى بِمَعْنًى أَي انكشَف. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَعْنَى سَلَوْت إِذَا نَسِيَ

ذكْره وذَهِلَ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سَلِيتُ فُلَانًا أَي أَبْغَضْته وتركْته. وَحَكَى مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: حضرْت الأَصمعي ونُصَيْرُ بنُ أَبي نُصَيرٍ يَعْرِض عَلَيْهِ بالرَّيِّ فأَجرى هَذَا الْبَيْتَ فِيمَا عَرَضَ عَلَيْهِ فَقَالَ لنُصَير: مَا السُّلْوَانُ؟ فَقَالَ: يُقَالُ إِنَّهُ خَرَزةٌ تُسْحَق ويُشرَب ماؤُها فيورِث شارِبَه سَلْوةً، فَقَالَ: اسكُتْ لَا يَسخَرْ مِنْكَ هَؤُلَاءِ، إِنَّمَا السُّلْوَانُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ سَلَوْت أَسْلُو سُلْوَاناً، فَقَالَ: لَوْ أَشْرب السُلْوان أَي السُّلُوَّ شُرْباً مَا سَلَوْتُ. وَيُقَالُ: أَسْلاني عَنْكَ كَذَا وَكَذَا وسَلَّانِي. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا سَلِيتُ أَن أَقولَ ذَلِكَ أَي لَمْ أَنْسَ وَلَكِنْ ترَكْتهُ عَمْداً، وَلَا يُقَالُ سَلِيتُ أَن أَقوله إلَّا فِي مَعْنَى مَا سَلِيت أَن أَقوله. ابْنُ الأَعرابي: السُّلْوَانَة خَرزَةٌ للبُغْضِ بَعْدَ المَحبَّة. ابْنُ سِيدَهْ: والسَّلْوَة والسُّلْوَانة، بِالضَّمِّ، كِلَاهُمَا خَرَزة شَفَّافَة إِذَا دَفَنْتها فِي الرَّمْلِ ثُمَّ بَحَثْت عَنْهَا رأَيْتها سَوْدَاءَ يُسْقاها الإِنسانُ فتُسْلِيه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السُّلْوَانَةُ والسُّلْوَانُ خَرَزة شفَّافة إِذَا دفَنْتها فِي الرَّمْلِ ثُمَّ بَحَثْت عَنْهَا تُؤَخِّذُ بِهَا النِّساءُ الرجالَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو السَّعْدي: السُّلْوَانة خَرَزة تُسْحَق ويُشْرَبُ ماؤُها فيَسْلُو شارِبُ ذَلِكَ الماءِ عَنْ حُبِّ مَنِ ابْتُلِيَ بحُبِّه. والسُّلْوَانُ: مَا يُشْرَبُ فيُسَلِّي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: السُّلْوَانُ والسُّلْوَانَةُ شيءٌ يُسْقاهُ العاشِقُ ليَسْلُوَ عَنِ المرأَة. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ أَن يُؤْخَذَ مِنْ ترابِ قَبرِ مَيِّتٍ فيُذَرَّ عَلَى الْمَاءِ فيُسْقاهُ العاشِقُ ليَسْلوَ عَنِ المرأَة فيَموتَ حُبُّه؛ وأَنشد: يَا لَيتَ أَنَّ لِقَلْبي مَنْ يُعَلِّلُه، ... أَو ساقِياً فسَقاني عنكِ سُلْوَانا وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السُّلْوانة بِالْهَاءِ حصاةٌ يُسْقَى عَلَيْهَا العاشِقُ الماءَ فيَسْلُو؛ وأَنشد: شَرِبْتُ عَلَى سُلْوَانةٍ ماءَ مُزْنَةٍ، ... فَلَا وَجَدِيدِ العَيْشِ، يَا مَيُّ، مَا أَسْلُو الْجَوْهَرِيُّ: السُّلْوَانَة، بِالضَّمِّ، خَرَزَةٌ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا صُبَّ عَلَيْهَا ماءُ المطَرِ فشَرِبه العاشِقُ سَلا، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ السُّلْوَانُ. قَالَ الأَصمعي: يَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ سَقَيْتَنِي سَلْوَةً وسُلْواناً أَيْ طَيَّبْتَ نَفْسِي عَنْكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: جعَلْتُ لعَرّافِ اليَمامةِ حُكْمَهُ، ... وعَرّافِ نجْدٍ إنْ هُما شَفَياني فَمَا ترَكا مِنْ رُقْيَةٍ يَعْلَمانِها ... وَلَا سَلْوَةٍ إِلَّا بِهَا سَقَياني وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السُّلْوَان دواءٌ يُسْقاهُ الحزِينُ فيَسْلو والأَطِبَّاءُ يُسَمُّونه المُفَرِّحَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ؛ السَّلْوَى: طائِرٌ، وَقِيلَ: طائرٌ أَبيضُ مثلُ السُّمانَى، واحدتُه سَلْوَاةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَمَا انْتَفَضَ السَّلْوَاةُ مِنْ بَلَلِ القَطْرِ قَالَ الأَخفش: لَمْ أَسمعْ لَهُ بواحدٍ؛ قَالَ: وَهُوَ شَبيه أَن يكونَ واحِدهُ سَلْوى مِثْلَ جَماعتهِ، كَمَا قَالُوا دِفْلَى للواحِدِ والجماعةِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: السَّلْوَى طائرٌ، وَهُوَ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ الْعَسَلُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ المَنُّ التَّرَنْجَبِينُ والسَّلْوى السُّمَانَى، قَالَ: والسَّلْوَى عِنْدَ الْعَرَبِ العَسل؛ وأَنشد: لوْ أُطْعِمُوا المَنَّ والسَّلْوى مَكانَهمُ، ... مَا أَبْصَرَ الناسُ طُعْماً فيهِمُ نَجَعا وَيُقَالُ: هُوَ فِي سَلْوَة مِنَ العَيْش أَي فِي رَخاءٍ وغَفْلة؛ قَالَ الرَّاعِي: أَخْو سَلْوَة مَسَّى بِهِ الليلُ أَمْلَحُ

ابْنُ السِّكِّيتِ: السُّلْوة والسَّلْوة رَخاءُ الْعَيْشِ. ابْنُ سِيدَهْ: والسَّلْوى العَسل؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وقاسَمَها باللهِ جَهْداً لأَنْتُمُ ... أَلَذُّ مِنَ السَّلْوى، إِذَا مَا نَشُورُها أَي نأْخُذُها مِنْ خَلِيَّتِها، يَعْنِي العسلَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَخْطأَ خَالِدٌ إِنَّمَا السَّلْوَى طائرٌ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: السَّلوى كُلُّ مَا سَلّاكَ، وَقِيلَ لِلْعَسَلِ سَلْوَى لأَنه يُسْلِيك بحلاوتهِ وتأَتِّيه عَنْ غَيْرِهِ مما تَلْحَقُك فيه مَؤُونَة الطَّبْخ وغيرهِ مِنْ أَنواع الصِّناعة، يَرُدُّ بِذَلِكَ عَلَى أَبي إِسْحَاقَ. وبنُو مُسْلِيَة: حيٌّ مِنْ بَلْحرِثِ بْنِ كَعْبٍ بَطْنٌ. والسُّلِيُّ والسُّلَيُّ: وَادٍ؛ قَالَ الأَعشى: وكأَنما تَبِعَ الصِّوارَ بشَخْصِها ... عَجْزاءُ، تَرْزُقُ بالسُّلِيِّ عِيالَها وَيُرْوَى: بالسُّلَيِّ، وَكِتَابُهُ بالأَلف «2». والسَّلَى: الْجِلْدَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الوَلد، يَكُونُ ذَلِكَ لِلنَّاسِ وَالْخَيْلِ والإِبلِ، وَالْجَمْعُ أَسْلاءٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: السَّلَى لِفافَةُ الوَلد مِنَ الدَّوابِّ والإِبل، وَهُوَ مِنَ النَّاسِ المَشِيمةُ. وسَلَيْتُ النَّاقَةَ أَي أَخذْت سَلاها. ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّلَى سَلى الشاةِ، يُكْتبُ بِالْيَاءِ، وَإِذَا وصَفْت قُلْتَ شاةٌ سَلْيَاء. وسَلِيَتِ الشاةُ: تدَلَّى ذَلِكَ مِنْهَا، وَهِيَ إِنْ نُزِعتْ عَنْ وجهِ الفصِيل ساعةَ يُولَد، وَإِلَّا قتَلتْه، وَكَذَلِكَ إذا انقَطَع السَّلى فِي البَطْنِ، فَإِذَا خرجَ السَّلى سَلِمت النَّاقَةُ وسَلِمَ الوَلد، وَإِنِ انْقطعَ فِي بطنِها هَلَكتْ وهَلَك الوَلد. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن المُشْرِكين جاؤُوا بسَلَى جَزُورٍ قطَرَحُوه عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصلِّي ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: السَّلَى الجِلدُ الرقيقُ الَّذِي يَخرُجُ فِيهِ الوَلد مِنْ بطْنِ أُمِّه مَلْفوفاً فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْمَاشِيَةِ السَّلَى، وَفِي الناسِ المَشِيمة، والأَوَّل أَشْبَه لأَنّ المَشِيمة تخرُج بَعْدَ الوَلد وَلَا يَكُونُ الْوَلَدُ فِيهَا حِينَ يَخْرُجُ. وَفِي المَثل: وقَع القومُ فِي سَلَى جَمَلٍ، وَوَقَعَ فِي سَلَى جَمَلٍ أَي فِي أَمرٍ لَا مَخْرَج لَهُ لأَن الجَمل لَا سَلى لَهُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ للناقةِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: أَعَزُّ مِنَ الأَبْلَقِ العَقوقِ، وبَيْضِ الأَنُوق؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لجَحْل بْنِ نَضْلَةَ: «3». لمَّا رأَتْ ماءَ السَّلَى مَشْروُبَها، ... والفَرْثَ يُعْصَرُ فِي الإِناءِ، أَرَنَّتِ قَالَ: وَمِثْلُ هَذَا الشِّعْرِ فِي الْعَرُوضِ قَوْلُ ابْنِ الخَرِعِ: يَا قُرَّةَ بنَ هُبَيْرةَ بْنِ قُشَيِّرٍ، ... يَا سَيِّدَ السَّلَماتِ، إنكَ تَظْلمُ وسَلِيَتِ الشاةُ سَلىً، فَهِيَ سَلْيَاءُ: انقطعَ سَلاها. وسَلاها سَلْياً: نزَعَ سَلاها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَلَيْت النَّاقَةَ مَدَدْتُ سَلاها بَعْدَ الرَّحم. وفي التهذيب: سَلَيْت الناقة أَخذْت سَلاها وأَخْرَجْته. الْجَوْهَرِيُّ: وسَلَّيْت النَّاقَةَ أُسَلِّيها تَسْلِية إِذَا نزَعْت سَلاها فَهِيَ سَلْيَاءُ؛ وَقَوْلُهُ: الآكِل الأَسْلاءِ، لَا ... يَحْفِلُ ضَوْءَ القَمَرِ لَيْسَ بالسَّلَى الَّذِي تَقَدَّمَ ذكرهُ وَإِنَّمَا كَنَى بِهِ عَنِ الأَفعال الْخَسِيسَةِ لخِسَّة السَّلَى، وَقَوْلُهُ: لَا يَحْفِلُ ضَوءَ القمرِ أَي لَا يُبالي الشُّهَرَ لأَن الْقَمَرَ يَفْضَح المُكْتَتَم. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يَدْخُلَنّ رجلٌ عَلَى مُغِيبَةٍ يقولُ مَا سَلَيْتُمُ العامَ وَمَا نَتَجْتُمُ الْعَامَ أَي مَا أَخَذْتُم منْ سَلَى ماشِيَتِكم

_ (2). قوله [وكتابه بالأَلف] هكذا في الأَصل (3). قوله [ابن نضلة] هكذا في الأَصل، وفي القاموس: وجحل بن حنظلة شاعر

وَمَا وُلِدَ لَكُمْ؟ وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ أَصله مَا سَلأْتُمْ، بِالْهَمْزِ، مِنَ السِّلاءِ وَهُوَ السَّمْنُ، فَتُرِكَ الْهَمْزُ فَصَارَتْ أَلِفاً ثُمَّ قُلبت الأَلفُ يَاءً. وَيُقَالُ للأَمْرِ إِذَا فاتَ: قدِ انْقَطَعَ السَّلَى؛ يُضْرب مَثَلًا للأَمْر يَفُوتُ وينقطِع. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ انْقَطَعَ السَّلَى فِي الْبَطْنِ إِذَا ذَهَبَت الْحِيلَةُ، كَمَا يُقَالُ: بَلَغَ السِّكِّينُ العظمَ. وَيُقَالُ: هُوَ فِي سَلْوَةٍ مِنَ الْعَيْشِ أَي فِي رَغَد؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: وَتَكُونُ لَكُمْ سَلْوَةٌ مِنَ الْعَيْشِ أَي نَعْمة وَرَفَاهِيَةٌ ورَغَد يُسَلّيكم عَنِ الهَمِّ. والسُّلَيُّ: وادٍ بِالْقُرْبِ مِنَ النِّباجِ فِيهِ طَلْحٌ لِبَنِي عَبْسٍ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي بَابِ الْمَرَاثِي مِنَ الْحَمَاسَةِ: لعَمْرُك مَا خَشِيتُ عَلَى أُبَيٍّ ... مَصارِعَ بَيْنَ قَوٍّ فالسُّلَيِ وَلَكِنِّي خَشِيتُ عَلَى أُبَيٍّ ... جَرِيرَةَ رُمْحِه فِي كلِّ حيِ سما: السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ والعُلُوُّ، تقول منه: سَمَوْتُ وسَمَيْتُ مِثْلَ عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً، فَهُوَ سامٍ: ارْتَفَع. وسَمَا بِهِ وأَسْماهُ: أَعلاهُ. وَيُقَالُ للحَسيب وَلِلشَّرِيفِ: قَدْ سَما. وَإِذَا رَفَعْتَ بَصَرك إِلَى الشَّيْءِ قُلْتَ: سَما إِلَيْهِ بَصَرِي، وَإِذَا رُفِعَ لَكَ شيءٌ مِنْ بعيدٍ فاسْتَبَنْتَه قُلْتُ: سَما لِي شيءٌ. وسَما لِي شخصُ فُلَانٍ: ارْتَفَع حَتَّى اسْتَثْبَتّه. وسَمَا بصرُه: عَلَا. وَتَقُولُ: رَدَدْت مِنْ سَامِي طَرْفه إِذَا قَصَّرْتَ إِلَيْهِ نفسَه وأَزَلْت نَخْوته. وَيُقَالُ: ذَهَبَ صيتُه فِي النَّاسِ وسُمَاهُ أَيْ صَوْتُهُ فِي الْخَيْرِ لَا فِي الشَّرِّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِلَى جِذْمِ مالٍ قَدْ نَهَكْنا سَوامَه، ... وأَخْلاقُنا فِيهِ سَوامٍ طَوامِحُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: سَوامٍ تَسْمُو إِلَى كَرائِمِها فتَنْحَرُها للأَضيْاف. وساماهُ: عَالَاهُ. وَفُلَانٌ لَا يُسامَى وَقَدْ عَلَا مَنْ ساماهُ. وتَسامَوْا أَي تَبارَوْا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ: وَإِنْ صَمَتَ سَما وعلاهُ البَهاءُ أَي ارْتَفَع وَعَلَا عَلَى جُلَسائه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: رَجُل طُوال إِذَا تَكَلَّمَ يَسْمُو أَي يَعْلُو برأْسِه وَيَدَيْهِ إِذَا تكلمَ. وَفُلَانٌ يَسْمُو إِلَى المَعالِي إِذَا تَطاوَلَ إليها. وفي حديث عَائِشَةَ الَّذِي رُوِيَ فِي أَهلِ الإِفْكِ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي نِساءِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، امرأَةٌ تُسَامِيها غيرُ زَيْنَبَ فَعَصَمها اللَّهُ تَعَالَى ، وَمَعْنَى تُسَامِيها أَي تُبارِيها وتُفاخِرُها. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُسَامَاةُ المُفاخَرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَتْ زينبُ يَا رسولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعي وبَصَري وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسامِينِي مِنْهُنَّ أَي تُعاليني وتفاخِرُني، وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ السُّمُوّ أَي تُطاوِلُنِي فِي الحُظْوة عِنْدَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَهلِ أُحُدٍ: أَنهم خرَجُوا بسيُوفِهم يَتَسَامَوْنَ كأَنهمُ الفُحول أي يَتبارَوْنَ ويَتفاخَرُون، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يَتداعَوْن بأَسمائهم؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: باتَ ابنُ أَدْماءَ يُساوِي الأَنْدَرا، ... سامَى طَعامَ الحَيِّ حينَ نَوَّرا فَسَّرَهُ فَقَالَ: سامَى ارتَفع وصَعِد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد كلَّما سَما الزرعُ بِالنَّبَاتِ سَمَا هُوَ إِلَيْهِ حَتَّى أَدرَك فحَصده وسرَقه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: فارْفَعْ يَدَيْك ثُم سامِ الحَنْجَرا فَسَّرَهُ فَقَالَ: سامِ الحَنْجَر ارْفَعْ يدَيْك إِلَى حَلْقهِ. وسماءُ كلِّ شَيْءٍ: أَعلاهُ، مذكَّر. والسَّماءُ: سقفُ

كلِّ شَيْءٍ وكلِّ بيتٍ. والسمواتُ السبعُ سمَاءٌ، والسمواتُ السبْع: أَطباقُ الأَرَضِينَ، وتُجْمَع سَماءً وسَمَواتٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: السَّمَاءُ فِي اللُّغَةِ يُقَالُ لِكُلِّ مَا ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو. وكلُّ سقفٍ فَهُوَ سَماءٌ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلسَّحَابِ السماءُ لأَنها عاليةٌ، والسَّمَاءُ: كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لسَقْفِ الْبَيْتِ سَمَاءٌ. والسَّمَاءُ الَّتِي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عِنْدَ الْعَرَبِ لأَنها جمعُ سَماءةٍ، وَسَبَقَ الجمعُ الوُحْدانَ فِيهَا. والسماءةُ: أَصلُها سَماوةٌ، وَإِذَا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا بِهِ السقفَ. وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ؛ وَلَمْ يَقُلْ مُنْفَطِرة. الْجَوْهَرِيُّ: السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي التَّذْكِيرِ: فلَوْ رفَعَ السَّمَاءُ إِلَيْهِ قَوْماً، ... لَحِقْنا بالسَّمَاءِ مَعَ السَّحابِ وَقَالَ آخَرُ: وقالَتْ سَماءُ البَيْتِ فَوْقَك مُخْلقٌ، ... ولَمَّا تَيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائب «1» . وَالْجَمْعُ أَسْمِيَةٌ وسُمِيٌّ وسَموَاتٌ وسَمَاءٌ؛ وقولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ: لَهُ مَا رأَتْ عَيْنُ البَصِير، وفَوْقَه ... سَماءُ الإِلَهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمائِيا «2» . قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمعَه عَلَى فَعائل كَمَا تُجْمَعُ سَحابة عَلَى سَحَائِبَ، ثُمَّ ردَّه إِلَى الأَصل وَلَمْ يُنَوِّنْ كَمَا يُنَوَّنُ جوارٍ، ثُمَّ نصَبَ الْيَاءَ الأَخيرةَ لأَنه جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ الصَّحِيحِ الَّذِي لَا يَنْصَرف كَمَا تَقُولُ مَرَرْتُ بصحائفَ، وَقَدْ بَسَطَ ابْنُ سِيدَهِ القولَ فِي ذَلِكَ وَقَالَ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ جَاءَ هَذَا خَارِجًا عَنِ الأَصل الَّذِي عَلَيْهِ الِاسْتِعْمَالُ مِنْ ثَلَاثَةُ أَوجه: أَحدها أَن يَكُونَ جمَعَ سَمَاءً عَلَى فَعَائِلَ، حَيْثُ كَانَ وَاحِدًا مؤَنَّثاً فكأَنَّ الشاعرَ شَبَّهه بشِمالٍ وشَمائل وعَجُوز وعَجائز وَنَحْوَ هَذِهِ الآحادِ المؤنَّثة الَّتِي كُسّرت عَلَى فَعائل، حَيْثُ كَانَ وَاحِدًا مُؤَنَّثًا، والجمعُ المستعملُ فِيهِ فُعولٌ دُونَ فَعائل كَمَا قَالُوا عَناقٌ وعُنوقٌ، فجمْعُه عَلَى فُعول إِذَا كَانَ عَلَى مِثالِ عَناقٍ فِي التأْنيثِ هُوَ الْمُسْتَعْمَلُ، فَجَاءَ بِهِ هَذَا الشَّاعِرُ فِي سَمَائِيَا عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَعْمَلِ، وَالْآخَرُ أَنه قَالَ سَمائي، وَكَانَ الْقِيَاسُ الَّذِي غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْتِعْمَالُ سَمايا فَجَاءَ بِهِ هَذَا الشَّاعِرُ لَمَّا اضطرَّ عَلَى الْقِيَاسِ الْمَتْرُوكِ، فَقَالَ سَمائي عَلَى وَزْنِ سَحائبَ، فوقعَت فِي الطرَف ياءٌ مكسورٌ مَا قَبْلَهَا فَلَزِمَ أَن تُقلَب أَلفاً إذ قُلِبَت فِيمَا لَيْسَ فِيهِ حرفُ اعتِلالٍ فِي هَذَا الْجَمْعِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ مَداري وَحُرُوفُ الِاعْتِلَالِ فِي سَمائي أَكثر مِنْهَا فِي مَداري، فَإِذَا قُلِبت فِي مَداري وَجَبَ أَن تَلْزَمَ هَذَا الضرب فيقال سماءَا «3» .... الْهَمْزَةُ بَيْنَ أَلفين وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ الأَلف، فَتَجْتَمِعُ حُرُوفٌ مُتَشَابِهَةٌ يُسْتَثقَلُ اجتماعُهُنَّ كَمَا كُره اجتماعُ الْمِثْلَيْنِ والمُتقاربَي المَخارج فأُدْغِما، فأُبدِل مِنَ الْهَمْزَةِ ياءٌ فَصَارَ سَمايا، وَهَذَا الإِبدال إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْهَمْزَةِ إِذَا كَانَتِ معترِضَة فِي الْجَمْعِ مِثْلَ جَمْعِ سَماءٍ ومَطِيَّةٍ ورَكِيَّةٍ، فَكَانَ جَمْعَ سَماءٍ إِذَا جُمع مكسَّراً عَلَى فَعَائِلَ أَن يَكُونَ كَمَا ذَكَرْنَا مِنْ نَحْوِ مَطايا ورَكايا، لَكِنَّ هَذَا الْقَائِلَ جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ مَا لامُهُ صَحِيحٌ، وَثَبَتَتْ قبلَه فِي الْجَمْعِ الْهَمْزَةُ فَقَالَ سَماءٍ كَمَا قَالَ جوارٍ، فَهَذَا وجهٌ آخرُ مِنَ الإِخراج عَنِ الأَصل المستعمَل والردِّ إِلَى القِياس المَتروكِ الاستعمالِ، ثُمَّ حرَّك الياءَ بِالْفَتْحِ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ كَمَا تُحَرَّكُ مِنْ جَوارٍ ومَوالٍ فَصَارَ مِثْلَ مَواليَ؛ وَقَوْلُهُ:

_ (1). عجز البيت مختلّ الوزن (2). قوله [سبع سمائيا] قال الصاغاني، الرواية: فوق ست سمائيا والسابعة هي التي فوق الست (3). بياض بأصله

أَبِيتُ عَلَى مَعاريَ واضِحاتٍ فَهَذَا أَيضاً وَجْهٌ ثَالِثٌ مِنَ الإِخراج عَنِ الأَصل الْمُسْتَعْمَلِ، وَإِنَّمَا لَمْ يأْتِ بِالْجَمْعِ فِي وَجْهِهِ، أَعني أَن يقولَ فَوْقَ سَبْعِ سَمايا لأَنه كَانَ يَصِيرُ إِلَى الضَّرْبِ الثَّالِثِ مِنَ الطَّوِيلِ، وَإِنَّمَا مَبْنى هَذَا الشِّعرِ عَلَى الضَّرْبِ الثَّانِي الَّذِي هُوَ مَفاعِلن، لَا عَلَى الثَّالِثِ الَّذِي هُوَ فَعُولُنْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ* ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: لفظُه لفظُ الْوَاحِدُ ومعناهُ مَعنى الْجَمْعِ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ، فَيَجِبُ أَن تَكُونَ السَّماءُ جَمْعًا كَالسَّمَوَاتِ كأَن الواحدَ سَماءَةٌ وسَماوَة، وَزَعَمَ الأَخفش أَن السماءَ جائزٌ أَن يَكُونَ وَاحِدًا كَمَا تقولُ كثُر الدينارُ وَالدِّرْهَمُ بأَيْدي النَّاسِ. وَالسَّمَاءُ: السَّحابُ. والسماءُ: المطرُ، مذكَّر. يُقَالُ: مَا زِلنا نَطأُ السماءَ حَتَّى أَتَيْناكُم أَي الْمَطَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤنِّثُه وَإِنْ كَانَ بمَعنى الْمَطَرِ كَمَا تذكَّر السماءُ وَإِنْ كَانَتْ مؤَنَّثة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ؛ قَالَ مُعَوِّدُ الحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ: إِذَا سَقَط السماءُ بأَرضِ قوْمٍ ... رعَيْناه، وَإِنْ كَانُوا غِضابا «1» . وسُمِّيَ مُعَوِّدَ الحُكَماء لِقَوْلِهِ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: أُعَوِّدُ مِثْلَها الحُكَماءَ بعْدي، ... إِذَا مَا الحقُّ فِي الحدَثانِ نَابَا وَيُجْمَعُ عَلَى أَسْمِيَة، وسُمِيّ عَلَى فُعُولٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَلُفُّه الأَرْواحُ والسُّمِيُّ ... فِي دِفْءِ أَرْطاةٍ، لَهَا حَنيُ وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: تلُفُّه الرِّياحُ والسُّمِيُ وَالصَّوَابُ مَا أَوردناه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للطرمَّاح: ومَحاهُ تَهْطالُ أَسمِيَةٍ، ... كلَّ يومٍ وليلةٍ تَرِدُهْ ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يَكُونُ عَنِ السَّمَاء الَّذِي هُوَ الْمَطَرُ، كَمَا سَمَّوا النَّبَاتَ نَدًى لأَنه يَكُونُ عَنِ النَّدى الَّذِي هُوَ الْمَطَرُ، ويسمَّى الشحمُ نَدًى لأَنه يَكُونُ عَنِ النَّبَاتِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فَلَمَّا رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم، ... أَتى خُطَّةً كَانَ الخُضُوع نَكيرها أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فَخَضَعَ لَهُمْ لِيَرْعَى إبِلَه فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: صَلَّى بِنَا إثْرَ سَماءٍ مِنَ اللَّيْلِ أَي إثْر مطرٍ، وسُمِّيَ الْمَطَرُ سَماءً لأَنه يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ. وَقَالُوا: هاجَتْ بِهِمْ سَماء جَوْد، فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بِالسَّمَاءِ الَّتِي تُظِلُّ الأَرض. والسَّمَاءُ أَيضاً: المطَرة الْجَدِيدَةُ «2». يُقَالُ: أَصابتهم سَماءٌ وسُمِيٌّ كثيرةٌ وثلاثُ سُمِيّ، وَقَالَ: الْجَمْعُ الكثيرُ سُمِيٌّ. والسماءُ: ظَهْرُ الفَرس لعُلُوِّه؛ وَقَالَ طُفَيْل الغَنَوي: وأَحْمَر كالدِّيباجِ، أَما سَماؤُه ... فرَيَّا، وأَما أَرْضُه فمُحُول وسَمَاءُ النَّعْلِ: أَعلاها الَّتِي تَقَعُ عَلَيْهَا الْقَدَمُ. وسَمَاوَةُ البيتِ: سَقْفُه؛ وَقَالَ عَلْقَمَةُ: سَمَاوَتُه مِنْ أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ بِكَمَالِهِ: سَمَاوتُه أَسمالُ بُرْدٍ مُحَبَّرٍ، ... وصَهْوَتُه مِنْ أَتْحَمِيٍّ مُعَصَّب قَالَ: وَالْبَيْتُ لِطُفَيْلٍ. وسَمَاءُ الْبَيْتِ: رُواقُه، وَهِيَ

_ (1). وفي رواية: إذا نَزَلَ السماءُ .. إلخ (2). قوله [الجديدة] هكذا في الأصل، وفي القاموس: الجيدة

الشُّقة الَّتِي دونَ العُليا، أُنثى وَقَدْ تذكَّر. وسَماوَتُه: كسمائِه. وسَماوةُ كلِّ شيءٍ: شخْصُه وطلْعتُه، وَالْجَمْعُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ سَماءٌ وسَماوٌ، وَحَكَى الأَخيرة الكسائيُّ غيرَ مُعْتَلَّة؛ وأَنشد ذُو الرُّمَّةِ: وأَقسَمَ سَيَّارٌ مَعَ الرَّكْبِ لَمْ يَدَعْ ... تَراوُحُ حافاتِ السَّمَاوِ لَهُ صَدْرا هَكَذَا أَنشده بِتَصْحِيحِ الْوَاوِ. واسْتَمَاهُ: نَظَرَ إِلَى سَماوَتِه. وسَماوَةُ الهِلالِ: شَخْصه إِذَا ارْتَفَع عَنِ الأُفُق شَيْئًا؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ: ناجٍ طَواهُ الأَيْنُ هَمّاً وجَفا ... طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفاً فزُلَفا، سَماوةَ الهلالِ حَتَّى احقَوْقَفا والصائدُ يَسْمُو الوحشَ ويَسْتَمِيها: يَتَعَيَّن شخوصَها ويطلُبُها. والسُّمَاةُ: الصَّيادُونَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ مِثْلَ الرُّماةِ، وَقِيلَ: صَيَّادُو النهارِ خاصَّة؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: وجَدَّاء لَا يُرْجى بِهَا ذُو قرابةٍ ... لعَطْفٍ، وَلَا يَخْشى السُّماةَ رَبيبُها والسُّماةُ: جمعُ سامٍ. والسَّامي: هُوَ الَّذِي يلبَسُ جَوْرَبَيْ شعَرٍ ويعدُو خلْف الصيدِ نِصْفَ النهارِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَتَتْ سِدْرَةً منْ سِدْرِ حِرْمِلَ فابْتَنَتْ ... بِه بَيْتَها، فَلا تُحَاذِرُ سامِيَا «1» . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسُّماةُ الصَّيَّادُون المُتَجَوْرِبُونَ، واحِدُهُم سَامٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ولَيسَ بهَا ريحٌ ولكِنْ ودِيقَةٌ، ... قليلٌ بهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقع «2» . والاسْتِمَاءُ أَيضاً: أَن يَتَجَوْرَبَ الصائِدُ لصَيْدِ الظِّباء، وَذَلِكَ فِي الحَرّ. واسْتَمَاهُ: اسْتَعارَ مِنْهُ جَوْرَباً لِذَلِكَ. واسْمُ الجَوْرَبِ: المِسْماةُ، وَهُوَ يَلْبَسُه الصيَّادُ لِيَقِيَهُ حرَّ الرَّمْضاءِ إِذَا أَراد أَن يَتَرَبَّصَ الظباءَ نصفَ النَّهَارِ. وَقَدْ سَمَوْا واسْتَمَوْا إِذَا خَرَجُوا للصَّيْدِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: اسْتَمَانَا أَصادنَا. اسْتَمَى: تَصَيَّد؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: عَوَى ثمَّ نَادَى هَلْ أَحَصْتُمْ قِلاصَنَا، ... وُسِمْنَ عَلَى الأَفْخاذِ بالأَمْسِ أَرْبَعَا غُلامٌ أَضَلَّتْه النُّبُوحُ، فَلَمْ يَجِدْ ... لَهُ بَيْنَ خَبْتٍ والهَباءَةِ أَجْمَعَا أُناساً سِوانا، فاسْتَمَانَا فَلَا تَرَى ... أَخا دَلَجٍ أَهْدَى بلَيْلٍ وأَسْمَعا أَي يطْلُب الصيَّادُ الظِّبَاءَ «3». فِي غيرانِهنَّ عندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يَعْنِي بالغِيرانِ الكُنُسَ. وَإِذَا خَرَجَ القومُ للصيدِ فِي قِفارِ الأَرضِ وصَحارِيها قُلْتُ: سَمَوْا وهُم السُّماةُ أَي الصَّيادون. أَبو عبيد: خَرَجَ فلانٌ يَسْتَمِي الوَحْشَ أَي يَطْلُبها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وغلَّط ثَعْلَبٌ مَنْ يَقُولُ خَرَجَ فلانٌ يَسْتَمي إِذَا خَرَجَ لِلصَّيْدِ، قَالَ: وَإِنَّمَا يَسْتَمِي مِنَ المِسْمَاةِ، وَهُوَ الجَوْرَب مِنَ الصُّوف يَلْبَسُه الصَّائِدُ ويخرُج إِلَى الظِّبَاءِ نصْفَ النَّهار فتخرُج مِنْ أَكْنِسَتِهَا ويَلُدُّها حَتَّى تَقِفَ فيأْخذَها. والقُرُومُ السَّوَامِي: الفُحول الرافعة رؤُوسها. وسَمَا الْفَحْلُ سَماوةً: تَطاولَ عَلَى شُوَّلِهِ وسطَا، وسَماوَتُه شَخصه؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [حرمل] هو هكذا بهذا الضبط في الأَصل، ولعله حومل أو جومل (2). قوله [قليل إلخ] تقدم في مادة هلل بلفظ يظل (3). قوله [أَيْ يَطْلُبُ الصَّيَّادُ الظِّبَاءَ إلخ] هكذا في الأَصل بعد الأَبيات ويظهر أنه ليس تفسيراً لاستمانا الذي في البيت. وعبارة القاموس مع شرحه: واسْتَمَى الصياد الظباء إذا طلبها من غيرانها عِنْدَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ: عَنِ ابْنُ الأَعرابي

كأَنَّ عَلَى أَشْباتِهَا، حِينَ آنَسَتْ ... سَمَاوَتُهُ، قِيًّا مِنَ الطَّيْرِ وُقَّعَا «1» . وإنَّ أَمامي مَا أُسامِي إِذَا خِفْتَ مِنْ أَمَامِكَ أَمراً مَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ مَعْنَاهُ لَا أُطِيقُ مُسامَاتَه وَلَا مُطاوَلَته. والسَّماوَةُ: ماءٌ بالبَادِية. وأَسْمَى الرجلُ إِذَا أَتَى السَّماوة أَو أَخذ ناحِيَتَها، وَكَانَتْ أُمُّ النعمانِ سُمِّيَتْ بِهَا فَكَانَ اسْمُها ماءَ السَّمَاوَةِ فسمَّتْها العَرَبُ ماءَ السَّماءِ. وَفِي حَدِيثِ هاجَرَ: تلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَني ماءِ السَّماء؛ قَالَ: يُرِيدُ العَرَب لأَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بماءِ المَطَرِ ويَتْبَعُون مَساقِطَ المَطَرِ. والسَّماوَةُ: موضِع بالبادِية ناحِيةَ العواصِمِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَانَتْ أُمُّ النُّعْمانِ تُسَمَّى مَاءَ السَّماء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ماءُ السَّماءِ أُمُّ بَني مَاءِ السماءِ لَمْ يَكُنِ اسْمُهَا غَيْرَ ذَلِكَ. والبَكْرَةُ مِنَ الإِبل تُسْتَمَى بَعْدَ أَربع عشرةَ لَيْلَةً أَو بَعْدَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ أَي تُخْتَبرُ أَلاقِحٌ هِيَ أَم لَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنكر ذَلِكَ ثَعْلَبٌ وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ تُسْتَمْنَى مِنَ المُنْية، وَهِيَ العدَّة الَّتِي تَعْرِفُ بِانْتِهَائِهَا أَلاقح هِيَ أَم لَا. وَاسْمُ الشيءِ وسَمُه وسِمُه وسُمُه وسَماهُ: علامَتُه. التَّهْذِيبِ: والإِسم أَلفُه أَلفُ وصلٍ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّك إِذَا صَغَّرْت الإِسمَ قُلْتَ سُمَيٌّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هذا اسمٌ مَوْصُولٌ وَهَذَا أُسْمٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى قَوْلِنَا اسمٌ هُوَ مُشْتَق مِنَ السُّموِّ وَهُوَ الرِّفْعَة، قَالَ: والأَصل فِيهِ سِمْوٌ مثلُ قِنْوٍ وأَقْناءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والاسمُ مُشْتَقٌّ مِنْ سَموْتُ لأَنه تَنْويهٌ ورِفْعَةٌ، وتقديرُه إفْعٌ، وَالذَّاهِبُ مِنْهُ الْوَاوُ لأَنَّ جمعَه أَسْمَاءٌ وَتَصْغِيرَهُ سُمَيٌّ، واخْتُلف فِي تَقْدِيرِ أَصله فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِعْلٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فُعْلٌ، وأَسْمَاءٌ يكونُ جَمْعاً لِهَذَا الوَزْن، وَهُوَ مثلُ جِذْعٍ وأَجْذاع وقُفْل وأَقْفال، وَهَذَا لَا يُدْرَي صِيغتهُ إلَّا بالسمعِ، وَفِيهِ أَربعُ لُغاتٍ: اسْمٌ واسْمٌ، بالضم، وسِمٌ وسُمٌ؛ ويُنْشَد: واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكَا، ... آثَرَكَ اللهُ بِهِ إيثارَكا وَقَالَ آخَرُ: وعامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ، ... يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُه [سُمُه]، مُبْتَرِكاً لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ سُمُه وسِمُه، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ جَمِيعًا، وأَلِفُه أَلفُ وصْلٍ، وَرُبَّمَا جَعَلَها الشَّاعِرُ أَلِفَ قَطْعٍ لِلضَّرُورَةِ كَقَوْلِ الأَحْوص: وَمَا أَنا بالمَخْسُوسِ في جِذْمِ مالِكٍ، ... ولا مَنْ تَسَمَّى ثُمَّ يَلْتَزِمُ الإِسْما قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِرَجُلٍ مِنْ كَلْب: أَرْسَلَ فِيهَا بازِلًا يُقَرِّمُهْ، ... وهْوَ بِهَا يَنْحُو طَريقاً يَعْلَمُهْ، باسْمِ الَّذِي في كل سُورةٍ سِمُهْ وَإِذَا نَسَبْت إِلَى الِاسْمِ قُلْتَ سِمَوِيّ وسُمَوِيّ، وإنْ شِئْتَ اسْمِيٌّ، تَرَكْته عَلَى حَالِهِ، وجَمعُ الأَسْماءِ أَسامٍ، وقال أَبو الْعَبَّاسِ: الاسْمُ رَسْمٌ وسِمَة تُوضَعُ عَلَى الشَّيْءِ تُعرف بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والاسمُ اللفظُ الموضوعُ عَلَى الجوهَرِ أَو العَرَض لتَفْصِل بِهِ بعضَه مِنْ بعضٍ كقولِك مُبْتَدِئاً اسمُ هَذَا كَذَا، وَإِنْ شئتَ قُلْتَ اسْمُ هَذَا كَذَا، وَكَذَلِكَ سِمُه وسُمُه. قَالَ اللحياني: اسْمُه فلان،

_ (1). قوله [كأن على أشباتها إلخ] هو هكذا في الأَصل

كلامُ الْعَرَبِ. وحُكِيَ عَنْ بَنِي عَمْرو بْنِ تَميمٍ: اسْمه فُلَانٌ، بِالضَّمِّ، وَقَالَ: الضمُّ فِي قُضاعة كثيرٌ، وأَما سِمٌ فَعَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ اسمٌ، بِالْكَسْرِ، فطرحَ الأَلف وأَلقى حَرَكَتها عَلَى السِّينِ أَيضاً؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ عَنْ بَنِي قُضاعة: باسْمِ الَّذِي فِي كلِّ سورةٍ سُمُهْ بِالضَّمِّ، وأُنْشِد عَنْ غَيْرِ قُضاعة سِمُهْ، بِالْكَسْرِ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: إِنَّمَا جُعِلَ الاسمُ تَنْوِيهاً بالدَّلالةِ عَلَى الْمَعْنَى لأَنَّ الْمَعْنَى تَحْتَ الاسْمِ. التَّهْذِيبُ: وَمَنْ قَالَ إنَّ اسْماً مأْخوذٌ مِنْ وَسَمْت فَهُوَ غَلَطٌ، لأَنه لَوْ كَانَ اسمٌ مِنْ سِمْتُهُ لَكَانَ تصغيرُهُ وسَيْماً مثلَ تَصْغير عِدَةٍ وَصِلَةٍ وَمَا أَشبههما، وَالْجَمْعُ أَسْماءٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ علَّمَ آدمَ أَسْماءَ جميعِ الْمَخْلُوقَاتِ بِجَمِيعِ اللُّغَاتِ العربيةِ وَالْفَارِسِيَّةِ والسُّرْيانِيَّة والعِبْرانيَّة والروميَّة وغيرِ ذَلِكَ مِنْ سائرِ اللُّغَاتِ، فَكَانَ آدمُ، عَلَى نبيِّنا محمدٍ وَعَلَيْهِ أَفضل الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، وولدُه يتكَلَّمون بِهَا، ثُمَّ إنَّ ولدَه تفرَّقوا فِي الدُّنْيَا وعَلِقَ كلٌّ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ مِنْ تِلْكَ اللُّغَاتِ، ثُمَّ ضَلَّت عَنْهُ مَا سِواها لبُعْدِ عَهْدِهم بِهَا، وَجَمْعُ الأَسْمَاءِ أَساميُّ وأَسَامٍ؛ قَالَ: وَلَنَا أَسَامٍ مَا تَلِيقُ بغَيْرِنا، ... ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ فِي جمعِ الِاسْمِ أَسْمَاوَاتٌ، وَحَكَى لَهُ الْكِسَائِيُّ عَنْ بعضهم: سأَلتُك ب أَسماواتِ اللَّهِ، وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أُعِيذُكَ ب أَسماواتِ اللَّهِ، وأَشْبَه ذَلِكَ أَن تكونَ أَسماواتٌ جَمْعَ أَسماءٍ وَإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ شُريح: أَقتَضِي ما لي مُسَمّىً أَي بَاسِمِي، وَقَدْ سَمَّيْته فلاناً وأَسْمَيته إِيَّاهُ، وأَسْمَيته وسَمَّيته بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: سَمَّيت فُلَانًا زَيْدًا وسَمَّيْته بزيدٍ بِمَعْنًى، وأَسْمَيته مثلُه فتسَمَّى بِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الأَصل الْبَاءُ لأَنه كَقَوْلِكِ عرَّفْته بِهَذِهِ الْعَلَامَةِ وأَوضحته بِهَا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ سَمَّيته فُلَانًا وَهُوَ الْكَلَامُ، وَقَالَ: يُقَالُ أَسْمَيته فُلَانًا؛ وأَنشد: واللهُ أَسْماكَ سُماً مُبارَكا وَحَكَى ثَعْلَبٌ: سَمَّوْته، لَمْ يَحْكِها غيرُه. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ الاسمِ: أَهُو المُسَمَّى أَو غيرُ المُسمى؟ فَقَالَ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ الاسمُ هُوَ المُسَمَّى، وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الِاسْمُ غَيْرُ المُسَمَّى، فَقِيلَ لَهُ: فَمَا قولُك؟ قَالَ: لَيْسَ لِي فِيهِ قَوْلٌ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: السُّمَا، مَقْصُورٌ، سُمَا الرجلِ: بُعْدُ ذهابِ اسْمِه؛ وأَنشد: فدَعْ عنكَ ذِكْرَ اللَّهْوِ، واعْمِدْ بمِدْحةٍ ... لِخَيْرِ مَعَدٍّ كُلِّها حيْثُما انْتَمَى لأْعْظَمِها قَدْراً، وأَكْرَمِها أَباً، ... وأَحْسَنِها، وجْهاً، وأَعْلَنِها سُمَا يَعْنِي الصِّيتَ؛ قَالَ وَيُرْوَى: لأَوْضَحِها وجْهاً، وأَكْرَمِها أَباً، ... وأَسْمَحِها كَفّاً، وأَبعَدِها سُمَا قَالَ: والأَول أَصح؛ وَقَالَ آخَرُ: أَنا الحُبابُ الَّذِي يَكْفي سُمِي نَسَبي، ... إِذَا القَمِيصُ تَعدَّى وَسْمَه النَّسَبُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا نزَلَتْ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ* ، قَالَ: اجْعَلُوها فِي رُكوعِكم ، قَالَ: الاسمُ هَاهُنَا صلةٌ وزيادةٌ بِدَلِيلِ أَنه كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سبحانَ رَبيَ الْعَظِيمِ فحُذف الاسمُ، قَالَ: وَعَلَى هَذَا قَوْلُ مَنْ زَعم أَن الاسمَ هُوَ المُسَمَّى، وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ غيرُه لَمْ يَجْعَلْه صِلةً. وسَمِيُّكَ: المُسمَّى باسْمِك، تَقُولُ هُوَ سَمِيُّ فُلَانٍ إِذَا وافَق اسمُه اسمَه كَمَا تَقُولُ هُوَ

كَنِيُّه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يُسَمَّ قبلَه أَحدٌ بيَحْيى، وَقِيلَ: مَعْنَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا أَي نَظِيراً ومِثلًا، وَقِيلَ: سُمِّيَ بيَحْيى لأَنه حَيِيَ بالعِلْمِ والحكْمة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ؛ أَي نَظِيراً يستَحِقُّ مثلَ اسمِه، وَيُقَالُ مُسامِياً يُسامِيه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ مِثْلًا؛ وَجَاءَ أَيضاً: لَمْ يُسَمَّ بالرَّحْمنِ إِلَّا اللهُ، وتأْويلُه، وَاللَّهُ أَعلم، هلْ تعلمُ سَمِيّاً يستَحِق أَن يُقَالَ لَهُ خالِقٌ وقادِرٌ وعالِمٌ لِما كَانَ وَيَكُونُ، فَكَذَلِكَ لَيْسَ إِلَّا مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ؛ قَالَ: وكمْ مِنْ سَمِيٍّ ليسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ ... مِنَ الدَّهرِ، إِلَّا اعْتادَ عَيْنيَّ واشِلُ وَقَوْلُهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: سَمُّوا وسَمِّتوا ودَنُّوا أَي كُلَّما أَكَلْتُم بينَ لُقْمَتين فسَمُّوا اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ. وَقَدْ تَسَمَّى بِهِ، وتَسَمَّى بِبَنِي فُلَانٍ: والاهُمُ النَّسَبَ. وَالسَّمَاءُ: فرَسُ صَخْرٍ أَخي الْخَنْسَاءِ؛ وسُمْيٌ: اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تَرَكْنا ضُبْعَ سُمْيَ إِذَا اسْتباءَتْ، ... كأَنَّ عَجِيجَهُنَّ عَجِيجُ نِيبِ وَيُرْوَى إِذَا اسسات «1»: وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا أَعرفُ فِي الْكَلَامِ س م ي غَيْرَ هَذِهِ، قَالَ: عَلَى أَنه قَدْ يَجُوزُ أَن يكونَ مِنْ سَمَوْت ثُمَّ لَحِقه التَّغْييرُ للعَلَمِية كَحَيْوَةَ. وماسَى فلانٌ فُلَانًا إِذَا سَخِرَ مِنْهُ، وَسَامَاهُ إِذَا فاخَرَه، وَاللَّهُ أَعلم. سنا: سَنَت النارُ تَسْنُو سَناءً: عَلا ضَوْءُها. والسَّنا، مقصورٌ: ضوءُ النارِ والبرْقِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: السَّنا، مقصورٌ، حَدُّ مُنْتَهى ضوْءِ البرْقِ. وَقَدْ أَسْنَى البرْقُ إِذَا دَخلَ سَناهُ عليكَ بيتَك أَو وقَع عَلَى الأَرض أَو طَارَ فِي السَّحابِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: سَنا البرْق ضَوْءُه مِنْ غَيْرِ أَن ترَى البرْقَ أَو تَرَى مَخرَجَه فِي موْضِعه، فَإِنَّمَا يَكُونُ السَّنا بِاللَّيْلِ دُونَ النَّهَارِ وَرُبَّمَا كَانَ فِي غَيْرِ سَحابٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّنَاءُ مِنَ الْمَجْدِ وَالشَّرَفِ، مَمْدُودٌ. والسَّنا: سَنَا البرقِ، وَهُوَ ضوْءُه، يُكْتَبُ بالأَلف وَيُثَنَّى سَنَوَان وَلَمْ يَعرفِ الأَصمعي لَهُ فِعْلًا. والسَّنَا، بِالْقَصْرِ: الضَّوْءُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: أَلم ترَ أَنِّي وابنَ أَسْوَدَ، لَيْلَةً، ... لَنَسْري إِلَى نارَينِ يَعْلُو سَنَاهُما وسَنَا البرْقُ: أَضاءَ؛ قَالَ تميمُ بنُ مُقبل: لِجَوْنِ شَآمِ كُلَّمَا قُلْتُ قَدْ وَنَى ... سَنَا، والقَواري الخُضْرُ فِي الدَّجْنِ جُنَّحُ وأَسْنَى النارَ: رَفَعَ سَناها. واسْتَنَاها: نَظَر إِلَى سَناها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ومُسْتَنْبَحٍ، يَعْوي الصَّدى لِعُوائِه، ... تنَوَّرَ نَارِي فاسْتَنَاها وأَوْمَضا أَوْمَضَ: نظَرَ إِلَى وَمِيضِها. وسَنَا البرْقُ: سطَع. وسَنَا إِلَى مَعالي الأُمُورِ سَناءً: ارْتَفَعَ. وسَنُوَ فِي حَسَبه سَناءً، فَهُوَ سَنِيٌّ: ارْتَفَعَ. وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لسَنِيُّ الحَسَب، وَقَدْ سَنُوَ يَسْنُو سَنَاءً، مَمْدُودٌ. والسَّنَاءُ مِنَ الرِّفْعة، مَمْدُودٌ. والسَّنِيُّ: الرَّفيعُ. وأَسْناهُ أَي رَفَعه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وهُمْ قومٌ كِرامُ الحَيِّ طُرًّا، ... لَهُمْ حَوْلٌ إِذَا ذُكِرَ السَّنَاءُ وَفِي الْحَدِيثِ: بَشِّرْ أُمَّتي بالسَّناء أَي بِارْتِفَاعِ الْمَنْزِلَةِ وَالْقَدْرِ عِنْدَ اللَّهِ. وَقَدْ سَنِيَ يَسْنَى سَناءً أَي ارتفَع،

_ (1). قوله [اسسات] هي هكذا بهذه الصورة في الأصل

وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: يكادُ سَناءُ بَرْقِه ، مَمْدُودٌ، فَلَيْسَ السَّناءُ مَمْدُودًا لُغَةً فِي السَّنا الْمَقْصُورِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا عَنَى بِهِ ارتفاعَ الْبَرْقِ ولُمُوعَه صُعُداً كَمَا قَالُوا بَرْق رافِع. وسَنَّاه أَي فتَحه وسَهَّله؛ وَقَالَ: وأَعْلَم عِلْماً، لَيْسَ بِالظَّنِّ، أَنه ... إِذَا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت أَنشده أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي أَماليه: فَلَا تَيْأَسا واسْتَغْوِرَا اللهَ، إِنَّهُ ... إِذَا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا مَعْنَى قَوْلِهِ: استَغْوِرَا اللهَ اطْلُبَا مِنْهُ الغِيرةَ، وَهِيَ المِيرةُ؛ وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ أَنه أَنشد: إِذَا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شيءٍ تيَسَّرا يُقَالُ: سَنَّيْتُ الشيءَ إِذَا فَتَحْتَهُ وسهَّلْته. وتَسَنَّى لِي كَذَا أَي تيَسَّر وتأَتَّى. وتَسَنَّى الشيءَ: عَلَاهُ؛ قال ابن أَحمر: تربى لَهَا وهْوَ مَسْرُورٌ لغَفْلَتِها ... طَوراً، وَطَوْرًا تَسَنَّاه فتَعْتَكِرُ «1» . وتَسَنَّى البعيرُ الناقةَ إِذَا تسَدَّاها وقاعَ عَلَيْهَا لِيَضْرِبَهَا. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ تَسَنَّى أَي تغَيَّر. قَالَ أَبو عَمْرٍو: لَمْ يتَسَنَّ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*؛ أَي متغير، فأَبدل مِنْ إِحْدَى النُّونَاتِ يَاءً مِثْلَ تقَضَّى مِنْ تقَضَّضَ. والمُسَنَّاةُ: العَرِمُ. وسَنا سُنُوّاً وسِنَايَةً وسِنَاوَةً: سَقى. والسَّانِيَةُ: الغرْبُ وأَداته. والسَّانِيَة: النَّاضِحَةُ، وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا. وَفِي الْمَثَلِ: سَيْرُ السَّوَانِي سَفَرٌ لَا ينقطِع. اللَّيْثُ: السَّانِيَة، وَجَمْعُهَا السَّوَانِي، مَا يُسقى عَلَيْهِ الزَّرْعُ وَالْحَيَوَانُ مِنْ بَعِيرٍ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ سَنَتِ السَّانِيَةُ تَسْنُو سُنُوّاً إِذَا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً. وسَنَتِ الناقةُ تَسْنُو إِذَا سَقَتِ الأَرض، وَالسَّحَابَةُ تَسْنُو الأَرضَ، والقومُ يَسْنُون لأَنفسهم إِذَا اسْتَقَوْا، ويَسْتَنُون إِذَا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بأَيِّ غَرْبٍ إذْ غَرفْنا نَسْتَنِي وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تَسْنَى إِذَا سُقِي عَلَيْهَا الْمَاءُ. أَبو زَيْدٍ: سَنَتِ السماءُ تَسْنُو سُنُوّاً إِذَا مطَرَت. وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِنَاوَةً إِذَا جَرَرْتَها مِنَ الْبِئْرِ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّانِي المُسْتَقي، وَقَدْ سَنَا يَسْنُو، وجمْعُ السَّانِي سُنَاةٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: كأَنَّ دُمُوعَه غَرْبا سُنَاةٍ، ... يُحِيلونَ السِّجالَ عَلَى السِّجال جعلَ السُّنَاةَ الرجالَ الَّذِينَ يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بِالْغُرُوبِ فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون مَاءَهَا. وَيُقَالُ: هَذِهِ رَكِيَّة مَسْنَوِيَّة إِذَا كَانَتْ بَعِيدَةَ الرِّشاء لَا يُسْتَقى مِنْهَا إِلَّا بِالسَّانِيَةِ مِنَ الإِبل، والسَّانِيَة تَقَعُ عَلَى الجَمل وَالنَّاقَةِ بِالْهَاءِ، وَالسَّانِي، بِغَيْرِ هاءٍ، يَقَعُ عَلَى الجَمل وَالْبَقَرِ والرَّجُلِ، وَرُبَّمَا جَعَلُوا السَّانِيَة مَصْدَرًا عَلَى فَاعِلَةٍ بِمَعْنَى الاسْتِقاء؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: يَا مَرْحباهُ بحِمارٍ ناهِيَهْ، ... إِذَا دَنا قَرَّبْتُه للسَّانِيَهْ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ سَنَاها الغيثُ يَسْنُوها فَهِيَ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ، يَعْنِي سَقَاهَا، قَلَبُوا الواوَ يَاءً كَمَا قَلَبُوهَا فِي قِنْية. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: مَا سُقِيَ بالسَّوَانِي فَفِيهِ نِصْفُ العُشْر ؛ السَّوَانِي: جَمْعُ سَانِيَةٍ وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي يُسْتقى عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ البعيرِ الَّذِي شَكَا إِلَيْهِ فَقَالَ أَهلُه: إِنَّا كُنَّا نَسْنُو عَلَيْهِ أَي نستَقي؛ وَمِنْهُ حديث

_ (1). قوله [تربى إلخ] هو هكذا في الأصل بدون نقط ولا شكل

فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشتكَيْتُ صَدْرِي. وَفِي حَدِيثِ الْعَزْلِ: إنَّ لِي جَارِيَةً هِيَ خادِمُنا وسانِيَتُنا فِي النَّخْلِ ، كأَنها كَانَتْ تَسْقِي لَهُمْ نخْلَهُم عِوَضَ الْبَعِيرِ. والمَسْنَوِيَّةُ: البئرُ الَّتِي يُسْنى مِنْهَا، واسْتَنَى لنفسِه، وَالسَّحَابُ يَسْنُو الْمَطَرَ، وسَنَتِ السحابةُ بِالْمَطَرِ تَسْنُو وتَسْنِي. وأَرضٌ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ: مَسْقِيَّة، وَلَمْ يَعْرِفْ سِيبَوَيْهِ سَنيْتُها، وأَما مَسْنِيَّةٌ عِنْدَهُ فَعَلَى يَسْنوها، وَإِنَّمَا قَلَبُوا الواوَ يَاءً لخِفَّتِها وقُرْبِها مِنَ الطَّرَف، وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كَمَا جَعَلُوا عَظاءةً بِمَنْزِلَةِ عَظاءٍ. وسَانَاه: رَاضَاهُ. أَبو عَمْرٍو: سَانَيْتُ الرجلَ راضيْتُه وَدَارَيْتُهُ وأَحسنت مُعَاشَرَتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وسَانَيْتُ مِنْ ذِي بَهْجةٍ ورَقَيْتُه، ... عَلَيْهِ السُّموطُ عائصٍ، مُتَعصِّب وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ عابسٍ مُتعصِّب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ مُتعصب بِالتَّاجِ، وَقِيلَ: يُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِيَّةِ، قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي الأَلفاظ فِي بَابِ المُساهَلة مُتغَضِّب، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشده أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ المُداراةِ. والمُسَانَاةُ: الملاينةُ فِي المُطالَبة. والمُسَانَاةُ: المُصانَعَة، وَهِيَ المُداراة، وَكَذَلِكَ المُصاداة والمُداجاةُ. الْفَرَّاءُ: يقال: أَخذتُه ب سِنَايَته وصِنايَتِه أَي أَخذه كلَّه. والسَّنَةُ إِذَا قُلْته بِالْهَاءِ وجعَلْت نقصانَه الْوَاوَ، فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، تَقُولُ: أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْنَاءً إِذَا لَبِثوا فِي موضعٍ سنَةً، وأَسْنَتُوا إِذَا أَصابتهم الجُدوبةُ، تُقلب الواوُ تَاءً لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا؛ وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: هَذَا شاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: التاءُ فِي أَسْنَتُوا بدلٌ مِنَ الْيَاءِ الَّتِي كَانَتْ فِي الأَصل وَاوًا ليكونَ الفِعْلُ رُباعِيّاً، والسَّنَةُ مِنَ الزَّمَن مِنَ الْوَاوِ وَمِنَ الْهَاءِ، وَتَصْرِيفُهَا مَذْكُورٌ فِي حَرْفِ الْهَاءِ، وَالْجَمْعُ سَنَواتٌ وسِنُونَ وسَنَهاتٌ، وسِنُونَ مَذْكُورٌ فِي الْهَاءِ، وتعليلُ جمعِها بِالْوَاوِ والنونِ هُنَاكَ. وأَصابتهم السَّنَةُ: يَعْنُونَ بِهِ السَّنَة المُجْدِبة، وَعَلَى هَذَا قَالُوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ مِنَ الياءِ الَّتِي أَصلُها الواوُ، وَلَا يُستعمل ذَلِكَ إِلَّا فِي الجَدْبِ وضِدِّ الخِصْب. وأَرضٌ سَنَةٌ: مُجْدِبةٌ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالسَّنَةِ مِنَ الزَّمَانِ، وجمعُها سِنُونَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَرضٌ سِنُونَ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جزءٍ مِنْهَا أَرضاً سَنَةً ثُمَّ جمعُوه عَلَى هَذَا. وأَسْنَى القومُ: أَتَى عَلَيْهِمُ العامُ. وساناهُ مُسَانَاةً وسِنَاءً: استأْجَرَه السَّنَة، وعامَلَه مُسَانَاةً، واستأْجره مُسَانَاةً كَقَوْلِهِ مُسانَهَةً. التَّهْذِيبُ: المُسَانَاةُ المُسانَهةُ، وَهُوَ الأَجَلُ إِلَى سَنَةٍ. وأَصابتهم السَّنَة السَّنْواءُ: الشديدةُ. وأَرضٌ سَنْهاءُ وسَنواءُ إِذَا أَصابتها السَّنَةُ. والسَّنا: نبتٌ يُتَداوى بِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والسَّنا والسَّناءُ نبتٌ يُكتَحَلُ بِهِ، يمدُّ وَيُقْصَرُ، وَاحِدَتُهُ سَنَاةٌ وسَنَاءَةٌ؛ الأَخيرة قِياسٌ لَا سَماع؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: كأَنَّ تَبَسُّمَها مَوْهِناً ... سَنا المِسْكِ، حينَ تُحِسُّ النُّعامى قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ السَّنا هَاهُنَا هَذَا النَّباتَ كأَنه خَالَطَ الْمِسْكَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ السَّنا الَّذِي هُوَ الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ أَيضاً، وَهَذَا كَمَا قَالُوا سَطَعَت رائِحتُه أَي فاحَت، وَيُرْوَى كأَنَّ تَنَسُّمَها، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السَّنا شُجَيْرَةٌ مِنَ الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً لَهُ وتُقَوِّي لَوْنَه وتُسَوِّدُه، وَلَهُ حِمْلٌ أَبيضُ إِذَا يَبِس فحركَتْه الريحُ سَمِعْتَ لَهُ زَجَلًا؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

صَوْتُ السَّنَا هَبَّتْ بِهِ عُلْوِيَّةٌ، ... هَزَّتْ أَعالِيَهُ بِسَهْبٍ مُقْفِرِ وتَثْنِيَتُه سَنَيانِ، وَيُقَالُ سَنَوانِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ ب السَّنَا والسَّنُّوتِ ، وَهُوَ مَقْصُورٌ، هُوَ هَذَا النَّبْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْمَدِّ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّنُّوتُ العَسل، والسَّنُّوت الكمُّون، والسَّنُّوتُ الشِّبِثُّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ السَّنُّوت، بِفَتْحِ السِّينِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أُمِّ خالدٍ بنتِ خَالِدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصة سَوْداء فَقَالَ: ائْتُوني بأُمِّ خالدٍ، قَالَتْ: فأُتِيَ بِي رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَحْمُولَةً وأَنا صغيرَةٌ فأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَلْبَسَنِيها، ثُمَّ قَالَ أَبْلي وأَخْلِقِي، ثُمَّ نَظَر إِلَى عَلمٍ فِيهَا أَصْفَرَ وأَخْضَرَ فَجَعَلَ يَقُولُ يَا أمَّ خالدٍ سَنَا سَنَا ؛ قِيلَ: سَنَا بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ، وَهِيَ لغةٌ، وتُخَفَّفُ نونُها وتشددُ، وَفِي رِوَايَةٍ: سَنَهْ سَنَهْ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: سَناهْ سَناهْ ، مخفَّفاً ومشدَّداً فِيهِمَا؛ وَقَوْلُ العجاج يصف شبابه بعد ما كَبِرَ وأَصْباهُ النِّساءُ: وقَدْ يُسامِي جِنَّهُنَّ جِنِّي ... فِي غَيْطَلاتٍ مِنْ دُجى الدُّجُنِ بمَنطقٍ لوْ أَنَّني أُسَنِّي ... حَيَّاتِ هَضْبٍ جِئْن، أَوْ لوَ أنِّي أَرْقِي بِهِ الأَرْوِي دَنَوْنَ منِّي، ... مُلاوَةٌ مُلِّيتُها، كأَنِّي ضارِبُ صَنْجَيْ نَشْوَةٍ، مُغَنِّي ... شَرْبٍ بِبَيْسانَ مِنَ الأُرْدُنِّ، بَيْنَ خَوابي قَرْقَفٍ ودَنِ قَوْلُهُ: لَوْ أَنَّني أُسَنِّي أَي أَستَخْرج الحيَّات فأَرْقِيها وأَرفُقُ بِهَا حَتَّى تَخْرُجَ إليَّ؛ يُقَالُ: سَنَّيْتُ وسَانَيْتُ. وسَنَيْتُ البابَ وسَنَوْته إِذَا فَتَحْتَهُ. والمُسَنَّاة: ضَفيرةٌ تُبْنى لِلسَّيْلِ لترُدَّ الْمَاءَ، سُمّيت مُسَنَّاةً لأَن فِيهَا مفاتحَ لِلْمَاءِ بِقَدْرِ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِمَّا لَا يَغْلِب، مأْخوذٌ مِنْ قَوْلِكَ سَنَّيْت الشيءَ والأَمر إِذَا فَتَحْت وَجْهَهُ. ابْنُ الأَعرابي: تَسَنَّى الرجلُ إِذَا تسَهَّل فِي أُموره؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ تَسَنَّيْتُ لَهُ كلَّ التَّسَنِّي وَكَذَلِكَ تَسَنَّيْتُ فُلَانًا إِذَا تَرَضَّيْته. سها: السَّهْوُ والسَّهْوةُ: نِسْيانُ الشَّيْءِ وَالْغَفْلَةُ عَنْهُ وذَهابُ الْقَلْبِ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ، سَهَا يَسْهُو سَهْواً وسُهُوّاً، فَهُوَ سَاهٍ وسَهْوَانُ، وإنَّهُ لسَاهٍ بَيِّنُ السَّهْوِ والسُّهُوِّ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ المُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوَانَ؛ قَالَ زِرُّ بنُ أَوْفى الفُقَيْمي يَصِفُ إبِلًا: لَمْ يَثْنِها عَنْ هَمِّها قَيْدانِ، ... وَلَا المُوَصَّوْنِ مِنَ الرُّعْيانِ، إنَّ المُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوانِ أَي أَنَّ الَّذِينَ يُوصَّوْنَ بَنُو مَنْ يَسْهُو عَنِ الْحَاجَةِ فأَنت لَا تُوصَّى لأَنك لَا تَسْهُو، وَذَلِكَ إِذَا وَصَّيْت ثِقةً عِنْدَ الْحَاجَةِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ أَنك لَا تَحْتَاجُ إِلَى أَن تُوَصِّيَ إِلَّا مَنْ كَانَ غافِلًا ساهِياً. والسَّهْوُ فِي الصَّلَاةِ: الْغَفْلَةُ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا، سَهَا الرجلُ فِي صلاتِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَهَا فِي الصَّلَاةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: السَّهْوُ فِي الشَّيْءِ تَرْكُه عَنْ غَيْرِ عِلْمٍ، والسَّهْوُ عَنْهُ تَرْكُه مَعَ العِلْم، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ . أَبو عَمْرٍو: سَاهَاهُ غافَلَه، وهاساهُ إِذَا سَخِرَ مِنْهُ. ومَشْيٌ سَهْوٌ: ليِّنٌ. والسَّهْوَة مِنَ الإِبل: اللَّيِّنة السَّيْر الوَطِيئة؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

تُهَوِّنُ بُعْدَ الأَرضِ عَنِّي فَريدةٌ، ... كِنازُ البَضِيعِ، سَهْوةُ المَشْيِ، بازِلُ وَهِيَ اللَّيِّنة السَّيْرِ لَا تُتْعِبُ راكِبها كأَنها تُسَاهِيهِ، وعَدَّى الشَّاعِرُ تُهَوِّنُ بِعَنِّي لأَنَّ فِيهِ معْنى تخَفِّفُ وتُسَكِّنُ. وجمَلٌ سهْوٌ بيِّن السَّهَاوَةِ: وطِيءٌ. وَيُقَالُ: بعيرٌ ساهٍ راهٍ، وجِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: آتِيكَ بِهِ غَداً سهْواً رَهْواً أَي ليِّناً ساكِناً. وَفِي الْحَدِيثِ: وإنَّ عَمَلَ أَهلِ النارِ سَهْلةٌ بسَهوةٍ ؛ السَّهْوةُ الأَرضُ اللَّيِّنة التُّرْبة، شَبَّه الْمَعْصِيَةَ فِي سُهولتِها عَلَى مُرْتَكِبِها بالأَرض السَّهْلةِ الَّتِي لَا حُزُونة فِيهَا، وَقِيلَ: كلُّ ليِّنٍ سَهْوٌ، والأُنثى سَهْوَةٌ. والسَّهْو: السُّكونُ واللِّينُ، وَالْجَمْعُ سِهاءٌ مثلُ دَلْوٍ ودِلاءٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَناوَحَتِ الرِّياحُ لِفَقْد عَمروٍ، ... وكانتْ قَبْلَ مَهْلَكِه سِهاءَا أَي سَاكِنَةً ليِّنة. الأَزهري: والأَساهِيُّ والأَساهيج ضُروبٌ مُخْتَلِفَةٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل، وبَغْلةٌ سَهْوَةُ السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ الناقةُ، وَلَا يُقَالُ لِلْبَغْلِ سَهْوٌ. وَرُوِيَ عَنْ سلْمان أَنه قَالَ: يُوشِكُ أَن يَكْثُرَ أَهلُها، يَعْنِي الْكُوفَةَ، فتَمْلأَ مَا بَيْنَ النَّهْرين حَتَّى يغْدُوَ الرجلُ عَلَى البَغْلةِ السَّهْوَة فَلَا يُدْرِكَ أَقْصاها ؛ السَّهْوَة: الليِّنة السَّيْرِ لَا تُتْعِبُ راكِبَها. وَيُقَالُ: افعلْ ذَلِكَ سَهْواً رَهْواً أَي عَفواً بِلا تقَاض. والسَّهْوُ: السَّهْلُ مِنَ النَّاسِ والأُمور والحوائجِ. وماءٌ سَهْوٌ: سَهْلٌ، يَعْنِي سَهْلًا فِي الحَلْقِ. وقَوْسٌ سَهْوَةٌ: مُواتِيَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: قَلِيلُ نِصاب المالِ إلَّا سِهامَهُ، ... وإلَّا زَجُوماً سَهْوَةً فِي الأَصابِع التَّهْذِيبَ: المُعَرَّسُ الَّذِي عُمِلَ لَهُ عَرْسٌ، وَهُوَ الحائِطُ يُجْعَل بَيْنَ حائِطَي الْبَيْتِ لَا يُبلَغ بِهِ أَقصاهُ، ثُمَّ يُجْعَل الْجَائِزُ مِنْ طرَف العَرْسِ الدَّاخِلِ إِلَى أَقصى الْبَيْتِ، ويُسَقَّفُ الْبَيْتُ كلُّه، فَمَا كَانَ بَيْنَ الحائطَين فَهُوَ السَّهْوَة، وَمَا كَانَ تَحْتَ الْجَائِزِ فَهُوَ المُخْدَع؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: السَّهْوَةُ حائطٌ صغيرٌ يُبنى بَيْنَ حائطَي الْبَيْتِ ويُجعَلُ السقفُ عَلَى الْجَمِيعِ، فَمَا كَانَ وسَط الْبَيْتِ فَهُوَ سَهْوَةٌ، وَمَا كَانَ داخِلَه فَهُوَ المُخْدَع، وَقِيلَ: هِيَ صُفَّة بَيْنَ بَيْتَيْنِ أَو مُخْدَع بَيْنَ بَيْتَيْنِ تَسْتَترُ بِهَا سُقاةُ الإِبل مِنَ الحرِّ، وَقِيلَ: هِيَ كالصُّفَّة بَيْنَ يَدَي الْبَيْتِ، وَقِيلَ: هِيَ شَبيهٌ بالرَّفِّ والطاقِ يُوضَعُ فِيهِ الشيءُ، وَقِيلَ: هِيَ بَيْتٌ صغيرٌ منحَدِرٌ فِي الأَرض سَمْكُه مرتَفِعٌ فِي السَّمَاءِ شبيهٌ بالخِزانة الصَّغِيرَةِ يَكُونُ فِيهَا المَتاعُ، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ أَنه سمِعَه مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ أَهل الْيَمَنِ، وَقِيلَ: هِيَ أَربعةُ أَعوادٍ أَو ثلاثةٌ يعارَضُ بعضُها عَلَى بعضٍ، ثُمَّ يوضعُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الأَمتعة. والسَّهْوَة: الكُنْدُوجُ. والسَّهْوَة: الرَّوْشَنُ. والسَّهْوَة: الكَوَّةُ بَيْنَ الداريْن. ابْنُ الأَعرابي: السَّهْوة الجَحَلةُ أَو مِثْلُ الحجلةِ. والسَّهْوَةُ: بيتٌ عَلَى الماءِ يستَظِلُّون بِهِ تَنْصِبه الأَعراب. أَبو لَيْلَى: السَّهْوَة سُتْرَةٌ تَكُونُ قدَّامَ فِناء البيتِ، رُبَّمَا أَحاطت بِالْبَيْتِ شِبهَ سورٍ حوْلَ الْبَيْتِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَفِي الْبَيْتِ سَهْوَةٌ عَلَيْهَا سِترٌ ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: هُوَ شبيهٌ بالرَّفِّ أَو الطاقِ يُوضَعُ فِيهِ الشيءُ. والسَّهْوَة: الصخرةُ، طائِيَّةٌ، لَا يُسَمُّونَ بِذَلِكَ غَيْرَ الصَّخْرَةِ، وَخَصَّصَهُ فِي التَّهْذِيبِ فَقَالَ: الصَّخْرَةُ الَّتِي يَقُومُ عَلَيْهَا السَّاقِي، وَجَمْعُ ذَلِكَ كلِّه سِهَاءٌ. والمُسَاهَاة: حُسْن المُخالقة والعِشرة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حُلْو المُسَاهَاة وَإِنْ عَادَى أَمَرّ

وحُلْو المُسَاهَاة أَي المُياسَرة والمُساهَلةِ. والمُسَاهَاةُ فِي العِشْرة: تَرْكُ الاستِقصاءِ. والسَّهْوَاءُ: سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ وصَدْرٌ مِنْهُ. وحَمَلتِ المرأَةُ سَهْواً إِذَا حَبِلَت عَلَى حَيْضٍ. وَعَلَيْهِ مِنَ الْمَالِ مَا لَا يُسْهَى وَمَا لَا يُنهى أَي مَا لَا تُبلغ غايَتُه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي لَا يُعَدُّ كَثْرة، وَقِيلَ: مَعْنَى لَا يُسْهى لَا يُحْزَرُ، وذهبَت تميمُ فَمَا تُسْهَى وَلَا تُنْهى أَي لَا تُذْكَر. والسُّها: كُوَيكِبٌ صَغِيرٌ خَفِيُّ الضَّوء فِي بَنَاتِ نَعْش الْكُبْرَى، وَالنَّاسُ يَمْتَحِنون بِهِ أَبصارَهم، يُقَالُ: إِنَّهُ الَّذِي يُسَمَّى أَسْلَم مَعَ الكوكبِ الأَوسط مِنْ بَنَاتِ نعْشٍ؛ وَفِي الْمَثَلِ: أُرِيها السُّها وتُرِيني الْقَمَرَ وأَرْطاةُ بْنُ سُهَيَّة: مِنْ فُرْسانِهم وَشُعَرَائِهِمْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا نحمِلُه عَلَى الْيَاءِ لِعَدَمِ س هـ ي. والأَسَاهِيُّ: الأَلوانُ، لَا وَاحِدَ لَهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا الْقَوْمُ قَالُوا: لَا عَرامَةَ عِنْدَهَا، ... فسارُوا لقُوا مِنْهَا أَسَاهِيَّ عُرَّما سوا: سَوَاءُ الشَّيْءِ مثلُه، والجمعُ أَسْوَاءٌ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: تَرى القومَ أَسْوَاءً، إِذَا جَلَسوا مَعًا، ... وَفِي القومِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ وأَنشد ابنُ بَرِّيٍّ لرافِع بْنِ هُرَيْمٍ: هَلَّا كوَصْلِ ابْنِ عَمَّارٍ تُواصِلُني، ... لَيْسَ الرِّجالُ، وَإِنْ سُوُّوا، بأَسْواءٍ وَقَالَ آخَرُ: الناسُ أَسْواءٌ وشتَّى فِي الشِّيَمْ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ فِي صِفَةِ النِّسَاءِ: ولسنَ بأَسْوَاءٍ، فمنهنَّ روْضةٌ ... تَهِيجُ الرِّياحُ غيرَها لَا تُصَوِّحُ وَفِي تَرْجَمَةِ عددَ: هَذَا عِدُّه وعديدُه وسِيُّه أَي مِثْلُهُ. وسِوَى الشيءِ: نفسُه؛ وَقَالَ الأَعشى: تَجانَفُ عَنْ خلِّ اليمامةِ ناقَتي، ... وَمَا عَدَلتْ مِنْ أَهلها بِسِوائِكا «2» . ولِسِوائِكا، يريدُ بِكَ نفسِك؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَرَدّاً، وَقَدْ كَانَ المَزارُ سِواهُما ... عَلَى دُبُرٍ مِنْ صادِرٍ قَدْ تَبَدَّدا «3» . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ وَقَدْ كَانَ المزادُ سِواهُما أَي وَقَعَ المَزادُ عَلَى المزادِ وَعَلَى سِواهِما أَخطَأَهُما، يَصِفُ مَزادَتَيْنِ إِذَا تَنَحَّى المزارُ عَنْهُمَا اسْتَرْخَتَا، وَلَوْ كَانَ عَلَيْهِمَا لَرَفَعَهُمَا وَقَلَّ اضْطِرَابُهُمَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وسِوى، بِالْقَصْرِ، يَكُونُ بِمَعْنَيَيْنِ: يَكُونُ بِمَعْنَى نَفْسِ الشَّيْءِ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى غيرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وسَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسَواسِوَةٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، كلُّها أَسماءُ جمعٍ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ أَما قَوْلُهُمْ سَواسِوَة فَالْقَوْلُ فِيهِ عِنْدِي أَنه مِنْ بَابِ ذَلاذِلَ، وَهُوَ جمعُ سَوَاءٍ مِنْ غَيْرِ لفظِه، قَالَ: وَقَدْ قَالُوا سَواسِيَةٌ، قَالَ: فَالْيَاءُ فِي سَواسِيَة مُنْقلبة عَنِ الْوَاوِ، ونظيرُه مِنَ الْيَاءِ صَياصٍ جَمْعُ صِيصَةٍ، وَإِنَّمَا صَحَّت الواوُ فِيمَنْ قَالَ سَواسِوَة لأَنها لَامُ أَصل وأَن الْيَاءَ فِيمَنْ قَالَ سَواسِيَةٌ مُنْقلِبة عَنْهَا، وَقَدْ يَكُونُ السَّواءُ جَمْعًا. وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ رُذالِ الناسِ فِي الأَلفاظ: قَالَ أَبو عَمْرٍو يُقَالُ هُمْ سَواسِيَة إِذَا استَوَوْا فِي اللُّؤْم والخِسَّةِ والشَّر؛ وأَنشد:

_ (2). قوله [تجانف عن خل إلخ] سيأتي في هذه المادة إنشاده بلفظ: تَجَانَفُ عَنْ جَوِّ الْيَمَامَةِ ناقتي (3). قوله [أردّاً إلى قوله وقل اضطرابهما] هكذا هذه العبارة بحروفها في الأصل، ووضع عليه بالهامش علامة وقفة

وَكَيْفَ تُرَجِّيها، وَقَدْ حَالَ دُونَها ... سَواسِيَةٌ لَا يغْفِرُونَ لَهَا ذَنْبا؟ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: سُودٌ سَوَاسِيَةٌ، كأَن أُنُوفَهُمْ ... بَعْرٌ يُنَظِّمُه الوليدُ بمَلْعَبِ وأَنشد أَيضاً لِذِي الرُّمَّةِ: لَوْلَا بَنُو ذُهْلٍ لقَرَّبْتُ منكُم، ... إِلَى السَّوطِ، أَشْياخاً سَواسِيَةً مُرْدا يقول لضربتكم وحلقت رؤُوسَكم ولِحاكم. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هُمْ سَواسِيَةٌ وسَواسٍ وسُؤَاسِيَةٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: سَوَاسٍ، كأَسْنانِ الحِمارِ فَمَا تَرى، ... لِذي شَيبَةٍ مِنْهُمْ على ناشِيءٍ، فَضْلا وَقَالَ آخَرُ: سَبَيْنا مِنْكُمُ سَبْعينَ خَوْداً ... سَوَاسٍ، لَمْ يُفَضَّ لَهَا خِتامُ التَّهْذِيبُ: وَمِنْ أَمثالِهم سَوَاسِيَة كأَسْنان الحِمارِ؛ وَقَالَ آخَرُ: شَبابُهُمُ وشِيبُهُمُ سَواءٌ، ... سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قولِهم فِي الْحَدِيثِ لَا يزالُ الناسُ بخَيْرٍ مَا تَبايَنوا ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا تَفاضَلوا، فَإِذَا تَسَاوَوْا هَلكوا ، وأَصل هَذَا أَن الخَيْرَ فِي النادِرِ مِنَ الناسِ، فَإِذَا اسْتَوَى النَّاسُ فِي الشَّرِّ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ ذُو خَيْرٍ كَانُوا مِنَ الهَلْكى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَنهم إِنَّمَا يَتَسَاوَوْن إِذَا رَضُوا بالنَّقْصِ وَتَرَكُوا التَّنافُس فِي طَلب الْفَضَائِلِ ودَرْكِ المَعالي، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ خَاصًّا فِي الجَهْل، وَذَلِكَ أَن الناسَ لَا يَتساوَوْنَ فِي العِلْمِ وَإِنَّمَا يَتساوَوْن إِذَا كَانُوا جُهّالًا، وَقِيلَ: أَراد ب التَّساوي التحزُّبَ والتفرُّقَ وأَن لَا يَجْتَمِعُوا فِي إمامٍ ويَدَّعِيَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمْ الحَقَّ لِنَفْسِه فَيَنْفَرِدَ برأْيِه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هُمْ سَوَاسِيَة يَسْتَوون فِي الشرِّ، قَالَ: وَلَا أَقول فِي الخيرِ، وَلَيْسَ لَهُ واحدٌ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي القَمْقامِ سَواسِيَة، أَراد سَواء ثُمَّ قَالَ سِيَة؛ ورُوِي عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ العلاءِ أَنه قَالَ: مَا أَشدَّ مَا هَجَا القائلُ وَهُوَ الْفَرَزْدَقُ: سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ وَذَلِكَ أَن أَسنانَ الحمارِ مُسْتوية؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَمْثَلُ أَخْلاقِ إمْرِئِ القَيْسِ أَنَّها ... صِلابٌ، عَلَى عَضِّ الهَوانِ، جُلودُها لَهُمْ مجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ، ... سَوَاسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها وَيُقَالُ: أَلآمٌ سَوَاسِيَة وأَرْآدٌ سَوَاسِيَة. وَيُقَالُ: هُوَ لِئْمُه ورِئْدُهُ أَي مِثْلُه، والجمعُ أَلآمٌ وأَرْآدٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ؛ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ يعلَم مَا غابَ وَمَا شَهِدَ، والظاهرَ فِي الطُّرُقاتِ، والمُسْتَخْفِيَ في الظُّلُماتِ، والجاهِرَ فِي نُطْقِه، والمُضْمِرَ فِي نفْسِه، عَلِمَ اللَّهِ بِهِمْ جَمِيعًا سَوَاءٌ. وسواءٌ تطلُبُ اثْنَيْنَ، تَقُولُ: سَواءٌ زيدٌ وعمْروٌ فِي مَعْنَى ذَوا سَواءٍ زيدٌ وعمروٌ، لأَن سَوَاءً مصدرٌ فَلَا يَجُوزُ أَن يُرْفع مَا بعْدها إلَّا عَلَى الحَذْفِ، تقولُ عَدْلٌ زيدٌ وعمروٌ، وَالْمَعْنَى ذَوا عَدْلٍ زيدٌ وعمروٌ، لأَن الْمَصَادِرَ لَيْسَتْ كأَسْماء الفاعلينَ وَإِنَّمَا يَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوصافُها؛ فأَما إِذَا رَفَعَتْهَا الْمَصَادِرُ فَهِيَ عَلَى الْحَذْفِ كَمَا قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

تَرْتَعُ مَا غَفَلَتْ، حَتَّى إِذَا ادَّكَرَتْ، ... فإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ أَي ذاتُ إقْبالٍ وإدْبار؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، فأَمّا سِيبَوَيْهِ فجَعلها الإِقبالَة والإِدبارَة عَلَى سَعةِ الْكَلَامِ. وتَساوَتِ الأُمورُ واسْتَوَتْ وسَاوَيْتُ بَيْنَهُمَا أَي سَوَّيْتُ. واسْتَوَى الشَّيْئَانِ وتَسَاوَيَا: تَماثَلا. وسَوَّيْتُه بِهِ وسَاوَيْتُ بَيْنَهُمَا وسَوَّيْتُ وسَاوَيْتُ الشيءَ وسَاوَيْتُ بِهِ وأَسْوَيْتُه بِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ لِلْقَنَانِيِّ أَبي الحَجْناء: فإنَّ الَّذِي يُسْويكَ، يَوْماً، بوِاحِدٍ ... مِنَ الناسِ، أَعْمى القَلْبِ أَعْمى بَصائرهْ اللَّيْثُ: الاسْتِوَاءُ فِعْلٌ لازِمٌ مِنْ قَوْلِكَ سَوَّيْتُه فاسْتَوى. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَرَبُ تَقُولُ اسْتَوَى الشيءُ مَعَ كَذَا وَكَذَا وَبِكَذَا إِلَّا قولَهم للغلامِ إِذَا تَمَّ شَبابُه قَدِ اسْتَوَى. قَالَ: وَيُقَالُ اسْتَوَى الماءُ والخَشَبةَ أَي مَعِ الخَشَبةِ، الواوُ بِمَعْنَى مَعْ هَاهُنَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فِي الْبَيْعِ لَا يُسَاوِي أَي لَا يَكُونُ هَذَا مَعَ هَذَا الثَّمَنِ سيَّيْنِ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لَا يُساوي الثوبُ وغيرُه كَذَا وَكَذَا، ولَمْ يعْرفْ يَسْوَى؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: يَسْوَى نَادِرَةٌ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ سَوِيَ وَلَا سَوى، كَمَا أَنَّ نَكْراءَ جاءَت نَادِرَةً وَلَا يُقَالُ لِذَكَرِها أَنْكَرُ، وَيَقُولُونَ نَكِرَ وَلَا يَقُولُونَ يَنْكَرُ؛ قَالَ الأَزهري: وقولُ الْفَرَّاءِ صحيحٌ، وَقَوْلُهُمْ لَا يَسْوَى أَحسِبُه لغةَ أَهلِ الْحِجَازِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ: وأَما لَا يُسْوى فَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ. وَهَذَا لَا يُساوِي هَذَا أَي لَا يعادِلُه. وَيُقَالُ: سَاوَيْتُ هَذَا بذاكَ إِذَا رَفَعْته حَتَّى بلَغ قَدْره ومَبْلَغه. وَقَالَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ ؛ أَي سَوَّى بَيْنَهُمَا حِينَ رفَع السَّدَّ بينَهُما. وَيُقَالُ: سَاوَى الشيءُ الشيءَ إِذَا عادَلَه. وساوَيْتُ بينَ الشَّيْئَيْنِ إِذَا عَدَّلْتَ بينِهما وسَوَّيْت. وَيُقَالُ: فلانٌ وَفُلَانٌ سَوَاءٌ أَي مُتَساويان، وقَوْمٌ سَوَاءٌ لأَنه مَصْدَرٌ لَا يثَنى وَلَا يُجْمَعُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَيْسُوا سَواءً ؛ أَي لَيْسوا مُسْتَوينَ. الْجَوْهَرِيُّ: وَهُمَا فِي هَذَا الأَمرِ سَوَاءٌ، وَإِنْ شئتَ سَوَاءَانِ، وَهُمْ سَوَاءٌ لِلْجَمْعِ، وَهُمْ أَسْوَاءٌ، وَهُمْ سَواسِيَةٌ أَي أَشباهٌ مثلُ يمانِيةٍ عَلَى غيرِ قياسٍ؛ قَالَ الأَخفش: وَوَزْنُهُ فَعَلْفِلَةُ «4»، ذهَب عَنْهَا الحَرْفُ الثَّالِثُ وأَصله الياءُ، قَالَ: فأَمَّا سَوَاسِيَة فإنَّ سَوَاءً فَعالٌ وسِيَةٌ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعَةً أَو فِعْلَةً «5»، إِلَّا أَنَّ فِعَةً أَقيس لأَن أَكثر مَا يُلْقونَ موضِعَ اللَّامِ، وانْقَلَبَتِ الواوُ فِي سِيَة يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا لأَن أَصله سِوْيَة، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سَواسِيَةٌ جمعٌ لِوَاحِدٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ، وَهُوَ سَوْساةٌ، قَالَ: وَوَزْنُهُ فَعْلَلةٌ مِثْلُ مَوْماةٍ، وأَصلهُ سَوْسَوَة فَسَوَاسِيَةٌ عَلَى هَذَا فَعالِلَةٌ كلمةٌ وَاحِدَةٌ، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ سَواسِوَة لُغَةً فِي سَواسِيَة، قَالَ: وَقَوْلُ الأَخفش لَيْسَ بشيءٍ؛ قَالَ: وشاهِدُ تَثْنية سواءٍ قولُ قَيْسِ ابن مُعاذ: أَيا رَبِّ، إنْ لَمْ تَقْسِمِ الحُبَّ بَيْننا ... سَواءَيْنِ، فاجْعَلْني عَلَى حُبِّها جَلْدا وَقَالَ آخَرُ: تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ ونَغْتَدي ... سَوَاءَيْنِ، والمَرْعى بأُمِّ دَرِينِ وَيُقَالُ للأَرض الْمُجْدِبَةِ: أُمُّ دَرِينٍ. وإذا قلتَ

_ (4). قوله [فعلفلة] وهكذا في الأصل ونسخة قديمة من الصحاح وشرح القاموس، وفي نسخة من الصحاح المطبوع: فعافلة (5). قوله [وَسِيَةٌ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فعة أو فعلة] هكذا في الأصل ونسخة الصحاح الخط وشرح القاموس أيضاً، وفي نسخة الصحاح المطبوعة: فعة أو فلة

سَوَاءٌ علَيَّ احْتَجْتَ أَن تُتَرْجِم عَنْهُ بشَيْئَيْن، تَقُولُ: سَوَاءٌ سأَلْتَني أَو سَكَتَّ عنِّي، وسَوَاءٌ أَحَرَمْتَني أَم أَعْطَيْتَني؛ وَإِذَا لحِقَ الرجلُ قِرْنَه فِي عِلْم أَو شَجاعَةٍ قِيلَ: سَاوَاهُ. وَقَالَ ابْنُ بزُرْج: يُقَالُ لئنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ وأَنا سِوَاكَ ليَأتِيَنَّكَ مِنِّي مَا تَكْرَهُ؛ يُرِيدُ وأَنا بأَرْضٍ سِوى أَرْضِكَ. وَيُقَالُ: رجلٌ سَواءُ البَطْنِ إِذَا كَانَ بَطْنُه مُسْتَوِياً مَعَ الصَّدْرِ، ورجلٌ سَوَاءُ القَدَمِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا أَخْمَصٌ، ف سواءٌ فِي هَذَا المَعنى بمعْنى المُسْتَوِي. وَفِي صِفَة النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه كَانَ سَوَاءَ البَطْنِ والصَّدْرِ ؛ أَرادَ الواصِفُ أَنّ بَطْنَه كَانَ غَيْرَ مُسْتَفِيضٍ فَهُوَ مُساوٍ لصَدْرِه، وأَنَّ صَدْرَه عَرِيضٌ فَهُوَ مُسَاوٍ لبَطْنِهِ، وَهُمَا مُتَسَاوِيَانِ لَا ينْبُو أَحَدُهُما عَنِ الآخرِ. وسَواءُ الشَّيءِ: وسَطُه لاسْتِواءِ المسافةِ إلَيْه مِنَ الأَطْرافِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ ؛ أَي نَعْدِلُكُمْ فنَجْعَلُكمْ سَواءً فِي العِبادة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والسِّيُّ المِثْلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَصله سِوْيٌ؛ وَقَالَ: حَدِيدُ النَّابِ لَيْسَ لكُمْ بِسِيٍ وسَوَّيْتُ الشيءَ فاسْتَوَى، وهُما عَلَى سَوِيَّةٍ مِنْ هَذَا الأَمر أَيْ عَلَى سَواء. وقَسَمْت الشيءَ بينَهُما بالسَّوِيَّة. وسِيَّانِ بِمَعْنَى سَواءٍ. يُقَالُ: هُما سِيَّانِ، وهُمْ أَسْوَاءٌ؛ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ هُمْ سِيٌّ كَمَا يُقَالُ هُمْ سَواءٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وهُمُ سِيٌّ، إِذَا مَا نُسِبُوا، ... فِي سَناء المَجْدِ مِنْ عَبْدِ مَنافْ والسِّيَّان: المِثْلان. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُمَا سَواءَانِ وسِيَّان مِثْلان، والواحِدُ سِيٌّ؛ قَالَ الحُطَيْئَة: فإيَّاكُمْ وحَيَّةَ بَطْنِ وادٍ ... هَمُوزَ النَّابِ، ليْسَ لَكُمْ بِسِيِ يُرِيدُ تَعظِيمه. وَفِي حَدِيثِ جُبَيْر بنِ مُطْعِمٍ: قَالَ لَهُ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّما بنُو هاشِمٍ وَبَنُو المُطّلِبِ سِيٌّ واحِدٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بنُ مَعِين أَي مِثْلٌ وسَواءٌ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ شَيءٌ وَاحِدٌ ، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا سِيَّما كَلِمَةٌ يُسْتَثْنى بِهَا وَهُوَ سِيٌّ ضُمَّ إليْه مَا، والإِسمُ الَّذِي بَعْدَ مَا لَكَ فِيهِ وَجْهَانِ: إنْ شِئْتَ جَعَلْتَ مَا بِمَنْزِلَةِ الَّذِي وأَضْمَرْت ابْتِداءً ورَفَعْتَ الإِسمَ الَّذِي تَذْكُرُه بخَبرِ الإِبْتداء، تَقُولُ: جاءَني القَومُ وَلَا سيِّما أَخُوكَ أَي وَلَا سِيَّ الَّذِي هُوَ أَخُوك، وَإِنْ شِئْتَ جَرَرْتَ مَا بعْدَه عَلَى أَن تَجْعَل مَا زائِدةً وتجُرَّ الإِسم بِسيٍّ لأَنَّ مَعْنَى سِيٍّ مَعْنَى مِثْلٍ؛ ويُنشدُ قولُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَلا رُبَّ يومٍ لكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ، ... وَلَا سِيَّما يومٍ [يومٌ] بِدَارةِ جُلْجُلِ مَجْرُورًا وَمَرْفُوعًا، فَمَنْ رَوَاهُ وَلَا سيَّمَا يومٍ أَراد وَمَا مِثْلُ يومٍ وما صِلةٌ، وَمَنْ رَوَاهُ يومٌ أَراد وَلَا سِيَّ الَّذِي هُوَ يَوْمٌ. أَبو زَيْدٍ عَنِ الْعَرَبِ: إنَّ فُلَانًا عالمٌ وَلَا سِيَّما أَخوه، قال: وما صلَةٌ ونصبُ سِيَّما بِلا الجَحْدِ وما زَائِدَةٌ، كأَنك قُلْتَ وَلَا سِيَّ يَوْمٍ، وَتَقُولُ: اضْرِبْنَ القومَ وَلَا سِيَّما أَخيك أَي وَلَا مثْلَ ضَرْبةِ أَخيك، وَإِنْ قُلْتَ وَلَا سِيَّما أَخوك أَي وَلَا مِثْلَ الَّذِي هُوَ أَخوك، تَجْعَلُ مَا بِمَعْنَى الَّذِي وَتُضْمِرُ هُوَ وَتَجْعَلُهُ ابْتِدَاءً وأَخوك خَبَرُهُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَوْلُهُمْ لَا سِيَّما زيدٍ أَي لَا مثْلَ زَيْدٍ وما لَغْوٌ، وَقَالَ: لَا سِيَّما زيدٌ كَقَوْلِكَ دَعْ مَا زَيْدٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مَثَلًا مَا بَعُوضَةً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا هُوَ

لكَ بسِيٍّ أَي بِنَظِيرٍ، وَمَا هُمْ لَكَ بأَسْواءٍ، وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّثُ مَا هيَ لكَ بِسِيٍّ، قَالَ: يَقُولُونَ لَا سِيَّ لِمَا فُلانٌ [فُلانٍ] وَلَا سِيَّكَ مَا فُلانٌ وَلَا سِيَّ لِمَنْ فَعَل ذَلِكَ وَلَا سِيَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَمَا هُنَّ لَكَ بأَسْواءٍ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وَكَانَ سِيَّيْن أَن لَا يَسْرَحُوا نَعَماً، ... أَو يَسْرَحُوه بِهَا واغْبَرَّتِ السُّوحُ مَعْنَاهُ أَن لَا يَسْرَحُوا نعَمَاً وأَن يَسْرَحُوه بِهَا، لأَن سَواءً وسِيَّانِ لَا يُسْتَعْمَلَانِ إِلَّا بِالْوَاوِ فَوَضَعَ أَبو ذُؤَيْبٍ أَو هَاهُنَا مَوْضِعَ الْوَاوِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: فسِيَّان حَرْبٌ أَو تَبُوءَ بِمِثْلِهِ، ... وَقَدْ يَقْبَلُ الضَّيمَ الذَّليلُ المسَيَّرُ «1» . أَي فَسِيَّانِ حربٌ وبَواؤكم بِمِثْلِهِ، وَإِنَّمَا حَمَلَ أَبا ذُؤَيْبٍ عَلَى أَن قَالَ أَو يَسْرَحوه بِهَا كراهيةُ الخَبْن فِي مُسْتَفْعِلِنْ، وَلَوْ قَالَ ويَسْرَحُوه لَكَانَ الْجُزْءُ مَخْبُونًا. قَالَ الأَخفش: قَوْلُهُمْ إِنَّ فُلَانًا كَرِيمٌ وَلَا سِيّما إِنْ أَتيته قَاعِدًا، فَإِنَّ مَا هَاهُنَا زَائِدَةٌ لَا تَكُونُ مِنَ الأَصل، وَحُذِفَ هُنَا الإِضمار وَصَارَ مَا عِوَضًا مِنْهَا كأَنه قَالَ وَلَا مِثْله إِنْ أَتيته قَاعِدًا. ابْنُ سِيدَهْ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ سَواءٍ والعَدَمُ وسُوىً [سِوىً] والعَدَمُ أَي وُجُودُهُ وَعَدَمُهُ سَواءٌ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: سَواء هُوَ والعَدَمُ. وَقَالُوا: هَذَا دِرْهَمٌ سَواءً وسَوَاءٌ، النَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ كأَنك قُلْتَ اسْتِوَاءً، وَالرَّفْعُ عَلَى الصِّفَةِ كَأَنَّكَ قُلْتَ مُسْتَوٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ، قَالَ: وَقَدْ قُرِئَ سَواءٍ عَلَى الصِّفَةِ. والسَّوِيَّةُ والسَّوَاءُ: العَدْل والنَّصَفة؛ قَالَ تَعَالَى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ ؛ أَي عَدْلٍ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَرُوني خُطَّةً لَا عَيْبَ فِيهَا، ... يُسَوِّي بَيْننا فِيها السَّواءُ وَقَالَ تَعَالَى: فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ الضَّبّي: أَتَسْأَلُني السَّوِيَّة وسْطَ زَيْدٍ؟ ... أَلا إنَّ السَّوِيَّةَ أَنْ تُضامُوا وسَواءُ الشيءِ وسِوَاهُ وسُوَاهُ؛ الأَخيرتان عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وَسَطُهُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ ؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: يَا ويْحَ أَصحابِ النَّبيِّ ورَهْطِهِ، ... بعَدَ المُغَيَّبِ فِي سَواءِ المُلْحَدِ وَفِي حَدِيثِ أَبي بكرٍ والنسَّابةِ: أَمْكَنْتَ مِن سَواء الثُّغْرَة أَي وَسَطِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: يُوضَعُ الصِّراطُ عَلَى سَواءِ جَهَنَّمَ. وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: فَإِذَا أَنا بهَضْبةٍ فِي تَسْوَائِها أَي فِي الْمَوْضِعِ المُستوي مِنْهَا، وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ للتَّفْعال. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يَقُولُ حَبَّذا أَرضُ الْكُوفَةِ أَرضٌ سَواءٌ سَهْلة أَي مُستوية. يُقَالُ: مَكَانٌ سَواءٌ أَي مُتَوسِّطٌ بَيْنَ المكانَين، وَإِنْ كسَرْت السينَ فَهِيَ الأَرض الَّتِي تُرابُها كالرَّملِ. وسَواءُ الشَّيْءِ: غيرُه؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للأَعشى: تَجانَفُ عَنْ جَوِّ اليَمامةِ نَاقَتِي، ... وما عَدَلَتْ عن أَهلِها لسَوَائِكا وَفِي الْحَدِيثِ: سأَلْتُ رَبي أَن لَا يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتي عَدُوّاً مِن سَواءِ أَنفسِهم فيسْتَبِيحَ بيْضتَهم أَي مِنْ غَيْرِ أَهل دِينِهِمْ؛ سَواءٌ، بِالْفَتْحِ والمدِّ: مِثْلُ سِوَى بالقصرِ والكسرِ كالقِلا والقَلاء، وسُوىً [سِوىً] فِي مَعْنَى غَيْرٍ. أَبو عبيد: سُوى [سِوى] الشيءِ غيرُه كَقَوْلِكَ رأَيتُ سُواكَ [سِواكَ]، وأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ سِوىً وسَواءٌ ظرفان،

_ (1). قوله [أو تبوء إلخ] هكذا في الأصل، وانظر هل الرواية تبوء بالإفراد أو تبوءوا بالجمع ليوافق التفسير بعده

وَإِنَّمَا اسْتُعْمِلَ سَواءٌ اسْمًا فِي الشِّعْرِ كَقَوْلِهِ: وَلَا يَنْطِقُ الفحشاءَ مَنْ كَانَ منهمُ، ... إِذَا جَلَسُوا مِنَّا وَلَا مِنْ سَوائِنا وَكَقَوْلِ الأَعشى: وَمَا عَدَلَتْ عَنْ أَهلِها لِسَوَائِكا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سواءٌ الْمَمْدُودَةٌ الَّتِي بِمَعْنَى غيرٍ هِيَ ظرْفُ مَكَانٍ بِمَعْنَى بَدَلٍ؛ كَقَوْلِ الْجَعْدِيِّ: لَوَى اللهُ علْمَ الغيبِ عَمَّنْ سَوَاءَهُ، ... ويَعْلَمُ مِنْهُ مَا مَضَى وتأَخَّرا وَقَالَ يَزِيدُ بنُ الحَكَم: همُ البُحورُ وتَلْقى مَنْ سَوَاءَهُم، ... مِمَّنْ يُسَوَّدُ، أثْماداً وأَوْشالا قَالَ: وسِوَى مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَيْسَتْ بمُتَمَكِّنةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سَقاكِ اللهُ يَا سَلْمى سَقاكِ، ... ودارَكِ باللِّوَى دارَ الأَرَاكِ أَمَا والرَّاقِصات بكلِّ فَجٍّ، ... ومَنْ صَلَّى بنَعْمانِ الأَراكِ لَقَدْ أَضْمَرْتُ حُبَّكِ فِي فُؤَادِي، ... وَمَا أَضْمَرْتُ حُبًّا مِن سِواكِ أَطَعْتِ الآمِرِيك بقَطْع حَبْلِي، ... مُرِيهِمْ فِي أَحِبَّتهم بذاكِ، فإنْ هُمْ طاوَعُوكِ فطاوِعِيهم، ... وإنْ عاصَوْكِ فاعْصِي مَنْ عَصاكِ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَواءٌ، مَمْدُودٌ، بِمَعْنَى وسَط. وَحَكَى الأَصمعي عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَر: انْقَطَع سَوَائِي أَي وَسَطي، قَالَ: وسِوىً وسُوىً بِمَعْنَى غيرٍ كَقَوْلِكَ سَواءٌ. قَالَ الأَخفش: سِوىً وسُوىً إِذَا كَانَ بِمَعْنَى غيرٍ أَو بِمَعْنَى العدلِ يَكُونُ فِيهِ ثلاثُ لغاتٍ: إِنْ ضمَمْتَ السِّينَ أَو كسَرْت قَصرْتَ فِيهِمَا جَمِيعًا، وإنْ فتحتَ مَددْتَ، تَقُولُ مَكَانٌ سِوىً وسُوىً وسَواءٌ أَي عَدْلٌ ووَسَطٌ فِيمَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ؛ قَالَ مُوسَى بْنُ جَابِرٍ: وجَدْنا أَبانا كَانَ حَلَّ ببَلْدَةٍ ... سِوىً بَيْنَ قَيْسٍ، قَيْسِ عَيْلانَ، والفِزْرِ وَتَقُولُ: مَرَرْتُ برجُلٍ سِواكَ وسُواكَ وسَوائِكَ أَي غَيْرِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يأْت سواءٌ مكسورَ السِّينِ مَمْدُودًا إِلَّا فِي قَوْلِهِمْ: هُوَ فِي سِوَاء رأْسِه وسِيِّ رأْسِه إِذَا كَانَ فِي نَعْمة وخِصْبٍ، قَالَ: فَيَكُونُ سِواءٌ عَلَى هَذَا مصدَر ساوَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وسِيٌّ بِمَعْنَى سَواءٍ، قَالَ: وَقَوْلُهُمْ فلانٌ فِي سِيِّ رأسِه وَفِي سَوَاء رأْسِه كلُّه مِنْ هَذَا الْفَصْلِ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلٍ سَيا وفسَّره فَقَالَ: قَالَ الْفَرَّاءُ يُقَالُ هُوَ فِي سِيِّ رأْسه وَفِي سَواء رأْسه إِذَا كَانَ فِي النَّعمة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَقَدْ يفسرُ سِيّ رأْسه عَدَدَ شَعرَه مِنَ الْخَيْرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنه خاضِبٌ، بالسِّيِّ مَرْتَعُه، ... أَبو ثَلاثينَ أَمْسَى وَهُوَ مُنْقَلِبُ «2» . وَمَكَانٌ سِوىً وسُوىً: مُعْلَمٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَكَانًا سِوىً، وسُوىً ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ بِالْفَتْحِ إِذَا كَانَ فِي مَعْنَى نَصَفٍ وعَدْلٍ فتَحوه ومَدُّوه، والكسْرُ والضمُّ معَ القَصْر عَرَبيّانِ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا. قَالَ اللَّيْثُ: تصغيرُ سَواءٍ الممدودِ سُوَيٌّ. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَكاناً سُوىً ويُقْرَأُ بِالضَّمِّ، وَمَعْنَاهُ مَنْصَفاً أَي مَكَانًا يَكُونُ للنَّصَفِ فِيمَا بينَنا وَبَيْنَكَ، وَقَدْ جَاءَ فِي اللُّغَةِ سَواءٌ بهذا المعنى،

_ (2). قوله [كأنه خاضب إلخ] قال الصاغاني الرواية: أذاك أم خاضب إلخ. يعني أذاك الثور الذي وصفته يشبه ناقتي في سرعتها أم ظليم هذه صفته

تَقُولُ هَذَا مَكَانٌ سَواءٌ أَي مُتَوَسِّطٌ بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ، وَلَكِنْ لَمْ يُقْرَأْ إِلَّا بالقَصْر سِوىً وسُوىً. وَلَا يُساوِي الثوبُ وغيرُه شَيْئًا وَلَا يُقَالُ يَسْوَى، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلِ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَقَدْ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ. واستَوى الشيءُ: اعْتَدَلَ، وَالِاسْمُ السَّوَاءُ، يُقَالُ: سَوَاءٌ عَليَّ قمتَ أَو قعدتَ. واسْتَوَى الرجلُ: بَلَغَ أَشُدَّه، وَقِيلَ: بَلَغَ أَربعين سَنَةً. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ ؛ كَمَا تَقُولُ: قَدْ بلغَ الأَميرُ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى بَلَدِ كَذَا، مَعْنَاهُ قَصَد بالاسْتِواء إِلَيْهِ، وَقِيلَ: اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ صَعِدَ أَمره إِلَيْهَا، وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: أَقْبَلَ إِلَيْهَا، وَقِيلَ: اسْتَوْلى. الْجَوْهَرِيُّ: اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ أَي قَصَدَ، واسْتَوى أَي اسْتَوْلى وظَهَر؛ وَقَالَ: قَدِ اسْتَوى بِشْرٌ عَلَى العِرَاق، ... مِنْ غَيرِ سَيْفٍ ودَمٍ مُهْراق الْفَرَّاءُ: الاسْتِوَاء فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن يَسْتَوِي الرجلُ وَيَنْتَهِيَ شبابُه وقوَّته، أَو يَسْتَوِي عَنِ اعْوِجَاجٍ، فَهَذَانَ وَجْهَانِ، وَوَجْهٌ ثَالِثُ أَن تَقُولَ: كَانَ فُلَانٌ مُقْبِلًا عَلَى فُلَانَةٍ ثُمَّ استَوَى عليَّ وإليَّ يُشاتِمُني، عَلَى مَعْنَى أَقبل إليَّ وعلىَّ، فَهَذَا قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ* ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ صعِدَ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ لِلرَّجُلِ: كَانَ قَائِمًا فاسْتَوَى قَاعِدًا، وَكَانَ قَاعِدًا فاسْتَوَى قَائِمًا، قَالَ: وكلٌّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ جَائِزٌ. وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ أَي صعِد أَمره إِلَى السَّمَاءِ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ؛ قَالَ الاسْتِوَاءُ الإِقبال عَلَى الشَّيْءِ، وَقَالَ الأَخفش: اسْتَوَى أَي عَلَا، تَقُولُ: استَوَيْتُ فَوْقَ الدَّابَّةِ وَعَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ أَي علَوْتُه. واسْتَوَى عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ أَي استَقَرَّ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ* ؛ عمَدَ وَقَصَدَ إِلَى السَّمَاءِ، كَمَا تَقُولُ: فَرغ الأَميرُ مِنْ بَلَدِ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى بَلَدِ كَذَا وَكَذَا، مَعْنَاهُ قَصَدَ بِالِاسْتِوَاءِ إِلَيْهِ. قَالَ دَاوُدُ بنُ عَلِيٍّ الأَصبهاني: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ الأَعرابي فأَتاه رجلٌ فَقَالَ: مَا مَعْنَى قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ؟ فَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ، فَقَالَ: يَا أَبا عبدِ اللَّهِ إِنَّمَا مَعْنَاهُ استَوْلى، فَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا يُدْرِيك؟ الْعَرَبُ لَا تَقُولُ استَوْلى عَلَى الشَّيْءِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مُضادٌّ فأَيهما غَلَب فَقَدِ اسْتَوْلى؛ أَما سَمِعْتَ قَوْلَ النَّابِغَةِ: إلَّا لمِثْلِكَ، أَو مَن أَنت سابِقُه ... سبْقَ الجوادِ، إِذَا اسْتَوْلى عَلَى الأَمَدِ وَسُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنس: اسْتَوَى كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الكيفُ غَيْرُ معقولٍ، والاستِواءُ غَيْرُ مَجْهول، والإِيمانُ بِهِ واجبٌ، والسؤالُ عَنْهُ بِدْعةٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى ؛ قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى اسْتَوَى هَاهُنَا بَلَغَ الأَربعين. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ أَن المجتمِعَ من الرجالِ والمُسْتَوِي الَّذِي تَمَّ شَبابُه، وَذَلِكَ إِذَا تمَّتْ ثَمَانٌ وعشرونَ سَنَةً فَيَكُونُ مجتمِعاً ومُسْتَوِياً إِلَى أَن يَتِمَّ لَهُ ثلاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يَدْخُلُ فِي حدِّ الكهولةِ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ بلوغُ الأَربعين غايةَ الاستِواء وكمالِ الْعَقْلِ. ومكانٌ سَوِيٌّ وسِيٌّ: مُسْتَوٍ. وأَرضٌ سِيٌّ: مسْتَوِية؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: رَهاء بَساط الأَرضِ سِيّ مَخُوفة والسِّيُّ: الْمَكَانُ المُسْتَوِي؛ وَقَالَ آخَرُ:

بأَرض وَدْعانَ بِساطٌ سِيٌ أَي سَواءٌ مستقيمٌ. وسَوَّى الشيءَ وأَسْوَاهُ: جعلَه سَوِيّاً. وَهَذَا الْمَكَانُ أَسْوَى هَذِهِ الأَمكنةِ أَي أَشدُّها اسْتِواءً، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وأَرض سَواءٌ: مُسْتَويةٌ. ودارٌ سَواءٌ: مُسْتَويةُ المَرافِق. وثوبٌ سَواءٌ: مسْتَوٍ عرضُه وطولُه وطبقاتُه، وَلَا يُقَالُ جملٌ سَوَاءٌ وَلَا حمارٌ سَوَاءٌ وَلَا رجلٌ سَوَاءٌ. واسْتَوَتْ بِهِ الأَرضُ وتَسَوَّتْ وسُوِّيَتْ عَلَيْهِ، كلُّه: هَلك فِيهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ يَصيرُون كَالتُّرَابِ، وَقِيلَ: لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ أَي تَسْتَوي بِهِمْ؛ وَقَوْلُهُ: طَالَ عَلَى رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُهْ، ... وعَفا واسْتَوَى بِهِ بَلَدُهْ «1» . فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: اسْتَوَى بِهِ بلدُه صَارَ كلُّه حَدَباً، وَهَذَا الْبَيْتُ مختلِفُ الوزنِ فالمِصراعُ الأَول مِنَ الْمُنْسَرِحِ «2». وَالثَّانِي مِنَ الْخَفِيفِ. ورجلٌ سَوِيُّ الخَلْق والأُنثى سَوِيَّةٌ أَي مُسْتَوٍ. وَقَدِ اسْتَوَى إِذَا كَانَ خَلْقُه وولدُه سَوَاءٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا لَفْظُ أَبي عُبَيْدٍ، قَالَ: وَالصَّوَابُ كَانَ خَلْقُه وخَلْق وَلَدِهِ أَو كَانَ هُوَ وولدُه. الْفَرَّاءُ: أَسْوَى الرجلُ إِذَا كَانَ خَلْق ولدِه سَوِيّاً وخَلْقُه أَيضاً، واسْتَوَى مِنِ اعوِجاجٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَشَراً سَوِيًّا ، وَقَالَ: ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: لَمَّا قَالَ زَكَرِيَّا لِرَبِّهِ اجْعَلْ لِي آيَةً أَي علامَةً أَعلم بِهَا وقوعَ مَا بُشِّرْتُ بِهِ قَالَ: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا ؛ أَي تُمْنَع الكلامَ وأَنت سَوِيٌّ لَا أَخرسُ فتعلَم بِذَلِكَ أَن اللَّهَ قَدْ وهبَ لَكَ الوَلدَ، قال: وسَوِيّاً منصوبٌ عَلَى الحالِ، قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا ؛ يَعْنِي جبريلَ تمثَّل لمرْيمَ وَهِيَ فِي غُرْفةٍ مُغْلَقٍ بابُها عَلَيْهَا محجوبةٌ عَنِ الخَلْقِ فتمثَّل لَهَا فِي صُورَةِ خَلْقِ بَشَرٍ سَويّ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السَّوِيُّ فَعيلٌ فِي مَعْنَى مُفْتَعلٍ أَي مُسْتَوٍ، قَالَ: والمُستَوِي التامُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الَّذِي قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ فِي شبابِه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه. واسْتَوَى الرَّجُلُ إِذَا انْتَهَى شَبابه، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي شيءٍ مِنَ الأَشياء اسْتَوَى بنفسِه حَتَّى يُضَمَّ إِلَى غيرِه فَيُقَالَ: اسْتَوَى فلانٌ وفلانٌ، إلَّا فِي مَعْنَى بلوغِ الرَّجُلِ النهايةَ فَيُقَالُ: اسْتَوَى، قَالَ: وَاجْتَمَعَ مثلُه. وَيُقَالُ: هُمَا عَلَى سَوِيَّةٍ مِنَ الأَمر أَي عَلَى سَواءٍ أَي استِواءٍ. والسَّوِيَّة: قتَبٌ عجميٌّ لِلْبَعِيرِ، وَالْجَمْعُ السَّوَايَا. الْفَرَّاءُ: السَّايَةُ فَعْلةٌ مِنَ التَّسْوِيَةِ. وقولُ الناسِ: ضَرَبَ لِي سَايَةً أَي هيّأَ لِي كَلِمَةً سَوَّاها عليَّ ليَخْدَعَني. وَيُقَالُ: كيف أَمْسَيْتُم؟ فيقولون: مُسْؤُونَ، بِالْهَمْزِ، صَالِحُونَ، وَقِيلَ لِقَوْمٍ: كَيْفَ أَصبحتم؟ قَالُوا: مُسْوِينَ صَالِحِينَ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ كَيْفَ أَصبحتم فيقولون: مُسْؤُون صَالِحُونَ أَي أَن أَولادَنا وَمَوَاشِيَنَا سويَّةٌ صَالِحَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَسْوَى نَسِيَ «3»، وأَسْوَى صلِعَ، وأَسْوَى بِمَعْنَى أَساءَ، وأَسْوَى اسْتَقَامَ. وَيُقَالُ: أَسْوَى الْقَوْمُ فِي السَّقْي، وأَسْوَى الرجلُ أَحدث، وأَسْوَى خَزِيَ، وأَسْوَى فِي المرأَة أَوعب، وأَسْوَى حَرْفًا مِنَ الْقُرْآنِ أَو آيةً أَسْقطَ.

_ (1). قوله [مهدد] هو هكذا في الأصل وشرح القاموس (2). قوله [فَالْمِصْرَاعُ الأَول مِنَ الْمُنْسَرِحِ] أي بحسب ظاهره، وإلا فهو من الخفيف المخزوم بالزاي بحرفين أول المصراع وهما طا وحينئذ فلا يكون مختلفاً (3). قوله [أسوى نسي إلى قوله أَسْوَى الْقَوْمُ فِي السَّقْيِ] هذه العبارة هكذا في الأصل

وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَميّ أَنه قَالَ: مَا رأَيت أَحداً أَقرأَ مِنْ عَلِيٍّ، صلَّيْنا خَلْفَه فأَسْوَى بَرْزخاً ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فقرأَه، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ انْتَهَى إِلَيْهِ ، قَالَ الْكِسَائِيُّ: أَسْوَى بِمَعْنَى أَسْقَط وأَغفَل. يُقَالُ: أَسْوَيْتُ الشيءَ إِذَا تركتَه وأَغفَلْتَه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وأَنا أُرى أَن أَصل هَذَا الْحَرْفِ مَهْمُوزٍ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُرى قَوْلَ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَسْوَى بَرْزَخًا بِمَعْنَى أَسقَط، أَصلُه مِنْ قَوْلِهِمْ أَسْوَى إِذَا أَحدث وأَصلُه مِنَ السَّوْأَةِ، وَهِيَ الدُّبُر، فتُرِكَ الهمزُ فِي الْفِعْلِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: رحمَ اللَّهُ الكسائيَّ فَإِنَّهُ ذكَرَ أَنَّ أَسْوَى بِمَعْنَى أَسْقَطَ وَلَمْ يَذْكُر لِذَلِكَ أَصلًا وَلَا تَعْليلًا، وَلَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لأَبي منصورٍ، سامَحَه اللَّهُ، أَن يَقْتدِي بالكِسائي وَلَا يذكُرَ لِهَذِهِ اللَّفْظَة أَصلًا وَلَا اشتِقاقاً، وَلَيْسَ ذَلِكَ بأَوَّل هَفَواتِه وَقِلَّةِ مُبَالَاتِهِ بنُطْقه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ ع م ر مَا يُقاربُ هَذَا، وَقَدْ أَجادَ ابنُ الأَثير الْعِبَارَةَ أَيضاً فِي هَذَا فَقَالَ: الإِسْوَاءُ فِي القراءَةِ والحسابِ كالإِشْواءِ فِي الرَّمْيِ أَي أَسْقَطَ وأَغْفَل، والبَرْزَخُ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَيَجُوزُ أَشْوَى، بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، بِمَعْنَى أَسقط، وَالرِّوَايَةُ بِالسِّينِ. وأَسْوَى إِذَا بَرِصَ، وأَسْوَى إِذَا عُوفيَ بَعْدَ عِلةٍ. وَيُقَالُ: نَزَلْنا فِي كَلإٍ سِيٍّ، وأَنْبط مَاءً سِيّاً أَي كَثِيرًا وَاسِعًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ؛ قَالَ أَي نَجْعَلَها مُسْتَوِيةً كخُفِّ الْبَعِيرِ وَنَحْوِهِ وَنَرْفَعَ مَنَافِعَهُ بالأَصابع «1». وسَواءُ الجَبَلِ: ذرْوَتُه، وسَواءُ النهارِ: مُنْتَصَفُه، وليلةُ السَّواء: لَيلةُ أَربعَ عَشْرَة، وَقَالَ الأَصمعي: ليلةُ السَّوَاءِ، ممدودٌ، ليلةُ ثلاثَ عشْرةَ وَفِيهَا يَسْتَوِي الْقَمَرُ، وَهُمْ فِي هَذَا الأَمر عَلَى سَوِيّةٍ أَي اسْتِواءٍ. والسَّوِيَّةُ: كِساء يُحْشَى بثُمامٍ أَو لِيفٍ أَو نحوِه ثُمَّ يُجعلُ عَلَى ظهْرِ البعيرِ، وَهُوَ مِن مَراكبِ الإِماء وأَهلِ الحاجةِ، وَقِيلَ: السَّوِيَّةُ كِساءٌ يُحَوَّى حَوْلَ سَنام البعيرِ ثُمَّ يُرْكَبُ. الْجَوْهَرِيُّ: السَّوِيَّةُ كِساءٌ مَحْشُوٌّ بثُمامٍ ونحوِه كالبَرْذَعة؛ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنَمة الضَّبيّ، والصَّحيحُ أَنه لِسَلَامِ بْنِ عَوِيَّةَ الضَّبيّ: فازْجُرْ حِمارَكَ لَا تُنْزَعْ سَوِيَّتُهُ، ... إِذًا يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكْرُوبُ قَالَ: والجَمع سَوايَا، وَكَذَلِكَ الَّذِي يُجْعَل عَلَى ظَهْرِ الإِبِل إِلَّا أَنه كالحَلْقَةِ لأَجل السَّنَامِ، ويُسَمَّى الحَوِيَّةَ. وسِوَى الشَّيءِ: قَصْدُه: وقَصَدْتُ سِوَى فُلانٍ أَي قَصَدْتُ قَصْدُه؛ وَقَالَ: ولأَصْرِفَنَّ، سِوَى حُذَيْفَة، مِدْحَتي، ... لِفَتى العَشِيِّ وفارِسِ الأَحْزابِ وَقَالُوا: عَقْلُكَ سِواكَ أَي عَزَبَ عنكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لِلْحَطِيئَةِ: لَنْ يَعْدَمُوا رَابِحًا مِنْ إرْثِ مَجْدِهِم، ... وَلَا يَبِيتُ سِوَاهُم حِلْمُهُم عَزَبَا وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ* ؛ فإنَّ سَلَمَة رُوِيَ عَنِ الفراءِ أَنه قَالَ سَواءَ السَّبِيلِ* قَصْدُ السَّبيلِ، وَقَدْ يكونُ سَواءٌ عَلَى مذهبِ غيرٍ كَقَوْلِكَ أَتَيْتُ سَواءَكَ، فَتَمُدُّ. ووقَع فلانٌ فِي سِيِّ رأْسِه وسَوَاءِ رأْسِه أَي هُوَ مَغْمُورٌ في النِّعْمَةِ،

_ (1). قوله [ونرفع منافعه بالأَصابع] عبارة الخطيب: وقال ابن عباس وأكثر المفسرين عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخف البعير فلا يمكنه أن يعمل بها شيئاً ولكنا فرقنا أصابعه حتى يعمل بها ما شاء

فصل الشين المعجمة

وَقِيلَ: فِي عددِ شَعْرِ رأْسِه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ النِّعْمَةَ سَاوَتْ رأْسَه أَي كثُرَتْ عَلَيْهِ، ووقَعَ مِنَ النِّعمة فِي سِواءِ رأْسِه، بِكَسْرِ السِّينِ؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ الْقِيَاسُ كأَنَّ النِّعمة ساوَتْ رأْسَه مُساواةً وسِواءً. والسِّيُّ: الفَلاةُ. ابْنُ الأَعرابي: سَوَّى إِذَا اسْتَوَى، وسَوَّى إِذَا حَسُنَ. وَسِوَى: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ. والسِّيُّ: مَوْضِعٌ أَمْلَسُ بالبادِية. وسايةُ: وادٍ عَظِيمٌ بِهِ أَكثرُ مِنْ سَبْعِينَ نهْراً تَجْرِي تَنْزِلُه مُزَيْنَةُ وسُلَيْمٌ. وسايةُ أَيضاً: وَادِي أَمَجٍ وأَهل أَمَجٍ خُزاعَة؛ وقولُ أَبي ذؤَيب يَصِفُ الحمارَ والأُتُن: فافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّوَاء وماؤهُ ... بَثْرٌ، وعانَدَهُ طريقٌ مَهْيَعُ قِيلَ: السَّوَاء هَاهُنَا موضعٌ بعَيْنِه، وَقِيلَ: السَّوَاءُ الأَكَمَة أَيَّةً كَانَتْ، وَقِيلَ: الحَرَّةُ، وَقِيلَ: رأْس الحَرَّةِ. وسُوَيَّةُ: امرأَةٌ؛ وَقَوْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: للهِ دَرُّ رافِعٍ أَنَّى اهْتَدَى، ... فَوَّزَ مِنْ قُراقِرٍ إِلَى سُوَى خِمْساً، إِذَا سارَ بِهِ الجِبْسُ بَكَى ... عِنْدَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَومُ السُّرَى، وتَنْجلي عَنهُم غَيَاباتُ الكَرَى قُراقِرٌ وسُوىً: ماءَانِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ مُفَرَّغٍ. فدَيْرُ سُوىً فسَاتِيدَ فَبُصْرَى سيا: سِيَةُ القَوْسِ، طَرَفُ قابِها، وَقِيلَ: رأْسُها، وَقِيلَ: مَا اعْوَجَّ مِنْ رأْسِها، وَهُوَ بعدَ الطَّائِفِ، والنَّسَبُ إِلَيْهِ سِيَوِيٌّ. الأَصمعي: سِيةُ القَوْسِ مَا عُطِفَ مِنْ طَرَفَيْها، وَلَهَا سِيَتَان، وَفِي السِّيَة الكُظْرُ وَهُوَ الفَرْضُ الَّذِي فِيهِ الوَتَرُ، وَكَانَ رؤبة ابن الْعَجَّاجِ يَهْمِزُ سِئَةَ القَوْسِ وسائرُ العَرب لَا يهمِزونها، والجمعَ سِيَاتٌ، وَالْهَاءُ عوضٌ مِنَ الْوَاوِ المحذوفةِ كعِدَةٍ، وَفِي الْحَدِيثِ: وَفِي يدِه قَوْسٌ آخِذٌ بِسِيَتِها ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سُفْيَانَ: فَانْثَنَتْ عَلَيَّ سِيَتَاها ، يَعْنِي سِيَتَيِ القَوْسِ. والسِّيةُ: عِرِّيسَةُ الأَسَد. والسَّايَةُ: الطَّرِيقُ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، وَحُكِيَ: ضَرَب عَلَيه سَايَتَه، وَهُوَ ثِقَله عَلَى مَا جاءَ فِي وَزْنِ آيةٍ. والسِّيُّ، غيرُ مهموزٍ بِكَسْرِ السِّينِ: أَرض فِي بِلَادِ العَرَب مَعْروف؛ قَالَ زُهَيْرٌ: بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ فصل الشين المعجمة شأي: الشَّأْوُ: الطَّلَقُ والشَّوْطُ. والشَّأْوُ: الغَايةُ والأَمَدُ، وَفِي الْحَدِيثِ: فَطَلَبْتُه أرْفَعُ فَرَسِي شَأواً وأَسِيرُ شَأْواً ؛ الشّأْوُ: الشَّوْطُ والمَدَى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ لِخَالِدِ بْنِ صفوانَ صاحبِ ابنِ الزُّبَيْر وَقَدْ ذكَرَ سُنَّة العُمَرَيْن فَقَالَ تَرَكْتُمَا سُنَّتَهُما شَأْواً بَعيداً ، وَفِي رِوَايَةٍ: شَأْواً مُغَرَّباً ومُغَرِّباً، والمُغَرَّبُ والمُغَرِّبُ البَعِيدُ، وَيُرِيدُ بِقَوْلِهِ تَرَكْتُما خَالِدًا وابْنَ الزُّبَيْر. والشَّأْوُ: السَّبْقُ، شَأَوْتُ القَوْمَ شَأْواً: سَبَقْتُهم. وشَأَيْتُ القَوْمَ شَأْياً: سبَقْتُهم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَكانَ تَنادِينَا وعَقْدَ عِذَارِه، ... وقالَ صِحابي: قَدْ شأَوْنَكَ فاطْلُبِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْوَاوُ هاهنا بِمَعْنَى مَعْ أَي مَعَ عَقْدِ عِذَارِهِ، فأَغْنَتْ عَنِ الخَبَر عَلَى حدِّ قَوْلِهِمْ كُلُ

رجلٍ وضَيْعَتَه؛ وأَنشد أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: شَأَتْكَ المَنازِلُ بالأَبْرَقِ ... دَوارِسَ كالوَحْيِ فِي المُهْرَقِ أَي أَعْجَلَتْك مِنْ خَرابها إِذْ صارَتْ كالخَطِّ فِي الصَّحِيفَةِ. وشَآني الشيءُ شَأْواً: أَعْجَبَني، وَقِيلَ حزَنَنِي؛ قَالَ الحَرِثُ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: مَرَّ الحُمُولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، ... ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ وَقِيلَ: شآنِي طَرَّبَنِي، وَقِيلَ: شاقَنِي؛ قَالَ سَاعِدَةُ: حتَّى شَآها كَلِيلٌ، مَوْهِناً، عَمِلٌ؛ ... باتَتْ طِراباً، وباتَ اللَّيْل لَمْ يَنَمِ شَآها أَي شاقَها وطَرَّبَها بِوَزْنِ شَعاها. الأَصمعي: شَآنِي الأَمْرُ مثلُ شَعاني، وَشَاءَنِي مِثْلُ شاعَنِي إِذَا حَزَنَك، وَقَدْ جَاءَ الحَرِثُ بنُ خالد في بَيْتِهِ بِاللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا. وشُؤْتُه أَشُوءُهُ أَي أَعْجَبْتُه. وَيُقَالُ: شُؤتُ بِهِ أَي أُعْجِبْتُ بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: وشَآني الشيءُ شَأْياً حَزَنَني وشاقَني؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: لَمْ أُغَمِّضْ لَهُ وشَأْيي بِهِ مَّا، ... ذاكَ أَنِّي بصَوْبِهِ مَسْرورُ وَيُقَالُ: عَدا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْنِ أَي طَلَقاً أَو طَلَقَيْن. وشَآهُ يَشْآهُ شَأْواً إِذَا سَبَقَه. وَيُقَالُ: تَشَاءَى مَا بَيْنَهُمْ بِوَزْنِ تَشاعى أَي تَباعَدَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة يَمْدَحُ بِلالَ بنَ أَبي بُرْدَة: أَبوكَ تَلافى الدِّينَ والناسَ بَعْدَ ما ... تَشاءَوْا، وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ فشَدَّ إصارَ الدِّينِ، أَيّامَ أَذْرُحٍ، ... ورَدَّ حُرُوبًا قَدْ لَقِحْنَ إِلَى عُقْرِ ابْنُ سِيدَهْ: وشَاءَنِي الشيءُ سبَقَني. وشَاءَني: حَزنَني، مقْلوبٌ مِنْ شَآنِي، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ مقلوبٌ مِنْهُ أَنه لَا مصدَرَ لَهُ، لَمْ يَقُولُوا شاءَني شَوْءاً كَمَا قَالُوا شَآني شَأْواً، وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: هُمَا لُغَتَانِ، لأَنه لَمْ يَكُنْ نحوِيّاً فيَضْبِط مثلَ هذا؛ وقال الحَرِثُ بنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ فَجَاءَ بِهِمَا: مَرَّ الحُمولُ فَمَا شَأَوْنَكَ نَقْرَةً، ... ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَظْعانِ تَحْتَ الخُدورِ، وَمَا لَهُنَّ بَشاشَةٌ، ... أُصُلًا، خَوارِجَ مِنْ قَفا نَعْمانِ يَقُولُ: مَرَّت الحُمول وَهِيَ الإِبل عَلَيْهَا النساءُ فَمَا هَيَّجْنَ شَوْقَك، وكنتَ قَبْلَ ذَلِكَ يهيجُ وجْدُك بهِنَّ إِذَا عايَنْتَ الحُمولَ، والأَظْعانُ: الهَوادِجُ وَفِيهَا النِّساءُ، والأُصُلُ: جَمْعُ أَصيلٍ، ونَعْمانُ: مَوْضِعٌ معروفٌ، وَالْبَشَاشَةُ: السُّرورُ والابْتِهاج؛ يُرِيدُ أَنه لَمْ يَبْتَهِجْ بهِنَّ إِذْ مَرَرن عَلَيْهِ لأَنه قَدْ فَارَقَ شبابَه وعَزَفَتْ نفْسُه عَنِ اللَّهْوِ فَلَمْ يَبْتَهِجْ لمُرورِهِنَّ بِهِ، وَقَوْلُهُ: وَمَا شأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي لَمْ يُحرِّكْنَ مِن قَلْبِكَ أَدْنى شيءٍ. وشُؤْتُ بالرَّجُلِ شَوْءاً: سُرِرْتُ. وشَاءَني الشيءُ يَشُوءُني ويَشِيئُنِي: شاقَني، مَقْلوبٌ مِنْ شَآنِي؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ؛ وأَنشد: لَقَدْ شاءَنا القومُ السِّراعُ فأَوعَبوا أَراد: شَآنَا، والدليلُ عَلَى أَنه مقلوبٌ أَنه لَا مَصْدَرَ لَهُ. وشاءاهُ عَلَى فاعَلَه أَي سَابَقَهُ. وشاءَه: مِثْلُ شآهُ عَلَى القلبِ أَي سَبَقَه. ورجلٌ شيِّئانٌ بوزنِ شَيِّعان: بعيدُ النظرِ، ويُنْعَتُ بِهِ الْفَرَسُ، وَهُوَ يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنَ شَأَى الَّذِي هُوَ سَبَقَ لأَن نَظَرَهُ يَسْبِقُ نَظَر غَيْرِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ مِنَ مادَّةٍ عَلَى حِيالِها كَشَاءَنِي الَّذِي هُوَ سَرَّني؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

مُخْتَتِياً لِشَيِّئانٍ مِرْجَمِ وشيءٌ مُتَشَاءٍ: مختلِفٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: لَعَمْري لَقَدْ أَبْقَتْ وقيعةُ راهِطٍ، ... لِمَرْوانَ، صَدْعاً بَيِّناً مُتَشائِيا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّره. واشْتَأَى: اسْتَمَع. أَبو عُبَيْدٍ: اشْتأَيْتُ اسْتَمَعْت؛ وأَنشد لِلشَّمَّاخِ: وحُرَّتَيْنِ هِجانٍ لَيْسَ بَيْنَهُما، ... إِذَا هُما اشْتأَتا لِلسَّمْعِ، تَهْميلُ «2» . واشْتَأَى: اسْتَمَع، وَقَالَ المُفَضَّل: سَبَقَ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّأَى الفسادُ مثلُ الثَّأَى، قَالَ: والشَّأَى التَّفْريقُ. يُقَالُ: تَشاءَى القَوْمُ إِذَا تَفَرَّقوا. التَّهْذِيبِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ أَيضاً: وَمِنْ أَمثالهم شرٌّ مَا أَشاءَكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقوبٍ، وشَرٌّ مَا أَجاءَكَ أَي أَلجَأَكَ. وَقَدْ أُشِئْتُ إِلَى فُلانٍ وأُجِئْتُ إِلَيْهِ أَي أُلْجِئْتُ إِلَيْهِ. اللَّيْثُ: المَشِيئَة مصدرُ شاءَ يَشاءُ مَشيئَةً: وشَأْوُ الناقةِ: بَعْرُها، وَالسِّينُ أَعلى. اللَّيْثُ: شَأْوُ الناقةِ زِمامُها وشَأْوُها بَعْرُها؛ قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ عَيْراً وأَتانه: إِذَا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوى لَهُ ... مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ أَفْلَجُ وَقَالَ الأَصمعي: أَصْلُ الشَّأْوِ زَبيلٌ مِنْ تُرابٍ يُخْرَجُ مِنَ البِئْر، وَيُقَالُ للزَّبيلِ المِشْآة، فَشَبَّه مَا يُلْقيهِ الحِمارُ والأَتانُ مِنْ رَوْثِهِما بِهِ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ فِي الشأْوِ بِمَعْنَى الزِّمام: مَا إِنْ يَزالُ لَهَا شَأْوٌ يُقَوِّمُها، ... مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ، مَجْدولُ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا تَرَكَ الشيءَ ونَأَى عَنْهُ: ترَكَه شَأْواً مُغَرَّباً [مُغَرِّباً]، وهَيْهاتَ ذَلِكَ شَأْوٌ مُغَرَّبٌ [مُغَرِّبٌ]؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: أَعَهْدَكَ مِنْ أُولى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ ... عَلَى دُبُرٍ، هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وَقَالَ الْمَازِنِيُّ فِي قَوْلِهِ: يُصْبِحْنَ، بَعْدَ الطَّلَقِ التَّجْريدِ، ... شَوائِياً للسَّائِقِ الغِرِّيدِ التَّجْرِيدُ: الْمُتَجَرِّدُ الْمَاضِي، والشَّوَائِي: الشَّوائِقُ، وقول الحرث بْنِ خَالِدٍ: فِما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً أَي مَا شُقْنَكَ وَلَقَدْ نَراك وأَنتَ تَشْتاق إلَيْهِن فَقَدَ كَبِرْتَ وصِرْتَ لَا يَشُقْنَك إِذَا مَرَرْنَ. والشَّأْوُ: مَا أُخْرِجَ مِنْ تُرابِ البِئْرِ بمِثْل المِشْآةِ. وشَأَوْتُ البِئرَ شَأْواً: نَقَّيْتُها وأَخْرَجْت تُرابَها، واسمُ ذَلِكَ التُّرَابِ الشَّأْوُ أَيضاً. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: شَأَوْتُ البِئْرَ أَخْرَجْت مِنْهَا شَأْواً أَوْ شَأْوَيْن مِنْ تُرَابٍ. والمِشْآةُ: الشيءُ الَّذِي تُخْرِجهُ بِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: المِشْآةُ الزَّبيلُ يُخرَجُ بِهِ تُراب الْبِئْرِ، وَهُوَ عَلَى وَزْنِ المِشْعاةِ، والجَمْع المَشائي؛ قَالَ: لَوْلَا الإِلَهُ مَا سَكنَّا خَضَّما، ... وَلَا ظَلِلْنا بالمَشَائِي قُيَّما وقُيَّمٌ: جَمْعُ قائمٍ مِثْلُ صُيَّمٍ، قَالَ: وَقِيَاسُهُ قُوَّم وصُوَّم. وشَأَوْتُ مِنَ الْبِئْرِ إِذَا نزَعْتَ مِنْهَا التُّراب. اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَبَعيدُ الشَّأْوِ أَيِ الهِمَّة، والمعْرُوفُ السين. شبا: شَباةُ كُلِّ شيءٍ: حدُّ طَرَفِهِ، وَقِيلَ حَدُّهُ. وحَدُّ كلِّ شيءٍ شَباتهُ، والجمْعُ شَبَواتٌ وشَباً. وشَبا النَّعْلِ: جانِبا أَسَلَتِها. والشَّبا: البَرَدُ؛

_ (2). قوله [تهميل] هكذا في نسخة بيدنا غير معول عليها، وفي شرح القاموس: تسهيل

قَالَ الطرِمّاح: ليلَة هاجَتْ جُمادِيَّة، ... ذَاتُ صِرٍّ جِرْبياء البَشامْ «1». ورْدَة أَدْلَجَ صِنَّبْرُها، ... تحتَ شَفَّانِ شَباً ذِي سِجامْ ورَدة حَمْراء أَي السَّنة الشَّدِيدَةُ، والشَّبَا: البَرَدُ، وسِجام: مَطر. وَفِي حَدِيثِ وائِل بنِ حُجْرٍ: أَنه كَتَبَ لأَقْيالِ شَبْوَةَ بِمَا كَانَ لَهُمْ فِيهَا مِنْ مِلْكٍ ؛ شَبْوَةُ: اسمُ الناحِيةِ الَّتِي كَانُوا بِهَا مِنَ اليَمَن وحَضْرَمَوتَ، وَفِيهِ: فَمَا فَلُّوا لَهُ شَباةً؛ الشَّباةُ: طَرَفُ السَّيْفِ وحَدُّه، وجَمْعُها شَباً. والشَّباةُ: العَقْرَبُ حِينَ تَلِدُها أُمُّها، وَقِيلَ: هِيَ العَقربُ الصَّفْراءُ، وَجَمْعُهَا شَبَوات. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والنَّحْوِيُّون يَقُولُونَ شَبْوَةُ العَقْرَبُ، مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ، وَقِيلَ: شَبْوَةُ هِيَ العَقْرَبُ مَا كانتْ، غيرُ مُجْراةٍ؛ قَالَ: قدْ جَعَلتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ، ... تَكْسُو اسْتَها لحْماً وتَقْشَعِرُّ وَيُرْوَى: وتَقْمَطِرُّ؛ يَقُولُ: إِذَا لدَغَتْ صَارَ اسْتُها فِي لَحْم الناسِ فَذَلِكَ اللحْم كِسوَةٌ لَهَا. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مِنْ أَسماءِ العَقْرَبِ الشَّوْشَبُ والفِرْضِخُ وتَمْرَة «2»، لَا تَنْصَرفُ؛ قَالَ: وشَباةُ العَقْرب إبْرَتُها. والشَّبْوُ: الأَذى. وجاريةٌ شَبْوَةٌ: جَرِيئَةٌ كَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ فاحشةٌ. وأَشْبى الرجلُ: وُلِدَ لهُ ولدٌ كَيِّسٌ ذَكِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ هرْمَة: هُمُو نبَتُوا فَرْعاً بكُلِّ شَرارَةٍ ... حَرامٍ، فأَشْبَى فَرْعُها وأُرُومُها ورجلٌ مُشْبىً إِذَا وُلِدَ لَهُ وَلدٌ ذكِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي مُشْبىً عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ، ورَدَّ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُشْبٍ، قَالَ: وَهُوَ الْقِيَاسُ وَالْمَعْلُومُ. الْيَزِيدِيُّ: المُشْبي الَّذِي يُولد لَهُ وَلدٌ ذكيٌّ، وَقَدْ أَشْبى؛ وأَنشد شمِر قَوْلُ ذِي الإِصْبَع العَدَواني: وهُمْ إنْ وَلَدُوا أَشْبَوْا ... بِسِرِّ الحسَبِ المَحْضِ قَالَ: وأَشْبى إِذَا جاءَ بوَلدٍ مِثْلَ شَبا الحدِيد. ابْنُ الأَعرابي: رجلٌ مُشْبٍ وَلَد الكِرام. والمُشْبي: المُشْفِقُ، وَهُوَ المُشْبِلُ. وأَشْبَى فُلاناً وَلدُه أَي أَشْبَهُوه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعِمْرانَ بنِ حَطَّانَ يصف رَجُلًا مِنَ الخوارِج وأَنَّ أُمَّه قَدْ أَنْجَبَتْ بولادَته: قَدْ أَنْجَبَتْهُ وأَشْبَتْه وأَعْجَبَها، ... لَوْ كَانَ يُعجِبُها الإِنجابُ والحَبَلُ قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإِشْباءُ الإِعْطاء؛ وأَنشد لِلْقُشَيْرِيِّ: إنَّ الطرِمَّاحَ الَّذِي دَرْبَيْتِ ... دَحاكِ، حَتَّى انْصَعْتِ قدْ أَمْنَيْتِ فكُلَّ خَيْرٍ أَنْتِ قَدْ أَشْبَيْتِ، ... تُوبي منَ الخِطْءِ فَقَدْ أَشْصَيْتِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَشْبَى أَشْفَقَ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: يُشْبي عليَّ والكَرِيمُ يُشْبِي وامرأَة مُشْبِيَةٌ عَلَى ولدِها: كمُشْبِلة. والمُشْبَى: المُكْرَمُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والإِشْبَاءُ: الدفْعُ.

_ (1). قوله [البشام] هكذا في الأَصل المعتمد بيدنا هنا، وفي مادة ج م د من اللسان: النسام، وفي التهذيب في مادة ج م د: السنام (2). قوله [وتمرة] هكذا في الأَصل والتهذيب

وأَشْبَيْتُ الرجلَ: رفعْتُه وأَكْرَمْتُه. وأَشْبَتِ الشَّجَرة: ارْتَفَعت. وَيُقَالُ: أَشْبَى زيدٌ عَمْرًا إِذَا أَلْقاه فِي بئرٍ أَو فِيمَا يَكْرَهُ؛ وأَنشد: إعْلَوَّطا عمْراً ليُشْبِياهُ، ... فِي كلِّ سُوءٍ، ويُدَرْبِياهُ الْفَرَّاءُ: شَبا وجهُه إِذَا أَضاء بَعْدَ تَغَيُّرٍ. وأَشْبَى الرجلُ: «1». طَالَ والتَفَّ مِنَ النَّعْمَة والغُضُوضَةِ. والشَّبَا: الطُّحْلُب، يَمَانِيَةٌ. وشَبْوَة: موضعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: أَلا ظَعَنَ الخَلِيطُ غَداةَ رِيعُوا ... بشَبْوَةَ، والمَطِيُّ بِهَا خُضُوعُ والشَّبَا: وادٍ مِنْ أَوْدية الْمَدِينَةِ فِيهِ عينٌ لِبَنِي جَعْفَرِ بْنِ إبراهيمَ مِنْ بَنِي جعفرِ بنِ أَبي طالبٍ، رضوانُ اللَّهِ عليهم. شتا: ابْنُ السِّكِّيتِ: السَّنة عِنْدَ الْعَرَبِ اسمٌ لاثْنَي عشَر شَهْرًا؛ ثُمَّ قَسَّمُوا السَّنة فَجَعَلُوهَا نِصْفَيْنِ: سِتَّةَ أَشهر وستة أَشهر، فبدؤوا بأَوَّل السَّنَةِ أَول الشِّتَاءِ لأَنه ذكَرٌ وَالصَّيْفُ أُنثى، ثُمَّ جَعَلُوا الشِّتَاءَ نِصْفَيْنِ: فالشَّتَويُّ أَوَّله وَالرَّبِيعُ آخِرُهُ، فَصَارَ الشَّتْويُّ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَالرَّبِيعُ ثَلَاثَةَ أَشهر، وَجَعَلُوا الصَّيْفَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ والقَيْظ ثَلَاثَةَ أَشهر، فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا. غَيْرُهُ: الشِّتَاءُ مَعْرُوفٌ أَحد أَرباعِ السَّنَةِ، وَهِيَ الشَّتْوة، وَقِيلَ: الشِّتاءُ جَمْعُ شَتْوةٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وجمعُ الشِّتاء أَشْتِية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّتاءُ اسمٌ مُفْرَدٌ لَا جمعٌ بِمَنْزِلَةِ الصَّيْفِ لأَنه أَحد الْفُصُولِ الأَربعة، ويدلُّك عَلَى ذَلِكَ قولُ أَهلِ اللُّغَةِ أَشْتَيْنَا دخَلْنا فِي الشِّتاء، وأَصَفْنا دخَلْنا فِي الصَّيْفِ، وأَما الشَّتْوةَ فَإِنَّمَا هِيَ مَصْدَرُ شَتَا بِالْمَكَانِ شَتْواً وشَتْوةً لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ، كَمَا تقولُ: صافَ بِالْمَكَانِ صَيْفاً وصَيْفةً وَاحِدَةً، وَالنِّسْبَةُ إِلَى الشتَاء شَتْويٌّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: النِّسْبَةُ إِلَيْهَا شَتْويٌّ وشَتَويٌّ مِثْلُ خَرْفيٍّ وخَرَفِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونُوا نسَبوا إِلَى الشَّتْوَة ورَفضوا النَّسب إِلَى الشِّتاء، وَهُوَ المَشْتَى والمَشْتاةُ، وَقَدْ شَتا الشِّتاءُ يَشْتُو، ويومٌ شاتٍ مثلُ يومٍ صَائِفٍ، وغداةٌ شاتيةٌ كَذَلِكَ. وأَشْتَوْا: دَخلوا فِي الشِّتاء، فَإِنْ أَقامُوهُ فِي مَوْضِعٍ قِيلَ: شَتَوْا؛ قَالَ طَرَفة: حيْثُما قاظُوا بنَجْدٍ، وشَتَوْا ... عِنْدَ ذاتِ الطَّلْحِ مِنْ ثِنْيَي وُقُرْ وتَشَتَّى المكانَ: أَقامَ بِهِ فِي الشَّتْوةِ. تَقُولُ الْعَرَبُ: مَنْ قاظَ الشَّرَفَ وتَرَبَّعَ الحَزْنَ وتَشَتَّى الصَّمّانَ فَقَدْ أَصابَ المَرْعى. وَيُقَالُ: شَتَوْنا الصَّمّانَ أَي أَقَمْنا بِهَا فِي الشِّتاء. وتَشَتَّيْنا الصَّمّان أَي رَعَيْناها فِي الشِّتاء. وَهَذِهِ مَشاتِينا ومَصايِفُنا ومَرابِعُنا أَي منَازِلُنا فِي الشِّتاء والصَّيْف والرَّبيعِ. وشَتَوْتُ بموضِع كَذَا وتَشَتَّيْتُ: أَقمتُ بِهِ الشِّتاءَ. وَهَذَا الَّذِي يُشَتِّيني أَي يَكْفِيني لِشِتائي؛ وَقَالَ يَصِفُ بَتّاً لَهُ: مَنْ يَكُ ذَا بَتٍّ فَهَذَا بَتِّي، ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي، تَخِذْتُه مِن نَعَجاتٍ سِتِ وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: تَشَتَّيْنا مِنَ الشِّتاء كتَصيَّفْنا مِنَ الصَّيفِ. والمُشْتِي، بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، مِنَ الإِبل: المُرْبِعُ، والفَصيلُ شَتْوِيٌّ وشَتَوِيٌّ وشَتِيٌّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الصِّحَاحِ: الشَّتِيُّ عَلَى فَعِيلٍ، والشَّتَوِيُّ مطَر الشِّتَاءِ، والشَّتِيُّ مطَرُ الشتاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَطَر الَّذِي يَقَعُ فِي الشِّتاء؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ توْلَبٍ

_ (1). قوله [وأَشْبَى الرجل] هكذا في الأَصل، وفي المحكم: وأَشْبَى الشجر

يَصِفُ رَوْضَةً: عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتِيُّ بدِيمَةٍ ... وَطْفاءَ، تَمْلَؤُها إِلَى أَصْبارِها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والشَّتْوِيُّ منسوبٌ إِلَى الشَّتْوَةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ النَّدى الشَّتْوِيَّ يَرْفَضُّ ماؤُهُ ... عَلَى أَشْنَبِ الأَنْيابِ، مُتَّسِقِ الثَّغْرِ وعامَلَه مُشَاتَاةً: مِنَ الشِّتاءِ. غيرهُ: وعامَله مُشاتاةً وشِتاءً، وشِتاءً هاهنا منصوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ لَا عَلَى الظَّرْف. وشَتا القومُ يَشْتُون: أَجْدَبوا فِي الشِّتاءِ خاصَّة، قَالَ: تَمَنَّى ابنُ كُوزٍ، والسَّفاهَةُ كاسْمِها، ... ليَنْكِحَ فِينا، إنْ شَتَوْنا، لَيالِيا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والعربُ تسمِّي القَحْطَ شِتاءً لأَنَّ المَجاعاتِ أَكثرُ مَا تُصِيبهُم فِي الشِّتاء البارِدِ؛ وَقَالَ الحُطَيْئة وَجَعَلَ الشتاءَ قَحْطاً: إِذَا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ، ... تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ أَراد بالشتاءِ المَجاعَةَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ حينَ قَصَّتْ أَمْرَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَارًّا بِهَا قَالَتْ: والناسُ مُرْمِلُون مُشْتُون ؛ المُشْتِي: الَّذِي أصابتْهُ المَجاعَة، والأَصلُ فِي المُشْتِي الداخلُ فِي الشِّتاء كالمُرْبِعِ والمُصْيِفِ الداخِل فِي الرَّبِيعِ والصيَّفِ، والعربُ تجعلُ الشِّتاءَ مَجاعةً لأَن الناسَ يلْتَزِمونَ فِيهِ البُيوتَ وَلَا يَخرُجون للانْتِجاعِ، وأَرادتْ أُمُّ مَعْبَدٍ أَن الناسَ كَانُوا فِي أَزْمةٍ وَمَجَاعَةٍ وقِلَّةِ لَبَنٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ مُسْنِتِينَ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ قَبْلَ التَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: أَشْتَى القومُ فَهُمْ مُشْتُونَ إِذَا أَصابَتْهُم مَجاعةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّتا المَوْضِعُ الخَشِنُ. والشَّثا، بِالثَّاءِ: صَدْرُ الْوَادِي. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عمرو الشَّتْيَانُ جَمَاعَةُ الجَرادِ والخَيل والرُّكْبانِ؛ وأَنشد لِعَنْتَرَةَ الطَّائِيِّ: وخَيْلٍ كشَتْيَانِ الجَرادِ، وزَعْتُها ... بطَعْنٍ عَلَى اللَّبّاتِ ذِي نَفَحانِ شثا: ابْنُ الأَعرابي: الشَّثا، بالثاء، صَدرُ الوادي. شجا: الشَّجْوُ: الهَمُّ والحُزْنُ، وَقَدْ شَجاني يَشْجُوني شَجْواً إِذَا حَزَنَه، وأَشْجَاني، وَقِيلَ: شَجَانِي طَرَّبَني وهَيَّجَني. التَّهْذِيبُ: شَجَانِي تَذَكُّرُ إلفِي أَي طَرَّبَني وهَيَّجَني. وشَجَاهُ الغِناءُ إِذَا هَيَّجَ أَحزانَه وشَوَّقَه. اللَّيْثُ: شَجَاهُ الهَمُّ، وَفِي لُغَةٍ أَشْجَاهُ؛ وأَنشد: إنِّي أَتاني خَبَرٌ فأَشْجانْ، ... أَنَّ الغُواةَ قَتَلُوا ابنَ عَفّانْ وَيُقَالُ: بَكَى شَجْوَه، ودَعَت الحَمامةُ شَجْوَها. وأَشْجاني: حَزَنَني وأَغْضَبني. وأَشْجَيْتُ الرجُلَ: أوْقَعْتهُ فِي حَزَنٍ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: شَجِيُّ النشِيجِ ؛ الشَّجْوُ: الحُزْنُ، والنَّشِيجُ: الصَّوتُ الَّذِي يترَدَّدُ فِي الحَلْقِ. وأَشْجاهُ: حَزَنَه. الْجَوْهَرِيُّ: أَشْجاهُ يُشْجِيهِ إشْجاءً إِذَا أَغَصَّه «1»، تَقُولُ مِنْهُمَا جَمِيعًا: شَجِيَ، بِالْكَسْرِ. وأَشْجَاكَ قِرْنُك: قَهَركَ وغَلَبَك حَتَّى شَجِيتَ بِهِ شَجاً؛ وَمِثْلُهُ أَشْجَانِي العُودُ فِي الحَلْقِ حَتَّى شَجِيتُ بِهِ شَجاً، وأَشْجَاهُ العَظْمُ إِذَا اعْتَرَض فِي حَلْقهِ. والشَّجَا: مَا اعْتَرَض فِي حَلْقِ الإِنسانِ والدابَّةِ مِنْ عَظْمٍ أَو عُودٍ أَو

_ (1). قوله [أغصه] هكذا في الأَصل، وفي المحكم: أغضبه

غَيْرِهِمَا؛ وأَنشد: ويَرَاني كالشَّجا فِي حَلْقِهِ، ... عَسِراً مَخْرَجُه مَا يُنْتَزَعْ وَقَدْ شَجِيَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، يَشْجى شَجاً؛ قال المُسَيَّب بْنُ زَيْدِ مَناةَ: لَا تُنْكِرُوا القَتْلَ، وَقَدْ سُبِينا، ... فِي حَلْقِكم عَظْمٌ، وَقَدْ شَجِينا أَراد فِي حُلُوقِكم؛ وَقَوْلُ عديِّ بْنِ الرِّقَاعِ: فَإِذَا تَجَلْجَلَ فِي الفُؤادِ خَيالُها، ... شَرِقَ الجُفُونُ بعَبْرَةٍ تَشْجاها يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد تَشْجَى بِهَا فحذَفَ وعَدَّى، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَدَّى تَشْجَى نفْسَها دونَ واسِطةٍ، والأَوَّل أَعْرَف. وأَشْجَيْتُ فُلَانًا عنِّي: إِمَّا غريمٌ، وَإِمَّا رجُلٌ سأَلك فأَعْطَيتَه شَيْئًا أَرْضَيْتَه بِهِ فذَهب فَقَدْ أَشْجَيْتَه. وَيُقَالُ للغَرِيمِ: شَجِيَ عنِّي يَشْجَى أَيْ ذَهَب. وأَشْجَاه الشيءُ: أَغصَّه. ورجلٌ شَجٍ أَي حَزِينٌ، وامرأَةٌ شَجِيَةٌ، عَلَى فَعِلَةٍ، ورجلٌ شجٍ. وَفِي مثَلٍ لِلْعَرَبِ: ويلٌ للشَّجِي مِنَ الخَلِي، وَقَدْ تُشدد ياءُ الشَّجي فِيمَا حَكَاهُ صَاحِبُ الْعَيْنِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَول أَعرف. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْمُبَرِّدُ ياءُ الخَليِّ مشددةٌ وياءُ الشَّجي مُخَفَّفَةٌ، قَالَ: وَقَدْ شدِّد فِي الشِّعْرِ؛ وأَنشد: نامَ الخَلِيُّون عَنْ ليلِ الشَّجِيِّينا، ... شَأْنُ السُّلاةِ سِوى شأْنِ المُحِبِّينا قَالَ: فَإِنْ جعَلْت الشَّجيَّ فَعِيلًا مِنْ شَجاهُ الحُزنُ فَهُوَ مَشْجُوٌّ وشَجِيٌّ، بِالتَّشْدِيدِ لَا غَيْرُ، قَالَ: وَالنِّسْبَةُ إِلَى شَجٍ شَجَوِيٌّ، بِفَتْحِ الْجِيمِ كَمَا فُتِحت مِيمُ نَمِرٍ، فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ أَلفاً ثُمَّ قلبتَها وَاوًا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو جَعْفَرٍ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ الْمَعْرُوفُ بأَبي عَصيدَة الصَّوَابُ ويلُ الشَّجِيِّ من الخَليِّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وأَما الشَّجِي، بِالتَّخْفِيفِ، فَهُوَ الَّذِي أَصابَه الشَّجا وَهُوَ الغَصَصُ، وأَما الحزينُ فَهُوَ الشَّجِيُّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ المثلُ ويلُ الشَّجِي بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ لَكَانَ ينْبغي أَنْ يُقَالَ مِنَ المُسِيغِ، لأَن الإِساغَة ضدُّ الشَّجا كَمَا أَن الفَرح ضدُّ الحُزنِ، قَالَ: وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ ويلُ الشَّجي من الخَلي، وَهُوَ غَلَطٌ مِمَّنْ رَوَاهُ، وَصَوَابُهُ الشَّجيّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي الأَسود الدؤَلي: ويلُ الشَّجيِّ مِنَ الخَليِّ، فَإِنَّهُ ... نَصِبُ الفُؤاد لشَجْوهِ مَغْمُومُ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي دُوَادٍ: مَن لعَينٍ بدَمْعِها مَوْلِيَّهْ، ... ولنَفْسٍ مِمَّا عَنَاهَا شَجِيَّهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَإِذَا ثَبَتَ هَذَا مِنْ جِهَةِ السَّمَاعِ وَجَبَ أَن يُنْظَر توْجِيهُه مِنْ جِهَةِ الْقِيَاسِ، قَالَ: وَوَجْهُهُ أَن يَكُونَ المفعولَ مِنْ شَجَوْتُه أَشْجُوه، فَهُوَ مَشْجُوٌّ وشَجيٌّ، كَمَا تَقُولُ جرَحْته فَهُوَ مَجْروحٌ وجريحٌ، وأَما شَجٍ، بِالتَّخْفِيفِ، فَهُوَ اسمُ الْفَاعِلِ مِنْ شَجِيَ يَشْجى، فَهُوَ شَجٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: الشَّجِي الْمَشْغُولُ والخَلي الفارِغُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّجِي، مَقْصُورٌ، والخَليُّ مَمْدُودٌ؛ التَّهْذِيبُ: هُوَ الَّذِي شَجِيَ بعَظْمٍ غَصَّ بِهِ حلْقه. يُقَالُ: شَجِيَ يَشْجَى شَجاً فَهُوَ شَجٍ كَمَا تَرَى، وَكَذَلِكَ الَّذِي شَجِيَ بالهمِّ فَلَمْ يَجِدْ مَخْرَجًا مِنْهُ وَالَّذِي شَجِيَ بقِرْنهِ فَلَمْ يُقاوِمْه، وكلُّ ذَلِكَ مَقْصُورٌ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الْكَلَامُ الْفَصِيحُ فَإِنْ تجامَلَ إنسانٌ ومدَّ الشَّجِيَّ فَلَهُ مخارجُ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ تُسَوِّغُ لَهُ مذْهَبَه، وَهُوَ أَن تجعلَ الشَّجِيَّ بِمَعْنَى المَشْجُوِّ فَعِيلًا مِنْ شَجَاه يَشْجُوه،

وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن الْعَرَبَ تمدُّ فَعِلًا بياءٍ فَتَقُولُ فُلَانٌ قَمِنٌ لِكَذَا وقَمِين لِكَذَا، وسَمِجٌ وسَمِيجٌ، وَفُلَانٌ كرٍ وكرِيٌّ لِلنَّائِمِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: مَتَّى تَبِتْ ببَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ، ... تترُكْ بِهِ مثلَ الكَرِيِّ المُنجَدِلْ وَقَالَ الْمُتَنَخِّلُ: وَمَا إِنْ صوتُ نائحَةٍ شَجِيُ فشدَّ الياءَ، وَالْكَلَامُ صوتٌ شَجٍ، وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ أَن الْعَرَبَ توازِنُ اللَّفْظَ بِاللَّفْظِ ازْدِواجاً، كَقَوْلِهِمْ إِنِّي لَآتِيُهُ بالغَدايا والعَشايا، وَإِنَّمَا تُجْمَع الغَداةُ غَدَواتٍ فَقَالُوا غَدايا لازْدِواجهِ بالعَشايا، وَيُقَالُ لَهُ مَا ساءَه وناءَهُ، والأَصل أَناءَه، وَكَذَلِكَ وازَنُوا الشَّجِيَّ بالخَليِّ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ ويلٌ للشَّجِيّ مِنَ الخَليّ وَيْلٌ لِلْمَهْمُومِ مِنَ الفارِغِ، قَالَ: وشَجِيَ إِذَا غصَّ. أَبو الْعَبَّاسِ فِي الْفَصِيحِ عَنِ الأَصمعي: ويلٌ للشَّجِيّ مِنَ الخَليِّ، بِتَثْقِيلِ الْيَاءِ فِيهِمَا؛ وأَنشد: ويلُ الشَّجِيّ مِنَ الخَليّ، فَإِنَّهُ ... نَصِبُ الفُؤاد، بحُزْنهِ مَهْمومُ والشَّجْوُ: الْحَاجَةُ. ومَفازَةٌ شَجْوَاءُ: صعبَةُ المَسْلَكِ مَهْمَةٌ. أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: جَمَّشَ فَتًى مِنَ الْعَرَبِ حَضَرِيَّةً فتَشَاجَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: واللهِ مَا لكِ مُلأَةُ الحُسْنِ وَلَا عَمودهُ وَلَا بُرْنُسهُ فَمَا هَذَا الامتِناعُ؟ قَالَ: مُلأَتُه بياضهُ، وعَمودهُ طُولُه، وبُرْنُسهُ شَعَرَهُ، تشاجَت أَي تَمنَّعَت وتحازَنَت، فقالت: وا حَزَنا حينَ يَتَعَرَّضُ جِلْفٌ لِمثلي قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: قُلْتُ لِابْنِ دَبُوقاءَ أَيُّ شيءٍ أَولُ التَّشَاجِي؟ قَالَ: التَّباهُرُ والقَرْمَطة فِي الْمَشْيِ. قَالَ: وَتُوصَفُ مِشْية المرأَة بمِشْية القَطاةِ لتَقارُب الخَطْوة؛ قال: يَتَمَشَّيْنَ كما تَمْشي ... قَطاً، أَو بَقَرات والشَّجَوْجَى: الطويلُ الظَّهْرِ القصيرُ الرِّجْلِ، وَقِيلَ: هُوَ المُفْرِطُ الطولِ الضَّخْمُ العِظامِ، وَقِيلَ: هُوَ الطويلُ التامُّ، وَقِيلَ: هُوَ الطويلُ الرِّجْلَينِ مثلُ الخَجَوْجى، وَفِي الْمُحْكَمِ: يُمَدُّ ويُقْصَر. وفَرَسٌ شَجَوْجىً ضَخْمٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وَكُلُّ شَجَوْجىً قُصَّ أَسفلُ ذَيْلِهِ، ... فشَمَّرَ عَنْ نَهْدٍ مَراكِلُه عَبْل وريحٌ شَجَوْجىً وشَجَوْجاةٌ: دائمةُ الهُبوب. والشَّجَوْجَى: العَقْعَق، والأُنثى شَجَوْجَاةٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَن رُفْقَةً ماتَتْ ب الشَّجِي ؛ هُوَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْيَاءِ مَنزِلٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةُ، شَرَّفها اللَّهُ تَعَالَى. شحا: شَحا فاهُ يَشْحُوه ويَشْحَاه شَحْواً: فتَحه. وشَحا فُوهُ يَشْحُو: انفَتَحَ، يَتعدَّى وَلَا يتَعدَّى. ابْنُ الأَعرابي: شَحا فاهُ وشَحا فُوهُ وأَشْحَى فاهُ وشَحَّى فُوه، وَلَا يُقَالُ أَشْحى فُوهُ. وَيُقَالُ: شَحا فاهُ يَشْحاهُ شَحْياً فتَحه، وَهُوَ بِالْوَاوِ أَعرف. واللجامُ يَشْحَى فمَ الْفَرَسِ شَحْياً؛ وأَنشد: كأَن فَاهَا، واللِّجامُ شاحِيهْ، ... جَنْبا غَبِيطٍ سَلِسٍ نَواحِيهْ وَجَاءَتِ الخيلُ شَوَاحِيَ وشَاحِيَاتٍ: فاتِحاتٍ أَفواهَها. وشَحا الرجلُ يَشْحُو شَحْواً: باعَد مَا بينَ خُطاهُ. والشَّحْوةُ: الخَطْوةُ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا كَانَ واسِعَ الذَّرْعِ: إِنَّهُ لرَغِيب الشَّحْوةِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ذكرَ فِتْنةً فَقَالَ لعمّارٍ: واللهِ لتَشْحُوَنَّ فِيهَا شَحْواً لَا يُدْرِكُك الرجلُ السريعُ ؛ الشَّحْوُ: سَعَةُ الخَطْوِ، يُرِيدُ

بِذَلِكَ تَسْعى فِيهَا وتتَقَدَّم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ يَصِفُ فِتْنَةً قَالَ: ويَكونُ فِيهَا فَتىً مِنْ قُرَيْشٍ يَشْحُو فِيهَا شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فِيهَا ويتَوسَّعُ. وَيُقَالُ: ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو؛ وَمِنْهُ: أَنه كَانَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَسٌ يُقَالُ لَهَا الشَّحَاءُ كَذَا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ بالواسِعِ الخَطْوَة. وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأَخْذِ مِنَ الأَرض بخَطْوِه وفرسٌ بعيدُ الشَّحْوةِ أَي بعِيدُ الخَطْو. وجاءَنا شَاحِياً أَي فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، وشَاحِياً خاطِياً مِنَ الخَطْوة. وبئْرٌ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها أَي الفَمِ. وتَشَحَّى الرجلُ فِي السَّوْمِ: اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عَنِ الحقِّ. أَبو سَعِيدٍ: تَشَحَّى فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا بَسَط لسانَهُ فِيهِ، وأَصله التَّوَسُّع فِي كلِّ شيءٍ. وشَحَاةُ: ماءٌ، وَكَذَلِكَ شَحا؛ قَالَ: سَاقِي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّمَا هُوَ وَشْحى، فَاحْتَاجَ الشَّاعِرُ فغَيَّره. الأَزهري: الْفَرَّاءُ شَحا ماءَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، يُكْتَب بِالْيَاءِ وَإِنْ شئتَ بالأَلف، لأَنه يُقَالُ شَحَوْت وشحَيْت وَلَا تُجْرِيها، تَقُولُ هَذِهِ شَحى، فَاعْلَمْ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَجا، بِالسِّينِ وَالْجِيمِ، اسْمُ بئرٍ، قَالَ: وماءَةٌ أُخرى يُقَالُ لَهَا وَشْحى، بِفَتْحِ الْوَاوِ وَتَسْكِينِ الشِّينِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَحى اسْمُ بئرٍ؛ وأَنشد: سَاقِي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ مَشْحُوٍّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: هِيَ سَجا بِالسِّينِ وَالْجِيمِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُ الْفَرَّاءِ غَلَطٌ. وأَشْحى: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس: قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحَى، ومَدْفَعُه ... أَكْنافُ أَشْحى، ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ «2». شخا: ابْنُ الأَعرابي: الخَشا الزَّرْعُ الأَسْودُ مِنَ البَرْد، قَالَ: والشَّخا السَّبَخةُ، وَاللَّهُ أَعلم. شدا: الشَّدْوُ: كلُّ شيءٍ قليلٍ مِنْ كثيرٍ. شَدا مِنَ العِلْمِ والغِناءِ وَغَيْرِهِمَا شَيْئًا شَدْواً: أَحْسَنَ مِنْهُ طَرَفاً، وشَدا بِصَوْتِهِ شَدْواً: مَدَّه بغِناءٍ أَو غَيْرِهِ. وشدَوْتُ الإِبِل شَدْواً: سُقْتُها. ابْنُ الأَعرابي: الشَّادِي المُغَنِّي، والشَّادِي الَّذِي تعَلَّم شَيْئًا مِنَ العِلْم والأَدَبِ والغِناءِ ونحوِ ذَلِكَ أَي أَخَذ طَرَفاً مِنْهُ، كأَنه سَاقَهُ وجَمَعَه. وشَدَوْتُ إِذَا أَنْشَدْتَ بَيْتًا أَو بَيْتَيْنِ تمُدُّ بِهِمَا صوتَك كالغِناءِ. وَيُقَالُ للمغنِّي الشَّادِي. وَقَدْ شَدا شِعْراً أَو غِناءً إِذَا غَنَّى أَو ترَنَّم بِهِ. وَيُقَالُ: شَدَوْتُ مِنْهُ بعضَ الْمَعْرِفَةِ إِذَا لَمْ تَعْرِفْهُ مَعْرِفَةً جيِّدة؛ قَالَ الأَخطل: فهُنَّ يَشْدُونَ مِنِّي بعضَ مَعْرِفةٍ، ... وهُنَّ بالوَصْلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُ عَهِدْنَه شَابًّا حَسَناً ثُمَّ رأَيْنَه بَعْدَ كِبَرهِ فأَنكَرْنَ مَعْرِفَتَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصل هَذَا مِنَ الشَّدا وَهُوَ البقيَّة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: فَلَوْ كانَ فِي ليْلى شَداً منْ خُصُومَةٍ أَي بَقيَّةٌ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: الشَّدَا حَدُّ كلِّ شيءٍ يكتَبُ بالأَلف، قَالَ: والشَّدا مِنَ الأَذى؛ وأَنشد: فَلَوْ كَانَ فِي لَيْلى شَداً مِنْ خُصومَةٍ، ... لَلَوَّيْتُ أَعْناقَ المَطِيِّ المَلاوِيا

_ (2). قوله [قعرية إلخ] هكذا في الأَصل والمحكم

وَقَالَ: المَلاوي جمعُ مَلْوىً، قَالَ: وَهُوَ مَصْدَرٌ، أَنشده الْفَرَّاءُ شَذا، بالذالِ، وأَنشده غَيْرُهُ بِالدَّالِ، وأَكثر النَّاسِ عَلَى أَنه بِالدَّالِ، وَهُوَ الحَدُّ، وأَورده ابْنُ بَرِّيٍّ بِالدَّالِ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ الشَّدا طَرَفٌ مِنَ الشيءِ، قَالَ: وَمِنْهُ قولُ المجْنُون، وَقَالَ ابْنُ خالَوَيْه: الشَّدا البقيةُ، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ. ابْنُ الأَعرابي: شَدا إِذَا قَوِيَ فِي بَدَنهِ، وشَدا إِذَا أَبْقى بَقِيَّةً، وَشَدَا تعلَّم شَيْئًا مِنْ خصومةٍ أَو عِلْمٍ. وَيُقَالُ لِلْمَرِيضِ إِذَا أَشْفى عَلَى الموتِ: لَمْ يَبق مِنْهُ إلَّا شَداً؛ قَالَ مُصْبِحُ بْنُ منظورٍ الأَسَدي: وَلَوْ أَنَّ لَيْلى أَرْسَلَتْ، بشفاعةٍ، ... مِنَ الودِّ شَيْئًا، لَمْ نَجِدْ مَا نَزِيدُها وَمَا تَسْتَزيد الْآنَ منْ حَجْمِ أَعْظُمٍ، ... ونَفْسٍ شَداً لمْ يَبْقَ إلَّا شَدِيدُها وشدَوْتُ الرجلَ فُلَانًا: شَبَّهْته إيِّاه. والشَّدا: بَقِيَّةُ الشيءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وارْتَحَلَ الشيبُ شَداً كالفَلِ والشَّدا أَيضاً: الشيءُ القلِيلُ، والمْعْنَيان مُقْتَرِبان. وشَدَوَانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ: فَلَيْتَ لَنَا، مِنْ ماءِ زَمْزَم، شَرْبةً ... مُبَرَّدَةً باتَتْ عَلَى شَدَوَانِ شذا: شَذا كلِّ شيءٍ: حَدُّه. والشَّذاةُ: الحِدَّةُ، وَجَمْعُهَا شَذَواتٌ وشَذاً. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ شَدا بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ قَالَ: قَالَ أَبو بَكْرٍ الشَّدا حَدُّ كلِّ شَيْءٍ، يُكْتَبُ بالأَلف. قَالَ: والشَّذا مِنَ الأَذى؛ وأَنشد: فلوْ كَانَ فِي ليْلى شَذاً مِنْ خُصومَةٍ، ... للوَّيْتُ أَعْناقَ المطِيِّ المَلاويا وأَنشده الْفَرَّاءُ شَداً، بِالدَّالِ، وأَنشده غَيْرُهُ شَذاً، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وأَكثر النَّاسِ عَلَى الدَّالِ، وَهُوَ الحدُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَوس: أَقولُ فأَمَّا المُنْكَراتِ فأَتَّقي، ... وأَمَّا الشَّذا، عَنِّي، المُلِمَّ فأَشْذِبُ وَقَالَ أَسماء بْنُ خَارِجَةَ: يَا ضَلَّ سَعْيُكَ مَا صَنَعْتَ بِمَا ... جَمَّعْتَ مِنْ شُبّ إِلَى دُبّ؟ فاعْمِدْ إِلَى أَهْلِ الوَقِير، فَما ... يَخْشى شَذَاك مُقَرْقَمُ الإِزْبِ وضَرِمَ شَذَاهُ: اشتَدَّ جُوعُه، يُقَالُ ذَلِكَ للجائِعِ؛ قَالَ الطرِمَّاح: يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاهُ، ... شَجٍ لخُصومَة الذِّئْبِ الشَّنُونِ والشَّذا، مقصورٌ: الأَذى والشرُّ. والشَّذَاةُ: ذُبابٌ، وَقِيلَ: ذبابٌ أَزْرقُ عظيمٌ يَقَعُ عَلَى الدَّوَابِّ فيُؤْذِيها، والجَمع شَذاً، مَقْصُورٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذُبابٌ يَعَضُّ الإِبلَ، وَقِيلَ: الشَّذا ذُبابُ الكلْب، وَقِيلَ: كُلُّ ذُبابٍ شَذاً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ يَصِفُ قَدَاحًا: يَقِيهَا الشَّذا بالنَّجوِ طَوراً، وَتَارَةً ... يُقَلِّبها فِي كفِّه ويَذوقُ يَقُولُ: لَا يَتْرُكُ الذُّبَابَ يسقُطُ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ آخَرُ: عَرْكَ الجِمالِ جُنُوبَهنَّ مِنَ الشَّذا قَالَ: وَقَدْ يَقَعُ هَذَا الذُّبابُ عَلَى الْبَعِيرِ، الْوَاحِدَةُ شَذَاةٌ. وأَشْذَى الرجلُ: آذَى، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ: آذيْتَ وأَشْذيْتَ. ابْنُ الأَعرابي: شَذا إِذَا آذَى، وشَذا إِذَا تطيَّبَ بالشَّذْوِ وَهُوَ المِسْكُ، وَيُقَالُ:

هُوَ رَائِحَةُ الْمِسْكِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: أَوْصَيْتُهم بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ كفِّ الأَذى وَصَرْفِ الشَّذَا ؛ هُوَ بِالْقَصْرِ الشَّرُّ والأَذى. وَكُلُّ شيءٍ يُؤْذي فَهُوَ شَذاً؛ وأَنشد: حَكَّ الجِمال جُنوبَهنَّ من الشَّذَا وَيُقَالُ: إِنِّي لأَخشى شَذَاة فُلَانٍ أَي شَرَّه. وَقَالَ اللَّيْثُ: شَذَاتهُ شدَّتهُ وجَرْأَته. والشَّذَاةُ: بَقِيَّةُ القوَّة والشِّدَّة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: فاطِمَ رُدِّي لِي شَذاً مِنْ نَفْسي، ... وَمَا صَريمُ الأَمر مثلُ اللَّبْسِ والشَّذا: كِسَر الْعُودِ الصِّغَارِ، مِنْهُ. والشَّذَا: كِسَر الْعُودِ الَّذِي يُتَطيَّب بِهِ. والشَّذَا: شِدَّةُ ذكاءِ الرِّيحِ الطَّيِّبة، وَقِيلَ: شِدَّة ذكاءِ الرِّيحِ؛ قَالَ ابْنُ الإِطْنابة: إِذَا مَا مَشَتْ نَادَى بِمَا فِي ثِيابها ... ذكيُّ الشَّذا، والمَنْدَليُّ المُطَيَّرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ البيتُ للعُجَير السَّلولي، وَيُرْوَى: إِذَا اتَّكأَتْ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ ولَّاد الشَّذا المِسك فِي بَيْتِ العُجَير. والشَّذا: المِسْك؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَهُوَ الشَّذْوُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: إِنَّ لَكَ الفَضلَ عَلَى صُحْبَتي، ... والمِسكُ قَدْ يَسْتَصحِبُ الرَّامِكا حَتَّى يظلَّ الشَّذْوُ، مِنْ لوْنهِ، ... أَسْودَ مَضْنوناً بِهِ حالِكا وَقَالَ الأَصمعي: الشَّذا مِنَ الطِّيبِ يكتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد: ذكيُّ الشَّذا والمندليُّ المطيَّرُ قَالَ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو بْنُ الْعَلَاءِ الشَّذْوُ لونُ المِسك؛ وأَنشد: حَتَّى يظلَّ الشَّذْوُ مِنْ لونهِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والشِّذْيُ، بِكَسْرِ الشِّينِ، لونُ الْمِسْكِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو وَعِيسَى بْنِ عُمَرَ؛ وأَنشد: حَتَّى يظلَّ الشِّذْيُ مِنْ لوْنهِ قَالَ: وَذَكَرَهُ ابْنُ ولَّادٍ بِفَتْحِ الشِّينِ وغُلِّط فِيهِ، وَصَحَّحَ ابْنُ حَمْزَةَ كَسْرَ الشِّينِ. والشَّذَا: الْجَرَبُ. والشَّذَاةُ: القطْعة مِنَ الملحِ، وَالْجَمْعُ شَذاً. والشَّذَا: شجرٌ ينبُت بالسَّراةِ يُتَّخذ مِنْهُ المَساوِيك وَلَهُ صمغٌ. والشَّذا: ضربٌ مِنَ السُّفن؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، الْوَاحِدَةُ شَذَاةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مَعْرُوفٌ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّذَاةُ ضرْبٌ مِنَ السُّفُن، والجمع شَذَواتٌ. شري: شَرى الشيءَ يَشْرِيه شِرىً وشِرَاءً واشْتَرَاه سَواءٌ، وشَرَاهُ واشْتَرَاهُ: باعَه. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ ، وَقَالَ تَعَالَى: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ؛ أَي بَاعُوهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى *؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: لَيْسَ هُنَا شِراءٌ وَلَا بيعٌ وَلَكِنْ رغَبتُهم فِيهِ بتَمَسُّكِهم بِهِ كرَغْبة المُشْتري بِمَالِهِ مَا يَرغَبُ فِيهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مَنْ تَرك شَيْئًا وتمسَّكَ بِغَيْرِهِ قَدِ اشْتراهُ. الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ* ؛ أَصلُه اشْتَرَيُوا فاسْتُثقِلت الضَّمَّةُ عَلَى الْيَاءِ فَحُذِفَتْ، فَاجْتَمَعَ سَاكِنَانِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ وحُرِّكت الْوَاوُ بحركتِها لَمَّا اسْتَقبَلها سَاكِنٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ فِي تَعْلِيلِهِ أَن الْيَاءَ لَمَّا تَحَرَّكَتْ فِي اشْتَرَيُوا وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا قُلِبَتْ أَلفاً ثُمَّ حذِفت لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، قَالَ: ويجمَع الشِّرَى عَلَى أَشْرِيَةٍ، وَهُوَ شَاذٌّ، لأَن فِعَلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفعِلَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَشْرِيَةٌ جمعاً للممدود كَمَا قَالُوا أَقْفِية فِي جَمْعِ قَفاً لأَن مِنْهُمْ مَنْ

يمُدُّه. وشاراهُ مُشاراةً وشِراءً: بايَعه، وَقِيلَ: شَارَاهُ مِنَ الشِّراءِ وَالْبَيْعِ جَمِيعًا وَعَلَى هَذَا وجَّه بَعْضُهُمْ مَدَّ الشِّراءِ. أَبو زَيْدٍ: شَرَيْتُ بعْتُ، وشَرَيتُ أَي اشْتَرَيْتُ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: بئْسَما باعُوا بِهِ أَنفسَهم، وَلِلْعَرَبِ فِي شَرَوْا واشْتَرَوْا مَذْهبان: فالأَكثر مِنْهُمَا أَن يَكُونَ شَرَوا باعُوا، واشْتَرَوا ابْتاعوا، وَرُبَّمَا جعلُوهما بمَعنى بَاعُوا. الْجَوْهَرِيُّ: الشِّرَاءُ يمَدُّ ويُقْصَر. شَرَيْتُ الشيءَ أَشْرِيه شِرَاءً إِذَا بعْتَه وَإِذَا اشْتَرَيْتَه أَيضاً، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الشِّرَاء بِالْمَدِّ قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدائِها وَلَا بالأَمَةِ عامَ شِرائِها؛ قَالَ: وشاهِدُ شَرَيتُ بِمَعْنَى بعتُ قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ مُفَرِّغ: شَرَيْتُ بُرْداً، وَلَوْلَا مَا تكَنَّفَني ... مِنَ الحَوادِث، مَا فارَقْتُه أَبدا وَقَالَ أَيضاً: وشَرَيْتُ بُرْداً لَيتَني، ... مِنْ بَعدِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ قَالَ لابْنهِ عَبْدِ اللَّهِ: واللهِ لَا أَشْرِي عَملي بشيءٍ وللدُّنيا أَهوَنُ عَلَيَّ مِنْ منحةٍ ساحَّةٍ ؛ لَا أَشْرِي أَي لَا أَبيعُ. وشَرْوى الشَّيْءِ: مثلُه، واوُه مُبْدَلةٌ مِنَ الْيَاءِ لأَن الشيءَ إِنَّمَا يُشْرى بمثلهِ وَلَكِنَّهَا قُلِبَت يَاءً كَمَا قُلِبت فِي تَقْوَى وَنَحْوِهَا. أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ هَذَا شَرْوَاه وشَرِيُّه أَي مِثْلُه؛ وأَنشد: وتَرَى هالِكاً يَقُول: أَلا تبصر ... فِي مالِكٍ لِهَذَا شَرِيَّا؟ وَكَانَ شُرَيْحٌ يُضَمِّنُ القَصَّارَ شَرْوَاهُ أَي مِثْلَ الثَّوبِ الَّذِي أَخَذه وأَهْلَكَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ادْفَعُوا شَرْوَاها مِنَ الْغَنَمِ أَي مِثْلَها. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الصَّدَقَةِ: فَلَا يأْخذ إلَّا تِلْكَ السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي مِنْ مِثْلِ إبلهِ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: قَضَى فِي رجلٍ نَزَع فِي قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فَقَالَ لَهُ شَرْوَاها. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ فِي الرجلِ يبيعُ الرجلَ وَيَشْتَرِطُ الخَلاصَ قَالَ: لَهُ الشَّرْوَى أَي المِثْلُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زرعٍ قَالَ: فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فَرَسًا يَسْتَشْرِي فِي سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فِيهِ بِلَا فُتورٍ وَلَا انكسارٍ، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا لَجَّ فِي الأَمر: قَدْ شَريَ فِيهِ واسْتَشْرى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ جادُّ الجَرْي. يُقَالُ: شَرِيَ الرجلُ فِي غَضَبِهِ واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَكِبَ شَرِيّاً أَيْ فرَساً خِياراً فَائِقًا. وشَرَى المالِ وشَرَاتُه: خيارهُ. والشَّرَى بِمَنْزِلَةِ الشَّوَى: وَهُمَا رُذالُ الْمَالِ، فَهُوَ حَرْفٌ مِنَ الأَضداد. وأَشْرَاءُ الحَرَمِ: نواحِيه، والواحِد شَرىً، مَقْصُورٌ. وشَرَى الفُراتِ: ناحيتهُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني ... بِشَرَى الفُراتِ، وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: قَالَ لرجلٍ انْزِلْ أَشْرَاءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه، الواحدُ شَرىً. وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ: اضطَربَ. وَيُقَالُ لزِمامِ النَّاقَةِ إِذَا تتابَعَتْ حَرَكَاتُهُ لِتَحْرِيكِهَا رأْسَها فِي عَدْوِها: قَدْ شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إِذَا كثُر اضطرابهُ. وشَرِيَ الشرُّ بَيْنَهُمْ شَرىً: اسْتَطارَ. وشَرِيَ

الْبَرْقُ، بِالْكَسْرِ، شَرىً: لَمَع وتتابَع لمَعانُه، وَقِيلَ: اسْتَطارَ وتَفَرَّق فِي وَجْهِ الغَيْمِ؛ قَالَ: أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ، ... يَمُوتُ فُواقاً، ويَشْرَى فُواقَا وَكَذَلِكَ اسْتَشْرَى؛ وَمِنْهُ يُقَالُ للرجلِ إِذَا تمَادَى فِي غَيِّهِ وفسادِه: شَرِيَ يَشْرَى شَرىً. واسْتَشْرَى فُلانٌ فِي الشَّرِّ إِذَا لَجَّ فِيهِ. والمُشاراةُ: المُلاجَّةُ، يُقَالُ: هُوَ يُشَارِي فُلَانًا أَيْ يُلاجُّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي صِفَةِ أَبيها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ثمَّ اسْتَشْرَى فِي دِينه أَيْ لَجَّ وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ شَرِيَ البرقُ واسْتَشْرَى إِذَا تتابَع لمَعانهُ. وَيُقَالُ: شَرِيَتْ عينُه بالدَّمْعِ إِذَا لَجَّت وتابَعَت الهَمَلان. وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً، وشَرِيَ الرَّجُلُ شَرىً واسْتَشْرَى: غَضِبَ ولَجَّ فِي الأَمْرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ أَحمر: باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ ... شَرِيَت، وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِيَتْ: لَجَّتْ، وعَرْشِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى عَرْشِ السِّماكِ، ومُتَهَدِّم: مُتهافِت لَا يَتماسك. والشُّراة: الخَوارِجُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا، وأَمّا هُمْ فَقَالُوا نَحْنُ الشُّراةُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ ، أَي يَبِيعُها ويبذُلُها فِي الْجِهَادِ وثَمَنُها الْجَنَّةُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ قَطَرِيُّ بْنُ الفُجاءَة وَهُوَ خارجيٌّ: رأَتْ فِئةً باعُوا الإِلهَ نفوسَهُم ... بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، عِندَهُ، ونَعِيمِ التَّهْذِيبِ: الشُّرَاةُ الخَوارِجُ، سَمَّوْا أَنفسهم شُرَاةً لأَنهم أَرَادُوا أَنَّهُمْ باعُوا أَنفسهم لِلَّهِ، وَقِيلَ: سُموا بِذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ إنَّا شَرَيْنا أَنفسنا فِي طاعةِ اللَّهِ أَي بِعْنَاهَا بِالْجَنَّةِ حِينَ فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة، وَالْوَاحِدُ شارٍ، وَيُقَالُ مِنْهُ: تَشَرَّى الرجلُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أنه جَمَعَ بَنِيهِ حِينَ أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مَعَ ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا بَيْعَةَ يزيدَ أَي صَارُوا كالشُّراةِ فِي فِعْلِهم، وهُم الخَوارجُ، وخُروجِهم عَنْ طاعةِ الإِمامِ؛ قَالَ: وَإِنَّمَا لزمَهم هَذَا اللقَبُ لأَنهم زَعَمُوا أَنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرَة أَي باعُوها. وشَرَى نفسَه شِرىً إِذَا باعَها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى والشِّرَى: يَكُونُ بَيْعًا واشْتِراءً. والشارِي: المُشْتَرِي. وَالشَّارِي: البائِعُ. ابْنُ الأَعرابي: الشِّرَاءُ، ممدودٌ ويُقْصَر فَيُقَالُ الشَّرَا، قَالَ: أَهلُ نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه، قَالَ: وشَرَيْت بِنَفْسِي لِلْقَوْمِ إِذَا تَقَدَّمْتُ بَيْنَ أَيديهم إِلَى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إِلَى السُّلْطَانِ فَتَكَلَّمْت عَنْهُمْ. وَقَدْ شَرَى بِنَفْسِهِ إِذَا جَعَل نَفْسَهُ جُنَّةً لَهُمْ. شَمِرٌ: أَشْرَيْتُ الرجلَ والشَّيءَ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه. وَرُوِيَ بَيْتُ الأَعشى: شَرَاة الهِجانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: شَرَاةُ أَرضٌ والنِسبة إِلَيْهَا شَرَوِيّ، قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ السُّلَمِيَّ يَقُولُ أَشْرَيْتُ بَيْنَ القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ بِهِ فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ بِهِ فغَرِيَ. وشَرِيَ الفَرَسُ فِي سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ، فَهُوَ فَرَسٌ شَرِيٌّ، عَلَى فَعِيلٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي فِي جَرْيِهِ أَي يَلِجُّ. وشَارَاهُ مُشَارَاةً: لاجَّهُ. وَفِي حَدِيثِ السَّائِبِ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَريكي فَكَانَ خَيْرَ شَريكٍ لَا يُشارِي وَلَا يُمارِي وَلَا يُدارِي ؛ المُشَارَاةُ: المُلاجَّةُ،

وَقِيلَ: لَا يُشَارِي مِنَ الشَّرِّ أَي لَا يُشارِرُ، فَقَلَبَ إِحْدَى الراءَيْن يَاءً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَول الْوَجْهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَا تُشارِ أَخاك فِي إِحْدَى الروايتينِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي قَوْلِهِ لَا يُشَارِي: لَا يَستَشْري مِنَ الشَّرِّ، وَلَا يُمارِي: لَا يُدافِعُ عَنِ الحقِّ وَلَا يُرَدِّدُ الكلامَ؛ قَالَ: وَإِنِّي لأَسْتَبْقِي ابنَ عَمِّي، وأَتَّقي ... مُشَاراتَه كَيْ مَا يَرِيعَ ويَعْقِلا قَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ قَوْلِهِ لَا يُشَارِي وَلَا يُمارِي وَلَا يُدارِي ، قَالَ: لَا يُشَارِي مِنَ الشَّرِّ، قَالَ: وَلَا يُماري لَا يُخَاصِمُ فِي شيءٍ لَيْسَتْ لَهُ فِيهِ مَنْفَعَةٌ، وَلَا يُداري أَي لَا يَدْفَعُ ذَا الحَقِّ عَنْ حَقِّه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: إِذَا أُوقِدَتْ نارٌ لَوى جِلْدَ أَنْفِه، ... إِلَى النارِ، يَسْتَشْرِي ذَرى كلِّ حاطِبِ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْ يَسْتَشْرِي إِلَّا أَن يَكُونَ يَلِجُّ فِي تأَمُّله. وَيُقَالُ: لَحاه اللَّهُ وشَراهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَراهُ اللَّهُ وأَوْرَمَه وعَظاهُ وأَرْغَمَه. والشَّرَى: شيءٌ يخرُجُ عَلَى الجَسَد أَحمَرُ كهيئةِ الدَّرَاهِمِ، وَقِيلَ: هُوَ شِبْهُ البَثْر يَخْرُجُ فِي الْجَسَدِ. وَقَدْ شَرِيَ شَرىً، فَهُوَ شَرٍ عَلَى فَعِلٍ، وشَرِيَ جلْدُه شَرىً، قَالَ: والشَّرى خُراج صِغَارٌ لَهَا لَذْعٌ شَدِيدٌ. وتَشَرَّى القومُ: تَفَرَّقوا. واستَشْرَتْ بَيْنَهُمُ الأُمورُ: عظُمت وتفاقَمَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى شَرِيَ أَمرُهما أَي عظُم «3». وتَفاقَمَ ولَجُّوا فِيهِ. وفَعَلَ بِهِ مَا شَرَاهُ أَي ساءَه. وإبِلٌ شَرَاةٌ كسَراةٍ أَي خِيارٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَذُبُّ القَضايا عَنْ شَرَاةٍ كأَنَّها ... جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ والشَّرَى: النَّاحِيَةُ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ نَاحِيَةَ النَّهْرِ، وَقَدْ يُمَدُّ، والقَصر أَعْلى، وَالْجَمْعُ أَشْرَاءٌ. وأَشْرَاه ناحيةَ كَذَا: أَمالَهُ؛ قَالَ: اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّا فِي تَلَفُّتِنا، ... يومَ الفِراقِ، إِلَى أَحْبابِنا صورُ وأَنَّني حَوْثُما يُشْرِي الهَوى بَصَري، ... مِنْ حيثُ مَا سَلَكوا، أَثْني فأَنْظورُ «4» . يُرِيدُ أَنظُرُ فأَشْبَع ضَمَّة الظَّاءِ فنشَأَت عَنْهَا وَاوٌ. والشَّرى: الطريقُ، مقصورٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. والشَّرْيُ، بِالتَّسْكِينِ: الحَنْظَلُ، وَقِيلَ: شجرُ الْحَنْظَلِ؛ وَقِيلَ: ورقُه، وَاحِدَتُهُ شَرْيَةٌ؛ قَالَ رؤْبة: فِي الزَّرْبِ لَوْ يَمْضُغُ شَرْياً مَا بَصَقْ وَيُقَالُ: فِي فُلَانٍ طَعْمانِ أَرْيٌ وشَرْيٌ، قَالَ: والشَّرْيُ شَجَرُ الْحَنْظَلِ؛ قَالَ الأَعلم الْهُذَلِيُّ: عَلَى حَتِّ البُرايةِ زَمْخَرِيِّ السَّواعِدِ، ... ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ وَفِي حَدِيثِ أَنس فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ، قَالَ: هُوَ الشَّرْيان ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الشَّرْيانُ والشَّرْيُ الْحَنْظَلُ، قَالَ: ونحوهُما الرَّهْوانُ والرَّهْوُ للمطمئِنِّ مِنَ الأَرض، الْوَاحِدَةُ شَرْيَةٌ. وَفِي حَدِيثِ لَقيط: أَشْرَفْتُ عَلَيْهَا وَهِيَ شَرْيَة وَاحِدَةٌ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، أَراد أَنَّ الأَرض اخْضَرَّتْ بالنَّبات فكأَنها حَنْظَلَةٌ وَاحِدَةٌ، قَالَ: وَالرِّوَايَةُ شَرْبَة ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. وقال أَبو حنيفة:

_ (3). قوله [حَتَّى شَرِيَ أَمْرُهُمَا أَيْ عظم إلخ] عبارة النهاية: ومنه حديث المبعث فشَرِيَ الأَمر بينه وبين الكفار حين سب الهتم أَيْ عَظُمَ وَتَفَاقَمَ وَلَجُّوا فيه، والحديث الآخر حتى شَرِيَ أمرهما وحديث أم زرع إلخ (4). قوله حوثما: لغة في حيثما

يُقَالُ لمِثْلِ مَا كَانَ مِنْ شَجَرِ القِثَّاءِ والبِطِّيخِ شَرْيٌ، كَمَا يُقَالُ لشَجَرِ الْحَنْظَلِ، وَقَدْ أَشْرَتِ الشجرةُ واسْتَشْرَتْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرْيَة النَّخْلَةُ الَّتِي تنبُت مِنَ النَّواةِ. وتَزَوَّجَ فِي شَرِيَّةِ نِساءٍ أَي فِي نِساءٍ يَلِدْنَ الإِناثَ. والشَّرْيانُ والشِّرْيانُ، بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِهَا: شجرٌ مِنْ عِضاه الْجِبَالِ يُعْمَلُ مِنْهُ القِسِيُّ، وَاحِدَتُهُ شِرْيَانَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَبات الشِّرْيانِ نباتُ السِّدْر يَسْنو كَمَا يَسْنو السِّدْر ويَتَّسِعُ، وَلَهُ أَيضاً نَبِقَةٌ صَفْراءُ حُلْوَةٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبو زيادٍ تُصْنَعُ القياسُ مِنَ الشِّرْيانِ، قَالَ: وقَوْسُ الشِّرْيانِ جَيِّدَةٌ إِلَّا أَنها سَوداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرةً، وَهُوَ مِنْ عُتْقِ العيدانِ وَزَعَمُوا أَن عُودَهُ لَا يَكادُ يَعْوَجُّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ: وَفِي الشِّمالِ مِنَ الشِّرْيانِ مُطْعَمَةٌ ... كَبْداءُ، فِي عودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ وَقَالَ الْآخَرُ: سَياحِفَ فِي الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها ... صِحابي، وَأَوْلَى حَدَّها مَنْ تَعَرَّما الْمُبَرِّدُ: النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والشِّرْيانُ شجرةٌ واحدةٌ، ولكِنَّها تَخْتَلِف أَسْماؤُها وتَكْرُم بِمَنابِتِها، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلَّة جبَلٍ فَهُوَ النَّبْعُ، وَمَا كَانَ فِي سَفْحِهِ فَهُوَ الشِّرْيان، وَمَا كَانَ فِي الحَضيضِ فهُو الشَّوْحَطُ. والشِّرْيَانَاتُ: عروقٌ دقاقٌ فِي جَسَدِ الإِنسان وغَيره. والشَّرْيَانُ والشِّرْيَانُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: وَاحِدُ الشَّرَايِين، وَهِيَ العُروقُ النَّابضَة ومَنْبِتُها مِنَ القَلْبِ. ابْنُ الأَعرابي: الشِّرْيَان الشَّقُّ، وَهُوَ الثَّتُّ، وَجَمْعُهُ ثُتُوتٌ وَهُوَ الشَّقُّ فِي الصَّخْرة. وأَشْرَى حوضَه: مَلأَه وأَشْرَى جِفانَه إِذَا مَلأَها، وَقِيلَ: مَلأَها للضِّيفانِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: نَكُبُّ العِشارَ لأَذْقانِها، ... ونُشْرِي الجِفانَ ونَقْري النَّزيلا والشَّرَى: موضعٌ تُنْسب إِلَيْهِ الأُسْدُ، يُقَالُ للشُّجْعانِ: مَا هُمْ إِلَّا أُسودُ الشَّرى؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: شَرى مَوْضِعٌ بِعَيْنهِ تأْوي إِلَيْهِ الأُسْدُ، وَقِيلَ: هُوَ شَرى الفُراتِ وناحِيَتُه، وَبِهِ غِياضٌ وآجامٌ ومَأْسَدَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُسودُ شَرىً لاقتْ أُسودَ خفِيَّةٍ . والشَّرى: طريقٌ فِي سَلْمى كَثِيرُ الأُسْدِ. والشَّرَاةُ: موضِع. وشِرْيَانُ: وادٍ؛ قَالَتْ أُخت عَمْرٍو ذِي الْكَلْبِ: بأَنَّ ذَا الكَلْبِ عَمْرًا خيرَهم حسَباً، ... ببَطْنِ شِرْيَانَ، يَعْويِ عِنْده الذِّيبُ وشَرَاءٌ، وشَرَاءِ كَحذامِ: موضعٌ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: تأَبَّدَ مِنْ أَطْلالِ جَمْرَةَ مَأْسَلُ، ... فَقَدْ أَقْفَرَت مِنْهَا شَرَاءٌ فيَذْبُلُ «1» . وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الشَّرَاةِ؛ هُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ جَبَلٌ شامخٌ من دون عُسْفانَ، وصُقْعٌ بِالشَّامِ قَرِيبٌ مِنْ دِمَشْق، كَانَ يَسْكُنُهُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وأَولاده إِلَى أَن أَتتهم الخلافة. ابن سيدة: وشَرَاوَةُ موضعٌ قَرِيبٌ مِنْ تِرْيَمَ دونَ مَدْين؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: تَرامى بِنا مِنْهَا، بحَزْنِ شَرَاوَةٍ ... مفَوِّزَةٍ، أَيْدٍ إلَيْك وأَرْجُلُ وشَرَوْرَى: اسْمُ جَبَلٍ فِي الْبَادِيَةِ، وَهُوَ فَعَوْعَل، وفي

_ (1). قوله [أطلال جمرة] هو بالجيم في المحكم

الْمُحْكَمِ: شَرَوْرَى جَبَلٌ، قَالَ: كَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَكَانَ قِيَاسُهُ أَن يَقُولَ هَضْبة أَو أَرض لأَنه لَمْ يُنَوِّنْهُ أَحد مِنَ الْعَرَبِ، وَلَوْ كَانَ اسْمَ جَبَلٍ لَنَوَّنَهُ لأَنه لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ مِنَ الصَّرْفِ. شسا: التَّهْذِيبُ فِي الْمُعْتَلِّ: ابْنُ الأَعرابي الشَّسَا البُسْرُ اليابس. ششا: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الشَّشَا الشِّيصُ. شصا: الْفَرَّاءُ: الشُّصُوُّ مِنَ العَيْن مِثْلُ الشُّخُوصِ. يُقَالُ: شَصَا بصَرهُ، فَهُوَ يَشْصُو شُصُوّاً. وشَصَتْ عينُه شُصُوّاً: شَخَصَت حَتَّى كأَنه ينظرُ إِلَيْكَ وَإِلَى آخَرَ؛ قَالَ: يَا رُبَّ مُهْرٍ شَاصِ، ... ورَبْرَبٍ خِماصِ، يَنْظُرْنَ مِن خَصاصِ، ... بأَعْيُنٍ شَواصِ، كفِلَقِ الرَّصاصِ وشَصا بصَرُه يَشْصُو شُصُوّاً: شَخَص. وأَشْصَاه صاحِبُه: رفَعَه. وشَصَا الإِنسانُ وغيرُه شُصُوّاً: قُطِعَت قَوائِمُه فارْتَفعتْ مَفاصِلُه، قَالَ: والشَّاصِي الَّذِي إِذَا قُطِعتْ قوائمهُ ارْتَفعتْ مفاصِلُه أَبداً. اللِّحْيَانِيُّ: شَصَا الميِّتُ يَشْصُو شُصُوّاً انْتَفخَ وارْتَفعت يداهُ ورِجْلاه، فَهُوَ شاصٍ، وَكَذَلِكَ القرْبة إِذَا مُلِئتْ مَاءً، والزِّقُّ إِذَا مُلِئَ خَمْراً ونحوَها مِنَ السَّيّال فارْتفَعتْ قوائِمهُ وشالَتْ؛ قَالَ: وطَعْنٍ كفَم الزِّقِّ ... شَصا، والزِّقُّ مَلآنُ وَيُقَالُ للزِّقاقِ المَمْلوءَةِ الشائِلةِ القَوائِمِ والقِرَبِ إِذَا كَانَتْ مَمْلوءَةً أَو نُفِخَ فِيهَا فارْتَفعتْ قوائِمُها: شاصِيَةٌ، وَالْجَمْعُ شَواصٍ وشاصِياتٌ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو: يَا رَبَّنا لَا تُخْفِضَنَّ عاصِيَهْ ... سَريعةَ المَشْي، طَيُورَ الناصِيَةْ «1». تَخافُها أَهلُ البُيوتِ القاصِيَهْ، ... تُسامرُ القوْمَ وتُضْحي شاصِيَهْ مِثْلَ الهَجينِ الأَحْمَرِ الجُراصِيَهْ، ... والإِثْرُ والصَّرْبُ مَعًا كالآصِيَهْ وَقَالَ الأَخطل يَصِفُ زُقَاقَ خَمْرٍ: أَناخُوا، فَجَرُّوا شاصِياتٍ كأَنها ... رِجالٌ مِنَ السُّودانِ لَمْ يتَسَرْبَلُوا قَالَ: وَكَذَلِكَ القِرَب والزِّقاقُ إِذَا كَانَتْ مَمْلوءَةً أَوْ نُفِخَ فِيهَا فارتفعتْ قوائِمُها وشالَتْ. وكلُّ مَا ارْتَفعَ فَقَدْ شَصَا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لِلْمَيِّتِ إِذَا انْتَفَخَ فَارْتَفَعَتْ يداهُ ورجلاهُ: قَدْ شَصَى يَشْصِي «2». شُصِيّاً، فَهُوَ شَاصٍ؛ حَكَاهُ عَنِ الْكِسَائِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَعْرُوفُ يَشْصُو. الْمُحْكَمُ: شَصا برِجْلِه شُصِيّاً رفَعها. الأَزهري: وَيُقَالُ للشَّاصِي شاظٍ، بِالظَّاءِ، وَقَدْ شَظَى يَشْظي شُظِيّاً. اللِّحْيَانِيُّ: شَطَى وشَظَى مثلُ ذَلِكَ «3». وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: إِذَا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَدا مَعْنَاهُ إِذَا أَلْقَى الرجُلُ لكَ نفْسَه وغَلَبْتَه فرَفَعَ رِجْلَيْهِ فاكْفُفْ يَدَك عَنْهُ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ إذا

_ (1). قوله [لا تخفضن] هكذا في الأَصل، وتقدم لنا في مادة أصي: لا تبقينّ (2). قوله [قد شصى يشصي إلخ] ضبط في المحكم والتهذيب والصحاح من باب رمى، وفي القاموس شَصِيَ كرضي، قال شارحه: وقد ضبط الفعل مثل رمى يرمي عَلَى مَا هُوَ فِي النسخ وصحح عليه فقول المصنف كرضي محل تأْمل (3). قوله [اللِّحْيَانِيُّ شَطَى وَشَظَى مِثْلُ ذلك] ضبطهما في القاموس كرضي، وكتب عليهما شارحه بأنهما من حد رمى

سقَطَ ورفعَ رِجْليه فاكْفُفْ عَنْهُ. اللَّيْثُ: شَصَت السَّحابةُ تَشْصُو إِذَا ارْتفعت فِي نُشُوئِها، وشَصا السَّحَابُ. ابْنُ الأَعرابي: الشَّصْوُ السِّواكُ، والشَّصْوُ الشِّدَّةُ. والشَّاصِلَّى مِثْلُ الباقِلَّى «1». نبتٌ إِذَا شَدَّدْت قَصَرْت، وَإِذَا خفَّفْتَ مددْتَ، وَيُقَالُ له بالفارسية وكْرَاوَنْد. شطي: شَطَى: أَرضٌ، وَقِيلَ: شَطَى اسمُ قَرْيةٍ بناحيةِ مِصْرَ تُنسَبُ إِلَيْهَا الثيابُ الشَّطَوِيَّة، وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: تَجَلَّل بالشَّطِيِّ والحِبَراتِ يُرِيدُ الشَّطَويَّ. غَيْرُهُ: الشَّطَوِيَّة ضرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الكَتان تُصْنعُ فِي شَطَى، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُعْمَلُ بأَرض يُقَالُ لَهَا الشَّطَاةُ؛ قَالَ: وأَلف شَطَى ياءٌ لِكَوْنِهَا لَامًا، واللامُ يَاءٌ أَكثرُ مِنْهَا وَاوًا. وَفِي النَّوَادِرِ: مَا شَطَّيْنا هَذَا الطَّعَامَ أَي مَا رَزَأْنا مِنْهُ شَيْئًا. وَقَدْ شَطَّيْنا الجَزُورَ أَي سَلَخْناه وفَرَّقْنا لَحْمَه. شظي: شَظَى الميِّتُ يَشْظِي شَظْياً، وَفِي التَّهْذِيبِ شُظِيّاً: انْتَفَخَ فارْتفَعتْ يَداهُ ورجْلاهُ كشَصا؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. الأَصمعي: شَظَى السِّقاءُ يَشْظِي شُظِيّاً مثلُ شَصى، وذلك إِذَا مُلِئَ فارْتفَعتْ قَوائِمُه. والشَّظَاةُ: عُظَيْمٌ لازقٌ بالوَظيفِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بالرُّكْبةِ، وجمعُها شَظىً، وَقِيلَ: الشَّظَى عَصَبٌ صغارٌ فِي الوَظِيفِ، وَقِيلَ: الشَّظَى عُظَيْمٌ لازقٌ بالذِّراعِ، فَإِذَا زَالَ قِيلَ شَظِيَتْ عَصَبُ الدَّابَّةِ. أَبو عُبَيْدَةَ: في رؤُوسِ المِرْفَقْينِ إبْرَةٌ، وَهِيَ شَظِيَّةٌ لاصِقَةٌ بالذِّراعِ ليستْ مِنْهَا؛ قَالَ: والشَّظَى عظمٌ لاصِقٌ بالرُّكْبةِ، فَإِذَا شَخَصَ قِيلَ شَظِيَ الفرَسُ، وتَحَرُّكُ الشَّظَى كانتِشارِ العَصَب غيرَ أَنَّ الفرَسَ لانتِشارِ العَصَبِ أَشدُّ احْتِمالًا مِنْهُ لتَحَرُّكِ الشَّظَى، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَصمعي. ابْنُ الأَعرابي: الشَّظَى عَصَبةٌ دقِيقةٌ بَيْنَ عَصَبَتي الوَظيف، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ عُظَيْمٌ دقِيقٌ إذا زَالَ عَنْ موضعِهِ شَظِيَ الفَرسُ. وشَظِيَ الفرَسُ شَظىً، فَهُوَ شَظٍ: فُلِقَ شَظاهُ. والشَّظَى: انْشِقاقُ العَصَبِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: وَلَمْ أَشْهَدِ الخَيْلَ المُغِيرَةَ بالضُّحى ... عَلَى هَيْكَلٍ نَهْدِ الجُزَارَةِ جَوَّالِ سَلِيمِ الشَّظَى، عَبْلِ الشَّوى، شَنِجِ النَّسا، ... لَهُ حَجباتٌ مُشْرِفاتٌ عَلَى الفالِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ للأَغلبَ العِجلي: لَيْسَ بِذِي واهِنَةٍ وَلَا شَظَى الأَصمعي: الشَّظَى عُظَيْمُ مُلزَقٌ بالذِّراعِ، فَإِذَا تحَرَّكَ مِنْ موضعِهِ قِيلَ قَدْ شَظِيَ الفرَسُ، بِالْكَسْرِ، وَقَدْ تَشَظَّى وشَظَّاهُ هُوَ. والشَّظِيَّة: عَظْمُ الساقِ، وكلُّ فِلْقَةٍ مِنْ شيءٍ شَظِيَّةٌ. والشَّظِيَّة: شِقّة مِنْ خَشبٍ أَو قَصَبٍ أَو قِضّةٍ أَو عَظْمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَرادَ أَن يَخْلُق لإِبْلِيسَ نَسْلًا وزَوْجةً، أَلقى عَلَيْهِ الغَضَبَ فطارَتْ مِنْهُ شَظِيّةٌ مِنْ نارٍ فخَلقَ مِنْهَا امرأَتَه ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عباسٍ: فطارَتْ مِنْهُ شَظِيّةٌ ووَقعَتْ مِنْهُ أُخرى مِنْ شِدَّةِ الغَضَب. والشَّظِيَّة: القوسُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشّظِيَّةُ القَوسُ لأَنَّ خشبَها شَظِيَتْ أَي فُلِقَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قوله:

_ (1). قوله [والشَّاصِلَّى مثل الباقلى] هكذا في الأَصل والصحاح، وفي القاموس: والشَّاصِلَّى بضم الصاد وفتح اللام المشددة

مَهاها السِّنانُ اليَعْمَليُّ فأَشْرَفَتْ ... سَناسِنُ مِنْهَا، والشَّظِيُّ لُزُوقُ قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَن الشَّظِيَّ جَمْعُ شَظىً، قَالَ: وَلَيْسَ كَذَلِكَ لأَن فَعَلًا لَيْسَ مِمَّا يُكسَّر عَلَى فَعِيلٍ إلَّا أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ فَيَكُونَ مِنْ بَابِ كلِيبٍ وعَبيدٍ، وأَيضاً فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ الشَّظِيُّ جَمْعَ شَظىً والشَّظى لَا مَحَالَةَ جَمْعُ شَظاةٍ، فَإِنَّمَا الشَّظيُّ جمعُ جمعٍ وَلَيْسَ بِجَمْعٍ، وَقَدْ بيَّنَّا أَنه لَيْسَ كلُّ جَمْعٍ يُجمعُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الشَّظِيَّ جَمْعُ شَظِيَّةٍ الَّتِي هِيَ عظمُ الساقِ كَمَا أَن رَكِيّاً جَمْعُ رَكِيَّةٍ. وتَشَظَّى الشيءُ: تفَرَّقَ وتشَقَّق وتَطايَر شَظَايا؛ قَالَ: يَا مَنْ رأَى لِي بُنَيَّ اللَّذَيْن هُمَا ... كالدُّرَّتَيْن تَشَظَّى عَنْهُمَا الصَّدَفُ وشَظَّاهُ هُوَ، وتَشَظَّى القومُ: تفَرَّقوا، قَالَ: فصَدّه، عَنْ لعْلَعٍ وبارِقِ، ... ضرْبٌ يُشَظِّيهمْ عَلَى الخَنادقِ أَي يفرِّقُهم ويَشُقُّ جمعَهم. وشَظَّيْتُ القومَ تَشْظِيَةً أَي فرَّقتُهم فتشَظَّوْا أَي تفرَّقُوا. وشَظِيَ القومُ إِذَا تفَرَّقُوا. والشَّظَى مِنَ النَّاسِ: المَوالي والتِّباعُ. وشَظَى القومِ: خلافُ صمِيمِهِمْ، وَهُمُ الأَتْباعُ والدُّخلاءُ عَلَيْهِمْ بالحِلْف؛ وقال هَوْبَرٌ الْحَارِثِيُّ: أَلا هَلْ أَتى التَّيْمَ بنَ عبدِ مَناءَةٍ، ... عَلَى الشَّنْءِ فِيمَا بَيْنَنَا، ابنِ تمِيمِ بمَصْرَعِنا النُّعمانَ، يومَ تأَلَّبَتْ ... عَلَيْنَا تميمٌ مِنْ شَظىً وصَميمِ تَزَوَّد منَّا بَيْنَ أُذْنَيهِ طَعنةً، ... دَعَتْه إِلَى هَابِي الترابِ عَقيمِ قَوْلُهُ: بمَصْرعِنا النُّعمانَ فِي مَوْضِعِ الْفَاعِلِ بأَتى فِي الْبَيْتِ قبلَه، والباءُ زائدةٌ؛ وَمِثْلُهُ قولُ امْرِئِ الْقَيْسِ: أَلا هَلْ أَتاها، والحوادثُ جَمَّةٌ، ... بأَن إمرأَ القيسِ بنَ تَملِكَ بَيْقَرا؟ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: أَلمْ يأْتيكَ، والأَنباءُ تَنْمي، ... بِمَا لاقتْ لَبُونُ بَنِي زيادِ؟ والشَّظَى: جبلٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: أَلمْ ترَ عُصْمَ رُؤوس الشَّظَى، ... إِذَا جاءَ قانِصُها تجْلبُ؟ وَهُوَ الشَّظاءُ أَيضاً، ممدودٌ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ كمُدِلَّةٍ عَجْزاءَ تَلْحَمُ ناهِضاً، ... فِي الوَكْرِ، مَوْقِعُها الشَّظاءُ الأَرْفعُ وأَما الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تعَجَّبَ رَبُّك مِنْ راعٍ فِي شَظِيَّة يؤذِّنُ ويقيمُ الصَّلَاةَ يخافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لعَبدي وأَدخلتهُ الجنة ؛ ف الشَّظِيَّةُ: فِنْديرةٌ مِنْ فَناديرِ الجبالِ، وهي قطعةٌ من رؤُوسها؛ عَنِ الأَزهري، قَالَ: وَهِيَ الشِّنْظِيةُ أَيضاً، وَقِيلَ: الشَّظِيَّةُ قِطعَةٌ مرتفعةٌ فِي رأْس الْجَبَلِ. والشَّظِيَّةُ: الفِلْقةُ مِنَ الْعَصَا ونحوِها، وَالْجَمْعُ الشَّظَايا، وَهُوَ مِنَ التَّشَظِّي التَّشَعُّبِ والتَّشَقُّقِ؛ ومنه الحديث: ف انْشَظَت رَباعيةُ رسوِل اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسلم ، أَي انْكَسَرَتْ. التَّهْذِيبِ: شَوَاظِي الْجِبَالِ وشَنَاظِيها هِيَ الكِسَر مِنْ رؤوس الْجِبَالِ كأَنها شُرَفُ الْمَسْجِدِ، وَقَالَ: كأَنها شَظِيَّةٌ انشَظَتْ ولم تَنْقَسِمْ أَيِ انْكَسَرَتْ

وَلَمْ تنْفرِجْ. والشَّظِيَّة مِنَ الْجَبَلِ: قِطْعةٌ قُطِعَت مِنْهُ مِثْلُ الدَّارِ وَمِثْلُ الْبَيْتِ، وجمعُها شَظَايا، وأَصغر مِنْهَا وأَكبر كَمَا تَكُونُ. النَّضْرُ: الشَّظَى الدَّبْرَةُ عَلَى إثرِ الدِّبْرةِ فِي المزْرَعة حَتَّى تبلُغَ أَقْصاها، الواحِدُ شَظىً بدِبارِها، والجماعةُ الأَشْظِيةُ، قَالَ: والشَّظَى رُبَّمَا كَانَتْ عشْر دَبَراتٍ، يُرْوى ذَلِكَ عَنِ الشافعي. شعا: أَشْعى القومُ الغارةَ إشْعاءً: أَشْعَلُوها. وغارةٌ شَعْوَاءُ: فاشِيةٌ مُتَفَرِّقَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ماوِيَّ يَا رُبَّتَما غارةٍ ... شَعْوَاءَ كاللَّذْعة بالمِيسَمِ وَقَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: كَيْفَ نَوْمِي عَلَى الْفِرَاشِ، وَلَمَّا ... تَشْمَلِ الشامَ غارةٌ شَعْواءُ تُذْهِلُ الشَّيخَ عَنْ بَنِيهِ، وتُبْدي، ... عَنْ خِدامِ، العَقِيلةُ العَذْراءُ الْعَقِيلَةُ: فَاعِلَةٌ لتُبْدي، وَحَذَفَ التَّنْوِينَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لِلضَّرُورَةِ «1». وشعِيَت الغارةُ تَشْعَى شَعاً إِذَا انتَشَرت، فَهِيَ شَعْواءُ، كَمَا يُقَالُ عَشِيَتِ المرأَة تَعْشى عَشاً فَهِيَ عَشْواء. وَالشَّاعِي: البعيدُ. والشَّعْوُ: انتِفاشُ الشَّعَر. والشُّعَى: خُصَلُ الشَعَر المُشْعانِّ. والشَّعْوَانَة: الجُمَّة مِنَ الشَّعَر المُشعانِّ. وَشَجَرَةٌ شَعْواءُ: مُنْتَشِرة الأَغصانِ. وأَشْعى بِهِ: اهْتَمَّ؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ: أَبْلِغْ علِيّاً، أَذَلَّ اللَّهُ سَعْيَهُمُ ... أَنَّ البُكَيْرَ الَّذِي أَشْعَوْا بِهِ هَمَلُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ مِنْ قولِهم غارةٌ شَعْواءُ، ورُوِي: أَسْعَوْا بِهِ، بِالسِّينِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الأَصمعي: جَاءَتِ الخيلُ شَوَاعِيَ وشَوائِعَ أَي مُتَفَرِّقَةً؛ وأَنشد للأَجْدع بْنِ مَالِكٍ: وكأَن صَرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ ... ضُرِبَتْ عَلَى شُزُنٍ، فهنَّ شَواعي أَراد: شَوائِعَ، فقلَبه؛ الشَّزَن: النَّاحِيَةُ والجانبُ الْمُرْتَفِعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وكأَن صَرْعاها، قَالَ: والمشهورُ فِي شِعْرِه عَقْراها، يَصِفُ خَيْلًا عُقِرت وصُرِعَت، يَقُولُ: عَقْرى هَذِهِ الخَيْلِ يَقَعُ بعضُها عَلَى جنْبه وبَعْضُها عَلَى ظَهْره كَمَا يقعُ كعبُ المُقامر مَرَّة عَلَى ظهْره ومرَّة عَلَى جنْبهِ، فَهِيَ ككِعاب المُقامِر بَعْضُها عَلَى ظهْرٍ وبعضُها عَلَى جنْبٍ وبعضُها عَلَى حرْفٍ. والشَّعْواءُ: اسمُ نَاقَةِ العَجَّاج؛ قَالَ: لَمْ تَرْهَبِ الشَّعْوَاءُ أَن تُناصا شغا: الشَّغا: اخْتِلافُ الأَسْنانِ، وَقِيلَ: اخْتِلَافُ نِبْتَة الأَسْنان بالطُّول والقِصَر والدُّخُول والخُروج. وشَغَتْ سِنُّه شُغُوّاً وشَغِيَتْ شَغىً ورجلٌ أَشْغَى وامرأَة شَغْوَاءُ وشَغْيَاءُ مُعاقَبَةٌ، حجازيَّة، وَالْجَمْعُ شُغْوٌ. والسِّنُّ الشَّاغِيَةُ: هِيَ الزائِدَةُ عَلَى الأَسنان، وَهِيَ المُخالفة لنِبْتَة غَيْرِهَا مِنَ الأَسْنان، وَقَدْ شَغِيَ يَشْغى شَغاً، مقصورٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّغا اختِلاف نِبْتَة الأَسْنانِ وليسَ الزِّيَادَة كَمَا ذكرَه الْجَوْهَرِيُّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر: أَنَّ رَجُلًا مِنْ تَمِيمٍ شَكا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَمارَهُ فَقَالَ: بعدَ حَوْلٍ لأُلِمَّنَّ بعُمَر، وَكَانَ شاغِيَ السِّنِّ فَقَالَ: مَا أُرى عُمَر إلَّا سيَعرفُني، فعالَجَها حَتَّى قلعَها ؛ الشَّاغِيةُ مِنَ الأَسنان: الَّتِي تخالِفُ نِبْتَتُها نِبْتَة أَخَواتِها، وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الثَّنيَّتَيْن، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَقَعُ أَسنانُه العُليا تحتَ رؤوس السُّفْلى، قال ابن

_ (1). يريد حذف التنوين من خدام

الأَثير: والأَوَّل أَصحّ، وَيُرْوَى: شاغِنَ، بِالنُّونِ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: جِيء إِلَيْهِ بعامِر بْنِ قيْسٍ «1». فرأَى شَيْخًا أَشْغى ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ: تكونُ فتْنَةٌ ينهَضُ فِيهَا رجلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَشْغَى ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَهُ سِنٌّ شاغِيةٌ. والشَّغْواءُ: العُقابُ، قِيلَ لَهَا ذَلِكَ لفَضْلٍ فِي مِنْقَارِهَا الأَعلى عَلَى الأَسفل، وَقِيلَ: سُمِّيت بِذَلِكَ لتَعَقُّفٍ فِي مِنْقارها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: شَغْوَاءُ تُوطِنُ بَيْنَ الشِّيقِ والنِّيق وَقَالَ أَبو كَاهِلٍ اليشكُري يُشَبِّهُ ناقَتَه بالعُقاب: كأَنَّ رِجْلي عَلَى شَغْوَاءَ حادِرَةٍ ... ظَمْياءَ، قَدْ بُلَّ مِنْ طَلّ خَوافِيها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْعِطَافِ مِنْقَارِهَا الأَعلى. والتَّشْغِيَةُ: تَقطِيرُ البَوْل، والاسمُ الشَّغَى. الأَزهري: الشَّغْيَة أَن يقْطُر البَوْلُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنَّه ضرَبَ امرأَةً حَتَّى أَشَاغَتْ ببَوْلها ، هَكَذَا يُرْوَى وَإِنَّمَا هُوَ أَشْغَتْ. والإِشْغَاءُ: أَن يقْطُر البَوْلُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وأَشْغَى فلانٌ رأْيَه إِذَا فرَّقَه؛ وَقَالَ: أَبْلِغْ عَلِيّاً، أَطال اللهُ ذُلَّهُمُ ... أَنَّ البُكَيْرَ الَّذِي أَشْغَوْا بِهِ هَمَلُ وبُكَيْرٌ: اسْمُ رَجُلٍ قَتلُوه، هَمَلٌ: غير صحيح. شفي: الشِّفَاء: دواءٌ معروفٌ، وَهُوَ مَا يُبرئُ مِنَ السَّقَم، والجمعُ أَشْفِيَةٌ، وأَشَافٍ جمعُ الجْمع، وَالْفِعْلُ شَفاه اللَّهُ مِنْ مَرَضهِ شِفاءً، ممدودٌ. واسْتَشْفَى فلانٌ: طلبَ الشِّفاء. وأَشْفَيْتُ فُلَانًا إِذَا وهَبتَ لَهُ شِفاءً مِنَ الدَّوَاءِ. وَيُقَالُ: شِفَاءُ العِيِّ السؤَالُ. أَبو عَمْرٍو: أَشْفَى زَيْدٌ عَمْرًا إِذَا وَصَفَ لَهُ دَوَاءً يَكُونُ شِفاؤه فِيهِ، وأَشْفَى إِذَا أَعْطى شَيْئًا مَا؛ وأَنشد: وَلَا تُشْفِي أَباها، لوْ أَتاها ... فَقِيرًا فِي مبَاءَتِها صِماما وأَشْفَيْتُك الشيءَ أَي أَعطيْتُكَه تَستَشْفي بِهِ. وشَفَاه بِلِسَانِهِ: أَبْرأَهُ. وشَفَاهُ وأَشْفَاهُ: طَلَبَ لَهُ الشِّفاءَ. وأَشْفِنِي عَسَلًا: اجْعَلْه لِي شِفاءً. وَيُقَالُ: أَشْفَاهُ اللهُ عسَلًا إِذَا جَعَلَهُ لَهُ شِفاءً؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدَةَ. واسْتَشْفَى: طَلَبَ الشِّفاءَ، واسْتَشْفَى: نَالَ الشِّفاء. والشَّفَى: حرْفُ الشيءِ وحَدُّه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ ؛ وَالِاثْنَانِ شَفَوان. وشَفَى كلِّ شَيْءٍ: حَرْفُه؛ قَالَ تَعَالَى: وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ؛ قَالَ الأَخفش: لمَّا لَمْ تَجُزْ فِيهِ الإِمالةُ عُرِفَ أَنه مِنَ الْوَاوِ لأَنَّ الإِمالة مِنَ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: نازلٌ بِ شَفا «2». جُرُفٍ هارٍ أَي جانِبه، وَالْجَمْعُ أَشْفَاءٌ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ قَوْسًا شَبَّه عِطْفَها بعِطْفِ الْهِلَالِ: كأَنَّها فِي كَفِّه تَحْتَ الرَّوْقْ ... «3». وفْقُ هِلالٍ بينَ ليْلٍ وأُفُقْ، أَمسى شَفىً أَو خَطُّهُ يومَ المَحَقْ الشَّفَى: حَرْفُ كلِّ شَيْءٍ، أَراد أَنَّ قوْسَه كأَنَّها خَطُّ هلالٍ يَوْمَ المَحَق. وأَشْفَى عَلَى الشَّيْءِ: أَشرفَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَشْفَى عَلَى الْهَلَاكِ إِذَا أَشرفَ عليه. وفي الحديث: ف أَشْفَوْا عَلَى المرْج أَي أَشرَفُوا، وأَشْفَوْا عَلَى الموتِ. وأَشَافَ عَلَى الشَّيْءِ وأَشْفَى أَي أَشرَفَ عليه. وشفو شَفَت الشمس شفو تَشْفُو: قارَبَت الغُروب،

_ (1). قوله [بعامر بن قيس] في بعض نسخ التهذيب: بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ (2). في النهاية: بشفى بدل بشفا (3). قوله [تحت الروق إلخ] هكذا في الأَصل

وَالْكَلِمَةُ واوِيَّة ويائيَّة. وَشَفَى الهلالُ: طَلعَ، وشَفَى الشخصُ: ظَهَرَ؛ هَاتَانِ عَنِ الْجَوْهَرِيِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّفَى مقصورٌ بقيَّةُ الهلالِ وبقيةُ الْبَصَرِ وَبَقِيَّةُ النَّهَارِ وَمَا أَشبهه؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَنْ تَشَرَّفا، ... أَشْرَفْتُه بِلَا شَفَى أَو بِشَفَى قَوْلُهُ بِلَا شَفَى أَي وَقَدْ غابَتِ الشمسُ، أَو ب شَفَى أَيْ أَو قدْ بَقِيَتْ مِنْهَا بقِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: كالشِّعْرَيَيْن لاحَتا بعْدَ الشَّفَى شبَّه عَيْنَيْ أَسَدٍ فِي حُمْرَتِهِما بالشِّعْرَيَيْن بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لأَنَّهما تَحْمَرَّان فِي أَوَّل الليلِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِنْدَ موتهِ وَلِلْقَمَرِ عِنْدَ امِّحاقِه وَلِلشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا مَا بَقِيَ مِنْهُ إِلَّا شَفىً أَي قليلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ مَا كَانَتِ المُتْعة إلَّا رَحْمةً رَحِمَ اللهُ بِهَا أُمَّة محمدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْلَا نَهْيُه عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنا أَحَدٌ إلَّا شَفىً أَي إلَّا قليلٌ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ: وَاللَّهِ لكَأَنِّي أَسمَعُ قَوْلَهُ إلَّا شَفىً؛ عَطَاءٌ القائلُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا الْحَدِيثُ يدلُّ عَلَى أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلِمَ أَنَّ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ المُتْعة فَرَجَعَ إِلَى تَحْرِيمِها بعد ما كَانَ بَاحَ بإحْلالِها، وَقَوْلُهُ: إلَّا شَفىً أَي إلَّا خَطِيئةً مِنَ النَّاسِ قَلِيلَةً لَا يَجدونَ شَيْئًا يَسْتَحِلُّون بِهِ الفُروج، مِنْ قَوْلِهِمْ غابتِ الشمسُ إِلَّا شَفىً أَي قَلِيلًا مِنْ ضَوْئِها عِنْدَ غُرُوبِهَا. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ إِلَّا شَفىً أَي إِلَّا أَنْ يُشْفيَ، يَعْنِي يُشْرِفَ عَلَى الزِّنا وَلَا يُواقِعَه، فأَقام الاسمَ وَهُوَ الشَّفَى مُقامَ المصدرِ الْحَقِيقِيِّ، وَهُوَ الإِشفاءُ عَلَى الشَّيْءَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ زِمْلٍ: ف أَشْفَوْا عَلَى المَرْجِ أَي أَشرَفُوا عليه ولا يَكادُ يقالُ أَشْفَى إِلَّا فِي الشَّرِّ. وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعدٍ: مَرِضْتُ مَرَضاً أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَا تَنْظُروا إِلَى صَلَاةِ أَحدٍ وَلَا إِلَى صِيامِه وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى وَرَعه إِذَا أَشْفَى أَي إِذَا أَشرَف عَلَى الدُّنيا وأَقبَلَتْ عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: إِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى وَإِذَا أَشْفَى وَرِع أَي إِذَا أَشرف عَلَى شيءٍ توَرَّعَ عَنْهُ، وَقِيلَ: أَراد المَعْصِية والخِيانة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رجُلًا أَصابَ مِنْ مَغْنَمٍ ذَهَباً فأَتى بِهِ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يدْعُو لَهُ فِيهِ فَقَالَ: مَا شَفَّى فلانٌ أَفضلُ مِمَّا شَفَّيْتَ تَعَلَّمَ خَمسَ آياتٍ ؛ أَراد: مَا ازْدادَ ورَبِحَ بتَعلُّمِه الْآيَاتِ الخمسَ أَفضلُ مِمَّا اسْتَزَدْتَ ورَبِحْتَ مِنْ هَذَا الذَّهَبِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ مِنْ بَابِ الإِبْدالِ فإنَّ الشَّفَّ الزيادةُ والرِّبْحُ، فكأَنّ أَصلَه شَفّفَ فأُبْدِلت إِحْدَى الفاءَات يَاءً، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: دَسَّاها، فِي دَسَّسَها، وتقَضَّى الْبَازِي فِي تقَضَّضَ، وَمَا بقِيَ مِنَ الشَّمْسِ والقَمَرِ إِلَّا شَفىً أَي قليلٌ. وشَفَتِ الشمسُ تَشْفِي وشَفِيَتْ شَفىً: غَرَبَتْ، وَفِي التَّهْذِيبِ: غابَتْ إِلَّا قَلِيلًا، وأَتيتهُ بشَفىً مِنْ ضَوْءِ الشمسِ؛ وأَنشد: وَمَا نِيلُ مِصْرٍ قُبَيْلَ الشَّفَى، ... إِذَا نفَحَتْ رِيحُه النافِحَهْ أَي قُبَيْلَ غروبِ الشَّمْسِ. وَلَمَّا أَمرَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَسّانَ بهِجاءِ كُفارِ قُرَيْشٍ ففَعَلَ قَالَ: شَفَى واشْتَفَى؛ أَراد أَنه شَفَى المْؤمنين واشْتَفَى بنفْسهِ أَي اخْتَصَّ بالشِّفاءِ، وَهُوَ مِنَ الشِّفاءِ البُرْءِ مِنَ الْمَرَضِ، يُقَالُ: شَفاهُ اللَّهُ يَشْفِيه، واشْتَفَى افتَعَل مِنْهُ، فنقَله مِنْ شِفاءِ الأَجسامِ إِلَى شِفاء القُلُوبِ والنُّفُوس. واشْتَفَيْتُ بِكَذَا وتَشَفَّيْتُ

مِنْ غَيْظي. وَفِي حَدِيثِ الملْدُوغِ: فشَفَوْا لَهُ بكلِّ شيءٍ أَي عالَجُوهُ بكلِّ مَا يُشْتَفَى بِهِ، فوَضَعَ الشِّفاءَ مَوْضِعَ العِلاجِ والمُداواة. والإِشْفَى: المِثْقَب؛ حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ الْعَرَبِ: إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ الإِشْفَى، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنَّمَا ذهَب إِلَى حِدَّتهِ لأَن الإِنسانَ لَوْ لاطَمَ الإِشْفَى لَكَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِ لَا لَهُ. والإِشْفَى: الَّذِي للأَساكِفة، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الإِشْفَى مَا كَانَ للأَساقي والمَزاود والقِرَبِ وأَشباهِها، وَهُوَ مَقْصُورٌ، والمِخْصَفُ للنِّعالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: فحاصَ مَا بينَ الشِّراكِ والقَدَمْ، ... وَخْزَة إشْفَى فِي عُطُوفٍ مِنْ أَدَمْ وَقَوْلُهُ أَنشده الْفَارِسِيُّ: مِئبَرةُ العُرْقُوبِ إشْفَى المِرْفَقِ عَنَى أَنَّ مِرْفَقَها حديدٌ كالإِشْفَى، وَإِنْ كَانَ الجَوْهَر يَقْتَضِي وَصْفًا مَا فَإِنَّ العَرَب رُبما أَقامتْ ذَلِكَ الجَوْهَر مُقامَ تِلْكَ الصِّفةِ. يقولُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَيَا طَغامَ الأَحلامِ ، لأَنَّ الطَّغامةَ ضعيفةٌ فكأَنه قَالَ: يَا ضِعافَ الأَحلام؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَلِفُ الإِشْفَى ياءٌ لوجُود ش ف ي وَعَدَمُ ش ف ومع أَنها لامٌ. التَّهْذِيبُ: الإِشْفَى السِّرادُ الَّذِي يُخْرَزُ بِهِ، وَجَمْعُهُ الأَشَافِي. ابْنُ الأَعرابي: أَشْفَى إِذَا سَارَ فِي شَفَى الْقَمَرِ، وَهُوَ آخرُ اللَّيْلِ، وأَشْفَى إِذَا أَشرف عَلَى وصِيَّةٍ أَو وَديعةٍ. وشُفَيَّة: اسْمُ رَكِيّة مَعْرُوفَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ شُفَيّة، وَهِيَ بِضَمِّ الشِّينِ مُصَغَّرَةٌ: بِئْرٌ قَدِيمَةٌ بِمَكَّةَ حَفَرَتْهَا بَنُو أَسد. التَّهْذِيبِ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: الليث شفو الشَّفَةُ نُقْصانُها واوٌ، تَقُولُ شفو شَفَةٌ وثلاثُ شفو شَفَواتٍ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ نُقْصانُها هاءٌ وتُجْمَعُ عَلَى شِفاهٍ، والمُشافهة مُفاعَلة مِنْهُ. الْخَلِيلُ: الباءُ والميمُ شفو شَفَوِيّتانِ، نسَبهُما إِلَى الشَّفَة، قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَخْبَرَني فلانٌ خَبَراً اشْتَفَيْتُ بِهِ أَي انتَفَعْتُ بصحَّته وصدْقِه. وَيَقُولُ القائلُ مِنْهُمْ: تشَفَّيْتُ مِنْ فلانٍ إِذَا أَنْكَى فِي عَدُوِّه نِكايةً تَسُرُّه. شقا: الشَّقاءُ والشَّقَاوَةُ، بِالْفَتْحِ: ضدُّ السَّعَادَةِ، يُمَدُّ ويُقْصَرُ، شَقِيَ يَشَقَى شَقاً وشَقاءً وشَقَاوةً وشَقْوةً وشِقْوَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا ؛ وَهِيَ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ وأَهل الْمَدِينَةِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهِيَ كثيرةٌ فِي الْكَلَامِ، وقرأَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَقاوَتُنا ؛ وأَنشد أَبو ثَرْوَانَ: كُلِّفَ مِنْ عَنائهِ وشِقْوَتِهْ ... بِنتَ ثَمَانِيَ عَشْرَةٍ مِنْ حِجَّتِهْ وقرأَ قَتَادَةُ: شِقاوتُنا ، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ لُغَةٌ، قَالَ: وَإِنَّمَا جَاءَ بِالْوَاوِ لأَنه بُنِي عَلَى التأْنيث فِي أَوَّلِ أَحواله، وَكَذَلِكَ النهايةُ فَلَمْ تَكُنِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ حَرْفَيْ إِعْرَابٍ، وَلَوْ بُنِيَ عَلَى التَّذْكِيرِ لَكَانَ مَهْمُوزًا كَقَوْلِهِمْ عَظاءةٌ وعَباءَةٌ وصَلاءَة، وَهَذَا أُعِلَّ قبلَ دُخولِ الْهَاءِ، تَقُولُ: شَقِيَ الرجلُ، انْقَلَبَتِ الواوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قبلَها، ويَشْقَى انقَلبتْ فِي الْمُضَارِعِ أَلِفاً لِفَتْحَةِ مَا قبلَها، ثُمَّ تقولُ يَشْقَيانِ فيكونانِ كَالْمَاضِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ؛ أَراد: كنتُ مُسْتَجابَ الدَّعْوة، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد مَنْ دَعاكَ مخلِصاً فَقَدْ وَحَّدَكَ وعَبَدَك فَلَمْ أَكنْ بعِبادَتِكَ شَقِيّاً؛ هَذَا قولُ الزَّجَّاجِ. وشَاقَاهُ ف شَقَاهُ: كَانَ أَشَدَّ شَقَاءً مِنْهُ. وَيُقَالُ: شَاقَانِي فُلَانٌ فشَقَوْته أَشْقُوه أَي غَلَبْته فِيهِ. وأَشْقَاه

اللهُ، فَهُوَ شَقِيٌّ بيِّنُ الشِّقْوَة، بِالْكَسْرِ، وفتحُه لُغَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بطْنِ أُمِّه ، وَقَدْ تكَرَّرَ ذِكْرُ الشَّقِيِّ والشَّقَاءِ والأَشقِياء فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ ضِدُّ السَّعِيد والسُّعداءِ والسَّعادةِ، وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ قَدَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي أَصْلِ خِلْقَته أَن يَكُونَ شَقِيّاً فَهُوَ الشَّقِيُّ عَلَى الْحَقِيقَةِ، لَا مَنْ عَرَض لَهُ الشَّقاء بعدَ ذَلِكَ، وَهُوَ إِشارة إِلى شَقاءِ الْآخِرَةِ لَا الدُّنْيَا. وشَاقَيْت فلاناً مُشَاقَاةً إِذا عاشَرْتَه وعاشَرَك. والشَّقَاءُ: الشِّدةُ والعُسْرةُ. وشَاقَيْته أَي صابَرْته؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: إِذا يُشاقي الصَّابِراتِ لَمْ يَرِثْ، ... يكادُ مِنْ ضَعْف القُوى لَا يَنْبَعِثْ يَعْنِي جَمَلًا يصابرُ الجِمالَ مَشْياً. وَيُقَالُ: شَاقَيْتُ ذَلِكَ الأَمر بِمَعْنَى عانيْتُه. والمُشَاقَاةُ: المُعالَجة فِي الحرْب وَغَيْرِهَا. والمُشَاقَاةُ: المُعاناةُ: والمُمارسَةُ. والشَّاقي: حَيْدٌ مِنَ الجَبل طويلٌ لَا يُسْتَطاع ارْتِقاؤُه، والجمْعُ شُقْيَانٌ. وشَقَا نابُ البَعِيرِ يَشْقَى شَقْياً: طَلع وظَهَر كشَقَأَ. شكا: شَكَا الرجلُ أَمْرَه يَشْكُو شَكْواً، عَلَى فَعْلًا، وشَكْوى عَلَى فَعْلى، وشَكاةً وشَكاوَةً وشِكَايَةً عَلَى حَدّ القَلْب كعَلايةٍ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ عَلمٌ فَهُوَ أَقْبَلُ للتَّغْيير؛ السِّيرَافِيُّ: إِنما قُلِبت واوُه يَاءً لأَن أَكثر مصادِرِ فِعالَةٍ مِنَ المُعْتَلّ إِنما هُوَ مِنْ قِسْمِ الياءِ نَحْوُ الجِراية والوِلايَة والوِصايَة، فحُمِلت الشِّكايَةُ عَلَيْهِ لِقلَّة ذَلِكَ فِي الْوَاوِ. وتَشَكَّى واشْتَكَى: كشَكا. وتَشَاكَى القومُ: شَكا بعضُهُم إِلى بَعْضٍ. وشَكَوْتُ فُلَانًا أَشْكوه شَكْوى وشِكايَةً وشَكِيَّةً وشَكاةً إِذَا أَخْبَرْتَ عَنْهُ بسُوءِ فِعْلِه بِكَ، فَهُوَ مَشْكُوٌّ ومَشْكِيٌّ والاسْم الشَّكْوَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّكَايَة والشَّكِيَّة إِظْهارُ مَا يَصِفُك بِهِ غيرُك مِنَ المَكْرُوهِ، والاشْتِكَاءُ إِظْهارُ مَا بِكَ مِنْ مَكْروهٍ أَو مَرَضٍ ونحوِه. وأَشْكَيْتُ فُلَانًا إِذا فَعَلْتَ بِهِ فِعْلًا أَحْوَجه إِلى أَن يَشْكُوك، وأَشْكَيْتُه أَيضاً إِذا أَعْتَبْته مِنْ شَكْواهُ ونَزَعْتَ عَنْ شَكاته وأَزْلْتَه عمَّا يَشْكُوه، وَهُوَ مِنَ الأَضْداد. وَفِي الْحَدِيثِ: شَكَوْنا إِلى رَسُولِ اللَّهِ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَرَّ الرَّمْضاءِ فَلَمْ يُشْكِنا أَي شَكَوْا إِليْه حرَّ الشَّمْسِ وَمَا يُصِيبُ أَقْدامَهُم مِنْهُ إِذا خَرجوا إِلى صَلاةِ الظُّهْرِ، وسأَلوه تأْخِيرَها قَلِيلًا فَلَمْ يُشْكِهِمْ أَي لَمْ يُجِبْهُم إِلى ذَلِكَ وَلَمْ يُزِلْ شَكْواهم. وَيُقَالُ: أَشْكَيْت الرجُلَ إِذا أَزَلْت شَكْواه وإِذا حمَلْته عَلَى الشَّكْوى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا الْحَدِيثُ يُذْكَرُ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ لأَجْلِ قَوْلِ أَبي إِسْحَاقَ أَحد رُواته: قِيلَ لَهُ فِي تَعْجيلِها فَقَالَ نعَم، والفُقَهاء يَذْكرونه فِي السُّجودِ، فإِنَّهم كَانُوا يَضَعون أَطْرافَ ثِيابهم تَحْتَ جباهِهِم فِي السُّجُودِ مِنْ شِدَّة الْحَرِّ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ، وأَنَّهم لمَّا شَكَوْا إِلَيْهِ مَا يَجِدُونَهُ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَفْسَحْ لَهُمْ أَن يَسْجُدوا عَلَى طَرَف ثِيابِهِمْ. واشْتَكَيْته: مثلُ شَكَوْته. وَفِي حَدِيثِ ضَبَّةَ بنِ مِحْصَنٍ قَالَ: شَاكَيْتُ أَبا مُوسى فِي بَعْض مَا يُشَاكِي الرجلُ أَميرَه ؛ هُوَ فاعَلْت مِنَ الشَّكْوَى، وَهُوَ أَن تُخْبر عَنْ مَكْرُوهٍ أَصابَك. والشَّكْوُ والشَّكْوى والشَّكَاةُ والشَّكَاءُ كُلُّه: المَرَض. قَالَ أَبو الْمُجِيبِ لِابْنِ عمِّه: مَا شَكَاتُك يا ابن حَكيمٍ؟ قَالَ لَهُ: انتِهاءُ المُدّةِ وانْقضاءُ العِدَّةِ. اللَّيْثُ: الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ، تَقُولُ: شَكَا يَشْكُو شَكاةً، يُسْتَعْمَل فِي المَوْجِدَةِ والمرَض. وَيُقَالُ: هُوَ شاكٍ مَرِيضٌ. اللَّيْثُ: الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه؛ وأَنشد:

أَخي إِنْ تَشَكَّى مِنْ أَذىً كنتُ طِبَّهُ، ... وإِن كَانَ ذاكَ الشَّكْوُ بِي فأَخِي طِبِّي واشْتَكى عُضواً مِنْ أَعضائه وتَشَكَّى بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْث: دَخَلَ عَلَى الْحَسَنِ فِي شَكْوٍ لَهُ ؛ هُوَ المرضُ، وَقَدْ شَكا المرضَ شَكْواً وشَكَاةً وشَكْوى وتَشَكَّى واشْتَكى. قَالَ بَعْضُهُمْ: الشَّاكِي والشَّكِيُّ الَّذِي يمْرَضُ أَقلَّ المرَض وأَهْوَنه. والشَّكِي: الَّذِي يَشْتَكي. والشَّكِيُّ: المشكُوُّ. وأَشْكَى الرجلَ: أَتى إِليه مَا يَشْكو فِيهِ بِهِ. وأَشْكَاهُ: نزَع لَهُ مِنْ شِكايتِه وأَعْتَبَه: قَالَ الرَّاجِزُ يصفُ إِبلًا قَدْ أَتْعَبها السَّيْرُ، فَهِيَ تَلْوي أَعناقها تَارَةً وتَمُدُّها أُخْرى وتَشْتَكي إِلينا فَلَا نُشْكيها، وشَكْواها مَا غَلَبها مِنْ سُوء الحالِ والهُزال فَيَقُومُ مقامَ كلامِها، قَالَ: تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَثْنيها، ... وتَشْتكي لَوْ أَنَّنا نُشْكِيها، مَسَّ حَوايا قَلَّما نُجْفيها قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وللإِشْكَاء مَعْنَيَانِ آخَرَانِ: قَالَ أَبو زَيْدٍ شَكَانِي فلانٌ فأَشْكَيْتُه إِذا شَكاكَ فزِدْتَه أَذىً وشكْوى، وَقَالَ الْفَرَّاءُ أَشْكَى إِذا صادَفَ حَبيبَه يشكُو؛ وَرَوَى بعضُهم قولَ ذِي الرُّمَّة يَصِفُ الرِّبْعَ وَوُقُوفَهُ عَلَيْهِ: وأُشكِيه، حَتَّى كَادَ مِمَّا أُبِثُّه ... تُكَلِّمني أَحجارُه وملاعِبُهْ قَالُوا: مَعْنَى أُشْكِيه أَي أُبِثُّه شَكْواي وَمَا أُكابدُه مِنَ الشَّوْق إِلى الظاعِنِين عَنِ الرَّبْعِ حِينَ شَوَّقَتْني معاهِدُهُم فِيهِ إِليهم. وأَشْكَى فُلَانًا مِنْ فلانٍ: أَخذَ لَهُ مِنْهُ مَا يَرْضى. وَفِي حَدِيثِ خَبَّاب بْنِ الأَرَتِّ: شَكَوْنَا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الرَّمْضاءَ فَمَا أَشْكَانا أَي مَا أَذِنَ لَنَا فِي التخلُّف عَنْ صَلَاةِ الظَّهيرة وقتَ الرَّمْضاء. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ أَي أَتَيْتُ إِليه مَا يشْكوني، وأَشْكَيْتُه إِذا شَكا إِليكَ فرَجَعْت لَهُ مِنْ شِكايتِه إِيَّاكَ إِلى مَا يُحِبُّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ يُشْكَى بِكَذَا أَي يُتَّهَمُ ويُزَنُّ؛ حَكَاهُ يعقوبُ فِي الأَلْفاظِ؛ وأَنشد: قَالَتْ لَهُ بَيْضاءُ مِنْ أَهلِ مَلَلْ، ... رَقْرَاقَةُ العَيْنين تُشْكَى بالغَزَلْ وَقَالَ مُزاحِم: خلِيلَيَّ، هَلْ بادٍ بِهِ الشَّيْبُ إِن بَكَى، ... وَقَدْ كَانَ يُشْكى بالعَزاء مَلُول والشَّكِيّ أَيضاً: المُوجِع؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاح بْنِ عَدِيٍّ: أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ، ... وسْمي شَكِيٌّ وَلِسَانِي عارِمُ، كالبَحر حينَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ وسْمي: مِنَ السِّمَةِ، وشَكِيٌّ: موجِعٌ، والهزائمُ: البئارُ الْكَثِيرَةُ الماءِ، وَسْمِي شَكِيٌّ أَي يُشْكى لذْعُه وإِحْراقُه. التَّهْذِيبُ: سَلَمَةٌ يُقَالُ بِهِ شَكأٌ شديدٌ تَقَشُّرٌ. وَقَدْ شَكِئَتْ أَصابعُه، وَهُوَ التَّقَشُّر بَيْنَ اللحمِ والأَظفارِ شَبيهٌ بالتشققِ. ويقالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا أَتعبَه السَّير فمدَّ عنُقَه وَكَثُرَ أَنِينُه: قَدْ شَكا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: شَكَا إِليَّ جَمَلِي طولَ السُّرى، ... صَبْرًا جُمَيْلي، فكِلانا مُبْتَلى أَبو مَنْصُورٍ: الشَّكَاةُ تُوضع مَوْضِعَ العَيب والذَّمِّ؛

وعيَّر رجلٌ عَبْدِ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ بأُمِّه فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ «4»: وَتِلْكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عَنْكَ عارُها أَراد: أَن تعييرَه إِيَّاه بأَن أُمَّه كَانَتْ ذَاتَ النطاقَين لَيْسَ بعارٍ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ ظاهرٌ عَنْكَ عارُها أَي نابٍ، أَراد أَن هَذَا لَيْسَ عَارًا يَلزَق بِهِ وأَنه يُفتَخر بِذَلِكَ، لأَنها إِنما سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطاقَين لأَنه كَانَ لَهَا نِطاقانِ تحْمِلُ فِي أَحدهما الزَّادَ إِلى أَبيها وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الغارِ، وَكَانَتْ تَنْتَطِق بِالنِّطَاقِ الْآخَرِ، وَهِيَ أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ الصديقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. الْجَوْهَرِيُّ: ورجلٌ شَاكِي السِّلَاحِ إِذا كَانَ ذَا شَوْكةٍ وحدٍّ فِي سِلَاحِهِ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ مقلوبٌ مِنْ شَائِكٍ، قَالَ: والشَّكِيُّ فِي السلاحِ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بالتُّركيَّة بش. ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ كَوَّةٍ لَيْسَتْ بنافِذةٍ مِشْكاةٌ. ابْنُ جِنِّي: أَلف مِشْكاةٍ منقلِبة عَنْ وَاوٍ، بِدَلِيلِ أَن الْعَرَبَ قَدْ تنْحو بِهَا مَنْحاة الْوَاوِ كَمَا يَفْعَلُونَ بِالصَّلَاةِ. التَّهْذِيبِ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هِيَ الكَوَّةُ، وَقِيلَ: هِيَ بِلُغَةِ الْحَبَشِ، قَالَ: والمِشْكَاةُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، قَالَ: ومثلُها، وإِن كَانَ لِغَيْرِ الكَوَّةِ، الشَّكْوَةُ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ، وَهِيَ الزُّقَيْقُ الصغيرُ أَولَ مَا يُعمَل مثلُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد، وَاللَّهُ أَعلم، بالمِشْكَاة قصَبة الزُّجَاجَةِ الَّتِي يُسْتَصبح فِيهَا، وَهِيَ موضِع الفَتيلة، شُبّهت بالمِشْكَاة وَهِيَ الكَوَّة الَّتِي لَيْسَتْ بنافِذَة. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سلِّ شاكيَ فلانٍ أَي طَيِّب نفسَه وعزِّه عَمَّا عَرَاهُ. وَيُقَالُ: سلَّيت شَاكِيَ أَرض كَذَا وَكَذَا أَي تركتُها فَلَمْ أَقرَبْها. وَكُلُّ شَيْءٍ كفَفْت عَنْهُ فَقَدْ سلَّيتَ شاكِيَه. وَفِي حَدِيثِ النَّجَاشِيِّ: إِنما يخرجُ مِنْ مِشْكاةٍ واحدةٍ ؛ المشْكاةُ: الكَوَّةُ غَيْرُ النافذةِ، وَقِيلَ: هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يعلَّق عَلَيْهَا القِنديلُ، أَراد أَن الْقُرْآنَ والإِنجيل كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى، وأَنهما مِنْ شيءٍ واحدٍ. والشَّكْوةُ: جلدُ الرَّضِيعِ وَهُوَ لِلَّبنِ، فإِذا كَانَ جلدَ الجَذَعِ فَمَا فوقَه سمِّي وَطْباً. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو: كَانَ لَهُ شَكْوةٌ يَنْقَعُ فِيهَا زَبيباً ، قَالَ: هِيَ وعاءٌ كالدَّلوِ أَو القِرْبَة الصَّغِيرَةِ، وجمعُها شُكىً. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّكْوة مَسْكُ السَّخْلَة مَا دامَ يَرْضَعُ، فإِذا فُطِم فمَسْكُه البَدْرةُ، فإِذا أَجْذَع فمَسْكُه السِّقاءُ، وَقِيلَ: هُوَ وِعاءٌ مِنْ أَدَمٍ يُبَرَّدُ فِيهِ الماءُ ويُحبَس فِيهِ اللَّبَنُ، وَالْجَمْعُ شَكَواتٌ وشِكاءٌ. وَقَوْلُ الرَّائِدِ: وشكَّتِ النساءُ أَي اتَّخذت الشِّكاءَ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنما هُوَ تَشَكَّت النساءُ أَي اتخذْن الشِّكاءَ لِمَخْضِ اللَّبَنِ لأَنه قليلٌ، يَعْنِي أَن الشَّكْوةَ صغيرةٌ فَلَا يُمْخَضُ فِيهَا إِلا القليلُ، مِنَ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: تَشَكَّى النساءُ أَي اتخذْن الشُّكى للَّبنِ. وشَكَّى وتَشَكَّى واشْتَكَى إِذا اتخذَ شَكْوةً. أَبو يَحْيَى بنُ كُناسة: تَقُولُ الْعَرَبُ فِي طُلُوعِ الثُّرَيَّا بالغَدَواتِ فِي الصَّيْفِ: طلَع النَّجمُ غُدَيَّهْ، ... ابتَغى الرَّاعي شُكيَّهْ والشُّكَيَّة: تَصْغِيرُ الشَّكْوة، وَذَلِكَ أَن الثُّرَيّا إِذا طَلَعت هَذَا الْوَقْتَ هَبَّت البوارِحُ ورَمِضَت الأَرض وعَطِشَت الرُّعيان، فَاحْتَاجُوا إِلى شِكاءٍ يَسْتقُون فِيهَا لشفاهِهِم، ويحقِنُون اللُّبَيْنة فِي بعضِها لِيَشْرَبُوهَا قارِصةً. يُقَالُ: شَكَّى الراعي وتشَكَّى

_ (4). قوله [بِأُمِّهِ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وَعَيَّرَ رَجُلٌ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِأُمِّهِ فَقَالَ يا ابن ذات النطاقين فتمثل بقول الهذلي: وتلك شكاة إلخ

إِذا اتَّخَذَ الشَّكْوةَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَحَتَّى رأَيتُ العَنزَ تَشْرى، وشَكَّتِ الأَيامي، ... وأَضْحى الرِّئْمُ بالدَّوِّ طاوِيا العَنزُ تَشْرى للخِصْب سِمَناً وَنَشَاطًا، وَقَوْلُهُ: أَضحى الرِّئْمُ طاوِياً أَي طَوى عنُقه مِنَ الشِّبَع فرَبَضَ، وَقَوْلُهُ: شَكَّت الأَيامى أَي كثُرَ الرُّسْلُ حَتَّى صَارَتِ الأَيِّمُ يفضلُ لَهَا لبنٌ تَحْقِنُه فِي شَكْوتِها. واشْتَكَى أَي اتَّخَذَ شَكْوةً. والشَّكْوُ: الحَمَلُ الصغير «1». وبَنو شَكْوٍ: بَطْنٌ؛ التَّهْذِيبُ: وَقِيلَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: عَلَى مُسْتَظِلَّات العُيونِ سَواهِمٍ ... شُوَيْكِيَةٍ، يَكْسُو بُراها لُغامُها قِيلَ: شُوَيْكِيَةٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، إِبلٌ منسوبةٌ. شلا: الشِّلْوُ والشَّلا: الجِلدُ والجسَد مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وكلُّ مَسْلُوخَةٍ أُكِلَ مِنْهَا شيءٌ فبَقِيَّتُها شِلْوٌ وشَلًا؛ وأَنشد الرَّاعِي: فادْفعْ مظالمَ عيَّلت أَبْناءَنا ... عَنّا، وأَنْقِذْ شِلْوَنا المأْكُولا وَفِي حَدِيثِ أَبي رجاءٍ: لَمَّا بلغَنا أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخذ فِي الْقَتْلِ هربْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَفِينًا. وَيُجْمَعُ الشِّلْوُ عَلَى أَشْلٍ وأَشْلاءٍ؛ فَمِنْ أَشْلٍ حَدِيثُ بكارٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، مَرَّ بقومٍ يَنالون مِنَ الثَّعْدِ والحُلْقان وأَشْلٍ مِنْ لَحْمٍ أَي قطَع مِنَ اللَّحْمِ، ووزنُه أَفعُلٌ كأَضرُسٍ، فحُذفت الضَّمَّةُ وَالْوَاوُ اسْتِثْقَالًا وأُلحِق بالمنْقوص كَمَا فُعل بِدَلْوٍ وأَدْل؛ وَمِنْ أَشْلاءٍ حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وأَشْلاءً جَامِعَةً لأَعْضائها. والشِّلْو والشَّلا: العُضْو مِنْ أَعضاء اللَّحْمِ. وَفِي الحديث: ائتني ب شِلوها الأَيَمن أَي بعُضوِها الأَيَمنِ، إِما يدِها أَو رجلِها، والجمعُ أَشْلاءٌ، ممدودٌ .. وأَشْلاءُ الإِنسان: أَعضاؤُه بعدَ البِلى والتفَرُّق. وَفِي حَدِيثِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ فِي القَوْسِ الَّتِي أَهْداها لَهُ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْروٍ الدَّوْسِي عَلَى إِقرائِه إِيَّاه القُرآن: تَقَلَّدها شِلْوَةً مِنْ جهنَّم ؛ وَيُرْوَى: شِلْواً مِنْ جَهَنَّم أَي قِطْعَةً مِنْهَا، وَمِنْهُ قِيلَ للعُضْوِ شِلْوٌ لأَنه طائِفةٌ مِنَ الجَسَد. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه سَأَلَ جُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ عَنِ النُّعْمانِ بنِ المنْذِر أَنه مِنْ ولَدِ مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَشْلاء قَنَصِ بنِ مَعدٍّ ؛ أَراد أَنه مِنْ بَقايا أَولادِه، وكأَنَّه مِنَ الشِّلْوِ القِطْعة مِنَ اللحمِ لأَنَّها بقِيَّة مِنْهُ. وَبَنُو فلانٍ أَشْلاءٌ فِي بَنِي فُلانٍ أَي بَقايا فِيهِمْ. وأَشْلاءُ اللِّجَامِ: حَدائِدُه بِلا سُيُورٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بالعُضْوِ مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: رَأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ، وبَعْلُها ... منَ القَوْمِ أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَطامِنُ وَيُرْوَى: عاجِنٌ مُتَباطِنُ، وَيُرْوَى: وزَوْجُها مِنَ المَلْءِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رَمَى الإِدْلاجُ أَيْسَرَ مِرْفَقَيْهَا ... بأَشْعَثَ مِثْلِ أَشْلاءِ اللِّجامِ والمُشَلَّى مِنَ الرِّجالِ: الخَفِيفُ اللَّحْمِ. وبَقِيَتْ لَهُ شَلِيَّةٌ مِنَ المَالِ أَي قَلِيلٌ، وكلُّه مِن الشِّلْوِ. أَبو زَيْدٍ: ذَهَبَتْ ماشِيَةُ فُلانِ وبَقِيَتْ لَهُ شَلِيَّةٌ، وجمعُها شَلايَا، وَلَا يقالُ إِلَّا فِي المَالِ. وأَصْلُ الشِّلْوِ: بَقِيَّةُ الشَّيءِ. ابْنُ الأَنباري: شَلايَا،

_ (1). قوله [الحمل الصغير] هكذا بالحاء المهملة في الأصل والمحكم، وفي القاموس بالجيم

مقصورٌ، بَقايَا مِنْ أَمْوالِهم، والواحِدَةُ شَلِيَّة. ابْنُ الأَعرابي: الشَّلا بقِيَّةُ المَالِ. والشَّلِيُّ: بَقَايَا كُلِّ شَيْءٍ. وشَلا إِذا سارَ، وشَلا إِذا رَفَع شَيْئًا. وَقَالَ بَنُو عامرٍ لمَّا قَتَلوا بَني تَميمٍ يومَ جَبَلة: لَمْ يبقَ منهمْ إِلَّا شِلْوٌ أَي بَقِيَّة، فَغَزَوْهُم يومَ ذِي لَجَب فَقَتَلَتْهم تَمِيمٌ؛ وَقَالَ أَوسُ بنُ حَجَرٍ فِي ذَلِكَ: فَقُلْتُمُ: ذَاكَ شِلْوٌ سَوْفَ نَأْكُلُه ... فكَيْفَ أَكْلُكُمُ الشِّلْوَ الَّذِي تَرَكُوا؟ واشْتَلَى الرجلُ: اسْتَنْقَذَ شِلْوَه واسْتَرْجَعَه. وَفِي الْحَدِيثِ: اللِّصُّ إِذا قُطِعَ سَبَقَتْهُ يَدُه إِلى النَّارِ، فإِن تَابَ اشْتَلاها ، وَفِي نُسْخَةٍ: اسْتَشْلاها أَي اسْتَنْقَذَها واسْتَخْرَجها، وَمَعْنَى سَبْقِهَا أَنَّه بالسَّرِقَةِ اسْتَوْجَبَ النارَ، فكانَتْ مِنْ جُمْلَةِ مَا يَدخُلُ النارَ، فإِذا قُطِعَتْ سَبَقَتْه إلَيْها لأَنَّها قَدْ فارَقَتْه، فَإِذَا تابَ اسْتَنْقَذَ بِنْيَتَه حَتَّى يَدَهُ. واشْتَلَى الرجلُ فُلَانًا أَي أَنْقَذَ شِلْوَه؛ وأَنشد: إِنَّ سُلَيْمانَ، اشْتَلانَا، ابنَ عَلي أَي أَنْقَذَ شِلْوَنَا أَي عُضْوَنا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ فِي الوَرِكِ ظَاهِرُه نَساً وباطِنُه شَلًا ؛ يُرِيدُ لَا لَحْمَ عَلَى باطِنِه كأَنَّه اشْتُلِيَ مَا فِيهِ مِنَ اللَّحْمِ أَي أُخذ. التَّهْذِيبُ: أَشْلَيْتُ الكَلْبَ وقَرْقَسْتُ بِهِ إِذا دَعَوْتَه. وأَشْلَى الشَّاةَ والكَلْبَ واسْتَشْلاهُما: دَعاهُما بأَسْمائِهِما. وأَشْلَى دَابَّتَه: أَراها المِخْلاة لتَأْتِيَه. قَالَ ثَعْلَبٌ: وقولُ الناسِ أَشليتُ الكَلْبَ عَلَى الصيَّدِ خَطَأٌ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَشْلَيْتُ الكَلْبَ دَعَوْته، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَوسَدْتُ الكَلْبَ بالصَّيْدِ وأَسَّدْتُه إِذا أَغْرَيْته بِهِ، وَلَا يُقالُ أَشْلَيْته، إِنما الإِشْلاءُ الدُّعاءُ. يُقَالُ: أَشْلْيتُ الشاةَ والنَّاقَةَ إِذا دَعَوْتَهُما بأَسمائِهِما لتَحْلُبَهُما؛ قَالَ الرَّاعِي: وإِنْ بَرَكَتْ مِنْها عَجَاساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَةٍ، أَشْلى العِفاسَ وبَرْوَعَا وَهُمَا اسْمَا نَاقَتَيْهِ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: أَشْلَيْتُ عَنْزِي ومَسَحْت قَعْبي، ... ثُمَّ تَهَيَّأْتُ لِشُرْبٍ قَأْبِ وَقَوْلُ زِيَادٍ الأَعجم: أَتَيْنا أَبا عَمْروٍ فَأَشْلى كِلابَهُ ... عَلَيْنَا، فكِدْنا بَيْنَ بَيْتَيهِ نُؤْكَلُ وَيُرْوَى: فأَغْرَى كِلابَه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المشهورُ فِي أَشْلَيتُ الكَلْب أَنَّه دَعَوْته، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ مَنْ قَالَ أَشْلَيْت الكَلْبَ عَلَى الصَّيدِ فإِنَّما مَعناهُ دَعَوْته فأَرْسَلْته عَلَى الصَّيْد، لَكِنْ حَذَفَ فأَرْسَلْته تَخْفِيفًا وَاخْتِصَارًا، وَلَيْسَ حذفُ مِثْلِ هَذَا الِاخْتِصَارِ بخطإٍ، وَنَفْسُ أَشْلَيْت إِنما هُوَ أَفْعَلْت مِنَ الشِّلْوِ، فَهُوَ يقتضِي الدُّعاءَ إِلى الشِّلْوِ ضَرورةً. والشِّلوُ منَ الحَيَوانِ: جِلْدُه وجَسَدُه، وأَشْلاؤُهُ أَعْضاؤُه. وأَنكَرَ أَوْسَدْت وَقَالَ: إِنما هُوَ مِنَ الوِسَادَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْقَضَى كَلَامُ ابْنِ دَرَسْتَوَيْهِ وَقَدْ ثبَتَ صِحَّةُ أَشْلَيْت الكَلْبَ بِمَعْنَى أَغْرَيْته، مِنْ أَنَّ إِشْلاءَ الكَلْب إِنَّما هُوَ مأْخوذٌ مِنَ الشِّلْوِ، وأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ التَّسْلِيطُ عَلَى أَشْلاءِ الصيدِ وَهِيَ أَعْضاؤُه. قَالَ: ورأَيت بخَطِّ الْوَزِيرِ ابنِ المَغْرِبي فِي بعضِ تَصانِيفِه يَذْكُرُ أَنه قَدْ أَجاز الكسائيُّ أَشْلَيْت الْكَلْبَ عَلَى الصيدِ بِمَعْنَى أَغْرَيْتُه، قَالَ: لأَنه يُدعَى ثُمَّ يُوسَدُ فوُضِع موضِعَهُ، قَالَ: وَهَذَا القولُ الَّذِي حكاهُ عَنِ الْكِسَائِيِّ

هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي أَشار إِليه ابنُ دَرَسْتَوَيْه فِي تَصْحِيحِ كَوْنِ الإِشْلاءِ بِمَعْنَى الإِغْراءِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذا أَشْلَيْتَ كَلْبَكَ عَلَى الصيدِ، فغُلِّطَ وَلَمْ يَغْلَطْ؛ قَالَ: وَقَدْ جاءَ ذَلِكَ فِي أَشعارِ الفُصَحَاء، مِنْهُ بيتُ زيادٍ الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ؛ وَمِنْهُ مَا أَنشده أَبو هلالٍ الْعَسْكَرِيُّ: أَلا أَيُّها المُشْلِي عَلَيَّ كِلابَهُ، ... وَلِي غَيْرَ أَنْ لَمْ أُشْلِهِنَّ كِلابُ وَمِثْلُهُ مَا أَنشده حبيبُ بنُ أَوْسٍ فِي بَابِ المُلَحِ مِنَ الحَمَاسَةِ: وإِنَّا لنَجْفُو الضَّيْفَ مِنْ غيرِ عُسْرَةٍ، ... مَخافَةَ أَن يَضْرَى بِنا فيعُودُ ونُشْلِي عَلَيْهِ الكَلْبَ عِندَ مَحَلِّه، ... ونُبْدِي لَهُ الحِرْمانَ ثُمَّ نَزِيدُ وَمِثْلُهُ للفَرَزْدَق يَهْجُو جَرِيرًا: تُشْلِي كِلابَكَ، والأَذْنابُ شائلةٌ، ... عَلَى قُرُومِ عِظامِ الهَامِ والقَصَرِ فَقَوْلُهُ: عَلَى قُرومِ يَشْهَدُ بأَنَّ الإِشْلاءَ بِمَعْنَى الإِغْراءِ، لأَنَّ عَلَى إِنما يكونُ مَعَ أَغْرَيْتُ وأَشْلَيْتُ إِذا كَانَتْ بِمَعْنَاهَا، وإِذا قلتَ أَشْلَيْتُ بِمَعْنَى دعَوْت لَمْ تحْتَجْ إِلى ذِكْر عَلَى. وَفِي حَدِيثِ مطرِّف بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وجَدْتُ العَبْدَ بينَ اللهِ وَبَيْنَ الشيطانِ فإِنِ اسْتَشْلاهُ ربُّه نَجّاه، وإِنْ خَلَّاه والشيطانَ هَلَكَ. أَبو عُبَيْدٍ: اسْتَشْلاهُ أَي استَنْقَذَهُ مِنَ الهَلَكة وأَخَذَه، وَكَذَلِكَ اشْتَلاه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ حُميد الأَرْقط: قَدِ اشْتَلانا عَفْوُه وكَرَمُهْ أَي استنقذَنا، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الدُّعَاءِ؛ قَالَ حَاتِمُ طيءٍ يذكرُ نَاقَةً دَعَاهَا فأَقْبلتْ إِليه: أَشْلَيْتُها باسْمِ المُراحِ فأَقبَلَتْ ... رَتَكاً، وكانتْ قبلَ ذَلِكَ تَرْسُفُ قَالَ: فأَراد مطرِّف أَن اللَّهَ إِنْ أَغاثَ عبْدَه ودَعاه فأَنقذَه مِنَ الهَلكة فَقَدْ نَجَا، وَذَلِكَ الاسْتِشلاءُ؛ وَقَالَ القُطامي يمدحُ رجُلًا: قتَلْتَ كَلْباً وبَكْراً واشْتَليْتَ بِنَا، ... فقدْ أَرَدْتَ بأَنْ يَسْتَجْمِعَ الْوَادِي وَقَوْلُهُ: اشْتَليْت واستشْلَيت سواءٌ فِي الْمَعْنَى، وكلُّ منْ دعَوْتَه فَقَدَ أَشْلَيْتَه، وكلُّ مَنْ دعَوْتَه حَتَّى تُخْرِجَه وتُنَجِّيَهُ مِنَ الضِّيق أَو مِنَ الهَلكة أَو مِنْ موضِعٍ أَو مكانٍ فَقَدَ استَشْليتَه واشْتَليتَه، وأَنشد بَيْتَ القُطامي. شما: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي قَالَ شَما إِذا عَلا أَمْرُه، قَالَ: والشَّما الشَّمَع، والله أَعلم. شنا: شَنُوَّةُ: لُغَةٌ فِي شَنُوءَة، وَالنَّسَبُ إِليه شَنَوِيٌّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِهَذَا قَضَيْنَا نحنُ أَنَّ قَلْبَ الْهَمْزَةِ وَاوًا فِي شَنُوَّة مِنْ قَوْلِهِمْ أَزْد شَنُوَّة بدَلٌ لَا قِيَاسٌ، لأَنه لَوْ كَانَ تَخْفِيفًا قِياسِيّاً لَمْ يَثْبُتْ فِي النَّسَبِ وَاوًا، فإِن جَعَلْتَ تَخْفِيفَ شَنُوَّة قِياسِيّاً قُلْتَ فِي النَّسَبِ إِليه شَنَئِيٌّ عَلَى مِثَالِ شَنَعِيٍّ، لأَنك كأَنك إِنما نسبتَ إِلى شَنُوءة، فتفَطَّنْ إِن يُسِّرَ لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: وَلَوْلَا اعتقادُنا أَنه بدَل لَمَا أَفرَدْنا لَهُ بَابًا ولَوَسِعَتْه تَرْجَمَةُ شَنَأَ في حرف الهمزة. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رجلٌ مَشْنِيٌّ ومَشْنُوٌّ أَي مُبْغَض، لُغَةٌ فِي مَشْنُوءِ؛ وأَنشد: أَلا يَا غُرابَ البَينِ مِمَّ تَصيحُ؟ ... فصَوْتُكَ مَشْنُوٌّ إِليَّ قَبيحُ

فمَشْنِيٌّ يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يُرِدْ فِي مَشْنُوٍّ الهمْزَ بَلْ قَدْ أَلحقَه بمَرْضُوٍّ ومَرْضِيٍّ ومَدْعُوٍّ ومَدْعِيٍّ. شنظي: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ أَبو السَّميدَعِ امرأَةٌ شِنْظِيانٌ عِنْظِيانٌ إِذا كَانَتْ سيِّئةَ الخُلُق. شها: شَهِيتُ الشَّيْءَ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وأَشْعَثَ يَشْهَى النَّومَ قلتُ لَهُ: ارْتَحِلْ، ... إِذا مَا النُّجُومُ أَعْرَضَتْ واسْبكَّرَتِ وشَهِيَ الشيءَ وشَهاهُ يَشْهاهُ شَهْوَةً واشْتَهَاهُ وتَشَهَّاهُ: أَحَبَّه ورَغِب فِيهِ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ شَهِيَ يَشْهَى وشَهَا يَشْهُو إِذا اشْتَهَى، وَقَالَ: قَالَ ذَلِكَ أَبو زَيْدٍ. والتَّشَهِّي: اقتِراحُ شَهْوةٍ بَعْدَ شَهْوةٍ، يُقَالُ: تَشَهَّتِ المرأَةُ عَلَى زوجِها فأَشْهَاها أَي أَطْلَبها شَهَواتِها. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ؛ أَي يَرْغَبُون فِيهِ مِنَ الرُّجُوعِ إِلى الدُّنْيَا. غَيْرُهُ: الشَّهْوةُ مَعْرُوفَةٌ. وطعامٌ شَهِيٌّ أَي مُشْتَهىً. وتَشَهَّيْتُ عَلَى فُلَانٍ كَذَا. وَهَذَا شيءٌ يُشَهِّي الطعامَ أَي يحمِلُ عَلَى اشْتِهائِه، ورجلٌ شَهِيٌّ وشَهْوَانُ وشَهْوَانِيٌّ وامرأَةٌ شَهْوَى وَمَا أَشْهَاهَا وأَشْهَانِي لَهَا، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هَذَا عَلَى مَعْنَيَين لأَنك إِذا قُلْتَ مَا أَشْهَاهَا إِليَّ فإِنما تُخْبِرُ أَنها مُتَشَهَّاةٌ، وكأَنه عَلَى شُهِيَ، وإِن لَمْ يُتَكْلَّمْ بِهِ فَقُلْتُ مَا أَشْهَاهَا كَقَوْلِكَ مَا أَحْظاها، وإِذا قلتَ مَا أَشْهَانِي فإِنما تُخْبرُ أَنك شَاهٍ. وأَشْهَاهُ: أَعطاه مَا يَشْتَهِي، وأَنا إِليه شَهْوانُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: فهِيَ شَهْوَى وَهُوَ شَهْوَانِيُ وقومٌ شَهَاوَى أَي ذَووُ شَهْوةٍ شديدةٍ للأَكل. وَفِي حَدِيثِ رَابِعَةَ: يَا شَهْوَانِيُ يُقَالُ: رجلٌ شَهْوَانُ وشَهْوَانِيٌّ إِذا كَانَ شديدَ الشَّهْوةِ، والجمعُ شَهَاوَى كسَكارى. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمُ الرِّياءُ والشَّهْوَةُ الخفيَّة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: ذَهَبَ بِهَا بعضُ النَّاسِ إِلى شَهْوةِ النِّساءِ وغيرِها مِنَ الشهَواتِ، قَالَ: وَعِنْدِي أَنه لَيْسَ بمخصوصٍ بشيءٍ وَاحِدٍ، وَلَكِنَّهُ فِي كُلِّ شيءٍ مِنَ الْمَعَاصِي يُضْمِرُه صَاحِبُهُ ويُصِرُّ عَلَيْهِ، فإِنما هُوَ الإِصرارُ وإِنْ لَمْ يَعْمَلْه، وَقَالَ غيرُ أَبي عُبيد: هُوَ أَن يَرى جَارِيَةً حَسناءَ فيغُضَّ طرْفَه ثُمَّ ينظُرَ إِليها بِقَلْبِهِ كَمَا كَانَ ينظُر بعينِه، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ ينظُر إِلى ذاتِ مَحْرَمٍ لَهُ حَسناءَ، وَيَقُولُ فِي نفسِه: ليْتَها لَمْ تَحْرُم عليَّ. أَبو سَعِيدٍ: الشَّهْوَةُ الخفِيَّة مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا لَا يحِلُّ مِمَّا يَسْتَخْفي بِهِ الإِنسانُ، إِذا فعَلَه أَخفاهُ وكَرِهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ الناسُ؛ قَالَ الأَزهري: والقولُ مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي الشهوةِ الخفِيَّة، غَيْرَ أَني أَستَحْسِنُ أَنْ أَنْصِبَ قَوْلَهُ والشَّهوةَ الخفِيَّةَ، وأَجعل الواوَ بِمَعْنَى مَعْ كأَنه قَالَ: أَخْوفُ مَا أَخافُ عليكمُ الرياءُ مَعَ الشَّهوةِ الخفِيَّةِ لِلْمَعَاصِي، فكأَنه يُرائي الناسَ بتَرْكِه المَعاصِيَ، والشهوةُ لَهَا فِي قلبِه مُخْفاةٌ، وإِذا استَخْفَى بِهَا عَمِلَها، وَقِيلَ: الرياءُ مَا كَانَ ظَاهِرًا مِنَ الْعَمَلِ، والشهوةُ الخفِيَّة حُبُّ اطِّلاعِ الناسِ عَلَى العملِ. ابْنُ الأَعرابي: شَاهَاهُ فِي إِصابةِ العينِ وهاشاهُ إِذا مازَحَه. ورجلٌ شَاهِي البصرِ: قَلْبُ شائِه البَصرِ أَي حديدُ البصرِ. ومُوسَى شَهَواتٍ: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ. شوا: ناقةٌ شَوْشاةٌ مثلُ المَوْماةِ وشَوْشاءُ: سَرِيعَةٌ؛ فأَما قَوْلُ أَبي الأَسود: عَلَى ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ شَوْشَوٍ، ... صَنيعٍ نَبِيلٍ يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُريدَ شَوْشَويٍّ كأَحْمَر وأَحمريٍّ.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والشَّوْشَاةُ المرأَة الكثيرةُ الْحَدِيثِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: لَيْسَتْ بشَوْشَاةِ الحَدِيثِ، وَلا ... فُتُقٍ مُغالِبَة عَلَى الأَمْرِ والشَّيُّ: مَصْدَرُ شَوَيْتُ، والشِّوَاءُ الاسمُ. وشَوَى اللَّحْمَ شَيًّا فانْشَوَى واشْتَوَى، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلِ اشْتَوَى؛ وَقَالَ: قَدِ انْشَوَى شِوَاؤُنا المُرَعْبَلُ، ... فاقْتَرِبُوا إِلى الغَداء فَكُلُوا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَجَازَ سِيبَوَيْهِ أَنْ يُقَالَ شَوَيْتُ اللَّحْم فانْشَوَى واشْتَوَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ كَمْأَةً جَناها: أَجْني البِكَار الحُوَّ مِنْ أَكْمِيها، ... تَمْلأُ ثِنْتاها يَدَيْ طَاهِيها، قَادِرُها رَاضٍ ومُشْتَوِيهَا وَهُوَ الشِّواءُ والشَّويُّ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد: ومُحْسِبَةٍ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَها، ... تَنَفَّسَ عَنْها حَيْنُها فَهْيَ كالشَّوِي وَتَفْسِيرُ هَذَا الْبَيْتِ مَذْكُورٌ فِي تَرْجَمَةِ حَسَبَ، والقطْعَةُ مِنْهُ شِوَاءةٌ؛ وأَنشد: وانْصِبْ لَنا الدَّهْمَاءَ، طَاهِي، وعَجِّلَنْ ... لَنا بِشِواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها واشْتَوَى القَوْمُ: اتَّخَذُوا شِواءً؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّه ... بأَلُوكٍ، فَبَذَلْنا مَا سَأَلْ أَو نَهَتْه فأَتَاهُ رِزْقُه، ... فَاشْتَوَى لَيْلةَ رِيحٍ واجْتَمَلْ وشَوَّاهُمْ وأَشْواهُمْ: أَطْعَمَهُم شِواءً. وأَشْواهُ لَحْماً: أَطْعَمَه إِيَّاه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: شَوَّى القَوْمَ وأَشْوَاهُمْ أَعْطاهُمْ لَحْمًا طرِيّاً يَشْتَوُونَ مِنْهُ، تَقُولُ: أَشْوَيْتُ أَصْحابِي إِشْواءً إِذا أَطْعَمْتَهُم شِواءً، وَكَذَلِكَ شَوَّيْتُهُم تَشْوِيَةً، واشْتَوَيْنا لَحْمًا فِي حَالِ الخُصوصِ، وَحَكَى الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ: الشُّوَاء يريدُ الشِّوَاءَ؛ وأَنشد: ويخْرجُ لِلْقَوْم الشُّوَاء يَجُرُّه، ... بأَقْصَى عَصَاهُ، مُنْضَجاً أَو مُلَهْوَجَا قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ نَضِجَ الشُّوَاءُ، بِضَمِّ الشِّينِ، يُرِيدُونَ الشِّواء. والشُّوَايَةُ: القِطْعةُ مِنَ اللحْمِ، وَقِيلَ: شُوَايَة الشاةِ مَا قَطَعَه الجازِرُ مِنْ أَطْرافِها. والشُّوَايَةُ، بِالضَّمِّ: الشيءُ الصغيرُ مِنَ الْكَبِيرِ كالقِطْعةِ مِنَ الشَّاةِ. وتَعَشَّى فلانٌ ف أَشْوَى مِنْ عَشائِه أَي أَبْقَى مِنْهُ بِقيَّةً. وَيُقَالُ: مَا بَقِي مِنَ الشاةِ إِلَّا شُوَايَةٌ. وشُوَايَةُ الخُبْز: القُرْصُ مِنْهُ. وأَشْوَى القَمْحُ: أَفْرَكَ وصلَحَ أَنْ يُشْوَى، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِي تَسْخينِ الماءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: بِتْنا عُذُوباً، وباتَ البَقُّ يَلْسِبُنا، ... نَشْوِي القَراحَ، كأَنْ لَا حَيَّ فِي الوَادِي نَشْوِي القَراحَ أَي نُسَخِّنُ الماءَ فنَشْرَبُهُ لأَنه إِذا لَمْ يُسَخَّنْ قَتَل مِنَ البَرْدِ أَو آذَى، وَذَلِكَ إِذا شُرِبَ عَلَى غيرِ ثُفْلٍ أَو غِذَاءٍ. ابْنُ الأَعرابي: شَوَيْتُ الماءَ إِذا سَخَّنْتَه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَنْقُضِ الحائِضُ شَعَرَها إِذا أَصابَ الماءُ شَوَى رأْسِها أَي جِلْدَه. والشَّوَاةُ: جِلْدَةُ الرأْسِ؛ وقولُ أَبي ذُؤَيْب: عَلَى إِثْرِ أُخْرَى قَبْلَها قَدْ أَتتْ لَهَا ... إِليكَ، فجاءتْ مُقْشَعِرّاً شَوَاتُها

أَراد: المَآلِكَ الَّتِي هِيَ الرسائلُ، فاستَعار لَهَا الشَّواةَ وَلَا شَواةَ لَهَا فِي الْحَقِيقَةِ، وإِنما الشَّوَى للحَيَوان، وَقِيلَ: هِيَ القائمةُ، وَالْجَمْعُ شَوىً، وَقِيلَ: الشَّوَى اليَدانِ والرِّجْلانِ، وَقِيلَ: اليَدانِ والرِّجْلانِ والرأْسُ مِنَ الآدمِيِّينَ وكُلُّ مَا لَيْسَ مَقْتَلًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الشَّوَى جَمَاعَةُ الأَطرافِ. وشَوَى الفَرَسِ: قَوَائِمُه. يُقالُ: عَبْلُ الشَّوَى، وَلَا يكونُ هَذَا للرَّأْسِ لأَنهم وصَفُوا الخَيْلَ بأَسالَةِ الخَدَّيْنِ وعِتْقِ الوَجْهِ، وَهُوَ رِقَّتُه؛ وَقَوْلُ اِلْهُذَلِيِّ: إِذا هِيَ قامَتْ تَقْشَعِرُّ شَوَاتُها، ... وتُشْرِفُ بَيْنُ اللِّيتِ مِنْهَا إِلى الصُّقْلِ أَراد ظاهِرَ الجِلدِ كُلُّهُ، ويدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ بَيْنُ اللّيتِ مِنْهَا إِلى الصُّقْلِ أَي مِنْ أَصلِ الأُذُنِ إِلى الخاصِرَة. ورَماهُ ف أَشْوَاهُ أَي أَصابَ شَواهُ وَلَمْ يُصِبْ مَقْتَلَه؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فإِنَّ مِنَ القَوْل الَّتِي لَا شَوَى لَهَا، ... إِذا زَلَّ عَنْ ظَهْرِ اللسانِ انْفلاتُها يَقُولُ: إِنَّ مِنَ القَوْل كَلِمَةً لَا تُشْوِي ولكنْ تَقْتُلُ، والاسمُ مِنْهُ الشَّوَى؛ قَالَ عَمْرو ذُو الكَلْب: فَقُلْتُ: خُذْهَا لَا شَوىً وَلَا شَرَمْ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَن أَخْطَأَ غَرَضاً، وإِن لَمْ يَكُنْ لَهُ شَوىً وَلَا مَقْتَلٌ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى ؛ قَالَ: الشَّوَى اليَدَانِ والرِّجْلانِ وأَطْرافُ الأَصابع وقِحْفُ الرَّأْسِ، وجِلْدَةُ الرَّأْسِ يُقَالُ لَهَا شَوَاةٌ، وَمَا كَانَ غيرَ مَقْتَلٍ فَهُوَ شَوىً؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الشَّوَى جَمْعُ الشَّوَاةِ وَهِيَ جِلْدَةُ الرَّأْسِ؛ وأَنشد: قَالَتْ قُتَيْلَةُ: مَا لَهُ ... قَدْ جُلِّلَتْ شَيْباً شَوَاتُهْ؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَنشدها أَبو الْخَطَّابِ الأَخفش أَبا عمرو ابن العلاءِ فَقَالَ لَهُ: صحَّفتَ، إِنما هُوَ سراتُه أَي نَوَاحِيهِ، فَسَكَتَ أَبو الخطَّاب الأَخْفَش ثُمَّ قَالَ لَنَا: بَلْ هُوَ صَحَّفَ، إِنما هُوَ شَوَاتُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو العَمَيْثَل الأَعرابي: كَأَنّ لَدَى مَيْسُورها متْنَ حَيَّةٍ تَحَرَّكَ ... مُشْوَاهَا، ومَاتَ ضَرِيبُها فسَّره فَقَالَ: المُشْوَى الَّذِي أَخْطَأَه الحَجَر، وَذَكَرَ زِمامَ ناقَةٍ شَبَّه مَا كَانَ مُعَلَّقاً مِنْهُ بِالَّذِي لَمْ يُصِبْهُ الحَجرُ مِنَ الحيَّة فَهُوَ حَيٌّ، وشبَّه مَا كَانَ بالأَرض غَيْرَ مُتَحَرِّكٍ بِمَا أَصابه الْحَجَرُ مِنْهَا فَهُوَ ميِّتٌ. والشَّوِيَّةُ والشَّوَى: المَقْتلُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والشَّوَى: الهَيِّنُ مِنَ الأَمر. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: كُلُّ مَا أَصابَ الصائمُ شَوىً إِلَّا الغِيبةَ والكَذِبَ فَهِيَ لَهُ كالمقْتَل ؛ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: الشَّوَى هُوَ الشيءُ اليَسيرُ الهَيِّن، قَالَ: وَهَذَا وجهُه، وإِياه أَراد مجاهدٌ، ولكنِ الأَصلُ فِي الشَّوى الأَطْراف، وأَراد أَن الشَّوى لَيْسَ بمَقْتلٍ، وأَن كلَّ شيءٍ أَصابَه الصَّائِمُ لَا يُبْطِل صوْمَه فَيَكُونُ كالمَقتل لَهُ، إِلا الغِيبةَ والكَذِبَ فإِنهما يُبْطِلان الصَّوْم فَهُمَا كالمَقتل لَهُ؛ وقولُ أُسامة الهُذَلي: تاللهِ مَا حُبِّي عَلِيّاً بشَوَى أَي لَيْسَ حُبِّي إِياه خَطَأً بَلْ هُوَ صوابٌ. والشُّوَايَةُ والشِّوَايَةُ «2»: البَقِية مِنَ المالِ أَو الْقَوْمِ الهَلْكى. والشَّوِيَّةُ: بقيَّةُ قومٍ هَلَكوا، وَالْجَمْعُ شَوَايا؛ وقال:

_ (2). قوله [والشواية] هي مثلثة كما في القاموس

فهمْ شَرُّ الشَّوَايا مِنْ ثُمودٍ، ... وعَوْفٌ شَرُّ مُنْتَعِلٍ وحافِ وأَشْوَى مِنَ الشيءِ: أَبقى، وَالِاسْمُ الشَّوَى؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: فإِنَّ مِنَ القولِ الَّتِي لَا شَوَى لَهَا، ... إِذا ذلَّ عَنْ ظهرِ اللسانِ انفِلاتُها يَعْنِي لَا إِبْقاءَ لَهَا، وَقَالَ غيرُه: لَا خطأَ لَهَا؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: أَجِيبوا رُقَى الْآسِي النِّطاسيِّ، واحْذَروا ... مُطَفِّئةَ الرَّضْفِ الَّتِي لَا شَوَى لَهَا أَي لَا بُرْءَ لَهَا. والإِشْوَاءُ: يُوضَعُ مَوضِع الإِبْقاءِ حَتَّى قَالَ بعضُهم تعشَّى فلانٌ ف أَشْوَى عن عَشائِه أَي أَبْقى بَعْضًا، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا كلُّه مِنْ إِشْوَاءِ الرَّامِي وَذَلِكَ إِذا رَمى فأَصابَ الأَطْرافَ وَلَمْ يصِبِ المقْتل، فيوضَع الإِشْواءُ مَوْضِعَ الخَطإِ وَالشَّيْءِ الهَيِّن؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للبُرَيْق الهُذلي: وكنتُ، إِذا الأَيامُ أَحْدَثنَ هالِكاً، ... أَقولُ شَوىً، مَا لَمْ يُصِبْنَ صَمِيمِي وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: كَانَ يَرى أَن السهمَ إِذا أَخطأَه فَقَدْ أَشْوَى ؛ يقال: رَمى ف أَشْوَى إِذا لَمْ يُصِبِ المقتلَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: الشَّوَى جلدةُ الرأْس. والشَّوَى: إِخْطاءُ المقْتل. والشَّوَى: اليدانِ والرِجلان. والشَّوَى: رُذالُ المالِ. ويقالُ: كلُّ شيءٍ شَوىً أَي هَيِّنٌ مَا سَلِمَ لَكَ دينُك. والشَّوَى: رُذالُ الإِبل وَالْغَنَمِ، وصغارُها شَوىً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَكَلْنا الشَّوَى، حَتَّى إِذا لَمْ نَدَعْ شَوىً، ... أَشَرْنا إِلى خَيراتِها بالأَصابعِ وللسَّيفُ أَحْرى أَن تُباشِرَ حَدَّهُ ... مِنَ الجُوعِ، لَا يُثَنَّى عَلَيْهِ الْمَضَاجِعُ «1» . يَقُولُ: إِنه نحرَ نَاقَةً فِي حَطْمَةٍ أَصابَتْهم، وَهِيَ السَّنة المُجْدِبة، يقولُ: نحْرُ الناقةِ خيرٌ مِنَ الجوعِ وأَحْرى، وَفِي تُباشِر ضميرُ النَّاقَةِ. وشِوايَةُ الإِبلِ والغَنَم وشَوَايَتُهُما رَدِيئُهما؛ كلْتاهُما عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَشْوَى الرجلُ وشَوْشَى وشَوْشَمَ «2». وأَشرى إِذا اقْتَنى النَّقَزَ مِنْ رَدِيءِ المالِ، والشَّاةُ: الَّتِي يُصْعَدُ بِهَا النَّخْل فَهُوَ المِصْعادُ، وَهُوَ الشَّوَائِي «3»، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّبَلْيا، وَهُوَ الكَرُّ بِالْعَرَبِيَّةِ. والشَّاوِي: صاحبُ الشاءِ؛ وَقَالَ مُبَشِّرُ بْنُ هُذَيْلٍ الشمخي: بل رُبَّ خَرْقٍ نازِحٍ فَلاتُهُ ... لَا يَنْفَعُ الشَّاوِيَّ فِيهَا شَاتُه، وَلَا حِماراهُ وَلَا عَلاقُ والشَّوِيُّ: جَمْعُ شاةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذا الشَّوِيُّ كَثُرت مواجهْ، ... وكانَ مِنْ تحْتِ الكُلى مناتِجُهْ «4» . أَي تموتُ الْغَنَمُ مِنْ شِدَّةِ الجَدْبِ فتُشقُّ بُطونُها وتُخْرَجُ مِنْهَا أَولادُها. وَفِي حَدِيثِ الصدَقة: وَفِي الشَّوِيِّ فِي كلِّ أَرْبَعينَ واحدةٌ ؛ الشَّوِيُّ: اسمُ جمعٍ للشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ جمعٌ لها نحو كَلْب وكَلِيبٍ؛ وَمِنْهُ كتابُه لقَطَن بْنِ حَارِثَةَ: وَفِي الشَّوِيِّ الوريِّ مُسِنَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه سُئِل عَنِ المُتعة أَتَجْزي فِيهَا شاةٌ؟ فَقَالَ: مَا لِي وللشَّوِيِ أَي الشَّاءِ، وَكَانَ مذهَبُه أَن المُتَمَتِّع بالعُمْرة إِلى الحجِّ تجِبُ عَلَيْهِ بدنَة. وجاءَ بالعِيِّ والشَّيِّ: إِتْباعٌ، واوُ الشَّيِّ مُدْغَمة فِي يائِها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا إِن واوَها مدغَمة

_ (1). قوله [من الجوع إلى آخر البيت] هو هكذا في الأصل (2). قوله [وشوشى وشوشم] هكذا في الأصل والتهذيب (3). قوله [وهو الشوائي] وقوله [التبليا] هما هكذا في الأصل (4). قوله [نواتجه] هكذا في الأصل

فصل الصاد المهملة

فِي يائِها لِمَا يُذْكَرُ من قولِه شَوِيٌّ، وعَيِيٌّ وشَوِيٌّ وشَيِيٌّ مُعاقبَة، وَمَا أَعْياه وأَشْوَاهُ وأَشْياهُ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ فُلَانٌ عَيِيٌّ شَيِيٌّ إِتباعٌ لَهُ، وبعضُهم يَقُولُ شَوِيٌّ، يُقَالُ: هُوَ عَوِيٌّ شَوِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَر: أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا الْغُلَامَ الَّذِي لَمْ يجتمعْ شَوَى رأْسِه ، يريد شؤونَه. شيا: أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَحمر: يَا فيَّ مَالِي وَيَا شَيَّ مَالِي وَيَا هَيَّ مَالِي؛ مَعْنَاهُ كُلُّهُ الأَسفُ والتلهفُ والحزنُ. الْكِسَائِيُّ: يَا فَيَّ مَالِي وَيَا هَيَّ مَالِي لَا يُهْمَزَانِ، وَيَا شَيَّ مَالِي وَيَا شَيْءَ مَالِي يُهمز وَلَا يُهْمَزُ، وَمَا فِي كُلِّهَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، تأْويله يَا عَجَباً مَالِي وَمَعْنَاهُ التلهُّف والأَسى. قَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ الْكِسَائِيُّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَتَعَجَّبُ بشَيَّ وهَيَّ وفَيَّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يزيدُ مَا فَيَقُولُ يَا شَيَّما وَيَا هَيَّما وَيَا فَيَّما أَي مَا أَحسن هَذَا. وَجَاءَ بالعِيِّ والشِّيِّ، وَاوُ الشِّيِّ مُدْغَمَةٌ فِي يائِها. وَفُلَانٌ عَيِيٌّ شَيِيٌّ، وَيُقَالُ عَوِيٌّ شَوِيٌّ. الأَصمعي: الأَيْدَعُ والشَّيَّانُ دَمُ الأَخوينِ، وَهُوَ فَعْلانُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ مَا أَنشده الأَصمعي: مِلاطٌ، تَرى الذِّئبانَ فِيهِ كأَنه ... مَطِينٌ بثأْطٍ قَدْ أُمِير بشَيَّان المِلاط: الكَتِف، والذِّئبانُ: الوَبَر الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ، والثَّأْطُ: الحَمْأَةُ الرَّقِيقَةُ، والشَّيَّانُ: البعيدُ النَّظَر. فصل الصاد المهملة صأي: الصَّئِيُّ، عَلَى فعيلٍ: صَوْتُ الفَرْخ. صَأَى الطَّائرُ والفَرْخُ والفأْرُ والخِنْزيرُ والسِّنَّوْرُ والكلبُ والفِيلُ بِوَزْنِ صَعَى يَصْأَى صَئِيّاً وصِئِيّاً وتَصَاءَى أَي صاحَ، وَكَذَلِكَ اليَرْبُوعُ؛ وأَنشد أَبو صَفْوَانَ لِلْعَجَّاجِ: لَهُنَّ فِي شَباتِه صَئِيُ وَقَالَ جَرِيرٌ: لَحَى اللهُ الفَرَزدقَ حينَ يَصْأَى ... صَئِيَّ الكلْبِ، بَصْبَص للعِظالِ وأَصْأَيْتُه أَنا. وَيُقَالُ لِلْكَلْبَةِ: صَئِيٌّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَصْأَى أَي تُصَوِّت. ابْنُ الأَعرابي: فِي الْمَثَلِ جَاءَ بِمَا صَأَى وصَمَت، يَعْنِي جَاءَ بِالشَّاءِ والإِبلِ، وَمَا صَمَتَ بالذهبِ والفِضة، وَقِيلَ: أَي جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ أَي بالناطِق والصامِت، وَيُقَالُ أَيضاً: جَاءَ بِمَا صاءَ وصَمَتَ وَهُوَ مقلوبٌ مَنْ صأَى. الأَصمعي: الصَّائِي كلُّ مالٍ مِنَ الحَيَوان مِثْلَ الرقيقِ والدَّوابِّ، والصامِتُ مثلُ الأَثوابِ والوَرِقِ، وسُمِّي صامِتاً لأَنه لَا رُوحَ لَهُ. وَيُقَالُ: صاءَ يَصِيءُ مِثْلَ صاعَ يَصيعُ، وصَأَى يَصْأَى مثلُ صَعَى يَصْعى صَاحَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا لِي إِذا أَنْزِعُها صَأَيْتُ؟ ... أَكِبَرٌ غَيَّرَني أَمْ بَيْتُ؟ قَالَ الْفَرَّاءُ: والعَقْرَب أَيضاً تَصْئِي، وَفِي الْمَثَلِ: تَلْدَغُ العقرَبُ وتَصْئِي، وَالْوَاوُ لِلْحَالِ؛ حَكَاهُ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرْقِ. والصَّآةُ مثلُ الصَّعاةِ: الماءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رأْسِ الوَلد، وَقَالَ الأَحمر: هُوَ الصَّاءَةُ، بِوَزْنِ الصَّاعَةِ «1». ماءٌ ثخِينٌ يَخْرُجُ مَعَ الوَلد. صبا: الصَّبْوَة: جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ مِنَ الغَزَل، وَمِنْهُ التَّصابي والصِّبا. صَبا صَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً

_ (1). قوله [وقال الأحمر الصاءة بوزن الصاعة إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْأَحْمَرِ الصَّآة بوزن الصعاة مَاءٌ ثَخِينٌ يَخْرُجُ مَعَ الولد. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: الصاءة بوزن الصاعة إلخ

وصَباءً. والصِّبْوَة: جَمْعُ الصَّبيِّ، والصِّبْيةُ لُغَةٌ، وَالْمَصْدَرُ الصِّبا. يُقَالُ: رأَيتُه فِي صِباهُ أَي فِي صِغَرِه. وَقَالَ غَيْرُهُ: رأَيتُه فِي صَبائِه أَي فِي صِغَره. والصَّبِيُّ: مِنْ لَدُنْ يُولَد إِلى أَنْ يُفْطَم، وَالْجَمْعُ أَصْبِيَةٌ وصِبْوةٌ وصِبْيَةٌ «1». وصَبْيَةٌ وصِبْوانٌ وصُبْوانٌ وصِبْيانٌ، قَلَبُوا الْوَاوَ فِيهَا يَاءً لِلْكَسْرَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَلَمْ يعتدُّوا بِالسَّاكِنِ حاجِزاً حَصيناً لضَعْفِه بِالسُّكُونِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونُوا آثَرُوا الياءَ لخِفَّتها وأَنهم لَمْ يُراعوا قرْبَ الْكَسْرَةِ، والأَول أَحسنُ، وأَما قَوْلُ بَعْضِهِمْ صُبْيانٌ، بِضَمِّ الصَّادِ وَالْيَاءِ فَفِيهِ مِنَ النَّظَرِ أَنه ضمَّ الصَّادَ بَعْدَ أَن قُلِبَت الواوُ يَاءً فِي لُغَةِ مَنْ كَسَر فَقَالَ صُبيان، فَلَمَّا قُلِبَت الواوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ وَضُمَّتِ الصَّادُ بَعْدَ ذَلِكَ أُقِرَّت الياءُ بِحَالِهَا الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا فِي لُغَةِ مَنْ كَسر، وَتَصْغِيرُ صِبْيَة أُصَيْبِيَةٌ، وَتَصْغِيرُ أَصْبِيَة صُبَيَّة، كِلَاهُمَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: صُبَيَّةً عَلَى الدُّخَانِ رُمْكا، ... مَا إِنْ عَدا أَكْبَرُهم أَنْ زَكَّا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ صُبَيَّة تَصْغِيرُ صِبْيَةٍ، وأُصَيْبِيَة تصغيرُ أَصْبِيَة، لِيَكُونَ كلُّ شيءٍ مِنْهُمَا عَلَى بِنَاءِ مُكَبَّره. والصَبِيُّ: الغلامُ، وَالْجَمْعُ صِبْيَة وصِبْيَانٌ، وَهُوَ مِنَ الْوَاوِ، قَالَ: وَلَمْ يَقُولُوا أَصْبِيَة اسْتِغْنَاءً بصِبْيةٍ كَمَا لَمْ يَقُولُوا أَغْلِمَة اسْتِغْنَاءً بِغلْمة، وَتَصْغِيرُ صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ فِي الْقِيَاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه رأَى حَسَناً يَلْعَبُ مَعَ صِبْوةٍ فِي السِّكَّة ؛ الصِّبْوة والصِّبْيَة: جمعُ صَبِيٍّ، وَالْوَاوُ هُوَ الْقِيَاسُ وإِن كَانَتِ الياءُ أَكثر اسْتِعْمَالًا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة: لمَّا خَطبها رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ إِني امرأَةٌ مُصْبِيةٌ مُوتِمَةٌ أَي ذاتُ صِبْيانٍ وأَيتامٍ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ أُصَيْبِيَة كأَنه تصغيرُ أَصْبِيَةٍ، قَالَ الشَّاعِرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ التَّغْلِبِيِّ: ارْحَمْ أُصَيْبِيَتي الَّذِينَ كأَنهمْ ... حِجْلى، تَدَرَّجُ فِي الشَّرَبَّةِ، وُقَّعُ وَيُقَالُ: صَبِيٌّ بيِّنُ الصِّبَا والصَّبَاءِ، إِذا فَتَحْتَ الصَّادَ مدَدْت، وإِذا كسَرْت قصَرْت؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُراع: فهلْ يُعْذَرَنْ ذُو شَيْبَةٍ بصَبَائِه؟ ... وهلْ يُحمَدَنْ بالصَّبرِ، إِنْ كَانَ يَصبِرُ؟ وَالْجَارِيَةُ صَبِيَّةٌ، وَالْجَمْعُ صَبَايا مثلُ مَطِيَّةٍ ومَطايا. وصَبِيَ صِباً: فَعَلَ فِعْلَ الصِّبْيانِ. وأَصْبَتِ المرأَة، فَهِيَ مُصْبٍ إِذا كَانَ لَهَا ولدٌ صَبيٌّ أَو ولدٌ ذكرٌ أَو أُنثى. وامرأَةٌ مُصْبِيَةٌ، بِالْهَاءِ: ذاتُ صِبْيةٍ. التَّهْذِيبِ: امرأَةٌ مُصْبٍ، بِلَا هاءٍ، مَعَهَا صَبيٌّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ صَبِيَّة وصبيٌّ، وصَبايا لِلْجَمَاعَةِ، والصِّبْيانُ للغِلْمان. والصِّبا مِنَ الشَّوْق يُقَالُ مِنْهُ: تَصابَى وصَبا يصْبُو صَبْوةً وصُبُوّاً أَي مالَ إِلى الْجَهْلِ والفُتوَّةِ. وَفِي حَدِيثِ الفِتنِ: لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَساوِدَ صُبّىً ؛ هِيَ جمعُ صابٍ كغازٍ وغُزّىً، وَهُمُ الَّذِينَ يَصْبُون إِلى الْفِتْنَةِ أَي يَمِيلُونَ إِليها، وَقِيلَ: إِنما هُوَ صُبّاءٌ جَمْعُ صابِئٍ بِالْهَمْزِ كشاهِدٍ وشُهَّادٍ، وَيُرْوَى: صُبّ، وَذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ هَوازِنَ: قَالَ دُرَيد بنُ الصِّمَّة ثُمَّ الْقَ الصُّبَّى عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ أَي الَّذِينَ يَشْتَهُون الحَرْبَ وَيَمِيلُونَ إِليها ويحبُّون التقدُّم فِيهَا والبِراز. وَيُقَالُ: صَبا إِلى اللَّهْوِ صَباً وصُبُوّاً وصَبْوةً؛ قَالَ زيدُ بنُ ضَبَّة:

_ (1). قوله [وصبية] هي مثلثة كما في القاموس. وقوله [صبوان وصبيان] هما بالكسر والضم كما في القاموس

إِلى هنْدٍ صَبا قَلْبي، ... وهِنْدٌ مِثْلُها يُصْبِي وَفِي حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: واللهِ مَا تَرَكَ ذَهَباً وَلَا فِضَّةً وَلَا شَيْئًا يُصْبَى إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ: وشابٌّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوةٌ أَي مَيْلٌ إِلى الهَوَى، وَهِيَ المَرَّةُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: كَانَ يُعْجِبُهم أَن يَكُونَ للغلامِ إِذا نشَأَ صَبْوَةٌ ، وَذَلِكَ لأَنه إِذا تَابَ وارْعَوَى كَانَ أَشدّ لِاجْتِهَادِهِ فِي الطَّاعَةِ وأَكثرَ لنَدَمِه عَلَى مَا فَرَط مِنْهُ، وأَبْعَدَ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْجَبَ بعمَله أَو يتَّكِلَ عَلَيْهِ. وأَصْبَتْه الجاريةُ وصَبِيَ صَباءً مثلُ سَمِعَ سَماعاً أَي لَعِبَ مَعَ الصِّبْيانِ. وصَبا إِليه صَبْوةً وصُبُوّاً: حَنَّ. وَكَانَتْ قريشٌ تُسَمي أَصحاب النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صُباةً. وأَصْبَتْه المرأَةُ وتَصَبَّتْه: شاقَتْه ودَعَتْه إِلى الصِّبا فحَنَّ لَهَا وصَبا إِليها. وصَبِيَ: مالَ، وَكَذَلِكَ صَبَتْ إِليه وصَبِيَتْ، وتَصَبَّاها هُوَ: دَعاها إِلى مِثْل ذَلِكَ، وتَصَبَّاها أَيضاً: خدَعها وفَتَنها؛ أَنشد ابْنِ الأَعرابي: لعَمْرُك لَا أَدْنُو لأَمْر دَنِيَّةٍ، ... وَلَا أَتَصَبَّى آصراتِ خَليلِ قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا أَتَصَبَّى لَا أَطْلُب خديعَة حُرْمَة خَليلٍ وَلَا أَدْعوها إِلى الصِّبا، والآصِراتُ: المُمْسِكاتُ الثَّوابتُ كإِصارِ البَيْتِ، وَهُوَ الحبْلُ مِنْ حِبَالِ الخِباءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي خَبَرِ يُوسُفَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: صَبا فُلان إِلى فُلَانَةَ وصَبا لَهَا يَصْبُو صَباً مَنْقُوصٌ وصَبْوَةً أَي مالَ إِليها. قَالَ: وصَبا يَصْبُو، فَهُوَ صابٍ وصَبِيٌّ مِثْلَ قادرٍ وقَديرٍ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذا قَالُوا صَبِيٌّ فَهُوَ بِمَعْنَى فَعول، وَهُوَ الْكَثِيرُ الإِتْيان للصِّبا، قَالَ: وَهَذَا خطأٌ، لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَالُوا صَبُوٌّ، كما قَالُوا دَعُوٌّ وسَمُوٌ ولَهُوٌّ فِي ذَوَاتِ الْوَاوِ، وأَما البكِيُّ فَهُوَ بِمَعْنَى فَعُولٍ أَي كَثِيرُ البُكاء لأَن أَصْله بَكُويٌ؛ وأَنشد: وإِنَّما يأْتي الصِّبَا الصَّبِيُ وَيُقَالُ: أَصْبَى فُلَانٌ عِرْس فُلَانٍ إِذا اسْتَمالها. وصَبَتِ النَّخْلةُ تَصْبُو: مالتْ إِلى الفُحَّال الْبَعِيدِ مِنْهَا. وصَبَت الراعِيَةُ تَصْبُو صُبُوّاً: أَمالتْ رأْسَها فوضعَتْه فِي المرْعى. وَصَابَى رُمْحَه: أَماله للطَّعن بِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: مُصَابِينَ خِرْصانَ الوَشِيجِ كأَنَّنا، ... لأَعدائِنا، نُكْبٌ، إِذا الطعنُ أَفقَرا وصَابَى رُمْحَهُ إِذا صَدَّر سِنانه إِلى الأَرض للطَّعن بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يُصَبِّي رأْسَه فِي الرُّكُوعِ أَي لَا يخفِضُه كَثِيرًا وَلَا يُميلُه إِلى الأَرضِ، مِنْ صَبا إِلى الشَّيْءِ يَصبُو إِذا مالَ، وصَبَّى رأْسه، شُدِّد لِلتَّكْثِيرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَهْمُوزٌ مِنْ صَبأَ إِذا خَرَجَ مِنْ دِين إِلى دِينٍ. قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ لَا يُصَوِّبُ، وَيُرْوَى لَا يَصُبُّ. والصَّبا: ريحٌ مَعْرُوفَةٌ تُقابل الدَّبُور. الصِّحَاحُ: الصَّبا ريحٌ ومَهَبُّها المُسْتَوِي أَن تَهُبَّ مِنْ مَوْضِعِ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِذا اسْتَوى الليلُ والنهارُ ونيِّحتُها الدَّبُور. الْمُحْكَمُ: والصَّبا رِيحٌ تَسْتَقبلُ البيتَ، قِيلَ: لأَنَّها تحِنُّ إِلى الْبَيْتَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَهَبُّ الصَّبا مِنْ مطْلع الثُّرَيَّا إِلى بَنَاتِ نَعْش، مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ، تَكُونُ اسْمًا وصِفة، وتَثْنيته صَبَوانِ وصَبَيانِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ صَبَواتٌ وأَصْباءٌ. وَقَدْ صَبَت الرِّيحُ تَصْبُو صُبُوّاً وصَباً.

وصُبِيَ القومُ: أَصابَتْهُمُ الصَّبا، وأَصْبَوْا: دَخَلُوا فِي الصَّبا، وتزعمُ العَرَب أَنَّ الدَّبُور تُزْعِج السَّحاب وتُشْخِصُه فِي الْهَوَاءِ ثُمَّ تسوقُه، فإِذا عَلَا كشَفَتْ عَنْهُ وَاسْتَقْبَلَتْهُ الصَّبا فوزَّعت بعضَه عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يصيرَ كِسْفاً وَاحِدًا، والجَنُوبُ تُلْحِقُ روادفَه بِهِ وتُمِدُّه مِنَ المَدد، والشَّمالُ تمزِّقُ السَّحاب. والصَّابِيَة: النُّكَيْباءُ الَّتِي تَجْرِي بَيْنَ الصَّبا والشَّمال. والصَّبِيُّ: ناظرُ العَين، وعَزاه كراعٌ إِلى الْعَامَّةِ. والصَّبِيَّان: جانِبا الرَّحْل. والصَّبِيَّان، عَلَى فَعِيلَانِ: طَرَفا اللَّحْيَين للبَعِير وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُمَا الحرْفان المُنْحنِيان مِنْ وسَط اللَّحْيَين مِنْ ظاهِرهِما؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تُغَنِّيه، مِنْ بَيْنِ الصَّبِيَّيْن، أُبْنَةٌ ... نَهُومٌ، إِذا مَا ارْتَدَّ فيها سَحِيلُها الأُبْنَةُ هاهنا: غَلْصَمَتُه. وَقَالَ شَمِرٌ: الصَّبِيَّان مُلْتَقى اللَّحْيَين الأَسْفَلين. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الصَّبِيَّان مَا دَقَّ مِنْ أَسافِلِ اللَّحْيَين، قَالَ: والرَّأْدانِ هُما أَعْلى اللحْيَين عِنْدَ الماضغتَين، وَيُقَالُ الرُّؤْدانِ أَيضاً؛ وَقَالَ أَبو صَدَقَةَ الْعِجْلِيُّ يَصِفُ فَرَسًا: عارٍ منَ اللَّحْم صَبِيَّا اللَّحيَيْنْ، ... مُؤَلَّلُ الأُذْن أَسِيلُ الخَدَّيْنْ وَقِيلَ: الصَّبِيُّ رأْس العَظْم الَّذِي هُوَ أَسْفلُ مِنْ شَحمَة الأُذنِ بِنَحْوِ من ثَلَاثِ أَصابعَ مَضْمُومة. والصَّبِيُّ مِنَ السَّيف: مَا دُون الظُّبَةِ قَلِيلًا. وصَبيُّ السيَّف: حَدُّه، وَقِيلَ: عَيْرُه الناتئُ فِي وَسَطِه، وَكَذَلِكَ السِّنانُ. والصَّبِيُّ: رأْسُ القَدم. التَّهْذِيبِ: الصَّبِيُّ مِنَ القَدم مَا بَيْنَ حِمارتِها إِلى الأَصابِع. وصَابَى سيفَه: جَعَلَهُ فِي غِمْده مَقلوباً، وَكَذَلِكَ صَابَيْتُه أَنا. وإِذا أَغْمَد الرجلُ سَيفاً مَقْلُوبًا قِيلَ: قَدْ صَابَى سَيفَه يُصَابِيه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعِمْران بْنِ حَطَّان يَصِفُ رَجُلًا: لَمْ تُلْهِه أَوْبَةٌ عَنْ رَمْيِ أَسْهُمِه، ... وسَيْفه لَا مُصَابَاةٌ وَلَا عَطَل وصَابَيْتُ الرُّمح: أَمَلْتُه للطَّعْن. وصَابَى البيتَ: أَنْشَده فَلَمْ يُقِمْه. وصَابَى الْكَلَامَ: لَمْ يُجْرِه عَلَى وَجْهِهِ. وَيُقَالُ: صَابَى البعيرُ مشافِره إِذا قَلَبَهَا عِنْدَ الشُّرب؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ إِبلًا: يُصَابِينَها، وَهِيَ مَثْنِيَّةٌ ... كَثَنْي السُّبُوت حُذينَ المِثالا وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: صَابَيْنَا عَنِ الحَمْض عدَلْنا. صتا: صَتَا يَصْتُو صَتْواً: مشى مَشْياً فيه وثْبٌ. صحا: الصَّحْوُ: ذهابُ الغَيْم، يومٌ صَحْوٌ وسَماءٌ صَحْوٌ، واليومُ صَاحٍ. وَقَدْ أَصْحَيَا وأَصْحَيْنَا أَي أَصْحَتْ لَنَا السَّمَاءُ. وأَصْحَتِ السماءُ، فَهِيَ مُصْحِيَةٌ: انْقَشَع عَنْهَا الغَيْم، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: فَهِيَ صَحْوٌ قَالَ: وَلَا تَقُلْ مُصْحِيَةٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَصْحَتِ السَّمَاءُ، فَهِيَ مُصْحِيَةٌ، وَيُقَالُ: يومٌ مُصْحٍ. وَصَحَا السَّكْرانُ لَا غَيْرُ. قَالَ: وأَما العاذِلة فَيُقَالُ فِيهَا أَصْحَت وصَحَتْ، فيُشبَّه ذهابُ العَقْل عنْها تَارَةً بِذَهَابِ الغَيم وَتَارَةً بِذَهَابِ السُّكْر، وأَما الإِفاقة عَنِ الحُبِّ فَلَمْ يُسمَع فِيهِ إِلَّا صَحَا مِثْلَ السُّكْر؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَتَصحُو أَم فؤَادُكَ غيرُ صاحِ؟ وَيُقَالُ: صَحْوان مثلُ سكْران؛ قَالَ الرحَّال وَهُوَ عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ بنِ الْبَرَاءِ: بَانَ الخَليطُ، وَلَمْ أَكُنْ صَحْوَانا ... دَنفاً بزَيْنَبَ، لَوْ تُريدُ هَوانا

والصَّحْوُ: ارْتِفاعُ النهارِ؛ قَالَ سُوَيْد: تَمْنَحُ المِرْآةَ وَجْهاً واضِحاً، ... مثلَ قَرْنِ الشَّمْسِ فِي الصَّحْوِ ارْتَفَعْ والصَّحْوُ: ذَهابُ السُّكْرِ وتَرْكُ الصِّبا والباطلِ. يُقَالُ: صَحَا قلبهُ. وصَحا السكرانُ مِنْ سُكْرِه يَصْحُو صَحْواً وصُحُوّاً، فَهُوَ صاحٍ، وأَصْحَى: ذَهَب سُكْرُه، وَكَذَلِكَ المُشْتاقُ؛ قَالَ: صُحُوَّ ناشِي الشَّوْقِ مُسْتَبِلِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ذَهَبَ بَيْنَ الصَّحْوِ والسَّكْرَةِ أَي بَيْنَ أَنْ يَعْقِلَ وَلَا يَعْقِلَ. ابْنُ بُزُرْج: مِنْ أَمثالهم يريدُ أَن يأْخذَها بَيْنَ السَّكْرَةِ والصَّحْوَةِ، مَثلٌ لطالبِ الأَمْرِ يَتجاهَلُ وَهُوَ يَعْلَمُ. والمِصْحَاة: جامٌ يُشْرَبُ فِيهِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المِصْحَاة إناءٌ، قَالَ: وَلَا أَدرِي مِنْ أَيِّ شيءٍ هُوَ؛ قَالَ الأَعشى: بكَأْسٍ وإبْرِيقٍ كأَنّ شَرابَهُ، ... إِذَا صُبَّ فِي المِصْحَاةِ، خالَطَ بَقَّمَا وَقِيلَ: هُوَ الطاسُ. ابْنُ الأَعرابي: المِصْحَاةُ الكَأْسُ، وَقِيلَ: هُوَ القَدَح مِنَ الفِضةِ؛ واحْتَجَّ بِقَوْلِ أَوْسٍ: إِذَا سُلّ مِن جَفْنٍ تَأَكَّلَ أَثْرُه، ... عَلَى مِثل مِصْحَاةِ اللُّجَين، تأَكُّلا قَالَ: شَبَّهَ نَقاءَ حَديدة السيفِ بنَقاءِ الفِضةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِصْحَاةُ إناءٌ مِن فِضةٍ قَدْ صَحَا مِنَ الأَدْناسِ والأَكْدارِ لِنقاءِ الفِضةِ؛ وَفِي النِّهَايَةِ فِي تَرْجَمَة مَصَحَ: دَخَلَتْ عَلَيْهِ أُم حَبيبةَ وَهُوَ مَحْضُورٌ كأَنَّ وجهَه مِصحاةٌ. صَخَا: اللَّيْثُ: صَخِيَ الثوبُ يَصْخَى صَخاً، فَهُوَ صَخٍ، اتَّسَخَ ودَرِنَ، وَالِاسْمُ الصَّخَاوةُ، وَرُبَّمَا جُعِلَتِ الواوُ يَاءً لأَنه بُنِيَ عَلَى فَعِلَ يَفْعَل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسْمَعْه لغيرِ اللَّيْثِ. والصَّخَاءَةُ: بَقْلَة تَرْتَفِعُ عَلَى ساقٍ لَهَا كهيئةِ السُّنْبُلَةِ، فِيهَا حَبٌّ كحَب اليَنْبُوت، ولُباب حَبِّها دواءٌ للجُروح، والسين فيها أَعلَى. صدي: الصَّدَى: شدَّةُ العَطَشِ، وَقِيلَ: هُوَ العطشُ مَا كَانَ، صَدِيَ يَصْدَى صَدىً، فَهُوَ صَدٍ وصادٍ وصَدْيانُ، والأُنْثَى صَدْيا؛ وَشَاهِدُ صادٍ قَوْلُ الْقُطَامِيِّ: فهُنَّ يَنْبِذْنَ مِن قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ ... مَواقِعَ الْمَاءِ مِنْ ذِي الغُلَّةِ الصادِي وَالْجَمْعُ صِداءٌ. وَرَجُلٌ مِصْدَاءٌ: كثيرُ العَطَشِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكأْسٌ مُصْدَاةٌ: كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَهِيَ ضِدُّ المُعْرَقَةِ الَّتِي هِيَ القليلةُ الماءِ. والصَّوَادِي النَّخْلُ الَّتِي لَا تَشْرَبُ الماءَ؛ قَالَ المَرّار: بناتُ بناتِها وبناتُ أُخْرَى ... صَوَادٍ مَا صَدِينَ، وقَدْ رَوِينا صَدِينَ أَي عَطِشْنَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الصَّوادي الَّتِي بَلَغَتْ عُرُوقُها الماءَ فَلَا تَحْتاجُ إِلَى سَقْيٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لتَرِدُنّ يومَ القيامةِ صَوَادِيَ أَي عِطاشاً، وَقِيلَ: الصَّوَادِي النَّخْلُ الطِّوالُ مِنْهَا وَمِنْ غيرِها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة: مَا هِجْنَ، إذْ بَكَرْنَ بالأَحْمالِ، ... مِثْلَ صَوَادِي النَّخْلِ والسَّيالِ وَاحِدَتُهَا صَادِيَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَوَادِياً لَا تُمْكِنُ اللُّصُوصَا والصَّدى: جَسَدُ الإِنْسَانِ بعدَ مَوْتِهِ. والصَّدَى: الدِّماغُ نَفْسُه، وحَشْوُ الرَّأْسِ، يُقَالُ: صَدَعَ

اللهُ صَدَاهُ. والصَّدَى: موضِعُ السَّمْعِ مِنَ الرَّأْسِ. والصَّدَى: طائِرٌ يَصِيحُ فِي هامَةِ المَقْتُولِ إِذَا لَمْ يُثْأَرْ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ طائِرٌ يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ إِذَا بَلِيَ، ويُدْعَى الهامَةَ، وَإِنَّمَا كَانَ يزعُم ذَلِكَ أَهلُ الجاهِلية. والصَّدَى: الصَّوْت. والصَّدَى: مَا يُجِيبُكَ مِنْ صَوْتِ الجَبَلِ ونحوهِ بمِثْلِ صَوْتِكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً ؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: التَّصْدِيَة مِنَ الصَّدَى، وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يَرُدُّهُ عليكَ الجَبَلُ، قَالَ: والمُكاءُ والتَّصْديَة لَيْسَا بصَلاةٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخبر أَنهم جَعَلُوا مكانَ الصَّلاةِ الَّتي أُمِروا بِهَا الْمُكَاءَ والتَّصْدِيَة؛ قَالَ: وَهَذَا كقولِكَ رَفَدَنِي فلانٌ ضَرْباً وحرْماناً أَي جَعل هَذَيْن مكانَ الرِّفْدِ والعَطاءِ كَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: قَرَيْناهُمُ المَأَثُورَةَ البِيضَ قَبْلَها، ... يَثُجُّ القُرونَ الأَيْزَنِيُّ المُثَقَّف «2» . أَي جَعَلْنا لَهُمْ بدَلَ القِرَى السُّيوفَ والأَسِنَّة. والتَّصْدِيَة: ضَرْبُكَ يَداً عَلَى يَدٍ لتُسْمِعَ ذَلِكَ إِنْسَانًا، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ مُكاءً وتَصْدِيَة. صَدَّى: قيلَ أَصْلُه صَدَّدَ لأَنَّه يقابِلُ فِي التَّصْفِيقِ صَدُّ هَذَا صَدَّ الآخَرِ أَي وجْهاهُما وجْهُ الكَفِّ يقابِلُ وَجْهَ الكَفِّ الأُخْرَى. قَالَ أَبو العَبَّاسِ رِوَايَةً عَنِ المُبَرِّدِ «3». الصَّدَى عَلَى سِتَّةِ أَوجه، أَحدها مَا يَبْقَى مِنَ المَيّتِ فِي قَبْرِه وَهُوَ جُثَّتهُ؛ قَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَبٍ: أَعاذِلُ، إنْ يُصْبِحْ صَدَايَ بقَفْرَةٍ ... بَعِيداً نَآنِي ناصِرِي وقرِيبي ف صَدَاهُ: بَدَنهُ وجُثَّتهُ، وَقَوْلُهُ: نَآنِي أَي نَأَى عَنِّي، قَالَ: والصَّدَى الثَّانِي حُشْوةُ الرأْسِ يُقَالُ لَهَا الهَامَةُ والصَّدَى، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقولُ: إنَّ عِظامَ المَوْتَى تَصِيرُ هامَةً فتَطِيرُ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: إِنَّهُمْ كَانُوا يسَمون ذَلِكَ الطَّائِرَ الَّذِي يخرُجُ مِنْ هَامَةِ المَيِّتِ إِذَا بَلِيَ الصَّدَى، وجَمْعُه أَصْدَاءٌ؛ قَالَ أَبو دُوَادَ: سُلِّطَ المَوْتُ والمَنُونُ عَلَيْهِم، ... فلَهُمْ فِي صَدَى المَقابِرِ هَامُ وَقَالَ لَبِيدٌ: فَلَيْسَ الناسُ بَعْدَك فِي نَقِيرٍ، ... ولَيْسُوا غَيْرَ أصْدَاءٍ وهامِ وَالثَّالِثُ الصَّدَى الذَّكَر مِنَ البُومِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: إِذَا قُتلَ قَتِيلٌ فَلَمْ يُدْرَكْ بِهِ الثَّأْرُ خَرجَ مِنْ رَأْسِه طائِرٌ كالبُومَة وهي الهامَة والذَّكر الصَّدَى، فَيَصِيحُ عَلَى قَبْرِه: اسْقُونِي اسْقُونِي فَإِنْ قُتِل قاتِلُه كَفَّ عَنْ صِياحهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ «4». أَضْرِبْكَ حَتَّى تَقولَ الهَامَةُ: اسْقُونِي وَالرَّابِعُ الصَّدَى مَا يرجِع عَلَيْكَ مِنْ صوتِ الْجَبَلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: صمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها، ... واسْتَعْجَمَتْ عَنْ منطِقِ السَّائل وَرَوَى ابْنُ أَخي الأَصمعي عَنْ عَمِّهِ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ الصَّدى فِي الهامةَ، والسَّمْعُ فِي الدِّماغ. يُقَالُ: أَصمَّ اللهُ صَداهُ، مِنْ هَذَا، وَقِيلَ: بَلْ أَصمَّ اللهَ صَدَاه، مِنْ صَدَى الصوتِ الَّذِي يُجِيبُ صَوْتَ المُنادي؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ فِي تَصْدِيقِ مَنْ يقول الصَّدَى الدِّماغ:

_ (2). قوله [القرون] هكذا في الأَصل هنا، والذي في التهذيب هنا واللسان في مادة يزن: يثج العروق (3). قوله [رواية عن المبرد] هكذا في الأَصل، وفي التهذيب: وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ (4). هو أبو الإِصبع العدواني، وصدر البيت: يا عمرو وإن لم تدع شتمي ومنقصتي

لِهامِهِم أَرُضُّه وأَنقَخُ ... أُمَّ الصَّدى عَنِ الصَّدى وأَصْمَخُ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: والصَّدَى أَيضاً العَطش. يُقَالُ: صَدِيَ الرجلُ يَصْدَى صَدىً، فَهُوَ صَدٍ وصَدْيانُ؛ وأَنشد «1»: ستعلمُ، إِنْ مُتنا صَدىً، أَيُّنا الصَّدِي وَقَالَ غَيْرُهُ: الصَّدَى العَطَشُ الشديدُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَا يشتدُّ العطشُ حَتَّى ييبَسَ الدماغُ، وَلِذَلِكَ تنشَقُّ جلدةُ جَبهةِ مَنْ يموتُ عَطَشًا، وَيُقَالُ: امرأَة صَدْيا وصادِيَةٌ. والصَّدَى السادسُ قولُهُم: فُلَانٌ صَدَى مَالٍ إِذَا كَانَ رَفِيقًا بسِياسِتها «2»؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ فلانٌ صَدَى مالٍ إِذَا كَانَ عَالِمًا بِهَا وبمَصلحَتِها، ومثلُه هُوَ إزاءُ مالٍ، وإنه ل صَدَى مالٍ أَي عالِمٌ بمصلحتهِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْعَالِمَ بمصلحةِ الإِبل فَقَالَ: إِنَّهُ لصَدَى إبلٍ. وَقَالَ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا مَاتَ وهَلَك صمَّ صَدَاه، وَفِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِ: أَصَمَّ اللَّهُ صَدَاه أَي أَهْلكه، وأَصلهُ الصَّوْتُ يَرُدُّه عَلَيْكَ الْجَبَلُ إِذَا صِحْتَ أَو المكانُ المُرْتَفِعُ الْعَالِي، فَإِذَا مَاتَ الرَّجُلُ فَإِنَّهُ لَا يُسْمَع وَلَا يُصَوِّت فيَرُدَّ عَلَيْهِ الْجَبَلُ، فكأَن مَعْنَى قَوْلِهِ صَمَّ صَداهُ أَي مَاتَ حَتَّى لَا يُسْمع صوتهُ وَلَا يجابُ، وَهُوَ إِذَا ماتَ لَمْ يَسْمَع الصَّدى مِنْهُ شَيْئًا فيُجيبَه؛ وَقَدْ أَصْدَى الْجَبَلُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: قَالَ لأَنَسٍ أَصَمَّ اللَّهُ صَدَاكَ أَي أَهْلَكك الصَّدَى: الصَّوْتُ الَّذِي يسمَعُه المُصَوِّتُ عقَيبَ صِياحهِ رَاجِعًا إِلَيْهِ مِنَ الجَبلِ والبِناءِ المُرْتَفِع، ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلْهَلَاكِ لأَنه إِنَّمَا يُجَابُ الحَيُّ، فَإِذَا هلكَ الرجلُ صَمَّ صَدَاه كأَنه لَا يَسْمَعُ شَيْئًا فيُجيبَ عَنْهُ؛ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده لسَدوسِ بْنِ ضِبابٍ: إِنِّي إِلَى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبَةٍ ... أَدْعُو حُبَيْشاً، كَمَا تُدْعى ابْنَةُ الجَبلِ أَيْ أُنَوِّهُ بِهِ كَمَا يُنَوَّه بابْنة الجَبل، وَقِيلَ: ابنةُ الجَبل هِيَ الحَيَّة، وَقِيلَ: هِيَ الدَّاهِيَةُ؛ وأَنشد: إِنْ تَدْعهُ مَوْهِناً يَعْجَلْ بجابَتِهِ ... عارِي الأَشاجِعِ، يَسْعى غَيْرَ مُشْتمِل يَقُولُ: يَعْجَل حُبَيْشٌ بجابَتهِ كَمَا يَعْجَلُ الصَّدى وَهُوَ صوتُ الجَبل. أَبو عُبَيْدٍ: والصَّدى الرجلُ اللّطِيفُ الجَسَدِ؛ قَالَ شَمِرٌ: رَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الحَرْفَ غيرَ مهموزٍ، قَالَ: وأُراهُ مَهْمُوزًا كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ فِي الصَّدَعِ، وَهُوَ اللَّطِيفُ الجِسْمِ، قَالَ: وَمِنْهُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ صَدَأٌ مِنْ حديدٍ فِي ذِكْرِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. والصَّدى: ذكرُ البُومِ والهامُ، والجمعُ أَصْداءٌ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكَم: بكلِّ يَفاعٍ بُومُها تُسْمِعُ الصَّدى ... دُعاءً، مَتَى مَا تُسْمِعِ الهامَ تَنْأَجِ تَنْأَج: تَصِيحُ، قَالَ: وجمعهُ صَدَوَات؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعِق: فلنْ تَنْفَكَّ قُنْبُلَة ورَجْلٌ ... إليكمْ، مَا دَعا الصَّدَواتِ بُومُ قَالَ: والياءُ فِيهِ أَعرَفُ. والتَّصْدِيَةُ: التَّصْفِيقُ. وصَدَّى الرَّجُلُ: صَفَّقَ بِيَدَيْهِ، وَهُوَ مِنْ مُحَوَّل التَّضْعِيف. والمُصَادَاةُ: المُعارَضَة. وتصَدَّى للرجلِ: تَعَرَّض لَهُ وتَضَرَّعَ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَشْرِفهُ نَاظِرًا إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ أَنسٍ فِي غَزْوَةِ حنينٍ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يتَصدَّى لرسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليَأْمُرَه بقَتْلِه ؛ التَّصَدِّي: التَّعَرُّض للشيءِ. وتَصَدَّى للأَمر: رَفع رأْسَه إِلَيْهِ. والصَّدَى: فعلُ المُتَصَدِّي. والصَّدَاةُ: فعلُ المُتَصَدِّي، وَهُوَ الَّذِي يَرْفعُ رأْسَه وصَدْرَه يتصَدَّى لِلشَّيْءِ يَنْظُرُ

_ (1). البيت لطرفة من معلقته (2). المراد بالمال هنا الإِبل، ولذلك أنث الضمير العائد إليها

إِلَيْهِ؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ: لَهَا كلَّما صاحتْ صَدَاةٌ ورَكْدَةٌ «1» . يَصِفُ هَامَّةً إِذَا صاحتْ تَصَدَّتْ مرَّةً وركَدَت أُخْرى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قرأَ صَادِ بالكسرِ فَلَهُ وجهانِ: أَحدهما أَنه هجاءٌ موقوفٌ فكُسِرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَالثَّانِي أَنه أَمرٌ مِنَ المُصاداةِ عَلَى مَعْنَى صَادِ القرآنَ بعَملِك أَي قابِلْه. يُقَالُ: صادَيْتُه أَي قابَلْتُه وعادَلْتُه، قَالَ: وَالْقِرَاءَةُ صادْ بسكونِ الدَّالِ، وَهِيَ أَكثرُ الْقِرَاءَةِ لأَن الصادَ مِنْ حُروفِ الهِجاء وَتَقْدِيرُ سكونِ الوقْفِ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الصادِقُ اللهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ القَسَم، وَقِيلَ: ص اسْمُ السورةِ وَلَا يَنْصَرِف. أَبو عَمْرٍو: وصادَيْت الرجلَ وداجَيْتُه ودارَيْتُه وساتَرْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ قُدُورًا: ودُهْمٍ تُصَادِيها الوَلائِدُ جِلَّةٍ، ... إِذَا جَهِلَت أَجْوافُها لَمْ تَحَلَّمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قولُ الشَّاعِرِ: صادِ ذَا الظَّعْن إلى غِرَّتِهِ، ... وإذا دَرَّتْ لَبونٌ فاحْتَلِبْ «2» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَر أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ وَاللَّهِ بَرّاً تَقِيّاً لَا يُصادى غَرْبُه أَي تُدارى حدَّثُه وتُسَكَّنُ، والغَرْبُ الحِدَّةُ، وَفِي رِوَايَةٍ: كَانَ يُصَادى مِنْهُ غَرْبٌ ، بِحَذْفِ النَّفْيِ، قَالَ: وَهُوَ الأَشْبَه لأَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَتْ فِيهِ حِدَّةٌ يَسيرة؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي المُصَادَاةِ: قَالَ أَهلُ الكوفَة هِيَ المداراةُ، وَقَالَ الأَصمعيْ: هِيَ الْعِنَايَةُ بِالشَّيْءِ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ وَقَدْ نتَجَ نَاقَةً لَهُ فَقَالَ لَمَّا مَخَضَتْ: بتُّ أُصادِيها طولَ لَيْلَى، وَذَلِكَ أَنه كَرِه أَن يَعْقِلَها فيُعَنِّتَها أَو يَدَعَها فتَفْرَقَ أَي تَنِدَّ فِي الأَرض فيأْكُلَ الذئبُ ولدَها، فَذَلِكَ مُصاداتهُ إِيَّاهَا، وَكَذَلِكَ الرَّاعِي يُصادِي إبِلَه إِذَا عَطِشَتْ قَبْلَ تمامِ ظِمْئِها يمنعُها عَنِ القَرَب؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ: أَيا عَزُّ، صَادِي القَلْبَ حَتَّى يَوَدَّني ... فؤادُكِ، أَو رُدِّي علَيَّ فؤادِيا وَقِيلَ فِي قَوْلِهِمْ فُلانٌ يَتصَدَّى لفلانٍ: إِنَّهُ مأْخُوذٌ مِنِ اتِّباعهِ صَداه أَي صَوْتَه؛ وَمِنْهُ قَوْلٌ آخَرُ مأْخوذ مِنَ الصَّدَدِ فقُلِبَتْ إِحْدَى الدَّالَاتِ يَاءً فِي يتَصدَّى، وَقِيلَ فِي حَدِيثِ ابنِ عباسٍ إِنَّهُ كَانَ يُصادَى مِنْهُ غَرْبٌ أَي أَصدقاؤُهُ كَانُوا يَحْتَملون حدَّتَهُ؛ قَوْلُهُ يُصَادَى أَي يُدارَى. والمُصاداةُ والمُوالاةُ والمُداجاةُ والمُداراةُ والمُراماةُ كلُّ هَذَا فِي مَعْنَى المُداراةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ؛ أَي تتَعَرَّض، يُقَالُ: تَصَدَّى لَهُ أَي تَعَرَّضَ لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مِنَ المُتَصَدِّياتِ بغيرِ سُوءٍ، ... تسِيلُ، إِذَا مَشتْ، سَيْلَ الحُبابِ يَعْنِي الحَيَّةَ، والأَصلُ فِيهِ الصَّدَد وَهُوَ القُرْب، وأَصله يتصَدَّدُ فقُلِبتْ إِحْدَى الدَّالَاتِ يَاءً. وكلُّ مَا صَارَ قُبالَتَك فَهُوَ صَدَدُك. أَبو عُبَيْدٍ عَنِ العَدَبَّسِ: الصَّدَى هُوَ الجُدْجُدُ الَّذِي يَصِرُّ بِاللَّيْلِ أَيضاً، قَالَ: والجُنْدُبُ أَصغر مِنَ الصَّدَى يَكُونُ فِي البَراري؛ قَالَ: والصَّدَى هُوَ هَذَا الطائرُ الَّذِي يَصِرُّ بِاللَّيْلِ ويَقْفِز قَفَزاناً ويَطِيرُ، والناسُ يَرَوْنَه الجُنْدُبَ، وإنما هو الصَّدَى.

_ (1). قوله [كلما صاحت إلخ] هكذا في الأَصل، وفي التكملة: كلما ريعت إلخ (2). قوله [الظعن] هو بالظاء المعجمة في الأَصل، وفي بعض النسخ بالطاء المهملة

وصَادَى الأَمرَ وصادَ الأَمرَ «3». دَبَّرَهُ. وصَادَاهُ: دَاراهُ ولايَنَه. وصدو الصَّدْوُ: سُمٌّ تُسْقاهُ النِّصالُ مثلُ دَمِ الأَسْودِ. وصُداءٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ: فقُلْتُم: تعالَ يا يَزي بنَ مُحَرِّقٍ، ... فقلتُ لَكُمْ: إِنِّي حَلِيفُ صُداءِ والنَّسَبُ إِلَيْهِ صُداوِيٌّ «4». عَلَى غَيْرِ قياس. صري: صَرَى الشيءَ صَرْياً: قَطَعَه ودَفَعه؛ قَالَ ذُو الرُّمة: فوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أَصَبْنَ فُؤادَهُ، ... هَواهُنَّ، إِنْ لَمْ يَصْرِهِ اللهُ، قاتِلُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّةَ لرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فيَنْكَبُّ مَرَّةً ويمشي مَرَّةً وتَسْفَعُه النارُ، فَإِذَا جَاوَزَ الصراطَ تُرْفَع لَهُ شَجرةٌ فَيَقُولُ يَا ربِّ أَدْنِني مِنْهَا؛ فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَي عَبْدِي مَا يَصْرِيك مِنِّي؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ مَا يَصْرِيكَ مَا يَقطَعُ مَسْأَلتَك عَنِّي ويَمْنَعُك مِنْ سُؤَالِي. يُقَالُ: صَرَيْتُ الشيءَ إِذَا قطَعْته ومنَعْته. وَيُقَالُ: صَرَى اللهُ عنكَ شرَّ فلانٍ أَي دَفَعه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلطِّرِمَّاحِ: وَلَوْ أَنَّ الظعائِنَ عُجْنَ يَوْمًا ... عليَّ ببَطْنِ ذِي نَفْرٍ، صَرانِي «5» . أَي دَفعَ عَنِّي وَوَقَانِي. وصَرَيْتهُ: منَعْتُه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَيْسَ الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَها أَبداً، ... وَلَيْسَ صارِيَهُ مِنْ ذِكرِها صارِ وصَرَيْتُ مَا بَيْنَهُمْ صَرْياً أَي فَصَلْتُ. يُقَالُ: اخْتَصَمنا إِلَى الحاكم ف صَرَى مَا بينَنا أَي قَطَعَ مَا بينَنا وفَصَلَ. وصَرَيْتُ الماءَ إِذَا اسْتَقَيْتَ ثُمَّ قَطَعْتَ. والصَّارِي: الحافِظُ. وصَراهُ اللَّهُ: وَقَاهُ، وَقِيلَ: حَفِظَه، وَقِيلَ: نَجَّاه وكَفاهُ، وكلُّ ذَلِكَ قريبٌ بعضهُ مِنْ بعضٍ. وصَرَى أَيضاً: نَجَّى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَرَى الفَحْلَ مِنِّي أَنْ ضَئِيلٌ سَنامُه، ... وَلَمْ يَصْرِ ذاتَ النَّيِّ مِنْهَا بُرُوعُها وصَرَى مَا بينَنا يَصْرِي صَرْياً: أَصْلَحَ. والصَّرَى والصِّرَى: الماءُ الَّذِي طالَ اسْتِنقاعه؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذَا طَالَ مُكْثُه وتغَيَّر، وَقَدْ صَرِيَ الماءُ بِالْكَسْرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: صَرىً آجِنٌ يَزْوي لَهُ المَرْءُ وجْهَه، ... إِذَا ذاقَه ظَمْآنُ فِي شَهْرِ ناجِرِ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ أَيضاً: وَمَاءٍ صَرىً عَافِي الثَّنايا كأَنه، ... مِنَ الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضَّوارِبِ ونُطْفةٌ صَراةٌ: مُتَغيِّرَة. وصَرَى فُلانٌ الماءَ فِي ظَهْرِه زَماناً صَرْياً: حَبَسه بامْتِساكه عَنِ النِّكَاحِ، وَقِيلَ جَمَعه. ونُطْفةٌ صَرَاةٌ: صَرَاها صاحِبُها فِي ظَهْرهِ زَمَانًا؛ قَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: رُبَّ غُلامٍ قَدْ صَرَى فِي فِقْرَتِهْ ... ماءَ الشَّبابِ، عُنْفُوانَ سَنْبَتِهْ، أَنْعَظَ حَتَّى اشتَدَّ سَمُّ سُمَّتِهْ

_ (3). قوله [وصَادَى الأَمر وَصَادَ الأَمر] هكذا في الأَصل (4). قوله [صُدَاوِي] هكذا في بعض النسخ، وهو موافق لما في المحكم هنا وللسان في مادة صدأ، وفي بعضها صدائي وهو موافق لما في القاموس (5). قوله [ذي نفر] هكذا في الأَصل بهذا الضبط، ولعله ذي بقر

وَيُرْوَى: رأَتْ غُلَامًا، وَقِيلَ: صَرَى أَي اجْتَمع، والأَصل صَرِيَ، فَقُلِبَتِ الياءُ أَلفاً كَمَا يُقَالُ بَقَى فِي بَقِيَ. المُنْتَجع: الصَّرْيانُ مِنَ الرِّجَالِ والدوابِّ الَّذِي قَدِ اجْتَمع الماءُ فِي ظَهْرهِ؛ وأَنشد: فَهُوَ مِصَكُّ صَمَيان صَرْيان أَبو عَمْرٍو: ماءٌ صَرىً وصِرىً، وَقَدْ صَرِيَ يَصْرَى. والصَّرَى: اللَّبَنُ الَّذِي قَدْ بَقِيَ فتَغَيَّرَ طَعْمهُ، وَقِيلَ: هُوَ بقيَّةُ اللَّبَنِ، وَقَدْ صَرِيَ صَرىً، فَهُوَ صَرٍ، كَالْمَاءِ. وصَرِيَتِ الناقةُ صَرىً وأَصْرَتْ: تَحَفَّل لبَنُها فِي ضَرْعِها؛ وأَنشد: مَنْ للجَعافِرِ يَا قوْمي، فَقَدْ صَرِيَتْ، ... وَقَدْ يُساقُ لذاتِ الصَّرْيةِ الحَلَبُ اللَّيْثُ: صَرِيَ اللَّبَنُ يَصْرَى فِي الضَّرْعِ إِذَا لَمْ يُحْلَبْ ففَسَدَ طَعْمُهُ، وَهُوَ لَبَنٌ صَرىً. وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: أَنَّ رَجُلًا اسْتَفْتاه فَقَالَ: امرأَتي صَرِيَ لبَنُها فِي ثَدْيها فدَعَتْ جارِيةً لَهَا فمَصَّته، فَقَالَ: حَرُمَت عليكَ ، أَي اجْتَمَع فِي ثدْيِها حَتَّى فسَدَ طَعْمُه، وتحْريمُها عَلَى رأْيِ مَنْ يَرَى أَنَّ إرْضاع الْكَبِيرِ يُحَرِّم. وصَرَيْتُ الناقةَ وغيرَها مِنْ ذواتِ اللَّبنِ وصَرَّيْتُها وأَصْرَيتها: حفَّلْتها. وناقةٌ صَرْيَاءُ: مُحَفَّلة، وجمعُها صَرَايا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ اشْتَرَى مُصَرَّاة فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَينِ، إِنْ شاءَ رَدَّها ورَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تمرٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُصَرّاة هِيَ الناقةُ أَو البَقرة أَو الشَّاةُ يُصَرَّى اللبنُ فِي ضَرْعِها أَي يُجْمَعُ ويُحْبَسُ، يُقَالُ مِنْهُ: صَرَيْتُ الماءَ وصَرَّيْتُه. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: صَرَتِ الناقةُ تَصْرِي مِنَ الصَّرْيِ، وَهُوَ جَمْعِ اللبنِ فِي الضَّرْعِ: وصَرَّيْت الشَّاةَ تَصْرِيةً إِذَا لَمْ تَحْلُبْها أَياماً حَتَّى يجتمعَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِها، والشاةُ مُصَرَّاة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ ناقةٌ صَرْياءُ وصَرِيَّة؛ وأَنشد أَبو عَمْرو لمُغَلِّس الأَسَدِيِّ: لَيَاليَ لَمْ تُنْتَجْ عُذامٌ خَلِيَّةً، ... تُسَوِّقُ صَرْيَا فِي مُقَلَّدَةٍ صُهْبِ «1» . قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خالَويَه الصَّرْية اجتماعُ اللبنِ، وَقَدْ تُكْسَر الصادُ، وَالْفَتْحُ أَجْوَدُ. وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: ذَكَرَ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، المُصَرَّاةَ وَفَسَّرَهَا أَنها الَّتِي تُصَرُّ أَخلافُها وَلَا تحْلَبُ أَياماً حَتَّى يجتمعَ اللبنُ فِي ضَرْعِها، فَإِذَا حَلَبَها الْمُشْتَرِي اسْتغْزرَها. قَالَ: وَقَالَ الأَزهري جائزٌ أَن تكونَ سُمِّيَتْ مُصَرَّاةً مِنْ صَرِّ أَخلافِها كَمَا ذَكَرَ، إلَّا أَنهم لَمَّا اجتَمع لَهُمْ فِي الْكَلِمَةِ ثلاثُ راءَاتٍ قُلِبَتْ إِحْدَاهَا يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ فِي تَظنَّنْتُ، ومثلهُ تَقَضَّى البازِي فِي تَقَضَّضَ، والتَّصَدِّي فِي تَصَدَّدَ، وكثيرٌ مِنْ أَمثالِ ذَلِكَ أَبْدلوا مِنْ أَحدِ الأَحرفِ المكرَّرةِ يَاءً كَرَاهِيَةً لاجتماعِ الأَمثالِ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن تَكُونَ سمِّيتْ مُصَرَّاةً مِنَ الصَّرْيِ، وَهُوَ الْجَمْعُ كَمَا سَبق، قَالَ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الأَكثرون، وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللفظةُ فِي أَحاديث مِنْهَا قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تصرُّوا الإِبِلَ والغَنَم ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الصَّرِّ فَهُوَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّ الصَّادِ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الصَّرْيِ فَيَكُونُ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الصَّادِ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لأَنه خِداعٌ وغِشٌّ. ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ أَيُّ الطعَامِ أَثْقَلُ؟ فَقَالَتْ: بَيْضُ نَعامْ وصَرَى عامٍ بعدَ عامْ أَي نَاقَةٌ تُغَرِّزُها عَامًا بعدَ عامٍ؛ الصَّرَى اللَّبَنُ يُتْرَكُ فِي ضَرْعِ النَّاقَةِ فَلَا يُحتَلَبُ فَيصِيرُ مِلْحاً ذَا رِياحٍ. وردَّ أَبو الْهَيْثَمِ عَلَى ابْنِ الأَعرابي قَوْلَهُ صَرَى عامٍ بعدَ عامٍ، وَقَالَ:

_ (1). قوله [ليالي إلخ] هذا البيت هو هكذا بهذا الضبط في الأَصل

كَيْفَ يكونُ هَذَا والناقَةُ إنَّما تُحْلَب ستَّةَ أَشهُرٍ أَو سَبْعَةَ أَشْهُرٍ فِي كلامٍ طَويلٍ قَدْ وَهِمَ فِي أَكْثَرِه؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي صحيحٌ، قَالَ: ورأَيتُ العَرَب يَحْلُبُونَ النَّاقَةَ مِنْ يومِ تُنْتَجُ سَنَةً إِذَا لَمْ يَحْمِلُوا الفَحْلَ عَلَيْها كِشافاً، ثُمَّ يُغَرِّزُونَها بعدَ تمامِ السَّنَةِ ليَبْقَى طِرْقُها، وَإِذَا غَرَّزُوها وَلَمْ يَحْتَلِبُوها وَكَانَتِ السَّنَةُ مُخْصِبَةً تَرادَّ اللبنُ فِي ضَرْعِها فَخَثُرَ وخَبُثَ طَعْمُه فَامَّسَح، قَالَ: وَلَقَدْ حَلَبْتُ لَيلَةً مِنَ اللَّيالي نَاقَةً مُغَرَّزَة فَلَمْ يَتَهيأْ لِي شربُ صَرَاهَا لِخُبْثِ طَعْمِهِ ودَفَقْتُه، وَإِنَّمَا أَرادتِ ابنَةُ الخُسِّ بقولِها صَرَى عامٍ بَعْدَ عامٍ لَبَنَ عامٍ اسْتَقْبَلَتْه بَعْدَ انْقِضاءِ عامٍ نُتِجَتْ فِيهِ، وَلَمْ يَعْرِف أَبو الْهَيْثَمِ مُرادَها وَلَمْ يَفْهم مِنْهُ مَا فَهِمَه ابْنُ الأَعرابي، فطفِقَ يَرُدُّ عَلَى مَنْ عَرَفَه بتَطْويلٍ لَا مَعْنَى فِيهِ. وصَرَى بَوْله صَرْياً إِذَا قَطَعَه. وصَرِيَ فلانٌ فِي يدِ فلانٍ إِذَا بَقِيَ فِي يَدِهِ رَهْناً مَحْبوساً؛ قَالَ رؤْبة: رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قَدْ صَرَيتُ والصَّرى: مَا اجْتَمع مِنَ الدَّمْعِ، وَاحِدَتُهُ صَراةٌ. وصَرِيَ الدَّمْعُ إِذَا اجْتَمع فَلَمْ يَجْرِ؛ وَقَالَتْ خَنْساء: فَلَمْ أَمْلِكْ، غَداةَ نَعِيِّ صَخْرٍ، ... سَوابِقَ عَبْرةٍ حُلِبَتْ صَرَاها ابْنُ الأَعرابي: صَرَى يَصْرِي إِذَا قَطَع، وصَرَى يَصْرِي إِذَا عَطَفَ، وصَرَى يَصْرِي إِذَا تقدَّم، وصَرَى يَصْرِي إِذَا تأَخَّرَ، وصَرَى يَصْرِي إِذَا عَلا، وصَرَى يَصْرِي إِذَا سَفَلَ، وصَرَى يَصْرِي إِذَا أَنْجَى إنْساناً مِنْ هَلَكةٍ وأَغاثَهُ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ لَحْمَ ضِباعِ الأَرضِ مُقْتَسَماً ... بَيْنَ الفَراعِلِ، إنْ لَمْ يَصْرِني الصَّارِي وَقَالَ آخَرُ فِي صَرَى إِذَا سَفَل: والناشِياتِ الماشياتِ الخَيْزَرَى وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَسَحَ بيدهِ النَّصْلَ الَّذِي بَقِيَ فِي لَبَّةِ رافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وتَفَلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَصْرِ أَيْ لَمْ يَجْمَع المِدَّةَ. وَفِي حَدِيثِ عَرْضِ نَفْسِه عَلَى الْقَبَائِلِ: وَإِنَّمَا نَزَلْنَا الصَّرَيَيْنِ اليَمامةَ والسَّمامة ؛ هُمَا تثنيةُ صَرًى، وَيُرْوَى الصِّيرَيْن، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وكلُّ ماءٍ مُجْتَمِعٍ صَرىً، وَمِنْهُ الصَّرَاةُ؛ وَقَالَ: كعُنُق الْآرَامِ أَوْفى أَو صَرَى «1» . قَالَ: أَوْفى عَلا، وصَرَى سَفَلَ؛ وأَنشد فِي عَطَفَ: وصَرَيْنَ بالأَعْناقِ فِي مَجْدُولةٍ، ... وَصَلَ الصَّوانِعُ نِصفَهُنَّ جَدِيدَا قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: صَرَتِ النَّاقةُ عُنُقَها إِذَا رَفَعَتْه مِنْ ثِقَلِ الوِقْرِ؛ وأَنشد: والعِيسُ بيْنَ خاضِعٍ وصارِي والصَّراة: نهرٌ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَهْرٌ بِالْعِرَاقِ، وَهِيَ الْعُظْمَى وَالصُّغْرَى. والصَّرَاية: نَقِيعُ ماءِ الحَنْظَلِ. الأَصمعي: إِذَا اصْفَرَّ الحَنْظَلُ فَهُوَ الصَّراءُ، ممدودٌ؛ وَرُوِيَ قَوْلَ إمرئِ الْقَيْسِ: كأَنَّ سَراتَه لَدَى البَيْتِ قَائِمًا ... مَداكُ عَرُوسٍ، أَو صَرَايةُ حَنْظَلِ «2».

_ (1). قوله [كعنق الآرام إلى قوله وصرى سفل] هكذا في الأَصل. ومحل هذه العبارة بعد قوله: والناشيات الماشيات الخيزرى (2). صدر البيت مختلّ الوزن، ورواية المعلقة: كأنَّ على المتنين منه، إذا انتحى، مداكَ عروسٍ أَوْ صَلايةَ حَنظلِ

والصَّرَاية: الحَنْظَلَةُ إِذَا اصْفَرَّتْ، وجَمْعها صَراءٌ وصَرَايا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنشد أَبو مَحْضَة أَبياتاً ثُمَّ قَالَ هَذِهِ بِصَراهُنَّ وبِطَراهُنَّ؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: وسأَلت الحُصَيْنيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: هَذِهِ الأَبيات بِطَرَاوَتِهِنَّ وصَرَاوَتِهِنَّ أَي بِجِدَّتِهِنَّ وغَضاضَتِهِنَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: قُرْقُورُ ساجٍ، ساجُه مَصْليُّ ... بالقَيْرِ والضَّباب زَنْبَرِيُ رَفَّعَ مِنْ جِلالِهِ الدَّارِيُّ، ... ومَدَّهُ، إذْ عَدلَ الخَليُّ، جَلٌّ وأَشْطانٌ وصرَّارِيُّ، ... ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبِيُ وَقَالَ سُلَيْك بنُ السُّلَكة: كأَنَّ مفالِق الْهَامَاتِ مِنهُمْ ... صَراياتٌ تهادَتْها الْجَوَارِي قَالَ بَعْضُهُمْ: الصِّرايَةُ نقِيعُ الحَنظل. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: الناقةُ فِي فِخاذِها، وَقَدْ أَفْخَذتْ، يَعْنِي فِي إلْبائِها، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي إحْداثها وصَراها. والصَّرى: أَن تحْمِل الناقةُ اثْنَي عَشَرَ شَهْرًا فتُلْبئَ فَذَلِكَ الصَّرى، وَهَذَا الصَّرى غَيْرُ مَا قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي، فالصَّرى وَجْهَانِ. والصَّاريَةُ مِنَ الرَّكايا: البَعِيدَة العَهْد بِالْمَاءِ فَقَدَ أَجَنَت وعَرْمَضَتْ. والصَّاري: الملّاحُ، وَجَمْعُهُ صُرٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَالْجَمْعُ صُرَّاءٌ، وصَرارِيُّ وصَرارِيُّون كِلَاهُمَا جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ: جذْبُ الصَّراريِّين بالكُرُور وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنّ الصَّرارِيَّ وَاحِدٌ فِي تَرْجمة صَرر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: خَشِي الصَّرارِي صَوْلةً ... منهُ، فَعَاذُوا بالكلاكِلْ وَصَارِي السَّفِينة: الخَشَبة المُعترضةُ فِي وَسَطِها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر وَبِنَاءِ الْبَيْتِ: فأَمرَ بصَوارٍ فنُصِبَتْ حوْل الكَعبة ؛ هِيَ جَمْعُ الصَّاري وهُو ذَقَلُ السَّفِينَةِ الَّذِي يُنصَبُ فِي وَسَطِها قَائِمًا ويكُون عَلَيْهِ الشِّراعُ. وَفِي حَدِيثِ الإِسراء فِي فَرْض الصَّلَاةِ: علِمْتُ أَنَّها فَرْضُ اللَّهِ صِرَّى أَي حَتْمٌ واجبٌ، وَقِيلَ: هِيَ مُشتَقَّة مِنْ صَرَى إِذَا قَطَع، وَقِيلَ: مِنْ أَصْرَرْت على الشيء إذا لزمنه، فَإِنْ كَانَ هَذَا فَهُوَ مِنْ الصَّاد والرَّاءِ المُشَدَّدة. وَقَالَ أَبو مُوسَى: هُوَ صِرِّيٌّ بِوَزْنِ جِنِّيٍّ، وصِرِّيُّ العَزْم ثابتُه ومُستَقِرُّه، قَالَ: وَمِنَ الأَول حَدِيثُ أَبي سَمَّال الأَسَدي وقد ضَلَّت ناقَتُه فَقَالَ: أَيْمُنكَ لئِنْ لَمْ ترُدَّها عليَّ لَا عَبَدْتُك فأَصابها وَقَدْ تَعلَّق زمامُها بعَوْسجة فأَخذها وَقَالَ: علِمَ ربَّي أَنَّها مِنِّي صِرَّى أَي عَزِيمَةٌ قاطعةٌ ويمينٌ لازمَة. التَّهْذِيبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ، قَالَ: فَسَّرُوهُ كلُّهم فصُرْهُنَّ أَمِلْهُنَّ، قَالَ: وأَما فصِرْهُنَّ، بِالْكَسْرِ، فَإِنَّهُ فُسِّر بِمَعْنَى قَطِّعْهُنَّ، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ قَطِّعْهُنَّ مَعْرُوفَةً، قَالَ: وأُراها إِنْ كَانَتْ كَذَلِكَ مِنْ صَرَيْتُ أَصْري أَي قطَعْت، فقُدِّمَتْ ياؤُها وَقُلِبَ، وَقِيلَ: صِرْتُ أَصِير كَمَا قَالُوا عَثَيْت أَعْثي وعِثْت أَعيثُ بِالْعَيْنِ، مِنْ قَوْلِكَ عِثْتُ فِي الأَرض أَي أَفسَدْت. صعا: فِي حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْم: قَالَ لَهَا مَا لِي أَرى ابنَكِ خاثرَ النفْس؟ قَالَتْ: مَاتَتْ صَعْوَته ؛ الصَّعْوَةُ: صِغارُ الْعَصَافِيرِ، وَقِيلَ: هُوَ طائرٌ أَصغرُ مِنَ الْعُصْفُورِ وَهُوَ أَحمر الرأْس، وجمعُه صِعاءٌ عَلَى لَفْظِ سِقاءٍ وَيُقَالُ: صَعْوَةٌ واحدةٌ وصَعْوٌ كثيرٌ، والأُنثى

صَعْوة، وَالْجَمْعُ صَعَواتٌ. ابْنُ الأَعرابي: صعَا إِذَا دَقَّ، وصَعَا إِذَا صَغُر؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه ذهَبَ إِلَى الصَّعْوة وَهُوَ طائِرٌ لطيفٌ وَجَمْعُهُ صِعاءٌ، قَالَ: والأَصْعاء جَمْعُ الصَّعْو طائرٌ صغيرٌ. وَيُقَالُ: الصَّعْوُ والوصْع وَاحِدٌ، كَمَا يُقَالُ جَبَذَ وجذَبَ. صغا: صَغا إِلَيْهِ يَصْغَى ويَصْغُو صَغْواً وصُغُوّاً وصَغاً: مَالَ، وَكَذَلِكَ صَغِيَ، بِالْكَسْرِ، يَصْغى صَغىً وصُغِيّاً. ابْنُ سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ: صَغَى صَغْياً مالَ. قَالَ شَمِرٌ: صَغَوْتُ وصَغَيْتُ وصَغِيتُ وأَكثرهُ صَغَيْت. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: صَغَيْت إِلَى الشَّيْءِ أَصْغَى صُغِيّاً إِذَا مِلت، وصَغَوْت أَصْغُو صُغُوّاً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ ؛ أَي ولِتَمِيل. وصَغْوه مَعَكَ وصِغْوه وصَغاهُ أَي مَيْلُه معَك. وصَاغِيَةُ الرَّجُلِ: الَّذِينَ يميلونَ إِلَيْهِ ويأْتونه ويَطْلُبون مَا عِنْدَهُ ويَغْشَوْنَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَكرِموا فُلَانًا فِي صاغيَتِه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراهُم إِنَّمَا أَنَّثُوا عَلَى مَعْنَى الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الصَّاغِيَة كلُّ مَنْ أَلمَّ بالرجلِ مِنْ أَهلهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْف: كاتَبْتُ أُمَيَّة بنَ خَلَف أَن يَحْفَظَني فِي صاغِيَتي بمكة وأَحْفَظه فِي صاغِيَته بِالْمَدِينَةِ ؛ هُمْ خاصَّة الإِنسان وَالْمَائِلُونَ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كَانَ إِذَا خَلَا مَعَ صَاغِيَته وزافِرتهِ انْبَسط ، والصَّغَا كِتَابَتُهُ بالأَلف. وصَغَا الرجلُ إِذَا مَالَ عَلَى أَحدِ شِقَّيْه أَو انْحَنى فِي قَوْسِهِ، وصغَا عَلَى الْقَوْمِ صَغاً إِذَا كَانَ هَوَاهُ مَعَ غَيْرِهِمْ. وَصَغَا إِلَيْهِ سمْعي يَصْغُو صُغُوّاً وصَغِيَ يَصْغى صَغًا: مَالَ. وأَصْغَى إِلَيْهِ رأْسَه وسَمْعه: أَماله. وأَصْغَيْتُ إِلَى فلانٍ إِذَا مِلْت بسَمْعك نحوَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى الإِصْغاء بالسمْع لِشَاعِرٍ: تَرى السَّفِيه بِهِ عَنْ كُلِّ مَكرُمَةٍ ... زَيْغٌ، وَفِي إِلَى التَّشْبِيهِ إصغاءُ «1» . وَقَالَ بعضُهم: صَغَوْت إِلَيْهِ برأْسي أَصْغَى صَغْواً وصَغاً وأَصْغَيْتُ. وأَصْغَتِ الناقةُ تُصْغِي إِذَا أَمالتْ رأْسَها إِلَى الرجلِ كأَنها تَسْتَمع شَيْئًا حِينَ يَشُدُّ عَلَيْهَا الرحْل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَتَهُ: تُصْغِي إِذَا شَدَّها بالكُورِ جانِحَةً، ... حَتَّى إِذَا مَا استَوى فِي غَرْزِها تَثِبُ وأَصْغَى الإِناءَ: أَماله وحَرَفَه عَلَى جَنْبه ليَجَتمِع مَا فِيهِ، وأَصْغَاهُ: نقَصَه. يُقَالُ: فُلَانٌ مُصْغىً إناؤُه إِذَا نُقِصَ حَقُّه. وَيُقَالُ: أَصْغَى فُلان إناءَ فُلانٍ إِذَا أَماله ونقَصَه مِنْ حظِّه، وَكَذَلِكَ أَصْغَى حظَّه إِذَا نقَصَه؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ: وإنَّ ابْنَ أُخْتِ القومِ مُصْغىً إناؤُه، ... إِذَا لَمْ يزاحِمْ خالَه بأَبٍ جَلْدِ وَفِي حَدِيثِ الهرَّة: كَانَ يُصْغِي لَهَا الإِناءَ أَيْ يُميلُه ليَسْهُل عَلَيْهَا الشربُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ينفخُ فِي الصُّور فَلَا يسمَعُه أَحدٌ إِلَّا أَصْغى لِيتاً أَيْ أَمال صَفْحَة عُنقهِ إِلَيْهِ. وَقَالُوا: الصَّبيُّ أَعلمُ بمُصْغَى خدِّه أَيْ هُوَ أَعْلَمُ إِلَى مَنْ يلجأُ أَوْ حيثُ يَنْفعُه. والصَّغا: مَيَلٌ فِي الحَنَك فِي إِحْدَى الشَّفَتين، صَغا يَصْغُو صُغُوّاً وصَغِيَ يَصْغَى صَغاً، فَهُوَ أَصْغَى، والأُنْثى صَغْواءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: قِراعٌ تَكْلَحُ الرَّوْقاءُ مِنْهُ، ... ويعْتَدِلُ الصَّغا مِنْهُ سَوِيَّا وقوله أنشده ثعلب:

_ (1). قوله [وفي إلى التشبيه] هكذا في الأصول، ولعلها: وفيه إلى التسفيه

لَمْ يَبْقَ إِلَّا كلُّ صَغْواءَ صَغْوَةٍ ... بصَحْراء تِيهٍ، بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ لَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه يَعْنِي القَطاةَ. والصَّغْوَاءُ: الَّتِي مالَ حَنَكُها وأَحدُ مِنْقارَيْها، فأَمّا صَغْوةٌ فَعَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَمَا تَقُولُ لَيْلٌ لائِلٌ، وَإِنِ اختَلَف البِناءَانِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ صَغِيَّةً فخَفَّفَ فردَّ الواوَ لِعَدَمِ الْكَسْرَةِ، عَلَى أَن هَذَا البابَ الحكمُ فِيهِ أَن تَبْقَى الياءُ عَلَى حالِها لأَن الْكَسْرَةَ فِي الحرفِ الَّذِي قَبْلَها مَنْوِيَّةٌ. وصَغَتِ الشمسُ والنجومُ تَصْغُو صُغُوّاً: مالَتْ للغُروبِ، وَيُقَالُ للشمسِ حِينَئِذٍ صَغْواءُ، وَقَدْ يتَقاربُ مَا بَيْنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ فِي أَكثرِ هَذَا الْبَابِ، قَالَ: ورأَيتُ الشمسَ صَغْوَاءَ؛ يريدُ حِينَ مالَتْ؛ وأَنشد: صَغْواءَ قَدْ مالَتْ ولَمَّا تَفْعَلِ وَقَالَ الأَعْشَى: تَرَى عينَها صَغْوَاءَ فِي جَنْبِ مُوقِها، ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّمَا قَالَ الْفَرَّاءُ: ويقالُ للقَمَرِ إِذَا دَنا للغُروبِ صَغَا، وأَصْغَى إِذَا دَنَا. وصِغْوُ المِغْرَفَةِ: جَوْفُها. وصِغْوُ البئرِ: ناحِيَتُها. وصِغْوُ الدَّلْوِ: مَا تَثَنَّى مِنْ جَوانِبِه؛ قَالَ ذُو الرمَّة: فَجَاءَتْ بمُدٍّ نِصفُه الدِّمْنُ آجِنٌ، ... كَماء السَّلَى فِي صِغْوِها يَتَرَقْرَقُ ابْنُ الأَعرابي: صِغْوُ المِقْدَحَةِ جَوْفُها. وَيُقَالُ: هُوَ فِي صِغْوِ كفّهِ أَي فِي جَوْفِها. والأَصَاغِي: بَلَدٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: لَهُنَّ بِمَا يَبْنَ الأَصَاغِي ومَنْصَحٍ ... تَعَاوٍ، كَمَا عَجَّ الحَجِيجُ المُلَبِّدُ «2». صَفَا: الصَّفْوُ والصَّفَاءُ، مَمْدودٌ: نَقِيضُ الكَدَرِ، صفَا الشيءُ والشَّرابُ يَصْفُو صَفاءً وصُفُوّاً، وصَفْوُهُ وصَفْوَتُه وصِفْوَتُه وصُفْوَتُه: مَا صَفَا مِنْهُ، وصَفَّيْتُه أَنَا تَصْفِيَةً. وصَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ: خالِصُهُ مِنْ صَفْوَةِ المالِ وصَفْوَةِ الإِخَاء. الْكِسَائِيُّ: هُوَ صُفْوَةُ المَاءِ وصِفْوَةُ الماءِ، وَكَذَلِكَ المالُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لَهُ صَفْوَةُ مالِي وصِفْوَةُ مالِي وصُفْوَة مالِي، فَإِذَا نَزَعُوا الهاءَ قَالُوا لَهُ صَفْوُ مالِي، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. وَفِي حَدِيثِ عَوفِ بْنِ مَالِكٍ: لَهُمْ صِفْوَةُ أَمْرِهِمْ ؛ الصِّفْوةُ، بالكَسْرِ: خِيارُ الشَّيْءِ وخُلاصَتُه وَمَا صَفَا مِنْهُ، فَإِذَا حُذِفَتِ الْهَاءُ فُتِحْتَ الصَّادُ، وَهُوَ صَفْوُ الإِهالَة لَا غيرُ. والصَّفَاءُ: مَصْدَرُ الشيءِ الصَّافِي. وَإِذَا أَخَذَ صَفْوَ ماءٍ مِنْ غدِيرٍ قَالَ: اسْتَصْفَيْتُ صَفْوَةً. وصَفَوْتُ القِدْرَ إِذَا أَخَذْتَ صَفْوَتَها. والمِصْفَاةُ: الرَّاوُوقُ. وَفِي الإِناءِ صِفْوَةٌ مِن مَاءٍ أَوْ خَمْرٍ أَي قَلِيلٌ. وصَفَا الجَوُّ: لَمْ تَكُنْ فِيهِ لُطْخَةُ غَيْمٍ. ويومٌ صافٍ وصَفْوانُ إِذَا كَانَ صَافِيَ الشَّمْس لَا غَيْمَ فِيهِ وَلَا كَدَرَ وَهُوَ شدِيدُ البَرْدِ. وقولُ أَبي فَقْعَسٍ فِي صِفَةِ كَلإٍ: خَضِعٌ مَضِغٌ صافٍ رَتِعٌ؛ أَراد أَنَّه نَقِيٌّ مِنَ الأَغْثَاءِ والنَّبْتِ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ هَذَا الْبَابِ، وَقَدِ يَكُونُ صَافٍ مَقْلُوبًا مِنْ صائِفٍ أَي أَنه نَبْتٌ صَيْفِيٌّ فقُلِبَ، فَإِذَا كَانَ هَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ ص ي ف. أَبو عُبَيْدٍ: الصَّفِيُّ مِنَ الْغَنِيمَةِ مَا اخْتارَه الرَّئِيسُ مِنَ المَغْنَمِ واصْطَفاه لنَفْسِه قبلَ القسْمَةِ منْ فَرسٍ أَو سيفٍ أَو غَيْرِهِ، وَهُوَ الصَّفِيَّةُ أَيضاً، وجَمْعُه صَفَايا؛ وأَنشد لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنَمة يُخَاطِبُ بِسْطامَ بنَ قَيْسٍ: لَكَ المِرْباعُ فِيها والصَّفَايا، ... وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضولُ

_ (2). قوله [الملبد] تقدم لنا في مادة نصح: الحجيج المبلد؛ والصواب ما هنا

وَفِي الْحَدِيثِ: إنْ أَعْطَيْتُمُ الخُمُس وسهمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصَّفِيَّ فأَنْتُم آمِنُونَ ؛ قَالَ الشَّعْبِيُّ: الصَّفِيُّ عِلْقٌ تَخَيَّرَهُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منَ المَغْنم، كانَ مِنْهُ صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفَايا ، تَعْني صَفِيَّة بنْتَ حُيَيٍّ كانتْ مِنْ غَنيمَةِ خَيْبَرَ. واسْتَصْفَيْتُ الشَّيْءَ إِذَا اسْتَخْلَصْتَه. وَمَنْ قرأَ: فاذكُروا اسمَ اللهِ عَلَيْها صَوافِيَ ، بِالْيَاءِ، فَتفسيرهُ أَنَّها خالصَة لِلَّهِ تَعَالَى يذْهَب بِهَا إِلَى جَمْعِ صافِيَة؛ وَمِنْهُ قِيلَ للضِّيَاع الَّتِي يَسْتَخْلِصُها السلطانُ لِخَاصَّتِهِ: الصَّوَافِي. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنهما دَخَلا عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهُما يَخْتَصِمان فِي الصَّوافِي الَّتِي أَفاءَ اللهُ عَلَى رسولِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَموال بَني النَّضِير ؛ الصَّوَافِي: الأَمْلاكُ والأَرض الَّتِي جَلا عَنْها أَهْلُها أَو ماتُوا وَلَا وارِثَ لَها، وَاحِدَتُهَا صَافِيَةٌ. واسْتَصْفَى صَفْوَ الشَّيْءِ: أَخَذَه. وصَفَا الشيءَ: أَخَذَ صَفْوَه؛ قَالَ الأَسْودُ بْنُ يَعْفُرَ: بَهَالِيلُ لَا تَصْفُو الإِمَاءُ قُدُورَهُمْ، ... إِذَا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بشَمْأَلِ وَقَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ: كأَنَّ مَغارِزَ الأَنْيابِ منْها، ... إِذَا مَا الصُّبْحُ نَوَّرَ لانْفِلاقِ، صَلِيتُ غَمامَةٍ بجَناةِ نَحْلٍ، ... صَفَاةِ اللَّوْنِ طَيِّبَةِ المَذَاقِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:؛ قِيلَ في تفسير صَفاةُ اللَّوْنِ صَافِيةٌ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي فَعِلَةٌ عَلَى النَّسَب كأَنه صَفِيَةٌ، قُلِب إِلَى صَفَاةٍ، كَمَا قِيلَ ناصَاةٌ وباناةٌ. واسْتَصْفَى الشيءَ واصْطَفاه: اختارَهُ. اللَّيْثُ: الصَّفَاءُ مُصَافَاةُ المَوَدَّةِ والإِخاءِ. والاصْطِفَاءُ: الاخْتِيارُ، افْتِعالٌ مِنَ الصَّفْوَةِ. وَمِنْهُ: النبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَفْوَةُ اللَّهِ منْ خَلْقِه ومُصْطَفاةُ، والأَنْبِياءُ المُصْطَفَوْنَ، وهم من المُطْطَفَين إِذَا اخْتِيرُوا، وهُمُ المُصْطَفُون إِذَا اخْتَارُوا، وَهَذَا بِضَمِّ الْفَاءِ. وصَفِيُّ الإِنْسانِ: أَخُوهُ الَّذِي يُصافِيه الإِخاءَ. والصَّفِيُّ: المُصافِي. وأَصْفَيْتُه الوُدَّ: أَخْلَصْته وصَافيتُه. وتَصافَيْنا: تخالَصْنا. وصَافَى الرجلَ: صَدَقَهُ الإِخاءَ. وصَفِيُّكَ: الَّذِي يُصافِيكَ. والصَّفِيُّ: الخالِصُ مِنْ كلِّ شيءٍ. واصْطَفَاه: أَخذَه صَفِيًّا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: عَشِيَّةَ قامتْ بالفِناء كأَنها ... عَقيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفى وتَغُوجُ وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضى لعبدهِ المُؤمِن إِذَا ذَهَبَ بصَفِيِّه مِنْ أَهلِ الأَرض فصَبَر واحْتَسَب بثَوابٍ دونَ الجنةِ ؛ صَفِيُّ الرجلِ: الَّذِي يصافِيهِ الوُدَّ ويُخْلِصُه لَهُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فاعلٍ أَو مَفْعُولٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَسانِيه صَفِيِّي عُمَرُ أَي صَدِيقِي. وناقةٌ صَفِيٌّ أَي غَزيرةٌ كثيرةُ اللبنِ، والجمعُ صَفايا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُجمَع بالأَلف وَالتَّاءِ لأَن الْهَاءَ لَمْ تَدْخُلْه فِي حَدِّ الإِفرادِ، وَقَدْ صَفُوَتْ وصَفَتْ. وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: تَسْبِيحةٌ فِي طَلَب حاجَةٍ خيرٌ مِنْ لَقُوحٍ صَفِيّ فِي عامِ لَزْبَةٍ ، هِيَ النَّاقَةُ الغزيرَةُ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ. وَيُقَالُ: مَا كَانَتِ الناقةُ والشاةُ صَفِيّاً وَلَقَدْ صَفَتْ تَصْفُو، وَكَذَلِكَ الإِبلُ. وَبَنُو فلانٍ مُصْفُونَ إِذَا كَانَتْ غنمُهُمْ صَفايا، والنَّخْلة كَذَلِكَ. ونَخْلةٌ صَفِيٌّ: كثيرةُ الحَمْل، وَالْجَمْعُ الصَّفَايا. وَيُقَالُ: أَصْفَيْتُ فُلَانًا بِكَذَا وَكَذَا إِذَا

آثرْتَه بِهِ. الأَصمعي: الصَّفْواءُ والصَّفْوانُ والصَّفا، مَقْصُورٌ، كلُّه واحدٌ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: كُمَيتٌ يَزِلُّ اللِّبْدُ عَنْ حالِ مَتْنِه، ... كَمَا زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ «1» . ابْنُ السِّكِّيتِ: الصَّفا العريضُ مِنَ الحِجارَةِ الأَمْلَسُ، جَمْعُ صَفاةٍ يكتَبُ بالأَلف، فَإِذَا ثُنِّي قِيلَ صَفَوانِ، وَهُوَ الصَّفْواءُ أَيضاً؛ وَمِنْهُ الصَّفا والمروةُ، وَهُمَا جَبَلانِ بَيْنَ بَطْحاء مَكَّة والمَسْجِد، وَفِي الْحَدِيثِ ذِكرُهما. والصَّفا: اسْمُ أَحد جبلَي المَسْعى. والصَّفا: موضِعٌ بِمَكَّةَ. والصَّفاةُ: صخْرةٌ مَلْساءُ. يُقَالُ فِي المَثَل: مَا تَنْدى صفَاتُه. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: يَضْرِبُ صَفاتَها بمِعْوَلِه ، هُوَ تمثيلٌ أَي اجْتَهد عَلَيْهِ وبالغَ فِي امْتحانهِ واخْتِباره؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا تُقْرَعُ لهمْ صَفاةٌ أَي لَا يَنالهم أَحدٌ بسُوءٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الصَّفاةُ الحَجر الصَّلْدُ الضَّخْمُ الَّذِي لَا يُنبِتُ شَيْئًا، وجمعُ الصَّفاة صَفَواتٌ وصَفاً، مَقْصُورٌ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ أَصْفاءٌ وصُفِيٌّ وصِفيٌّ؛ قَالَ الأَخيل: كأَن مَتْنَيْهِ، مِنَ النَّفِيِّ، ... مواقعُ الطَّيْر عَلَى الصُّفِيِ كَذَا أَنشده مَتْنَيْهِ؛ وَالصَّحِيحُ مَتْنَيَّ كَمَا أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ لأَن بَعْدَهُ: مِنْ طُولِ إشْرافي عَلَى الطَّويِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَكَمنا بأَن أَصْفاءً وصُفيّاً إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ صَفاً لَا جَمْعُ صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لَا تُكَسَّر عَلَى فُعُولٍ، إِنَّمَا ذَلِكَ لفَعْلة كبَدْرَةٍ وبُدورٍ، وَكَذَلِكَ أَصْفاءٌ جمعُ صَفاً لَا صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لَا تُجْمَعُ عَلَى أَفْعالٍ. وَهُوَ الصَّفْواءُ: كالشَّجْراءِ، واحدتُها صَفاةٌ، وَكَذَلِكَ الصَّفْوانُ واحدَته صَفوانةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: عَلَى ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه ... عُلِلْنَ بدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزِّلا وَفِي حَدِيثِ الوحْي: كأَنها سِلْسلَةٌ عَلَى صَفْوانٍ. وأَصْفَى الحافِرُ: بلَغ الصَّفا فارْتَدَع. وأَصْفَى الشاعرُ: انقطَع شِعْرُه وَلَمْ يقلْ شِعْراً. ابْنُ الأَعرابي: أَصْفَى الرجلُ إِذَا أَنْفَدَت النساءُ ماءَ صُلْبهِ. وأَصْفَى الرجلُ مِنَ المالِ والأَدَبِ أَيْ خَلَا. وأَصْفَى الأَمِيرُ دارَ فلانٍ؛ واسْتَصْفَى مالَه إِذَا أَخذه كلَّه. وأَصْفَتِ الدَّجاجةُ إصْفَاءً: انْقطَع بيضُها. والصَّفَا: اسْمُ نهرٍ بعيْنهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخْلًا: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ، ... عُمٌّ نَواعِمُ، بينهنَّ كرومُ وَبِالْبَحْرَيْنِ نهرٌ يَتَخَلَّجُ مِنْ عينِ مُحَلِّمٍ يُقَالُ لَهُ الصَّفا، مقصورٌ. وصَفِيٌّ: اسْمُ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ السُّلَمي. وصَفْوَانُ: اسم. صكا: ابْنُ الأَعرابي: صَكا إذا لزِمَ الشيءَ. صلَا: الصَّلاةُ: الرُّكوعُ والسُّجودُ. فأَما قولُه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إِلَّا فِي المسْجِد ، فَإِنَّهُ أَراد لَا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ، وَالْجَمْعُ صَلَوَات. والصلاةُ: الدُّعاءُ والاستغفارُ؛ قَالَ الأَعشى: وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها ... وأَبْرَزَها، وَعَلَيْهَا خَتَمْ وقابَلَها الرِّيحُ فِي دَنِّها، ... وَصَلَّى عَلَى دَنِّها وارْتَسَمْ قَالَ: دَعا لَهَا أَن لَا تَحْمَضَ وَلَا تفسُدَ. والصَّلاةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى: الرَّحمة؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ:

_ (1). وفي رواية أخرى: يُزِلُّ اللِّبدَ. والمُتَنزِّل بدل والمُتنزَّل

صَلَّى الإِلَهُ عَلَى امْرِئٍ ودَّعْتُه، ... وأَتمَّ نِعْمَتَه عَلَيْهِ وزادَها وَقَالَ الرَّاعِي: صَلَّى عَلَى عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها ... لَيْلَى، وَصَلَّى عَلَى جاراتِها الأُخَر وصلاةُ اللَّهِ عَلَى رَسُولِهِ: رحْمَتُه لَهُ وحُسْنُ ثنائِه عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي أَوْفى أَنه قَالَ: أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بِهَا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبي أَوْفى ؛ قَالَ الأَزهري: هَذِهِ الصَّلاةُ عِنْدِي الرَّحْمة؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ؛ ف الصَّلاةُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ، وَمِنَ اللَّهِ رحمةٌ، وَبِهِ سُمِّيَت الصلاةُ لِما فِيهَا مِنَ الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ. وَفِي الْحَدِيثِ: التحيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَات ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: الصَّلَوَاتُ مَعْنَاهَا التَّرَحُّم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ؛ أَي يتَرَحَّمُون. وَقَوْلُهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عَلَيْهِمْ، وتكونُ الصَّلاةُ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا دُعيَ أَحدُكُم إِلَى طَعامٍ فليُجِبْ، فَإِنْ كَانَ مُفْطِراً فليَطْعَمْ، وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فليُصَلّ ؛ قَوْلُهُ: ف لْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ بالبركةِ والخيرِ، والصَّائمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ الطَّعامُ صَلَّت عَلَيْهِ الملائكةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عليَّ صَلاةً صَلَّت عَلَيْهِ الملائكةُ عَشْراً. وكلُّ داعٍ فَهُوَ مُصَلّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: عليكِ مثلَ الَّذِي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي ... نوْماً، فَإِنَّ لِجَنْبِ المرءِ مُضْطَجَعا مَعْنَاهُ أَنه يأْمُرُها بِأَنْ تَدْعُوَ لَهُ مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ لَهُ، وَيُرْوَى: عليكِ مثلُ الَّذِي صَلَّيت، فَهُوَ ردٌّ عَلَيْهَا أَي عَلَيْكِ مثلُ دُعائِكِ أَي يَنالُكِ مِنَ الخيرِ مثلُ الَّذِي أَرَدْتِ بِي ودَعَوْتِ بِهِ لِي. أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ؛ ف يُصَلِّي يَرْحَمُ، وملائكتُه يَدْعون لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ. وَمِنَ الصَّلَاةِ بِمَعْنَى الِاسْتِغْفَارِ حَدِيثُ سودَةَ: أَنها قَالَتْ يَا رسولَ اللَّهِ، إِذَا مُتْنا صَلَّى لَنَا عثمانُ بنُ مَظْعون حَتَّى تأْتِينا، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ الموتَ أَشدُّ مِمَّا تُقَدِّرينَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهَا صَلَّى لَنَا أَي اسْتَغْفَرَ لَنَا عِنْدَ رَبِّهِ، وَكَانَ عثمانُ ماتَ حِينَ قَالَتْ سودَةُ ذَلِكَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ؛ فَمَعْنَى الصَّلَوَات هاهنا الثناءُ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: صَلَّى، عَلَى يَحْيَى وأَشْياعِه، ... ربٌّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ مَعْنَاهُ ترحَّم اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَى الدعاءِ لَا عَلَى الخبرِ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّلاةُ مِنَ اللهِ رحمةٌ، وَمِنَ الْمَخْلُوقِينَ الملائكةِ والإِنْسِ والجِنِّ: القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ؛ والصلاةُ مِنَ الطَّيرِ والهَوَامِّ التَّسْبِيحُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَصلُ فِي الصَّلاةِ اللُّزوم. يُقَالُ: قَدْ صَلِيَ واصْطَلَى إِذَا لَزِمَ، وَمِنْ هَذَا مَنْ يُصْلَى فِي النَّارِ أَي يُلْزَم النارَ. وَقَالَ أَهلُ اللُّغَةِ فِي الصَّلَاةِ: إِنَّهَا مِنَ الصَّلَوَيْنِ، وَهُمَا مُكْتَنِفا الذَّنَبِ مِنَ النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا، وأَوَّلُ مَوْصِلِ الْفَخِذَيْنِ مِنَ الإِنسانِ فكأَنهما فِي الْحَقِيقَةِ مُكْتَنِفا العُصْعُصِ؛ قَالَ الأَزهري: والقولُ عِنْدِي هُوَ الأَوّل، إِنَّمَا الصلاةُ لُزومُ مَا فرَضَ اللهُ تَعَالَى، والصلاةُ مِنْ أَعظم الفَرْض الَّذِي أُمِرَ بلُزومِه. والصلاةُ: واحدةُ الصَّلَواتِ المَفْروضةِ، وَهُوَ اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ

المَصْدر، تَقُولُ: صَلَّيْتُ صَلَاةً وَلَا تَقُلْ تَصْلِيةً، وصلَّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ الصَّلاةِ، وَهِيَ العبادةُ المخصوصةُ، وأَصلُها الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت بِبَعْضِ أَجزائِها، وَقِيلَ: أَصلُها فِي اللُّغَةِ التَّعْظِيمُ، وسُمِّيت الصلاةُ الْمَخْصُوصَةُ صَلَاةً لما فيها من تعظيم الرَّبِّ تَعَالَى وَتَقَدُّسٍ. وَقَوْلُهُ فِي التَّشَهُّدِ: الصلواتُ لِلَّهِ أَي الأَدْعِية الَّتِي يُرادُ بِهَا تعظيمُ اللهِ هُوَ مُسَتحِقُّها لَا تَلِيقُ بأَحدٍ سِوَاهُ. وأَما قَوْلُنَا: اللَّهُمَّ صلِّ عَلَى محمدٍ، فَمَعْنَاهُ عَظِّمْه فِي الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه، وَفِي الْآخِرَةِ بتَشْفِيعهِ فِي أُمَّتهِ وتضعيفِ أَجْرهِ ومَثُوبَتهِ؛ وَقِيلَ: الْمَعْنَى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سُبْحَانَهُ بِالصَّلَاةِ عليه ولم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ مِنْ ذَلِكَ أَحَلْناهُ عَلَى اللهِ وَقُلْنَا: اللَّهُمَّ صلِّ أَنتَ عَلَى محمدٍ، لأَنك أَعْلَمُ بِمَا يَليق بِهِ، وَهَذَا الدعاءُ قَدِ اختُلِفَ فِيهِ هَلْ يجوزُ إطلاقُه عَلَى غَيْرِ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَم لَا، وَالصَّحِيحُ أَنه خاصٌّ لَهُ وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهِ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الصَّلاةُ الَّتِي بِمَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالتَّكْرِيمِ لَا تُقال لِغَيْرِهِ، وَالَّتِي بِمَعْنَى الدُّعَاءِ وَالتَّبْرِيكِ تقالُ لِغَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم وبَرِّك، وَقِيلَ فِيهِ: إنَّ هَذَا خاصٌّ لَهُ، وَلَكِنَّهُ هُوَ آثَرَ بِهِ غيرَه؛ وأَما سِواه فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَن يَخُصَّ بِهِ أَحداً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صَلَّى عليَّ صَلَاةً صَلَّتْ عَلَيْهِ الملائكةُ عَشْرًا أَي دَعَتْ لَهُ وبَرَّكَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: الصائمُ إِذَا أُكِلَ عندَه الطعامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الملائكةُ. وصَلوات اليهودِ: كَنائِسُهم. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ كَنائِسُ الْيَهُودِ أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ، وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا. وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ ، قَالَ: وَقِيلَ إِنَّهَا مواضِعُ صَلواتِ الصابِئِين، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَهُدِّمَتْ مواضعُ الصلواتِ فأُقِيمت الصلواتُ مقامَها، كما قال: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ؛ أَيْ حُبَّ العجلِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَهْدِيمُ الصَّلَوات تَعْطِيلُها، وَقِيلَ: الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ، قَالَ: ونَسَقَ الرَّحمة عَلَى الصَّلَوَاتِ لاختلافِ اللَّفظَين. وقوله: وصَلَواتُ الرَّسُولِ أَي ودَعَواته. والصَّلا: وسَطُ الظَّهرِ مِنَ الإِنسانِ وَمِنْ كلِّ ذِي أَرْبَعٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا انْحَدَر مِنَ الوَرِكَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الفُرْجَةُ بَيْنَ الجاعِرَةِ والذَّنَب، وَقِيلَ: هُوَ مَا عَنْ يَمِينِ الذَّنَبِ وشِمالِه، والجمعُ صَلَواتٌ وأَصْلاءٌ الأُولى مِمَّا جُمِعَ مِنَ المُذَكَّر بالأَلف وَالتَّاءِ. والمُصَلِّي مِنَ الخَيْل: الَّذِي يَجِيءُ بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي صَلا المتقدِّم وَهُوَ تَالِي السَّابِقِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّمَا سُمِّيَ مُصَلِّياً لأَنه يَجِيءُ ورأْسُه عَلَى صَلا السابقِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الصِّلَوَيْن لَا مَحالة، وَهُمَا مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس، فكأَنه يأْتي ورأْسُه مَعَ ذَلِكَ المكانِ. يُقَالُ: صَلَّى الفَرَسُ إِذَا جَاءَ مُصَلِّياً. وصَلَوْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْتُ صَلاه أَو أَصَبْتُه بِشَيْءٍ سَهْمٍ أَو غيرهِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ قَالَ: وَهِيَ هُذَلِيَّة. وَيُقَالُ: أَصْلَتِ الناقةُ فَهِيَ مُصْلِيةٌ إِذَا وَقَعَ ولدُها فِي صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنه قَالَ: سَبَقَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصَلَّى أَبو بَكْرٍ وثَلَّث عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فَمَا شَاءَ اللَّهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصلُ هَذَا فِي الخيلِ فالسابقُ الأَولُ، والمُصَلِّي الثَّانِي، قِيلَ لَهُ مُصَلٍّ لأَنه يكونُ عِنْدَ صَلا

الأَوّلِ، وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عَنْ يمينهِ وشمالهِ، ثُمَّ يَتْلُوه الثالثُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ أَسمَعْ فِي سوابقِ الخيلِ مِمَّنْ يوثَقُ بعِلْمِه اسْمًا لشيءٍ مِنْهَا إِلَّا الثانيَ والسُّكَيْتَ، وَمَا سِوى ذَلِكَ إِنَّمَا يُقَالُ الثالثُ وَالرَّابِعُ وَكَذَلِكَ إِلَى التَّاسِعِ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: المُصَلِّي فِي كَلَامِ العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ؛ قَالَ: وَهُوَ مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي مِنَ الخيلِ، وَهُوَ السابقُ الثَّانِي، قَالَ: وَيُقَالُ للسابقِ الأَولِ مِنَ الخيلِ المُجَلِّي، وَلِلثَّانِي المُصَلِّي، وَلِلثَّالِثِ المُسَلِّي، وَلِلرَّابِعِ التَّالِي، وللخامس المُرْتاحُ، وللسادس العاطفُ، وَلِلسَّابِعِ الحَظِيُّ، وَلِلثَّامِنِ المُؤَمَّلُ، وللتاسعِ اللَّطِيمُ، وللعاشِرِ السُّكَيْت، وَهُوَ آخرُ السُّبَّق جَاءَ بِهِ فِي تَفْسِيرِ قولِهِم رَجُلٌ مُصَلٍّ. وصَلاءَةُ: اسْمٌ. وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَيْرِي: أَحدُ القَلْعيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، وَهُمَا صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ بْنِ الحَرِث ابن نُمَيْر. وصَلَى اللَّحْمَ وغيرَهُ يَصْليهِ صَلْياً: شَواهُ، وصَلَيْتهُ صَلْياً مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْلِيهِ صَلْياً إِذَا فَعَلْت ذَلِكَ وأَنْت تُريد أَنْ تَشْويَه، فَإِذَا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فِيهَا إلْقاءً كأَنَّكَ تُريدُ الإِحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته، بالأَلف، إصْلاءً، وَكَذَلِكَ صَلَّيْتُه أُصَلِّيه تَصْلِيةً. التَّهْذِيبُ: صَلَيْتُ اللَّحْمَ، بالتَّخفيفِ، عَلَى وَجْهِ الصَلاحِ مَعْنَاهُ شَوَيْته، فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى وجْهِ الفَسادِ والإِحْراق؛ وَمِنْهُ قوله: فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ، وَقَوْلُهُ: وَيَصْلى سَعِيراً . والصِّلاءُ، بالمدِّ والكَسْرِ: الشِّواءُ لأَنَّه يُصْلَى بالنَّارِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ ؛ هُوَ بالكَسْرِ والمَدِّ الشِّوَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النبيَّ، صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: المَصْلِيَّةُ المَشْوِيَّةُ، فأَمَّا إِذَا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه فِي النارِ قُلْتَ صَلَّيْته، بِالتَّشْدِيدِ، وأَصْلَيْته. وصَلَى اللحْمَ فِي النَّارِ وأَصْلاه وصَلَّاهُ: أَلْقاهُ لِلإِحْراقِ؛ قَالَ: أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ، ... تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فُؤَادَهَا بالحُزْنِ عَلَيهم. وصَلِيَ بالنارِ وصَلِيَها صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصَلىً وصِلاءً واصْطَلَى بِهَا وتَصَلَّاهَا: قَاسَى حَرَّها، وَكَذَلِكَ الأَمرُ الشَّديدُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْد: فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم، ... كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ مِنْ قَرَسِ وفُلان لَا يُصْطَلَى بنارِه إِذَا كانَ شُجاعاً لَا يُطاق. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَة: أَنا الَّذِي لَا يُصْطَلَى بنارِهِ ؛ الاصْطِلاءُ افْتِعالٌ مِنْ صَلا النارِ والتَّسَخُّنِ بِهَا أَيْ أَنَا الَّذِي لَا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي. وأَصْلاهُ النارَ: أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فِيهَا، وصَلاهُ النارَ وَفِي النَّارِ وَعَلَى النَّار صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ النَّارَ تَصْلِيَةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا . وَيُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَرَأَ: ويُصَلَّى سَعِيراً ، وَكَانَ الكسائيُّ يقرَأُ بِهِ، وَهَذَا ليسَ مِنَ الشَّيِّ إِنَّمَا هُوَ مِنْ إلْقائِكَ إيَّاهُ فِيهَا؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: يُخَيَّلُ فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا ... يُطَلَّى بِجِصٍّ، أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ ومَنْ خَفَّفَ فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: صَلِيَ فلانٌ بِالنَّارِ يَصْلَى صُلِيّاً احْتَرَق. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: هُمْ أَوْلى

بِها صِلِيًّا؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَصَوَابُهُ الزَّفَيَانُ: تَاللهِ لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها، ... أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ، لَمَا سَمِعْنَا لأَمِيرٍ قَاهَا وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها. اصْلَوْها أَي قاسُوا حَرَّها، وَهِيَ الصَّلا والصِّلاءُ مِثْلُ الأَيَا والإِيَاءِ للضِّياء، إِذَا كَسَرْتَ مَدَدْت، وَإِذَا فَتَحْت قَصَرْت؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ نَارِ أَهْلِهِ ... لِيَرْبِضَ فيهَا، والصَّلا مُتَكَنَّفُ وَيُقَالُ: صَلَيْتُ الرَّجُلَ نَارًا إِذَا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه يَصْلاهَا، فَإِنْ أَلْقَيْتَه فِيهَا إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِيدُ الإِحْراقَ قُلت أَصْلَيْته، بالأَلف، وصَلَّيْته تَصْلِيَةً. والصِّلاءُ والصَّلَى: اسمٌ للوَقُودِ، تقول: صَلَى النارِ، وَقِيلَ: هُما النارُ. وصَلَّى يَدَهُ بالنارِ: سَخَّنَها؛ قَالَ: أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ ... طُروقاً، وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ واصْطَلَى بِهَا: اسْتَدْفَأَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ* ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنهم كَانُوا فِي شِتاءٍ فَلِذَلِكَ احتاجَ إِلَى الاصْطِلاءِ. وصَلَّى العَصَا عَلَى النارِ وتَصَلَّاها: لَوَّحَها وأَدارَها عَلَى النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَطْيَبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ قَدْ صُلِيَتْ فِي الشمسِ وشُمِّسَتْ ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَة: فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي ظَهْرَه بِالنَّارِ أَي يُدْفِئُهُ. وقِدْحٌ مُصَلّىً: مَضْبوحٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ: فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ، ... فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ والمِصْلاةُ: شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد. وَفِي حَدِيثِ أَهلِ الشَّام: إنَّ للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً ؛ والمَصَالِي شَبِيهَةٌ بالشَّرَك تُنْصَبُ للطَّيْرِ وَغَيْرِهَا؛ قَالَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ يَعْنِي مَا يَصِيدُ بِهِ الناسَ مِنَ الْآفَاتِ الَّتِي يَسْتَفِزُّهُم بِهَا مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها، واحِدَتُها مِصْلاة. وَيُقَالُ: صَلِيَ بالأَمْرِ وَقَدْ صَلِيتُ بِهِ أَصْلَى بِهِ إِذَا قَاسَيْت حَرَّه وشِدَّتَه وتَعَبَه؛ قَالَ الطُّهَوِي: وَلَا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ، وإنْ هُمْ ... صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ وصَلَيْتُ لِفُلانٍ، بالتَّخفِيفِ، مثالُ رَمَيْت: وَذَلِكَ إِذَا عَمِلْتَ لَه فِي أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ بِهِ وتُوقِعَه فِي هَلَكة، والأَصلُ فِي هَذَا مِنَ المَصَالِي وَهِيَ الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وَغَيْرِهَا. وصَلَيْتُه وصَلَيْتُ لَهُ: مَحَلْتُ بِهِ وأَوْقَعْتُه فِي هَلَكَةٍ من ذلك. والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ: مُدُقُّ الطِّيبِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّمَا هُمِزَت وَلَمْ يَكُ حَرْفُ الْعِلَّةِ فِيهَا طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي الجمعِ صَلاءٌ، مَهْمُوزَةً، كَمَا قَالُوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة حينَ جاءَت عَلَى مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ، وأَما مَنْ قَالَ صلايَة فَإِنَّهُ لَمْ يَجِئْ بِالْوَاحِدِ عَلَى صَلاءٍ. أَبو عَمْرٍو: الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عَلَيْهِ عِطْرٌ أَو هَبِيدٌ. الْفَرَّاءُ: تُجْمَعُ الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً، والسَّماءُ سُمِيّاً وسِمِيّاً؛ وأَنشد: أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا [الصِّلِيَّا]

يَعْنِي الوَتِد. ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر عَلَى خُثِيٍّ وخِثِيٍّ. والصَّلايَةُ: الفِهْرُ؛ قَالَ أُمَيَّة يَصِفُ السَّمَاءَ: سَراة صَلايةٍ خَلْقاء صِيغَتْ ... تُزِلُّ الشمسَ، لَيْسَ لَهَا رِئابُ «2» . قَالَ: وإنما قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ: مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ فأَضافه إِلَيْهِ لأَنه يُفَلَّق بِهِ إِذَا يَبِسَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّلايَة سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ مِنَ القُفِّ، والصَّلا مَا عَنْ يَمِينِ الذَّنَب وشِماله، وهُما صَلَوان. وأَصْلتِ الفَرسُ إِذَا اسْتَرْخى صَلَواها، وَذَلِكَ إِذَا قرُبَ نتاجُها. وصَلَيْتُ الظَّهْرَ: ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته، نادرٌ، وَإِنَّمَا حُكْمُه صَلَوْته كَمَا تَقُولُ هُذَيل. اللَّيْثُ: الصِّلِّيانُ نبْتٌ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فِعِّلان، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِعْلِيان، فَمَنْ قَالَ فِعْلِيان قَالَ هَذِهِ أَرضٌ مَصْلاةٌ وَهُوَ نبْتٌ لَهُ سنَمَة عَظِيمَةٌ كأَنها رأْسُ القَصَبة إِذَا خَرَجَتْ أَذْنابُها تجْذِبُها الإِبل، وَالْعَرَبُ تُسمِّيه خُبزَة الإِبل، وَقَالَ غَيْرُهُ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي اليمينِ إِذَا أَقدَمَ عَلَيْهَا الرجُلُ ليقتَطِعَ بِهَا مالَ الرجُلِ: جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيَانَة، وَذَلِكَ أَنَّ لَهَا جِعْثِنَةً في الأَرض، فإذا كَدَمها العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها. وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: إنَّ اللَّهَ بارَكَ لدَوابِّ المُجاهدين فِي صِلِّيان أَرض الرُّوم كَمَا بَارَكَ لَهَا فِي شَعِيرِ سُوريَة ؛ مَعْنَاهُ أَيْ يقومُ لخيلِهم مقامَ الشَّعِيرُ، وسُورية هي بالشام. صما: الصَّمَيَانُ مِنَ الرِّجال: الشديدُ المُحْتَنَك السِّنِّ. والصَّمَيان: الشجاعُ الصادقُ الحَمْلَة، وَالْجَمْعُ صِمْيان؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: أَصل الصَّمَيان فِي اللُّغَةِ السُّرْعَةُ والخِفَّةُ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّمَيانُ الجَريءُ عَلَى الْمَعَاصِي. قَالَ ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ لَا صَمْياء لَهُ وَلَا عَمْياء مِنْ ذَلِكَ متروكَتان كَذَلِكَ إِذَا أَكَبَّ عَلَى أَمر فَلَمْ يُقلِع عَنْهُ. ورجُلٌ صَمَيان: جريءٌ شُجَاعٌ. والصَّمَيانُ، بالتَّحريك: التلفُّتُ والوَثْبُ. ورجُلٌ صَمَيانٌ إِذَا كَانَ ذَا توثُّب عَلَى النَّاسِ. وأَصْمَى الفرَسُ عَلَى لِجَامِهِ إِذَا عضَّ عَلَيْهِ ومَضى؛ وأَنشد: أَصْمَى عَلَى فأْس اللِّجام، وقُرْبُه ... بِالْمَاءِ يقطُر تَارَةً ويسيلُ وانْصَمَى عَلَيْهِ أَي انْصَبَّ؛ قَالَ جَرِيرٌ: إنِّي انْصَمَيْتُ مِنَ السَّمَاءِ عليكُمُ ... حَتَّى اختَطَفْتُك، يا فرزْدَقُ، مِنْ عَل وَيُرْوَى: انْصَببْتُ. وأَصْمَيت الصَّيْدَ إِذَا رمَيْتَه فقتَلْتَه وأَنت تَرَاهُ. وأَصْمَى الرَّميَّة: أَنفذَها. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه سُئل عَنِ الرجُل يَرْمي الصَّيْدَ فَيَجِدُهُ مَقْتُولًا فَقَالَ: كُلْ مَا أَصْمَيْت وَدَعْ مَا أَنْمَيْت ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ كُلْ مَا أَصْمَيْت أَي مَا أَصابَه السهمُ وأَنت تَرَاهُ فأَسْرع فِي الْمَوْتِ فرأَيَته، وَلَا مَحَالَةَ أَنه مَاتَ برَمْيك، وأَصله مِنَ الصَّمَيَان وَهُوَ السُّرعة والخِفَّة. وصَمى الصيدُ يَصْمِي إِذَا مَاتَ وأَنت تَرَاهُ. والإِصْمَاءُ: أَنْ تقتُلَ الصيدَ مَكَانَهُ، وَمَعْنَاهُ سرعةُ إزْهاق الرُّوحِ مِنْ قَوْلِهِمْ للمُسْرِع صَمَيانٌ، والإِنْماءُ أَن تُصِيبَ إصابَةً غَيْرَ قاتلةٍ فِي الْحَالِ. يُقَالُ: أَنْمَيْت الرَّمِيَّة ونَمَتْ بنَفْسها، وَمَعْنَاهُ إِذَا صدْت بِكلْب أَو بسهْم أَو غَيْرِهِمَا فَمَاتَ وأَنت تَرَاهُ غَيْرَ غَائِبٍ عَنْكَ فكُلْ مِنْهُ،

_ (2). قوله [ليس لها رئاب] هكذا في الأَصل والصحاح، وقال في التكملة الرواية: تُزِلُّ الشَّمْسَ، لَيْسَ لَهَا إياب

وَمَا أَصَبْته ثُمَّ غَابَ عَنْكَ فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا تأْكله فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَمات بِصَيْدِكَ أَم بعارضٍ آخَرَ. وانْصَمَى عَلَيْهِ: انْقضَّ وأَقبل نَحْوَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ صَمَاه الأَمْرُ أَي حلَّ بِهِ يَصْمِيه صَمْياً؛ وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّان: وقاضِي المَوت يعْلمُ مَا عَلَيْهِ، ... إِذَا مَا متُّ مِنْهُ مَا صَماني أَيْ مَا حلَّ بِي. ورجلٌ صَمَيان: ينْصمي عَلَى النَّاسِ بالأَذى. وصَامَى مَنِيَّته وأَصْمَاها: ذَاقَهَا. والانْصِمَاء: الإِقبالُ نَحْوَ الشَّيْءِ كَمَا ينْصَمي البازي إذا انْقضَّ. صنا: الصِّنا والصِّناءُ: الوَسَخُ، وَقِيلَ: الرَّمادُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يمدُّ ويُقْصَرُ ويُكْتَب بِالْيَاءِ والأَلف، وَكِتَابُهُ بالأَلف أَجود. وَيُقَالُ: تَصَنَّى فُلَانٌ إِذَا قعَد عِنْدَ القِدْر مِنْ شرهِه يُكَبِّبُ ويَشْوي حَتَّى يُصيبَه الصِّناء. وَفِي حَدِيثِ أَبي قلابَة قَالَ: إِذَا طَالَ صِناءُ الْمَيِّتِ نُقِّيَ بالأُشْنانِ إن شاؤُوا «1»؛ قَالَ الأَزهري: أَي درَنُه ووَسَخُه، قَالَ: وَرُوِيَ ضِناء، بِالضَّادِ، وَالصَّوَابُ صِناء، بِالصَّادِ، وَهُوَ وسَخُ النَّارِ وَالرَّمَادِ. الفراء: أَخَذْتُ الشيءَ ب صِنايَته أَي أَخذْتُهُ بجمِيعِه، والسينُ لغةٌ. أَبو عَمْرٍو: الصُّنَيُّ شِعبٌ صَغِيرٌ يسيلُ فِيهِ الْمَاءُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، وَقِيلَ: الصُّنَيُّ حِسْيٌ صَغِيرٌ لَا يَرِدُهُ أَحدٌ وَلَا يُؤْبه لَهُ، وَهُوَ تَصْغِيرٌ صَنْوٍ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة: أَنابغَ، لَمْ تَنْبَغْ وَلَمْ تَكُ أَوَّلا، ... وكُنْتَ صُنَيّاً بَيْنَ صُدَّينِ مَجْهَلا وَيُقَالُ: هُوَ شقٌّ فِي الجَبل. ابْنُ الأَعرابي: الصَّانِي اللازِمُ للخِدْمَة، والنَّاصي المُعَرْبِدُ. والصَّنْوُ: الغَوْرُ «2». الخَسِيسُ بَيْنَ الجبَلين؛ قَالَ: والصَّنْوُ الماءُ القلِيلُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. والصَّنْوُ: الْحَجَرُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، وَجَمْعُهَا كلِّها صُنُوٌّ. والصِّنْوُ: الأَخ الشَّقِيقُ والعمُّ والابنُ، وَالْجَمْعُ أَصْنَاءٌ وصِنْوانٌ، والأُنْثى صِنْوة. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: عمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبيه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَن أَصلهُما واحدٌ، قَالَ: وأَصل الصِّنْو إِنَّمَا هُوَ فِي النَّخْل. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ فُلانٌ صِنْوُ فُلَانٍ أَي أَخوه، وَلَا يسمَّى صِنْواً حَتَّى يَكُونَ مَعَهُ آخَرُ، فَهُمَا حِينَئِذٍ صِنْوانِ، وكلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صِنْو صاحِبه. وَفِي حَدِيثِ: العَبَّاسُ صِنْوُ أَبي ، وَفِي رِوَايَةٍ: صِنْوِي. والصِّنْوُ: المِثلُ، وَأَصْلُهُ أَنْ تَطَّلِعَ نخلتانِ مِنْ عِرْق وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنَّ أَصل العبَّاس وأَصلَ أَبي واحدٌ، وَهُوَ مثلُ أَبي أَوْ مِثْلي، وَجَمْعُهُ صِنْوانٌ، وَإِذَا كَانَتْ نَخْلَتَانِ أَوْ ثلاثٌ أَوِ أَكثرُ أَصلها واحد فكل وَاحِدٌ مِنْهَا صِنْوٌ، وَالِاثْنَانِ صِنْوَان، وَالْجَمْعُ صِنْوانٌ، بِرَفْعِ النُّونِ، وَحَكَى الزَّجَّاجِيُّ فِيهِ صُنْوٌ، بِضَمِّ الصَّادِ، وَقَدْ يُقَالُ لِسَائِرِ الشَّجر إِذَا تَشَابَهَ، والجمعُ كَالْجَمْعِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا نَبَتَتِ الشَّجَرَتَانِ مِنْ أَصل وَاحِدٍ فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا صِنْو الأُخرى. وركِيَّتان صِنْوان: مُتَجَاوِرَتَانِ إِذَا تَقَارَبَتَا ونَبَعتا مِنْ عَين واحدةٍ. وَرُوِيَ عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ ؛ قَالَ الصِّنْوانُ المُجْتَمِعُ وغيرُ الصِّنْوانِ المُتفرِّقُ، وَقَالَ: الصِّنْوانُ النَّخلاتُ أَصْلُهُنَّ واحدٌ، قَالَ: والصِّنْوانُ النَّخلتان والثلاثُ والخمسُ والستُّ أَصلُهنَّ واحدٌ وفروعُهنَّ شتىَّ، وغيرُ صِنْوانٍ الفارِدَةُ ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هاتان نخلتانِ صِنْوانِ

_ (1). قوله [إن شاؤوا] هكذا في الأَصل، وليست في النهاية (2). قوله [الغور] هكذا في الأَصل، والذي في القاموس والتهذيب: العود

ونَخِيلٌ صِنْوانٌ وأَصْناءٌ، وَيُقَالُ لِلِاثْنَيْنِ قِنْوانِ وصِنْوانِ، وَلِلْجَمَاعَةِ قِنْوانٌ وصِنْوانٌ. الْفَرَّاءُ: الأَصْناءُ الأَمْثالُ والأَنْصاءُ السَّابِقُونَ. ابْنُ الأَعرابي: الصِّنْوةُ الفَسِيلةُ. ابْنُ بُزْرُجَ: يُقَالُ للحَفَرِ المُعَطَّل صِنْوٌ، وجمعُه صِنْوانٌ. وَيُقَالُ إِذَا احْتَفَر: قدِ اصْطَنَى. صها: صَهْوَةُ كُلِّ شيءٍ: أَعْلاهُ؛ وأَنشد بَيْتَ عارِقٍ: فأَقْسَمْتُ لَا أَحْتَلُّ إِلَّا بصَهْوَةٍ ... حَرامٍ عليَّ رَمْلُه وشَقائِقُهْ «3» . وَهِيَ منَ الفَرَسِ موضِعُ اللِّبْدِ من ظَهْرِه، وَقِيلَ: مَقْعَدُ الفارِسِ وَقِيلَ: هِيَ مَا أَسْهَلَ مِنْ سَرَاةِ الفَرَسِ مِنْ ناحِيتيْها كِلْتَيْهِما، والصَّهْوَةُ: مُؤَخَّر السَّنامِ، وَقِيلَ: هِيَ الرَّادِفة تَراها فوْقَ العَجُزِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَةً: إِلَى صَهْوَةٍ تَتْلُو مَحالًا كأَنها ... صَفاً دَلَّصَتْهُ طَحْمَةُ السَّيْلِ أَخْلَقُ وَالْجَمْعُ صَهَواتٌ وصِهاءٌ. الْجَوْهَرِيُّ: أَعْلى كلِّ جَبلٍ صَهْوَتُهُ. والصِّهَاءُ: مَنابِعُ الماءِ، الْوَاحِدَةُ صَهْوةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: تَظَلَّلُ فِيهِنَّ أَبْصارُها، ... كَمَا ظَلَّل الصَّخْر مَاءَ الصِّهاءْ والصَّهْوةُ: مَا يُتَّخَذُ فوقَ الرَّوابي مِنَ البُروُج فِي أَعاليها، والجمعُ صُهًى نادِرٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: والصَّهَواتُ؛ وأَنشد: أَزْنَأَني الحُبُّ في صُهَى تَلَفٍ، ... ماكنتُ لَوْلَا الرَّبابُ أَزْنَؤُها والصَّهْوةُ: مكانٌ مُتَطامِنٌ مِنَ الأَرض تأْوي إِلَيْهِ ضَوَالُّ الإِبِل: والصَّهَواتُ: أَوْساطُ المَتْنَيْنِ إِلَى القَطاةِ. وهاصاهُ: كسَرَ صُلْبَه. وصَاهَاه: رَكِبَ صَهْوَتَه. والصَّهْوة: كالغارِ فِي الجَبل يكونُ فِيهِ الماءُ، وَقَدْ يكونُ فِيهِ ماءُ المَطَر، والجمعُ صِهاءٌ. وصَهَا الجُرْحُ، بِالْفَتْحِ، يَصْهى صَهْياً: نَدِيَ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: صَهِيَ الجُرْحُ، بِالْكَسْرِ. وأَصْهَى الصَّبيَّ: دَهَنه بالسَّمْنِ ووضَعه فِي الشَّمْسِ مِنْ مرضٍ يُصِيبهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَمَلْناهُ عَلَى الواوِ لأَنّا لَا نَجِدُ هـ ص ي. ابْنُ الأَعرابي: تَيْسٌ ذُو صَهَواتٍ إِذَا كَانَ سَمِينًا؛ وأَنشد: ذَا صَهَواتٍ يَرْتَعِي الأَدْلاسا، ... كأَنَّ فوقَ ظَهْرِه أَحْلاسا، مِنْ شَحْمِه ولَحْمِهِ دِحاسا والدَّلْسُ: أَرضٌ أَنْبَتتْ بعدَ ما أُكِلَتْ. وصَها إِذَا كَثُرَ مالهُ. الأَصمعي: إِذَا أَصابَ الإِنسانَ جُرْحٌ فجعَلَ يَنْدَى قيلَ صَها يَصْهى. وصِهْيَوْنُ: هِيَ الرُّوم، وَقِيلَ: هِيَ بيتُ المَقْدِس؛ وأَنشد: وإنْ أَجْلَبَتْ صِهْيَوْنُ يَوْمًا عليكُما، ... فإنَّ رَحى الحَرْبِ الدَّلوك رَحاكُما صَوِّي: الصُّوَّةُ: جَماعةُ السِّباعِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والصُّوَّة: حَجَرٌ يكونُ عَلَامَةً فِي الطَّرِيقِ، والجمْع صُوًى، وأَصْوَاء جمعُ الجمعِ؛ قَالَ: قَدْ أَغْتَدي والطَّيرُ فوقَ الأَصْوا وأَنشد أَبو زَيْدٍ: ومِن ذاتِ أَصْوَاءٍ سُهُوب كأَنها ... مَزاحِفُ هَزْلَى، بينَها مُتَباعَدُ

_ (3). قوله [حرام علي] هكذا في الأَصل، وفي الصحاح: عليك

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ فُعْلَةٌ عَلَى أَفعالٍ كَمَا قَالَ: وعُقْبة الأَعْقابِ فِي الشَّهْرِ الأَصَمّ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصْوَاءٌ جمعَ صُوىً مثلَ رُبَعٍ وأَرباعٍ، وَقِيلَ: الصُّوَى والأَصْواءُ الأَعلامُ المَنْصُوبة المُرْتَفِعة فِي غَلْظٍ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: إنَّ للإِسلامِ صُوًى ومَناراً كمَنارِ الطريقِ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْقُبُورِ أَصْواءٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الصُّوَى أَعْلامٌ مِنْ حجارةٍ منصوبةٌ فِي الفَيافي والمَفازةِ المجهولةِ يُسْتدَلُّ بِهَا عَلَى الطَّرِيقِ وَعَلَى طَرَفيها، أَراد أَنَّ للإِسلام طَرائقَ وأَعْلاماً يُهْتَدَى بِهَا؛ وَقَالَ الأَصمعي: الصُّوَى مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض وَارْتَفَعَ وَلَمْ يَبْلُغ أَن يَكُونَ جَبَلًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وقولُ أَبي عَمْرٍو أَعْجَبُ إليَّ وَهُوَ أَشْبَهُ بِمَعْنَى الْحَدِيثِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: ثُمَّ أَصْدَرْناهما فِي وارِدٍ ... صادِرِ، وَهْمٍ صُواهُ قَدْ مثَلْ «1» . وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: وبينَ أَعلامِ الصُّوَى المَوائِلِ ابْنُ الأَعرابي: أَخْفَضُ الأَعلامِ الثَّايَةُ، وَهِيَ بلُغة بَنِي أَسَدٍ بقَدْرِ قِعْدَةِ الرجلِ، فَإِذَا ارْتفعَتْ عَنْ ذَلِكَ فَهِيَ صُوَّة. قَالَ يعقوبُ: والعَلَم مَا نُصِبَ مِنَ الْحِجَارَةِ ليُسْتدَلَّ بِهِ عَلَى الطريقِ، والعَلَمُ الجبلُ. وَفِي حَدِيثِ لَقيط: فيَخْرُجون مِن الأَصْواءِ فيَنْظُرون إِلَيْهِ سَاعَةً ، قال القُتيبي: يعني ب الأَصْواءِ القُبورَ، وأَصلُها الأَعلامُ، شَبَّه القبورَ بِهَا، وَهِيَ أَيضاً الصُّوَى، وَهِيَ الْآرَامُ، وَاحِدُهَا أَرَمٌ وإرَمٌ وأَرَميٌّ وإرَميٌّ وأَيْرَميٌّ ويَرَميٌّ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: فَتَخْرُجُونَ مِنَ الأَصْواءِ فتَنْظُرُون إِلَيْهِ ؛ الأَصْوَاءُ: القُبورُ. وَالصَّاوِي: اليابِسُ. الأَصمعي فِي الشَّاءِ: إِذَا أَيْبَس أَرْبابُها أَلْبانَها عَمْداً لِيَكُونَ أَسْمَنَ لَهَا فَذَلِكَ التَّصْوِيَةُ وَقَدْ صَوَّيْناها، يُقَالُ: صَوَّيْتها فصَوَتْ. ابْنُ الأَعرابي: التَّصْوِيَة فِي الإِناثِ أَن تُبَقَّى أَلبانُها فِي ضُروعِها لِيَكُونَ أَشدَّ لَهَا فِي العامِ المُقْبِلِ. وصَوَّيْت النَّاقَةَ: حَفَّلْتُها لتَسْمَنَ، وَقِيلَ: أَيْبَسْتُ لَبنَها، وَإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ ليكونَ أَسْمَنَ لَهَا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِذَا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَه، ... فإنَّ لَنَا ذَوْداً عِظامَ المَحالِبِ قَالَ: وناقةٌ مُصَوَّاةٌ ومُصَرّاة ومُحَفَّلَةٌ بِمَعْنًى واحدٍ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: التَّصْوِيَةُ خِلابَةٌ ، وكذلك التَّصْرِية. وصَوَّيْت الغَنمَ: أَيْبَسْتُ لَبنَها عَمْداً لِيَكُونَ أَسْمَنَ لَهَا مثلُه فِي الإِبِل، والاسمُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ الصَّوَى، وقيل: الصَّوى أَنْ تترُكَها فَلَا تَحْلُبَها؛ قَالَ: يَجْمع للرِّعاءِ فِي ثَلاثٍ: ... طُولَ الصَّوَى، وقِلَّةَ الإِرْغاثِ والتَّصْوِيَةُ مثلُ التَّصْرِيَةِ: وَهُوَ أَنْ تُتْرَكَ الشاةُ أَيّاماً لَا تُحْلَب. والخِلابَةُ: الخِدَاعُ. وضَرْعٌ صاوٍ إِذَا ضَمَرَ وذَهَبَ لَبَنُه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب: مُتَفَلِّق أَنْساؤُها عَنْ قَانِئٍ ... كالقُرْطِ صَاوٍ، غُبْرهُ لَا يُرْضَعُ أَرادَ بالقانِيءِ ضَرْعَها، وَهُوَ الأَحْمَر لأَنه ضَمَر وارْتَفعَ لَبَنُه. التَّهْذِيبُ: الصَّوَى أنْ تُغَرَّز الناقةُ فيَذْهَبَ لَبَنُها؛ قَالَ الرَّاعِي: فَطَأْطَأْتُ عَيْني، هلْ أَرَى مِنْ سَمِينة ... تَدارَك مِنها نَيّ عامَيْنِ والصَّوَى؟

_ (1). قوله [قد مثل] هكذا في الأَصل هنا، وتقدم في مادة مثل: صواه كالمثل؛ وشرحه هناك نقلًا عن ابن سيدة

قَالَ: وَيَكُونُ الصَّوَى بِمَعْنَى الشَّحْمِ والسِّمَنِ. الأَحمر: هُوَ الصَّاءَةُ بِوَزْنِ الصَّاعَة ماءٌ ثَخِين يَخْرُج مَعَ الوَلَد. وَقَالَ العَدَبَّس الكِنَاني: التَّصْوِيَة للْفُحولِ مِنَ الإِبِلِ أَن لَا يُحْمَل عَلَيْهِ وَلَا يُعْقَد فِيهِ حبلٌ لِيَكُونَ أَنْشَطَ لَهُ فِي الضِّرَاب وأَقْوَى؛ قَالَ الْفَقْعَسِيُّ يَصِفُ الرَّاعِيَ والإِبل: صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنةٍ جُلْذِيَّا، ... أَخْيَفَ كانَتْ أُمُّه صَفِيَّا وصَوَّيْتُ الفَحْلَ مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنَّما أَصل ذَلِكَ فِي الإِناثِ تُغَرَّزُ فَلَا تُحْلَب لتَسْمَن وَلَا تَضْعُفَ فَجَعَله الفَقْعَسي للفَحْل أَي تُرِكَ مِنَ العملِ وعُلِفَ حَتَّى رَجَعَت نفسُه إِليه وسَمِنَ. وصَوَّيْتُ لإِبلي فَحْلًا إِذا اخْتَرْتَه ورَبَّيْتَه للفِحْلة. اللَّيْثُ: الصَّاوِي مِنَ النَّخِيلِ اليابِسُ، وَقَدْ صَوَتِ النخلةُ تَصْوِي صُوِيّاً. قَالَ ابْنُ الأَنباري: الصَّوَى فِي النَّخْلَةِ مقصورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، وَقَدْ صَوِيَت النخلَة، فَهِيَ صَاوِيَة إِذا عَطِشَت وضَمَرَتْ ويَبِسَتْ، قَالَ: وَقَدْ صَوِيَ النَّخْلُ وصَوَّى النَّخْلُ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا قالَ اللَّيْثُ، وَكَذَلِكَ غيرُ النَّخْلِ مِنَ الشَّجَر، وَقَدْ يكُونُ فِي الحَيَوانِ أَيضاً؛ قَالَ سَاعِدَةُ يَصِفُ بَقَر وَحْشٍ: قَدْ أُوبِيَتْ كُلَّ مَاءٍ فَهْي صَاوِيَةٌ، ... مَهْمَا تُصِبْ أُفُقاً مِنْ بارِقٍ تَشِمِ والصَّوُّ: الفارِغُ. وأَصْوَى إِذا جَفَّ. والصُّوَّةُ: مُخْتَلَفُ الرِّيحِ؛ قَالَ إمرؤُ القَيس: وهَبَّتْ لَهُ ريحٌ، بِمُخْتَلَفِ الصُّوَى، ... صَباً وشمالٌ فِي مَنَازِلِ قُفَّالِ ابْنُ الأَعرابي: الصَّوَى السُّنْبُلُ الفارِغُ والقُنْبُعُ غِلافُهُ؛ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَعْنَبَ: تحسبُ باللَّيْل صُوىً مُصَعْنَبَا قَالَ: الصُّوَى الحجارةُ المَجْمُوعَة، الواحدَة صُوَّة. ابْنُ الأَعرابي: الصُّوَّةُ صَوْتُ الصَّدَى، بِالصَّادِ. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ ضَوَى: سَمِعْتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُم أَي أَصْوَاتَهُم، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي الصَّوَّة والعَوَّة بِالصَّادِ. وذاتُ الصُّوَى: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَضَمَّنَهُم، وارْتَدَّتِ العَيْنُ دُونَهُم، ... بذاتِ الصَوَى مِنْ ذِي التَّنَانِير، ماهِرُ صيا: الصَّيَّةُ: مَا يَخْرُجُ مِنْ رَحِمِ الشَّاةِ بعدَ الوِلادة. قَالَ ابْنُ أَحمر: الصَّاءَةُ بِوَزْنِ الصَّاعَةِ، والصَّآةُ بِوَزْنِ الصَّعَاةِ، والصَّيْأةُ بِوَزْنِ الصَّيْعَةِ، والصَّيَّةُ الماءُ الَّذِي يكونُ فِي المَشِيمَةِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: عَلَى الرِّجْلَيْنِ صَاءٍ كالخُراجِ قَالَ: وبِعْتُ النَّاقَةَ ب صَيَّتِها أَي بِحِدْثانِ نَتاجِها. والصِّيَّةُ: أُنْثَى الطَّائِرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الهَامُ. والصَّياصِي: شَوْكُ النَّسَّاجِينَ، واحِدَتُه صِيصِيةٌ، وَقِيلَ: صِيصِيَةُ الحَائِك الَّذِي يَخُطُّ بِهِ الثَّوْبَ وتُدْعَى المِخَطَّ. أَبو الْهَيْثَمِ: الصيِّصِيَّة حَفٌّ صَغِيرٌ مِنْ قُرُونِ الظِّبَاءِ تَنْسُجُ بِهِ المَرْأَةُ؛ قَالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة: فجِئْتُ إِلَيْه، والرِّماحُ تَنُوشُه ... كوَقْعِ الصَّيَاصِي فِي النَّسِيجِ المُمَدَّدِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ حِينَ ذَكَر الفِتْنَة فَقَالَ: كَأَنَّها صَياصِي البَقَرِ ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: شبَّه الفِتْنة بقُرونِ

فصل الضاد المعجمة

البَقَرِ لشِدَّتِها وصُعوبَةِ الأَمْرِ فِيهَا. وَالْعَرَبُ تَقُول: فِتْنَةٌ صَمَّاءُ إِذا كانَتْ هَائِلَةً عَظِيمَةً. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَصحابُ الدَّجَّالِ شَوَارِبُهُمْ ك الصَّيَاصِي يَعْني قُرونَ البَقَرِ، يريدُ أَنَّهم أَطَالُوا شَوَارِبَهُم وفَتَلُوها فصارَتْ كأَنَّها قُرُونُ بَقَرٍ. والصَّيَاصِي: القُرَى، وَقِيلَ: الحُصُونُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ ؛ قال الفراءُ: مِنْ حُصُونهم، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الصَّيَاصِي كلُّ مَا يُمْتَنَعُ بِهِ، وَهِيَ الحُصُونُ، وَقِيلَ: القُصُور لأَنَّه يُتَحَصَّنُ بِهَا. وصِيصِيَّة الثَّوْرِ: قَرْنه لاحْتِصانِه بِهِ مِن عَدُوِّه؛ قَالَ النَّابغة الجَعْدِي، وَقِيلَ سُحَيْمٌ عبدُ بَنِي الحَسْحاسِ: فَأَصْبَحَتِ الثِّيرَانُ غَرْقَى، وأَصْبَحَتْ ... نِساءُ تَمِيمٍ يَلْتَقِطْنِ الصَّيَاصِيَا ذَهَبَ إِلى أَنَّ رجالَ تَمِيمٍ نسَّاجُون فنِساؤُهم يَلْتَقِطْنَ لهُم الصيَّاصِيَ ليَحْفِزوا بِهَا الغَزْل. وصِيصِيَّة الدِّيكِ: مِخْلَبانِ فِي ساقَيْه، وَقِيلَ: صيصِيَّةُ الدِّيكِ وغيرِه مِنَ الطَّيْرِ الإِصْبَع الزائِدةُ الَّتِي فِي مُؤَخَّرِ رِجْلِه، وَقِيلَ: صيصِيَّة الدِّيكِ شَوْكَتُه لأَنه يَتَحَصَّنُ بها. فصل الضاد المعجمة ضأي: ابْنُ الأَعرابي: ضأَى الرَّجُلُ إِذا دَقَّ جِسمُه. ضبا: ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ تَضْبُوهُ ضَبْياً وضَبْواً: لَفَحَتْه ولَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه، وَكَذَلِكَ ضَبَحَتْه ضَبْحاً. وضَبَتْه النَّارُ ضَبْواً: أَحْرَقَتْه وشَوَتْهُ، وبعضُ أَهلِ اليَمَن يُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً «1». مِنْ هَذَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كيفَ ذَلِكَ إِلَّا أَن تُسَمَّى بَاسْمِ المَوْضِعِ. وأَضْبَى الرجلُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ: أَمْسَك، لغةٌ فِي أَضْبَأَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَضْبَى بِهِمُ السَّفَر: أَخْلَفَهُم مَا رَجَوْا فِيهِ مِنْ رِبْحٍ ومَنْفَعةٍ؛ عَنِ الهَجَري؛ وأَنشد: لَا يَشْكُرونَ إِذا كنَّا بمَيْسَرَةٍ، ... وَلَا يَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَى بِنَا السَّفَر الْكِسَائِيُّ: أَضْبَيْتُ عَلَى الشَّيْءِ أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ أَنْ أَظْفَرَ بِهِ. والضَّابي: الرَّمادُ. وأَضْبَى يُضْبِي إِذا رَفَع؛ قَالَ رؤْبة: تَرَى قَناتي كقَناة الأضْهابْ ... يُعْمِلُها الطَّاهِي، ويُضْبِيها الضَّابْ يُضْبيها أَي يَرْفَعُها عَنِ النارِ كَيْ لَا تَحْتَرِقَ، والضّابْ: يُرِيدُ الضّابِيَ، وَهُوَ الرافِعُ، وَالطَّاهِي هُنَا: المُقَوِّم للقِسِيِّ والرِّماحِ عَلَى النّارِ. ضجا: ضَجَا بالمكانِ: أَقامَ؛ حَكَاهُ ابْنُ دريدٍ؛ قَالَ: وليس بثَبتٍ. ضحا: الضَّحْوُ والضَّحْوَةُ والضَّحِيَّةُ عَلَى مِثَالِ العَشِيَّة: ارْتِفاعُ النَّهَارِ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي: رَقُود ضَحِيَّاتٍ كأَنَّ لِسانَهُ، ... إِذا واجَهَ السُّفّارَ، مِكْحالُ أَرْمَدا والضُّحى: فُوَيْقَ ذَلِكَ أُنْثى وتَصْغيرُها بغَيْر هاءٍ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بتَصْغير ضَحْوَةٍ. والضَّحاءُ، ممدودٌ، إِذا امْتَدَّ النهارُ وكرَبَ أَن يَنْتَصِفَ؛ قَالَ رؤْبة: هَابِي العَشِيِّ دَيْسَق ضَحاؤُه وَقَالَ آخَرُ: عَلَيْهِ مِنْ نَسْجِ الضُّحى شُفوفُ

_ (1). قوله [مضباة] بفتح الميم كما في المحكم، وفي القاموس بضم الميم

شَبَّه السَّرابَ بالسُّتور الْبِيضِ، وَقِيلَ: الضُّحى مِنْ طلوعِ الشَّمْسِ إِلى أَنْ يَرْتَفِعَ النهارُ وتَبْيَضَّ الشَّمْسُ جِدًّا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّحاءُ إِلى قَريب مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: ضُحاها نَهارُها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ؛ هُوَ النهارُ كُلُّه؛ قَالَ الزَّجاج: وَضُحاها وضِيائها، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ وَالضُّحى : والنهارِ، وَقِيلَ: ساعةٌ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ. والضُّحى: حينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ فَيَصْفو ضَوْءُها. والضَّحاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، إِذا ارْتَفَعَ النَّهارُ واشْتَدَّ وَقْعُ الشَّمْسِ، وَقِيلَ: هُو إِذا عَلَتِ الشَّمْسُ إِلى رُبْعِ السَّماءِ فَما بَعْدَه. والضَّحاء: ارْتِفاعُ الشَّمْس الأَعلى. والضُّحى، مَقْصُورَةٌ مؤَنثة: وَذَلِكَ حينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: فَلَقَدْ رأَيْتُهم يَتَرَوَّحون فِي الضَّحاء أَي قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النهارِ، فأَمّا الضَّحْوة فَهُوَ ارتفاعُ أَول النَّهارِ، والضُّحى، بالضَّمّ وَالْقَصْرِ، فَوْقَه، وَبِهِ سُمِّيَتْ صَلَاةُ الضُّحى. غَيْرُهُ: ضَحْوَةُ النَّهارِ بعدَ طُلوعِ الشَّمْس ثُمَ بَعْدَهُ الضُّحى، وَهِيَ حينَ تُشْرِقُ الشمسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يقالُ ضَحْوٌ لُغَةً فِي الضُّحى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طَرِبْتَ وهاجَتْكَ الحَمامُ السَّواجِعُ، ... تَميلُ بِهَا ضَحْواً غُصونٌ يَوانِعُ قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ ضُحَيٌّ تصغيرَ ضَحْو. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الضُّحى مَقْصُورَةٌ تؤَنث وَتُذَكَّرُ، فَمَنْ أَنث ذَهَبَ إِلى أَنها جَمْعُ ضَحْوَةٍ، وَمَنْ ذكَّر ذَهَبَ إِلى أَنه اسمٌ عَلَى فُعَلٍ مِثْلُ صُرَدٍ ونُغَرٍ، وَهُوَ ظرْف غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ مثلُ سَحَر، تقول: لقِيتُه ضُحًى وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ بِهِ ضُحى يَوْمِكَ لَمْ تُنَوِّنْه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ضُحىً مصروفٌ عَلَى كلِّ حالٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ بَعْدَهُ الضَّحاءُ ممدودٌ مذكَّرٌ وَهُوَ عَنْدَ ارتِفاعِ النِّهَارِ الأَعلى، تَقُولُ مِنْهُ: أَقَمْتُ بِالْمَكَانِ حَتَّى أَضْحَيْت كَمَا تَقُولُ مِنَ الصَّبَاح أَصْبَحْت. وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: أَضْحُوا بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلُّوها لِوَقْتهِا وَلَا تُؤَخِّروها إِلى ارْتِفاعِ الضُّحى. وَيُقَالُ: أَضْحَيْتُ بصَلاةِ الضُّحى أَي صَلَّيْتُها فِي ذَلِكَ الوقتِ. والضَّحاءُ أَيضاً: الغَداءُ، وَهُوَ الطَّعامُ الَّذِي يُتَغَدَّى بِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُؤْكلُ فِي الضَّحاءِ، تَقُولُ: هُمْ يَتَضَحَّوْن أَي يَتَغَدَّوْنَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: أَعْجَلَها أَقْدُحي الضَّحَاءَ ضُحًى، ... وَهِيَ تُناصي ذَوائِبَ السَّلَمِ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الحَكم: بِها الصَّوْنُ: إِلَّا شَوطَها مِنْ غَداتِها ... لتَمْرينها، ثُمَّ الصَّبوحُ ضَحَاؤُها وَفِي حَدِيثِ سَلَمَة بْنِ الأَكْوَعِ: بَيْنا نحنُ نَتَضَحَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي نَتَغَدَّى، والأَصلُ فِيهِ أَن العرَبَ كَانُوا يَسيرونَ فِي ظَعْنِهِمْ فإِذا مَرُّوا بِبُقْعَةٍ مِنَ الأَرض فِيهَا كَلأٌ وعُشْبٌ قَالَ قائِلُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً أَي ارْفُقوا بالإِبلِ حَتَّى تَتَضَحَّى أَي تَنالَ مِنْ هَذَا المَرْعى، ثُمَّ وُضِعَتِ التَّضْحِيَة مكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الإِبل إِلى المَنْزِل وَقَدْ شَبِعَتْ، ثُمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى قِيلَ لكُلِّ مَنْ أَكَلَ وقتَ الضُّحى هُوَ يتَضَحَّى أَي يأَكُلُ فِي هَذَا الوقْتِ كَمَا يُقَالُ يَتَغَدَّى ويتعشَّى فِي الغَداء والعَشاء. وضَحَّيْتُ فُلَانًا أُضَحِّيه تَضْحِيَةً أَي غَدَّيْتُه؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: تَرى الثَّوْرَ يَمْشي، راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ ... بِهَا، مِثْلَ مَشْيِ الهِبْرِزِيّ المُسَرْوَلِ

الهِبْرِزِيُّ: الْمَاضِي فِي أَمْرِه؛ مِنْ ضَحَائِه أَي منْ غَدائِه مِنَ المَرْعى وقتَ الغَداءِ إِذ ارْتَفَع النهارُ. وَرَجُلٌ ضَحْيَانٌ إِذا كانَ يأْكُلُ فِي الضُّحى. وامرأَةٌ ضَحْيانَةٌ مِثْلُ غَدْيانٍ وغَدْيانَةٍ. وَيُقَالُ: هَذَا يُضَاحِينا ضَحِيَّةَ كلِّ يومٍ إِذا أَتاهُم كلَّ غَداةٍ. وضَحّى الرجلُ: تَغَدَّى بالضُّحى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ، ... وحَكَّتِ السَّاقَ بِبَطْنِ العُرْقوبْ يَقُولُ: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها أَي تغَدَّيْت تِلْكَ الساعةَ انتِظاراً لَهَا، والاسمُ الضَّحاءُ عَلَى مِثالِ الغَداءِ والعَشاء، وَهُوَ ممدودٌ مذَكَّر. والضَّاحِيةُ مِنَ الإِبلِ والغَنَمِ: الَّتِي تَشْرَبُ ضُحى. وتَضَحَّتِ الإِبلُ: أَكَلَتْ فِي الضُّحى، وضَحَّيتُها أَنا. وَفِي الْمَثَلِ: ضَحِّ وَلَا تَغْتَرَّ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ للإِنسان؛ هَذَا قولُ الأَصْمعي وَجَعَلَهُ غيرُه فِي الناسِ والإِبلِ، وَقِيلَ: ضَحَّيْتُها غَذَّيْتُها أَيَّ وقْتٍ كَانَ، والأَعْرَف أَنه فِي الضُّحى. وضَحَّى فُلَانٌ غنَمه أَي رَعَاهَا بالضُّحى. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُقَالُ ضَحَّتِ الإِبلُ الماءَ ضُحىً إِذا وَردَتْ ضُحىً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فإِن أَرادوا أَنها رَعَتْ ضُحىً قَالُوا تَضَحَّت الإِبلُ تَتَضَحَّى تَضَحِّياً. والمُضَحِّي: الَّذِي يُضَحّي إِبله. وَقَدْ تُسَمّى الشمسُ ضُحًى لظُهورِها فِي ذَلِكَ الوَقْتِ. وأَتَيْتُك ضَحْوَةً أَي ضُحىً، لَا تُسْتَعْمَل إِلا ظَرْفًا إِذا عنَيْتَها مِنْ يومِك، وَكَذَلِكَ جميعُ الأَوْقاتِ إِذا عَنَيْتَها مِنْ يومِك أَو لَيْلَتِكَ، فإِن لَمْ تَعْنِ ذَلِكَ صَرَّفْتَها بِوُجُوهِ الإِعْراب وأَجْرَيْتها مُجْرى سائرِ الأَسْماء. والضَّحِيَّة: لغةٌ فِي الضَّحْوَةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَمَا أَنَّ الغَدِيَّة لغةٌ فِي الغَداةِ، وسيأْتي ذكرُ الغَدِيَّة. وضَاحَاهُ: أَتاه ضُحًى. وضَاحَيْتُه: أَتيتُه ضَحاءً. وفلانٌ يُضَاحِينا ضَحْوَ كُلِّ يومٍ أَي يأْتِينا. وضَحَّيْنا بَنِي فلانٍ: أَتيناهمْ ضُحًى مُغيرينَ عَلَيْهِمْ؛ وَقَالَ: أَراني، إِذا ناكَبْتُ قوْماً عَداوَةً ... فضحَّيْتُهم، أَنِّي عَلَى الناسِ قادِرُ وأَضْحَيْنا: صِرْنا فِي الضُّحى وبلغْناها، وأَضْحَى يفعلُ ذَلِكَ أَي صَارَ فاعِلًا لَهُ فِي وقتِ الضُّحى كَمَا تَقُولُ ظَلَّ، وَقِيلَ: إِذا فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ أَولِ النهارِ، وأَضْحَى فِي الغُدُوِّ إِذا أَخَّرَه. وضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها ضُحى النَّحْر، هَذَا هُوَ الأَصل، وَقَدْ تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ فِي جَمِيعِ أَوقات أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ مِنَ الأُضْحِيةِ وَهِيَ شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى. والضَّحِيَّة: مَا ضَحَّيْت بِهِ، وَهِيَ الأَضْحاةُ، وَجَمْعُهَا أَضْحًى يذكَّر ويؤَنَّث، فَمَنْ ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ؛ قَالَ أَبو الغُولِ الطُّهَوي «2». رَأَيْتُكمُ بَنِي الخَذْواءِ لَمَّا ... دَنا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ، تَولَّيْتُم بوِدِّكُمُ وقُلْتُمْ: ... لَعَكٌّ منكَ أَقْرَبُ أَو جُذَامُ وأَضْحىً: جَمْعُ أَضْحَاةٍ مُنَوَّناً، ومثلُه أَرْطىً جمعُ أَرْطاةٍ؛ وشاهِدُ التأْنيث قَوْلُ الْآخَرِ: يَا قاسِمَ الخَيراتِ يَا مَأْوى الكَرَمْ، ... قَدْ جاءَتِ الأَضْحى وَمَا لي من غَنَمْ

_ (2). قوله [أبو الغول الطهوي] قال في التكملة الشعر لأبي الغول النهشلي لا الطهوي، وقوله: لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْرَبُ أَوْ جذام قال في التكملة: هكذا وقع فِي نَوَادِرِ أَبِي زَيْدٍ، والرواية: أعك منك أقرب أم جذام بالهمزة لا باللام

وَقَالَ: أَلا لَيْتَ شِعْري هلْ تَعودَنَّ بعدَها ... عَلَى النَّاسِ أَضْحَى تجْمَعُ الناسَ، أَو فِطْرُ قَالَ يَعْقُوبُ: يُسَمَّى اليومُ أَضْحىً بِجَمْعِ الأَضْحَاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاةُ، والإِضْحِيَّة والأُضْحِيَّة كالضَّحِيَّة. ابْنُ الأَعرابي: الضَّحِيَّة الشاةُ الَّتِي تُذْبَحُ ضَحْوَةً مِثْلُ غَدِيَّةٍ وعَشِيَّة، وَفِي الضَّحِيَّة أَربعُ لغاتٍ: أُضْحِيَّةٌ وإِضْحِيَّةٌ وَالْجَمْعُ أَضَاحيُّ، وضَحِيَّةٌ عَلَى فَعِيلة، وَالْجَمْعُ ضَحايا، وأَضْحَاةٌ، وَالْجَمْعُ أَضْحىً كَمَا يُقَالُ أَرْطاةٌ وأَرْطىً، وَبِهَا سُمِّيَ يومُ الأَضْحى. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن عَلَى كُلِّ أَهلِ بيْتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ أَي أُضحية؛ وأَما قولُ حَسَّان بْنِ ثَابِتٍ يَرْثي عثمانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ضَحَّوْا بأَشْمَطَ، عُنوانُ السُّجودِ بِهِ، ... يُقَطِّعُ اللَّيلَ تسْبِيحاً وقُرْآنا فإِنه اسْتَعارَهُ وأَرادَ قِراءةً. وضَحَا الرَّجُلُ ضَحْواً وضُحُوّاً وضُحِيّاً: بَرَز لِلشَّمْسِ. وضَحا الرَّجُلُ وضَحِيَ يَضْحى فِي اللُّغَتَيْنِ مَعًا ضُحُوّاً وضُحِيّاً: أَصابَتْه الشمسُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ شِمْرٌ ضَحِيَ يَضْحى ضُحِيّاً وضَحا يَضْحُو ضُحُوّاً، وَعَنِ اللَّيْثِ ضَحِيَ الرجلُ يَضْحى ضَحاً إِذا أَصابَهُ حَرُّ الشَّمْسِ. قَالَ اللَّهُ تعالى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى ؛ قَالَ: لَا يُؤْذِيك حَرُّ الشَّمْسِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَا تَضْحى لَا تُصِيبُك شمسٌ مؤْذِيَةٌ، قَالَ: وَفِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ وَلَا تَضْحى لَا تَعْرَق؛ قَالَ الأَزهري: والأَول أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ؛ وأَنشد: رَأَتْ رَجُلًا، أَمَّا إِذا الشَّمْسُ عارضَتْ ... فيَضْحَى، وأَمَّا بالعَشيِّ فَيَخْصَرُ وضَحِيتُ، بِالْكَسْرِ، ضَحىً: عَرِقتُ. ابْنُ عَرَفَةَ: يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ كَانَ بارِزاً فِي غيرِ مَا يُظِلُّه ويُكِنُّه إِنه لضاحٍ؛ ضَحِيتُ لِلشَّمْسِ أَي بَرَزْت لَهَا، وضَحَيْتُ لِلشَّمْسِ لغةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ: فَلَمْ يَرُعْني إِلا وَرَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ ضَحا أَي ظَهَر؛ قَالَ شِمْرٌ: قَالَ بعضُ الكلابيِّينَ الضَّاحِي الَّذِي بَرَزَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وغَدا فلانٌ ضَحِياً وغَدا ضاحِياً وَذَلِكَ قُرْبَ طُلوعِ الشَّمْسِ شَيْئًا، وَلَا يزالُ يقالُ غَدا ضاحِياً مَا لَمْ تَكُنْ قائلةٌ. وَقَالَ بعضُهم: الْغَادِي أَن يَغْدُوَ بَعْدَ صلاةِ الغَداةِ، وَالضَّاحِي إِذا اسْتَعْلَت عَلَيْهِ الشَّمْسُ. وَقَالَ بَعْضُ الكِلابيِّينَ: بَيْنَ الْغَادِي وَالضَّاحِي قَدْرُ فُواقِ ناقةٍ؛ وَقَالَ القُطامي: مُسْتَبْطئُوني، وَمَا كَانَتْ أَناتُهُمُ ... إِلا كَمَا لبثَ الضَّاحِي عَنِ الْغَادِي «1» . وضَحَيْتُ لِلشَّمْسِ وضَحِيتُ أَضْحَى مِنْهُمَا جَمِيعًا. والمَضْحَاةُ: الأَرض البارزةُ الَّتِي لَا تكادُ الشَّمْسُ تَغِيبُ عَنْهَا، تَقُولُ: عليكَ بمَضْحَاةِ الْجَبَلِ. وضَحَا الطَّرِيقُ يَضْحُو ضُحُوّاً: بَدا وظَهَر وبَرَزَ. وضاحِيةُ كلِّ شَيْءٍ: مَا بَرَزَ مِنْهُ. وضَحَا الشَّيءُ وأَضْحَيْتُه أَنا أَي أَظْهَرْتُه. وضَواحي الإِنسان: مَا بَرَزَ مِنْهُ لِلشَّمْسِ كالمَنْكِبَيْن والكَتِفَيْنِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والضَّوَاحِي مِنَ الإِنسان كَتِفاهُ ومَتْناه؛ وَقِيلَ: إِن الأَصمعي دَخَلَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ وَكَانَ ولدُ سعيدٍ يَترَدَّدُ إِليه ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ لَهُ الأَصمعيُّ: أَنشد عمَّك مِمَّا رَوَاهُ أُستاذُكَ، فأَنشد: رَأَتْ نِضْوَ أَسْفارٍ، أُمَيْمَةُ، قاعِداً ... عَلَى نِضْوِ أَسفارٍ، فَجُنَّ جُنُونُها فَقَالَتْ مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ، وَمَنْ تكنْ؟ ... فإِنكَ رَاعِي ثَلَّةٍ لَا يَزِينُها

_ (1). قوله [مستبطئوني] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: مستبطئون

فقلتُ لَهَا: لَيْسَ الشُّحوبُ عَلَى الفَتى ... بعارٍ، وَلَا خَيرُ الرجالِ سَمِينُها عليكِ براعِي ثَلَّةٍ مُسْلَحِبَّةٍ، ... يرُوحُ عَلَيْهِ مَحْضُها وحَقِينُها «1». سَمينِ الضَّواحِي لَمْ تُؤَرِّقْه لَيْلَةً، ... وأَنْعَمَ، أَبْكارُ الهمومِ وعُونُها الضَّوَاحِي: مَا بَدا مِنْ جَسَدِه، وَمَعْنَاهُ لَمْ تُؤَرِّقْه لَيْلَةً أَبكارُ الهمومِ وعُونُها، وأَنْعَمَ أَي وزادَ عَلَى هَذِهِ الصِّفةِ. وضَحِيتُ لِلشَّمْسِ ضَحَاءً، ممدودٌ، إِذا بَرَزْت، وضَحَيت، بِالْفَتْحِ، مثلُه، والمُسْتَقْبَلُ أَضْحَى فِي اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رأَى رَجُلًا مُحْرِماً قَدِ استَظَلَّ فَقَالَ أَضْحِ لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ أَي اظْهَرْ واعْتَزِلِ الكِنَّ والظِّلَّ؛ هَكَذَا يَرْويه المُحَدِّثون، بِفَتْحِ الأَلف وَكَسْرِ الْحَاءِ، مِنْ أَضْحَيْت؛ وَقَالَ الأَصمعي: إِنما هُوَ اضْحَ لِمَن أَحْرَمْتَ لَهُ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْحَاءِ، مِنْ ضَحِيتُ أَضْحَى، لأَنه إِنما أَمَرَهُ بِالْبُرُوزِ لِلشَّمْسِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى والضَّحْيانُ مِنْ كُلِّ شيءٍ: البارِزُ للشمسِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: وَلَوْ أَنَّ الَّذِي تَتْقَى عَلَيْهِ ... بضَحْيانٍ أَشَمَّ بِهِ الوُعُولُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: كَانَ الْقِيَاسُ فِي ضَحْيانٍ ضَحْوانٌ لأَنه مِنَ الضَّحْوة، أَلا تَراهُ بارِزاً ظاهِراً، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى الضَّحْوةِ إِلا أَنه اسْتُخِفَّ بِالْيَاءِ، والأُنْثى ضَحْيانَةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَكْفيك، جهلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ، ... ضَحْيانَةٌ مِنْ عَقَداتِ السَّلْسَلِ فسَّره فَقَالَ: ضَحْيَانَةٌ عَصاً نَبَتَتْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْها، فَهِيَ أَشدُّ مَا يكونُ، وَهِيَ مِنَ الطَّلْحِ، وسَلْسَلٌ: حَبْلٌ مِنَ الدَّهْناءِ، وَيُقَالُ سَلاسِلٌ وشجَرُه طَلحٌ، فإِذا كَانَتْ ضَحْيانَةً وَكَانَتْ مِنْ طَلْحٍ ذَهَبَتْ فِي الشِّدَّةِ كلَّ مَذْهَبٍ؛ وشَدَّ مَا ضَحَيْت وضَحَوْت للشمسِ والريحِ وغيرِهِما، وَتَمِيمٌ تَقول: ضَحَوْتُ لِلشَّمْسِ أَضْحُو. وَفِي حَدِيثِ الاسْتِسْقاء: اللَّهُمَّ ضَاحَتْ بِلادُنا واغْبَرَّتْ أَرْضُنا أَي بَرَزَتْ لِلشَّمْسِ وظَهَرَت بِعدمِ النَّباتِ فِيهَا، وَهِيَ فَاعَلَتْ مِنْ ضَحَى مثلُ رامَتْ مِنْ رَمَى، وأَصلُها ضاحَيَتْ؛ الْمَعْنَى أَنَّ السَّنَة أَحْرَقَت النباتَ فَبَرَزَت الأَرض لِلشَّمْسِ. واسْتَضْحَى لِلشَّمْسِ: بَرَزَ لَهَا وقَعَدَ عِنْدَهَا فِي الشِّتاءِ خاصَّة. وضَواحِي الرجُلِ: مَا ضَحَا مِنْهُ للشمسِ وبَرَز كالمَنْكِبَيْنِ والكَتِفَيْنِ. وضَحَا الشيءُ يَضْحُو فَهُوَ ضاحٍ أَي بَرَزَ. والضَّاحِي مِنْ كلِّ شيءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الَّذِي لَا يَسْتُرُه مِنْكَ حائِطٌ وَلَا غيرُه. وضَواحِي كلِّ شيءٍ: نَواحيهِ البارِزَةُ للشمسِ. والضَّوَاحِي مِنَ النَّخْلِ: مَا كَانَ خارِجَ السُّورِ، صِفةٌ غَالِبَةٌ لأَنها تَضْحَى للشمسِ. وَفِي كتابِ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأُكَيْدِرِ بنِ عبدِ المَلِكِ: لكُمُ الضامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ ولَنا الضَّاحِيَة مِنَ البَعْلِ ؛ يَعْنِي بالضَّامِنَةِ مَا أَطَافَ بِهِ سُورُ المَدينَةِ، والضَّاحِيَة الظَّاهِرَةُ البارِزَة مِنَ النَّخيلِ الخارِجَة مِنَ العِمارَةِ الَّتِي لَا حَائِلَ دونَها، والبَعْل النَّخْل الراسِخُ عُروقُه فِي الأَرض، والضامِنَة مَا تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِيطَ عَلَيْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لأَبِي ذَرٍّ إِنِّي أَخافُ عليكَ مِنْ هَذِهِ الضَّاحِيَةِ أَي الناحِيَةِ البارِزَة. والضَّوَاحِي مِنَ الشَّجَرِ: القَلِيلةُ الوَرَق الَّتِي تَبْرُزُ

_ (1). قوله [محضها] هكذا في بعض الأصول، وفي بعضها: مخضها، بالخاء

عِيدانُها لِلشَّمْسِ. قَالَ شِمْرٌ: كلُّ مَا ظَهَر وبَرَزَ فَقَدْ ضَحَا. وَيُقَالُ: خَرَجَ الرجلُ مِنْ مَنْزِله فضَحَا لِي. والشَّجَرة الضَّاحِيَة: البارِزَةُ للشمسِ؛ وأَنشد لِابْنِ الدُّمَيْنَة يَصِفُ القَوْس: وخُوطٍ مِنْ فُروعِ النَّبْعِ ضاحِ، ... لَها فِي كَفِّ أَعْسَرَ كالضُّباحِ الضَّاحِي: عُودُها الَّذِي نَبَت فِي غَيْرِ ظِلٍّ وَلَا فِي ماءٍ فَهُوَ أَصْلَبُ لَهُ وأَجْوَدُ. وَيُقَالُ للبادِيَةِ الضَّاحِيَةُ. وَيُقَالُ: وَلِيَ فُلانٌ عَلَى ضاحيَةِ مِصْرَ، وباعَ فلانٌ ضاحيَةَ أَرْضٍ إِذَا بَاعَ أَرضاً، لَيْسَ عَلَيْهَا حائِطٌ، وباعَ فلانٌ حَائِطًا وحَديقةً إِذَا باعَ أَرضاً عَلَيْهَا حَائِطٌ. وضَواحِي الحَوْض: نَوَاحِيه، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ واويَّة وَيَائِيَّةٌ. وضَواحِي الرُّومِ: مَا ظَهَر مِنْ بِلادِهم وبَرَزَ. وضاحِيَةُ كلِّ شيءٍ: ناحيتُه البارزَة. يُقَالُ: هُمْ يَنْزِلُون الضَّواحي. ومكانٌ ضاحٍ أَي بارِزٌ، قَالَ: والقُلَّة الضَّحْيَانَةُ فِي قَوْلِ تأبَّط شَرًّا هِيَ البارِزة للشَّمْسِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَيْتُ تأَبَّط شَرّاً هُوَ قَوْلُهُ: وقُلَّةٍ، كسِنانِ الرُّمْحِ، بارِزةٍ ... ضَحْيانَةٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ بادَرْتُ قُنَّتَها صَحْبِي، وَمَا كَسِلُوا ... حَتَّى نَمَيْتُ إِلَيْهَا بَعْدَ إشراقِ المحراقُ: الشديدةُ الْحَرِّ: وَيُقَالُ: فَعَل ذَلِكَ الأَمرَ ضاحِيَةً أَي عَلانِيَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً، ... دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ، وَهْوَ مَشْهودُ وفَعَلْت الأَمْرَ ضاحِيةً أَي ظَاهِرًا بَيّناً؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ: فَقَدْ جَزَتْكُمْ بَنو ذُبْيانَ ضَاحِيَةً ... حَقّاً يَقِيناً، ولمَّا يَأْتِنا الصَّدَرُ وأَما قَوْلُهُ فِي الْبَيْتِ: عَمِّي الَّذِي مَنَع الدِّينارَ ضَاحِيَةً فَمَعْنَاهُ أَنه مَنعه نَهَارًا جِهاراً أَي جاهرَ بالمَنْعِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: فَهَرَقْنا لَهما فِي داثِرٍ، ... لضَوَاحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رَأَى عَمْرو بنَ حُرَيْثٍ فَقَالَ إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى الشامِ، قَالَ: أَما إنَّها ضاحِيَةُ قَوْمِكَ أَي ناحِيَتُهم. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: وضاحِيَةُ مُضَرَ مُخالِفونَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي أَهلُ الْبَادِيَةِ مِنْهُمْ، وجمعُ الضَّاحِيَة ضَوَاحٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنس: قَالَ لَهُ البَصْرَةُ إحْدَى المُؤتَفِكاتِ فانْزِلْ فِي ضَواحِيها ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: قُرَيْشُ الضَّوَاحِي أَي النازِلونَ بظَواهر مَكَّةَ. وليلةٌ ضَحْيَاءُ وضَحيَا وضَحْيانٌ وضَحْيَانَةٌ وإضْحِيَانٌ وإضْحِيانَةٌ، بِالْكَسْرِ: مضِيئَةٌ لَا غَيْمَ فِيهَا، وَقِيلَ: مُقْمِرَة، وخَص بعضُهم بِهِ الليلَة الَّتِي يكونُ القَمَر فِيهَا مِنْ أَوَّلِها إِلَى آخِرِها. وَفِي حَدِيثِ إِسْلَامِ أَبي ذَرٍّ: فِي ليلةٍ إضْحِيَانٍ أَي مُقْمِرَةٍ، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. ويومٌ إضْحِيانٌ: مُضِيءٌ لَا غَيْم فِيهِ، وَكَذَلِكَ قَمَر ضَحْيانٌ؛ قَالَ: مَاذَا تُلاقِينَ بسَهْب إنسانْ ... مِنَ الجَعالاتِ بِهِ والعرْفانْ، مِنْ ظُلُماتٍ وسِرَاجٍ ضَحْيَانْ وقَمَرٌ إضْحِيانٌ كضَحْيانٍ. ويومٌ ضَحْيَانٌ أَي

طَلْقٌ. وسِراجٌ ضَحْيَانٌ: مُضِيءٌ. ومَفازةٌ ضَاحِيَة الظِّلالِ: لَيْسَ فِيهَا شجرٌ يُسْتَظَلُّ بِهِ. وَلَيْسَ لِكَلَامِهِ ضُحىً أَي بيانٌ وظُهور. وضَحَّى عَنِ الأَمر: بَيَّنه وأَظهره؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَحُكِيَ أَيضاً: أَضْحِ لِي عَنْ أَمْرِكَ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، أَي أَوْضِح وأَظْهِر. وأَضْحى الشيءَ: أَظْهَرَه وأَبْداهُ؛ قَالَ الرَّاعِي: حَفَرْنَ عُرُوقَها حَتَّى أَجَنَّتْ ... مَقاتِلَها، وأَضْحَين القُرُونا والمُضَحِّي: المُبيِّنُ عَنِ الأَمْرِ الخفِيّ؛ يُقَالُ: ضَحِّ لِي عَنْ أَمرِكَ وأَضْحِ لِي عَنْ أَمرِك. وضَحَّى عَنِ الشَّيْءِ: رَفَقَ بِهِ. وضَحِّ رُوَيْداً أَي لَا تَعْجَلْ؛ وَقَالَ زيدُ الخيلِ الطَّائِيُّ: فَلَوْ أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بيْنها، ... لضَحَّتْ رُوَيْداً عَنْ مَطالِبِها عَمْرُو ونصرٌ وعَمْروٌ: ابْنا قُعَينٍ، وَهُمَا بَطْنَانِ مِنْ بَنِي أَسدٍ. وَفِي كِتَابِ عَلِيٍّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَلا ضَحِّ رُوَيداً فَقَدْ بلَغْتَ المَدَى أَي اصبِرْ قَلِيلًا. قال الأَزهري: والعربُ قَدْ تَضَع التَّضحِيةَ موضِع الرِّفْقِ والتَّأَني فِي الأَمرِ، وأَصلُه أَنهم فِي البادِية يَسيِرُون يومَ ظَعْنِهمْ، فَإِذَا مرُّوا بلُمْعَة مِنَ الكَلإِ قَالَ قائِدُهم: أَلا ضَحُّوا رُوَيْداً، فيدَعُونَها تُضَحِّي وتَجْتَرُّ، ثُمَّ وضَعُوا التَّضْحِيَة موضِعَ الرِّفْقِ لِرفْقِهمْ بحَمولتِهِم ومالِهم فِي ضَحائِها وَمَا لَها مِنَ الرِّفقِ فِي تَضْحِيتِها وبُلوغها مَثْواها وَقَدْ شَبِعتْ؛ وأَما بَيْتُ زَيْدِ الْخَيْلِ فَقَوْلُ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: لَضَحَّتْ رُوَيداً عَنْ مَطالِبِها عَمْرو بِمَعْنَى أَوْضَحتْ وبَيَّنتْ حَسَنٌ. والعربُ تضَعُ التَّضحِية موْضِعَ الرِّفْقِ والتُّؤَدَةِ لرِفْقِهم بالمالِ فِي ضَحائِها كَيْ تُوافيَ المَنْزِلَ وَقَدْ شَبِعتْ وضاحٍ: موضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ، ... فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِها فخُصورُها قَالَ: أَضَرَّ بِهِ ضاحٍ وَإِنْ كَانَ الْمَكَانُ لَا يَدْنُو لأَن كلَّ مَا دَنا مِنْكَ فَقَدْ دَنَوْت مِنْهُ. والأَضْحَى مِنَ الخيلِ: الأَشْهَبُ، والأُنثى ضَحْياءُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: لَا يُقَالُ للفَرَس إِذَا كَانَ أَبْيَضَ أَبيضُ، وَلَكِنْ يُقَالُ لَهُ أَضْحى، قَالَ: والضُّحى مِنْهُ مأْخوذٌ لأَنهم لَا يُصَلُّون حَتَّى تَطْلُعَ الشمسُ. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ أَضْحى إِذَا كَانَ أَبْيَضَ، وَلَا يُقَالُ فرسٌ أَبيضُ، وَإِذَا اشْتَدَّ بياضُه قَالُوا أَبْيَض قرْطاسيٌّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أُنْشِدْتُ بيتَ شِعرٍ لَيْسَ فِيهِ حَلاوَةٌ وَلَا ضَحىً أَي لَيْسَ بِضاحٍ، قَالَ أَبو مَالِكٍ: وَلَا ضَحَاءٌ. وَبَنُو ضَحْيانَ: بطنٌ. وعامرٌ الضَّحْيانُ: مَعْرُوفٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وعامرٌ الضَّحْيانُ رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، وَهُوَ عامرُ بْنُ سعدِ بْنِ الخزرجِ بْنُ تَيْمِ اللَّهِ بنِ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يَقْعُدُ لقومِه فِي الضَّحاء يَقْضِي بَيْنَهُمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَجُوزُ عامرُ الضَّحْيانِ، بالإِضافة، مِثلَ ثابتِ قُطْنَة وسَعيدِ كُرْزٍ. وفارسُ الضَّحْياء، ممدودٌ: مِنْ فرْسانِهم. والضَّحْياءُ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عامرِ بنِ صَعْصَةَ وَهُوَ فارسُ الضَّحْياء؛ قَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْرٍ «2». بنِ ربيعةَ بنِ عَمْروِ بْنِ عامرٍ،

_ (2). قوله [قَالَ خِدَاشُ بْنُ زُهَيْرٍ] إلى قوله: أَبِي فَارِسُ الضَّحْيَاءِ يَوْمَ هبالة البيت هكذا في الأصل، قال في التكملة والرواية: فارس الحوّاء، وهي فرس أبي ذي الرمة، والبيت لذي الرمة. وقوله [وَالضَّحْيَاءُ فَرَسُ عَمْرِو بْنِ عامر] صحيح والشاهد عليها بَيْتَ خِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ: أَبِي فَارِسُ الضَّحْيَاءِ عَمْرُو بن عامر البيت الثاني

وعَمْروٌ جدُّه فارسُ الضَّحْياء: أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ، ... إذِ الخَيلُ، فِي القَتْلى مِنَ القومِ، تَعْثُرُ وَهُوَ الْقَائِلُ أَيضاً: أَبي فارسُ الضَّحياءِ، عَمْروُ بنُ عامرٍ، ... أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءِ عَلَى الغَدْرِ وضَحْياءُ: موضعٌ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلي: عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فَرِئامُها ... فضَحْياؤُها وَحْشٌ قَدِ أجْلَى سَوامُها والضَّواحِي: السمواتُ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ: فَمَا شَجَراتُ عِيصِكَ، فِي قُرَيْشٍ، ... بِعَشّاتِ الفُروعِ وَلَا ضَواحِ فَإِنَّمَا أَراد أَنها لَيْسَتْ فِي نواحٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد جريرٌ ب الضَّواحِي فِي بيتِه قُرَيْشَ الظَّواهِرِ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَنْزِلُونَ شِعْبَ مَكَّةَ وبَطْحاءها، أَراد جَرِيرٌ أَنَّ عبدَ الْمَلِكِ مِنْ قُرَيْش الأَباطِحِ لَا مِن قُرَيْش الظَّواهِرِ، وقُرَيش الأَباطِح أَشْرف وأَكْرَمُ مِنْ قُرَيش الظَّواهِر لأَن البَطْحاوِيِّينَ مِنْ قُرَيشٍ حاضِرَةٌ وهُمْ قُطَّانُ الحَرَمِ، والظِّواهِرُ أَعْرابُ باديةٍ. وضَاحِيَة كلِّ بَلَدٍ: ناحِيتُها البارِزة. وَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ ينزِلُون الباطنةَ، وَهَؤُلَاءِ ينزِلُون الضَّواحِيَ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي شَرْحِ بيتِ جَرِيرٍ: العَشَّةُ الدَّقِيقةُ والضَّواحي الْبَادِيَةُ العِيدانِ لَا وَرَقَ عَلَيْهَا. النِّهَايَةُ فِي الْحَدِيثِ: وَرَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الضِّحِّ والرِّيحِ ؛ أَراد كَثْرَةَ الخَيلِ والجَيْشِ. يُقَالُ: جَاءَ فلانٌ بالضِّحِّ والرِّيحِ، وأَصلُ الضِّحِّ ضِحْيٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: إِذَا نَضَبَ عُمْرُه وضَحَا ظِلُّه أَي إِذَا مَاتَ. يُقَالُ للرجُل إِذَا مَاتَ وبَطَلَ: ضَحَا ظِلُّه. يُقَالُ: ضَحَا الظِّلُ إِذَا صَارَ شَمْساً، وَإِذَا صَارَ ظِلُّ الإِنسان شَمساً فقدْ بَطَلَ صاحِبُه وماتَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا ماتَ ضَحا ظِلُّه لأَنه إِذَا مَاتَ صَارَ لَا ظِلَّ لَهُ. وَفِي الدُّعَاءِ: لَا أَضْحَى اللَّهُ ظِلَّكَ؛ مَعْنَاهُ لَا أَماتَكَ اللهُ حَتَّى يَذْهَب ظِلُّ شَخْصِكَ. وشجرةٌ ضاحِيةُ الظّلِّ أَي لَا ظِلِّ لَهَا لأَنها عَشَّةٌ دقيقةُ الأَغصانِ؛ قَالَ الأَزهري: وبيتُ جَريرٍ مَعْنَاهُ جَيِّدٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وفَخَّمَ سَيْرَنا مِنْ قُورِ حِسْمَى ... مَرُوتِ الرِّعْي ضاحِيةِ الظِّلالِ يَقُولُ: رِعْيُها مَرُوتٌ لَا نَباتَ فِيهِ، وظِلالُها ضاحيةٌ أَي لَيْسَ لَهَا ظِلٌّ لِقِلَّةِ شَجَرِها. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ ضَاحِي العِجانِ يوصفُ بِهِ المُحَبَّبُ يُمْدَحُ بِهِ، وضاحِيَةُ كلِّ بَلَدٍ: ناحِيَتُها، والجَوُّ باطِنُها. يُقَالُ: هَؤُلَاءِ يَنْزِلُونَ الباطِنةَ وَهَؤُلَاءِ يَنْزِلُونَ الضَّوَاحِيَ. وضَوَاحِي الأَرضِ: الَّتِي لَمْ يُحَطْ عَلَيْهَا. قَالَ الأَصمعي: ويُسْتَحبُّ منَ الفرَس أَن يَضْحَى عِجانُه أَي يظهرَ. ضخا: الضَّاخِيةُ: الداهية: ضدا: ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ ضَداً جبلٌ؛ وأَنشد الأَعور بْنُ بَراء: رَفَعْتُ عَلَيْهِ السَّوْطَ لَمَّا بَدا ضَداً، ... وَزَالَ زَوِيلا أَجْلَدٍ عن شِمالِيا «1».

_ (1). قوله [زويلا أجلد] هكذا في الأصل

ضرا: ضَرِيَ بِهِ ضَراً وضَراوَةً: لهِجَ، وَقَدْ ضَرِيتُ بِهَذَا الأَمر أَضْرَى ضَراوَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ للإِسلام ضَراوَةً أَي عَادَةً ولَهجاً بِهِ لَا يُصْبَرُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إياكُمْ وَهَذِهِ المَجازِرَ فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوَةً كضَراوَةِ الخمرِ. وَقَدْ ضَرَّاه بِذَلِكَ الأَمرِ. وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: يَعْتُقُ فِيهِ ويَجُودُ طَعْمُه، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ. وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إِذَا اشْتَدَّ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الضَّارِي مِنَ الآنِيَةِ الَّذِي ضُرِّي بِالْخَمْرِ، فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ النَّبيذُ صَارَ مُسْكِراً، وأَصلُه مِنَ الضَّرَاوَةِ وَهِيَ الدُّرْبَةُ والعادةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: أَنه نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي الإِناء الضَّارِي ؛ هُوَ الَّذِي ضُرِّيَ بِالْخَمْرِ وعُوِّدَ بِهَا، فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ العَصيرُ صَارَ مُسْكراً، وَقِيلَ فِيهِ مَعْنًى غَيْرُ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: لذِمْتُ بِهِ لَذَماً وضَرِيتُ بِهِ ضَرىً ودَرِبْتُ بِهِ دَرَباً، والضَّرَاوَةُ: الْعَادَةُ. يُقَالُ: ضَرِيَ الشيءُ بِالشَّيْءِ إِذَا اعْتادَه فَلَا يَكادُ يَصْبرُ عَنْهُ. وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إِذَا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه. والإِناءُ الضَّارِي بالشَّراب والبيتُ الضَّارِي باللَّحْم مِنْ كَثْرَةِ الاعْتيادِ حَتَّى يَبْقى فِيهِ ريحُه. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنَّ للَّحْم ضَراوَةً كضَرَاوَةِ الخمرِ ، أَي أَن لَهُ عَادَةً يَنزِعُ إِلَيْهَا كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن لَهُ عَادَةً طَلَّابَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن مَنِ اعْتَادَ الخمرَ وشُرْبَها أَسْرَفَ فِي النَّفَقة حِرْصاً عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ مِنِ اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لَمْ يَكَدْ يَصْبِرُ عَنْهُ فَدَخَلَ فِي بَابِ المُسْرفِ فِي نفَقَته، وَقَدْ نَهى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الإِسْراف. وكلْبٌ ضَارٍ بالصَّيْدِ، وَقَدْ ضَرِيَ ضَراً وضِراءً وضَراءً؛ الأَخيرةِ عَنْ أَبي زَيْدٍ، إِذَا اعْتادَ الصَّيْدَ. والضِّرْوُ: الكلبُ الضَّارِي، وَالْجَمْعُ ضِرَاءٌ وأَضْرٍ مِثْلُ ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه ... أَضْرِي ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْحشَ والعَزَبَا أَراد: باتَ وحْشاً وعَزباً؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ لَهُ ... إلَّا الضَّراءَ، وإلَّا صَيْدَها، نَشَبُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنِ اقْتَنى كلْباً إِلَّا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضَارٍ أَي كَلْبًا مُعَوَّداً بالصيْد. يُقَالُ: ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْرَاهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ بِهِ، ويُجْمع عَلَى ضَوارٍ. والمَواشي الضَّارِيَة: المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ. وَيُقَالُ: كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ قَيْسًا ضِراءُ اللهِ ؛ هُوَ بِالْكَسْرِ جَمْعُ ضِرْوٍ، وَهُوَ مِنَ السِّباع مَا ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس؛ الْمَعْنَى أَنهم شُجْعان تَشْبيهاً بالسِّباعِ الضَّارية فِي شَجاعَتها. والضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاري مِنْ أَوْلادِ الكِلابِ، والأُنثى ضِرْوَةٌ. وَقَدْ ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَرَاوَةً أَي تَعَوَّد، وأَضْرَاهُ صاحِبُه أَي عَوَّده، وأَضْرَاهُ بِهِ أَي أَغراهُ، وَكَذَلِكَ التَّضْرِيَة؛ قَالَ زُهَيْرٌ: مَتَّى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً، ... وتَضْرَى، إِذَا ضَرَّيْتُموها، فتَضْرَم والضِّرْوُ مِنَ الجُذامِ: اللَّطْخُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَكلَ مَعَ رجلٍ بِهِ ضِرْوٌ مِنْ جُذامٍ أَي لطْخٌ، وَهُوَ مِنَ الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ بِهِ؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ فِي الغَريبَيْن؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فالكسرُ يُرِيدُ أنَه دَاءٌ قَدْ ضَرِيَ بِهِ لَا يُفارِقُه، والفتحُ مِنْ ضَرَا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْواً إِذَا لَمْ يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي بِهِ

قُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ. والضِّرْوُ والضَّرْوُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه فِي العِطْرِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجعْدي: تَسْتَنُّ بالضِّروْ مِنْ بَراقِشَ، أَوْ ... هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ وَيُرْوَى: أَو ضامِرٍ مِنَ العُتُم، بَراقِشُ وهَيْلانُ: مَوْضَعانِ، وَقِيلَ: هُمَا وادِيانِ باليَمَن كَانَا للأُمم السَّالِفَةِ. والضِّرْوُ: المَحْلَب، وَيُقَالُ: حَبَّةُ الخَضْراء؛ وأَنشد: هَنِيئاً لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه ... عَلَى خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ أَي لَهُ بَرِيقٌ؛ أَرَادَ عُودَ سِواكٍ مِنْ شجَرةِ الضَّرْوِ إِذَا اسْتاكَتْ بِهِ الجارِيَةُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ، وَقِيلَ: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه. ابْنُ الأَعرابي: الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قَالَ جارِية بْنُ بَدْرٍ: وكأَن ماءَ الضَّرْوِ فِي أَنْيابِها، ... والزَّنْجَبيلَ عَلَى سُلافٍ سَلْسَلِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضِّرْوُ مِنْ شَجَرِ الجِبالِ، وَهِيَ مِثْلُ شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ، لَهُ عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حَبًّا ويُطْبَخُ ورَقُه حَتَّى يَنْضَجَ، فَإِذَا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إِلَى النارِ فَيَعْقِدُ وَيَصِيرُ كالقُبَّيطى، يُتداوى بِهِ مِنْ خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ. الْجَوْهَرِيُّ: الضِّرْوُ، بِالْكَسْرِ، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ مِنَ اليَمَن. واضْرَوْرَى الرجلُ «1». اضْرِيراءً: انتَفَخَ بطْنُه مِنَ الطَّعامِ واتَّخَمَ. والضَّرَاءُ: أَرضٌ مستويةٌ فِيهَا السِّباعُ ونُبَذٌ مِنَ الشَّجَرِ. والضَّرَاء: البَرازُ والفَضاءُ، وَيُقَالُ: أَرضٌ مُسْتَويةٌ فِيهَا شَجَرٌ فَإِذَا كَانَتْ فِي هَبْطةٍ فَهِيَ غَيْضَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الضَّرَاءُ المُسْتَوي مِنَ الأَرضِ، يُقَالُ: لأَمْشِيَنَّ لَكَ الضَّرَاءَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَرضٌ ضَراءٌ وَلَا مكانٌ ضَرَاءٌ. قَالَ: ونَزَلنا ب ضَرَاءٍ من الأَرض مِنَ الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية. وفي حديث مَعْدِيكرِبَ: مَشَوْا فِي الضَّراءِ ؛ والضَّرَاءُ، بِالْفَتْحِ والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ فِي الوَادي. يُقَالُ: تَوارَى الصَّيْدُ مِنْهُ فِي ضَرَاءٍ. وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إِذَا مَشَى مُسْتَخْفِياً فِيمَا يُوارِي مِنَ الشَّجَر. واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إِذَا خَتَلْتَه مِنْ حيثُ لَا يعلمَ. والضَّراءُ: مَا وَارَاكَ مِنَ الشَّجَرِ وغيرِهِ، وَهُوَ أَيضاً المشيُ فِيمَا يُوارِيكَ عَمَّنْ تَكِيدُه وتَخْتِلُه. يُقَالُ: فلانٌ لَا يُدَبُّ لَهُ الضَّرَاءُ؛ قَالَ بشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ. عَطَفْنا لَهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا ... بشَهْباءَ، لَا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها وَيُقَالُ للرجلُ إِذَا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ بِهِ: هُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ ويَمْشِي لَهُ الخَمَرَ؛ وَيُقَالُ: لَا أَمْشِي لَهُ الضَّراءَ وَلَا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ وَلَا أُخاتِلُه. والضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ. ويقال: ما وَارَاك مِنْ أَرضٍ فَهُوَ الضَّراءُ، وَمَا وَاراك مِنْ شجرٍ فَهُوَ الخَمَر. وَهُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّراءَ إِذَا كَانَ يَخْتِلُه. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا وَارَاك مِنْ شَيْءٍ وادَّارَأْتَ بِهِ فَهُوَ خَمَر، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر وَالْجَبَلُ خَمَر والشجرُ خَمَرٌ، وَمَا وَارَاكَ فَهُوَ خَمَر. أَبو زَيْدٍ: مكانٌ خَمِرٌ إِذَا كَانَ يُغَطِّي كلَّ شَيْءٍ ويُوارِيه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون

_ (1). قوله [واضْرَوْرَى الرجل إلخ] قال الصاغاني في التكملة: هو تصحيف، والصواب اظرورى بالظاء المعجمة. وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ على الصحة، ويحوز بالطاء المهملة أيضاً

الضَّرَاءَ ، هُوَ، بِالْفَتْحِ وَتَخْفِيفِ الرَّاء والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ بِهِ المَكْرَ والخَدِيعَةَ. والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائلُ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا بُزِلَت: لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم، ... سارتْ إِلَيْهِمْ سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ: هِيَ حَدِيدةٌ تُغْرَزُ فِي زِقِّ الخَمْرِ إِذَا حَضَر الْمُشْتَرِي لِيَكُونَ أُنْموذَجاً للشَّراب وَيَشْتَرِيَهُ حِينَئِذٍ، ويُستَعْمل فِي الحَضَر فِي أَسْقِيَةِ الْمَاءِ وأَوْعِيَتِه، يُعالَج بشيءٍ لَهُ لَوْلَبٌ كُلَّمَا أُدِيرَ خَرَج الماءُ، فَإِذَا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إِلَى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فَكَذَلِكَ المِبْزَل؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ: نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها، ... كَمَا ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا أَي المَجْرُوحَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ مِنْ ضَرَا يَضْرُو، وَقِيلَ: الضَّارِي العِرْقُ الَّذِي اعْتادَ الفَصْدَ، فَإِذَا حانَ حِينُه وفُصِدَ كَانَ أَسرعَ لِخُرُوجِ دَمِه، قَالَ: وَكِلَاهُمَا صحيحٌ جَيِّدٌ، وَقَدْ ضَرَا العِرْقُ. والضَّرِيُّ: كالضَّارِي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَهَا، إِذَا مَا هَدَرَتْ، أَتِيُّ ... ممَّا ضَرَا العِرْقُ بِهِ الضَّرِيُ وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لَا يكادُ يَنْقَطِعُ دَمُه. الأَصمعي: ضَرَا العِرْقُ يَضْرُو ضَرْواً، فَهُوَ ضارٍ إِذَا نَزا مِنْهُ الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَرَى يَضْرِي إِذَا سَالَ وجَرَى، قَالَ: ونَهَى عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الشُّرْبِ فِي الإِناء الضَّارِي ، قَالَ: مَعْنَاهُ السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إِلَى شارِبهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، وَكَانَتْ منازِلَ الملُوك مِنْ بَنِي آكِلِ المُرارِ، وَفِيهَا اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: كَانَ الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ عَلَى عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ ، وضَرِيَّةُ: امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بِهَا، وَهُوَ بأَرْضِ نَجْدٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وضَرِيَّة بِئرٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ ... تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا وَفِي الشَّرَفِ الرَّبَذَة. وضَرِيَّةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ نُصَيْب: أَلا يَا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ، ... سُقِيتِ الغَوادِي مِنْ عُقاب ومِنْ وَكْرِ وضَرِيَّةُ: قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ عَلَى طَرِيق البَصرة إِلَى مَكَّة، وَهِيَ إلى مَكَّة أَقْرَب. ضعا: الضَّعَةُ: شَجَرٌ بالبادِية، قِيلَ: هُوَ مِثلُ الثُّمامِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مثلُ الْكِمَامِ «1»، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُو شَجَرٌ أَوْ نَبْتٌ، وَلَا تكسَر الضَّادُ، وَالْجَمْعُ ضَعَوات؛ قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو البَعِيث: قَدْ غَبَرَتْ أُمُّ البَعِيث حِجَجَا، ... عَلَى الشَّوايَا، مَا تَحُفُّ هَوْدَجَا فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عَنْثَجا، ... كأَنَّه ذِيخٌ إِذَا تَنَفِّجَا مُتّخِذاً فِي ضَعَواتٍ تَوْلَجَا التَّوْلَجُ والدَّوْلَج: الكِناسُ، تَاؤُه بدلٌ مِنْ

_ (1). قوله [وَفِي التَّهْذِيبِ مِثْلُ الْكِمَامِ] هكذا في الأصل، والذي في نسخة التهذيب التي بيدنا: مثل الثمام، بالثاء، فلعل النسخة التي وقعت للمؤلف بالكاف

واوٍ، وَدَالُهُ بَدَلٌ مِنْ تاءٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَنْثَجُ الثَّقيلُ الأَحْمَق. ورأَيت فِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ فِي أَصل النُّسْخَةِ مَا صُورَتُهُ: انقَضى كلامُ الشَّيْخِ، وَقَدْ أَنشد هَذِهِ الأَبيات فِي بَابِ الْجِيمِ إِلَّا الْبَيْتَ الأَخير، قَالَ: وَعَلَى هَذَا يَجِبُ أَن يَكُونَ بعده مُتَّخِذٌ بِالرَّفْعِ لأَنه مِنْ صِفَةِ الذِّيخِ، وأَنشدها أَيضاً بِاخْتِلَافِ بَعْضِ أَلفاظها، فأَنشد هُنَاكَ عَنْثَجا بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ مَفْتُوحَةً وَهُنَا غُنْثُجا بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ مَضْمُومَةً، وَكِلَاهُمَا لَمْ يَذْكُرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، قَالَ: وَلَا نَبَّهَ عَلَيْهِمَا الشَّيْخُ أَيضاً، وَمَا عَلِمْت هَذَا مِنْ كَلَامِ مَنْ هُو لكِنّي نَقَلْته عَلَى صُورَتِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والنِّسْبةُ إِلَيْهَا ضعويٌّ. قَالَ الأَزهري: الضَّعَة كَانَتْ فِي الأَصل ضَعْوَةً، نُقِصَ مِنْهَا الْوَاوُ، أَلَا تَرَاهُم جَمَعُوها ضَعَواتٍ؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُها ضَعَوٌ وَالْهَاءُ عِوَض مِنَ الْوَاوِ الذاهِبَةِ مِنْ أَوَّلهِ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي فَصْل وَضَع. ابْنُ الأَعرابي: ضَعَا إِذا اخْتَبَأَ، وطَعا، بِالطَّاءِ، إِذَا ذَلَّ، وطَعا إِذَا تَباعَد أَيضاً. قَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ ضَعا إِذَا اخْتَبَأَ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ إِذَا اسْتَتَرَ، مأْخُوذٌ مِنَ الضَّعْوَةِ كأَنَّه اتخَذَ فِيهَا تَوْلَجاً أَي سَرَباً فَدَخَلَ فِيهِ مُسْتَتِرًا. ابْنُ الأَعرابي: الأَضْعاءُ السِّفَلُ. ضغا: الضَّغْوُ: الاسْتِخْذاءُ. ضَغَا يَضْغُو ضُغُوّاً وأَضْغَاه هُوَ إضْغَاءً وضَغَّاه، وضَغَا الذِّئْبُ والسِّنَّوْرُ والثَّعْلَبُ يَضْغُو ضَغْواً وضُغَاءً: صَوَّتَ وصَاحَ، وَكَذَلِكَ الكَلْبُ والحَيَّةُ، ثُمَّ كثُر حَتَّى قيلَ للإِنسانِ إِذَا ضُرِب فاسْتَغاثَ. وَفِي حَدِيثِ حُذيفة فِي قِصَّةِ قومِ لُوطٍ: فأَلْوَى بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهلُ السَّمَاءِ ضُغَاءَ كِلابِهِمْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: حَتَّى سَمِعَتِ الملائكةُ ضَوَاغِي كِلابها ، جمعُ ضاغِيَةٍ وَهِيَ الصَّائِحَةُ، وَيُقَالُ: ضُغاءٌ لِصَوْتِ كلِّ ذلِيلٍ مَقْهورٍ. والضُّغَاءُ: صوتُ الذَّلِيلِ إِذَا شُقَّ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: رأَيت صِبْياناً يَتَضَاغَوْنَ إِذَا تَباكَوْا. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ أَولاد الْمُشْرِكِينَ: إنْ شئِتِ دَعَوْتُ اللهَ أَن يُسْمِعَكِ تَضَاغِيَهم فِي النارِ أَي صِياحَهُم وبُكاءَهم. وضَغَا يَضْغُو ضَغْواً إِذَا صاحَ وضَجَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ولكِنِّي أُكْرِمُكَ أَن تَضْغُوَ هَذِهِ الصِّبْيةُ عِنْدَ رأْسِك بُكْرَةً وعَشِيّاً. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: وصِبْيَتِي يَتَضَاغَوْن حَوْلي. وضَغَا المُقامرُ ضَغْواً إِذَا خانَ وَلَمْ يَعْدِلْ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعْرِفُ قائلَه، وَلَعَلَّهُ صَغا بِالصَّادِ. وَجَاءَنَا بثَرِيدةٍ تَضَاغَى أَي تتراجَعُ مِنَ الدَّسَمِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَلِفُها واوٌ لِوُجُودِ ض غ وو عدم ض غ ي. ضفا: ضَفَا مالُه يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً: كَثُرَ. وضَفَا الشَّعَرُ والصُّوفُ يَضْفُو ضَفْواً وضُفُوّاً: كَثُرَ وطالَ. والضَّفْوُ: السَّعة والخَيْر؛ قَالَ أَبو ذؤَيب وَنَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ للأَخطل وَغَلَّطَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي ذَلِكَ وَقَالَ هُوَ لأَبي ذؤَيب: إِذَا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رأْسَه، ... وأَعْجَبَه ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْلِ «2» . وشَعَرٌ ضافٍ وذَنَبٌ ضافٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: بضافٍ فُوَيْقَ الأَرضِ لَيْسَ بأَعْزَلِ «3» . والضَّفْوُ: السُّبُوغُ. ضَفَا الشيءُ يَضْفُو. وفَرَسٌ ضَافِي السَّبِيبِ: سابِغُه. وثَوْبٌ ضَافٍ أَي سابِغٌ؛ قَالَ بِشْرٌ: لَياليَ لَا أُطاوِعُ مَنْ نَهاني، ... ويَضْفُو تحتَ كَعْبَيَّ الإِزارُ

_ (2). قوله [المعزال] هو باللام في الأصل والتهذيب والصحاح، وقال الصاغاني: الرواية المعزاب (3). هذا البيت من معلقة إمرئ القيس وصدره: ضَليعٍ، إِذا استدبرتَه، سَدَّ فرجَه

ورجلٌ ضَافِي الرأْسِ. كثيرُ شَعَرِ الرأْسِ، وفلانٌ ضَافِي الفَضْلِ عَلَى المَثَلِ. ودِيمةٌ ضَافِيَة وَهِيَ تَضْفُو ضَفْواً: تُخْصِبُ مِنْهَا الأَرضُ. وَهُوَ فِي ضَفْوٍ مِنْ عَيْشه وضَفْوةٍ مِنْ عيشِه أَي سَعةٍ. وضَفا الماءُ يَضْفُو: فاضَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وماكِدٍ تَمْأَدُه مِنْ بَحْرِه ... يَضْفُو، ويُبْدي تَارَةً عَنْ قَعْرِه تَمْأَدُه أَي تأْخُذُه فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ يَقُولُ: يَمْتَلِئُ فتَشْرَبُ الإِبلُ ماءَه حَتَّى يَظْهَرَ قَعْرُهُ. وضَفَا الحَوْضُ يَضْفُو إِذَا فاضَ مِنِ امتِلائِه. والضَّفا: جانِبُ الشَّيْءِ، وَهُمَا ضَفَواهُ أَي جانِباهُ. ضقا: التَّهْذِيبَ: ابْنُ الأَعرابي ضَقَا الرجلُ إِذَا افتَقَرَ. ضلا: التَّهْذِيبَ: ضَلا إِذَا هَلَكَ. ضمي: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ضَمى إِذَا ظَلَمَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مقلوبٌ مِنْ ضامَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ بَضَى إِذَا أَقام، مقلوب من باضَ. ضنا: الضَّنَى: السَّقِيمُ الَّذِي قَدْ طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فِيهِ، بعضُهم لَا يُثَنِّيه وَلَا يَجْمَعُه، يَذْهَبُ بِهِ مذْهَب الْمَصْدَرِ، وَبَعْضُهُمْ يُثنيه وَيَجْمَعُهُ؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحوص الْجَعْفَرِيِّ «1»: أَوْدَى بَنِيَّ، فَمَا بِرحْلي مِنهُمُ ... إلَّا غُلاما بِيئَةٍ ضَنَيانِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، بِفَتْحِ النُّونِ، وَقَدْ ضَنِيَ ضَنىً، فَهُوَ ضَنٍ. وأَضْنَاهُ المرضُ أَي أَثْقَلَه. والضَّنَى: المرضُ. ضَنِيَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَضْنَى ضَنىً شَدِيدًا إِذَا كَانَ به مرضٌ مُخامرٌ، ظُنَّ أَنه قَدْ بَرَأَ نُكِسَ. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ رجلٌ ضَنىً وَقَوْمٌ دنَفٌ وضَنىً لأَنه مَصْدَرٌ، كَقَوْلِهِمْ قَوْمٌ زَوْرٌ وعَدْل وصَوْم. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رجلٌ ضَنىً وامرأَة ضَنىً، وَهُوَ المُضْنَى مِنَ الْمَرَضِ؛ وَقَالَ: إِذَا ارْعَوَى عادَ إِلَى جَهْلِه، ... كَذِي الضَّنَى عادَ إِلَى نُكْسِه الْجَوْهَرِيُّ: رجلٌ ضَنىً وضَنٍ مثلُ حَرىً وحَرٍ. يُقَالُ: تَرَكْته ضَنىً وضَنِياً، فَإِذَا قُلْتَ ضَنىً اسْتَوى فِيهِ المُذَكَّر والمُؤنَّث وَالْجَمْعُ لأَنه مَصْدَرٌ فِي الأَصل، وَإِذَا كسرتَ النونَ ثنَّيْت وجمَعْت كَمَا قُلْناه فِي حَرٍ. وَيُقَالُ: تَضَنَّى الرجلُ إِذَا تمارَضَ، وأَضْنَى إِذَا لَزِمَ الفِراشَ مِنَ الضَّنَى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الحُدودِ: إِنَّ مَرِيضًا اشْتَكَى حَتَّى أَضْنَى أَي أَصابه الضَّنى، وَهُوَ شِدَّةُ المَرض، حَتَّى نَحَلَ جِسمُه. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَضْطَنِي عَنِّي أَي لَا تَبْخَلي بانْبِساطك إليَّ، وَهُوَ افْتِعالٌ مِنَ الضَّنَى المرضِ، والطاءُ بدلٌ مِنَ التَّاءِ. وَيُقَالُ: رجلٌ ضَنٍ ورجُلانِ ضَنِيانِ وامرأَة ضَنِيَةٌ وقومٌ أَضْناءٌ. والمُضانَاةُ: المُعاناة: وضنَت المرأَةُ تَضْني ضَنىً وضَناءً، مَمْدُودٌ: كَثُرَ ولَدُها، يُهْمَزُ وَلَا يُهمز؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو وتَضْني ضَنىً إِذَا كثُرَ ولَدُها، وَهِيَ الضَانِيَة، وَقِيلَ: ضَنَت وضَنَأَتْ وأَضْنأَتْ إِذَا كثُرَ أَولادُها. أَبو عَمْرٍو: الضَّنْءُ الوَلَدُ، مهموزٌ ساكِنُ النونِ، وَقَدْ يُقَالُ الضِّنءُ. قَالَ أَبو المُفَضَّل: أعرابيٌّ مِنْ بَنِي سَلامة مِنْ بَنِي أَسَد قَالَ الضَّنْءُ الوَلَد والضِّنْءُ الأَصل؛ قال الشاعر:

_ (1). قوله [عَوْفُ بْنُ الأَحوص الْجَعْفَرِيُّ] هكذا في الأصل، وفي المحكم: ابن الأَخوص الجعدي

ومِيراث ابنِ آجَرَ حيثُ أَلْقَى ... بأَصْلِ الضِّنْءِ ضِئْضِئه الأَصيل «1» . ابْنُ الأَعرابي: الضُّنَى الأَولاد. أَبو عَمْرٍو: الضَّنْو والضِّنْو الوَلَد، بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا بِلَا هَمْز. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ لَهُ أَعرابيٌّ إنِّي أَعْطَيْتُ بعضَ بَنِيَّ نَاقَةً حَياتَه وَإِنَّهَا أَضْنَتْ واضْطَرَبَتْ، فَقَالَ هِيَ لَهُ حَياتَه ومَوْتَه ؛ قَالَ الهَرَوي والخطَّابي: هَكَذَا رُوِيَ وَالصَّوَابُ ضَنَتْ أَي كثُر أَولادُها، يُقَالُ: امرأَةٌ ماشِيةٌ وضَانِيَةٌ، وَقَدْ مَشَتْ وضَنَتْ أَي كَثُرَ أَولادها. والضِّنَى، بِالْكَسْرِ: الأَوجاعُ المُخِيفة. ضها: اللَّيْثُ: المُضَاهَاةُ مشاكَلَة الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، وَرُبَّمَا هَمَزُوا فِيهِ. وضَاهَيتُ الرجلَ: شاكَلْتُه، وَقِيلَ: عارَضْتُه. وَفُلَانٌ ضَهِيُّ فلانٍ أَي نظيرُه وشَبيهُه، عَلَى فَعِيلٍ. قَالَ اللَّهُ تعالى: يُضاهُونَ قوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُضَاهُون أَي يُضارعونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِقولِهم اللَّات والعُزَّى، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَهْمِزُ فيقول يُضاهِؤُنَ، وَقَدْ قرأَ بِهَا عَاصِمٌ؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى [يُضَاهُون] قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ يُشَابِهُونَ فِي قَوْلِهِمْ هَذَا قولَ مَنْ تقدَّم مِنْ كَفَرتهم أَي إِنَّمَا قَالُوهُ اتِّبَاعًا لَهُمْ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ؛ أَي قَبِلُوا مِنْهُمْ أَنَّ المسيحَ والعُزَيْرَ ابْنا اللَّهِ، قَالَ: واشْتِقاقُه مِنْ قَوْلِهِمُ امرأَةٌ ضَهْيَأٌ، وَهِيَ الَّتِي لَا يَظْهَرُ لَهَا ثدْيٌ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا تَحِيضُ، فكأَنها رجُلٌ شَبَهاً، قَالَ: وضَهْيَأٌ فَعْلأٌ، الهمزةُ زائدةٌ كَمَا زِيدَت فِي شَمْألٍ وَفِي غِرْقِئ البَيْضِ، قَالَ: وَلَا نَعْلَم الهمزةَ زِيدَتْ غَيْرَ أَوَّلٍ إِلَّا فِي هَذِهِ الأَسماء، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الضَّهْيَأُ بِوَزْنِ الضَّهْيَعِ فَعْيَلًا، وَإِنْ كَانَتْ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي الْكَلَامِ فَقَدْ قَالُوا كنَهْبَل وَلَا نَظِيرَ لَهُ. والضَّهْيَأُ: الَّتِي لَمْ تَحِضْ قَطُّ، وَقَدْ ضَهِيَتْ تَضْهَى ضَهىً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الضَّهْيَأُ والضَّهْيَاءُ عَلَى فَعْلاء مِنَ النِّساء الَّتِي لَا تَحِيضُ ولايَنْبُتُ ثَدْياها وَلَا تَحْمِل، وَقِيلَ: الَّتِي لَا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الضَّهْيَأُ الَّتِي لَا يَنْبُتُ ثَدْياهَا، فَإِذَا كَانَتْ كَذَا فَهِيَ لَا تَحِيضُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الضَّهْيَاءُ، مَمْدودٌ، الَّتِي لَا تحيضُ وَهِيَ حُبْلَى. قَالَ ابنُ جنِّي: امرأَةٌ ضَهْيَأةٌ وزنُها فعلأَةٌ لِقَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهَا ضَهْياءُ، وأَجاز أَبو إِسْحَاقَ فِي هَمْزَةِ ضَهْيَأَة أَن تَكُونَ أَصلًا وَتَكُونَ الياءُ هِيَ الزائِدَةَ، فعَلَى هَذَا تَكُونُ الكَلِمَة فَعْيَلَةً، وذَهَبَ فِي ذَلِكَ مَذْهَباً مِنْ الِاشْتِقَاقِ حَسَناً لَوْلَا شيءٌ اعتَرَضه، وَذَلِكَ أَنه قَالَ يُقَالُ ضاهَيْتُ زَيْدًا وضَاهَأْتُ زَيْدًا، بِالْيَاءِ وَالْهَمْزَةِ، قَالَ: والضَّهْيَأَةُ هِيَ الَّتِي لَا تَحِيضُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا ثَدْيَ لَهَا، قَالَ: فَيَكُونُ «2». ضَهيَأَة فَعْيَلَة مِنْ ضَاهأْت بالهَمْز، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي هَذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ الاشتِقاق مَعْنًى حَسَنٌ، وَلَيْسَ يَعْتَرِضُ قولَه شيءٌ إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام فَعْيَلٌ، بِفَتْحِ الفاء، إنما هو فِعْيَلٌ بِكَسْرِهَا نَحْوُ حِذْيَمٍ وطِرْيَمٍ وغِرْيمٍ وغِرْيَنٍ وَلَمْ يأْت الْفَتْحُ فِي هَذَا الفَنِّ ثَبْتاً إِنَّمَا حَكَاهُ قومٌ شَاذًّا؛ والجمعُ ضُهْيٌ، ضَهِيَتْ ضَهىً. وَقَالَتِ إمرأَة لِلْحَجَّاجِ فِي ابْنِها وَهُوَ محبوسٌ: إنِّي أَنا الضَّهْيَاءُ الذَّنَّاءُ؛ ف الضَّهْيَاءُ هُنَا: الَّتِي لَا تَلِدُ وإنْ حاضَتْ،

_ (1). قوله [حيث ألقى] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: حيث ألقت (2). قوله [هِيَ الَّتِي لَا ثَدْيَ لها قال فيكون إلخ] هكذا في النسخ التي بأيدينا، وعبارة المحكم: هِيَ الَّتِي لَا ثَدْيَ لها، قال: وفي هذين معنى المضاهأة لأَنها قد ضاهأت الرجال بأنها لا تحيض كما ضاهأتهم بأنها لَا ثَدْيَ لَهَا، قَالَ فيكون إلخ

والذَّنَّاءُ المُسْتَحاضَة؛ وروُي أَن عِدَّةً مِنَ الشُّعَرَاءِ دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ أَجيزوا: وضَهْياءَ مِنْ سِرَّ المَهارِي نَجِيبةٍ ... جَلَسْتُ عَلَيْها، ثُمَّ قلتُ لَهَا إخِ فَقَالَ الرَّاعِي: لِتَهْجَعَ واسْتَبْقَيْتُها، ثُمَّ قَلَّصَتْ ... بِسُمْرٍ خِفافِ الوَطْءِ وارِيَةِ المُخِ قَالَ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ: الضَّهْيَاءُ الَّتِي لَا ثَدْيَ لَها، وأَما الَّتِي لَا تَحِيضُ فَهِيَ الضَّهْيَأَةُ؛ وأَنشد: ضَهْيَأَة أَو عاقِر جَمَادُ وَقِيلَ: إِنَّهَا فِي كِلْتا اللُّغَتَيْنِ الَّتِي لَا ثَدْي لَهَا وَالَّتِي لَا تحِيضُ. والضَّهْيَاءُ مِنَ النُّوقِ: الَّتِي لَا تَضْبَعُ وَلَمْ تَحْمِلْ قطُّ، وَمِنَ النساءِ الَّتِي لَا تَحِيضُ. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو: امرأَة ضَهْيَاةٌ وضَهْيَاهٌ، بِالتَّاءِ والهاءِ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَطْمِث، قَالَ: وَهَذَا يَقْتَضِي أَن يَكُونَ الضَّهْيا مَقْصُورًا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: الضَّهْواءُ مِنَ النسَاءِ الَّتِي لَمْ تَنْهُد، وَقِيلَ: الَّتِي لَا تَحِيضُ وَلَا ثَدْيَ لَهَا. والضَّهْيا، مقصورٌ: الأَرضُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ، وَقِيلَ: هُوَ شجرٌ عِضاهِيٌّ لَهُ بَرَمَةٌ وعُلَّفَةٌ، وَهِيَ كثيرةُ الشَّوْكِ، وعُلَّفُها أَحْمَرُ شدِيد الحُمْرة وورَقُها مثلُ ورَقِ السَّمرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الضَّهْيَاءُ، ممدودٌ، شجَرٌ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واحِدَتُه ضَهْياءَةٌ. أَبو زَيْدٍ: الضَّهْيَأُ بِوَزْنِ الضَّهْيَعِ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، مثلُ السيَّالِ وجَناتُهُما واحِدٌ فِي سِنْفَةٍ، وَهِيَ ذاتُ شَوْكٍ ضعيفٍ ومنَبِتُها الأَوْدِيةُ والجبالُ. وَيُقَالُ: أَضْهَى فُلان إِذَا رَعَى إبِله الضَّهْيَأَ، وَهُوَ نَبَاتٌ مَلْبَنَة مَسْمَنَة. التَّهْذِيبِ: أَبو عَمْرٍو الضَّهْوَةُ برْكَةُ الْمَاءِ، والجَمع أَضْهاءٌ. ابْنُ بُزُرْجَ: ضَهْيَأَ فلانٌ أَمْرَه إِذَا مَرَّضَه وَلَمْ يَصْرِمْهُ. الأُمَوي: ضَاهَأْتُ الرجلَ رَفَقْتُ بِهِ. خَالِدُ بْنُ جَنْبَة: المُضَاهَاةُ المُتابَعة. يُقَالُ: فلانٌ يُضَاهِي فُلَانًا أَي يُتَابِعُه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَشدّ الناسِ عَذاباً يومَ القيامَة الَّذِينَ يُضَاهُونَ خَلْقَ اللهِ أَي يُعارِضُون بِمَا يَعْملون خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى، أَرادَ المُصَوِّرينَ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى قولِ عُمَر لكَعْب ضَاهَيْتَ اليَهُوديَّةَ أَي عارَضْتَها وشابَهْتَها. وضُهَاءٌ: مَوضِعٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: لَعَمْرُكَ مَا إنْ ذُو ضُهاءٍ بِهَيِّنٍ ... عَلَيَّ، وَمَا أَعْطَيْتُه سَيْبَ نائِلِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنا أَنَّ همزَةَ ضُهاءٍ ياءٌ لِكَوْنِهَا لَامًا مَعَ وجودنا لضَهْيَإٍ وضَهْياءَ. ضوا: الضَّوَّةُ والعَوَّةُ: الصوتُ والجَلَبَةُ. أَبو زَيْدٍ والأَصمعي مَعًا: سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُمْ أَي أَصْواتَهُم. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّوَّة والعَوَّة بِالصَّادِ، وَقَالَ: الصَّوَّةُ الصَّدَى والعَوَّةُ الصِّياحُ فكأَنهما لغتانِ. والضَّوَّةُ مِنَ الأَرضِ: كالصُّوَّةِ، وَلَيْسَ بِثَبتٍ. والضَّوْضَاةُ والضَّوْضَاءُ: أَصْواتُ النَّاسِ وجَلَبَتُهُمْ، وَقِيلَ الأَصْوات المُخْتَلِطَة والجَلَبة. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ ذَكَر رؤْيتَه النارَ وأَنه رأَى فِيهَا قَوْمًا: إِذَا أَتاهم لَهَبُها ضَوْضَوْا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي ضجُّوا وَصَاحُوا، والمصدرُ مِنْهُ الضَّوْضَاءُ؛ قَالَ الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ: أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً، فَلَمَّا ... أصْبَحُوا، أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِندي أَنَّ ضَوْضاء هَاهُنَا فَعْلاء،

ضَوْضَيْتُ ضَوْضاةً وضِيضَاءً. التَّهْذِيبِ: الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ، وَهُوَ الضَّوْضاءُ. وَيُقَالُ: ضَوْضَوْا، بِلَا هَمْزٍ، وضَوْضَيْتُ، أَبْدَلوا مِنَ الواوِ يَاءً. ورجلٌ ضُواضِيَةٌ: داهِيَةٌ مُنْكَرٌ. والضَّوَى: دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةُ الجِسْمِ خِلْقَةً، وَقِيلَ: الضَّوَى الهُزالُ، ضَوِيَ ضَوىً؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الزَّنْدَيْنِ الزَّنْدَ والزَّنْدَةَ حينَ يُقْدَح مِنْهُمَا: أَخُوها أَبُوها، والضَّوَى لَا يَضِيرُها، ... وساقُ أَبِيعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا يصِفُهما بأَنهما مِنْ شَجَرة واحِدَة، وَقَوْلُهُ: وسَاقُ أَبِيها أُمّها يُرِيدُ أَنَّ ساقَ الغُصْنِ «1». الَّذِي قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ وأُمُّها ساقُه، وغلامٌ ضاوِيٌّ، وَكَذَلِكَ غيرُ الإِنْسانِ مِنْ أَنواعِ الحَيوانِ، وَمَا أَدْرِي مَا أَضْوَاهُ. وأَضْوَى الرجلُ: وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ ضَاوِيٌّ وَكَذَلِكَ المرأَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا أَي تَزَوَّجُوا فِي البِعَادِ الأَنْسابِ لَا فِي الأَقَارِبِ لِئَلَّا تَضْوَى أَوْلادُكُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ انْكِحُوا فِي الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ، فإِنَّ ولَد الغَرِيبَةِ أَنْجَبُ وأَقْوَى، وولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ وأَضْوَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فَتىً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِيبَةٌ ... فَيَضْوَى، وقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ القَرَائِبِ «2» . وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَزَوَّجُوا فِي الأَجْنَبِيَّاتِ وَلَا تَتَزَوَّجُوا فِي العُمُومَةِ وَذَلِكَ أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ مِنْ قَرابَتِه يَجِيءُ ضَاوِيّاً نَحِيفاً، غيرَ أَنَّه يَجِيءُ كَرِيمًا عَلَى طَبْع قَوْمِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ذَاكَ عُبَيْدٌ قَدْ أَصابَ مَيَّا، ... يَا لَيْتَه أَلْقَحَها صَبِيَّا فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِيَّا وَقَالَ الشَّاعِرُ: تَنَحَّيْتُها للنَّسْلِ، وَهْيَ غَرِيبَةٌ، ... فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا وَمَعْنَى لَا تُضْوُوا أَي لَا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِينَ أَي ضُعفَاءَ، الواحِدُ ضَاوٍ، وَمِنْهُ: لَا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِيبَة فإِنَّ الوَلَد يُخْلَقُ ضَاوِيّاً. الأَزهري: الضَّوَى مَقصورٌ مصدَرُ الضَّاوِي، ويُمَدُّ فَيُقَالُ ضَاوِيٌّ عَلَى فاعُولٍ إِذا كانَ نحِيفاً قليلَ الجِسْمِ، والفِعْلُ ضَوِيَ، بِالْكَسْرِ، يَضْوَى ضَوىً، فَهُوَ ضَاوٍ، وَهُوَ الَّذِي يُولَدُ بَيْنَ الأَخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ، وأَنشدَ بيتَ ذِي الرُّمة. وسُئِلَ شَمِرٌ عَنِ الضَّاوِي فَقَالَ: جَاءَ مُشَدَّداً، وَقَالَ: رجلٌ ضَاوِيٌّ بَيِّنُ الضاوِيَّةِ، وَفِيهِ ضاوِيَّة، وَجَارِيَةٌ ضاوِيَّة، وَقَالَ: جاءَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنَّه قَالَ ضَاوِيٌّ ضعِيفٌ فاسِدٌ، عَلَى فاعُولٍ مِثْلُ سَاكُوتٍ، قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ مِنَ الضَّاوِي مِنَ الهُزال ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً، وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ ضَعِيفاً. ابْنُ الأَعرابي: وأَضْوَتِ المرأَةُ، وَهُوَ الضَّوَى، ورجلٌ ضاوٍ إِذا كَانَ ضَعِيفًا، وَهُوَ الحَارِضُ. وَقَالَ الأَصمعي: المُودَنُ الَّذِي يولدُ ضَاويّاً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَاحِدُ الضواوِيِّ ضاوِيٌّ، وَوَاحِدُ العَواوِير عاوِرٌ «3». وأَضْوَيْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه ولَمْ تُحْكِمْهُ.

_ (1). قوله [يُرِيدُ أَنَّ سَاقَ الْغُصْنِ إلخ] هذه العبارة في الأَصول (2). قوله [القرائب] هكذا في الأَصل المعتمد والتهذيب والأَساس، وتقدم لنا في مادة ردد: الغرائب: بالغين، كما في بعض الأُصول هنا (3). قوله [واحد العواوير عاور] هكذا في الأُصول، وفي القاموس أن العواوير جمع عوّار، كرمان

وأَضْوَاهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِيَّاهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وضَوَى إِليه ضَيّاً وضُوِيّاً: انْضَمَّ ولَجَأَ. وضَوَيْتُ إِليه، بِالْفَتْحِ، أَضْوِي ضُوِيّاً إِذا أَوَيْت إِليه وانْضَمَمْت. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ يومَ حُنَيْنٍ ضَوَى إِليه الْمُسْلِمُونَ أَي مالُوا، وَقَدِ انْضَوَى إِليه. وَيُقَالُ: ضَواهُ إِليه وأَضْوَاه. وضَوَى إِليَّ مِنْهُ خَيْرٌ ضَيّاً وضُوِيّاً. وضَوَى إِلَيْنَا خَبَرُه: أَتانا لَيْلًا. والضَّاوِي: الطَّارِقُ. ابنُ بُزُرج: يُقَالُ ضَوَى الرجلُ إِلَيْنا أَشَدَّ المَضْوِيَة أَي أَوَى إِلَينا، كالمَأْوِيَةِ مِنْ أَوَيْت. وَيُقَالُ: ضَوَيْت إِلَى فُلَانٍ أَي ملْت، وضَوَى إِلينا أَوَى إِلينا، وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: ضَوَى إِلينا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كَذَا وَكَذَا أَي أَوَى إِلينا، وَقَدْ أَضْواهُ الليلُ إِلينا فغَبَقْناه، وَهُوَ يَضْوِي إِلينا ضَيّاً. والضَّواةُ: غُدَّةٌ تَحْتَ شَحْمةِ الأُذُنِ فَوْقَ النَّكَفةِ، وَقَدْ ضُوِيَتِ الإِبِلُ. والضَّواةُ: ورَمٌ يَكُونُ فِي حلوقِ الإِبلِ وغيرِها، والجمعُ ضَوًى. التَّهْذِيبِ: الضَّوى ورَمٌ يُصِيبُ البعيرَ فِي رأْسِه يَغْلِبُ عَلَى عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لِذَلِكَ خَطْمُه فَيُقَالُ بعيرٌ مَضْوِيٌّ، وَرُبَّمَا اعْتَرَى الشِّدْقَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هِيَ الضَّوَاةُ عِنْدَ العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ. والسِّلْعةُ ضَوَاةٌ أَيضاً، وكلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ. يُقَالُ: بِالْبَعِيرِ ضَواةٌ أَي سِلْعة، وكلُّ سِلْعةٍ فِي البَدَنِ ضَواةٌ؛ قَالَ مُزَرِّد: قَذِيفة شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بِهَا، ... فَصَارَتْ ضَواةً فِي لَهازِمِ ضِرْزِمِ والضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ مِنْ حَياءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد، وَفِي التَّهْذِيبِ: قبلَ أَن يُزايِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ، قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ حَوْصَلة قطاةٍ: لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُرىً ... وَلَا خَرْزِ كَفٍّ، بينَ نَحْرٍ ومَذْبَحِ والضَّاوِيُّ: اسمُ فَرَسٍ كَانَ لِغَنيٍّ؛ وأَنشد شَمِرٌ: غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِي ... مِنْ نَسَبِ الضَّاوِيِّ، ضاوِيِّ غَني.

فصل الطاء المهملة

الجزء الخامس عشر وي فصل الطاء المهملة طآ: الطآةُ مثلُ الطَّعاةِ: الحَمْأَةُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَذَا قرأْتُه عَلَى أَبي سَعِيدٍ فِي المُصَنَّف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَحمر الطاءَةُ مثلُ الطاعَةِ الحَمْأَةُ، والطَّآةُ مَقْلوبَةٌ مِنَ الطَّاءَةِ مِثْلُ الصَّآةِ مقلوبةٌ مِنَ الصَّاءَةِ، وَهِيَ مَا يَخْرُجُ مِنَ القَذَى مَعَ المَشِيمة. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الطُّؤاةُ الزُّناة. وَمَا بِالدَّارِ طُوئِيٌّ مِثَالُ طُوعِيٍّ وطُؤْوِيٌّ أَيْ مَا بِهَا أَحَدٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدَة ليسَ بِها طُوئِيُّ، ... وَلَا خَلا الجِنَّ بِها إِنْسِيُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: طُوئِيٌّ عَلَى أَصله، بِتَقْدِيمِ الْوَاوِ عَلَى الْهَمْزَةِ، لَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ لأَن آخِرَهُ هَمْزَةٌ، وَإِنَّمَا يَكُونُ مِنْ هَذَا الْبَابِ طُؤْوِيٌّ، الْهَمْزَةُ قَبْلَ الواوِ، عَلَى لُغَةِ تَمِيمٍ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الكِلابيون يَقُولُونَ: وبَلْدَةٍ ليسَ بها طُوئِيُ الْوَاوُ قَبْلَ الْهَمْزَةِ، وتميمٌ تجعلُ الْهَمْزَةَ قَبْلَ الْوَاوِ فتقولُ طُؤْوِيٌّ. طبي: طَبَيْته عَنِ الأَمر: صَرَفْتَه. وطَبَى فُلَانٌ فُلَانًا يَطْبيه عَنْ رَأْيه وأَمْرِه. وكلُّ شيءٍ صَرَفَ شَيْئًا عَنْ شيءٍ فقَدْ طَبَاهُ عَنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا يَطَّبيني العَمَلُ المُفَدَّى «4» أَي لَا يَسْتَميلُني. وطَبَيته إِلَيْنَا طَبْياً وأَطْبَيْته: دَعَوْته، وَقِيلَ: دَعَوْتُه دُعاءً لَطِيفًا، وَقِيلَ: طَبَيْته قُدْته؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: لَياليَ اللَّهوُ يَطْبِيني فأَتبَعُه، ... كأَنَّني ضارِبٌ فِي غَمْرةٍ لَعِبُ ويروى: طبو يَطْبُوني أَي يَقُودُني. وطَباهُ طبو يَطْبُوه ويَطْبِيه إِذَا دَعاه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَقُولُ ذُو الرُّمَّةِ يَدْعُوني اللَّهوُ فأَتْبَعُه، قَالَ: وَكَذَلِكَ اطَّباهُ عَلَى افْتَعَلَه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ مُصْعَباً اطَّبَى القُلوب حَتَّى مَا تَعْدِلُ بِهِ أَي تَحَبَّب إِلَى قُلُوب النَّاس وقَرَّبَها مِنْهُ. يقال: طَباهُ طبو يَطْبُوه

_ (4). قوله [المفدى] هكذا في الأصل المعتمد عليه، وفي التهذيب: المقذى، بالقاف والذال المعجمة.

ويَطْبِيه إِذَا دَعاهُ وصَرَفَه إِلَيْهِ واختارَه لنَفْسِه، واطَّباه يَطَّبِيه افْتَعَلَ مِنْهُ، فقُلِبَت التاءُ طَاءً وأُدْغِمَت. والطَّباةُ: الأَحْمَقُ. والطُّبْيُ والطِّبْيُ: حَلَماتُ الضَّرْع الَّتِي فِيهَا اللَّبَنُ مِنَ الخُفِّ والظِّلْفِ والحافرِ والسِّباع، وَقِيلَ: هُوَ لذَواتِ الحافِرِ والسِّباعِ، كالثَّدْي لِلْمَرْأَةِ وكالضَّرْعِ لِغَيْرها، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَطْباءٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للسِّباعِ كُلِّهَا طِبْيٌ [طُبْيٌ] وأَطْبَاءٌ، وَذَوَاتُ الحافِرِ كُلُّها مِثْلُها، قَالَ: والخُفّ والظِّلْف خِلْفٌ وأَخلافٌ. التَّهْذِيبِ: والطُّبْيُ الْوَاحِدُ مِنْ أَطْباءِ الضَّرْع، وكلُّ شَيء لَا ضَرْع لَهُ، مثلُ الكَلْبَة، فَلَها أَطْباءٌ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَايا: وَلَا المُصْطَلَمَة أَطْباؤُها أَيِ المَقْطُوعَة الضُّرُوعِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ يُقَالُ لِمَوْضع الأَخْلافِ مِنَ الخَيْلِ والسِّباعِ أَطْبَاءٌ كَمَا يُقَالُ فِي ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ خِلْفٌ وضَرْعٌ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّة: كأَنَّ إحْدَى يَدَيه طُبْيُ شاةٍ. وَفِي المَثَل: جاوَزَ الْحِزَامُ الطُّبْيَين. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: قَدْ بَلغ السيْلُ الزُّبى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْن ؛ قَالَ: هَذَا كِنَايَةٌ عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي تَجاوُزِ حَدِّ الشَّرِّ والأَذى لأَن الْحِزَامَ إِذَا انْتَهَى إِلَى الطُّبْيَيْنِ فَقَدِ انْتَهى إِلَى أَبعد غاياتِه، فكيفَ إِذَا جَاوَزَه؟ وَاسْتَعَارَهُ الحسينُ بْنُ مُطَيْر للمطَر عَلَى التَّشْبِيهِ فَقَالَ: كَثُرَتْ ككَثْرَة وَبْلِهِ أَطْبَاؤه، ... فإذا تَجَلَّتْ فاضَتِ الأَطْباءُ «1» وخِلْفٌ طَبِيٌّ مُجَيَّبٌ. وَيُقَالُ: أَطْبَى بنُو فلانٍ فُلَانًا إِذَا خالُّوه وقَبِلُوه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ خالُّوه ثُمَّ قَتَلوه. وَقَوْلُهُ خالُّوه مِنَ الخُلَّة، وَهِيَ المَحَبَّة. وَحُكِيَ عَنْ أَبِي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ قَالَ: شاةٌ طبو طَبْوَاءُ إِذَا انْصَبَّ خِلْفاها نحو الأَرض وطالا. طثا: الطَّثْيَة: شجرةٌ تَسْمُو نحوَ القامةِ شَوِكَةٌ مِنْ أَصلها إِلَى أَعْلاها، شوكُها غالبٌ لوَرَقِها، ووَرَقُها صِغارٌ، وَلَهَا نُوَيْرةٌ بَيْضَاءُ يَجْرُسُها النَّحْلُ، وَجَمْعُهَا طَثْيٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: طَثَا إذا لعِبَ بالقُلَةِ. والطُّثَى: الخَشَبات الصِّغارُ. طحا: طَحَاه طَحْواً وطُحُوّاً: بَسَطَهُ. وطَحَى الشَّيْءَ يَطْحِيه طَحْياً: بَسَطَه أَيضاً. الأَزهري: الطَّحْو كالدَّحْو، وَهُوَ البَسْطُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ طَحَا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى. والطَّاحِي: المُنْبَسِطُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْأَرْضِ وَما طَحاها ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: طَحَاها ودَحاها واحدٌ، قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ ومَنْ دَحاها فأَبدَل الطاءَ مِنَ الدَّالِ، قَالَ: ودَحاها وسَّعَها. وطَحَوْته مثلُ دَحَوْته أَي بَسَطْته. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قِراءَة الكِسائي طَحِيَها بالإِمالَة، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ ذَواتِ الواوِ، فَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ لأَنّها جاءتْ مَعَ مَا يَجُوزُ أَن يُمال، وَهُوَ يَغْشاها وبَناها، عَلَى أَنهم قَدْ قَالُوا مِظَلَّة مَطْحِيَّة، فَلَوْلَا أَنَّ الْكِسَائِيَّ أَمال تَلاها مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها، لقُلْنا إِنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ مِظَلَّة مَطْحِيَّة ومِظَلَّة مَطْحُوَّة: عَظِيمَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: ومِظَلَّة طاحِيةٌ وَمَطْحِيَّةٌ عَظيمةٌ، وَقَدْ طَحاها طحْواً وطَحْياً. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَيْتِ الْعَظِيمِ: مِظَلَّةٌ مَطْحُوَّةٌ ومَطْحِيَّة وَطَاحِيَةٌ، وَهُوَ الضخْمُ. وضَربَه ضرْباً طَحَا مِنْهُ أَي امْتَدَّ. وطَحَا بِهِ قَلْبُه وهَمُّه يَطْحَى طَحْواً: ذَهَبَ بِهِ فِي مذهبٍ بعيدٍ، مأْخوذٌ مِنْ ذَلِكَ. وطَحَا بِكَ قَلْبُكَ يَطْحى طَحياً: ذَهَبَ. قَالَ: وأَقبَل التَّيْسُ فِي طَحْيَائه

_ (1). قوله [تجلت] هكذا في الأصل.

أَي هِبَابِه. وطَحَا يَطْحُو طُحُوّاً: بعُدَ؛ عَنِ ابْنِ دُريدٍ. والقومُ يَطْحَى بعضُهم بَعْضًا أَي يَدفَع. وَيُقَالُ: مَا أَدْرِي أَينَ طَحَا، مِنْ طَحَا الرجلُ إِذَا ذَهَبَ فِي الأَرضِ. والطَّحَا مقصورٌ: المُنْبَسِطُ مِنَ الأَرض. والطَّحْيُ مِنَ الناسِ: الرُّذالُ. والمُدوِّمَةُ الطَّواحي: هِيَ النُّسورُ تَسْتديرُ حولَ القَتْلى. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُطَحِّي اللازِقُ بالأَرض. رَأَيْتُهُ مُطَحِّياً أَي مُنْبَطِحاً. والبَقْلة المُطَحِّيَة: النابتَةُ عَلَى وَجْهِ الأَرضِ قَدْ افْتَرَشَتْها. وَقَالَ الأَصمعي فِيمَا رَوى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ: إِذَا ضرَبَه حَتَّى يَمْتَدَّ مِنَ الضَّرْبَةِ عَلَى الأَرضِ قِيلَ طَحَا مِنْهَا؛ وأَنشد لصَخْر الغَيّ: وخَفِّضْ عَليكَ القَولَ، واعْلَم بأَنَّني ... منَ الأَنَسِ الطَّاحِي عليكَ العَرَمْرَمِ وضَرَبَه ضرْبةً طَحا مِنْهَا أَي امْتَدَّ؛ وَقَالَ: لَهُ عَسْكَرٌ طاحِي الضِّفَافِ عَرَمْرَم وَمِنْهُ قِيلَ طَحَا بِهِ قلْبُه أَي ذَهَبَ بِهِ فِي كلِّ مَذْهَبٍ؛ قَالَ عَلْقَمة بنُ عَبدَة: طَحَا بكَ قلبٌ، فِي الحِسانِ طَرُوبُ، ... بُعَيْدَ الشَّبابِ، عَصْرَ حانَ مَشيبُ قَالَ الْفَرَّاءُ: شَرِبَ حَتَّى طَحَّى، يريدُ مَدَّ رِجْلَيْهِ؛ قَالَ: وطَحَّى البعيرُ إِلَى الأَرض إِمّا خِلاءً وَإِمَّا هُزالًا أَي لَزِقَ بِهَا. وَقَدْ طَحَّى الرجلُ إِلَى الأَرض إِذَا مَا دَعَوْه فِي نَصْرٍ أَو معروفٍ فلمْ يأْتِهِم، كلُّ ذَلِكَ بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الأَصمعي: كأَنه رَدَّ قَوْلَهُ بِالتَّخْفِيفِ «1» والطاحِي: الْجَمْعُ العظيمُ. والطائحُ: الهالكُ، وطَحا إِذَا مَدَّ الشيءَ، وطَحا إِذَا هَلَكَ. وطَحَوْته إِذَا بَطَحْته وصَرَعْته فطَحَّى: انْبَطَح انْبِطَاحًا. والطَّاحِي: المُمْتَدُّ. وطحَيْتُ أَي اضْطَجَعت. وفَرَسٌ طاحٍ أَي مُشْرِفٌ. وَقَالَ بعضُ الْعَرَبِ فِي يمينٍ لَهُ: لَا والقمرِ الطَّاحِي أَي المُرْتَفِعِ. والطُّحَيُّ: موضعٌ؛ قَالَ مُلَيْح: فأَضْحَى بأَجْزاعِ الطُّحَيِّ، كأَنه ... فَكِيكُ أُسارَى فُكَّ عَنْهُ السلاسِلُ وطاحيةُ: أَبو بَطْنٍ مِنَ الأَزْدِ، من ذلك. طخا: طَخا الليلُ طَخْواً وطُخُوّاً: أَظْلَم. والطَّخْوةُ: السَّحابةُ الرَّقيقة. وَلَيْلَةٌ طَخْوَاءُ: مُظلِمة. والطَّخْيَةُ والطُّخْيَةُ؛ عَنْ كراعٍ: الظُّلْمَة. وليلةٌ طَخْياءُ: شديدةُ الظُّلْمَة قَدْ وارَى السَّحابُ قَمَرَها. وليالٍ طاخياتٌ عَلَى الْفِعْلِ أَو عَلَى النَّسَبِ إِذ فاعلاتٌ لَا يكونُ جَمْعَ فَعْلاءَ. وظلامٌ طاخٍ. والطَّخْيَاءُ: ظُلمةُ الليلِ، ممدودٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّيْلَةُ المُظلِمةُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي لَيْلةٍ صَرَّةٍ [صِرَّةٍ] طَخْيَاءَ داجِيَةٍ ... مَا تُبْصِرُ العينُ فِيهَا كَفَّ مُلْتَمِسِ قَالَ: وطَخا ليلُنا طَخْواً وطُخُوّاً أَظلم. والطَّخَاءُ والطَّهاءُ والطَّخافُ، بِالْمَدِّ: السَّحابُ الرقيقُ المرتفعُ؛ يُقَالُ: مَا فِي السَّمَاءِ طَخَاءٌ أَي سَحَابٌ وظُلْمَة، واحدتُه طَخاءة. وكلُّ شيءٍ أُلْبِسَ شَيْئًا طَخاء. وَعَلَى قَلْبِهِ طَخاءٌ وطَخاءَةٌ أَي غَشْيَةٌ وكَرْبٌ، وَيُقَالُ: وجَدتُ عَلَى قَلْبِي طَخاءً مِنْ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا وجَدَ أَحَدُكم عَلَى قَلْبِهِ طَخاءً فليأْكل السَّفَرْجَلَ ؛ الطَّخَاءُ: ثقلٌ وغِشاءٌ وغَشْيٌ، وأَصل الطَّخَاء والطَّخْيَة الظُّلْمة والغَيم.

_ (1). قوله [قَالَ الأَصمعي كَأَنَّهُ رَدَّ قوله بالتخفيف] هكذا في الأصل وعبارة التهذيب، قلت كأنه (يعني الفراء) عارض بهذا الكلام ما قال الأَصمعي في طحا بالتخفيف.

وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ للقلبِ طَخاءً كطَخاء الْقَمَرِ أَي شَيْئًا يَغْشاه كَمَا يُغْشَى القمرُ. والطَّخْيَةُ: السَّحابةُ الرَّقِيقَةُ. اللِّحْيَانِيُّ: مَا فِي السَّمَاءِ طُخْيَةٌ، بِالضَّمِّ، أَي شيءٌ مِنْ سَحابٍ، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ الطُّخْرُورِ. التَّهْذِيبِ: الطَّخَاءَةُ والطَّهاءةُ مِنَ الغَيْمِ كلُّ قطعةٍ مستدِيرةٍ تَسُدُّ ضَوْءَ القَمر وتُغَطِّي نُورَهُ، وَيُقَالُ لَهَا الطَّخْيَةُ، وَهُوَ مَا رقَّ وَانْفَرَدَ، ويُجْمَع عَلَى الطِّخاء والطِّهاءِ. والطَّخْيَةُ: الأَحْمَق، وَالْجَمْعُ الطَّخْيُون. وتكلَّم فلانٌ بكلمةٍ طَخْيَاءَ: لَا تُفْهم. وطاخِيةُ، فِيمَا ذُكرَ عَنِ الضَّحَّاك: اسمُ النَّملة الَّتِي أَخْبَر اللَّهُ عَنْهَا أَنها كلَّمَت سُلَيْمَانَ، عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. طدي: الْجَوْهَرِيُّ: عادةٌ طادِيَةٌ أَي ثابتةٌ قديمةٌ، وَيُقَالُ: هُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ واطِدة؛ قَالَ الْقَطَامِيُّ: مَا اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمَى حينَ مُعْتادِ، ... وما تَقَضَّى بَواقِي دِينِها الطادِي أَي مَا اعْتادني حِينَ اعتيادٍ، والدينُ: الدَّأْبُ والعادة. طرا: طَرا طُرُوّاً: أَتى مِنْ مكانٍ بعيدٍ، وَقَالُوا الطَّرَا والثرَى، فالطَّرَا كلُّ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ جِبِلَّة الأَرضِ؛ وَقِيلَ الطَّرَا مَا لَا يُحْصى عَدَدُه مِنْ صُنُوف الْخَلْقِ. اللَّيْثُ: الطَّرَا يُكَثَّرُ بِهِ عَدَدُ الشَّيْءِ. يُقَالُ: هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الطَّرَا والثرَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الطَّرَا فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ كلُّ شيءٍ مِنَ الخَلْق لَا يُحْصَى عَدَدُه وأَصنافُه، وَفِي أَحَدِ القَولَيْن كلُّ شيءٍ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِمَّا لَيْسَ مِنْ جِبِلَّة الأَرض مِنَ التُّرابِ والحَصْباءِ وَنَحْوِهِ فَهُوَ الطَّرَا. وشيءٌ طَرِيٌّ أَي غَضٌّ بيِّنُ الطَّراوَةِ، وَقَالَ قُطْرُبٌ: طَرُوَ اللحْمُ وطَرِيَ ولَحْمٌ طَرِيٌّ، غيرُ مهموزٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ سِيدَهْ: طَرُوَ الشيءُ يَطْرُو وطَرِيَ طَراوَةً وطَراءً وطَراءَةً وطَراةً مِثْلُ حَصاةٍ، فَهُوَ طَرِيٌّ. وطَرَّاهُ: جَعَلَهُ طَرِيَّاً؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: قُلْت لطاهِينا المُطَرِّي للْعَمَلْ: ... عَجِّلْ لَنا هَذَا وأَلْحِقْنا بِذَا الْ «1» بالشَّحْم إِنَّا قَدْ أَجِمْناهُ بَجَلْ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. وأَطْرَى الرجلَ: أَحسَن الثَّنَاءَ عَلَيْهِ. وأَطْرَى فُلَانٌ فُلاناً إِذَا مَدَحَه بِمَا لَيْسَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُطْرُوني كَمَا أَطْرَتِ النصارَى المسِيحَ فإِنَّما أَنا عَبْدٌ وَلَكِنْ قُولُوا عبدُ اللَّهِ ورَسُولُه ؛ وَذَلِكَ أَنَّهم مَدَحُوه بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَالُوا: هُوَ ثالثُ ثَلاثةٍ وَإِنَّهُ ابنُ اللَّهِ وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ شِرْكهم وكُفرِهِم. وأَطْرَى إِذَا زَادَ فِي الثَّنَاءِ. والإِطراءُ: مُجاوَزَةُ الحَدِّ فِي المَدْحِ والكَذِبُ فِيهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُطَرًّى فِي نَفْسه أَي مُتَحَيِّرٌ. والطَّرِيُّ: الغريبُ. وطَرَى إِذَا أَتَى، وطَرَى إِذَا مَضى، وطَرَى إِذَا تَجَدَّدَ، وطَرِيَ يَطْرَى إِذا أَقبَل، «2» وطَرِيَ يَطْرَى إِذَا مَرّ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ رجلٌ طارِيٌّ وطُورانيٌّ وطُورِيٌّ وطُخْرورٌ وطُمْرورٌ أَي غَرِيبٌ، وَيُقَالُ للغُربَاء الطُّرَّاءُ، وهم الذين يأتون مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ، وَيُقَالُ: لكلِّ شيءٍ أُطْرُوانِيَّةٌ يَعْني الشَّبابَ. وطَرَّى الطِّيبَ: فَتَقَه بأَخْلاطٍ وخَلَّصه،

_ (1). قوله [بذا ال بالشحم] هكذا في الأصول بإعادة الباء في الشحم. (2). قوله [وَطَرِيَ يَطْرَى إِذَا أَقْبَلَ] ضبطه في القاموس كرَضِيَ، وفي التكملة والتهذيب كرَمَى.

وَكَذَلِكَ طَرَّى الطعامَ. والمُطَرَّاةُ: ضربٌ مِنَ الطِّيب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ لِلأَلُوَّة مُطَرَّاةٌ إِذَا طُرِّيَتْ بطِيبٍ أَو عَنْبرٍ أَو غَيرِه، وطرَّيْتُ الثَّوْبَ تَطْرِيَةً. أَبو زَيْدٍ: أَطْرَيْتُ العَسَل إِطْرَاءً وأَعْقَدْتُه وأَخْتَرْتُه سَواءٌ. وغِسْلَة مُطَرَّاةٌ أَي مُرَبَّاةٌ بالأَفاوِيه يُغْسَلُ بِهَا الرأسُ أَوِ اليَدُ، وَكَذَلِكَ العُودُ المُطَرَّى المُرَبَّى مِنْهُ مثلُ المُطيَّرِ يُتَبَخَّرُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّةِ : هُوَ العُودُ «1» والمُطَرَّاةُ الَّتِي يُعْمَلُ عَلَيْهَا أَلوانُ الطيبِ غَيْرِهَا كالعَنْبرِ والمِسْكِ وَالْكَافُورِ. والإِطْرِيَةُ، بِكَسْرِ الْهَمْزِ مِثْلُ الهِبْرِيَةِ: ضربٌ مِنَ الطَّعامِ، وَيُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ لاخْشَهْ. قَالَ شَمِرٌ: الإِطْرِيَةُ شيءٌ يُعْمَلُ مِثْلُ النَّشاسْتَجْ المُتَلَبِّقة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ طَعامٌ يتَّخِذُه أَهلُ الشامِ ليسَ لَهُ واحدٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُ الْهَمْزَةَ فيقولُ إِطْرِيَة بِوَزْنِ زِبْنِيةٍ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَسْرُهَا هُوَ الصَّوَابُ وفتحُها لحنٌ عندَهُم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَلِفُها واوٌ، وإِنما قَضَيْنا بِذَلِكَ لِوُجُودِ ط ر وو عدم ط ر ي، قَالَ: وَلَا يُلْتَفَتُ إِلى مَا تَقْلِبه الْكَسْرَةُ فإِنَّ ذَلِكَ غيرُ حُجَّة. واطْرَوْرَى الرَّجُلُ: اتَّخَمَ وانْتَفَخَ جَوْفُهُ. أَبو عَمْرٍو: إِذا انْتَفَخَ بَطنُ الرجلِ قِيلَ اطْرَوْرَى اطْرِيرَاءً. وَقَالَ شَمِرٌ: اطْرَوْرَى، بالطاءِ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي بالظاءِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ ظَرِيَ بطنُ الرَّجُلِ إِذا لَمْ يَتمالَكْ لِيناً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ اظْرَوْرَى، بِالظَّاءِ، كَمَا قَالَ شَمِرٌ. والطِّريَّانُ: الطَّبَقُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الطِّرِيَّان الَّذِي يُؤْكلُ عَلَيْهِ، قَالَ: وقَع فِي بَعْضِ نُسَخِ كِتَابِ يَعْقُوبَ مخفَّفَ الراءِ مشَدَّد الْيَاءِ عَلَى فِعِلَّان كالفِرِكَّانِ والعِرِفَّانِ، وَوَقَعَ فِي النُّسَخِ الجِيلِيَّة مِنْهُ الطِّرِّيَانُ، مُشَدَّدَ الرَّاءِ مخفَّف الْيَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبي أُمامة قَالَ: بَيْنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يأْكلُ قَدِيداً عَلَى طِرِّيانٍ جَالِسًا عَلَى قَدَمَيْهِ ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ هُوَ الطِّرِّيَانُ الَّذِي تُسَمِّيه الناسُ الطِّرْيَانَ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الطِّرِيَّانُ الَّذِي يُؤْكَلُ عَلَيْهِ، جَاءَ بِهِ فِي حروفٍ شُدِّدَتْ فِيهَا الْيَاءُ مِثْلُ الباريِّ والبَخاتيِّ والسَّراريِّ. طسي: طَسَتْ نَفْسُه طَسْياً وطَسِيَتْ: تَغَيَّرَتْ مِنْ أَكلِ الدَّسَمِ وعَرَضَ لَهُ ثِقَلٌ مِنْ ذَلِكَ ورأَيته مُتَكَرِّهاً لِذَلِكَ، وَهُوَ أَيضاً بالهمزِ. وطَسا طَسْياً: شرِبَ اللَّبَنَ حتى يُخَثِّرَهُ. طشا: تَطَشَّى المريضُ: بَرِئَ. وَفِي نوادِرِ الأَعراب: رجلٌ طِشَّةٌ، وَتَصْغِيرُهُ طُشَيَّة إِذا كَانَ ضعِيفاً. وَيُقَالُ: الطُّشَّة أُمُّ الصِّبْيانِ. وَرَجُلٌ مَطْشِيٌّ ومَطْشُوٌّ. طعا: حَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: طَعَا إِذا تَباعَد. غَيْرُهُ: طَعَا إِذا ذَلَّ. أَبو عَمْرٍو: الطاعِي بِمَعْنَى الطائِعِ إِذا ذَلَّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِطْعاءُ: الطَّاعَةُ. طغي: الأَزهري: اللَّيْثُ الطُّغْيانُ وطغو الطُّغْوانُ لغةٌ فِيهِ، والطَّغْوَى بِالْفَتْحِ مثلُه، والفِعْل طغو طَغَوْت وطَغَيْت، وَالِاسْمُ الطَّغْوَى. ابْنُ سِيدَهْ: طَغَى يَطْغى طَغْياً وطغو يَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وَارْتَفَعَ وغَلا فِي الكُفْرِ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه عَلَى التَّرَخُّص بِمَا اشْتَبَه مِنْهُ إِلى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ، ويَتَرَفَّع بِهِ عَلَى مَنْ دُونَه، وَلَا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ بِهِ كَمَا يَفْعَلُ

_ (1). قوله: [هو العود أي الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ]. ورواية هذا الحديث في النهاية: أَنَّهُ كانَ يستجمرُ بالأَلُوَّةِ غيرَ مُطَرَّاة.

رَبُّ المالِ. وكلُّ مُجَاوِزٍ حدَّه فِي العِصْيانِ طَاغٍ. ابنَ سيدة: طغو طَغَوْتُ طغو أَطْغُو وأَطْغَى طغو طُغُوّاً كَطَغَيْت، وطَغْوَى فَعْلى مِنْهُمَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ مِنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها ، قَالَ: أَراد بطُغْيانِها، وَهُمَا مصدَران إِلَّا أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل برُؤُوس الْآيَاتِ فاخْتير لِذَلِكَ أَلا تَرَاهُ قَالَ: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ. وَقَالَ الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كَانَتْ مِنْ ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ فِي الِاسْمِ وَاوًا ليُفْصَل بَيْنَ الِاسْمِ والصِّفَةِ، تَقُولُ هِيَ التَّقْوَى، وإِنما هِيَ مِنْ تَقَيْتُ، وَهِيَ البَقْوَى مَنْ بَقيت. وَقَالُوا: امرأَةٌ خَزْيا لأَنه صِفَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ . وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه. وأَطْغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ؛ قَالَ الزجاجُ: الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسْمٌ كالعاقِبَةِ والعافِيَة. وَقَالَ قَتادة: بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً، وَقِيلَ: أُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ أَي بِصَيْحَةِ العذابِ، وَقِيلَ أُهْلِكوا بالطَّاغِيَة أَي بطُغْيانهم. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: الطَّغْيَا الْبَغْيُ والكُفْرُ؛ وأَنشد: وإِنْ رَكِبوا طَغْياهُمُ وضلالَهُم، ... فَلَيْسَ عذابُ اللهِ عَنْهُمْ بِلابِثِ وَقَالَ تَعَالَى: وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ . وطَغَى الماءُ وَالْبَحْرُ: ارتَفَع وَعَلَا عَلَى كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ . وطَغَى البحرُ: هاجَتْ أمواجُه. وطَغَى الدَّمُ: تَبَيَّغَ. وطَغَى السَّيْلُ إِذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ. وكلُّ شيءٍ جَاوَزَ القَدْرَ فَقَدْ طَغَى كَمَا طَغَى الماءُ عَلَى قومِ نوحٍ، وَكَمَا طَغَتِ الصيحةُ عَلَى ثمودَ. وَتَقُولُ: سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه، هُذَلِيَّة، وَفِي النوادِرِ: سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم. وطَغَتِ البقرةُ تَطْغَى: صاحَتْ. ابْنُ الأَعرابي: يقالُ لِلْبَقَرَةِ الخائرَةُ والطَّغْيَا، وَقَالَ المُفَضَّل: طُغْيَا، وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طَاءَ طَغْيَا. وَقَالَ ابْنُ الأَنْبارِي: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ طَغْيَا، مقصورٌ غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ، وَهِيَ بقرةُ الوَحْشِ الصغيرةُ. وَيُحْكَى عَنِ الأَصْمعي أَنه قَالَ: طُغْيَا، فَضَمَّ. وطَغْيَا: اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، وَقِيلَ للصَّغيرِ مِنْ بقرِ الوحشِ مِنْ ذَلِكَ جَاءَ شَاذًّا؛ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي: وإِلَّا النَّعامَ وحَفَّانَهُ، ... وطَغْيَا مَعَ اللَّهَقِ الناشِطِ قَالَ الأَصمعي: طُغْيَا بِالضَّمِّ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: طَغْيَا بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الصغيرُ مِنْ بَقَرِ الوحشِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الأَصمعي هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُ ثَعْلَبٍ غَلَطٌ لأَن فَعْلى إِذا كَانَتِ اسْمًا يجبُ قَلْبُ يَائِهَا وَاوًا نَحْوَ شَرْوَى وتَقْوَى، وَهُمَا مِنْ شَرَيْتُ وتَقَيْت، فَكَذَلِكَ يَجِبُ فِي طَغْيا أَن يَكُونَ طَغْوَى، قَالَ: وَلَا يَلْزَمُ ذَلِكَ فِي قَوْلِ الأَصمعي لأَن فُعْلى إِذا كَانَتِ مِنَ الْوَاوِ وَجَب قَلْبُ الْوَاوِ فيها يَاءً نَحْوَ الدُّنْيَا والعُلْيا، وهُما مِنْ دَنَوْتُ وعَلَوْت. والطَّاغِيَة: الصاعِقةُ. والطَّغْيَةُ: المُسْتَصْعَبُ الْعَالِي مِنَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: أَعْلى الْجَبَلِ، قَالَ ساعِدة بْنُ جُؤيَّة: صَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بطَغْيةٍ ... تُنبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ قَوْلُهُ: تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لَا يَثْبُت عَلَيْهَا مَخالِبُها لمَلاسَتِها، وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طغو طَغْوَةٌ، وَقِيلَ:

الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الطَّغْيةُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ نُبْذَةٌ مِنْهُ، وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضًا يَصِفُ مُشْتارَ الْعَسَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واللَّهِيفُ المكروبُ، والسُّبُوبُ جَمْعُ سِبٍّ الحَبْل، والطَّغْيةُ النَّاحِيَةُ مِنَ الجبلِ، ويُلَطُّ يُكَبُّ، والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هَذِهِ الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ مَا مائةٌ مِنَ الخَيْل؟ قَالَتْ: طَغْيٌ عِنْدَ مَنْ كَانَتْ وَلَا توجدُ؛ فإِما أَن تَكُونَ أَرادت الطُّغْيَانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها، وإِما أَن تَكُونَ عَنَتِ الكَثْرَةَ، وَلَمْ يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي. والطاغوتُ، يقعُ عَلَى الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ: وزْنُه فَعَلُوتٌ إِنَّمَا هُوَ طَغَيُوتٌ، قُدِّمتِ الياءُ قَبْلَ الغَيْن، وَهِيَ مَفْتُوحَةٌ وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً. وطاغُوتٌ، وإِن جَاءَ عَلَى وَزْنِ لاهُوتٍ فَهُوَ مَقْلُوبٌ لأَنه مِنْ طَغَى، ولاهُوت غَيْرُ مَقْلوبٍ لأَنه مِنْ لَاهَ بمَنْزِلة الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ، وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت عَلَى فَعَلُوتٍ، ثُمَّ قُدِّمَتِ الياءُ قَبْلَ الغينِ مُحافَظَة عَلَى بَقائِها فَصار طَيَغُوت، ووَزْنُه فَلَعُوت، ثُمَّ قُلِبت الْيَاءُ أَلفاً لتَحَرُّكها وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَ طاغُوت. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الطاغُوت تَاؤُهَا زائدةٌ وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ طَغَى، وَقَالَ أَبو إِسحاق: كلُّ معبودٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ، وَقِيلَ: الجِبْتُ والطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ والشَّياطينُ، وَقِيلَ فِي بَعْضِ التَّفْسِيرِ: الجِبْتُ والطَّاغُوت حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غيرُ خَارِجٍ عَمَّا قَالَ أَهل اللُّغَةِ لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فَقَدْ أَطاعُوهما مِنْ دُونِ اللَّهِ. وَقَالَ الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ، والطاغوتُ: الشَّيْطَانُ: والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ فِي الضَّلال، قَدْ يَكُونُ وَاحِدًا؛ قَالَ تَعَالَى: يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ؛ وَقَدْ يَكُونُ جَمْعاً؛ قَالَ تَعَالَى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ ؛ فَجَمَع؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِنما أَخبر عَنِ الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ مِثْلُ الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث؛ قَالَ تَعَالَى: وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها؛ وَقَالَ الأَخفش: الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ، والطاغوتُ يَكُونُ مِنَ الجِنِّ والإِنس، وَقَالَ شَمِرٌ: الطَّاغُوتُ يَكُونُ مِنَ الأَصنام وَيَكُونُ مِنَ الشَّيَاطِينِ؛ ابْنُ الأَعرابي: الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رَئِيسُ النصارَى؛ وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: الطَّاغُوتُ كعبُ بنُ الأَشْرفِ، والجِبْتُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ وَلَا بالطَّواغِي ، وَفِي الْآخَرِ: وَلَا بالطَّواغِيتِ ، فالطَّوَاغِي جَمْعُ طاغِيَةٍ، وَهِيَ مَا كَانُوا يَعْبُدونه مِنَ الأَصْنامِ وغَيْرِها؛ وَمِنْهُ: هَذِهِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالطَّواغِي مَنْ طَغَى فِي الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ، وَهُمْ عُظَماؤهم وكُبَراؤهم، قَالَ: وأَما الطَّواغِيتُ فَجَمْعُ طَاغُوتٍ وَهُوَ الشيطانُ أَو مَا يُزَيّن لَهُمْ أَن يَعْبُدوا مِنَ الأَصْنامِ. وَيُقَالُ: للصَّنَم: طاغوتٌ. والطاغِيةُ: مَلِكُ الرُّومِ. اللَّيْثُ: الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ. وَقَالَ شَمِرٌ: الطَّاغِيَة الَّذِي لَا يُبالي مَا أَتى يأْكلُ

الناسَ ويَقْهَرُهم، لَا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ. طفا: طَفَا الشيءُ فَوْقَ الْمَاءِ يَطْفُو طَفْواً وطُفُوّاً: ظَهَرَ وعَلا ولمْ يَرْسُبْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذكرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ كأَنَّ عَيْنَه عِنَبَةٌ طافِيَةٌ ؛ وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِيرِهِ فَقَالَ: الطَّافِيَة مِنَ العِنَبِ الحَبَّةُ الَّتِي قَدْ خَرَجَتْ عَنْ حَدِّ نِبْتَةِ أَخَواتِها مِنَ الحَبِّ فَنَتَأَتْ وظَهَرَتْ وارْتَفَعَتْ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الحَبَّةَ الطافيةَ عَلَى وجهِ الماءِ، شبَّه عَيْنَهُ بِهَا، وَمِنْهُ الطَّافِي مِنَ السَّمَك لأَنه يَعْلُو ويَظْهَرُ عَلَى رأْسِ الماءِ. وطَفَا الثَّورُ الوَحْشِيُّ عَلَى الأَكَمِ والرِّمالِ؛ قَالَ العَجَّاج: إِذا تَلَقَّتْهُ الدِّهاسُ خَطْرَفا، ... وإنْ تَلَقَّتْه العَقَاقِيلُ طَفَا ومَرَّ الظَّبْيُ يَطْفُو إِذا خَفَّ عَلَى الأَرض واشْتَدَّ عَدْوُه. والطُّفَاوَة: مَا طَفا مِنْ زَبَد القِدْر ودَسَمها. والطُّفَاوَة، بِالضَّمِّ: دارَةُ الشمسِ والقمرِ. الْفَرَّاءُ: الطُّفَاوِيُّ مأْخوذٌ مِنَ الطُّفاوَةِ، وَهِيَ الدَّارَةُ حولَ الشمسِ؛ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: الطُّفَاوَة الدَّارَةُ الَّتِي حولَ القمرِ، وَكَذَلِكَ طُفَاوَةُ القِدْرِ مَا طَفا عَلَيْهَا مِنَ الدَّسَمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: طُفاوَةُ الأُثْرِ كَحَمِّ الجُمَّلِ والجُمَّل: الذينَ يُذِيبُون الشَّحْمَ: والطَّفْوَةُ: النَّبْتُ الرقيقُ. وَيُقَالُ: أَصَبْنَا طُفَاوةً مِنَ الرَّبِيعِ أَي شَيْئًا مِنْهُ. والطُّفاوةُ: حَيٌّ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ. والطَّافِي: فرسُ عَمْرو بنِ شَيْبانَ. والطُّفْيَةُ: خُوصَةُ المُقْلِ، والجَمْع طُفْيٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لِمَنْ طَلَلٌ بالمنْتَضى غَيرُ حائِلِ، ... عَفَا بَعْدَ عَهْدٍ مِنْ قِطارٍ وَوابِلِ؟ عَفَا غَيْرَ نُؤْيِ الدارِ مَا إِنْ تُبِينُهُ، ... وأَقْطاعِ طُفْيٍ قَدْ عَفَتْ فِي المَعاقِلِ المَناقِلُ: جَمْعُ مَنْقَلٍ وَهُوَ الطَّريقُ فِي الجَبَل، وَيُرْوَى: فِي المَنازِل، وَيُرْوَى فِي المَعاقِلِ، وَهُوَ كَذَا فِي شِعْرِهِ. وَذُو الطُّفْيَتَيْنِ: حَيَّة لَهَا خَطَّان أَسْودان يُشَبَّهانِ بالخُوصَتَيْن، وَقَدْ أَمر النبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقَتْلِها. وَفِي الْحَدِيثِ: اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْن والأَبْتَرَ ، وَقِيلَ: ذُو الطُّفْيَتَيْن الَّذِي لَهُ خَطَّانِ أَسْوَدان عَلَى ظَهرِه. والطُّفْيَةُ: حَيَّةٌ لَيِّنَة خَبيثَة قَصِيرة الذَّنَب يُقَالُ لَهَا الأَبْتَرُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتُلُوا الجانَّ ذَا الطُّفْيَتَيْن والأَبْتَرَ ؛ قَالَ الأَصمعي: أُراه شَبَّه الخَطَّيْن اللَّذَيْنِ عَلَى ظَهْرِهِ بخُوصَتَيْن مِنْ خُوصِ المُقْلِ، وَهُمَا الطُّفْيَتَانِ، ورُبَّما قِيلَ لِهَذِه الحَيَّةِ طُفْيَةٌ عَلَى مَعْنَى ذَاتِ طُفْيَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وهُمْ يُذِلُّونَها مِنْ بَعْدِ عِزَّتِها، ... كَمَا تَذِلُّ الطُّفَى مِنْ رُقْيَةِ الرَّاقِي أَي ذَواتُ الطُّفَى، وَقَدْ يُسَمَّى الشيُّ بِاسْمِ مَا يُجاوِرُه. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ: أَن أَبا عُبَيدة قَالَ خَطَّانِ أَسْودَانِ، وأَنّ ابْنَ حَمْزَة قَالَ أَصْفَرانِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَبْدٌ إِذا مَا رَسَبَ القَوْمُ طَفَا قَالَ: طَفَا أَي نزَا بِجَهْلِهِ إِذا تَرَزَّنَ الحَلِيمُ. طلي: طَلى الشيءَ بالهِنَاءِ وغَيرِهِ طَلْياً: لَطَخَه، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ طَلَيْته إِيَّاه؛ قَالَ مِسْكينٌ الدَّارِمي: كأَنّ المُوقِدِينَ بِهَا جِمالٌ، ... طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالِ

وطَلَّاهُ: كطَلاه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وسِرْبٍ يُطَلَّى بالعَبِيرِ، كأَنَّه ... دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِيح وَقَدِ اطَّلى بِهِ وتَطَلَّى؛ وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبيرِ والطِّلاءُ: الهِناءُ. والطِّلاءُ: القَطِرانُ وكلُّ مَا طَلَيت بِهِ. وطَلَيْتُه بالدُّهْنِ وغيرِه طَلْياً، وتَطَلَّيْت بِهِ واطَّليْتُ بِهِ عَلَى افْتَعَلْت. والطِّلاءُ: الشَّرابُ، شُبِّهَ بطِلاءِ الإِبل وَهُوَ الهِناءُ. والطِّلاءُ: مَا طُبخَ مِنْ عَصير العِنَبِ حَتَّى ذهَبَ ثُلُثاه، وتُسَمِّيه العَجَمُ المَيْبَخْتَج، وبعضُ الْعَرَبِ يسَمِّي الخَمْرَ الطِّلاء؛ يريدُ بِذَلِكَ تَحْسِينَ اسْمِها إِلا أَنها الطِّلاءُ بعَيْنها؛ قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبْرصْ للمُنْذِرِ حِينَ أَراد قتلَه: هي الخَمْرُ يكنُونَها بالطِّلا، ... كَمَا الذِّئبُ يُكْنَى أَبا جَعْدَهْ وَاسْتَشْهَدَ بِهِ ابْنُ سِيدَهْ عَلَى الطلاءِ خاثِرِ المنَصَّف يُشبه بِهِ، وَضَرَبَهُ عُبَيْدٌ مَثَلًا أَي تُظهِرُ لِي الإِكْرامَ وأَنتَ تُرِيدُ قَتْلي، كَمَا أَنَّ الذئبَ وإِن كَانَتْ كُنْيَتُه حَسَنَةً فإِنَّ عملَه لَيْسَ بحَسَنٍ، وَكَذَلِكَ الخمرُ وإِن سُمِّيَتْ طِلاءً وحسُنَ اسمُها فإِن عَمَلَها قَبِيحٌ؛ وَرَوَى ابْنُ قُتَيْبة بيتَ عَبِيدٍ: هِيَ الخَمْر تُكْنَى الطِّلا، وعَرُوضُه، عَلَى هَذَا، تَنْقُصُ جُزْءًا، فإِذاً هَذِهِ الرِّوَايَةُ خطأٌ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا هِيَ الخَمْرُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ أَحمد بْنُ دَاوُدَ الدِّينَوَرِي: هَكَذَا يُنْشد هَذَا الْبَيْتُ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ ونصفُه الأَول يَنْقُصُ جُزْءًا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه كَانَ يرزُقُهمُ الطِّلاءَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، الشرابُ المطبوخُ مِنْ عَصير العنَبِ، قَالَ: وَهُوَ الرُّبُّ، وأَصله القَطِرانُ الخاثِرُ الَّذِي تُطْلى بِهِ الإِبل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنّ أَوَّلَ مَا يُكْفَأُ الإِسلامُ كَمَا يُكفَأُ الإِناءُ فِي شرابٍ يقالُ لَهُ الطِّلاءُ ؛ قَالَ هَذَا نَحْوُ الْحَدِيثِ الْآخَرِ: سيَشْرَبُ ناسٌ مِنْ أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّونها بِغَيْرِ اسْمِهَا ؛ يريدُ أَنهم يَشْرَبون النَّبيذَ المُسكرَ المطبوخَ وَيُسَمُّونَهُ طِلاءً تَحرُّجاً مِنْ أَن يُسَمُّوهُ خَمْرًا، فأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ عليٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَيْسَ مِنَ الخمر في شيء وو ناقة طَلْيَاءُ، ممدودٌ: مَطْلِيَّة. والطُّلْيَة: صُوفَةٌ تُطْلى بِهَا الإِبل. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَا يُساوي طُلْيَة، وَهِيَ الصُّوفَةُ الَّتِي تُطْلى بِهَا الجَرْبى، وَهِيَ الرِّبْذةُ أَيضاً؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي، وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: مَا يُساوي طُلْيَةً أَي الخَيطَ الَّذِي يُشَدُّ فِي رِجلِ الجَدْي مَا دَامَ صَغِيرًا، وَقِيلَ: الطُّلْيَةُ خِرْقة الْعَارِكِ، وَقِيلَ: هِيَ الثَّمْلَةُ الَّتِي يُهنَأُ بِهَا الجَربُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الْعَامَّةِ لَا يُساوي طُليَةً غَلَط إِنما هو طلو طِلْوة، وطلو الطِّلْوَةُ قطعَة حَبْلٍ. والطَّلَى: المَطْلِيُّ بالقَطِران. وطَلَيْتُ البَعيرَ أَطْلِيه طَلْياً، والطِّلاءُ الِاسْمُ. والطَّلِيُّ: الصَّغِيرُ مِنْ أَولادِ الغَنم، وَإِنَّمَا سُمِّيَ طَلِيّاً لأَنه يُطْلى أَي تُشَدّ رِجْلُهُ بخيطٍ إِلَى وَتِدٍ أَياماً، واسمُ مَا يُشَّدُ بِهِ الطَّلْي. والطِّلاءُ: الحبلُ الَّذِي يُشَدَّ بِهِ رِجْلُ الطَّلى إلى وتد. وطلو طَلَوْتُ الطَّلَى: حَبَسْته. وطلو الطِّلْوُ وطلو الطِّلْوَة: الخَيْط الَّذِي يُشَدُّ بِهِ رِجْلُ الطَّلى إِلَى الوتِدِ. والطَّلْيُ والطُّلْيَة والطِّلْيَة؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الخَيْطُ الَّذِي يُشَدّ فِي رِجْل الجَدْي مَا دَامَ صَغِيرًا، فَإِذَا كَبِرَ رُبِقَ والرَّبْقُ فِي العُنُق. وَقَدْ طَلَيْت الطَّلى أَي شَدَدْتُه.

وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرَيْد قَالَ: طلو الطِّلْوُ والطَّلَى بمعنًى. وطلو الطِّلْوَة: قِطعة خَيْطٍ. وَقَالَ ابْنُ حَمْزة: الطَّلِيُّ المَرْبوطُ فِي طُلْيَتِه لَا فِي رِجْلَيْه. والطُّلْيَة: صَفْحَة العُنُقِ، وَيُقَالُ الطُّلاةُ أَيضاً؛ قال: ويُقَوِّي أَن الطَّلِيَّ المربوطُ فِي عُنُقه قَوْلُ ابْنُ السِّكِّيتِ: رَبَقَ البَهْمَ يَرْبُقُها إذا جَعَلَ رُؤوسَها فِي عُرَى حَبْلٍ. وَيُقَالُ: اطْلِ سَخْلَتَك أَي ارْبُقها. وَقَالَ الأَصمعي: الطَّلِيُّ والطَّلَى وطلو الطَّلْوُ بِمَعْنًى. والطُّلْيَة أَيضاً: خِرْقة العرِك، وَقَدْ طَلَيْته. قَالَ الْفَارِسِيَّ: الطَّلِيُّ صفةٌ غالبةٌ كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء فَقَالُوا طُلْيانٌ، كَقَوْلِهِمْ للجَدْولَ سَريٌّ وسُرْيانٌ. ويقال: طلو طَلوتُ الطَّلَى وطَلَيْته إِذَا رَبَطْته برِجْله وحَبَسْته. وطَلَيْتُ الشيءَ: حَبَسْته، فهو طَلِيٌّ ومَطْلِيٌّ. وطَلَيْت الرجُلَ طَلْياً فَهُوَ طَلِيٌّ ومَطلِيٌّ: حَبَسْته. والطَّلَى والطَّلَيَانُ وطلو الطَّلَوَانُ: بياضٌ يعلُو اللِّسانَ مِنْ مَرَض أَو عَطَشٍ؛ قَالَ: لقَدْ تَرَكَتْني ناقَتي بتَنُوفَةٍ، ... لِسانيَ مَعْقُولٌ مِنَ الطَّلَيَانِ والطَّلِيُّ والطِّلْيانُ: القَلَح فِي الأَسْنانِ، وَقَدْ طَلِيَ فُوه فَهُوَ يَطْلَى طَلًى، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. وبأَسْنانِه طَلِيٌّ وطِلْيَانٌ، مثلُ صبيٍّ وصِبْيانٍ، أَي قَلَحٌ. وَقَدْ طَلِيَ فَمه، بِالْكَسْرِ، يَطْلَى طَلًى إِذَا يَبِسَ رِيقُه مِنَ العَطَشِ. وطلو الطُّلاوَةُ: الرِّيقُ الَّذِي يَجِفُّ عَلَى الأَسْنانِ مِنَ الجُوع، وَهُوَ طلو الطَّلَوَانُ. الْكِلَابِيُّ: الطِّلْيانُ لَيْسَ بالفَتْح، يُقَالُ: طَلِيَ فَمُ الإِنسانِ إِذا عَطِشَ وبقِيَتْ رِيقة ثَقِيلَةٌ فِي فَمِه، وَرُبَّمَا قِيلَ كَانَ الطَّلَى مِنْ جَهْدٍ يُصيبُ الإِنسانَ مِنْ غَيْرِ عَطَشٍ، وطَلِيَ لسانُه إِذا ثقُلَ، مأْخوذٌ مَنْ طَلَى البَهْمَ إِذا أَوْثقَه. والطَّلَا وطلو الطُّلاوَةُ وطلو الطِّلاوة وطلو الطَّلَوان وطلو الطُّلْوانُ: الرِّيقُ يَتَخَثَّر ويَعْصِبُ بالفَمِ مِنْ عطشٍ أَو مَرَضٍ، وقيل: طلو الطُّلْوَانُ، بِضَمِّ الطَّاءِ، الرِّيقُ يَجِفُّ عَلَى الأَسنان، لَا جَمْع لَهُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: في فَمِه طلو طُلاوَةٌ أَي بَقِيَّةٌ مِنْ طَعامٍ. وطلو طَلاوة الكلإِ: الْقَلِيلُ مِنْهُ. والطُّلايَة وطلو الطُّلاوَة: دُواية اللَّبَن. وطلو الطُّلاوة: الجِلْدَة الرَّقِيقَة فَوْقَ اللبنِ أَو الدمِ. وطلو الطُّلاوَة: مَا يُطْلى بِهِ الشيءُ، وقياسُه طُلايَة لأَنه مِنْ طَلَيْت، فدَخَلَت الْوَاوُ هُنَا عَلَى الْيَاءِ كَمَا حَكَاهُ الأَحْمَر عَنِ العَرَب مِنْ قَوْلِهِمْ إنَّ عِنْدَكَ لأَشاوِيَّ. والطَّلَى: الصغيرُ مِنْ كلِّ شيءٍ، وَقِيلَ: الطَّلَى هُوَ الْوَلَدُ الصغيرُ مِنْ كلِّ شيءٍ؛ وَشَبَّهَ العجَّاج رَمادَ المَوْقِد بَينَ الأَثافي بالطَّلَى بَيْنَ أُمَّهاتِه فَقَالَ: طَلَى الرّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّلِيُ أَرادَ: اسْتُرْئِمَهُ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هَذَا مَثَل جعَل الرَّمادَ كَالْوَلَدِ لثلاثةِ أَيْنُقٍ، وَهِيَ الأَثافي عَطَفْنَ عَلَيْهِ؛ يَقُولُ: كأَنَّما الرَّمادُ ولدٌ صغيرٌ عَطَفَتْ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيْنُقٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّلا الْوَلَدُ مِنْ ذواتِ الظِّلْفِ والخُفِّ، والجمعُ أَطلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لِزُهَيْرٍ: بِهَا العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً، ... وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ مِنْ كلِّ مَجْثَمِ ابْنُ سِيدَهْ: وطلو الطَّلْوُ والطَّلا الصغيرُ مِنْ كلِّ شيءٍ، وَقِيلَ: الطَّلا ولَدُ الظَّبْية سَاعَةَ تَضَعهُ، وَجَمْعُهُ طِلْوَانٌ، وَهُوَ طَلًا ثُمَّ خِشْفٌ، وَقِيلَ: الطَّلا مِنْ أَولادِ الناسِ والبَهائمِ والوَحْشِ مِنْ حينِ يولدُ إِلى أَن يَتَشدّدَ. وامرأَة مُطْلِيَةٌ: ذاتُ طَلًى. وَفِي حَدِيثِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلَا مَا يَأْتِينَ

لأَزواجِهِنَّ دَخلَ مُطْلِياتُهُنّ الْجَنَّةَ ، وَالْجَمْعُ أَطلاءٌ وطُلِيٌّ وطُلْيانٌ وطِلْيانٌ؛ وَاسْتَعَارَ بَعْضُ الرُّجَّاز الأَطْلاء لفَسيلِ النَّخْلِ فَقَالَ: دُهْما كأَنَّ الليلَ فِي زُهائِها، ... لَا تَرْهَبُ الذِّئبَ عَلَى أَطْلائِها يَقُولُ: إِن أَولادَها إِنَّمَا هِيَ فَسِيلٌ، فَهِيَ لَا تَرْهَب الذِّئْبَ، لِذَلِكَ فَإِنَّ الذِّئاب لَا تأكلُ الفَسيلَ. الْفَرَّاءُ: اطْلُ طَلِيَّكَ، والجمع الطُّلْيانُ، وطلو طَلَوْته، وَهُوَ الطَّلا، مقصورٌ، يَعْنِي ارْبطْه برِجلِه. والطِّلَى: اللَّذَّةُ؛ قَالَ أَبو صَخْر الْهُذَلِيُّ: كَمَا تُثَنِّي حُمَيّا الكأْسِ شارِبَها، ... لَمْ يَقْضِ مِنْهَا طِلاهُ بَعْدَ إِنْفادِ وَقَضَى ابْنُ سِيدَهْ عَلَى الطِّلَى اللذَّة بالياءِ، وإِنْ لَمْ يُشْتَقَّ كَمَا قَالَ لِكَثْرَةِ ط ل ي وَقِلَّةِ ط ل و. وتَطَلَّى فلانٌ إِذا لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ. وَيُقَالُ: قَضَى فلانٌ طَلاهُ مِنْ حاجتِه أَي هَوَاهُ. والطُّلاةُ: هِيَ العُنُق، وَالْجَمْعُ طُلىً مِثلُ تُقاةٍ وتُقىً، وبعضهم يقول طلو طُلْوةٌ وطُلىً. والطُّلَى: الأَعْناق، وَقِيلَ: هِيَ أُصُولُ الأَعناقِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا عَرُضَ مِنْ أَسفل الخُشَشاءِ، واحدتُها طُلْيَة. غَيْرُهُ: الطُّلَى جَمْعُ طُلْيَةٍ، وَهِيَ صَفْحة العُنُق. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالَ أَبو الْخَطَّابِ طُلاةٌ وَهُوَ مِنْ بَابِ رُطَبَة ورُطَبٍ لَا مِنْ بَابِ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ، فَافْهَمْ؛ وَأَنْشَدَ غيرُه قولَ الأَعْشى: مَتَّى تُسْقَ مِنْ أَنْيابِها بَعْدَ هَجْعةٍ ... مِنَ الليلِ شِرْباً، حِينَ مَالَتْ طُلاتُها قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا نَظيرَ لَهُ إِلَّا حَرْفان: حُكاةٌ وحُكىً، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَظاء، وَقِيلَ: هِيَ دَابَّةٌ تُشْبه الْعَظَاءَ،، ومُهاةٌ ومُهىً، وَهُوَ ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِم الناقةِ، وَاحْتَجَّ الأَصمعي عَلَى قَوْلِهِ واحدتُها طُلْيَة بِقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: أَضَلَّه راعِيا كَلْبِيَّةٍ صَدَرا ... عن مُطْلِبِ، وطُلى الأَعْناقِ تضْطَرِبُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا لَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَنه يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جمعَ طَلاةٍ كمَهاةٍ ومَهىً. وأَطْلَى الرجلُ والبعيرُ إطْلاءً، فَهُوَ مُطْلٍ: وَذَلِكَ إِذَا مَالَتْ عُنُقُه لِلْمَوْتِ أَو لِغَيْرِهِ؛ قَالَ: وسائلةٍ تُسائلُ عَنْ أَبيها، ... فَقُلْتُ لَهَا: وَقَعْتِ عَلَى الخَبيرِ تَرَكْتُ أَباكِ قَدْ أَطْلَى، وَمَالَتْ ... عَلَيْهِ القَشْعَمان مِن النُّسورِ وَيُرْوَى: مثالَ الثُّعْلُبان. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا أَطْلَى نَبيٌّ قَطُّ أَي مَا مالَ إِلَى هواهُ، وأَصله مِنْ مَيل الطُّلا، وَهِيَ الأَعْناقُ، إِلَى أَحدِ الشِّقَّيْنِ، وطلو الطُّلْوَة: لغةٌ فِي الطُّلْيَة الَّتِي هِيَ عَرْضُ العُنُق. والطُّلْيَة: بياضُ الصُّبْحِ والنُّوَّار. وَرَجُلٌ طَلىً، مقصورٌ إِذَا كَانَ شَدِيدَ المَرَضِ مِثْلُ عَمىً، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع، وَرُبَّمَا قِيلَ رَجُلانِ طَلَيَان وعَمَيان ورِجالٌ أَطْلاءٌ وأَعْماءٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أفاطِمَ، فاسْتَحْيي طَلًى وتَحَرَّجِي ... مُصاباً، مَتَى يَلْجَجْ بِهِ الشَّرُّ يَلْجَجِ ابْنُ السِّكِّيتِ: طَلَّيْتُ فُلَانًا تَطلِيَةً إِذَا مَرَّضْته وَقُمْتَ فِي مَرَضِه عَلَيْهِ. والطُّلَّاءُ مثال المُكَّاء: الدَّمُ؛ يقال: تَرَكْته يَتَشَحَّط فِي طُلَّائِه أَي يضطرِب فِي دَمِه مَقْتُولًا، وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: الطُّلَّاءُ شيءٌ يَخْرُجُ بَعْدَ شُؤْبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَونَ الدَّمِ، وَذَلِكَ عِنْدَ خُرُوجِ

النَّفْسِ مِنَ الذَّبيحِ وَهُوَ الدَّم الَّذِي يُطْلى بِهِ. وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: يُقَالُ هُوَ أَبغضُ إِليَّ مِنَ الطَّلِيَّا والمُهْلِ، وزَعم أَن الطَّلِيَّا قُرْحة تَخْرُج في جَنْبِ الإِنسان شَبِيهَة بالقُوبَاء، فيقال للرجل إنما هي قُوبَاء وليستْ بطَلِيَّا، يُهَوّنُ بِذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الطَّلِيَّا الجَرَب. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَما الطَّلْياءُ فَهِيَ الثَّمَلة، مَمْدُودَةٌ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِمْ هُوَ أَهْون عَلَيْهِ مِنْ طَلْية: هِيَ الرِّبذَة وَهِيَ الثَّمَلة؛ قَالَهُ بِفَتْحِ الطَّاءِ. أَبُو سَعِيدٍ: أَمْرٌ مَطْلِيٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قَدْ طُلِيَ بِمَا لبَّسَه؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: شامِذاً، تَتَّقِي المُبِسَّ عَلَى المُرْيَةِ، ... كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذِي الطُّلَّاءِ قَالَ: الطُّلَّاءُ الدَّمُ فِي هَذَا الْبَيْتِ، قَالَ: وَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ يُرِيدُونَ تسكِين حَرْبٍ «2» وَهِيَ تَسْتَعْصِي عَلَيْهِمْ وتَزْبِنُهُم لِمَا هُريقَ فِيهَا منَ الدِّماءِ، وأَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص. والطَّلَى: الشَّخْصُ، يُقَالُ: إِنه لَجَمِيلُ الطَّلَى؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه، ... جَمِيلِ الطَّلَى، مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ ابن سيدة: طلو الطَّلاوَة وطلو الطُّلاوَة الحُسْنُ والبَهْجَةُ والقَبولُ فِي النَّامي وَغَيْرِ النَّامِي، وحديثٌ عليه طلو طُلاوَةٌ «3» وعلى كلامِهِ طلو طُلاوةٌ عَلَى المَثَل، وَيَجُوزُ طلو طَلاوةٌ. وَيُقَالُ: مَا عَلَى وجْهه حَلاوةٌ ولا طلو طَلاوةٌ، وما عليه طلو طُلاوةٌ، وَالضَّمُّ اللغةُ الجيِّدة، وَهُوَ الأَفْصَح. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا عَلَى كَلَامِهِ طلو طَلاوةٌ وحَلاوة، بِالْفَتْحِ، قَالَ: ولا أَقول طلو طُلاوة بِالضَّمِّ إِلا للشيءِ يُطْلى بِهِ، وَقَالَ أَبو عمرو: طلو طَلاوة وطلو طُلاوة وطلو طِلاوة. وَفِي قِصَّة الوَلِيد بْنِ المُغِيرة: إِنَّ لَهُ لحَلاوةً وإِنَّ عليه طلو لَطُلاوَةً أَي رَوْنَقاً وحُسْناً، قَالَ: وَقَدْ تُفْتَحُ الطَّاءُ. وطلو الطُّلاوَة: السِّحْر «4» ابْنُ الأَعرابي: طَلَّى إِذا شتَم شَتْماً قَبيحاً والطِّلاءُ: الشَّتْمُ. وطَلَّيْتُه أَي شَتَمْته. أَبو عَمْرٍو: وليلٌ طالٍ أَي مُظْلِمٌ كأَنه طَلى الشُّخُوصَ فَغَطَّاها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة، بَعْدَ ما ... طَلى اللَّيْلُ أَذْنابَ النِّجادِ، فأَظْلَمَا أَي غَشَّاها كَمَا يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ. والمِطلاءُ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ مِنَ الأَرض، يُمَدُّ ويُقْصَر، وَقِيلَ: هِيَ أَرضٌ سَهْلةٌ ليِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاهَ؛ وَقَدْ وَهِمَ أَبو حَنِيفَةَ حِينَ أَنشد بَيْتَ هِمْيان: ورُغُلَ المِطْلَى بِهِ لَواهِجا وَذَلِكَ أَنه قَالَ: المِطْلاءِ مَمْدُودٌ لَا غَيْرُ، وإِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة، وَلَيْسَ هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها. قَالَ الفارسيُّ: إِن أَبا زِيَادٍ الكِلابيَّ ذَكَرَ دَارَ أَبي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ فَقَالَ تَصُبُّ فِي مَذانِبَ ونَواصِرَ، وَهِيَ مِطْلىً؛ كَذَلِكَ قَالَهَا بالقَصْر. أَبو عُبَيْدٍ: المَطالِي الأَرض السَّهْلة اللَّيِّنَة تُنْبِتُ العِضاهَ، واحدَتُها مِطْلاء عَلَى وَزْنٍ مِفْعال. وَيُقَالُ: المَطَالِي المَواضِعُ الَّتِي تَغْذُو فِيهَا الوَحْش أَطلاءَها. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَة: المَطالي رَوْضاتٌ، وَاحِدُهَا مِطْلًى، بالقَصْر لَا غيرُ، وأَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض مِنَ الأَرض واتَّسَعَ فَيُمَدُّ ويُقْصَرُ، والقَصْرُ فِيهِ أَكثر، وجمعهُ مَطالٍ؛ قَالَ زَبَّانُ بنُ سَيّارٍ الْفَزَارِيُّ:

_ (2). قوله [يريدون تسكين حرب إلخ] تقدم لنا في مادة شمذ: قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ يَصِفُ حرباء، والصواب يصف حرباً. (3). قوله [طلاوة] هي مثلثة كما في القاموس. (4). قوله [والطلاوة السحر] في القاموس أنه مثلث.

رَحَلْتُ إِليكَ مِنْ جَنَفاءِ، حَتَّى ... أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطَالِي وَقَالَ ابْنُ السَّيْرَافِيِّ: الْوَاحِدَةُ مِطْلاءٌ، بِالْمَدِّ، وَهِيَ أَرضٌ سَهْلة. والمُطَلِّي: هُوَ المُغَنِّي. وطلو الطِّلْوُ: الذِّئْب. وطلو الطِّلْوُ: القانصُ اللطيفُ الجِسْمِ، شُبِّه بالذِّئبِ؛ قَالَ الطرِمَّاح: صادَفَتْ طلو طِلْواً طَويلَ القَرَا، ... حافِظَ العَينِ قَلِيلَ السَّأَمْ» طما: طَمَا الماءُ يَطْمُو طُمُوًّا ويَطْمِي طُمِيّاً: ارْتَفَعَ وعَلا ومَلأَ النَّهْرُ، فَهُوَ طامٍ، وَكَذَلِكَ إِذا امْتلأَ البحْرُ أَو النَّهر أَو الْبِئْرُ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفة: مَا طَمَا البحرُ وَقَامَ تِعارٌ أَي ارْتَفَع موجُه، وتِعارٌ اسْمُ جَبَل. وطَمَى النَّبْتُ: طالَ وعَلا، وَمِنْهُ يُقَالُ: طَمَت المرأَةُ بزَوْجها أَي ارْتَفَعَتْ بِهِ. وطَمَتْ بِهِ هِمَّتُه: عَلَتْ، وَقَدْ يُستَعار فِيمَا سِوى ذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طَمَى بهِ ... سَفاهٌ، وَلَا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ أَي أَنه لَمْ يَعْلُ بِهِ كَمَا يَعْلُو الماءُ بالزَّبَد فَيَقْذِفُه. وطَمَى يَطْمِي مثلُ طَمَّ يَطِمُّ [يَطُمُ] إِذا مَرَّ مُسْرعاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَراد وِصالًا ثُمَّ صَدَّتْه نِيَّةٌ، ... وكانَ لَهُ شَكْلٌ فخالفَها يَطْمِي وطَمِيَّةُ: جَبَلٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كأَنَّ طَمِيَّة المُجَيْمِر غُدْوَةً، ... منَ السَّيلِ والأَغْثاءِ، فِلْكة مِغْزَل طنا: الطَّنَى: التُّهَمَةُ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزِ أَيضاً. والطُّنِيُّ والطُّنُوُّ: الفُجور، قَلبوا فِيهِ الْيَاءُ وَاوًا كَمَا قَالُوا المُضُوّ فِي المُضِيّ، وَقَدْ طَنِيَ إِليها طَنًى، وقومٌ زُنَاةٌ طُناةٌ. وطَنِيَ فِي الفُجور وأَطْنَى: مَضَى فِيهِ. والطَّنَى: الرِّيبَةُ والتُّهَمة. والطَّنَى: الظنُّ مَا كانَ. والطَّنَى: أَن يَعظُم الطِّحالُ عَنِ الحمَّى، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ طَنٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ الَّذِي يُحَمُّ غِبّاً فيَعْظُمُ طِحالُه، وَقَدْ طَنِيَ طَنًى، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ: طَنِئَ طَنَأً فَهُوَ طَنِئٌ. والطَّنَى فِي البَعير: أَن يَعْظُم طِحالُه عَنِ النُّحازِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والطَّنَى: لُزُوقُ الطِّحَالِ بالجَنْبِ والرئَةِ بالأَضْلاعِ مِنَ الجانِبِ الأَيْسَرِ، وَقِيلَ: الطَّنَى لزُوق الرئَةِ بالأَضْلاعِ حَتَّى رُبَّما عَفِنَتْ واسْوَدَّتْ، وأَكثرُ مَا يُصيبُ الإِبِلَ، وبَعِيرٌ طَنىً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: من داءِ نَفْسِي بَعْدَ ما طَنِيتُ ... مِثلَ طَنَى الإِبْلِ، وما ضَنِيتُ أَي وبعدَ ما ضَنِيتُ. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّنَى لزُوق الطِّحالِ بالجَنْبِ مِنْ شِدَّةِ العَطشِ؛ تقولُ مِنْهُ: طَنِيَ، بِالْكَسْرِ، يَطْنَى طَنًى فَهُوَ طنٍ وطَنًى، وطَنَّاهُ تَطنِيَةً: عالَجَه مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الحرث بْنُ مُصرّف وَهُوَ أَبو مزاحِمٍ العُقَيلي: أَكْوِيه، إِمَّا أَرادَ الكَيَّ، مُعْتَرِضاً ... كَيَّ المُطَنِّي مِنَ النَّحْزِ الطَّنَى الطَّحِلا قَالَ: والمُطَنِّي الَّذِي يُطَنِّي البَعِيرَ إِذا طَنِيَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والطَّنَى يكونُ فِي الطِّحالِ. الْفَرَّاءُ: طَنِيَ الرجلُ طَنًى إِذا التَصَقَتْ رئتَهُ بجَنْبِهِ مِنَ العَطشِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: طَنَّيْت بَعِيرِي فِي جَنْبيه كَوَيْته مِنَ الطَّنَى، ودواءُ الطَّنَى أَن يُؤخذ وتِدٌ فيُضجَعَ عَلَى جَنْبِه فيُجْرَى بين أَضلاعِه

_ (1). قوله [طويل القرا] في التكملة: طويل الطوى.

أَحْزازٌ لَا تُخْرَقُ. والطَّنَى: المَرضُ، وَقَدْ طَنِيَ. ورجلٌ طَنًى: كضَنًى. والإِطْنَاء: أَن يَدَع المرضُ المَرِيضَ وَفِيهِ بقِيَّة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد فِي صِفَةِ دَلْوٍ: إِذا وَقَعْتِ فَقَعِي لِفِيكِ، ... إِن وقُوعَ الظَّهْرِ لَا يُطْنِيكِ أَي لَا يُبْقِي فِيكِ بَقِيَّةً؛ يَقُولُ: الدَّلْو إِذا وَقَعَت عَلَى ظَهْرِها انْشَقَّت وإِذا وَقَعَت لِفِيها لَمْ يَضِرْها. وَقَوْلُهُ: وقُوعَ الظَّهْرِ أَراد أَن وقُوعَك عَلَى ظَهْركِ. ابْنُ الأَعرابي: ورَماهُ اللَّهُ بأَفْعَى حارِيَةٍ وَهِيَ الَّتِي لَا تُطْني أَي لَا تُبْقِي. وحَيَّة لَا تُطْنِي أَي لَا تُبْقي وَلَا يَعِيش صاحِبُها، تَقْتُل مِنْ ساعَتِها، وأَصله الْهَمْزُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَفِي حَدِيثِ اليهوديَّة الَّتِي سَمَّتِ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَمَدَتْ إِلى سُمٍّ لَا يُطْنِي أَي لا يَسْلم عليه أَحدٌ. يُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بأَفْعَى لَا تُطْنِي أَي لَا يُفْلت لَديغُها. وضَرَبه ضَرْبَةً لَا تُطْني أَي لَا تُلْبثُه حَتَّى تَقْتُلَه، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الطَّنَى. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لدَغَتْه حَيَّة فأَطْنَتْه إِذا لَمْ تَقْتُلْه، وَهِيَ حيَّة لَا تُطْنِي أَي لَا تُخْطِئ، والإِطْنَاءُ مثلُ الإِشْواءِ، والطَّنَى المَوْتُ نَفْسه. ابْنُ الأَعرابي: أَطْنَى الرَّجُلُ إِذا مَالَ إِلى الطَّنَى، وَهُوَ الريبَة والتُّهَمة، وأَطْنَى إِذا مَالَ إِلى الطَّنَى، وَهُوَ البِساطُ، فنامَ عَلَيْهِ كَسَلًا، وأَطْنَى إِذا مَالَ إِلى الطَّنَى، وَهُوَ المنزلُ، وأَطْنَى إِذا مَالَ إِلى الطَّنَى «1». فشَرِبَه، وَهُوَ الماءُ يَبْقَى أَسْفَلَ الحَوْض، وأَطْنَى إِذا أَخَذَه الطَّنَى، وَهُوَ لُزُوقُ الرِّئةِ بالجَنْبِ. والأَطْناءُ: الأَهواء. والطَّنَى: غَلْفَقُ الماءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولستُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. والطَّنَى شِراءُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: هُوَ بَيْعُ ثَمَر النَّخْل خاصَّةً، أَطْنَيْتُها: بِعْتُها، وأَطْنَيْتُها: اشْتَرَيْتُها، وأَطنَيْتُه: بِعْتُ عَلَيْهِ نَخْلَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الْيَاءِ لِعَدَمِ ط ن وو وجود ط ن ي، وَهُوَ قوله الطَّنَى التُّهَمَة. طها: طَهَا اللحْمَ يَطْهُوهُ ويَطْهاهُ طَهْواً وطُهُوًّا وطُهِيّاً وطِهايَةً وطَهْياً: عالجَه بالطَّبْخِ أَو الشيِّ، وَالِاسْمُ الطَّهْيُ، وَيُقَالُ يَطْهَى، والطَّهْوُ والطَّهْيُ أَيضاً الخَبْزُ. ابْنُ الأَعرابي: الطُّهَى الطَّبيخُ، والطَّاهِي الطَّبَّاخ، وَقِيلَ: الشَّوَّاء، وَقِيلَ: الخَبَّازُ، وَقِيلَ: كُلُّ مُصْلِحٍ لِطعام أَو غيرِهِ مُعالِجٍ لَهُ طاهٍ، رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي، والجمع طُهَاةٌ وطُهِيٌّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ مِنْ بَيْنِ مُنْضِجٍ ... صفِيفَ شِواء، أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِ أَبو عَمْرٍو: أَطْهَى حَذِقَ صِنَاعَتَه. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: وَمَا طُهاةُ أَبي زَرْعٍ ، يَعْنِي الطبَّاخِينَ، واحِدُهم طاهٍ، وأَصلُ الطَّهْوِ الطَّبْخُ الجَيِّدُ المُنْضِجُ. يُقَالُ: طَهَوْتُ الطّعَامَ إِذا أَنْضَجْتَه وأَتْقَنْتَ طَبْخَه. والطَّهْو: العَمَل؛ اللَّيْثُ: الطَّهْوُ عِلاجُ اللَّحْم بالشَّيِّ أَو الطَّبْخ، وَقِيلَ لأَبي هُرَيْرَةَ: أَأَنت سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: وَمَا كَانَ طَهْوي «2» أَي مَا كَانَ عَمَلي إِن لَمْ أُحكم ذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا عِنْدِي مَثَلٌ ضَرَبه لأَنَّ الطَّهْوَ فِي كلامِهِمْ إِنْضاجُ الطَّعامِ، قَالَ: فنُرَى أَنّ مَعْنَاهُ أَنّ أَبا هُرَيْرَةَ جَعَلَ إِحْكامَه لِلْحَدِيثِ وإِتْقانَه إِيَّاه كالطَّاهي المُجِيدِ المُنْضِجِ لِطَعامِهِ، يَقُولُ: فَمَا كَانَ عَمَلي إِن كنتُ

_ (1). قوله [إِذَا مَالَ إِلَى الطَّنَى] هكذا في الأَصل والمحكم، والذي في القاموس: إلى الطنو، بالكسر (2). قوله [وما كان طَهْوِي]. هذا لفظ الحديث في المحكم، ولفظه في التهذيب: فقال أنا ما طَهْوِي إلخ.

لَمْ أُحْكِمْ هَذِهِ الروايَةَ الَّتِي رَوَيْتها عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كإِحْكامِ الطَّاهِي لِلطَّعَامِ، وَكَانَ وجْه الْكَلَامِ أَن يَقُولَ فَمَا كَانَ إِذاً طَهْوِي «1» وَلَكِنَّ الحدِيث جَاءَ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّه لَمْ يَكُنْ لِي عَمَلٌ غيرُ السمَاعِ، أَو أَنَّه إنكارٌ لأَنْ يكونَ الأَمْرُ عَلَى خِلَافِ مَا قَالَ، وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى التَّعَجُّب كأَنه قَالَ وإِلَّا فأَيُّ شيءٍ حِفْظِي وإِحْكامي مَا سَمِعْتُ والطُّهَى: الذَّنْبُ. طَهَى طَهْياً: أَذْنَبَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَذَلِكَ مِنْ قَوْل أَبي هُرَيْرَةَ أَنا مَا طَهْوِي أَي أَيُّ شَيْءٍ طَهْوِي، عَلَى التَّعَجب، كأَنه أَراد أَي شَيءٍ حِفْظِي لِمَا سَمِعْتُهُ وَإِحْكَامِي. وطَهَتِ الإِبلُ تَطْهَى طَهْواً وطُهُوّاً وطَهْياً: انْتَشَرَتْ وذَهَبَتْ فِي الأَرض؛ قَالَ الأَعشى: ولَسْنَا لبَاغِي المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ، ... إِذَا مَا طَهَى باللَّيْلِ مُنْتَشِراتُها وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: إِذا ماطَ، مِنْ ماطَ يَمِيطُ. والطُّهَاوَة: الجِلْدَة الرَّقِيقَة فوقَ اللَّبَنِ أَو الدَّم. وطَهَا فِي الأَرض طَهْياً: ذَهب فِيهَا مثلَ طَحَا؛ قَالَ: مَا كانَ ذَنْبِي أَنْ طَهَا ثُمَّ لَمْ يَعُد، ... وحُمْرانُ فِيهَا طائِشُ العَقْلِ أَصْوَرُ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: طَهَا هِذْرِيانٌ، قَلَّ تَغْمِيضُ عَيْنِه ... عَلَى دُبَّة مِثْلِ الخَنِيف المُرَعْبَلِ وَكَذَلِكَ طَهَتِ الإِبلُ. والطَّهْيُ: الغَيْمُ الرَّقيق، وَهُوَ الطَهاءُ لُغَةٌ فِي الطَّخاءِ، واحدَتُه طَهاءَةٌ؛ يُقَالُ: مَا عَلَى السَّمَاءِ طَهاءَةٌ أَي قَزَعة. ولَيلٌ طاهٍ أَي مُظْلِمٌ. الأَصمعي: الطَّهَاءُ والطَّخاءُ والطَّخافُ والعَماءُ كلُّه السحابُ المرتفِعُ، والطَّهْي الصِّراع، والطَّهْي الضَّرْبُ الشَّدِيدُ. وطُهَيَّةُ: قَبيلة، النسَبُ إِلَيْهَا طُهَوِيٌّ وطُهْوِيٌّ وطَهَوِيٌّ وطَهْوِيٌّ، وَذَكَرُوا أَنَّ مُكَبَّره طهْوة، وَلَكِنَّهُمْ غلَب اسْتِعْمَالُهُمْ لَهُ مُصَغَّراً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بقَوِيٍّ، قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ النَّسَب إِلى طُهَيَّة طُهْوِيٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طُهَوِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ، وَقِيلَ: هُمْ حَيٌّ مِنَ تَمِيمٍ نُسِبوا إِلى أُمِّهِمْ، وَهُمْ أَبو سَوْدٍ وعَوْفٌ وَحَبِيشٌ «2» بَنُو مالكِ بنِ حَنْظَلَة؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَثَعْلَبَة الفَوارِسَ أَوْ رِياحاً، ... عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةَ والخِشابا؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ السَّيْرَافِيِّ لَا يُرْوَى فِيهِ إِلَّا نصبُ الفوارِس عَلَى النَّعْتِ لثَعلبة؛ الأَزهري: مَنْ قَالَ طَهْوِيٌّ جَعلَ الأَصلَ طَهْوَةَ. وَفِي النوادِرِ: مَا أَدْرِي أَيُّ الطَّهْياءِ هُوَ «3» وأَيُّ الضَّحْياءِ هُوَ وأَيُّ الوَضَحِ هُوَ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: جَزَاهُ عَنَّا ربُّنا، رَبُّ طَهَا، ... خَيْرَ الْجَزَاءِ فِي العَلاليِّ العُلا فَإِنَّمَا أَرادَ رَبُّ طَه السُّورة، فَحَذَف الأَلِفَ؛ وأَنشد الباهليُّ للأَحْولِ الكِنْدِيِّ: وليْتَ لَنَا، مِنْ ماءِ زَمْزَمَ، شَرْبةً ... مُبَرَّدةً باتَتْ عَلَى الطَّهَيَانِ يَعْنِي مِنْ ماءِ زمزمٍ، بدلَ ماءِ زَمْزَمَ، كقوله:

_ (1). قوله [فَمَا كَانَ إِذًا طَهْوِي] هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أن يقول فما طهوي أي فَمَا كَانَ إِذًا طَهْوِي إلخ. (2). قوله [حبيش] هكذا في الأصل وبعض نسخ الصحاح، وفي بعضها: حنش. (3). قوله [أي الطهياء هو إلخ] فسره في التكملة فقال: أَيْ أَيّ النَّاسِ هُوَ.

كَسَوْناها مِنَ الرَّيْطِ اليَماني ... مُسُوحاً، فِي بَنائِقها فُضُولُ يَصِفُ إِبلًا كَانَتْ بِيضًا وسَوَّدها العَرَنُ، فكأَنها كُسِيَتْ مُسُوحاً سوداً بعد ما كَانَتْ بِيضًا. والطَّهَيَانُ: كأَنه اسْمُ قُلَّةِ جبلٍ. والطَّهَيَانُ: خَشَبَةٌ يُبَرَّد عَلَيْهَا الماءُ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَحولِ الكِنْدِي: مُبرَّدةً باتَتْ عَلَى طَهَيانِ وحَمْنانُ مكةُ «1» شرَّفَها اللَّهُ تَعَالَى. ورأَيتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ الْفَاضِلِ رَضِيِّ الدِّينِ الشاطِبيّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي حَوَاشِي كِتَابِ أَمَالي ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ طَهَيَان، بِفَتْحِ أَوله وَثَانِيهِ وَبَعْدَهُ الياءُ أُخت الواوِ، اسْمُ ماءٍ. وطَهَيَان: جَبَلٌ؛ وأَنشد: فلَيْتَ لَنَا، مِنْ ماءِ حَمْنانَ، شَرْبةً ... مُبَرَّدةً باتَت عَلَى الطَّهَيَانِ وشَرحَه فَقَالَ: يُرِيدُ بَدَلًا مِنْ ماءِ زمزَم كَمَا قَالَ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، لأَهل الْعِرَاقِ، وَهُمْ مِائَةُ أَلف أَو يَزِيدُونَ: لَوَدِدْتُ لَوْ أَنَّ لِي مِنْكُمْ مائَتَيْ رجلٍ مِنْ بَني فِراسِ بنِ غَنْمٍ لَا أُبالي مَنْ لَقِيتُ بهم. طوي: الطَّيُّ: نَقِيضُ النَّشْرِ، طَوَيْته طَيّاً وطِيَّةً وَطِيَةً، بِالتَّخْفِيفِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَهِيَ نَادِرَةٌ، وَحَكَى: صَحِيفة جافيَة الطِّيَةِ، بِالتَّخْفِيفِ أَيضاً، أَي الطَّيّ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: طَيَّةٌ وطُوًى ككَوَّة وكُوًى، وطَوَيته وَقَدِ انْطَوَى واطَّوَى وتَطَوَّى تَطَوِّياً، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: تَطَوَّى انْطِواءً؛ وأَنشد: وَقَدْ تَطَوَّيْتُ انطِواءَ الحِضْبِ الحِضْبُ: ضربٌ مِنَ الحَيَّاتِ، وَهُوَ الوتَرُ أَيضاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ جميعُ مَا يُطْوَى. وَيُقَالُ: طَوَيتُ الصَّحيفةَ أَطْوِيها طَيّاً، فالطَّيُّ المصدرُ، وطَوَيْتُها طَيَّةً وَاحِدَةً أَي مَرَّةً وَاحِدَةً. وإِنه لحَسَنُ الطِّيَّة، بِكَسْرِ الطاءِ: يُرِيدُونَ ضَرْباً مِنَ الطَّيِّ مثلُ الجِلسَة والمِشْيَة والرِّكْبةِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِنَ دِمْنَةٍ نَسَفَتْ عَنْهَا الصَّبا سُفَعاً، ... كَمَا تُنَشَّرُ بعدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ فكسَر الطَّاءَ لأَنه لَمْ يُرِدْ بِهِ المَرَّة الْوَاحِدَةَ. وَيُقَالُ للحيَّة وَمَا يُشبِهُها: انْطَوَى يَنْطوِي انْطِواءً فَهُوَ مُنْطَوٍ، عَلَى مُنْفَعِلٍ. وَيُقَالُ: اطَّوَى يَطَّوِي اطِّواءً إِذا أَردتَ بِهِ افْتَعَل، فأَدْغِمِ التَّاءَ فِي الطاءِ فَتَقُولُ مُطَّوٍ مُفْتَعِل. وَفِي حَدِيثِ بناءِ الكَعْبةِ: فتَطَوَّتْ موضعَ البَيْتِ كالحَجَفَة أَي اسْتَدارَتْ كالتُّرْسِ، وَهُوَ تَفَعَّلَتْ مِنَ الطيِّ. وَفِي حَدِيثِ السفَرِ: اطْوِ لَنا الأَرضَ أَي قَرِّبها لَنَا وسَهِّلِ السَّيْرَ فِيهَا حَتَّى لَا تَطُولَ عَلَيْنَا فكأَنها قَدْ طُوِيَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الأَرضَ تُطْوَى بالليلِ مَا لَا تُطْوَى بالنَّهارِ أَي تُقْطَع مسافتُها لأَن الإِنسان فِيهِ أَنشَطُ مِنْهُ فِي النهارِ وأَقدرُ عَلَى المَشْي والسيرِ لعدمِ الحَرِّ وَغَيْرِهِ. والطَّاوِي مِنَ الظِّباءِ: الَّذِي يَطْوِي عُنُقَه عِنْدَ الرُّبوضِ ثُمَّ يَرْبِضُ؛ قَالَ الرَّاعِي: أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ، باتَتْ تَعُلُّه ... صَرَى ضَرّةٍ شَكْرى، فأَصْبَحَ طَاوِيا عَدَّى تَعُلُّ إِلى مفعولَيْن لأَن فِيهِ مَعْنَى تَسْقِي. والطِّيَّة: الْهَيْئَةُ الَّتِي يُطْوَى عَلَيْهَا. وأَطْوَاءُ الثَّوْبِ والصحيفةِ والبطْنِ والشَّحمِ والأَمعاء والحَيَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ: طَرائِقُه ومَكاسِرُ طَيِّه،

_ (1). قوله [وحمنان مكة] أي في صدر البيت على الرواية الآتية بعده،. وقد أسلفها في مادة ح م ن ونسب البيت هناك ليعلى بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قَيْسٍ الشكري، قال: وَشَكْرٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْأَزْدِ.

واحدُها طِيٌّ، بِالْكَسْرِ، وطَيٌّ، بِالْفَتْحِ، وطِوًى. اللَّيْثُ: أَطْوَاءُ الناقةِ طَرائقُ شَحْمها، وَقِيلَ: طَرائِقُ شَحْمِ جَنْبَيْها وسنَامِها طَيٌّ فَوْقَ طَيٍّ. ومَطاوي الحيَّةِ ومَطَاوِي الأَمْعاءِ والثَّوْبِ والشحمِ والبطْنِ: أَطواؤُها، والواحدُ مَطْوًى. وتَطوَّتِ الحَيَّة أَي تحوَّت. وطِوَى الحيَّة: انْطِواؤُها. ومَطَاوِي الدِّرْعِ: غُضُونُها إِذا ضُمَّتْ، وَاحِدُهَا مِطْوًى؛ وأَنشد: وعِنديَ حَصْداءُ مَسْرُودَةٌ، ... كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ والمِطْوَى: شيءٌ يُطوَى عَلَيْهِ الغَزْلُ. والمُنْطَوِي: الضامرُ البَطْنِ. وَهَذَا رجلٌ طَوِيّ البَطنِ، عَلَى فَعِلٍ، أَي ضامِرُ البَطنِ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيت؛ قَالَ العُجَيرُ السَّلوليّ: فقامَ فأَدنَى مِنْ وِسادِي وِسادَه ... طَوِي البَطْنِ، ممشُوقُ الذراعَينِ، شَرْجَبُ وسِقاءٌ طَوٍ: طُوِيَ وَفِيهِ بَلَلٌ أَو بَقِيَّةُ لبَنٍ فَتَغَيَّر ولَخِنَ وتَقَطَّع عَفَناً، وَقَدْ طَوِيَ طَوًى. والطَّيُّ فِي العَرُوضِ: حَذْفُ الرابِعِ مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ ومَفْعُولاتُ، فَيَبْقَى مُسْتَعِلُنْ ومَفْعُلات فيُنْقَل مُسْتَعِلُنْ إِلَى مُفْتَعِلُنْ ومَفْعُلات إِلى فاعلاتُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي البَسيطِ والرَّجَز والمنْسَرِح، وَرُبَّمَا سُمِّيَ هَذَا الجزءُ إِذا كَانَ ذَلِكَ مَطْوِيّاً لأَن رابعهُ وسَطُه عَلَى الاسْتِواء فشُبِّه بالثَّوْبِ الَّذِي يُعطَفُ مِنْ وَسَطه. وطَوَى الرَّكِيَّة طَيّاً: عَرَشَهَا بالحِجارةِ والآجُرِّ، وَكَذَلِكَ اللَّبِنُ تَطْوِيه فِي البِناءِ. والطَّوِيُّ: البئرُ المَطْوِيَّة بِالْحِجَارَةِ، مُذَكَّر، فإِن أُنِّثَ فَعَلى الْمَعْنَى كَمَا ذُكِّرَ البئرُ عَلَى الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ: يَا بِئرُ، يَا بِئرَ بَني عَدِيِّ ... لأَنْزَحَنْ قَعْرَكِ بالدُّلِيِّ، حَتَّى تَعُودي أَقْطَعَ الوَلِيِ أَرادَ قَلِيباً أَقْطَعَ الوَلِيِّ، وَجَمْعُ الطَّوِيِّ البئرِ أَطْوَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: فَقُذِفوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ أَي بِئرٍ مَطوِيَّةٍ مِنْ آبارِها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والطَّوِيُّ فِي الأَصْل صِفَةٌ فعيلٌ بِمَعْنَى مَفْعول، فَلِذَلِكَ جَمَعُوه عَلَى الأَطْوَاء كَشَرِيفٍ وأَشرافٍ ويَتِيمٍ وأَيْتامٍ، وإِن كَانَ قَدِ انْتَقَلَ إِلى بابِ الاسْمِيَّة. وطَوَى كَشْحَه عَلَى كَذَا: أَضْمَرَه وَعَزَمَ عَلَيْهِ. وطَوَى فلانٌ كَشْحَهُ: مَضَى لِوَجْهِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وصاحبٍ قَدْ طَوَى كَشْحاً فَقُلْتُ لَهُ: ... إِنَّ انْطِواءَكَ هَذَا عَنْكَ يَطْوِيني وطَوَى عنِّي نَصِيحتَه وأَمْرَه: كَتَمه. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ طَوَى فُلانٌ فُؤادَهُ عَلَى عَزِيمةِ أَمرٍ إِذا أَسَرَّها فِي فُؤادِه. وطَوَى فُلانٌ كَشْحَه: أَعْرَضَ بِودِّهِ. وطوَى فلانٌ كَشْحَه على عَدواةٍ إِذا لَمْ يُظْهِرْها. وَيُقَالُ: طَوَى فُلانٌ حَديثاً إِلى حَديثٍ أَي لَمْ يُخْبِرْ بِهِ وأَسَرَّه فِي نفسِه فَجازَه إِلى آخَرَ، كَمَا يَطْوِي المُسافِرُ مَنزلًا إِلى مَنزلٍ فَلَا يَنْزِلُ. وَيُقَالُ: اطْوِ هَذَا الحديثَ أَي اكْتُمْه. وطَوَى فلانٌ كَشْحَه عَني أَي أَعْرَضَ عَنِّي مُهاجِراً. وطَوَى كَشْحَهُ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَخْفاه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وكانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ، ... فَلا هُوَ أَبْداها وَلَمْ يَتَقَدَّم أَرادَ بالمُسْتَكِنَّةِ عَداوَةً أَكَنَّها فِي ضَميره. وطَوَى البِلادَ طَيّاً: قَطَعَها بلَداً عَنْ بَلَدٍ. وطَوَى اللَّهُ

لَنَا البُعْدَ أَي قرّبَه. وفلانٌ يَطْوِي البلادَ أَي يَقْطَعُها بَلداً عَنْ بَلَدٍ. وطَوَى المَكانَ إِلى المَكانِ: جاوَزه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَلَيْهَا ابنُ عَلَّاتٍ إِذا اجْتَسَّ مَنْزِلًا، ... طَوَتْهُ نُجُومُ اللَّيْلِ، وَهْي بَلاقِعُ أَي أَنه لَا يُقِيمُ بالمَنْزِل، لَا يُجاوِزُه النَّجْمُ إِلا وَهُوَ قَفْر مِنْهُ، قَالَ: وَهِيَ بلاقِعُ لأَنه عَنَى بالمَنْزل المنازِلَ أَي إِذا اجْتَسَّ مَنازِلَ؛ وأَنشد: بهَا الوَجْناءُ مَا تَطْوِي بماءٍ ... إِلى ماءٍ، ويُمْتَلُّ السَّلِيلُ يَقُولُ: وإِن بَقِيَتْ فإِنها لَا تَبْلغُ الماءَ ومَعَها حِين بُلوغِها فَضْلَةٌ مِنَ الماءِ الأَوَّلِ. وطَوَيْت طِيَّةً بَعُدَتْ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ فأَما قَوْلُ الأَعشى: أَجَدَّ بِتَيَّا هَجْرُها وشَتاتُها، ... وحُبَّ بِهَا لَوْ تُسْتَطاعُ طِياتُها إِنما أَراد طِيَّاتُها فحَذَف الْيَاءَ الثَّانِيَةَ. والطِّيَّة: النَّاحِيَةُ. والطِّيَّةُ: الْحَاجَةُ والوَطَر، والطِّيَّةُ تكونُ مَنْزِلًا وتكونُ مُنْتَوًى. وَمَضَى لِطيَّتِه أَي لوجهِه الَّذِي يريدُه ولِنِيَّتِه الَّتِي انْتَواها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمَّا عَرَضَ نفسَه عَلَى قَبائلِ الْعَرَبِ قَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ اعْمِدْ لِطِيَّتِكَ أَي امْضِ لِوَجْهِكَ وقَصْدِك. وَيُقَالُ: الْحَقْ بطِيَّتِك وبنِيَّتِك أَي بحاجتِك. وطِيَّةٌ بعيدةٌ أَي شاسِعةٌ. والطَّوِيَّة: الضَّمِيرُ. والطِّيَّة: الوَطَنُ والمَنْزِلُ والنِّيَّة. وبَعُدَتْ عَنَّا طِيَّتُه: وَهُوَ المَنْزِلُ الَّذِي انْتَواهُ، وَالْجَمْعُ طِيَّاتٌ، وَقَدْ يُخَفَّفُ فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَصَمّ القلبِ حُوشِيّ الطِّيَاتِ والطَّواءُ: أَن يَنْطَوِي ثَدْيا المرأَةِ فَلَا يَكْسِرهما الحَبَل؛ وأَنشد: وثَدْيانِ لَمْ يَكْسِرْ طَواءَهُما الحَبَلْ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: والأَطْواءُ الأَثْناءُ فِي ذَنَب الجَرادة وَهِيَ كالعُقْدَةِ، واحِدُها طِوًى. والطَّوَى: الجُوعُ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ: قَالَ لَهَا لَا أُخْدِمُكِ وأَتْرُكَ أَهلَ الصُّفَّة تَطْوَى بطونُهم. والطَّيَّانُ: الجائعُ. ورجلٌ طَيَّانُ: لَمْ يأْكل شَيْئًا، والأُنثى طَيَّا، وَجَمْعَهَا طِوَاءٌ. وَقَدْ طَوِيَ يَطْوَى، بِالْكَسْرِ، طَوًى وطِوًى؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ: خَمُصَ مِنَ الجوعِ، فَإِذَا تَعَمَّدَ ذلك قيل طَوَى يَطْوِي، بِالْفَتْحِ، طَيّاً. اللَّيْثُ: الطَّيَّانُ الطَّاوِي الْبَطْنِ، والمرأَةُ طَيَّا وطاوِيةٌ. وَقَالَ: طَوَى نهارَه جَائِعًا يَطْوِي طَوًى، فَهُوَ طاوٍ وطَوًى أَي خَالِي البَطنِ جَائِعٌ لَمْ يأْكل. وَفِي الْحَدِيثِ: يَبِيتُ شَبْعانَ وجارُهُ طاوٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَطْوِي بَطنَه عَنْ جارِه أَي يُجِيعُ نفسَه ويؤثِرُ جارَه بطعامِه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يَطْوِي يَوْمَيْنِ أَي لَا يأْكل فِيهِمَا وَلَا يَشْرَب. وأَتيته بَعْدَ طُوًى مِنَ اللَّيْلِ أَي بَعْدَ سَاعَةٍ مِنْهُ. ابْنُ الأَعرابي: طَوَى إِذا أَتى، وطَوَى إِذا جَازَ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الطَّيُّ الإِتيانُ والطَّيُّ الجوازُ؛ يُقَالُ: مَرَّ بِنَا فَطَوَانا أَي جَلَسَ عِنْدَنَا، ومَرَّ بِنَا فطَوَانا أَي جازَنا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: طُوًى اسْمُ موضِعٍ بالشأْم، تُكْسَرُ طاؤُه وتُضَمُّ ويُصْرَفُ وَلَا يُصْرَف، فَمَنْ صَرَفَه جَعلَه اسمَ وادٍ ومكانٍ وجَعَله نكرَةً، وَمَنْ لَمْ يَصْرِفْه جَعَلَه اسْمَ بَلْدة وبُقْعَة وجَعَله مَعْرِفَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا كَانَ طُوًى اسْماً لِلْوَادِي فَهُوَ عَلم لَهُ، وإِذا كَانَ اسْمًا عَلَماً فَلَيْسَ يَصِحُّ تَنْكيرُه لتَبايُنِهما، فَمَنْ صَرَفه جَعَلَهُ اسْمًا لِلْمَكَانِ، وَمَنْ لَمْ

يَصْرفه جَعَلَهُ اسْمًا للبُقْعة، قَالَ: وَإِذَا كَانَ طُوًى وطِوًى، وَهُوَ الشَّيْءُ المَطْوِيّ مَرَّتَيْنِ، فَهُوَ صِفَةٌ بِمَنْزِلَةِ ثُنًى وثِنًى، وَلَيْسَ بعَلَمٍ لشيءٍ، وَهُوَ مَصْروفٌ لَا غيرُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً؟ ... لعَمْري لَقَدْ كَانَتْ مَلامَتُها ثِنَى وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: أَعاذِل، إِنَّ اللَّوْمَ فِي غيرِ كُنْهِه، ... عليَّ طِوًى [طُوًى] مِنْ غَيِّك المُتَرَدِّد ورأَيت فِي حَاشِيَةِ نُسْخَةٍ مِنْ أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ: إِن الَّذِي فِي شِعْرِ عَدِيّ: عَليَّ ثِنًى مِنْ غَيِّك. ابْنُ سِيدَهْ: وطُوًى وطِوًى جَبَلٌ بِالشَّامِ، وَقِيلَ: هُوَ وادٍ فِي أَصلِ الطُّورِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: طُوًى اسمُ الْوَادِي، وَيَجُوزُ فِيهِ أَربعة أَوجه: طُوَى، بِضَمِّ الطَّاءِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَبِتَنْوِينٍ، فَمَنْ نَوَّنه فَهُوَ اسْمٌ لِلْوَادِي أَو الجَبَل، وَهُوَ مذكَّر سُمِّيَ بمذكَّرٍ عَلَى فُعَلٍ نَحْوُ حُطَمٍ وصُرَدٍ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْه تركَ صَرْفَه مِنْ جِهَتَيْنِ: إِحداهما أَن يَكُونَ مَعْدُولًا عَنْ طاوٍ فَيَصِيرُ مثلَ عُمَرَ المعدولِ عَنْ عامرٍ فَلَا يَنْصَرِفُ كَمَا لَا يَنْصَرِفُ عُمَر، وَالْجِهَةُ الأُخرى أَن يَكُونَ اسْمًا للبُقْعة كَمَا قَالَ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَإِذَا كُسر فَنُوِّن فَهُوَ طِوًى مثلُ مِعًى وضِلَعٍ، مصروفٌ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّن جعلَه اسْمًا للبُقْعة، قَالَ: وَمَنْ قرأَ طِوًى، بِالْكَسْرِ، فَعَلَى مَعْنَى المُقَدَّسة مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ كَمَا قَالَ طُرْفَةُ، وأَنشد بَيْتَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْمَذْكُورِ آنِفاً، وَقَالَ: أَرادَ اللَّوْمَ المكَرَّرَ عليَّ. وسُئل المُبَرِّد عَنْ وادٍ يُقَالُ لَهُ طُوًى: أَتَصْرِفُه؟ قَالَ: نَعَمْ لأَن إِحدى العِلَّتين قَدِ انْخَرَمت عَنْهُ. وقرأَ ابْنُ كُثيرٍ ونافعٌ وأَبو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ الحَضْرَميّ: طُوَى وأَنا وطُوَى اذْهَبْ ، غيرَ مُجْرًى، وقرأَ الكسائيُّ وعاصمٌ وَحَمْزَةٌ وابنُ عَامِرٍ: طُوىً*، مُنَوَّناً فِي السُّورَتَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ طُوًى مِثْلُ طِوًى، وَهُوَ الشَّيْءُ المَثْنِيُّ. وَقَالُوا فِي قَوْلِهِ تعالى: بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً* ؛ أَي طُوِيَ مَرَّتَيْنِ أَي قُدِّسَ، وَقَالَ الْحَسَنُ: ثُنِيَتْ فِيهِ البَرَكة والتَّقْدِيسُ مَرَّتَيْنِ. وَذُو طُوًى، مَقْصُورٌ: وادٍ بِمَكَّةَ، وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبي زَيْدٍ مَمْدُودًا، وَالْمَعْرُوفُ أَن ذَا طُوًى مَقْصُورٌ وادٍ بِمَكَّةَ. وَذُو طُواءٍ، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ بِطَرِيقِ الطائفِ، وَقِيلَ: وادٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذُو طُوًى، بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ الْمُخَفَّفَةِ، مَوْضِعٌ عِنْدَ بَابِ مَكَّةَ يُسْتحب لِمَنْ دَخَلَ مَكَّةَ أَن يَغْتَسِلَ بِهِ. وَمَا بِالدَّارِ طُوئِيٌّ بِوَزْنِ طُوعِيٍّ وطُؤوِيٌّ بِوَزْنِ طُعْوِيٍّ أَي مَا بِهَا أَحَدٌ، وَهُوَ مذكورٌ فِي الهَمْزة. والطَّوُّ: موضِعٌ. وطَيِءٌ: قَبيلة، بِوَزْنِ فَيْعِلٍ، وَالْهَمْزَةُ فِيهَا أَصلية، وَالنِّسْبَةُ إِليها طَائِيٌّ لأَنه نُسِبَ إِلى فِعْلٍ فَصَارَتِ الْيَاءُ أَلِفاً وَكَذَلِكَ نَسَبُوا إِلى الْحَيْرَةِ حارِيّ لأَن النِّسْبَةَ إِلى فَعِلٍ فَعَلِيٌّ كَمَا قَالُوا فِي رَجُلٍ مِنَ النَّمِر نَمَرِيٌّ «2»، قال: وتأْليفُ طَيِءٍ مِنْ هَمْزَةٍ وَطَاءٍ وَيَاءٍ، وَلَيْسَتْ مِنْ طَوَيْت فَهُوَ مَيِّتُ التَّصْرِيف. وَقَالَ بَعْضُ النسَّابِينَ: سُمِّيت طَيِءٌ طَيّئاً لأَنه أَوّلُ مَنْ طَوَى المَناهِلَ أَي جازَ مَنْهَلًا إِلى مَنْهَلٍ آخَرَ وَلِمَ يَنْزِلْ. والطاءُ: حرفُ هِجاءٍ مِنْ حُرُوفِ المُعْجَمِ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ، يَكُونُ أَصلًا وبَدَلًا، وأَلفُها تَرْجِع إِلى الْيَاءِ، إِذا هَجَّيْتَه جَزَمْتَه

_ (2). قوله [من النمر نمري] تقدم لنا في مادة حير كَمَا نَسَبُوا إِلَى التَّمْرِ تمري بالتاء المثناة والصواب ما هنا.

فصل الظاء المعجمة

وَلَمْ تُعْرِبْهُ كَمَا تَقُولُ طَ دَ مُرْسَلَةَ اللَّفْظِ بِلَا إِعْرابٍ، فإِذا وَصَفْتَه وصَيَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه كَمَا تُعْرِبُ الِاسْمَ، فتقولُ: هَذِهِ طاءٌ طَويلَةٌ، لمَّا وَصَفْتَه أَعْرَبْتَه. وشعرٌ طاوِيٌّ: قافِيَتُه الطاء. طيا: الطَايَةُ: الصَّخْرَةُ العظِيمةُ فِي رَمْلَةٍ أَو أَرض لَا حِجارةَ بِهَا. والطَّايَة: السَّطْحُ الَّذِي يُنامُ عَلَيْهِ، وَقَدْ يُسَمَّى بِهَا الدُّكّانُ. قَالَ: وَتَوْدِيهُ التَّايَةِ «1» وَهُوَ أَن يَجْمَعَ بَيْنَ رؤوس ثَلَاثِ شَجَرَاتٍ أَو شَجَرَتَيْنِ، ثُمَّ يُلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبٌ فيستظلَّ بِهَا. وَجَاءَتِ الإِبل طَايَاتٍ أَي قُطْعاناً، وَاحِدَتُهَا طَايَة؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ لَجَإٍ يَصِفُ إِبلًا: تَرِيعُ طاياتٍ وتَمْشِي هَمْسا فصل الظاء المعجمة ظبا: الظُّبَة: حَدُّ السَّيْفِ والسِّنانِ والنَّصْل والخَنجر وَمَا أَشْبه ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ قَيْلة: أَنها لمَّا خَرَجَتْ إِلى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَدركها عمُّ بناتِها قَالَ فأَصابَتْ ظُبَةُ سيفِه طَائِفَةً مِنْ قُرون رأْسه ؛ ظُبَة السَّيْفِ: حَدُّه، وَهُوَ مَا يَلي طَرَف السَّيْفِ، وَمِثْلُهُ ذُبابه؛ قَالَ الكميت: يَرَى الرَّاؤُونَ، بالشَّفَرات، مِنَّا ... وَقُودَ أَبي حُباحِبَ والظُّبِينا وَالْجَمْعُ ظُبَاتٌ وظِبُونَ وظُبُونَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ لِمَكَانِ الضَّمَّةِ لأَنها كأَنها دَلِيلٌ عَلَى الْوَاوِ، مَعَ أَن مَا حُذِفَتْ لَامُهُ وَاوًا نَحْوَ أَب وأَخ وحَمٍ وهَنٍ وسَنَة وعِضَة فِيمَنْ قَالَ سَنَوات وعِضَوات أَكثر مِمَّا حُذِفَتْ لامُه يَاءً، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَحْذُوفُ مِنْهَا فَاءً وَلَا عَيْنًا، أَما امْتِنَاعُ الْفَاءِ فلأَن الْفَاءَ لَمْ يَطَّرِد حَذْفُهَا إِلا فِي مَصَادِرِ بَنَاتِ الْوَاوِ نَحْوَ عِدَة وزِنَة وحِدَة، وَلَيْسَتْ ظُبَة مِنْ ذَلِكَ، وأَوائل تِلْكَ الْمَصَادِرِ مَكْسُورَةٌ وأَول ظُبَةٍ مَضْمُومٌ، وَلَمْ يُحْذَفْ فَاءٌ مِنْ فُعْلة إِلا فِي حَرْفٍ شَاذٍّ لَا نَظِيرَ لَهُ وَهُوَ قَوْلُهُمْ فِي الصِّلة صُلة، وَلَوْلَا الْمَعْنَى وأَنَّا قَدْ وَجَدْنَاهُمْ يَقُولُونَ صِلَة فِي مَعْنَاهَا، وَهِيَ مَحْذُوفَةُ الْفَاءِ مِنْ وَصَلْت، لَمَا أَجَزْنا أَن تَكُونَ مَحْذُوفَةَ الْفَاءِ، فَقَدْ بَطَلَ أَن تَكُونَ ظُبَة مَحْذُوفَةَ الْفَاءِ، وَلَا تَكُونُ أَيضاً مَحْذُوفَةَ الْعَيْنِ لأَن ذَلِكَ لَمْ يأْت إِلا فِي سَهْ وَمَهْ، وَهُمَا حَرْفَانِ نَادِرَانِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا. وظُبَةُ السَّيْفِ وظُبَةُ السَّهْم: طَرَفُه؛ قَالَ بَشامة بْنُ حَرَى النَّهْشلي: إِذا الكُماةُ تَنَحَّوْا أَن يَنالهُم ... حَدُّ الظُّبَات، وصَلْناها بأَيدينا وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: نَافِحُوا بالظُّبَى ؛ هِيَ جَمْعُ ظُبَة السَّيْفِ، وَهُوَ طَرَفُه وحَدُّه. قَالَ: وأَصل الظُّبَة ظُبَوٌ، بِوَزْنِ صُرَد، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ وعوّض مِنْهَا الْهَاءُ. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: فوضَعْتُ ظَبيبَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ ؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ وإِنما هُوَ ظُبَة السَّيْفِ، وَهُوَ طَرَفه، وَتُجْمَعُ عَلَى الظُّبَات والظُّبِين، وأَما الضَّبيب، بِالضَّادِ، فَسَيَلانُ الدَّمِ مِنَ الْفَمِ وَغَيْرِهِ؛ وَقَالَ أَبو مُوسَى: إِنَّمَا هُوَ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرَهُ. وَيُقَالُ لِحَدِّ السِّكِّينِ: الغِرار والظُّبَة والقُرْنَةُ، ولِجانِبِها الَّذِي لَا يَقْطَعُ: الكَلُّ. والظُّبَة: جِنْسٌ مِنَ المَزاد. التَّهْذِيبَ: الظَّبْيَة شِبْهُ العِجْلة والمَزادة، وإِذا خَرَجَ الدجَّال تَخْرُجُ قُدَّامه امرأَة تُسَمَّى ظَبْيَةَ، وَهِيَ تُنْذِر الْمُسْلِمِينَ بِهِ. والظَّبْية: الجِراب، وَقِيلَ: الْجِرَابُ الصغير خاصة، وقيل: هو مِنْ جِلْدِ الظِّباء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أُهْدِي لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ظَبْيَة فِيهَا خَرَزٌ فأَعطى الآهِلَ منها والعَزَبَ ؛

_ (1). قوله [وتوديه التاية إلخ] هكذا في الأصل.

الظَّبْيَةُ: جِراب صَغِيرٌ عَلَيْهِ شَعْرٌ، وَقِيلَ: شِبْه الخَريطة والكِيس. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبي أُسيد قَالَ: التَقَطْتُ ظَبْيَةً فِيهَا أَلف وَمِائَتَا دِرْهَمٍ وقُلْبانِ مِنْ ذَهَبٍ أَي وَجَدْت، وتُصَغَّر فَيُقَالُ ظُبَيَّة، وَجَمْعُهَا ظِبَاء؛ وَقَالَ عَدِيّ: بَيْتِ جُلُوفٍ طَيِّبٍ ظِلُّهُ، ... فِيهِ ظِبَاءٌ ودَواخِيلُ خُوصْ وَفِي حَدِيثِ زَمْزَم: قِيلَ لَهُ احْفِرْ ظَبْيَة، قَالَ: وَمَا ظَبْيَةُ؟ قَالَ: زَمْزَم ؛ سُمِّيَتْ بِهِ تَشْبِيهًا بالظَّبية الخَريطة لِجَمْعِهَا مَا فيها. الظَّبْيُ: الْغَزَالُ، وَالْجَمْعُ أَظْبٍ وظِبَاءٌ وظُبِيٌّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَظْبٍ أَفْعُلٌ، فأَبدلوا ضَمَّةَ الْعَيْنِ كَسْرَةً لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، وظُبِيٌّ عَلَى فُعُول مِثْلَ ثَدْيٍ وثُدِيّ، والأُنثى ظَبْيَة، وَالْجُمْعُ ظَبَيَاتٌ وظِبَاء. وأَرض مَظْبَاةٌ: كَثِيرَةُ الظِّباء. وأَظْبَتِ الأَرض: كثرَ ظِباؤها. وَلَكَ عِنْدِي مائةٌ سِنَّ الظَّبْيِ أَي هنَّ ثُنْيان لأَن الظَّبْيَ لَا يَزِيدُ عَلَى الإِثْناء؛ قَالَ: فَجَاءَتْ كسِنِّ الظَّبْي، لَمْ أَرَ مِثْلَها ... بَوَاءَ قَتيل، أَو حَلُوبَة جَائِعِ وَمِنْ أَمثالهم فِي صِحَّة الْجِسْمِ: بِفُلَانٍ دَاءُ ظَبْيٍ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: مَعْنَاهُ أَنه لَا دَاءَ بِهِ، كَمَا أَن الظَّبْيَ لَا دَاءَ بِهِ؛ وأَنشد الأُموي: فَلَا تَجْهَمِينا، أُمَّ عَمْرٍو، فإِنما ... بِنا داءُ ظَبْيٍ، لَمْ تَخُنه عَوامِلُه قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأُموي وداء الظَّبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِبَ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ وَثَب. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمر الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ أَن يأْتي قَوْمَهُ فَقَالَ إِذَا أَتَيْتَهم فارْبِضْ فِي دَارِهِمْ ظَبْياً ؛ وتأْويله أَنه بَعَثَهُ إِلى قَوْمٍ مُشْرِكِينَ ليَتَبصَّر مَا هُمْ عَلَيْهِ وَيَتَجَسَّسَ أَخبارهم وَيَرْجِعَ إِلَيْهِ بِخَبَرِهِمْ وأَمره أَن يَكُونَ مِنْهُمْ بِحَيْثُ يَرَاهُمْ ويَتَبَيَّنُهُم وَلَا يَسْتَمْكِنُونَ مِنْهُ، فإِن أَرادوه بِسُوءٍ أَو رابَه مِنْهُمْ رَيْبٌ تَهَيّأَ لَهُ الهَرَب وتَفَلَّتَ مِنْهُمْ، فَيَكُونُ مِثْلَ الظَّبْي الَّذِي لَا يَرْبِض إِلا وَهُوَ مُتَبَاعِدٌ مُتَوَحِّشٌ بِالْبَلَدِ القَفْر، وَمَتَى ارْتَابَ أَو أَحَسَّ بفَزَع نَفَر، وَنَصَبَ ظَبْياً عَلَى التَّفْسِيرِ لأَن الرُّبوض لَهُ، فَلَمَّا حُوِّلَ فِعْلُهُ إِلى الْمُخَاطَبِ خَرَج قَوْلُهُ ظبْياً مفسِّراً؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: قَالَ ابْنُ الأَعرابي أَراد أَقِم فِي دَارِهِمْ آمِناً لَا تَبْرح كأَنك ظَبْيٌ فِي كِناسه قَدْ أَمِن حَيْثُ لَا يَرَى إِنْسًا. وَمِنْ أَمثالهم: لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ الظَّبْي ظِلَّه، وَذَلِكَ أَن الظَّبْيَ إِذا تَرَك كِناسه لَمْ يَعُد إِليه؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تأْكيد رَفْضِ الشَّيْءِ، أَيَّ شَيْءٍ كَانَ. وَمِنْ دُعَائِهِمْ عِنْدَ الشَّماتة: بهِ لَا بِظَبْيٍ أَي جَعَلَ اللهُ تَعَالَى مَا أَصابه لَازِمًا لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ فِي زِيَادٍ: أَقُولُ لَهُ لمَّا أَتانا نَعِيُّه: ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرَا والظَّبْيُ: سِمَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ؛ وإِياها أَراد عَنْتَرَةُ بِقَوْلِهِ: عَمْرَو بْنَ أَسْوَدَ فَا زَبَّاءَ قاربةٍ ... ماءَ الكُلابِ عَلَيْهَا الظَّبْيُ، مِعْناقِ «1» والظَّبْيَة: الحَيَاء مِنَ المرأَة وكلِّ ذِي حافِرٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: والظَّبْيَة جَهاز المرأَة وَالنَّاقَةِ، يَعْنِي حَيَاءَها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الظَّبْيَة للكَلْبة؛ وخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الأَتانَ والشاةَ والبَقَرةَ. والظَّبْيَةُ مِنَ الفَرس: مَشَقُّها وَهُوَ مَسْلَكُ الجرْدان فِيهَا. الأَصمعي: يُقَالُ لكلِّ ذَاتِ خُفٍّ أَو ظِلْفٍ الحَيَاءُ، ولكلِّ ذَاتِ حافرٍ الظَّبْيَة؛ وَلِلسِّبَاعِ كُلِّهَا الثَّفْر.

_ (1). فا زبَّاء أي فم زباء.

والظَّبْيُ: اسْمُ رَجُلٍ. وظَبْيٌ: اسمُ مَوْضِعٍ، وَقِيلَ: هُوَ كَثِيبُ رَمْل، وَقِيلَ: هُوَ وادٍ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ رَمْلة؛ وَبِهِ فُسِّر قولُ امْرِئِ الْقَيْسِ: وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأَنه ... أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَسَاويكُ إِسْحِل ابْنُ الأَنباري: ظُبَاء اسْمُ كَثِيبٍ بِعَيْنِهِ؛ وأَنشد: وكَفّ كَعُوَّاذِ النَّقا لَا يَضيرُها، ... إِذا أُبْرِزَتْ، أَن لا يكونَ خِضابُ «1» وعُوَّاذ النَّقا: دوابُّ تُشْبِهُ العَظَاء، وَاحِدَتُهَا عَائِذَةٌ تَلْزم الرملَ لَا تَبْرَحُه، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الظُّبَاءُ وادٍ بِتهامة. والظَّبْيَة: مُنْعَرَج الْوَادِي، وَالْجَمْعُ ظِبَاء، وَكَذَلِكَ الظُّبَة، وَجَمْعُهَا ظُباءٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ؛ وَقَدْ رَوَى بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ بِالْوَجْهَيْنِ: عَرَفْتُ الديارَ لأُمّ الرَّهينِ ... بينَ الظُّبَاء فَوَادِي عُشَرْ قَالَ: الظُّبَاء جَمْعُ ظُبَة لمُنْعَرج الْوَادِي، وَجَعَلَ ظُبَاءً مِثْلَ رُخالٍ وظُؤارٍ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي جَاءَ عَلَى فُعال، وأَنكر أَن يَكُونَ أَصلَه ظُبًى ثُمَّ مَدَّه لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي يَنْبَغِي أَن تَكُونَ الهمزةُ فِي الظُّبَاءِ بَدَلًا مِنْ ياءٍ وَلَا تَكُونُ أَصلًا، أَمّا مَا يَدْفَعُ كونَها أَصلًا فلأَنهم قَدْ قَالُوا فِي واحِدِها ظُبَة، وَهِيَ مُنْعَرَج الْوَادِي، واللامُ إِنما تُحْذَف إِذا كَانَتْ حرفَ علَّة، وَلَوْ جَهِلْنا قولَهم فِي الْوَاحِدِ مِنْهَا ظُبَة، لَحَكَمْنَا بأَنها مِنَ الْوَاوِ اتِّباعاً لِمَا وَصَّى بِهِ أَبو الْحَسَنِ مِنْ أَن اللَّام الْمَحْذُوفَةَ إِذا جُهِلَت حُكم بأَنها واوٌ، حَمْلًا عَلَى الأَكثر، لكنَّ أَبا عُبَيْدَةَ وأَبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ رَوَيَاهُ بَيْنَ الظِّبَاء، بِكَسْرِ الظَّاءِ وَذَكَرَا أَن الْوَاحِدَ ظَبْية، فَإِذَا ظَهَرَتِ الْيَاءُ لَامًا فِي ظَبْيَةٍ وَجَبَ القَطْع بِهَا وَلَمْ يَسُغ العدولُ عَنْهَا، وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ الظُّباء الْمَضْمُومُ الظَّاءِ أَحدَ مَا جَاءَ مِنَ الجُمُوع عَلَى فُعال، وَذَلِكَ نَحْوُ رُخال وظُؤَارٍ وعُراق وثُناء وأُناسٍ وتُؤَامٍ ورُباب، فَإِنْ قُلْتَ: فَلَعَلَّهُ أَراد ظُبًى جَمْعَ ظُبَة ثُمَّ مَدَّ ضَرُورَةً؟ قِيلَ: هَذَا لَوْ صَحَّ الْقَصْرُ، فأَما وَلَمْ يَثْبُتِ القصرُ مِنْ جِهَةٍ فَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ لِتَرْكِكَ القياسَ إِلى الضَّرُورَةِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَقِيلَ: الظِّبَاءُ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ هَذَا وادٍ بِعَيْنِهِ. وظَبْيَةُ: موضعٌ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ: فغَيْقَةُ فالأَخْيافُ، أَخْيافُ ظَبْيةٍ، ... بِهَا مِنْ لُبَيْنى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ وعِرْقُ الظُّبْيَة، بِضَمِّ الظَّاءِ: مَوْضِعٌ عَلَى ثَلَاثَةِ أَميال مِنَ الرَّوْحاء بِهِ مسجدُ سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: مِنْ ذِي الْمَرْوَةِ إِلى الظَّبْيَة ؛ وَهُوَ مَوْضِعٌ فِي دِيَارِ جُهينة أَقْطعه النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَوْسَجَة الجُهَني. والظُّبْيَة: اسْمُ مَوْضِعٍ ذَكَرَهُ ابْنُ هِشَامٍ فِي السِّيرَةِ. وظَبْيَان: اسْمُ رجل، بفتح الظاء. ظرا: الظَّرَوْرَى: الكَيِّسُ. رَجُلٌ ظَرَوْرَى: كَيِّسٌ. وظَرِيَ يَظْرَى إِذا كاسَ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: ظَرَى إِذا لَانَ، وظَرَى إِذا كاسَ، واظْرَوْرَى كاسَ وحَذِقَ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اطْرَوْرى، بِالطَّاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. واظْرَوْرَى الرجلُ اظْرِيرَاءً: اتَّخَم فانْتَفَخ بَطْنُهُ، وَالْكَلِمَةُ واوِيَّة ويائِيَّة. واظْرَوْرَى بطْنُه إِذا انْتَفَخَ، وَذَكَرُهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي ضَرَا، بِالضَّادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْفَصْلَ. الأَزهري: قرأْت فِي نَوَادِرِ الأَعْراب الاطْرِيرَاء والاظْرِيراءُ البِطْنَةُ، وَهُوَ مُطْرَوْرٍ ومُظْرَوْرٍ،

_ (1). قوله [كعوّاذ النقا إلخ] هكذا في الأصول التي بأيدينا، ولا شاهد فيه على هذه الرواية، ولعله روي: كعوّاذ الظبا.

قَالَ: وَكَذَلِكَ المُحْبَنْطي والمُحْبَنْظِي، بِالظَّاءِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: اطْرَوْرَى بَطْنُه، بِالطَّاءِ. أَبُو زَيْدٍ اظْرَوْرَى الرجلُ غَلب الدَّسَمُ عَلَى قَلْبِه فانتفَخَ جوفُه فَمَاتَ، وَرَوَاهُ الشَّيْبَانِيُّ: اطْرَوْرى، وَالشَّيْبَانِيُّ ثِقَةٌ، وأَبو زَيْدٍ أَوثق مِنْهُ. ابْنُ الأَنباري: ظَرَى بَطْنُه يَظْرِي إِذَا لَمْ يَتَمالَكْ لِيناً. وَيُقَالُ: أَصابَ المالَ الظَّرَى فأَهْزَلَه، وَهُوَ جُمُود الْمَاءِ لِشِدَّة البَرْدِ. ابْنُ الأَعرابي: الظَّارِي العاضُّ. وَظَرَى يَظْرِي إِذَا جَرَى. ظلا: ابْنُ الأَعرابي: تَظَلَّى فلانٌ إِذَا لَزِمَ الظِّلالَ والدَّعَة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كَأَنَّ فِي الأَصل تَظَلَّلَ، فقُلبَت إحد اللَّامَاتِ يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْت من الظنّ. ظما: ظمو الظِّمْو مِنْ أَظْماء الإِبل لُغَةٌ فِي الظِّمْءِ. والظَّمَا، بِلَا هَمْزٍ: ذُبُولُ الشَّفَةِ مِنَ العَطَشِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ قِلَّة لحْمِه ودَمِه وَلَيْسَ مِنْ ذُبُولِ العَطَشِ، وَلَكِنَّهُ خِلْقَة محمودَةٌ. وكلُّ ذابلٍ مِنَ الحَرِّ ظَمٍ وأَظْمَى. والمَظْمِيُّ مِنَ الأَرضِ والزَّرْعِ: الَّذِي تَسْقِيهِ السَّماءُ، والمَسْقَوِيُّ: مَا يُسْقَى بالسَّيحِ. وَفِي حَدِيثِ معاذٍ: وَإِنْ كَانَ نَشْرُ أَرضٍ يُسْلِمُ عَلَيْهَا صاحِبُها فَإِنَّهُ يُخْرِجُ مِنْهَا مَا أَعْطَى نَشْرُها: ربعَ المَسْقَوِيّ وعُشْرَ المَظْمِيّ ، وَهُمَا مَنْسُوبَانِ إِلَى المَظْمَى وَإِلَى المَسْقَى، مَصْدَرَي سَقَى وظَمَى. قَالَ أَبو مُوسَى: المَظْمِيُّ أَصله المَظْمَئيُّ فتُرك هَمْزُه، يعني في الرِّواية، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ فِي الْهَمْزِ وَلَا تعرَّض إِلَى ذِكْرِهِ تَخْفِيفَهُ. والظَّمَى: قِلَّةُ دَمِ اللِّثَةِ ولَحْمِها، وَهُوَ يَعْتَري الحُبْش. رجلٌ أَظْمَى وامرأَة ظَمْيَاء وشَفَةٌ ظَمْيَاءُ: ليْسَتْ بوارِمة كَثِيرَةَ الدَّمِ ويُحْمَدُ ظَماها. وشَفَةٌ ظَمْيَاء بَيِّنَة الظَّمَى إِذَا كَانَ فِيهَا سُمْرَة وذُبُولٌ. ولِثَةٌ ظَمْيَاءُ: قَلِيلَةُ الدَّمِ. وعينٌ ظَمْياءُ: رَقِيقَةُ الجَفْن. وساقٌ ظَمْيَاءُ: قلِيلة اللَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: مُعْتَرِقَةِ اللَّحْمِ. وظِلٌّ أَظْمَى: أَسْوَدُ. وَرَجُلٌ أَظْمى: أَسود الشَّفَة، والأُنْثَى ظَمْياء. ورُمْحٌ أَظْمَى: أَسْمَرُ. الأَصمعي: مِنَ الرِّماح الأَظْمى، غيرُ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ الأَسْمَرُ، وقَناةٌ ظَمياءُ بَيِّنَةُ الظَّمى منقوصٌ. أَبو عَمْرٍو: ناقَةٌ ظَمْيَاءُ وَإِبِلٌ ظُمْيٌ إِذَا كَانَ فِي لَوْنِهَا سَوَادٌ. أَبو عَمْرٍو: الأَظْمى الأَسودُ، وَالْمَرْأَةُ ظَمْياء لسَوْداء الشَّفَتَين، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رجلٌ أَظْمَى أَسمر، وامرأَةٌ ظَمْيَاء، والفعلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ ظَمِيَ ظَمًى. وَيُقَالُ للفرسِ إِذَا كَانَ مُعَرَّقَ الشَّوَى: إِنَّهُ لأَظْمَى الشَّوَى، وإنَّ فُصُوصه لظِماءٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا رَهَلٌ وكانت مُتَوَتِّرَةً، ويُحْمَدُ ذَلِكَ فِيهَا، والأَصلُ فِيهَا الْهَمْزُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ يَصِفُ فَرَسًا أَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ: يُنْجِيه مِنْ مِثْلِ حَمامِ الأَغلالْ ... وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجْلٍ شِمْلالْ ظَمْأَى النَّسَى مِنْ تحتِ رَيَّا مِنْ عالْ والظَّمْيَان: شجرٌ يَنْبُتُ بنَجْدٍ يشبه القَرَظ. ظنى: قَالَ الأَزهري: لَيْسَ فِي بَابِ الظَّاءِ وَالنُّونِ غيرُ التَّظَنِّي مِنَ الظنِّ، وأَصله التَّظَنُّنُ، فأُبْدل مِنْ إِحْدَى النُّوناتِ ياءٌ، وَهُوَ مثلُ تَقَضّى مِنْ تَقَضَّضَ. ظوا: أَرض مَظْواةٌ ومَظْياةٌ: تُنْبتُ الظَّيّان، فأَما مَظْواةٌ فإنها من ظ وي، وأَما مَظْيَاةٌ فإِما أَن تَكُونَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ، وَإِمَّا أَن تَكُونَ مَقْلُوبَةً مِنْ مَظْواةٍ، فَهِيَ عَلَى هَذَا مَفْعَلة.

فصل العين المهملة

وأَدِيمٌ مُظَوًّى: مدبوغٌ بالظَّيّانِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والظاءُ: حرفُ هِجاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مهجور يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: اعْلَمْ أَن الظَّاء لَا تُوجَدُ فِي كَلَامِ النَّبَطِ، فإِذا وقَعَت فِيهِ قلَبوها طَاءً، وَلِهَذَا قَالُوا البُرْطُلة وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ الظِّلِّ، وَقَالُوا ناطُور وَإِنَّمَا هُوَ نَاظُورٌ، فاعُول مِنْ نَظَرَ يَنْظُر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا يَقُولُ أَصحابنا الْبَصْرِيُّونَ، فأَما قَوْلُ أَحمَد بنِ يَحْيَى فَيَقُولُ ناطُور ونواطِير مِثْلُ حَاصُودٌ وحَواصِيد، وَقَدْ نَطَرَ يَنْطُر. ابْنُ الأَعرابي: أَظْوَى الرَّجُلُ إِذا حَمُقَ. ظيا: الظَّيَاةُ: الرجلُ الأَحْمَقُ. والظَيَّانُ: نَبْتٌ بِالْيَمَنِ يُدْبَغُ بوَرَقه، وَقِيلَ: هُوَ ياسَمينُ البَرّ، وَهُوَ فَعْلانُ، واحدتُه ظَيَّانَةٌ. وأَدِيمٌ مُظَيّاً: مَدْبُوغٌ بالظَّيّان. وأَرض مِظْيَاةٌ: لِكَثِيرَةِ الظَّيَّانِ. الأَصمعي: مِنْ أَشجارِ الجبالِ العَرْعَرُ والظَّيَّانُ والنَّبْعُ والنَّشَمُ. اللَّيْثُ: الظَيَّانُ شَيْءٌ مِنَ العسَل، ويجيءُ فِي بَعْضِ الشعرِ الظَّيُّ والظِّيُّ، بِلَا نُونٍ، قَالَ: وَلَا يُشْتقُّ مِنْهُ فِعْلٌ فتُعْرَف ياؤُه، وَبَعْضُهُمْ يُصَغِّرُه ظُيَيّاناً، وَبَعْضُهُمْ ظُوَيَّاناً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَيْسَ الظَّيَّانُ مِنَ الْعَسَلِ فِي شيءٍ، إِنَّمَا الظيّانُ مَا فَسَّرَهُ الأَصمعي أَوَّلًا؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعِي: يَا مَيُّ، إِنَّ سِباعَ الأَرضِ هالِكةٌ، ... والغُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ والجَيشُ لَنْ يُعْجِزَ الأَيامَ ذُو حِيَدٍ ... بمُشْمَخِرّ، بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ أَرادَ: بِذِي حِيَدٍ وَعْلًا فِي قَرْنِهِ حِيَدٌ، وَهِيَ أَنابيبهُ، وحِيَدٌ جَمْعُ حَيدَة كَحَيْضَةٍ وحِيَضٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ قَدْ عَزَبَ أَن يُعْلَم أَصلُها مِنْ طريقِ الاشتِقاقِ فَلَمْ يَبْقَ إِلا حَمْلُها عَلَى الأَكثر، وَعِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ أَن عينَها واوٌ، لأَنّ بَابَ طَوَيْت أَكثر مِنْ بَابِ حَيِيت، والمُشْمَخِرُّ: الْجَبَلُ الطويلُ: والآسُ هَاهُنَا: شَجَرٌ، والآسُ: العسلُ أَيضاً، وَالْمَعْنَى لَا يَبْقى لأَنه لَوْ أَراد الإِيجابَ لأَدْخَلَ عَلَيْهِ اللامَ لأَنَّ اللامَ فِي الإِيجاب بمنْزلة لَا فِي النَّفْي. والظَّيَّان: العَسَل، وَالْآسُ: بَقِيَّةُ العَسَل فِي الخَلِيَّةِ. والظاءُ: حرفٌ مِنْ حُرُوفِ المُعْجَم، وَهُوَ حَرْفٌ مُطبَقٌ مستَعْل. وَالظَّاءُ: نَبِيبُ التَّيْسِ وصَوْتُه؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ: لَهُ ظَاءٌ كَمَا صَخِب الغريمُ وَيُرْوَى: ظَأْبٌ. وظَيَّيْتُ ظَاءً: عَمِلْتها. فصل العين المهملة عاعا: قَالَ الأَزهري فِي آخِرِ لَفِيفِ الْمُعْتَلِّ فِي تَرْجَمَةِ وَعَعَ الْعَاعَاءُ صَوْتُ الذِّئبِ. عبا: عَبَا المَتاعَ عَبْواً وعَبَّاه: هَيَّأَه. وعَبَّى الْجَيْشَ: أَصْلَحه وهَيّأَه تَعْبِيَةً وتَعْبِئَةً وتَعْبيئاً، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: عَبّأْتُه بالهمزة. والعَبايةُ ضَرْبٌ مِنَ الأَكْسِيَة واسِعٌ فِيهِ خُطوطٌ سُودٌ كِبارٌ، وَالْجَمْعُ عَباءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: لِباسُهم العَباءُ ، وَقَدْ تكَرَّر فِي الْحَدِيثِ، والعَباءَةُ لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّمَا هُمِزَتْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حرفُ العِلّة فِيهَا طَرَفاً لأَنهم جاؤوا بِالْوَاحِدِ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي الْجَمْعِ عَبَاء، كَمَا قَالُوا مَسنِيَّة ومَرْضِيَّة، حِينَ جَاءَتْ عَلَى مسنِيٍّ ومرضِيٍّ، وَقَالَ: العَبَاءُ ضربٌ مِنَ الأَكْسِية، وَالْجَمْعُ أَعْبِيَةٌ، والعَباءُ عَلَى هذا واحدٌ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابنُ جِني وَقَالُوا عَبَاءة،

وَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي، لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخِراً وجَرَى الإِعرابُ عَلَيْهَا وقَوِيَت الياءُ لبُعْدِها عَنِ الطرَف، أَنْ لَا تُهْمَز وأَنْ لَا يُقَالَ إِلا عَباية فيُقْتَصَر عَلَى التَّصْحِيحِ دُونَ الإِعْلال، وأَن لَا يَجُوزَ فِيهِ الأَمرانِ، كَمَا اقْتُصر فِي نِهايَةٍ وغَباوةٍ وشَقاوةٍ وسعايةٍ ورِمايةٍ عَلَى التَّصْحِيحِ دُونَ الإِعلال، لأَن الخليلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَدْ عَلَّل ذَلِكَ فَقَالَ: إِنهم إِنما بَنَوْا الواحِدَ عَلَى الْجَمْعِ، فَلَمَّا كَانُوا يَقُولُونَ عَباءٌ فَيَلْزَمُهُمْ إِعْلالُ الْيَاءِ لِوُقُوعِهَا طَرَفاً، أَدْخَلُوا الْهَاءَ، وَقَدِ انْقَلَبَت الياءُ حِينَئِذٍ هَمْزَةً فَبَقِيَت اللامُ مُعْتَلَّة بعدَ الْهَاءِ كَمَا كَانَتْ مُعْتَلَّة قَبْلها؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جمعُ العَباءَة والعَبايَة العَباءَاتُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَبَى الْجَافِي، والمَدُّ لُغَةٌ؛ قَالَ: كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَبَاءِ الثَّطِّ وَقِيلَ: العَبَاءُ بالمدِّ الثَّقِيلُ الأَحْمَقُ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: العَبَى، مقصورٌ، الرجلُ العَبامُ، وَهُوَ الْجَافِي العَيِيُّ، ومَدّه الشَّاعِرُ فَقَالَ، وأَنشد أَيضاً الْبَيْتَ: كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَبَاءِ الثَّطِّ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع العَبَاءَ بِمَعْنَى العَبامِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، وأَما الرجزُ فَالرِّوَايَةُ عِنْدِي: كَجَبْهَةِ الشَّيْخِ العَيَاءِ بِالْيَاءِ. يُقَالُ: شيخٌ عَياءٌ وعَيايَاءٌ، وَهُوَ العَبامُ الَّذِي لَا حَاجَةَ لَهُ إِلَى النِّساءِ، قَالَ: ومَنْ قَالَهُ بِالْبَاءِ فَقَدْ صَحَّفَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فِي تَرْخِيم اسْمٍ مثلِ عبدِ الرحمنِ أَو عبدِ الرحِيم عَبْوَيْه مِثْلُ عمروٍ وعَمْرَوَيْه. والعَبُ: ضَوْءُ الشَّمْسِ وحُسْنُها يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ عَبَها، وأَصْلُه العَبْوُ فنُقِصَ. وَيُقَالُ: امرأَةٌ عابِيَةٌ أَي ناظِمَة تَنْظِمُ الْقَلَائِدَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ سِهَامًا: لَهَا أُطُرٌ صُفْرٌ لِطافٌ كَأَنَّهَا ... عَقِيقٌ، جَلاهُ العَابِيَاتُ، نظِيمُ قَالَ: والأَصل عابِئَةٌ، بِالْهَمْزِ، مِنْ عَبَأْتُ الطِّيبَ إِذَا هَيَّأْتَه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَبَاةُ مِنَ السُّطَّاحِ الَّذِي يَنْفَرِشُ عَلَى الأَرض. وَابْنُ عَبَايَة: مِنْ شُعَرائِهم. وعَبَايَةُ بْنُ رِفاعَةَ: من رُواةِ الحديث. عتا: عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعِتِيّاً: اسْتَكْبَرَ وجاوَزَ الحَدَّ، فأَما قَوْلُهُ: أَدْعُوكَ يَا رَبِّ، مِنَ النارِ الَّتِي ... أَعْدَدْتَها للظَّالِمِ الْعَاتِي العَتي فقد يجور أَنْ يَكُونَ أَراد العَتيَ عَلَى النَّسَبِ كَقَوْلِكَ رَجلٌ حَرِحٌ وسَتِهٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ العَتِيَّ فخَفَّفَ لأَنَ الْوَزْنَ قَدِ انْتَهَى فارتَدَعَ. وَيُقَالُ: تَعَتَّتِ المرأةُ وتَعَتَّى فلانٌ؛ وأَنشد: بأَمْرِهِ الأَرض فَمَا تَعَتَّتِ أَيْ فَمَا عَصَتْ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ تَعا: والعُتَا العِصْيانُ. والعَاتِي: الجَبَّار، وَجَمْعُهُ عُتَاةٌ. والعَاتِي: الشَّدِيدُ الدُّخُولِ فِي الفَساد المُتَمَرِّدُ الَّذِي لَا يقبلُ موعِظَة. الْفَرَّاءُ: الأَعْتَاءُ الدُّعَّارُ مِنَ الرجالِ، الواحدُ عَاتٍ. وتَعَتَّى فلانٌ: لَمْ يُطِعْ. وعَتا الشيخُ عُتِيّاً وعَتِيّاً، فتح الْعَيْنِ: أَسَنَّ وكَبِرَ ووَلَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ، وقرئَ: عِتِيًّا. وَقَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ: كلُّ قَدِ انْتَهَى فَقَدْ عَتَا

يَعْتُو عِتْياً وعُتُوّاً، وعَسَا يَعْسو عُسُوّاً وعُسِيّاً، فأَحبَّ زكرياءُ، سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَن يَعْلَم مِنْ أَيِّ جِهْةٍ يكونُ لَهُ ولدٌ، ومِثْلُ امْرَأَته لَا تَلِدُ ومِثْلُه لَا يُولَدُ لَهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذلِكَ، مَعْنَاهُ، واللهُ أَعلم، الأَمرُ كَمَا قيلَ لَكَ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذَا ولَّى وكَبِرَ: عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعَسا يَعْسُو مثلُه، الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ عَتَوْتَ يَا فلانُ تَعْتُو عُتُوّاً وعُتِيّاً وعِتِيّاً، والأَصل عُتُوٌّ ثُمَّ أَبْدَلُوا إِحْدَى الضَّمَّتَيْنِ كَسْرَةً فانْقَلَبَتْ الواوُ ياءً فقالوا عُتِيّاً، ثُمَّ أَتْبَعُوا الكسرةَ الكسرةَ فَقَالُوا عِتِيّاً ليُؤَكِّدُوا البَدَل، ورجلٌ عاتٍ وقومٌ عُتِيٌّ، قَلَبوا الواوَ يَاءً؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِي: وفُعولٌ إِذَا كَانَتْ جَمْعاً فحَقُّها القلبُ، وَإِذَا كَانَتْ مصدَراً فحقُّه التَّصْحِيحُ لأَن الجمعَ أَثْقَل عِنْدَهُمْ مِنَ الواحدِ. وَفِي الْحَدِيثُ: بِئْسَ العبدُ عبدٌ عَتا وطَغى ؛ العُتُوُّ: التجبُّر والتكبُّر. وتَعَتَّيتُ: مثلُ عَتَوْتُ، قَالَ: وَلَا تَقُل عَتَيْتُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَتِيتُ لُغَةٌ فِي عَتَوْتُ. وعَتَّى: بِمَعْنَى حتَّى، هُذَلِيَّةٌ وثَقَفِيَّة، وقرأَ بَعْضُهُمْ: عَتَّى حينٍ ؛ أَي حَتَّى حينٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَلَغَه أَنَّ ابنَ مسعودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُقْرِئُ الناسَ عَتَّى حينٍ، يُرِيدُ حَتَّى حينٍ فَقَالَ: إِن الْقُرْآنَ لمْ يَنْزِلْ بلُغَة هُذَيْلٍ، فأَقْرِئ الناسَ بلُغَةِ قريشٍ ، كلُّ العربِ يَقُولون حَتَّى إِلَّا هُذَيلًا وثَقِيفاً فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ عَتَّى. وعَتْوَةُ: اسمُ فرسٍ. عثا: العَثَا: لَونٌ إِلَى السَّوادِ مَعَ كَثْرَةِ شَعَر. والأَعْثَى: الكثيرُ الشَّعَرِ الْجَافِي السَّمِجُ، والأُنثى عَثْوَاءُ. والعُثْوَةُ: جُفوفُ شَعَرِ الرأَس والْتبادُهُ وبُعْدُ عَهْده بالمَشْطِ. عَثِيَ شعرهُ يَعْثَى عَثْوًا وعَثاً، وَرُبَّمَا قِيلَ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الشَّعَرِ أَعْثَى، وَلِلْعَجُوزِ عَثْوَاء، وضِبْعانٌ أَعْثَى: كثيرُ الشَّعَرِ، والأُنثى عَثْوَاء، وَالْجَمْعُ عُثْوٌ وعُثْيٌ مُعاقبَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الذَّكَرُ مِنَ الضِّباعِ يُقَالُ لَهُ عِثْيَانٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعِثْيانُ الذَّكَرُ مِنَ الضِّباعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ للضَّبُع غَثْواء، بالغين المعجمة أَيضاً، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فِي الرأْس العُثْوَة، وَهُوَ جُفوف شَعَرِهِ والْتِبَادُه مَعاً. وَرَجُلٌ أَعْثى: كَثِيرُ الشَّعَرِ. وَرَجُلٌ أَعْثى: كَثِيفُ اللحْية؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الأَعْثَى الكَثِير الشَّعَر لِشَاعِرٍ: عَرَضَتْ لَنَا تَمْشِي فيَعْرِضُ، دُونَها، ... أَعْثَى غَيُورٌ فاحِشٌ مُتَزَعِّمُ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ شابَ عُثَا الأَرضِ إِذا هَاجَ نَبْتُها، وأَصل العُثَا الشَّعَر ثُمَّ يُستَعار فِيمَا تَشَعَّثَ مِنَ النَّبَاتِ مِثْلُ النَّصِيِّ والبُهْمى والصِّلِّيان؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: بِسَرارة حَفَشَ الرَّبِيعُ غُثَاها، ... حوَّاءَ يَزْدَرِعُ الغَمِيرَ ثَراها حَتَّى اصْطَلى وَهَجَ المَقِيظ، وخانَه ... أَنْقَى مَشارِبِه، وشابَ عُثاها أَي يَبِسَ عُشْبُها. والأَعْثَى: لونٌ إِلَى السَّوَادِ. والأَعْثَى: الضَّبُع الْكَبِيرُ. أَبو عَمْرٍو: العَثْوَة والوَفْضةُ «2» والغُسْنة هِيَ الجُمَّة مِنَ الرَّأْسِ وَهِيَ الوَفْرة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُثَى اللِّمَم الطِّوال؛ وَقَوْلُ ابْنِ الرِّقَاعِ: لَوْلَا الحَياءُ، وأَنَّ رأْسِيَ قَدْ عَثَا ... فِيهِ المَشِيبُ، لَزُرْتُ أَمَّ القاسم

_ (2). قوله [والوفضة] هكذا في الأصول.

عَثَا فِيهِ المَشيبُ أَي أَفسد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَثَا عُثُواً وعَثِيَ عُثُوّاً أَفْسَدَ أَشَدَّ الإِفسادِ، وَقَالَ: وَقَدْ ذُكِرَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ في المعتل بالياء على غَيْرَ هَذِهِ الصِّيغَةِ مِنَ الْفِعْلِ، وَقَالَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي ذَكَرَهُ: عَثِيَ فِي الأَرضِ عُثِيًّا وعِثِيّاً وعَثَياناً وعَثَى يَعْثَى؛ عَنْ كُرَاعٍ نادرٌ، كلُّ ذَلِكَ أَفسد. وَقَالَ كُرَاعٌ: عَثَى يَعْثَى مَقلوبٌ مِنْ عَاثَ يَعيثُ، فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا يَعْثي إلَّا أَنه نادرٌ، وَالْوَجْهُ عَثِيَ فِي الأَرض يَعْثَى. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ* ؛ القُرَّاء كلُّهم قرؤوا وَلا تَعْثَوْا* ، بِفَتْحِ الثَّاءِ، مِنْ عَثِيَ يَعْثَى عُثُوّاً وَهُوَ أَشدُّ الْفَسَادِ، وَفِيهِ لُغَتَانِ أُخْرَيان لَمْ يُقْرأْ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُمَا: إِحْدَاهُمَا عَثَا يَعْثُو مِثْلُ سمَا يَسْمُو؛ قَالَ ذَلِكَ الأَخفش وَغَيْرُهُ، وَلَوْ جَازَتِ الْقِرَاءَةُ بِهَذِهِ اللُّغَةِ لَقُرِئَ وَلَا تَعْثُوا، وَلَكِنَّ الْقِرَاءَةَ سُنَّة وَلَا يُقْرأُ إلَّا بِمَا قَرأَ بِهِ القرَّاء، وَاللُّغَةُ الثَّانِيَةُ عاثَ يَعِيثُ، وَتَفْسِيرُهُ فِي بَابِهِ. ابْنُ بُزُرْجَ: وَهُمْ يَعْثَوْنَ مثْل يَسْعَوْن، وعَثَا يَعْثُو عُثُوّاً. قَالَ الأَزهري: وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ عَثِيَ يَعْثَى لأَن فَعَل يَفْعَل لا يَكُونُ إلَّا فِيمَا ثَانِيهِ أَوْ ثالثُه أحدُ حُرُوفِ الْحَلْقِ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو: وحاصَ مِنِّي فَرَقاً وطَحْرَبا، ... فأَدْرَكَ الأَعْثَى الدَّثُورَ الخُنْتُبا، فَشَدّ شَدّاً ذَا نَجاءٍ مُلْهبا ابْنُ سِيدَهْ: الأَعْثَى الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ، لامُه ياءٌ لِقَوْلِهِمْ فِي جَمْعِه عُثْيٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: فوَلَدتْ أَعْثَى ضَروطاً عُنْبُجا والعَثَوْثَى: الْجَافِي الغليظ. عجا: الأُمُّ تَعْجُو ولَدَها: تُؤخِّرُ رَضاعَه عَنْ مَواقِيته ويورثُ ذَلِكَ وَلَدَهَا وَهْناً؛ قَالَ الأَعشى: مُشْفِقاً قَلْبُها عَلَيْه، فما تَعْجُوه ... إلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَجَتِ الأُمُّ وَلَدها تَعْجُوه عَجْواً إِذَا سَقَتْه اللَّبن، وَقِيلَ: عَجَتِ الْمَرْأَةُ ابْنَها عَجْواً أَخَّرَتْ رَضاعَه عَنْ وَقْتِهِ، وَقِيلَ: داوَتْه بالغِذاء حَتَّى نَهَض. والعُجْوَة والمُعاجاةُ: أَن لَا يَكُونَ للأُمِّ لبنٌ يُرْوِي صَبِيَّها فتُعاجِيه بشيءٍ تعلِّلُه بِهِ سَاعَةً، وَكَذَلِكَ إِنْ ولِيَ ذَلِكَ مِنْهُ غَيْرَ أُمِّه، والاسمُ مِنْهُ العُجْوة، وَالْفِعْلُ العَجْوُ، وَاسْمُ ذَلِكَ الوَلد العَجِيُّ، والأُنثى عجيَّةٌ، وَقَدْ عَجتْه. وَعَجَاهُ اللَبنُ: غَذاه؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى. وتَعادَى عَنْهُ النهارُ، فَمَا تَعْجُوه ... إلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ وأَما مَنْ مُنِع اللبنَ فغُذِي بالطَّعام فَيُقَالُ: عُوجِيَ. والعَجيُّ: الفَصِيلُ تموتُ أُمُّه فيُرْضِعُه صَاحِبُهُ بلبَنِ غَيْرِهَا وَيَقُومُ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ البَهْمة؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الَّذِي يُغَذَّى بِغَيْرِ لَبَنٍ، والأُنثى عَجِيَّة، وَقِيلَ: الذَّكَرُ والأُنثى جَمِيعًا بِغَيْرِ هاءٍ، وَالْجَمْعُ مِنْ كلِّ ذَلِكَ عُجايا وعَجايا، والأَخيرة أَقيس؛ قَالَ الشَّاعِرِ: عَداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمي ... عَجَايا، كلُّها، إِلَّا قَلِيلَا وَيُقَالُ للَّبَنِ الَّذِي يُعَاجَى بِهِ الصَّبيُّ اليَتيم أَي يُغَذَّى بِهِ: عُجاوَةٌ، وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْيَتِيمِ الَّذِي يُغَذَّى بِغَيْرِ لَبَنِ أُمِّه: عَجِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ يَتِيماً وَلَمْ أَكُنْ عَجِيّاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي لَا لَبنَ لأُمِّه، أَو ماتَتْ أُمُّه فعُلِّلَ بلَبن غَيْرِهَا أَو بشيءٍ آخَرَ فأَورثه ذَلِكَ وَهْناً. وعاجيْتُ الصّبيَّ إِذَا أَرْضَعْتَه بلَبن غَير أُمّه أَو مَنَعْته اللَّبنَ وغَذَّيْته

بِالطَّعَامِ. وعَجا الصَّبيَّ يَعْجُوه إِذَا عَلَّله بِشَيْءٍ فَهُوَ عَجِيٌّ، وعَجِيَ هُوَ يَعْجَى عَجاً، وَيُقَالُ لِلَّبَنِ الَّذِي يُعاجَى بِهِ الصَّبيُّ: عُجَاوَةٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ لِلنَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: إِذا شِئْتَ أَبْصَرْتَ، مِنْ عَقْبِهِمْ ... يَتَامى يُعاجَوْنَ كالأَذْؤُب وَقَالَ آخَرُ فِي صِفَةِ أَولاد الْجَرَادِ: إِذَا ارْتَحَلَتْ مِنْ مَنزِلٍ خَلَّفَتْ بِه ... عَجَايا، يُحاثي بالتُّرابِ صغيرُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ العَجِيّ فِي الْبَهَائِمِ مِثْلُ اليَتيم فِي النَّاسِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَجِيُّ مِنَ النَّاسِ الَّذِي يَفْقِدُ أُمَّه. وعَجَوْته عَجْواً: أَمَلْته؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَة: مُكْفَهِرًّا عَلَى الْحَوَادِثِ، لَا تَعْجُوهُ ... للِدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ وَيُرْوَى: لَا تَرْتُوه. وعَجا البَعيرُ: رَغا. وعَجا فَاهُ: فَتَحه. قَالَ الأَزهري: وعَجا شِدْقَه إِذَا لَوَاهُ. قَالَ خلَفٌ الأَحْمر: سأَلتُ أَعرابيّاً عَنْ قولهِم عَجَا شِدْقَه فَقَالَ إِذَا فَتَحه وأَمالَه؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ الطِّرمَّاح يَصِفُ صَائِدًا لَهُ أَولادٌ لَا أُمَّهات لَهمُ فَهُمْ يعاجَون تَرْبِيةً سَيِّئة: إِنْ يُصِبْ صَيداً يكُنْ جُلُّهُ ... لعَجايا، قُوتُهمْ باللِّحامْ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لَقِيَ فلانٌ مَا عَجَاه وَمَا عَظاه وَمَا أَوْرَمَه إِذَا لَقِيَ شِدّةً وبَلاءً. ولَقَّاه اللَّهُ مَا عَجَاه وَمَا عَظاه أَي مَا ساءهُ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: أَنه قَالَ لِبَعْضِ الأَعراب أَراكَ بَصيراً بِالزَّرْعِ، فَقَالَ: إِنِّي طالَما عَاجَيْتُهُ أَي عانَيْتُه وعالَجْتُه. والعَجِيُّ: السّيّءُ الغِذاء؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: يَسْبِقُ فِيهَا الحَمَل العَجِيّا ... رَغْلًا، إِذَا مَا آنسَ العَشِيَّا والعُجَاوَة: قَدْرُ مُضْغةٍ مِنْ لحْمٍ تكونُ مَوْصُولَةً بِعَصبة تَنْحَدِرُ مِنْ رُكْبةِ البعيرِ إِلَى الفرْسِنِ، وَهِيَ مِنَ الفَرَسِ مَضِيغَةٌ، وَهِيَ العُجَاية أَيضًا، وَقِيلَ: هيَ عَصَبة فِي باطِنِ يدِ الناقةِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عُجَاوَةُ الساقِ عَصَبة تَتقَلَّع معَها فِي طَرَفِها مثلُ العُظَيْمِ، وَجَمْعُهَا عُجًى كَسَّروه عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ فَكَأَنَّهُمْ جَمَعوا عُجْوَةً أَو عُجَاةً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العُجَايَة مِنَ الفَرَسِ العَصَبةُ المُسْتَطيلة فِي الوَظيفِ ومُنْتَهاها إِلَى الرُّسْغَين وَفِيهَا يَكُونُ الحَطْمُ، قَالَ: والرُّسْغُ مُنتهى العُجايةِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ: العُجَايَة عصبٌ مركَّبٌ فِيهِ فصوصٌ مِنْ عِظامٍ كأَمثالِ فُصُوصِ الخاتَمِ تَكُونُ عِنْدَ رُسْغِ الدابةِ؛ زَادَ غَيْرُهُ: وَإِذَا جاعَ أَحدُهم دَقَّها بَيْنَ فِهْرَيْنِ فأَكلها؛ وَقَالَ كَعْبٌ: سُمْرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمًا، ... لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعِيلُ قَالَ: وتُجْمَعُ عَلَى العُجَى، يَصِفُ حَوافِرَها بِالصَّلَابَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثيرِ: هِيَ أَعصابُ قوائِمِ الإِبلِ والخَيْلِ واحدتُها عُجايةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الْعُجَايَةُ كُلُّ عَصَبةٍ فِي يدٍ أَو رِجْلٍ، وَقِيلَ: هِيَ عَصبَة باطِنِ الوَظيفِ مِنَ الفرسِ والثَّوْرِ، والجمْعُ عُجًى وعُجِيٌّ، عَلَى حَذْفِ الزائِدِ فِيهِمَا، وعُجَايا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العُجَايَتَانِ عَصَبتان فِي باطِنِ يَدَي الفرَسِ، وأَسْفَلَ مِنْهُمَا هَناتٌ كأَنها الأَظفارُ تُسَمَّى السَّعْداناتِ، وَيُقَالُ: كلُّ عَصَبٍ يَتَّصلُ بالحافِرِ فَهُوَ عُجايةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

وحافِرٌ صُلْبُ العُجَى مُدَمْلَقُ، ... وساقُ هَيْقُواتِها مُعَرَّقُ «3» معرَّق: قَلِيلُ اللَّحْمِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشده فِي فصلِ دَمْلَقَ: وساقُ هَيْقٍ أَنفُها مُعرَّقُ والعَجْوَة: ضَرْبٌ مِنَ التَّمرِ يقالُ هُوَ مِمَّا غَرَسهُ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِيَدِهِ، وَيُقَالُ: هُوَ نَوعٌ مِنْ تَمرِ المَدينةِ أَكبر منَ الصَّيْحانيِّ يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ مِنْ غَرْسِ النبيِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَجْوَةُ ضَرْبٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ بِالْمَدِينَةِ ونَخْلتُها تُسَمَّى لِينَةً؛ قال الأَزهري: العَجْوَةُ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ هِيَ الصَّيْحَانيَّةُ، وَبِهَا ضُرُوبٌ مِنَ العَجْوة لَيْسَ لَهَا عُذُوبة الصَّيْحانيَّةِ وَلَا رِيُّها وَلَا امتِلاؤها. وَفِي الْحَدِيثِ: العَجْوَةُ مِنَ الجنةِ. وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: العَجْوةُ بالحجازِ أُمُّ التَّمْرِ الَّذِي إِلَيْهِ المَرْجِعُ كالشِّهْرِيز بالبَصْرةِ، والتَّبّيّ بِالْبَحْرَيْنِ، والجُذاميِّ بِالْيَمَامَةِ. وَقَالَ مرَّة أُخرى: العَجْوَة ضربٌ مِنَ التَّمْرِ. وَقِيلَ لأُحَيْحةَ بْنِ الجُلاحِ: مَا أَعْدَدْتَ لِلشِّتَاءِ؟ قَالَ: ثلثَمائةٍ وسِتِّينَ صَاعًا مِنْ عَجْوة تُعْطِي الصبيَّ مِنْهَا خَمْسًا فيردُّ عليكَ ثَلَاثًا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ العُجى الجُلود اليابسةُ تُطْبَخُ وتُؤكلُ، الواحدةُ عُجْية؛ وَقَالَ أَبو المُهَوِّش: ومُعَصِّبٍ قَطَعَ الشِّتاءَ، وقُوتُه ... أَكلُ العُجَى وتَكَسُّبُ الأَشْكادِ فبَدَأْتُه بالمَحْضِ، ثُمَّ ثَنَيْتُه ... بالشَّحْمِ، قَبْلَ مُحَمَّدٍ وزِيادِ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ وَلَّاد: العُجَى فِي الْبَيْتِ جَمْعُ عُجْوَةٍ، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وقال: وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ إِنما ذَلِكَ عُكوَةٌ وعُكًى؛ قَالَ: حَتَّى تُوَلِّيك عُكَى أَذْنابِها وسيأْتي ذِكْرُهُ. والعُجَى أَيضاً: عَصَبَة الوَظِيف، والأَشْكادُ: جَمْعُ شُكْدٍ، وهو العَطاءُ. عدا: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرَّجُلُ والفرسُ وَغَيْرُهُ يَعْدُو عَدْواً وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مِنْ طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ فِي الأَنَقْ وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَتيْته عَدْواً، وُضع فِيهِ المصدرُ عَلَى غَيْر الفِعْل، وَلَيْسَ فِي كلِّ شيءٍ قِيلَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُحكى مِنْهُ مَا سُمع. وَقَالُوا: هُوَ مِنِّي عَدْوةُ الفَرَس، رفعٌ، تُرِيدُ أَن تَجْعَلَ ذَلِكَ مسافَة مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ، وَقَدْ أَعْدَاه إِذَا حَمَله عَلَى الحُضْر. وأَعْدَيْتُ فَرَسِي: اسْتَحضَرته. وأَعْدَيْتَ فِي مَنْطِقِكَ أَي جُرت. وَيُقَالُ للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ الخَيْل ؛ وَقَالَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الإِبل هَاهُنَا. والعَدَوانُ والعَدَّاء، كِلَاهُمَا: الشَّديدُ العَدْوِ؛ قَالَ: وَلَوْ أَنَّ حَيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه ... أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَيْهِ قَوْلَ الشَّاعِرِ: وصَخْر بْنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه ... أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ وَقَالَ الأَعشى: والقارِحَ العَدَّا، وَكُلَّ طِمِرَّةٍ ... لَا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر لِلضَّرُورَةِ، وأَراد نيلَ قَذالها

_ (3). قوله [وساق هيقواتها إلخ] قال في التكملة: هَكَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ، والصواب هيق أنفها إلخ. وقد أنشده في حرف القاف على الصواب والرجز للزفيان.

فحَذَف لِلْعِلْمِ بِذَلِكَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَرسٌ عَدَوانٌ إِذَا كَانَ كَثِيرَ العَدْو، وذئْبٌ عَدَوانٌ إِذَا كَانَ يَعْدُو عَلَى النَّاسِ والشَّاءِ؛ وأَنشد: تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ، ... نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ، وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي والعِداء والعَداءَ: الطَّلَق الْوَاحِدُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الطَّلَق الْوَاحِدُ لِلْفَرَسِ؛ وأَنشد: يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً فِي طَلَقْ وَقَالَ: فَمَنْ فَتَحَ العينَ قَالَ جازَ هَذَا إِلَى ذَاكَ، وَمَنْ كَسَر العِدَاء فَمَعْنَاهُ أَنه يُعادِي الصيدَ، مِنَ العَدْو وَهُوَ الحُضْر، حَتَّى يَلْحقَه. وتَعَادَى القومُ: تَبارَوْا فِي العَدْو. والعَدِيُّ: جماعةُ القومِ يَعْدون لِقِتال وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: العَدِيّ أَول مَنْ يَحْمل مِنَ الرَّجَّالة، وَذَلِكَ لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أَولُ مَا يَدْفَع مِنَ الغارةِ وَهُوَ مِنْهُ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعِي الهُذلي: لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم ... طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ يَسْلُبهم: يَعْنِي يَتَعَلَّقُ بِثِيَابِهِمْ فيُزِيلُها عَنْهُمْ، وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى العَدِيِّ الَّذِينَ يَعْدون عَلَى أَقْدامِهم، قَالَ: وَهُوَ جَمْعُ عادٍ مِثْلُ غازٍ وغَزِيٍّ؛ وَبَعْدُهُ: كَفَتُّ ثَوْبيَ لَا أُلْوي إِلَى أَحدٍ، ... إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم والشَّواجِنُ: أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الْوَاحِدَةُ شاجِنة، يَقُولُ: لمَّا هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. وَفِي حَدِيثِ لُقْمان: أَنا لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ ؛ العاديَة: الخَيْل تَعْدو، وَالْعَادِي الواحدُ أَي أَنا لِلْجَمْعِ وَالْوَاحِدِ، وَقَدْ تَكُونُ العاديةُ الرِّجَالَ يَعْدونَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ خَيْبَرَ: فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الَّذِينَ يَعْدُون عَلَى أَرجُلِهِم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَادِيَةُ كالعَدِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَيْلِ خاصَّة، وَقِيلَ: العَادِيَةُ أَوَّلُ مَا يحمِل مِنَ الرجَّالةِ دُونَ الفُرْسان؛ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: وعَادِيَة تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما ... تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِيحُ وَيُقَالُ: رأَيْتُ عَدِيَّ الْقَوْمِ مُقْبِلًا أَي مَن حَمَل مِنَ الرَّجَّالة دُونَ الفُرْسان. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَدِيُّ جَمَاعَةُ القَوْم، بلُغةِ هُذَيل. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَقُرِئَ: عُدُوّاً مِثْلُ جُلُوس؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: نُهُوا قَبْلَ أَن أَذِن لَهُمْ فِي قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ الَّتِي عَبَدوها، وَقَوْلُهُ: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ؛ أَي فَيَسُبُّوا اللَّهَ عُدْوَاناً وظُلْماً، وعَدْواً مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ وَعَلَى إِرَادَةِ اللَّامِ، لأَن الْمَعْنَى فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظُلْمًا، وَيَكُونُ مَفْعولًا لَهُ أَي فيسُبُّوا اللَّهَ لِلظُّلْمِ، وَمَنْ قرأَ فيَسُبُّوا اللَّهَ عُدُوّاً فَهُوَ بِمَعْنَى عَدْواً أَيضاً. يُقَالُ فِي الظُّلْم: قَدْ عَدَا فُلَانٌ عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْوَاناً وعَدَاءً أَي ظَلَمَ ظُلْمًا جَاوَزَ فِيهِ القَدْر، وَقُرِئَ: فيَسُبُّوا اللَّهَ عَدُوّاً ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَهُوَ هَاهُنَا فِي مَعْنَى جَمَاعَةٍ، كأَنه قَالَ فيسُبُّوا اللَّهَ أَعداء، وعَدُوّاً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ فِي هَذَا الْقَوْلِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ ؛ عَدُوّاً فِي مَعْنَى أَعداءً، الْمَعْنَى كَمَا جَعَلْنَا لَكَ ولأُمتك شياطينَ الإِنس وَالْجِنِّ أَعداء، كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِمَنْ تَقَدَّمك مِنَ الأَنبياء وأُممهم، وعَدُوّاً هَاهُنَا مَنْصُوبٌ لأَنه مَفْعُولٌ بِهِ، وشياطينَ

الإِنس مَنْصُوبٌ عَلَى الْبَدَلِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَدُوّاً مَنْصُوبًا عَلَى أَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ وَشَيَاطِينَ الإِنس الْمَفْعُولُ الأَول. والعَادِي: الظَّالِمُ، يُقَالُ: لَا أَشْمَتَ اللهُ بِكَ عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظَّالِمَ لَكَ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قولُ العَرَب فلانٌ عَدُوُّ فلانٍ مَعْنَاهُ فُلَانٌ يَعْدُو عَلَى فُلَانٍ بالمَكْروه ويَظْلِمُه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَدُوُّك وَهُمْ عَدُوُّك وَهُمَا عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فُلَانٍ وعَدُوُّ فُلَانٍ، فَمَنْ قَالَ فُلَانَةُ عدُوَّة فلانٍ قَالَ: هُوَ خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ التأْنيثِ لازمةٌ لَهُ، وَمَنْ قَالَ فُلَانَةُ عدوُّ فُلَانٍ قَالَ ذكَّرت عَدُوًّا لأَنه بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمُ امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا إِذا جَعَلْت ذَلِكَ كُلَّه فِي مذهبِ الِاسْمِ والمَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نَعْتًا مَحْضاً قُلْتَ هُوَ عَدُوُّكَ وَهِيَ عدُوَّتُك وَهُمْ أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ؛ أَي فَلَا سَبيل، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَلا عُدْوانَ عَلَيَ ؛ أَي فَلَا سَبِيلَ عليَّ. وَقَوْلُهُمْ: عَدَا عَلَيْهِ فَضَربه بِسَيْفِهِ، لَا يُرادُ بِهِ عَدْوٌ عَلَى الرِّجْلين وَلَكِنْ مِنَ الظُّلْم. وعَدَا عَدْواً: ظَلَمَ وَجَارَ. وَفِي حَدِيثِ قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِيَ عَلَيْهِ أَي سُرِقَ مالُه وظُلِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا ذِئبْان عَادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ غَنَمٍ ؛ العَادِي: الظَّالِمُ، وأَصله مِنْ تجاوُزِ الحَدِّ فِي الشَّيْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا يَقْتُلُه المُحْرِمُ كَذَا وَكَذَا والسَّبُعُ العادِي أَي الظَّالِمُ الَّذِي يَفْتَرِسُ الناسَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا قَطْعَ عَلَى عادِي ظَهْرٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أُتيَ برَجُل قَدِ اخْتَلَس طَوْقاً فَلَمْ يَرَ قَطْعَه وَقَالَ: تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ ؛ العَادِية: مِنْ عَدَا يَعْدُو عَلَى الشَّيْءِ إِذا اخْتَلَسه، والظَّهْرُ: مَا ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء، وَلَمْ يرَ فِي الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ عَلَى المَرْأَة والصَّبيّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ* ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ فاعِلٌ مِنْ عَدَا يَعْدُو إِذَا ظَلَم وجارَ. قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ أَي غيرَ باغٍ وَلَا عائِدٍ فَقَلَبَ، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان: الظُّلْم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ ؛ يَقُولُ: لَا تَعاوَنوا عَلَى المَعْصية والظُّلْم. وعَدَا عَلَيْهِ عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى، كُلُّه: ظَلَمه. وعَدَا بنُو فُلَانٍ عَلَى بَنِي فُلَانٍ أَي ظَلَمُوهم. وَفِي الْحَدِيثِ: كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم الذمَّةَ وَعَلَيْهِمِ الجِزْيَةَ بِلَا عَداء ؛ العَداءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: الظُّلْم وتَجاوُز الْحَدِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ لَا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه وَلَا تَقتلوا غَيْرَهُمْ، وَقِيلَ: وَلَا تَعْتَدوا أَي لَا تُجاوزوا إِلى قَتْل النِّساءِ والأَطفال. وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه، كِلَاهُمَا: تَجاوَزَة. وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ: جاوَزَهُ عَلَى المَثَل. وَيُقَالُ: مَا يَعْدُو فلانٌ أَمْرَك أَي مَا يُجاوِزه. والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشَّيْءِ إِلى غَيْرِه، يُقَالُ: عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ. وقوله: فَلا تَعْتَدُوها أَي لَا تَجاوَزُوها إِلى غَيْرِهَا، وَكَذَلِكَ قوله: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ ؛ أَي يُجاوِزْها. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ* ؛ أَي المُجاوِزُون مَا حُدَّ لَهُمْ وأُمِرُوا بِهِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ* ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لِمَا يُبَلِّغه ويُغْنِيه مِنَ الضَّرُورَةِ، وأَصل هَذَا كُلِّهِ مُجاوَزة الْحَدِّ والقَدْر والحَقّ. يُقَالُ: تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته. وَقَدْ قَالَتِ الْعَرَبُ: اعْتَدَى فلانٌ عَنِ الْحَقِّ واعْتَدَى فوقَ الحقِّ، كأَن مَعْنَاهُ

جَازَ عَنِ الْحَقِّ إِلى الظُّلْمِ. وعَدَّى عَنِ الأَمر: جَازَهُ إِلى غَيْرِه وتَرَكه. وَفِي الْحَدِيثِ: المُعْتَدِي فِي الصَّدَقَةِ كمانِعِها ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي الزَّكاة ؛ هُو أَن يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها، وَقِيلَ: أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ خِيارَ الْمَالِ رُبَّما منعَه فِي السَّنة الأُخرى فَيَكُونُ السَّاعِي سبَبَ ذَلِكَ فَهُمَا فِي الإِثم سَوَاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون فِي الدُّعاءِ ؛ هُوَ الخُروج فِيهِ عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ؛ سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ فسُمِّي بمثْل اسْمِهِ، لأَن صُورَةَ الفِعْلين واحدةٌ، وإِن كَانَ أَحدُهما طَاعَةً وَالْآخَرُ مَعْصِيَةً؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ظَلَمني فُلَانٌ فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لَا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ مِنْ هَذَا، والأَوَّلُ ظُلْم وَالثَّانِي جزاءٌ لَيْسَ بِظُلْمٍ، وَإِنْ وَافَقَ اللفظُ اللفظَ مِثْلُ قَوْلِهِ: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها؛ السَّيِّئَةُ الأُولى سَيِّئَةٌ، وَالثَّانِيَةُ مُجازاة وَإِنْ سُمِّيَتْ سَيِّئَةً، وَمِثْلُ ذَلِكَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. يُقَالُ: أَثِمَ الرجلُ يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ عَلَى إِثمه أَي جَازَاهُ عَلَيْهِ يَأْثِمُه أَثاماً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً؛ أَي جَزَاءً لإِثْمِه. وَقَوْلُهُ: إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون مَا أُمرُوا بِهِ. والعَدْوَى: الْفَسَادُ، والفعلُ كَالْفِعْلِ. وعَدا عَلَيْهِ اللِّصُّ عَداءً وعُدْوَاناً وعَدَواناً: سَرَقَه؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. وذِئْبٌ عَدَوانٌ: يَعْدُو عَلَى الناسِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: السلطانُ ذُو عَدَوانٍ وَذُو بَدَوانٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ، مِنْ قَوْلِكَ: مَا عَداك أَي مَا صَرَفَك. ورجلٌ مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ ومَعْدِيٌّ عَلَيْهِ، عَلَى قَلْب الواوِ يَاءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد لِعَبْدِ يَغُوث بْنِ وَقَّاص الحارثِي: وَقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني ... أَنا اللَّيْثُ، مَعْدِيّاً عَلَيْهِ وعادِيا أُبْدِلَت الياءُ مِنَ الْوَاوِ اسْتِثْقالًا. وَعَدَا عَلَيْهِ: وَثَب؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عارِمٍ الْكِلَابِيِّ: لَقَدْ عَلمَ الذئْب الَّذِي كَانَ عادِياً، ... عَلَى النَّاسِ، أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ وَقَدْ يَكُونُ العَادِي هُنَا مِنَ الْفَسَادِ والظُّلم. وعَدَاهُ عَنِ الأَمْرِ عَدْواً وعُدْواناً وعَدّاه، كِلَاهُمَا: صَرَفَه وشَغَله. والعَدَاءُ والعُدَواءُ والعَادِيَة، كلُّه: الشُّغْلُ يَعْدُوك عَنِ الشَّيْءِ. قَالَ مُحارب: العُدَواءُ عادةُ الشُّغْل، وعُدَوَاءُ الشُّغْلِ موانِعُه. وَيُقَالُ: جِئْتَني وأَنا فِي عُدَوَاءَ عنكَ أَي فِي شُغْلٍ؛ قَالَ اللَّيْثُ: العَادِيَةُ شُغْلٌ مِنْ أَشْغال الدَّهْرِ يَعْدُوك عَنْ أُمورك أَي يَشْغَلُك، وَجَمْعُهَا عَوَادٍ، وَقَدْ عَدَانِي عَنْكَ أَمرٌ فَهُوَ يَعْدُوني أَي صَرَفَني؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: وعَادَكَ أَن تُلاقِيها العَدَاء قَالُوا: مَعْنَى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، وَيُقَالُ: مَعْنَى قَوْلِهِ عادَكَ عادَ لَكَ وعاوَدَك؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابِي: عَدَاكَ عَنْ رَيَّا وأُمِّ وهْبِ، ... عَادِي العَوَادِي واختلافُ الشَّعْبِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: عَادِي العَوَادِي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ. والعُدَوَاءُ: إِناخةٌ قَلِيلَةٌ. وتَعَادَى المكانُ: تَفاوَتَ وَلَمْ يَسْتوِ. وجَلَس عَلَى عُدَوَاءَ أَي عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ.

ومَرْكَبٌ ذُو عُدَوَاءَ أَي لَيْسَ بمُطْمَئِنٍّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ جئتُ عَلَى مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مَصْرُوفٌ، وَهُوَ خطأٌ مِنْ أَبي عُبَيد إِن كَانَ قَائِلَهُ، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لَا يَنْصَرِفُ فِي مَعْرِفَةٍ وَلَا نَكِرَةٍ. والتَّعَادِي: أَمكنةٌ غَيْرُ مستويةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبِنَاءِ الْكَعْبَةِ: وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ جَراثِيمُ وتَعَادٍ أَي أَمكنة مُخْتَلِفَةٌ غَيْرُ مُستوية؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: مِنْهَا عَلَى عُدَواء الدَّارِ تَسقِيمُ «4» قَالَ الأَصمعي: عُدَواؤه صَرْفُه وَاخْتِلَافُهُ، وَقَالَ الْمُؤَرِّجُ: عُدَوَاء عَلَى غَيْرِ قَصْدٍ، وَإِذَا نَامَ الإِنسانُ عَلَى مَوْضِعٍ غَيْرِ مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ وانْخفاضٌ قَالَ: نِمْتُ عَلَى عُدَواءَ. وَقَالَ النَّضْرُ: العُدَوَاءُ مِنَ الأَرض الْمَكَانُ المُشْرِف يَبْرُكُ عَلَيْهِ البعيرُ فيَضْطَجعُ عَلَيْهِ، وَإِلَى جَنْبِهِ مكانٌ مطمئنٌ فَيَمِيلُ فِيهِ الْبَعِيرُ فيتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، وتَوَهُّنه أَن يَمُدَّ جسمَه إِلَى الْمَكَانِ الوَطِيء فَتَبْقَى قَوَائِمُهُ عَلَى المُشْرِف وَلَا يَسْتَطيع أَن يقومَ حَتَّى يَمُوتَ، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عَمْرٍو: العُدَوَاءُ الْمَكَانُ الَّذِي بَعْضُهُ مُرْتَفِعٌ وَبَعْضُهُ مُتطأْطِئٌ، وَهُوَ المُتَعَادِي. ومكانٌ مُتَعَادٍ: بعضُه مُرْتَفِعٌ وبعضُه مُتطامِن لَيْسَ بمُسْتوٍ. وأَرضٌ مُتَعَادِيَةٌ: ذاتُ جِحَرة ولَخاقِيق. والعُدَوَاءُ، عَلَى وَزْن الغُلَواءِ: الْمَكَانُ الَّذِي لَا يَطْمَئِنُّ مَن قَعَد عَلَيْهِ. وَقَدْ عادَيْتُ القِدْر: وَذَلِكَ إِذَا طامَنْتَ إِحْدَى الأَثافيِّ ورَفَعْت الأُخْرَيَيْن لِتَمِيلَ القِدْر عَلَى النَّارِ. وتَعَادَى مَا بَيْنَهُمْ: تَباعَدَ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ ظَبْيَة وغَزالها: وتَعَادَى عَنْهُ النهارَ، فمَا تَعْجُوه ... إِلَّا عُفافةٌ أَو فُواقُ يَقُولُ: تباعَدُ عَنْ وَلَدها فِي المَرعى لِئَلَّا يَسْتَدِلَّ الذِّئبُ بِهَا عَلَى ولدِها. والعُدَوَاءُ: بُعْدُ الدَّارِ. والعَدَاءُ: البُعْد، وَكَذَلِكَ العُدَواءُ. وقومٌ عِدًى: متَباعدون، وَقِيلَ: غُرباءُ، مقصورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَعْدَاءُ أَيضا لأَن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا كنتَ فِي قَوْمٍ عِدًى لستَ مِنْهُمُ، ... فكُلْ مَا عُلِفْتَ مِنْ خَبِيثٍ وطَيِّب قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي، وَقِيلَ: هُوَ لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي، وَقَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ: هُوَ لدُودانَ بنِ سَعْدٍ الأَسَدِي، قَالَ: وَلَمْ يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إِلَّا قَوْمٌ عِدًى، ومكانٌ سِوًى، وماءٌ رِوًى، وماءٌ صِرًى، ومَلامةٌ ثِنًى، ووادٍ طِوًى، وَقَدْ جَاءَ الضمُّ فِي سُوًى وثُنًى وطُوًى، قَالَ: وَجَاءَ عَلَى فِعَل مِنْ غَيْرِ المعتلِّ لحمٌ زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة؛ قَالَ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ: قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ، بِالْكَسْرِ، لَا غيرُ، فَأَمَّا فِي الأَعداءِ فَيُقَالُ عِدًى وعُدًى وعُداةٌ. وَفِي حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ مسلَمة لَمَّا عَزَله عُمر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ حِمْصَ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَى «5» ؛ العِدَى، بِالْكَسْرِ: الغُرَباءَ، أَرَادَ أَنَّهُ يَعْزِلُ قَوْمه مِنَ الْوِلَايَاتِ ويوَلّي الغُربَاء والأَجانِبَ؛ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ العِدَى بِمَعْنَى الأَعْداءِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ

_ (4). قوله [منها على عدواء إلخ] هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم: هَامَ الْفُؤَادُ بِذِكْرَاهَا وَخَامَرَهُ (5). في النهاية: العِدَى بالكسر الغرباء والأجانب والأَعداء، فأما بالضم فهم الأَعداء خاصة.

مَالِكٍ الأَنصاري: فأَمَتْنا العُدَاةَ مِنْ كلِّ حَيٍّ ... فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ العِدَاءُ قَالَ: وَهَذَا يَتَوَجَّهُ عَلَى أَنه جَمْعُ عادٍ، أَو يَكُونُ مَدَّ عِدًى ضَرُورَةً؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ الأَخطل: أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ، ... وإنْ كَانَ حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ قَالَ: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدًى إِذَا كَانُوا مُتَباعِدِين لَا أَرحامَ بَيْنَهُمْ وَلَا حِلْفَ. وقومٌ عِدًى إِذَا كَانُوا حَرْباً، وَقَدْ رُوِي هَذَا البيتُ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، مِثْلُ سِوًى وسُوًى. الأَصمعي: يُقَالُ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ عِدًى، مَقْصُورٌ، يَكُونُ للأَعداء وللغُرَباء، وَلَا يُقَالُ قَوْمٌ عُدًى إِلَّا أَن تُدْخِلَ الْهَاءَ فَتَقُولَ عُداة فِي وَزْنِ قُضَاةٍ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم وتَفَرُّقُهم. والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيق، يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ والأُنثى والذكَر بلفظٍ وَاحِدٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ، وَهُوَ وصْفٌ ولكِنَّه ضَارَعَ الِاسْمَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَعُولٌ إِذَا كَانَ فِي تأْويل فاعلٍ كَانَ مُؤَنَّثُه بِغَيْرِ هَاءٍ نَحْوُ رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور، إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا جاءَ نَادِرًا قَالُوا: هَذِهِ عَدُوَّة لِلَّهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا أَدخلوا فِيهَا الْهَاءَ تَشْبِيهًا بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قَدْ يُبْنى عَلَى ضِدِّهِ، وَمِمَّا وضَع بِهِ ابْنُ سِيدَهْ مِنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَعرابي مَا ذَكَرَهُ عَنْهُ فِي خُطْبة كِتَابِهِ الْمُحْكَمِ فَقَالَ: وَهَلْ أَدَلُّ عَلَى قِلَّةِ التَّفْصِيلِ وَالْبُعْدِ عَنِ التَّحْصِيلِ مِنْ قولِ أَبي عبدِ اللَّهِ بنِ الأَعرابي فِي كِتَابِهِ النَّوَادِرِ: العَدوّ يَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ أَعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى، فأَوْهم أَن هَذَا كلَّه لشيءٍ وَاحِدٍ؟ وَإِنَّمَا أَعْدَاءٌ جَمْعُ عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ، لأَن فَعُولًا وفَعِيلًا متساويانِ فِي العِدَّةِ وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، وَكَوْنِ حَرْفِ اللِّينِ ثَالِثًا فِيهِمَا إِلَّا بِحَسْبِ اخْتِلَافِ حَرفَيِ اللِّين، وَذَلِكَ لَا يوجبُ اخْتِلَافًا فِي الْحُكْمِ فِي هَذَا، أَلا تَراهم سَوَّوْا بَيْنَ نَوارٍ وصَبورٍ فِي الْجَمْعِ فَقَالُوا نُوُرٌ وصُبُرٌ، وَقَدْ كَانَ يَجِبُ أَن يكسَّر عَدُوٌّ عَلَى مَا كُسّرَ عَلَيْهِ صَبُورٌ؟ لَكِنَّهُمْ لَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لأَجْحفوا، إِذْ لَوْ كَسَّروه عَلَى فُعُلٍ لَلَزِمَ عُدُوٌ، ثُمَّ لَزِمَ إِسْكَانُ الْوَاوِ كَرَاهِيَةَ الْحَرَكَةِ عَلَيْهَا، فَإِذَا سَكَنَت وَبَعْدَهَا التنوين التقَى ساكناً فَحُذِفَتِ الْوَاوُ فَقِيلَ عُدٌ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ واوٌ قبلَها ضمَّة، فَإِنْ أَدَّى إِلَى ذَلِكَ قِيَاسٌ رُفِضَ، فَقُلِبَتِ الضَّمَّةُ كَسْرَةً وَلَزِمَ لِذَلِكَ انْقِلَابُ الْوَاوِ يَاءً فَقِيلَ عُدٍ، فتَنَكَّبت الْعَرَبُ ذَلِكَ فِي كُلِّ معتلِّ اللَّامِ عَلَى فَعَوْلٍ أَو فَعِيل أَو فَعال أَو فِعالٍ أَو فُعالٍ عَلَى مَا قَدْ أَحكمته صِنَاعَةُ الإِعرابِ، وأَما أَعادٍ فجمعُ الْجَمْعِ، كَسَّروا عَدُوّاً عَلَى أَعْداءٍ ثُمَّ كَسَّروا أَعْدَاءً عَلَى أَعَادٍ وأَصلُه أَعَادِيّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأَن حرفَ اللِّينِ إِذَا ثبَت رَابِعًا فِي الواحدِ ثبتَ فِي الْجَمْعِ، وَكَانَ يَاءً، إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ إِلَيْهِ شَاعِرٌ كَقَوْلِهِ أَنشده سِيبَوَيْهِ: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا أَعادٍ كَرَاهَةَ الياءَين مَعَ الْكَسْرَةِ كَمَا حَكَى سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِ مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قَالَ: وَلَا يَمْتَنِعُ أَن يَجِيءَ عَلَى الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ، فَكَذَلِكَ لَا يَمْتَنِعُ أَن يُقَالَ أَعَادِيّ، وأَما عُداةٌ فَجَمْعُ عادٍ؛ حَكَى أَبو زَيْدٍ عَنِ الْعَرَبِ: أَشْمَتَ اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ، وَهَذَا مُطَّرِدٌ فِي بَابِ فاعلٍ مِمَّا لامُهُ حرفُ علَّةٍ، يَعْنِي أَن يُكَسَّر عَلَى فُعلَةٍ كقاضٍ

وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ، وَهُوَ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ تَكْسِيرِ مَا كَانَ مِنَ الصِّفَةِ عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، وَهَذَا شَبِيهٌ بلفظِ أَكثرِ النَّاسِ فِي توهُّمِهم أَن كُماةً جمعُ كَمِيٍّ، وفعيلٌ لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فُعَلةٍ، وَإِنَّمَا جمعُ كَمِيٍّ أَكماءٌ؛ حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، فأَما كُماةٌ فَجَمْعُ كامٍ مِنْ قَوْلِهِمْ كَمَى شجاعتَه وشهادَتَه كتَمها، وأَما عِدًى وعُدًى فَاسْمَانِ لِلْجَمْعِ، لأَن فِعَلًا وفُعَلًا لَيْسَا بِصِيغَتَيْ جَمْعٍ إِلَّا لِفعْلَةٍ أَوْ فُعْلة وَرُبَّمَا كَانَتْ لفَعْلة، وَذَلِكَ قَلِيلٌ كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر، والله أَعلم. والعَدَاوَة: اسمٌ عامٌّ مِنَ العَدُوِّ، يُقَالُ: عَدُوٌّ بَيِّنُ العَدَاوَة، وفلانٌ يُعَادِي بَنِي فُلَانٍ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عَدُوٌّ وصْفٌ وَلَكِنَّهُ ضارَع الِاسْمَ، وَقَدْ يُثنَّى ويُجمع ويُؤَنَّث، وَالْجَمْعُ أَعْدَاءٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يكسَّر عَلَى فُعُلٍ، وَإِنْ كَانَ كصَبُورٍ، كَرَاهِيَةَ الإِخْلالِ والاعْتلال، وَلَمْ يكسَّر عَلَى فِعْلانٍ كَرَاهِيَةَ الْكَسْرَةِ قَبْلَ الْوَاوِ لأَنَّ السَّاكِنَ لَيْسَ بِحَاجِزٍ حصِين، والأَعَادِي جَمْعُ الْجَمْعِ. والعِدَى والعُدَى: اسْمَانِ لِلْجَمْعِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِدَى، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، الأَعْدَاءُ، وَهُوَ جمعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ، وَقَالُوا فِي جَمْعِ عَدُوَّة عَدَايَا لَمْ يُسْمَعْ إِلَّا فِي الشِّعْرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ هُمُ العَدُوُّ الأَدْنَى، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ هُمُ العَدُوُّ الأَشدّ لأَنهم كانوا أَعْداء النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ويُظهرون أَنهم مَعَهُ. والعَادِي: العَدُوُّ، وجَمْعُه عُداةٌ؛ قَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ وَقَالَ الْخَلِيلُ فِي جَمَاعَةِ العَدُوِّ عُدًى وعِدًى، قَالَ: وَكَانَ حَدُّ الْوَاحِدِ عَدُو، بِسُكُونِ الْوَاوِ، فَفَخَّمُوا آخِرَهُ بِوَاوٍ وَقَالُوا عَدُوٌّ، لأَنهم لَمْ يَجِدُوا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اسْمًا فِي آخِرِهِ وَاوٌ سَاكِنَةٌ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ قومٌ عِدًى، وَحَكَى أَبو الْعَبَّاسِ: قومٌ عُدًى، بِضَمِّ الْعَيْنِ، إِلَّا أَنه قَالَ: الاخْتِيار إِذَا كَسَرْتَ الْعَيْنَ أَنْ لَا تأْتيَ بِالْهَاءِ، والاختيارُ إِذَا ضَمَمْتَ العينَ أَن تأْتيَ بِالْهَاءِ؛ وأَنشد: مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى ... بلَيلى، وَإِنْ لَمْ تَجْزني مَا أَدِينُها وَقَدْ عَادَاه مُعَادَاةً وعِداءً، والاسمُ العَدَاوَة، وَهُوَ الأَشدُّ عَادِيًا. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: العُدَى جَمْعُ عَدُوّ، والرُّؤَى جَمْعُ رؤيَةٍ، والذُّرَى جَمْعُ ذِرْوَة؛ وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ قُضاة وغُزاة ودُعاة فَحَذَفُوا الْهَاءَ فَصَارَتْ عُدًى، وَهُوَ جَمْعُ عادٍ. وتَعَادَى القومُ: عَادَى بعضُهم بَعْضًا. وقومٌ عِدًى: يُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَإِنْ كَانَ أَصله الواوَ لِمَكَانِ الْكَسْرَةِ الَّتِي فِي أَوَّله، وعُدًى مِثْلُهُ، وَقِيلَ: العُدَى الأَعْداءُ، والعِدَى الأَعْداءُ الَّذِينَ لَا قَرابة بَيْنَكَ وبينَهُم، قَالَ: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَوّل. وقولُهم: أَعْدَى مِنَ الذئبِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: يَكُونُ مِنَ العَدْوِ وَيَكُونُ مِنَ العَداوَة، وكونُه مِنَ العَدْوِ أَكثر، وأُراه إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى أَنه لَا يُقَالُ أَفْعَل مِنْ فاعَلْت، فَلِذَلِكَ جَازَ أَن يَكُونَ مِنْ العَدْوِ لَا مِنَ العَداوَة. وتَعَادَى مَا بينَهم: اخْتَلف. وعَدِيتُ لَهُ: أَبْغَضْتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَدَدْت عَنِّي عادِيَةَ فُلَانٍ أَي حِدَّته وغَضبه. وَيُقَالُ: كُفَّ عَنَّا عادِيَتَك أَي ظُلْمك وَشَرَّكَ، وَهَذَا مَصْدَرٌ جَاءَ عَلَى فَاعِلَةٍ كالراغِية وَالثَّاغِيَةِ. يُقَالُ: سَمِعْتُ راغِيَةَ الْبَعِيرِ وَثَاغِيَةَ الشَّاةِ أَي رُغاء الْبَعِيرِ وثُغاء الشَّاةِ، وَكَذَلِكَ عَادِيَةُ الرَّجُلِ عَدْوُه عَلَيْكَ بِالْمَكْرُوهِ.

والعُدَوَاء: أَرض يَابِسَةٌ صُلْبة ورُبَّما جَاءَتْ فِي الْبِئْرِ إِذَا حُفِرَتْ، قَالَ: وَقَدْ تَكُون حَجَراً يُحادُ عَنْهُ فِي الحَفْرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا يَحْفِرُ كِنَاسًا: وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عَنْها، وَوَلّاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أَكَّد بالظُّلَّفِ كَمَا يُقَالُ نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه جَمَعَ ظِلْفاً ظَالِفًا، وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى عُدَوَاءِ الشُّغْلِ موانِعِه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِلْعَجَّاجِ وَهُوَ شَاهِدٌ عَلَى العُدَوَاء الأَرضِ ذَاتِ الْحِجَارَةِ لَا عَلَى العُدَواء الشُّغْلِ، وَفَسَّرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً قَالَ: ظُلَّف جَمْعُ ظالِف أَي ظُلُوفُهُ تَمْنَعُ الأَذى عَنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ أَرض ذاتُ عُدَوَاءَ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُسْتَقِيمَةً وَطِيئةً وَكَانَتْ مُتَعادِيةً. ابْنُ الأَعرابي: العُدَوَاءُ الْمَكَانُ الغَلِيظ الخَشِن. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: زَعَمَ أَبو عَمْرٍو أَن العِدَى الْحِجَارَةُ والصُّخور؛ وأَنشد قَوْلَ كُثَيِّر: وحالَ السَّفَى بَيني وبَينَك والعِدَى، ... ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ النَّقيبة ماجِدُ أَراد بالسَّفَى ترابَ الْقَبْرِ، وبالعِدَى مَا يُطْبَق عَلَى اللَّحد مِنَ الصَّفائح. وأَعْدَاءُ الْوَادِي وأَعْناؤه: جَوَانِبُهُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ العِدَى، وَهِيَ الْحِجَارَةُ وَالصُّخُورُ: أَو اسْتَمَرّ لمَسْكَنٍ، أَثْوَى بِهِ ... بِقَرارِ ملْحَدةِ العِدَاءِ شَطُونِ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: العِدَاءُ، ممدودٌ، مَا عادَيْت عَلَى المَيّت حينَ تَدْفِنُه مِنْ لَبِنٍ أَو حِجَارَةٍ أَوْ خَشَبٍ أَو مَا أَشبَهه، الْوَاحِدَةُ عِداءة. وَيُقَالُ أَيضاً: العِدَى والعِداءُ حَجَرٌ رَقِيقٌ يُسْتَرُ بِهِ الشَّيْءُ، وَيُقَالُ لكلِّ حَجَرٍ يُوضَعُ عَلَى شَيْءٍ يَسْتُره فَهُوَ عِدَاءٌ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيِّ: تَاللَّهِ مَا حُبِّي عَلِيّاً بشَوى ... قَدْ ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى، مُغادَراً تحتَ العِدَاء والثَّرَى مَعْنَاهُ: مَا حُبِّي عَلِيًّا بخَطَإٍ. ابْنُ الأَعرابي: الأَعْدَاء حِجارَة المَقابر، قَالَ: والأَدْعاء آلَامُ النَّارِ «1» وَيُقَالُ: جئْتُك عَلَى فَرَسٍ ذِي عُدَوَاء، غَيْرِ مُجْرًى إِذَا لَمْ يَكُنْ ذَا طُمَأْنينة وسُهولة. وعُدَوَاءُ الشَّوْق: مَا بَرَّح بِصَاحِبِهِ. والمُتَعَدِّي مِنَ الأَفعال: مَا يُجاوزُ صاحبَه إِلَى غَيْرِهِ. والتَّعَدِّي فِي القافِية: حَرَكة الْهَاءِ الَّتِي لِلْمُضْمَرِ الْمُذَكَّرِ السَّاكِنَةُ فِي الْوَقْفِ؛ والمُتَعَدِّي الواوُ الَّتِي تلحقُه مِنْ بَعْدِهَا كَقَوْلِهِ: تَنْفُشُ مِنْهُ الخَيْل ما لا يَغْزِلُهُو فحَركة الْهَاءِ هِيَ التَّعَدِّي وَالْوَاوُ بَعْدَهَا هِيَ المُتَعَدِّي؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي حَرَكَةُ الْهَاءِ هِيَ التَّعَدِّي وَالْيَاءُ بَعْدَهَا هِيَ المُتَعَدِّي، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ هَاتَانِ الْحَرَكَتَانِ تَعَدِّياً، وَالْيَاءُ والواوُ بَعْدَهُمَا مُتَعَدِّياً لأَنه تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عَنِ الواجبِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فِي الْوَزْنِ لأَنّ الوزنَ قَدْ تَناهى قبلَه، جَعَلُوا ذَلِكَ فِي آخِرِ الْبَيْتِ بِمَنْزِلَةِ الخَزْمِ فِي أَوَّله. وعَدَّاه إِلَيْهِ: أَجازَه وأَنْفَذَه. وَرَأَيْتُهُمْ عَدَا أَخاك وَمَا عَدَا أَخاكَ أَي مَا خَلا، وَقَدْ يُخْفَض بِهَا دُونَ مَا، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعَدَا فِعْلٌ يُسْتَثْنى بِهِ مَعَ مَا وَبِغَيْرِ مَا، تقولُ جاءَني القومُ مَا عَدَا زيداً، وجاؤوني عَدَا زَيْدًا، تنصبُ مَا بَعْدَهَا بِهَا والفاعلُ مُضْمَر فِيهَا. قَالَ الأَزهري: مِنْ حُرُوفِ الِاسْتِثْنَاءِ قَوْلُهُمْ مَا رأَيت أَحداً مَا عَدَا زيداً كقولك

_ (1). قوله [آلام النار] هو هكذا في الأصل والتهذيب.

مَا خَلَا زَيْدًا، وتَنْصب زَيْدًا فِي هذَيْن، فَإِذَا أَخرجتَ مَا خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ مَا رأيتُ أَحداً عدَا زَيْدًا وعَدَا زيدٍ وَخَلَا زَيْداً وخَلا زيدٍ، النَّصْبُ بِمَعْنَى إلَّا والخفضُ بِمَعْنَى سِوى. وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لَا نَقْدِرُ لَكَ عَلَيْهَا، هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: تَعَدَّ مَا أَنت فِيهِ إِلَى غَيْرِهِ أَي تجاوَزْه. وعَدِّ عَمَّا أَنت فِيهِ أَي اصْرِفْ هَمَّك وقولَك إِلَى غَيْرِهِ. وعَدَّيْتُ عَنِّي الهمَّ أَي نحَّيته. وَتَقُولُ لِمَنْ قَصَدَك: عدِّ عنِّي إِلَى غَيْرِي: وَيُقَالُ: عادِ رِجْلَك عَنِ الأَرض أَي جافِها، وَمَا عَدَا فلانٌ أَن صَنعَ كَذَا، وَمَا لِي عَنْ فلانٍ مَعْدىً أَي لَا تَجاوُزَ لِي إِلَى غَيْرِهِ وَلَا قُصُور دُونَهُ. وعَدَوْته عَنِ الأَمر: صرَفْته عَنْهُ. وعدِّ عَمَّا تَرَى أَي اصْرِفْ بصَرَك عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فِيهِمَا نبيذٌ فشَرِبَ مِنْ إِحْدَاهُمَا وعَدَّى عَنِ الأُخرى أَي تَرَكها لِمَا رَابَهُ مِنْهَا. يُقَالُ: عدِّ عَنْ هَذَا الأَمرِ أَي تجاوَزْه إِلَى غَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الآخرُ: أَنه أُهْدِيَ لَهُ لَبَنٌ بِمَكَّةَ فعدَّاه أَي صَرَفَهُ عَنْهُ. والإِعْدَاءُ: إعْداءُ الحرب. وأَعْدَاه الداءُ يُعْدِيه إعْدَاءً: جاوزَ غَيْرَهُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يصيبَه مثلُ مَا بصاحبِ الداءِ. وأَعْدَاهُ مِنْ علَّته وخُلُقِه وأَعْدَاهُ بِهِ: جَوَّزَهُ إِلَيْهِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ العَدْوَى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا عَدْوَى وَلَا هامَة وَلَا صَفَر وَلَا طيرَةَ وَلَا غُولَ أَي لَا يُعْدي شَيْءٌ شَيْئًا. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ العَدْوَى فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ اسمٌ مِنَ الإِعْدَاء كالرَّعْوى والبَقْوَى مِنَ الإِرْعاءِ والإِبْقاءِ. والعَدْوَى: أَنْ يَكُونَ بِبَعِيرٍ جَرَب مَثَلًا فتُتَّقى مُخالَطَتُه بِإِبِلٍ أُخرى حِذار أَن يَتعَدَّى مَا بِهِ مِنَ الجَرَب إِلَيْهَا فيصيبَها مَا أَصابَه، فَقَدْ أَبطَله الإِسلامُ لأَنهم كَانُوا يظُنُّون أَن الْمَرَضَ بِنَفْسِهِ يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَن الأَمر لَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا اللَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يُمرض ويُنْزلُ الداءَ، وَلِهَذَا قَالَ فِي بَعْضِ الأَحاديث وَقَدْ قِيلَ لَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر الْبَعِيرِ فتُعْدِي الإِبل كُلَّهَا، فَقَالَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِلَّذِي خَاطَبَهُ: فمَن الَّذِي أَعدَى البعيرَ الأَول أَي مِنْ أَين صَارَ فِيهِ الجَرَب؟ قَالَ الأَزهري: العَدْوَى أَن يَكُونَ بِبَعِيرٍ جَرَبٌ أَو بِإِنْسَانٍ جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مُؤَاكَلَتَهُ حِذار أَن يَعْدُوَه مَا بِهِ إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ مَا أَصابه. وَيُقَالُ: إِنَّ الجَرَب ليُعْدِي أَي يُجَاوِزُ ذَا الجَرَب إِلَى مَنْ قَارَبَهُ حَتَّى يَجْرَبَ، وَقَدْ نَهى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعَ إِنْكَارِهِ العَدْوَى، أَن يُورِدَ مُصِحٌّ عَلَى مُجْرِب لِئَلَّا يُصِيبَ الصِّحاحَ الجَرَبُ فَيُحَقِّقَ صاحبُها العَدْوَى. والعَدْوَى: اسمٌ مِنْ أَعْدَى يُعْدِي، فَهُوَ مُعْدٍ، وَمَعْنَى أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الَّذِي بِهِ إِلى غَيْرِهِ، أَو أَجاز جَرَباً بِغَيْرِهِ إِليه، وأَصله مِنْ عَدَا يَعْدُو إِذا جَاوَزَ الحدَّ. وتَعَادَى القومُ أَي أَصاب هَذَا مثلُ دَاءِ هَذَا. والعَدْوَى: طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ عَلَى منْ ظَلَمك أَي يَنْتَقِم مِنْهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَدْوَى النُّصْرَة والمَعُونَة. وأَعْدَاهُ عَلَيْهِ: نَصَره وأَعانه. واسْتَعْدَاهُ: اسْتَنْصَره وَاسْتَعَانَهُ. واسْتَعْدَى عَلَيْهِ السلطانَ أَي اسْتَعانَ بِهِ فأَنْصَفه مِنْهُ. وأَعْدَاهُ عَلَيْهِ: قَوَّاه وأَعانه عَلَيْهِ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ حذاق: وَلَقَدْ أَضاءَ لَكَ الطَّريقُ، وأَنْهَجَتْ ... سُبُلُ المكارِمِ، والهُدَى يُعْدِي أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك عَلَى الطَّريقِ ويُعينُك؛

وَقَالَ آخَرُ: وأَنتَ امرؤٌ لَا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ ... فتُعْطِي، وَقَدْ يُعْدِي عَلَى النَّائِلِ الوُجْدُ وَيُقَالُ: اسْتَأْداه، بالهمزة، فَآدَاهُ أَي أَعانَه وقَوَّاه، وبعضُ أَهل اللُّغَةِ يَجْعَلُ الْهَمْزَةَ فِي هَذَا أَصلًا وَيَجْعَلُ الْعَيْنَ بَدَلًا مِنْهَا. وَيُقَالُ: آدَيْتُك وأَعْدَيْتُك مِنَ العَدْوَى، وَهِيَ المَعونة. وعَادَى بَيْنَ اثْنَيْنِ فصاعِداً مُعَادَاةً وعِدَاءً: وَالَى؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ، ... وَبَيْنَ شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ وَيُقَالُ: عَادَى الفارِسُ بَيْنَ صَيْدَيْن وَبَيْنَ رَجُلَين إِذا طَعَنهما طَعْنَتَيْنِ مُتَوالِيَتَيْن. والعِدَاء، بِالْكَسْرِ، والمُعَادَاة: المُوالاة والمتابَعة بَيْنَ الِاثْنَيْنِ يُصرَعُ أَحدهما عَلَى إِثر الْآخَرِ فِي طَلَقٍ وَاحِدٌ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: فعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجةٍ ... دِراكاً، وَلَمْ يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ يُقَالُ: عَادَى بَيْنَ عَشَرة مِنَ الصَّيْد أَي وَالَى بَيْنَهَا قَتْلًا ورَمْياً. وتَعَادَى القومُ عَلَى نَصْرِهِمْ أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا. وعِداءُ كلِّ شيءٍ وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه: طَوَارُه، وَهُوَ مَا انْقادَ مَعَهُ مِن عَرْضِه وطُولِه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ مَا أَنشده أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: بَكَتْ عَيْني، وحَقَّ لَهَا البُكاءُ، ... وأَحْرَقَها المَحابِشُ والعَدَاء «2» وَقَالَ ابْنُ أَحمر يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ: خُبِّي، فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ ... إِلّا العَدَاءُ، وإِلا مَكْنَعٌ ضَرَرُ «3» وَيُقَالُ: لَزِمْت عَدَاءَ النَّهْرِ وعَدَاءَ الطَّرِيقِ والجبلِ أَي طَوَاره. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ الْزَمْ عَدَاء الطَّرِيقِ، وَهُوَ أَن تأْخذَه لَا تَظْلِمه. وَيُقَالُ: خُذْ عَداءَ الْجَبَلِ أَي خُذْ فِي سَنَدِه تَدورُ فِيهِ حَتَّى تعلُوَه، وإِن اسْتَقام فِيهِ أَيضاً فَقَدْ أَخَذَ عَدَاءَه. وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: يُقَالُ الْزَمِ عِدْوَ أَعْدَاءِ الطريقِ «4» والْزَمْ أَعْدَاء الطَّرِيقِ أَي وَضَحَه. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِآخَرَ: أَلَبناً نَسْقِيكَ أَم مَاءً؟ فأَجاب: أَيَّهُما كَانَ وَلَا عَدَاءَ؛ مَعْنَاهُ لَا بُدَّ مِنْ أَحدهما وَلَا يَكُونَنَّ ثَالِثٌ. وَيُقَالُ: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ. قَالَ الأَزهري: والتَّعْدَاءُ التَّفْعال مِنْ كُلِّ مَا مَرَّ جَائِزٌ. والعِدَى والعَدَا: النَّاحِيَةُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَعْدَاءٌ. والعُدْوَةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوَةُ والعَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الْوَادِي؛ حَكَى اللِّحْيَانِيُّ هَذِهِ الأَخيرةَ عَنْ يُونُسَ. والعُدْوَة: سنَدُ الْوَادِي، قَالَ: وَمِنَ الشاذِّ قِرَاءَةُ قَتادة: إِذ أَنتم بالعَدْوَةِ الدُّنْيَا. والعِدْوَة والعُدْوة أَيضاً: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. قَالَ اللَّيْثُ: العُدْوة صَلابة مِنْ شاطئِ الْوَادِي، وَيُقَالُ عِدْوة. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: العُدْوَة شاطئُ الْوَادِي، الدُّنْيَا مِمَّا يَلي الْمَدِينَةَ، والقُصْوَى مِمَّا يَلِي مَكَّةَ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: عُدْوَةُ الْوَادِي وعِدْوَتُه جانبُه وحافَتُه، وَالْجَمْعُ عِدًى وعُدًى؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْجَمْعُ عِدَياتٌ، قَالَ: وَصَوَابُهُ عِدَواتٌ

_ (2). قوله [المحابش] هكذا في الأصل. (3). قوله [إلا مكنع ضرر] هو هكذا في الأصل. (4). قوله [عدو أعداء الطريق] هكذا في الأصل والتهذيب.

وَلَا يَجُوزُ عِدِواتٌ عَلَى حَدِّ كِسِراتٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يَقُولُونَ فِي جَمْعِ جِرْوةٍ جِرِياتٌ، كَرَاهَةَ قلْب الْوَاوِ يَاءً، فَعَلَى هَذَا يُقَالُ جِرْوات وكُلْياتٌ بالإِسكان لَا غيرُ. وَفِي حَدِيثِ الطَّاعُونِ: لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبلٌ فَهَبَطت وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ ؛ العُدْوَة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: جانبُ الوادي، وقيل: العُدْوَة الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ شَيْئًا عَلَى مَا هُوَ مِنْهُ. وعَدَاءُ الخَنْدَقِ وعَداء الْوَادِي: بطنُه وعَادَى شعَره: أَخَذَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَة: أَنه خَرَجَ وَقَدْ طَمَّ رأْسَه فَقَالَ: إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرةٍ لَا يُصيبُها الْمَاءُ جَنابةً، فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رأْسي كَمَا تَرَوْنَ ؛ التَّفْسِيرُ لِشَمِرٍ: مَعْنَاهُ أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر، وَقَالَ غَيْرُهُ: عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه وَلَمْ أَدْهُنْه، وَقِيلَ: عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضُوء وغُسْلٍ. ورَوَى أَبو عَدْنانَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: عَادَى شَعْرَهُ رَفَعَه ، حَكَاهُ الهَرَويّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: رَفَعَه عِنْدَ الغسلِ. وعَادَيْت الوسادةَ أَي ثَنَيْتُها. وعَادَيْتُ الشيءَ: باعَدْته. وتَعَادَيْتُ عَنْهُ أَي تَجَافَيْت. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ مَا يُعَادِيني وَلَا يُواديني؛ قَالَ: لَا يُعادِيني أَي لَا يُجافِيني، وَلَا يُواديني أَي لَا يُواتيني. والعَدَوِيَّة: الشَّجَرُ يَخْضَرُّ بعدَ ذَهَابِ الرَّبِيعِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل، يُقَالُ: أَصاب المالُ عَدَوِيَّةً، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَمْ أَسمَعْ هَذَا مِنَ غَيْرِ أَبي زِيادٍ. اللَّيْثُ: العَدَوِيَّة مِنْ نَبَاتِ الصَّيْفِ بَعْدَ ذَهَابِ الرَّبِيعِ أَن تَخْضَرَّ صِغَارُ الشَّجَرِ فتَرْعاه الإِبل، تَقُولُ: أَصابت الإِبلُ عَدَوِيَّةً؛ قَالَ الأَزهري: العَدَوِيَّة الإِبل الَّتِي تَرْعى العُدْوَة، وَهِيَ الخُلَّة، وَلَمْ يَضْبِطِ اللَّيْثُ تَفْسِيرَ العَدَوِيَّة فَجَعَلَهُ نَباتاً، وَهُوَ غَلَطٌ، ثُمَّ خَلَّط فَقَالَ: والعَدَوِيَّة أَيضاً سِخالُ الْغَنَمِ، يُقَالُ: هِيَ بَنَاتُ أَربعين يَوْمًا، فإِذا جُزَّت عَنْهَا عَقِيقتُها ذَهَبَ عَنْهَا هَذَا الِاسْمُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ بَلْ تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، وَالصَّوَابُ فِي ذَلِكَ الغَدَويَّة، بِالْغَيْنِ، أَو الغَذَويَّة، بِالذَّالِ، والغِذاء: صِغَارُ الْغَنَمِ، وَاحِدُهَا غَذِيٌّ؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ كُلُّهَا مُفَسَّرَةٌ فِي معتل الغين، وَمَنْ قَالَ العَدَوِيةُ سِخال الْغَنَمِ فَقَدْ أَبْطَل وصحَّف، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي مُحكَمِه أَيضاً فَقَالَ: والعَدَوِيَّة صِغارُ الغنمِ، وَقِيلَ: هِيَ بناتُ أَربعين يَوْمًا. أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً وَهُوَ أَن يَمُوتَ بَعْضُهُمْ فِي إِثْر بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وتَعادَى القومُ وتَعادَتِ الإِبلُ جَمِيعًا أَي مَوَّتَتْ، وَقَدْ تَعادَتْ بالقَرْحة. وتَعَادَى الْقَوْمُ: ماتَ بَعْضُهُمْ إِثْرَ بعَضٍ فِي شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ: فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعَادَيْت بالعَمى، ... ولاقَيْتِ كَلّاباً مُطِلًّا وَرَامِيَا يدعُو عَلَيْهَا بالهلاكِ. والعُدْوة: الخُلَّة مِنَ النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها الإِبلُ قِيلَ إِبل عُدْوِيَّةٌ عَلَى القِياسِ، وإِبلٌ عَدَوِيَّة عَلَى غَيْرِ القِياسِ، وعَوادٍ عَلَى النَّسَبِ بِغَيْرِ يَاءِ النَّسَبِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعى الحَمْضَ قَالَ كُثَيِّر: وإِنَّ الَّذِي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها ... أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوَادِي ويُرْوى: يَبْغِي؛ ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون فِي مَهْرِها مِنَ المالِ مَا لَا يُمْكن وَلَا يَكُونُ كَمَا لَا تَأْتَلِفُ هَذِهِ الأَوارِكُ والعَوَادِي، فكأَن هَذَا ضِدَّ لأَنَّ العَوَادِيَ عَلَى هذَيْن الْقَوْلَيْنِ هِيَ الَّتِي

تَرْعى الخُلَّةَ وَالَّتِي تَرْعَى الحَمْضَ، وَهُمَا مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن الخُلَّة مَا حَلا مِنَ المَرْعى، والحَمْض مِنْهُ مَا كَانَتْ فِيهِ مُلُوحَةٌ، والأَوارك الَّتِي تَرْعَى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ وَلَا خُلَّة، إِنما هُوَ شَجَرٌ عِظامٌ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: وإِبلٌ عَادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة وَلَا تَرْعَى الحَمْضَ، وإِبلٌ آرِكَةٌ وأَوَارِكُ مُقِيمَةٌ فِي الحَمْضِ؛ وأَنشد بَيْتَ كُثَيِّرٍ أَيضاً وَقَالَ: وَكَذَلِكَ العَادِيات؛ وَقَالَ: رأَى صاحِبي فِي العَادِياتِ نَجِيبةً، ... وأَمْثالها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ قَالَ: ورَوَى الرَّبيعُ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي بَابِ السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ وأَوارِكَ، قَالَ: وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا مَا ذَكَرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فقَرَّبوها إِلى الْغَابَةِ تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو فِي الشَّجَر ؛ يَعْنِي الإِبلَ أَي تَرْعى العُدْوَةَ، وَهِيَ الخُلَّة ضربٌ مِنَ المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَادِيَةُ مِنَ الإِبل المُقِيمة فِي العِضاهِ لَا تُفارِقُها وَلَيْسَتْ تَرْعَى الحَمْضَ، وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ قُسٍّ: فَإِذَا شَجَرة عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ، وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ، صلى الله عليه وَعَلَى نَبيِّنا وَسَلَّمَ، وَكُلُّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لَمْ يُدْرِكْهُم. وَفِي كِتَابِ عليٍّ إِلى مُعاوية: لَمْ يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا وعادِيُّ طَوْلِنا عَلَى قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا. وتَعدَّى القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عَنِ اشْتِراء اللَّحْمِ، وتَعَدَّوْا أَيضاً: وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ فأَغْناهُم ذَلِكَ عَنِ اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ وَقَوْلُ سَلامَة بْنِ جَنْدَل: يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها، ... ولَوْ تَعَادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب مَعْنَاهُ لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الأَبعدِ، ... هَلْ فِي مطافِهِ رِيَب؟ قَالَ: عَدْوَة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هَلْ يَرى رِيبةً تَريبهُ. وَقَالَ الأَصمعي: عَدَانِي مِنْهُ شَرٌّ أَي بَلَغني، وعَدَانِي فُلَانٌ مِنْ شَرِّه بشَرّ يَعْدُونِي عَدْواً؛ وَفُلَانٌ قَدْ أَعْدَى النَّاسَ بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بِهِمْ مِنْهُ شَرّاً، وَقَدْ جَلَسْتُ إِليه فأَعْدَانِي شَرًّا أَي أَصابني بشرِّه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لطَلْحَة يومَ الجَمَل: عرَفْتَني بِالْحِجَازِ وأَنْكَرْتني بِالْعِرَاقِ فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا؟ وَذَلِكَ أَنه كَانَ بايَعه بالمَدِينة وجاءَ يُقَاتِلُهُ بالبَصْرة، أَي مَا الَّذِي صَرَفَك ومَنَعك وَحَمَلَكَ عَلَى التَّخَلّف، بعدَ مَا ظَهَرَ مِنْكَ مِنَ التَّقَدّم فِي الطَّاعَةِ وَالْمُتَابَعَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مَا عَدَا مِمَّا بدَا أَي مَا عَداك مِمَّا كَانَ بَدَا لَنَا مِنْ نصرِك أَي مَا شَغَلك؛ وأَنشد: عَدَاني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي ... عَجايا كلُّها، إِلَّا قَلِيلَا وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الْعَامَّةِ: مَا عَدَا مَنْ بَدَا، هَذَا خطأٌ وَالصَّوَابُ أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا، عَلَى الِاسْتِفْهَامِ؛ يَقُولُ: أَلمْ يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بِالظُّلْمِ، وَلَوْ أَراد الإِخبار قَالَ: قَدْ عَدَا منْ بَدانا بِالظُّلْمِ أَي قَدِ اعْتَدَى، أَو إِنَّمَا عَدَا مَنْ بَدَا. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَيُقَالُ فَعَلَ فُلَانٌ ذَلِكَ الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظَاهِرًا جِهاراً. وعَوَادِي الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَنْ يتَجَنَّبُ، ... وعَدَتْ عَوَادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ

وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى؛ وأَنشد: وَمَا شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلَّا، ... حَتَّى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلَّا وعَدِيٌّ: قَبيلَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعَدِيٌّ مِنْ قُرَيش رهطُ عُمر بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ عَدِيُّ بْنِ كَعْب بْنِ لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ بْنِ مالكِ بنِ النَّضْرِ، وَالنِّسْبَةُ إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ، وحُجَّة مَن أَجازَ ذَلِكَ أَن الياءَ فِي عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصَّحِيحِ فِي اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عَلَيْهَا فَقَالُوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ، جَرَى مَجْرَى حَنِيفٍ فَقَالُوا عَدَيِيٌّ كَمَا قَالُوا حَنَفِيٌّ، فِيمَن نُسِب إِلى حَنِيفٍ. وعَدِيُّ بْنُ عَبْدِ مَناة: مِنَ الرِّباب رَهْطِ ذِي الرُّمَّة، وَالنِّسْبَةُ إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ، وعَدِيٌّ فِي بَنِي حَنيفة، وعَدِيٌّ فِي فَزارة. وبَنُو العَدَوِيَّة: قومٌ مِنْ حَنْظلة وتَمِيمٍ. وعَدْوَانُ، بِالتَّسْكِينِ: قَبيلَةٌ، وَهُوَ عَدْوَانُ بْنُ عَمْرو بْنِ قَيْس عَيْلانَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوانَ، ... كَانُوا حيَّةَ الأَرضِ أَراد: كَانُوا حَيَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ. وبَنُو عِدًى: حَيٌّ مِنْ بَنِي مُزَيْنَة، النَسَبَ إِليه عِدَاوِيٌّ نادرٌ؛ قَالَ: عِداوِيَّةٌ، هيهاتَ منكَ محلُّها ... إِذا مَا هِيَ احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ ويروى: بقدس أُوارَةِ. ومَعْدِيكرَبَ: مَنْ جَعله مَفْعِلًا كَانَ لَهُ مَخْرَج مِنَ الْيَاءِ والواو، قال الأَزهري: مَعْدِيكرَب اسْمَانِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا فأُعْطِيا إِعراباً وَاحِدًا، وَهُوَ الْفَتْحُ. وَبَنُو عِدَاءٍ «1»: قَبِيلَةٌ؛ هن ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلمْ تَرَ أَنَّنا، وبَني عِداءٍ، ... توارَثْنا مِنَ الْآبَاءِ داءَ؟ وَهُمْ غيرُ بَنِي عِدًى مِنْ مُزينة. وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ، ممدودٌ؛ قَالَ النَّمِر بْنُ تَوْلب: هَلَّا سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه، ... والخَلِّ والخَمْرِ الَّتِي لَمْ تُمْنَع وَقَدْ قصَره المُرادِي فِي شِعْره فَقَالَ: بَنَى لِي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً، ... إِذا مَا سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ عذا: العَذَاةُ: الأَرضُ الطَّيِّبة التُّرْبَةِ الكَريمَةُ المَنْبِتِ الَّتِي ليستْ بسَبِخَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرضُ البعيدةُ عَنِ الأَحْساءِ والنُّزُوزِ وَالرِّيفِ، السَّهْلَة المَريئَة الَّتِي يَكُونُ كَلَؤُها مَريئاً ناجِعاً، وَقِيلَ: هِيَ البعيدةُ مِنَ الأَنْهارِ والبُحورِ والسِّبَاخِ، وَقِيلَ: هِيَ الْبَعِيدَةُ مِنَ النَّاسِ، وَلَا تكونُ العَذَاةُ ذَاتَ وخامَةٍ وَلَا وَباءٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: بأَرْضٍ هِجانِ التُّرْب وسْمِيَّةِ الثَّرى، ... عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا المُلوحة والبَحْرُ وَالْجَمْعُ: عَذَواتٌ وعَذاً. والعِذْيُ: كالعَذاةِ، قلبَت الواوُ يَاءً لِضَعْفِ السَّاكِنِ أَن يَحْجُز كَمَا قَالُوا صِبْية، وَقَدْ قِيلَ إِنه ياءٌ، وَالِاسْمُ العَذَاءُ، وَكَذَلِكَ أَرضٌ عَذِيَةٌ مثلُ خَرِبَةٍ. أَبو زَيْدٍ: وعَذُوَتِ الأَرض وعَذِيَتْ أَحسنَ العَذاةِ وَهِيَ الأَرضُ الطيبةُ التُّرْبةِ البعيدةُ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ حُذَيفة لِرَجُلٍ: إِن كُنْتَ لَا بدَّ نَازِلًا بالبَصْرة فانْزِلْ عَذَواتِها وَلَا تَنْزِلْ سُرَّتها؛ جمعُ عَذاةٍ، وَهِيَ الأَرضُ الطَّيِّبَةُ التُّرْبَةِ الْبَعِيدَةُ مِنَ المِياه والسِّباخ. واسْتَعْذَيْتُ المكانَ واسْتَقْمَأْتُه، وَقَدْ قامأَني فلانٌ أَي وافَقَني.

_ (1). قوله [وبنو عِدَاء إلخ] ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين، وفي القاموس: وبنو عَدَّاء، مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ.

وأَرْضٌ عَذَاةٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا حَمْضٌ وَلَمْ تكنْ قَريبةً مِنْ بِلَادِهِ. والعَذَاة: الخَامَةُ مِنَ الزَّرْعِ. يُقَالُ: رَعَيْنا أَرْضاً عَذَاةً ورَعَيْنا عَذَواتِ الأَرْض، وَيُقَالُ فِي تَصْرِيفِهِ: عَذِيَ يَعْذَى عَذًى، فَهُوَ عَذِيٌّ وعِذْيٌ، وَجَمْعُ العِذْيِ أَعْذَاءٌ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ عَذَيَ بِالْيَاءِ: العِذْيُ اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي يُنبت فِي الصَّيْفِ والشتاءِ مِنْ غَيْرِ نَبْعِ ماءٍ، والعِذْيُ، بِالتَّسْكِينِ: الزَّرْع الَّذِي لَا يُسْقى إِلَّا مِنْ ماءِ المَطَرِ لبُعْدِه مِنَ المِياهِ، وَكَذَلِكَ النَّخْلُ، وَقِيلَ: العِذْي مِنَ النَّخِيل مَا سَقَتْه السماءُ، والبَعْلُ مَا شَرِبَ بعُرُوقه مِنْ عيونِ الأَرض مِنْ غيرِ سَماءٍ وَلَا سَقْيٍ، وَقِيلَ: العِذْيُ البَعْل نَفْسُه، قَالَ: وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ العِذْيُ كلُّ بَلَدٍ لَا حَمْضَ فِيهِ. وإبلٌ عَوَاذٍ إِذا كَانَتْ فِي مَرْعًى لَا حَمْض فِيهِ، فإِذا أَفْرَدْت قلتَ إِبل عَاذِيَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ مَعْنَى هَذَا، وذهبَ ابنُ جِنِّي إِلى أَنَّ ياءَ عِذْيٍ بدلٌ مِنْ واوٍ لِقَوْلِهِمْ أَرَضُونَ عَذَوَاتٌ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فبابُه الْوَاوُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِبلٌ عاذِيَةٌ وعَذَوِيَّة تَرْعى الخُلَّة. والليث: والعِذْيُ موضعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرِفُه وَلَمْ أَسْمَعْه لغيرِه، وأَما قَوْلُهُ فِي العِذْيِ أَيضاً إِنه اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ الَّذِي يُنْبِتُ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ مِنْ غَيْرِ نَبْعِ ماءٍ فإِن كَلَامَ الْعَرَبِ عَلَى غَيْرِهِ، وَلَيْسَ العِذْيُ اسْمًا لِلْمَوْضِعِ، وَلَكِنِ العِذْيُ مِنَ الزُّرُوعِ والنخيلِ مَا لَا يُسْقَى إِلَّا بِمَاءِ السَّمَاءِ، وَكَذَلِكَ عِذْيُ الكَلإِ والنباتِ مَا بَعُدَ عَنِ الرِّيفِ وأَنْبَتَه ماءُ السماءِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَذَوَانُ النَّشِيطُ الْخَفِيفُ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ كبِيرُ حِلمٍ وَلَا أَصالةٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وعَذَا يَعْذُو إِذَا طابَ هَواؤه. عرا: عَرَاهُ عَرْواً واعْتَرَاه، كِلَاهُمَا: غَشِيَه طَالِبًا مَعْرُوفَهُ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَنه سَمِعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ إِذا أَتيْت رجُلًا تَطْلُب مِنْهُ حَاجَةً قلتَ عَرَوْتُه وعَرَرْتُه واعْتَرَيْتُه واعْتَرَرْتُه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَرَوْتُه أَعْرُوه إِذا أَلْمَمْتَ بِهِ وأَتيتَه طَالِبًا، فَهُوَ مَعْرُوٌّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: مَا لَك لَا تَعْتَرِيهمْ وتُصِيبُ مِنْهُمْ؟ هُوَ مِنْ قَصْدِهم وطَلَبِ رِفْدِهم وصِلَتِهِم. وَفُلَانٌ تَعْرُوه الأَضْيافُ وتَعْتَرِيهِ أَي تَغْشاهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: أَتيتُكَ عَارِياً خَلَقاً ثِيابي، ... عَلَى خَوْفٍ، تُظَنُّ بيَ الظُّنونُ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: كَانُوا كَذَّبوه يَعْنِي هُوداً، ثُمَّ جعَلوه مُخْتَلِطاً وادَّعَوْا أَنَّ آلهَتَهم هِيَ الَّتِي خَبَّلَتْه لعَيبِه إِيَّاها، فهُنالِكَ قَالَ: إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ مَا نَقُولُ إِلا مَسَّكَ بعضُ أَصْنامِنا بجُنون لسَبِّكَ إِيّاها. وعَراني الأَمْرُ يَعْرُوني عَرْواً واعْتَرَانِي: غَشِيَني وأَصابَني؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: قالَتْ خُلَيْدةُ: مَا عَرَاكَ؟ ولمْ تكنْ ... بَعْدَ الرُّقادِ عن الشُّؤُونِ سَؤُولا وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَتْ فَدَكُ لِحُقوقِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي تَعْرُوه أَي تَغْشَاهُ وتَنْتابُه. وأَعْرَى القومُ صاحِبَهُم: تَرَكُوهُ فِي مَكَانِهِ وذَهَبُوا عَنْهُ. والأَعْرَاءُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ لَا يُهِمُّهم مَا يُهِمُّ أَصحابَهم. وَيُقَالُ: أَعْرَاه صَدِيقُه إِذا تَبَاعَدَ عَنْهُ وَلَمْ يَنْصُرْه. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ لكلِّ شَيْءٍ أَهْمَلْتَه وخَلَّيْتَه

قَدْ عَرَّيْته؛ وأَنشد: أَيْجَعُ ظَهْري وأُلَوِّي أَبْهَرِي، ... لَيْسَ الصحيحُ ظَهْرُه كالأَدْبَرِ، وَلَا المُعَرَّى حِقْبةً كالمُوقَرِ والمُعَرَّى: الجَمَل الَّذِي يرسَلُ سُدًى وَلَا يُحْمَل عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ يَصِفُ نَاقَةً: فكَلَّفْتُها مَا عُرِّيَتْ وتأَبَّدَتْ، ... وَكَانَتْ تُسامي بالعَزيبِ الجَمَائِلا قَالَ: عُرِّيت أُلْقي عَنْهَا الرحْل وتُرِكت مِنَ الحَمْل عَلَيْهَا وأُرْسِلَتْ تَرْعى. والعُرَوَاءُ: الرِّعْدَة، مِثْلُ الغُلَواء. وَقَدْ عَرَتْه الحُمَّى، وَهِيَ قِرَّة الحُمَّى ومَسُّها فِي أَوَّلِ مَا تأْخُذُ بالرِّعْدة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَسَدٌ تَفِرُّ الأُسْدُ مِنْ عُرَوَائِه، ... بمَدَافِعِ الرَّجَّازِ أَو بِعُيُون الرَّجَّازُ: وَادٍ، وعُيُونٌ: موضعٌ، وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمل فِيهِ صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه. وَيُقَالُ: عَرَاه البَرْدُ وعَرَتْه الحُمَّى، وَهِيَ تَعْرُوه إِذا جاءَته بنافضٍ، وأَخَذَتْه الحُمَّى بعُرَوَائِها، واعْتَرَاهُ الهمُّ، عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ الأَصمعي: إِذا أَخَذَتِ المحمومَ قِرَّةٌ ووَجَدَ مسَّ الحُمَّى فَتِلْكَ العُرَوَاء، وَقَدْ عُرِيَ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَعْرُوٌّ، وإِن كَانَتْ نَافِضًا قِيلَ نَفَضَتْه، فَهُوَ مَنْفُوضٌ، وإِن عَرِقَ مِنْهَا فَهِيَ الرُّحَضاء. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العُرَواء قِلٌّ يأْخذ الإِنسانَ مِنَ الحُمَّى ورِعدَة. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ: أَنه كَانَ تُصيبُه العُرَواءُ ، وَهِيَ فِي الأَصْل بَرْدُ الحُمَّى. وأَخَذَتْه الحُمَّى بنافضٍ أَي برِعْدة وبَرْد. وأَعْرَى إِذا حُمَّ العُرَوَاء. وَيُقَالُ: حُمَّ عُرَواء وحُمَّ العُرَوَاء وحُمَّ عُرْواً «2». والعَرَاة: شِدَّةِ البرْد. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَلَمَةَ: كنتُ أَرى الرُّؤْيا أُعْرَى مِنْهَا أَي يُصيبُني البَرْدُ والرِّعْدَة مِنَ الخَوْف. والعُرَوَاء: مَا بينَ اصْفِرارِ الشَّمْسِ إِلى اللَّيْلِ إِذا اشْتَدَّ البَرْدُ وهاجَتْ رِيحٌ باردةٌ. ورِيحٌ عَرِيٌّ وعَرِيَّةٌ: بارِدَة، وَخَصَّ الأَزهري بِهَا الشَّمالَ فَقَالَ: شَمال عَرِيَّةٌ بَارِدَةٌ، وَلَيْلَةٌ عَريَّةٌ بَارِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي دُواد: وكُهولٍ، عِنْدَ الحِفاظ، مَراجِيح ... يُبارُونَ كلَّ رِيحٍ عَرِيَّة وأَعْرَيْنا: أَصابنا ذَلِكَ وَبَلَغْنَا بردَ الْعَشِيِّ. وَمِنْ كلامِهم: أَهْلَكَ فقَدْ أَعْرَيْتَ أَي غَابَتِ الشَّمْسُ وبَرَدَتْ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: العَرَى البَرْد، وعَرِيَت لَيْلَتُنا عَرًى؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: وكأَنَّما اصْطَبَحَتْ قَرِيحَ سَحابةٍ ... بِعَرًى، تنازعُه الرياحُ زُلال قَالَ: العَرَى مَكَانٌ بَارِدٌ. وعُرْوَةُ الدَّلْوِ والكوزِ ونحوهِ: مَقْبِضُهُ. وعُرَى المَزادة: آذانُها. وعُرْوَةُ القَمِيص: مَدْخَلُ زِرِّه. وعَرَّى القَمِيص وأَعْراه: جَعَلَ لَهُ عُرًى. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُشَدُّ العُرَى إِلَّا إِلى ثَلَاثَةِ مَساجِدَ ؛ هِيَ جمعُ عُرْوَةٍ، يريدُ عُرَى الأَحْمالِ والرَّواحِلِ. وعَرَّى الشَّيْءَ: اتَّخَذَ لَهُ عُرْوَةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها ؛ شُبِّه بالعُرْوَة الَّتِي يُتَمسَّك بِهَا. قَالَ الزَّجَّاجُ: العُرْوَة الوُثْقَى قولُ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فَقَدْ عَقَدَ لنَفْسِه مِنَ الدِّين عَقْداً وَثِيقًا لَا تَحُلُّه حُجَّة. وعُرْوَتا الفَرْجِ: لحْمٌ

_ (2). قوله [وحم عرواً] هكذا في الأصل.

ظاهِرٌ يَدِقُّ فيَأْخُذُ يَمْنَةً ويَسْرةً مَعَ أَسْفَلِ البَطْنِ، وفَرْجٌ مُعَرًّى إِذَا كَانَ كَذَلِكَ. وعُرَى المَرْجان: قلائدُ المَرْجان. وَيُقَالُ لطَوْق القِلادة: عُرْوَةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: أَرضٌ عُرْوَةٌ وذِرْوَة وعِصْمة إِذا كَانَتْ خَصيبة خِصَبًا يَبْقَى. والعُرْوَة مِنَ النَّباتِ: مَا بَقِي لَهُ خضْرة فِي الشِّتَاءِ تَتعلَّق بِهِ الإِبلُ حَتَّى تُدرِكَ الرَّبيع، وَقِيلَ: العُرْوَة الْجَمَاعَةُ مِنَ العِضاهِ خاصَّةً يَرْعَاهَا الناسُ إِذَا أَجْدَبوا، وَقِيلَ: العُرْوَةُ بَقِيَّةُ العِضاهِ والحَمْضِ فِي الجَدْبِ، وَلَا يُقَالُ لِشَيْءٍ مِنَ الشَّجَرِ عُرْوَةٌ إِلَّا لَهَا، غيرَ أَنه قَدْ يُشْتَقُّ لِكُلِّ مَا بَقِيَ مِنَ الشَّجَرِ فِي الصَّيْفِ. قَالَ الأَزهري: والعُرْوَة مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ مَا لَهُ أَصلٌ باقٍ فِي الأَرض مِثْلُ العَرْفَج والنَّصِيِّ وأَجناسِ الخُلَّةِ والحَمْضِ، فَإِذَا أَمْحَلَ الناسُ عَصَمت العُرْوةُ الماشيةَ فتبلَّغَت بِهَا، ضَرَبَهَا اللهُ مَثَلًا لِمَا يُعْتَصَم بِهِ مِنَ الدِّين فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى * ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا كَانَ جُرِّبَ، عندَ مَدِّ حِبالِكُمْ، ... ضَعْفٌ يُخافُ، وَلَا انْفِصامٌ فِي العُرَى قَوْلُهُ: انْفِصَامٌ فِي العُرَى أَي ضَعْف فِيمَا يَعْتَصِم بِهِ النَّاسُ. الأَزهري: العُرَى ساداتُ النَّاسِ الَّذِينَ يَعْتَصِم بِهِمُ الضُّعفاء ويَعيشون بعُرْفِهم، شبِّهوا بعُرَى الشَّجَر الْعَاصِمَةِ الماشيةَ فِي الجَدْب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعُرْوَة أَيضاً الشَّجَرُ المُلْتَفُّ الَّذِي تَشْتُو فِيهِ الإِبل فتأْكلُ مِنْهُ، وَقِيلَ: العُرْوَة الشيءُ مِنَ الشجرِ الَّذِي لَا يَزالُ بَاقِيًا فِي الأَرض وَلَا يَذْهَب، ويُشَبَّه بِهِ البُنْكُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: العُرْوَة مِنَ الشَّجَرِ مَا يَكْفِي المالَ سَنَته، وَهُوَ مِنَ الشَّجَرِ مَا لَا يَسْقُط وَرَقُه فِي الشِّتاء مِثْلُ الأَراكِ والسِّدْرِ الَّذِي يُعَوِّلُ الناسُ عَلَيْهِ إِذا انْقَطَعَ الكلأَ، وَلِهَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ إِنَّهُ الشَّجَرُ الَّذِي يَلجأُ إِلَيْهِ المالُ فِي السَّنَةِ المُجْدبة فيَعْصِمُه مِنَ الجَدْبِ، والجمعُ عُرًى؛ قَالَ مُهَلْهِل: خَلَع المُلوكَ وسارَ تَحْتَ لِوائِه ... شجرُ العُرَى، وعُراعِرُ الأَقوامِ يَعْنِي قَوْمًا يُنتَفَع بِهِمْ تَشْبِيهًا بِذَلِكَ الشَّجَرِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى الْبَيْتُ لشُرَحْبِيل بنِ مالكٍ يمدَحُ معديكرب بْنَ عَكِبٍ. قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وَيُرْوَى عُراعِر وعَراعِر، فَمَنْ ضَمَّ فَهُوَ وَاحِدٌ، وَمَنْ فتَح جَعَلَهُ جَمْعًا، ومثلُه جُوالِق وجَوالِق وقُماقِم وقَماقِم وعُجاهِن وعَجاهِن، قَالَ: والعُراعِرُ هُنَا السيِّد؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: ولمْ أَجِدْ عُرْوَةَ الخلائقِ إلا ... الدِّينَ، لمَّا اعْتَبَرْتُ، والحَسبَا أَي عِمادَه. ورَعَيْنا عُرْوَة مكَّةَ لِما حولَها. والعُرْوَة: النفيسُ مِنَ المالِ كالفَرَسِ الْكَرِيمِ وَنَحْوِهِ. والعُرْيُ: خلافُ اللُّبْسِ. عَرِيَ مِنْ ثَوْبه يَعْرَى عُرْياً وعُرْيَةً فَهُوَ عارٍ، وتَعَرَّى هُوَ عُرْوة شَدِيدَةً أَيضاً وأَعْرَاهُ وعَرَّاه، وأَعْرَاهُ مِنَ الشيءِ وأَعْرَاه إِياهُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبلٍ فِي صِفَةِ قِدْحٍ: بِهِ قَرَبٌ أَبْدَى الحَصَى عَنْ مُتونِه، ... سَفاسقُ أَعْرَاها اللِّحاءَ المُشَبِّحُ ورَجلٌ عُرْيَانٌ، وَالْجَمْعُ عُرْيَانُون، وَلَا يُكسَّر، وَرَجُلٌ عارٍ مِنْ قومٍ عُرَاةٍ وامرأَة عُرْيَانَةٌ وعَارٍ وعَارِيَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمَا كَانَ عَلَى فُعْلانٍ فَمُؤَنَّثُه بِالْهَاءِ. وجاريةٌ حسَنة العُرْيةِ والمُعَرَّى والمُعَرَّاةِ أَيِ المُجَرَّدِ أَي حَسَنَة عندَ تَجْريدِها مِنْ ثِيَابِهَا، وَالْجَمْعُ المَعَارِي، والمَحاسِرُ مِنَ المرأةِ مِثْلُ المَعَاري، وعَرِيَ البَدَن مِنَ اللَّحْم كَذَلِكَ؛

قَالَ قَيْسُ بنُ ذَريح: وللحُبِّ آيَاتٌ تُبَيّنُ بالفَتى ... شُحوباً، وتَعْرَى مِنْ يَدَيْه الأَشاجعُ وَيُرْوَى: تَبَيَّنُ شُحُوبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عارِي الثَّدْيَيْن ، وَيُرْوَى: الثَّنْدُوَتَيْن؛ أَراد أَنه لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمَا شَعْرٌ، وَقِيلَ: أَرادَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمَا لَحْمٌ، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشْعَر الذراعَيْن والمَنْكِبَين وأَعْلى الصَّدرِ. الْفَرَّاءُ: العُرْيَانُ مِنَ النَّبْتِ الَّذِي قَدْ عَرِيَ عُرْياً إِذَا اسْتَبانَ لَكَ. والمَعَارِي: مَبَادِي العِظامِ حيثُ تُرى مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: هِيَ الوَجْهُ واليَدَانِ والرِّجْلانِ لأَنها باديةٌ أَبداً؛ قَالَ أَبو كبِيرٍ الهُذَليّ يَصِفُ قَوْمًا ضُرِبُوا فسَقَطوا عَلَى أَيْديهم وأَرْجُلِهمْ: مُتَكَوِّرِينَ عَلَى المَعَاري، بَيْنَهُم ... ضَرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ وَيُرْوَى: الأَنْجَلِ، ومُتَكَوِّرينَ أَي بعضُهم عَلَى بَعْضٍ. قَالَ الأَزهري: ومَعَارِي رؤوس الْعِظَامِ حَيْثُ يُعَرَّى اللحمُ عَنِ العَظْم. ومَعَارِي الْمَرْأَةِ: مَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إظْهاره، واحدُها مَعْرًى. وَيُقَالُ: مَا أَحْسَنَ مَعَارِيَ هَذِهِ المرأَة، وَهِيَ يَدَاها ورِجْلاها ووجهُها، وأَورد بَيْتِ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَنْظُر الرَّجُلُ إِلَى عِرْيَة المرأَةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ مُسْلِمٍ، يُرِيدُ مَا يَعْرَى مِنْهَا ويَنْكَشِفُ، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ لَا يَنْظُر إِلَى عَوْرَة المرأَةِ ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي: فإنْ تَكُ ساقٌ مِنْ مُزَيْنَة قَلَّصَتْ ... لِقَيْسٍ بحَرْبٍ لَا تُجِنُّ المَعَارِيا قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَراد العورةَ والفَرْجَ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ الهُذَلي: أَبِيتُ عَلَى مَعَارِيَ واضِحَاتٍ، ... بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِباطِ فَإِنَّمَا نَصَبَ الياءَ لأَنه أَجْراها مُجْرى الحَرْفِ الصَّحِيحِ فِي ضَرُورةِ الشِّعْرِ، وَلَمْ يُنَوّن لأَنه لا يَنْصرِف، وَلَوْ قَالَ مَعارٍ لَمْ ينكَسر البيتُ وَلَكِنَّهُ فرَّ مِنَ الزِّحَافِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمَعَارِي الفُرُش، وَقِيلَ: إنَّ الشَّاعِرَ عَناها، وَقِيلَ: عَنى أَجْزاءَ جِسْمِها واخْتار مَعَارِيَ عَلَى مَعَارٍ لأَنه آثَرَ إتْمامَ الوَزْنِ، وَلَوْ قَالَ معارٍ لمَا كُسر الْوَزْنُ لأَنه إِنَّمَا كَانَ يَصِيرُ مِنْ مُفاعَلَتُن إِلَى مَفاعِيلن، وَهُوَ العَصْب؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فلَوْ كانَ عبدُ اللهِ مَولًى هَجَوْتُه، ... ولكِنَّ عبدَ اللهِ مَولى مَوَالِيا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للمُتَنَخّل الْهُذَلِيِّ. قَالَ: وَيُقَالُ عَرِيَ زيدٌ ثوبَه وكسِي زيدٌ ثَوْباً فيُعَدِّيه إِلَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ ضَمْرة بنُ ضَمْرَةَ: أَرَأَيْتَ إنْ صَرَخَتْ بلَيلٍ هامَتي، ... وخَرَجْتُ مِنْها عَارِياً أَثْوابي؟ وَقَالَ الْمُحْدَثُ: أَمَّا الثِّيابُ فتعْرَى مِنْ مَحاسِنِه، ... إِذَا نَضاها، ويُكْسَى الحُسْنَ عُرْيَانا قَالَ: وَإِذَا نَقَلْتَ أَعرَيْت، بِالْهَمْزِ، قُلْتَ أَعْرَيْتُه أَثْوَابَه، قَالَ: وأَما كَسِيَ فتُعَدِّيه مِنْ فَعِل إِلَى فَعَل فَتَقُولُ كَسَوْتُهُ ثَوْبًا، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَعْرَيْته أَنا وعَرَّيْتُه تَعْرية فتَعَرَّى. أَبو الْهَيْثَمِ: دَابَّةٌ عُرْيٌ وخَيْلٌ أَعْرَاءٌ ورَجلٌ عُرْيَان وامرأَةٌ عُرْيَانَةٌ إِذَا عَرِيا مِنْ أَثوابهما، وَلَا يُقَالُ رجلٌ عُرْيٌ. ورجلٌ عارٍ إِذَا أَخْلَقَت أَثوابُه؛ وأَنشد

الأَزهري هُنَا بَيْتَ النَّابِغَةِ: أَتَيْتُك عارِياً خَلَقاً ثِيابي وَقَدْ تَقَدَّمَ. والعُرْيانُ مِنَ الرَّمْل: نَقًا أَو عَقِدٌ لَيْسَ عَلَيْهِ شَجَرٌ. وفَرَسٌ عُرْيٌ: لَا سَرْجَ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَعْراءٌ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ: هُوَ عِرْوٌ مِنْ هَذَا الأَمر كَمَا يُقَالُ هُوَ خِلْوٌ مِنْهُ. والعِرْوُ: الخِلْو، تَقُولُ أَنا عِرْوٌ مِنْهُ، بِالْكَسْرِ، أَيْ خِلْو. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورجلٌ عِرْوٌ مِنَ الأَمْرِ لَا يَهْتَمُّ بِهِ، قَالَ: وأُرَى عِرْواً مِنَ العُرْيِ عَلَى قَوْلِهِمْ جَبَيْتُ جِباوَةً وأَشاوَى فِي جَمْعِ أَشْياء، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فبابُه الياءُ، والجمعُ أَعْرَاءٌ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٌ: والنِّيبُ إنْ تُعْرَ منِّي رِمَّةً خَلَقاً، ... بَعْدَ المَماتِ، فَإِنِّي كُنتُ أَتَّئِرُ وَيُرْوَى: تَعْرُ مِنِّي أَي تَطْلُب لأَنها رُبَّمَا قَضِمت العظامَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تُعْرَ منِّي مَنْ أَعْرَيْتُه النخلةَ إِذَا أَعطيته ثَمَرَتَهَا، وتَعْرُ مِنِّي تَطْلُب، مِنْ عَرَوْتُه، ويروى: تَعْرُمَنِّي، بِفَتْحِ الْمِيمِ، مِنْ عَرَمْتُ العظمَ إِذَا عَرَقْت مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ أُتيَ بِفَرَسٍ مُعْرَوْرٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي لَا سَرْج عَلَيْهِ وَلَا غَيْرَهُ. واعْرَوْرَى فرسَه: رَكبه عُرْياً، فَهُوَ لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ، أَو يَكُونُ أُتي بِفَرَسٍ مُعْرَوْرىً عَلَى الْمَفْعُولِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واعْرَوْرَى الفرسُ صارَ عُرْياً. واعْرَوْرَاه: رَكبَه عُرْياً، وَلَا يُسْتَعْمل إِلَّا مَزِيدًا، وَكَذَلِكَ اعْرَوْرَى الْبَعِيرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه ... أُمُّ الْفَوَارِسِ بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ وَهُوَ افعَوْعَل؛ واسْتَعارَه تأَبَّطَ شَرًّا للمَهْلَكة فَقَالَ: يَظَلُّ بمَوْماةٍ ويُمْسِي بغيرِها ... جَحِيشاً، ويَعْرَوْرِي ظُهورَ المَهالكِ وَيُقَالُ: نَحْنُ نُعاري أَي نَرْكَبُ الْخَيْلَ أَعْرَاءً، وَذَلِكَ أَخفُّ فِي الْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: أَن أَهل الْمَدِينَةِ فَزِعوا لَيْلًا، فَرَكِبَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَسًا لأَبي طَلْحَةَ عُرْياً. واعْرَوْرَى مِنِّي أَمراً قَبِيحًا: رَكِبَه، وَلَمْ يَجِئ فِي الكلامِ افْعَوْعَل مُجاوِزاً غَيْرَ اعْرَوْرَيْت، واحْلَوْلَيْت المكانَ إِذَا اسْتَحْلَيْته. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِمْ أَنا النَّذير العُريان: هُوَ رَجُلٌ مَنْ خَثْعَم، حَمَل عَلَيْهِ يومَ ذِي الخَلَصة عوفُ بنُ عَامِرِ بْنِ أَبِي عَوْف بْنِ عُوَيْف بْنِ مَالِكِ بْنِ ذُبيان ابن ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَشْكُر فقَطع يدَه وَيَدَ امرأَته، وَكَانَتْ مِنْ بَنِي عُتْوارة بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِنَّمَا مَثَلي ومَثَلُكم كَمَثَلِ رَجُلٍ أَنْذَر قومَه جَيْشاً فَقَالَ: أَنا النَّذير العُرْيان أُنْذِركم جَيْشاً ؛ خَصَّ العُرْيان لأَنه أَبْيَنُ لِلْعَيْنِ وأَغرب وأَشنع عِنْدَ المُبْصِر، وَذَلِكَ أَن رَبيئة الْقَوْمَ وعَيْنَهم يَكُونُ عَلَى مَكَانٍ عالٍ، فَإِذَا رَأَى العَدُوَّ وَقَدْ أَقبل نَزَع ثَوْبَهُ وأَلاحَ بِهِ ليُنْذِرَ قومَه ويَبْقى عُرْياناً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عُرْيَان النَّجِيِّ إِذَا كَانَ يُناجي امرأَتَه ويُشاوِرها ويصَدُرُ عَنْ رَأْيها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَصاخَ لِعُرْيانِ النَّجِيِّ، وإنَّه ... لأَزْوَرُ عَنْ بَعْض المَقالةِ جانِبُهْ أَي اسْتَمع إِلَى امْرَأَتِهِ وأَهانني. وأَعْرَيتُ المَكانَ: ترَكْتُ حضُوره؛ قَالَ ذُو الرمة: ومَنْهَل أَعْرَى حَياه الْحُضَّرُ

والمُعَرَّى مِنَ الأَسماء: مَا لمْ يدخُلْ عَلَيه عاملٌ كالمُبْتَدإ. والمُعَرَّى مِنَ الشِّعْر: مَا سَلِمَ مِنَ الترْفِيلِ والإِذالةِ والإِسْباغِ. وعَرَّاهُ مِنَ الأَمرِ: خَلَّصَه وجَرَّده. وَيُقَالُ: مَا تَعَرَّى فُلَانٌ مِنْ هَذَا الأَمر أَي مَا تخلَّص. والمَعَارِي: الْمَوَاضِعُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ. وَرَوَى الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: العَرَا الفِناء، مَقْصُورٌ، يُكْتَبُ بالأَلف لأَن أُنْثاه عَرْوَة؛ قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ العَرَا الساحةُ والفِناء، سُمِّيَ عَراً لأَنه عَرِيَ مِنَ الأَبنية والخِيام. وَيُقَالُ: نَزَلَ بِعَراه وعَرْوَتِه وعَقْوَتِه أَي نزَل بساحَتهِ وَفِنَائِهِ، وَكَذَلِكَ نَزَل بِحَراه، وأَما العَراء، مَمْدُودًا، فَهُوَ مَا اتَّسَع مِنْ فَضَاءِ الأَرض؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ المكانُ الفَضاءُ لَا يَسْتَتِرُ فِيهِ شيءٌ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرضُ الْوَاسِعَةُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ، وجَمْعُه أَعْرَاءٌ؛ قَالَ ابْنَ جِنِّي: كَسَّروا فَعالًا عَلَى أَفْعالٍ حَتَّى كَأَنَّهُمْ إِنَّمَا كسَّروا فَعَلًا، وَمِثْلُهُ جَوادٌ وأَجوادٌ وعَياءٌ وأَعْياءٌ، وأَعْرَى: سارَ فِيها «3» ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ عَراءٌ لأَنه لَا شَجَرَ فِيهِ وَلَا شَيْءَ يُغَطِّيه، وَقِيلَ: إِنَّ العَرَاء وَجْه الأَرض الْخَالِي؛ وأَنشد: وَرَفَعْتُ رِجلًا لَا أَخافُ عِثارَها، ... ونَبَذْتُ بالبَلَدِ العَرَاء ثِيَابِي وَقَالَ الزَّجَّاجُ: العَرَاء عَلَى وجْهين: مَقْصُورٌ، وَمَمْدُودٌ، فَالْمَقْصُورُ النَّاحِيَةُ، وَالْمَمْدُودُ الْمَكَانُ الْخَالِي. والعَراء: مَا اسْتَوَى مِنْ ظَهْر الأَرض وجَهَر. والعَراء: الجَهراء، مُؤَنَّثَةٌ غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ. والعَرَاء: مُذكَّر مَصْرُوفٌ، وهُما الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ المُصْحرة وَلَيْسَ بِهَا شَجَرٌ وَلَا جبالٌ وَلَا آكامٌ وَلَا رِمال، وَهُمَا فَضاء الأَرض، وَالْجَمَاعَةُ الأَعْرَاء. يُقَالُ: وَطِئْنا عَرَاءَ الأَرض والأَعْرِيَة. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العَرَا مِثْلَ العَقْوَة، يُقَالُ: مَا بِعَرانا أَحَدٌ أَي مابعَقْوَتنا أَحدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: فكَرِهَ أَن يُعْرُوا الْمَدِينَةَ ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَن تَعْرَى أَي تَخْلُو وَتَصِيرُ عَرَاءً، وَهُوَ الْفَضَاءُ، فَتَصِيرُ دُورهُم فِي العَراء. والعَراء: كلُّ شيءٍ أُعْرِيَ من سُتْرَتِه. وتقول: اسُتُرْه عَنِ العَرَاء. وأَعْرَاءُ الأَرض: مَا ظَهَر مِنْ مُتُونِها وظُهورِها، واحدُها عَرًى؛ وأَنشد: وبَلَدٍ عارِيَةٍ أَعْرَاؤه والعَرَى: الحائطُ، وقيلَ كلُّ مَا سَتَرَ مِنْ شيءٍ عَرًى. والعِرْو: الناحيةُ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاءٌ. والعَرَى والعَرَاةُ: الجنابُ والناحِية والفِناء وَالسَّاحَةُ. ونزَل فِي عَرَاه أَي فِي ناحِيَتِه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي: أَوْ مُجْزَ عَنْهُ عُرِيَتْ أَعْراؤُه «4» فَإِنَّهُ يكونُ جمعَ عَرىً مِنْ قَوْلِكَ نَزَل بِعَراهُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ عَراءٍ وأَن يَكُونَ جَمع عُرْيٍ. واعْرَوْرَى: سَارَ فِي الأَرضِ وَحْدَه وأَعْرَاه النَّخْلَةَ: وَهَبَ لَهُ ثَمرَة عامِها. والعَرِيَّة: النَّخْلَةُ المُعْراةُ؛ قَالَ سُوَيدُ بْنُ الصَّامِتِ الأَنصاري: لَيْسَتْ بسَنْهاءَ وَلَا رُجَّبِيَّة، ... وَلَكِنْ عَرَايا فِي السِّنينَ الجَوائحِ يَقُولُ: إنَّا نُعْرِيها الناسَ. والعَرِيَّةُ أَيضاً: الَّتِي تُعْزَلُ عَنِ المُساومةِ عِنْدَ بَيْعِ النخلِ، وَقِيلَ: العَرِيَّة النَّخْلَةُ الَّتِي قَدْ أكِل مَا عَلَيْهَا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: خَفِّفوا فِي الخَرْصِ فَإِنَّ فِي الْمَالِ العَرِيَّة والوَصِيَّة ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّهُ رَخَّص فِي العَرِيَّة والعَرَايا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَرَايا

_ (3). قوله: سار فيها أي سار في الأَرض العراء. (4). قوله [أو مجز عنه] هكذا في الأَصل، وفي المحكم: أو مجن عنه.

وَاحِدَتُهَا عَرِيَّة، وَهِيَ النَّخْلَةُ يُعْرِيها صاحبُها رَجُلًا مُحْتَاجًا، والإِعراءُ: أَنْ يجعلَ لَهُ ثَمرَة عامِها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ مِنَّا مَنْ يُعْرِي، قَالَ: وَهُوَ أَن يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ النخلَ ثُمَّ يَسْتَثْنِيَ نَخْلَةً أَو نَخْلَتَيْنِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: الْعَرَايَا ثَلَاثَةُ أَنواع، وَاحِدَتُهَا أَن يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى صَاحِبِ الْحَائِطِ فَيَقُولُ لَهُ: بِعْني مِنْ حَائِطِكَ ثَمَرَ نَخلَات بأَعيانها بِخرْصِها مِنَ التَّمْر، فَيَبِيعُهُ إِيَّاهَا وَيَقْبِضُ التَّمر ويُسَلِّم إِلَيْهِ النخَلات يأْكلها وَيَبِيعُهَا ويُتَمِّرها وَيَفْعَلُ بِهَا مَا يَشَاءُ، قَالَ: وجِماعُ العَرَايا كلُّ مَا أُفْرِد لِيُؤْكَلَ خاصَّة وَلَمْ يَكُنْ فِي جُمْلَةِ الْمَبِيعِ مِنْ ثَمَر الْحَائِطِ إِذَا بيعَتْ جُمْلتُها مِنْ وَاحِدٍ، وَالصِّنْفُ الثَّانِي أَن يَحْضُر رَبَّ الْحَائِطِ القومُ فَيُعْطِي الرجلَ النَّخْلَةِ وَالنَّخْلَتَيْنِ وأَكثر عَرِيَّةً يأْكلها، وَهَذِهِ فِي مَعْنَى المِنْحة، قَالَ: وللمُعْرَى أَن يَبِيعَ ثَمرَها ويُتَمِّره وَيَصْنَعَ بِهِ مَا يَصْنَعُ فِي مَالِهِ لأَنه قَدْ مَلَكه، وَالصِّنْفُ الثَّالِثُ مِنَ الْعَرَايَا أَن يُعْرِي الرجلُ الرجلَ النَّخلةَ وأَكثر مِنْ حَائِطِهِ ليأْكل ثَمَرَهَا ويُهْدِيه ويُتَمِّره وَيَفْعَلَ فِيهِ مَا أَحبَّ وَيَبِيعَ مَا بَقِيَ مِنْ ثَمَرِ حَائِطِهِ مِنْهُ، فَتَكُونُ هَذِهِ مُفْرَدة مِنَ الْمَبِيعِ مِنْهُ جُمْلَةً؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: العَرَايا أَن يَقُولَ الغنيُّ لِلْفَقِيرِ ثَمَرُ هَذِهِ النَّخْلَةِ أَو النَّخلات لَكَ وأَصلُها لِي، وأَما تَفْسِيرِ قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهُ رخَّص فِي العَرَايا ، فَإِنَّ التَّرْخِيصَ فِيهَا كَانَ بَعْدَ نَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن المُزابَنة ، وَهِيَ بَيْعُ الثَّمَرِ في رؤوس النَّخْلِ بِالتَّمْرِ، ورخَّصَ مِنْ جُمْلَةِ الْمُزَابَنَةِ فِي الْعَرَايَا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوسُق، وَذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَفْضُل مِنْ قُوتِ سَنَته التَّمْرُ فيُدْرِك الرُّطَب وَلَا نَقْدَ بِيَدِهِ يَشْتَرِي بِهِ الرُّطَب، وَلَا نَخْلَ لَهُ يأْكل مِنْ رُطَبه، فَيَجِيءُ إِلَى صَاحِبِ الْحَائِطِ فَيَقُولُ لَهُ بِعْنِي ثَمَرَ نَخْلَةٍ أَو نَخْلَتَيْنِ أَو ثَلَاثٍ بِخِرْصِها مِنَ التَّمْر، فَيُعْطِيهِ التَّمْرَ بثَمَر تِلْكَ النَّخلات ليُصيب مِنْ رُطَبها مَعَ النَّاسِ، فرَخَّص النبيُّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، مِنْ جُمْلَةِ مَا حَرَّم مِنَ المُزابَنة فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُق، وَهُوَ أَقلُّ مِمَّا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ، فَهَذَا مَعْنَى تَرْخِيصِ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فِي العَرايا لأَن بَيْعَ الرُّطَب بالتَّمْر محرَّم فِي الأَصل، فأَخرج هَذَا الْمِقْدَارَ مِنَ الْجُمْلَةِ المُحَرَّمة لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ العَرِيَّة مأْخوذة مِنْ عَرِيَ يَعْرَى كأَنها عَرِيَتْ مِنْ جُمْلَةِ التَّحْرِيمِ أَي حَلَّتْ وخَرَجَتْ مِنْهَا، فَهِيَ عَرِيَّة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ المستثناةِ مِنَ الْجُمْلَةِ. قَالَ الأَزهري: وأَعْرَى فُلَانٌ فُلَانًا ثَمَرَ نخلةٍ إِذَا أَعطاه إِيَّاهَا يأْكل رُطَبها، وَلَيْسَ فِي هَذَا بيعٌ، وَإِنَّمَا هُوَ فَضْلٌ وَمَعْرُوفٌ. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَحمد عَنْ أَبيه قَالَ: العَرايا أَن يُعْرِي الرجلُ مِنْ نَخْلِهِ ذَا قَرَابَتِهِ أَو جارَه مَا لَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ أَي يَهبَها لَهُ، فأُرْخص للمُعْرِي فِي بَيْعِ ثَمَرِ نَخْلَةٍ فِي رَأْسِهَا بِخِرْصِها مِنَ التَّمْرِ، قَالَ: والعَرِيَّة مستثناةٌ مِنْ جُمْلَةِ مَا نُهِي عَنْ بَيْعِهِ مِنَ المُزابنَة، وَقِيلَ: يَبِيعُهَا المُعْرَى مِمَّنْ أَعراه إيَّاها، وَقِيلَ: لَهُ أَن يَبِيعَهَا مِنْ غَيْرِهِ. وَقَالَ الأَزهري: النَّخْلَةُ العَرِيَّة الَّتِي إِذَا عَرَضْتَ النخيلَ عَلَى بَيْع ثَمَرها عَرَّيْت مِنْهَا نَخْلَةً أَي عَزَلْتها عن الْمُسَاوَمَةِ. وَالْجَمْعُ العَرَايا، وَالْفِعْلُ مِنْهُ الإِعْرَاء، وَهُوَ أَن تَجْعَلَ ثَمَرَتَهَا لِمُحْتاج أَو لِغَيْرِ مُحْتَاجٍ عامَها ذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَرِيَّة فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، وَإِنَّمَا أُدخلت فِيهَا الْهَاءُ لأَنها أُفردت فَصَارَتْ فِي عِدَادِ الأَسماء مِثْلَ النَّطِيحة والأَكيلة، وَلَوْ جِئْتَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ قُلْتَ نَخْلَةٌ عرِيٌّ؛ وَقَالَ: إِنَّ تَرْخِيصَهُ فِي بَيْعِ العَرايا بَعْدَ نَهْيِهِ عَنِ المُزابنة لأَنه ربَّما تأَذَّى بِدُخُولِهِ عَلَيْهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى أَن يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِتَمْرٍ فرُخِّص لَهُ فِي ذَلِكَ.

واسْتعْرَى الناسُ فِي كلِّ وجهٍ، وَهُوَ مِنَ العَرِيَّة: أَكلوا الرُّطَبَ مِنْ ذَلِكَ، أَخَذَه مِنَ العَرايا. قَالَ أَبُو عَدْنَانَ: قَالَ الْبَاهِلِيُّ العَرِيَّة مِنَ النَّخْلِ الفارِدَةُ الَّتِي لَا تُمْسِك حَمْلَها يَتَناثر عَنْهَا؛ وأَنشدني لِنَفْسِهِ: فَلَمَّا بَدَتْ تُكْنَى تُضِيعُ مَوَدَّتي، ... وتَخْلِطُ بِي قَوْمًا لِئاماً جُدُودُها رَدَدْتُ عَلَى تُكْنَى بَقِيَّةَ وَصْلِها ... رَمِيماً، فأمْسَتْ وَهيَ رثٌّ جديدُها كَمَا اعْتكرَتْ للَّاقِطِين عَرِيَّةٌ ... مِنَ النَّخْلِ، يُوطَى كلَّ يومٍ جَريدُها قَالَ: اعْتِكارُها كثرةُ حَتِّها، فَلَا يأْتي أَصلَها دابَّةٌ إِلَّا وَجَدَ تَحْتَهَا لُقاطاً مِنْ حَمْلِها، وَلَا يَأْتِي حَوافيها إِلَّا وَجَد فِيهَا سُقاطاً مِنْ أَيّ مَا شاءَ. وَفِي الْحَدِيثِ: شَكا رجلٌ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَجَعاً فِي بَطْنِهِ فَقَالَ: كُلْ عَلَى الرِّيقِ سَبْعَ تَمَرات مِنْ نَخْلٍ غَيْرِ مُعَرّىً ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: المُعَرَّى المُسَمَّد، وأَصله المُعَرَّر مِنَ العُرَّة، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ فِي عَرَرَ. والعُرْيان مِنَ الْخَيْلِ: الفَرَس المُقَلِّص الطَّوِيلُ الْقَوَائِمِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِهَا أَعراءٌ مِنَ الناسِ أَي جماعةٌ، واحدُهُم عِرْوٌ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَتَتْنا أَعْرَاؤُهم أَي أَفخاذهم. وَقَالَ الأَصمعي: الأَعْرَاء الَّذِينَ يَنْزِلُونَ بِالْقَبَائِلِ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَاحِدُهُمْ عُرْيٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: وأَمْهَلْت أَهْلَ الدَّارِ حَتَّى تَظاهَرُوا ... عَليَّ، وَقَالَ العُرْيُ مِنْهُمْ فأَهْجَرَا وعُرِيَ إِلَى الشَّيْءِ عَرْواً: بَاعَهُ ثُمَّ اسْتَوْحَش إِلَيْهِ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ عُريتُ إِلَى مالٍ لِي أَشدَّ العُرَوَاء إِذَا بِعْته ثُمَّ تَبِعَتْه نفسُكَ. وعُرِيَ هَواه إِلَى كَذَا أَي حَنَّ إِلَيْهِ؛ وَقَالَ أَبو وَجْزة: يُعْرَى هَواكَ إِلَى أَسْماءَ، واحْتَظَرَتْ ... بالنأْيِ والبُخْل فِيمَا كَانَ قَد سَلَفا والعُرْوَة: الأَسَدُ، وبِه سُمِّي الرَّجُلُ عُرْوَة. والعُرْيَان: اسْمُ رَجُلٍ. وأَبو عُرْوَةَ: رجلٌ زَعَموا كَانَ يَصِيحُ بالسَّبُعِ فيَموت، ويَزْجُرُ الذِّئْبَ والسَّمْعَ فيَموتُ مكانَه، فيُشَقُّ بَطْنُه فيوجَدُ قَلْبُه قَدْ زالَ عَنْ مَوْضِعِهِ وخرَجَ مِنْ غِشائه؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وأَزْجُرُ الكاشِحَ العَدُوَّ، إذا اغْتابَك، ... زَجْراً مِنِّي على وَضَمِ زَجْرَ أَبي عُرْوَةَ السِّباعَ، إِذَا ... أَشْفَقَ أَنْ يَلْتَبِسْنَ بالغَنَمِ وعُرْوَةُ: اسمٌ. وعَرْوَى وعَرْوَانُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ ساعِدَة بْنُ جُؤيَّة: وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَسْقِي دَبُوبَها ... دُفاقٌ، فعَرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها؟ وَقَالَ الأَزهري: عَرْوَى اسْمُ جَبَلٍ، وَكَذَلِكَ عَرْوَانُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وعَرْوَى اسْمُ أَكَمة، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: كَطاوٍ بعَرْوَى أَلْجَأَتْهُ عَشِيَّةٌ، ... لَهَا سَبَلٌ فِيهِ قِطارٌ وحاصِبُ وأَنشد لِآخَرَ: عُرَيَّةُ ليسَ لَهَا ناصرٌ، ... وعَرْوَى الَّتِي هَدَمَ الثَّعْلَبُ قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمزة وعَرْوَى اسْمُ أَرْضٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَا وَيْحَ نَاقَتِيَ، الَّتِي كَلَّفْتُها ... عَرْوَي، تَصِرُّ وِبارُها وتُنَجِّم

أَي تَحْفِرُ عَنِ النَّجْمِ، وَهُوَ مَا نَجَم مِنَ النَّبْت. قَالَ: وأَنْشَدَه المُهَلَّبي فِي المَقصور كلَّفْتها عَرَّى، بِتَشْدِيدِ الراءِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا عَرَّى وادٍ. وعَرْوَى: هَضْبَة. وابنُ عَرْوَانَ: جبَل؛ قَالَ ابْنُ هَرْمة: حِلْمُه وازِنٌ بَناتِ شَمامٍ، ... وابنَ عَرْوانَ مُكْفَهِرَّ الجَبينِ والأُعْرُوَانُ: نَبْتٌ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَة بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كلَّمتُ مسعودَ بنَ عَمْروٍ مُنْذُ عَشْرِ سِنين والليلةَ أُكَلِّمُه، فَخَرَجَ فَنَادَاهُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُرْوَة، فأَقْبَل مسعودٌ وهو يقول: أَطَرَقَتْ عَرَاهِيَهْ، ... أَمْ طَرَقَتْ بِداهِيهْ؟ حَكَى ابْنُ الأَثير عَنِ الْخَطَّابِيِّ قَالَ: هَذَا حرفٌ مُشْكِل، وَقَدْ كَتَبْتُ فِيهِ إِلَى الأَزهري، وَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ أَنه لَمْ يَجِدْه فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، والصوابُ عِنْده عَتاهِيَهْ، وهي الغَفْلة والدَّهَش أَي أَطَرَقْت غَفْلَةً بِلَا روِيَّة أَو دَهَشاً؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ لَاحَ لِي فِي هَذَا شيءٌ، وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الكَلِمة مُركَّبةً من اسْمَيْن: ظاهرٍ، ومكْنِيٍّ، وأَبْدَل فِيهِمَا حَرْفاً، وأَصْلُها إماَّ مِنَ العَراءِ وَهُوَ وَجْهُ الأَرض، وإِما منَ العَرا مقصورٌ، وَهُوَ الناحيَة، كأَنه قال أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زَائِرًا وضَيْفاً أَم أَصابتك داهِيَةٌ فجئْتَ مُسْتَغِيثاً، فالهاءُ الأُولى مِنْ عَرَاهِيَهْ مُبدلَة من الهمزة، وَالثَّانِيَةُ هاءُ السَّكْت زِيدَتْ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يحتمِل أَن يكونَ بِالزَّايِ، مصدرٌ مِنْ عَزِه يَعْزَهُ فَهُوَ عَزِةٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَرَبٌ فِي الطَّرَب، فَيَكُونُ. مَعْنَاهُ أَطَرَقْت بِلَا أَرَبٍ وحاجةٍ أَم أَصابَتْك دَاهِيَةٌ أَحوجَتْك إِلَى الِاسْتِغَاثَةِ؟ وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ عَرَا حَدِيثَ المَخْزومية الَّتِي تَسْتَعِيرُ المَتاع وتَجْحَدُه، وَلَيْسَ هَذَا مكانَه فِي ترتيبِنا نَحْنُ فَذَكَرْنَاهُ في ترجمة عَوَر. عزا: العَزَاءُ: الصَّبْرُ عَنْ كُلِّ مَا فَقَدْت، وَقِيلَ: حُسْنُه، عَزِيَ يَعْزَى عَزَاءً، مَمْدُودٌ، فَهُوَ عَزٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لعَزِيٌّ صَبُورٌ إِذَا كَانَ حَسَنَ العَزَاء عَلَى المَصائِب. وعَزَّاه تَعْزِيَةً، عَلَى الْحَذْفِ والعِوَض، فتَعَزَّى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يَجُوزُ غيرُ ذَلِكَ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الإِتمامُ أَكثر فِي لِسان الْعَرَبِ، يَعْنِي التَّفْعِيلُ مِنْ هَذَا النَّحْوِ، وَإِنَّمَا ذكَرْت هَذَا ليُعْلَمَ طريقُ القِياس فِيهِ، وَقِيلَ: عَزَّيْتُه مِنْ بَابِ تَظَنَّيْت، وَقَدْ ذُكِرَ تَعْلِيلُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَتَقُولُ: عَزَّيْتُ فُلَانًا أُعَزِّيه تَعْزِيَةً أَي أَسَّيْته وضَرَبْت لَهُ الأُسى، وأَمَرْتُه بالعَزَاء فتَعَزَّى تَعَزِّياً أَي تَصَبَّرَ تَصَبُّراً. وتَعازى القومُ: عَزَّى بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. والتَّعْزُوَةُ: العَزاءُ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي عَنْ أَبي زَيْدٍ، اسْمٌ لَا مصدرٌ لأَن تَفْعُلَة ليستْ مِنْ أَبْنِية الْمَصَادِرِ، وَالْوَاوُ هَاهُنَا ياءٌ، وَإِنَّمَا انْقَلَبَتْ للضَّمَّة قبلَها كَمَا قَالُوا الفُتُوّة. وعَزَا الرجلَ إِلَى أَبِيهِ عَزْواً: نَسَبَهُ، وَإِنَّهُ لحَسَن العِزْوَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعَزَاه إِلَى أَبيه عَزْياً نَسَبه، وَإِنَّهُ لحَسَنُ العِزْيَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. يُقَالُ: عَزَوْتُه إِلَى أَبيه وعَزَيْتُه، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالِاسْمُ العَزَاء. وعَزَا فلانٌ نفسَه إِلَى بَنِي فلانٍ يَعْزُوها عَزْواً وعَزَا واعْتَزَى وتَعَزَّى، كُلُّهُ: انتَسَب، صِدْقاً أَو كَذباً، وانْتَمى إِلَيْهِمْ مِثْلُهُ، والاسمُ العِزْوَة والنِّمْوَة، وَهِيَ بِالْيَاءِ أَيضاً. والاعْتِزَاءُ: الادِّعاءُ والشِّعارُ فِي الحَرْبِ مِنْهُ. والاعْتِزَاءُ: الانْتِماءُ. وَيُقَالُ: إِلَى مَنْ تَعْزِي هَذَا الْحَدِيثَ؟ أَي إِلَى مَن تَنْمِيه. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:

حدَّث عطاءٌ بِحَدِيثٍ فَقِيلَ لَهُ: إِلَى مَن تَعْزِيه؟ أَي إِلَى مَنْ تُسْنِدُه، وَفِي رِوَايَةٍ: فقُلْتُ لَهُ أَتَعْزِيهِ إِلَى أَحد؟ وَفِي الْحَدِيثِ: مَن تَعَزَّى بعَزَاء الْجَاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه وَلَا تَكْنُوا ؛ قَوْلُهُ تَعَزَّى أَي انْتَسَبَ وانْتَمى. يُقَالُ: عَزَيْتُ الشيءَ وعَزَوْتُه أَعْزِيه وأَعْزُوه إِذَا أَسْنَدْتَه إِلَى أَحدٍ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَلَا تَكْنُوا أَي قُولُوا لَهُ اعضَضْ بأَيْرِ أَبيك، وَلَا تَكْنُوا عن الأَيْرِ بالْهَنِ. والعَزَاءُ والعِزْوَة: اسْمٌ لدَعْوَى المُسْتَغِيثِ، وَهُوَ أَن يَقُولَ: يَا لَفُلانٍ، أَو يَا لَلأَنصار، أَو يَا لَلْمُهاجرينَ قَالَ الرَّاعِي: فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسانُنا ورجالُهم، ... دَعَوْا: يَا لَكَعْبٍ واعْتَزَيْنا لعامِرِ وَقَوْلُ بشرِ بْنُ أَبي خازِمٍ: نَعْلُو القَوانِسَ بالسيُّوف ونَعْتَزِي، ... والخَيلُ مُشْعَرَة النُّحورِ مِنَ الدَّمِ وَفِي الْحَدِيثِ: مَن لمْ يَتَعَزَّ بعزَاءِ اللَّهِ فَلَيْسَ مِنَّا أَي مَن لَمْ يَدْعُ بدَعْوَى الإِسلامِ فيقولَ: يَا لَلَّه أَو يَا لَلإِسلامِ أَو يَا لَلْمُسْلِمِينَ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: يَا للهِ لِلْمُسْلِمِينَ قَالَ الأَزهري: لَهُ وَجْهان: أَحدهما أَنّ لَا يَتَعَزَّى بعَزاء الجاهِليَّة ودَعْوَى القَبائل، وَلَكِنْ يَقُولُ يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَتَكُونُ دَعْوَة المُسْلِمِينَ وَاحِدَةً غيرَ مَنْهِيٍّ عَنْهَا، وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن مَعْنى التَّعَزِّي فِي هَذَا الْحَدِيثِ التَّأَسِّي والصَّبرُ، فَإِذَا أَصاب المُسْلِمَ مصيبةٌ تَفْجَعُه قَالَ: إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، كَمَا أَمَره اللَّهُ، ومَعنى قَوْلِهِ بعَزَاءِ اللَّهِ أَي بتَعْزِيَةِ اللَّهِ إِيَّاهُ؛ فأَقام الاسمَ مُقامَ المَصْدرِ الْحَقِيقِيِّ، وَهُوَ التَّعْزية، مِنْ عَزَّيْتُ كَمَا يُقَالُ أَعْطَيْته عَطاءً وَمَعْنَاهُ أَعْطَيته إِعْطَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيَكون للْعَرَبِ دَعْوَى قَبائِلَ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فالسَّيفَ السَّيفَ حَتَّى يَقُولوا يَا لَلْمُسلمين وَقَالَ اللَّيْثُ: الاعْتِزَاءُ الاتّصالُ فِي الدَّعوَى إِذَا كَانَتْ حربٌ فكلُّ مَنِ ادَّعى فِي شعارِهِ أَنا فلانٌ ابنُ فُلانٍ أَو فلانٌ الفُلانيُّ فقدِ اعْتَزَى إِلَيْهِ. والعِزَةُ: عُصْبَة مِنَ النَّاسِ، وَالْجَمْعِ عِزُونَ. الأَصمعي: يُقَالُ فِي الدارِ عِزُونَ أَي أَصنافٌ مِنَ النَّاسِ. والعِزَة: الجماعةُ والفِرْقَةُ مِنَ الناسِ، والهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ، والجَمع عِزًى عَلَى فِعَل وعِزُون، وعُزون أَيضاً بِالضَّمِّ، وَلَمْ يَقُولُوا عِزات كَمَا قَالُوا ثُبات؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ: ونحنُ، وجَنْدَلٌ باغٍ، تَرَكْنا ... كَتائبَ جَنْدَلٍ شَتىً عِزِينا وَقَوْلُهُ تَعَالَى: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ ؛ مَعْنَى عِزِين حِلَقاً حِلَقاً وجَماعةً جَمَاعَةً، وعِزُونَ: جَمْع عِزَةٍ فَكَانُوا عَنْ يَمِينِه وَعَنْ شِماله جماعاتٍ فِي تَفْرِقَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: العِزَةُ عُصْبَة مِنَ النَّاسِ فَوْقَ الحَلْقَة ونُقْصانُها وَاوٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَا لِي أَراكم عِزِينَ؟ قَالُوا: هِيَ الحَلْقَة المُجْتَمِعَة مِنَ النَّاسِ كأَنَّ كلَّ جماعةٍ اعْتِزَاؤها أَي انْتِسابُها واحِدٌ، وأَصلها عِزْوَة، فَحُذِفَتِ الْوَاوُ وجُمِعَت جمعَ السلامَةِ عَلَى غَيْر قياسٍ كثُبِين وبُرِينَ فِي جَمْعِ ثُبَةٍ وبُرَةٍ. وعِزَةٌ، مثلُ عِضَةٍ: أَصْلُها عِضْوَة، وَسَنَذْكُرُهَا فِي مَوْضِعِهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويَأْتي عِزِين بِمَعْنَى مُتَفَرِّقِين وَلَا يَلْزَمُ أَن يَكُونَ مِنْ صفَة النَّاسِ بمَنْزِلَة ثُبِين؛ قَالَ: وَشَاهِدُهُ مَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: فَلَمَّا أَنْ أَتَيْنَ عَلَى أُضاخٍ، ... ضَرَحْنَ حَصاهُ أَشْتاتاً عِزِينا

لأَنه يُرِيدُ الحَصى؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ ابْنِ أَحمر الْبَجَلِيِّ: حُلِقَتْ لَهازِمُه عِزينَ ورأْسُه، ... كالقُرْصِ فُرْطِحَ مِنْ طَحِينِ شَعِيرِ وعِزْوِيتٌ فِعْلِيتٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَكَمْنَا عَلَيْهِ بأَنَّه فِعْلِيتٌ لِوُجُودِ نَظيره وَهُوَ عِفْرِيت ونِفْريتٌ، وَلَا يَكُونُ فِعْويلًا لأَنه لَا نَظِيرَ لَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَعَلَه سِيبَوَيْهِ صفَة وفسَّره ثَعْلَبٌ بأَنه الْقَصِيرُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيد: هُوَ اسْمُ مَوْضِع. وبَنو عَزْوَانَ: حَيٌّ مِنَ الجِنِّ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الظَّلِيمَ والعربُ تَقُولُ إِنَّ الظَّلِيمَ مِنْ مَراكِبِ الجنِّ: حَلَقَتْ بَنُو عَزْوَانَ جُؤْجُؤَهُ ... والرأْسَ، غيرَ قَنازِعٍ زُعْرِ قَالَ اللَّيْثُ: وَكَلِمَةٌ شَنْعاءُ مِنْ لُغَةِ أَهل الشَّحْرِ، يَقُولُونَ يَعْزَى مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، كَمَا نقولُ نَحْنُ: لعَمْري لَقَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، ويَعْزِيكَ مَا كَانَ كَذَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَزْوَى، كأَنها كَلِمَةٌ يُتَلَطَّف بِهَا. وَقِيلَ: بِعِزِّي، وَقَدْ ذُكِرَ فِي عَزَزَ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العَزْوُ لُغَةٌ مرغوبٌ عَنْهَا يَتكلم بِهَا بَنُو مَهْرَة بْنِ حَيْدَانَ، يَقُولُونَ عَزْوَى كأَنها كَلِمَةٌ يُتَلَطّفُ بِهَا، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ يَعْزى. عسا: عَسَا الشيخُ يَعْسُو عَسْواً وعُسُوّاً وعُسِيّاً مثلُ عُتِيّاً وعَساءً وعَسْوَةً وعَسِيَ عَسًى، كلُّه: كَبِرَ مثلُ عَتِيَ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذَا وَلَّى وكَبِرَ: عَتَا يَعْتُو عُتِيّاً، وعَسا يَعْسُو مِثله، وَرَأَيْتُ فِي حَاشِيَةِ أَصل التَّهْذِيبِ للأَزهري الَّذِي نَقَلْت مِنْهُ حَدِيثًا متصلَ السَّند إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ السنَّةَ كلَّها غَيْرَ أَني لَا أَدْري أَكانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقرَأُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا أَو عُسِيّاً فَمَا أَدري أَهذا مِنْ أَصلِ الْكِتَابِ أَم سَطَره بعضُ الأَفاضل. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمان: لمَّا أَتيتُ عَمِّي بِالسِّلَاحِ وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسا أَو عَشا ؛ عَسَا، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، أَي كَبِرَ وأَسَنَّ مِنْ عَسا القضِيبُ إِذَا يَبِسَ، وَبِالْمُعْجَمَةِ أَيْ قَلَّ بصرُه وضَعُف. وعَسَتْ يَدُه تَعْسُو عُسُوّاً: غَلُظَتْ مِن عَمَلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي مصدرِ عَسا. وعَسَا النباتُ عُسُوّاً: غَلُظَ واشْتَدَّ؛ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى عَسِيَ يَعْسَى عَسًى؛ وأَنشد: يَهْوُون عَنْ أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما، ... عَنْ صامِلٍ عاسٍ، إِذَا مَا اصْلَخْمَما قَالَ: والعَسَاءُ مصدرُ عَسَا العُودُ يَعْسُو عَسَاءً، والقَساءُ مَصْدَرُ قَسا القلبُ يَقْسُو قَساءً. وعَسا الليلُ: اشتَدت ظُلْمَته؛ قَالَ: وأَظْعَنُ الليلَ، إِذَا الليلُ عَسَا والغَينُ أَعْرَفُ. والعَاسِي مِثلُ الْعَاتِي: وَهُوَ الْجَافِي. والعَاسِي: الشِّمْراخُ مِنْ شَمَارِيخِ العِذْقِ فِي لُغَةُ بَلْحرِث بْنِ كعبٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وعَسَا الشيءُ يَعْسُو عُسُوَّاً وعَساءً، مَمْدُودٌ أَي يَبِسَ وَاشْتَدَّ وصَلُبَ. والعَسَا، مَقْصُورًا: البَلَح «5» والعَسْوُ: الشَّمَعُ فِي بعضِ اللُّغَاتِ. وعَسَى: طَمَعٌ وإشفاقٌ، وَهُوَ مِنَ الأَفعال غيرِ المُتَصَرِّفة؛ وَقَالَ الأَزهري: عَسَى حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ المُقَارَبَةِ، وَفِيهِ تَرَجٍّ وطَمَعٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يَتَصَرَّف لأَنه وَقَعَ بِلَفْظِ الْمَاضِي لِما جَاءَ فِي الْحَالِ، تَقُولُ: عَسَى زيدٌ أَن يَخْرُجَ، وَعَسَتْ فلانةُ أَن تَخْرُجَ، فزَيْدٌ فاعلُ عَسَى وأَن يَخْرُجَ مفعولُها «6»، وَهُوَ بِمَعْنَى الْخُرُوجِ إِلَّا أَن خبرَه لَا

_ (5). قوله [والعسا مقصوراً البلح] هذه عبارة الصحاح، وقال الصاغاني في التكملة: وهو تصحيف قبيح، والصواب الغسا بالغين. (6). عَسَى عند جمهور النحويين من أخوات كاد تَرْفَعُ الِاسْمَ وَتَنْصِبُ الْخَبَرَ.

يَكُونُ اسْمًا، لَا يُقَالُ عَسَى زيدٌ مُنْطَلِقاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَل كَذَا وعَسِيتُ قارَبْتُ، والأُولى أَعْلى، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُقَالُ عَسَيْتُ الفعلَ وَلَا عَسَيْتُ للفعلِ، قَالَ: اعْلَمْ أَنهم لَا يَستعملون عَسَى فِعلُك، اسْتَغْنَوْا بأَن تَفْعَلَ عَنْ ذلكَ كَمَا استَغْنى أَكثرُ العربِ بِعَسى عَنْ أَن يَقُولُوا عَسَيا وعَسَوْا، وبِلَوْ أَنه ذاهبٌ عَنْ لَوْ ذهابُه، وَمَعَ هَذَا أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَعْمِلوا المَصْدر فِي هَذَا الْبَابِ كَمَا لَمْ يَسْتَعْمِلوا الاسمَ الَّذِي فِي موضِعِه يَفْعَل فِي عَسَى وكادَ، يَعْنِي أَنهم لَا يَقُولُونَ عَسَى فَاعِلًا وَلَا كادَ فاعِلًا فتُرِك هَذَا مِنْ كلامِهِمْ للاسْتغْناء بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: عَسَى أَن تَفْعَلَ كَقَوْلِكَ دَنَا أَن تَفْعل، وَقَالُوا: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً أَي كَانَ الغُوَيْرُ أَبْؤُساً؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَما قولُهم عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً فشاذٌّ نادرٌ، وَضَعَ أَبْؤُساً موضعَ الخَبَر، وَقَدْ يأْتي فِي الأَمثال مَا لَا يأْتي فِي غَيْرِهَا، وَرُبَّمَا شَبَّهوا عَسَى بكادَ وَاسْتَعْمَلُوا الفِعل بعدَه بِغَيْرِ أَن فَقَالُوا عسَى زيدٌ يَنْطَلِق؛ قَالَ سُماعَةُ بْنُ أَسْوَلَ النَّعَامِيُّ: عَسَى اللهُ يُغْنِي، عَنْ بلادِ ابنِ قادرٍ، ... بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَّبابِ سَكُوب هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ: عَنْ بلادِ ابْنِ قاربٍ وَقَالَ: كَذَا أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَبَعْدَهُ: هِجَفٍّ تَحُفُّ الريحُ فَوْقَ سِبالِهِ، ... لَهُ مِنْ لَوِيَّاتِ العُكُومِ نَصِيبُ وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: عَسَى تَجْرِي مَجْرى لعلَّ، تَقُولُ عَسَيْتَ وعَسَيْتُما وعَسَيْتُمْ وعَسَتِ المرأَة وعَسَتا وعَسَيْنَ؛ يُتَكلَّم بِهَا عَلَى فعلٍ ماضٍ وأُمِيتَ مَا سِوَاهُ مِنْ وجوهِ فِعْلِهِ، لَا يقالُ يَعْسى وَلَا مفعولَ لَهُ وَلَا فاعلَ. وعَسَى، فِي القرآنِ مِنَ اللهِ جَلَّ ثَناؤُه، واجبٌ وَهُوَ مِنَ العِبادِ ظَنٌّ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ، وَقَدْ أَتى اللهُ بِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِلَّا فِي قَوْلِهِ عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَسَى مِنَ اللَّهِ إيجابٌ فجاءَت عَلَى إحْدى اللُّغَتَيْنِ لأَن عَسَى فِي كَلَامِهِمْ رجاءٌ ويَقِين؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ عَسَى كَلِمَةٌ تَكُونُ للشَّك واليَقينِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فَجَعَلَهُ يَقِيناً أَنشده أَبو عُبَيْدٍ: ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى، وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ، ... يَتَنازَعُونَ جوائزَ الأَمثالِ أَي ظَنِّي بِهِمْ يَقين. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ، وأَما الأَصمعي فَقَالَ: ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى أَي لَيْسَ بِثَبْتٍ كعَسى، يُرِيدُ أَن الظَّن هُنَا وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْيَقِينِ فَهُوَ كعَسى فِي كَوْنِهَا بِمَعْنَى الطَّمَعِ وَالرَّجَاءِ، وجوائزُ الأَمثال مَا جَازَ مِنَ الشِّعْرِ وَسَارَ. وَهُوَ عَسِيٌ أَن يَفْعَل كَذَا وعَسٍ أَي خَلِيقٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ عَسًى. وَمَا أَعْسَاهُ وأَعْسِ بِهِ وأَعْسِ بأَن يفعلَ ذَلِكَ: كَقَوْلِكَ أَحْرِ بهِ، وَعَلَى هَذَا وجَّهَ الفارِسِيُّ قِرَاءَةَ نَافِعٍ: فَهَلْ عَسِيتُم ، بِكَسْرِ السِّينِ، قَالَ: لأَنَّهم قَدْ قَالُوا هُوَ عَسٍ بِذَلِكَ وَمَا أَعْساهُ وأَعْسِ بِهِ، فَقَوْلُهُ عَسٍ يُقَوِّي عَسِيتم، أَلَا تَرَى أَنَّ عَسٍ كحَرٍ وشجٍ؟ وَقَدْ جَاءَ فَعَلَ وفَعِلَ فِي نَحْوِ وَرَى الزَّنْدُ ووَرِيَ، فَكَذَلِكَ عَسَيتُم وعَسِيتُم، فَإِنْ أُسْنِدَ الفِعلُ إِلَى ظاهِرٍ فَقِيَاسُ عَسِيتم أَن يَقُولَ فِيهِ عَسِيَ زيدٌ مثلُ رَضِيَ زيدٌ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْه فسائِغٌ لَهُ أَن يأْخذَ باللغَتَين فيستعملَ إِحْدَاهُمَا فِي مَوْضِعٍ دُونَ الأُخرى كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي

غَيْرِهَا. وَقَالَ الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ يُقَالُ عَسَى وَلَا يُقَالُ عَسِيَ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ؛ اتَّفَقَ القراءُ أَجمعون عَلَى فَتْحِ السِّينِ مِنْ قَوْلِهِ عَسَيْتُمْ إلَّا مَا جَاءَ عَنْ نافِعٍ أَنه كَانَ يقرأُ فَهَلْ عَسِيتم ، بِكَسْرِ السِّينِ، وَكَانَ يقرأُ: عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ ، فدلَّ موافقتُه الْقُرَّاءَ عَلَى عَسَى عَلَى أَنّ الصَّوَابَ فِي قَوْلِهِ عَسَيْتُمْ فَتْحُ السِّينِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ وعَسِيتُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَقُرِئَ بِهِمَا فَهَلْ عَسَيْتُمْ وعَسِيتُمْ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: بالعَسَى أَنْ يَفْعَل، قَالَ: وَلَمْ أَسْمعهم يُصَرِّفُونها مُصَرَّفَ أَخَواتِها، يَعْنِي بأَخواتها حَرَى وبالْحَرَى وَمَا شاكَلَها. وَهَذَا الأَمرُ مَعْسَاةٌ مِنْهُ أَي مَخْلَقَة. وَإِنَّهُ لَمَعْسَاةٌ أَنْ يَفْعَل ذَاكَ: كَقَوْلِكَ مَحْراةٌ، يَكُونُ للمُذَكر والمُؤنَّث وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ بلفظٍ وَاحِدٍ. والمُعسِيَةُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُشَكُّ فِيهَا أَبِها لَبَنٌ أَم لَا، وَالْجَمْعُ المُعْسِياتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا المُعْسِيات مَنَعْنَ الصَّبُوحَ، ... خَبَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ جَرِيُّه: وكِيلُه ورَسُولُه، وَقِيلَ: الجَرِيُّ الخَادِمُ، والمُحْصَنُ مَا أُحْصِنَ وادُّخِرَ مِنَ الطَّعامِ للجَدْبِ؛ وأَما مَا أَنشده أَبو الْعَبَّاسِ: أَلم تَرَني تَرَكْتُ أَبا يَزِيدٍ ... وصاحِبَه، كمِعْسَاءِ الجَوارِي بِلَا خَبْطٍ وَلَا نَبْكٍ، ولكنْ ... يَداً بِيدٍ فَها عِيثي جَعارِ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ طَعَن رجُلًا، ثُمَّ قَالَ: ترَكْتُه كمِعْساءٍ الجَواري يسِيلُ الدَّمُ عَلَيْهِ كَالْمَرْأَةِ الَّتِي لَمْ تأْخذ الحُشْوةَ فِي حَيْضِها فَدَمُها يسيلُ. والمِعْسَاءُ مِنَ الجوارِي: المُراهِقَة الَّتِي يَظنُّ مَنْ رَآهَا أَنها قَدْ تَوَضَّأَتْ. وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اعْلَمْ أَن جَمْعَ الْمَقْصُورِ كُلَّهُ إِذَا كَانَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَالْيَاءِ فَإِنَّ آخِرَهُ يَسْقُط لِسُكُونِهِ وسكونِ واوِ الجمعِ وَيَاءِ الجمعِ وَيَبْقَى مَا قبلَ الأَلِف عَلَى فَتْحه، مِنْ ذَلِكَ الأَدْنَونَ جَمْعُ أَدْنَى والمُصْطَفَون والمُوسَون والعِيسَوْنَ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ الأَدْنَين والمُصْطَفَيْن. والأَعْسَاء: الأَرزانُ الصُّلبَةُ، واحدُها عاسٍ. وَرَوَى ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِهِ فِي الْحَدِيثِ: أَفضلُ الصَّدَقَةِ المَنِيحة تَغْدُو بِعِسَاءٍ وَتَرُوحُ بعِسَاء ، وَقَالَ: قَالَ الْخَطَّابِيُّ قَالَ الحُمَيْدِي العِسَاءُ العُسُّ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمعه إلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: والحُمَيْدي مِنْ أَهْلِ اللِّسانِ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو خيثَمة ثُمَّ قَالَ بِعِساسٍ كَانَ أَجودَ «1»، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ جَمْع العُسِّ أَبدل الْهَمْزَةَ مِنَ السِّينِ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: العِسَاءُ والعِساسُ جمعُ عُسٍّ. وأَبو العَسَا: رَجُلٌ؛ قَالَ الأَزهري: كَانَ خلَّاد صاحبُ شُرَطَة البَصْرَة يُكْنَى أَبا العَسَا. عشا: العَشَا، مقصورٌ: سوءُ البَصَرِ بالليلِ والنهارِ، يكونُ فِي الناسِ والدَّوابِّ والإِبلِ والطَّيرِ، وَقِيلَ: هُوَ ذَهابُ البَصَرِ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يصحُّ إِذَا تأَمَّلته، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يُبْصِر بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: العَشَا يكونُ سُوءَ البصَرِ مِنْ غيرِ عَمًى، ويكونُ الَّذِي لَا يُبْصِرُ باللَّيْلِ ويُبْصِرُ بالنَّهارِ، وَقَدْ عَشا يَعْشُو عَشْواً، وَهُوَ أَدْنَى بَصَرِه وَإِنَّمَا يَعْشُو بعدَ ما يَعْشَى. قال سيبويه:

_ (1). قوله [بعساس كان أجود] هكذا في جميع الأصول.

أَمالوا العَشَا، وَإِنْ كَانَ مِنْ ذَواتِ الواوِ، تَشْبيهاً بذَوات الواوِ مِنَ الأَفعال كغَزا وَنَحْوِهَا، قَالَ: وَلَيْسَ يطَّرِدُ فِي الأَسْماء إِنَّمَا يَطَّرِدُ فِي الأَفْعالِ، وَقَدْ عَشِيَ يَعْشَى عَشًى، وَهُوَ عَشٍ وأَعْشَى، والأُنثى عَشْوَاء، والعُشْوُ جَمعُ الأَعْشَى؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُشْوُ مِنَ الشُّعراء سَبْعة: أَعْشَى بَنِي قَيْسٍ أَبو بَصِير، وأَعْشَى باهلَةَ أَبو قُحافة «1» وأَعْشَى بَني نَهْشَلٍ الأَسْودُ بنُ يَعْفُرَ، وَفِي الإِسلام أَعْشَى بَني رَبيعة مِنْ بَنِي شَيْبانَ، وأَعْشَى هَمْدان، وأَعْشَى تَغْلِب بنُ جاوانَ، وأَعْشَى طِرْوَدٍ مِنْ سُلَيْم، وَقَالَ غَيْرُهُ: وأَعْشَى بَني مازِنٍ مِنْ تَمِيم. ورَجُلان أَعْشَيَانِ، وامرأتانِ عَشْوَاوَانِ، وَرِجَالٌ عُشْوٌ وأَعْشَوْنَ. وعَشَّى الطَّيْرَ: أَوْقَد لَهَا نَارًا لتعَشى مِنْهَا فَيَصِيدُهَا. وعَشا يَعْشُو إِذَا ضَعُفَ بَصَرُه، وأَعْشَاهُ اللَّهُ. وَفِي حَدِيثِ ابنِ المُسَيَّب: أَنه ذَهَبَتْ إحدْى عَينَيْه وَهُوَ يَعْشُو بالأُخْرى أَي يُبْصِر بِهَا بَصَراً ضَعِيفاً. وعَشا عَنِ الشَّيْءِ يَعْشُو: ضَعُفَ بَصَرُه عَنْهُ، وخَبَطَه خَبْطَ عَشْواء: لَمْ يَتَعَمَّدْه. وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْوَاء، وأَصْلُه مِنَ الناقةِ العَشْواءِ لأَنها لَا تُبْصِر مَا أَمامَها فَهِيَ تَخْبِطُ بِيَدَيْها، وَذَلِكَ أَنها تَرْفَع رَأْسها فَلَا تَتَعَهَّدُ مَواضِعَ أَخْفافِها؛ قَالَ زُهَيْرٌ: رأَيْتُ المَنايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ، مَنْ تَصِبْ ... تُمِتْهُ، ومَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ وَمِنْ أَمثالهم السَّائرة: وهو يَخْبِط خَبْطَ عَشْوَاء، يضرَبُ مَثَلًا للسَّادِرِ الَّذِي يَرْكَبُ رَأْسَهُ وَلَا يَهْتَمُّ لِعاقِبَتِهِ كالنَّاقَة العَشْوَاء الَّتِي لَا تُبْصِرُ، فَهِيَ تَخْبِطُ بيَدَيْها كلَّ مَا مَرَّت بِهِ، وشَبَّه زُهَيرٌ الْمَنَايَا بخَبْطِ عَشْواءَ لأَنَّها تَعُمُّ الكُلَّ وَلَا تَخُصُّ. ابْنُ الأَعرابي: العُقابُ العَشْواءُ الَّتِي لَا تُبالي كيْفَ خَبَطَتْ وأَيْنَ ضَرَبَتْ بمخالِبها كالنَّاقة العَشْوَاء لَا تَدْرِي كَيْفَ تَضَع يَدَها. وتَعَاشَى: أَظْهَرَ العَشا، وأَرى مِنْ نَفْسِه أَنه أَعْشَى وَلَيْسَ بِهِ. وتَعَاشَى الرجلُ فِي أَمْرِه إِذَا تَجَاهَلَ، عَلَى المَثَل. وعَشَا يَعْشُو إِذَا أَتى نَارًا للضِّيافَة وعَشَا إِلَى النَّارِ، وعَشَاها عَشْواً وعُشُوّاً واعْتَشَاها واعْتَشَى بِهَا، كلُّه: رَآهَا لَيْلًا عَلَى بُعْدٍ فقَصَدَها مُسْتَضِيئاً بِهَا؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: مَتَى تأْتِهِ تَعْشُو إِلى ضَوْء نارِهِ، ... تَجِدْ خَيرَ نارٍ، عندَها خَيرُ مُوقِدِ أَي مَتَى تأْتِهِ لَا تَتَبَيَّن نارَهُ مِنْ ضَعْف بَصَرِك؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وُجُوهاً لَوْ أنَّ المُدْلِجِينَ اعْتَشَوْا بِهَا، ... صَدَعْنَ الدُّجى حتَّى تَرى اللّيْلَ يَنْجَلي «2» وعَشَوْتُه: قَصَدْتُه لَيْلًا، هَذَا هُوَ الأَصْلُ ثُمَّ صَارَ كلُّ قاصِدٍ عاشِياً. وعَشَوْت إِلى النارِ أَعْشُو إِليها عَشْواً إِذا اسْتَدْلَلْتَ عَلَيْهَا بِبَصَرٍ ضَعيفٍ، ويُنْشد بَيْتُ الحُطيئة أَيضاً، وفسَّره فَقَالَ: الْمَعْنَى مَتَى تَأْتِه عَاشِياً، وَهُوَ مَرْفُوعٌ بَيْنَ مَجْزُومَيْن لأَن الفعلَ المُسْتَقْبَل إِذا وَقَع مَوقِعَ الْحَالِ يَرْتَفِع، كَقَوْلِكَ: إِن تأْتِ زَيْدًا تُكْرِمُه يَأْتِكَ، جَزَمْتَ تأْتِ بأَنْ، وجَزَمْتَ يأْتِكَ بِالْجَوَابِ، ورفَعْتَ تُكْرِمُه بَيْنَهُمَا وجَعَلْتَه حَالًا، وإِن صَدَرْت عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ قُلْتَ عَشَوْتُ عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ؛

_ (1). قوله [أبو قحافة] هكذا في الأَصل، وفي التكملة: أبو قحفان. (2). قوله [وجوهاً] هو هكذا بالنصب في الأصل والمحكم، وهو بالرفع فيما سيأتي.

قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ مَنْ يُعْرضْ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ فَمَعْنَاهُ مَن يَعْمَ عَنْهُ، وَقَالَ القُتَيبي: مَعْنَى قَوْلِهِ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ أَي يُظْلِمْ بَصَرُه، قَالَ: وَهَذَا قولُ أَبي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَرُدُّ قولَ الْفَرَّاءِ وَيَقُولُ: لَمْ أَرَ أَحداً يُجيزُ عَشَوْتُ عَنِ الشَّيْءِ أَعْرَضْتُ عَنْهُ، إِنما يُقَالُ تَعَاشَيْتُ عَنِ الشَّيْءِ أَي تَغافَلْت عَنْهُ كأَني لَمْ أَرَهُ، وَكَذَلِكَ تعامَيْت، قَالَ: وعَشَوْتُ إِلى النَّارِ أَي اسْتَدْلَلْت عَلَيْهَا ببَصَرٍ ضَعِيفٍ. قَالَ الأَزهري: أَغْفَل القُتَيْبي موضعَ الصوابِ واعْتَرَض مَعَ غَفْلَتِه عَلَى الْفَرَّاءِ يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ لأَبَيِّن عُوارَه فَلَا يَغْتَرَّ بِهِ الناظرُ فِي كِتَابِهِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَشَوْتُ إِلى النَّارِ أَعْشُو عَشْواً أَي قَصَدتُها مُهْتَدِياً بِهَا، وعَشَوْتُ عَنْهَا أَي أَعْرَضْت عَنْهَا، فيُفرِّقون بَيْنَ إِلى وعَنْ موصولَيْن بِالْفِعْلِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ عَشَا فلانٌ إِلى النَّارِ يَعْشُو عَشْواً إِذا رأَى نَارًا فِي أَوَّل اللَّيْلِ فيَعْشُو إِليها يَسْتضِيءُ بضَوْئها. وعَشَا الرجلُ إِلى أَهلِه يَعْشُو: وَذَلِكَ مِنْ أَوَّل اللَّيْلِ إِذا عَلِمَ مكانَ أَهلِه فقَصدَ إِليهم. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: عَشِيَ الرجلُ يَعْشَى إِذا صَارَ أَعْشَى لَا يُبْصِرُ لَيْلًا؛ وَقَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلي فجعَل الاعْتِشَاء بِالْوُجُوهِ كَالِاعْتِشَاءِ بِالنَّارِ يَمْدَحُ قَوْمًا بِالْجَمَالِ: يَزينُ سَنا الماوِيِّ كلَّ عَشِيَّةٍ، ... عَلَى غَفلات الزَّيْنِ والمُتَجَمَّلِ، وُجُوهٌ لوَانَّ المُدْلِجينَ اعْتَشَوْا بِهَا، ... سَطَعْنَ الدُّجى حَتَّى ترَى الليْلَ يَنْجَلي وعَشَا عَنْ كَذَا وَكَذَا يَعْشُو عَنْهُ إِذا مَضى عَنْهُ. وعَشَا إِلى كَذَا وَكَذَا يَعْشُو إِليه عَشْواً وعُشُوّاً إِذا قَصَد إِليه مُهْتَدِياً بضَوْء نارِه. وَيُقَالُ: اسْتَعْشَى فلانٌ نَارًا إِذا اهْتَدى بِهَا؛ وأَنشد: يَتْبعن حُرُوبًا إِذا هِبْنَ قَدَمْ، ... كأَنه باللَّيْلِ يَسْتَعْشِي ضَرَم «1» يَقُولُ: هُوَ نَشِيطٌ صادِقُ الطَّرْفِ جَرِيءٌ عَلَى الليلِ كأَنه مُسْتَعْشٍ ضَرَمةً، وَهِيَ النارُ، وَهُوَ الرجلُ الَّذِي قَدْ ساقَ الخارِبُ إِبله فطَرَدَها فَعَمَد إِلى ثَوْبٍ فشَقَّه وفَتَلَه فَتْلًا شَدِيدًا، ثُمَّ غَمَره فِي زَيْتٍ أَو دُهْن فرَوَّاهُ، ثُمَّ أَشْعل فِي طَرَفِه النَّارَ فاهْتَدى بِهَا واقْتَصَّ أَثَرَ الخارِبِ ليَسْتَنْقِذَ إِبلَه؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا كُلُّهُ صَحِيحٌ، وإِنما أَتى القُتَيْبيَّ فِي وَهْمِهِ الخَطَأُ مِنْ جِهَةِ أَنه لَمْ يَفْرُق بَيْنَ عَشَا إِلى النَّارِ وعَشَا عَنْهَا، وَلَمْ يَعْلَم أَن كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا ضِدُّ الْآخَرِ مِنْ بَابِ المَيْلِ إِلى الشيءِ والمَيْل عَنْهُ، كَقَوْلِكَ: عَدَلْت إِلى بَنِي فلانٍ إِذا قَصدتَهم، وعَدَلْتُ عَنْهُمْ إِذا مَضَيْتَ عَنْهُمْ، وَكَذَلِكَ مِلْتُ إِليهم ومِلْت عَنْهُمْ، ومَضيْت إِليهم ومضيْت عَنْهُمْ، وَهَكَذَا قَالَ أَبو إِسحق الزجَّاج فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ أَي يُعْرِض عَنْهُ كَمَا قَالَ الْفَرَّاءُ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ مَنْ أَعرض عَنِ الْقُرْآنِ وَمَا فِيهِ مِنِ الْحِكْمَةِ إِلى أَباطِيل المضلِّين نُعاقِبْه بشيطانٍ نُقَيِّضُه لَهُ حَتَّى يُضِلَّه وَيُلَازِمَهُ قَرِينًا لَهُ فَلَا يَهْتدي مُجازاةً لَهُ حِينَ آثرَ الباطلَ عَلَى الْحَقِّ البيِّن؛ قَالَ الأَزهري: وأَبو عُبَيْدَةَ صَاحِبُ مَعْرِفَةٍ بِالْغَرِيبِ وأَيام الْعَرَبِ، وَهُوَ بَليدُ النَّظَرِ فِي بَابِ النَّحْوِ ومقَاييسه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا أَتاه فَقَالَ لَهُ كَمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الشِّرْكِ عَمَلٌ هَلْ يَضُرُّ مَعَ الإِيمان ذَنْبٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: عَشِ

_ (1). قوله [حروبا] هكذا في الأصل، ولعله محرف، والأصل حُوذيّاً أي سائقاً سريع السير

وَلَا تَغْتَرَّ، ثُمَّ سأَل ابنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ مثلَ ذَلِكَ ؛ هَذَا مَثَلٌ لِلْعَرَبِ تَضْربُه فِي التَّوْصِية بالاحتِياط والأَخْذِ بالحَزْم، وأَصلُه أَن رَجُلًا أَراد أَن يَقْطَع مَفازَة بإبلِه وَلَمْ يُعَشِّها، ثِقَةً عَلَى مَا فِيهَا «1» مِنَ الكَلإِ، فَقِيلَ لَهُ: عَشِّ إِبلَك قَبْلَ أَن تُفَوِّزَ وخُذْ بِالِاحْتِيَاطِ، فإِن كَانَ فِيهَا كلأٌ لَمْ يَضُرَّك مَا صنَعْتَ، وإِن لَمْ يَكُنْ فِيهَا شيءٌ كنتَ قَدْ أَخَذْت بالثِّقة والحَزْم، فأَراد ابْنُ عُمَرَ بِقَوْلِهِ هَذَا اجتَنِبِ الذنوبَ وَلَا تَرْكبْها اتِّكالًا عَلَى الإِسلام، وخُذْ فِي ذَلِكَ بالثِّقة وَالِاحْتِيَاطِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَعْنَاهُ تَعَشَّ إِذا كنتَ فِي سَفَرٍ وَلَا تَتَوانَ ثِقةً مِنْكَ أَنْ تتَعَشَّى عِنْدَ أَهلِكَ، فلَعَلَّك لَا تَجِدُ عِنْدَهُمْ شَيْئًا. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَشْوُ إِتْيانُكَ نَارًا تَرْجُو عِنْدَهَا هُدًى أَو خَيْراً، تَقُولُ: عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً وعُشُوّاً، والعَاشِيَة: كُلُّ شيءٍ يعشُو بالليلِ إِلى ضَوءِ نارٍ مِنْ أَصنافِ الخَلقِ الفَراشِ وغيرِه، وَكَذَلِكَ الإِبل العَوَاشِي تَعْشُو إِلى ضَوءِ نارٍ؛ وأَنشد: وعَاشِيَةٍ حُوشٍ بِطانٍ ذَعَرْتُها ... بضَرْبِ قَتِيلٍ، وَسْطَها، يَتَسَيَّفُ قَالَ الأَزهري: غَلِطَ فِي تَفْسِيرِ الإِبلِ العَوَاشِي أَنها الَّتِي تَعْشُو إِلى ضَوْءِ النارِ، والعَوَاشِي جمعُ العَاشِيَة، وَهِيَ الَّتِي تَرْعى لَيْلًا وتتَعَشَّى، وَسَنَذْكُرُهَا فِي هَذَا الْفَصْلِ: والعُشْوَة والعِشْوَة: النارُ يُسْتَضاءُ بِهَا. والعَاشِي: القاصِدُ، وأَصلُه مِنْ ذَلِكَ لأَنه يَعْشُو إِليه كَمَا يَعْشُو إِلى النَّارِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: شِهابي الَّذِي أَعْشُو الطريقَ بضَوْئِه ... ودِرْعي، فَلَيلُ الناسِ بَعْدَك أَسْوَدُ والعُشْوَة: مَا أُخِذَ مِنْ نارٍ ليُقْتَبس أَو يُسْتَضاءَ بِهِ. أَبو عَمْرٍو: العُشْوَة كالشُّعْلة مِنَ النارِ؛ وأَنشد: حَتَّى إِذا اشْتالَ سُهَيْلٌ بسَحَرْ، ... كعُشْوَةِ القابِسِ تَرْمي بالشَّرر قَالَ أَبو زَيْدٍ: ابْغُونا عُشْوَةً أَي نَارًا نَسْتَضيءُ بِهَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَشِيَ الرجلُ عَنْ حَقِّ أَصحابِه يَعْشَى عَشًى شَدِيدًا إِذا ظَلَمَهم، وَهُوَ كَقَوْلِكَ عَمِيَ عَنِ الْحَقِّ، وأَصله مِنَ العَشَا؛ وأَنشد: أَلا رُبَّ أَعْشَى ظالِمٍ مُتَخَمِّطٍ، ... جَعَلْتُ بعَيْنَيْهِ ضِياءً، فأَبْصَرا وَقَالَ: عَشِيَ عليَّ فلانٌ يَعْشَى عَشًى، مَنْقُوصٌ، ظَلَمَني. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلرِّجَالِ يَعْشَوْنَ، وهُما يَعْشَيَانِ، وَفِي النِّسَاءِ هُنَّ يَعْشَيْن، قَالَ: لمَّا صَارَتِ الْوَاوُ فِي عَشِيَ يَاءً لكَسْرة الشِّينِ تُرِكَتْ فِي يَعْشَيَانِ يَاءً عَلَى حالِها، وَكَانَ قِياسُه يَعْشَوَانِ فتَرَكوا الْقِيَاسَ، وَفِي تَثْنِيَةِ الأَعْشَى هُمَا يَعْشَيانِ، وَلَمْ يَقُولُوا يَعْشَوانِ لأَنَّ الْوَاوَ لمَّا صَارَتْ فِي الْوَاحِدِ يَاءً لكَسْرة مَا قَبْلَها تُرِكَت فِي التَّثْنية عَلَى حَالِهَا، والنِّسْبة إِلى أَعْشَى أَعْشَوِيٌّ، وإِلى العَشِيَّةِ عَشَوِيٌّ. والعَشْوَةُ والعُشْوَةُ والعِشْوَةُ: رُكوبُ الأَمْر عَلَى غَيْرِ بيانٍ. وأَوْطأَني عَشْوَةً وعِشْوَةً وعُشْوَة: لبَسَ عليَّ، وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنه حَمَله عَلَى أَن يَرْكَب أَمراً غيرَ مُسْتَبينِ الرُّشْدِ فرُبَّما كَانَ فِيهِ عَطَبُه، وأَصله مِنْ عَشْوَاءِ اللَّيْلِ وعُشْوَتِه مثلُ ظَلْماءِ اللَّيْلِ وظُلْمَته، تَقُولُ: أَوْطَأْتَني عَشْوَةً أَي أَمْراً مُلْتَبِساً، وَذَلِكَ إِذا أَخْبَرْتَه بِمَا أَوْقَعْتَه بِهِ فِي حَيْرَةٍ أَو بَلِيَّة. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ: أَوطَأْته عَشْوَة أَي غَرَرْته وحَمَلْته على أَن يَطَأَ

_ (1). قوله [ثِقَةً عَلَى مَا فِيهَا إلخ] هَكَذَا فِي الْأَصْلِ الَّذِي بأيدينا، وفي النهاية: ثقة بما سيجده من الكلإ، وفي التهذيب: فاتكل على ما فيها إلخ.

مَا لَا يُبْصِرُه فرُبَّما وَقَعَ فِي بِئْرٍ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: خَبَّاط عَشَوَات أَي يَخْبِطُ فِي الظَّلامِ والأَمر المُلْتَبِس فيَتَحَيَّر. وَفِي الْحَدِيثِ: يَا مَعْشَرَ العَرَب احْمَدُوا اللهَ الَّذِي رَفَعَ عنكمُ العُشْوَةَ ؛ يُرِيدُ ظُلْمة الكُفْرِ كُلَّما ركِبَ الإِنسانُ أَمراً بجَهْلٍ لَا يُبْصرُ وجْهَه، فَهُوَ عُشْوَة مِنْ عُشْوَة اللَّيْلِ، وَهُوَ ظُلْمة أَوَّله. يُقَالُ: مَضى مِنَ اللَّيْلِ عَشْوَة، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ أَوَّلِه إِلى رُبْعه. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى ذَهَبَ عَشْوَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. وَيُقَالُ: أَخَذْتُ عَلَيْهم بالعَشْوَة أَي بالسَّوادِ مِنَ اللَّيل. والعُشْوَة، بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الأَمْرُ المُلْتَبس. وَرَكِبَ فلانٌ العَشْوَاءَ إِذا خَبَطَ أَمرَه عَلَى غيرِ بَصِيرة. وعَشْوَةُ اللَّيْلِ والسَّحَر وعَشْوَاؤه: ظُلْمَتُه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: فأَخَذَ عَلَيْهِمْ بالعَشْوَةِ أَي بالسَّوادِ مِنَ اللَّيْلِ، ويُجْمَع عَلَى عَشَواتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ فِي سَفَر فاعْتَشَى فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ أَي سَارَ وقتَ العِشاء كَمَا يُقَالُ اسْتَحَر وابْتَكَر. والعِشاءُ: أَوَّلُ الظَّلامِ مِنَ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ صلاةِ المَغْرِب إِلى العَتَمة. والعِشَاءَانِ: المَغْرِب والعَتَمة؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِصَلَاتَيِ المَغْرِب والعِشاءِ العِشَاءَانِ، والأَصلُ العِشاءُ فغُلِّبَ عَلَى المَغْرِب، كَمَا قَالُوا الأَبَوان وَهُمَا الأَبُ والأُمُّ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العِشَاءُ حينَ يُصَلّي الناسُ العَتَمة؛ وأَنشد: وَمُحَوَّلٌ مَلَثَ العِشَاءِ دَعَوْتُه، ... والليلُ مُنْتَشِرُ السَّقِيط بَهِيمُ «1» قَالَ الأَزهري: صَلاةُ العِشاءِ هِيَ الَّتِي بعدَ صلاةِ المَغْرِب، ووَقْتُها حينَ يَغِيبُ الشَّفَق، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ . وأَما العَشِيُّ فَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: إِذا زَالَتِ الشَّمْسُ دُعِي ذَلِكَ الوقتُ العَشِيَّ، فَتَحَوَّلَ الظلُّ شَرْقِيّاً وتحوَّلت الشمْسُ غَرْبيَّة؛ قَالَ الأَزهري: وَصَلَاتَا العَشِيِّ هُمَا الظُّهْر والعَصْر. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: صَلَّى بِنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إحْدى صلاتَي العَشِيِّ، وأَكْبَرُ ظَني أَنها العَصْر ، وَسَاقَهُ ابْنُ الأَثير فَقَالَ: صَلى بِنَا إحْدى صَلَاتَيِ العَشِيِّ فسَلَّم مِنَ اثْنَتَيْن ، يريدُ صلاةَ الظُّهْر أَو العَصْر؛ وَقَالَ الأَزهري: يَقَع العَشِيُّ عَلَى مَا بَيْنَ زَوالِ الشمْسِ إِلَى وَقْت غُروبها، كُلُّ ذَلِكَ عَشِيٌّ، فَإِذَا غابَتِ الشَّمْسُ فَهُوَ العِشَاءُ، وَقِيلَ: العَشِيُّ منْ زَوالِ الشَّمْس إِلى الصَّباح، وَيُقَالُ لِما بَيْنَ المَغْرِب والعَتَمة: عِشاءٌ؛ وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ العِشَاء مِنْ زَوال الشَّمْسِ إِلى طُلوع الفَجْر، وأَنشدوا فِي ذَلِكَ: غَدَوْنا غَدْوَةً سَحَراً بليْلٍ ... عِشاءً، بعدَ ما انْتَصف النَّهارُ وَجَاءَ عَشْوَةَ أَي عِشاءً، لَا يتمكَّن؛ لَا تَقُولُ مضتْ عَشْوَةٌ. والعَشِيُّ والعَشِيَّةُ: آخرُ النَّهَارِ، يُقَالُ: جئتُه عَشِيَّةً وعَشِيَّةَ؛ حَكَى الأَخيرةَ سِيبَوَيْهِ. وأَتَيْتُه العَشِيَّةَ: ليوْمِكَ، وَآتِيهِ عَشِيَّ غدٍ، بِغَيْرِ هاءٍ، إِذا كَانَ للمُسْتَقبل، وأَتَيتك عَشِيّاً غَيْرُ مضافٍ، وآتِيه بالعَشِيِّ وَالْغَدِ أَي كلَّ عَشيَّة وغَداةٍ، وإِني لَآتِيهِ بالعَشَايا والغَدايا. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَشِيُّ، بِغَيْرِ هاءٍ، آخِرُ النهارِ، فإِذا قُلْتَ عَشِيَّة فَهُوَ لِيوْم واحدٍ، يُقَالُ: لَقِيته عَشِيَّةَ يَوْمِ كَذَا وَكَذَا، ولَقِيته عَشِيَّةً مِنَ العَشِيّات، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ، يَقُولُ القائلُ: وَهَلْ للعَشِيَّة ضُحًى؟ قَالَ: وَهَذَا جَيِّد مِنْ

_ (1). قوله [ومحوّل] هكذا في الأصل.

كَلَامِ الْعَرَبِ، يُقَالُ: آتِيك العَشِيَّةَ أَو غداتَها، وَآتِيكَ الغَداةَ أَو عَشِيَّتَها، فَالْمَعْنَى لَمْ يَلْبثوا إِلَّا عَشِيَّة أَو ضُحى العَشِيَّة، فأَضاف الضُّحى إِلى العَشِيَّة؛ وأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَلا لَيتَ حَظِّي مِنْ زِيارَةِ أُمِّيَهْ ... غَدِيَّات قَيْظٍ، أَو عَشِيَّات أَشْتِيَهْ فإِنه قَالَ: الغَدَوات فِي القَيْظ أَطْوَلُ وأَطْيَبُ، والعَشِيَّاتُ فِي الشِّتاءِ أَطولُ وأَطيبُ، وَقَالَ: غَدِيَّةٌ وغَدِيَّات مثلُ عَشِيَّةٍ وعَشِيَّات، وَقِيلَ: العَشِيُّ والعَشِيَّة مِنْ صلاةِ المَغْرِب إِلَى العَتمة، وَتَقُولُ: أَتَيْتُه عَشِيَّ أَمْسِ وعَشِيَّة أَمْسِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ، وليسَ هُناك بُكْرَةٌ وَلَا عَشِيٌّ وَإِنَّمَا أَراد لهُم رزْقُهُم فِي مِقْدار، بَيْنَ الغَداةِ والعَشِيِّ، وَقَدْ جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَنَّ معْناه ولهُمْ رِزْقُهُم كلَّ ساعةٍ، وتصٌغِيرُ العَشِيِّ عُشَيْشِيانٌ، عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ، وَذَلِكَ عِنْدَ شَفىً وَهُوَ آخِرُ ساعةٍ مِنَ النَّهار، وَقِيلَ: تَصْغِيرُ العَشِيِّ عُشَيَّانٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ مُكَبَّره، كَأَنَّهُمْ صَغَّروا عَشيْاناً، وَالْجَمْعُ عُشَيَّانات. ولَقِيتُه عُشَيْشِيَةً وعُشَيْشِيَاتٍ وعُشَيْشِياناتٍ وعُشَيَّانات، كلُّ ذَلِكَ نَادِرٌ، وَلَقِيتُهُ مُغَيْرِبانَ الشَّمْسِ ومُغَيْرِباناتِ الشَّمْسِ. وَفِي حَدِيثِ جُنْدَب الجُهَني: فأَتَيْنا بَطْنَ الكَديد فنَزَلْنا عُشَيْشِيَةً ، قَالَ: هِيَ تَصْغِيرُ عَشِيَّة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، أُبْدلَ مِنَ الْيَاءِ الوُسْطى شِينٌ كأَنّ أَصلَه عُشَيِّيةً. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: أَتَيْتُه عُشَيْشَةً وعُشَيْشِياناً وعُشيَّاناً، قَالَ: وَيَجُوزُ فِي تَصْغيرِ عَشِيَّةٍ عُشَيَّة وعُشَيْشِيَةٌ. قَالَ الأَزهري: كَلَامُ الْعَرَبِ فِي تَصْغِيرِ عَشِيَّة عُشَيْشِيَةٌ، جَاءَ نَادِرًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَلَمْ أَسْمَع عُشَيَّة فِي تَصْغِيرِ عَشِيَّة، وَذَلِكَ أَنَّ عُشَيَّة تصْغِيرُ العَشْوَة، وَهُوَ أَولُ ظُلْمة اللَّيْلِ، فأَرادوا أَن يَفْرُقوا بَيْنَ تَصْغِيرِ العَشِيَّة وَبَيْنَ تَصغير العَشْوَة؛ وأَمَّا مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ: هَيْفاءُ عَجْزاءُ خَرِيدٌ بالعَشِي، ... تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ عَذْبٍ نَقِي فَإِنَّهُ أَراد باللَّيل، فإمَّا أَن يَكُونَ سَمَّى الليلَ عَشِياً لمَكانِ العِشاء الَّذِي هُوَ الظُّلْمَةُ، وإمَّا أَن يَكُونَ وَضَعَ العَشِيَّ موضِعَ اللَّيْلِ لقُرْبِه مِنْهُ مِنْ حَيْثُ كانَ العَشِيُّ آخِرَ النَّهار، وآخرُ النَّهارِ مُتَّصِلٌ بأَوَّل اللَّيْلِ، وَإِنَّمَا أَرادَ الشاعرُ أَنْ يُبالغَ بتَخَرُّدِها واسْتِحيائِها لأَنَّ الليلَ قَدْ يُعْدَمُ فِيهِ الرُّقَباءُ والجُلَساءُ، وأَكثرُ مَنْ يُسْتَحْيا مِنْهُ، يَقُولُ: فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مَعَ عَدَمِ هَؤُلاء فَمَا ظَنُّكَ بتَخَرُّدِها نَهاراً إِذَا حَضَرُوا؟ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنَى بِهِ اسْتِحياؤها عِنْدَ المُباعَلَة لأَنَّ المُباعَلَة أَكثرُ مَا تَكُونُ لَيْلًا. والعِشْيُ: طَعامُ العَشيّ والعِشاءِ، قُلِبَتْ فِيهِ الواوُ يَاءً لقُرْب الْكَسْرَةِ. والعَشاءُ: كالعِشْيِ، وجَمعه أَعْشِيَة. وعَشِيَ الرجلُ يَعْشَى وعَشَا وتَعَشَّى، كلُّه: أَكلَ العَشاء فَهُوَ عاشٍ. وعَشَّيْت الرجلَ إِذَا أَطْعَمته العَشَاءَ، وَهُوَ الطَّعَامُ الَّذِي يُؤكَلُ بَعْدَ العِشاء. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَضَر العَشَاءُ والعِشَاءُ فابْدَؤوا بالعَشَاءِ ؛ العَشَاء، بِالْفَتْحِ والمدِّ: الطعامُ الَّذِي يؤكَلُ عِنْدَ العِشَاء، وَهُوَ خِلاف الغَداءِ وأَراد بالعِشاءِ صلاةَ الْمَغْرِبِ، وَإِنَّمَا قدَّم العَشاء لئلَّا يَشْتَغِل قلْبُه بِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَإِنَّمَا قِيلَ إِنَّهَا الْمَغْرِبُ لأَنها وقتُ الإِفطارِ ولِضِيقِ وقتِها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْمَثَلِ سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحان؛ يُضْرَبُ للرجُلِ يَطْلُب الأَمر التَّافِه

فيقَع فِي هَلَكةٍ، وأَصله أَنَّ دابَّة طَلبَت العَشاءَ فَهَجَمَتْ عَلَى أَسَدٍ. وَفِي حَدِيثِ الْجَمْعِ بعَرفة: صلَّى الصَّلاتَيْن كلُّ صلاةٍ وحْدها والعَشَاءُ بَيْنَهُمَا أَي أَنه تَعَشَّى بَيْنَ الصَّلاتَيْن. قَالَ الأَصمعي: وَمِنْ كَلَامِهِمْ لَا يَعْشَى إلا بعد ما يَعْشُو أَي لَا يَعْشَى إلا بعد ما يَتَعَشَّى. وَإِذَا قِيلَ: تَعَشَّ، قلتَ: مَا بِي مِنْ تَعَشٍّ أَي احْتِيَاجٍ إِلَى العَشاءِ، وَلَا تقُلْ مَا بِي عَشاءٌ. وعَشَوْتُ أَي تَعَشَّيْتُ. ورجلٌ عَشْيَانٌ: مُتَعَشٍّ، والأَصل عَشْوانٌ، وَهُوَ مِنْ بَابِ أَشاوَى فِي الشُّذُوذِ وطَلَب الخِفَّة. قَالَ الأَزهري: رجلٌ عَشْيَان وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الواوِ لأَنه يُقَالُ عَشَيته وعَشَوته فأَنا أَعْشُوه أَي عَشَّيْته، وَقَدْ عشِيَ يَعْشَى إِذَا تَعشَّى. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ مِنَ الغَداء والعَشاء رجلٌ غَدْيان وعَشْيان، والأَصل غَدْوان وعَشْوان لأَنَّ أَصْلَهُما الواوُ، وَلَكِنَّ الواوُ تُقْلَب إِلَى الْيَاءِ كَثِيرًا لأَن الْيَاءَ أَخفُّ مِنَ الواوِ. وعَشاه عَشْواً وعَشْياً فتَعَشَّى: أَطْعَمَهُ العَشاءَ، الأَخيرةُ نادرةٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَصَرْنا عَلَيْه بالمَقِيظِ لِقاحَنَا، ... فَعَيَّلْنَه مِنْ بَينِ عَشْيٍ وتَقْييلِ «2» وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لقُرْط بْنِ التُّؤام الْيَشْكُرِيُّ: كانَ ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه ... مِنْ هَجْمَةٍ، كفَسِيلِ النَّخلِ دُرَّارِ وعَشَّاهُ تَعْشِية وأَعْشاه: كَعَشاه قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فأَعْشَيْتُه، مِنْ بَعدِ مَا راثَ عِشْيُهُ، ... بسَهْمٍ كسَيْرِ التَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ عدّاه بالباء فِي مَعْنَى غَذَّيْتُه. وعَشَّيْتُ الرجُل: أَطْعَمْتُهُ العَشاءَ. وَيُقَالُ: عَشِّ إِبِلَكَ وَلَا تَغْتَرَّ؛ وَقَوْلُهُ: باتَ يُعَشِّيها بِعَضْبٍ باتِرِ، ... يَقْصِدُ فِي أَسْؤُقِها، وجائِرِ أَي أَقامَ لهَا السَّيْفَ مُقامَ العَشاءِ. الأَزهري: العِشْيُ مَا يُتَعَشَّى بِهِ، وجَمْعه أَعْشَاء؛ قَالَ الحُطَيْئة: وقَدْ نَظَرْتُكُمُ أَعْشَاءَ صادِرَةٍ ... للْخِمْسِ، طالَ بِهَا حَوْزي وتَنْساسِي قَالَ شَمِرٌ: يقولُ انْتَظَرْتُكُمُ انْتِظارَ إبِلٍ خَوامِسَ لأَنَّها إِذَا صَدَرَتْ تَعَشَّت طَويلًا، وَفِي بُطونِها ماءٌ كثيرٌ، فَهِيَ تَحْتاجُ إِلَى بَقْلٍ كَثِيرٍ، وواحدُ الأَعْشَاء عِشْيٌ. وعِشْيُ الإِبلِ: مَا تَتَعشَّاه، وأَصلُه الْوَاوُ. والعَوَاشِي: الإِبل والغَنم الَّتِي تَرْعَى بالليلِ، صِفَةٌ غالبَةٌ والفِعْلُ كالفِعْل؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَعْشَى، إِذَا أَظْلَم، عَنْ عَشائِه، ... ثُمَّ غَدَا يَجْمَع مِنْ غَدائِهِ يَقُولُ: يَتَعَشَّى فِي وَقْتِ الظُّلْمة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ عَشِيَ بِمَعْنَى تَعَشَّى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: مَا مِنْ عاشِيَةٍ أَشَدَّ أَنَقاً وَلَا أَطْولَ شِبَعاً مِنْ عالِمٍ مِن عِلْمٍ ؛ الْعَاشِيَةُ: الَّتِي تَرْعَى بالعَشِيِّ مِنَ المَواشِي وغيرِها. يُقَالُ: عَشِيَت الإِبلُ وتَعَشَّتْ؛ الْمَعْنَى: أَنَّ طالِبَ العِلْمِ لَا يكادُ يَشْبَعُ مِنْهُ، كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: مَنْهُومانِ لَا يَشْبَعانِ: طالِبُ عِلْمٍ وطالِبُ دُنْيا. وَفِي كِتَابِ أَبي مُوسَى: مَا مِنْ عاشِيَة أَدوَمُ أَنقاً وَلَا أَبْعَدُ مَلالًا مِنْ عَاشِيَةِ عِلْمٍ. وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: العَشْوُ إتْيانُكَ نَارًا تَرْجُو عندَها خَيْرًا. يُقَالُ: عَشَوْتُه أَعْشُوه، فأَنا عاشٍ

_ (2). قوله [فعيلنه إلخ] هكذا في الأصول.

مِنْ قَوْمٍ عاشِيَة، وَأَرَادَ بالعَاشِيَة هَاهُنا طَالِبِي العِلْمِ الرَّاجينَ خيرَه ونَفْعَه. وَفِي الْمَثَلِ: العَاشِيَةُ تَهِيجُ الآبِيَةَ أَي إِذَا رَأتِ الَّتِي تأبَى الرَّعْيَ الَّتِي تَتَعَشَّى هاجَتْها للرَّعْي فرَعَتْ مَعَهَا؛ وَأَنْشَدَ: تَرَى المِصَكَّ يَطْرُدُ العَواشِيَا: ... جِلَّتَها والأُخرَ الحَواشِيَا وبَعِيرٌ عَشِيٌّ: يُطِيلُ العَشاءَ؛ قَالَ أَعْرابيٌّ وَوَصَفَ بَعيرَه: عريضٌ عَروُضٌ عَشِيٌّ عَطُوّ وعَشَا الإِبلَ وعَشَّاها: أَرْعاها لَيْلًا. وعَشَّيْتُ الإِبلَ إِذَا رَعَيْتَها بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. وعَشِيَت الإِبلُ تَعْشَى عَشًى إِذَا تَعشَّت، فَهِيَ عَاشِيَة. وجَمَلٌ عَشٍ وَنَاقَةٌ عَشِيَة: يَزيدان عَلَى الإِبلِ فِي العَشاء، كلاهُما عَلَى النَّسَب دُونَ الْفِعْلِ؛ وَقَوْلُ كُثَيِّر يَصِفُ سَحَابًا: خَفِيٌّ تَعَشَّى فِي الْبِحَارِ ودُونَه، ... مِنَ اللُّجِّ، خُضْرٌ مُظْلِماتٌ وسُدَّفُ إِنَّمَا أَراد أَنَّ السحابَ تَعَشَّى مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، جَعَلَه كالعَشاءِ لَهُ؛ وَقَوْلُ أُحَيْحَةَ بنِ الجُلاح: تَعَشَّى أَسافِلُها بالجَبُوب، ... وتأْتي حَلُوبَتُها مِنْ عَل يَعْنِي بِهَا النَّخْلَ، يَعْنِي أَنها تَتَعَشَّى مِنْ أَسفل أَي تَشْرَبُ الماءَ ويأْتي حَمْلُها مِنْ فَوْقُ، وعَنى بِحَلُوبَتِها حَمْلَها كأَنه وَضَعَ الحَلُوبة موضعَ المَحْلُوب. وعَشِيَ عَلَيْهِ عَشًى: ظَلَمه. وعَشَّى عَنِ الشَّيْءِ: رَفَقَ بِهِ كَضَحَّى عَنْهُ. والعُشْوان: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ أَو النَّخْلِ. والعَشْواءُ، مَمْدودٌ: ضربٌ مِنْ متأخِّر النخلِ حَمْلًا. عصا: العَصا: العُودُ، أُنْثَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها . وفلانٌ صُلْبُ العَصَا وصليبُ العَصَا إِذَا كَانَ يَعْنُفُ بالإِبل فيَضْرِبُها بالعَصا؛ وَقَوْلُهُ: فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ، مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ الْعَصَا مِنْ رجالِكِ أَي صَلِيبُ العَصا. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلرَّاعِي إِذَا كَانَ قَويّاً عَلَى إبِلِه ضَابِطًا لَهَا إِنَّهُ لصُلْبُ العَصا وشديدُ العَصَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ بنِ لَجَإٍ: صُلْبُ العَصا جافٍ عَنِ التَّغَزُّلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ إِنَّهُ لصُلْبُ العَصا أَيْ صُلْبٌ فِي نَفْسِهِ وَلَيْسَ ثَمَّ عَصاً، وأَنشد بَيْتَ عُمَرَ بْنِ لجإٍ وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِي النَّجْم. وَيُقَالُ: عَصاً وعَصَوانِ، وَالْجَمْعُ أَعْصٍ وأَعْصاءٌ وعُصِيٌّ وعِصِيٌّ، وَهُوَ فُعول، وَإِنَّمَا كُسِرت العَيْنُ لِمَا بَعْدَها مِنَ الْكَسْرَةِ، وأَنكر سِيبَوَيْهِ أَعصاءً، قَالَ: جَعَلُوا أَعْصِياً بَدَلًا مِنْهُ. ورجلٌ لَيِّنُ الْعَصَا: رفيقٌ حَسَنُ السِّيَاسَةِ لِمَا يَلي، يكْنونُ بِذَلِكَ عَنْ قِلة الضَّرْب بالعَصا. وضعيفُ العَصا أَي قليلُ الضَّرْب للإِبلِ بالعَصا، وَذَلِكَ مِمَّا يُحْمَدُ بِهِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد الأَزهري لمَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَني: عَلَيْهِ شَرِيبٌ وادِعٌ لَيِّنُ العَصا، ... يُساجِلُها جُمَّاتِهِ وتُساجِلُهْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: موضعُ الجُمَّاتِ نَصْبٌ، وجَعَل شُرْبَها لِلْمَاءِ مُساجَلة؛ وأَنشد غيرهُ قَوْلَ الرَّاعِي يَصِفُ رَاعِيًا: ضَعيفُ العَصا بَادِي العُروقِ، تَرَى لَهُ ... عَلَيْهَا، إِذَا مَا أَجْدَبَ الناسُ، إصبَعَا وَقَوْلُهُمْ: إِنَّهُ لَضَعِيفُ العَصَا أَي تِرْعِيَة. قَالَ ابْنُ

الأَعرابي: والعربُ تَعيبُ الرِّعاءَ بضَرْبِ الإِبلِ لأَن ذَلِكَ عُنْفٌ بِهَا وقلَّةُ رِفْقٍ؛ وأَنشد: لَا تَضْرِباها واشْهَرا لَهَا العصِي، ... فرُبّ بَكْرٍ ذِي هِبابٍ عَجْرَفي فِيهَا، وصَهْباءَ نَسوُلٍ بالعَشِي يَقُولُ: أَخيفاها بشهْرِكُما العِصِيَّ لَهَا وَلَا تَضْرِباها؛ وأَنشد: دَعْها مِن الضَّرْبِ وبَشِّرْها بِرِيْ، ... ذاكَ الذِّيادُ لَا ذِيادٌ بالعِصِيْ وعَصاه بالعَصا فَهُوَ يَعْصُوه عَصْواً إِذَا ضَرَبَه بِالْعَصَا. وعَصى بِهَا: أَخذها. وعَصِيَ بسَيْفه وعَصا بِهِ يَعْصُو عَصاً: أَخذَه أَخْذَ العَصا أَو ضَرَبَ بِهِ ضَرْبَه بِهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ: تَصِفُ السُّيُوفَ وغيرُكُمْ يَعْصَى بِهَا، ... يَا ابنَ القُيونِ، وذاكَ فِعْلُ الصَّيْقَلِ والعَصا، مقصورٌ: مصدرُ قَولِك عَصِيَ بِالسَّيْفِ يَعْصَى إِذَا ضَرَبَ بِهِ، وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ أَيضاً. وَقَالُوا: عَصَوتُه بالعَصا وعَصَيْتُه وعَصِيتُه بِالسَّيْفِ والعَصا وعَصَيْتُ وعَصِيتُ بِهِمَا عَلَيْهِ عَصاً؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ عَصَوْتُه بالعَصا، قَالَ: وكَرِهَها بعضُهم، وَقَالَ: عَصِيت بالعَصا ثُمَّ ضَرَبْتُه بِهَا فأَنا أَعْصَى، حَتَّى قَالُوهَا فِي السَّيْفِ تَشْبِيهًا بِالْعَصَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَعْبَدِ بْنِ علقمة: ولكنَّنا نأْتي الظَّلامَ، ونَعْتَصِي ... بكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَينَ مُصَمِّمِ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: عَصِيَ الرجلُ فِي الْقَوْمِ بِسَيْفِهِ وعَصاه فَهُوَ يَعْصَى فِيهِمْ إِذَا عاثَ فِيهِمْ عَيْثاً، والاسمُ العَصَا. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ عَصَاهُ يَعْصُوه إِذَا ضرَبَه بِالْعَصَا. وعَصِيَ يَعْصَى إِذَا لَعِبَ بالعَصا كَلِعبه بالسيفِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُعْتَلِّ بِالْيَاءِ: عَصَيْته بِالْعَصَا وعَصِيته ضربْتُه، كِلَاهُمَا لُغةٌ فِي عَصَوْتُه، وَإِنَّمَا حَكَمْنا عَلَى أَلف العَصا فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّهَا ياءٌ لقَولهم عَصَيْته، بِالْفَتْحِ فأَمّا عَصِيته فَلَا حُجَّةَ فِيهِ لأَنه قَدْ يَكُونُ مِنْ بابِ شَقِيتُ وغَبِيت، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فلامُه واوٌ، وَالْمَعْرُوفُ فِي كُلِّ ذَلِكَ عَصَوْته. واعْتَصى الشجرةَ: قَطَع مِنْهَا عَصاً؛ قَالَ جَرِيرٌ: وَلَا نَعْتصِي الأَرْطَى، وَلَكِنْ سَيُوفُنا ... حِدادُ النَّوَاحِي، لَا يُبِلُّ سَلِيمُها وَهُوَ يَعْتَصِي عَلَى عَصاً جَيِّدة أَي يَتوَكَّأُ. واعْتَصَى فلانٌ بالعَصا إِذَا تَوكَّأَ عَلَيْهَا فَهُوَ مُعْتصٍ بِهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها . وَفُلَانٌ يَعْتَصِي بالسيفِ أَي يجعلهُ عَصاً. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْعَصَا عَصاةٌ، بِالْهَاءِ، يُقَالُ أَخذْتُ عَصاتَه، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَن كرِهَ هَذِهِ اللُّغَةَ، رَوَى الأَصمعي عَنْ بَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: سُمِّيت العَصا عَصاً لأَن اليَدَ والأَصابعَ تَجْتَمعُ عَلَيْهَا، مأْخوذٌ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ عَصَوْتُ القومَ أَعْصُوهم إِذَا جَمَعْتهم عَلَى خَيْرٍ أَو شرٍّ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ مَدُّ العَصا وَلَا إِدْخَالُ التَّاءِ مَعَهَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ بالعِراق هَذِهِ عَصاتي، بِالتَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه حَرَّمَ شَجَرَ الْمَدِينَةِ إلَّا عَصَا حَديدةٍ أَي عَصَا تَصْلُحُ أَن تَكُونَ نِصاباً لِآلَةٍ مِنَ الْحَدِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلا إنَّ قَتِيل الخَطَإ قَتيلُ السَّوْطِ والعَصَا، لأَنَّهما لَيْسَا مِنْ آلَاتِ الْقَتْلِ، فَإِذَا ضُرِبَ بِهِمَا أَحدٌ فماتَ كَانَ قَتْلُه خَطَأً. وعَاصَانِي فعَصَوْتُه أَعْصُوه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وأُراه أَرادَ خاشَنني بِهَا أَو عارَضَني بِهَا فغَلَبْتُه، وَهَذَا قَلِيلٌ فِي الْجَوَاهِرِ، إِنَّمَا بَابُهُ الأَعْراضُ

ككَرَمْتُه وفَخَرْتُه مِنَ الكَرَم والفَخْر. وعَصَّاه العَصَا: أَعطاه إِيَّاهَا؛ قَالَ طُرَيح: حَلَّاك خاتَمَها ومِنْبَرَ مُلْكِها، ... وعَصا الرسولِ كَرَامَةً عَصَّاكَها وأَلْقى المسافِرُ عَصاهُ إِذَا بَلَغ موضِعَه وأَقام، لأَنه إِذَا بَلَغَ ذَلِكَ أَلْقى عَصاه فخيَّم أَو أَقام وتركَ السَّفَرَ؛ قَالَ مُعَقِّرُ بنُ حِمارٍ البارقيُّ يَصِفُ امرأَةً كَانَتْ لَا تَسْتَقِرُ عَلَى زَوْج، كُلَّمَا تَزَوَّجت رَجُلًا فارَقتْه واسْتَبْدلتْ آخرَ بِهِ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كُلَّمَا تزوَّجَها رجُلٌ لَمْ تواتِه وَلَمْ تَكْشِفْ عَنْ رأْسِها وَلَمْ تُلْقِ خِمارها، وَكَانَ ذَلِكَ عَلَامَةَ إبائِها وأَنها لَا تُريدُ الزَّوْج، ثُمَّ تَزَوَّجها رجُلٌ فرَضِيتْ بِهِ وأَلْقَتْ خِمارها وكَشفتْ قِناعَها: فأَلْقتْ عَصاها واسْتَقرَّ بِهَا النَّوَى، ... كَمَا قَرَّ عَيْناً بالإِيابِ المُسافِرُ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البَيتُ لعبدِ رَبِّه السُّلَمِيِّ، وَيُقَالُ لسُلَيْم بْنِ ثُمامَة الحَنَفي، وَكَانَ هَذَا الشَّاعِرُ سَيَّر امرأَتَه مِنَ الْيَمَامَةِ إِلى الْكُوفَةِ؛ وأَول الشَّعْرِ: تَذَكَّرْتُ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرث بَعْدَ ما ... مَضَتْ حِجَجٌ عَشْرٌ، وَذُو الشَّوق ذاكِرُ قَالَ: وَذَكَرَ الآمِدي أَنَّ الْبَيْتَ لمُعَقِّر بْنِ حمارٍ الْبَارِقِيِّ؛ وَقَبْلَهُ: وحَدَّثَها الرُّوّادُ أَنْ لَيْسَ بينَها، ... وَبَيْنَ قُرى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ كَافِرٌ أَي مَطَر؛ وَقَوْلُهُ: فأَلْقَتْ عَصاها واسْتَقرَّ بِهَا النَّوى يُضْرب هَذَا مَثَلًا لكلِّ منْ وافَقَه شيءٌ فأَقام عَلَيْهِ؛ وَقَالَ آخَرُ: فأَلْقَتْ عَصَا التَّسْيارِ عَنْهَا، وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٍ مَحافِرُه وَقِيلَ: أَلْقى عَصاه أَثْبَتَ أَوتادَه فِي الأَرض ثُمَّ خَيَّمَ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَظُنُّك لمَّا حَضْحَضَتْ بَطْنَكَ العَصا، ... ذَكَرْتَ مِنَ الأَرْحام مَا لَسْتَ ناسِيا «1» قَالَ: العَصا عَصا الْبَيْنِ هَاهُنا. الأَصمعي فِي بَابُ تَشبيه الرجُل بأَبيه: العَصَا مِنَ العُصَيّة؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا قَالَ «2» وأَنا أَحسَبُه العُصَيَّةُ مِنَ العَصَا، إِلَّا أَن يُرادَ بِهِ أَن الشَّيْءَ الجلِيل إِنَّمَا يَكُونُ فِي بَدْئه صَغِيراً، كَمَا قَالُوا إِنَّ القَرْمَ مِنَ الأَفِيلِ، فَيَجُوزُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى أَنْ يُقَالَ العَصا مِنَ العُصَيَّة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي بَعْضُ الأَمر مِنْ بَعضٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: ويَكْفِيكَ أَنْ لَا يَرْحلَ الضَّيْفُ مُغْضَباً عَصَا العَبْدِ، والبِئْرُ الَّتِي لَا تُمِيهُها يَعْنِي بعَصَا العَبْدِ العُودَ الَّذِي تحرَّكُ بِهِ المَلَّة وَبِالْبِئْرِ الَّتِي لَا تُمِيهُها حُفْرَةَ المَلَّة، وأَرادَ أَنْ يرحَلَ الضيفُ مغْضَباً فَزَادَ لَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ؛ أَي أَنْ تَسْجُدَ. وأَعْصَى الكَرْمُ: خَرَجَت عِيدانُه أَو عِصِيُّه وَلَمْ يُثْمِرْ. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ للقوْم إِذا اسْتُذِلُّوا مَا هُمْ إِلَّا عبيدُ العَصَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُمْ عبيدُ العَصا أَي يُضْرَبُون بِهَا؛ قَالَ: قُولَا لِدُودانَ عَبِيدِ العَصَا: ... مَا غَرَّكمْ بالأَسَد الباسِلِ؟

_ (1). قوله [حضحضت إلخ] هو هكذا بالحاء المهملة في الأصل. (2). قوله [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ هَكَذَا قال إلخ] في التكملة: والعُصَيَّة أم العَصَا التي هي لجذيمة وفيها المثل العَصَا من العُصَيَّة.

وقَرَعْته بالعَصا: ضَرَبْته؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغ: العَبْدُ يُضْرَبُ بالعَصا، ... والحُرُّ تَكْفِيهِ المَلامَة قَالَ الأَزهري: وَمِنْ أَمْثالِهم إِن العَصا قُرِعَتْ لِذِي الحِلْم؛ وَذَلِكَ أَن بَعْضَ حُكَّامِ العَرب أَسَنَّ وضعُف عَنِ الحُكْم، فَكَانَ إِذا احْتَكَم إِليه خَصْمانِ وزَلَّ فِي الحُكْم قَرَع لَهُ بعضُ ولدِه العَصا يُفَطِّنُه بقَرْعِها للصَّواب فيَفْطُنُ لَهُ. وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبي جَهْمٍ: فَإِنَّهُ لَا يَضَعُ عَصاهُ عَنْ عاتِقِه ، فَقِيلَ: أَراد أَنه يُؤَدِّبُ أَهْلَه بالضَّرْبِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ كَثْرةَ الأَسْفار. يُقَالُ: رَفَع عَصَاهُ إِذا سَارَ، وأَلْقى عَصَاهُ إِذا نزَل وأَقام. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ لرجُلٍ: لَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْ أَهْلِكَ أَي لَا تَدَعْ تَأْديبَهُم وجَمْعَهُم عَلَى طاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى؛ رُوِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ وَغَيْرِهِ أَنه لَمْ يُرِد العَصا الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا وَلَا أَمَر أَحَداً قطُّ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُرِدِ الضَّرْبَ بالعَصا، وَلَكِنَّهُ أَراد الأَدَبَ وجَعَلَه مَثَلًا يَعْنِي لَا تَغْفُلْ عَنْ أَدَبهم ومَنْعِهم مِنَ الفَساد. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَصْلُ العَصا الاجْتِماعُ والائْتِلافُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن الخَوارجَ قَدْ شَقُّوا عَصَا المُسْلِمين وفَرَّقوا جَماعَتهم أَي شَقُّوا اجْتماعَهُم وأْتِلافَهُم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ صِلَة: إِيَّاك وقَتِيلَ العَصا ؛ مَعْنَاهُ إِيَّاك أَن تكونَ قاتِلًا أَو مَقْتُولًا فِي شَقِّ عَصا المُسْلِمِين. وانْشَقَّت العَصا أَي وقَع الخِلافُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّت العَصَا، ... فحَسْبُك والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ أَي يَكْفِيكَ وَيَكْفِي الضَّحَّاكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَالضِّحَاكِ بِمَعْنَى الْبَاءِ، وَإِنْ كَانَتْ مَعْطُوفَةً عَلَى الْمَفْعُولِ، كَمَا تَقُولُ بِعْتُ الشاءَ شَاةً ودِرْهَماً، لأَن الْمَعْنَى أَن الضَّحَّاكَ نَفْسَه هُوَ السَّيْفُ المُهَنَّدُ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى يَكْفِيكَ ويَكْفِي الضَّحَّاك سَيْفٌ مُهَنَّدٌ كَمَا ذَكَرَ. وَيُقَالُ للرجُلِ إِذا أَقام بالمَكان واطْمَأَنَّ واجْتَمع إِليه أَمْرُه: قَدْ أَلْقى عَصَاه وأَلْقى بَوانِيَهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: العَصَا تُضْرَب مَثَلًا لِلِاجْتِمَاعِ، ويُضْرب انْشِقاقُها مَثَلًا للافْتِراقِ الَّذِي لَا يكونُ بَعْدَهُ اجتماعٌ، وَذَلِكَ لأَنها لَا تُدْعى عَصاً إِذا انْشَقَّت؛ وأَنشد: فَلِلَّهِ شَعْبَا طِيَّةٍ صَدَعا العَصَا، ... هِيَ اليَوْمَ شَتَّى، وَهْيَ أَمْسِ جَميع قَوْلُهُ: فَلِلَّه لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنها لامُ تَعجُّب، تَعجَّبَ مِمَّا كَانَا فِيهِ مِنَ الأُنس واجتماعِ الشَّمْل، وَالثَّانِي أَن ذَلِكَ مُصِيبَةٌ موجِعة فقال: لله ذَلِكَ يَفْعَلُ مَا يشاءُ وَلَا حِيلة فِيهِ للْعِباد إِلا التَّسْلِيم كالاسْتِرْجاع. والعِصِيُّ: العظامُ الَّتِي فِي الجَناح؛ وَقَالَ: وَفِي حُقّها الأَدْنى عِصِيُّ القَوادم وعَصَا السَّاق: عَظْمها، عَلَى التَّشْبِيهِ بالعَصا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ورِجْلٍ كظِلِّ الذِّئْبِ أَلْحَقَ سَدْوَها ... وظِيفٌ، أَمَرَّتْهُ عَصَا السَّاقِ، أَرْوَحُ وَيُقَالُ: قَرَع فلانٌ فُلَانًا بعَصَا المَلامَةِ إِذا بالغَ فِي عَذْلِهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للتَّوْبِيخ تَقْريعٌ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ فلانٌ يُصَلِّي عَصَا فلانٍ أَي يُدَبِّرُ أَمْره ويَلِيه؛ وأَنشد: وَمَا صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيمِ قَالَ الأَزهري: والأَصل فِي تَصْلِيَة العَصا أَنها إِذا

اعْوَجَّتْ أَلْزَمَها مُقَوِّمُها حَرَّ النَّارِ حَتَّى تَلِين وتُجِيب التَّثْقِيفَ. يُقَالُ: صَلَّيْتُ العَصَا النارَ إِذا أَلْزَمْتَها حَرَّها حَتَّى تَلِينَ لِغامِزها. وتفاريقُ العَصا عِنْدَ الْعَرَبِ: أَن العَصا إِذا انْكَسَرَت جُعِلَت أَشِظَّةً، ثُمَّ تُجْعَلُ الأَشِظَّةُ أَوْتاداً، ثُمَّ تُجْعَلُ الأَوْتادُ تَوادِيَ للصِّرار، يُقَالُ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ تَفاريق العَصا. وَيُقَالُ: فلانٌ يَعْصِي الريحَ إِذا اسْتَقْبل مَهَبَّها وَلَمْ يَتَعرَّضْ لَهَا. وَيُقَالُ: عَصا إِذا صَلُبَ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه أرادَ عَسَا، بِالسِّينِ، فقَلَبها صَادًا. وعَصَوْتُ الجُرْحَ: شَدَدْتُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العُنْصُوَة الخُصْلة مِنَ الشَّعَر. قال: وعَصَوَا البئر عَرْقُوتاهُ؛ وأَنشد لِذِي الرُّمَّةِ: فجاءَتْ بنَسْجِ العَنْكبُوتِ كأَنَّه، ... عَلَى عَصَوَيْها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ وَالَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثُ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ مَنْ يُطِعِ اللهَ ورسُوله فقَدْ رَشَدَ ومنْ يَعْصِهِما فَقَدْ غَوى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ الخَطِيبُ أَنتَ قُلْ: ومَنْ يَعْصِ اللهَ ورسُوله فَقَدْ غَوى ؛ إِنما ذمَّه لأَنه جمَع فِي الضَّمِير بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ورسُوله فِي قَوْلِهِ ومَنْ يَعْصِهِما، فأَمَرَهُ أَن يَأْتي بالمُظْهَرِ ليَتَرَتَّب اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الذِّكْر قَبْلَ اسْم الرَّسُول، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَن الْوَاوَ تُفِيد التَّرْتِيب. والعِصيانُ: خِلافُ الطَّاعَة. عَصى العبدُ رَبَّهُ إِذا خالَف أَمْرَه، وَعَصَى فُلَانٌ أَميرَه يَعْصِيه عَصْياً وعِصْياناً ومَعْصِيَةً إِذا لَمْ يُطِعْهُ، فَهُوَ عاصٍ وعَصِيٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يجيءُ هَذَا الضَّرْبُ عَلَى مَفْعِلٍ إِلَّا وَفِيهِ الْهَاءُ لأَنه إِنْ جاءَ عَلَى مَفْعِلٍ، بِغَيْرِ هاءٍ، اعْتلَّ فعدَلوا إِلى الأَخَفِّ. وعاصَاهُ أَيضاً: مثلُ عَصَاه. وَيُقَالُ للجَماعةِ إِذا خَرَجَتْ عَنْ طاعةِ السلْطان: قَدِ اسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْلَا أَنْ نَعْصِيَ اللهَ مَا عَصانا أَي لَمْ يَمْتَنعْ عَنْ إِجابَتِنا إِذا دَعَوْناه، فجعَل الجوابَ بمنْزِلة الخِطاب فسمَّاهُ عِصْياناً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه غيَّرَ اسْم العاصِي ؛ إِنَّمَا غَيَّره لأَنَّ شعارَ المُؤْمِن الطَّاعة، والعِصْيانُ ضِدُّها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَمْ يَكُنْ أَسْلَم مِنْ عُصاة قُريش غَيْرُ مُطِيع بْنِ الأَسْوَدِ ؛ يُرِيدُ مَنْ كانَ اسْمُه العاصِي. واسْتَعْصى عَلَيْهِ الشيءُ: اشْتَدَّ كأَنه مِنِ العِصْيانِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: عَلِقَ الفُؤادُ برَيِّقِ الجَهْلِ ... فأَبَرَّ واسْتَعْصَى عَلَى الأَهْلِ والعَاصِي: الفَصِيلُ إِذا لَمْ يَتْبَع أُمَّه لأَنه كأَنه يَعْصِيها وَقَدْ عَصى أُمَّه. وَالْعَاصِي: العِرْقُ الَّذِي لَا يَرْقَأُ. وعِرْقٌ عاصٍ: لَا يَنْقَطعُ دَمُه، كَمَا قَالُوا عانِدٌ ونَعَّارٌ، كأَنه يَعصي فِي الانْقِطاع الَّذِي يُبْغى مِنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرمَّة: وهُنَّ مِنْ واطئٍ تُثْنى حَوِيَّتُه ... وناشِجٍ، وعَواصِي الجَوْفِ تَنْشَخِبُ يَعْنِي عُروقاً تَقَطَّعَتْ فِي الجَوف فَلَمْ يَرْقَأْ دَمُها؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ: صَرَتْ نَظْرةً، لوْ صادَفَتْ جَوْزَ دارِعٍ ... غَدا، والعَواصِي مِنْ دَمِ الجَوْف تَنْعَرُ وعَصى الطائِرُ يَعْصِي: طَارَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: تُعِيرُ الرِّيحَ مَنْكِبَها، وتَعْصِي ... بأَحْوذَ غَيْرِ مُخْتَلِف النَّباتِ وابنُ أَبي عاصِيَة: مِنْ شُعرائهم؛ ذَكَرَهُ ثَعْلَبٌ، وأَنشد لَهُ شِعْراً فِي مَعْن بْنِ زَائِدَةَ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَمَلْناه عَلَى الْيَاءِ لأَنهم قَدْ سمّوْا بضِدِّه، وَهُوَ قولُهُم فِي الرَّجُلِ مُطِيع، وَهُوَ مُطِيع بْنُ إِيَاسٍ

قَالَ: وَلَا عَليْك مِنِ اخْتِلافِهما بالذَّكَريَّة والإِناثيَّة، لأَن العَلَم فِي المذكَّر وَالْمُؤَنَّثِ سواءٌ فِي كَوْنِهِ عَلَماً. واعْتَصَت النَّواةُ أَي اشْتَدَّتْ. والعَصا: اسمُ فَرس عَوْفِ بْنِ الأَحْوصِ، وَقِيلَ: فَرس قَصِير بْنِ سعدٍ اللخْمِي؛ وَمِنْ كَلَامِ قَصِير: يَا ضُلَّ مَا تَجْري بِهِ العَصَا. وَفِي الْمَثَلِ: رَكب العَصَا قصِير؛ قَالَ الأَزهري: كَانَتِ العَصا لجَذيمة الأَبْرش، وَهُوَ فَرسٌ كَانَتْ مِنْ سَوابق خيْل الْعَرَبِ. وعُصَيَّةُ: قبيلةٌ من سُلَيم. عضا: العُضْوُ والعِضْوُ: الواحدُ مِنْ أَعضَاءِ الشاةِ وَغَيْرِهَا، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ عَظْمٍ وافِرٍ بلَحْمه، وجمْعُهما أَعضاءٌ. وعَضَّى الذَّبيحة: قطَّعها أَعْضاءً. وعَضَّيْتُ الشاةَ والجَزُور تَعْضِيةً إِذا جعَلْتها أَعضاءً وقَسَمْتَها. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ: مَا لوْ أَنَّ رجُلًا نَحَرَ جَزُوراً وعَضَّاها قَبْلَ غُروبِ الشمسِ أَي قَطَّعَها وفَصَّلَ أَعضاءَها. وعَضَّى الشيءَ: وزَّعَه وَفَرَّقَهُ؛ قَالَ: وَلَيْسَ دينُ اللهِ بالمُعَضَّى ابْنُ الأَعرابي: وعَضا مَالًا يَعْضُوه إِذا فرَّقَه وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَعْضِيةَ فِي مِيراثٍ إِلَّا فِيمَا حَمَلَ القَسْمَ ؛ مَعْنَاهُ أَنْ يموتَ المَيِّت ويَدَعَ شَيْئًا إِن قُسِمَ بينَ ورَثَته كَانَ فِي ذَلِكَ ضَرَرٌ عَلَى بَعْضِهِمْ أَو عَلَى جَميعِهم، يَقُولُ فَلَا يُقْسَم. وعَضَّيت الشيءَ تَعْضِية إِذا فَرَّقْته. والتَّعْضِية: التَّفْرِيقُ، وَهُوَ مأْخُوذٌ مِنَ الأَعْضاءِ. قَالَ: والشيءُ اليَسِير الَّذِي لَا يَحْتَمِل القَسْمَ مثلُ الحَبَّة مِنَ الجَوهر، لأَنها إِن فُرِّقَتْ لَمْ يُنْتَفع بِهَا، وَكَذَلِكَ الطَّيْلَسان مِنَ الثِّيَابِ والحَمَّام وَمَا أَشْبهَه، وإِذا أَراد بعضُ الوَرَثَة القَسْمَ لَمْ يُجَبْ إِليه وَلَكِنْ يُباعُ ثُمَّ يُقسم ثمنُه بينَهم. والعِضَة: القِطْعَة والفِرْقة. وَفِي التَّنْزِيلِ: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ؛ واحدَتها عَضَةٌ وَنُقْصَانُهَا الْوَاوُ أَو الْهَاءُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي بَابِ الْهَاءِ. والعِضَةُ: مِنَ الأَسماء الناقِصة، وأَصلُها عِضْوَة، فنُقِصَت الواوُ، كَمَا قَالُوا عِزَة وأَصْلُها عِزْوَةُ، وثُبَة وأَصلُها ثُبْوَة مِنْ ثَبَّيت الشَّيْءَ إِذا جمَعْته؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ : أَي جَزَّؤُوه أَجْزاءً ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَي جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضَةً عِضَةً فتفَرَّقوا فِيهِ أَي آمَنوا ببَعْضِه وكفَروا ببَعضه، وكلُّ قِطعة عِضَةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ فرَّقوا فِيهِ القَوْل فَقَالُوا شِعْر وسِحْر وكَهانة، قَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَساطِيرُ الأَوَّلِين، وَقَالُوا سِحْرٌ، وَقَالُوا شِعْرٌ، وَقَالُوا كَهانة فقسّمُوه هَذِهِ الأَقْسام وعَضَّوْه أَعْضاءً، وَقِيلَ: إِنَّ أَهلَ الكِتابِ آمَنُوا ببعضٍ وكفَرُوا ببعضٍ كَمَا فَعَلَ الْمُشْرِكُونَ أَي فرَّقوه كَمَا تُعَضَّى الشاةُ؛ قَالَ الأَزهري: مَنْ جَعَل تَفْسِيرَ عِضِين السِّحْرَ جَعَلَ وَاحِدَتَهَا عِضَةً، قَالَ: وَهِيَ فِي الأَصل عِضَهَة، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ؛ المُقْتسمون اليَهودُ والنصارَى، والعِضَةُ الكَذِبُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَرَجُلٌ عَاضٍ بيِّن العُضُوِّ: طَعِمٌ كاسٍ مَكْفِيٌّ. قَالَ الأَصمعي: فِي الدَّارِ فِرَقٌ مِنَ النَّاسِ وعِزُون وعِضُونَ وأَصْناف بِمَعْنًى واحدٍ. عَطَا: العَطْوُ: التَّناوُلُ، يُقَالُ مِنْهُ: عَطَوْت أَعْطُو. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أَرْبَى الرِّبا عَطْوُ الرجُلِ عِرْضَ أَخِيه بغَير حَقٍ أَي تَناوُلُه بالذَّمِّ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: لَا تَعْطُوهُ الأَيْدِي أَي لَا تَبْلُغُه فتَتناوَلَه. وعَطا الشيءَ وعَطا إِليه عَطْواً: تَناوَله؛ قَالَ الشَّاعِرُ

يَصِفُ ظَبْيَةً: وتَعْطُو البَرِيرَ، إِذا فاتَها، ... بِجِيدٍ تَرَى الخَدَّ مِنْهُ أَسِيلَا وظَبيٌ عَطُوٌّ: يَتطاوَلُ إِلى الشَّجَر ليَتناولَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الجَدْي، وَرَوَاهُ كُراع ظَبْيٌ عَطْوٌ وجَدْي عَطْوٌ، كأَنه وصفَهُما بالصدر. وعَطا بيدِه إِلى الإِناء: تَناوَله وَهُوَ محمولٌ قَبل أَن يُوضَع عَلَى الأَرض؛ وَقَوْلُ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: أَو الأُدْم المُوَشَّحةَ العَوَاطِي ... بأَيْدِيهِنَّ مِنْ سَلَمِ النِّعافِ يَعْنِي الظِّباء وَهِيَ تَتطاوَلُ إِذا رَفَعت أَيْدِيها لتَتَناوَل الشَّجَر، والإِعْطاءُ مأْخوذٌ مِنْ هَذَا. قَالَ الأَزهري: وسَمِعتُ غَيْرِ واحدٍ مِنَ العَرَب يَقُولُ لراحِلَته إِذا انْفَسَحَ خَطْمُه عَنْ مِخْطَمِه أَعْطِ فيَعُوجُ رأْسه إِلى رَاكِبِهِ فيُعِيدُ الخَطْمَ عَلَى مَخْطِمِه. وَيُقَالُ: أَعْطَى البعِيرُ إِذا انْقادَ وَلِمَ يَسْتَصْعِبْ. والعَطاء: نَوْلٌ للرجُلِ السَّمْحِ. والعَطاءُ والعَطِيَّة: اسمٌ لِمَا يُعْطَى، وَالْجَمْعُ عَطايا وأَعْطِيَة، وأَعْطِيَاتٌ جمعُ الجَمع؛ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يُكَسَّر عَلَى فُعُل كَرَاهِيَةَ الإِعْلالِ، وَمَنْ قَالَ أُزْرٌ لَمْ يَقُلْ عُطْيٌ لأَن الأَصل عندَهم الْحَرَكَةُ. وَيُقَالُ: إِنَّه لَجَزيلُ العَطاء، وَهُوَ اسمٌ جامِعٌ، فَإِذَا أُفرِد قيلَ العَطِيَّة، وجمعُها العَطَايا، وأَمَّا الأَعْطِيَة فَهُوَ جَمْع العَطاء. يُقَالُ: ثلاثةُ أَعْطِيَةٍ، ثُمَّ أَعْطِياتٌ جمعُ الجمعِ. وأَعطاه مَالًا، والاسمُ العَطاء، وأَصله عَطاوٌ، بِالْوَاوِ، لأَنه مِنَ عَطَوْت، إِلا أَنَّ الْعَرَبَ تَهْمِزُ الواوَ وَالْيَاءَ إِذا جَاءَتَا بَعْدَ الأَلف لأَنَّ الْهَمْزَةَ أَحْمَل لِلْحَرَكَةِ مِنْهُمَا، ولأَنهم يَسْتَثْقِلُونَ الْوَقْفَ عَلَى الْوَاوِ، وَكَذَلِكَ الياءُ مِثْلُ الرداءِ وأَصله رِدايٌ، فإِذا أَلْحقوا فِيهَا الْهَاءَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُهَا بِنَاءً عَلَى الْوَاحِدِ فَيَقُولُ عَطاءَةٌ ورِداءَةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرُدُّها إِلى الأَصل فَيَقُولُ عَطَاوَة وَرِدَايَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي التَّثْنِيَةِ عطاءَان وَعَطَاوَانِ ورداءَان وَرِدَايَانِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ: إِلا أَن الْعَرَبَ تَهْمِزُ الواوَ وَالْيَاءَ إِذَا جاءَتا بَعْدَ الأَلف لأَنّ الْهَمْزَةَ أَحْمل لِلْحَرَكَةِ مِنْهُمَا، قَالَ: هَذَا لَيْسَ سبَب قَلْبِها، وإِنما ذَلِكَ لكَوْنها متَطَرِّفة بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ فِي تَثْنِيَةِ رِدَاءٍ رِدَايَانِ، قَالَ: هَذَا وهَمٌ مِنْهُ، وَإِنَّمَا هُوَ رِداوانِ بِالْوَاوِ، فَلَيْسَتِ الهمزةُ تُرَدُّ إِلى أصْلِها كَمَا ذَكَر، وإِنما تُبْدل مِنْهَا واوٌ فِي التَّثْنِيَةِ والنسَب والجمعِ بالأَلف والتاءِ. ورجلٌ مِعْطاءٌ: كثيرُ العَطاءِ، والجمعُ مَعاطٍ، وأَصلُه معاطِييُ، اسْتَثْقلُوا الياءَيْن وإِن لَمْ يَكُونَا بَعْدَ أَلِفٍ يَلِيانِها، وَلَا يمتَنع مَعاطِيّ كأَثافيّ؛ هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. وقومٌ مَعاطِيُّ ومَعاطٍ؛ قَالَ الأَخفش: هَذَا مثلُ قولِهِم مَفاتِيح ومَفاتِح وأَمانيّ وأَمانٍ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَعْطاهُ لِلْمَالِ كَمَا قَالُوا مَا أَولاه للمَعْروف وَمَا أَكْرَمَه لِي وَهَذَا شَاذٌّ لَا يَطرّد لأَن التَّعَجُّبَ لَا يَدْخُلُ عَلَى أَفْعَلَ، وَإِنَّمَا يَجُوزُ مِنْ ذَلِكَ مَا سُمِع مِنَ الْعَرَبِ وَلَا يقاسُ عَلَيْهِ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ورجلٌ مِعْطَاءٌ كَثِيرُ العَطاء، وَامْرَأَةٌ مِعْطاءٌ كَذَلِكَ، ومِفْعالٌ يَسْتَوِي فِيهِ المذكَّر والمؤنَّث. والإِعْطاء والمُعاطاةُ جَمِيعًا: المُناوَلة، وَقَدْ أَعْطاهُ الشيءَ. وعَطَوْتُ الشيءَ: تَناوَلْته باليَدِ. والمُعَاطاة: المُناوَلة. وَفِي المَثل: عاطٍ بغَيرِ أَنْواط أَي يَتَناوَلُ مَا لَا مَطْمَع فِيهِ وَلَا مُتَناوَل، وَقِيلَ: يُضْرَب مَثَلًا لِمَنْ يَنْتَحِلُ عِلْماً لَا يقومُ بِهِ؛ وَقَوْلُ القُطامي: أَكُفْراً بعدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّي، ... وبعدَ عَطائِكَ المِائَةَ الرِّتاعَا؟

لَيْسَ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ، أَلا تَرَى أَنَّ فِي عَطاءٍ أَلِفَ فَعالٍ الزائِدَةَ، وَلَوْ كَانَ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ لقالَ وبَعْدَ عَطْوِكَ ليَكون كوحْده؟ وعَاطَاهُ إِياهُ مُعَاطَاةً وعِطَاءً، قَالَ: مِثْلَ المَنادِيلِ تُعاطَى الأَشْرُبا أَراد تُعاطاها الأَشْرُبُ فَقَلَبَ. وتَعَاطَى الشيءَ: تَنَاوَله. وتَعاطَوُا الشَّيْءَ: تَناوَله بعضُهم مِنْ بعضٍ وتنازَعُوه، وَلَا يُقَالُ أَعْطَى بِهِ، فأَمَّا قولُ جَرِيرٍ: أَلا رُبَّما لمْ نُعْطِ زِيقاً بِحكْمِه، ... وأَدَّى إِلينا الحَقَّ، والغُلُّ لازِبُ فإِنما أَراد لَمْ نُعطِه حُكْمَه، فَزَادَ الباءَ. وَفُلَانٌ يَتَعَاطَى كَذَا أَي يَخُوضُ فِيهِ. وتَعَاطينا فَعَطَوْتُه أَي غَلَبْتُه. الأَزهري: الإِعْطَاءُ المُناوَلَةُ. والمُعَاطاةُ: أَن يَسْتَقْبِلَ رَجُلٌ رجُلًا ومَعَه سَيْف فيقولَ أَرِني سَيْفَكَ، فيُعْطِيَه فيَهُزُّه هَذَا ساعَةً وَهَذَا ساعَةً وَهُمَا فِي سُوقٍ أَو مَسْجِدٍ، وَقَدْ نُهيَ عَنْهُ. واسْتَعْطَى وتَعَطَّى: سأَل العَطاءَ. واسْتَعْطَى الناسَ بكَفِّه وَفِي كَفِّه اسْتِعْطَاءً: طَلَبَ إِليهم وسأَلَهم. وإِذا أَردْتَ مِنْ زَيدٍ أَن يُعْطِيَكَ شَيْئًا تقولُ: هَلْ أَنتَ مُعْطِيَّه؟ بياءٍ مَفْتُوحَةٍ مشدَّدة، وَكَذَلِكَ تَقُولُ لِلْجَمَاعَةِ: هَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّهُ؟ لأَن النُّونَ سَقَطَتْ للإِضافة، وَقَلَبْتَ الْوَاوَ يَاءً وأَدْغَمْتَ وفتَحْتَ ياءَك لأَنَّ قبلَها سَاكِنًا، وَلِلِاثْنَيْنِ هَلْ أَنتما مُعْطِيايَهُ، بِفَتْحِ الْيَاءِ، فقِس عَلَى ذَلِكَ. وإِذا صَغَّرْت عَطاءً حذفْت اللامَ فقلْتَ عُطَيٌّ، وَكَذَلِكَ كُلُّ اسْمٍ اجْتَمَعَتْ فِيهِ ثَلَاثُ ياءَاتٍ، مِثْلُ عُلَيّ وعُدَيّ، حُذِفَت مِنْهُ اللَّامُ إِذا لَمْ يَكُنْ مَبْنِيًّا عَلَى فِعْل، فإِن كَانَ مَبْنيّاً عَلَى فِعْلٍ ثبتَت نَحْوَ مُحَيّي مِنْ حيَّا يُحَيِّي تَحِيَّة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِن المُحَيِّيَ فِي آخرِه ثَلَاثُ ياءَات وَلَمْ تُحْذَفْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا حَمْلًا عَلَى فِعْلِهِ يُحَيِّي، إِلا أَنك إِذا نكَّرتها حذفْتها لِلتَّنْوِينِ كَمَا تحذفُها مِنْ قاضٍ. والتَّعاطِي: تَناوُل مَا لَا يَحِقُّ وَلَا يجوزُ تَناوُلُه، يُقَالُ: تَعَاطَى فلانٌ ظُلْمَك. وتَعاطَى أَمراً قَبِيحًا وتَعَطَّاه، كلاهُما: رَكِبَه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: فُلَانٌ يَتَعاطَى مَعاليَ الأُمُورِ ورَفِيعَها. قَالَ سِيبَوَيْهِ: تَعَاطَيْنا وتَعَطَّيْنا فتَعاطَيْنا، مِنِ اثْنَين وتَعَطّينا بِمَنْزِلَةِ غَلَّقَت الأَبوابَ، وفَرَقَ بعضُهم بينَهُما فَقَالَ: هُوَ يَتَعاطَى الرِّفْعة ويَتَعَطَّى القَبيح، وَقِيلَ: هُمَا لُغتان فِيهِمَا جَمِيعًا. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَتَعاطى فَعَقَرَ ، أَي فتَعاطَى الشَّقِيُّ عَقْرَ الناقةِ فبلَغ مَا أَراد، وَقِيلَ: بَلْ تَعاطِيه جُرْأَتُه، وَقِيلَ: قامَ عَلَى أَطراف أَصابِعِ رِجْلَيْه ثُمَّ رَفَع يَدَيْه فضَربها. وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِذا تُعُوطِيَ الحَقُّ لَمْ يَعْرِفْه أَحَدٌ أَي أَنه كَانَ مِنْ أَحسن النَّاسِ خُلُقاً مَعَ أَصْحابه، مَا لَمْ يَرَ حَقّاً يُتَعَرَّض لَهُ بإِهْمالٍ أَو إِبْطالٍ أَو إِفسادٍ، فإِذا رأَى ذَلِكَ شمَّر وتَغيَّر حَتَّى أَنكَره مَنْ عَرَفه، كُلُّ ذَلِكَ لنُصْرة الْحَقِّ. والتَّعَاطِي: التناوُل والجَراءَة عَلَى الشَّيْءِ، مِنْ عَطَا الشيءَ يَعْطُوه إِذا أَخَذَه وتَناوَله. وعَاطَى الصبيُّ أَهلَه: عَمِلَ لَهُمْ وناوَلهم مَا أَرادوا. وَهُوَ يُعَاطِينِي ويُعَطِّيني، بِالتَّشْدِيدِ، أَي يَنْصُفُني ويَخْدُمُني. وَيُقَالُ: عَطَّيْته وعاطَيته أَي خَدَمْته وقُمْت بأَمره كَقَوْلِكَ نَعَّمْته وناعَمْته، تَقُولُ: مَنْ يُعَطِّيك أَي مَن يَتَوَلَّى خِدمَتك؟ وَيُقَالُ للمرأَة: هِيَ تُعَاطِي خِلْمَها أَي تُناوِلُه قُبَلَها ورِيقَها، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

تُعاطِيه أَحياناً، إِذا جِيدَ جَوْدةً، ... رُضاباً كطَعْمِ الزَّنْجَبيل المُعَسَّلِ وفلانٌ يَعْطُو فِي الحَمْضِ: يَضْرِبُ يَدَه فِيمَا لَيْسَ لَهُ. وقَوسٌ مُعْطِية: لَيّنة لَيْسَتْ بكَزَّةٍ وَلَا مُمْتَنِعَة عَلَى مَنْ يَمُدُّ وتَرَها، قَالَ أَبو النَّجْمِ: وهَتَفَى مُعْطِيَةً طَرُوحَا أَرادَ بالهَتَفَى قوْساً لِوَترِها رَنِينٌ. وقَوْسٌ عَطْوَى، عَلَى فَعْلَى: مواتيةٌ سَهْلةٌ بِمَعْنَى المُعطِية، وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي عُطِفَت فَلَمْ تَنْكَسِرْ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ صَائِدًا: لَهُ نَبْعَةٌ عَطْوَى، كأَنَّ رَنِينَها ... بأَلْوَى تَعاطَتْها الأَكُفُّ المَواسِحُ أَراد بالأَلوى الوَتَر. وَقَدْ سَمَّوا عَطَاءً وعَطِيَّة، وَقَوْلُ الْبَعِيثِ يَهْجُو جَرِيرًا: أَبوكَ عَطاءٌ أَلأَمُ الناسِ كُلِّهِم! ... فقُبّح مِنْ فَحْلٍ، وقُبِّحْتَ مِنْ نَجْلِ! إِنما عَنى عَطِيَّة أَباهُ، وَاحْتَاجَ فوَضَع عَطاءً موضعَ عَطِيَّة، وَالنِّسْبَةُ إِلى عَطِيَّة عَطَوِيٌّ، وإِلى عَطاءٍ عَطائيٌّ. عظي: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَظاية عَلَى خِلْقة سامِّ أَبْرص أُعَيْظِمُ مِنْهَا شَيْئًا، والعَظاءَة لُغَةٌ فِيهَا كَمَا يُقَالُ امرأَةٌ سَقَّاية وسقَّاءَة، وَالْجَمْعُ عَظايا وعَظاءٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: كَفِعْلِ الهِرِّ يَفْتَرِسُ العَظايا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ عَظاية دُوَيْبَّة مَعْرُوفَةٌ. قَالَ: وَقِيلَ أَراد بِهَا سامَّ أَبْرَصَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما هُمِزَت عَظاءَة وإِن لَمْ يَكُنْ حرفُ العِلة فِيهَا طَرَفاً لأَنهم جاؤوا بِالْوَاحِدِ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي الْجَمْعِ عِظاء. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وأَما قَوْلُهُمْ عَظاءَة وعَباءَةٌ وصَلاءَةٌ فَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي، لمَّا لَحِقَت الهاءُ آخِرًا وجَرى الإِعرابُ عَلَيْهَا وقَويت الياءُ ببعدِها عَنِ الطرَف، أَن لَا تُهْمَز، وأَن لَا يُقَالَ إِلا عَظايةٌ وعَباية وصَلاية فيُقْتَصَر عَلَى التَّصْحِيحِ دُونَ الإِعلال، وأَن لَا يَجُوزَ فِيهِ الأَمران، كَمَا اقتُصر فِي نِهَايَةٍ وغَباوةٍ وَشَقَاوَةٍ وسِعاية وَرِمَايَةٍ عَلَى التَّصْحِيحِ دُونَ الإِعلالِ، إِلا أَنَّ الْخَلِيلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَدْ عَلَّلَ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنهم إِنما بَنَوُا الواحدَ عَلَى الْجَمْعِ، فَلَمَّا كَانُوا يَقُولُونَ عَظاءٌ وعَباءٌ وصَلاءٌ، فيلزَمُهم إِعلالُ الياءِ لوقوعِها طرَفاً، أَدخلوا الْهَاءَ وَقَدِ انقَلَبت اللامُ همزَةً فبَقيت اللامُ معتلَّة بَعْدَ الْهَاءِ كَمَا كَانَتْ معتَلَّة قبلَها، قَالَ: فإِن قِيلَ أَوَلست تَعْلَم أَن الْوَاحِدَ أَقدَم فِي الرُّتْبة مِنَ الْجَمْعِ، وأَن الجمعَ فَرعٌ عَلَى الْوَاحِدِ، فَكَيْفَ جَازَ للأَصل، وَهُوَ عَظاءَةٌ، أَن يُبْنَى عَلَى الْفَرْعِ، وَهُوَ عَظاء؛ وَهَلْ هَذَا إِلا كَمَا عَابَهُ أَصحابُك عَلَى الْفَرَّاءِ فِي قَوْلِهِ: إِن الفعلَ الْمَاضِيَ إِنما بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ لأَنه حُمِل عَلَى التَّثْنِيَةِ فَقِيلَ ضرَب لِقَوْلِهِمْ ضَرَبا، فَمِنْ أَين جازَ لِلْخَلِيلِ أَن يَحْمِل الواحدَ عَلَى الْجَمْعِ، وَلَمْ يجُزْ لِلْفَرَّاءِ أَن يحمِل الواحِدَ عَلَى التَّثْنِيَةِ؟ فَالْجَوَابُ أَن الِانْفِصَالَ مِنْ هَذِهِ الزِّيَادَةِ يَكُونُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنَّ بَيْنَ الواحدِ والجمعِ مِنَ الْمُضَارَعَةِ مَا لَيْسَ بَيْنَ الواحِدِ وَالتَّثْنِيَةِ، أَلا تَراك تَقُولُ قَصْرٌ وقُصُور وقَصْراً وقُصُوراً وقَصْرٍ وقُصُورٍ، فتُعرب الْجَمْعَ إِعْرَابَ الْوَاحِدِ وَتَجِدُ حرفَ إِعراب الْجَمْعِ حَرْفَ إِعراب الْوَاحِدِ، ولستَ تَجِدُ فِي التَّثْنِيَةِ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، إِنما هُوَ قَصْران أَو قَصْرَيْن، فَهَذَا مَذْهَبٌ غَيْرُ مَذْهَبِ قَصْرٍ وقُصُورٍ، أَوَلا تَرَى إِلى الْوَاحِدِ تَخْتَلِفُ مَعَانِيهِ كَاخْتِلَافِ مَعَانِي الْجَمْعِ، لأَنه قَدْ يكونُ جمعٌ أَكثرَ مِنْ جَمْعٍ، كَمَا يَكُونُ الواحدُ مُخَالِفًا لِلْوَاحِدِ فِي أَشياءَ كَثِيرَةٍ، وأَنت لَا تجدُ هَذَا إِذا

ثَنَّيْت إِنما تَنْتَظِم التَّثْنِيَةُ مَا فِي الْوَاحِدِ أَلْبَتَّةَ، وَهِيَ لِضَرْبٍ مِنَ الْعَدَدِ أَلْبَتَّةَ لَا يكونُ اثْنَانِ أَكثرَ مِنِ اثْنَيْنِ كَمَا تَكُونُ جَمَاعَةٌ أَكثرَ مِنْ جَمَاعَةٍ، هَذَا هُوَ الأَمر الْغَالِبُ، وإِن كَانَتِ التَّثْنِيَةُ قَدْ يُرَادُ بِهَا فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ أَكثر مِنِ الِاثْنَيْنِ فإِن ذَلِكَ قَلِيلٌ لَا يَبْلُغُ اخْتِلَافَ أَحوال الْجَمْعِ فِي الْكَثْرَةِ والقلَّة، فَلَمَّا كَانَتْ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ هَذِهِ النِّسْبَةُ وَهَذِهِ الْمُقَارَبَةُ جَازَ لِلْخَلِيلِ أَن يَحْمِلَ الواحدَ عَلَى الْجَمْعِ، وَلَمَّا بَعُدَ الْوَاحِدُ مِنَ التَّثْنِيَةِ فِي مَعَانِيهِ ومواقِعِه لَمْ يجُزْ لِلْفَرَّاءِ أَن يحمِل الواحدَ عَلَى التَّثْنِيَةِ كَمَا حَمَلَ الْخَلِيلُ الواحدَ عَلَى الْجَمَاعَةِ. وَقَالَتْ أَعرابيَّة لِمَوْلَاهَا، وَقَدْ ضَرَبَها: رَماكَ اللهُ بداءٍ لَيْسَ لَهُ دَواءٌ إِلا أَبْوالُ العَظاءِ وَذَلِكَ مَا لَا يُوجَدُ. وعظو عَظاه عظو يَعْظُوه عظو عَظْواً: اغْتاله فسَقاه مَا يَقْتُله، وَكَذَلِكَ إِذا تَناوَله بلسانِه. وفَعَل بِهِ مَا عَظَاه أَي مَا ساءَه. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: العَظا أَن تأْكلَ الإِبلُ العُنْظُوانَ، وَهُوَ شجرٌ، فَلَا تستطيعَ أَن تَجْتَرَّه وَلَا تَبْعَرَه فتَحْبَطَ بطونُها فَيُقَالُ عَظِيَ الجَمَلُ يَعْظَى عَظاً شَدِيدًا، فَهُوَ عَظٍ وعَظْيانُ إِذا أَكثر مِنْ أَكل العُنْظُوانِ فتوَلّد وجَعٌ فِي بطْنه. وعَظاهُ الشيءُ يَعْظِيه عَظْياً: ساءَه. وَمِنْ أَمثالهم: طَلبتُ مَا يُلْهيني فلَقِيتُ مَا يَعْظِيني أَي مَا يَسُوءُني؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: ثُمَّ تُغاديك بِمَا يَعْظِيك الأَزهري: فِي الْمَثَلِ أَردتَ مَا يُلْهيني فقُلْتَ مَا يَعْظِيني؛ قَالَ: يُقَالُ هَذَا لِلرَّجُلِ يريدُ أَن يَنْصَح صاحبَه فيُخْطِىءُ ويقولُ مَا يسوءُه، قَالَ:، وَمِثْلُهُ أَراد مَا يُحْظِيها فَقَالَ مَا يَعْظِيها. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: مَا تَصْنع بِي؟ قَالَ: مَا عَظَاكَ وشَرَاك وأَوْرَمَك؛ يَعْنِي مَا ساءَك. يُقَالُ: قُلْتُ مَا أَوْرَمَه وعَظَاه أَي قُلْتُ مَا أَسْخَطهُ. وعَظَى فلانٌ فُلَانًا إِذا ساءَه بأَمرٍ يأْتِيه إِليه يَعْظِيه عَظْياً. ابْنُ الأَعرابي: عظو عَظا فلاناً عظو يَعْظُوه عظو عَظْواً إِذا قَطَّعَه بالغِيبَة. وعَظِي: هَلَكَ. والعَظاءَةُ: بئرٌ بَعِيدة القَعْرِ عَذبة بالمَضْجَع بَيْنَ رَمْل السُّرَّة «3» وبِيشَة؛ عَنِ الهَجَري. وَلَقِيَ فلانٌ مَا عَجاهُ وَمَا عَظَاهُ أَي لَقيَ شِدَّة. ولَقّاه اللهُ مَا عَظَاه أَي مَا سَاءَهُ. عفا: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: العَفُوُّ، وَهُوَ فَعُولٌ مِنَ العَفْوِ، وَهُوَ التَّجاوُزُ عَنِ الذَّنْبِ وتَرْكُ العِقابِ عَلَيْهِ، وأَصلُه المَحْوُ والطَّمْس، وَهُوَ مِنْ أَبْنِية المُبالَغةِ. يُقَالُ: عَفَا يَعْفُو عَفْواً، فَهُوَ عافٍ وعَفُوٌّ، قَالَ اللَّيْثُ: العَفْوُ عَفْوُ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، عَنِ خَلْقِه، وَاللَّهُ تَعَالَى العَفُوُّ الغَفُور. وكلُّ مَنِ اسْتحقَّ عُقُوبةً فَتَرَكْتَها فَقَدْ عَفَوْتَ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ؛ مَحا اللهُ عنكَ، مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ عفَت الرياحُ الآثارَ إِذا دَرَسَتْها ومَحَتْها، وَقَدْ عَفَت الآثارُ تَعْفُو عُفُوّاً، لفظُ اللَّازِمِ والمُتَعدِّي سواءٌ. قَالَ الأَزهري: قرأْت بخَطّ شَمِرٍ لأَبي زَيْدٍ عَفا اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْعَبْدِ عَفْواً، وعَفَتِ الريحُ الأَثر عَفَاءً فعَفَا الأَثَرُ عُفُوّاً. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَلُوا اللهَ العَفْو وَالْعَافِيَةَ والمُعافاة ، فأَما العَفْوُ فَهُوَ مَا وصفْناه مِنْ مَحْو اللَّهِ تَعَالَى ذُنوبَ عَبْدِهِ عَنْهُ، وأَما الْعَافِيَةُ فَهُوَ أَن يُعافيَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ سُقْمٍ أَو بَلِيَّةٍ وَهِيَ الصِّحَّةُ ضدُّ المَرَض. يُقَالُ: عافاهُ اللَّهُ وأَعْفَاه أَي وهَب لَهُ الْعَافِيَةَ مِنَ العِلَل والبَلايا. وأَما المُعافاةُ فأَنْ يُعافِيَكَ اللهُ مِنَ النَّاسِ ويُعافِيَهم منكَ أَي يُغْنيك عَنْهُمْ وَيُغْنِيَهِمْ عنك ويصرف أَذاهم

_ (3). قوله [رمل السرة إلخ] هكذا في الأصل المعتمد والمحكم.

عَنْكَ وأَذاك عَنْهُمْ، وَقِيلَ: هِيَ مُفاعَلَة مِنَ العفوِ، وَهُوَ أَن يَعْفُوَ عَنِ النَّاسِ ويَعْفُوا هُمْ عَنْهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَافِيَةُ دِفاعُ الله تعالى عن العبد. يُقَالُ: عَافَاهُ اللهُ عَافِيَةً، وَهُوَ اسْمٌ يُوضَعُ موضِع الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، وَهُوَ المُعافاةُ، وَقَدْ جاءَت مصادرُ كثيرةٌ عَلَى فَاعِلَةٍ، تَقُولُ سَمعْت راغِيَة الإِبل وثاغِيَة الشاءِ أَي سمعتُ رُغاءَها وثُغاءَها. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَعْفاهُ اللَّهُ وعافَاهُ مُعَافاةً وعافِيَةً مصدرٌ، كالعاقِبة والخاتِمة، أَصَحَّه وأَبْرأَه. وعَفا عَنْ ذَنْبِه عَفْواً: صَفَح، وعَفا اللَّهُ عَنْهُ وأَعْفَاه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذِهِ آيَةٌ مُشِكْلَةٌ، وَقَدْ فسَّرها ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ مَنْ بعدَه تَفْسِيرًا قَرَّبوه عَلَى قَدْر أَفْهام أَهل عَصْرِهِمْ، فرأَيتُ أَن أَذكُر قولَ ابْنِ عَبَّاسٍ وأُؤَيِّدَه بِمَا يَزيدهُ بَيَانًا ووُضوحاً، رَوَى مُجَاهِدٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ عباسٍ يَقُولُ كَانَ القصاصُ فِي بَنِي إِسرائيلَ وَلَمْ تَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَة، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ الأُمَّة: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ؛ فالعَفْوُ: أَن تُقْبَلَ الديَةُ فِي العَمْدِ، ذَلِكَ تخفيفٌ مِنْ ربِّكم مِمَّا كُتِبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكم، يطلُب هَذَا بإِحسانٍ ويُؤَدِّي هَذَا بإحسانٍ. قَالَ الأَزهري: فَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ العَفْوُ أَن تُقْبَل الديَة فِي العَمْد، الأَصلُ فِيهِ أَنَّ العَفْو فِي مَوْضُوعِ اللُّغَةِ الفضلُ، يُقَالُ: عَفا فُلَانٌ لِفُلَانٍ بِمَالِهِ إِذا أَفضَلَ لَهُ، وعَفَا لَهُ عَمَّا لَهُ عَلَيْهِ إِذا تَرَكه، وَلَيْسَ العَفْو فِي قَوْلِهِ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ عَفْواً مِنْ وليِّ الدَّمِ، وَلَكِنَّهُ عفوٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَلِكَ أَنَّ سائرَ الأُمَم قبلَ هَذِهِ الأُمَّة لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَخذُ الدِّية إِذا قُتِلَ قَتِيلٌ، فجعَله اللَّهُ لِهَذِهِ الأُمة عَفْواً مِنْهُ وفَضْلًا مَعَ اخْتِيَارِ وَليِّ الدمِ ذَلِكَ فِي العمْد، وَهُوَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ ؛ أَي مَن عَفا اللهُ جَلَّ اسمُه بِالدِّيَةِ حِينَ أَباحَ لَهُ أَخْذَها، بعد ما كَانَتْ مَحْظُورةً عَلَى سَائِرِ الأُمم مَعَ اخْتِيَارِهِ إِيَّاها عَلَى الدَّمِ، فَعَلَيْهِ اتِّباع بِالْمَعْرُوفِ أَي مطالبَة للدِّية بمعرُوف، وَعَلَى الْقَاتِلِ أَداءُ الديَةِ إِليه بإحْسانٍ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَقَالَ: ذَلِكَ تخفيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ لَكُمْ يَا أُمَّة محمدٍ، وفَضْل جَعَلَهُ اللَّهُ لأَوْلِياءِ الدَّمِ مِنْكُمْ، ورحمةٌ خصَّكم بِهَا، فَمَنِ اعْتَدَى أَي فَمَنْ سَفَك دَمَ قَاتِلِ وليِّه بعدَ قبولِه الدِّيَة فَلَهُ عَذَابٌ أَليم، وَالْمَعْنَى الْوَاضِحُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ؛ أَيْ مَنْ أُحِلَّ لَه أَخذُ الدِّية بدلَ أَخيه المَقتول عفْواً مِنَ اللَّهِ وفَضْلًا مَعَ اخْتِيَارِهِ، فلْيطالِبْ بالمَعْروف، ومِن فِي قَوْلِهِ مِنْ أَخِيهِ مَعْنَاهَا الْبَدَلُ، والعَرَبُ تقولُ عرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّه ثَوْباً أَي أَعْطَيْته بدَل حَقِّهِ ثَوْبًا؛ وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ؛ يَقُولُ: لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا بَدَلَكُمْ مَلَائِكَةً فِي الأَرض، وَاللَّهُ أَعلم. قَالَ الأَزهري: وَمَا عَلِمْتُ أَحداً أَوضَح مِنْ مَعْنى هَذِهِ الْآيَةِ مَا أَوْضَحْتُه. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَانَ الناسُ مِنْ سائِر الأُمَمِ يَقْتُلون الواحدَ بالواحدِ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَنَا نحنُ العَفْوَ عَمَّن قَتَلَ إِن شِئْناه، فعُفِيَ عَلَى هَذَا مُتَعَدٍّ، أَلا تَرَاهُ مُتَعَدِّياً هُنَا إِلى شَيْءٍ؟ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ؛ مَعْنَاهُ إِلا أَن يَعْفُوَ النِّسَاءُ أَو يعفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَة النِّكَاحِ، وَهُوَ الزَّوْجُ أَو الوَليُّ إِذا كَانَ أَباً، وَمَعْنَى عَفْوِ المَرْأَة أَن تَعْفُوَ عَنِ النِّصْفِ الواجبِ لَهَا فتَتْرُكَه لِلزَّوْجِ، أَو يَعْفُوَ الزَّوْجُ بالنّصفِ فيُعْطِيَها الكُلَّ؛ قَالَ الأَزهري:

وأَما قولُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ فِي آيَةِ مَا يجبُ للمرأَة مِنْ نِصْفِ الصَّداق إِذا طُلِّقَت قَبْلَ الدُّخُولِ بِهَا فَقَالَ: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ، فَإِنَّ العَفْوَ هَاهُنَا معناهُ الإِفْضالُ بإعْطاء مَا لَا يَجبُ عَلَيْهِ، أَو تركُ المرأَة مَا يَجبُ لَهَا؛ يُقَالُ: عَفَوْتُ لِفلان بِمَالِي إِذا أَفْضَلْت لَهُ فأَعْطَيْته، وعَفَوْت لَهُ عمَّا لِي عَلَيْهِ إِذا تركْتَه لَهُ؛ وَقَوْلُهُ: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ فِعْلٌ لجَماعَةِ النِّساءِ يطلِّقُهُنَّ أَزْواجُهُنَّ قَبْلَ أَن يَمَسُّوهُنَّ مَعَ تَسْمِيَةِ الأَزْواجِ لهنَّ مُهورَهُنَّ، فيَعْفُون لأَزْواجِهِنَّ بِمَا وَجَب لَهُنَّ مِنْ نِصفِ المهْرِ ويَتْرُكْنَه لَهُم، أَو يَعْفُوَ الَّذِي بيدِه عُقْدةُ النكاحِ، وَهُوَ الزَّوْجُ، بأَن يُتَمِّمَ لَهَا المَهْر كُلَّهُ، وإِنما وَجَبَ لَهَا نصْفُه، وكلُّ وَاحِدٍ مِنَ الزَّوْجين عافٍ أَي مُفْضِلٌ، أَما إِفْضالُ المرأَةِ فأَن تتركَ لِلزَّوْجِ المُطَلِّق مَا وجَبَ لَهَا عَلَيْهِ مِنْ نِصف المَهْر، وأَما إِفْضاله فأَنْ يُتِمَّ لها المَهْرَ كَمَلًا، لأَنَّ الواجِبَ عَلَيْهِ نصْفُه فيُفْضِلُ مُتَبَرِّعاً بالكلِّ، والنونُ مِنْ قَوْلِهِ يَعْفُونَ نونُ فِعلِ جماعةِ النساءِ فِي يَفْعُلْنَ، وَلَوْ كَانَ لِلرِّجَالِ لوجَبَ أَن يُقَالَ إِلَّا أَن يعفُوا، لأَنَّ أَن تَنْصِبُ المستقبلَ وَتَحْذِفَ النونَ، وإِذا لَمْ يَكُنْ مَعَ فعلِ الرِّجَالِ مَا ينْصِب أَو يجزِم قِيلَ هُم يَعْفُونَ، وَكَانَ فِي الأَصل يَعْفُوُون، فحُذِفت إِحْدى الواوينِ اسْتِثْقَالًا لِلْجَمْعِ بَيْنَهُمَا، فَقِيلَ يَعْفُونَ، وأَما فِعلُ النِّسَاءِ فقِيلَ لهُنَّ يَعْفُونَ لأَنه عَلَى تَقْدِيرِ يَفْعُلْنَ. وَرَجُلٌ عَفُوٌّ عَنِ الذَّنْبِ: عافٍ. وأَعْفاهُ مِنَ الأَمرِ: بَرَّأَه. واسْتَعْفَاه: طَلَب ذَلِكَ مِنْهُ. والاسْتِعْفَاءُ: أَن تَطْلُب إِلى مَنْ يُكَلِّفُكَ أَمراً أَن يُعْفِيَكَ مِنْه. يُقَالُ: أَعْفِنِي منَ الخرُوجِ مَعَك أَي دَعْني مِنْهُ. واسْتَعْفَاهُ مِنَ الخُروجِ مَعَه أَي سأَله الإِعفاءَ مِنْهُ. وعَفَت الإِبلُ المَرعى: تَناولَتْه قَريباً. وعَفَاه يَعْفُوه: أَتاه، وَقِيلَ: أَتاه يَطْلُب مَعْرُوفَهُ، والعَفْوُ المَعْروف، والعَفْوُ الفضلُ. وعَفَوْتُ الرجلَ إِذَا طَلَبْتَ فضلَه. وَالْعَافِيَةُ والعُفَاةُ والعُفَّى: الأَضْيافُ وطُلَّاب المَعْرُوف، وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَعْفُونك أَيْ يأْتونك يَطْلبُون مَا عِنْدَكَ. وعافِيَةُ الْمَاءِ: وارِدَتُه، وَاحِدُهُمْ عافٍ. وَفُلَانٌ تَعْفُوه الأَضْيافُ وتَعْتَفِيه الأَضْيافُ وَهُوَ كَثِيرُ العُفَاةِ وكثيرُ العَافِيَة وكثيرُ العُفَّى. والعَافِي: الرائدُ والوارِدُ لأَن ذَلِكَ كلَّه طلبٌ؛ قَالَ الجُذامي يَصِفُ مَاءً: ذَا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عَافِيَهْ أَي وارِدِه أَو مُسْتَقِيه. والعَافِيَةُ: طُلَّابُ الرزقِ مِنَ الإِنسِ والدوابِّ والطَّيْر؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَعَزَّ عَلَيْنا، ونِعْمَ الفَتى ... مَصِيرُك يَا عَمْرُو، والعَافِيَهْ يَعْنِي أَنْ قُتِلْتَ فصِرْتَ أُكْلةً للطَّيْر والضِّباعِ وَهَذَا كلُّه طَلَب. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن أَحْيا أَرضاً مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ، وَمَا أَكَلَتِ العَافِيَةُ مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدقةٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: العَوَافِي. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذكرِ الْمَدِينَةِ: يتْرُكُها أَهلُها عَلَى أَحسنِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلة للعَوافِي ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الواحدُ مِنَ العَافِيَة عافٍ، وَهُوَ كلُّ مَنْ جاءَك يطلُب فَضْلًا أَو رِزْقًا فَهُوَ عافٍ ومُعْتَفٍ، وَقَدْ عَفَاك يَعْفُوكَ، وَجَمْعُهُ عُفَاةٌ؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: تطوفُ العُفَاةُ بأَبوابِه، ... كطَوْفِ النَّصَارَى ببَيْتِ الوَثنْ قَالَ: وَقَدْ تكونُ العَافِيَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الناسِ وَغَيْرِهِمْ، قَالَ: وبيانُ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أُمّ مُبَشِّرٍ الأَنصارية قَالَتْ: دَخَلَ عَليَّ رسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَنا فِي نَخْلٍ لِي فَقَالَ: مَن غَرَسَه أَمُسْلِمٌ أَم كافرٌ؟ قُلْتُ: لَا بَلْ مُسْلِمٌ، فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِس غَرْساً أَو يزرَع زَرْعًا فيأْكلُ مِنْهُ إِنسانٌ أَو دابةٌ أَو طائرٌ أَو سَبُعٌ إِلا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً. وأَعطاه المالَ عَفْواً بِغَيْرِ مسألةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: خُذِي العَفْوَ مِنِّي تَسْتَديمي مَوَدّتي، ... وَلَا تَنْطِقِي فِي سَوْرَتي حِينَ أَغضَبُ وأَنشدَ ابْنَ بَرِّيٌّ: فتَمْلأُ الهَجْمَ عَفْواً، وهْي وادِعَة، ... حَتَّى تكادَ شِفاهُ الهَجْمِ تَنْثَلِمُ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: خُذْ مَا أَتى منهمُ عَفْواً، فَإِنْ مَنَعُوا، ... فَلَا يَكُنْ هَمَّكَ الشيءُ الَّذِي مَنَعُوا قَالَ الأَزهري: والمُعْفِي الَّذِي يَصْحَبُكَ وَلَا يَتَعَرَّضُ لمَعْروفِك، تقولُ: اصْطَحَبْنَا وكلُّنا مُعْفٍ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فإنَّكَ لَا تَبْلُو امْرَأً دونَ صُحْبةٍ، وَحَتَّى تَعيشا مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا وعَفْوُ المالِ: مَا يُفْضُلُ عَنِ النَّفَقة. وقوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: العَفْوُ الْكَثْرَةُ والفَضْلُ، فأُمِرُوا أَن يُنُفِقوا الفَضْل إِلَى أَن فُرِضَت الزكاةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: خُذِ الْعَفْوَ ؛ قِيلَ: العَفْو الفَضْلُ الَّذِي يجيءُ بغيرِ كُلْفَةٍ، وَالْمَعْنَى اقْبَلِ المَيْسُورَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِمْ فيَسْتَقْصِيَ اللهُ عَلَيْكَ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ العَداوة والبَغْضاءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَمَرَ اللهُ نَبيَّه أَن يأَخُذ العَفْوَ مِنْ أَخْلاقِ الناسِ ؛ قَالَ: هُوَ السَّهْل المُيَسَّر، أَي أَمرَه أَن يَحْتَمِل أَخْلاقَهُم ويَقْبَلَ مِنْهَا مَا سَهُل وتَيَسَّر وَلَا يستَقْصِيَ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ؛ قَالَ: وَجْهُ الْكَلَامِ فِيهِ النصبُ، يريدُ قُلْ يُنْفِقُون العَفْوَ، وَهُوَ فضلُ الْمَالِ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَنْ رَفَع أَراد الَّذِي يُنْفِقون العَفْوُ، قَالَ: وَإِنَّمَا اخْتَارَ الْفَرَّاءُ النصبَ لأَن مَاذَا عِنْدَنَا حَرْفٌ وَاحِدٌ أَكثرُ فِي الْكَلَامِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: مَا يُنْفِقُون، فَلِذَلِكَ اخْتِيرَ النَّصبُ، قَالَ: ومَنْ جَعلَ ذَا بمَعْنى الَّذِي رَفَعَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَاذَا حَرْفًا، ويُرْفَع بِالِائْتِنَافِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: نَزَلَت هَذِهِ الْآيَةُ قبلَ فَرْضِ الزَّكَاةِ فأُمروا أَن يُنْفِقوا الفَضْلَ إِلَى أَن فُرضَت الزكاةُ، فَكَانَ أَهلُ المَكاسِب يأْخذُ الرجلُ مَا يُحْسِبه فِي كُلِّ يَوْمٍ أَي مَا يَكْفِيه ويَتَصَدَّقُ بباقيهِ، ويأخذُ أَهلُ الذَّهَب والفِضَّة مَا يَكْفِيهم فِي عامِهِمْ وينفِقُون باقيَهُ، هَذَا قَدْ رُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ، وَالَّذِي عَلَيْهِ الإِجماع أَنَّ الزَّكاةَ فِي سائرِ الأَشياء قَدْ بُيِّنَ مَا يَجِبُ فِيهَا، وَقِيلَ: العَفْوُ مَا أَتَى بغَيرِ مسألةٍ. والعَافِي: مَا أَتى عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مسأَلةٍ أَيضاً؛ قَالَ: يُغْنِيكَ عَافِيَه وعِيدَ النَّحْزِ النَّحْزُ: الكَدُّ والنَّخْس، يَقُولُ: مَا جاءَكَ مِنْهُ عَفْواً أَغْناكَ عَنْ غَيْرِهِ. وأَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَي فِي سُهُولة وسَراحٍ. وَيُقَالُ: خُذْ مِنْ مالِه مَا عَفَا وصَفا أَي مَا فَضَل ولم يَشُقَّ عليه. وابن الأَعرابي: عَفَا يَعْفُو إِذَا أَعطى، وعَفَا يَعْفُو إِذَا تَرَكَ حَقّاً، وأَعْفَى إِذَا أَنْفَقَ العَفْوَ مِنْ مَالِهِ، وَهُوَ الفاضِلُ عَنْ نَفَقَتِه. وعَفا القومُ: كَثُرُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ: حَتَّى عَفَوْا ؛ أَي كَثُرُوا. وعَفا النَّبتُ والشَّعَرُ وغيرُه يَعْفُو فَهُوَ عافٍ: كثُرَ وطالَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ بإعْفَاء اللِّحَى ؛ هُوَ أَن يُوفَّر شَعَرُها ويُكَثَّر وَلَا يُقَصَ

كالشَّوارِبِ، مِنْ عَفا الشيءُ إِذَا كَثُرَ وَزَادَ. يُقَالُ: أَعْفَيْتُه وعَفَّيْتُه لُغتان إِذَا فعَلتَ بِهِ كَذَلِكَ. وَفِي الصِّحَاحِ: وعَفَّيْتُه أَنا وأَعْفَيْتُه لُغَتَانِ إِذَا فعَلْتَ بِهِ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْقِصَاصِ: لَا أَعْفَى مَنْ قَتَل بعدَ أَخْذِ الدِّيَةِ ؛ هَذَا دُعاء عَلَيْهِ أَي لَا كَثُر مالُه وَلَا اسْتَغنى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِذَا دخَل صَفَرُ وعَفا الوَبَرُ وبَرِئَ الدَّبَر حَلَّتِ العُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرَ ، أَي كَثُرَ وبرُ الإِبلِ، وَفِي رِوَايَةٍ: وعَفا الأَثَرُ ، بِمَعْنَى دَرَس وامَّحَى. وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَير: إِنَّهُ غلامٌ عَافٍ أَي وَافِي اللَّحم كثيرُه. والعَافِي: الطويلُ الشَّعَر. وَحَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إنَّ عامِلَنا ليسَ بالشَّعِثِ وَلَا العَافِي ، وَيُقَالُ للشَّعَرِ إِذَا طَالَ ووَفى عِفَاءٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَذلِكَ أَمْ أَجَبُّ البَطْنِ جَأْبٌ، ... عَلَيْهِ، مِنْ عَقِيقَتِهِ، عِفاءُ؟ وناقةٌ ذاتُ عِفَاءٍ: كثيرةُ الوَبَر. وعَفا شَعْرُ ظَهْرِ البعيرِ: كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دَبَرَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: هَلَّا سَأَلْت إِذَا الكَوَاكِبُ أَخْلَفَت، ... وعَفَتْ مَطِيَّة طالِبِ الأَنْسابِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: عَفَت أَي لَمْ يَجِد أَحدٌ كَرِيمًا يرحلُ إِلَيْهِ فعَطَّل مَطِيَّته فسَمِنت وكَثُر وَبَرُها. وأَرضٌ عَافِيَةٌ: لَمْ يُرْعَ نَبْتُها فوَفَرَ وَكَثُرَ. وعَفْوَةُ المَرْعَى: مَا لَمْ يُرْعَ فَكَانَ كَثِيرًا. وعَفَتِ الأَرضُ إِذَا غَطَّاها النَّبَاتُ؛ قَالَ حُمَيْد يَصِفُ دَارًا: عَفَتْ مثلَ مَا يَعْفُو الطَّلِيحُ فأَصْبَحَتْ ... بِهَا كِبرياءُ الصَّعْبِ، وهيَ رَكُوبُ يَقُولُ: غَطاها العشْبُ كَمَا طَرَّ وَبَرُ البعيرِ وبَرَأَ دَبَرُه. وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قَبْلَ أَن يُسْتَقَى مِنْهُ، وَهُوَ مِنَ الْكَثْرَةِ. قَالَ اللَّيْثُ: ناقةٌ عَافِيَةُ اللَّحْمِ كثيرةُ اللَّحْمِ، ونوقٌ عَافِيَاتٌ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: بأَسْوُقِ عَافِيَاتِ اللحمِ كُوم ويقالُ: عَفُّوا ظَهْرَ هَذَا البعيرِ أَي دَعُوه حَتَّى يَسْمَن. وَيُقَالُ: عَفَا فلانٌ عَلَى فُلَانٌ فِي العلمِ إِذَا زَادَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: إِذَا كَانَ الجِراءُ عَفَتْ عَلَيْهِ أَي زَادَتْ عَلَيْهِ فِي الجَرْيِ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي بَيْتَ البَعيث: بَعِيد النَّوَى جالَتْ بإنسانِ عَيْنه ... عِفاءَةُ دَمْعٍ جالَ حَتَّى تَحَدَّرا يَعْنِي دَمْعاً كَثُرَ وعَفَا فسالَ. وَيُقَالُ: فلانٌ يعفُو عَلَى مُنْيةِ المتَمَنِّي وسؤالِ السائلِ أَي يَزِيدُ عطاؤُه عَلَيْهِمَا؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: يَعْفُو عَلَى الجهْدِ والسؤالِ، كَمَا ... يَعْفُو عِهادُ الأَمْطارِ والرَّصَد أَي يزيدُ ويَفْضُلُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَفْوُ أَحلُّ المالِ وأَطْيَبُه. وعَفْوُ كلِّ شيءٍ: خِيارُه وأَجْوَدُه وَمَا لَا تَعَب فِيهِ، وَكَذَلِكَ عُفاوَتُه وعِفاوتُه. وعَفا الماءُ إِذَا لَمْ يَطأْهُ شيءٌ يُكَدِّرُه. وعَفْوةُ المالِ والطعامِ والشَّرابِ وعِفْوَتُه؛ بالكسر عَنْ كراعٍ: خِيَارُهُ وَمَا صَفَا مِنْهُ وكَثُرَ، وَقَدْ عَفَا عَفْواً وعُفُوّاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنه قَالَ لِلنَّابِغَةِ: أَمَّا صَفْوُ أَموالِنا فلآلِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا عَفْوُه فَإِنَّ تَيْماً وأَسَداً تَشْغَلُه عنكَ. قَالَ الحَرْبي: العَفْوُ أَحَلُّ المالِ وأَطيَبُه، وَقِيلَ: عَفْوُ المالِ مَا يَفْضُلُ عَنِ النَّفَقة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وكِلاهما جائزٌ فِي اللُّغَةِ،

قَالَ: وَالثَّانِي أشبَه بِهَذَا الْحَدِيثِ. وعَفْوُ الماءِ: مَا فَضَل عَنِ الشَّارِبَةِ وأُخذَ بغيرِ كُلْفةٍ وَلَا مُزَاحَمَةٍ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: عفَّى عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ إِذَا أَصلَح بَعْدَ الْفَسَادِ. أَبُو حَنِيفَةَ: العُفْوَة، بِضَمِّ الْعَيْنِ، مِنْ كُلِّ النَّبَاتِ لَيِّنُه وَمَا لَا مَؤُونة عَلَى الرَّاعِيَةِ فِيهِ. وعَفْوة كُلِّ شيء وعِفَاوتُه؛ عُفَاوتُه الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: صَفْوُه وكثرَتُه، يُقَالُ: ذَهَبَتْ عِفْوَة هَذَا النَّبْت أَي لِينُه وخَيرُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل: المانعينَ الماءَ حَتَّى يَشْرَبوا ... عِفْواتِه، ويُقَسِّمُوه سِجالا والعِفَاوَةُ: مَا يُرْفَعُ للإِنسان مِنْ مَرَقٍ. والعَافِي: مَا يُرَدُّ فِي القِدْرِ مِنَ المَرَقةِ إِذَا اسْتُعِيرَتْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعَافِي القِدْرِ مَا يُبْقِي فِيهَا المُسْتَعِير لمُعِيرِها؛ قَالَ مُضَرِّس الأَسَدي: فَلَا تَسْأَليني، واسأَلي مَا خَلِيقَتي، ... إِذَا رَدَّ عَافِي القِدْرِ مَن يَسْتَعيرُها قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: عَافِي فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي مَوْضِعِ الرَّفْع لأَنه فَاعِلٌ، ومَن فِي مَوْضِعِ النَّصْب لأَنه مَفْعُولٌ بِهِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ صاحبَ القِدرِ إِذَا نَزَلَ بِهِ الضَّيْفُ نَصَبَ لَهُمْ قِدْراً، فَإِذَا جاءهُ مَنْ يَسْتَعِيرُ قِدْرهُ فَرَآهَا منصوبَةً لهُم رجَعَ وَلَمْ يَطْلُبْها، والعَافِي: هُوَ الضَّيْفُ، كأَنه يرُدُّ المُسْتَعِير لارْتِدادِه دونَ قضاءِ حاجَته، وَقَالَ غيرُه: عَافِي القِدْرِ بقِيَّة المَرَقة يردُّها المستَعيرُ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ، وكانَ وَجْهُ الْكَلَامِ عافِيَ الْقِدْرِ فترَك الْفَتْحُ لِلضَّرُورَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ العَافِي والعَفْوَة والعِفَاوَة مَا يَبْقَى فِي أَسْفَلِ القِدْرِ مِنْ مَرَقٍ وَمَا اخْتَلَط بِهِ، قَالَ: وموضِعُ عافِي رَفْعٌ لأَنه هُوَ الَّذِي رَدَّ المُسْتَعِير، وَذَلِكَ لكلَب الزَّمَانِ وَكَوْنِهِ يمنَع إعارَة القِدْرِ لتِلك البَقِيَّة. والعِفَاوةُ: الشيءُ يُرْفَع مِنَ الطَّعام لِلْجَارِيَةِ تُسَمَّنُ فَتُؤثَرُ بِهِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: وظَلَّ غُلامُ الحَيّ طَيّانَ ساغِباً، ... وكاعِبُهُم ذاتُ العِفاوَةِ أَسْغَبُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعِفاوة، بِالْكَسْرِ، مَا يُرْفَعُ مِنَ المَرَقِ أَوَّلًا يُخَصُّ بِهِ مَنْ يُكْرَم، وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ أَيضاً، تَقُولُ مِنْهُ: عَفَوْت لَهُ منَ المَرَق إِذَا غَرَفْتَ لَهُ أَوَّلًا وآثَرْتَهُ بِهِ، وَقِيلَ: العِفَاوَة، بِالْكَسْرِ، أَوّل المَرَقِ وأَجودُه، والعُفَاوَة، بِالضَّمِّ، آخِرهُ يردُّها مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مَعَ القِدْرِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: عَفَوْت القِدْرَ إِذَا تَرَكْتَ ذَلِكَ فِي أَسفلها. والعِفاء، بالمدِّ والكَسْر: مَا كَثُر مِنَ الوَبَر والرِّيشِ، الواحِدَةُ عِفاءَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ يَصِفُ الضَّبُعَ: كمَشْيِ الأَفْتَلِ السَّارِي عَلَيْهِ ... عِفاءٌ، كالعَباءَةِ، عَفْشَلِيلُ وعِفَاءُ النَّعام وَغَيْرِهِ: الريشُ الَّذِي عَلَى الزِّفِّ الصِّغار، وَكَذَلِكَ عِفاءُ الدِّيكِ وَنَحْوِهِ مِنَ الطَّيْرِ، الْوَاحِدَةُ عِفاءَةٌ، مَمْدُودَةٌ. وناقةٌ ذاتُ عِفاءٍ، وَلَيْسَتْ هَمْزَةُ العِفاءِ والعِفاءَةِ أَصْلِيَّة، إِنَّمَا هِيَ وَاوٌ قلبتْ أَلِفاً فمُدَّت مِثْلَ السَّمَاءِ، أَصلُ مَدَّتِها الْوَاوُ، وَيُقَالُ فِي الْوَاحِدَةِ: سَماوَة وسَماءَة، قَالَ: وَلَا يُقَالُ للرِّيشة الْوَاحِدَةِ عِفَاءَةٌ حَتَّى تَكُونَ كَثِيرَةً كَثيفة؛ وَقَالَ بعضُهم فِي هَمْزَةِ العِفاء: إنَّها أَصلِيَّة؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَتْ هَمْزَتُهَا أَصليَّة عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ الحُذَّاقِ، وَلَكِنَّهَا همزةٌ مَمْدُودَةٌ، وَتَصْغِيرُهَا عُفَيٌّ. وعِفاءُ السَّحابِ: كالخَمْل فِي وجْهِه لَا يَكادُ يُخْلِفُ. وعِفْوَةُ الرجُل

وعُفْوَتُه: شَعَر رَأْسِه. وعَفا المَنزِلُ يَعْفُو وعَفَت الدارُ ونحوُها عَفاءً وعُفُوّاً وعَفَّت وتَعَفَّت تَعَفِّياً: دَرَسَت، يَتَعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وعَفَتْها الرِّيحُ وعَفَّتْها، شدّد للمبالغة؛ وقال: أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ، باللِّوَى، ... لأَسماءَ عَفَّى آيَةُ المُورُ والقَطْرُ؟ وَيُقَالُ: عَفَّى اللهُ عَلَى أَثَرِ فُلَانٍ وعَفَا اللَّهُ عَلَيْهِ وقَفَّى اللَّهُ عَلَى أَثَرِ فلانٍ وقَفا عَلَيْهِ بِمَعْنًى واحدٍ. والعُفِيُّ: جَمْعُ عافٍ وَهُوَ الدارسُ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: قَدْ عَفَوْتُ عَنِ الخَيل والرَّقيقِ فأَدُّوا زَكَاةَ أَموالِكم أَي ترَكْتُ لَكُمْ أَخْذَ زَكَاتِهَا وتجاوَزْت عَنْهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ عَفَت الريحُ الأَثَرَ إِذَا طَمَسَتْه ومَحَتْه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَم سَلَمَةَ: قَالَتْ لِعُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَا تُعَفِّ سَبِيلًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَحَبَها أَي لَا تَطْمِسْها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَعافَوُا الحُدُود فِيمَا بَيْنَكُمْ ؛ أَي تجاوَزُوا عَنْهَا وَلَا تَرْفَعُوها إِلَيَّ فَإِنِّي مَتَى علمْتُها أَقَمْتُها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وسُئل عَمَّا فِي أَموال أَهلِ الذِّمَّةِ فَقَالَ العَفْو أَي عُفِيَ لَهُمْ عَمَّا فِيهَا مِنَ الصَّدَقَة وَعَنِ العُشْرِ فِي غَلَّاتهم. وعَفا أَثَرهُ عَفاءً: هَلَك، عَلَى المَثَل؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَذْكُرُ دَارًا: تَحَمَّلَ أَهلُها مِنْهَا فبانُوا، ... عَلَى آثارِ مَن ذَهَبَ العَفَاءُ والعَفَاءُ، بِالْفَتْحِ: التُرابُ؛ رَوَى أَبو هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ عِنْدَكَ قوتُ يومِكَ فعَلى الدُّنْيَا العَفَاءُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه: العَفَاءُ التُّرَابُ، وأَنشد بيتَ زُهَيْرٍ يَذْكُرُ الدارَ، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: عَلَيْهِ الدَّبارُ إِذَا دَعا عَلَيْهِ أَنْ يُدْبِرَ فَلَا يَرْجِع. وَفِي حديث صفوانَ ابنِ مُحْرِزٍ: إِذَا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ رَغِيفًا وشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاءً فعَلى الدُّنْيا العَفاءُ. والعَفَاءُ: الدُّرُوس والهَلاكُ وَذَهَابُ الأَثَر. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فِي السَّبِّ بِفيِهِ العَفَاءُ، وَعَلَيْهِ العَفاءُ، والذئبُ العَوّاءُ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الذِّئْبَ يَعْوِي فِي إثْرِ الظاعِنِ إِذَا خَلَت الدَّارُ عَلَيْهِ، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: إنَّ المُنافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ عَقَلَه أَهلُه ثُمَّ أَرْسَلوه فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوه وَلَا لِمَ أَرسَلوه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أُعْفِيَ الْمَرِيضُ بِمَعْنَى عُوفِيَ. والعَفْوُ: الأَرضُ الغُفْل لَمْ تُوطَأْ وَلَيْسَتْ بِهَا آثارٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: عَفْوُ الْبِلَادِ مَا لَا أَثَرَ لأَحدٍ فِيهَا بِمِلْكٍ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْيا أَرْضاً ميتَة فَهِيَ لَهُ : إِنَّمَا ذَلِكَ فِي عَفْوِ البلادِ الَّتِي لَمْ تُمْلَكْ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: قَبيلةٌ كَشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ، ... إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لَا يُوجَدْ لَهُمْ أَثَرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْر للأَخطَل؛ وَقَبْلَهُ: إنَّ اللَّهازِمَ لَا تَنْفَكُّ تابِعَةً، ... هُمُ الذُّنابَى وشِرْبُ التابِع الكَدَرُ قَالَ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: تَنْزُو النِّعاجُ عَلَيْهَا وهْي بارِكة، ... تَحْكي عَطاءَ سُويدٍ مِنْ بَنِي غُبَرا قبيلةٌ كشِراكِ النَّعْل دارجةٌ، ... إنْ يَهْبِطُوا عَفْوَ أَرضٍ لَا تَرَى أَثرَا قَالَ الأَزهري: والعَفَا مِنَ الْبِلَادِ، مقصورٌ، مثلُ العَفْو الَّذِي لَا ملْك لأَحد فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقْطَعَ مِنْ أَرض الْمَدِينَةِ مَا كَانَ عَفاً أَي مَا لَيْسَ لأَحد فِيهِ أَثَرٌ، وَهُوَ مِنْ عَفا الشيءُ إِذَا دَرَس أَوْ مَا

لَيْسَ لأَحد فِيهِ مِلْكٌ، مَنْ عَفَا الشيءُ يَعْفُو إِذَا صَفا وخلُص. وَفِي الْحَدِيثِ: ويَرْعَوْن عَفَاها أَي عَفْوَها. والعَفْوُ والعِفْو والعُفْو والعَفا والعِفا، بِقَصْرِهِمَا: الجَحشُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَد الحِمار: وأَنشد ابن السكيت والمُفَصَّل لأَبي الطَّمحان حَنْظَلة بْنِ شَرْقيِّ: بضَرْبٍ يُزيلُ الهامَ عَنْ سَكِناتِه، ... وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ وَالْجَمْعُ أَعْفَاءٌ وعِفاءٌ وعِفْوةٌ. والعِفَاوَة، بِكَسْرِ الْعَيْنِ: الأَتانُ بعَينِها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ عِفْوٌ وَثَلَاثَةُ عِفَوَةٍ مثلُ قِرَطَةٍ، قَالَ: وَهُوَ الجَحْشُ والمُهْرُ أَيضاً، وَكَذَلِكَ العِجَلَة والظِّئَبة جَمْعُ الظَّأْبِ، وَهُوَ السلْفُ. أَبو زَيْدٍ: العِفَوَةُ أَفْتاءُ الحُمُر، قَالَ: وَلَا أَعلم فِي جَمِيعِ كَلَامِ الْعَرَبِ وَاوًا مُتَحَرِّكَةً بَعْدَ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فِي آخِرِ الْبِنَاءِ غيرَ واوِ عِفَوَةٍ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ لقَيس، كَرهُوا أَن يَقُولُوا عُفَاةٌ فِي مَوْضِعِ فِعَلة، وَهُمْ يُرِيدُونَ الْجَمَاعَةَ، فتَلْتَبس بوُحْدانِ الأَسماء، وقال: وَلَوْ تكَلَّف متكَلِّف أَن يَبنيَ مِنَ الْعَفْوِ اسْمًا مفْرداً عَلَى بِنَاءِ فِعَلة لَقَالَ عِفاة. وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه تَرَكَ أَتانَيْن وعِفْواً ؛ العفْو، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ وَالْفَتْحِ: الجَحْش، قَالَ ابْنُ الأَثير: والأُنثى عُفْوة وعِفْوَة. وَمُعَافًى: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنْ ثعلب. عقا: العَقْوةُ والعَقَاةُ: السَّاحَةُ وَمَا حوْلَ الدارِ والمَحَلَّة، وجمعُهما عِقَاءٌ. وعَقْوَةُ الدَّارِ: ساحَتُها؛ يُقَالُ: نَزَل بعَقْوَته، وَيُقَالُ: مَا بِعَقْوةِ هَذِهِ الدَّار مِثْلُ فلانٍ، وَتَقُولُ: مَا يَطُورُ أَحد بعَقْوَة هَذَا الأَسدِ، ونَزَلَت الخيلُ بعَقْوَة العَدُوِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عَنْهُمَا: المؤمنُ الَّذِي يأْمَنُ مَن أَمْسى بعَقْوتِه ؛ عَقْوَةُ الدارِ حَوْلَها وَقَرِيبًا مِنْهَا. وعَقَا يَعْقُو واعْتَقَى: احْتَفَرَ الْبِئْرَ فأَنْبَطَ مِنْ جَانِبِهَا. والاعْتِقَاء: أَن يأْخذَ الحافِرُ فِي الْبِئْرِ يمنَةً ويَسْرَةً إِذَا لَمْ يُمكِنُه أَن يُنْبِطَ الماءَ من قَعْرِها، والرجلُ يحفرُ البئرَ فَإِذَا لَمْ يُنْبِطِ الماءَ مِنْ قَعْرها اعْتَقَى يَمْنَةً ويَسْرَةً. واعْتَقَى فِي كَلَامِهِ: استَوْفاه وَلَمْ يَقْصِدْ، وَكَذَلِكَ الأَخذ فِي شُعَبِ الكلامِ، ويَشْتَقُّ الإِنسانُ الكلامَ فيَعْتَقِي فِيهِ، والعَاقِي كَذَلِكَ، قَالَ: وقَلَّما يَقُولُونَ عَقَا يَعْقُو؛ وأَنشد لبعضهم: ولقد دَرِبْتُ بالاعتِقَاءِ ... والاعْتقامِ، فنِلْت نُجْحَا وَقَالَ رُؤْبَةُ: بشَيْظَمِيٍّ يفهمُ التَّفهيما، ... ويَعْتَقِي بالعُقَمِ التَّعْقيما وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَى قَوْلِهِ: ويَعْتَقِي بالعُقَمِ التَّعْقيما مَعْنَى يعْتَقِي أَيْ يحبِسُ ويمنَع بالعُقَم التَّعْقيمَ أَي بالشرِّ الشرَّ. قَالَ الأَزهري: أَما الاعْتقام فِي الحَفْر فَقَدْ فَسَّرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ عَقَم، وأَما الاعْتِقَاء فِي الْحَفْرِ بِمَعْنَى الاعتقامِ فَمَا سمعتُه لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ الْبَيْتُ: بشُطَسِيٍّ يَفْهَمُ التَّفْهيما قَالَ: ويَعْتَقِي يَرُدُّ أَي يردُّ أَمر مَنْ عَلا عَلَيْهِ، قَالَ: وَقِيلَ التعقيمُ هُنَا القَهْرُ. وَيُقَالُ: عَقَّ الرجلُ بسَهْمِه إِذَا رَمى بِهِ فِي السَّمَاءِ فارتَفع، ويُسَمَّى ذَلِكَ السهمُ العَقيقة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَقَّى الرَّامِي بسهمِه فَجَعَلَهُ مِنْ عَقَّق. وعَقَّى

بِالسَّهْمِ: رَمى بِهِ فِي الْهَوَاءِ فَارْتَفَعَ، لُغَةٌ فِي عَقَّه؛ قَالَ المُتَنَخَّل الْهُذَلِيُّ: عَقَّوا بسَهْمٍ فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحدٌ، ... ثُمَّ اسْتَفاؤُوا وَقَالُوا: حَبَّذا الوَضَحُ يَقُولُ: رَمَوْا بسهمٍ نَحْوَ الهواءِ إِشْعاراً أَنهم قَدْ قَبِلوا الدِّية ورَضُوا بِهَا عِوَضاً عَنِ الدَّمِ، والوَضَحُ اللَّبَن أَي قَالُوا حَبَّذا الإِبل الَّتِي نأْخُذُها بدَلًا مِنْ دَمِ قَتِيلنا فنشرَبَ أَلْبانَها، وَقَدْ تَقَدَّم ذَلِكَ. وعَقَا العَلَمُ، وَهُوَ البَنْدُ: عَلا فِي الْهَوَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وهْوَ، إِذَا الحَرْبُ عَقَا عُقَابُهُ، ... كُرْهَ اللِّقاء تَلْتَظي حِرابُهُ ذَكَّرَ الحَرْب عَلَى مَعْنَى القِتال، وَيُرْوَى: عَفَا عُقابُه أَي كثُر. وعَقَّى الطائِرُ إِذَا ارْتَفَع فِي طَيَرانه. وعَقَّتِ العُقاب: ارْتَفَعَت، وَكَذَلِكَ النَّسْر. والمُعَقِّي: الحائِمُ عَلَى الشَّيْءِ المُرْتَفِعُ كَمَا تَرْتَفِعُ العُقابُ، وَقِيلَ: المُعَقِّي الحائِمُ المُسْتَدِيرُ مِنَ العِقْبَان بِالشَّيْءِ. وعَقَّتِ الدَّلْوُ إِذَا ارْتَفَعت فِي البِئْر وَهِيَ تَسْتَديرُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ دَلْوٍ: لَا دَلْوَ إلَّا مِثْلُ دَلْوِ أُهْبانْ، ... واسِعَة الفَرْغ أَدِيمانِ اثْنانْ مما تَبَقَّى مِنْ عُكاظِ الرُّكْبانْ، ... إِذَا الكُفاةُ اضطَجَعُوا للأَذْقانْ «4» عَقَّت كَمَا عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ، ... بِهَا فَنَاهِبْ كلَّ ساقٍ عَجْلانْ عقَّتْ أَي حامَتْ، وَقِيلَ: ارْتَفَعتْ، يَعْنِي الدَّلْوَ، كَمَا تَرْتَفِعُ العُقابُ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: وأَصله عَقَّقَتْ، فلمَّا توالَتْ ثلاثُ قافَاتٍ قُلِبت إحداهنَّ يَاءً؛ كَمَا قَالَ الْعَجَّاجِ: تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمُ: التظَنِّي مِنَ الظَّنّ والتَّلَعِّي مِنَ اللُّعاعَةِ، قَالَ: وأَصل تَعْقِيَةِ الدَّلْوِ مِنَ العَقِّ وَهُوَ الشَّقُّ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لعَطاءٍ الأَسَدي: وعَقَّتْ دَلْوُهُ حينَ اسْتَقَلَّت ... بِمَا فِيهَا، كَتَعْقِيَةِ العُقابِ واعْتَقَى الشيءَ وعَقَاه: احْتَبَسَه، مَقْلُوبٌ عَنِ اعْتاقَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: صَباً تَعْتَقِيها تارَةً وتُقِيمُها وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى تَعْتَقيها تُمْضِيها، وَقَالَ الأَصمعي: تَحْتَبِسُها. والاعْتِقاءُ: الاحْتِباسُ، وَهُوَ قَلْبُ الاعْتِيَاق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ مُزَاحِمٍ: صَباً وشَمالًا نَيْرَجاً يَعْتَقِيهما ... أَحايين نَوْبات الجَنُوبِ الزَّفازِف وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: ودُونَ ذلِكَ غُولٌ يَعْتَقِي الأَجَلا وَقَالُوا: عَاقٍ عَلَى تَوَهُّمِ عَقَوْتُه. الْجَوْهَرِيُّ: عَقَاه يَعْقُوه إِذَا عاقَه، عَلَى القَلْب، وعاقَني وَعَاقَانِي وعَقَاني بِمَعْنًى واحدٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِذِي الخِرَقِ الطُّهَوي: أَلَمْ تَعْجَبْ لذِئْبٍ باتَ يَسْري ... ليُؤْذِنَ صاحِبًا لهُ باللَّحاقِ حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقًا، ... وَمَا هِيَ، ويْبَ غَيْرِكَ بالعَناقِ

_ (4). قوله [الكفاة] هكذا في الأصل، وفي كثير من المواد: السقاة.

ولَوْ أَني رَمَيْتُكَ مِنْ قَريبٍ، ... لعَاقَك عَنْ دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ ولكنِّي رَمَيتُك مِنْ بَعِيدٍ، ... فلَمْ أَفْعَلْ وقدْ أَوهَتْ بِسَاقِي عليكَ الشاءَ شاءَ بَنِي تَمِيمٍ، ... فعَافِقْهُ فإنَّكَ ذُو عِفاقِ أَرَادَ بِقَوْلِهِ عاقِ عائِقٌ فقَلَبه، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى تَوَهُّمِ عَقَوْتُه. قَالَ الأَزهري: يَجُوزُ عاقَني عنْك عائِقٌ وعَقاني عنكَ عاقٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ عَلَى القَلْب؛ وَهَذَا الشِّعْرُ اسْتَشْهد الْجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِهِ: وَلَوْ أَني رَمَيْتُكَ مِنْ قريبٍ وَقَالَ فِي إِيرَادِهِ: وَلَوْ أَني رَمَيْتُكَ مِنْ بَعيدٍ، لعاقَك. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ: وَلَوْ أَنيَ رَمَيْتُك مِنْ قَريبٍ، ... لعَاقَك عَنْ دُعاءِ الذِّئْبِ عاقِ كَمَا أَوردناه. وعَقَا يَعْقُو ويَعْقِي إِذَا كَرِه شَيْئًا. والعَاقِي: الكارِهُ لِلشَّيْءِ. والعِقْيُ، بِالْكَسْرِ: أولُ مَا يَخْرُجُ مِنَ بَطْن الصَّبي يَخْرَؤُه حِينَ يُولَدُ إِذَا أَحْدَثَ أَولَ مَا يُحْدِثُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبَعْدَ ذَلِكَ مَا دَامَ صَغِيرًا. يُقَالُ فِي الْمَثَلِ: أَحْرَصُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عِقْيِ صَبيٍّ؛ وَهُوَ الرَّدَجُ مِنَ السَّخْلة والمُهْر. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الحُوَلاءُ مضمَنة لِمَا يَخْرُجُ مِنْ جَوْف الوَلد وَهُوَ فِيهَا، وَهُوَ أَعْقَاؤه، وَالْوَاحِدُ عِقْيٌ، وَهُوَ شَيْءٌ يخرُج مِنْ دُبُره وَهُوَ فِي بطنِ أُمّه أَسْودُ بَعْضِه وأَصْفَرُ بَعْضٍ، وَقَدْ عَقى يَعْقِي يَعني الحُوارَ إِذَا نُتِجَتْ أُمُّه، فَمَا خَرَجَ مِنْ دُبُره عِقْيٌ حَتَّى يأْكل الشَّجَر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وسُئل عَنِ امْرَأَةٍ أَرضعَت صَبياً رَضْعةً فَقَالَ: إِذَا عَقَى حَرُمَت عَلَيْهِ المرأَةُ وَمَا ولَدَتْ ، العِقْيُ: مَا يَخْرُج مِنْ بَطْنِ الصَّبيِّ حِينَ يُولَدُ أَسودُ لزجٌ كالغِراءِ قبلَ أَن يَطْعَم، وَإِنَّمَا شرطَ العَقْيَ ليُعْلم أَن اللبَن قَدْ صارَ فِي جَوفه ولأَنْه لَا يَعْقي مِنْ ذَلِكَ اللَّبنِ حَتَّى يَصِيرَ فِي جَوْفِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ كَذَلِكَ مِنَ المُهْر والجَحْشِ والفَصيل والجَدْي، وَالْجَمْعُ أَعْقَاءٌ، وَقَدْ عَقَى المَوْلُودُ يَعْقِي مِنَ الإِنْس والدوابِّ عَقْياً، فَإِذَا رَضَع فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ الطَّوْفُ. وعَقَّاه: سَقاه دَوَاءً يُسْقِط عِقْيَه. يُقَالُ: هَلْ عَقَّيْتُم صبيَّكُم أَي سقَيتُموه عَسَلًا ليَسْقُط عِقْيُه. والعِقْيانُ: ذهبٌ ينبتُ نَباتاً وَلَيْسَ مِمَّا يُستَذابُ ويُحصَّلُ مِنِ الْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الذَّهبُ الخالصُ. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ: لَوْ أَراد اللَّهُ أَن يَفْتَحَ عَلَيْهِمْ مَعادن العِقْيَان ؛ قِيلَ: هُوَ الذَّهَب الخالصُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا ينبُتُ مِنْهُ نَباتاً، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. وأَعْقَى الشيءُ يُعْقِي إِعْقَاء: صَارَ مُرّاً، وَقِيلَ: اشْتَدَّتْ مَرارَتُه. وَيُقَالُ فِي مَثلٍ: لَا تكُنْ مُرًّا فتُعْقِيَ وَلَا حُلْواً فتُزْدَرَدَ، وَيُقَالُ: فتُعْقَى، فَمَنْ رَوَاهُ فتُعْقِيَ عَلَى تُفْعِل فَمَعْنَاهُ فتَشْتَدَّ مرارَتُك، وَمَنْ رَوَاهُ فتُعْقَى فَمَعْنَاهُ فتُلْفَظَ لمرارَتِكَ. وأَعْقَيْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَزَلْته مِنْ فِيكَ لِمَرارَتِه، كَمَا تقولُ: أَشْكَيْتُ الرجلَ إِذَا أَزَلْتَه عَمَّا يَشْكُو. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ مَا أَدْري مِنْ أَيْنَ عُقِيَت وَلَا مِنْ أَيْنَ طُبِيت، واعْتُقِيَت واطُّبِيت، وَلَا مِنْ أَيْنَ أُتِيت وَلَا مِنْ أَيْنَ اغْتُيِلْت بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ الأَزهري: وَجْهُ الْكَلَامِ اغْتِلْت. وبَنُو العِقْيِ: قبيلةٌ وهُم العُقَاةُ.

عكا: العُكْوَة: أَصلُ اللِّسانِ، والأَكثر العَكَدَة. والعَكْوَة: أَصلُ الذَّنَب، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، حيثُ عَرِيَ مِنَ الشَّعَر مِنْ مَغْرِز الذَّنَب، وَقِيلَ فِيهِ لغتان: عَكْوَة [عُكْوَة]، وَجَمْعُهَا عُكىً وعِكَاءٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: هَلَكْتَ، إِنْ شَرِبْتَ فِي إكْبابها، ... حتَّى تُوَلِّيك عُكَى أَذْنابِها قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَإِذَا تَعَطَّف ذَنَبُه عِنْدَ العَكْوَة وتعَقَّد قيلَ بَعِيرٌ أَعْكَى. وَيُقَالُ: بِرْذَوْنٌ مَعْكُوٌّ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَوِ استعْمِل الفعلُ فِي هَذَا لقِيل عَكِيَ يَعْكَى فَهُوَ أَعْكَى، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ. وعَكَا الذَّنَبَ عَكْواً: عَطَفَه إِلَى العُكْوة وعَقَده. وعَكَوْتُ ذَنَبَ الدابةِ، وعَكَى الضَّبُّ بذَنَبِه: لَوَاهُ، والضَّبُّ يَعْكُو بذَنَبِه يَلْويه ويَعْقِدُه هُنَالِكَ. والأَعْكَى: الشَّدِيدُ العُكْوة. وشاةٌ عَكْواءُ: بيضاءُ الذَّنَبِ وسائِرُها أَسْودُ وَلَا فِعْلَ لَهُ وَلَا يَكُونُ صِفَةً للمذكَّر، وَقِيلَ: الشاةُ الَّتِي ابْيَضَّ مؤَخَّرُها واسْودَّ سائرُها. وعُكْوَةُ كلِّ شيءٍ: غِلَظُه ومُعْظَمُه. والعُكْوَة: الحُجْزة الغَلِيظة. وعَكا بِإِزَارِهِ عَكْواً: أَعْظَم حُجْزَتَه وغَلَّظها. وعَكَت الناقةُ والإِبل تَعْكُو عَكْواً: غَلُظَت وسَمِنَتْ مِنَ الرَّبِيعِ واشتَدَّتْ مِنَ السِّمَنِ. وإبلٌ مِعْكَاءٌ: غَلِيظة سَمينة مُمْتَلِئَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَكْثُر فيكونُ رأْس ذَا عِنْدَ عُكْوَة ذَا؛ قَالَ النَّابِغَةُ: الواهِب المائَةَ المِعْكاءَ زَيَّنَها السَّعدانُ ... يُوضح فِي أَوْبارِها اللِّبَدِ «5» ابْنُ السِّكِّيتِ: المِعْكَاءُ، عَلَى مِفْعالٍ، الإِبلُ الْمُجْتَمِعَةُ، يُقَالُ: مِائَةٌ مِعْكَاءٌ، ويُوضِحُ: يُبَيِّنُ فِي أَوْبارِها إِذَا رُعِيَ فَقَالَ المائةَ المِعْكَاءَ أَي هِي الغِلاظُ الشِّداد، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ قَالَ أَوس: الواهِب المائةَ المِعْكَاءَ يَشْفَعُها، ... يَومَ الفِضالِ، بأُخْرَى، غَيْرِ مجْهُود والعَاكِي: الشادُّ، وَقَدْ عَكا إِذَا شَدَّ، وَمِنْهُ عَكْوُ الذَّنَبِ وَهُوَ شَدُّه. والعُكْوَةُ: الوَسَط لغِلَظِه. وَالْعَاكِي: الغَزَّالُ الَّذِي يبِيع العُكَى، جَمْعُ عُكْوَة، وَهِيَ الغَزْلُ الَّذِي يَخْرُج مِنَ المِغْزَلِ قبلَ أَن يُكَبَّبَ عَلَى الدُّجاجة، وَهِيَ الكُبَّة. وَيُقَالُ: عَكَا بإزارِه يَعْكُو عُكِيّاً أَغْلَظَ مَعْقِدَه، وَقِيلَ: إِذَا شَّده قالِصاً عَنْ بَطْنِه لئَلَّا يَسْتَرْخِيَ لِضِخَمِ بَطْنِهِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: شُمٌّ مَخامِيضُ لَا يَعْكون بالأُزُرِ يَقُولُ: لَيْسُوا بِعظام الْبُطُونِ فَيَرْفَعُوا مآزِرَهُم عَنِ البطونِ وَلَكِنَّهُمْ لِطافُ الْبُطُونِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ عَكْوانُ مِنَ الشَّحْمِ، وامرأَة مُعَكِّيةٌ. وَيُقَالُ: عَكَوْتُه فِي الْحَدِيدِ والوَثاقِ عَكْواً إِذَا شَدَدْتَه؛ قَالَ أُمَيَّة يَذْكُرُ مُلْك سُلَيْمَانَ: أَيُّما شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ، ... ثُمَّ يُلْقى فِي السِّجنِ والأَغْلالِ والأَعْكَى: الغلِيظُ الجَنْبَين؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، فأَمَّا قَوْلُ ابنةِ الخُسِّ حِينَ شاوَرَ أَبوها أَصحابه فِي شِراءِ فَحْلٍ: اشْتَرِهِ سَلْجَمَ اللَّحْييَنِ أَسْحَجَ الخَدَّيْن غائرَ العَيْنَين أَرْقَبَ أَحْزَمَ أَعْكَى أَكْوَمَ، إنْ عُصِيَ غَشَمَ وَإِنْ أُطِيعَ اجْرَنْثَمَ؛ فَقَدْ يكونُ الغَلِيظَ العُكْوةِ الَّتِي هِيَ أَصلُ الذَّنَبِ، ويكونُ الغَلِيظَ الجَنْبَين والعَظيمَ الوَسَط، والأَحْزَمُ والأَرْقَبُ والأَكْوَمُ كلٌّ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والعَكْوَةُ والعُكْوَةُ جَمِيعًا: عَقَبٌ يُشَقُّ ثُمَّ يُفتَل فَتْلَين

_ (5). في رواية ديوان النابغة: تُوضِحُ بدل يُوضِح، وهو اسم موضع.

كَمَا يُفْتَلُ المِخراقُ. وعَكَاهُ عَكْواً: شدَّه. وعَكَّى عَلَى سَيْفِهِ ورُمحِه: شدَّ عَلَيْهِمَا عِلْباءً رَطْباً. وعَكا بخُرْئِه إِذَا خرَج بعضُه وبَقِي بَعضٌ. وعَكَّى: مَاتَ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا ماتَ عَكَّى وقَرضَ الرِّباطَ. والعَاكِي: المَيّت. وعَكَّى الدخانُ: تَصَعَّد فِي السماءِ؛ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ كَعَيَ: الأَعْكَاءُ العُقَد. وعَكَا بِالْمَكَانِ: أَقَامَ. وعَكَتِ المرأَة شَعَرَها إِذَا لَمْ تُرْسِلْه، وَرُبَّمَا قَالُوا: عَكَا فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ أَي عَطَف، مثلُ قولِهِم عَكَّ عَلَى قَوْمِه. الْفَرَّاءُ: العَكِيُّ مِنَ اللَّبن المَحْضُ. والعَكِيُّ مِنْ أَلْبَانِ الضَّأْنِ: مَا حُلِبَ بعضُه عَلَى بعضٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: العَكِيُّ الخاثِر؛ وأَنشد لِلرَّاجِزِ: تَعَلَّمَنْ، يَا زيدُ يَا ابنَ زَيْنِ، ... لَأُكْلَةٌ مِنْ أَقِطٍ وسَمْنِ، وشَرْبَتانِ مِنْ عَكِيِّ الضأْنِ، ... أَحْسَنُ مَسّاً فِي حَوايا البَطْنِ مِنْ يَثْرَبِيَّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ، ... يَرْمي بِهَا أَرْمى مِنِ ابنِ تِقْنِ قَالَ شَمِرٌ: النِّيُّ مِنَ اللَّبَنِ ساعَة يُحْلَب، والعَكِيُّ بعد ما يَخْثُر، والعَكِيُّ وَطْبُ اللَّبن. علا: عُلْو كُلِّ شَيْءٍ وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعَالِيه وعالِيَتُه: أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إِلَيْهِ الفعلُ بحَرْف وَبِغَيْرِ حَرْف كَقَوْلِكَ قَعَدْتُ عُلْوه وَفِي عُلْوِه. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سِفْلُ الدَّارِ وعِلْوُها وسُفْلُها وعُلْوُها، وَعَلَا الشيءُ عُلُوًّا فَهُوَ عَلِيٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وَقَالَ بَعْضُ الرُّجَّاز: وإنْ تَقُلْ: يَا لَيْتَه اسْتَبلَّا ... مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلَّا، تَقُلْ لأَنْفَيْهِ وَلَا تَعَلَّى وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ. وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا بِهِ وأَعْلاهُ وعَلَّاهُ وعَالاه وعَالَى بِهِ؛ قَالَ: كالثِّقْلِ إِذْ عَالَى بِهِ المُعَلِّي وَيُقَالُ: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إِذَا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا قَهَرَه. والعَلِيُّ: الرَّفيعُ. وتَعَالَى: تَرَفَّع؛ وَقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُرِّيَتْ ... نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلِي بالأَماثِلِ تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وَعَدَّاهُ بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى تَذهَب بِهِمْ. وأَخذَه مِنْ عَلِ وَمِنْ عَلُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَرَّكوه كَمَا حَرَّكوا أَوَّلُ حِينَ قَالُوا ابْدَأْ بِهَذَا أَوَّلُ، وَقَالُوا: مِنْ عَلا وعَلْوُ، وَمِنْ عالٍ ومُعالٍ؛ قَالَ أَعْشى باهِلَة: إنِّي أَتَتْني لِسانٌ لَا أُسَرُّ بِهَا، ... مِنْ عَلْوُ لَا عَجَبٌ مِنْهَا، وَلَا سَخَرُ ويُرْوَى: مِنْ عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ مِنْ أَعْلى؛ وأَنشد يَعْقُوبُ لدُكَيْن بنِ رجاءٍ فِي أَتيتُه مِنْ عالٍ: يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ، ... وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ، ظَمأَى النَّسَا مِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عالْ يَعْنِي فَرَسًا؛ وَقَالَ ذُو الرمَّة فِي مِن مُعال: فَرَّجَ عَنْهُ حَلَقَ الأَغلالِ ... جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ، ونَغَضانُ الرَّحْلِ مِنْ مُعالِ

أَراد فَرَّج عَنْ جَنِين النَّاقَةِ حَلَقَ الأَغْلالِ، يَعْنِي حَلَق الرحِمِ، سَيرُنا، وَقِيلَ: رَمَى بِهِ مِنْ عَلِ الجبَل أَي مِنْ فَوْقِه؛ وَقَوْلُ الْعِجْلِيِّ: أَقَبُّ مِنْ تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِي إِنَّمَا هُوَ مَحْذُوفُ الْمُضَافِ إِلَيْهِ لأَنه مَعْرِفَةٌ وَفِي موضِع المبنِيِّ عَلَى الضَّمِّ، أَلا تَرَاهُ قابَل بِهِ مَا هَذِهِ حالُه وَهُوَ قَوْلُهُ: مِنْ تَحْتُ، وَيَنْبَغِي أَن تُكْتَب عَلي فِي هَذَا الموضِع بِالْيَاءِ، وَهُوَ فَعِلٌ فِي مَعْنَى فاعِلٍ، أَي أَقَبُّ مِنْ تحتِه، عريضٌ مِنْ عالِيه: بِمَعْنَى أَعْلاه. والعَالِي والسافلُ: بِمَنْزِلَةِ الأَعْلى والأَسْفل؛ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا المَوتُ يَغْلي غالِيهْ ... مُخْتَلِطاً سافِلُه بعَالِيَهْ، لا بُدَّ يَوْمًا أَنَّني مُلاقِيه وَقَوْلُهُمْ: جئتُ مِنْ عَلُ أَي مِنْ أَعْلى كَذَا. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ أَتَيْته مِنْ عَلُ، بِضَمِّ اللَّامِ، وأَتَيته مِنْ عَلُو، بِضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِ الْوَاوِ، وأَتيته مِن عَلِي بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ، وأَتيته مِنْ عَلْوُ، بِسُكُونِ اللَّامِ وَضَمِّ الْوَاوِ، وَمِنْ عَلْوَ وَمِنْ عَلْوِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ أَتيتُه مِنْ عَلِ الدارِ، بِكَسْرِ اللَّامِ، أَي مِنْ عالٍ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا، ... كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ مِنْ عَلِ وأَتيتُه مِنْ عَلا؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا، ... نَوْشاً بِهِ تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا وأَتَيْتُه مِنْ عَلُ، بِضَمِّ اللامِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ لعَدِيّ بْنِ زَيْدٍ: فِي كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه، ... مِنْ عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ وأَما قَوْلُ أَوس: فَمَلَّكَ باللِّيطِ الَّذِي تحتَ قِشْرِها، ... كغِرْقئِ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُو فَإِنَّ الْوَاوَ زَائِدَةٌ، وَهِيَ لإِطلاقِ الْقَافِيَةِ وَلَا يجوزُ مثلُه فِي الْكَلَامِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ ؛ قُرِئَ عالِيَهُمْ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وعَالِيهِم بِسُكُونِهَا، قَالَ: فمَن فتَحها جَعَلها كَالصِّفَةِ فوقَهم، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأَنه محَلٌ، فعالِيَهُم مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَا نَعْرِفُ عالِيَ فِي الظُّرُوفِ، قَالَ: ولعلَّ الفراء سمع بِعالي فِي الظُّرُوفِ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ ظَرْفًا لَمْ يَجُزْ إِسْكَانُ الْيَاءِ، وَلَكِنَّهُ نَصَبه عَلَى الْحَالِ مِنْ شَيْئَيْنِ: أَحدُهما مِنَ الْهَاءِ وَالْمِيمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ ؛ أَيْ فِي حالِ عُلُوِّ الثِّيَابِ إِيَّاهُمْ، قَالَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الوِلْدان، قَالَ: وَالنَّصْبُ فِي هَذَا بَيِّنٌ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ عالِيهِم فرفْعُه بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ ثِيابُ سُندُسٍ، قَالَ: وَقَدْ قُرِئَ عالِيَتَهُمْ ، بِالنَّصْبِ، وعالِيَتُهم ، بِالرَّفْعِ وَالْقِرَاءَةُ بِهِمَا لَا تَجُوزُ لِخِلَافِهِمَا الْمُصْحَفَ، وَقُرِئَ: عَلَيْهم ثيابُ سُنْدُسٍ ، وَتَفْسِيرُ نَصْبِ عالِيَتَهُم وَرَفْعِهَا كَتَفْسِيرِ عالِيَهُمْ وعالِيهم. والمُسْتَعْلِي مِنَ الْحُرُوفِ سَبْعَةٌ وَهِيَ: الخاءُ وَالْغَيْنُ وَالْقَافُ وَالضَّادُ وَالصَّادُ وَالطَّاءُ وَالظَّاءُ، وَمَا عَدَا هَذِهِ الحروفَ فمنخفِض، وَمَعْنَى الاسْتِعْلاء أَن تَتَصَعَّد فِي الحَنَك الأَعلى، فأَربعةٌ مِنْهَا مَعَ اسْتِعْلَائِهَا إطْباقٌ، وأَما الْخَاءُ والغينُ وَالْقَافُ فَلَا إِطْبَاقَ مَعَ اسْتِعْلَائِهَا. والعَلاءُ: الرِّفْعَة. والعلاءُ: اسْمٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ بِالْوَضْعِ دُونَ اللَّامِ، وَإِنَّمَا أُقِرَّت اللامُ بَعْدَ النَّقل وَكَوْنُهُ علَماً مُرَاعَاةً لِمَذْهَبِ الْوَصْفِ فِيهَا قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ عَلَى تَعَرُّفِه بِالْوَضْعِ قولُهُم أَبو

عَمْرِو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ مِنْ عَمْرو إِنَّمَا هُوَ لأَنَّ ابْنًا مضافٌ إِلَى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بَكْرٍ، وَلَوْ كَانَ العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لَوَجَبَ ثُبُوتُ التَّنْوِينِ كَمَا تُثْبته مَعَ مَا تعرَّف بِاللَّامِ، نَحْوِ جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وَقَدْ ذهَب عَلاءً وعَلْواً. وعَلا النهارُ واعْتَلَى واسْتَعْلَى: ارْتَفَعَ. والعُلُوُّ: العَظَمة والتَّجَبُّر. وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَمُسْلِمٌ البَطِين فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ؛ قَالَ: العُلُو التكبُّر فِي الأَرض، وَقَالَ الْحَسَنُ: الفَسادُ المَعاصي، وَقَالَ مُسْلِمٌ: الفَسادُ أَخذ الْمَالِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن مَعْنَاهُ طَغَى فِي الأَرض. يُقَالُ: عَلا فلانٌ فِي الأَرض إِذَا اسْتَكْبَرَ وطَغَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ؛ مَعْنَاهُ لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مُتَجَبِّر: قَدْ عَلا وتَعَظَّمَ. واللهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ العَلِيّ المُتَعَالِي العَالِي الأَعْلَى ذُو العُلا والعَلاء والمَعَالِي، تَعالى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيرًا، وَهُوَ الأَعْلى سُبْحَانَهُ بِمَعْنَى الْعَالِي، وَتَفْسِيرُ تَعالَى جلَّ ونَبَا عَنْ كلِّ ثناءٍ فَهُوَ أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مِمَّا يُثنى عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَتَفْسِيرُ هَذِهِ الصِّفَاتِ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ يَقْرُب بعضُها مِنْ بَعْضٍ، فالعَلِيُّ الشَّرِيفُ فَعِيل مِنْ عَلا يَعْلُو، وَهُوَ بِمَعْنَى العالِي، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ. وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بِقُدْرَتِهِ. وأَما المُتَعَالي: فَهُوَ الَّذِي جَلَّ عَنْ إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عَنْ وَساوس المتحيِّرين، وَقَدْ يَكُونُ المُتَعَالِي بِمَعْنَى الْعَالِي. والأَعْلَى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي هُوَ أَعْلى مِنْ كُلِّ عالٍ وَاسْمُهُ الأَعْلى أَي صَفَتُهُ أَعْلى الصِّفَاتِ، والعَلاءُ: الشرفُ، وَذُو العُلا: صَاحِبُ الصِّفَاتِ العُلا، والعُلا: جَمْعُ العُلْيا أَي جَمْعُ الصِّفَةِ العُليا وَالْكَلِمَةِ العلْيا، وَيَكُونُ العُلى جَمْعُ الِاسْمِ الأَعْلى، وصفةُ اللَّهِ العُلْيا شهادةُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، فَهَذِهِ أَعلى الصِّفَاتِ، وَلَا يُوصَفُ بِهَا غَيْرُ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَلِيّاً عَالِيًا مُتَعَالِيًا، تَعَالَى اللهُ عَنْ إِلحاد المُلْحدِين، وَهُوَ العَليُّ الْعَظِيمُ. وعَلا فِي الجبَل والمَكان وَعَلَى الدابَّةِ وكلِّ شَيْءٍ وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتَلاه مثلُه، وتَعَلَّى أَي عَلا فِي مُهْلة. وعَلِيَ، بِالْكَسْرِ، فِي المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَى عَلاءً، وَيُقَالُ أَيضاً: عَلا، بِالْفَتْحِ، يَعْلى؛ قَالَ رُؤْبَةُ فَجَمَع بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ: لَمَّا عَلا كَعْبُك لِي عَلِيتُ، ... دَفْعك دَأْداني وَقَدْ جَوِيتُ «1» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده يَعْقُوبُ وأَبو عُبَيْدٍ: عَلا كَعْبُك لِي؛ وَوَجْهُهُ عِنْدِي عَلا كَعْبُكَ بِي أَي أَعْلاني، لِأَنَّ الْهَمْزَةَ وَالْبَاءَ يَتَعاقبان، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَلا فِي هَذَا الْمَعْنَى. وَيُقَالُ: فُلَانٌ تَعْلو عَنْهُ العَينُ بِمَعْنَى تَنْبو عَنْهُ العَين، وَإِذَا نَبا الشيءُ عَنِ الشَّيْءِ وَلَمْ يَلْصَقْ بِهِ فَقَدْ عَلا عَنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَعْلُو عنهُ الْعَيْنُ أَي تَنْبو عَنْهُ وَلَا تَلْصَق بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّجَاشِيِّ: وَكَانُوا بِهِمْ أَعْلَى عَيْناً أَي أَبصَرَ بِهِمْ وأَعْلَم بحالِهِم. وَفِي حَدِيثِ قَيْلَةَ: لَا يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لَا تزالِين شَرِيفَةً مرتَفِعة عَلَى مَنْ يعادِيكِ. وَفِي حَدِيثِ حمنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ: كَانَتْ تَجْلِسُ فِي المِرْكَنِ ثُمَّ تَخْرُج وَهِيَ عَالِيَة الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ. واعْلُ عَلَى الوِسادة أَي اقْعُد عَلَيْهَا، وأَعْلِ عَنْهَا أَي انْزِلْ عَنْهَا؛ أَنشد أَبو بَكْرٍ الإِياديّ لامرَأة مِنَ الْعَرَبِ عُنِّنَ عَنْها زوجُها:

_ (1). قوله [دأداني وقد جويت] هكذا في الأَصل.

فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَدُكُّني ... بصَدْرِكَ؟ لَا تُغْني فَتِيلًا وَلَا تُعْلي أَي لَا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عَنِ الإِيلاجِ. وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي: تَنَحَّ. وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غَيْرِنَا فإِنَّا نَحْن لَا نَقْدِرُ لَكَ عَلَيْهَا، كأَنك تَقُولُ تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَلَمَّا وضَعْتُ رِجْلي عَلَى مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْلِ عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عَنِّي، وأَراد بِعَنِّجْ عَنِّي، وَهِيَ لُغَةُ قَوْمٍ يَقْلِبُونَ الْيَاءَ فِي الوَقْف جِيمًا. وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وَقَوْلُ أُميَّة بْنِ أَبي الصَّلْت: سَلَعٌ مَّا، ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا ... عائِلٌ مَّا، وعالَتِ البَيْقُورا أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بِمَا حُمِّلَتْ مِنَ السَّلَع والعُشَر. وَرَجُلٌ عَالِي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عَالِي الذِّكْر. وَفِي حَدِيثِ أُحدٍ: قَالَ أَبو سُفْيَانَ لمَّا انْهزَم الْمُسْلِمُونَ وظَهروا عَلَيْهِمُ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ عُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فَقَالَ لعُمَر: أَنْعَمَتْ، فَعالِ عَنْهَا ؛ كَانَ الرجلُ مِنْ قريشٍ إِذا أَراد ابْتِداءَ أَمْرٍ عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب عَلَى أَحدِهما نَعَمْ، وَعَلَى الْآخَرِ لَا، ثُمَّ يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم، وإِن خَرَج سَهْم لَا امْتَنَع، وَكَانَ أَبو سُفْيَانَ لَمَّا أَراد الخُروجَ إِلى أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج لَهُ سَهْمُ الإِنْعامِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ لعُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها وَلَا تَذْكُرْها بسُوءٍ، يَعْنِي آلهَتَهم. وَفِي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى ، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السَّائِلَةُ؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ورُوِيَ عَنْهُ أَنها المُنْفِقة ، وَقِيلَ: العُلْيا المُعْطِيَة والسُّفْلى الآخِذة، وَقِيلَ: السُّفْلى المانِعة. والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قَالَ الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَبُ الشَّرَف، وَجَمْعُهَا المَعالي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي وَاحِدَةِ المَعالي مَعْلُوَة. ورَجُلٌ عَلِيٌّ أَي شَرِيفٌ، وَجَمْعُهُ عِلْيةٌ. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ عِلْيَة النَّاسِ أَي مِنْ أَشرافهم وجِلَّتِهم لَا مِنْ سِفْلَتهم، أَبدلوا مِنَ الْوَاوِ يَاءً لِضِعْفِ حَجْز اللَّامِ السَّاكِنَةِ، وَمِثْلُهُ صبيٌّ وصبِيْة، وَهُوَ جَمْعُ رجُل عَليٍّ أَي شَريف رَفيعٍ. وفلانٌ مِنْ عِلِّيَّةِ قَوْمِه «2» وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي فِي الشَّرَفِ والكَثْرة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ رَجلٌ عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَكُلِّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَل ذَيْلِه، ... فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْرِ وَيُقَالُ: فَرَسٌ عَلِيٌّ. والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جَمِيعًا: الغُرفة عَلَى بِنَاءِ حُرِّية، قَالَ: وَهِيَ فِي التَّصْرِيفِ فُعُّولةٌ، وَالْجَمْعُ العَلاليُّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هِيَ فُعِّيلة مثلُ مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ يَاءً وأُدغمت لأَنَّ هَذِهِ الْوَاوَ إِذا سَكَن مَا قَبْلَهَا صَحَّت، كَمَا يُنْسب إِلى الدَّلْوِ دَلْوِيٌّ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ العِلِّيَّة، بِالْكَسْرِ، عَلَى فِعِّيلة، وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُها مِنَ المُضاعف، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعِّيلة. وَقَالَ الأَصمعي: العِلِّيُّ جَمْعُ الغُرَفِ، وَاحِدَتُهَا عِلِّيَّة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبِيعَة لِسُورها عِلِيُ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: العَلاليُّ مِنَ الْبُيُوتِ وَاحِدَتُهَا عِلِّيَّة، قَالَ: وَوَزَنَ عِلِّيَّة فِعِّيلة، الْعَيْنُ شَدِيدَةٌ. قَالَ الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر مِنْ عُلِّيَّة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فارْتَقَى عُلِّيَّة ، هُوَ مِنْ ذَلِكَ،

_ (2). قوله [من عِلِّيَّةِ قومه إلخ] هو بتشديد اللام والياء في الأصل.

بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا. وعَلا بِهِ وأَعْلاهُ وعَلَّاه: جَعَلَه عَالِيًا. والعَالِيَة: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وَجَمْعُهَا العَوَالِي، وَقِيلَ: العَالِيَة القَناة الْمُسْتَقِيمَةُ، وَقِيلَ: هُوَ النصفُ الَّذِي يَلي السِّنانَ، وَقِيلَ: عالِيَة الرُّمْح رأْسُه؛ وَبِهِ فَسَّرَ السُّكَّري قَوْلَ أَبي ذُؤيْب: أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما، ... كعَالِيَة الخَطِّيِّ وَارِي الأَزانِدِ أَي كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا كرأْسِ الرُّمْح فِي مُضِيِّه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَخذت بعَالِيَةِ رُمْحٍ ، قَالَ: وَهِيَ مَا يَلي السِّنانَ مِنَ القَناةِ. وعَوَالِي الرِّمَاحِ: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الخَنْساءِ حِينَ خَطَبَهَا دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنهم عَوَالِي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بَنِي جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوَالِي الرِّماح لطَراءة شَبابهم وَبَرِيقِ سَحْنائهم وحُسْن وُجُوهِهِمْ، وَقِيلَ: عَالِيَة الرُّمْحِ مَا دَخَل فِي السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعَالِيَةُ: مَا فَوْقَ أَرض نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامَةَ وإِلى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ، وَهِيَ الْحِجَازُ وَمَا وَالاها، وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ العَالِيَة والعَوَالِي فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَهِيَ أَماكِنُ بأَعْلى أَراضي الْمَدِينَةِ وأَدْناها مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها مِنْ جِهَةِ نَجْدٍ ثَمَانِيَةٌ، وَالنَّسَبُ إِليها عَالِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ، وعُلْوِيٌّ نَادِرٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّل فِتْيَةً، ... بِنَخْلَةٍ وَهْناً، فَاضَ مِنْكَ المَدامعُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَجَاءَ أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ. وَعَالُوا: أَتَوُا العَالِيَة. قَالَ الأَزهري: عَالِيَة الْحِجَازِ أَعلاها بَلَدًا وأَشرفُها مَوْضِعًا، وَهِيَ بِلَادٌ وَاسِعَةٌ، وإِذا نَسَبُوا إِليها قِيلَ عُلْوِيٌّ، والأُنثى عُلْوِيَّة. وَيُقَالُ: عَالَى الرجلُ وأَعْلَى إِذا أَتى عالِية الْحِجَازِ ونَجْدٍ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: مُعالِيَة لَا هَمَّ إِلَّا مُحَجَّرٌ، ... وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ مِنْهَا فَلُوبُها وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بَنِي سُلَيم فِي عالِية الْحِجَازِ، وَعَلَى السطحَ عَلْياً وعِلْياً، «1». وَفِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ظُلْماً وعِلْياً ؛ كُلُّ هَذَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَعَلَى: حَرْفُ جَرٍّ، وَمَعْنَاهُ اسْتِعْلاء الشيءِ، تَقُولُ: هَذَا عَلَى ظَهْرِ الْجَبَلِ وعَلَى رأْسه، وَيَكُونُ أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كَقَوْلِكَ: مَرَّ الماءُ عَلَيْهِ وأَمْررْت يَدِي عَلَيْهِ، وأَما مَرَرْت عَلَى فُلَانٍ فَجَرى هَذَا كَالْمَثَلِ. وَعَلَيْنَا أَميرٌ: كَقَوْلِكَ عَلَيْهِ مالٌ لأَنه شَيْءٌ اعْتَلاهُ، وَهَذَا كالمثَل كَمَا يَثْبُت الشيءُ عَلَى الْمَكَانِ كَذَلِكَ يَثْبُت هَذَا عَلَيْهِ، فَقَدْ يَتَّسِع هَذَا فِي الْكَلَامِ، وَلَا يُرِيدُ سِيبَوَيْهِ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ مَالٌ لأَنه شَيْءٌ اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه مِنْ لَفْظِ عَلَى، إِنما أَراد أَنها فِي مَعْنَاهَا وَلَيْسَتْ مِنْ لفظها، وكيف يظن بسيبويه ذَلِكَ وعَلى مِنْ ع ل ي واعْتَلاه مِنْ ع ل و؟ وَقَدْ تأْتي عَلَى بِمَعْنَى فِي؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلي: ولَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلامِ بِمِغْشَمٍ ... جَلْدٍ مِنَ الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّل أَي فِي الظَّلَامِ. وَيَجِيءُ عَلَى فِي الْكَلَامِ وَهُوَ اسْمٌ، وَلَا يَكُونُ إِلا ظَرْفًا، ويَدُلُّك عَلَى أَنه اسْمٌ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ نَهَضَ مِنْ عَلَيْه؛ قَالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْلي:

_ (1). قوله [وعلياً] هكذا في الأصل والمحكم بكسر العين وسكون اللام، وكذلك فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وفي القاموس وشرحه: والعِلِيّ بكسرتين وشد الياء العلو ومنه قراءة ابن مسعود ظلماً وعِلِيّاً انتهى. يعني بكسر العين واللام وتشديد الياء

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها، ... تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَل وَهُوَ بِمَعْنَى عِنْد؛ وَهَذَا الْبَيْتُ مَعْنَاهُ غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: فإِذا انْقَطَعَ مِنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها، وَقِيلَ منْ عِنْدَهَا. وَقَالُوا: رَمَيْتُ عَلَى الْقَوْسِ ورَمَيْت عَنْهَا، وَلَا يُقَالُ رَمَيْتُ بِهَا؛ قَالَ: أَرْمِي عَلَيْها وَهْيَ فَرْعٌ أَجْمَع وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عَلَيْه جَهَنَّم ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حَمَل بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى ظاهِره وَجَعَلَهُ عُقوبةً لِصَائِمِ الدَّهْرِ، كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ منعُه عبدَ اللَّهِ بنَ عَمْرو عَنْ صومِ الدهرِ وكَراهيتُه لَهُ، وَفِيهِ بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْلة قُرْبة، وَقَدْ صَامَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، والتابِعين، رَحِمَهُمُ اللَّهُ، فَمَا يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عَلَيْهِ؛ وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلى أَن عَلَى هُنَا بِمَعْنَى عَنْ أَي ضُيِّقت عَنْه فَلَا يدخُلُها، وَعَنْ وعَلَى يَتداخلان؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي سُفْيَانَ: لَوْلَا أَن يأْثُروا عَلَيَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي. وَقَالُوا: ثَبَتَ عَلَيْه مالٌ أَي كَثُرَ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ: عَلَيْه مالٌ، يُرِيدُونَ ذَلِكَ الْمَعْنَى، وَلَا يُقَالُ لَهُ مالٌ إِلا مِنَ الْعَيْنِ كَمَا لَا يُقَالُ عَلَيْه مالٌ إِلَّا مِنْ غَيْرِ العَين؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ عَلَى فِي الأَفعال الشَّاقَّةِ الْمُسْتَثْقَلَةِ، تَقُولُ: قَدْ سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا لَيْلَتَانِ، وَقَدْ حَفِظْتُ الْقُرْآنَ وبَقِيَت عَلَيَّ مِنْهُ سُورَتَانِ، وَقَدْ صُمْنا عِشْرين مِنَ الشَّهْرِ وبَقِيَتْ عَلَيْنَا عَشْرٌ، كَذَلِكَ يُقَالُ فِي الِاعْتِدَادِ عَلَى الإِنسان بِذُنُوبِهِ وقُبح أَفعاله، وَإِنَّمَا اطَّرَدَتْ عَلَى فِي هَذِهِ الأَفعال مِنْ حَيْثُ كَانَتْ عَلَى فِي الأَصل للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقَّ تَخْفِضُ الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حَتَّى يَخْنَع لَهَا ويَخْضع لِمَا يَتَسَدَّاه مِنْهَا، كَانَ ذَلِكَ مِنْ مَوَاضِعِ عَلَى، أَلا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ هَذَا لَكَ وَهَذَا عَلَيْك، فَتُسْتَعْمَلُ اللامَ فِيمَا تُؤْثِره وعَلَى فِيمَا تَكْرَهُهُ؟ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ، ... فإِمّا عَلَيْها وإِمَّا لَها وعَلَيْكَ: مِنْ أَسماء الْفِعْلِ المُغْرى بِهِ، تَقُولُ عَلَيْك زَيْدًا أَي خُذْه، وعَلَيكَ بِزَيْدٍ كَذَلِكَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ صَارَ بِمَنْزِلَةِ هَلُمَّ، وإِن كَانَ أَصله الِارْتِفَاعَ، وَفَسَّرَ ثَعْلَبٌ مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَيْكَ بزيد فقال: لم يجيء بِالْفِعْلِ وَجَاءَ بِالصِّفَةِ فَصَارَتْ كَالْكِنَايَةِ عَنِ الْفِعْلِ، فكأَنك إِذا قُلْتَ عَلَيْك بِزَيْدٍ قُلْتَ افْعَلْ بِزَيْدٍ مِثْلَ مَا تُكَنِّي عَنْ ضَرَبْتُ فَتَقُولُ فعلتُ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بِكَذَا أَي افْعَلُوه، وَهُوَ اسمٌ لِلْفِعْلِ بِمَعْنَى خُذْ، يُقَالُ: عَلَيْك زَيْدًا وعَلَيْك بزيدٍ أَي خُذْهُ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: لَيْسَ زَيْدًا مِنْ قَوْلِكَ عَلَيْكَ زَيْدًا مَنْصُوبًا بخُذ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ عَليْك، إِنما هُوَ منصوبٌ بنفسِ عَليْك مِنْ حَيْثُ كَانَ اسْمًا لفعلٍ متعدٍّ. قَالَ الأَزهري: عَلى لَهَا معانٍ والقُرَّاء كُلُّهُمْ يُفَخِّمونها لأَنها حَرْفُ أَداة. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ* ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: مَعَ رَجُلٍ مِنْكُمْ، كَمَا تَقُولُ جَاءَنِي الخَيْرُ عَلَى وَجْهِكَ وَمَعَ وَجْهِكَ. وَفِي حَدِيثِ زَكَاةِ الفِطْر: عَلَى كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ ، قَالَ: عَلَى بِمَعْنَى مَعَ لأَن الْعَبْدَ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْفِطْرَةُ وإِنما تَجِبُ عَلَى سَيِّدِهِ. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: عَلَيك ودونكَ وَعِنْدَكَ إِذا جُعِلْنَ أَخباراً فَعَنِ الأَسماء، كَقَوْلِكَ: عَلَيْكَ ثوبٌ وعندَك مالٌ وَدُونَكَ مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْرى الْفِعْلِ

فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كَقَوْلِكَ: عَلَيْكَ زَيْدًا ودونَك وَعِنْدَكَ خَالِدًا أَي الزَمْه وخُذْه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فَيَرْفَعْنَ إِذا جُعِلَت أَخباراً وَلَا يغْري بِهَا. وَيَقُولُونَ: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته عَلَى أَوْفازٍ كأَنه يُرِيدُ النُّهُوض. وتَجِيء عَلَى بِمَعْنَى عَنْ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ؛ مَعْنَاهُ إِذا اكْتَالُوا عَنْهُم. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَلى لَهَا ثلاثةُ مواضعَ؛ قَالَ الْمُبَرِّدُ: هِيَ لَفْظَةٌ مشتَرَكة لِلِاسْمِ وَالْفِعْلِ وَالْحَرْفِ لَا أَن الِاسْمَ هُوَ الْحَرْفُ أَو الْفِعْلُ، وَلَكِنْ يَتَّفِق الاسمُ وَالْحَرْفُ فِي اللَّفْظِ، أَلا تَرى أَنك تَقُولُ عَلَى زيدٍ ثوبٌ، فَعَلَى هَذِهِ حرفٌ، وَتَقُولُ عَلا زَيْدًا ثوبٌ، فَعَلَا هَذِهِ فعلٌ مِنْ عَلا يَعْلُو؛ قَالَ طرَفة: وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُرَّةً، ... وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ وَيُرْوَى: عَلَى الْخَيْلِ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلف عَلا زَيْدًا ثوبٌ منقلبةٌ مِنْ وَاوٍ، إِلا أَنها تُقْلَبُ مَعَ الْمُضْمَرِ يَاءً، تَقُولُ عليكَ، وبعضُ الْعَرَبِ يَتْرُكُهَا عَلَى حَالِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَراها، ... فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواها نادِيَةً ونادِياً أَباها، ... طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاها وَيُقَالُ: هِيَ بلغة بَلْحَرِثِ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشده أَبو زَيْدٍ: ناجِيةً وناجِياً أَباها قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ نَجَا. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: سأَلت أَبا عُبَيْدَةَ عَنِ هَذَا الشِّعْرِ فَقَالَ لِي: انْقُطْ عَلَيْهِ، هَذَا مِنْ قَوْلِ الْمُفَضَّلِ. وعَلَى: حَرْفٌ خَافِضٌ، وَقَدْ تَكُونُ اسْمًا يَدْخُلُ عَلَيْهِ حَرْفٌ؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّة: غَدَتْ مِنْ عَلَيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَ ما ... رأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَا أَي غَدَتْ مِنْ فَوْقِهِ لأَن حَرْفَ الْجَرِّ لَا يَدْخُلَ عَلَى حَرْفِ الْجَرِّ، وَقَوْلُهُمْ: كانَ كَذَا عَلَى عَهْدِ فُلَانٍ أَي فِي عَهْدِهِ، وَقَدْ يُوضَعُ مَوْضِعَ مِنْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ؛ أَي مِنَ النَّاسِ. وَتَقُولُ: عَلَيَّ زَيْدًا وعَلَيَّ بِزَيْدٍ؛ مَعْنَاهُ أَعْطِني زَيْدًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَكُونُ عَلَى بِمَعْنَى الْبَاءِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وكأَنَّهنّ ربَابةٌ، وكأَنه ... يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَعُ أَي بالقِداحِ. وعَلَى: صفةٌ مِنَ الصِّفاتِ، وللعَرَب فِيهَا لغتانِ: كُنْت عَلَى السَّطْح وَكُنْتُ أَعْلَى السَّطْح؛ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهم وإِليهم: الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كَمَا تَقُولُ إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنَّ الأَلف غُيِّرَت مَعَ الْمُضْمَرِ فأُبْدلت يَاءً لتَفْصِل بينَ الأَلف الَّتِي فِي آخِرِ المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف فِي آخِرِ غَيْرِ الْمُتَمَكِّنَةِ الَّتِي الإِضافة لَازِمَةٌ لَهَا، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لَا تَنْفَرِدُ مِنَ الإِضافة؟ وَلِذَلِكَ قَالَتِ الْعَرَبُ فِي كِلا فِي حَالِ النَّصْبِ وَالْجَرِّ: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُما وَمَرَرْتُ بكِلَيْهما، ففَصَلت بَيْنَ الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لَمَّا كَانَتْ كِلا لَا تَنْفَرِد وَلَا تَكُونُ كَلَامًا إِلا بالإِضافة. والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وَقِيلَ: أَعْلَى العُنُق. يُقَالُ: ضَرَبْتُ عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه. والعِلاوَة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ مَا دامَ فِي عُنُقهِ. والعِلاوَة: مَا يُحْمَل عَلَى الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مَا وُضِع بَيْنَ العِدْلَيْنِ، وَقِيلَ: عِلاوَة كلِّ شيءٍ مَا زَادَ عَلَيْهِ.

يُقَالُ: أَعطاه أَلفاً وَدِينَارًا عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وَجَمْعُ العِلاوَة عَلاوَى مِثْلُ هِراوَة وهَرَاوَى. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لِلَبِيدٍ الشاعِر كَمْ عَطاؤك؟ فَقَالَ: أَلفان وَخَمْسُمِائَةٍ، فَقَالَ: مَا بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ ؟ العِلاوَة: مَا عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عَلَيْهِ، والفَودانِ: العِدْلانِ. وَيُقَالُ: عَلِّ عَلاوَاكَ عَلَى الأَحْمال وعَالِها. والعِلاوَةُ: كلُّ مَا عَلَّيْتَ بِهِ عَلَى الْبَعِيرِ بَعْدَ تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عَلَيْهِ نَحْوُ السِّقاءِ والسَّفُّودِ، وَالْجَمْعُ العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى. والعَلْيَاءُ: رأْسُ الجَبَل، وَفِي التَّهْذِيبِ: رأْسُ كُلِّ جَبَلٍ مشرفٍ، وَقِيلَ: كلُّ مَا عَلا مِنَ الشيءِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِنٍ ... تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، مِنْ فوقِ جُرْثُم؟ والعَلْيَاءُ: السماءُ اسمٌ لَهَا، وَلَيْسَ بصفةٍ، وأَصله الْوَاوُ إِلا أَنه شَذَّ. والسَّماوات العُلَى: جَمْعُ السَّمَاءِ العُلْيَا، والثَّنايا العُلْيَا والثَّنايا السُّفْلى. يُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الْجَمَاعَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى، وَلَمْ يَقُلِ الكُبَر، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الأَسماء الحُسْنَى، وَبِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى. والعَلْياءُ: كُلُّ مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وَفِي شِعْرُ الْعَبَّاسِ يمدَح النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَتَّى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِنْ ... خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُقُ قَالَ: عَلياء اسمُ الْمَكَانِ المرتَفعِ كاليفاعِ، وَلَيْسَتْ بتأْنيثِ الأَعْلَى لأَنها جَاءَتْ منكَّرة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التَّعْرِيفُ. والعَلْيا: اسمٌ لِلْمَكَانِ الْعَالِي، وللفَعْلة الْعَالِيَةِ عَلَى المَثَل، صَارَتِ الْوَاوُ فِيهَا يَاءً لأَن فَعلَى إِذا كَانَتِ اسْمًا مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ أُبْدِلَت واوُه يَاءً، كَمَا أَبدلوا الواوَ مَكَانَ الْيَاءِ فِي فُعْلى إِذا كَانَتِ اسْمًا فأَدْخَلوها عَلَيْهَا فِي فعْلَى لِتَتَكَافَآ فِي التَّغَيُّرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. وَيُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حَيْثُ يَنْحَدِرُ الماءُ مِنْهُ، وسافِلتُه حَيْثُ يَنْصَبُّ إِليه. وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها: ظَهَر عَلَيْهَا، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كَذَلِكَ. وَرَجُلٌ عَلُوٌّ لِلرِّجَالِ عَلَى مِثَالِ عَدُوّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَلَمْ يَسْتَثْنِهَا يَعْقُوبُ فِي الأَشياء الَّتِي حَصَرَهَا كَحَسُوّ وفَسُوّ، وَكُلُّ مَنْ قَهَر رَجُلًا أَو عَدُوّاً فإِنه يُقَالُ عَلاه واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتَعْلَى عَلَيْهِ، واسْتَعْلَى عَلَى النَّاسِ: غَلَبَهم وقَهَرَهُم وعَلاهُم. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى ؛ قَالَ اللَّيْثُ: الفرسُ إِذا بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الرِّهانِ يُقَالُ قَدِ اسْتَعْلَى عَلَى الْغَايَةِ. وعَلَوْت الرَّجُلَ: غَلَبْته، وعَلَوته بِالسَّيْفِ: ضَرَبْته. والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ. وَقَالُوا فِي النداءِ: تَعَالَ أَي اعْلُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الأَمر. والتَّعالِي: الارْتِفاعُ. قَالَ الأَزهري: تَقُولُ الْعَرَبُ فِي النِّدَاءِ لِلرَّجُلِ تَعالَ، بِفَتْحِ اللَّامِ، وَلِلِاثْنَيْنِ تَعالَيا، وَلِلرِّجَالِ تَعالَوْا، وللمرأَة تَعالَي، وَلِلنِّسَاءِ تَعالَيْنَ، وَلَا يُبالُون أَين يَكُونُ الْمَدْعُوُّ فِي مَكَانٍ أَعْلى مِنْ مَكَانِ الدَّاعِي أَو مَكَانٍ دُونَهُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ مِنْهُ تعالَيْت وَلَا يُنْهى عَنْهُ. وَتَقُولُ: تَعالَيْت وإِلى أَي شَيْءٍ أَتَعَالَى. وعَلا بالأَمْرِ: اضْطَلَع بِهِ واسْتَقَلَّ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عَلِيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَقِيلَ هُوَ لِعَلِيِّ بْنِ عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير: «2»

_ (2). قوله [العرير] هو هكذا في الأصل.

اعْمِدْ لِما تَعْلُو فَمَا لكَ، بالذِي ... لَا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدانِ هَكَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قَبْلَهُ: وَإِذَا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَه ... شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ فِي العِصيان يَقُولُ: إِذا رَأَيْتَ المَرْءَ يَسعَى فِي فَسادِ حَالِهِ ويَلِجُّ فِي عِصْيانِك، ومُخالَفَة أَمْرِك فِيمَا يُفْسدُ حَالَهُ فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلُّ بِهِ مِنَ الأَمْر وتَضْطَلِعُ بِهِ، إِذ لَا قُوَّة لَكَ عَلَى مَنْ لَا يُوافِقُك. وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه. وأَعْلَى عَنْهُ: نَزَلَ. وعَلَّى المَتاعَ عَنِ الدابَّة: أَنْزَله، وَلَا يُقَالُ أَعْلاهُ فِي هَذَا المَعْنى إِلَّا مُسْتَكْرَهاً. وعَالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَعْلَوْه وَلَا عَلَّوه. ابْنُ الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إِذا هَجَمَ عَلَى قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذن، وَكَذَلِكَ دَمَقَ ودَمَرَ. وَيُقَالُ: عَالَيْتُه عَلَى الْحِمَارِ وعَلَّيْتُه عَلَيْهِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: عَالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُورِ ... عَلَى سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ وَقَالَ: فَإِلَّا تَجلَّلْها يُعالُوك فَوْقَها، ... وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ مَا أَنتَ راكِبُه؟ أَي يُعْلُوك فَوْقَهَا؛ وَقَالَ رُؤْبَةَ: وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا ... لَهُ، وعَالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَعا أَبو سَعِيدٍ: عَلَوْتُ عَلَى فُلَانٍ الرِّيحَ أَي كُنْتُ فِي عُلاوَتِها. وَيُقَالُ: لَا تَعْلُ الريحَ عَلَى الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ. وَيُقَالُ: كُنْ فِي عُلاوَةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تَكُونَ فَوْقَ الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تَكُونَ تحتَ الصيدِ لئَلَّا يَجِدَ الوَحْش رائِحَتَك. وَيُقَالُ: أَتَيْتُ الناقةَ مِنْ قِبَل مُسْتَعْلاها أَي مِنْ قِبَل إِنْسِيِّها. والمُعَلَّى، بِفَتْحِ اللَّامِ: القِدْحُ السابِعُ فِي المَيْسِر، وَهُوَ أَفْضَلُها، إِذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء مِنَ الجَزُور؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَلَهُ سَبْعَةُ فُروض وَلَهُ غُنْمُ سَبْعَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ سَبْعَةِ أَنصباء إِن لَمْ يَفُزْ. والعَلاةُ: الصَّخْرة، وَقِيلَ: صَخْرة يُجْعَلُ لَهَا إِطار مِنَ الأَخْثاء وَمِنَ اللَّبِنِ وَالرَّمَادِ ثُمَّ يُطْبَخُ فِيهَا الأَقِطُ، وَتُجْمَعُ عَلًا؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ بِهِ، ... رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصمُ وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُدُّها ... جُخادِيَّةٌ، والرائحاتُ الرَّوائِمُ يُرِيدُ: أَن تِلْكَ العَلاة يَزيدُ فِيهَا جُخادِيَّة، وَهِيَ قِرْبةٌ مَلأَى لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ مِنْهَا فِي العَلاة للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فِيهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَل عَلَيْهِ الأَقِطُ؛ قَالَ مبَشِّر بْنُ هُذَيل الشَّمَجِيُّ: لَا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فِيهَا شاتُه، ... وَلا حِمارَاه وَلَا عَلاتُه والعَلاة: الزُّبْرة الَّتِي يَضْرِب عَلَيْهَا الحدَّاد الحديدَ. وَالْعَلَاةُ: السَّنْدان. وَفِي حَدِيثِ عَطاءٍ فِي مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ ، وَهِيَ السَّنْدانُ، وَالْجَمْعُ العَلا. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ: عَلاةٌ، تُشَبَّه بِهَا فِي صَلابَتِها، يُقَالُ: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَةٍ ... جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيان أَي طَوِيلَة جَسِيمة. وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: نَاقَةٌ عِلْيان، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَذَكَرَ أَبو عَلِيٍّ أَنه يُقَالُ: رَجُلٌ عِلْيان وعِلِّيان، وأَصلُ الياءِ واوٌ انْقَلَبَتْ يَاءً كَمَا قَالُوا صِبْيَةٌ وصِبْيان؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الأَجلح: تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيان وَيُقَالُ: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وَكَذَلِكَ المرأَة، يستَوي فِيهِ المذكَّر وَالْمُؤَنَّثُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ. وعَلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه مِنَ البَكَرة يُعَلِّيه، ويقالُ للرجُل الَّذِي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى مَوْضِعِهِ مِنْهَا إِذا مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّعْلِية أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل الْبِئْرِ فَيَنْزِلُ رَجُلٌ فِي الْبِئْرِ يُعلِّي الدَّلوَ عَنِ الْحَجَرِ الناتِئ؛ وأَنشد لِعَدِيٍّ: كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَلْ أَراد المُعَلِّي وَقَالَ: لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي ... تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّي وَقِيلَ: المُعَلِّي الَّذِي يرفَعُ الدَّلْوَ مَمْلُوءَةً إِلى فَوْقُ يُعين المُسْتَقيَ بِذَلِكَ. وعُلْوان الْكِتَابِ: سِمَتُه كعُنْوانِه، وَقَدْ عَلَّيْتُه، هَذَا أَقيس. وَيُقَالُ: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعَنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: عُلْوانُ كُلِّ شَيْءٍ مَا عَلا مِنْهُ، وَهُوَ العُنْوانُ؛ وأَنشد: وحاجةٍ دُونَ أُخرى قَدْ سَمَحْتُ بِهَا، ... جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُنْوانا أَي أَظْهَرْتُ حَاجَةً وَكَتَمْتُ أُخرى وَهِيَ الَّتِي أُريغُ فَصَارَتْ هَذِهِ عُنْواناً لِمَا أَرَدْتُ. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تُبَدِّلُ اللَّامَ مِنَ النُّونِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوان الْكِتَابِ اللَّامُ فِيهِ مبدَلة مِنَ النُّونِ، وَقَدْ مَضى تَفْسِيرُهُ. وَرَجُلٌ عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طَوِيلٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وَنَاقَةٌ عِلْيان: طويلَة جسِيمة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَنشد مِنْ خَوَّارةٍ عِلْيان، ... مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيان وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نَاقَةٌ عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السَّيْرِ لَا تُرى أَبداً إِلَّا أَمام الرِّكاب. والعِلْيَان: الطَّوِيلُ مِنَ الضِّباع، وَقِيلَ: الذَّكَر مِنَ الضِّباعِ، قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما يُقَالُ لِذِكْرِ الضِّبَاعِ عِثْيَان، بِالثَّاءِ، فصحَّفه اللَّيْثُ وَجَعَلَ بَدَلَ الثَّاءِ لَامًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وبَعِيرٌ عِلْيَانٌ: ضَخْمٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْقَدِيمُ الضَّخْمُ. وَصَوْتٌ عِلْيَانٌ: جَهِيرٌ؛ عَنْهُ أَيضاً، وَالْيَاءُ فِي كلِّ ذَلِكَ منقلِبة عَنْ وَاوٍ لِقُرْبِ الكسْرة وَخَفَاءِ اللامِ بمشابَهَتِها النُّونَ مَعَ السُّكُونِ. والعَلايَة: موضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالعَلايةِ، فاردٌ ... تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نَالَ اهْتِصارها قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْيَاءَ فِي العَلاية بَدَلٌ عَنْ وَاوٍ، وَذَلِكَ أَنَّا لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ تَصْرِيفَ ع ل ي، إِنَّمَا هُوَ ع ل و، فكأَنه فِي الأَصل عِلَاوَةٌ، إِلَّا أَنه غُيِّر إِلى الْيَاءِ مِنْ حَيْثُ كَانَ عَلَماً، والأَعلام مِمَّا يكثرُ فِيهَا التَّغْيِيرُ وَالْخِلَافُ كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وَقَدْ

قَالُوا الشِّكاية، فَهَذِهِ نَظِيرُ العَلاية، إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ بعَلَمٍ. وَفِي الْحَدِيثِ ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هُوَ مَوْضِعٌ مِنْ ناحِيةِ وَادِي القُرى نزلَه سيِّدُنا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي طَرِيقِه إِلى تَبُوكَ وَبِهِ مَسْجِد. واعْتَلَى الشَّيْءَ: قَوِيَ عَلَيْهِ وعَلاه؛ قَالَ: إِني، إِذا مَا لَمْ تَصِلْني خلَّتي ... وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْتُ بِعَادَها أَي عَلَوْتُ بِعَادَها ببِعَادٍ أَشدَّ مِنْهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي لِبَعْضِ وَلَدِ بِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ: لَعَمْرُكَ إِني يَوْمَ فَيْدَ لمُعْتَلٍ ... بِمَا سَاءَ أَعْدائي، عَلَى كَثْرَة الزَّجْر فَسَّرَهُ فَقَالَ: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ. والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديدُ القَويُّ. وعَالِيَةُ تميمٍ: هُمْ بَنُو عَمْرو بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمْ بَنُو الهُجَيم والعَنْبَر ومازنٍ. وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وَهُمْ قُرَيْش وقَيْس. والعَلِيَّة مِنَ الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِيَة: القويَّة عَلَى حِمْلِها. وَلِلنَّاقَةِ حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة مِنَ الْجَانِبِ الأَيمن، وَالْآخَرُ يَحْلُب مِنَ الْجَانِبِ الأَيسر، فَالَّذِي يَحْلُبُ يُسمَّى المُعَلِّيَ والمُسْتَعْلِيَ، وَالَّذِي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قَالَ الأَزهري: المُسْتَعْلِي هُوَ الَّذِي يَقُومُ عَلَى يَسار الحَلُوبة، وَالْبَائِنُ الَّذِي يَقُومُ عَلَى يَمِينِهَا، والمُسْتَعْلِي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب بِالْيُمْنَى؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ فِي المُسْتَعْلِي وَالْبَائِنِ: يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ، ... مِنَ الحالِبَيْنِ، بأَنْ لَا غِرارا والمُسْتَعْلِي: الَّذِي يَحْلُبها مِنْ شِقِّها الأَيْسر، وَالْبَائِنُ مِنَ الأَيمن. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: المُعَلِّي، بِكَسْرِ اللَّامِ، الَّذِي يأْتي الحَلُوبة مِنْ قِبَل يَمِينها. والعَلاة أَيضاً: شَبِيهٌ بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْي، يُحْلَب بِهَا. وَنَاقَةٌ عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قَالَ: حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَج وَيُقَالُ: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر وَالسَّيْرِ عَلِيَّة فَائِقَةٌ. والعَلاةُ: فرسُ عَمْرِو بْنِ جَبَلة، صِفَةٌ غالِبة. وعُولِيَ السِّمَنُ والشَّحْم فِي كُلِّ ذِي سِمَنٍ: صُنِعَ حَتَّى ارْتَفَعَ فِي الصَّنْعة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد غَيْرُهُ قَوْلَ طَرَفة: لَهَا عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فِيهِمَا، ... كأَنهما بَابَا مُنِيفٍ مُمرَّدِ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ العامِريَّة: كَانَ لِي أَخٌ هَنِيُّ «1» عَلِيّ أَي يَتَأَنَّثُ لِلنِّسَاءِ. وعلِيٌّ: اسْمٌ، فإِمَّا أَن يَكُونَ مِنَ القُوَّة، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ عَلا يَعْلُو. وعِلِّيُّون: جَمَاعَةُ عِلِّيٍّ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَيْهِ يُصْعَدُ بأَرواح الْمُؤْمِنِينَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ أَي فِي أَعلى الأَمكنة. يَقُولُ الْقَائِلُ: كَيْفَ جُمِعَتْ عِلِّيُّون بِالنُّونِ وَهَذَا مِنْ جَمْعِ الرِّجَالِ؟ قَالَ: وَالْعَرَبُ إِذا جَمَعَتْ جَمْعاً لَا يَذْهَبُونَ فِيهِ إِلى أَن لَهُ بِنَاءً مِنْ واحدٍ وَاثْنَيْنِ، وَقَالُوا فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِالنُّونِ: مِنْ ذَلِكَ عِلِّيُّون، وَهُوَ شيءٌ فَوْقَ شيءٍ غَيْرِ مَعْرُوفٍ وَاحِدُهُ وَلَا اثْنَاهُ. قَالَ: وسمِعْتُ العربَ تَقُولُ أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تُرِيدُ اللُّحْمان إِذا طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد:

_ (1). قوله [هني إلخ] هكذا في الأصل المعتمد، وفي بعض الاصول: هييّ.

قَدْ رَوِيَتْ إِلَّا دُهَيْدِهِينا ... قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينا فَجُمِعَ بِالنُّونِ لأَنه أَراد العَدَد الَّذِي لَا يُحَدُّ آخِرُهُ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قَدْ أَذاعَتْ ... بِهَا الإِعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِينا أَراد المَطَر بَعْدَ المَطَر غَيْرَ مَحْدُودٍ، وَكَذَلِكَ عِلِّيُّون ارتفاعٌ بَعْدَ ارتفاعٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ: لَفِي عِلِّيِّينَ ؛ أَي فِي أَعلى الأَمكنة، وَما أَدْراكَ مَا عِلِّيُّونَ ، قَالَ: وَإِعْرَابُ هَذَا الِاسْمِ كإعرابِ الجَمْع لأَنه عَلَى لفظِ الجَمْعِ كَمَا تَقُول هَذِهِ قِنِّسْرُون ورأَيت قِنِّسْرينَ، وعِلِّيُّون السماءُ السَّابِعَةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْهُ قولُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَهل الْجَنَّةِ ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّين كَمَا تَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُق السَّمَاءِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: عِلِّيُّون اسْمٌ لِلسَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ لدِيوانِ الْمَلَائِكَةِ الحَفَظَة يُرفع إِلَيْهِ أَعمال الصَّالِحِينَ مِنَ العِبادِ، وَقِيلَ: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشرف الْمَرَاتِبِ وأَقربها مِنَ اللَّهِ فِي الدارِ الْآخِرَةِ، ويُعْرَب بالحروفِ وَالْحَرَكَاتِ كقِنِّسْرين وأَشباهِها، عَلَى أَنه جمعٌ أَو وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: هَذِهِ كَلِمَةٌ معروفةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ أَن يَقُولُوا لأَهل الشَّرَف فِي الدُّنْيَا والثَّرْوَة والغِنى أَهل عِلِّيِّين، فَإِذَا كَانُوا مَتَّضِعين قَالُوا سِفْلِيُّون. والعِلِّيُّون فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الَّذِينَ يَنزلون أَعاليَ الْبِلَادِ، فَإِذَا كَانُوا يَنْزِلُونَ أَسافِلهَا فَهُمْ سِفْلِيُّون. وَيُقَالُ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ تَسْتَعْلِي لِسَانِي إِذَا كَانَتْ تَعْتَرُّه وتَجْري عَلَيْهِ كَثِيرًا. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: ذَهَبَ الرَّجُلُ عَلاءً وعُلْواً وَلَمْ يَذْهَبْ سُفْلًا إِذَا ارْتَفع. وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طَهُرَتْ مِنْ نِفاسِها. وَفِي حَدِيثِ سُبَيْعة: أَنها لَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفاسها أَي سَلِمَت، وَقِيلَ: تَشَوَّفَتْ لخُطَّابها، وَيُرْوَى: تَعَالَت أَي ارْتَفَعَت وَظَهَرَتْ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ تَعَلَّى الرجلُ مِنْ عِلَّتِه إِذَا برأَ؛ أَيْ خَرَجت مِنْ نِفَاسِهَا وسلمت وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَلَا ذَاتَ بَعْلٍ مِنْ نِفَاسٍ تَعَلَّتِ وتَعَلَّى المريضُ مِنْ عِلَّتِه: أَفاق مِنْهَا. ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قَوْلُهُ: قدْ عَجِبَتْ مِني وَمِنْ يُعَيْلِيا، ... لَمّا رأَتْني خَلَقاً مُقْلَوْلِيا فَإِنَّهُ أَراد مِنْ يُعَيْلِي فَرَدَّهُ إِلَى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضَرُورَةً، وأَصل الياءَات الْحَرَكَةُ، وَإِنَّمَا لَمْ يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ويُعَيْلِي مُصَغَّر اسْمَ رَجُلٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ يُعَيْلٍ، وَإِذَا نُسِبَ الرجلُ إِلَى عليِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالُوا عَلَوِيٌّ، وَإِذَا نَسَبُوا إِلَى بَنِي عَلِيٍّ وَهُمْ قَبِيلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ قَالُوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سَوَاءُ قَالَ: بَنُو عَلِيٍّ مِنْ بَنِي العَبَلات مِنْ بَنِي أُمَيَّة الأَصغر، كَانَ وَلِيَ مِنْ بَعْدِ طَلْحة الطَّلَحات لأَن أُمّهم عَبْلة بِنْتُ حَادِلٍ «1» مِنَ الْبَرَاجِمِ، وَهِيَ أُمّ وَلَدِ ابْنِ أُمية الأَصْغر. وعَلْوَان ومُعَلًّى: اسْمَانِ، وَالنِّسَبُ إِلَى مُعَلًّى مُعَلّوِيٌّ. وتِعْلَى: اسْمُ امْرَأَة «2». وأَخَذَ مَالِي عَلْوَةً أَي عَنْوَة؛ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ عن الرُّؤاسي.

_ (1). قوله [حادل] هكذا في الأَصل. (2). قوله [وتِعْلَى اسم امرأة] هكذا في الأَصل والتكملة، وفي القاموس: يِعْلَى، بكسر الياء.

وَحَكَى أَيضاً أَنه يُقَالُ لِلْكَثِيرِ الْمَالِ: اعْل بِهِ أَي ابْقَ بَعْدَهُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّهُ دُعَاءٌ لَهُ بالبَقاء؛ وَقَوْلُ طُفَيل الغَنَوي: ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُمْ ... غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلِ إِنَّمَا أَراد مُؤْتَلي فَحَوَّلَ الْهَمْزَةَ عيْناً. يُقَالُ: فلانٌ غَيْرُ مُؤْتَلٍ فِي الأَمْر وَغَيْرُ مُعْتَلٍ أَي غَيْرُ مُقَصِّر. والمُعْتَلِي: فَرَسُ عُقْبَةَ بْنِ مُدْلجٍ. والمُعَلِّي أَيضاً: «3» اسْمُ فَرَسِ الأَشْعرِ الشَّاعِرِ. وعَلْوَى: اسْمُ فَرَس سُلَيكٍ. وعَلْوَى: اسْمُ فَرَسُ خُفَاف بْنِ نُدْبة، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: وَقَفْتُ لَهُ عَلْوَى، وَقَدْ خامَ صُحْبَتِي، ... لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا وَقِيلَ: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بْنِ عُمَيْر. قَالَ الأَزهري: وعَلْوَى اسْمُ فَرَسٍ كَانَتْ مِنْ سَوابق خَيْل العَرَب. عمي: العَمَى: ذهابُ البَصَر كُلِّه، وَفِي الأَزهري: مِنَ العَيْنَيْن كِلْتَيْهِما، عَمِيَ يَعْمَى عَمًى فَهُوَ أَعْمَى، واعمايَ يَعْمايُ «4» اعْمِياءً، وأَرادوا حَذْوَ ادْهامَّ يَدْهامُّ ادْهِيماماً فأَخْرَجُوه عَلَى لفْظٍ صَحِيحٍ وَكَانَ فِي الأَصل ادْهامَمَ فأَدْغَمُوا لاجْتماع المِيمَين، فَلما بَنَوا اعْمايَا عَلَى أَصل ادهامَمَ اعْتَمَدَتِ الياءُ الأَخيرة عَلَى فَتْحَةِ الْيَاءِ الأُولى فَصَارَتْ أَلِفاً، فَلَمَّا اخْتَلَفَا لَمْ يَكُنْ للإِدْغامِ فِيهَا مَساغٌ كمساغِه فِي المِيمين، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقولوا: اعمايَّ فُلَانٌ غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ. وتَعَمَّى: فِي مَعْنى عَمِيَ؛ وأَنشد الأَخْفَش: صَرَفْتَ، وَلَمْ نَصْرِف أَواناً، وبادَرَتْ ... نُهاكَ دُموعُ العَيْنِ حَتَّى تَعَمَّت وَهُوَ أَعْمَى وعَمٍ، والأُنثى عَمْياء وعَمِية، وأَما عَمْية فَعَلى حدِّ فَخْذٍ فِي فَخِذٍ، خَفَّفُوا مِيم عَمِيَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ اللَّيْثُ: رجلٌ أَعْمَى وامْرَأَةٌ عَمْياء، وَلَا يَقَعُ هَذَا النَّعْتُ عَلَى العينِ الواحِدَة لأَن الْمَعْنَى يَقَعُ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا، يُقَالُ: عَمِيتْ عَيْناهُ، وامرأتانِ عَمْيَاوَانِ، ونساءٌ عَمْيَاوَاتٌ، وقومٌ عُمْيٌ. وتَعَامَى الرجلُ أَي أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ. وامْرَأَةٌ عَمِيَةٌ عَنِ الصَّوَابِ، وعَمِيَةُ القَلْبِ، عَلَى فَعِلة، وقومٌ عَمُون. وَفِيهِمْ عَمِيَّتُهم أَي جَهْلُهُم، والنِّسْبَة إِلَى أَعْمَى أَعْمَوِيٌّ وَإِلَى عَمٍ عَمَوِيٌّ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: عَدَّدَ اللَّهُ نِعَم الدُّنْيا عَلَى المُخاطَبين ثُمَّ قَالَ من كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى، يَعْني فِي نِعَم الدُّنْيا الَّتِي اقْتَصَصْناها علَيكم فَهُوَ فِي نِعَمِ الْآخِرَةِ أَعْمَى وأَضَلُّ سَبِيلًا، قَالَ: وَالْعَرَبُ إِذَا قَالُوا هُوَ أَفْعَلُ مِنْك قَالُوهُ فِي كلِّ فَاعِلٍ وفعِيلٍ، وَمَا لَا يُزادُ فِي فِعْلِه شيءٌ عَلَى ثَلاثة أَحْرُفٍ، فَإِذَا كَانَ عَلَى فَعْلَلْت مِثْلَ زَخْرَفْت أَو عَلَى افْعَلَلت مِثْلَ احْمَرَرْت، لَمْ يَقُولُوا هُوَ أَفْعَلُ منكَ حَتَّى يَقُولُوا هُوَ أَشدُّ حُمْرَةً مِنْكَ وأَحسن زَخْرفةً مِنْكَ، قَالَ: وَإِنَّمَا جازَ فِي العَمَى لأَنه لَمْ يُرَدْ بِهِ عَمَى العَيْنَينِ إِنَّمَا أُرِيد، وَاللَّهُ أَعلم، عَمَى القَلْب، فَيُقَالُ فلانٌ أَعْمَى مِنْ فُلَانٍ فِي القَلْبِ، وَلَا يُقَالُ هُوَ أَعْمَى مِنْهُ فِي العَيْن، وَذَلِكَ أَنه لمَّا جَاءَ عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَر وحَمْراءَ تُرِك فِيهِ أَفْعَلُ مِنْهُ كَمَا تُرِكَ فِي كَثيرٍ، قَالَ: وَقَدْ تَلْقى بَعْضَ النَّحْوِيِّينَ يقولُ أُجِيزُه فِي الأَعْمَى والأَعْشَى والأَعْرَج والأَزْرَق، لأَنَّا قَدْ نَقُول عَمِيَ وزَرِقَ

_ (3). قوله [والمُعَلِّي أيضاً إلخ] هكذا في الأصل والصحاح، وكتب عليه في التكملة فقال: وقال الجوهري والمُعَلِّي بِكَسْرِ اللَّامِ الَّذِي يَأْتِي الْحَلُوبَةَ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهَا، والمُعَلِّي أيضاً فرس الأشعر الشاعر، وفرس الأَشعر المُعَلَّى بفتح اللام. (4). وقد تشدد الياء كما في القاموس.

وعَشِيَ وعَرِجَ وَلَا نَقُولُ حَمِرَ وَلَا بَيضَ وَلَا صَفِرَ، قال الفراء: ليس بِشَيْءٍ، إِنَّمَا يُنْظر فِي هَذَا إِلَى مَا كَانَ لصاحبِهِ فِعْلٌ يقلُّ أَو يكثُر، فَيَكُونُ أَفْعَلُ دَلِيلًا عَلَى قِلَّةِ الشَّيْءِ وكَثْرَتِه، أَلا تَرَى أَنك تقولُ فُلَانٌ أَقْوَمُ مِنْ فلانٍ وأَجْمَل، لأَنَّ قِيَامَ ذَا يزيدُ عَلَى قِيَامِ ذَا، وجَمالَهُ يزيدُ عَلَى جَمالِه، وَلَا تَقُولُ للأَعْمَيَيْن هَذَا أَعْمَى مِنْ ذَا، وَلَا لِمَيِّتَيْن هَذَا أَمْوتُ مِنْ ذَا، فَإِنْ جَاءَ شيءٌ مِنْهُ فِي شِعْرٍ فَهُوَ شاذٌّ كَقَوْلِهِ: أَمَّا المُلوك، فأَنت اليومَ أَلأَمُهُمْ ... لُؤْماً، وأَبْيَضُهم سِرْبالَ طَبَّاخِ وَقَوْلُهُمْ: مَا أَعْماهُ إِنَّمَا يُراد بِهِ مَا أَعْمَى قَلْبَه لأَنَّ ذَلِكَ ينسبُ إِلَيْهِ الكثيرُ الضلالِ، وَلَا يُقَالُ فِي عَمَى العيونِ مَا أَعْماه لأَنَّ مَا لَا يَتزَيَّد لَا يُتَعَجَّب مِنْهُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ قرأَها ابنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَمٍ. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: مَنْ قرأَ وهُو علَيهم عَمًى فَهُوَ مصدرٌ. يُقَالُ: هَذَا الأَمرُ عَمًى، وَهَذِهِ الأُمورُ عَمًى لأَنه مَصْدَرٌ، كَقَوْلِكَ: هَذِهِ الأُمور شُبْهَةٌ ورِيبةٌ، قَالَ: وَمَنْ قرأَ عَمٍ فَهُوَ نَعْتٌ، تَقُولُ أَمرٌ عَمٍ وأُمورٌ عَمِيَةٌ. وَرَجُلٌ عَمٍ فِي أَمرِه: لَا يُبْصِره، وَرَجُلٌ أَعْمَى فِي الْبَصَرِ؛ وَقَالَ الكُمَيت: أَلا هَلْ عَمٍ فِي رَأْيِه مُتَأَمِّلُ وَمِثْلُهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: ولكِنَّني عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ والعامِي: الَّذِي لَا يُبْصرُ طَريقَه؛ وأَنشد: لَا تَأْتِيَنِّي تَبْتَغِي لِينَ جانِبي ... بِرَأْسِك نَحْوي عامِيًا مُتَعاشِيَا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَعْمَاه وعَمَّاهُ صَيَّره أَعْمَى؛ قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤيَّة: وعَمَّى علَيهِ المَوْتُ يأْتي طَريقَهُ ... سِنانٌ، كعَسْراء العُقابِ ومِنْهَب «1» يَعْنِي بِالْمَوْتِ السنانَ فَهُوَ إِذًا بدلٌ مِنَ الْمَوْتِ، وَيُرْوَى، وعَمَّى عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَابَيْ طَريقه يَعْنِي عَيْنَيْه. وَرَجُلٌ عَمٍ إِذَا كَانَ أَعْمَى القَلْبِ. وَرَجُلٌ عَمِي القَلْب أَي جاهلٌ. والعَمَى: ذهابُ نَظَرِ القَلْبِ، والفِعْلُ كالفِعْلِ، والصِّفةُ كالصّفةِ، إلَّا أَنه لَا يُبْنَى فِعْلُه عَلَى افْعالَّ لأَنه لَيْسَ بمَحسوسٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى المَثَل، وافْعالَّ إِنَّمَا هُوَ للمَحْسوس فِي اللَّوْنِ والعاهَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا مَثَل ضَرَبه اللهُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ، وَالْمَعْنَى وَمَا يَسْتَوي الأَعْمَى عَنِ الحَق، وَهُوَ الكافِر، والبَصِير، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُبْصِر رُشْدَهُ، وَلَا الظُّلماتُ وَلَا النورُ، الظُّلماتُ الضَّلَالَاتُ، والنورُ الهُدَى، وَلَا الظلُّ وَلَا الحَرورُ أَي لَا يَسْتَوي أَصحابُ الحَقِّ الذينَ هُمْ فِي ظلٍّ مِنَ الحَقّ وَلَا أَصحابُ الباطِلِ الَّذِينَ هُمْ فِي حَرٍّ دائمٍ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وثلاثٍ بينَ اثْنَتَينِ بها يُرْسلُ ... أَعْمَى بِمَا يَكيِدُ بَصيرَا يعني القِدْحَ، وجَعَله أَعْمى لأَنه لَا بَصَرَ لَهُ، وَجَعَلَهُ بَصِيرًا لأَنه يُصَوِّب إِلَى حيثُ يَقْصد به الرَّامِي.

_ (1). قوله [وعَمَّى الموت إلخ] برفع الموت فاعلًا كما في الأصول هنا، وتقدم لنا ضبطه في مادة عسر بالنصب والصواب ما هنا، وقوله وَيُرْوَى: وعَمَّى عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَابَيْ طَرِيقِهِ يَعْنِي عَيْنَيْهِ إلخ هكذا في الأصل والمحكم هنا، وتقدم لنا في مادة عسر أيضاً: ويروى يأبى طريقه يعني عيينة، والصواب ما هنا.

وتَعَامَى: أَظْهَر العَمَى، يَكُونُ فِي العَين والقَلب. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ؛ قِيلَ: هُوَ مثْلُ قَوْلِهِ: وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً؛ وَقِيلَ: أَعْمَى عَنْ حُجَّته، وتأْويلُه أَنَّه لَا حُجَّة لَهُ يَهْتَدي إلَيْها لأَنه لَيْسَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجةٌ بَعْدَ الرسُل، وَقَدْ بَشَّر وأَنْذَر ووَعَد وأَوْعَد. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ، قَالَ: أَعْمَى عَنِ الحُجَّة وَقَدْ كنتُ بَصِيرًا بِهَا. وَقَالَ نَفْطَوَيْه: يُقَالُ عَمِيَ فلانٌ عَنْ رُشْدِه وعَمِيَ عَلَيْهِ طَريقُه إِذَا لَمْ يَهْتَدِ لِطَرِيقه. ورجلٌ عمٍ وقومٌ عَمُونَ، قَالَ: وكُلَّما ذكرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ العَمَى فِي كِتَابِهِ فَذَمَّه يريدُ عَمَى القَلْبِ. قَالَ تَعَالَى: فَإِنَّها لَا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ* ، هُوَ عَلَى المَثَل، جَعَلهم فِي تَرْكِ العَمَل بِمَا يُبْصِرُون ووَعْي مَا يَسْمعُون بِمَنْزِلَةِ المَوْتى، لأَن مَا بَيّن مِنْ قدرتِه وصَنعته الَّتِي يَعْجز عَنْهَا الْمَخْلُوقُونَ دليلٌ عَلَى وحدانِيَّته. والأَعْمِيانِ: السَّيْلُ والجَمَل الهائِجُ، وَقِيلَ: السَّيْلُ والحَرِيقُ؛ كِلاهُما عَنْ يَعقوب. قَالَ الأَزهري: والأَعْمَى الليلُ، والأَعْمَى السَّيْلُ، وَهُمَا الأَبهمانِ أَيضاً بِالْبَاءِ للسَّيْلِ والليلِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الأَعْمَيَيْن ؛ هُمَا السَّيْلُ والحَريق لِمَا يُصيبُ مَنْ يُصيبانِهِ مِنَ الحَيْرَة فِي أَمرِه، أَو لأَنهما إِذَا حَدَثا ووَقَعا لَا يُبْقِيان موضِعاً وَلَا يَتَجَنَّبانِ شَيْئًا كالأَعْمَى الَّذِي لَا يَدْرِي أَينَ يَسْلك، فَهُوَ يَمشِي حَيْثُ أَدَّته رجْلُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمَّا رَأَيْتُك تَنْسَى الذِّمامَ، ... وَلَا قَدْرَ عِنْدَكَ للمُعْدِمِ وتَجْفُو الشَّرِيفَ إِذَا مَا أُخِلَّ، ... وتُدْنِي الدَّنيَّ عَلَى الدِّرْهَمِ وَهَبْتُ إخاءَكَ للأَعْمَيَيْن، ... وللأَثْرَمَيْنِ ولَمْ أَظْلِمِ أُخِلَّ: مِنَ الخَلَّة، وَهِيَ الْحَاجَةُ. والأَعْمَيانِ: السَّيْل والنارُ. والأَثْرَمان: الدهْرُ والموتُ. والعَمْيَاءُ والعَمَايَة والعُمِيَّة والعَمِيَّة، كلُّه: الغَوايةُ واللَّجاجة فِي الْبَاطِلِ. والعُمِّيَّةُ والعِمِّيَّةُ: الكِبرُ مِنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: تَسَفَّهُوا عَمايَتَهُمْ ؛ العَمايةُ: الضَّلالُ، وَهِيَ فَعالَة مِنَ العَمَى. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَرَكْتُهم فِي عُمِّيَّة وعِمِّيَّة، وَهُوَ مِنَ العَمَى. وقَتيلُ عِمِّيَّا أَي لَمْ يُدْرَ مَنْ قَتَلَه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قاتَلَ تحتَ رَايَةٍ عِمِّيَّة يَغْضَبُ لعَصَبَةٍ أَو يَنْصُرُ عَصَبَةً أَو يَدْعو إِلَى عَصَبَة فقُتِلَ، قُتِلَ قِتْلَةً جاهلِيَّةً ؛ هُوَ فِعِّيلَةٌ مِنَ العَماء الضَّلالِة كالقتالِ فِي العَصَبِيّةِ والأَهْواءِ، وَحَكَى بعضُهم فِيهَا ضَمَّ العَيْن. وسُئل أَحْمدُ بْنُ حَنْبَل عَمَّنْ قُتِلَ فِي عِمِّيَّةٍ قَالَ: الأَمرُ الأَعْمَى للعَصَبِيَّة لَا تَسْتَبِينُ مَا وجْهُه. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: إِنَّمَا مَعنى هَذَا فِي تَحارُبِ القَوْمِ وَقَتْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، يَقُولُ: مَنْ قُتِلَ فِيهَا كَانَ هَالِكًا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: العِمِّيَّة الدَّعْوة العَمْياءُ فَقَتِيلُها فِي النَّارِ. وَقَالَ أَبو الْعَلَاءِ: العَصَبة بنُو العَمِّ، والعَصَبيَّة أُخِذَتْ مِنَ العَصَبة، وَقِيلَ: العِمِّيَّة الفِتْنة، وَقِيلَ: الضَّلالة؛ وَقَالَ الرَّاعِي: كَمَا يَذُودُ أَخُو العِمِّيَّة النَّجدُ يَعْنِي صاحبَ فِتْنَةٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّبَير: لِئَلَّا يموتَ مِيتَةَ عِمِّيَّةٍ أَي مِيتَةَ فِتْنَةٍ وجَهالَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قُتِلَ فِي عِمِّيّاً فِي رَمْيٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ فَهُوَ

خطأٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي عِمِّيَّةٍ فِي رِمِّيًّا تَكُونُ بينهم بالحجارة فهو خَطَأٌ ؛ العِمِّيَّا، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْقَصْرِ، فِعِّيلى مِنَ العَمَى كالرِّمِّيَّا مِنَ الرَّمْي والخِصِّيصَى مِنَ التَّخَصُّصِ، وَهِيَ مَصَادِرُ، وَالْمَعْنَى أَن يوجَدَ بَيْنَهُمْ قَتِيلٌ يَعْمَى أَمرُه وَلَا يَبِينُ قاتِلُه، فحكمُه حكْمُ قتيلِ الخَطَإ تَجِبُ فِيهِ الدِّية. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: يَنزُو الشيطانُ بينَ النَّاسِ فَيَكُونُ دَماً فِي عَمياء فِي غَير ضَغِينَة أَي فِي جَهالَةٍ مِنْ غَيْرِ حِقْدٍ وعَداوة، والعَمْيَاءُ تأْنيثُ الأَعْمَى، يُريدُ بِهَا الضَّلَالَةَ والجَهالة. وَالْعِمَايَةُ: الْجَهَالَةُ بِالشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: تَجَلَّتْ عماياتُ الرِّجالِ عَنِ الصِّبَا وعَمَايَة الجاهِلَّيةِ: جَهالَتها. والأَعمَاءُ: المَجاهِلُ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ واحدُها عَمىٌ. وأَعْماءٌ عامِيَةٌ عَلَى المُبالَغة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وبَلَدٍ عَامِيةٍ أَعْمَاؤهُ، ... كأَنَّ لَوْنَ أَرْضِه سَماؤُهُ يُرِيدُ: ورُبَّ بَلَد. وَقَوْلُهُ: عَامِيَة أَعْمَاؤُه، أَراد مُتَناهِية فِي العَمَى عَلَى حدِّ قولِهم ليلٌ لائلٌ، فكأَنه قَالَ أَعْمَاؤُه عامِيَةٌ، فقدَّم وأَخَّر، وقلَّما يأْتون بِهَذَا الضَّرْبِ مِنَ المُبالَغ بِهِ إِلَّا تَابِعًا لِما قَبْلَه كَقَوْلِهِمْ شغْلٌ شاغلٌ وليلٌ لائلٌ، لَكِنَّهُ اضْطُرَّ إِلَى ذَلِكَ فقدَّم وأَخَّر. قَالَ الأَزهري: عَامِيَة دارِسة، وأَعْمَاؤُه مَجاهِلُه. بَلَدٌ مَجْهَلٌ وعَمًى: لَا يُهْتدى فِيهِ. والمَعَامِي: الأَرَضُون الْمَجْهُولَةُ، وَالْوَاحِدَةُ مَعْمِيَةٌ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ لَهَا بواحدةٍ. والمَعَامِي مِنَ الأَرَضين: الأَغْفالُ الَّتِي لَيْسَ بِهَا أَثَرُ عِمارَةٍ، وَهِيَ الأَعْمَاءُ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ لَنَا المَعَامِيَ ؛ يُريدُ الأَراضِيَ الْمَجْهُولَةَ الأَغْفالَ الَّتِي لَيْسَ بِهَا أَثَرُ عِمارةٍ، واحدُها مَعْمًى، وَهُوَ موضِع العَمَى كالمَجْهَلِ. وأَرْضٌ عَمْيَاءُ وعامِيَةٌ ومكانٌ أَعْمَى: لَا يُهْتَدَى فِيهِ؛ قَالَ: وأَقْرَأَني ابنُ الأَعرابي: وماءٍ صَرًى عافِي الثَّنايا كأَنَّه، ... مِنَ الأَجْنِ، أَبْوالُ المَخاضِ الضوارِبِ عَمٍ شَرَكَ الأَقْطارِ بَيْني وبَيْنَه، ... مَرَارِيُّ مَخْشِيّ بِهِ المَوتُ ناضِب قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَمٍ شَرَك كَمَا يُقَالُ عَمٍ طَريقاً وعَمٍ مَسْلَكاً، يُريدُ الطريقَ لَيْسَ بَيِّنَ الأَثَر، وأَما الَّذِي فِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: سُئِلَ ما يَجِلُّ لَنَا مِنْ ذمّتِنا؟ فَقَالَ: مِنْ عَمَاك إِلَى هُداكَ أَي إِذَا ضَلَلْتَ طَرِيقًا أَخَذْتَ مِنْهُمْ رجُلًا حَتَّى يَقِفَكَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَإِنَّمَا رَخّص سَلْمانُ فِي ذَلِكَ لأَنَّ أَهلَ الذمَّة كَانُوا صُولِحُوا عَلَى ذَلِكَ وشُرِطَ عَلَيْهِمْ، فأَما إِذَا لَمْ يُشْرَط فَلَا يجوزُ إلَّا بالأُجْرَة، وَقَوْلُهُ: مِنْ ذِمَّتِنا أَي مِنْ أَهلِ ذِمَّتِنا. وَيُقَالُ: لَقِيتُهُ فِي عَمَايَةِ الصُّبحِ أَي فِي ظُلْمَتِهِ قَبْلَ أَنْ أَتَبَيَّنَه. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: أَنه كَانَ يُغِيرُ عَلَى الصِّرْمِ فِي عَمَايةِ الصُّبْحِ أَي فِي بقيَّة ظُلمة الليلِ. ولقِيتُه صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ أَعْمَى أَي فِي أَشدَّ الهاجِرَةِ حَرّاً، وَذَلِكَ أَن الظَّبْيَ إِذَا اشتَدَّ عَلَيْهِ الحرُّ طَلَبَ الكِناسَ وَقَدْ بَرَقَتْ عينُه مِنْ بياضِ الشمسِ ولَمعانِها، فيَسْدَرُ بصرُه حَتَّى يَصُكَّ بنفسِه الكِناسَ لَا يُبْصِرُه، وَقِيلَ: هُوَ أَشدُّ الْهَاجِرَةِ حَرًّا، وَقِيلَ: حِينَ كادَ الحَرُّ يُعْمِي مِن شدَّتِه، وَلَا يُقَالُ فِي البرْد، وَقِيلَ: حِينَ يقومُ قائِمُ الظَّهِيرة، وَقِيلَ: نِصْفُ النَّهَارِ فِي شدَّة الْحَرِّ، وَقِيلَ: عُمَيٌّ الحَرُّ بِعَيْنِهِ، وَقِيلَ: عُمَيٌّ رجلٌ مِنْ عَدْوانَ كَانَ

يُفتي فِي الحجِّ، فأَقبل مُعْتَمِرًا وَمَعَهُ ركبٌ حَتَّى نَزَلُوا بعضَ الْمَنَازِلِ فِي يومٍ شديدِ الحَرِّ فَقَالَ عُمَيٌّ: مَنْ جاءتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الساعةُ مِنْ غَدٍ وَهُوَ حرامٌ لَمْ يَقْضِ عُمْرَتَه، فَهُوَ حرامٌ إِلَى قابِلٍ، فوثَبَ الناسُ يَضْرِبون حَتَّى وافَوُا البيتَ، وبَينهم وبَينَه مِنْ ذَلِكَ الموضِع ليلتانِ جَوَادَانِ، فضُرِبَ مَثلًا. وَقَالَ الأَزهري: هُوَ عُمَيٌّ كأَنه تصغيرُ أَعْمى؛ قَالَ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: صَكَّ بِهَا عَيْنَ الظَّهِيرة غائِراً ... عُمَيٌّ، وَلَمْ يُنْعَلْنَ إِلَّا ظِلالَها وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الصَّلَاةِ نصفَ النَّهَارِ إِذَا قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ صَكَّةَ عُمَيٍ ؛ قَالَ: وعُمَيٌّ تَصْغِيرُ أَعْمَى عَلَى التَّرْخيم، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي حَمارَّة القَيْظِ، والإِنسان إِذَا خَرَج نصفَ النهارِ فِي أَشدّ الحرِّ لَمْ يَتَهَيّأْ لَهُ أَن يَمْلأَ عَيْنَيْهِ مِنْ عَين الشَّمْسِ، فأَرادُوا أَنه يصيرُ كالأَعْمَى، وَيُقَالُ: هُوَ اسْمُ رجلٍ مِنْ العَمالِقةِ أَغارَ عَلَى قومٍ ظُهْراً فاسْتَأْصَلَهم فنُسِبَ الوقتُ إِليه؛ وقولُ الشَّاعِرِ: يَحْسَبُه الجاهِلُ، مَا كَانَ عَمَى، ... شَيْخاً، عَلَى كُرْسِيِّهِ، مُعَمَّمَا أَي إِذا نظَرَ إِليه مِنْ بَعِيدٍ، فكأَنَّ العَمَى هُنَا البُعْد، يَصِفُ وَطْبَ اللَّبن، يَقُولُ إِذا رَآهُ الجاهلُ مِنْ بُعْدٍ ظَنَّه شَيْخًا معَمَّماً لِبَيَاضِهِ. والعَمَاءُ، ممدودٌ: السحابُ المُرْتَفِعُ، وَقِيلَ: الكثِيفُ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ شِبهُ الدُّخانِ يركب رُؤوس الْجِبَالِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهِدُه قولُ حميدِ بْنِ ثورٍ: فإِذا احْزَأَلَّا فِي المُناخِ، رأَيتَه ... كالطَّوْدِ أَفْرَدَه العَماءُ المُمْطِرُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: ووَفْراء لَمْ تُخْرَزْ بسَيرٍ، وكِيعَة، ... غَدَوْتُ بِهَا طَبًّا يَدِي بِرِشائِها ذَعَرْتُ بِهَا سِرْباً نَقِيّاً جُلودُه، ... كنَجْمِ الثُّرَيَّا أَسْفَرَتْ مِنْ عَمائِها وَيُرْوَى: إِذْ بَدَتْ مِنْ عَمَائِها وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَمَاء الغَيْمُ الكثِيفُ المُمْطِرُ، وَقِيلَ: هُوَ الرقِيقُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَسودُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الأَبيض، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي هَراقَ ماءَه وَلَمْ يَتَقَطَّع تَقَطُّعَ الجِفَالِ، واحدتُه عَمَاءَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبي رَزين العُقَيْلي أَنه قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَين كَانَ ربُّنا قبلَ أَن يَخْلُقَ السماواتِ والأَرضَ؟ قَالَ: فِي عَماءٍ تَحْتَه هَواءٌ وفَوْقَه هَواءٌ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَمَاء فِي كَلَامِ الْعَرَبِ السَّحَابُ؛ قَالَهُ الأَصمعي وغيرُه، وهو ممدودٌ؛ وَقَالَ الْحَرْثُ بْنُ حِلِّزَة: وكأَنَّ الْمَنُونَ تَرْدِي بنا أَعْصم ... صمٍّ، يَنْجابُ عَنْهُ العَمَاءُ يَقُولُ: هُوَ فِي ارْتِفَاعِهِ قَدْ بلَغ السحابَ فالسحابُ يَنْجابُ عَنْهُ أَي يَنْكَشِفُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما تأَوَّلْنا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى كَلَامِ الْعَرَبِ المَعْقُول عَنْهُمْ وَلَا نَدْري كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ العَماءُ، قَالَ: وأَما العَمَى فِي البَصَر فَمَقْصُورٌ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي شَيْءٍ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ بلَغَني عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ، وَلَمْ يعْزُه إِليه ثقةٌ، أَنه قَالَ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ ولفظِه إِنه كَانَ فِي عَمًى، مقصورٌ، قَالَ: وكلُّ أَمرٍ لَا تدرِكه القلوبُ بالعُقولِ فَهُوَ عَمًى، قَالَ: وَالْمَعْنَى أَنه كَانَ حَيْثُ لَا تدْرِكه عقولُ بَنِي آدمَ وَلَا

يَبْلُغُ كنهَه وصْفٌ؛ قَالَ الأَزهري: والقولُ عِنْدِي مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ أَنه العَمَاءُ، ممدودٌ، وَهُوَ السحابُ، وَلَا يُدْرى كَيْفَ ذَلِكَ العَماء بصفةٍ تَحْصُرُه وَلَا نَعْتٍ يحدُّه، ويُقَوِّي هَذَا القولَ قولُه تَعَالَى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ، والغَمام: معروفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلا أَنَّا لَا ندْري كَيْفَ الغَمامُ الَّذِي يأْتي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يومَ الْقِيَامَةِ فِي ظُلَلٍ مِنْهُ، فَنَحْنُ نُؤْمن بِهِ وَلَا نُكَيِّفُ صِفَتَه، وَكَذَلِكَ سائرُ صِفاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَى قَوْلِهِ فِي عَمًى مقصورٌ ليسَ مَعَه شيءٌ، قَالَ: وَلَا بُدَّ فِي قَوْلِهِ أَين كَانَ رَبُّنَا مِنْ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ كَمَا حُذِفَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ، وَنَحْوِهِ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ أَين كَانَ عَرْشُ رَبِّنَا، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ. والعَمَايَةُ والعَمَاءَة: السحابَةُ الكثِيفة المُطْبِقَةُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ الَّذِي هَراقَ ماءَه وَلَمْ يَتَقَطَّع تَقَطُّع الجَفْل «2» والعربُ تقولُ: أَشدُّ بردِ الشِّتاء شَمالٌ جِرْبِياء فِي غبِّ سَماء تحتَ ظِلِّ عَمَاء. قَالَ: وَيَقُولُونَ للقِطْعة الكَثِيفة عَماءةٌ، قَالَ: وبعضٌ ينكرُ ذَلِكَ ويجعلُ العَمَاءَ اسْماً جَامِعًا. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْم: فإِنْ عُمِّيَ عَلَيكُمْ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، قِيلَ: هُوَ مِنَ العَمَاء السَّحابِ الرقِيقِ أَي حالَ دونَه مَا أَعْمى الأَبْصارَ عَنْ رُؤيَتِه. وعَمَى الشيءُ عَمْياً: سالَ. وعَمَى الماءُ يَعْمِي إِذا سالَ، وهَمى يَهْمِي مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشد الْمُنْذِرِيُّ فِيمَا أَقرأَني لأَبي الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: وغَبْراءَ مَعْمِيٍّ بِهَا الآلُ لَمْ يَبِنْ، ... بِهَا مِنْ ثَنَايا المَنْهَلَيْنِ، طَريقُ قَالَ: عَمَى يَعْمِي إِذا سالَ، يَقُولُ: سالَ عَلَيْهَا الآلُ. وَيُقَالُ: عَمَيْتُ إِلى كَذَا وَكَذَا أَعْمِي عَمَيَاناً وعطِشْت عَطَشاناً إِذا ذَهَبْتَ إِليه لَا تُريدُ غَيْرَهُ، غيرَ أَنَّك تَؤُمُّه عَلَى الإِبْصار والظلْمة، عَمَى يَعْمِي. وعَمَى الموجُ، بِالْفَتْحِ، يَعْمِي عَمْياً إِذا رَمى بالقَذى والزَّبَدِ ودَفَعَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: العَمْيُ عَلَى مِثالِ الرَّمْي رفعُ الأَمْواج القَذَى والزَّبَد فِي أَعالِيها؛ وأَنشد: رَها زَبَداً يَعْمِي بِهِ المَوْجُ طامِيا وعَمَى البَعِيرُ بلُغامه عَمْياً: هَدَرَ فرمَى بِهِ أَيّاً كَانَ، وَقِيلَ: رَمى بِهِ عَلَى هامَته. وَقَالَ الْمُؤَرِّجُ: رجلٌ عامٍ رامٍ. وعَمَانِي بِكَذَا وَكَذَا: رَمَانِي مِنَ التُّهَمَة، قَالَ: وعَمَى النَّبْتُ يَعْمِي واعْتَمَّ واعْتَمى، ثلاثُ لغاتٍ، واعْتَمَى الشيءَ: اخْتاره، وَالِاسْمُ العِمْيَة. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: اعْتَمَيْتُه اعْتِمَاءً أَي قَصَدته، وَقَالَ غَيْرُهُ: اعْتَمَيْتُه اختَرْته، وَهُوَ قَلب الاعْتِيامِ، وَكَذَلِكَ اعتَمْته، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: عَمَا واللهِ، وأَمَا واللهِ، وهَمَا وَاللَّهِ، يُبْدِلون مِنَ الْهَمْزَةِ العينَ مرَّة والهاءَ أُخْرى، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: غَمَا وَاللَّهِ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ. والعَمْو: الضلالُ، وَالْجَمْعُ أَعْمَاءٌ. وعَمِيَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: الْتَبَس؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ . والتَّعْمِيَةُ: أَنْ تُعَمِّيَ عَلَى الإِنْسانِ شَيْئًا فتُلَبِّسَه عَلَيْهِ تَلْبِيساً. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: لأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرائي ، مِنَ التَّعْمِيَة والإِخْفاء والتَّلْبِيسِ، حَتَّى لَا يَتبعَكُما أَحدٌ. وعَمَّيتُ مَعْنَى الْبَيْتِ تَعْمِية، وَمِنْهُ المُعَمَّى مِنَ الشِّعْر، وقُرئَ: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ، بِالتَّشْدِيدِ. أَبو زَيْدٍ: تَرَكْناهُم عُمَّى إِذا أَشْرَفُوا عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ الأَزهري: وقرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ

_ (2). قوله: [هو الذي ... إلخ.] أعاد الضمير إلى السحاب المنويّ لا إلى السحابة.

: غَلَبْتُك بالمُفَقِّئ والمُعَمَّى، ... وبَيْتِ المُحْتَبي والخافِقاتِ قَالَ: فَخَر الْفَرَزْدَقُ فِي هَذَا الْبَيْتِ عَلَى جَرِيرٍ، لأَن الْعَرَبَ كَانَتْ إِذا كَانَ لأَحَدهم أَلفُ بَعِيرٍ فقأَ عينَ بعيرٍ مِنْهَا، فإِذا تَمَّتْ أَلفان عَمَّاه وأَعْمَاه، فَافْتَخَرَ عَلَيْهِ بِكَثْرَةِ مَالِهِ، قَالَ: وَالْخَافِقَاتُ الرَّايَاتُ. ابْنُ الأَعرابي: عَمَا يَعْمو إِذا خَضَع وذَلَّ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابنِ عُمر: مَثَلُ المُنافق مَثَلُ الشاةِ بينَ الرَّبيضَيْنِ، تَعْمُو مَرَّةً إِلى هَذِهِ ومَرَّةً إِلى هَذِهِ ؛ يُرِيدُ أَنها كَانَتْ تَمِيلُ إِلى هَذِهِ وإِلى هَذِهِ، قَالَ: والأَعرف تَعْنُو، التَّفْسِيرُ للهَرَويِّ فِي الغريبَين؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ. والعَمَا: الطُّولُ. يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ عَما هَذَا الرجُلِ أَي طُولَه. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: سأَلتُ ابنَ الأَعرابي عَنْهُ فعَرَفه، وَقَالَ: الأَعْمَاءُ الطِّوال منَ الناسِ. وعَمَايَةُ: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ هُذَيْلٍ. وعَمَايَتَانِ: جَبَلان معروفان. عنا: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ . قَالَ الْفَرَّاءُ: عَنَتِ الْوُجُوهُ نَصِبَتْ لَهُ وعَمِلتْ لَهُ، وَذُكِرَ أَيضاً أَنه وضْعُ المُسْلِمِ يَدَيْه وجَبْهَته وركْبَتَيْه إِذا سَجَد ورَكَع، وَهُوَ فِي مَعْنَى العَرَبيَّة أَن تَقُولَ لِلرَّجُلِ: عَنَوْتُ لَكَ خَضَعْت لَكَ وأَطَعْتُك، وعَنَوْتُ للْحَقِّ عُنُوّاً خَضَعْت. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ: كلُّ خاضِعٍ لِحَقٍّ أَو غيرِه عانٍ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ العَنْوَة. والعَنْوَة: القَهْرُ. وأَخَذْتُه عَنْوَةً أَي قَسْراً وقَهْراً، مِنْ بَابِ أَتَيْته عَدْواً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَطَّرِدُ عندَ سِيبَوَيْهِ، وَقِيلَ: أَخَذَه عَنْوَة أَي عَنْ طَاعَة وَعَنْ غيرِ طاعَةٍ. وفُتِحَتْ هَذِهِ البلدةُ عَنْوَةً أَي فُتِحَت بِالْقِتَالِ، قُوتِل أَهلُها حَتَّى غُلِبوا عَلَيْهَا، وفُتِحَت البلدةُ الأُخرى صُلْحاً أَي لَمْ يُغْلبوا، وَلَكِنْ صُولِحُوا عَلَى خَرْج يؤدُّونه. وَفِي حَدِيثِ الْفَتْحِ: أَنه دَخَل مَكَّة عَنْوَةً أَي قَهْراً وغَلَبةً. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ عَنا يَعْنُو إِذا ذلَّ وخَضَع، والعَنْوَة المَرَّة مِنْهُ، كأَنَّ المأْخُوذَ بِهَا يَخْضَع ويَذلُّ. وأُخِذَتِ البلادُ عَنْوَةً بالقَهْرِ والإِذْلالِ. ابْنُ الأَعرابي: عَنَا يَعْنُو إِذا أَخَذَ الشيءَ قَهْراً. وعَنَا يَعْنُو عَنْوَةً فِيهِمَا إِذا أَخَذَ الشيءَ صُلْحاً بإكْرام ورِفْقٍ. والعَنْوَة أَيضاً: الموَدَّة. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُمْ أَخَذْتُ الشيءَ عَنْوَةً يَكُونُ غَلَبَةً، وَيَكُونُ عَنْ تَسْلِيمٍ وَطَاعَةٍ مِمَّنْ يؤْخَذُ مِنْهُ الشَّيْءُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لكُثَيِّر: فَمَا أَخَذُوها عَنْوَةً عَنْ مَوَدَّة، ... ولكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفيِّ اسْتَقالهَا فَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّسْلِيم والطَّاعَة بِلَا قِتالٍ. وَقَالَ الأَخْفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ ؛ اسْتَأْسَرَتْ. قَالَ: والعَانِي الأَسِيرُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العَانِي الخاضِعُ، والعَانِي العَبْدُ، والعَانِي السائِلُ مِنْ ماءٍ أَوْ دَمٍ. يُقَالُ: عَنَت القِرْبة تَعْنُو إِذا سالَ ماؤُها، وَفِي الْمُحْكَمِ: عَنَتِ القِرْبَةُ بماءٍ كَثِيرٍ تَعْنُو، لَمْ تَحْفَظْه فَظَهَرَ؛ قَالَ المُتَنَخِّل الهُذَلي: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ لَهُ ناضحٌ، ... ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو، وذُو شَلْشَل وَيُرْوَى: قاطِر بدَلَ ناضِحٍ. قَالَ شَمِرٌ: تعْنُو تَسِيلُ بمَخْرُوتٍ أَي مِنْ شَقّ مَخْرُوتٍ، والخَرْتُ: الشَّقُّ فِي الشَّنَّة، والمَخْرُوتُ: المَشْقُوقُ، رَوَّاه ذُو شَلْشَلٍ. قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ ذُو قَطَرانٍ مِنَ

الْوَاشِنِ، وَهُوَ القاطِرُ، وَيُرْوَى: ذُو رَوْنَقٍ. ودَمٌ عانٍ: سائِلٌ؛ قَالَ: لمَّا رأَتْ أُمُّه بالبابِ مُهْرَتَه، ... عَلَى يَدَيْها دَمٌ مِنْ رَأْسِه عانِ وعَنَوْت فِيهِمْ وعَنَيْت عُنُوّاً وعَناءً: صرتُ أَسيراً. وأَعْنَيْته: أَسَرْته. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: العَنَاء الحَبْس فِي شِدَّةٍ وذُلٍّ. يُقَالُ: عَنَا الرجُلُ يَعْنُو عُنُوّاً وعَناءً إِذا ذلَّ لَكَ واسْتَأْسَرَ. قَالَ: وعَنَّيْتُه أُعَنّيه تَعْنِيَةً إِذا أَسَرْتَه وحَبَسْته مُضَيِّقاً عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اتَّقُوا اللهَ فِي النِّساء فإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوانٍ أَي أَسْرى أَو كالأَسْرَى، وَاحِدَةُ العَوَانِي عانِيَةٌ، وَهِيَ الأَسيرة؛ يَقُولُ: إِنَّمَا هُنَّ عِنْدَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الأَسْرى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَوَانِي النساءُ لأَنَّهُنَّ يُظْلَمْنَ فَلَا يَنْتَصِرْنَ. وَفِي حَدِيثِ المِقْدامِ: الخالُ وارِثُ منْ لَا وارِثَ لَهُ يَفُكُّ عانَه أَي عانِيَه، فحذَف الْيَاءَ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَفُكُّ عُنِيَّه ، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ. يُقَالُ: عَنَا يَعْنُو عُنُوّاً وعُنِيّاً، وَمَعْنَى الأَسر فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَلْزَمهُ وَيَتَعَلَّقُ بِهِ بِسَبَبِ الْجِنَايَاتِ الَّتِي سَبيلُها أَن يَتَحَمَّلَها العاقلَة، هَذَا عِنْدَ مَنْ يُوَرِّث الخالَ، وَمَنْ لَا يُوَرِّثه يكونُ مَعْنَاهُ أَنها طُعْمَة يُطْعَمُها الخالُ لَا أَن يَكُونَ وَارِثًا، ورجلٌ عانٍ وَقَوْمٌ عُنَاة ونِسْوَةٌ عَوَانٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: عُودُوا المَرْضى وفُكُّوا العَانِيَ ، يَعْنِي الأَسيرَ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَطْعِموا الجائِعَ وفُكُّوا العَانِيَ ، قَالَ: وَلَا أُراه مأْخُوذاً إِلا مِنَ الذُّلِّ والخُضُوع. وكلُّ مَن ذَلَّ واسْتَكان وخَضَع فَقَدْ عَنَا، وَالِاسْمُ مِنْهُ العَنْوَة؛ قَالَ القُطاميّ: ونَأَتْ بحاجَتِنا، ورُبَّتَ عَنْوَةٍ ... لكَ مِنْ مَواعِدِها الَّتِي لَمْ تَصْدُقِ اللَّيْثُ: يُقَالُ للأَسِير عَنَا يَعْنُو وعَنِيَ يَعْنى، قَالَ: وإِذا قُلْتَ أَعْنُوه فَمَعْنَاهُ أَبْقُوه فِي الإِسار. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ عَنَى فِيهِمْ فلانٌ أَسيراً أَي أَقامَ فِيهِمْ عَلَى إِسارِه واحْتَبسَ. وعَنَّاه غيرُه تَعْنِيةً: حَبَسه. والتَّعْنِيَة: الحَبس؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مُشَعْشَعة مِنْ أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بِهَا ... رِكابٌ، وعَنَّتْها الزِّقاقُ وَقارُها وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة: فَإِنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بِسَهْمِه ... حَشاه، فعَنَّاه الجَوَى والمَحارِفُ دَعا عَلَيْهِ بالحَبْسِ والثِّقَلِ مِنَ الجِراحِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه كَانَ يُحَرِّضُ أَصحابَه يومَ صِفِّينَ ويقولُ: اسْتَشْعِرُوا الخَشْيَةَ وعَنُّوا بالأَصْواتِ أَي احْبِسُوها وأَخْفُوها. مِنَ التَّعْنِيَة الحَبْسِ والأَسْرِ، كأَنه نَهاهُمْ عَنِ اللَّغَط ورفْعِ الأَصواتِ. والأَعْنَاء: الأَخْلاطُ مِنَ النَّاسِ خاصَّة، وَقِيلَ: مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ، واحدُها عِنْوٌ. وعَنَى فِيهِ الأَكْلُ يَعْنَى، شاذَّةٌ: نَجَعَ؛ لَمْ يَحكِها غيرُ أَبي عُبَيْدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَمْنَا علَيها أَنَّها يائيَّة لأَنَّ انْقِلاب الأَلف لَامًا عَنِ الْيَاءِ أَكثرُ مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْوَاوِ. الْفَرَّاءُ: مَا يَعْنَى فِيهِ الأَكْلُ أَي مَا يَنْجَعُ، عَنَى يَعْنَى. الْفَرَّاءُ: شَرِبَ اللبنَ شَهْرًا فَلَمْ يَعْنَ فِيهِ، كَقَوْلِكَ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ شَيْئًا، وَقَدْ عَنِيَ يَعْنَى عُنِيّاً، بِكَسْرِ النُّونِ مِنْ عَنِيَ. وَمِنْ أَمثالهم: عَنِيَّتُه تَشْفِي الجَرب؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ جَيِّد الرأْي، وأَصل العَنِيَّة، فِيمَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ، أَبوالُ الإِبل يُؤْخَذُ مَعَهَا أَخلاط فَتُخْلَطُ ثُمَّ تُحْبس زَمَانًا فِي الشَّمْسِ ثُمَّ تَعَالَجُ بِهَا الإِبل

الجَرْبَى، سُمِّيت عَنِيَّةً مِنَ التَّعْنِيَة وَهُوَ الْحَبْسُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَنِيَّة عَلَى فَعيلَةٍ. والتَّعْنِيَة: أَخلاطٌ مِنْ بَعَرٍ وبَوْلٍ يُحْبَس مُدَّة ثُمَّ يُطْلى بِهِ الْبَعِيرُ الجَرِبُ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: كأَنَّ كُحَيلًا مُعْقَداً أَو عَنِيَّةً، ... عَلَى رَجْعِ ذِفْراها، مِنَ اللِّيتِ، واكِفُ وَقِيلَ: العَنِيَّة أَبوالُ الإِبلِ تُسْتَبالُ فِي الرَّبِيعِ حِينَ تَجْزَأُ عَنِ الماءِ، ثُمَّ تُطْبَخ حَتَّى تَخْثُر، ثُمَّ يُلْقَى عَلَيْهَا مِنْ زَهْرِ ضُروبِ العُشْبِ وحبِّ المَحْلَبِ فتُعْقدُ بِذَلِكَ ثُمَّ تُجْعلُ فِي بساتِيقَ صغارٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَوْلُ يُؤخذُ وأَشْياءَ مَعَهُ فيُخْلَط ويُحْبَس زَمَنًا، وَقِيلَ: هُوَ البَوْلُ يوضَعُ فِي الشَّمْسِ حَتَّى يَخْثُر، وَقِيلَ: العَنِيَّة الهِناءُ مَا كَانَ، وَكُلُّهُ مِنَ الخَلْط والحَبْسِ. وعَنَّيت الْبَعِيرَ تَعْنِيَة: طَلَيْته بالعَنِيَّة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ أَيضاً. والعَنِيَّة: أَبوالٌ يُطْبَخ مَعَهَا شيءٌ مِنَ الشجرِ ثُمَّ يُهْنَأُ بِهِ البعيرُ، واحِدُها عِنْو. وَفِي حَدِيثِ الشَّعبي: لأَنْ أَتَعَنَّى بعَنِيَّةٍ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن أَقولَ فِي مسأَلة بِرَأْيي ؛ العَنِيَّة: بولٌ فِيهِ أَخلاطٌ تُطْلَى بِهِ الإِبل الجَرْبَى، والتَّعَنِّي التَّطَلِّي بِهَا، سُمِّيَتْ عَنِيَّة لِطُولِ الحَبسِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عِنْدِي دَواءُ الأَجْرَبِ المُعَبَّدِ، ... عَنِيَّةٌ مِنْ قَطِرانٍ مُعْقَدِ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كأَنَّ بذِفْراها عَنِيَّةَ مُجْربٍ، ... لَهَا وَشَلٌ فِي قُنْفُذِ اللِّيت يَنْتَح والقُنْفُذُ: مَا يَعْرَقُ خَلْف أُذُن البعيرِ. وأَعْنَاءُ السماءِ: نَوَاحِيهَا، الواحدُ عِنْوٌ. وأَعْنَاءُ الْوَجْهِ: جوانِبُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَمَا بَرِحتْ تَقْرِيه أَعَنَاءَ وَجْهِها ... وجَبْهَتها، حَتَّى ثَنَته قُرونُها ابْنُ الأَعرابي: الأَعْنَاء النَّواحي، واحدُها عَناً، وَهِيَ الأَعْنان أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لَا تُحْرِز المَرْء أَعْنَاءُ البلادِ وَلَا ... تُبْنَى لَهُ، فِي السماواتِ، السَّلالِيمُ وَيُرْوَى: أَحجاء. وأَورد الأَزهري هُنَا حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه سُئِلَ عَنِ الإِبل فَقَالَ أعْنانُ الشياطِين ؛ أَراد أَنها مثلُها، كأَنه أَراد أَنها مِنْ نَواحِي الشَّيَاطِينِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ فِيهَا أَعْنَاءٌ مِنَ النَّاسِ وأَعْراءٌ مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهُمَا عِنْوٌ وعِرْوٌ أَي جَمَاعَاتٌ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: بِهَا أَعْنَاءٌ مِنَ النَّاسِ وأَفْناءٌ أَي أَخلاط، الْوَاحِدُ عِنْوٌ وفِنْوٌ، وَهُمْ قومٌ مِنْ قبَائِلَ شَتَّى. وَقَالَ الأَصمعي: أَعْنَاءُ الشَّيْءِ جَوانِبُه، وَاحِدُهَا عِنْوٌ، بِالْكَسْرِ. وعَنَوْت الشيءَ: أَبْدَيْته. وعَنَوْت بِهِ وعَنَوْته: أَخْرَجْته وأَظْهَرْته، وأَعْنَى الغَيْثُ النَّباتَ كَذَلِكَ؛ قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ: ويَأْكُلْنَ مَا أَعْنَى الوَلِيُّ فَلَمْ يَلِتْ، ... كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَا فَلم يَلِتْ أَي فَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ واوِيَّة ويائِيَّة. وأَعْنَاه المَطَرُ: أَنبَته. ولَمْ تَعْنِ بلادُنا العامَ بِشَيْءٍ أَي لَمْ تُنْبِتْ شَيْئًا، وَالْوَاوُ لُغَةٌ. الأَزهري: يُقَالُ للأَرض لَمْ تَعْنُ بِشَيْءٍ أَي لَمْ تُنْبِت شَيْئًا، وَلَمْ تَعْنِ بِشَيْءٍ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ كَمَا يُقَالُ حَثَوْت عَلَيْهِ التُّرَابَ وحَثَيْت. وَقَالَ الأَصمعي: سأَلته فَلَمْ يَعْنُ لِي بِشَيْءٍ، كَقَوْلِكَ: لَمْ

يَنْدَ لِي بِشَيْءٍ وَلَمْ يَبِضَّ لِي بِشَيْءٍ. وَمَا أَعْنَتِ الأَرضُ شَيْئًا أَي مَا أَنْبَتَت؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ عَدِيٍّ: ويَأْكُلْنَ مَا أَعْنَى الوَلِيُ قَالَ: حَذَفَ الضَّمِيرَ الْعَائِدَ عَلَى مَا أَي مَا أَعْناهُ الوَلِيُّ، وَهُوَ فِعْلٌ مَنْقُولٌ بِالْهَمْزِ، وَقَدْ يَتَعدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ: عَنَتْ بِهِ فِي مَعْنَى أَعْنَتْهُ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: مِمَّا عَنَتْ بِهِ وَسَنَذْكُرُهُ عَقِبَهَا. وعَنَت الأَرضُ بالنباتِ تَعْنُو عُنُوّاً وتَعْني أَيضاً وأَعْنَتْهُ: أَظْهَرَتْه. وعَنَوْت الشيءَ: أَخرجته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَمْ يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مِمَّا عَنَتْ بِهِ ... مِن الرُّطْبِ، إِلَّا يُبْسُها وهَجِيرُها وأَنشد بَيْتَ المُتَنَخِّل الهُذَلي: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ لَهُ ناضِحٌ وعَنَا النَّبْتُ يَعْنُو إِذا ظَهَرَ، وأَعْنَاهُ المَطَرُ إِعْنَاءً. وعَنا الماءُ إِذا سالَ، وأَعْنَى الرجلُ إِذا صادَف أَرضاً قَدْ أَمْشَرَتْ وكَثُرَ كَلَؤُها. وَيُقَالُ: خُذْ هَذَا وَمَا عَانَاه أَي مَا شاكَلَه. وعَنَا الكلبُ لِلشَّيْءِ يَعْنُو: أَتاهُ فشَمَّه. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا يَعْنُو هَذَا أَي يأْتيه فيَشَمُّه. والهُمُومُ تُعَانِي فُلَانًا أَي تأْتيه؛ وأَنشد: وإِذا تُعانِيني الهُمُومُ قَرَيْتُها ... سُرُحَ اليَدَيْنِ، تُخالِس الخَطَرانا ابْنُ الأَعرابي: عَنَيْت بأَمره عِناية وعُنِيّاً وعَناني أَمره سواءٌ فِي الْمَعْنَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: إِيَّاكِ أَعْنِي؛ واسْمَعي يَا جارَهْ وَيُقَالُ: عَنِيتُ وتعَنَّيْت، كلٌّ يُقَالُ. ابْنُ الأَعرابي: عَنَا عَلَيْهِ الأَمرُ أَي شَقَّ عَلَيْهِ؛ وأَنشد قَوْلَ مُزَرِّد: وشَقَّ عَلَى امْرِئٍ، وعَنَا عَلَيْهِ ... تَكاليفُ الَّذِي لَنْ يَسْتَطِيعا وَيُقَالُ: عُنِيَ بِالشَّيْءِ، فَهُوَ مَعْنِيٌّ بِهِ، وأَعْنَيْته وعَنَّيْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وأَنشد: وَلَمْ أَخْلُ فِي قَفْرٍ وَلَمْ أُوفِ مَرْبَأً ... يَفاعاً، وَلَمْ أُعنِ المَطِيَّ النَّواجِيا وعَنَّيْتُه: حَبَسْتُه حَبْساً طَوِيلًا، وَكُلُّ حَبْسٍ طَوِيلٍ تَعْنِيَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّى، ... تُهَدِّرُ فِي دِمَشْقَ، وَمَا تَريمُ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقِيلَ إِنَّ المُعَنَّى فِي هَذَا الْبَيْتِ فَحْلٌ لَئيمٌ إِذا هَاجَ حُبِسَ فِي العُنَّة، لأَنه يُرغبُ عَنْ فِحْلتِه، وَيُقَالُ: أَصلُه معَنَّن فأُبدِلت مِنْ إِحدى النُّونَاتِ ياءٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمُعَنَّى فَحْلٌ مُقْرِفٌ يُقَمَّط إِذا هَاجَ لأَنه يُرغب عَنْ فِحْلتِه. وَيُقَالُ: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ عَنْيةً وعَنَاءً أَي تَعَباً. وعَناهُ الأَمرُ يَعْنِيه عِنَايةً وعُنِيّاً: أَهَمَّه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، وَقُرِئَ يعْنيه ، فَمَنْ قرأَ يعْنيه ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمِلَةِ، فَمَعْنَاهُ لَهُ شأْن لَا يُهِمُّه مَعَهُ غيرهُ، وَكَذَلِكَ شَأْنٌ يُغْنِيهِ أَي لَا يَقْدِرُ مَعَ الِاهْتِمَامِ بِهِ عَلَى الِاهْتِمَامِ بِغَيْرِهِ. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: يُقَالُ مَا أَعْنَى شَيْئًا وَمَا أَغنى شَيْئًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. واعْتَنَى هُوَ بأَمره: اهْتَمَّ. وعُنِيَ بالأَمر عِنَايَةً، وَلَا يُقَالُ مَا أَعْنَانِي بالأَمر، لأَن الصِّيغَةَ مَوْضُوعَةٌ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنَّمَا هِيَ لَمَّا سُمِّي فَاعِلُهُ.

وَجَلَسَ أَبو عُثْمَانَ إِلى أَبي عُبَيْدَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فسأَله فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تأْمر مِنْ قَوْلِنَا عُنِيتُ بِحَاجَتِكَ؟ فَقَالَ لَهُ أَبو عُبَيْدَةَ: أُعْنَ بِحَاجَتِي، فأَوْمأْتُ إِلى الرَّجُلِ أَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ، فَلَمَّا خَلَوْنا قُلْتُ لَهُ: إِنما يُقَالُ لِتُعْنَ بِحَاجَتِي، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبو عُبَيْدَةَ لَا تدخُلْ إِليّ، قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنك كُنْتَ مَعَ رَجُلٍ دُورِيٍّ سَرَقَ مِنِّي عامَ أَولَ قطِيفةً لِي، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا الأَمر كَذَلِكَ، ولكنَّك سَمِعْتَنِي أَقول مَا سَمِعْتَ، أَو كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: عَنِيتُ بأَمره، بِصِيغَةِ الْفَاعِلِ، عِنَايةً وعُنِيّاً فأَنا بِهِ عَنٍ، وعُنِيتُ بأَمرك فأَنا مَعْنِيٌّ، وعَنِيتُ بأَمرك فأَنا عانٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هُوَ مَعْنِيٌّ بأَمره وعانٍ بأَمره وعَنٍ بأَمره بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا قُلْتَ عُنِيتُ بِحَاجَتِكَ، فعدَّيتَه بِالْبَاءِ، كَانَ الفعلُ مضمومَ الأَولِ، فإِذا عَدَّيتَه بِفِي فَالْوَجْهُ فتحُ الْعَيْنِ فَتَقُولُ عَنِيت؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا لمْ تَكُنْ فِي حاجةِ المَرءِ عانِياً ... نَسِيتَ، ولمْ يَنْفَعْكَ عَقدُ الرَّتائمِ وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: لَا يُقَالُ عُنِيتُ بِحَاجَتِكَ إِلا عَلَى مَعْنى قصَدْتُها، مِنْ قَوْلِكَ عَنَيْتُ الشَّيْءَ أَعْنِيه إِذا كُنْتَ قاصِداً لَهُ، فأَمَّا مِنَ العَنَاء، وَهُوَ العِنَايَةُ، فَبِالْفَتْحِ نحوُ عَنَيتُ بِكَذَا وعَنَيت فِي كَذَا. وَقَالَ الْبَطَلْيَوْسِيُّ: أَجاز ابْنُ الأَعرابي عَنِيتُ بِالشَّيْءِ أَعْنَى بِهِ، فأَنا عانٍ؛ وأَنشد: عانٍ بأُخراها طَويلُ الشُّغْلِ، ... لَهُ جَفِيرانِ وأَيُّ نَبْلِ وعُنِيتُ بِحَاجَتِكَ أُعْنَى بِهَا وأَنا بِهَا مَعْنِيٌّ، عَلَى مَفْعُولٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مِنْ حُسنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُه مَا لَا يَعْنِيه أَي لَا يُهِمُّه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذا اشْتَكى أَتَاهُ جبريلُ فَقَالَ بسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كلِّ داءٍ يَعْنيك، مِنْ شرِّ كلِّ حاسدٍ وَمِنْ شرِّ كلِّ عَين ؛ قَوْلُهُ يَعْنِيك أَي يشغَلُك. وَيُقَالُ: هَذَا الأَمر لَا يَعْنِيني أَي لَا يَشْغَلُني وَلَا يُهِمُّني؛ وأَنشد: عَناني عنكَ، والأَنْصاب حَرْبٌ، ... كأَنَّ صِلابَها الأَبْطالَ هِيمُ أَراد: شَغَلَني؛ وَقَالَ آخَرُ: لَا تَلُمْني عَلَى البُكاء خَلِيلي، ... إِنه مَا عَناكَ قِدْماً عَنَانِي وَقَالَ آخَرُ: إِنَّ الفَتى لَيْسَ يَعْنِيهِ ويَقمَعُه ... إِلَّا تَكَلُّفُهُ مَا لَيْسَ يَعْنِيهِ أَي لَا يَشْغَله، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلُ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَعْنِيكَ أَي يَقْصِدُك. يُقَالُ: عَنَيْتُ فُلَانًا عَنْياً أَي قَصَدْتُه. ومَنْ تَعْنِي بِقَوْلِكَ أَي مَنْ تَقْصِد. وعَنَانِي أَمرُك أَي قَصَدني؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ الْجَعْدِيِّ: وأَعْضادُ المَطِيّ عَوَاني أَي عَوامِلُ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ عَوَانِي أَي قَواصِدُ فِي السَّيْرِ. وفُلانٌ تَتَعَنَّاه الحُمَّى أَي تَتَعَهَّده، وَلَا تُقَالُ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي غَيْرِ الحُمَّى. وَيُقَالُ: عَنِيتُ فِي الأَمر أَي تَعَنَّيْتُ فِيهِ، فأَنا أَعْنَى وأَنا عَنٍ، فإِذا سَأَلْتَ قُلْتَ: كَيْفَ مَن تُعْنى بأَمره؟ مَضْمُومٌ لأَن الأَمْرَ عَنَاهُ، وَلَا يُقَالُ كيف مَنْ تَعْنَى بأَمره. وعَانَى الشيءَ: قَاسَاهُ. والمُعَانَاةُ: المُقاساة. يُقَالُ:

عَانَاه وتَعَنَّاه وتَعَنَّى هُوَ؛ وَقَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتَى، ... وهَمّ تَعَنَّاه مُعَنّىً رَكائبُهْ وَرَوَى أَبو سَعِيدٍ: المُعَانَاة المُداراة؛ قَالَ الأَخطل: فإِن أَكُ قَدْ عَانَيْتُ قَوْمي وهِبْتُهُمْ، ... فَهَلْهِلْ وأَوِّلْ عَنْ نُعَيْم بنِ أَخْثَما هَلْهِلْ: تَأَنَّ وانْتَظِرْ. وَقَالَ الأَصمعي: المُعَانَاة والمُقَاناةُ حُسْنُ السِّياسة. وَيُقَالُ: مَا يُعَانُونَ مالَهُم وَلَا يُقانُونه أَي مَا يَقُومُونَ عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَة بْنِ عامِرٍ فِي الرَّمْيِ بِالسِّهَامِ: لَوْلا كلامٌ سَمِعْتُه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لمْ أُعَانِهِ ؛ مُعَانَاةُ الشيءِ: مُلابَسَته ومُباشَرَته. والقَوْمُ يُعَانُون مالَهُم أَي يَقُومُونَ عَلَيْهِ. وعَنَى الأَمْرُ يَعْنِي واعْتَنَى: نَزَلَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِني وَقَدْ تَعْنِي أُمورٌ تَعْتَنِي ... عَلَى طريقِ العُذْر، إِنْ عَذَرْتَني وعَنَتْ بِهِ أُمورٌ: نَزَلَتْ. وعَنَى عَنَاءً وتَعَنَّى: نَصِبَ. وعَنَّيْتُه أَنا تَعْنِيَةً وتَعَنَّيْتُه أَيضاً فَتَعَنَّى، وتَعَنَّى العَناء: تَجَشَّمَه، وعَنَّاه هُوَ وأَعْنَاه؛ قَالَ أُمَيَّة: وإِني بِلَيْلَى، والدِّيارِ الَّتِي أَرَى، ... لَكالْمُبْتَلَى المُعْنَى بِشَوْقٍ مُوَكَّلِ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: عَنْساً تُعَنِّيها وعَنْساً تَرْحَلُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: تُعَنِّيها تَحْرُثُها وتُسْقِطُها. والعَنْيَةُ: العَناء. وعَنَاءٌ عَانٍ ومُعَنٍّ: كَمَا يُقَالُ شِعْرٌ شاعِرٌ ومَوْتٌ مائتٌ؛ قَالَ تَميم بْنُ مُقْبِل: تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إِقامَةٍ، ... وبَعْدَ عَنَاءٍ مِنْ فُؤادِك عانِ «3» وَقَالَ الأَعشى: لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هَذَا الزَّمَنْ، ... عَلَى المَرْءِ، إِلَّا عَنَاءٌ مُعَنُ ومَعْنى كلِّ شَيْءٍ: مِحْنَتُه وحالُه الَّتِي يَصِيرُ إِلَيْهَا أَمْرُه. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى قَالَ: المَعْنَى والتفسيرُ والتَّأْوِيل واحدٌ. وعَنَيْتُ بِالْقَوْلِ كَذَا: أَردت. ومَعْنَى كُلِّ كلامٍ ومَعْنَاتُه ومَعْنِيَّتُه: مَقْصِدُه، وَالِاسْمُ العَنَاء. يُقَالُ: عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي مَعْنَى كلامِه ومَعْنَاةِ كَلَامِهِ وَفِي مَعْنِيِّ كلامِه. وَلَا تُعَانِ أَصحابَك أَي لَا تُشاجِرْهُم؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والعَنَاء: الضُّرُّ. وعُنْوَانُ الْكِتَابِ: مُشْتَقّ فِيمَا ذَكَرُوا مِنَ المَعْنَى، وَفِيهِ لُغَاتٌ: عَنْوَنْتُ وعَنَّيْتُ وعَنَّنْتُ. وَقَالَ الأَخْفش: عَنَوْتُ الْكِتَابَ واعْنُه؛ وأَنشد يُونُسُ: فَطِنِ الكِتابَ إِذا أَرَدْتَ جوابَه، ... واعْنُ الكتابَ لِكَيْ يُسَرَّ ويُكْتما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العُنْوَانُ والعِنْوَانُ سِمَةُ الكِتابِ. وعَنْوَنَه عَنْوَنَةً وعِنْوَاناً وعَنَّاهُ، كِلاهُما: وَسَمَه بالعُنوان. وَقَالَ أَيضاً: والعُنْيَانُ سِمَةُ الْكِتَابِ، وَقَدْ عَنَّاه وأَعْنَاه، وعَنْوَنْتُ الْكِتَابَ وعَلْوَنْته. قَالَ يَعْقُوبُ: وسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ أَطِنْ وأَعِنْ أَي عَنْوِنْه واخْتِمْه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي جَبْهَتِه عُنْوانٌ مِنْ كَثْرَةِ السُّجودِ أَي أَثَر؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ؛ وأَنشد: وأَشْمَطَ عُنْوانٌ بِهِ مِنْ سُجودِه، ... كَرُكْبَةِ عَنزٍ مِنْ عُنوزِ بَني نَصْرِ

_ (3). قوله [من جبان] هو هكذا في الأصل بالباء الموحدة والجيم.

والمُعَنَّى: جَمَلٌ كَانَ أَهلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَنزِعُونَ سناسِنَ فِقْرَتِهِ ويَعْقِرُون سَنامَه لئلَّا يُرْكَب وَلَا يُنْتَفَع بظَهْرِه. قَالَ اللَّيْثُ: كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِذا بَلَغَتْ إِبلُ الرَّجُلِ مِائَةً عَمَدُوا إِلى الْبَعِيرِ الَّذِي أَمْأَتْ بِهِ إِبلُه فأَغْلقوا ظَهْرَه لِئَلَّا يُرْكَب وَلَا يُنْتَفَع بظَهْره، لِيُعْرَفَ أَن صاحِبَها مُمْئٍ، وإِغْلاق ظَهْرِه أَن يُنْزَع مِنْهُ سناسِنُ مِنْ فَقْرته ويُعْقر سَنامَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا يَجُوزُ أَن يكونَ مِنْ العَنَاءِ الَّذِي هُوَ التَّعَب، فَهُوَ بِذَلِكَ مِنَ المُعْتلّ بِالْيَاءِ، وَيَجُوزُ أَن يكونَ مِنَ الحَبْسِ عَنِ التَّصَرُّفِ فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ المعتَلِّ بِالْوَاوِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: غَلَبْتُكَ بالمُفَقَّئِ والمُعَنِّي، ... وبَيْتِ المُحْتَبي والخافقاتِ يَقُولُ: غَلَبْتُك بأَربع قَصَائِدَ مِنْهَا المُفَقِّئُ، وَهُوَ بَيْتُهُ: فلَسْتَ، وَلَوْ فَقَّأْتَ عَينَك، وَاجِدًا ... أَباً لكَ، إِن عُدَّ المَساعِي، كَدارِم قَالَ: وأَراد بالمُعَنِّي قَوْلَهُ تَعَنَّى فِي بَيْتِهِ: تَعَنَّى يَا جَرِيرُ، لِغَيرِ شيءٍ، ... وَقَدْ ذهَبَ القَصائدُ للرُّواةِ فَكَيْفَ تَرُدُّ مَا بعُمانَ مِنْهَا، ... وَمَا بِجِبالِ مِصْرَ مُشَهَّراتِ؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهَا قَوْلُهُ: فإِنّكَ، إِذ تَسْعَى لتُدْرِكَ دارِماً، ... لأَنْتَ المُعَنَّى يَا جَرِيرُ، المُكَلَّف وأَراد بالمُحْتَبي قَوْلَهُ: بَيْتاً زُرارَةُ مُحْتَبٍ بِفنائه، ... ومُجاشِعٌ وأَبو الفَوارسِ نَهْشَلُ لَا يَحْتَبي بفِناءِ بَيْتِك مِثْلُهُم ... أَبداً، إِذا عُدَّ الفعالُ الأَفْضَلُ وأَراد بِالْخَافِقَاتِ قَوْلُهُ: وأَيْنَ يُقَضِّي المالِكانِ أُمُورَها ... بِحَقٍّ، وأَينَ الخافِقاتُ اللَّوامِعُ؟ أَخَذْنا بآفاقِ السَّماءِ عَلَيْكُمُ، ... لَنَا قَمَرَاها والنُّجُومُ الطَّوالِعُ عها: حَكى أَبو مَنْصُورٍ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عوه عَنْ أَبي عَدْنَانَ عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: العِفْوُ والعِهْوُ جَمِيعًا الجَحْش، قَالَ: ووَجَدْتُ لأَبي وجْزَة السَّعْدِيّ بَيْتًا فِي العِهْوِ: قَرَّبْنَ كلَّ صَلَخْدىً مُحْنِقٍ قَطِمٍ ... عِهْوٍ، لَهُ ثَبَجٌ، بالنِّيِّ، مَضْبُورُ وَقِيلَ: هُوَ جَمَلٌ عِهْوٌ نَبيلُ الثَّبَجِ لَطِيفُه، وَهُوَ شديدٌ مَعَ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه شبَّه الجَمَل به لخِفَّتِه. عوي: العَوِيُّ: الذِّئْبُ. عَوَى الكَلْبُ والذئبُ يَعْوِي عَيّاً وعُواءً وعَوَّةً وعَوْيَةً، كِلَاهُمَا نادرٌ: لَوَى خَطْمَه ثُمَّ صوَّت، وَقِيلَ: مَدَّ صَوْته وَلَمْ يُفْصِحْ. واعْتَوَى: كَعَوى؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَلا إِنما العُكْلِيُّ كلْبٌ، فقُل لهُ، ... إِذا مَا اعْتَوَى: إِخْسَأْ وأَلْقِ لَهُ عَرْقَا وَكَذَلِكَ الأَسَد. الأَزهري: عَوَت الكِلابُ والسِّباعُ تَعْوِي عُواءً، وَهُوَ صَوْتٌ تَمُدُّه وَلَيْسَ بِنَبْحٍ، وَقَالَ أَبو الجَرَّاح: الذِّئْبُ يَعْوِي؛

وأَنشدني أَعرابي: هَذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بالتَّرْكِ، ... الذِّئبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبْكي وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَوَى الكلْبُ والذِّئبُ وابنُ آوَى يَعْوِي عُواءً صاحَ. وَهُوَ يُعَاوِي الكلابَ أَي يُصايِحُها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَعلم العِواء فِي الْكِلَابِ لَا يَكُونُ إِلَّا عِندَ السِّفادِ. يُقَالُ: عاوَتِ الكِلاب إِذا اسْتَحْرَمَتْ، فإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلسِّفَادِ فَهُوَ النُّباحُ لَا غَيْر؛ قَالَ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: جَزَى رَبُّه عَنِّي عَدِيَّ بْنَ حاتِمٍ ... جَزاءَ الكِلابِ العَاوِيَاتِ، وقَدْ فَعَلْ وَفِي حَدِيثِ حَارِثَةَ: كأَني أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهل النَّارِ أَي صِياحَهُمْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: العُوَاءُ صَوْتُ السِّباع، وكأَنَّه بالذئْبِ والكَلْبِ أَخَصُّ. والعَوَّةُ: الصَّوْتُ، نادِر. والعَوَّاءُ، ممدُود: الكَلْب يَعْوِي كَثيراً. وكَلْبٌ عَوّاءٌ: كَثِيرُ العُواء. وَفِي الدُّعاء عَلَيْهِ: عَلَيْهِ العَفاءُ والكَلْبُ العَوَّاءُ. والمُعَاوِيَة: الكَلْبَة المُسْتَحْرِمَةُ تَعْوي إِلى الْكِلَابِ إِذا صَرَفَتْ ويَعْوينَ، وَقَدْ تَعاوَتِ الكِلابُ. وعاوَت الكِلابُ الكَلْبَة: نابَحَتْها. ومُعاوِيَةُ: اسْمٌ، وَهُوَ مِنْهُ، وَتَصْغِيرُ مُعَاوِيَة مُعَيَّة؛ هَذَا قَوْلُ أَهل الْبَصْرَةِ، لأَن كلَّ اسْمٍ اجْتمَع فِيهِ ثَلَاثُ ياءاتٍ أُولاهُنَّ ياءُ التصغير خُذِفَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، فإِن لَمْ تَكُنْ أُولاهن يَاءُ التَّصْغِير لَمْ يُحْذَف مِنْهُ شيءٌ، تَقُولُ فِي تَصْغِيرِ مَيَّة مُيَيَّة، وأَما أَهلُ الْكُوفَةِ فَلَا يَحْذِفُونَ مِنْهُ شَيْئًا يَقُولُونَ فِي تَصْغِيرِ مُعَاوِيَة مُعَيِّيَة، عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ أُسَيِّد، ومُعَيْوَة، عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ أُسَيْوِد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَصْغِيرُ مُعَاوِيَة، عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ، مُعَيْوِيَة عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ فِي أَسْودَ أُسَيْوِد، ومُعَيَّة عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ أُسَيِّدٌ، ومُعَيِّيَة عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ فِي أَحْوَى أُحَيِّيٌ، قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي عَمْرِو بْنِ العَلاء، قَالَ: وقولُ الجَوْهري ومُعَيْوة عَلَى قَوْلِ مَنْ يقولُ أُسَيْوِد غَلَطٌ، وَصَوَابُهُ كَمَا قُلنا، وَلَا يَجُوزُ مُعَيْوة كَمَا لَا يَجُوزُ جُرَيْوة فِي تَصْغِيرِ جِرْوة، وإِنما يَجُوزُ جُرَيَّة. وَفِي المَثَل: لَوْ لَك أَعْوِي مَا عَوَيْتُ؛ وأَصله أَنَّ الرجلَ كَانَ إِذا أَمْسى بالقَفْرِ عَوَى ليُسمِعَ الكِلابَ، فَإِنْ كَانَ قُرْبَه أَنِيسٌ أَجابَتْه الكلابُ فاستَدَلَّ بعُوائها، فعَوَى هَذَا الرجلُ فجاءَهُ الذِّئْب فَقَالَ: لَو لَك أَعْوِي مَا عَوَيْتُ، وَحَكَاهُ الأَزهري. وَمِنْ أَمثالهم فِي المُستَغِيث بمَنْ لَا يُغِيثُه قولُهم: لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لَمْ أَعْوِهْ؛ قَالَ: وأَصله الرجلُ يَبِيتُ بالبَلَدِ القَفْرِ فيَستَنْبِحُ الكِلابَ بعُوائِه ليَسْتَدِلَّ بنُباحِها عَلَى الحَيِّ، وَذَلِكَ أَنّ رَجُلًا باتَ بالقَفْرِ فاستَنْبَح فأَتاه ذِئْبٌ فَقَالَ: لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لَمْ أَعْوِهْ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا دَعا قَوْمًا إِلى الفِتنة، عَوَى قَوْمًا فاستُعْوُوا، وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: هُوَ يَستَعْوي القَوْمَ ويَسْتَغْويهم أَي يَستَغِيثُ بهمْ. وَيُقَالُ: تَعَاوَى بنُو فلانٍ عَلَى فلانٍ وتَغاوَوْا عَلَيْهِ إِذا تَجَمَّعُوا عَلَيْهِ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ. وَيُقَالُ: استَعْوَى فُلَانٌ جَماعَةً إِذا نَعَقَ بِهِمْ إِلى الفِتنَة. وَيُقَالُ للرجُل الحازمِ الجَلْدِ: مَا يُنْهى وَلَا يُعْوَى. وَمَا لَهُ عاوٍ وَلَا نابحٌ أَي مَا لَهُ غَنَم يَعْوي فِيهَا الذئبُ ويَنْبَح دُونَهَا الكَلب، ورُبَّما سُمِّي رُغاءُ الفصِيلِ عُواءً إِذا ضَعُف؛ قَالَ: بِهَا الذِّئْبُ مَحزُوناً كأَنَّ عُواءَهُ ... عُواءُ فَصِيلٍ، آخِرَ الليْلِ، مُحْثَلِ

وعَوَى الشيءَ عَيّاً واعْتَواهُ: عَطَفَه؛ قَالَ: فلَمَّا جَرَى أَدْرَكنَه فاعْتَوَيْنَه ... عَنِ الغايَة الكُرْمى، وهُنَّ قُعودُ وعَوَى القَوْسَ: عَطَفَها. وعَوَى رأْسَ النَّاقَةِ فانْعَوَى: عاجَه. وعَوَتِ الناقَةُ البُرَةَ عَيّاً إِذا لَوَتْها بخَطْمِها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا مَطَوْنا نِقْضَةً أَو نِقضا، ... تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا وعَوى القَومُ صُدُورَ رِكابهمْ وعَوَّوْها إِذا عَطَفُوها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ أُنَيْفاً سأَله عَنْ نَحرِ الإِبلِ فأَمَرَه أَن يَعْوِيَ رُؤوسَها أَي يَعْطِفَها إِلى أَحَد شِقَّيها لتَبرُز اللَّبةُ، وَهِيَ المَنحَرُ. والعَيُّ: اللَّيُّ والعَطْفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعَوَيْتُ الشَّعْر والحَبل عَيّاً وعَوَّيْته تَعْوِيَةً لَوَيته؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وكأَنَّها، لَمَّا عَوَيْت قُرُونَها، ... أَدْماءُ ساوَقَها أَغَرُّ نَجِيبُ واستَعْوَيته أَنا إِذا طَلَبتَ مِنْهُ ذَلِكَ. وكلُّ مَا عَطَفَ مِنْ حَبْلٍ وَنَحْوِهِ فَقَدْ عَواهُ عَيّاً، وَقِيلَ: العَيُّ أَشَدُّ مِنَ اللَّيِّ. الأَزهري: عَوَيْتُ الحبلَ إِذا لَوَيتَه، والمصدَر العَيُّ. والعَيُّ فِي كلِّ شيءٍ: اللَّيُّ. وعَفَتَ يَدَهُ وعَواها إِذا لَواها. وَقَالَ أَبو العَمَيثَلِ: عَوَيْت الشيءَ عَيّاً إِذا أَمَلْته. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: عَوَيْت العِمامَة عَيَّةً ولَوَيتُها لَيَّةً. وعَوَى الرجلُ: بَلَغَ الثَّلَاثِينَ فقَويَتْ يَدهُ فعَوَى يَدَ غَيْرِهِ أَي لَواها لَيّاً شَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ الْمُسْلِمِ قاتِلِ المشرِكِ الَّذِي سَبَّ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فتَعَاوَى الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ أَي تعاوَنوا وتَساعَدوا، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. الأَزهري: العَوّا اسمُ نَجمٍ، مقصورٌ، يكتَب بالأَلف، قَالَ: وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ مِنْ أَنْواءِ البَرْدِ؛ قَالَ سَاجِعُ الْعَرَبِ: إِذا طَلَعَتِ العَوَّاءُ وجَثَم الشِّتاءُ طَابَ الصِّلاءُ؛ وَقَالَ ابْنُ كُناسة: هِيَ أَربعة كواكبَ ثلاثةٌ مُثَفَّاةٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَالرَّابِعُ قريبٌ مِنْهَا كأَنه مِنَ النَّاحِيَةِ الشاميَّة، وَبِهِ سُمِّيَتِ العَوَّاءُ كأَنه يَعْوِي إِليها مِنْ عُواءِ الذئْب، قَالَ: وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ عَوَيْتُ الثوبَ إِذا لَوَيتَه كأَنه يعْوي لَمَّا انْفَرَدَ. قَالَ: والعَوَّاءُ فِي الْحِسَابِ يَمانيَةٌ، وَجَاءَتْ مُؤَنَّثَة عَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَوَّل اليَمانية السِّماكُ الرامِحُ، وَلَا يُجْعَلُ العَوَّاء يَمَانِيَةً لِلْكَوْكَبِ الفَردِ الَّذِي فِي النَّاحِيَةِ الشاميَّة. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: العَوَّاءُ ممدودةٌ، وَالْجَوْزَاءُ مَمْدُودَةٌ، والشِّعْرى مَقْصُورٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: العَوَّاءُ خَمْسَةُ كواكِبَ كأَنها كِتابة أَلِفٍ أَعْلاها أَخفاها، وَيُقَالُ: كأَنها نُونٌ، وتُدْعى ورِكي الأَسَد وعُرْقوبَ الأَسَد، وَالْعَرَبُ لَا تُكْثِرُ ذِكْرَ نَوْئِها لأَن السِّماكَ قَدِ استَغْرَقَها، وَهُوَ أَشهر مِنْهَا، وطُلوعها لاثنَتين وَعِشْرِينَ لَيْلَةً مِنْ أَيلولٍ، وسقُوطُها لِاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً تَخْلُو مِنْ أَذار؛ وَقَالَ الحُصَيْني فِي قَصِيدَتِهِ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا الْمَنَازِلَ: وانْتَثَرَت عَوَّاؤه ... تَناثُرَ العِقْد انْقَطعْ وَمِنْ سَجْعِهِمْ فِيهَا: إِذا طَلَعت العَوَّاءُ ضُرِبَ الخِباءُ وطابَ الهواءُ وكُرِه العَراءُ وشَثُنَ السِّقاءُ. قَالَ الأَزهري: مَن قَصَرَ العَوَّا شَبَّهَها باسْتِ الكلبِ، ومَن مَدَّها جَعَلها تَعْوِي كَمَا يَعْوِي الكلبُ،

والقَصْرُ فِيهَا أَكثرُ «4» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَوَّاءُ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ يُمَدُّ ويُقصَر، والأَلف فِي آخِرِهِ للتأْنيث بِمَنْزِلَةِ أَلِفِ بُشْرَى وحُبْلى، وعينُها ولامُها وَاوَانِ فِي اللَّفْظِ كَمَا تَرَى، أَلَا تَرَى أَن الواوَ الْآخِرَةَ الَّتِي هِيَ لامٌ بَدَلٌ مِنْ ياءٍ، وأَصلها عَوْيَا وَهِيَ فَعْلَى مِنْ عَوَيْت؟ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ لِي أَبو عَلِيٍّ إِنَّمَا قيلَ العَوَّا لأَنها كواكبُ مُلْتَويةٌ، قَالَ: وَهِيَ مِنْ عَوَيْتُ يدَه أَي لَوَيتها، فَإِنْ قِيلَ: فَإِذَا كَانَ أَصلها عَوْيا وَقَدِ اجْتَمَعَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ وَسَبَقَتِ الأُولى بِالسُّكُونِ، وَهَذِهِ حالٌ تُوجِبُ قَلْب الْوَاوِ يَاءً وليستْ تَقْتَضِي قلبَ الْيَاءِ وَاوًا، أَلا تَرَاهُمْ قَالُوا طَوَيْت طَيّاً وشوَيْت شَيّاً، وأَصلُهما طَوْياً وشَوْياً، فقلت الواوَ يَاءً، فهلَّا إِذْ كَانَ أَصل العَوَّا عَوْيَا قَالُوا عَيّاً فقلَبوا الْوَاوَ يَاءً كَمَا قَلَبُوهَا فِي طَوَيت طَيّاً وشَوَيت شَيّاً؟ فَالْجَوَابُ أَن فَعْلَى إِذَا كَانَتِ اسْمًا لَا وَصْفًا، وَكَانَتْ لامُها يَاءً، قُلِبَتْ يَاؤُهَا وَاوًا، وَذَلِكَ نَحْوَ التَّقْوَى أَصلُها وَقْيَا، لأَنها فَعْلَى مِنْ وَقَيْت، والثَّنْوَى وَهِيَ فَعْلَى مِنْ ثَنَيْتُ، والبَقْوَى وَهِيَ فَعْلى مِنْ بَقِيت، والرَّعْوَى وَهِيَ فَعْلَى من رَعَيْت، فَكَذَلِكَ العَوَّى فَعْلى مِنْ عَوَيْت، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ اسمٌ لَا صِفَةٌ بِمَنْزِلَةِ البَقْوَى والتَّقْوَى والفَتْوَى، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لامٌ وَاوًا، وَقَبْلَهَا الْعَيْنُ الَّتِي هِيَ وَاوٌ، فَالْتَقَتْ وَاوَانِ الأُولى سَاكِنَةٌ فأُدغمت فِي الآخِرة فَصَارَتْ عَوًّا كَمَا تَرَى، وَلَوْ كَانَتْ فَعْلَى صِفَةً لَمَا قُلِبَت يَاؤُهَا وَاوًا، ولَبَقِيَت بِحَالِهَا نَحْوَ الخَزْيَا والصَّدْيا، وَلَوْ كَانَتْ قَبْلَ هَذِهِ الْيَاءِ واوٌ لَقُلِبَت الواوُ يَاءً كَمَا يَجِبُ فِي الواوِ وَالْيَاءِ إِذَا التَقَتا وسَكَن الأَوَّل مِنْهُمَا، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِهِمُ امرأَة طَيَّا ورَيَّا، وأَصلُهما طوْيَا ورَوْيَا، لأَنهما مِنْ طَوَيْت ورَوِيت، فَقُلِبَتِ الواوُ مِنْهُمَا يَاءً وأُدغِمَت فِي الْيَاءِ بَعْدَها فَصَارَتْ طَيَّا وريَّا، وَلَوْ كَانَتْ رَيَّا اسْمًا لوَجَب أَن يُقال رَوَّى وحالُها كحالِ العَوَّا، قَالَ: وَقَدْ حُكِيَ عَنْهُمُ العَوَّاءُ، بالمدِّ، فِي هَذَا المنزِلِ مِنْ منازِل القَمر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والقولُ عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَنه زَادَ لِلْمَدِّ الْفَاصِلِ أَلفَ التأْنيثِ الَّتِي فِي العَوَّاء، فَصَارَ فِي التَّقْدِيرِ مثالُ العَوَّا أَلفين، كَمَا تَرَى، سَاكِنَيْنِ، فَقُلِبَتِ الْآخِرَةُ الَّتِي هِيَ عَلَمُ التأْنيث هَمْزَةً لمَّا تَحَرَّكَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، والقولُ فِيهَا القولُ فِي حَمْرَاءَ وصَحْراءَ وصَلْفاءَ وخَبْراءَ، فَإِنْ قِيلَ: فلَمَّا نُقِلَت مِنْ فَعْلى إِلَى فَعْلاء فَزَالَ القَصْرُ عَنْهَا هَلَّا رُدَّت إِلَى الْقِيَاسِ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِزَوَالِ وَزْنِ فَعْلى الْمَقْصُورَةِ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ أَلْوى وامرأَة لَيَّاءُ، فهلَّا قَالُوا عَلَى هَذَا العَيَّاء؟ فَالْجَوَابُ أَنهم لَمْ يَبْنوا الكَلِمةِ عَلَى أَنها مَمْدُودَةٌ البَتَّة، وَلَوْ أَرادوا ذَلِكَ لَقَالُوا العَيَّاء فَمَدُّوا، وأَصله العَوْياء، كَمَا قَالُوا امرأَة لَيَّاء وأَصلها لَوْياء، وَلَكِنَّهُمْ إِنَّمَا أَرادوا القَصْر الَّذِي فِي العَوّا، ثُمَّ إِنَّهُمُ اضْطُرُّوا إِلَى الْمَدِّ فِي بَعْضِ المواضِع ضَرُورَةً، فبَقّوا الْكَلِمَةَ بحالِها الأُولى مِنْ قَلْبِ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لامٌ وَاوًا، وَكَانَ تَرْكُهُم القلبَ بحالِه أَدلَّ شيءٍ عَلَى أَنهم لَمْ يَعتَزِموا الْمَدَّ البتَّة، وأَنهم إِنَّمَا اضْطُرُّوا إِلَيْهِ فَرَكبوه، وَهُمْ حِينَئِذٍ لِلْقَصْرِ ناوُون وَبِهِ مَعْنيُّون؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فلَو بَلَغَتْ عَوّا السِّماكِ قَبيلةٌ، ... لزادَت علَيها نَهْشَلٌ وتَعَلَّت وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ إِلَى الْحُطَيْئَةِ. الأَزهري: والعَوَّاء النابُ مِنَ الإِبلِ، ممدودةٌ، وَقِيلَ: هِيَ فِي لُغة هُذيل النابُ الكَبيرة الَّتِي لَا سَنامَ لَهَا؛ وَأَنْشَدَ:

_ (4). قوله [والقصر فيها أكثر] هكذا في الأَصل والمحكم، والذي في التهذيب: والمدّ فيها أكثر.

وَكَانُوا السَّنامَ اجْتُثَّ أَمْسِ، فقَوْمُهُم ... كَعَوَّاءَ بَعْدَ النِّيِّ غابَ رَبِيعُها وعَوَاهُ عَنِ الشَّيْءِ عَيّاً: صَرفه. وعَوَّى عَنِ الرجُل: كَذَّب عَنْهُ وردَّ عَلَى مُغْتابه. وأَعْوَاءٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ عبدُ منافِ بنُ رِبْع الهُذلي: أَلا رُبَّ داعٍ لَا يُجابُ، ومُدَّعٍ ... بساحةِ أَعْوَاءٍ وناجٍ مُوائِلِ الْجَوْهَرِيُّ: العَوَّاءُ سافِلَة الإِنسانِ، وَقَدْ تُقْصر. ابْنُ سِيدَهْ: العَوَّا والعُوَّى والعَوَّاء والعُوَّة كلُّه الدُّبُر. والعَوَّةُ: عَلَم مِنْ حِجارة يُنْصَب عَلَى غَلْظِ الأَرض. والعَوَّةُ. الضَّوَّة وعَوْعَى عَوْعاةً: زجَرَ الضأْنَ. اللَّيْثُ: العَوَّا والعَوّة لُغَتَانِ وَهِيَ الدُّبُر؛ وأَنشد: قِياماً يُوارُون عَوَّاتِهمْ ... بِشَتْمِي، وعَوَّاتُهُم أَظْهَر وَقَالَ الْآخَرُ فِي العَوَّا بِمَعْنَى العَوَّة: فَهَلَّا شَدَدْتَ العَقْدَ أَو بِتَّ طاوِياً، ... ولم يفرح العَوَّا كما يفرح القتْبُ «1» والعَوّةُ والضَّوَّةُ: الصَّوْتُ والجلَبَة. يُقَالُ: سمِعت عَوَّةَ القومِ وضَوَّتَهُم أَي أَصْواتَهُم وجَلَبَتَهُم، والعَوُّ جَمْعُ عَوَّةٍ، وَهِيَ أُمُّ سُوَيْد. وَقَالَ اللَّيْثُ: عَا، مَقْصورٌ، زجْرٌ للضِّئِينَ، ورُبَّما قَالُوا عَوْ وَعَاءٍ وعايْ، كُلُّ ذَلِكَ يُقال، وَالْفِعْلُ مِنْهُ عاعَى يُعاعِي مُعَاعَاةً وَعَاعَاةً. وَيُقَالُ أَيضاً: عَوْعَى يُعَوْعِي عَوْعاةً وعَيْعَى يُعَيْعِي عَيْعَاة وعِيعَاءً؛ وأَنشد: وَإِنَّ ثِيابي مِنْ ثِيابِ مُحَرِّقٍ، ... ولمْ أَسْتَعِرْها مِنْ مُعَاعٍ وناعِقِ عيا: عَيَّ بالأَمرِ عِيّاً وعَيِيَ وتَعايا واسْتَعْيا؛ هَذِهِ عَنِ الزجَّاجي، وَهُوَ عَيٌّ وعَيِيٌّ وعَيَّانُ: عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يُطِقْ إحْكامه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمْعُ العَيِيِّ أَعْيِياءُ وأَعِيَّاءُ، وَالتَّصْحِيحُ مِنْ جِهَةِ أَنه لَيْسَ عَلَى وَزْنِ الفِعْلِ، والإِعْلال لاسْتِثقالِ اجْتِمَاعِ الياءَينِ، وَقَدْ أَعْيَاه الأَمرُ؛ فأَمَّا قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ، يأْوِي مَلِيكُها ... إِلَى طُنُفٍ أَعْيَا بِراقٍ ونازِلِ فَإِنَّمَا عَدّى أَعْيَا بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى برَّح، فكأَنه قَالَ برَّح بِراقٍ ونازِلٍ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا عَدَّاه بِالْبَاءِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْمٌ أَعْيَاء وأَعْيِيَاء، قَالَ: وَقَالَ سِيبَوَيْهِ أَخبرنا بِهَذِهِ اللُّغَةِ يُونُسُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وَقَوْمٌ أَعِيّاء وأَعْيِيَاء كَمَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ، يَعْنِي الْجَوْهَرِيَّ، وسَمِعْنا مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ أَعْيِيَاء وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّن؛ قَالَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ: أَحْيِيَةٌ جَمْعُ حَياء لفَرْج النَّاقَةِ، وَذَكَرَ أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُدْغِمُه فَيَقُولُ أَحِيَّة. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ العِيُّ تأْسِيسٌ أَصله مِنْ عَين وياءَيْن وَهُوَ مَصْدَرُ العَيِيِّ، قَالَ: وَفِيهِ لُغَتَانِ رَجُلٌ عَيِيٌّ، بِوَزْنِ فَعِيلٍ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: لَا طائِشٌ قاقٌ وَلَا عَيِيُ وَرَجُلٌ عَيٌّ: بوَزْنِ فَعْلٍ، وَهُوَ أَكثر مِنْ عَييٍّ، قَالَ: وَيُقَالُ عَيِيَ يَعْيا عَنْ حُجَّته عَيّاً، وعَيَّ يَعْيَا، وكلُّ ذَلِكَ يُقَالُ مِثْلُ حَيِيَ يَحْيَا وحَيَّ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، قَالَ: والرَّجلُ يَتَكَلَّف عَمَلًا فيَعْيَا بِهِ وعَنه إِذَا لم يَهْتَدِ

_ (1). قوله [ولم يفرح إلخ] هكذا في الأصل.

لوجِه عَمَله. وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: يُقَالُ فِي فِعْلِ الْجَمِيعِ مِنْ عَيَّ عَيُّوا؛ وأَنشد لِبَعْضِهِمْ: يَحِدْنَ بِنَا عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا ... أَخاريسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ وَقَالَ آخَرُ: مِنَ الَّذِينَ إِذَا قُلْنا حديثَكُمُ ... عَيُّوا، وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا قَالَ: وَإِذَا سُكِّن مَا قَبْلَ الْيَاءِ الأُولى لَمْ تُدْغَمْ كَقَوْلِكَ هُوَ يُعْيي ويُحْيي. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ أَدغَمَ فِي مثلِ هَذَا؛ وأَنشد لِبَعْضِهِمْ: فكَأَنَّها بينَ النِّسَاءِ سَبيكةٌ ... تَمْشي بسُدَّة بَيتها، فتُعِيُ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ النَّحْوِيُّ: هَذَا غيرُ جائزٍ عِنْدَ حُذَّاق النَّحْوِيِّينَ. وَذَكَرَ أَنَّ البيتَ الَّذِي اسْتَشْهد بِهِ الْفَرَّاءُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقِيَاسُ مَا قَالَهُ أَبو إِسْحَاقَ وكلامُ الْعَرَبِ عَلَيْهِ وأَجمع القُرّاء عَلَى الإِظْهار فِي قَوْلِهِ يُحْيِي وَيُمِيتُ*. وَحُكِيَ عَنْ شِمْرٍ: عَيِيتُ بالأَمر وعَيَيْتُه وأَعْيَا عليَّ ذَلِكَ وأَعْيَانِي. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَعْيَانِي هَذَا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِيت عَنْهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَيِيتُ فُلَانًا أَعْيَاهُ أَي جَهِلْته. وَفُلَانٌ لَا يَعْيَاه أَحدٌ أَيْ لَا يَجْهَله أحدٌ، وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ أَنْ لا تَعْيا عَنِ الإِخبارِ عَنْهُ إِذَا سُئِلْتَ جَهْلًا بِهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: يسأَلْنَ عَنْكَ ولا يَعْياك مسؤولُ أَي لَا يَجْهَلُك. وعَيِيَ فِي المَنْطِق عِيّاً: حَصِرَ. وأَعْيَا الْمَاشِي: كلَّ. وأَعْيَا السيرُ البَعيرَ ونحوَه: أَكَلَّه وطَلَّحه. وإبلٌ مَعَايَا: مُعْيِيَة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سَأَلْتُ الخليلَ عَنْ مَعايا فَقَالَ: الوَجْه مَعَايٍ، وَهُوَ المُطَّرد، وَكَذَلِكَ قَالَ يُونُسُ، وَإِنَّمَا قَالُوا مَعايا كَمَا قَالُوا مَدارى وصَحارى وَكَانَتْ مَعَ الْيَاءِ أَثقلَ إِذَا كَانَتْ تُستَثقَل وحدَها. ورجلٌ عَياياءُ: عَيِيٌّ بالأُمور. وَفِي الدُّعَاءِ: عَيٌّ لَهُ وشَيٌ ، والنَّصْبُ جائِزٌ. والمُعَايَاةُ: أَن تأْتيَ بكلامٍ لَا يٌهتَدى لَهُ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَن تأْتي بشيءٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، وَقَدْ عَايَاهُ وعَيَّاه تَعْيِيَةً. والأُعْيِيَّةُ: مَا عايَيْتَ بِهِ. وفَحْلٌ عَيَاءٌ: لَا يَهْتَدي لِلضِّرَابِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يَضْرِبْ نَاقَةً قطُّ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَضْرِبُ، وَالْجَمْعُ أَعْياءٌ، جمَعُوه عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ حَتَّى كأَنهم كسَّروا فَعَلًا كَمَا قَالُوا حياءُ الناقةِ، وَالْجَمْعُ أَحْياءٌ. وفَحْلٌ عَيَايَاءُ: كعَياءٍ، وَكَذَلِكَ الرجُلُ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: أَنَّ المرأَة السَّادِسَةَ قَالَتْ زَوْجِي عَيَايَاءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ لَهُ داءٌ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: العَيَايَاءُ مِنَ الإِبلِ الَّذِي لَا يَضْرِبُ وَلَا يُلْقِحُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: العَيَايَاءُ العِنِّينُ الَّذِي تُعْييهِ مُباضَعَة النِّسَاءِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ورَجلٌ عَيَايَاءُ إِذَا عَيَّ بالأَمْر والمَنْطِقِ؛ وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَبَا: كَجَبْهَةِ الشَّيخِ العَباء الثَّطِّ وَفَسَّرَهُ بالعَبام، وَهُوَ الْجَافِي العَيِيُّ، ثُمَّ قَالَ: وَلَمْ أَسْمَع العَباءَ بِمَعْنَى العَبام لِغَيْرِ الليث، قال: وأَما الرَّجَز فَالرِّوَايَةُ عَنْهُ: كَجَبْهَة الشَّيْخِ العَيَاء بِالْيَاءِ. يُقَالُ: شَيْخٌ عَيَاءٌ وعَيَايَاءُ، وَهُوَ العَبامُ الَّذِي لَا حَاجَةَ لَهُ إِلَى النِّسَاءِ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهُ بِالْبَاءِ فَقَدْ صَحَّف. وداءٌ عَيَاءٌ: لَا يُبْرَأُ مِنْهُ، وَقَدْ أَعْيَاه

الداءُ؛ وَقَوْلُهُ: وداءٌ قَدْ اعْيَا بالأَطبَّاء ناجِسُ أَرَادَ أَعْيا الأَطِبَّاءَ فعَدَّاه بالحَرْفِ، إِذْ كَانَتْ أَعْيا فِي مَعْنَى بَرَّحَ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ. الأَزهري: وداءٌ عَيٌّ مثلُ عَياءٍ، وعَيِيٌّ أَجود؛ قال الحرث بْنُ طُفَيل: وتَنْطِقُ مَنْطِقاً حُلْواً لَذِيذًا، ... شِفاءَ البَثِّ والسُّقْمِ العَيِيِ كأَن فَضِيضَ شارِبه بكأْس ... شَمُول، لَوْنُها كالرَّازِقِيِ جَمِيعاً يُقْطَبانِ بِزَنْجَبيلٍ ... عَلَى فَمِها، مَعَ المِسْكِ الذَّكِيِ وَحُكِيَ عَنِ اللَّيْثِ: الداءُ العَيَاءُ الَّذِي لَا دَواءَ لَهُ، قَالَ: وَيُقَالُ الداءُ العَيَاءُ الحُمْقُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: داءٌ عَيَاءٌ أَي صعبٌ لَا دواءَ لَهُ كأَنه أَعْيا عَلَى الأَطِباء. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فِعْلُهم الداءُ العَيَاءُ ؛ هُوَ الَّذِي أَعْيا الأَطِباء وَلَمْ يَنْجَعْ فِيهِ الدواءُ. وَحَدِيثُ الزُّهْري: أَنَّ بَرِيداً مِنْ بَعْضِ المُلوك جاءَه يَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ مَعَهُ مَا مَعَ الْمَرْأَةِ كَيْفَ يُوَرَّث؟ قَالَ: مِنْ حيثُ يخرجُ الماءُ الدافِقُ ؛ فَقَالَ فِي ذَلِكَ قَائِلُهُمْ: ومُهِمَّةٍ أَعْيا القُضاةَ عَياؤُها ... تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ شَكَّ الجاهِلِ عَجَّلْتَ قبلَ حَنِيذها بِشِوَائِها، ... وقَطَعْتَ مَحْرِدَها بحُكْمٍ فاصِلِ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَرادَ أَنك عجلتَ الفَتْوى فِيهَا وَلَمْ تَسْتَأْنِ فِي الْجَوَابِ، فشَبَّهه برجُلٍ نَزلَ بِهِ ضيفٌ فعَجَّل قِراهُ بِمَا قَطعَ لَهُ مِنْ كَبِدِ الذَّبيحة ولَحْمِها وَلَمْ يَحْبِسُه عَلَى الحَنيذِ وَالشِّوَاءِ، وتَعْجيلُ القِرى عِنْدَهُمْ محمودٌ وصاحبُه مَمْدُوحٌ. وتَعَيَّا بالأَمر: كَتَعَنَّى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَتَّى أَزُورَكُم وأَعْلَمَ عِلْمَكُمْ، ... إنَّ التَّعَيِّيَ لِي بأَمرِك مُمْرِضُ وَبَنُو عَيَاءٍ: حَيٌّ مِنْ جَرْمٍ. وعَيْعَايَةُ: حَيٌّ مِنْ عَدْوان فِيهِمْ خَساسة. الأَزهري: بَنُو أَعْيَا يُنْسَبُ إِلَيْهِمْ أَعْيَوِيٌّ، قَالَ: وَهُمْ حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وعَاعَى بالضأْنِ عَاعَاةً وعِيعَاءً: قَالَ لَهَا عَا، وَرُبَّمَا قَالُوا عَوْ وعَايْ وعاءِ، وعَيْعَى عَيْعَاةً وعِيعَاءً كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مِثَالُ حاحَى بالغَنَم حِيحاءً، وَهُوَ زَجْرُها. وَفِي الْحَدِيثِ شِفاءُ العِيِّ السؤالُ ؛ العِيُّ: الجهلُ، عَيِيَ بِهِ يَعْيا عِيّاً وعَيَّ، بالإِدغام وَالتَّشْدِيدِ، مثلُ عَييَ. وَمِنْهُ حَدِيثِ الهَدْي: فأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ بِالطَّرِيقِ فعَيَّ بشأْنِها أَي عَجَزَ عَنْهَا وأَشكل عَلَيْهِ أَمرُها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العِيُّ خلافُ البيانِ، وَقَدْ عَيَّ فِي مَنْطِقِه. وَفِي الْمَثَلِ: أَعْيَا مِنْ باقِلٍ. وَيُقَالُ أَيضاً: عَيَّ بِأَمرِه وعَيِيَ إِذَا لَمْ يَهْتَدِ لوجهِه، والإِدْغامُ أَكثر، وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: عَيُوا، مخَفَّفاً، كَمَا قُلْنَاهُ فِي حَيُوا، وَيُقَالُ أَيضاً: عَيُّوا، بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص: عَيُّوا بأَمرِهِمُ، كَمَا ... عَيَّتْ ببَيْضتِها الحَمامَهْ وأَعْيَانِي هُوَ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ حَسَّانٍ مِنْ بَنِي الحَرِث بنِ همَّام: فإنَّ الكُثْرَ أَعْيَانِي قَديماً، ... وَلَمْ أُقْتِرْ لَدُنْ أَنّي غُلامُ يَقُولُ: كُنْتُ مُتَوَسِّطًا لَمْ أَفْتَقر فَقْرًا شَدِيدًا وَلَا

فصل الغين المعجمة

أَمكَنني جمعُ الْمَالِ الْكَثِيرِ، ويُرْوى: أَعْنَانِي أَي أَذَلَّني وأَخْضَعني. وَحَكَى الأَزهري عَنِ الأَصمعي: عَيِيَ فُلَانٌ، بياءَين، بالأَمر إِذَا عَجَز عَنْهُ، وَلَا يُقَالُ أَعْيا بِهِ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ عَيَّ بِهِ، فيُدْغِمُ. وَيُقَالُ فِي المَشْي: أَعْيَيْت وأَنا عَيِيّ؛ «2» قَالَ النَّابِغَةِ: عَيَّتْ جَوَابًا وَمَا بالرَّبْعِ مِنْ أَحد قَالَ: وَلَا يُنْشَدُ أَعْيَتْ جَوَابًا؛ وأَنشد لِشَاعِرٍ آخَرَ فِي لُغَةِ مَنْ يَقُولُ عَيِيَ: وَحَتَّى حسِبْناهمْ فوارِسَ كَهْمَسٍ، ... حَيُوا بعد ما ماتُوا مِنَ الدَّهْرِ أَعْصُرَا وَيُقَالُ: أَعْيَا عليَّ هَذَا الأَمرُ وأَعْياني، وَيُقَالُ: أَعْيَانِي عَيَاؤه؛ قَالَ المرَّارُ: وأَعْيَتْ أَن تُجِيبَ رُقىً لِرَاقِ قَالَ: وَيُقَالُ أَعْيَا بِهِ بَعِيرُهُ وأَذَمَّ سواءٌ. والإِعْيَاءُ: الكَلال؛ يُقَالُ: مَشَيْت فأَعْيَيْت، وأَعْيَا الرجلُ فِي المَشْيِ، فَهُوَ مُعْيٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَّ البَراذِينَ إِذَا جَرَيْنَهْ، ... مَعَ العِتاقِ ساعَةً، أَعْيَينَهْ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ عَيَّانٌ. وأَعْيَا الرجلُ وأَعْيَاهُ اللَّهُ، كِلَاهُمَا بالأَلف. وأَعْيَا عَلَيْهِ الأَمْرُ وتَعَيَّا وتَعايا بِمَعْنًى. وأَعْيَا: أَبو بَطْنٍ مِنْ أَسَدٍ، وَهُوَ أَعْيَا أَخو فَقْعسٍ ابْنَا طَريفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الحَرِثِ بْنِ ثَعْلبة بْنِ دُوادانَ بْنِ أَسدٍ؛ قَالَ حُرَيث بنُ عتَّابٍ النَّبْهاني: تَعالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَأَعْيَا، وفَقْعَسٌ ... إِلَى المَجْدِ أَدْنَى أَمْ عَشِيرَةُ حاتِمِ والنسبَة إِلَيْهِمْ أَعْيَوِيّ. فصل الغين المعجمة غَبَا: غَبِيَ الشيءَ وغَبِيَ عَنْهُ غَباً وغباوَةً: لَمْ يَفْطُنْ لَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي بَلْدَة يَغبَى بِهَا الخِرِّيتُ أَي يَخْفَى؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: أَلا رُبَّ لَهْوٍ آنِسٍ ولَذاذَةٍ، ... مِنَ العَيْشِ، يُغبِيِه الخِباءُ المُسَتَّرُ وغَبِيَ الأَمرُ عَنِّي: خَفِيَ فلمْ أَعرفه. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: فَإِنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ أَي خَفِيَ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ غُبِّيَ ، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ الْمَكْسُورَةِ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُمَا مِنَ الغَباء شِبه الغَبَرة فِي السَّمَاءِ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَنباري الغَبَا يُكْتَبُ بالأَلف لأَنه مِنْ الْوَاوِ. يُقَالُ: غَبِيت عَنِ الأَمْر غَبَاوة. اللَّيْثُ: يُقَالُ غَبِيَ عَنِ الأَمرِ غَبَاوَةً، فَهُوَ غَبِيٌّ إِذَا لَمْ يَفْطُنْ للخِبِّ وَنَحْوِهِ. يُقَالُ: غَبِيَ عليَّ ذَلِكَ الأَمرُ إذا كان لا يَفطُن لَهُ وَلَا يعرفُه، والغَبَاوَة الْمَصْدَرُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو غَبَاوَةٍ أَيْ تَخْفى عَلَيْهِ الأُمور. وَيُقَالُ: غَبِيتُ عَنْ ذَلِكَ الأَمرِ إِذَا كَانَ لَا يَفْطُن لَهُ. وَيُقَالُ: ادْخُلْ فِي النَّاسِ فَهُوَ أَغْبَى لَكَ أَي أَخفى لَكَ. وَيُقَالُ: دَفَن فُلَانٌ لِي مُغَبَّاةً ثُمَّ حَمَلني عَلَيْهَا، وَذَلِكَ إِذَا أَلْقاك فِي مَكْرٍ أَخْفاه. وَيُقَالُ: غَبِّ شَعْرَك أَي استَأْصِلْهُ، وَقَدْ غَبَّى شَعَرَه تَغْبِيَةً، وغَبَيْتُ الشيءَ أَغْبَاهُ، وقد غَبِيَ

_ (2). قوله [أَعْيَيْت وأنا عَيِيّ] هكذا في الأَصل، وعبارة التهذيب: أَعْيَيْت إِعْيَاء، قال: وتكلمت حتى عييت عياً، قال: وإذا طلب علاج شيء فعجز يقال: عييت وأنا عَيِيٌّ.

عليَّ مثلُه إِذَا لَمْ تَعْرفه؛ وقولُ قيسِ بْنِ ذَريح: وكَيفَ يُصَلِّي مَنْ إِذَا غَبِيَتْ لهُ ... دِماءُ ذَوِي الذمَّاتِ والعَهْدِ طُلَّتْ لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ غبيَتْ لَهُ. وتَغَابَى عَنْهُ: تَغَافَلَ. وَفِيهِ غَبْوَة وغَباوَةَ أَي غَفْلَةٌ. والغَبِيُّ، عَلَى فَعيل: الغافِلُ القليلُ الفِطْنة، وَهُوَ من الواو، وأَما أَبو علي فاشْتَقَّ الغَبِيَّ مِنْ قَوْلِهِمْ شَجَرَة غَبْيَاءُ كأَنَّ جهْلَه غَطَّى عَنْهُ مَا وَضَح لِغَيْرِهِ. وغَبِيَ الرجُلُ غَبَاوةً وغَباً، وَحَكَى غَيْرُهُ غَباءً، بِالْمَدِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِلَّا الشَّياطِينَ وأَغْبِيَاءَ بَنِي آدَمَ ؛ الأَغبِيَاء: جَمْعُ غَبِيٍّ كَغَنِيٍّ وأَغْنِياء، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَغْباءً كأَيْتامٍ، ومثلُه كمِيٌّ وأَكْماءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ قَلِيلُ الفِقْهِ خيرٌ مِنْ كثيرِ الغباوةِ. وَفِي حَدِيثِ عَليٍّ: تغابَ عَنْ كلِّ مَا لَا يَصِحُّ لَكَ أَي تغافَلْ وتَبالَهْ. وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ: أَنَّ الغَبَاء الغُبارُ، وَقَدْ يُضَمُّ وَيُقْصَرُ فَيُقَالُ الغُبَى. والغُباءُ: شبيهٌ بالغَبَرَة تكونُ فِي السَّمَاءِ. والغَبْيَة: الدفْعَة مِنَ الْمَطَرِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وغَبْيَة شُؤْبُوبٍ مِنَ الشَّدِّ مُلْهِب وَهِيَ الدفْعَة من الخُضْر شَبَّهها بدفْعَة الْمَطَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الغَبْية الدفْعة الشديدةُ مِنَ الْمَطَرِ، وَقِيلَ: هِيَ المَطْرَة لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ، وَهِيَ فوقَ البَغْشَةِ؛ قَالَ: فصَوَّبْتُه، كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ ... عَلَى الأَمْعَزِ الضَّاحي، إِذَا سِيطَ أَحْضَرا وَيُقَالُ: أَغْبَتِ السماءُ إغْباءً، فَهِيَ مُغْبِيَة؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وغَبَياتٌ بينَهُنَّ وَبْلُ قَالَ: وَرُبَّمَا شُبِّه بِهَا الجَرْيُ الَّذِي يَجِيءُ بعدَ الجَرْي الأَوَّل. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الغَبْيَة كالوَثْبَة فِي السَّيْر، والغَبْيَة صَبٌ كثيرٌ مِنْ ماءٍ وَمِنْ سياطٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ أنشد: إنَّ دَواءَ الطامِحاتِ السَّجْلُ ... السَّوْطُ والرِّشاءُ ثُمَّ الحَبْلُ، وغَبَيَاتٌ بَيْنَهُنَّ هَطْلُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنا أُرى عَلَى التَّشْبِيهِ بغَبَيات المَطر. وَجَاءَ عَلَى غَبْيةِ الشمسِ أَيْ غَيْبتها؛ قَالَ: أُراه عَلَى القلبِ. وشجرةٌ غَبْياءُ: مُلْتَفَّة، وغُصن أَغْبَى كَذَلِكَ. وغَبْيَة التُّرابِ: مَا سَطَعَ مِنْهُ؛ قَالَ الأَعشى: إِذَا حالَ مِنْ دُونها غَبْيةٌ ... مِنَ التُّرْبِ، فانْجال سِربالُها وَحَكَى الأَصمعي عَنْ بَعْضِ الأَعراب أَنه قَالَ: الحُمَّى فِي أُصول النَّخْل، وشَرُّ الغَبَياتِ غَبْية التَّبْل، وشرُّ النِّسَاءِ السُّوَيْداء المِمْراضُ، وشَرٌّ مِنْهَا الحُمَيْراءُ المِحْياضُ. وغَبَّى شَعْره: قَصَّر مِنْهُ، لُغَةٌ لِعَبْدِ الْقَيْسِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بِهَا غَيْرُهُمْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا بأَنَّ أَلِفَها ياءٌ لأَنها ياءٌ واللامُ يَاءٌ أَكثرُ مِنْهَا وَاوًا. وغَبَّى الشيءَ: سَتَره؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: فَمَا كَلَّفْتُكِ القَدَرَ المُغَبَّى، ... وَلَا الطَيرَ الَّذِي لَا تُعبِرِينَا الْكِسَائِيُّ: غَبَّيت البئرَ إِذَا غَطَّيت رَأْسها ثُمَّ جَعلت فوقَها تُرابًا؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وَذَلِكَ التُّرابُ هُوَ الغِباءُ. والغابياءُ: بعضُ جِحَرة اليَرْبوع. غثا: الغُثاءُ، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ: مَا يَحملِهُ السَّيلُ مِنَ

القَمَشِ، وَكَذَلِكَ الغُثَّاءُ، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ أَيضاً الزَّبَد والقَذَر، وحَدَّه الزَّجَّاجُ فَقَالَ: الغُثَاءُ الهالِكُ الْبَالِي مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ الَّذِي إِذَا خَرَجَ السيلُ رأَيته مخالِطاً زَبَدَه، وَالْجَمْعُ الأَغْثَاء. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ: كَمَا تَنْبتُ الحِبَّة فِي غُثاءِ السيلِ ، قَالَ: الغُثَاءُ، بِالْمَدِّ وَالضَّمِّ، مَا يجيءُ فوقَ السيلِ مِمَّا يَحْمِلُه مِنَ الزَّبَدِ والوَسَخِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. وَجَاءَ فِي مُسْلِمٍ: كَمَا تَنْبُت الغُثَاءَةُ ؛ يُرِيدُ مَا احتمَله السيلُ مِنَ البُزورات. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: هَذَا الغُثَاءُ الَّذِي كُنَّا نُحَدَّث عَنْهُ ؛ يُرِيدُ أَرْذال الناسِ وسَقَطهم. وغَثَا الوادِي يَغْثُو غَثْواً فَهُوَ غَاثٍ إِذَا كَثُرَ غُثَاؤُه، وَهُوَ مَا عَلا الماءَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ يائِيَّة وواوِيَّة. والغَثَيان: خُبْثُ النَّفْسِ. غَثَتْ نَفْسَه تَغْثِي غَثْياً وغَثَياناً وغَثِيَتْ غَثىً: جَاشَتْ وخَبُثَتْ. قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ تحلُّب الفَمِ فربَّما كَانَ مِنْهُ القَيءُ، وَهُوَ الغَثَيان. وغَثَت السَّمَاءُ بسَحاب تَغْثِي إِذَا بَدَأَت تُغِيمُ. وغَثَا السيلُ المَرْتَعَ يَغْثوه غَثْواً إِذَا جَمَعَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ وأَذْهَب حلاوَتَه، وأَغْثَاهُ مثلُه. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: غَثَا الماءُ يَغْثُو غَثْواً وغَثَاءً إِذَا كَثُرَ فِيهِ البَعَرُ والوَرَق والقَصب. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تعالى: الَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى ، قَالَ: جَعَله غُثَاءً جَفَّفَه حَتَّى صَيَّره هَشِيماً جَافًّا كالغُثاء الَّذِي تَرَاهُ فَوْقَ السَّيل، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَخْرَج المَرْعَى أَحْوَى أَي أَخْضَر فجَعَله غُثَاءً بعدَ ذَلِكَ أَي يَابِسًا. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: غَثَى الوادِي يَغْثِي، فهمزةُ الغُثَاءِ عَلَى هَذَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ، وسَهّلَه ابْنُ جِنِّي بأَن جَمَع بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَثَيان المعدَة لِمَا يَعْلوها مِنَ الرُّطوبةِ وَنَحْوِهَا، فَهُوَ مُشَبّه بغُثَاء الْوَادِي، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ غَثَا الوادِي يَغْثُو غَثًا، قَالَ الأَزهري: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي زَيْدٍ وَغَيْرِهِ غَثَتْ نَفسُه غَثْياً، وأَما اللَّيْثُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: غَثِيَت نفسُه تَغْثَى غَثىً وغَثَيانًا. قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى مَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ: وَمَا رَوَاهُ اللَّيْثُ فَهُوَ مولَّد، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَثَا: يُقَالُ للضَّبُع عَثْوَاء لكَثْرةِ شَعَرِهَا، قَالَ: وَيُقَالُ غَثْوَاءُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَا تَسْتَوي ضَبُعٌ غَثْوَاءُ جَيْأَلَةٌ، ... وعَلْجَمٌ مِنْ تُيوسِ الأُدْمِ قِنْعال «1» غدا: الغُدْوَة، بِالضَّمِّ: البُكْرَة مَا بَيْنَ صَلاةِ الغَداة وطلُوعِ الشَّمْسِ. وغُدْوَةُ، مِنْ يومٍ بعينِه، غَيْرَ مُجْراة: عَلَمٌ لِلْوَقْتِ. والغَدَاة: كالغُدْوة، وَجَمْعُهَا غَدَوات. التَّهْذِيبُ: وغُدْوَة مَعْرِفَةٌ لَا تُصْرَفُ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا يقولُ، قَالَ النَّحْوِيُّونَ: إِنَّهَا لَا تُنَوَّن وَلَا يَدخل فِيهَا الأَلِف واللامُ، وَإِذَا قَالُوا الغَدَاة صَرَفوا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ* ؛ وَهِيَ قراءةُ جَمِيعِ القُرّاء إِلَّا مَا رُوي عَنْ ابْنِ عامرٍ فَإِنَّهُ قرأَ بالغُدْوَةِ ، وَهِيَ شَاذَّةٌ. وَيُقَالُ: أَتَيْته غُدْوَةَ، غَيْرَ مصروفةٍ، لأَنها مَعْرِفَةٌ مثلُ سَحَر إِلَّا أَنها مِنَ الظروفِ المُتَمَكِّنةِ، تقولُ: سِيرَ عَلَى فَرسك غُدْوَةَ وغُدْوَةً وغُدْوَةُ وغُدْوَةٌ، فَمَا نُوِّنَ مِنْ هَذَا فَهُوَ نَكِرَة، وَمَا لَمْ يُنَوَّنْ فَهُوَ مَعْرِفَةٌ، وَالْجَمْعُ غُدىً. وَيُقَالُ: آتِيك غَداةَ غَدٍ، وَالْجَمْعُ الغَدَواتُ مِثْلَ قَطاةٍ وقَطَواتٍ. اللَّيْثُ: يُقَالُ غَدَا غَدُكَ وغَدَا غَدْوُكَ، ناقصٌ وتامٌّ؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ: وَمَا الناسُ إلَّا كالدِّيارِ وأَهلِها ... بِهَا، يومَ حَلُّوها، وغَدْواً بَلاقِعُ

_ (1). قوله [قنعال] هو هكذا في الأصل المعتمد بيدنا بالعين المهملة.

وغَدٌ: أَصلُه غَدْوٌ، حَذَفُوا الواوَ بِلَا عوضٍ، ويدخلُ فِيهِ الأَلفُ واللامُ لِلتَّعْرِيفِ؛ قَالَ: الْيَوْمَ عَاجِلُهُ وَيَعْذِلُ فِي الْغَدِ «1» وَقَالَ آخَرُ: «2» إِنْ كانَ تَفْرِيقُ الأَحِبَّةِ فِي غَدِ وغدْوٌ: هُوَ الأَصلُ كَمَا أَتى بِهِ لَبِيد، والنِّسبةُ إِلَيْهِ غَدِيٌّ، وَإِنْ شِئْتَ غَدَوِيٌّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ: لَا تَغْلُواها وادْلُواها دَلْوَا، ... إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخاه غَدْوَا وَفِي حَدِيثِ عبدِ المطلبِ والفيلِ: لَا يَغْلِبَنّ صَليبُهُم، ... ومِحالُهمْ، غَدْواً، مِحالَكْ الغَدْوُ: أَصلُ الغَدِ، وَهُوَ اليومُ الَّذِي يأْتي بعدَ يومِك، فحُذِفَت لامُه وَلَمْ يُسْتْعمَلْ تَامًّا إلَّا فِي الشِّعْرِ، وَلَمْ يُرد عبدُ المطَّلب الغَدَ بعَيْنِه، وَإِنَّمَا أَرادَ القريبَ مِنَ الزَّمَانِ. والغَدُ ثَانِي يومكَ، محذوفُ اللامِ، وَرُبَّمَا كُنِيَ بِهِ عَنِ الزَّمن الأَخِير. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ؛ يَعْنِي يومَ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: عَنَى يومَ الْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ قَضَاءِ الصلَواتِ: فلْيُصَلِّها حِينَ يذكُرُها، وَمِنَ الغَدِ لِلْوَقْتِ ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَعْلَمُ أَحداً مِنَ الفُقهاء قَالَ إنَّ قَضَاءَ الصلَواتِ يؤخَّر إِلَى وقتِ مثْلِها مِنَ الصلواتِ ويُقْضى؛ قَالَ: ويُشْبِه أَن يكونَ الأَمرُ اسْتِحْباباً ليَحُوزَ فَضِيلة الوقتِ فِي القَضاء، وَلَمْ يُرِدْ إِعَادَةَ الصَّلَاةِ المَنْسِية حَتَّى تُصَلَّى مَرَّتَين، وَإِنَّمَا أَراد أَن هَذِهِ الصَّلَاةَ وَإِنِ انْتَقل وقتُها للنِّسيْان إِلَى وقتِ الذُّكْر فَإِنَّهَا باقِيةٌ عَلَى وَقْتِهَا فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ الذُّكْرِ، لئلَّا يَظُنَّ ظانٌّ أَنها قَدْ سَقَطت بانِقضاءِ وَقْتِهَا أَو تَغَيّرَتْ بتَغَيُّرِه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ، قَالَ: قَدَّمَتْ لِغَدٍ بِغَيْرِ وَاوٍ. فَإِذَا صَرَّفوها قَالُوا غَدَوْت أَغْدوُ غَدْواً وغُدُوّاً، فأَعادوا الواوَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الغُدُوُّ جَمْعٌ مثلُ الغَدَواتِ، والغُدَى جمعُ غُدْوَة؛ وأَنشد: بالغُدى والأَصائِلِ وَقَالُوا: إِنِّي لآتِيه بالغَدَايا والعَشايا، والغَدَاةُ لَا تُجْمع عَلَى الغَدايا، وَلَكِنَّهُمْ كسَّروه عَلَى ذَلِكَ لِيُطَابِقُوا بَيْنَ لَفظِه ولَفْظِ الْعَشَايَا، فَإِذَا أَفْردُوه لَمْ يكَسِّروه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِمْ: إِنِّي لآتيِه بالغَدَايا والعَشايا، قَالَ: أَرادوا جَمْعَ الغَدَاة فأَتْبَعُوها العَشايا لِلِازْدِوَاجِ، وَإِذَا أَفْرَدَ لَمْ يَجُزْ، وَلَكِنْ يُقَالُ غَداةٌ وغَدَواتٌ لَا غيرُ، كَمَا قَالُوا: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، وَإِنَّمَا قَالُوا أَمْرَأَني. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: غَدِيَّةٌ مثلُ عَشِيَّة لغةٌ فِي غَدْوةٍ كضَحيَّة لُغَةٌ فِي ضَحْوة، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فغَدِيَّة وغَدَايَا كعَشِيَّةٍ وعَشايا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَلَى هَذَا لَا تَقُولُ إنَّهم إِنَّمَا كَسَّروا الغَدايا مِنْ قَوْلُهُمْ إِنِّي لَآتِيُهُ بالغَدَايَا والعَشايا عَلَى الإِتْباع لِلْعَشَايَا، إِنَّمَا كسَّروه عَلَى وجْهِه لأَن فَعِيلة بابُه أَن يكَسَّر عَلَى فَعائِلَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: أَلا لَيْتَ حَظِّي مِنْ زِيارَة أُمِّيَهْ ... غَدِيَّاتُ قَيْظِ، أَو عَشِيّاتُ أَشْتِيَهْ قَالَ: إِنَّمَا أَراد غَدِيَّات قيظٍ أَو عَشِيّات أَشْتِية

_ (1). قوله [اليوم عاجله إلخ] هو هكذا في الأصل. (2). هو النابغة وأول البيت: لا مرحباً بغد ولا أهلًا بِه

لأَنَّ غَدِيَّاتِ القَيْظِ أَطول مِنْ عَشِيَّاتِه، وعَشِيَّاتُ الشتَاءِ أَطْولُ مِنْ غَدِيَّاته. والغُدُوُّ: جَمْعُ غَدَاةٍ، نادرةٌ. وأَتَيْته غُدَيَّانات، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كعُشَيَّانات؛ حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: هُمَا تصغيرٌ شَاذٌّ. وغَدَا عَلَيْهِ غَدْواً وغُدُوّاً واغْتَدَى: بكَّر. والاغْتِدَاء: الغُدُوُّ. وغَادَاه: باكَره، وغَدَا عَلَيْهِ. والغُدُوُّ: نقِيضُ الرَّواحِ، وَقَدْ غَدا يَغْدُو غُدُوّاً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ* ؛ أَي بِالْغَدَوَاتِ فعبَّر بالفعْل عَنِ الوَقْتِ كَمَا يُقَالُ: أَتَيْتُك طلوعَ الشمسِ أَي فِي وقْتِ طُلُوعِ الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: غَدا الرجلُ يَغْدُو، فَهُوَ غادٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَغَدْوَةٌ أَو رَوْحَةٌ فِي سبيلِ اللَّهِ ؛ الغَدْوَة: المَرَّة مِنَ الغُدُوِّ، وَهُوَ سَيْرُ أَولِ النهارِ نقيضُ الرَّواحِ. والغَادِيَة: السَّحابَة الَّتِي تَنْشَأُ غُدْوة، وَقِيلَ لِابْنَةِ الخُسِّ: مَا أَحْسَنُ شيءٍ؟ قَالَتْ: أَثَرُ غَادِيَة فِي إثْرِ ساريةٍ فِي مَيْثاء رابيَةٍ؛ وَقِيلَ: الغَادِيَة السَّحابة تنشأُ فتُمْطر غُدْوةً، وجمعُها غَوادٍ، وَقِيلَ: الغَادِيَةُ سحابةٌ تَنْشَأُ صَبَاحًا. والغَدَاءُ: الطَّعامُ بعَيْنِه، وَهُوَ خِلافُ العَشاء. ابْنُ سِيدَهْ: الغَدَاءُ طَعامُ الغُدْوَةِ، وَالْجَمْعُ أَغْدِيَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو حَنِيفَةَ: الغَدَاءُ رَعْيُ الإِبلِ فِي أَولِ النهارِ، وَقَدْ تَغَدَّتْ، وتَغَدَّى الرَّجُلُ وغَدَّيْتُه. ورجلٌ غَدْيَانُ وامرأَة غَدْيا، عَلَى فَعْلى، وأَصلُها الْوَاوُ وَلَكِنَّهَا قُلِبَت اسْتِحْساناً، لَا عَنْ قُوَّةِ عِلَّةٍ، وغَدَّيْتُه فتَغَدَّى، وَإِذَا قِيلَ لَكَ: تَغَدَّ، قلتَ: مَا بِي غَدَاءٌ؛ حَكَاهُ يعقوبُ. وَتَقُولُ أَيضاً: مَا بِي مِنْ تَغَدٍّ، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ مَا بِي غَدَاء «1» وَلَا عَشاءٌ لأَنه الطعامُ بعيْنه، وَإِذَا قِيلَ لَكَ ادْنُ فكُلْ قلتَ مَا بِي أَكْلٌ، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ السُّحُورِ: قَالَ هَلُمَّ إِلَى الغَدَاء المُباركِ ، قَالَ: الغَدَاءُ الطعامُ الَّذِي يُؤْكَل أَوّلَ النهارِ، فسُمِّي السُّحُورُ غَدَاءً لأَنه لِلصَّائِمِ بِمَنْزِلَتِهِ لِلمُفْطِر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: كنتُ أَتَغَدَّى عندَ عُمر بْنِ الخَطَّاب، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي رمضانَ أَي أَتَسَحَّر. وَيُقَالُ: غَدِيَ الرَّجُلُ يَغْدَى، فَهُوَ غَدْيَانٌ وامرأَة غَدْيَانةٌ، وعَشِيَ الرجلُ يَعْشى فَهُوَ عَشْيانٌ وامرأَةٌ عَشْيانةٌ بِمَعْنَى تَغَدَّى وتَعَشَّى. وَمَا تَرَكَ مِنْ أَبِيهِ مَغْدًى وَلَا مَراحاً، ومَغْدَاةً وَلَا مَراحَةً أَي شَبَهاً؛ حَكَاهُمَا الْفَارِسِيُّ. والغَدَوِيُّ: كلُّ مَا فِي بُطون الحَواملِ، وقومٌ يجعَلونه فِي الشاءِ خاصَّة. والغَدَوِيُّ: أَن يُباعَ البعيرُ أَو غيرُه بِمَا يَضْرِب الفَحْلُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تُباعَ الشاةُ بِنتاجِ مَا نَزا بِهِ الكَبْشُ ذَلِكَ العامَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ومُهورُ نِسْوتِهمْ، إِذا مَا أَنْكحوا، ... غَدَويُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمَحْفوظ عِنْدَ أَبي عُبَيْدٍ الغَذَوِيُّ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. وَقَالَ شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ الغَذَوي، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، فِي بَيْتِ الْفَرَزْدَقِ، ثُمَّ قَالَ: وَيُرْوَى عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه قَالَ كلُّ مَا فِي بُطون الحَواملِ غَذَويٌّ مِنَ الإِبل وَالشَّاءِ، وَفِي لُغَةِ سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا فِي بُطُونِ الشاءِ خَاصَّةً؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ: أَرْجُو أَبا طَلْقٍ بحُسْنِ ظَنِّي، ... كالغَدَوِيِّ يُرْتَجَى أَن يُغْني

_ (1). قوله [قُلْتَ مَا بِي غَدَاءٌ] حكاه يعقوب هكذا في الأَصل، وعبارة المحكم: قلت ما بي تغدّ وَلَا تَقُلْ مَا بِي غداه؛ حكاه يعقوب.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ يزيدَ بْنِ مرَّة أَنه قَالَ: نُهِي عَنِ الغَدَوِيِ ، وَهُوَ كلُّ مَا فِي بُطون الحوامِل كَانُوا يَتبايَعُونَه فِيمَا بَيْنَهُمْ فنُهوا عَنْ ذَلِكَ لأَنه غَرَرٌ؛ وأَنشد: أَعْطَيْت كَبْشاً وارِمَ الطِّحالِ، ... بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصالِ وعاجِلاتِ آجِلِ السِّخَالِ، ... فِي حلَقِ الأَرْحامِ ذِي الأَقْفالِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. وغادِيَةُ: امْرأَةٌ مِنْ بَنِي دُبَيْرٍ، وَهِيَ غَادِيَة بنتُ قَزَعَة. غذا: الغِذاءُ: مَا يُتَغَذّى بِهِ، وَقِيلَ: مَا يكونُ بِهِ نَماءُ الجِسْمِ وقِوامُه مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ واللَّبن، وَقِيلَ: اللَّبَنُ غِذاء الصَّغِيرِ وتُحْفَةُ الكَبيرِ، وغَذاهُ يَغْذُوهُ غِذاء. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ غَذَوْتُه غِذاءً حَسَناً، وَلَا تَقُلْ غَذَيْتُه؛ واستَعْمله أَيوبُ بنُ عَبايةَ فِي سَقْيِ النَّخل فَقَالَ: فجاءَتْ يَداً مَعَ حُسْنِ الغِذَاءِ، ... إِذْ غَرْسُ قَوْمٍ قَصِيرٌ طويلُ غَذاهُ غَذْواً وغَذَّاه فاغْتَذى وتغَذَّى. وَيُقَالُ: غَذَوْتُ الصبيَّ باللَّبَنِ فاغْتذَى أَي رَبَّيْته بِهِ، وَلَا يُقَالُ غَذَيْته، بِالْيَاءِ. والتَّغْذِيَة أَيضاً: التَّرْبية. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: غَذَيتُ الصبِيَّ لُغَةٌ فِي غَذَوْتُه إِذا غَذَّيْتَه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُغَذُّوا أَولادَ الْمُشْرِكِينَ ؛ أَرادَ وَطْءَ الحَبالى مِنَ السَّبْيِ فجَعَلَ ماءَ الرَّجُلِ لِلْحَمْل كالغذَاء. والغَذِيُّ: السَّخْلَةُ؛ أَنشد أَبو عَمْرِو بنُ الْعَلَاءِ: لَوْ أَنَّني كُنْتُ مِنْ عادٍ وَمِنْ إِرَمِ ... غَذِيَّ بَهْمٍ، ولُقْماناً وَذَا جَدَنِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لأُفْنُونٍ التَّغْلِبِيُّ، وَاسْمُهُ صُرَيم بْنُ مَعْشر، قَالَ: وغَذِيُّ بَهْمٍ فِي الْبَيْتِ هُوَ أَحد أَملاكِ حِمْيَرَ، وسُمِّي بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يُغَذَّى بلُحُوم البَهْمِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ سَلْمَى بْنِ رَبِيعَةَ الضَّبّي: مِنْ لَذَّة العَيْشِ، والفَتَى ... لِلدَّهْرِ، والدَّهْرُ ذُو فُنُونِ أَهْلَكْنَ طَسْماً، وبَعْدَهمْ ... غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جُدُونِ قَالَ: ويَدُلُّك عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ عَطْفُه لُقْمَانًا وَذَا جَدَنٍ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ: لَوْ أَنني كنتُ مِنْ عادٍ وَمِنْ إرَمِ قَالَ: وَهُوَ أَيضاً خَبَرُ كُنتُ وَلَا يَصِحُّ كنتُ سِخالًا. قَالَ الأَصمعي: أَخْبرَني خَلَف الأَحْمر أَنه سمِع الْعَرَبَ تُنْشِدُ الْبَيْتَ غُذَيَّ بَهْمٍ، بِالتَّصْغِيرِ، لقبُ رجلٍ. قَالَ شَمِرٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ الغَذَوِيُّ البَهْمُ الَّذِي يُغْذَى. قَالَ: وأَخبرني أَعرابي مِنْ بَلْهُجَيم قَالَ الغَذَوِيُّ الحَمَلُ أَو الجَدْيُ لَا يُغَذَّى بلَبَنِ أُمِّه، وَلَكِنْ يُعاجَى، وَجَمْعُ غَذِيّ غِذاءٌ مثلُ فَصِيلٍ وفِصالٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمُحْتَسِبٌ عَلَيْهِمْ بالغِذاءِ ؛ هَكَذَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنه قَالَ احْتَسِبْ عَلَيْهِمْ بالغِذَاءِ وَلَا تَأْخُذْها مِنْهُمْ ، وَكَذَلِكَ وَرَدَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِعَامِلِ الصَّدَقات: احْتَسِبْ عَلَيْهِمْ بالغِذَاءِ وَلَا تأْخذها مِنْهُمْ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الغِذَاءُ السِّخالُ الصِّغارُ، واحِدُها غَذِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: شَكا إِليه أَهلُ الماشِيَة تَصْديقَ الغِذَاء وَقَالُوا إِن

كنتَ مُعْتَدًّا عَلَيْنَا بالغِذَاءِ فخُذْ مِنْهُ صَدَقَته، فَقَالَ: إِنا نَعْتَدُّ بالغِذَاءِ حَتَّى السَّخْلَةَ يَرُوحُ بِهَا الرَّاعِي عَلَى يَدِه، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: وَذَلِكَ عَدْلٌ بَيْنَ غِذاء المالِ وخِيارِه. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما ذَكَّرَ الضميرَ رَدّاً إِلى لَفْظِ الغِذاء، فإِنه بوزْن كِساءٍ ورداءٍ، وَقَدْ جَاءَ السِّمامُ المُنْقَع، وَإِنْ كَانَ جَمْع سَمٍّ؛ قَالَ: وَالْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ أَنْ لَا يَأْخُذَ السَّاعِي خِيارَ المالِ وَلَا رَدِيَّه، وإِنما يَأْخُذُ الوسَط، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: وَذَلِكَ عَدْلٌ بَيْنَ غِذَاءِ الْمَالِ وخيارِه. وغَذِيُّ الْمَالِ وغَذَوِيُّه: صِغارُه كالسِّخالِ ونحْوِها. والغَذَوِيُّ: أَن يَبِيعَ الرجُلُ الشاةَ بِنتاجِ مَا نَزَا بِهِ الكَبْشُ ذَلِكَ العامَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: ومُهُورُ نِسْوَتِهِمْ، إِذا مَا أَنكحوا، ... غَذَوِيُّ كلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبالِ وَيُرْوَى غَدَوِيُّ، بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، مَنْسُوبٌ إِلى غَدٍ كأَنهم يُمَنُّونَه فَيَقُولُونَ: تَضَعُ إِبلُنا غَداً فنُعْطِيك غَداً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ هَذَا الْبَيْتَ: ومُهورُ نِسْوَتِهِم إِذا مَا أَنْكَحُوا بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْكَافِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ. والغَذَى، مقصورٌ: بَوْلُ الجَمَلِ. وغَذَا بِبَوْلهِ وغَذاهُ غَذْواً: قَطَعَه، وَفِي التَّهْذِيبِ: غَذَّى البعيرُ ببَوْلِه يُغَذِّي تَغْذِيَةً. وَفِي الْحَدِيثِ: حَتَّى يَدْخُلَ الكلبُ فيُغَذِّيَ عَلَى سَواري المَسْجِدِ أَي يبولَ عَلَى السَّوارِي لعدَم سُكَّانِه وخُلُوِّه مِنَ النَّاسِ. يُقَالُ: غَذَّى ببَوْلِه يُغَذِّي إِذا أَلقاهُ دَفْعَة دَفْعَة. غَذَا البَوْلُ نَفْسُه يَغْذُو غَذْواً وغَذَواناً: سالَ، وَكَذَلِكَ العَرَقُ والماءُ والسِّقاءُ، وَقِيلَ: كلُّ مَا سالَ فَقَدْ غَذَا. والعِرْق يَغْذُو غَذْواً أَي يسِيلُ دَماً، ويُغَذِّي تَغْذِيَةً مثلُه. وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ: فإِذا جُرْحُه يَغْذُو دَماً أَي يَسِيلُ. وغَذَا الجُرْحُ يَغْذُو إِذا دَامَ سَيَلانُه. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: مَرَّت سَحابة فَنَظَرَ إِليها النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا تُسَمُّون هَذِهِ؟ قَالُوا: السَّحابَ، قَالَ: والمُزْنَ، قَالُوا: والمُزْنَ، قَالَ: والغَيْذَى ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كأَنَّه فَيْعَلٌ مِنْ غَذا يَغْذُو إِذا سالَ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع بفَيْعل فِي مُعْتَلِّ اللَّامِ غَيْرَ هَذَا إِلَّا الكَيْهاةَ، وَهِيَ النَّاقَةُ الضَّخْمة؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِن كانَ مَحْفُوظًا فَلَا أُراه سُمِّي بِهِ إِلَّا لِسَيَلَانِ الْمَاءِ مِنْ غَذَا يَغْذُو. وغَذَا البَوْلُ: انْقَطَع، وغَذَا أَي أَسْرَع. والغَذَوَانُ: المُسْرِعُ الَّذِي يَغْذُو ببَوْلِه إِذا جَرَى؛ قَالَ: وصَخْر بْنُ عَمْرِو بنِ الشريدِ كأَنَّه ... أَخُو الحَربِ، فَوْقَ القارِح الغَذَوانِ هَذِهِ رِوَايَةُ الْكُوفِيِّينَ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمُ العَدَوانِ، بِالْفَتْحِ، وَقَدْ غَذَا. والغَذَوانُ أَيضاً: المُسْرِع. وَفِي الصِّحَاحِ: والغَذَوَانُ مِنَ الخَيْل النَّشِيطُ المُسْرِعُ، وَقَدْ رَوَى بيتُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كَتَيْسِ ظِباءِ الحُلَّب الغَذَوانِ مَكَانَ العَدَوانِ. أَبو عُبَيْدٍ: غَذَا الماءُ يَغْذُو إِذا مرَّ مَرًّا مُسرِعاً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تَعْنُو بمَخْرُوتٍ لَه ناضِحٌ، ... ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو وذُو شَلْشَلِ وعَرَقٌ غاذٍ أَي جارٍ. والغَذَوَان: النَّشِيطُ مِنَ الْخَيْلِ. وغَذَا الفَرسُ غَذواً: مَرَّ مَرّاً سَريعاً. أَبو زَيْدٍ: الغَاذِيَة يافُوخُ الرَأْسِ مَا كانَتْ جِلْدَةً

رَطْبَةً، وجَمْعُها الغَوَاذِي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والغَاذِيَةُ مِنَ الصَّبيِّ الرَّمَّاعَةُ مَا دامَتْ رَطْبَةً، فإِذا صَلُبَتْ وصارَتْ عَظماً فهي يافُوخٌ. غرا: الغِراءُ: الَّذِي يُلْصَق بِهِ الشيءُ يكونُ مِنَ السَّمَكِ، إِذا فَتَحْتَ الغَين قَصَرتَ، وإِن كَسَرْت مَدَدْتَ، تَقُولُ مِنْهُ: غَرَوْتُ الجِلْدَ أَي أَلْصَقْتُه بالغِراءِ. وغَرَا السِّمَنُ قَلْبَهُ يَغْرُوه غَرْواً: لَصِقَ بِهِ وغَطَّاه. وَفِي حَدِيثِ الفَرَعِ: لَا تَذْبحْها وَهِيَ صغِيرَة لَمْ يَصْلُبْ لَحْمُها فيَلْصَقَ بعضُها ببعضٍ كالغِراءِ ؛ قَالَ: الغِرَا بالمدِّ والقَصْرِ، هُوَ الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ الأَشياء ويُتَّخذُ مِنْ أَطْرافِ الجُلود والسَّمَكِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَرِّعُوا إِن شِئْتُمْ وَلَكِنْ لَا تَذْبَحُوا غَرَاةً حَتَّى يَكْبَرَ ، وَهِيَ بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ، القِطْعَة مِنَ الغَرَا وَهِيَ لُغَةٌ فِي الغِراء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَبَّدْت رَأْسِي بغِسْلٍ أَو بغِراءٍ. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَة الجَرْمي: فكأَنَّما يَغْرَى فِي صَدْرِي أَي يَلْصَقُ بِهِ. يُقَالُ: غَرِيَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي صَدْري، بِالْكَسْرِ، يَغْرَى، بِالْفَتْحِ، كأَنه أُلْصِقَ بالغِراءِ. وغَرِيَ بِالشَّيْءِ يَغْرَى غَراً وغَرَاءً: أُولِعَ بِهِ، وَكَذَلِكَ أُغْرِيَ بِهِ إِغْرَاءً وغَرَاةً وغُرِّيَ وأَغْرَاهُ بِهِ لَا غيرُ، وَالِاسْمُ الغَرْوَى، وَقِيلَ: الِاسْمُ الغَرَاءُ، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: غَارَيْتُ بَيْنَ الشَّيْئين غِرَاءً إِذا والَيْت؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّرٌ: إِذا قُلْتُ أَسْلُو، غارَتِ العَيْنُ بالبُكا ... غِرَاءً، ومَدّتْها مَدامِعُ حُفَّلُ قَالَ: وَهُوَ فاعلْت مِنْ قَوْلِكَ غَرِيَت بِهِ أَغْرى غَراءً. وغَرِيَ بِهِ غَراةً، فَهُوَ غَرِيٌّ: لَزِقَ بِهِ ولَزمه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: فَلمَّا رأَوه أَغْرُوا بِي تِلْكَ السَّاعَةَ أَي لَجُّوا فِي مُطالَبتي وأَلَحُّوا. وغارَيْتُه أُغَارِيه مُغَارَاةً وغِراءً إِذا لاجَجْتَه؛ وَقَالَ فِي بَيْتِ كُثَيِّرٌ: إِذا قُلتُ أَسْلُو، غارَتِ العَيْنُ بالبُكا ... غِراءً، ومَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ قَالَ: هُوَ مِنْ غارَيْت. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثوم: غَارَيْتُ بَيْنَ اثْنَيْن وعادَيْتُ بَيْنَ اثْنَيْن أَي والَيت، وأَنشد أَيضاً بَيْتَ كُثَيِّرٍ. وَيُقَالُ: غارَت فاعَلَتْ مِنَ الوِلاءِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ فاعَلَت مِنْ غَرِيت بِهِ أَغْرَى غَراءً. وأَغْرَى بَيْنَهُمُ العَداوة: أَلْقاها كأَنه أَلْزَقَها بهمْ، وَالِاسْمُ الغَرَاةُ. والإِغْرَاءُ: الإِيسادُ. وَقَدْ أَغْرَى الكَلْبَ بالصَّيْد وَهُوَ مِنْهُ لأَنه إِلْزاقٌ، وأَغْرَيْتُ الكَلْبَ إِذا آسَدْتَه وأَرَّشْتَه، وغَرَيْتُ بِهِ غَرَاءً أَي أُولِعْتُ وغَرَيْتُ به غَرَاةً؛ قال الحرث: لَا تُحِلْنا عَلَى غَرَاتِكَ، إِنّا ... قَبْلُ مَا قَدْ وَشى بِنَا الأَعْداءُ أَي عَلَى إِغْرَائِكَ بِنَا إِغْرَاءً وغَراةً. وَهُوَ يُغَارِيه ويُوارِيه ويُمارِيه ويُشارُّه ويُلاحُّه؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: وَلَا بالدِّلاءِ لَه نازِعٌ، ... يُغَارِي أَخاهُ إِذا مَا نَهاهُ وغَرَا الشيءَ غَرْواً وغَرَّاهُ: طَلاهُ. وقَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ ومَغْرِيَّةٌ، بُنِيت الأَخيرة عَلَى غَرَيْت، وإِلا فأَصله الْوَاوُ وَكَذَلِكَ السَّهْمُ. وَيُقَالُ: غَرَوْتُ السَّهْمَ وغَرَيْته، بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ، أَغْرُوه وأَغْرِيه. وَهُوَ سَهْمٌ مَغْرُوٌّ ومَغْرِيٌّ؛ قَالَ أَوس: لأَسْهُمِه غارٍ وبارٍ وراصِفُ

وَفِي الْمَثَلِ: أَدْرِكْني وَلَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ؛ قِيلَ: يَعْنِي بالمَغْرُوَّيْنِ السهمَ والرُّمْحَ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ فِي الْبَصْرِيَّاتِ، وَقِيلَ: بأَحَد السَّهْمَيْنِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَدْرِكْني بِسَهْمٍ أَو برُمْحٍ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ أَمثالهم أَنْزِلْني ولَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن؛ حَكَاهُ المُفَضَّل، أَي بأَحَد السَّهْمَيْن، قَالَ: وَذَلِكَ أَن رَجُلًا رَكِبَ بعِيراً صَعْباً فَتَقَحَّمَ بِهِ، فاسْتغاث بصاحبٍ لَهُ مَعَهُ سَهْمان فَقَالَ أَنْزِلْني وَلَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُضْرَب مَثَلًا فِي السُّرْعةِ والتعجِيلِ بالإِغاثةِ وَلَوْ بأَحَدِ السَّهْمَيْن المكسورَين، وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي لَمْ يَجِفّ عَلَيْهِ الغِراء. والغِراءُ: مَا طُليَ بِهِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: غَرَى السَّرْجِ، مقصورٌ مفتوحُ الأَوّل، فإِذا كسَرْتَه مَدَدْتَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قومٌ يَفْتَحُونَ الغَرَا فيَقْصُرونَه وليْست بالجَيِّدة. والغَرِيُّ: صِبْغٌ أَحْمَر «2» كأَنه يُغْرَى بِهِ؛ قَالَ: كأَنَّما جَبِينُه غَرِيُ اللَّيْثُ: الغِرَاءُ مَا غَرَّيْتَ بِهِ شَيْئًا مَا دامَ لَوناً وَاحِدًا. وَيُقَالُ أَيضاً: أَغْرَيْتُه، وَيُقَالُ: مَطْلِيٌّ مُغَرَّى، بِالتَّشْدِيدِ. والغَرِيُّ: صَنَمٌ كانَ طُليَ بدَمٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رَأْسَه ... فُرُعٌ، بينَ رِئاسٍ وَحَامِ أَبو سَعِيدٍ: الغَرِيُّ نُصُبٌ كَانَ يُذْبَحُ عَلَيْهِ النسكُ، وأَنشد الْبَيْتَ. والغَرَى: مقصورٌ: الْحُسْنُ. والغَرِيُّ: الحَسَنُ مِنَ الرجالِ وغيرهمْ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَسن الوَجْه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى: وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ، ... إِذا تُعْطِي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ وكلُّ بناءٍ حَسَنٍ غَرِيُّ، والغَرِيَّانِ المَشْهورانِ بِالْكُوفَةِ مِنْهُ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَوْ كَانَ شيءٌ لَهُ أَنْ لَا يَبِيدَ عَلَى ... طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِيَّانِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد ثَعْلَبٌ: لَوْ كَانَ شيءٌ أَبَى أَنْ لَا يَبِيدَ عَلَى ... طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِيَّانِ قَالَ: وَهُمَا بناءَان طَوِيلَانِ، يُقَالُ هُما قَبْرُ مالكٍ وعَقِيلٍ نَديمَي جَذيمَةَ الأَبْرش، وسُمِّيا الغَرِيَّيْن لأَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ المنذرِ كَانَ يُغَرِّيهما بدَمِ مَنْ يَقْتُله فِي يَوْمِ بُؤْسِه؛ قَالَ خِطَامٌ الْمُجَاشِعِيُّ: أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ؟ ... لَمْ يَبْقَ منْ آيٍ بِهَا يُحَلَّيْنْ، غَيْرُ خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ، ... وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ والغَرْوُ: موضعٌ؛ قَالَ عُرْوةُ بنُ الوَرْدِ: وبالغَرْوِ والغَرَّاءِ مِنْهَا مَنازِلٌ، ... وحَوْلَ الصَّفَا منْ أَهْلِها مُتَدَوَّرُ والغَرِيُّ والغُرَيُّ: موضعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَغَرَّكَ يَا مَوْصولُ، مِنْهَا ثُمالَةٌ ... وبَقْلٌ بأَكْناف الغَرِيِّ تُؤَانُ؟ أَراد تُؤَامُ فأَبْدلَ. والغَرَا: وَلدُ الْبَقَرَةِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: البَقَرَةِ

_ (2). قوله [والغَرِيّ صبغ أحمر] هو هكذا في الأصل، وكذلك ضبطه شارح القاموس كغني

الوَحْشِيَّة؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُكْتَبُ بالأَلف، وتَثْنِيتُه غَرَوانِ، وَجَمْعُهُ أَغْرَاءٌ. وَيُقَالُ للحُوارِ أَوَّلَ مَا يُولدَ: غَراً أَيضاً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَرَا مَنقُوصٌ، هُوَ الوَلَد الرَّطْبُ جِدّاً. وكلُّ مَوْلُودٍ غَراً حَتَّى يَشْتَدَّ لَحْمه. يُقَالُ: أَيُكَلِّمُني فلانٌ وَهُوَ غَراً وغِرْسٌ للصَّبِيِّ. والغَرْوُ: العَجَب. وَلَا غَرْوَ وَلَا غَرْوَى أَي لَا عَجَب؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفة: لا غَرْوَ إِلَّا جارَتي وسؤالَها: ... أَلا هَلْ لَنا أَهْلٌ سُئِلْتُ كَذَلِكَ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا غَرْوَ إِلَّا أَكْلَةٌ بِهَمْطَةٍ ؛ الغَرْوُ: العَجَبُ. وغَرَوْت أَي عَجِبْتُ. ورَجلٌ غِرَاءٌ: لَا دابَّةَ لَهُ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلة: بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِرَاءٍ مُعْظَمِ وغَرِيَ العِدُّ: بَرَدَ ماؤُه؛ وَرَوَى بَيْتَ عَمْرِو بْنِ كُلْثوم: كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدٍّ ... تُصَفِّقُه الرِّياحُ، إِذا غَرِينا وغَرِيَ فلانٌ إِذا تمادَى فِي غَضَبه، وَهُوَ مِنَ الواو. غزا: غَزَا الشيءَ غَزْواً: أَرادَه وطَلَبَه. وغَزَوت فُلاناً أَغْزُوه غَزْواً. والغِزْوَة: مَا غُزِي وطُلِبَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤية: لَقُلْتُ لدَهْرِي: إِنه هُوَ غِزْوَتي، ... وإِنِّي، وإِن أَرْغَبْتَني، غيرُ فاعِلِ ومَغْزَى الْكَلَامِ: مَقْصِدُه. وعَرفْتُ مَا يُغْزَى مِنْ هَذَا الْكَلَامِ أَي مَا يُرادُ. والغَزْوُ: القَصْدُ، وَكَذَلِكَ الغَوْزُ، وَقَدْ غَزاهُ وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قَصَدَه. وغَزَا الأَمرَ واغْتَزَاه، كِلَاهُمَا: قَصَدَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قَدْ يُغْتَزَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ التَّجَرُّمُ هُنَا: ادِّعاءُ الجُرْم. وغَزْوِي كَذَا أَي قَصْدِي. وَيُقَالُ: مَا تَغْزو وَمَا مَغْزَاك أَي مَا مَطْلَبُك. والغَزْوُ: السيرُ إِلى قِتالِ العَدُوِّ وانْتِهابه، غَزَاهُم غَزْواً وغَزَواناً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، صَحَّتِ الْوَاوُ فِيهِ كراهِية الإِخلالِ، وغَزَاوةً؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تقولُ هُذَيْلٌ: لَا غَزَاوَة عندَه، ... بَلَى غَزَوَاتٌ بَينَهُنّ تَواثُبُ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الغَزَاوَة كالشَّقاوة والسَّراوَةِ، وأَكثرُ مَا تأْتي الفَعالةُ مَصْدَرًا إِذا كَانَتْ لغيرِ المُتَعَدِّي، فأَما الغَزَاوَة ففِعْلُها مُتَعَدٍّ، وكأَنها إِنما جَاءَتْ عَلَى غَزُوَ الرجلُ جَادَ غَزْوُه، وقَضُوَ جادَ قضاؤُه، وَكَمَا أَن قَوْلَهم مَا أَضْرَبَ زَيْدًا كأَنه عَلَى ضَرُبَ إِذا جادَ ضَرْبُه، قَالَ: وَقَدْ رُوِينا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحمدَ بْنِ يَحْيَى ضَرُبَتْ يَدُهُ إِذا جَادَ ضَرْبُها. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا قِيلَ غَزَاةٌ فَهُوَ عَمَلُ سنَةٍ، وإِذا قِيلَ غَزْوَةٌ فَهِيَ المَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الغَزْوِ، وَلَا يَطَّرِدُ هَذَا الأَصل، لَا تَقُولُ مثلَ هَذَا فِي لَقاةٍ ولَقْيَةٍ بَلْ هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ غازٍ مِنْ قَوْمٍ غُزًّى مِثْلَ سابقٍ وسُبَّقٍ وغَزِيّ عَلَى مِثَالِ فَعِيلٍ مِثْلَ حاجٍّ وحَجِيجٍ وقاطِنٍ وقَطِينٍ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: قُلِبَتْ فِيهِ الْوَاوُ يَاءً لِخِفَّةِ الْيَاءِ وَثِقَلِ الْجَمْعِ، وَكُسِرَتِ الزَّايُ لِمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِجَمْعِ الغَازِي غَزِيٌّ مِثْلَ نادٍ ونَدِيٍّ، وناجٍ ونَجِيٍّ لِلْقَوْمِ يَتَناجَوْنَ؛ قَالَ زِيَادٌ الأَعجم: قُلْ للقَوافِلِ والغَزِيِّ، إِذا غَزَوْا، ... والباكِرين وللمُجِدِّ الرائِحِ ورأَيتُ فِي حَاشِيَةِ بَعْضِ نُسَخِ حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ أَنَّ هَذَا

البيت للصِّلِّيان العَبْدِي لَا لزِياد، قَالَ: وَلَهَا خَبَرٌ رَوَاهُ زِيَادٌ عن الصِّلِّيان مَعَ الْقَصِيدَةِ، فذُكِر ذَلِكَ فِي دِيوَانِ زِيَادٍ، فتَوهَّم مَنْ رَآهَا فِيهِ أَنها لَهُ، وَلَيْسَ الأَمر كَذَلِكَ، قَالَ: وَقَدْ غَلِطَ أَيضاً فِي نِسْبَتِهَا لِزِيَادٍ أَبو الفَرَج الأَصْبهاني صَاحِبُ الأَغاني، وَتَبِعَهُ الناسُ عَلَى ذَلِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: والغَزِيُّ اسمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: سرَيْت بِهِمْ حَتَّى تَكِلَّ غَزِيُّهُم، ... وَحَتَّى الجِيادُ مَا يُقَدْن بأَرْسانِ وَفِي جمعِ غَازٍ أَيضاً غُزَّاءٌ، بالمدِّ، مثلُ فاسِقٍ وفُسَّاقٍ؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: فيَوْماً بغُزَّاءٍ، وَيَوْمًا بسُرْيةٍ؛ ... وَيَوْمًا بخَشْخاشٍ مِنَ الرَّجْلِ هَيْضَلِ وغُزاةٌ: مثلُ قاضٍ وقُضاةٍ. قَالَ الأَزهري: والغُزَّى عَلَى بِناءِ الرُّكَّعِ والسُّجَّدِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَوْ كانُوا غُزًّى . سِيبَوَيْهِ: رجلٌ مَغْزِيٌّ شَبَّهُوها حَيْثُ كانَ قَبْلَها حرفٌ مضمومٌ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا حرفٌ ساكنٌ بأَدْلٍ، والوجْهُ فِي هَذَا النَّحْوِ الواوُ، والأُخرى عَرَبيَّة كثيرةٌ. وأَغْزَى الرجلَ وغَزَّاه: حَمَلَه عَلَى أَن يَغْزُوَ. وأَغْزَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَعْطاه دابَّة يَغْزُو عَلَيْهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وأَغْزَيْتُ الرجُل أَمْهَلْته وأَخَّرْت مَا لِيَ عَلَيْهِ مِنَ الدَّين. قَالَ: وَقَالُوا غَزَاة واحدةٌ يُرِيدُونَ عَمَلَ وَجْهٍ واحدٍ، كَمَا قَالُوا حَجَّة وَاحِدَةٌ يُرِيدُونَ عَمَلَ سنَةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: بَعِيد الغَزاةِ، فَمَا إِنْ يَزالُ ... مُضُطَمِراً طُرَّاتاهُ طَلِيحا وَالْقِيَاسُ غَزْوَة؛ قَالَ الأَعشى: وَلَا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ، فِي الرَّبيعِ، ... حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا والنَّسب إِلى الغَزْوِ غَزَوِيٌّ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ، وإِلى غَزِيَّة غَزَوِيٌّ. والمَغَازِي: مَناقِبُ الغُزاةِ. الأَزهري: والمَغْزَى والمَغْزاةُ والمغازِي مواضِعُ الغَزْوِ، وَقَدْ تَكُونُ الغَزْوَ نَفْسه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: كَانَ إِذا اسْتَقْبَلَ مَغْزًى ، وَتَكُونُ المَغازِي مَناقِبَهُم وغَزَواتِهِم. وغَزَوْتُ العَدُوَّ غَزْواً، وَالِاسْمُ الغَزاةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الغَزْوَة فِي شِعْرِ الأَعشى، قَالَ: وَفِي كلِّ عامٍ أَنت حَاسِمُ غَزْوةٍ، ... تَشُدُّ لأَقْصاها عَزِيمَ عَزائكا «3» وَقَوْلُهُ: وَفِي كلِّ عَامٍ لَهُ غَزْوَةٌ، ... تَحُثُّ الدَّوابِرَ حَثَّ السَّفَنْ وَقَالَ جَمِيلٌ: يقولُون جاهِدْ، يَا جميلُ، بغَزْوَةٍ، ... وإِنَّ جِهاداً طَيِءٌ وقِتالُها تَقْدِيرُهَا وإِنَّ جِهاداً جِهادُ طَيِءٍ فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لَا تُغْزَى قُرَيْشٌ بعدَها أَي لَا تَكْفُرُ حَتَّى تُغْزَى عَلَى الكُفْرِ، وَنَظِيرُهُ: لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبراً بَعْدَ اليومِ أَي لَا يَرْتَدُّ فَيُقْتَلَ صَبْراً عَلَى رِدَّتِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: لَا تُغْزَى هَذِهِ بعدَ اليومِ إِلى يومِ الْقِيَامَةِ يَعْنِي مَكَّةَ أَي لَا تَعودُ دارَ كُفْرٍ يُغْزَى عَلَيْهِ، وَيَجُوزُ أَن يُراد بِهَا أَنَّ الكفَّار لَا يَغْزُونَها أَبداً فإِن الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَزَوْها مَرَّات. وأَما قَوْلُهُ: مَا مِنْ غازِيَةٍ تُخْفِقُ وتُصابُ إِلَّا تَمَّ أَجْرُهُم؛ الغَازِيَة تأْنيثُ الغَازِي وَهِيَ هَاهُنَا صفةٌ لِجَمَاعَةٍ. وأَخْفَقَ

_ (3). قوله [حاسم] هو هكذا في الأصل.

الغازِي إِذا لَمْ يَغْنَم وَلَمْ يَظْفَرْ. وأَغْزَتِ المرأَةُ، فَهِيَ مُغْزِيَةٌ إِذا غَزَا بَعْلُها. والمُغْزِية: الَّتِي غزَا زوجُها وبَقِيتَ وحْدَها فِي الْبَيْتِ. وَحَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يَزَالُ أَحدُهم كاسِراً وِسادَهُ عِنْدَ مُغْزِيةٍ. وغَزا فلانٌ بفلانٍ واغْتَزَى اغْتزاءً إِذا اخْتصَّه مِنْ بَيْنِ أَصحابه. والمُغْزِيَة مِنَ الإِبل: الَّتِي جازَتِ الحَقَّ وَلَمْ تَلِدْ، وحَقُّها الوَقْت الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُغْزِيَة مِنَ النُّوقِ الَّتِي زَادَتْ عَلَى السَّنَةِ شَهْراً أَو نَحْوَه وَلَمْ تَلِدْ مِثْلَ المِدْراجِ. والمُغْزي مِنَ الإِبلِ: الَّتِي عَسُر لِقاحُها، وأَغْزَتِ الناقةُ مِنْ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: والحَرْبُ عسْراءُ اللِّقاحِ مُغْزِ أَي عَسِرَة اللِّقَاحِ؛ واستعارَه أُمَيَّة في الأُتُنِ فقال: تُزَنُّ عَلَى مُغْزِياتِ العِقاقِ، ... ويَقْرُو بِهَا قفِراتِ الصِّلال يُرِيدُ القَفِرات الَّتِي بِهَا الصِّلَالُ، وَهِيَ أَمْطارٌ تَقَع مُتَفَرِّقَةً، وَاحِدَتُهَا صَلَّة. وأَتانٌ مُغْزِيةٌ: متأَخرة النِّتاجِ ثُمَّ تُنْتَج. والإِغْزاءُ والمُغْزى: نِتاجُ الصَّيْفِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَهُوَ مَذْموم؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعنْدي أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النِّتاجُ الصَّيْفِيُّ هُوَ المُغْزى، والإِغْزاءُ نِتاجُ سَوْءٍ حُوارُه ضَعِيفٌ أَبداً. الأَصمعي: المُغْزِيَة مِنَ الغَنَمِ الَّتِي يَتَأَخَّرُ وِلادُها بَعْدَ الغَنَم شَهْرًا أَو شَهْرَين لأَنها حَمَلت بأَخَرَة؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فَجَعَلَ الإِغْزَاءَ فِي الْحَمِيرِ: رَباعٌ، أَقبُّ البَطْنِ، جأْب، مُطَرَّد، ... بلَحْيَيهِ صَكُّ المُغْزِيَاتِ الرَّواكِلِ وغَزِيَّة: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ دُريدُ بنُ الصِّمَّة: وهَل أَنا إِلا مِنْ غَزِيَّةَ، إِن غَوَتْ ... غَوَيْتُ، وإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ وَقَالَ: نَزَلت فِي غَزِيَّة أَو مَرَاد وأَبو غَزِيَّة: كُنْيَةٌ. وابنُ غَزِيَّة: مِنْ شُعَرَاءِ هُذَيْلٍ. وغَزْوَان: اسمُ رجل. غسا: غَسا الليلُ يَغْسُو غُسُوًّا وغَسِيَ يَغْسَى؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: كأَنّ الليلَ لَا يَغْسَى عَليه، ... إِذا زَجَر السَّبَنْتاةَ الأَمُونا وأَغْسَى يُغْسي: أَظْلَم، قَالَ ابْنُ أَحمر: فَلَمَّا غَسَى لَيْلي وأَيْقَنْتُ أَنَّها ... هِيَ الأُرَبى، جاءَت بأُمِّ حَبَوْكَرى وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ: فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ أَغْسَى قَوْلُ الْهَجِيمِيِّ: هَجَوْا شَرَّ يَرْبوعٍ رِجَالًا وخَيْرَها ... نِساءً، إِذا أَغْسى الظلامُ تُزارُ قَالَ: وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وَمَرُّ أَعْوام بلَيْلٍ مُغْسِ وَحَكَى ابنُ جنِّي: غَسَى يَغْسَى كأَبى يأْبى، قَالَ: وَذَلِكَ لأَنهم شَبَّهوا الأَلفَ فِي آخِره بِالْهَمْزَةِ فِي قَرَأَ يقْرأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ، وَقَدْ قَالُوا غَسِيَ يَغْسَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ غَسَى يَغْسَى مِنَ التَّرْكِيبِ، يَعْنِي أَنه إِنما قامَ يَغْسَى مِنْ غَسِيَ ويَغْسُو مِنْ غَسا وَقَدْ أَغْسَيْنا، وَذَلِكَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ وبُعَيْده. وأَغْسِ مِنَ اللَّيْل أَي لَا تَسِرْ أَوَّله حَتَّى يذهَبَ غُسُوُّه، كَمَا يُقَالُ أَفْحِمْ عَنْكَ مِنَ اللَّيْلِ أَي لَا تَسِرْ حَتَّى تَذْهب فَحْمَتُه. وشيخٌ غَاسٍ: قَدْ طالَ عُمْرُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَرَها

بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ إِلَّا فِي كِتَابِ الْعَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: الصَّوَابُ شيخٌ عاسٍ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَمَنْ قَالَ غاسٍ فَقَدْ صحَّف. والغَسَاةُ: البَلَحة الصَّغيرةُ، وَجَمْعُهَا غَسَواتٌ وغَساً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الغَسَا البَلَح فعَمَّ بِهِ. وَقَالَ مَرَّةً: الغَاسِي أَوَّلُ مَا يخرُجُ مِنَ التَّمْرِ فَيَكُونُ كأَبْعارِ الفِصالِ، قَالَ: وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى الْوَاوِ لمقارَبَتِهِ الغَسواتِ في المعنى. غشا: الغِشاءُ: الغِطاءُ. غَشَّيْت الشيءَ تَغْشِيَة إِذا غَطَّيْته. وَعَلَى بَصَره وقَلْبِه غَشْوٌ وغَشْوَةٌ وغُشْوَة وغِشْوَة وغِشَاوَةٌ وغَشَاوَة وغُشاوةٌ وغاشِيةٌ وغُشْية وغُشاية وغِشايةٌ؛ هَذِهِ الثَّلَاثُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي غِطاءٌ. وغاشِية القَلْب وغِشاوتُه: قَمِيصُه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي القَلْبِ غِشَاوةٌ وَهِيَ الجِلْدة المُلْبَسة، وَرُبَّمَا خَرَجَ فؤادُ الإِنسانِ والدابَّة مِنْ غِشائه، وَذَلِكَ مِنْ فَزَعٍ يَفْزَعه فيموتُ مَكَانَهُ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ: انْخَلَعَ فؤادُه، والفؤادُ فِي الجَوْفِ هُوَ القَلْبُ، وَفِيهِ سُوَيداؤه وَهِيَ عَلَقةٌ سَوْداءُ، إِذا شُقَّ القَلْبُ بَدَتْ كقِطْعة كَبِدٍ. والغِشاوةُ: مَا غَشِيَ القَلْبَ مِنَ الطَّبَع. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الغِشَاوَةُ جِلْدةٌ غُشِّيَتِ القَلْبَ فإِذا انْخَلَعَ مِنْهَا القَلْب ماتَ صاحبُه؛ وأَنشد ابنُ بَرِّيٍّ لِلْحَرِثِ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ: صَحِبْتُكَ، إِذْ عَيْني عَلَيْهَا غِشَاوَةٌ، ... فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسي أَلُومُها تَقُولُ: غَشَّيْت الشيءَ تَغْشِيَةً إِذا غَطَّيْته، وَقَدْ غَشَّى اللهُ عَلَى بَصَرِه وأَغْشَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ . وَقَالَ تَعَالَى: وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ، وَقُرِئَ: غَشْوَة، كأَنه رُدَّ إِلى الأَصل لأَن الْمَصَادِرَ كُلَّهَا تُرَدُّ إِلى فَعْلة، وَالْقِرَاءَةُ الْمُخْتَارَةُ الغِشَاوة، وَكُلُّ مَا كَانَ مُشْتَمِلًا عَلَى الشَّيْءِ فَهُوَ مبنيٌّ عَلَى فِعالَةٍ نَحْوَ الغِشَاوَةِ والعِمامة والعِصابة، وَكَذَلِكَ أَسماءُ الصِّناعاتِ لاشْتِمالِ الصِّناعةِ عَلَى كلِّ مَا فِيهَا نَحْوَ الخِياطة والقِصارةِ. وغَشِيَه الأَمْرُ وتَغَشَّاه وأَغْشَيْته إِيَّاه وغَشَّيْته. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ* . وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَقُرِئَ يُغَشِّي الليلَ النهارَ، قَالَ: وَقُرِئَ فِي الأَنْفال: يُغْشِيكُم النُّعاسَ، ويُغَشِّكم النعاسَ، ويَغْشَاكُم النُّعاسُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ؛ قِيلَ: الغَاشِيَة الْقِيَامَةُ لأَنها تَغْشى الخَلْق بأَفْزاعِها، وَقِيلَ: الغَاشِيَة النارُ لأَنَّها تَغْشى وجُوه الكُفَّار. وغِشَاءُ كلِّ شيءٍ: مَا تَغَشَّاه كغِشاءِ القَلْب والسَّرْجِ والرَّحْلِ والسَّيْفِ ونحوِها. والغَشْوَاءُ مِنَ المَعَزِ: الَّتِي يَغْشى وجْهَها كلَّه بياضٌ وَهِيَ بَيِّنةُ الغَشا. والأَغْشَى مِنَ الخَيْلِ: الَّذِي غَشِيَتْ غُرَّتُه وجْهَه واتَّسَعَتْ، وَقِيلَ: الأَغْشى مِنَ الخَيْلِ وَغَيْرِهَا مَا ابْيَضَّ رأْسُه كلُّه مِنْ بَيْنِ جَسدِه مِثْلَ الأَرْخَمِ. والغَشْوَاءُ: فَرَس حَسَّانَ بنِ سَلَمة، صِفةٌ غالِبة. والغَاشِيَةُ: السُّؤَّالُ الَّذِينَ يَغْشَوْنَكَ يَرْجُون فَضْلَكَ ومَعْرُوفَكَ. وغَاشِيَة الرجُلِ: مَنْ يَنْتابُه مِنْ زُوَّارِه وأَصْدقائه. وغَاشِيَةُ الرَّحْلِ: الحَديدة الَّتِي فوقَ المؤخرَةِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي فَوْقَ مؤخرَةِ الرَّحْلِ الغَاشِيَة، وَهِيَ الدامِغة. وَالْغَاشِيَةُ: غَاشِيَة السَّرْج، وَهِيَ غِطاؤه. والغَاشِيَة: مَا أُلْبِسَ جَفْنُ السَّيْفِ مِنَ الجُلودِ مِنْ أَسْفلِ شاربِ السَّيفِ إِلى أَن يَبْلُغَ نَعْلَ السَّيْفِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا يَتَغَشَّى قوائِمَ السُّيوفِ مِنَ الأَسْفانِ «1»

_ (1). قوله [من الأسفان] هكذا في الأصل تبعاً للمحكم، وفي القاموس: من الأسفار.

وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عُلْبة الْحَارِثِيُّ: نُقاسِمُهُم أَسْيافَنا شَرَّ قِسْمَةٍ، ... ففِينا غَوَاشِيها، وَفِيهِمْ صُدُورُها والغَاشِيَة: داءٌ يأْخُذُ فِي الجَوْفِ وكلُّه مِنَ التَّغْطِية. يُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بغَاشِيَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فِي بطنِه غَاشِيَةٌ تُتَمِّمُهْ قَالَ: تُتَمِّمه تُهْلِكُه. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وهُو داءٌ أَو وَرَم يكونُ فِي البطنِ يَعْنِي الغَاشِيَة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ ؛ أَي عُقوبة مُجَلِّلة تَعُمُّهم. واسْتَغْشَى ثِيابَه وتَغَشَّى بِهَا: تَغَطَّى بِهَا كَيْ لَا يُرَى وَلَا يُسْمَع. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ . وَقَالَ تَعَالَى: أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ «1» وَقِيلَ: إنَّ طَائِفَةً مِنَ الْمُنَافِقِينَ قَالُوا إِذا أَغْلَقْنا أَبوابَنا وأَرْخَيْنا سُتُورَنا واسْتَغْشَيْنا ثِيابَنا وثَنيْنا صُدُورَنا عَلَى عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَعْلمُ بِنَا؟ فأَنزل اللهُ تَعَالَى: أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ ؛ اسْتَغْشَى بثَوْبِه وتَغَشَّى أَي تَغَطَّى. والغَشْوَة: السِّدْرَة؛ قَالَ: غَدَوْتُ لغَشْوَةٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ، ... ومُورَة نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا وغُشِي عَلَيْهِ غَشْيَةً وغَشْياً وغَشَيَاناً: أُغْمِيَ، فَهُوَ مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ، وَهِيَ الغَشْيَة، وَكَذَلِكَ غَشْيَةُ المَوْت. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ، وَقَالَ تَعَالَى: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ ؛ أَي إِغْمَاءٌ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: زَعَمَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ جَمِيعًا أَن النونَ هَاهُنَا عوضٌ مِنَ الْيَاءِ، لأَنَّ غَوَاشٍ لَا يَنْصَرِفُ والأَصل فِيهَا غَوَاشِيُ، إِلَّا أَن الضَّمَةَ تحذَفُ لِثِقَلِها فِي الْيَاءِ، فإِذا ذَهَبَت الضَّمَةُ أَدخَلْتَ التنوينَ عِوَضًا مِنْهَا، قَالَ: وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يَذْهَبُ إِلى أَنَّ التنوينَ عِوضٌ مِنْ ذهابِ حركةِ الْيَاءِ، والياءُ سَقَطت لسُكونِها وَسُكُونِ التَّنْوِينِ. وغَشِيَهُ غِشْيَاناً: أَتاه وأَغْشَاهُ إِيَّاهُ غيرُه؛ فأَما قَوْلُهُ: أَتُوعِدُ نِضْوَ المَضْرَحِيِّ، وَقَدْ تَرَى ... بعَيْنَيْك ربَّ النَّضْوِ يَغْشَى لَكُمْ فَرْدا؟ فَقَدْ يَكُونُ يَغْشَى مِنَ الأَفْعالِ المُتَعَدِّية بحَرْفٍ وغيرِ حرفٍ، وَقَدْ تكونُ اللامُ زَائِدَةً أَي يَغْشاكم كَقَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ، أَي رَدِفَكُم. وغَشِيَ الأَمرَ غِشياناً: باشرَه. وغَشِيتُ الرجُلَ بالسَّوْط: ضَرَبْته. والغِشْيَانُ: إِتْيانُ الرجُلِ المرأَةَ، والفِعْلُ غَشِيَ يَغْشى. وغَشِيَ المرأَةَ غِشْيَاناً: جامَعَها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمرَّتْ بِهِ؛ كِنَايَةٌ عَنِ الجِماع. يُقَالُ: تَغَشَّى المرأَة إِذا عَلاها، وتجَلَّلها مِثْلُهُ، وَقِيلَ للقِيامةِ غَاشِيَة لأَنها تُجَلِّلُ الخَلْق فتَعُمُّهم. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ المَسْعى فإِن الناسَ غَشُوه أَي ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ وكَثُروا. يُقَالُ: غَشِيَةُ يَغْشَاهُ غِشْياناً إِذا جاءَهُ، وغَشَّاهُ تَغْشِيةً إِذا غَطَّاه. وغَشِيَ الشَّيْءَ إِذا لابَسَه. وغَشِيَ المرأَة إِذا جامَعها. وغُشِيَ عَلَيْهِ: أُغْمِيَ عَلَيْهِ. واسْتَغْشَى بثَوْبه وتَغَشَّى إِذا تغَطّى، وَالْجَمِيعُ قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ لَفْظِهِ، فَمِنْهَا قَوْلُهُ: وَهُوَ مُتغَشٍّ بثوْبه ، وَقَوْلُهُ: وتَغْشَّى أَنامِلَه أَي تسْتُرها، وقولُه: غَشِيَتْهُم الرَّحْمَة وغَشِيَها أَلْوانٌ أَي تعْلوُها. وَقَوْلُهُ: فَلَا يَغْشَنا فِي مَسَاجِدِنَا ، وَقَوْلُهُ: وإِن غشِينَا مِنْ ذَلِكَ شيءٌ مِنَ القَصد إِلى الشيءِ والمُباشَرَة ، وَقَوْلُهُ: مَا لَمْ يَغْشَ الكبَائِرَ ؛ ومنه

_ (1). الآية

حَدِيثُ سَعْد: فَلَمّا دَخَلَ عَلَيْهِ وجدَه فِي غَاشِيَةٍ ؛ الغَاشِيةُ: الدَّاهِية مِنْ خَيْر أَو شرٍّ أَو مكْروهٍ، وَمِنْهُ قيلَ للْقِيامة الغَاشِيَةُ، وأَراد فِي غَشْيةٍ منْ غَشَياتِ المَوْتِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بالغاشِيَة القوْمَ الحُضُورَ عندَه الَّذِينَ يَغْشَوْنه للخِدْمَة والزيارَةِ أَي جَمَاعَةٍ غاشِيةٍ أَو مَا يَتغَشَّاه مِنْ كَرْب الوَجع الَّذِي بِهِ أَي يُغَطِّيه فظُنَّ أَنْ قَدْ مَاتَ. وغُشَيٌّ: موضعٌ. غضا: غَضَوْت عَلَى الشيءِ وَعَلَى القَذى وأَغْضَيْت: سَكَتّ؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ: غَضِيٌّ عَنِ الفحْشاء يَقْصُرُ طَرْفَه، ... وإِنْ هُوَ لَاقَى غارَةً لمْ يُهَلِّلِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ غَضا، وأَن يكونَ منْ أَغْضى كَقَوْلِهِمْ عَذابٌ أَليمٌ وضرْبٌ وَجِيع، والأَوَّل أَجْوَد. والإِغْضاءُ: إِدْناءُ الجُفُونِ. وغَضَى الرجلُ وأَغْضَى: أَطْبَقَ جفْنيْهِ عَلَى حَدَقَتِه. وأَغْضَى عَيْناً عَلَى قَذىً: صَبَر عَلَى أَذىً. وأَغْضَى عَنْهُ طَرْفَه: سَدَّه أَو صَدَّهُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: دَفعْتُ إِلَيْه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدَةٍ، ... وأَغْضَيْتُ عنْه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: كعتِيقِ الطَّيْرِ يُغْضِي ويُجَلْ يَعْنِي يُغْضي الجُفُون مَرَّةً ويُجَلِّي مَرَّة؛ وَقَالَ الْآخَرُ: لَمْ يُغْضِ فِي الحَرْبِ عَلَى قَذاكا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَغْضَيْتُ يَتعدَّى وَلَا يَتعدَّى؛ فَمِثَالُهُ مُتعدِّياً قولُ الشَّاعِرِ: فَمَا أَسْلَمَتْنا عندَ يومِ كرِيهَةٍ، ... وَلَا نَحنُ أَغْضَيْنا الجُفونَ عَلَى وَتْرِ وَمِنْهُ مَا يُحْكى عَنْ عَليّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فكمْ أُغْضِي الجُفونَ عَلَى القَذَى، وأَسْحَبُ ذَيْلي عَلَى الأَذى، وأَقولُ لعَلَّ وعَسى ؛ وَمِثَالُهُ غيرَ مُتَعدٍّ قَوْلُ الْآخَرِ «1»: يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى مِنْ مَهابَتِه، ... فَمَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ وتَغاضَيْت عَنْ فُلان إِذا تَغابَيْت عَنْهُ وتَغافَلْت. ولَيلٌ غاضٍ: غاطٍ. وَقَالَ ابْنُ بزُرْج: لَيلٌ مُغْضٍ وغَاضٍ، ومَقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ؛ وأَنشد: عَنْكُمْ كِراماً بالمَقامِ الْفَاضِي وغَضَى الليلُ غُضُوّاً وأَغْضَى: أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ. وأَغْضَى الليلُ: أَظْلَم. ولَيلٌ مُغْضٍ: لُغَةٌ قَلِيلَةٌ، وأَكثَرُ مَا يُقال لَيْلٌ غاضٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضِ، ... نَضْوَ قداحِ النَّابِلِ النَّواضِي، كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ الخَضْخاضُ: القَطِرانُ، يُريدُ أَنَّها عَرِقَتْ مِنْ شِدَّةِ السَّيرِ فاسْوَدَّتْ جُلُودُها. ولَيْلَةٌ غاضِيةٌ: شَدِيدَة الظُّلْمَةِ. ونارٌ غَاضِيَةٌ: عَظيمة مُضيئةٌ، وَهُوَ مِنَ الأَضْدادِ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ نَارٌ غَاضِيَة عَظِيمة أُخِذَ من نارِ الغَضَى، وَهُوَ مِنْ أَجودِ الوُقُودِ عِنْدَ الْعَرَبِ. ورَجلٌ غَاضٍ: طاعِمٌ كاسٍ مَكْفِيٌّ، وَقَدْ غَضَا يَغْضو. والغَضَى: شَجَر؛ وَمِنْهُ قولُ سُحَيْمٍ عبدِ بَنِي الحَسْحاسِ: كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِها، ... وجَمْر غَضىً هَبَّتْ لَهُ الريحُ ذاكِيَا وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ذِئبُ غَضًى. والغَضَى: مِنْ نَباتِ الرَّمْلِ لَهُ هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَى؛ ابن سيدة:

_ (1). هو الفرزدق.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ يُكْتَبُ بالأَلِفِ وَلَا أَدْرِي لمَ ذَلِكَ، واحِدتُه غَضاةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَدْ تكونُ الغَضَاة جَمْعاً؛ وأَنشد: لَنا الجَبَلانِ مِنْ أَزمانِ عادٍ، ... ومُجْتَمَعُ الأَلاءَةِ والغَضَاةِ وَيُقَالُ لِمَنْبِتِها: الغَضْيَا. وأَهلُ الغَضَى: أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هُنَالِكَ؛ قَالَتْ أُمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة: لَيْتَ سِماكِيّاً تَطِيرُ رَبابُه، ... يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضَى بِزِمامِ وَفِيهَا: رأَيتُ لَهُمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ، ... وأَهْلُ الغَضَى قومٌ عليَّ كِرام أَراد: كَرِهْتُهم لَهَا أَو بِهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للإِبلِ الكثيرةِ غَضْيَا، مقصورٌ، قَالَ: شُبِّهَتْ عِنْدِي بمنابِتِ الغَضَى. وإِبلٌ غَضَوِيَّةٌ: مَنْسُوبَةٌ إِلى الغَضَى؛ قَالَ: كَيْفَ تَرَى وقْعَ طُلاحِيَّاتِها، ... بالغَضَويَّاتِ عَلَى عِلَّاتِها؟ وإِبِلٌ غاضِيةٌ وغَواضٍ وبعيرٌ غاضٍ: يأْكل الغَضَى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَبعير عَضٍ أَنتَ ضَخْمٌ رأْسُه، ... شَثْنُ المَشافِرِ، أَمْ بعيرٌ غَاضِ؟ وبعيرٌ غَضٍ: يَشْتَكِي بَطْنَهُ مِنْ أَكل الغَضَى، وَالْجَمْعُ غَضِيَةٌ وغَضَايَا، وَقَدْ غَضِيَتْ غَضًى، وإِذا نَسَبْتَه إِلى الغَضَى قلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌّ. والرِّمْثُ والغَضَى إِذا باحتَتْهما الإِبِلُ وَلَمْ يَكُنْ لَهَا عُقْبة مِنْ غيرِهما يُصيبُها الداءُ فَيُقَالُ: رَمِثَتْ وغَضِيَتْ، فَهِيَ رَمِثَةٌ وغَضِيَةٌ. وأَرْض غَضْيا: كَثِيرَةُ الغَضى. والغَضْيَاءُ، ممدودٌ: منَبِتُ الغَضَى ومُجْتَمَعُه. والغَضَى: الخَمَرُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَخْبثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى، وإِنما صَارَ كَذَا لأَنه لَا يُباشِرُ النَّاسَ إِلا إِذا أَراد أَن يُغيرَ، يَعْنُونَ بالغَضَى هُنَا الخَمَرَ، فِيمَا ذَكَرَ ثَعْلَبٌ، وَقِيلَ: الغَضَى هُنَا هَذَا الشَّجَرُ، ويزعُمون أَنه أَخبثُ الشَّجَرِ ذِئاباً. وذِئابُ الغَضَى: بنُو كعبِ بنِ مالكِ بْنِ حَنْظَلة، شُبِّهُوا بِتِلْكَ الذئابِ لخُبْثِها. وغَضْيَا، معرِفةٌ مقصورٌ: مائةٌ مِنَ الإِبلِ مثلُ هُنَيْدَةَ، لَا يَنْصَرِفان؛ قَالَ: ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً، ... فأَحْرِ بِهِ مِنْ طُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا أَراد: وأَحْرِيَنْ، فَجَعَلَ النونَ أَلفاً سَاكِنَةً. أَبو عَمْرٍو: الغَضْيانَةُ مِنَ الإِبل الكِرامُ. وغَضْيَانُ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تُقَضِّبِ ... عَيْناً، بغَضْيَانَ، ثَجُوجَ العُنْبُبِ غطى: غَطَى الشَّبابُ غَطْياً وغُطِيّاً: امْتَلأَ. يُقَالُ للرجُلِ إِذا امْتَلأَ شَباباً: غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ: يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فِيهِ الشَّبابُ مَعاً، ... وأَخْطَأَتْه عُيونُ الجِنِّ والحَسَدُ وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ أَنشده أَبو عُبَيْدٍ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الأَنباري أَكثرُ الناسِ يَرْوِي هَذَا الْبَيْتَ: وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ وإِنما هُوَ: وأَخْطأَتْه عيونُ الجنِّ والحَسَدُ

وَبَعْدَهُ: ساجِي العُيونِ غَضِيض الطَّرْفِ تَحْسِبُه ... يَوْمًا، إِذا مَا مَشى، فِي لِينِه أَوَدُ اللِّحْيَانِيُّ: غَطَاهُ الشبابُ يَغْطِيه غَطْياً وغُطِيّاً وغَطَّاه كِلَاهُمَا أَلْبَسَه، وغَطَاه الليلُ وغَطَّاه: أَلْبَسَه ظُلْمَته؛ عَنْهُ أَيضاً. وغَطَتِ الشَجرة وأَغْطَتْ: طالَتْ أَغْصَانُها وانْبَسَطَت عَلَى الأَرض فأَلْبَسَت مَا حَوْلَهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ قُتَيْبَةَ: ومِن تَعاجِيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ، ... يُعْصَرُ مِنْهَا مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ إِنما عَنى بِهِ الداليَةَ، وَذَلِكَ لسُمُوِّها وبُسُوقها وانتِشارِها وإِلْباسِها. الْمُفَضَّلُ: يُقَالُ للكَرْمةِ الكثيرةِ النَّوامي غَاطِيَةٌ. والنَّوامي: الأَغْصانُ، واحِدَتُها نامِيةٌ. وغَطَى الشيءَ يَغْطِيه غَطْياً وغَطَّى عَلَيْهِ وأَغْطَاه وغَطَّاه: سَتَره وعَلاه؛ قَالَ: أَنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ، فمَنْ يَكُنْ ... قِناعُه مَغْطِيّاً فإِني مُجْتَلى وَفِي التَّهْذِيبِ: فَإِنِّي لَمُجْتَلى. وفلانٌ مَغْطِيُّ القِناعِ إِذا كَانَ خامِلَ الذِّكْرِ؛ وَقَالَ حَسَّانَ: رُبَّ حِلْمٍ أَضاعه عَدَمُ الْمَالِ، وجَهْلٍ غَطَّى عَلَيْهِ النَّعِيمُ قَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ بنُ الأَعرابي: حُكِيَ أَنَّ حسانَ بنَ ثَابِتٍ صاحَ قبلَ النُّبوّة فَقَالَ: يَا بَني قَيْلةَ، يَا بَني قَيْلة قَالَ: فَجَاءَهُ الأَنصارُ يُهْرَعُونَ إِليه قَالُوا: مَا دَهاكَ؟ قَالَ لَهُمْ: قلتُ الساعةَ بَيْتًا خَشِيتُ أَن أَموتَ فيَدّعِيَه غَيْرِي قَالُوا: هاتِه، فأَنشَدهم هَذَا الْبَيْتَ: رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَه عَدَمُ المالِ والغِطاءُ: مَا غُطِّيَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ فِي الصلاةِ. ابْنُ الأَثير: مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ التَّلَثُّم بالعَمائمِ عَلَى الأَفْواه فنُهوا عَنْ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ، فإِنْ عَرَضَ لَهُ التَّثاؤب جَازَ لَهُ أَن يُغَطِّيه بثَوْبه أَو يَدِهِ لِحَدِيثٍ وَرَدَ فِيهِ. وَقَالُوا: اللهمَّ أَغْطِ عَلَى قَلْبه أَي غَشِّ قلْبَه. وفعَلَ بِهِ مَا غَطَاهُ أَي مَا ساءَه. وماءٌ غاطٍ: كثيرٌ، وَقَدْ غَطَى يَغْطِي؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يَمُرُّ كمُزْبِدِ الأَعْرافِ غَاطِ ابْنُ سِيدَهْ: وغَطَا الشيءَ غطو غَطْواً وغَطَّاه تَغْطِيةً وأَغْطاه واراهُ وسَتَرَه. قَالَ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ واويَّة ويائيَّة، وَالْجَمْعُ الأَغْطِيَة، وَقَدْ تَغَطَّى. والغِطَاءُ: مَا تَغَطَّى بِهِ أَو غَطَّى بِهِ غيرَه. والغِطايةُ: مَا تغَطَّتْ بِهِ المرأَةُ مِنْ حشْو الثِّيَابِ تَحْتَ ثِيَابِهَا كالغِلالة وَنَحْوِهَا، قُلبَت الْوَاوُ فِيهَا يَاءً طَلَبَ الخفَّة مَعَ قربِ الْكَسْرَةِ. وغَطَا الليلُ غطو يَغْطُو ويَغْطِي غطو غَطْواً وغطو غَطُوّاً إِذا غَسا وأَظْلَم، وَقِيلَ: ارْتَفَع وغَشَّى كلَّ شيءٍ وأَلبسه، وغَطا الْمَاءُ. وَكُلُّ شيءٍ ارْتَفَع وطالَ عَلَى شيءٍ فقدْ غَطا عَلَيْهِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة: كذَوائِب الحَفإِ الرَّطِيبِ غَطا بِهِ ... عَبْلٌ، ومَدَّ بِجَانِبَيْهِ الطُّحْلُبُ غَطا بِهِ: ارْتَفَع. وليلٌ غَاطٍ: مظْلِمٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى تَلا أَعْجازَ لَيْلٍ غَاطِ وَيُقَالُ: غَطَا عَلَيْهِمُ البَلاءُ. وأَغْطَى الكَرْمُ: جَرى الماءُ فِيهِ وزادَ، وكلُّ ذَلِكَ مذكورٌ فِي الْوَاوِ وَالْيَاءِ، غفا: الأَزهري: غَفَا الرَّجُلُ وَغَيْرُهُ غَفْوَةً إِذا نامَ نومَةً خَفيفة. وَفِي الْحَدِيثِ: فَغَفَوْتُ غَفْوَةً أَي نِمْتُ نَوْمةً خَفِيفَةً. قَالَ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ أَغْفَى. وقلَّما

يُقَالُ غَفا. ابْنُ سِيدَهْ: غَفَى الرجلُ غَفْيَةً وأَغْفَى نَعَس. وأَغْفَيْتُ إِغْفَاءً نِمْتُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تقُلْ غَفَوْتُ. وَيُقَالُ: أَغْفَى إِغْفَاءً وإِغْفَاءَةً إِذا نامَ. أَبو عَمْرٍو: وأَغْفَى نامَ عَلَى الغَفا، وَهُوَ التِّبْنُ فِي بَيْدَرِه. والغَفْيَةُ: الحُفْرة الَّتِي يَكْمُن فِيهَا الصَّائِدُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الزُّبْية. والغَفَى: مَا يَنْفونَه مِنْ إِبِلهم. والغَفَى، منقوصٌ: مَا يُخْرَج مِنَ الطَّعَامِ فيُرْمى بِهِ كالزُّؤان والقَصَل، وَقِيلَ: غَفَى الحِنْطةِ عيدانُها، وَقِيلَ: الغَفَى حُطامُ البُرِّ وَمَا تَكَسَّر مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ مَا يُخْرَجُ مِنْهُ فيُرْمى بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فِي الطَّعامِ حَصَلَة وغَفَاءَةٌ، مَمْدُودٌ، وفَغاةٌ وحُثالَةٌ كُلُّ ذَلِكَ الرَّديءُ الَّذِي يُرْمى بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والغَفَا قِشْرُ الحنْطة، وتَثْنِيَتُه غَفَوان، وَالْجَمْعُ أَغْفَاءٌ، وَهُوَ سَقَطُ الطَّعام مِنْ عِيدانِه وقصبِه؛ وَقَوْلُ أَوس: حَسِبْتُمُ وَلَدَ البَرْشاءِ قاطِبَةً ... نَقْلَ السِّمادِ وتَسْلِيكاً غَفَى الغِيَرِ «2» يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ هَذَا، وَيَجُوزُ أَن يُعنى بِهِ السَّفِلة، والواحِدة مِنْ كلِّ ذَلِكَ غَفَاةٌ. وحِنْطة غَفِيَةٌ: فِيهَا غَفًى عَلَى النَّسَب. وغَفَّى الطعامَ وأَغْفَاه: نَقَّاه مِنْ غَفَاهُ. والغَفَى: قِشْرٌ صغِيرٌ يَعْلُو البُسْر، وَقِيلَ: هُوَ التَّمْر الفاسِدُ الَّذِي يَغْلُظ ويَصِيرُ فِيهِ مثلُ أَجْنِحَة الجَرادِ، وَقِيلَ: الغَفَى آفةٌ تصيبُ النَّخْلَ، وَهُوَ شِبْهُ الغُبارِ يَقَع عَلَى البُسْر فيمْنعُه مِنَ الإِدْراك والنُّضْجِ ويَمْسَخ طَعْمَه. والغَفَى: حُسافةُ التَّمْرِ ودُقاقُ التَّمْرِ. والغَفَى: داءٌ يَقَعُ فِي التِّينِ فيُفْسِدُه؛ وَقَوْلُ الأَغلب: قَدْ سَرَّني الشيخُ الَّذِي ساءَ الفَتى، ... إِذْ لَمْ يَكُنْ مَا ضَمَّ أَمْساد الغَفَى أَمْسادُ الغَفَى: مُشاقَه الكَتَّانِ وَمَا أَشْبَهَه. ابْنُ سِيدَهْ فِي غَفا بالأَلف: غَفا الشيءُ غَفْواً وغُفُوّاً طَفا فَوْقَ الماءِ. والغَفْوُ والغَفْوَةُ جَمِيعًا: الزُّبْيَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. غلا: الغَلاءُ: نَقيضُ الرُّخْصِ. غَلا السِّعْرُ وغيرُه يَغْلُو غَلاءً، مَمْدُودٌ، فَهُوَ غالٍ وغَلِيٌّ؛ الأَخيرة عَنْ كراعٍ. وأَغْلاهُ اللَّهُ: جَعَلَه غالِياً. وغَالَى بالشيءِ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ. وغَالَى بالشيءِ وغَلَّاه: سامَ فأَبْعَطَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نُغَالِي اللَّحمَ للأَضْيافِ نِيئاً، ... ونُرْخِصُهُ إِذا نَضِجَ القَديرُ فَحَذَفَ الْبَاءَ وَهُوَ يريدُها، كَمَا يُقَالُ لَعِبْتُ الكِعابَ ولَعِبْتُ بالكِعابِ، الْمَعْنَى نُغالي باللحمِ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: نُغَالِي اللحمَ نَشتَريه غَالِيًا ثُمَّ نَبْذُلُه ونُطْعِمُه إِذا نَضِجَ فِي قُدُورِنا. وَيُقَالُ أَيضاً: أَغْلَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كأَنَّها دُرَّة أَغْلَى التِّجارُ بِهَا وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ أَغْلَى اللحمَ قَوْلُ شَبيب بْنِ البَرْصاء: وإِني لأُغْلِي اللحمَ نِيئاً، وإنَّني ... لمُمْسٍ بهَيْنِ اللَّحْمِ، وَهُوَ نَضِيجُ الْفَرَّاءُ: غالَيْتُ اللحمَ وغَالَيْتُ بِاللَّحْمِ جَائِزٌ. وَيُقَالُ: غَالَيْتُ صَداق المرأَة أَي أَغْلَيته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُغَالُوا صُدُقات النِّسَاءِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا تُغَالوا صُدُقَ النِّسَاءِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فِي صَدُقاتِهنَ ، أَي لَا تُبالِغُوا فِي كَثْرَةِ الصَّداقِ، وأَصلُ الغَلاء

_ (2). قوله [الغير] هكذا في الأصل، وفي المحكم: العبر بالعين المهملة والياء المثناة.

الارتفاعُ ومُجاوَزة القَدْرِ فِي كلِّ شَيْءٍ. وبِعْتُه بالغَلاءِ والغَالِي والغَلِيّ؛ كلهنَّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: وَلَوْ أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمى، ... لأَعْطَيْنا بِهِ ثَمَناً غَلِيَّا وغَلا فِي الدِّينِ والأَمْر يَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّه. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ* ؛ وقال الحَرِث بْنُ خَالِدٍ: خُمْصانة قَلِق مُوَشَّحُها، ... رُؤْد الشَّبابِ غَلا بِهَا عَظْمُ التَّهْذِيبُ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ غَلَوْت فِي الأَمر غُلُوّاً وغَلانِيَةً وغَلانِياً إِذا جاوزْتَ فِيهِ الحَدّ وأفْرَطْت فِيهِ؛ قَالَ الأَعشى: أَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ: أَوْ زِدْ عَلَيْهِ الغَلانِيا وَفِي التَّهْذِيبِ: زَادُوا فِيهِ النونَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَذُو الشَّنْءِ فاشْنَأْه، وَذُو الوِدِّ فاجْزِه ... عَلَى وِدِّه، وازْدَدْ عَلَيْهِ الغَلانِيا زَادَ فِيهِ النونَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِياكم والغُلُوَّ فِي الدِّينِ أَي التَّشَدُّدَ فِيهِ ومجاوَزة الحَدِّ، كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِنَّ هَذَا الدينَ مَتِينٌ فأَوْغِلْ فِيهِ بِرفْقٍ ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ البحثُ عَنْ بواطنِ الأَشْياء والكَشْفُ عَنْ عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وحاملُ الْقُرْآنِ غيرُ الغَالِي فِيهِ وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، إِنما قَالَ ذَلِكَ لأَنَّ مِنْ آدَابِهِ وأَخلاقِه الَّتِي أَمرَ بِهَا القَصْدَ فِي الأُمورِ، وخيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وَ: كِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ والغُلُوُّ: الإِعْداءُ. وغَلا بالسَّهْمِ يَغْلُو غَلْواً وغُلُوًّا وغَالَى بِهِ غِلاءً: رَفَع يدَه يُرِيدُ بِهِ أَقْصَى الْغَايَةِ وَهُوَ مِنَ التجاوزِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: كالسَّهْمِ أَرْسَلَه مِنْ كَفِّه الغَالِي وَقَالَ اللَّيْثُ: رَمَى بِهِ؛ وأَنشد لِلشَّمَّاخِ: كَمَا سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغَالِي والمُغَالِي بالسَّهْمِ: الرافِعُ يدَه يريدُ بِهِ أَقصَى الغايةِ. ورجلٌ غَلَّاءٌ: بَعيدُ الغُلُوِّ بالسَّهْم؛ قَالَ غَيْلانُ الرَّبَعِي يَصِفُ حَلْبَة: أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِيطاءْ ... بمائَتَيْن بغِلاءِ الغَلَّاءْ وغَلا السَّهْمُ نفسُه: ارتفَع فِي ذَهابِه وجاوَزَ المَدَى، وَكَذَلِكَ الحجَر، وكلُّ مَرْماةٍ مِنْ ذَلِكَ غَلْوَةٌ؛ وأَنشد: مِنْ مائةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غَالِ وكلُّه مِنِ الارتفاعِ والتَّجاوزِ، والجمعُ غَلَواتٌ وغِلاءٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَهْدَى لَهُ يَكْسُومُ سِلاحاً وَفِيهِ سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاءِ ؛ الغِلاء، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: مِنْ غَالَيْته أُغَالِيه مُغَالاةً وغِلاءً إِذا رامَيْتَه، والقِترُ سَهْم الهَدَف، وَهِيَ أَيضاً أَمَدُ جَرْيِ الفَرَسِ وشوْطِه، والأَصلُ الأَول. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: بَيْنه وبينَ الطَّرِيق غَلْوَةٌ ؛ الغَلْوَةُ: قدرُ رَمْيةٍ بسَهْمٍ، وَقَدْ تُسْتَعْمَل الغَلْوَة فِي سِباقِ الخَيْل، والغَلْوَةُ الْغَايَةُ مِقْدَارُ رَمْيةٍ. وَفِي الْمَثَلِ: جَرْيُ المُذْكيات غِلاءٌ. والمِغْلاةُ: سهمٌ يُتَّخَذُ لِمُغَالَاةِ الغَلْوَة، وَيُقَالُ لَهُ المِغْلَى، بِلَا هاءٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمِغْلَى سَهْمٌ تُعْلى بِهِ أَي تُرْفَعُ بِهِ اليَدُ حَتَّى يَتَجاوزَ المِقدارَ أَو يقارِب ذَلِكَ. وسهمُ الغِلاءِ، ممدودٌ: السهمُ الَّذِي

يقدَّر بِهِ مَدَى الأَمْيالِ والفراسِخِ والأَرضِ الَّتِي يُسْتَبَقُ إِليها. التَّهْذِيبُ: الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ وَعِشْرُونَ غَلْوَةً. والغُلُوُّ فِي القافِية: حَرَكَةُ الرَّوِيّ الساكِنِ بَعْدَ تمامِ الوزنِ، والغَالِي: نونٌ زَائِدَةٌ بَعْدَ تِلْكَ الْحَرَكَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِهِ فِي إنشادِ مَنْ أَنشده هَكَذَا: وقاتِم الأَعْماقِ خَاوِي المُخْتَرَقِنْ فَحَرَكَةُ القافِ هِيَ الغُلُوُّ، والنونُ بَعْدَ ذَلِكَ هِيَ الْغَالِي، وَإِنَّمَا اشتُقَّ مِنَ الغُلُوِّ الَّذِي هُوَ التجاوُزُ لِقَدْرِ مَا يجبُ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ أَفْحَشُ مِنَ التَّعَدّي، وَقَدْ ذَكَرْنَا التَّعَدِّيَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَليق بِهِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فِي الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قَدْ تَناهَى قبلَه، جَعَلُوا ذَلِكَ فِي آخرِ الْبَيْتِ بمَنْزلة الخَزْمِ فِي أَوَّله. والدابَّة تَغْلُو فِي سَيْرِها غَلْواً وتَغْتَلِي بخفَّةِ قوائمِها؛ وأَنشد: فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلِي ابْنُ سِيدَهْ: وغَلَتِ الدَّابَّةُ فِي سَيرِها غُلُوًّا واغْتَلَت ارْتَفَعَت فجاوَزَت حُسْنَ السَّيْر؛ قَالَ الأَعشى: جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف، ... إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا والاغْتِلاءُ: الإِسْراعُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يَا شَرْجُ، ... وَقَدْ سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ؟ وناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ، ... مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ الْهَاءُ للمُخْتَرَق، وَهُوَ الْمَفَازَةُ. وغَلا بالجارِية وَالْغُلَامِ عَظْمٌ غُلُوًّا: وَذَلِكَ فِي سُرْعَةِ شَبَابِهِمَا وسَبْقِهِما لداتِهِما، وَهُوَ مِنَ التجاوُزِ. وغُلْوَانُ الشَّبابِ وغُلَوَاؤُه: سُرْعَتُه وأَوَّله. أَبو عُبَيْدٍ: الغُلَوَاءُ، ممدودٌ، سرعةُ الشبابِ؛ وَأَنْشَدَ قَوْلَ ابْنِ الرُّقَيَّات: لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها، ... ومَضَتْ عَلَى غُلَوَائِها وَقَالَ آخَرُ: فَمَضَى عَلى غُلَوَائِهِ، وكأَنَّه ... نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُيُومُ فَلاحَا وَقَالَ طُفَيْل: فَمَشَوْا إِلى الهَيْجاءِ، فِي غُلَوَائِها، ... مَشْيَ اللُّيُوثِ بكُلِّ أَبْيَضَ مُذْهَبِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: شُمُوخُ أَنْفِه وسُمُوُّ غُلَوَائِه ؛ غُلَوَاءُ الشبابِ: أَوَّلُه وشِرَّتُه؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها، ... رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ قَالَ: هَذَا مثلُ قَوْلِ ابْنِ الرُّقَيَّاتِ: لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها، ... ومَضَتْ عَلَى غُلَوائِها وَكَمَا قَالَ: كالغُصْنِ فِي غُلَوَائِهِ المُتَأَوِّدِ وَقَالَ غيرُه: الغَالِي اللّحْمُ السَّمِينُ، أُخِذَ مِنْهُ قَوْلُهُ: غَلا بِهَا عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ؛ وَقَالَ أَبو وجْزَة السَّعْدي: تَوَسَّطَها غَالٍ عَتِيقٌ، وزانَها ... مُعَرّسُ مَهْرِيٍّ، بِهِ الذَّيْلُ يَلْمَعُ

أَراد بمُعَرّس مَهْرِيّ حَمْلَها الَّذِي أَجَنَّتْه فِي رَحِمِها مِنْ ضِرابِ جَملٍ مَهْرِيّ أَي تَوَسَّطَها شَحْم عَتِيق فِي سنامِها. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا ارْتَفَع: قَدْ غَلا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَمَا زالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا، ... ويَزْدادُ حَتَّى لَمْ نَجِدْ مَا نَزِيدُها وغَلا النَّبْت: ارْتَفَع وعَظُمَ والْتَفَّ قَالَ لَبِيدٌ: فغَلا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ، وأَطْفَلَتْ، ... بالجَلْهَتَيْنِ، ظِباؤُها ونَعامُها وَكَذَلِكَ تَغَالَى واغْلَوْلَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مِمَّا تَغَالَى مِنَ البُهْمَى ذَوائِبُه ... بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عَنْهُ الأَكامِيمُ وأَغْلَى الكَرْمُ: التَفّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نوامِيهِ وطالَ، وأَغْلاهُ: خَفَّفَ مِنْ وَرَقِه لِيَرتَفِعَ ويَجُودَ. وَكُلُّ مَا ارْتَفَع فقدْ غَلا وتَغالَى. وتَغالَى لَحْمُه: انْحَسر عِنْدَ الضَّمادِ كأَنّه ضِدٌّ. التَّهْذِيبُ: وتَغَالَى لحمُ الدابَّة أَو النَّاقَةِ إِذَا ارْتَفَعَ وذهَب، وَقِيلَ: إِذَا انْحَسَرَ عندَ التَّضْمِير؛ قَالَ لَبِيدٌ: فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ، ... وتقَطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها تَغَالَى لَحْمُها أَي ارْتفَع وصارَ عَلَى رُؤوس العِظام، وَرَوَاهُ ثَعْلَبٌ بِالْعَيْنِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ. والغُلَوَاءُ: الغُلُوُّ. وغَلْوَى: اسمُ فرَسٍ مَشْهورَةٍ. وغَلَتِ القِدرُ والجَرَّةُ تَغْلِي غَلْياً وغَلَيَاناً وأَغْلاها وغَلَّاها، وَلَا يُقَالُ غَلِيتْ؛ قَالَ أَبو الأَسود الدُّؤَلى: ولا أَقولُ لِقدرِ القَوْمِ: قدْ غَلِيتْ، ... وَلَا أَقولُ لبابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ أَي أَني فَصِيح لَا أَلْحَنُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَفِي بعْضِ كلامِ الأَوائِلِ أَنَّ مَاءً وغَلِّه، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ: أُزَّ مَاءً وغَلِّه. والغَالِيَةُ مِنَ الطِّيب: مَعْرُوفَةٌ وَقَدْ تَغَلَّى بِهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وغَلَّى غَيرَه. يُقَالُ: إنَّ أَولَ منْ سَمَّاها بِذَلِكَ سليمانُ بنُ عبدِ المَلكِ، وَيُقَالُ مِنْهَا تَغَلَّلتُ وتَغَلَّفْتُ وتَغَلَّيْت، كُلُّهُ مِنَ الْغَالِيَةِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: سَأَلْتُ الأَصمعي هَلْ يَجُوزُ تغَلَّلت؟ فَقَالَ: إنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ أَدْخَلْتَه فِي لِحْيَتِك أَوْ شارِبك فجائِزٌ. والغَلْوَى: الْغَالِيَةُ فِي قَوْلِ عَديّ ابن زَيْدٍ: يَنْفَحُ مِنْ أَرْدانِها المِسْكُ والعَنْبَرُ ... والغَلْوَى ولُبْنى قَفُوص وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: كنتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالغالِيةِ ؛ قَالَ: هُوَ نوعٌ مِنَ الطِّيب مُرَكَّبٌ مِنْ مِسْكٍ وعَنْبَرٍ وعُودٍ ودُهْنٍ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ، والتَّغلُّف بها التَّلَطُّخ. غما: ابْنُ دُرَيْدٍ: غَما البيتَ يَغْمُوه غَمْواً ويَغْمِيهِ غَمْياً إِذَا غَطَّاه، وَقِيلَ: إِذَا غَطَّاه بالطِّين وَالْخَشَبِ. والغُّمَا: سَقْفُ الْبَيْتِ، وتَثنيته غَمَوَان وغَمَيان، وَهُوَ الغِماءُ أَيضاً، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ ويائيَّة. وغُمِيَ عَلَى الْمَرِيضِ وأُغْمِيَ عَلَيْهِ: غُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفاقَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أُغْمِيَ عَلَى فُلَانٍ إِذَا ظُنَّ أَنه ماتَ ثُمَّ يَرْجِع حَيًّا. ورجلٌ غَمًى: مُغْمًى عَلَيْهِ: وَامْرَأَةٌ غَمًى كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ والجمعُ وَالْمُؤَنَّثُ لأَنه مصدرٌ، وَقَدْ ثَنَّاه بَعْضُهُمْ وجَمعه فَقَالَ: رَجُلَانِ غَمَيان وَرِجَالٌ أَغْمَاء. وَفِي التَّهْذِيبِ: غَمَيَانِ فِي التَّذْكِيرِ وَالتَّأْنِيثِ. وَيُقَالُ:

تَرَكْتُ فُلَانًا غَمًى، مقصورٌ مِثْلُ قَفًى أَي مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي ذَا غَمًى لأَنه مَصْدَرٌ. يُقَالُ: غُمِيَ عَلَيْهِ غَمًى وأُغْمِيَ عَلَيْهِ إغْمَاءً، وأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ، وغُمِيَ عَلَيْهِ فَهُوَ مَغْمِيٌّ عَلَيْهِ عَلَى مَفْعُولٍ. أَبو بَكْرٍ: رَجُلٌ غَمًى للمُشْرِف عَلَى الْمَوْتِ، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع، ورجالٌ غَمًى وَامْرَأَةٌ غَمًى. وأُغْمِيَ عَلَيْهِ الخَبَرُ أَي استَعْجَمَ مثلُ غُمَّ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ رجلٌ غَمًى وَرَجُلَانِ غَمَيانِ إِذَا أَصابَه مرَضٌ؛ وأَنشد: فَرَاحُوا بيَحْبُورٍ تَشِفُّ لِحاهُمُ ... غَمًى، بَيْنَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ وهائِعِ قَالَ: يَحْبورٌ رجلٌ ناعِم، تَشِفّ: تَحَرَّكُ. الْفَرَّاءُ: تَركْتُهم غَمًى لَا يَتَحرَّكون كأَنَّهم قَدْ سَكَنُوا. وَقَالَ: غَمًى الْبَيْتِ فقَصر، وَقَالَ: أَقرب لَهَا وأَبعد إِذَا تكلَّمْت بكلمةٍ وتَكلَّم الآخرُ بِكَلِمَةٍ، قَالَ: أَنا أَقْرَبُ لَهَا مِنْكَ أَي أَنا أَقْرَبُ إِلَى الصوابِ مِنْكَ. والغَمَى: سَقْفُ البيتِ، فَإِذَا كسَرْتَ الغينَ مَدَدْت، وَقِيلَ: الغَمَى القَصَب وَمَا فَوقَ السَّقْفِ مِنَ التُّرابِ وَمَا أَشْبَهه، وَالتَّثْنِيَةُ غَمَيان وغَمَوان؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَالْجَمْعُ أَغْمِيَةٌ، وَهُوَ شاذٌ، وَنَظِيرُهُ نَدًى وأَنْدِيةٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ أَغْمِيَةً جمعُ غِمَاءٍ كرِداءٍ وأَرْدِيةٍ، وأَن جَمْعَ غَمًى إِنَّمَا هُوَ أَغْمَاءٌ كنَقًى وأَنْقاءٍ. وَقَدْ غَمَيْت البيتَ وغَمَّيْته إِذَا سقفْتَه. ابْنُ دُرَيْدٍ: وغَمَى البيتِ مَا غَمَّى عَلَيْهِ أَي غَطَّى؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ ثَوْرًا فِي كِناسِه: مُنَكِّب رَوْقَيْه الكِناسَ كَأَنَّهُ ... مُغَشًّى غَمًى إِلَّا إِذَا مَا تَنَشَّرا قَالَ: تَنَشَّر خَرَجَ مِنْ كِنَاسِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: غَمَى كُلِّ شيءٍ أَعلاه. والغَمَى أَيضاً: مَا غُطِّي بِهِ الفرسُ ليَعْرَقَ؛ قَالَ غَيْلانُ الرَّبَعي يَصِفُ فَرَسًا: مُداخَلًا فِي طِوَلٍ وأَغْمَاءْ وأُغْمِيَ يومُنا: دامَ غَيْمُه. وأُغْمِيَتْ ليلَتُنا: غُمَّ هلالُها، ولَيْلَة مُغْمَاةٌ. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكمْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِنْ غُمِّي عَلَيْكُمْ. يُقَالُ: أُغْمِيَ عَلينا الهِلالُ وغُمِّيَ، فَهُوَ مُغْمىً ومُغَمّىً إِذَا حالَ دونَ رُؤْيته غَيمٌ أَو قَتَرَة، كما يقال عَلَيْنَا. وَفِي السَّماء غَمًى وغَمْيٌ إِذَا غُمَّ عَلَيْهِمُ الهِلالُ، وَلَيْسَ مِنْ لفظِ غُمَّ. الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ صُمْنا للِغُمَّى وللْغَمَّى، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، أَيْ صُمنا مِنْ غَيْرِ رُؤيةِ إِذَا غُمَّ علَيهم الْهِلَالُ، وأَصلُ التَّغْمِيَة الستْرُ والتَّغْطِيَة؛ وَمِنْهُ أُغْمِيَ عَلَى الْمَرِيضِ إِذَا أُغْشِيَ عَلَيْهِ، كأَنَّ المَرَضَ سَتَر عَقْلَه وغَطَّاه، وَهِيَ لَيْلَةُ الغُمَّى؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَيْلَة غُمَّى طامِس هِلالُها ... أَوْغَلْتُها ومُكْرَةٌ إيغالُها قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْفَصْلُ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ هَاهُنَا، وحقُّ هَذَا الْفَصْلِ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ غَمَمَ لَا فِي فَصْلِ غَمى لأَنه مِنْ غُمَّ علَيهم الهلالُ. التَّهْذِيبُ: وَفِي الحديث فإن غُمِّيَ علَيكُم ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِنْ غُمَّ علَيْكُمْ فأَكْمِلوا العِدَّةَ ، وَالْمَعْنَى واحدٌ. يُقَالُ: غُمَّ علَينا الهِلالُ فَهُوَ مَغْمُومٌ، وأُغْمِيَ فَهُوَ مُغْمًى. وَكَانَ عَلَى السَّمَاءِ غَمْيٌ، مِثْلُ غَشْيٍ، وغَمٌّ، فحالَ دونَ رُؤيَة الهلالِ. غنا: فِي أَسْماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الغَنِيُّ. ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي لَا يَحْتاجُ إِلَى أَحدٍ فِي شيءٍ وكلُّ أَحَدٍ مُحْتاجٌ إِلَيْهِ، وَهَذَا هُوَ الغِنى المُطْلَق وَلَا يُشارِك

اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ غيرُهُ. وَمِنْ أَسمائه المُغْنِي، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهُوَ الَّذِي يُغني مَنْ يشاءُ مِنْ عِباده. ابْنُ سِيدَهْ: الغِنَى، مقصورٌ، ضدُّ الفَقْر، فَإِذَا فُتِح مُدَّ؛ فأَما قَوْلُهُ: سَيُغْنِيني الَّذِي أَغْنَاكَ عَنِّي، ... فَلَا فَقْرٌ يدُومُ وَلَا غِناءٌ فَإِنَّهُ: يُروى بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، فَمَنْ رَوَاهُ بِالْكَسْرِ أَراد مصدَرَ غَانَيْت، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ أَراد الغِنى نَفْسه؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: إِنَّمَا وَجْهُه وَلَا غَناء لأَن الغَناء غيرُ خارجٍ عَنْ مَعْنَى الغِنى؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَنشده مَنْ يُوثَقُ بعِلْمِه. وَفِي الْحَدِيثِ: خيرُ الصَّدَقَةِ مَا أَبْقَتْ غِنًى ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى أَي مَا فَضَل عَنْ قُوت الْعِيَالِ وكِفايتِهِمْ، فَإِذَا أَعْطَيْتَها غَيْرَك أَبْقَيْتَ بعدَها لكَ ولهُم غِنًى، وَكَانَتْ عَنِ اسْتِغْناءٍ منكَ، ومِنْهُم عَنْها، وَقِيلَ: خيرُ الصَّدَقَة مَا أَغْنَيْتَ بِهِ مَن أَعْطَيْته عَنِ المسأَلة؛ قَالَ: ظَاهِرُ هَذَا الكلامِ أَنه مَا أَغْنى عَنِ المَسْأَلة فِي وقْتِه أَو يَوْمِه، وأَما أَخْذُه عَلَى الإِطلاق فَفِيهِ مَشقَّة للعَجْزِ عَنْ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: رجلٌ رَبَطها تَغَنِّياً وتَعَفُّفًا أَي اسْتَغْناءً بِهَا عَنِ الطَّلب مِنَ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ الجُمعة: مَن اسْتَغْنَى بلَهْوٍ أَو تِجارةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، واللهُ غَنِيٌّ حَمِيد ، أَي اطَّرَحَه اللهُ ورَمَى بِهِ مِنْ عَيْنه فِعْلَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنِ الشَّيْءِ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: جَزاهُ جَزاءَ اسْتِغْنائه عَنْهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ. وَقَدْ غَنِيَ بِهِ عَنْهُ غُنْيَة وأَغْناه اللَّهُ. وَقَدْ غَنِيَ غِنىً واسْتَغْنَى واغْتَنَى وتَغَانَى وتَغَنَّى فَهُوَ غَنِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآنِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ سفيانُ بنُ عُيَيْنة يَقُولُ ليسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَسْتَغنِ بِالْقُرْآنِ عَنْ غيرِه وَلَمْ يَذْهَبْ بِهِ إِلَى الصَّوْتِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا جائزٌ فَاشٍ فِي كلام العرب، ويقول: تَغَنَّيْت تَغَنِّياً بِمَعْنَى اسْتَغْنَيْت وتَغانَيْتُ تَغانِياً أَيضاً؛ قَالَ الأَعشى: وكُنْتُ امْرَأً زَمَناً بالعِراق، ... عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ يُرِيدُ الاسْتِغْناءَ، وَقِيلَ: أَرادَ مَنْ لَمْ يَجْهَر بِالْقِرَاءَةِ. قَالَ الأَزهري: وأَما الْحَدِيثُ الْآخَرُ مَا أَذِنَ اللَّهُ لشيءٍ كأَذَنِه لنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ يَجْهَرُ بِهِ ، قَالَ: فإنَّ عبدَ الملِك أَخْبرني عَنِ الرَّبِيعِ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنه قَالَ مَعْنَاهُ تَحْسِينُ القِراءةِ وتَرْقِيقُها، قَالَ: وَمِمَّا يُحَقّقُ ذَلِكَ الحديثُ الآخرُ زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ ، قَالَ: ونحوَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الَّذِي حَصَّلْناه مِنْ حُفَّاظ اللُّغَةِ فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأَذَنِه لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآنِ ، أَنه عَلَى مَعْنَيَيْنِ: عَلَى الِاسْتِغْنَاءِ، وَعَلَى التَّطْرِيبِ؛ قَالَ الأَزهري: فَمَنْ ذهَب بِهِ إِلَى الِاسْتِغْنَاءِ فَهُوَ مِنَ الغِنَى، مقصورٌ، وَمَنْ ذهَب بِهِ إِلَى التَّطْرِيبِ فَهُوَ مِنَ الغِنَاء الصَّوْتِ، ممدودٌ. الأَصمعي فِي الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ: الغِنَى مِنَ الْمَالِ مقصورٌ، وَمِنَ السَّماعِ مَمْدُودٌ، وكلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عِنْدَ الْعَرَبِ غِناءٌ. والغَنَاءُ، بالفتح: النَّفْعُ. والغِناء، بِالْكَسْرِ: مِنَ السَّماع. والغِنَى، مقصورٌ: اليَسارُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانَتِ الْعَرَبُ تتَغَنَّى بالرُّكْبانيِّ، «3» إِذَا رَكِبَت الإِبلَ، وَإِذَا جَلَست فِي الأَفْنِية وَعَلَى أَكثر أَحوالها، فلمَّا نَزَلَ القرآنُ أَحبَّ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يَكُونَ هِجِّيرَاهُم بِالْقُرْآنِ

_ (3). قوله [الركباني] في هامش نسخة من النهاية: هو نشيد بالمد والتمطيط يعني لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يضع القرآن موضع الركباني في اللهج به والطرب عليه.

مكانَ التَّغَنِّي بالرُّكْبانيِّ، وأَوَّلُ مَن قرَأَ بالأَلحانِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرة، فَوَرِثَه عَنْهُ عَبَيْدُ اللَّهِ بنُ عُمر، وَلِذَلِكَ يُقَالُ قرأْتُ العُمَرِيَّ، وأَخَذ ذَلِكَ عَنْهُ سعيدٌ العَلَّافُ الإِباضيُّ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَعِنْدِي جارِيتان تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ أَي تُنْشِدانِ الأَشعارَ الَّتِي قيلَتْ يومَ بُعاث، وَهُوَ حربٌ كَانَتْ بَيْنَ الأَنصار، وَلَمْ تُرِدِ الغِناء المعروفَ بَيْنَ أَهلِ اللَّهْوِ واللَّعِبِ، وَقَدْ رَخَّصَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي غناءِ الأَعرابِ وَهُوَ صوتٌ كالحُداءِ. واسْتَغْنَى اللهَ: سأَله أَن يُغْنِيهَ؛ عَنِ الهَجَري، قَالَ: وَفِي الدُّعَاءِ اللهمَّ إِنِّي أَسْتَغْنِيكَ عَنْ كلِّ حازِمٍ، وأَسْتَعِينُك عَلَى كلِّ ظالِمٍ. وأَغْناهُ اللهُ وغَنَّاه، وَقِيلَ: غَنَّاه فِي الدُّعَاءِ وأَغْناه فِي الْخَبَرِ، وَالِاسْمُ مِنَ الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الشَّيْءِ الغُنْيَة والغُنْوة والغِنْية والغُنْيانُ. وتَغانُوا أَي اسْتَغْنَى بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ؛ قَالَ المُغيرة بْنُ حَبْناء التَّميمي. كِلانا غَنِيٌّ عَنْ أَخِيه حَياتَه، ... ونَحْنُ إِذَا مُتْنا أَشَدُّ تَغَانِيَا واسْتَغْنَى الرجلُ: أَصابَ غِنًى. أَبو عُبَيْدٍ: أَغْنَى اللهُ الرجلَ حَتَّى غَنِيَ غِنًى أَي صَارَ لَهُ مالٌ، وأَقناه اللهُ حَتَّى قَنِيَ قِنًى وَهُوَ أَن يَصيرَ لَهُ قِنيةٌ مِنَ الْمَالِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى . وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ غُلاماً لأُناسٍ فُقَراء قَطَع أُذُنَ غُلامٍ لأَغْنِياءَ، فأَتَى أَهلُه النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يَجْعَلْ عليه شَيْئًا. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الخطَّابي كانَ الغلامُ الْجَانِي حُرًّا وَكَانَتْ جِنايتُه خَطَأً وَكَانَتْ عاقِلَتُه فقراءَ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ لفَقْرِهم. قَالَ: ويُشْبِه أَن يَكُونَ الغلامُ المَجْنيّ عَلَيْهِ حُرًّا أَيضاً، لأَنه لَوْ كَانَ عَبْدًا لَمْ يَكُنْ لاعتذارِ أَهلِ الْجَانِي بالفَقْرِ مَعْنًى، لأَن الْعَاقِلَةَ لَا تَحْمِلُ عَبْدًا كَمَا لَا تحْمِلُ عَمْداً وَلَا اعْتِرَافًا، فَأَمَّا المَمْلوك إِذَا جنَى عَلَى عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ فجنايَتُه فِي رَقَبَتِه، وللفُقهاء فِي اسْتِيفائها مِنْهُ خلافٌ؛ وَقَوْلُ أَبِي المُثَلّم: لَعَمْرُكَ والمَنايا غالِياتٌ، ... وَمَا تُغْنِي التَّمِيماتُ الحِمامَا» أَرَادَ مِنَ الحِمامِ، فحذَفَ وعَدَّى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما مَا أُثِرَ مِنْ أَنه قيلَ لابْنةِ الخُسِّ مَا مِائةٌ مِنَ الضأْنِ فَقَالَتْ غِنَى، فرُوِي لِي أَن بعضَهم قَالَ: الغِنَى اسمُ المِائةِ مِنَ الغَنمِ، قَالَ: وَهَذَا غيرُ معروفٍ فِي موضوعِ اللغةِ، وَإِنَّمَا أَرادَتْ أَن ذَلِكَ العدَدَ غِنًى لمالِكِه كَمَا قِيلَ لَهَا عِنْدَ ذَلِكَ وَمَا مِائةٌ مِنَ الإِبلِ فَقَالَتْ مُنى، فَقِيلَ لَهَا: وَمَا مِائة مِنَ الْخَيْلِ؟ فَقَالَتْ: لَا تُرَى؛ فمُنى وَلَا تُرَى لَيْسَا باسمَين لِلْمِائَةِ مِنَ الإِبلِ والمِائةِ مِنَ الخَيْلِ، وكتَسْمِية أَبِي النَّجْم فِي بعضِ شعْره الحِرْباء بالشقِيِّ، وَلَيْسَ الشَّقِيُّ باسمٍ للحِرْباء، وَإِنَّمَا سمَّاه بِهِ لمكابَدَتِه للشمسِ واستِقبالِه لَهَا، وَهَذَا النحوُ كثيرٌ. والغَنِيُّ والغَانِي: ذُو الوَفْرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لعَقِيل بْنِ عُلَّفة قَالَ: أَرى المالَ يَغْشَى ذَا الوُصُومِ فَلَا تُرى، ... ويُدْعى مِنَ الأَشرافِ مَن كَانَ غَانِيا وقال طَرَفَةُ: وَإِنْ كنتَ عَنْهَا غَانِياً فاغْنَ وازْدَدِ وَرَجُلٌ غانٍ عَنْ كَذَا أَي مُسْتَغْنٍ، وَقَدْ غَنِيَ عَنْهُ. وَمَا لَك عَنْهُ غِنًى وَلَا غُنْيَةٌ وَلَا غُنْيانٌ وَلَا مَغْنًى أَي مَا لَكَ عنهُ بُدٌّ. وَيُقَالُ: مَا يُغْنِي عَنْكَ هَذَا أي

_ (1). قوله [غاليات] هو هكذا في المحكم بالمثناة.

مَا يُجْزِئُ عَنْكَ وَمَا يَنْفَعُك. وَقَالَ فِي مُعْتَلِّ الأَلف: لِي عَنْهُ غُنْوَةٌ أَي غِنًى؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَالْمَعْرُوفِ غُنْيَة. والغانِيَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي غَنِيَتْ بالزَّوْج؛ وَقَالَ جَمِيلٌ: أُحبُّ الأَيامى: إذْ بُثَيْنَةُ أَيِّمٌ، ... وأَحْبَبْتُ لمَّا أَن غَنِيتِ الغَوَانِيَا وغَنِيَت المرأةُ بزَوْجِها غُنْيَاناً أَي اسْتَغْنَتْ، قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطيم: أَجَدَّ بعَمْرة غُنْيَانُها، ... فتَهْجُرَ أَمْ شانُنا شانُها؟ والغَانِيَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الشابَّة المُتَزَوّجة، وجمعُها غَوَانٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لنُصَيْب: فهَل تَعُودَنْ لَيالينا بِذِي سَلمٍ، كَمَا بَدَأْنَ، وأَيّامي بِهَا الأُوَلُ أَيّامُ لَيلى كعابٌ غيرُ غانِيَةٍ، وأَنتَ أَمْرَدُ معروفٌ لَك الغَزَلُ والغَانِيَة: الَّتِي غَنِيَتْ بحُسْنِها وَجَمَالِهَا عَنِ الحَلْي، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُطْلَب وَلَا تَطْلُب، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي غَنِيَتْ ببَيْتِ أَبَويْها وَلَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا سِباءٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ أَعْزَبُها؛ وَهِيَ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَقِيلَ: هِيَ الشابَّة العَفيفة، كَانَ لَهَا زَوْجٌ أَو لَمْ يكُنْ. الْفَرَّاءُ: الأَغْنَاءُ إملاكاتُ العَرائسِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغِنَى التَّزْويجُ، والعَرَبُ تَقُولُ: الغِنَى حِصْنُ العَزَب أَي التَّزْويجُ. أَبو عُبَيْدَةَ: الغَوَانِي ذواتُ الأَزْواج؛ وأَنشد: أَزْمانُ لَيْلَى كعابٌ غيرُ غَانِيَةٍ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ عِمَارَةَ: الغَوَانِي الشَّوابُّ اللَّواتي يُعْجِبْنَ الرجالَ ويُعْجِبُهُنَّ الشُّبَّانُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الغَانِيَة الجاريَةُ الحَسْناءُ، ذاتَ زوْج كَانَتْ أَو غيرَ ذاتِ زَوْج، سميِّتْ غانِيَة لأَنها غَنِيَتْ بحُسْنِها عَنِ الزينَة. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كلُّ امْرأَة غَانِيَةٌ، وَجَمْعُهَا الغَوَانِي؛ وأَما قَوْلُ ابنِ قَيْسِ الرُّقَيَّات: لَا بارَكَ اللهُ فِي الغَوَانِي، هَلْ ... يُصْبِحْنَ إلَّا لَهُنَّ مُطَّلَب؟ فَإِنَّمَا حرَّك الياءَ بالكَسْرة للضَّرُورة ورَدَّه إِلَى أَصْله، وجائزٌ فِي الشِّعْرِ أَن يُرَدَّ الشيءُ إِلَى أَصْله؛ وَقَوْلُهُ وأَخُو الغَوَانِ مَتَى يَشأْ يَصْرِمْنَهُ، ... ويَعُدْنَ أَعْداءً بُعَيْدَ ودادِ إِنَّمَا أَراد الغَوَانِي، فحذَف الْيَاءَ تَشْبِيهَا لِلام المَعْرفة بِالتَّنْوِينِ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ هَذِهِ الأَشياءُ مِنْ خَواصِّ الأَسماء، فحذَفَ الياءَ لأَجل اللَّامِ كَمَا تحذِفها لأَجل التَّنْوِينِ؛ وَقَوْلُ المثَقّب العَبْدي: هَلْ عندَ غانٍ لفُؤادٍ صَدِ، ... مِنْ نَهْلَةٍ فِي اليَوْمِ أَوْ فِي غَدِ؟ إِنَّمَا أَراد غانِيَةٍ فذَكّرَ عَلَى إِرَادَةِ الشَّخْصِ، وَقَدْ غَنِيَتْ غِنًى. وأَغْنَى عَنْهُ غَنَاء فلانٍ ومَغْناه ومَغْنَاتَه ومُغْناهُ ومُغْنَاتَه: نابَ عَنْهُ وأَجْزَأَ عَنْهُ مُجْزَأَه. والغَنَاءُ، بالفتح: النَّفْعُ. والغَنَاءُ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ ممدودٌ: الإِجْزاءُ والكفايَة. يُقَالُ: رَجُلٌ مُغْنٍ أَي مُجْزئٌ كافٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الغَنَاءُ مصدرُ أَغْنَى عنْكَ أَي كَفاكَ عَلَى حَذْفِ الزَّوَائِدِ مِثْلُ قَوْلِهِ: وبعْدَ عَطائِك المائَةَ الرِّتاعا وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: أَنّ عَلِيّاً، رَضِيَ اللَّهُ عنهُما، بَعث إِلَيْهِ بصَحيفة فَقَالَ لِلرَّسُولِ أَغْنِها عَنَّا أَي

اصْرفْها وكُفَّها، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ؛ أَي يَكُفُّه ويَكْفِيه. يُقَالُ: أَغْنِ عَني شَرَّكَ أَي اصْرِفْه وكُفَّهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ؛ وَحَدِيثُ ابْنُ مَسْعُودٍ: وأَنا لَا أُغْنِي لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَة أَي لَوْ كَانَ مَعِي مَنْ يَمْنَعُني لكَفَيْت شَرَّهم وصَرَفْتُهم. وَمَا فِيهِ غَنَاءُ ذَلِكَ أَي إقامَتُه والاضْطلاعُ بِهِ. وغَنِيَ بِهِ أَي عَاشَ. وغَنِيَ القومُ بالدارِ غِنىً: أَقاموا. وغَنِيَ بِالْمَكَانِ: أَقامَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقُولُ غَنِيَ بالمكانِ مَغْنىً وغَنِيَ القومُ فِي دِيارِهم إِذا طالَ مُقامُهم فِيهَا. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا* ، أَي لَمْ يُقِيموا فِيهَا، وَقَالَ مهَلْهِل: غَنِيَتْ دارُنا تِهامَةَ فِي الدَّهْر، ... وَفِيهَا بَنو مَعَدّ حُلُولا وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا فَنِيَ كأَنْ لَمْ يَغْنَ بالأَمْسِ أَي كأَنْ لَمْ يَكُنْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: ورَجلٌ سَمَّاهُ الناسُ عالِماً وَلَمْ يَغْنَ فِي العِلْمِ يَوْماً سالِماً أَي لَمْ يَلْبَثْ فِي أَخْذ العِلْمِ يَوْماً تَامًّا، مِنْ قَوْلِكَ غَنِيتُ بالمَكان أَغْنَى إِذا أَقَمْتَ بِهِ. والمَغَانِي: المنازِلُ الَّتِي كَانَ بِهَا أَهْلُوها، واحِدُها مَغْنىً، وَقِيلَ: المَغْنَى المَنْزِلُ الَّذِي غَنِيَ بِهِ أَهْلُه ثُمَّ ظَعَنُوا عَنْهُ. وغَنِيتُ لَكَ مِنِّي بالبِرِّ والمَوَدَّة أَي بَقِيتُ. وغَنِيَتْ دارُنا تِهامَةَ أَي كَانَتْ دارُنا تِهامة، وأَنشد لمُهَلْهِل: غَنِيَتْ دارنُا أَي كَانَتْ، وَقَالَ تَمِيمُ بنُ مُقْبلٍ: أَأُمَّ تَمِيمٍ، إِنْ تَرَيْني عَدُوَّكُم ... وبَيْتي فَقَدْ أَغْنى الحبيبَ المُصافِيا أَي أَكونُ الحَبيبَ. الأَزهري: وسمِعْت رجُلًا مِنَ الْعَرَبِ يُبَكِّتُ خَادِمًا لَهُ يَقُولُ أَغْنِ عَنِّي وجهَكَ بَلْ شَرَّك بِمَعْنَى اكْفِني شَرَّك وكُفَّ عَنِّي شَرَّك، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ، يَقُولُ: يَكْفِيه شُغْلُ نفسِه عَنْ شُغْلِ غَيْرِهِ. والمَغْنَى: واحدُ المَغَانِي وَهِيَ المواضعُ الَّتِي كَانَ بِهَا أَهْلُوها. والغِنَاءُ مِنَ الصَّوتِ: مَا طُرِّبَ بِهِ، قَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْرٍ: عَجِبْتُ لَهَا أَنَّى يكونُ غِنَاؤها ... فَصِيحاً، وَلَمْ تَفْغَرْ بمَنْطِقِها فَما وَقَدْ غَنَّى بِالشِّعْرِ وتَغَنَّى بِهِ، قَالَ: تَغَنَّ بالشِّعْرِ، إِمّا كنتَ قائِلَه، ... إِنَّ الغِناءَ بِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمارُ أَراد إِنَّ التَّغَنِّيَ، فوَضَع الِاسْمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. وغَنَّاه بالشِّعْرِ وغَنَّاه إِيَّاه. وَيُقَالُ: غَنَّى فلانٌ يُغَنِّي أُغْنِيَّة وتَغَنَّى بأُغْنِيَّة حَسَنة، وَجَمْعُهَا الأَغانِي، فأَمَّا مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: ثُمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرادُها، ... إِنْ مُتَغَنَّاةً وإِنْ حادِيَهْ فإِنه أَرادَ إِنْ مُتَغَنِّيَةً، فأَبدلَ الياءَ أَلِفاً كَمَا قَالُوا الناصاةُ فِي الناصِية، والقاراةُ فِي القارِيةِ. وغَنَّى بالمرأَة: تَغَزَّلَ بِهَا. وغَنَّاهُ بِهَا: ذَكَّرهُ إِيّاها فِي شِعْرٍ، قَالَ: أَلا غَنِّنا بالزَّاهِريَّة، إِنَّني ... عَلَى النَّأْيِ مِمَّا أَن أُلِمَّ بِهَا ذِكْرَا وبَيْنَهم أُغنِيَة «2» وإِغْنِيَةٌ يَتَغَنَّون بِهَا أَي نَوعٌ من

_ (2). 1 قوله «وبينهم أُغْنِية إلخ» في القاموس: وبينهم أُغْنِيَّة كأُثْفِيَّةِ، ويخفف ويكسران.

الغِناء، وَلَيْسَتِ الأُولى بِقَوِيَّةٍ إِذ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ أُفْعُلة إِلا أُسْنُمة، فِيمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ الأَغَانِي. وغَنَّى وتَغَنَّى بِمَعْنًى. وغَنَّى بالرجُلِ وتَغَنَّى بِهِ: مَدَحَه أَو هَجاهُ. وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّ بعضَ بَنِي كُلَيْب قَالَ لِجَرِيرٍ هَذَا غَسَّانُ السَّلِيطِي يَتَغَنَّى بِنَا أَي يَهْجُونا، وَقَالَ جَرِيرٌ: غَضِبْتُم عَلَيْنَا أَمْ تَغَنَّيْتُم بِنَا، ... أَنِ اخْضَرّ مِنْ بَطْنِ التِّلاعِ غَمِيرُها وغَنَّيْت الرَّكْبَ بِهِ: ذَكَرْتُه لَهُمْ فِي شِعْرٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ الغَزَل والمَدْحَ والهِجاءَ إِنما يُقَالُ فِي كلِّ واحدٍ مِنْهَا غَنَّيْت وتَغَنَّيت بَعْدَ أَن يُلَحَّن فيُغنَّى بِهِ. وغَنَّى الحمامُ وتَغنَّى: صَوّت. والغَناءُ: رَمْلٌ بعَيْنِه، قَالَ الرَّاعِي: لَهَا خُصُورٌ وأَعْجازٌ يَنُوءُ بِهَا ... رَمْلُ الغَناءِ، وأَعْلَى متنها رُؤدُ «1» التَّهْذِيبُ: ورَمْلُ الغَناءِ ممدودٌ «2»، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: تَنَطَّقْنَ مِنْ رمْلِ الغَناءِ وعُلِّقَتْ، ... بأَعْناقِ أُدْمانِ الظِّباءِ، القَلائِدُ أَي اتَّخَذْن مِنْ رَمْلِ الغَناءِ أَعْجازاً كالكُثْبانِ وكأَنَّ أَعْناقَهُنَّ أَعْناقُ الظِّباء. وَقَالَ الأَصمعي: الغِناءُ موضِعٌ، واسْتَشْهَدَ بِبَيْتِ الرَّاعِي: رَمْل الغِناء، وأَعْلى مَتْنِها رُؤدُ والمُغَنِّي: الفَصِيلُ الَّذِي يَصْرِفُ بِنابِه، قَالَ: يَا أَيُّها الفُصَيِّلُ المُغَنِّي وغَنِيٌّ: حَيٌّ من غَطَفان. غنذي: التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو تُرَابٍ سَمِعتُ الضَّبَابِيَّ يَقُولُ إِنَّ فُلانة لتُعَنْذِي بالناسِ وتُغَنْذِي بِهِمْ أَي تُغْرِي بِهِمْ. ودَفَع اللَّهُ عَنْكَ غَنْذَاتَها أَي إِغْراءَها غوى: الغَيُّ: الضَّلالُ والخَيْبَة. غَوَى، بالفَتح، غَيّاً وغَوِيَ غَوَايَةً؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: ضَلَّ. ورجلٌ غَاوٍ وغَوٍ وغَوِيٌّ وغَيَّان: ضالٌّ، وأَغْواه هُوَ؛ وأَنشد لِلْمُرَقَّشِ: فمَنْ يَلْقَ خَيراً يَحْمَدِ الناسُ أَمْرَه ... ومَنْ يَغْوَ لَا يَعْدَمْ عَلى الغَيِّ لائمَا وَقَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة: وهَلْ أَنا إِلَّا مِنْ غَزِيَّة، إِن غَوَتْ ... غَوَيْتُ، وإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ؟ ابْنُ الأَعرابي: الغَيُّ الفَسادُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: غَوٍ هُوَ اسمُ الفاعِلِ مِنْ غَوِيَ لَا مِنْ غَوَى، وَكَذَلِكَ غَوِيٌّ، وَنَظِيرُهُ رَشَدَ فَهُوَ راشِدٌ ورَشِدَ فَهُوَ رَشِيدٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ يُطِع اللهَ ورَسُولَه فقَدْ رَشَد وَمَنْ يَعْصِهما فقَدْ غَوَى ؛ وَفِي حَدِيثِ الإِسراء: لَوْ أَخَذْت الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُك أَي ضَلَّت؛ وَفِي الْحَدِيثِ: سَيكونُ عَلَيْكم أَئِمَّةٌ إِن أَطَعْتُموهُم غَوَيْتُم ؛ أَي إِنْ أَطاعُوهم فِيمَا يأْمُرُونَهم بِهِ مِنَ الظُّلْم وَالْمَعَاصِي غَوَوْا أَي ضَلّوا. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَآدَمَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَغْوَيْتَ النَّاسَ أَي خَيَّبْتَهُم؛ يُقَالُ: غَوَى الرجُلُ خابَ وأَغْوَاه غَيْرُه، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ؛ أَي فسَدَ عَلَيْهِ عَيْشُه، قَالَ: والغَوَّةُ والغَيَّةُ وَاحِدٌ. وَقِيلَ: غَوَى أَي ترَك النَّهْيَ وأَكلَ مِنَ الشَّجَرة فعُوقِبَ بأَنْ أُخْرِجَ

_ (1). 1 قوله «رؤد» هو بالهمز في الأصل والحكم والتكملة، وفي ياقوت: رود بالواو. (2). 2 قوله «ورمل الغناء ممدود» في التهذيب: مفتوح الأول، وَأَنْشَدَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ تنطقن إلخ. وفي معجم ياقوت: أنه بكسر الغين، وأنشد البيت على ذلك.

مِنَ الجنَّة. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَصْدَرُ غَوَى الغَيُّ، قَالَ: والغَوَايَةُ الانْهِماكُ فِي الغَيِّ. وَيُقَالُ: أَغْوَاه اللَّهُ إِذا أَضلَّه. وَقَالَ تَعَالَى: فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ ؛ وَحَكَى المُؤَرِّجُ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ غَوَاهُ بِمَعْنَى أَغْوَاهُ؛ وأَنشد: وكائِنْ تَرَى منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ ... غَوَاهُ الهَوَى جَهْلًا عَنِ الحَقِّ فانْغَوَى قَالَ الأَزهري: لَوْ كَانَ عَواه الهَوَى بِمَعْنَى لَواهُ وصَرَفه فانْعَوَى كَانَ أَشبَه بكلامِ الْعَرَبِ وأَقرب إِلى الصواب. وقوله تعالى: فَبِما أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لهُمْ صِراطَك المُسْتَقِيمَ ؛ قيلَ فِيهِ قَولانِ، قَالَ بَعْضُهُم: فَبما أَضْلَلْتَنِي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَبما دَعَوْتَنِي إِلى شيءٍ غَوَيْتُ بِهِ أَي غَوَيْت مِنْ أَجلِ آدَمَ، لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ أَي عَلَى صِراطِك، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ ضُرِبَ زيدٌ الظَّهْرَ والبَطْنَ الْمَعْنَى عَلَى الظَّهْرِ والبَطْنِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الْغاوُونَ الشياطِينُ، وَقِيلَ أَيضاً: الغَاوُونَ مِنَ النَّاسِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَالْمَعْنَى أَنَّ الشاعرَ إِذا هَجَا بِمَا لَا يجوزُ هَوِيَ ذَلِكَ قَوْمٌ وأَحَبُّوه فَهُمُ الغَاوُون، وَكَذَلِكَ إِن مَدَح مَمْدُوحًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وأَحَبَّ ذَلِكَ قَوْمٌ وتابَعوه فَهُمُ الغَاوُون. وأَرْضٌ مَغْوَاةٌ: مَضَلة. والأُغْوِيَّةُ: المَهْلَكة: والمُغَوَّيَاتُ، بِفَتْحِ الْوَاوِ مُشَدَّدَةً، جَمْعُ المُغَوَّاةِ: وَهِيَ حُفْرَةٌ كالزُّبْية تُحْتَفَر للأَسَدِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمُغَلّس بْنِ لَقِيط: وإِنْ رَأَياني قَدْ نَجَوْتُ تَبَغَّيَا ... لرِجْلي مُغَوَّاةً هَياماً تُرابُها وَفِي مَثَلٍ لِلْعَرَبِ: مَن حَفَرَ مُغَوَّاةً أَوْشَكَ أَن يَقَع فِيهَا. ووَقَعَ الناسُ فِي أُغْوِيَّةٍ أَي فِي داهيَة. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: إِن قُرَيْشاً تريدُ أَن تكونَ مُغْوِيَاتٍ لِمَالِ اللهِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا رُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ وَكَسْرِ الْوَاوِ، قَالَ: وأَما الَّذِي تَكَلَّمَت بِهِ الْعَرَبُ فالمُغَوَّياتُ، بِالتَّشْدِيدِ وَفَتْحِ الْوَاوِ، وَاحِدَتُهَا مُغَوَّاةٌ، وَهِيَ حُفْرةٌ كالزُّبْية تُحْتَفَرُ للذئْبِ ويجعلُ فِيهَا جَدْيٌ إِذا نَظر الذئبُ إِليه سقَط عَلَيْهِ يريدهُ فيُصادُ، وَمِنْ هَذَا قيلَ لكلِّ مَهْلَكة مُغَوَّاةٌ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: إِلى مُغَوَّاةِ الفَتى بالمِرْصاد يُرِيدُ إِلى مَهْلَكَتِه ومَنِيَّتِه، وشَبَّهَها بِتِلْكَ المُغَوَّاةِ، قَالَ: وإِنما أَراد عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَن قُرَيْشًا تريدُ أَن تكونَ مهلكَةً لِمالِ اللهِ كإِهلاكِ تِلْكَ المُغَوَّاة لِمَا سَقَطَ فِيهَا أَي تكونَ مصايدَ للمالِ ومَهالِكَ كَتِلْكَ المُغَوَّياتِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وكلُّ بئرٍ مُغَوَّاةٌ، والمُغَوَّاة فِي بَيْتِ رُؤبة: القَبْرُ. وتَغاوَوْا عَلَيْهِ أَيْ تَعاوَنُوا عَلَيْهِ فقَتَلُوه وتَغاوَوْا عليه: جاؤوه مِنْ هُنا وهُنا وإِن لَمْ يَقْتُلُوه. والتَّغَاوِي: التَّجَمُّع والتَّعاوُن عَلَى الشَّرِّ، وأَصلُه مِنَ الغَواية أَو الغَيِّ؛ يُبَيِّن ذَلِكَ شِعْرٌ لأُخْتِ المنذِرِ بنِ عَمْرٍو الأَنصارِيّ قالَتْه فِي أَخيها حِينَ قَتَله الْكُفَّارُ: تَغَاوَتْ عَلَيْهِ ذِئابُ الحِجاز ... بَنُو بُهْثَةٍ وبَنُو جَعْفَرِ وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقتْلَته قَالَ: فتَغَاوَوْا واللهِ عَلَيْهِ حَتَّى قَتلوه أَي تَجَمَّعوا. والتَّغَاوِي: التَّعاوُنُ فِي الشَّرِّ، وَيُقَالُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ المسلِم قاتِل المشرِكِ الَّذِي كَانَ يَسُبُّ النبيَّ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فتَغَاوَى الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ ، وَيُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ،

قَالَ: وَالْهَرَوِيُّ ذكرَ مَقْتَل عثمانَ فِي الْمُعْجَمَةِ وَهَذَا فِي الْمُهْمَلَةِ. أَبو زَيْدٍ: وقَع فُلَانٌ فِي أُغْوِيَّة وَفِي وامِئة أَي فِي دَاهِيَةٍ. الأَصمعي: إِذَا كَانَتِ الطَّيْرُ تَحُومُ عَلَى الشَّيْءِ قِيلَ هِيَ تَغَايَا عَلَيْهِ وَهِيَ تَسُومُ عَلَيْهِ، وَقَالَ شَمِرٌ: تَغَايَا وتَغَاوَى بِمَعْنًى واحدٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وإنْ تَغَاوَى باهِلًا أَو انْعَكَرْ ... تَغَاوِيَ العِقْبانِ يَمْزِقْنَ الجَزَرْ قَالَ: والتَّغَاوِي الارتقاءُ والانْحِدارُ كأَنه شيءٌ بعضُه فوْق بعضٍ، والعِقْبانُ: جَمْعُ العُقابِ، والجَزَرُ: اللحْمُ. وغَوِيَ الفصيلُ والسَّخْلَة يَغْوِي غَوىً فَهُوَ غَوٍ: بَشِمَ مِنَ اللبنِ وفَسَدَ جَوْفُه، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُمْنَع مِنَ الرَّضاعِ فَلَا يَرْوى حَتَّى يُهْزَل ويَضُرَّ بِهِ الجوعُ وتَسُوءَ حالُه ويموتَ هُزالًا أَو يكادَ يَهْلِكُ؛ قَالَ يَصِفُ قَوْسًا: مُعَطَّفَة الأَثْناء لَيْسَ فَصِيلُها ... بِرازِئِها دَرّاً وَلَا مَيِّت غَوَى وَهُوَ مصدرٌ يَعْنِي القوسَ وسَهْماً رَمَى بِهِ عَنْهَا، وَهَذَا مِنَ اللُّغَزِ. والغَوَى: البَشَمُ، وَيُقَالُ: العَطَش، وَيُقَالُ: هُوَ الدَّقى؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: غَوِيَ الفَصِيلُ يَغْوَى غَوىً إِذَا لَمْ يُصِبْ رِيّاً مِنَ اللَّبن حَتَّى كَادَ يَهْلِك، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ غَوَيتُ أَغْوَى وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: غَوِيَ الصبيُّ والفَصِيلُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَنْ اللَّبَنِ إلَّا عُلْقَةً، فلَا يَرْوَى وتَراهُ مُحْثَلًا، قَالَ شَمِرٌ: وَهَذَا هُوَ الصحيح عند أَصحابنا. والجوهري: والغَوَى مصدرُ قولِكَ: غَوِيَ الفَصِيلُ والسَّخْلَة، بِالْكَسْرِ، يَغْوَى غَوىً، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَنْ لَا يَرْوى مِنْ لِبَإِ أُمّه وَلَا يَرْوى مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى يموتَ هُزالًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الظَّاهِرُ فِي هَذَا الْبَيْتِ قولُ ابْنِ السِّكِّيتِ وَالْجُمْهُورِ عَلَى أَن الغَوَى البَشَم مِنَ اللَّبَن. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب يُقَالُ: بتُّ مُغْوًى وغَوًى وغَوِيّاً وقاوِياً وقَوًى وقَويّاً ومُقْوِياً إِذَا بِتَّ مُخْلِياً مُوحِشاً. وَيُقَالُ رأَيته غَوِيّاً مِنَ الْجُوعِ وقَويّاً وَضوِيّاً وطَوِيّاً إِذَا كَانَ جائِعاً؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ: حتَّى إِذَا جَنَّ أَغْوَاءُ الظَّلامِ لَهُ ... مِنْ فَوْرِ نَجْمٍ مِنَ الجَوزاء مُلْتَهِبِ أَغْوَاءُ الظَّلام: مَا سَتَرَكَ بسَوادِهِ، وَهُوَ لِغَيَّة ولِغِيَّة أَي لزَنْيَةٍ، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِكَ لِرَشْدَةٍ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْكَسْرُ فِي غِيَّةٍ قليلٌ. والغَاوِي: الجَرادُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: إِذَا أَخْصَبَ الزمانُ جَاءَ الغَاوِي وَالْهَاوِي؛ الْهَاوِي: الذئبُ. والغَوْغَاء: الجَرادُ إِذَا احْمَرَّ وانْسَلَخ مِنَ الأَلْوان كلِّها وبَدَتْ أَجنِحتُه بَعْدَ الدَّبى. أَبو عُبَيْدٍ: الجَرادُ أَوّل مَا يكونُ سَرْوَةٌ، فَإِذَا تَحَرَّكَ فَهُوَ دَبًى قَبْلَ أَن تَنْبُتَ أَجنِحَتُه، ثُمَّ يكونُ غَوْغاء، وَبِهِ سُمِّي الغَوْغاءُ. والغاغَةُ مِنَ النَّاسِ: وَهُمُ الْكَثِيرُ الْمُخْتَلِطُونَ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَرَادُ إِذَا صَارَتْ لَهُ أَجنحة وكادَ يَطيرُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِلَّ فيَطِيرَ، يُذَكَّر ويُؤَنَّث ويُصْرَفُ وَلَا يُصْرف، واحِدتُه غَوْغَاءَةٌ وغَوْغَاةٌ، وَبِهِ سُمِّي الناسُ. والغَوْغَاء: سَفِلَة الناسِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والغَوْغَاء: شيءٌ يُشبهُ البَعُوضَ وَلَا يَعَضُّ وَلَا يُؤذي وَهُوَ ضَعِيفٌ، فمَن صَرَفه وذَكَّرَهُ جَعَله بِمَنْزِلَةِ قَمْقام، والهمزةُ بدلٌ مِنْ وَاوٍ، وَمَنْ لَمْ يَصْرِفْه جَعَله بِمَنْزِلَةِ عَوْراء. والغَوْغَاء: الصَّوتُ والجَلَبة؛ قَالَ الْحَرِثُ بنُ حِلِّزة الْيَشْكُرِيُّ:

أَجْمَعُوا أَمْرَهم بلَيْلٍ، فلمَّا ... أَصْبَحُوا أَصْبَحَت لَهُمْ غَوْغاءُ وَيُرْوَى: ضَوْضاءُ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ عَنِ قُطْرُب فِي نوادِرَ لَهُ: أَنّ مُذَكَّرَ الغَوْغاء أَغْوَغُ، وَهَذَا نادرٌ غيرُ مَعْرُوفٍ. وَحُكِيَ أَيضاً: تَغَاغَى عَلَيْهِ الغَوْغَاء إِذَا رَكِبُوه بالشَّرِّ. أَبو الْعَبَّاسِ: إِذَا سَمَّيْتَ رَجُلًا بغَوْغَاء فَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: إِنْ نَوَيْتَ بِهِ ميزانَ حَمراءَ لَمْ تَصْرِفْهُ، وَإِنْ نَوَيتَ بِهِ ميزانَ قعْقاع صَرَفْتَه. وغَوِيٌّ وغَوِيَّةُ وغُوَيَّةُ: أَسماءٌ. وبَنُو غَيَّانَ: حَيٌّ همُ الَّذِينَ وَفَدوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَنتم؟ فَقَالُوا: بَنو غَيّانَ، قَالَ لَهُمْ: بَنُو رَشْدانَ ، فَبَنَاهُ عَلَى فَعْلانَ عِلْمًا مِنْهُ أَن غَيّانَ فَعْلانُ، وأَنَّ فَعْلانَ فِي كَلَامِهِمْ مِمَّا فِي آخِرِهِ الأَلفُ والنونُ أَكثرُ مِنْ فَعَّالٍ مِمَّا فِي آخِرِهِ الأَلف وَالنُّونُ، وتعليلُ رَشْدانَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ؛ قِيلَ: غيٌّ وادٍ فِي جَهَنَّم، وَقِيلَ: نَهَرٌ، وَهَذَا جَدِيرٌ أَن يَكُونَ نَهَرًا أَعَدَّه اللَّهُ لِلْغَاوِينَ سَمَّاه غَيّاً، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فسَوْفَ يَلْقَوْنَ مُجازاة غَيِّهم، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً؛ أَي مُجازاةَ الأَثامِ. وغَاوَةُ: اسمُ جَبَل؛ قَالَ المُتَلَمّس يُخَاطِبُ عَمْرَو بنَ هِنْد: فَإِذَا حَلَلْتُ ودُونَ بَيْتيَ غَاوَةٌ، ... فابْرُقْ بأَرْضِكَ مَا بَدا لَكَ وارْعُدِ غيا: الغَايَةُ: مَدَى الشَّيْءِ. والغَايَةُ أَقْصى الشَّيْءِ. الليْثُ: الغَايَةُ مَدى كلِّ شيءٍ وأَلِفُه ياءٌ، وَهُوَ مِنْ تأْليف غَيْنٍ وياءَينِ، وتَصْغيرُها غُيَيَّة، تَقُولُ: غَيَّيْت غَايِةً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سابَق بَيْنَ الخَيْلِ فجعَلَ غَايَةَ المُضَمَّرةِ كَذَا ؛ هُوَ مِنْ غَايَة كلِّ شيءٍ مَداهُ ومُنْتَهاه. وغَايَة كلِّ شيءٍ: مُنْتهاهُ، وَجَمْعُهَا غَايَاتٌ وغَايٌ مثلُ ساعَةٍ وساعٍ. قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الغَايَاتُ فِي العَروضِ أَكْثرُ مُعْتَلًّا، لأَنَّ الغاياتِ إِذَا كَانَتْ فاعِلاتُنْ أَو مَفاعِيلُنْ أَو فَعُولُن فَقَدْ لَزِمَها أَنْ لَا تُحْذَف أَسْبابُها، لأَنَّ آخِرَ البَيتِ لَا يكونُ إِلَّا سَاكِنًا فَلَا يجوزُ أَن يُحْذَف الساكنُ ويكونَ آخِرُ البيتِ مُتَحَرِّكاً، وَذَلِكَ لأَن آخِرَ الْبَيْتِ لَا يَكُونُ إلَّا سَاكِنًا، فَمِنَ الغَايَات المَقْطُوعُ والمَقصورُ والمَكْشوف والمَقْطُوف، وَهَذِهِ كُلُّهَا أَشْيَاءُ لَا تَكُونُ فِي حَشْوِ البيتِ، وسُمِّي غايَةً لأَنه نِهَايَةُ الْبَيْتِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: قَوْلُ النَّاسِ هَذَا الشيءُ غَايَةٌ، مَعْنَاهُ هَذَا الشيءُ علامةٌ فِي جِنْسِه لَا نظيرَ لَهُ أَخذاً مِنْ غايةِ الحَرْب، وَهِيَ الرايَة، وَمِنْ ذَلِكَ غايَةُ الخَمَّارِ خِرْقَةٌ يَرْفَعُها. وَيُقَالُ: مَعْنَى قَوْلِهِمْ هَذَا الشيءُ غَايَةٌ أَي هو مُنْتَهَى هَذَا الجِنْسِ، أُخِذَ من غَايَة السَّبْقِ، قَصَبَة تُنْصَب فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تَكُونُ المُسابَقَةُ إِلَيْهِ ليَأْخُذها السابِقُ. والغَايَة: الرَّايَةُ. يُقَالُ: غَيَّيْت غَايَةً. وَفِي الحَديث: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي الكوائنِ قبلَ الساعَةِ مِنْهَا هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكُم وبين بني الأَصْفرِ فيَغْدِرُون بِكُمْ وتَسِيرُون إِلَيْهِمْ فِي ثمانينَ غَايَةً تَحْتَ كلِّ غَايَةٍ اثْنا عَشَر أَلْفاً ؛ الغَايَةُ والرَّاية سواءٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: فِي ثَمَانِينَ غابَة ، بِالْبَاءِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ رَوَاهُ غايَةً بِالْيَاءِ فَإِنَّهُ يُرِيدُ الرايَة؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ: قَدْ بِتُّ سامِرَها وغَايَةَ تاجِرٍ ... وافَيْت، إذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها قَالَ: وَيُقَالُ إنَّ صاحِبَ الخَمْرِ كانَتْ لَهُ رايَة

فصل الفاء

يَرْفَعُها ليُعْرَف أَنَّه بائِعُ خَمْرٍ؛ وَيُقَالَ: بَلْ أَرادَ بِقَوْلِهِ غَايَةَ تاجِرٍ أَنها غَايَة متاعِه فِي الجَودَةِ؛ قَالَ: وَمَنْ رَواه غابَة ، بِالْبَاءِ، يُرِيدُ الأَجَمَة، شَبَّه كثْرَة الرِّماح فِي الْعَسْكَرِ بِهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي ثَمَانِينَ غَيَايَةً ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بمحْفوظ وَلَا موضِعَ للغَياية هَاهُنَا. أَبو زَيْدٍ: غَيَّيْت للقَوم تَغْيِيّاً ورَيَّيْت لَهُمْ تَرْيِيّاً جَعَلْت لَهُمْ غَايَةً وَرَايَةً. وغَايَةُ الخَمَّارِ: رايتُه. وغَيّاها: عَمِلَها، وأَغْيَاها: نَصبَها. والغَايَة: القَصَبة الَّتِي يُصادُ بِهَا العَصافيرُ. والغَيَايَة: السَّحَابَةُ المُنْفَرِدَة، وَقِيلَ: الواقِفة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والغيَايَةُ: ظِلُّ الشمسِ بالغَداةِ والعَشيِّ، وَقِيلَ: هُوَ ضَوْءُ شُعاعِ الشَّمْسِ وَلَيْسَ هُوَ نَفْسَ الشُّعاعِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فتَدَلَّيْت عَلَيْهِ قافِلًا، ... وَعَلَى الأَرضِ غَياياتُ الطَّفَلْ وكلُّ مَا أَظَلَّك غَيَايَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَجِيءُ البَقَرة وآلُ عِمْران يومَ القيامَة كأَنَّهما غَمامَتان أَو غَيَايَتَان ؛ الأَصمعي: الغَيَايَة كُلُّ شيءٍ أَظَلَّ الإِنسانَ فَوْقَ رَأْسِهِ مثلُ السَّحَابَةِ والغَبَرة والظِّلِّ ونحوِه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ هِلالِ رَمَضَانَ: فَإِنْ حالَتْ دُونَهُ غَيَايَةٌ أَي سَحابَةٌ أَو قَتَرة. أَبو زَيْدٍ: نَزلَ الرجُلُ فِي غَيابَةٍ، بِالْبَاءِ أَي فِي هَبْطةٍ مِنَ الأَرض. والغَيَايَة، بِالْيَاءِ: ظِلُّ السَّحابة، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غَياءَةٌ. وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: زَوْجي غَياياءُ طَباقاءُ ؛ كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَي كأَنه فِي غَيايَةٍ أَبداً وظُلْمة لَا يَهْتَدِي إِلَى مَسْلَكٍ يَنْفُذُ فِيهِ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ قَدْ وصَفَتْه بثِقَلِ الرُّوحِ، وأَنه كالظِّلِّ المُتكاثِفِ المُظِلمِ الَّذِي لَا إشْراقَ فِيهِ. وَغَايَا القَوْمُ فَوْقَ رأْسِ فلانٍ بالسَّيفِ: كأَنهم أَظَلُّوه بِهِ. وكلُّ شيءٍ أَظَلَّ الإِنسانَ فَوْق رَأْسِه مِثْلُ السَّحابة والغَبَرة وَالظُّلْمَةِ ونحوِه فَهُوَ غَيَايَة. ابْنُ الأَعرابي: الغَيَايَة تكونُ مِنَ الطَّيرِ الَّذِي يُغَيِّي عَلَى رَأْسِك أَي يُرَفْرِفُ. وَيُقَالُ: أَغْيَا عَلَيْهِ السَّحاب بِمَعْنَى غَايَا إِذَا أَظَلّ عَلَيْهِ؛ وأَنشد: أَرَبَّتْ بِهِ الأَرْواحُ بَعْدَ أَنيسِه، ... وذُو حَوْمَل أَغْيا علَيْه وأَظْلَما وتَغَايَتِ الطَّيْرُ عَلَى الشَّيْءِ: حامَتْ. وغَيَّتْ: رَفْرَفَتْ. والغَايَةُ: الطَّيْرُ المُرَفْرِفُ، وَهُوَ مِنْهُ. وتَغَايَوْا عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوه أَي جاؤوا مِنْ هُنا وهُنا. وَيُقَالُ: اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وتَغَايَوْا عَلَيْهِ فقَتلُوه، وَإِنِ اشْتُقَّ مِنَ الغاوِي قِيلَ تَغاوَوْا. وَغَيَايَةُ الْبِئْرِ: قَعْرُها مِثْلُ الغَيابَة. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ غَيَا: وَيُقَالُ فُلَانٌ لِغَيَّةٍ، وَهُوَ نَقِيض قَوْلِكَ لِرَشْدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: أَلا رُبَّ مَنْ يَغْتابُني وكأَنَّني ... أَبوه الَّذِي يُدْعَى إِلَيْهِ ويُنْسَبُ عَلَى رَشْدَةٍ مِنْ أَمْرِهِ أَو لِغَيَّةٍ، ... فيَغْلِبُها فَحْلٌ عَلَى النَّسْلِ مُنْجِبُ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: يُروى رَشْدة وغَيَّة، بِفَتْحِ أَوّلهما وَكَسْرِهِ، والله أَعلم. فصل الفاء فأي: فَأَوْتُه بالعَصا: ضَرَبْتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ اللَّيْثُ: فَأَوْتُ رأْسه فَأْواً وفأَيْتُه فَأْياً إِذَا فَلَقته بالسَّيف، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبُكَ قِحْفَه حَتَّى يَنْفَرِجَ عَنِ الدِّمَاغِ. والانْفِيَاءُ: الانْفراج، وَمِنْهُ اشْتق اسْمُ

الفئةِ، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ. والفَأْوُ: الشَّق. فَأَوْتُ رأْسه فأْواً وفَأَيْتُه فانْفَأَى وتَفَأَّى وفَأَيْت القَدَح فَتَفَأَّى: صَدَعْتُه فَتَصَدَّع. وانْفَأَى القَدَح: انشقَّ. والفَأْو: الصَّدْع فِي الْجَبَلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والفَأْوُ: مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، وَهُوَ أَيضاً الوَطِيءُ بَيْنَ الحَرَّتَيْن، وَقِيلَ: هِيَ الدَّارةُ مِنَ الرِّمال؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: لَمْ يَرْعَها أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضتَها ... فَأْوٌ، مِنَ الأَرضِ، مَحْفُوفٌ بأَعلامِ وَكُلُّهُ مِنَ الِانْشِقَاقِ وَالِانْفِرَاجِ. وَقَالَ الأَصمعي: الفَأْو بَطْنٌ مِنَ الأَرض تُطِيفُ بِهِ الرِّمَالُ يَكُونُ مُسْتطِيلًا وَغَيْرَ مُسْتَطِيلٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ فَأْواً لانْفِراج الْجِبَالِ عَنْهُ لأَن الانْفِيَاء الِانْفِتَاحُ والانْفِراج؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: راحَتْ مِنَ الخَرْجِ تَهْجِيراً فَمَا وَقَعَتْ ... حَتَّى انْفَأَى الفَأْوُ، عَنْ أَعناقِها، سَحَرا الْخَرْجُ: مَوْضِعٌ، يَعْنِي أَنها قَطعت الفأْوَ وَخَرَجَتْ مِنْهُ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الفَأْو اللَّيْلُ؛ حَكَاهُ أَبو لَيْلَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. التَّهْذِيبَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى انْفَأَى أَي انْكَشَفَ. والفَأْو فِي بَيْتِهِ أَيضاً: طَرِيقٌ بَيْنَ قَارَّتَيْنِ بِنَاحِيَةِ الدَّوّ بَيْنَهُمَا فَجٌّ وَاسِعٌ يُقَالُ لَهُ فَأْوُ الرَّيّان، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ مَرَرْتُ بِهِ. والفَأْوَى، مَقْصُورٌ: الفَيْشةُ؛ قَالَ: وكُنْت أَقُولُ جُمْجُمةٌ، فأَضْحَوْا ... هُمُ الفَأْوى وأَسْفَلُها قَفاها والفِئَة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ فِئَات وفِئُون عَلَى مَا يَطَّرِدُ فِي هَذَا النَّحْوِ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: تَرَى مِنْهُمْ جَماجِمَهم فِئينا أَي فِرَقًا مُتَفَرِّقَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَنْ يَقُولَ وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ لأَن الفِئَة الْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، مِنْ فَأَوْت بِالْوَاوِ أَي فَرَّقْت وشَقَقْت. قال: وحكي فأَوْتُ فَأَواً وفَأْياً، قَالَ: فَعَلَى هَذَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ فِئَةٌ مِنَ الْيَاءِ. التَّهْذِيبُ: والفِئة، بِوَزْنِ فِعة، الفِرقة مِنَ النَّاسِ، مِنْ فَأَيْت رَأْسَهُ أَي شَقَقْتُهُ، قَالَ: وَكَانَتْ فِي الأَصل فِئْوة بِوَزْنِ فِعْلَة فَنَقَصَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمر وَجَمَاعَتِهِ: لَمَّا رَجَعُوا مِنْ سَريَّتهم قَالَ لَهُمْ أَنَا فِئَتكم ؛ الفِئَة: الْفِرْقَةُ وَالْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ فِي الأَصل، وَالطَّائِفَةُ الَّتِي تُقيم وَرَاءَ الْجَيْشِ، فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ خَوْفٌ أَو هَزِيمَةٌ التجأُوا إليهم. فتا: الْفَتَاءُ: الشَّباب. والفَتَى والفَتِيَّةُ: الشابُّ والشابَّةُ، وَالْفِعْلُ فَتُوَ يَفْتُو فَتاء. وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ فِي فَتائِه. وَقَدْ فَتِيَ، بِالْكَسْرِ، يَفْتَى فَتًى فَهُوَ فَتِيُّ السنِّ بَيِّن الفَتاء، وَقَدْ وُلد لَهُ فِي فَتَاء سِنِّهِ أَولاد؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَتَاء، مَمْدُودٌ، مَصْدَرُ الفَتِيِّ؛ وأَنشد لِلرَّبِيعِ بْنِ ضَبْعٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: إِذَا عاشَ الفَتَى مائتَينِ عَامًا، ... فَقَدْ ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتَاء فَقَصَرَ الْفَتَى فِي أَول الْبَيْتِ ومدَّ فِي آخِرِهِ، وَاسْتَعَارَهُ فِي النَّاسِ وَهُوَ مِنْ مَصَادِرَ الفَتِيِّ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَيُجْمَعُ الفَتَى فِتْياناً وفُتُوًّا، قَالَ: وَيُجْمَعُ الفَتِيُّ فِي السِّنِّ أَفْتَاء. الْجَوْهَرِيُّ: والأَفْتَاء مِنَ الدَّوَابِّ خِلَافُ المَسانِّ، وَاحِدُهَا فَتِيٌّ مِثْلُ يتِيم وأَيتام؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ أَلُوذُ بِهِ، ... فَلَا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ وَلَا أَرِدُ

فَسَّرَ فَتًى شَيْخٍ فَقَالَ أَي هُوَ فِي حَزْم الْمَشَايِخِ، وَالْجَمْعُ فتْيان وفِتْية وفِتْوة؛ الْوَاوُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يَقُولُوا أَفْتَاء اسْتَغْنَوْا عَنْهُ بفِتْيَة. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى الأَفْتَاء. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَيْسَ الفَتَى بِمَعْنَى الشَّابِّ والحَدَث إِنَّمَا هُوَ بِمَعْنَى الْكَامِلِ الجَزْل مِنَ الرِّجَالِ، يَدُلُّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: إنَّ الفَتَى حَمّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ، ... ليسَ الفَتَى بمُنَعَّمِ الشُّبَان قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتَى، ورِداؤُه ... خَلَقٌ، وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: مَا بَعدَ زَيْد فِي فَتَاةٍ فُرِّقُوا ... قَتْلًا وسَبْياً، بَعدَ طُولِ تَآدي فِي آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ لِي الأُسى، ... لَوَجَدْتَ فِيهِمْ أُسوةَ العُوّادِ فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ، ... ويَزيدُ رافِدُهُمْ عَلَى الرُّفَّادِ قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ خَطَبَ إِلَيْهِمْ بَعْضُ الْمُلُوكِ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا أُم كَهْف فَلَمْ يُزوّجوه، فغَزاهم وأَجْلاهم مِنْ بِلَادِهِمْ وقَتَلهم؛ وَقَالَ أَبوها: أَبَيْتُ أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك، ... كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بْنِ مُرّ أَبَيْتُ اللِّئامَ وأَقْلِيهمُ، ... وَهَلْ يُنْكِحُ العَبْدَ حُرُّ بْنُ حُرّ؟ وَقَدْ سَمَّاهُ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: خَطَبَ بَعْضُ الْمُلُوكِ إِلَى زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الأَصغر بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ الأَكبر أَو إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ ابْنَتَهُ يُقَالُ لَهَا أُم كَهْفٍ، قَالَ: وَزَيْدٌ هَاهُنَا قَبِيلَةٌ، والأُنثى فَتاة، وَالْجَمْعُ فَتَياتٌ. وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ الْحَدَثَةِ فَتاة وَلِلْغُلَامِ فَتًى، وَتَصْغِيرُ الفَتَاة فُتَيَّةٌ، والفَتَى فُتَيٌّ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن الفِتْوَان لُغَةٌ فِي الفِتْيَان، فالفُتُوَّة عَلَى هَذَا مِنَ الْوَاوِ لَا مِنَ الْيَاءِ، وَوَاوُهُ أَصل لَا مُنْقَلِبَةٌ، وَأَمَّا فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ الفِتْيان فَوَاوُهُ مُنْقَلِبَةٌ، والفَتِيُّ كالفَتى، والأُنثى فَتِيَّة، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِلْجَمَلِ وَالنَّاقَةِ، يُقَالُ للبَكْرة مِنَ الإِبل فَتِيَّة، وَبَكْرٌ فَتِيٌّ، كَمَا يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ فَتَاة وَلِلْغُلَامِ فَتًى، وَقِيلَ: هُوَ الشابُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ فِتَاء؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع: يَحْسَبُ الناظِرُونَ، مَا لَمْ يُفَرُّوا، ... أَنها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتَاء وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ الفُتُوّة، انْقَلَبَتِ الْيَاءُ فِيهِ وَاوًا عَلَى حَدِّ انْقِلَابِهَا فِي مُوقِن وكقَضُوَ؛ قَالَ السِّيرَافِيُّ: إِنَّمَا قُلِبَتِ الْيَاءُ فِيهِ وَاوًا لأَن أَكثر هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى فُعولة، إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ كالأُخُوّة، فَحَمَلُوا مَا كَانَ مِنَ الْيَاءِ عَلَيْهِ فَلَزِمَتِ الْقَلْبَ، وَأَمَّا الفُتُوُّ فَشَاذٌّ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنه مِنَ الْيَاءِ، وَالْآخَرُ أَنه جَمْعٌ، وَهَذَا الضَّرْبُ مِنَ الْجَمْعِ تُقْلَبُ فِيهِ الْوَاوُ يَاءً كعِصِيّ وَلَكِنَّهُ حُمِلَ عَلَى مَصْدَرِهِ؛ قَالَ: وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثُمَّ أَسْرَوا ... لَيْلَهمْ، حَتَّى إِذَا انْجابَ حَلُّوا وَقَالَ جَذِيمَةُ الأَبرش: فِي فُتُوٍّ، أَنا رابِئهُمْ، ... مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا وَلِفُلَانَةَ بِنْتٌ قَدْ تَفَتَّتْ أَي تَشَبَّهَتْ بالفَتَيات وَهِيَ

أَصغرهنَّ. وفُتِّيَت الجاريةُ تَفْتِيةً: مُنِعت مِنَ اللَّعِبِ مَعَ الصِّبيان والعَدْو مَعَهُمْ وخُدِّرت وسُتِرت فِي الْبَيْتِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ تَفَتَّتِ الجاريةُ إِذَا راهَقت فخُدِّرت ومُنعت مِنَ اللَّعِبِ مَعَ الصِّبْيَانِ. وَقَوْلُهُمْ فِي حَدِيثِ الْبُخَارِيِّ: الحَرْب أَوَّل مَا تَكُونُ فُتَيَّةٌ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ عَلَى التَّصْغِيرِ أَي شَابَّةٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَتِيَّةٌ، بِالْفَتْحِ. والفَتَى والفَتَاةُ: الْعَبْدُ والأَمة. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا يَقولَنَّ أَحدُكم عَبْدِي وأَمتي وَلَكِنْ ليَقل فَتَايَ وفَتَاتِي أَي غُلَامِي وَجَارِيَتِي، كأَنه كَرِهَ ذِكْرَ العُبودية لِغَيْرِ اللَّهِ، وَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى صاحبَ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذِي صَحِبَهُ فِي الْبَحْرِ فَتاه فَقَالَ تَعَالَى: وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ ، قَالَ: لأَنه كَانَ يَخْدِمُهُ فِي سَفَرِهِ، وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ: آتِنا غَداءَنا. وَيُقَالُ فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصين: جَذَعَةٌ أَحبُّ إليَّ مِن هَرِمةٍ، اللَّهُ أَحقُّ بالفَتاء والكَرَم ؛ الفَتاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: الْمَصْدَرُ مِنَ الفَتى السِّنّ «3». يُقَالُ: فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السِّنِّ، والكَرمُ الحُسن. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ ؛ المُحصناتُ: الْحَرَائِرُ، والفَتَيَاتُ: الإِماء. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ ؛ جَائِزٌ أَن يَكُونَا حَدَثين أَو شَيْخَيْنِ لأَنهم كَانُوا يُسَمُّونَ الْمَمْلُوكَ فَتًى. الْجَوْهَرِيُّ: الفَتَى السَّخِيُّ الْكَرِيمُ:. يُقَالُ: هُوَ فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة، وَقَدْ تَفَتَّى وتَفَاتَى، وَالْجَمْعُ فِتْيَانٌ وفِتْيَة وفُتُوّ، عَلَى فُعُولٍ، وفُتِيٌّ مِثْلُ عُصِيّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَبدلوا الْوَاوَ فِي الْجَمْعِ وَالْمَصْدَرِ بَدَلًا شَاذًّا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَدَلُ فِي الْجَمْعِ قِيَاسٌ مِثْلُ عُصِيّ وقُفِيٍّ، وأَما الْمَصْدَرُ فَلَيْسَ قَلْبُ الْوَاوَيْنِ فِيهِ يَاءَيْنِ قِيَاسًا مُطَّرِدًا نَحْوَ عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً، وأَما إِبْدَالُ الْيَاءَيْنِ وَاوَيْنِ فِي مِثْلِ الفُتُوّ، وَقِيَاسُهُ الفُتِيّ، فَهُوَ شَاذٌّ. قَالَ: وَهُوَ الَّذِي عَنَاهُ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَتَى الْكَرِيمُ، هُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ فَتِيَ فَتًى وُصف بِهِ، فَقِيلَ رَجُلٌ فَتًى؛ قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُ لَيْلَى الأَخيلية: فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ ... فَتًى مَا قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عَامِرِ والفَتَيانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. يُقَالُ: لَا أَفْعلُه مَا اختلفَ الفَتَيانِ، يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، كَمَا يُقَالُ مَا اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: مَا لبِثَ الفَتَيانِ أَن عَصَفا بِهِمْ، ... ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتَاه فِي الأَمر: أَبانَه لَهُ. وأَفْتَى الرجلُ فِي المسأَلة واسْتَفْتَيْته فِيهَا فأَفْتَانِي إفْتَاء. وفُتًى «4» وفَتْوَى: اسْمَانِ يُوضَعَانِ مَوْضِعَ الإِفْتاء. وَيُقَالُ: أَفْتَيْت فُلَانًا رُؤْيَا رَآهَا إِذا عَبَّرْتَهَا لَهُ، وأَفْتَيْتُه فِي مسأَلته إِذا أَجبته عَنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن قَوْمًا تَفَاتَوا إِليه ؛ مَعْنَاهُ تَحَاكَمُوا إِليه وَارْتَفَعُوا إِليه فِي الفُتْيا. يُقَالُ: أَفْتَاه فِي المسأَلة يُفْتِيه إِذا أَجابه، وَالِاسْمُ الفَتْوَى؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ مِنْ عَدِيٍّ ... وَمِنْ جَرْمٍ، وهُمْ أَهلُ التَّفَاتِي «5» أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء. قَالَ: والفُتْيَا تبيين

_ (3). قوله [الفَتَى السن] كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية. (4). قوله [وفُتًى] كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الأول. (5). قوله [وهم أهل] في نسخة: ومن أهل.

الْمُشْكِلِ مِنَ الأَحكام، أَصله مِنَ الفَتَى وَهُوَ الشَّابُّ الْحَدَثُ الَّذِي شَبَّ وقَوِي، فكأَنه يُقَوّي مَا أَشكل بِبَيَانِهِ فيَشِبُّ وَيَصِيرُ فَتِيّاً قَوِيًّا، وأَصله مِنَ الفَتَى وَهُوَ الْحَدِيثُ السِّنِّ. وأَفْتَى الْمُفْتِي إِذا أَحدث حُكْمًا. وَفِي الْحَدِيثِ: الإِثْمُ مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ وإِن أَفْتَاك الناسُ عَنْهُ وأَفْتَوكَ أَي وإِن جَعَلُوا لَكَ فِيهِ رُخْصة وجَوازاً. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً ؛ أَي فاسْأَلهم سُؤَالَ تَقْرِيرٍ أَهم أَشد خَلْقًا أَمْ مَن خَلَقْنَا مِنَ الأُمم السَّالِفَةِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم. الْهَرَوِيُّ: والتَّفَاتِي التَّخَاصُمُ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ: وَهُمْ أَهل التَّفَاتِي. والفُتْيَا والفُتْوَى والفَتْوَى: مَا أَفتى بِهِ الْفَقِيهُ، الْفَتْحُ فِي الفَتْوَى لأَهل الْمَدِينَةِ. والمُفْتِي: مِكيال هِشَامِ بْنِ هُبَيْرَةَ؛ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَلف أَفتى بِالْيَاءِ لِكَثْرَةِ ف ت ي وَقِلَّةِ ف ت و، وَمَعَ هَذَا إِنه لَازِمٌ، قَالَ: وَقَدْ قَدَّمْنَا أَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْيَاءِ لَامًا أَكثر. والفُتَيُّ: قَدَحُ الشُّطَّارِ. وَقَدْ أَفْتَى إِذا شَرِبَ بِهِ. والعُمَرِيّ: مِكيال اللَّبَنِ، قَالَ: وَالْمُدُّ الْهِشَامِيُّ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يتوضأُ بِهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ. وَرَوَى حَضَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقاشِي عَنِ امرأَة مِنْ قَوْمِهِ أَنها حجَّت فمرَّت عَلَى أُمّ سَلَمَةَ فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الَّذِي كَانَ يتوضَّأُ مِنْهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَخْرجته فَقَالَتْ: هَذَا مَكُّوك المُفتِي، قَالَتْ: أَرِيني الإِناء الَّذِي كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْهُ، فأَخرجته فَقَالَتْ: هَذَا قَفِيزُ المُفْتِي؛ قَالَ الأَصمعي: المُفْتِي مِكيال هِشَامِ بْنِ هُبَيْرَةَ، أَرادت تَشْبِيهَ الإِناء بِمَكُّوكِ هِشَامٍ، أَو أَرادت مَكُّوكَ صَاحِبِ الْمُفْتِي فَحَذَفَتِ الْمُضَافَ أَو مَكُّوكَ الشَّارِبِ وَهُوَ مَا يُكَالُ بِهِ الْخَمْرُ. والفِتْيانُ: قَبيلة مِنْ بَجِيلة إِليهم يُنْسَبُ رِفاعةُ الفِتْيَانِي المحدّث، والله أَعلم. فجا: الفَجْوَةُ والفُرْجَةُ: المُتَّسَع بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، تَقُولُ مِنْهُ: تَفَاجَى الشيءُ صَارَ لَهُ فَجْوَة. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: كَانَ يَسيرُ العَنَقَ فإِذا وَجَد فَجْوَةً نَصَ ؛ الفَجْوَةُ: الْمَوْضِعُ الْمُتَّسِعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَا يُصَلِّينَّ أَحدكم وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبلة فَجْوَة أَي لَا يَبْعُد مِنْ قِبْلَتِهِ وَلَا سُتْرَتِهِ لئلَّا يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ أَحد. وفَجَا الشيءَ: فَتَحَه. والفَجْوَةُ فِي الْمَكَانِ: فَتْحٌ فِيهِ. شَمِرٌ: فَجَا بابَه يَفْجُوه إِذا فتحه، بلغة طيِء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَهُ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ: كَحَبَّةِ السَّاجِ فَجَا بابَها ... صُبْحٌ جَلا خُضْرة أَهْدامها قَالَ: وَقَوْلُهُ فَجا بابَها يَعْنِي الصُّبْحَ، وأَما أَجافَ البابَ فَمَعْنَاهُ ردَّه، وَهُمَا ضِدَّانِ. وانْفَجَى القومُ عَنْ فُلَانٍ: انْفَرجوا عَنْهُ وَانْكَشَفُوا؛ وَقَالَ: لَمَّا انْفَجَى الخَيْلانِ عَنْ مُصْعَبٍ، ... أَدَّى إِليه قَرْضَ صاعٍ بِصَاعِ والفَجْوةُ والفَجْواء، مَمْدُودٌ: مَا اتَّسع مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: مَا اتَّسَعَ مِنْهَا وَانْخَفَضَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ؛ قَالَ الأَخفش: فِي سَعة، وَجَمْعُهُ فَجَوَات وفِجَاء، وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بأَنه مَا انْخفضَ مِنَ الأَرض وَاتَّسَعَ. وفَجْوَةُ الدَّارِ: سَاحَتُهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مخْزاةً ومَنْقَصةً، ... حتَّى أُبِيحُوا وحَلُّوا فَجْوَةَ الدَّارِ وفَجْوَةُ الحافِر: مَا بَيْنَ الحَوامي. والفَجَا: تَباعُد مَا بَيْنَ الفَخِذين، وَقِيلَ: تَبَاعُدُ مَا

بَيْنَ الرُّكْبَتَيْنِ وَتَبَاعُدُ مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْبَعِيرِ تَباعُد مَا بَيْنَ عُرْقُوبَيْه، وَمِنَ الإِنسان تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، فَجِيَ فَجًى، فَهُوَ أَفْجَى، والأُنثى فَجْوَاء. وَقِيلَ: الفَجَا والفَحَجُ وَاحِدٌ. ابْنُ الأَعرابي: والأَفْجَى المُتباعِدُ الْفَخِذَيْنِ الشديدُ الفَحَجِ. وَيُقَالُ: بِفُلَانٍ فَجاً شَدِيدٌ إِذا كَانَ فِي رِجْلَيْهِ انْفِتَاحٌ، وَقَدْ فَجِيَ يَفْجَى فَجًى. ابْنُ سِيدَهْ: فَجِيَت النَّاقَةُ فَجاً عظُم بَطْنُهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ، وَذَكَرَهُ الأَزهري مَهْمُوزًا وأَكده بأَن قَالَ: الفَجأُ مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ؛ عَنِ الأَصمعي. وَقَوْسٌ فَجْواءُ: بَانَ وَتَرُها عَنْ كَبِدها. وفَجاها يَفْجُوها فَجْواً: رَفَعَ وَتَرَها عَنْ كبِدها، وفَجِيَتْ هِيَ تَفْجَى فَجًى؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: لَا فَحَجٌ يُرى بِهَا وَلَا فَجَا، ... إِذا حِجاجا كلِّ جَلْدٍ مَحَجا وَقَدِ انْفَجَتْ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِوَسَطِ الدَّارِ فَجْوَة؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: تُفَجِّي خُمامَ الناسِ عَنَّا كأَنَّما ... يُفَجِّيهمُ خَمٌّ، مِنَ النَّارِ، ثاقِب مَعْنَاهُ تَدْفَع. ابْنُ الأَعرابي: أَفْجَى إِذا وَسَّع عَلَى عِياله في النفَقة. فحا: الفَحَا والفِحَا، مَقْصُورٌ: أَبْزارُ القِدْر، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَفَتْحِهَا، وَالْفَتْحُ أَكثر، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْبِزْرُ، قَالَ: وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْيَابِسَ مِنْهُ، وَجَمْعُهُ أَفْحَاء. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن أَكل فَحَا أَرْضِنا لَمْ يَضُرّه مَاؤُهَا ، يَعْنِي الْبَصَلُ؛ الفَحَا: تَوابِلُ القُدور كالفُلْفُل والكمُّون وَنَحْوِهِمَا، وَقِيلَ: هُوَ الْبَصَلُ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لِقَوْمٍ قَدِموا عَلَيْهِ كُلُوا مِنْ فِحا أَرْضِنا فقَلَّ مَا أَكل قَوْمٌ مِنْ فِحا أَرض فضَرَّهم مَاؤُهَا ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَنَّما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ ... كلَّ مِدادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ «6» المِدادُ: جَمْعُ مُدّ الَّذِي يُكَالُ بِهِ، ويَبْرُدْنَ: يَخْلِطْنَ. وَيُقَالُ: فَحِّ قِدْرَك تَفْحِيَةً، وَقَدْ فَحَّيْتُها تَفْحِيَةً. والفَحْوَةُ: الشَّهْدةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وفَحْوَى القَوْل: مَعناه ولَحْنُه. والفَحْوَى: مَعْنَى مَا يُعرف مِنْ مَذهب الْكَلَامِ، وَجَمْعُهُ الأَفْحَاء. وعرَفت ذَلِكَ فِي فَحْوَى كَلامِه وفَحْوَائِه وفَحَوَائه وفُحَوَائِه أَي مِعراضِه ومَذْهَبِه، وكأَنه مِنْ فَحَّيْت القِدْر إِذا أَلْقَيْتَ الأَبزار، وَالْبَابُ كُلُّهُ بِفَتْحِ أَوله مِثْلُ الحَشا الطَّرَفِ مِنَ الأَطْراف، والغَفا وَالرَّحَى والوغَى والشَّوَى. وَهُوَ يُفَحِّي بِكَلَامِهِ إِلى كَذَا وَكَذَا أَي يَذْهَب. ابْنُ الأَعرابي: الفَحِيَّة الحَساء؛ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الفَحْيَةُ والفَحِيَّةُ والفَأْرةُ والفَئِيرَةُ والحَريرةُ: الحَسُوُّ الرَّقِيقُ. فدى: فَدَيْتُه فِدًى وفِدَاءً وافْتَدَيْتُه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى، لَفَدَيْتُه، ... بِمَا لَمْ تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ وإِنه لَحَسَنُ الفِدْيَةِ. والمُفَادَاةُ: أَن تَدْفَعَ رَجُلًا وتأْخذ رَجُلًا. والفِدَاء: أَن تَشتريه، فَدَيْته بِمَالِي فِدَاءً وفَدَيْتُه بِنَفْسي. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنَّ يأْتُوكم أُسارى تَفْدُوهم ؛ قرأَ ابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ أُسارى بأَلف، تَفْدُوهم بِغَيْرِ أَلف، وقرأَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ أُسارى تُفادُوهُمْ ، بأَلف فِيهِمَا، وقرأَ حَمْزَةُ أَسْرى

_ (6). قوله [كل مداد] كذا بالأصل هنا، وتقدم في م د د: كيل مداد، وكذا هو في شرح القاموس هنا.

تَفْدُوهم ، بِغَيْرِ أَلف فِيهِمَا؛ قَالَ أَبو مُعَاذٍ: مَنْ قرأَ تَفدوهم فَمَعْنَاهُ تَشتَرُوهم مِنَ العَدُوِّ وتُنْقِذوهم، وأَما تُفادُوهُمْ فَيَكُونُ مَعْنَاهُ تُماكِسُون مَن هُمْ فِي أَيديهم فِي الثَّمَنِ ويُماكِسُونكم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْوَزِيرُ ابن المعري فَدَى إِذا أَعطى مَالًا وأَخذ رَجُلًا، وأَفْدَى إِذا أَعطى رَجُلًا وأَخذ مَالًا، وفَادَى إِذا أَعطى رَجُلًا وأَخذ رَجُلًا، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الفِدَاء؛ الفِدَاء، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَالْفَتْحِ مَعَ الْقَصْرِ: فَكاكُ الأَسير؛ يُقَالُ: فَدَاه يَفْدِيه فِدَاءً وفَدًى وفَادَاهُ يُفَادِيه مُفَادَاةً إِذا أَعطى فِداءه وأَنقذه. فَدَاه بِنَفْسِهِ وفَدَّاه إِذا قَالَ لَهُ: جُعلت فَداك. والفِدْيَةُ: الفِداء. وَرَوَى الأَزهري عَنْ نُصَير قَالَ: يُقَالُ فَادَيت الأَسِيرَ وفَادَيْتُ الأُسَارَى، قَالَ: هَكَذَا تَقُولُهُ الْعَرَبُ، وَيَقُولُونَ: فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيْتُه بِمَالِي كأَنه اشْتَرَيْتُهُ وخَلَّصتُه بِهِ إِذا لَمْ يَكُنْ أَسيراً، وإِذا كَانَ أَسيراً مَمْلُوكًا قُلْتَ فَادَيْته، وَكَانَ أَخي أَسيراً ففَادَيْته؛ كَذَا تَقُولُهُ الْعَرَبُ؛ وَقَالَ نُصَيب: ولَكِنَّني فَادَيْتُ أُمِّي، بَعْدَ ما ... عَلا الرأْسَ مِنْهَا كَبْرةٌ ومَشِيبُ قَالَ: وإِذا قُلْتَ فَدَيت الأَسير فَهُوَ أَيضاً جَائِزٌ بِمَعْنَى فَدَيته مِمَّا كَانَ فِيهِ أَي خَلَّصْتُهُ مِنْهُ، وفَادَيْت أَحسن فِي هَذَا الْمَعْنَى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ أَي جَعَلْنَا الذِّبح فِداء لَهُ وخَلَّصناه بِهِ مِنَ الذَّبح. الْجَوْهَرِيُّ: الفِداء إِذا كُسِرَ أَوله يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وإِذا فُتِحَ فَهُوَ مَقْصُورٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الْقَصْرِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: فِدًى لَكَ عَمِّي، إِنْ زَلِجْتَ، وَخَالِي يُقَالُ: قُمْ: فِدًى لَكَ أَبي، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَكْسِرُ فِداءٍ، بِالتَّنْوِينِ، إِذا جَاوَرَ لَامَ الْجَرِّ خَاصَّةً فَيَقُولُ فِداءٍ لَكَ لأَنه نَكِرَةٌ، يُرِيدُونَ بِهِ مَعْنَى الدعاءِ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلنَّابِغَةِ: مَهْلًا فِدَاءٍ لَكَ الأَقْوامُ كُلُّهُمُ، ... وَمَا أُثَمِّرُ مِنْ مَالٍ وَمِنْ وَلَدِ وَيُقَالُ: فَدَاه وفَادَاه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه، وفَدَاه بِنَفْسِهِ وفَدَّاهُ يُفَدِّيه إِذا قَالَ لَهُ جُعِلت فَداك. وتَفَادَوا أَي فَدى بَعْضُهُمْ بعْضاً. وافْتَدَى مِنْهُ بِكَذَا وتَفَادَى فُلَانٌ مِنْ كَذَا إِذا تَحاماه وانزَوى عَنْهُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ، ... تَفَادَى اللُّيُوثُ الغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيا «1» والفِدْيَة والفَدَى والفِدَاءُ كُلُّهُ بِمَعْنًى. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقْصُرُ الفِدَاء وَتَمُدُّهُ، يُقَالُ: هَذَا فِدَاؤُك وفِداك، وَرُبَّمَا فَتَحُوا الْفَاءَ إِذا قَصَرُوا فَقَالُوا فَداك، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فَدًى لَكَ، فَيَفْتَحُ الْفَاءَ، وأَكثر الْكَلَامِ كَسْرُ أَولها وَمَدُّهَا؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ وعَنَى بالرَّبِّ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ: فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي قَالَ ابْنُ الأَنباري: فِدَاء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، وإِذا فُتِحَت قُصِرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَهْلًا فِداءً لَكَ يَا فَضالَهْ، ... أَجِرَّه الرُّمْحَ وَلَا تُهالَهْ وأَنشد الأَصمعي: فِدًى لَكَ والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي ... وَمَالِي، إِنه مِنكُم أَتاني فَكَسَرَ وَقَصَرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُ الشاعر:

_ (1). قوله [مرمين] هو من أرمّ القوم أَي سكتوا.

فاغْفِرْ فِداءً لَكَ مَا اقْتَفَيْنا قَالَ: إِطلاق هَذَا اللَّفْظِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ وَالِاسْتِعَارَةِ، لأَنه إِنما يُفْدَى مِنَ المَكارِه مَن تَلْحَقُهُ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْفِدَاءِ التَّعْظِيمَ والإِكبار لأَن الإِنسان لَا يُفَدِّي إِلا مَنْ يُعَظِّمُهُ فَيَبْذُل نَفْسَهُ لَهُ، وَيُرْوَى فداءٌ، بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ، وَالنَّصْبِ عَلَى الْمَصْدَرِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه، ... يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه قَالَ: يُبْقِي زَادَهُ ويأْكل مِنْ مَالِ غَيْرِهِ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ: جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ لَيْسَ لَه وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ؛ إِنما أَراد فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَو بِهِ أَذًى مِنْ رأْسه فحلَق فَعَلَيْهِ فِدْيَةٌ، فَحَذَفَ الْجُمْلَةَ مِنَ الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ. وأَفْدَاه الأَسيرَ: قَبِلَ مِنْهُ فِدْيَته؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِقُرَيْشٍ حِينَ أُسِرَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ والحَكَم بْنُ كَيْسان: لَا نُفْدِيكُمُوهما حَتَّى يَقْدَمَ صَاحِبَانَا ، يَعْنِي سعْد بْنَ أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بْنَ غَزْوان. والفَدَاء، مَمْدُودٌ بِالْفَتْحِ: الأَنبار، وَهُوَ جَمَاعَةُ الطَّعَامِ مِنَ الشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ والبُر وَنَحْوِهِ. والفَدَاء: الكُدْس مِنَ البُر، وَقِيلَ: هُوَ مَسْطَحُ التَّمْرِ بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ وأَنشد يَصِفُ قَرْيَةً بقلَّة الْمِيرَةِ: كأَنَّ فَدَاءها، إِذ جَرَّدُوه ... وطافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ يَتِيمُ «1» شَبَّهَ طَعَامَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ حِينَ جُمع بَعْدَ الحَصاد بسُلَك قَدْ مَاتَتْ أُمه فَهُوَ يَتِيمٌ، يُرِيدُ أَنه قَلِيلٌ حَقِيرٌ، وَيُرْوَى سُلَفٌ يَتِيمٌ، والسُّلَفُ: وَلَدُ الحَجل، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ فِي جَمْعِهِ الأَفْدَاء، وَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ: التَّمْرُ الْمَجْمُوعُ. قَالَ شَمِرٌ: الفَدَاء والجُوخانُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَوْضِعُ التَّمْرِ الَّذِي يُيَبَّس فِيهِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ بَنِي مُجاشِع الفَدَاء التَّمْرُ مَا لَمْ يُكْنَز؛ وأَنشد: مَنَحْتَني، مِنْ أَخْبَثِ الفَدَاءِ، ... عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ ابْنُ الأَعرابي: أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ، وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه. وفَدَاء كُلِّ شَيْءٍ حَجْمه، وأَلفه يَاءٌ لِوُجُودِ ف د ي وَعَدَمِ ف د و. الأَزهري: قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَاءِ وَالْفَاءِ إِذا تَعَاقَبَا: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حدَّث بِحَدِيثٍ فعدَل عَنْهُ قَبْلَ أَن يَفْرُغ إِلى غَيْرِهِ خُذ عَلَى هِدْيَتِك وفِدْيَتِك أَي خُذ فِيمَا كُنْتَ فِيهِ وَلَا تَعْدِل عَنْهُ؛ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو بَكْرٍ عَنْ شَمِرٍ وَقَيَّدَهُ فِي كِتَابِهِ بِالْقَافِ، وقِدْيَتُك، بِالْقَافِ، هُوَ الصواب. فرا: الفَرْو والفَرْوَة: مَعْرُوفٌ الَّذِي يُلبس، وَالْجَمْعُ فِراء، فإِذا كَانَ الفَرْو «2» ذَا الجُبَّة فَاسْمُهَا الفَرْوَة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع، ... وَوَحْوَح ذُو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ وأَورد بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الْفَرْوَةِ الوَفْضَة الَّتِي يَجْعَلُ فِيهَا السَّائِلُ صَدَقَتَهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والفَرْوة إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا وَبَر أَو صُوفٌ لَمْ تُسَمَّ فَروة. وافْتَرَيْت فَرْواً: لَبِسته؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسرِ ... قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْترِي

_ (1). قوله [فداءها] هو بالفتح، وأَما ضبطه في حرد بالكسر فخطأ. (2). قوله [فإذا كان الفرو إلخ] كذا بالأصل.

والفَرْوَة: جِلدة الرأْس. وفَرْوَة الرأْس: أَعْلاه، وَقِيلَ: هُوَ جِلْدَتُهُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّعَرِ يَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ؛ قَالَ الرَّاعِي: دَنِس الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسه ... غُرِسَتْ، فأَنْبَت جَانِبَاهَا فُلْفُلا والفَرْوَة، كالثَّروة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: وَهُوَ الْغِنَى، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن فَاءَهَا بَدَلٌ مِنَ الثَّاءِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَسُئِلَ عَنْ حدِّ الأَمة فَقَالَ إِن الأَمَة أَلقت فَرْوَة رأْسِها مِنْ وَرَاءِ الدَّارِ ، وَرُوِيَ: مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ ، أَراد قِناعها، وَقِيلَ خِمَارَهَا أَي لَيْسَ عَلَيْهَا قِنَاعٌ وَلَا حِجاب وأَنها تَخْرُجُ مُتَبَذِّلة إِلى كُلِّ مَوْضِعٍ تُرْسَل إِليه لَا تَقْدِر عَلَى الِامْتِنَاعِ، والأَصل فِي فَرْوَة الرأْس جِلْدَتُهُ بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الشَّعَرِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِنَّ الْكَافِرَ إِذا قُرِّبَ المُهْلُ مِن فِيهِ سَقَطَتْ فَرْوة وَجْهِهِ أَي جِلْدَتُهُ، اسْتَعَارَهَا مِنَ الرأْس لِلْوَجْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِنه لَذُو ثَرْوة فِي الْمَالِ وفَرْوَة بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ: اللَّهُمَّ إِني قَدْ مَلِلْتُهم ومَلُّوني وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني فسَلِّط عَلَيْهِمْ فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها ويأْكل خَضِرَتَها ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَن فَتَى ثَقِيفٍ إِذا وَلِيَ الْعِرَاقَ توسَّع فِي فَيْء الْمُسْلِمِينَ واستأْثر بِهِ وَلَمْ يَقْتَصِر عَلَى حِصَّتِهِ، وفَتَى ثَقِيفٍ: هُوَ الحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، وَقِيلَ: إِنه وُلِدَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ الَّتِي دَعَا فِيهَا عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِهَذَا الدُّعَاءِ وَهَذَا مِنَ الكَوائِن الَّتِي أَنبأَ بِهَا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ بَعْدِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَتَمَتَّعُ بِنِعْمَتها لُبْساً وأَكلًا؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَاهُ يَلْبَسُ الدَّفيءَ اللَّيِّنَ مِنْ ثِيَابِهَا وَيَأْكُلُ الطريَّ النَّاعِمَ مِنْ طَعَامِهَا، فَضَرَبَ الفَرْوَة والخَضِرة لِذَلِكَ مَثَلًا، وَالضَّمِيرُ لِلدُّنْيَا. أَبو عَمْرٍو: الفَرْوَة الأَرض الْبَيْضَاءُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا نَبَاتٌ وَلَا فَرْش. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الخَضِر، عَلَيْهِ السَّلَامُ، جَلَسَ عَلَى فَرْوَة بَيْضَاءَ فَاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خَضْراء ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَراد بالفَرْوَة الأَرضَ اليابسةَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يَعْنِي الهَشيم الْيَابِسَ مِنَ النَّبات، شَبَّهَهُ بالفَروة. والفَروةُ: قِطْعَةُ نَبَاتٍ مُجْتَمِعَةٌ يَابِسَةٌ؛ وَقَالَ: وهامةٍ فَرْوَتُها كالفَرْوَهْ وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: ثُمَّ بَسَطْتُ عَلَيْهِ فَرْوَةً ، وَفِي أُخرى: فَفَرَشْتُ لَهُ فَرْوَةً. وَقِيلَ: أَراد بالفَرْوَة اللِّباس الْمَعْرُوفَ. وفَرَى الشيءَ يَفْرِيه فَرْياً وفَرَّاه، كِلَاهُمَا: شقَّه وأَفسده، وأَفْرَاه أَصلحه، وَقِيلَ: أَمرَ بإِصلاحه كأَنه رَفَع عَنْهُ مَا لَحِقَهُ مِنْ آفَةِ الفَرْي وخَلَلِه. وتَفَرَّى جِلدُه وانْفَرَى: انشقَّ. وأَفْرَى أَوداجه بِالسَّيْفِ: شَقَّهَا. وَكُلُّ مَا شقَّه فَقَدْ أَفْرَاه وفَرَّاه؛ قَالَ عَدِي بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ: فصافَ يُفَرِّي جِلْدَه عَنْ سَراتِه، ... يَبُذُّ الجِياد فارِهاً مُتتايِعا أَي صافَ هَذَا الفَرسُ يَكَادُ يشُق جِلْدَهُ عَمَّا تَحْتَهُ مِنَ السِّمَن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِينَ سُئِلَ عَنِ الذَّبِيحة بالعُود فَقَالَ: كلُّ مَا أَفْرَى الأَوْداجَ غَيْرَ مُثَرِّدٍ أَي شقَّقها وَقَطَعَهَا فأَخرج مَا فِيهَا مِنَ الدَّمِ. يُقَالُ: أَفْرَيْت الثوبَ وأَفْرَيْت الحُلَّة إِذا شقَقْتَها وأَخرجت مَا فِيهَا، فإِذا قُلْتَ فَرَيْت، بِغَيْرِ أَلف، فإِن مَعْنَاهُ أَن تُقَدِّر الشَّيْءَ وتُعالجه وتُصلحه مِثْلُ النَّعْل تَحْذُوها أَو النِّطَع أَو القِرْبة وَنَحْوِ ذَلِكَ. يُقَالُ: فَرَيْت أَفْرِي فَرْياً، وَكَذَلِكَ فَرَيْت الأَرض إِذا سِرْتَهَا وَقَطَعْتَهَا. قَالَ:

وأَما أَفْرَيْت إِفْرَاء فَهُوَ مِنَ التَّشْقِيقِ عَلَى وَجْهِ الْفَسَادِ. الأَصمعي: أَفْرَى الْجِلْدَ إِذا مَزَّقَه وخَرَقَه وأَفسده يُفْرِيه إِفْرَاء. وفَرَى الأَدِيمَ يَفْرِيه فَرْياً، وفَرَى المَزادة يَفْرِيها إِذا خَرَزَها وأَصلحها. والمَفْرِيَّةُ: المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة. وتَفَرَّى عَنْ فُلَانٍ ثَوْبُهُ إِذا تشقَّق. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَفَرَّى خَرْز الْمَزَادَةِ إِذا تَشَقَّقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ فَرَى أَوْداجَه وأَفْرَاها قَطَّعَهَا. قَالَ: وَالْمُتْقِنُونَ مِنْ أَهل اللُّغَةِ يَقُولُونَ فَرَى للإِفساد، وأَفْرَى للإِصلاح، وَمَعْنَاهُمَا الشِّقُّ، وَقِيلَ: أَفْرَاه شقَّه وأَفسده وَقَطَعَهُ، فإِذا أَردت أَنه قَدَّرَهُ وَقَطَعَهُ للإِصلاح قُلْتَ فَرَاه فَرْياً. الْجَوْهَرِيُّ: وأَفْرَيْت الأَوْداج قَطَعْتُهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ: إِذا انْتَحَى بِنابِه الهَذْهَاذِ، ... فَرَى عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِي الْجَوْهَرِيُّ: فَرَيْت الشَّيْءَ أَفْرِيه فَرْياً قَطَعْتُهُ لأُصلحه، وفَرَيْت المَزادة خَلَقْتها وَصَنَعْتُهَا؛ وَقَالَ: شَلَّتْ يَدا فَارِيةٍ فَرَتْها «1» ... مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها، لَوْ كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها قَوْلُهُ: فَرَتْها أَي عَمِلَتها. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: أَفْرَيْت الأَديم قَطَعْتُهُ عَلَى جِهَةِ الإِفساد، وفَرَيْته قَطَعْتُهُ عَلَى جِهَةِ الإِصلاح. غَيْرُهُ: أَفْرَيْت الشَّيْءَ شَقَقْتُهُ فانْفَرَى وتَفَرَّى أَي انْشَقَّ. يُقَالُ: تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَقَدْ أَفْرَى الذئبُ بطنَ الشاةِ، وأَفْرَى الجُرحَ يُفْرِيه إِذا بَطَّه. وجِلْد فَرِيٌّ: مَشْقُوق، وَكَذَلِكَ الفَرِيَّة، وَقِيلَ: الفَرِيَّة مِنَ القِرَب الْوَاسِعَةُ. ودلْو فَرِيٌّ: كَبِيرَةٌ وَاسِعَةٌ كأَنها شُقَّتْ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ: ولأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ، وَبَعْضُ ... القَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لَا يَفْرِي مَعْنَاهُ تُنَفِّذُ مَا تَعْزِم عَلَيْهِ وتُقَدِّرُه، وَهُوَ مَثَلٌ. وَيُقَالُ لِلشُّجَاعِ: مَا يَفْرِي فَرِيَّه أَحد، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَا يَفْرِي فَرْيَه، بِالتَّخْفِيفِ، وَمَنْ شَدَّد فَهُوَ غَلَطٌ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ حَادًّا فِي الأَمر قوِيّاً تَرَكْتُه يَفْرِي الفَرا «2». ويَقُدُّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: تَرَكْتُهُ يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْي فأَجاد. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَآهُ فِي مَنَامِهِ يَنْزِعُ عَنْ قَلِيب بغَرْب: فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ كَقَوْلِكَ يعمَل عمَله وَيَقُولُ قَوْلَهُ ويقطَع قَطْعَهُ؛ قَالَ: وأَنشدنا الفراء لزُرارة بن صَعْب يُخاطب العامِرِيَّةَ: قَدْ أَطْعَمَتْني دَقَلًا حَوْلِيّا ... مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا، قَدْ كنتِ تَفْرِينَ بِهِ الفَرِيَّا أَي كُنْتِ تُكْثِرِين فِيهِ القَول وتُعَظِّمِينه. يُقَالُ: فُلَانٌ يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كَانَ يأْتي بالعَجَب فِي عَمَلِهِ، وَرُوِيَ يَفْرِي فَرْيَه، بِسُكُونِ الرَّاءِ وَالتَّخْفِيفِ، وَحُكِيَ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه أَنكر التَّثْقِيلَ وغلَّط قَائِلَهُ. وأَصل الفَرْي: القَطْع، وتقول العرب: تركته

_ (1). قوله [شلت يدا إلخ] بين الصاغاني خلل هذا الإنشاد في مادة صغر فقال وبعد الشطر الأول: وعميت عين التي أرتها ... أساءت الخرز وأنجلتها أعارت الأشفى وقدرتها ... مسك شبوب ... إلخ وأبدل الساقي بالنازع. (2). قوله [تركته يفري الفرا] كذا ضبط في الأصل والتكملة وعزاه فيها للفراء، وعليه ففيها لغتان

يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عَمِلَ الْعَمَلَ فأَجاده. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ: لأَفْرِيَنَّهم فَرْيَ الأَدِيم أَي أُقَطِّعُهم بِالْهِجَاءِ كَمَا يُقَطَّع الأَدِيم، وَقَدْ يُكْنَى بِهِ عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي الْقَتْلِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ غَزوة مُوتة: فَجَعَلَ الرُّومِيُّ يَفْرِي بِالْمُسْلِمِينَ أَي يُبَالِغُ فِي النِّكاية وَالْقَتْلِ؛ وَحَدِيثُ وَحْشِيٍّ: فرأَيت حَمْزَةَ يَفرِي النَّاسَ فَرْياً ، يَعْنِي يَوْمَ أُحد. وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون: تَبَجَّسَتْ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ وأَفْرَى الرجلَ: لَامَهُ. والفِرْيةُ: الْكَذِبُ. فَرَى كَذِبًا فَرْياً وافْتَرَاه: اخْتَلَقَهُ. وَرَجُلٌ فَرِيٌّ ومِفْرًى وإِنه لقَبِيح الفِرْية؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ فَرَى فُلَانٌ الْكَذِبَ يَفْرِيه إِذا اخْتَلَقَهُ، والفِرْيَة مِنَ الْكَذِبِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: افْتَرَى الْكَذِبَ يَفْترِيه اخْتَلَقَهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ* ؛ أَي اخْتَلَقَهُ. وفَرَى فُلَانٌ كَذَا إِذا خلَقَه، وافتَرَاه: اخْتَلَقَهُ، وَالِاسْمُ الفِرْيَة. وَفِي الْحَدِيثِ: مِن أَفْرَى الفِرَى أَن يُرِيَ الرَّجلُ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَيا ؛ الفِرَى: جَمْعُ فِرْيَة وَهِيَ الْكِذْبَةُ، وأَفْرَى أَفعل مِنْهُ لِلتَّفْضِيلِ أَي أَكْذَب الْكِذْبَاتِ أَن يَقُولَ: رأَيت فِي النَّوْمِ كَذَا وَكَذَا، وَلَمْ يَكُنْ رأَى شَيْئًا، لأَنه كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فإِنه هُوَ الَّذِي يُرْسِل ملَك الرُّؤْيَا لِيُرِيَهُ الْمَنَامَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَقَدْ أَعظم الفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ أَي الكَذِب. وَفِي حَدِيثِ بَيْعة النِّسَاءِ: وَلَا يأْتِين ببُهتانٍ يَفْتَرِينه ؛ هُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الْكَذِبِ. أَبو زَيْدٍ: فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً وَهُوَ تَلأْلُؤه وَدَوَامُهُ فِي السَّمَاءِ. والفَرِيُّ: الأَمر الْعَظِيمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي قِصَّةِ مَرْيَمَ: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الفَرِيُّ الأَمر الْعَظِيمُ أَي جِئْتَ شَيْئًا عَظِيمًا، وَقِيلَ: جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أَي مَصْنُوعًا مخْتلَقاً، وَفُلَانٌ يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كَانَ يأْتي بِالْعَجَبِ فِي عَمَلِهِ. وفَرِيتُ: دَهِشْتُ وحِرْتُ؛ قَالَ الأَعلم الْهُذَلِيُّ: وفَرِيتُ مِنْ جَزَعٍ فَلَا أَرْمِي، ... وَلَا وَدّعْتُ صاحِبْ أَبو عُبَيْدٍ: فَرِيَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يَفْرَى فَرًى، مَقْصُورٌ، إِذَا بُهِتَ ودَهِشَ وتَحَيَّر. قَالَ الأَصمعي: فَرِيَ يَفْرى إِذَا نَظَرَ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَصْنَع. والفَرْيَة: الجَلَبة. وفرو فَرْوَة وفرو فَرْوَان: اسْمان. فسا: الفَسْو: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ الفُسَاء «3». وفَسا فَسْوَة وَاحِدَةً وفَسَا يَفْسو فَسْواً وفُسَاء، وَالِاسْمُ الفُساء، بِالْمَدِّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذَا تَعَشَّوْا بَصَلًا وخَلًّا، ... يأْتُوا يَسُلُّون الفُسَاءَ سَلًّا وَرَجُلٌ فَسَّاء وفَسُوٌّ: كَثِيرُ الفَسْو. قَالَ ثَعْلَبٌ: قِيلَ لِامْرَأَةٍ أَيُّ الرِّجَالِ أَبغض إِلَيْكِ؟ قَالَتْ: العَثِنُ «4» النَّزَّاء الْقَصِيرُ الفَسّاء الَّذِي يَضْحَك فِي بَيْتِ جَارِهِ وَإِذَا أَوى بَيْتَهُ وَجَم؛ الشَّدِيدُ الحَمْل «5» قَالَ أَبو ذُبيان ابْنُ الرَّعْبل: أَبغض الشُّيُوخِ إلىَّ الأَقْلح الأَمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ. وَيُقَالُ للخُنْفساء: الفَسَّاءَة، لنَتْنها. وَفِي الْمَثَلِ: مَا أَقرَبَ مَحْساه مِنْ مَفْسَاه. وَفِي الْمَثَلِ: أَفحش مِنْ فَاسِيَةٍ، وَهِيَ الْخُنْفُسَاءُ تَفْسو فتُنْتِنُ الْقَوْمَ بخُبث رِيحها، وَهِيَ الفَاسِيَاء أَيضاً. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَفْسَى مِنَ الظَّرِبان، وَهِيَ دابة تجيء إلى حُجر الضَّبِّ فَتَضَعُ قَبَّ اسْتِهَا عِنْدَ فَم الجُحر فَلَا تَزَالُ تَفُسُو حَتَّى تَسْتَخْرِجه، وتصغير

_ (3). قوله [والجمع الفُسَاء] كذا ضبط في الأصل ولعله بكسر الفاء كدلو ودلاء. (4). قوله [العثن] كذا في الأصل مضبوطاً ولعله العبنّ أو العتن كفرح أو غير ذلك (5). قوله: [الشديد الحمل]؛ هكذا في الأَصل

الفَسْوَة فُسَيَّة. وَيُقَالُ: أَفْسَى مِنْ نِمس وَهِيَ دُويْبَّة كَثِيرَةُ الفُسَاء. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ نُفَيع بْنُ مُجاشع لِبِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ يُسابُّه يَا ابْنَ زَرَّة وَكَانَتْ أُمه أَمة وَهَبَهَا لَهُ الحجاج، وقال: وَمَا تَعِيب مِنْهَا؟ كَانَتْ بِنْتَ مَلِك وحِباء مَلِك حبَا بِهَا مَلِكًا قَالَ: أَما عَلَى ذَلِكَ لَقَدْ كَانَتْ فَسَّاءً أَدَمُّها وَجْهُهَا وأَعظمها رَكَبُها قَالَ: ذَلِكَ أعْطِيةُ اللَّهِ، قَالَ: والفَسَّاء والبَزْخاء وَاحِدٌ، قَالَ: والانْبِزاخُ انْبِزَاخُ مَا بَيْنَ وِرْكَيْهَا وَخُرُوجُ أَسفل بَطْنِهَا وَسُرَّتِهَا؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِ الرَّاجِزِ: بِكْراً عَواساءَ تَفاسى مُقْرِبا قَالَ: تَفَاسَى تُخرج استَها، وتَبازى تَرْفَعُ أَليَتَيْها. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنَّهُ قَالَ: تَفَاسأَ الرَّجُلُ تَفَاسُؤاً، بالهمزة، إِذَا أَخرج ظَهْرَهُ، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَهْمِزْهُ. وتَفَاسَتِ الخنفساءُ إِذَا أَخرجت اسْتَهَا كَذَلِكَ. وتَفَاسَى الرَّجُلُ: أَخرج عَجِيزَتَهُ. والفَسْوُ والفُساة: حَيٌّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. التَّهْذِيبُ: وَعَبْدُ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهُمُ الفُسَاة يُعْرَفُونَ بِهَذَا. غَيْرُهُ: الفَسْوُ نَبْزُ حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ جَاءَ مِنْهُمْ رَجُلٌ ببُردَيْ حِبَرة إِلَى سُوقِ عُكاظ فَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي مِنَّا الفَسْوَ بِهَذَيْنِ البُردين؟ فَقَامَ شَيْخٌ مِنْ مَهْوٍ فارْتَدى بأَحدهما وأْتَزر بِالْآخَرِ، وَهُوَ مُشْتَرِي الْفَسْوَ بِبُرْدَيْ حِبرة، وَضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ فَقِيلَ أَخْيَبُ صَفْقةً مِنْ شَيْخِ مَهْوٍ، وَاسْمُ هَذَا الشَّيْخِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَيْذَرة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: يَا مَنْ رَأَى كصَفْقَةِ ابْنِ بَيْذَرهْ ... مِن صَفْقةٍ خاسِرةٍ مُخَسِّرهْ، المُشْتَري الفَسْوَ ببُردَي حِبَرَه وفَسَوَاتُ الضِّباع: ضَرْب مِنَ الكَمْأَة. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ القَعْبَلُ مِنَ الكمأَة، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: فَسْوَةُ الضَّبُعِ شَجَرَةٌ تَحْمِلُ مِثْلَ الخَشْخاش لَا يُتحصل مِنْهُ شَيْءٌ. وَفِي حَدِيثِ شُرَيْحٍ: سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطلِّق المرأَة ثم يَرْتَجِعها فيَكْتُمها رَجْعتها حتَى تَنقضيَ عِدَّتُها، وَقَالَ: لَيْسَ لَهُ إِلَّا فَسوة الضَّبُعِ أَي لَا طَائِلَ لَهُ فِي ادِّعَاءِ الرَّجْعَةِ بَعْدَ انقِضاء العدَّة، وَإِنَّمَا خَصَّ الضَّبُعَ لحُمْقها وخُبْثها، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرَةٌ تَحْمِلُ الْخَشْخَاشَ لَيْسَ فِي ثَمَرِهَا كَبِيرُ طَائِلٍ؛ وَقَالَ صَاحِبُ الْمِنْهَاجِ فِي الطِّبِّ: هِيَ القَعْبل وَهُوَ نَبَاتٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ لَهُ رَأْسٌ يُطبخ وَيُؤْكَلُ بِاللَّبَنِ، وَإِذَا يَبِسَ خَرَجَ مِنْهُ مِثْلُ الوَرْس. وَرَجُلٌ فَسَوِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى فَسَا، بَلَدٌ بِفَارِسَ. وَرَجُلٌ فَسَاسارِيٌّ عَلَى غَيْرِ قياس. فشا: فَشا خَبَرُه يَفْشُو فُشُوًّا وفُشِيًّا: انْتَشَرَ وذاعَ، كَذَلِكَ فَشَا فَضْلُه وعُرْفُه وأَفْشَاه هُوَ؛ قَالَ: إنَّ ابنَ زَيْدٍ لَا زالَ مُسْتَعْملًا ... بالخَيْرِ يُفْشي فِي مِصْرِه العُرُفا وَفَشَا الشيءُ يَفْشُو فُشوًّا إِذَا ظَهَرَ، وَهُوَ عَامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ إفْشَاء السِّرِّ. وَقَدْ تَفَشَّى الحِبرُ إِذَا كُتب عَلَى كاغَد رَقِيقٍ فتمشَّى فِيهِ. وَيُقَالُ: تَفَشَّى بِهِمُ الْمَرَضُ وتَفَشَّاهم الْمَرَضُ إِذَا عَمَّهم؛ وأَنشد: تَفَشَّى بإخْوانِ الثِّقاتِ فعَمَّهم، ... فأَسْكَتُّ عَنِّي المُعْوِلاتِ البَواكيا وَفِي حَدِيثِ الْخَاتَمِ: فَلَمَّا رَآهُ أَصحابه قَدْ تخَتَّم بِهِ فَشَت خَوَاتِيمُ الذَّهَبِ أَي كَثُرَتْ وَانْتَشَرَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَفْشَى اللهُ ضَيْعَته أَي كثَّر عَلَيْهِ معاشَه ليَشْغَلَه عَنِ الْآخِرَةِ، وَرُوِيَ: أَفْسدَ اللَّهُ ضَيْعَته ، رَوَاهُ الْهَرَوِيُّ كَذَلِكَ فِي حَرْفِ الضَّادِ، وَالْمَعْرُوفُ الْمَرْوِيُّ أَفْشى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وآيةُ ذَلِكَ

أَن تَفْشُوَ الْفَاقَةُ. والفَوَاشِي: كُلُّ شَيْءٍ مُنْتَشر مِنَ الْمَالِ كَالْغَنَمِ السَّائِمَةِ والإِبل وَغَيْرِهَا لأَنها تَفْشُو أَي تَنْتَشِرُ فِي الْأَرْضِ، وَاحِدَتُهَا فَاشِيَةٌ. وَفِي حَدِيثِ هَوازِن: لمَّا انْهَزَمُوا قَالُوا الرأْيُ أَن نُدْخِلَ فِي الحِصْنِ ما قَدَرنا عليه مِنْ فَاشِيَتِنَا أَي مَواشِينا. وتَفَشَّى الشَّيْءُ أَيِ اتَّسَعَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنِّي لأَحفظ فُلَانًا فِي فَاشَيْته، وَهُوَ مَا انْتَشَرَ مِنْ مَالِهِ مِنْ مَاشِيَةٍ وَغَيْرِهَا. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: ضُمُّوا فَواشِيَكم بِاللَّيْلِ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمةُ العِشاء. وأَفْشَى الرَّجُلُ إِذَا كَثُرَتْ فَوَاشِيه. ابْنُ الأَعرابي: أَفْشَى الرَّجُلُ وأَمْشى وأَوْشى إِذَا كَثُرَ مَالُهُ، وَهُوَ الفَشَاء والمَشاء، مَمْدُودٌ. اللَّيْثُ: يُقَالُ فَشَتْ عَلَيْهِ أُموره إِذَا انْتَشَرَتْ فَلَمْ يَدْرِ بأَيِّ ذَلِكَ يأْخذ، وأَفْشَيْته أَنا. والفَشَاء، مَمْدُودٌ: تَناسل الْمَالِ وَكَثْرَتُهُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَتِهِ حِينَئِذٍ وَانْتِشَارِهِ. وَقَدْ أَفْشَى الْقَوْمُ. وتَفَشَّتِ القَرحة: اتَّسَعَتْ وأَرِضَتْ. وتَفَشَّاهم المَرَض وتَفَشَّى بِهِمْ: انْتَشَرَ فِيهِمْ. وإِذا نِمت مِنَ اللَّيْلِ نَوْمة ثُمَّ قُمْتَ فَتِلْكَ الفَاشِيَةُ. والفَشَيَانُ: الغَثْية «1» الَّتِي تَعْتَرِي الإِنسان، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ تَاسَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَشْوَةُ قُفَّة يَكُونُ فِيهَا طِيب المرأَة؛ قَالَ أَبو الأَسود العِجْلي: لَهَا فَشْوَةٌ فِيها مَلابٌ وزِئْبَقٌ، ... إِذا عَزَبٌ أَسْرَى إِليها تَطَيَّبا فصي: فَصى الشيءَ مِنَ الشَّيْءِ فَصْياً: فَصَله. وفَصْيَةُ مَا بَيْنَ الحَرّ وَالْبَرْدِ: سَكْتة بَيْنَهُمَا مِنْ ذَلِكَ. وَيُقَالُ مِنْهُ: ليلةُ فُصْيَةٍ وليلةٌ فُصْيَةٌ، مُضَافٌ وَغَيْرُ مُضَافٍ. ابْنُ بُزُرْج: اليومُ فُصْيةٌ «2» واليومُ يومُ فُصْيةٍ، وَلَا يَكُونُ فُصْية صِفَةً، وَيُقَالُ: يومٌ مُفْصٍ صِفَةٌ، قَالَ: والطَّلْقة تَجْري مَجْرى الفُصْية وَتَكُونُ وَصْفًا لِلَّيْلَةِ كَمَا تَقُولُ يومٌ طَلْقٌ. وأَفْصى الْحَرُّ: خَرَجَ، وَلَا يُقَالُ فِي الْبَرْدِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَفْصَى عنكَ الشِّتَاءُ وَسَقَطَ عَنْكَ الْحَرُّ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَمِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ يَكُونُ فِي غَمٍّ فَيَخْرُجُ مِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَفْصَى عَلَيْنَا الشِّتَاءُ. أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ اتَّقُوا الفَصْيَة، وَهُوَ خُرُوجٌ مِنْ بَرْدٍ إِلى حَرٍّ وَمِنْ حَرٍّ إِلى بَرْدٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ لَازِقٍ فخلَّصته قُلْتَ هَذَا قَدِ انْفَصَى. وأَفْصَى الْمَطَرُ: أَقْلَع. وتَفَصَّى اللحمُ عَنِ الْعَظْمِ وانْفَصَى: انْفَسَخَ. وفَصَى اللَّحْمُ عَنِ الْعَظْمِ وفَصَّيْتُه مِنْهُ تَفْصِية إِذا خلَّصته مِنْهُ، وَاللَّحْمُ المُتهرّي ينْفَصي عَنِ الْعَظْمِ، والإِنسان يَنْفَصِي مِنَ الْبَلِيَّةِ. وتَفَصَّى الإِنسانُ إِذا تخلَّص مِنَ الضِّيقِ وَالْبَلِيَّةِ. وتَفَصَّى مِنَ الشَّيْءِ: تَخَلَّصَ، وَالِاسْمُ الفَصْيَة، بِالتَّسْكِينِ. وَفِي حَدِيثِ قَيلة بِنْتِ مَخْرمة: أَن جُوَيْرية مِنْ بَنَاتِ أُختها حُدَيْباء قَالَتْ، حِينَ انْتَفَجَت الأَرنب وَهُمَا تَسيرانِ: الفَصْيَة، وَاللَّهِ لَا يَزَالُ كَعبكِ عَالِيًا ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَفَاءَلَتْ بِانْتِفَاجِ الأَرنب فأَرادت بالفَصْيَة أَنها خَرَجَتْ مِنَ الضِّيقِ إِلَى السَّعَةِ؛ وَمِنْ هَذَا حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه ذَكَرَ الْقُرْآنَ فَقَالَ: هُوَ أَشد تفَصِّياً مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَم مِنْ عُقُلِها أَي أَشدّ تَفَلُّتاً وَخُرُوجًا. وأَصل التَّفَصِّي: أَن يَكُونَ الشَّيْءُ فِي مَضِيقٍ ثُمَّ يَخْرُجَ إِلى غَيْرِهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَفْصَى إِذا تَخَلَّصَ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصل الفَصْيَة الشَّيْءُ تَكُونُ فِيهِ ثُمَّ تخرج

_ (1). قوله [والفَشَيَان الغثية] ضبط الفشيان في التكملة والأصل والتهذيب بهذا الضبط، واغتروا بإطلاق المجد فضبطوه في بعض النسخ بالفتح. وأما الغثية فهي عبارة الأصل والتهذيب أيضا ولكن الذي في القاموس والتكملة بالشين المعجمة بدل المثلثة. (2). قوله [فصية] ضبط في الأصل بالضم كما ترى وفي المحكم أيضاً، وضبط في القاموس بالفتح.

مِنْهُ، فكأَنها أَرادت أَنها كَانَتْ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ مِنْ قِبَلِ عَمِّ بَنَاتِهَا، فَخَرَجَتْ مِنْهُ إِلى السَّعَةِ وَالرَّخَاءِ، وإِنما تفاءَلت بِانْتِفَاجِ الأَرنب. وَيُقَالُ: مَا كِدْتُ أَتَفَصَّى مِنْ فُلَانٍ أَي مَا كِدْتُ أَتخلص مِنْهُ. وتَفَصَّيْتُ مِنَ الدُّيُونِ إِذا خَرَجْتَ مِنْهَا وَتَخَلَّصْتَ. وتفَصَّيت مِنَ الأَمر تَفَصِّياً إِذا خَرَجْتَ مِنْهُ وَتَخَلَّصْتَ. والفَصَى: حَبُّ الزَّبِيبِ، وَاحِدَتُهُ فَصاة؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: فَصًى مِنْ فَصى العُنْجُد قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا جَمِيعُ مَا أَنشده مِنْ هَذَا الْبَيْتِ. وأَفْصَى: اسْمُ رَجُلٍ. التَّهْذِيبُ: أَفْصَى اسْمُ أَبي ثَقِيف وَاسْمُ أَبي عَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُمَا أَفْصَيان أَفْصى بْنِ دُعْمي بْنِ جَديلة بْنِ أَسد بْنِ رَبِيعَةَ، وأَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسد بْنِ رَبِيعَةَ. وَبَنُو فُصَيَّة: بطن. فضا: الفَضَاءُ: الْمَكَانُ الْوَاسِعُ مِنَ الأَرض، وَالْفِعْلُ فَضا يَفْضُو فُضُوّاً «1» فَهُوَ فَاضٍ؛ قال رؤبة: أَفْرَخَ فَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ، ... عَنكُم، كِراماً بالمَقام الفَاضِي وَقَدْ فَضَا المكانُ وأَفْضَى إِذا اتَّسَعَ. وأَفْضَى فلانٌ إِلى فُلَانٍ أَي وَصَل إِليه، وَأَصْلُهُ أَنه صَارَ فِي فُرْجَته وفَضائه وحَيِّزه؛ قَالَ ثَعْلَبُ بْنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ نَحْلًا: شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبارِ لَا القُرَّ تتَّقي، ... وَلَا الذِّئْب تَخْشى، وَهْيَ بالبَلدِ المُفْضِي أَي العَراء الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ، وأَفْضَى إِليه الأَمْرُ كَذَلِكَ. وأَفْضَى الرَّجُلُ: دَخَلَ عَلَى أَهله. وأَفْضى إِلى المرأَة: غَشِيها، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذا خَلَا بِهَا فَقَدْ أَفْضَى، غَشِيَ أَو لَمْ يَغْشَ، والإِفضاء فِي الْحَقِيقَةِ الِانْتِهَاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ ؛ أَي انْتَهى وأَوى، عدَّاه بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى وصَل، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ. ومَرَة مُفْضَاة: مَجْمُوعَةُ المَسْلَكين. وأَفْضَى المرأَةَ فَهِيَ مُفْضَاة إِذا جامَعها فجعلَ مَسْلَكَيْها مَسْلَكاً وَاحِدًا كأَفاضها، وَهِيَ المُفْضَاة مِنَ النِّسَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَفْضَى الرجلُ إِلى امرأَته باشَرها وَجَامَعَهَا. والمُفْضَاةُ: الشَّريمُ. وأَلقى ثَوبه فَضاً: لَمْ يُودعْه. وَفِي حَدِيثِ دُعائه لِلنَّابِغَةِ: لَا يُفْضِي اللهُ فَاكَ ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَمَعْنَاهُ أَن لَا يَجْعَلَهُ فَضاء لَا سنَّ فِيهِ. والفَضَاء: الْخَالِي الْفَارِغُ الْوَاسِعُ مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: ضَرَبَهُ بِمرْضَافَةٍ وسَط رأْسه حَتَّى يُفْضِيَ كلُّ شَيْءٍ مِنْهُ أَي يَصِيرَ فَضاء. والفَضَاء: الساحةُ وَمَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض. يُقَالُ: أَفْضَيت إِذا خَرَجْتَ إِلى الْفَضَاءِ. وأَفْضَيْت إِلى فُلَانٍ بِسِرِّي. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ لَا يُفْضِ اللهُ فَاكَ مِنْ أَفْضَيْت. قَالَ: والإِفْضَاء أَن تَسقط ثَنَايَاهُ مِنْ فَوْقُ وَمِنْ تَحْتُ وَكُلُّ أَضراسه؛ حَكَاهُ شَمِرٌ عَنْهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَنْ هَذَا إِفْضَاء المرأَة إِذا انْقَطَعَ الحِتار الَّذِي بَيْنَ مَسْلَكَيْهَا؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ: ومَنْ يوفِ لَا يُذْمَمْ، ومَنْ يُفْضِ قَلْبه ... إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لَا يَتَجَمْجَمِ أَي مَن يَصر قلبُه إِلى فَضاء مِنَ الْبِرِّ لَيْسَ دُونَهُ سَتْرٌ لَمْ يَشتبه أَمره عَلَيْهِ فيتجَمجم أَي يَتَرَدَّدَ فِيهِ. والفَضَى، مَقْصُورٌ: الشَّيْءُ الْمُخْتَلِطُ، تَقُولُ: طَعَامٌ فَضًى أَي فَوْضى مُخْتَلِطٌ. شَمِرٌ: الفَضاء مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض وَاتَّسَعَ، قَالَ: وَالصَّحْرَاءُ فَضَاء. قال

_ (1). قوله [يَفْضُو فُضُوّاً] كذا بالأصل وعبارة ابن سيدة يَفْضُو فَضَاءً وفُضُوّاً وكذا في القاموس فالفَضَاء مشترك بين الحدث والمكان

أَبو بَكْرٍ: الفِضَاء، مَمْدُودٌ، كالحِساء وَهُوَ مَا يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَاحِدَتُهُ فَضِيَّةٌ «1»؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: فصَبَّحْن قَبْلَ الوارِداتِ مِنَ القَطا، ... ببَطْحاءِ ذِي قارٍ، فِضَاءً مُفَجَّرا والفَضْيَةُ: الْمَاءُ المُسْتَنْقِع، وَالْجَمْعُ فِضَاء، مَمْدُودٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ فأَما قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ الرِّقاع: فأَوْرَدها، لَمَّا انْجَلى الليلُ أَوْ دَنا، ... فِضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُرْوَى فَضًى وفِضًى، فَمَنْ رَوَاهُ فَضًى جَعَلَهُ مِنْ بَابِ حَلْقةٍ وحَلَقٍ ونَشْفةٍ ونَشَفٍ، وَمَنْ رَوَاهُ فِضًى جَعَلَهُ كَبَدْرَةٍ وبِدَرٍ. والفَضَا: جانِب «2» الْمَوْضِعِ وَغَيْرِهِ، يُكْتَبُ بالأَلف، وَيُقَالُ فِي تَثْنِيَتِهِ ضَفَوانِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: قَفْراً بِمُنْدَفِع النَّحائِتِ مِنْ ... ضَفَوَيْ أُلاتِ الضّالِ والسِّدْرِ النَّحَائِتُ: آبَارٌ مَعْرُوفَةٌ. وَمَكَانٌ فاضٍ ومُفْضٍ أَي وَاسِعٌ. وأَرض فَضاء وبَرازٌ، والفَاضِي: البارِزُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَسَهُ: أَمّا إِذا أَمْسَى فَمُفْضٍ مَنْزِلُه، ... نَجْعَلُه فِي مَرْبَطٍ، نَجْعَلُه مُفْضٍ: وَاسْعٌ. والمُفْضَى: المُتَّسَع؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ: خَوْقاء مُفْضَاها إِلى مُنْخاقِ أَي مُتَّسَعُها؛ وَقَالَ أَيضاً: جاوَزْته بالقَوْم حَتَّى أَفْضَى ... بهِم، وأَمْضىَ سَفَرٌ مَا أَمْضَى «3» قَالَ: أَفْضَى بَلَغَ بِهِمْ مَكَانًا وَاسِعًا أَفْضَى بِهِمْ إِليه حَتَّى انْقَطَعَ ذَلِكَ الطَّرِيقُ إِلى شَيْءٍ يَعْرِفُونَهُ. وَيُقَالُ: قَدْ أَفْضَيْنا إِلى الفَضاء، وَجَمْعُهُ أَفْضِيَة. وَيُقَالُ: تَرَكْتُ الأَمر فَضاً أَي تَرَكْتُهُ غيرَ مُحْكَم. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ مَا بَقِيَ فِي كِنانته إِلَّا سَهْمٌ فَضاً؛ فَضاً أَي وَاحِدٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سَهْمٌ فَضاً إِذا كَانَ مُفْرداً لَيْسَ فِي الكِنانة غَيْرُهُ. وَيُقَالُ: بَقِيت مِنْ أَقْراني فَضاً أَي بَقِيتُ وَحْدِي، وَلِذَلِكَ قِيلَ للأَمر الضَّعِيفِ غَيْرِ الْمُحْكَمِ فَضاً، مَقْصُورٌ. وأَفْضَى بِيَدِهِ إِلى الأَرض إِذا مَسَّها بِبَاطِنِ رَاحَتِهِ فِي سُجوده. والفَضَا: حَبُّ الزَّبيب. وَتَمْرٌ فَضاً: مَنْثُورٌ مُخْتَلِطٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْمُخْتَلِطُ بِالزَّبِيبِ؛ وأَنشد: فَقُلْتُ لهَا: يَا خَالَتِي لَكِ ناقَتي، ... وتمرٌ فَضاً، فِي عَيْبَتي، وزَبيبُ أَي مَنْثُورٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُ المتأَخرين: يَا عَمَّتي. وأَمرُهم بَيْنَهُمْ فَضاً أَي سَوَاءٌ. ومَتاعُهم بَيْنَهُمْ فَوْضَى فَضاً أَي مُخْتَلِطٌ مُشْتَرَكٌ. غَيْرُهُ: وأَمرهم فَوْضَى وفَضاً أَي سَوَاءٌ بَيْنَهُمْ؛ وأَنشد للمُعَذِّل البَكْريِّ: طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً فِي رِحالِهم، ... وَلَا يُحْسِنُون الشَّرَّ إِلَّا تَنادِيا وَيُقَالُ: الناسُ فَوْضَى إِذا كانوا لَا أَميرَ عَلَيْهِمْ وَلَا مَنْ يَجْمَعُهُمْ. وأَمرُهُم فَضاً بَيْنَهُمْ أَي لَا أَمير عَلَيْهِمْ. وأَفْضَى إِذا افْتَقَرَ. فطا: فَطَا الشيءَ يَفْطُوه فَطْواً: ضَرَبَهُ بِيَدِهِ وشَدَخَه، وفَطَوْتُ المرأَةَ: أَنْكَحْتها. وفَطَا المرأَة

_ (1). قوله [واحدته فضية] هذا ضبط التكملة، وفي الأصل فتحة على الياء فمقتضاه أنه من باب فعلة وفعال. (2). قوله [والفَضَا جانب إلخ] كذا بالأصل، ولعله الضفا بتقديم الضاد إذ هو الذي بمعنى الجانب وبدليل قوله: وَيُقَالُ فِي تَثْنِيَتِهِ ضَفَوَانِ، وبعد هذا فإيراده هنا سهو كما لا يخفى (3). قوله [ما أمضى] كذا في الأصل، والذي في نسخة التهذيب: ما أفضى.

فَطْواً: نكَحها. فظا: الفَظَى، مَقْصُورٌ «1»: مَاءُ الرَّحِم، يُكْتَبُ بِالْيَاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَسَرْبَلَ حُسْنَ يُوسُف فِي فَظاهُ، ... وأُلْبِسَ تاجَه طِفْلًا صَغِيرا حَكَاهُ كُرَاعٌ، وَالتَّثْنِيَةُ فَظَوَانِ، وَقِيلَ: أَصله الفَظُّ فَقُلِبَتِ الظَّاءُ يَاءً، وَهُوَ مَاءُ الْكَرِشِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا بأَن أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ لأَنها مَجْهُولَةُ الِانْقِلَابِ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ اللَّامِ، وإِذا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ اللَّامِ فَانْقِلَابُهَا عَنِ الْيَاءِ أَكثر منه عن الواو. فعا: قَالَ الأَزهري: الأَفْعَاء الرَّوائحُ الطيِّبةُ. وفَعا فُلَانٌ شَيْئًا إِذا فَتَّتَه. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِ الْحَيَّاتِ: الأَفْعَى مِنَ الحَيّاتِ الَّتِي لَا تَبْرَحُ، إِنما هِيَ مُتَرَحِّية، وتَرَحِّيها اسْتِدارَتُها عَلَى نَفْسِهَا وتحَوِّيها؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: زُرْقِ العُيونِ مُتَلَوِّياتِ، ... حَوْلَ أَفَاعٍ مُتَحَوِّياتِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الأَفْعَى حَيَّةٌ عَرِيضة عَلَى الأَرض إِذا مشَت مُتَثَنِّيَةً بثِنيين أَو ثَلَاثَةٍ تَمْشِي بأَثْنائها تِلْكَ خَشْناء يَجْرُشُ بعضُها بَعْضًا، والجَرْشُ الحَكُّ والدَّلْك. وَسُئِلَ أَعرابي مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنِ الجَرْش فَقَالَ: هُوَ العدْو البَطِيء. قَالَ: ورَأْسُ الأَفْعَى عَرِيضٌ كأَنه فَلْكة وَلَهَا قَرْنانِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه سُئِلَ عَنْ قَتْل المُحْرِم الحيّاتِ فَقَالَ لَا بأْس بِقَتْلِهِ الأَفْعَوْ وَلَا بأْس بِقَتْلِ الحِدَوْ ، فَقَلَبَ الأَلف فِيهِمَا وَاوًا فِي لُغَتِهِ، أَراد الأَفْعَى وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقلب الأَلف يَاءً فِي الْوَقْفِ، وَبَعْضُهُمْ يشدِّد الْوَاوَ وَالْيَاءَ، وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الأَفْعَى لَا تَنْفَعُ مِنْهَا رُقْية وَلَا تِرْياقٌ، وَهِيَ حَيَّة رَقْشاء دَقِيقَةُ العُنق عريضةُ الرأْس، زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا كَانَتْ ذَاتَ قَرْنَين، تَكُونُ وَصْفًا وَاسِمًا، وَالِاسْمُ أَكثر، وَالْجَمْعُ أَفاعٍ. والأُفْعُوانُ، بِالضَّمِّ: ذَكَرُ الأَفاعي، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه قَالَ لِمُعَاوِيَةَ لَا تُطْرِقْ إِطراقَ الأُفْعوان ؛ هُوَ بِالضَّمِّ ذَكَرُ الأَفَاعِي. وأَرض مَفْعاةٌ: كَثِيرَةُ الأَفاعي. الْجَوْهَرِيُّ: الأَفْعى حَيَّةٌ، وَهِيَ أَفْعَلُ، تَقُولُ هَذِهِ أَفْعًى بِالتَّنْوِينِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ مِنْ الفِعْل أَفعَل وأَرْوًى مَثَلُ أَفْعًى فِي الإِعراب، وَمِثْلُهَا أَرْطًى مِثْلُ أَرطاة «2». وتَفَعَّى الرَّجُلُ: صَارَ كالأَفْعَى فِي الشَّرِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: رَأَتْه عَلَى فَوْت الشَّبابِ، وأَنَّه ... تَفَعَّى لَهَا إِخْوانُها ونَصِيرُها وأَفْعَى الرَّجُلُ إِذا صَارَ ذَا شَرٍّ بَعْدَ خَيْرٍ. والفَاعِي: الغَضْبان المُزْبِدُ. أَبو زَيْدٍ فِي سِمات الإِبل: مِنْهَا المُفَعَّاةُ الَّتِي سِمَتها كالأَفعى، وَقِيلَ هِيَ السِّمة نَفْسُها، قَالَ: والمُثَفَّاة كالأَثافي، وَقَالَ غَيْرُهُ: جَمَلٌ مُفَعَّى إِذا وُسِم هَذِهِ، وَقَدْ فَعَّيْتُه أَنا. وأُفَاعِيَةُ: مَكان؛ وَقَوْلُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ: هَلْ تَعْرِفُ الدَّار بِذِي البَناتِ ... إِلى البُرَيْقاتِ إِلى الأَفْعَاةِ، أَيَّامَ سُعْدَى وَهِيَ كالمَهاةِ أَدخل الْهَاءَ فِي الأَفْعى لأَنه ذهَب بِهَا إِلى الهَضْبة.

_ (1). قوله [الفَظَى مقصور يكتب بالياء] ثم قوله [والتثنية فظوان] هذه عبارة التهذيب (2). قوله [مثل أرطاة] كذا بالأصل.

والأَفْعَى: هَضْبَة فِي بِلَادِ بني كِلاب. فغا: الفَغْو والفَغْوَة والفاغِيةُ: الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. والفَغْوَة: الزَّهْرَةُ. والفَغْو والفاغِيَةُ: وَرْدُ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ الشَّجَرِ لَهُ رِيحٌ طَيِّبَةٌ لَا تَكُونُ لِغَيْرِ ذَلِكَ. وأَفْغَى النباتُ أَي خَرَجَتْ فَاغِيَتُهُ. وأَفْغَتِ الشَّجَرَةُ إِذا أَخرجت فاغِيَتها، وَقِيلَ: الفَغْو والفَاغِيَةُ نَوْرُ الحِناء خَاصَّةً، وَهِيَ طَيِّبَةُ الرِّيحِ تَخْرج أَمثال الْعَنَاقِيدِ وَيَنْفَتِحُ فِيهَا نَوْر صِغار فتُجْتَنَى ويُرَبَّب بِهَا الدُّهن. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُعْجبه الفَاغِيَةُ. ودُهْنٌ مَفْغُوٌ: مُطَيِّب بِهَا. وفَغَا الشَجَرُ فَغْوًا وأَفْغى: تفَتَّح نَوْرُه قَبْلَ أَن يُثْمِر. وَيُقَالُ: وَجَدْتُ مِنْهُ فَغْوةً طَيِّبَةً وفَغْمة. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيِّدُ رَيْحانِ أهلِ الجنةِ الفَاغِيَةُ ؛ قَالَ الأَصمعي: الفَاغِيَةُ نَوْرُ الحِنَّاء، وَقِيلَ: نُورُ الرَّيْحَانِ، وَقِيلَ: نَوْر كُلِّ نَبْتٍ مِنْ أَنوار الصَّحْرَاءِ الَّتِي لَا تُزْرَعُ، وَقِيلَ: فَاغِيَة كُلِّ نَبْتٍ نُورُهُ. وكلُّ نَوْرٍ فَاغِيةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوْس ابن حَجر: لَا زالَ رَيْحانٌ وفَغْوٌ ناضِرٌ ... يَجْري عَلَيْكَ بِمُسْبِلٍ هَطَّالِ قَالَ: وَقَالَ الْعُرْيَانُ: فَقُلْتُ لَهُ: جادَتْ عَلَيْكَ سحابةٌ ... بِنَوْءٍ يُنَدِّي كلَّ فَغْوٍ ورَيْحانِ وَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ السَّلَف فِي الزَّعْفَرَانِ فَقَالَ: إِذا فَغَا، يُرِيدُ إِذا نَوَّر، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ إِذا انْتَشَرَتْ رَائِحَتُهُ، مِنْ فَغَتِ الرائحةُ فَغْواً، وَالْمَعْرُوفُ فِي خُرُوجِ النَّوْر مِنَ النَّبَاتِ أَفْغى لَا فَغا. الْفَرَّاءُ: هُوَ الفَغْوُ والفَاغِيَةُ لنَوْرِ الحِناء. ابْنُ الأَعرابي: الفَاغِيَةُ أَحْسَنُ الرَّياحِينِ وأَطيَبُها رَائِحَةً. شَمِرٌ: الفَغْوُ نَوْر، والفَغْوُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: سُلافة الدَّنِّ مَرْفُوعاً نَصائِبُه، ... مُقَلَّدَ الفَغْوِ والرَّيْحانِ مَلْثُوما والفَغَى، مَقْصُورٌ: البُسْر الْفَاسِدُ المُغْبَرُّ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم: أَكُنْتُم تَحْسَبونَ قِتالَ قَوْمي، ... كأَكْلِكُم الفَغايا والهَبِيدا؟ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ «1»: الفَغَى فسادُ البُسر. والفَغَى، مَقْصُورٌ: التَّمْرُ الَّذِي يَغْلُظ وَيَصِيرُ فِيهِ مِثْلَ أَجنحة الجَراد كالغَفَى. قَالَ اللَّيْثُ: الفَغَى ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا خطأٌ. والفَغَى: داءٌ يَقَعُ عَلَى البُسر مِثْلُ الْغُبَارِ، وَيُقَالُ: مَا الَّذِي أَفْغَاكَ أَي أَغْضَبَك وأَوْرَمك؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: وصارَ أَمثالَ الفَغَى ضَرائِري وَقَدْ أَفْغَت النَّخْلَةُ. غَيْرُهُ: الإِغْفاء فِي الرُّطب مِثْلُ الإِفْغاء سَوَاءٌ. والفَغَى: مَا يَخرج مِنَ الطَّعَامِ فيُرمى بِهِ كالغَفى. أَبو الْعَبَّاسِ: الفَغَى الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ النَّاسِ والمأْكول وَالْمَشْرُوبِ وَالْمَرْكُوبِ؛ وأَنشد: إِذا فِئةٌ قُدِّمت للقِتال، ... فَرَّ الفَغى وصَلِينا بِهَا ابْنُ سِيدَهْ: والفَغَى مَيَلٌ فِي الْفَمِ والعُلْبة والجَفْنة. والفَغَى: دَاءٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَمْ يَحُدّه، قَالَ: غَيْرَ أَني أُراه المَيَل فِي الْفَمِ. وأَخذَ بفَغْوِه أَي بِفَمِهِ. وَرَجُلٌ أَفْغَى وامرأَة فَغْوَاء إِذا كَانَ فِي فَمِهِ مَيَل. وأَفْغَى الرجلُ إِذا افْتَقَرَ بَعْدَ غِنًى، وأَفْغَى إِذا عَصى بَعْدَ طَاعَةٍ، وأَفْغَى إِذا سَمُجَ بعد حُسْن،

_ (1). قوله [في موضع آخر] أي في باب الياء والمؤلف لم يفرد الواوي من اليائي كما صنع ابن سيدة وتبعه المجد لكنه قصر هنا.

وأَفْغَى إِذا دَامَ عَلَى أَكل الفَغى، وَهُوَ المُتغَيِّر مِنَ البُسر الْمُتَتَرِّبِ. والفَغْوَاء: اسْمٌ، وَقِيلَ: اسْمُ رَجُلٍ أَو لَقَبٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: فهَلَّا وَفى الفَغْوَاءُ عَمرُو بنُ جابِرٍ ... بذِمَّتِه، وابنُ اللَّقِيطةِ عِصْيَدُ فقا: الفَقْوُ: شَيْءٌ أَبيض يَخْرُجُ مِنَ النُّفَسَاءِ أَو النَّاقَةِ الْمَاخِضِ، وَهُوَ غلافٌ فِيهِ مَاءٌ كَثِيرٌ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فَقْء، بِالْهَمْزِ، والفَقْوُ: مَوْضِعٌ. والفَقَا: مَاءٌ لَهُمْ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وفَقَوْتُ الأَثرَ: كقَفَوْته؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. وفُقا النَّبْلِ، مَقْلُوبٌ: لُغَةٌ فِي فُوقِها؛ قَالَ الفِندُ الزِّمّاني: ونَبْلي وفُقَاها، ... كعَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ فوق. الْجَوْهَرِيُّ: فُقْوَةُ السَّهْمِ فُوقُه، وَالْجَمْعُ فُقاً؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ فِي كِتَابِهِ أَخبار النَّحْوِيِّينَ أَن أَبا عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: أَنشدني هَذِهِ الأَبيات الأَصمعي لِرَجُلٍ مِنَ الْيَمَنِ وَلَمْ يُسَمِّهِ، قَالَ: وَسَمَّاهُ غَيْرُهُ فَقَالَ هِيَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَابِسٍ، وأَنشد: أَيا تَمْلِكُ، يَا تَمْلِ ... ذَريني، وذَري عَذْلي ذَرِيني وسِلاحي ثُمَّ ... شُدِّي الكَفَّ بالعُزْلِ ونَبلي وفُقاها، ... كعراقيب قَطًا طُحْلِ وثَوبايَ جَدِيدان، ... وأَرْخِي شُرُكَ النَّعْلِ ومِنِّي نَظْرةٌ خَلْفِي، ... ومِنِّي نَظْرةٌ قَبْلي أَي أَفهم مَا حَضَرَ وَغَابَ. فإِمَّا مُتُّ يَا تَمْلِ، ... فَمُوتي حُرَّةً مِثْلي قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَزَادَنِي فِيهَا الْجُمَحِيُّ: وَقَدْ أَشْنَأُ للنُّدْمانِ ... بالناقةِ والرَّحْلِ وَقَدْ أَخْتَلِسُ الضَّرْبةَ، ... لَا يَدْمى لَهَا نَصْلي

أَراد تَنْتَأَ فأَبدل الْهَمْزَةَ إِبدالًا صَحِيحًا؛ وَهِيَ الفِلاية مِنْ فَلْي الرأْس. والتَّفَلِّي: التَّكلُف لِذَلِكَ؛ قَالَ: إِذا أَتَت جاراتِها تَفَلَّى، ... تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلَّا وفَلَيْت رأْسه مِنَ الْقَمْلِ وتَفَالى هُوَ واسْتَفْلى رأْسُه أَي اشْتهى أَن يُفْلَى. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ دَعْه عَنْكَ فَقَدَ فَلَيْتُه فَلْيَ الصَّلَعِ ؛ هُوَ مِنْ فَلْي الشَّعَر وأَخذِ الْقَمْلِ مِنْهُ، يَعْنِي أَن الأَصْلَع لَا شَعَرَ لَهُ فَيَحْتَاجُ أَن يُفْلَى. التَّهْذِيبُ: وَالْحَطَا «1» والنِّساء يُقَالُ لَهُنَّ الفالِياتُ والفَوَالِي؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: تَراهُ كالثَّغام يُعَلُّ مِسْكاً ... يسُوء الفَالِياتِ، إِذا فَلَيْني أَراد فَلَيْنَني بِنُونَيْنِ فَحَذَفَ إِحداهما اسْتِثْقَالًا لِلْجَمْعِ بَيْنَهُمَا؛ قَالَ الأَخفش: حُذِفَتِ النُّونُ الأَخيرة لأَن هَذِهِ النُّونَ وِقَايَةٌ لِلْفِعْلِ وَلَيْسَتْ بِاسْمٍ، فأَمّا النُّونُ الأُولى فَلَا يَجُوزُ طَرْحُهَا لأَنها الِاسْمُ الْمُضْمَرُ؛ وَقَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ: أَبالمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أَني ... مُلاقٍ، لَا أَباكِ، تُخَوِّفِيني؟ أَراد تُخَوِّفِينني فَحَذَفَ، وَعَلَى هَذَا قرأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ: فَبِمَ تُبَشِّرُونِ؛ فأَذهب إِحدى النُّونَيْنِ اسْتِثْقَالًا، كَمَا قَالُوا مَا أَحَسْتُ مِنْهُمْ أَحداً فأَلقوا إِحدى السِّينَيْنِ اسْتِثْقَالًا، فَهَذَا أَجدر أَن يُسْتَثْقَلَ لأَنهما جَمِيعًا مُتَحَرِّكَانِ. وتَفالَت الحُمُر: احْتَكَّت كأَنَّ بَعضها يَفْلي بَعضاً. التَّهْذِيبُ: وإِذا رأَيت الحُمُر كأَنها تَتحاكُّ دَفَقاً فإِنها تَتَفَالَى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ظَلَّتْ تَفَالَى، وظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِماً، ... كأَنَّه عَنْ سَرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ وَيُرْوَى: عَنْ تَناهِي الرَّوْضِ. وفَلَى رأْسه بِالسَّيْفِ فَلْياً: ضَرَبَهُ وَقَطَعَهُ؛ واسْتَفْلاه: تعرَّض لِذَلِكَ مِنْهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَلَوْتُ رأْسه بِالسَّيْفِ وفَلَيْته إِذا ضَرَبْتَ رأْسه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَما تَراني رابِطَ الجَنانِ ... أَفْلِيه بِالسَّيْفِ، إِذا اسْتَفْلاني؟ ابْنُ الأَعرابي: فَلَى إِذا قطَع، وفَلِيَ إِذا انقطَع. وفَلَوْته بِالسَّيْفِ فَلْواً وفَلَيْته: ضَرَبْتُ بِهِ رأْسه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: نُخاطِبُهم بأَلسِنةِ المَنايا، ... ونَفْلِي الهامَ بالبِيضِ الذُّكورِ وَقَالَ آخَرُ: أَفْلِيهِ بالسيفِ إِذا اسْتَفْلانِي، ... أُجِيبُه: لَبَّيْكَ، إِذْ دَعاني وفَلَتِ الدابةُ فِلْوَها وأَفْلَتْه، وفَلَتْ أَحسن وأَكثر؛ وأَنشد بَيْتَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا ابْنُ الأَعرابي: فَلا الرجلُ إِذا سَافَرَ، وفَلا إِذا عقَل بَعْدَ جَهْلٍ، وفَلا إِذا قطَع. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: امْرِ الدَّمَ بِمَا كَانَ قاطِعاً مِنْ لِيطةٍ فالِيَةٍ أَي قَصبة وشِقَّة قَاطِعَةٍ. قَالَ: وَالسِّكِّينُ يُقَالُ لَهَا الفَالِيَةُ. ومرَى دَمَ نَسِيكته إِذا اسْتَخْرَجَهُ. وفَلَيْت الشِّعرَ إِذا تَدَبَّرْتَهُ وَاسْتَخْرَجْتَ مَعَانِيَهُ وَغَرِيبَهِ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وفَلَيْت الأَمر إِذا تأَملت وُجُوهَهُ

_ (1). قوله [والحطا] كذا بالأصل، ولعله الحظى القمل، واحدته حظاة ويكون مقدماً من تأَخير، والأصل. وَالنِّسَاءُ يُقَالُ لَهُنَّ الفَالِيَات الحظى والفَوَالِي. وأما الحطا فمعناه عظام القمل، وراجع التهذيب فليست هذه المادة منه عندنا.

وَنَظَرْتَ إِلى عَاقِبَتِهِ. وفَلَوْتُ الْقَوْمَ وفَلَيْتهم إِذا تَخَلَلْتَهُمْ. وفَلاه فِي عَقْله فَلْياً: رازَه. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فَلَيْت الرَّجُلَ فِي عَقْلِهِ أَفْلِيه فَلْياً إِذا نَظَرْتَ مَا عَقْلُه. والفَلاة: المَفازة. والفَلاة: القَفر مِنَ الأَرض لأَنها فُلِيَت عَنْ كُلِّ خَيْرٍ أَي فُطِمت وعُزِلت، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا، فأَقلها للإِبل رِبْع، وأَقلها لِلْحُمْرِ وَالْغَنَمِ غِبٌّ، وأَكثرها مَا بَلَغَتْ مِمَّا لَا مَاءَ فِيهِ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّحْرَاءُ الْوَاسِعَةُ، وَالْجَمْعُ فَلًا وفَلَوات وفُلِيٌّ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: وتَأْوي إِلى زُغْبٍ مَراضِيعَ دُونَها ... فَلًا، لَا تَخَطَّاهُ الرِّقابُ، مَهُوبُ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَلاة الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا وَلَا أَنيسَ، وَإِنْ كَانَتْ مُكْلِئة. يُقَالُ: عَلَوْنَا فَلاة مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ: الفَلاة الْمُسْتَوِيَةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ. وأَفْلَى القومُ إِذا صَارُوا إِلى فَلَاةٍ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ نَزَلَ بَنُو فُلَانٍ عَلَى مَاءِ كَذَا وَهُمْ يَفْتَلون الفَلاة مِنْ نَاحِيَةِ كَذَا أَي يَرعَوْن كلأَ الْبَلَدِ ويَرِدون الْمَاءَ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ، وافْتِلاؤها رَعْيها وطَلَبُ مَا فِيهَا مِنْ لُمَع الكَلإِ، كَمَا يُفْلى الرأْسُ، وَجَمْعُ الفَلا فُلِيٌّ، على فُعول، مثل عَصاً وعُصِيٍّ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: مَوْصُولة وَصْلًا بِهَا الفُلِيُّ، ... القِيُّ ثُمَّ القِيُّ ثُمَّ القِيُ وأَما قول الحرث بْنِ حِلِّزة: مِثْلُها يُخُرِجُ النَّصِيحةَ للقَوْمِ، ... فَلاةٌ مِن دُونِهَا أَفْلاء قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَيْسَ أَفْلاء جَمْعَ فَلاة لأَن فَعَلة لَا يكَسَّر عَلَى أَفْعال، إِنما أَفلاء جَمْعُ فَلًا الَّذِي هُوَ جَمْعُ فَلاةٍ. وأَفْلَيْنَا: صِرْنا إِلى الفَلاة: وفَالِيَةُ الأَفاعي: خُنْفُساء رَقْطاء ضَخْمَةٌ تَكُونُ عِنْدَ الجِحرَة وَهِيَ سَيِّدَةُ الْخَنَافِسِ، وَقِيلَ: فَالِيَةُ الأَفاعي دوابُّ تَكُونُ عِنْدَ جِحَرَةِ الضِّباب، فإِذا خَرَجَتْ تِلْكَ عُلِمَ أَن الضَّبّ خَارِجٌ لَا مَحالة فَيُقَالُ: أَتتكم فَالِيَة الأَفاعي، جمعٌ، عَلَى أَنه قَدْ يُخْبِرُ فِي مِثْلِ هَذَا عَنِ الْجَمْعِ بِالْوَاحِدِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تَقُولُ أَتتكم فَالِيَة الأَفاعي؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لأَول الشَّرِّ يُنتظر، وَجَمْعُهَا الفَوَالِي، وَهِيَ هَناةٌ كالخَنافِس رُقْطٌ تأْلف الْعَقَارِبَ وَالْحَيَّاتَ، فإِذا رُؤِيَتْ فِي الْجِحَرَةِ عُلِمَ أَن وَرَاءَهَا الْعَقَارِبَ والحيات. فني: الفَنَاء: نَقِيض الْبَقَاءِ، وَالْفِعْلُ فَنَى يَفْنَى نَادِرٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، فَنَاء فَهُوَ فانٍ، وَقِيلَ: هِيَ لُغَةُ بَلْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ؛ وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ قرع: فَلَمَّا فَنى مَا فِي الْكَنَائِنِ، ضارَبُوا ... إِلَى القُرْعِ مِنْ جِلْدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ أَي ضَرَبُوا بأَيديهم إِلى التِّرَسةِ لَمَّا فَنِيت سِهَامُهُمْ. قَالَ: وفَنَى بِمَعْنَى فَنِيَ فِي لُغَاتِ طيّء، وأَفْنَاه هُوَ. وتَفَانَى القومُ قَتْلًا: أَفنى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وتَفَانَوا أَي أَفنى بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْحَرْبِ. وفَنِيَ يَفْنَى فَناء: هَرِمَ وأَشرف عَلَى الْمَوْتِ هَرَماً، وَبِذَلِكَ فَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ: حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حَتَّى تَفْنى يَعْنِي الْغَزْوَ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الإِنسان وفَناءه: حَبائِلُه مَبْثوثةٌ بسَبِيلِه، ... ويَفْنى إِذا مَا أَخْطَأَتْه الحَبائلُ يَقُولُ: إِذا أَخطأَه الْمَوْتُ فإِنه يَفْنَى أَي يَهْرَمُ فَيَمُوتُ لَا بدَّ مِنْهُ إِذا أَخطأَته المنِيَّةُ وأَسبابها فِي شَبِيبَته وقُوَّته. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ: فانٍ. وَفِي حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: لَوْ كنتُ مِنْ أَهل البادِيةِ بِعْتُ

الفانِيةَ وَاشْتَرَيْتُ النامِيةَ ؛ الفَانِيَةُ: المُسِنَّة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا، والنامِيةُ: الفَتِيَّةُ الشابَّة الَّتِي هِيَ فِي نُمُوٍّ وَزِيَادَةٍ. والفِنَاء: سَعةٌ أَمامَ الدَّارِ، يَعْنِي بِالسَّعَةِ الِاسْمَ لَا الْمَصْدَرَ، وَالْجَمْعُ أَفْنِيةٌ، وَتُبْدَلُ الثَّاءُ مِنَ الْفَاءِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: هُمَا أَصلان وَلَيْسَ أَحدهما بَدَلًا مِنْ صَاحِبِهِ لأَن الفِناء مِنْ فَنِيَ يَفْنَى، وَذَلِكَ أَن الدَّارَ هُنَا تَفْنى لأَنك إِذا تَنَاهَيْتَ إِلى أَقصى حُدُودِهَا فَنِيَتْ، وأَما ثِناؤها فَمِنْ ثَنى يَثْني لأَنها هُنَاكَ أَيضاً تَنْثَنِي عَنِ الِانْبِسَاطِ لِمَجِيءِ آخِرِهَا واسْتِقْصاء حُدُودِهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَمْزَتُهَا بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ لأَن إِبدال الْهَمْزِ مِنَ الْيَاءِ إِذا كَانَتْ لَامًا أَكثر مِنْ إِبدالها مِنَ الْوَاوِ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُ الْبَغْدَادِيِّينَ قَدْ قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَلفه وَاوًا لِقَوْلِهِمْ شَجَرَةٌ فَنْوَاء أَي واسِعة فِناء الظِّلِّ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَنا لَمْ نَسْمَعْ أَحداً يَقُولُ إِن الفَنْوَاء مِنَ الفِناء، إِنَّمَا قَالُوا إِنها ذَاتُ الأَفنان أَو الطَّوِيلَةُ الأَفنان. والأَفْنِية: السَّاحات عَلَى أَبواب الدَّوْرِ؛ وأَنشد: لَا يُجْتَبى بِفِنَاء بَيْتِك مثْلهم وَفِنَاءُ الدَّارِ: مَا امْتدَّ مِنْ جَوَانِبِهَا. ابْنُ الأَعرابي: بِهَا أَعناء مِنَ النَّاسِ وأَفْناء أَي أَخْلاط، الْوَاحِدُ عِنْوٌ وفِنْوٌ. وَرَجُلٌ مِنْ أَفْناء الْقَبَائِلِ أَي لَا يُدرى مَنْ أَيّ قَبِيلَةٍ هُوَ، وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ قَوْمٌ مِنْ أَفناء الْقَبَائِلِ، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ، وَلَيْسَ للأَفْناء وَاحِدٌ. قَالَتْ أُم الْهَيْثَمِ: يُقَالُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَفْنَاء النَّاسِ وَلَا يُقَالُ فِي الْوَاحِدِ رَجُلٌ مِنْ أَفْنَاء النَّاسِ، وَتَفْسِيرُهُ قَوْمٌ نُزَّاعٌ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا. والجوهري: يُقَالُ هُوَ مِنْ أَفْنَاء النَّاسِ إِذا لَمْ يُعلم مَنْ هُوَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي وَاحِدُ أَفناء النَّاسِ فَناً وَلَامُهُ وَاوٌ، لِقَوْلِهِمْ شَجَرَةٌ فَنْوَاء إِذا اتَّسَعَتْ وَانْتَشَرَتْ أَغصانها، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَفْنَاء النَّاسِ انْتِشَارُهُمْ وَتَشَعُّبُهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: رَجُلٌ مِنْ أَفْنَاء النَّاسِ أَي لَمْ يُعلم مِمَّنْ هُوَ، الْوَاحِدُ فِنْوٌ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الفِنَاء وَهُوَ المُتَّسَعُ أَمام الدَّارِ، وَيُجْمَعُ الفِنَاء عَلَى أَفْنِيَة. والمُفَانَاة: المُداراة. وأَفْنَى الرجلُ إِذا صَحِب أَفناء النَّاسِ. وفَانَيْت الرجلَ: دارَيْته وسَكَّنْته؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ هُمُومًا اعْتَرَتْهُ: تُقِيمُه تَارَةً وتُقْعِدُه، ... كَمَا يُفانِي الشَّمُوسَ قائِدُها قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ أَبا السَّمَيْدَعِ يَقُولُ بَنُو فُلَانٍ مَا يُعانُون مَالَهُمْ وَلَا يُفانُونه أَي مَا يَقُومُونَ عَلَيْهِ وَلَا يُصْلِحونه. والفَنا، مَقْصُورٌ، الْوَاحِدَةُ فَنَاة: عِنَبُ الثَّعلب، وَيُقَالُ: نَبْتٌ آخَرُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: كأَنّ فُتاتَ العِهْنِ، فِي كلِّ مَنْزِلٍ ... نَزَلْنَ، بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ ذُو حَبٍّ أَحمر مَا لَمْ يُكسَّر، يُتَّخَذُ مِنْهُ قَرَارِيطُ يُوزَنُ بِهَا كُلُّ حَبَّةٍ قِيرَاطٌ، وَقِيلَ: يُتَّخَذُ مِنْهُ القَلائد، وَقِيلَ: هِيَ حَشِيشَةٌ تَنْبُتُ فِي الغَلْظ تَرْتَفِعُ عَلَى الأَرض قِيسَ الإِصْبع وأَقل يَرعاها المالُ، وأَلفها يَاءٌ لأَنها لَامٌ؛ وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده قَوْلَ الرَّاجِزِ: صُلْبُ العَصا بالضَّرْبِ قَدْ دَمَّاها، ... يقولُ: لَيْتَ اللَّهَ قَدْ أَفْناها «2» قَالَ يَصِفُ رَاعِي غَنَمٍ وَقَالَ فِيهِ مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَنه جَعَلَ عَصَاهُ صُلبة لأَنه يَحْتَاجُ إِلى تَقْوِيمِهَا ودَعا عَلَيْهَا فَقَالَ لَيْتَ اللهَ قَدْ أَهلكها ودمَّاها أَي سيَّلَ دَمها بِالضَّرْبِ لخِلافِها عَلَيْهِ، والوجه الثاني في قوله صُلْبُ العصا أَي

_ (2). قوله [صلب العصا] في التكملة: ضخم العصا.

لَا تَحُوجُهُ إِلى ضَرْبِهَا فَعَصَاهُ بَاقِيَةً، وَقَوْلُهُ: بِالضَّرْبِ قَدْ دمَّاها أَي كَسَاهَا السِّمَن كأَنه دمَّمها بِالشَّحْمِ لأَنه يُرَعِّيها كُلِّ ضَرْبٍ مِنَ النَّبَاتِ، وأَما قَوْلُهُ لَيْتَ اللهَ قَدْ أَفْنَاها أَي أَنبت لَهَا الفَنا، وَهُوَ عِنَبُ الذِّئْبِ، حَتَّى تَغْزُرَ وتَسْمَن. والأَفَانِي: نَبْتٌ مَا دَامَ رَطْبًا، فإِذا يَبِسَ فَهُوَ الحَماط، وَاحِدَتُهَا أَفَانِيَةٌ مِثَالُ ثَمَانِيَةٍ، وَيُقَالُ أَيضاً: هُوَ عِنَبُ الثَّعْلَبِ. وَفِي حَدِيثِ القِيامة: فيَنْبُتُون كَمَا يَنْبُت الفَنَا ؛ هُوَ عِنَبُ الثَّعْلَبِ. وَقِيلَ: شَجَرَتُهُ وَهِيَ سَرِيعَةُ النَّبَاتِ وَالنُّمُوِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُ الأَفَانِي النَّبْتِ قَوْلُ النَّابِغَةِ: شَرَى أَسْتاهِهِنَّ مِنَ الأَفَانِي وَقَالَ آخَرُ: فَتِيلانِ لَا يَبْكِي المَخاضُ عَلَيْهِمَا، ... إِذا شَبِعا مِنْ قَرْمَلٍ وأَفَانِي «1» وَقَالَ آخَرُ: يُقَلِّصْن عَنْ زُغْبٍ صِغارٍ كأَنَّها، ... إِذا دَرَجَتْ تَحتَ الظِّلالِ، أَفَانِي وَقَالَ ضَبَابُ بْنُ وَقْدان السَّدُوسِي: كأَنَّ الأَفَانِي شَيْبٌ لَهَا، ... إِذا التَفَّ تحتَ عَناصِي الوَبَرْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ ابْنِ الأَعرابي أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ لِضِبَابِ بْنِ وَاقِدٍ الطَّهَوِي، قَالَ: والأَفانِي شَجَرٌ بِيضٌ، وَاحِدَتُهُ أَفَانِيَةٌ، وإِذا كَانَ أَفَانِيَة مِثْلَ ثَمَانِيَةٍ عَلَى مَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فَصَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ أَفن، لأَن الْيَاءَ زَائِدَةٌ وَالْهَمْزَةَ أَصل. والفَنَاة: البقَرة، وَالْجَمْعُ فَنَوات؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ الشَّاعِرِ: وفَناة تَبْغِي، بحَرْبةَ، طِفْلًا ... مِن ذَبِيحٍ قَفَّى عَلَيْهِ الخَبالُ وشعَر أَفْنَى: فِي مَعْنَى فَيْنان، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ. وامرأَة فَنْوَاء: أَثِيثة الشعَر مِنْهُ؛ رَوَى ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وأَما جُمْهُورُ أَهل اللُّغَةِ فَقَالُوا امرأَة فَنْوَاء أَي لشَعَرها فُنُون كأَفْنان الشِّعْر، وَكَذَلِكَ شَجَرَةٌ فَنْوَاء إِنما هِيَ ذَاتُ الأَفْنان، بِالْوَاوِ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: امرأَة فَنْوَاء وفَنْيَاء. وشعَر أَفْنَى وفَيْنانٌ أَي كَثِيرٌ. التَّهْذِيبُ: وَالْفَنْوَةُ المرأَة الْعَرَبِيَّةُ؛ وَفِي تَرْجَمَةِ قنا قَالَ قَيْس بْنُ العَيْزار الهُذَلي: بِمَا هِيَ مَقْناةٌ، أَنِيقٌ نَباتُها، ... مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قَالَ: مَقْناةٌ أَي مُوافِقة لِكُلِّ مَن نَزَلها مِنْ قَوْلِهِ مُقاناةِ البياض بصُفْرَةٍ أَي يُوَافِقُ بياضُها صُفْرَتَهَا، قَالَ الأَصمعي: وَلُغَةُ هُذَيْلٍ مَفْناةٌ بالفاءِ، والله أَعلم. فها: فَهَا فؤادُه: كَهْفًا، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِمَصْدَرٍ فأُراه مَقْلُوبًا. الأَزهري: الأَفْهَاء البُلْه مِنَ النَّاسِ. وَيُقَالُ: فَهَا إِذا فَصُح بعد عجمة. فوا: الفُوّةُ: عُروق نَبَاتٍ يُسْتَخْرَجُ مِنَ الأَرض يُصبغ بِهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُصْبَغُ بِهَا الثِّيَابُ، يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ رُوين، وَفِي الصِّحَاحِ رُوِينَه، وَلَفْظُهَا عَلَى تَقْدِيرِ حُوّة وقُوّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفُوّة عُرُوقٌ وَلَهَا نَبَاتٌ يَسْمُو دَقِيقًا، فِي رأْسه حَب أَحمر شَدِيدُ الْحُمْرَةِ كَثِيرُ الْمَاءِ يُكْتَبُ بِمَائِهِ وَيُنْقَشُ؛ قَالَ الأَسود

_ (1). قوله [فتيلان] كذا بالأصل، ولعله مصغر مثنى الفتل. ففي القاموس: الْفَتَلُ مَا لَمْ يَنْبَسِطْ من النبات، أو شبه الشاعر النبت الحقير بالفتيل الذي يفتل بالإصبعين. وعلى كلا الاحتمالين فحق شبعا شبعت ومقتضى أن واحد الأفاني كثمانية أن تكون الأفاني مكسورة، وضبطت في القاموس هنا بالكسر ووزنه المجد في أفن بسكارى.

بْنُ يَعْفُرَ: جَرَّتْ بِهَا الرِّيحُ أَذْيالًا مُظاهَرةً، ... كَمَا تَجُرُّ ثِيابَ الفُوّةِ العُرُسُ وأَدِيمٌ مُفَوّىً: مَصْبُوغٌ بِهَا، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ وَأَرْضِ مُفَوَّاة: ذاتُ فُوّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَثِيرَةُ الفُوَّة؛ قَالَ الأَزهري: وَلَوْ وَصَفْتَ بِهِ أَرضاً لَا يُزْرَعُ فِيهَا غَيْرُهُ قُلْتَ أَرضٌ مَفْوَاة مِنَ المَفَاوِي، وَثَوْبٌ مُفَوًّى لأَن الْهَاءَ الَّتِي فِي الفُوَّة لَيْسَتْ بأَصلية بَلْ هِيَ هَاءُ التأْنيث. وَثَوْبٌ مُفَوًّى أَي مَصْبُوغٌ بالفُوَّة كَمَا تَقُولُ شَيْءٌ مُقَوًّى من القُوَّة. فيا: فَيَّ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا التَّعَجُّبُ، يَقُولُونَ: يَا فَيَّ مَا لِي أَفْعَلُ كَذَا وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الأَسَفُ عَلَى الشيءِ يَفُوتُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ لَا يُهْمَزُ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ يَا عَجَبي، قَالَ: وَكَذَلِكَ يَا فَيَّ مَا أَصْحابُك، قَالَ: وَمَا، مِنْ كُلٍّ، فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ. التَّهْذِيبُ: فِي حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الصِّفَاتِ، وَقِيلَ: فِي تأْتي بِمَعْنَى وسَط، وتأْتي بِمَعْنَى دَاخِلٍ كَقَوْلِكَ: عبدُ اللَّهِ فِي الدَّارِ أَي داخِلَ الدَّارِ، وَوَسَطَ الدَّارِ، وَتَجِيءُ فِي بِمَعْنَى على. وفي التنزيل: لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ؛ الْمَعْنَى عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً ؛ أَي مَعَهُنَّ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: جَاءَتْ فِي بِمَعْنَى مَعَ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ: ولَوْحُ ذِراعَيْنِ فِي بِرْكةٍ، ... إِلى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: يَدْفَعُ عَنْهَا الجُوعَ، كلَّ مَدْفَعِ، ... خَمْسُون بُسْطاً فِي خَلايا أَرْبَعِ أَراد: مَعَ خَلَايَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ؛ أَي يُكَثِّرُكُم بِهِ؛ وأَنشد: وأَرْغَبُ فِيها عَنْ عُبَيْدٍ ورَهْطِه، ... ولكِنْ بِهَا عَنْ سِنْبِسٍ لَسْتُ أَرْغبُ أَي أَرغب بِهَا، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ؛ أَي بُورِكَ مَنْ عَلَى النَّارِ، وَهُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي حرفٌ خَافِضٌ، وَهُوَ للوِعاء والظَّرف وَمَا قُدِّر تَقْدِيرَ الوِعاء، تَقُولُ: الْمَاءُ فِي الإِناء وَزَيْدٌ فِي الدَّارِ والشَّكُّ فِي الْخَبَرِ، وَزَعَمَ يُونُسُ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ نَزَلْتُ فِي أَبيك، يُرِيدُونَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَرُبَّمَا تُسْتَعمل بِمَعْنَى الْبَاءِ، وَقَالَ زَيْدُ الْخَيْلِ: ويَرْكَبُ يَومَ الرَّوْع مِنّا فَوارِسٌ ... بَصِيرُون فِي طَعْنِ الأَباهِرِ والكُلى أَي بِطَعْنِ الأَباهر والكُلى. ابْنُ سِيدَهْ: فِي حَرْفُ جَرٍّ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما فِي فَهِيَ للوِعاء، تَقُولُ: هُوَ فِي الجِراب وَفِي الْكِيسِ، وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمه، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الغُلِّ جعله إِذ أَدخله فِيهِ كالوِعاء، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي القُبَّة وَفِي الدَّارِ، وإِن اتَّسَعْتَ فِي الْكَلَامِ فَهِيَ عَلَى هَذَا، وَإِنَّمَا تَكُونُ كَالْمَثَلِ يُجَاءُ بِهَا لِمَا يُقارب الشَّيْءَ وَلَيْسَ مِثْلَهُ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: بَطَلٌ كأَنَّ ثِيابَه فِي سَرْحةٍ، ... يُحْذى نِعالَ السِّبْتِ لَيْسَ بتَوْأَم أَي عَلَى سَرْحَةٍ، قَالَ: وَجَازَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ مَعْلُومًا أَن ثِيَابَهُ لَا تَكُونُ مِنْ دَاخِلِ سَرْحة لأَن السَّرْحَةَ لَا تُشَقُّ فتُسْتَوْدَع الثِّيَابُ وَلَا غَيْرُهَا، وَهِيَ بِحَالِهَا سَرْحَةٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ قَوْلُكَ فُلَانٌ فِي الْجَبَلِ لأَنه قَدْ يَكُونُ فِي غَارٍ مِنْ أَغْواره ولِصْبٍ مَنَّ لِصابه فَلَا يَلْزَمُ عَلَى هَذَا أَن يَكُونَ عَلَيْهِ أَي عَالِيًا فِيهِ أَي الْجَبَلِ؛ وَقَالَ:

فصل القاف

وخَضْخَضْنَ فِينَا البَحْرَ، حَتَّى قَطَعْنَه ... عَلَى كلِّ حَالٍ مِنْ غِمارٍ وَمِنْ وَحَلْ قَالَ: أَراد بِنَا، وَقَدْ يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي فِي سَيْرنا، وَمَعْنَاهُ فِي سَيْرهِنَّ بِنَا؛ وَمِثْلُ قَوْلِهِ: كأَنَّ ثِيَابَهُ فِي سَرْحَةٍ وَقَوْلُ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: هُمُو صَلَبُوا العَبْديَّ فِي جِذْعِ نَخْلةٍ، ... فَلَا عَطَسَت شَيْبانُ إِلا بأَجْدَعا أَي عَلَى جِذع نَخْلَةٍ؛ وأَما قَوْلُهُ: وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ أَقْرَبُ عَهْدِه ... ثلاثِين شَهْراً فِي ثَلَاثَةِ أَحْوالِ؟ فَقَالُوا: أَراد مَعَ ثَلَاثَةِ أَحوال، قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَطَرِيقُهُ عِنْدِي أَنه عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، يُرِيدُونَ ثَلَاثِينَ شَهْرًا فِي عَقِبِ ثَلَاثَةِ أَحوال قَبْلَهَا، وَتَفْسِيرُهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَحوال؛ فأَما قَوْلُهُ: يَعْثُرْنَ فِي حَدِّ الظُّباتِ كأَنما ... كُسِيَتْ، بُرود بَنِي تَزيدَ، الأَذْرُعُ فإِنما أَراد يَعْثُرْنَ بالأَرض فِي حَدِّ الظُّبَاتِ أَي وَهُنَّ فِي حَدِّ الظُّبَاتِ، كَقَوْلِهِ: خَرَجَ بثِيابه أَي وثِيابُه عَلَيْهِ، وَصَلَّى فِي خُفَّيه أَي وخُفَّاه عَلَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ؛ فَالظَّرْفُ إِذاً مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ لأَنه حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ أَي يَعْثُرْن كائناتٍ فِي حَدِّ الظُّبَاتِ؛ وَقَوْلُ بَعْضِ الأَعراب: نَلُوذُ فِي أُمٍّ لَنَا مَا تَعْتَصِبْ ... من الغَمام تَرْتَدي وتَنْتَقِبْ فإِنه يُرِيدُ بالأُم لَنَا سَلْمى أَحد جَبَلَيْ طَيِء، وَسَمَّاهَا أُمًّا لاعْتِصامهم بِهَا وأُوِيِّهم إِليها، وَاسْتَعْمَلَ فِي مَوْضِعَ الْبَاءِ أَي نلوذ بها لأَنها لَاذُوا فَهُمْ فِيهَا لَا مَحَالَةَ، أَلا تَرَى أَنهم لَا يَلُوذون ويَعْتَصِمُون بِهَا إِلَّا وَهُمْ فِيهَا؟ لأَنهم إِن كَانُوا بُعَداء عَنْهَا فَلَيْسُوا لَائِذِينَ فِيهَا، فكأَنه قَالَ نَسْمَئِلُّ فِيهَا أَي نَتَوَقَّلُ، وَلِذَلِكَ اسْتَعْمَلَ فِي مكانَ الْبَاءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، فِي تِسْعِ آياتٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فِي مِنْ صِلَةُ قَوْلِهِ وَأَلْقِ عَصاكَ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ، وَقِيلَ: تأْويله وأَظهر هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ فِي تِسْعِ آياتٍ أَي مِنْ تِسْعِ آيَاتٍ، وَمِثْلُهُ قَوْلُكَ: خُذْ لِي عَشْراً مِنَ الإِبل وَفِيهَا فَحْلان أَي وَمِنْهَا فحلان، والله أَعلم. فصل القاف قَأَى: ابْنُ الأَعرابي: قأَى إِذا أَقَرَّ لخَصْمه وذلَّ. قَبَا: قَبا الشيءَ قَبْواً: جَمَعَهُ بأَصابعه. أَبو عَمْرٍو: قَبَوْتُ الزَّعْفَرَانَ والعُصْفُر أَقْبُوه قَبْواً أَي جَنَيْتُهُ. والقَابِيَةُ: المرأَة الَّتِي تلقُط الْعُصْفَرَ. والقَبْوَةُ: انْضِمَامُ مَا بَيْنَ الشَّفَتَيْنِ، والقَبَاء، مَمْدُودٌ، مِنَ الثِّيَابِ: الَّذِي يُلْبَسُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِاجْتِمَاعِ أَطرافه، وَالْجَمْعُ أَقْبِية. وقَبَّى ثَوْبَهُ: قَطَعَ مِنْهُ قَباء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. يُقَالُ: قَبِّ هَذَا الثَّوْبَ تَقْبِيَة أَي قَطِّعْ مِنْهُ قَباء. وتَقَبَّى قَباءَه: لَبِسَهُ. وتَقَبَّى: لَبِسَ قَبَاءَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّوْرَ: كأَنه مُتَقَبِّي يَلْمَقٍ عَزَبُ وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ عَطَاءٍ أَنه قَالَ: يُكره أَن يدخُل المعتكِف قَبْواً مَقْبُوّاً، قِيلَ لَهُ: فأَين يُحدث؟ قَالَ: فِي الشِّعاب، قِيلَ: فعُقودُ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيْسَ لِذَلِكَ ؛ القَبْوُ: الطاقُ الْمَعْقُودُ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ، هَكَذَا رَوَاهُ الْهَرَوِيُّ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: قِيلَ لِعَطَاءٍ أَيمرّ الْمُعْتَكِفُ تَحْتَ قَبْوٍ مَقْبُوٍّ؟ قَالَ:

نَعَمْ، قَالَ شَمِرٌ: قَبَوْتُ البناء أَي رَفَعْتُهُ. وَالسَّمَاءُ مَقْبُوَّةٌ أَي مَرْفُوعَةٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مَقْبُوبَةٌ مِنَ القُبَّة وَلَكِنْ يُقَالُ مُقَبَّبة. والقَبايةُ: الْمَفَازَةُ، بِلُغَةِ حِمْير؛ وأَنشد: وَمَا كَانَ عَنْزٌ تَرْتَعِي بقَبايةٍ والقَبا: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. والقَبا: تَقْويس الشَّيْءِ. وتَقَبَّى الرَّجُلُ فُلَانًا إِذا أَتاه مِنْ قِبَلِ قَفاه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: وإِنْ تَقَبَّى أَثْبَتَ الأَنائِبا، ... فِي أُمَّهاتِ الرَّأْسِ، هَمْزاً واقِبا «2» وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْلِهِ: مِن كلِّ ذاتِ ثَبَجٍ مُقَبِّي المُقَبِّى: الْكَثِيرُ الشَّحْمِ، وأَهل الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ لِلضَّمَّةِ قَبْوَةٌ. وَقَدْ قَبَا الحرفَ يَقْبُوه، إِذا ضَمَّهُ، وكأَنَّ القَباء مُشْتُقٌّ مِنْهُ. والقَبْوُ: الضَّمُّ. قَالَ الْخَلِيلُ: نَبْرةٌ مَقْبُوَّة أَي مَضْمومة، وقِبَةُ الشَّاةِ، إِذا لَمْ تَشَدَّدْ، يُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وَهِيَ هَنة مُتَّصِلَةٌ بِالْكَرِشِ ذاتُ أَطباق. الْفَرَّاءُ: هِيَ الْقُبَّةُ للفَحِث. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: قِبةُ الشاةِ عَضَلَتُها. والقابِيَاء: اللَّئِيمُ لكَزازته وَتَجَمُّعِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وقَابِياءُ وقابِعاءُ يُقَالُ ذَلِكَ للِّئام. وَبَنُو قابِيَاء: الْمُتَجَمِّعُونَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ. وَبَنُو قَابِيَاء وَبَنُو قَوْبعةَ. والقَابِيَةُ: المرأَة الَّتِي تَلْقُطُ الْعُصْفَرَ وَتَجْمَعُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ وَوَصَفَ قَطاً مُعْصَوْصِباً فِي الطَّيَرَانِ: دَوامِكَ حِينَ لَا يَخْشَينَ رِيحاً ... مَعاً كبَنانِ أَيْدِي القَابِيَاتِ وقُبَاء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وانْقَبَى فُلَانٌ عَنَّا انْقِبَاء إِذا اسْتَخْفَى. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الْجَعْفَرِيَّ يَقُولُ اعْتَبَيْت المتاعَ واقْتَبَيْتُه إِذا جَمَعْتَهُ، وَقَدْ عَبَا الثِّيَابَ يَعْباها وقَبَاها يَقْبَاها؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَرَى تَلْيِينَ الْهَمْزَةِ. ابْنُ سِيدَهُ: وقُبَاء مَوْضِعَانِ: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وَمَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَةَ وَالْبَصْرَةِ، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، قَالَ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا بأَن هَمْزَةَ قُبَاء وَاوٌ لِوُجُودِ ق ب وو عدم ق ب ي. قتا: القَتْوُ: الخِدْمة. وَقَدْ قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْواً ومَقْتًى أَي خَدَمْت مِثْلُ غَزَوْت أَغْزُو غَزْواً ومَغْزًى، وَقِيلَ: القَتْو حُسْنُ خِدمة الْمُلُوكِ، وَقَدْ قَتاهم. اللَّيْثُ: تَقُولُ هُوَ يَقْتُو الْمُلُوكَ أَي يَخْدُمُهم؛ وأَنشد: إِني امْرُؤٌ مِنْ بَنِي خُزَيمَةَ، لَا ... أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ والخَبَبَا قَالَ اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَابِ: والمَقاتِيةُ هُمُ الخُدَّام، وَالْوَاحِدُ مَقْتَوِيٌّ، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ كأَنه مَنْسُوبٌ إِلى المَقْتَى، وَهُوَ مَصْدَرٌ، كَمَا قَالُوا ضَيْعةٌ عَجْزِيَّةٌ لِلَّتِي لَا تَفي غَلَّتها بخَراجها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ قَوْلُ الْجُعْفِيِّ: بَلِّغْ بَنِي عُصَمٍ بأَني، ... عَنْ فُتاحَتِكُمْ، غَنيُ لَا أُسْرَتي قَلَّتْ، وَلَا ... حَالِي لحالِكَ مَقْتَوِيُ قَالَ: وَيَجُوزُ تَخْفِيفُ يَاءِ النِّسْبَةِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: تُهَدِّدُنا وتُوعِدُنا، رُوَيْداً ... مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينا؟

_ (2). قوله [الأنائبا] كذا في التكملة مضبوطا ومثله في التهذيب غير أن فيه الأنايبا.

وإِذا جُمِعَتْ «1» بِالنُّونِ خُفِّفَتِ الْيَاءُ مَقْتَوُون، وَفِي الْخَفْضِ وَالنَّصْبِ مَقْتَوِين كَمَا قَالُوا أَشْعَرِينَ، وأَنشد بَيْتَ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: المَقْتَوُون الخُدَّام، وَاحِدُهُمْ مَقْتَوِيّ؛ وأَنشد: أَرَى عَمْرَو بْنَ ضَمْرَةَ مَقْتَوِيّاً، ... لَهُ فِي كلِّ عامٍ بَكْرتانِ» وَيُرْوَى عَنِ الْمُفَضَّلِ وأَبي زَيْدٍ أَن أَبا عَوْنٍ الحِرْمازي قَالَ: رَجُلٌ مَقْتَوِينٌ ورجلانِ مَقْتَوِينٌ وَرِجَالٌ مَقْتَوِينٌ كُلُّهُ سَوَاءٌ، وَكَذَلِكَ المرأَة وَالنِّسَاءُ، وَهُمُ الَّذِينَ يَخْدُمُونَ النَّاسَ بِطَعَامِ بُطُونِهِمْ. الْمُحْكَمِ: والمَقْتَوُون والمَقَاتِوَةُ والمَقَاتِيَةُ الْخُدَّامُ، وَاحِدُهُمْ مَقْتَوِيٌّ. وَيُقَالُ: مَقْتَوِينٌ، وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّثُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَيْسَتِ الْوَاوُ فِي هَؤُلَاءِ مَقْتَوُون ورأَيت مَقْتَوِين وَمَرَرْتُ بمَقْتَوِين إِعراباً أَو دَلِيلَ إِعراب، إِذ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ أَن يُقَالَ هؤُلاء مَقْتَوْنَ ورأَيت مَقْتَينَ وَمَرَرْتُ بمَقْتَيْن، وَيَجْرِي مَجرى مُصْطَفَيْن. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: جَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ بِمَنْزِلَةِ الأَشْعَرِيّ والأَشْعَرِين، قَالَ: وَكَانَ الْقِيَاسُ فِي هَذَا، إِذ حُذِفَتْ يَاءُ النَّسَبِ مِنْهُ، أَن يُقَالَ مَقْتَوْن كَمَا يُقَالُ فِي الأَعْلى الأَعْلَوْن إِلا أَن اللَّامَ صَحَّتْ فِي مَقْتَوِين، لِتَكُونَ صِحَّتُهَا دَلَالَةً عَلَى إِرَادَةِ النَّسَبِ، لِيُعْلَمَ أَن هَذَا الْجَمْعَ الْمَحْذُوفَ مِنْهُ النَّسَبُ بِمَنْزِلَةِ الْمُثْبَتِ فِيهِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وإِن شِئْتَ قُلْتَ جاؤوا بِهِ عَلَى الأَصل كَمَا قَالُوا مَقَاتِوَةٌ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبو الْخَطَّابِ عَنِ الْعَرَبِ، قال: وليس الْعَرَبِ يَعْرِفُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ هُوَ بِمَنْزِلَةِ مِذْرَوَيْنِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَاحِدٌ يُفْرَدُ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وأَخبرني أَبو بَكْرٍ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبي عُثْمَانَ قَالَ لَمْ أَسمع مِثْلَ مَقاتِوَة إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا، أَخبرني أَبو عُبَيْدَةَ أَنه سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ سَواسِوةٌ فِي سَواسِيةٍ وَمَعْنَاهُ سَوَاءٌ؛ قَالَ: فأَما مَا أَنشده أَبو الْحَسَنِ عَنِ الأَحول عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: تَبَدَّلْ خَلِيلًا بِي كَشَكْلِك شَكْلُه، ... فإِنِّي خَلِيلًا صالِحاً بِكَ مُقْتَوِي فإِن مُقْتَوٍ مُفْعَلِلٌ،، وَنَظِيرُهُ مُرْعَوٍ، وَنَظِيرُهُ مِنَ الصَّحِيحِ الْمُدْغَمِ مُحْمَرّ ومُخْضَرٌّ، وأَصله مُقْتَوٌّ، وَمِثْلُهُ رَجُلٌ مُغْزَوٍ ومُغْزاوٍ، وأَصلهما مُغْزَوٌّ ومُغْزاوٌّ، وَالْفِعْلُ اغْزَوَّ يَغزاوّ «3» كَاحْمَرَّ وَاحْمَارَّ وَالْكُوفِيُّونَ يُصَحِّحُونَ وَيُدْغِمُونَ وَلَا يُعِلّون، وَالدَّلِيلُ عَلَى فَسَادِ مَذْهَبِهِمْ قَوْلُ الْعَرَبِ ارْعَوَى وَلَمْ يَقُولُوا ارْعَوَّ، فإِن قُلْتَ: بِمَ انْتَصَبَ خَلِيلًا ومُقْتَوٍ غَيْرُ مُتَعَدٍّ؟ فَالْقَوْلُ فِيهِ أَنه انْتَصَبَ بِمُضْمَرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمُظْهَرُ كأَنه قَالَ أَنا مُتَّخِذٌ ومُستعدّ، أَلا تَرَى أَن مَنْ اتَّخَذَ خَلِيلًا فَقَدِ اتَّخَذَهُ وَاسْتَعَدَّهُ؟ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: اقْتَوَى مُتَعَدِّيًا وَلَا نَظِيرَ لَهُ، قَالَ: وَسُئِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ امرأَة كَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا فَاشْتَرَتْهُ فَقَالَ: إِن اقْتَوتْه فُرِّقَ بِينَهُمَا، وإِن أَعتقته فَهُمَا عَلَى النِّكَاحِ؛ اقْتَوَتْه أَي استخدَمَتْه. والقَتْوُ: الخِدْمة؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: أَي اسْتَخْدَمَتْهُ، وَهَذَا شَاذٌّ جدّاً لأَن هذا البناء غَيْرُ مُتَعَدٍّ أَلْبَتَّةَ، مِنَ الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ قَتَوْتُ الرَّجُلَ قَتْواً ومَقْتًى أَي خَدَمْتُهُ، ثُمَّ نَسَبُوا إِلى المَقْتَى فَقَالُوا رَجُلٌ مَقْتَوِيٌّ، ثُمَّ خَففوا يَاءَ النِّسْبَةِ فَقَالُوا رَجُلٌ مَقْتَوٍ وَرِجَالٌ مَقْتَوُون، والأَصل مَقْتَوِيُون. ابْنُ الأَعرابي: القَتْوَةُ النَّمِيمَة.

_ (1). قوله [وإذا جمعت إلخ] كذا بالأصل والتهذيب أيضاً. (2). قوله [ابن ضمرة] كذا في الأصل، والذي في الأساس: ابن هودة، وفي التهذيب: ابن صرمة. (3). قوله [اغزوّ يغزاوّ إلخ] كذا بالأصل والمحكم ولعله اغزوّ واغزاوّ

قثا: ابْنُ الأَعرابي: القَثْوَةُ جَمْعُ الْمَالِ وَغَيْرِهِ. يُقَالُ: قَثَى فُلَانٌ الشيءَ قَثْياً واقْتَثَاه وجَثاه واجْتَثاه وقَباه وعَباه عَبْواً وجَباه كُلُّهُ إِذا ضمَّه إِليه ضَمًّا. أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ الْهَمْزِ: هُوَ القُثَّاء والقِثَّاء، بِضَمِ الْقَافِ وَكَسْرِهَا؛ اللَّيْثُ: مَدُّهَا هَمْزَةٌ، وأَرض مَقْثَأَة. ابْنُ الأَعرابي: التَّقَيُّثُ الْجَمْعُ والمَنع، والتَّهَيُّثُ الإِعْطاء، وَقَالَ: القَثْوُ أَكل القَثَد والكِربِز «1». والقَثَدُ: الخِيار، والكِربِزُ: الْقِثَّاءُ الكبار. قحا: القَحْوُ: تأْسيس الأُقْحُوان، وَهِيَ فِي التَّقْدِيرِ أُفْعُلان مِنْ نَبَاتِ الرَّبيع مُفَرَّضُ الْوَرَقِ دَقِيقُ العِيدان لَهُ نَور أَبيض كأَنه ثَغْرُ جَارِيَةٍ حدَثةِ السِّنِّ. الأَزهري: الأُقْحُوَانُ هُوَ القُرَّاصُ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَهُوَ البابُونج وَالْبَابُونْكَ عِنْدَ الْفُرْسِ. وَفِي حَدِيثِ قُسِّ بْنِ سَاعِدَةَ: بَواسِق أُقْحُوَان ؛ الأُقْحُوَان: نَبْتٌ تُشَبَّهُ بِهِ الأَسنان، وَوَزْنُهُ أُفْعُلان، وَالْهَمْزَةُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: الأُقْحُوَان الْبَابُونْجُ أَو القُرَّاص، وَاحِدَتُهُ أُقْحُوَانَة، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقَاحٍ، وَقَدْ حُكِيَ قُحْوانٌ وَلَمْ يُرَ إِلَّا فِي شِعْرٍ، وَلَعَلَّهُ عَلَى الضَّرُورَةِ كَقَوْلِهِمْ فِي حَدِّ الِاضْطِرَارِ سامةَ فِي أُسامةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ حَوَالَيْهِ وَرَقٌ أَبيض وَوَسَطُهُ أَصفر، وَيُصَغَّرُ عَلَى أُقَيْحِيٍّ لأَنه يُجْمَعُ عَلَى أَقَاحِيَّ بِحَذْفِ الأَلف وَالنُّونِ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ أَقاح بِلَا تَشْدِيدٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَيُصَغَّرُ عَلَى أُقَيْحِيٍّ، قَالَ: هَذَا غَلَطٌ مِنْهُ وَصَوَابُهُ أُقَيْحِيَانٌ، وَالْوَاحِدَةُ أُقَيْحِيانَةٌ، لِقَوْلِهِمْ أَقاحِيَّ كَمَا قَالُوا ظُرَيْبانٌ فِي تَصْغِيرِ ظَرِبانٍ، لِقَوْلِهِمْ ظَرابيَّ. والمَقْحُوُّ مِنَ الأَدْوية: الَّذِي فِيهِ الأُقْحوان. ودَواءٌ مَقْحُوٌّ ومُقَحًّى: جُعِلَ فِيهِ الأُقحوان. الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رأَيتُ أَقاحِيَّ أَمْرِه كَقَوْلِكَ رأَيت تَباشيرَ أَمره. وَفِي النَّوَادِرِ: اقْتَحَيْتُ المالَ وقَحَوْتُه واجْتَفَفْته وازْدَفَفْتُه أَي أَخذته. الأَزهري: أُقْحُوَانَةُ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ فِي دِيار بَنِي تَميم، قَالَ: وَقَدْ نَزَلْتُ بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والأُقْحُوَانَةُ مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ: مَنْ كانَ يَسْأَلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنا؟ ... فالأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ قخا: قَخا جوفُ الإِنسان قَخْواً: فَسَدَ مِنْ دَاءٍ بِهِ. وقَخَّى: تَنَخَّم تَنَخُّماً قَبِيحًا. اللَّيْثُ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ قَبِيحَ التَّنَخُّع يُقَالُ قَخَّى يُقَخِّي تَقْخِيةً، وَهِيَ حكاية تَنَخُّعِه. قدا: القَدْوُ: أَصل الْبِنَاءِ الذي يَتَشَعَّبُ منه تَصْرِيفُ الِاقْتِدَاءِ، يُقَالُ: قِدْوَةٌ وقُدْوةٌ لِمَا يُقْتَدى بِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: القُدْوَة والقِدْوَة مَا تَسَنَّنْتَ بِهِ، قُلِبَتِ الْوَاوُ فِيهِ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهُ وضَعْف الْحَاجِزِ. والقِدَى: جَمْعُ قِدْوَة يُكْتَبُ بِالْيَاءِ «2». والقِدَة: كالقِدْوة. يُقَالُ: لِي بِكَ قِدْوَةٌ وقُدْوَة وقِدَةٌ، وَمِثْلُهُ حَظِيَ فلانٌ حِظْوةً وحُظْوةً وحِظة، وَدَارِي حِذْوةَ دارِك وحُذْوةَ دَارِكَ وحِذةَ دَارِكَ، وَقَدِ اقْتَدَى بِهِ. والقُدوة والقِدوة: الأُسْوة. يُقَالُ: فُلَانٌ قُدْوَة يُقْتَدَى بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: القَدْوةُ التقَدُّمُ. يُقَالُ فُلَانٌ لَا يُقادِيه أَحد وَلَا يُماديه أَحد وَلَا يُباريه أَحد وَلَا يُجاريه أَحد، وَذَلِكَ إِذا بَرَّز فِي الخِلال كُلِّهَا. والقِدْيةُ: الهِدْيةُ، يُقَالُ: خُذْ فِي هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي فِيمَا كَنْتَ فِيهِ.

_ (1). قوله [والكربز] هو الصواب كما في التكملة واللسان هنا وفي مادة كربز ووقع في القاموس الكزبرة وهو تحريف (2). قوله [جَمْعُ قِدْوَةٍ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ] هي عبارة التَّهْذِيبِ عَنْ أَبي بَكْرٍ

وتَقَدَّت بِهِ دابَّته: لَزِمَتْ سَنَنَ الطَّرِيقِ، وتَقَدَّى هُوَ عَلَيْهَا، وَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ الْيَاءِ أَخذه مِنَ القَدَيان، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ جَاءَ تَقْدُو بِهِ دَابَّتُهُ. وقَدَى الفرسُ يَقْدِي قَدَياناً: أَسرع، وَمَرَّ فُلَانٌ تَقْدُو بِهِ فرسُه. يُقَالُ: مرَّ بِي يَتَقَدَّى فرسُه أَي يلزَم بِهِ سَنَنَ السِّيرة. وتَقَدَّيْتُ عَلَى فَرَسِي، وتَقَدَّى بِهِ بعيرُه: أَسرع. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ عَنَقِ الْفَرَسِ التَّقَدِّي، وتَقَدِّي الفرسِ اسْتِعانَتُه بِهَادِيهِ فِي مَشْيِهِ برَفْع يَدَيْهِ وقَبْض رِجْلَيْهِ شِبْه الخَبَب. وقَدا اللحمُ والطعامُ يَقْدُو قَدْواً وقَدَى يَقْدِي قَدْياً وقَدِيَ، بِالْكَسْرِ، يَقْدَى قَدًى كُلُّهُ بِمَعْنَى إِذا شَمِمْت لَهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً. يُقَالُ: شمِمت قَدَاةَ القِدْر، وَهِيَ قَدِيةٌ عَلَى فَعِلة أَي طَيِّبَةُ الرِّيحِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمُبَشِّرِ بْنِ هُذَيْلٍ الشَّمْخِي: يقاتُ زَادًا طَيِّباً قَداتُه وَيُقَالُ: هَذَا طَعَامٌ لَهُ قَداةٌ وقَداوة؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ أَن لَامَ القَدا وَاوٌ. وَمَا أَقْدَى طعامَ فلانٍ أَي مَا أَطيَبَ طَعْمه وَرَائِحَتَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَطَعَامٌ قَدِيٌّ وقَدٍ طَيِّبُ الطَّعم وَالرَّائِحَةِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الشِّواء وَالطَّبِيخِ، قَدِيَ قَدًى وقَدَاوَةً وقَدُوَ قَدْواً وقَداةً وقَدَاوَةً. وَحَكَى كُرَاعٌ: إِني لَأَجِدُ لِهَذَا الطَّعَامِ قَداً أَي طِيبًا، قَالَ: فَلَا أَدري أَطِيبَ طَعْمٍ عَنى أَم طِيب رَائِحَةٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَ الطَّبِيخُ طَيِّب الرِّيحِ قُلْتَ قَدِيَ يَقْدَى وذَمِيَ يَذْمى. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: أَتَتْنا قَادِيَةٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ قَلِيلَةٌ، وَقِيلَ: القَادِيَةُ مِنَ النَّاسِ أَول مَا يطرأُ عَلَيْكَ، وَجَمْعُهُا قَوادٍ. وقَدْ قَدَت، فَهِيَ تَقْدِي قَدْياً، وَقِيلَ: قَدَتْ قَادِيَةٌ إِذا أَتى قَوْمٌ قَدْ أَنْجَمُوا «3» مِنَ الْبَادِيَةِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: قاذِيةٌ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَالْمَحْفُوظُ مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ. أَبو زَيْدٍ: قَدًى وأَقْدَاء وَهُمُ النَّاسُ يَتَسَاقَطُونَ بِالْبَلَدِ فَيُقِيمُونَ به ويَهْدؤون. ابْنُ الأَعرابي: القَدْو القُدوم مِنَ السَّفَرِ، والقَدْوُ القُرْب. وأَقْدَى إِذا اسْتَوَى فِي طَرِيقِ الدِّينِ، وأَقْدَى أَيضاً إِذا أَسَنَّ وَبَلَغَ الْمَوْتَ. أَبو عَمْرٍو: وأَقْدَى إِذا قَدِمَ مِنْ سَفَر، وأَقْدَى إِذا اسْتَقَامَ فِي الْخَيْرِ. وَهُوَ مِنِّي قِدَى رُمْحٍ، بِكَسْرِ الْقَافِ، أَي قَدْرَه، كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ قِيدَ. الأَصمعي: بَيْنِي وَبَيْنَهُ قِدَى قَوْسٍ، بِكَسْرِ الْقَافِ. وقِيد قَوْسٍ وقادَ قَوْسٍ؛ وأَنشد: ولكنَّ إِقْدامي إِذا الخيلُ أَحْجَمَتْ، ... وصَبْري إِذا مَا الموتُ كَانَ قِدَى الشِّبْرِ وَقَالَ هُدبة بْنُ الخَشْرم: وإِني، إِذا مَا الموتُ لَمْ يَكُ دُونَه ... قِدَى الشِّبْرِ، أَحْمِي الأَنْفَ أَن أَتأَخرا قَالَ الأَزهري: قِدَى وقادَ وقِيدَ كُلُّهُ بِمَعْنَى قَدْرِ الشَّيْءِ. أَبو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الْكِسَائِيَّ يَقُولُ سِنْدَأْوةٌ وقِنْدَأْوَةٌ، وَهُوَ الْخَفِيفُ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهِيَ مِنَ النُّوقِ الْجَرِيئَةُ. قَالَ شَمِرٌ: قِنْدَاوَة يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ. ابْنُ سِيدَهْ: وقِدَةُ هُوَ هَذَا الْمَوْضِعُ الذِي يُقَالُ لَهُ الكُلاب، قَالَ: وإِنما حُمِلَ عَلَى الْوَاوِ لأَن ق د وأَكثر مِنْ ق د ي. قذي: القَذى: مَا يَقَعُ فِي الْعَيْنِ وَمَا تَرمي بِهِ، وَجَمْعُهُ أَقْذَاء وقُذِيٌّ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: مِثْلُ القَذَى يَتَّبعُ القُذِيّا والقَذَاة: كَالْقَذَى، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ القَذاة الطَائِفَةَ مِنَ القَذى. وقَذِيَتْ عينُه تَقْذَى قَذًى

_ (3). قوله [أنجموا] الذي في المحكم والقاموس: أقحموا

وقَذْياً وقَذَياناً: وَقَعَ فِيهَا القذَى أَو صَارَ فِيهَا. وقَذَتْ قَذْياً وقَذَيَاناً وقُذِيّاً وقَذًى: أَلقت قَذاها وقَذَفت بالغَمَصِ والرَّمَصِ؛ هَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ، وقَذَّى عينَه وأَقْذَاها: أَلقى فِيهَا القَذى، وقَذَّاها مُشَدَّدٌ لَا غَيْرَ: أَخرجه مِنْهَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَقْذَيْتها إِذا أَخرجت مِنْهَا القَذى، وَمِنْهُ يُقَالُ: عَيْنٌ مُقَذَّاة. وَرَجُلٌ قَذِيُ الْعَيْنِ، عَلَى فَعِل، إِذا سَقَطَتْ فِي عَيْنِهِ قَذَاةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَذَّيْتُ عينَه أُقَذِّيها تَقْذِية أَخرجت مَا فِيهَا مِنَ قَذًى أَو كُحْلٍ، فَلَمْ يَقْصُرْهُ عَلَى الْقَذَى. الأَصمعي: لَا يُصِيبُكَ مِنِّي مَا يَقْذِي عينَك، بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَقَالَ: قَذِيَت عينُه تَقْذَى إِذا صَارَ فِيهَا القَذَى. اللَّيْثُ: قَذِيت عَيْنُهُ تَقْذَى، فَهِيَ قَذِيَة مُخَفَّفَةً، وَيُقَالُ قَذِيَّة مُشَدَّدَةَ الْيَاءِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنكر غَيْرُهُ التَّشْدِيدَ. وَيُقَالُ: قَذاةٌ وَاحِدَةٌ، وَجَمْعُهُا قَذًى وأَقْذَاء. الأَصمعي: قَذَت عينُه تَقْذي قَذْياً رَمَتْ بالقَذى. وَعَيْنٌ مَقْذِيَّةٌ: خالَطها القَذى. واقْتِذاء الطَّيْرِ: فَتْحُها عُيونَها وتَغْمِيضُها كأَنها تُجَلِّي بِذَاكَ قَذاها لِيَكُونَ أَبْصَرَ لَهَا، يُقَالُ: اقْتَذَى الطائرُ إِذا فَتَحَ عَيْنَهُ ثُمَّ أَغمضَ إِغماضة، وَقَدْ أَكثرت الْعَرَبُ تَشْبِيهَ لَمْع البرقِ بِهِ فَقَالَ شَاعِرُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة: أَلا يَا سَنى بَرْقٍ عَلَى قُلَل الحِمى، ... لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَليَّ كَريمُ لَمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ، والقومُ هُجَّعٌ، ... فَهَيَّجْتَ أَحْزاناً، وأَنت سَلِيمُ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: خَفَى كاقْتِذاء الطَّيْرِ وَهْناً كأَنَّه ... سِراجٌ، إِذا مَا يَكْشِفُ الليلُ أَظْلما والقَذى: مَا عَلَا الشَّرَابَ مِنْ شيءٍ يَسْقُطُ فِيهِ، التَّهْذِيبِ: وَقَالَ حُمَيْدٌ يَصِفُ بَرْقًا: خَفَى كَاقْتِذَاءِ الطَّيْرِ، والليلُ واضِعٌ ... بأَرْواقِه، والصُّبْحُ قَدْ كادَ يَلْمَعُ قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري مَا مَعْنَى قَوْلِهِ كاقْتِذَاء الطَّيْرِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُرِيدُ كَمَا غَمَّضَ الطَّيْرُ عَيْنَهُ مِنْ قَذاة وَقَعَتْ فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: الاقْتِذَاء نَظَرُ الطَّيْرِ ثُمَّ إِغْماضُها تَنْظُرُ نَظْرَةً ثُمَّ تُغْمِض، وأَنشد بَيْتَ حُمَيْدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: القَذَى مَا يَسْقُط فِي الشَّرَابِ مِنْ ذُبَابٍ أَو غَيْرُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَذَى مَا يَلْجأُ إِلى نَوَاحِي الإِناء فِيتَعَلَّقُ بِهِ، وَقَدْ قَذَى الشَّرَابُ قَذًى؛ قَالَ الأَخطل: وَلَيْسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ فِي الإِنا، ... وَلَا بذُبابٍ قَذْفُه أَيْسَرُ الأَمْرِ ولكنْ قَذاها زائِرٌ لَا نُحِبُّه، ... تَرامَتْ بِهِ الغِيطانُ مِنْ حيثُ لَا نَدْري والقَذى: مَا هَراقت الناقةُ والشاةُ مِنْ مَاءٍ وَدَمٍ قَبْلَ الْوَلَدِ وَبَعْدَهُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنْ رَحمها بَعْدَ الْوِلَادَةِ، وَقَدْ قَذَت. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَن الشَّاةَ تَقْذِي عَشْرًا بَعْدَ الْوِلَادَةِ ثُمَّ تَطْهُر، فَاسْتَعْمَلَ الطُّهْر لِلشَّاةِ. وقَذَت الأُنثى تَقْذِي إِذا أَرادت الْفَحْلَ فأَلْقت مِنْ مَائِهَا. يُقَالُ: كُلُّ فَحل يَمْذي، وَكُلُّ أُنثى تَقْذِي. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَيُقَالُ أَيضاً كُلُّ فَحْلٍ يَمْني وَكُلُّ أُنثى تَقْذِي. وَيُقَالُ: قَذَت الشَّاةُ فَهِيَ تَقْذِي قَذْياً إِذا أَلقت بَيَاضًا مِنْ رَحِمِهَا، وَقِيلَ: إِذا أَلقت بَيَاضًا مِنْ رَحِمَهَا حِينَ تُرِيدُ الْفَحْلَ. وقَاذَيْتهُ: جازَيْته؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فسَوفَ أُقَاذِي الناسَ، إِن عِشْتُ سالِماً، ... مُقَاذَاةَ حُرٍّ لَا يَقِرُّ عَلَى الذُّلِ

والقَاذِيَةُ: أَول مَا يَطْرأُ عَلَيْكَ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: هُمُ الْقَلِيلُ، وَقَدْ قَذَت قَذْياً، وَقِيلَ: قَذَتْ قَاذِيةٌ إِذا أَتى قَوْمٌ مِنْ أَهل الْبَادِيَةِ قَدْ أَنْجَمُوا «1» وَهَذَا يُقَالُ بِالذَّالِ وَالدَّالِ، وَذَكَرَ أَبو عَمْرٍو أَنها بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الَّذِي يَخْتَارُهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الأَصبهاني، قَالَ: وَقَدْ حَكَاهَا أَبو زَيْدٍ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، والأَول أَشهر. أَبو عَمْرٍو: أَتتنا قاذِيَةٌ مِنَ النَّاسِ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُمُ الْقَلِيلُ، وَجَمْعُهُا قَواذٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والمحفوظ بالدال. وَقَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي فِتْنَةٍ ذَكَرَهَا: هُدْنةٌ عَلَى دَخَنٍ وجماعةٌ عَلَى أَقْذَاء ؛ الأَقْذَاء: جَمْعُ قَذًى والقَذَى جَمْعُ قَذَاة، وَهُوَ مَا يَقَعُ فِي الْعَيْنِ وَالْمَاءِ وَالشَّرَابِ مِنْ تُرَابٍ أَو تِبْنٍ أَوْ وَسَخٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، أَراد أَن اجْتِمَاعَهُمْ يَكُونُ عَلَى فَسَادٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ فَشَبَّهَهُ بِقَذَى الْعَيْنِ وَالْمَاءِ وَالشَّرَابِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ اجْتِمَاعٌ عَلَى فَسَادٍ فِي الْقُلُوبِ شُبِّه بأَقْذاءِ الْعَيْنِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُغْضي عَلَى القَذَى إِذا سَكَتَ عَلَى الذلِّ وَالضَّيْمِ وفَساد الْقَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يُبصِرُ أَحدُكم القَذَى فِي عَيْنِ أَخيه ويَعْمى عَنِ الجِذْع فِي عَيْنِهِ ؛ ضَرَبَهُ مَثَلًا لِمَنْ يَرَى الصَّغِيرَ مِنْ عُيُوبِ النَّاسِ ويُعَيِّرُهم بِهِ وَفِيهِ مِنَ الْعُيُوبِ مَا نِسْبَتُهُ إِليه كَنِسْبَةِ الْجِذْعِ إِلى القَذَاة، والله أَعلم. قرا: القَرْو: مِنَ الأَرض الَّذِي لَا يَكَادُ يَقْطعه شَيْءٌ، وَالْجَمْعُ قُرُوٌّ والقَرْوُ: شِبْهُ حَوْض. التَّهْذِيبُ: والقَرْوُ شِبه حوضٍ ممْدود مُسْتَطِيلٍ إِلى جَنْبِ حَوْضٍ ضَخْم يُفرغ فِيهِ مِنَ الْحَوْضِ الضَّخْمِ تَرِدُهُ الإِبل وَالْغَنَمُ، وَكَذَلِكَ إِن كَانَ مِنْ خَشَبٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُنْتَأًى كالقَرْو رهْن انْثِلامِ شَبَّهَ النؤْيَ حَوْلَ الخَيْمة بالقَرْو، وَهُوَ حَوْضٌ مُسْتَطِيلٌ إِلى جَنْبِ حَوْضٍ ضَخْمٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والقَرْوُ حَوْضٌ طَوِيلٌ مِثْلَ النَّهْرِ تَرِدُهُ الإِبْل. والقَرْوُ: قدَحٌ مِنْ خَشَبٍ. وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: أَنها أَرسلت إِليه بِشَاةٍ وشَفْرةٍ فَقَالَ ارْدُدِ الشَّفْرة وهاتِ لِي قَرْواً ؛ يَعْنِي قدَحاً مِنْ خَشَبٍ. والقَرْوُ: أَسْفَلُ النَّخْلَةِ يُنْقَرُ وَيُنْبَذُ فِيهِ، وَقِيلَ: القَرْوُ إِنَاءٌ صَغِيرٌ يُرَدَّدُ، فِي الْحَوَائِجِ. ابْنُ سِيدَهْ: القَرْوُ أَسفَلُ النَّخْلَةِ، وَقِيلَ: أَصلها يُنْقَرُ ويُنْبَذُ فِيهِ، وَقِيلَ: هُوَ نَقِيرٌ يُجْعَلُ فِيهِ الْعَصِيرُ مِنْ أَي خَشَبٍ كَانَ. والقَرْوُ: القَدح، وَقِيلَ: هُوَ الإِناء الصَّغِيرُ. والقَرْوُ: مَسِيل المِعْصَرةِ ومَثْعَبُها وَالْجَمْعُ القُرِيُّ والأَقْرَاء، وَلَا فِعْل لَهُ؛ قَالَ الأَعشى: أَرْمي بِهَا البَيْداءَ، إِذ أَعْرَضَتْ، ... وأَنْتَ بَيْنَ القَرْوِ والعاصِرِ وَقَالَ ابْنِ أَحمر: لَها حَبَبٌ يُرى الرَّاوُوقُ فِيهَا، ... كَمَا أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزالا يَصِفُ حُمْرة الخَمْر كأَنه دَم غَزال فِي قَرْو النَّخْلِ. قَالَ الدِّينَوري: وَلَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ القدحَ لأَن الْقَدَحَ لَا يَكُونُ رَاوُوقًا إِنما هُوَ مِشْربةٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ: فاشْتَكَّ خُصْيَيْهِ إِيغالًا بِنافِذةٍ، ... كأَنما فُجِرَتْ مِنْ قَرْو عَصَّارِ «2» يَعْنِي الْمُعْصِرَةَ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ الأَعشى: وأَنت بَيْنَ القَرْو والعاصر

_ (1). قوله [أنجموا] كذا في الأصل، والذي في القاموس والمحكم: أقحموا. (2). قوله [فاشتك] كذا في الأصل بالكاف، والذي في الصحاح وتاج العروس: فاستل، من الاستلال.

إِنه أَسْفَلُ النَّخْلَةِ يُنْقَرُ فيُنبذ فِيهِ. والقَرْوُ: مِيلَغةُ الْكَلْبِ، وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ أَقْرَاء وأَقْرٍ وقُرِيٌّ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: أَقْرِوَةٌ، مُصَحَّحُ الْوَاوِ، وَهُوَ نَادِرٌ مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ وَالتَّصْحِيحِ. والقَرْوَةُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ: كالقَرْوِ الَّذِي هُوَ مِيلَغةُ الْكَلْبِ. وَيُقَالُ: مَا فِي الدَّارِ لاعِي قَرْوٍ. ابْنُ الأَعرابي: القِرْوَةُ والقَرْوَةُ والقُرْوَةُ مِيلغة الْكَلْبِ. والقَرْوُ والقَرِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ عَلَى طَرِيقٍ وَاحِدٍ. يُقَالُ: مَا زَالَ عَلَى قَرْوٍ وَاحِدٍ وقَرِيٍّ وَاحِدٍ. ورأَيت الْقَوْمَ عَلَى قَرْوٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَأَحَدُّهُ. وَفِي إِسْلَامِ أَبي ذَرٍّ: وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْراء الشِّعر فَلَيْسَ هُوَ بِشِعْرٍ؛ أَقْرَاءُ الشعرِ: طَرائقُه وأَنواعُه، وَاحِدُهَا قَرْوٌ وقِرْيٌ وقَرِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ عُتبة بْنِ رَبِيعَةَ حِينَ مدَح الْقُرْآنُ لَمَّا تَلاه رسولُ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: هُوَ شِعْرٌ، قَالَ: لَا لأَني عَرضْته عَلَى أَقْرَاء الشِّعْرِ فَلَيْسَ هُوَ بِشِعْرٍ، هُوَ مِثل الأَوَّل. وأَصبحت الأَرض قَرْواً واحدا إِذا تَغَطى وجْهُها بِالْمَاءِ. وَيُقَالُ: ترَكتُ الأَرض قَرْواً وَاحِدًا إِذا طَبَّقَها الْمَطَرُ. وقَرَا إِليه قَرْواً: قَصَد. اللَّيْثُ: القَرْوُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَرَوْتُ إِليهم أَقْرُو قَرْواً، وَهُوَ القَصْدُ نَحْوَ الشَّيْءِ؛ وأَنشد: أَقْرُو إِليهم أَنابيبَ القَنا قِصَدا وقَرَاه: طعَنه فَرَمَى بِهِ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْ هَذَا كأَنه قَصَدَه بَيْنَ أَصحابه؛ قَالَ: والخَيْل تَقْرُوهم عَلَى اللِّحْيَاتِ «1» وقَرَا الأَمر واقْتَرَاه: تَتَبَّعَه. اللَّيْثُ: يُقَالُ الإِنسان يَقْتَرِي فُلَانًا بِقَوْلِهِ ويَقْتَرِي سَبيلًا ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه؛ وأَنشد: يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وقَرَوْتُ الْبِلَادَ قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تَتَبَّعْتَهَا تَخْرُجُ مِنْ أَرض إِلى أَرض. ابْنُ سِيدَهْ: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتَرَاها وتَقَرَّاها واسْتَقْرَاها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وَسَارَ فِيهَا يَنْظُرُ حالهَا وأَمرها. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَرَوْت الأَرض سِرْتُ فِيهَا، وَهُوَ أَن تَمُرَّ بِالْمَكَانِ ثُمَّ تَجُوزُهُ إِلى غَيْرِهِ ثُمَّ إِلى مَوْضِعٍ آخَرَ. وقَرَوْت بَنِي فُلَانٍ واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مَرَرْتُ بِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهُوَ مِنَ الإِتباع، وَاسْتَعْمَلَهُ سِيبَوَيْهِ فِي تَعْبِيرِهِ فَقَالَ فِي قَوْلِهِمْ أَخذته بِدِرْهَمٍ فَصَاعِدًا: لَمْ تُرِدْ أَن تُخْبِرَ أَن الدِّرْهَمَ مَعَ صَاعِدٍ ثَمَنٌ لِشَيْءٍ، كَقَوْلِهِمْ بِدِرْهَمٍ وَزِيَادَةٍ، وَلَكِنَّكَ أَخبرت بأَدنى الثَّمَنِ فَجَعَلْتَهُ أَوّلًا، ثُمَّ قَرَوْت شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ لأَثمان شَتَّى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا زِلْتُ أَسْتَقْرِي هَذِهِ الأَرض قَرْيَةً قَرْيَةً. الأَصمعي: قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت نَاسًا بَعْدَ نَاسٍ فأَنا أَقْرُوها قَرْواً. والقَرَى: مَجْرَى الْمَاءِ إِلى الرِّيَاضِ، وَجَمْعُهُ قُرْيَانٌ وأَقْرَاء؛ وأَنشد: كأَنَّ قُرْيَانَها الرِّجال وَتَقُولُ: تَقَرَّيْتُ الْمِيَاهَ أَي تَتَبَّعْتُهَا. واسْتَقْرَيْت فُلَانًا: سأَلته أَن يَقْرِيَني. وَفِي الْحَدِيثِ: والناسُ قَوَارِي اللَّهِ فِي أَرضه أَي شُهَداء اللَّهِ، أُخذ مِنْ أَنهم يَقْرُون النَّاسَ يَتَتَبَّعونهم فَيَنْظُرُونَ إِلى أَعمالهم، وَهِيَ أَحد مَا جَاءَ مِنْ فَاعِلٍ الَّذِي لِلْمُذَكَّرِ الْآدَمِيِّ مُكَسَّرًا عَلَى فَوَاعِلَ نَحْوَ فارِسٍ وفوارِسَ وناكِس ونواكِسَ. وَقِيلَ: القارِيةُ الصَّالِحُونَ مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هَؤُلَاءِ قَوارِي اللَّهِ فِي الأَرض أَي شُهُودُ اللَّهِ لأَنه يَتَتَبَّع بَعْضُهُمْ أَحوال بَعْضٍ، فإِذا

_ (1). قوله [على اللحيات] كذا في الأصل والمحكم بحاءمهملة فيهما.

شَهِدُوا لإِنسان بِخَيْرٍ أَو شَرٍّ فَقَدْ وَجَبَ، وَاحِدُهُمْ قارٍ، وَهُوَ جَمْعٌ شَاذٌّ حَيْثُ هُوَ وَصْفٌ لِآدَمِيٍّ ذكَر كفوارِسَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنس: فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَ ، وَحَدِيثُ ابْنِ سَلَامٍ: فَمَا زَالَ عُثْمَانُ يَتَقَرَّاهم وَيَقُولُ لَهُمْ ذَلِكَ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَلَغَنِي عَنْ أُمهات الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ فاسْتَقْرَيْتُهنَّ أَقول لَتَكْفُفنَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَو ليُبَدِّلَنَّه اللَّهُ خَيْرًا مِنْكُنَّ ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: فَجَعَلَ يَسْتَقْرِي الرِّفاقَ ؛ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُمُ النَّاسُ الصَّالِحُونَ، قَالَ: وَالْوَاحِدُ قارِيَةٌ بِالْهَاءِ. والقَرَا: الظَّهْرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُزاحِمُهُمْ بالبابِ، إِذ يَدْفَعُونَني، ... وبالظَّهْرِ منِي مِنْ قَرا الْبَابَ عاذِرُ وَقِيلَ: القَرَا وَسَطُ الظَّهْرِ، وَتَثْنِيَتُهُ قَرَيان وقَرَوَان؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَجَمْعُهُ أَقْرَاء وقِرْوانٌ؛ قَالَ مَالِكٌ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ الضَّبُعَ: إِذا نفَشَتْ قِرْوَانَها، وتَلَفَّتَتْ، ... أَشَبَّ بِهَا الشُّعْرُ الصُّدورِ القراهبُ «1» أَراد بالقَراهِب أَولادها الَّتِي قَدْ تَمَّت، الْوَاحِدُ قرهَب، أَراد أَن أَولادها تُناهِبها لحُوم القَتْلى وَهُوَ القَرَوْرَى. والقِرْوانُ: الظَّهْرُ، وَيُجْمَعُ قِرْواناتٍ. وَجَمُلٌ أَقْرَى: طَوِيلُ القَرَا، وَهُوَ الظَّهْرُ، والأُنثى قَرْوَاء. الْجَوْهَرِيُّ: نَاقَةٌ قَرْوَاء طَوِيلَةُ السَّنَامِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: مَضْبُورَةٌ قَرْوَاءُ هِرْجابٌ فُنُقْ وَيُقَالُ لِلشَّدِيدَةِ الظَّهْرِ: بيِّنة القَرَا، قَالَ: وَلَا تَقُلْ جَمَلٌ أَقْرَى. وَقَدْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ كَمَا تَرَى وَمَا كَانَ أَقْرَى، وَلَقَدْ قَرِيَ قَرًى، مَقْصُورٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وقَرَا الأَكَمةِ: ظَهْرُهَا. ابْنُ الأَعرابي: أَقْرَى إِذا لَزِمَ الشَّيْءَ وأَلَحَّ عَلَيْهِ، وأَقْرَى إِذا اشْتَكَى قَرَاه، وأَقْرَى لزِم القُرَى، وأَقْرَى طَلَبَ القِرَى. الأَصمعي: رَجَعَ فُلَانٌ إِلى قَرْوَاه أَي عادَ إِلى طَرِيقَتِهِ الأُولى. الْفَرَّاءُ: هُوَ القِرى والقَراء، والقِلى والقَلاء والبِلى والبَلاء والإِيا والأَياء ضَوْءُ الشَّمْسِ. والقَرْواء، جَاءَ بِهِ الْفَرَّاءُ مَمْدُودًا فِي حُرُوفٍ مَمْدُودَةٍ مِثْلَ المَصْواء: وَهِيَ الدُّبُرُ. ابْنُ الأَعرابي: القَرا الْقَرْعُ الَّذِي يُؤْكَلُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ لِي أَعرابي اقْتَرِ سَلَامِي حَتَّى أَلقاك، وَقَالَ: اقْتَرِ سَلَامًا حَتَّى أَلقاك أَي كُنْ فِي سَلام وَفِي خَير وسَعة. وقُرَّى، عَلَى فُعْلى: اسْمُ مَاءٍ بِالْبَادِيَةِ. والقَيْرَوان: الْكَثْرَةُ مِنَ النَّاسِ وَمُعْظَمُ الأَمر، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ الكَتيبة، وَهُوَ معرَّب أَصله كاروان، بِالْفَارِسِيَّةِ، فأُعرب وَهُوَ عَلَى وَزْنِ الحَيْقُطان. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَيْرَوان، بِفَتْحِ الرَّاءِ الْجَيْشُ، وَبِضَمِّهَا الْقَافِلَةُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي القَيْرَوان بِمَعْنَى الْجَيْشِ: فإِنْ تَلَقَّاكَ بِقَيرَوانِه، ... أَو خِفْتَ بعضَ الجَوْرِ مِنْ سُلْطانِه، فاسْجُد لقِرْدِ السُّوء فِي زمانِه وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: وعادِيةٍ سَوْم الجَرادِ شَهِدْتها، ... لهَا قَيْرَوانٌ خَلْفَها مُتَنَكِّبُ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: والقَيْرَوان الْغُبَارُ، وَهَذَا غَرِيبٌ وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ شَاهِدُهُ بيت الجعدي المذكور؛

_ (1). قوله [أشب] كذا في الأصل والمحكم، والذي في التهذيب: أشت.

وَقَالَ ابْنُ مُفَرِّغٍ: أَغَرّ يُواري الشمسَ، عِندَ طُلُوعِها، ... قَنابِلُه والقَيْرَوانُ المُكَتَّبُ وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ مُجَاهِدٍ: إِن الشيطانَ يَغْدُو بقَيْرَوانه إِلى الأَسواق. قَالَ اللَّيْثُ: القَيْرَوَان دَخِيلٌ، وَهُوَ مُعْظَمُ الْعَسْكَرِ وَمُعْظَمُ الْقَافِلَةِ؛ وَجَعَلَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ الْجَيْشَ فَقَالَ: وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوَانٍ، ... كأَنَّ أَسْرابَها الرِّعالُ وقَرَوْرى: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الرَّاعِي: تَرَوَّحْن مِنْ حَزْمِ الجُفُولِ فأَصْبَحَتْ ... هِضابُ قَرَوْرى، دُونها، والمُضَيَّحُ «2» الْجَوْهَرِيُّ: والقَرَوْرَى مَوْضِعٌ عَلَى طَرِيقِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ مُتَعَشًّى بَيْنَ النُّقْرة وَالْحَاجِرِ؛ قال: بَيْنَ قَرَوْرَى ومَرَوْرَياتِها وَهُوَ فَعَوْعَلٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَرَوْرًى مُنَوَّنَةٌ لأَن وَزْنَهَا فَعَوْعَلٌ. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَزْنُهَا فَعَلْعَل مِنْ قَرَوْتُ الشَّيْءَ إِذَا تَتَبَّعْتَهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعَوْعَلًا مِنَ الْقَرْيَةِ، وَامْتِنَاعُ الصَّرْفِ فِيهِ لأَنه اسْمُ بُقْعَةٍ بِمَنْزِلَةِ شَرَوْرَى؛ وأَنشد: أَقولُ إِذا أَتَيْنَ عَلَى قَرَوْرَى، ... وآلُ البِيدِ يَطَّرِدُ اطِّرادا والقَرْوَةُ: أَنْ يَعظُم جِلْدُ الْبَيْضَتَيْنِ لِرِيحٍ فِيهِ أَو مَاءٍ أَو لِنُزُولِ الأَمعاء، وَالرَّجُلُ قَرْوَانِي. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَرْجِعُ هَذِهِ الأُمة عَلَى قَرْوَاها أَي عَلَى أَوّل أَمرها وَمَا كَانَتْ عَلَيْهِ، وَيُرْوَى عَلَى قَرْوَائها ، بِالْمَدِّ. ابْنُ سِيدَهْ: القَرْيَة والقِرْيَة لُغَتَانِ الْمِصْرُ الْجَامِعُ؛ التَّهْذِيبُ: الْمَكْسُورَةُ يَمَانِيَةٌ، وَمِنْ ثَمَّ اجْتَمَعُوا فِي جَمْعِهَا عَلَى القُرى فَحَمَلُوهَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ كِسْوة وكُساً، وَقِيلَ: هِيَ القَرْيَة، بِفَتْحِ الْقَافِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَكَسْرُ الْقَافِ خطأٌ، وَجَمْعُهَا قُرًى، جاءَت نَادِرَةً. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا كَانَ مِنْ جَمْعِ فَعْلَة بِفَتْحِ الْفَاءِ مُعْتَلًّا مِنَ الْيَاءِ وَالْوَاوِ عَلَى فِعال كَانَ مَمْدُودًا مِثْلَ رَكْوة ورِكاء وشَكْوة وشِكاء وقَشْوة وقِشاء، قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ فِي شَيْءٍ مِنْ جَمِيعِ هَذَا القصرُ إِلَّا كَوَّة وكُوًى وقَرْيَة وقُرًى، جاءَتا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الْجَوْهَرِيُّ: القَرْيَة مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ القُرَى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن نَبِيًّا مِنَ الأَنبياء أَمر بقَرْية النَّمْلِ فأُحْرقتْ ؛ هِيَ مَسْكَنُها وَبَيْتُهَا، وَالْجَمْعُ قُرًى، والقَرْيَة مِنَ الْمَسَاكِنِ والأَبنية والضِّياع وَقَدْ تُطْلَقُ عَلَى الْمُدُنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أُمِرْتُ بقَرْيَة تأْكل القُرى ؛ هِيَ مَدِينَةِ الرَّسُولِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْنَى أَكلها الْقُرَى مَا يُفتح عَلَى أَيدي أَهلها مِنَ الْمُدُنِ وَيُصِيبُونَ مِنْ غَنائمها، وقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنما جَاءَ عَلَى اتِّسَاعِ الْكَلَامِ وَالِاخْتِصَارِ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَهل الْقَرْيَةِ فَاخْتَصَرَ وَعَمِلَ الْفِعْلُ فِي الْقَرْيَةِ كَمَا كَانَ عَامِلًا فِي الأَهل لَوْ كَانَ هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فِي هَذَا ثَلَاثَةُ معانٍ: الِاتِّسَاعُ وَالتَّشْبِيهُ وَالتَّوْكِيدُ، أَما الِاتِّسَاعُ فإِنه اسْتَعْمَلَ لَفْظَ السُّؤَالِ مَعَ مَا لَا يَصِحُّ فِي الْحَقِيقَةِ سُؤَالُهُ، أَلا تَرَاكَ تَقُولُ وَكَمْ من قَرْيَة مسؤولة وَتَقُولُ القُرَى وَتَسَآلُكَ كَقَوْلِكَ أَنت وشأْنُك فَهَذَا وَنَحْوُهُ اتِّسَاعٌ، وأَما التَّشْبِيهُ فلأَنها شُبِّهَتْ بِمَنْ يَصِحُّ سُؤَالُهُ لِمَا كَانَ بِهَا وَمُؤَالِفًا لَهَا، وأَما التَّوْكِيدُ فلأَنه فِي ظَاهِرِ اللَّفْظِ إِحالة بِالسُّؤَالِ عَلَى مَنْ لَيْسَ مِنْ عَادَتِهِ الإِجابة، فكأَنهم تَضَمَّنُوا لأَبيهم، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه إِن سأَل الْجَمَادَاتِ

_ (2). قوله [قرورى] وقع في مادة جفل: شرورى بدله.

والجِمال أَنبأَته بِصِحَّةِ قَوْلِهِمْ، وَهَذَا تَناهٍ فِي تَصْحِيحِ الْخَبَرِ أَيْ لَوْ سأَلتها لأَنطقها اللَّهُ بِصِدْقِنَا فَكَيْفَ لَوْ سأَلت مِمَّنْ عَادَتُهُ الْجَوَابُ؟ وَالْجَمْعُ قُرًى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: القُرَى الْمُبَارَكُ فِيهَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَقِيلَ: الشَّامُ، وَكَانَ بين سبَإٍ والشام قُرًى مُتَّصِلَةٌ فَكَانُوا لَا يَحْتَاجُونَ مِنْ وَادِي سبإٍ إِلى الشَّامِ إِلى زَادٍ، وَهَذَا عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ ... وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ. وَالنَّسَبُ إِلى قَرْيَة قَرْئِيٌّ، فِي قَوْلِ أَبي عَمْرٍو، وقَرَوِيٌّ، فِي قَوْلِ يُونُسَ. وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ: مَا رأَيت قَرَوِيّاً أَفصَح مِنَ الْحَجَّاجِ إِنما نَسَبَهُ إِلى القَرْيَة الَّتِي هِيَ الْمِصْرُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده ثَعْلَبٌ: رَمَتْني بسَهْمٍ ريشُه قَرَوِيَّةٌ، ... وفُوقاه سَمْنٌ والنَّضِيُّ سَوِيقُ فَسَّرَهُ فَقَالَ: القَرَوِيَّة التَّمْرَةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنها مَنْسُوبَةٌ إِلى القَرْيَة الَّتِي هِيَ الْمِصْرُ، أَو إِلى وَادِي القُرى، وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَن هَذِهِ المرأَة أَطعمته هَذَا السَّمْنَ بالسويق والتمر. وأُمُّ القُرى: مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، لأَن أَهل القُرى يَؤُمُّونها أَي يَقْصِدُونَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أُتي بضَبّ فَلَمْ يأْكله وَقَالَ إِنه قَرَوِيٌ أَي مِنْ أَهل القُرى، يَعْنِي إِنما يأْكله أَهل القُرى والبَوادي والضِّياع دُونَ أَهل الْمُدُنِ. قَالَ: والقَرَوِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى القَرْيَة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَهُوَ مَذْهَبُ يُونُسَ، وَالْقِيَاسُ قَرْئِيٌّ. والقَرْيَتَيْنِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ؛ مكة والطائف. وقَرْيَة النَّمْلِ: مَا تَجمعه مِنَ التُّرَابِ، وَالْجَمْعُ قُرَى؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: وأَتَتِ النَّملُ القُرى بِعِيرها، ... مِنْ حَسَكِ التَّلْع وَمِنْ خافُورِها والقَارِيَةُ والقَارَاةُ: الْحَاضِرَةُ الْجَامِعَةُ. وَيُقَالُ: أَهل القارِيَة لِلْحَاضِرَةِ، وأَهل الْبَادِيَةِ لأَهل البَدْوِ. وَجَاءَنِي كُلُّ قارٍ وبادٍ أَي الَّذِي يَنْزِلُ القَرْية وَالْبَادِيَةَ. وأَقْرَيْت الجُلَّ عَلَى ظَهْرِ الْفَرَسِ أَي أَلزمته إِياه. وَالْبَعِيرُ يَقْرِي العَلَف فِي شِدْقه أَي يَجْمَعُهُ. والقَرْيُ: جَبْيُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. وقَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ قَرْياً وقِرًى «1»: جَمَعْتُهُ. وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ قِرًى فَجَعَلَهُ فِي الشِّعْرِ خَاصَّةً، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ القِرى، بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ، وَكَذَلِكَ مَا قَرَى الضيفَ قِرًى. والمِقْرَاة: الْحَوْضُ الْعَظِيمُ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وَقِيلَ: المِقْرَاة والمِقْرَى مَا اجْتَمَعَ فِيهِ الْمَاءُ مِنْ حَوْضٍ وَغَيْرِهِ. والمِقْرَاةُ والمِقْرَى: إِناء يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: المِقْرَى الإِناء الْعَظِيمُ يُشرب بِهِ الْمَاءُ. والمِقْرَاة: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقْرَى فِيهِ الْمَاءُ. والمِقْرَاة: شِبْهُ حَوْضٍ ضَخْمٍ يُقْرَى فِيهِ مِنَ الْبِئْرِ ثُمَّ يُفرغ فِي المِقْراة، وَجَمْعُهَا المَقارِي. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَلِيَ أَحدٌ إِلَّا حامَى عَلَى قَرابَته وقَرَى فِي عَيْبَتِه أَي جَمَع؛ يُقَالُ: قَرَى الشيءَ يَقْرِيه قَرْياً إِذا جَمَعَهُ، يُرِيدُ أَنه خانَ فِي عَمَله. وَفِي حَدِيثِ هَاجَرَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ، حِينَ فَجَّرَ اللَّهُ لَهَا زَمْزَم: فَقَرَتْ فِي سِقاء أَو شَنَّةٍ كَانَتْ مَعَهَا. وَفِي حَدِيثِ مُرَّة بْنِ شراحيلَ: أَنه عُوتِبَ فِي تَرْكِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ إِنَّ بِي جُرْحاً يَقْرِي ورُبَّما ارْفَضَّ فِي إِزاري ، أَي يَجْمع المِدَّة ويَنْفَجِرُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمِقْراةُ المَسيل وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءُ الْمَطَرِ من

_ (1). قوله [وقرى] كذا ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب بالكسر كما ترى، وأطلق المجد فضبط بالفتح.

كُلِّ جَانِبٍ. ابْنُ الأَعرابي: تَنَحَّ عَنْ سَنَنِ الطَّرِيقِ وقَريِّه وقَرَقِه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وقَرَتِ النملُ جِرَّتها: جَمَعَتْها فِي شِدْقها. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ وَالشَّاةُ وَالضَّائِنَةُ والوَبْرُ وَكُلُّ مَا اجْتَرَّ. يُقَالُ لِلنَّاقَةِ: هِيَ تَقْرِي إِذا جَمَعَتْ جِرَّتها فِي شِدقِها، وَكَذَلِكَ جمعُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. وقَرَيْتُ فِي شِدقي جَوْزةً: خَبَأْتُها. وقَرَتِ الظبيةُ تَقْرِي إِذا جَمَعَتْ فِي شِدْقها شَيْئًا، وَيُقَالُ للإِنسان إِذا اشْتَكَى شدقَه: قَرَى يَقْرِي. والمِدَّةُ تَقْرِي فِي الْجُرْحِ: تَجْتَمع. وأَقْرَتِ النَّاقَةُ تُقْرِي، وَهِيَ مُقْرٍ: اجْتَمَعَ الْمَاءُ فِي رَحِمِهَا وَاسْتَقَرَّ. والقَرِيُّ، عَلَى فَعِيل: مَجْرَى الماءِ فِي الرَّوْضِ، وَقِيلَ: مَجْرَى الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، وَالْجَمْعُ أَقْرِيةٌ وقُرْيانٌ؛ وَشَاهِدُ الأَقْرِيَة قَوْلُ الْجَعْدِيِّ: ومِنْ أَيَّامِنا يَوْمٌ عَجِيبٌ، ... شَهِدْناه بأَقْرِيَةِ الرُّدَاعِ وَشَاهِدُ القُرْيَانِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: تَسْتَنُّ أَعْداءَ قُرْيانٍ، تَسَنَّمَها ... غُرُّ الغَمامِ ومُرْتَجَّاتُه السُّودُ وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ: ورَوْضَة ذَاتُ قُرْيانٍ ، وَيُقَالُ فِي جَمْعِ قَرِيٍّ أَقْراء. قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ شَكَل يَذُمُّ حَجْلَ بْنَ نَضْلَة بَيْنَ يَدَيِ النُّعْمَانِ: إِنه مُقْبَلُ النَّعْلَيْنِ مُنْتَفِخُ السَّاقَيْنِ قَعْوُ الأَلْيَتَين مَشَّاء بأَقْرَاء قَتَّال ظِباء بَيَّاع إِماء، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَردت أَن تَذِيمَه فَمَدَحْتَه؛ القَعْو: الخُطَّاف مِنَ الْخَشَبِ مِمَّا يَكُونُ فَوْقَ الْبِئْرِ، أَراد أَنه إِذا قَعَدَ الْتَزَقَتْ أَليتاه بالأَرض فَهُمَا مِثْلُ القَعْو، وَصَفَهُ بأَنه صَاحِبُ صَيْدٍ وَلَيْسَ بِصَاحِبِ إِبل. والقَرِيُّ: مَسِيلُ الْمَاءِ مِنَ التِّلاع: وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَرِيُّ مَدْفَعُ الْمَاءِ مِنَ الرَّبْوِ إِلى الرَّوْضة؛ هَكَذَا قَالَ الرَّبْوُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ أَقْرِيَةٌ وأَقْرَاء وَقُرْيان، وَهُوَ الأَكثر. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: قَامَ إِلى مَقْرَى بُسْتَانٍ فَقَعَدَ يَتَوَضَّأُ ؛ المَقْرَى والمقْراة: الْحَوْضُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ: رَعَوْا قُرْيانه أَي مَجارِيَ الْمَاءِ، وَاحِدُهَا قَرِيٌّ بِوَزْنِ طَرِيٍّ. وقَرى الضَّيْفَ قِرًى وقَراء: أَضافَه. واسْتَقْرَانِي وَاقْتَرَانِي وأَقْراني: طَلَبَ مِنِّي القِرى. وإِنه لقَرِيٌّ لِلضَّيْفِ، والأُنْثى قَرِيَّةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَكَذَلِكَ إِنه لمِقْرىً لِلضَّيْفِ ومِقْراءٌ، والأُنثى مِقْراةٌ ومِقْراء؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ: إِنه لمِقْراء لِلضَّيْفِ وإِنه لمِقْراء للأَضْياف، وإِنه لقَرِيٌّ لِلضَّيْفِ وإِنها لقَرِيَّة للأَضْياف. الْجَوْهَرِيُّ: قَرَيت الضَّيْفَ قِرًى، مِثَالُ قَلَيْتُه قِلًى، وقَرَاء: أَحسنت إِليه، إِذا كَسَرْتَ الْقَافَ قَصَرْتَ، وإِذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ. والمِقْرَاةُ: الْقَصْعَةُ الَّتِي يُقْرى الضَّيْفُ فِيهَا. وَفِي الصِّحَاحِ: والمِقْرَى إِناء يُقْرَى فِيهِ الضَّيْفُ. والجَنْفَةُ مِقْرَاة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: حَتَّى تَبُولَ عَبُورُ الشِّعْرَيَيْنِ دَماً ... صَرْداً، ويَبْيَضَّ فِي مِقْرَاتِه القارُ والمَقَارِي: القُدور؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَى فُصْلانَهم فِي الوِرْدِ هَزْلَى، ... وتَسْمَنُ فِي المَقَارِي والحِبالِ يَعْنِي أَنهم يَسْقُون أَلبان أُمَّهاتها عَنِ الْمَاءِ، فإِذا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِمْ عَارًا، وَقَوْلُهُ: وَتَسْمَنُ فِي المَقارِي والحِبال أَي أَنهم إِذا نَحروا لَمْ يَنحروا إِلا سَمِينًا، وإِذا وَهَبُوا لَمْ يَهبوا إِلا كَذَلِكَ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ اللحياني: المِقْرَى، مَقْصُورٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، كُلُّ مَا يُؤْتَى بِهِ مِنَ قِرى الضيف قصْعَة أَو جَفْنة أَو عُسٍّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَلَا يَضَنُّون بالمِقْرَى وإِن ثَمِدُوا قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ لَقَدْ قَرَوْنا فِي مِقْرًى صَالِحٍ. والمَقارِي: الجِفان الَّتِي يُقْرَى فِيهَا الأَضْيافُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وأَقضِي قُروضَ الصّالِحينَ وأَقْتَرِي فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَنَّى أَزِيدُ «1» عَلَيْهِمْ سِوَى قَرْضهم. ابْنُ سِيدَهْ: والقَرِيَّةُ، بِالْكَسْرِ، أَن يُؤْتَى بعُودين طُولُهُمَا ذِرَاعٌ ثُمَّ يُعرَض عَلَى أَطرافهما عُوَيدٌ يُؤْسَرُ إِليهما مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بقِدٍّ، فَيَكُونُ مَا بَيْنَ العُصَيَّتين قَدْرَ أَربع أَصابع، ثُمَّ يؤْتى بعُوَيد فِيهِ فَرْض فيُعْرض فِي وَسَطِ القَرِيّة وَيُشَدُّ طَرَفَاهُ إِليهما بقِدّ فَيَكُونُ فِيهِ رأْس الْعَمُودِ؛ هَكَذَا حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَعَبَّرَ عَنِ القرِيّةِ بِالْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ أَن يؤْتى، قَالَ: وَكَانَ حُكْمُهُ أَن يَقُولَ القَرِيَّةُ عُودان طُولُهُمَا ذِرَاعٌ يُصْنَعُ بِهِمَا كَذَا. وَفِي الصِّحَاحِ: والقرِيَّةُ عَلَى فَعيلة خَشبات فِيهَا فُرَض يُجعل فِيهَا رأْس عَمُودِ الْبَيْتِ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وقَرَيْتُ الْكِتَابَ: لُغَةٌ فِي قرأْت؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: وَلَا يَقُولُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ إِلا يَقرأ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: صَحِيفَةٌ مَقْرِيَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَن قَرَيْت لُغَةٌ كَمَا حَكَى أَبو زَيْدٍ، وَعَلَى أَنه بَناها عَلَى قُرِيَت المغيَّرة بالإِبدال عَنْ قُرِئت، وَذَلِكَ أَن قُرِيت لَمَّا شَاكَلَتْ لَفْظَ قُضِيت قِيلَ مَقْرِيَّة كَمَا قِيلَ مَقْضِيَّة. والقارِيةُ: حَدُّ الرُّمْحِ وَالسَّيْفِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ، وَقِيلَ: قارِيةُ السِّنان أَعلاه وحَدّه. التَّهْذِيبُ: والقارِيَةُ هَذَا الطَّائِرُ الْقَصِيرُ الرِّجْلِ الطَّوِيلُ الْمِنْقَارِ الأَخضر الظَّهْرِ تُحِبُّهُ الأَعراب، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وتَتَيَمَّن بِهِ ويُشَبِّهون الرَّجُلَ السخيَّ بِهِ، وَهِيَ مُخَفَّفَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَمِنْ تَرْجيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ ... سَباياكُمْ، وأُبْتُمْ بالعَناق؟ وَالْجَمْعُ القَوَارِي. قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ قارِيَّة، بِالتَّشْدِيدِ. ابْنُ سِيدَهْ: والقارِيَةُ طَائِرٌ أَخضر اللَّوْنِ أَصفر المِنقار طَوِيلُ الرِّجْلِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: لِبَرْقٍ شآمٍ كُلَّما قلتُ قَدْ وَنَى ... سَنَا، والقَوَارِي الخُضْرُ فِي الدَّجْنِ جُنَّحُ وَقِيلَ: القَارِيَة طَيْرٌ خُضْرٌ تُحِبُّهَا الأَعراب، قَالَ: وَإِنَّمَا قَضَيْتُ عَلَى هَاتَيْنِ الياءَين أَنهما وَضْعٌ وَلَمْ أَقض عَلَيْهِمَا أَنهما مُنْقَلِبَتَانِ عَنْ وَاوٍ لأَنهما لَامٌ، وَالْيَاءُ لَامًا أَكثر مِنْهَا وَاوًا. وقَرِيُّ: اسْمَ رَجُلٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: تحتْمل لَامُهُ أَن تَكُونَ مِنَ الْيَاءِ وَمِنَ الْوَاوِ وَمِنَ الْهَمْزَةِ، عَلَى التَّخْفِيفِ. وَيُقَالُ: أَلقه فِي قِرِّيَّتِك. والقِرِّيَّةُ: الحَوْصَلة، وابن القِرِّيَّةِ مُشْتَقٌّ مِنْهُ؛ قَالَ: وَهَذَانِ قَدْ يَكُونَانِ ثُنَائِيَّيْنِ، والله أَعلم. قزي: ابْنُ سِيدَهْ: القِزْيُ اللَّقَبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، لَمْ يَحْكِهِ غَيْرُهُ؛ غَيْرُهُ: يُقَالُ بِئْسَ القِزْيُ هَذَا أَي بِئْسَ اللَّقَبُ. ابْنُ الأَعرابي: أَقْزَى الرَّجُلُ إِذا تلطَّخ بعَيب بَعْدَ اسْتِوَاءٍ. ابْنُ الأَعرابي: والقُزَةُ الحَيَّة، ولُعْبة لِلصِّبْيَانِ أَيضاً تُسَمَّى فِي الْحَضَرِ يَا مُهَلْهِلَهْ هَلِلَهْ «2». وقزو القَزْوُ: العِزْهاةُ أَي الَّذِي لَا يَلْهُو، وَقِيلَ: القُزَةُ حَيَّةٌ عَرْجاء بَتْراء، وَجَمْعُهَا قُزَاتٌ. قسا: القَسَاء: مَصْدَرُ قَسا القَلبُ يَقْسُو قَسَاء. والقَسْوَةُ: الصَّلابةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وحجَر قَاسٍ:

_ (1). قوله [أنى أزيد] هذا ضبط المحكم. (2). قوله [يا مهلهله إلخ] بهذا ضبط في التكملة

صُلْب. وأَرض قَاسِيَةٌ: لَا تُنبت شَيْئًا. وَقَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ؛ تأْويل قَسَت فِي اللُّغَةِ غَلُظت ويَبِست وعَسَت، فتأْويل القَسْوَة فِي الْقَلْبِ ذَهاب اللِّين وَالرَّحْمَةِ وَالْخُشُوعِ مِنْهُ. وقَسَا قلبُه قَسْوَة وقَسَاوة وقَسَاء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، وَهُوَ غِلَظ الْقَلْبِ وشدَّته، وأَقْسَاه الذنبُ، وَيُقَالُ: الذَّنْبُ مَقْساةٌ لِلْقَلْبِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَسا القلبُ يَقْسُو قَسْوة اشتدَّ وعَسا، فَهُوَ قاسٍ، وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ القَسْوَة فِي الأَزمنة فَقَالَ: مِنْ أَحوال الأَزمنة فِي قَسْوَتِها ولِينها. التَّهْذِيبُ: عَامٌ قَسِيٌّ ذُو قَحْط؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ويُطْعِمُونَ الشحمَ فِي العامِ القَسِيْ ... قُدْماً [قِدْماً]، إِذا مَا احْمَرّ آفاقُ السُّمِيْ وأَصْبَحَتْ مِثْلَ حَواشِي الأَتْحَمِيْ قَالَ شَمِرٌ: العامُ القَسِيُّ الشَّدِيدُ لَا مطَرَ فِيهِ. وَعَشِيَّةٌ قَسِيَّةٌ: بَارِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ العُجير السَّلُولي: يَا عَمْرُو يَا أُكَيْرِمَ البَريَّهْ، ... واللهِ لَا أَكْذِبُكَ العَشِيَّهْ، إِنا لَقِينا سَنةً قَسِيَّهْ، ... ثُمَّ مُطِرْنا مَطْرةً رَوِيَّهْ، فنَبَتَ البَقْلُ وَلَا رَعِيَّهْ أَي لَيْسَ لَنَا مَالٌ يَرعاه. والقَسِيَّةُ: الشَّدِيدَةُ. وَلَيْلَةٌ قَاسِيةٌ: شديدةُ الظُّلمة. والمُقاساةُ: مُكَابَدَةُ الأَمر الشَّدِيدِ. وقَاسَاه أَي كابَده. وَيَوْمٌ قَسِيٌّ، مِثَالُ شَقِيٍّ: شَدِيدٌ مِنْ حَرْب أَو شَرٍّ. وقَرَبٌ قَسِيٌّ: شَدِيدٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: وهُنَّ، بَعْد القَرَبِ القَسِيِّ، ... مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِ القَسِيُّ: الشَّدِيدُ: ودِرْهَم قَسِيٌّ: رَدِيءٌ، وَالْجَمْعُ قِسْيانٌ مِثْلُ صَبيّ وصِبْيان، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا كقِنْية، وَقَدْ قَسا قَسْواً. قَالَ الأَصمعي: كأَنه إِعراب قاشِي؛، قيل: دِرْهَمٌ قَسِيٌّ ضَرْبٌ مِنَ الزُّيوف أَي فِضته صُلبة رَدِيئَةٌ لَيْسَتْ بِلَيِّنَةٍ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنه بَاعَ نُفاية بَيْتِ الْمَالِ وَكَانَتْ زيُوفاً وقِسْياناً بِدُونِ وَزْنِهَا، فذُكر ذَلِكَ لعُمر فَنَهَاهُ وأَمره أَن يرُدَّها ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الأَصمعي وَاحِدُ القِسْيان دِرْهَمٌ قَسِيٌّ مُخَفَّفُ السِّينِ مُشَدَّدُ الْيَاءِ عَلَى مِثَالِ شَقِيٍّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَا يَسُرُّني دينُ الَّذِي يأْتي العَرَّاف بِدِرْهَمٍ قَسِيٍّ. ودراهمُ قَسِيَّةٌ وقَسِيَّاتٌ وَقَدْ قَسَتِ الدَّرَاهِمُ تَقْسُو إِذا زَافَتْ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: قَالَ لأَبي الزِّناد تأْتينا بِهَذِهِ الأَحاديث قَسِيَّة وتأْخذها مِنَّا طازَجةً أَي تأْتينا بِهَا رَدِيئَةً وتأْخذها خَالِصَةً مُنقّاة؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَذْكُرُ المَساحي: لهَا صَواهِلُ فِي صُمِّ السِّلامِ، كَمَا ... صاحَ القَسِيَّاتُ فِي أَيْدي الصَّياريفِ وَمِنْهُ حَدِيثٌ آخَرُ لِعَبْدِ اللَّهِ أَنه قَالَ لأَصحابه: أَتدرون كَيْفَ يَدْرُسُ العِلمُ؟ فَقَالُوا: كَمَا يَخْلُقُ الثوبُ أَو كَمَا تَقْسُو الدَّرَاهِمُ، فَقَالَ: لَا ولكنْ دُرُوسُ العِلم بِمَوْتِ العُلماء ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُزَرِّد: وَمَا زَوَّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عِمامةٍ، ... وخَمْسِمِئٍ مِنْهَا قَسِيٌّ وزائِفُ وَفِي خُطْبَةِ الصدِّيق، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَهُوَ كَالدِّرْهَمِ القَسِيِّ والسَّراب الْخَادِعِ ؛ القَسِيُّ: هُوَ الدِّرْهَمُ الرَّدِيءُ وَالشَّيْءُ الْمَرْذُولُ. وسارُوا سَيْرًا قَسِيّاً أَي سيراً شديداً. وقَسِيُّ بْنُ مُنَبِّه: أَخو ثَقِيف. الْجَوْهَرِيُّ:

قَسِيٌّ لَقَبُ ثَقِيفٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لأَنه مرَّ عَلَى أَبي رِغالٍ وَكَانَ مُصَدِّقاً فَقَتَلَهُ فَقِيلَ قَسا قَلْبُهُ فَسُمِّيَ قَسِيّاً؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ: نحنُ قَسِيٌّ وقَسا أَبونا وقَسًى: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْعَالِيَةِ، قَالَ ابْنُ أَحمر: بِجَوٍّ، مِنْ قَسًى، ذَفِرِ الخُزامى، ... تَهادى الجِرْبِياء بِهِ الجَنِينا «3» وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ: لَنَا إِبلٌ لَمْ تَدْرِ مَا الذُّعْرُ، بَيْتُها ... بِتِعْشارَ، مَرْعاها قَسا فصَرائِمُهْ وَقِيلَ: قَسا حَبْل رَمْل مِنْ رِمَالِ الدَّهناء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: سَرَتْ تَخْبِطُ الظَّلْماء مِنْ جانِبَيْ قَسا، ... وحُبَّ بِهَا، مِن خابِطِ الليلِ، زَائِرُ وَقَالَ أَيضاً: ولكنَّني أُفْلِتُّ مِنْ جانِبَيْ قَسا، ... أَزُورُ امْرَأً مَحْضاً كرِيماً يَمانِيا ابْنُ سِيدَهْ: وقُسَاءٌ مَوْضِعٌ أَيضاً، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ قَسًى بِعَيْنِهِ، فإِن قُلْتَ: فَلَعَلَّ قَسًى مُبْدَلٌ مِنْ قُساءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ هُوَ الأَصل؟ قِيلَ: هَذَا حَمْل عَلَى الشُّذُوذِ لأَن إِبدال الْهَمْزِ شَاذٌّ، والأَوّل أَقْوى لأَن إِبدال حَرْفِ الْعِلَّةِ هَمْزَةً إِذا وَقَعَ طَرَفًا بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ هُوَ الْبَابُ. ابْنُ الأَعرابي: أَقْسَى إِذا سَكَنَ قُساء، وَهُوَ جَبَلٌ، وَكُلُّ اسْمٍ عَلَى فُعال فَهُوَ ينصرف، فأَما قُساء «4»، وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قُسَاء، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، اسْمُ جَبَلٍ، وَيُقَالُ: ذُو قُساء؛ قَالَ جِرانُ العَوْدِ: يُذكِّر أَيّاماً لَنا بِسُوَيْقَةٍ ... وهَضْبِ قُساءٍ، والتَّذَكُّرُ يَشْعَفُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: وقَفْتُ بأَعلى ذِي قُساء مَطِيَّتي، ... أُمَيِّلُ فِي مَرْوانَ وابنِ زِيادِ وَيُقَالُ: ذُو قُساء مَوْضِعٌ؛ قَالَ نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيٍّ: تَضَمَّنها مشَارِفُ ذِي قُساءٍ، ... مَكانَ النَّصْلِ مِنْ بَدَنِ السِّلاحِ قَالَ الْوَزِيرُ: قِسَاء اسْمُ مَوْضِعٍ مَصْرُوفٌ، وقُسَاء اسْمُ مَوْضِعٍ غَيْرُ مَصْرُوفٍ قشا: المُقَشَّى: هُوَ المُقَشَّر. وقَشَا العُودَ يَقْشُوه قَشْواً: قَشَرَه وخرَطه، وَالْفَاعِلُ قاشٍ، والمَفعول مَقْشُوٌّ. وقَشَّيْته فَهُوَ مُقَشًّى. وقَشَوْتُ وجهَه: قَشَرْته ومَسَحْتُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ قَيلة: وَمَعَهُ عَسِيبُ نَخْلَةٍ مَقْشُوٌّ غيرُ خُوصَتين مِنْ أَعلاه أَي مَقْشُورٌ عَنْهُ خُوصه. وقَشَّيْته تَقْشِية فَهُوَ مُقَشًّى أَي مُقَشَّر. وقَشَّيْتُ الحَبَّة: نَزَعْت عَنْهَا لِبَاسَهَا. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يأْكل لِياءً مُقَشًّى ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال: وعَدَسٍ قُشِّيَ مِنْ قُشَيرِ وتَقَشَّى الشيءُ: تَقَشَّر؛ قَالَ كُثير عَزَّةَ: دَعِ القَوْمَ مَا احْتَلُّوا جُنُوبَ قُراضِمٍ، ... بِحَيْثُ تَقَشَّى بَيْضُه المُتَفَلِّقُ

_ (3). قَوْلِهِ [بِجَوٍّ مِنْ قَسًى إلخ] أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي اليائي بهذا اللفظ، وأورده الأزهري وتبعه ياقوت بما لفظه: بِهَجْلٍ مِنْ قَسًا ذَفِرِ الْخُزَامَى ... تَدَاعَى الْجِرْبِيَاءُ بِهِ الحنينا وفيهما الحنينا بالحاء المهملة، وقال ياقوت: قسا منقول من الفعل. (4). قوله [فأَما قساء إلخ] عبارة التكملة: فأما قُسَاء فلا ينصرف لأنه في الأصل على فعلاء فِي الأَصل قُسَواء عَلَى فُعَلاء.

ابْنُ الأَعرابي: اللِّياء بِالْيَاءِ وَاحِدَتُهُ لِياءة وَهُوَ اللُّوبياء واللُّوبِياج، وَيُقَالُ لِلصَّبِيَّةِ المَلِيحة: كأَنها لِياءةٌ مَقْشُوَّةٌ. وَرَوَى أَبو تُرَابٍ عَنْ أَبي سَعِيدٍ أَنه قَالَ: إِنما اللبأُ الَّذِي يُجْعَلُ فِي قِداد الجَدْي وَجَعَلَهُ تَصْحِيفًا مِنَ الْمُحَدِّثِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: اللِّبَأُ يُحْلب فِي قِدادٍ، وَهِيَ جُلود صِغار المِعْزَى، ثُمَّ يُمَلُّ فِي المَلَّة حَتَّى يَيْبَس ويَجْمُدَ، ثُمَّ يُخْرَج فَيُباع كأَنه الجُبْن، فإِذا أَراد الْآكِلُ أَكله قَشا عَنْهُ الإِهاب الَّذِي طُبِخ فِيهِ، وَهُوَ جِلْدُ السَّخْلَةِ الَّذِي جُعِلَ فِيهِ؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ اللِّياء بِالْيَاءِ، وَهُوَ مِنْ نَبَاتِ الْيَمَنِ وَرُبَّمَا نَبَتَ فِي الْحِجَازِ فِي الخِصْب، وَهُوَ فِي خِلقة الْبَصَلَةِ وَقَدْرِ الحِمَّصة، وَعَلَيْهِ قُشُور رِقاق إِلى السَّوَادِ مَا هُوَ، يُقْلى ثُمَّ يُدْلَكُ بِشَيْءٍ خَشن كالمِسح وَنَحْوِهِ فَيُخْرَجُ مِنْ قِشْرِهِ فيؤْكل بَحْتاً، وربَّما أُكل بِالْعَسَلِ وَهُوَ أَبيض، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَقْلِيه. وَفِي حَدِيثِ أُسَيْد بْنِ أَبي أُسيد: أَنه أَهدى لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بوَدّانَ لِياء مُقَشًّى أَي مَقشوراً، واللِّياء حَبٌّ كالحِمَّص. والقُشاء: البُزاق. وقَشَّى الرجلَ عَنْ حَاجَتِهِ: رَدَّه. والقَشْوَانُ: الْقَلِيلُ اللَّحْمِ؛ قَالَ أَبو سَوْداء العِجْلي: أَلم تَرَ للقَشْوانِ يَشْتِمُ أُسْرَتي، ... وإِني بِهِ مِنْ واحدٍ لخَبِيرُ والقَشْوَانَة: الرَّقيقة الضَّعِيفة مِنَ النِّسَاءِ. والقَشْوَة: قُفَّة تَجْعَلُ فِيهَا المرأَة طِيبَهَا، وَقِيلَ: هِيَ هَنة مِنْ خُوص تَجْعَلُ فِيهَا المرأَة القُطن والقَزَّ والعِطْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَهَا قَشْوَةٌ فِيهَا مَلابٌ وزَنْبَقٌ، ... إِذا عَزَبٌ أَسْرَى إِليها تَطَيَّبَا وَالْجَمْعُ قَشَوَات وقِشاء، وَقِيلَ: القَشْوَة شَيْءٌ مِنْ خُوصٍ تَجْعَلُ فِيهَا المرأَة عِطْرها وحاجَتها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القَشْوَة شِبْهُ العَتِيدة المُغَشَّاة بِجِلْدٍ. والقَشْوَة: حُقَّة للنُّفَساء. والقَاشِي فِي كَلَامِ أَهل السَّوَادِ: الفَلْسُ الرَّديء. الأَصمعي: يُقَالُ دِرْهَمٌ قَشِيٌّ كأَنه عَلَى مِثَالِ دَعِيٍّ، قَالَ الأَصمعي: كأَنه إِعرابُ قاشِي. قصا: قَصا عَنْهُ قَصْواً وقُصُوًّا وقَصاً وقَصاء وقَصِيَ: بَعُدَ. وقَصا المَكانُ يَقْصُو قُصُوّاً: بَعُدَ. والقَصِيُّ والقَاصِي: الْبَعِيدُ، وَالْجَمْعُ أَقْصاء فِيهِمَا كشاهدٍ وأَشْهاد ونصِير وأَنصار؛ قَالَ غَيْلان الرَّبَعِي: كأَنَّما صَوْتَ حَفِيفِ المَعْزاء، ... مَعْزُولِ شَذَّان حَصاها الأَقْصاء، صَوْتُ نَشِيشِ اللحمِ عِنْدَ الغَلَّاء وكلُّ شَيْءٍ تَنَحَّى عَنْ شَيْءٍ فَقَدْ قَصا يَقْصُو قُصُوًّا، فَهُوَ قاصٍ، والأَرض قاصِيةٌ وقَصِيَّةٌ. وقَصَوْت عَنِ الْقَوْمِ: تَبَاعَدْتُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ بالمَكان الأَقْصَى وَالنَّاحِيَةِ القُصْوى والقُصْيا، بِالضَّمِّ فِيهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ دِماؤهم يَسْعَى بذِمَّتِهِم أَدْناهم ويُرَدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهم أَي أَبْعَدُهم، وَذَلِكَ فِي الغَزْو إِذا دَخَلَ الْعَسْكَرُ أَرض الْحَرْبِ فَوَجَّه الإِمامُ مِنْهُ السَّرَايَا، فَمَا غَنِمَتْ مِنْ شَيْءٍ أَخذَت مِنْهُ مَا سَمَّى لَهَا، ورَدَّ مَا بَقِيَ عَلَى الْعَسْكَرِ لأَنهم، وإِن لَمْ يَشْهَدُوا الْغَنِيمَةَ، رِدْءٌ للسَّرايا وظهْرٌ يَرْجِعون إِليهم. والقُصْوَى والقُصْيا: الْغَايَةُ الْبَعِيدَةُ، قُلِبَتْ فِيهِ الْوَاوُ يَاءً لأَن فُعْلَى إِذا كَانَتِ اسْمًا مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ أُبدلت وَاوُهُ يَاءً كَمَا أُبدلت الْوَاوُ مَكَانَ الْيَاءِ فِي فَعْلى فأَدخلوها عَلَيْهَا فِي فُعْلى ليَتَكافآ فِي التَّغْيِيرِ؛

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَزِدْتُهُ أَنا بَيَانًا، قَالَ: وَقَدْ قَالُوا القُصْوَى فأَجروها عَلَى الأَصل لأَنها قَدْ تَكُونُ صِفَةً بالأَلف وَاللَّامِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الدُّنْيَا مِمَّا يَلي الْمَدِينَةَ والقُصْوَى مِمَّا يَلي مَكَّةَ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا كان من النُّعُوتِ مِثْلَ العُلْيا والدُّنيا فإِنه يأْتي بِضَمِّ أَوَّله وَبِالْيَاءِ لأَنهم يَسْتَثْقِلُونَ الْوَاوَ مَعَ ضَمَّةِ أَوّله، فَلَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ إِلا أَن أَهل الْحِجَازِ قَالُوا القُصْوَى، فأَظهروا الْوَاوَ وَهُوَ نَادِرٌ وأَخرجوه عَلَى الْقِيَاسِ، إِذ سُكِّنَ مَا قَبْلَ الْوَاوِ، وَتَمِيمٌ وَغَيْرُهُمْ يَقُولُونَ القُصْيا؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: القُصْوَى والقُصْيا طَرف الْوَادِي، فالقُصْوَى عَلَى قول ثعلب من قَوْلِهِ تَعَالَى بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى ، بَدَلٌ. والقاصِي والقاصِيةُ والقَصِيُّ والقَصِيَّةُ مِنَ النَّاسِ وَالْمَوَاضِعِ: المُتَنَحِّي البعيدُ. والقُصْوَى والأَقْصَى كالأَكْبر والكُبرى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن الشَّيْطَانَ ذِئبُ الإِنسانِ يأْخُذُ القاصِيةَ والشَّاذَّةَ ، القاصِيَةُ: المُنْفَرِدة عَنِ الْقَطِيعِ الْبَعِيدَةُ مِنْهُ، يُرِيدُ أَن الشَّيْطَانَ يَتَسَلَّطُ عَلَى الْخَارِجِ مِنَ الْجَمَاعَةِ وأَهل السنَّة. وأَقْصى الرجلَ يُقْصِيه: باعَدَه. وهَلُمَّ أُقاصِكَ يَعْنِي أَيُّنا أَبْعَدُ مِنَ الشَّرِّ. وقَاصَيْتُه فقَصَوته وقَاصَانِي فقَصَوْته. والقَصَا: فِناء الدَّارِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. وحُطْني القَصا أَي تباعَدْ عَنِّي؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: فَحاطُونا القَصَا، ولقَدْ رَأَوْنا ... قَرِيبًا، حَيْثُ يُسْتَمَعُ السِّرارُ والقَصَا يُمَدُّ وَيُقْصَرُ؛ وَيُرْوَى: فحاطُونا القَصاءَ وَقَدْ رأَوْنا وَمَعْنَى حاطُونا القَصَاء أَي تباعَدوا عَنَّا وَهُمْ حَوْلَنَا، وَمَا كُنَّا بِالْبُعْدِ مِنْهُمْ لَوْ أَرادوا أَن يَدْنُوا منَّا، وَتَوْجِيهُ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ مِنْ كتاب النجو أَن يَكُونَ القَصَاء بِالْمَدِّ مَصْدَرَ قَصا يَقْصو قَصاءً مِثْلَ بَدا يَبْدُو بَداءً، وأَما القَصَا بِالْقَصْرِ فَهُوَ مَصْدَرُ قَصِيَ عَنْ جِوارِنا قَصاً إِذا بَعُدَ. وَيُقَالُ أَيضاً: قَصِيَ الشيءُ قَصاً وقَصاءً. والقَصَا: النسَبُ الْبَعِيدُ، مَقْصُورٌ. والقَصَا: الناحيةُ. والقَصَاةُ: البُعْد «1» وَالنَّاحِيَةُ، وَكَذَلِكَ القَصا. يُقَالُ: قَصِيَ فُلَانٌ عَنْ جِوَارِنَا، بِالْكَسْرِ، يَقْصَى قَصاً، وأَقْصَيْته أَنا فَهُوَ مُقْصًى، وَلَا تَقُلْ مَقْصِيٌّ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لأَحُوطَنَّك القَصا ولأَغْزُوَنَّك القَصا، كِلَاهُمَا بِالْقَصْرِ، أَي أَدَعُك فَلَا أَقْرَبُك. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ حاطَهم القَصا، مَقْصُورٌ، يَعْنِي كَانَ فِي طُرَّتِهم لَا يأْتِيهم. وحاطَهم القَصا أَي حاطَهم مِنْ بَعِيدٍ وَهُوَ يَتَبَصَّرهم ويَتَحَرَّزُ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ: ذَهَبْتُ قَصا فُلَانٍ أَي ناحِيَته، وَكُنْتُ مِنْهُ فِي قاصِيَتِه أَي ناحِيته. وَيُقَالُ: هَلُمَّ أُقاصِك أَيُّنا أَبعد مِنَ الشَّرِّ. وَيُقَالُ: نَزَلْنَا مَنزلًا لَا تُقْصِيه الإِبل أَي لَا تَبْلُغ أَقصاه. وتَقَصَّيت الأَمر واسْتَقْصَيتُه واسْتَقْصَى فُلَانٌ فِي المسأَلة وتَقَصَّى بِمَعْنًى. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحَكَى القَناني قَصَّيْت أَظفاري، بِالتَّشْدِيدِ، بِمَعْنَى قَصَصْت فَقَالَ الْكِسَائِيُّ أَظنه أَراد أَخَذ مِنْ قَاصِيَتِهَا، وَلَمْ يَحْمِلْهُ الْكِسَائِيُّ عَلَى مُحوّل التَّضْعِيفِ كَمَا حَمَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ قَنان، وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَرْفِ الصَّادِ أَنه مِنْ مُحوّل التَّضْعِيفِ، وَقِيلَ: يُقَالُ إِن وُلدَ لكِ ابْنٌ فقَصِّي أُذنيه أَي احْذفِي مِنْهُمَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَمر مِنْ قَصَّى قَصِّ، وَلِلْمُؤَنَّثِ قَصِّي، كَمَا تَقُولُ خَلِّ عَنْهَا وخَلِّي. والقَصا: حَذْفٌ فِي طرَف أُذن النَّاقَةِ وَالشَّاةِ، مقصور، يكتب بالأَلف

_ (1). قوله [والقَصَاة البعد] كذا في الأصل، ولم نجده في غيره، ولعله القَصَاء.

وَهُوَ أَن يُقْطع مِنْهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ، وَقَدْ قَصاها قَصْواً وقَصَّاها. يُقَالُ: قَصَوْت الْبَعِيرَ فَهُوَ مَقْصُوّ إِذا قطَعْت مِنْ طَرَفِ أُذنه، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وَنَاقَةٌ قَصْواء: مَقْصُوَّة، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، وَرَجُلٌ مَقْصُوّ وأَقْصى، وأَنكر بَعْضُهُمْ أَقْصَى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَعِيرٌ أَقْصى ومُقَصَّى ومَقْصُوّ. وَنَاقَةٌ قَصْوَاء ومُقَصَّاةٌ ومَقْصُوَّةٌ: مَقْطُوعَةُ طَرَفِ الأُذن. وَقَالَ الأَحمر: المُقَصَّاة مِنَ الإِبل الَّتِي شُق مِنْ أُذنها شَيْءٌ ثُمَّ تُرِكَ مُعَلَّقًا. التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ القَصْوُ قَطْعُ أُذن الْبَعِيرِ. يُقَالُ: نَاقَةٌ قَصْواء وَبَعِيرٌ مَقْصُوّ، هَكَذَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ، قَالَ: وَكَانَ الْقِيَاسُ أَن يَقُولُوا بِعِيرٌ أَقصى فَلَمْ يَقُولُوا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ أَقصى وإِنما يُقَالُ مَقْصُوٌّ ومُقَصًّى، تَرَكُوا فِيهِ الْقِيَاسَ، ولأَن أَفعل الَّذِي أُنثاه عَلَى فَعْلاء إِنما يَكُونُ مِنْ بَابِ فَعِلَ يَفْعَل، وَهَذَا إِنما يُقَالُ فِيهِ قَصَوْت البعيرَ، وقَصْواء بَائِنَةٌ عَنْ بَابِهِ، وَمِثْلُهُ امرأَة حَسناء، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَحْسَن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ تَرَكُوا فِيهَا الْقِيَاسَ يَعْنِي قَوْلَهُ نَاقَةٌ قَصْواء، وَكَانَ الْقِيَاسُ مَقْصُوَّة، وَقِيَاسُ النَّاقَةِ أَن يُقَالَ قَصَوْتها فَهِيَ مَقْصُوَّة. وَيُقَالُ: قَصَوْت الجملَ فَهُوَ مَقْصُوّ، وَقِيَاسُ النَّاقَةِ أَن يُقَالَ قَصَوتها فَهِيَ مَقْصُوَّة، وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَاقَةٌ تُسَمَّى قَصْوَاء وَلَمْ تَكُنْ مَقْطُوعَةَ الأُذن. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَطَبَ عَلَى ناقَتِه القَصْوَاء ، وَهُوَ لَقَبُ نَاقَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: والقَصْواء الَّتِي قُطِع طرَف أُذنها. وَكُلُّ مَا قُطع مِنَ الأُذن فَهُوَ جَدْعٌ، فإِذا بَلَغَ الرُّبُع فَهُوَ قَصْوٌ، فإِذا جَاوَزَهُ فهو غَضْبٌ، فإِذا استُؤصِلت فَهُوَ صَلْم، وَلَمْ تَكُنْ نَاقَةَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَصْواء وإِنما كَانَ هَذَا لَقَبًا لَهَا، وَقِيلَ: كَانَتْ مَقْطُوعَةَ الأُذن. وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ لَهُ نَاقَةٌ تُسَمَّى العَضْباء وَنَاقَةٌ تُسَمَّى الجَدْعاء ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: صلماءَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى: مخَضْرَمةً ؛ هَذَا كُلُّهُ فِي الأُذن، وَيُحْتَمَلُ أَن تَكُونَ كُلُّ وَاحِدَةٍ صِفَةَ نَاقَةٍ مُفْرَدَةٍ، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الْجَمِيعُ صِفَةَ نَاقَةٍ وَاحِدَةٍ فَسَمَّاهَا كُلٌّ مِنْهُمْ بِمَا تَخَيَّلَ فِيهَا، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهه، حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُبْلِغُ أَهل مَكَّةَ سُورة بَرَاءَةَ فَرَوَاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه رَكِبَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، القَصْواء ، وَفِي رِوَايَةِ جَابِرٍ العَضْباء ، وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِمَا الجَدْعاء ، فَهَذَا يُصَرِّحُ أَن الثَّلَاثَةَ صِفَةُ نَاقَةٍ وَاحِدَةٍ لأَن الْقَضِيَّةَ وَاحِدَةٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنس أَنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى نَاقَةٍ جَدْعاء وَلَيْسَتْ بالعَضباء ، وَفِي إِسناده مَقَالٌ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِن عِنْدِي نَاقَتَيْنِ، فأَعْطَى رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِحداهما وَهِيَ الجَدْعاء. والقَصِيَّةُ مِنَ الإِبل: الْكَرِيمَةُ المُوَدَّعة الَّتِي لَا تُجْهَد فِي حَلَب وَلَا حَمْلٍ. والقَصايا: خِيارُ الإِبل، وَاحِدَتُهَا قَصِيَّة وَلَا تُركب وَهِيَ مُتَّدِعة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: تَذُود القَصايا عَنْ سَراة، كأَنها ... جَماهيرُ تَحْتَ المُدْجِناتِ الهَواضِبِ وإِذا حُمِدت إِبل الرَّجُلِ قِيلَ فِيهَا قَصايا يَثِقُ بِهَا أَي فِيهَا بَقِيَّةٌ إِذا اشْتَدَّ الدَّهْرُ، وَقِيلَ: القَصِيَّة مِنَ الإِبل رُذالتها. وأَقْصى الرجلُ إِذا اقْتَنَى القَوَاصِي مِنَ الإِبل، وَهِيَ النِّهَايَةُ فِي الغَزارة والنَّجابة، وَمَعْنَاهُ أَن صَاحِبَ الإِبل إِذا جَاءَ المُصَدِّق أَقصاها ضِنّاً بِهَا. وأَقْصى إِذا حَفِظَ قَصَا الْعَسْكَرِ وقَصَاءه، وَهُوَ مَا حَوْلَ الْعَسْكَرِ.

وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيٍّ قَاتِلِ حَمْزة، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كنتُ إِذا رأَيته فِي الطَّرِيقِ تَقَصَّيْتها أَي صِرْتُ فِي أَقْصاها وَهُوَ غَايَتُهَا. والقَصْوُ: الْبُعْدُ. والأَقْصى: الأَبعد؛ وَقَوْلُهُ: واخْتَلَس الفَحْلُ مِنْهَا، وَهِيَ قاصِيةٌ، ... شَيْئًا فَقَدْ ضَمِنَتْه، وَهُوَ مَحْقُورُ فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ قاصِيَة هُوَ أَن يَتْبَعَهَا الْفَحْلُ فَيَضْرِبَهَا فَتَلْقَح فِي أَوَّل كَوْمة فَجَعَلَ الكَوْم للإِبل، وإِنما هُوَ لِلْفَرَسِ. وقُصْوَانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ: نُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصَةِ الخُصَى ... بِقُصْوانَ، فِي مُسْتَكْلِئِينَ بِطانِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْفَحْلِ هُوَ يَحْبُو قَصا الإِبل إِذا حَفِظها مِنَ الِانْتِشَارِ. وَيُقَالُ: تَقَصَّاهم أَي طَلَبهم وَاحِدًا وَاحِدًا. وقُصَيٌّ، مُصَغَّرٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَالنِّسْبَةُ إِليه قُصَوِيّ بِحَذْفِ إِحدى الياءَين، وَتُقْلَبُ الأُخرى أَلفاً ثُمَّ تُقْلَبُ وَاوًا كَمَا قُلِبَتْ فِي عَدَوِيّ وأُمَوِيٍّ. قضى: القَضاء: الْحُكْمُ، وأَصله قَضايٌ لأَنه مَنْ قَضَيْت، إِلا أَنَّ الْيَاءَ لَمَّا جَاءَتْ بَعْدَ الأَلف هُمِزَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بَعْدَ الأَلف الزَّائِدَةِ طَرَفًا هُمِزَتْ، وَالْجَمْعُ الأَقْضِيةُ، والقَضِيَّةُ مِثْلُهُ، وَالْجَمْعُ القَضَايَا عَلَى فَعالَى وأَصله فَعائل. وقَضَى عَلَيْهِ يَقْضِي قَضَاء وقَضِيَّةً، الأَخيرة مَصْدَرٌ كالأُولى، وَالِاسْمُ القَضِيَّة فَقَطْ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَالَ أَهل الْحِجَازِ الْقَاضِي مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ القاطِع للأُمور المُحِكم لَهَا. واسْتُقْضِي فُلَانٌ أَي جُعِل قاضِياً يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ. وقَضَّى الأَميرُ قاضِياً: كَمَا تَقُولُ أَمرَ أَميراً. وَتَقُولُ: قَضى بَيْنَهُمْ قَضِيَّة وقَضايا. والقَضايا: الأَحكام، وَاحِدَتُهَا قَضِيَّةٌ. وَفِي صُلْحِ الحُدَيْبِيةِ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ ، هُوَ فاعَلَ مِنَ القَضاء الفَصْلِ والحُكْم لأَنه كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهل مَكَّةَ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ القَضاء، وأَصله القَطْع وَالْفَصْلُ. يُقَالُ: قَضَى يَقْضِي قَضَاء فَهُوَ قاضٍ إِذا حَكَم وفَصَلَ. وقَضاء الشَّيْءِ: إِحْكامُه وإِمْضاؤُه وَالْفَرَاغُ مِنْهُ فَيَكُونُ بِمَعْنَى الخَلْق. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: القَضَاء فِي اللُّغَةِ عَلَى وُجُوهٍ مَرْجِعُهَا إِلى انْقِطَاعِ الشَّيْءِ وَتَمَامِهِ. وكلُّ مَا أُحْكِم عَمَلُهُ أَو أُتِمَّ أَو خُتِمَ أَو أُدِّيَ أَداء أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو أُمْضِيَ فَقَدْ قُضِيَ. قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا فِي الْحَدِيثِ، وَمِنْهُ القَضاء الْمَقْرُونُ بالقَدَر، وَالْمُرَادُ بالقَدَر التَّقْدِيرُ، وبالقَضاء الخَلق كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ؛ أَي خَلَقَهُنَّ، فالقَضاء والقَدَرُ أَمران مُتَلازمان لَا يَنْفك أَحدهما عَنِ الْآخَرِ، لأَن أَحدهما بِمَنْزِلَةِ الأَساس وَهُوَ القَدر، وَالْآخَرُ بِمَنْزِلَةِ الْبِنَاءِ وَهُوَ القَضاء، فَمَنْ رَامَ الفَصْل بَيْنَهُمَا فَقَدْ رَامَ هَدْمَ الْبِنَاءِ ونَقْضه. وقَضَى الشيءَ قَضاءً: صنَعه وقَدَّره؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ ؛ أَي فَخَلَقَهُنَّ وعَمِلهن وَصَنَعَهُنَّ وقطَعَهن وأَحكم خَلْقَهُنَّ، وَالْقَضَاءُ بِمَعْنَى الْعَمَلِ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى الصُّنْعِ وَالتَّقْدِيرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قاضٍ ؛ مَعْنَاهُ فَاعْمَلْ مَا أَنت عَامِلٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وعَلَيْهِما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما ... داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ قَالَ ابن السيرافي: قَضاهما فَرغ مِنْ عَمَلِهِمَا. وَالْقَضَاءُ: الحَتْم والأَمْرُ. وقَضَى أَي حَكَمَ، وَمِنْهُ القَضَاء والقَدر. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ؛ أَي أَمَر رَبُّكَ وحَتم، وَهُوَ أَمر قَاطِعٌ حَتْم. وَقَالَ تَعَالَى: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ؛ وَقَدْ يَكُونُ

بِمَعْنَى الْفَرَاغِ، تَقُولُ: قَضَيت حَاجَتِي. وقَضى عَلَيْهِ عَهْداً: أَوصاه وأَنفذه، وَمَعْنَاهُ الْوَصِيَّةُ، وَبِهِ يُفَسَّرُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ ؛ أَي عَهِدْنا وَهُوَ بِمَعْنَى الأَداء والإِنْهاء. تَقُولُ: قَضَيْتُ دَيْني، وَهُوَ أَيضاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ ، وَقَوْلِهِ: وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ : أَي أَنْهَيْناه إِلَيْهِ وأَبْلَغْناه ذَلِكَ، وقَضى أَي حَكَمَ. وَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ؛ أَي مِنْ قَبْلِ أَن يُبَيَّن لَكَ بَيَانُهُ. اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ؛ أَي أَتْمَمْنا عَلَيْهِ الْمَوْتُ. وقَضَى فُلَانٌ صِلَاتَهُ أَي فَرَغَ مِنْهَا. وقَضَى عَبْرَتَه أَي أَخرج كُلَّ مَا فِي رأْسِه؛ قَالَ أَوس: أَمْ هَل كَثِيرُ بُكىً لَمْ يَقْضِ عَبْرَتَه، ... إثرَ الأَحِبَّةِ يومَ البَيْنِ، مَعْذُور؟ أَيْ لَمْ يُخْرِج كلَّ مَا فِي رأْسه. والقاضِيَةُ: المَنِيَّة الَّتِي تَقْضِي وَحِيّاً. والقَاضِيَةُ: المَوت، وَقَدْ قَضَى قَضاء وقُضِيَ عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُهُ: تَحنُّ فَتُبْدِي مَا بِهَا مِنْ صَبابةٍ، ... وأُخِفي الَّذِي لَوْلَا الأَسا لقَضَانِي مَعْنَاهُ قَضَى عَليَّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: سَمَّ ذَرارِيحَ جَهِيزاً بالقَضِي فَسَّرَهُ فَقَالَ: القَضِي الْمَوْتُ الْقَاضِي، فَأَمَّا أَن يَكُونَ أَراد القَضي، بِالتَّخْفِيفِ، وَإِمَّا أَن يَكُونَ أَراد القَضِيّ فَحَذَفَ إِحْدَى الْيَاءَيْنِ كَمَا قَالَ: أَلم تَكُنْ تَحْلِف باللهِ العَلي، ... إنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِي؟ وقَضَى نَحْبَه قَضاءً: مَاتَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ لِلْكُمَيْتِ: وَذَا رَمَقٍ مِنْهَا يُقَضِّي وطافِسا إِمَّا أَن يَكُونَ فِي مَعْنَى يَقْضِي، وَإِمَّا أَن يَكُونَ أَن الْمَوْتَ اقْتَضَاهُ فَقَضَاهُ دَيْنَهُ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْقَطَامِيُّ: فِي ذِي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحبُه، ... إِذَا الصَّراريُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي يَقْضِي الموتَ مَا جَاءَهُ يَطْلُب مِنْهُ وَهُوَ نفْسُه. وضَرَبَه فَقَضَى عَلَيْهِ أَي قَتَلَهُ كأَنه فَرَغَ مِنْهُ. وسَمٌّ قَاضٍ أَي قَاتِلٌ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ قَضَى الرجلُ وقَضَّى إِذَا مَاتَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا الشَّخْصُ فِيهَا هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ ... عليهِ، كإغْماضِ المُقَضِّي هُجُولُها وَيُقَالُ: قَضَى عَليَّ وقَضَانِي، بإِسقاط حَرْفِ الْجَرِّ؛ قَالَ الْكِلَابِيُّ: فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فَإِنِّي وناقَتي، ... بِحَجْرٍ إِلَى أَهلِ الحِمَى، غَرِضان تَحِنُّ فَتُبْدِي مَا بِهَا مِنْ صَبابَة، ... وأُخْفِي الَّذِي لَوْلَا الأَسا لقَضاني وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى قُضِيَ الأَمر أُتِم إهْلاكُهم. قَالَ: وقَضَى فِي اللُّغَةِ عَلَى ضُروب كلُّها تَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى انْقِطاعِ الشَّيْءِ وتَمامِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ قَضى أَجَلًا ؛ مَعْنَاهُ ثُمَّ حَتَم بِذَلِكَ وأَتَمَّه، وَمِنْهُ الإِعْلام؛ وَمِنْهُ قوله تعالى: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ ؛ أَي أَعْلَمْناهم إِعْلَامًا قَاطِعًا، وَمِنْهُ القَضَاء للفَصْل فِي الحُكْم وهو قوله: لَوْلا (كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى) أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ؛ أَي لفُصِلَ الحُكْم بَيْنَهُمْ، وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلِهِمْ: قَدْ قَضَى القاضِي

بَيْنَ الخُصومِ أَي قَدْ قَطَع بَيْنَهُمْ فِي الْحُكْمِ، وَمِنْ ذَلِكَ: قَدْ قَضَى فُلَانٌ دَيْنه، تأْويله أَنه قَدْ قَطَع مَا لغَريمه عَلَيْهِ وأَدَّاه إِلَيْهِ وقَطَعَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ. واقْتَضَى دَيْنه وتَقاضاه بِمَعْنَى. وكلُّ مَا أُحْكِمَ فَقَدَ قُضِيَ. تَقُولُ: قَدْ قَضَيْتُ هَذَا الثوبَ، وَقَدْ قَضَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ إِذَا عَمِلْتها وأَحْكَمْتَ عَمَلَها، وأَما قَوْلُهُ: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ، فَإِنَّ أَبا إِسْحَاقَ قَالَ: ثُمَّ افْعلُوا مَا تُريدون، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ ثُمَّ امْضُوا إليَّ كَمَا يُقَالُ قَدْ قَضىَ فُلَانٌ، يُرِيدُ قَدْ مَاتَ ومَضى؛ وقال أَبو إسحاق: هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ فِي هُودٍ: فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ؛ يَقُولُ: اجْهَدُوا جَهْدَكم فِي مُكايَدَتي والتَّأَلُّب عليَّ، وَلا تُنْظِرُونِ أَي وَلَا تُمْهِلوني؛ قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَقوى آيَاتِ النُّبُوَّةِ أَنْ يَقُولَ النَّبِيُّ لِقَوْمِهِ وَهُمْ مُتعاوِنون عَلَيْهِ افْعَلُوا بِي مَا شِئْتُمْ. وَيُقَالُ: اقْتَتَلَ الْقَوْمُ فقَضَّوْا بَيْنَهُمْ قَواضِيَ وَهِيَ المَنايا؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فقَضَّوا مَنايا بينَهم ثُمَّ أَصْدَرُوا «2» الْجَوْهَرِيُّ: قَضَّوا بَيْنَهُمْ مَنَايَا، بِالتَّشْدِيدِ، أَي أَنْفَذوها. وقَضَّى اللُّبانةَ أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ، وقَضاها، بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنَى. وقَضى الغَريمَ دَيْنَه قَضَاءً: أَدَّاه إِلَيْهِ. واستَقْضاه: طلَب إِلَيْهِ أَنْ يَقْضِيَه. وتَقَاضَاه الدَّيْنَ: قَبَضَه مِنْهُ؛ قَالَ: إِذَا مَا تَقَاضَى المَرْءَ يومٌ ولَيلةٌ، ... تَقَاضَاه شيءٌ لَا يَمَلُّ التَّقَاضِيا أَراد: إِذَا مَا تَقاضى المرءَ نَفْسَه يومٌ وَلَيْلَةٌ. وَيُقَالُ: تَقَاضَيْته حَقِّي فَقضانِيه أَي تَجازَيْتُه فجَزانِيه. وَيُقَالُ: اقْتَضَيْتُ مَا لِي عَلَيْهِ أَي قَبَضْته وأَخذْته. والقَاضِيةُ مِنَ الإِبل: مَا يَكُونُ جَائِزًا فِي الدِّية والفَريضةِ الَّتِي تَجِب فِي الصَّدقة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: لَعَمْرُكَ مَا أَعانَ أَبو حَكِيمٍ ... بِقاضِيةٍ، وَلَا بَكْرٍ نَجِيب وَرَجُلٌ قَضِيٌّ: سَرِيعُ القَضاء، يَكُونُ مِنْ قَضاء الْحُكُومَةِ وَمِنْ قَضَاء الدَّين. وقَضى وطَرَه: أَتمَّه وبلَغه. وقَضَّاه: كَقَضاه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو زَيْدٍ: لقَدْ طالَ مَا لَبَّثْتَني عَنْ صَحابَتي ... وعَن حِوَجٍ، قِضَّاؤُها مِنْ شِفائِيا «3» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ عِنْدِي مِنْ قَضَّى ككِذّابٍ مِنْ كَذَّبَ، قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرِيدَ اقْتِضَاؤُهَا فَيَكُونُ مِنْ بَابِ قِتَّالٍ كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي اقْتِتالِ. والانْقِضاء: ذَهاب الشَّيْءِ وفَناؤه، وَكَذَلِكَ التَّقَضِّي. وانْقَضَى الشَّيْءُ وتَقَضَّى بِمَعْنًى. وانْقِضاء الشَّيْءِ وتَقَضِّيه: فَناؤه وانْصِرامُه؛ قَالَ: وقَرَّبُوا للْبَيْن والتَّقَضِّي ... مِنْ كلِّ عَجَّاجٍ تَرى للغَرْضِ، خَلْفَ رَحى حَيْزُومِه كالغَمْضِ أَي كَالْغَمْضِ الَّذِي هُوَ بَطْنُ الْوَادِي؛ فَيَقُولُ تَرَى للغَرْضِ فِي جَنْبِه أَثراً عَظِيمًا كَبَطْنِ الْوَادِي. والقَضَاة: الجِلدة الرَّقيقةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ حِينَ يُولَدُ. والقِضَةُ، مُخَفَّفَةً: نِبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ وَهِيَ مَنْقُوصَةٌ، وَهِيَ مِنَ الحَمْض، وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَجَمْعُهَا قِضًى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ مِنْ مُعْتَلِّ الْيَاءِ، وَإِنَّمَا قَضَيْنا بأَن لَامَهَا يَاءٌ لِعَدَمِ ق ض وو وجود ق ض ي. الأَصمعي: مِنْ نَبَاتِ السَّهْلِ الرِّمْثُ والقِضةُ، وَيُقَالُ فِي جَمْعِهِ قِضاتٌ وقِضُون. ابْنُ السِّكِّيتِ:

_ (2). عجز البيت: إِلَى كَلأٍ مُستَوْبلٍ مُتَوَخَّمِ (3). قوله [قضاؤها] هذا هو الصواب وضبطه في ح وج بغيره خطأ.

تُجْمَعُ القِضةُ قِضِينَ؛ وأَنشد أَبو الْحَجَّاجِ: بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِينَ تَحُشُّه ... بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِيةً شُقْرا وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْت: عَرَفْتُ الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ سِنينا ... لِزَيْنَبَ، إذْ تَحُلُّ بِذِي قِضِينا وقِضةُ أَيضاً: مَوْضِعٌ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ تحْلاق اللِّمَمِ، وتَجمع على قِضَاتٍ وقِضِين، وَفِي هَذَا الْيَوْمِ أَرسلت بَنُو حَنِيفَةَ الفِنْد الزِّمَّانيَّ إلى أَولاد ثعلبة حِينَ طَلَبُوا نَصْرَهُمْ عَلَى بَنِي تَغْلِب، فَقَالَ بَنُو حَنِيفَةَ: قَدْ بَعَثْنَا إِلَيْكُمْ بأَلف فَارِسٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَدِيد الأَلف، فَلَمَّا قَدَمَ عَلَى بَنِي ثَعْلَبٍةَ قَالُوا لَهُ: أَين الأَلف؟ قَالَ أَنا، أَما تَرضَوْن أَني أَكون لَكُمْ فِنْداً؟ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَبَرَزُوا للقِتال حَمَلَ عَلَى فَارِسٍ كَانَ مُرْدِفاً لِآخَرَ فَانْتَظَمَهُمَا وَقَالَ: أَيا طَعْنَةَ مَا شَيْخٍ ... كبِيرٍ يَفَنٍ بَالِي أَبو عَمْرٍو: قَضَّى الرَّجُلُ إِذَا أَكل القَضا وَهُوَ عَجَم الزَّبِيبِ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ بِالْقَافِ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. أَبو عُبَيْدٍ: والقَضَّاء مِنَ الدُّروع الَّتِي قَدْ فُرغ مِنْ عَمَلِهَا وأُحْكمت، وَيُقَالُ الصُّلْبة؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ، ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذائِل قَالَ: وَالْفِعْلُ مِنَ القَضَّاء قَضَيْتها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ القَضَّاء فَعَّالًا مِنْ قَضَى أَي أَتَمَّ، وَغَيْرُهُ يَجْعَلُ القَضّاء فَعْلاء مِنْ قَضَّ يَقَضُّ، وَهِيَ الجَديدُ الخَشِنةُ، مِنْ إقْضاضِ المَضْجَع. وتَقَضَّى الْبَازِي أَي انْقَضَّ، وأَصله تَقَضَّضَ، فَلَمَّا كَثُرَتِ الضَّادَاتُ أُبدلت مِنْ إِحْدَاهُنَّ يَاءً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: إِذَا الكرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ، ... تَقَضِّيِ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ دَارُ القَضَاء فِي الْمَدِينَةِ، قِيلَ: هِيَ دارُ الإِمارة، قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ خطأٌ وَإِنَّمَا هِيَ دَارٌ كَانَتْ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِيعَتْ بَعْدَ وَفَاتِهِ فِي دَينه ثُمَّ صَارَتْ لمَرْوان، وَكَانَ أَميراً بِالْمَدِينَةِ، وَمِنْ هَاهُنَا دَخَلَ الْوَهْمُ عَلَى مَنْ جَعَلَهَا دَارَ الإِمارة. قطا: قَطا يَقْطُو: ثَقُل مَشْيُهُ. والقَطَا: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لثِقَل مَشيْه، وَاحِدَتُهُ قَطاة، وَالْجَمْعُ قَطَوات وقَطَياتٌ، وَمَشْيُهَا الاقْطِيطاء. تَقُولُ: اقْطَوْطَتِ القَطَاةُ تَقْطَوْطِي، وأَما قَطت تَقْطُو فَبَعْضٌ يَقُولُ مِنْ مَشْيِهَا، وَبَعْضٌ يَقُولُ مِنْ صَوْتِهَا، وَبَعْضٌ يَقُولُ صَوْتُهَا القَطْقَطةُ. والقَطْوُ: تَقَارُب الخَطْو مِنَ النَّشاط. وَالرَّجُلُ يَقْطَوْطِي فِي مَشْيِهِ إِذَا اسْتَدارَ وتَجَمَّع؛ وأَنشد: يَمْشِي مَعاً مُقْطَوْطِياً إِذَا مَشَى وقَطَت القَطاةُ: صَوَّتَتْ وَحْدَهَا فقالت قَطا قَطا؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا فِي جَمْعِهِ قَطَياتٍ، ولَهَياتٍ فِي جَمْعِ لَهاة الإِنسان، لأَن فَعَلْت مِنْهُمَا لَيْسَ بِكَثِيرٍ فَيَجْعَلُونَ الأَلف الَّتِي أَصلها وَاوٌ يَاءً لِقِلَّتِهَا فِي الْفِعْلِ، قَالَ: وَلَا يَقُولُونَ فِي غَزَواتٍ غَزَيات لأَن غَزَوْتُ أَغْزُو كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ فِي الْكَلَامِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّهُ لأَصْدَقُ مِنْ قَطاة؛ وَذَلِكَ لأَنها تَقُولُ قَطا قَطا. وَفِي الْمَثَلِ أَيضاً: لَوْ تُرِكَ القَطا لَنامَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَهِيجُ إِذَا تُهُيِّج. التَّهْذِيبُ: دَلَّ بَيْتُ النَّابِغَةِ أَن القَطاة سُمِّيَتْ قَطاة بِصَوْتِهَا؛

قَالَ النَّابِغَةُ: تَدْعُو قَطا، وَبِهِ تُدْعى إِذَا نُسِبَتْ، ... يَا صِدْقَها حِينَ تَدْعُوها فتَنْتَسِبُ وَقَالَ أَبو وَجْزة يَصِفُ حَمِيرًا وَرَدَتْ لَيْلًا مَاءً فَمَرَّتْ بِقَطاً وأَثارَتْها: مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ، ... باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَيْرَ أَزْواجِ يَعْنِي أَنها تمرُّ بالقَطا فتُثِيرها فتَصِيح قَطا قَطَا، وَذَلِكَ انْتِسَابُهَا. الْفَرَّاءُ: وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ إِنَّهُ لأَدَلُّ مِنْ قَطاة، لأَنها تَرد الْمَاءَ لَيْلًا مِنَ الفَلاة الْبَعِيدَةِ. والقَطَوَانُ والقَطَوْطَى: الَّذِي يُقارِبُ الْمَشْيَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ شَمِرٌ: وَهُوَ عِنْدِي قَطْوَان، بِسُكُونِ الطَّاءِ، والأُنثى قَطَوَانَة وقَطَوطَاة، وَقَدْ قَطا يَقْطُو قَطْواً وقُطُوًّا واقْطَوْطى. والقَطَوطى: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ إِلَّا أَنه لَا يُقَارِبُ خَطْوه كَمَشْيِ الْقَطَا. والقَطَاةُ: العَجُز، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الوَرِكين، وَقِيلَ: هُوَ مَقعَد الرِّدف «1» أَو مَوْضِعُ الرِّدْفِ مِنَ الدَّابَّةِ خَلْفَ الْفَارِسِ، وَيُقَالُ: هِيَ لِكُلِّ خَلْق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرجا وَثَلَاثُ قَطَوات. والقَطا: مَقْعَد الرِّدف وَهُوَ الرَّديف؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وصُمٌّ صِلابٌ مَا يَقِينَ مِنَ الوَجى، ... كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رالِ يَصِفُهُ بإشرافِ القَطاة. والرَّأْلُ: فَرْخُ النَّعامِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: وأَبوكَ لَمْ يَكُ عارِفاً بلَطاتِه، ... لَا فَرْقَ بينَ قَطاتِه ولَطاتِه وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي مَثَلٍ: لَيْسَ قَطاً مثلَ قُطَيٍّ أَي لَيْسَ النَّبِيلُ كالدَّنيءِ؛ وأَنشد: لَيْسَ قَطاً مِثْلَ قُطَيٍّ، ولا ... المَرْعِيُّ، وفي الأَقْوامِ، كالرّاعِي أَي لَيْسَ الأَكابر كالأَصاغر. وتَقَطَّى عَنِّي بِوَجْهِهِ: صدَف لأَنه إِذَا صدَف بِوَجْهِهِ فكأَنه أَراه عَجُزَه؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وأَنشد: أَلِكْني إِلَى المَوْلى الَّذِي كُلَّما رَأى ... غَنِياًّ تَقَطَّى، وَهُوَ للطَّرف قاطِعُ وَيُقَالُ: فُلَانٌ مِنْ رَطاتِه «2» لَا يَعْرِفُ قَطاتَه مِنْ لَطاتِه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الأَحمق لَا يَعْرِفُ قُبُله مِنْ دُبُرِه مِنْ حَماقَته. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الحُصَيْبي يَقُولُ تَقَطَّيْتُ عَلَى الْقَوْمِ وتَلَطَّيْتُ عَلَيْهِمْ إِذَا كَانَتْ لِي طَلِبةٌ فأَخذت مِنْ مَالِهِمْ شَيْئًا فَسَبَقْتُ بِهِ. والقَطْوُ: مُقاربة الخَطْو مَعَ النَّشاط، يُقَالُ مِنْهُ: قَطَا فِي مِشْيته يَقْطُو، واقْطَوطى مِثْلُهُ، فَهُوَ قَطَوان، بِالتَّحْرِيكِ، وقَطَوطَى أَيضاً، عَلَى فَعَوْعَلٍ، لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فعَوَّل، وَفِيهِ فَعَوْعَل مِثْلُ عَثَوثَل، وَذَكَرَ سِيبَوَيْهِ فِيمَا يَلْزَمُ فِيهِ الْوَاوُ أَن تُبْدَلَ يَاءً نَحْوَ أَغْزَيْت واسْتَغْزَيت أَن قَطَوْطى فَعَلْعَلٌ مِثْلَ صَمَحْمحٍ، قَالَ: وَلَا تَجْعَلُهُ فَعَوْعَلًا لأَن فعَلْعَلًا أَكثر مِنْ فَعَوْعَلٍ، قَالَ: وَذَكَرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنه فَعَوْعَل، قَالَ السِّيرَافِيُّ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لأَنه يقال اقْطَوْطَى

_ (1). قوله [مقعد الردف] هي عبارة المحكم. وقوله [موضع إلخ] هي عبارة التهذيب جمع المؤلف بينهما على عادته معبراً بأو. (2). قوله [من رطاته] ليس من المعتل وإنما هو من الصحيح، ففي القاموس: الرطأ، محركة، الحمق، ولينت هنا للمشاكلة والازدواج.

واقْطَوْطَى افعَوْعَل لَا غَيْرَ. قَالَ: والقَطَوطى أَيضاً الْقَصِيرُ الرِّجْلَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ وَلَّادٍ: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ، وَغَلَّطَهُ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المُقْطَوْطِي الَّذِي يَخْتِل؛ وأَنشد للزِّبرقان: مُقْطَوْطِياً يَشْتِمُ الأَقْوامَ ظالِمَهُمْ، ... كالعِفْوِ سافَ رَقِيقَي أُمِّه الجَذَعُ مُقْطَوْطِياً أَي يَخْتِلُ جَارَهُ أَو صَدِيقَهُ، والعِفْوُ: الجَحْش، وَالرَّقِيقَانِ: مَراقُّ الْبَطْنِ أَي يُرِيدُ أَن يَنْزُوَ عَلَى أُمه. والقَطْيُ: دَاءٌ يأْخذ فِي الْعَجُزِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وتَقَطَّت الدَّلْوُ: خَرَجَتْ مِنَ الْبِئْرِ قَلِيلًا قَلِيلًا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: قَدْ أَنْزِعُ الدلْوَ تَقَطَّى في المَرَسْ، ... تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ كإيزاغِ الفَرَسْ والقَطَياتُ: لُغَةٌ فِي القَطَوات. وقُطَيَّات: مَوْضِعٌ. وَكِسَاءٌ قَطَوانيٌّ، وقَطَوانُ: مَوْضِعٌ بِالْكُوفَةِ. وقُطَيَّاتٌ: مَوْضِعٌ، وَكَذَلِكَ قَطاتانِ مَوْضِعٌ، ورَوْض القَطا؛ قَالَ: أَصابَ قُطَيّاتٍ فَسالَ لِواهُما وَيُرْوَى: أَصاب قَطاتَيْنِ؛ وَقَالَ أَيضاً: دَعَتْها التَّناهِي برَوْضِ القَطا ... إِلَى وحْفَتَيْنِ إِلَى جُلْجُل «1» وَرِيَاضُ الْقَطَا: مَوْضِعٌ؛ وَقَالَ: فَمَا رَوْضةٌ مِنْ رِياضِ القَطا، ... أَلَثَّ بِهَا عارِضٌ مُمْطِرُ وقُطَيَّةُ بِنْتُ بِشْرٍ: امرأَة مَرْوان بْنِ الْحَكَمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: كَأَنِّي أَنظر إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فِي هَذَا الْوَادِي مُحْرماً بَيْنَ قَطَوانِيَّتَيْن ؛ القَطَوَانِيَّةُ: عَبَاءَةٌ بَيْضَاءُ قَصِيرَةُ الخَمْلِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، كَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ، وَقَالَ: كِسَاءٌ قَطَوَانيٌّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمّ الدَّرْدَاءِ: قَالَتْ أَتاني سَلْمانُ الفارسيُّ فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ عَباءة قَطَوَانِيّة ، وَاللَّهُ أَعلم. قعا: القَعْو: الْبَكَرَةُ، وَقِيلَ: شَبَهُهَا، وَقِيلَ: الْبَكَرَةُ مِنْ خَشَبٍ خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ المِحْور مِنَ الْحَدِيدِ خَاصَّةً، مَدَنِيَّةٌ، يَسْتَقي عَلَيْهَا الطيَّانُون. الْجَوْهَرِيُّ: القَعْو خَشَبَتَانِ فِي الْبَكَرَةِ فِيهِمَا الْمِحْوَرُ، فَإِنْ كَانَا مِنْ حَدِيدٍ فَهُوَ خُطّاف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَعْوُ جَانِبُ الْبَكَرَةِ، وَيُقَالُ خَدُّهَا؛ فَسَّرَ ذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِ النَّابِغَةِ: لَهُ صَريفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ وَقَالَ: الأَعلم: القَعْوُ مَا تَدُورُ فِيهِ الْبَكْرَةِ إِذَا كَانَ مِنْ خَشَبٍ، فَإِنْ كَانَ مِنْ حَدِيدٍ فَهُوَ خُطَّافٌ. والمِحْور: الْعُودُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ الْبَكَرَةُ، فَبَانَ بِهَذَا أَن القَعْوَ هُوَ الْخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ فِيهِمَا الْمِحْوَرُ؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ فِي الْخُطَّافِ: خَطاطِيفُ حُجْنٌ فِي حِبالٍ مَتِينَةٍ، ... تَمُدُّ بِهَا أَيدٍ إِلَيْكَ نَوازِعُ والقَعْوَانِ: خَشَبَتَانِ تَكْتَنِفان الْبَكَرَةَ وَفِيهِمَا الْمِحْوَرُ، وَقِيلَ: هُمَا الْحَدِيدَتَانِ اللَّتَانِ تَجْرِي بَيْنَهُمَا الْبَكَرَةُ، وَجَمْعُ كَلِّ ذَلِكَ قُعِيٌّ لَا يكسَّر إِلَّا عَلَيْهِ. قَالَ الأَصمعي: الخُطاف الَّذِي تَجْرِي الْبَكَرَةُ وَتَدُورُ فِيهِ إِذَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ، فَإِنْ كَانَ مِنْ خَشَبٍ فَهُوَ القَعْو؛ وأَنشد غَيْرُهُ: إنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ، أَمْنَعْ مِحْوَرِي ... لِقَعْوِ أُخْرَى حَسَنٍ مُدَوّرِ وَالْمِحْوَرُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدُورُ عَلَيْهَا الْبَكَرَةُ. ابن

_ (1). قوله [إلى وحفتين إلخ] هذا بيت المحكم. وفي مادة وح ف بدل هذا المصراع: فَنَعْفِ الْوِحَافِ إِلَى جُلْجُلِ

الأَعرابي: القَعْوُ خَدُّ الْبَكَرَةِ، وَقِيلَ: جَانِبُهَا. والقَعْوُ: أَصل الْفَخْذِ، وَجَمْعُهُ القُعَى. والعُقَى: الْكَلِمَاتُ الْمَكْرُوهَاتُ. وأَقْعَى الْفَرَسُ إِذَا تَقَاعَس عَلَى أَقْتاره، وامرأَة قَعْوَى وَرَجُلٌ قَعْوَانُ. وقَعَا الْفَحْلُ عَلَى النَّاقَةِ يَقْعُو قَعْواً وقُعُوًّا، عَلَى فُعُول، وقَعاها واقْتَعَاها: أَرسل نَفْسَهُ عَلَيْهَا، ضَرب أَو لَمْ يَضرب؛ الأَصمعي: إِذَا ضَرَبَ الْجَمَلُ النَّاقَةَ قِيلَ قَعَا عَلَيْهَا قُعُوٌّا، وقاعَ يَقُوع مِثْلُهُ، وَهُوَ القُعُوُّ والقَوْعُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ؛ يُقَالُ: قاعَها وقَعا يَقْعُو عَنِ النَّاقَةِ وَعَلَى النَّاقَةِ؛ وأَنشد: قاعَ وإِنْ يَتْرُكْ فَشَوْلٌ دُوَّخُ وقَعَا الظَّلِيمُ وَالطَّائِرُ يَقْعُو قُعُوًّا: سَفِدَ. وَرَجُلٌ قَعُوّ الْعَجِيزَتَيْنِ «1»: أَرْسَح؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَعُوّ الأَليتين نَاتِئُهُمَا غَيْرُ مُنْبَسِطِهِمَا. وامرأَة قَعْوَاء: دَقِيقَةُ الْفَخِذَيْنِ أَو السَّاقَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الدَّقِيقَةُ عَامَّةً. وأَقْعَى الرَّجُلُ فِي جُلُوسه: تَسانَدَ إِلَى مَا وَرَاءَهُ، وَقَدْ يُقْعِي الرَّجُلُ كأَنه مُتَسانِدٌ إِلَى ظَهْرِهِ، وَالذِّئْبُ وَالْكَلْبُ يُقْعِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى اسْتِهِ. وأَقْعَى الْكَلْبُ والسبعُ: جَلَسَ عَلَى اسْتِهِ. والقَعا، مَقْصُورٌ: رَدَّة فِي رأَس الأَنف، وَهُوَ أَن تُشْرِفَ الأَرنبة ثُمَّ تُقْعِي نَحْوَ الْقَصَبَةِ، وَقَدْ قَعِيَ قَعاً فَهُوَ أَقْعَى، والأُنثى قَعْوَاء، وَقَدْ أَقْعَتْ أَرنبته، وأَقْعَى أَنفه. وأَقْعَى الْكَلْبُ إِذَا جَلَسَ عَلَى اسْتِهِ مُفْتَرِشًا رِجْلَيْهِ وَنَاصِبًا يَدَيْهِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ النَّهْيُ عَنِ الإِقْعَاء فِي الصَّلَاةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: نَهى أَن يُقْعِيَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ ، وَهُوَ أَن يَضَعَ أَليتيه عَلَى عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَهَذَا تَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ، قَالَ الأَزهري: كَمَا رُوِيَ عَنِ الْعَبَادِلَةِ، يَعْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وأَما أَهل اللُّغَةِ فالإِقْعاء عِنْدَهُمْ أَن يُلْصِقَ الرَّجُلُ أَليتيه بالأَرض وينْصِب سَاقَيْهِ وَفَخِذَيْهِ وَيَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى الأَرض كَمَا يُقْعِي الْكَلْبُ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ أَشبه بِكَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَيْسَ الإِقْعاء فِي السِّبَاعِ إِلَّا كَمَا قُلْنَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُلْصِقَ الرَّجُلُ أَليتيه بالأَرض وَيَنْصِبَ سَاقَيْهِ وَيَتَسَانَدَ إِلَى ظَهْرِهِ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ يَهْجُو الزبرقان ابن بَدْرٍ: فَأَقْعِ كَمَا أَقْعَى أَبُوك عَلَى اسْتِه، ... رَأَى أَنَّ رَيْمًا فَوقَه لَا يُعادِلُهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِ هَذَا الْبَيْتِ وأَقْعِ بِالْوَاوِ لأَن قَبْلَهُ: فإنْ كُنْتَ لَمْ تُصْبِحْ بحَظِّك راضِياً، ... فَدَعْ عنكَ حَظّي، إنَّني عَنْكَ شاغِلُهْ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكل مُقْعِياً ؛ أَراد أَنه كَانَ يَجْلِسُ عِنْدَ الأَكل عَلَى وَرِكَيْهِ مُسْتَوْفِزًا غَيْرَ مُتَمَكِّنٍ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الإِقْعاء أَن يَجْلِسَ الرَّجُلُ عَلَى وَرِكَيْهِ، وَهُوَ الِاحْتِفَازُ والاستِيفازُ. قفا: الأَزهري: القَفا، مَقْصُورٌ، مُؤَخَّرُ العُنق، أَلفها وَاوٌ وَالْعَرَبُ تُؤَنِّثُهَا، وَالتَّذْكِيرُ أَعم. ابْنُ سِيدَهْ: القَفا وَرَاءَ الْعُنُقِ أُنثى؛ قَالَ: فَما المَوْلَى، وَإِنْ عَرُضَت قَفاه، ... بأَحْمَل للمَلاوِمِ مِن حِمار وَيُرْوَى: للمَحامِد، يَقُولُ: لَيْسَ الْمَوْلَى وَإِنْ أَتَى بِمَا يُحمَد عَلَيْهِ بأَكثر مِنَ الحِمار مَحامِد. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: القَفا يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وحَكَى عَنْ عُكْلٍ هَذِهِ قَفاً، بالتأْنيث، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي المدّ في

_ (1). قوله [قَعُوّ العجيزتين إلخ] هو بهذا الضبط في الأَصل والتكملة والتهذيب، وضبط في القاموس بفتح فسكون خطأ.

القَفا وَلَيْسَتْ بِالْفَاشِيَةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي الْمَدُّ فِي القَفَا لُغَةٌ وَلِهَذَا جُمِعَ عَلَى أَقفِيَة؛ وأَنشد: حَتَّى إِذَا قُلْنا تَيَفَّع مالكٌ، ... سَلَقَت رُقَيَّةُ مالِكاً لقَفائِه فأَما قَوْلُهُ: يَا ابنَ الزُّبَير طالَ مَا عَصَيْكا، ... وطالَ مَا عَنَّيْتَنا إلَيْكا، لَنَضْرِبَنْ بسَيْفِنا قَفَيْكا أَراد قَفاك، فأَبدل الأَلف يَاءً لِلْقَافِيَةِ، وَكَذَلِكَ أَراد عَصَيْتَ، فأَبدل مِنَ التَّاءِ كَافًا لأَنها أُختها فِي الْهَمْسِ، وَالْجَمْعُ أَقْفٍ وأَقْفِيةٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَنه جمعُ الْمَمْدُودِ مِثْلَ سَماء وأَسْمِيَةٍ، وأَقْفَاءٌ مِثْلَ رَحاً وأَرْحاء؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ جَمْعُ الْقِلَّةِ، وَالْكَثِيرُ قُفِيٌّ عَلَى فُعُول مثل عَصاً وعُصِيٍّ، وقِفِيٌّ وقَفِينٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ لَا يُوجِبُهَا الْقِيَاسُ. والقَافِيَةُ: كالقَفا، وَهِيَ أَقلهما. وَيُقَالُ: ثَلَاثَةُ أَقْفَاء، وَمَنْ قَالَ أَقْفِيَة فإنه جماعة والقِفِيّ والقُفِيّ؛ وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: جَمْعُ القَفَا أَقْفَاء، وَمَنْ قَالَ أَقْفِيَة فَقَدْ أَخطأَ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذَا هَرِمَ: رُدَّ عَلَى قَفاه ورُدَّ قَفاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنْ تَلْقَ رَيْبَ المَنايا أَو تُرَدُّ قَفاً، ... لَا أَبْكِ مِنْكَ عَلَى دِينٍ وَلَا حَسَبِ وَفِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ: يَعْقِدُ الشيطانُ عَلَى قافِيةِ رأْس أَحدكم ثَلَاثَ عُقَد، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدة ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي بالقَافِيَة القَفا. وَيَقُولُونَ: القَفَنُّ فِي مَوْضِعِ القَفا، وَقَالَ: هِيَ قَافِيَةُ الرأْس. وقافِيةُ كُلِّ شَيْءٍ: آخِرُهُ، وَمِنْهُ قَافِيَة بَيْتِ الشِّعْر، وَقِيلَ قَافِيَة الرأْس مُؤَخَّرُهُ، وَقِيلَ: وَسَطُهُ؛ أَراد تَثْقِيلَه فِي النَّوْمِ وَإِطَالَتَهُ فَكَأَنَّهُ قَدْ شَدَّ عَلَيْهِ شِداداً وعَقَده ثَلَاثَ عُقَد. وقَفَوْتُه: ضَرَبْتُ قَفاه. وقَفَيْتُه أَقْفِيه: ضَرَبْتُ قَفاه. وقَفَيْتُه ولَصَيْتُه: رَمَيْتُهُ بِالزِّنَا. وقَفَوْتُه: ضَرَبْتُ قَفاه، وَهُوَ بِالْوَاوِ. وَيُقَالُ: قَفاً وقَفوان، قَالَ: وَلَمْ أَسمع قَفَيانِ. وتَقَفَّيْته بِالْعَصَا واسْتَقْفَيْته: ضَرَبْتُ قَفَاهُ بِهَا. وتَقَفَّيت فُلَانًا بِعَصًا فَضَرَبْتُهُ: جِئته مِنْ خَلْف. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَخَذَ المِسْحاةَ فاسْتَقْفاه فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى قَتَلَهُ أَي أَتاه مِنْ قِبَل قَفَاهُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: فَوَضَعُوا اللُّجَّ عَلَى قَفَيَ أَي وضَعوا السَّيْفَ عَلَى قَفاي، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ طائِية يُشَدِّدُونَ يَاءَ الْمُتَكَلِّمِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُتِبَ إِلَيْهِ صَحِيفَةً فِيهَا: فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفا سَلْعٍ بمُخْتَلَفِ التِّجارِ سَلْعٌ: جَبَلٌ، وقَفاه: وَرَاءَهُ وخَلْفه. وَشَاةٌ قَفِيَّة: مَذْبُوحَةٌ مِنْ قَفَاهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَفِينَةٌ، والأَصل قَفِيَّة، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النُّونُ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: سُئِلَ عَمَّنْ ذَبَحَ فأَبان الرأْس، قَالَ: تِلْكَ القَفِينة لَا بأْس بِهَا ؛ هِيَ الْمَذْبُوحَةُ مِنْ قِبَل القَفا، قَالَ: وَيُقَالُ للقَفا القَفَنُ، فَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعولة. يُقَالُ: قَفَنَ الشاةَ واقْتَفَنَها؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ «1»: هِيَ الَّتِي يُبَانُ رأْسها بِالذَّبْحِ، قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ثُمَّ أَكون عَلَى قَفّانِه ، عِنْدَ مَنْ جَعَلَ النُّونَ أَصلية. وَيُقَالُ: لَا أَفعله قَفا الدَّهْرِ أَي أَبداً أَي طُولَ الدَّهْرِ وَهُوَ قَفا الأَكَمَة وبقَفا الأَكَمة أَي بظهرها.

_ (1). قوله [أَبو عبيدة] كذا بالأصل، والذي في غير نسخة من النهاية: أبو عبيد بدون هاء التأنيث.

والقَفَيُّ: القَفا. وقَفاه قَفْواً وقُفُوّاً واقْتَفَاه وتَقَفَّاه: تَبِعَه. اللَّيْثُ: القَفْوُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ قَفَا يَقْفُو قَفْواً وقُفُوّاً، وَهُوَ أَن يَتْبَعَ الشَّيْءَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَكثر الْقُرَّاءِ يَجْعَلُونَهَا مِنْ قَفَوْت كَمَا تَقُولُ لَا تَدْعُ مِنْ دَعَوْتُ، قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ وَلَا تَقُفْ مِثْلَ وَلَا تَقُلْ، وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ؛ أَي لَا تَتَّبِع مَا لَا تَعْلَمُ، وَقِيلَ: وَلَا تَقُلْ سَمِعْتُ وَلَمْ تَسْمَعْ، وَلَا رأَيت وَلَمْ تَرَ، وَلَا عَلِمْتُ وَلَمْ تَعْلَمْ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا. أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ يَقْفُو ويَقُوفُ ويَقْتافُ أَي يَتْبَعُ الأَثر. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ لَا تَرُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: مَعْنَاهُ لَا تَشْهَدْ بِالزُّورِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَصل فِي القَفْوِ والتَّقافي البُهْتان يَرمي بِهِ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ قُفْتُ أَثره وقَفَوْته مِثْلَ قاعَ الْجَمَلُ النَّاقَةَ وقَعاها إِذا رَكِبَهَا، وَمِثْلُ عاثَ وعَثا. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ قَفَوْت فُلَانًا اتَّبَعْتُ أَثره، وقَفَوْته أَقْفُوه رَمَيْتُهُ بأَمر قَبِيحٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: قَفَا أَثره أَي تَبِعَه، وضدُّه فِي الدُّعَاءِ: قَفَا اللَّهُ أَثَره مِثْلُ عَفا اللَّهُ أَثَره. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ قَدْ قَفا فُلَانٌ فُلَانًا، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَتْبَعه كَلَامًا قَبِيحًا. واقْتَفَى أَثَره وتَقَفَّاه: اتَّبَعَهُ. وقَفَّيْت عَلَى أَثره بِفُلَانٍ أَي أَتْبَعْته إِياه. ابْنُ سِيدَهْ: وقَفَّيْته غَيْرِي وَبِغَيْرِي أَتْبَعْته إِياه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا ؛ أَي أَتبعنا نُوحًا وإِبراهيم رُسُلًا بَعْدَهُمْ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وقَفَّى عَلَى آثارِهِنَّ بحاصِبِ أَي أَتْبَع آثارَهن حَاصِبًا. وَقَالَ الْحَوْفِيُّ: اسْتَقْفَاه إِذا قَفا أَثره ليَسْلُبَه؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي قَفَّى بِمَعْنَى أَتى: كَمْ دُونَها مِنْ فَلاةٍ ذاتِ مُطَّرَدٍ، ... قَفَّى عَلَيْهَا سَرابٌ راسِبٌ جَارِي أَي أَتى عَلَيْهَا وغَشِيَها. ابْنُ الأَعرابي: قَفَّى عَلَيْهِ أَي ذَهَبَ بِهِ؛ وأَنشد: ومَأْرِبُ قَفَّى عَلَيْهِ العَرِمْ وَالِاسْمُ القِفْوةُ، وَمِنْهُ الْكَلَامُ المُقَفَّى. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِي خَمْسَةُ أَسماء مِنْهَا كَذَا وأَنا المُقَفِّي ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: وأَنا الْعَاقِبُ ؛ قَالَ شَمِرٌ: المُقَفِّي نَحْوَ الْعَاقِبِ وَهُوَ المُوَلِّي الذَّاهِبُ. يُقَالُ: قَفَّى عَلَيْهِ أَي ذهبَ بِهِ، وَقَدْ قَفَّى يُقَفِّي فَهُوَ مُقَفٍّ، فكأَنَّ الْمَعْنَى أَنه آخِر الأَنبياءَ المُتَّبِع لَهُمْ، فإِذا قَفَّى فَلَا نبيَّ بَعْدَهُ، قَالَ: والمُقَفِّي المتَّبع لِلنَّبِيِّينَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا قَفَّى قَالَ كَذَا أَي ذَهَبَ مُوَلِّياً ، وكأَنه مِنَ القَفا أَي أَعطاه قَفَاهُ وَظَهْرَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَلا أُخبركم بأَشدَّ حَرًّا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ المُقَفِّيَيْن أَي المُوَلِّيَين، وَالْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: أَنا مُحَمَّدٌ وأَحمد والمُقَفِّي والحاشِر وَنَبِيُّ الرحْمة وَنَبِيُّ المَلْحَمة ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر: لَا تَقْتَفِي بهمُ الشمالُ إِذا ... هَبَّتْ، وَلَا آفاقُها الغُبْرُ أَي لَا تُقِيم الشَّمَالُ عَلَيْهِمْ، يُرِيدُ تُجاوِزهم إِلى غَيْرِهِمْ وَلَا تَستَبِين عَلَيْهِمْ لخِصْبهم وَكَثْرَةِ خَيرهم؛ ومثله قوله: إِذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَومٍ، ... تَجَنَّبَ دارَ بيتِهمُ الشِّتاءُ

أَي لَا يَظْهَرُ أَثر الشِّتَاءِ بِجَارِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الاسْتسقاءِ: اللَّهُمَّ إِنا نَتَقَرَّبُ إِليك بعمِّ نَبِيِّكَ وقَفِيَّةِ آبَائِهِ وكُبْر رِجَالِهِ ؛ يَعْنِي الْعَبَّاسَ. يُقَالُ: هَذَا قَفِيُّ الأَشياخ وقَفِيَّتُهم إِذا كَانَ الخَلَف مِنْهُمْ، مأْخوذ مِنْ قَفَوْت الرَّجُلَ إِذا تَبِعْتَه، يَعْنِي أَنه خَلَفُ آبَائِهِ وتِلْوهم وَتَابِعُهْمْ كأَنه ذَهَبَ إِلى اسْتِسْقَاءِ أَبيه عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لأَهل الحرمَين حِينَ أَجْدَبوا فَسَقَاهُمُ اللَّهُ بِهِ، وَقِيلَ: القَفِيَّةُ الْمُخْتَارُ. واقْتَفَاه إِذا اخْتَارَهُ. وَهُوَ القِفْوةُ: كالصِّفْوة مِنِ اصْطَفى، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذَلِكَ القَفْو والاقْتفاء فِي الْحَدِيثِ اسْمًا وَفِعْلًا وَمَصْدَرًا. ابْنُ سِيدَهْ: وَفُلَانٌ قَفِيُّ أَهله وقَفِيَّتُهم أَي الْخَلَفُ مِنْهُمْ لأَنه يَقْفُو آثَارَهُمْ فِي الْخَيْرِ. والقَافِيَة مِنَ الشِّعْرِ: الَّذِي يَقْفُو الْبَيْتَ، وَسُمِّيَتْ قَافِيَة لأَنها تَقْفُو الْبَيْتَ، وَفِي الصِّحَاحِ: لأَن بَعْضَهَا يَتْبَعُ أَثر بَعْضٍ. وَقَالَ الأَخفش: القَافِيَة آخِرُ كَلِمَةٍ فِي الْبَيْتِ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا قَافِيَة لأَنها تَقْفُو الْكَلَامَ، قَالَ: وَفِي قَوْلِهِمْ قَافِيَةٌ دَلِيلٌ عَلَى أَنها لَيْسَتْ بِحَرْفٍ لأَن الْقَافِيَةَ مُؤَنَّثَةٌ وَالْحَرْفَ مُذَكَّرٌ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يُؤَنِّثُونَ الْمُذَكَّرَ، قَالَ: وَهَذَا قَدْ سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ، وَلَيْسَتْ تُؤْخَذُ الأَسماء بِالْقِيَاسِ، أَلا تَرَى أَن رَجُلًا وَحَائِطًا وأَشباه ذَلِكَ لَا تُؤْخَذُ بِالْقِيَاسِ إِنما يُنْظَرُ مَا سَمَّتْهُ الْعَرَبُ، وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ الْحُرُوفَ؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَخبرني مَنْ أَثق بِهِ أَنهم قَالُوا لِعَرَبِيٍّ فَصِيحٍ أَنشدنا قَصِيدَةً عَلَى الذَّالِ فَقَالَ: وَمَا الذَّالُ؟ قَالَ: وَسُئِلَ بَعْضُ الْعَرَبِ عَنِ الذَّالِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْحُرُوفِ فإِذا هُمْ لَا يَعْرِفُونَ الْحُرُوفَ؛ وَسُئِلَ أَحدهم عَنْ قَافِيَةِ: لَا يَشْتَكينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْنْ فَقَالَ: أَنقين؛ وَقَالُوا لأَبي حَيَّةَ: أَنشدنا قَصِيدَةً عَلَى الْقَافِ فَقَالَ: كَفى بالنَّأْيِ مِنْ أَسماء كَافْ فَلَمْ يَعْرِفِ الْقَافَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: أَبو حَيَّةَ، عَلَى جَهْلِهِ بِالْقَافِ فِي هَذَا كَمَا ذَكَرَ، أَفصح مِنْهُ عَلَى مَعْرِفَتِهَا، وَذَلِكَ لأَنه رَاعَى لَفْظَةَ قَافْ فَحَمَلَهَا عَلَى الظَّاهِرِ وأَتاه بِمَا هُوَ عَلَى وَزْنِ قَافْ مِنْ كَافْ وَمِثْلِهَا، وَهَذَا نِهَايَةُ الْعِلْمِ بالأَلفاظ وإِن دَقَّ عَلَيْهِ مَا قُصِدَ مِنْهُ مِنْ قَافِيَةِ الْقَافِ، وَلَوْ أَنشده شِعْرًا عَلَى غَيْرِ هَذَا الرَّوِيِّ مِثْلَ قَوْلِهِ: آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسماءُ وَمِثْلَ قَوْلِهِ: لِخَوْلةَ أَطْلالٌ ببُرْقةِ ثَهْمَدِ «2» كَانَ يُعَدُّ جَاهِلًا وإِنما هُوَ أَنشده عَلَى وَزْنِ الْقَافِ، وَهَذِهِ مَعْذِرَةٌ لَطِيفَةٌ عَنْ أَبي حَيَّةَ، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَالَ الْخَلِيلُ: القَافِيَة مِنْ آخِرِ حَرْفٍ فِي الْبَيْتِ إِلى أَوّل سَاكِنٍ يَلِيهِ مَعَ الْحَرَكَةِ الَّتِي قَبْلَ السَّاكِنِ، وَيُقَالُ مَعَ الْمُتَحَرِّكِ الَّذِي قَبْلَ السَّاكِنِ كأَن الْقَافِيَةَ عَلَى قَوْلِهِ مِنْ قَوْلُ لَبِيدٍ: عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها مِنْ فَتْحَةِ الْقَافِ إِلى آخِرِ الْبَيْتِ، وَعَلَى الْحِكَايَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْقَافِ نَفْسِهَا إِلى آخِرِ الْبَيْتِ؛ وَقَالَ قُطْرُبٌ: القَافِيَة الْحَرْفُ الَّذِي تُبْنَى الْقَصِيدَةُ عَلَيْهِ، وَهُوَ الْمُسَمَّى رَوِيّاً؛ وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: القَافِيَة كُلُّ شَيْءٍ لَزِمَتْ إِعادته فِي آخِرِ الْبَيْتِ، وَقَدْ لَاذَ هَذَا بِنَحْوٍ مِنْ قَوْلِ الْخَلِيلِ لَوْلَا خَلَلٌ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَالَّذِي يَثْبُتُ عِنْدِي صِحَّتُهُ مِنْ هَذِهِ الأَقوال هُوَ قَوْلُ الْخَلِيلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الأَقوال إِنما يَخُصُّ بِتَحْقِيقِهَا صِنَاعَةَ الْقَافِيَةِ، وأَما نَحْنُ فَلَيْسَ مِنْ غَرَضِنَا هُنَا إِلا أَن نعرّف

_ (2). قوله [ببرقة] هي بالضم كما في ياقوت، وضبطت في ثهمد بالفتح خطأ.

مَا الْقَافِيَةُ عَلَى مَذْهَبِ هَؤُلَاءِ مِنْ غَيْرِ إِسْهَابٍ وَلَا إِطْنَابٍ؛ وأَما مَا حَكَاهُ الأَخفش مِنْ أَنه سأَل مَنْ أَنشد: لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنقين فَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى أَن القَافِيَة عِنْدَهُمُ الْكَلِمَةُ، وَذَلِكَ أَنه نَحَا نَحْوَ مَا يُرِيدُهُ الْخَلِيلُ، فلَطُف عَلَيْهِ أَن يَقُولَ هِيَ مِنْ فَتْحَةِ الْقَافِ إِلى آخِرِ الْبَيْتِ فَجَاءَ بِمَا هُوَ عَلَيْهِ أَسهل وَبِهِ آنَس وَعَلَيْهِ أَقْدَر، فَذَكَرَ الْكَلِمَةَ الْمُنْطَوِيَةَ عَلَى الْقَافِيَةِ فِي الْحَقِيقَةِ مَجَازًا، وإِذا جَازَ لَهُمْ أَن يُسَمُّوا الْبَيْتَ كُلَّهُ قَافِيَة لأَن فِي آخِرِهِ قَافِيَةً، فَتَسْمِيَتُهُمُ الكلمة التي فيها القافية نَفْسُهَا قَافية أَجدر بِالْجَوَازِ، وَذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانَ: فَنُحْكِمُ بالقَوافي مَن هَجانا، ... ونَضْرِبُ حينَ تخْتَلِطُ الدِّماءُ وَذَهَبَ الأَخفش إِلى أَنه أَراد هُنَا بالقَوَافِي الأَبيات؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَا يَمْتَنِعُ عِنْدِي أَن يُقَالَ فِي هَذَا إِنه أَراد الْقَصَائِدَ كَقَوْلِ الْخَنْسَاءِ: وقافِيَةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنانِ ... تَبْقى، ويَهْلِك مَن قالَها تَعْنِي قَصِيدَةً والقافِيَة الْقَصِيدَةُ؛ وَقَالَ: نُبِّئْتُ قافِيَةً قيلَتْ، تَناشَدَها ... قَوْمٌ سأَتْرُك فِي أَعْراضِهِمْ نَدَبا وإِذا جَازَ أَن تُسَمَّى الْقَصِيدَةُ كُلُّهَا قَافِيَةً كَانَتْ تَسْمِيَةُ الْكَلِمَةِ الَّتِي فِيهَا الْقَافِيَةُ قَافِيَةً أَجْدَرَ، قَالَ: وَعِنْدِي أَن تَسْمِيَةَ الْكَلِمَةِ وَالْبَيْتِ وَالْقَصِيدَةِ قَافِيَة إِنما هِيَ عَلَى إِرادة ذُو الْقَافِيَةِ، وَبِذَلِكَ خَتَم ابْنُ جِنِّي رأْيه فِي تَسْمِيَتِهِمُ الْكَلِمَةَ أَو الْبَيْتَ أَو الْقَصِيدَةَ قَافِيَة. قَالَ الأَزهري: الْعَرَبُ تُسَمِّي البيت من الشِّعر قَافِيَة وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْقَصِيدَةَ قَافِيَةً. وَيَقُولُونَ: رَوَيْتُ لِفُلَانٍ كَذَا وَكَذَا قَافِيَةً. وقَفَّيْتُ الشِّعر تَقْفِيَة أَي جَعَلْتُ لَهُ قَافِيَةً. وقَفَاه قَفْواً: قَذَفه أَو قَرَفَه، وهي القِفْوةُ، بِالْكَسْرِ. وأَنا لَهُ قَفِيٌّ: قَاذِفٌ. والقَفْوُ القَذْف، والقَوْفُ مِثْلُ القفْو. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: نَحْنُ بَنُو النَّضْرُ بْنِ كِنانة لَا نَقْذِفُ أَبانا وَلَا نقْفُو أُمنا ؛ مَعْنَى نَقْفُو: نَقْذِفُ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا نَنْتَفي عَنْ أَبينا وَلَا نَقْفُو أُمنا أَي لَا نَتَّهِمُهَا وَلَا نَقْذِفُهَا. يُقَالُ: قَفَا فُلَانٌ فُلَانًا إِذا قَذَفَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا نَتْرُكُ النَّسَب إِلى الآباءِ ونَنْتَسب إِلى الأُمهات. وقَفَوْت الرَّجُلَ إِذا قَذَفْتَهُ بفُجور صَرِيحًا. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: لَا حَدَّ إِلا فِي القَفْوِ الْبَيِّنِ أَي الْقَذْفِ الظَّاهِرِ. وَحَدِيثُ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ: مَنْ قَفا مُؤْمِنًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وقَفَه اللَّهُ فِي رَدْغةِ الخَبال. وقَفَوْت الرَّجُلَ أَقْفُوه قَفْواً إِذا رَمَيْتَهُ بأَمر قَبِيحٍ. والقِفْوةُ: الذَّنْبُ. وَفِي الْمَثَلِ: رُبَّ سَامِعٍ عِذْرَتي لَمْ يَسمَع قِفْوَتي؛ العِذْرةُ: المَعْذِرةُ، أَي رُبَّ سَامِعٍ عُذْري لَمْ يَسمع ذَنبي أَي رُبَّمَا اعْتَذَرْتُ إِلى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ ذَنْبِي وَلَا سَمِعَ بِهِ وَكُنْتُ أَظنه قَدْ عَلِمَ بِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يَقُولُ رُبَّمَا اعْتَذَرْتُ إِلى رَجُلٍ مِنْ شَيْءٍ قَدْ كَانَ مِنِّي إِلى مَنْ لَمْ يبْلُغه ذَنْبِي. وَفِي الْمُحْكَمِ: رُبَّمَا اعْتَذَرْتُ إِلى رَجُلٍ مِنْ شَيْءٍ قَدْ كَانَ مِنِّي وأَنا أَظن أَنه قَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ الشَّيْءُ وَلَمْ يَكُنْ بَلَغَهُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ لَا يَحْفَظُ سِرَّهُ وَلَا يَعْرِفُ عَيْبَهُ، وَقِيلَ: القِفْوَة أَن تَقُولَ فِي الرَّجُلِ مَا فِيهِ وَمَا لَيْسَ فِيهِ. وأَقْفَى الرجلَ عَلَى صَاحِبِهِ: فضَّله؛ قَالَ غَيْلَانُ الرَّبَعِيُّ يَصِفُ فَرَسًا: مُقْفًى عَلَى الحَيِّ قَصِيرَ الأَظْماء

والقَفِيَّةُ: المَزِيَّة تَكُونُ للإِنسان عَلَى غَيْرِهِ، تَقُولُ: لَهُ عِنْدِي قَفِيَّةٌ وَمَزِيَّةٌ إِذا كَانَتْ لَهُ مُنْزِلَةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: أَقْفَيته وَلَا يُقَالُ أَمْزَيته، وَقَدْ أَقْفاه. وأَنا قَفِيٌّ بِهِ أَي حَفِيٌّ، وَقَدْ تَقَفَّى بِهِ. والقَفِيُّ: الضَّيْف المُكْرَم. والقَفِيُّ والقَفِيَّةُ: الشَّيْءُ الَّذِي يُكْرَم بِهِ الضيْفُ مِنَ الطَّعَامِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي يُكْرَمُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الطَّعَامِ، تَقُولُ: قَفَوْته، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُؤثر بِهِ الضَّيْفُ وَالصَّبِيُّ؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ يَصِفُ فَرَسًا: لَيْسَ بأَسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِلٍ، ... يُسْقى دَواء قَفِيّ السَّكْنِ مَرْبُوب وإِنما جُعِل اللبنُ دَوَاءً لأَنهم يُضَمِّرون الخيل بسَقْي اللَّبَنَ والحَنْذ، وَكَذَلِكَ القَفاوة، يُقَالُ مِنْهُ: قَفَوْته بِهِ قَفْواً وأَقْفَيته بِهِ أَيضاً إِذا آثَرْته بِهِ. يُقَالُ: هو مُقْتَفًى بِهِ إِذا كَانَ مُكْرَماً، وَالِاسْمُ القِفْوَة، بِالْكَسْرِ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ دِواء، بِكَسْرِ الدَّالِ، مَصْدَرُ دَاوَيْتُهُ، وَالِاسْمُ القَفَاوَة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّبَنُ لَيْسَ بِاسْمِ القَفِيِّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رُفِعَ لإِنسان خَصَّ بِهِ يَقُولُ فَآثَرْتُ بِهِ الْفَرَسَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَفِيُّ السَّكْنِ ضَيْفُ أَهل الْبَيْتِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ قَفِيٌّ بِفُلَانٍ إِذا كَانَ لَهُ مُكْرِماً. وَهُوَ مُقْتَفٍ بِهِ أَي ذُو لُطْف وبِرّ، وَقِيلَ: القَفِيُّ الضَّيف لأَنه يُقْفَى بالبِر وَاللُّطْفِ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا قَفِيّ بِمَعْنَى مَقْفُوّ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ قَفَوته أَقْفُوه. وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: لَا يُشِعْن التَّقافِيا؛ وَيُرْوَى بَيْتُ الْكُمَيْتِ: وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِباً، ... وكاعِبُهمْ ذاتُ القَفاوَةِ أَسْغَبُ أَي ذَاتُ الأُثْرَة والقَفِيَّةِ؛ وَشَاهِدُ أَقْفَيْتُه قَوْلُ الشَّاعِرِ: ونُقْفِي وَلِيدَ الْحَيِّ إِن كَانَ جَائِعًا، ... ونُحْسِبُه إِن كَانَ لَيْسَ بجائعِ أَيْ نُعْطِيه حَتَّى يَقُولَ حَسْبي. وَيُقَالُ: أَعطيته القَفَاوة، وَهِيَ حَسَنُ الغِذاء. واقْتَفَى بِالشَّيْءِ: خَص نَفْسَهُ بِهِ؛ قَالَ: وَلَا أَتَحَرَّى وِدَّ مَن لَا يَودُّني، ... وَلَا أَقْتَفِي بالزادِ دُون زَمِيلِي والقَفِيَّة: الطَّعَامُ يُخص بِهِ الرَّجُلُ. وأَقْفَاه بِهِ: اخْتصَّه. واقْتَفَى الشيءَ وتَقَفَّاه: اخْتَارَهُ، وَهِيَ القِفْوةُ، والقِفْوةُ: مَا اخْتَرْتَ مِنْ شَيْءٍ. وَقَدِ اقْتَفَيْت أَي اخْتَرْتُ. وَفُلَانٌ قِفْوَتي أَي خِيرَتِي مِمَّنْ أُوثره. وَفُلَانٌ قِفْوَتي أَي تُهَمَتي، كأَنه مِنَ الأَضداد، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِرْفتي. والقَفْوة: رَهْجة تَثُورُ عِنْدَ أَوّل الْمَطَرِ. أَبو عَمْرٍو: القَفْو أَن يُصيب النبتَ المطرُ ثُمَّ يَرْكَبُهُ التُّرَابُ فيَفْسُد. أَبو زَيْدٍ: قَفِئَتِ الأَرضُ قَفْأً إِذا مُطِرت وَفِيهَا نَبْتٌ فَجُعِلَ المطرُ عَلَى النَّبْتِ الغُبارَ فَلَا تأْكله الْمَاشِيَةُ حَتَّى يَجْلُوه النَّدَى. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ قُفِيَ العُشب فَهُوَ مَقْفُوٌّ، وَقَدْ قَفَاه السَّيل، وَذَلِكَ إِذا حَمل الماءُ الترابَ عَلَيْهِ فَصَارَ مُوبِئاً. وعُوَيْفُ القَوَافِي: اسْمُ شَاعِرٍ، وَهُوَ عُوَيْفُ بنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُقْبة بْنَ حِصْن بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ. والقِفْيَةُ: الْعَيْبُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقُفْيَة: الزُّبْيةُ، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ الزُّبْيَةِ إِلا أَن فَوْقَهَا شَجَرًا، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ القُفْيةُ والغُفْيةُ. والقَفِيَّةُ: النَّاحِيَةُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فأَقْبَلْتُ حَتَّى كنتُ عِنْدَ قَفِيَّةٍ ... مِنَ الجالِ، والأَنُفاسُ مِنِّي أَصُونُها

أَي فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْجَالِ وأَصون أَنفاسِي لِئَلَّا يُشعَر بي. قلا: ابْنُ الأَعرابي: القَلا والقِلا والقَلاء المَقْلِيةُ. غَيْرُهُ: والقِلَى الْبُغْضُ، فإِن فَتَحْتَ الْقَافَ مَدَدْتَ، تَقُولُ قَلاه يَقْلِيه قِلًى وقَلاء، ويَقْلاه لُغَةُ طَيِّءٍ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: أيامَ أُمِّ الغَمْرِ لَا نَقْلاها، ... وَلَوْ تَشاءُ قُبِّلَت عَيْناها فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لَوْ رَآهَا، ... مَلاحةً وبَهْجةً، زَهَاهَا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ يَقْلِيه قَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ: يَقْلِي الغَواني والغَواني تَقْلِيه وَشَاهِدُ القَلاء فِي الْمَصْدَرِ بِالْمَدِّ قَوْلُ نُصَيْب: عَلَيكِ السَّلامُ لَا مُلِلْتِ قَرِيبَةً، ... وَمَا لَكِ عِنْدي، إِنْ نَأَيْتِ، قَلاءُ ابْنُ سِيدَهْ: قَلَيْتُه قِلًى وقَلاء ومَقْلِيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غَايَةَ الكَراهة فَتَرَكْتُهُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: قَلى يَقلَى، وَهُوَ نَادِرٌ، شَبَّهُوا الأَلف بِالْهَمْزَةِ، وَلَهُ نَظَائِرُ قَدْ حَكَاهَا كُلَّهَا أَو جُلَّهَا، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي قَلاه وقَلِيَه. قَالَ: وأُرى يَقْلَى إِنما هُوَ عَلَى قَلِيَ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي قَلَيْته فِي الْهَجْرِ قِلًى، مَكْسُورٌ مَقْصُورٌ، وَحَكَى فِي البُغْض: قَلِيته، بِالْكَسْرِ، أَقْلاه عَلَى الْقِيَاسِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُ ثَعْلَبٌ. وتَقَلَّى الشيءُ: تَبَغَّضَ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمةَ: فأَصْبَحْتُ لَا أَقْلي الحَياةَ وطُولَها ... أَخيراً، وَقَدْ كانتْ إِلَيَّ تَقَلَّتِ الْجَوْهَرِيُّ: وتَقَلَّى أَي تَبَغَّض؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: أَسِيئي بِنَا أَوْ أَحسني، لَا مَلُولةٌ ... لَدَيْنا، وَلَا مَقْلِيَّةٌ إِن تَقَلَّتِ خاطَبها ثُمَّ غايَبَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: نَزَلَتْ فِي احْتِبَاسِ الْوَحْيِ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وَدَّعَ مُحَمَّدًا ربُّه وقَلاه التابعُ الَّذِي يَكُونُ مَعَهُ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ؛ يُرِيدُ وَمَا قَلاك، فأُلقيت الْكَافُ كَمَا تَقُولُ قَدْ أَعْطَيْتُك وأَحْسَنْتُ، مَعْنَاهُ أَحسنت إِليك، فيُكْتَفَى بِالْكَافِ الأُولى مِنْ إِعادة الأُخرى. الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَمْ يَقطع الْوَحْيَ عَنْكَ وَلَا أَبْغَضَك. وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ ؛ القِلَى: البُغْضُ، يَقُولُ: جَرِّب النَّاسَ فإِنك إِذا جَرَّبْتَهُمْ قَلِيتَهُمْ وَتَرَكَتْهُمْ لِمَا يَظْهَرُ لَكَ مِنْ بَواطِن سَرَائِرِهِمْ، لَفْظُهُ لَفْظِ الأَمر وَمَعْنَاهُ الْخَبَرُ أَي مَنْ جرَّبهم وَخَبِرَهُمْ أَبغضهم وَتَرَكَهُمْ، وَالْهَاءُ فِي تَقْلِهْ لِلسَّكْتِ، وَمَعْنَى نَظْمِ الْحَدِيثِ وَجَدْتَ النَّاسَ مَقُولًا فِيهِمْ هَذَا الْقَوْلُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ القِلى فِي الْحَدِيثِ. وقَلَى الشَّيْءَ قَلْياً: أَنْضَجَه عَلَى المِقْلاة. يُقَالُ: قَلَيْت اللَّحْمَ عَلَى المِقْلَى أَقْلِيه قَلْياً إِذا شَوَيْتَهُ حَتَّى تُنْضِجه، وَكَذَلِكَ الْحَبُّ يُقْلَى عَلَى المِقلى. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَلَوْت البُرَّ والبُسْر، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ قَلَيْت، وَلَا يَكُونُ فِي البُغْض إِلا قَلَيْت. الْكِسَائِيُّ: قَلَيْت الحَبّ عَلَى المِقْلَى وقَلَوْته. الْجَوْهَرِيُّ: قَلَيْت السَّوِيقَ وَاللَّحْمَ فَهُوَ مَقْلِيٌّ، وقَلَوْت فَهُوَ مَقْلُوّ، لُغَةٌ. والمِقْلاة والمِقْلَى: الَّذِي يُقْلَى عَلَيْهِ، وَهُمَا مِقْلَيانِ، وَالْجَمْعُ المَقالي. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَقْلقَه أَمر مُهمّ فَبَاتَ لَيْلَهُ سَاهِرًا: باتَ يَتَقَلَّى أَي يتقَلَّب عَلَى فِرَاشِهِ كأَنه عَلَى المِقْلى. والقَلِيَّةُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَمْعُ قَلايا، والقَلِيَّة: مرَقة تُتَّخَذُ مِنْ لُحُومِ

الجَزُور وأَكْبادِها. والقَلَّاء: الَّذِي حِرْفَتُهُ ذَلِكَ. والقَلَّاء: الَّذِي يَقْلي البُرّ لِلْبَيْعِ. والقَلَّاءة، مَمْدُودَةً: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُتَّخَذُ فِيهِ المَقالي، وَفِي التَّهْذِيبِ: الَّذِي تُتَّخَذُ فِيهِ مَقالي الْبُرِّ، وَنَظِيرُهُ الحَرَّاضةُ للمَوضِع الَّذِي يُطْبَخُ فِيهِ الحُرُضُ. وقَلَيْت الرَّجل: ضَرَبْتُ رأْسه. والقِلْيُ والقِلَى: حَبٌّ يُشَبَّبُ بِهِ الْعُصْفُرُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القِلْي يُتَّخَذُ مِنَ الحَمض وأَجوده مَا اتُّخِذَ مِنَ الحُرُض، وَيُتَّخَذُ مِنْ أَطراف الرِّمث وَذَلِكَ إِذا اسْتَحْكَم فِي آخِرِ الصَّيْفِ واصفرَّ وأَوْرَس. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِهَذَا الَّذِي يُغسل بِهِ الثِّيَابُ قِلْيٌ، وَهُوَ رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً وَيُرَشُّ بِالْمَاءِ فَيَنْعَقِدُ قِلْياً. الْجَوْهَرِيُّ: والقِلْيُ الَّذِي يُتَّخَذُ مِنَ الأُشْنان، وَيُقَالُ فِيهِ القِلَى أَيضاً، ابْنُ سِيدَهْ: القُلة عُودٌ يُجْعَلُ فِي وَسَطِهِ حَبْلٌ ثُمَّ يُدْفَنُ وَيُجْعَلُ لِلْحَبْلِ كِفَّة فِيهَا عِيدَانٌ، فإِذا وَطِئ الظَّبْيُ عَلَيْهَا عَضَّت عَلَى أَطراف أَكارِعِه. والمِقْلَى: كالقُلةِ. والقُلةُ والمِقْلَى والمِقْلاء، عَلَى مِفْعالٍ، كلهُ: عودانِ يَلعب بِهِمَا الصِّبْيَانُ، فالمِقْلَى الْعُودُ الْكَبِيرُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ، والقُلَةُ الخَشبة الصَّغِيرَةُ الَّتِي تَنْصَبُّ وَهِيَ قَدْرُ ذِرَاعٍ. قَالَ الأَزهري: والقَالِي الَّذِي يَلعب فيَضْرب القُلةَ بالمِقْلَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ المِقْلاء قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فأَصْدَرَها تَعْلُو النِّجادَ، عَشِيَّةً، ... أَقبُّ، كمِقْلاءِ الوَليدِ، خَمِيصُ وَالْجَمْعُ قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُونَ عَلَى مَا يَكثر فِي أَوَّل هَذَا النَّحْوِ مِنَ التَّغْيِيرِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: مِثْل المَقَالِي ضُرِبَتْ قِلِينُها قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ النُّونَ كالأَصلية فَرَفَعَهَا، وَذَلِكَ عَلَى التَّوَهُّمِ، وَوَجْهُ الْكَلَامِ فَتْحُ النُّونِ لأَنها نُونُ الْجَمْعِ. وَتَقُولُ: قَلَوْت القُلَة أَقْلُو قَلْواً، وقَلَيْتُ أَقْلِي قَلْياً لُغَةٌ، وأَصلها قُلَوٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَكَانَ الْفَرَّاءُ يَقُولُ: إِنما ضَمَّ أَوّلها لِيَدُلَّ عَلَى الْوَاوِ، وَالْجَمْعُ قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُون، بِكَسْرِ الْقَافِ. وقَلا بِهَا قَلْواً وقَلاها: رَمى؛ قَالَ ابْنِ مُقْبِلٍ: كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بَيْنَهُمُ، ... نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِينا أَراد قَلْوُ قالِينا فَقَلَبَ فَتَغَيَّرَ الْبِنَاءُ للقَلْب، كَمَا قَالُوا لَهُ جاهٌ عِنْدَ السُّلْطَانِ، وَهُوَ مِنَ الْوَجْهِ، فَقَلَبُوا فَعْلًا إِلى فَلْع لأَن الْقَلْبَ مِمَّا قَدْ يُغَيِّرُ الْبِنَاءُ، فَافْهَمْ. وَقَالَ الأَصمعي: القالُ هُوَ المِقْلاء، والقالُون الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِهَا، يُقَالُ مِنْهُ قَلَوْت أَقْلُو. وقَلَوْتُ بالقُلة والكُرة: ضَرَبْتُ. ابْنُ الأَعرابي: القُلَّى الْقَصِيرَةُ مِنَ الْجَوَارِي. قَالَ الأَزهري: هَذَا فُعْلَى مِنَ الأَقَلّ والقِلَّةِ. وقَلا الإِبلَ قَلْواً: ساقَها سَوْقاً شَدِيدًا. وقَلا العَيْرُ آتُنَهُ يَقْلُوها قَلْواً: شَلَّها وطَرَدَها وساقَها. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ قَلا العَيرُ عَانَتَهُ يَقْلُوها وكَسَأَها وشَحَنَها وشَذَّرَها إِذا طَرَدَها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً، ... وُرْقَ السَّرابِيلِ، فِي أَلْوانِها خَطَبُ والقِلْوُ: الْحِمَارُ الْخَفِيفُ، وَقِيلَ: هُوَ الْجَحْشُ الفَتيُّ، زَادَ الأَزهري: الَّذِي قَدْ أَركَب وحَمَل، والأُنثى قِلْوَة، وَكُلُّ شَدِيدِ السَّوْقِ قِلْوٌ، وَقِيلَ: القِلْو الْخَفِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والقِلْوة الدَّابَّةُ تتقدَّم بِصَاحِبِهَا، وَقَدْ قَلَتْ بِهِ واقْلَوْلَتْ. اللَّيْثُ: يُقَالُ الدَّابَّةُ تَقْلُو بِصَاحِبِهَا قَلْواً، وَهُوَ

تَقَدِّيها بِهِ فِي السَّيْرِ فِي سُرْعَةٍ. يُقَالُ: جَاءَ يَقْلو بِهِ حِمَارَهُ. وقَلَت النَّاقَةُ بِرَاكِبِهَا قَلْواً إِذا تَقَدَّمَتْ بِهِ. واقْلَوْلَى الْقَوْمُ: رَحَلُوا، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. واقْلَوْلَى فِي الْجَبَلِ: صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ. وكلُّ مَا عَلَوت ظَهْرَهُ فَقَدِ اقْلَوْلَيْتَه، وَهَذَا نَادِرٌ لأَنَّا لَا نَعْرِفُ افْعَوْعَل متعدِّية إِلا اعْرَوْرَى واحْلَوْلى. واقْلَوْلَى الطَّائِرُ: وَقَعَ عَلَى أَعلى الشَّجَرَةِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقَلَوْلَى: الطَّائِرُ إِذا ارْتَفَعَ فِي طَيَرَانِهِ. واقْلَوْلَى أَي ارْتَفَعَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر الْمُهَلَّبِيُّ وَغَيْرُهُ قَلَوْلَى، قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِلا مُقْلَوْلٍ فِي الطَّائِرِ مِثْلُ مُحْلَوْلٍ. وَقَالَ أَبو الطَّيِّبِ: أَخطأَ مَنْ ردَّ عَلَى الْفَرَّاءِ قَلَوْلَى؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ يَصِفُ قَطًا: وَقَعْنَ بِجَوْف الْمَاءِ، ثُمَّ تَصَوَّبَتْ ... بِهِنَّ قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو عبيدة قَلَوْلَى الطَّائِرُ جَعَلَهُ عَلَمًا أَو كَالْعَلَمِ فأَخطأَ. والمُقْلَوْلِي: المُسْتَوْفِز المُتَجافي. والمُقْلَوْلِي: المُنْكَمِش؛ قَالَ: قَدْ عَجِبَتْ مِنِّي ومِن بُعَيْلِيا، ... لَمَّا رأَتْني خَلَقاً مُقْلَوْلِيا وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا لِذِي الرُّمَّةِ: واقْلَوْلَى عَلَى عُودِه الجَحْلُ وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ رأَيت ابْنَ عُمر سَاجِدًا لرأَيته مُقْلَوْلِياً ؛ هُوَ المُتَجافي المُسْتَوْفِزُ، وَقِيلَ: هُوَ مَن يَتَقَلَّى عَلَى فِرَاشِهِ أَي يَتَمَلمَل وَلَا يَسْتَقِرّ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ كَانَ يُفَسِّرُ مُقْلَوْلِياً كأَنه عَلَى مِقْلًى، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ إِنما هُوَ مِنَ التَّجَافِي فِي السُّجُودِ. وَيُقَالُ: اقْلَوْلَى الرَّجُلُ فِي أَمره إِذا انْكَمَشَ، واقْلَوْلَتِ الحُمر فِي سُرْعَتِهَا؛ وأَنشد الأَحمر لِلْفَرَزْدَقِ: تقُولُ، إِذا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ: ... أَلا هَل أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بدائمِ؟ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَذَا كَانَ يَزْنِي بِهَا فَانْقَضَتْ شَهْوَتُهُ قَبْلَ انْقِضَاءِ شَهْوَتِهَا، وأَقْرَدَتْ: ذَلَّت؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَدخل الْبَاءَ فِي خَبَرِ المبتدإِ حَمْلًا عَلَى مَعْنَى النَّفْيِ كأَنه قَالَ مَا أَخو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدَائِمِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: فاذْهَبْ، فأَيُّ فَتًى، فِي النَّاسِ، أَحْرَزَه ... مِنْ يَوْمِه ظُلَمٌ دُعْجٌ وَلَا خَبَلُ؟ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ... بِقادِرٍ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ أَيضاً: أَنا الضَّامِنُ الحانِي عَليهِم، وإِنَّما ... يُدافِعُ عَنْ أَحْسابِهِم أَنا، أَو مِثْلِي وَالْمَعْنَى مَا يُدافِع عَنْ أَحسابهم إِلا أَنا؛ وَقَوْلُهُ: سَمِعْنَ غِناءً بعد ما نِمْنَ نَوْمةً، ... مِنَ الليلِ، فاقْلَوْلَيْنَ فَوْقَ المَضاجع «3» يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ خَفَقْنَ لِصَوْتِهِ وقَلِقْنَ فَزَالَ عَنْهُنَّ نَوْمُهُنَّ وَاسْتِثْقَالُهُنَّ عَلَى الأَرض، وَبِهَذَا يُعْلَمُ أَن لَامَ اقْلَوْلَيْت وَاوٌ لَا يَاءٌ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ: حَواتم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً، ... إِذا اقْلَوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ اقْلَوْلَيْنَ أَي ذَهبن. ابْنُ الأَعرابي: القُلَى رُؤوس الجِبال، والقُلَى هَامَاتُ الرِّجَالِ، والقُلَى جَمْعُ القُلةِ الَّتِي يَلْعَبُ بِهَا. وَقَلَا الشيءَ

_ (3). قوله [غناء] كذا بالأصل والمحكم، والذي في الأساس غنائي، بياء المتكلم.

فِي المِقْلى قَلْواً، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وقَلَوْت الرَّجُلَ: شَنِئْتُه لُغَةٌ فِي قَلَيْتُه. والقِلْو: الَّذِي يَسْتَعْمِلُهُ الصباغ في العفصر، وَهُوَ يَائِيٌّ أَيضاً لأَن القِلْيَ فِيهِ لُغَةٌ. ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا صَالَحَ نَصَارَى أَهل الشأْم كَتَبُوا لَهُ كِتَابًا إِنَّا لَا نُحدِث فِي مَدِينَتِنَا كَنِيسَةً وَلَا قَلِيَّةً وَلَا نَخْرج سَعانِينَ وَلَا باعُوثاً ؛ القَلِيَّةُ: كَالصَّوْمَعَةِ، قَالَ: كَذَا وَرَدَتْ، وَاسْمُهَا عِنْدَ النَّصَارَى القَلَّايةُ، وَهِيَ تَعْريب كَلاذةَ، وَهِيَ مِنْ بُيُوتِ عِبَادَاتِهِمْ. وَقَالِي قَلا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ خَمْسَةَ عَشَرَ؛ قَالَ: سَيُصْبِحُ فَوْقي أَقْتَمُ الرِّيشِ واقِعاً ... بِقالي قَلا، أَو مِنْ وَراء دَبيلِ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُضِيفُ فينوِّن. الْجَوْهَرِيُّ: قَالِي قَلا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا؛ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: بُنِيَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الْوَقْفِ لأَنهم كَرِهُوا الْفَتْحَةَ؛ في الياء والأَلف. قمي: مَا يُقامِيني الشيءُ وَمَا يُقانِيني أَي مَا يُوافقني؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وقَامَانِي فُلَانٌ أَي وَافَقَنِي. ابْنُ الأَعرابي: القُمَى الدُّخُولُ «1» وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قمو يَقْمُو إِلَى مَنْزِلِ عَائِشَةَ كَثِيرًا أَي يَدْخُلُ. والقُمَى: السِّمَنُ. يُقَالُ: مَا أَحسن قمو قَمْو هَذِهِ الإِبل. والقُمَى: تَنْظِيفُ الدَّارِ مِنَ الكِبا. الْفَرَّاءُ: الْقَامِيَةُ مِنَ النِّسَاءِ الذَّلِيلَةُ فِي نَفْسِهَا. ابْنُ الأَعرابي: أَقْمَى الرجلُ إِذَا سَمِنَ بَعْدَ هُزَالٍ، وأَقْمَى إِذَا لزمَ الْبَيْتَ فِرَارًا مِنَ الفِتن، وأَقْمَى عدوَّه إذا أَذله. قنا: القِنْوَةُ والقُنْوَةُ والقِنْيَةُ والقُنْيَة: الكِسْبةُ، قَلَبُوَا فِيهِ الْوَاوَ يَاءً لِلْكَسْرَةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهَا، وأَما قُنْيَة فأُقِرَّت الْيَاءُ بِحَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي لُغَةِ مَنْ كَسَرَ، هَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ، وأَما الْكُوفِيُّونَ فَجَعَلُوا قَنَيْت وقَنَوْت لُغَتَيْنِ، فَمَنْ قَالَ قَنَيْت عَلَى قِلَّتِهَا فَلَا نَظَرَ فِي قِنْية وقُنْية فِي قَوْلِهِ، وَمَنْ قَالَ قَنَوت فَالْكَلَامُ فِي قَوْلِهِ هُوَ الْكَلَامُ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ صُبْيان، قَنَوْت الشَّيْءَ قُنُوًّا وقُنْواناً واقْتَنَيْتُه: كَسَبْتُهُ. وقَنَوْت العنزَ: اتَّخَذْتُهَا للحلَب. وَلَهُ غَنَمٌ قِنْوة وقُنْوة أَي خَالِصَةٌ لَهُ ثَابِتَةٌ عَلَيْهِ، وَالْكَلِمَةُ وَاوِيَّةٌ وَيَائِيَّةٌ. والقِنْيَةُ: مَا اكتُسب، وَالْجَمْعُ قِنًى، وَقَدْ قَنَى الْمَالَ قَنْياً وقُنْياناً؛ الأُولى عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ومالٌ قِنْيَانٌ: اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَنِيتُ حَيائي أَي لَزِمته؛ وأَنشد لِعَنْتَرَةَ: فأَجَبْتُها إنَّ المَنِيَّةَ مَنْهَلٌ، ... لَا بُدَّ أَن أُسْقَى بِذاكَ المَنْهَلِ إقْنَيْ حَياءكِ، لَا أَبا لَكِ واعْلَمي ... أَنِّي امْرُؤٌ سأَموتُ إِنْ لَمْ أُقْتَلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فاقْنَيْ حَياءك؛ وَقَالَ أَبو الْمُثَلَّمِ الْهُذَلِيُّ يَرْثِي صَخْرَ الْغَيِّ: لَوْ كَانَ للدَّهْرِ مالٌ كان مُتْلِدَه، ... لَكَانَ للدَّهْرِ صَخْرٌ مالَ قُنْيانِ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَنَيْت الْعَنْزَ اتَّخَذْتُهَا للحَلْب. أَبو عُبَيْدَةَ: قَنِيَ الرَّجل يَقْنَى قِنًى مِثْلُ غَنِيَ يَغْنَى غِنًى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الطَّمَّاحِي: كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى، ... يُعْطَى الَّذِي يَنْقُصهُ فَيَقْنَى؟ أَي فَيرْضِى بِهِ ويَغْنى. وفي الحديث: فاقْنُوهم

_ (1). قوله [القمى الدخول ويَقْمُو والقُمَى السمن وقَمْو هذه والقُمَى تنظيف] كل ذلك مضبوط في الأصل والتهذيب بهذا الضبط، وأورد ابن الأَثير الحديث في المهموز.

أَي عَلِّموهم وَاجْعَلُوا لَهُمْ قِنْية مِنَ الْعِلْمِ يَسْتَغْنُون بِهِ إِذَا احْتَاجُوا إِلَيْهِ. وَلَهُ غَنَمٌ قِنْيَةٌ وقُنْية إِذَا كَانَتْ خَالِصَةً لَهُ ثَابِتَةً عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً: وأَما الْبَصْرِيُّونَ فَإِنَّهُمْ جَعَلُوا الْوَاوُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلًا مِنَ الْيَاءِ لأَنهم لَا يَعْرِفُونَ قَنَيْتُ. وقَنِيت الحَياء، بِالْكَسْرِ، قُنُوًّا: لَزِمْتُهُ؛ قَالَ حَاتِمٌ: إِذَا قَلَّ مَالِي أَو نُكِبْت بِنَكْبَةٍ، ... قَنِيتُ مالي حَيائي عِفَّةً وتَكَرُّما وقَنِيتُ الحَياء، بِالْكَسْرِ، قُنْياناً، بِالضَّمِّ، أَي لَزِمْتُهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فاقْنَيْ حياءكِ، لَا أَبا لَكِ إنَّني، ... فِي أَرضِ فارِسَ، مُوثَقٌ أَحْوالا الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ أَقْنَى واسْتَقْنَى وقَنا وقَنَّى إِذَا حفِظ حَياءه وَلَزِمَهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: قَناني الحَياءُ أَن أَفعل كَذَا أَي رَدَّني ووعظَني، وَهُوَ يَقْنِيني؛ وأَنشد: وإنِّي لَيَقْنِيني حَياؤكَ كلَّما ... لَقِيتُكَ، يَوْماً، أَنْ أَبُثَّك مَا بِيا قَالَ: وَقَدْ قَنَا الحَياءَ إِذَا اسْتحيا. وقَنيُّ الغَنم: مَا يُتَّخَذُ مِنْهَا لِلْوَلَدِ أَو اللَّبَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهى عن ذبْح قَنِيّ الغَنم. قَالَ أَبو مُوسَى: هِيَ الَّتِي تُقْتَنَى لِلدَّرِّ وَالْوَلَدِ، وَاحِدَتُهَا قُنْوَة وقِنْوة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وقِنْية بِالْيَاءِ أَيضاً. يُقَالُ: هِيَ غَنَمٌ قُنْوة وقِنْية. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: القَنِيُّ والقَنِيَّةُ مَا اقْتُني مِنْ شَاةٍ أَو نَاقَةٍ، فَجَعَلَهُ وَاحِدًا كأَنه فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَالشَّاةُ، قَنِيَّةٌ، فَإِنْ كَانَ جَعْلُ القَنيّ جِنْسًا للقَنِيّةِ فَيَجُوزُ، وأَما فُعْلة وفِعْلة فَلَمْ يُجْمَعَا عَلَى فَعِيل. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ شِئْتُ أَمرت بِقَنِيَّةٍ سَمِينَةٍ فأُلقي عَنْهَا شَعْرَهَا. اللَّيْثُ: يُقَالُ قَنا الإِنسان يَقْنُو غَنَمًا وَشَيْئًا قَنْواً وقُنْوَاناً، وَالْمَصْدَرُ القِنْيَان والقُنْيَان، وَتَقُولُ: اقْتَنَى يَقْتَني اقْتِناء، وَهُوَ أَن يَتَّخِذَهُ لِنَفْسِهِ لَا لِلْبَيْعِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ قِنْيةٌ وَاتَّخَذَهَا قِنْيةً لِلنَّسْلِ لَا لِلتِّجَارَةِ؛ وأَنشد: وإِنّ قَناتي، إنْ سَأَلتَ، وأُسْرَتي ... مِن النَّاسِ، قَوْمٌ يَقْتَنُون المُزَنَّما «1» الْجَوْهَرِيُّ: قَنَوْتُ الْغَنَمَ وَغَيْرَهَا قِنْوة وقُنْوة وقَنيت أَيضاً قِنْية وقُنْية إِذَا اقْتَنَيْتَهَا لِنَفْسِكَ لَا لِلتِّجَارَةِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْمُتَلَمِّسِ: كَذَلِكَ أَقْنُو كلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ «2» وَمَالٌ قُنْيانٌ وقِنْيان: يُتَّخَذُ قِنْية. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: مَنْ أُعْطِيَ مِائَةً مِنَ المَعز فَقَدْ أُعطي القِنَى، وَمَنْ أُعطي مِائَةً مِنَ الضأْن فَقَدْ أُعطِيَ الغِنى، وَمَنْ أُعطي مِائَةً مِنَ الإِبل فَقَدْ أُعطِي المُنَى. والقِنَى: الرِّضا. وَقَدْ قَنَّاه اللَّهُ تَعَالَى وأَقْناه: أَعطاه مَا يَقْتَني مِنَ القِنْية والنَّشَب. وأَقْنَاه اللَّهُ أَيضاً أَي رَضَّاه. وأَغناه اللَّهُ وأَقْنَاه أَي أَعطاه مَا يَسكُن إِلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى ؛ قال أَبو إسحق: قِيلَ فِي أَقْنَى قَوْلَانِ: أَحدهما أَقْنَى أَرْضَى، وَالْآخَرُ جَعَلَ قِنْية أَي جَعَلَ الْغِنَى أَصلًا لِصَاحِبِهِ ثَابِتًا، وَمِنْهُ قَوْلُكَ: قَدِ اقتنيتُ كَذَا وَكَذَا أَي عَمِلْتُ عَلَى أَنه يَكُونُ عِنْدِي لَا أُخرجه مِنْ يَدِي. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَغْنَى رَضَّى الْفَقِيرَ بِمَا أَغناه بِهِ، وأَقْنَى مِنَ القِنية والنَّشَب. ابْنُ الأَعرابي: أَقْنَى أَعطاه مَا يَدَّخِرُهُ بَعْدَ الكِفاية. وَيُقَالُ: قَنِيت بِهِ أَي رَضِيت به.

_ (1). قوله [قناتي] كذا ضبط في الأصل بالفتح، وضبط في التهذيب بالضم (2). قوله [قط مضلل] كذا بالأصل هنا ومعجم ياقوت في كفر وشرح القاموس هناك بالقاف والطاء، والذي في المحكم في كفر: فظ، بالفاء والظاء، وأنشده في التهذيب هنا مرتين مرة وافق المحكم ومرة وافق الأصل وياقوت.

وَفِي حَدِيثِ وَابِصَةَ: والإِثمُ مَا حَكَّ فِي صَدْرِكَ وَإِنْ أَقْناك الناسُ عَنْهُ وأَقْنَوْكَ أَي أَرْضَوْكَ؛ حَكَى أَبو مُوسَى أَنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ قَالَ ذَلِكَ وأَن الْمَحْفُوظَ بِالْفَاءِ وَالتَّاءِ مِنَ الفُتْيا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي رأَيته أَنا فِي الْفَائِقِ فِي بَابِ الْحَاءِ وَالْكَافِ أَفْتَوْك، بِالْفَاءِ، وَفَسَّرَهُ بأَرْضَوْك وَجَعَلَ الْفُتْيَا إرْضاء مِنَ الْمُفْتِي، عَلَى أَنه قَدْ جَاءَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَن القِنَى الرِّضا. وأَقْناه إِذَا أَرْضاه. وقَنِيَ مالَه قِناية: لَزِمَهُ، وقَنِيَ الْحَيَاءَ كَذَلِكَ. واقْتَنَيْت لِنَفْسِي مَالًا أَي جَعَلْتُهُ قِنية ارْتَضَيْته؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الْمُتَلَمِّسِ: وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي مِنْ جَنْبِ كافِرٍ، ... كَذَلِكَ أَقْنُو كُلَّ قِطٍّ مُضَلَّلِ إِنَّهُ بِمَعْنَى أَرْضَى. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَقنُو أَلزم وأَحفظ، وَقِيلَ: أَقنُو أَجزي وأُكافئ. وَيُقَالُ: لأَقْنُوَنَّك قِنَاوتَك أَي لأَجْزِيَنَّك جَزاءك، وَكَذَلِكَ لأَمْنُونَّك مَناوَتَك. وَيُقَالُ: قَنَوته أَقْنُوه قِناوةً إِذَا جَزَيْتَهُ. والمَقْنُوةُ، خَفِيفَةً، مِنَ الظِّلِّ: حَيْثُ لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ فِي الشِّتَاءِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: مَقْناةٌ ومَقْنُوة بِغَيْرِ هَمْزٍ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: فِي مَقاني أُقَنٍ، بَيْنَها ... عُرَّةُ الطيرِ كصوْمِ النَّعامِ والقَنا: مَصْدَرُ الأَقْنَى مِنَ الأُنوف، وَالْجَمْعُ قُنْوٌ، وَهُوَ ارْتِفَاعٌ فِي أَعلاه بَيْنَ الْقَصَبَةِ والمارنِ مِنْ غَيْرِ قُبْحٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والقَنا ارْتِفَاعٌ فِي أَعلى الأَنف واحْديدابٌ فِي وَسَطِهِ وسُبُوغٌ فِي طرَفه، وَقِيلَ: هُوَ نُتوء وسَطِ الْقَصَبَةِ وإشْرافُه وضِيقُ المَنْخَرَيْن، رَجُلٌ أَقْنَى وامرأَة قَنْوَاء بَيِّنة القَنا. وَفِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَقْنَى العِرْنين ؛ القَنا فِي الأَنف: طُولُهُ ودِقَّة أَرْنبته مَعَ حدَب فِي وَسَطِهِ، والعِرْنينُ الأَنف. وَفِي الْحَدِيثِ: يَمْلِكُ رَجُلٌ أَقْنَى الأَنف. يُقَالُ: رَجُلٌ أَقْنَى وامرأَة قَنْوَاء؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: قَنْوَاءُ فِي حُرَّتَيْها للبَصِير بِهَا ... عِتْقٌ مُبِينٌ، وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ وَقَدْ يُوصَفُ بِذَلِكَ الْبَازِي وَالْفَرَسُ، يُقَالُ: فَرَسٌ أَقْنَى، وَهُوَ فِي الْفَرَسِ عَيْبٌ وَفِي الصَّقْرِ وَالْبَازِي مَدْح؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: نظَرْتُ كَمَا جَلَّى عَلَى رَأْسِ رَهْوَةٍ، ... مِنَ الطَّيْرِ، أَقْنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أَزْرَقُ وَقِيلَ: هُوَ فِي الصَّقْرِ وَالْبَازِي اعْوجاج فِي مِنقاره لأَن فِي مِنْقَارِهِ حُجْنة، وَالْفِعْلُ قَنِيَ يَقْنَى قَنًا. أَبو عُبَيْدَةَ: القَنا فِي الْخَيْلِ احْدِيدابٌ فِي الأَنف يَكُونُ فِي الهُجُن؛ وأَنشد لِسَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ: لَيْسَ بأَقْنَى وَلَا أَسْفَى وَلَا سَغِلٍ، ... يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ والقَناةُ: الرُّمْحُ، وَالْجَمْعُ قَنَواتٌ وقَناً وقُنِيٌّ، عَلَى فُعُولٍ، وأَقْنَاء مِثْلُ جَبَلٍ وأَجبال، وَكَذَلِكَ القَناة الَّتِي تُحْفَر، وَحَكَى كُرَاعٌ فِي جَمْعِ القَنَاة الرُّمْحِ قَنَياتٌ، وأُراه عَلَى الْمُعَاقَبَةِ طَلَبَ الخِفَّة. وَرَجُلٌ قَنَّاء ومُقَنٍّ أَي صاحبُ قَناً؛ وأَنشد: عَضَّ الثِّقافِ خُرُصَ المُقَنِّي وَقِيلَ: كُلُّ عَصًا مُسْتَوِيَةٍ فَهِيَ قَنَاة، وَقِيلَ: كُلُّ عَصًا مُستوية أَو مُعْوَجَّة فَهِيَ قَنَاةٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ بَحْر: أَظَلُّ مِنْ خَوْفِ النُّجُوخِ الأَخْضَرِ، ... كأَنَّني، فِي هُوَّةٍ، أُحَدَّر «1»

_ (1). في هذا الشطر إقواء.

وتارَة يُسْنِدُني فِي أَوْعُرِ، ... مِنَ السَّراةِ، ذِي قَناً وعَرْعَرِ كَذَا أَنشده فِي أَوْعُر جَمْعُ وَعْرٍ، وأَراد ذواتِ قَناً فأَقام الْمُفْرَدَ مُقام الْجَمْعِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه فِي أَوْعَرِ لِوَصْفِهِ إِيَّاهُ بِقَوْلِهِ ذِي قَناً فَيَكُونُ الْمُفْرَدُ صِفَةً لِلْمُفْرَدِ. التَّهْذِيبُ: أَبو بَكْرٍ وكلُّ خَشَبَةٍ عِنْدَ الْعَرَبِ قَناةٌ وعَصا، والرُّمْح عَصاً؛ وأَنشد قَوْلُ الأَسود بْنِ يَعْفُرَ: وَقَالُوا: شريسٌ، قلتُ: يَكْفِي شَريسَكُمْ ... سِنانٌ، كنِبْراسِ النِّهامِي، مُفَتَّقُ نَمَتْه الْعَصَا، ثُمَّ اسْتَمَرَّ كأَنَّه ... شِهابٌ بِكَفَّيْ قابِسٍ يَتَحَرَّقُ نَمَتْه: رَفَعَتْهُ، يَعْنِي السِّنانَ، والنِّهامِي فِي قَوْلِ ابْنِ الأَعرابي: الرَّاهِبُ وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ النجَّار. اللَّيْثُ: القَناة أَلِفها وَاوٌ وَالْجَمْعُ قَنَوات وقَناً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: القَنَاة مِنَ الرِّمَاحِ مَا كَانَ أَجْوف كالقَصبة، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْكَظَائِمِ الَّتِي تَجْرِي تحتَ الأَرض قَنَوَات، وَاحِدَتُهَا قَنَاة، وَيُقَالُ لمجارِي مَائِهَا قَصَبٌ تَشْبِيهًا بالقَصَب الأَجوف، وَيُقَالُ: هِيَ قَنَاة وقَناً، ثُمَّ قُنِيٌّ جَمْعُ الْجَمْعِ، كَمَا يُقَالُ دَلاةٌ ودَلًا، ثُمَّ دِلِيٌّ ودُلِيٌّ لِجَمْعِ الْجَمْعِ. وَفِي الْحَدِيثِ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ والقُنِيُّ العُشور ؛ القُنِيُّ: جَمْعُ قَنَاة وَهِيَ الْآبَارُ الَّتِي تُحْفر فِي الأَرض مُتَتَابِعَةً لِيُسْتَخْرَجَ مَاؤُهَا ويَسيح عَلَى وَجْهِ الأَرض، قَالَ: وَهَذَا الْجَمْعُ إِنَّمَا يَصِحُّ إِذَا جُمِعَتِ القَناة عَلَى قَناً، وَجَمْعُ القَنا عَلَى قُنِيّ فَيَكُونُ جَمْعَ الْجَمْعِ، فإنَّ فَعَلة لَمْ تُجْمَعْ عَلَى فُعول. والقَناة: كَظِيمةٌ تُحْفَرُ تَحْتَ الأَرض، وَالْجَمْعُ قُنِيٌّ. والهُدْهُد قَناء الأَرض أَي عَالِمٌ بِمَوَاضِعِ الْمَاءِ. وقَناةُ الظَّهْرِ: الَّتِي تَنْتَظِمُ الفَقارَ. أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ فُلَانٌ صُلْبُ القَناةِ: مَعْنَاهُ صُلْبُ القامةِ، والقَناةُ عِنْدَ الْعَرَبِ القامةُ؛ وأَنشد: سِباطُ البنانِ والعَرانِينِ والقَنَا، ... لطافُ الخُصورِ فِي تمامٍ وإكمالِ أَراد بالقَنا القاماتِ. والقِنْوُ: العِذْق، وَالْجَمْعُ القِنْوانُ والأَقْناء؛ وَقَالَ: قَدْ أَبْصَرَتْ سُعْدَى بِهَا كَتائِلي ... طَويلةَ الأَقْناءِ والأَثاكِلِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه خَرَجَ فرأَى أَقْناء مُعَلَّقة قِنْوٌ مِنْهَا حَشَفٌ ؛ القِنْو: العِذق بِمَا فِيهِ مِنَ الرُّطَبِ، وَجَمْعُهُ أَقْنَاء، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. والقِنا، مَقْصُورٌ: مِثْل القِنْوِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: القِنْوُ والقِنا الكِباسةُ، والقَنا، بِالْفَتْحِ: لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَقْناء وقِنْوانٌ وقِنْيانٌ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِقُرْبِ الْكَسْرَةِ وَلَمْ يعتدَّ السَّاكِنُ حَاجِزًا، كسَّروا فِعْلًا عَلَى فِعْلانٍ كَمَا كَسَّرُوا عَلَيْهِ فَعَلًا لاعْتقابهما عَلَى الْمَعْنَى الْوَاحِدِ نَحْوُ بِدْلٍ وبَدَلٍ وشِبْهٍ وشَبَه، فَكَمَا كسروا فَعَلًا على فِعْلانٍ نَحْوَ خَرَبٍ وخِرْبانٍ وشَبَثٍ وشِبْثانٍ كَذَلِكَ كَسَّرُوَا عَلَيْهِ فِعْلًا فَقَالُوا قِنْوانٌ، فَالْكَسْرَةُ فِي قِنْو غَيْرُ الْكَسْرَةِ فِي قِنْوانٍ، تِلْكَ وَضْعِيَّةٌ لِلْبِنَاءِ وَهَذِهِ حَادِثَةٌ لِلْجَمْعِ، وأَما السُّكُونُ فِي هَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَعني سُكُونَ عَيْنِ فِعْلان فَهُوَ كَسُكُونِ عَيْنِ فِعْل الَّذِي هُوَ وَاحِدُ فِعْلان لَفْظًا، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ غَيْرَهُ تَقْدِيرًا لأَن سُكُونَ عَيْنِ فِعْلان شَيْءٌ أَحدثته الْجَمْعِيَّةُ، وإِن كَانَ بلفظِ مَا كَانَ فِي الْوَاحِدِ، أَلا تَرَى أَن سُكُونَ عَيْنِ شِبْثان وبِرْقان غَيْرُ فَتْحَةِ عَيْنِ شَبَثٍ وبَرَقٍ؟ فَكَمَا أَنَّ هَذَيْنِ مُخْتَلِفَانِ لَفْظًا كَذَلِكَ السُّكُونَانِ هُنَا مُخْتَلِفَانِ

تَقْدِيرًا. الأَزهري: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قِنْوانٌ دانِيَةٌ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي قَرِيبَةُ المُتَناوَلِ. والقِنْوُ: الْكِبَاسَةُ، وَهِيَ القِنا أَيضاً، مَقْصُورٌ، وَمَنْ قَالَ قِنْوٌ فإِنه يَقُولُ لِلِاثْنَيْنِ قِنْوانِ، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعِ قُنْوانٌ، بِالضَّمِّ، وَمِثْلُهُ صِنْوٌ وصِنْوانٌ. وَشَجَرَةٌ قَنْواء: طَوِيلَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: والقَناة الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ: وقَنَاةٍ، تَبْغِي بحَرْبَةَ عَهْداً ... مِن ضَبُوحٍ قَفَّى عَلَيْهِ الخَبالُ الْفَرَّاءُ: أَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ قِنْوانٌ، وَقَيْسٌ قُنْوان، وَتَمِيمٌ وَضَبَّةُ قُنْيان؛ وأَنشد: ومالَ بِقُنْيانٍ مِنَ البُسْرِ أَحْمَرا وَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُونَ قِنْوٌ وقُنْو، وَلَا يقولون قِنْيٌ، قال: وكلب تَقُولُ قِنْيان؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ العَيْزارِ الهُذَلي: بِما هِيَ مَقْناةٌ، أَنِيقٌ نَباتُها، ... مِرَبٌّ، فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُ قَالَ: مَعْنَاهُ أَي هِيَ مُوافِقة لِكُلِّ مَنْ نَزَلَهَا، من قوله: مُقَانَاةِ البياضَ بصُفْرةٍ أَي يوافِق بَيَاضُهَا صُفْرَتَهَا. قَالَ الأَصمعي: وَلُغَةُ هُذَيْلٍ مَفْناة، بِالْفَاءِ. ابْنُ السِّكِّيتِ. مَا يُقانِينِي هَذَا الشَّيْءُ وَمَا يُقامِيني أَي مَا يُوافِقُني. وَيُقَالُ: هَذَا يُقَانِي هَذَا أَي يُوافِقُه. الأَصمعي: قَانَيْت الشَّيْءَ خَلَطْتُهُ. وكلُّ شيءٍ خَلَطْتَهُ فَقَدَ قَانَيْتَه. وكلُّ شَيْءٍ خَالَطَ شَيْئًا فَقَدْ قَانَاه؛ أَبو الْهَيْثَمِ: وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كبِكْرِ المُقانَاةِ، البَياضُ بِصُفْرةٍ، ... غَذاها نَمِيرُ الْمَاءِ غيرَ مُحَلَّلِ «2» قَالَ: أَراد كَالْبِكْرِ الْمُقَانَاةِ الْبَيَاضَ بِصُفْرَةٍ أَي كَالْبَيْضَةِ الَّتِي هِيَ أَوّل بَيْضَةٍ بَاضَتْهَا النَّعَامَةُ، ثُمَّ قَالَ: المقاناةِ البياضُ بِصُفْرَةٍ أَي الَّتِي قُونِيَ بياضُها بِصُفْرَةٍ أَي خلِط بياضُها بِصُفْرَةٍ فَكَانَتْ صَفْرَاءَ بَيْضَاءَ، فَتَرَكَ الأَلف وَاللَّامَ مِنَ الْبِكْرِ وأَضاف الْبِكْرَ إِلى نَعْتِهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ أَراد كَبِكْر الصدَفَةِ المُقاناةِ الْبَيَاضُ بِصُفْرَةٍ لأَنَّ فِي الصَّدَفَةِ لَوْنَيْنِ مِنْ بَيَاضٍ وَصُفْرَةٍ أَضاف الدُّرَّة إِليها. أَبو عُبَيْدٍ: المُقاناةُ فِي النَّسْجِ خَيْطٌ أَبيض وَخَيْطٌ أَسود. ابْنُ بُزُرْج: المُقاناة خَلْطُ الصُّوفِ بِالْوَبَرِ وَبِالشَّعَرِ مِنَ الغَزل يُؤَلَّفُ بَيْنَ ذَلِكَ ثُمَّ يُبْرَمُ. اللَّيْثُ: المُقاناة إِشْراب لَوْنٍ بِلَوْنٍ، يُقَالُ: قُونِيَ هَذَا بِذَاكَ أَي أُشْرِب أَحدهما بِالْآخَرِ. وأَحمر قَانٍ: شَدِيدُ الْحُمْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ أَنس عَنْ أَبي بَكْرٍ وصَبْغِه: فَغَلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حَتَّى قَنَا لَوْنُهَا أَي احمرَّ. يُقَالُ: قَنا لَوْنُهَا يَقْنُو قُنُوًّا، وَهُوَ أَحمرُ قانٍ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ قَانَى لَكَ عَيْشٌ نَاعِمٌ أَي دامَ؛ وأَنشد يَصِفُ فَرَسًا: قَانَى لَهُ بالقَيْظ ظِلٌّ بارِدٌ، ... ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ حَتَّى إِذا نَبَحَ الظِّباءُ بَدَا لَهُ ... عِجَلٌ، كأَحْمِرة الشَّريعَةِ أَرْبَعُ «3» العِجَل: جَمْعُ عِجْلة، وَهِيَ الْمَزَادَةُ مَثْلُوثة أَو مَرْبُوعَةٌ. وقَانَى لَهُ الشيءُ أَي دَامَ. ابْنُ الأَعرابي: القُنَا ادِّخار الْمَالِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ الحُصَيبيّ يَقُولُ هُمْ لَا يُفانون مَالَهُمْ وَلَا يُقانونه أَي مَا يَقومون عَلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: تَقَنَّى فُلَانٌ إِذا اكْتَفَى بِنَفَقَتِهِ ثُمَّ فَضَلَت فَضْلة فادَّخرها. واقْتِناء الْمَالِ وغيره: اتِّخاذه.

_ (2). البياض [يروى بالحركات الثلاث. (3). قوله [الشريعة] الذي في ع ج ل: الصريمة.

وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَقْتَنِ مِنْ كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَحبَّ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَنَاه فَلَمْ يَتْرُكْ لَهُ مَالًا وَلَا وَلَدًا أَي اتَّخَذَهُ وَاصْطَفَاهُ. يُقَالُ: قَناه يَقْنُوه واقْتَناه إِذا اتَّخَذَهُ لِنَفْسِهِ دُونَ الْبَيْعِ. والمقْنَاة: المَضْحاة، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَكَذَلِكَ المَقْنُوةُ. وقُنِيَتِ الْجَارِيَةُ تُقْنَى قِنْيةً، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، إِذا مُنِعَتْ مِنَ اللَّعِب مَعَ الصِّبْيَانِ وسُتِرَت فِي الْبَيْتِ؛ رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبي سَعِيدٍ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ الأَزهر عَنْ بُندار عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، قَالَ: وسأَلته عَنْ فُتِّيَتِ الجارِية تَفْتِية فَلَمْ يَعْرِفْهُ. وأَقْناكَ الصيدُ وأَقْنَى لَكَ: أَمْكَنك؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: يَجُوعُ إِذا مَا جاعَ فِي بَطْنِ غيرهِ، ... ويَرْمِي إِذا مَا الْجُوعُ أَقْنَتْ مَقاتِلُه وأَثبته ابْنُ سِيدَهْ فِي الْمُعْتَلِّ بِالْيَاءِ قَالَ: عَلَى أَنَّ ق ن وأَكثر مِنْ ق ن ي، قَالَ: لأَني لَمْ أَعرف اشْتِقَاقَهُ، وَكَانَتِ اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. والقُنْيَان: فَرَسُ قَرَابَةَ الضَّبِّيِّ؛ وَفِيهِ يَقُولُ: إِذا القُنْيَانُ أَلحَقَني بِقَوْمٍ ... فَلَمْ أَطْعَن، فَشَلَّ إِذاً بَناني وقَنَاةُ: وادٍ بِالْمَدِينَةِ؛ قَالَ البُرْجُ بْنُ مُسْهِر الطَّائِيُّ: سَرَتْ مِنْ لِوَى المَرُّوتِ حَتَّى تَجَاوَزَتْ ... إِليَّ، وَدُونِي مِن قَناةَ شُجُونُها وَفِي الْحَدِيثِ: فَنَزَلْنَا بِقَنَاة ، قَالَ: هُوَ وادٍ مِنْ أَوْدِيةِ الْمَدِينَةِ عَلَيْهِ حَرْثٌ وَمَالٌ وزُرُوع، وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ وادِي قَناةَ، وَهُوَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ. وقانِيةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: فَلأْياً مَا قَصَرْتُ الطَّرْفَ عَنْهُمْ ... بِقانِيةٍ، وَقَدْ تَلَع النَّهارُ وقَنَوْنَى: موضع. قها: أَقْهى عَنِ الطَّعَامِ واقْتَهَى: ارتدَّت شهوتُه عَنْهُ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ مِثْلَ أَقْهَمَ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَلِيلِ الطُّعم: قَدْ أَقْهَى وَقَدْ أَقْهَم، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْدِرَ عَلَى الطَّعَامِ فَلَا يأَكله وإِن كَانَ مُشْتَهِيًا لَهُ. وأَقْهَى عَنِ الطَّعَامِ إِذا قَذِره فَتَرَكَهُ وَهُوَ يَشْتَهيه. وأَقْهَى الرجلُ إِذا قلَّ طُعْمُه. وأَقْهَاه الشيءُ عَنِ الطَّعَامِ: كَفَّهُ عَنْهُ أَو زَهَّدَه فِيهِ. وقَهِيَ الرَّجُلُ قَهْياً: لَمْ يَشْتَهِ الطَّعَامَ. وقَهِيَ عَنِ الشَّرَابِ وأَقْهَى عَنْهُ: تَرَكَهُ. أَبو السَّمْحِ: المُقْهِي والآجِم الَّذِي لَا يَشْتَهِي الطَّعَامَ مِنْ مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ؛ وأَنشد شَمِرٌ: لَكالمِسْكِ لَا يُقْهِي عَنِ المِسْكِ ذائقُه وَرَجُلٌ قَاهٍ: مُخْصِب فِي رَحْلِهِ. وعيشٌ قَاهٍ: رَفِيهٌ. والقَهةُ: مِنْ أَسماء النَّرْجِسِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَلَى أَنه يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ ذَاهِبُهَا وَاوًا وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والقَهْوة: الْخَمْرُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تُقْهِي شَارِبَهَا عَنِ الطَّعَامِ أَي تَذْهَبُ بِشَهْوَتِهِ، وَفِي التَّهْذِيبِ أَي تُشبِعه؛ قَالَ أَبُو الطَّمَحان يَذْكُرُ نِسَاءً: فأَصبَحْنَ قَدْ أَقْهَين عَنِّي، كَمَا أَبَتْ ... حِياضَ الإِمدَّانِ الهِجانُ القَوامِحُ وَعَيْشٌ قاهٍ بيِّن القَهْوِ والقَهْوةِ: خَصِيبٌ، وَهَذِهِ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. الْجَوْهَرِيُّ القاهِي الحَديدُ الْفُؤَادِ المُستطارُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: راحَتْ كَمَا راحَ أَبو رِئالِ ... قاهِي الفُؤادِ دائبُ الإِجْفالِ قوا: اللَّيْثُ: الْقُوَّةُ مِنْ تأْليف ق وي، وَلَكِنَّهَا حُمِلَتْ عَلَى فُعْلة فأُدغمت الْيَاءُ فِي الْوَاوِ كَرَاهِيَةَ تَغْيُّرِ الضَّمَّةِ،

والفِعالةُ مِنْهَا قِوايَةٌ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الحَزْم وَلَا يُقَالُ فِي البَدَن؛ وأَنشد: ومالَ بأَعْناقِ الكَرَى غالِباتُها، ... وإِنِّي عَلَى أَمْرِ القِوَايةِ حازِمُ قَالَ: جَعَلَ مَصْدَرَ القوِيّ عَلَى فِعالة، وَقَدْ يَتَكَلَّفُ الشُّعَرَاءُ ذَلِكَ فِي الْفِعْلِ اللَّازِمِ. ابْنُ سِيدَهْ: القُوَّةُ نَقِيضُ الضَّعْفِ، وَالْجَمْعُ قُوًى وقِوًى. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ ؛ أَي بِجِدّ وعَوْن مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَهِيَ القِوايةُ، نَادِرٌ، إِنَّمَا حُكْمُهُ القِواوةُ أَو القِواءة، يَكُونُ ذَلِكَ فِي البَدن وَالْعَقْلِ، وَقَدْ قَوِيَ فَهُوَ قَوِيّ وتَقَوَّى واقْتَوَى كَذَلِكَ، قَالَ رُؤْبَةُ: وقُوَّةَ اللهِ بِهَا اقْتَوَيْنا وقَوّاه هُوَ. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ قَوِيَ الرَّجُلُ والضَّعيف يَقْوَى قُوَّة فَهُوَ قَوِيٌّ وقَوَّيْتُه أَنا تَقْوِيةً وقاوَيْتُه فَقَوَيْتُه أَي غَلَبْته. وَرَجُلٌ شَدِيدُ القُوَى أَي شدِيدُ أَسْرِ الخَلْقِ مُمَرُّه. وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: شَدِيدُ الْقُوى ؛ قِيلَ: هُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. والقُوَى: جَمْعُ القُوَّة، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ لِمُوسَى حِينَ كَتَبَ لَهُ الأَلواح: فَخُذْها بِقُوَّةٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي خُذْهَا بقُوَّة فِي دِينِكَ وحُجَّتك. ابْنُ سِيدَهْ: قَوَّى اللَّهُ ضعفَك أَي أَبدَلك مَكَانَ الضَّعْفِ قُوَّة، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: هُوَ يُقَوَّى أَي يُرْمَى بِذَلِكَ. وَفَرَسٌ مُقْوٍ: قويٌّ، وَرَجُلٌ مُقْوٍ: ذُو دَابَّةٍ قَوِيّة. وأَقْوَى الرجلُ فَهُوَ مُقْوٍ إِذا كَانَتْ دَابَّتُهُ قَوِيَّة. يُقَالُ: فُلَانٌ قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِي فِي نَفْسِهِ، والمُقْوِي فِي دَابَّتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: لَا يَخْرُجَنَّ مَعَنَا الَّا رَجُلٌ مُقْوٍ أَي ذُو دَابَّةٍ قَوِيَّة. وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَسود بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ، قَالَ: مُقْوون مُؤْدونَ أَي أَصحاب دَوابّ قَوِيّة كامِلُو أَداةِ الْحَرْبِ. والقَوِيُّ مِنَ الْحُرُوفِ: مَا لَمْ يَكُنْ حَرْفَ لِينٍ. والقُوَى: الْعَقْلُ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: وصاحِبَيْنِ حازِمٍ قُواهُما ... نَبَّهْتُ، والرُّقادُ قَدْ عَلاهُما، إِلى أَمْونَيْنِ فَعَدَّياهما القُوَّة: الخَصْلة الْوَاحِدَةُ مِنْ قُوَى الحَبل، وَقِيلَ: القُوَّة الطَّاقَةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ طاقاتِ الحَبْل أَو الوَتَر، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ قُوًى وقِوًى. وَحَبْلٌ قَوٍ ووتَرٌ قَوٍ، كِلَاهُمَا: مُخْتَلِفُ القُوَى. وأَقْوَى الحبلَ والوَتر: جَعَلَ بَعْضَ قُواه أَغلظ مِنْ بَعْضٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ: يُنْقَضُ الإِسلامُ عُرْوَةً عُروة كَمَا يُنْقَضُ الحبلُ قُوَّة قُوَّة. والمُقْوِي: الَّذِي يُقَوِّي وَتَرَهُ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يُجد غارَته فَتَرَاكَبَتْ قُواه. وَيُقَالُ: وتَر مُقْوًى. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ أَقْوَيْتَ حبلَك، وَهُوَ حبلٌ مُقْوًى، وَهُوَ أَن تُرْخِي قُوَّة وتُغير قوَّة فَلَا يَلْبَثُ الْحَبْلُ أَن يَتَقَطَّع، وَيُقَالُ: قُوَّةٌ وقُوًى مِثْلَ صُوَّة وصُوًى وهُوَّة وهُوًى، وَمِنْهُ الإِقْوَاء فِي الشِّعْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: يذهَب الدِّين سُنَّةً سُنة كَمَا يَذْهَبُ الْحَبْلُ قُوَّة قُوَّة. أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: الإِقْواء أَن تَخْتَلِفَ حَرَكَاتُ الرَّوِيِّ، فَبَعْضُهُ مَرْفُوعٌ وَبَعْضُهُ مَنْصُوبٌ أَو مَجْرُورٌ. أَبو عُبَيْدَةَ: الإِقواء فِي عُيُوبِ الشِّعْرِ نُقْصَانُ الْحَرْفِ مِنَ الْفَاصِلَةِ يَعْنِي مِنْ عَرُوض الْبَيْتِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ قوَّة الْحَبْلِ، كأَنه نَقَصَ قُوَّة مِنْ قُواه وَهُوَ مِثْلُ الْقَطْعِ فِي عَرُوضِ الْكَامِلِ؛ وَهُوَ كَقَوْلِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ: أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مالِك بْنِ زُهَيْرٍ ... تَرْجُو النِّساءُ عَواقِبَ الأَطْهار؟ فنقَص مِنْ عَروضه قُوَّة. والعَروض: وَسَطُ الْبَيْتِ:

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الإِقْواء اخْتِلَافُ إِعراب القَوافي؛ وَكَانَ يَرْوِي بَيْتَ الأَعشى: مَا بالُها بِاللَّيْلِ زالَ زَوالُها بِالرَّفْعِ، وَيَقُولُ: هَذَا إِقْواء، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَ النَّاسِ الإِكفاء، وَهُوَ اخْتِلَافُ إِعراب القَوافي، وَقَدْ أَقْوَى الشَّاعِرُ إِقْوَاء، ابْنُ سِيدَهْ: أَقْوَى فِي الشِّعْرِ خالفَ بَيْنَ قَوافِيه، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهل اللُّغَةِ. وَقَالَ الأَخفش: الإِقْوَاء رَفْعُ بَيْتٍ وَجَرُّ آخَرَ نَحْوَ قَوْلِ الشَّاعِرِ: لَا بَأْسَ بالقَوْمِ مِنْ طُولٍ وَمِنْ عِظَمٍ، ... جِسْمُ البِغال وأَحْلامُ العَصافيرِ ثُمَّ قَالَ: كأَنهم قَصَبٌ، جُوفٌ أَسافِلُه، ... مُثَقَّبٌ نَفَخَتْ فِيهِ الأَعاصيرُ قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا مِنَ الْعَرَبِ كَثِيرًا لَا أُحصي، وقَلَّت قَصِيدَةٌ يُنْشِدُونَهَا إِلا وَفِيهَا إِقْواء ثُمَّ لَا يستنكِرونه لأَنه لَا يَكْسِرُ الشِّعْرَ، وأَيضاً فإِن كُلَّ بَيْتٍ مِنْهَا كأَنه شِعْرٌ عَلَى حِياله. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما سَمْعُه الإِقواء عَنِ الْعَرَبِ فَبِحَيْثُ لَا يُرتاب بِهِ لَكِنَّ ذَلِكَ فِي اجْتِمَاعِ الرَّفْعِ مَعَ الْجَرِّ، فأَما مُخَالَطَةُ النَّصْبِ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا فَقَلِيلٌ، وَذَلِكَ لِمُفَارَقَةِ الأَلف الْيَاءَ وَالْوَاوَ وَمُشَابَهَةِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا جَمِيعًا أُختها؛ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الحرث بْنِ حِلِّزَةَ: فَمَلَكْنا بِذَلِكَ الناسَ، حَتَّى ... مَلَكَ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماء مَعَ قَوْلِهِ: آذَنَتْنا بِبَيْنِها أَسْماءُ، ... رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ وَقَالَ آخَرُ أَنشده أَبو عَلِيٍّ: رَأَيْتُكِ لَا تُغْنِينَ عَنِّى نَقْرَةً، ... إِذا اخْتَلَفَت فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكْ وَيُرْوَى: الدَّمالِكُ. فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ مَا دامَ تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ، أَو صُلْبُ العَصا مِن رِجالِكِ وَمَعْنَى هَذَا أَن رَجُلًا وَاعَدَتْهُ امرأَة فعَثر عَلَيْهَا أَهلُها فَضَرَبُوهُ بالعِصِيّ فَقَالَ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ، وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ، فأَما دُخُولُ النَّصْبِ مَعَ أَحدهما فَقَلِيلٌ؛ مِنْ ذَلِكَ مَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ: فَيَحْيَى كَانَ أَحْسَنَ مِنْكَ وَجْهاً، ... وأَحْسَنَ في المُعَصْفَرَةِ ارْتِداآ ثُمَّ قَالَ: وَفِي قَلْبي عَلَى يَحْيَى البَلاء قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَالَ أَعرابي لأَمدحنّ فُلَانًا ولأَهجونه وليُعْطِيَنِّي، فَقَالَ: يَا أَمْرَسَ الناسِ إِذا مَرَّسْتَه، ... وأَضْرَسَ الناسِ إِذا ضَرَّسْتَه «1» وأَفْقَسَ الناسِ إِذا فَقَّسْتَه، ... كالهِنْدُوَانِيِّ إِذا شَمَّسْتَه وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَبِيعَةَ لِرَجُلٍ وَهَبَهُ شَاةً جَماداً: أَلم تَرَني رَدَدْت عَلَى ابْنِ بَكْرٍ ... مَنِيحَتَه فَعَجَّلت الأَداآ فقلتُ لِشاتِه لمَّا أَتَتْني: ... رَماكِ اللهُ مِنْ شاةٍ بداءِ وَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ المِنهال الغَنَوِيّ فِي شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ: لَيتَ أَبا شَرِيكٍ كَانَ حَيّاً، ... فَيُقْصِرَ حِينَ يُبْصِرُه شَرِيكُ

_ (1). قوله [يا أمرس الناس إلخ] كذا بالأصل.

ويَتْرُكَ مِنْ تَدَرُّئِه عَلَيْنَا، ... إِذا قُلنا لَهُ: هَذَا أَبُوكا وَقَالَ آخَرُ: لَا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطَلَّقةً، ... وَلَا يسُوقَنَّها فِي حَبْلِك القَدَرُ أَراد وَلَا يسُوقَنَّها صَيْداً فِي حَبْلِك أَو جَنيبة لِحَبْلِكَ. وإِنْ أَتَوْكَ وَقَالُوا: إِنَّهَا نَصَفٌ، ... فإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيها الَّذِي غَبَرا وَقَالَ القُحَيف العُقَيْلي: أَتاني بالعَقِيقِ دُعاءُ كَعْبٍ، ... فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ وجاءَتْ مِن أَباطِحها قُرَيْشٌ، ... كَسَيْلِ أَتِيِّ بيشةَ حِينَ سَالَا وَقَالَ آخَرُ: وإِني بحَمْدِ اللهِ لَا واهِنُ القُوَى، ... وَلَمْ يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فأَخْشعا وإِني بحَمْدِ اللهِ لَا ثَوْبَ عاجِزٍ ... لَبِسْتُ، وَلَا مِنْ غَدْرةٍ أَتَقَنَّعُ وَمِنْ ذَلِكَ مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي: قَدْ أَرْسَلُوني فِي الكَواعِبِ راعِياً، ... فَقَدْ، وأَبي راعِي الكواعِبِ، أَفْرِسُ أَتَتْه ذِئابٌ لَا يُبالِينَ راعِياً، ... وكُنَّ سَواماً تَشْتَهِي أَن تُفَرَّسا وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: عَشَّيْتُ جابانَ حَتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه، ... وكادَ يَهْلِكُ لَوْلَا أَنه اطَّافا قُولا لجابانَ: فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّته، ... نَوْمُ الضُّحَى بعدَ نَوْمِ الليلِ إِسْرافُ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي أَيضاً: أَلا يَا خيْزَ يَا ابْنَةَ يَثْرُدانٍ، ... أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدكِ لَا يَنام وَيُرْوَى: أُثْردانٍ. وبَرْقٌ للعَصِيدةِ لاحَ وَهْناً، ... كَمَا شَقَّقْتَ فِي القِدْر السَّناما وَقَالَ: وَكُلُّ هَذِهِ الأَبيات قَدْ أَنشدنا كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَفِي الْجُمْلَةِ إِنَّ الإِقْوَاء وإِن كَانَ عَيباً لِاخْتِلَافِ الصَّوْتِ بِهِ فإِنه قَدْ كَثُرَ، قَالَ: وَاحْتَجَّ الأَخفش لِذَلِكَ بأَن كُلَّ بَيْتٍ شِعْرٌ برأْسه وأَنَّ الإِقْوَاء لَا يَكْسِرُ الْوَزْنَ؛ قَالَ: وَزَادَنِي أَبو عَلِيٍّ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِن حَرْفَ الْوَصْلِ يَزُولُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الإِنشاد نَحْوَ قَوْلِهِ: قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِل وَقَوْلِهِ: سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُها الخِيام وَقَوْلِهِ: كَانَتْ مُبارَكَةً مِن الأَيَّام فَلَمَّا كَانَ حَرْفُ الْوَصْلِ غَيْرَ لَازِمٍ لأَن الْوَقْفَ يُزيله لَمْ يُحْفَل بِاخْتِلَافِهِ، ولأَجل ذَلِكَ مَا قلَّ الإِقواء عَنْهُمْ مَعَ هَاءِ الْوَصْلِ، أَلا تَرَى أَنه لَا يُمْكِنُ الْوُقُوفُ دُونَ هَاءِ الْوَصْلِ كَمَا يُمْكِنُ الْوُقُوفُ عَلَى لَامِ مَنْزِلِ وَنَحْوِهِ؟ فَلِهَذَا قَلَّ جِدًّا نَحْوُ قَوْلِ الأَعشى: مَا بالُها بالليلِ زَالَ زوالُها فِيمَنْ رَفَعَ. قَالَ الأَخفش: قَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَجْعَلُ الإِقْوَاء سِناداً؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

فِيهِ سِنادٌ وإِقْوَاءٌ وتَحْرِيدُ قَالَ: فَجَعَلَ الإِقْوَاء غَيْرَ السِّنَاد كأَنه ذَهَبَ بِذَلِكَ إِلى تَضْعِيفِ قَوْلِ مَنْ جَعَلَ الإِقْوَاء سِنَاداً مِنَ الْعَرَبِ وَجَعَلَهُ عَيْبًا. قَالَ: وَلِلنَّابِغَةِ فِي هَذَا خَبَرٌ مَشْهُورٌ، وَقَدْ عِيبَ قَوْلُهُ فِي الداليَّة الْمَجْرُورَةِ: وَبِذَاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسودُ فعِيب عَلَيْهِ ذَلِكَ فَلَمْ يَفْهَمْهُ، فَلَمَّا لَمْ يَفْهَمْهُ أُتي بِمُغَنِّيَةٍ فَغَنَّتْهُ: مِن آلِ مَيّةَ رائحٌ أَو مُغْتَدِي وَمَدَّتِ الْوَصْلَ وأَشبعته ثُمَّ قَالَتْ: وَبِذَاكَ خَبَّرنا الغُدافُ الأَسودُ ومَطَلَت وَاوَ الْوَصْلِ، فَلَمَّا أَحسَّه عَرَفَهُ وَاعْتَذَرَ مِنْهُ وغيَّره فِيمَا يُقَالُ إِلى قَوْلِهِ: وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْودِ وَقَالَ: دَخَلْتُ يَثْرِبَ وَفِي شِعْرِي صَنْعة، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْهَا وأَنا أَشْعر الْعَرَبِ. واقْتَوَى الشيءَ: اخْتَصَّه لِنَفْسِهِ. والتَّقَاوِي: تزايُد الشُّرَكَاءِ. والقِيُّ: القَفْر مِنَ الأَرض، أَبْدَلُوا الْوَاوَ يَاءً طَلَبًا لِلْخِفَّةِ، وَكَسَرُوا الْقَافَ لِمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ. والقَواءُ: كالقِيّ، هَمْزَتُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ. وأَرض قَواء وقَوايةٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ: قَفْرة لَا أَحد فِيهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ ، يَقُولُ: نَحْنُ جَعَلْنَا النَّارَ تَذْكِرَةً لِجَهَنَّمَ وَمَتَاعًا للمُقْوِين، يَقُولُ: مَنْفَعَةً للمُسافرين إِذا نَزَلُوا بالأَرض القِيّ وَهِيَ الْقَفْرُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُقْوِي الَّذِي لَا زَادَ مَعَهُ، يُقَالُ: أَقْوَى الرجلُ إِذا نَفِد زَادُهُ. وَرَوَى أَبو إِسْحَاقَ: المُقْوِي الَّذِي يَنْزِلُ بالقَوَاء وَهِيَ الأَرض الْخَالِيَةُ. أَبو عَمْرٍو: القَوَايَة الأَرض الَّتِي لَمْ تُمْطَر. وَقَدْ قَوِيَ الْمَطَرُ يَقْوَى إِذا احْتبس، وَإِنَّمَا لَمْ يُدْغَمْ قَوِيَ وأُدغمت قِيٌّ لِاخْتِلَافِ الْحَرْفَيْنِ، وَهُمَا مُتَحَرِّكَانِ، وأُدغمت فِي قَوْلِكَ لوَيْتُ لَيّاً وأَصله لَوْياً، مَعَ اخْتِلَافِهِمَا، لأَن الأُولى مِنْهُمَا سَاكِنَةٌ، قَلَبْتَها يَاءً وأَدغمت. والقَواء، بِالْفَتْحِ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرضين مَمطورتَين. شَمِرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ بَلَدٌ مُقْوٍ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَطَرٌ، وَبَلَدٌ قاوٍ ليس به أَحد. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُقْوِيةُ الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ وَلَيْسَ بِهَا كلأٌ، وَلَا يُقَالُ لَهَا مُقْوِية وَبِهَا يَبْسٌ مِنْ يَبْسِ عَامِ أَوَّل. والمُقْوِية: المَلْساء الَّتِي لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ مِثْلَ إِقْوَاء الْقَوْمِ إِذا نَفِد طَعَامُهُمْ؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي الصُّوفِ الطَّائِيِّ: لَا تَكْسَعَنّ بَعْدَها بالأَغبار ... رِسْلًا، وَإِنْ خِفْتَ تَقَاوِي الأَمْطار قَالَ: والتَّقَاوِي قِلَّته. وَسَنَةٌ قَاوِيَةٌ: قَلِيلَةُ الأَمطار. ابْنُ الأَعرابي: أَقْوَى إِذا اسْتَغْنَى، وأَقْوَى إِذا افتقَرَ، وأَقْوَى القومُ إِذا وَقَعُوا فِي قِيٍّ مِنَ الأَرض. والقِيُّ: المُسْتَوِية المَلْساء، وَهِيَ الخَوِيَّةُ أَيضاً. وأَقْوَى الرجلُ إِذا نَزَلَ بِالْقَفْرِ. والقِيُّ: الْقَفْرُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وبَلْدَةٍ نِياطُها نَطِيُّ، ... قِيٌّ تُناصِيها بلادٌ قِيُ وَكَذَلِكَ القَوا والقَواء، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ. وَمَنْزِلٌ قَواء: لَا أَنِيسَ بِهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: أَلا حَيِّيا الرَّبْعَ القَواء وسَلِّما، ... ورَبْعاً كجُثْمانِ الحَمامةِ أَدْهَما وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وَبِي رُخِّصَ لَكُمْ فِي صَعِيدِ الأَقْواءِ ؛ الأَقْواءُ: جَمْعُ قَواء وَهُوَ

الْقَفْرُ الْخَالِي مِنَ الأَرض، تُرِيدُ أَنها كَانَتْ سَبَبَ رُخصة التَّيَمُّمِ لَمَّا ضَاعَ عِقْدُها فِي السَّفَرِ وَطَلَبُوهُ فأَصبحوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، والصَّعِيدُ: التُّرَابُ. ودارٌ قَواء: خَلاء، وَقَدْ قَوِيَتْ وأَقْوَتْ. أَبو عُبَيْدَةَ: قَوِيَت الدَّارُ قَواً، مَقْصُورٌ، وأَقْوَتْ إِقْوَاءً إِذا أَقْفَرت وخَلَتْ. الْفَرَّاءُ: أَرض قِيٌّ وَقَدْ قَوِيَتْ وأَقْوَتْ قَوايةً وقَواً وقَواء. وَفِي حَدِيثِ سَلْمان: مَن صَلَّى بأَرْض قِيٍّ فأَذَّنَ وأَقامَ الصلاةَ صلَّى خَلْفَه مِنَ الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي بِقِيٍّ مِنَ الأَرض ؛ القِيُّ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ: فِعْل مِنَ القَوَاء، وَهِيَ الأَرض القَفْر الْخَالِيَةُ. وأَرض قَواء: لَا أَهل فِيهَا، والفِعْل أَقْوَت الأَرضُ وأَقْوَتِ الدارُ إِذا خَلَتْ مِنْ أَهلها، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ القَواء. وأَقْوَى القومُ: نَزَلُوا فِي القَواء. الْجَوْهَرِيُّ: وَبَاتَ فُلَانٌ القَواء، وَبَاتَ القَفْر إِذا بَاتَ جَائِعًا عَلَى غَيْرِ طُعْم؛ وَقَالَ حاتم طيِء: وإِني لأَختارُ القَوا طاوِيَ الحَشَى، ... مُحافَظَةً مِنْ أَنْ يُقالَ لَئِيمُ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَكَى ابْنُ وَلَّادٍ عَنِ الْفَرَّاءِ قَواً مأْخوذ مِنَ القِيِّ، وأَنشد بَيْتَ حَاتِمٍ؛ قَالَ الْمُهَلَّبِيُّ: لَا مَعْنَى للأَرض هَاهُنَا، وإِنما القَوَا هَاهُنَا بِمَعْنَى الطَّوَى. وأَقْوى الرجلُ: نَفِدَ طَعَامُهُ وفَنِي زَادُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ . وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحش: قَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ إِنَّا قَدْ أَقْوَيْنا فأَعْطِنا مِنَ الْغَنِيمَةِ أَي نَفِدَت أَزْوادنا، وَهُوَ أَن يَبْقَى مِزْوَدُه قَواء أَي خَالِيًا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الخُدْرِي فِي سَرِيَّةِ بَنِي فَزارةَ: إِني قَدْ أَقْوَيْت مُنْذُ ثَلَاثٍ فخِفْت أَن يَحْطِمَني الجُوع ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: وإِنَّ مَعادِن إِحسانك لَا تَقْوَى أَي لَا تَخْلُو مِنَ الْجَوْهَرِ، يُرِيدُ بِهِ الْعَطَاءَ والإِفْضال. وأَقْوَى الرَّجُلُ وأَقْفَرَ وأَرْمَلَ إِذا كَانَ بأَرض قَفْرٍ لَيْسَ مَعَهُ زَادٌ. وأَقْوَى إِذا جاعَ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ شَيْءٌ، وإِن كَانَ فِي بَيْتِهِ وسْطَ قَوْمِهِ. الأَصمعي: القَواء القَفْر، والقِيُّ مِنَ القَواء فِعْلٌ مِنْهُ مأْخوذ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ قُوْيٌ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْيَاءُ كُسِرَتِ الْقَافُ. وَتَقُولُ: اشْتَرَى الشُّرَكَاءُ شَيْئًا ثُمَّ اقْتَوَوْه أَي تَزَايَدُوهُ حَتَّى بَلَغَ غَايَةَ ثَمَنِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: لَمْ يَكُنْ يَرَى بأْساً بالشُّركاء يَتَقَاوَوْنَ الْمَتَاعَ بَيْنَهُمْ فِيمَنْ يَزِيدُ ؛ التَّقَاوِي بَيْنَ الشُّرَكَاءِ: أَن يَشْتَرُوا سِلْعَةً رَخِيصَةً ثُمَّ يَتَزَايَدُوا بَيْنَهُمْ حَتَّى يَبْلُغوا غَايَةَ ثَمَنِهَا. يُقَالُ: بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ ثَوْبٌ فتَقَاوَيْناه أَي أَعطيته بِهِ ثَمَنًا فأَخذته أَو أَعطاني بِهِ ثَمَنًا فأَخذه. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: سأَل عُبَيْدَ اللهِ بنَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُتْبةَ عَنِ امرأَة كَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا فَاشْتَرَتْهُ، فَقَالَ: إِنِ اقْتَوَتْه فُرّق بِينَهُمَا وَإِنْ أَعتقته فَهُمَا عَلَى نِكَاحِهِمَا أَي إِن اسْتخْدمَتْه، مِنَ القَتْوِ الخِدمةِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ قَتا؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ افْعَلَّ مِنَ القَتْوِ الخِدمةِ كارْعَوَى مِنَ الرَّعْوَى، قَالَ: إِلا أَن فِيهِ نَظَرًا لأَن افْعَلَّ لَمْ يَجئْ متعَدِّياً، قَالَ: وَالَّذِي سَمِعْتُهُ اقْتَوَى إِذا صَارَ خَادِمًا، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ افْتَعَل مِنَ الاقْتواء بِمَعْنَى الِاسْتِخْلَاصِ، فكَنى بِهِ عَنِ الِاسْتِخْدَامِ لأَن مَنِ اقْتَوَى عَبْدًا لَا بُدَّ أَن يَسْتَخْدِمَهُ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ عَنْ أَئمة الْفِقْهِ أَن المرأَة إِذا اشْتَرَتْ زَوْجَهَا حُرِّمَتْ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اشْتِرَاطِ خِدْمَةٍ، قَالَ: وَلَعَلَّ هَذَا شَيْءٌ اخْتَصَّ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ. وَرُوِيَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنه أَوصى فِي جَارِيَةٍ لَهُ: أَن قُولوا لِبَنِيَّ لَا تَقْتَوُوها بَيْنَكُمْ وَلَكِنْ بِيعُوهَا، إِني لَمْ أَغْشَها وَلَكِنِّي جَلَسْتُ مِنْهَا مجلِساً مَا أُحِبُّ أَن يَجلِس وَلَدٌ لِي ذَلِكَ المَجْلِس ، قَالَ أَبو

زَيْدٍ: يُقَالُ إِذا كَانَ الْغُلَامُ أَو الْجَارِيَةُ أَو الدَّابَّةُ أَو الدَّارُ أَو السِّلْعَةُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَقَدْ يَتَقَاوَيانِها، وَذَلِكَ إِذا قَوَّمَاهَا فَقَامَتْ عَلَى ثَمَنٍ، فَهُمَا فِي التَّقاوِي سَوَاءٌ، فإِذا اشْتَرَاهَا أَحدُهما فَهُوَ المُقْتَوِي دُونَ صَاحِبِهِ فَلَا يَكُونُ اقْتِواؤهما وَهِيَ بَيْنَهُمَا إِلا أَن تَكُونَ بَيْنَ ثَلَاثَةٍ فأَقول لِلِاثْنَيْنِ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِذا اشْتَرَيَا نَصِيبَ الثَّالِثِ اقْتَوَياها وأَقْواهما الْبَائِعُ إِقْواء. والمُقْوِي: الْبَائِعُ الَّذِي بَاعَ، وَلَا يَكُونُ الإِقْواء إِلا مِنَ الْبَائِعِ، وَلَا التَّقاوِي إِلا مِنَ الشُّرَكَاءِ، وَلَا الِاقْتِوَاءُ إِلا مِمَّنْ يَشْتَرِي مِنَ الشُّرَكَاءِ، وَالَّذِي يُبَاعُ مِنَ الْعَبْدِ أَو الْجَارِيَةِ أَو الدَّابَّةِ مِنَ اللَّذَيْنِ تَقاويا، فأَما فِي غَيْرِ الشُّرَكَاءِ فَلَيْسَ اقْتِواء وَلَا تَقاوٍ وَلَا إِقْواء. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَكُونُ الاقْتِواء فِي السِّلْعَةِ إِلا بَيْنَ الشُّرَكَاءِ، قِيلَ أَصله مِنَ القُوَّة لأَنه بُلُوغٌ بِالسِّلْعَةِ أَقْوَى ثَمَنِهَا؛ قَالَ شَمِرٌ: وَيُرْوَى بَيْتُ ابْنِ كُلْثُومٍ: مَتى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا أَي مَتَى اقْتَوَتْنا أُمُّك فَاشْتَرَتْنَا. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ ثَوْبٌ فَتَقاوَيْناه بَيْنَنَا أَي أَعطيته ثَمَنًا وأَعطاني بِهِ هُوَ فأَخذه أَحدنا. وَقَدِ اقْتَوَيْت مِنْهُ الْغُلَامَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا أَي اشْتَرَيْتُ مِنْهُ نَصِيبَهُ. وَقَالَ الأَسدي: القاوِي الْآخِذُ، يُقَالُ: قاوِه أَي أَعْطِه نَصِيبَهُ؛ قَالَ النَّظَّارُ الأَسدي: ويومَ النِّسارِ ويَوْمَ الجِفارِ ... كانُوا لَنا مُقْتَوِي المُقْتَوِينا التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للسُّقاة إِذا كَرَعوا فِي دَلْوٍ مَلآنَ مَاءً فَشَرِبُوا مَاءَهُ قَدْ تَقاوَوْه، وَقَدْ تقاوَينا الدَّلْوَ تَقاوِياً. الأَصمعي: مِنْ أَمثالهم انقَطَع قُوَيٌّ مِنْ قاوِيةٍ إِذا انْقَطَعَ مَا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَو وجَبت بَيْعَةٌ لَا تُسْتقال؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والقاوِيَةُ هِيَ الْبَيْضَةُ، سُمِّيَتْ قاوِيَةً لأَنها قَوِيَتْ عَنْ فَرْخها. والقُوَيُّ: الفَرْخ الصَّغِيرُ، تَصْغِيرُ قَاوٍ، سُمِّيَ قُوَيّاً لأَنه زَايَلَ الْبَيْضَةَ فَقَوِيَتْ عَنْهُ وقَوِيَ عَنْهَا أَي خَلا وخَلَتْ، وَمِثْلُهُ: انْقَضَتْ قائبةٌ مِنْ قُوبٍ؛ أَبو عَمْرٍو: القائبةُ والقاوِيَةُ الْبَيْضَةُ، فإِذا ثَقَبَهَا الْفَرْخُ فَخَرَجَ فَهُوَ القُوبُ والقُوَيُّ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للدَّنيءِ قُوَيٌّ مِنْ قاوِية. وقُوَّةُ: اسْمُ رَجُلٍ. وقَوٌّ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بَيْنَ فَيْدٍ والنِّباج؛ وَقَالَ إمْرُؤ القَيْس: سَما لَكَ شَوْقٌ بعدَ ما كَانَ أَقْصَرا، ... وحَلَّتْ سُلَيْمَى بطنَ قَوٍّ فعَرْعَرا والقَوقاةُ: صَوْتُ الدَّجَاجَةِ. وقَوْقَيْتُ: مِثْلَ ضَوْضَيْتُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَوْقَتِ الدَّجَاجَةُ تُقَوْقي قِيقَاءً وقَوْقاةً صَوَّتَتْ عِنْدَ الْبَيْضِ، فَهِيَ مُقَوْقِيةٌ أَي صَاحَتْ، مِثْلَ دَهْدَيْتُ الْحَجَرَ دِهْداء ودَهْداةً، عَلَى فَعْلَلَ فَعَللة وفِعْلالًا، وَالْيَاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ لأَنها بِمَنْزِلَةِ ضَعْضَعْت كَرَّرَ فِيهِ الْفَاءَ وَالْعَيْنَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي الدِّيكِ؛ وَحَكَاهُ السِّيرَافِيُّ فِي الإِنسان، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُ فَيُبْدِلُ الْهَمْزَةَ مِنَ الْوَاوِ المُتوهَّمة فَيَقُولُ قَوْقَأَت الدَّجَاجَةُ. ابْنُ الأَعرابي: القِيقاءة والقِيقايةُ، لُغَتَانِ: مشْرَبَة كالتَّلْتلةِ؛ وأَنشد: وشُرْبٌ بِقِيقاةٍ وأَنتَ بَغِيرُ» قَصَرَهُ الشَّاعِرُ. والقِيقَاءة: القاعُ الْمُسْتَدِيرَةُ فِي صَلَابَةٍ مِنَ الأَرض إِلى جَانِبٍ سَهْلٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قِيقاةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: إِذا جَرَى، مِنْ آلِها الرَّقْراقِ، ... رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقي

_ (2). قوله [وشرب] هذا هو الصواب كما في التهذيب هنا وفي مادة بغر، وتصحف في ب غ ر من اللسان بسرت خطأ.

فصل الكاف

والقِيقاءة: الأَرض الغَليظة؛ وَقَوْلُهُ: وخَبَّ أَعْرافُ السَّفى عَلَى القِيَقْ كأَنه جَمْعُ قِيقةٍ، وإِنما هِيَ قِيقاة فَحُذِفَتْ أَلِفُهَا، قَالَ: وَمَنْ قَالَ هِيَ قِيقة وَجَمْعُهَا قَياقٍ، كَمَا فِي بَيْتِ رُؤْبَةَ، كان له مخرج. فصل الكاف كأي: التَّهْذِيبُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كأَى إِذا أَوْجَع بالكلام. كبا: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: مَا أَحدٌ عَرَضْتُ عَلَيْهِ الإِسلامَ إِلا كَانَتْ لَهُ عِنْدَهُ كَبْوةٌ غَيرَ أَبي بَكْرٍ فإِنه لَمْ يَتَلَعْثَمْ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكَبْوَةُ مِثْلُ الوَقْفة تَكُونُ عِنْدَ الشَّيْءِ يَكْرَهُهُ الإِنسان يُدْعَى إِليه أَو يُراد مِنْهُ كوَقْفةِ الْعَاثِرِ، وَمِنْهُ قِيلَ: كَبا الزَّندُ فَهُوَ يَكْبُو إِذا لَمْ يُخْرج نارَه، والكَبْوَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: السُّقُوطُ لِلْوَجْهِ، كَبا لوَجْهِهِ يَكْبُو كَبْواً سَقَطَ، فَهُوَ كابٍ. ابْنُ سِيدَهْ: كَبا كَبْواً وكُبُوًّا انكبَّ عَلَى وَجْهِهِ، يَكُونُ ذَلِكَ لِكُلِّ ذِي رُوح. وكَبَا كَبْواً: عثَر؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ثَوْرًا رُمِيَ فسقَط: فكَبا كَمَا يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ ... بالخَبْتِ، إِلا أَنه هُوَ أَبْرَعُ وكَبا يَكْبُو كَبْوَةً إِذا عَثَر. وَفِي تَرْجَمَةِ عَنَنَ: لكُلِّ جَوادٍ كَبْوة، وَلِكُلِّ عالِم هَفْوة، وَلِكُلِّ صارِم نَبْوة. وكَبا الزِنْدُ كَبْواً وكُبُوًّا وأَكْبَى: لَمْ يُورِ. يُقَالُ: أَكْبَى الرجلُ إِذا لَمْ تَخرج نارُ زندِه، وأَكْباه صَاحِبُهُ إِذا دَخَّن وَلَمْ يُورِ. وَفِي حَدِيثِ أُم سَلَمَةَ: قَالَتْ لِعُثْمَانَ لَا تَقْدَحْ بزَنْدٍ كَانَ رسولُ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكْبَاها أَي عطَّلها مِنَ القَدْح فَلَمْ يُورِ بِهَا. وَالْكَابِي: التُّرَابُ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وكبَا البيتَ كَبْواً: كَنَسه. والكِبا، مَقْصُورٌ: الكُناسة، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا فِي تَثْنِيَتِهِ كِبوانِ، يَذْهَبُ إِلى أَن أَلفها وَاوٌ، قَالَ: وأَما إِمالتهم الكِبا فَلَيْسَ لأَن أَلفها مِنَ الْيَاءِ، وَلَكِنْ عَلَى التَّشْبِيهِ بِمَا يُمَالُ مِنَ الأَفعال مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ نَحْوُ غَزا، وَالْجَمْعُ أَكْباء مِثْلُ مِعًى وأَمْعاء، والكُبَةُ مِثْلُهُ، وَالْجَمْعُ كُبِين. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَكُونُوا كاليهودِ تَجمع أَكْباءها فِي مَساجدِها. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تَشَبَّهوا بِالْيَهُودِ تَجْمَعُ الأَكْباء فِي دُورِهَا أَي الكُناساتِ. وَيُقَالُ للكُناسة تُلْقَى بِفِناء الْبَيْتِ: كِبا، مَقْصُورٌ، والأَكْبَاء لِلْجَمْعِ والكِبَاء مَمْدُودٌ فَهُوَ البَخُور. وَيُقَالُ: كَبَّى ثوبَه تَكْبِيَةً إِذا بَخَّره. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسابَهم فَجَعَلُوا مَثَلَك مَثَلَ نَخلة فِي كَبْوةٍ مِنَ الأَرض، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْق فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ، ثُمَّ حِينَ فَرَّقهم جَعَلَنِي فِي خَيْرِ الفَرِيقين، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيوتاً فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ بُيُوتِهِمْ، فأَنا خَيْرُكم نَفْسًا وَخَيْرُكُمْ بَيْتاً ؛ قَالَ شِمْرٌ: قَوْلُهُ فِي كَبْوة لَمْ نَسْمَعْ فِيهَا مِنْ عُلَمَائِنَا شَيْئًا، وَلَكِنَّا سَمِعْنَا الكِبا والكُبَة، وَهُوَ الكُناسة وَالتُّرَابُ الَّذِي يُكْنَس مِنَ الْبَيْتِ. وَقَالَ خَالِدٌ: الكُبِينَ السِّرْجِين، وَالْوَاحِدَةُ كُبَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الكُبَةُ الكُناسةُ مِنَ الأَسماء النَّاقِصَةِ، أَصلها كُبْوة، بِضَمِّ الْكَافِ مِثْلُ القُلةِ أَصلها قُلْوة، والثُّبة أَصلها ثُبْوة، وَيُقَالُ للرّبْوة كُبْوَةٌ، بِالضَّمِّ. قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الكِبَا الكُناسة، وَجَمْعُهُ أَكْبَاء، والكُبَةُ بِوَزْنِ قُلةٍ وظُبةٍ نَحْوُهَا، وأَصلها كُبوة وَعَلَى الأَصل جَاءَ

الْحَدِيثُ: قَالَ: وكأَنَّ المحدِّث لَمْ يَضْبِطْهُ فَجَعَلَهَا كَبْوَة، بِالْفَتْحِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِهَا فَوَجْهُهُ أَن تُطْلَقَ الكَبْوة، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الكَسْح، عَلَى الكُساحة والكُناسة. وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: الكُبا جَمْعُ كُبَةٍ وَهِيَ الْبَعْرُ، وَقَالَ: هِيَ المَزْبُلة، وَيُقَالُ فِي جَمْعِ لُغَةٍ وكُبَةٍ لُغِين وكُبِينَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وبالعَذَواتِ مَنْبِتُنا نُضارٌ، ... ونَبْعٌ لَا فَصافِصُ فِي كُبِينا أَراد: أَنَّا عَرَبٌ نشأْنا فِي نُزْهِ الْبِلَادِ وَلَسْنَا بحاضرة نَشَؤوا فِي الْقُرَى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعَذَوات جَمْعُ عَذاة وَهِيَ الأَرض الطَّيِّبَةُ، والفَصافِصُ هِيَ الرَّطْبة. وأَما كِبُون فِي جَمْعِ كِبَة فالكِبَةُ، عِنْدَ ثَعْلَبٍ، وَاحِدَةُ الكِبا وَلَيْسَ بِلُغَةٍ فِيهَا، فَيَكُونُ كِبَةٌ وكِباً بِمَنْزِلَةِ لِثَةٍ ولِثًى. وَقَالَ ابْنُ وَلَّادٍ: الكِبا القُماش، بِالْكَسْرِ، والكُبا، بِالضَّمِّ، جَمْعُ كُبَةٍ وَهِيَ الْبَعْرُ، وَجَمْعُهَا كُبُون فِي الرَّفْعِ وكُبِينَ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ، فَقَدْ حَصَلَ مِنْ هَذَا أَن الكُبا والكِبا الكُناسة والزِّبل، يَكُونُ مَكْسُورًا وَمَضْمُومًا، فَالْمَكْسُورُ جَمْعُ كِبَةٍ وَالْمَضْمُومُ جَمْعُ كُبَةٍ، وَقَدْ جَاءَ عَنْهُمُ الضَّمُّ وَالْكَسْرُ فِي كِبَة، فَمَنْ قَالَ كِبَة، بِالْكَسْرِ، فَجَمْعُهَا كِبُونَ وكِبينَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، بِكَسْرِ الْكَافِ، وَمَنْ قَالَ كُبَة، بِالضَّمِّ، فَجَمْعُهَا كُبُونَ وكِبُونَ، بِضَمِّ الْكَافِ وَكَسْرِهَا، كَقَوْلِكَ ثُبون وثِبون فِي جَمْعِ ثُبة؛ وأَما الكِبا الَّذِي جَمْعُهُ الأَكْبَاء، عِنْدَ ابْنِ وَلَّادٍ، فَهُوَ القُماش لَا الكُناسة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنصار قَالُوا لَهُ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْ قَوْمِكَ إِنما مثَلُ مُحَمَّدٍ كمثَل نَخْلَةٍ تَنْبُت فِي كِباً ؛ قَالَ: هِيَ، بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ، الْكُنَاسَةُ، وَجَمْعُهَا أَكْباء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قِيلَ لَهُ أَيْنَ تَدْفِنُ ابْنَكَ؟ قَالَ: عِنْدَ فَرَطِنا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَكَانَ قَبْرُ عُثْمَانَ عِنْدَ كِبا بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَي كُناستهم. والكِباء، مَمْدُودٌ: ضَرْبٌ مِنَ العُود والدُّخْنة، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ الْعُودُ المُتَبَخَّر بِهِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وبانا وأَلْوِيّاً، من الهِنْدِ، ذاكِياً، ... ورَنْداً ولُبْنَى والكِباء المُقَتَّرا «3» والكُبَةُ: كالكِباء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَالْجَمْعُ كُباً. وقد كَبَّى ثوبَه، بِالتَّشْدِيدِ، أَي بَخَّره. وتَكَبَّتِ المرأَةُ عَلَى المِجمر: أَكَبَّت عَلَيْهِ بِثَوْبِهَا. وتَكَبَّى واكْتَبى إِذا تَبَخَّرَ بالعود؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ: يَكْتَبِينَ اليَنْجُوجَ فِي كُبَةِ ... المَشْتَى، وبُلهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ «4» أَي يَتَبَخَّرْن اليَنْجُوج، وَهُوَ العُود، وكُبَةُ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ ضَرَرِهِ، وَقَوْلُهُ: بُلْه أَحلامهن أَراد أَنهن غَافِلَاتٌ عَنِ الخَنى والخِبّ. وكَبَتِ النارُ: عَلَاهَا الرَّماد وَتَحْتَهَا الْجَمْرُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَابَي الرَّمَادِ أَي عَظِيمُهُ مُنْتَفِخُهُ يَنْهَالُ أَي أَنه صَاحِبُ طَعَامٍ كَثِيرٍ. وَيُقَالُ: نَارٌ كابيةٌ إِذا غطَّاها الرَّمَادُ وَالْجَمْرُ تَحْتَهَا، وَيُقَالُ فِي مِثْلِ: الْهَابِي شرٌّ مِنَ الكَابِي؛ قَالَ: والكَابِي الْفَحْمُ الَّذِي قَدْ خَمدت نَارُهُ فكَبا أَي خَلا مِنَ النَّارِ كَمَا يُقَالُ كَبا الزَّندُ إِذا لَمْ يَخْرُجُ مِنْهُ نَارٌ؛ وَالْهَابِي: الرَّمَادُ الَّذِي تَرَفَّتَ وهَبا، وَهُوَ قَبْلَ أَن يَكُونَ هَباء كابٍ. وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: خلقَ اللهُ الأَرضَ السُّفلَى مِنَ الزبَد الجُفاء وَالْمَاءِ الكُباء ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الْمَاءُ الكُباء هُوَ الْعَظِيمُ الْعَالِي، وَمِنْهُ يُقَالُ: فُلَانٌ كَابِي الرَّمَادِ أَيْ عظيم الرماد. وكَبا

_ (3). قوله [المقترا] هذا هو الصواب بصيغة اسم المفعول فما وقع في رند خطأ. (4). قوله [في كبة] تقدم ضبطه في نجج من اللسان خطأ والصواب ما هنا.

الفَرسُ إِذا ربَا وَانْتَفَخَ؛ الْمَعْنَى أَنه خَلَقَهَا مِنْ زَبَد اجْتَمَعَ لِلْمَاءِ وتكاثفَ فِي جنَبات الْمَاءِ وَمِنَ الْمَاءِ الْعَظِيمِ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا مَرْفُوعًا. وكَبا النارَ: أَلقى عَلَيْهَا الرَّمَادَ. وكَبا الجَمْرُ: ارْتَفَعَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي عارِم الْكِلَابِيِّ فِي خَبَرٍ لَهُ ثُمَّ أَرَّثْت نارِي ثُمَّ أَوْقَدْتُ حَتَّى دفِئَتْ حَظيرتي وكَبا جَمرها أَي كَبا جَمْر نَارِي. وخَبَتِ النارُ أَي سَكَنَ لَهَبُهَا، وكَبَت إِذا غطَّاها الرَّماد وَالْجَمْرُ تَحْتَهُ، وهَمَدت إِذا طَفِئَت وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ الْبَتَّةَ. وعُلْبة كَابِيَةٌ: فِيهَا لَبَنٌ عَلَيْهَا رَغْوة، وكَبَوت الشَّيْءَ إِذا كسَحْته، وكَبَوْت الكُوز وَغَيْرَهُ: صَبَبْت مَا فِيهِ. وكَبَا الإِناءَ كَبْواً: صبَّ مَا فِيهِ. وكَبَا لونُ الصُّبْحِ وَالشَّمْسِ: أَظلم. وكَبَا لونُه: كَمَد. وكَبَا وجهُه: تَغيّر، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ الكَبْوَة. وأَكْبَى وَجْهَه: غَيَّره؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: لَا يَغْلِبُ الجَهْلُ حِلْمي عِنْدَ مَقْدُرةٍ، ... وَلَا العظيمةُ من ذي الظُّعْنِ تُكْبِيني وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى: فَشَقَّ عَلَيْهِ حَتَّى كَبَا وجههُ أَي ربَا وَانْتَفَخَ مِنَ الغَيْظ. يُقَالُ: كَبا الفرسُ يَكْبُو إِذا انْتَفَخَ وَرَبَا، وكَبا الغبارُ إِذا ارْتَفَعَ. وَرَجُلٌ كَابِي اللونِ: عَلَيْهِ غَبَرة. وكَبَا الغُبارُ إِذا لَمْ يَطِر وَلَمْ يَتَحَرَّكْ. وَيُقَالُ: غُبار كابٍ أَي ضَخْمٌ؛ قَالَ رَبِيعَةُ الأَسدي: أَهْوَى لَهَا تحتَ العَجاجِ بطَعْنةٍ، ... والخَيْلُ تَرْدِي فِي الغُبارِ الكَابِي والكَبْوَة: الغَبَرَةُ كالهَبْوَة. وكَبَا الْفَرَسُ كَبْواً: لَمْ يَعرق. وكَبَا الْفَرَسُ يَكْبُو إِذا رَبا وَانْتَفَخَ مِنْ فَرَق أَو عَدْوٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: جَرَى ابنُ لَيْلى جِرْيةَ السَّبُوحِ، ... جِريةَ لَا كابٍ وَلَا أَنُوحِ اللَّيْثُ: الْفَرَسُ الكَابِي الَّذِي إِذا أَعْيا قَامَ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ مِنَ الإِعياء. وكَبَا الفرسُ إِذا حُنِذَ بالجِلال فَلَمْ يَعرق. أَبو عَمْرٍو: إِذا حَنَذْتَ الْفَرَسَ فَلَمْ يَعْرَقْ قِيلَ كَبَا الفرسُ، وَكَذَلِكَ إِذا كَتَمْت الرَّبْوَ. كتا: الكَتْوُ: مُقَارَبَةُ الْخَطْوِ، وَقَدْ كَتَا. ابْنُ الأَعرابي: أَكْتَى إِذا غَلا «1» عَلَى عَدُوِّهِ. اللَّيْثُ. اكْتَوْتَى الرجلُ فَهُوَ يَكْتَوتِي إِذا بَالَغَ فِي صِفَةِ نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ وَلَا عَمَلٍ، وَعِنْدَ الْعَمَلِ يَكْتَوتِي أَي كأَنه يَنْقَمِع. واكْتَوْتَى إِذا تَتَعْتَع. كثا: الكُثْوة: التُّرَابُ الْمُجْتَمِعُ كالجُثْوة، وكُثْوةُ اللَّبَنِ كَكُثْأَته، وَهُوَ الْخَاثِرُ الْمُجْتَمِعُ عَلَيْهِ. وكُثْوة: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه سُمِّيَ بِهَا. وأَبو كُثْوة: شاعر. الجوهري: وكَثْوة، بِالْفَتْحِ، اسْمُ أُم شَاعِرٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ كَثْوة؛ وَهُوَ الْقَائِلُ: أَلا إنَّ قَوْمِي لَا تُلَطُّ قُدُورُهم، ... ولَكِنَّما يُوقَدْن بالعَذِراتِ أَي لَا يَسْتُرُونَ قُدورهم وإِنما يَجْعَلُونَهَا فِي أَفْنِية دُورِهِمْ لِتَظْهَرَ. والكَثا، مَقْصُورٌ: شَجَرٌ مِثْلُ شَجَرِ الغُبَيْراء سَوَاءٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا أَنه لَا رِيحَ لَهُ، وَلَهُ أَيضاً ثَمَرَةٌ مِثْلُ صِغَارِ ثَمَرِ الغُبَيراء قَبْلَ أَن يَحْمرَّ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ بِالْوَاوِ لأَنَّا لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ ك ث ي. والكَثَاءةُ، مَمْدُودَةٌ مُؤَنَّثَةٌ بِالْهَاءِ: جِرْجِير الْبَرِّ؛ عَنْهُ أَيضاً، قَالَ: وَقَالَ أَعرابي هُوَ الكَثاة، مَقْصُورٌ.

_ (1). قوله [غلا] هو بالمعجمة كما في الأصل والتهذيب والتكملة وبعض نسخ القاموس.

أَبو مَالِكٍ: الكَثاة بِلَا هَمْزٍ وكَثًى كَثِيرٌ وَهُوَ الأَيْهُقان والنَّهَقُ والجِرْجِير كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَزَيْدُ بْنُ كَثْوة كأَنه فِي الأَصل كَثْأَة فَتُرِكَ هَمْزُهُ فَقِيلَ كَثْوة. وكَثْوَى: اسْمُ رَجُلٍ، قِيلَ إِنه اسْمُ أَبي صالح، عليه السلام. كحا: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كَحَا إِذا فَسَد، قَالَ: وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيبٌ. كدا: كَدَت الأَرض تَكْدُو كَدْواً وكُدُوّاً، فَهِيَ كَادِيَةٌ إِذا أَبطأَ نَبَاتُهَا؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ: عَقْر العَقِيلةِ مِن مَالِي، إِذا أَمِنَتْ ... عَقائلُ المالِ عَقْرَ المُصْرِخِ الكَادِي الكَادِي: الْبَطِيءُ الْخَيْرِ مِنَ الْمَاءِ. وكَدَا الزَّرْعَ وَغَيْرَهُ مِنَ النَّبَاتِ: سَاءَتْ نِبْتَته. وكَدَاه البردُ: ردَّه فِي الأَرض. وكَدَوْتُ وَجْهَ الرَّجُلِ أَكْدُوه كَدْواً إِذا خَدَشته. والكُدْيَة والكَادِيَةُ: الشدَّة مِنَ الدَّهْرِ. والكُدْيَة: الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ صُلب مِنَ الْحِجَارَةِ وَالطِّينِ. والكُدْيَة: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَقِيلَ: الأَرض الصُّلْبَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الصَّفاة الْعَظِيمَةُ الشَّدِيدَةُ. والكُدْيَة: الِارْتِفَاعُ مِنَ الأَرض. والكُدْيَة: صَلابة تَكُونُ فِي الأَرض. وأَصابَ الزرعَ بَردٌ فكَدَاه أَي ردَّه فِي الأَرض. وَيُقَالُ أَيضاً: أَصابتهم كُدْيَة وكادِيَةٌ مِنَ الْبَرْدِ، والكُدْيَةُ كلُّ مَا جُمع مِنْ طَعَامٍ أَو تُرَابٍ أَو نَحْوِهِ فَجُعِلَ كُثْبة، وَهِيَ الكُدَايةُ والكُداة «1» أَيضاً. وحفَر فأَكْدَى إِذا بَلَغَ الصُّلْبَ وصادَف كُدْية. وسأَله فأَكْدَى أَي وَجَدَهُ كالكُدْيةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَانَ قِيَاسُ هَذَا أَن يُقَالَ فأَكْداه وَلَكِنَّ هَكَذَا حَكَاهُ. وَيُقَالُ: أَكْدَى أَي أَلَحَّ فِي المسأَلة؛ وأَنشد: تَضَنُّ فَنُعْفِيها، إِن الدارُ ساعَفَتْ، ... فَلَا نحنُ نُكْدِيها، وَلَا هِيَ تَبْذُلُ وَيُقَالُ: لَا يُكْدِيك سُؤالي أَي لَا يُلحُّ عَلَيْكَ، وَقَوْلُهُ: فَلَا نَحْنُ نُكديها أَي فَلَا نَحْنُ نُلِحُّ عَلَيْهَا. وَتَقُولُ: لَا يُكْدِيك سُؤَالِي أَي لَا يُلح عَلَيْكَ سُؤَالِي؛ وَقَالَتْ خَنْسَاءُ: فَتَى الفِتْيانِ مَا بَلغُوا مَداهُ، ... وَلَا يُكْدِي، إِذا بَلَغَتْ كُداها أَي لَا يَقطع عَطَاءَهُ وَلَا يُمسك عَنْهُ إِذا قَطَعَ غَيْرُهُ وأَمسك. وضِبابُ الكُدَا: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن الضِّباب مُولعة بِحَفْرِ الكُدا، وَيُقَالُ ضَبُّ كُدْيةٍ، وَجَمْعُهَا كُداً. وأَكْدَى الرجلُ: قلَّ خَيْرُهُ، وَقِيلَ: المُكْدِي مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي لَا يَثُوب لَهُ مَالٌ وَلَا يَنْمِي، وَقَدْ أَكْدَى؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وأَصْبَحَتِ الزُّوّارُ بَعدكَ أَمْحَلُوا، ... وأُكْدِيَ باغِي الخَيْرِ وانْقَطَعَ السَّفْرُ وأَكْدَيْتُ الرَّجُلَ عَنِ الشَّيْءِ: رَدَدْتُهُ عَنْهُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ عِنْدَ قَهْرِ صَاحِبِهِ لَهُ: أَكْدَتْ أَظفارك. وأَكدَى الْمَطَرُ: قَلَّ ونَكِد. وكَدَى الرَّجُلُ يَكْدِي وأَكْدَى: قَلَّلَ عَطَاءَهُ، وَقِيلَ: بَخِلَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى ؛ قِيلَ أَي وقَطع الْقَلِيلَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَكْدَى أَمسك مِنَ العَطِيَّة وقَطَع، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أَكْدَى قَطَعَ، وأَصله مِنَ الْحَفْرِ فِي الْبِئْرِ، يُقَالُ لِلْحَافِرِ إِذا بَلَغَ فِي حَفْرِ الْبِئْرِ إِلى حَجَرٍ لَا يُمَكِّنه مِنَ الْحَفْرِ: قَدْ بَلَغَ إِلى الكُدْية، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَقطع الحفر. التهذيب: ويقال

_ (1). قوله [والكداة] كذا ضبط في الأصل، وفي شرح القاموس أنها بالفتح.

الكِدا، بِكَسْرِ الْكَافِ «1»، الْقَطْعُ مِنْ قَوْلِكَ أَعطى قَلِيلًا وأَكْدَى أَي قَطَعَ. والكَدَا: الْمَنْعُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: بَلَى ثُمَّ لَمْ نَمْلِك مَقادِيرَ سُدِّيَتْ ... لَنَا مِنْ كَدَا هِنْدٍ، عَلَى قِلَّةِ الثَّمْدِ أَبو عَمْرٍو: أَكْدَى مَنَعَ، وأَكْدَى قطَع، وأَكْدَى إِذا انْقَطَعَ، وأَكْدَى النَّبْت إِذا قَصُر مِنَ الْبَرْدِ، وأَكْدَى العامُ إِذا أَجدَبَ، وأَكْدَى إِذا بَلَغَ الكُدَا، وَهِيَ الصَّحْرَاءُ، وأَكْدَى الحافِر إِذا حَفَر فَبَلَغَ الكُدا، وَهِيَ الصُّخُورُ، وَلَا يُمْكِنُهُ أَن يَحْفِرَ. وكَدِيَتْ أَصابعه أَي كَلَّت مِنَ الْحَفْرِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَنْدَقِ: فعَرَضَت فِيهِ كُدْية فأَخذ المِسْحاة ثُمَّ سمَّى وَضَرَبَ ؛ الكُدُيَةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ صُلبة لَا يُعْمَلُ فِيهَا الفأْس؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَبَق إِذ وَنَيْتُم ونَجَح إِذ أَكْدَيْتم أَي ظَفِر إِذ خِبتم وَلَمْ تَظْفَرُوا، وأَصله مِنْ حافِر الْبِئْرِ يَنْتَهِي إِلى كُدْية فَلَا يُمْكِنُهُ الْحَفْرُ فَيَتْرُكُهُ؛ وَمِنْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، خَرَجَتْ فِي تَعْزية بَعْضِ جِيرَانِهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الكُدَى ، أَراد المَقابرَ، وَذَلِكَ لأَنه كَانَتْ مَقابِرُهم فِي مَوَاضِعَ صُلْبَة، وَهِيَ جَمْعُ كُدْيَة، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَسَيَجِيءُ. ابْنُ الأَعرابي: أَكْدَى افْتَقَر بَعْدَ غِنًى، وأَكْدَى قَمِئَ خَلْقه، وأَكْدَى المَعْدِنُ لَمْ يَتَكَوَّنْ فِيهِ جَوْهَرٌ. وبَلَغ الناسُ كُدْيةَ فُلَانٍ إِذا أَعطَى ثُمَّ مَنع وأَمسَك. وكَدِيَ الجِرْوُ، بِالْكَسْرِ، يَكْدَى كَداً: وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ الجِراء خَاصَّةً يُصِيبُهَا مِنْهُ قَيء وسُعال حَتَّى يُكْوَى مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَيَذْهَبُ. شِمْرٌ: كَدِيَ الْكَلْبُ كَداً إِذا نَشِب الْعَظْمُ فِي حَلقْه، وَيُقَالُ: كَدِيَ بِالْعَظْمِ إِذا غَصَّ بِهِ؛ حَكَاهُ عَنْهُ ابْنِ شُمَيْلٍ. وكَدِيَ الفصيلُ كَداً إِذا شَرِبَ اللَّبَنَ ففسَد جَوْفُه. ومِسْك كَدِيٌّ: لَا رَائِحَةَ لَهُ. والمُكْدِيةُ مِنَ النِّسَاءِ: الرَّتْقاء. وَمَا كَداك عَنِّي أَي مَا حبَسك وشغَلك. وكُدَيٌّ وكَدَاء: مَوْضِعَانِ، وَقِيلَ: هُمَا جَبَلَانِ بِمَكَّةَ، وَقَدْ قِيلَ كَداً، بِالْقَصْرِ؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ: أَنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطاح ... كُدَيِّها وكَدائِها «2» ابْنُ الأَنباري: كَدَاء، مَمْدُودٌ، جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: كَدًا جَبَلٌ آخَرُ؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: عَدِمْنا خَيْلَنا، إِنْ لم تَرَوْها ... تُثيرُالنَّقْعَ، مَوْعِدُها كَداء وَقَالَ بَشِيرُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: فسَلِ الناسَ، لَا أَبا لَكَ عَنّا ... يومَ سالَتْ بالمُعْلِمِينَ كَداء قَالَ: وَكَذَلِكَ كُدَيٌّ؛ قَالَ ابْنُ قَيس الرُّقَيَّات: أَقْفَرَتْ بعدَ عَبْدِ شَمْسٍ كَداء، ... فَكُدَيٌّ فالرُّكْنُ فالبَطْحاء وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ مِنْ كَداء وَدَخَلَ فِي العُمرة مِنْ كُدًى ، وَقَدْ رُوِيَ بِالشَّكِّ فِي الدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَاتِ وتكرارها.

_ (1). قوله [الكِدَا بكسر الكاف إلخ] كذا في الأصل، وعبارة القاموس: والكِدَاء ككساء المنع والقطع، وعبارة التكملة: وقال ابن الأنباري الكِدَاء، بالكسر والمدّ: القطع. (2). قوله [أنت ابن إلخ] في التكملة: وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ: فاسمع أمير المؤمنين ... لمدحتي وثنائها، أنت ابن معتلج البطاح ... كُدَيِّهَا وكَدَائِها

وكَداء، بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ: الثَّنِيَّةُ الْعُلْيَا بِمَكَّةَ مِمَّا يَلِي الْمَقَابِرَ، وَهُوَ المَعْلَى. وكُداً، بِالضَّمِّ وَالْقَصْرِ: الثَّنِيَّةُ السُّفْلَى مِمَّا يَلِي بَابَ الْعُمْرَةِ، وأَما كُدَيٌّ، بِالضَّمِّ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، فَهُوَ مَوْضِعٌ بأَسفل مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ الأَعرابي: دَكا إِذا سَمِن وكَدا إِذا قطَع. كَذَا: ابْنُ الأَعرابي: أَكْذى الشيءُ إِذا احمرَّ، وأَكْذَى الرجلُ إِذا احمرَّ لَوْنُهُ ممن خَجَلٍ أَو فَزَعٍ، ورأَيته كاذِياً «3» كَرِكاً أَي أَحمرَ، قَالَ: والكَاذِي والجِرْيال البَقَّم، وَقَالَ غَيْرُهُ: الكَاذِي ضَرْبٌ مِنَ الأَدْهان مَعْرُوفٌ، والكَاذِي ضَرْبٌ مِنَ الْحُبُوبِ يُجْعَلُ فِي الشَّرَابِ فَيُشَدِّدُهُ. اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا، كَافُهُمَا كَافُ التَّشْبِيهِ وَذَا اسْمٌ يُشَارُ بِهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ كَذَا كِنَايَةٌ عَنِ الشَّيْءِ، تَقُولُ فَعَلْت كَذَا وكَذَا يَكُونُ كِنَايَةً عَنِ الْعَدَدِ فَتَنْصِبُ مَا بَعْدَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ، تَقُولُ: لَهُ عِنْدِي كَذَا وكَذَا دِرْهَمًا، كَمَا تَقُولُ لَهُ عِنْدِي عِشْرُونَ دِرْهَمًا. وَفِي الْحَدِيثِ: نَجِيءُ أَنا وأُمتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَذَا وكَذَا ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْلِمٍ كأَن الرَّاوِيَ شَكَّ فِي اللَّفْظِ فَكَنَّى عَنْهُ بكَذَا وكَذَا، وَهِيَ مِنْ أَلفاظ الكِنايات مثْل كَيْتَ وكَيْتَ، وَمَعْنَاهُ مِثْلُ ذَا، ويُكنى بِهَا عَنِ الْمَجْهُولِ وَعَمَّا لَا يُرَادُ التَّصْرِيحُ بِهِ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: الْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ نَجِيءُ أَنا وأُمتي عَلَى كَوْم أَو لَفْظٍ يُؤَدِّي هَذَا الْمَعْنَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: كَذَاك لَا تَذْعَرُوا عَلَيْنَا إِبلَنا أَي حَسْبُكم، وَتَقْدِيرُهُ دَعْ فِعْلَك وأَمرَك كَذاك، وَالْكَافُ الأُولى وَالْآخِرَةُ زَائِدَتَانِ لِلتَّشْبِيهِ وَالْخِطَابِ وَالِاسْمُ ذَا، وَاسْتَعْمَلُوا الْكَلِمَةَ كُلَّهَا اسْتِعْمَالَ الِاسْمِ الْوَاحِدِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَعْنَى. يُقَالُ: رَجُلٌ كَذَاكَ أَي خَسِيسٌ. واشْتَرِ لِي غُلَامًا وَلَا تَشْتَرِهِ كَذَاكَ أَي دَنِيئاً، وَقِيلَ: حَقِيقَةٌ كَذَاكَ أَي مِثْلُ ذَاكَ، وَمَعْنَاهُ الْزَمْ مَا أَنت عَلَيْهِ وَلَا تَتَجَاوَزْهُ، وَالْكَافُ الأُولى مَنْصُوبَةُ الْمَوْضِعِ بِالْفِعْلِ الْمُضْمَرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمَ بَدْر: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَذَاك أَي حَسْبُك الدُّعاء فإِن اللَّهَ مُنجز لك ما وعدك. كرا: الكِرْوَةُ والكِراء: أَجر المستأْجَر، كَارَاه مُكَارَاةً وكِرَاءً واكْتَرَاه وأَكْرَانِي دابَّتَه ودارَه، والاسمُ الكِرْوُ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيُّ، وَكَذَلِكَ الكِرْوَةُ والكُرْوَةُ، والكِرَاء مَمْدُودٌ لأَنه مصدر كَارَيْت، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنك تَقُولُ رَجُلٌ مُكارٍ، ومُفاعِلٌ إِنَّمَا هُوَ مِنْ فاعَلْت، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ لأَنك تَقُولُ أَعطيت الكَرِيَّ كِرْوَتَه، بِالْكَسْرِ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ: لَحِقْتُ وأَصْحابي عَلَى كُلِّ حُرَّةٍ ... مَرُوحٍ، تُبارِي الأَحْمَسِيَّ المُكَارِيا وَيُرْوَى: الأَحمشي، أَراد ظِلَّ النَّاقَةِ شَبَّهَهُ بِالْمُكَارِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا فَسَّرَ الأَحمشي فِي الشِّعْرِ بأَنه ظِلَّ النَّاقَةِ. والمُكَارِي: الَّذِي يَكْرُو بِيَدِهِ فِي مَشْيِهِ، وَيُرْوَى الأَحْمَسِي مَنْسُوبٌ إِلى أَحْمَس رَجُلٌ مِنْ بَجيلة. والمُكاري عَلَى هَذَا الحادِي، قَالَ: والمُكارِي مُخَفَّفٌ، وَالْجَمْعُ المُكارون، سَقَطَتِ الْيَاءُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، تَقُولُ هَؤُلَاءِ المُكارُون وَذَهَبْتُ إِلى المُكارِينَ، وَلَا تَقُلِ المُكارِيِّين بِالتَّشْدِيدِ، وإِذا أَضفت المُكارِيَ إِلى نَفْسِكَ قُلْتَ هَذَا مُكارِيَّ، بِيَاءٍ مَفْتُوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ تَقُولُ هَؤُلَاءِ مُكارِيَّ، سَقَطَتْ نُونُ الْجَمْعِ للإِضافة وَقُلِبَتِ الْوَاوُ

_ (3). قوله [كَاذِياً إلخ] الكَاذِي بمعنى الأحمر وغيره، لم يضبط في سائر الأصول التي بأيدينا إلا كما ترى، لكن عبارة التكملة: الكَاذِي، بتشديد الياء، من نبات بلاد عمان وهو الذي يطيب به الدهن الذي يقال له الكَاذِي، ووصفت ذلك النبات.

يَاءً وفَتَحْت يَاءَكَ وأَدغمتَ لأَن قَبْلَهَا سَاكِنًا، وهذانِ مُكارِيايَ تَفْتَحُ يَاءَكَ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي قاضِيَّ وراميَّ وَنَحْوِهِمَا. والمُكارِي والكَرِيُّ: الَّذِي يُكْرِيك دَابَّتَهُ، وَالْجَمْعُ أَكْرِياء، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وأَكْرَيْت الدارَ فَهِيَ مُكْرَاة وَالْبَيْتُ مُكْرًى، واكْتَرَيت واسْتَكْرَيْت وتَكَارَيْت بِمَعْنًى. والكَرِيُّ، عَلَى فَعِيل: المُكارِي؛ وَقَالَ عُذافِر الكِندي: وَلَا أَعودُ بَعْدَهَا كَرِيّا، ... أُمارِسُ الكَهْلةَ والصَّبيَّا وَيُقَالُ: أَكْرَى الكَرِيُّ ظَهْرَهُ. والكَرِيُّ أَيضاً: المُكْترِي. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن امرأَة مُحرمة سأَلته فَقَالَتْ أَشَرْت إِلى أَرْنَبٍ فَرَمَاهَا الكَرِيُ ؛ الكَرِيُّ، بِوَزْنِ الصَّبيّ: الَّذِي يُكري دَابَّتَهُ، فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعِل. يُقَالُ: أَكْرَى دَابَّتَهُ فَهُوَ مُكْرٍ وكَرِيٌّ، وَقَدْ يَقَعُ عَلَى المُكْتَرِي فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعَل، وَالْمُرَادُ الأَول. وَفِي حَدِيثِ أَبي السَّليل: الناسُ يَزْعُمُونَ أَنَّ الكَرِيَّ لَا حَجَّ لَهُ. والكَرِيُّ: الَّذِي أَكريته بَعِيرَكَ، وَيَكُونُ الكَرِيّ الَّذِي يُكْريك بَعِيرَهُ فأَنا كَرِيُّك وأَنت كَرِيِّي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: كَرِيُّه مَا يُطْعِم الكَرِيّا، ... بِاللَّيْلِ، إِلا جِرْجِراً مَقْلِيّا ابْنُ السِّكِّيتِ: أَكْرَى الكَرِيُّ ظَهْرَهُ يُكْرِيه إِكْرَاء. وَيُقَالُ: أَعطِ الكَرِيَّ كِرْوَتَه؛ حَكَاهَا أَبو زَيْدٍ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الكِرَاء مَمْدُودٌ لأَنه مَصْدَرُ كَارَيْت، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنك تَقُولُ رَجُلٌ مُكَارٍ مُفاعِل، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ. وَيُقَالُ: اكْتَرَيْتُ مِنْهُ دَابَّةً واسْتَكْرَيْتها فأَكْرَانِيها إِكْرَاءً، وَيُقَالُ للأُجرة نَفْسِهَا كِرَاءٌ أَيضاً. وكَرَا الأَرضَ كَرْواً: حفَرها وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها خَرَجَتْ تُعَزِّي قَوْمًا، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ قَالَ لَهَا: لَعَلكِ بَلغْتِ مَعَهُمُ الكُرَى؟ قَالَتْ: معاذَ اللهِ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالرَّاءِ، وَهِيَ القُبور جَمْعُ كُرْيةٍ أَو كُرْوةٍ، مَنْ كَرَيْتُ الأَرض وكَرَوْتُها إِذا حَفَرْتُهَا كالحُفرة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَن الأَنصار سأَلوا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي نَهْرٍ يَكْرُونه لَهُمْ سَيْحاً أَي يَحْفِرُونه ويُخْرِجون طِينَهُ. وكَرَا الْبِئْرُ كَرْواً: طَوَاهَا بِالشَّجَرِ. وكَرَوْتُ الْبِئْرَ كَرْواً: طَوَيْتُهَا. أَبو زَيْدٍ: كَرَوْتُ الرَّكِيَّة كَرْواً إِذا طَوَيْتَهَا بِالشَّجَرِ وعَرَشْتها بِالْخَشَبِ وَطَوَيْتَهَا بِالْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: المَكْرُوَّة مِنَ الْآبَارِ الْمَطْوِيَّةِ بالعَرْفَج والثُّمام والسَّبَط.، وكَرَا الغلامُ يَكْرُوا كَرْواً إِذا لَعِبَ بالكُرة. وكَرَوْتُ بالكُرة أَكْرُو بِهَا إِذا ضَرَبْتَ بِهَا ولَعِبت بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: والكُرَةُ مَعْرُوفَةٌ، وَهِيَ مَا أَدَرْت مِنْ شَيْءٍ. وكَرَا الكُرَة كَرْواً: لَعِبَ بِهَا؛ قَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَس: مَرِحَت يَداها للنَّجاء، كأَنما ... تَكْرُو بِكَفَّي لاعِبٍ فِي صاعِ والصاعُ: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض كالحُفْرة. ابْنُ الأَعرابي: كَرَى النَّهْرَ يَكْرِيه إِذا نَقَصَ تِقْنَه، وَقِيلَ: كَرَيْت النَّهْرَ كَرْياً إِذا حَفَرْتَهُ. والكُرَةُ: الَّتِي يُلعَبُ بِهَا، أَصلها كُرْوَةٌ فَحُذِفَتِ الْوَاوُ، كَمَا قَالُوا قُلةٌ لِلَّتِي يُلعب بِهَا، والأَصل قُلْوةٌ، وَجَمْعُ الكُرَةِ كُراتٌ وكُرُون. الْجَوْهَرِيُّ: الكُرَةُ الَّتِي تُضرب بالصَّوْلَجان وأَصلها كُرَوٌ، وَالْهَاءُ

عِوض، وَتُجْمَعُ عَلَى كُرِين وكِرِينَ أَيضاً، بِالْكَسْرِ، وكُرَاتٍ؛ وَقَالَتْ لَيْلَى الأَخيلية تَصِفُ قَطاة تدلَّت عَلَى فِراخِها: تَدَلَّت عَلَى حُصٍّ ظِماءٍ كأَنها ... كُرَاتُ غُلامٍ فِي كِساءٍ مُؤَرْنَبِ وَيُرْوَى: حُصِّ الرؤوس كأَنها؛ قَالَ: وَشَاهِدُ كُرِينَ قول الآخر «1»: يُدَهْدِين الرُّؤوسَ كَمَا يُدَهْدي ... حَزاوِرةٌ، بأَيديها، الكُرِينا وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى أُكَرٍ، وأَصله وُكَرٌ مَقْلُوبُ اللَّامِ إِلى مَوْضِعِ الْفَاءِ، ثُمَّ أُبدلت الْوَاوُ هَمْزَةً لِانْضِمَامِهَا. وكَرَوْتُ الأَمرَ وكَرَيْتُه: أَعَدْتُه مَرَّةً بَعْدَ أُخرى. وكَرَتِ الدَّابَّةُ كَرْواً: أَسرعت. والكَرْوُ: أَن يَخْبِط بِيَدِهِ فِي اسْتِقَامَةٍ لَا يَفْتِلُها نَحْوَ بَطْنِهِ، وَهُوَ مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ يَكُونُ خِلْقة، وَقَدْ كَرَى الفرسُ كَرْواً وكَرَتِ المرأَةُ فِي مِشْيَتها تَكْرُو كَرْواً. والكَرَا: الفَحَجُ فِي السَّاقَيْنِ وَالْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ دِقَّة السَّاقَيْنِ والذِّراعين، امرأَة كَرْوَاءُ وَقَدْ كَرِيَت كَراً، وَقِيلَ: الكَرْوَاء المرأَة الدَّقِيقَةُ السَّاقَيْنِ. أَبو بَكْرٍ: الكَرَا دِقَّةُ السَّاقَيْنِ، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بالأَلف، يُقَالُ: رَجُلٌ أَكْرَى وامرأَة كَرْوَاءُ؛ وَقَالَ: ليْسَتْ بكَرْوَاءَ، ولكِنْ خِدْلِمِ، ... وَلَا بِزَلَّاءَ، ولكِنْ سُتْهُمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن تُرْفَعَ قَافِيَتُهُ؛ وَبَعْدَهُمَا: وَلَا بِكَحْلاء، ولكِن زُرْقُم والكَرَوَانُ، بِالتَّحْرِيكِ: طَائِرٌ وَيُدْعَى الحجلَ والقَبْجَ، وَجَمْعُهُ كِرْوَانٌ، صَحَّتِ الْوَاوُ فِيهِ لِئَلَّا يَصِيرَ مِنْ مِثَالِ فَعَلان فِي حَالِ اعْتِلَالِ اللَّامِ إِلى مِثَالِ فَعالٍ، وَالْجَمْعُ كَرَاوِينُ، كَمَا قَالُوا وراشِينُ؛ وأَنشد بَعْضُ الْبَغْدَادِيِّينَ فِي صِفَةِ صَقْرٍ لِدَلَمٍ العَبْشَمي وَكُنْيَتُهُ أَبو زَغْبٍ: عَنَّ لَهُ أَعْرَفُ ضَافِي العُثْنُونْ، ... داهِيةً صِلَّ صَفاً دُرَخْمِينْ، حَتْفَ الحُبارَياتِ والكَراوِينْ والأُنثى كَرَوانةٌ، وَالذَّكَرُ مِنْهَا الكَرَا، بالأَلف؛ قَالَ مُدرك بْنِ حِصْن الأَسدي: يَا كَرَواناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا، ... فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمَّا شَنَّا، بَلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا قَالُوا: أَراد بِهِ الحُبارى يَصُكُّه الْبَازِي فيتَّقِيه بسَلْحِه، وَيُقَالُ لَهُ الكُرْكِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ إِذا صيدَ: أَطْرِقْ كَرا أَطْرِقْ كَرا إِن النَّعامَ فِي القُرى، وَالْجَمْعُ كِرْوانٌ، بِكَسْرِ الْكَافِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كَمَا إِذا جَمَعْتَ الوَرشانَ قُلْتَ وِرْشانٌ، وَهُوَ جَمْعٌ بِحَذْفِ الزَّوَائِدِ، كأَنهم جَمَعُوا كَراً مِثْلَ أَخٍ وإخْوان. والكَرا: لُغَةٌ فِي الكَرَوانِ؛ أَنشد الأَصمعي لِلْفَرَزْدَقِ: عَلَى حِينَ أَن رَكَّيْتُ وابْيَضَّ مِسْحَلي، ... وأَطْرَقَ إِطْراقَ الكَرا مَن أُحارِبُه «2» ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْمَثَلِ أَطْرِقْ كَرا إِنَّ النَّعامَ فِي القُرى؛ غَيْرُهُ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُخْدَعُ بِكَلَامٍ يُلَطَّف لَهُ ويُراد بِهِ الْغَائِلَةُ، وَقِيلَ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُتَكَلَّم عِنْدَهُ بِكَلَامٍ فَيَظن أَنه هُوَ الْمُرَادُ بِالْكَلَامِ، أَي اسْكُتْ فإِني أُريد مَنْ هُوَ أَنْبَلُ مِنْكَ وأَرفع مَنْزِلَةً؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ عُبَيْدٍ: يضرب للرجل

_ (1). هو عمرو بن كلثوم (2). قوله [عَلَى حِينَ أَنْ رَكَّيْتُ] كذا بالأصل، والذي في الديوان: أحين التقى ناباي وابيض مسحلي

الْحَقِيرِ إِذا تَكَلَّمَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا يُشبهه وأَمثالَه الكلامُ فِيهِ، فَيُقَالُ لَهُ اسْكُتْ يَا حَقِيرُ فإِنَّ الأَجِلَّاء أَولى بِهَذَا الْكَلَامِ مِنْكَ. والكَرا: هو الكَرَوانُ طَائِرٌ صَغِيرٌ، فخُوطب الكَروانُ وَالْمَعْنَى لِغَيْرِهِ، ويُشبَّه الكَرَوَانُ بالذَّلِيل، والنعامُ بالأَعزة، وَمَعْنَى أَطْرِقْ أَي غُضَّ مَا دَامَ عَزِيزٌ فَإِيَّاكَ أَن تَنطِق أَيها الذَّلِيلُ، وَقِيلَ: مَعْنَى أَطرق كَرَا أَن الكَرَوَان ذَلِيلٌ فِي الطَّيْرِ وَالنَّعَامُ عَزِيزٌ، يُقَالُ: اسْكُنْ عندَ الأَعزة وَلَا تَسْتَشْرِفْ لِلَّذِي لَسْتَ لَهُ بِنِدٍّ، وَقَدْ جَعَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ تَرْخِيمَ كَرَوَانٍ فَغَلِطَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَعْرِفْ سِيبَوَيْهِ فِي جَمْعِ الكَرَوَانِ إِلا كِرْوَاناً فَوَجْهُهُ عَلَى أَنهم جَمَعُوا كَرًا، قَالَ: وَقَالُوا كَرَوانٌ وَلِلْجَمْعِ كِرْوانٌ، بِكَسْرِ الْكَافِ، فإِنما يُكسَّر عَلَى كَراً كَمَا قَالُوا إخْوان. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ كَرَوانٌ وكِرْوانٌ لَمَّا كَانَ الْجَمْعُ مُضَارِعًا لِلْفِعْلِ بِالْفَرْعِيَّةِ فِيهِمَا جَاءَتْ فِيهِ أَيضاً أَلفاظ عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاحِدِ، فَقَالُوا كَرَوانٌ وكِرْوان، فجاءَ هَذَا عَلَى حَذْفِ زَائِدَتَيْهِ حَتَّى صَارَ إِلى فَعَل، فجَرى مَجْرَى خَرَب وخِرْبان وبَرَقٍ وبِرْقانٍ، فَجَاءَ هَذَا عَلَى حَذْفِ الزِّيَادَةِ كَمَا قَالُوا عَمْرَك اللهَ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: سُمِّيَ الكَرَوَانُ كَرَوَاناً بِضِدِّهِ لأَنه لَا يَنام بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: الكَرَوَان طَائِرٌ يُشْبِهُ الْبَطَّ. وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي قَوْلِهِمْ أَطْرِق كَرَا، قَالَ: رُخِّم الْكَرَوَانُ، وَهُوَ نَكِرَةٌ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ يَا قُنْفُ، يُرِيدُ يَا قُنْفُذ، قَالَ: وإِنما يُرَخَّمُ فِي الدُّعَاءِ المَعارف نَحْوَ مَالِكٍ وَعَامِرٍ وَلَا تُرَخَّمُ النَّكِرَةُ نَحْوَ غُلَامٍ، فرُخم كَرَوانٌ وَهُوَ نَكِرَةٌ، وَجُعِلَ الْوَاوُ أَلفاً فَجَاءَ نَادِرًا. وَقَالَ الرَّسْمِيُّ: الكَرا هُوَ الكَرَوان، حَرْفٌ مَقْصُورٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الكَرَا تَرْخِيمُ الكَرَوان، قَالَ: وَالصَّوَابُ الأَوّل لأَن التَّرْخِيمَ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النِّدَاءِ، والأَلف الَّتِي فِي الكَرا هِيَ الْوَاوُ الَّتِي فِي الكَروان، جُعِلَتْ أَلفاً عِنْدَ سُقُوطِ الأَلف وَالنُّونِ، وَيُكْتَبُ الْكَرَا بالأَلف بِهَذَا الْمَعْنَى، وَقِيلَ: الْكَرَوَانُ طَائِرٌ طَوِيلُ الرِّجْلَيْنِ أَغبر دُونَ الدَّجَاجَةِ فِي الخَلق، وَلَهُ صَوْتٌ حَسَنٌ يَكُونُ بِمِصْرَ مَعَ الطُّيُورِ الدَّاجِنَةِ فِي الْبُيُوتِ، وَهِيَ مِنْ طُيُورِ الرِّيف والقُرَى، لَا يَكُونُ فِي الْبَادِيَةِ. والكَرَى: النَّوْمُ. والكَرَى: النُّعَاسُ، يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، وَالْجَمْعُ أَكْراء؛ قَالَ: هاتَكْتُه حَتَّى انْجَلَتْ أَكْراؤُه كَرِيَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يَكْرَى كَرًى إِذا نَامَ، فَهُوَ كَرٍ وكَرِيٌّ وكَرْيان. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَدْرَكه الكَرَى أَي النَّوْمُ، وَرَجُلٌ كَرٍ وكَرِيٌّ؛ وَقَالَ: مَتى تَبِتْ بِبَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ، ... تَتْرُكْ بِهِ مِثْلَ الكَرِيّ المُنْجَدِلْ أَي متَى تَبِت هَذِهِ الإِبل فِي مَكَانٍ أَو تَقِل بِهِ نَهَارًا تَتْركْ بِهِ زِقّاً مَمْلُوءًا لَبَنًا، يَصِفُ إِبلًا بِكَثْرَةِ الْحَلْبِ أَي تَحْلُب وَطْباً مِنْ لَبَنٍ كأَن ذَلِكَ الْوَطْبَ رَجُلٌ نَائِمٌ. وامرأَة كَرِيَةٌ عَلَى فَعِلة؛ وَقَالَ: لَا تُسْتَمَلُّ وَلَا يَكْرَى مُجالِسُها، ... وَلَا يَمَلُّ مِنَ النَّجْوى مُناجِيها وأَصبح فُلَانٌ كَرْيانَ الغداةِ أَي ناعِساً. ابْنُ الأَعرابي: أَكْرَى الرجُل سَهِر فِي طاعةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وكَرَى النهرَ كَرْياً: اسْتَحْدَثَ حَفْرة. وكَرَى الرجلُ كَرْياً: عَدا عَدْوًا شَدِيدًا، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بِاللُّغَةِ الْعَالِيَةِ. وَقَدْ أَكْرَيْت أَي أَخَّرت. وأَكْرَى الشيءَ والرحْلَ والعَشاء: أَخَّره، وَالِاسْمُ الكَراء؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

وأَكْرَيْت العَشاء إِلى سُهَيْلٍ ... أَو الشِّعْرَى، فطالَ بِيَ الأَناءُ قِيلَ: هُوَ يَطْلُع سَحَراً وَمَا أُكل بَعْدَهُ فَلَيْسَ بعَشاء، يَقُولُ: انْتَظَرْتُ مَعْرُوفَكَ حَتَّى أَيِسْت. وَقَالَ فَقِيهُ الْعَرَبِ: مَنْ سَرَّه النِّساء وَلَا نَساء، فَلْيُبَكِّر العَشاء، وليُباكِر الغَداء، وليُخَفِّف الرِّداء، وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّسَاءِ. وأَكْرَيْنا الْحَدِيثَ اللَّيْلَةَ أَي أَطَلْناه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ فأَكْرَيْنا فِي الْحَدِيثِ أَي أَطَلْناه وأَخَّرناه. وأَكْرَى مِنَ الأَضداد، يُقَالُ: أَكْرَى الشيءُ يُكْرِي إِذا طالَ وقَصُرَ وزادَ ونَقَص؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً، ... والظِّلُّ لَمْ يَفْضُلْ وَلَمْ يُكْرِي أَي وَلَمْ يَنْقُصْ، وَذَلِكَ عِنْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ. وأَكْرى الرَّجُلُ: قلَّ مَالُهُ أَو نَفِد زادُه. وَقَدْ أَكرى زادُه أَي نَقَصَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلَبِيدٍ: كذِي زادٍ مَتى مَا يُكْرِ مِنْه، ... فَلَيْسَ وَرَاءَهُ ثِقَةٌ بزادِ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ قِدْراً: يُقَسِّمُ مَا فِيهَا، فإَنْ هِيَ قَسَّمَتْ ... فَذاكَ، وإِنْ أَكْرَتْ فَعَنْ أَهلها تُكْرِي قَسَّمَتْ: عَمَّت فِي القَسْم، أَراد وإِن نقَصت فَعَنْ أَهلها تَنْقُص، يَعْنِي القِدْر. أَبو عُبَيْدٍ: المُكَرِّي السَّيرُ «1» اللَّيِّن البَطِيء، والمُكَرِّي مِنَ الإِبل الَّتِي تَعْدُو، وَقِيلَ: هُوَ السَّيْرُ الْبَطِيءُ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: وكلُّ ذَلِكَ مِنْهَا كُلَّما رَفَعَتْ، ... مِنْها المُكَرِّي، ومِنها اللَّيِّن السَّادِي أَي رفَعَتْ فِي سَيْرِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَالَ الرَّاجِزُ: لمَّا رأَتْ شَيْخاً لَهُ دَوْدَرَّى، ... ظَلَّتْ عَلَى فِراشِها تَكَرَّى «2» دَوْدَرَّى: طَويل الخُصيتين. وَقَالَ الأَصمعي: هَذِهِ دَابَّةٌ تُكَرِّي تَكْرِيَةً إِذا كَانَ كأَنه يَتَلَقَّفُ بِيَدِهِ إِذا مَشَى. وكَرَت الناقةُ بِرِجْلَيْهَا: قلَبتهما فِي العَدْوِ، وَكَذَلِكَ كَرَى الرجلُ بِقَدَمَيْهِ، وَهَذِهِ الْكَلِمَاتُ يَائِيَّةٌ لأَن يَاءَهَا لَامٌ وَانْقِلَابُ الأَلف يَاءً عَنِ اللَّامِ أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْوَاوِ. والكَرِيُّ: نَبْتٌ. والكَرِيَّةُ، عَلَى فعِيلة: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ فِي الخَصب بِنَجْدٍ ظَاهِرَةٌ، تَنْبُتُ عَلَى نِبْتة الجَعْدة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكَرِيُّ، بِغَيْرِ هَاءٍ، عُشبة مِنَ المَرْعى، قَالَ: لَمْ أَجد مَنْ يَصِفُهَا، قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهَا الْعَجَّاجُ فِي وَصْفِ ثَوْرِ وَحْشٍ فَقَالَ: حَتَّى عَدا، واقْتادَه الكَرِيُّ ... وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَضْرِيُّ «3» وَهَذِهِ نُبوت غَضَّة، وَقَوْلُهُ: اقتادَه أَي دَعاه، كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ «4» والكَرَوْيا: مِنَ الْبِزْرِ، وَزْنُهَا فَعَوْلَلٌ، أَلفها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ وَلَا تَكُونُ فَعَولَى وَلَا فَعَلْيا لأَنهما بِناءَان لَمْ يثبُتا فِي الْكَلَامِ، إِلا أَنه قَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ فَعَوْلٌ فِي قَوْلِ مَنْ ثَبَتَ عِنْدَهُ قَهَوْباة. وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ: كَرَوْيَاء، بِالْمَدِّ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَا أَدري أَيمد الكَرَوْيا أَم لَا، فإِن مُدَّ فَهِيَ أُنثى، قَالَ: وَلَيْسَتِ

_ (1). قوله [المكرّي السير إلخ] هذه عبارة التهذيب، وعبارة الجوهري: والمكرّي من الإبل اللين السير والبطيء. (2). قوله [لما رأت إلخ] لم يقدّم المؤلف المستشهد عليه، وفي القاموس: تكرّى نام، فتكرّى في البيت تتكرّى. (3). قوله [نضري] هو الصواب وتصحف في شرشر بنصري. (4). قوله [يدعو] أَوّله كما في شرح القاموس في مادة ربب: أَمْسَى بِوَهْبِينَ مُجْتَازًا لِمَرْتَعِهِ ... بذي الْفَوَارِسِ يَدْعُو أَنْفَهُ الرِّبَبُ

الكَرَوْياء بِعَرَبِيَّةٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكرَوْيا مِنْ هَذَا الْفَصْلِ، قَالَ: وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلٍ قَرْدَمَ مَقْصُورًا عَلَى وَزْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: ورأَيتها أَيضاً الكَرْوِياء، بِسُكُونِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ مَمْدُودَةٌ، قَالَ: ورأَيتها فِي النُّسْخَةِ الْمَقْرُوءَةِ عَلَى ابْنِ الْجَوَالِيقِيِّ الكَرَوْياء، بِسُكُونِ الْوَاوِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ مَمْدُودَةٌ، قَالَ: وَكَذَا رأَيتها، فِي كِتَابٍ لَيْسَ لِابْنِ خَالَوَيْهِ، كَرَوْيا، كَمَا رأَيتها فِي التَّكْمِلَةِ لِابْنِ الْجَوَالِيقِيِّ، وَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَن تَنْقَلِبَ الْوَاوُ يَاءً لِاجْتِمَاعِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ وَكَوْنِ الأَول مِنْهُمَا سَاكِنًا إِلا أَن يَكُونَ مِمَّا شَذَّ نَحْوَ ضَيْوَن وحَيْوةٍ وحَيْوان وعَوْية فَتَكُونُ هَذِهِ لَفْظَةً خَامِسَةً. وكَرَاء: ثَنِيَّةٌ بِالطَّائِفِ مَمْدُودَةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وكَرَاء مَوْضِعٌ؛ وَقَالَ: مَنَعْناكمْ كَراء وجانِبَيْهِ، ... كَمَا مَنَعَ العَرينُ وَحَى اللُّهامِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: كأَغْلَبَ، مِنْ أُسُود كَراءَ، ورْدٍ ... يَرُدُّ خَشَايَةَ الرجلِ الظَّلُومِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والكَرا ثَنِيَّةٍ بالطائف مقصورة. كزا: ابْنُ الأَعرابي: كَزا إِذا أَفضلَ عَلَى مُعْتَفِيه؛ رَوَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْهُ. كسا: الكِسْوَةُ والكُسْوَةُ: اللِّبَاسُ، وَاحِدَةُ الكُسا؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَلَهَا معانٍ مُخْتَلِفَةٌ. يُقَالُ: كَسَوْت فُلَانًا أَكْسُوه كِسْوَةً إِذا أَلبسته ثَوْبًا أَو ثِيَابًا فاكْتَسَى. واكْتَسَى فُلَانٌ إِذا لبَس الكِسْوَة [الكُسْوَة]؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الثَّوْرَ وَالْكِلَابَ: قَدْ كَسَا فِيهِنَّ صِبْغاً مُرْدِعاً يَعْنِي كساهنَّ دَماً طَرِيًّا؛ وَقَالَ يَصِفُ الْعِيرَ وأُتُنه: يَكْسُوه رَهْباها إِذا تَرَهَّبا، ... عَلَى اضْطِرامِ اللُّوحِ، بَوْلًا زَغْرَبا يَكْسُوه رَهْباها أَي يَبُلْن عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: اكتَسَتِ الأَرض بِالنَّبَاتِ إِذا تغطَّت بِهِ. والكُسا: جَمْعُ الكُسْوَة. وكَسِيَ فُلَانٌ يَكْسَى إِذا اكْتَسَى، وَقِيلَ: كَسِيَ إِذا لَبِسَ الكُسْوَة؛ قَالَ: يَكْسى وَلَا يَغْرَثُ مملوكُها، ... إِذا تَهَرَّت عَبْدَها الهارِيهْ أَنشده يَعْقُوبُ. واكْتَسَى: كَكَسِيَ، وكَساه إِياها كَسْواً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما كَسِيَ زيدٌ ثَوْبًا وكَسَوْته ثَوْبًا فإِنه وإِن لَمْ يُنْقَلْ بِالْهَمْزَةِ فإِنه نُقِلَ بِالْمِثَالِ، أَلَا تَرَاهُ نُقِلَ مِنْ فَعِلَ إِلى فَعَلَ، وإِنما جَازَ نَقْلُهُ بفَعَل لَمَّا كَانَ فَعَلَ وأَفْعَلَ كَثِيرًا مَا يَعْتَقِبَانِ عَلَى الْمَعْنَى الْوَاحِدِ نَحْوُ جَدَّ فِي الأَمر وأَجَدَّ، وصدَدْته عَنْ كَذَا وأَصدَدْته، وَقَصَرَ عَنِ الشَّيْءِ وأَقْصَر، وسَحَته اللَّهُ وأَسْحَته وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَتْ فَعَلَ وأَفْعَلَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ الِاعْتِقَابِ والتَّعاوُض ونُقِل بأَفْعل، نُقِلَ أَيضاً فَعِلَ يَفعَل نَحْوَ كَسِيَ وكَسَوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتها وعارَتْ وعُرْتها. وَرَجُلٌ كاسٍ: ذُو كُسوة، حَمَلَهُ سِيبَوَيْهِ عَلَى النَّسَبِ وَجَعَلَهُ كَطاعِم، وَهُوَ خِلَافٌ لِمَا أَنشدناه مِنْ قَوْلِهِ: يَكْسَى وَلَا يَغْرَثُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَن الشَّيْءَ إِنما يُحْمَلُ عَلَى النَّسَبِ إِذا عُدِمَ الفِعل. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَكْسَى مِنْ بَصَلةٍ إِذا لَبِسَ الثِّيَابَ الْكَثِيرَةَ، قَالَ: وَهَذَا مِنَ النَّوَادِرِ أَن يُقَالَ للمُكْتَسِي كاسٍ بِمَعْنَاهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَكْسَى مِنْ فُلَانٍ أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة، مِنْ كَسَوْتُه أَكْسُوه. وَفُلَانٌ أَكْسَى

مِنْ فُلَانٍ أَي أَكثر اكْتِساء مِنْهُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الْحُطَيْئَةُ: دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لبُغْيَتها، ... واقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكَاسِي أَي المُكْتَسي. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَعْنِي المَكْسُوَّ، كَقَوْلِكَ مَاءٌ دافِقٌ وعيشةٌ راضِيةٌ، لأَنه يُقَالُ كَسِيَ العُرْيانُ وَلَا يُقَالُ كَسا. وَفِي الْحَدِيثِ: ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَنهنَّ كاسياتٌ مِنْ نِعَم اللَّهِ عارِياتٌ مِنَ الشُّكْرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَكْشِفْنَ بعضَ جَسَدِهِنَّ ويَسْدُلْن الخُمُر مِنْ وَرَائِهِنَّ فهنَّ كاسِياتٌ كعارِيات، وَقِيلَ: أَراد أَنهن يَلْبَسْن ثِياباً رِقَاقًا يَصِفْنَ مَا تَحْتَهَا مِنْ أَجْسامِهن فَهُنَّ كاسِياتٌ فِي الظَّاهِرِ عارِياتٌ فِي الْمَعْنَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ كَسِيَ يَكْسَى ضِدُّ عَرِيَ يَعْرَى؛ قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْحُوجٍ الشَّيْبَانِيُّ: لقَدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبّاً ... بَناتي، أَنَّهُنَّ مِنَ الضِّعافِ مَخافةَ أَن يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدي، ... وأَن يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ وأَن يَعْرَيْنَ، إِنْ كَسِيَ الجَواري، ... فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عجافِ واكْتَسَى النَّصِيُّ بالوَرق: لَبِسَهُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. واكْتَسَتِ الأَرضُ: تمَّ نباتُها والتفَّ حَتَّى كأَنها لَبسته. والكِسَاء: مَعْرُوفٌ، وَاحِدُ الأَكْسِيَة اسْمٌ مَوْضُوعٌ، يُقَالُ: كِسَاءٌ وكِسَاءَان وكِسَاوَانِ، النسبة إِليها كِسَائِيٌّ وكِسَاوِيٌّ، وأَصله كِساوٌ لأَنه مِنْ كَسَوْتُ إِلا أَن الْوَاوَ لَمَّا جَاءَتْ بَعْدَ الأَلف هُمِزَتْ. وتَكَسَّيْتُ بالكِساء: لَبِسْتُهُ؛ وَقَوْلُ عَمْرِو بْنِ الأَهتم: فبَاتَ لَهُ دونَ الصَّبا، وَهِيَ قُرَّةٌ، ... لِحافٌ، ومَصْقولُ الكِساء رَقِيقُ أَراد اللبنَ تَعْلُوهُ الدُّوايةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده وَبَاتَ لَهُ، يَعْنِي لِلضَّيْفِ؛ وَقَبْلَهُ: فباتَ لَنا مِنْهَا، وللضَّيْف مَوْهناً، ... شِواءٌ سَمِينٌ زاهِقٌ وغَبُوقُ ابْنُ الأَعرابي: كاساهُ إِذا فاخَره، وَسَاكَاهُ إِذا ضَيَّقَ عَلَيْهِ فِي المُطالبة، وسَكا إِذا صَغُرَ جِسْمُهُ. التَّهْذِيبُ: أَبو بَكْرٍ الكَساء، بِفَتْحِ الْكَافِ مَمْدُودٌ، الْمَجْدُ وَالشَّرَفُ والرِّفْعة؛ حَكَاهُ أَبو مُوسَى هارون بن الحرث، قَالَ الأَزهري: وَهُوَ غَرِيبٌ. والأَكْسَاء: النَّواحي؛ وَاحِدُهَا كُسْء، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزَةِ أَيضاً، وَهُوَ يَائِيٌّ. والكُسْيُ: مؤخَّر الْعَجُزِ، وَقِيلَ: مُؤَخَّرُ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَكْسَاء؛ قَالَ الشَّمَّاخُ: كأَنّ عَلَى أَكْسَائِها، مِنْ لُغامِها، ... وخِيفةَ خِطْمِيٍّ بِمَاءٍ مُبَحْزَجِ وَحَكَى ثَعْلَبٌ: رَكِبَ كَسَاه «1» إِذا سَقَطَ عَلَى قَفاه، وَهُوَ يَائِيٌّ لأَن يَاءَهُ لَامٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْ حُمِلَ عَلَى الْوَاوِ لَكَانَ وَجْهًا فإِن الْوَاوَ فِي كَسَا أَكثر مِنَ الْيَاءِ، وَالَّذِي حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي رَكِبَ كُسْأَه مَهْمُوزٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. كشي: كُشْيةُ الضَّبِّ: أَصل ذَنَبه، وَقِيلَ: هِيَ شَحْمة صَفْرَاءُ مِنْ أَصل ذَنَبِهِ حَتَّى تَبْلُغَ إِلى أَصل حَلْقه، وَهُمَا كُشْيَتان مُبْتَدَّتا الصُّلْبِ مِنْ دَاخِلٍ مِنْ أَصل ذَنَبِهِ إِلى عُنُقِهِ، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى مَوْضِعِ

_ (1). قوله [ركب كَسَاه] هذا هو الصواب، وما في القاموس: أكساءه، غلطه فيه شارحه وقد ضبط في الأصل بالفتح ولعله بالضم.

الكُلْيَتَيْنِ، وَهُمَا شَحْمَتَانِ عَلَى خِلْقة لِسان الْكَلْبِ صَفْرَاوَانِ عَلَيْهِمَا مِقْنعة سَوْداء أَي مِثْلُ المِقْنعة، وَقِيلَ: هِيَ شَحْمة مُسْتطيلة فِي الْجَنْبَيْنِ مِنَ العُنُق إِلى أَصل الفَخِذ. وَفِي الْمَثَلِ: أَطْعِمْ أَخاكَ مِنْ كُشْيَةِ الضبِّ؛ يَحُثُّه عَلَى المُواساة، وَقِيلَ: بَلْ يَهْزَأُ بِهِ؛ قَالَ قَائِلُ الأَعراب: وأَنت لَوْ ذُقْتَ الكُشَى بالأَكْباد، ... لَما تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بِالْوَادْ وَفِي حَدِيثِ: عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه وضَع يدَه فِي كُشْيةِ ضَبٍّ، وَقَالَ إِنَّ نبيَّ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُحرِّمْه وَلَكِنْ قَذِرَه ؛ الكُشْيَةُ شَحْم يَكُونُ فِي بَطن الضبِّ ووضْعُ الْيَدِ فِيهِ كِنايةٌ عَنِ الأَكل مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، وَالَّذِي جَاءَ فِي غَرِيب الحَرْبي عَنْ مُجاهِد: أَن رَجُلًا أَهْدَى لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَبّاً فقَذِرَه فَوَضَعَ يَدَهُ فِي كُشْيَتَي الضَّبِ ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ حَدِيثٌ آخَرَ، وَالْجَمْعُ الكُشَى؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: فَلَوْ كَانَ هَذَا الضبُّ لَا ذَنَبٌ لَه ... وَلَا كُشْيةٌ، مَا مَسَّه الدَّهْرَ لامِسُ ولَكِنَّه مِنْ أَجْلِ طِيبِ ذُنَيْبِه ... وكُشْيَتِه دَبَّتْ إِليهِ الدَّهارِسُ وَيُقَالُ: كُشَّةٌ «1» وكُشْيَةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وكَشَا الشيءَ كَشْواً عَضَّه بِفِيهِ فانتزعه. كصي: ابْنُ الأَعرابي: كَصَى إِذا خَسَّ بَعْدَ رِفْعة. كظا: كَظا لَحْمُهُ يَكْظُو: اشتدَّ، وَقِيلَ: كَثُرَ وَاكْتَنَزَ. يُقَالُ: خَظا لحمُه وكَظا وبَظا كُلُّهُ بِمَعْنًى. الْفَرَّاءُ: خَظا بَظا وكَظا، بِغَيْرِ هَمْزٍ، يَعْنِي اكْتَنَزَ، وَمِثْلُهُ يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو. اللِّحْيَانِيُّ: خَظَا بَظا كَظا إِذا كَانَ صُلْباً مُكْتَنِزًا. ابْنُ الأَعرابي: كَظا تَابِعٌ لِخَظا، كَظا يَكْظُو كَظاً إِذا رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا؛ ابْنُ الأَنباري: يُكْتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْقُلَاخِ: عُراهِماً كاظِي البَضِيعِ ذَا عُسُنْ كعا: ابْنُ الأَعرابي: كَعا إِذا جَبُنَ. أَبو عَمْرٍو: الكَاعِي المُنْهَزم. ابْنُ الأَعرابي: الأَكْعَاء الجُبناء، قَالَ: والأَعْكاء العُقَد. كفي: اللَّيْثُ: كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قَامَ بالأَمر. وَيُقَالُ: اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه. وَيُقَالُ: كَفاك هَذَا الأَمرُ أَي حَسْبُك، وكَفَاكَ هَذَا الشَّيْءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قرأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: إِنهما أَقل مَا يُجزئ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان مِنَ الْمَكْرُوهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَيَفْتَحُ اللهُ عَلَيْكُمْ ويَكْفِيكم اللهُ أَي يَكْفيكم القِتالَ بِمَا فتَح عَلَيْكُمْ. والكُفاةُ: الخَدَمُ الَّذِينَ يَقومون بالخِدْمة، جَمْعُ كافٍ. وكفَى الرجلُ كِفايةً، فَهُوَ كافٍ وكُفًى مِثْلَ حُطَمٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، واكْتَفَى، كِلَاهُمَا: اضْطَلَع، وكَفاه مَا أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفايَةً وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت بِهِ. أَبو زَيْدٍ: هَذَا رَجُلٌ كافِيك مِنْ رَجُل وَنَاهِيكَ مِنْ رَجُلٍ وجازيكَ مِنْ رَجُلٍ وشَرْعُكَ مِنْ رجُل كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وكَفَيْته مَا أَهَمَّه. وكَافَيْته: مِنَ المُكافاة، ورَجَوْتُ مُكافاتَك. وَرَجُلٌ كافٍ وكَفِيٌّ: مِثْلَ سالِم وسَلِيمٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ كافِيكَ من رجل وكَفْيُكَ [كِفْيُكَ] مِنْ رجُل «2» وكَفَى بِهِ رَجُلًا. قَالَ: وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي

_ (1). قوله [كشة] هو بهذا الضبط في التهذيب (2). قوله [وكفيك من رجل] في القاموس مثلثة الكاف.

كَفاكَ بِفُلَانٍ وكَفْيُكَ بِهِ وكِفاكَ، مَكْسُورٌ مَقْصُورٌ، وكُفاكَ، مَضْمُومٌ مَقْصُورٌ أَيضاً، قَالَ: وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ. التَّهْذِيبُ: تَقُولُ رأَيت رجُلًا كَافِيَك مِنْ رَجُلٍ، ورأَيت رَجُلَيْنِ كافِيَك مِنْ رَجُلَيْنِ، ورأَيت رِجَالًا كافِيَكَ مِنْ رِجَالٍ، مَعْنَاهُ كَفاك بِهِ رَجُلًا. الصِّحَاحُ: وَهَذَا رَجُلٌ كافِيكَ مِنْ رجُل ورَجلان كافِياكَ مِنْ رَجُلَيْنِ ورِجالٌ كافُوكَ مِنْ رِجال، وكَفْيُك، بِتَسْكِينِ الْفَاءِ، أَي حَسْبُكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِجَثَّامَةَ اللِّيثِيِّ: سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ، ... كَفَى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا هَلَ اعْفُو عَنْ أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ، ... إِذا عَرَضَتْ، وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا ، وَمَا أَشبهه فِي الْقُرْآنِ: مَعْنَى الْبَاءِ للتَّوْكيد، الْمَعْنَى كَفَى اللهُ وَلِيًّا إِلا أَن الْبَاءَ دَخَلَتْ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ لأَن مَعْنَى الْكَلَامِ الأَمْرُ، الْمَعْنَى اكْتَفُوا بِاللَّهِ وَلِيًّا، قَالَ: وَوَلِيًّا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ، وَقِيلَ: عَلَى التَّمْيِيزِ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ؛ مَعْنَاهُ أَوَلم يَكْفِ ربُّك أَوَلم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك، وَمَعْنَى الكِفَايَة هاهنا أَنه قَدْ بَيَّنَ لَهُمْ مَا فِيهِ كِفاية فِي الدَّلَالَةِ عَلَى تَوْحِيدِهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَرْيَمَ: فأَذِنَ لِي إِلى أَهْلي بِغَيْرِ كَفِيٍ أَي بِغَيْرِ مَن يَقوم مَقامي. يُقَالُ: كَفاه الأَمرَ إِذا قَامَ فِيهِ مَقامه. وَفِي حَدِيثِ الْجَارُودِ: وأَكْفِي مَنْ لَمْ يَشهد أَي أَقوم بأَمْرِ مَن لَمْ يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عَنْهُ؛ فأَمّا قَوْلُ الأَنصاري: فكَفَى بِنا فَضْلًا، عَلَى مَن غَيْرُنا، ... حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا فإِنما أَراد فكَفانا، فأَدخل الْبَاءَ عَلَى الْمَفْعُولِ، وَهَذَا شَاذٌّ إِذ الْبَاءُ فِي مِثْلِ هَذَا إِنما تَدْخُلُ عَلَى الْفَاعِلِ كَقَوْلِكَ كَفَى باللهِ؛ وَقَوْلِهِ: إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ، ... كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا هُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ، وَمَعْنَاهُ كَفَى بِقَوْمٍ خَبِيراً صاحبُهم، فَجَعَلَ الْبَاءَ فِي الصَّاحِبِ، وَمَوْضِعُهَا أَن تَكُونَ فِي قَوْمٍ وَهُمُ الْفَاعِلُونَ فِي الْمَعْنَى؛ وأَما زيادَتها فِي الْفَاعِلِ فَنَحْوَ قَوْلِهِمْ: كَفَى بِاللَّهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ، إِنما هُوَ كَفَى اللهُ وَكَفَانَا كَقَوْلِ سُحَيْمٍ: كَفَى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً فَالْبَاءُ وَمَا عَمِلَتْ فِي مَوْضِعِ مَرْفُوعٍ بِفِعْلِهِ، كَقَوْلِكَ مَا قَامَ مِنْ أَحد، فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ هُنَا فِي مَوْضِعِ اسْمٍ مَرْفُوعٍ بِفِعْلِهِ، وَنَحْوُهُ قَوْلُهُمْ فِي التَّعَجُّبِ: أَحْسِنْ بِزَيْدٍ، فَالْبَاءُ وَمَا بَعْدَهَا فِي مَوْضِعِ مَرْفُوعٍ بِفِعْلِهِ وَلَا ضَمِيرَ فِي الْفِعْلِ، وَقَدْ زِيدَتْ أَيضاً فِي خَبَرِ لكنَّ لِشِبْهِهِ بِالْفَاعِلِ؛ قَالَ: ولَكِنَّ أَجْراً لَوْ فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ، ... وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ فِي الناسِ والأَجْرُ «1» أَراد: ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ ولكنَّ أَجراً لَوْ فَعَلَتْهِ بِشَيْءٍ هَيِّنٍ أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بِالشَّيْءِ الْهَيِّنِ، كَقَوْلِكَ: وُجُوبُ الشُّكْرِ بالشيءِ الْهَيِّنِ، فَتَكُونُ الْبَاءُ عَلَى هَذَا غَيْرَ زَائِدَةٍ، وأَجاز مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيّ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ: كَفَى بِاللَّهِ، تَقْدِيرُهُ كفَى اكْتِفاؤك بِاللَّهِ أَي اكْتفاؤك بِاللَّهِ يَكْفِيك؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا يَضْعُفُ عِنْدِي لأَن الْبَاءَ عَلَى هَذَا مُتَعَلِّقَةٌ بِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ وَهُوَ الِاكْتِفَاءُ، وَمُحَالٌ حَذْفُ الْمَوْصُولِ وَتَبْقِيَةُ صِلَتِهِ، قَالَ: وإِنما

_ (1). قوله [وهل يعرف] كذا بالأصل، والذي في المحكم: ولم ينكر.

حسَّنه عِنْدِي قَلِيلًا أَنك قَدْ ذَكَرْتَ كفَى فدلَّ عَلَى الِاكْتِفَاءِ لأَنه مِنْ لَفْظِهِ، كَمَا تَقُولُ: مَن كَذب كَانَ شَرًّا لَهُ، فأَضمرته لِدَلَالَةِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ، فهاهنا أَضمر اسْمًا كَامِلًا وَهُوَ الْكَذِبُ، وَهُنَاكَ أَضمر اسْمًا وَبَقِيَ صِلَتُهُ الَّتِي هِيَ بَعْضُهُ، فَكَانَ بعضُ الِاسْمِ مُضْمَرًا وَبَعْضُهُ مُظْهَرًا، قَالَ: فَلِذَلِكَ ضَعُفَ عِنْدِي، قَالَ: وَالْقَوْلُ فِي هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَنه يُرِيدُ كَفَى اللَّهُ، كَقَوْلِكَ: وكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ؛ وَيَشْهَدُ بِصِحَّةِ هَذَا الْمَذْهَبِ مَا حُكِيَ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ مَرَرْتُ بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً، فَقَوْلُهُ بهنَّ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ كَمَا تَرَى. قَالَ: أَخبرني بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَن الْكِسَائِيَّ حَكَى ذَلِكَ عَنْهُمْ؛ قَالَ: وَوَجَدْتُ مِثْلَهُ للأَخطل وَهُوَ قَوْلُهُ: فقُلْتُ: اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها، ... وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل فَقَوْلُهُ بِهَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بحُبَّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وإِنما جَازَ عِنْدِي زِيَادَةُ الْبَاءَ فِي خَبَرِ المبتدإِ لِمُضَارَعَتِهِ لِلْفَاعِلِ بِاحْتِيَاجِ المبتدإِ إِليه كَاحْتِيَاجِ الْفِعْلِ إِلى فَاعِلِهِ. والكُفْيةُ، بِالضَّمِّ: مَا يَكْفِيك مِنَ العَيش، وَقِيلَ: الكُفْيَةُ القُوت، وَقِيلَ: هُوَ أَقلّ مِنَ الْقُوتِ، وَالْجَمْعُ الكُفَى. ابْنُ الأَعرابي: الكُفَى الأَقوات، وَاحِدَتُهَا كُفْيَةٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَمْلِكُ كُفَى يَوْمِهِ عَلَى مِيزَانِ هَذَا أَي قُوتَ يَوْمِهِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: ومُخْتَبِطٍ لَمْ يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًى، ... وذاتِ رَضِيعٍ لَمْ يُنِمْها رَضِيعُها قَالَ: يَكُونُ كُفًى جَمْعَ كُفْيَة وَهُوَ أَقلّ مِنَ القُوت، كَمَا تَقَدَّمَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد كُفاةً ثُمَّ أَسقط الْهَاءِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ كَفِيٌّ أَي كافٍ. والكِفْيُ: بَطْنُ الْوَادِي؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ الأَكْفَاء. ابْنُ سِيدَهْ: الكُفْوُ النَّظِيرُ لُغَةٌ فِي الكُفءِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدُوا بِهِ الكُفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا. كلا: ابْنُ سِيدَهْ: كِلا كَلِمَةٌ مَصُوغة لِلدَّلَالَةِ عَلَى اثْنَيْنِ، كَمَا أَنَّ كُلًّا مَصُوغَةٌ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْجَمْعِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَتْ كِلا مِنْ لَفْظِ كلٍّ، كلٌّ صَحِيحَةٌ وكِلا مُعْتَلَّةٌ. وَيُقَالُ للأُنثيين كِلْتا، وَبِهَذِهِ التَّاءِ حُكم عَلَى أَن أَلف كِلا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، لأَن بَدَلَ التَّاءِ مِنَ الْوَاوِ أَكثر مِنْ بَدَلِهَا مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: وأَما قَوْلُ سِيبَوَيْهِ جَعَلُوا كِلا كَمِعًى، فإِنه لَمْ يُرِدْ أَن أَلف كِلا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ كَمَا أَنَّ أَلف مِعًى مُنْقَلِبَةٌ عَنْ يَاءٍ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مِعَيَانِ، وإِنما أَراد سِيبَوَيْهِ أَن أَلف كِلَا كأَلف مِعًى فِي اللَّفْظِ، لَا أَن الَّذِي انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ أَلفاهما وَاحِدٌ، فَافْهَمْ، وَمَا تَوْفِيقُنَا إِلا بِاللَّهِ، وَلَيْسَ لَكَ فِي إِمالتها دَلِيلٌ عَلَى أَنها مِنَ الْيَاءِ، لأَنهم قَدْ يُمِيلون بَنَاتِ الْوَاوِ أَيضاً، وإِن كَانَ أَوَّله مَفْتُوحًا كالمَكا والعَشا، فإِذا كَانَ ذَلِكَ مَعَ الْفَتْحَةِ كَمَا تَرَى فإِمالَتُها مَعَ الْكَسْرَةِ فِي كِلا أَولى، قَالَ: وأَما تَمْثِيلُ صَاحِبِ الْكِتَابِ لَهَا بِشَرْوَى، وَهِيَ مِنْ شَرَيْتُ، فَلَا يَدُلُّ عَلَى أَنها عِنْدَهُ مِنَ الْيَاءِ دُونَ الْوَاوِ، وَلَا مِنَ الْوَاوِ دُونَ الْيَاءِ، لأَنه إِنما أَراد الْبَدَلَ حَسْبُ فَمَثَّلَ بِمَا لَامُهُ مِنَ الأَسماء مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ، مُبْدَلَةً أَبداً نَحْوَ الشَّرْوَى والفَتْوَى. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما كِلْتَا فَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنها فِعْلَى بِمَنْزِلَةِ الذِّكْرَى والحِفْرَى، قَالَ: وأَصلها كِلْوا، فأُبدلت الْوَاوُ تَاءً كَمَا أُبدلت فِي أُخت وَبِنْتٍ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَامَ كِلْتَا مُعْتَلَّةٌ قَوْلُهُمْ فِي مُذَكَّرِهَا كِلا، وكِلا فِعْلٌ وَلَامُهُ مُعْتَلَّةٌ بِمَنْزِلَةِ لَامِ حِجاً ورِضاً، وَهُمَا مِنَ الْوَاوِ لِقَوْلِهِمْ حَجا يَحْجُو والرِّضْوان،

وَلِذَلِكَ مَثَّلَهَا سِيبَوَيْهِ بِمَا اعتلَّت لَامُهُ فَقَالَ هِيَ بِمَنْزِلَةِ شَرْوَى، وأَما أَبو عُمر الجَرْمِي فَذَهَبَ إِلى أَنها فِعْتَلٌ، وأَن التَّاءَ فِيهَا عَلَمُ تأْنِيثها وَخَالَفَ سِيبَوَيْهِ، وَيَشْهَدُ بِفَسَادِ هَذَا الْقَوْلِ أَن التَّاءَ لَا تَكُونُ عَلَامَةَ تأْنيث الْوَاحِدِ إِلا وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ نَحْوَ طَلحة وحَمْزَة وَقَائِمَةَ وقاعِدة، أَو أَن يَكُونَ قَبْلَهَا أَلف نَحْوَ سِعْلاة وعِزْهاة، وَاللَّامُ فِي كِلتا سَاكِنَةٌ كَمَا تَرَى، فَهَذَا وَجْهٌ، وَوَجْهٌ آخَرُ أَن عَلَامَةَ التأْنيث لَا تَكُونُ أَبداً وَسَطًا، إِنما تَكُونُ آخِرًا لَا مَحَالَةَ، قَالَ: وكِلْتَا اسْمٌ مُفْرَدٌ يُفِيدُ مَعْنَى التَّثْنِيَةِ بإِجماع مِنَ الْبَصْرِيِّينَ، فَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَامَةُ تأْنيثه التَّاءَ وَمَا قَبْلَهَا سَاكِنٌ، وأَيضاً فإِن فِعتَلًا مِثَالٌ لَا يُوجَدُ فِي الْكَلَامِ أَصلًا فيُحْمَل هَذَا عَلَيْهِ، قَالَ: وإِن سَمَّيْتَ بكِلْتا رَجُلًا لَمْ تَصْرِفْهُ فِي قَوْلِ سِيبَوَيْهِ مَعْرِفَةً وَلَا نَكِرَةً، لأَن أَلفها للتأْنيث بِمَنْزِلَتِهَا فِي ذكْرى، وَتَصَرُّفُهُ نَكِرَةً فِي قَوْلِ أَبي عُمَرَ لأَن أَقصى أَحواله عِنْدَهُ أَن يَكُونَ كَقَائِمَةٍ وَقَاعِدَةٍ وعَزَّة وَحَمْزَةَ، وَلَا تَنْفَصِلُ كِلا وَلَا كِلتا مِنَ الإِضافة. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ الْعَرَبِ مَنْ يُمِيلُ أَلف كِلْتَا وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُمِيلُهَا، فَمَنْ أَبطل إِمَالَتَهَا قَالَ أَلفها أَلف تَثْنِيَةٍ كأَلف غُلَامًا وَذَوَا، وَوَاحِدُ كِلْتَا كِلت، وأَلف التَّثْنِيَةِ لاتمال، وَمَنْ وَقَفَ عَلَى كِلْتَا بالإِمالة فَقَالَ كِلْتَا اسْمُ وَاحِدٍ عَبَّرَ عَنِ التَّثْنِيَةِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ شِعْرَى وذِكْرَى. وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: الْعَرَبُ إِذا أَضافت كُلًّا إِلى اثْنَيْنِ لَيَّنَتْ لَامَهَا وَجَعَلَتْ مَعَهَا أَلف التَّثْنِيَةِ، ثُمَّ سَوَّتْ بَيْنَهُمَا فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ فَجَعَلَتْ إِعرابها بالأَلف وأَضافتها إِلى اثْنَيْنِ وأَخبرت عَنْ وَاحِدٍ، فَقَالَتْ: كِلا أَخَوَيْك كَانَ قَائِمًا وَلَمْ يَقُولُوا كَانَا قَائِمَيْنِ، وكِلا عَمَّيْك كَانَ فَقِيهًا، وكِلْتَا المرأَتين كَانَتْ جَمِيلَةً، وَلَا يَقُولُونَ كَانَتَا جَمِيلَتَيْنِ،. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ، وَلَمْ يَقُلْ آتَتا. وَيُقَالُ: مَرَرْتُ بكِلا الرَّجُلَيْنِ، وَجَاءَنِي كِلا الرَّجُلَيْنِ، فَاسْتَوَى فِي كِلا إِذا أَضفتها إِلى ظَاهِرَيْنِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ وَالْخَفْضُ، فإِذا كَنَّوْا عَنْ مَخْفُوضِهَا أَجروها بِمَا يُصِيبُهَا مِنَ الإِعراب فَقَالُوا أَخواك مَرَرْتُ بِكِلَيْهِمَا، فَجَعَلُوا نَصْبَهَا وَخَفْضَهَا بِالْيَاءِ، وَقَالُوا أَخواي جَاءَانِي كِلَاهما فَجَعَلُوا رَفْعَ الِاثْنَيْنِ بالأَلف، وَقَالَ الأَعشى فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ: كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْعاً دِعامةً يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَانَ فَرْعًا؛ وَكَذَلِكَ قَالَ لَبِيدٌ: فَغَدَتْ، كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّه ... مَوْلى المَخافةِ: خَلْفَها وأَمامها غَدَتْ: يَعْنِي بَقَرَةً وَحْشِيَّةً، كِلَا الْفَرْجَيْنِ: أَراد كِلَا فَرْجَيْهَا، فأَقام الأَلف وَاللَّامَ مُقام الكِناية، ثُمَّ قَالَ تَحَسَبُ، يَعْنِي الْبَقَرَةَ، أَنه وَلَمْ يَقُلْ أَنهما مَوْلَى الْمَخَافَةِ أَي وليُّ مَخافتها، ثُمَّ تَرْجَم عَنْ كِلا الفَرْجين فَقَالَ خَلْفَهَا وأَمامها، وَكَذَلِكَ تَقُولُ: كِلا الرَّجُلَيْنِ قائمٌ وكِلْتا المرأَتين قَائِمَةٌ؛ وأَنشد: كِلا الرَّجُلَيْن أَفَّاكٌ أَثِيم وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْسِيرَ كلٍّ فِي مَوْضِعِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: كِلا فِي تأْكيد الِاثْنَيْنِ نَظِيرُ كلٍّ فِي الْمَجْمُوعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ غَيْرُ مُثَنّى، فإِذا وَلِيَ اسْمًا ظَاهِرًا كَانَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْخَفْضِ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ بالأَلف، تَقُولُ: رأَيت كِلا الرَّجُلَيْنِ، وَجَاءَنِي كِلا الرَّجُلَيْنِ، وَمَرَرْتُ بِكِلَا الرَّجُلَيْنِ، فإِذا اتَّصَلَ بِمُضْمَرٍ قلَبْت الأَلف يَاءً فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ وَالنَّصْبِ، فَقُلْتَ: رأَيت كِلَيْهِمَا وَمَرَرْتُ بِكِلَيْهِمَا، كَمَا تَقُولُ عَلَيْهِمَا، وَتَبْقَى فِي الرَّفْعِ عَلَى حَالِهَا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ مُثَنَّى مأْخوذ مِنْ كُلٍّ فَخُفِّفَتِ اللَّامُ وَزِيدَتِ الأَلف لِلتَّثْنِيَةِ، وَكَذَلِكَ كِلْتَا

لِلْمُؤَنَّثِ، وَلَا يَكُونَانِ إِلا مُضَافَيْنِ وَلَا يُتَكَلَّمُ مِنْهُمَا بِوَاحِدٍ، وَلَوْ تُكُلِّمَ بِهِ لَقِيلَ كِلٌ وكِلْتٌ وكِلانِ وكِلْتانِ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: فِي كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحدهْ، ... كِلتاهما مقْرُونةٌ بزائدهْ أَراد: فِي إِحدى رِجْلَيْهَا، فأَفْرد، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ، لأَنه لَوْ كَانَ مُثَنًّى لَوَجَبَ أَن تَنْقَلِبَ أَلفه فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ يَاءً مَعَ الِاسْمِ الظَّاهِرِ، ولأَن مَعْنَى كِلا مُخَالِفٌ لِمَعْنَى كُلٍّ، لأَن كُلًّا للإِحاطة وكِلا يَدُلُّ عَلَى شيءٍ مَخْصُوصٍ، وأَما هَذَا الشَّاعِرُ فإِنما حَذَفَ الأَلف لِلضَّرُورَةِ وَقَدَّرَ أَنها زَائِدَةٌ، وَمَا يَكُونُ ضَرُورَةً لَا يَجُوزُ أَن يُجْعَلَ حُجَّةً، فَثَبَتَ أَنه اسْمٌ مُفْرَدٌ كَمِعى إِلا أَنه وُضِعَ لِيَدُلَّ عَلَى التَّثْنِيَةِ، كَمَا أَن قَوْلَهُمْ نَحْنُ اسْمٌ مُفْرَدٌ يَدُلُّ عَلَى الِاثْنَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا؛ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ جَرِيرٍ: كِلا يَومَيْ أُمامةَ يوْمُ صَدٍّ، ... وإِنْ لَمْ نَأْتِها إِلَّا لِماما قَالَ: أَنشدنيه أَبو عَلِيٍّ، قَالَ: فإِن قَالَ قَائِلٌ فَلِمَ صَارَ كِلا بِالْيَاءِ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ مَعَ الْمُضْمَرِ وَلَزِمَتِ الأَلف مَعَ الْمُظْهَرِ كَمَا لَزِمَتْ فِي الرَّفْعِ مَعَ الْمُضْمَرِ؟ قِيلَ لَهُ: مِنْ حَقِّهَا أَن تَكُونَ بالأَلف عَلَى كُلِّ حَالٍ مِثْلَ عَصًا وَمِعًى، إِلا أَنها لَمَّا كَانَتْ لَا تَنْفَكُّ مِنَ الإِضافة شُبِّهَتْ بِعَلَى وَلَدَى، فَجُعِلَتْ بِالْيَاءِ مَعَ الْمُضْمَرِ فِي النَّصْبِ وَالْجَرِّ، لأَن عَلَى لَا تَقَعُ إِلا مَنْصُوبَةً أَو مَجْرُورَةً وَلَا تُسْتَعْمَلُ مَرْفُوعَةً، فَبَقِيَتْ كِلا فِي الرَّفْعِ عَلَى أَصلها مَعَ الْمُضْمَرِ، لأَنها لَمْ تُشَبَّه بِعَلَى فِي هَذِهِ الْحَالِ، قَالَ: وأَما كِلْتَا الَّتِي للتأْنيث فإِن سِيبَوَيْهِ يَقُولُ أَلفها للتأْنيث وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنْ لَامِ الْفِعْلِ، وَهِيَ وَاوٌ والأَصل كِلْوا، وإِنما أُبدلت تَاءً لأَن فِي التَّاءِ عَلَمَ التأْنيث، والأَلف فِي كِلْتَا قَدْ تَصِيرُ يَاءً مَعَ الْمُضْمَرِ فَتَخْرُجُ عَنْ عَلَمِ التأْنيث، فَصَارَ فِي إِبدال الْوَاوِ تَاءُ تأْكيد للتأْنيث. قَالَ: وَقَالَ أَبو عُمر الجَرْمي التَّاءُ مُلْحَقَةٌ والأَلف لَامُ الْفِعْلِ، وَتَقْدِيرُهَا عِنْدَهُ فِعْتَلٌ، وَلَوْ كَانَ الأَمر كَمَا زَعَمَ لَقَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِليها كِلْتَويٌّ، فَلَمَّا قَالُوا كِلَويٌّ وأَسقطوا التَّاءَ دَلَّ أَنهم أَجْروها مُجْرى التَّاءِ الَّتِي فِي أُخت الَّتِي إِذا نَسَبت إِليها قُلْتَ أَخَوِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: كِلَويٌّ قِيَاسٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ إِذا سَمَّيْتَ بِهَا رَجُلًا، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَسْمُوعًا فَيُحْتَجُّ بِهِ عَلَى الْجَرْمِيِّ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ كلأَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ مَهْمُوزَةٌ وَلَوْ تَركتَ هَمْزَةَ مِثْلِهِ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ قلت يَكْلَوْكم، بواو ساكنة، ويَكْلاكم، بأَلف سَاكِنَةٍ، مِثْلَ يَخْشَاكُمْ، وَمَنْ جَعَلَهَا وَاوًا سَاكِنَةً قَالَ كَلات، بأَلف، يَتْرُكُ النَّبْرة مِنْهَا، وَمَنْ قال يَكلاكم قال كَلَيْتُ مِثْلَ قَضَيْت، وَهِيَ مِنْ لُغَةِ قُرَيْشٍ، وكلٌّ حَسَنٌ، إِلا أَنهم يَقُولُونَ فِي الوجهين مَكْلُوَّة ومَكْلُوّ أَكثر مِمَّا يَقُولُونَ مَكْلِيٌّ، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ مَكْلِيّ فِي الَّذِينَ يَقُولُونَ كَلَيْتُ كَانَ صَوَابًا؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَنْشُدُ: مَا خاصَمَ الأَقوامَ مِنْ ذِي خُصُومةٍ ... كَوَرْهاء مَشْنِيٍّ، إِليها، حَلِيلُها فَبَنَى عَلَى شَنَيْتُ بِتَرْكِ النَّبْرَةِ. أَبو نَصْرٍ: كَلَّى فلانٌ يُكَلِّي تَكْلِيَة، وَهُوَ أَن يأْتي مَكَانًا فِيهِ مُسْتَتَر، جَاءَ بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ. والكُلْوَةُ: لُغَةٌ فِي الكُلْيَة لأَهل الْيَمَنِ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ كِلوة، بِكَسْرِ الْكَافِ. الكُلْيَتان مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِنَ الْحَيَوَانِ: لحمَتان

مُنْتَبِرَتان حَمْراوان لَازِقَتَانِ بِعَظْمِ الصُّلْبِ عِنْدَ الْخَاصِرَتَيْنِ فِي كُظْرَين مِنَ الشَّحْمِ، وَهُمَا مَنْبِتُ بَيْتِ الزَّرْعِ، هَكَذَا يُسَمَّيَانِ فِي الطِّبِّ، يُرَادُ بِهِ زَرْعُ الْوَلَدِ. سِيبَوَيْهِ: كُلْيَةٌ وكُلًى، كَرِهُوا أَن يَجْمَعُوا بِالتَّاءِ فَيُحَرِّكُوا الْعَيْنَ بِالضَّمَّةِ فَتَجِيءُ هَذِهِ الْيَاءُ بَعْدَ ضَمَّةٍ، فَلَمَّا ثَقُلَ ذلك عليهم تركوه واجتزؤوا بِبِنَاءِ الأَكثر، وَمَنْ خَفَّفَ قَالَ كُلْيات. وكَلاه كَلْياً: أَصاب كُلْيته. ابْنُ السِّكِّيتِ: كَلَيْتُ فَلُانًا فاكْتَلَى، وَهُوَ مَكْلِيٌّ، أَصبت كُلْيَته؛ قَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط: مِنْ عَلَقِ المَكْليِّ والمَوْتونِ وإِذا أَصبت كَبِدَه فَهُوَ مَكْبُود. وكَلا الرجلُ واكْتَلَى: تأَلَّمَ لِذَلِكَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَهُنَّ فِي شَباتِه صَئِيُّ، ... إِذا اكْتَلَى واقْتَحَمَ المَكْلِيُ وَيُرْوَى: كَلا؛ يَقُولُ: إِذا طَعن الثورُ الكلبَ فِي كُلْيَته وَسَقَطَ الكلبُ المَكْلِيُّ الَّذِي أُصيبت كُلْيَتُه. وَجَاءَ فُلَانٌ بِغَنَمِهِ حُمْرَ الكُلَى أَي مَهَازِيلَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِذا الشَّوِيُّ كَثُرتْ ثَوائِجُهْ، ... وكانَ مِن عندِ الكُلَى مَناتِجُهْ كَثُرَتْ ثَوائجُه مِنَ الجَدْب لَا تَجِدُ شَيْئًا تَرْعَاهُ. وَقَوْلُهُ: مِن عِنْدِ الكُلَى مَناتِجُه، يَعْنِي سَقَطَتْ مِنَ الهُزال فَصاحِبها يَبْقُر بُطُونَهَا مِنْ خَواصِرها فِي مَوْضِعِ كُلاها فيَستخرج أَولادها مِنْهَا. وكُلْيَةُ المَزادة وَالرَّاوِيَةِ: جُلَيْدة مُسْتَدِيرَةٌ مَشْدُودَةُ العُروة قَدْ خُرِزَتْ مَعَ الأَديم تَحْتَ عُروة المَزادة. وكُلْية الإِداوَةِ: الرُّقعة الَّتِي تَحْتَ عُرْوَتها، وَجَمْعُهَا الكُلَى؛ وأَنشد: كأَنَّه مِنْ كُلَى مَفْرِيّةٍ سَرَب الْجَوْهَرِيُّ: وَالْجَمْعُ كُلْيَاتٌ وكُلًى، قَالَ: وَبَنَاتُ الْيَاءِ إِذا جُمِعَتْ بِالتَّاءِ لَمْ يُحَرَّكْ مَوْضِعُ الْعَيْنِ مِنْهَا بِالضَّمِّ. وكُلْيَةُ السَّحَابَةِ: أَسفلُها، وَالْجَمْعُ كُلًى. يُقَالُ: انْبَعَجَت كُلاه؛ قَالَ: يُسِيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عارِضُ الذُّرى، ... أَهِلَّة نَضَّاخِ النَّدى سابِغُ القَطْرِ «2» وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَتْ بكُلْية الإِداوة؛ وَقَوْلُ أَبي حَيَّةَ: حَتَّى إِذا سَرِبَت عَلَيْهِ، وبَعَّجَتْ ... وَطْفاء سارِبةٌ كُلِيّ مَزادِ «3» يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ جَمَع كُلْية عَلَى كُلِيّ، كَمَا جَاءَ حِلْيَة وحُلِيّ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ لِتُقَارِبِ الْبِنَاءَيْنِ، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ جَمْعُهُ عَلَى اعْتِقَادِ حَذْفِ الْهَاءِ كبُرْد وبُرُود. والكُلْيَةُ مِنَ القَوس: أَسفل مِنَ الكَبِد، وَقِيلَ: هِيَ كَبِدُها، وَقِيلَ: مَعْقِد حَمالتها، وَهُمَا كُلْيَتان، وَقِيلَ: كُلْيَتها مِقدار ثَلَاثَةِ أَشبار مِنْ مَقْبِضها. والكُلْية مِنَ الْقَوْسِ: مَا بَيْنَ الأَبهر وَالْكَبِدِ، وَهُمَا كُلْيَتان. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كُليتا الْقَوْسِ مَثْبَت مُعَلَّق حَمالتها. وَالْكُلْيَتَانِ: مَا عَنْ يَمِينِ النَّصل وشِماله. والكُلَى: الرِّيشَاتُ الأَربع الَّتِي فِي آخِرِ الجَناح يَلِينَ جَنْبه. والكُلَيَّةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقِ: هَلْ تَعْلَمونَ غَداةَ يُطْرَدُ سَبْيُكُمْ، ... بالسَّفْح بينَ كُلَيَّةٍ وطِحال؟

_ (2). قوله [عارض] كذا في الأصل والمحكم هنا، وسبق الاستشهاد بالبيت في عرس بمهملات. (3). قوله [سربت إلخ] كذا في الأصل بالسين المهملة، والذي في المحكم وشرح القاموس: شربت، بالمعجمة.

والكُلَيَّان: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ: لِظَبْيَةَ رَبْعٌ بالكُلَيَّيْنِ دارِسُ، ... فَبَرْق نِعاجٍ، غَيَّرَتْه الرَّوامِسُ «1» قَالَ الأَزهري فِي الْمُعْتَلِّ مَا صُورَتُهُ: تَفْسِيرُ كَلَّا الْفَرَّاءُ قَالَ: قَالَ الْكِسَائِيُّ لَا تَنْفِي حَسْبُ وكلَّا تَنْفِي شَيْئًا وَتُوجِبُ شَيْئًا غَيْرَهُ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُكَ لِلرَّجُلِ قَالَ لَكَ أَكلت شَيْئًا فَقُلْتَ لَا، وَيَقُولُ الْآخَرُ أَكلت تَمْرًا فَتَقُولُ أَنت كَلَّا، أَردت أَي أَكلت عَسَلًا لَا تَمْرًا، قَالَ: وتأْتي كلَّا بِمَعْنَى قَوْلِهِمْ حَقّاً، قَالَ: رَوى ذَلِكَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يحيى. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي تفسير كَلَّا: هِيَ عِنْدَ الْفَرَّاءِ تَكُونُ صِلَةً لَا يُوقَفُ عَلَيْهَا، وَتَكُونُ حَرْفَ رَدٍّ بِمَنْزِلَةِ نَعَمْ وَلَا فِي الاكْتفاء، فإِذا جَعَلْتَهَا صِلَةً لِمَا بَعْدَهَا لَمْ تَقِف عَلَيْهَا كَقَوْلِكَ كَلَّا ورَبّ الْكَعْبَةِ، لَا تَقِف عَلَى كَلَّا لأَنها بِمَنْزِلَةِ إِي واللهِ، قَالَ اللهُ سُبحانه وَتَعَالَى: كَلَّا وَالْقَمَرِ ؛ الْوَقْفُ عَلَى كَلَّا قَبِيحٌ لأَنها صِلَةٌ لِلْيَمِينِ. قَالَ: وَقَالَ الأَخفش مَعْنَى كَلَّا الرَّدْع والزَّجر؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ «2» وإِليه ذَهَبَ الزَّجَّاجُ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ. وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ مَعْنَى كَلَّا حَقّاً، قَالَ: وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ جَاءَتْ كلَّا فِي الْقُرْآنِ عَلَى وَجْهَيْنِ: فَهِيَ فِي مَوْضِعٍ بِمَعْنَى لَا، وَهُوَ رَدٌّ للأَوَّل كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ: قَدْ طَلَبَتْ شَيْبانُ أَن تُصاكِمُوا ... كَلَّا، ولَمَّا تَصْطَفِقْ مآتِمُ قَالَ: وَتَجِيءُ كَلَّا بِمَعْنَى أَلا الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ؛ وَهِيَ زَائِدَةٌ لَوْ لَمْ تأْتِ كَانَ الْكَلَامُ تَامًّا مَفْهُومًا، قَالَ: وَمِنْهُ الْمَثَلُ كلَّا زَعَمْتَ العِيرُ لَا تُقاتلُ؛ وَقَالَ الأَعشى: كَلَّا زَعَمْتُمْ بأَنَّا لَا نُقاتِلُكُمْ، ... إِنَّا لأَمْثالِكُمْ، يَا قَوْمَنا، قُتُلُ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهَذَا غَلَطٌ مَعْنَى كَلَّا فِي الْبَيْتِ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا، لَيْسَ الأَمر عَلَى مَا تَقُولُونَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الْعَبَّاسِ يَقُولُ لَا يُوقَفُ عَلَى كلَّا فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ لأَنها جَوَابٌ، والفائدةُ تَقَعُ فِيمَا بَعْدَهَا، قَالَ: وَاحْتَجَّ السِّجِسْتَانِيُّ فِي أَنَّ كَلَّا بِمَعْنَى أَلا بِقَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى ، فَمعْناه أَلا؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى حَقًّا إِن الإِنسان لَيَطْغَى، وَيَجُوزَ أَن يَكُونَ رَدًّا كأَنه قَالَ: لَا، لَيْسَ الأَمر كَمَا تَظُنُّونَ. أَبو دَاوُدَ عَنِ النَّضْرِ: قَالَ الْخَلِيلُ قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ كلَّا فَهُوَ رَدٌّ إِلا مَوْضِعَيْنِ، فَقَالَ الْخَلِيلُ: أَنا أَقول كُلُّهُ رَدٌّ. وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: كلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ كلَّا رَدٌّ يَرُدُّ شَيْئًا وَيُثْبِتُ آخَرَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ كلَّاكَ واللهِ وبَلاكَ واللهِ، فِي مَعْنَى كَلَّا واللهِ، وبَلَى واللهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَقع فِتَنٌ كأَنَّها الظُّلَلُ، فَقَالَ أَعرابي: كَلَّا يَا رسولَ اللهِ ؛ قَالَ: كَلَّا رَدْع فِي الْكَلَامِ وَتَنْبِيهٌ وزَجْر، ومعناها انْتهِ لا تَفْعَل، إِلا أَنها آكَدُ فِي النَّفْيِ والرَّدْع مِنْ لَا لِزِيَادَةِ الْكَافِ، وَقَدْ ترِد بِمَعْنَى حَقًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ . والظُّلَلُ: السَّحَابُ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. كمي: كَمَى الشيءَ وتَكَمَّاه: سَتَرَه؛ وَقَدْ تَأَوَّل بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ: بَلْ لَوْ شَهِدْتَ الناسَ إِذْ تُكُمُّوا

_ (1). قَوْلُهُ [فبرق نعاج] كذا في الأصل والمحكم، والذي في معجم ياقوت: فبرق فعاج، بفاء العطف. (2). قوله [مذهب سيبويه] كذا في الأصل، والذي في تهذيب الأزهري: مذهب الخليل.

إِنه مِنْ تَكَمَّيت الشيءَ. وكَمَى الشَّهَادَةَ يَكْمِيها كَمْياً وأَكْمَاها: كَتَمَها وقَمَعَها؛ قَالَ كثيِّر: وإِني لأَكْمِي الناسَ مَا أَنا مُضْمِرٌ، ... مخَافَةَ أَن يَثْرَى بِذلك كاشِحُ يَثْرى: يَفْرَح. وانْكَمَى أَي اسْتَخْفى. وتَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا غَشِيَتْهم. وتَكَمَّى قِرْنَه: قَصَده، وَقِيلَ: كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد مُتَكَمًّى. وتَكَمَّى: تَغَطَّى. وتَكَمَّى فِي سِلاحه: تَغَطَّى بِهِ. والكَمِيُّ: الشُّجَاعُ المُتَكَمِّي فِي سِلاحه لأَنه كَمَى نفسَه أَي ستَرها بالدِّرع والبَيْضة، وَالْجَمْعُ الكُمَاة، كأَنهم جَمَعُوا كَامِياً مِثْلَ قاضِياً وقُضاة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ عَلَى أَبواب دُور مُسْتَفِلة فَقَالَ اكْمُوها ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَكِيمُوها أَي استُرُوها لِئَلَّا تَقَعَ عُيُونُ النَّاسِ عَلَيْهَا. والكَمْوُ: السَّتْرُ «3»، وأَما أَكِيمُوها فَمَعْنَاهُ ارْفَعُوها لِئَلَّا يَهْجُم السَّيْلُ عَلَيْهَا، مأْخوذ مِنَ الكَوْمَة وَهِيَ الرَّمْلة المُشْرِفة، وَمِنَ النَّاقَةِ الكَوْماء وَهِيَ الطَّويلة السَّنام، والكَوَمُ عِظَم فِي السَّنَامِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ: لِلدَّابَّةِ ثَلَاثُ خَرَجاتٍ ثُمَّ تَنْكَمِي أَي تَسْتَتِرُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلشُّجَاعِ كَمِيّ لأَنه اسْتَتَرَ بِالدِّرْعِ، والدابةُ هِيَ دابةُ الأَرض الَّتِي هِيَ مِنْ أَشراط السَّاعَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبي اليَسَر: فجِئْته فانْكَمَى مِنِّي ثَمَّ ظَهَرَ. والكَمِيُّ: اللابسُ السلاحِ، وَقِيلَ: هُوَ الشُّجَاعُ المُقْدِمُ الجَريء، كَانَ عَلَيْهِ سِلَاحٌ أَو لَمْ يَكُنَّ، وَقِيلَ: الكَمِيُّ الَّذِي لَا يَحِيد عَنْ قِرنه وَلَا يَرُوغ عَنْ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَكْمَاء؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لضَمْرة بْنِ ضَمرة: تَرَكْتَ ابنتَيْكَ للمُغِيرةِ، والقَنا ... شَوارعُ، والأَكْمَاء تَشْرَقُ بالدَّمِ فأَما كُمَاةٌ فَجَمْعُ كَامٍ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ جَمْعَ الكَمِيِّ أَكْمَاء وكُمَاة. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: اخْتُلِفَ النَّاسُ فِي الكَمِيِّ مِنْ أَي شَيْءٍ أُخذ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: سُمِّيَ كَمِيّاً لأَنه يَكْمِي شَجَاعَتَهُ لِوَقْتِ حَاجَتِهِ إِليها وَلَا يُظهرها مُتَكَثِّراً بِهَا، وَلَكِنْ إِذا احْتَاجَ إِليها أَظهرها، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما سُمِّيَ كَمِيّاً لأَنه لَا يَقْتُلُ إِلا كَمِيّاً، وَذَلِكَ أَن الْعَرَبَ تأْنف مِنْ قَتْلِ الْخَسِيسِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الْقَوْمُ قَدْ تُكُمُّوا وَالْقَوْمُ قَدْ تُشُرِّفُوا وتُزُوِّروا إِذا قُتل كَمِيُّهم وشَريفُهم وزَوِيرُهم. ابْنُ بزُرْج: رَجُلٌ كَمِيٌّ بيِّن الكَمَايَة، والكَمِيُّ عَلَى وَجْهَيْنِ: الكَمِيُّ فِي سِلَاحِهِ، والكَمِيُّ الْحَافِظُ لِسِرِّهِ. قَالَ: والكَامِي الشَّهَادَةِ الَّذِي يَكْتُمها. وَيُقَالُ: مَا فُلَانٌ بِكَمِيٍّ وَلَا نَكِيٍّ أَي لَا يَكْمِي سِرَّهُ وَلَا يَنْكِي عَدُوَّه. ابْنُ الأَعرابي: كُلٌّ مَنْ تعمَّدته فَقَدَ تَكَمَّيته. وَسُمِّيَ الكَمِيُّ كَمِيّاً لأَنه يَتَكَمَّى الأَقران أَي يَتَعَمَّدُهُمْ. وأَكْمَى: سَتَر مَنْزِلَهُ عَنِ الْعُيُونِ، وأَكْمَى: قتَل كَمِيَّ الْعَسْكَرِ. وكَمَيْتُ إِليه: تَقَدَّمْتُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والكِيمياء، مَعْرُوفَةٌ مِثَالُ السِّيمياء: اسْمُ صَنْعَةٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ عَرَبِيٌّ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَحسبها أَعجمية وَلَا أَدري أَهي فِعْلِياء أَم فِيعِلاء. والكَمْوَى، مَقْصُورٌ: اللَّيْلَةُ القَمْراء المُضِيئة؛ قَالَ: فَباتُوا بالصَّعِيدِ لَهُمْ أُجاجٌ، ... وَلَوْ صَحَّتْ لَنَا الكَمْوَى سَرَينا التَّهْذِيبُ: وأَما كَمَا فإِنها مَا أُدخل عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ،

_ (3). قوله [والكَمْو الستر] هذه عبارة النهاية ومقتضاها أن يقال كَمَا يَكْمُو.

وَهَذَا أَكثر الْكَلَامِ، وَقَدْ قِيلَ: إِن الْعَرَبَ تَحْذِفُ الْيَاءَ مِنْ كَيْما فَتَجْعَلُهُ كَمَا، يَقُولُ أَحدهم لِصَاحِبِهِ اسْمع كَمَا أُحَدِّثك، مَعْنَاهُ كَيْما أُحَدِّثك، وَيَرْفَعُونَ بِهَا الْفِعْلَ وَيَنْصِبُونَ؛ قَالَ عَدِيٌّ: اسْمَعْ حَدِيثاً كَمَا يَوْماً تُحَدِّثه ... عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ، إِذا مَا سائلٌ سَالَا مَنْ نَصَبَ فَبِمَعْنَى كَيْ، وَمَنْ رَفَعَ فلأَنه لَمْ يَلْفِظْ بِكَيْ، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ مَنْ حَلَف بِملَّةٍ غَيْرِ مِلَّة الإِسلام كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ؛ قَالَ: هُوَ أَن يَقُولَ الإِنسان فِي يَمينه إِن كَانَ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ كَافِرٌ أَو يَهُودِيٌّ أَو نَصْرَانِيٌّ أَو بَريء مِنَ الإِسلام، وَيَكُونُ كَاذِبًا فِي قَوْلِهِ، فإِنه يَصِيرُ إِلى مَا قَالَهُ مِنَ الْكُفْرِ وَغَيْرِهِ، قَالَ: وَهَذَا وَإِنْ كَانَ يَنعقد بِهِ يَمِينٌ، عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ، فإِنه لَا يُوجِبُ فِيهِ إِلا كفَّارة الْيَمِينِ، أَما الشَّافِعِيُّ فَلَا يَعُدُّهُ يَمِينًا وَلَا كفَّارة فِيهِ عِنْدَهُ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَةِ فإِنكم تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القمَر لَيْلَةَ البدْر ، قَالَ: وَقَدْ يُخيل إِلى بَعْضِ السَّامِعِينَ أَن الْكَافَ كَافُ التَّشْبِيهِ للمَرْئيّ، وإِنما هُوَ للرُّؤية، وَهِيَ فِعْلُ الرَّائِي، وَمَعْنَاهُ أَنكم تَرَوْنَ رَبَّكُمْ رُؤية يَنْزَاحُ مَعَهَا الشَّكُّ كَرُؤْيَتِكُمُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا تَرتابون فِيهِ وَلَا تَمْتَرُون. وَقَالَ: وَهَذَانَ الْحَدِيثَانِ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُمَا لأَن الْكَافَ زَائِدَةٌ عَلَى مَا، وَذَكَرَهُمَا ابْنُ الأَثير لأَجل لَفْظِهِمَا وَذَكَرْنَاهُمَا نَحْنُ حِفْظًا لِذِكْرِهِمَا حَتَّى لَا نُخِلَّ بِشَيْءٍ مِنَ الأُصول. كني: الكُنْيَةُ عَلَى ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحدها أَن يُكْنَى عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي يُستفحش ذِكْرُهُ، وَالثَّانِي أَن يُكْنى الرَّجُلُ بَاسِمٍ تَوْقِيرًا وَتَعْظِيمًا، وَالثَّالِثُ أَن تَقُومَ الكُنْية مَقام الِاسْمِ فَيُعْرَفُ صَاحِبُهَا بِهَا كَمَا يُعْرَفُ بِاسْمِهِ كأَبي لَهَبٍ اسْمُهُ عَبْدُ العُزَّى، عُرِفَ بكُنيته فَسَمَّاهُ اللَّهُ بِهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والكُنْيةُ والكِنْية أَيضاً وَاحِدَةُ الكُنَى، واكْتَنَى فُلَانٌ بِكَذَا. والكِنَايَة: أَن تَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ وَتُرِيدَ غَيْرَهُ. وكَنَى عَنِ الأَمر بِغَيْرِهِ يَكْنِي كِنَايَةً: يَعْنِي إِذا تَكَلَّمَ بِغَيْرِهِ مِمَّا يَسْتَدِلُّ عَلَيْهِ نَحْوَ الرَّفَثِ وَالْغَائِطِ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَعَزَّى بعزَاء الْجَاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بأَيْر أَبيه وَلَا تَكْنُوا. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ: رأَيت عِلْجاً يومَ القادِسيةِ وَقَدْ [تَكَنَّى] وتَحَجَّى أَي تَسَتَّرَ، مَنْ كَنَى عَنْهُ إِذا وَرَّى، أَو مِنَ الكُنْية، كأَنه ذَكَرَ كنْيته عِنْدَ الْحَرْبِ ليُعرف، وَهُوَ مِنْ شِعَارِ المُبارزين فِي الْحَرْبِ، يَقُولُ أَحدهم: أَنا فُلَانٌ وأَنا أَبو فُلَانٍ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: خُذها مِنِّي وأَنا الغُلام الغِفاريُّ. وَقَوْلُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنا أَبو حَسَنٍ القَرْم. وكَنَوت بِكَذَا عَنْ كَذَا؛ وأَنشد: وإِني لأَكْنِي عَنْ قَذورَ بغَيْرِها، ... وأُعْرِبُ أَحْياناً بِهَا فأُصارِحُ وَرَجُلٌ كانٍ وَقَوْمٌ كَانُونَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَاسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ الكِنَايَة فِي عَلَامَةِ الْمُضْمَرِ. وكَنَيْتُ الرَّجُلَ بأَبي فُلَانٍ وأَبا فُلَانٍ عَلَى تَعْدِية الْفِعْلُ بَعْدَ إِسقاط الْحَرْفِ كُنْيَةً وكِنْيَةً؛ قَالَ: راهِبة تُكْنَى بأُمِّ الخَيْر وَكَذَلِكَ كَنَيْته؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفِ الْكِسَائِيُّ أَكْنَيْتُه، قَالَ: وَقَوْلُهُ وَلَمْ يَعْرِفِ الْكِسَائِيُّ أَكْنَيْتُهُ يُوهِمُ أَن غَيْرَهُ قَدْ عَرَفَهُ. وكُنْيَةُ فُلَانٍ أَبو فُلَانٍ، وَكَذَلِكَ كِنْيَتُه أَي الَّذِي يُكْنَى به، وكنو كُنْوَة فُلَانٍ أَبو فُلَانٍ، وَكَذَلِكَ كنو كُنْوَة كنو كِنْوَته؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وكنو كُنْوَة كنو كَنَوْتُه: لُغَةٌ فِي كَنَيْته. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ كَنَيْتُ الرجل وكنو كُنْوَة كنو كَنَوْتُه لُغَتَانِ؛ وأَنشد

أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ: وإِني كنو كُنْوَة كنو لأَكْنُو عَنْ قَذُورَ بِغَيْرِهَا وَقَذُورُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ كَنَيْت قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَقَدْ أَرْسَلَتْ فِي السِّرِّ أَنْ قَدْ فَضَحْتَني، ... وَقَدْ بُحْتَ باسْمِي فِي النَّسِيبِ وَمَا تَكْنِي وتُكْنَى: مِنْ أَسماء «1» النِّسَاءِ. اللَّيْثُ: يَقُولُ أَهل الْبَصْرَةِ فُلَانٌ يُكْنَى بأَبي عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ غَيْرُهُمْ: فُلَانٌ يُكْنَى بِعَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا تَقُلْ يُكْنَى بِعَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَفصح اللُّغَاتِ أَن تَقُولَ كُنِّيَ أَخُوك بِعَمْرٍو، وَالثَّانِيَةُ كُنِّيَ أَخوك بأَبي عَمْرٍو، وَالثَّالِثَةُ كُنِّيَ أَخُوك أَبا عمرو. ويقال: كَنَيْته وكنو كُنْوَة كنو كَنَوْتُه وأَكْنَيْته وكَنَّيْته، وكَنَّيْته أَبا زَيْدٍ وبأَبي زَيْدٍ تَكْنِيَةً، وَهُوَ كَنِيُّه: كَمَا تَقُولُ سَمِيُّه. وكُنَى الرُّؤْيَا: هِيَ الأَمثال الَّتِي يَضربها مَلك الرُّؤْيَا، يُكْنَى بِهَا عَنْ أَعْيان الأُمور. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ للرُّؤيا كُنًى وَلَهَا أَسماء فكَنُّوها بكُنَاها وَاعْتَبِرُوهَا بأَسمائها ؛ الكُنَى: جَمْعُ كُنْيَة مِنْ قَوْلِكَ كَنَيْت عَنِ الأَمر وكنو كُنْوَة كنو كَنَوْت عَنْهُ إِذا ورَّيت عَنْهُ بِغَيْرِهِ، أَراد مَثِّلوا لَهَا أَمثالًا إِذا عبَّرْتموها، وَهِيَ الَّتِي يَضربها ملَك الرُّؤْيَا لِلرَّجُلِ فِي مَنَامِهِ لأَنه يُكَنَّى بها عن أَعيان الأُمور، كَقَوْلِهِمْ فِي تَعْبِيرِ النَّخْلِ: إِنها رِجَالٌ ذَوُو أَحساب مِنَ الْعَرَبِ، وَفِي الجَوْز: إِنها رِجَالٌ مِنَ الْعَجَمِ، لأَن النَّخْلَ أَكثر مَا يَكُونُ فِي بِلَادِ الْعَرَبِ، وَالْجَوْزُ أَكثر مَا يَكُونُ فِي بِلَادِ الْعَجَمِ، وَقَوْلُهُ: فَاعْتَبِرُوهَا بأَسمائها أَي اجْعَلُوا أَسماء مَا يُرى فِي الْمَنَامِ عِبْرَةً وَقِيَاسًا، كأَن رأَى رَجُلًا يُسَمَّى سَالِمًا فأَوَّله بِالسَّلَامَةِ، وَغَانِمًا فأَوله بالغنيمة. كها: نَاقَةٌ كَهَاةٌ: سَمِينة، وَقِيلَ: الكَهَاةُ النَّاقَةُ الْعَظِيمَةُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينةٌ، ... فَلا تُهْدِ مِنها، واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ وَقِيلَ: الكَهَاةُ النَّاقَةُ الضَّخْمة الَّتِي كَادَتْ تَدْخُلُ فِي السِّنّ؛ قَالَ طَرَفَةُ: فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ ... عَقِيلةُ شَيْخٍ، كَالْوَبِيلِ، يَلَنْدَدِ وَقِيلَ: هِيَ الْوَاسِعَةُ جِلْدِ الأَخْلاف لَا جَمْعَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَقِيلَ: نَاقَةٌ كَهاة عَظِيمَةُ السَّنَامِ جَلِيلَةٌ عِنْدَ أَهلها. وَفِي الْحَدِيثِ: جَاءَتِ امرأَة إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ فِي نَفْسِي مسأَلة وأَنا أَكْتَهِيكَ أَن أُشافِهَك بِهَا أَي أُجِلُّك وأُعَظمك وأَحتشِمك، قَالَ: فَاكْتُبِيهَا فِي بِطاقة أَي فِي رُقعة، وَيُقَالُ فِي نِطاقة، وَالْبَاءُ تُبْدَلُ مِنَ النُّونِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، قَالَ: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْجَبَانِ أَكْهَى، وَقَدْ كَهِيَ يَكْهَى واكْتَهَى، لأَن الْمُحْتَشِمَ تَمْنَعُهُ الْهَيْبَةُ عَنِ الْكَلَامِ. وَرَجُلٌ أَكْهَى أَي جَبان ضَعِيفٌ، وَقَدْ كَهِيَ كَهًى؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى: ولا جبَّإٍ أَكْهَى مُرِبٍّ بِعِرْسِه ... يُطالِعُها فِي شأْنِه: كَيْفَ يَفْعَلُ؟ والأَكْهَاء: النبَلاء مِنَ الرِّجَالِ، قَالَ: وَيُقَالُ كَاهَاهُ إِذا فاخَرَه أَيهما أَعظمُ بَدناً، وهاكاهُ إِذا اسْتَصْغَرَ عَقْلَه. وصَخْرةُ أَكْهَى: اسْمُ جَبَلٍ. وأَكْهَى: هَضْبة؛ قَالَ ابْنُ هَرمة:

_ (1). قوله [وتُكْنَى من أسماء إلخ] في التكملة: هي عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعله، وكذلك تكتم، وأنشد: طاف الخيالان فهاجا سقما ... خَيَالٌ تُكْنَى وَخَيَالٌ تُكْتَمَا

كَمَا أَعْيَتْ عَلَى الرَّاقِينَ أَكْهَى ... تَعَيَّتْ، لَا مِياهَ وَلَا فِراغا وَقَضَى ابْنُ سِيدَهْ أَن أَلف كَهَاة يَاءٌ، لأَن الأَلف يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. أَبو عَمْرٍو: أَكْهَى الرجلُ إِذا سَخَّن أَطراف أَصابعه بنَفَسه، وَكَانَ فِي الأَصل أَكَهَّ فقُلبت إِحدى الْهَاءَيْنِ يَاءً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: وإِنْ يَكُ إِنْساً مَا كَهَا الإِنسُ يَفْعَل «1» يُرِيدُ: مَا هَكَذَا الإِنس تَفعل، فَتَرَكَ ذَا وقدم الكاف. كُوِيَ: الكَيُّ: مَعْرُوفٌ إِحراقُ الْجِلْدِ بِحَدِيدَةٍ وَنَحْوِهَا، كَوَاه كَيّاً. وكوَى البَيْطارُ وَغَيْرُهُ الدَّابَّةَ وَغَيْرَهَا بالمِكْواة يَكْوِي كَيّاً وكَيَّة، وَقَدْ كَوَيْتُه فاكْتَوَى هُوَ. وَفِي الْمَثَلِ: آخِرُ الطِّبِّ الكَيُّ. الْجَوْهَرِيُّ: آخِرُ الدَّواء الكَيّ، قَالَ: وَلَا تَقُلْ آخرُ الدَّاءِ الْكَيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنِّي «2» لأَغتسل مِنَ الْجَنَابَةِ قَبْلَ امرأَتي ثُمَّ أَتَكَوَّى بِهَا أَي أَسْتَدْفئُ بمُباشَرتها وحَرِّ جِسْمِهَا، وأَصله مِنَ الْكَيِّ. والمِكْواةُ: الْحَدِيدَةُ المِيسَمُ أَو الرَّضفة الَّتِي يُكْوى بِهَا؛ وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ يَضْرَطُ العَيْرُ والمِكْوَاةُ فِي النَّارِ يُضْرَبُ هَذَا لِلرَّجُلِ يَتَوَقَّعُ الأَمر قَبْلَ أَن يَحِلَّ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْمَثَلُ يُضْرَبُ لِلْبَخِيلِ إِذا أَعطَى شَيْئًا مَخَافَةَ مَا هُوَ أَشدّ مِنْهُ، قَالَ: وَهَذَا الْمَثَلُ يُرْوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَهُ فِي بَعْضِهِمْ، وأَصله أَن مُسافر بْنَ أَبي عَمْرٍو سَقَى بَطْنُهُ فَدَاوَاهُ عِبادِيٌّ وأَحْمَى مَكاوِيه، فَلَمَّا جَعَلَهَا عَلَى بَطْنِهِ وَرَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ يَنْظُرُ إِليه جَعَلَ يَضْرَطُ فَقَالَ مُسَافِرٌ: العَيْرُ يَضْرَط والمِكواةُ فِي النَّارِ فأَرْسَلها مَثَلًا. قَالَ: وَيُقَالُ إِن هَذَا يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ أَصابه الْخَوْفُ قَبْلَ وُقُوعِ الْمَكْرُوهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَوَى سعدَ بْنَ مُعاذ لِيَنْقَطِعَ دَمُ جُرْحِهِ ؛ الْكَيُّ بِالنَّارِ: مِنَ العِلاج الْمَعْرُوفِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمراض، وَقَدْ جَاءَ فِي أَحاديث كَثِيرَةٍ النَّهْيُ عَنِ الكَيّ، فَقِيلَ: إِنما نُهيَ عَنْهُ مِنْ أَجل أَنهم كَانُوا يُعَظِّمُونَ أَمره وَيَرَوْنَ أَنه يَحْسِمُ الدَّاء، وإِذا لَمْ يُكْوَ العُضو عَطِب وَبَطَلَ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ إِذا كَانَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، وأَباحه إِذا جُعل سَبَبًا لِلشِّفَاءِ لَا عِلَّةً لَهُ، فإِن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الَّذِي يُبرئه ويَشفِيه لَا الكَيّ وَلَا الداء، وَهَذَا أَمر يَكْثُرُ فِيهِ شُكُوكُ النَّاسِ، يَقُولُونَ: لَوْ شَرِبَ الدَّواء لَمْ يَمُتْ، وَلَوْ أَقام بِبَلَدِهِ لَمْ يُقْتَلْ، وَلَوِ اكْتَوَى لَمْ يَعْطَب؛ وَقِيلَ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ نَهْيُهُ عَنِ الْكَيِّ إِذا اسْتُعْمِلَ عَلَى سَبِيلِ الِاحْتِرَازِ مِنْ حُدُوثِ الْمَرَضِ وَقَبْلَ الْحَاجَةِ إِليه، وَذَلِكَ مَكْرُوهٌ، وإِنما أُبِيح التَّدَاوِي وَالْعِلَاجُ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِليه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ النَّهْيُ عَنْهُ مِنْ قَبِيلِ التَّوَكُّلِ كَقَوْلِهِ: الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُون وَلَا يَكْتَوُون وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. والتوكُّلُ: دَرَجَةٌ أُخرى غَيْرُ الْجَوَازِ، وَاللَّهُ أَعلم. والكَيَّةُ: مَوْضِعُ الكَيِّ. والكاوِياء: مِيسَمٌ يُكْوَى بِهِ. واكْتَوَى الرَّجُلُ يَكْتَوِي اكْتِوَاءً: اسْتَعْمَلَ الكَيَّ. واسْتَكْوَى الرَّجُلُ: طَلَبَ أَن يُكْوَى. والكَوَّاء: فَعَّال مِنَ الكَاوِي. وكَوَاه بِعَيْنِهِ إِذا أَحدَّ إِليه النَّظَرَ. وكَوَتْه الْعَقْرَبُ: لَدَغَتْهُ. وكاوَيْتُ الرجلَ إِذا شَاتَمْتَهُ مِثْلَ كاوَحْته.

_ (1). قوله [وإن يك إلخ] صدره كما في التكملة: فَإِنْ يَكُ مِنْ جِنٍّ فأَبرح طارقاً (2). قوله [وفي الحديث إني إلخ] فِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ إني لأغتسل إلخ

وَرَجُلٌ كَوَّاء: خَبِيثُ اللِّسَانِ شَتَّامٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ. واكْتَوَى: تَمَدَّح بِمَا لَيْسَ مِنْ فِعْلِهِ. وأَبو الكَوَّاء: مِنْ كُنَى الْعَرَبِ. والكَوُّ والكَوَّةُ: الخَرْق فِي الْحَائِطِ والثَّقْب فِي الْبَيْتِ وَنَحْوُهُ، وَقِيلَ: التَّذْكِيرُ لِلْكَبِيرِ والتأْنيث لِلصَّغِيرِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. قَالَ اللَّيْثُ: تأْسيس بِنَائِهَا مِنْ ك وي كأَن أَصلها كَوًى ثُمَّ أُدغمت الْوَاوُ فِي الْيَاءِ فَجُعِلَتْ وَاوًا مُشَدَّدَةً، وَجَمْعُ الكَوّة كِوًى، بِالْقَصْرِ نَادِرٌ، وكِواء بِالْمَدِّ، وَالْكَافُ مَكْسُورَةً فِيهِمَا مِثْلَ بَدْرة وبِدَر. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَنْ قَالَ كَوَّة فَفَتَحَ فَجَمْعُهُ كِواء مَمْدُودٌ، والكُوَّة، بِالضَّمِّ لُغَةٌ، وَمَنْ قَالَ كُوَّة فَضَم فَجَمْعُهُ كِوًى مَكْسُورٌ مَقْصُورٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: جَمْعُ الكَوَّة كُوًى كَمَا يُقَالُ قَرْية وقُرًى. وكَوَّى فِي الْبَيْتِ كَوَّة: عَمِلها. وتَكَوَّى الرَّجُلُ: دَخَلَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّق فَتَقَبَّضَ فِيهِ. وكُوَىٌ: نَجْمٌ مِنَ الأَنواء، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بثبَت. كيا: كَيْ: حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي يَنْصِبُ الأَفعال بِمَنْزِلَةِ أَن، وَمَعْنَاهُ الْعِلَّةُ لِوُقُوعِ الشَّيْءِ، كَقَوْلِكَ: جِئْتُ كَيْ تُكْرِمَني، وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: تَنْصِبُ الْفِعْلَ الْغَابِرَ. يُقَالُ: أَدِّبْه كَيْ يَرْتَدِعَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهِ اللَّامُ، وَفِي التنزيل العزيز: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى مَا فاتَكُمْ؛ وَقَالَ لَبِيَدٌ: لِكَيْ لَا يَكُونَ السَّنْدَريُّ نَدِيدَتي وَرُبَّمَا حَذَفُوا كَيْ اكْتِفَاءً بِاللَّامِ وَتَوَصُّلًا بِمَا وَلَا، فَيُقَالُ تَحَرَّزْ كَيْ لَا تَقَع، وَخَرَجَ كَيْما يُصلِّي، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ؛ وَفِي كَيْمَا لُغَةٌ أُخرى حَذْفُ الْيَاءِ لَفْظُهُ كَمَا قَالَ عَدِيٌّ: اسْمَعْ حَدِيثاً كَمَا يَوْمًا تُحَدِّثُه، ... عَنْ ظَهرِ غَيْبٍ، إِذا مَا سائِلٌ سَالَا أَراد كَيْمَا يَوْمًا تُحَدِّثُهُ. وكَيْ وكَيْ لَا وكَيْما وَكَمَا تَعْمَلُ فِي الأَلفاظ الْمُسْتَقْبَلَةِ عَمَلَ أَنْ ولَن وَحَتَّى إِذا وَقَعَتْ فِي فِعْلٍ لَمْ يَجِبْ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما كَيْ مُخَفَّفَةً فَجَوَابٌ لِقَوْلِكَ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ فَتَقُولُ كَيْ يَكُونَ كَذَا، وَهِيَ لِلْعَاقِبَةِ كَاللَّامِ وَتَنْصِبُ الْفِعْلَ الْمُسْتَقْبَلَ. وَكَانَ مِنَ الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ: يُكْنى بِذَلِكَ عَنْ قَوْلِهِمْ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ الأَصل فِيهِ كَيَّةَ وكَيَّةَ، فأُبدلت الْيَاءُ الأَخيرة تَاءً وأَجروها مُجرى الأَصل لأَنه مُلْحَقٌ بفَلْس، وَالْمُلْحَقُ كالأَصلي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي أَبدلوا التَّاءَ مِنَ الْيَاءِ لَامًا، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِمْ كَيْتَ وكَيْتَ، وأَصلها كَيَّةُ وكَيَّةُ، ثُمَّ إِنهم حَذَفُوا الْهَاءَ وأَبدلوا مِنَ الْيَاءُ الَّتِي هِيَ لامٌ تَاءً كَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِي قَوْلِهِمْ ثِنْتَانِ فَقَالُوا كَيْتَ، فَكَمَا أَن الْهَاءَ فِي كَيَّة عَلَمُ تأْنيث كَذَلِكَ الصِّيغَةُ فِي كَيْتِ عَلَمُ تأْنيث. وَفِي كَيْتِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: مِنْهُمْ مَنْ يَبنيها عَلَى الْفَتْحِ فَيَقُولُ كَيْتَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْنِيهَا عَلَى الضَّمِّ فيقول كَيْتُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْنِيهَا عَلَى الْكَسْرِ فَيَقُولُ كَيْتِ، قَالَ: وأَصل التَّاءِ فِيهَا هَاءٌ وإِنما صَارَتْ تَاءً فِي الْوَصْلِ.، وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: كَيَّهْ وكَيَّهْ، بِالْهَاءِ، قَالَ: وَيُقَالُ كَيْمَهْ كَمَا يُقَالُ لِمَهْ فِي الْوَقْفِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ حَكَى أَبو عُبَيْدَةَ كَانَ مِنَ الأَمر كَيَّهْ وكَيَّهْ، قَالَ: الصَّوَابُ كَيَّتَ وكَيَّهْ، الأُولى بِالتَّاءِ وَالثَّانِيَةُ بِالْهَاءِ، وأَما كَيَّهْ فَلَيْسَ فِيهَا مَعَ الْهَاءِ إِلا الْبِنَاءُ عَلَى الْفَتْحِ، فإِن قُلْتَ: فَمَا تُنْكِرُ أَن تَكُونَ التَّاءُ فِي كَيْتِ مُنْقَلِبَةً عَنْ

فصل اللام

وَاوٍ بِمَنْزِلَةِ تَاءِ أُخت وَبِنْتٍ، وَيَكُونُ عَلَى هَذَا أَصلُ كَيَّة كَيْوَة، ثُمَّ اجْتَمَعَتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ وَسُبِقَتِ الْيَاءُ بِالسُّكُونِ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وأُدغمت الْيَاءُ فِي الْيَاءِ، كَمَا قَالُوا سَيِّد ومَيِّت وأَصلهما سَيْوِد ومَيْوِت؟ فَالْجَوَابُ أَن كَيَّةَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصلها كَيْوة مِنْ قِبَلِ أَنك لَوْ قَضَيْتَ بِذَلِكَ لأَجزت مَا لَمْ يأْتِ مِثْلُهُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ لَفْظَةٌ عَينُ فِعْلِهَا يَاءٌ ولامُ فِعْلِهَا وَاوٌ، أَلا تَرَى أَن سِيبَوَيْهِ قَالَ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مثل حَيَوْت؟ فأَما مَا أَجازه أَبو عُثْمَانَ فِي الْحَيَوَانِ مِنْ أَن تَكُونَ وَاوُهُ غَيْرَ مُنْقَلِبَةٍ عَنِ الْيَاءِ وَخَالَفَ فِيهِ الْخَلِيلُ، وأَن تَكُونَ وَاوُهُ أَصلًا غَيْرَ مُنْقَلِبَةٍ، فَمَرْدُودٌ عَلَيْهِ عِنْدَ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ لِادِّعَائِهِ مَا لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ وَلَا نَظِيرَ لَهُ وَمَا هُوَ مُخَالِفٌ لِمَذْهَبِ الْجُمْهُورِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي اسْمِ رَجاء بْنِ حَيْوة إِنما الْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ، وحسَّن الْبَدَلَ فِيهِ وصِحَّةَ الْوَاوِ أَيضاً بَعْدَ يَاءٍ سَاكِنَةٍ كونُه عَلَمًا والأَعلام قَدْ يُحْتَمَلُ فِيهَا مَا لَا يُحْتَمَلُ فِي غَيْرِهَا، وَذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما الصِّيغَةُ، وَالْآخَرُ الإِعراب، أَما الصِّيغَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِمْ مَوْظَبٍ ومَوْرَقٍ وتَهْلَلٍ ومَحْبَبٍ ومَكْوَزَة ومَزْيَدٍ ومَوْأَلةٍ فِيمَنْ أَخذه مِنْ وأَل ومَعْديكرب، وأَما الإِعراب فَنَحْوُ قَوْلِكَ فِي الْحِكَايَةِ لِمَنْ قَالَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ: مَنْ زَيْدِ؟ وَلِمَنْ قَالَ ضَرَبْتُ أَبا بَكْرٍ: مَن أَبا بَكْرٍ؟ لأَن الكُنى تَجْرِي مَجرى الأَعلام، فَلِذَلِكَ صَحَّتْ حَيْوة بَعْدَ قَلْبِ لَامِهَا وَاوًا وأَصلها حَيَّة، كَمَا أَن أَصل حَيَوانٍ حَيَيانٌ، وَهَذَا أَيضاً إِبدال الْيَاءِ مِنَ الْوَاوِ لَامَيْنِ، قَالَ: وَلَمْ أَعلمها أُبدلت مِنْهَا عَيْنَيْنِ، والله أَعلم. فصل اللام لأَي: اللَّأَى: الإِبْطاء والاحْتِباس، بِوَزْنِ اللَّعا، وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي يَعْمَلُ فِيهَا مَا لَيْسَ مِن لَفْظِهَا، كَقَوْلِكَ لَقِيته التِقاطاً وقَتَلْته صَبْراً ورأَيته عِياناً؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فَلأْياً عَرفت الدارَ بَعْدَ توهُّم وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الَّلأْيُ اللُّبْثُ، وَقَدْ لأَيْت أَلأَى لأْياً، وَقَالَ غَيْرُهُ: لأْأَيْت فِي حَاجَتِي، مشدَّد، أَبطأْت. والتَأَتْ هِيَ: أَبْطَأَت. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ لأَى يَلأَى لأْياً والتَأى يَلْتَئي إِذا أَبطأَ. وَقَالَ اللَّيْثُ: لَمْ أَسمع الْعَرَبَ تَجْعَلُهَا مَعْرِفَةً، ويقولون: لأْياً عرفْتُ وبَعدَ لأْيٍ فَعَلْتُ أَي بَعْدَ جَهْد وَمَشَقَّةٍ. وَيُقَالُ: مَا كِدْت أَحمله إِلَّا لأْياً، وَفَعَلْتُ كَذَا بَعْدَ لأْيٍ أَي بَعْدَ شدَّة وإِبْطاء. وَفِي حَدِيثِ أُم أَيمن، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فبِلأْيٍ مَّا استَغْفَرَ لَهُمْ رسولُ اللَّهِ أَي بَعْدَ مَشَقَّةٍ وجهدْ وإِبْطاء؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وهِجْرَتِها ابنَ الزُّبَيْرِ: فبِلأْيٍ مَّا كَلَّمَتْهُ. واللأَى: الجَهْد والشدَّة وَالْحَاجَةُ إِلى النَّاسِ؛ قَالَ الْعُجَيْرُ السَّلُولِيُّ: وَلَيْسَ يُغَيِّرُ خِيمَ الكَريم ... خُلُوقةُ أَثْوابِه واللأَى وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي قَوْلِهِ: فَلأْياً بِلأْيٍ مَّا حَمَلْنا غُلامَنا أَي جَهْداً بَعْدَ جَهْد قَدَرْنا عَلَى حَمْله عَلَى الْفَرَسِ. قَالَ: واللأْيُ الْمَشَقَّةُ وَالْجُهْدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والأَصل فِي اللأْي البُطْء؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لأَبي زُبَيْدٍ: وثارَ إِعْصارُ هَيْجا بينَهُمْ، وخَلَتْ ... بالكُورِ لأْياً، وبالأَنساع تَمْتَصِعُ قَالَ: لأْياً بَعْدَ شدَّة، يَعْنِي أَن الرَّجُلَ قَتَلَهُ الأَسد وَخَلَتْ نَاقَتُهُ بِالْكُوَرِ، تَمْتَصِعُ: تُحَرِّكَ ذَنَبَهَا. واللأَى: الشِّدَّةُ فِي الْعَيْشِ، وأَنشد بَيْتَ الْعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن كَانَ لَهُ ثلاثُ بَنَاتٍ فصَبَر عَلَى

لأْوائهن كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ ؛ اللأْواء الشِّدَّةُ وَضِيقِ الْمَعِيشَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: قَالَ لَهُ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُك اللأْواء؟ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: مَن صَبَرَ على لأْوء المَدينة ؛ واللأْواء المشَقة وَالشِّدَّةُ، وَقِيلَ: القَحْط، يُقَالُ: أَصابتهم لأْواء وشَصاصاء، وَهِيَ الشِّدَّةُ، قَالَ: وَتَكُونُ اللأْواء فِي الْعِلَّةِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: وحالَتِ اللأْواء دُونَ نِسْعِي وَقَدْ أَلأَى القومُ، مِثْلَ أَلعى، إِذا وَقَعُوا فِي اللأْواء. قَالَ أَبو عَمْرٍو: اللأْلاء الْفَرَحُ التَّامُّ. والْتَأَى الرَّجُلُ: أَفلَسَ واللأَى، بِوَزْنِ اللَّعا: الثَّوْر الْوَحْشِيُّ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وتثنيته لأَيَان، وَالْجَمْعُ أَلْآء مِثْلَ أَلْعاعٍ مِثْلَ جبَل وأَجبال، والأُنثى لَآة مِثْلُ لَعاةٍ ولَأَىً، بِغَيْرِ هَاءٍ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ: إِنها الْبَقَرَةُ مِنَ الْوَحْشِ خَاصَّةً. أَبو عَمْرٍو: اللَّأَى الْبَقَرَةُ، وَحُكِيَ: بكَمْ لَآك هَذِهِ أَي بقرتُك هَذِهِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: كظَهْرِ اللَّأَى لَوْ يُبْتَغى رَيَّةٌ بِهَا، ... لَعَنَّتْ وشَقَّتْ فِي بُطُون الشَّواجِنِ ابْنُ الأَعرابي: لآةٌ وأَلاة بِوَزْنِ لَعاة وعَلاة. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَجِيء مِنْ قِبَل المَشْرِق قَوم وصفَهم، ثُمَّ قَالَ: وَالرَّاوِيَةُ يَومئذٍ يُسْتَقى عَلَيْهَا أَحَبُّ إِليَّ مِنْ لاءٍ وشاءٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْقُتَيْبِيُّ هَكَذَا رَوَاهُ نَقَلة الْحَدِيثِ لَاءً بِوَزْنِ مَاءٍ، وإِنما هُوَ أَلْآء بِوَزْنِ أَلْعاع، وَهِيَ الثِّيران، وَاحِدُهَا لَأىً بِوَزْنِ قَفاً، وَجَمْعُهُ أَقْفاء، يُرِيدُ بَعِير يُسْتقى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنِ اقْتِنَاءِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ، كأَنه أَراد الزِّرَاعَةَ لأَن أَكثر مَنْ يَقْتَني الثِّيرَانَ وَالْغَنَمَ الزرَّاعون. ولَأْيٌ ولُؤَيُّ: اسْمَانِ، وَتَصْغِيرُ لَأْي لُؤَيٌّ، وَمِنْهُ لُؤَيُّ بْنُ غَالِبٍ أَبو قُرَيْشٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَهل الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ هُوَ عَامِرُ بْنُ لُؤَيّ، بِالْهَمْزِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ لُوَيّ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: الْعَرَبُ فِي ذَلِكَ مُخْتَلِفُونَ، مَنْ جَعَلَهُ مِنَ اللأْي هَمَزَهُ، وَمَنْ جَعَلَهُ مِنْ لِوَى الرَّمْل لَمْ يَهْمِزْهُ. ولَأْيٌ: نَهْرٌ مِنْ بِلَادِ مُزَيْنةَ يَدْفَعُ فِي الْعَقِيقِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: عَرَفْتُ الدَّار قدْ أَقْوَتْ برِيمِ ... إِلى لَأْيٍ، فمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ «3» واللَّائي: بِمَعْنَى اللَّواتي بِوَزْنِ الْقَاضِي والدَّاعي. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ . قل ابْنُ جِنِّي: وَحُكِيَ عَنْهُمُ اللَّاؤو فعلوا ذلك يريد اللَّاؤون، فحذف النون تخفيفاً. لبي: اللُّبَايَةُ: البَقِيَّةُ مِنَ النَّبْتِ عَامَّةً، وَقِيلَ: البَقِيَّةُ مِنَ الحَمض، وَقِيلَ: هُوَ رَقِيقُ الحَمْض، والمَعْنَيان مُتَقَارِبَانِ. ابْنُ الأَعرابي: اللُّبَايَة شَجر الأُمْطِيّ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ وأَنشد: لُبَايَةً مِنْ هَمِقٍ عَيْشُومِ والهَمِقُ: نَبْتٌ. والعَيْشُوم: الْيَابِسُ. والأُمْطِيُّ: الَّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ الْعِلْكُ. وَحَكَى أَبو لَيْلَى: لَبَيْت الخُبْزة فِي النَّارِ أَنضجتها. ولَبَّيْتُ بِالْحَجِّ تَلْبِيَة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا قَالُوا لبَّأْت، بِالْهَمْزِ، وأَصله غَيْرُ الْهَمْزِ. ولَبَّيت الرَّجُلَ إِذا قُلْتَ لَهُ لَبَّيْك. قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الضَّبِّيُّ: لَبَّيك لَيْسَ بِمُثَنًّى وإِنما هُوَ مِثَالُ عَلَيك وإِليك، وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْخَلِيلِ أَن أَصل التَّلْبِيَة الإِقامة بِالْمَكَانِ، يُقَالُ: أَلْبَبْت بِالْمَكَانِ ولَبَّبْت لُغَتَانِ إِذا أَقمت بِهِ، قَالَ: ثُمَّ قلبوا

_ (3). قوله [إلى لَأْي] هذا ما في الأصل، وفي معجم ياقوت: ببطن لَأَى بوزن اللعا، ولم يذكر لَأْي بفتح فسكون.

الْبَاءُ الثَّانِيَةُ إِلى الْيَاءِ اسْتِثْقَالًا كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْت، وإِنما أَصلها تَظَنَّنْت. قَالَ: وَقَوْلُهُمْ لبَّيْك مُثَنًّى عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الْبَاءِ؛ وأَنشد للأَسدي: دَعَوْتُ لِما نابَني مِسْوَراً ... فَلَبَّى، فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ قَالَ: وَلَوْ كَانَ بِمَنْزِلَةِ عَلَى لَقَالَ فَلَبَّى يَدَيْ مُسْوَرٍ لأَنك تَقُولُ عَلَى زَيْدٍ إِذا أَظهرت الِاسْمَ، وإِذا لَمْ تُظْهِرْ تَقُولُ عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ الأَسدي أَيضاً: دَعَوْتُ فَتًى، أَجابَ فَتًى دَعاه ... بَلَبَّيْهِ أَشَمُّ شَمَرْدَلِيُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ فَلَبَّيْ يَديْ مِسْورِ: يَقُولُ لَبَّيْ يَدَيْ مِسور إِذا دَعَانِي أَي أُجيبه كَمَا يُجيبني. الأَحمر: يُقَالُ بَيْنَهُمُ المُلْتَبِية غَيْرَ مَهْمُوزٍ أَي مُتَفاوِضون لَا يَكْتُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِنكاراً، وأَكثر هَذَا الْكَلَامِ مَذْكُورٌ فِي لَبَّبَ، وإِنما الْجَوْهَرِيُّ أَعاد ذِكْرُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ أَيضاً فَذَكَرْنَاهُ كَمَا ذكره. واللَّبْوُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، النَّسَبُ إِليه لَبَوِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ. لتا: ابْنُ الأَعرابي: لَتَا إِذا نَقص. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ لاتَ أَو مِنْ أَلَتَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّتِيُّ اللَّازِمُ لِلْمَوْضِعِ. والَّتي: اسْمٌ مُبْهَمٌ لِلْمُؤَنَّثِ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ وَلَا تَتِمُّ إِلا بِصِلَةٍ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الَّتي واللَّاتي تأْنيث الَّذِي وَالَّذِينَ عَلَى غَيْرِ صِيغَتِهِ، وَلَكِنَّهَا مِنْهُ كَبِنْتٍ مِنَ ابْنٍ، غَيْرَ أَن التَّاءَ لَيْسَتْ مُلْحِقة كَمَا تُلْحِقُ تاءُ بِنْتٍ بِبِنَاءِ عَدْلٍ، وإِنما هِيَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى التأْنيث، وَلِذَلِكَ اسْتَجَازَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَن يَجْعَلَهَا تَاءَ تأْنيث، والأَلف وَاللَّامُ فِي الَّتِي واللَّاتِي زَائِدَةٌ لَازِمَةٌ دَاخِلَةٌ لِغَيْرِ التَّعْرِيفِ، وإِنما هُنَّ مُتَعَرِّفَاتٌ بِصِلَاتِهِنَّ كَالَّذِي واللَّاتِي بِوَزْنِ الْقَاضِي وَالدَّاعِي، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الَّتِي واللَّتِ فَعَلَتْ ذَلِكَ، بِكَسْرِ التَّاءِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ اللَّتِ فَعَلَتْ ذَلِكَ، وَهِيَ اللَّتْ فعَلتْ ذَلِكَ بإِسكانها؛ وأَنشد لأُقَيْشِ بْنِ ذُهيْل العُكْلِي: وأَمْنَحُه اللَّتْ لَا يُغَيَّبُ مِثْلُها، ... إِذا كانَ نِيرانُ الشِّتاء نَوائما وَفِي تَثْنِيَتِهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ أَيضاً: هُمَا اللَّتانِ فَعَلتا، وَهَمَا اللَّتَا فَعَلَتا، بِحَذْفِ النُّونِ، واللَّتَانِّ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، وَفِي جَمْعِهَا لُغَاتٌ: اللَّاتِي واللَّاتِ، بِكَسْرِ التَّاءِ بِلَا يَاءٍ؛ وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: اللَّاتِ، كالبَيْضِ لَمّا تَعْدُ أَنْ دَرَسَتْ ... صُفْرُ الأَنامِلِ مِنْ قَرْعِ القَوارِيرِ وَيُرْوَى: اللَّاء كَالْبِيضِ، واللَّوَاتي واللَّواتِ بِلَا يَاءٍ؛ قَالَ: إِلَّا انْتِياءته البَيْضَ اللَّواتِ لَه، ... مَا إِنْ لَهُنَّ طُوالَ الدَّهْرِ أَبْدالُ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: مِنَ اللَّوَاتِي واللَّتي واللَّاتي ... زَعَمْنَ أَنْ قَدْ كَبِرَتْ لِداتي وَهُنَّ اللَّاءِ واللَّائي واللَّا فَعَلْن ذَلِكَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وكانَتْ مِن اللَّا لَا يُغَيِّرُها ابْنُها، ... إِذا مَا الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَيَّرا قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ قَالَ اللَّاء فَهُوَ عِنْدَهُ كَالْبَابِ، وَمَنْ قَالَ اللَّائي فَهُوَ عِنْدَهُ كَالْقَاضِي؛ قَالَ: ورأَيت كَثِيرًا قَدِ اسْتَعْمَلَ اللَّائي لِجَمَاعَةِ الرِّجَالِ فَقَالَ: أَبى لَكُمُ أَنْ تَقْصُرُوا أَو يَفُوتَكُمْ، ... بتَبْلٍ مِنَ اللَّائي تُعادُونَ، تابَلُ وهُنَّ اللَّوا فَعَلْنَ ذَلِكَ، بإِسقاط التَّاءِ؛ قَالَ:

جَمَعْتُها مِنْ أَنْوُقٍ خِيارِ، ... مِن اللِّوا شُرِّفْن بالصِّرارِ وهنَّ اللَّاتِ «1» فَعَلْنَ ذَلِكَ، قَالَ: هُوَ جَمْعُ اللَّاتي، قَالَ: أُولئكَ إِخواني وأَخْلالُ شِيمَتي، ... وأَخْدانُك اللَّاتي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى جَمْعٍ آخَرَ فَقَالَ: وَيُقَالُ اللاءَات أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أُولئك أَخْداني الذينَ أَلِفْتُهمْ، ... وأَخْدانُكَ اللاءَاتِ زُيِّنَّ بِالْكَتَمِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ ذَلِكَ جَمْعُ الَّتِي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَتَصْغِيرُ اللَّاء واللَّائي اللُّؤَيَّا واللُّوَيَّا، وَتَصْغِيرُ الَّتِي واللَّاتي واللَّاتِ اللُّتَيّا واللَّتَيَّا، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: دافَعَ عَنَّيْ بنَقِيرٍ مَوْتَتي، ... بَعْدَ اللُّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتي، إِذا عَلَتْها نَفَسٌ تَرَدَّتِ وَقِيلَ: أَراد الْعَجَّاجُ باللُّتَيَّا تَصْغِيرَ الَّتِي، وَهِيَ الداهِية الصَّغِيرَةُ، والَّتِي الدَّاهِيَةُ الْكَبِيرَةُ، وَتَصْغِيرُ اللَّوَاتي اللُّتَيَّات واللُّوَيّات. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ أَدخل بَعْضُ الشُّعَرَاءِ حَرْفَ النِّدَاءِ عَلَى الَّتِي، قَالَ: وَحُرُوفُ النِّدَاءِ لَا تَدْخُلُ عَلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ إِلا فِي قَوْلِنَا يَا اللَّه وَحْدَهُ، فكأَنه فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ الأَلف وَاللَّامُ غَيْرَ مُفَارِقَتَيْنِ لَهَا؛ وَقَالَ: مِن اجْلِكِ يَا الَّتِي تَيَّمْتِ قَلْبي، ... وأَنْت بَخِيلةٌ بالوُدِّ عَنِّي وَيُقَالُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي اللَّتَيَّا والَّتِي، وَهُمَا اسْمَانِ مِنْ أَسماء الداهية: لثي: اللَّثَى: شَيْءٌ يَسْقُطُ مِنَ السَّمُر، وَهُوَ شَجَرٌ؛ قَالَ: نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ، ... أَهلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ وَقِيلَ: اللَّثَى شَيْءٌ يَنْضَحُه ساقُ الشَّجَرَةِ أَبيض خَاثِرٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللَّثَى مَا رَقَّ مِنَ العُلوك حَتَّى يَسِيل فَيَجْرِي ويَقطُر. اللَّيْثُ: اللَّثَى مَا سَالَ مِنْ مَاءِ الشَّجَرِ مِنْ سَاقِهَا خَاثِرًا. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: اللَّثَى شَيْءٌ يَنْضَحُهُ الثُّمَامُ حُلو، فَمَا سَقَطَ مِنْهُ عَلَى الأَرض أُخذ وَجُعِلَ فِي ثَوْبٍ وصُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، فإِذا سَالَ مِنَ الثَّوْبِ شُرِب حُلْوًا، وَرُبَّمَا أَعْقَد. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اللَّثَى يَسِيلُ مِنَ الثُّمَامِ وَغَيْرِهِ، وَفِي جِبَالِ هَراةَ شَجَرٌ يُقَالُ لَهُ سِيرُو، لَهُ لَثًى حُلْوٌ يُداوى بِهِ المَصْدُور، وَهُوَ جَيِّدٌ لِلسُّعَالِ الْيَابِسِ، وللعُرْفُط لَثًى حُلْوٌ يُقَالُ لَهُ المَغافير. وَحَكَى سَلَمة عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: اللَّثَأُ، بِالْهَمْزِ، لِمَا يَسِيلُ مِنَ الشَّجَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو اللَّثَى مَاءٌ يَسِيلُ مِنَ الشَّجَرِ كَالصَّمْغِ، فإِذا جَمد فَهُوَ صُعْرُور. وأَلْثَتِ الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا إِذا كَانَتْ يَقْطُرُ مِنْهَا مَاءٌ. ولَثِيَت الشَّجَرَةُ لَثًى فَهِيَ لَثِيَةٌ وأَلْثَت: خَرَجَ مِنْهَا اللَّثَى وَسَالَ. وأَلْثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى. وَخَرَجْنَا نَلْتَثِي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثَى. واللَّثَى أَيضاً: شَبِيهٌ بالنَّدى، وَقِيلَ: هُوَ النَّدى نَفْسه. ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت. وأَلْثَت الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا لَثًى شَدِيدًا: نَدَّتْه. الْجَوْهَرِيُّ: لَثِيَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ. وَهَذَا ثَوْبٌ لَثٍ، عَلَى فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ مِنَ العَرَق واتَّسخ. ولَثَى الثوبِ: وسخُه. واللَّثَى: الصَّمَغُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابن

_ (1). قوله [وهن اللات إلخ] كذا بالأصل، وبيت الشاهد تقدم في خلل بوجه آخر.

الأَعرابي: عَذْبَ اللَّثَى تَجرِي عَلَيْهِ البَرْهَما يَعْنِي باللَّثَى ريقَها، وَيُرْوَى اللِّثى جَمْعُ لِثَةٍ. وامرأَة لَثِيَةٌ ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وَجَسَدُهَا. وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كَانَتْ رَطْبة الْمَكَانِ، وَنِسَاءُ الْعَرَبِ يتسابَبْن بِذَلِكَ، وإِذا كَانَتْ يَابِسَةَ الْمَكَانِ فَهِيَ الرَّشُوف، ويُحمد ذَلِكَ مِنْهَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: هَذَا ثَوْبٌ لَثٍ إِذا ابتلَّ مِنَ العَرَق والوسَخ. وَيُقَالُ: لَثِيَتْ رِجْلي مِنَ الطِّينِ تَلْثَى لَثًى إِذا تلطَّخت بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: لَثَا إِذا شَرِبَ «2» الْمَاءَ قَلِيلًا، ولَثَا إِذا لَحِسَ القِدْر. واللَّثِيُّ: المُولَع بأَكل الصَّمْغِ؛ وَحَكَى هَذَا سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنِ الدُّبَيْرية قَالَتْ: لَثَا الْكَلْبُ ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ فِي الإِناء. واللَّثَا: وَطْءُ الأَخفاف إِذا كَانَ مَعَ ذَلِكَ نَدًى مِنْ مَاءٍ أَو دَمٍ؛ قَالَ: بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ ولَثِيَ الوَطْب لَثًى: اتَّسَخَ. واللَّثَى: اللَّزِج مِنْ دَسَم اللَّبَنِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واللَّثَاةُ: اللَّهاةُ. واللِّثَةُ تُجمع لِثَاتٍ ولِثِينَ ولِثًى. أَبو زَيْدٍ: اللِّثَةُ مَراكز الأَسنان، وَفِي اللِّثَة الدُّرْدُرُ، وَهِيَ مخارِجُ الأَسنان، وَفِيهَا العُمور، وَهُوَ مَا تَصعَّد بَيْنَ الأَسنان مِنَ اللِّثة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصل اللِّثَة اللِّثْية فَنَقَصَ. واللِّثَةُ: مَغْرِز الأَسنان. وَالْحُرُوفُ اللّثَوِية: الثَّاءُ وَالذَّالُ وَالظَّاءُ لأَن مبدأَها مِنَ اللِّثة. واللَّثَاةُ واللِّثَةُ: شَجَرَةٌ مِثْلُ السِّدْر، وَهِيَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللِّثَة، بِالتَّخْفِيفِ، مَا حَوْلَ الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي اللّثَة مَحْذُوفَةُ الْعَيْنِ مِنْ لُثْت العِمامة أَيْ أَدرتها عَلَى رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: لُعِنَ الواشِمةُ ، قَالَ نَافِعٌ: الوَشْمُ فِي اللِّثَةِ. واللِّثَةُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ: عُمور الأَسنان، وَهِيَ مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ: لاثٍ بِهَا الأَشاءُ والعُبْرِيُ فإِنما هُوَ لائثٌ مِنْ لاثَ يَلُوثُ فَهُوَ لَائِثٌ، فَجَعَلَهُ مِنْ لَثَا يَلْثُو فَهُوَ لاثٍ، وَمِثْلُهُ: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ عَلَى الْقَلْبِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا. لجا: اللَّجَا: الضِّفْدَع، والأُنثى لَجَاة، وَالْجَمْعُ لَجَواتٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما جِئْنَا بِهَذَا الْجَمْعِ وإِن كَانَ جَمْعُ سَلَامَةٍ لِيَتَبَيَّنَ لَكَ بِذَلِكَ أَن أَلف اللَّجَاة مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وإِلا فَجَمْعُ السَّلَامَةِ فِي هَذَا مطَّرد، والله أَعلم. لحا: لَحا الشجرةَ يَلْحُوها لَحواً: قَشَرها؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: واعْوَجَّ عُودُكَ مِنْ لَحْيٍ ومِنْ قِدَمٍ، ... لَا يَنْعَمُ الغُصْنُ حَتَّى يَنْعَمَ الورَقُ «3» وَفِي الْحَدِيثِ: فإِذا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سلَّط اللَّهُ عَلَيْكُمْ شرارَ خَلقه فالتَحَوْكم كَمَا يُلْتَحَى القَضِيبُ ؛ هُوَ مِنْ لَحَوْت الشَّجَرَةَ إِذا أَخذت لِحاءها، وَهُوَ قِشْرُهَا، وَيُرْوَى: فَلَحَتُوكُمْ ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: فإِن لَمْ يَجِد أَحدُكم إِلَّا لحاءَ عِنبة أَو عُودَ شَجَرَةٍ فلْيَمْضَغْه ؛ أَراد قِشر الْعِنَبَةِ، اسْتَعَارَهُ مِنْ قِشر الْعُودِ. وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لأَلْحُوَنَّكُم

_ (2). قوله [لَثَا إذا شرب إلخ] كذا هو في الأصل والتكملة أيضاً مضبوطاً مجوداً، وضبط في القاموس كرَضِيَ خطأ، وإطلاقه قاض بالفتح. (3). قوله [من لحي] كذا في الأصل بالياء ولا يطابق ما قبله، والذي تقدم في نعم: من لحو بالواو.

لَحْوَ العَصا ؛ واللِّحَاء: مَا عَلَى العَصا مِنْ قِشرها، يَمُدُّ وَيَقْصُرُ؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْرُوفُ فِيهِ الْمَدُّ. ولِحَاء كُلِّ شَجَرَةٍ: قِشْرُهَا، مَمْدُودٌ، وَالْجَمْعُ أَلْحِيَةٌ ولُحِيٌّ ولِحِيٌّ. ولَحَاها يَلْحَاها لَحْياً والْتَحَاها: أَخذ لِحاءها. وأَلْحَى العُودُ إِذا أَنَى لَهُ أَن يُلْحَى قِشرُه عَنْهُ. واللِّحَاء: قِشرُ كُلِّ شَيْءٍ. ولَحَوْت العُود أَلْحُوه وأَلْحَاه إِذا قَشرته. والتَحَيْت الْعَصَا وَلَحَيْتها الْتِحَاء ولَحْياً إِذا قَشَرْتَهَا. الْكِسَائِيُّ: لَحَوْتُ العَصا ولَحَيْتُها، فأَما لَحَيْتُ الرَّجُلَ مِنَ اللَّوْم فَبِالْيَاءِ لَا غَيْرَ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَدْخُلْ بَيْنَ العَصا ولِحَائها أَي قِشرتها؛ وأَنشد: لَحَوْتُ شَمّاساً كما تُلْحَى العَصا ... سَبّاً، لَوَ انَّ السَّبَّ يُدْمِي لَدَمِي قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا أَرادوا أَن صَاحِبَ الرَّجُلِ مُوَافِقٌ لَهُ لَا يُخَالِفُهُ فِي شَيْءٍ قَالُوا بينَ العَصا ولِحَائها، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: هُوَ عَلَى حَبْلِ ذِراعِك، والحَبْلُ عِرْق فِي الذِّرَاعِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلتَّمْرَةِ إِنها لِكَثِيرَةِ اللِّحَاء، وَهُوَ مَا كَسا النَّواةَ. الْجَوْهَرِيُّ: اللِّحَاء، مَمْدُودٌ، قِشْرُ الشَّجَرِ. وَفِي الْمَثَلِ: بَيْنَ العَصا ولِحَائها. ولَحَوْت العَصا أَلْحُوها لَحْواً: قَشَرْتُهَا، وَكَذَلِكَ لَحَيْت العَصا لَحْياً؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ: لَحَيْنَهُم لَحْيَ العَصا، فَطَرَدْنَهم ... إِلى سَنَةٍ، قِردانُها لَمْ تَحَلَّمِ يَقُولُ: إِذا كَانَتْ جِرْذانُها «1» لَمْ تَحَلَّمْ فَكَيْفَ غَيْرُهَا، وتَحَلَّمَ: سَمِنَ. ولَحَا الرجلَ لَحْواً: شَتَمَه، وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: لَحَيْته أَلْحَاه لَحْواً، وَهِيَ نَادِرَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: نُهِيتُ عَنْ مُلاحَاةِ الرِّجال أَي مُقاوَلَتِهم وَمُخَاصَمَتِهِمْ، هُوَ مِنْ لَحَيْت الرَّجُلَ أَلْحَاه لَحْياً إِذا لُمْتَه وعَذَلته. ولاحَيْتُه مُلاحَاةً ولِحَاء إِذا نازَعْته. وَفِي حَدِيثِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: تلاحَى رَجُلَانِ فرُفِعَت. وَفِي حَدِيثِ لُقْمان: فلَحْياً لصاحِبنا لَحْياً أَي لَوْماً وعَذْلًا، وَهُوَ نَصْبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ كسَقْياً ورَعْياً. ولَحَا الرجلَ يَلْحَاه لَحْياً: لَامَهُ وَشَتَمَهُ وعَنَّفه، وَهُوَ مَلْحِيٌّ. ولاحَيْته مُلاحَاةً ولِحَاء إِذا نَازَعْتَهُ، وتَلاحَوْا: تَنَازَعُوا. ولَحَاه اللَّهُ لَحْياً أَي قَبَّحه ولَعَنه. ابْنُ سِيدَهْ: لَحَاه اللَّهُ لَحْياً قَشَرَهُ وأَهلكه ولَعنه مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُ: لَحَوْت العُود لَحْواً إِذا قَشَرْتَهُ؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ: قالَتْ، وَلَمْ تُلْحِ وَكَانَتْ تُلْحِي: ... عَلَيْكَ سَيْبَ الخُلَفاء البُجْحِ مَعْنَاهُ لَمْ تأْت بِمَا تُلْحى عَلَيْهِ حِينَ قَالَتْ عَلَيْكَ سَيْبَ الْخُلَفَاءِ، وَكَانَتْ تُلْحِي قَبْلَ الْيَوْمِ، قِيلَ: كَانَتْ تَقُولُ لِي اطْلُبْ مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ فتأْتي بِمَا تُلامُ عَلَيْهِ. واللِّحَاء، مَمْدُودٌ: المُلاحاةُ كالسِّبابِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا كَانَ مَغْثٌ أَو لِحاء ولاحَى الرجلَ مُلاحاةً ولِحَاء: شاتَمه. وَفِي الْمَثَلِ: مَن لَاحَاكَ فَقَدْ عاداكَ؛ قَالَ: وَلَوْلَا أَن يَنالَ أَبا طَريفٍ ... إِسارٌ مِنْ مَلِيك، أَو لِحاءُ وتَلاحَى الرَّجُلَانِ: تشاتَما. ولاحَى فُلَانٌ فُلَانًا مُلاحاة ولِحاء إِذا اسْتَقْصَى عَلَيْهِ. وَيُحْكَى عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: المُلاحَاة المُلاوَمة والمُباغضة، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى جُعِلَتْ كُلُّ مُمانعة ومُدافعة مُلاحاة؛ وأَنشد: ولاحَتِ الرَّاعِيَ مِنْ دُرُورِها ... مَخاضُها، إِلَّا صَفايا خُورِها

_ (1). قوله [إذا كانت جرذانها] كذا بالأصل هنا، والبيت يروى بوجهين كما في مادة حلم.

واللِّحَاء: اللَّعْنُ. واللِّحَاء: العَذْل. واللَّوَاحِي: العَواذِل. واللَّحْيُ: مَنْبِت اللِّحْية مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ، وَهُمَا لَحْيانِ وَثَلَاثَةُ أَلْحٍ، عَلَى أَفْعُلٍ، إِلا أَنهم كَسَرُوا الْحَاءَ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، وَالْكَثِيرُ لُحِيٌّ ولِحِيٌّ، عَلَى فُعُول، مِثْلَ ثُدِيّ وظُبيٍّ ودُلِيٍّ فَهُوَ فُعول. ابْنُ سِيدَهْ: اللِّحْية اسْمُ يَجْمَعُ مِنَ الشَّعَرِ مَا نَبَتَ عَلَى الْخَدَّيْنِ والذقَن، وَالْجَمْعُ لِحًى ولُحًى، بِالضَّمِّ، مِثْلُ ذِرْوةٍ وذُرًى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالنَّسَبُ إِليه «1» لَحَوِيّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْقِيَاسُ لَحْيِيٌّ. وَرَجُلٌ أَلْحَى ولِحْيَانِيٌّ: طَوِيلُ اللِّحْية، وأَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَازِمٍ يُلَقَّبُ بِذَلِكَ، وَهُوَ مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ، فإِن سَمَّيْتَ رَجُلًا بِلِحْيَةٍ ثُمَّ أَضفت إِليه فَعَلَى الْقِيَاسِ. والْتَحَى الرجلُ: صَارَ ذَا لِحْية، وكَرِهَها بَعْضُهُمْ. واللَّحْي: الَّذِي يَنْبُت عَلَيْهِ الْعَارِضُ، وَالْجَمْعُ أَلْحٍ ولُحِيٌّ ولِحَاء؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: تَعَرَّضُ تَصْرِفُ أَنْيابُها، ... ويَقْذِفْنَ فوقَ اللِّحَا التُّفالا واللِّحْيَانِ: حَائِطَا الْفَمِ، وَهُمَا الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ فِيهِمَا الأَسنان مِنْ دَاخِلِ الْفَمِ مِنْ كُلِّ ذِي لَحْي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ للإِنسان وَالدَّابَّةِ، وَالنَّسَبُ إِليه لَحَوِيٌّ، وَالْجُمَعُ الأَلْحِي. يُقَالُ: رَجُلٌ لَحْيَانٌ «2» إِذا كَانَ طَوِيلَ اللِّحية، يُجْرى فِي النَّكِرَةِ لأَنه يُقَالُ للأُنثى لَحْيَانَةٌ. وتَلَحَّى الرَّجُلُ: تَعَمَّمَ تَحْتَ حَلْقه؛ هَذَا تَعْبِيرُ ثَعْلَبٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّوَابُ تَعَمَّمَ تَحْتَ لَحْيَيه لِيَصِحَّ الِاشْتِقَاقُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى عَنْ الاقْتِعاطِ وأَمرَ بالتَّلَحِّي ؛ هُوَ جَعْلُ بَعْضِ الْعِمَامَةِ تَحْتَ الْحَنَكِ، والاقْتِعاطُ أَن لَا يُجْعَلَ تَحْتَ حَنَكِهِ مِنْهَا شَيْئًا، والتَّلَحِّي بالعمامةِ إِدارةُ كَوْر مِنْهَا تَحْتَ الْحَنَكِ. الْجَوْهَرِيُّ: التَّلَحِّي تَطْوِيقُ الْعِمَامَةِ تَحْتَ الْحَنَكِ. ولَحْيَا الغَديرِ: جَانِبَاهُ تَشْبِيهًا باللَّحْيَيْنِ اللَّذين هَمَّا جَانِبَا الْفَمِ؛ قَالَ الرَّاعِي: وصَبَّحْنَ للصَّقْرَيْنِ صَوْبَ غَمامةٍ، ... تضَمَّنَها لَحْيا غَديرٍ وخانِقُهْ «3» واللِّحْيانُ: خُدود فِي الأَرض مِمَّا خدَّها السَّيْلُ، الْوَاحِدَةُ لِحْيانةٌ. واللِّحيان: الوَشَل والصَّديعُ فِي الأَرض يَخِرّ فِيهِ الْمَاءُ، وَبِهِ سُمِّيَتْ بَنُو لِحْيان، وَلَيْسَتْ تَثْنِيَةَ اللَّحْي. وَيُقَالُ: أَلْحَى الرجلُ إِذا أَتى مَا يُلْحَى عَلَيْهِ أَي يُلامُ، وأَلْحَت المرأَة؛ قَالَ رُؤْبَةُ: فابْتَكَرَتْ عَاذِلَةً لَا تُلْحِي وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ بلَحْيَيْ جَمَلٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ: بلَحْي جَمَلٍ ؛ هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَهُوَ مَكَانٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: عَقَبَةُ، وَقِيلَ: مَاءٌ. وَقَدْ سَمَّتْ لَحْياً ولُحَيّاً ولِحْيانَ، وَهُوَ أَبو بَطْنٍ. وَبَنُو لِحْيَان: حَيٌّ مِنْ هُذَيْلٍ، وَهُوَ لِحْيان بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكة. وَبَنُو لِحْيَةَ: بَطْنٌ، النَّسَبُ إِليهم لِحَويٌّ عَلَى حَدِّ النَّسَبِ إِلى اللِّحْية. ولِحْيَة التَّيْسِ: نَبْتة. لخا: اللَّخَا: كَثْرَةُ الْكَلَامِ فِي الْبَاطِلِ، وَرَجُلٌ أَلْخَى وامرأَة لَخْوَاء، وَقَدْ لَخِيَ، بالكسر، لَخاً.

_ (1). قوله [والنسب إليه] أي لَحَى الإنسان بالفتح لَحَوِيّ بالتحريك كما ضبط في الأصل وغيره، ووقع في القاموس خلافه. (2). قوله [لَحْيَان] كذا في الأصل، وعبارة القاموس: واللِّحْيان أي بالكسر اللِّحْيَانِي. قال الشارح: الصواب لَحْيَان بالفتح لكن الذي في التكملة هو ما في القاموس. (3). قوله [وصبحن إلخ] في معجم ياقوت: جعلن أريطاً باليمين ورملة ... وزال لغاط بالشمال وخانقه وصادفن بالصقرين صوب سحابة ... تضمنها جنبا غدير وخافقه

واللَّخا: أَن تَكُونَ إِحدى رُكْبَتَيِ الْبَعِيرِ أَعظم مِنَ الأُخرى مِثْلَ الأَرْكَب، تَقُولُ مِنْهُ: بَعِيرٌ لَخٍ وأَلْخَى وَنَاقَةٌ لَخْوَاء. والأَلْخَى: المُعْوَجُّ. واللَّخا: مَيَلٌ فِي العُلْبة والجَفْنة. واللَّخا: مَيَل فِي أَحد شِقَّي الْفَمِ، فَمٌ أَلْخَى وَرَجُلٌ أَلْخَى وامرأَة لَخْوَاء، وَقِيلَ: اللَّخَا اعْوِجَاجٌ فِي اللَّحْيِ، وعُقاب لَخْوَاء مِنْهُ لأَن مِنقارها الأَعلى أَطول مِنَ الأَسفل. وامرأَة لَخْوَاء بَيِّنَةٌ اللَّخَا: فِي فَرْجِهَا ميَل. واللَّخْو: الفَرْج المُضْطَرِبُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ. قَالَ اللَّيْثُ: اللَّخْوُ لَخْوُ القُبُل الْمُضْطَرِبِ الْكَثِيرِ الْمَاءِ. الصِّحَاحُ: اللَّخَا نَعْت القُبُل الْمُضْطَرِبِ الْكَثِيرِ الْمَاءِ. الأَصمعي: اللَّخْوَاء المرأَة الْوَاسِعَةُ الجَهاز، واللَّخَا غارُ الفَم، واللَّخَا اسْتِرْخَاءٌ فِي أَسفل البطنِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن تَكُونَ إِحدى الْخَاصِرَتَيْنِ أَعظم مِنَ الأُخرى، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَالصِّفَةُ كَالصِّفَةِ. قَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ اللَّخَا، مَقْصُورٌ، أَن يَميل بَطن الرَّجُلِ فِي أَحد جَانِبَيْهِ. قَالَ: واللَّخَا المُسْعُط، وَصَرَّحَ اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ المدَّ فَقَالَ: اللَّخَاء، مَمْدُودٌ، المُسْعُط، وَقَدْ لَخَاه لَخْواً. التَّهْذِيبُ: واللَّخَا شَيْءٌ مِثْلُ الصَّدف يُتَّخَذُ مُسْعُطاً. أَبو عَمْرٍو: اللَّخَا إِعطاء الرَّجُلِ مَالَهُ صَاحِبَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لخَيْتُكَ مَالِي ثُمَّ لَمْ تُلْفَ شاكِراً، ... فعَشِّ رُوَيْداً، لستُ عَنْكَ بغافلِ ابْنُ سِيدَهْ: اللَّخَا، مَقْصُور، المُسْعُط، والمِلْخَى مِثْلُهُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ جُلود دَوَابِّ الْبَحْرِ يُسْتَعَطُ بِهِ. ولَخَيْتُه وأَلْخَيْتُه ولَخَوْتُه كلُّ هَذَا: سَعَطْته، وَقِيلَ: أَوْجَرْته الدَّوَاءَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ الْتَخَتْ باللَّخَا أَي شَرِبَتْ بالمُسْعُط؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وَمَا الْتَخَتْ مِنْ سُوءِ جسْمٍ بلَخَا وَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ: فَهُنَّ مِثْل الأُمَّهاتِ يُلْخِينْ، ... يُطْعِمْنَ أَحْياناً، وحِيناً يَسْقِينْ وأَلْخَيتُه مَالًا أَي أَعْطَيْتُه. واللِّخَاء: الغِذاء لِلصَّبِيِّ سِوى الرَّضاع. والتَخَى: أَكل الخُبز المَبلول، وَالِاسْمُ اللِّخَاءُ مِثْلُ الغِذاءِ، تَقُولُ: الصَّبِيُّ يَلْتَخِي الْتِخَاء أَي يأْكل خُبزاً مَبْلُولًا؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَنِي أَسد: فَهُنَّ مِثْلُ الأُمَّهاتِ يُلْخِينْ، ... يُطْعِمْنَ أَحْياناً، وحِيناً يَسْقِينْ كأَنها مِنْ شَجَرِ البَساتِينْ: ... العِنَباء المُنْتَقى والتِّينْ لَا عَيْبَ إِلا أَنهُنَّ يُلْهِينْ ... عَنْ لَذّة الدُّنيا، وَعَنْ بَعْضِ الدِّينْ والْتَخَى صدْرَ الْبَعِيرِ أَو جِرانه: قَدَّ مِنْهُ سَيْرًا لِلسَّوْطِ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ جِرانُ العَود يُذَكِّرُ أَنه اتَّخَذَ سَيْراً مِنْ صَدْرِ بَعِيرٍ لتأْديب نِسَائِهِ: خُذا حَذَراً يَا خُلَّتيَّ، فإِنَّني ... رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قَدْ كَادَ يُصْلَحُ عَمَدْتُ لعَوْدٍ فالتَخَيْتُ جِرانَه، ... ولَلْكَيْسُ أَمْضى فِي الأُمور وأَنْجَحُ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: التَحَيْتُ جِران الْبَعِيرِ بِالْحَاءِ، وَالْعَرَبُ تُسوّي السِّيَاطَ مِنَ الجِران لأَنَّ جِلده أَصلب وأَمتن، قَالَ: وأَظنه مِنْ قَوْلِكَ لَحَوْت العُود ولَحَيْته إِذا قَشرته، وَكَذَلِكَ اللِّخَاء والمُلاخَاة، بِالْخَاءِ، بِمَعْنَى التَّحْمِيلِ والتَّحريش، يُقَالُ: لاخَيْتَ بِي عِنْدَ فُلَانٍ أَي أَثَيْتَ بِي عِنْدَهُ مُلاخاةً ولِخاء، وَقَالَ: واللِّخاءُ بالخاءِ بِهَذَا الْمَعْنَى تَصْحِيفٌ عِنْدِي. ولاخَى بِهِ: وَشَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَى هَذَا بِالْيَاءِ

لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا. أَبو عَمْرٍو: المُلاخَاةُ المُخالفة وأَيضاً المُصانعة؛ وأَنشد: ولاخَيْتَ الرِّجال بِذَاتِ بَيْني ... وبَيْنِكَ، حِين أَمْكَنَكَ اللِّخاءُ قَالَ: لاخَيْتَ وافَقْتَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: فَلَمْ نَجْزَعْ لمَن لاخَى عَليْنا، ... وَلِمَ نَذَرِ العشيرةَ للجُناةِ لدي: اللَّيْثُ: لَدَى مَعْنَاهَا مَعْنَى عِنْدَ، يُقَالُ: رأَيته لَدَى بَابِ الأَمير، وَجَاءَنِي أَمرٌ مِنْ لَدَيْكَ أَي مِنْ عِنْدِكَ، وَقَدْ يَحْسُنُ مِنْ لَدَيْك بِهَذَا الْمَعْنَى، وَيُقَالُ فِي الإِغْراء: لَدَيْك فُلَانًا كَقَوْلِكَ عليكَ فُلَانًا؛ وأَنشد: لَدَيْكَ لَدَيْك ضاقَ بِهَا ذِراعا وَيُرْوَى: إِلَيْكَ إِليكَ عَلَى الإِغراء. ابْنُ الأَعرابي: أَلْدَى فُلَانٌ إِذا كَثُرَتْ لِداتُه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ؛ يَقُولُهُ الْمَلَكُ يَعْنِي مَا كُتب مِنْ عَمَلِ الْعَبْدِ حاضرٌ عِنْدِي. الْجَوْهَرِيُّ: لَدَى لُغَةٌ فِي لَدُنْ، قَالَ تَعَالَى: وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ؛ واتِّصالُه بِالْمُضْمَرَاتِ كَاتِّصَالِ عَلَيْكَ؛ وَقَدْ أَغرى بِهِ الشَّاعِرُ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: فَدَعْ عَنْكَ الصِّبا ولَدَيْك هَمّاً، ... تَوَقَّشَ فِي فُؤادِكَ، واخْتِبالا وَيُرْوَى: فَعَدِّ عَنِ الصِّبا وَعَلَيْكَ هَمّاً لذا: الَّذِي: اسْمٌ مُبْهَمٌ، وَهُوَ مبنيٌّ مَعْرِفَةٌ وَلَا يَتِمُّ إِلَّا بِصِلَةٍ، وأَصله لَذِي فأُدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يُنْزَعا مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الَّذِي مِنَ الأَسماء الْمَوْصُولَةِ لِيُتَوَصَّلَ بِهَا إِلى وَصْفِ الْمَعَارِفِ بِالْجُمَلِ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: الَّذِي، والَّذِ بِكَسْرِ الذَّالِ، والَّذْ بإِسكانها، والَّذِيّ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ؛ قَالَ: وليسَ المالُ، فاعْلَمْه، بمالٍ ... مِنَ الأَقْوامِ إِلَّا للَّذِيّ يُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْه ... لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيّ وَالتَّثْنِيَةُ اللَّذانِّ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، واللَّذانِ النُّونُ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ الَّذِي، واللَّذا، بِحَذْفِ النُّونِ، فَعَلى ذَلِكَ قَالَ الأَخطل: أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا ... قَتَلا الملُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَراد اللَّذانِ فَحَذَفَ النُّونَ ضَرُورَةً. قَالَ ابْنُ جِنِّي: الأَسماء الْمَوْصُولَةُ نَحْوُ الَّذِي والَّتي لَا يَصِحُّ تَثْنِيَةُ شَيْءٍ مِنْهَا مِنْ قِبَل أَن التَّثْنِيَةَ لَا تَلحق إِلا النَّكِرَةَ، فَمَا لَا يَجُوزُ تَنْكِيرُهُ فَهُوَ بأَن لَا تَصِحَّ تَثْنِيَتُهُ أَجدر، فالأَسماء الْمَوْصُولَةُ لَا يَجُوزُ أَن تُنَكَّرَ فَلَا يَجُوزُ أَن يُثَنَّى شَيْءٌ مِنْهَا، أَلا تَرَاهَا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ عَلَى حَدِّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ التَّثْنِيَةِ، وَذَلِكَ قَوْلُكَ ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قَامَا، إِنما يتعرَّفان بِالصِّلَةِ كَمَا يتعرَّف بِهَا الْوَاحِدُ فِي قَوْلِكَ ضَرَبْتُ الَّذِي قَامَ، والأَمر فِي هَذِهِ الأَشياء بَعْدَ التَّثْنِيَةِ هُوَ الأَمر فِيهَا قَبْلَ التَّثْنِيَةِ، وَهَذِهِ أَسماء لَا تُنَكَّرُ أَبداً لأَنها كِنايات وَجَارِيَةٌ مَجرى الْمُضْمَرَةِ، فإِنما هِيَ أَسماء لَا تُنَكَّرُ أَبداً مَصُوغَةٌ لِلتَّثْنِيَةِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ سَائِرُ الأَسماء الْمُثَنَّاةِ نَحْوَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، أَلا تَرَى أَن تَعْرِيفَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو إِنما هُوَ بِالْوَضْعِ وَالْعَلَمِيَّةِ؟ فإِذا ثَنَّيْتَهُمَا تَنَكَّرَا فَقُلْتَ رأَيت زَيْدَيْنِ كَرِيمين، وَعِنْدِي عَمْران عَاقِلَانِ، فإِن آثَرْتَ التَّعْلِيمَ بالإِضافة أَو بِاللَّامِ قُلْتَ الزيدانِ والعَمْران وزَيْداك وعَمْراك، فَقَدْ تعرَّفا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ تَعْرّفهما قَبْلَهَا، ولَحِقا بالأَجناس وَفَارَقَا مَا كَانَا عَلَيْهِ مِنْ تَعْرِيفِ الْعَلَمِيَّةِ وَالْوَضْعِ، فإِذا صَحَّ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَن تَعْلَمَ أَن

اللَّذَان وَاللَّتَانِ وَمَا أَشبههما إِنما هِيَ أَسماء مَوْضُوعَةٌ لِلتَّثْنِيَةِ مُخْتَرَعَةٌ لَهَا، وَلَيْسَتْ تَثْنِيَةُ الْوَاحِدِ عَلَى حَدِّ زَيْدٍ وَزَيْدَانِ، إِلا أَنها صِيغَتْ عَلَى صُورَةِ مَا هُوَ مُثَنًّى عَلَى الْحَقِيقَةِ فَقِيلَ اللَّذَانِ واللتانِ واللَّذَيْنِ واللَّتَيْنِ لِئَلَّا تَخْتَلِفَ التَّثْنِيَةُ، وَذَلِكَ أَنهم يُحَافِظُونَ عَلَيْهَا مَا لَا يُحَافِظُونَ عَلَى الْجَمْعِ، وَهَذَا الْقَوْلُ كُلُّهُ مَذْكُورٌ فِي ذَا وَذِي، وَفِي الْجَمْعِ هُمُ الَّذِينَ فَعَلُوا ذَاكَ واللَّذُو فَعَلُوا ذَاكَ، قَالَ: أَكثر هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد فِي الَّذي يَعْنِي بِهِ الْجَمْعَ للأَشهب بْنُ رُميلة: وإِنَّ الَّذِي حانَت بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ ... هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ، يَا أُمَّ خالِدِ وَقِيلَ: إِنما أَراد الَّذِينَ فَحَذَفَ النُّونَ تَخْفِيفًا؛ الْجَوْهَرِيُّ: فِي جَمْعِهِ لُغَتَانِ الَّذِينَ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ، والَّذِي بِحَذْفِ النُّونِ، وأَنشد بَيْتَ الأَشهب بْنِ رُمَيْلَةَ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِي الرَّفْعِ اللَّذُون، قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن أَصله ذَا لأَنك تَقُولُ مَاذَا رأَيْتَ بِمَعْنَى مَا الَّذِي رأَيت، قَالَ: وَهَذَا بَعِيدٌ لأَن الْكَلِمَةَ ثُلَاثِيَّةٌ وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصلها حَرْفًا وَاحِدًا، وَتَصْغِيرُ الَّذِي اللُّذَيَّا واللِّذَيَّا، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ، فإِذا ثَنَّيْت الْمُصَغَّرَ أَو جَمَعْتَهُ حَذَفْتَ الأَلف فَقُلْتَ اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ، وإِذا سَمَّيْتَ بِهَا قُلْتَ لَذٍ، وَمَنْ قَالَ الْحَرْثَ وَالْعَبَّاسَ أَثبت الصِّلَةَ فِي التَّسْمِيَةِ مَعَ اللَّامِ فَقَالَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ، والأَلف وَاللَّامُ فِي الَّذِي زَائِدَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، وإِنما هنَّ مُتَعَرَّفَاتٌ بِصَلَاتِهِنَّ وَهُمَا لَازِمَتَانِ لَا يُمْكِنُ حَذْفُهُمَا، فَرُبَّ زَائِدٍ يَلْزَمُ فَلَا يَجُوزُ حَذْفُهُ، وَيَدُلُّ عَلَى زِيَادَتِهِمَا وَجُودُكَ أَسماء مَوْصُولَةً مِثلَها معرَّاة مِنَ الأَلف وَاللَّامِ وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ مَعْرِفَةٌ، وَتِلْكَ الأَسماء مَن وَمَا وأَيّ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ: ضَرَبْتُ مَن عِنْدَكَ، وأَكلت مَا أَطعمتني، ولأَضربن أَيُّهم قَامَ، فتعرّفُ هَذِهِ الأَسماء الَّتِي هِيَ أَخوات الَّذِي وَالَّتِي بِغَيْرِ لَامٍ وَحُصُولُ ذَلِكَ لَهَا بِمَا تَبِعَهَا مِنْ صَلَاتِهَا دُونَ اللَّامِ يَدُلُّ عَلَى أَن الَّذِي إِنما تَعَرُّفُهُ بِصِلَتِهِ دُونَ اللَّامِ الَّتِي هِيَ فِيهِ، وأَن اللَّامَ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِنْ أَدَعِ اللَّواتي مِنْ أُناسٍ ... أَضاعُوهُنَّ، لَا أَدَعِ الَّذِينا فإِنما تَرَكَهُ بِلَا صِلَةٍ لأَنه جَعَلَهُ مَجْهُولًا. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّذْوَى اللَّذّةُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها ذَكَرَتْ الدُّنْيَا فَقَالَتْ: قَدْ مَضَتْ لَذْواها وبَقِيَتْ بَلْواها أَي لَذَّتُها، وَهِيَ فَعْلى مِنَ اللَّذَّةِ، فَقُلِبَتْ إِحدى الذَّالَيْنِ يَاءً كالتَّقَضِّي والتَّظَنِّي؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّذْوَى واللَّذَّة واللَّذاذةُ كُلُّهُ الأَكل وَالشُّرْبُ بنَعْمة وكِفاية، كأَنها أَرادت بِذَهَابِ لَذْواها حياةَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وبالبَلْوَى مَا امْتُحِن بِهِ أُمته مِنَ الخِلاف والقِتال عَلَى الدُّنْيَا وَمَا حَدَثَ بَعْدَهُ مِنَ الْمِحَنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَقول إِن اللَّذْوَى، وإِن كَانَ مَعْنَاهُ اللَّذة واللَّذاذة، فَلَيْسَ مِنْ مَادَّةِ لَفْظِهِ وإِنما هُوَ مِنْ بَابِ سِبَطرْ ولأْآلٍ وَمَا أَشبهه، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ اعْتَقَدَ الْبَدَلَ لِلتَّضْعِيفِ كَبَابِ تَقَضَّيْت وتَظَنَّيْت، فَاعْتَقَدَ فِي لَذِذتُ لَذِيتُ كَمَا تَقُولُ فِي حَسِسْتُ حَسِيتُ فيُبنى مِنْهُ مِثَالُ فَعْلى اسْمًا فَتَنْقَلِبُ يَاؤُهُ وَاوًا انْقِلَابَهَا فِي تَقْوى ورَعْوى، فَالْمَادَّةُ إِذاً واحدة. لسا: ابْنُ الأَعرابي: اللَّسَا الكَثيرُ «4» الأَكل مِنَ الْحَيَوَانِ، وَقَالَ: لَسَا إِذا أَكل أَكلًا يَسيراً، أَصله مِنَ اللِّسِّ وَهُوَ الأَكل، وَاللَّهُ أَعلم. لشا: التَّهْذِيبُ: أَهمله اللَّيْثُ فِي كِتَابِهِ. وَقَالَ ابْنُ

_ (4). قوله [اللَّسَا الكثير إلخ] كذا في التهذيب أيضاً، وعبارة التكملة: لَسَا أكل أكلًا كثيراً، وهو لَسِيّ أي كغنيّ.

الأَعرابي: لَشا إِذا خَسَّ بَعْدَ رِفْعة، قَالَ: واللَّشِيُّ الْكَثِيرُ الحَلَب، وَاللَّهُ أَعلم. لصا: لَصاه يَلْصوه ويَلْصاه؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، لَصْواً: عَابَهُ، وَالِاسْمُ اللَّصَاةُ، وَقِيلَ: اللَّصَاةُ أَن تَرْمِيَهُ بِمَا فِيهِ وَبِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ قَذْفَ المرأَة بِرَجُلٍ بِعَيْنِهِ. وإِنه لَيَلْصُو إِلى رِيبة أَي يَميل. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مُعْتَلِّ الْيَاءِ: لَصَاه لَصْياً عابَه وقَذَفه، وَشَاهِدُ لَصَيْت بِمَعْنَى قَذَفْتُ وشَتَمْت قَوْلُ الْعَجَّاجِ: إِني امْرُؤٌ، عَنْ جَارَتِي، كَفِيُّ ... عَفٌّ، فَلا لاصٍ وَلَا مَلْصِيُ أَي لَا يُلْصى إِليه، يَقُولُ: لَا قاذِفٌ وَلَا مَقْذُوف، وَالِاسْمُ اللَّصاة. ولَصَا فُلَانٌ فُلَانًا يَلْصُوهُ ويَلْصُو إِليه إِذا انْضَمَّ إِليه لِرِيبَةٍ، ويَلْصِي أَعربهما. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن لَصَا مُسْلِمًا أَي قَذَفه. واللَّاصِي: القاذفُ، وَقِيلَ: اللَّصْوُ والقَفْوُ القَذْفُ للإِنسان برِيبة يَنسُبه إِليها، يُقَالُ: لَصَاه يَلْصُوه ويَلْصِيه إِذا قذفَه، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرْوِي عَنِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ أَنها قِيلَ لَهَا إِن فُلَانًا قَدْ هَجَاكِ، فَقَالَتْ: مَا قَفا وَلَا لَصا، تَقُولُ: لَمْ يَقْذِفْني، قَالَ: وَقَوْلُهَا لَصَا مِثْلُ قَفا، يقال مه: قافٍ لاصٍ. ولَصَى أَيضاً: أَتَى مُسْتَتِرَ الرِّيبة. ولَصِيَ أَيضاً: أَثِمَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو شَاهِدًا عَلَى لَصَيْت بِمَعْنَى أَثِمْت قَوْلَ الرَّاجِزِ الْقُشَيْرِيِّ: تُوبي مِنَ الخِطْء فَقد لَصِيتِ، ... ثُمَّ اذْكُري اللهَ إِذَا نَسِيتِ «1» وَفِي رِوَايَةٍ: إِذا لَبَّيْتِ. واللَّاصي: العَسَلُ، وَجَمْعُهُ لَواصٍ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ الْهُذَلِيُّ: أَيّامَ أَسْأَلُها النَّوالَ، ووَعْدُها ... كالرَّاحِ مَخْلُوطاً بِطَعْمِ لَوَاصِي قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَامُ اللَّاصي يَاءٌ لِقَوْلِهِمْ لَصَاه إِذا عَابَهُ، وكأَنهم سَمَّوْهُ بِهِ لِتَعَلُّقِهِ بِالشَّيْءِ وتَدْنيسه لَهُ كَمَا قَالُوا فِيهِ نَطَفٌ، وَهُوَ فَعَلٌ مِنَ الناطِف، لِسَيلانه وتَدَبُّقه، وَقَالَ مَخْلُوطًا ذَهَبَ بِهِ إِلى الشراب، وَقِيلَ: اللَّصَى واللَّصَاة أَن تَرْمِيَهُ بِمَا فِيهِ وَبِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم. لضا: التَّهْذِيبُ: لَضا إِذا حَذِقَ بالدَّلالة. لطا: أَلقى عَلَيْهِ لَطاتَه أَي ثِقَلَه ونَفْسَه. واللَّطَاةُ: الأَرض وَالْمَوْضِعُ. وَيُقَالُ: أَلْقى بلَطَاتِه أَي بثِقَله، وَقَالَ ابْنُ أَحمر: وكُنَّا وهُمْ كابْنَي سُباتٍ تَفَرَّقا ... سِوًى، ثُمَّ كَانَا مُنْجِداً وتِهامِيا فأَلقى التِّهامي مِنْهُما بِلَطاتِه، ... وأَحْلَطَ هَذَا، لَا أَرِيمُ مَكانِيا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ بلَطَاتِه: أَرضِه وَمَوْضِعِهِ، وَقَالَ شَمِرٌ: لَمْ يُجِد أَبو عُبَيْدٍ فِي لَطَاته. وَيُقَالُ: أَلقى لَطَاتَه طَرَحَ نَفْسَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَطَاتَه مَتَاعه وَمَا مَعَهُ. قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ فِي قَوْلِ ابْنِ أَحمر أَلقى بِلَطَاتِهِ: مَعْنَاهُ أَقام، كَقَوْلِهِ فأَلْقَتْ عَصاها. واللَّطَاةُ: الثِّقَلُ. يُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ لَطاتَه. ولَطأْتُ بالأَرض ولطِئْتُ أَي لَزِقْتُ؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ فَتَرَكَ الْهَمْزَ: فَوافَقَهنّ أَطْلَسُ عامِرِيٌّ، ... لَطا بصَفائِحٍ مُتَسانِداتِ أَراد لَطأَ يَعْنِي الصَّيَّادَ أَي لَزِقَ بالأَرض، فَتَرَكَ

_ (1). قوله [فقد لَصِيت] كذا ضبط في الأصل بكسر الصاد مع ضبطه السابق بما ترى، ولعل الشاعر نطق به هكذا لمشاكلة نسيت.

الْهَمْزَ. وَدَائِرَةُ اللَّطاةِ: الَّتِي فِي وسَط جَبْهة الدابَّة. ولَطاةُ الْفَرَسِ: وسَطُ جَبْهَتِهِ، وَرُبَّمَا اسْتَعْمَلَ فِي الإِنسان. ابْنُ الأَعرابي: بَيَّضَ اللهُ لَطاتَك أَي جَبْهَتك. واللَّطاةُ: الْجَبْهَةُ. وَقَالُوا: فُلَانٌ مِنْ رَطاتِه لَا يَعرِفُ قَطاتَه مِنْ لَطاتِه، قَصَرَ الرَّطَاةَ إِتباعاً للقَطاة. وَفِي التَّهْذِيبِ: فُلَانٌ مِنْ ثَطاتِه لَا يَعْرِفُ قَطاتَه مِنْ لَطَاتِه أَي لَا يَعْرِفُ مُقدِّمه مِنْ مُؤَخَّره. واللَّطَاةُ واللُّطَاة: اللُّصُوص، وَقِيلَ: اللُّصُوص يَكُونُونَ قَرِيبًا منكَ، يُقَالُ: كَانَ حوْلي لَطاةُ سُوءٍ وَقَوْمٌ لَطاة. ولَطا يَلْطا، بِغَيْرِ هَمْزٍ: لَزِقَ بالأَرض وَلَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ، ولَطأَ يَلْطأُ، بِالْهَمْزِ. والمِلْطاء، عَلَى مِفْعال: السِّمْحاقُ مِنَ الشِّجاج، وَهِيَ الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَظْمِ القِشرة الرَّقِيقَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَخبرني الْوَاقِدِيُّ أَن السِّمحاق فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ المِلْطا، بِالْقَصْرِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ لَهَا المِلْطاةُ، بِالْهَاءِ، قَالَ: فإِذا كَانَتْ عَلَى هَذَا فَهِيَ فِي التَّقْدِيرِ مَقْصُورَةٌ؛ قَالَ: وَتَفْسِيرُ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ أَن المِلْطى بدمِها؛ يَقُولُ: مَعْنَاهُ أَنه حِينَ يُشَجُّ صاحِبُها يُؤْخَذُ مِقْدَارُهَا تِلْكَ الساعةَ ثُمَّ يُقْضى فِيهَا بِالْقِصَاصِ أَو الأَرش لَا يُنظَر إِلى مَا يَحدُث فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ زِيَادَةٍ أَو نُقْصَانٍ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُهُمْ وَلَيْسَ هُوَ قَوْلَ أَهل الْعِرَاقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه بالَ فمَسَح ذَكَرَهُ بلِطًى ثُمَّ توضأَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ قَلْبُ لِيَطٍ جَمُعُ لِيطةٍ كَمَا قِيلَ فِي جَمْعِ فُوقةٍ فُوَقٌ، ثُمَّ قُلِبت فَقِيلَ فُقاً، وَالْمُرَادُ بِهِ مَا قُشِرَ مِنْ وَجْهِ الأَرض مِنَ الْمَدَرِ. لظي: اللَّظَى: النَّارُ، وَقِيلَ: اللَّهَبُ الْخَالِصُ؛ قَالَ الأَفوه: فِي مَوقِفٍ ذَرِب الشَّبا، وكأَنما ... فِيهِ الرّجالُ عَلَى الأَطائم واللَّظَى وَيُرْوَى: فِي مَوْطِنٍ. ولَظَى: اسْمُ جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ لَا تُنَوَّنُ وَلَا تَنْصَرِفُ لِلْعَلَمِيَّةِ والتأْنيث، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها أَشد النِّيرَانِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى . والْتِظَاءُ النَّارِ: التِهابُها، وتَلَظِّيها: تَلَهبُها، وَقَدْ لَظِيَت النَّارُ لَظًى والْتَظَتْ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي: وبَيَّنَ للوُشاةِ، غداةَ بانَتْ ... سُلَيْمى، حَرّ وجْدِي والْتِظايَهْ أَرَادَ: والتِظَائِيَهْ، فقَصر لِلضَّرُورَةِ. وتَلَظَّتْ: كالْتَظَتْ. وَقَدْ تَلَظَّت تَلَظِّياً إِذا تَلَهَّبت، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ؛ أَراد تَتَلَظَّى أَي تَتَوَهَّج وتَتَوَقَّدُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَلَظَّى عَلَى فُلَانٍ تَلَظِّياً إِذا تَوَقَّد عَلَيْهِ مِنْ شدَّة الْغَضَبِ؛ وَجَعَلَ ذُو الرُّمَّةِ اللَّظَى شِدَّةَ الْحَرِّ فَقَالَ: وحتَّى أَتى يَوْمٌ يَكادُ مِنَ اللَّظَى ... تَرى التُّومَ، فِي أُفْحُوصِه، يَتَصَيَّحُ أَي يَتشَقَّقُ، وَفِي حَدِيثِ خَيْفانَ لَمَّا قَدِم عَلَى عُثْمَانَ: أَما هَذَا الحيُّ مِنْ بَلْحَرِث بْنِ كَعْبٍ فحَسَكٌ أَمْراسٌ تَتَلَظَّى المنِيَّةُ فِي رِماحهم أَي تَلْتَهِبُ وتَضْطرم، مِنْ لَظَى وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسماء النَّارِ. والتَظَتِ الحِراب: اتَّقَدَت، عَلَى الْمَثَلُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: وهْوَ، إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، ... كَرْهُ اللِّقاء تَلْتَظِي حِرابُه وتَلَظَّتِ المَفازةُ: اشْتدَّ لَهَبُهَا. وتَلَظَّى غَضَباً والْتَظَى: اتَّقَد، وأَلفها يَاءٌ لأَنها لَامٌ. الأَزهري فِي

تَرْجَمَةِ لَظَظَ: وَجْنة تَتَلَظَّى مِنْ تَوقُّدها وحُسْنها، كَانَ الأَصل تَتَلَظَّظُ. وأَما قولهم فِي الْحَرِّ: يَتَلَظَّى فكأَنه يَلْتَهِب كَالنَّارِ مِنَ اللَّظى. لعا: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ كَلْبَةٌ لَعْوَةٌ وذِئبة لَعْوَةٌ وامرأَة لَعْوَة يَعْنِي بِكُلِّ ذَلِكَ الْحَرِيصَةَ الَّتِي تُقَاتِلُ عَلَى مَا يُؤْكَلُ، وَالْجَمْعُ اللَّعَوَاتُ. واللِّعَاء واللَّعْوَةُ واللَّعَاةُ: الْكَلْبَةُ، وَجَمْعُهَا لَعاً؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: اللَّعْوَةُ واللَّعَاةُ الْكَلْبَةُ مِنْ غَيْرِ أَن يَخُصُّوا بِهَا الشَّرهة الْحَرِيصَةَ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: أَجْوَعُ مِنْ لَعْوَة أَي كلبة. واللَّعْو: السيء الخُلُق، واللَّعْوُ الفَسْلُ، واللَّعْوُ واللَّعَا الشَّرِه الحَريص، رَجُلٌ لَعْوٌ ولَعاً، مَنْقُوصٌ، وَهُوَ الشَّرِهُ الْحَرِيصُ، والأُنثى بِالْهَاءِ وَكَذَلِكَ هُمَا مِنَ الْكِلَابِ وَالذِّئَابِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: لَوْ كُنتَ كلبَ قَنيصٍ كُنتَ ذَا جُدَدٍ، ... تَكونُ أُرْبَتُهُ فِي آخِرِ المَرَسِ لَعْواً حَريصاً يَقولُ القانِصانِ لَهُ: ... قُبِّحْتَ ذا أَنْفِ وَجْهٍ حَقّ مُبْتَئِسِ اللَّفْظُ لِلْكَلْبِ وَالْمَعْنَى لِرَجُلٍ هَجَاهُ، وَإِنَّمَا دَعا عَلَيْهِ القانِصان فَقَالَا له قُبِّحت ذا أَنف وَجْهٍ لأَنه لَا يَصيد؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ اللَّعْوِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: فَلا تَكُونَنَّ رَكِيكاً ثَيْتَلا ... لَعْواً، مَتَى رأَيته تَقَهَّلا وَقَالَ آخَرُ: كلْبٍ عَلَى الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه، ... لَعْوٍ يُعاديكَ فِي شَدٍّ وتَبْسِيل «1» واللَّعْوَة واللُّعْوَةُ: السَّوَادُ حَوْلَ حَلَمَةِ الثَّدْيِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَبِهَا سُمِّيَ ذُو لَعْوَةَ: قَيْلٌ مِنْ أَقيال حِمْيَر، أُراه للَعْوَة كَانَتْ فِي ثَدْيِهِ. ابْنُ الأَعرابي: اللَّوْلَع الرُّغَثاء وَهُوَ السَّوَادُ الَّذِي عَلَى الثَّدْيِ، وَهُوَ اللَّطْخَةُ. وتَلَعَّى العسَلُ وَنَحْوُهُ: تَعَقَّد. وَاللَّاعِي: الَّذِي يُفزعه أَدنى شَيْءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد، أُراه لأَبي وَجْزَةَ: لاعٍ يَكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه، ... مُسْتَرْيِعٍ لسُرى المَوْماةِ هَيَّاجِ يُفْرِطُه: يَملؤه رَوْعاً حَتَّى يَذْهَبَ بِهِ. وَمَا بِالدَّارِ [لاعِي] قَرْوٍ أَي مَا بِهَا أَحد، والقَرْوُ: الإِناء الصَّغِيرُ، أَي مَا بِهَا مَن يَلحَس عُسّاً، مَعْنَاهُ مَا بِهَا أَحد، وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُمر الزاهِد أَن القَرْو مِيلَغَةُ الْكَلْبِ. وَيُقَالُ: خَرَجْنَا نَتَلَعَّى أَي نأْخذ اللُّعاع، وَهُوَ أَول النَّبت، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي نُصيب اللُّعاعة مِنْ بُقول الرَّبِيعِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَصله نَتَلَعَّع، فَكَرِهُوا ثَلَاثَ عَيْنَاتٍ فأَبدلوا يَاءً. وأَلَعَّتِ الأَرض: أَخرجت اللُّعاع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ أَلَعَّت الأَرض وأَلْعَتْ، عَلَى إِبدال الْعَيْنِ الأَخيرة يَاءً. وَاللَّاعِي: الخاشِي؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: داوِيَة شَتَّتْ عَلَى اللَّاعِي السَّلِعْ، ... وإِنما النَّوْمُ بِهَا مِثْلُ الرَّضع قَالَ الأَصمعي: اللَّاعِي مِنَ اللَّوْعةِ. قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد اللَّائع فَقَلَبَ، وَهُوَ ذُو اللَّوْعَةِ، والرَّضع: مصة بعد مصة. أَبو سعيد: يُقَالُ هُوَ يَلْعَى بِهِ ويَلْغَى بِهِ أَي يَتَوَلَّعُ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: الأَلْعَاء السُّلامَياتُ. قَالَ الأَزهري فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: وأَعْلاء الناسِ الطِّوال من الناس.

_ (1). قوله [كلب إلخ] ضبط بالجر في الأصل هنا، ووقع ضبطه بالرفع في بهل.

ولَعاً: كَلِمَةٌ يُدعَى بِهَا لِلْعَاثِرِ مَعْنَاهَا الِارْتِفَاعُ؛ قَالَ الأَعشى: بِذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ، إِذا عَثَرَتْ ... فالتَّعْسُ أَدْنى لَها مِن أَنْ أَقُولَ لَعا أَبو زَيْدٍ: إِذا دُعي لِلْعَاثِرِ بأَن يَنْتَعِشَ قِيلَ لَعاً لَكَ عَالِيًا، وَمِثْلُهُ: دَعْ دَعْ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ دُعَائِهِمْ لَا لَعاً لِفُلَانٍ أَي لَا أَقامه اللَّهُ وَالْعَرَبُ تَدْعُو عَلَى الْعَاثِرِ مِنَ الدَّوَابِّ إِذا كَانَ جَوَادًا بالتَّعْس فَتَقُولُ: تَعْساً لَهُ وإِن كَانَ بَلِيداً كَانَ دُعَاؤُهُمْ لَهُ إِذا عَثَرَ: لَعاً لَكَ؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الأَعشى: فَالتَّعْسُ أَدنى لَهَا مِنْ أَن أَقول لَعًا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلْنَا هَذَيْنِ «2» عَلَى الْوَاوِ لأَنا قَدْ وَجَدْنَا فِي هَذِهِ الْمَادَّةِ لَعُو وَلَمْ نَجِدْ لَعِي. ولَعْوةُ: قومٌ مِنَ الْعَرَبِ. ولَعْوةُ الجوع: حِدَّته. لغا: اللَّغْو واللَّغا: السَّقَط وَمَا لَا يُعتدّ بِهِ مِنْ كَلَامٍ وَغَيْرِهِ وَلَا يُحصَل مِنْهُ عَلَى فَائِدَةٍ ولا نَفْعٍ. التَّهْذِيبُ: اللَّغْو واللَّغا واللَّغْوَى مَا كَانَ مِنَ الْكَلَامِ غَيْرَ مَعْقُودٍ عَلَيْهِ. الْفَرَّاءُ: وَقَالُوا كلُّ الأَولاد لَغاً أَي لَغْو إِلا أَوْلَادَ الإِبل فإِنها لَا تُلْغى، قَالَ: قُلْتُ وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنك إِذا اشْتَرَيْتَ شَاةً أَو وَلِيدَةً مَعَهَا وَلَدٌ فَهُوَ تَبَعٌ لَهَا لَا ثَمَنَ لَهُ مُسَمًّى إِلا أَولاد الإِبل، وَقَالَ الأَصمعي: ذَلِكَ الشَّيْءُ لَكَ لَغْوٌ ولَغاً ولَغْوَى، وَهُوَ الشَّيْءُ الَّذِي لَا يُعتدّ بِهِ. قَالَ الأَزهري: واللُّغَة مِنَ الأَسماء النَّاقِصَةِ، وأَصلها لُغْوة مِنْ لَغا إِذا تَكَلَّمَ. واللَّغا: مَا لَا يُعدّ مِنْ أَولاد الإِبل فِي دِيَةٍ أَو غَيْرِهَا لِصِغَرِهَا. وَشَاةٌ لَغْو ولَغاً: لَا يُعتدّ بِهَا فِي الْمُعَامَلَةِ، وَقَدْ أَلْغَى لَهُ شَاةً، وكلُّ مَا أُسْقِطَ فَلَمْ يُعْتَدَّ بِهِ مُلْغًى؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَهْجُو هِشَامَ بْنَ قَيْسٍ المَرَئي أَحد بَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ: ويَهْلِكُ وَسْطَها المَرئيُّ لَغْواً، ... كَمَا أَلغَيْتَ فِي الدِّيةِ الحُوارا عَمِله لَهُ جَرِيرٌ، ثُمَّ لَقِيَ الفَرَزْدَقُ ذَا الرُّمَّةِ فَقَالَ: أَنشِدني شِعْرَكَ فِي المَرَئِيِّ، فأَنشده، فَلَمَّا بَلَغَ هَذَا الْبَيْتَ قَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ: حَسِّ أَعِدْ عليَّ، فأَعاد، فَقَالَ: لاكَها وَاللَّهِ مَنْ هُوَ أَشدُّ فكَّين مِنْكَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ* ؛ اللَّغوُ فِي الأَيمان: مَا لَا يَعْقِدُ عَلَيْهِ الْقَلْبُ مِثْلُ قَوْلِكَ لَا واللهِ وَبَلَى واللهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: كأَن قَوْلَ عَائِشَةَ إِنَّ اللَّغْوَ مَا يَجْرِي فِي الْكَلَامِ عَلَى غَيْرِ عَقْدٍ، قَالَ: وَهُوَ أَشبه مَا قِيلَ فِيهِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: اللَّغْوُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ الْكَلَامُ غَيْرُ الْمَعْقُودِ عَلَيْهِ، وجِماعُ اللَّغْو هُوَ الخطأُ إِذا كَانَ اللَّجاجُ وَالْغَضَبُ وَالْعَجَلَةُ، وعَقْدُ الْيَمِينِ أَن تُثَبِّتَهَا عَلَى الشَّيْءِ بِعَيْنِهِ أَن لَا تَفْعَلَهُ فَتَفْعَلَهُ، أَو لَتَفْعَلَنَّهُ فَلَا تَفْعَلُهُ، أَو لَقَدْ كَانَ وَمَا كَانَ، فَهَذَا آثِمٌ وَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ. قَالَ الأَصمعي: لَغا يَلْغُو إِذا حَلَفَ بِيَمِينٍ بِلَا اعْتِقَادٍ، وَقِيلَ: مَعْنَى اللَّغْوِ الإِثم، وَالْمَعْنَى لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بالإِثم فِي الحَلِف إِذا كفَّرتم. يُقَالُ: لَغَوْتُ بِالْيَمِينِ. ولَغا فِي الْقَوْلِ يَلْغُو ويَلْغَى لَغْواً ولَغِيَ، بِالْكَسْرِ، يَلْغَى لَغاً ومَلْغاةً: أَخطأَ وَقَالَ بَاطِلًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَنَسَبَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: ورَبّ أَسْرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... عَنِ اللَّغا، ورَفَثِ التَّكَلُّمِ وَهُوَ اللَّغْو واللَّغا، وَمِنْهُ النَّجْوُ والنَّجا لِنَجا الجِلد؛

_ (2). قوله [وإِنما حملنا هذين إلخ] اسم الإشارة في كلام ابن سيدة راجع إلى لاعي قرو وإلى لعاً لك كما يعلم بمراجعته.

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَبْدِ الْمَسِيحِ بْنِ عَسَلَةَ قَالَ: باكَرْتُه، قَبْلَ أَن تَلْغَى عَصافِرُه، ... مُسْتَحْفِياً صَاحِبِي وَغَيْرُهُ الْحَافِي «1» قَالَ: هَكَذَا رُوِيَ تَلْغَى عَصافِرُه، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن فِعْلَهُ لَغِيَ، إِلا أَن يُقَالَ إِنه فُتح لِحَرْفِ الْحَلْقِ فَيَكُونُ مَاضِيهِ لَغا وَمُضَارِعُهُ يَلْغُو ويَلْغَى، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مثل اللَّغْو واللَّغَى إِلا قَوْلَهُمُ الأَسْوُ والأَسا، أَسَوْتُه أَسْواً وأَساً أَصلحته. واللَّغْو: مَا لَا يُعْتَدّ بِهِ لِقِلَّتِهِ أَو لِخُرُوجِهِ عَلَى غَيْرِ جِهَةِ الِاعْتِمَادِ مِنْ فَاعِلَةٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ* ؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ لَغْوِ الْيَمِينِ، وَهُوَ أَن يقولَ لَا وَاللَّهِ وَبَلَى وَاللَّهِ وَلَا يَعْقِد عَلَيْهِ قَلْبه، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَحْلِفُهَا الإِنسان سَاهِيًا أَو نَاسِيًا، وَقِيلَ: هُوَ الْيَمِينُ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَقِيلَ: فِي الْغَضَبِ، وَقِيلَ: فِي المِراء، وَقِيلَ: فِي الهَزْل، وَقِيلَ: اللَّغْو سُقوط الإِثم عَنِ الْحَالِفِ إِذا كفَّر يَمِينَهُ يُقَالُ: لَغا إِذا تَكَلَّمَ بالمُطَّرَحِ مِنَ الْقَوْلِ وَمَا لَا يَعْني، وأَلغى إِذا أَسقط. وَفِي الْحَدِيثِ: والحَمُولةُ المائرةُ لَهُمْ لاغيةٌ أَي مُلغاة لَا تُعَدُّ عَلَيْهِمْ وَلَا يُلْزَمُون لَهَا صَدَقَةً، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ، والمائرةُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَحمِل المِيرة. واللَّاغِيةُ: اللَّغْو. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: إِيّاكُم ومَلْغاةَ أَوَّلِ الليلِ ، يُرِيدُ بِهِ اللَّغْوَ؛ المَلْغاة: مَفْعلة مِن اللَّغْو وَالْبَاطِلِ، يُرِيدُ السَّهَر فِيهِ فإِنه يَمْنَعُ مِنْ قِيام اللَّيْلِ. وَكَلِمَةٌ لاغِيةٌ: فَاحِشَةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ؛ هُوَ عَلَى النَّسَبِ أَي كَلِمَةً ذَاتَ لَغْو، وَقِيلَ أَي كَلِمَةً قَبِيحَةً أَو فَاحِشَةً، وَقَالَ قَتَادَةُ أَي بَاطِلًا ومَأْثماً، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: شَتْماً، وَهُوَ مِثْلُ تامِر ولابِن لِصَاحِبِ التَّمْرِ وَاللَّبَنِ، وَقَالَ غَيْرُهُمَا: اللَّاغِية واللَّواغِي بِمَعْنَى اللَّغْوِ مِثْلَ راغِيةِ الإِبل ورَواغِيها بِمَعْنَى رُغائها، ونُباحُ الْكَلْبِ «2» لَغْوٌ أَيضاً؛ وَقَالَ: وقُلنْا لِلدَّلِيلِ: أَقِمْ إِليهِمْ، ... فَلَا تُلْغَى لِغَيْرِهِمِ كلابُ أَي لَا تُقْتَنَى كِلَابُ غَيْرِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَفِي الأَفعال: فَلا تَلْغَى بِغَيرِهِم الرِّكابُ أَتَى بِهِ شَاهِدًا عَلَى لَغِيَ بِالشَّيْءِ أُولِع بِهِ. واللَّغَا: الصَّوْتُ مِثْلَ الوَغَى. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ، قَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: إِذا تَلا مُحَمَّدٌ الْقُرْآنَ فالغَوْا فِيهِ أَي الغطُوا فِيهِ، يُبَدَّل أَو يَنسى فَتَغْلِبوه. قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَغا فِي الْقَوْلِ يَلْغَى، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَلْغُو، ولَغِيَ يَلغَى، لُغةٌ، ولَغا يَلْغُو لَغْواً: تَكَلَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن قَالَ يَوْمَ الجُمعة والإِمامُ يَخْطُبُ لِصَاحِبِهِ صَهْ فَقَدْ لَغا أَي تَكلَّم، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: فَقَدْ لَغَا أَي فَقَدْ خابَ. وأَلغَيْتُه أَي خَيَّبْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن مَسَّ الحَصى فَقَدْ لَغا أَي تَكَلَّمَ، وَقِيلَ: عَدَلَ عَنِ الصَّوَابِ، وَقِيلَ: خابَ، والأَصل الأَوَّل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ ؛ أَي مَرُّوا بِالْبَاطِلِ. وَيُقَالُ: أَلْغَيْت هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَي رأَيتها بَاطِلًا أَو فَضْلًا، وَكَذَلِكَ مَا يُلْغَى مِنَ الحِساب. وأَلغَيْتُ الشَّيْءَ: أَبطلته. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُلْغِي طَلاقَ المُكْرَه أَي يُبْطِله. وأَلغاه مِنَ الْعَدَدِ: أَلقاه مِنْهُ. واللُّغَة: اللِّسْنُ، وحَدُّها أَنها أَصوات يُعبِّر بها كل

_ (1). قوله [مستحفياً إلخ] كذا بالأصل ولعله مستخفياً، والخافي، بالخاء المعجمة فيهما أو بالجيم فيهما. (2). قوله [ونباح الكلب إلى قوله قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ] هَذَا لفظ الجوهري، وقال في التكملة: واستشهاده بالبيت على نباح الكلب باطل، وذلك أن كلاباً في البيت هو كلاب بن ربيعة لا جمع كلب، والرواية تَلْغَى بفتح التاء بمعنى تولع.

قَوْمٍ عَنْ أَغراضِهم، وَهِيَ فُعْلةٌ مِنْ لَغَوْت أَي تكلَّمت، أَصلها لُغْوة ككُرةٍ وقُلةٍ وثُبةٍ، كُلُّهَا لَامَاتُهَا وَاوَاتٌ، وَقِيلَ: أَصلها لُغَيٌ أَو لُغَوٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَجَمْعُهَا لُغًى مِثْلَ بُرة وبُرًى، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْجَمْعُ لُغات ولُغونَ. قَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ أَبو عَمْرٍو لأَبي خيرة يَا أَبا خيرةَ سمعتَ لُغاتِهم، فَقَالَ أَبو خَيْرَةَ: وَسَمِعْتُ لُغاتَهم، فَقَالَ أَبو عَمْرٍو: يَا أَبا خِيرَةَ أُريد أَكثَفَ مِنْكَ جِلداً جِلْدُك قَدْ رقَّ، وَلَمْ يَكُنْ أَبو عَمْرٍو سَمِعَهَا، وَمَنْ قَالَ لُغاتَهم، بِفَتْحِ التَّاءِ، شبَّهها بِالتَّاءِ الَّتِي يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ، وَالنِّسْبَةُ إِليها لُغَوِيّ وَلَا تَقُلْ لَغَوِيٌّ. قَالَ أَبو سعيد: إِذا أَردت أَن تَنْتَفِعَ بالإِعراب فاسْتَلْغِهم أَي اسْمَعْ مِنْ لُغاتِهم مِنْ غَيْرِ مسأَلة؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وإِني، إِذا اسْتَلْغانيَ القَوْمُ فِي السُّرَى، ... بَرِمْتُ فأَلفَوْني بسِرِّك أَعْجَما اسْتَلْغَوْني: أَرادوني عَلَى اللَّغْو. التَّهْذِيبُ: لَغا فُلَانٌ عَنِ الصَّوَابِ وَعَنِ الطَّرِيقِ إِذا مالَ عَنْهُ؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: واللُّغَةُ أُخِذَت مِنْ هَذَا لأَن هَؤُلَاءِ تَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ مالُوا فِيهِ عَنْ لُغةِ هَؤُلَاءِ الْآخَرِينَ. واللَّغْو: النُّطق. يُقَالُ: هَذِهِ لُغَتهم الَّتِي يَلْغُون بِهَا أَي يَنْطِقُون. ولَغْوى الطيرِ: أَصواتُها. والطيرُ تَلْغَى بأَصْواتِها أَي تَنْغَم. واللَّغْوَى: لَغَط القَطا؛ قَالَ الرَّاعِي: صُفْرُ المَحاجِرِ لَغْواها مُبَيَّنَةٌ، ... فِي لُجَّةِ اللَّيْلِ، لَمَّا راعَها الفَزَعُ «1» وأَنشد الأَزهري صَدْرَ هَذَا الْبَيْتِ: قَوارِبُ الْمَاءِ لَغْواها مُبِينَةٌ فإِما أَن يَكُونَ هُوَ أَو غَيْرَهُ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ لَغْو الطَّائِرِ ولَحْنه، وَقَدْ لَغا يَلْغُو؛ وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعير: باكَرْتُهم بِسِبَاءِ جَوْنٍ ذارِعٍ، ... قَبْلَ الصَّباح، وقبْلَ لَغْو الطَّائِرِ ولَغِيَ بِالشَّيْءِ يَلْغَى لَغاً: لهِجَ. ولَغِيَ بِالشَّرَابِ: أَكثر مِنْهُ، ولَغِيَ بِالْمَاءِ يَلغَى بِهِ لَغاً: أَكثر مِنْهُ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَا يَرْوَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَمَلْنَا ذَلِكَ عَلَى الْوَاوِ لِوُجُودِ ل غ وو عدم ل غ ي. ولَغِيَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ يَلْغَى إِذا أُولِعَ بِهِ. وَيُقَالُ: إِنَّ فرَسَكَ لمُلاغِي الجَرْيِ إِذا كَانَ جَرْيُه غيرَ جَرْيٍ جِدٍّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو: جَدَّ فَما يَلْهُو وَلَا يُلاغِي لفا: لَفا اللحمَ عَنِ الْعَظْمِ لَفْواً: قَشَرَهُ كَلَفَأَه. واللَّفَاةُ: الأَحْمَقُ، فَعَلةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ لَفَوْت اللحمَ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، زَعَمُوا. وأَلْفَى الشيءَ: وَجَدَه. وتَلافاه: افْتَقَدَه وتَدارَكه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: يُخَبِّرُني أَني بِهِ ذُو قَرابةٍ، ... وأَنْبَأْتُه أَنِّي بِهِ مُتَلافي فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَني لأُدْرِكُ بِهِ ثأْرِي. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا أُلفِيَنَّ أَحدَكم مُتَّكِئاً عَلَى أَرِيكَتِه أَي لَا أَجد وأَلقَى. يُقَالُ: أَلفَيْتُ الشيءَ أُلفِيه إِلفَاء إِذا وَجَدْتُهُ وصادَفْته ولَقِيته. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا أَلْفَاه السَّحَرُ عِنْدِي إِلا نَائِمًا أَيْ مَا أَتى عَلَيْهِ السَّحَرُ إِلا وَهُوَ نَائِمٌ، تَعْنِي بَعْدَ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَالْفِعْلُ فِيهِ لِلسَّحَرِ. واللَّفَى: الشَّيْءُ المَطْرُوح كأَنه مِنْ أَلفَيْتُ أَو تَلافَيْت، وَالْجَمْعُ أَلْفَاء، وأَلفه يَاءٌ لأَنها لَامٌ. الجوهَرِي: اللَّفاء الخَسِيس من

_ (1). قوله [المحاجر] في التكملة: المناخر.

كُلِّ شَيْءٍ، وكلُّ شَيْءٍ يَسيرٍ حَقِيرٍ فَهُوَ لَفاءٌ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: وَمَا أَنا بالضَّعيف فَتَظْلِموني، ... وَلَا حَظِّي اللَّفاء وَلَا الخَسِيسُ وَيُقَالُ: رَضِيَ فلانٌ مِنَ الوَفاء باللَّفاء أَي مِنْ حَقِّهِ الْوَافِي بِالْقَلِيلِ. وَيُقَالُ: لَفَّاه حقَّه أَي بَخَسَه، وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي لفأَ، بِالْهَمْزِ، وَقَالَ: إِنه مُشْتَقٌّ مِنْ لفَأْت الْعَظْمَ إِذا أَخذت بعضَ لَحْمِهِ عنه. لقا: اللَّقْوة: دَاءٌ يَكُونُ فِي الْوَجْهِ يَعْوَجُّ مِنْهُ الشِّدق، وَقَدْ لُقِيَ فَهُوَ مَلْقُوٌّ. ولَقَوْتُه أَنا: أَجْرَيْت عَلَيْهِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْمُهَلَّبِيُّ واللُّقاء، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ مَلْقُوٌّ إِذا أَصابته اللَّقْوة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَة ، هُوَ مَرَضٌ يَعْرِضُ لِلْوَجْهِ فيُميلُه إِلى أَحد جَانِبَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: اللُّقَى الطُّيور، واللُّقَى الأَوْجاع، واللُّقَى السَّريعاتُ اللَّقَح مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ. واللَّقْوَةُ واللِّقْوة: المرأَة السَّريعةُ اللَّقاحِ وَالنَّاقَةُ السَّرِيعَةُ اللَّقَاحِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي فَتْحِ اللَّامِ: حَمَلْتِ ثَلاثةً فَوَلَدتِ تِمّاً، ... فأُمٌّ لَقْوةٌ وأَبٌ قَبِيسُ وَكَذَلِكَ الفرسُ. وَنَاقَةٌ لِقْوَةٌ ولَقْوَةٌ: تَلْقَح لأَول قَرْعةٍ. قَالَ الأَزهري: واللَّقْوَة فِي المرأَة وَالنَّاقَةِ، بِفَتْحِ اللَّامِ، أَفصح مِنَ اللِّقْوَة، وَكَانَ شَمِرٌ وأَبو الْهَيْثَمِ يَقُولَانِ لِقْوَة فِيهِمَا. أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ سُرْعَةِ اتِّفَاقِ الأَخوين فِي التَّحَابِّ والمودَّة: قَالَ أَبو زَيْدٍ مِنْ أَمثالهم فِي هَذَا كَانَتْ لَقْوَةٌ صادَفَتْ قَبِيساً؛ قَالَ: اللَّقْوَةُ هِيَ السَّرِيعَةُ اللَّقَح والحَمْل، والقَبِيسُ هُوَ الفَحْل السَّرِيعُ الإِلقاح أَي لَا إبْطاء عِنْدَهُمَا فِي النِّتاج، يُضْرَبُ لِلرَّجُلَيْنِ يَكُونَانِ مُتَّفِقَيْنِ عَلَى رأْي وَمَذْهَبٍ، فَلَا يَلْبَثان أَن يَتَصَاحَبَا ويتَصافَيا عَلَى ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَثَلِ: لَقْوَةٌ بِالْفَتْحِ مَذْهَبُ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَمثال لِقْوَة، بِكَسْرِ اللَّامِ، وَكَذَا قَالَ اللَّيْثُ لِقْوَة، بِالْكَسْرِ. واللَّقْوَة واللِّقْوَة: العُقاب الخَفِيفة السَّريعةُ الاخْتِطاف. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سُمِّيَتِ الْعِقَابُ لَقْوَة لسَعة أَشْداقها، وَجَمْعُهَا لِقاءٌ وأَلْقَاءٌ، كأَنَّ أَلْقَاءً عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ. ودَلْو لَقْوَةٌ: لَيِّنة لَا تَنْبَسِطُ سَرِيعًا لِلِينها؛ عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد: شَرُّ الدِّلاءِ اللَّقْوَةُ المُلازِمه، ... والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصائِمهْ وَالصَّحِيحُ: الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ. ولَقِيَ فُلَانٌ فُلَانًا لِقاءً ولِقاءةً، بِالْمَدِّ، ولُقِيّاً ولِقِيّاً، بِالتَّشْدِيدِ، ولُقْياناً ولِقْياناً ولِقْيانة وَاحِدَةً ولُقْيةً وَاحِدَةً ولُقًى، بِالضَّمِّ وَالْقَصْرِ، ولَقاةً؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَاسْتَضْعَفَهَا ودَفَعها يَعْقُوبُ فَقَالَ: هِيَ مولَّدة لَيْسَتْ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَصَادِرُ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَصْدَرًا، تَقُولُ لَقِيته لِقاءً ولِقاءَةً وتِلقاءً ولُقِيّاً ولِقِيّاً ولِقْياناً ولُقْياناً ولِقْيانَةً ولَقْيةً ولَقْياً ولُقًى ولَقًى، فِيمَا حَكَاهُ ابن الأَعرابي، ولَقاةً؛ قال: وَشَاهِدُ لُقًى قَوْلُ قِيسِ بْنِ المُلَوّح: فإِن كَانَ مَقْدُوراً لُقاها لَقِيتُها، ... وَلَمْ أَخْشَ فِيهَا الكاشِحِينَ الأَعادِيا وَقَالَ آخَرُ: فإِنَّ لُقَاها فِي المَنامِ وَغَيْرِهِ، ... وإِنْ لَمْ تَجُدْ بالبَذْل عِنْدِي، لرابِحُ وَقَالَ آخَرُ: فلوْلا اتِّقاءُ اللَّهِ، مَا قلتُ مَرْحَباً ... لأَوَّلِ شيباتٍ طَلَعْنَ، وَلَا سَهْلا

وَقَدْ زَعَمُوا حُلْماً لُقاك، فَلَمْ يَزِدْ، ... بِحَمْدِ الَّذِي أَعْطاك، حِلْماً وَلَا عَقْلا وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَقَاه طَائِيَّةٌ؛ أَنشد اللِّحْيَانِيُّ: لمْ تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها مَا قَدْ لَقَتْ ... مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ، وسَيْرٍ مُسْأَدِ اللَّيْثُ: ولَقِيه لَقْيَةً وَاحِدَةً ولَقاةً وَاحِدَةً، وَهِيَ أَقبحها عَلَى جَوَازِهَا، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ولِقيانةً واحدة ولَقْيةً واحدة، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا يُقَالُ لَقاة فإِنها مُوَلَّدَةٌ لَيْسَتْ بِفَصِيحَةٍ عَرَبِيَّةٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما لَا يُقَالُ لَقاة لأَن الفَعْلة لِلْمَرَّةِ الْوَاحِدَةِ إِنما تَكُونُ سَاكِنَةَ الْعَيْنِ ولَقاةٌ مُحَرَّكَةُ الْعَيْنِ. وَحَكَى ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ: لَقًى ولَقَاة مِثْلَ قَذًى وقَذاةٍ، مَصْدَرُ قَذِيت تَقْذَى. واللِّقَاء: نَقِيضُ الحِجاب؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَالِاسْمُ التِّلقَاء؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ عَلَى الْفِعْلِ، إِذ لَوْ كَانَ عَلَى الْفِعْلِ لَفُتِحَتِ التَّاءُ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ مَصْدَرٌ نَادِرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا التِّبْيان. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والتِّلْقَاء أَيضاً مَصْدَرٌ مِثْلُ اللِّقَاء؛ وَقَالَ الرَّاعِي: أَمَّلْتُ خَيْرَكَ هَلْ تَأْتي مَواعِدُه، ... فالْيَوْمَ قَصَّرَ عَنْ تِلْقائِه الأَمَلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَمَّلت خيركِ، بِكَسْرِ الْكَافِ، لأَنه يُخَاطِبُ مَحْبُوبَتَهُ، قَالَ: وَكَذَا فِي شِعْرِهِ وَفِيهِ عَنْ تِلْقائِك بِكَافِ الْخِطَابِ؛ وَقَبْلَهُ: وَمَا صَرَمْتُك حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنةً: ... لَا ناقةٌ لِي فِي هَذَا، وَلَا جَملُ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَحبَّ لِقاء اللهِ أَحبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ومَن كَرِه لِقَاءَ اللهِ كرهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ والموتُ دُونَ لِقَاءِ اللَّهُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمُرَادُ بِلِقَاءِ اللَّهِ المصيرُ إِلى الدَّارِ الْآخِرَةِ وطلبُ مَا عِنْدَ اللَّهِ، وَلَيْسَ الْغَرَضُ بِهِ الْمَوْتَ لأَن كُلًّا يَكْرَهُهُ، فَمَنْ تَرك الدُّنْيَا وأَبغضها أَحبَّ لِقاء اللهِ، ومَن آثَرَها ورَكِنَ إِليها كَرِهَ لِقاء اللَّهِ لأَنه إِنما يَصِلُ إِليه بِالْمَوْتِ. وَقَوْلُهُ: والموتُ دُونَ لِقَاءِ اللَّهِ ، يُبَيِّنُ أَن الموتَ غيرُ اللِّقَاءِ، وَلَكِنَّهُ مُعْتَرِضٌ دُونَ الغَرَض الْمَطْلُوبِ، فَيَجِبُ أَن يَصْبر عَلَيْهِ وَيَحْتَمِلَ مشاقَّه حَتَّى يَصِلَ إِلى الفَوْز باللِّقاء. ابْنُ سِيدَهْ: وتَلَقَّاه والتَقاه والتَقَيْنا وتَلاقَيْنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ ؛ وإِنما سُمِّيَ يومَ التَّلاقِي لتَلاقي أَهل الأَرضِ وأَهل السَّمَاءِ فِيهِ. والتَقَوْا وتَلاقَوْا بِمَعْنًى. وَجَلَسَ تِلْقَاءه أَي حِذاءه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى، ... نَعَمْ، وأَلا لَا حيثُ يَلْتَقِيانِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَراد مُلْتَقَى شَفَتَيْهَا لأَن التِقاء نَعمْ وَلَا إِنما يَكُونُ هُنَالِكَ، وَقِيلَ: أَراد حَبَّذا هِيَ مُتكلِّمةً وَسَاكِتَةً، يُرِيدُ بمُلْتَقَى نَعَمْ شَفَتَيْهَا، وبأَلا لَا تَكلُّمَها، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَجَاوِرَانِ. واللَّقِيَانِ «2»: المُلتَقِيانِ. وَرَجُلٌ لَقِيٌّ ومَلْقِيٌّ ومُلَقًّى ولَقَّاء يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَهُوَ فِي الشَّرِّ أَكثر. اللَّيْثُ: رَجُلٌ شَقِيٌّ لَقِيٌّ لَا يَزَالُ يَلْقى شَرّاً، وَهُوَ إِتباع لَهُ. وَتَقُولُ: لاقَيْتُ بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ. ولاقَيْتُ بَيْنَ طَرَفَيْ قَضِيبٍ أَي حَنَيْته حَتَّى تَلَاقَيَا والتَقَيَا. وكلُّ شيءٍ اسْتَقْبَلَ شَيْئًا أَو صَادَفَهُ فَقَدْ لقِيَه مِنَ الأَشياء كُلِّهَا. واللَّقِيَّان: كُلُّ شَيْئَيْنِ يَلْقى أَحدهما صَاحِبَهُ فَهُمَا لَقِيَّانِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنها قَالَتْ إِذا الْتَقَى الخِتانان فَقَدْ وجَب الغُسْلُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي حَاذَى أَحدهما الْآخَرَ وسَواء تَلامَسا أَو لَمْ يتَلامَسا، يُقَالُ: الْتَقَى الْفَارِسَانِ إِذا

_ (2). قوله [اللَّقِيان] كذا في الأصل والمحكم بتخفيف الياء، والذي في القاموس وتكملة الصاغاني بشدها وهو الأشبه

تَحاذَيا وتَقابلا، وَتَظْهَرُ فَائِدَتُهُ فِيمَا إِذا لَفَّ عَلَى عُضوه خِرْقَةً ثُمَّ جامَع فإِن الْغُسْلَ يَجِبُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَلْمَسِ الخِتانُ الخِتانَ. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ: إِذا الْتَقَى الماءَانِ فَقَدْ تَمَّ الطُّهورُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ إِذا طَهَّرْتَ العُضْوَين مِنْ أَعْضائك فِي الوضُوءِ فَاجْتَمَعَ الماءَانِ فِي الطُّهور لَهُمَا فَقَدْ تَمَّ طُهُورهُما لِلصَّلَاةِ وَلَا يُبالي أَيُّهما قدَّم، قل: وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ لَا يُوجِبُ التَّرْتِيبَ فِي الْوُضُوءِ أَو يُرِيدُ بِالْعُضْوَيْنِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي تَقْدِيمِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى أَو الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، وَهَذَا لَمْ يَشْتَرِطْهُ أَحد. والأُلْقِيَّةُ: وَاحِدٌ مِنْ قَوْلِكَ لَقِيَ فلانٌ الأَلاقيَّ مِنْ شَرٍّ وعُسْر. وَرَجُلٌ مُلَقًّى: لَا يزالُ يَلْقَاهُ مَكْرُوهٌ. ولَقِيتُ مِنْهُ الأَلاقِيَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَي الشَّدائد، كَذَلِكَ حَكَاهُ بِالتَّخْفِيفِ. والمَلاقِي: أَشْراف نَواحي أَعْلى الْجَبَلِ لَا يَزَالُ يَمْثُل عَلَيْهَا الْوَعْلُ يَعْتَصِمُ بِهَا مِنَ الصَّيَّادِ؛ وأَنشد: إِذا سامَتْ عَلَى المَلْقاةِ سَامَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الرُّوَاةُ رَوَوْا: إِذا سَامَتْ عَلَى المَلَقاتِ سَامَا وَاحِدَتُهَا مَلَقةٌ، وَهِيَ الصَّفاة المَلْساء، وَالْمِيمُ فِيهَا أَصلية، كَذَا رَوَى عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وَالَّذِي رَوَاهُ اللَّيْثُ، إِن صَحَّ، فَهُوَ مُلْتَقى مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. والمَلاقِي أَيضاً: شُعَبُ رأْس الرَّحِم وشُعَبٌ دونَ ذَلِكَ، وَاحِدُهَا مَلْقًى ومَلْقَاةٌ، وَقِيلَ: هِيَ أَدنى الرَّحِمِ مِنْ مَوْضِعِ الْوَلَدِ، وَقِيلَ: هِيَ الإِسَكُ؛ قَالَ الأَعشى يَذْكُرُ أُم عَلْقمةَ: وكُنَّ قَدْ أَبْقَيْنَ مِنْهُ أَذًى، ... عِنْدَ المَلاقِي، وافيَ الشَّافِرِ الأَصمعي: المُتَلاحِمةُ الضيِّقة المَلاقِي، وَهُوَ مَأْزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه. وتلقَّت المرأَة، وَهِيَ مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، وَقَلَّ مَا أَتى هَذَا الْبِنَاءُ لِلْمُؤَنَّثِ بِغَيْرِ هَاءٍ. الأَصمعي: تَلَقَّتِ الرحمُ مَاءَ الْفَحْلِ إِذا قَبِلَتْه وأَرتَجَتْ عَلَيْهِ. والمَلاقِي مِنَ النَّاقَةِ: لَحْمُ بَاطِنِ حيَائها، وَمِنَ الْفَرَسِ لَحْمُ بَاطِنِ ظَبْيَتها. وأَلْقَى الشَّيْءَ: طَرَحَه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوي بِهَا فِي النَّارِ أَي مَا يُحْضِرُ قلبَه لِمَا يَقولُه مِنْهَا، والبالُ: القَلبُ. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: أَنه نُعِيَ إِليه رَجلٌ فَمَا أَلْقَى لِذَلِكَ بَالًا أَي مَا اسْتَمع لَهُ وَلَا اكْتَرَثَ بِهِ؛ وَقَوْلُهُ: يَمْتَسِكُونَ، مِن حِذارِ الإِلْقَاءِ، ... بتَلِعاتٍ كَجُذُوعِ الصِّيصاء إِنما أَراد أَنهم يَمْتسكون بخَيْزُران السَّفينة خَشْيَةَ أَن تُلقِيَهم فِي الْبَحْرِ، ولَقَّاه الشيءَ وأَلْقَاه إِليه وَبِهِ. فَسَّرَ الزَّجَّاجُ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ؛ أَي يُلْقى إِليك وحْياً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. واللَّقَى: الشَّيْءُ المُلْقى، وَالْجَمْعُ أَلْقَاء؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: فتَأَوَّتْ لَهُمْ قَراضِبةٌ مِن ... كلِّ حَيٍّ، كأَنهم أَلْقَاءُ وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: مَا لِي أَراك لَقًى بَقًى؟ هَكَذَا جاءَا مُخَفَّفَيْنِ فِي رِوَايَةٍ بِوَزْنِ عَصاً. واللَّقَى: المُلْقى عَلَى الأَرض، والبَقى إِتباع لَهُ. وَفِي حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ: وأُخِذَتْ ثِيابُها فجُعِلتْ لَقًى أَي مُرْماةً مُلْقاةً. قَالَ ابْنُ الأَثير: قِيلَ أَصل اللَّقَى أَنهم كَانُوا إِذا طافُوا خَلَعُوا ثيابَهم وَقَالُوا لَا نَطُوف فِي ثِيَابٍ عَصَيْنا اللهَ فِيهَا، فيُلقُونها عَنْهُمْ ويُسمّون ذَلِكَ الثَّوْبَ لَقًى، فإِذا قَضَوْا نُسُكَهم لَمْ يأْخُذوها وَتَرَكُوهَا بِحَالِهَا مُلْقاةً. أَبو

الْهَيْثَمِ: اللَّقَى ثوبُ المُحْرِمِ يُلْقِيه إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَجَمْعُهُ أَلْقَاء. واللَّقَى: كُلُّ شَيْءٍ مَطْرُوحٍ مَتْرُوكٍ كاللُّقَطة. والأُلْقِيَّةُ: مَا أُلقِيَ. وَقَدْ تَلاقَوْا بِهَا: كتَحاجَوْا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. أَبو زَيْدٍ: أَلْقَيت عَلَيْهِ أُلْقِيَّةً كَقَوْلِكَ أَلْقَيْت عَلَيْهِ أُحْجِيَّةً، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ؛ قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ كَلِمَةُ مُعاياةٍ يُلقِيها عَلَيْهِ لِيَسْتَخْرِجَهَا. وَيُقَالُ: هُمْ يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لَهُمْ. ولَقاةُ الطَّرِيقِ: وسَطُه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَنَهَى النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، عن تَلَقِّي الرُّكْبان ؛ وَرَوَى أَبو هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا تَتَلقَّوُا الرُّكْبانَ أَو الأَجْلابَ فَمَن تَلقَّاه فاشتَرى مِنْهُ شَيْئًا فصاحِبُه بالخِيار إِذَا أَتى السُّوقَ ؛ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَبِهَذَا آخُذُ إِنْ كَانَ ثَابِتًا، قَالَ: وَفِي هَذَا دَلِيلٌ أَن الْبَيْعَ جائِز غيرَ أَن لِصَاحِبِهَا الْخِيَارَ بَعْدَ قُدوم السُّوقِ، لأَنَّ شراءَها مِنَ البَدوِيّ قَبْلَ أَن يَصِيرَ إِلَى مَوْضِعِ المُتساومَيْنِ مِنَ الْغُرُورِ بِوَجْهِ النَّقْصِ مِنَ الثَّمَنِ فَلَهُ الْخِيَارُ؛ وتَلَقِّي الرُّكبان: هُوَ أَن يَسْتَقْبِلَ الحضَريُّ البدويَّ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى الْبَلَدِ وَيُخْبِرَهُ بكَسادِ مَا مَعَهُ كَذِباً لِيَشْتَرِيَ مِنْهُ سِلْعَته بالوَكْس وأَقلَّ مِنْ ثَمَنِ الْمِثْلِ، وَذَلِكَ تَغْرير مُحرَّم وَلَكِنَّ الشِّرَاءَ مُنْعَقِدٌ، ثُمَّ إِذَا كَذَبَ وَظَهَرَ الغَبْنُ ثَبَتَ الخِيار لِلْبَائِعِ، وَإِنْ صدَق فَفِيهِ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ خِلَافٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: دخَل أَبو قارظٍ مكةَ فَقَالَتْ قُريش حَلِيفُنا وعَضُدُنا ومُلْتَقَى أَكُفِّنا أَي أَيدينا تَلتَقي مَعَ يَدِهِ وَتَجْتَمِعُ، وأَراد بِهِ الحِلْفَ الَّذِي كَانَ بيْنه وَبَيْنَهُمْ. قَالَ الأَزهري: والتَّلَقِّي هُوَ الِاسْتِقْبَالُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ مَا يُلَقَّى دفعَ السَّيِّئَةِ بالحَسَنة إِلَّا مَنْ هُوَ صَابِرٌ أَو ذُو حظٍّ عَظِيمٍ، فأَنثها لتأْنيث إِرَادَةِ الْكَلِمَةِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ وَما يُلَقَّاها* أَيْ مَا يُعَلَّمها ويُوَفَّقُ لَهَا إِلَّا الصَّابِرُ. وتَلَقَّاه أَي اسْتَقْبَلَهُ. وَفُلَانٌ يَتَلَقَّى فُلَانًا أَي يَسْتَقْبِله. وَالرَّجُلُ يُلَقَّى الْكَلَامَ أَي يُلَقَّنه. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ؛ أَي يأْخذ بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ؛ فَمَعْنَاهُ أَنه أَخذها عَنْهُ، وَمِثْلُهُ لَقِنَها وتَلَقَّنَها، وَقِيلَ: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ، أَي تَعلَّمها وَدَعَا بِهَا. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ: ويُلْقَى الشُّحُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ لَمْ يَضْبِط الرواةُ هَذَا الْحَرْفَ، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ يُلَقَّى بِمَعْنَى يُتَلَقَّى ويُتَعَلَّم ويُتَواصى بِهِ ويُدعى إِلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ ؛ أَي مَا يُعَلَّمُها ويُنَبَّه عَلَيْهَا، وَلَوْ قِيلَ يُلْقَى، مُخَفَّفَةَ الْقَافِ، لَكَانَ أَبعد، لأَنه لَوْ أُلقِيَ لَتُرِكَ وَلَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا وَكَانَ يَكُونُ مَدْحًا، وَالْحَدِيثُ مَبْنِيٌّ عَلَى الذَّمِّ، وَلَوْ قِيلَ يُلْفى، بِالْفَاءِ، بِمَعْنَى يُوجَدُ لَمْ يَستَقِم لأَن الشُّحَّ مَا زَالَ مَوْجُودًا. اللَّيْثُ: الاسْتِلْقَاءُ عَلَى الْقَفَا، وكلُّ شَيْءٍ كَانَ فِيهِ كالانْبِطاح فَفِيهِ اسْتِلْقَاء، واسْتَلْقَى عَلَى قَفَاهُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ جَرِيرٍ: لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وَهِيَ ضَيْفةٌ جعله الْبَعِيثَ لَقًى لَا يُدْرى لِمَنْ هُوَ وابْنُ مَن هُوَ، قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد أَنه مَنْبُوذٌ لَا يُدرى ابْنُ مَن هُوَ. الْجَوْهَرِيُّ: واللَّقَى، بِالْفَتْحِ، الشَّيْءُ المُلْقى لهَوانه، وَجَمْعُهُ أَلْقَاء؛ قَالَ: فلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كلُّه، ... وَكُنْتَ لَقًى تَجْري عليْكَ السَّوائِلُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي قَدْ يُجْمَعُ الْمَصْدَرُ جَمْعَ اسْمِ

الْفَاعِلِ لِمُشَابَهَتِهِ لَهُ، وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ، وَقَالَ: السَّوائلُ جَمْعُ سَيْل فجَمَعه جَمع سَائِلٍ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ: فإِنَّكَ، يَا عامِ ابنَ فارِسِ قُرْزُلٍ، ... مُعِيدٌ عَلَى قِيلِ الخَنا والهَواجِرِ فالهَواجِرُ جَمْعُ هُجْر؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ: مَن يفْعَلِ الخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ فِيمَنْ جَعَلَهُ جَمْعَ جزاء؛ قال: قَالَ ابْنُ أَحمر فِي اللَّقَى أَيضاً: تَرْوي لَقًى أَلْقِيَ فِي صَفْصَفٍ، ... تَصْهَرُه الشَّمْسُ فَمَا يَنْصَهِر وأَلْقَيْتُه أَي طَرحته. تَقُولُ: أُلقِه مِن يدِك وأَلقِ بِهِ مِنْ يَدِكَ، وأَلقَيْتُ إِلَيْهِ الْمَوَدَّةَ وبالمودّةِ. لكي: لَكِيَ بِهِ لَكًى، مَقْصُورٌ، فَهُوَ لَكٍ بِهِ إِذَا لَزِمَهُ وأُولِعَ بِهِ. ولَكِيَ بِالْمَكَانِ: أَقام؛ قَالَ رُؤْبَةُ: أَوْهى أَدِيماً حَلِماً لَمْ يُدْبَغِ، ... والمِلْغُ يَلْكَى بِالْكَلَامِ الأَمْلَغِ ولَكِيتُ بِفُلَانٍ: لازَمْته. لما: لمَا لَمْواً: أَخذ الشيءَ بأَجمعه. وأَلْمَى عَلَى الشَّيْءِ: ذهَب بِهِ؛ قَالَ: سامَرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ، ... وصَوْتُ صَحْنَيْ قَيْنةٍ مُغَنِّيَهْ واللُّمَةُ: الجَماعة مِنَ النَّاسِ. وَرُوِيَ عَنْ فَاطِمَةَ البَتُول، عَلَيْهَا السَّلَامُ والرَّحْمةُ، أَنها خَرَجَتْ فِي لُمةٍ مِنْ نِسَائِهَا تَتَوَطَّأُ ذيْلَها حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فعاتَبَتْه ، أَي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ نِسَائِهَا؛ وَقِيلَ اللُّمَةُ مِنَ الرِّجَالِ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: واللُّمَة الأَصْحاب بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ. واللُّمَة: الأُسْوة. وَيُقَالُ: لَكَ فِيهِ لُمَةٌ أَي أُسْوة. واللُّمَةُ: الْمَثَلُ يَكُونُ فِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، يُقَالُ: تَزَوَّجَ فُلَانٌ لُمَتَه مِنَ النِّسَاءِ أَي مِثْلَهُ. ولُمَةُ الرجلِ: تِرْبُه وشَكْلُه، يُقَالُ: هُوَ لُمَتِي أَي مِثلِي. قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ: مَا هَمَمْت بأَمة وَلَا نادَمت إِلَّا لُمَة. وَرُوِيَ أَن رَجُلًا تَزَوَّجَ جَارِيَةً شابَة زَمَنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَفَرِكَتْه فقَتَلَتْه، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ قَالَ: يَا أَيها النَّاسُ ليَتَزَوَّجْ كلُّ رجلٍ مِنْكُمْ لُمَتَه مِنَ النِّسَاءِ، ولْتَنْكِحِ المرأَةُ لُمَتَها مِنَ الرِّجَالِ أَي شكلَه وتِرْبَه؛ أَراد لِيَتَزَوَّجْ كُلُّ رَجُلٍ امرأَة عَلَى قَدْرِ سِنِّهِ وَلَا يتزوَّجْ حَدَثةً يشقُّ عَلَيْهَا تَزَوُّجُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: قَضاءُ اللهِ يَغْلِبُ كلَّ حيٍّ، ... ويَنْزِلُ بالجَزُوعِ وبالصَّبُورِ فإنْ نَغْبُرْ، فإنَّ لَنا لُمَاتٍ، ... وإنْ نَغْبُرْ، فنحنُ عَلَى نُذورِ يَقُولُ: إنْ نَغْبُر أَي نَمْض ونَمُتْ، وَلَنَا لُماتٍ أَي أَشْباهاً وأَمثالًا، وَإِنْ نَغْبُر أَي نَبْق فَنَحْنُ عَلَى نُذور، نُذورٌ جَمْعُ نَذْر، أَي كأَنا قَدْ نَذَرْنا أَن نَمُوتَ لَا بدَّ لَنَا مِنْ ذَلِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فَدَعْ ذِكْرَ اللُّمَاتِ فَقَدْ تَفانَوْا، ... ونَفْسَكَ فابْكِها قبلَ المَماتِ وَخَصَّ أَبو عُبَيْدٍ باللُّمَة المرأَة فَقَالَ: تَزَوَّجَ فُلَانٌ لُمَته مِنَ النساءِ أَي مِثْلَهُ. واللُّمَةُ: الشَّكْلُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لَا تُسافِرَنَّ حَتَّى تُصيب لُمَةً أَي شَكلًا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُسافروا حَتَّى تُصيبوا لُمَةً أَي رُفْقَةً. واللُّمَةُ: المِثل فِي السنِّ والتِّرْب. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْهَمْزَةِ الذَّاهِبَةِ مِنْ وَسَطِهِ، قَالَ: وَهُوَ مِمَّا أُخذت عينُه كسَهٍ ومُذْ، وأَصلها فُعْلةٌ مِنَ

المُلاءمة وَهِيَ الْمُوَافَقَةُ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عَنْهُ: أَلا وإنَّ مُعاويةَ قادَ لُمَةً من الغُواةِ أَي جَمَاعَةً. واللُّماتُ: المُتَوافِقُون مِنَ الرِّجَالِ. يُقَالُ: أَنتَ لِي لُمَةٌ وأَنا لَكَ لُمَةٌ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: اللُّمَى الأَتْراب. قَالَ الأَزهري: جُعِلَ النَّاقِصُ مِنَ اللُّمَة وَاوًا أَو يَاءً فَجَمَعَهَا عَلَى اللُّمَى، قَالَ: واللُّمْيُ، عَلَى فُعْلٍ جَمَاعَةٌ لَمْياء، مِثْلُ العُمْي جَمْعُ عَمْياء: الشِّفاهُ السُّودُ. واللَّمَى، مَقْصُورٌ: سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن، وَقِيلَ: شَرْبة سَوادٍ، وَقَدْ لَمِيَ لَمًى. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: يَلْمِي لُمِيّاً إِذا اسودَّت شَفَتُهُ. واللُّمَى، بِالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي اللَّمَى؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ، وَزَعَمَ أَنها لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ، وَرَجُلٌ أَلْمَى وامرأَة لَمْيَاء وشَفَةٌ لَمْيَاء بَيِّنَةُ اللَّمَى، وَقِيلَ: اللَّمْيَاء مِنَ الشِّفاهِ اللطِيفةُ القليلةُ الدَّمِ، وَكَذَلِكَ اللِّثةُ اللَّمْياء الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ. قَالَ أَبو نَصْرٍ: سأَلت الأَصمعي عَنِ اللَّمَى مَرَّةً فَقَالَ هِيَ سُمرة فِي الشَّفَةِ، ثُمَّ سأَلته ثَانِيَةً فَقَالَ هُوَ سَواد يَكُونُ فِي الشَّفَتَيْنِ؛ وأَنشد: يَضْحَكْنَ عَنْ مَثْلُوجةِ الأَثْلاجْ، ... فِيهَا لَمًى مِن لُعْسةِ الأَدْعاجْ قَالَ أَبو الْجَرَّاحِ: إِنَّ فُلَانَةً لَتُلَمِّي شَفَتَيْهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الأَلْمَى الْبَارِدُ الرِّيق، وَجَعَلَ ابْنُ الأَعرابي اللَّمَى سَوَادًا. والْتُمِيَ لونُه: مِثْلُ التُمِعَ، قَالَ: وَرُبَّمَا هُمِز. وظِلٌّ أَلْمَى: كثيفٌ أَسودُ؛ قَالَ طَرفة: وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى، كأَنَّ مُنَوِّراً ... تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِي أَراد تَبْسِم عَنْ ثَغْرٍ أَلْمَى اللِّثات، فَاكْتَفَى بِالنَّعْتِ عَنِ الْمَنْعُوتِ. وَشَجَرَةٌ لَمْيَاء الظِّلِّ: سَوْدَاءُ كَثِيفَةُ الْوَرَقِ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: إِلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ، كأَنه ... رَواهبُ أَحْرَمْنَ الشرابَ، عُذُوبُ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اخْتَارَ الرَّوَاهِبَ فِي التَّشْبِيهِ لِسَوَادِ ثِيَابِهِنَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ كأَنها رَواهِبُ لأَنه يَصِفُ رِكاباً؛ وَقَبْلَهُ. ظَلَلْنا إِلى كَهْفٍ، وظَلَّتْ رِكابُنا ... إِلى مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ وَقَوْلُهُ: أَحْرَمْن الشَّرابَ جَعلْنه حَراماً، وعُذُوب: جَمْعُ عاذِب وَهُوَ الرَّافِعُ رأْسه إِلى السَّمَاءِ. وَشَجَرٌ أَلْمَى الظِّلال: مِنَ الخُضرة. وَفِي الْحَدِيثِ: ظِلٌّ أَلْمَى ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الشَّدِيدُ الخُضرة الْمَائِلُ إِلى السَّوَادِ تَشْبِيهًا باللَّمَى الَّذِي يُعمل فِي الشَّفَةِ واللِّثة مِنْ خُضرة أَو زُرْقة أَو سَوَادٍ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المكرَّم: قَوْلُهُ تَشْبِيهًا بِاللَّمَى الَّذِي يُعمل فِي الشَّفَةِ واللِّثة يَدُلُّ عَلَى أَنه عِنْدَهُ مَصْنُوعٌ وإِنما هُوَ خِلْقَةٌ انتهى. وظِلٌّ أَلْمَى: بَارِدٌ. ورُمْح أَلْمَى: شَدِيدُ سُمْرة اللِّيط صُلْب، ولَمَاهُ شِدَّةُ لِيطِه وصَلابَته. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: اللُّمَةُ فِي المِحْراث مَا يَجرُّ بِهِ الثَّوْرُ يُثير بِهِ الأَرض، وَهِيَ اللُّومةُ والنَّوْرَجُ. وَمَا يَلْمُو فَمُ فُلَانٍ بِكَلِمَةٍ؛ مَعْنَاهُ أَنه لَا يَسْتَعْظِمُ شَيْئًا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ قَبِيحٍ، وَمَا يَلْمَأْ فمُهُ بِكَلِمَةٍ: مَذْكُورٌ في لمأَ بالهمز. لنا: ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّنَةُ جُمادى الْآخِرَةِ؛ قَالَ: مِنْ لُنَةٍ حَتَّى تُوافيها لُنَهْ لها: اللَّهْو: مَا لَهَوْت بِهِ ولَعِبْتَ بِهِ وشغَلَك مِنْ هَوًى وطَربٍ وَنَحْوِهُمَا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ اللَّهْوِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ أَي لَيْسَ مِنْهُ مُبَاحٌ إِلَّا هَذِهِ،

لأَنَّ كلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا إِذا تأَملتها وَجَدْتَهَا مُعِينة عَلَى حَق أَو ذَرِيعة إِليه. واللَّهْوُ: اللَّعِب. يُقَالُ: لهَوْتُ بِالشَّيْءِ أَلهُو بِهِ لَهْواً وتَلَهَّيْتُ بِهِ إِذا لَعِبتَ بِهِ وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ. ولَهِيتُ عَنِ الشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، أَلْهَى، بِالْفَتْحِ، لُهِيّاً ولِهْيَاناً إِذا سَلَوْتَ عَنْهُ وتَرَكْتَ ذِكْرَهُ وإِذا غَفَلْتَ عَنْهُ وَاشْتَغَلْتَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً ؛ قِيلَ: اللَّهْوُ الطَّبْل، وَقِيلَ: اللَّهْوُ كلُّ مَا تُلُهِّيَ بِهِ، لَهَا يَلْهُو لَهْواً والْتَهَى وأَلْهَاه ذَلِكَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤيَّة: فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما ... بِهِ قارتٌ، مِنَ النَّجِيعِ، دَمِيمُ والمَلاهِي: آلاتُ اللَّهْو، وَقَدْ تَلاهَى بِذَلِكَ. والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِيَة: مَا تَلاهَى بِهِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُلْهِيَّةٌ كَمَا يُقَالُ أُحْجِيَّةٌ، وَتَقْدِيرُهَا أُفْعُولةٌ. والتَّلْهِيَةُ: حَدِيثٌ يُتَلَهَّى بِهِ؛ قَالَ الشاعر: بِتَلهِيَةٍ أَرِيشُ بِهَا سِهامي، ... تَبُذُّ المُرْشِياتِ مِنَ القَطِينِ ولَهَتِ المرأَةُ إِلى حَدِيثِ المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا ولَهْواً: أَنِسَت بِهِ وأَعْجَبها؛ قَالَ «3»: كَبِرتُ، وأَن لَا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي وَقَدْ يُكَنَّى باللَّهْوِ عَنِ الْجِمَاعِ. وَفِي سَجْع لِلْعَرَبِ: إِذا طلَع الدَّلْوُ أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ. واللَّهْوُ: النِّكَاحُ، وَيُقَالُ المرأَة. ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ؛ أَي مُتشاغِلةً عَمَّا يُدْعَوْن إِليه، وَهَذَا مِنْ لَها عَنِ الشَّيْءِ إِذا تَشاغل بِغَيْرِهِ يَلْهَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أَي تَتَشَاغَلُ. وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَلْهُو لأَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا أَنا مِنْ دَدٍ وَلَا الدَّدُ مِنِّي. والْتَهَى بامرأَة، فَهِيَ لَهْوَته. واللَّهْوُ واللَّهْوَةُ: المرأَة المَلْهُوّ بِهَا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا ؛ أَي امرأَةً، وَيُقَالُ: وَلَدًا، تَعَالَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: ولَهْوَةُ اللَّاهِي وَلَوْ تَنَطَّسا أَي وَلَوْ تعمَّقَ فِي طلَب الحُسْن وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ. وَقَالَ أَهل التَّفْسِيرِ: اللَّهْوُ فِي لُغَةِ أَهل حَضْرَمَوْتَ الْوَلَدُ، وَقِيلَ: اللَّهْوُ المرأَة، قَالَ: وتأْويله فِي اللُّغَةِ أَن الْوَلَدَ لَهْوُ الدُّنْيَا أَي لَوْ أَردنا أَن نَتَّخِذَ وَلَدًا ذَا لَهْوٍ نَلهَى بِهِ، وَمَعْنَى لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا أَي لاصْطفَيْناه مِمَّا نخلُق. ولَهِيَ بِهِ: أَحبَّه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ الأَول لأَن حُبَّكَ الشَّيْءَ ضَرْب مِنَ اللَّهْوِ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن لَهْوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى بِهِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وكلُّ لَعِب لَهْوٌ؛ وَقَالَ قَتَادَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: أَما وَاللَّهِ لَعَلَّهُ أَن لَا يَكُونَ أَنفق مَالًا، وبحَسْب المَرء مِنَ الضَّلَالَةِ أَن يَخْتَارَ حَدِيثَ الْبَاطِلِ عَلَى حَدِيثِ الْحَقِّ؛ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها ، وَقِيلَ: إِن لَهْوَ الْحَدِيثِ هُنَا الشِّرْكُ، وَاللَّهُ أَعلم. ولَهِيَ عَنْهُ وَمِنْهُ ولَها لُهِيّاً ولِهْيَاناً وتَلَهَّى عَنِ الشَّيْءِ، كلُّه: غَفَل عَنْهُ ونَسِيَهُ وَتَرَكَ ذِكْرَهُ وأَضرب عَنْهُ. وأَلْهَاهُ أَي شَغَلَه. ولَهِيَ عَنْهُ وَبِهِ: كَرِهَه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن نِسْيَانَكَ لَهُ وغَفْلَتك عَنْهُ ضَرْبٌ مِنَ الكُرْه. ولَهَّاه بِهِ تَلْهِيَةً أَي عَلَّله. وتَلاهَوْا أَي لَها بعضُهم بِبَعْضٍ. الأَزهري: وَرُوِيَ عَنْ عُمر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه أَخذ أَربعمائة دينار

_ (3). البيت لإمرئ القيس وصدره: أَلا زعمت بَسبَاسة، اليومَ، أنني

فَجَعَلَهَا فِي صُرة ثُمَّ قَالَ لِلْغُلَامِ: اذْهَبْ بِهَا إِلى أَبي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، ثُمَّ تَلَهَّ سَاعَةً فِي الْبَيْتِ، ثُمَّ انْظُرْ مَاذَا يَصْنَعُ، قَالَ: ففرَّقها ؛ تَلَهَّ سَاعَةً أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بِالشَّيْءِ: التَّعَلُّلُ بِهِ والتَّمكُّثُ. يُقَالُ: تَلَهَّيْت بِكَذَا أَي تَعَلَّلْتُ بِهِ وأَقَمْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُفارقُه؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: وَقَالَ كلُّ صَديق كُنْتُ آمُلُهُ: ... ولا أُلْهِيَنّكَ، إِني عنكَ مَشْغُول أَي لَا أَشغَلُك عَنْ أَمرك فإِني مَشْغُول عَنْكَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا أَنفعك وَلَا أُعَلِّلُك فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ. وَتَقُولُ: الْهَ عَنِ الشَّيْءِ أَي اتْرُكْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي البَلَل بَعْدَ الوُضوء: الْهَ عَنْهُ ، وَفِي خَبَرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ إِذا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ لَهِيَ عَنْ حَدِيثِهِ أَي تَركه وأَعْرَضَ عَنْهُ. وكلُّ شَيْءٍ تَركْتَه فَقَدَ لَهِيتَ عَنْهُ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ: الْهَ عَنْهَا فَقَدْ أَصابَك مِنْها والْهَ عَنْهُ وَمِنْهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. الأَصمعي: لَهِيتُ مِنْ فُلَانٍ وَعَنْهُ فأَنا أَلْهَى. الْكِسَائِيُّ: لَهِيتُ عَنْهُ لَا غَيْرُ، قَالَ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ لَهَوْتُ عَنْهُ ولَهَوْتُ مِنْهُ، وَهُوَ أَن تَدَعَهُ وتَرْفُضَه. وفُلانٌ لَهُوٌّ عَنِ الْخَيْرِ، عَلَى فَعُولٍ. الأَزهري: اللَّهْو الصُّدُوفُ. يُقَالُ: لَهَوْتُ عَنِ الشَّيْءِ أَلْهُو لَهاً، قَالَ: وَقَوْلُ الْعَامَّةِ تَلَهَّيْتُ، وَتَقُولُ: أَلْهَانِي فُلَانٌ عَنْ كَذَا أَي شَغَلني وأَنساني؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ جَاءَ بِخِلَافِ مَا قَالَ اللَّيْثُ، يَقُولُونَ لَهَوْتُ بالمرأَة وَبِالشَّيْءِ أَلْهُو لَهْواً لَا غَيْرَ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ لَهاً. وَيَقُولُونَ: لَهِيتُ عَنِ الشَّيْءِ أَلْهَى لُهِيّاً. ابْنُ بُزْرُجٍ: لَهَوْتُ «1» ولَهِيتُ بِالشَّيْءِ أَلْهو لَهْواً إِذا لَعِبْتُ بِهِ؛ وأَنشد: خَلَعْتُ عِذارَها ولَهِيتُ عَنْهَا ... كَمَا خُلِعَ العِذارُ عَنِ الجَوادِ وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا اسْتأْثَر اللهُ بِشَيْءٍ فالْهَ عَنْهُ أَي اتْرُكْه وأَعْرِضْ عَنْهُ وَلَا تَتعرَّضْ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: فَلَهِيَ رسولُ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بشيءٍ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَي اشْتَغَلَ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: لَهِيتُ بِهِ وَعَنْهُ كَرهته، ولَهَوْت بِهِ أَحببته؛ وأَنشد: صَرَمَتْ حِبالَكَ، فالْهَ عَنْهَا، زَيْنَبُ، ... ولقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها، لَوْ تُعْتِبُ لَوْ تُعْتِبُ: لَوْ تُرْضِيك؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: دارَ لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ يَعْنِي لَهْو قَلْبِهِ، وتَلَهَّيْتُ بِهِ مِثْلُهُ. ولُهَيَّا: تَصْغِيرُ لَهْوَى، فَعْلى مِنَ اللَّهْوِ: أَزَمان لَيْلى عامَ لَيْلى وحَمِي أَي هَمِّي وسَدَمي وشَهْوَتي؛ وَقَالَ: صَدَقَتْ لُهَيَّا قَلْبيَ المُسْتَهْتَرِ قَالَ الْعَجَّاجُ: دارٌ لِلَهْوٍ للمُلَهِّي مِكْسالْ جَعَلَ الْجَارِيَةَ لَهْواً للمُلَهِّي لِرَجُلٍ يُعَلِّلُ بِهَا أَيْ لِمَنْ يُلَهِّي بِهَا. الأَزهري بإِسناده عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سأَلت رَبِّي أَن لَا يُعَذِّبَ اللَّاهِينَ مِنْ ذُرِّيَّة الْبَشَرِ فأَعْطانِيهم ؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِ اللَّاهِينَ: إِنهم الأَطفال الَّذِينَ لَمْ يَقْتَرفُوا ذَنْبًا، وَقِيلَ: هُمُ البُلْه الغافِلُون، وَقِيلَ: اللَّاهُون الَّذِينَ لَمْ يَتَعَمَّدوا الذَّنْبَ إِنما أَتَوْهُ غَفْلة ونِسياناً وخَطأً، وَهُمُ الَّذِينَ

_ (1). قوله [ابن بزرج لَهَوْت إلخ] هذه عبارة الأَزهري وليس فيها أَلْهُو لَهْواً.

يَدْعُون اللَّهَ فَيَقُولُونَ: رَبَّنا لَا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا، كَمَا عَلِمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وتَلَهَّتِ الإِبل بالمَرْعى إِذا تَعَلَّلَتْ بِهِ؛ وأَنشد: لَنا هَضَباتٌ قَدْ ثَنيْنَ أَكارِعاً ... تَلَهَّى ببَعْضِ النَّجْمِ، واللَّيْلُ أَبْلَقُ يُرِيدُ: ترْعى فِي الْقَمَرِ، والنَّجْمُ: نَبَتَ، وأَراد بهَضَباتٍ هَاهُنَا إِبلًا؛ وأَنشد شَمِرٌ لِبَعْضِ بَنِي كِلَابٍ: وساجِيةٍ حَوْراءَ يَلْهُو إِزارُها ... إِلى كَفَلٍ رابٍ، وخَصْرٍ مُخَصَّرِ قَالَ: يَلْهُو إِزارُها إِلى الكَفَلِ فلا يُفارِقُه، قَالَ: والإِنسانُ اللَّاهِي إِلى الشيءِ إِذا لَمْ يُفارِقْه. وَيُقَالُ: قَدْ لَاهَى الشيءَ إِذا داناهُ وقارَبَه. ولَاهَى الغُلامُ الفِطامَ إِذا دَنَا مِنْهُ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ حِلِّزَةَ: أَتَلَهَّى بها الهَواجِزَ، إِذْ كُلُّ ... ابْنِ هَمٍّ بَلِيّةٌ عَمْياء قَالَ: تَلَهِّيه بِهَا رُكُوبه إِياها وتَعَلُّله بِسَيْرِهَا؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَلا إِنَّما أَفْنى شَبابيَ، وانْقَضَى ... عَلَى مَرِّ لَيْلٍ دائبٍ ونهَارِ يُعِيدانِ لِي مَا أَمْضَيا، وهُما مَعاً ... طَريدانِ لَا يَسْتَلْهِيانِ قَراري قَالَ: مَعْنَاهُ لَا يَنْتَظِرَانِ قَرَارِي وَلَا يَسْتَوْقِفاني، والأَصل فِي الاسْتِلْهَاء بِمَعْنَى التَّوَقُّفِ أَن الطاحِنَ إِذا أَراد أَن يُلقِيَ فِي فَمِ الرَّحَى لَهْوة وقَفَ عَنِ الإِدارة وقْفة، ثُمَّ اسْتُعِيرَ ذَلِكَ وَوُضِعَ مَوْضِعَ الاسْتِيقاف وَالِانْتِظَارِ. واللُّهْوَةُ واللَّهْوَةُ: مَا أَلقَيْتَ فِي فَمِ الرَّحى مِنَ الحُبوب للطَّحْن؛ قَالَ ابْنُ كُلْثُومٍ: ولَهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِينا وأَلْهَى الرَّحى وللرَّحى وَفِي الرَّحى: أَلقى فِيهَا اللَّهْوَة، وَهُوَ مَا يُلقِيه الطَّاحِنُ فِي فَمِ الرَّحى بِيَدِهِ، وَالْجَمْعُ لُهاً. واللُّهْوَةُ واللُّهْيَةُ؛ الأَخيرة عَلَى المُعاقبة: العَطِيَّةُ، وَقِيلَ: أَفضل الْعَطَايَا وأَجْزلُها. وَيُقَالُ: إِنه لمِعْطاء لِلُّها إِذا كَانَ جَواداً يُعطي الشَّيْءَ الْكَثِيرَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذا مَا باللُّهَا ضَنَّ الكِرامُ وَقَالَ النَّابِغَةُ: عِظامُ اللُّهَا أَبْناءُ أَبْناءِ عُذْرَةٍ، ... لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها بالجراجِرِ يُقَالُ: أَراد بِقَوْلِهِ عِظام اللُّهَا أَي عِظَامُ العَطايا. يُقَالُ: أَلْهَيْت لَهُ لُهْوَةً مِنَ الْمَالِ كَمَا يُلْهَى فِي خُرْتَي الطَّاحُونة، ثُمَّ قَالَ يَسْتَلْهُونَها، الْهَاءُ للمَكارم وَهِيَ الْعَطَايَا الَّتِي وصَفها، والجَراجِرُ الحَلاقِيم، وَيُقَالُ: أَراد باللُّها الأَمْوال، أَراد أَن أَموالهم كَثِيرَةٌ، وَقَدِ اسْتَلْهَوْها أَي اسْتَكْثَرُوا مِنْهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: مِنْهُمُ الفاتِحُ فَاهُ لِلُهْوَةٍ مِنَ الدُّنْيَا ؛ اللُّهْوَةُ، بِالضَّمِّ: العطِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ أَفضل العَطاء وأَجزله. واللُّهْوَة: العَطِيَّة، دَراهِمَ كَانَتْ أَو غَيْرَهَا. وَاشْتَرَاهُ بِلُهْوَةٍ مِنْ مَالٍ أَي حَفْنَةٍ. واللُّهْوَةُ: الأَلف مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ، وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِهَا؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وهُمْ لُهَاء مائةٍ أَي قَدْرُها كَقَوْلِكَ زُهاء مِائَةٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ: كأَنَّما لُهاؤه لِمَنْ جَهَر ... لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَر واللَّهَاةُ: لَحمة حَمْراء فِي الحَنك مُعَلَّقَةٌ عَلَى عَكَدَةِ اللِّسَانِ، وَالْجَمْعُ لَهَياتٌ. غَيْرُهُ: اللَّهَاةُ الهَنةُ المُطْبِقة فِي أَقصَى سَقْف الْفَمِ. ابْنُ سِيدَهْ:

واللَّهَاةُ مِنْ كُلِّ ذِي حَلق اللَّحْمَةُ المُشْرِفة عَلَى الحَلق، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ مُنْقَطَع أَصل اللِّسَانِ إِلى منقطَع الْقَلْبِ مِنْ أَعلى الْفَمِ، وَالْجَمْعُ لَهَواتٌ ولَهَيَاتٌ ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ ولَهاً ولِهَاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ اللَّها قَوْلُ الرَّاجِزِ: تُلْقِيه، فِي طُرْقٍ أَتَتْها مِنْ عَلِ، ... قَذْف لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ قال: وَشَاهِدُ اللَّهَواتِ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: ذُبابٌ طارَ فِي لَهَواتِ لَيْثٍ، ... كَذاكَ اللَّيْثُ يَلْتَهِمُ الذُّبابا وَفِي حَدِيثِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ: فما زلْتُ أَعْرِفُها فِي لَهَوات رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واللَّهَاةُ: أَقْصى الْفَمِ، وَهِيَ مِنَ الْبَعِيرِ الْعَرَبِيِّ الشِّقْشِقةُ. وَلِكُلِّ ذِي حَلْقٍ لهَاة؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَا لكَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ شِيشاءِ، ... يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ واللَّهاءِ فَقَدْ رُوِيَ بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِهَا، فَمَنْ فَتَحَهَا ثُمَّ مدَّ فَعَلَى اعْتِقَادِ الضَّرُورَةِ، وَقَدْ رَآهُ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ، وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عَكْسُهُ، وَزَعَمَ أَبو عُبَيْدٍ أَنه جَمَعَ لَهاً عَلَى لِهاء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا قول لا يُعرج عَلَيْهِ وَلَكِنَّهُ جَمْعُ لَهاةٍ كَمَا بينَّا، لأَن فَعَلَة يكسَّر عَلَى فِعالٍ، وَنَظِيرُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَضاةٌ وإِضاءٌ، وَمِثْلُهُ مِنَ السَّالِمِ رَحَبةٌ ورِحابٌ ورَقَبةٌ ورِقابٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَشَرَحْنَا هَذِهِ المسأَلة هَاهُنَا لِذَهَابِهَا عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النُّظَّار. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما مَدَّ قَوْلَهُ فِي المَسْعَل واللَّهاء لِلضَّرُورَةِ، قَالَ: هَذِهِ الضَّرُورَةُ عَلَى مَنْ رَوَاهُ بِفَتْحِ اللَّامِ لأَنه مَدَّ الْمَقْصُورَ، وَذَلِكَ مِمَّا يُنْكِرُهُ الْبَصْرِيُّونَ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ مَا قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ: قَدْ عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء ... أَنْ نِعْمَ مأْكُولًا عَلَى الخَواء فمدَّ السِّعْلاء والخَواء ضَرُورَةً. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: لَهِيَ أَبُوك مَقْلُوبٌ عَنْ لاهِ أَبوك، وإِن كَانَ وَزْنُ لَهِيَ فَعِلَ ولاهِ فَعَلٌ فَلَهُ نَظِيرٌ، قَالُوا: لَهُ جاهٌ عِنْدَ السُّلْطَانِ مَقْلُوبٌ عَنْ وجْهٍ. ابْنُ الأَعرابي: لاهاهُ إِذا دَنَا مِنْهُ وهالاهُ إِذا فَازَعَهُ. النَّضْرُ: يُقَالُ لاهِ أَخاك يَا فُلَانُ أَي افْعَلْ بِهِ نَحْوَ مَا فَعَل بِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ والْهِهِ سَوَاءٌ. وتَلَهْلَأْتُ أَي نَكَصْتُ. واللَّهْوَاء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ. ولَهْوَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ: أَصدُّ وَمَا بِي مِنْ صُدُودٍ وَلَا غِنًى، ... وَلَا لاقَ قَلْبي بَعْدَ لَهْوَةَ لائقُ لوي: لَوَيْتُ الحَبْلَ أَلْوِيه لَيّاً: فَتَلْتُه. ابْنُ سِيدَهْ: اللَّيُّ الجَدْلُ والتَّثَنِّي، لَواهُ لَيّاً، والمرَّةُ مِنْهُ لَيَّةٌ، وَجَمْعُهُ لِوًى ككَوَّةٍ وكِوًى؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ، ولَواهُ فالتَوَى وتَلَوَّى. ولَوَى يَده لَيّاً ولَوْياً نَادِرٌ عَلَى الأَصل: ثَناها، وَلَمْ يَحْكِ سِيبَوَيْهِ لَوْياً فِيمَا شذَّ، ولَوَى الغلامُ بَلَغَ عِشْرِينَ وقَوِيَتْ يدُه فلوَى يدَ غَيْرِهِ. ولَوِيَ القِدْحُ لَوًى فَهُوَ لَوٍ والتَوى، كِلاهما: اعْوجَّ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. واللِّوَى: مَا التَوى مِنَ الرَّمْلِ، وَقِيلَ: هُوَ مُسْتَرَقُّه، وَهُمَا لِوَيانِ، وَالْجَمْعُ أَلْوَاء، وكسَّره يَعْقُوبُ عَلَى أَلْوِيَةٍ فَقَالَ يَصِفُ الظِّمَخ: يَنْبُتُ فِي أَلْوِيَةِ الرَّمل ودَكادِكِه، وفِعَلٌ لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْعِلةٍ. وأَلْوَيْنا: صِرْنا إِلى لِوَى الرملِ، وَقِيلَ: لَوِيَ الرمْلُ لَوًى، فَهُوَ لَوٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يَا ثُجْرةَ الثَّوْرِ وظَرْبانَ اللَّوِي وَالِاسْمُ اللِّوى، مَقْصُورٌ. الأَصمعي: اللِّوى مُنْقَطَعُ الرَّملة؛ يُقَالُ: قَدْ أَلْوَيْتُم فانزِلوا، وَذَلِكَ إِذا بَلَغُوا لِوَى الرَّمْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: لِوَى الرملِ، مَقْصُورٌ، مُنْقَطَعُه، وَهُوَ الجَدَدُ بعدَ الرَّمْلَةِ، ولِوَى الْحَيَّةِ حِواها، وَهُوَ انْطِواؤها؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ولاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ لِواءً: التَوَت عَلَيْهَا. والْتَوَى الماءُ فِي مَجْراه وتَلَوَّى: انْعَطَفَ وَلَمْ يَجْرِ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ، وتَلَوَّتِ الحيةُ كَذَلِكَ. وتَلَوَّى البَرْقُ فِي السَّحَابِ: اضطَرب عَلَى غَيْرِ جِهَةٍ. وقَرْنٌ أَلْوَى: مُعْوَجٌّ، وَالْجَمْعُ لُيٌّ، بِضَمِّ اللَّامِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ سَمِعْنَاهَا مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَلَمْ يَكسِروا، وإِن كَانَ ذَلِكَ الْقِيَاسَ، وَخَالَفُوا بَابَ بِيض لأَنه لَمَّا وَقَعَ الإِدغام فِي الْحَرْفِ ذَهَبَ الْمَدُّ وَصَارَ كَأَنَّهُ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ، أَلا تَرَى لَوْ جَاءَ مَعَ عُمْيٍ فِي قَافِيَةٍ جَازَ؟ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الْمُدْغَمَ بِمَنْزِلَةِ الصَّحِيحِ، والأَقيسُ الْكَسْرُ لِمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ. ولَوَاه دَيْنَه وبِدَيْنِه لَيّاً ولِيّاً ولَيَّاناً ولِيَّاناً: مَطَله؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي اللَّيَّانِ: تُطِيلِينَ لَيَّاني، وأَنت مَلِيَّةٌ، ... وأُحْسِنُ، يَا ذاتَ الوِشاحِ، التَّقاضِيا قَالَ أَبو الهيثم: لم يجيء مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى فَعْلان إِلا لَيَّانَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي زَيْدٍ قَالَ: لِيَّان، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ لُغَيَّة، قال: وَقَدْ يَجِيءُ اللَّيَّان بِمَعْنَى الْحَبْسِ وَضِدَّ التَّسْرِيحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «2»: يَلْقَى غَريمُكُمُ مِنْ غَيْرِ عُسْرَتِكمْ ... بالبَذْلِ مَطْلًا، وبالتَّسْريحِ لَيّانا وأَلْوى بحقِّي ولَوَانِي: جَحَدَني إِيّاه، ولَوَيْتُ الدَّيْنَ. وَفِي حَدِيثِ المَطْلِ: لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَه وعُقوبَتَه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّيُّ هُوَ المَطْل؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى: يَلْوِينَنِي دَيْني، النَّهارَ، وأَقْتَضِي ... دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدا لَواه غريمُه بدَيْنِه يَلْوِيه لَيّاً، وأَصله لَوْياً فأُدغمت الْوَاوُ فِي الْيَاءِ. وأَلْوَى بِالشَّيْءِ: ذهَب بِهِ. وأَلْوَى بِمَا فِي الإِناء مِنَ الشَّرَابِ: استأْثر بِهِ وغَلَب عَلَيْهِ غيرَه، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الطَّعَامِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جؤيَّة: سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيع ثَمانِياً، ... يُلْوِي بِعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ يُلْوِي بِعَيْقَاتِ الْبِحَارِ أَي يَشْرَبُ مَاءَهَا فَيَذْهَبُ بِهِ. وأَلْوَتْ بِهِ العُقاب: أَخذته فَطَارَتْ بِهِ. الأَصمعي: وَمِنْ أَمثالهم أَيْهاتَ أَلْوَتْ بِهِ العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأَنها داهيةٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْ أَصله. وَفِي الصِّحَاحِ: أَلْوَتْ بِهِ عَنْقاء مُغْرِب أَي ذهَبَت بِهِ. وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَة: أَنَّ جِبريلَ رَفَع أَرضَ قَوْم لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثمَّ أَلْوَى بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهلُ السَّمَاءِ ضُغاء كِلابهم أَي ذَهَبَ بِهَا، كَمَا يُقَالُ أَلْوَتْ بِهِ العَنْقاء أَي أَطارَتْه، وَعَنْ قَتَادَةَ مِثْلُهُ، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَلْوَى بِهَا فِي جَوّ السَّمَاءِ، وأَلْوَى بِثَوْبِهِ فَهُوَ يُلوِي بِهِ إِلْوَاء. وأَلْوَى بِهم الدَّهْرُ: أَهلكهم؛ قَالَ: أَصْبَحَ الدَّهْرُ، وَقَدْ أَلْوَى بِهِم، ... غَيرَ تَقْوالِك مِنْ قيلٍ وَقَالَ وأَلْوَى بِثَوْبِهِ إِذا لَمَع وأَشارَ. وأَلْوَى بِالْكَلَامِ: خالَفَ بِهِ عَنْ جِهته. ولَوَى عَنِ الأَمر والْتَوى: تثاقَل. ولَوَيْت أَمْري عَنْهُ لَيّاً ولَيّاناً: طَوَيْتُه. ولَوَيْتُ عَنْهُ الخَبَرَ: أَخبرته بِهِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ. ولَوَى فُلَانٌ خَبَرَهُ إِذا كَتَمه. والإِلْوَاء: أَن تُخالف

_ (2). أي جرير

بِالْكَلَامِ عَنْ جِهَتِهِ؛ يُقَالُ: أَلْوَى يُلوِي إِلْواءً ولَوِيَّةً. وَالْإِخْلَافُ الِاسْتِقَاءُ «1» ولَوَيْتُ عَلَيْهِ: عطَفت. ولَوَيْتُ عَلَيْهِ: انْتَظَرْتُ. الأَصمعي: لَوَى الأَمْرَ عَنْهُ فَهُوَ يَلْوِيه لَيّاً، وَيُقَالُ أَلْوَى بِذَلِكَ الأَمر إِذا ذَهَب بِهِ، ولَوَى عَلَيْهِمْ يَلوِي إِذا عطَف عَلَيْهِمْ وتَحَبَّس؛ ويقال: ما تَلْوِي عَلَى أَحد. وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتَادَةَ: فَانْطَلَقَ النَّاسُ لَا يَلْوِي أَحد عَلَى أَحد أَي لَا يَلتَفِت وَلَا يَعْطف عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وجَعَلَتْ خَيلُنا تَلَوَّى خَلفَ ظُهُورِنَا أَي تَتَلَوَّى. يُقَالُ: لَوَّى عَلَيْهِ إِذا عَطَف وعَرَّج، وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ، وَيُرْوَى تَلُوذ ، بِالذَّالِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ. وأَلْوَى: عطَف عَلَى مُسْتَغِيث، وأَلْوَى بِثَوْبِهِ للصَّريخِ وأَلْوَتِ المرأَةُ بِيَدِهَا. وأَلْوَتِ الحَرْبُ بالسَّوامِ إِذا ذهَبَت بِهَا وصاحِبُها يَنْظُر إِليها وأَلْوَى إِذا جَفَّ زرعُه. واللَّوِيُّ، عَلَى فَعِيل: مَا ذَبُل وجَفَّ مِنَ البَقل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: حَتَّى إِذا تَجَلَّتِ اللَّوِيَّا، ... وطَرَدَ الهَيْفُ السَّفا الصَّيْفِيَّا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَحَتَّى سَرَى بعدَ الكَرَى فِي لَوِيِّهِ ... أَساريعُ مَعْرُوفٍ، وصَرَّت جَنادِبُه وَقَدْ أَلْوَى البَقْلُ إِلواءً أَي ذَبُلَ. ابْنُ سِيدَهْ: واللَّوِيُّ يَبِيس الكَلإِ والبَقْل، وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ مِنْهُ بَيْنَ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ. وَقَدْ لَوِيَ لَوًى وأَلْوَى صَارَ لَوِيّاً. وأَلْوَتِ الأَرضُ: صَارَ بَقْلُهَا لَوِيّاً. والأَلْوَى واللُّوَيُّ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: شَجَرَةٌ تُنْبِت حِبَالًا تَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ وتَتَلَوَّى عَلَيْهَا، وَلَهَا فِي أَطرافها وَرَقٌ مُدوَّر فِي طَرَفِهِ تَحْدِيدٌ. واللَّوَى، وَجَمْعُهُ أَلْوَاء: مَكْرُمة للنَّبات؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وَلَمْ تُبْقِ أَلْوَاءُ اليَماني بَقِيَّةً، ... مِنَ النَّبتِ، إِلا بَطْنَ وَادٍ رَحَاحِمِ «2» والأَلْوَى: الشَّدِيدُ الخُصومة، الجَدِلُ السَّلِيطُ، وَهُوَ أَيضاً المُتَفَرِّدُ المُعْتَزِلُ، وَقَدْ لَوِيَ لَوًى. والأَلْوَى: الرَّجُلُ المجتَنب المُنْفَرِد لَا يَزَالُ كَذَلِكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ امرأَة: حَصانٌ تُقْصِدُ الأَلْوَى ... بِعَيْنَيْها وبالجِيدِ والأُنثى لَيَّاء، وَنِسْوَةٌ لِيَّانٌ،، وإِن شِئْتَ بِالتَّاءِ لَيَّاواتٍ، وَالرِّجَالِ أَلْوُون، وَالتَّاءُ وَالنُّونُ فِي الْجَمَاعَاتِ لَا يمتَنع مِنْهُمَا شَيْءٌ مِنْ أَسماء الرِّجَالِ وَنُعُوتِهَا، وإِن فَعَلَ «3» فَهُوَ يَلْوِي لَوًى، وَلَكِنِ اسْتَغْنَوْا عَنْهُ بِقَوْلِهِمْ لَوَى رأْسه، وَمَنْ جَعَلَ تأْليفه مِنْ لَامٍ وَوَاوٍ قَالُوا لَوَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي ذكر المنافقين: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ، ولَوَوْا، قُرِئَ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ. ولَوَّيْت أَعْناقَ الرِّجَالِ فِي الخُصومة، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ وَالْمُبَالَغَةِ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ. وأَلْوَى الرجلُ برأْسِه ولَوَى رَأْسه: أَمالَ وأَعْرضَ. وأَلْوَى رأْسه ولَوَى برأْسِه: أَمالَه مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، لَوَى ذَنَبه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ لَوَى رأْسه وذَنَبه وعطْفَه عَنْكَ إِذا ثَنَاهُ وصَرَفه، وَيُرْوَى بِالتَّشْدِيدِ لِلْمُبَالَغَةِ، وَهُوَ مَثَلٌ لِتَرْكِ المَكارِم والرَّوَغانِ عَنِ المعْرُوف وإِيلاء الجمِيل، قَالَ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ كِنَايَةً عَنِ التأَخر وَالتَّخَلُّفِ لأَنه قَالَ فِي مُقَابَلَتِهِ: وإِنَّ ابنَ العاصِ مَشَى اليَقْدُمِيَّةَ. وقوله تعالى:

_ (1). قوله [ولوية والإخلاف الاستقاء] كذا بالأصل. (2). قوله [رحاحم] كذا بالأصل. (3). قوله [وإن فعل إلخ] كذا بالأصل وشرح القاموس

وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا ، بِوَاوَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هُوَ الْقَاضِي يَكُونُ لَيُّه وإِعْراضُه لأَحد الْخَصْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ أَي تَشدّده وصَلابَتُه، وَقَدْ قُرِئَ بِوَاوٍ وَاحِدَةٍ مَضْمُومَةِ اللَّامِ مِنْ وَلَيْتُ؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: أَي أَن تَلُوا الشَّهَادَةَ فتُقِيموها أَو تُعْرِضُوا عَنْهَا فَتَتْرُكُوها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ فُرْعانَ بْنِ الأَعْرَفِ. تَغَمَّدَ حَقِّي ظَالِمًا، ولَوَى يَدِي، ... لَوَى يَدَه اللهُ الَّذِي هُوَ غالِبُهْ والْتَوَى وتَلَوَّى بِمَعْنًى. اللَّيْثُ: لَوِيتُ عَنْ هَذَا الأَمر إِذا التَوَيْت عَنْهُ؛ وأَنشد: إِذا الْتَوَى بِي الأَمْرُ أَو لَوِيتُ، ... مِن أَيْنَ آتِي الأَمرَ إِذْ أُتِيتُ؟ الْيَزِيدِيُّ: لَوَى فُلَانٌ الشَّهَادَةَ وَهُوَ يَلْوِيها لَيّاً ولَوَى كَفَّه ولَوَى يَده ولَوَى عَلَى أَصحابه لَوْياً ولَيّاً وأَلْوَى إِليَّ بِيَدِه إِلْوَاءً أَي أَشار بِيَدِهِ لَا غَيْرُ. ولَوَيْتُه عَلَيْهِ أَي آثَرْتُه عَلَيْهِ؛ وَقَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلقَومِ يُنْزِلُهم، ... إِلَّا صَلاصِلُ لَا تُلْوَى عَلَى حَسَب أَي لَا يُؤْثَرُ بِهَا أَحد لحسَبه للشدَّة الَّتِي هُمْ فِيهَا، وَيُرْوَى: لَا تَلْوي أَي لَا تَعْطِفُ أَصحابُها عَلَى ذَوِي الأَحساب، مِنْ قَوْلِهِمْ لَوى عَلَيْهِ أَي عَطَف، بَلْ تُقْسَم بالمُصافَنة عَلَى السَّوية؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَجْنُونِ بَنِي عَامِرٍ: فَلَوْ كَانَ فِي لَيْلى سَدًى مِنْ خُصومةٍ، ... لَلَوَّيْتُ أَعْناقَ المَطِيِّ المَلاوِيا وَطَرِيقٌ أَلْوى: بعيد مجهول. واللَّوِيَّةُ: مَا خَبَأْته عَنْ غَيْرِكَ وأَخْفَيْتَه؛ قَالَ: الآكِلين اللَّوَايا دُونَ ضَيْفِهِمِ، ... والقدْرُ مَخْبوءةٌ مِنْهَا أَثافِيها وَقِيلَ: هِيَ الشَّيْءُ يُخْبَأُ لِلضَّيْفِ، وَقِيلَ: هِيَ مَا أَتحَفَتْ بِهِ المرأَةُ زائرَها أَو ضَيْفَها، وَقَدْ لَوَى لَوِيَّةً والْتَوَاها. وأَلْوَى: أَكل اللَّوِيَّةَ. التَّهْذِيبُ: اللَّوِيَّةُ مَا يُخْبَأُ لِلضَّيْفِ أَو يَدَّخِره الرَّجلُ لنفْسِه، وأَنشد: آثَرْت ضَيْفَكَ باللَّوِيَّة وَالَّذِي ... كانتْ لَه ولمِثْلِه الأَذْخارُ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً مِنْ بَنِي كِلَابٍ يَقُولُ لقَعِيدةٍ لَهُ أَيْنَ لَوَايَاكِ وحَواياكِ، أَلا تُقَدِّمينَها إِلينا؟ أَراد: أَين مَا خَبَأْتِ مِنْ شُحَيْمةٍ وقَديدةٍ وَتَمْرَةٍ وَمَا أَشبهها مِنْ شيءٍ يُدَّخَر لِلْحُقُوقِ. الْجَوْهَرِيُّ: اللَّوِيَّةُ مَا خبأْته لِغَيْرِكَ مِنَ الطَّعَامِ؛ قَالَ أَبو جُهَيْمَةَ الذُّهَلِيُّ: قُلْتُ لِذاتِ النُّقْبةِ النَّقِيَّهْ: ... قُومي فَغَدِّينا مِنَ اللَّوِيَّهْ وَقَدِ التَوَتِ المرأَة لَوِيَّةً. والْوَلِيَّة: لُغَةٌ فِي اللَّوِيَّةِ، مَقْلُوبَةٌ عَنْهُ؛ حَكَاهَا كُرَاعٌ، قَالَ: وَالْجَمْعُ الْوَلَايَا كاللَّوَايَا، ثَبَتَ الْقَلْبُ فِي الْجَمْعِ. واللَّوَى: وَجَعٌ فِي الْمَعِدَةِ، وَقِيلَ: وَجَعٌ فِي الجَوْف، لَوِيَ، بِالْكَسْرِ، يَلْوَى لَوًى، مَقْصُورٌ، فَهُوَ لَوٍ. واللَّوَى: اعْوِجاج فِي ظَهْرِ الْفَرَسِ، وَقَدْ لَوِيَ لَوًى. وعُود لَوٍ: مُلْتَوٍ. وذَنَبٌ أَلْوَى: مَعْطُوفٌ خِلْقةً مِثْلَ ذَنَبِ الْعَنْزِ. وَيُقَالُ: لَوِيَ ذنَبُ الفرَس فَهُوَ يَلْوَى لَوًى، وَذَلِكَ إِذا مَا اعْوَجَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

كالكَرِّ لَا شَخْتٌ وَلَا فِيهِ لَوَى «1» يُقَالُ مِنْهُ: فَرَسٌ مَا بِهِ لَوًى وَلَا عَصَلٌ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كَبْشٌ أَلْوَى وَنَعْجَةٌ لَيَّاء، مَمْدُودٌ، مِنْ شاءٍ لِيٍّ. الْيَزِيدِيُّ: أَلْوَتِ النَّاقَةُ بذنَبها ولَوَّتْ ذنَبها إِذا حرَّكته، الْبَاءُ مَعَ الأَلف فِيهَا، وأَصَرَّ الفرسُ بأُذنه وصَرَّ أُذنَه، وَاللَّهُ أَعلم. واللِّوَاء: لِواء الأَمير، مَمْدُودٌ. واللِّوَاء: العَلَم، وَالْجَمْعُ أَلْوِيَة وأَلْوِياتٌ، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعُ؛ قَالَ: جُنْحُ النَّواصِي نحوُ أَلْوِياتِها وَفِي الْحَدِيثِ: لِواءُ الحَمْدِ بِيَدِي يومَ القيامةِ ؛ اللِّوَاء: الرايةُ وَلَا يُمْسِكُهَا إِلا صاحبُ الجَيْش؛ قَالَ الشَّاعِرُ: غَداةَ تَسايَلَتْ مِنْ كلِّ أَوْب، ... كَتائبُ عاقِدينَ لَهُمْ لِوَايا قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، تَقُولُ: احْتَمَيْتُ احْتِمايا. والأَلْوِية: المَطارِد، وَهِيَ دُونَ الأَعْلام والبُنود. وَفِي الْحَدِيثِ: لكلِّ غادِرٍ لِوَاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَي عَلَامَةٌ يشْهَرُ بِهَا فِي النَّاسِ، لأَنَّ مَوْضُوعَ اللِّواء شُهْرةُ مَكَانِ الرَّئِيسِ. وأَلْوَى اللِّوَاءَ: عَمِلَهُ أَو رفعَه؛ عَنِ ابْنُ الأَعرابي، وَلَا يُقَالُ لَوَاه. وأَلْوَى: خاطَ لِواء الأَمير. وأَلْوَى إِذا أَكثر التَّمَنِّيَ. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلِ الصَّعْبِ الْخُلُقِ الشَّدِيدِ اللَّجَاجَةِ: لتَجِدَنَّ فلانا أَلوَى بَعِيدَ المستمَر؛ وأَنشد فِيهِ: وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ، ... أَحْمِلُ مَا حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرِّ أَبو الْهَيْثَمِ: الأَلْوَى الْكَثِيرُ الْمُلَاوِي. يُقَالُ: رَجُلٌ أَلْوَى شَدِيدُ الخُصومة يَلْتَوي عَلَى خَصْمِهِ بِالْحُجَّةِ وَلَا يُقِرّ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ. والأَلْوَى: الشَّدِيدُ الالْتِواء، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ سَحَّابِينُ. ولَوَيْت الثوبَ أَلْوِيه لَيّاً إِذا عَصَرْتَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الاخْتمار: لَيَّةً لَا لَيَّتَيْنِ أَي تَلْوي خِمارَها عَلَى رأْسها مَرَّةً وَاحِدَةً، وَلَا تُدِيرُهُ مَرَّتَيْنِ، لِئَلَّا تُشْتَبَهُ بِالرِّجَالِ إِذا اعتمُّوا. واللَّوَّاء: طَائِرٌ. واللَاوِيا: ضَرْبٌ مِنَ النَّبْت «2» واللاوِيَاء: ميسم يُكْوى بِهِ. ولِيَّةُ: مَكَانٌ بِوَادِي عُمانَ. واللَّوَى: فِي مَعْنَى اللَّائِي الَّذِي هُوَ جَمْعُ الَّتِي؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، يُقَالُ: هُنَّ اللَّوَى فَعَلْنَ؛ وأَنشد: جَمَعْتُها مِنْ أَيْنُقٍ غِزارِ، ... مِنَ اللَّوَى شُرِّفْن بالصِّرارِ واللَّاؤُون: جَمْعُ الَّذِي مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ بِمَعْنَى الَّذِينَ، فِيهِ ثلاث لغات: اللَّاؤون فِي الرَّفْعِ، واللَّائِينَ فِي الخفض والنصب، واللَّاؤُو بِلَا نُونٍ، واللَّائِي بإِثبات الْيَاءِ فِي كُلِّ حَالٍ يَسْتَوِي فِيهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وَلَا يُصَغَّرُ لأَنهم اسْتَغْنَوْا عَنْهُ باللَّتيَّات لِلنِّسَاءِ وباللَّذَيُّون لِلرِّجَالِ، قَالَ: وإِن شِئْتَ قُلْتَ لِلنِّسَاءِ اللَّا، بِالْقَصْرِ بِلَا يَاءٍ وَلَا مَدٍّ وَلَا هَمْزٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ؛ وَشَاهِدُهُ بِلَا يَاءٍ وَلَا مَدٍّ وَلَا هَمْزٍ قَوْلُ الْكُمَيْتُ: وكانَتْ مِنَ اللَّا لَا يُغَيِّرُها ابْنُها؛ ... إِذا مَا الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَيَّرا قَالَ: وَمِثْلُهُ قول الراجز:

_ (1). قوله [شخت] بشين معجمة كما في مادة كرر من التهذيب، وتصحف في اللسان هناك. (2). قوله [واللَاوِيا ضرب إلخ] وقع في القاموس مقصوراً كالأصل، وقال شارحه: وهو في المحكم وكتاب القالي ممدود.

فدُومي عَلَى العَهْدِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنا، ... أَمَ انْتِ مِنَ اللَّا مَا لَهُنَّ عُهودُ؟ وأَما قَوْلُ أَبي الرُّبَيْس عِبَادَةِ بْنِ طَهْفَة «1» الْمَازِنِيِّ، وَقِيلَ اسْمُهُ عَبَّاد بْنُ طَهفة، وَقِيلَ عَبَّاد بْنُ عَبَّاسٍ: مِنَ النَّفَرِ اللَّائي الذينَ، إِذا هُمُ، ... يَهابُ اللِّئامُ حَلْقةَ الْبَابِ، قَعْقَعُوا فإِنما جَازَ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ أَو عَلَى إِلغاء أَحدهما. ولُوَيُّ بنُ غَالِبٍ: أَبو قُرَيْشٍ، وأَهل الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَهُ بِالْهَمْزِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ لُوَيٌّ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ ذَلِكَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ. يُقَالُ: لَوَى عَلَيْهِ الأَمْرَ إِذا عَوَّصَه. وَيُقَالُ: لَوَّأَ اللَّهُ بِكَ، بِالْهَمْزِ، تَلْوِيَةً أَي شوَّه بِهِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ وَاللَّهِ الشَّوْهةُ واللَّوْأَةُ، وَيُقَالُ اللَّوَّةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّدِيدِ: مَا يُلْوَى ظَهرُه أَي لَا يَصْرَعُه أَحد. والمَلاوي: الثَّنايا الْمُلْتَوِيَةُ الَّتِي لَا تَسْتَقِيمُ. واللُّوَّةُ: الْعُودُ الَّذِي يُتبخَّر بِهِ، لُغَةٌ فِي الأَلُوَّة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ كاللِّيَّة. وَفِي صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ: مَجامِرُهم الأَلُوَّةُ أَي بَخُورهم العُود، وَهُوَ اسْمٌ لَهُ مُرْتَجل، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ خِيَارِ الْعُودِ وأَجوده، وَتُفْتَحُ هَمْزَتُهُ وَتُضَمُّ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي أَصليتها وَزِيَادَتِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَسْتَجْمِرُ بالأَلُوَّة غيرَ مُطَرَّاة. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: مَن حافَ فِي وَصِيَّته أُلْقِيَ فِي اللَّوَى «2»؛ قِيلَ: إِنه وادٍ فِي جَهَنَّمَ، نَعُوذُ بِعَفْوِ اللَّهِ مِنْهَا. ابْنُ الأَعرابي: اللَّوَّة السّوْأَة، تَقُولُ: لَوَّةً لِفُلَانٍ بِمَا صَنَعَ أَي سَوْأَةً. قَالَ: والتَّوَّةُ السَّاعَةُ مِنَ الزَّمَانِ، والحَوَّة كَلِمَةُ الْحَقِّ، وَقَالَ: اللَّيُّ واللَّوُّ الْبَاطِلُ والحَوُّ والحَيُّ الْحَقُّ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَعْرِفُ الحَوَّ مِنَ اللَّوِّ أَي لَا يَعْرِفُ الكلامَ البَيِّنَ مِنَ الخَفِيّ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. واللَّوْلاء: الشدَّة وَالضُّرُّ كاللأْواء. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إيَّاك واللَّوَّ فإِن اللَّوّ مِنَ الشَّيْطَانِ ؛ يُرِيدُ قَوْلَ الْمُتَنَدِّمِ عَلَى الْفَائِتِ لَوْ كَانَ كَذَا لَقُلْتَ وَلَفَعَلْتَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي لَا مِنْ حَرْفِ الأَلف الْخَفِيفَةِ. واللّاتُ: صَنَمٌ لثَقِيف كَانُوا يَعْبُدُونَهُ، هِيَ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ فَعَلة مِنْ لَوَيْت عَلَيْهِ أَي عَطَفْت وأَقَمْت، يَدُلك عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما الإِضافة إِلى لَاتَ مِنَ اللَّاتِ والعُزّى فإِنك تَمُدّها كَمَا تَمُدُّ لَا إِذا كَانَتِ اسْمًا، وَكَمَا تُثَقِّل لَوْ وَكَيْ إِذا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا اسْمًا، فَهَذِهِ الْحُرُوفُ وأَشباهها الَّتِي لَيْسَ لَهَا دَلِيلٌ بِتَحْقِيرٍ وَلَا جَمْعٍ وَلَا فِعْلٍ وَلَا تَثْنِيَةٍ إِنما يُجْعَلُ مَا ذَهَبَ مِنْهُ مِثْلَ مَا هُوَ فِيهِ وَيُضَاعَفُ، فَالْحَرْفُ الأَوسط سَاكِنٌ عَلَى ذَلِكَ يُبْنَى إِلا أَن يُسْتَدَلَّ عَلَى حَرَكَتِهِ بِشَيْءٍ، قَالَ: وَصَارَ الإِسكان أَولى لأَن الْحَرَكَةَ زَائِدَةٌ فَلَمْ يَكُونُوا لِيُحَرِّكُوا إِلا بثبَت، كَمَا أَنهم لَمْ يَكُونُوا لِيَجْعَلُوا الذَّاهِبَ مِنْ لَوْ غَيْرَ الْوَاوِ إِلا بثَبَت، فجَرَت هَذِهِ الْحُرُوفُ عَلَى فَعْل أَو فُعْل أَو فِعْل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: انْتَهَى كَلَامُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ أَما اللَّاتُ والعُزَّى فَقَدْ قَالَ أَبو الْحَسَنِ إِن اللَّامَ فِيهَا زَائِدَةٌ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِهِ أَن اللَّاتَ والعُزّى عَلَمان بِمَنْزِلَةِ يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ ومَناةَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَسماء الأَصنام، فهذه كلها

_ (1). قوله [طهفة] الذي في القاموس: طهمة (2). قوله [ألقي في اللَّوَى] ضبط اللوى في الأَصل وغير نُسْخَةً مِنْ نُسَخِ النِّهَايَةِ التي يوثق بها بالفتح كما ترى، وأما قول شارح القاموس فبالكسر.

أَعلام وَغَيْرُ مُحْتَاجَةٍ فِي تَعْرِيفِهَا إِلى الأَلف وَاللَّامِ، وليست من باب الحَرِث والعَبَّاس وَغَيْرِهِمَا مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَغْلِبُ غَلبَة الأَسماء، فَصَارَتْ أَعلاماً وأُقِرَّت فِيهَا لَامُ التَّعْرِيفِ عَلَى ضَرْبٍ مِنْ تَنَسُّم رَوَائِحِ الصِّفَةِ فِيهَا فيُحْمل عَلَى ذَلِكَ، فَوَجَبَ أَن تَكُونَ اللَّامُ فِيهَا زَائِدَةً، ويؤكِّدُ زِيَادَتَهَا فِيهَا لزومُها إِياها كَلُزُومِ لَامِ الَّذِي وَالْآنَ وَبَابِهِ، فإِن قُلْتَ فَقَدْ حَكَى أَبو زَيْدٍ لَقِيتُه فَيْنَة والفَيْنةَ وإِلاهةَ والإِلاهةَ، وَلَيْسَتْ فَيْنةُ وإِلاهةُ بِصِفَتَيْنِ فَيَجُوزُ تَعْرِيفُهُمَا وَفِيهِمَا اللَّامُ كالعَبَّاس والحَرِث؟ فَالْجَوَابُ أَن فَيْنةَ والفَيْنةَ وإِلاهةَ والإِلاهةَ مِمَّا اعْتَقَبَ عَلَيْهِ تَعْرِيفَانِ: أَحدهما بالأَلف وَاللَّامِ، وَالْآخَرُ بِالْوَضْعِ وَالْغَلَبَةِ، وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ يَقُولُونَ لاتَ وَلَا عُزَّى، بِغَيْرِ لَامٍ، فدَلَّ لزومُ اللَّامِ عَلَى زِيَادَتِهَا، وأَنَّ مَا هِيَ فِيهِ مِمَّا اعْتَقَبَ عَلَيْهِ تَعْرِيفَانِ؛ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ: أَمَا ودِماءٍ لَا تَزالُ، كأَنها ... عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ بِنَصْبِ عَنْدَما، وَهُوَ كَمَا قَالَ لأَن نَسْراً بِمَنْزِلَةِ عَمْرٍو، وَقِيلَ: أَصلها لاهةٌ سُمِّيَتْ بِاللَّاهَةِ الَّتِي هِيَ الحَية. ولاوَى: اسْمُ رَجُلٍ عَجَمِيٌّ، قِيلَ: هُوَ مِنْ وَلَدِ يَعْقُوبَ، عَلَيْهِ السلام، وموسى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنْ سِبْطه. ليا: اللَّيَّة: الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَقبلتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ لِيَّةَ ؛ هِيَ اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْحِجَازِ. التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ اللِّياءُ شَيْءٌ يُؤْكَلُ مِثْلُ الحِمَّص وَنَحْوِهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، وَفِي الصِّحَاحِ: يَكُونُ بِالْحِجَازِ يُؤْكَلُ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَيُقَالُ للمرأَة إِذا وُصِفَتْ بِالْبَيَاضِ: كأَنها اللِّياء، وَفِي الصِّحَاحِ: كأَنها لِياءَةٌ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يُقَالَ كأَنها لِياءَةٌ مقْشُوَّةٌ. وَرَوَى عَنْ مُعَاوِيَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه أَكَل لِياءً مُقَشًّى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن فُلَانًا أَهدى لِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِوَدَّانَ لِياءً مُقَشًّى ؛ وَفِيهِ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكل لِياءً ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ؛ اللِّياءُ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: اللُّوبياء، وَقِيلَ: هُوَ شَيْءٌ كالحِمَّص شَدِيدُ الْبَيَاضِ بِالْحِجَازِ. واللِّياءُ أَيضاً: سَمَكة فِي الْبَحْرِ تُتَّخَذُ مِنْ جِلْدِهَا التِّرَسَةُ فَلَا يَحِيكُ فِيهَا شَيْءٌ، قَالَ: وَالْمُرَادُ الأَوّل. ابْنُ الأَعرابي: اللِّياءُ اللُّوبياء، وَاحِدَتُهُ لِياءَةٌ. وَيُقَالُ للصبيَّة الْمَلِيحَةِ: كأَنها لِياءَةٌ مَقْشُوَّة أَي مَقْشُورَةٌ، قَالَ: والمُقَشَّى المُقَشَّر، وَقِيلَ: اللِّياء مِنْ نَبَاتِ الْيَمَنِ وَرُبَّمَا نَبَتَ بِالْحِجَازِ، وَهُوَ فِي خِلْقة الْبَصَلِ وَقَدْرِ الحِمَّص، وَعَلَيْهِ قُشُورٌ رِقاقٌ إِلى السَّوَادِ مَا هُوَ، يُقْلى ثُمَّ يُدْلَك بشيءٍ خَشِنٍ كالمِسْح وَنَحْوِهِ فَيُخْرَجُ مِنْ قِشْرِهِ فَيُؤْكَلُ، وَرُبَّمَا أُكل بِالْعَسَلِ، وَهُوَ أَبيض، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَقْلِيه. أَبُو الْعَبَّاسِ: اللِّيَا، مَقْصُورٌ «3»، الأَرض الَّتِي بَعُدَ مَاؤُهَا وَاشْتَدَّ السَّيْرُ فِيهَا، قَالَ الْعَجَّاجُ: نازِحةُ المِياهِ والمُسْتافِ، ... لَيَّاءُ عَنْ مُلْتَمِسِ الإِخْلافِ الَّذِي يَنْظُرُ ما بُعْدُها «4»

_ (3). قوله [أَبُو الْعَبَّاسِ اللِّيَا مَقْصُورٌ] عبارة التكملة في لوي: قال أبو العباس اللَّيَّاء بالفتح والتشديد والمد الأَرض الَّتِي بعُد مَاؤُهَا وَاشْتَدَّ السَّيْرُ فِيهَا، قَالَ: نازحةُ الْمِيَاهِ وَالْمُسْتَافِ ... لَيَّاء عن ملتمس الإخلاف ذات فياف بينها فيافي وذكره الجوهري مكسوراً مقصوراً. (4). قوله [الذي ينظر إلخ] هكذا في الأصل هنا، ولعل فيه سقطاً من الناسخ. وأَصل الكلام: والمستاف الَّذِي يَنْظُرُ مَا بُعْدُهَا.

فصل الميم

فصل الميم مأي: مَأَيْتُ فِي الشَّيْءِ أَمْأَى مَأْياً: بالغتُ. ومأَى الشجرُ مَأْياً: طَلَع، وَقِيلَ: أَوْرَقَ. ومأو مَأَوْتُ الجلْدَ والدَّلوَ والسِّقاءَ مأو مَأْواً ومَأَيْتُ السقاءَ مَأْياً إِذا وَسَّعْتَه وَمَدَدْتَهُ حَتَّى يَتَّسِعَ. وتَمَأّى الجلدُ يَتَمَأّى تَمَئِّياً تَوَسَّع، وتَمَأَّتِ الدلوُ كَذَلِكَ، وَقِيلَ: تَمَئِّيها امْتِدَادُهَا، وَكَذَلِكَ الْوِعَاءُ، تَقُولُ: تَمَأَّى السِّقاءُ والجِلدُ فَهُوَ يَتَمأَّى تَمَئِّياً ومأو تَمَؤُّواً، وإِذا مددتَه فاتَّسع، وَهُوَ تَفَعُّل؛ وَقَالَ: دَلْوٌ تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّبِ، ... أَو بأَعالي السَّلَمِ المُضَرَّبِ، بُلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ، ... إِذا اتَّقَتْكَ بالنَّفِيِّ الأَشْهَبِ، فَلَا تُقَعْسِرْها ولكِنْ صَوِّبِ وَقَالَ اللَّيْثُ: المَأْيُ النَّمِيمة بَيْنَ الْقَوْمِ. مَأَيْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ: أَفسدت. وَقَالَ الليث: مأو مَأَوْتُ بَيْنَهُمْ إِذا ضَرَبْتَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، ومَأَيتُ إِذا دَبَبْتَ بَيْنَهُمْ بِالنَّمِيمَةِ؛ وأَنشد: ومَأَى بَيْنَهُمْ أَخُو نُكُراتٍ ... لمْ يَزَلْ ذَا نَمِيمَةٍ مَأْآءَا وامرأَة مَأْآءَةٌ: نَمَّامةٌ مِثْلُ مَعَّاعةٍ، ومُسْتَقْبِلُه يَمْأَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومَأَى بَيْنَ الْقَوْمِ مَأْياً أَفسَدَ ونَمَّ. الْجَوْهَرِيُّ: مَأَى مَا بَيْنَهُمْ مَأْياً أَي أَفسد؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: ويَعْتِلُونَ مَن مَأَى فِي الدَّحْسِ، ... بالمأْسِ يَرْقَى فوقَ كلِّ مَأْسِ والدَّحْسُ والمَأْسُ: الْفَسَادُ. وَقَدْ تَمَأّى مَا بَيْنَهُمْ أَي فَسَدَ. وتَمَأَّى فِيهِمُ الشَّر: فَشا واتَّسع. وامرأَة مَاءَةٌ، عَلَى مِثْلِ ماعةٍ: نَمَّامَةٌ مَقْلُوبٌ، وَقِيَاسُهُ مآةٌ عَلَى مِثال مَعاةٍ. وماءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُواءً «1» ومأَتِ السنورُ كَذَلِكَ إِذا صَاحَتْ، مِثْلَ أَمَتْ تَأْمُو أُماء؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاءَ السنورُ يَمُوءُ كَمَأَى. أَبو عَمْرٍو: أَمْوَى إِذا صَاحَ صِياحَ السنورِ. والمِائةُ: عَدَدٌ مَعْرُوفٌ، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمَوْصُوفِ بِهَا، حَكَى سِيبَوَيْهِ: مَرَرْتُ برجُلٍ مائةٍ إِبلُه، قَالَ: وَالرَّفْعُ الْوَجْهُ، وَالْجَمْعُ مِئاتٌ ومِئُونَ عَلَى وَزْنِ مِعُونَ، ومِئٌ مِثَالُ مِعٍ، وأَنكر سِيبَوَيْهِ هَذِهِ الأَخيرة، قَالَ: لأَن بَنَاتَ الْحَرْفَيْنِ لَا يُفعل بِهَا كَذَا، يَعْنِي أَنهم لَا يَجْمَعُونَ عَلَيْهَا مَا قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا فِي الإِفراد ثُمَّ حذفَ الْهَاءِ فِي الْجَمْعِ، لأَن ذَلِكَ إِجحاف فِي الِاسْمِ وإِنما هُوَ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ المِئِيُّ. الْجَوْهَرِيُّ فِي المِائَة مِنَ الْعَدَدِ: أَصلها مِئًى مِثْلَ مِعًى، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ، وإِذا جُمِعَتْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ قُلْتَ مِئُون، بِكَسْرِ الميم، وبعضهم يقول مُؤُونَ، بِالضَّمِّ؛ قَالَ الأَخفش: وَلَوْ قُلْتَ مِئَاتٌ مِثْلَ مِعاتٍ لَكَانَ جَائِزًا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصلها مِئْيٌ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: سَمِعْتُ مِئْياً فِي مَعْنَى مِائةٍ عَنِ الْعَرَبِ، ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رضِيّ الدِّين الشَّاطِبِيِّ اللُّغَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: أَصلها مِئْيةٌ، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: سَمِعْتُ مِئْيَةً فِي مَعْنَى مِائةٍ، قَالَ: كَذَا حَكَاهُ الثَّمَانِينِيُّ فِي التَّصْرِيفِ، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ مِائَة دِرْهَمٍ، يُشِمُّونَ شَيْئًا مِنَ الرَّفْعِ فِي الدَّالِ وَلَا يُبَيِّنُونَ، وَذَلِكَ الإِخفاء، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ مِائَةَ دِرْهَمٍ بِإِدْغَامِ التَّاءِ فِي الدَّالِ مِنْ دِرْهَمٍ وَيَبْقَى الإِشمام عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ تَعَالَى: مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا؛ وَقَوْلِ امرأَة مِنْ بَنِي عُقَيْل تَفْخَرُ

_ (1). قوله [ومَاءَ السِّنَّوْرُ يَمُوءُ مُوَاءً] كذا في الأَصل وهو من المهموز، وعبارة القاموس: مُؤَاء بهمزتين.

بأَخوالها مِنَ الْيَمَنِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ إِنه للعامرِيَّة: حَيْدَةُ خَالِي ولَقِيطٌ وعَلي، ... وحاتِمُ الطائيُّ وهَّابُ المِئِي، ولمْ يكنْ كخالِك العَبْدِ الدَّعِي ... يَأْكلُ أَزْمانَ الهُزالِ والسِّني هَناتِ عَيْرٍ مَيِّتٍ غيرِ ذَكي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد المِئِيَّ فَخَفَّفَ كَمَا قَالَ الْآخَرُ: أَلَمْ تكنْ تَحْلِفُ باللهِ العَلي ... إِنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيرِ المَطِي وَمِثْلُهُ قَوْلُ مُزَرِّد: وَمَا زَوّدُوني غَيْرَ سَحْقِ عَباءةٍ، ... وخَمْسِمِئٍ مِنْهَا قَسِيٌّ وزائفُ «1» قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُمَا عِنْدَ الأَخفش مَحْذُوفَانِ مُرَخَّمَانِ. وَحُكِيَ عَنْ يُونُسَ: أَنه جَمْعٌ بِطَرْحِ الْهَاءِ مِثْلُ تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ لأَنه لَوْ أَراد ذَلِكَ لَقَالَ مِئًى مِثْلَ مِعًى، كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ لِثةٍ لِثًى، وَفِي جَمْعِ ثُبةٍ ثُباً؛ وَقَالَ فِي الْمُحْكَمِ فِي بَيْتِ مُزَرِّد: أَرادَ مُئِيٍّ فُعُول كحِلْيةٍ وحُلِيٍّ فَحَذَفَ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُرِيدَ مِئِين فَيَحْذِفُ النُّونَ، لَوْ أَراد ذَلِكَ لَكَانَ مئِي بِيَاءٍ، وَأَمَّا فِي غَيْرِ مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ فمِئٍ مِنْ خَمْسِمِئٍ جَمْعُ مِائَة كسِدْرة وسِدْرٍ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ لأَنه لَا يُقَالُ خَمْسُ تَمْرٍ، يُرَادُ بِهِ خَمْس تَمْرات، وأَيضاً فإِنَّ بَنَاتِ الْحَرْفَيْنِ لَا تُجْمَعُ هَذَا الْجَمْعَ، أَعني الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ؛ وَقَوْلُهُ: مَا كانَ حامِلُكُمْ مِنَّا ورافِدُكُمْ ... وحامِلُ المِينَ بَعْدَ المِينَ والأَلَفِ «2» إِنَّمَا أَراد الْمِئِينَ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ، وأَراد الْآلَافَ فَحَذَفَ ضَرُورَةً. وَحَكَى أَبو الْحَسَنِ: رأَيت مِئْياً فِي مَعْنَى مِائَةٍ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي، قَالَ: وهذه دَلَالَةٌ قَاطِعَةٌ عَلَى كَوْنِ اللَّامِ يَاءً، قَالَ: ورأَيت ابْنَ الأَعرابي قَدْ ذَهَبَ إِلى ذَلِكَ فَقَالَ فِي بَعْضِ أَماليه: إِنَّ أَصل مِائَةٍ مِئْيَةٌ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبي عَلِيٍّ فَعَجِبَ مِنْهُ أَن يَكُونَ ابْنُ الأَعرابي يَنْظُرُ مِنْ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ في مثله، وقالوا ثلاثمائةٍ فأَضافوا أَدنى الْعَدَدِ إِلى الْوَاحِدِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى الْجَمْعِ كَمَا قَالَ: فِي حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شَجِينا وَقَدْ يُقَالُ ثَلَاثُ مِئَاتٍ ومِئِينَ، والإِفراد أَكثر عَلَى شُذُوذِهِ، والإِضافة إِلى مِائَة فِي قَوْلِ سِيبَوَيْهِ وَيُونُسَ جَمِيعًا فِيمَنْ ردَّ اللَّامَ مِئَوِيٌّ كمِعَوِيٍّ، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّ مِائَة أَصلها عِنْدَ الْجَمَاعَةِ مِئْية سَاكِنَةُ الْعَيْنِ، فَلَمَّا حُذِفَتِ اللَّامُ تَخْفِيفًا جَاوَرَتِ الْعَيْنُ تَاءَ التأْنيث فَانْفَتَحَتْ عَلَى الْعَادَةِ وَالْعُرْفِ فَقِيلَ مِائَةٌ، فإِذا رَدَدْتَ اللَّامَ فَمَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ أَن تقرأَ الْعَيْنَ بِحَالِهَا مُتَحَرِّكَةً، وَقَدْ كَانَتْ قَبْلَ الرَّدِّ مَفْتُوحَةً فَتُقْلَبُ لَهَا اللَّامُ أَلفاً فَيَصِيرُ تَقْدِيرُهَا مِئاً كَثِنًى، فإِذا أَضفت إِليها أَبدلت الأَلف وَاوًا فَقُلْتَ مِئَوِيٌّ كَثِنَوِيٍّ، وأَما مَذْهَبُ يُونُسَ فإِنه كَانَ إِذا نَسَبَ إِلى فَعْلة أَو فِعْلة مِمَّا لَامُهُ يَاءٌ أَجراهُ مجْرى مَا أَصله فَعِلة أَو فِعِلة، فَيَقُولُونَ فِي الإِضافة إِلى ظَبْيَة ظَبَوِيٌّ، وَيَحْتَجُّ بِقَوْلِ الْعَرَبِ فِي النِّسْبَةِ إِلى بِطْيَة بِطَوِيّ وإِلى زِنْيَة زِنَوِيّ، فَقِيَاسُ هَذَا أَن تُجْرِيَ مِائَةً وإِن كَانَتْ فِعْلة مَجْرَى فِعَلة فَتَقُولَ فِيهَا مِئَوِيٌّ فَيَتَّفِقُ اللَّفْظَانِ مِنْ أَصلين مُخْتَلِفَيْنِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ يقال ثَلَاثمائةٍ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَقُولُوا مِئِينَ أَو مِئاتٍ كَمَا تَقُولُ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، لأَن مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلى الْعَشَرَةِ يَكُونُ جَمَاعَةً نَحْوَ ثَلَاثَةِ رِجَالٍ وَعَشَرَةِ رِجَالٍ، ولكنهم شبهوه بأَحد

_ (1). قوله [عباءة] في الصحاح: عمامة. (2). قوله [ما كان حاملكم إلخ] تقدم في أل ف: وكان.

عَشَرَ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ، وَمَنْ قَالَ مِئِينٌ ورَفَع النونَ بِالتَّنْوِينِ فَفِي تَقْدِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما فِعْلِينٌ مِثْلُ غِسْلِينٍ وَهُوَ قَوْلُ الأَخفش وَهُوَ شَاذٌّ، وَالْآخَرُ فِعِيل، كَسَرُوا لِكَسْرَةِ مَا بَعْدَهُ وأَصله مِئِيٌّ ومُئِيٌّ مِثَالُ عِصِيّ وعُصِيّ، فأَبدلوا مِنَ الْيَاءِ نُونًا. وأَمْأَى القومُ: صَارُوا مِائَةً وأَمْأَيْتُهُمْ أَنا، وإِذا أَتممت القومَ بِنَفْسِكَ مِائَةً فَقَدْ مَأَيْتَهم، وَهُمْ مَمْئِيُّون، وأَمْأَوْا هم فهم مُمْؤُون. وإِن أَتممتهم بِغَيْرِكَ فَقَدَ أَمْأَيْتَهُمْ وَهُمْ مُمْأَوْنَ. الْكِسَائِيُّ: كَانَ الْقَوْمُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ فأَمْأَيْتُهم، بالأَلف، مِثْلَ أَفعَلْتُهم، وَكَذَلِكَ فِي الأَلف آلَفْتُهم، وَكَذَلِكَ إِذا صَارُوا هُمْ كَذَلِكَ قُلْتَ: قَدْ أَمْأَوْا وآلَفُوا إِذا صَارُوا مِائَةً أَو أَلْفاً. الْجَوْهَرِيُّ: وأَمْأَيْتُها لَكَ جَعَلْتُهَا مِائَةً. وأَمْأَتِ الدراهمُ والإِبلُ والغنمُ وَسَائِرُ الأَنواع: صَارَتْ مِائَةً، وأَمْأَيْتها مِائةً. وشارطْتُه مُمَاآةً أَي عَلَى مائةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَقَوْلِكَ شَارَطْتُهُ مُؤالفةً. التَّهْذِيبِ: قَالَ اللَّيْثُ المِائَةُ حُذِفَتْ مِنْ آخِرِهَا وَاوٌ، وَقِيلَ: حَرْفُ لِينٍ لَا يُدْرَى أَواو هُوَ أَو يَاءٌ، وأَصل مِائَة عَلَى وَزْنِ مِعْية، فَحُوِّلَتْ حَرَكَةُ الْيَاءِ إِلى الْهَمْزَةِ، وَجَمْعُهَا مِأَيات عَلَى وَزْنِ مِعَيات، وَقَالَ فِي الْجَمْعِ: وَلَوْ قُلْتَ مِئات بِوَزْنِ مِعات لَجَازَ. ومأو المَأْوة: أَرض مُنْخَفِضَةٌ، وَالْجَمْعُ مَأْوٌ مَأْوٌ. متا: مَتَوْت فِي الأَرض كمَطَوْت. ومَتَوْت الحبلَ وغيرَه مَتْواً ومَتَيْتُه: مَدَدْتُه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فأَتَتْه الوَحْشُ وارِدةً، ... فتَمَتَّى النَّزْعَ مِنْ يَسَرِهْ فكأَنه فِي الأَصل فَتَمَتَّتَ فَقُلِبَتْ إِحدى التاءَات يَاءً، والأَصل فِيهِ مَتَّ بِمَعْنَى مَطَّ وَمَدَّ بِالدَّالِ. والتَّمَتِّي فِي نَزْع الْقَوْسِ: مَدُّ الصُّلْب. ابْنُ الأَعرابي: أَمْتَى الرجلُ إِذا امتدَّ رزقُه وَكَثُرَ. وَيُقَالُ: أَمْتَى إِذا طَالَ عمرُه، وأَمْتَى إِذا مشَى مِشْية قَبِيحَةً، والله أَعلم. مَحَا: مَحَا الشيءَ يَمْحُوه ويَمْحَاه مَحْواً ومَحْياً: أَذْهَبَ أَثَرَه. الأَزهري: المَحْوُ لِكُلِّ شَيْءٍ يَذْهَبُ أَثرُه، تَقُولُ: أَنا أَمْحُوه وأَمْحاه، وطيِء تَقُولُ مَحَيْتُه مَحْياً ومَحْواً. وامَّحَى الشيءُ يَمَّحِي امِّحاءً، انْفَعَلَ، وَكَذَلِكَ امْتَحَى إِذا ذَهَبَ أَثرُه، وَكَرِهَ بَعْضُهُمُ امْتَحَى، والأَجود امَّحَى، والأَصل فِيهِ انْمَحَى، وأَما امْتَحَى فَلُغَةٌ رَدِيئَةٌ. ومَحَا لَوْحَه يَمْحُوه مَحْواً ويَمْحِيه مَحْياً، فَهُوَ مَمْحُوٌّ ومَمْحِيٌّ، صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قلبها فأُدغمت فِي الْيَاءِ الَّتِي هِيَ لَامٌ الْفِعْلِ؛ وأَنشد الأَصمعي: كَمَا رأَيتَ الوَرَقَ المَمْحِيَّا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وامْتَحَى لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ. والمَاحِي: مِنْ أَسماء سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَحَا اللَّهُ بِهِ الكفرَ وآثارَه، وَقِيلَ: لأَنه يَمحُو الكفرَ ويُعَفِّي آثارَه بإِذن اللَّهِ. والمَحْوُ: السَّوَادُ الَّذِي فِي الْقَمَرِ كأَن ذَلِكَ كَانَ نَيِّراً فمُحِي. والمَحْوَة: المَطْرة تمحُو الجَدْبَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَصبحت الأَرض مَحْوَةً وَاحِدَةً إِذا تَغَطَّى وجْهُها بِالْمَاءِ حَتَّى كأَنها مُحِيَتْ. وتركتُ الأَرضَ مَحْوَةً وَاحِدَةً إِذا طَبَّقَها المطرُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا جِيدَتْ كلُّها، كَانَتْ فِيهَا غُدْرانٌ أَو لَمْ تَكُنْ. أَبو زَيْدٍ: تَرَكَتِ السماءُ الأَرضَ مَحْوَةً وَاحِدَةً إِذا طَبَّقَها المطرُ. ومَحوَة: الدَّبُورُ لأَنها تَمْحُو السحابَ مَعْرِفَةٌ، فإِن قُلْتَ: إِنَّ الأَعلام أَكثر وُقُوعِهَا فِي كَلَامِهِمْ إِنما هُوَ عَلَى الأَعيان المرئِيَّاتِ، فَالرِّيحُ وإِن لَمْ تَكُنْ مَرْئِيَّةً فإِنها عَلَى كُلِّ حَالٍ جِسْمٌ،

أَلا تَرَى أَنها تُصادِمُ الأَجرام، وكلُّ مَا صادَمَ الجِرْم جِرْمٌ لَا مَحالة، فإِن قِيلَ: وَلِمَ قَلَّتِ الأَعلام فِي الْمَعَانِي وَكَثُرَتْ فِي الأَعيان نَحْوَ زَيْدٍ وَجَعْفَرٍ وَجَمِيعِ مَا عُلِّقَ عَلَيْهِ عَلَمٌ وَهُوَ شَخْصٌ؟ قِيلَ: لأَن الأَعيان أَظهر لِلْحَاسَّةِ وأَبدى إِلى الْمُشَاهَدَةِ فَكَانَتْ أَشبه بالعَلَمِية مِمَّا لَا يُرى وَلَا يُشَاهَدُ حِسًّا، وإِنما يُعْلَمُ تأَمُّلًا وَاسْتِدْلَالًا، وَلَيْسَتْ مِنْ مَعْلُومِ الضَّرُورَةِ لِلْمُشَاهَدَةِ، وَقِيلَ: مَحْوةُ اسْمٌ للدَّبُور لأَنها تَمْحُو الأَثَرَ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ: سَحابات مَحَتْهُنَّ الدَّبُورُ وَقِيلَ: هِيَ الشَّمال. قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: مِنْ أَسماء الشَّمال مَحْوةُ، غَيْرُ مَصْرُوفَةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هَبَّتْ مَحْوَةُ اسمُ الشَّمال مَعْرِفة؛ وأَنشد: قَدْ بكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ، ... فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجَاجِ وَقِيلَ: هُوَ الجَنوب، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمِّيت الشَّمالُ مَحْوةَ لأَنها تَمْحُو السحابَ وتَذْهَبُ بِهَا. ومَحْوَة: رِيحُ الشَّمَال لأَنها تَذْهَبُ بِالسَّحَابِ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَدْخُلُهَا أَلف وَلَامٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ اخْتِصَاصَ مَحْوَة بالشَّمال لِكَوْنِهَا تَقْشَعُ السحابَ وتَذْهَب بِهِ، قَالَ: وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي الجَنوب؛ وأَنشد للأَعشى: ثمَّ فاؤوا على الكَريهَةِ والصَّبْرِ، ... كَمَا تَقْشَعُ الجَنُوبُ الجَهاما ومَحْوٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والمَحْوُ اسْمُ بَلَدٍ؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ: لِتَجْرِ الحَوادِثُ بَعْدَ الفَتَى ... الْمُغَادَرِ، بالمَحْو، أَذْلالَها والأَذْلالُ: جَمْعُ ذِلّ، وَهِيَ الْمَسَالِكُ والطُّرُق. يُقَالُ: أُمورُ اللَّهِ تَجْري عَلَى أَذْلالها أَي عَلَى مجَاريها وطُرُقِها. والمِمْحَاةُ: خِرْقة يُزَالُ بِهَا المَنيُّ وَنَحْوُهُ. مخا: التَّهْذِيبُ عَنِ ابْنُ بُزُرْجَ فِي نَوَادِرِهِ: تَمَخَّيْتُ إِليه أَي اعْتَذَرْتَ، وَيُقَالُ: امَّخَيتُ إِليه؛ وأَنشد الأَصمعي: قَالَتْ وَلَمْ تَقْصِدْ لَهُ وَلَمْ تَخِهْ، ... وَلَمْ تُراقِبْ مَأْثَماً فتَمَّخِهْ مِنْ ظُلْمِ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ، ... أَشْهَبَ مثْلَ النَّسْرِ بَيْنَ أَفْرُخِهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: مَا بالُ شَيْخِي آضَ مِن تَشَيُّخِهْ، ... أَزْعَرَ مِثْلَ النَّسْرِ عِنْدَ مَسْلَخِهْ وَقَالَ الأَصمعي: امَّخَى مِنْ ذَلِكَ الأَمر امِّخَاءً إِذا حَرِجَ مِنْهُ تَأَثُّماً، والأَصل انْمَخَى. الْجَوْهَرِيُّ: تَمَخَّيتُ مِنَ الشيءِ وامَّخَيْتُ مِنْهُ إِذا تبرّأْت مِنْهُ وتَحَرّجت. مدى: أَمْدَى الرجلُ إِذا أَسَنّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُوَ مِنْ مَدَى الْغَايَةِ. ومَدَى الأَجَل: مُنْتَهَاهُ. والمَدَى: الْغَايَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤهُ، ... إِذا المَدَى لم يُدْرَ ما مِيداؤُه وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المِيداءُ مِفْعال مِنَ المَدَى، وَهُوَ الْغَايَةُ والقَدْر. وَيُقَالُ: مَا أَدري مَا مِيْدَاءُ هَذَا الأَمر يَعْنِي قَدْرُهُ وَغَايَتُهُ. وَهَذَا بِمِيداء أَرضِ كَذَا إِذا كَانَ بحِذائها، يَقُولُ: إِذا سَارَ لَمْ يدرِ أَما مَضَى أَكثر أَم مَا بَقِيَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي

المِيدَاء مِفْعَالٌ مِنَ المَدَى غَلَطٌ، لأَن الْمِيمَ أَصلية وَهُوَ فِيعالٌ مِنَ المَدَى، كأَنه مَصْدَرُ مَادَى مِيدَاءً، عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ فاعَلْتُ فِيعالًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ لِيَهُودِ تَيْماءَ: أَن لَهُمُ الذمَّةَ وَعَلَيْهِمِ الجِزْيَة بِلَا عَداءٍ النهارَ مَدًى والليلَ سُدًى أَي ذَلِكَ لَهُمْ أَبداً مَا دَامَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ. يُقَالُ: لَا أَفعله مَدَى الدهرِ أَي طُولَه، والسُّدى: المُخَلَّى؛ وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ: المَدَى الْغَايَةُ أَي ذَلِكَ لَهُمْ أَبداً مَا كَانَ النهارُ والليلُ سُدًى أَي مُخَلًّى، أَراد مَا تُرك الليلُ وَالنَّهَارُ عَلَى حَالِهِمَا، وَذَلِكَ أَبداً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَيُقَالُ: قطْعة أَرض قَدْر مَدَى الْبَصَرِ، وَقَدْرُ مَدِّ الْبَصَرِ أَيضاً؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: المؤذِّن يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِه ؛ المَدَى: الْغَايَةُ أَي يَسْتكمل مغفرةَ اللَّهِ إِذا اسْتَنْفَد وُسْعَه فِي رَفْعِ صَوْتِهِ فَيَبْلُغُ الْغَايَةَ فِي الْمَغْفِرَةِ إِذا بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الصَّوْتِ، قِيلَ: هُوَ تَمْثِيلٌ أَي أَن الْمَكَانَ الَّذِي يَنْتَهِي إِليه الصَّوْتُ لَوْ قُدّر أَن يَكُونَ مَا بَيْنَ أَقصاه وَبَيْنَ مَقام الْمُؤَذِّنِ ذنوبٌ تملأُ تلك الْمَسَافَةَ لَغَفَرَها اللَّهُ لَهُ؛ وَهُوَ مِني مَدَى البصرِ، وَلَا يُقَالُ مَدّ الْبَصَرِ. وَفُلَانٌ أَمْدَى الْعَرَبِ أَي أَبْعَدُهم غَايَةً فِي الْغَزْوِ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ قَالَ عُقَيْلٌ تَقَوَّلَهُ، وإِذا صَحَّ مَا حَكَاهُ فَهُوَ مِنْ بَابِ أَحْنَكِ الشَّاتَيْنِ. وَيُقَالُ: تَمَادَى فُلَانٌ فِي غَيِّه إِذا لَجَّ فِيهِ، وأَطال مَدَى غَيِّه أَي غَايَتَهُ. وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتمادى بِي أَي يَتطاول ويتأَخر، وَهُوَ يَتَفَاعَلُ مِنَ المَدى. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: لَوْ تَمادى بِيَ الشهرُ لَواصَلْتُ. وأَمْدى الرجلُ إِذا سُقي لَبَناً فأَكثر. والمُدْيةُ والمِدْية: الشَّفْرة، وَالْجَمْعُ مِدًى ومُدًى ومُدْيات، وَقَوْمٌ يَقُولُونَ مُدْية فإِذا جَمَعُوا كسَروا، وآخرُون يقولون مِدْية فإِذا جمعوا ضَمُّوا، قَالَ: وَهَذَا مُطَّرِدٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ لِدُخُولِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى الأُخرى. والمَدْية، بِفَتْحِ الْمِيمِ، لُغَةٌ فِيهَا ثَالِثَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. قَالَ الْفَارِسِيُّ: قَالَ أَبو إِسحق سُمِّيَتْ مُدْية لأَن بِهَا انْقِضَاءَ المَدَى، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. وَفِي الْحَدِيثِ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لاقُو العدوِّ غَدًا وَلَيْسَتْ مَعَنا مُدًى ؛ هِيَ جَمْعُ مُدْية، وَهِيَ السِّكِّينُ والشَّفْرة. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ: وَلَا تَفُلُّوا المَدى بِالِاخْتِلَافِ بَيْنَكُمْ ، أَراد لَا تَخْتَلِفُوا فَتَقَعَ الْفِتْنَةُ بَيْنَكُمْ فَيَنْثَلِمَ حَدُّكم، فَاسْتَعَارَهُ لِذَلِكَ. ومَدْيةُ القَوس «3» كَبِدُها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَرْمِي وإِحْدى سِيَتَيْها مَدْيَهْ، ... إِنْ لَمْ تُصِبْ قَلْباً أَصابَتْ كُلْيَهْ والمَدِيُّ، عَلَى فَعِيل: الْحَوْضُ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ نَصائبُ، وَهِيَ حِجَارَةٌ تُنْصَب حولَه؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا أُمِيلَ فِي المَدِيّ فَاضَا وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ مَاءً ورَدَهُ: أَثَرْتُ مَدِيَّهُ، وأَثَرْتُ عَنْهُ ... سَواكِنَ قَدْ تَبَوَّأْن الحُصونا وَالْجَمْعُ أَمْدِيةٌ. والمَدِيُّ أَيضاً: جَدْوَلٌ صَغِيرٌ يَسِيلُ فِيهِ مَا هُريقَ مِنْ مَاءِ الْبِئْرِ. والمَدِيُّ والمَدْيُ: مَا سَالَ «4» مِنْ فُرُوغِ الدَّلْوِ يُسَمَّى مَدِيّاً مَا دَامَ يُمَدُّ، فإِذا استقَرَّ وأَنْتَنَ فهو غَرَب.

_ (3). قوله [ومَدْيَة القوس إِلى قوله في الشاهد وإحدى سيتيها مَدْيَة] ضبط في الأصل بفتح الميم من مَدْيَة في الموضعين وتبعه شارح القاموس فقال: والمَدْيَة، بالفتح، كبد القوس: وأَنشد البيت. وعبارة الصاغاني في التكملة: والمُدْيَة بالضم كبد القوس؛ وأنشد البيت. (4). قوله [والمَدِيّ والمَدْي مَا سَالَ إلخ] كذا في الأصل مضبوطاً.

قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَدِيُّ الْمَاءُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الْحَوْضِ ويَخْبُثُ فَلَا يُقْرَبُ. والمُدْيُ: مِنَ الْمَكَايِيلِ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِكْيَالٌ ضَخْم لأَهل الشَّامِ وأَهل مِصْرَ، وَالْجَمْعُ أَمْداءٌ. التَّهْذِيبِ: والمُدْيُ مِكْيَالٌ يأْخذ جَريباً. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَجْرَى لِلنَّاسِ المُدْيَيْنِ والقِسْطَيْنِ ؛ فالمُدْيانِ الجَريبانِ، والقِسْطانِ قِسطانِ مِنْ زَيْتٍ كُلٌّ يَرْزُقهما الناسَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرِيدُ مُدْيَيْنِ مِنَ الطَّعَامِ وقِسْطَيْن مِنَ الزَّيْتِ، والقِسْط نِصْفُ صَاعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: المُدْيُ القَفيز الشَّامِيُّ وَهُوَ غَيْرُ المُدِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المُدْيُ مِكْيَالٌ لأَهل الشَّامِ يُقَالُ لَهُ الجَريب، يَسَعُ خَمْسَةً وأَربعين رِطْلًا، والقَفِيزُ ثَمَانِيَةُ مَكاكِيكَ، والمَكُّوك صَاعٌ وَنِصْفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: البُرُّ بالبُرِّ مُدْيٌ بِمُدْيٍ أَي مِكْيَالٌ بِمِكْيَالٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والمُدْيُ مِكْيَالٌ لأَهل الشَّامِ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ مَكُّوكاً، والمَكُّوك صَاعٌ وَنِصْفٌ، وَقِيلَ: أَكثر مِنْ ذَلِكَ. مذي: المَذْيُ، بِالتَّسْكِينِ: مَا يَخْرُجُ عِنْدَ الْمُلَاعَبَةِ وَالتَّقْبِيلِ، وَفِيهِ الْوُضُوءُ. مَذَى الرجلُ والفَحْلُ، بِالْفَتْحِ، مَذْياً وأَمْذَى، بالأَلف، مِثْلُهُ وَهُوَ أَرَقُّ مَا يَكُونُ مِنَ النُّطْفَةِ، وَالِاسْمُ المَذْيُ والمَذِيُّ، وَالتَّخْفِيفُ أَعلى. التهذيب: وهو المذا وَالْمَذَى مِثْلُ الْعَمَى «1». وَيُقَالُ: مَذَى وأَمْذَى ومَذَّى، قَالَ: والأَول أَفصحها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: كنتُ رَجُلًا مَذَّاءً فاستحيتُ أَن أَسأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَمرتُ المِقْداد فسأَله فَقَالَ فِيهِ الْوُضُوءُ ؛ مَذَّاء أَي كَثِيرُ المَذْي. قَالَ ابْنُ الأَثير: المَذْيُ، بِسُكُونِ الذَّالِ مُخَفَّفُ الْيَاءِ، الْبَلَلُ اللَّزِج الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الذَّكَرِ عِنْدَ مُلاعبة النساءِ وَلَا يَجِبُ فِيهِ الغُسْل، وَهُوَ نَجِسٌ يَجِبُ غَسْله وَيَنْقُضُ الْوُضُوءَ، والمَذَّاءُ فَعَّالٌ لِلْمُبَالَغَةِ فِي كَثْرَةِ المَذْي، مَنْ مَذَى يَمْذِي لَا مِنْ أَمْذى، وَهُوَ الَّذِي يَكْثُرُ مَذْيُه. الأُمَوِيّ: هُوَ المَذِيُّ، مُشَدَّدٌ، وبعضٌ يُخَفِّف. وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأَصمعي: المَذِيُّ والوَدِيُّ والمَنِيُّ مُشَدَّدَاتٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَنِيُّ وَحْدَهُ مُشَدَّدٌ، والمَذْيُ والوَدْيُ مُخَفَّفَانِ، والمَذْيُ أَرق مَا يَكُونُ مِنَ النُّطْفَةِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: المَذِيُّ، مُشَدَّدٌ، اسْمُ الماءِ، وَالتَّخْفِيفُ مَصْدَرُ مَذَى. يُقَالُ: كلُّ ذَكَرٍ يَمْذِي وَكُلُّ أُنثى تَقْذي؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَخطل: تَمْذِي إِذا سَخَنَتْ فِي قُبْلِ أَذرُعِها، ... وتَدْرَئِمُّ إِذا مَا بَلَّها المَطَرُ والمَذْيُ: الماءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ صُنْبُور الْحَوْضِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: المَذِيُّ أَيضاً مَسِيل الْمَاءِ مِنَ الْحَوْضِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رَآهَا تَرْشُفُ المَذِيَّا، ... ضَجَّ العَسِيفُ واشْتَكى الْوُنِيّا والمَذِيَّةُ: أُم بَعْضِ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ يُعَيَّرُ بِهَا. وأَمْذَى شَرَابَهُ: زَادَ فِي مِزاجه حَتَّى رَقَّ جِدًّا. ومَذَيْتُ فَرَسِي وأَمْذَيْته ومَذَّيْته: أَرسلته يَرْعَى. والمِذَاء: أَن تَجْمع بَيْنَ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَتَتْرُكَهُمْ يُلَاعِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والمِذَاء: الْمُمَاذَاةُ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الغَيْرَةُ مِنَ الإِيمان والمِذَاءُ مِنَ النِّفَاقِ «2»؛ وَهُوَ الْجَمْعُ بَيْنَ الرِّجَالِ والنساء للزنا، سُمِّيَ مِذَاءً لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُماذِي بعضاً مِذاءً.

_ (1). قوله [وهو المذا والمذى مثل العمى] كذا في الأصل بلا ضبط. (2). قوله [ والمِذَاء من النفاق إلخ] كذا هو في الأصل مضبوطاً بالكسر كالصحاح، وفي القاموس: والمَذَاء كسماء، وكذلك ضبط في التكملة مصرحاً بالفتح، وَقَدْ رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْحَدِيثَ.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المِذاءُ أَن يُدخِل الرجلُ الرجالَ عَلَى أَهله ثُمَّ يُخَلِّيَهم يُماذِي بعضُهم بَعْضًا، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ المَذْي، يَعْنِي يَجْمَعُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ثم يخليهم يُماذِي بعضهم بَعْضًا مِذاءً. ابْنُ الأَعرابي: أَمْذَى الرجلُ ومَاذَى إِذا قَادَ عَلَى أَهله، مأْخوذ مِنَ المَذْي، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَمْذَيْت فَرَسِي ومَذَيته إِذا أَرسلته يَرْعَى، وأَمْذَى إِذا أَشهد. قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِيمَا جاءَ فِي الْحَدِيثِ: هُوَ المَذاءُ ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، كأَنه مِنَ اللِّين وَالرَّخَاوَةِ، مِنْ أَمْذَيْت الشرابَ إِذا أَكثرت مِزاجَه فذهبتْ شِدَّتُه وحِدَّتُه، وَيُرْوَى المِذال، بِاللَّامِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والمَذَاء: الدِّياثة، والدَّيُّوث: الَّذِي يُدَيِّث نفسَه عَلَى أَهله فَلَا يُبَالِي مَا يُنال مِنْهُمْ، يُقَالُ: دَاثَ يَدِيث إِذا فَعَلَ ذَلِكَ، يُقَالُ: إِنه لَدَيُّوثٌ بَيِّن المَذاءِ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنَ المَذْي الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الذَّكَرِ عِنْدَ الشَّهْوَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مِنْ مَذَيْت فَرَسِي. ابْنُ الأَنباري: الوَدْي الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ ذَكَرِ الرَّجُلِ بَعْدَ الْبَوْلِ إِذا كَانَ قَدْ جَامَعَ قَبْلَ ذَلِكَ أَو نَظَرَ، يُقَالُ: وَدَى يَدِي وأَوْدَى يُودِي، والأَول أَجود. والمَذْي: مَا يَخْرُجُ مِنْ ذَكَرِ الرَّجُلِ عِنْدَ النَّظَرِ. يُقَالُ: مَذَى يَمْذِي وأَمْذَى يُمْذِي، والأَول أَجود. والمَاذِيُّ: العسَل الأَبيض. والماذِيَّةُ: الخَمْرة السَّهْلَةُ السَّلِسة، شُبِّهَتْ بِالْعَسَلِ، وَيُقَالُ: سُمِّيت ماذِيَّةً لِلِينِها. يُقَالُ: عَسَلٌ مَاذِيٌّ إِذا كَانَ لَيِّناً، وَسُمِّيَتِ الْخَمْرُ سُخامِيَّةً لِلينها أَيضاً. وَيُقَالُ: شَعْرٌ سُخامٌ إِذا كَانَ ليِّناً. الأَصمعي: المَاذِيَّةُ السَّهْلَةُ اللَّيِّنة، وَتُسَمَّى الْخَمْرُ ماذِيَّةً لِسُهُولَتِهَا فِي الْحَلْقِ. والمِذَى: المَرايا، وَاحِدَتُهَا مَذْيَةٌ، وَتُجْمَعُ مَذْياً ومَذَيات ومِذًى ومِذاء؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ فِي المَذِيَّة فَجَعَلَهَا عَلَى فَعِيلة: وبَياضُ وجْهكَ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُه ... مِثْلُ المَذِيَّةِ، أَو كشَنْفِ الأَنْضُرِ قَالَ فِي تَفْسِيرِ المَذِيَّة: المِرآة، وَيُرْوَى: مِثْلُ الوَذِيلة. وأَمْذَى الرجلُ إِذ تَجَرَ فِي المِذَاء، وَهِيَ المَرائي. والمَذِيَّةُ: المِرآةُ المَجْلُوَّة. والماذِيَّةُ مِنَ الدُّرُوعِ: الْبَيْضَاءُ. ودِرْعٌ ماذِيَّة: سَهْلَةٌ ليِّنة، وَقِيلَ: بَيْضَاءُ. والماذِيُّ: السِّلَاحُ كُلُّهُ مِنَ الْحَدِيدِ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ وأَبو خَيْرَةَ: الماذِيُّ الْحَدِيدُ كُلُّهُ الدِّرْع والمِغْفَر وَالسِّلَاحُ أَجمع، مَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ فَهُوَ مَاذِيٌّ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: يَمْشُونَ، والمَاذِيُّ فوقَ رؤوسهِمْ، ... يَتَوَقَّدُونَ تَوَقُّدَ النَّجْم وَيُقَالُ: المَاذِيُّ خَالِصُ الْحَدِيدِ وجَيِّدُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَضَيْنا عَلَى مَا لَمْ تَظْهَرْ ياؤُه مِنْ هَذَا الْبَابِ بِالْيَاءِ لِكَوْنِهَا لَامًا مَعَ عَدَمِ م ذ و، والله أَعلم. مرا: المَرْوُ: حِجَارَةٌ بيضٌ بَرَّاقة تَكُونُ فِيهَا النَّارُ وتُقْدَح مِنْهَا النَّارُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: الواهِبُ الأُدْمَ كالمَرْوِ الصِّلاب، إِذا ... مَا حارَدَ الخُورُ، واجْتُثَّ المَجاليحُ «1» وَاحِدَتُهَا مَرْوَةٌ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المَرْوَة بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ شُمَيْلٍ: المَرْوُ حَجَرٌ أَبيض رَقِيقٌ يُجْعَلُ منها المَطارُّ، يُذْبَحُ بِهَا، يَكُونُ المَرْوُ مِنْهَا كأَنه البَرَدُ، وَلَا يَكُونُ أَسود وَلَا أَحمر، وَقَدْ يُقْدَح بِالْحَجَرِ الأَحمر فَلَا يُسَمَّى مَرْواً، قَالَ: وَتَكُونُ المَرْوَة مِثْلَ جُمْعِ الإِنسان وأَعظم وأَصغر. قَالَ شَمِرٌ: وسأَلت عَنْهَا أَعرابيّاً مِنْ بَنِي أَسد فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ القدَّاحات الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا النَّارُ. وَقَالَ أَبو

_ (1). قوله [الواهب الأدم] وقع البيت في مادة جلح محرفاً فيه لفظ الصلاب بالهلاب واجتث مبنياً للفاعل، والصواب ما هنا.

خَيْرَة: المَرْوَة الْحَجَرُ الأَبيض الهَشُّ يَكُونُ فِيهِ النَّارُ. أَبو حَنِيفَةَ: المَرْوُ أَصلب الْحِجَارَةِ، وَزَعَمَ أَن النَّعام تبتلعُه وَذَكَرَ أَن بَعْضَ الْمُلُوكِ عَجِب مِنْ ذَلِكَ ودَفَعَه حَتَّى أَشهده إِياه المُدَّعِي. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ إِذا أَصاب أَحدُنا صَيْدًا وَلَيْسَ مَعَهُ سِكِّين أَيَذْبَحُ بالمَرْوة وشِقَّةِ العَصا؟ المَرْوَة: حَجَرٌ أَبيض بَرَّاق، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُقْدَح مِنْهَا النَّارُ، ومَرْوَةُ المَسْعَى الَّتِي تُذكرُ مَعَ الصَّفا وَهِيَ أَحد رأْسَيْه اللذَيْنِ ينتهِي السعيُ إِليهما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، وَالْمُرَادُ فِي الذَّبْحِ جِنْسُ الأَحجار لَا المَرْوةُ نفسُها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِذا رَجُلٌ مِنْ خَلْفي قَدْ وَضَعَ مَرْوَتَه عَلَى مَنْكِبي فإِذا هُوَ عليٌ ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَقِيَه عِنْدَ أَحجار المِرَاء ؛ قِيلَ: هِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ قُباء، فأَما المُراء، بِضَمِّ الْمِيمِ، فَهُوَ دَاءٌ يُصِيبُ النَّخْلَ. والمَرْوَةُ: جَبَلُ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ . والمَرْوُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ. والمَرْوُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّيَاحِينِ؛ قَالَ الأَعشى: وآسٌ وَخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَمْسَقٌ، ... إِذا كَانَ هِنْزَمْنٌ، ورُحْتُ مُخَشَّما «1» وَيُرْوَى: وسَوْسَنٌ، وسَمْسقٌ هُوَ المَرْزَجُوش، وهِنْزَمْنٌ: عيدٌ لَهُمْ. والمُخَشَّمُ: السَّكْرَانُ. ومَرْو: مَدِينَةٌ بِفَارِسَ، النَّسَبُ إِليها مَرْوِيٌّ ومَرَوِيٌّ ومَرْوَزيٌّ؛ الأَخيرتان مِنْ نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النِّسْبَةُ إِليها مَرْوَزِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، والثَّوْبُ مَرْوِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ. ومَروان: اسْمُ رَجُلٍ: ومَرْوان: جَبَلٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسب ذَلِكَ. والمَرَوراةُ: الأَرض أَو الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا. وَهِيَ فَعَوْعَلةٌ، وَالْجَمْعُ المَرَوْرَى والمَرَوْرَيات والمَرارِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ مَرَوْرَى، قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ بِمَنْزِلَةِ صَمَحْمَح وَلَيْسَ بِمَنْزِلَةِ عَثَوْثل لأَن بَابَ صَمَحْمَح أَكثر مِنْ بَابِ عَثَوْثَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَرَوْراةٌ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ فَعَلْعَلَةٌ، قَالَ فِي بَابِ مَا تُقْلب فِيهِ الْوَاوُ يَاءً نَحْوَ أَغْزَيْتُ وغازَيْتُ: وأَما المَرَوْراةُ فَبِمَنْزِلَةِ الشَّجَوْجاة وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ صَمَحْمَح، وَلَا تَجْعَلْهُما عَلَى عَثَوْثَل، لأَن فَعَلْعَلًا أَكثر. ومَرَوْراةُ: اسْمُ أَرض بِعَيْنِهَا؛ قَالَ أَبو حيَّة النُّميري: وَمَا مُغْزِلٌ تحْنو لأَكْحَلَ، أَيْنَعَتْ ... لَهَا بِمَرَوْراةَ الشروجُ الدَّوافِعُ التَّهْذِيبِ: المَرَوْرَاةُ الأَرض الَّتِي لَا يَهْتَدِي فِيهَا إِلا الخِرِّيت. وَقَالَ الأَصمعي: المَروْرَاةُ قَفْرٌ مُسْتو، وَيُجْمَعُ مَرَوْرَياتٍ ومَرارِيَّ. والمَرْيُ: مَسْح ضَرْع النَّاقَةِ لتَدِرَّ. مَرَى الناقةَ مَرْياً: مَسَحَ ضَرْعَها لِلدِّرَّةِ، وَالِاسْمُ المِرْيَة، وأَمرَتْ هِيَ دَرَّ لبنُها، وَهِيَ المِرْيَة والمُرْيَة، وَالضَّمُّ أَعلى. سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا حَلَبتها مِرْيَةً، لَا تُرِيدُ فِعْلًا وَلَكِنَّكَ تُرِيدُ نَحْواً مِنَ الدِّرَّة. الْكِسَائِيُّ: المَرِيُّ النَّاقَةُ الَّتِي تَدِرُّ عَلَى مَنْ يَمْسَحُ ضُروعها، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ اللَّبَنِ، وَقَدْ أَمْرَتْ، وَجَمْعُهَا مَرايا. ابْنُ الأَنباري: فِي قَوْلِهِمْ مَارَى فُلَانٌ فُلَانًا مَعْنَاهُ قَدِ اسْتَخْرَجَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْكَلَامِ والحُجَّة، مأْخوذ مِنْ قَوْلِهِمْ مَرَيْت الناقةَ إِذا مسحتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ. أَبو زَيْدٍ: المَرِيُّ النَّاقَةُ تُحْلَب عَلَى غَيْرِ وَلَدٍ وَلَا

_ (1). قوله [وخيري] هو بكسر الخاء كما ترى، صرح بذلك المصباح وغيره، وضبط في مادة خير من اللسان بالفتح خطأ.

تَكُونُ مَرِيّاً وَمَعَهَا وَلَدُهَا، وَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَجَمْعُهَا مَرايا. وَفِي حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ له امْرِ الدمَ بِمَا شِئْتَ ، مَنْ رَوَاهُ أَمِرْه فَمَعْنَاهُ سَيِّلْه وأَجْرِه وَاسْتَخْرِجْهُ بِمَا شِئْتَ، يُرِيدُ الذَّبْحَ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مور، وَمَنْ رَوَاهُ امْرِهِ أَي سَيِّلْه وَاسْتَخْرِجْهُ، فَمِنْ مَرَيْتُ الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرعَها لِتَدِرَّ؛ وَرَوَى ابْنُ الأَعرابي: مَرَى الدمَ وأَمْراه إِذا اسْتَخْرَجَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير، وَيُرْوَى: أَمِر الدمَ مَنْ مارَ يَمُور إِذا جَرَى، وأَماره غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ مشدَّد الرَّاءِ وَهُوَ غَلط، وَقَدْ جاءَ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ أَمْرِرْ، بِرَاءَيْنِ مُظْهَرَتَيْنِ، وَمَعْنَاهُ اجْعَلِ الدمَ يمُرّ أَي يَذْهَبُ، قَالَ: فَعَلَى هَذَا مَنْ رَوَاهُ مُشَدَّدَ الرَّاءِ يَكُونُ قَدْ أَدغم، قَالَ: وَلَيْسَ بِغَلَطٍ؛ قَالَ: وَمِنَ الأَول حَدِيثُ عَاتِكَةَ: مَرَوْا بالسُّيوفِ المُرْهَفاتِ دِماءهُمْ أَي اسْتَخْرَجُوهَا واستدرُّوها. ابْنُ سِيدَهْ: مَرَى الشيءَ وامْتَرَاه اسْتَخْرَجَهُ. وَالرِّيحُ تَمْرِي السَّحَابَ وتَمْتَرِيه: تَسْتَخْرِجُهُ وتَسْتَدِرُّه. ومَرَت الريحُ السحابَ إِذا أَنزلت مِنْهُ الْمَطَرَ. وَنَاقَةٌ مَرِيٌّ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَهُوَ عِنْدَهُ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ وَلَا فِعْلَ لَهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ تَدُرّ بالمَرْيِ عَلَى يَدِ الْحَالِبِ، وَقَدْ أَمْرَتْ وَهِيَ مُمْرٍ. والمُمْري: الَّتِي جَمَعَت ماءَ الْفَحْلِ فِي رَحِمِهَا. وَفِي حَدِيثِ نَضْلة بْنِ عَمْرٍو: أَنه لَقِيَ النبيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بمَرِيَّيْن ؛ هِيَ تَثْنِيَةُ مَرِيٍّ بِوَزْنِ صَبيّ، وَيُرْوَى: مَرِيَّتَيْنِ ، تَثْنِيَةُ مَرِيَّة، والمَرِيُّ والمَرِيَّة: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ الدَّرِّ، مِنَ المَرْي، وَوَزْنُهَا فَعِيلٌ أَو فَعُول. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: وَسَاقَ مَعَهُ نَاقَةً مَرِيّاً. ومِرْيَةُ الفَرَس: مَا استُخْرج مِنْ جَرْيه فدَرَّ لِذَلِكَ عَرَقُه، وَقَدْ مَراهُ مَرْياً. ومَرَى الفرسُ مَرْياً إِذا جَعَلَ يَمْسَحُ الأَرض بِيَدِهِ أَو رِجْلِهِ ويَجُرُّها مِنْ كَسْر أَو ظَلَع. التَّهْذِيبِ: وَيُقَالُ مَرَى الفرسُ والناقةُ إِذا قَامَ أَحدهما عَلَى ثَلَاثٍ ثُمَّ بحَثَ الأَرض بِالْيَدِ الأُخرى، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ؛ وأَنشد: إِذا حُطَّ عَنْهَا الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها ... إِلى شَذَبِ العِيدانِ، أَو صَفَنَتْ تَمْرِي الْجَوْهَرِيُّ: مَرَيْتُ الفرسَ إِذا استخرجتَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَرْيِ بِسَوْطٍ أَو غَيْرِهِ، وَالِاسْمُ المِرْيَة، بِالْكَسْرِ، وَقَدْ يُضَمُّ. ومَرَى الفرسُ بِيَدَيْهِ إِذا حَرَّكهما عَلَى الأَرض كَالْعَابِثِ. ومَرَاه حَقَّهُ أَي جَحَده؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا خَلَفٌ مِنْكِ يَا أَسماءُ فاعْتَرِفي، ... مِعَنَّة البَيْتِ تَمْري نِعْمةَ البَعَلِ أَي تَجْحَدُهَا، وَقَالَ عُرْفُطة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدي: أَكُلَّ عِشاءٍ مِنْ أُمَيْمةَ طائفُ، ... كَذِي الدَّيْنِ لَا يَمْري، وَلَا هُوَ عارِفُ؟ أَي لَا يَجْحَد وَلَا يَعْترف. ومَارَيْتُ الرجلَ أُمَارِيه مِراءً إِذا جَادَلْتَهُ. والمِرْيةُ والمُرْيَةُ: الشَّكُّ والجدَل، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، وقرئَ بِهِمَا قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُمَا لُغَتَانِ، قَالَ: وأَما مِرْيَةُ النَّاقَةِ فَلَيْسَ فِيهِ إِلا الْكَسْرُ، وَالضَّمُّ غَلَطٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي مَسْحَ الضَّرْعِ لتَدُرَّ الناقةُ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ مُرْيَة الناقةِ، بِالضَّمِّ، وَهِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ؛ وأَنشد: شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَلَى المُرْيَةِ، ... كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذِي الطُّلَّاء

شَبَّهَ» بِنَاقَةٍ قَدْ شَمَذَتْ بذَنَبها أَي رَفَعَتْهُ، والصِّرْف: صِبْغٌ أَحمر، والطُّلَّاء: الدَّمُ. والامْتِرَاءُ فِي الشيءِ: الشَّكُّ فِيهِ، وَكَذَلِكَ التَّماري. والمِراءُ: المُماراةُ والجدَل، والمِراءُ أَيضاً: مِنَ الامْتِراءِ والشكِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً ؛ قَالَ: وأَصله فِي اللُّغَةِ الجِدال وأَن يَستخرج الرجلُ مِنْ مُناظره كَلَامًا وَمَعَانِي الْخُصُومَةِ وَغَيْرِهَا منْ مَرَيْتُ الشاةَ إِذا حَلَبْتَهَا وَاسْتَخْرَجْتَ لَبَنَهَا، وَقَدْ مَارَاهُ مُمَاراةً ومِيراءً. وامْتَرَى فِيهِ وتَمَارَى: شَكَّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهَذَا مِنَ الأَفعال الَّتِي تَكُونُ لِلْوَاحِدِ. وَقَوْلُهُ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يُشاري وَلَا يُمَارِي ؛ يُشاري: يَسْتَشْري بِالشَّرِّ، وَلَا يُمَارِي: لَا يُدافع عَنِ الْحَقِّ وَلَا يُرَدِّدُ الْكَلَامَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَفَتُمارُونَهُ عَلى مَا يَرى ، وقرئَ: أَفتَمْرُونَه عَلَى مَا يَرَى ؛ فَمَنْ قرأَ أَفَتُمارُونَهُ فَمَعْنَاهُ أَفتجادلونه فِي أَنه رأَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِقَلْبِهِ وأَنه رأَى الكُبْرى مِنْ آيَاتِهِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَوَّامِ، وَمَنْ قرأَ أَفتَمرونه فَمَعْنَاهُ أَفتجحدونه، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ أَفَتَمْرُونه عَلَى مَا يَرَى أَي تَدْفَعُونَهُ عَمَّا يَرَى، قَالَ: وَعَلَى فِي مَوْضِعِ عَنْ. ومارَيْتُ الرجلَ ومارَرْتُه إِذا خَالَفْتَهُ وتَلَوَّيْتَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ مِرار الفَتْل ومِرارِ السِّلسِلة تَلَوِّي حَلَقِها إِذا جُرَّتْ عَلَى الصَّفا. وَفِي الْحَدِيثِ: سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةَ مثلَ مِرار السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا. وَفِي حَدِيثِ الأَسود «3»: أَنه سأَل عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ مَا فَعَلَ الَّذِي كَانَتِ امرأَتُه تُشارُّه وتُماريه؟ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لَا تُماروا فِي الْقُرْآنِ فإِنَّ مِراءً فِيهِ كُفْرٌ ؛ المِراءُ: الْجِدَالُ. والتَّماري والمُمَارَاة: الْمُجَادَلَةُ عَلَى مَذْهَبِ الشَّكِّ والرِّيبة، وَيُقَالُ لِلْمُنَاظَرَةِ مُمَارَاة لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَسْتَخْرِجُ مَا عِنْدَ صَاحِبِهِ ويَمْتَريه به كَمَا يَمْتري الحالبُ اللبنَ مِنَ الضَّرْع؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ وَجْهُ الْحَدِيثِ عِنْدَنَا عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي التأْويل، وَلَكِنَّهُ عِنْدَنَا عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي اللَّفْظِ، وَهُوَ أَن يقرأَ الرَّجُلُ عَلَى حَرْفٍ فَيَقُولَ لَهُ الْآخَرُ لَيْسَ هُوَ هَكَذَا وَلَكِنَّهُ عَلَى خِلَافِهِ، وَقَدْ أَنزلهما اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كِلَيْهِمَا، وَكِلَاهُمَا مُنَزَّلٌ مقروءٌ بِهِ، يُعلم ذَلِكَ بِحَدِيثِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحرف ، فإِذا جَحَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قراءَة صَاحِبِهِ لَمْ يُؤْمَنْ أَن يَكونَ ذَلِكَ قَدْ أَخْرَجه إِلى الكُفر لأَنه نَفى حَرفاً أَنزله اللَّهُ عَلَى نَبِيَّهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالتَّنْكِيرُ فِي المِراء إِيذاناً بأَن شَيْئًا مِنْهُ كُفْرٌ فَضلًا عمَّا زَادَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقِيلَ إِنما جَاءَ هَذَا فِي الجِدال والمِراء فِي الْآيَاتِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ القَدَر وَنَحْوِهِ مِنَ الْمَعَانِي، عَلَى مَذْهَبِ أَهل الْكَلَامِ وأَصحاب الأَهْواءِ والآراءِ، دُونَ مَا تَضمَّنته مِنَ الأَحكام وأَبواب الحَلال وَالْحَرَامِ، فإِن ذَلِكَ قَدْ جَرى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فمَن بَعْدَهُمْ مِن الْعُلَمَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجمعين، وَذَلِكَ فِيمَا يَكُونُ الغَرَضُ مِنْهُ والباعِثُ عَلَيْهِ ظُهورَ الْحَقِّ ليُتَّبَع دُونَ الغَلَبة والتَّعْجِيز. اللَّيْثُ: المِرْيةُ الشَّكُّ، وَمِنْهُ الامْتراء والتَّماري فِي القُرآن، يُقَالُ: تَمارى يَتَمارى تَمارِياً، وامْتَرَى امْتِراءً إِذا شكَّ. وَقَالَ الفراءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى ؛ يَقُولُ: بأَيِّ نِعْمةِ رَبِّك تُكَذِّبُ أَنها لَيْسَتْ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وَالْمَعْنَى أَيها الإِنسان بأَيِّ نِعْمَةِ رَبِّكَ الَّتِي تَدُلُّكَ عَلَى أَنه واحد تتشكك.

_ (2). قوله [شبه] أي الشاعر الحرباء بناقة إلخ كما يؤخذ من مادة ش م ذ. (3). قوله [وفي حديث الأسود] كذا في الأصل، ولم نجده إلا في مادة مرر من النهاية بلفظ تمارّه وتشارّه.

الأَصمعي: القَطاةُ المارِيَّةُ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، هِيَ المَلْساءُ المُكْتنزة اللَّحْمِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَطاة المارِيةُ، بِالتَّخْفِيفِ، وَهِيَ لُؤْلُؤيَّة اللَّوْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: الماريَّة، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، مِنَ القَطا المَلْساء. وامرأَة مارِيَّةٌ: بَيْضَاءُ بَرَّاقَةٌ. قَالَ الأَصمعي: لَا أَعلم أَحداً أَتى بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ إِلَّا ابْنَ أَحمر، وَلَهَا أَخوات مَذْكُورَةٌ فِي مَوَاضِعِهَا. والمَريء: رأْس المَعِدة والكَرِش اللَّازِقُ بالحلْقُوم وَمِنْهُ يَدْخُلُ الطَّعَامُ فِي الْبَطْنِ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَقرأَني أَبو بكر الإِياديُّ المَريءَ لأَبي عُبَيْدٍ فَهَمَزَهُ بِلَا تَشْدِيدٍ، قَالَ: وأَقرأَنيه الْمُنْذِرِيُّ المَرِيُّ لأَبي الْهَيْثَمِ فَلَمْ يَهْمِزْهُ وَشَدَّدَ الياءَ. والمارِيُّ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ الأَبيضُ الأَمْلَس. والمُمْرِيةُ مِنَ الْبَقَرِ: الَّتِي لَهَا وَلَدٌ ماريٌّ أَي بَرَّاقٌ. والمارِيَّةُ: الْبَرَّاقَةُ اللَّونِ. والمارِيَّةُ: الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ لِابْنِ أَحمر. مارِيَّةٌ لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوْرَدَها ... طَلٌّ، وبَنَّس عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ «1» وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: كَمُمْرِيةٍ فَرْدٍ مِنَ الوَحْشِ حُرَّةٍ ... أَنامَتْ بِذي الدَّنَّيْنِ، بالصَّيْفِ، جُؤْذَرا ابْنُ الأَعرابي: المارِيَّةُ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ. ابْنُ بُزُرْجَ: المارِيُّ الثَّوْبُ الخَلَقُ؛ وأَنشد: قُولا لِذاتِ الخَلَقِ المَارِيِ وَيُقَالُ: مَراهُ مائةَ سوْطٍ ومَراهُ مائةَ دِرْهم إِذا نَقَده إِيّاها. ومارِيةُ: اسْمُ امرأَة، وَهِيَ مارِيةُ بِنْتُ أَرْقَمَ بْنَ ثَعْلبةَ بْنِ عَمرو بْنِ جَفْنَة بْنِ عَوْف بْنِ عَمرو بْنِ رَبيعة بْنُ حارِثة بْنِ عَمروٍ مُزَيْقِياء بْنِ عَامِرٍ، وابنها الحرث الأَعرج الَّذِي عَنَاهُ حَسَّانُ بِقَوْلِهِ: أَوْلادُ جَفْنةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبِيهِمِ، ... قَبْرِ ابنِ مارِيةَ الكَريمِ المُفْضِلِ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هِيَ مارِيةُ بنتُ الأَرقم بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَفْنة بْنِ عَمْرِو، وَهُوَ مُزَيقياء بْنُ عَامِرٍ، وَهُوَ ماءُ السَّمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ، وَهُوَ الغِطْريفُ بْنِ إمْرئ الْقَيْسِ، وَهُوَ البِطْريقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ البُهْلُول بْنُ مَازِنٍ، وَهُوَ الشَّدَّاخُ، وإِليه جِماعُ نَسَب غَسَّان بْنِ الأَزْد، وَهِيَ الْقَبِيلَةُ الْمَشْهُورَةُ، فأَما العَنْقاء فَهُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرٍو مُزَيْقِيَاءَ. وَفِي الْمَثَلِ: خُذْه وَلَوْ بقُرْطَيْ مارِيةَ؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ مَثَلًا فِي الشَّيْءِ يُؤمَر بأَخْذه عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَكَانَ فِي قُرْطَيْها مِائَتَا دِينَارٍ. والمُرِيُّ: مَعْرُوفٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري أَعربي أَم دَخِيلٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَاشْتَقَّهُ أَبو عَلِيٍّ مِنَ المَريء، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مرر، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ هُنَاكَ. ابْنُ الأَعرابي: المَريءُ الطَّعَامُ «2» الْخَفِيفُ، والمَري الرَّجُلُ الْمَقْبُولُ فِي خَلْقه وخُلُقه. التَّهْذِيبِ: وَجَمْعُ المِرْآةِ مَراءٍ مِثْلَ مَراعٍ، وَالْعَوَامُّ يَقُولُونَ فِي جَمْعِهَا مَرايا، وَهُوَ خطأٌ، وَاللَّهُ أَعلم. مزا: مَزا مَزْواً: تَكَبَّرَ. والمَزْو والمَزْيُ والمَزيَّة فِي كُلِّ شَيْءٍ: التَّمام والكمَال. وتَمازَى القومُ: تَفاضَلُوا. وأَمْزَيْته عَلَيْهِ: فَضَّلته؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَباها ثَعْلَبُ. والمَزِيَّةُ: الفَضِيلة. يقال:

_ (1). قوله [أوردها] كذا بالأصل هنا، وتقدم في ب ن س أوّدها وكذلك هو في المحكم هناك غير أنه تحرف في تلك المادة من اللسان مارية بماوية. (2). قوله [المريء الطعام] كذا بالأصل مهموزاً وَلَيْسَ هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. وقوله [المري الرجل] كذا في الأصل بلا ضبط ولعله بوزن ما قبله.

لَهُ عَلَيْهِ مَزِيَّةٌ، قَالَ: وَلَا يُبْنى مِنْهُ فِعْلٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لَهُ عِنْدِي قَفِيَّةٌ ومَزِيَّةٌ إِذا كَانَتْ لَهُ مُنْزِلَةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: أَقْفَيْتُه، وَلَا يُقَالُ أَمزَيْتُه. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ هَذَا سِرْبُ خَيْلِ غارةٍ قَدْ وقَعَت عَلَى مَزاياها أَي عَلَى مَواقِعِها الَّتِي يَنْصَبُّ عَلَيْهَا مُتقدِّم ومُتأَخِّر. وَيُقَالُ: لِفُلانٍ عَلَى فُلَانٍ مازِيةٌ أَي فَضْلٌ، وَكَانَ فُلَانٌ عَنِّي مازِيةً العامَ وقاصِيةً وكالِيةً وزاكِيةً. وقَعَد فُلَانٌ عَنِّي مازِياً ومُتَمازِياً أَي مُخَالِفًا بَعِيدًا. والمَزِيَّةُ: الطَّعَامُ يُخص بِهِ الرَّجُلُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. مسا: مَسَوْتُ عَلَى النَّاقَةِ ومَسَوْتُ رَحِمَها أَمْسُوها مَسْواً كِلَاهُمَا إِذا أَدخَلْتَ يَدَكَ فِي حَيَائِهَا فَنَقَّيْته. الْجَوْهَرِيُّ: المَسْيُ إِخْراج النُّطْفة مِنَ الرَّحِم عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي مَسَط، يُقَالُ: مَساه يَمْسِيه؛ قَالَ رُؤْبَةُ: يَسطُو عَلَى أُمِّك سَطْوَ الماسِي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فاسْطُ عَلَى أُمك لأَن قَبْلَهُ: إِنْ كُنْتَ مِنْ أَمْرِك فِي مَسْماسِ «1» والمسْماسُ: اخْتِلاطُ الأَمْر والتِباسُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: مَسَتْهُنَّ أَيامُ العُبورِ، وطُولُ مَا ... خَبَطْن الصُّوَى، بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَسَى يَمْسِي مَسْياً إِذا ساءَ خُلُقُه بَعْدَ حُسْن. ومَسا وأَمْسى ومَسَّى كُلُّهُ إِذا وعَدَك بأَمر ثُمَّ أَبْطَأَ عَنْكَ. ومَسَيْتُ الناقةَ إِذا سَطَوْتَ عَلَيْهَا وأَخرجت وَلَدَهَا. والمَسْيُ: لُغَةٌ فِي المَسْو إِذا مَسَطَ النَّاقَةَ، يُقَالُ: مَسَيْتُها ومَسَوْتُها. ومَسَيْتُ الناقَة والفَرس ومَسَيْتُ عَلَيْهِمَا مَسْياً فِيهِمَا إِذا سَطَوْت عَلَيْهِمَا، وَهُوَ إِذا أَدْخَلْت يَدَكَ فِي رَحِمِهَا فَاسْتَخْرَجْتَ مَاءَ الْفَحْلِ وَالْوَلَدِ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: اسْتِلآماً لِلْفَحْلِ كَراهةَ أَن تَحْمِل له؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ إِذا أَدخلت يَدَكَ فِي رَحِمِهَا فنقَّيْتَها لَا أَدري أَمن نُطفة أَم مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَكُلُّ اسْتِلالٍ مَسْيٌ. والمَساء: ضِدُّ الصَّباح. والإِمْساء: نَقِيض الإِصْباح. قَالَ سِيبَوَيْهِ: قَالُوا الصَّباح والمَساء كَمَا قَالُوا الْبَيَاضُ وَالسَّوَادُ. وَلَقَيْتُهُ صباحَ مَساءَ: مَبْنِيٌّ، وصَباحَ مَساءٍ: مُضَافٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ أَمْسِية؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ اللِّحْيَانِي: يَقُولُونَ إِذا تَطَيَّروا مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ مَساءُ اللَّهِ لَا مَسَاؤُكَ، وَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ. والمُسْيُ والمِسْيُ: كالمَساء. والمُسْيُ: مِنَ المَساء كالصُّبْح مِنَ الصَّباحِ. والمُمْسى: كالمُصْبَح، وأَمْسَينا مُمْسًى؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ: الحمدُ لِلَّهِ مُمْسانا ومُصْبَحَنا، ... بالخَيْرِ صَبَّحَنا رَبي ومَسَّانا وَهُمَا مَصْدَرَانِ وَمَوْضِعَانِ أَيضاً؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ جَارِيَةً: تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ، كأَنها ... مَنارةُ مُمْسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ يُرِيدُ صَوْمَعَتَهُ حَيْثُ يُمسي فِيهَا، وَالِاسْمُ المُسْيُ والصُّبْح؛ قَالَ الأَضبط بْنُ قُرَيْعٍ السَّعْدِيُّ: لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الأُمُورِ سَعَهْ، ... والمُسْيُ والصُّبْحُ لَا فَلاحَ مَعَهْ وَيُقَالُ: أَتيته لِمُسْيِ خامسةٍ، بِالضَّمِّ، وَالْكَسْرُ لُغَةٌ. وأَتَيته مُسَيّاناً، وَهُوَ تَصْغِيرُ مَساء، وأَتيته أُصْبوحة كُلِّ يَوْمٍ وأُمْسِيَّةَ كُلِّ يَوْمٍ. وأَتيته مُسِيَّ أَمْسِ «2» أَي

_ (1). قوله [في مسماس] ضبط في الأصل والصحاح هنا وفي مادة م س س بفتح الميم كما ترى، ونقله الصاغاني هناك عن الجوهري مضبوطاً بالفتح وأنشده هنا بكسر الميم. وعبارة القاموس هناك: والمسماس، بالكسر، والمسمسة اختلاط إلخ ولم يتعرض الشارح له. (2). قوله [أتيته مسي أمس] كذا ضبط في الأصل.

أَمْسِ عِنْدَ المَساء. ابْنُ سِيدَهْ: أَتيتُه مَساء أَمْسِ ومُسْيَه ومِسْيَه وأَمْسِيَّتَه، وَجِئْتُهُ مُسَيَّاناتٍ كَقَوْلِكَ مُغَيْرِباناتٍ نَادِرٌ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا ظَرْفًا. والمَساء: بَعْدَ الظُّهْرِ إِلى صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِلى نِصْفِ اللَّيْلِ. وَقَوْلُ النَّاسِ كَيْفَ أَمْسَيتَ أَي كَيْفَ أَنت فِي وَقْتِ المَساء. ومَسَّيْتُ فُلَانًا: قُلْتَ لَهُ كَيْفَ أَمْسَيْتَ. وأَمْسَيْنا نَحْنُ: صِرْنا فِي وَقْتِ المَساءِ؛ وَقَوْلُهُ: حَتَّى إِذا مَا أَمْسَجَتْ وأَمْسَجا إِنما أَراد حَتَّى إِذا أَمْسَتْ وأَمْسى، فأَبدل مَكَانَ الْيَاءِ حَرْفًا جَلْداً شَبِيهًا بِهَا لِتَصِحَّ لَهُ الْقَافِيَةُ وَالْوَزْنُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا أَحد مَا يدلُّ عَلَى أَن مَا يُدَّعى مِنْ أَن أَصل رَمَت وغَزَت رَمَيَت وغَزَوَتْ وأَعْطَتْ أَعْطَيَتْ واسْتَقْصَت اسْتَقْصَيَت وأَمْسَتْ أَمْسَيَتْ، أَلا تَرَى أَنه لَمَّا أَبدل الْيَاءَ مِنْ أَمْسَيَتْ جِيمًا، وَالْجِيمُ حَرْفٌ صَحِيحٌ يَحْتَمِلُ الْحَرَكَاتِ وَلَا يَلْحَقُهُ الِانْقِلَابُ الَّذِي يَلْحَقُ الياءَ وَالْوَاوَ، صحَّحها كَمَا يَجِبُ فِي الْجِيمِ، وَلِذَلِكَ قَالَ أَمْسَجا فَدَلَّ عَلَى أَن أَصل غَزا غَزَوَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ التَّماسِي أَي الدَّواهي، لَا يُعْرَفُ وَاحِدُهُ وأَنشد لِمِرْدَاسٍ: أُداوِرُها كيْما تَلِينَ، وإِنَّني ... لأَلْقى، عَلَى العِلَّاتِ مِنْهَا، التَّماسِيا وَيُقَالُ: مَسَيْتُ الشيءَ مَسْياً إِذا انْتَزَعْتُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يَكادُ المِراحُ العَرْبُ يَمْسِي غُروضَها، ... وَقَدْ جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَمْسى فلانٌ فُلَانًا إِذا أَعانَه بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: رَكِبَ فُلَانٌ مَساء الطَّرِيقَ إِذا رَكِبَ وسَط الطَّرِيقِ. وَمَاسَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذا سَخِرَ مِنْهُ، وساماهُ إِذا فاخَره. وَرَجُلٌ ماسٍ، عَلَى مِثَالِ ماشٍ: لَا يَلْتَفِتُ إِلى مَوْعِظَةِ أَحد وَلَا يَقْبَلُ قَوْلَهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ ماسٌ عَلَى مِثَالِ مالٍ، وَهُوَ خطأٌ. وَيُقَالُ: مَا أَمْساهُ، قَالَ الأَزهري: كأَنه مَقْلُوبٌ كما قالوا هارٍ وهارٌ وهائرٌ، وَمِثْلُهُ رَجُلٌ شَاكِي السِّلاحِ وشاكٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الماسُ فِي الأَصل ماسِياً، وَهُوَ مَهْمُوزٌ فِي الأَصل. وَيُقَالُ: رَجُلٌ ماسٌ أَي خفيفٌ، وَمَا أَمْساه أَي مَا أَخَفَّه، وَاللَّهُ أَعلم. مشي: المَشي: مَعْرُوفٌ، مَشى يَمْشي مَشْياً، وَالِاسْمُ المِشْيَة؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، وتَمَشَّى ومَشَّى تَمْشِيَةً؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: عَفا مُسْحُلانٌ مِنْ سُلَيْمى فحامِرُهْ، ... تَمَشَّى بِهِ ظِلْمانُه وجَآذِرُهْ وأَنشد الأَخفش لِلشَّمَّاخِ: ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها، ... كمَشْيِ النَّصارى فِي خِفافِ الأَرَنْدَجِ وَقَالَ آخَرُ: وَلَا تَمَشَّى فِي فضاءٍ بُعْداً قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: تَمَشَّى بِهَا الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها، ... كأَنْ بَطْنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَين مُتْئِمِ وأَمْشاهُ هُوَ ومَشَّاهُ، وتَمَشَّتْ فِيهِ حُمَيَّا الكأْس. والمِشْيَةُ: ضَرْب مِنَ المَشْي إِذا مَشى. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَتيته مَشْياً، جاؤوا بِالْمَصْدَرِ عَلَى غَيْرِ فِعْله، وَلَيْسَ فِي كُلِّ شيءٍ يُقَالُ ذَلِكَ، إِنما يُحْكَى مِنْهُ مَا سُمع. وَحَكَى اللِّحْيَانِي أَن نساءَ الأَعراب يَقُلْنَ فِي

الأُخَذ: أَخَّذْته بدُبَّاءِ مُمَلإٍ مِنَ الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاءٍ فَلَا يَزَالُ فِي تِمْشاءٍ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: التِّمْشاءُ المَشي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الأُخْذة. وَكَّلُّ مستمرٍّ ماشٍ وإِن لَمْ يَكُنْ مِنْ الْحَيَوَانِ فَيُقَالُ: قَدْ مَشَى هَذَا الأَمر. وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي رَجُلٍ نَذَرَ أَن يَحُجَّ ماشِياً فأَعْيا قَالَ: يَمْشِي مَا رَكِب ويركَبُ مَا مَشى أَي أَنه يَنْفُذُ لِوَجْهِهِ ثُمَّ يعُود مِنْ قَابِلٍ فَيَرْكَبُ إِلى الْمَوْضِعِ الَّذِي عَجَز فِيهِ عَنِ المَشْي ثُمَّ يَمْشي مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ كلَّ مَا ركِب فِيهِ مِنْ طَرِيقِهِ. والمَشَّاءُ: الَّذِي يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ بالنَّمِيمة. والمُشَاةُ: الوُشاة. والمَاشِيَةُ: الإِبل وَالْغَنَمُ مَعْرُوفَةٌ، وَالْجَمْعُ المَوَاشِي اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الإِبل وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْغَنَمِ. ومَشَتْ مَشَاء: كثُرت أَولادُها. وَيُقَالُ: مَشَتْ إِبل بَنِي فُلَانٍ تَمْشي مَشَاء إِذا كَثُرَتْ. والمَشَاء: النَّماء، وَمِنْهُ قِيلُ المَاشِيَةُ. وكلُّ مَا يَكُونُ سَائِمَةً لِلنَّسْلِ والقِنْية مِنْ إِبل وشاءٍ وَبَقَرٍ فَهِيَ مَاشِيَةٌ. وأَصل المَشَاء النَّماء وَالْكَثْرَةُ والتَّناسُل؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: مِثْلِيَ لَا يُحْسِنُ قَوْلًا فَعْفَعِي، ... العَيْرُ لَا يَمْشِي مَعَ الهَمَلَّعِ، لَا تأْمُرِيني ببناتِ أَسْفَعِ يَعْنِي الْغَنَمَ. وأَسْفَع: اسْمُ كَبْش. ابْنُ السِّكِّيتِ: المَاشِيةُ تَكُونُ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ. يُقَالُ: قَدْ أَمْشَى الرَّجُلُ إِذا كثرَت ماشِيَتُه. ومَشَت الماشِيةُ إِذا كَثُرَتْ أَولادُها؛ قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: فكُلُّ قَرينةٍ ومَقَرِّ إِلْفٍ ... مُفارِقُه إِلى الشَّحَطِ، القَرِينُ وكلُّ فَتًى، وإِن أَثْرَى وأَمْشَى، ... ستَخْلِجُه، عَنِ الدُّنْيا، مَنُونُ وكلُّ فَتًى، بِمَا عَمِلتْ يَداهُ، ... وَمَا أَجْرَتْ عَوامِلُه، رَهِينُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَن إِسمعيلَ أَتى إِسحقَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ إِنَّا لَمْ نَرِثْ مِنْ أَبينا مَالًا وَقَدْ أَثْريْتَ وأَمْشَيْتَ فأَفِئْ عليَّ مِمَّا أَفاء اللهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: أَلم تَرْضَ أَني لَمْ أَسْتَعْبِدْك حَتَّى تَجِيئني فتَسأَلني المالَ؟ قَوْلُهُ: أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراكَ أَي مالُك وكثُرت ماشيتُك، وَقَوْلُهُ: لَمْ أَسْتَعْبِدْك أَي لَمْ أَتَّخِذْكَ عَبْدًا، قِيلَ: كَانُوا يَسْتَعْبدون أَولادَ الإِماء؛ وَكَانَتْ أُمُّ إِسمعيل أَمة، وَهِيَ هاجَر، وأُمُّ إِسحق حُرَّة، وَهِيَ سارةُ. وناقةٌ مَاشِيَةٌ: كَثِيرَةُ الأَولاد. والمَشَاء: تَناسُل المالِ وَكَثْرَتُهُ، وَقَدْ أَمْشَى القَوْمُ وامْتَشَوْا؛ قَالَ طُرَيْحٌ: فأَنْتَ غَيْثُهُمُ نفْعاً وطَوْدُهُمُ ... دَفْعاً، إِذا مَا مَرادُ المُمْتَشِي جَدَبا وأَفْشَى الرجلُ وأَمْشَى وأَوْشَى إِذا كَثُرَ مَالُهُ، وَهُوَ الفَشاء والمَشَاء، مَمْدُودٌ. اللَّيْثُ: المَشَاء، مَمْدُودٌ، فِعْلُ الْمَاشِيَةِ، تَقُولُ: إِن فُلَانًا لَذُو مَشَاءٍ وماشِيةٍ. وأَمْشَى فُلَانٌ: كَثُرَتْ ماشيتُه؛ وأَنشد لِلْحُطَيَئَةِ: فَيَبْني مَجْدَها ويُقِيمُ فِيهَا، ... ويَمْشِي، إِن أُرِيدَ بِهِ المَشاءُ قَالَ أَبو الهَيثَم: يَمْشِي يكثُر. ومَشَى عَلَى آلِ فُلَانٍ مالٌ: تَناتَجَ وكثُر. ومالٌ ذُو مَشَاء أَي نَماء يَتَناسَلُ. وامرأَة ماشِيَةٌ: كَثِيرَةُ الْوَلَدِ. وَقَدْ مَشَتِ المرأَةُ تَمْشِي مَشَاء، مَمْدُودٌ، إِذا كَثُرَ وَلَدُهَا، وَكَذَلِكَ المَاشِيَةُ إِذا كَثُرَ نَسْلُهَا؛ وَقَوْلُ كُثَيِّرٌ:

يَمُجُّ النَّدَى لَا يذكرُ السَّيرَ أَهْلُه، ... وَلَا يَرْجِعُ المَاشِي بِهِ، وهْوَ جادِبُ يَعْنِي بالمَاشِي الَّذِي يَسْتَقْرِيه؛ التَّفْسِيرُ لأَبي حَنِيفَةَ. ومَشَى بطنُه مَشْياً: اسْتَطْلَق. والمَشِيُّ والمَشِيَّة: اسْمُ الدَّوَاءِ. وَشَرِبَتْ مَشِيّاً ومَشُوًّا ومَشْواً، الأَخيرتان نَادِرَتَانِ، فأَما مَشُوٌّ فإِنهم أَبدلوا فِيهِ الْيَاءَ وَاوًا لأَنهم أَرادوا بِنَاءَ فَعُول فَكَرِهُوا أَن يَلْتَبِسَ بفَعِيل، وأَمَّا مَشْوٌ فإِنَّ مِثْلَ هَذَا إِنما يأْتي عَلَى فَعُول كالقَيُوء. التَّهْذِيبُ: والمَشَاء، مَمْدُودٌ، وَهُوَ المَشُوُّ والمَشِيُّ، يُقَالُ: شَرِبت مَشُوًّا ومَشِيًّا ومَشَاء؛ أَو استطلاقُ الْبَطْنِ، وَالْفِعْلُ اسْتَمْشَى إِذا شَرِبَ المَشِيَّ، والدَّواء يُمْشِيه. وَفِي حَدِيثِ أَسماء: قَالَ لَهَا بِم تَسْتَمْشِينَ أَي بمَ تُسْهِلِينَ بَطْنَكِ؟ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد المَشْي الَّذِي يَعْرِض عِنْدَ شُرْب الدَّوَاءِ إِلى المَخْرج. ابْنُ السِّكِّيتِ: شَرِبْتُ مَشُوًّا ومَشاء ومَشِيّاً، وَهُوَ الدَّوَاءُ الَّذِي يُسهل مِثْلَ الحَسُوِّ والحَساء؛ قَالَهُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَذَكَرَ المَشِيَّ أَيضاً، وَهُوَ صَحِيحٌ، وسُمي بِذَلِكَ لأَنه يَحْمِلُ شَارِبَهُ عَلَى المَشْي والتَّرَدُّد إِلى الْخَلَاءِ، وَلَا تَقُلْ شَرِبْتُ دَوَاءَ المَشْيِ. وَيُقَالُ: اسْتَمْشَيْتُ وأَمْشَانِي الدَّواء. وَفِي الْحَدِيثِ: خَيْرُ مَا تداوَيْتم بِهِ المَشِيُّ. ابْنُ سِيدَهْ: المَشْوُ والمَشُوُّ الدَّواء المُسْهِل؛ قَالَ: شَرِبْتُ مَشْواً طَعْمه كالشَّرْيِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: والمَشْيُ خطأٌ، قَالَ: وَقَدْ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْوَاوُ عِنْدِي فِي المَشُوِّ مُعَاقَبَةٌ فَبَابُهُ الْيَاءُ. أَبو زَيْدٍ: شَرِبْتُ مَشِيّاً فَمَشَيْت عَنْهُ مَشْياً كَثِيرًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَشِيُّ، بِيَاءٍ مشدَّدة، الدَّوَاءُ، والمَشْيُ، بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ: اسْمٌ لِمَا يَجِيءُ مِنْ شَارِبِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: شَرِبْتُ مُرًّا مِن دواءِ المَشْيِ، ... مِنْ وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي ابْنُ الأَعرابي: أَمْشَى الرجلُ يُمْشِي إِذا أَنْجَى دَواؤه «3»، ومَشَى يَمْشِي بالنَّمائم. والمَشا: نَبْتٌ يُشْبِهُ الجَزَر، وَاحِدَتُهُ مَشاةٌ. ابْنُ الأَعرابي: المَشا الجَزَرُ الَّذِي يُؤكل، وَهُوَ الإِصْطَفْلِينُ: وَذَاتُ المَشا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَخطل: أَجَدُّوا نَجاءً غَيَّبَتْهُمْ، عَشِيَّةً، ... خَمائِلُ مِنْ ذاتِ المَشا وهُجُولُ مصا: أَبو عَمْرٍو: المَصْواء مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَى فَخِذيها. الْفَرَّاءُ: المَصْواء الدُّبُر؛ وأَنشد: وبَلَّ حِنْوَ السَّرْجِ مِنْ مَصْوائِه أَبو عُبَيْدَةَ والأَصمعي: المَصْواء الرَّسْحاء. والمُصايةُ: القارُورةُ الصَّغِيرَةُ والحَوْجَلةُ الكبيرة. مضي: مَضَى الشيءُ يَمْضِي مُضِيّاً ومَضاء ومُضُوًّا: خَلَا وَذَهَبَ؛ الأَخيرة عَلَى الْبَدَلِ. ومَضَى فِي الأَمر وَعَلَى الأَمر مُضوًّا، وأَمْرٌ مَمْضُوٌّ عَلَيْهِ، نَادِرٌ جِيء بِهِ فِي بَابِ فَعُول بِفَتْحِ الْفَاءِ. ومَضَى بِسَبيله: مَاتَ. ومَضَى فِي الأَمر مَضاء: نَفَذَ. وأَمْضَى الأَمرَ: أَنفذه. وأَمِضَيت الأَمرَ: أَنفذته. وَفِي الْحَدِيثِ: ليسَ لَك مِنْ مالِكَ إِلا مَا تَصَدَّقْت فأَمْضَيْت أَي أَنْفَذْتَ فِيهِ عَطاءَك وَلَمْ تَتَوَقَّفْ فِيهِ. ومَضَى السيفُ مَضاءً: قَطَعَ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُ جَرير: فَيَوْماً يُجازِينَ الهَوى غَيْرَ ماضِيٍ، ... ويَوْماً تُرَى مِنْهُنَّ غُولٌ تُغَوَّلُ

_ (3). قوله [أنجى دواؤه] في القاموس والتكملة: ارتجى دواؤه.

قَالَ: فإِنما ردَّه إِلى أَصله لِلضَّرُورَةِ لأَنه يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ أَن يُجرى الحرفُ المُعتلُّ مُجرى الْحَرْفِ الصَّحِيحِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ لأَنه الأَصل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَى يُجارِينَ، بِالرَّاءِ ومُجاراتُهنَّ الهَوى يَعْنِي بأَلسِنَتِهنَّ أَي يُجاريِنَ الهَوى بأَلسنتهنَّ وَلَا يُمْضِينَه، قَالَ: وَيُرْوَى غيرَ مَا صِباً أَي مِنْ غَيْرِ صِباً مِنْهُنَّ إِليَّ؛ وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ: الصَّحِيحُ غَيْرَ مَا صِبًا، قَالَ: وَقَدْ صحَّفه جَمَاعَةٌ. ومَضَيْتُ عَلَى الأَمر مُضِيّاً ومَضَوْتُ عَلَى الأَمر مَضُوًّا ومُضُوًّا مِثْلَ الوَقُودِ والصعودِ، وَهَذَا أَمرٌ مَمْضُوٌّ عَلَيْهِ، والتَّمَضِّي تَفَعُّل مِنْهُ، قَالَ: أَصْبَحَ جِيرانُكَ، بَعْدَ الخَفْضِ، ... يُهْدِي السَّلامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ وقَرَّبوا، لِلْبَيْنِ والتَّمَضِّي، ... جَوْلَ مَخاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِ الجَوْلُ: ثَلَاثُونَ مِنَ الإِبل. والمُضَواء: التَّقدُّم؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فإِذا خَنَسْنَ مَضَى عَلَى مُضَوائِه، ... وإِذا لَحِقْنَ بِهِ أَصَبْنَ طِعانا وَذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ مُضَواء فِي بَابِ فُعَلاء وأَنشد الْبَيْتَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَصلها مُضَياء فأَبدلوه إِبدالًا شَاذًّا، أَرادوا أَن يُعَوِّضوا الْوَاوِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِ الْيَاءِ عَلَيْهَا. ومَضى وتَمَضَّى: تقدَّم؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ: تَمَضَّتْ إِليْنا لَمْ يرِبْ عَيْنَها القَذى ... بكَثْرةِ نِيرانٍ، وظَلْماءَ حِنْدِسِ يُقَالُ: مَضَيْت بِالْمَكَانِ ومَضَيْتُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: مَضَيْتُ بَيْعِي «1» أَجَزْتُه. والمَضَاءُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ المَضَاء بْنُ أَبي نُخَيْلةَ يَقُولُ فِيهِ أَبوه: يَا رَبِّ مَنْ عابَ المَضَاءَ أَبَدا، ... فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضاءِ وَلَدَا وَالْفَرَسُ يُكَنَّى أَبا المَضَاء. مطا: المَطْوُ: الجِدُّ والنَّجاء فِي السَّيْرِ، وَقَدْ مَطا مَطْواً؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسَ: مَطَوْتُ بِهِمْ حتَّى يَكِلَّ غَرِيُّهُمْ، ... وحتَّى الجِيادُ مَا يُقَدْنَ بأَرْسانِ «2» ومَطا إِذا فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وأَصل المَطْو الْمَدُّ فِي هَذَا. ومَطا إِذا تَمَطَّى. ومَطا الشيءَ مَطْواً: مدَّه. ومَطا بِالْقَوْمِ مَطْواً: مدَّ بِهِمْ. وتَمَطَّى الرَّجُلُ: تَمدَّد. والتَّمَطِّي: التَّبَخْتُرُ ومَدُّ الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْيِ، وَيُقَالُ التَّمَطِّي مأْخوذ مِنَ المَطِيطةِ وهو الماءُ الخاثر فِي أَسفل الْحَوْضِ لأَنه يَتَمَطَّطُ أَي يتمَدَّد، وَهُوَ مِثْلُ تَظَنَّيْتُ مِنَ الظَّنِّ وتَقَضَّيْتُ مِنَ التَّقَضُّض، والمُطَواءُ مِنَ التَّمَطِّي عَلَى وَزْنِ الغُلَواءِ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ المَطا التَّمَطِّي؛ قَالَ ذَرْوةُ بْنُ جُحْفةَ الصَّمُوتي: شَمَمْتُها إِذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي، ... فَهْيَ تَمَطَّى كمَطا المَحْمُومِ وإِذا تَمَطَّى عَلَى الحُمَّى فَذَلِكَ المُطَواءُ، وَقَدْ تقدَّم تَفْسِيرُ المَطِيطاء وَهُوَ الخُيَلاءُ والتَّبَخْتُر. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا مَشَتْ أُمَّتي المُطَيْطا ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ؛

_ (1). قوله [ويقال مضيت بيعي إلخ] كذا بالأصل. وعبارة التهذيب: ويقال أَمْضَيْت بيعي ومَضَيْت على بيعي أي إلخ. (2). قوله [غريهم] كذا في الأصل. وعبارة القاموس: الغريّ كغني الحسن منا ومن غيرنا، وبعد هذا فالذي في الديوان: حتى تكل مطيهم.

هي مِشْية فِيهَا تَبَخْتُر ومَدُّ الْيَدَيْنِ. وَيُقَالُ: مَطَوْتُ ومَطَطْتُ بِمَعْنَى مدَدْت؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهِيَ مِنَ الْمُصَغَّرَاتِ الَّتِي لَمْ يُسْتَعْمَلْ لَهَا مُكَبَّرٌ، وَاللَّهُ أَعلم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ؛ أَي يَتَبَخْتَرُ، يَكُونُ مِنَ المَطِّ والمَطْوِ، وَهُمَا الْمَدُّ، وَيُقَالُ: مَطَوْتُ بِالْقَوْمِ مَطْواً إِذا مدَدْت بِهِمْ فِي السَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَرَّ عَلَى بلال وقد مُطِيَ فِي الشَّمْسِ يُعذَّبُ فَاشْتَرَاهُ وأَعْتَقه ؛ مَعْنَى مُطِيَ أَي مُدَّ وبُطحَ فِي الشَّمْسِ. وكلُّ شيءٍ مَدَدْتَه فَقَدْ مَطَوْتَه؛ وَمِنْهُ المَطْوُ فِي السَّيْر. ومَطا الرجلُ يَمْطو إِذا سارَ سَيْرًا حسَناً؛ قَالَ رُؤْبَةُ: بِهِ تَمَطَّت غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ، ... بِنَا حَراجِيجُ المَطِيِّ النُّفَّهِ تَمَطَّتْ بِنَا أَي سارَتْ بِنَا سَيْراً طَويلًا مَمْدُودًا؛ وَيُرْوَى: بِنَا حراجِيجُ المَهاري النُّفَّهِ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: تَمَطَّتْ بِهِ أُمُّه فِي النِّفاس، ... فليسَ بِيَتْنٍ وَلَا تَوْأَمِ فسَّره فَقَالَ: يُرِيدُ أَنها زَادَتْ عَلَى تِسْعَةِ أَشهر حَتَّى نَضَّجَتْهُ وجرَّتْ حَمْلَه؛ وَقَالَ الْآخَرُ: تَمَطَّتْ بِهِ بَيْضاءُ فَرْعٌ نَجِيبةٌ ... هِجانٌ، وبَعْضُ الوالِداتِ غَرامُ وتَمَتَّى: كَتَمَطَّى عَلَى الْبَدَلِ، وَقِيلَ لأَعرابي: مَا هَذَا الأَثر بِوَجْهِكَ؟ فَقَالَ: مِنْ شِدَّة التَّمَتِّي فِي السُّجُودِ. وتمَطَّى النهارُ: امتدَّ وَطَالَ، وَقِيلَ: كلُّ مَا امْتَدَّ وَطَالَ فَقَدْ تمَطَّى. وتمَطَّى بِهِمُ السَفرُ: امْتَدَّ وطالَ، وتمَطَّى بِكَ العهْدُ كَذَلِكَ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المُطَوَاءُ. والمَطاةُ والمَطا أَيضاً: التَّمَطِّي؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، حَكَاهُ فِي الجُمل قَرَنَهُ بالمَطا الَّذِي هُوَ الظَّهْر. والمَطِيَّةُ مِنَ الدَّوابِّ الَّتِي تَمُطُّ فِي سَيْرِهَا، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ المَطْوِ أَي المَدّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المَطِيَّة مِنَ الدَّوابِّ الَّتِي تَمْطُو فِي سَيْرِهَا، وَجَمْعُهَا مَطَايَا ومَطِيٌّ؛ وَمِنْ أَبيات الْكِتَابِ: مَتَّى أَنامُ لَا يُؤَرِّقْني الكَرِي ... ليْلًا، وَلَا أَسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَراد لَا يُؤَرِّقْني الكَرِيُّ فاحتاجَ فأَشمَّ الساكنَ الضَّمَّةَ، وإِنما قَالَ سِيبَوَيْهِ ذَلِكَ لأَن بَعْدَهُ وَلَا أَسمعُ، وَهُوَ فِعْلٌ مَرْفُوعٌ، فحُكْمُ الأَول الَّذِي عُطف عَلَيْهِ هَذَا الْفِعْلُ أَن يَكُونَ مَرْفُوعًا، لَكِنْ لِمَا لَمْ يُمْكِنْهُ أَن يُخلص الْحَرَكَةَ فِي يؤرِّقْني أَشمها وَحَمَلَ أَسمعُ عَلَيْهِ لأَنه وإِن كَانَتِ الْحَرَكَةُ مُشَمَّةً فإِنها فِي نِيَّةِ الإِشباع، وإِنما قُلْنَا فِي الإِشمام هُنَا إِنه ضَرُورَةٌ لأَنه لَوْ قَالَ لَا يُؤَرِّقُنِي فأَشبع لَخَرَجَ مِنَ الرَّجَزِ إِلى الْكَامِلِ، وَمُحَالٌ أَن يَجْمَعَ بَيْنَ عَرُوضَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ؛ وأَنشد الأَخفش: أَلم تَكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلي، ... أَنَّ مَطاياكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطي؟ جَعَلَ الَّتِي فِي مَوْضِعِ ياءٍ فَعِيلٍ الْقَافِيَةَ وأَلقى الْمُتَحَرِّكَةَ لَمَّا احْتَاجَ إِلى إِلقائها، وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: إِنما أَلقى الزَّائِدَ وَذَلِكَ لَيْسَ بِحَسَنٍ لأَنه مستخفٌّ للأَوَّل، وإِنما يَرْتَدِع عِنْدَ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا جاءَ لَفْظٌ لَا يَكُونُ مَعَ الأَول تَرْكَهُ كَمَا يَقِفُ عَلَى الثَّقِيلِ بِالْخِفَّةِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ الأَخفش فِي الْعَلِيِّ وَالْمَطِيِّ إِلى حَذْفِ الْحَرْفِ الأَخير الَّذِي هُوَ لَامٌ وَتَبْقِيَةُ يَاءِ فَعِيلٍ، وإِن كَانَتْ

زَائِدَةً، كَمَا ذَهَبَ فِي نَحْوِ مَقُول ومَبيع إِلى حَذْفِ الْعَيْنِ وإِقرار وَاوِ مَفْعُولٍ، وإِن كَانَتْ زَائِدَةً، إِلا أَن جِهَةَ الْحَذْفِ هُنَا وَهُنَاكَ مُخْتَلِفَتَانِ لأَن الْمَحْذُوفَ مَنِ المَطيّ وَالْعَلِيِّ الْحَرْفُ الْآخَرُ، وَالْمَحْذُوفُ فِي مَقُولٍ لِعِلَّةٍ لَيْسَتْ بِعِلَّةِ الْحَذْفِ فِي المطِيّ والعَليّ، وَالَّذِي رَآهُ فِي المَطِيّ حَسَنٌ لأَنك لَا تَتَنَاكَرُ الْيَاءَ الأُولى إِذا كَانَ الْوَزْنُ قَابِلًا لَهَا وَهِيَ مكلمة لَهُ، أَلا تَرَى أَنها بإِزاءِ نُونِ مستفْعلن؟ وإِنما اسْتَغْنَى الْوَزْنُ عَنِ الثَّانِيَةِ فإِياها فَاحْذِفْ، وَرَوَاهُ قُطْرُبٌ: أَنّ مَطَايَاكَ، بِفَتْحِ أَن مَعَ اللَّامِ، وَهَذَا طَرِيقٌ، وَالْوَجْهُ الصَّحِيحُ كَسْرُ إِن لِتَزُولَ الضَّرُورَةُ، إِلا أَنا سَمِعْنَاهَا مَفْتُوحَةَ الْهَمْزَةِ. وَقَدْ مَطَتْ مَطْواً. وامْتَطاها: اتَّخَذَهَا مَطِيَّةً. وامْتَطَاها وأَمْطَاها: جَعَلَهَا مَطِيَّتَه. والمَطِيَّةُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُرْكب مَطاها. والمَطِيَّةُ: الْبَعِيرُ يُمْتَطى ظَهْرُهُ، وَجَمْعُهُ المَطَايا، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى. الْجَوْهَرِيُّ: المَطِيَّةُ وَاحِدَةُ المَطِيِّ والمَطايا، والمَطِيُّ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، يُذَكَّرُ ويؤنث، والمَطايا فَعالى، أَصله فَعائلُ إِلا أَنه فُعِل بِهِ مَا فُعِلَ بخَطايا. قَالَ أَبو الْعُمَيْثِلِ: الْمَطِيَّةُ تذكر وتؤنث؛ وأَنشد أَبو زيد لِرَبِيعَةَ بْنِ مَقْرُوم الضَّبِّي جَاهِلِيٌّ: ومَطِيّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه ... يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ دَامِي الأَظْلَل قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مِنْهُ امْتَطَيتها أَي اتَّخَذْتُهَا مَطِيَّةً. وَقَالَ الأُموي: امْتَطَيْنَاها أَي جَعَلْنَاهَا مَطايانا. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: تَرَكَتِ المُخَّ رَارًا والمَطِيَّ هَارًا ؛ المَطِيّ: جَمْعُ مَطِيَّةٍ وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي يُرْكَبُ مَطاها أَي ظهرها، ويقال: يُمْطِى بِهَا فِي السَّيْرِ أَي يُمَدُّ، والهارُ: الساقطُ الضَّعِيفُ. والمَطَا، مَقْصُورٌ: الظَّهر لِامْتِدَادِهِ، وَقِيلَ: هُوَ حَبْل الْمَتْنِ مِنْ عَصَب أَو عَقَب أَو لَحْمٍ، وَالْجَمْعُ أَمْطَاء. والمَطْوُ: جَرِيدَةٌ تُشَقُّ بشِقَّيْنِ ويُحْزَم بِهَا القَتُّ مِنَ الزَّرْعِ، وَذَلِكَ لِامْتِدَادِهَا. والمَطْوُ: الشِّمراخ، بلغة بَلْحَرثِ بْنِ كَعْبٍ، وَكَذَلِكَ التَّمطِيةُ، وَالْجَمْعُ مِطاء، والمَطا، مَقْصُورٌ: لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المَطْوُ والمِطْوُ، بِالْكَسْرِ، عِذْق النَّخْلَةِ، وَالْجَمْعُ مِطاء مِثْلَ جَرْو وجِراء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الْجَمْعِ قَوْلُ الرَّاجِزِ: تَخَدَّدَ عَنْ كَوافِرِه المِطاء والمَطْوُ والمِطْوُ جَمِيعًا: الكُباسة وَالْعَاسِيُّ؛ وأَنشد أَبو زِيَادٍ: وهَتَفُوا وصَرَّحُوا يَا أَجْلَحْ، ... وَكَانَ هَمّي كلَّ مُطْوٍ أَمْلَحْ كَذَا أَنشده مُطْو، بِالضَّمِّ، وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ بَرِّيٍّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى المِطو، بِالْكَسْرِ، وأَورده بِالْكَسْرِ، ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْبَصْرِيُّ وَقَدْ جاءَ عَنْ أَبي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ فِيهِ الضَّمُّ. ومَطا الرجلُ إِذا أَكل الرَّطْبَ مِنَ الكُباسة. والمِطْوُ: سَبَل الذُّرة. والأُمْطِيُّ: الَّذِي يُعمل مِنْهُ العِلْكُ، واللُّبايةُ شَجَرُ الأُمْطِيّ. ومِطْوُ الشَّيْءِ: نَظِيرُهُ وَصَاحِبُهُ؛ وَقَالَ: نادَيْت مِطْوِي، وَقَدْ مالَ النهارُ بهمْ، ... وعَبْرةُ الْعَيْنِ جارٍ دَمْعُها سَجمُ ومَطا إِذا صاحبَ صَدِيقاً. ومِطْو الرَّجُلِ: صديقُه وَصَاحِبُهُ وَنَظِيرُهُ، سَرَوِيَّةٌ، وَقِيلَ: مِطْوه صَاحِبُهُ فِي السَّفَرِ لأَنه كَانَ إِذا قُويِس بِهِ فَقَدَ مُدَّ مَعَهُ؛ قَالَ يَصِفُ

سَحاباً، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِرَجُلٍ مِنْ أَزْد السَّراة يَصِفُ بَرْقًا، وَذَكَرَ الأَصبهاني أَنه لِيَعْلَى بْنِ الأَحول: فَظَلْتُ، لَدَى البَيْتِ الحَرامِ، أُخِيلُه، ... ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهُ أَرِقانِ «3» أَي صاحِبايَ، وَمَعْنَى أُخِيله أَنظر إِلى مَخِيلته، والهاءُ عَائِدَةٌ عَلَى الْبَرْقِ فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ: أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونه شَرَوانِ ... يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كلَّ يَمانِ والمَطا أَيضاً: لُغَةٌ فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَمْطاءٌ ومَطِيٌّ، الأَخيرة اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: لَقَدْ لاقَ المَطِيَّ بنَجْدِ عُفْرٍ ... حديثٌ، إِنْ عَجِبْتَ لَهُ، عَجِيبُ والأُمْطِيُّ: صَمْغٌ يُؤْكَلُ، سُمِّيَ بِهِ لِامْتِدَادِهِ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ نَبَاتِ الرَّمْلِ يَمْتَدُّ وَيَنْفَرِشُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الأُمْطِيُّ شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الرَّمْل قُضْباناً، وَلَهُ عِلْك يُمْضَغ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ وَوَصَفَ ثَوْرَ وَحْشٍ: وبالفِرِنْدادِ لَهُ أُمطِيُ وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ المَدِّ لأَن العلكَ يَمْتَدّ. معي: ابْنُ سِيدَهْ: المَعَى والمِعَى مِنْ أَعْفاج الْبَطْنِ، مُذَكَّرٌ، قَالَ: ورَوى التأْنيث فِيهِ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ، وَالْجَمْعُ الأَمْعَاءُ، وَقَوْلُ الْقُطَامِيُّ: كأَنَّ نُسُوعَ رَحْلي، حِينَ ضَمَّتْ ... حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعًى جِياعا أَقام الْوَاحِدَ مَقَامَ الْجَمْعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا. قَالَ الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: والمِعَى أَكثر الْكَلَامِ عَلَى تَذْكِيرِهِ، يُقَالُ: هَذَا مِعًى وَثَلَاثَةُ أَمْعَاء، وَرُبَّمَا ذَهَبُوا بِهِ إِلى التأْنيث كأَنه وَاحِدٌ دلَّ عَلَى الْجَمْعِ، وأَنشد بَيْتَ الْقُطَامِيِّ: ومِعًى جِياعا. وَقَالَ اللَّيْثُ: وَاحِدُ الأَمْعَاءِ يُقَالُ مِعًى ومِعَيان وأَمْعاء، وَهُوَ المَصارين. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ جَمِيعُ مَا فِي الْبَطْنِ مِمَّا يَتَرَدَّدُ فِيهِ مِنَ الحَوايا كُلِّهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: المؤمنُ يأْكل فِي مِعًى واحد والكافر يأْكل فِي سَبْعَةِ أَمْعاءٍ ، وَهُوَ مَثَل لأَن الْمُؤْمِنَ لَا يأْكل إِلا مِنَ الْحَلَالِ وَيَتَوَقَّى الْحَرَامَ وَالشُّبْهَةَ، وَالْكَافِرُ لَا يُبَالِي مَا أَكل وَمِنْ أَين أَكل وَكَيْفَ أَكل، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أُرى ذَلِكَ لتَسمية الْمُؤْمِنِ عِنْدَ طَعامه فَتَكُونُ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالْكَافِرُ لَا يَفعل ذَلِكَ، وَقِيلَ: إِنه خَاصٌّ بِرَجُلٍ كَانَ يُكثر الأَكل قَبْلَ إِسلامه فَلَمَّا أَسلم نَقَصَ أَكله، وَيَرْوِي أَهل مِصْرَ أَنه أَبو بَصْرة الغِفاريّ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا نَعْلَمُ لِلْحَدِيثِ وَجْهًا غَيْرَهُ لأَنا نَرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَكْثُر أَكله وَمِنَ الْكَافِرِينَ مَن يَقِلُّ أَكله، وَحَدِيثُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا خُلْفَ لَهُ فَلِهَذَا وُجِّه هَذَا الْوَجْهَ، قَالَ الأَزهري: وَفِيهِ وَجْهٌ ثَالِثٌ أَحسَبه الصَّوَابَ الَّذِي لَا يَجُوزُ غَيْرُهُ، وَهُوَ أَن قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ يأْكل فِي مِعًى واحد والكافر يأْكل فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ، مَثَلٌ ضَرَبَهُ لِلْمُؤْمِنِ وزُهْدِه فِي الدُّنْيَا وقَناعَته بالبُلْغة مِنَ الْعَيْشِ وَمَا أُوتي مِنَ الكِفاية، وَلِلْكَافِرِ وَاتِّسَاعِ رَغبته فِي الدُّنْيَا وحِرْصِه عَلَى جَمْع حُطامها ومَنْعها مِنْ حَقِّهَا مَعَ مَا وصَف اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الكافرَ مِنْ حِرْصه عَلَى الْحَيَاةِ ورُكونه إِلى الدُّنْيَا واغْتِراره بزُخْرُفِها، فالزُّهد فِي الدُّنْيَا مَحْمُودٌ لأَنه مِنْ أَخلاق الْمُؤْمِنِينَ، والحِرْصُ عَلَيْهَا وجَمْعُ عَرَضِها مَذْمُومٌ لأَنه مِنْ أَخلاق الْكُفَّارِ، وَلِهَذَا قِيلَ: الرُّغْبُ شُؤْمٌ، لأَنه يَحْمِلُ صَاحِبَهُ عَلَى اقْتِحَامِ النَّارِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ كَثْرَةَ الأَكل دُونَ اتِّسَاعِ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا والحِرْص عَلَى جَمْعِهَا، فَالْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ فِي مِثْلِ الْكَافِرِ اسْتِكْثَارُهُ مِنَ الدنيا والزيادةُ

_ (3). عجز البيت مختلّ الوزن.

عَلَى الشَّبَعِ فِي الأَكل دَاخِلٌ فِيهِ، ومثَل الْمُؤْمِنِ زهدُه فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةِ اكْتِرَاثُهُ بأَثاثِها واستعدادُه لِلْمَوْتِ، وَقِيلَ: هُوَ تَخْصِيصٌ لِلْمُؤْمِنِ وتَحامِي مَا يجرُّه الشَّبَعُ مِنَ القَسْوة وطاعةِ الشَّهْوَةِ، ووَصْفُ الْكَافِرِ بكَثرة الأَكل إِغلاظٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ وتأْكيد لِمَا رُسِمَ لَهُ، واللَّه أَعلم. قَالَ الأَزهري حِكَايَةً عَنِ الْفَرَّاءِ: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُؤْمِنُ يأْكل فِي مِعًى واحدةٍ ، قَالَ: ومِعًى واحدٌ أَعْجَبُ إِليَّ. ومِعَى الفأْرة: ضَرْبٌ من رَدِيءِ تَمْرِ الْحِجَازِ. والمِعَى مِن مَذانِب الأَرض: كلُّ مِذْنَب بالحَضِيض يُناصِي مِذْنَباً بالسَّنَدِ وَالَّذِي فِي السَّفْح هُوَ الصُّلْبُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بالصَّمَّان فِي قِيعانها مَساكاتٍ لِلْمَاءِ وإِخاذاً مُتَحَوِّية تُسَمَّى الأَمْعاء وَتُسَمَّى الحَوايا، وَهِيَ شِبْهُ الغُدْران، غَيْرَ أَنها مُتضايِقةٌ لَا عَرْضَ لَهَا، ورُبما ذَهَبَتْ فِي الْقَاعِ غَلْوَةً. وَقَالَ الأَزهري: الأَمْعَاء مَا لانَ مِنَ الأَرض وانْخَفض، قَالَ رُؤْبَةُ: يَحْبُو إِلى أَصلابه أَمْعَاؤه قَالَ: والأَصْلاب مَا صَلُبَ مِنَ الأَرض. قَالَ أَبو عَمْرٍو: ويَحْبُو أَي يَميلُ، وأَصْلابُه وَسَطُهُ، وأَمْعاؤه أَطْرافُه. وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: المِعَى سَهْل بَيْنَ صُلْبَيْنِ، قَالَ ذُو الرمة: بِصُلْبِ المِعَى أَو بُرْقةِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَعْ ... لَهَا جِدَّةً جَوْلُ الصَّبا والجَنائبِ «1» قَالَ الأَزهري: المِعَى غَيْرُ مَمْدُودٍ الْوَاحِدَةُ أَظن مِعاةٌ سَهْلة بَيْنَ صُلْبَيْن، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تراقِبُ بَيْنَ الصُّلْبِ مِنْ جانِبِ المِعَى، ... مِعَى واحِفٍ، شَمْساً بَطِيئًا نُزُولُها «2» وَقِيلَ: المِعَى مَسِيل الْمَاءِ بَيْنِ الحِرار. وَقَالَ الأَصمعي: الأَمْعاء مَسايلُ صِغَارٌ. والمُعَيُّ: اسْمُ مَكَانٍ أَو رَمْل، قَالَ الْعَجَّاجُ: وخِلْتُ أَنْقاء المُعَيِّ رَبْرَبا وقالوا: جاءا مَعاً وجاؤوا مَعاً أَي جَمِيعًا. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: مَعًا عَلَى هَذَا اسْمِ وأَلفه مُنقلبة عَنْ يَاءٍ كرَحًى، لأَن انْقِلَابَ الأَلف فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَنِ الْيَاءِ أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْوَاوِ، وَهُوَ قَوْلُ يُونُسَ، وَعَلَى هَذَا يَسْلَمُ قَوْلُ حَكِيم بْنِ مُعَيَّة التَّمِيمِي مِنَ الإِكْفاء وَهُوَ: إِنْ شِئْتِ، يَا سَمْراء، أَشْرَفْنَا مَعَا، ... دَعا كِلانا رَبَّه فأَسْمَعا بالخَيْرِ خَيْراتٍ، وإِن شَرّاً فأَى، ... وَلَا أُرِيدُ الشرَّ إِلا أَنْ تَأَى قَالَ لُقمان بْنُ أَوْس بْنِ رَبِيعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ غَنَمٍ: إِن شِئْتِ أَشرفْنا كِلانا، فدَعا ... اللَّهَ جَهْداً رَبَّه، فأَسْمَعا بالخَيرِ خَيراتٍ، وإِن شَرٌّ فأَى، ... وَلَا أُريدُ الشرَّ إِلَّا أَن تَأَى وَذَلِكَ أَن امرأَة قَالَتْ فأَجابها: قَطَّعَكِ اللَّهُ الجَلِيلُ قِطَعَا، ... فَوْقَ الثُّمامِ قِصَداً مُوَضَّعَا تاللَّهِ مَا عَدَّيْتُ إِلَّا رُبَعا، ... جَمَعْتُ فِيهِ مَهْرَ بِنْتي أَجْمعَا والمَعْوُ: الرُّطب، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وأَنشد: تُعَلَّلُ بالنَّهِيدَةِ، حينَ تُمْسِي، ... وبالمَعْوِ المُكَمَّمِ والقَمِيمِ

_ (1). قوله" جول" هو رواية المحكم، وفي معجم ياقوت: نسج. (2). قوله" بين الصلب إلخ" كذا في الأصل والتهذيب، والذي في التكملة: تراقب بين الصلب والهضب والمعى ... مِعَى وَاحِفٍ شَمْسًا بَطِيئًا نزولها

النَّهِيدةُ: الزُّبْدة، وَقِيلَ: المَعْو الَّذِي عَمَّه الإِرْطابُ، وَقِيلَ: هُوَ التَّمْرُ الَّذِي أَدرَك كُلَّهُ، وَاحِدَتُهُ مَعْوةٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ قِيَاسٌ وَلَمْ أَسمعه. قَالَ الأَصمعي: إِذا أَرطب النَّخْلُ كُلُّهُ فَذَلِكَ المَعْوُ، وَقَدْ أَمْعَتِ النَّخْلَةُ وأَمْعَى النَّخْلُ. وَفِي الْحَدِيثِ: رأَى عثمانُ رجُلًا يَقْطَعُ سَمُرَةً فَقَالَ أَلَسْتَ تَرْعَى مَعْوَتَها أَي ثَمَرَتَها إِذا أَدْرَكَتْ، شبَّهها بالمَعْو وَهُوَ البُسْرُ إِذا أَرْطَب، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَا بِشْرُ يَا بشْرُ أَلا أَنتَ الوَلي، ... إِنْ مُتُّ فادْفِنِّي بدارِ الزَّيْنَبي، فِي رُطَبٍ مَعْوٍ وبِطِّيخٍ طَرِي والمَعْوَة: الرُّطَبة إِذا دَخلها بَعْضُ الْيُبْسِ. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْقَوْمِ إِذا أَخصبوا وصَلَحت حالُهم هُمْ فِي مِثْلِ المِعَى والكَرِش، قَالَ الرَّاجِزُ: يَا أَيُّهذا النائمُ المُفْتَرِشْ، ... لستَ عَلَى شيءٍ، فَقُمْ وانْكَمِشْ لستَ كقَوْمٍ أَصْلَحُوا أَمْرَهم، ... فأَصْبَحُوا مِثْلَ المِعَى والكَرِشْ وتَمَعَّى الشرُّ: فَشا. والمُعَاء، مَمْدُودٌ: أَصواتُ السَّنانير. يُقَالُ: مَعَا يَمْعُو ومَغا يَمْغُو، لَوْنَانِ أَحدهما يَقْرُبُ مِنَ الْآخَرِ وَهُوَ أَرفع مِنَ الصَّئِيِّ. والمَاعِي: اللَّيِّنُ من الطعام. مغا: مَغا السِّنَّوْرُ مَغْواً ومُغُوّاً ومُغاء: صاحَ. الأَزهري: مَعا السنورُ يَمْعُو ومَغا يَمْغو، لَوْنَانِ أَحدهما يَقْرُبُ مِنَ الْآخَرِ، وَهُوَ أَرفع مِنَ الصَّئِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: مَغَوْتُ أَمْغُو ومَغَيْتُ أَمْغِي بمعنى نَغَيْتُ. مقا: مَقا الفَصيلُ أُمَّه مَقْواً: رَضِعَها رَضْعاً شَدِيدًا. ومَقَوْتُ الشيءَ مَقْواً: جَلَوْتُه، ومَقَيْتُ لُغَةٌ. وَمَقَوْتُ السيفَ: جَلَوْتُهُ. وَكَذَا الْمِرْآةَ والطَّسْت حَتَّى قَالُوا مَقا أَسنانه، ومَقْو الطَّسْتِ جَلاؤه، ومَقَوْتُه أَيضاً: غَسَلْتُهُ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَذَكَرَتْ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: مَقَوْتُمُوه مَقْوَ الطَّسْتِ ثُمَّ قَتَلْتُمُوهُ ، أَرادت أَنهم عَتَبُوه عَلَى أَشياء فأَعتبهم وأَزال شَكْواهم وَخَرَجَ نقِيّاً مِنَ العَتْب ثُمَّ قَتَلُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: مَقَى الطسْتَ والمِرآة وَغَيْرَهُمَا مَقْياً جَلاها ويَمْقِيها، ومَقَوْت أَسناني ونَقَّيتها. وَقَالُوا: امْقِه مِقْيَتَك مَالَكَ «1» وامْقُه مَقْوَكَ مالَك ومُقاوَتَك مالَك أَي صُنْه صِيانَتَك مالَكَ. والمُقْيَةُ: المَأْقُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَاللَّهُ أَعلم. مكا: المُكاء، مُخفف: الصَّفِير. مَكا الإِنسان يَمْكُو مَكْواً ومُكاءً: صَفَرَ بفِيه. قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَن يَجمع بَيْنَ أَصابع يَدَيْهِ ثُمَّ يُدخِلها فِي فِيهِ ثُمَّ يَصْفِر فِيهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً . ابْنُ السِّكِّيتِ: المُكاءُ الصَّفير، قَالَ: والأَصوات مَضْمُومَةٌ إِلا النِّداء والغِناء؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ لِحَسَّانَ: صَلاتُهُمُ التَّصَدِّي والمُكاء اللَّيْثُ: كَانُوا يطُوفون بِالْبَيْتِ عُراة يَصْفِرُون بأَفواههم ويُصفِّقُون بأَيديهم. ومَكَتِ اسْتُه تَمْكُو مُكاءً: نَفَخَتْ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا وَهِيَ مَكْشُوفة مَفْتُوحَةٌ، وَخَصَّ بعضهم به

_ (1). قوله [مقيتك مالك] ضبط في الأصل مقيتك بالكسر كما ترى وفي المحكم أيضاً والتكملة بخط الصاغاني نفسه بالكسر، وقال السيد مرتضى بفتح الميم وسكون القاف وكأَنه اتكل على إطلاق المجد وقلده المصححون الأَول فضبطوه بالفتح.

اسْتَ الدّابَّة. والمَكْوةُ: الِاسْتُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لصَفِيرها؛ وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ رَجُلًا طَعَنَه: تَمْكُو فَريصَتُه كشِدْقِ الأَعْلَمِ يَعْنِي طَعْنةً تَنْفَحُ بِالدَّمِ. وَيُقَالُ لِلطَّعْنَةِ إِذا فَهَقَتْ فَاهَا «1»: مَكَتْ تَمْكُو. والمُكَّاء، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: طَائِرٌ فِي ضَرْبِ القُنْبُرةِ إِلا أَن فِي جَنَاحَيْهِ بَلَقاً، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَجْمَعُ يَدَيْهِ ثُمَّ يَصْفِرُ فِيهِمَا صَفِيراً حَسَنًا؛ قَالَ: إِذا غَرَّدَ المُكَّاءُ فِي غَيْرِ رَوْضةٍ، ... فَوَيْلٌ لأَهْلِ الشَّاءِ والحُمُراتِ التَّهْذِيبُ: والمُكَّاء طَائِرٌ يأْلَف الرِّيف، وَجَمْعُهُ المَكاكِيُّ، وَهُوَ فُعّالٌ مِنْ مَكا إِذا صَفَرَ. والمَكْوُ والمَكا، بِالْفَتْحِ مَقْصُورٌ: جُحْر الثَّعْلَبِ والأَرنب وَنَحْوُهُمَا، وَقِيلَ: مَجْثِمُهُما؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: كَمْ بهِ مِنْ مَكْوِ وَحْشِيَّة وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: وكَمْ دُونَ بَيتِكَ مِنْ مَهْمَةٍ، ... ومِنْ حَنَشٍ جاحِرٍ فِي مَكا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُهْمَزُ، وَالْجَمْعُ أَمْكَاء، وَيُثَنَّى مَكاً مَكَوانِ؛ قَالَ الشَّاعِرَ: بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّما بَعْدَ صَيْدَنِ وَقَدْ يَكُونُ المَكْوُ لِلطَّائِرِ والحَيَّة. أَبو عَمْرٍو: تَمَكَّى الغلامُ إِذا تَطهَّر لِلصَّلَاةِ، وَكَذَلِكَ تَطَهَّرَ وتَكَرَّعَ؛ وأَنشد لِعَنْتَرَةَ الطَّائِيِّ: إِنَّكَ، والجَوْرَ عَلَى سَبِيلِ، ... كالمُتَمَكِّي بدَمِ القَتِيلِ يُرِيدُ كالمُتَوَضِّئِ والمُتَمَسِّح. أَبو عُبَيْدَةَ: تَمَكَّى الْفَرَسُ تَمَكِّياً إِذا ابْتَلَّ بِالْعَرَقِ؛ وأَنشد: والقُودُ بعْدَ القُودِ قَدْ تَمَكَّيْن أَي ضَمَرْنَ لِمَا سالَ مِنْ عَرَقِهنَّ. وتَمَكَّى الفرسُ إِذا حَكَّ عَيْنَهُ برُكبته. وَيُقَالُ: مَكِيَتْ يَدُهُ تَمْكى مَكاً شَدِيدًا إِذا غَلُظت، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي مَجِلَتْ مِنَ الْعَمَلِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: سَمِعْتُهَا مِنَ الْكِلَابِيِّ. الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ: مِيكائيلُ اسْمٌ، يُقَالُ هُوَ مِيكَا أُضيف إِلى إِيل، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ مِيكائين، بِالنُّونِ لُغَةٌ، قَالَ الأَخفش: يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، قَالَ: وَيُقَالُ مِيكالُ، وَهُوَ لُغَةٌ؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: ويَوْمَ بَدْرٍ لَقِيناكُمْ لَنَا مَدَدٌ، ... فَيَرْفَعُ النَّصرَ مِيكالٌ وجِبْريلُ ملا: المِلاوةُ والمُلاوةُ والمَلاوةُ والمَلا والمَلِيُّ، كُلُّهُ: مَدَّة الْعَيْشِ. وَقَدْ تَمَلَّى العَيْشَ ومُلِّيَه وأَمْلاه اللَّهُ إِياه ومَلَّاهُ وأَمْلى اللهُ لَهُ: أَمْهلَه وطوَّلَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: إنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ ؛ الإِمْلاء: الإِمْهالُ والتأْخير وإِطالةُ العُمُر. وتَمَلَّى إِخْوانَه: مُتِّعَ بِهِمْ. يُقَالُ: مَلَّاك اللَّهُ حَبيبَك أَي مَتَّعَك بِهِ وأَعاشَك مَعَهُ طَوِيلًا؛ قَالَ التَّمِيمِيُّ فِي يَزِيدَ بْنِ مِزْيد الشَّيْباني: وَقَدْ كنتُ أَرْجُو أَنْ أُمَلَّاك حِقْبةً، ... فحالَ قَضاءُ اللهِ دُونَ رَجائِيا أَلا فَلْيَمُتْ مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ، إِنما ... عَلَيْكَ، منَ الأَقْدارِ، كَانَ حِذارِيا وتَمَلَّيْت عُمُري: اسْتَمْتَعْتُ بِهِ. وَيُقَالُ لِمَنْ لَبِس الجَديدَ: أَبْلَيْتَ جَديداً وتَمَلَّيْت حَبيباً أَي

_ (1). قوله [فهقت فاها] كذا ضبط في التهذيب.

عِشْتَ مَعَهُ مِلاوةً مِنْ دَهْرِكَ وتَمَتَّعْت بِهِ. وأَمْلَى لِلْبَعِيرِ فِي القَيْدِ: أَرْخى ووَسَّع فِيهِ. وأَمْلى لَهُ فِي غَيِّه: أَطالَ. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ؛ اشْتِقَاقُهُ مِنَ المَلْوة وَهِيَ الْمُدَّةُ مِنَ الزَّمَانِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: البَسْ جَدِيدًا وتَمَلَّ حَبِيبًا أَي لتَطُلْ أَيامُك مَعَهُ؛ وأَنشد: بوِدِّيَ لَوْ أَني تَمَلَّيْتُ عُمْرَه ... بِما ليَ مِنْ مالٍ طَريفٍ وتالِدِ أَي طالَتْ أَيامي معَه؛ وأَنشد: أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَرُودَنَّ ناقَتي ... بِحزْمِ الرَّقاشِ مِنْ مَتالٍ هَوامِلِ؟ هُنالِكَ لَا أُمْلي لَهَا القَيْدَ بالضُّحى، ... ولَسْتُ، إِذا راحَتْ عليَّ، بعاقِلِ أَي لَا أُطِيلُ لَهَا الْقَيْدَ لأَنها صَارَتْ إِلى أُلَّافِها فتَقِرُّ وَتَسْكُنُ، أَخذ الإِمْلاءَ مِنَ المَلا، وَهُوَ مَا اتَّسَع مِنَ الأَرض. ومرَّ مَليٌّ مِنَ اللَّيْلِ ومَلًا: وَهُوَ مَا بَيْنَ أَوَّله إِلى ثُلُثِهِ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعة مِنْهُ لَمْ تُحَدَّ، وَالْجَمْعُ أَمْلاء، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ: ومرَّ عَلَيْهِ مَلًا مِنَ الدَّهْرِ أَي قطْعة. والمَلِيُّ: الهَوِيُّ مِنَ الدَّهْرِ. يُقَالُ: أَقامَ مَلِيّاً مِنَ الدَّهْرِ. وَمَضَى مَلِيٌّ مِنَ النَّهَارِ أَي ساعةٌ طَويلة. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَمَلَّأْتُ مِنَ الطَّعَامِ تَمَلُّؤاً. وَقَدْ تَمَلَّيْت الْعَيْشَ تَمَلِّياً إِذا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي طَوِيلًا. والمَلَوانِ: الليلُ وَالنَّهَارُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: نَهارٌ ولَيْلٌ دائمٌ مَلَواهما، ... عَلَى كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفانِ وَقِيلَ: المَلَوانِ طَرفا النَّهَارِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: أَلا يَا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، ... أَمَلَّ عَليها بالبِلى المَلَوانِ وَاحِدُهُمَا مَلًا، مَقْصُورٌ. وَيُقَالُ: لَا أَفعله مَا اخْتَلَفَ المَلَوانِ. وأَقام عِنْدَهُ مَلْوَةً مِنَ الدَّهْرِ ومُلْوَةً ومِلْوَةً ومَلاوَةً ومُلاوَةً ومِلاوةً أَي حِينًا وبُرهة مِنَ الدَّهْرِ. اللَّيْثُ: إِنه لَفِي مِلَاوَةٍ مِنْ عَيْشٍ أَي قَدْ أُمْلِيَ لَهُ، وَاللَّهُ يُمْلي مَن يَشَاءُ فيؤجِّله فِي الخَفْض والسِّعة والأَمْن؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: مُلاوةً مُلِّيتُها، كأَني ... ضارِبُ صَنْجِ نَشْوةٍ مُغَنِّي الأَصمعي: أَمْلَى عَلَيْهِ الزَّمنُ أَي طَالَ عَلَيْهِ، وأَمْلَى لَهُ أَي طَوَّلَ لَهُ وأَمْهَلَه. ابْنُ الأَعرابي: المُلَى الرَّماد الحارُّ، والمُلَى الزَّمَانُ «2» مِنَ الدَّهْرِ. والإِمْلاء والإِمْلالُ عَلَى الْكَاتِبِ وَاحِدٌ. وأَمْلَيْتُ الْكِتَابَ أُمْلِي وأَمْلَلْتُه أُمِلُّه لُغَتَانِ جَيِّدتان جاءَ بِهِمَا الْقُرْآنُ. واسْتَمْلَيْته الْكِتَابَ: سأَلته أَن يُمْلِيَه عليَّ، وَاللَّهُ أَعلم. والمَلاةُ: فَلاة ذَاتَ حَرٍّ، وَالْجَمْعُ مَلًا؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: ولَكِنَّني أُرْوي مِنَ الخَمْرِ هامَتي، ... وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل وَهُوَ الَّذِي تَخَدَّدَ لَحْمُهُ وقلَّ، وَقِيلَ: المَلا وَاحِدٌ وَهُوَ الفَلاةُ. التهذيب في ترجمة ملأَ: وأَما المَلا المُتَّسَعُ مِنَ الأَرض فَغَيْرُ مَهْمُوزٍ، يُكْتَبُ بالأَلف وَالْيَاءِ وَالْبَصْرِيُّونَ يكتبونه بالأَلف؛ وأَنشد:

_ (2). وقوله [المُلَى الرماد والمُلَى الزمان] كذا ضبطا بالضم في الأصل.

أَلا غَنِّياني وارْفَعا الصَّوْتَ بالمَلا، ... فإِنَّ المَلا عِنْدي يَزيدُ المَدى بُعْدا الْجَوْهَرِيُّ: المَلا، مَقْصُورٌ، الصَّحراء؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي المَلا المُتَّسعِ مِنَ الأَرض لِبِشْرٍ: عَطَفْنا لَهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ المَلا ... بِشَهْباء لَا يَمْشِي الضَّراءَ رَقِيبُها والمَلا: مَوْضِعٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ قَيْسِ بْنِ ذَريح: تبكِي عَلَى لُبْنى، وأَنْتَ تَرَكْتَها، ... وكُنْتَ عَلَيْها بالمَلا أَنْتَ أَقْدَرُ ومَلا الرجلُ يَمْلُو: عَدا؛ وَمِنْهُ حِكَايَةُ الْهُذَلِيِّ: فرأَيتُ الَّذِي ذَمى يَمْلُو أَي الَّذِي نَجا بذَمائه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَى مَجْهُولِ هَذَا الْبَابِ بِالْوَاوِ لِوُجُودِ مَ ل وو عدم مَ لَ يَ. وَيُقَالُ: مَلا البعيرُ يَمْلُو مَلْواً أَي سارَ سَيْرًا شَدِيدًا؛ وَقَالَ مُلَيْح الْهُذَلِيُّ: فأَلْقَوْا عَلَيْهِنَّ السِّياطَ، فَشَمَّرَتْ ... سَعالى عَليْها المَيْسُ تَمْلُو وتَقْذِفُ مني: المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قَالَ الشَّاعِرُ: دَرَيْتُ وَلَا أَدْري مَنَى الحَدَثانِ مَنَاهُ اللَّهُ يَمْنِيه: قدَّره. وَيُقَالُ: مَنى اللهُ لَكَ مَا يسُرُّك أَي قَدَّر اللَّهُ لَكَ مَا يَسُرُّك؛ وَقَوْلُ صَخْرِ الْغَيِّ: لعَمرُ أَبي عَمْرٍو لقَدْ ساقَه المَنى ... إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ أَي ساقَه القَدَرُ. والمَنى والمَنِيَّةُ: الْمَوْتُ لأَنه قُدِّر عَلَيْنَا. وَقَدْ مَنى اللَّهُ لَهُ الْمَوْتَ يَمْنِي، ومُنِي لَهُ أَي قُدِّر؛ قَالَ أَبو قِلابة الْهُذَلِيُّ: وَلَا تَقُولَنْ لشيءٍ: سَوْفَ أَفْعَلُه، ... حَتَّى تُلاقِيَ مَا يَمْني لَكَ المَانِي وَفِي التَّهْذِيبِ: حَتَّى تبَيّنَ مَا يَمْنِي لَكَ المَانِي أَي مَا يُقَدِّر لَكُ الْقَادِرُ؛ وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ بَيْتٍ: حَتَّى تُلاقيَ مَا يَمْنِي لَكَ المَانِي وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِيهِ: الشِّعْرُ لسُوَيْد بْنِ عامرٍ المُصْطلِقي وَهُوَ: لَا تَأْمَنِ المَوتَ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَمٍ، ... إِنَّ المَنَايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها غَيْرَ مُحْتَشِمٍ، ... حتَّى تُلاقيَ مَا يَمْني لَكَ المَانِي وَفِي الْحَدِيثِ: أَن مُنْشِدًا أَنشد النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَا تَأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ، ... حَتَّى تلاقيَ مَا يَمْنِي لَكَ المَانِي فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ فِي قَرَنٍ، ... بكُلِّ ذلِكَ يأْتِيكَ الجَدِيدانِ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَدرك هَذَا الإِسلام ؛ مَعْنَاهُ حَتَّى تُلاقيَ مَا يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وَهُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. يقال: مَنَى اللَّهُ عَلَيْكَ خَيْرًا يَمْنِي مَنْياً، وَبِهِ سُمِّيَتِ المَنِيَّةُ، وَهِيَ الْمَوْتُ، وَجَمْعُهَا المَنَايا لأَنها مُقدَّرة بِوَقْتٍ مخصوص؛ وقال آخر: مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنَايَا ... أُحادَ أُحادَ فِي الشَّهْر الحَلالِ أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ. وقال الشَّرفي بْنُ الْقُطَامِيِّ: المَنَايا الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ

القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَنِيَّة قدَرُ الْمَوْتِ، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: مَنَايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها ... جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ فَجَعَلَ الْمَنَايَا تُقرِّب الْمَوْتَ وَلَمْ يَجْعَلْهَا الْمَوْتَ. وامْتَنَيْت الشيءَ: اخْتَلقْته. ومُنِيتُ بِكَذَا وَكَذَا: ابْتُلِيت بِهِ. ومَنَاه اللهُ بحُبها يَمنِيه ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. وَيُقَالُ: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي ابْتُلي بِهَا كأَنما قُدِّرت لَهُ وقُدِّر لَهَا. الْجَوْهَرِيُّ: منَوْتُه ومَنَيْته إِذا ابْتَلَيْتَهُ، ومُنِينا لَهُ وُفِّقْنا. ودارِي مَنَى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتها. وَدَارِي بمَنَى دارِه أَي بِحِذَائِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد ابْنُ خَالَوَيْهِ: تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ، ... خَوارِجَ مِنْ تَبالَةَ أَو مَناها فَمَا رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ، ... حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها وَفِي الْحَدِيثِ: البيتُ المَعْمُور مَنَى مَكَّةَ أَي بِحذائها فِي السَّمَاءِ. وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: إِن الْحَرَمَ حَرَمٌ مَنَاه مِن السماواتِ السَّبْعِ والأَرَضِين السَّبْعِ أَي حِذاءه وقَصْدَه. والمَنى: القَصْدُ؛ وَقَوْلُ الأَخطل: أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُها، ... بصاحِبِ الهَمِّ، إِلَّا الجَسْرةُ الأُجُدُ قِيلَ: أَراد قَصْدَها وأَنَّث عَلَى قَوْلِكَ ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شِئْتَ أَضمرت فِي أَمْسَتْ كَمَا أَنشده سِيبَوَيْهِ: إِذا مَا المَرْءُ كَانَ أَبُوه عَبْسٌ، ... فحَسْبُكَ مَا تُريدُ إِلى الكَلامِ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فَحَذَفَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ: دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ قِيلَ: إِنه أَراد بالمَنَا المَنازِل فَرَخَّمَهَا كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ: قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما أَراد الحَمام. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُ دَرَس الْمَنَا أَراد الْمَنَازِلَ، وَلَكِنَّهُ حَذَفَ الْكَلِمَةَ اكْتِفاء بالصَّدْر، وَهُوَ ضَرُورَةٌ قَبِيحَةٌ. والمَنِيُّ، مشَدّد: مَاءُ الرَّجُلِ، والمَذْي والوَدْي مُخَفَّفَانِ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ للأَخطل يَهْجُو جَرِيرًا: مَنِيُّ العَبْدِ، عَبْدِ أَبي سُواجٍ، ... أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا قَالَ: وَقَدْ جَاءَ أَيضاً مُخَفَّفًا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ رُشَيْدُ بْنُ رُمَيْضٍ: أَتَحْلِفُ لَا تَذُوقُ لَنا طَعاماً، ... وتَشْرَبُ مَنْيَ عَبْدِ أَبي سُواجِ؟ وجمعهُ مُنْيٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ جِني؛ وأَنشد: أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ، ... مُنْيُ الرِّجالِ عَلَى الفَخذَيْنِ كالمُومِ وَقَدْ مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ؛ وَقُرِئَ بِالتَّاءِ عَلَى النُّطْفَةِ وَبِالْيَاءِ عَلَى المَنِيِّ، يُقَالُ: مَنَى الرَّجلُ وأَمْنَى مِنَ المَنِيِّ بِمَعْنًى، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خُرُوجَ الْمَنِّي. ومَنَى اللهُ الشَّيْءَ: قَدَّرَه، وَبِهِ سُمِّيَتْ مِنًى، ومِنًى بِمَكَّةَ، يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمَا يُمْنَى فِيهَا مِنَ الدِّمَاءِ أَي يُراق، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ مِن قَوْلِهِمْ مَنَى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هُنَالِكَ. وامْتَنَى الْقَوْمُ وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سُمِّيَ مِنًى لأَن الْكَبْشَ مُنِيَ بِهِ أَي

ذُبح، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أُخذ مِنَ المَنايا. يُونُسُ: امْتَنَى الْقَوْمُ إِذا نَزَلُوا مِنًى. ابْنُ الأَعرابي: أَمْنَى القومُ إِذا نَزَلُوا مِنًى. الْجَوْهَرِيُّ: مِنًى، مَقْصُورٌ، مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، قَالَ: وَهُوَ مُذَكَّرٌ، يُصْرَفُ. ومِنًى: مَوْضِعٌ آخَرُ بِنَجْدٍ؛ قِيلَ إِياه عَنَى لَبِيدٌ بِقَوْلِهِ: عَفَتِ الدِّيارُ محَلُّها فَمُقامُها ... بمِنًى، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والمُنَى، بِضَمِّ الْمِيمِ: جَمْعُ المُنْيَة، وَهُوَ مَا يَتَمَنَّى الرَّجُلُ. والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراهم غَيَّرُوا الآخِر بالإِبدال كَمَا غَيَّرُوا الأَوَّل بِالْفَتْحِ. وَكَتَبَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: يَا ابنَ المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وَهِيَ الفُرَيْعَةُ بِنْتُ هَمَّام؛ وَهِيَ الْقَائِلَةُ: هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها، ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ وَكَانَ نَصْرٌ رَجُلًا جَمِيلًا مِنْ بَنِي سُلَيم يَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ فَحَلَقَ عُمَرُ رأْسه وَنَفَاهُ إِلى الْبَصْرَةِ، فَهَذَا كَانَ تَمَنِّيهَا الَّذِي سَمَّاهَا بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبير لِلْحَجَّاجِ: إِن شِئْتَ أَخبرتك مَنْ لَا أُمَّ لَهُ يَا ابنَ المُتَمنِّية. والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وَجَمْعُهَا الأَمَانِي، وَقَالَ اللَّيْثُ: رُبَّمَا طُرِحَتِ الأَلف فَقِيلَ مِنْيَةٌ عَلَى فعلة قوله [فَقِيلَ مِنْيَةٌ عَلَى فِعْلَةٍ] كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ.: وَهَذَا لَحْنٌ عِنْدَ الْفُصَحَاءِ، إِنما يُقَالُ مُنْيَة عَلَى فُعْلة وَجَمْعُهَا مُنًى، وَيُقَالُ أُمْنِيّةٌ عَلَى أُفْعولة وَالْجَمْعُ أَمَانِيُّ، مشدَّدة الْيَاءِ، وأَمانٍ مُخَفَّفَةٌ، كَمَا يُقَالُ أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لِجَمْعِ الأُثْفِيّةِ والأُضْحيَّة. أَبو الْعَبَّاسِ: أَحمد بْنُ يَحْيَى التَّمَنِّي حَدِيثُ النَّفْسِ بِمَا يَكُونُ وَبِمَا لَا يَكُونُ، قَالَ: والتَّمَنِّي السُّؤَالُ لِلرَّبِّ فِي الْحَوَائِجِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه ، وَفِي رِوَايَةٍ: فلْيُكْثِرْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فِيهِ وحديثُ النَّفْس بِمَا يَكُونُ وَمَا لَا يَكُونُ، وَالْمَعْنَى إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فَضْلَ اللَّهِ كَثِيرٌ وَخَزَائِنَهُ وَاسِعَةٌ. أَبو بَكْرٍ: تَمَنَّيْتُ الشيءَ أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يَصِيرَ إِليَّ مِن المَنَى وَهُوَ الْقَدْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ تَمَنَّيْت الشيءَ ومَنَّيْتُ غَيْرِي تَمْنِيةً. وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وَبِهِ، وَهِيَ المِنْيَةُ والمُنْيَةُ والأُمْنِيَّةُ. وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ؛ أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى فِي تِلاوته مَا لَيْسَ فِيهِ؛ قَالَ فِي مَرْثِيَّةِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه، ... وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ «1» والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. وتَمَنَّى إِذا تَلا الْقُرْآنَ؛ وَقَالَ آخَرُ: تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه، ... تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ عَلَى رِسْلِ أَي تَلَا كِتَابَ اللَّهِ مُتَرَسِّلًا فِيهِ كَمَا تَلَا داودُ الزَّبُورَ مترَسِّلًا فِيهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتِّلاوةُ سُمِّيَتْ أُمْنِيَّة لأَنَّ تَالِيَ القرآنِ إِذا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ تَمَنَّى أَن يُوقَّاه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ الْكِتَابُ إِلا تِلاوة، وَقِيلَ: إِلَّا أَمانِيَ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تَقُولُ: أَنت إِنما تَمْتَنِي هَذَا القولَ أَي تَخْتَلِقُه، قال:

_ (1). قوله [أول ليله وآخره] كذا بالأصل، والذي في نسخ النهاية: أول ليلة وآخرها.

وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَمَانِيَّ نُسِب إِلى أَنْ الْقَائِلَ إِذا قَالَ مَا لَا يَعْلَمُهُ فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وَهَذَا مستَعمل فِي كَلَامِ النَّاسِ، يَقُولُونَ لِلَّذِي يَقُولُ مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَهُوَ يُحبه: هَذَا مُنًى وَهَذِهِ أُمْنِيَّة. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: لَيْسَ الإِيمانُ بالتَّحَلِّي وَلَا بالتَّمَنِّي وَلَكِنْ مَا وَقَر فِي الْقَلْبِ وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي لَيْسَ هُوَ بِالْقَوْلِ الَّذِي تُظهره بِلِسَانِكَ فَقَطْ، وَلَكِنْ يَجِبُ أَن تَتْبَعَه معرِفةُ الْقَلْبِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ التَّمَنِّي الْقِرَاءَةُ والتِّلاوة. يُقَالُ: تَمَنَّى إِذا قرأَ. والتَّمَنِّي: الكَذِب. وَفُلَانٌ يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ المَيْنِ، وَهُوَ الْكَذِبُ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبت خَمراً فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسلام ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا تَمَنَّيْتُ مُنْذُ أَسلمت أَي مَا كَذَبْت. والتَّمَنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْنِي إِذا قَدَّر لأَن الْكَاذِبَ يُقدِّر فِي نَفْسِهِ الْحَدِيثَ ثُمَّ يَقُولُهُ، وَيُقَالُ للأَحاديث الَّتِي تُتَمَنَّى الأَمَانِيُّ، وَاحِدَتُهَا أُمْنِيّةٌ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ: فَلَا يغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وعَدَتْ، ... إِنَّ الأَمَانِيَّ والأَحْلامَ تَضلِيلُ وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حَدِيثًا لَا أَصل لَهُ. وتَمَنَّى الحَديث: اخْتَرَعَهُ. وَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ دَأْبٍ وَهُوَ يُحدِّث: أَهذا شَيْءٌ رَوَيْتَه أَم شَيْءٌ تَمَنَّيْته؟ مَعْنَاهُ افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته وَلَا أَصل لَهُ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا تَمَنَّيْت هَذَا الْكَلَامَ وَلَا اخْتَلَقْته. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مُنْيةُ النَّاقَةِ الأَيام الَّتِي يُتعَرَّف فِيهَا أَلاقِحٌ هِيَ أَم لَا، وَهِيَ مَا بَيْنَ ضِرابِ الفَحْل إِياها وَبَيْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَهِيَ الأَيام الَّتِي يُسْتَبْرَأُ فِيهَا لَقاحُها مِنْ حِيالها. ابْنُ سِيدَه: المُنْيَةُ والمِنْيَة أَيّام النَّاقَةِ الَّتِي لَمْ يَسْتَبِنْ فِيهَا لَقاحُها مِنْ حِيالها، وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ فِي أَوَّل مَا تُضرب: هِيَ فِي مُنْيَتِها، وَذَلِكَ مَا لَمْ يَعْلَمُوا أَبها حَمْلٌ أَم لَا، ومُنْيَةُ البِكْر الَّتِي لَمْ تَحْمِلْ قَبْلَ ذَلِكَ عشرُ لَيَالٍ، وَمُنْيَةُ الثِّنْي وَهُوَ الْبَطْنُ الثَّانِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، قِيلَ: وَهِيَ مُنْتَهَى الأَيام، فإِذا مَضَتْ عُرف أَلاقِح هِيَ أَم غَيْرُ لَاقِحٍ، وَقَدِ استَمْنَيْتُها. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: البِكْرُ مِنَ الإِبل تُسْتَمْنَى بَعْدَ أَربع عَشْرَةَ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ، والمُسِنَّةُ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيام، قَالَ: والاسْتِمْنَاء أَن يأْتي صَاحِبُهَا فَيَضْرِبَ بِيَدِهِ عَلَى صَلاها ويَنْقُرَ بِهَا، فإِن اكْتارَتْ بِذَنَبِهَا أَو عَقَدت رأْسها وَجَمَعَتْ بَيْنَ قُطْرَيها عُلِم أَنها لَاقِحٌ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: قامَتْ تُريكَ لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ، ... والعَيْنُ شاحِبةٌ، والقَلْبُ مَسْتُورُ قَالَ: مَسْتُورٌ إِذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها. كأَنَّها بصَلاها، وهْي عاقِدةٌ، ... كَوْرُ خِمارٍ عَلَى عَذْراءَ مَعْجُورُ قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ مُنْيَةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ لَيَالٍ: وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: تُمْتَنَى القِلاصُ لِسَبْعِ لَيَالٍ إِلا أَن تَكُونَ قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عَشْرًا وَخَمْسَ عَشْرَةَ، والمُنْيَة الَّتِي هِيَ المُنْية سَبْعٌ، وَثَلَاثٌ للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ يَرُدُّ عَلَى مَنْ قَالَ تُمْتَنى القِلاصُ لِسَبْعٍ: إِنَّهُ خطأٌ، إِنما هُوَ تَمْتَني القِلاصُ، لَا يَجُوزُ أَن يُقَالَ امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها، فَهِيَ مُمْتَناةٌ، قَالَ: وَقُرِئَ عَلَى نُصَير وأَنا حَاضِرٌ. يُقَالُ: أَمْنَتِ الناقةُ فَهِيَ تُمْنِي إِمْنَاء، فَهِيَ مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فَهِيَ مُمْتَنِيَة إِذا كَانَتْ فِي مُنْيَتِها عَلَى أَن الفِعل لَهَا دُونَ راعِيها، وَقَدِ امْتُنيَ لِلْفَحْلِ؛ قَالَ: وأَنشد فِي ذَلِكَ لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ بَيْضَةً:

وبَيْضاء لَا تَنْحاشُ مِنَّا، وأُمُّها ... إِذا مَا رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها نَتُوجٍ، وَلَمْ تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى لَهُ، ... إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها وَرَوَاهُ هُوَ وَغَيْرُهُ مِنَ الرُّوَاةِ: لِمَا يُمْتَنَى، بِالْيَاءِ، وَلَوْ كَانَ كَمَا رَوَى شَمِرُ لَكَانَتِ الرِّوَايَةُ لِمَا تَمْتَني لَهُ، وَقَوْلُهُ: لَمْ تُقْرَفْ لَمْ تُدانَ لِما يُمْتَنى لَهُ أَي يُنْظَرُ إِذا ضُربت أَلاقح أَم لَا أَي لَمْ تَحْمِلِ الْحَمْلَ الَّذِي يُمْتَنَى لَهُ؛ وأَنشد نُصَيْرٌ لِذِي الرُّمَّةِ أَيضاً: وَحَتَّى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها، ... مِنَ الصَّيْف، مَا اللَّاتي لَقِحْنَ وحُولها فَلَمْ يَقُلْ بَعْدَ امْتِنائه فَيَكُونُ الْفِعْلُ لَهُ إِنما قَالَ بَعْدَ امْتِنائها هِيَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ الْفَرَّاءُ مُنْية النَّاقَةِ ومِنْية النَّاقَةِ الأَيام الَّتِي يُستبرأُ فِيهَا لَقاحها مِنْ حِيالها، وَيُقَالُ: النَّاقَةُ فِي مُنْيَتِها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المُنْيَةُ اضْطِراب الْمَاءِ وامِّخاضه فِي الرَّحِم قَبْلَ أَن يَتَغَيَّرَ فَيَصِيرَ مَشِيجاً، وَقَوْلُهُ: لَمْ تُقْرَف لِمَا يُمْتَنى لَهُ يَصِفُ الْبَيْضَةَ أَنها لَمْ تُقْرَف أَي لَمْ تُجامَع لِمَا يُمْتنى لَهُ فيُحتاج إِلى مَعْرِفَةِ مُنْيتها؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَقُولُ هِيَ حَامِلٌ بِالْفَرْخِ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَارِفَهَا فَحْلٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ: نَتُوجٍ وَلَمْ تُقْرِف لِمَا يُمْتَنى له بِكَسْرِ الرَّاءِ، يُقَالُ: أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا دَانَاهُ أَي لَمْ تُقْرِف هَذِهِ البيضةُ لِمَا لَهُ مُنيةٌ أَي هَذِهِ البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ مِنْ جِهَةٍ غَيْرِ جِهَةِ حَمْلِ النَّاقَةِ، قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ أَيضاً صَحِيحٌ أَي لَمْ تُقْرَف بِفَحْلٍ يُمْتَنَى لَهُ أَي لَمْ يُقارِفْها فَحْلٌ. والمُنُوَّةُ «2»: كالمُنْية، قُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا لِلضَّمَّةِ؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لِثَعْلَبَةَ بْنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ: تَنادَوْا بِجِدٍّ، واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها ... لِعِشْرينَ يَوماً مِنْ مُنُوَّتِها تَمْضِي فَجَعَلَ المُنوَّة لِلنَّخْلِ ذَهَابًا إِلى التَّشْبِيهِ لَهَا بالإِبل، وأَراد لِعِشْرِينَ يَوْمًا مِنْ مُنوَّتها مَضَتْ فَوَضَعَ تَفعل مَوْضِعَ فَعلت، وَهُوَ وَاسِعٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: اعْلَمْ أَن أَفْعَلُ قَدْ يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد: ولَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّني، ... فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لَا يَعْنِيني أَراد: وَلَقَدْ مَرَرْتُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُنْيَة الحِجْر عِشْرُونَ يَوْمًا تُعْتَبَرُ بِالْفِعْلِ، فإِن مَنَعت فَقَدَ وسَقَتْ. ومَنَيْت الرَّجُلَ مَنْياً ومَنَوْتُه مَنْواً أَي اخْتَبَرْتُهُ، ومُنِيتُ بِهِ مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ بِهِ مَنْواً بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه. وَيُقَالُ: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي لأَجْزِيَنَّك جَزَاءَكَ. ومَانَيْته مُمَانَاة: كافأْته، غَيْرُ مَهْمُوزٍ. ومَانَيْتُك: كافأْتك؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسَبْرة بْنِ عَمْرٍو: نُمَانِي بِهَا أَكْفاءَنا ونُهينُها، ... ونَشْرَبُ فِي أَثْمانِها ونُقامِرُ وَقَالَ آخَرُ: أُمَانِي بِهِ الأَكْفاء فِي كلِّ مَوْطِنٍ، ... وأَقْضِي فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري ومانَيْتُه: لَزِمْته. ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه. والمُمَانَاة: المُطاولةُ. والمُمَاناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يَعْقُوبُ: عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني، ... وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ، مِنْ أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْنِي أَي انتَظَرُوني حَتَّى أُدْرِك بُغْيَتي. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ:

_ (2). قَوْلُهُ [والمنوَّة] ضبطت فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الأصل بالضم، وقال في شرح القاموس: هي بفتح الميم.

هَذَا الرِّجْزُ بِمَعْنَى المُطاولة أَيضاً لَا بِمَعْنَى الِانْتِظَارِ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ؛ وأَنشد لغَيْلان بْنِ حُريث: فإِنْ لَا يَكُنْ فِيهَا هُرارٌ، فإِنَّني ... بسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائفُ والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عَنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي صُخَيْرة: إِيَّاكَ فِي أَمْركَ والمُهاواهْ، ... وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُمَانَاهْ والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَنشدني أَبو عَمْرٍو: صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ مِنْهَمِ، ... ليسَ يُمَانِي عُقَبَ التَّجَسُّمِ قَالَ: يُقَالُ مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انْتَظَرْتُكَ. وَقَالَ سَعِيدٌ: المُنَاوَة المُجازاة. يُقَالُ: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ. وتَمَنٍّ: بَلَدٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ، لِمَا تَحَلَّلَتْ ... مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها، قَبَلْنَ غُروباً مِنْ سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ ... بِهِنَّ السَّواني، فاسْتدارَ مَحالُها والمُمَانَاةُ: قِلَّة الغَيرةِ عَلَى الحُرَمِ. والمُمَانَاةُ: المُداراةُ. والمُمَانَاةُ: المُعاقَبةُ فِي الرُّكوب. والمُمَانَاةُ: المكافأَةُ. وَيُقَالُ للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُمَانِي والمُماذِي. والمَنَا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الَّذِي يُوزَنُ بِهِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بالأَلف، والمِكيال الَّذِي يَكِيلون بِهِ السَّمْن وَغَيْرَهُ، وَقَدْ يكون من الْحَدِيدِ أَوزاناً، وَتَثْنِيَتُهُ مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْيَاءَ مُعَاقَبَةً لِطَلَبِ الْخِفَّةِ، وَهُوَ أَفصح مِنَ المَنِّ، وَالْجَمْعُ أَمْناء، وَبَنُو تَمِيمٍ يَقُولُونَ هُوَ مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وَهُوَ مِنِّي بِمَنَى مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ. قَالَ: ومَناةُ صَخْرَةٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: صَنَمٌ كَانَ لهُذَيْل وخُزاعَة بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، يَعْبُدونها مِنْ دُونِ اللَّهِ، مِنْ قَوْلِكَ مَنَوتُ الشَّيْءَ، وَقِيلَ: مَنَاةُ اسْمُ صَنَم كَانَ لأَهل الْجَاهِلِيَّةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ؛ وَالْهَاءُ للتأْنيث ويُسكت عَلَيْهَا بالتاءِ، وَهُوَ لُغَةٌ، وَالنِّسْبَةُ إِليها مَنَوِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنهم كَانُوا يُهِلُّون لمَناة ؛ هُوَ هَذَا الصَّنَمُ الْمَذْكُورُ. وعبدُ مناةَ: ابْنُ أُدِّ بْنِ طابِخَة. وزيدُ مَناةَ: ابْنُ تَميم بْنِ مُرٍّ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ؛ قَالَ هَوْبَر الحارِثي: أَلا هَلْ أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ ... عَلَى الشِّنْءِ، فِيمَا بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْوَزِيرُ مَنْ قَالَ زيدُ مَناه بِالْهَاءِ فَقَدْ أَخطأَ؛ قَالَ: وَقَدْ غَلِطَ الطَّائِيُّ فِي قَوْلِهِ: إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاه، ... بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه وَمَنِ احْتَجَّ لَهُ قَالَ: إِنما قَالَ مَناةٍ وَلَمْ يُرِدِ التَّصْرِيعَ. مها: المَهْوُ مِنَ السُّيُوفِ: الرَّقِيق؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ: وصارِم أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، ... أَبْيَض مَهْو فِي مَتْنِهِ رُبَدُ وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الفِرِنْد، وَزْنُهُ فَلْعٌ مَقْلُوبٌ مِنْ لَفْظِ مَاهٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَذَلِكَ لأَنه أُرِقَّ حَتَّى صَارَ كَالْمَاءِ. وَثَوْبٌ مَهْوٌ: رَقِيق، شُبِّهَ بِالْمَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عَطَاءٍ: قَمِيصٌ مِنَ القُوهِيِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ وَيُرْوَى: زَهْوٌ ورَخْفٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ سَوَاءٌ. الْفَرَّاءُ:

الأَمْهَاء السُّيوف الْحَادَّةُ. ومَهْوُ الذهَب: مَاؤُهُ والمَهْوُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وَقَدْ مَهُوَ يَمْهُو مَهَاوَةً وأَمْهَيْتُه أَنا. والمُهَاة، بِضَمِّ الْمِيمِ: مَاءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ، مَقْلُوبٌ أَيضاً، وَالْجَمْعُ مُهْيٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي بَابِ مَا لَا يُفارق واحدَه إِلا بِالْهَاءِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ بِتَكْسِيرٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي جَمْعِهِ هُوَ المُها، فَلَوْ كَانَ مُكَسَّرًا لَمْ يَسُغْ فِيهِ التَّذْكِيرُ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا حُكاةٌ وحُكًى وطُلاةٌ وطُلًى، فإِنهم قَالُوا هُوَ الحُكَى وَهُوَ الطُّلَى، وَنَظِيرُهُ مِنَ الصَّحِيحِ رُطبَةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ. أَبو زَيْدٍ: المُهَى مَاءُ الْفَحْلِ، وَهُوَ المُهْيةُ. وَقَدْ أَمْهَى إِذا أَنزل الْمَاءَ عِنْدَ الضِّراب. وأَمْهَى السمْنَ: أَكثر مَاءَهُ، وأَمْهَى قِدْرَهُ إِذا أَكثر ماءَها، وأَمْهَى الشَّرابَ: أَكثر مَاءَهُ، وَقَدْ مَهُوَ هُوَ مَهَاوَةً فَهُوَ مَهْوٌ، وأَمْهَى الحَدِيدة: سَقاها الْمَاءَ وأَحَدَّها؛ قَالَ امْرُؤُ القَيس: راشَه مِنْ رِيش ناهِضَةٍ، ... ثُمَّ أَمْهَاهُ عَلَى حَجَرِهْ وأَمْهَى النَّصْلَ عَلَى السِّنان إِذا أَحدَّه ورقَّقه. والمَهْيُ: تَرْقيق الشَّفْرة، وَقَدْ مَهَاها يَمْهِيها. وأَمْهَى الفَرَس: طَوَّلَ رَسَنَه، والاسمُ المَهْيُ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ. ومَهَا الشيءَ يَمْهاهُ ويَمْهِيه مَهْياً مُعَاقَبَةً أَيضاً: مَوَّهَه. وحَفَر الْبِئْرَ حَتَّى أَمْهَى أَي بَلَغَ الْمَاءَ، لُغَةٌ فِي أَماه عَلَى الْقَلْبِ، وحَفَرْنا حَتَّى أَمْهَيْنا. أَبو عُبَيْدٍ: حَفَرْتُ الْبِئْرَ حَتَّى أَمَهْتُ وأَمْوَهْتُ، وإِن شِئْتَ حَتَّى أَمْهَيْتُ، وَهِيَ أَبعد اللُّغَاتِ، كُلُّهَا إِذا انْتَهَيْتَ إِلى الْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: فإِنَّكَ كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى، ... شَرُوبَ الماءِ ثُمَّ تعُودُ ماجَا ابْنُ بُزُرْج فِي حَفْرِ البِئرِ: أَمْهَى وأَماهَ، ومَهَتِ العَيْنُ تَمْهُو؛ وأَنشد: تَقولُ أُمامةُ عندَ الفِراقِ، ... والعَيْنُ تَمْهُو عَلَى المَحْجَرِ قَالَ: وأَمْهَيْتها أَسَلْت دَمْعَها. ابْنُ الأَعرابي: أَمْهَى إِذا بَلَغ مِنْ حاجَته مَا أَراد، وأَصله أَن يبلُغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئراً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه قَالَ لعُتْبة بْنِ أَبي سُفْيَانَ وَقَدْ أَثنى عَلَيْهِ فأَحْسَن: أَمْهَيْتَ يَا أَبا الوليدِ أَمْهَيْت أَي بالغْتَ فِي الثَّنَاءِ واسْتَقْصَيْت، مِنْ أَمْهَى حافِرُ البئرِ إِذا اسْتَقْصَى فِي الحَفْرِ وبَلَغَ الماءَ. وأَمْهَى الفَرسَ إِمْهَاءً: أَجْراه ليَعْرَقَ. أَبو زَيْدٍ: أَمْهَيْتُ الفَرَس أَرْخَيت لَهُ مِنْ عِنَانِهِ، وَمِثْلُهُ أَمَلْت بِهِ يَدِي إِمالَةً إِذا أَرْخَى لَهُ مِنْ عِنانه. واسْتَمْهَيت الفَرَس إِذا اسْتَخْرَجْت مَا عِنْدَه مِنَ الجَرْيِ؛ قَالَ عَدِيّ: هُمْ يَسْتَجِيبُونَ للدَّاعِي ويُكْرِهُهمْ ... حَدُّ الخَمِيس، ويَسْتَمْهُونَ فِي البُهَمِ والمَهْوُ: شدَّةُ الجَرْيِ. وأَمْهَى الحَبْلَ: أَرْخاه. وأَمْهَى فِي الأَمرِ حَبْلًا طَويلًا عَلَى الْمَثَلِ. اللَّيْثُ: المَهْيُ إِرْخاءُ «1» الحَبل ونحوِه؛ وأَنشد لطرفَة: لَكالطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْياهُ فِي اليَدِ الأُموي: أَمْهَيْت إِذا عَدَوْتَ، وأَمْهَيْت الفرسَ إِذا أَجْرَيْته وأَحْمَيْته. وأَمْهَيْت السَّيفَ: أَحْدَدْته. والمَهَاةُ: الشمسُ؛ قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي الصلْت: ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ رَحِيمٌ ... بمَهَاةٍ، شُعاعُها مَنْشُور وَاسْتَشْهَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَكَانِ بِبَيْتٍ نَسَبَهُ إِلى أَبي

_ (1). قوله [المهي إلخ] هكذا في الأصل والتهذيب.

الصَّلْتِ الثَّقَفِي: ثمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌّ قَديرُ ... بمَهَاةٍ، لهَا صَفاءٌ ونُورُ وَيُقَالُ للكَواكب: مَهاً؛ قَالَ أُمية: رَسَخَ المَهَا فِيهَا، فأَصْبَحَ لَوْنُها ... فِي الوارِساتِ، كأَنَّهُنَّ الإِثْمِدُ وَفِي النَّوَادِرِ: المَهْوُ البَرَدُ. والمَهْو: حَصًى أَبيض يُقَالُ لَهُ بُصاقُ القَمَر. والمَهْوُ: اللُّؤْلُؤُ. وَيُقَالُ لِلثَّغْرِ النَّقِيِّ إِذا ابيضَّ وَكَثُرَ مَاؤُهُ: مَهاً؛ قَالَ الأَعشى: ومَهاً تَرِفُّ غُروبُه، ... يَشْفِي المُتَيَّمَ ذَا الحَرارهْ والمَهَاة: الحِجارة «1» الْبِيضُ الَّتِي تَبْرُق، وَهِيَ البلَّوْرُ. والمَهَاةُ: البلَّوْرة الَّتِي تَبِصُّ لشدَّة بَيَاضِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الدُّرَّةُ، وَالْجَمْعُ مَهاً ومَهَواتٌ ومَهَياتٌ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للأَعشى: وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ، ... إِذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَن رَجُلًا سأَل ربهُ أَن يُرِيَه مَوْقِع الشَّيْطَانِ مِنْ قَلْب ابنِ آدمَ فرأَى فِيمَا يَرى النائمُ جَسَدَ رجُلٍ مُمَهًّى يُرى داخِلُه مِنْ خَارِجِهِ؛ المَها: البِلَّوْرُ، ورَأَى الشيطانَ فِي صُورَةِ ضِفْدع لَهُ خُرطُوم كخُرطومِ البَعُوضة قَدْ أَدْخَله فِي مَنْكِبه الأَيسر، فإِذا ذكَر اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَنَسَ. وكلُّ شيءٍ صُفِّيَ فأَشبه الْمَهَا فَهُوَ مُمَهًّى. والمَهَاةُ: بَقرةُ الْوَحْشِ، سُمِّيت بِذَلِكَ لِبَيَاضِهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بالبِلَّوْرة والدُّرَّة، فإِذا شُبِّهت المرأَة بالمَهاةِ فِي البَياض فإِنما يُعنى بِهَا البِلَّوْرة أَو الدُّرَّة، فإِذا شُبهت بِهَا فِي الْعَيْنَيْنِ فإِنما يُعنى بِهَا الْبَقَرَةُ، وَالْجَمْعُ مَهاً ومَهَوات، وَقَدْ مَهَتْ تَمْهُو مَهاً فِي بَيَاضِهَا. وناقةٌ مِمْهَاء: رَقِيقة اللَّبن. ونُطْفة مَهْوَةٌ: رَقِيقة. وسَلَحَ سَلْحاً مَهْواً أَي رقِيقاً. والمَهَاء، بِالْمَدِّ: عَيْبٌ أَو أَوَدٌ يَكُونُ فِي القِدْحِ؛ قَالَ: يقِيمُ مَهاءهُنَّ بإِصْبَعَيْهِ ومَهَوْت الشيءَ مَهْواً: مِثْلُ مَهَيْتُه مَهْياً. والمَهْوَةُ مِنَ التَّمْرِ: كالمَعْوةِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَالْجَمْعُ مَهْوٌ. وَبَنُو مَهْوٍ: بَطْن مِنْ عَبْدِ الْقَيْسَ. أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم فِي بَابِ أَفْعَل: إِنه لأَخْيَبُ مِن شَيْخٍ مَهْوٍ صَفْقةً؛ قَالَ: وَهُمْ حَيٌّ مِن عَبْدِ القَيْس كَانَتْ لَهُمْ فِي المَثَل قِصَّةٌ يَسْمُج ذِكرها. والمِمْهَى: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: وباتَتْ لَيلةً وأَدِيمَ لَيْل، ... عَلَى المِمْهَى، يُجَزُّ لها الثَّغامُ موا: المَاوِيَّة: المِرْآةُ، كأَنها نُسِبت إِلى الماءِ لصَفائها وأَن الصُّورَ تُرى فِيهَا كَمَا تُرى فِي الْمَاءِ الصَّافِي، وَالْمِيمُ أَصلية فِيهَا، وَقِيلَ: المَاوِيَّة حَجر البِلَّوْرِ، وَثَلَاثُ مَاوِيَّاتٍ، وَلَوْ تُكُلِّف مِنْهُ فِعْلٌ لَقِيلَ مُمْواةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ مَأْوٍ «2» نَادِرَةٌ حُكْمُهُ مَأَوٍ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي جَمْعِهِ ماوِيٌّ؛ وأَنشد: تَرَى فِي سَنى الماوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى، ... عَلَى غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُتَجَمَّلِ وُجُوهاً لَوَ انَّ المُدْلِجينَ اعْتَشَوْا بِها، ... صَدَعْنَ الدُّجى حتَّى تَرَى اللَّيْلَ يَنْجَلي وَقَدْ يَكُونُ الماوِيُّ لُغَةً فِي الماوِيَّة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:

_ (1). قَوْلُهُ [والمَهَاة الحجارة] هي عبارة التهذيب. (2). قوله [والجمع مأو إلخ] كذا بالأصل مضبوطاً.

فصل النون

ماوِيَّةٌ كَانَتْ فِي الأَصل مَائِيَّةً، فَقُلِبَتِ المدَّة وَاوًا فَقِيلَ مَاوِيَّةٌ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ شاوِيٌّ. وماوِيَّة: اسْمُ امرأَة، وَهُوَ مِنْ أَسماء النِّسَاءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: ماوِيّ، يَا رُبَّتَما غارةٍ ... شَعْواء، كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ أَراد يَا ماوِيَّة فَرخَّم. قَالَ الأَزهري: رأَيت فِي الْبَادِيَةِ عَلَى جادَّة الْبَصْرَةِ إِلى مَكَّةَ مَنْهلةً بَيْنَ حَفَرِ أَبي مُوسَى ويَنْسُوعةَ يُقَالُ لها ماوِيَّة. مومي: الْجَوْهَرِيُّ: المَوْمَاةُ وَاحِدَةُ المَوَامي وَهِيَ المَفاوِزُ. وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ: الْمَوْمَاةُ أَصله مَوْمَوة، عَلَى فَعْلَلةٍ، وَهُوَ مُضَاعَفٌ قُلِبَتْ وَاوُهُ أَلفاً لِتَحَرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. ميا: مَيَّةُ: اسْمُ امرأَة، ومَيٌّ أَيضاً، وَقِيلَ: مَيَّةُ مِنْ أَسماء القِرَدةِ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة. اللَّيْثُ: مَيَّةُ اسْمُ امرأَة، قَالَ: زَعَمُوا أَن القِرْدةَ الأُنثى تُسَمَّى مَيَّةَ، وَيُقَالُ منَّة. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المَيَّةُ القِرْدةُ؛ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ. وأَما قَوْلُهُمْ مَيَّ فَفِي الشِّعْرِ خَاصَّةً، فإِما أَن يَكُونَ اللَّفْظُ فِي أَصله هَكَذَا، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ أَمال. ابْنُ حَنْظَل: والمايِيَّةُ حِنْطة بَيْضَاءُ إِلى الصُّفْرَةِ وَحَبُّهَا دُونَ حَبِّ البُرْثجانِيَّة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. فصل النون نأي: النَّأْيُ: البُعدُ. نَأَى يَنْأَى: بَعُدَ، بِوَزْنِ نَعى يَنْعَى. ونَأَوْتُ: بَعُدْت، لُغَةٌ فِي نأَيْتُ. والنَّأْي: المُفارقة؛ وَقَوْلُ الْحُطَيْئَةِ: وهِنْدٌ أَتى مِنْ دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ إِنما أَراد المُفارقةَ، وَلَوْ أَراد البُعْدَ لَمَا جَمع بَيْنَهُمَا. نَأَى عَنْهُ، وَنَاءَ وَنَآهُ يَنْأَى نَأْياً وانْتَأَى، وأَنْأَيْتُه أَنا فانْتَأَى: أَبْعَدْتُه فبَعُد. الْجَوْهَرِيُّ: أَنأَيْته ونَأَيْتُ عَنْهُ نأْياً بِمَعْنًى أَي بَعُدْت. وتَنَاءَوا: تباعَدُوا. والمُنْتَأَى: الْمَوْضِعُ الْبَعِيدُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: فإِنَّك كاللَّيْل الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي، ... وإِنْ خِلْتُ أَنَّ المُنْتَأَى عَنْكَ واسِعُ الْكِسَائِيُّ: نَاءَيْتُ عَنْكَ الشرَّ عَلَى فاعَلْت أَي دَافَعْتُ؛ وأَنشد: وأَطْفَأْتُ نِيرانَ الحُروبِ وَقَدْ عَلَتْ، ... وناءَيْتُ عَنهمْ حَرْبَهُمْ فتَقَرَّبُوا ويقال للرجل إِذا تَكَبَّرَ وأعْرِض بِوَجْهِهِ: نَأَى بِجَانِبِهِ، وَمَعْنَاهُ أَنه نأَى جانِبَه مِنْ وَراء أَي نَحّاه. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ* ؛ أَي أَنْأَى جانِبَه عَنْ خالِقه مُتَغانياً مُعْرضاً عَنْ عِبَادَتِهِ وَدُعَائِهِ، وَقِيلَ: نأَى بِجَانِبِهِ أَي تباعَدَ عَنِ الْقَبُولِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وقرأَ ابْنُ عَامِرٍ ناءَ بجانِبه ، عَلَى الْقَلْبِ؛ وأَنشد: أَقولُ، وَقَدْ ناءتْ بِهَا غُرْبَةُ النَّوَى: ... نَوًى خَيْتَعُورٌ لَا تَشِطُّ دِيارُكِ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: أَنشدني الْمُبَرِّدُ: أَعاذِل، إِنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرةٍ ... بَعِيداً، نَآنِي زائِرِي وقَريبي قَالَ الْمُبَرِّدُ: قَوْلُهُ نَآنِي فِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَنه بِمَعْنَى أَبعدني كَقَوْلِكَ زِدْته فَزَادَ وَنَقَصْتُهُ فَنَقَصَ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ فِي نَآنِي أَنه بِمَعْنَى نَأَى عَنِّي، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الْمَعْرُوفُ الصَّحِيحُ. وَقَدْ قَالَ اللَّيْثُ: نَأَيتُ الدمعَ عَنْ خَدِّي بِإِصْبَعي نَأْياً؛ وأَنشد: إِذا مَا التَقَيْنا سالَ مِنْ عَبَراتِنا ... شآبِيبُ، يُنْأَى سَيْلُها بالأَصابِع

قَالَ: والانْتِيَاء بِوَزْنِ الابْتِغاء افْتِعَالٌ مِنَ النَّأْي. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَأَى فُلَانٌ عَنِّي يَنْأَى إِذا بَعُد، وَنَاءَ عَنِّي بِوَزْنِ بَاعَ، عَلَى الْقَلْبِ، وَمِثْلُهُ رَآنِي فُلَانٌ بِوَزْنِ رَعاني، وَرَاءَنِي بِوَزْنِ راعَني، وَمِنْهُمْ مَنْ يُميل أَوَّله فَيَقُولُ نَأَى ورَأَى. والنُّؤْي والنِّئْي والنَّأْيُ والنُّؤَى، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى مِثَالِ النُّفَى؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: الحَفِير حَوْلَ الخِباء أَو الخَيْمة يَدْفَع عَنْهَا السيلَ يَمِينًا وَشِمَالًا ويُبْعِدُه؛ قَالَ: ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رَمادٍ، ... وأَشْذابُ الخِيامِ وقَد بَلِينا وَقَالَ: عَليها مَوْقِدٌ ونُؤَى رَمادٍ وَالْجُمَعُ أَنْآء، ثُمَّ يُقَدِّمُونَ الْهَمْزَةَ فَيَقُولُونَ آنَاء، عَلَى الْقَلْبِ، مِثْلُ أَبْآرٍ وآبارٍ، ونُؤُيٌّ عَلَى فُعُول ونِئِيٌّ تتبع الْكَسْرَةَ. التَّهْذِيبُ: النُّؤْي الْحَاجِزُ حَوْلَ الْخَيْمَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: النُّؤْي حُفرة حَوْلَ الخِباء لِئَلَّا يَدْخُلَهُ مَاءُ الْمَطَرِ. وأَنْأَيْتُ الخِباء: عَمِلْتُ لَهُ نُؤْياً. ونَأَيْتُ النُّؤْيَ أَنْآه وأَنْأَيْتُه: عَمِلْتُهُ. وانْتَأَى نُؤْياً: اتَّخَذَهُ، تَقُولُ مِنْهُ: نأَيْتُ نُؤْياً؛ وأَنشد الْخَلِيلُ: شَآبيبُ يُنْأَى سيلُها بالأَصابع قَالَ: وَكَذَلِكَ انْتَأَيْتُ نُؤْياً، والمُنْتَأَى مِثْلُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: ذَكَرْتَ فاهْتاجَ السَّقامُ المُضْمَرُ ... مَيّاً، وشاقَتْكَ الرُّسُومُ الدُّثَّرُ آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ وَتَقُولُ إِذا أَمرت مِنْهُ: نَ نُؤْيَك أَي أَصْلِحْه، فإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ قُلْتَ نَهْ، مِثْلُ رَ زَيْدًا، فإِذا وقَفت عَلَيْهِ قُلْتَ رَهْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا إِنما يَصِحُّ إِذا قدَّرت فعلَه نأَيتُه أَنْآه فَيَكُونَ الْمُسْتَقْبَلُ يَنْأَى، ثُمَّ تُخَفَّفُ الْهَمْزَةُ عَلَى حدِّ يَرى، فَتَقُولُ نَ نُؤْيَك، كَمَا تَقُولُ رَ زَيْدًا، وَيُقَالُ انْأَ نُؤيك، كَقَوْلِكَ انْعَ نُعْيَك إِذا أَمرته أَن يُسوِّي حولَ خِبائه نُؤياً مُطيفاً بِهِ كالطَّوْف يَصْرِفُ عَنْهُ مَاءَ الْمَطَرِ. والنُّهَيْر الَّذِي دُونَ النُّؤْي: هُوَ الأَتيُّ، وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ فِيهِ قَالَ نَ نُؤْيَك، وَلِلِاثْنَيْنِ نَيا نُؤْيكما، وَلِلْجَمَاعَةِ نَوْا نُؤْيَكم، وَيُجْمَعُ نُؤْي الخِباء نُؤًى، عَلَى فُعَلٍ. وَقَدْ تَنَأَّيْتُ نُؤياً، والمُنْتَأَى: مَوْضِعُهُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: مُنْتَأًى كالقَرْوِ رَهْنَ انْثِلامِ وَمَنْ قَالَ النُّؤي الأَتِيُّ الَّذِي هُوَ دُونَ الْحَاجِزِ فَقَدْ غَلِطَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: ونُؤْيٌ كَجِذْمِ الحَوْضِ أَثْلَمُ خاشِعُ فإِنما يَنْثَلِمُ الحاجزُ لَا الأَتِيُّ؛ وَكَذَلِكَ قوْله: وسَفْع عَلَى آسٍ ونُؤْي مُعَثْلَب والمُعَثْلَبُ: المَهْدُوم، وَلَا يَنْهَدِم إِلا مَا كَانَ شَاخِصًا. والمَنْأَى: لُغَةٌ فِي نُؤْيِ الدَّارِ، وَكَذَلِكَ النِّئْيُ مِثْلُ نِعْيٍ، وَيُجْمَعُ النُّؤْي نُؤْياناً بوزن نُعْياناً وأَنْآء. نبا: نَبا بَصَرُهُ عَنِ الشَّيْءِ نُبُوًّا ونُبِيّاً؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: لمَّا نَبَا بِي صاحِبي نُبِيّا ونَبْوة مَرَّةً وَاحِدَةً. وَفِي حَدِيثِ الأَحنف: قَدِمْنا عَلَى عُمر معَ وفْد فَنَبَتْ عَيناه عَنْهُمْ ووقعَتا عليَ ؛ يُقَالُ: نَبا عَنْهُ بَصَرهُ يَنْبُو أَي تَجافَى وَلَمْ يَنْظُرْ إِليه، كأَنه حَقَرَهم وَلَمْ يَرْفَع بِهِمْ رأْساً. ونَبَا السيفُ عَنِ الضَّريبة نَبْواً ونَبْوة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ لَا يُرَادُ بالنَّبْوة المرَّة الْوَاحِدَةُ: كَلَّ وَلَمْ يَحِكْ فِيهَا. ونَبا

حَدُّ السيفِ إِذا لَمْ يَقطع. ونَبَتْ صُورته: قَبُحَت فَلَمْ تَقبلها الْعَيْنُ. ونَبَا بهِ مَنْزِله: لَمْ يوافِقْه، وَكَذَلِكَ فِراشُه؛ قَالَ: وإِذا نَبا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ ونَبَتْ بِي تِلْكَ الأَرضُ أَي لَمْ أَجد بِهَا قَراراً. ونَبا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ: لَمْ يَنْقَدْ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: قَالَ لِعُمَرَ أنتَ ولِيُّ مَا وَلِيتَ لَا نَنْبُو فِي يَدَيْكَ أَي ننْقاد لَكَ وَلَا نَمْتَنع عَمَّا تُرِيدُ مِنَّا. ونَبَا جَنْبِي عَنِ الفِراش: لَمْ يَطْمئنّ عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: نَبَا الشيءُ عَنِّي يَنْبُو أَي تَجافَى وتَباعَد. وأَنْبَيْتُه أَنا أَي دَفَعْتُهُ عَنْ نَفْسِي. وَفِي الْمَثَلِ: الصِّدْقُ يُنْبِي عنكَ لَا الوعيدُ أَي أَنَّ الصِّدقَ يَدفَع عَنْكَ الْغَائِلَةَ فِي الحَرب دُونَ التهْديد. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ يُنْبِي، بِغَيْرِ هَمْزٍ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة: صَبَّ اللَّهِيفُ لهَا السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ ... تُنْبي العُقابَ، كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ وَيُقَالُ: أَصله الْهَمْزُ مِنَ الإِنْبَاء أَي أَن الفِعل يُخبر عَنْ حَقِيقتك لَا الْقَوْلَ. ونَبا السَّهم عَنِ الهَدَف نَبْواً: قَصَّر. ونَبَا عَنِ الشَّيْءِ نَبْواً ونَبْوةً: زايَلَه، وإِذا لَمْ يَسْتَمكِن السَّرْج أَو الرَّحْل مِنَ الظَّهْرِ قِيلَ نَبَا؛ وأَنشد: عُذافِرُ يَنْبُو بأَحْنا القَتَب ابْنُ بُزُرْجَ: أَكل الرَّجل أَكْلة إِنْ أَصْبَح مِنْهَا لَنابياً، وَلَقَدْ نَبَوْت مِنْ أَكلة أَكلْتُها بقول سَمِنت مِنْهَا، وأَكل أَكْلة ظَهَر مِنْهَا ظَهْرةً أَي سَمِنَ مِنْهَا. ونَبا بِي فُلَانٌ نَبْواً إِذا جَفاني. وَيُقَالُ: فُلَانٌ لَا يَنْبُو فِي يَدَيْكَ إِن سأَلتَه أَي لَا يَمْنَعُك. ابْنُ الأَعرابي: والنَّابِيَةُ القَوْس الَّتِي نَبَتْ عَنْ وتَرها أَي تَجافَتْ. والنَّبْوَة: الجَفْوةُ. والنَّبْوَةُ: الإِقامة. والنَّبْوَةُ: الارْتِفاع. ابْنُ سِيدَهْ: النَّبْوُ العُلُوُّ والارْتِفاعُ، وَقَدْ نَبا. والنَّبْوَةُ والنَّبَاوَةُ والنبيُّ: مَا ارْتَفَع مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ: فأُتِي بِثَلَاثَةِ قِرَصةٍ فَوُضعت عَلَى نَبيّ أَي عَلَى شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ مِنَ الأَرض، مِنَ النَّباوَة والنَّبْوةِ الشرَفِ المُرْتَفِع مِنَ الأَرض؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا تُصلُّوا عَلَى النَّبيِ أَي عَلَى الأَرض الْمُرْتَفِعَةِ المُحْدَوْدِبةِ. والنبيُّ: العَلَم مِنْ أَعْلام الأَرض الَّتِي يُهتَدَى بِهَا. قَالَ بَعْضُهُمْ: وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ النَبِيّ لأَنه أَرفع خَلْقِ اللَّهِ، وَذَلِكَ لأَنه يُهْتَدَى بِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ النَّبِيّ فِي الْهَمْزِ، وَهُمْ أَهل بَيْتِ النُّبُوَّة. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّبيّ هُوَ الَّذِي أَنْبأَ عَنِ اللَّهِ، فترك همزه، قال: وإِن أَخَذْتَ النَّبِيَّ مِنَ النَّبْوة والنَّبَاوَةِ، وَهِيَ الارتفاعُ مِنَ الأَرض، لارْتِفاع قَدْره ولأَنه شُرِّف عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ، فأَصله غَيْرُ الْهَمْزِ، وَهُوَ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول، وَتَصْغِيرُهُ نُبَيٌّ، وَالْجَمْعُ أَنْبِيَاء؛ وأَما قَوْلُ أَوس ابْنِ حَجر يَرْثي فُضالةَ بْنَ كَلْدةَ الأَسَدِيّ: عَلَى السَّيِّدِ الصَّعْب، لَو أَنَّه ... يَقُومُ عَلَى ذِرْوةِ الصَّاقِبِ، لأَصْبَح رَتْماً دُقاقَ الحَصى، ... مَكانَ النَّبِيِّ مِنَ الكاثِبِ قَالَ: النَّبِيُّ المكان المُرْتَفِعُ، والكاثِبُ: الرَّمْلُ الْمُجْتَمِعُ، وَقِيلَ: النَّبِيُّ مَا نَبا مِنَ الْحِجَارَةِ إِذا نَجَلَتْها الحَوافِرُ، وَيُقَالُ: الكاثِبُ جَبَلٌ وحَوله رَوابٍ يُقَالُ لَهَا النَّبيُّ، الْوَاحِدُ نابٍ مِثْلُ غازٍ وغَزيٍّ، يَقُولُ: لَوْ قَامَ فُضالةُ عَلَى الصاقِب، وَهُوَ جَبَل، لذَلَّلَه وتَسَهَّل لَهُ حَتَّى يَصِيرَ كالرَّمْلِ الَّذِي

فِي الْكَاثِبِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ فِي النَّبِيّ هاهنا أَنه اسْمُ رَمْلٍ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ: الكاثِبُ اسْمُ قُنَّةٍ فِي الصاقِب، وَقِيلَ: يَقُومُ بِمَعْنَى يُقاوِمُ. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ قَالَ: قَالَ أَبو هِلال قَالَ قَتادة مَا كَانَ بالبَصْرة رَجُلٌ أَعْلَمُ مِنْ حُمَيْد بْنِ هِلال غَيْرَ أَنَّ النَّبَاوَةَ أَضَرَّتْ بِهِ أَي طَلَبَ الشَّرَفِ والرِّياسةِ وحُرْمةَ التَّقَدُّم فِي العِلم أَضَرَّ بِهِ، وَيُرْوَى بِالتَّاءِ وَالنُّونِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: النَّبِيُّ الطَّريقُ، والأَنْبِياء طُرُق الهُدَى. قَالَ أَبو مُعاذ النَّحْوِيُّ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ مَن يَدُلُّني عَلَى النَّبِيِّ أَي عَلَى الطَّريق. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْقِرَاءَةُ الْمُجْتَمِعُ عَلَيْهَا فِي النَّبِيِّينَ والأَنبياء طَرْحُ الْهَمْزِ، وَقَدْ هَمَزَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَذَا، وَاشْتِقَاقُهُ من نَبَّأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر، قَالَ: والأَجود تَرْكُ الْهَمْزِ لأَن الِاسْتِعْمَالَ يُوجب أَنَّ مَا كَانَ مهمُوزاً مِنْ فَعِيل فَجَمْعُهُ فُعَلاء مِثْلُ ظَريف وظُرَفاء، فإِذا كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ فَجَمْعُهُ أَفْعِلاء نَحْوُ غَنِيٍّ وأَغْنِياء ونَبيٍّ وأَنْبِياء، بِغَيْرِ هَمْزٍ، فإِذا هَمَزْت قُلْتَ نَبيء ونُبَآء كَمَا تَقُولُ فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: وَقَدْ جاءَ أَفعلاء فِي الصَّحيح، وَهُوَ قَلِيلٌ، قَالُوا خَمِيسٌ وأَخْمِساء ونَصِيبٌ وأَنْصِباء، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ نَبِيّ مِنْ أَنبأْت مِمَّا تُرِكَ هَمَزُهُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ نَبا يَنْبُو إِذا ارْتَفَعَ، فَيَكُونَ فَعِيلًا مِنَ الرِّفْعة. وتَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعى النُّبُوَّة وَلَيْسَ بنَبيٍّ، كَمَا تنَبَّى مُسيْلِمة الكَذَّاب وَغَيْرُهُ مِنَ الدَّجَّالِينَ المُتَنَبِّينَ. والنَّبَاوَةُ والنَبِيُّ: الرَّمْل. ونَبَاةُ، مَقْصُورٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ الأَخفش؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً، ... مَا بَيْنَ عَيْنَ إِلى نَبَاةَ، الأَثْأَبُ وَرُوِيَ: نَباتى، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ونُبَيٌّ: مَكَانٌ بِالشَّامِ «3» دُونَ السِّرِّ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: لَمَّا وَرَدْنَ نُبَيّاً، واسْتَتَبَّ بِنا ... مُسْحَنْفِرٌ، كخُطوطِ النَّسْجِ، مُنْسَحِلُ والنَبِيُّ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. والنَّبَوَانُ: مَاءٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ: شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما وزُنْقُبُ، ... والنَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ يَعْنِي بالقَصب مَخارجَ مَاءِ الْعُيُونِ، ومُثَقَّب: مَفْتُوحٌ بِالْمَاءِ. والنَّبَاوةُ: مَوْضِعٌ بِالطَّائِفِ مَعْرُوفٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: خَطَبَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوماً بالنَّبَاوَة مِنَ الطَّائِفِ ، وَاللَّهُ أَعلم. نتا: نَتا الشيءُ نَتْواً ونُتُوًّا: وَرِمَ. ونَتا عُضْوٌ مِنْ أَعْضائه يَنْتُو نُتُوًّا، فَهُوَ ناتٍ إِذا وَرِمَ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَقَدْ تقدَّمَ أَيضاً فِي الْهَمْزِ. اللِّحْيَانِيُّ: تَحْقِرُه ويَنْتُو أَي تَسْتَصْغِره ويَعظم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَحقِرُه ويَنْدَرِئُ عَلَيْكَ بِالْكَلَامِ، قَالَ: يُضْرب هَذَا لِلَّذِي لَيْسَ لَهُ ظَاهِرُ مَنْظَر وَلَهُ باطِن مَخْبَر، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْهَمْزِ لأَنَّ هَذَا الْمَثَلَ يُقَالُ فِيهِ يَنْتُو ويَنْتَأُ، بِهَمْزٍ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْتَى إِذا تأَخر، وأَنْتَى إِذا كسَرَ أَنْفَ إِنسان فوَرَّمَه، وأَنْتَى إِذا وافَقَ شَكْلَه فِي الخَلْق والخُلُق، مأْخوذ مِنَ التِّنِّ. والنَّواتِي: المَلَّاحُون، وَاحِدُهُمْ نُوتِيٌّ. نثا: نَثا الحَديثَ والخَبر نَثْواً: حَدَّث بِهِ وأَشاعَه وأَظْهَره؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْخَنْسَاءِ: قامَ يَنْثُو رَجْعَ أَخْباري

_ (3). قوله [ونبي مكان بالشام] كذا ضبط بالأصل مصغراً، وفي ياقوت مكبراً وأورد الشاهد كذلك، وفيه أيضاً: كخطوط السيح منسحل.

وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: فجاءَ خالُنا فنَثا عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ أَي أَظْهَرَه إِلينا وحَدَّثَنا بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ مازِنٍ: وكُلُّكُمْ حِينَ يُنْثَى عَيْبُنا فَطِن وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: يَا مَن تُنْثَى عِنْدَهُ بَواطِنُ الأَخبار. والنَّثَا: مَا أَخْبَرْتَ بِهِ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ حَسَن أَو سَيِء، وتَثْنِيتُه نَثَوانِ ونَثَيانِ، يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ النَّثَا وقَبيح النَّثا، وَلَا يَشْتَقُّ مِنَ النَّثَا فَعَلَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي قَالَ إِنه لَا يشتق من النَّثا فعل لَمْ نَعْرِفْهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبي هَالَةَ فِي صِفَةِ مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُه أَي لا تُشاعُ ولا تُذاعُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ لَا يُتَحدَّث بِتِلْكَ الفَلَتات، يُقَالُ مِنْهُ: نَثَوْتُ الْحَدِيثَ أَنْثُوه نَثْواً، وَالِاسْمُ مِنْهُ النَّثا؛ وَقَالَ أَحمد بْنُ جَبَلة فِيمَا أَخبر عَنْهُ ابْنُ هاجَك: مَعْنَاهُ أَنه لَمْ يَكُنْ لِمَجْلِسِهِ فَلَتات فَتُنْثى؛ قَالَ: والفَلَتاتُ السَّقَطات والزَّلَّات. ونَثا عَلَيْهِ قَوْلًا: أَخْبَر بِهِ عَنْهُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: نَثا يَنْثُو نَثاء ونَثاً كَمَا قَالُوا بَذَا يَبْذُو بَذَاءً وبَذاً، ونَثَوْتُ الْحَدِيثَ ونَثَيْتُه. والنَّثْوَة: الوَقِيعة فِي النَّاسِ. والنَّثَا فِي الْكَلَامِ يُطْلق عَلَى القَبيح والحَسن، يُقَالُ: مَا أَقبح نَثاه وَمَا أَحسن نَثاه ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَنْثَى إِذا قَالَ خَيْرًا أَو شَرًّا، وأَنثى إِذا اغْتاب. والنَّاثِي: المُغْتابُ، وَقَدْ نَثا يَنْثُو. قَالَ ابْنُ الأَنباري: سَمِعْتُ أَبا الْعَبَّاسِ يَقُولُ النَّثَا يَكُونُ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، يُقَالُ: هُوَ يَنْثو عَلَيْهِ ذُنُوبه، وَيُكْتَبُ بالأَلف؛ وأَنشد: فاضِلٌ كامِلٌ جَمِيلٌ نَثَاهُ، ... أَرْيَحِيٌّ مُهَذَّبٌ مَنْصُورُ شَمِرٌ: يُقَالُ مَا أَقْبَح نَثاه؛ وَقَالَ: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: هُمْ يَتَنَاثَوْنَ الأَخبار أَي يُشِيعُونها ويَذْكُرونها. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ يَتَنَاثَوْن أَيامهم الماضِيةَ أَي يَذْكُرُونَهَا. وتَنَاثَى القومُ قَبائحَهم أَي تَذاكَرُوها؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ: بِمَا قَدْ أَرى لَيْلى، ولَيْلى مُقِيمَةٌ، ... بهِ فِي جَمِيعٍ لَا تُنَاثَى جَرائرُهْ الْجَوْهَرِيُّ: النَّثَا، مَقْصُورٌ، مِثْلُ الثَّنا إِلا أَنه فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ والثَّنا فِي الْخَيْرِ خَاصَّةً. وأَنْثَى الرجلُ إِذا أَنِفَ مِنَ الشَّيْءِ إِنْثَاءً. ونَثَا الشيءَ يَنْثُوه، فَهُوَ نَثِيٌّ ومَنْثِيٌّ: أَعادَه. والنَّثِيُّ والنَّفِيُّ: مَا نَثاه الرِّشاء مِنَ الْمَاءِ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ، وَلَيْسَ أَحدهما بَدَلًا عَنِ الْآخَرِ، بَلْ هُمَا أَصلان لأَنَّا نَجِد لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصلًا نَرُدُّهُ إِليه وَاشْتِقَاقًا نَحْمِلُهُ عَلَيْهِ، فأَما نَثِيٌّ فَفَعِيل مِنْ نَثا الشيءَ يَنْثُوه إِذا أَذاعَه وفَرَّقَه لأَن الرِّشاء يُفَرِّقه ويَنْشُره، قَالَ: وَلَامُ الْفِعْلِ وَاوٌ لأَنها لَامَ نَثَوْتُ بِمَنْزِلَةِ سَرِيٍّ وقَصِيٍّ، والنَّفِيُّ فَعِيل مِنْ نَفَيْتُ لأَنَّ الرِّشاء يَنْفِيه، وَلَامُهُ يَاءٌ بِمَنْزِلَةِ رَمِيٍّ وعَصِيٍّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْفَاءُ بَدَلًا مِنَ الثَّاءِ؛ وَيُؤْنِسُكَ لِنَحْوِ ذَلِكَ إِجْماعُهم فِي بَيْتِ إمْرئ الْقَيْسِ: ومَرَّ عَلَى القَنانِ منْ نَفَيانِه، ... فأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كلِّ مَنْزِلِ فإِنهم أَجمعوا عَلَى الفاءِ، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا نَثَيانِه. والنُّثَاءَة، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَنها يَاءٌ لأَنها لَامٌ وَلَمْ نَجْعَلْهُ مِنَ الْهَمْزِ لِعَدَمِ نَ ثء، والله أَعلم. نجا: النَّجَاءُ: الخَلاص مِنَ الشَّيْءِ، نَجا يَنْجُو نَجْواً ونَجاءً، مَمْدُودٌ، ونَجاةً، مَقْصُورٌ، ونَجَّى واسْتَنْجَى كنَجَا؛ قَالَ الرَّاعِي:

فإِلَّا تَنَلْني منْ يَزيدَ كَرامةٌ، ... أُنَجِّ وأُصْبحْ مِنْ قُرى الشَّامِ خالِيا وَقَالَ أَبو زُبيد الطَّائِيُّ: أَمِ اللَّيْثُ فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكُمْ؟ ... فَهذا، ورَبِّ الرَّاقِصاتِ، المُزَعْفَرُ ونَجَوْت مِنْ كَذَا. والصِّدْقُ مَنْجاةٌ. وأَنْجَيْتُ غَيْرِي ونجَّيْته، وقرئَ بِهِمَا قَوْلَهُ تَعَالَى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ؛ الْمَعْنَى نُنَجِّيك لَا بفِعْل بَلْ نُهْلِكُكَ، فأَضْمَر قَوْلَهُ لَا بفِعْل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ لَا بِفِعْلٍ يُرِيدُ أَنه إِذا نَجَا الإِنسان بِبَدَنِهِ عَلَى الْمَاءِ بِلَا فِعْلٍ فإِنه هَالِكٌ، لأَنه لَمْ يَفعل طَفْوَه عَلَى الْمَاءِ، وإِنما يطفُو عَلَى الماءِ حَيًّا بِفِعْلِهِ إِذا كَانَ حَاذِقًا بالعَوْم، ونَجَّاهُ اللَّهُ وأَنْجَاه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ، وأَما قراءَة مَنْ قرأَ: وَكَذَلِكَ نُجِّي المؤْمِنين، فَلَيْسَ عَلَى إِقامة الْمَصْدَرِ مَوْضِعَ الْفَاعِلِ وَنَصْبِ الْمَفْعُولِ الصَّرِيحِ، لأَنه عَلَى حَذْفِ أَحد نُونَيْ نُنْجِي، كَمَا حُذِفَ مَا بَعْدَ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: تَذَكَّرُونَ* ، أَي تَتَذَكَّرون، وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ أَيضاً سُكُونُ لَامِ نُجِّي، وَلَوْ كَانَ مَاضِيًا لَانْفَتَحَتِ اللَّامُ إِلا فِي الضَّرُورَةِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ المُثَقَّب: لِمَنْ ظُعُنٌ تَطالَعُ مِن صُنَيْبٍ؟ ... فَمَا خَرَجتْ مِن الْوَادِي لِحِينِ «4» أَي تتَطالَع، فَحَذَفَ الثَّانِيَةَ عَلَى مَا مَضَى، ونجَوْت بِهِ ونَجَوْتُه؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: نَجا عامِرٌ والنَّفْسُ مِنه بشِدْقِه، ... وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا أَراد: إِلَّا بجَفْنِ سَيفٍ، فَحَذَفَ وأَوْصل. أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ؛ أَي نُخَلِّصُك مِنَ الْعَذَابِ وأَهْلَك. واستَنْجَى مِنْهُ حَاجَتَهُ: تخَلَّصها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وانْتَجَى مَتاعَه: تَخلَّصه وسَلبَه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَمَعْنَى نجَوْت الشيءَ فِي اللُّغَةِ: خَلَّصته وأَلْقَيْته. والنَّجْوَةُ والنَّجَاةُ: مَا ارتفَع مِنَ الأَرض فَلَمْ يَعْلُه السَّيلُ فَظَنَنْتُهُ نَجاءَك، وَالْجَمْعُ نِجاءٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ؛ أَي نَجْعَلُكَ فَوْقَ نَجْوةٍ مِنَ الأَرض فنُظْهِرك أَو نُلْقِيك عَلَيْهَا لتُعْرَفَ، لأَنه قَالَ بِبَدَنِكَ وَلَمْ يَقُلْ برُوحِك؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ نُلْقِيكَ عُرياناً لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَك عِبْرَةً. أَبو زَيْدٍ: والنَّجْوةُ المَكان المُرْتَفِع الَّذِي تَظُنُّ أَنه نَجَاؤُكَ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ للوادِي نَجْوة وَلِلْجَبَلِ نَجْوةٌ، فأَما نَجْوة الْوَادِي فسَنداه جَمِيعًا مُستَقِيماً ومُسْتَلْقِياً، كلُّ سَنَدٍ نَجْوةٌ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الأَكَمةِ، وكلُّ سَنَدٍ مُشْرِفٍ لَا يَعْلُوهُ السَّيْلُ فَهُوَ نَجْوة لأَنه لَا يَكُونُ فِيهِ سَيْل أَبداً، ونَجْوَةُ الجبَل مَنْبِتُ البَقْل. والنَّجَاةُ: هِيَ النَّجْوَة مِنَ الأَرض لَا يَعلوها السَّيْلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصُونُ عِرْضِي أَنْ يُنالَ بنَجْوةٍ، ... إِنَّ البَرِيَّ مِن الهَناةِ سَعِيدُ وَقَالَ زُهَير بْنُ أَبي سُلْمى: أَلم تَرَيا النُّعمانَ كَانَ بنَجْوةٍ، ... مِنَ الشَّرِّ، لَوْ أَنَّ امْرَأً كَانَ ناجِيا؟ وَيُقَالُ: نَجَّى فُلَانٌ أَرضَه تَنْجِيةً إِذا كبَسها مَخَافَةَ الغَرَقِ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْجى عَرِقَ، وأَنْجَى إِذا شَلَّح، يُقَالُ للِّصِّ مُشَلِّح لأَنه يُعَرِّي الإِنسانَ مِنْ ثِيَابِهِ. وأَنْجَى: كشَفَ الجُلَّ عَنْ ظَهْرِ فَرَسِهِ. أَبو حَنِيفَةَ: المَنْجَى المَوْضع الَّذِي لَا يَبْلُغه السيلُ. والنَّجَاء: السُّرْعةُ فِي السَّيْرِ، وَقَدْ نَجَا نَجَاءً، ممدود،

_ (4). قوله [صنيب] هو هكذا في الأصل والمحكم مضبوطاً

وَهُوَ يَنْجُو فِي السُّرْعة نَجَاءً، وَهُوَ نَاجٍ: سَريعٌ. ونَجَوْتُ نَجَاء أَي أَسرَعْتُ وسَبَقْتُ. وَقَالُوا: النَّجَاءَ النَّجَاءَ والنَّجَا النَّجا، فَمَدُّوا وقَصَرُوا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجَا النَّجَا وَقَالُوا: النَّجَاكَ فأَدخلوا الْكَافَ لِلتَّخْصِيصِ بِالْخِطَابِ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب لأَن الأَلف وَاللَّامَ مُعاقِبة للإِضافة، فَثَبَتَ أَنها كَكَافِ ذَلِكَ وأَرَيْتُك زَيْدًا أَبو مَنْ هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ: وأَنا النَّذِيرُ العُرْيان فالنَّجَاءَ النَّجاءَ أَي انْجُوا بأَنفسكم، وَهُوَ مَصْدَرٌ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أَي انْجُوا النَّجاء. والنَّجاءُ: السُّرعة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنما يأْخذ الذِّئْبُ القاصِيةَ والشاذَّة الناجِيةَ أَي السَّرِيعَةَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ عَنِ الْحَرْبِيِّ بِالْجِيمِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَتَوْكَ عَلَى قُلُصٍ نَواجٍ أَي مُسْرِعاتٍ. وَنَاقَةٌ نَاجِيةٌ ونَجَاة: سَرِيعَةٌ، وَقِيلَ: تَقطع الأَرض بِسَيْرِهَا، وَلَا يُوصف بِذَلِكَ الْبَعِيرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الناجِيةُ والنَّجاة النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ تَنْجُو بِمَنْ ركبها؛ قال: والبَعير ناجٍ؛ وَقَالَ: أَيّ قَلُوصِ راكِبٍ تَراها ... ناجِيةً وناجِياً أَباها وَقَوْلُ الأَعشى: تَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخْداً ... بِنَواجٍ سَرِيعةِ الإِيغالِ أَي بقوائمَ سِراعٍ. واسْتَنْجَى أَي أَسْرَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا سافَرْتُمْ فِي الجَدْب فاسْتَنْجُوا ؛ مَعْنَاهُ أَسْرِعُوا السيرَ وانْجُوا. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا انْهَزَمُوا: قَدِ اسْتَنْجَوْا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لُقْمَانَ بْنِ عَادَ: أَوَّلُنا إِذا نَجَوْنا وآخِرُنا إِذا اسْتَنْجَيْنا أَي هُوَ حامِيَتُنا إِذا انْهَزَمْنا يَدفع عنَّا. والنَّجْوُ: السَّحاب الَّذِي قَدْ هَراقَ مَاءَهُ ثُمَّ مَضَى، وَقِيلَ: هُوَ السَّحَابُ أَوَّل مَا يَنشأُ، وَالْجَمْعُ نِجاء ونُجُوٌّ؛ قَالَ جَمِيلٌ: أَليسَ مِنَ الشَّقاءِ وَجِيبُ قَلْبي، ... وإِيضاعي الهُمُومَ مَعَ النُّجُوِّ فأَحْزَنُ أَنْ تَكُونَ عَلَى صَدِيقٍ، ... وأَفْرَحُ أَن تَكُونَ عَلَى عَدُوِّ يَقُولُ: نَحْنُ نَنْتَجِعُ الغَيْثَ، فإِذا كَانَتْ عَلَى صدِيقٍ حَزِنْت لأَني لَا أُصيب ثَمَّ بُثَيْنَة، دَعَا لَهَا بالسُّقْيا. وأَنْجَتِ السحابةُ: وَلَّتْ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: أَين أَنْجَتْكَ السَّمَاءُ أَي أَينَ أَمطَرَتْكَ. وأُنْجِيناها بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَي أُمْطِرْناها. ونَجْوُ السبُع: جَعْره. والنَّجْوُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَطْنِ مِنْ رِيحٍ وَغَائِطٍ، وَقَدْ نَجا الإِنسانُ والكلبُ نَجْواً. والاسْتِنْجاء: الِاغْتِسَالُ بِالْمَاءِ مِنَ النَّجْوِ والتَّمَسُّحُ بِالْحِجَارَةِ مِنْهُ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ قَطْعُ الأَذَى بأَيِّهما كَانَ. واسْتَنْجَيْتُ بالماءِ وَالْحِجَارَةِ أَي تَطَهَّرْت بِهَا. الْكِسَائِيُّ: جلَست عَلَى الْغَائِطِ فَمَا أَنْجَيْتُ. الزَّجَّاجُ: يُقَالُ مَا أَنْجَى فُلَانٌ شَيْئًا، وَمَا نَجَا مُنْذُ أَيام أَي لَمْ يأْتِ الغائطَ. والاسْتِنجاء: التَّنَظُّف بمدَر أَو مَاءٍ. واسْتَنجَى أَي مَسْحَ مَوْضِعَ النَّجْو أَو غَسَله. وَيُقَالُ: أَنْجَى أَي أَحدَث. وَشَرِبَ دَواء فَمَا أَنْجَاه أَي مَا أَقامه. الأَصمعي: أَنْجَى فُلَانٌ إِذا جَلَسَ عَلَى الْغَائِطِ يَتَغَوَّط. وَيُقَالُ: أَنْجَى الغائطُ نَفْسُه يَنجُو، وَفِي الصِّحَاحِ: نَجا الغائطُ نَفْسُه. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: أَقلُّ الطعامِ نَجْواً اللَّحم. والنَّجْوُ: العَذِرة نَفْسُه. واسْتَنْجَيْتُ النخلةَ إِذا أَلقَطْتَها؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا لقطتَ رُطبَها.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سَلَامٍ: وإِني لَفِي عَذْقٍ أُنْجِي مِنْهُ رُطَباً أَي أَلتَقِطُ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَسْتَنْجِي مِنْهُ بِمَعْنَاهُ. وأَنْجَيْت قَضِيباً مِنَ الشَّجَرَةِ فَقَطَعْتُه، واسْتَنْجَيْت الشجرةَ: قَطَعْتُها مِنْ أَصلها. ونَجَا غُصونَ الشَّجَرَةِ نَجْواً واسْتَنْجَاها: قَطَعها. قَالَ شَمِرٌ: وأُرى الاسْتِنْجاءَ فِي الوُضوء مِنْ هَذَا لِقَطْعِه العَذِرةَ بالماءِ؛ وأَنْجَيت غَيْرِي. واسْتَنجَيت الشَّجَرَ: قَطَعْتُهُ مِنْ أُصوله. وأَنْجَيْتُ قَضِيبًا مِنَ الشَّجَرِ أَي قَطَعْتُ. وَشَجَرَةٌ جَيِّدة النَّجا أَي الْعُودِ. والنَّجا: الْعَصَا، وَكُلُّهُ مِنَ الْقَطْعِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّجا الغُصونُ، وَاحِدَتُهُ نَجاةٌ. وفُلان فِي أَرضِ نَجاةٍ: يَسْتَنجِي مِنْ شَجَرِهَا العِصِيَّ والقِسِيَّ. وأَنْجِنِي غُصناً مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَي اقْطَعْ لِي مِنْهَا غُصْناً. والنَّجا: عِيدانُ الهَوْدَج. ونَجَوْتُ الوَتَر واسْتَنجَيتُه إِذا خَلَّصته. واسْتَنْجَى الجازِرُ وتَرَ المَتْنِ: قَطَعه؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ: فَتَبازَتْ فَتَبازَخْتُ لهَا، ... جِلْسةَ الجازِرِ يَسْتَنْجِي الوَتَرْ وَيُرْوَى: جِلْسةَ الأَعْسَرِ. الْجَوْهَرِيُّ: اسْتَنْجَى الوَتَر أَي مَدَّ الْقَوْسَ، وأَنشد بَيْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: وأَصله الَّذِي يَتَّخذ أَوْتارَ القِسِيّ لأَنه يُخرج مَا فِي المَصارِين مِنَ النَّجْو. وَفِي حَدِيثِ بِئْرِ بُضاعةَ: تُلقَى فِيهَا المَحايِضُ وَمَا يُنْجِي الناسُ أَي يُلقُونه مِنَ الْعَذَرَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ مِنْهُ أَنْجَى يُنْجِي إِذا أَلقَى نَجْوه، ونَجا وأَنْجَى إِذا قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهُ. والاسْتِنجاءُ: اسْتِخْراج النَّجْو مِنَ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: هُوَ إِزالته عَنْ بَدَنِهِ بالغَسْل والمَسْح، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ نَجَوْت الشَّجَرَةَ وأَنْجَيْتُها إِذا قَطَعْتَهَا، كأَنه قَطَعَ الأَذَى عَنْ نَفْسِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّجْوَة، وَهُوَ مَا ارْتَفع مِنَ الأَرض كأَنه يَطلُبها لِيَجْلِسَ تَحْتَهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: قِيلَ لَهُ فِي مَرَضِهِ كيفَ تجِدُك؟ قَالَ: أَجِدُ نَجْوِي أَكثرَ مِن رُزْئي أَي مَا يَخْرُجُ مِنِّي أَكثَرَ مِمَّا يَدْخُلُ. والنَّجَا، مَقْصُورٌ: مِنْ قَوْلِكَ نَجَوْتُ جِلدَ الْبَعِيرِ عَنْهُ وأَنْجَيْتُه إِذا سَلَخْتَه. ونَجا جِلدَ الْبَعِيرِ والناقةِ نَجْواً ونَجاً وأَنْجَاه: كشَطَه عَنْهُ. والنَّجْوُ والنَّجَا: اسْمُ المَنْجُوّ؛ قَالَ يُخَاطِبُ ضَيْفَينِ طَرَقاه: فقُلْتُ: انْجُوَا عَنْهَا نَجا الجِلدِ، إِنَّه ... سَيُرْضِيكما مِنها سَنامٌ وغارِبُهْ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَضافَ النَّجَا إِلى الجِلد لأَن الْعَرَبُ تُضيف الشَّيْءَ إِلى نَفْسِهِ إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ، كَقَوْلِهِ تعالى: لَحَقُّ الْيَقِينِ ولَدارُ الْآخِرَةِ. والجِلدُ نَجاً، مَقْصُورٌ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِيَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ: تُفاوضُ مَنْ أَطْوِي طَوَى الكَشْحِ دُونه، ... ومِنْ دُونِ مَنْ صافَيْتُه أَنتَ مُنْطَوِي قَالَ: ويُقَوِّي قَوْلَ الْفَرَّاءِ بَعْدَ الْبَيْتِ قَوْلُهُمْ عِرْقُ النَّسا وحَبْل الوَرِيد وَثَابِتُ قُطْنةَ وسعِيد كُرْزٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: يُقَالُ نَجَوْت جِلدَ الْبَعِيرِ، وَلَا يُقَالُ سَلَخته، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ سَلَخته إِلا فِي عُنُقه خَاصَّةً دُونَ سَائِرِ جَسَدِهِ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي آخِرِ كِتَابِهِ إِصلاح الْمَنْطِقِ: جَلَّدَ جَزُوره وَلَا يُقَالُ سَلَخه. الزَّجَّاجِيُّ: النَّجا مَا سُلخ عَنِ الشَّاةِ أَو الْبَعِيرِ، والنَّجا أَيضاً مَا أُلقي عَنِ الرَّجل مِنَ اللِّبَاسِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ نَجَوْت الجِلد إِذا أَلقَيْته عَنِ الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: أَصل هَذَا كُلِّهِ مِنَ النَّجْوة، وَهُوَ مَا ارْتَفع مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: إِن الاستِنْجاء مِنَ الحَدث مأْخوذ مِنْ هَذَا لأَنه إِذا أَراد قَضَاءَ الْحَاجَةِ اسْتَتَرَ بنَجْوةٍ مِنَ الأَرض؛ قَالَ عَبِيدٌ:

فَمَنْ بِنَجْوَتِه كمَنْ بِعَقْوته، ... والمُستَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بقِرواحِ ابْنُ الأَعرابي: بَيْني وَبَيْنَ فُلَانٍ نَجَاوَةٌ مِنَ الأَرض أَي سَعة. الْفَرَّاءُ: نَجَوْتُ الدَّواءَ شَربته، وَقَالَ: إِنما كُنْتُ أَسمع مِنَ الدَّوَاءِ مَا أَنْجَيْته، ونَجَوْتُ الجِلد وأَنْجَيْتُه. ابْنُ الأَعرابي: أَنْجَانِي الدَّواءُ أَقْعدَني. ونَجَا فُلَانٌ يَنْجُو إِذا أَحْدَث ذَنْباً أَو غَيْرَ ذَلِكَ. ونَجَاهُ نَجْواً ونَجْوَى: سارَّه. والنَّجْوَى والنَّجِيُّ: السِّرُّ. والنَّجْوُ: السِّرُّ بَيْنَ اثْنَيْنِ، يُقَالُ: نَجَوْتُه نَجْواً أَي سارَرْته، وَكَذَلِكَ ناجَيْتُه، وَالِاسْمُ النَّجْوى؛ وَقَالَ: فبِتُّ أَنْجُو بِهَا نَفْساً تُكَلِّفُني ... مَا لَا يَهُمُّ بِهِ الجَثَّامةُ الوَرَعُ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذْ هُمْ نَجْوى ؛ فَجَعَلَهُمْ هُمُ النَّجْوى، وإِنما النَّجْوى فِعلهم، كَمَا تَقُولُ قَوْمٌ رِضاً، وإِنما رِضاً فِعْلهم. والنَّجِيُّ، عَلَى فَعِيل: الَّذِي تُسارُّه، وَالْجَمْعُ الأَنْجِيَة. قَالَ الأَخفش: وَقَدْ يَكُونُ النَّجِيُّ جَماعة مِثْلُ الصدِيق، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خَلَصُوا نَجِيًّا . قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ يَكُونُ النَّجِيُّ والنَّجْوى اسْمًا وَمَصْدَرًا. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: اللَّهُمَّ بمُحمد نبيِّك وبمُوسى نَجِيِّك ؛ هُوَ المُناجِي المُخاطِب للإِنسان والمحدِّث لَهُ، وَقَدْ تنَاجَيا مُناجاة وانْتِجاء. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَتَنَاجى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ ، وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا أَي لَا يَتَسارَران مُنْفَردَيْن عَنْهُ لأَن ذَلِكَ يَسوءُه. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: دعاهُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يومَ الطَّائِفِ فانْتَجاه فَقَالَ الناسُ: لَقَدْ طالَ نَجْواهُ فَقَالَ: مَا انْتَجَيْتُه ولكنَّ اللهَ انْتَجَاه أَي أَمَرَني أَن أُناجِيه. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قِيلَ لَهُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي النَّجْوَى؟ يُريد مناجاةَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْعَبْدِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَفِي حَدِيثٍ الشَّعْبِيُّ: إِذا عَظُمت الحَلْقة فَهِيَ بِذاء ونِجاء أَي مُناجاة، يَعْنِي يَكْثُرُ فِيهَا ذَلِكَ. والنَّجْوَى والنَّجِيُّ: المُتسارُّون. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِذْ هُمْ نَجْوى ؛ قَالَ: هَذَا فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ، وإِذْ هُمْ ذَوُو نَجْوى، والنَّجْوى اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ ؛ يَكُونُ عَلَى الصِّفَةِ والإِضافة. ونَاجَى الرجلَ مُنَاجَاةً ونِجَاءً: سارَّه. وانْتَجَى القومُ وتَناجَوْا: تَسارُّوا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَتْ جَواري الحَيِّ لَمَّا جِينا، ... وهنَّ يَلْعَبْنَ ويَنْتَجِينا: مَا لِمَطايا القَوْمِ قَدْ وَجِينا؟ والنَّجِيُّ: المُتناجون. وَفُلَانٌ نجِيُّ فُلَانٍ أَي يُنَاجِيهِ دُونَ مَنْ سِوَاهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ؛ أَي اعْتَزَلُوا مُتَناجين، وَالْجَمْعُ أَنْجِيَةٌ؛ قَالَ: وَمَا نَطَقُوا بأَنْجِيَةِ الخُصومِ وَقَالَ سُحَيْم بْنُ وَثِيل اليَرْبُوعِي: إِني إِذا مَا القَوْمُ كَانُوا أَنْجِيَهْ، ... واضْطرب القَوْمُ اضْطرابَ الأَرْشِيَهْ، هُناكِ أَوْصِيني وَلَا تُوصي بِيَهْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْقَاضِي الْجُرْجَانِيُّ عَنِ الأَصمعي وَغَيْرِهِ أَنه يَصِفُ قَوْمًا أَتعبهم السَّيْرُ وَالسَّفَرُ، فَرَقَدُوا عَلَى رِكابهم وَاضْطَرَبُوا عَلَيْهَا وشُدَّ بَعْضُهُمْ عَلَى نَاقَتِهِ حِذارَ سُقُوطِهِ مِنْ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: إِنما ضَرَبَهُ مَثَلًا لِنُزُولِ الأَمر الْمُهِمِّ، وَبِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ: هُناكِ، بِكَسْرِ

الْكَافِ، وَبِخَطِّهِ أَيضاً: أَوْصِيني وَلَا تُوصِي، بإِثبات الْيَاءِ، لأَنه يُخَاطِبُ مُؤَنَّثًا؛ وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه يَرْوِيهِ: واخْتَلَفَ القومُ اخْتلافَ الأَرْشِيَهْ قَالَ: وَهُوَ الأَشهر فِي الرِّوَايَةِ؛ وَرُوِيَ أَيضاً: والْتَبَسَ القومُ الْتِباسَ الأَرشيه وَرَوَاهُ الزَّجَّاجُ: وَاخْتَلَفَ الْقَوْلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِسُحَيْمٍ أَيضاً: قالتْ نِساؤُهم، والقومُ أَنْجِيَةٌ ... يُعْدَى عَلَيْهَا، كَمَا يُعْدى عَلَى النّعَمِ قَالَ أَبو إِسحاق: نجِيٌّ لَفْظٌ وَاحِدٌ فِي مَعْنَى جَمِيعٍ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ هُمْ نَجْوى ؛ وَيَجُوزُ: قومٌ نَجِيٌّ وقومٌ أَنْجِيةٌ وقومٌ نَجْوى. وانْتَجاه إِذا اختصَّه بمُناجاته. ونَجَوْتُ الرَّجُلَ أَنْجُوه إِذا ناجَيْتَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى النَّجْوى فِي الْكَلَامِ مَا يَنْفَرِد بِهِ الْجَمَاعَةُ وَالِاثْنَانِ، سِرّاً كَانَ أَو ظَاهِرًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: يَخْرُجْنَ منْ نَجِيِّه لِلشَّاطِي فَسَّرَهُ فَقَالَ: نجِيُّه هُنَا صَوْتُهُ، وإِنما يَصِفُ حَادِيًا سَوَّاقاً مُصَوِّتاً. ونَجاه: نكَهه. ونَجَوْت فُلَانًا إِذا استَنْكَهْته؛ قَالَ: نَجَوْتُ مُجالِداً، فوَجَدْتُ مِنْهُ ... كَرِيحِ الْكَلْبِ ماتَ حَديثَ عَهْدِ فقُلْتُ لَهُ: مَتى استَحْدَثْتَ هَذَا؟ ... فَقَالَ: أَصابَني فِي جَوْفِ مَهْدي وَرَوَى الْفَرَّاءُ أَن الْكِسَائِيَّ أَنشده: أَقولُ لِصاحِبَيَّ وَقَدْ بَدا لِي ... مَعالمُ مِنْهُما، وهُما نَجِيَّا أَراد نَجِيَّانِ فَحَذَفَ النُّونَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي هُمَا بِمَوْضِعِ نَجْوَى، فَنَصَبَ نَجِيّاً عَلَى مَذْهَبِ الصِّفَةِ. وأَنْجَت النَّخْلَةُ فأَجْنَتْ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. واسْتَنْجَى الناسُ فِي كُلِّ وَجْهٍ: أَصابُوا الرُّطب، وَقِيلَ: أَكلوا الرُّطَبَ. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ الأَصمعي كُلُّ اجْتِنَاءٍ استِنْجاءٌ، يُقَالُ: نَجوْتُك إِياه؛ وأَنشد: ولقَدْ نَجَوْتُك أَكْمُؤاً وعَساقِلًا، ... وَلَقَدْ نَهَيْتُك عَنْ بَناتِ الأَوْبَرِ وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ جَنيْتُك، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والنُّجَوَاءُ: التَّمَطِّي مِثْلَ المُطَواء؛ وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ البرْصاء: وهَمٌّ تأْخُذُ النجَواء مِنه، ... يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ النُّحَواء، بِحَاءٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهِيَ الرِّعْدة، قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبي عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ وَابْنِ ولَّاد وأَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَغَيْرِهِ، والمُلالُ: حَرَارَةُ الحمَّى الَّتِي لَيْسَتْ بصالبٍ، وَقَالَ المُهَلَّبي: يُرْوَى يُعَكُّ بصالِبٍ. وناجِيةُ: اسْمٌ. وَبَنُو ناجيةَ: قَبِيلَةٌ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: بَنُو ناجيةَ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالنِّسْبَةُ إِليهم ناجِيٌّ، حُذِفَ مِنْهُ الْهَاءُ وَالْيَاءُ، والله أَعلم. نحا: الأَزهري: ثَبَتَ عَنْ أَهل يُونانَ، فِيمَا يَذْكُر المُتَرْجِمُون العارِفُون بِلِسَانِهِمْ وَلُغَتِهِمْ، أَنهم يُسَمُّونَ عِلْمَ الأَلفاظ والعِنايةَ بالبحثْ عَنْهُ نَحْواً، وَيَقُولُونَ كَانَ فُلَانٌ مِنَ النَّحْوِيينَ، وَلِذَلِكَ سُمي يُوحنَّا الإِسكَنْدَرانيُّ يَحْيَى النَّحْوِيَّ لِلَّذِي كَانَ حَصَلَ لَهُ مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِلُغَةِ اليُونانِيِّين. والنَّحْوُ: إِعراب الْكَلَامِ الْعَرَبِيِّ. والنَّحْوُ: القَصدُ والطَّرِيقُ، يَكُونُ ظَرْفًا وَيَكُونُ اسْمًا، نَحاه يَنْحُوه ويَنْحاه

نَحْواً وانْتَحاه، ونَحْوُ الْعَرَبِيَّةِ مِنْهُ، إِنما هُوَ انْتِحَاء سَمْتِ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي تَصَرُّفه مِنْ إِعراب وَغَيْرِهِ كَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَالتَّحْقِيرِ وَالتَّكْبِيرِ والإِضافة وَالنَّسَبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، ليَلْحَق مَن لَيْسَ مِنْ أَهل اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بأَهلها فِي الْفَصَاحَةِ فيَنطِق بِهَا وإِن لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ، أَو إِن شَذَّ بَعْضُهُمْ عَنْهَا رُدَّ بِهِ إِليها، وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ شَائِعٌ أَي نَحَوْتُ نَحْواً كَقَوْلِكَ قَصَدْت قَصْداً، ثُمَّ خُص بِهِ انْتِحاء هَذَا القَبيل مِنَ الْعِلْمِ، كَمَا أَن الفِقه فِي الأَصل مَصْدَرُ فَقِهْت الشَّيْءَ أَي عَرَفته، ثُمَّ خُص بِهِ عِلْمُ الشَّرِيعَةِ مِنَ التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ، وَكَمَا أَن بَيْتَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خُص بِهِ الْكَعْبَةُ، وَإِنْ كَانَتِ الْبُيُوتُ كُلُّهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَهُ نَظَائِرُ فِي قَصْرِ مَا كَانَ شَائِعًا فِي جِنْسِهِ عَلَى أَحد أَنواعه، وَقَدِ اسْتَعْمَلَتْهُ الْعَرَبُ ظَرْفاً، وأَصله الْمَصْدَرُ؛ وأَنشد أَبو الْحَسَنِ: تَرْمِي الأَماعِيزَ بمُجْمَراتِ، ... بأَرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ يَحْدُو بِهَا كلُّ فَتًى هَيّاتٍ، ... وهُنَّ نَحْوَ البيتِ عامِداتِ وَالْجَمْعُ أَنْحاء ونُحُوٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: شَبَّهُوهَا بعُتُوٍّ وَهَذَا قَلِيلٌ. وَفِي بَعْضِ كَلَامِ الْعَرَبِ: إِنَّكم لَتَنْظُرون فِي نُحُوٍّ كَثِيرَةٍ أَي فِي ضُروب مِنَ النَّحو، شَبَّهَهَا بعُتُوٍّ، وَالْوَجْهُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْوَاوَاتِ إِذا جَاءَتْ فِي جمعٍ الياءُ كَقَوْلِهِمْ فِي جَمْعِ ثَدْي ثُدِيٌّ وعُصِيٌّ وحُقِيٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نَحَوْتُ نَحْوَك أَي قَصَدْتُ قَصْدَك. التَّهْذِيبُ: وبَلَغنا أَنّ أَبا الأَسود الدُّؤليَّ وَضَعَ وجُوه الْعَرَبِيَّةِ وَقَالَ لِلنَّاسِ انْحُوا نحْوه فَسُمِّيَ نَحْواً. ابْنُ السِّكِّيتِ: نَحا نَحْوَه إِذا قَصَدَهُ، ونَحا الشيءَ يَنْحاه ويَنْحُوه إِذا حَرَّفه، وَمِنْهُ سُمِّيَ النَّحْوِيُّ لأَنه يُحرّف الْكَلَامَ إِلى وُجُوهِ الإِعراب. ابْنُ بَزْرَجٍ: نَحَوْت الشَّيْءَ أَمَمْتُه أَنْحُوه وأَنْحاه. ونَحَّيْتُ الشيءَ «5» ونَحَوْته؛ وأَنشد: فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَن تَرَى، فِي مَحَلِّه، ... رَماداً نَحَتْ عَنْهُ السُّيولَ جَنادِلُهْ وَرَجُلٌ ناحٍ مِنْ قَوْمٍ نُحاةٍ: نَحْوِيٌّ، وكأَنَّ هَذَا إِنما هُوَ عَلَى النَّسَبِ كَقَوْلِكَ تامرٌ ولابِنٌ. اللَّيْثُ: النَّحْوُ القَصْدُ نَحْوَ الشَّيْءِ. وأَنْحَىْ عَلَيْهِ وانْتَحَى عَلَيْهِ إِذا اعْتَمَدَ عَلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْحَى ونَحَى وانْتَحَى أَي اعْتَمَدَ عَلَى الشَّيْءِ. وانْتَحَى لَهُ وتَنَحَّى لَهُ: اعْتَمَدَ. وتَنَحَّى لَهُ بِمَعْنَى نَحا لَهُ وانْتَحَى؛ وأَنشد: تَنحَّى لَهُ عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَه ... بِمُدْرَنْفِقِ الخَلْجاء، والنَّقْعُ ساطِعُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه رأْى رَجُلًا تَنَحَّى فِي سُجُوده فَقَالَ لَا تَشِينَنَّ صُورَتَكَ ؛ قَالَ شَمِرٌ: الانْتِحَاء فِي السُّجُودِ الاعْتِمادُ عَلَى الْجَبْهَةِ والأَنف حَتَّى يُؤثِّر فِيهِمَا ذَلِكَ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ تَرَحَ: ابْنُ مُناذر التَّرَحُ الهَبوط، «6»؛ وأَنشد: كأَنَّ جَرْسَ القَتَبِ المُضَبَّبِ، ... إِذا انْتَحَى بالتَّرَحِ المُصَوَّبِ قَالَ: الانْتِحَاء أَن يَسْقُط هَكَذَا، وَقَالَ بِيَدِهِ، بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ، وَهُوَ فِي السُّجُودِ أَن يُسْقِطَ جَبِينَهُ إِلى الأَرض ويشدَّه وَلَا يَعْتَمِدَ عَلَى رَاحَتَيْهِ وَلَكِنْ يَعْتَمِدُ عَلَى جَبِينِهِ، قَالَ الأَزهري: حَكَى شَمِرٌ هَذَا عَنْ عَبْدِ

_ (5). قوله [ونَحَّيْتُ الشيءَ] كذا في الأصل مضبوطاً، وفي التهذيب: نَحَّيْتُ عن الشيءِ، بشد الحاء وزيادة عن. (6). قوله [الترح الهبوط إلخ] هذا الضبط هو الصواب كما ضبط في مادة ترح من التكملة، وتقدم ضبط الهبوط بالضم وانتحى بضم التاء في ترح من اللسان خطأ.

الصَّمَدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ، قَالَ شَمِرٌ: وَكُنْتُ سأَلت ابْنَ مُنَاذِرٍ عَنِ الانْتِحَاء فِي السُّجُودِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ مَا سَمِعْتُ فدَعا بِدَوَاتِهِ فَكَتَبَهُ بِيَدِهِ. وانْتَحَيْت لِفُلَانٍ أَي عَرَضْت لَهُ. وَفِي حَدِيثِ حَرَامِ بْنِ مِلْحان: فانْتَحَى لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيل فقَتَله أَي عَرَضَ لَهُ وقَصَد. وَفِي الْحَدِيثِ: فانْتَحَاه رَبيعَةُ أَي اعْتَمَدَه بِالْكَلَامِ وقَصَده. وَفِي حَدِيثِ الْخَضِرِ. عَلَيْهِ السَّلَامُ: وتَنَحِّى لَهُ أَي اعْتَمَد خَرْقَ السًّفينةِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَلَمْ أَنْشَبْ حَتَّى أَنْحَيْتُ عليها. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالنُّونِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: قَدْ تَنَحَّى فِي بُرْنُسِه وقامَ الليلَ فِي حِنْدِسِه أَي تَعَمَّدَ العِبادة وتوجَّه لَهَا وَصَارَ فِي ناحِيتها وتَجَنَّب النَّاسَ وَصَارَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُمْ. وأَنْحَيْتُ عَلَى حَلقه السِّكين أَي عَرَضْتُ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ: أَنْحَى عَلَى وَدَجَيْ أُنْثَى مُرَهَّفةً ... مَشْحُوذةً، وكذاكَ الإِثْمُ يُقْتَرَفُ وأَنْحَى عَلَيْهِ ضَرْبًا: أَقبَلَ. وأَنْحَى لَهُ السِّلاح: ضَرَبه بِهَا أَو طَعَنَه أَو رَماه، وأَنْحَى لَهُ بِسَهْم أَو غَيْرِهِ مِنَ السِّلَاحِ. وتَنَحَّى وانْتَحَى: اعْتَمَدَ. يُقَالُ: انْتَحَى لَهُ بِسَهْمٍ ونَحا عَلَيْهِ بشُفْرته، ونَحَا لَهُ بِسَهْمٍ. ونَحَا الرَّجلُ وانْتَحَى: مالَ عَلَى أَحد شِقَّيْهِ أَو انْحَنى فِي قَوْسِه. وأَنْحَى فِي سَيره أَي اعْتَمَد عَلَى الْجَانِبِ الأَيسر. قَالَ الأَصمعي: الانْتِحَاء فِي السَّيْرِ الاعْتماد عَلَى الْجَانِبِ الأَيسر، ثُمَّ صَارَ الِاعْتِمَادُ فِي كُلِّ وَجْهٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِه عَلَى وُفَقْ ابْنُ سِيدَهْ: والانْتِحاءُ اعْتِمادُ الإِبل فِي سَيْرِهَا عَلَى الْجَانِبِ الأَيسر، ثُمَّ صَارَ الانْتِحَاء المَيلُ والاعْتماد فِي كُلِّ وَجْهٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ بْنُ زُهَيْرٍ: إِذَا مَا انْتَحَاهُنَّ شُؤْبُوبُه أَي اعْتَمَدهن. ونَحَوْتُ بَصَرِي إِلَيْهِ أَي صرَفْت. ونَحَا إِلَيْهِ بصَره يَنْحُوه ويَنْحَاه: صرَفه. وأَنْحَيْتُ إِلَيْهِ بصَري: عَدَلْتُه؛ وَقَوْلُ طَرِيفٍ الْعَبْسِيِّ: نَحاهُ لِلَحْدٍ زبْرِقانُ وحرِثٌ، ... وَفِي الأَرض لِلأَقْوامِ بَعْدَكَ غُولُ أَي صَيَّرا هَذَا الْمَيِّتَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ. ونَحَيْتُ بَصَري إِلَيْهِ: صَرَفْته. التَّهْذِيبُ: شَمِرٌ انْتَحَى لِي ذَلِكَ الشيءُ إِذَا اعتَرَض لَهُ واعتمدَه؛ وأَنشد للأَخطل: وأَهْجُرْكَ هِجْراناً جَمِيلًا ويَنْتَحِي ... لَنَا، مِنْ لَيالِينا العَوارِمِ أَوَّلُ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَنْتَحِي لَنَا يَعودُ لَنَا، والعَوارِمُ: القِباحُ. ونَحَى الرجلَ: صَرَفَه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: لَقَدْ نَحَاهُم جَدُّنا وَالنَّاحِي ابْنُ سِيدَهْ: والنُّحَواء الرِّعْدة، وَهِيَ أَيضاً التَّمَطِّي؛ قَالَ شَبِيب بْنُ البَرْصاء: وهَمٌّ تأْخُذُ النُّحَواءُ مِنْهُ، ... يُعَلُّ بصالِبٍ أَو بالمُلالِ وانْتَحَى فِي الشَّيْءِ: جَدَّ. وانْتَحَى الفرَسُ فِي جَرْيه أَي جَدَّ. والنِّحْيُ والنَّحْيُ والنَّحَى: الزِّقُّ، وَقِيلَ: هُوَ مَا كَانَ للسمْن خَاصَّةً. الأَزهري: النِّحْيُ عِنْدَ الْعَرَبِ الزِّقُ الَّذِي فِيهِ السَّمْنُ خَاصَّةً، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَصمعي وَغَيْرُهُ: النَّحْيُ الزَّقُ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ السَّمْنُ خَاصَّةً؛

وَمِنْهُ قِصَّةُ ذاتِ النِّحْيَيْنِ المَثَلِ الْمَشْهُورِ: أَشْغَلُ مِن ذاتِ النِّحْيَيْن؛ وَهِيَ امرأَة مِنْ تَيْمِ اللَّهِ بْنُ ثعْلَبةَ وَكَانَتْ تَبِيع السَّمْنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فأَتى خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْر الأَنصاري يَبتاع مِنْهَا سَمناً فساوَمَها، فحلَّت نِحْياً مَمْلُوءاً، فَقَالَ: أَمْسِكِيه حَتَّى أَنظر غَيْرَهُ، ثُمَّ حلَّ آخَرَ وَقَالَ لَهَا: أَمسكيه، فَلَمَّا شَغل يَدَيْهَا ساوَرَها حَتَّى قَضى مَا أَراد وهرَب فَقَالَ فِي ذَلِكَ: وذاتِ عِيالٍ، واثقِينَ بِعَقْلِها، ... خَلَجْتُ لَهَا جارَ اسْتِها خَلَجاتِ وشَدَّتْ يَدَيْها، إِذْ أَرَدْتُ خِلاطَها، ... بنِحْيَيْنِ مِن سَمْنٍ ذَوَي عُجَراتِ فكانتْ لَهَا الوَيْلاتُ مِنْ تَرْكِ سَمْنِها، ... ورَجْعَتِها صِفْراً بِغَيْرِ بتاتِ فشَدَّتْ عَلَى النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحةً ... عَلَى سَمْنِها، والفَتْكُ مِن فَعَلاتي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الصَّحِيحُ فِي رِوَايَةِ خَوَّات بْنِ جُبَيْر: فشدَّت عَلَى النِّحْيَيْنِ كَفَّيْ شَحيحةٍ تَثْنِيَةُ كَفٍّ، ثُمَّ أَسْلم خَوَّاتٌ وَشَهِدَ بَدْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ شِرادُك؟ وتَبَسَّمَ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَزَقَ اللَّهُ خَيْرًا وأَعوذ بِاللَّهِ مِنَ الحَوْرِ بَعدَ الكَوْرِ وهَجا العُدَيلُ بْنُ الفَرْخِ بَنِي تَيمِ اللهِ فَقَالَ: تَزَحْزَحْ، يَا ابنَ تَيْمِ اللهِ، عَنَّا ... فَما بَكْرٌ أَبُوكَ، وَلَا تَمِيمُ لكُلِّ قَبِيلةٍ بَدرٌ ونجْمٌ، ... وتَيْمُ اللَّهِ لَيْسَ لَهَا نُجُومُ أُناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ، ... فُعُدُّوها إِذَا عُدَّ الصَّمِيمُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ الصَّحِيحُ أَنها امرأَة مِنْ هُذَيْلٍ، وَهِيَ خَوْلة أُم بِشْرِ بْنِ عَائِذٍ، وَيُحْكَى أَن أَسَدِيًّا وهُذَليًّا افْتَخَرَا وَرَضِيَا بإِنسان يَحْكُمُ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: يَا أَخا هُذَيْلٍ كَيْفَ تُفاخِرُون الْعَرَبَ وَفِيكُمْ خِلال ثَلَاثٌ: مِنْكُمْ دَلِيلُ الحَبَشة عَلَى الْكَعْبَةِ، وَمِنْكُمْ خَولةُ ذاتُ النِّحيين، وسأَلتم رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن يُحلِّلَ لَكُمُ الزِّنَا؟ قَالَ: ويُقَوِّي قَوْلَ الْجَوْهَرِيِّ إِنَّهَا مِنْ تَيْمِ اللَّهِ مَا أَنشده فِي هِجَائِهِمْ: أُناس رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ مِنْهُمْ وَجَمْعُ النِّحْي أَنْحَاء ونُحِيٌّ ونِحاء؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. والنِّحْي أَيضاً: جَرْةُ فَخّار يُجْعَلُ فِيهَا اللَّبَنُ ليُمخض. وَفِي التَّهْذِيبِ: يُجْعَلُ فِيهَا اللَّبَنُ المَمْخُوض. الأَزهري: الْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ النِّحْيَ غَيْرَ الزَّقِّ، وَالَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ إِنَّهُ الجَرَّةُ يُمْخَض فِيهَا اللَّبَنُ غَيْرُ صَحِيحٍ. ونَحَى اللبنَ يَنْحِيهِ ويَنْحَاه: مَخَضه؛ وأَنشد: فِي قَعْرِ نِحْيٍ أَستَثيرُ حُمَّهْ والنِّحْيُ: ضَرْب مِنَ الرُّطَب؛ عَنْ كُرَاعٍ. ونَحَى الشيءَ يَنْحَاه نَحْياً ونَحَّاه فتَنَحَّى: أَزاله. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ نَحَّيْت فُلَانًا فتَنَحَّى، وَفِي لُغَةٍ: نَحَيْتُه وأَنا أَنْحَاه نَحْياً بِمَعْنَاهُ؛ وأَنشد: أَلا أَيُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نفْسَه ... لِشيءٍ نَحَتْهُ، عَنْ يَدَيْهِ، المَقادِرُ أَي باعَدَتْه. ونَحَّيْته عَنْ مَوْضِعِهِ تَنْحِيَةً فتَنَحَّى، وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: أُمِرَّ ونُحِّيَ عَنْ زَوْرِه، ... كتَنْحِيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ وَيُقَالُ: فُلَانٌ نَحِيَّةُ القَوارِعِ إِذَا كَانَتِ الشَّدائد

تَنْتَحِيه؛ وأَنْشد: نَحِيَّةُ أَحْزانٍ جَرَتْ مِنْ جُفُونِه ... نُضاضةُ دَمْعٍ، مِثْلُ مَا دَمَعَ الوَشَلْ وَيُقَالُ: استَخَذَ فلانٌ فُلَانًا أُنْحِيَّةً أَي انْتَحى عليه حتى أَهلَك مالَه أَوْ ضَرّه أَو جَعلَ بِهِ شَرًّا؛ وأَنشد: إِنِّي إِذَا مَا القوْمُ كَانُوا أُنْحِيَهْ أَي انْتَحَوْا عَنْ عَمَلٍ يَعملونه. اللَّيْثُ: كُلُّ مَن جدَّ فِي أَمرٍ فَقَدِ انْتَحَى فِيهِ، كَالْفَرَسِ يَنْتَحِي فِي عَدْوه. والنَّاحِيةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: جانِبه. والنَّاحِيَة: وَاحِدَةُ النَّوَاحِي؛ وَقَوْلُ عُتيِّ بْنِ مَالِكٍ: لَقَدْ صَبَرَتْ حَنيفة صَبْرَ قَوْمٍ ... كِرامٍ، تَحتَ أَظْلال النَّوَاحِي فَإِنَّمَا يُرِيدُ نَوَاحي السُّيوف، وَقِيلَ: أَراد النَّوائح فَقَلَبَ، يَعْنِي الرَّايات المُتقابلات. وَيُقَالُ: الْجَبَلَانِ يَتَنَاوَحانِ إِذَا كَانَا مُتَقَابِلَيْنِ. والنَّاحِيَةُ والنَّاحَاة: كُلُّ جَانِبٍ تَنَحَّى عَنِ القَرار كناصِيةٍ وناصاةٍ؛ وَقَوْلُهُ: أَلِكْني إلَيْها، وخَيْرُ الرَّسُولِ ... أَعْلَمُهمْ بنَواحِي الخَبَرْ إِنَّمَا يَعْني أَعلَمهم بنَواحي الْكَلَامِ. وإبِل نَحِيٌّ: مُتَنَحِّيةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: ظَلَّ وظَلَّتْ عُصَباً نَحِيَّا، ... مثْلَ النَّجيِّ اسْتَبْرَزَ النَّجِيَّا والنِّحي مِنَ السِّهام: العريضُ النَّصْل الَّذِي إِذَا أَردت أَن تَرمي بِهِ اضْطَجَعْته حَتَّى تُرْسله. والمَنْحَاة: مَا بَيْنَ الْبِئْرِ إِلَى مُنْتَهَى السَّانيِة؛ قَالَ جَرِيرٌ: لَقَدْ ولدَتْ أُمُّ الفَرَزدَقِ فَخَّةً، ... تَرَى بَيْنَ فَخْذَيْها مَنَاحِيَ أَرْبَعا الأَزهري: المَنْحَاةُ مُنتهى مَذْهَبِ السَّانِية، وَرُبَّمَا وُضِع عِنْدَهُ حَجَرٌ ليَعلم قائدُ السَّانِيَةِ أَنه المُنتَهَى فيَتَيَسَّر مُنْعَطِفاً لأَنه إِذَا جاوَزه تقطَّع الغَرْبُ وأَداتُه. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنْحَاةُ طَرِيقُ السانيِة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: كأَنَّ عَينَيَّ، وَقَدْ بانُوني، ... غَرْبانِ فِي مَنْحَاةِ مَنْجَنُونِ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَنْحَاة مَسِيلُ الْمَاءِ إِذَا كَانَ مُلْتَوِياً؛ وأَنشد: وَفِي أَيْمانِهِمْ بِيضٌ رِقاقٌ، ... كباقِي السَّيلِ أَصْبَحَ فِي المَنَاحِي وأَهْلُ المَنْحَاةِ: الْقَوْمُ البُعداء الَّذِينَ لَيْسُوا بأَقارِب. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: يأْتيني أَنْحَاء مِن الْمَلَائِكَةِ أَي ضُرُوبٌ مِنْهُمْ، وَاحِدُهُمْ نَحْوٌ، يَعْنِي أَن الملائكةَ كَانُوا يَزُورُونه سِوَى جبريلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَبَنُو نَحْوٍ: بَطْنٌ مِنَ الأَزْد، وَفِي الصِّحَاحِ: قَوْمٌ مِنَ العرب. نخا: النَّخْوَةُ: العَظَمَة والكِبْرُ والفَخْرُ، نَخا يَنْخُو وانْتَخَى ونُخِيَ، وَهُوَ أَكثر؛ وأَنشد اللَّيْثُ: وَمَا رأَيْنا مَعْشَرا فيَنْتَخُوا الأَصمعي: زُهِيَ فُلَانٌ فَهُوَ مَزْهُوٌّ، وَلَا يُقَالُ: زَهَا، وَيُقَالُ: نُخِيَ فُلَانٌ وانْتَخَى، وَلَا يُقَالُ نَخا. وَيُقَالُ: انْتَخَى فُلَانٌ عَلَيْنَا أَي افْتَخَرَ وتَعَظَّم، وَاللَّهُ أَعلم. ندي: النَّدَى: البَلَلُ. والنَّدَى: مَا يَسْقُط بِاللَّيْلِ، وَالْجَمْعُ أَنْداء وأَنْدِيَةٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ فأَما قَوْلُ مُرَّة بْنِ مَحْكانَ: فِي لَيْلةٍ مِنْ جُمادى ذاتِ أَنْدِيَةٍ ... لَا يُبْصِرُ الكلبُ، مِنْ ظَلْمائِها، الطُّنُبا

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ شاذٌ لأَنه جَمْعُ مَا كَانَ مَمْدُودًا مِثْلَ كِساء وأَكْسية؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ تَكْسِيرٌ نَادِرٌ، وَقِيلَ: جَمَعَ نَدًى عَلَى أَنْدَاء، وأَنْدَاءً عَلَى نِدَاء، ونِداء عَلَى أَنْدِيَة كرِداء وأَرْدِية، وَقِيلَ: لَا يُرِيدُ بِهِ أَفْعِلةً نَحْوَ أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الكافَّة، وَلَكِنْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ أَفْعُلة، بِضَمِّ الْعَيْنِ تأْنيث أَفْعُل، وجَمَعَ فَعَلا عَلَى أَفْعُلٍ كَمَا قَالُوا أَجْبُلٌ وأَزْمُنٌ وأَرْسُنٌ، وأَما مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ فَذَهَبَ إِلَى أَنه جَمْعُ نَدِيٍّ، وَذَلِكَ أَنهم يَجْتَمِعُونَ فِي مجالِسهم لِقرَى الأَضْياف. وَقَدْ نَدِيَتْ لَيْلتُنا نَدًى، فَهِيَ نَدِيَّةٌ، وَكَذَلِكَ الأَرض، وأَنْدَاهَا الْمَطَرُ؛ قَالَ: أَنْدَاهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلَّا «1» وَالْمَصْدَرُ النُّدُوَّةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ مِنْ بَابِ الفُتوَّة، فَدَلَّ بِهَذَا عَلَى أَن هَذَا كُلَّهُ عِنْدَهُ يَاءٌ، كَمَا أَن وَاوَ الْفُتُوَّةِ يَاءً. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما قَوْلُهُمْ فِي فُلَانٍ تَكرُّمٌ ونَدًى، فالإِمالة فِيهِ تَدُلُّ عَلَى أَن لَامَ النُّدُوَّة يَاءٌ، وَقَوْلُهُمُ النَّدَاوَة، الْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ، وأَصله نَدايةٌ لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الإِمالة فِي النَّدَى، وَلَكِنَّ الْوَاوَ قُلِبَتْ يَاءً لِضَرْبٍ مِنَ التَّوَسُّعِ. وَفِي حَدِيثِ عَذَابِ القَبْر: وجَريدَتَي النَّخْل لَنْ يَزال يُخفِّفُ عَنْهُمَا مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ ، يُرِيدُ نَداوةً؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد بْنِ حنبل، وهو غريب، إنما يُقَالُ نَدِيَ الشيءُ فَهُوَ نَدٍ، وأَرضٌ نَدِيةٌ وَفِيهَا نَداوةٌ. والنَّدَى عَلَى وُجُوهٍ: نَدَى الماءِ، ونَدَى الخَيرِ، ونَدَى الشَّرِّ، ونَدَى الصَّوْتِ، ونَدَى الحُضْر، ونَدَى الدُّخْنةِ، فأَمَّا نَدَى الْمَاءِ فَمِنْهُ الْمَطَرُ؛ يُقَالُ: أَصابه نَدًى مِنْ طَلٍّ، ويومٌ نَدِيٌّ وَلَيْلَةٌ نَدِيَّةٌ. والنَّدَى: مَا أَصابَك مِنَ البَلَلِ. ونَدَى الخَيْر: هُوَ المعرُوف. وَيُقَالُ: أَنْدَى فُلَانٌ عَلَيْنَا نَدًى كَثِيرًا، وإنَّ يَدَهُ لَنَدِيَّةٌ بِالْمَعْرُوفِ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ الْقُطَامِيِّ: لَوْلا كَتائبُ مِنْ عَمْروٍ يَصُولُ بِهَا، ... أُرْدِيتُ يَا خَيْرَ مَنْ يَنْدُو لَهُ النَّادِي قَالَ: مَعْنَاهُ مَن يحوُل لَهُ شخصٌ أَو يَتَعَرَّض لَهُ شَبَحٌ. تَقول: رَمَيْتُ بِبَصَرِي فَمَا نَدَى لِي شَيْءٌ أَي مَا تحرَّك لِي شَيْءٌ. وَيُقَالُ: مَا نَدِيَني مِنْ فُلَانٍ شَيْءٌ أَكْرَهُه أَي مَا بلَّني وَلَا أَصابني، وَمَا نَدِيَتْ كفِّي لَهُ بشَّرٍ وَمَا نَدِيتُ بِشَيْءٍ تَكْرَهُه؛ قَالَ النَّابِغَةُ: مَا إِنْ نَدِيتُ بِشيء أَنْتَ تَكْرَهُه، ... إِذًا فَلا رَفَعَتْ صَوْتي إليَّ يَدِي «2» وَفِي الْحَدِيثِ: مَن لَقِيَ اللَّهَ وَلَمْ يَتَنَدَّ مِنَ الدمِ الحَرامِ بِشَيْءٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَي لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا وَلَمْ يَنَلْه مِنْهُ شَيْءٌ، فكأَنه نالَتْه نَداوةُ الدمِ وبَلَلُه. وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: النَّدَى المَطر والبَلَل، وَقِيلَ للنَّبْت نَدًى لأَنه عَنْ نَدَى المطرِ نبَتَ، ثُمَّ قِيلَ للشَّحْم نَدًى لأَنه عَنْ ندَى النَّبْتِ يَكُونُ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ عَمرو بْنِ أَحمر: كثَوْر العَداب الفَرْدِ يَضْرِبهُ النَّدَى، ... تَعَلَّى النَّدَى فِي مَتْنهِ وتَحَدَّرا أَراد بالنَّدَى الأَوّل الغَيْث وَالْمَطَرَ، وبالنَّدَى الثَّانِي الشَّحْمَ؛ وشاهِدُ النَّدَى اسْمُ النَّبَاتِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: يَلُسُّ النَّدَى، حَتَّى كأَنَّ سَراتَه. ... غَطاها دِهانٌ، أَو دَيابِيجُ تاجِرِ

_ (1). قوله [فطلا] كذا ضبط في الأَصل بفتح الطاء، وضبط فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ بضمها. (2). رواية الديوان، وهي المعوّلُ عليها: ما قُلتُ من سيّءٍ ممَّا أُتِيتَ به، ... اذاً فلا رفعت سوطي إليَّ يدي

ونَدَى الحُضْر: بَقَاؤُهُ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ أَو غَيْرُهُ: كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يُفْضِي فَرَقاً ... إِلَى نَدَى العَقْبِ، وَشَدًّا سَحْقا ونَدَى الأَرض: نَداوتها وبَلَلُها. وأَرض نَدِيَةٌ، عَلَى فَعِلة بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَلَا تَقُلْ نَدِيَّةٌ، وَشَجَرٌ نَدْيَانُ. والنَّدَى: الكَلأ؛ قال بِشْرٌ: وتِسْعةُ آلافٍ بحُرِّ بِلادِه ... تَسَفُّ النَّدَى مَلْبُونة، وتُضَمَّرُ وَيُقَالُ: النَّدَى نَدَى النَّهَارِ، والسَّدَى نَدَى اللَّيْلِ؛ يُضربان مَثَلًا لِلْجُودِ ويُسمى بِهِمَا. ونَدِيَ الشَّيْءُ إِذَا ابْتلَّ فَهُوَ نَدٍ، مِثَالُ تَعِبَ فَهُوَ تِعِبٌ. وأَنْدَيْته أَنا ونَدَّيْته أَيضاً تَنْدِيَةً. وَمَا نَدِيَنِي مِنْهُ شَيْءٌ أَي نالَني، وَمَا نَدِيت مِنْهُ شَيْئًا أَي مَا أَصَبْت وَلَا علِمت، وَقِيلَ: مَا أَتَيْت وَلَا قارَبْت. وَلَا يَنْدَاك مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُهُ أَي مَا يَصِيبك؛ عَنِ ابْنِ كَيْسَانَ. والنَّدَى: السَّخاء وَالْكَرَمُ. وتَنَدَّى عَلَيْهِمْ ونَدِيَ: تَسَخَّى، وأَنْدَى نَدًى كَثِيرًا كَذَلِكَ. وأَنْدَى عَلَيْهِ: أَفضل. وأَنْدَى الرَّجلُ: كَثُرَ نَدَاهُ أَي عَطاؤه، وأَنْدَى إِذَا تَسَخَّى، وأَنْدَى الرجلُ إِذَا كَثُرَ نَداه عَلَى إِخْوَانِهِ، وَكَذَلِكَ انْتَدَى وتَنَدَّى. وَفُلَانٌ يَتَنَدَّى عَلَى أَصحابه: كَمَا تَقُولُ هُوَ يَتَسَخَّى عَلَى أَصحابه، وَلَا تَقُلْ يُنَدِّي عَلَى أَصحابِه. وَفُلَانٌ نَدِي الكَفِّ إِذَا كَانَ سَخِيًّا. ونَدَوتُ مِنَ الجُود. وَيُقَالُ سَنَّ لِلنَّاسِ النَّدَى فنَدَوْا. والنَّدَى: الجُود. وَرَجُلٌ نَدٍ أَي جَوادٌ. وفلانٌ أَنْدَى مِنْ فُلَانٍ إِذَا كَانَ أَكثر خَيْرًا مِنْهُ. ورجلٌ نَدِي الكفِّ إِذَا كان سخيًّا؛ وقال: يابِسُ الجنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُوسٍ، ... ونَدِي الكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُ وَحَكَى كُرَاعٌ: نَدِيُّ الْيَدِ، وأَباه غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: بَكْرُ بْنُ وائلٍ نَدٍ أَي سَخِيٌّ. والنَّدَى: الثَّرى. والمُنْدِيَة: الْكَلِمَةُ يَعْرَق مِنْهَا الجَبين. وَفُلَانٌ لَا يُنْدِي الوَتَرَ، بِإِسْكَانِ النُّونِ، وَلَا يُنَدِّي الْوَتَرَ أَيْ لَا يُحسِنُ شَيْئًا عَجْزاً عَنِ الْعَمَلِ وعِيًّا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: إِذَا كَانَ ضَعِيفَ الْبَدَنِ. والنَّدَى: ضَرْب مِنَ الدُّخَن. وعُود مُنَدًّى ونَدِيٌّ: فُتِقَ بالنَّدى أَو مَاءِ الْوَرْدِ؛ أَنشد يَعْقُوبُ: إِلَى مَلِكٍ لَهُ كَرَمٌ وخِيرٌ، ... يُصَبَّحُ باليلَنْجُوجِ النَّدِيِ ؛ النَّادِي: مُجْتَمعُ القومِ وأَهلُ الْمَجْلِسِ، فَيَقَعُ عَلَى الْمَجْلِسِ وأَهلِه، تَقُولُ: إنَّ بَيْتَهُ وسَطَ الحِلَّة أَو قَرِيبًا مِنْهُ لِيَغْشاه الأَضيافُ والطُّرَّاقُ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء: فَإِنَّ جارَ النَّادِي يَتَحَوَّل أَي جَارَ الْمَجْلِسِ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ مِنَ البَدْوِ. وَفِي الْحَدِيثِ: وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الأَعْلى ؛ النَّدِيُّ، بِالتَّشْدِيدِ: النَّادي أَي اجْعَلْنِي مَعَ المَلإِ الأَعلى مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَاجْعَلْنِي فِي النِّدَاء الأَعلى ؛ أَراد نِدَاءَ أَهل الجنةِ أَهلَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا. وَفِي حَدِيثِ سَرِيَّة بَنِي سُلَيْم: مَا كَانُوا ليَقْتُلُوا عامِراً وبَني سُلَيْمٍ وَهُمُ النَّدِيُ أَي القومُ المُجْتَمِعُون. وَفِي حَدِيثِ أَبي سَعِيدٍ: كُنَّا أَنْدَاء فَخَرَجَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ الأَنْدَاء: جَمْعُ النَّادِي وَهُمُ الْقَوْمُ الْمُجْتَمِعُونَ، وَقِيلَ: أَراد أَنَّا كُنَّا أَهل أَنْداء، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَوْ أَن رَجُلًا نَدَى الناسَ إِلَى مَرْماتَيْن أَو عَرْقٍ أَجابوه أَي دَعاهم إِلَى النَّادِي. يُقَالُ: نَدَوْتُ القومَ أَنْدُوهم إِذَا جَمَعْتَهم فِي النَّادِي، وَبِهِ سُمِّيت دارُ النَّدْوَة بِمَكَّةَ الَّتِي بَناها قُصَيٌّ، سُمِّيت بِذَلِكَ لِاجْتِمَاعِهِمْ فِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: النَّدِيُّ، عَلَى فَعِيل، مَجْلِسُ الْقَوْمِ ومُتَحَدَّثُهم، وَكَذَلِكَ النَّدْوَةُ والنَّادِي والمُنْتَدَى والمُتَنَدَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ؛ قِيلَ: كَانُوا يَحْذفون النَّاسَ فِي مَجالِسِهم فأَعْلَم اللهُ أَن هَذَا مِنَ الْمُنْكَرِ، وأَنه لَا يَنْبَغِي أَن يَتَعاشَرَ الناسُ عَلَيْهِ وَلَا يَجْتَمِعُوا عَلَى الهُزُؤ والتَّلَهِّي، وأَن لَا يَجْتَمعوا إِلَّا فِيمَا قَرَّب مِنَ اللَّهِ وباعَدَ مِنْ سَخَطه؛ وأَنشدوا شِعْرًا زَعَمُوا أَنه سُمع عَلَى عَهْد سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأَهْدَى لَنا أَكْبُشاً ... تَبَخْبَخُ فِي المِرْبَدِ وَرُوحَكَ فِي النَّادِي ... ويَعْلَمُ مَا فِي غَدِ «1» فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَعْلَمُ الغَيبَ إلَّا اللهُ. ونَدَوْتُ أَي حَضَرْتُ النَّدِيَّ، وانْتَدَيْتُ مِثْلَهُ. ونَدَوْتُ الْقَوْمَ: جَمَعْتُهُمْ فِي النَّدِيِّ. وَمَا يَنْدُوهم النَّادِي أَي مَا يَسَعُهم؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: وَمَا يَنْدُوهمُ النَّادي، ولكنْ ... بكلِّ مَحَلَّةٍ مِنْهم فِئامُ أَي مَا يَسَعُهم الْمَجْلِسُ مِنْ كَثْرَتِهِمْ، وَالِاسْمُ النَّدْوَةُ، وَقِيلَ: النَّدْوَةُ الْجَمَاعَةُ، ودارُ النَّدْوَةِ مِنْهُ أَي دارُ الجماعةِ، سُميت مِنَ النَّادي، وَكَانُوا إِذَا حَزَبهم أَمْرٌ نَدَوْا إِلَيْهَا فَاجْتَمَعُوا للتَّشاورِ، قَالَ وأُناديكَ أُشاوِرُك وأُجالِسُك، مِنَ النَّادي. وَفُلَانٌ يُنادي فُلَانًا أَي يُفاخِرُه؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتْ دارُ النَّدْوَة، وَقِيلَ للمفاخَرةُ مُنَادَاة، كَمَا قيل مُنافَرة؛ قَالَ الأَعشى: فَتىً لَوْ يُنَادِي الشمسَ أَلْقَتْ قِناعَها، ... أَو القَمَرَ السَّارِي لأَلْقَى القَلائِدا «2» أَي لَوْ فاخَر الشَّمْسَ لَذَلَّتْ لَهُ، وقِناعُ الشمسِ حُسْنُها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ؛ يُرِيدُ

_ (1). قوله [وروحك] كذا في الأصل. (2). قوله [القلائدا] كذا في الأصل، والذي في التكملة: المقالدا.

عَشِيرَته، وَإِنَّمَا هُمْ أَهلُ النَّادِي، والنَّادِي مَكَانُهُ وَمَجْلِسُهُ فَسَمَّاهُ بِهِ، كَمَا يُقَالُ تَقَوَّضَ الْمَجْلِسَ. الأَصمعي: إِذَا أَورَدَ الرجُلُ الإِبلَ الْمَاءَ حَتَّى تَشْرَبَ قَلِيلًا ثُمَّ يَجيء بِهَا حَتَّى تَرْعَى سَاعَةً ثُمَّ يَرُدّها إِلَى الماءِ، فَذَلِكَ التَّنْدِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: خرجتُ بفَرَسٍ لِي أُنَدِّيه «1»؛ التَّنْدِيَةُ: أَن يُورِدَ الرجُلُ فرسَه الْمَاءَ حَتَّى يَشْرَبَ، ثُمَّ يَرُدَّه إِلَى المَرْعَى سَاعَةً، ثُمَّ يُعيده إِلَى الْمَاءِ، وَقَدْ نَدَا الفرسُ يَنْدُو إِذَا فَعَل ذَلِكَ؛ وأَنشد شَمِرٌ: أَكلْنَ حَمْضاً ونَصِيًّا يابِسا، ... ثمَّ نَدَوْنَ فأَكلْنَ وارِسا أَي حَمْضاً مُثْمِراً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وردَّ الْقُتَيْبِيُّ هَذَا عَلَى أَبي عُبيد روايتَه حديثَ طَلحَة لأُنَدِّيَه، وَزَعَمَ أَنه تَصْحيف، وَصَوَابُهُ لأُبَدِّيَه، بِالْبَاءِ أَي لأُخْرِجه إِلَى البَدْوِ، وَزَعَمَ أَن التَّنْدِيَةَ تَكُونُ للإِبل دُونَ الْخَيْلِ، وأَن الإِبل تُنَدَّى لطُول ظَمَئِها، فأَما الْخَيْلُ فإِنها تُسْقَى فِي القَيْظ شَربتين كُلَّ يَوْمٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ غَلِط الْقُتَيْبِيُّ فِيمَا قَالَ، وَالصَّوَابُ الأَوّل، والتَّنْدِيَةُ تَكُونُ لِلْخَيْلِ والإِبل، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَهُ الأَصمعي وأَبو عَمْرٍو، وَهُمَا إِمَامَانِ ثِقَتَانِ. وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ سَلمَة بْنَ الأَكْوَع قَالَ كُنْتُ أَخْدُمُ طَلْحَةَ وأَنه سأَلني أَن أَمْضِيَ بِفَرَسِهِ إِلَى الرِّعْي وأَسْقِيَه عَلَى مَا ذَكَرَهُ ثُمَّ أُنَدِّيه ، قَالَ: وللتَّنْدِيَةِ مَعْنًى آخَرُ، وَهُوَ تَضْمِيرُ الخيلِ وإجْراؤها حَتَّى تَعْرَقَ ويَذْهَبَ رَهَلُها، وَيُقَالُ للعَرَق الَّذِي يسِيل مِنْهَا النَّدَى، وَمِنْهُ قولُ طُفيل: نَدَى الْمَاءِ مِنْ أَعْطافِها المُتَحَلِّب قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ عَريفاً مِنْ عُرفاء القَرامِطة يَقُولُ لأَصحابه وَقَدْ نُدِبُوا فِي سَرِيَّةٍ اسْتُنْهِضَتْ أَلا ونَدُّوا خيلَكم؛ الْمَعْنَى ضَمِّرُوها وشُدُّوا عَلَيْهَا السُّرُوج وأَجْرُوها حَتَّى تَعرَق. واخْتصَم حَيّانِ مِن الْعَرَبِ فِي مَوْضِعٍ فَقَالَ أَحدهما: مَرْكَزُ رِماحِنا ومَخْرَجُ نِسائنا ومَسْرَحُ بَهْمِنا ومُنَدَّى خَيْلنا أَي مَوْضِعُ تَنْدِيتها، وَالِاسْمُ النَّدْوَة. ونَدَت الإِبلُ إِذَا رَعَتْ فِيمَا بَيْنَ النَّهَلِ والعَلَل تَنْدُو نَدْواً، فَهِيَ نَادِيَةٌ، وتَنَدَّت مِثْلَهُ، وأَنْدَيْتها أَنَا ونَدَّيْتُها تَنْدِيَةً. والنُّدْوَةُ، بِالضَّمِّ: مَوْضِعُ شُرْبِ الإِبل؛ وأَنشد لهِمْيان: وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ، ... قرِيبةٍ نُدْوَتُه مِنْ مَحمَضِه، بَعِيدةٍ سُرَّتُه مِنْ مَغْرِضِهْ يَقُولُ: موْضِع شَرِبَهُ قَرِيبٌ لَا يُتعب فِي طلَب الْمَاءِ. وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: نَدْوَتُه مِنْ مُحْمَضِهْ، بِفَتْحِ نُونِ النَّدوة وَضَمِّ مِيمِ المُحمض. ابْنُ سِيدَهْ: ونَدَتِ الإِبلُ نَدْواً خَرَجَتْ مِنَ الحَمْض إِلَى الخُلَّةِ ونَدَّيْتُها، وَقِيلَ: التَّنْدِيَة أَن تُوردها فتَشْرب قَلِيلًا ثُمَّ تَجيء بِهَا تَرْعَى ثُمَّ تَردّها إِلَى الْمَاءِ، والمَوضعُ مُنَدًّى؛ قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَة: تُرادَى عَلَى دِمْنِ الحِياضِ، فإنْ تَعَفْ، ... فإنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرُكُوب «2» وَيُرْوَى: وَرَكُوب؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي تُرادَى ضَمِيرُ نَاقَةٍ تقدَّم ذِكْرُهَا فِي بَيْتٍ قَبْلَهُ، وَهُوَ: إليكَ، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَعْمَلْتُ نَاقَتِي، ... لِكَلْكَلِها والقُصْرَيَيْنِ وجيبُ

_ (1). قوله [أُنَدِّيه] تَبِعَ فِي ذَلِكَ ابْنَ الأثير، ورواية الأزهري: لأَندّيه. (2). قوله [فركوب] هذه رواية ابن سيدة، ورواية الجوهري بالواو مع ضم الراء أَيضاً.

وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن رِحلة ورَكُوب هَضْبَتَانِ، وَقَدْ تَكُونُ التَّنْدِيَة فِي الْخَيْلِ. التَّهْذِيبُ: النَّدْوَةُ السَّخاءُ، والنّدْوَةُ المُشاورة، والنَّدْوَةُ الأَكْلة بَيْنَ السَّقْيَتَينِ، والنَّدَى الأَكلة بَيْنَ الشَّرْبتين. أَبو عَمْرٍو: المُنْدِيَاتُ المُخْزِياتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوسْ بْنِ حَجَر: طُلْس الغِشاء، إِذَا مَا جَنَّ لَيْلُهُمُ ... بالمُنْدِيَاتِ، إِلَى جاراتِهم، دُلُف قَالَ: وَقَالَ الرَّاعِي: وإنَّ أَبا ثَوْبانَ يَزْجُرُ قَوْمَهُ ... عَنِ المُنْدِيَاتِ، وهْوَ أَحْمَقُ فاجِرُ وَيُقَالُ: إِنَّهُ ليَأْتِيني نَوَادِي كَلَامِكَ أَي مَا يَخْرُجُ مِنْكَ وَقْتًا بَعْدَ وَقْتٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ: وبَرْكٍ هُجُودٍ قَدْ أَثارت مَخافَتي ... نَوَادِيَهُ، أَمْشِي بعَضْبٍ مُجَرَّدِ» قَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّوَادِي النَّواحي؛ أَراد أَثارَتْ مخافَتي إِبِلًا فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الإِبل مُتَفَرِّقةً، وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ نَوادِيَه رَاجِعَةٌ عَلَى البَرْكِ. ونَدا فُلَانٌ يَنْدُو نُدُوًّا إِذَا اعْتزلَ وتَنحَّى، وَقَالَ: أَراد بنَوَادِيَه قَواصِيَه. التَّهْذِيبُ: وَفِي النَّوَادِرِ يُقَالُ مَا نَدِيتُ هَذَا الأَمْرَ وَلَا طَنَّفْته أَي مَا قَرِبْتُه أَنْدَاه وَيُقَالُ: لَمْ يَنْدَ مِنْهُمْ نادٍ أَي لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحد. ونَدْوَةُ: فَرَسٌ لأَبي قَيْد بن حَرْمَل «4» نرا: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي النَّرْوَةُ حَجَر أَبْيضُ رقِيق، وربما ذُكِّي به. نزا: النَّزْو: الوَثَبانُ، وَمِنْهُ نَزْو التَّيس، وَلَا يُقَالُ إلَّا لِلشَّاءِ والدَّوابِّ وَالْبَقَرِ فِي مَعْنَى السِّفاد. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَنْزَاء حَرَكَاتُ التُّيوس عِنْدَ السِّفاد. وَيُقَالُ لِلْفَحْلِ: إِنَّهُ لِكَثِيرُ النَّزَاءِ أَي النَّزْو. قَالَ: وَحَكَى الْكِسَائِيُّ النِّزَاء، بِالْكَسْرِ، والهُذاء مِنَ الهَذَيان، بِضَمِّ الْهَاءِ ونَزَا الذَّكَرُ عَلَى الأُنثى نِزَاء، بِالْكَسْرِ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْحَافِرِ والظِّلف والسِّباع، وأَنْزَاه غَيْرُهُ ونَزَّاه تَنْزِيَةً. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: أُمِرنا أَن لَا نُنْزِيَ الحُمُر عَلَى الخَيْلِ أَي نَحْمِلَها عَلَيْهَا للنَّسل. يُقَالُ: نَزَوْتُ عَلَى الشَّيْءِ أَنْزُو نَزْواً إِذَا وَثَبْت عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يَكُونُ فِي الأَجسام وَالْمَعَانِي، قَالَ الْخَطَابِيُّ: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ المَعنى فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم، أَنَّ الحُمر إِذَا حُمِلت عَلَى الْخَيْلِ قَلَّ عدَدُها وانْقَطع نَماؤها وتعَطَّلَتْ مَنافِعها، وَالْخَيْلُ يُحتاج إِلَيْهَا لِلرُّكُوبِ وللرَّكْض وللطَّلَب وللجِهاد وإحْراز الغَنائم، ولحْمُها مأْكول وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَلَيْسَ لِلْبَغْلِ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ، فأَحَبَّ أَن يَكثر نَسْلُها ليَكْثر الِانْتِفَاعُ بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: النُّزَاء الوَثْب، وَقِيلَ: هُوَ النَّزَوانُ فِي الوَثْب، وخصَّ بعضُهم بِهِ الوَثْب إِلَى فَوْقُ، نَزَا يَنْزُو نَزْواً ونُزَاء ونُزُوّاً ونَزَواناً؛ وَفِي الْمَثَلِ: نَزْوُ الفُرارِ استَجْهَلَ الفُرارا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ النَّزَوَان قَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: قَدْ حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوَان؛ قَالَ: وأَول مَن قَالَهُ صَخْرُ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِي أَخو الخنْساء: أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِيعُه، ... وَقَدْ حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوَانِ وتَنَزَّى ونَزا؛ قَالَ: أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْ، ... مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ

_ (3). رواية الديوان: بواديَها أي أوائلها، بدل نواديَه، ولعلها نواديَها لأَن الضمير يعود إلى البرك جماعة الإبل وهي جمع بارك. (4). قوله [قيد بن حرمل] لم نره بالقاف في غير الأصل.

ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ، ... حَتَّى يُقالُ سَيِّدٌ، ولَسْتُ بِهْ الْهَاءُ فِي أَحْتَبِهْ زَائِدَةٌ لِلْوَقْفِ، وَإِنَّمَا زَادَهَا لِلْوَصْلِ لَا فَائِدَةَ لَهَا أَكثر مِنْ ذَلِكَ، وَلَيْسَتْ بِضَمِيرٍ لأَن أَحْتَبي غَيْرُ مُتَعَدٍّ، وأَنْزَاه ونَزَّاه تَنْزِيَةً وتَنْزِيًّا؛ قَالَ: باتَتْ تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِيّا، ... كَمَا تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا النُّزَاء: دَاءٌ يأْخذ الشَّاءَ فتَنْزُو مِنْهُ حَتَّى تَمُوت. ونَزَا بِهِ قلبُه: طمَح. وَيُقَالُ: وَقَعَ فِي الْغَنَمِ نُزَاء، بِالضَّمِّ، ونُقازٌ وَهُمَا مَعًا دَاءٌ يأْخذها فتَنْزُو مِنْهُ وتَنْقُزُ حَتَّى تَمُوتَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عَلِيٍّ النُّزَاء فِي الدَّابَّةِ مِثْلَ القُماص، فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَن نُزَاء الدَّابَّةِ هُوَ قُماصُها؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ: يَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَل فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن النَّزْوَ الوُثوب؛ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ: مُعْرَوْريِاً رَمَضَ الرَّضْراضِ يَرْكضُه يُرِيدُ أَنه قَدْ رَكِبَ جَوادُه الْحَصَى فَهُوَ يَنْزُو مِنْ شدَّة الْحَرِّ أَي يَقْفِز. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَصابَته جِراحة فنُزِيَ مِنْهَا حَتَّى مَاتَ. يُقَالُ: نُزِيَ دمُه ونُزِف إِذَا جَرى وَلَمْ يَنْقَطِع. وَفِي حَدِيثِ أَبي عَامِرٍ الأَشعري: أَنه كَانَ فِي وَقْعةِ هَوازِنَ رُمِي بسَهْم فِي رُكْبته فنُزِيَ مِنْهُ فماتَ. وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفة: فنَزَوْنا عَلَى سَعْدٍ أَي وقَعُوا عَلَيْهِ ووَطِئُوه. والنَّزَوَانُ: التَّفَلُّتُ والسَّوْرةُ. وَإِنَّهُ لَنَزِيٌّ إِلَى الشرِّ ونَزَّاء ومُتَنَزٍّ أَي سَوَّار إِلَيْهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِذَا نَزَا بِكَ الشَّرُّ فاقْعُد؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي يَحْرِصُ عَلَى أَن لَا يَسْأَم الشَّرَّ حَتَّى يَسْأَمَه صاحبُه. والنَّازِيَةُ: الحِدَّةُ والنادِرةُ «1» اللَّيْثُ: النَّازِيَةُ حِدَّة الرَّجُلِ المُتَنَزِّي إِلَى الشَّرِّ، وَهِيَ النَّوَازِي. وَيُقَالُ: إِنَّ قَلْبَهُ ليَنْزُو إِلَى كَذَا أَيْ يَنْزِعُ إِلَى كَذَا. والتَّنَزِّي: التوثُّب والتسرُّع؛ وَقَالَ نُصَيب، وَقِيلَ هُوَ لِبَشَّارٍ: أَقولُ، ولَيْلَتي تَزْدادُ طُولًا: ... أَما للَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ؟ جَفَتْ عَيْني عَنِ التَّغْمِيضِ حَتَّى ... كأَنَّ جُفونَها، عَنْهَا، قِصارُ كأَنَّ فُؤادَه كُرةٌ تَنَزَّى ... حِذارَ البَيْنِ، لَوْ نَفَعَ الحِذارُ وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْر: إنَّ هَذَا انْتَزَى عَلَى أَرضي فأَخَذها ؛ هو افْتَعَلَ مِنَ النَّزْوِ. والانْتِزَاءُ والتَّنَزِّي أَيضاً: تسَرُّع الإِنسان إِلَى الشَّرِّ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: انْتَزَى عَلَى القَضاء فَقَضَى بِغَيْرِ عِلْمٍ. ونَزَتِ الخَمر تَنْزُو: مُزِجَتْ فوَثَبَتْ. ونَوَازِي الخَمر: جَنادِعُها عِنْدَ المَزْجِ وَفِي الرأْس. ونَزا الطعامُ يَنْزُو نَزْواً: عَلَا سِعْرُه وَارْتَفَعَ. والنُّزَاء والنِّزَاء: السِّفاد، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الظِّلْف والحافِرِ والسَّبُعِ، وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ جَمِيعَ الدَّوَابِّ، وَقَدْ نَزَا يَنْزُو نُزَاء وأَنْزَيْتُه. وقَصْعة نَازِيَةُ القَعْر أَي قَعِيرةٌ، ونَزِيَّةٌ إِذَا لَمْ يُذكر القَعْرُ وَلَمْ يُسمَّ قَعْرُها أَي قَعِيرة. وَفِي الصِّحَاحِ: النَّازِيَة قَصْعَةٌ قَريبة القَعْر. ونُزِيَ الرَّجُلُ: كُنزِفَ وأَصابه جُرح فنُزِيَ مِنْهُ فَمَاتَ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للسِّقاء الَّذِي لَيْسَ بضَخْم أَدِيٌّ، فَإِذَا كَانَ صَغِيرًا فَهُوَ نَزِيء، مَهْمُوزٌ.

_ (1). قوله [والنادرة] كذا في الأصل بالنون، والذي في متن شرح القاموس: والباردة، بالباء وتقديم الدال، وفي القاموس المطبوع: والبادرة بتقديم الراء.

وَقَالَ: النَّزِيَّةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، مَا فاجأَكَ مِنْ مَطَرٍ أَو شَوق أَو أَمر؛ وأَنشد: وَفِي العارِضِينَ المُصْعِدينَ نَزِيَّةٌ ... مِنَ الشَّوقِ، مَجْنُوبٌ بِهِ القَلْبُ أَجْمعُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْخَيْلِ فِي بَابِ نُعُوتِ الْجَرْيِ والعَدْو مِنَ الْخَيْلِ: فَإِذَا نَزا نَزْواً يقاربُ العَدْو فَذَلِكَ التوقُّص، فَهَذَا شَاهِدٌ عَلَى أَن النُّزاء ضَرْبٌ مِنَ العَدْو مِثْلَ التوقُّص والقُماص وَنَحْوِهِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ فِي كِتَابٍ أَفعلَ مِنْ كَذَا: فأَما قَوْلُهُمْ أَنْزَى مِنْ ظَبْيٍ فَمِنَ النَّزَوان لَا مِنَ النَّزْو، فَهَذَا قَدْ جَعَلَ النَّزَوَانَ والقُماصَ والوَثْبَ، وَجَعَلَ النَّزْو نَزْوَ الذَّكَرِ عَلَى الأُنثى، قَالَ: وَيُقَالُ نَزَّى دَلْوَهُ تَنْزِيَةً وتَنْزِيًّا؛ وأَنشد: باتَت تُنَزِّي دَلْوها تَنْزِيّا «1» نسا: النِّسْوةُ والنُّسْوة، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، والنِّساء والنِّسْوانُ والنُّسْوان: جَمْعُ المرأَة مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ، كَمَا يُقَالُ خلِفةٌ ومَخاضٌ وَذَلِكَ وأُولئك والنِّسُونَ «2» قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والنِّسَاء جَمْعُ نِسْوَة إِذَا كَثُرْنَ، وَلِذَلِكَ قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي الإِضافة إِلَى نِسَاء نِسْوِيّ، فردَّه إِلَى وَاحِدِهِ، وَتَصْغِيرُ نِسْوَةٍ نُسَيَّةٌ، وَيُقَالُ نُسَيَّاتٌ، وَهُوَ تَصْغِيرُ الْجَمْعِ. والنَّسا: عَرِقٌ مِنَ الْوِرْكِ إِلَى الْكَعْبِ، أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لِقَوْلِهِمْ نَسَوانِ فِي تَثْنِيَتِهِ، وَقَدْ ذُكِرَتْ أَيضاً مُنْقَلِبَةً عَنِ الْيَاءِ لِقَوْلِهِمْ نَسَيانِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: ذِي مَحْزِمٍ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ، ... وعَصَبٍ عَنْ نَسَوَيْه قالِصِ الأَصمعي: النَّسَا، بِالْفَتْحِ مَقْصُورٌ بِوَزْنِ العَصا، عِرْق يَخْرُجُ مِنَ الوَرِك فيَسْتَبْطِنُ الْفَخْذَيْنِ ثُمَّ يَمُرُّ بالعُرْقوب حَتَّى يَبْلُغَ الْحَافِرَ، فَإِذَا سَمِنَتِ الدَّابَّةُ انفَلَقت فَخْذَاهَا بلَحْمَتَين عَظِيمَتَيْنِ وجَرى النَّسا بَيْنَهُمَا وَاسْتَبَانَ، وَإِذَا هُزِلَت الدَّابَّةُ اضطرَبَت الْفَخْذَانِ وماجَت الرَّبَلَتان وخَفِي النَّسا، وَإِنَّمَا يُقَالُ مُنْشَقُّ النَّسا، يُرِيدُ مَوْضِعَ النَّسا. وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: رَمَيْتُ سُهَيْلَ بْنَ عَمرو يَوْمَ بَدْر فقَطَعْتُ نَسَاه ، والأَفصح أَن يُقَالَ لَهُ النَّسا، لَا عِرْقُ النَّسا. ابْنُ سِيدَهْ: وَالنَّسَا مِنَ الوَرِك إِلَى الْكَعْبِ، وَلَا يُقَالُ عِرْقُ النَّسا، وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ ثَعْلَبٌ فأَضافه، وَالْجَمْعُ أَنْسَاء؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: مُتَفَلِّقٌ أَنْسَاؤها عَنْ قانِئٍ ... كالقُرْطِ صاوٍ، غُبْرُه لَا يُرْضَعُ وَإِنَّمَا قَالَ مُتفلق أَنساؤها، والنَّسَا لَا يَتفلَّقُ إِنَّمَا يتفلَّقُ مَوْضِعُهُ، أَراد يَتَفَلَّقُ فَخِذاها عَنْ مَوْضِعِ النَّسا، لَمَّا سَمِنت تفَرَّجت اللَّحْمَةُ فَظَهَرَ النَّسا، صاوٍ: يَابِسٍ، يَعْنِي الضَّرع كالقُرْط، شَبَّهَهُ بقُرط المرأَة وَلَمْ يُرد أَنَّ ثَمَّ بَقِيَّةَ لَبَنٍ لَا يُرْضَع، إِنَّمَا أَراد أَنه لَا غُبْرَ هُنَالِكَ فيُهْتَدى بِهِ «3»؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُهُ عَنْ قَانِئٍ أَي عَنْ ضَرْع أَحمر كالقُرْط، يَعْنِي فِي صِغَره، وَقَوْلُهُ: غُبْره لَا يُرْضَع أَي لَيْسَ لَهَا غُبْر فيُرضَع؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: عَلَى لاحِبٍ لَا يُهْتَدى لِمَنارِه أَي لَيْسَ ثَمَّ مَنار فيُهْتَدَى بِهِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً؛ أَي لَا سُؤالَ لَهُمْ فَيَكُونُ مِنْهُ الإِلحافُ؛ وَإِذَا قَالُوا إِنَّهُ لشَديد النَّسَا فَإِنَّمَا يُراد بِهِ النَّسا نَفْسُه. ونَسَيْتُه أَنْسِيه نَسْياً فَهُوَ مَنْسِيٌّ: ضَرَبْت نَساه. ونَسِيَ الرجلُ يَنْسَى

_ (1). وعجز البيت: كَمَا تنزِّي شهلةٌ صَبيًّا (2). قوله [والنِّسُون] كذا ضبط في الأصل والمحكم أَيضاً، وضبط في النسخة التي بأيدينا من القاموس بكسر فسكون ففتح. (3). قوله [لا غُبر هنالك إلخ] كذا بالأصل، والمناسب فيرضَع بدل فيهتدى به

نَساً إِذَا اشْتَكَى نَساه، فَهُوَ نَسٍ عَلَى فَعِل إِذَا اشْتَكَى نَساه، وَفِي الْمُحْكَمِ: فَهُوَ أَنْسى، والأُنثي نَسْآء، وَفِي التَّهْذِيبِ نَسْيَاء، إِذَا اشْتَكَيا عِرْق النَّسا، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ عِرْقُ النَّسا، وَقَالَ الأَصمعي: لَا يُقال عِرق النَّسا، وَالْعَرَبُ لَا تَقُولُ عِرْق النَّسَا كَمَا لَا يَقُولُونَ عِرْقُ الأَكْحَل، وَلَا عِرْق الأَبْجَل، إِنَّمَا هُوَ النَّسا والأَكْحَلُ والأَبْجَل، وأَنشد بَيْتَيْنِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ، وَحَكَى الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: هُوَ عِرْقُ النَّسَا، وَحَكَى أَبو الْعَبَّاسِ فِي الْفَصِيحِ: أَبو عُبَيْدٍ يُقَالُ لِلَّذِي يَشْتَكِي نَساه نَسٍ، وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ النَّسا لِهَذَا الْعِرْقِ؛ قَالَ لَبِيدٌ: مِنْ نَسا النَّاشِط، إذْ ثَوَّرْتَه، ... أَو رَئِيس الأَخْدَرِيّاتِ الأُوَلْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ؛ قَالُوا: حرَّم إِسْرَائِيلُ لُحُومَ الإِبل لأَنه كَانَ بِهِ عِرْق النَّسا، فَإِذَا ثَبَتَ أَنه مَسْمُوعٌ فَلَا وَجْهَ لإِنكار قَوْلِهِمْ عِرْق النَّسَا، قَالَ: وَيَكُونُ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمُسَمَّى إِلَى اسْمِهِ كحَبْل الوَرِيد ونَحوِه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتُ: إلَيْكم، ذَوي آلِ النَّبيِّ، تَطَلَّعَتْ ... نَوازعُ، مِنْ قَلْبي، ظِماءٌ وأَلْبُبُ أَي إِلَيْكُمْ يَا أَصحاب هَذَا الِاسْمِ، قَالَ: وَقَدْ يُضَافُ الشَّيْءُ إِلَى نَفْسِهِ إذا اختلَف اللَّفْظَانِ كحَبْل الوَريد وحَبِّ الحَصيد وثابِتِ قُطْنةَ وسعيدِ كُرْزٍ، وَمِثْلُهُ: فقلتُ انْجُوَا عَنْهَا نَجَا الجِلْدِ؛ والنَّجا: هُوَ الْجِلْدُ الْمَسْلُوخُ؛ وَقَوْلُ الْآخَرِ: تُفاوِضُ مَنْ أَطوي طَوَى الكَشْحِ دُونَهُ وَقَالَ فَرْوة بْنُ مُسَيْك: لَمَّا رَأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ ... كالرِّجْلِ، خانَ الرِجْلَ عِرْقُ نَسائها قَالَ: وَمِمَّا يُقَوِّي قولَهم عِرْق النَّساء قَوْلُ هِمْيانَ: كأَنَّما يَيْجَع عِرْقا أَبْيَضِه والأَبْيَضُ: هُوَ العِرْقُ. والنِّسْيَان، بِكَسْرِ النُّونِ: ضِدُّ الذِّكر والحِفظ، نَسِيَه نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوةً ونِسَاوَةً ونَسَاوَة؛ الأَخيرتان عَلَى الْمُعَاقَبَةِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ فِي كِتَابِ اللُّغَاتِ قَالَ: نَسِيت الشيءَ نِسْيَاناً ونَسْياً ونِسْياً ونِسَاوَةً ونِسْوَةً؛ وأَنشد: فلَسْت بصَرَّامٍ وَلَا ذِي مَلالةٍ، ... وَلَا نِسْوَةٍ للعَهْدِ، يَا أُمَّ جَعْفَرِ وتَنَاسَاه وأَنْسَاه إِياه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: لَا يَنْسَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ تَرَكُوا اللَّهَ فَتَرَكَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ النِّسْيان ضَرْبًا مِنَ التَّرْكِ وضعَه مَوْضِعَهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي تَرَكُوا أَمرَ اللَّهِ فَتَرَكَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ؛ أَي ترَكْتَها فَكَذَلِكَ تُتْرَكُ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ نَسْيانُ، بِفَتْحِ النُّونِ: كَثِيرُ النِّسْيانِ لِلشَّيْءِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ؛ مَعْنَاهُ أَيضاً تَرَكَ لأَن النَّاسِي لَا يُؤاخَذُ بِنِسْيانِه، والأَول أَقيس «1». والنِّسْيَانُ: التَّرْكُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ؛ أَي نأْمُركم بِتَرْكِهَا. يُقَالُ: أَنْسَيْته أَي أَمَرْت بِتَرْكِهِ. ونَسِيتُه: تَرَكْتُه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: عَامَّةُ الْقُرَّاءِ يَجْعَلُونَ قَوْلَهُ أَو نَنْساها مِنَ النِّسيان، والنِّسْيانُ هَاهُنَا عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما عَلَى

_ (1). قوله [والأَول أقيس] كذا بالأَصل هنا، ولا أول ولا ثان، وهو في عبارة المحكم بعد قوله الذي سيأتي بعد قليل، وَالنِّسْيُ وَالنَّسْيُ الْأَخِيرَةُ عَنْ كراع، فالأول الذي هو النسي بالكسر.

التَّرْكِ نَتْرُكها فَلَا نَنْسَخها كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ؛ يُرِيدُ تَرَكُوهُ فَتَرَكَهُمْ، وَقَالَ تَعَالَى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ؛ وَالْوَجْهُ الْآخَرُ مِنَ النِّسْيَان الَّذِي يُنْسَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: قُرِئَ أَوْ نُنْسِها ، وَقُرِئَ: نُنَسِّها ، وَقُرِئَ: نَنْسَأْها ، قَالَ: وَقَوْلُ أَهل اللُّغَةِ فِي قَوْلِهِ أَوْ نُنْسِها قَوْلَانِ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَوْ نُنْسِها مِنَ النِّسْيان، وَقَالَ دَلِيلُنَا عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا مَا شاءَ اللَّهُ ؛ فَقَدْ أَعلمَ اللَّهُ أَنه يَشَاءُ أَن يَنسَى، قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: هَذَا الْقَوْلُ عِنْدِي غَيْرُ جَائِزٍ لأَن اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَنبأ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ: وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا؛ أَنه لَا يَشَاءُ أَن يَذْهَب بِمَا أَوحَى بِهِ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَقَوْلُهُ فَلا تَنْسى ، أَي فلستَ تَتْرُك إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَن تَترك، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ مِمَّا يَلْحَقُ بِالْبَشَرِيَّةِ ثُمَّ تَذَكَّرُ بعدُ ليسَ أَنه عَلَى طَرِيقِ السَّلْب لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا أُوتِيَه مِنَ الْحِكْمَةِ، قَالَ: وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ أَوْ نُنْسِها قَوْلٌ آخَرُ، وَهُوَ خطأٌ أَيضاً، أَو نَتْرُكها، وَهَذَا إِنَّمَا يُقَالُ فِيهِ نَسِيت إِذَا ترَكت، لَا يُقَالُ أُنْسِيت تَرَكْتُ، قَالَ: وَإِنَّمَا مَعْنَى أَوْ نُنْسِها أَو نُتْرِكْها أَي نأْمُرْكُم بِتَرْكِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِمَّا يُقَوِّي هَذَا مَا رَوى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده: إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقضِيها، ... لَسْتُ بنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها قَالَ: بناسِيها بتارِكها، وَلَا مُنْسِيها وَلَا مؤخِّرها، فَوَافَقَ قولُ ابْنِ الأَعرابي قولَه فِي النَّاسِي إِنَّهُ التَّارِكُ لَا المُنْسِي، وَاخْتَلَفَا فِي المُنْسِي، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وكأَنَّ ابْنَ الأَعرابي ذَهَبَ فِي قَوْلِهِ وَلَا مُنسِيها إِلَى تَرك الْهَمْزِ مِنْ أَنسأْتُ الدَّين إِذَا أَخَّرته، عَلَى لُغَةِ مَنْ يُخفف الْهَمْزَ. والنَّسْوَةُ: التَّرْك لِلْعَمَلِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ ؛ قَالَ: إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنساهم أَن يَعْمَلُوا لأَنفسهم. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: تَنْسَوْنَ هَاهُنَا عَلَى ضَرْبَيْنِ: جَائِزٌ أَن يَكُونَ تَنْسَوْنَ تَتْرُكُونَ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى أَنكم فِي تَرْكِكُمْ دُعاءهم بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَدْ نَسِيَهم؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ؛ أَي نَتْرُكُهُمْ مِنَ الرَّحْمَةِ فِي عَذَابِهِمْ كَمَا تَرَكُوا الْعَمَلَ لِلِقَاءِ يَوْمِهِمْ هَذَا؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ* ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ ترَكوا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونُوا فِي تَرْكِهِمُ الْقَبُولَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ نَسِيَ. اللَّيْثُ: نَسِيَ فلانٌ شَيْئًا كَانَ يَذْكُرُهُ، وَإِنَّهُ لَنَسِيٌّ كَثِيرُ النِّسيان. والنِّسْيُ: الشَّيْءُ المَنْسِيُّ الَّذِي لَا يَذْكُرُ. والنِّسْيُ والنَّسْيُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَآدَمُ قَدْ أُوخِذَ بِنسْيانِه فهَبَط مِنَ الْجَنَّةِ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: لَوْ وُزِنَ حِلْمُهم وحَزْمُهم مُذْ كَانَ آدمُ إِلَى أَن تَقُومَ الساعةُ مَا وَفَى بحِلْمِ آدَمَ وحَزْمِه. وَقَالَ اللَّهُ فِيهِ: فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً . النِّسْيُ: المَنْسِيُّ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ حِكَايَةً عَنِ مَرْيَمَ: وكنتُ نِسْياً مَنْسِيّاً ؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: النِّسْيُ خِرَقُ الحَيْض الَّتِي يُرمَى بِهَا فتُنْسَى، وَقُرِئَ: نِسْياً ونَسِيا* ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فَمَنْ قَرَأَ بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ حَيْضة مُلْقَاةً، وَمَنْ قَرأَ نَسْياً فَمَعْنَاهُ شَيْئًا مَنسِيّاً لَا أُعْرَفُ؛ قَالَ دُكَيْنٌ الفُقَيْمِي: بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ، ... كالنَّسْيِ مُلْقًى بالجَهادِ البَسْبَسِ والجَهاد، بِالْفَتْحِ: الأَرض الصُّلبةُ. والنِّسْيُ أَيضاً: مَا نُسي وَمَا سَقَط فِي مَنَازِلِ الْمُرْتَحِلِينَ مِنْ

رُذال أَمْتعتهم. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ودَدْتُ أَنِّي كنتُ نِسْياً مَنْسِيّاً أَي شَيْئًا حقِيراً مُطَّرَحاً لَا يُلْتَفَت إِليه. وَيُقَالُ لخِرقة الحائضِ: نِسْيٌ، وَجَمْعُهُ أَنْسَاء. تَقُولُ الْعَرَبُ إِذَا ارْتَحَلُوا مِنَ الْمَنْزِلِ: انْظُرُوا أَنْسَاءَكم، تُرِيدُ الأَشياء الحَقيرة الَّتِي لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ بِبَالٍ مِثْلَ العَصا والقَدَح والشِّظاظ أَي اعْتَبِرُوها لِئَلَّا تَنْسَوْها فِي الْمَنْزِلِ، وَقَالَ الأَخفش: النِّسْيُ مَا أُغفل مِنْ شَيْءٍ حَقِيرٍ ونُسِيَ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النِّسْي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الشَّيْءُ المَطْرُوح لَا يُؤْبَهُ لَهُ؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى: كأَنَّ لَهَا فِي الأَرضِ نِسْياً تَقُصُّه ... عَلَى أَمِّها، وإِنْ تُخاطِبْكَ تَبْلَتِ [تَبْلِتِ] قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بَلَتَ، بِالْفَتْحِ، إِذا قَطَعَ، وبَلِتَ، بِالْكَسْرِ، إِذا سَكَنَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النِّسْي والنَّسْيُ لُغَتَانِ فِيمَا تُلقِيه المرأَة مِنْ خِرَق اعْتِلالها مِثْلَ وِتْرٍ وَوَتْرٍ، قَالَ: وَلَوْ أَردت بالنِّسْي مَصْدَرَ النِّسْيان كَانَ صَوَابًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ نَسِيته نِسْياناً ونِسْياً، وَلَا تَقُلْ نَسَياناً، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن النَّسَيان إِنما هُوَ تَثْنِيَةُ نَسَا العِرْقِ. وأَنْسَانِيه اللهُ ونَسَّانِيه تَنْسِيَةً بِمَعْنًى. وتَنَاسَاه: أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنه نَسِيَه؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: ومِثْلِكِ بَيْضاءِ العَوارِضِ طَفْلةٍ ... لَعُوبٍ تَنَاسَانِي، إِذا قُمْتُ، سِرْبالي «2» أَي تُنْسِيني؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والنَّسِيُّ: الْكَثِيرُ النِّسْيان، يَكُونُ فَعِيلًا وفَعُولًا وفَعِيلٌ أَكثر لأَنه لَوْ كَانَ فَعولًا لَقِيلَ نَسُوّ أَيضاً. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رَجُلٌ ناسٍ ونَسِيٌّ كَقَوْلِكَ حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِم وعَليم وَشَاهِدٌ وَشَهِيدٌ وَسَامِعٌ وَسَمِيعٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ؛ أَي لَا يَنْسَى شَيْئًا، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم، مَا نَسِيَكَ ربُّكَ يَا مُحَمَّدُ وإِن تأَخَّر عَنْكَ الوَحْي؛ يُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبطأَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بالوَحْي فَقَالَ وَقَدْ أَتاه جِبْرِيلُ: مَا زُرْتَنا حَتَّى اشتَقْناكَ، فَقَالَ: مَا نَتَنَزَّلُ إِلا بأَمْر رَبِّكَ. وَفِي الْحَدِيثُ: لَا يَقولَنَّ أَحدُكم نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، كَرِهَ نِسْبةَ النِّسْيانِ إِلى النفْس لِمَعْنَيَيْنِ: أَحدهما أَن اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ هُوَ الَّذِي أَنْساه إِيَّاه لأَنه المُقَدِّر للأَشياء كُلِّهَا، وَالثَّانِي أَنَّ أَصل النِّسْيَان التَّرْكُ، فَكَرِهَ لَهُ أَن يَقُولَ تَرَكْتُ القُرآن أَو قَصَدْتُ إِلى نِسْيانه، ولأَن ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بِاخْتِيَارِهِ. يُقَالُ: نَسَاه اللَّهُ وأَنْسَاه، وَلَوْ رُوِيَ نُسِيَ، بِالتَّخْفِيفِ، لَكَانَ مَعْنَاهُ تُرِك مِنَ الْخَيْرِ وحُرِمَ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: بِئْسَما لأَحَدِكم أَن يَقُولَ نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ ، لَيْسَ هُوَ نَسِيَ وَلَكِنَّهُ نُسِّيَ، قَالَ: وَهَذَا اللَّفْظُ أَبْيَنُ مِنَ الأَول وَاخْتَارَ فِيهِ أَنه بِمَعْنَى التَّرْكِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: إِنما أُنَسَّى لأَسُنَ أَي لأَذكر لَكُمْ مَا يَلزم النَّاسِيَ لِشَيْءٍ مِنْ عبادتِه وأَفْعَل ذَلِكَ فَتَقْتَدوا بِي. وَفِي الْحَدِيثِ: فيُتْرَكون فِي المَنْسَى تَحْتَ قَدَمِ الرَّحْمَنِ أَي يُنْسَونَ فِي النَّارِ، وتحتَ القدَمِ استعارةٌ كأَنه قَالَ: يُنْسِيهمُ اللهُ الخَلق لِئَلَّا يَشفع فِيهِمْ أَحد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَبْلَتْ مَوَدَّتَها اللَّيالي بَعْدَنا، ... ومَشَى علَيْها الدَّهْرُ، وهْوَ مُقَيَّدُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يومَ الفَتْح: كلُّ مَأْثُرَةٍ مِنْ مآثِرِ الجاهليّةِ تَحْتَ قدَمَيَّ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. والنَّسِيُّ: الَّذِي لَا يُعَدُّ فِي الْقَوْمِ لأَنه مَنْسِيٌّ. الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ

_ (2). في ديوان إمرئ القيس: تُنَسِّيني بدل تناساني.

؛ قَالَ: أَجاز بَعْضُهُمُ الْهَمْزَ فِيهِ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: كُلُّ وَاوٍ مَضْمُومَةٍ لَكَ أَن تَهْمِزَهَا إِلا وَاحِدَةً فإِنهم اخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ، وَمَا أَشبهها مِنْ وَاوِ الْجَمْعِ، وأَجاز بَعْضُهُمُ الْهَمْزَ وَهُوَ قَلِيلٌ وَالِاخْتِيَارُ تَرْكُ الْهَمْزِ، قَالَ: وأَصله تَنْسَيُوا فَسَكَنَتِ الْيَاءُ وأُسقطت لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلى تَحْرِيكِ الْوَاوِ رُدَّت فِيهَا ضَمَّةُ الْيَاءِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فَسَكَنَتِ الْيَاءُ وأُسقطت لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ قَالَ: صَوَابُهُ فَتَحَرَّكَتِ الْيَاءُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَانْقَلَبَتْ أَلفاً، ثُمَّ حُذِفَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: نَاسَاهُ إِذا أَبْعَدَه، جَاءَ بِهِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ وأَصله الْهَمْزُ. الْجَوْهَرِيُّ: المِنْسَاةُ العَصا؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِذا دَبَبْتَ عَلَى المِنْسَاةِ مِنْ هرَمٍ، ... فقَدْ تَباعَدَ عَنكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ قَالَ: وأَصله الْهَمْزُ، وَقَدْ ذَكَرَ؛ وَرَوَى شَمِرٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده: سَقَوْني النَّسْيَ، ثُمَّ تَكَنَّفُوني ... عُداةَ اللَّهِ مِنْ كَذِبٍ وزُورِ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَهُوَ كُلُّ مَا نَسَّى الْعَقْلَ، قَالَ: وَهُوَ مِنَ اللَّبَنِ حَلِيب يُصَبُّ عَلَيْهِ مَاءٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ النَّسِيُّ، نَصَبَ النُّونَ بِغَيْرِ هَمْزٍ؛ وأَنشد: لَا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا ... ولا نَسِيّاً، فتجيء فاتِرا ابْنُ الأَعرابي: النَّسْوةُ الجُرْعة من اللبن. نشا: النَّشا، مَقْصُورٌ: نَسِيم الرِّيح الطَّيِّبَةِ، وَقَدْ نَشِيَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً نِشْوَةً ونَشْوَة أَي شَمِمْت؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ أَبو خِراش الهُذلي: ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهمْ، ... وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي المَجاز فِي آخِرِ سُورَةِ ن وَالْقَلَمِ: إِنَّ الْبَيْتَ لقَيْس بْنِ جَعْدة الخُزاعي. واسْتَنْشَى وتَنَشَّى وانْتَشَى. وأَنْشَى الضَّبُّ الرجلَ: وجَدَ نِشْوَتَه، وَهُوَ طَيِّب النِّشْوَةِ والنَّشْوَةِ والنِّشْيَةِ «1»؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي الرَّائِحَةِ، وَقَدْ تَكُونُ النِّشْوَة فِي غَيْرِ الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ. والنَّشَا، مَقْصُورٌ: شَيْءٌ يُعْمَلُ بِهِ الفالوذَجُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، يُقَالُ لَهُ النَّشاسْتَج، حُذِفَ شَطْرُهُ تَخْفِيفًا كَمَا قَالُوا للمَنازِل مَنا، سُمِّيَ بِذَلِكَ لخُموم رَائِحَتِهِ. ونشِيَ الرَّجُلُ مِنَ الشَّرَابِ نَشْواً ونُشْوَةً ونَشْوَةً ونِشْوَةً؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وتَنَشَّى وانْتَشَى كُلُّهُ: سَكِرَ، فَهُوَ نَشْوَان؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: إِني نَشِيتُ فَمَا أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ، ... حَتَّى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي وَرَجُلٌ نَشْوَانُ ونَشْيَانُ، عَلَى المُعاقبة، والأُنثى نَشْوَى، وَجَمْعُهَا نَشَاوَى كسَكارَى؛ قَالَ زُهَيْرٌ: وَقَدْ أَغْدُو عَلَى ثُبةٍ كِرامٍ ... نَشَاوَى واجِدينَ لِما نَشاء واسْتَبانَتْ نَشْوَتُه، وَزَعَمَ يُونُسُ أَنه سَمِعَ نِشْوته. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ مِنَ الرِّيح نِشْوةٌ وَمِنَ السُّكْر نَشْوةٌ. وَفِي حَدِيثِ شُرْبِ الْخَمْرِ: إِن انْتَشَى لَمْ تُقْبل لَهُ صلاةٌ أَربعين يَوْمًا ؛ الانْتِشَاء: أَول السُّكر ومُقدَّماته، وَقِيلَ: هُوَ السُّكْرُ نفْسُه، وَرَجُلٌ نَشْوَانُ بيِّن النَّشْوَة. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا اسْتَنْشَيْت

_ (1). قوله [والنِّشْيَة] كذا ضبط في الأصل، والذي في القاموس: النُّشْيَة كغنية، وغلطه شارحه فقال: الصواب نِشْيَة، بالكسر، زاعماً أنه نص ابن الأعرابي لكن الذي عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ كَمَا في غير نسخة عتيقة من المحكم يوثق بها نُشْيَة كغنية

واسْتَنْثَرْت أَي اسْتَنْشَقْت بِالْمَاءِ فِي الْوُضُوءِ، مِنْ قَوْلِكَ نَشِيت الرَّائِحَةَ إِذا شَمِمْتَها. أَبو زَيْدٍ: نَشِيت مِنْهُ أَنْشَى نَشْوَةً، وَهِيَ الرِّيح تجدها، واسْتَنْشَيْتُ نَشا رِيح طَيِّبَةً أَي نَسِيمها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وأَدْرَك المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه ... ومِن ثمائِلها، واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: وتَنْشَى نَشا المِسْك فِي فارةٍ، ... وريحَ الخُزامَى عَلَى الأَجْرَع قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ يُقَالُ لِلرَّائِحَةِ نَشْوَة ونَشَاة ونَشاً؛ وأَنشد: بآيةِ مَا إِنَّ النَّقا طَيِّبُ النَّشا، ... إِذا مَا اعْتراه، آخِرَ اللَّيل، طارِقُهْ قَالَ أَبو زَيْدٍ: النَّشَا حِدَّة الرَّائِحَةِ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةً؛ فَمِنَ الطَّيِّبِ قَوْلُ الشَّاعِرِ: بِآيَةِ مَا إِن النَّقَا طَيِّبُ النَّشَا وَمِنَ النَّتْن النَّشَا، سُمِّيَ بذلكَ لنَتْنِه فِي حَالِ عَمَلِهِ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن النَّشا عَرَبِيٌّ وَلَيْسَ كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى أَن النَّشا لَيْسَ هُوَ النَّشاسْتَج، كَمَا زَعَمَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي بَابِ ضُرُوبِ الأَلوان مِنْ كِتَابِ الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ الأُرْجُوان: الحُمْرة، وَيُقَالُ الأُرْجُوان النَّشاستج، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ رَجَا فَقَالَ: والأُرْجوان صِبْغٌ أَحمر شَدِيدُ الْحُمْرَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ النَّشَاسْتَجُ، قَالَ: والبَهْرَمان دُونَهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فَثَبَتَ بِهَذَا أَن النَّشَاسْتَجَ غَيْرُ النَّشا. والنِّشْوَة: الخَبَرُ أَوّل مَا يَرِدُ. وَرَجُلٌ نَشْيانُ بَيِّن النِّشْوَة: يتَخَبَّرُ الأَخبار أَوَّلَ ورُودها، وَهَذَا عَلَى الشُّذُوذِ، إِنما حُكْمُهُ نَشْوان، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ جَبَوْت الْمَالَ جِبَايَةً. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ نَشْيَانُ لِلْخَبَرِ ونَشْوَان، وَهُوَ الْكَلَامُ المُعْتَمد. ونَشِيت الخبرَ إِذا تَخبَّرت ونظرتَ مِنْ أَين جَاءَ. وَيُقَالُ: مِنْ أَين نَشِيتَ هَذَا الخبرَ أَي مِنْ أَين عَلِمْتَهُ؟ الأَصمعي: انْظُر لَنَا الْخَبَرَ واستَنْشِ واستَوْشِ أَي تعَرَّفْه. وَرَجُلٌ نَشْيانُ لِلْخَبَرِ بيِّن النِّشْوَة، بِالْكَسْرِ، وإِنما قَالُوهُ بِالْيَاءِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّشْوانِ، وأَصل الْيَاءِ فِي نَشِيت وَاوٌ، قُلِبَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ. قَالَ شَمِرٌ: وَرَجُلٌ نَشْيانُ للخبَر ونَشْوانُ مِنَ السُّكر، وأَصلهما الْوَاوُ ففَرقوا بَيْنَهُمَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَرَجُلٌ نَشْوَان أَي سَكران بيِّن النَّشْوَة، بِالْفَتْحِ. قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَنه سَمِعَ فِيهِ نِشْوة، بِالْكَسْرِ، وَقَوْلُ سِنَانِ بْنِ الْفَحْلِ: وَقَالُوا: قَدْ جُنِنْتَ فَقُلْتُ: كَلَّا ... ورَبي مَا جُنِنْتُ، وَلَا انْتشَيْتُ يُرِيدُ: وَلَا بَكَيْتُ مِنْ سُكْرٍ؛ وَقَوْلُهُ: مِنَ النَّشَواتِ والنَّشَإِ الحِسانِ أَراد جَمْعَ النَّشْوة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه دَخَلَ عَلَى خَديجةَ خَطَبها ودخلَ عَلَيْهَا مُسْتَنْشِيةٌ مِنْ مُوَلَّدات قُريش ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْهَمْزِ، وَقَدْ تقدَّم. والمُسْتَنْشِيَةُ: الكاهِنةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها كَانَتْ تَسْتَنْشِي الأَخبارَ أَي تبحَث عَنْهَا، مِنْ قَوْلِكَ رَجُلٌ نَشْيانُ لِلْخَبَرِ. يَعْقُوبُ: الذِّئْبُ يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ، بِالْهَمْزِ، قَالَ: وإِنما هُوَ مِنَ نَشِيت غَيْرَ مَهْمُوزٍ. ونَشَوْتُ فِي بَنِي فُلَانٍ: رُبِّيتُ، نَادِرٌ، وَهُوَ مُحَوَّلٌ مِنْ نشأْت، وَبِعَكْسِهِ هُوَ يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ، حَوَّلُوهَا إِلى الْهَمْزَةِ. وَحَكَى قُطْرُبٌ: نَشا يَنْشُو لُغَةٌ فِي

نشأَ ينشأُ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ عَلَى التَّحْوِيلِ. والنَّشَاة: الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ، إِما أَن يَكُونَ عَلَى التَّحْوِيلِ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى مَا حَكَاهُ قُطْرُبٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: تَدَلَّى عَلَيْه مِنْ بَشامٍ وأَيْكةٍ ... نَشاة فُرُوعٍ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ وَالْجَمْعُ نَشاً. والنَّشْوُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ أَنشد: كأَنَّ عَلَى أَكتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ، ... وَقَدْ جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ نصا: النَّاصِيَةُ: وَاحِدَةُ النَّوَاصِي. ابْنُ سِيدَهْ: النَّاصِيَةُ والنَّاصَاةُ، لُغَةٌ طَيِّئِيَّةٌ، قُصاصُ الشَّعَرِ فِي مُقدَّم الرأْس؛ قَالَ حُرَيْث بْنُ عَتاب الطَّائِيُّ: لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طَيِءٌ ... بحَرْبٍ كنَاصَاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ وَلَيْسَ لَهَا نَظِيرٌ إِلا حَرْفَيْنِ: بادِيةٌ وباداةٌ وقارِيةٌ وقاراةٌ، وَهِيَ الحاضِرةُ. ونَصَاه نَصْواً: قَبَضَ عَلَى ناصِيَتِه، وَقِيلَ: مَدَّ بِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ؛ ناصِيَتُه مقدَّمُ رأْسه أَي لنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بِهَا أَي لنُقِيمَنَّه ولَنُذِلَّنَّه. قَالَ الأَزهري: النَّاصِيَة عِنْدَ الْعَرَبِ مَنْبِتُ الشَّعْرِ فِي مقدَّم الرأْس، لَا الشعَرُ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ النَّاصِيَة، وَسُمِّيَ الشَّعْرُ نَاصِيَةً لِنَبَاتِهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ؛ أَي لنُسَوِّدَنَّ وَجْهَهُ، فكَفَتِ النَّاصِيَةُ لأَنها فِي مُقَدَّمِ الْوَجْهِ مِنَ الْوَجْهِ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وكُنتُ، إِذا نَفْس الغَوِيِّ نَزَتْ بِهِ، ... سَفَعْتُ عَلَى العِرْنِينِ مِنْهُ بِمِيسَمِ ونَصَوْته: قَبَضْتُ عَلَى ناصِيَتِه. والمُنَاصَاةُ: الأَخْذُ بالنَّواصي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ فِي قَبْضَته تَنالُه بِمَا شَاءَ قُدرته، وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يَشاء إِلا العَدْلَ. وناصَيْتُه مُنَاصَاةً ونِصَاء: نَصَوْتُه ونَصَاني؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ يَقْتادُ نَفْسَه، ... خَلِيعاً تُنَاصِيه أُمُورٌ جَلائِلُ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: نَاصَيْتُه جَذَبْت ناصِيَتَه؛ وأَنشد: قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصَاصَا، ... وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُنَاصَى ونَاصَيْتُه إِذا جاذبْته فيأْخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا بناصِيةِ صَاحِبِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: لَمْ تَكُنْ واحدةٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُناصِيني غَيْرَ زَيْنَبَ أَي تُنازِعُني وَتُبَارِينِي، وَهُوَ أَن يأْخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ المُتنازعين بناصِيةِ الْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَلِ عُمر: فثارَ إِليه فتَنَاصَيَا أَي تَواخَذا بالنَّواصِي؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكرب: أَعَبَّاسُ لَوْ كَانَتْ شَناراً جِيادُنا ... بتَثْلِيثَ، مَا نَاصَيْتَ بَعْدي الأَحامِسا وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ لِلْحُسَيْنِ حِينَ أَراد العِراق لَوْلَا أَني أَكْرَهُ لنَصَوْتك أَي أَخذت بناصِيَتِك وَلَمْ أَدَعْك تَخْرُجْ. ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ النَّصِيُّ عَظْم العُنُق؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَيْلَى الأَخيلية: يُشَبّهُونَ مُلوكاً فِي تَجِلَّتِهمْ، ... وطولِ أَنْصِيةِ الأَعْناقِ والأُمَمِ وَيُقَالُ: هَذِهِ الْفَلَاةُ تُناصِي أَرض كَذَا وتُواصِيها أَي تَتَّصل بِهَا. وَالْمَفَازَةُ تَنْصُو المَفازة وتُنَاصِيها أَي تَتَّصِلُ بِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصى غَيْرُ حائلِ، ... عَفا بَعْدَ عَهْدٍ مِنْ قِطارٍ ووابِلِ؟ قَالَ السُّكَّرِيُّ: المُنْتَصَى أَعلى الوادِيين. وإِبل ناصِيةٌ إِذا ارتَفَعتْ فِي الْمَرْعَى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وإِني لأَجِد فِي بَطْنِي نَصْواً ووَخْزاً أَي وَجَعاً، والنَّصْوُ مِثْلُ المَغَس، وإِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَنْصُوك أَي يُزْعِجُك عَنِ القَرار. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلَا أَدري مَا وَجْهُ تَعْلِيلِهِ لَهُ بِذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وجدْتُ فِي بَطْنِي حَصْواً ونَصْواً وقَبْصاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وانْتَصَى الشيءَ: اخْتارَه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُمَيْدٍ بْنِ ثَوْرٍ يَصِفُ الظَّبْيَةَ: وَفِي كلِّ نَشْزٍ لَهَا مَيْفَعٌ، ... وَفِي كلِّ وَجْهٍ لَهَا مُنْتَصى قَالَ: وَقَالَ آخَرُ فِي وَصْفِ قَطَاةٍ: وَفِي كلِّ وَجْهٍ لَهَا وِجْهةٌ، ... وَفِي كلِّ نَحْوٍ لَهَا مُنْتَصَى قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: لَعَمْرُكَ مَا ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ، ... وَلَا هُوَ مِمّا يُنْتَصَى فيُصانُ يَقُولُ: ثَوْبُهُ مِنَ العُذْر لَا يُخْلِقُ، وَالِاسْمُ النِّصْيَةُ، وَهَذِهِ نَصِيَّتي. وتَذَرَّيت بَنِي فُلَانٍ وتَنَصَّيْتُهم إِذا تَزَوَّجت فِي الذِّروة مِنْهُمْ والنّاصِية. وَفِي حَدِيثِ ذِي المِشْعارِ: نَصِيّةٌ مِنْ هَمْدان مِنْ كلِّ حاضِر وبادٍ ؛ النَّصِيّةُ منْ يُنْتَصَى مِنَ الْقَوْمِ أَي يُخْتار مِنْ نَوَاصِيهم، وهمُ الرُّؤوس والأَشْراف، وَيُقَالُ للرُّؤساء نَوَاصٍ كَمَا يُقَالُ للأَتباع أَذْنابٌ. وانْتَصَيْتُ مِنَ الْقَوْمِ رَجلًا أَي اخْتَرْتُهُ. ونَصِيّةُ القومِ: خِيارُهم. ونَصِيَّةُ الْمَالِ: بَقِيَّتُه. والنَّصِيَّة: البَقِيَّة؛ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ؛ وأَنشد للمَرّار الفَقْعَسي: تَجَرَّدَ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ، ... كَمَا يَنْجُو مِنَ البَقَر الرَّعِيلُ «2» وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنصاري: ثَلاثةُ آلافٍ ونحنُ نَصِيّةٌ ... ثلاثُ مِئينٍ، إِن كَثُرْنا، وأَربَعُ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَفِي الْحَدِيثِ أَن وفْدَ هَمْدانَ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا نحْنُ نَصِيَّةٌ مِنْ هَمْدانَ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الأَنْصَاء السابقُونَ، والنَّصِيَّةُ الخِيار الأَشراف، ونَوَاصِي الْقَوْمِ مَجْمَعُ أَشرافِهم، وأَما السَّفِلة فَهُمُ الأَذْنابُ؛ قَالَتْ أُمّ قُبَيْسٍ الضَّبِّيّة: ومَشْهَدٍ قَدْ كفَيْتُ الغائِبينَ بِهِ ... فِي مَجْمَعٍ، مِنْ نَوَاصِي النّاسِ، مَشْهُودِ والنَّصِيَّةُ مِنَ الْقَوْمِ: الخِيارُ، وَكَذَلِكَ مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا. ونَصَتِ الماشِطةُ المرأَةَ ونَصَّتْها فتَنَصَّتْ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَن أُم سَلَمَةَ «3» تَسَلَّبَت عَلَى حَمْزَةَ ثَلَاثَةَ أَيام فَدَعَاهَا رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَمرها أَن تنَصَّى وتَكْتَحِلَ ؛ قَوْلُهُ: أَمرها أَن تنَصَّى أَي تُسَرِّح شَعَرَها، أَراد تَتَنَصَّى فَحَذَفَ التَّاءَ تَخْفِيفًا. يُقَالُ: تَنَصَّتِ المرأَةُ إِذا رجَّلت شَعْرَها. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حِينَ سُئِلت عَنِ الْمَيِّتِ يُسرَّح رأْسه فَقَالَتْ: عَلامَ تَنْصُون ميِّتَكم ؟ قَوْلُهَا: تَنْصُون مأْخوذ مِنَ الناصِية، يُقَالُ: نَصَوْتُ الرَّجُلَ أَنْصُوه نَصْواً إِذا مَدَدْت ناصِيَتَه، فأَرادت

_ (2). قوله [تجرد من إلخ] ضبط تجرد بصيغة الماضي كما ترى في التهذيب والصحاح، وتقدم ضبطه في مادة رعل برفع الدال بصيغة المضارع تبعاً لما وقع فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ. (3). قوله [أن أم سلمة] كذا بالأصل، والذي في نسخة التهذيب: أن بنت أبي سلمة، وفي غير نسخة من النهاية: أن زينب.

عَائِشَةُ أَنَّ الميتَ لَا يَحتاجُ إِلى تَسْريحِ الرَّأْس، وَذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الأَخذ بالناصِيةِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجم: إِنْ يُمْسِ رأْسي أَشْمَطَ العَناصي، ... كأَنما فَرَّقَه مُنَاصِي قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنَّ عائشةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَرِهَت تَسْريحَ رأْسِ الميّتِ. وانْتَصَى الشعَرُ أَي طَالَ. والنَّصِيُّ: ضَرْب مِنَ الطَّريفةِ مَا دَامَ رَطْباً، واحدتُه نَصِيّةٌ، وَالْجَمْعُ أَنْصَاء، وأَناصٍ جمعُ الْجَمْعِ؛ قال: تَرْعى أَناصٍ مِنْ حَرِيرِ الحَمْضِ «1» وَرُوِيَ أَناضٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ لِي أَبو الْعَلَاءِ لَا يَكُونُ أَناضٍ لأَنَّ مَنْبِتَ النصيِّ غَيْرُ مُنْبِتِ الْحَمْضِ. وأَنْصَتِ الأَرضُ: كَثُرَ نَصِيُّها. غَيْرُهُ: النَّصِيُّ نَبت مَعْرُوفٌ، يُقَالُ لَهُ نَصِيٌّ مَا دَامَ رَطباً، فإِذا ابْيضَّ فَهُوَ الطَّريفة، فإِذا ضَخُمَ ويَبِس فَهُوَ الحَلِيُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: لَقَدْ لَقِيَتْ خَيْلٌ بجَنْبَيْ بُوانةٍ ... نَصِيّاً، كأَعْرافِ الكَوادِنِ، أَسْحَما «2» وَقَالَ الرَّاجِزِ: نَحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ، ... ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِ وَفِي الْحَدِيثِ: رأَيتُ قبُورَ الشُّهداء جُثاً قَدْ نَبَتَ عَلَيْهَا النَّصِيُ ؛ هُوَ نَبْتٌ سَبْطٌ أَبيضُ ناعِمٌ مِنْ أَفضل المَرْعى. التَّهْذِيبُ: الأَصْناء الأَمْثالُ، والأَنْصَاءُ السَّابقُون. نضا: نَضا ثوبَه عَنْهُ نَضْواً: خَلَعه وأَلقاه عَنْهُ. ونَضَوْت ثِيابي عَنِّي إِذا أَلقَيْتَها عنك. ونَضَاه مِنْ ثَوْبِهِ: جَرَّدَه؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ: ونُضِيتُ مِمَّا كُنتُ فِيهِ فأَصْبَحَتْ ... نَفْسِي، إِلى إِخْوانِها، كالمَقْذَرِ ونَضَا الثَّوبُ الصِّبْغَ عَنْ نَفْسِه إِذا أَلقاه، ونَضَتِ المرأَةُ ثَوبَها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: فَجِئْتُ، وَقَدْ نَضَتْ لِنَوْمٍ ثِيابَها، ... لَدَى السِّتْرِ، إِلَّا لِبْسةَ المُتَفَضِّلِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيَجُوزُ عِنْدِي تَشْدِيدُهُ لِلتَّكْثِيرِ. وَالدَّابَّةُ تَنْضُو الدوابُّ إِذا خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِهَا. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: جعَلَتْ نَاقَتِي تَنْضُو الرِّفاقَ «3» أَي تَخرج مِنْ بَيْنِهَا. يُقَالُ: نَضَتْ تَنْضُو نُضُوّاً ونُضِيّاً، ونَضَوْتُ الجُلَّ عَنِ الْفَرَسِ نَضْواً. والنِّضْوُ: الثوبُ الخَلَقُ. وأَنْضَيْتُ الثوبَ وانْتَضَيْتُه: أَخْلَقْتُه وأَبَلَيْتُه. ونَضَا السيفَ نَضْواً وانْتَضَاه: سَلَّه مِنْ غِمْدِه. ونَضَا الخِضابُ نَضْواً ونُضُوّاً: ذَهَبَ لَوْنُه ونَصَل، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْيَدِ والرِّجْل والرأْسِ واللحيةِ، وخصَّ بعضُهم بِهِ اللحيةُ والرأْس. وَقَالَ اللَّيْثُ: نَضا الحِنَّاءُ يَنْضُو عَنِ اللِّحْيةِ أَي خَرَجَ وذَهب عَنْهُ. ونُضَاوَةُ الخِضاب: مَا يُوجد مِنْهُ بَعْدَ النُّصُول. ونُضَاوَةُ الحِنَّاء: مَا يَبس مِنْهُ فأُلقي؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونُضَاوَةُ الحِنَّاء: مَا يؤخذ من الخِضاب بعد ما يُذهب لَوْنُهُ فِي الْيَدِ والشعَر؛ وقال كثير:

_ (1). قوله [حرير الحمض] كذا في الأَصل وشرح القاموس بمهملات، والذي فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ بمعجمات. (2). قوله [لقيت خيل] كذا في الأصل والصحاح هنا، والذي في مادة بون من اللسان شول ومثله في معجم ياقوت. (3). قوله [تنضو الرفاق] كذا في الأصل، وفي نسخة من النهاية: الرفاق بالفاء وفيها: أي تخرج من بينهم، وفي نسخة أخرى من النهاية: الرقاق، بالقاف، أَيْ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِهَا، وكتب بهامشها: الرقاق جمع رق وَهُوَ مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض ولان.

وَيَا عَزِّ لِلْوَصْل الَّذِي كَانَ بَيْنَنا ... نَضَا مِثْلَ مَا يَنْضُو الخِضابُ فَيَخْلَقُ الْجَوْهَرِيُّ: نَضا الفرَسُ الخيلَ نُضِيّاً سَبَقها وتقدَّمها وانْسَلَخَ مِنْهَا وخَرَجَ مِنْهَا. ورَمْلةٌ تَنْضُو الرِّمالَ: تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِهَا. ونَضَا السَّهمُ: مَضَى؛ وأَنشد: يَنْضُونَ فِي أَجْوازِ لَيْلٍ غَاضِي، ... نَضْوَ قِداحِ النَّابِلِ النَّوَاضِي وَفِي حَدِيثُ عَلِيٍّ وَذَكَرَ عُمَرَ فَقَالَ: تَنَكَّبَ قوسَه وانْتَضَى فِي يَدِهِ أَسْهماً أَي أَخذ واسْتَخْرَجَها مِن كِنانَتِه. يُقَالُ: نَضَا السيفَ مِنْ غِمْدِهِ وانْتَضَاه إِذا أَخْرَجَه. ونَضا الجُرْحُ نُضُوًّا: سَكَنَ ورَمُه. ونَضا الماءُ نُضُوًّا: نَشِفَ. والنِّضْوُ، بِالْكَسْرِ: البَعير الْمَهْزُولُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَهْزُولُ مِنْ جَمِيعِ الدَّوَابِّ، وَهُوَ أَكثر، وَالْجَمْعُ أَنْضَاء، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الإِنسان؛ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنَّا مِنَ الدَّرْبِ أَقْبَلْنا نَؤُمُّكُمُ، ... أَنْضَاءَ شَوْقٍ عَلَى أَنْضَاء أَسْفارِ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يكسَّر نِضْوٌ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُهُ: تَرْعَى أَنَاضٍ مِنْ حَريرِ الحَمْضِ فَعَلَى جَمْعِ الْجَمْعِ، وَحُكْمُهُ أَناضيّ فخَفَّفَ، وجعَل مَا بَقِيَ مِنَ النَّبَاتِ نِضْواً لقِلَّته وأَخذه فِي الذَّهَابِ، والأُنثى نِضْوَةٌ، وَالْجَمْعُ أَنْضَاء كالمُذَكَّر، عَلَى تَوَهُّمِ طَرْحِ الزَّائِدِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. والنَّضِيُّ: كالنِّضْوِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: وانْشَنَجَ العِلْباءُ فاقْفَعَلَّا، ... مِثْلَ نَضِيّ السُّقْمِ حينَ بَلَّا وَيُقَالُ لأَنْضاء الإِبل: نِضْوَانٌ أَيضاً، وَقَدْ أَنْضَاه السَّفَرُ. وأَنْضَيْتها، فَهِيَ مُنْضَاةٌ، ونَضَوْتُ البِلاد: قَطَعْتُها؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا: ولكِنَّنِي أُرْوِي مِن الخمْرِ هامَتي، ... وأَنْضُو الفَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل وأَنْضَى الرَّجلُ إِذا كَانَتْ إِبلُه أَنْضاء. اللَّيْثُ: المُنْضِي الرَّجلُ الَّذِي صَارَ بَعِيرُهُ نِضْواً. وأَنضَيْتُ الرَّجلَ: أَعطيته بَعِيرًا مَهْزُولًا. وأَنْضَى فُلَانٌ بَعِيرَهُ أَي هَزَله، وتَنَضَّاه أَيضاً؛ وَقَالَ: لَوْ اصْبَحَ فِي يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها، ... وَفِي كَفِّيَ الأُخْرَى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ لجَاءتْ عَلَى مَشْي الَّتِي قَدْ تُنُضِّيَتْ، ... وذَلَّتْ وأَعْطَتْ حَبْلَها لا تُعاسِرُهْ ويروى: تُنُصِّيَتْ أَي أُخِذَتْ بناصِيتها، يَعْنِي بِذَلِكَ امرأَة اسْتَصعَبَتْ عَلَى بَعْلها. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن المؤمِنَ ليُنْضِي شَيْطانه كَمَا يُنْضِي أَحَدُكم بَعِيرَه أَي يَهْزِلُه وَيَجْعَلُهُ نِضْواً. والنِّضْوُ: الدَّابَّةُ الَّتِي هَزَلَتْها الأَسفار وأَذْهَبَتْ لَحْمَهَا. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: كلِماتٌ لَوْ رَحَلْتُم فِيهِنَّ المَطِيَّ لأَنْضَيْتُمُوهُنَّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنْضَيْتُم الظَّهْر أَي هَزَلْتُموه. وَفِي الْحَدِيثِ: إِن كَانَ أَحَدُنا ليأْخُذ نِضْوَ أَخيه. ونِضْوُ اللِّجام: حَدِيدَتُه بِلَا سَيْر، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ دُرَيدُ ابن الصِّمَّة: إِمّا تَرَيْنِي كَنِضْوِ اللِّجام، ... أُعِضَّ الجَوامِحَ حَتَّى نَحَلْ أَراد أُعِضَّتْه الجَوامِحُ فقَلَبَ، وَالْجَمْعُ أَنْضَاء؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:

رأَتْنِي كأَنْضَاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها، ... مِنَ المَلْءِ، أَبْزَى عاجِزٌ مُتَباطِنُ وَيُرْوَى: كأَشْلاء اللِّجَامِ. وسَهمٌ نِضْوٌ: رُمِيَ بِهِ حَتَّى بَلِيَ. وقِدْحٌ نِضْوٌ: دَقِيقٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والنَّضِيُّ مِنَ السِّهام والرِّماح: الخَلَقُ. وسَهم نِضْوٌ إِذا فَسَدَ مِنْ كَثْرَةِ مَا رُمِيَ به حَتَّى أَخْلَقَ. أَبو عَمْرٍو: النَّضِيُّ نَصْلُ السَّهْمِ. ونِضْوُ السَّهم: قِدْحُه. الْمُحْكَمُ: نَضِيُّ السَّهْمِ قِدْحُه وَمَا جاوَزَ مِنَ السَّهمِ الرِّيشَ إِلى النَّصل، وَقِيلَ: هُوَ النَّصْلُ، وَقِيلَ: هُوَ القِدْحُ قَبْلَ أَن يُعْمَل، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ رِيشٌ وَلَا نَصْلٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَهُوَ نَضِيٌّ مَا لَمْ يُنَصَّلْ ويُرَيَّشْ ويُعَقَّب، قَالَ: والنّضِيُّ أَيضاً مَا عَرِيَ مِنْ عُوده وَهُوَ سَهْمٌ؛ قَالَ الأَعشى وذَكَرَ عَيْراً رُمِيَ: فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تَحتَ لبَانِه، ... وجالَ عَلَى وَحْشِيِّه لَمْ يُعَتِّمِ لَمْ يُبْطئْ. والنَّضِيُّ، عَلَى فَعِيل: القِدْحُ أَوَّل مَا يَكُونُ قَبْلَ أَن يُعْمَل. ونَضِيُّ السَّهْمِ: مَا بَيْنَ الرِّيش والنَّصل. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّضِيُّ نَصْلُ السَّهم. يُقَالُ: نَضِيٌّ مُفَلَّلٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الْحِمَارَ وأُتُنَه قَالَ: وأَلزَمَها النِّجادَ وشايَعَتْه ... هَوادِيها كأَنْضِيَة المُغالي قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ المَغالي جَمْعُ مِغْلاة لِلسَّهْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: فَينظُرُ فِي نَضِيِّه ؛ النَّضِيُّ: نَصل السَّهْمِ، وَقِيلَ: هُوَ السَّهْمُ قَبْلَ أَن يُنحَت إِذا كَانَ قِدْحاً، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ أَولى لأَنه قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّصْلِ بَعْدَ النَّضيّ، قَالُوا: سُمِّيَ نضِيّاً لِكَثْرَةِ البَرْي والنَّحْت، فكأَنه جُعل نِضْواً. ونَضِيُّ الرُّمح: مَا فوقَ المَقْبِض مِنْ صَدْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَنْضَاء؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: تُخُيِّرْنَ أَنْضَاءً ورُكِّبْنَ أَنْصُلًا، ... كجَزْلِ الغَضَى فِي يومِ رِيحٍ تَزَيَّلا وَيُرْوَى: كجَمْرِ الغَضَى؛ وأَنشد الأَزهري فِي ذَلِكَ: وظلَّ لِثيران الصَّرِيم غَماغِمٌ، ... إِذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ الأَصمعي: أَوَّل مَا يَكُونُ القِدْحُ قَبْلَ أَن يُعْمَل نَضِيٌّ، فإِذا نُحِتَ فَهُوَ مَخْشُوب وخَشِيبٌ، فإِذا لُيِّنَ فَهُوَ مَخَلَّقٌ. والنَّضِيُّ: العُنُق عَلَى التَّشْبِيهِ، وَقِيلَ: النَّضِيُّ مَا بَيْنَ الْعَاتِقِ إِلى الأُذن، وَقِيلَ: هُوَ مَا عَلا العُنُقَ مِمَّا يَلي الرأْسَ، وَقِيلَ: عَظْمه؛ قَالَ: يُشَبَّهُونَ مُلُوكًا فِي تَجِلَّتِهِمْ، ... وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَمِ ابْنُ دُرَيْدٍ: نَضِيُّ العُنق عَظْمه، وَقِيلَ: طُوله. ونَضِيُّ كُلِّ شَيْءٍ طُولُهُ؛ وَقَالَ أَوْس: يُقَلِّب للأَصْواتِ والرِّيحِ هادِياً ... تَمِيمَ النَّضِيِّ كَدَّحَتْه المَناشِفُ يَقُولُ: إِذا سَمِعَ صَوْتًا خافَه التَفَتَ وَنَظَرَ، وَقَوْلُهُ: والرِّيحِ، يَقُولُ يَسْتَرْوِحُ هَلْ يَجِدُ رِيحَ إِنسان، وَقَوْلُهُ: كَدَّحَته المَناشف، يَقُولُ: هُوَ غَلِيظ الْحَاجِبَيْنِ أَي كَانَ فِيهِ حجارةٌ. ونَضِيُّ السهمِ: عُوده قَبْلَ أَن يُراشَ. والنَّضِيُّ: مَا بَيْنَ الرأْس والكاهِل مِنَ العُنق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: يُشَبَّهُون سُيُوفاً فِي صَرائِمِهمْ، ... وطُولِ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ واللِّمَمِ «1» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلَيْلَى الأَخيلية، وَيُرْوَى للشَّمَرْدل

_ (1). ورد هذا البيت في صفحة 327 وفيه أنصية بدل أنضية والأَمم بدل اللِّمم.

ابن شَرِيكٍ الْيَرْبُوعِيِّ، وَالَّذِي رَوَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ: يُشَبَّهُونَ مُلُوكًا فِي تَجِلَّتِهِمْ والتَّجلَّة: الجلالةُ، والصحيحُ والأُمَمِ، جَمْعُ أُمَّةٍ، وَهِيَ القامةُ. قَالَ: وَكَذَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزة، وأَنكر هَذِهِ الرِّوَايَةَ فِي الْكَامِلِ فِي المسأَلة الثَّامِنَةِ، وَقَالَ لَا تُمْدَح الكُهول بِطُولِ اللِّمم، إِنما تُمْدح بِهِ النِّساء والأَحداثُ؛ وَبَعْدَ الْبَيْتِ: إِذا غَدا المِسْكُ يَجْرِي فِي مَفارِقِهِمْ، ... راحُوا تَخالُهُمُ مَرْضى مِنَ الكَرَمِ وَقَالَ القتَّال الْكِلَابِيُّ: طِوالُ أَنْضِيَةِ الأَعْناقِ لَمْ يجِدُوا ... رِيحَ الإِماء، إِذا راحَتْ بأَزْفارِ ونَضِيُّ الكاهِل: صَدْرُه. والنَّضِيُّ: ذَكَرُ الرَّجُلِ؛ وَقَدْ يَكُونُ للحِصان مِنَ الْخَيْلِ، وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ جَمِيعَ الخَيل، وَقَدْ يُقَالُ أَيضاً للبَعير، وَقَالَ السِّيرافي: هُوَ ذَكَرُ الثَّعْلَبِ خَاصَّةً. أَبو عُبَيْدَةَ: نَضَا الفرسُ يَنْضُو نُضوّاً إِذا أَدْلَى فأَخرج جُرْدانه، قَالَ: وَاسْمُ الجُرْدانِ النَّضِيُّ. يُقَالُ: نَضَا فلانٌ مَوْضِعَ كَذَا يَنْضُوه إِذا جاوزَه وخَلَّفه. وَيُقَالُ: أَنْضَى وجهُ فُلَانٍ ونَضَا عَلَى كَذَا وَكَذَا أَي أَخْلَقَ. نطا: نَطَوْتُ الحَبْلَ: مَدَدْتُه. وَيُقَالُ: نَطَتِ المرأَة غَزْلَها، أَي سَدَّتْه، تَنْطُوه نَطْواً، وَهِيَ نَاطِيَةٌ والغَزْلُ مَنْطُوٌّ ونَطِيٌّ أَي مُسَدًّى. والنَّاطِي: المُسَدِّي؛ قَالَ الرَّاجِزُ: ذَكّرْتُ سَلْمَى عَهْدَه فَشَوَّقا، ... وهُنَّ يَذْرَعْنَ الرَّقاقَ السَّمْلَقا ذَرْعَ النَّوَاطِي السُّحُلَ المُدَقَّقا ... خُوصاً، إِذا مَا اللَّيْلُ أَلقَى الأَرْوُقا خَرَجْنَ مِن تحتِ دُجاه مُرَّقا ... يَقْلِبْنَ للنَّأْي البَعِيدِ الحَدَقا تَقْلِيبَ وِلْدانِ العِراقِ البُنْدُقا والنَّطْوُ: البُعْدُ. ومكانٌ نَطِيٌّ: بَعيدٌ، وأَرضٌ نَطِيَّةٌ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وبلْدةٍ نِياطُها نَطِيُّ، ... قِيٌّ تُناصِيها بِلادٌ قِيُ نِياطُها نَطِيٌّ أَي طَرِيقُهَا بَعِيدٌ. والنَّطْوَة: السَّفْرة البَعيدة. وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ: فِي أَرضٍ غائلةِ النِّطَاء ؛ النِّطَاءُ: البُعدُ. وبَلَدٌ نَطِيٌّ: بَعِيدٌ، ورُوي المَنْطَى وهو مَفْعَلٌ منه. والمُنَاطَاةُ: أَن تَجْلس المَرَتانِ فترمِي كلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبَتِهَا كُبَّةَ الغَزْل حَتَّى تُسَدِّيا الثوبَ. والنَّطْوُ: التَّسدِيةُ، نَطَتْ تَنْطُو نَطْواً. والنَّطَاةُ: قِمَعُ البُسْرةِ، وَقِيلَ: الشُّمْرُوخ، وَجَمْعُهُ أَنطَاء؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. ونَطَاةُ: حِصْنٌ بخَيْبَرَ، وَقِيلَ: عَينٌ بِهَا، وَقِيلَ: هِيَ خَيْبَرُ نَفْسُها. ونَطَاةُ: حُمَّى خَيْبَرَ خَاصَّةً، وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلَطٌ. ونَطَاةُ: عينٌ بِخَيْبَرَ تَسْقِي نَخيلَ بَعضِ قُراها، وَهِيَ وَبِئةٌ؛ وَقَدْ ذَكَرَهَا الشَّمَّاخُ: كأَنَّ نَطَاةَ خَيْبرَ زَوَّدَتْه ... بَكُورُ الوِرْدِ رَيِّثةُ القُلُوعِ فظنَّ اللَّيْثُ أَنها اسْمٌ للحُمَّى، وإِنما نَطَاةُ اسْمُ عَيْنٍ بِخَيْبَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّطَاةُ اسْمُ أُطُمٍ بِخَيْبَرَ؛ قَالَ كَثِيرٌ: حُزِيَتْ لِي بحَزْمِ فَيْدَةَ تُحْدَى، ... كاليَهُودِيِّ مِن نَطَاةَ الرِّقالِ حُزِيَتْ: رُفِعَتْ. حَزاها الآلُ: رَفَعها، وأَراد كَنَخْلِ الْيَهُودِيِّ الرِّقالِ. ونطاةُ: قَصَبَة خَيْبَرَ. وَفِي

حَدِيثِ خَيْبَرَ: غَدا إِلى النَّطَاةِ ؛ هِيَ عَلَم لِخَيْبَرَ أَو حِصْنٌ بِهَا، وَهِيَ مِنَ النَّطْو البُعد. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ، وإدخالُ اللَّامِ عليها كإِدخالها على حَرثٍ وَعَبَّاسٍ، كأَنَّ النَّطَاةَ وَصْفٌ لَهَا غَلَبَ عَلَيْهَا. ونَطَا الرَّجلُ: سَكَتَ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كنتُ مَعَ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُمْلي عليَّ كِتَابًا وأَنا أَسْتَفهمُه، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: انْطُ أَي اسْكُتْ، بِلُغَةِ حِمْيَر. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَقَدْ شَرَّفَ سيدُنا رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذِهِ اللغةَ وَهِيَ حِمْيَرِيَّة. قَالَ الْمُفَضَّلُ وَزَجَرَ لِلْعَرَبِ تَقَوَّلَهُ لِلْبَعِيرِ تَسْكِينًا لَهُ إِذا نَفَرَ: انْطُ فيَسْكُن، وَهِيَ أَيضاً إِشْلاء لِلْكَلْبِ. وأَنْطَيْتُ: لُغَةٌ فِي أَعطيت، وَقَدْ قُرِئَ: إِنَّا أَنْطَيْناك الكَوْثَرَ ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَ ما ... يُرَى، فِي فُرُوعِ المُقْلَتَينِ، نُضُوبُ والأَنْطاء: العَطِيّاتُ. وَفِي الْحَدِيثِ: وإِنَّ مالَ اللهِ مَسْؤولٌ ومُنْطًى ، أَي مُعْطًى. وَرَوَى الشَّعْبِيُّ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِرَجُلٍ: أَنْطِه كَذَا وَكَذَا أَي أَعْطِه. والإِنْطَاء: لُغَةٌ فِي الإِعْطاءِ، وَقِيلَ: الإِنطاءُ الإِعطاءُ، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: لَا مانِعَ لِمَا أَنْطَيْتَ وَلَا مُنْطِيَ لَمَا مَنَعْتَ ، قَالَ: هُوَ لُغَةُ أَهل الْيَمَنِ فِي أَعْطَى. وَفِي الْحَدِيثِ: اليدُ المُنطِيةُ خَيرٌ مِنَ اليدِ السُّفلى. وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلٍ: وأَنْطُوا الثَّبَجَةَ. والتَّنَاطِي: التَّسابُقُ فِي الأَمرِ. وتَنَاطَاه: مارَسَه. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: تَنَاطَيْتُ الرِّجالَ تَمَرَّسْتُ بِهِمْ. وَيُقَالُ: لَا تُناطِ الرِّجالَ أَي لَا تَمرَّسْ بِهِمْ وَلَا تُشارِّهِم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه غَلَطًا، وإِنما هُوَ تَنَاطَيْت الرجالَ وَلَا تَنَاطَ الرجالَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ: وهُمُ العَشِيرةُ إِنْ تَنَاطَى حاسِدٌ أَي هُمْ عَشِيرَتِي إِن تَمَرَّسَ بِي عَدُوّ يَحْسُدني. والتَّنَاطِي: تَعاطي الْكَلَامِ وتَجاذُبه. والمُنَاطَاةُ: المُنازَعةُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَضَيْنَا عَلَى هَذَا بِالْوَاوِ لِوُجُودِ ن ط وو عدم ن ط ي، وَاللَّهُ أَعلم. نعا: النَّعْوُ: الدائرةُ تَحْتَ الأَنف. والنَّعْو الشَّقُّ فِي مِشْفَر البَعِير الأَعْلى، ثُمَّ صَارَ كلُّ فَصْلٍ نَعْواً؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: تُمِرُّ عَلَى الوِراكِ، إِذا المَطايا ... تقايَسَتِ النَّجادَ مِنَ الوَجِينِ، خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي، ... كأَخْلاقِ الغَريفةِ ذِي غُضُونِ «2» خَريعُ النَّعْوِ: لَيِّنُه أَي تُمِرُّ مِشْفَراً خَريع النَّعْوِ عَلَى الوِراك، والغَريفةُ النَّعل. وَقَالَ اللحياني: النَّعْوُ مشَقُّ مِشْفَرِ الْبَعِيرِ فَلَمْ يَخُصَّ الأَعلى وَلَا الأَسفل، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نُعِيٌّ لَا غَيْرُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النَّعْوُ مَشَقُّ المِشفر، وَهُوَ لِلْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ التَّفِرة للإِنسان. ونَعْوُ الحافِر: فَرْجُ مُؤخَّره؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والنَّعْوُ: الفَتْقُ الَّذِي فِي أَلْيَة حافِرِ الفَرَس. والنَّعْوُ: الرُّطَبُ. والنَّعْوَةُ: مَوْضِعٌ، زَعَمُوا. والنُّعَاء: صَوْتُ السِّنَّوْر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قضينا

_ (2). قوله [ذي غضون] كذا هو في الصحاح مع خفض الصفتين قبله، وفي التكملة والرواية: ذا غضون، والنصب في عين خريع وباء مضطرب مردوداً عَلَى مَا قَبْلَهُ وَهُوَ تمرّ.

عَلَى هَمْزَتِهَا أَنها بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ لأَنهم يَقُولُونَ فِي مَعْنَاهُ المُعاء، وَقَدْ مَعا يَمْعُو، قَالَ: وأَظنُّ نُونَ النُّعَاء بَدَلًا مِنْ مِيمِ الْمِعَاءِ. والنَّعْيُ: خَبَر الْمَوْتِ، وَكَذَلِكَ النَّعِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والنَّعْيُ والنَّعِيُّ، بِوَزْنِ فَعيل، نِداء الدَّاعِي، وَقِيلَ: هُوَ الدُّعاء بِمَوْتِ الْمَيِّتِ والإِشْعارُ بِهِ، نَعَاه يَنْعَاه نَعْياً ونُعْيَاناً، بِالضَّمِّ. وَجَاءَ نَعِيُّ فلانٍ: وَهُوَ خَبَرُ مَوْتِهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: والنَّعْيُ والنَّعِيُّ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: النَّعِيُّ الرَّجل الميِّت، والنَّعْيُ الفِعْل؛ وأَوقع ابْنُ مَجْكان النَّعْيَ عَلَى النَّاقَةِ العَقير فَقَالَ: زَيَّافةٍ بنْتِ زَيَّافٍ مُذَكَّرةٍ، ... لَمَّا نَعَوْها لِراعي سَرْحِنا انْتَحَبا والنَّعِيُّ: المَنْعِيُّ. وَالنَّاعِي: الَّذِي يأْتي بِخَبَرِ الْمَوْتِ؛ قَالَ: قامَ النَّعِيُّ فأَسْمَعا، ... ونَعَى الكَريمَ الأَرْوَعا ونَعاءِ: بِمَعْنَى انْعَ. وَرُوِيَ عَنْ شدَّاد بْنِ أَوس أَنه قَالَ: يَا نَعايا الْعَرَبِ. وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي وَغَيْرِهِ: إِنما هُوَ فِي الإِعراب يَا نَعَاءِ العَرَبَ، تأْويلُه يَا هَذَا انْعَ العربَ؛ يأْمر بِنَعْيِهِمْ كأَنه يَقُولُ قَدْ ذَهَبَتِ العربُ. قَالَ ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوس: يَا نَعايا الْعَرَبِ إِن أَخوف مَا أَخاف عَلَيْكُمُ الرِّياء والشَّهْوةُ الخَفِيَّةُ ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَا نُعْيانَ العربِ. يُقَالُ: نَعَى الميتَ يَنْعاهُ نَعْياً ونَعِيّاً إِذا أَذاعَ مَوْتَهُ وأَخبر بِهِ وإِذا نَدَبَه. قَالَ الزَّمخشري: فِي نَعايا ثَلَاثَةُ أَوجه: أَحدها أَن يَكُونَ جَمْعَ نَعِيٍّ وَهُوَ الْمَصْدَرُ كصَفِيٍّ وصَفايا، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ اسْمَ جَمْعٍ كَمَا جَاءَ فِي أَخِيَّةٍ أَخايا، وَالثَّالِثُ أَن يَكُونَ جَمْعَ نَعاءِ الَّتِي هِيَ اسْمُ الْفِعْلِ، وَالْمَعْنَى يَا نَعايا الْعَرَبِ جِئنَ فَهَذَا وقَتكنَّ وزمانكُنَّ، يُرِيدُ أَن الْعَرَبَ قَدْ هَلَكَتْ. والنُّعْيان مَصْدَرٌ بِمَعْنَى النَّعْي. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: خَفْض نَعاءِ مِثْلُ قَطامِ ودَراكِ ونَزال بِمَعْنَى أَدْرِكْ وانْزِلْ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: نَعَاءِ جُذاماً غَيْرَ مَوتٍ وَلَا قَتْلِ، ... ولكِنْ فِراقاً للدَّعائِمِ والأَصْلِ وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذا قُتِلَ مِنْهُمْ شَرِيفٌ أَو مَاتَ بَعَثُوا رَاكِبًا إِلى قَبَائِلِهِمْ يَنْعاه إِليهم فنَهى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كَانَتِ الْعَرَبُ إِذا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ لَهُ قَدْرٌ رَكِبَ رَاكِبٌ فَرَسًا وَجَعَلَ يَسِيرُ فِي النَّاسِ وَيَقُولُ: نَعَاءِ فُلَانًا أَي انْعَه وأَظْهِرْ خَبَرَ وَفَاتِهِ، مبنيةٌ عَلَى الْكَسْرِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي هَلَكَ فُلَانٌ أَو هَلكت الْعَرَبُ بِمَوْتِ فُلَانٍ، فَقَوْلُهُ يَا نعاءِ العربَ مَعَ حَرْفِ النِّدَاءِ تَقْدِيرُهُ يَا هَذَا انْعَ الْعَرَبَ، أَو يَا هَؤُلَاءِ انْعَوا الْعَرَبَ بِمَوْتِ فُلَانٍ، كَقَوْلِهِ: أَلا يَا اسْجُدوا أَي يَا هَؤُلَاءِ اسْجُدُوا، فِيمَنْ قرأَ بِتَخْفِيفٍ أَلا، وَبَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَرْوِيهِ يَا نُعْيانَ الْعَرَبِ، فَمَنْ قَالَ هَذَا أَراد الْمَصْدَرَ، قَالَ الأَزهري: وَيَكُونُ النُّعْيان جمعَ النَّاعِي كَمَا يُقَالُ لِجَمْعِ الرَّاعي رُعْيان، وَلِجَمْعِ الْبَاغِي بُغْيان؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ لخَدَمه إِذا جَنَّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلُ فثَقِّبوا النِّيرَانَ فَوْقَ الإِكام يَضْوي إِليها رُعْيانُنا وبُغْيانُنا. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يُجْمَعُ النَّعِيُّ نَعَايَا كَمَا يُجْمع المَريُّ مِنَ النُّوق مَرايا والصَّفِيُّ صَفَايَا. الأَحمر: ذَهَبَتْ تَمِيمُ فَلَا تُنْعَى وَلَا تُسْهى أَي لَا تُذكر. والمَنْعَى والمَنْعَاة: خَبَرُ الْمَوْتِ، يُقَالُ: مَا كانَ مَنْعَى فُلَانٍ مَنْعَاةً وَاحِدَةً، وَلَكِنَّهُ كَانَ مَنَاعِيَ. وتَنَاعَى القومُ واسْتَنْعَوْا فِي

الْحَرْبِ: نَعَوْا قَتْلاهم ليُحرِّضوهم عَلَى الْقَتْلِ وطلَب الثأْر، وَفُلَانٌ يَنْعَى فُلَانًا إِذا طلَب بثأْره. والنَّاعِي: المُشَنِّع. ونَعَى عَلَيْهِ الشيءَ يَنْعَاه: قبَّحه وَعَابَهُ عَلَيْهِ ووبَّخه. ونَعَى عَلَيْهِ ذُنوبه: ذَكرها لَهُ وشَهَره بِهَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِن اللَّهَ تَعَالَى نَعى عَلَى قَوْمٍ شَهَواتِهم أَي عَابَ عَلَيْهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَنْعَى عليَّ امْرَأً أَكرمه اللَّهُ عَلَى يَدَيَ أَي تَعِيبني بِقَتْلِي رَجُلًا أَكرمه اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ عَلَى يدَيَّ؛ يَعْنِي أَنه كَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَن يُسْلِمَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى يَعْقُوبَ حَكَى فِي الْمَقْلُوبِ نَعَّى عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ ذَكَرَهَا لَهُ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ: أَنْعَى عَلَيْهِ ونَعَى عَلَيْهِ شَيْئًا قَبِيحًا إِذا قَالَهُ تَشْنِيعاً عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ الأَجدع الهمْداني: خَيْلانِ مِنْ قَوْمِي وَمِنْ أَعْدائِهمْ ... خَفَضُوا أَسِنَّتَهم، فكلٌّ نَاعِي هُوَ مِنْ نَعَيْتُ. وَفُلَانٌ يَنْعَى عَلَى نَفْسِهِ بالفَواحش إِذا شَهَرَ نفسَه بتَعاطِيه الفَواحشَ، وَكَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ مِنَ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ نَعَوْا عَلَى أَنفسهم بالفَواحش وأَظْهَرُوا التَّعَهُّر، وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ فَعُولًا لِذَلِكَ. ونَعَى فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ أَمراً إِذا أَشادَ بِهِ وأَذاعه. واسْتَنْعَى ذِكرُ فُلَانٍ: شاعَ. واسْتَنْعَتِ الناقةُ: تقَدَّمت، واسْتَنْعَت تَرَاجَعَتْ نَافِرَةً أَو عَدَتْ بِصَاحِبِهَا. واسْتَنْعَى القومُ: تفَرَّقوا نَافِرِينَ. والاسْتِنْعَاء: شِبْهُ النِّفار. يُقَالُ: اسْتَنْعَى الإِبلُ وَالْقَوْمُ إِذا تفرَّقوا مِنْ شَيْءٍ وَانْتَشَرُوا. وَيُقَالُ: اسْتَنْعَيْت الغنَم إِذا تَقَدَّمْتَها ودَعَوْتَها لِتَتْبَعَكَ. واسْتَنْعَى بِفُلَانٍ الشرُّ إِذا تَتَابَعَ بِهِ الشَّرُّ، واستَنْعَى بِهِ حُبُّ الخَمر أَي تَمادى بِهِ، وَلَوْ أَن قَوْمًا مُجْتَمِعِينَ قِيلَ لَهُمْ شَيْءٌ فَفَزِعُوا مِنْهُ وتفَرَّقوا نَافِرِينَ لَقُلْتَ: اسْتَنْعَوْا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْمَقْلُوبِ: اسْتَنَاعَ واسْتَنْعَى إِذا تقدَّم، وَيُقَالُ: عطَفَ؛ وأَنشد: ظَلِلْنا نَعُوجُ العِيسَ فِي عَرصَاتِها ... وُقوفاً، ونَسْتَنْعِي بِهَا فنَصُورُها وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وَكَانَتْ ضَرْبَةً مِنْ شَدْقَمِيٍّ، ... إِذا مَا اسْتَنَّتِ الإِبلُ اسْتَناعا وَقَالَ شِمْرٌ: اسْتَنْعَى إِذا تقدَّم لِيَتْبَعُوهُ، وَيُقَالُ: تَمادى وتتابع. قال: ورُبَّ ناقةٍ يَسْتَنْعِي بِهَا الذئبُ أَي يَعْدُو بَيْنَ يَدَيْهَا وَتُتْبِعُهُ حَتَّى إِذا امَّازَ بِهَا عَنِ الحُوارِ عَفَقَ عَلَى حُوارِها مُحْضِراً فَافْتَرَسَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والإِنْعَاء أَن تَسْتَعِيرَ فَرَسًا تُراهِنُ عَلَيْهِ وذِكْرُه لِصَاحِبِهِ؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ وَقَالَ: لا أَحُقُّه. نغي: النَّغْيَةُ: مِثْلُ النَّغمة، وَقِيلَ: النَّغْية مَا يُعْجِبك مِنْ صَوْتٍ أَو كَلَامٍ. وَسَمِعْتُ نَغْيةً مِنْ كَذَا وَكَذَا أَي شَيْئًا مِنْ خَبَرٍ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلة: لَمَّا أَتَتْني نَغْيَةٌ كالشُّهْدِ، ... كالعَسَل المَمْزوج بَعْدَ الرَّقْدِ، رَفَّعْتُ مِنْ أَطْمارِ مُسْتَعِدِّ، ... وقلْتُ للعِيسِ: اغْتَدي وجِدِّي «1» يَعْنِي وِلَايَةَ بَعْضِ وَلَدِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظنه هِشَامًا. أَبو عَمْرٍو: النَّغْوة والمَغْوَةُ النَّغْمة. يُقَالُ: نَغَوْتُ ونَغَيْتُ نَغْوَةً ونَغْيَةً، وَكَذَلِكَ مَغَوْت ومَغَيْتُ. وَمَا سَمِعْتُ لَهُ نَغْوَةً أَي كَلِمَةً. والنَّغْيَةُ مِنَ الْكَلَامِ والخبرِ: الشيءُ تَسمعه وَلَا تَفْهَمُهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَا يُبَلِّغُكَ مِنَ الْخَبَرِ قَبْلَ أَن تَسْتَبِيَنَهُ. ونَغَى إِليه نَغْيَةً: قال له

_ (1). قوله [وَقُلْتُ لِلْعِيسِ اغْتَدِي وَجِدِّيِّ] هكذا في الأصل ونسختين من الصحاح، والذي في التكملة: وقلت للعنس، بالنون، اغتلي، باللام.

قَوْلًا يَفْهَمُهُ عَنْهُ. والمُناغاةُ: المغازَلة. والمُنَاغَاة: تَكْلِيمُكَ الصَّبيَّ بِمَا يَهْوى مِنَ الْكَلَامِ. والمرأَة تُنَاغِي الصبيَّ أَي تُكَلِّمُهُ بِمَا يُعْجِبه ويَسُرُّه. ونَاغَى الصبيَّ: كلَّمه بِمَا يَهواه ويَسُرُّه؛ قَالَ: وَلِمَ يَكُ فِي بُؤْسٍ، إِذا بَاتَ لَيْلَةً ... يُنَاغِي غَزالًا فاتِرَ الطَّرْفِ أَكْحَلا الْفَرَّاءُ: الإِنْغَاء كَلَامُ الصِّبْيَانِ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: مُنَاغَاةُ الصَّبِيِّ أَن يَصِيرَ بحِذاء الشَّمْسِ فيُناغِيها كَمَا يُناغي الصبيُّ أُمَّه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه كَانَ يُنَاغِي القمرَ فِي صِباه ؛ المُناغاةُ: الْمُحَادَثَةُ. وناغَتِ الأُمُّ صبيَّها: لاطَفَتْه وشاغَلَته بِالْمُحَادَثَةِ والمُلاعبة. وَتَقُولُ: نَغَيْت إِلى فُلَانٍ نَغْيَةً ونَغَى إِليَّ نَغْيَةً إِذا أَلقى إِليك كَلِمَةً وأَلقيت إِليه أُخرى. وإِذا سَمِعْتَ كَلِمَةً تُعْجِبُكَ تَقُولُ: سَمِعْتُ نَغْيَةً حَسَنة. الْكِسَائِيُّ: سَمِعْتُ لَهُ نَغْيَةً وَهُوَ مِنَ الْكَلَامِ الحسنُ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْغَى إِذا تَكلَّم بِكَلَامٍ «1»، ونَاغَى إِذا كلَّم صَبِيًّا بِكَلَامٍ مَلِيحٍ لَطِيفٍ. وَيُقَالُ لِلْمَوْجِ إِذا ارْتَفَعَ:؛ كَادَ يُنَاغِي السحابَ. ابْنُ سِيدَهْ: نَاغَى الموجُ السحابَ كَادَ يَرْتَفِعُ إِلَيْهِ؛ قَالَ: كأَنَّكَ بالمُبارَكِ، بَعْدَ شَهْرٍ، ... يُنَاغِي مَوْجُه غُرَّ السَّحابِ المُبارَكُ: مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: يقالُ إِنَّ ماءَ رَكِيَّتنا يُنَاغِي الْكَوَاكِبَ، وَذَلِكَ إِذا نَظَرْتَ فِي الْمَاءِ ورأَيت بَريقَ الْكَوَاكِبِ، فإِذا نَظَرْتَ إِلى الْكَوَاكِبِ رأَيتها تتحرَّك بتحَرُّك الْمَاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: أَرْخَى يَدَيه الأُدْمِ وَضَّاح اليَسَر، ... فتَركَ الشمسَ يُنَاغِيهِ القَمَر أَي صَبَّ لَبناً فَتَرَكَهُ يُناغِيه القمرُ، قَالَ: والأُدْم السَّمْن. وَهَذَا الْجَبَلُ يُناغِي السماءَ أَي يُدانيها لطوله. نفي: نفَى الشيءُ يَنْفِي نَفْياً: تنَحَّى، ونَفَيْتُه أَنَا نَفْياً؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا يُقَالُ نَفَى شَعَرُ فُلَانٍ يَنْفِي إِذا ثارَ واشْعانَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القُرَظي لعُمر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ اسْتُخْلِفَ فَرَآهُ شَعِثاً فأَدام النَّظَرَ إِليه فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا لَك تُديمُ النَّظَرَ إِليَّ؟ فَقَالَ: أَنْظُرُ إِلى مَا نَفى مِنْ شَعَرك وحالَ مِنْ لونِك؛ وَمَعْنَى نَفَى هَاهُنَا أَي ثارَ وَذَهَبَ وشَعِثَ وَتَسَاقَطَ، وَكَانَ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ نَاعِمًا فَيْنانَ الشَّعَر فَرَآهُ مُتَغَيِّرًا عَمَّا كَانَ عَهِده، فَتَعَجَّبَ مِنْهُ وأَدام النَّظَرَ إِليه، وَكَانَ عُمَرُ قَبْلَ الْخِلَافَةِ مُنَعَّماً مُتْرَفاً، فَلَمَّا اسْتُخْلِف تَشَعَّث وتَقَشَّف. وانْتَفَى شعرُ الإِنسان ونَفَى إِذا تَسَاقَطَ. والسَّيْل يَنْفِي الغُثاء: يَحْمِلُهُ وَيَدْفَعُهُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ يَرَاعًا: سَبيّ مِنْ أَباءَتِهِ نَفاهُ ... أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ «2» ونَفَيَانُ السَّيْلِ: مَا فَاضَ مِنْ مُجْتَمَعِهِ كأَنه يَجْتَمِعُ فِي الأَنهار الإِخاذاتُ ثُمَّ يَفِيضُ إِذا ملأَها، فَذَلِكَ نَفَيانُه. ونَفَى الرجلُ عَنِ الأَرض ونَفَيْتُه عَنْهَا: طَرَدْتُهُ فانْتَفى؛ قَالَ القُطامي: فأَصْبح جاراكُمْ قَتِيلًا ونَافِياً ... أَصَمَّ فَزَادُوا، فِي مَسامِعِه، وَقْرا أَي مُنْتَفِياً. ونَفَوْته: لُغَةٌ فِي نَفَيْته. يقال:

_ (1). قوله [ابن الأعرابي أَنْغَى إلخ] عبارته في التهذيب: أَنْغَى إِذا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَا يُفْهَمُ، وأَنْغَى أيضاً إذا تكلم بكلام يفهم، ويقال: نَغَوْت أَنْغُو ونَغَيْتُ أَنْغِي، قال وأَنْغَى ونَاغَى إذا كلم إلى آخر ما هنا. (2). قوله [من أباءته] تقدم في مادة صحر: من يراعته، وفسرها هناك.

نَفَيْت الرجلَ وغيرَه أَنْفِيه نَفْياً إِذا طَرَدْتَهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ مَن قَتَله فدَمُه هَدَرٌ أَي لَا يطالَب قَاتِلُهُ بِدَمِهِ، وَقِيلَ: أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ يُقاتَلون حَيْثُما تَوَجَّهوا مِنْهَا لأَنه كونٌ، وَقِيلَ: نَفْيُهم إِذا لَمْ يَقْتلوا وَلَمْ يأْخذوا مَالًا أَن يُخَلَّدوا فِي السِّجْنِ إِلا أَن يَتُوبُوا قَبْلَ أَن يُقْدَر عَلَيْهِمْ. ونَفْيُ الزَّانِي الَّذِي لَمْ يُحْصِنْ: أَن يُنْفى مِنْ بَلَدِهِ الَّذِي هُوَ بِهِ إِلى بَلَدٍ آخَرَ سَنَةً، وَهُوَ التَّغْرِيبُ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. ونَفْيُ المُخَنَّث: أَن لَا يُقَرّ فِي مُدُنِ الْمُسْلِمِينَ؛ أَمَرَ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بنَفْي هِيتٍ وماتعٍ وَهُمَا مُخَنَّثان كَانَا بِالْمَدِينَةِ ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْمُهُ هِنْبٌ، بِالنُّونِ، وإِنما سُمِّيَ هِنْباً لِحُمْقِهِ. وانْتَفَى مِنْهُ: تبرَّأَ. ونَفَى الشيءَ نَفْياً: جَحَده. ونَفَى ابنَه: جحَده، وَهُوَ نَفِيٌّ مِنْهُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. يُقَالُ: انْتَفَى فُلَانٌ مِنْ وَلَدِهِ إِذا نَفاه عَنْ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدًا. وانْتَفَى فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ وانْتَفَل مِنْهُ إِذا رَغِب عَنْهُ أَنَفاً واستِنْكافاً. وَيُقَالُ: هَذَا يُنَافِي ذَلِكَ وَهُمَا يَتَنافَيانِ. ونَفَتِ الريحُ التُّرَابَ نَفْياً ونَفَيَاناً: أَطارته. والنَّفِيُّ: مَا نَفَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمَدِيِنَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها أَي تُخْرِجُهُ عَنْهَا، وَهُوَ مِنَ النَّفْي الإِبْعادِ عَنِ الْبَلَدِ. يُقَالُ: نَفَيْته أَنْفِيه نَفْياً إِذا أَخرجته مِنَ الْبَلَدِ وَطَرَدْتَهُ. ونَفِيُّ القِدْرِ: مَا جَفَأَتْ بِهِ عِنْدَ الغَلْي. اللَّيْثُ: نَفِيُّ الرِّيحِ مَا نَفَى مِنَ التُّرَابِ مِنْ أُصول الْحِيطَانِ وَنَحْوِهِ، وَكَذَلِكَ نَفِيُّ الْمَطَرِ ونَفِيُّ القِدْر. الْجَوْهَرِيُّ: نَفِيُّ الرِّيحِ مَا تَنْفي فِي أُصول الشَّجَرِ مِنَ التُّرَابِ وَنَحْوِهِ، والنَّفَيان مِثْلُهُ، ويُشَبّه بِهِ مَا يَتَطَرَّف مِنْ مُعْظَمِ الْجَيْشِ؛ وَقَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ: وحَرْبٍ يَضِجُّ القومُ مِنْ نَفَيانِها، ... ضَجِيجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَّبِرات ونَفَتِ السحابةُ الماءَ: مَجَّته، وَهُوَ النَّفَيان؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ السَّحَابُ يَنْفي أَوَّلَ شيءٍ رَشًّا أَو بَرَداً، وَقَالَ: إِنما دَعَاهُمْ لِلتَّحْرِيكِ أَنَّ بَعْدَهَا سَاكِنًا فحرَّكوا كَمَا قَالُوا رَمَيَا وغَزَوَا، وَكَرِهُوا الْحَذْفَ مَخَافَةَ الِالْتِبَاسِ، فَيَصِيرُ كأَنه فَعَالٌ مِنْ غَيْرِ بَنَاتِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَهَذَا مُطَّرِد إِلا مَا شَذَّ. الأَزهري: ونَفَيانُ السحابِ مَا نَفته السَّحَابَةُ مِنْ مَائِهَا فأَسالته؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ الْهُذَلِيُّ: يَقْرُو بِهِ نَفَيانَ كلِّ عَشِيَّةٍ، ... فالماءُ فوقَ مُتونِه يَتَصَبَّبُ ونفو النَّفْوةُ: الخَرْجة مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. وَالطَّائِرُ يَنْفِي بِجَنَاحَيْهِ نَفَياناً كَمَا تَنْفي السحابةُ الرَّشَّ والبَرَدَ. والنَّفَيانُ والنَّفِيُّ والنَّثِيُّ: مَا وقَع عَنِ الرِّشاء مِنَ الْمَاءِ عَلَى ظَهْرِ المُسْتَقِي لأَن الرِّشاء يَنْفيه، وَقِيلَ: هُوَ تطايُر الْمَاءِ عَنِ الرِّشاء عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الطِّينِ. الْجَوْهَرِيُّ: ونَفِيُّ الْمَطَرِ، عَلَى فَعِيل، مَا تَنْفِيه وتَرُشُّه، وَكَذَلِكَ مَا تَطَايَرَ مِنَ الرِّشَاءِ عَلَى ظَهْر الْمَاتِحِ؛ قَالَ الأَخيل: كأَنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيّ، ... مِن طُولِ إِشْرافِي عَلَى الطَّويّ، مَواقِعُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيّ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ، وأَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ: كأَنَّ مَتْنَيَّ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لِقَوْلِهِ بَعْدَهُ: مِنْ طُولِ إِشرافي عَلَى الطَّوِيِّ وَفَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: شَبَّه الْمَاءَ وَقَدْ وَقَعَ عَلَى مَتْنِ المُسْتَقِي بذَرْقِ الطَّائِرِ عَلَى الصُّفِيّ؛ قَالَ الأَزهري:

هَذَا ساقٍ كَانَ أَسْوَدَ الجِلْدة واسْتَقَى مِنْ بِئْرٍ مِلْحٍ، وَكَانَ يَبْيَضُّ نَفِيُّ الْمَاءِ عَلَى ظَهْرِهِ إِذا تَرَشَّشَ لأَنه كَانَ مِلْحاً. ونَفِيُّ الْمَاءِ: مَا انْتَضَحَ مِنْهُ إِذا نُزِع مِنَ الْبِئْرِ. والنَّفِيُّ: مَا نَفَتْه الحَوافِر مِنَ الحَصَى وَغَيْرِهِ فِي السَّيْرِ. وأَتاني نَفِيُّكم أَي وَعِيدُكُمُ الَّذِي تُوعِدُونَنِي. ونُفَايَةُ الشيءِ: بَقِيَّتُهُ وأَردؤه، وكذلك نفو نُفاوته ونَفاته ونَفايَتُه ونفو نِفْوَته ونِفْيته ونَفِيُّه، وَخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ رَدِيءَ الطَّعَامِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَكَرْنَا نفو النِّفْوة ونفو النُّفاوة هَاهُنَا لأَنها مُعَاقَبَةٌ، إِذ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ ن ف ووضعاً. والنُّفايةُ: المَنفِيُّ الْقَلِيلُ مِثْلُ البُراية والنُّحاتة. أَبو زَيْدٍ: النِّفْية ونفو النِّفْوة وَهُمَا الِاسْمُ لنَفِيِّ الشَّيْءِ إِذا نَفَيْته. الجوهري: ونفو النِّفْوَة، بِالْكَسْرِ، والنِّفْيَة أَيضاً كُلُّ مَا نَفَيْتَ. والنُّفَايَة، بِالضَّمِّ: مَا نَفَيْته مِنَ الشَّيْءِ لرداءَته. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِلدَّائِرَةِ الَّتِي فِي قُصَاصِ الشَّعَرِ النَّافِية، وقُصاصُ الشَّعَرِ مُقدَّمه. وَيُقَالُ: نَفَيتُ الشعرَ أَنْفِيه نَفْياً ونُفاية إِذا رَدَدْتَه. والنَّفِيّة: شِبْه طَبَق مِنْ خُوصٍ يُنْفى بِهِ الطَّعَامُ. والنَّفِيَّة والنُّفْيَة: سُفرة مُدَوَّرَة تُتَّخَذُ مِنْ خُوصٍ؛ الأَخيرة عَنِ الْهَرَوِيِّ. ابْنُ الأَعرابي: النُّفْيَة والنَّفِيَّة شَيْءٌ مُدوَّر يُسَفُّ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ، تُسَمِّيهَا النَّاسُ النَّبِيَّة وَهِيَ النَّفِيَّة. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسلم قَالَ: أَرسلني أَبي إِلى ابْنِ عُمَرَ، وَكَانَ لَنَا غَنَمٌ، فَجِئْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ: أَأَدخل وأَنا أَعرابي نشأْت مَعَ أَبي فِي الْبَادِيَةِ؟ فكأَنه عَرَفَ صَوْتِي فَقَالَ: ادْخُلْ، وَقَالَ: يَا ابْنَ أَخي إِذا جِئْتَ فَوَقَفْتَ عَلَى الْبَابِ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فإِذا ردُّوا عَلَيْكَ السَّلَامَ فَقُلْ أَأَدخل؟ فإِن أَذِنوا وإِلا فَارْجِعْ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبي أَرسلني إِليك تَكْتُبُ إِلى عَامِلِكَ بِخَيْبَرَ يَصْنَعُ لَنَا نَفِيَّتَيْن نُشَرِّرُ عَلَيْهِمَا الأَقطَ، فأَمر قَيِّمه لنا بذلك، فبينا أَنا عِنْدَهُ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ مِنَ الْبَيْتِ إِلى الحُجْرة وإِذا عَلَيْهِ مِلحفة يَجُرُّها فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ ارْفَعْ ثَوْبَكَ، فإِني سَمِعْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلى عَبْدٍ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيلاء، فَقَالَ: يَا أَبتِ إِنما بِي دَمَامِيلُ ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد بِنَفِيَّتَين سُفْرتين مِنْ خُوصٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُرْوَى نَفِيتَيْن ، بِوَزْنِ بَعِيرَيْنِ، وإِنما هُوَ نَفِيَّتَيْن، عَلَى وَزْنِ شَقِيَّتين، وَاحِدَتُهُمَا نَفِيَّة كطَوِيَّة، وَهِيَ شَيْءٌ يُعْمَلُ مِنَ الْخُوصِ شِبه الطَّبَق عَرِيضٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: قَالَ النَّضِرُ النُّفْتة بِوَزْنِ الظُّلْمة، وَعِوَضُ الْيَاءِ تَاءٌ فَوْقَهَا نُقْطَتَانِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ بِالْيَاءِ وَجَمْعُهَا نُفًى كنُهْية ونُهًى، وَالْكُلُّ شَيْءٌ يُعْمَلُ مِنَ الْخُوصِ مدوَّر وَاسِعٌ كَالسُّفْرَةِ. والنَّفِيُّ، بِغَيْرِ هَاءٍ: تُرْسٌ يُعْمَلُ مِنْ خُوصٍ. وكلُّ مَا رَدَدْتَهُ فَقَدْ نَفَيته. ابْنُ بَرِّيٍّ: والنُّفَأُ لُمَعٌ مِنَ الْبَقْلِ، واحدتُه نُفْأَةٌ؛ قَالَ: نُفَأٌ مِنَ القُرَّاصِ والزُّبّاد وَمَا جَرَّبْتُ عَلَيْهِ نُفْية فِي كَلَامِهِ أَي سقَطةً وَفَضِيحَةً. ونَفَيْتُ الدَّراهم: أَثَرْتُها لِلِانْتِقَادِ؛ قَالَ: تَنْفِي يَداها الحَصَى فِي كُلِّ هاجِرةٍ، ... نَفْيَ الدراهِمِ تَنْقادُ الصَّياريف نقا: النُّقَاوَةُ: أَفضلُ مَا انتَقَيْتَ مِنَ الشَّيْءِ. نَقِيَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَنْقَى نَقاوةً، بِالْفَتْحِ، ونَقاءً فَهُوَ نَقِيٌّ أَي نَظِيفٌ، وَالْجَمْعُ نِقاءٌ ونُقَواء، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وأَنْقَاه وتَنَقَّاه وانْتَقَاه: اخْتَارَهُ. ونَقَوةُ الشَّيْءِ ونَقَاوَتُه ونُقَاوَتُه ونُقَايَتُه ونَقاته: خِيارُه، يَكُونُ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: نُقَاوَة الشَّيْءِ خِياره، وَكَذَلِكَ النُّقَايَة، بِالضَّمِّ فِيهِمَا،

كأَنه بُنِيَ عَلَى ضِدِّهِ، وَهُوَ النُّفاية، لأَن فُعالة تَأْتِي كَثِيرًا فِيمَا يَسقُط مِنْ فَضْلة الشَّيْءِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَجَمْعُ النُّقَاوة نُقاً ونُقاءٌ، وَجَمْعُ النُّقاية نَقايا ونُقاءٌ، وَقَدْ تَنَقَّاهُ وانْتَقاه وانْتَاقَه، الأَخير مَقْلُوبٌ؛ قَالَ: مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مِنْ النِّيقَةِ. والتّنْقِيةُ: التَّنْظِيفُ. والانْتِقاءُ: الِاخْتِيَارُ. والتَّنَقِّي: التَّخيُّر. وَفِي الْحَدِيثِ: تَنَقَّهْ وتَوَقّهْ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِالنُّونِ، وَقَالَ: مَعْنَاهُ تَخيّر الصديقَ ثُمَّ احْذَرْه؛ وَقَالَ غيره: تَبَقَّه، بالياءِ، أَي أَبْقِ الْمَالَ وَلَا تُسرف فِي الإِنفاق وتَوقّ فِي الِاكْتِسَابِ. وَيُقَالُ: تَبَقَّ بِمَعْنَى اسْتَبْقِ كالتَقَصِّي بِمَعْنَى الِاسْتِقْصَاءِ. ونَقَاةُ الطَّعَامِ: مَا أُلقِيَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَسْقُط مِنْهُ مِنْ قُماشه وتُرابه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ النُّقَاةُ، بِالضَّمِّ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وَقِيلَ: نَقاتُه ونَقَايَتُه ونُقَايَتُه رَدِيئُهُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَعرف فِي ذَلِكَ نَقاتُه ونُقايَتُه. اللِّحْيَانِيُّ: أَخذتُ نُقايَتَه ونُقاوتَه أَي أَفضله. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ نَقاةُ كلِّ شَيْءٍ رَدِيئُهُ مَا خَلَا التَّمْرَ فإِن نَقاتَه خِيارُه، وَجَمْعُ النُّقَاوة نُقَاوَى ونُقَاء، وَجَمْعُ النُّقَاية نَقايا ونُقاء، مَمْدُودٌ. والنَّقاوةُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ النَّقِيِّ. يُقَالُ: نَقِيَ يَنْقَى نَقاوةً، وأَنا أَنْقَيْتُه إِنْقاءً، والانْتِقاء تَجَوُّدُه. وانْتَقَيْتُ الشيءَ إِذا أَخذت خِياره. الأَموي: النَّقَاةُ مَا يُلْقى مِنَ الطَّعَامِ إِذا نُقِّيَ ورُمِيَ بِهِ؛ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنَ ابْنِ قَطَريٍّ، والنُّقاوة خِياره. وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: النَّقاةُ والنُّقاية الرَّديء، والنُّقاوة الجَيّد. اللَّيْثُ: النَّقاءُ، مَمْدُودٌ، مَصْدَرُ النَّقِيِّ، والنَّقا، مَقْصُورٌ، مِنْ كُثْبان الرَّمْلِ، والنَّقاء، مَمْدُودٌ، النظافةُ، والنَّقَا، مَقْصُورٌ، الكثيبُ مِنَ الرَّمْلِ، والنَّقَا مِنَ الرَّمْلِ: القطعةُ تَنْقاد مُحْدَوْدِبةً، وَالتَّثْنِيَةُ نَقَوانِ ونَقَيانِ، وَالْجَمْعُ أَنْقَاءٌ ونُقِيٌّ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ: واسْتَرْدَفَتْ مِن عالجٍ نُقِيّا وَفِي الْحَدِيثِ: خَلَقَ اللَّهُ جُؤْجؤَ آدمَ مِنْ نَقا ضَريَّةَ أَي مِنْ رَمْلِهَا، وضَريَّةُ: مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ نُسِبَ إِلى ضَرِيَّةَ بِنْتِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ بِئْرٍ. والنِّقْو «3» والنَّقَا: عَظْمُ العَضُد، وَقِيلَ: كُلُّ عَظْمٍ فِيهِ مُخٌّ، وَالْجَمْعُ أَنْقَاء. والنَّقْوُ: كُلُّ عَظْمٍ مِنْ قَصَب الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ نِقْوٌ عَلَى حِيَالِهِ. الأَصمعي: الأَنْقاء كُلُّ عَظْمٍ فِيهِ مُخٌّ، وَهِيَ القَصَب، قِيلَ فِي وَاحِدِهَا نِقْيٌ ونِقْوٌ. وَرَجُلٌ أَنْقَى وامرأَة نَقْوَاء: دَقِيقَا القَصَب؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ أَنْقَى دَقِيقُ عَظْمِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْفَخِذِ، وامرأَة نَقْواء. وفخِذٌ نَقْواء: دَقِيقَةُ القَصب نَحِيفَةُ الْجِسْمِ قَلِيلَةُ اللَّحْمِ فِي طُول. والنِّقْوُ، بِالْكَسْرِ، فِي قَوْلِ الْفَرَّاءِ: كُلَّ عَظْمٍ ذِي مُخٍّ، وَالْجَمْعُ أَنْقاءٌ. أَبو سَعِيدٍ: نِقَةُ الْمَالِ خِيارُه. ويقال: أَخذْتُ نِقَتي مِنَ الْمَالِ أَي مَا أَعجبني مِنْهُ وَآنَقَنِي. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: نِقَةُ الْمَالِ فِي الأَصل نِقْوَة، وَهُوَ مَا انْتُقِيَ مِنْهُ، وَلَيْسَ مِنَ الأَنَقِ فِي شَيْءٍ، وَقَالُوا: ثِقَةٌ نِقَةٌ فأَتْبَعُوا كأَنهم حَذَفُوا وَاوَ نِقْوَة؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ الأَعرابي. والنُّقَاوَى: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض؛ قَالَ الحَذْلَمي: حَتَّى شَتَتْ مِثلَ الأَشاءِ الجُونِ، ... إِلى نُقَاوَى أَمْعَزِ الدَّفِينِ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّقَاوَى تُخْرِجُ عِيداناً سَلِبةً لَيْسَ فِيهَا وَرَقٌ، وإِذا يَبست ابْيَضَّتْ، والناس

_ (3). قوله [والنقو إلخ] ضبط النقو بالكسر في الأصل والتهذيب وكذلك ضبط في المصباح، ومقتضى إطلاق القاموس أنه بالفتح.

يَغْسِلُونَ بِهَا الثِّيَابَ فَتَتْرُكُهَا بَيْضَاءَ بَيَاضًا شَدِيدًا، وَاحِدَتُهَا نُقَاوَاةٌ. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ أَحمر كالنَّكَعة، وَهِيَ ثَمَرَةُ النُّقَاوَى، وهو نبت أَحمر؛ وأَنشد: إِلَيْكُمْ لَا تَكُونُ لَكُمْ خَلاةً، ... وَلَا نَكَع النُّقَاوَى إِذْ أَحالا وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النُّقَاوَى ضَرْبٌ مِنَ النَّبْتِ، وَجَمْعُهُ نُقَاوَيات، وَالْوَاحِدَةُ نُقَاوَاةٌ ونُقَاوَى. والنُّقَاوَى: نَبْتٌ بِعَيْنِهِ لَهُ زَهْرٌ أَحمر. وَيُقَالُ للحُلَكة، وَهِيَ دُوَيْبَةٌ تَسْكُنُ الرَّمْلَ، كأَنها سَمَكَةٌ مَلْسَاءُ فِيهَا بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ: شَحْمة النَّقا، وَيُقَالُ لَهَا: بَنَاتُ النَّقَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ وشبَّه بَنانَ الْعَذَارَى بِهَا: بناتُ النَّقَا تَخْفى مِراراً وتظْهَرُ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: ودائسٍ ومُنَقٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحِ النُّونِ، الَّذِي يُنَقِّي الطَّعَامَ أَي يُخْرِجُهُ مِنْ قِشْرِهِ وَتِبْنِهِ، وَرُوِيَ بِالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أَشبه لِاقْتِرَانِهِ بِالدَّائِسِ، وهما مُخْتَصَّانِ بِالطَّعَامِ. والنَّقْيُ: مُخُّ الْعِظَامِ وشحمُها وشحمُ الْعَيْنِ مِنَ السِّمَن، وَالْجَمْعُ أَنْقَاء، والأَنقاء أَيضاً مِنَ الْعِظَامِ ذَوَاتُ الْمُخِّ، وَاحِدُهَا نِقْيٌ ونَقًى. ونَقَى الْعَظْمَ نَقْياً: اسْتَخْرَجَ نِقْيه. وانْتَقَيْتُ العظمَ إِذَا اسْتَخْرَجْتَ نِقْيَهُ أَي مُخَّهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّي: وَلَا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوُّ نِعالَنا، ... ولا يَنْتَقِي المُخَّ الَّذِي فِي الجَماجِمِ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: لَا سَهْلٌ فيُرْتَقَى وَلَا سَمينٌ فيُنْتَقَى أَي لَيْسَ لَهُ نِقْيٌ فَيُسْتَخْرَجُ، والنِّقْيُ: الْمُخُّ، وَيُرْوَى: فَيُنْتَقَل ، بِاللَّامِ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُجْزِئ فِي الأَضاحي الكَسِيرُ الَّتِي لَا تُنْقِي أَي الَّتِي لَا مُخَّ لَهَا لِضَعْفِهَا وهُزالها. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: فغَبَطَ مِنْهَا شَاةً فَإِذَا هِيَ لَا تُنْقِي ؛ وَفِي تَرْجَمَةِ حَلَبَ: يَبِيتُ النَّدى، يَا أُمَّ عمروٍ، ضَجِيعَه، ... إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي المُنْقِياتِ حَلُوبُ المُنْقياتُ: ذَوَاتُ الشَّحْمِ. والنِّقْيُ: الشَّحْمُ. يُقَالُ: نَاقَةٌ مُنْقِيَة إِذَا كَانَتْ سَمِينَةً. وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَصِفُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ونَقتْ لَهُ مُخَّتَها ، يَعْنِي الدُّنْيَا يَصِفُ مَا فُتح عَلَيْهِ مِنْهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: الْمَدِيِنَةُ كَالْكِيرِ تُنْقِي خَبَثها «1»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ بِالْفَاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ، وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ بِالْقَافِ، فإِن كَانَتْ مُخَفَّفَةً فَهُوَ مِنْ إِخراج الْمُخِّ أَي تَسْتَخْرِجُ خَبَثَهَا، وإِن كَانَتْ مُشَدَّدَةً فَهُوَ مِنَ التَّنْقِيَة، وَهُوَ إِفراد الْجَيِّدِ مِنَ الرَّدِيءِ. وأَنْقَتِ الناقةُ: وَهُوَ أَول السِّمَن فِي الإِقبال وَآخِرُ الشَّحْمِ فِي الهُزال، وَنَاقَةٌ مُنْقِيَةٌ ونُوقٌ مَناقٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَا يَشْتَكِينَ عَملًا مَا أَنْقَيْنْ وأَنْقى العُودُ: جَرَى فِيهِ الْمَاءُ وابْتَلَّ. وأَنْقَى البُرُّ: جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ، وَيَقُولُونَ لِجَمْعِ الشَّيْءِ النَّقِيِّ نِقاء. وَفِي الْحَدِيثِ: يُحْشَرُ الناسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرض بَيْضَاءَ كقُرْصَةِ النَّقِيِ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّقِيُّ الحُوّارى؛ وأَنشد: يُطْعِمُ الناسَ، إِذا أَمْحَلُوا، ... مِنْ نَقِيٍّ فوقَه أُدُمُهْ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّقِيُّ يَعْنِي الْخُبْزَ الحُوَّارى، قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ مَا رأَى رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، النَّقِيَّ مِنْ حِينَ ابْتَعَثَه اللهُ حتى قَبَضه. وأَنْقَتِ

_ (1). قوله [تُنْقِي خبثها] كذا ضبط تنقي بضم التاء في غير نسخة من النهاية.

الإِبلُ أَي سَمِنت وَصَارَ فِيهَا نِقْيٌ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ فِي صِفَةِ الْخَيْلِ: لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْنْ، ... مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامى أَو عَيْنْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لأَبي مَيْمُونٍ النِّضْرِ بْنِ سَلَمَةَ؛ وَقَبْلَ الْبَيْتَيْنِ: بَنات وَطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْلْ وَيُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ مُنْقِيَةٌ وَهَذِهِ لَا تُنْقِي. وَيُقَالُ: نَقَوْت العَظْمَ ونَقَيْتُه إِذا اسْتَخْرَجْتَ النِّقْيَ مِنْهُ؛ قَالَ: وَكُلُّهُمْ يَقُولُ انْتَقَيْتُه. والنَّقِيُّ: الذَّكَر. والنَّقَى مِنَ الرَّمْلِ: الْقِطْعَةُ تَنْقَادُ مُحْدَوْدِبَةً، حَكَى يَعْقُوبُ فِي تَثْنِيَتِهِ نَقَيانِ ونَقَوان، وَالْجَمْعُ نُقْيان وأَنْقاء. وَهَذِهِ نَقَاةٌ مِنَ الرَّمْلِ: لِلْكَثِيبِ الْمُجْتَمِعِ الأَبيض الَّذِي لَا يُنْبِتُ شَيْئًا. نكي: نَكَى العَدُوَّ نِكايةً: أَصاب مِنْهُ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: إِنَّ الليلَ طويلٌ وَلَا يَنْكِنا يَعْنِي لَا نُبلَ مِن هَمِّه وأَرَقِهِ بِمَا يَنْكِينا ويَغُمُّنا. الْجَوْهَرِيُّ: نَكَيْتُ فِي العَدوّ نِكاية إِذا قَتَلْتَ فِيهِمْ وَجَرَحْتَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: نَحْنُ مَنَعْنا وادِيَيْ لَصافا، ... نَنْكِي العِدا ونُكْرِمُ الأَضيافا وَفِي الْحَدِيثِ: أَو يَنْكِي لَكَ عَدُوّاً ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ نَكَيْتُ فِي الْعَدُوِّ أَنْكِي نِكايةً فأَنا ناكٍ إِذا كَثَّرْتَ فِيهِمُ الجِراح وَالْقَتْلَ فوَهَنُوا لِذَلِكَ. ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الْحُرُوفِ التي تهمز فيكون لها مَعْنًى وَلَا تُهْمَزُ فَيَكُونُ لَهَا مَعْنًى آخَرَ: نَكَأْتُ القُرْحةَ أَنْكَؤُها نَكْأً إِذا قَرفْتها وقَشَرْتها. وَقَدْ نَكَيْتُ فِي الْعَدُوِّ أَنْكِي نِكايةً أَي هَزَمْته وغلبته، فَنكِيَ يَنْكَى نَكًى. نمي: النَّماءُ: الزِّيَادَةُ. نَمَى يَنْمِي نَمْياً ونُمِيّاً ونَماءَ: زَادَ وكثر، وربما قالوا نمو يَنْمُو نمو نُمُوًّا. الْمُحْكَمُ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ قَالَ الْكِسَائِيُّ وَلَمْ أَسمع يَنْمُو، بِالْوَاوِ، إِلا مِنْ أَخَوين مَنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: ثُمَّ سأَلت عَنْهُ جَمَاعَةُ بَنِي سُلَيْمٍ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ بِالْوَاوِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وأَما يَعْقُوبُ فقال يَنْمَى ونمو يَنْمُو فسوَّى بينهما، وهي نمو النَّمْوة، وأَنْماه اللَّهُ إِنْماءً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ نَماه اللهُ، فَيُعَدَّى بِغَيْرِ هَمْزَةٍ، ونَمَّاه، فيعدِّيه بِالتَّضْعِيفِ؛ قَالَ الأَعور الشَّنِّي، وَقِيلَ: ابْنُ خَذَّاق: لقَدْ عَلِمَتْ عَمِيرةُ أَنَّ جارِي، ... إِذا ضَنَّ المُنَمِّي، مِنْ عِيالي وأَنْمَيْتُ الشيءَ ونَمَّيْته: جَعَلْتُهُ نَامِيًا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن رَجُلًا أَراد الْخُرُوجَ إِلى تَبُوكَ فَقَالَتْ لَهُ أُمه أَو امرأَته كَيْفَ بالوَدِيِّ؟ فَقَالَ: الغَزْوُ أَنْمَى للوَدِيِ أَي يُنَمِّيه اللَّهُ لِلْغَازِي ويُحْسن خِلافته عَلَيْهِ. والأَشياءُ كلُّها عَلَى وَجْهِ الأَرض نامٍ وصامِتٌ: فالنَّامي مِثْلُ النَّبَاتِ وَالشَّجَرِ ونحوِه، والصامتُ كالحجَر وَالْجَبَلِ وَنَحْوِهِ. ونَمَى الحديثُ يَنْمِي: ارْتَفَعَ. ونَمَيْتُه: رَفَعْته. وأَنْمَيْتُه: أَذَعْته عَلَى وَجْهِ النَّمِيمَةِ، وَقِيلَ: نَمَّيْته، مشدَّداً، أَسندته وَرَفَعْتَهُ، ونَمَّيْته، مُشَدَّدًا أَيضاً: بَلَّغته عَلَى جِهَةِ النَّمِيمَةِ والإِشاعة، وَالصَّحِيحُ أَن نَمَيْته رَفَعْتُهُ عَلَى وَجْهِ الإِصلاح، ونَمَّيته، بِالتَّشْدِيدِ: رفعْته عَلَى وَجْهِ الإِشاعة أَو النَّمِيمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَن أَصلح بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا ونَمَى خَيْرًا ؛ قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ نَمَيْتُ حَدِيثَ فُلَانٍ، مُخَفَّفًا، إِلى فُلَانٍ أَنْمِيه نَمْياً إِذا بَلَّغْته عَلَى وَجْهِ الإِصلاح وَطَلَبِ الْخَيْرِ، قَالَ: وأَصله الرَّفْعُ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ ونَمَى خَيْرًا أَي بَلَّغَ خَيْرًا وَرَفَعَ خَيْرًا. قَالَ ابْنُ

الأَثير: قَالَ الْحَرْبِيُّ نَمَّى مُشَدَّدَةٌ وأَكثر الْمُحْدَثِينَ يَقُولُونَهَا مُخَفَّفَةً، قَالَ: وَهَذَا لَا يَجُوزُ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ يَلْحَن، وَمَنْ خَفَّفَ لَزِمَهُ أَن يَقُولَ خَيْرٌ بِالرَّفْعِ، قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ يَنْتَصِبُ بنَمَى كَمَا انْتَصَبَ بِقَالَ، وَكِلَاهُمَا عَلَى زَعْمِهِ لَازِمَانِ، وَإِنَّمَا نَمَى مُتَعَدٍّ، يُقَالُ: نَمَيْت الْحَدِيثَ أَي رَفَعْتُهُّ وأَبلغته. ونَمَيْتُ الشيءَ عَلَى الشَّيْءِ: رَفَعْتُهُ عَلَيْهِ. وَكُلُّ شَيْءٍ رَفَعْتَهُ فَقَدْ نَمَيْته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: فعَدَّ عمَّا تَرَى، إذْ لَا ارْتِجاعَ لَهُ، ... وانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيرانةٍ أُجُدِ وَلِهَذَا قِيلَ: نَمَى الخِضابُ فِي الْيَدِ وَالشَّعْرِ إِنَّمَا هُوَ ارْتَفَعَ وَعَلَا وَزَادَ فَهُوَ يَنْمِي، وَزَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ أَن يَنْمُو لُغَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَما الخِضاب ازْدَادَ حُمْرَةً وَسَوَادًا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَزَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَن أَبا زِيَادٍ أَنشده: يَا حُبَّ لَيْلى، لَا تَغَيَّرْ وازْدَدِ ... وانْمُ كَمَا يَنْمُو الخِضابُ فِي اليَدِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ وانْمِ كَمَا يَنْمِي. قَالَ الأَصمعي: التَّنْمِيةُ مِنْ قَوْلِكَ نَمّيت الْحَدِيثَ أُنَمِّيه تَنْمِية بأَن تُبَلِّغ هَذَا عَنْ هَذَا عَلَى وَجْهِ الإِفساد وَالنَّمِيمَةِ، وَهَذِهِ مَذْمُومَةٌ والأُولى مَحْمُودَةٌ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَفْرُق بَيْنَ نَمَيْت مُخَفَّفًا وَبَيْنَ نَمَّيت مُشَدَّدًا بِمَا وَصَفَتْ، قَالَ: وَلَا اخْتِلَافَ بَيْنَ أَهل اللُّغَةِ فِيهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَتَقُولُ نَمَيْتُ الحديثَ إِلَى غَيْرِي نَمْياً إِذا أَسندته وَرَفَعْتَهُ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: فَبَيْنا هُمُ يَتّابَعُونَ ليَنْتَمُوا ... بِقُذْفِ نِيافٍ مُسْتَقِلٍّ صُخُورُها أَراد: ليَصْعدُوا إِلَى ذَلِكَ القُذْفِ. ونَمَيْتُه إِلَى أَبيه نَمْياً ونُمِيًّا وأَنْمَيْتُه: عَزَوته وَنَسَبْتُهُ. وانْتَمَى هُوَ إِلَيْهِ: انْتَسَبَ. وَفُلَانٌ يَنْمِي إِلَى حسَبٍ ويَنْتمِي: يَرْتَفِعُ إِلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبيه أَو انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ أَي انْتَسَبَ إِلَيْهِمْ وَمَالَ وَصَارَ مَعْرُوفًا بِهِمْ. ونمو نَمَوْت إليه الحديثَ فأَنا نمو أَنْمُوه وأَنْمِيه، وَكَذَلِكَ هُوَ نمو يَنْمُو إِلَى الْحَسَبِ ويَنْمِي، وَيُقَالُ: انْتَمَى فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ إِذَا ارْتَفَعَ إِلَيْهِ فِي النَّسَبِ. ونَمَاه جَدُّه إِذَا رَفع إِلَيْهِ نَسَبَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: نَمَانِي إِلَى العَلْياء كلُّ سَمَيْدَعٍ وكلُّ ارتفاعٍ انْتِمَاءٌ. يُقَالُ: انْتَمَى فُلَانٌ فَوْقَ الوِسادة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الجعدِي: إِذَا انْتَمَيَا فوقَ الفِراشِ، عَلاهُما ... تَضَوُّعُ رَيّا رِيحِ مِسْكٍ وعَنْبرِ ونَمَيْتُ فُلَانًا فِي النَّسَبِ أَي رَفَعْتُهُ فانْتَمَى فِي نَسَبِهِ. وتَنَمَّى الشيءُ تَنَمِّياً: ارْتَفَعَ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ: فأَصْبَحَ سَيْلُ ذَلِكَ قَدْ تَنَمَّى ... إِلَى مَنْ كَانَ مَنْزِلُه يَفاعا ونَمَّيْت النَّارَ تَنْمِيَةً إِذَا أَلقيت عَلَيْهَا حَطَباً وذكَّيتها بِهِ. ونَمَّيْت النارَ: رفَعتها وأَشبعت وَقودَها. والنَّمَاءُ: الرَّيْعُ. ونَمَى الإِنسانُ: سَمِنَ. والنَّامِيةُ مِنَ الإِبل: السَّمِينةُ. يُقَالُ: نَمَتِ الناقةُ إِذَا سَمِنَتْ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: لَبِعْتُ الفانِيةَ وَاشْتَرَيْتُ النَّامِيَة أَي لبِعْتُ الهَرمة مِنَ الإِبل وَاشْتَرَيْتُ الفَتِيَّة مِنْهَا. وَنَاقَةٌ نَامِيَةٌ: سمينةٌ، وَقَدْ أَنْمَاها الكَلأُ. ونَمَى الماءُ: طَما. وانْتَمَى الْبَازِيُّ والصَّقْرُ وغيرُهما وتَنَمَّى: ارْتَفَعَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

تَنَمَّى بِهَا اليَعْسُوبُ، حَتَّى أَقَرَّها ... إِلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءَةِ عاسِلِ أَي ذِي عَسَل. والنَّامِيةُ: القَضِيبُ الَّذِي عَلَيْهِ العَناقيد، وَقِيلَ: هِيَ عَيْنُ الكَرْم الَّذِي يَتَشَقَّقُ عَنْ وَرَقِهِ وحَبِّه، وَقَدْ أَنْمَى الكَرْمُ. الْمُفَضَّلُ: يُقَالُ للكَرْمة إِنها لِكَثِيرَةُ النَّوَامِي وَهِيَ الأَغصان، وَاحِدَتُهَا نَامِيَةٌ، وإِذا كَانَتِ الكَرْمة كَثِيرَةَ النَّوامي فَهِيَ عاطِبةٌ، والنَّامِيةُ خَلْقُ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: لَا تُمَثِّلوا بنامِيَةِ اللَّهِ أَي بخَلْق اللَّهِ لأَنه يَنْمي، مِنْ نَمى الشيءُ إِذا زَادَ وَارْتَفَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَنْمِي صُعُداً أَي يَرْتَفِعُ وَيَزِيدُ صُعُودًا. وأَنْمَيْتُ الصيدَ فنَمَى يَنْمِي: وَذَلِكَ أَن تَرْمِيَهُ فَتُصِيبُهُ ويذهب عنك فيموت بعد ما يَغيب، ونَمَى هُوَ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسَ: فهْو لَا تَنْمِي رَمِيَّته، ... مَا لَهُ؟ لا عُدَّ مِنْ نَفَرِه ورَمَيْتُ الصيدَ فأَنْمَيْتُه إِذا غَابَ عَنْكَ ثُمَّ مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ إِنِّي أرْمي الصيدَ فأُصْمِي وأُنْمِي، فَقَالَ: كلْ مَا أَصْمَيْتَ ودَعْ مَا أَنْمَيْتَ ؛ الإِنْمَاءُ: تَرْمِيَ الصَّيْدَ فَيَغِيبُ عَنْكَ فَيَمُوتُ وَلَا تَرَاهُ وَتَجِدُهُ مَيِّتًا، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا «2» لأَنك لَا تَدْرِي هَلْ مَاتَتْ بِرَمْيِكَ أَو بِشَيْءِ غَيْرِهِ، والإِصْماء: أَن تَرْمِيَهُ فَتَقْتُلَهُ عَلَى الْمَكَانِ بِعَيْنِهِ قَبْلَ أَن يَغِيبَ عَنْهُ، وَلَا يَجُوزُ أَكله لأَنه لَا يؤمَن أَن يَكُونَ قَتَلَهُ غَيْرُ سَهْمِهِ الَّذِي رَمَاهُ بِهِ. وَيُقَالُ: أَنْمَيْتُ الرَّمِيَّةَ، فإِن أَردت أَن تَجْعَلَ الْفِعْلَ للرمِيَّةِ نَفْسها قُلْتَ قَدْ نَمَتْ تَنْمِي أَي غَابَتْ وَارْتَفَعَتْ إِلَى حَيْثُ لَا يَرَاهَا الرَّامِي فَمَاتَتْ، وتُعَدِّيه بِالْهَمْزَةِ لَا غَيْرَ فَتَقُولُ أَنْمَيْتُها، مَنْقُولٌ مِنْ نَمَت؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشده شَمِرٌ: وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا صَرْفُ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ: ... فَمُخْطِفَةٌ تُنْمِي، ومُوتِغَةٌ تُصْمي «3» المُخْطِفَةُ: الرَّمْية مِنْ رَمَيات الدَّهْرِ، والمُوتِغَةُ: المُعْنِتَةُ. وَيُقَالُ: أَنْمَيْت لِفُلَانٍ وأَمْدَيْتُ لَهُ وأَمْضَيْتُ لَهُ، وَتَفْسِيرُ هَذَا تَتْرُكُهُ فِي قَلِيلِ الخَطإِ حتى يبلغ أَقصاه فتُعاقِب فِي مَوْضِعٍ لَا يَكُونُ لِصَاحِبِ الْخَطَأِ فِيهِ عُذْرٌ. والنَّامِي: النَّاجِي؛ قَالَ التَّغْلَبيّ: وقافِيةٍ كأَنَّ السُّمَّ فِيهَا، ... وليسَ سَلِيمُها أَبداً بنَامِي صَرَفْتُ بِهَا لِسانَ القَوْمِ عَنْكُم، ... فخَرَّتْ للسَّنابك والحَوامي وَقَوْلُ الأَعشى: لَا يَتَنَمَّى لَهَا فِي القَيْظِ يَهْبِطُها ... إلَّا الَّذِينَ لهُمْ، فِيمَا أَتَوْا، مَهَلُ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَا يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنه طلَب مِنَ امرأَته نُمِّيَّةً أَو نَمَامِيَّ لِيَشْتَرِيَ بِهَا عِنَبًا فَلَمْ يجِدْها ؛ النُّمِّيَّةُ: الفَلْسُ، وَجَمْعُهَا نَمَامِيُّ كذُرِّيَّةٍ وذَرارِيّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ النُّمِّيُّ الفَلْس بِالرُّومِيَّةِ، وَقِيلَ: الدِّرْهَمُ الَّذِي فِيهِ رَصاص أَو نُحاس، وَالْوَاحِدَةُ نُمِّيَّةٌ. وقال: النَّمْءُ ونمو النِّمْوُ القَمْلُ الصِّغار. نهي: النَّهْيُ: خِلَافَ الأَمر. نَهاه يَنْهاه نَهْياً فانْتَهى وتَنَاهَى: كَفَّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لزياد بن

_ (2). قوله [وإنما نهى عنها] أي عن الرمية كما في عبارة النهاية. (3). قوله [وموتغة] أورده في مادة خطف: ومقعصة.

زَيْدٍ الْعُذْرِيِّ: إِذَا مَا انْتَهَى عِلْمي تَنَاهَيْتُ عندَه، ... أَطالَ فأَمْلى، أَو تَنَاهَى فأَقْصَرا وَقَالَ فِي الْمُعْتَلِّ بالأَلف: نَهَوْته عَنِ الأَمر بِمَعْنَى نَهيْته. ونَفْسٌ نَهاةٌ: مُنْتَهِيَةٌ عَنِ الشَّيْءِ. وتَناهَوْا عَنِ الأَمر وَعَنِ الْمُنْكَرِ: نَهى بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كانُوا لَا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ؛ وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ يَنْتَهُونَ.، ونَهَيْته عَنْ كَذَا فانْتَهَى عَنْهُ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فَنَهَّاكَ عَنْهَا مَنْكَرٌ ونَكِيرُ إِنَّمَا شدَّده لِلْمُبَالَغَةِ. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ اللَّيْلِ: هُوَ قُرْبةٌ إِلَى اللَّهِ ومَنْهَاةٌ عَنِ الْآثَامِ أَي حَالَةٌ مِنْ شأْنها أَن تَنْهى عَنِ الإِثم، أَو هِيَ مَكَانٌ مُخْتَصٌّ بِذَلِكَ، وَهِيَ مَفْعَلة مِنَ النَّهْيِ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ؛ وَقَوْلُهُ: سُمَيَّةَ وَدِّعْ، إنْ تجَهزْتَ غادِيا، ... كَفَى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْءِ ناهِيا فَالْقَوْلُ أَن يَكُونَ نَاهِيًا اسمَ الْفَاعِلِ مِنْ نَهَيْتُ كساعٍ مِنْ سَعَيْتُ وشارٍ مِنْ شَرَيْت، وَقَدْ يَجُوزُ مَعَ هَذَا أَن يَكُونَ نَاهِيًا مَصْدَرًا هُنَا كالفالجِ وَنَحْوِهِ مِمَّا جَاءَ فِيهِ الْمَصْدَرُ عَلَى فاعِل حَتَّى كأَنه قَالَ: كَفَى الشَّيْبُ والإِسلام لِلْمَرْءِ نَهْياً ورَدْعاً أَي ذَا نَهْيٍ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ وعُلِّقت اللَّامُ بِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، وَلَا تَكُونُ عَلَى هَذَا مَعَلَّقة بِنَفْسِ النَّاهِي لأَن الْمَصْدَرَ لَا يَتَقَدَّمُ شَيْءٌ مِنْ صِلَتِهِ عَلَيْهِ، وَالِاسْمُ النُّهْيَةُ. وَفُلَانٌ نَهِيُّ فُلَانٍ أَي يَنْهاه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لأَمُورٌ بِالْمَعْرُوفِ ونَهُوٌّ عَنِ الْمُنْكَرِ، عَلَى فَعَوْلٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ قِيَاسُهُ أَن يُقَالَ نَهيٌّ لأَن الْوَاوَ وَالْيَاءَ إِذَا اجْتَمَعَتَا وَسَبَقَ الأَوّل بِالسُّكُونِ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً، قَالَ: وَمِثْلَ هَذَا فِي الشُّذُوذِ قَوْلُهُمْ فِي جَمْعِ فَتًى فُتُوٌّ. وَفُلَانٌ مَا لَهُ نَاهِيَةٌ أَي نَهْيٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَنْهَيْتُ فُلَانًا عَنْ نَفْسِهِ فأَبى أَن يَنْتَهِيَ عَنْ مَساءَتي. واستَنْهَيْتُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ إِذَا قلتَ لَهُ انْهَهُ عنِّي. وَيُقَالُ: مَا يَنْهاه عَنَّا ناهِيةٌ أَي مَا يَكُفُّه عَنَّا كافَّةٌ. الْكِلَابِيُّ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِذَا وَلِيتَ وِلاية فانْهِ أَي كُفَّ عَنِ القَبيحِ، قَالَ: وانْهِ بِمَعْنَى انْتَهِ، قَالَهُ بِكَسْرِ الْهَاءِ، وَإِذَا وَقَفَ قَالَ فانْهِهْ أَي كُفَّ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَرَرْت بِرَجُلٍ «1» كَفاكَ بِهِ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلَيْنِ كَفَاكَ بِهِمَا، وَمَرَرْتُ بِرِجَالٍ كَفَاكَ بِهِمْ، وَمَرَرْتُ بامرأَة كَفَاكَ بِهَا، وبامرأَتين كَفَاكَ بِهِمَا، وَبِنِسْوَةٍ كَفَاكَ بهنَّ، وَلَا تُثَنِّ كَفَاكَ وَلَا تَجْمَعْهُ وَلَا تُؤَنِّثْهُ لأَنه فِعْلٌ لِلْبَاءِ. وَفُلَانٌ يَرْكَبُ المَناهِيَ أَي يأْتي مَا نُهِيَ عَنْهُ. والنُّهْيَةُ والنِّهَايَة: غَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَآخِرُهُ، وَذَلِكَ لأَن آخِرَهُ يَنْهاه عَنِ التَّمَادِي فَيَرْتَدِعُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: رَمَيْناهُمُ، حَتَّى إِذَا ارْبَثَّ جَمْعُهُمْ، ... وعادَ الرَّصيعُ نُهْيَةً للحَمائِل يَقُولُ: انْهَزَموا حَتَّى انقلبت سيوفُهن فَعَادَ الرَّصِيعُ عَلَى حَيْثُ كَانَتِ الْحَمَائِلُ، والرصيعُ: جَمْعُ رَصِيعَةٍ، وَهِيَ سَيْرٌ مَضْفُورٌ، وَيُرْوَى الرُّصُوع، وَهَذَا مَثَلٌ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ. والنُّهْيَةُ: حَيْثُ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الرُّصُوع، وَهِيَ سُيُورٌ تُضْفَرُ بَيْنَ حِمالة السَّيْفِ وجَفْنِه. والنِّهَايَةُ: كَالْغَايَةِ حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَيْهِ الشَّيْءُ، وَهُوَ النِّهَاء، مَمْدُودٌ. يُقَالُ: بلَغَ نِهايَتَه. وانْتَهَى الشيءُ وتَنَاهَى ونَهَّى: بَلَغَ نِهايَتَه؛ وَقَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ: ثُمَّ انْتَهَى بَصَري عَنْهُمْ، وَقَدْ بَلَغُوا، ... بَطْنَ المَخِيمِ، فَقَالُوا الجَوّ أَوْ راحوا

_ (1). قوله [أَبُو بَكْرٍ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ إلخ] كذا في الأصل ولا مناسبة له هنا.

أَراد انْقَطَعَ عَنْهُمْ، وَلِذَلِكَ عدَّاه بِعَنْ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: إِليك نَهَّى المَثَلُ وأَنْهَى وانْتَهَى ونُهِّي وأُنْهِي ونَهَى، خَفِيفَةٌ، قَالَ: ونَهَى خَفِيفَةٌ قَلِيلَةٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ لَمْ أَسمع أَحداً يَقُولُ بِالتَّخْفِيفِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ مِنْ ساعةٍ أَقْرَب إِلى اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ جوفُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَصَلِّ حَتَّى تُصبِح ثُمَّ أَنْهِهْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ أَنْهِهْ بِمَعْنَى انْتَهِ. وَقَدْ أَنْهَى الرجلُ إِذا انْتَهَى، فإِذا أَمرت قُلْتَ أَنْهِهْ، فَتَزِيدَ الْهَاءَ لِلسَّكْتِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ؛ فأَجرى الْوَصْلَ مُجرَى الْوَقْفِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ سِدْرة المُنْتَهى أَي يُنْتَهى ويُبْلَغ بِالْوُصُولِ إِليها وَلَا تُتجاوز، وَهُوَ مُفْتَعَلٌ مِنَ النِّهَايَة الْغَايَةِ. والنِّهَايَة: طَرَفُ العِران الَّذِي فِي أَنف الْبَعِيرِ وَذَلِكَ لِانْتِهَائِهِ. أَبو سَعِيدٍ: النِّهَايَة الْخَشَبَةُ الَّتِي تُحْمل عَلَيْهَا الأَحمال، قَالَ: وسأَلت الأَعراب عَنِ الْخَشَبَةِ الَّتِي تُدْعَى بِالْفَارِسِيَّةِ بَاهَوْا، فَقَالُوا: النِّهَايَتَانِ والعاضِدَتانِ والحامِلَتان. والنَّهْي والنِّهْي: الْمَوْضِعُ الَّذِي لَهُ حَاجِزٌ يَنْهَى الْمَاءَ أَن يَفِيض مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الغديِر فِي لُغَةِ أَهل نَجْدٍ؛ قَالَ: ظَلَّتْ بِنِهْي البَرَدانِ تَغْتَسِلْ، ... تَشْرَبُ مِنْهُ نَهِلاتٍ وتَعِلّ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمَعْن بْنِ أَوس: تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كلَّ تَنُوفَةٍ، ... كأَنَّ لَهَا بَوًّا بِنَهْيٍ تُغاوِلُهْ وَالْجَمْعُ أَنْهٍ وأَنْهَاءٌ ونُهِيٌّ ونِهَاء؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع: ويَأْكُلْنَ مَا أَغْنَى الوَليُّ فَلْم يُلِتْ، ... كأَنَّ بِحافاتِ النِّهَاءِ المَزارِعا وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَتَى عَلَى نِهْيٍ مِنْ مَاءٍ ؛ النِّهْيُ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: الْغَدِيرُ وَكُلُّ مَوْضِعٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: لَوْ مَرَرْتُ عَلَى نِهْيٍ نصفُه ماءٌ ونصفُه دَمٌ لشربتُ مِنْهُ وتوضأْت. وتَنَاهَى الماءُ إِذا وَقَفَ فِي الْغَدِيرِ وَسَكَنَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: حَتَّى تَنَاهَى فِي صَهارِيج الصَّفا، ... خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وَفا الأَزهري: النِّهْيُ الْغَدِيرُ حَيْثُ يَتَحيَّر السيلُ فِي الْغَدِيرِ فيُوسِعُ، وَالْجَمْعُ النِّهَاء، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ نِهْيٌ، وبعضٌ يَقُولُ تَنْهِيَةٌ. والنِّهَاء أَيضاً: أَصغر مَحابِس الْمَطَرِ وأَصله مِنْ ذَلِكَ. والتَّنْهَاةُ والتَّنْهِيَةُ: حَيْثُ يَنْتَهِي الماءُ مِنَ الْوَادِي، وَهِيَ أَحد الأَسماء الَّتِي جَاءَتْ عَلَى تَفْعِلة، وإِنما بَابُ التَّفْعِلة أَن يَكُونَ مَصْدَرًا، وَالْجَمْعُ التَّنَاهِي. وتَنْهِيَةُ الْوَادِي: حَيْثُ يَنْتَهِي إِليه الماءُ مِنْ حُرُوفِهِ. والإِنْهَاء: الإِبلاغ. وأَنْهَيْتُ إِليه الخَبَر فانْتَهَى وتَنَاهَى أَي بلَغ. وَتَقُولُ: أَنْهَيْتُ إِليه السَّهْمَ أَي أَوصلته إِليه. وأَنْهَيْتُ إِليه الكتابَ والرِّسالة. اللِّحْيَانِيُّ: بَلَغْتُ مَنْهَى فُلَانٍ ومَنْهَاتَه ومُنْهَاه ومُنْهَاتَه. وأَنْهَى الشيءَ: أَبلغه. وَنَاقَةٌ نَهِيَّةٌ: بَلَغَتْ غَايَةَ السِّمَن، هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ لِكُلِّ سَمِينٍ مِنَ الذُّكُورِ والإِناث، إِلا أَن ذَلِكَ إِنما هُوَ فِي الأَنْعام؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: سَوْلاءُ مَسْكُ فارِضٍ نَهِيِّ ... مِن الكِباشِ زَمِرٍ خَصِيِ وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: وَاللَّهِ لَلْخُبْزُ أَحبُّ إِليَّ مِنْ جَزُورٍ نَهِيَّة فِي غَدَاةٍ عَرِيَّة. ونُهْيَةُ الوَتِد: الفُرْضَةُ الَّتِي فِي رأْسه تَنْهَى الحبلَ أَن يَنْسلخ. ونُهْيَة كُلِّ شَيْءٍ: غايَته.

والنُّهَى: العَقْل، يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى. * والنُّهْيَةُ: الْعَقْلُ، بِالضَّمِّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَنْهَى عَنِ الْقَبِيحِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للخَنساء: فَتًى كَانَ ذَا حِلْمٍ أَصِيلٍ ونُهْيَةٍ، ... إِذا مَا الحُبَا مِن طائِفِ الجَهْل حُلَّتِ وَمِنْ هُنَا اخْتَارَ بَعْضُهُمْ أَن يَكُونَ النُّهَى جَمْعَ نُهْيَةٍ، وَقَدْ صَرَّحَ اللِّحْيَانِيُّ بأَن النُّهَى جَمْعُ نُهْيَة فأَغْنَى عَنِ التأْويل. وَفِي الْحَدِيثِ: لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولو الأَحلام والنُّهَى ؛ هِيَ الْعُقُولُ والأَلباب. وَفِي حَدِيثِ أَبي وَائِلٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَن التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ أَي ذُو عَقْلٍ. والنِّهَايَة والمَنْهَاة: الْعَقْلُ كالنُّهْية. وَرَجُلٌ مَنْهَاةٌ: عاقلٌ حَسَنُ الرأْي؛ عَنْ أَبي الْعَمَيْثَلِ. وَقَدْ نَهُو مَا شَاءَ فَهُوَ نَهِيٌّ، مِنْ قَوْمٍ أَنْهِيَاء: كُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْعَقْلِ. وَفُلَانٌ ذُو نُهْيَةٍ أَي ذُو عَقْلٍ يَنْتَهِي بِهِ عَنِ الْقَبَائِحِ وَيَدْخُلُ فِي الْمَحَاسِنِ. وَقَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ: ذُو النُّهْيَةِ الَّذِي يُنْتَهَى إِلى رأْيه وَعَقْلِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ نَهِيٌّ مِنْ قَوْمٍ أَنْهِيَاء، ونَهٍ مِنْ قَوْمٍ نَهِينَ، ونِهٍ عَلَى الإِتباع، كُلُّ ذَلِكَ مُتَناهي الْعَقْلِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ قِيَاسُ النَّحْوِيِّينَ فِي حُرُوفِ الْحَلْقِ، كَقَوْلِكَ فِخِذ فِي فَخِذ وصِعِق فِي صَعِق، قَالَ: وَسُمِّيَ الْعَقْلُ نُهْيَةً لأَنه يُنْتَهى إِلى مَا أَمَر بِهِ وَلَا يُعْدى أَمْرُه. وَفِي قَوْلِهِمْ: نَاهِيكَ بِفُلَانٍ مَعْنَاهُ كافِيكَ بِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْ نَهَى الرجلُ مِنَ اللَّحْمِ وأَنْهَى إِذا اكْتَفى مِنْهُ وشَبِع؛ قَالَ: يَمْشُونَ دُسْماً حَوْلَ قُبَّتِهِ، ... يَنْهَوْنَ عَنْ أَكْلٍ وعَنْ شُرْب فَمَعْنَى يَنْهَوْن يَشْبَعُونَ وَيَكْتَفُونَ؛ وَقَالَ آخَرُ: لَوْ كانَ مَا واحِداً هَواكِ لقدْ ... أَنْهَى، ولكنْ هَواكِ مُشْتَرَكُ وَرَجُلٌ نَهْيُكَ مِن رَجُلٍ، ونَاهِيك مِنْ رَجُلٍ، ونَهَاكَ مِنْ رجلٍ أَي كَافِيكَ مِنْ رَجُلٍ، كلُّه بِمَعْنًى: حَسْب، وتأْويله أَنه بجِدِّه وغَنائه يَنْهاكَ عَنْ تَطَلُّب غَيْرِهِ؛ وَقَالَ: هُوَ الشَّيخُ الَّذِي حُدِّثْتَ عنهُ، ... نَهَاكَ الشَّيْخُ مَكْرُمةً وفَخْرا وَهَذِهِ امرأَةٌ نَاهِيَتُك مِنِ امرأَة، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَتُثَنَّى وَتُجْمَعُ لأَنه اسْمُ فَاعِلٍ، وإِذا قُلْتَ نَهْيُك مِنْ رَجُلٍ كَمَا تَقُولُ حَسْبُك مِنْ رَجُلٍ لَمْ تُثَنَّ وَلَمْ تُجْمَعْ لأَنه مَصْدَرٌ. وَتَقُولُ فِي الْمَعْرِفَةِ: هَذَا عبدُ اللَّهِ ناهِيَك مِنْ رَجُلٍ فَتَنْصِبُهُ عَلَى الْحَالِ. وجَزُورٌ نَهِيَّةٌ، عَلَى فَعِيلة، أَي ضَخْمَةٌ سَمِينَةٌ. ونِهاءُ النَّهَارِ: ارتفاعُه قرابَ نِصْفِ النَّهَارِ. وَهُمْ نُهاءُ مِائَةٍ ونِهاء مِائَةٍ أَي قَدْرُ مِائَةٍ كَقَوْلِكَ زُهاء مِائَةٍ. والنُّهاء: الْقَوَارِيرُ «2»، قِيلَ: لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهُ نَهاءَةٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقِيلَ: هُوَ الزُّجَاج عَامَّةً؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرُضُّ الحَصى أَخْفافُهُنَّ كأَنما ... يُكَسَّرُ قَيْضٌ، بَيْنها، ونُهَاءُ قَالَ: وَلَمْ يُسْمَعْ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: النُّهَا الزُّجَاج، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: تَرُدُّ الْحَصَى أَخفافُهن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي تَرُضُّ الْحَصَى، وَرَوَاهُ النِّهَاء، بِكَسْرِ النُّونِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع النِّهاء مَكْسُورَ الأَول إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وروايته

_ (2). قوله [والنُّهَاء القوارير وقوله والنُّهَاء حجر إلخ] هكذا ضبطا في الأصل ونسخة من المحكم، وفي القاموس: أنهما ككساء.

نِهَاء، بِكَسْرِ النُّونِ، جَمْعُ نَهَاة الوَدْعة، قَالَ: وَيُرْوَى بِفَتْحِ النُّونِ أَيضاً جَمْعُ نَهَاة، جَمْعُ الْجِنْسِ، وَمَدُّهُ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ. قَالَ: وَقَالَ الْقَالِي النُّهَاء، بِضَمِّ أَوله، الزُّجَاجُ، وأَنشد الْبَيْتَ الْمُتَقَدِّمَ، قَالَ: وَهُوَ لعُتَيّ بْنِ مَالِكٍ؛ وَقَبْلَهُ: ذَرَعْنَ بِنَا عُرْضَ الفَلاةِ، وَمَا لَنا ... عَلَيْهِنَّ إِلَّا وَخْدَهُن سِقاء والنُّهاء: حَجَرٌ أَبيض أَرخى مِنَ الرُّخام يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ ويُجاء بِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وَاحِدَتُهُ نُهَاءَةٌ. والنُّهَاء: دَوَاءٌ «1» يَكُونُ بِالْبَادِيَةِ يَتَعَالَجُونَ بِهِ وَيَشْرَبُونَهُ. والنَّهَى: ضَرْبٌ مِنَ الخَرَز، وَاحِدَتُهُ نَهاةٌ. والنَّهاة أَيضاً: الودْعَة، وَجَمْعُهَا نَهًى، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ النِّهَاء مَمْدُودٌ. ونُهَاء الْمَاءِ، بِالضَّمِّ: ارْتِفَاعُهُ. ونَهَاةُ: فَرَسُ لَاحِقِ بْنِ جَرِيرٍ. وَطَلَبَ حَاجَةً حَتَّى أَنْهَى عَنْهَا ونَهِيَ عَنْهَا، بِالْكَسْرِ، أَي تَرَكَهَا ظَفِرَ بِهَا أَو لَمْ يَظْفَر. وحَوْلَه مِنَ الأَصوات نُهْيَةٌ أَي شُغْلٌ. وذهبَتْ تَمِيمُ فَمَا تُسْهى وَلَا تُنْهى أَي لَا تُذكر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ونِهْيَا اسْمُ مَاءٍ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، قَالَ: وَقَالَ لِي أَبو الْوَفَاءِ الأَعرابي نَهَيا، وإِنما حرَّكها لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ قَالَ لأَنه أَنشدني بَيْتًا مِنَ الطَّوِيلِ لَا يَتَّزِنُ إِلّا بنَهْيَا سَاكِنَةَ الْهَاءِ، أَذكر مِنْهُ: إِلى أَهْلِ نَهْيا، وَاللَّهُ أَعلم. نوي: نَوى الشيءَ نِيَّةً ونِيَةً، بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ وَحْدَهُ، وَهُوَ نَادِرٌ، إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى الْحَذْفِ، وانْتَوَاه كِلَاهُمَا: قَصَدَهُ وَاعْتَقَدَهُ. ونَوَى المنزلَ وانْتَوَاه كَذَلِكَ. والنِّيَّةُ: الْوَجْهُ يُذْهَب فِيهِ؛ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: إِنَّكَ أَنْتَ المَحْزُونُ فِي أَثَرِ ... الْحَيِّ، فإِنْ تَنْوِ نِيَّهُم تُقِمِ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: نِيٌّ جَمْعُ نِيَّة، وَهَذَا نَادِرٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ نِيّ كنِيَّة. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قُلْتُ لِلْمُفَضَّلِ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْبَيْتِ؟ يَعْنِي بَيْتَ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ، قَالَ: فِيهِ مَعْنَيَانِ: أَحدهما يَقُولُ قَدْ نَوَوْا فِراقَك فإِن تَنْوِ كَمَا نَوَوْا تُقِمْ فَلَا تَطْلُبْهُمْ، وَالثَّانِي قَدْ نَوَوا السفَر فإِن تَنْوِ كَمَا نَوَوْا تُقِمْ صدورَ الإِبل فِي طَلَبِهِمْ، كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: أَقِمْ لَهَا صُدُورَها يَا بَسْبَس الْجَوْهَرِيُّ: والنِّيَّة والنَّوَى الوجهُ الَّذِي يَنْويهِ المسافرُ مِنْ قُرْبٍ أَو بُعد، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لَا غَيْرَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ: وَمَا جَمَعَتْنا نِيَّة قبْلَها مَعًا قَالَ: وَشَاهِدُ النَّوَى قَوْلُ مُعَقِّر بْنِ حِمَارِ: فأَلْقَتْ عَصاها واسْتقَرَّ بِهَا النَّوَى، ... كَمَا قَرَّ عَيْناً بالإِيابِ المُسافِرُ والنِّيَّة والنَّوَى جَمِيعًا: البُعْد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: عَدَتْهُ نِيَّةٌ عَنْهَا قَذوف والنَّوَى: الدَّارُ. والنَّوَى: التحوُّل مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ آخَرَ أَو مِنْ دَارٍ إِلى دَارٍ غَيْرِهَا كَمَا تَنْتَوي الأَعرابُ فِي بَادِيَتِهَا، كُلُّ ذَلِكَ أُنْثى. وانْتَوَى القومُ إِذا انْتَقَلُوا مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وانْتَوَى القومُ مَنْزِلًا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا واستقرَّت نَواهم أَي أَقاموا. وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ فِي المرأَة الْبَدَوِيَّةِ يُتَوفى عَنْهَا زوجُها: أَنها تَنْتَوِي حَيْثُ انْتَوَى أَهلُها أَي تَنْتَقِلُ وتتحوّل؛ وقول الطرماح:

_ (1). قوله [والنُّهَاء دواء] كذا ضبط في الأصل والمحكم، وصرح الصاغاني فيه بالضم وانفرد القاموس بضبطه بالكسر.

آذَنَ النَّاوِي ببَيْنُونةٍ، ... ظَلْتُ منْها كمُرِيغِ المُدام النَّاوِي: الَّذِي أَزْمَعَ عَلَى التحوُّل. والنَّوَى: النِّيَّة وَهِيَ النِّيَة، مُخَفَّفَةٌ، وَمَعْنَاهَا الْقَصْدُ لِبَلَدٍ غَيْرِ الْبَلَدِ الَّذِي أَنت فِيهِ مُقِيمٌ. وَفُلَانٌ يَنْوِي وَجْهَ كَذَا أَي يَقْصِدُهُ مِنْ سَفَرٍ أَو عَمَلٍ. والنَّوَى: الوجهُ الَّذِي تَقْصِدُهُ. التَّهْذِيبِ: وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي سُليم لِابْنٍ لَهُ سَمَّاهُ إِبراهيم نَاوَيْتُ بِهِ إِبراهيمَ أَي قَصَدْتُ قَصْدَه فتبرَّكت بِاسْمِهِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ومَنْ يَنْوِ الدُّنْيَا تُعْجِزْه أَي مَنْ يَسْعَ لَهَا يَخِبْ، يُقَالُ: نَوَيْتُ الشيءَ إِذا جَدَدْتَ فِي طَلَبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: نِيَّةُ الرَّجُلِ خَيرٌ مِنْ عَمَلِهِ ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِمُخَالِفٍ لِقَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَوَى حَسَنَةً فَلَمْ يَعْملها كُتِبت لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَها كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا ؛ وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ أَنه يَنْوي الإِيمان مَا بَقِيَ، وَيَنْوِي الْعَمَلَ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ مَا بَقِيَ، وإِنما يُخَلِّدُهُ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ بِهَذِهِ النِّيَّةِ لَا بِعَمَلِهِ، أَلا تَرَى أَنه إِذا آمَنَ «1» وَنَوَى الثَّبَاتَ عَلَى الإِيمان وأَداء الطَّاعَاتِ ما بقيت وَلَوْ عَاشَ مِائَةَ سَنَةً يَعْمَلُ الطَّاعَاتِ وَلَا نِيَّةَ لَهُ فِيهَا أَنه يَعْمَلُهَا لِلَّهِ فَهُوَ فِي النَّارِ؟ فَالنِّيَّةُ عَمَلُ الْقَلْبِ، وَهِيَ تَنْفَعُ النَّاوِيَ وإِن لَمْ يَعْمَلِ الأَعمال، وأَداؤها لَا يَنْفَعُهُ دُونَهَا، فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ نِيَّة الرَّجُلِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ. وَفُلَانٌ نَواكَ ونِيَّتُك ونَواتُك؛ قَالَ الشَّاعِرُ: صَرَمَتْ أُمَيْمَةُ خُلَّتي وصِلاتي، ... ونَوَتْ ولَمَّا تَنْتَوِي كنَوَاتِي الْجَوْهَرِيُّ: نَوَيْتُ نِيَّةً ونَواةً أَي عَزَمْتُ، وانْتَوَيْتُ مِثْلُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: ونَوَتْ ولَمَّا تَنْتَوِي كنَوَاتِي قَالَ: يَقُولُ لَمْ تَنْوِ فِيَّ كَمَا نَوَيْتُ فِي مَوَدَّتِهَا، وَيُرْوَى: وَلَمَّا تَنْتَوِي بنَوَاتِي أَي لَمْ تَقْضِ حَاجَتِي؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِقَيْسِ بْنُ الْخَطِيمِ: وَلَمْ أَرَ كامْرِئٍ يَدْنُو لخَسْفٍ، ... لَهُ فِي الأَرض سَيْرٌ وانْتِوَاءُ وَحَكَى أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ عَنِ أَبي الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٍ أَن الرِّيَاشَيَّ أَنشده لمُؤرِّج: وفَارَقْتُ حَتَّى لَا أُبالي مَنِ انْتَوَى، ... وإِنْ بانَ جيرانٌ عَليَّ كِرامُ وَقَدْ جَعَلَتْ نَفْسي عَلَى النَّأْي تَنْطوي، ... وعَيْني عَلَى فَقْدِ الحبيبِ تَنامُ يُقَالُ: نَوَاه بنَوَاتِه أَي ردَّه بِحَاجَتِهِ وَقَضَاهَا لَهُ. وَيُقَالُ: لِي فِي بَنِي فُلَانٍ نَوَاةٌ ونِيَّةٌ أَي حَاجَةٌ. والنِّيَّةُ والنَّوَى: الْوَجْهُ الَّذِي تُرِيدُهُ وتَنْويه. وَرَجُلٌ مَنْوِيٌّ «2» ونِيَّةٌ مَنْوِيَّةٌ إِذا كَانَ يُصِيبُ النُّجْعة الْمَحْمُودَةَ. وأَنْوَى الرجلُ إِذا كَثُرَ أَسفاره. وأَنْوَى إِذا تَبَاعَدَ. والنَّوِيُّ: الرَّفِيقُ، وَقِيلَ: الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ خَاصَّةً. ونَوَّيْتُه تَنْوِيَةً أَي وَكَلْتُه إِلى نِيَّتِه. ونَوِيُّك: صاحبُك الَّذِي نِيَّتُهُ نِيَّتُكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَقَدْ عَلِمْت، إِذ دُكَيْنٌ لِي نَوِي، ... أَنَّ الشَّقِيَّ يَنْتَحي لَهُ الشَّقِي وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ نَوِيُّ الْقَوْمِ ونَاوِيهِمْ ومُنْتَويهم أَي صَاحِبُ أَمرهم ورأْيهم. ونَوَاهُ اللهُ: حَفِظَهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. التَّهْذِيبُ:

_ (1). قوله [أَلَا تَرَى أَنَّهُ إِذَا آمن إلخ] هكذا في الأصل، ولعله سقط من قلم الناسخ جواب هذه الجملة، والأصل والله أعلم: فهو في الجنة ولو عاش إلخ. (2). قوله [ورجل منوي إلخ] هكذا في الأصل.

قَالَ الْفَرَّاءُ نَوَاكَ اللَّهُ أَيْ حَفِظَكَ اللَّهُ؛ وأَنشد: يَا عَمْرو أَحسِنْ، نَواكَ اللهُ بالرَّشَدِ، ... واقْرا السلامَ عَلَى الأَنْقاءِ والثَّمَدِ وَفِي الصِّحَاحِ: عَلَى الذَّلفاء بالثَمد. الْفَرَّاءُ: نَوَاه اللهُ أَي صَحِبه اللهُ فِي سَفَرِهِ وحَفِظه، وَيَكُونُ حَفِظَه اللَّهُ. والنَّوَى: الْحَاجَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الرَّجُلِ يُعْرفُ بِالصِّدْقِ يُضْطَرُّ إِلى الْكَذِبِ قَوْلُهُمْ: عِنْدَ النَّوى يَكْذِبُك الصادِقُ، وَذَكَرَ قِصَّةَ الْعَبْدِ الَّذِي خُوطِرَ صاحِبُه عَلَى كَذِبه، قَالَ: والنَّوَى هَاهُنَا مَسِيرُ الحيِّ مُتَحَوِّلين مِنْ دَارٍ إِلى أُخرى. والنَّوَاةُ: عَجَمةُ التَّمر وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهِمَا. والنَّوَاةُ: مَا نَبَتَ عَلَى النَّوى كالجَثيثة النَّابِتَةِ عَنْ نَواها، رَوَاهَا أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نَوًى ونُوِيٌّ ونِوِيٌّ، وأَنْوَاء جَمْعُ نَوًى؛ قَالَ مَلِيحٌ الْهُذَلِيُّ: مُنِيرٌ تَجُوزُ العِيسُ، مِن بَطِناتِه، ... حَصًى مِثْلَ أَنْوَاء الرَّضِيخِ المُفَلَّقِ وتقول: ثلاث نَوَياتٍ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه لَقَطَ نَوَياتٍ مِنَ الطَّرِيقِ فأَمْسَكَها بِيَدِهِ حَتَّى مَرَّ بِدَارِ قَوْمٍ فأَلقاها فِيهَا وَقَالَ تأْكله داجِنَتُهم. والنَّوَى: جَمْعُ نَوَاة التَّمْرِ، وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وأَكلت التَّمْرَ ونَوَيْت النَّوى وأَنْوَيْتُه: رَمَيْتُهُ. ونَوَّتِ البُسْرةُ وأَنْوَتْ: عَقَدَ نَواها. غَيْرُهُ: نَوَيْتُ النَّوَى وأَنْوَيْتُه أَكلت التَّمْرَ وَجَمَعْتُ نَواهُ. وأَنْوَى ونَوَّى ونَوَى إِذا أَلقى النَّوَى. وأَنْوَى ونَوَى ونَوَّى: مِنَ النِّيَّةِ، وأَنْوَى ونَوَّى فِي السَّفَرِ، ونَوَتِ الناقةُ تَنْوِي نَيّاً ونَوَايةً ونِوَايَةً، فَهِيَ نَاوِيَةٌ، مِنْ نُوق نِواء: سَمِنَت، وَكَذَلِكَ الْجَمَلُ وَالرَّجُلُ والمرأَة وَالْفَرَسُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: أَو كالمُكَسَّرِ لَا تَؤُوبُ جِيادُه ... إِلَّا غَوانِمَ، وهْيَ غَيْرُ نِواء وَقَدْ أَنْوَاها السِّمَنُ، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ النِّيُّ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَلا يَا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاء قَالَ: النِّوَاءُ السِّمانُ. وجَمل نَاوٍ وجِمال نِوَاءٌ، مِثْلُ جائعٍ وجِياعٍ، وإِبل نَوَوِيَّةٌ إِذا كَانَتْ تأْكل النَّوى. قَالَ أَبو الدُّقَيْش: النِّيُّ الِاسْمُ، وَهُوَ الشَّحم، والنَّيُّ هُوَ الْفِعْلُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: النِّيُّ ذُو النَّيِّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: النِّيُّ اللَّحْمُ، بِكَسْرِ النُّونِ، والنَّيُّ الشَّحمُ. ابْنُ الأَنباري: النَّيُّ الشَّحْم، مِنْ نَوَت الناقةُ إِذا سَمِنَتْ. قَالَ: والنِّيءُ، بِكَسْرِ النُّونِ وَالْهَمْزِ، اللَّحْمِ الَّذِي لَمْ يَنْضَجْ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّيُّ الشَّحْمُ وأَصله نَوْيٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: قَصَرَ الصَّبُوحَ لهَا فشَرَّجَ لَحْمَها ... بالنَّيِّ، فَهْيَ تَثُوخُ فِيهَا الإِصْبَعُ «1» وَرُوِيَ: تَثُوخُ فِيهِ، فَيَكُونُ الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ فِيهِ يَعُودُ عَلَى لَحْمِهَا، تَقْدِيرُهُ فَهِيَ تَثُوخُ الإِصْبَع فِي لَحْمها، وَلَمَّا كَانَ الضَّمِيرُ يَقُومُ مَقَامَ لَحْمِهَا أَغنى عَنِ الْعَائِدِ الَّذِي يَعُودُ عَلَى هِيَ، قَالَ: وَمِثْلُهُ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ قَائِمٍ أَبواه لَا قَاعِدِينَ، يُرِيدُ لَا قَاعِدَيْنِ أَبواه، فَقَدِ اشْتَمَلَ الضَّمِيرُ فِي قَاعِدِينَ عَلَى ضَمِيرِ الرَّجُلِ، وَاللَّهُ أَعلم. الْجَوْهَرِيُّ: وَنَاَوَاهُ أَي عَادَاهُ، وأَصله الْهَمْزُ لأَنه مِنْ النَّوْء وَهُوَ النُّهُوض. وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ: ورَجلٌ رَبَطها رِياءً ونِوَاءً أَي مُعاداةً لأَهل الإِسلام، وأَصلها الهمز.

_ (1). قوله [فشرج إلخ] هذا الضبط هو الصواب وما وقع في شرج وثوخ خلف.

فصل الهاء

والنَّوَاةُ مِنَ الْعَدَدِ: عِشْرُونَ، وَقِيلَ: عَشْرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الأُوقية مِنَ الذَّهَبِ، وَقِيلَ: أَربعة دَنَانِيرَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى عَلَيْهِ وَضَراً مِنْ صُفْرةٍ فَقَالَ: مَهْيَمْ؟ قَالَ: تزوّجتُ امرأَة مِنَ الأَنصار عَلَى نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بشاةٍ ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ عَلَى نَوَاةٍ يَعْنِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يَحْمِلُ مَعْنَى هَذَا أَنه أَراد قَدْرَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ كَانَتْ قيمتُها خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَلَمْ يَكُنْ ثَمَّ ذَهَبٌ، إِنما هِيَ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ تُسَمَّى نَواةً كَمَا تُسَمَّى الأَربعون أُوقية وَالْعِشْرُونَ نَشّاً. قَالَ مَنْصُورٍ: ونَصُّ حديثِ عبدِ الرحمنِ يدلُّ عَلَى أَنه تزوَّجَ امرأَةً عَلَى ذَهَبٍ قيمتُه دَراهِمَ، أَلا تَرَاهُ قَالَ عَلَى نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ؟ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنس، قَالَ: وَلَا أَدري لِمَ أَنكره أَبو عُبَيْدٍ. والنَّوَاةُ فِي الأَصل: عَجَمةُ التَّمْرَةِ. والنَّوَاةُ: اسْمٌ لِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: الْعَرَبُ تَعْنِي بالنَّوَاة خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، قَالَ: وأَصحاب الْحَدِيثِ يَقُولُونَ عَلَى نَواةٍ مِنْ ذَهَبٍ قِيمَتُهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، قَالَ: وَهُوَ خطأٌ وَغَلَطٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَوْدَعَ المُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ جُبْجُبةً فِيهَا نَوًى مِنْ ذَهَبٍ أَي قِطَعٌ مِنْ ذَهَبٍ كالنَّوَى، وَزْنُ القِطعة خَمْسَةُ دَرَاهِمَ. والنَّوَى: مَخْفِضُ الْجَارِيَةِ وَهُوَ الَّذِي يَبْقى مِنْ بَظْرِها إِذا قُطِعَ المُتْكُ. وَقَالَتْ أَعرابية: مَا تَرَكَ النَّخْجُ لَنَا مِنْ نَوًى. ابْنُ سِيدَهْ: النَّوَى مَا يَبقَى مِنَ المَخْفِض بَعْدَ الخِتان، وَهُوَ البَظْرُ. ونِوَاءٌ: أَخُو مُعاوِيةَ بْنِ عَمرو بْنِ مَالِكِ وَهَنَاةٌ وَقَرَاهِيدٌ وَجَذِيمَةُ الأَبرش. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما جَعَلْنَا نِوَاءً على باب ن وي لعدم ن وثنائية. ونَوًى: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَفْوَه: وسَعْدٌ لَوْ دَعَوْتُهُمُ، لَثابوا ... إِليَّ حَفِيفَ غابِ نَوًى بِأُسْدِ ونَيَّانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: مِنْ وَحْشِ نَيَّانَ، أَو مِن وَحشِ ذِي بَقَرٍ، ... أَفْنَى حَلائِلَه الإِشْلاءُ والطَّرَدُ فصل الهاء هبا: ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَباء التُّرَابُ الَّذِي تُطَيِّرُه الرِّيحُ فَتَرَاهُ عَلَى وُجُوهِ النَّاسِ وجُلُودِهم وَثِيَابِهِمْ يَلْزَقُ لُزوقاً. وَقَالَ: أَقول أَرَى فِي السَّمَاءِ هَبَاءً، وَلَا يُقَالُ يَوْمُنا ذُو هَباء وَلَا ذُو هَبْوةٍ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الهَبْوةُ الغَبَرَةُ، والهَبَاءُ الغُبار، وَقِيلَ: هُوَ غُبار شِبْهُ الدُّخان ساطِعٌ فِي الهَواء؛ قَالَ رُؤْبَةُ: تَبْدُو لَنَا أَعْلامُه بعدَ الغَرَقْ ... فِي قِطَعِ الآلِ، وهَبْوَاتِ الدُّقَقْ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّقَقُ مَا دَقَّ مِنَ التُّرَابِ، وَالْوَاحِدُ مِنْهُ الدُّقَّى كَمَا تَقُولُ الجُلَّى والجُلَل. وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: وإِن حالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَحاب أَو هَبْوَةٌ فأَكمِلُوا العِدَّة أَي دُونَ الهِلالِ؛ الهَبْوة: الغَبَرَة، وَالْجَمْعُ أَهْبَاء، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وأَهْبَاءُ الزَّوْبَعةِ: شِبه الغُبار يَرْتَفِعُ فِي الْجَوِّ. وهَبا يَهْبُو هُبُوًّا إِذا سَطَعَ، وأَهْبَيْتُه أَنا. والهَبَاء: دُقاق التُّرَابِ ساطِعُه ومَنْثُورُه عَلَى وَجْهِ الأَرض. وأَهْبَى الفرَسُ: أَثار الهَباء؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَقَالَ أَيضاً: وأَهْبَى الترابَ فعَدَّاه؛ وأَنشد: أَهْبَى الترابَ فَوْقَه إِهْبَايا جَاءَ بإِهْبايا عَلَى الأَصل. وَيُقَالُ: أَهْبَى الترابَ

إِهْبَاءً، وَهِيَ الأَهَابِيّ؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر: أَهَابِيَّ سَفْساف منَ التُّرْب تَوْأَم وهَبَا الرَّمادُ يَهْبُو: اخْتلَطَ بِالتُّرَابِ وهَمَد. الأَصمعي: إِذا سَكَن لَهَبُ النارِ وَلَمْ يَطْفَأْ جَمْرُها قِيلَ خَمَدت، فإِن طَفِئَت الْبَتَّةَ قِيلَ هَمَدَت، فإِذا صَارَتْ رَماداً قِيلَ هَبَا يَهْبُو وَهُوَ هابٍ، غَيْرَ مَهْمُوزٍ. قَالَ الأَزهري: فَقَدْ صَحَّ هَبَا الترابُ والرَّمادُ مَعًا. ابْنُ الأَعرابي: هَبَا إِذا فَرَّ، وهَبَا إِذا مَاتَ أَيضاً، وتَها إِذا غَفَل، وَزَهَا إِذا تكبَّر، وَهَزَا إِذا قَتَل، وَهَزَا إِذا سَارَ، وثَها إِذا حَمُقَ. والهَبَاء: الشَّيْءُ المُنْبَثُّ الَّذِي تَرَاهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ ضَوْء الشَّمْسِ شَبيهاً بالغُبار. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ؛ تأْويله أَنَّ اللهَ أَحْبطَ أَعمالهم حَتَّى صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الهَبَاء الْمَنْثُورِ. التَّهْذِيبُ: أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ هَباءً مُنْبَثًّا ، فَمَعْنَاهُ أَن الْجِبَالَ صَارَتْ غُباراً، وَمِثْلُهُ: وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً؛ وَقِيلَ: الهَباء المُنْبثُّ مَا تُثِيره الخَيل بحَوافِرها مِنْ دُقاق الغُبار، وَقِيلَ لِمَا يَظْهَرُ فِي الكُوَى مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ هَبَاء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن سُهَيْلَ بْنَ عَمرو جَاءَ يَتَهَبَّى كأَنه جَمَلٌ آدَمُ. وَيُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ يَتَهَبَّى إِذا جَاءَ فَارِغًا يَنْفُض يَدَيْهِ؛ قَالَ ذَلِكَ الأَصمعي، كَمَا يُقَالُ جَاءَ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه إِذا جَاءَ فَارِغًا. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: التَّهَبِّي مَشْي المُخْتال الْمُعْجَبِ مِنْ هَبَا يَهْبُو هُبُوًّا إِذا مَشَى مَشْيًا بَطِيئاً. وموضعٌ هَابِي التُّرَابِ: كأَنَّ تُرَابَهُ مِثْلُ الهَبَاء فِي الرِّقَّةِ. والهَابِي مِنَ التُّرَابِ: مَا ارْتفَعَ ودَقَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ هَوْبرٍ الحارِثي: تَزَوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أُذْنَيْهِ ضَرْبةً، ... دَعَتْه إِلى هَابِي التُّرابِ عقِيمُ وتُرابٌ هَابٍ؛ وَقَالَ أَبو مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ: تَرَى جَدَثاً قَدْ جَرَّتِ الرِّيحُ فَوْقَه ... تُراباً، كلَوْنِ القَسْطلانِيِّ، هَابِيا «2» والهَابِي: تُراب الْقَبْرِ؛ وأَنشد الأَصمعي: وهَابٍ، كجُثْمانِ الحَمامةِ، أَجْفَلَتْ ... بِهِ رِيحُ تَرْجٍ والصَّبا كُلُّ مُجْفَلِ «3» وَقَوْلُهُ: يكونُ بِهَا دَليلَ القَومِ نَجْمٌ، ... كعَينِ الكلْبِ فِي هُبًّى قِباعِ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي تَفْسِيرِهِ: شَبَّهَ النَّجْمَ بِعَيْنِ الْكَلْبِ لِكَثْرَةِ نُعَاسِ الْكَلْبِ لأَنه يَفْتَحُ عَيْنَيْهِ تَارَةً ثُمَّ يُغْضِي فَكَذَلِكَ النَّجْمُ يَظْهَرُ سَاعَةً ثُمَّ يَخْفَى بالهَباء، وهُبًّى: نُجُوم قَدِ اسْتَتَرَتْ بِالْهَبَاءِ، وَاحِدُهَا هابٍ، وقِباعٌ: قابِعةٌ فِي الْهَبَاءِ أَي دَاخِلَةٌ فِيهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَصَفَ النَّجْمَ الْهَابِي الَّذِي فِي الْهَبَاءِ فَشَبَّهَهُ بِعَيْنِ الْكَلْبِ نَهَارًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلْبَ بِاللَّيْلِ حَارِسٌ وَبِالنَّهَارِ نَاعِسٌ، وَعَيْنُ النَّاعِسِ مُغْمِضة، وَيَبْدُو مِنْ عَيْنَيْهِ الخَفِيُّ، فَكَذَلِكَ النَّجْمُ الَّذِي يُهْتَدَى بِهِ هُوَ هابٍ كَعَيْنِ الْكَلْبِ فِي خَفائه، وَقَالَ فِي هُبًّى: وَهُوَ جَمْعُ هابٍ مِثْلُ غُزًّى جَمْعُ غازٍ، وَالْمَعْنَى أَنَّ دَلِيلَ الْقَوْمِ نَجْمٌ هابٍ فِي هُبًّى يَخفى فِيهِ إِلا قَلِيلًا مِنْهُ، يَعرف بِهِ النَّاظِرُ إِليه أَيَّ نَجْمٍ هُوَ وَفِي أَيِّ نَاحِيَةٍ هُوَ فَيَهْتَدِي بِهِ، وَهُوَ فِي نُجُومِ هُبًّى أَي هابِيةٍ إِلا أَنها قِباعٌ كالقَنافِذ إِذا قَبَعَت فَلَا يُهْتَدَى بِهَذِهِ القِباع، إِنما يُهتدى بِهَذَا النَّجْمِ الْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ هابٍ غَيْرُ قابِعٍ فِي نُجُومٍ هابِيةٍ قَابِعَةٍ، وَجَمَعَ القابعَ عَلَى قِباعٍ كَمَا جَمَعُوا صَاحِبًا عَلَى صِحابٍ وَبَعِيرًا قامِحاً عَلَى قِماحٍ. النِّهَايَةُ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: ثُمَّ اتَّبَعه مِنَ النَّاسِ هَبَاءٌ رَعاعٌ ؛ قال:

_ (2). هَذَا الْبَيْتُ لِمَالِكِ بْنِ الريب لا لأَبيه وهو من قصيدته الشهيرة التي يرثي بها نفسه. (3). قوله [مجفل] هو بضم الميم، وضبط في ترج بفتحها وهو خطأ.

الهَبَاء فِي الأَصل مَا ارْتَفَعَ مِنْ تَحْتِ سَنابك الْخَيْلِ، والشيءُ المُنْبَثُّ الَّذِي تَرَاهُ فِي ضَوْءِ الشَّمْسِ، فَشُبِّهَ بِهَا أَتباعه. ابْنُ سِيدَهْ: والهَبَاء مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَا عُقُولَ لَهُمْ. والهَبْوُ: الظَّلِيمُ. والهَبَاءَةُ: أَرض بِبِلَادِ غَطَفان، وَمِنْهُ يَوْمُ الهَبَاءَة لقَيس بْنِ زُهير الْعَبْسِيِّ عَلَى حُذيفة بْنِ بَدْر الْفَزَارِيَّ، قَتَلَهُ فِي جَفْر الهَبَاءَة وَهُوَ مُسْتَنْقع مَاءٍ بِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: الهَبَيُّ الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ، والأُنثى هَبَيَّةٌ؛ حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَزْنُهُمَا فَعَلٌّ وفَعَلّةٌ، وَلَيْسَ أَصل فَعلّ فِيهِ فَعْلَلًا وإِنما بُنِيَ مِنْ أَول وَهْلَةٍ عَلَى السُّكُونِ، وَلَوْ كَانَ الأَصل فَعْلَلًا لَقُلْتَ هَبْياً فِي الْمُذَكَّرِ وهَبْيَاةً فِي الْمُؤَنَّثِ؛ قَالَ: فإِذا جَمَعْتَ هَبَيّاً قُلْتَ هَبَائِيّ لأَنه بِمَنْزِلَةِ غَيْرِ الْمُعْتَلِّ نَحْوَ مَعدّ وجُبُنّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والهَبَيُّ والهَبَيّةُ الْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ. وهَبِي: زَجْرٌ لِلْفَرَسِ أَي تَوسَّعي وتَباعَدي؛ وَقَالَ الكميت: نُعَلِّمُها هَبِي وهَلًا وأَرْحِبْ، ... وَفِي أَبْياتِنا ولَنا افْتُلِينا النِّهَايَةُ: وَفِي الْحَدِيثِ أَنه حَضَرَ ثَريدةً فهَبَّاها أَي سَوَّى مَوْضِعَ الأَصابع مِنْهَا، قَالَ: وَكَذَا رُوِيَ وشرح. هتا: هَاتَى: أَعطى، وَتَصْرِيفُهُ كتصريف عاطى؛ قال: والله مَا يُعْطي وَمَا يُهَاتِي أَي وَمَا يأْخذ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْهَاءُ فِي هَاتَى بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ فِي آتَى. والمُهَاتَاةُ: مُفاعَلَةٌ مِنْ قَوْلِكَ هاتِ. يُقَالُ: هَاتَى يُهَاتِي مُهَاتَاةً، الْهَاءُ فِيهَا أَصلية، وَيُقَالُ: بَلِ الْهَاءُ مُبَدَّلَةٌ مِنَ الأَلف الْمَقْطُوعَةِ فِي آتَى يُؤاتي، لَكِنَّ الْعَرَبَ قَدْ أَماتت كُلَّ شَيْءٍ مِنْ فِعْلِهَا غَيْرَ الأَمر بهاتِ. وَمَا أُهَاتِيك أَي مَا أَنا بمُعْطِيك، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِنْهُ هَاتَيْتُ وَلَا يُنهى بِهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي نُخَيْلَةَ: قُلْ لِفُراتٍ وأَبي الفُراتِ، ... ولِسَعِيدٍ صاحِبِ السَّوْآتِ: هَاتُوا كَمَا كُنّا لَكُمْ نُهَاتِي أَي نُهاتِيكم، فَلَمَّا قدَّم الْمَفْعُولَ وَصَلَهُ بِلَامِ الْجَرِّ. وَتَقُولُ: هَاتِ لَا هاتَيْتَ، وهَاتِ إِن كَانَتْ بِكَ مُهَاتَاةٌ. وإِذا أَمرت الرَّجُلَ بأَن يُعطِيك شَيْئًا قُلْتَ لَهُ: هَاتِ يَا رَجُلُ، وَلِلْاثْنَيْنِ هَاتِيا، وَلِلْجَمْعِ هَاتُوا، وللمرأَة هَاتي، فَزِدْتَ يَاءً فَرْقًا بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنثى، وللمرأَتين هاتِيا، وَلِجَمَاعَةِ النِّسَاءِ هاتِينَ مِثْلَ عاطِينَ. وَتَقُولُ: أَنت أَخذته فهَاتِه، وَلِلْاثْنَيْنِ أَنتما أَخذتماه فهَاتِيَاه، وَلِلْجَمَاعَةِ أَنتم أَخذتموه فَهَاتُوهُ، وللمرأَة أَنت أَخذتِه فهَاتيه، وَلِلْجَمَاعَةِ أَنتن أَخَذْتُنَّه فهاتِينَه. وَهَاتَاهُ إِذا ناوَلَه شَيْئًا. الْمُفَضَّلُ: هَاتِ وهَاتِيا وهَاتُوا أَي قَرِّبُوا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ* ؛ أَي قَرِّبُوا، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هَاتِ أَي أَعْطِ. وهَتَا الشيءَ هَتْواً: كسره وَطْأً بِرِجْلَيْهِ. والهِتْيُ والأَهْتَاء: سَاعَاتُ اللَّيْلِ. والأَتْهَاءُ: الصَّحاري البَعيدةُ. هثي: الهَثَيَانُ: الحَثْوُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. الأَزهري: هَثَى إِذا احْمَرَّ وجْهُه، وثَها إِذا حَمُقَ، وهَاثَاه إِذا مازَحَه ومايَله، وَثَاهَاهُ إِذا قاوَلَه. وَفِي تَرْجَمَةِ قَعْبَثَ: هِثْتُ لَهُ هَيْثاً إِذا حَثَوْتَ له.

هجا: هَجَاه يَهْجُوه هَجْواً وهِجاء وتَهْجَاء، مدود: شَتَمَهُ بالشِّعر، وَهُوَ خِلَافُ المَدْح. قَالَ اللِّيْثُ: هُوَ الوَقِيعةُ فِي الأَشْعار. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانًا هَجاني فاهْجُه اللَّهُمَّ مكانَ مَا هَجاني ؛ مَعْنَى قَوْلِهِ اهْجُه أَي جازِه عَلَى هِجائه إِيايَ جَزاءَ هِجائه، وَهَذَا كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ؛ فَالثَّانِي مُجازاةٌ وإِن وافَق اللفظُ اللفظَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ اللَّهُمَّ إِنَّ عَمْرَو بنَ العاصِ هَجَانِي، وَهُوَ يَعْلَمُ أَني لَسْتُ بِشَاعِرٍ، فاهْجُه اللَّهُمَّ والْعَنْه عدَدَ مَا هَجَانِي أَو مَكَانَ مَا هَجَانِي ، قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِهِ مَن يُرائي يُرائي اللهُ بِهِ أَي يُجازِيه عَلَى مُراءَاته. والمُهَاجَاةُ بَيْنَ الشاعِرَيْنِ: يَتهاجَيانِ. ابْنُ سِيدَهْ: وهَاجَيْتُه هَجَوْتُه وهَجَانِي. وَهُمْ يَتَهَاجَوْنَ: يَهْجُو بعضُهم بَعْضًا، وَبَيْنَهُمْ أُهْجُوَّةٌ وأُهْجِيّةٌ ومُهَاجَاةٌ يتَهاجَوْن بِهَا؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ يَهْجُو لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة: دَعي عَنْكِ تَهْجَاءَ الرِّجالِ، وأَقْبلي ... عَلَى أَذْلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا الأَذَلَغِيُّ: مَنْسُوبٌ إِلى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُبادة بْنِ عُقَيْلٍ رَهْطِ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة، وَكَانَ نَكَّاحاً، وَيُقَالُ: ذَكَرٌ أَذْلَغِيٌّ إِذا مَذى؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: فدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ، ... فصَرَخَتْ: قَدْ جُزْتَ أَقْصى المَسْلَكِ وَهُوَ مَهْجُوٌّ. وَلَا تَقُلْ هَجَيْتُه. والمرأَة تَهْجُو زَوْجَها أَي تَذُمُّ صُحبته؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: تَهْجُو صُحبة زَوْجِهَا أَي تَذُمُّه وتَشْكُو صُحْبتَه. أَبو زَيْدٍ: الهِجَاءُ القِراءَة، قَالَ: وَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي قَيْسٍ أَتَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: واللهِ مَا أَهْجُو مِنْهُ حَرفاً؛ يُرِيدُ مَا أَقْرَأُ مِنْهُ حَرْفاً. قَالَ: ورَوَيْتُ قَصِيدةً فَمَا أَهْجُو اليومَ مِنْهَا بَيْتَيْنِ أَي مَا أَرْوي. ابْنُ سِيدَهْ: والهِجَاء تَقْطِيعُ اللَّفْظَةِ بحُروفِها. وهَجَوْتُ الْحُرُوفَ وتَهَجَّيْتُها هَجْواً وهِجاء وهَجَّيْتها تَهْجِيةً وتَهَجَّيتُ كُلُّهُ بِمَعْنًى؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ لأَبي وَجْزةَ السَّعْدي: يَا دارَ أَسْماءَ، قَدْ أَقْوَتْ بأَنْشاجِ ... كالوَحْيِ، أَو كإِمامِ الكاتِبِ الهَاجِي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ، قَالَ: وَهَذَا عَلَى هِجَاء هَذَا أَي عَلَى شَكْلِه وقَدْرِهِ ومِثاله وَهُوَ مِنْهُ. وهَجُوَ يَوْمُنا: اشتَدَّ حَرُّه. والهَجَاةُ: الضِّفْدَعُ، وَالْمَعْرُوفُ الهاجةُ. وهَجِيَ البيتُ هَجْياً: انْكَشَفَ. وهَجِيَتْ عَيْنُ الْبَعِيرِ: غارَتْ. ابْنُ الأَعرابي: الهِجَى الشِّبعُ من الطَّعام. هدي: مِنْ أَسماء اللَّهِ تَعَالَى سُبْحَانَهُ: الهَادِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ مَعْرِفَتِهِ حَتَّى أَقرُّوا برُبُوبيَّته، وهَدى كُلَّ مَخْلُوقٍ إِلى مَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ فِي بَقائه ودَوام وجُوده. ابْنُ سِيدَهْ: الهُدى ضِدُّ الضَّلَالِ وَهُوَ الرَّشادُ، وَالدَّلَالَةُ أُنثى، وَقَدْ حُكِيَ فِيهَا التَّذْكِيرُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِيَزِيدَ بْنُ خَذَّاقٍ: وَلَقَدْ أَضاءَ لَكَ الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ ... سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ الهُدَى مُذَكَّرٌ، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ بَعْضُ بَنِي أَسد يُؤَنِّثُهُ، يَقُولُ: هَذِهِ هُدًى مُسْتَقِيمَةٌ. قَالَ أَبو إِسحاق: قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:

قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى * ؛ أَي الصِّراط الَّذِي دَعا إِليه هُوَ طَرِيقُ الْحَقِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ؛ أَي إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَ طريقَ الهُدَى مِنْ طَرِيق الضَّلال. وَقَدْ هَداه هُدًى وهَدْياً وهِدَايةً وهِديَةً وهَداه للدِّين هُدًى وهَداه يَهْدِيه فِي الدِّين هُدًى. وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ ؛ أَي بَيَّنَّا لَهُمْ طَرِيقَ الهُدى وَطَرِيقَ الضَّلَالَةِ فاسْتَحَبُّوا أَي آثرُوا الضَّلَالَةَ عَلَى الهُدَى. اللِّيْثُ: لُغَةُ أَهل الغَوْرِ هَدَيْتُ لَكَ فِي مَعْنَى بَيَّنْتُ لَكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَوَلم يُبَيِّنْ لَهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ سَلِ اللهَ الهُدَى ، وَفِي رِوَايَةٍ: قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وسَدِّدْني وَاذْكُرْ بالهُدَى هِدايَتك الطريقَ وبالسَّدادِ تَسْدِيدَك السَّهْمَ ؛ وَالْمَعْنَى إِذا سأَلتَ اللَّهَ الهُدَى فأَخْطِر بقَلْبك هِدايةَ الطَّريق وسَلِ اللَّهَ الْاسْتِقَامَةَ فِيهِ كَمَا تتَحَرَّاه فِي سُلوك الطَّرِيقِ، لأَنَّ سالكَ الفَلاة يَلزم الجادّةَ وَلَا يُفارِقُها خَوْفًا مِنَ الضَّلَالِ، وَكَذَلِكَ الرَّامِي إِذا رَمَى شَيْئًا سَدَّد السَّهم نَحْوَهُ ليُصِيبه، فأَخْطِر ذَلِكَ بِقَلْبِكَ لِيَكُونَ مَا تَنْويه مِنَ الدُّعاء عَلَى شَاكِلَةِ مَا تَسْتَعْمِلُهُ فِي الرَّمْيِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ؛ مَعْنَاهُ خَلَق كلَّ شَيْءٍ عَلَى الْهَيْئَةِ الَّتِي بِهَا يُنْتَفَعُ وَالَّتِي هِيَ أَصْلَحُ الخَلْقِ لَهُ ثُمَّ هَدَاهُ لمَعِيشته، وَقِيلَ: ثُمَّ هَداه لموضعِ مَا يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ، والأَوَّل أَبين وأَوضح، وَقَدْ هُدِيَ فاهْتَدَى. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِ ؛ يُقَالُ: هَدَيْتُ للحَقِّ وهَدَيْت إِلى الْحَقِّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، لأَنَّ هَدَيْت يَتَعدَّى إِلى المَهْدِيّين، والحقُّ يَتَعَدَّى بِحَرْفِ جَرٍّ، الْمَعْنَى: قُلِ اللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ لِلْحَقِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: سُنَّة الخُلفاء الرَّاشِدِين المَهْدِيّينَ ؛ المَهْدِيُّ: الَّذِي قَدْ هَداه اللَّهُ إِلى الْحَقِّ، وَقَدِ اسْتُعْمِل فِي الأَسماء حَتَّى صَارَ كالأَسماء الْغَالِبَةِ، وَبِهِ سُمي المهْدِيُّ الَّذِي بَشَّر بِهِ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنه يَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَيُرِيدُ بِالْخُلَفَاءِ المَهْدِيِّينَ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وإِن كَانَ عَامًّا فِي كُلِّ مَنْ سَارَ سِيرَتَهم، وَقَدْ تَهَدَّى إِلى الشَّيْءِ واهْتَدَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً ؛ قِيلَ: بِالنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ، وَقِيلَ: بأَن يَجْعَلَ جَزَاءَهُمْ أَن يَزِيدَهُمْ فِي يَقِينِهِمْ هُدًى كَمَا أَضَلَّ الفاسِق بِفِسْقِهِ، وَوَضْعُ الهُدَى مَوْضِعَ الاهْتداء. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: تابَ مِنْ ذَنْبِهِ وَآمَنَ برَبِّهِ ثُمَّ اهْتَدَى أَي أَقامَ عَلَى الإِيمان، وهَدَى واهْتَدَى بِمَعْنَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ لَا يَهْتدِي. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى ، بِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِيمَنْ قرأَ بِهِ، فإِن ابْنِ جِنِّي قَالَ: لَا يَخْلُو مِنْ أَحد أَمرين: إِما أَن تَكُونَ الْهَاءُ مُسَكَّنَةً الْبَتَّةَ فَتَكُونُ التَّاءُ مَنْ يَهْتَدِي مُخْتَلَسَةُ الْحَرَكَةِ، وإِما أَن تَكُونَ الدَّالُ مشدَّدة فَتَكُونُ الْهَاءُ مَفْتُوحَةً بِحَرَكَةِ التَّاءِ الْمَنْقُولَةِ إِليها أَو مَكْسُورَةً لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الدَّالِ الأُولى، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى ؛ يَقُولُ: يَعْبُدون مَا لَا يَقْدِر أَن يَنتقل عَنْ مَكَانِهِ إِلا أَن يَنْقُلُوه، قَالَ الزَّجَّاجُ: وَقُرِئَ أَمْ مَن لَا يَهْدْي ، بِإِسْكَانِ الْهَاءِ وَالدَّالِ، قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ وَهِيَ مَرْوِيَّةٌ، قَالَ: وقرأَ أَبو عَمْرٍو أَمْ مَن لَا يَهَدِّي، بِفَتْحِ الْهَاءِ، والأَصل لَا يَهْتَدِي. وقرأَ عاصم: أَمَّنْ لَا يَهِدِّي ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، بِمَعْنَى يَهْتَدِي أَيضاً، وَمَنْ قرأَ أَمْ مَنْ لَا يَهْدِي خَفِيفَةً، فَمَعْنَاهُ يَهْتَدِي أَيضاً. يُقَالُ: هَدَيْتُه فَهَدَى أَي اهْتَدَى؛ وَقَوْلُهُ أَنشده

ابْنُ الأَعرابي: إِنْ مَضَى الحَوْلُ وَلَمْ آتِكُمُ ... بِعَناجٍ تَهتدِي أَحْوَى طِمِرْ فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ تَهْتَدِي بأَحوى، ثُمَّ حَذَفَ الْحَرْفَ وأَوصل الْفِعْلَ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَى تَهْتَدِي هُنَا تَطْلُب أَن يَهْدِيها، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ اخْتَرَجْتُه فِي مَعْنَى اسْتَخْرَجَتُهُ أَي طَلَبْتُ مِنْهُ أَن يَخْرُج. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَدَاه اللهُ الطريقَ، وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ، وهَداه للطَّريقِ وإِلى الطريقِ هِدايةً وهَداه يَهْدِيه هِدايةً إِذا دَلَّه عَلَى الطَّرِيقِ. وهَدَيْتُه الطَّريقَ والبيتَ هِداية أَي عرَّفته، لُغَةَ أَهل الْحِجَازِ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: هَدَيْتُه إِلى الطَّرِيقِ وإِلى الدَّارِ؛ حَكَاهَا الأَخفش. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ هَدَيْتُهُ الطَّرِيقَ بِمَعْنَى عَرَّفْتُهُ فيُعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَيُقَالُ: هَدَيْتُهُ إِلى الطَّرِيقِ وَلِلطَّرِيقِ عَلَى مَعْنَى أَرشَدْته إِليها فيُعدَّى بِحَرْفِ الْجَرِّ كأَرْشَدْتُ، قَالَ: وَيُقَالُ: هَدَيْتُ لَهُ الطريقَ عَلَى مَعْنَى بَيَّنْتُ لَهُ الطَّرِيقَ، وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ، وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ، وَفِيهِ: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، مَعْنَى طَلَب الهُدَى مِنْهُ تَعَالَى، وَقَدْ هَداهُم أَنهم قَدْ رَغِبُوا مِنْهُ تَعَالَى التَّثْبِيتَ عَلَى الْهُدَى، وَفِيهِ: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ، وَفِيهِ: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ . وأَمّا هَدَيْتُ العَرُوس إِلى زَوْجِهَا فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنْ اللَّامِ لأَنه بِمَعْنَى زَفَفْتها إِليه، وأَمَّا أَهْدَيْتُ إِلى الْبَيْتِ هَدْياً فَلَا يَكُونُ إِلا بالأَلف لأَنه بِمَعْنَى أَرْسَلْتُ فَلِذَلِكَ جَاءَ عَلَى أَفْعَلْتُ. وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: بَلَغَنِي أَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبي سَلِيط قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حارِثةَ، وَقَدْ أَخَّر صَلَاةَ الظُّهْرِ: أَكانوا يُصَلُّون هَذِهِ الصَّلَاةَ السَّاعةَ؟ قَالَ: لَا واللهِ، فَما هَدَى مِمّا رَجَعَ أَي فَمَا بَيَّنَ وَمَا جَاءَ بحُجَّةٍ مِمّا أَجاب، إِنما قَالَ لَا واللهِ وسَكَتَ، والمَرْجُوعُ الْجَوَابُ فَلَمْ يجىءْ بِجَوَابٍ فِيهِ بَيَانٌ وَلَا حُجَّةَ لِمَا فَعَلَ مِنْ تأْخير الصَّلَاةِ. وهَدَى: بِمَعْنَى بيَّنَ فِي لُغَةِ أَهل الغَوْر، يَقُولُونَ: هَدَيْتُ لَكَ بِمَعْنَى بَيَّنْتُ لَكَ. وَيُقَالُ بِلُغَتِهِمْ نَزَلَتْ: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ . وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: رَجُل هَدُوٌّ عَلَى مِثَالِ عدُوٍّ، كأَنه مِنَ الهِداية، وَلَمْ يَحكها يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ الَّتِي حَصَرَهَا كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. وهَدَيْت الضالَّةَ هِدايةً. والهُدى: النَّهارُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: حَتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدى، والبِيدُ هاجِمةٌ ... يخْشَعْنَ فِي الآلِ غُلْفاً، أَو يُصَلِّينا والهُدى: إِخراج شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ. والهُدى أَيضاً: الطاعةُ والوَرَعُ. والهُدَى: الْهَادِي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً ؛ والطريقُ يسمَّى هُدًى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: قَدْ وكَّلَتْ بالهُدى إِنسانَ ساهِمةٍ، ... كأَنه مِنْ تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ وَفُلَانٌ لَا يَهْدي الطريقَ وَلَا يَهْتَدي وَلَا يَهَدِّي وَلَا يَهِدِّي، وَذَهَبَ عَلَى هِدْيَتِه أَي عَلَى قَصْده فِي الْكَلَامِ وَغَيْرِهِ. وَخُذْ فِي هِدْيَتِك أَي فِيمَا كُنْتَ فِيهِ مِنَ الْحَدِيثِ والعَمَل وَلَا تَعْدِل عَنْهُ. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ فِي بَابِ الْهَاءِ وَالْقَافِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حَدَّث بِحَدِيثٍ ثُمَّ عَدل عَنْهُ قَبْلَ أَن يَفْرُغ إِلى غَيْرِهِ: خُذْ عَلَى هِدْيَتِك، بِالْكَسْرِ، وقِدْيَتِك أَي خُذْ فِيمَا كُنْتَ فِيهِ وَلَا تَعْدِل عَنْهُ، وَقَالَ: كَذَا أَخبرني أَبو بَكْرٍ عَنْ شَمِرٍ، وَقَيَّدَهُ فِي كِتَابِهِ الْمَسْمُوعِ مِنْ شَمِرٍ: خُذْ فِي هِدْيَتِك وقِدْيَتِك أَي خُذْ فِيمَا كُنْتَ فِيهِ، بِالْقَافِ. ونَظَرَ

فُلَانٌ هِدْيَةَ أَمرِه أَي جِهةَ أَمرِه. وضلَّ هِدْيَتَه وهُدْيَتَه أَي لوَجْهِه؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحمر الْبَاهِلِيِّ: نَبَذَ الجُؤارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِه، ... لمَّا اخْتَلَلْتُ فؤادَه بالمِطْرَدِ أَي ترَك وجهَه الَّذِي كَانَ يُرِيدُه وسقَط لَمَّا أَنْ صَرَعْتُه، وضلَّ الموضعَ الَّذِي كَانَ يَقْصِدُ لَهُ برَوْقِه مِنَ الدَّهَش. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَذْهَب عَلَى هِدْيَتِه أَي عَلَى قَصْدِه. وَيُقَالُ: هَدَيْتُ أَي قصدْتُ. وَهُوَ عَلَى مُهَيْدِيَتِه أَي حَالِهِ؛ حَكَاهَا ثَعْلَبٌ، وَلَا مُكَبِّرَ لَهَا. وَلَكَ هُدَيّا هَذِهِ الفَعْلةِ أَي مِثلُها، وَلَكَ عِنْدِي هُدَيَّاها أَي مثلُها. وَرَمَى بِسَهْمٍ ثُمَّ رَمَى بآخرَ هُدَيَّاهُ أَي مثلِه أَو قَصْدَه. ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَبَقَ رَجُلَانِ فَلَمَّا سَبَقَ أَحدُهما صاحبَه تَبالحا فَقَالَ لَهُ المَسْبُوق: لِمَ تَسْبِقْني فَقَالَ السابقُ: فأَنت عَلَى هُدَيَّاها أَي أُعاوِدُك ثَانِيَةً وأَنت عَلَى بُدْأَتِكَ أَي أُعاوِدك؛ وتبالحا: وتَجاحَدا، وَقَالَ: فَعل بِهِ هُدَيَّاها أَي مِثلَها. وَفُلَانٌ يَهْدي هَدْيَ فُلَانٍ: يَفْعَلُ مِثْلَ فِعْلِهِ ويَسِير سِيرَته. وَفِي الْحَدِيثِ: واهْدُوا بهَدْي عَمَّارٍ أَي سِيرُوا بسِيرَتِه وتَهَيَّأُوا بهَيْئَتِه. وَمَا أَحسن هَدْيَه أَي سَمْتَه وَسُكُونَهُ. وَفُلَانٌ حسَنُ الهَدْي والهِدْيَةِ أَي الطَّرِيقَةِ والسِّيرة. وَمَا أَحْسَنَ هِدْيَتَهُ وهَدْيَه أَيضاً، بِالْفَتْحِ، أَي سِيرَته، وَالْجَمْعُ هَدْيٌ مِثْلَ تَمْرة وتَمْرٍ. وَمَا أَشبه هَدْيَه بهَدْي فُلَانٍ أَي سَمْتَه. أَبو عَدْنَانَ: فُلَانٌ حَسَنُ الهَدْي وَهُوَ حُسْنُ الْمَذْهَبِ فِي أُموره كُلِّهَا؛ وَقَالَ زيادةُ بْنُ زَيْدٍ الْعَدَوِيُّ: ويُخْبِرُني عَنْ غائبِ المَرْءِ هَدْيُه، ... كَفَى الهَدْيُ عَمَّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخْبِرا وهَدى هَدْيَ فُلَانٍ أَي سارَ سَيْره. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ لَيْسَ لِهَذَا الأَمر هِدْيةٌ وَلَا قِبْلةٌ وَلَا دِبْرةٌ وَلَا وِجْهةٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِن أَحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ أَي أَحسَنَ الطريقِ والهِداية وَالطَّرِيقَةِ وَالنَّحْوِ وَالْهَيْئَةِ، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: كُنَّا نَنْظُر إِلى هَدْيهِ ودَلِّه ؛ أَبو عُبَيْدٍ: وأَحدهما قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ الْآخَرِ؛ وَقَالَ عِمْرانُ بْنُ حِطَّانَ: وَمَا كُنتُ فِي هَدْيٍ عليَّ غَضاضةٌ، ... وَمَا كُنْتُ فِي مَخْزاتِه أَتَقَنَّعُ «4» وَفِي الْحَدِيثُ: الهَدْيُ الصَّالِحُ والسَّمْتُ الصالِحُ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزءاً مِنَ النبوَّة ؛ ابْنُ الأَثير: الهَدْيُ السِّيرةُ والهَيْئة وَالطَّرِيقَةُ، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن هَذِهِ الحالَ مِنْ شَمَائِلِ الأَنبياء مِنْ جُمْلَةِ خِصَالِهِمْ وأَنها جُزْء مَعْلُومٌ مِنْ أَجْزاء أَفْعالهم، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَن النُّبُوَّةَ تَتَجَزَّأُ، وَلَا أَنَ مَنْ جَمَعَ هَذِهِ الخِلال كَانَ فِيهِ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوّة، فإِن النبوّةَ غَيْرُ مُكْتَسبة وَلَا مُجْتَلَبةٍ بالأَسباب، وإِنما هِيَ كرامةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِالنُّبُوَّةِ مَا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّةُ وَدَعَتْ إِليه، وتَخْصيصُ هَذَا الْعَدَدِ مِمَّا يستأْثر النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، بِمَعْرِفَتِهِ. وكلُّ متقدِّم هادٍ. والهَادِي: العُنُقُ لِتُقَدِّمِهُ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ النُّكْري: جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابى، ... وهَادِيها كأَنْ جِذْعٌ سَحُوقُ وَالْجُمْعُ هَوادٍ. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه بَعَثَ إِلى ضُباعةَ وذَبَحت شَاةً فطَلَب مِنْهَا فَقَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلا الرَّقَبَةُ فبَعَثَ إِليها أَن أَرْسِلي بها فإِنها هَادِيَةُ الشاةِ. والهَادِيَةُ والهَادِي: العنُقُ لأَنها تَتَقَدَّم عَلَى البدَن ولأَنها تَهْدي الجَسَد.

_ (4). قوله [في مخزاته] الذي في التهذيب: من مخزاته.

الأَصمعي: الهادِيَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُه وَمَا تقَدَّمَ مِنْهُ، وَلِهَذَا قِيلَ: أَقْبَلَتْ هَوَادِي الخيلِ إِذا بَدَتْ أَعْناقُها. وَفِي الْحَدِيثِ: طَلَعَتْ هَوَادِي الْخَيْلِ يَعْنِي أَوائِلَها. وهَوَادِي اللَّيْلِ: أَوائله لِتَقَدُّمِهَا كتقدُّم الأَعناق؛ قَالَ سُكَيْن بْنُ نَضْرةَ البَجَليّ: دَفَعْتُ بِكَفِّي الليلَ عَنْهُ وَقَدْ بَدَتْ ... هَوَادِي ظَلامِ الليلِ، فالظِّلُّ غامِرُهُ وهَوَادِي الْخَيْلِ: أَعْناقُها لأَنها أَولُ شَيْءٍ مِنْ أَجْسادِها، وَقَدْ تَكُونُ الهَوَادِي أَولَ رَعيل يَطْلُع مِنْهَا لأَنها المُتَقَدِّمة. وَيُقَالُ: قَدْ هَدَت تَهْدِي إِذا تَقَدَّمتْ؛ وَقَالَ عَبِيد يَذْكُرُ الْخَيْلَ: وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً، ... تَهْدِي أَوائلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ أَي يَتَقَدَّمُهن؛ وَقَالَ الأَعشى وَذَكَرَ عَشاه وأَنَّ عَصاه تَهْدِيه: إِذا كَانَ هَادِي الفَتى في البلادِ، ... صَدْرَ القَناةِ، أَطاع الأَمِيرا وَقَدْ يَكُونُ إِنما سَمَّى العَصا هَادِياً لأَنه يُمْسِكها فَهِيَ تَهْديه تتقدَّمه، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الهِدَايَةِ لأَنها تَدُلُّه عَلَى الطَّرِيقِ، وَكَذَلِكَ الدليلُ يُسَمَّى هَادِياً لأَنه يَتَقَدَّم القومَ وَيَتْبَعُونَهُ، وَيَكُونُ أَن يَهْدِيَهم للطريقِ. وهَادِيَاتُ الوَحْشِ: أَوائلُها، وَهِيَ هَوَادِيها. والهَادِيَةُ: المتقدِّمة مِنَ الإِبل. والهَادِي: الدَّلِيلُ لأَنه يَقْدُمُ القومَ. وهَدَاه أَي تَقَدَّمه؛ قَالَ طَرَفَةُ: لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ، ... حيثُ تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ وهَادِي السهمِ: نَصْلُه؛ وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: كأَنَّ دِماء الهَادِيَاتِ بنَحْرِه ... عُصارة حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ يَعْنِي بِهِ أَوائلَ الوَحْشِ. وَيُقَالُ: هُوَ يُهَادِيه الشِّعرَ، وهَادَانِي فُلَانٌ الشِّعرَ وهَادَيْتُه أَي هَاجَانِي وهاجَيْتُه. والهَدِيَّةُ: مَا أَتْحَفْتَ بِهِ، يُقَالُ: أَهْدَيْتُ لَهُ وإِليه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنها أَهْدَتْ إِلى سُلَيْمَانَ لَبِنة ذَهَبٍ، وَقِيلَ: لَبِنَ ذَهَبٍ فِي حَرِيرٍ، فأَمر سُلَيْمَانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بلَبِنة الذَّهَبِ فطُرحت تَحْتَ الدوابِّ حَيْثُ تَبولُ عَلَيْهَا وتَرُوث، فصَغُر في أَعينهم ما جاؤُوا بِهِ، وَقَدْ ذَكَرَ أَن الْهَدِيَّةَ كَانَتْ غَيْرُ هَذَا، إِلا أَن قَوْلَ سُلَيْمَانَ: أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ؟ يَدُلُّ عَلَى أَن الْهَدِيَّةَ كَانَتْ مَالًا. والتَّهَادِي: أَن يُهْدي بعضُهم إِلى بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: تَهَادُوا تَحابُّوا ، وَالْجَمْعُ هَدَايا وهَدَاوَى، وَهِيَ لُغَةُ أَهل الْمَدِينَةِ، وهَدَاوِي وهَدَاوٍ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، أَما هَدايا فَعَلَى الْقِيَاسِ أَصلها هَدائي، ثُمَّ كُرهت الضَّمَّةُ عَلَى الْيَاءِ فأُسكنت فَقِيلَ هَدائيْ، ثُمَّ قُلِبَتِ الْيَاءُ أَلفاً اسْتِخْفَافًا لِمَكَانِ الْجَمْعِ فَقِيلَ هَداءا، كَمَا أَبدلوها فِي مَدارَى وَلَا حَرْفَ عِلَّةٍ هُنَاكَ إِلا الْيَاءَ، ثُمَّ كَرِهُوا هَمْزَةً بَيْنَ أَلفين لأَن الْهَمْزَةَ بِمَنْزِلَةِ الأَلف، إِذ لَيْسَ حَرْفٌ أَقرب إِليها مِنْهَا، فَصَوَّرُوهَا ثَلَاثَ هَمَزَاتٍ فأَبدلوا مِنَ الْهَمْزَةِ يَاءً لِخِفَّتِهَا ولأَنه لَيْسَ حَرْفٌ بَعْدَ الأَلف أَقرب إِلى الْهَمْزَةِ مِنَ الْيَاءِ، وَلَا سَبِيلَ إِلى الأَلف لِاجْتِمَاعِ ثَلَاثِ أَلفات فَلَزِمَتِ الْيَاءُ بَدَلًا، وَمَنْ قَالَ هَداوَى أَبدل الْهَمْزَةَ وَاوًا لأَنهم قَدْ يُبْدِلُونَهَا مِنْهَا كَثِيرًا كبُوس وأُومِن؛ هَذَا كُلُّهُ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وزِدْته أَنا إِيضَاحًا، وأَما هَدَاوِي فَنَادِرٌ، وأَما هَداوٍ فَعَلَى أَنهم حَذَفُوا الْيَاءَ مِنْ هَداوي حَذْفًا ثُمَّ عَوَّضَ مِنْهَا التَّنْوِينَ. أَبو زَيْدٍ: الهَدَاوَى لُغَةُ

عُلْيا مَعَدٍّ، وسُفْلاها الهَدَايا. وَيُقَالُ: أَهْدَى وهَدَّى بِمَعْنًى وَمِنْهُ: أَقولُ لَهَا هَدِّي وَلَا تَذْخَري لَحْمي «1» وأَهْدَى الهَدِيَّةَ إِهْداءً وهَدَّاها. والمِهْدَى، بِالْقَصْرِ وَكَسْرِ الْمِيمِ: الإِناء الَّذِي يُهْدَى فِيهِ مِثْلَ الطَّبَقِ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ: مِهْداكَ أَلأَمُ مِهْدًى حِينَ تَنْسُبُه، ... فُقَيْرةٌ أَو قَبيحُ العَضْدِ مَكْسُورُ وَلَا يُقَالُ للطَّبَقِ مِهْدًى إِلَّا وَفِيهِ مَا يُهْدَى. وامرأَة مِهْداءٌ، بِالْمَدِّ، إِذا كَانَتْ تُهْدي لِجَارَاتِهَا. وَفِي الْمُحَكَمِ: إِذا كَانَتْ كَثِيرَةَ الإِهْداء؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وإِذا الخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ المَحْلِ، ... وصارَتْ مِهْداؤُهُنَّ عَفِيرا «2» وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ مِهْدَاءٌ: مِنْ عَادَتِهِ أَن يُهْدِيَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ هَدَى زُقاقاً كَانَ لَهُ مِثْلُ عِتْقِ رَقَبةٍ ؛ هُوَ مِنْ هِدَايَةِ الطريقِ أَي مَنْ عَرَّف ضَالًّا أَو ضَرِيراً طَرِيقَه، وَيُرْوَى بِتَشْدِيدِ الدَّالِ إِمَّا لِلْمُبَالَغَةِ مِنَ الهِداية، أَو مِنَ الهَدِيَّةِ أَي مَنْ تصدَّق بزُقاق مِنَ النَّخْلِ، وَهُوَ السِّكَّةُ والصَّفُّ مِنْ أَشجاره، والهِداءُ: أَن تجيءَ هَذِهِ بطعامِها وَهَذِهِ بِطَعَامِهَا فتأْكُلا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ: العَرُوس؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: برَقْمٍ ووَشْيٍ كَمَا نَمْنَمَتْ ... بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ والهِدَاء: مَصْدَرُ قَوْلِكَ هَدَى العَرُوسَ. وهَدَى العروسَ إِلى بَعْلِها هِداء وأَهْدَاها واهْتَدَاها؛ الأَخيرة عَنْ أَبي عَلِيٍّ؛ وأَنشد: كذَبْتُمْ وبَيتِ اللهِ لَا تَهْتَدُونَها وَقَدْ هُدِيَتْ إِليه؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فإِنْ تَكُنِ النِّساءُ مُخَبَّآتٍ، ... فحُقَّ لكلِّ مُحْصِنةٍ هِداء ابْنُ بُزُرْج: واهْتَدَى الرجلُ امرأَتَه إِذا جَمَعَها إِليه وضَمَّها، وَهِيَ مَهْدِيَّةٌ وهَدِيٌّ أَيضاً، على فَعِيلٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: أَلا يَا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيّ، ... كرَجْعِ الوَشْمِ فِي كَفِّ الهَدِيّ والهَدِيُّ: الأَسيرُ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ يَذْكُرُ طَرفة ومَقْتل عَمرو بْنِ هِند إِياه: كطُرَيْفَةَ بنِ العَبْدِ كَانَ هَدِيَّهُمْ، ... ضَرَبُوا صَمِيمَ قَذالِه بِمُهَنَّدِ قَالَ: وأَظن المرأَة إِنما سُمِّيَتْ هَدِيًّا لأَنها كالأَسِير عِنْدَ زَوْجِهَا؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: كَرَجْعِ الْوَشْمِ فِي كَفِّ الهَدِيّ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ سُمِّيَتْ هَدِيًّا لأَنها تُهْدَى إِلى زَوْجِهَا، فَهِيَ هَدِيٌّ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ. والهَدْيُ: مَا أُهْدِيَ إِلى مَكَّةَ مِنَ النَّعَم. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ، وَقُرِئَ: حَتَّى يَبْلُغَ الهَدِيُّ مَحِلَّه ، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، الْوَاحِدَةُ هَدْيَةٌ وهَدِيَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي قرأَه بِالتَّشْدِيدِ الأَعرج وَشَاهِدُهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقُ: حَلَفْتُ برَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّى، ... وأَعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ وَشَاهِدُ الهَدِيَّةِ قولُ ساعدةَ بْنِ جُؤَيَّة:

_ (1). قوله [أقول لها إلخ] صدره كما في الأساس: لقد علمت أم الأديبر أنني (2). قوله [اغبررن] كذا في الأصل والمحكم هنا، ووقع في مادة ع ف ر: اعتررن خطأ.

إِنِّي وأَيْدِيهم وَكُلَّ هَدِيَّة ... مِمَّا تَثِجُّ لَهُ تَرائِبُ تَثْعَبُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الهَدْيُ، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ، والهَدِيُّ، بِالتَّثْقِيلِ عَلَى فَعِيل، لُغَةُ بَنِي تَمِيمٍ وسُفْلى قَيْسٍ، وَقَدْ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا: حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ . ويقال: ما لي هَدْيٌ إِن كَانَ كَذَا، وَهِيَ يَمِينٌ. وأَهْدَيْتُ الهَدْيَ إِلى بَيْتِ اللهِ إِهْدَاءً. وَعَلَيْهِ هَدْيَةٌ أَي بَدَنة. اللِّيْثُ وَغَيْرُهُ: مَا يُهْدى إِلى مَكَّةَ مِنَ النَّعَم وَغَيْرِهِ مِنْ مَالٍ أَو متاعٍ فَهُوَ هَدْيٌ وهَدِيٌّ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الإِبل هَدِيًّا، وَيَقُولُونَ: كَمْ هَدِيُّ بَنِي فُلَانٍ؛ يُعْنُونَ الإِبل، سُمِّيَتْ هَدِيّاً لأَنها تُهْدَى إِلى الْبَيْتِ. غَيْرُهُ: وَفِي حَدِيثِ طَهْفةَ فِي صِفة السَّنةِ هَلَكَ الهَدِيُّ وَمَاتَ الوَديُ ؛ الهَدِيُّ، بِالتَّشْدِيدِ: كالهَدْي بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ مَا يُهْدى إِلى البَيْتِ الحَرام مِنَ النَّعَمِ لتُنْحَر فأُطلق عَلَى جَمِيعِ الإِبل وإِن لَمْ تَكُنْ هَدِيّاً تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِبَعْضِهِ، أَراد هَلَكَتِ الإِبل ويَبِسَتِ النَّخِيل. وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: فكأَنَّما أَهْدَى دَجاجةً وكأَنما أَهْدَى بَيْضةً ؛ الدَّجاجةُ والبَيضةُ لَيْسَتَا مِنَ الهَدْيِ وإِنما هُوَ مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ، وَفِي الْغَنَمِ خِلَافٌ، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى حُكْمِ مَا تَقدَّمه مِنَ الْكَلَامِ، لأَنه لَمَّا قَالَ أَهْدَى بَدَنَةً وأَهْدَى بَقَرَةً وَشَاةَ أَتْبَعه بالدَّجاجة وَالْبَيْضَةِ، كَمَا تَقُولُ أَكلت طَعاماً وشَراباً والأَكل يُخْتَصُّ بِالطَّعَامِ دُونَ الشَّرَابِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: مُتَقَلِّداً سَيفاً ورُمْحاً والتَّقَلُّدُ بِالسَّيْفِ دُونَ الرُّمْحِ. وفلانٌ هَدْيُ بَنِي فُلَانٍ وهَدِيُّهمْ أَي جارُهم يَحرم عَلَيْهِمْ مِنْهُ مَا يَحْرُم مِنَ الهَدْي، وَقِيلَ: الهَدْيُ والهَدِيُّ الرَّجُلُ ذُو الْحُرْمَةِ يأْتي الْقَوْمَ يَسْتَجِير بِهِمْ أَو يأْخذ مِنْهُمْ عَهْداً، فَهُوَ، مَا لَمْ يُجَرْ أَو يأْخذِ العهدَ، هَدِيٌّ، فإِذا أَخَذ العهدَ مِنْهُمْ فَهُوَ حِينَئِذٍ جارٌ لَهُمْ؛ قَالَ زُهَيْرٌ: فلَمْ أَرَ مَعْشَراً أَسَرُوا هَدِيّاً، ... ولمْ أَرَ جارَ بَيْتٍ يُسْتَباءُ وقال الأَصمعي فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: هُوَ الرَّجل الَّذِي لَهُ حُرمة كحُرمة هَدِيِّ الْبَيْتِ، ويُسْتَباء: مِنَ البَواء أَي القَوَدِ أَي أَتاهم يَسْتَجير بِهِمْ فقَتلُوه بِرَجُلٍ مِنْهُمْ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ فِي قِرْواشٍ: هَدِيُّكُمُ خَيْرٌ أَباً مِنْ أَبِيكُمُ، ... أَبَرُّ وأَوْفى بالجِوارِ وأَحْمَدُ وَرَجُلٌ هِدانٌ وهِداءٌ: للثَّقِيل الوَخْمِ؛ قَالَ الأَصمعي: لَا أَدري أَيّهما سَمِعْتُ أَكثر؛ قَالَ الرَّاعِي: هِداءٌ أَخُو وَطْبٍ وصاحِبُ عُلْبةٍ ... يَرى المَجْدَ أَن يَلْقى خِلاءً وأَمْرُعا «1» ابْنُ سِيدَهْ: الهِداء الرَّجُلُ الضَّعِيفُ البَليد. والهَدْيُ: السُّكون؛ قَالَ الأَخطل: وَمَا هَدى هَدْيَ مَهْزُومٍ وَمَا نَكَلا يَقُولُ: لَمْ يُسْرِعْ إِسْراعَ المُنْهَزم وَلَكِنْ عَلَى سُكُونٍ وهَدْيٍ حَسَنٍ. والتَّهادِي: مَشْيُ النِّساء والإِبل الثِّقال، وَهُوَ مَشْيٌ فِي تَمايُل وَسُكُونٍ. وَجَاءَ فُلَانٌ يُهَادَى بَيْنَ اثْنَيْنِ إِذا كَانَ يَمْشِي بَيْنَهُمَا مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا مِنْ ضَعْفِهِ وتَمايُله. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يُهادَى بَيْنَ رَجُلَيْن ؛ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَنه كَانَ يَمْشِي بَيْنَهُمَا يَعْتَمِدُ عَلَيْهِمَا مِنْ ضَعْفِه وتَمايُلِه، وَكَذَلِكَ كلُّ مَن فَعَلَ بأَحد فَهُوَ يُهَادِيه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

_ (1). قوله [خلاء] ضبط في الأصل والتهذيب بكسر الخاء.

يُهَادِينَ جَمَّاء المَرافِقِ وَعْثةً، ... كَلِيلةَ حَجْمِ الكَعْبِ رَيَّا المُخَلْخَلِ وإِذا فَعلت ذَلِكَ المرأَة وتَمايَلَتْ فِي مِشْيتها مِنْ غَيْرِ أَن يُماشِيها أَحد قِيلَ: تَهَادَى؛ قَالَ الأَعشى: إِذا مَا تأَتَّى تُريدُ القِيام، ... تَهَادَى كَمَا قَدْ رأَيتَ البَهِيرا وجئتُكَ بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليلِ، وهَدِيٍّ لُغَةٌ فِي هَدْءٍ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. والهَادِي: الراكِسُ، وَهُوَ الثَّوْرُ فِي وَسَطِ البَيْدَر يَدُور عَلَيْهِ الثِّيرانُ فِي الدِّراسة؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَمَا فَضْلةٌ مِنْ أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بِهَا ... مُذَكَّرةٌ عنْسٌ كهَادِيَةِ الضَّحْلِ أَراد بهَادِيَةِ الضَّحْلِ أَتانَ الضَّحْلِ، وَهِيَ الصَّخْرَةُ المَلْساء. والهادِيَةُ: الصَّخْرَةُ النابتةُ فِي الماء. هذي: الهَذَيانُ: كَلَامٌ غَيْرُ مَعْقُولٍ مِثْلُ كَلَامِ المُبَرْسَم والمَعْتُوه. هَذَى يَهْذِي هَذْياً وهَذَيَاناً: تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ غَيْرِ مَعْقُولٍ فِي مَرَضٍ أَو غَيْرِهِ، وهَذَى إِذا هذَرَ بِكَلَامٍ لَا يُفْهَمُ، وهَذَى بِهِ: ذَكَره فِي هُذائه، وَالْاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الهُذَاء. وَرَجُلٌ هَذَّاءٌ وهَذَّاءَةٌ: يَهْذي فِي كَلَامِهِ أَو يهْذي بِغَيْرِهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ، ... مُوشِكُ السِّقْطةِ ذُو لُبٍّ نَثِرْ هَذَى فِي منْطِقه يَهْذِي ويَهْذُو. وهَذَوْتُ بِالسَّيْفِ: مِثْلُ هَذَذْتُ. وأَما هَذَا وهَذَان فَالْهَاءُ فِي هَذَا تَنْبِيهٌ، وَذَا إِشارة إِلى شيءٍ حَاضِرٍ، والأَصل ذَا ضُمَّ إِليها ها، وقد تقدم. هرا: الهِرَاوَةُ: العَصا، وَقِيلَ: الْعَصَا الضَّخمةُ، وَالْجَمْعُ هَرَاوَى، بِفَتْحِ الْوَاوِ عَلَى الْقِيَاسِ مِثْلُ المَطايا، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الإِداوةِ، وهُرِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وكأَن هُرِيّاً وهِرِيّاً إِنما هُوَ عَلَى طَرْح الزَّائِدِ، وَهِيَ الأَلف فِي هِراوة، حَتَّى كأَنه قَالَ هَرْوَة ثُمَّ جَمَعه عَلَى فُعول كَقَوْلِهِمْ مَأْنةٌ ومُؤُونٌ وصَخْرة وصُخور؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: يُنَوَّخُ ثُمَّ يُضرَبُ بالهَرَاوَى، ... فَلَا عُرْفٌ لَدَيْه وَلَا نَكِيرُ وأَنشد أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ: رأَيتك لَا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً، ... إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَرَاوَى الدَّمامِكُ قَالَ: وَيُرْوَى الهِرِيُّ، بِكَسْرِ الْهَاءِ. وهَرَاه بالهِراوةِ يَهْرُوه هَرْواً وتَهَرَّاه: ضرَبه بالهِراوةِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مِلْقَط الطَّائِيُّ: يَكْسى وَلَا يَغْرَثُ مَمْلُوكُها، ... إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيَهْ وهَرَيْتُه بالعَصا: لُغَةٌ فِي هَرَوْتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: وإِنْ تَهَرَّاهُ بِهَا العَبْدُ الهارْ «2» وهَرا اللحمَ هَرْواً: أَنْضَجه؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي مَالِكٍ وَحْدَهُ؛ قَالَ: وَخَالَفَهُ سَائِرُ أَهل اللُّغَةِ فَقَالَ هَرَأَ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: وخَرج صاحبُ الهِرَاوَةِ ؛ أَراد بِهِ سيدَنا رسولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنه كَانَ يُمْسِك القَضِيب بِيَدِهِ كَثِيرًا، وَكَانَ يُمْشى بالعَصا بَيْنَ يَدَيْهِ وتُغْرَزُ لَهُ فيُصَلِّي إِليها، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ (2). قوله [وإن تهراه إلخ] قبله كما في التهذيب: لَا يَلْتَوِي مِنَ الْوَبِيلِ القسبار

وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه قَالَ لحَنِيفةِ «1» النَّعَمِ، وَقَدْ جَاءَ مَعَهُ بيَتيمٍ يَعْرِضُه عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ قارَبَ الاحتِلامَ ورآه نائماً فقال: لعَظُمَت هَذِهِ هِراوةُ يَتيمٍ أَي شَخْصُه وجُثَّتُه، شبَّهه بالهِرَاوَة، وَهِيَ العَصا، كأَنه حِينَ رَآهُ عَظِيمَ الجُثّة اسْتَبْعَدَ أَن يُقَالَ لَهُ يَتِيمٌ لأَنّ اليُتْم فِي الصِّغَر. والهُرْيُ: بَيْتٌ كَبِيرٌ ضَخْم يُجْمَع فِيهِ طَعام السُّلْطانِ، وَالْجَمْعُ أَهْرَاء؛ قَالَ الأَزهريّ: وَلَا أَدرِي أَعربي هُوَ أَم دَخِيلٌ. وهَراةُ: مَوضِعٌ، النَّسَبُ إِليه هَرَوِيٌّ، قُلِبَتِ الْيَاءُ وَاوًا كَرَاهِيَةَ تَوَالِي الياءَات؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَنّ لَامَ هَرَاةَ يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا، وإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهَا وَقَفْتَ بِالْهَاءِ، وإِنما قِيلَ مُعاذ الهَرَّاء لأَنه كَانَ يَبِيع الثيابَ الهَرَوِيّة فَعُرِفَ بِهَا ولُقِّب بِهَا؛ قَالَ شَاعِرٌ مِنْ أَهل هَراةَ لَمَّا افْتَتَحَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ سَنَةَ 66: عاوِدْ هَرَاةَ، وإِنْ مَعْمُورُها خَرِبا، ... وأَسْعِدِ اليومَ مَشْغُوفاً إِذا طَرِبا وارْجِعْ بِطَرْفِكَ نَحْوَ الخَنْدَقَيْنَ تَرَى ... رُزءاً جَليلًا، وأَمْراً مُفْظِعاً عَجَبا: هَامًا تَزَقَّى وأَوْصالًا مُفَرَّقةً، ... ومَنْزِلًا مُقْفِراً مِنْ أَهْلِه خَرِبا لَا تَأْمَنَنْ حَدَثاً قَيْسٌ وَقَدْ ظَلَمَتْ، ... إِنْ أَحْدَثَ الدَّهْرُ فِي تَصْرِيفه عُقَبا مُقَتَّلُون وقَتّالونَ، قَدْ عَلِمُوا ... أَنَّا كذلِك نَلْقَى الحَرْبَ والحَرَبا وهَرَّى فُلَانٌ عِمامته تَهْرِيَةً إِذَا صَفَّرها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ بَعْدَ ما ... أَراك زَمَانًا فاصِعاً لَا تَعَصَّبُ وَفِي التَّهْذِيبِ: حاسِراً لَا تَعَصَّبُ؛ مَعْنَاهُ جَعَلْتَهَا هَرَوِية، وَقِيلَ: صَبَغْتَها وصفَّرتها، وَلَمْ يُسْمَعْ بِذَلِكَ إِلا فِي هَذَا الشِّعْرِ، وَكَانَتْ ساداتُ الْعَرَبِ تَلْبَسُ العمَائم الصُّفر، وَكَانَتْ تُحمَل مِنْ هَراةَ مَصْبوغةً فَقِيلَ لِمَنْ لَبِسَ عِمَامَةً صَفْرَاءَ: قَدْ هَرَّى عِمامته، يُرِيدُ أَن السَّيِّدَ هُوَ الَّذِي يتَعمَّم بالعِمامة الصَّفْرَاءِ دُونَ غَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: هَرَّيت العِمامة لَبِسْتَهَا صَفْراء. ابْنُ الأَعرابي: ثَوْبٌ مُهَرًّى إِذا صُبِغَ بالصَّبِيب، وَهُوَ مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ، ومُهَرًّى أَيضاً إِذا كَانَ مَصْبُوغًا كَلَوْنِ المِشْمِش والسِّمسم. ابْنُ الأَعرابي: هَارَاه إِذا طانَزَه، وَرَاهَاهُ إِذا حامَقَه. والهِرَاوَةُ: فَرس الرَّيان بْنُ حُوَيْصٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافِيُّ عِنْدَ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ عَزَبٌ وأَعْزابٌ فِي بَابِ تَكْسِيرِ صِفَةِ الثُّلَاثِيِّ: كَانَ لِعَبْدِ الْقَيْسِ فَرَسٌ يُقَالُ لَهَا هِرَاوَةُ الأَعْزاب، يَرْكَبُهَا العَزَبُ ويَغْزُو عَلَيْهَا، فإِذا تأَهَّل أَعْطَوْها عَزَباً آخَرَ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ لَبِيَدٌ: يَهْدِي أَوائِلَهُنّ كُلُّ طِمِرَّةٍ ... جَرْداء مِثْلِ هِرَاوَةِ الأَعْزابِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْقَضَى كَلَامُ أَبي سَعِيدٍ، قَالَ: وَالْبَيْتُ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ لَا لِلْبَيْدٍ. وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ أَبي سَلَمَةَ أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ ذَاكَ الهُرَاء شَيْطَانٌ

_ (1). قوله [وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ لحنيفة إلخ] نص التكملة: وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ حنيفة النعم أتاه فأشهده ليتيم في حجره بأربعين من الإِبل التي كانت تسمى المطيبة في الجاهلية فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: فأين يتيمك يا أبا حذيم؟ وكان قد حمله معه، قال: هو ذاك النائم، وكان يشبه المحتلم. فَقَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعظمت هذه هِرَاوَة يتيم، يريد شخص اليتيم وشطاطه شبه بالهراوة.

وُكِّل بالنُّفوس ، قِيلَ: لَمْ يُسْمَعِ الهُرَاء أَنه شَيْطَانٌ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: والهُراء فِي اللُّغَةِ السَّمْحُ الجَوادُ والهَذَيانُ، وَاللَّهُ أَعلم. هسا: ابْنُ الأَعرابي: الأَهْسَاء المُتَحَيِّرُونَ. هصا: ابْنُ الأَعرابي: هاصاهُ إِذا كَسَرَ صُلْبَهُ، وصاهاهُ: رَكِبَ صَهْوَته. والأَهصاء: الأَشِداء. وهَصا إِذا أَسَنَّ. هضا: ابْنُ الأَعرابي: هاضاهُ إِذا اسْتَحْمَقَه واسْتَخَفَّ بِهِ. والأَهْضَاء: الجَماعات مِنَ النَّاسِ. هطا: ابْنُ الأَعرابي: هَطَا إِذا رَمَى، وَطَهَا إِذا وَثَب. هفا: هَفا فِي الْمَشْيِ هَفْواً وهَفَواناً: أَسرع وخَفَّ فِيهِ، قَالَهَا فِي الَّذِي يَهْفُو بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض. وهَفَا الظَّبْي يَهْفُو عَلَى وَجْهِ الأَرض هَفْواً: خَفَّ واشْتَدَّ عَدْوُه. ومرَّ الظبيُ يَهْفُو: مِثْلُ قَوْلِكَ يَطْفُو؛ قَالَ بِشْرٌ يَصِفُ فَرَسًا: يُشَبِّه شَخْصُها، والخَيْلُ تَهْفُو ... هُفُوًّا، ظِلَّ فَتْخاءِ الجَناحِ وهَوَافِي الإِبل: ضَوالُّها كهَوامِيها. وَرُويَ أَن الجارُودَ سأَل النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنْ هَوَافِي الابِلِ ، وَقَالَ قَوْمٌ هَوامِي الإِبل؛ وَاحِدَتُهَا هافِيةٌ مَنْ هَفا الشَّيْءُ يَهْفُو إِذا ذَهَب. وهَفا الطائرُ إِذا طارَ، والرِّيحُ إِذا هَبَّتْ. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه وَلَّى أَبا غاضِرةَ الهَوَافِيَ أَي الإِبلَ الضَّوالَّ. وَيُقَالُ لِلظَّلِيمِ إِذا عَدا: قَدْ هَفا، وَيُقَالُ الأَلف اللَّيِّنَةُ هافِيةٌ فِي الهَواء. وهَفا الطائرُ بجناحَيْهِ أَي خَفَقَ وطارَ؛ قَالَ: وهْوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، ... مِرْجَمُ حَرْبٍ تَلْتَظِي حِرابُه قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ القَلْبُ والرِّيحُ بِالْمَطَرِ تَطْرُدُه، والهَفَاء مَمْدُودٌ مِنْهُ؛ قَالَ: أَبَعْدَ انْتِهاء القَلْبِ بَعْدَ هَفَائِه، ... يَرُوحُ عَلَيْنا حُبُّ لَيْلَى ويَغْتَدِي؟ وَقَالَ آخَرُ: أُولئكَ مَا أَبْقَيْنَ لِي مِنْ مُرُوءتي ... هَفَاء، وَلَا أَلْبَسْنَني ثَوبَ لاعِبِ وَقَالَ آخَرُ: سائلةُ الأَصْداغِ يَهَفُو طاقُها والطاقُ: الكِساء، وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ فِي أَثْنَاءِ كَلَامِهِ عَلَى وهف؛ وَقَالَ آخَرُ: يَا ربِّ فَرِّقْ بَيْنَنا، يَا ذَا النِّعَمْ، ... بشَتْوةٍ ذاتِ هَفَاء ودِيَمْ والهَفْوَةُ: السَّقْطة والزَّلَّة. وَقَدْ هَفا يَهْفُو هَفْواً وهَفْوةً. والهَفْوُ: الذَّهاب فِي الْهَوَاءِ وهَفَا الشَّيْءُ فِي الْهَوَاءِ: ذَهَبَ. وهَفَت الصُّوفة فِي الهَواء تَهْفُو هَفْواً وهُفُوًّا: ذَهَبَتْ، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ. ورَفارِفُ الفُسطاط إِذا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ قُلْتَ: يَهْفُو وتَهْفُو بِهِ الرِّيحُ، وهَفَت بِهِ الرّيحُ: حرَّكته وذَهَبت بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: إِلى مَنابِتِ الشِّيحِ ومَهَافِي الرِّيحِ ؛ جَمْعُ مَهْفًى وَهُوَ مَوْضِعُ هُبُوبها فِي الْبَرَارِي. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: تَهْفُو مِنْهُ الرِّيحُ بجانِبٍ كأَنه جَناحُ نَسْرٍ ، يَعْنِي بَيْتًا تهُبُّ مِنْ جَانِبِهِ الرِّيحُ، وَهُوَ فِي صِغَرِهِ كَجَنَاحِ نَسْر. وهَفَا الفُؤاد: ذهَب فِي أَثر الشَّيْءِ وطَرِبَ. أَبو سَعِيدٍ: الهَفَاءة خَلَقَةٌ تَقْدُم الصَّبِيرَ، لَيْسَتْ مِنَ الْغَيْمِ فِي شَيْءٍ غَيْرَ أَنها تَسْتُر عَنْكَ الصَّبِيرَ، فإِذا جاوَزَت

بِذَلِكَ الصَّبير «1»، وَهُوَ أَعْناقُ الغَمامِ السَّاطِعة فِي الأُفُق، ثم يَرْدُفُ الصِّبِيرَ الحَبيُّ، وَهُوَ مَا اسْتَكَفَّ مِنْهُ، وَهُوَ رَحا السَّحابَة، ثُمَّ الرَّبابُ تَحْتَ الحَبيِّ، وَهُوَ الَّذِي يَقْدُم الْمَاءَ، ثُمَّ روادفُه بَعْدَ ذَلِكَ؛ وأَنشد: مَا رَعَدَتْ رَعْدَةً وَلَا بَرَقَتْ، ... لكِنَّها أَنْشَأَت لَنا خَلَقَهْ فالماءُ يَجْرِي وَلَا نِظامَ لهُ، ... لَوْ يَجِدُ الماءُ مَخْرَجاً خَرَقَهْ قَالَ: هَذِهِ صِفَةُ غَيْثٍ لَمْ يَكُنْ برِيحٍ وَلَا رَعْدٍ وَلَا بَرْق، وَلَكِنْ كَانَتْ دِيمةً، فَوَصَفَ أَنها أَغْدَقَتْ حَتَّى جَرَت الأَرضُ بغيرِ نِظَامٍ، ونِظامُ الْمَاءِ الأَوْدِيةُ. النَّضْرُ: الأَفاء القِطَعُ مِنَ الْغَيْمِ، وَهِيَ الفِرَقُ يَجِئن قِطَعاً كَمَا هِيَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْوَاحِدَةُ أَفاءةٌ، وَيُقَالُ هَفَاءةٌ أَيضاً. والهَفَا، مَقْصُورٌ: مَطَرٌ يَمْطُر ثُمَّ يَكُفُّ. أَبو زَيْدٍ: الهَفَاءَة، وَجَمْعُهَا الهَفَاء، نَحْوٌ مِنَ الرِّهْمة. الْعَنْبَرِيُّ: أَفاءٌ وأَفاءة؛ النَّضْرُ: هِيَ الهَفَاءة والأَفاءة والسُّدُّ والسَّماحِيقُ والجِلْبُ والجُلْبُ. غَيْرُهُ: أَفاء وأَفاءةٌ كأَنه أَبدل مِنَ الْهَاءِ هَمْزَةً، قَالَ: والهَفَاء مِنَ الغَلَط والزَّلَل مِثْلُهُ؛ قَالَ أَعرابي خيَّرَ امرأَته فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَنَدم: إِلى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّ مَيّاً تَحَمَّلَتْ ... بِعَقْلِيَ مَظلوماً، ووَلَّيْتُها الأَمْرَا هَفَاء مِن الأَمْرِ الدَّنِيِّ، وَلَمْ أُرِدْ ... بِهَا الغَدْرَ يَوماً، فاسْتجازَت بيَ الغَدْرا وهَفَتْ هافِيةٌ مِنَ النَّاسِ: طَرَأَتْ، وَقِيلَ: طَرَأَتْ عَنْ جَدْب، وَالْمَعْرُوفُ هَفَّتْ هافَّةٌ. وَرَجُلٌ هَفاةٌ: أَحْمق. والأَهْفَاء: الحَمْقَى مِنَ النَّاسِ. والهَفْو: الجُوع. وَرَجُلٌ هافٍ: جَائِعٌ. وَفُلَانٌ جَائِعٌ يَهْفُو فُؤادُه أَي يَخْفِقُ. والهَفْوَةُ: المَرُّ الْخَفِيفُ. والهَفاةُ: النَّظْرَةُ «2» هقي: هقَى الرَّجُلُ يَهْقِي هَقْياً وهَرَف يَهْرِفُ: هَذى فأَكثر؛ قَالَ: أَيُتْرَكُ عَيرٌ قاعِدٌ وَسْطَ ثَلَّةٍ، ... وِعالاتُها تَهْقِي بأُمِّ حَبِيبِ؟ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ: لَوْ أَنَّ شَيْخاً رَغِيبَ العَيْنِ ذَا أَبَلٍ ... يَرْتادُه لِمَعَدٍّ كُلِّها لَهَقَى قَوْلُهُ: ذَا أَبَلٍ أَي ذَا سِياسةٍ للأُمور ورِفْق بِهَا. وَفُلَانٌ يَهْقِي بِفُلَانٍ: يَهْذِي؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وهَقَى فُلَانٌ فُلَانًا يَهْقِيه هَقْياً: تَناوَله بِمَكْرُوهٍ وبقَبيح. وأَهْقَى: أَفْسَدَ. وهَقَى قلبُه: كهَفَا؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ؛ وأَنشد: فغَصَّ بِريقه وهَقَى حَشاه هكا: الأَزهري: هاكاهُ إِذا اسْتَصْغَرَ عَقْلَه، وكاهاهُ فاخَره، وقد تقدم. هلا: هَلا: زجر للخيل، وَقَدْ يُسْتَعَارُ للإِنسان؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخيلية: وعَيَّرْتَني دَاءً بأُمِّكَ مثلُه، ... وأَيُّ حَصانٍ لَا يقالُ لَهَا هَلَى؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَن لَامَ هَلَى يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا، وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ فِي بَابِ الأَلف اللَّيِّنَةِ، وَقَالَ: إِنه بَابٌ مَبْنِيٌّ

_ (1). قوله [فَإِذَا جَاوَزَتْ بِذَلِكَ الصَّبِيرَ] كذا في الأصل وتهذيب الأَزهري حرفاً فحرفاً ولا جواب لإذا، ولعله فذلك الصبير، فتحرفت الفاء بالباء (2). قوله [والهَفَاة النظرة] تبع المؤلف في ذلك الجوهري وغلطه الصاغاني، وقال: الصواب المطرة بالميم والطاء، وتبعه المجد.

عَلَى أَلفات غَيْرِ مُنْقَلِبَاتٍ مِنْ شَيْءٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ كَمَا تَرَى إِنه قُضِيَ عَلَيْهَا أَنَّ لَامَهَا يَاءٌ، وَاللَّهُ أَعلم؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ لَمَّا قَالَ الْجَعْدِيُّ لِلَيْلَى الأَخيلية: أَلا حَيِّيا لَيْلى وقُولا لَهَا: هَلا ... فَقَدْ رَكِبَتْ أَمْراً أَغْرَّ مُحَجَّلا قَالَتْ لَهُ: تُعَيِّرُنا دَاءً بأُمِّكَ مِثْلُه، ... وأَيُّ حَصانٍ لا يقالُ لها هَلا؟ فَغَلَبَتْهُ: قَالَ وهَلا زَجْرٌ يُزْجَر بِهِ الْفَرَسُ الأَنثى إِذَا أُنزِي عَلَيْهَا الْفَحْلُ لتَقِرَّ وتَسْكُن. فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلًا بعُمر أَي أَقْبِل وأَسْرِعْ أَي فأَقْبِل بِعُمْرَ وأَسْرِعْ، قَالَ: وَهِيَ كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا وَاحِدَةً. فَحيَّ بِمَعْنَى أَقبِل، وهَلَا بمعنى أَسْرِعْ، وقيل: بِمَعْنَى اسكُتْ عِنْدَ ذِكْرِهِ حَتَّى تَنْقَضيَ فَضَائِلُهُ. وَفِيهَا لُغَاتٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْحَدِيثُ عَلَى ذَلِكَ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلْخَيْلِ هِي أَي أَقْبِلي «1»، وهَلًا أَي قِرِّي، وأَرْحِبي أَي توَسَّعِي وتَنَحَّيْ. الْجَوْهَرِيُّ: هَلا زَجْرٌ لِلْخَيْلِ أَيْ تَوسَّعي وتَنَحَّيْ، وَلِلنَّاقَةِ أَيضاً؛ وَقَالَ: حَتَّى حَدَوْناها بِهَيْدٍ وهَلا، ... حَتَّى يُرى أَسْفَلُها صارَ عَلا وَهُمَا زَجْرَانِ لِلنَّاقَةِ، ويُسكَّن بِهَا الإِناث عِنْدَ دُنُوّ الْفَحْلِ مِنْهَا. وأَما هَلَّا، بِالتَّشْدِيدِ، فأَصلها لَا، بُنِيَتْ مَعَ هَلْ فَصَارَ فِيهَا مَعْنَى التَّحْضِيضِ، كَمَا بَنَوْا لَوْلَا وأَلَّا جَعَلُوا كُلَّ وَاحِدَةٍ مَعَ لَا بِمَنْزِلَةِ حَرْفٍ وَاحِدٍ وأَخلصوهن لِلْفِعْلِ حَيْثُ دَخَلَ فِيهِنَّ مَعْنَى التَّحْضِيضِ. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: هلَّا بِكْرًا تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ ؛ قَالَ: هلَّا، بِالتَّشْدِيدِ، حَرْفٌ مَعْنَاهُ الحَثُّ والتَّحْضيض. وَذَهَبَ بِذِي هِلِّيَانٍ [هِلِّيَانَ] وبذِي بِلِّيانٍ [بِلِّيانَ] وَقَدْ يُصْرَفُ أَي حَيْثُ لَا يُدْرَى أَين هُوَ. والهِلْيَوْنُ: نَبْتٌ عَرَبِيٌّ معروف، واحدته هِلْيَوْنَةٌ. همي: هَمَتْ عينُه هَمْياً وهُمِيًّا وهَمَيَاناً: صَبَّتْ دَمْعَهَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: سالَ دَمْعُها، وَكَذَلِكَ كلُّ سَائِلٍ مِنْ مَطَرٍ وَغَيْرِهِ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْهَائِمِ فِي شَيْءٍ؛ قَالَ مُساوِر بْنُ هِنْدٍ: حَتَّى إِذَا أَلْقَحْتها تَقَمَّما، ... واحْتَمَلَتْ أَرْحامُها مِنْهُ دَمَا، مِن آيِلِ الْمَاءِ الَّذِي كَانَ هَمَى آيلُ الْمَاءِ: خاثِرُه، وَقِيلَ: الَّذِي قَدْ أَتى عَلَيْهِ الدهرُ، وَهُوَ بِالْخَاثِرِ هُنَا أَشبه لأَنه إِنما يَصِفُ مَاءَ الْفَحْلِ، وهَمَت السَّمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: وهَمَت عينُه تَهْمُو صَبَّتْ دُموعها، وَالْمَعْرُوفُ تَهْمِي، وإِنما حَكَى الْوَاوَ اللِّحْيَانِيُّ وَحْدَهُ. والأَهْمَاء: الْمِيَاهُ السَّائِلَةُ. ابْنُ الأَعرابي: هَمَى وعَمى كُلُّ ذَلِكَ إِذَا سالَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: كلُّ شيءٍ سَقَطَ مِنْكَ وضاعَ فَقَدْ هَمَى يَهْمِي. وهَمَى الشَّيءُ هَمْياً: سَقَطَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وهَمَتِ النَّاقةُ هَمْياً: ذَهَبَتْ عَلَى وجْهها فِي الأَرض لرَعْيٍ وَلِغَيْرِهِ مُهْمَلةً بِلَا راعٍ وَلَا حَافِظٍ، وَكَذَلِكَ كلُّ ذاهِبٍ وسائلٍ. والهِمْيانُ: هِمْيانُ الدَّرَاهِمِ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، الَّذِي تُجعل فِيهِ النَّفَقَةُ. والهِمْيانُ: شِدادُ السَّراوِيل؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: أَحسبه فارسّياً معرَّباً. وهِمْيانُ [هُمْيانُ] بنُ قُحافَة السَّعْدِي: اسْمُ شَاعِرٍ، تُكْسَرُ هاؤُه وَتُرْفَعُ. والهَمَيانُ: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ: وإِنَّ امْرأً أَمْسَى، ودُونَ حَبِيبِه ... سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ فالهَمَيانِ

_ (1). قوله [يُقَالُ لِلْخَيْلِ هِي أَي أقبلي] كذا بالأصل.

لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ، بَعْدَ اقْتِرابِه، ... ومَعْذُورةٌ عَيْناهُ بالهَمَلانِ وهَمَتِ الماشيةُ إِذَا نَدَّت للرَّعْي. وهوامِي الإِبل: ضَوالُّها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا سأَل النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ إِنَّا نُصِيبُ هَوامِيَ الإِبلِ، فَقَالَ لضالَّةُ المُؤْمِنِ حَرَقُ النارِ ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: الهَوَامِي الإِبلُ المُهمَلة بِلَا راعٍ، وَقَدْ هَمَتْ تَهْمِي فَهِيَ هَامِيةٌ إِذَا ذَهَبَتْ عَلَى وَجْهِها؛ نَاقَةٌ هامِيَةٌ وبَعير هامٍ، وكلُّ ذاهِبٍ وجارٍ مِنْ حَيوانٍ أَو مَاءٍ فَهُوَ هامٍ؛ وَمِنْهُ: هَمَى المطرُ، وَلَعَلَّهُ مَقْلُوبٌ مَنْ هامَ يَهِيمُ. وكلُّ ذَاهِبٍ وَسَائِلٍ مِنْ ماءٍ أَو مَطَرٍ أَو غَيْرِهِ فَقَدْ هَمَى؛ وأَنشد: فَسَقَى دِيارَكِ، غَيْرَ مُفْسِدِها، ... صَوْبُ الرَّبِيعِ ودِيمةٌ تَهْمِي يَعْنِي تسِيل وتَذْهَب. اللَّيْثُ: هَمَى اسْمُ صَنَمٍ؛ وَقَوْلُ الْجَعْدِيِّ أَنشده أَبو الْهَيْثَمِ: مِثْلُ هِمْيَانِ العَذَارَى بَطْنُه، ... يَلْهَزُ الرَّوْضَ بِنُقْعانِ النَّفَلْ وَيُرْوَى: أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَل مَشْطُوبٌ أَي فِي عَجُزِهِ طرائقُ أَي خُطوطٌ وشُطُوبٌ طَوِيلٌ غَيْرُ مُدَّورٍ، والهِمْيَانُ: المِنْطَقةُ؛ يَقُولُ: بَطْنُه لَطِيف يُضَمُّ بَطْنُه كَمَا يُضَمُّ خَصْرُ العَذْراء، وَإِنَّمَا خَصَّ العَذْراء بِضَمِّ البطنِ دُونَ الثيِّبِ لأَن الثيِّب إِذَا وَلَدت مَرَّةً عَظُم بَطنُها. والهِمْيانُ: المِنْطَقة كُنَّ يَشددن بِهِ أَحْقِيَهُنَّ، إِمَّا تِكَّةٌ وَإِمَّا خَيْطٌ، ويَلْهَزُ: يأْكل، والنُّقْعانُ: مُسْتَقَرُّ الْمَاءِ. وَيُقَالُ: هَما وَاللَّهِ لقد قال كَذَا، بِمَعْنَى أَمَا وَاللَّهِ. هنا: مَضَى هِنْوٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ. والهِنْوُ: أَبو قَبِيلةٍ أَو قَبائلَ، وَهُوَ ابْنُ الأَزْدِ. وهَنُ المرأَةِ: فَرْجُها، والتَّثنية هَنانِ عَلَى الْقِيَاسِ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ هَنانانِ، ذَكَرَهُ مُسْتَشْهِدًا عَلَى أَنَّ كِلا لَيْسَ مَنْ لَفْظِ كُلٍّ، وشرحُ ذَلِكَ أَنّ هَنانانِ لَيْسَ تَثْنِيَةَ هَنٍ، وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ، كسِبَطْرٍ لَيْسَ مِنْ لَفْظِ سَبِط، وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ. أَبو الْهَيْثَمِ: كُلُّ اسْمٍ عَلَى حَرْفَيْنِ فَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ حَرْفٌ. والهَنُ: اسْمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ مِثْلُ الحِرِ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَمِنَ النَّحْوِيِّينَ مَنْ يَقُولُ الْمَحْذُوفُ مَنَ الهَنِ والهَنةِ الْوَاوُ، كَانَ أَصله هَنَوٌ، وَتَصْغِيرُهُ هُنَيٌّ لَمَّا صَغَّرْتَهُ حَرَّكَتْ ثانِيَه فَفَتَحْتَهُ وَجَعَلْتَ ثَالِثَ حُرُوفِهِ يَاءَ التَّصْغِيرِ، ثُمَّ رَدَدْتَ الْوَاوَ الْمَحْذُوفَةَ فَقُلْتَ هُنَيْوٌ، ثُمَّ أَدغمت ياءَ التَّصْغِيرِ فِي الْوَاوِ فَجَعَلْتَهَا يَاءً مُشَدَّدَةً، كَمَا قُلْنَا فِي أَب وأَخ إِنَّهُ حُذِفَ مِنْهُمَا الْوَاوُ وأَصلهما أَخَوٌ وأَبَوٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ رِكَابًا قَطَعَتْ بَلَداً: جافِينَ عُوجاً مِن جِحافِ النُّكتِ، ... وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ هَنٍ وهَنَت أَي مِنْ أَرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنثى، وَمِنَ النَّحْوِيِّينَ مَنْ يَقُولُ أَصلُ هَنٍ هَنٌّ، وَإِذَا صغَّرت قُلْتَ هُنَيْنٌ؛ وأَنشد: يَا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تَجِيءُ بِهِمْ ... أُمُّ الهُنَيْنِينَ مِنْ زَندٍ لَهَا وارِي وأَحد الهُنَيْنِينَ هُنَيْنٌ، وَتَكْبِيرُ تَصْغِيرِهِ هَنٌّ ثُمَّ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ هَنٌ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَهِيَ كِناية عَنِ الشَّيء يُسْتَفْحَش ذِكْرُهُ، تَقُولُ: لَهَا هَنٌ تُرِيدُ لَهَا حِرٌ كَمَا قَالَ العُماني: لَهَا هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأَرْكانِ،

أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بِزَعْفَرانِ، ... كأَنَّ فِيهِ فِلَقَ الرُّمَّانِ فَكَنَّى عَنِ الحِرِ بالهَنِ، فافْهَمْه. وَقَوْلُهُمْ: يَا هَنُ أَقْبِلْ يَا رَجُلُ أَقْبِلْ، وَيَا هَنانِ أَقْبِلا وَيَا هَنُونَ أَقْبِلوا، وَلَكَ أَن تُدخل فِيهِ الْهَاءَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فَتَقُولُ يَا هَنَهْ، كَمَا تَقُولُ لِمَهْ ومالِيَهْ وسُلْطانِيَهْ، وَلَكَ أَن تُشبع الْحَرَكَةَ فَتَتَوَلَّدُ الأَلف فَتَقُولُ يَا هَناة أَقْبِلْ، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ تَخْتَصُّ بِالنِّدَاءِ خَاصَّةً وَالْهَاءُ فِي آخِرِهِ تَصِيرُ تَاءً فِي الْوَصْلِ، مَعْنَاهُ يَا فُلَانُ، كَمَا يَخْتَصُّ بِهِ قَوْلُهُمْ يَا فُلُ وَيَا نَوْمانُ، وَلَكَ أَن تَقُولَ يَا هَناهُ أَقْبل، بِهَاءٍ مَضْمُومَةٍ، وَيَا هَنانِيهِ أَقْبِلا وَيَا هَنُوناهُ أَقْبِلوا، وَحَرَكَةُ الْهَاءِ فِيهِنَّ مُنْكَرَةٌ، وَلَكِنْ هَكَذَا رَوَى الأَخفش؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: وَقَدْ رابَني قَوْلُها: يا هَناهُ، ... ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرْ يَعْنِي كُنَّا مُتَّهَمَيْن فَحَقَّقْتُ الأَمر، وَهَذِهِ الْهَاءُ عِنْدَ أَهل الْكُوفَةِ لِلْوَقْفِ، أَلا تَرَى أَنه شَبَّهَهَا بِحَرْفِ الإِعراب فضمَّها؟ وَقَالَ أَهل الْبَصْرَةِ: هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ فِي هَنُوك وهَنَوات، فَلِهَذَا جَازَ أَن تَضُمَّهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيِّ: وَلَكِنْ حَكَى ابْنُ السَّراج عَنِ الأَخفش أَنَّ الهاءَ فِي هَناه هاه السَّكْتِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ يَا هَنانِيهْ، وَاسْتُبْعِدَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنها بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ لأَنه يَجِبُ أَن يُقَالَ يَا هَنَاهَانِ فِي التَّثْنِيَةِ، وَالْمَشْهُورُ يَا هَنانِيهْ، وَتَقُولُ فِي الإِضافة يَا هَني أَقْبِلْ، وَيَا هَنَيَّ أَقْبِلا، وَيَا هَنِيَّ أَقْبِلُوا، وَيُقَالُ للمرأَة يَا هَنةُ أَقْبلي، فَإِذَا وَقَفْتَ قُلْتَ يَا هَنَهْ؛ وأَنشد: أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلْتَوِي ... عليَّ، وَآبَى مِنْ هَنِينَ هَناتِ وَقَالُوا: هَنْتٌ، بِالتَّاءِ سَاكِنَةُ النُّونِ، فَجَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ بِنْت وأُخْت وهَنْتانِ وهَناتٍ، تَصْغِيرُهَا هُنَيَّةٌ وهُنَيْهةٌ، فهُنَيَّة عَلَى الْقِيَاسِ، وهُنَيْهة عَلَى إِبْدَالِ الْهَاءِ مِنَ الْيَاءِ فِي هُنَيَّة لِلْقُرْبِ الَّذِي بَيْنَ الْهَاءِ وَحُرُوفِ اللِّينِ، وَالْيَاءُ فِي هُنَيَّة بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ فِي هُنَيْوة، وَالْجَمْعُ هَنات عَلَى اللَّفْظِ، وهَنَوات عَلَى الأَصل؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما هَنْت فَيَدُلُّ عَلَى أَن التَّاءُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ قَوْلُهُمْ هَنَوات؛ قَالَ: أَرى ابنَ نِزارٍ قَدْ جَفاني ومَلَّني ... عَلَى هَنَوَاتٍ، شَأْنُها مُتَتابعُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَصْغِيرِهَا هُنَيَّة، تردُّها إِلَى الأَصل وتأْتي بِالْهَاءِ، كَمَا تَقُولُ أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وَقَدْ تُبْدَلُ مِنَ الْيَاءِ الثَّانِيَةِ هَاءٌ فَيُقَالُ هُنَيْهة. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه أَقام هُنَيَّةً أَي قَلِيلًا مِنَ الزَّمَانِ، وَهُوَ تَصْغِيرُ هَنةٍ، وَيُقَالُ هُنَيْهةٌ أَيضاً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا بَدَلًا مِنَ التَّاءِ الَّتِي فِي هَنْت، قَالَ: وَالْجَمْعُ هَناتٌ، وَمَنْ رَدَّ قَالَ هَنَوَات؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْكُمَيْتِ شَاهِدًا لهَناتٍ: وقالتْ ليَ النَّفْسُ: اشْعَبِ الصَّدْعَ، واهْتَبِلْ ... لإِحْدى الهَنَاتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: قَالَ لَهُ أَلا تُسْمِعنُا مِنْ هَنَاتِك أَي مِنْ كَلِمَاتِكَ أَو مِنْ أَراجيزك، وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ هُنَيَّاتِك ، عَلَى التَّصْغِيرِ، وَفِي أُخرى: مِنْ هُنَيْهاتِك ، عَلَى قَلْبِ الْيَاءِ هَاءً. وَفِي فُلَانٍ هَنَوَاتٌ أَي خَصْلات شَرٍّ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْخَيْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَتَكُونُ هَناتٌ وهَناتٌ فَمَنْ رأَيتموه يَمْشِي إِلَى أُمة مُحَمَّدٍ ليُفَرِّقَ جَمَاعَتَهُمْ فَاقْتُلُوهُ ، أَي شُرورٌ وفَسادٌ، وَوَاحِدَتُهَا هَنْتٌ، وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَى هَنَواتٍ، وَقِيلَ: وَاحِدَتُهَا هَنَةٌ تأْنيث

هَنٍ، فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ اسْمُ جِنْسٍ. وَفِي حَدِيثِ سَطِيحٍ: ثُمَّ تَكُونُ هَنَاتٌ وهَنَاتٌ أَي شَدائدُ وأُمور عِظام. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ هَنَاتٌ مِنْ قَرَظٍ أَي قِطَعٌ مُتَفَرِّقَةٌ؛ وأَنشد الْآخَرُ فِي هَنَوَات: لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ ... عَلَى هَنَواتٍ كاذِبٍ مَن يَقُولُها وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ خَاصَّةً: يَا هَناهْ، بِزِيَادَةِ هَاءٍ فِي آخِرِهِ تَصِيرُ تَاءً فِي الْوَصْلِ، مَعْنَاهُ يَا فلانُ، قَالَ: وَهِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الَّتِي فِي هَنُوك وهَنَوات؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وَقَدْ رابَني قَوْلُها: يا هَنَاهُ، ... وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْفَصْلِ مِنْ بَابِ الأَلف اللَّيِّنَةِ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ لأَن هَذِهِ الْهَاءَ هَاءُ السَّكْتِ عِنْدَ الأَكثر، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ الَّتِي هِيَ لَامٌ الْكَلِمَةِ مُنَزَّلَةٌ مَنْزِلَةَ الْحَرْفِ الأَصلي، وَإِنَّمَا تِلْكَ الْهَاءُ الَّتِي فِي قَوْلِهِمْ هَنْت الَّتِي تُجْمَعُ هَنات وهَنَوات، لأَن الْعَرَبَ تَقِفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ فَتَقُولُ هَنَهْ، وَإِذَا وَصَلُوهَا قَالُوا هَنْت فَرَجَعَتْ تَاءً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ فِي بَيْتِ امْرِئِ الْقَيْسِ، قَالَ: أَصله هناوٌ، فأَبدل الْهَاءَ مِنَ الْوَاوِ فِي هَنَوَاتٍ وَهْنُوكَ، لأَن الْهَاءَ إِذَا قَلَّت فِي بابِ شَدَدْتُ وقَصَصْتُ فَهِيَ فِي بابِ سَلِسَ وقَلِقَ أَجْدَرُ بالقِلة فَانْضَافَ هَذَا إِلَى قَوْلِهِمْ فِي مَعْنَاهُ هَنُوكَ وهَنواتٌ، فَقَضَيْنَا بأَنها بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّ الْهَاءَ فِي هَنَاه إِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الأَلف الْمُنْقَلِبَةِ مِنَ الْوَاوِ الْوَاقِعَةِ بَعْدَ أَلِفِ هَنَاهُ، إِذْ أَصله هَناوٌ ثُمَّ صارَ هَناءً، كَمَا أَن أَصل عَطاء عَطاوٌ ثُمَّ صَارَ بَعْدَ الْقَلْبِ عَطَاءً، فَلَمَّا صَارَ هَنَاءً والتَقَت أَلفان كُرِهَ اجْتِمَاعُ السَّاكِنَيْنِ فَقُلِبَتِ الأَلف الأَخيرة هَاءً، فَقَالُوا هِنَاهُ، كَمَا أَبدلَ الجميعُ مِنْ أَلف عَطَاءٍ الثَّانِيَةِ هَمْزَةً لِئَلَّا يَجْتَمِعَ هَمْزَتَانِ، لَكَانَ قَوْلًا قَوِيًّا،، وَلَكَانَ أَيضاً أَشبه مِنْ أَن يَكُونَ قُلِبَتِ الْوَاوُ فِي أَوّل أَحوالها هَاءً مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن مِنْ شَرِيطَةِ قَلْبِ الْوَاوِ أَلفاً أَن تَقَعَ طرَفاً بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ وَقَدْ وَقَعَتْ هُنَا كَذَلِكَ، وَالْآخَرُ أَن الْهَاءَ إِلَى الأَلف أَقرب مِنْهَا إِلَى الْوَاوِ، بَلْ هُمَا فِي الطَّرَفَيْنِ، أَلا تَرَى أَن أَبا الْحَسَنِ ذَهَبَ إِلَى أَن الْهَاءَ مَعَ الأَلف مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، لَقُرْبِ مَا بَيْنَهُمَا، فَقَلْبُ الأَلف هَاءً أَقْرَبُ مِنْ قَلْبِ الْوَاوِ هَاءً؟ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: ذَهَبَ أَحد عُلَمَائِنَا إِلَى أَن الْهَاءَ مِنْ هَناه إِنَّمَا أُلحقت لِخَفَاءِ الأَلف كَمَا تَلْحَقُ بَعْدَ أَلف النُّدْبَةِ فِي نَحْوِ وا زيداه، ثم شبهت بالهاء الأَصلية فَحُرِّكَتْ فَقَالُوا يَا هَنَاهُ. الْجَوْهَرِيُّ: هَنٌ، عَلَى وَزْنِ أَخٍ، كَلِمَةُ كِنَايَةٍ، وَمَعْنَاهُ شَيْءٌ، وأَصله هَنَوٌ. يُقَالُ: هَذَا هَنُكَ أَي شَيْئُكَ. والهَنُ: الحِرُ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: رُحْتِ، وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فِيهِمَا، ... وَقَدْ بَدا هَنْكِ منَ المِئْزَرِ إِنَّمَا سَكَّنَهُ لِلضَّرُورَةِ. وذهَبْت فهَنَيْت: كِنَايَةٌ عَنْ فعَلْت مِنْ قَوْلِكَ هَنٌ، وهُما هَنوانِ، وَالْجَمْعُ هَنُونَ، وَرُبَّمَا جاءَ مشدَّداً لِلضَّرُورَةِ فِي الشِّعْرِ كَمَا شَدَّدُوا لَوًّا؛ قَالَ الشَّاعِرِ: أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنَّ ليْلةً، ... وهَنِّيَ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ هَنِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الجاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه وَلَا تَكْنُوا أَي قُولُوا لَهُ عَضَّ بأَيْرِ أَبيكَ. وَفِي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: هَنٌ مِثْلُ الخَشبة غَيْرَ أَني لَا أَكْني يَعْنِي أَنه أَفْصَحَ بِاسْمِهِ، فَيَكُونُ قَدْ قَالَ أَيْرٌ مثلُ الخَشبةِ، فَلَمَّا أَراد أَن يَحكي كَنى عَنْهُ. وَقَوْلُهُمْ: مَن يَطُلْ هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ بِهِ أَي يَتَقَوَّى بِإِخْوَتِهِ؛

وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِرِ: فلَوْ شَاءَ رَبي، كَانَ أَيْرُ أَبيكُمْ ... طَويلًا كأَيْرِ الحرِثِ بن سَدُوسِ وهو الحَرِثُ بْنِ سَدُوسِ بْنِ ذُهْل بْنِ شَيْبانَ، وَكَانَ لَهُ أَحد وَعِشْرُونَ ذَكَرَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرَّ هَنِي ، يَعْنِي الفَرْج. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ هَنانِ وهَنُونَ أَسماء لَا تنكَّر أَبداً لأَنها كِنَايَاتٌ وَجَارِيَةٌ مَجْرَى الْمُضْمَرَةِ، فإِنما هِيَ أَسماء مَصُوغَةٌ لِلتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ بِمَنْزِلَةِ اللَّذَيْنِ والذِين، وَلَيْسَ كَذَلِكَ سَائِرُ الأَسماء الْمُثَنَّاةِ نَحْوَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، أَلا تَرَى أَن تَعْرِيفَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو إِنَّمَا هُمَا بِالْوَضْعِ وَالْعَلَمِيَّةِ، فَإِذَا ثَنَّيْتَهُمَا تنكَّرا فَقُلْتَ رأَيت زَيْدَيْنِ كَرِيمَيْنِ وَعِنْدِي عَمْرانِ عاقِلانِ، فإِن آثَرْتَ التَّعْرِيفَ بالإِضافة أَو بِاللَّامِ قُلْتَ الزَّيْدَانِ والعَمران وزَيْداك وعَمْراك، فَقَدْ تَعَرَّفا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ تَعَرُّفهما قَبْلَهَا، وَلَحِقَا بالأَجناس فَفَارَقَا مَا كَانَا عَلَيْهِ مِنْ تَعْرِيفِ الْعَلَمِيَّةِ وَالْوَضْعِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: وَقَدْ رابَني قَوْلُها: يا هناهُ، ... وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرْ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ يَا هَن أَقبل، وَيَا هَنوان أَقبلا، فَقَالَ: هَذِهِ اللُّغَةُ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ هَنَوَاتٌ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ: عَلَى مَا أَنَّها هَزِئَتْ وقالتْ: ... هَنُونَ أَحنّ مَنشَؤُه قريبُ «2» فإنْ أَكْبَرْ، فَإِنِّي فِي لِداتي، ... وغاياتُ الأَصاغِر للمَشِيب قَالَ: إِنَّمَا تَهْزَأُ بِهِ، قَالَتْ: هَنُونَ هَذَا غُلَامٌ قَرِيبُ الْمَوْلِدِ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَإِنَّمَا تَهَكَّمَ بِهِ، وَقَوْلُهَا: أَحنّ أَي وَقَعَ فِي مِحْنَةٍ، وَقَوْلُهَا: مَنْشَؤُهُ قَرِيبُ أَي مَوْلِدُهُ قَرِيبٌ، تَسْخَرُ مِنْهُ. اللَّيْثُ: هنٌ كَلِمَةٌ يُكَنَّى بِهَا عَنِ اسْمِ الإِنسان، كَقَوْلِكَ أَتاني هَنٌ وأَتتني هَنَةٌ، النُّونُ مَفْتُوحَةٌ فِي هَنَة، إِذَا وَقَفْتَ عِنْدَهَا، لِظُهُورِ الْهَاءِ، فَإِذَا أَدرجتها فِي كَلَامٍ تَصِلُهَا بِهِ سكَّنْت النُّونَ، لأَنها بُنيت فِي الأَصل عَلَى التَّسْكِينِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ الْهَاءُ وَجَاءَتِ التَّاءُ حَسُن تَسْكِينُ النُّونِ مَعَ التَّاءِ، كَقَوْلِكَ رأَيت هَنْةَ مُقْبِلَةً، لَمْ تَصْرِفْهَا لأَنها اسْمُ مَعْرِفَةٍ لِلْمُؤَنَّثِ، وَهَاءُ التَّأْنِيثِ إِذَا سَكَنَ مَا قَبْلَهَا صَارَتْ تَاءً مَعَ الأَلف لِلْفَتْحِ، لأَن الْهَاءَ تَظْهَرُ مَعَهَا لأَنها بُنيت عَلَى إِظْهار صَرْفٍ فِيهَا، فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْفَتْحِ الَّذِي قَبْلَهُ، كَقَوْلِكَ الحَياة الْقَنَاةُ، وَهَاءُ التأْنيث أَصل بِنَائِهَا مِنَ التَّاءِ، وَلَكِنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَ تَأْنِيثِ الْفِعْلِ وتأْنيث الِاسْمِ فَقَالُوا فِي الْفِعْلِ فَعَلَتْ، فَلَمَّا جَعَلُوهَا اسْمًا قَالُوا فَعْلَة، وإِنما وَقَفُوا عِنْدَ هَذِهِ التَّاءِ بِالْهَاءِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْحُرُوفِ، لأَن الْهَاءَ أَلْيَنُ الْحُرُوفِ الصِّحاحِ وَالتَّاءُ مِنَ الْحُرُوفِ الصِّحَاحِ، فَجَعَلُوا الْبَدَلَ صَحِيحًا مثلَها، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْحُرُوفِ حَرْفٌ أَهَشُّ مِنَ الْهَاءِ لأَن الْهَاءَ نَفَس، قَالَ: وأَما هَنٌ فَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ، يَجْعَلُهُ كقَدْ وبَلْ فَيَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى هَنْ يَا فَتًى، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هنٍ، فَيُجْرِيهَا مَجْرَاهَا، وَالتَّنْوِينُ فِيهَا أَحسن كَقَوْلِ رُؤْبَةَ: إذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ، وقَوْلٌ مِنْ هَنِ وَاللَّهُ أَعلم. الأَزهري: تَقُولُ الْعَرَبُ يَا هَنا هَلُمَّ، وَيَا هَنَانِ هَلُمَّ، وَيَا هَنُونَ هَلُمَّ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَيضاً: يَا هَنَاهُ هَلُمَّ، وَيَا هَنَانِ هَلُمَّ، وَيَا هَنُونَ هلمَّ، وَيَا هَنَاه، وَتَلْقَى الْهَاءَ فِي الإِدراج، وَفِي الْوَقْفِ يَا هَنَتَاهْ وَيَا هَناتُ هَلُمَّ؛ هَذِهِ لُغَةُ عُقَيل وَعَامَّةِ قَيْسٍ بَعْدُ. ابْنُ الأَنباري: إِذَا نَادَيْتَ مُذَكَّرًا بِغَيْرِ

_ (2). قوله [أَحَنَّ] أَيْ وَقَعَ فِي محنة، كذا بالأَصل، ومقتضاه أنه كضرب فالنون خفيفة والوزن قاضٍ بتشديدها.

التَّصْرِيحِ بِاسْمِهِ قُلْتَ يَا هَنُ أَقبِل، وَلِلرَّجُلَيْنِ: يَا هَنانِ أَقبلا، وَلِلرِّجَالِ: يَا هَنُونَ أَقْبِلوا، وللمرأَة: يَا هَنْتُ أَقبلي، بِتَسْكِينِ النُّونِ، وللمرأَتين: يَا هَنْتانِ أَقبلا، وَلِلنِّسْوَةِ: يَا هَناتُ أَقبلن، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزِيدُ الأَلف وَالْهَاءَ فَيَقُولُ لِلرَّجُلِ: يَا هناهُ أَقْبِلْ، وَيَا هناهِ أَقبلْ، بِضَمِّ الْهَاءِ وَخَفْضِهَا؛ حَكَاهُمَا الْفَرَّاءُ؛ فَمَنْ ضَمَّ الْهَاءَ قَدَّرَ أَنها آخِرُ الِاسْمِ، وَمَنْ كَسَرَهَا قَالَ كَسَرْتُهَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ، وَيُقَالُ فِي الِاثْنَيْنِ، عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ: يَا هَنانِيه أَقبلا. الْفَرَّاءُ: كَسْرُ النُّونِ وإِتباعها الْيَاءَ أَكثر، وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ: يَا هَنوناهُ أَقبلوا، قَالَ: وَمَنْ قَالَ لِلذَّكَرِ يَا هَناهُ وَيَا هَناهِ قَالَ للأُنثى يَا هَنَتاهُ أَقبلي وَيَا هَنَتاهِ، وَلِلِاثْنَتَيْنِ يَا هَنْتانيه وَيَا هَنْتاناه أَقبلا، وَلِلْجَمْعِ مِنَ النِّسَاءِ يَا هَناتاه؛ وأَنشد: وَقَدْ رابَني قَوْلُها: يا هَناه، ... وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّ وَفِي الصِّحَاحِ: وَيَا هَنُوناهُ أَقبلوا. وإِذا أَضفت إِلى نَفْسِكَ قُلْتَ: يَا هَنِي أَقْبِل، وإِن شِئْتَ قُلْتَ: يَا هَنِ أَقبل، وَتَقُولُ: يَا هَنَيَّ أَقبِلا، وَلِلْجَمْعِ: يَا هَنِيَّ أَقبِلوا، فَتَفْتَحُ النُّونَ فِي التَّثْنِيَةِ وَتَكْسِرُهَا فِي الْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبي الأَحوص الجُشَمِي: أَلستَ تُنْتَجُها وافِيةً أَعْيُنُها وآذانُها فتَجْدَعُ هَذِهِ وَتَقُولُ صَرْبَى، وتَهُنُّ هَذِهِ وَتَقُولُ بَحِيرة ؛ الهَنُ والهَنُّ، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ: كِنَايَةٌ عَنِ الشَّيْءِ لَا تَذْكُرُهُ بِاسْمِهِ، تَقُولُ أَتاني هَنٌ وهَنةٌ، مُخَفَّفًا ومشدَّداً. وهَنَنْتُه أَهنُّه هَنًّا إِذا أَصبت مِنْهُ هَناً، يُرِيدُ أَنك تَشُقُّ آذَانَهَا أَو تُصيب شَيْئًا مِنْ أَعضائها، وَقِيلَ: تَهُنُّ هَذِهِ أَي تُصيب هَن هَذِهِ أَي الشَّيْءَ مِنْهَا كالأُذن وَالْعَيْنِ وَنَحْوِهَا؛ قَالَ الْهَرَوِيُّ: عَرَضْتُ ذَلِكَ عَلَى الأَزهري فأَنكره وَقَالَ: إِنما هُوَ وتَهِنُ هَذِهِ أَي تُضْعِفُها، يُقَالُ: وهَنْتُه أَهِنُه وهْناً، فَهُوَ مَوْهون أَي أَضعفته. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وذكرَ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَقَالَ: ثُمَّ إِن هَنِيناً أَتَوْا عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ طِوال ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ حَدِيثِهِ مَضْبُوطًا مُقَيَّدًا، قَالَ: وَلَمْ أَجده مَشْرُوحًا فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْغَرِيبِ إِلا أَن أَبا مُوسَى ذَكَرَهُ فِي غَرِيبِهِ عَقِيبَ أَحاديث الهَنِ والهَناة. وَفِي حَدِيثِ الْجِنِّ: فإِذا هُوَ بهَنِينٍ «3» كأَنهم الزُّطُّ ، ثُمَّ قَالَ: جَمْعُه جَمْعُ السَّلَامَةِ مِثْلُ كُرة وكُرِينَ، فكأَنه أَراد الْكِنَايَةَ عَنْ أَشخاصهم. وَفِي الْحَدِيثِ: وَذَكَرَ هَنةً مِنْ جِيرَانِهِ أَي حَاجَةً، ويعبَّر بِهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ الإِفْك: قلتُ لَهَا يَا هَنْتاه أَي يَا هَذِهِ، وتُفتح النونُ وَتَسْكُنُ، وَتُضَمُّ الْهَاءُ الأَخيرة وَتَسْكُنُ، وَقِيلَ: مَعْنَى يَا هَنْتاه يَا بَلْهاء، كأَنها نُسِبت إِلى قِلَّةِ الْمَعْرِفَةِ بِمَكَايِدِ النَّاسِ وشُرُورهم. وَفِي حَدِيثِ الصُّبَيِّ بْنِ مَعْبَد: فَقُلْتُ يَا هَنَاهُ إِني حَرِيصٌ عَلَى الجِهاد. والهَنَاةُ: الداهِيةُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ هَنَوَات؛ وأَنشد: عَلَى هَنَوَاتٍ كلُّها مُتَتابِعُ وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ. وَوَاوِيَّةٌ، والأَسماء الَّتِي رَفْعُهَا بِالْوَاوِ وَنَصْبُهَا بالأَلف وَخَفْضُهَا بِالْيَاءِ هِيَ فِي الرَّفْعِ: أَبُوكَ وأَخُوكَ وحَمُوكِ وفُوكَ وهَنُوكَ وَذُو مَالٍ، وَفِي النَّصْبِ: رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهَناكَ وَذَا مَالٍ، وَفِي الْخَفْضِ: مررتُ بأَبيكَ وأَخيكَ وحميكِ وفيكَ وهَنِيكَ وَذِي مالٍ؛ قَالَ النَّحْوِيُّونَ: يُقَالُ هَذَا هَنُوكَ لِلْوَاحِدِ فِي الرَّفْعِ، ورأَيت هَنَاكَ فِي النَّصْبِ، وَمَرَرْتُ بهَنِيك فِي مَوْضِعِ الْخَفْضِ، مِثْلُ تَصْريف أَخواتها كما تقدم.

_ (3). قوله [بهنين] كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية.

هوا: الهَواء، مَمْدُودٌ: الجَوُّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، وَالْجَمْعُ الأَهْوِيةُ، وأَهلُ الأَهْواء وَاحِدُهَا هَوًى، وكلُّ فارغٍ هَواء. والهَواء: الجَبانُ لأَنه لَا قَلْبَ لَهُ، فكأَنه فارغٌ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَقَلْبٌ هَوَاءٌ: فارغٌ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ ؛ يُقَالُ فِيهِ: إِنه لَا عُقولَ لَهُمْ. أَبو الْهَيْثَمِ: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ قَالَ كأَنهم لَا يَعْقِلون مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ الزُّجَاجُ: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ أَي مُنْحَرِفة «1» لَا تَعِي شَيْئًا مِنَ الخَوْفِ، وَقِيلَ: نُزِعَتْ أَفْئدَتُهم مِنْ أَجْوافِهم؛ قَالَ حَسَّانَ: أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفيانَ عَنِّي، ... فَأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواه والهَواء والخَواء وَاحِدٌ. والهَوَاء: كُلُّ فُرْجةٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ كَمَا بَيْنَ أَسْفَلِ الْبَيْتِ إِلى أَعْلاه وأَسْفَلِ البئرِ إِلى أَعْلاها. وَيُقَالُ: هَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَوَاء إِذا خَلَا؛ قَالَ جَرِيرٌ: ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُه، ... لَوْ يُنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا أَي هُمْ بِمَنْزِلَةِ قَصَبٍ جَوْفُه هَوَاء أَي خالٍ لَا فُؤادَ لَهُمْ كالهَواء الَّذِي بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ: كأَنّ الرَّحل مِنها فَوْق صَعْلٍ، ... مِنَ الظِّلْمانِ، جُؤْجُؤه هَواء وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كُلٌّ خالٍ هَوَاء؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ كَعْبُ الأَمثال: وَلَا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ ... هَوَاء كسَقْبِ الْبَانِ، جُوفٍ مَكاسِرُهْ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ ؛ وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ: فَهُنَّ هَواءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ أَي بَعِيدةٌ خاليةُ الْعُقُولِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ . والمَهْوَاةُ والهُوَّةُ والأُهْوِيَّةُ والهَاوِيَةُ: كالهَواء. الأَزهري: المَهْوَاةُ مَوْضِع فِي الهَواء مُشْرِفٌ مَا دُونَه مِنْ جَبَلٍ وَغَيْرِهِ: وَيُقَالُ: هَوَى يَهْوِي هَوَياناً، ورأَيتهم يَتَهاوَوْنَ فِي المَهْواةِ إِذا سَقَطَ بعضُهم فِي إِثْر بَعْضٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَهْوَى والمَهْواةُ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وتَهَاوَى القَوْمُ مِنَ المَهواةِ إِذا سقَط بَعضُهم فِي إِثر بَعْضٍ. وهَوَتِ الطَّعْنَةُ تَهْوِي: فتَحَت فَاهَا بِالدَّمِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا ... لِلشِّقِّ، يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: طَوَيْناهُما، حَتَّى إِذا مَا أُنِيخَتا ... مُناخاً، هَوَى بَيْنَ الكُلَى والكَراكِرِ أَي خَلا وَانْفَتَحَ مِنَ الضُّمْر. وهَوَى وأَهْوَى وانْهَوَى: سَقَط؛ قَالَ يَزيدُ بْنُ الحَكَم الثَّقَفِيُّ: وكَمْ مَنْزِلٍ لَوْلايَ طِحْتَ، كَمَا هَوَى، ... بأَجْرامِه مِن قُلَّةِ النِّيقِ، مُنْهَوِي وهَوت العُقابُ تَهْوِي هُوِيًّا إِذا انْقَضَّت عَلَى صَيْدٍ أَو غَيْرِهِ مَا لَمْ تُرِغْه، فإِذا أَراغَتْه قِيل: أَهْوَتْ لَهُ إِهْوَاء؛ قَالَ زُهَيْرٌ: أَهْوَى لَهَا أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ ... رِيش القَوادِمِ، لَمْ يُنْصَبْ لَهُ الشَّبَك والإِهْواء: التَّناوُل بِالْيَدِ والضَّرْبُ، والإِراغةُ: أَن يَذْهَبَ الصَّيدُ هَكَذَا وَهَكَذَا والعُقاب تَتْبَعُه.

_ (1). قوله [منحرفة] في التهذيب: منخرقة.

ابْنُ سِيدَهْ: والإِهْوَاء والاهْتِوَاء الضَّرب بِالْيَدِ والتناوُلُ. وهَوَت يَدِي لِلشَّيْءِ وأَهْوَتْ: امْتَدَّت وارْتَفَعَت. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَوَى إِليه مِن بُعْدٍ، وأَهْوَى إِليه مِنْ قُرْبٍ، وأَهْوَيْت لَهُ بِالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ، وأَهْوَيْت بِالشَّيْءِ إِذا أَوْمَأْت بِهِ، وأَهْوَى إِليه بِيَدِهِ ليأْخذه. وَفِي الْحَدِيثِ: فأَهْوَى بِيَدِهِ إِليه أَي مَدَّها نَحْوَه وأَمالها إِليه. يُقَالُ: أَهْوَى يَده وَبِيَدِهِ إِلى الشَّيْءِ ليأْخذه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصمعي يُنْكِرُ أَن يأْتي أَهْوَى بِمَعْنَى هَوَى، وَقَدْ أَجازه غَيْرُهُ، وأَنشد لِزُهَيْرٍ: أَهْوَى لَها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مُطَّرِقٌ وَكَانَ الأَصمعي يَرْوِيهِ: هَوَى لَهَا؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ أَيضاً: أَهْوَى لَها فانْتَحَتْ كالطَّيْرِ حَانِيَةً، ... ثُمَّ اسْتَمَرَّ عَلَيْهَا، وَهُوَ مُخْتَضِعُ قال ابْنُ أَحمر: أَهْوَى لَها مِشْقَصاً حَشْراً فَشَبْرَقَها، ... وكُنْتُ أَدْعُو قَذاها الإِثْمِدَ القَرِدا وأَهْوَى إِليه بسَهْم واهْتَوَى إِليه بِهِ. والهَاوِي مِنَ الحُروف وَاحِدٌ: وَهُوَ الأَلف، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ امْتِدَادِهِ وسَعة مَخرجه. وهَوَتِ الرِّيح هَوِيًّا: هَبَّتْ؛ قَالَ: كأَنَّ دَلْوِي فِي هَوِيِّ رِيحِ وهَوَى، بِالْفَتْحِ، يَهْوِي هَوِيًّا وهُوِيًّا وهَوَياناً وانْهَوَى: سَقَط مِن فوقُ إِلى أَسفل، وأَهْوَاهُ هُو. يُقَالُ: أَهْوَيْتُه إِذا أَلقَيْتَه مِنْ فَوْقُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ؛ يَعْنِي مَدائنَ قومِ لُوط أَي أَسْقَطَها فَهَوَت أَي سَقَطَت. وهَوَى السَّهْمُ هُوِيًّا: سَقَط مِنْ عُلْو إِلى سُفْل. وهَوَى هَوِيًّا وهَى «1»، وَكَذَلِكَ الهُوِيّ فِي السَّيْرِ إِذا مَضَى. ابْنُ الأَعرابي: الهُوِيُّ السَّرِيعُ إِلى فَوْقُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ مِثْلَهُ، وأَنشد: والدَّلْوُ فِي إِصْعادِهَا عَجْلَى الهُوِيّ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الرِّيَاشِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنَّ الهَوِيّ بِفَتْحِ الْهَاءِ إِلى أَسفل، وَبِضَمِّهَا إِلى فَوْقُ؛ وأَنشد: عَجْلَى الهُوِي؛ وأَنشد: هَوِيَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَها الرِّشاء فَهَذَا إِلى أَسفل؛ وأَنشد لِمُعَقِّرِ بْنِ حِمَارٍ الْبَارِقِيِّ: هَوَى زَهْدَمٌ تحْتَ الغُبارِ لِحاجِبٍ، ... كَمَا انْقَضَّ بازٍ أَقْتَمُ الرِّيشِ كاسِرُ وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ، وَذَلِكَ مِشية القَوِيّ مِنَ الرِّجَالِ. يُقَالُ: هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا، بِالْفَتْحِ، إِذا هَبَطَ، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، بِالضَّمِّ، إِذا صَعِدَ، وَقِيلَ بِالْعَكْسِ، وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع فِي السَّيْرِ. وَفِي حَدِيثِ الْبَرَّاقِ: ثُمَّ انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ. والمُهَاوَاةُ: المُلاجَّةُ. والمُهَاوَاةُ: شدَّة السَّيْرِ. وهاوَى: سارَ سَيْراً شَدِيدًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَلَمْ تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، ... وَلَا لَيْلَ عِيسٍ فِي البُرِينَ خَواضِعِ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا لَيْلَ عِيسٍ فِي البُرينَ سَوامِ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي صَخْرَةَ: إِيّاكَ فِي أَمْرِك والمُهَاوَاهْ، ... وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ اللَّيْثُ: الْعَامَّةُ تَقُولُ الهَوِيُّ فِي مَصْدَرِ هَوَى يَهْوي

_ (1). قوله [وهوى هوياً وهى إلخ] كذا في الأَصل، وعبارة المحكم: وهَوَى هَوِيّاً، وهَاوَى سَارَ سَيْرًا شَدِيدًا، وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ.

فِي المَهْواةِ هُوِيًّا. قَالَ: فأَما الهَوِيُّ المَلِيُّ فالحينُ الطَّوِيلُ مِنَ الزَّمَانِ، تَقُولُ: جَلَسَتْ عِنْدَهُ هَوِيّاً. والهَويُّ: السَّاعَةُ المُمتدَّة مِنَ اللَّيْلِ. وَمَضَى هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ، عَلَى فَعِيلٍ أَي هَزيعٌ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: كنتُ أَسْمَعُه الهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ ؛ الهَوِيُّ، بِالْفَتْحِ: الْحِينُ الطَّوِيلُ مِنَ الزَّمَانِ، وَقِيلَ: هُوَ مُخْتَصٌّ بِاللَّيْلِ. ابْنُ سَيِّدِهِ: مَضَى هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ وهُوِيٌّ وتَهْوَاء أَي سَاعَةٌ مِنْهُ. وَيُقَالُ: هَوَتِ الناقةُ والأَتانُ وَغَيْرُهُمَا تَهْوِي هُوِيّاً، فَهِيَ هَاوِيةٌ إِذا عَدَتْ عَدْواً شَدِيدًا أَرْفَعَ العَدْو، كأَنه فِي هَوَاء بِئْرٍ تَهْوي فِيهَا، وأَنشد: فشَدَّ بِهَا الأَماعِزَ، وهْيَ تَهْوِي ... هُويَّ الدَّلْوِ أَسْلمها الرِّشاءُ والهَوى، مَقْصُورٌ: هَوَى النَّفْس، وإِذا أَضفته إِليك قُلْتَ هَوايَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَاءَ هَوَى النفْس مَمْدُودًا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ: وهانَ عَلَى أَسْماءَ إِنْ شَطَّتِ النَّوى ... نَحِنُّ إِليها، والهَوَاء يَتُوقُ ابْنُ سَيِّدِهِ: الهَوَى العِشْق، يَكُونُ فِي مَدَاخِلِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. والهَوِيُّ: المَهْوِيُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: فَهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِيمِ، ... قدْ شَفَّ أَكْبادَهُنَّ الهَوِيُ أَي فَقْدُ المَهْويِّ. وهَوى النفسِ: إِرادتها، وَالْجَمْعُ الأَهْوَاء. التَّهْذِيبُ: قَالَ اللُّغَوِيُّونَ الهَوَى محبةُ الإِنسان الشَّيْءَ وغَلَبَتُه عَلَى قَلْبِهِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ؛ مَعْنَاهُ نَهاها عَنْ شَهَواتِها وَمَا تَدْعُو إِليه مِنْ مَعَاصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. اللَّيْثُ: الهَوَى مَقْصُورُ هَوى الضَّمير، تَقُولُ: هَوِيَ، بِالْكَسْرِ، يَهْوَى هَوًى أَي أَحبَّ. وَرَجُلٌ هَوٍ: ذُو هَوًى مُخامِرُه. وامرأَة هَوِيةٌ: لَا تَزَالُ تَهْوى عَلَى تَقْدِيرِ فَعِلة، فإِذا بُنيَ مِنْهُ فَعْلة بِجَزْمِ الْعَيْنِ تَقُولُ هَيَّة مِثْلُ طَيَّة. وَفِي حَدِيثِ بَيْعِ الخِيار: يأْخُذُ كلُ وَاحِدٍ مِنَ الْبَيْعِ مَا هَوِيَ أَي مَا أَحب، وَمَتَى تُكُلِّمَ بالهَوى مُطْلَقًا لَمْ يَكُنْ إِلا مَذْمُومًا حَتَّى يُنْعَتَ بِمَا يُخرجُ مَعْنَاهُ كَقَوْلِهِمْ هَوًى حَسَنٌ وهَوًى مُوَافِقٌ لِلصَّوَابِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: سَبَقوا هَوَيَّ وأَعْنَقُوا لِهَواهُم ... فتُخُرِّمُوا، ولكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: قَالَ هَوَيَّ لُغَةُ هُذَيْلٍ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ قَفَيَّ وعَصَيَّ، قَالَ الأَصمعي: أَي مَاتُوا قَبْلِي وَلَمْ يَلْبثُوا لِهَواي وَكُنْتُ أُحِبُّ أَن أَموت قَبْلَهُمْ، وأَعْنَقُوا لِهَواهم: جَعَلَهُمْ كأَنهم هَوُوا الذَّهابَ إِلى المَنِيَّةِ لسُرْعتهم إِليها، وَهُمْ لَمْ يَهْوَوْها فِي الْحَقِيقَةِ، وأَثبت سِيبَوَيْهِ الهَوَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: فإِذا فعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَقَرَّب إِلى اللَّهِ بهَواه. وَهَذَا الشيءُ أَهْوى إليَّ مِنْ كَذَا أَي أَحَبُّ إِليَّ؛ قَالَ أَبو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ: ولَلَيْلةٌ مِنها تَعُودُ لَنا، ... فِي غَيْرِ مَا رَفْثٍ وَلَا إِثْمِ، أَهْوَى إِلى نَفْسِي، ولَوْ نَزَحَتْ ... مِمَّا مَلَكْتُ، ومِنْ بَني سَهْمِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ ، فِيمَنْ قرأَ بِهِ إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى تَمِيلُ، والقراءَة الْمَعْرُوفَةُ تَهْوِي إِلَيْهِمْ أَي تَرْتَفِع، وَالْجَمْعُ أَهْوَاء؛ وَقَدْ هَوِيَه هَوًى، فَهُوَ هَوٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى الْآيَةِ يَقُولُ اجْعَلْ أَفئدة مِنَ النَّاسِ تُريدُهم، كَمَا تَقُولُ: رأَيت فُلَانًا يَهْوِي نَحْوَك، مَعْنَاهُ يُريدك، قَالَ: وقرأَ

بَعْضُ النَّاسِ تَهْوَى إِليهم، بِمَعْنَى تَهْواهم، كَمَا قَالَ رَدِفَ لَكُمْ ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زَعَمُوا أَنه فِي التَّفْسِيرِ تَهْواهم؛ الْفَرَّاءُ: تَهْوِي إِليهم أَي تُسْرعُ. والهَوى أَيضاً: المَهْوِيُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤيب: زَجَرْتُ لَهَا طَيْرَ السَّنِيحِ، فإِنْ تَكُنْ ... هَواكَ الَّذِي تَهْوَى، يُصِبْكَ اجْتِنابُها واسْتَهْوَتْه الشياطينُ: ذَهَبَتْ بهَواه وعَقْله. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ ؛ وَقِيلَ: اسْتَهْوَتْه استَهامَتْه وحَيَّرَتْه، وَقِيلَ: زيَّنت الشياطينُ لَهُ هَواه حَيْرانَ فِي حَالِ حَيْرَتِهِ. وَيُقَالُ للمُسْتَهام الَّذِي استَهامَتْه الجنُّ: اسْتَهْوَتْهُ الشياطينُ. الْقُتَيْبِيُّ: استَهْوَتْهُ الشَّياطينُ هَوَتْ بِهِ وأَذْهَبتْه، جَعَلَهُ مَنْ هَوَى يَهْوي، وَجَعَلَهُ الزَّجَّاجُ مَنْ هَوِيَ يَهْوَى أَي زيَّنت لَهُ الشياطينُ هَواه. وهَوى الرَّجلُ: ماتَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: وَقَالَ الشَّامِتُونَ: هَوَى زِيادٌ، ... لِكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ قَالَ: وَتَقُولُ أَهْوَى فأَخذ؛ مَعْنَاهُ أَهْوى إِليه يَدَه، وَتَقُولُ: أَهْوى إِليه بيَدِه. وهاوِيةُ والهاوِيةُ: اسْمٌ مِنْ أَسماء جَهَنَّمَ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ ؛ أَي مَسْكنه جهنمُ ومُسْتَقَرُّه النَّارُ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي لَهُ بَدَلٌ مَا يَسْكُنُ إِليه نارٌ حَامِيَةٌ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ : قَالَ بَعْضُهُمْ هَذَا دعاءٌ عَلَيْهِ كَمَا تَقُولُ هَوَتْ أُمه عَلَى قَوْلِ الْعَرَبِ؛ وأَنشد قَوْلُ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الْغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاه: هَوَتْ امُّه مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غادِياً، ... وَمَاذَا يُؤَدِّي الليلُ حِينَ يَؤُوبُ «1» وَمَعْنَى هَوَتْ أُمُّه أَي هلَكَت أُمُّه. وَتَقُولُ: هَوَت أُمُّه فَهِيَ هاوِيَةٌ أَي ثاكِلةٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمّه هَاوِيَةٌ صارَتْ هاويةٌ مأْواه، كما تُؤْوي المرأَةُ ابْنَهَا، فَجَعَلَهَا إذْ لَا مأْوى لَهُ غَيْرَها أُمًّا لَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ أُمُّ رأْسه تَهْوي فِي النَّارِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَوْ كَانَتْ هَاوِيَةٌ اسْمًا عَلَمًا لِلنَّارِ لَمْ يَنْصَرِفْ فِي الْآيَةِ. والهَاوِيَةُ: كلُّ مَهْواة لَا يُدْرَك قَعْرُها؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مِلْقَط الطَّائِيُّ: يَا عَمْرُو لَوْ نالتْك أَرْماحُنا، ... كنتَ كمَنْ تَهْوِي بِهِ الهَاوِيَهْ وَقَالُوا: إِذا أَجْدَبَ الناسُ أَتى «2» الهَاوِي وَالْعَاوِي، فالهَاوِي الجَرادُ، وَالْعَاوِي الذئبُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: إِنَّمَا هُوَ الْغَاوِي، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، والهَاوِي، فَالْغَاوِي الجَرادُ، والهَاوِي الذِّئبُ لأَن الذِّئابَ تأْتي إِلَى الخِصْب. ابْنُ الأَعرابي: إِذَا أَخْصَب الزَّمانُ جَاءَ الْغَاوِي والهَاوِي؛ قَالَ: الْغَاوِي الجَراد وَهُوَ الغَوْغاء، والهَاوِي الذِّئَابُ لأَن الذِّئَابَ تَهْوي إِلَى الْخِصْبِ. قَالَ: وَقَالَ إِذَا جَاءَتِ السَّنَةُ جَاءَ مَعَهَا أَعوانُها، يَعْنِي الجَراد وَالذِّئَابَ والأَمراض. وَيُقَالُ: سمعتُ لأُذُني هَوِياًّ أَي دَوِيًّا، وَقَدْ هَوَت أُذُنه تَهْوِي. الْكِسَائِيُّ: هاوَأْتُ الرَّجل وهاوَيْتُه، فِي بَابِ مَا يُهْمَزُ وَمَا لَا يُهْمَزُ، ودارَأْتُه ودارَيْتُه. والهَواهي: الباطلُ واللَّغْوُ مِنَ الْقَوْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ

_ (1). قوله [هَوَتْ أمه] قال الصاغاني رادًّا على الجوهري، الرواية: هوت عرسه، والمعروف: حين يثوب انتهى. لكن الذي في صحاح الجوهري هو الذي في تهذيب الأزهري. (2). قوله [إِذَا أَجْدَبَ النَّاسُ أَتَى إلخ] كذا في الأصل والمحكم.

أَيضاً فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: أَفي كلِّ يَوْمٍ يَدْعُوانِ أَطبّةً ... إليَّ، وَمَا يُجْدُونَ إِلَّا الهَواهِيا؟ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ الهَواهِيُّ الأَباطيلُ، لأَن الهَواهِيَّ جَمْعُ هَوْهاءة مِنْ قَوْلِهِ هَوْهاءة اللُّبّ أَخْرَقُ، وَإِنَّمَا خَفَّفَهُ ابْنُ أَحمر ضَرُورَةً؛ وقياسُه هَواهِيُّ كَمَا قَالَ الأَعشى: أَلا مَنْ مُبْلِغُ الفِتْيانِ ... أَنَّا فِي هَواهيِ وإِمْساءٍ وإِصباح، ... وأَمْرٍ غَيْرِ مَقْضِيِ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ رَجُلٌ هَواهِيةٌ إِلَّا أَنه لَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. والهَوْهاءة، بِالْمَدِّ: الأَحْمَقُ. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ هُوَّة أَيْ أَحْمَقُ لَا يُمْسِكُ شَيْئًا فِي صَدْرِهِ. وهَوٌّ مِنَ الأَرض: جانِبٌ مِنْهَا. والهُوّة: كلُّ وَهْدَةٍ عَمِيقةٍ؛ وأَنشد: كأَنه فِي هُوَّةٍ تَقَحْذَما قَالَ: وَجَمْعُ الهُوَّةِ هُوًى. ابْنُ سِيدَهِ: الهُوَّةُ مَا انهَبَطَ مِنَ الأَرضَ، وَقِيلَ: الوَهْدةُ الغامضةُ مِنَ الأَرض، وَحَكَى ثَعْلَبٌ: اللَّهُمَّ أَعِذْنا مِنْ هُوَّةِ الكُفْر ودَواعي النِّفَاقِ، قَالَ: ضَرَبَهُ مَثَلًا للكُفْر، والأُهْوِيّة عَلَى أُفْعُولة مِثْلُهَا. أَبو بَكْرٍ: يُقَالُ وَقَعَ فِي هُوَّة أَي فِي بِئْرٍ مُغَطَّاةٍ؛ وأَنشد: إنكَ لَوْ أُعْطِيتَ أَرْجاء هُوّةٍ ... مُغَمَّسَةٍ، لَا يُسْتَبانُ تُرابُها، بِثَوْبِكَ فِي الظَّلْماء، ثُمَّ دَعَوْتَني ... لجِئْتُ إِليها سادِماً، لَا أَهابُها النَّضْرُ: الهَوَّةُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، الكَوّةُ؛ حَكَاهَا عَنْ أَبي الْهُذَيْلٍ، قَالَ: والهُوّةُ والمَهْواةُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ. ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ خَلِيفَةَ يَقُولُ لِلْبَيْتِ كِواءٌ كَثِيرَةٌ وهِواء كَثِيرَةٌ، الْوَاحِدَةُ كَوَّةٌ وهَوَّةٌ، وأَما النَّضْرُ فإِنه زَعَمَ أَن جَمْعَ الهَوَّة بِمَعْنَى الكَوَّة هُوًى مِثْلُ قريةٍ وقُرًى؛ الأَزهري فِي قَوْلِ الشَّمَّاخُ: وَلَمَّا رأَيتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةٍ، ... تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرا قَالَ: هُوَيَّةٌ تَصْغِيرُ هُوّة، وَقِيلَ: الهَوِيَّةُ بِئْرٌ «3» بَعِيدةُ المَهْواةِ، وعَرْشُها سَقْفُهَا المُغَمَّى عَلَيْهَا بِالتُّرَابِ فيَغْتَرُّ بِهِ واطِئُه فيَقَع فِيهَا ويَهْلِك، أَراد لَمَّا رأَيتُ الأَمرَ مُشْرِفاً بي على هَلَكةِ طواطي سَقْفِ هُوَّةٍ مُغَمَّاةٍ تَرَكْتُهُ وَمَضَيْتْ وتسَلَّيْت عَنْ حَاجَتِي مِنْ ذَلِكَ الأَمر، وشَمَّرُ: اسْمُ نَاقَةٍ أَي رَكِبْتُهَا وَمَضَيْتُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهُوَّةُ ذاهبةٌ فِي الأَرض بَعِيدَةُ الْقَعْرِ مِثْلُ الدَّحْلِ غَيْرَ أَن لَهُ أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأْسُها مثلُ رأْس الدَّحْل. الأَصمعي: هُوَّةٌ وهُوًى. والهُوَّة: البئر؛ قاله أَبو عَمْرٍو، وَقِيلَ: الهُوَّة الحُفْرة الْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ، وَهِيَ المَهْواةُ. ابْنُ الأَعرابي: الرِّوَايَةُ عَرْشَ هُوِيَّة، أَراد أُهْوِيَّةٍ، فَلَمَّا سَقَطَتِ الْهَمْزَةُ رُدَّت الضَّمَّةُ إِلَى الْهَاءِ، الْمَعْنَى لَمَّا رأَيت الأَمر مُشْرِفًا عَلَى الْفَوْتِ مَضَيْتُ وَلَمْ أُقم. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا عَرَّسْتم فاجْتَنِبُوا هُوِيَّ الأَرضِ «4»؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَهِيَ جَمْعُ هُوَّة، وَهِيَ الحُفْرة وَالْمُطَمْئِنُ مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ لَهَا المَهْواةُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَوَصَفَتْ أَباها قَالَتْ: وامْتاحَ مِنَ المَهْواة ،

_ (3). قوله [وقيل الهوية بئر] أي على وزن فعيلة كما صرح به في التكملة، وضبط الهاء في البيت بالفتح والواو بالكسر. وقوله [طواطي] كذا بالأصل. (4). قوله [هوي الأرض] كذا ضبط في الأصل وبعض نسخ النهاية، وهو بضم فكسر وشد الياء، وفي بعض نسخها بفتحتين.

أَرادت الْبِئْرَ العَمِيقَة أَي أَنه تحَمَّل مَا لَمْ يَتحَمَّل غَيْرُهُ. الأَزهري: أَهْوى اسْمُ مَاءٍ لَبَنِي حِمَّان، وَاسْمُهُ السُّبَيْلةُ، أَتاهم الرَّاعي فَمَنَعُوهُ الوِرْدَ فَقَالَ: إِنَّ عَلَى أَهْوى لأَلأَمَ حاضِرٍ ... حَسَباً، وأَقْبَحَ مَجْلسٍ أَلوانا قَبَحَ الإِلهُ وَلَا أُحاشي غَيْرَهُمْ، ... أَهْلَ السُّبَيْلةِ مِنْ بَني حِمَّانا وأَهْوى، وسُوقةُ أَهْوى، وَدَارَةُ أَهْوى: مَوْضِعٌ أَو مَواضِعُ، وَالْهَاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي مَوْضِعِهَا مِنْ بَابِ الأَلف اللينة. هيا: هَيُّ بْنُ بَيّ، وهَيَّانُ بْنُ بَيّانَ: لَا يُعرف هُوَ وَلَا يُعرف أَبوه. يُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ هَيِّ بْنِ بَيٍّ هُوَ، مَعْنَاهُ أَي أَيُّ الخَلْقِ هُوَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فِي النَّسَبِ عَمرو بن الحرثِ بْنِ مُضاض بْنِ هَيِّ بْنِ بَيِّ بْنِ جُرْهُم، وَقِيلَ: هَيَّانُ بْنُ بَيَّانَ، كَمَا تَقُولُ طامِرُ بْنُ طامِر لِمَنْ لَا يُعْرَف وَلَا يُعرف أَبوه، وَقِيلَ: هَيُّ بْنُ بيٍّ كَانَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ فَانْقَرَضَ نَسْلُهُ، وَكَذَلِكَ هَيَّانُ بْنَ بَيَّانَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ هَيُّ بْنُ بَيٍّ، وهَيَّانُ بْنُ بَيَّانَ، وبَيُّ بْنُ بَيٍّ، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ خَسِيساً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: فأَقْعَصَتْهُمْ وحَطَّتْ بَرْكَها بِهِمُ، ... وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بنَ بَيَّانِ وَقَالَ ابْنُ أَبي عُيَيْنَةَ: بعِرْضٍ مِنْ بَني هَيِّ بْنِ بَيٍّ؛ ... وأَنْذالِ المَوالي والعَبيدِ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ يَا هَيَّ مَا لِي؛ مَعْنَاهُ التَّلَهُّف والأَسى؛ وَمَعْنَاهُ: يَا عَجَبا مَا لِي، وَهِيَ كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا التَّعَجُّبُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهَا التأَسف عَلَى الشَّيْءِ يَفُوتُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ: يَا هَيَّ مَا لِي: قَلِقَتْ مَحاوِرِي، ... وَصَارَ أَشْباهُ الفَغا ضَرائرِي قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ يَا هَيَّ مَا لِي وَيَا هَيَّ مَا أَصحابك، لَا يُهْمَزَانِ، قَالَ: وَمَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ كأَنه قَالَ يَا عَجَبي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ حُمَيْدٍ الأَرقط: أَلا هَيَّما. مِمَّا لَقِيتُ وهَيَّما، ... ووَيْحاً لمَنْ لَمْ يَدْرِ مَا هُنَّ وَيْحَما الْكِسَائِيُّ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَن يَتَعَجَّبُ بهَيَّ وفَيَّ وشَيَّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزِيدُ مَا فَيَقُولُ يَا هَيَّما وَيَا شَيَّما وَيَا فَيَّما أَي مَا أَحسن هَذَا، وَقِيلَ: هُوَ تَلَهُّفٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: يَا هَيَّ مَا لِي، مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه ... مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مَا هَيَّانُ هَذَا أَي مَا أَمْرُه؟ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْعَرَبُ تَقُولُ هَيِّكَ أَي أَسْرِعْ فِيمَا أَنت فِيهِ. وهَيا هَيا: كَلِمَةُ زَجْر للإِبل؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وجُلُّ عِتابِهِنَّ هَيا وهَيْدُ قَالَ: وهِي وَهَا مِنْ زَجْرِ الإِبل، هَيْهَيْت بِهَا هَيْهاة وهَيْهاء؛ وأَنشد: مِنْ وَجْسِ هَيْهاءٍ ومِنْ يَهْيائِه وَقَالَ الْعَجَّاجُ: هَيْهاتَ مِنْ مُنْخَرَقٍ هَيْهاؤه قَالَ: وهَيْهاؤه مَعْنَاهُ البُعْدُ وَالشَّيْءُ الَّذِي لَا يُرْجَى. أَبو الْهَيْثَمِ: وَيَقُولُونَ عِنْدَ الإِغراء بِالشَّيْءِ هِي هِي، بِكَسْرِ الْهَاءِ، فإِذا بَنوا مِنْهُ فِعْلًا قَالُوا هَيْهَيْتُ بِهِ أَي أَغْرَيْتُه. وَيَقُولُونَ: هَيَّا هَيَّا أَي أَسْرِعْ إِذا حَدَوْا

فصل الواو

بالمَطِيّ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ: لَتَقْرُبِنَّ قَرَباً جُلْذِيّا ... مَا دامَ فِيهِنَّ فَصِيلٌ حَيَّا، وَقَدْ دَجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هَاهَ هَاهَ. وَيُحْكَى صَوْتُ الهادِي: هَيْ هَيْ ويَهْ يَهْ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: يَدْعُو بِهَيْها مِن مُواصلةِ الكَرَى وَلَوْ قَالَ: بِهَيْ هَيْ، لَجَازَ. وهَيا: مِنْ حُرُوفِ النِّدَاءِ، وأَصلها أَيا مِثْلُ هَراق وأَراق؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصاخَ يَرْجُو أَنْ يكُونَ حَيّاً، ... ويقُولُ مِنْ طَرَبٍ: هَيا رَبَّا «1» الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ لَا تَقُولُ هِيَّاكَ ضَرَبْت وَيَقُولُونَ هِيَّاك وزَيْداً؛ وأَنشد: يَا خالِ هَلَّا قُلْتَ، إِذْ أَعْطَيْتها: ... هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ أَعْطَيْتَنِيها فانِياً أَضْراسُها، ... لَوْ تُعْلَفُ البَيْضَ بِهِ لَمْ يَنْفَلِقْ وإِنما يَقُولُونَ هِيَّاك وزَيْداً إِذا نَهَوْكَ، والأَخفش يُجِيزُ هِيَّاكَ ضَرَبْت؛ وأَنشد: فَهِيَّاكَ والأَمْرَ الَّذِي إِن تَوَسَّعَتْ ... مَوارِدُه، ضاقَتْ عَلَيْكَ المَصادِرُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَيَّاك، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ثُمَّ تُبْدَلُ الْهَاءَ مِنْهَا مَفْتُوحَةً أَيضاً فَتَقُولُ هَيَّاكَ. الأَزهري: وَمَعْنَى هِيَّاك إِياك، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ هَاءً. ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ هِي، كِنَايَةٌ عَنِ الْوَاحِدِ الْمُؤَنَّثِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ أَصلها أَن تَكُونَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف مِثْلَ أَنت، فَيُقَالُ: هِيَّ فَعَلَت ذَلِكَ، وَقَالَ: هِيَّ لُغَةُ هَمْدانَ ومَن فِي تِلْكَ النَّاحِيَةِ، قَالَ: وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعَرَبِ يُخَفِّفُهَا، وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: هِيَ فَعَلت ذَلِكَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ بَنِي أَسد وَقَيْسٍ هِيْ فَعَلَتْ ذَلِكَ، بِإِسْكَانِ الْيَاءِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: بَعْضُهُمْ يُلْقِي الْيَاءَ مِنْ هِيَ إِذا كَانَ قَبْلَهَا أَلف سَاكِنَةٌ فَيَقُولُ حَتَّاه فَعَلَتْ ذَلِكَ، وإنَّماهِ فَعَلَتْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ لَمْ أَسمعهم يُلْقُونَ الياءَ عِنْدَ غَيْرِ الأَلف، إِلا أَنه أَنشدني هُوَ ونُعيم: دِيارُ سُعْدَى إِذْ هِ مِنْ هَواكا بِحَذْفِ الْيَاءِ عِنْدَ غَيْرِ الأَلف، وَسَنَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ فَصْلًا مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ ها مِنَ الأَلف اللَّيِّنَةِ، قَالَ: وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَ حَذْفَ الْيَاءِ الَّذِي هُنَا ضَرُورَةً؛ وَقَوْلُهُ: فقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً وأَرَّقَني ... فقُلْتُ: أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عادَني حُلُمُ؟ إِنما أَراد هِي سَرَتْ، فَلَمَّا كَانَتْ أَهِيَ كَقَوْلِكَ بَهِيَ خَفَّفَ، عَلَى قَوْلِهِمْ فِي بَهِيَ بَهْيَ، وَفِي عَلِمَ عَلْمَ، وَتَثْنِيَةُ هِيَ هُما، وَجَمْعُهَا هُنَّ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ هَا مِنْ قَوْلِكَ رأَيتها، وَجَمْعُ هَا مِنْ قولك مررت بها. فصل الواو وَأَيَ: الوأْيُ: الوَعْدُ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: كَانَ لِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأْيٌ أَي وَعْدٌ. وَحَدِيثُ أَبي بَكْرٍ: مَن كَانَ لَهُ عِند رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأْيٌ فليَحْضُر. وَقَدْ وَأَى وَأْياً: وَعَدَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ وأَى لامْرِئٍ بوَأْيٍ فَلْيَفِ بِهِ ،

_ (1). قوله [فأصاخ يرجو إلخ] قبله كما في حاشية الأمير على المغني: وحديثها كالقطر يسمعه راعي سنين تتابعت جدبا

وأَصْل الوأْي الوَعْدُ الَّذِي يُوَثِّقُه الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ ويَعْزِم عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ وَهْبٍ: قرأْت فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ إِني قَدْ وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذْكُرَ مَن ذَكَرني ، عَدَّاه بِعَلَى لأَنه أَعْطاه مَعْنَى جَعلْت عَلَى نَفْسي. ووَأَيتُ لَهُ عَلَى نَفْسِي أَئي وَأْياً: ضَمِنْتُ لَهُ عِدَةً؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وَمَا خُنْتُ ذَا عَهْد وأَيْتُ بِعَهْدِه، ... وَلَمْ أَحْرِمِ المُضْطَرَّ، إِذْ جَاءَ قَانِعًا وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ وَأَيْتُ لكَ بِهِ عَلَى نَفْسِي وأْياً، والأَمر أَهْ وَالِاثْنَيْنِ «1» أَياه، وَالْجَمْعُ أَوْا، تَقُولُ: أَه وَتَسْكُتُ، وَلَا تَأَهْ وَتَسْكُتُ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ عَهْ وَلَا تَعَهْ، وإِنْ مرَرْتَ قُلْتَ: إِ بِمَا وَعَدْتَ، إِيا بِمَا وَعَدْتُمَا، كَقَوْلِكَ: عِ مَا يَقُولُ لَكَ فِي الْمُرُورِ. والوَأَى مِنَ الدَّوابِّ: السرِيعُ المُشَدَّد الخَلْق، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْفَرَسُ السَّريعُ المُقْتَدِر الخَلْق، والنَّجيبةُ مِنَ الإِبل يُقَالُ لَهَا الوآةُ، بِالْهَاءِ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ فِي الوأَى للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ: راحُوا بَصائرُهُمْ عَلَى أَكْتافِهم، ... وبَصِيرتي يعْدُو بِهَا عَتِدٌ [عَتَدٌ] وأَى قَالَ شَمِرٌ: الوأَى الشَّدِيدُ، أُخذ مِنْ قَوْلِهِمْ قِدْرٌ وَئِيَّةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: إِذا جاءهُمْ مُسْتَثْئِرٌ، كانَ نَصْرُه ... دُعاء أَلا طِيروا بِكُلّ وَأًى نَهْدِ والأُنثى وآةٌ، وَنَاقَةٌ وَآةٌ؛ وأَنشد: وَيَقُولُ ناعِتُها إِذا أَعْرَضْتَها: ... هذِي الوآةُ كصَخْرَةِ الوَعْلِ والوأَى: الْحِمَارُ الوَحْشي، زَادَ فِي الصِّحَاحِ: المُقْتَدِر الخَلْقِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذا انْجابَتِ الظَّلْماء أَضْحَتْ كَأَنَّها ... وَأًى مُنْطَوٍ باقِي الثَّمِيلة قارحُ والأُنثى وَآةٌ أَيضاً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ تُشَبَّهُ بِهِ الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ؛ وأَنشد لِشَاعِرٍ: كُلُّ وآةٍ ووَأًى ضافِي الخُصَلْ، ... مُعْتَدِلات فِي الرِّقَاقِ والجَرَلْ وقِدْرٌ وَأْيةٌ وَوَئيَّةٌ: وَاسِعَةٌ ضَخْمة، عَلَى فَعِيلة بِيَاءَيْنِ، مِنَ الْفَرَسِ الوَآةِ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلرَّاعِي: وقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَحانِ وَئِيّةٍ ... أَنَخْتُ لَها، بَعْدَ الهُدُوِّ، الأَثافِيا وَهِيَ فَعِيلة مَهْمُوزَةُ الْعَيْنِ مُعْتَلَّةُ اللَّامِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: سأَلته، يَعْنِي الْخَلِيلَ، عَنْ فُعِلَ مِنْ وَأَيْتُ فَقَالَ وُئِيَ، فَقُلْتُ فَمَنْ خفَّف، فَقَالَ أُوِيَ، فأَبدل مِنَ الْوَاوِ هَمْزَةً، وَقَالَ: لَا يَلْتَقِي وَاوَانِ فِي أَوّل الْحَرْفِ، قَالَ الْمَازِنِيُّ: وَالَّذِي قَالَهُ خطأٌ لأَنَّ كُلَّ وَاوٍ مَضْمُومَةٍ فِي أَوَّل الْكَلِمَةِ فأَنت بِالْخِيَارِ، إِن شِئْتَ تَرَكْتَهَا عَلَى حَالِهَا، وإِن شِئْتَ قَلَبْتَهَا هَمْزَةً، فَقُلْتُ وُعِدَ وأُعِدَ ووُجُوه وأُجُوه ووُرِيَ وأُورِيَ ووُئِيَ وأُوِيَ، لَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنِينَ وَلَكِنْ لِضَمَّةِ الأَوَّل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما خطَّأَه الْمَازِنِيُّ مِنْ جِهَةِ أَن الْهَمْزَةَ إِذا خُفِّفَتْ وَقُلِبَتْ وَاوًا فَلَيْسَتْ وَاوًا لَازِمَةً بَلْ قَلْبُهَا عَارِضٌ لَا اعْتِدَادَ بِهِ، فَلِذَلِكَ لَمْ يَلْزَمْهُ أَن يَقْلِبَ الْوَاوَ الأُولى هَمْزَةً، بِخِلَافِ أُوَيْصِل فِي تَصْغِيرِ واصِلٍ، قَالَ: وَقَوْلُهُ فِي آخِرِ الْكَلَامِ لَا لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنِينَ صَوَابُهُ لَا لِاجْتِمَاعِ الْوَاوَيْنِ. ابْنُ سِيدَهْ: وقِدْرٌ وَأْيةٌ ووَئِيَّةٌ وَاسِعَةٌ، وَكَذَلِكَ القَدح والقَصْعة إِذا كَانَتْ قَعِيرَةً. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَكِيَّةٌ وَئية قَعِيرة، وقصعة وئية

_ (1). قوله [والأَمر أه والاثنين إلى قوله وإن مررت إلخ] كذا بالأصل مرسوماً مضبوطاً والمعروف خلافه.

مُفَلْطَحة وَاسِعَةٌ، وَقِيلَ: قِدر وَئِية تَضُمّ الجَزُور، وَنَاقَةٌ وَئِيَّةٌ ضَخْمَةُ الْبَطْنِ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: قَالَ الرِّيَاشِيُّ الوَئِيّة الدُّرّة مِثْلُ وَئِية القِدْر، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ يَضْبُطِ الْقُتَيْبِيُّ هَذَا الْحَرْفَ، وَالصَّوَابُ الوَنِيَّة، بِالنُّونِ، الدُّرَّة، وَكَذَلِكَ الوَناةُ وَهِيَ الدُّرَّة الْمَثْقُوبَةُ، وأَما الوَئِيَّةُ فَهِيَ القِدْر الْكَبِيرَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِيمَنْ حَمَّل رَجُلًا مَكْرُوهًا ثُمَّ زَادَهُ أَيضاً: كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة؛ قَالَ: الكِفْتُ فِي الأَصل القِدْرُ الصَّغِيرَةُ، والوَئِيّةُ الْكَبِيرَةُ، قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قِدْر وئِيّةٌ ووَئِيبةٌ، فَمَنْ قَالَ وَئِيَّة فَهِيَ مِنَ الْفَرَسِ الوَأَى وَهُوَ الضَّخم الْوَاسِعُ، وَمَنْ قَالَ وَئِيبةٌ فَهُوَ مِنَ الْحَافِرِ الوَأْب، والقَدَحُ المُقَعَّب يُقَالُ لَهُ وَأْبٌ؛ وأَنشد: جاءٍ بقِدْر وَأْية التَّصْعِيدِ قَالَ: وَالِافْتِعَالُ مِنْ وأَى يَئِي اتَّأَى يَتَّئي، فَهُوَ مُتَّئٍ، وَالِاسْتِفْعَالُ مِنْهُ اسْتَوْأَى يَسْتَوئِي فَهُوَ مُسْتَوءٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والوَئيَّة الجُوالِقُ الضَّخْمُ؛ قَالَ أَوس: وحَطَّتْ كَمَا حَطَّتْ وَئِيّةُ تاجِرٍ ... وَهَى عَقْدُها، فَارْفَضَّ مِنْهَا الطَّوائِفُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَطَّتِ الناقةُ فِي السَّيْرِ اعتمَدَتْ فِي زِمامِها، وَيُقَالُ مالَتْ، قَالَ: وَحَكَى ابْنُ قُتَيْبَةَ عَنِ الرِّياشي أَن الوَئِيَّةَ فِي الْبَيْتِ الدُّرَّةُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: شبَّه سُرْعة النَّاقَةِ بسُرعة سُقوط هَذِهِ مِنَ النِّظام، وَقَالَ الأَصمعي: هُوَ عِقْدٌ وقَع مِنْ تَاجِرٍ فَانْقَطَعَ خَيْطُهُ وَانْتَثَرَ مِنْ طَوائِفه أَي نَواحِيه. وقالوا: هُوَ يَئِي ويَعِي أَي يَحْفَظُ، وَلَمْ يَقُولُوا وَأَيْتُ كَمَا قَالُوا وَعَيْتُ، إِنما هُوَ آتٍ لَا مَاضِيَ لَهُ، وامرأَة وَئِيَّةٌ: حَافِظَةٌ لبيتها مصلحة له. وتي: واتَيْته عَلَى الأَمْر مُواتاةً وَوِتاء: طاوَعْتُه، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي الْهَمْزِ. التهذيب: الوُتَى الجِيَّات. وثي: وَثَى بِهِ إِلى السُّلْطَانِ: وَشَى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: يَجْمَع للرِّعاءِ فِي ثَلاثِ ... طُولَ الصِّوَى وقِلَّةَ الإِرْغاثِ، جَمْعَكَ للمُخاصِمِ المُواثِي كأَنه جَاءَ عَلَى وَاثَاهُ، وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا أَثَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ ابْنُ الأَعرابي سَمِعَ مِنَ الْعَرَبِ وَثَى فَذَلِكَ، وإِلَّا فإِن الشَّاعِرَ إِنما أَراد المُؤاثِي، بِالْهَمْزِ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ بأَن قَلَبَهَا وَاوًا لِلضَّمَّةِ الَّتِي قَبْلَهَا، وإِن كَانَ ابْنُ الأَعرابي إِنَّمَا اشْتَقَّ وَثَى مِنْ هَذَا فَهُوَ غَلَطٌ. ابْنُ الأَعرابي: الوثِيُّ الْمَكْسُورُ الْيَدِ. وَيُقَالُ: أَوْثَى فُلَانٌ إِذا انْكَسَرَ بِهِ مَرْكَبُهُ مِنْ حَيَوَانٍ أَو سفينة. وجا: الوَجا: الحَفا، وَقِيلَ: شِدَّة الْحَفَا، وَجِيَ وَجاً وَرَجُلٌ وَجٍ ووَجِيٌّ، وَكَذَلِكَ الدَّابَّةُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَنْهَضْنَ نَهْضَ الغائِبِ الوَجِيِ وجَمْعُها وَجْيَا. وَيُقَالُ: وجِيَتِ الدابةُ تَوْجَى وَجاً، وإِنه ليَتَوَجَّى فِي مشْيته وَهُوَ وَجٍ، وَقِيلَ: الوَجَا قَبْلَ الحَفا ثُمَّ الحَفا ثُمَّ النَّقَبُ، وَقِيلَ: هُوَ أَشدّ مِنَ الحَفا، وتَوَجَّى فِي جَمِيعِ ذَلِكَ: كَوَجِيَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الوَجا أَن يَشْتَكِيَ البعيرُ باطِنَ خُفه والفرسُ بَاطِنَ حافِره. أَبو عُبَيْدَةَ: الوَجا قَبلَ الْحَفَا، وَالْحَفَا قَبْلَ النَّقَبِ. ووَجِيَ الْفَرَسُ، بِالْكَسْرِ: وَهُوَ أَن يَجِد وجَعاً فِي حَافِرِهِ، فَهُوَ وَجٍ، والأُنثى وَجْياء، وأَوْجَيْته أَنا وإِنه ليَتَوَجَّى. وَيُقَالُ: تَرَكْتُه وَمَا فِي قَلْبي مِنْهُ أَوْجَى أَي

يَئِست مِنْهُ، وسأَلته فأَوْجَى عَلَيَّ أَي بَخِل. وأَوْجَى الرجلُ: جَاءَ لحاجةٍ أَو صَيْد فَلَمْ يُصِبها كأَوْجأَ، وَقَدْ تقدَّم فِي الْهَمْزِ. وطَلَبَ حَاجَةً فأَوْجَى أَي أَخطأَ؛ وَعَلَى أَحد هَذِهِ الأَشياء يُحْمَلُ قَوْلُ أَبي سَهْم الهُذَلي: فَجاء، وقَدْ أَوْجَتْ مِنَ المَوْتِ نَفْسُه، ... بِهِ خُطَّفٌ قَدْ حذَّرَتْه المَقاعِدُ وَيُقَالُ: رَمَى الصيدَ فأَوْجَى، وسأَلَ حَاجَةً فأَوْجى أَي أَخْفَقَ. أَبو عَمْرٍو: جَاءَ فُلَانٌ مُوجًى أَي مَرْدُودًا عَنْ حَاجَتِهِ، وَقَدْ أَوْجَيْتُه. وحَفَرَ فأَوْجَى إِذا انْتَهى إِلى صلابةٍ وَلَمْ يُنْبِطْ. وأَوْجَى الصائدُ إِذا أَخْفَقَ وَلَمْ يَصد. وأَوْجَأَتِ الرَّكِيَّةُ وأَوْجَتْ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَاءٌ. وأَتيْناه فَوَجَيْناه أَي وَجَدْناه وَجِيًّا لَا خَيْرَ عِنْدَهُ. يُقَالُ: أَوْجَتْ نَفْسُه عَنْ كَذَا أَي أَضْرَبَتْ وانتَزَعَت، فَهِيَ مُوجِيةٌ. وَمَاءٌ يُوجَى أَي يَنْقَطِعُ، وَمَاءٌ لَا يُوجَى أَي لَا يَنْقَطِعُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تُوجَى الأَكُفُّ وهُما يَزِيدانْ يَقُولُ: يَنْقَطِعُ جُودُ أَكُفِّ الكِرام، وَهَذَا الْمَمْدُوحُ تَزِيدُ كَفَّاه. وأَوجى الرجلَ: أَعطاه؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: وأَوْجاهُ عَنْهُ: دَفَعَه ونَحّاه ورَدَّه. اللَّيْثُ: الإِيجاء أَن تَزْجُرَ الرَّجُلَ عَنِ الأَمر؛ يُقَالُ: أَوْجَيْتُه فرَجَع، قَالَ: والإِيجاء أَن يُسْأَلَ فَلَا يُعْطي السَّائِلَ شَيْئًا؛ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ: أَوْجَيْتُه عَنِّي فأَبْصَرَ قَصْدَهُ، ... وكَوَيْتُه فوْقَ النَّواظِرِ مِنْ عَلِ وأَوْجَيْتُ عَنْكُمْ ظُلْمَ فُلَانٍ أَي دفَعْته؛ وأَنشد: كأَنَّ أَبي أَوْصَى بِكُمْ أَنْ أَضُمَّكمْ ... إِليَّ، وأُوجي عَنْكُمُ كلَّ ظَالِمِ ابْنُ الأَعرابي: أَوْجى إِذا صَرَفَ صَدِيقَه بِغَيْرِ قَضاء حَاجَتِهِ، وأَوجى أَيضاً إِذا باعَ الأَوْجِيةَ، وَاحِدُهَا وِجاء، وَهِيَ العُكُومُ الصِّغار؛ وأَنشد: كَفَّاكَ غَيْثانِ عَليْهِمْ جُودانْ، ... تُوجَى الأَكفُّ وَهُمَا يزيدانْ أَي تَنْقَطِعُ. أَبو زَيْدٍ: الوَجْيُ الخَصْيُ. الْفَرَّاءُ: وجَأْتُه ووَجَيْتُه وِجاء. قَالَ: والوِجاءُ فِي غَيْرِ هَذَا وِعاء يُعمل مِنْ جِران الإِبل تَجعل فِيهِ المرأَةُ غِسْلَتها وقُماشَها، وَجَمْعُهُ أَوْجِيَةٌ. والوَجِيَّةُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ: جَرادٌ يُدَقُّ ثُمَّ يُلَتُّ بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ ثُمَّ يؤْكل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن كَانَ مِنْ وجَأْت أَي دَقَقْتُ فَلَا فَائِدَةَ فِي قَوْلِهِ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَلَا هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وإِن كَانَ مِنْ مَادَّةٍ أُخرى فهو من وج ي، وَلَا يَكُونُ مِنْ وج ولأَن سِيبَوَيْهِ قَدْ نَفَى أَن يَكُونَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ وعوت. وحي: الوَحْيُ: الإِشارة وَالْكِتَابَةُ والرِّسالة والإِلْهام وَالْكَلَامُ الخَفِيُّ وكلُّ مَا أَلقيته إِلى غَيْرِكَ. يُقَالُ: وحَيْتُ إِليه الكلامَ وأَوْحَيْتُ. ووَحَى وَحْياً وأَوْحَى أَيضاً أَي كَتَبَ؛ قَالَ الْعَجَاجُ: حَتَّى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي ... لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِي بِثَرْمَداء جَهْرَةَ الفِضاحِ «2» والوَحْيُ: الْمَكْتُوبُ والكِتاب أَيضاً، وَعَلَى ذَلِكَ جَمَعُوا فَقَالُوا وُحِيٌّ مِثْلَ حَلْيٍ وحُلِيٍّ؛ قَالَ لَبِيدٌ: فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها ... خَلَقاً، كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها أَراد مَا يُكتب فِي الْحِجَارَةِ ويُنقش عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ

_ (2). قوله [الفضاح] هو بالضاد معجمة في الأصل هنا والتكملة في ثرمد ووقع تبعاً للأصل هناك بالمهملة خطأ.

الحرث الأَعْوَر: قَالَ عَلْقَمَةُ قرأْتُ القُرآن فِي سَنَتَيْنِ، فَقَالَ الحرثُ: الْقُرْآنُ هَيِّنٌ، الوَحْيُ أَشدُّ مِنْهُ؛ أَراد بِالْقُرْآنِ القِراءة وبالوَحْي الكِتابة والخَطَّ. يُقَالُ: وحَيْتُ الكِتاب وَحْياً، فأَنا واحٍ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: كَذَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الْغَافِرِ، قَالَ: وإِنما الْمَفْهُومُ مِنْ كلام الحرث عِنْدَ الأَصحاب شَيْءٌ تَقُولُهُ الشِّيعَةُ أَنه أُوحِيَ إِلى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شيءٌ فخَصَّ بِهِ أَهل الْبَيْتِ. وأَوْحى إِليه: بَعَثه. وأَوْحى إِليه: أَلْهَمَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ، وَفِيهِ: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ؛ أَي إِليها، فَمَعْنَى هَذَا أَمرها، ووَحَى فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ الْعَجَاجُ: وحَى لَهَا القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ، ... وشَدَّها بالرّاسِياتِ الثُّبَّتِ وَقِيلَ: أَراد أَوْحى إِلا أَنَّ مِنْ لُغَةِ هَذَا الرَّاجِزِ إِسقاط الْهَمْزَةِ مَعَ الْحَرْفِ، وَيُرْوَى أَوْحى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ووَحَى فِي الْبَيْتِ بِمَعْنَى كَتَبَ. ووَحَى إِليه وأَوْحَى: كلَّمه بِكَلَامٍ يُخفِيه مِنْ غَيْرِهِ. ووَحى إِليه وأَوْحى: أَوْمَأَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ؛ وَقَالَ: فأَوْحَتْ إِلينا والأَنامِلُ رُسْلُها وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ، فَأَوْحى إِلَيْهِمْ* : أَي أَشار إِليهم، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ أَوْحى ووَحَى وأَوْمى ووَمى بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ووَحى يحِي ووَمى يَمِي. الْكِسَائِيُّ: وَحَيْتُ إِلَيْهِ بِالْكَلَامِ أَحي بِهِ وأَوْحَيْتُه إِليه، وَهُوَ أَن تُكَلِّمَهُ بِكَلَامٍ تُخْفِيهِ مِنْ غَيْرَهُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ: فَقَالَ لَهَا، وقدْ أَوْحَتْ إِليه: ... أَلا للهِ أُمُّك مَا تَعِيفُ أَوحت إِلَيْهِ أَي كَلَّمَتْهُ، وَلَيْسَتِ العَقاة مُتَكَلِّمَةً، إِنَّمَا هُوَ عَلَى قَوْلِهِ: قَدْ قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقي وَهُوَ بَابٌ وَاسِعٌ، وأَوْحى اللَّهُ إِلَى أَنبيائه. ابْنُ الأَعرابي: أَوْحى الرجلُ إِذا بعَث بِرَسُولٍ ثِقَةٍ إِلَى عَبْدٍ مِنْ عبيدِه ثِقة، وأَوْحى أَيضاً إِذا كَلَّم عبدَه بِلَا رَسُولٍ، وأَوْحى الإِنسانُ إِذا صارَ ملِكاً بَعْدَ فَقْر، وأَوْحى الإِنسانُ ووَحَى وأَحَى إِذا ظَلَمَ فِي سُلْطَانِهِ، واسْتَوْحَيْتُه إِذَا اسْتَفْهَمْته. والوَحْيُ: مَا يُوحِيه اللهُ إِلى أَنْبيائه. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ: أَنا مُؤْمِنٌ بوَحْيِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِّيَ وَحْياً لأَنَّ الْمَلِكَ أَسَرَّه عَلَى الْخَلْقِ وخَصَّ بِهِ النبيَّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، المبعوثَ إِليهِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ؛ مَعْنَاهُ يُسِرُّ بعضُهم إِلى بَعْضٍ، فَهَذَا أَصل الْحَرْفِ ثُمَّ قُصِرَ الوَحْيُ للإِلهامِ، وَيَكُونُ للأَمر، وَيَكُونُ للإِشارة؛ قَالَ عَلْقَمَةُ: يُوحي إِليها بأَنْقاضٍ ونَقْنَقَةٍ وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَلْهَمْتُهم كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَوْحَيْتُ إِلى الحَوارِيِّين أَمرتهم؛ وَمِثْلُهُ: وحَى لَهَا القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ أَي أَمرها، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ ؛ أَتَيْتُهم فِي الوَحْي إِلَيْكَ بالبَراهِين وَالْآيَاتِ الَّتِي اسْتَدَلُّوا بِهَا عَلَى الإِيمان فَآمَنُوا بِي وَبِكَ. قَالَ الأَزهري: وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ ؛ قَالَ: الوَحْيُ هَاهُنَا إِلقاءُ اللهِ فِي قلبِها، قَالَ: وَمَا بَعْدُ هَذَا يَدُلُّ، وَاللَّهُ أَعلم، عَلَى أَنه وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى جِهَةِ الإِعلامِ للضَّمانِ لَهَا: إِنَّا

رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ؛ وَقِيلَ: إنَّ مَعْنَى الوَحْي هَاهُنَا الإِلهام، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يُلْقِيَ اللَّهُ فِي قَلْبِهَا أَنه مَرْدُودٌ إِلَيْهَا وأَنه يَكُونُ مُرْسَلًا، وَلَكِنَّ الإِعلام أَبين فِي مَعْنَى الْوَحْيِ هَاهُنَا. قَالَ أَبو إسحق: وأَصل الْوَحْيِ فِي اللُّغَةِ كُلِّهَا إِعْلَامٌ فِي خَفاء، وَلِذَلِكَ صَارَ الإِلهام يُسَمَّى وَحْياً؛ قَالَ الأَزهري: وَكَذَلِكَ الإِشارةُ والإِيماءُ يُسَمَّى وَحْياً وَالْكِتَابَةُ تُسَمَّى وَحْيًا. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ؛ مَعْنَاهُ إِلَّا أَن يُوحيَ إِليه وَحْياً فيُعْلِمَه بِمَا يَعْلمُ البَشَرُ أَنه أَعْلَمَه، إِما إِلْهَامًا أَو رؤْيا، وَإِمَّا أَن يُنزل عَلَيْهِ كِتَابًا كَمَا أُنزِل عَلَى مُوسَى، أَو قُرْآنًا يُتْلى عَلَيْهِ كَمَا أَنْزَله عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلُّ هَذَا إعْلامٌ وَإِنِ اختلَفت أَسبابُ الإِعلامِ فِيهَا. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ ، مِنْ أَوْحَيْتُ، قَالَ: وناسٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ وحَيْتُ إِلَيْهِ ووَحَيْتُ لَهُ وأَوْحَيْتُ إِليه وَلَهُ، قَالَ: وقرأَ جُؤَيَّة الأَسدي قل أُحِيَ إليَ مِنْ وحَيْتُ، هَمَزَ الْوَاوَ. ووَحَيْتُ لَكَ بِخَبَرِ كَذَا أَي أَشَرْتُ وصَوَّتُّ بِهِ رُوَيْداً. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ وَحَيْتُ إِلَى فُلَانٍ أَحي إِلَيْهِ وَحْياً، وأَوْحَيْتُ إِليه أُوحِي إِيحَاءً إِذَا أَشرت إِليه وأَوْمأْتَ، قَالَ: وأَما اللُّغَةُ الْفَاشِيَةُ فِي الْقُرْآنِ فبالأَلف، وأَما فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فوَحَيْتُ إِلَى فُلَانٍ مَشْهُورَةٌ؛ وأَنشد الْعَجَاجُ: وَحَى لَهَا القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ أَي وحَى اللهُ تَعَالَى للأَرض بأَن تَقِرَّ قَرَارًا وَلَا تميدَ بأَهلها أَي أَشار إِلَيْهَا بِذَلِكَ، قَالَ: وَيَكُونُ وَحى لَهَا القَرارَ أَي كَتب لَهَا القَرارَ. يُقَالُ: وحَيْتُ الكتابَ أَحِيهِ وَحْياً أَي كَتَبْتُهُ فَهُوَ مَوحِيٌّ. قَالَ رُؤْبَةُ: إِنْجيلُ تَوْراةٌ وَحى مُنَمْنِمُهْ أَي كتَبه كاتِبُه. والوَحى: النارُ، وَيُقَالُ للمَلِكِ وَحًى مِنْ هَذَا. قَالَ ثعلب: قلت لابن الأَعرابي مَا الوَحى؟ فَقَالَ: المَلِكُ، فَقُلْتُ: وَلِمَ سُمِّيَ الملِكُ وَحىً؟ فَقَالَ: الوَحى النَّارُ فكأَنه مِثلُ النَّارِ يَنْفَع ويَضُرُّ. والوَحى: السِّيدُ مِنَ الرِّجَالِ؛ قَالَ: وعَلِمْتُ أَني إِن عَلِقْتُ بحَبْلِه، ... نشِبَتْ يَدايَ إِلى وَحًى لَمْ يَصْقَعِ يُرِيدُ: لَمْ يَذْهَبْ عَنْ طَرِيقِ الْمَكَارِمِ، مُشْتَقٌّ مِنَ الصَّقْع. والوَحْيُ والوَحى مِثْلُ الوَغى: الصَّوْتُ يَكُونُ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: مُرْتَجِز الجَوفِ بوَحْيٍ أَعْجَم وَسَمِعْتُ وَحاهُ ووَغاه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: يَذُودُ بسَحْماوَيْن لَمْ يَتَفَلَّلا ... وَحى الذئبِ عَنْ طَفْلٍ مَناسِمهُ مُخْلي وَهَذَا الْبَيْتُ مَذْكُورٌ فِي سَحَمَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَلَى الوَحى الصَّوْتَ لِشَاعِرٍ: مَنَعْناكُمْ كَراء وجانِبَيْه، ... كَمَا مَنَعَ العَرِينُ وَحى اللُّهامِ وَكَذَلِكَ الوَحاة بِالْهَاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: يَحدُو بِهَا كلُّ فَتًى هَيَّاتِ، ... تَلْقاهُ بَعْدَ الوَهْنِ ذَا وحاةِ، وهُنَّ نحوَ البيْتِ عامِداتِ وَنَصَبَ عَامِدَاتٍ عَلَى الْحَالِ. النَّضْرُ: سَمِعْتُ وَحاةَ الرَّعْد وَهُوَ صَوْتُهُ الْمَمْدُودُ الْخَفِيُّ، قَالَ: والرَّعْدُ يَحي وَحاةً، وَخَصَّ ابْنُ الأَعرابي مَرَّةً بِالْوَحَاةِ صوتَ الطَّائِرِ. والوَحى: العَجَلةُ، يَقُولُونَ: الوَحى الوَحى

والوَحاء الوَحاء يَعْنِي البِدارَ البِدارَ، والوَحاء الوَحاء يَعْنِي الإِسراع، فيمدُّونهما ويَقْصُرونهما إِذا جَمَعُوا بَيْنَهُمَا، فإِذا أَفردوه مَدُّوهُ وَلَمْ يَقْصروه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ مِنْ وَحائه التَّهْذِيبُ: الوَحاء مَمْدُودٌ، السُّرْعة، وَفِي الصِّحَاحِ: يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَرُبَّمَا أَدخلوا الْكَافَ مَعَ الأَلف وَاللَّامِ فَقَالُوا الوَحاك الوَحاك، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ النَّجاء النَّجاء والنَّجى النَّجى والنَّجاك النَّجاك والنَّجاءك النَّجاءك. وتَوحَّ يَا هَذَا فِي شأْنك أَي أَسْرِع. ووحَّاه تَوْحِيةً أَي عَجَّله. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذا أَرَدْتَ أَمراً فتَدَبَّر عاقِبتَه، فإِن كَانَتْ شَرّاً فانْتَهِ، وإِن كَانَتْ خَيْرًا فَتَوَحَّهْ أَي أَسْرِعْ إِليه، وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ. ووَحَّى فُلَانٌ ذَبِيحَتَهُ إِذا ذَبَحها ذَبْحاً سَرِيعاً وَحِيّاً؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: أَسِيرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ، ... وآخرُ قَدْ وحَّيْتُمُوه مُشاغِبُ والوَحِيُّ، عَلَى فَعِيلٍ: السَّريعُ. يُقَالُ: مَوْتٌ وَحِيٌّ. وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ: الوَحا الوَحا أَي السُّرْعةَ السُّرعةَ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. يُقَالُ: تَوَحَّيْتُ تَوَحِّياً إِذا أَسرعت، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الإِغْراء بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ. واسْتَوْحَيْناهم أَي اسْتَصْرَخْناهم. واسْتَوْحِ لَنَا بَنِي فُلَانٍ مَا خَبَرُهم أَي اسْتَخْبِرهم، وَقَدْ وَحى. وتَوَحَّى بِالشَّيْءِ: أَسْرَعَ. وَشَيْءٌ وَحِيٌّ: عَجِلٌ مُسْرِعٌ. واسْتَوْحى الشيءَ: حرَّكه ودَعاه ليُرْسِله. واسْتَوْحَيْتُ الكلبَ واسْتَوْشَيْتُه وآسَدْتُه إِذا دَعَوْتَهُ لِتُرْسِلَهُ. بَعْضُهُمْ: الإِيحاء البُكاء. يُقَالُ: فُلَانٌ يُوحي أَباه أَي يَبْكِيه. والنائحةُ تُوحي الْمَيِّتَ: تَنُوحُ عَلَيْهِ؛ وَقَالَ: تُوحي بِحالِ أَبيها، وَهُوَ مُتَّكِئٌ ... عَلَى سِنانٍ كأَنْفِ النِّسْرِ مَفْتُوقِ أَي مَحَدِّد. ابْنُ كَثْوَةَ: مِنْ أَمثالهم: إِن مَنْ لَا يَعرِف الوَحى أَحْمَقُ؛ يُقَالُ لِلَّذِي يُتَواحى دُونه بِالشَّيْءِ أَو يُقَالُ عِنْدَ تَعْيِيرِ الَّذِي لَا يَعْرِفُ الوَحى. أَبو زَيْدٍ مِنْ أَمثالهم: وَحْيٌ فِي حجَر؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَكْتُم سِرَّه، يَقُولُ: الْحَجَرُ لَا يُخْبِر أَحداً بِشَيْءٍ فأَنا مِثْلُهُ لَا أُخبر أَحداً بِشَيْءٍ أَكْتُمُه؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلشَّيْءِ الظَّاهِرِ الْبَيِّنِ. يُقَالُ: هُوَ كالوَحْي فِي الْحَجَرِ إِذا نُقِرَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ: كالوَحْي فِي حَجَرِ المَسيل المُخْلِدِ وخي: الوَخْي: الطريقُ المُعْتَمد، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ الْقَاصِدُ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْقَصْدُ؛ وأَنشد: فقلتُ: وَيْحَكَ أَبْصِرْ أَين وَخْيُهُمُو ... فَقَالَ: قَدْ طَلَعُوا الأَجْمادَ واقْتَحَمُوا وَالْجَمْعُ وُخِيٌّ ووِخِيٌّ، فإِن كَانَ ثَعْلَبٌ عَنَى بالوَخْي القَصْدَ الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ فَلَا جَمْعَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ إِنما عَنَى الوَخْيَ الَّذِي هُوَ الطَّرِيقُ الْقَاصِدُ فَهُوَ صَحِيحٌ لأَنه اسْمٌ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَخى يَخي وَخْياً إِذا تَوَجَّه لِوَجْهٍ؛ وأَنشد الأَصمعي: قالتْ وَلَمْ تَقْصِدْ لَهُ وَلَمْ تَخِهْ أَي لَمْ تَتَحَرَّ فِيهِ الصَّوَابَ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتَّوَخِّي بِمَعْنَى التَّحَري لِلْحَقِّ مأْخوذ مِنْ هَذَا. وَيُقَالُ: تَوَخَّيْتُ مَحَبَّتَك أَي تَحَرَّيْتُ، وَرُبَّمَا قُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً فَقِيلَ تأَخَّيْت. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَوَخَّيْت أَمر كَذَا أَي تيَمَّمْتُه، وإِذا قُلْتَ وَخَّيْتُ فُلَانًا لأَمر كَذَا

عَدَّيت الْفِعْلَ إِلى غَيْرِهِ. ووَخَى الأَمْرَ: قصَدَه؛ قَالَ: قالتْ وَلَمْ تَقْصِدْ بِهِ وَلَمْ تَخِهْ: ... مَا بالُ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ، كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بينَ أَفْرُخِهْ؟ وتَوخَّاه: كوَخاه. وَقَدْ وخَيْتُ غَيْرِي، وَقَدْ وخَيْتُ وَخْيَكَ أَي قَصَدْتُ قَصْدَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: قَالَ لَهُمَا اذْهَبا فتَوَخَّيا واستَهِما أَي اقْصِدا الحَقَّ فِيمَا تَصْنَعانِه مِنَ القِسمة، ولْيأْخذْ كلٌّ مِنْكُمَا مَا تُخْرِجُهُ القُرْعة مِنَ القِسمة. يُقَالُ: تَوَخَّيْتُ الشَّيْءَ أَتَوَخَّاه تَوخِّياً إِذا قَصَدْتَ إِليه وتَعَمَّدْت فِعلَه وتحَرَّيْت فِيهِ. وَهَذَا وَخْيُ أَهْلِك أَي سَمْتُهم حَيْثُ سارُوا. وَمَا أَدري أَين وَخَى فُلَانٌ أَي أَينَ تَوجَّهَ. الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ إِذا أَرشده لصَوْب بَلَدٍ يأْتَمُّه: أَلا وخُذْ عَلَى سَمْت هَذَا الوَخْي أَي عَلَى هَذَا القَصْدِ والصَّوْبِ. قَالَ: وَقَالَ النَّضْرُ اسْتَوْخَيْتُ فُلَانًا عَنْ مَوْضِعِ كَذَا إِذَا سأَلته عَنْ قَصْدِه؛ وأَنشد: أَما مِنْ جَنُوبٍ تُذْهِبُ الغِلَّ طَلَّةٍ ... يَمانِيةٍ مِنْ نَحْو رَيّا، وَلَا رَكْب يَمانِينَ نَسْتَوخِيهمُ عَنْ بِلادِنا ... عَلَى قُلُصٍ، تَدْمى أَخِشَّتُها الحُدْب وَيُقَالُ: عرفتُ وَخى الْقَوْمِ وخِيَّتَهم وأَمَّهم وإمَّتَهم أَي قَصْدَهم. ووَخَت النَّاقَةُ تَخي وَخْياً: سَارَتْ سَيْرًا قَصْداً؛ وَقَالَ: افْرُغْ لأَمثالِ مِعًى أُلَّافِ ... يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ، وهْيَ إِذَا مَا ضَمَّها إِيجَافِي وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو: الوَخْيُ حُسْنُ صَوْتِ مَشْيِها. وَوَاخَاهُ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِي آخَاهُ، يُبْنَى عَلَى تَواخى. وتَوخَّيْتُ مَرْضاتَك أَي تحرَّيْت وقصدْت. وَتَقُولُ: استَوْخِ لَنَا بَنِي فُلَانٍ مَا خَبَرُهم أَي استَخْبِرْهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو سَعِيدٍ بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً؛ وأَنشد: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَلَخَ: لَوْ أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمى أَصْلَخا ... إِذاً لَسَمَّى، واهْتَدى أَنَّى وَخَى أَي أَنَّى تَوَجَّهَ. يُقَالُ: وَخى يَخي وَخْياً، وَاللَّهُ أَعلم. ودي: الدِّيةُ: حَقُّ القَتِيل، وَقَدْ ودَيْتُه وَدْياً. الْجَوْهَرِيُّ: الدِّيةُ وَاحِدَةُ الدِّيات، والهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، تَقُولُ: ودَيْتُ القَتِيلَ أَدِيه دِيةً إِذا أَعطيت دِيَتَه، واتَّدَيْتُ أَي أَخذتُ دِيَتَه، وإِذا أَمرت مِنْهُ قُلْتَ: دِ فُلَانًا وَلِلِاثْنَيْنِ دِيا، وَلِلْجَمَاعَةِ دُوا فُلَانًا. وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ: فوَداه مِنْ إِبل الصَّدَقَةِ أَي أَعطى دِيَته. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إِن أَحَبُّوا قادُوا وإِن أَحَبُّوا وادُوا أَي إِن شاؤوا اقتَصُّوا، وإِن شاؤوا أَخَذوا الدِّية، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الدِّيَةِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ وَدَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَدَّى دِيَتَهُ إِلى وَلِيِّهِ. وأَصل الدِّيَّة وِدْية فَحُذِفَتِ الْوَاوُ، كَمَا قَالُوا شِيةٌ مِنَ الوَشْي. ابْنُ سِيدَهْ: وَدَى الفرسُ والحِمارُ وَدْياً أَدْلى ليَبُول أَو ليَضْرِبَ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَدَى لِيَبُولَ وأَدْلى ليَضْرب، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ أَوْدى، وَقِيلَ: وَدَى قطرَ. الأَزهري: الْكِسَائِيُّ وَدَأَ الفرسُ يَدَأُ بِوَزْنِ وَدَعَ يَدَعُ إِذا أَدلى، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ هَذَا وهَمٌ، لَيْسَ فِي وَدَأَ الفرسُ إِذا أَدْلى هَمْزٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: وَدى الفَرسُ

إِذا أَخرج جُرْدانَه. وَيُقَالُ: وَدى يَدي إِذا انْتَشَرَ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ إِنِّي أَخاف أَن يَدي، قَالَ: يُرِيدُ أَن يَنْتَشِرَ مَا عِنْدَكَ، قَالَ: يُرِيدُ ذَكَرَهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: وَدى أَي سَالَ، قَالَ: وَمِنْهُ الوَدْيُ فِيمَا أُرى لخُروجه وسَيَلانِه، قَالَ: وَمِنْهُ الْوَادِي. وَيُقَالُ: وَدَى الحِمارُ فَهُوَ وادٍ إِذَا أَنْعَظَ؛ وَيُقَالُ: وَدَى بِمَعْنَى قَطَر مِنْهُ الْمَاءُ عِنْدَ الإِنْعاظِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي تَهْذِيبِ غَرِيبِ الْمُصَنَّفِ لِلتَّبْرِيزِيِّ وَدَى وَدْياً أَدْلى ليَبُوكَ، بِالْكَافِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْغَرِيبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والوَدْيُ والوَدِيُّ، وَالتَّخْفِيفُ أَفصح، الماءُ الرقيقُ الأَبيضُ الَّذِي يَخرج فِي إِثْرِ الْبَوْلِ، وَخَصَّصَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ: الْمَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ أَبيض رَقِيقًا عَلَى إِثر الْبَوْلِ مِنَ الإِنسان. قَالَ ابْنُ الأَنباري: الوَدْيُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ ذَكَرِ الرَّجُلِ بَعْدَ الْبَوْلِ إِذا كَانَ قَدْ جَامَعَ قَبْلَ ذَلِكَ أَو نَظَرَ، يُقَالُ مِنْهُ: وَدى يَدي وأَوْدى يُودي، والأَول أَجود؛ قَالَ: والمَذْيُ مَا يَخْرُجُ مِنْ ذَكَرِ الرَّجُلِ عِنْدَ النَّظَرِ يُقَالُ: مَذى يَمْذي وأَمْذى يُمْذي. وَفِي حَدِيثِ مَا يَنْقُضُ الوضوءَ ذِكْرُ الْوَدِيِّ ، بِسُكُونِ الدَّالِ وَبِكَسْرِهَا وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، البلَل اللّزِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الذَّكَرِ بَعْدَ الْبَوْلِ، يُقَالُ وَدى وَلَا يُقَالُ أَوْدى، وَقِيلَ: التَّشْدِيدُ أَصح وأَفصح مِنَ السُّكُونِ. ووَدى الشيءُ وَدْياً: سَالَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي للأَغلب: كأَنَّ عِرْقَ أَيْرِه، إِذا وَدَى، ... حَبْلُ عَجُوزٍ ضَفرَتْ سَبْع قُوى التَّهْذِيبُ: المَذِيُّ والمَنِيُّ والوَدِيُّ مشدداتٌ، وَقِيلَ تُخَفَّفُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: المَنِيُّ وَحْدَهُ مُشَدَّدٌ وَالْآخَرَانِ مُخَفَّفَانِ، قَالَ: وَلَا أَعلمني سَمِعْتُ التَّخْفِيفَ فِي المَنِيّ. الْفَرَّاءُ: أَمْنى الرَّجُلُ وأَوْدى وأَمْذى ومَذى وأَدْلى الحِمارُ، وَقَالَ: وَدى يَدي مِنَ الوَدْيِ وَدْياً، وَيُقَالُ: أَوْدى الحِمارُ فِي مَعْنَى أَدْلى، وَقَالَ: وَدى أَكثر مِنْ أَوْدى، قَالَ: ورأَيت لِبَعْضِهِمُ استَوْدى فُلَانٌ بحَقِّي أَي أَقَرَّ بِهِ وعَرَفه؛ قَالَ أَبو خَيْرَةَ: ومُمَدَّحٍ بالمَكْرُماتِ مَدَحْتُه ... فاهْتَزَّ، واستَودى بِهَا فحَباني قَالَ: وَلَا أَعرفه إِلا أَن يَكُونَ مِنَ الدِّية، كأَنه جَعل حِباءَه لَهُ عَلَى مَدْحِه دِيةً لَهَا. وَالْوَادِي: مَعْرُوفٌ، وَرُبَّمَا اكْتَفَوْا بِالْكَسْرَةِ عَنِ الْيَاءِ كَمَا قَالَ: قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ ابْنُ سِيدَهْ: الْوَادِي كُلُّ مَفْرَج بَيْنَ الجبالِ والتِّلال والإِكام، سُمِّيَ بِذَلِكَ لسَيَلانه، يَكُونُ مَسْلَكاً لِلسَّيْلِ ومَنْفَذاً؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْس التغلَبيّ: لَا صُلْح بَيْنِي، فاعْلَمُوه، وَلَا ... بَيْنَكُم مَا حَمَلَتْ عاتِقي سَيْفِي، وَمَا كُنَّا بِنَجْدٍ، وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَذَفَ لأَن الْحَرْفَ لَمَّا ضَعُفَ عَنْ تَحَمُّلِ الْحَرَكَةِ الزَّائِدَةِ عَلَيْهِ وَلَمْ يَقْدِرْ أَن يَتَحَامَلَ بِنَفْسِهِ دَعا إِلى اخْتِرَامِهِ وَحَذْفِهِ، وَالْجَمْعُ الأَوْدِيةُ، وَمِثْلُهُ نادٍ وأَنْدِيةٌ للمَجالس. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الوادِي يُجْمَعُ أَوْداء عَلَى أَفْعالٍ مِثْلَ صاحبٍ وأَصْحابٍ، أَسدية، وطيء تَقُولُ أَوداهٌ عَلَى الْقَلْبِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: وعارَضَتْها، مِنَ الأَوْداهِ، أَوْدِيةٌ ... قَفْرٌ تُجَزِّعُ مِنْهَا الضَّخْمَ وَالشِّعْبَا «3»

_ (3). قوله [والشعبا] كذا بالأَصل.

وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: فَلولا أَنْتَ قَدْ قَطَعَتْ رِكابي، ... مِنَ الأَوْداهِ، أَودِيةً قِفارا وَقَالَ جَرِيرٌ: عَرَفْت ببُرقةِ الأَوْداهِ رَسماً مُحِيلًا، ... طالَ عَهْدُكَ منْ رُسُوم الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ أَوْدِيةٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كأَنه جَمْعُ وَدِيٍّ مِثْلُ سَرِيٍّ وأَسْريِةٍ للنَّهْر؛ وَقَوْلُ الأَعشى: سِهامَ يَثْرِبَ، أَوْ سِهامَ الْوَادِي يَعْنِي وَادِيَ القُرى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ بِكَمَالِهِ: مَنَعَتْ قِياسُ الماسِخِيَّةِ رَأْسَه ... بسهامِ يَثْرِبَ، أَوْ سِهامِ الوادِي وَيُرْوَى: أَو سهامِ بِلَادِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ؛ لَيْسَ يَعْنِي أُوْدِيةَ الأَرض إِنما هُوَ مَثَلٌ لشِعرهم وقَولِهم، كَمَا نَقُولُ: أَنا لكَ فِي وادٍ وأَنت لِي فِي وادٍ؛ يُرِيدُ أَنا لَكَ فِي وادٍ مِنَ النَّفْع أَي صِنف مِنَ النَّفْعِ كَثِيرٍ وأَنت لِي فِي مِثْلِهِ، وَالْمَعْنَى أَنهم يَقُولُونَ فِي الذَّمِّ وَيَكْذِبُونَ فيَمدحون الرَّجُلَ ويَسِمُونه بِمَا لَيْسَ فِيهِ، ثُمَّ اسْتَثْنَى عَزَّ وَجَلَّ الشُّعَرَاءَ الَّذِينَ مَدَحُوا سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَدُّوا هِجاءه وهِجاء الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً؛ أَي لَمْ يَشغَلْهم الشِّعر عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَلَمْ يَجْعَلُوهُ هِمَّتَهُمْ، وإِنما ناضَلُوا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأَيديهم وأَلسنتهم فهجَوْا مَنْ يَسْتَحِقُّ الهِجاء وأَحَقُّ الخَلْق بِهِ مَنْ كَذَّبَ بِرَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهَجاه؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن الَّذِي عَنَى عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ عبدُ اللَّهِ بنُ رَواحةَ وكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنصاريون، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَالْجَمْعُ أَوْداء وأَوْدِيةٌ وأَوْدايةٌ؛ قَالَ: وأَقْطَع الأَبْحُر والأَوْدايَهْ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ والأَواديه، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ لأَن قَبْلَهُ: أَما تَرَيْنِي رَجُلًا دِعْكايَهْ ووَدَيْتُ الأَمْرَ وَدْياً: قَرَّبْتُه. وأَوْدَى الرجلُ: هَلَكَ، فَهُوَ مُودٍ؛ قَالَ عَتَّاب بْنُ وَرْقاء: أَوْدَى بِلُقْمانَ، وَقَدْ نالَ المُنَى ... فِي العُمْرِ، حَتَّى ذاقَ مِنه مَا اتَّقَى وأَوْدَى بِهِ المَنُون أَي أَهْلَكه، وَاسْمُ الهَلاكِ مِنْ ذَلِكَ الوَدَى، قَالَ: وقلَّما يُستعمل، وَالْمَصْدَرُ الْحَقِيقِيُّ الإِيداء. وَيُقَالُ: أَوْدَى بِالشَّيْءِ ذهَب بِهِ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بِصِرْمَتِه، ... إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسى حَيَّةَ الوادِي وَيُقَالُ: أَوْدَى بِهِ العُمْرُ أَي ذهَب بِهِ وطالَ؛ قَالَ المَرَّار بْنُ سَعِيدٍ: وإِنَّما لِيَ يَوْمٌ لَسْتُ سابِقَه ... حَتَّى يجيءَ، وإِنْ أَوْدَى بِهِ العُمُرُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْفٍ: وأَوْدَى سَمْعُه إِلا نِدايا أَوْدَى أَي هلَك، وَيُرِيدُ بِهِ صَمَمَه وذَهابَ سَمْعِه. وأَوْدَى بِهِ الموتُ: ذهَب؛ قَالَ الأَعشى: فإِمَّا تَرَيْنِي ولِي لِمَّةٌ، ... فإِنَّ الحَوادِثَ أَوْدَى بِهَا أَراد: أَوْدَتْ بِهَا، فذكَّر على إِرادة الحيوان «1»

_ (1). قوله [الحيوان] كذا بالأَصل.

والوَدَى، مَقْصُورٌ: الهَلاكُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. والوَدِيُّ عَلَى فَعِيل: فَسِيلُ النَّخْلِ وصِغاره، وَاحِدَتُهَا ودِيَّة، وَقِيلَ: تُجْمَعُ الوَدِيَّةُ وَدايا؛ قَالَ الأَنصاري: نَحْنُ بِغَرْسِ الوَدِيِّ أَعْلَمُنا ... مِنَّا برَكْضِ الجِيادِ فِي السُّلَفِ وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة: ماتَ الوَدِيُ أَي يَبِسَ مِنْ شِدَّةِ الجَدْب والقَحْط. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: لَمْ يَشْغَلْنِي عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، غَرْسُ الوَدِيِّ. والتَّوادِي: الخَشَباتُ الَّتِي تُصَرُّ بِهَا أَطْباءُ النَّاقَةِ وتُشَدُّ عَلَى أَخْلافِها إِذا صُرَّت لِئَلَّا يَرْضَعها الفَصِيل؛ قَالَ جَرِيرٌ: وأَطْرافُ التَّوادِي كُرومُها وَقَالَ الرَّاجِزُ: يَحْمِلْنَ، فِي سَحْقٍ مِنَ الخِفافِ، ... تَوادِياً شُوبِهْنَ مِنْ خِلافِ «1» وَاحِدَتُهَا تَوْدِيةٌ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّنْهِيةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فإِنْ أَوْدَى ثُعالةُ، ذاتَ يَوْمٍ، ... بِتَوْدِيةٍ أُعِدّ لَه ذِيارا وَقَدْ وَدَيْتُ الناقةَ بتَوْدِيَتَينِ أَي صَرَرْتُ أَخلافها بِهِمَا، وَقَدْ شَدَّدَتْ عَلَيْهَا التَّوْدية. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَوْدَى إِذا كَانَ كامِل السِّلاح؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ: مُودِينَ يَحْمُونَ السَّبِيلَ السَّابِلا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ غَلَطٌ وَلَيْسَ مِنْ أَوْدَى، وإِنما هُوَ مِنْ آدَى إِذا كَانَ ذَا أَداةٍ وقُوَّة مِنَ السلاح. وذي: ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الوَذْيُ والوَذِيُّ، وَقَدْ أَوْذَى ووَذِيَ «2» وَهُوَ المَنْيُ والمَنِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلى مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَعَلَى نَبِيُّنَا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمِنْ أَجل دُنْيا دَنِيَّةٍ وشَهْوةٍ وَذِيَّة ؛ قَوْلُهُ: وذِيَّة أَي حَقِيرَةٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْكِلَابِيِّينَ يَقُولُ أَصْبَحَتْ وَلَيْسَ بِهَا وَحْصةٌ وَلَيْسَ بِهَا وَذْيةٌ أَي بَرْدٌ، يَعْنِي الْبِلَادَ والأَيام. الْمُحْكَمُ: مَا بِهِ وَذْيةٌ إِذا بَرأَ مِنْ مَرَضِهِ أَي مَا بِهِ دَاءٌ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي مَا بِهِ وَذيةٌ، بِالتَّسْكِينِ، وَهُوَ مِثْلُ حَزَّة، وَقِيلَ: مَا بِهِ وَذْيةٌ أَي مَا بِهِ عِلَّةٌ، وَقِيلَ: أَي مَا بِهِ عَيْبٌ، وَقَالَ: الوُذِيُّ هِيَ الخُدُوش. ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ مَا بِهِ وَذْيةٌ أَي لَيْسَ بِهِ جِراحٌ. وري: الوَرْيُ: قَيْح يَكُونُ فِي الجَوف، وَقِيلَ: الوَرْي قَرْحٌ شَدِيدٌ يُقاء مِنْهُ القَيْح والدَّمُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ: مَا لَهُ وَراه اللَّهُ أَي رَماه اللَّهُ بِذَلِكَ الدَّاءِ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ للبَغِيض إِذا سَعَلَ: وَرْياً وقُحاباً، وَلِلْحَبِيبِ إِذا عَطَس: رَعْياً وشَبَاباً. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: لأَن يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكم قَيْحاً حَتَّى يَرِيَه خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَن يَمْتَلِئَ شِعْراً ؛ قَالَ الأَصمعي: قَوْلُهُ حَتَّى يَرِيَه هُوَ مِنَ الوَرْي عَلَى مِثَالِ الرَّمْي، يُقَالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَوْرِيٌّ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ أَن يَدْوَى جَوْفُه؛ وأَنشد: قَالَتْ لَهُ وَرْياً إِذا تَنَحْنَحا «3»

_ (1). قوله [شوبهن] كذا في الأصل، وتقدم في مادة خلف: سوّين، من التسوية. (2). قوله [ووذي] كذا ضبط في الأَصل بكسر الذال، ولعله بفتحها كنظائره. (3). قوله [تنحنحا] كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في غير نسخة من الصحاح: تنحنح.

تَدْعُو عَلَيْهِ بالوَرْي. وَيُقَالُ: وَرَّى الجُرْحُ سائرَه تَوْرِيةً أَصابه الوَرْيُ؛ وَقَالَ الفرَّاء: هُوَ الوَرَى، بِفَتْحِ الرَّاءِ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ بِالسُّكُونِ الْمَصْدَرُ وَبِالْفَتْحِ الِاسْمُ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرَى القَيْحُ جَوْفَه يَرِيه وَرْياً أَكَله، وَقَالَ قَوْمٌ: مَعْنَاهُ حَتَّى يُصِيب رِئَته، وأَنكره غَيْرُهُمْ لأَن الرِّئَةَ مَهْمُوزَةٌ، فإِذا بَنَيْتَ مِنْهُ فِعلًا قُلْتَ: رَآهُ يَرْآه فَهُوَ مَرْئِيٌّ. وَقَالَ الأَزهري: إِنَّ الرِّئَةَ أَصلها مِنْ وَرَى وَهِيَ مَحْذُوفَةٌ مِنْهُ. يُقَالُ: وَرَيْت الرَّجُلَ فَهُوَ مَوْرِيٌّ إِذا أَصبت رِئته، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ الْهَمْزُ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ الجِراحات: بَينَ الطِّراقَيْنِ ويَفْلِينَ الشَّعَرْ ... عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَن سَبَرْ كأَنه يُعْدِي مِنْ عِظَمِه ونُفور النَّفْسِ مِنْهُ، يَقُولُ: إِنْ سَبَرها إِنسان أَصابَه مِنْهُ الوَرْيُ مِنْ شدَّتها، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي الوَرْي مِثْلَهُ إِلا أَنه قَالَ: هُوَ أَن يأْكل القيحُ جوفَه؛ قال: وَقَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاس يَذْكُرُ النِّسَاءَ: وَراهُنَّ رَبِّي مِثلَ مَا قَدْ وَرَينَني، ... وأَحْمَى عَلَى أَكْبادِهِنَّ المَكاوِيا وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تُوَرِّي مَنْ سَبَرَ، قَالَ: مَعْنَى تُوَرِّي تَدفَع، يَقُولُ: لَا يَرى فِيهِ عِلاجاً مِنْ هَوْلِها فيَمْنَعه ذَلِكَ مِنْ دَوَائِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الفَرزدق: فَلَوْ كنتَ صُلْبَ العُودِ أَو ذَا حَفِيظَةٍ، ... لَوَرَّيْتَ عَنْ مَوْلاكَ والليلُ مُظْلِمُ يَقُولُ: نَصَرْتَه ودفعتَ عَنْهُ، وَتَقُولُ مِنْهُ: رِ يَا رَجُلُ، وَريا لِلِاثْنَيْنِ، ورُوا لِلْجَمَاعَةِ، وللمرأَة رِي وَهِيَ يَاءُ ضَمِيرِ الْمُؤَنَّثِ مِثْلُ قَوْمِي واقْعُدِي، وللمرأَتين: رِيا، وَلِلنِّسْوَةِ: رِينَ، وَالِاسْمُ الوَرَى، بِالتَّحْرِيكِ. ووَرَيْته وَرْياً: أَصبت رِئَتَهُ، وَالرِّئَةُ مَحْذُوفَةٌ مِنْ وَرَى. وَالْوَارِيَةُ سَائِصَةٌ «1» دَاءٌ يأْخذ فِي الرِّئَةِ، يأْخذ مِنْهُ السُّعال فيَقْتُل صاحِبَه، قَالَ: وَلَيْسَا مِنْ لَفْظِ الرِّئَةِ. ووَراهُ الدَّاءُ: أَصابه. وَيُقَالُ: وُرِيَ الرجلُ فَهُوَ مَوْرُوٌّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مَوْرِيٌّ. وَقَوْلُهُمْ: بِهِ الوَرَى وحُمَّى خَيْبرا وشَرُّ مَا يُرَى فإِنه خَيْسَرَى، إِنما قَالُوا الوَرَى عَلَى الإِتباع، وَقِيلَ: إِنما هُوَ بفِيه البَرَى أَي التُّرَابُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: هَلُمَّ إِلى أُمَية، إِنَّ فِيهَا ... شِفاء الوارِياتِ منَ الغَلِيلِ وعمَّ بِهَا فَقَالَ: هِيَ الأَدْواء. التَّهْذِيبُ: الوَرَى دَاءٌ يُصِيب الرَّجُلَ وَالْبَعِيرَ فِي أَجوافهما، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، يُقَالُ: سلَّط اللَّهُ عَلَيْهِ الوَرى وحُمَّى خَيْبرا وشَرَّ مَا يُرَى فإِنه خَيْسَرَى؛ وخَيْسَرَى: فَيْعَلى مِنَ الخُسْران، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ خَنْسَرَى، بِالنُّونِ، مِنَ الخَناسِير وَهِيَ الدَّواهي. قَالَ الأَصمعي: وأَبو عَمْرٍو لَا يَعْرِفُ الوَرَى مِنَ الدَّاءِ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، إِنما هُوَ الوَرْيُ بإِسكان الرَّاءِ فصُرِف إِلى الوَرَى. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الوَرْيُ الْمَصْدَرُ، والوَرَى بِفَتْحِ الرَّاءِ الِاسْمُ. التَّهْذِيبُ: الوَرَى شَرَقٌ يَقَعُ فِي قَصَبةِ الرِّئتين فَيَقْتُله «2» أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ مَوْرِيٌّ، وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ الرَّجُلَ فيَسْعُلُ، يأْخذه فِي قَصَبِ رِئته. وَوَرَتِ الإِبلُ وَرْياً: سَمِنَتْ فَكَثُرَ شَحْمُهَا ونِقْيها وأَوْراها السِّمَن؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ: وكانَتْ كِنازَ اللحمِ أَورَى عِظامَها، ... بِوَهْبِينَ، آثارُ العِهادِ البَواكِر وَالَوَارِي: الشَّحْمُ السَّمينُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وهو الوَرِيُّ.

_ (1). قوله [والوارية سائصة] كذا بالأصل، وعبارة شارح القاموس: والوارية داء. (2). قوله فيقتله: أي فيقتل من أصيب بالشرق.

والوارِي: السَّمِينُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد شَمِرٌ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يَصِفُ قِدْراً: ودَهْماءَ، فِي عُرْضِ الرُّواقِ، مُناخةٍ ... كَثيرةِ وذْرِ اللحمِ وارِيةِ القَلْبِ قَالَ: قَلْبٌ وارٍ إِذا تَغَشَّى بِالشَّحْمِ والسِّمَن. ولَحْمٌ وَرِيٌّ، عَلَى فَعِيل، أَي سَمِينٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ امرأَة شَكَتْ إِليه كُدُوحاً فِي ذِراعَيها مِنِ احْتراشِ الضِّبابِ، فَقَالَ: لَوْ أَخذتِ الضَّبَّ فَوَرَّيْتِه ثُمَّ دَعَوْتِ بِمِكْتَفَةٍ فَثَمَلْتِه كَانَ أَشْبَعَ ؛ وَرَّيْتِه أَي رَوَّغْتِه فِي الدُّهن، مِنْ قَوْلِكَ لَحْمٌ وارٍ أَي سَمِينٌ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ: وَفِي الشَّويِّ الوَرِيِّ مُسِنَّةٌ ، فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَوَرَتِ النارُ تَرِي وَرْياً ورِيةً حسَنَةً، وَوَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي، وَوَرَى يَرِي ويَوْرَى وَرْياً ووُرِيّاً ورِيةً، وَهُوَ وارٍ ووَرِيٌّ: اتَّقَد؛ قَالَ الشَّاعِرُ: وَجَدْنا زَنْدَ جَدِّهمِ ورِيّاً، ... وزَنْدَ بَنِي هَوازِنَ غَيرَ وارِي وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ: أُمُّ الهُنَيْنَين مِنْ زَنْدٍ لَهَا وارِي وأَوْرَيْتُه أَنا، وَكَذَلِكَ وَرَّيْتُه تَوْرِيةً؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ: وأَطْفِ حَدِيثَ السُّوء بالصَّمْتِ، إِنَّه ... مَتَى تُورِ نَارًا للعِتاب تَأَجَّجَا وَيُقَالُ: وَرِيَ المُخُّ يَرِي إِذا اكْتَنَزَ وناقةٌ وارِيةٌ أَي سمِينة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: يأْكُلْنَ مِن لَحْمِ السَّدِيفِ الْوَارِي كَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِ الْعَجَّاجِ: وانْهَمَّ هامُومُ السَدِيفِ الْوَارِي ... عَنْ جَرَزٍ مِنْهُ وجَوْزٍ عَارِي وَقَالُوا: هُو أَوْراهُمْ زَنْداً؛ يَضْرِبُ مَثَلًا لنَجاحه وظَفَره. يُقَالُ: إِنه لوارِي الزِّنادِ وَوَارِي الزَّنْد وورِيُّ الزَّنْدِ إِذا رامَ أَمراً أَنجَحَ فِيهِ وأَدرَكَ مَا طَلب. أَبو الْهَيْثَمِ: أَوْرَيْتُ الزِّنادَ فوَرَتْ تَرِي وَرْياً وَرِيةً؛ قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ وَرِيَتْ تَوْرَى وَرْياً وَرِيةً، وأَوْرَيْتُها أَنا أَثْقَبْتُها. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ورَتِ الزنادُ إِذا خَرَجَتْ نَارُهَا، ووَرِيَتْ صَارَتْ وارِيةً، وَقَالَ مرَّة: الرِّيةُ كلُّ مَا أَوْرَيْتَ بِهِ النَّارُ مِنْ خِرْقة أَو عُطْبةٍ أَو قِشْرةٍ، وَحُكِيَ: ابْغِنِي رِيَّةً أَرِي بِهَا نَارِي، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى الْقَلْبِ عَنْ وِرْيةٍ وإِنْ لَمْ نَسْمَعْ بوِرْيةٍ. وَفِي حَدِيثُ تَزْوِيجِ خَدِيجَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: نَفَخْتَ فأَوْرَيْتَ ؛ ورَى الزَّندُ: خَرَجَتْ نارُه، وأَوْراه غَيْرُهُ إِذا اسْتَخْرَجَ نارَه. والزَّنْدُ الْوَارِي: الَّذِي تَظْهَرُ نَارُهُ سَرِيعًا. قَالَ الْحَرْبِيُّ: كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ قدَحْتَ فأَوْرَيْت. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لقابِسٍ أَي أَظْهَرَ نُوراً مِنَ الْحَقِّ لِطَالِبِ الهُدى. وَفِي حَدِيثِ فَتْحِ أَصْبهانَ: تَبْعَثُ إِلى أَهل البصرة فيُوَرُّوا ؛ قال: هو مِنْ وَرَّيْت النَّارَ تَوْرِيةً إِذا اسْتَخْرَجْتَهَا. قَالَ: واسْتَوْرَيْتُ فُلَانًا رأْياً سأَلته أَن يَسْتَخْرِجَ لِي رأْياً، قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ من التَّوْرِية عَنِ الشَّيْءِ، وَهُوَ الْكِنَايَةُ عَنْهُ، وَفُلَانٌ يَسْتَوْرِي زنادَ الضلالةِ. وأَوْرَيْتُ صَدره عَلَيْهِ: أَوْقَدْتُه وأَحقَدْته. وَرِيةُ النَّارِ، مُخَفَّفَةٌ: مَا تُورى بِهِ، عُوداً كَانَ أَو غَيْرَهُ: أَبو الْهَيْثَمِ: الرِّيةُ مِنْ قَوْلِكَ ورَتِ النارُ تَري وَرْياً

ورِيةً مِثْلَ وعَتْ تَعِي وَعْياً وعِيةً، ووَدَيْتُه أَدِيه وَدْياً ودِيةً، قَالَ: وأَوْرَيْتُ النَّارَ أُورِيها إِيراء فَوَرَت تَري ووَرِيَتْ تَرِي، وَيُقَالُ: وَرِيَتْ تَوْرَى؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ أَرضاً جَدْبة لَا نبات فِيهَا: كظَهْرِ اللأَى لَوْ تَبْتَغِي رِيَّةً بِهَا، ... لعَيَّتْ وشَقَّتْ فِي بُطون الشَّواجنِ أَي هَذِهِ الصَّحْراء كَظَهْرِ بَقَرَةٍ وَحْشِيَّةٍ لَيْسَ فِيهَا أَكَمَة وَلَا وَهْدة، وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: مَا تُثْقب بِهِ النَّارُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَهَا ثَقُوباً مِنْ حَثًى أَو رَوْثٍ أَو ضَرَمةٍ أَو حَشِيشة يَابِسَةٍ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ: تَسْلُبُ الكانِسَ لمْ يُورَ بِهَا ... شُعْبةُ الساقِ، إِذا الظِّلُّ عَقَلْ رُوِيَ: لَمْ يُورَ بِهَا وَلَمْ يُورَأْ بِهَا وَلَمْ يُوأَرْ بِهَا، فَمَنْ رَوَاهُ لَمْ يُورَ بِهَا فَمَعْنَاهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهَا، وَكَذَلِكَ لَمْ يُورَأْ بِهَا، قَالَ: ورَيْته وأَوْرَأْته إِذا أَعْلَمْته، وأَصله مِنْ وَرَى الزَّنْدُ إِذا ظَهَرَتْ نارُها كأَنَّ نَاقَتَهُ لَمْ تُضِئْ لِلظَّبْيِ الْكَانِسِ وَلَمْ تَبِنْ له فيَشْعُر بها لسُرْعَتِها حَتَّى انْتَهَت إِلى كِناسه فنَدَّ مِنْهَا جافِلًا، قَالَ: وأَنشدني بَعْضُهُمْ: دَعاني فلمْ أُورَأْ بِهِ فأَجَبْتُه، ... فمَدَّ بثَدْيٍ بَيْننا غَير أَقْطَعا أَي دَعاني وَلَمْ أَشْعُرْ بِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ وَلَمْ يُوأَرْ بِهَا فَهِيَ مِنْ أُوارِ الشَّمْسِ، وَهُوَ شدَّة حرِّها، فقَلَبه وَهُوَ مِنَ التَّنْفِيرِ. والتَّوْراةُ عِنْدَ أَبي الْعَبَّاسِ تَفْعِلةٌ، وَعِنْدَ الْفَارِسِيِّ فَوْعلة، قَالَ: لِقِلَّةِ تَفْعِلة فِي الأَسماء وَكَثْرَةِ فَوْعلة. ووَرَّيْتُ الشيءَ ووَارَيْتُه: أَخْفَيْتُه. وتَوارى هُوَ: اسْتَتَرَ. الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِهِ فِي الْمَصَادِرِ: التَّوْراةُ مِنَ الْفِعْلِ التَّفْعِلة؛ كأَنها أُخِذَتْ مِنْ أَوْرَيْتُ الزِّناد وورَّيْتُها، فَتَكُونُ تَفْعِلة في لغة طيِء لأَنهم يَقُولُونَ فِي التَّوْصِية تَوْصاةٌ وَلِلْجَارِيَةِ جاراةٌ وللناصِيةِ ناصاةٌ، وَقَالَ أَبو إِسْحَقَ فِي التَّوراة: قَالَ الْبَصْرِيُّونَ تَوْراةٌ أَصلها فَوْعَلةٌ، وَفَوْعَلَةٌ كَثِيرٌ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ الحَوْصلة والدَّوْخلة، وكلُّ مَا قُلْت فِيهِ فَوْعَلْتُ فَمَصْدَرُهُ فَوْعلةٌ، فالأَصل عِنْدَهُمْ وَوْراةٌ، وَلَكِنَّ الْوَاوَ الأُولى قُلِبَتْ تَاءً كَمَا قُلِبَتْ فِي تَوْلَج وإِنما هُوَ فَوْعَل مَنْ وَلَجْت، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. واسْتَوْرَيْتُ فُلَانًا رَأْياً أَي طلبتُ إِليه أَن يَنْظُرَ فِي أَمري فيَستخرج رَأْياً أَمضي عَلَيْهِ. ووَرَّيْتُ الخَبر: جَعَلْتُهُ وَرَائِي وسَتَرْته؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ وَرَاءَ لأَن لَامَ وَرَاءَ هَمْزَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذا أَراد سَفَراً ورَّى بغَيْرِه أَي سَتَرَه وكَنى عَنْهُ وأَوْهَمَ أَنه يُرِيدُ غَيْرَهُ، وأَصله مِنَ الْوَرَاءِ أَي أَلقَى البَيانَ وراءَ ظَهْرِهِ. وَيُقَالُ: وارَيْته ووَرَّيْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا وُورِيَ عَنْهُما ؛ أَي سُتِرَ عَلَى فُوعِلَ، وقرئَ: وُرِّي عَنْهُمَا ، بِمَعْنَاهُ. ووَرَّيْتُ الْخَبَرَ أُوَرِّيه تَوْرِيةً إِذا سَتَرْتَهُ وأَظهرت غَيْرَهُ، كأَنه مأْخوذ مِنْ وَراء الإِنسان لأَنه إِذا قَالَ وَرَّيته فكأَنه يَجْعَلُهُ وَرَاءَهُ حَيْثُ لَا يَظْهَرُ. والوَرِيُّ: الضَّيْفُ. وَفُلَانٌ وَرِيُّ فُلَانٍ أَي جارَه الَّذِي تُوارِيه بيُوته وَتَسْتُرُهُ؛ قَالَ الأَعشى: وتَشُدُّ عَقْدَ وَرِيِّنا ... عَقْدَ الحِبَجْرِ عَلَى الغِفارَهْ قَالَ: سُمِّيَ وَرِيّاً لأَن بَيْتَهُ يُوارِيه. ووَرَّيْتُ عَنْهُ: أَرَدْتُه وأَظهرت غَيْرَهُ، وأَرَّيت لُغَةٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي

مَوْضِعِهِ. والتَّوْرِيةُ: السَّتْرُ. والتَّرِيَّةُ: اسْمُ مَا تَراه الْحَائِضُ عِنْدَ الِاغْتِسَالِ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْخَفِيُّ الْيَسِيرُ، وَهُوَ أَقل مِنَ الصُّفْرة والكُدرة، وَهُوَ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ فَعِيلة مِنْ هَذَا لأَنها كأَنَّ الحيضَ وارَى بِهَا عَنْ مَنْظَره العَيْن، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ ورَى الزندُ إِذا أَخرج النارَ، كأَن الطُّهر أَخرجها وأَظْهَرها بعد ما كَانَ أَخْفاها الحَيْضُ. ووَرَّى عَنْهُ بصَرَه ودَفَع عَنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي: وكُنْتُمْ كأُمٍّ بَرّةٍ ظَعَنَ ابنُها ... إِليها، فَمَا وَرَّتْ عليهِ بساعِدِ ومِسْكٌ وارٍ: جَيِّدٌ رفِيع؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي: تُعَلُّ بالجادِيِّ والمِسْكِ الوارْ والوَرَى: الخَلْق. تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا أَدري أَيُّ الوَرَى هُوَ أَي أَيُّ الْخَلْقِ هُوَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وكائنْ ذَعَرْنا مِن مَهاةٍ ورامحٍ، ... بِلادُ الوَرَى ليستْ لَهُ ببِلادِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي لَا يُسْتَعْمَلُ الوَرَى إِلَّا فِي النَّفْيِ، وإِنما سَوَّغ لِذِي الرُّمَّةِ اسْتِعْمَالَهُ وَاجِبًا لأَنه فِي الْمَعْنَى مَنْفِيٌّ كأَنه قَالَ لَيْسَتْ بِلادُ الوَرَى لَهُ بِبِلاد. الْجَوْهَرِيُّ: ووَراء بِمَعْنَى خَلْف، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى قُدَّام، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. قَالَ الأَخفش: لَقِيتُه مِنْ وَراءُ فَتَرْفَعُهُ عَلَى الْغَايَةِ إِذا كَانَ غَيْرَ مُضَافٍ تَجْعَلُهُ اسْمًا، وَهُوَ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، كَقَوْلِكَ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ؛ وأَنشد لعُتَيِّ بْنِ مَالِكٍ العُقَيْلي: أَبا مُدْرِك، إِنَّ الهَوَى يومَ عاقِلٍ ... دَعاني، وَمَا لِي أَنْ أُجِيبَ عَزاءُ وإِنَّ مُرورِي جانِباً ثُمَّ لَا أَرى ... أُجِيبُكَ إِلَّا مُعْرِضاً لَجَفاءُ وإِنَّ اجتِماعَ الناسِ عندِي وعندَها، ... إِذا جئتُ يَوْماً زَائِرًا، لَبَلاءُ إِذا أَنا لَمْ أُومَنْ عليكَ، وَلَمْ يَكُنْ ... لِقاؤُكَ إِلَّا مِنْ وَراءُ وراءُ وَقَوْلُهُمْ: وراءَكَ أَوسَعُ، نُصِبَ بِالْفِعْلِ المقدَّر وَهُوَ تأَخَّرْ. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ؛ أَي أَمامَهم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ سَوَّار بْنِ المُضَرِّب: أَيَرْجُو بَنُو مَرْوانَ سَمْعي وطاعَتي، ... وقَوْمِي تَمِيمٌ والفَلاةُ وَرائيا؟ وَقَوْلُ لَبِيدٍ: أَليسَ وَرائي، إِنْ تَراخَتْ مَنِيَّتي، ... لزُومُ العَصا تُثْنى عَلَيْهَا الأَصابِعُ؟ وَقَالَ مُرَقَّشٌ: ليسَ عَلَى طُولِ الحَياةِ نَدَم، ... ومِنْ وراءِ المَرْءِ مَا يَعْلَم أَي قُدَّامُه الشّيْبُ والهَرَمُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: أَتُوعِدُني وَرَاءَ بَني رَباحٍ؟ ... كَذَبْتَ، لَتَقْصُرَنَّ يَدَاكَ دُونِي قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ وَرا مَقْصُورَةً فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَقاذَفَه الرُّوَّادُ، حَتَّى رَمَوْا بِهِ ... ورَا طَرَفِ الشامِ البِلادَ الأَباعِدا أَراد وَراءَ، وَتَصْغِيرُهَا وُرَيِّئَةٌ، بِالْهَاءِ، وَهِيَ شَاذَّةٌ. وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ: يَقُولُ إِبراهيمُ إِنِّي كنتُ خَليلًا مِنْ وَراءَ وَرَاءَ ؛ هَكَذَا يُرْوَى مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْحِ، أَي مِنْ خَلف حِجابٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ مَعْقِل: أَنه حدَّث ابنَ زِياد بِحَدِيثٍ فَقَالَ أَشيءٌ سمعتَه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَو مِن وَراءَ وَراءَ أَي

مِمَّنْ جاءَ خَلْفَه وبعدَه. والوَراءُ أَيضاً: وَلَدُ الْوَلَدِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: أَنه قَالَ لِرَجُلٍ رأَى مَعَهُ صَبِيًّا هَذَا ابْنُكَ؟ قَالَ: ابْنُ ابْنِي، قَالَ: هُوَ ابنُك مِنَ الوَراء ؛ يُقَالُ لِوَلَدِ الْوَلَدِ: الوَراءُ، وَاللَّهُ أَعلم. وزي: وزَى الشيءُ يَزِي: اجتَمع وتَقَبَّض. والوَزَى: مِنْ أَسماءِ الْحِمَارِ المِصَكِّ الشَّدِيد. ابْنُ سِيدَهْ: الوَزَى الْحِمَارُ النَّشِيطُ الشَّدِيدُ. وحِمارٌ وَزًى: مِصكٌّ شَدِيدٌ. والوَزى: القًصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ الشَّدِيدُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الْمُقْتَدِرُ؛ وَقَالَ الأَغلب الْعِجْلِيُّ: قَدْ أَبْصَرَتْ سَجاحِ مِنْ بَعْدِ العَمَى، ... تاحَ لَهَا بَعْدَكَ خِنْزابٌ وَزَى مُلَوَّحٌ فِي العينِ مَجْلُوزُ القَرَا والمُسْتَوْزِي: المُنْتَصِب المُرْتَفِع. واسْتَوْزَى الشيءُ: انْتَصَب. يُقَالُ: مَا لِي أَراكَ مُسْتَوزِياً أَي مُنتصباً؛ قَالَ تَمِيم بْنُ مُقْبِل يَصِفُ فَرَسًا لَهُ: ذَعَرْتُ بِهِ العَيْرَ مُسْتَوْزِياً، ... شَكِيرُ جَحافِلِه قَدْ كَتِنْ وأَوْزَى ظَهْرَه إِلى الْحَائِطِ: أَسْنَدَه؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ الْهُذَلِيِّ: لَعَمْرُ أَبي عَمْروٍ لَقَدْ ساقَه المَنَى ... إِلى جَدَثٍ يُوزَى لَه بِالأَهاضِبِ وعَيْرٌ مُسْتَوزٍ: نافِرٌ؛ وأَنشد بَيْتَ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ: ذَعرت بِهِ العَير مُسْتَوْزِيًا وفي النَّوَادِرِ: اسْتَوْزَى فِي الْجَبَلِ وَاسْتَوْلَى أَي أَسْنَد فِيهِ. وَيُقَالُ: أَوْزَيْتُ ظَهْرِي إِلى الشيءِ أَسْنَدْته. وَيُقَالُ: أَوْزَيْته أَشْخَصْتُه ونَصَبْتُه؛ وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ: إِلى جَدَثٍ يُوزَى لَهُ بالأَهاضب يقال: وَزَى فُلاناً الأَمْرُ أَي غاظَه، ووَزاه الحَسَدُ؛ قَالَ يَزِيد بْنُ الْحَكَمِ: إِذا سافَ مِنْ أَعْيارِ صَيْفٍ مَصامةً، ... وزَاهُ نَشِيجٌ، عِنْدَها، وشَهِيقُ التَّهْذِيبُ: والوَزَى الطُّيُورُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنها جَمْعُ وَزٍّ وَهُوَ طَيْرُ الماءِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْع النَّخْل حَتَّى يُؤْكَلَ مِنْهُ وَحَتَّى يُوزَنَ. قَالَ أَبو البَخْتَرِيّ: فَوازَيْنا العَدُوَّ وصافَفْناهُم؛ المُوازاةُ: المُقابلة والمُواجَهةُ، قَالَ: والأَصل فِيهِ الْهَمْزَةُ، يُقَالُ آزَيْته إِذا حاذَيْتَه؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ وازَيْته، وَغَيْرُهُ أَجازه عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ وَقَلْبِهَا، قَالَ: وَهَذَا إِنما يَصِحُّ إِذا انْفَتَحَتْ وَانْضَمَّ مَا قَبْلَهَا نَحْوُ جُؤَن وسُؤَال، فَيَصِحُّ فِي المُوازاة وَلَا يَصِحُّ فِي وَازَيْنَا إِلَّا أَن يَكُونَ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ مِنْ كَلِمَةٍ أُخرى كقراءَة أَبي عَمْرٍو: السُّفهاءُ وَلَا إِنَّهم. ووَزَأَ اللحمَ وَزْءاً: أَيْبَسَه، ذَكَرَهُ فِي الْهَمْزَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. وسي: الوَسْيُ: الحَلْق. أَوْسَيتُ الشيءَ: حَلَقْته بالمُوسى. ووَسَى رأْسَه وأَوْساه إِذا حَلَقَه. والمُوسَى: مَا يُحْلَقُ بِهِ، مَن جَعَلَهُ فُعْلى قَالَ يُذَكَّر ويؤَنث، وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: هِيَ فُعْلى وَتُؤَنَّثُ؛ وأَنشد لِزِيَادٍ الأَعجم يَهْجُو خَالِدَ بْنَ عَتَّاب: فإِن تَكُنِ الْمُوسَى جَرَتْ فوقَ بَظْرِها، ... فَمَا خُتِنَتْ إِلا ومَصَّانُ قاعِدُ «3» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قول الوَضَّاح بن إِسمعيل: مَن مُبْلِغُ الحَجَّاج عَنِّي رِسالةً: ... فإِن شئتَ فاقْطَعْني كما قُطِعَ السَّلى،

_ (3). قوله [بظرها] وقوله [ختنت] ما هنا هو الموافق لما في مادة مصص، ووقع في مادة موس: بطنها ووضعت.

وإِن شئتَ فاقْتُلْنا بمُوسى رَمِيضةٍ ... جَمِيعًا، فَقَطِّعْنا بِهَا عُقَدَ العُرا وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ: هُوَ مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ، يُقَالُ: هَذَا مُوسَى كَمَا تَرَى، وَهُوَ مُفْعَلٌ مِنْ أَوْسَيْت رأْسَه إِذا حَلَقْتَه بالمُوسى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلَمْ نَسْمَعِ التَّذْكِيرَ فِيهِ إِلا مِنَ الأُمَويّ، وَجَمْعُ مُوسى الْحَدِيدِ مَواسٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ: شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسي ومُوسى: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: هُوَ مُفْعَلٌ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنه يَصْرِفُ فِي النَّكِرَةِ، وفُعْلى لَا يَنْصَرِفُ عَلَى حَالٍ، ولأَن مُفْعَلًا أَكثر مِنْ فُعْلى لأَنه يُبْنَى مِنْ كُلِّ أَفعلت، وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ هُوَ فَعَلَى وَالنِّسْبَةُ إِليه مُوسَويٌّ ومُوسيٌّ، فِيمَنْ قَالَ يَمَنيٌّ. والوَسْيُ: الِاسْتِوَاءُ. وواساهُ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِي آسَاهُ، يُبْنَى عَلَى يُواسي. وَقَدِ اسْتَوْسَيْتُه أَي قُلْتُ لَهُ وَاسِنِي، والله أَعلم. وشي: الْجَوْهَرِيُّ: الوَشْيُ مِنَ الثِّيَابِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ وِشاء عَلَى فَعْلٍ وفِعالٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الوَشْيُ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ يَكُونُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ: حَمَتْها رِماحُ الحَرْبِ، حَتَّى تَهَوَّلَت ... بِزاهِرِ نَوْرٍ مِثْلِ وَشْي النَّمارِقِ يَعْنِي جَمِيعَ أَلوان الوَشْي. والوَشْيُ فِي اللَّوْنِ: خَلْطُ لوْنٍ بِلَوْنٍ، وَكَذَلِكَ فِي الْكَلَامِ. يُقَالُ: وشَيْتُ الثوبَ أَشِيهِ وَشْياً وشِيَةً ووَشَّيْتُه تَوْشِيةً، شدِّد لِلْكَثْرَةِ، فَهُوَ مَوْشِيٌّ ومُوَشًّى، وَالنِّسْبَةُ إِليه وَشَوِيٌّ، تَرُدُّ إِليه الْوَاوَ وَهُوَ فَاءُ الْفِعْلِ وَتَتْرُكُ الشِّينَ مَفْتُوحًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ الأَخفش الْقِيَاسُ تَسْكِينُ الشِّينِ، وإِذا أَمرت مِنْهُ قُلْتَ شِهْ، بِهَاءٍ تُدْخِلُهَا عَلَيْهِ لأَن الْعَرَبَ لَا تَنْطِقُ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ أَن أَقلَّ مَا يَحْتَاجُ إِليه الْبِنَاءُ حَرْفان: حَرْفٌ يُبْتَدأُ بِهِ، وَحَرْفٌ يُوقَف عَلَيْهِ، وَالْحَرْفُ الْوَاحِدُ لَا يَحْتَمِلُ ابْتِدَاءً وَوَقْفًا، لأَن هَذِهِ حَرَكَةٌ وَذَلِكَ سُكُونٌ وَهُمَا مُتَضَادَّانِ، فإِذا وَصَلَتْ بِشَيْءٍ ذَهَبَتِ الْهَاءُ اسْتِغْنَاءً عَنْهَا. والحائكُ واشٍ يَشي الثَّوْبَ وَشْياً أَي نسْجاً وتأْليفاً. ووَشى الثوبَ وَشْياً وشِيةً: حَسَّنَه. ووَشَّاه: نَمْنَمَه ونَقَشَه وحَسَّنه، ووَشى الكَذِبَ والحديثَ: رَقَمَه وصَوَّرَه. والنَّمَّامُ يَشي الكذبَ: يُؤَلِّفُه ويُلَوِّنه ويُزَيِّنه. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ وَشى كلامَه: أَي كَذَبَ. والشِّيةُ: سوادٌ فِي بَيَاضٍ أَو بَيَاضٌ فِي سَوَادٍ. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: الشِّيةُ كلُّ لَوْنٍ يُخَالِفُ مُعظم لَوْنِ الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ، وأَصله مِنَ الوَشْي، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الذَّاهِبَةِ مِنْ أَوله كالزِّنة وَالْوَزْنِ، وَالْجَمْعُ شِياتٌ. وَيُقَالُ: ثَوْرٌ أَشْيَهُ كَمَا يُقَالُ فَرَسٌ أَبْلَقُ وتَيْسٌ أَذْرَأُ. ابْنُ سِيدَهْ: الشِّيةُ كلُّ مَا خالَف اللَّوْنَ مِنْ جَمِيعِ الْجَسَدِ وَفِي جَمِيعِ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: شِيةُ الْفَرَسِ لوْنُه. وَفَرَسٌ حَسَنُ الأُشِيِّ أَي الغُرَّة وَالتَّحْجِيلِ، هَمْزَتَهُ بَدَلٌ مِنْ واوِ وُشِيٍّ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ ونَدَّرَه. وتَوَشَّى فِيهِ الشَّيْبُ: ظَهرَ فِيهِ كالشِّيةِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: حَتَّى تَوَشَّى فِيَّ وَضَّاحٌ وَقَلْ وقَلٌ مُتَوَقِّلٌ. وإِن اللَّيْلَ طَويلٌ وَلَا أَشِ شِيَتَه وَلَا إِشِ شِيَتَهُ أَي لَا أَسهره لِلْفِكْرِ وَتَدْبِيرِ مَا أُريد أَن أُدبره فِيهِ، مَنْ وشَيْتُ الثَّوْبَ، أَو يَكُونُ مِنْ مَعْرِفَتِكَ بِمَا يَجْرِي فِيهِ لِسَهَرِكَ فَتُرَاقِبُ نُجُومَهُ، وَهُوَ عَلَى الدُّعَاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف صِيغَةَ إِشِ وَلَا وَجْهَ تَصْرِيفِهَا. وَثَوْرٌ مُوَشَّى القوائِم: فِيهِ سُعْفةٌ وَبَيَاضٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا شِيَةَ فِيها ؛ أَي لَيْسَ

فِيهَا لوْنٌ يُخالِفُ سَائِرَ لَوْنِهَا. وأَوْشَتِ الأَرْضُ: خَرَجَ أَولُ نَبْتِهَا، وأَوْشَتِ النَّخْلَةُ: خَرَجَ أَولُ رُطَبها، وَفِيهَا وَشْيٌ مِنْ طَلْعٍ أَي قَلِيلٌ. ابْنُ الأَعرابي: أَوْشَى إِذا كَثُرَ مَالُهُ، وَهُوَ الوَشاءُ والمَشاء وأَوْشَى الرجلُ وأَفْشى وأَمْشى: كَثُرَتْ ماشِيَتُه. ووَشْيُ السِّيفِ: فِرِنْدُه الَّذِي فِي مَتْنِهِ، وكلُّ ذَلِكَ مِنَ الوَشْي الْمَعْرُوفِ. وحَجَرٌ بِهِ وَشَيٌ أَي حَجَرٌ مِنْ مَعْدِنٍ فِيهِ ذَهَبَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: وَمَا هِبْرِزيٌّ مِنْ دَنانير أَيْلةٍ، ... بأَيدي الوُشاةِ، ناصِعٌ يَتأَكَّلُ، بأَحْسَن مِنْهُ يَوْمَ أَصْبَحَ غادِياً، ... ونَفَّسَني فِيهِ الحِمامُ المُعَجَّلُ قَالَ: الوُشاةُ الضَّرَّابونَ، يَعْنِي ضُرَّاب الذَّهَبِ، ونَفَّسني فِيهِ: رَغَّبني. وأَوْشى المَعْدِنُ واسْتَوْشى: وُجد فِيهِ شَيْءٌ يَسِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ. والوَشاء: تَناسل المالِ وَكَثْرَتُهُ كالمَشاء والفَشاء. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فَعالٌ مِنَ الوَشْيِ، كأَن الْمَالَ عِنْدَهُمْ زِينةٌ وجَمال لَهُمْ كَمَا يُلْبَس الوَشْي لِلتَّحَسُّنِ بِهِ. والواشِيةُ: الكثيرةُ الْوَلَدِ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَا يَلِد، وَالرَّجُلُ واشٍ. ووَشى بَنُو فُلَانٍ وَشْياً: كَثُرُوا وَمَا وَشَتْ هَذِهِ الماشِيةُ عِنْدِي بِشَيْءٍ أَي مَا وَلدَت. ووَشى بِهِ وَشْياً ووِشايةً: نَمَّ بِهِ. وَوَشى بِهِ إِلى السُّلْطَانِ وِشايةً أَي سَعى. وَفِي حَدِيثِ عفِيف: خَرَجْنا نَشي بسعدٍ إِلى عُمَرَ ؛ هُوَ مِنْ وَشى إِذا نَمَّ عَلَيْهِ وَسَعى بِهِ، وَهُوَ واشٍ، وَجَمْعُهُ وُشاةٌ، قَالَ: وأَصله اسْتِخْراج الحديثِ باللُّطْفِ وَالسُّؤَالِ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك: كَانَ يَسْتَوْشِيه ويَجْمَعُه أَي يَسْتَخْرِجُ الْحَدِيثَ بِالْبَحْثِ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ: أَنه كَانَ يَسْتَوْشي الْحَدِيثَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَر، رَضِيَ الله عنه، والمرأَةِ الْعَجُوزِ: أَجاءَتْني النَّآئِدُ إِلى اسْتِيشاء الأَباعِد أَي أَلجأَتْني الدَّوَاهِي إِلى مسأَلةِ الأَباعِدِ وَاسْتِخْرَاجِ مَا فِي أَيديهم. والوَشْيُ فِي الصَّوْتِ. وَالْوَاشِي والوَشَّاءُ: النَّمَّام. وأْتشى العظمُ: جَبَرَ. الْفَرَّاءُ: ائْتَشى الْعَظْمُ إِذا بَرأَ مِنْ كَسْر كَانَ بِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ افْتِعال مِنَ الوَشْي. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَن أَبا سَيَّارة وَلِعَ بامرأَة أَبي جُنْدَبٍ، فأَبت عَلَيْهِ ثُمَّ أَعلمت زَوْجَهَا فكَمَنَ لَهُ، وَجَاءَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فأَخذه أَبو جُنْدَب فدَقَّ عُنُقَه إِلى عَجْب ذَنبه، ثُمَّ أَلقاه فِي مَدْرَجةِ الإِبل، فَقِيلَ لَهُ: مَا شأْنك؟ فَقَالَ: وقَعْتُ عَنْ بَكْرٍ لِي فحَطَمَني، فَأْتَشى مُحْدَوْدِباً ؛ مَعْنَاهُ أَنه بَرَأَ مِنَ الْكَسْرِ الَّذِي أَصابه والتأَمَ وَبرَأَ مَعَ احْديداب حَصَل فِيهِ. وأَوْشى الشيءَ: اسْتَخْرَجَهُ برِفْق. وأَوشى الفَرَسَ: أَخذ مَا عِنْدَهُ مِنَ الجَرْيِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: يُوشُونَهُنَّ، إِذا مَا آنَسُوا فَزَعاً ... تحْتَ السَّنَوَّرِ، بالأَعْقابِ والجِذَمِ واسْتَوْشاه: كأَوْشاه. واسْتَوْشى الحديثَ: اسْتَخْرَجَهُ بِالْبَحْثِ والمسأَلة، كَمَا يُسْتَوْشى جَرْيُ الْفَرَسِ، وَهُوَ ضَرْبه جَنْبَه بعَقِبه وتَحْرِيكُه ليَجْريَ. يُقَالُ: أَوْشى فرسَه واستَوْشاه. وكلُّ مَا دَعَوْتَه وحَرَّكْته لِتُرْسِلَهُ فَقَدَ اسْتَوْشَيْتَه. وأَوْشى إِذا اسْتَخْرَجَ جَرْيَ الْفَرَسِ برَكْضه. وأَوْشى: اسْتَخْرَجَ مَعْنَى كَلَامٍ أَو شِعر؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ جُذِمَ بَيْتَ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ: المُوفِدُ: السَّنامُ، والقَيْلُ: المَلِكُ؛ وَقَالَ طَرَفَةُ: يَرْعَيْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه، ... فانْطَلَقَ اللوْنُ ودَقَّ الكُشُوحْ يُقَالُ مِنْهُ: أَوْصَيْتُ أَي دَخَلْتُ فِي الْوَاصِي. ووَصَتِ الأَرضُ وَصْياً ووُصِيّاً ووَصاءً ووَصاةً؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ حَكَاهَا أَبو حَنِيفَةَ، كلُّ ذَلِكَ: اتَّصَلَ نباتُها بعضُه بِبَعْضٍ، وَهِيَ واصِيةٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: أَهْلُ الغِنَى والجُرْدِ والدِّلاصِ ... والجُودِ، وصَّاهمْ بذاكَ الْوَاصِي أَراد: الجُودِ الْوَاصِي أَي المُتَّصِل؛ يَقُولُ: الجُودُ وَصَّاهُمْ بأَن يُدِيموه أَي الجُود الْوَاصِي وصَّاهم بِذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الْوَاصِي هُنَا اسْمَ الْفَاعِلِ مَنْ أَوْصى، عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ أَو عَلَى النَّسَبِ، فَيَكُونُ مَرْفوعَ الْمَوْضِعِ بأَوْصَى «1» لَا مَجرُورَه عَلَى أَن يَكُونَ نَعْتًا لِلْجُودِ، كَمَا يَكُونُ فِي الْقَوْلِ الأَول. ووَصَيْتُ الشيءَ بِكَذَا وَكَذَا إِذا وَصَّلْتَهُ بِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: نَصِي الليلَ بالأَيام والوَصى والوَصيُّ جَمِيعًا: جَرائد النَّخْلِ الَّتِي يُحْزَمُ بِهَا، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الفَسِيل خَاصَّةً، وَوَاحِدَتُهَا وَصاةٌ ووَصِيَّةٌ.

_ (1). قوله [بأوصى] كذا بالأصل تبعاً للمحكم.

ويَوَصَّى: طَائِرٌ قِيلَ هُوَ الباشَقُ، وَقِيلَ: هُوَ الحُرُّ، عِرَاقِيَّةٌ لَيْسَتْ مِنْ أَبنية العرب. وطي: وَطِيتُهُ وَطْأً: لُغَةٌ في وَطِئْتُهُ. وعي: الوَعْيُ: حِفْظ القلبِ الشيءَ. وعَى الشَّيْءَ وَالْحَدِيثَ يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فَهُوَ واعٍ، وَفُلَانٌ أَوْعَى مِنْ فُلَانٍ أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: نَضَّر اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعى مِنْ سامِعٍ. الأَزهري: الوَعِيُّ الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه. وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامة: لَا يُعَذِّبُ اللهُ قَلْباً وَعَى القُرآنَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي عقَلَه إِيماناً بِهِ وعَمَلًا، فأَما مَنْ حَفِظ أَلفاظَه وضَيَّعَ حُدوده فإِنه غَيْرُ واعٍ لَهُ؛ وَقَوْلُ الأَخطل: وَعَاها مِنْ قَواعِدِ بيْتِ رَأْسٍ ... شَوارِفُ لاحَها مَدَرٌ وغارُ إِنما مَعْنَاهُ حَفِظَها أَي حَفِظَ هَذِهِ الخَمر، وعَنَى بالشَّوارِفِ الخَوابيَ الْقَدِيمَةَ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ ؛ قَالَ: الإِيعاء مَا يَجْمعون فِي صُدُورِهِمْ مِنَ التَّكْذِيبِ والإِثم. قَالَ: والوَعْيُ لَوْ قِيلَ: وَاللَّهُ أَعلم بما يَعُون، لَكَانَ صَوَابًا وَلَكِنْ لَا يَسْتَقِيمُ فِي الْقِرَاءَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ أَي يُضْمِرون فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ التَّكْذِيبِ، وأُذُنٌ واعِيَةٌ «1» الأَزهري: يُقَالُ أَوْعَى جَدْعَه واسْتَوْعاه إِذا اسْتَوْعَبه. وَفِي الْحَدِيثِ: فِي الأَنف إِذا اسْتُوعِيَ جَدْعُه الدِّيةُ ؛ هكذا حَكَاهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعْوَعَ. وأَوْعَى فلانٌ جَدْعَ أَنْفِه واسْتَوْعاه إِذا استَوْعَبه. وَتَقُولُ: اسْتَوْعى فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ حَقَّه إِذا أَخذه كُلَّهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فاسْتَوْعى لَهُ حَقَّه ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: اسْتَوْفَاهُ كُلَّهُ مأْخوذ مِنَ الوِعاء. ووَعَى العَظْمُ وَعْياً: بَرَأَ عَلَى عَثْمٍ؛ قَالَ: كأَنما كُسِّرَتْ سَواعِدُه، ... ثمَّ وَعى جَبْرُها وَمَا الْتَأَما قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا جَبَرَ العظمُ بَعْدَ الْكَسْرِ عَلَى عَثْمٍ، وَهُوَ الاعْوِجاجُ، قِيلَ: وَعى يَعِي وَعْياً، وأَجَرَ يأْجِرُ أَجْراً ويأْجُرُ أُجُوراً. ووَعَى العظمُ إِذا انْجَبَر بَعْدَ الْكَسْرِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: خُبَعْثِنَةٌ فِي ساعِدَيْه تَزايُلٌ، ... تَقُولُ وَعى مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ تجَبَّرا هَذَا الْبَيْتُ كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ورأَيته فِي حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ: مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ تَكَسَّرَا؛ وَقَالَ الْحَطِيئَةُ: حَتَّى وَعَيْتُ كَوَعْيِ عَظْمِ ... السَّاقِ لأْأَمَه الجَبائِرْ ووَعَتِ المِدَّةُ فِي الجُرْح وَعْياً: اجتمعَتْ. ووَعى الجُرْحُ وَعْياً: سالَ قَيْحُه. والوَعْيُ: القَيْحُ والمِدَّة. وَبَرِئَ جُرحُه عَلَى وَعْيٍ أَي نَغَلٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا سالَ القَيْحُ مِنَ الجُرْح قيلَ وَعى الجُرْحُ يَعِي وَعْياً، قَالَ: والوَعْيُ هُوَ القيحُ، وَمِثْلُهُ المِدَّة. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي وَعْيِ الكَسر والمِدَّة مِثلَه، قَالَ: وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ إِذا وَعَتْ جايِئَتُه يَعْنِي مِدَّته. قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ بئسَ واعِي اليتيمِ وَوَالِي اليتيمِ وَهُوَ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: لَا وَعْيَ لَكَ عَنْ ذَلِكَ الأَمر أَي لَا تَماسُك دُونَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر: تَواعَدْن أَنْ لَا وَعْيَ عَنْ فَرْجِ راكِسٍ، ... فَرُحْنَ وَلَمْ يَغْضِرْنَ عَنْ ذاكَ مَغْضَرا

_ (1). قوله [أُذُنٌ واعِيَةٌ] كذا هي في الأَصل، إِلا أنها مخرجة بالهامش، وأصلها في عبارة الجوهري: وعى الحديث يعيه وعياً وأذن واعية.

يُقَالُ: تَغَضَّرْتُ عَنْ كَذَا إِذَا انصرفْت عَنْهُ. وَمَا لِي عَنْهُ وَعْيٌ أَي بُدٌّ. وَقَالَ النَّضْرُ: أَنَّهُ لَفِي وَعْيِ رِجالٍ أَي فِي رِجَالٍ كَثِيرَةٍ: والوِعاءُ والإِعاءُ عَلَى البَدَل والوُعاءُ، كُلُّ ذَلِكَ: ظَرْفُ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ أَوْعِيةٌ، وَيُقَالُ لِصَدْرِ الرَّجُلِ وِعاء عِلْمِه واعْتِقادِهِ تَشْبِيهًا بِذَلِكَ. ووَعى الشَّيْءَ فِي الْوِعَاءِ وأَوْعاه: جَمَعَه فِيهِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذلَمِيُّ: تأْخُذُه بِدِمْنِه فَتُوعِيهْ أَي تَجْمَعُ الْمَاءَ فِي أَجوافها. الأَزهري: أَوْعى الشيءَ فِي الوِعاء يُوعِيه إِيعَاءً، بالأَلف، فَهُوَ مُوعًى. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَوْعِيْتُ الزَّادَ والمَتاع إِذَا جَعَلْتَهُ فِي الوِعاء؛ قَالَ عَبِيد بْنُ الأَبرص: الخَيْرُ يَبْقى، وإنْ طالَ الزَّمانُ بِهِ، ... والشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زادِ وفي الحديث: الاسْتِيحاء مِنَ اللَّهِ حقَّ الحَياء أَن لَا تَنْسَوُا المَقابرَ والبِلَى والجوفَ وَمَا وَعى أَي مَا جُمِعَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ حَتَّى يَكُونَا مِنْ حِلِّهِما. وَفِي حَدِيثِ الإِسْراء: ذَكَرَ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَنبياءَ قَدْ سمَّاهم فأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إدْرِيس فِي الثَّانِيَةِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ، فَإِنْ صَحَّ فَيَكُونُ مَعْنَاهُ أَدخلته فِي وِعاء قَلْبِي؛ يُقَالُ: أَوْعَيْت الشَّيْءَ فِي الوِعاء إِذَا أَدخلته فِيهِ؛ قَالَ: وَلَوْ رُوِيَ وَعَيْتُ بِمَعْنَى حَفِظْت لَكَانَ أَبِينَ وأَظهر. وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رضي اللَّهُ عَنْهُ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وِعاءَيْن منَ الْعِلْمِ ؛ أَراد الْكِنَايَةَ عَنْ مَحَلّ العِلم وجَمْعِه فَاسْتَعَارَ لَهُ الْوِعَاءَ. وَفِي الْحَدِيثِ: لَا تُوعِي فيُوعَى عَلَيْكِ أَي لَا تَجْمَعي وتَشِحِّي بالنفَقة فَيُشَحَّ عَلَيْكِ وتُجازَيْ بَتَضْيِيقِ رِزْقِكِ. الأَزهري: إِذَا أَمرت مِنَ الوَعْي قُلْتَ عِهْ، الْهَاءُ عِمَادٌ لِلْوُقُوفِ لِخِفَّتِهَا لأَنه لَا يُستطاع الِابْتِدَاءُ والوُقوف مَعًا عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ. والوَعْيُ والوَعَى، بِالتَّحْرِيكِ: الجَلَبةُ والأَصوات، وَقِيلَ: الأَصوات الشَّدِيدَةُ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ: كَأَنَّ وَعَى الخَمُوشِ، بجانِبَيهِ، ... وَعَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوِي زِياطِ وَقَالَ يَعْقُوبُ: عينُه بدَل من غين وغَى، أَو غين وغَى بدل مِنْهُ، وَقِيلَ: الوَعَى جَلَبَةُ صوتِ الكِلابِ فِي الصَّيدِ. الأَزهري: الوَعَى جَلَبة أَصوات الْكِلَابِ والصَّيد، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهُ فِعْلًا. والواعيةُ: كالوَعَى، الأَزهري: الواعِيةُ والوَعَى والوَغَى كُلُّهَا الصَّوْتُ. والواعِيةُ: الصَّارِخَةُ، وَقِيلَ الواعِيةُ الصُّراخ عَلَى الْمَيِّتِ لَا فِعْلَ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ مَقْتَلِ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَف أَو أَبي رافعٍ: حَتَّى سَمِعْنَا الواعِيةَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الصُراخ عَلَى الْمَيِّتِ ونَعْيُه، وَلَا يُبْنى مِنْهُ فِعل؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي: إِنِّي نَذِيرٌ لَكَ مِنْ عَطِيَّه، ... قَرَمَّشٌ لِزَادِه وَعِيَّه لَمْ يُفَسِّرِ الْوَعِيَّةَ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى أَنه مسْتَوْعِب لِزَادِهِ يُوعِيه فِي بَطْنِهِ كَمَا يُوعَى المَتاعُ، هَذَا إِنْ كَانَ مِنْ صِفَةِ عَطِيَّةَ، وَإِنْ كَانَ مِنْ صِفَةِ الزَّادِ فَمَعْنَاهُ أَنه يَدَّخِرُه حَتَّى يَخْنَزَ كَمَا يَخْنَزُ الْقَيْحُ في القَرْح. وغي: الوَغَى: الصَّوْتُ، وَقِيلَ: الوَغَى الأَصوات فِي الْحَرْبِ مِثْلُ الوَعَى، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سَمَّوُا الحَرب وَغًى. والوَغَى: غَمْغَمةُ الأَبطال فِي حَوْمةِ الحَرْب. والوَغى: الحَرْبُ نَفْسُها. والواغِيةُ: كالوَغَى، اسْمٌ مَحْض. والوغَى: أَصْواتُ النَّحْلِ والبَعُوض وَنَحْوِ ذَلِكَ إِذَا اجْتَمَعَتْ؛

قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ: كأَنّ وغَى الخَمُوش، بِجَانِبَيْهِ، ... وغَى رَكْبٍ أُمَيْمَ ذَوِي هِياطِ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ «2»: كأَن وَغَى الخَموش، بِجَانِبَيْهِ، ... مَآتِمُ يَلْتَدِمْنَ عَلَى قَتِيلِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ عَلَى غَيْرِ هَذَا الإِنشاد؛ وأَنشده كَمَا أَوردناه: وَغَى رَكْبٍ أُمَيمَ ذَوي هياط قَالَ وَقَبْلَهُ: وَمَاءٍ قَدْ وَرَدْتُ أُمَيْمَ طامٍ، ... عَلَى أَرْجائِه، زَجَلُ الغَطاط وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَرْبِ وَغًى لِمَا فِيهَا مِنَ الصَّوْتِ وَالْجَلَبَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الوَغَى الخَموش الكَثير الطَّنينِ يَعْنِي البَقَّ، والأَواغِي: مَفاجِر «3» الْمَاءِ فِي الدِّبار والمَزارع، وَاحِدَتُهَا آغِيَةٌ، يخفف ويثقل هنا، وذكرها صَاحِبُ الْعَيْنِ وَلَا أَدْرِي مِنْ أَين جَعَلَ لَامَهَا واواً والياء أَولى بها لأَنه لَا اشْتِقَاقَ لَهَا وَلَفْظُهَا الْيَاءُ، وَهُوَ مِنْ كَلَامِ أَهل السَّوَادِ لأَن الْهَمْزَةَ وَالْغَيْنَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي بِنَاءِ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ وَعَيَ: الْوَعَى الصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ، قَالَ يَعْقُوبُ: عَيْنُهُ بَدَلٌ مِنْ غَيْنِ وَغَى أَو غين وغى بدل منه، والله أَعلم. وفى: الوفاءُ: ضِدُّ الغَدْر، يُقَالُ: وَفَى بِعَهْدِهِ وأَوْفَى بِمَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَمَعَهُمَا طُفَيْل الغَنَوِيُّ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ فِي قَوْلِهِ: أَمَّا ابْنُ طَوْقٍ فَقَدْ أَوْفَى بِذِمَّتِه ... كَمَا وَفَى بِقلاصِ النَّجْمِ حادِيها وَفَى يَفِي وَفاءً فَهُوَ وافٍ. ابْنُ سِيدَهْ: وفَى بِالْعَهْدِ وَفاءً؛ فأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ: إِذْ قَدَّمُوا مِائةً واسْتَأْخَرَتْ مِائةً ... وَفْياً، وزادُوا عَلَى كِلْتَيْهِما عَدَدا فَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرُ وَفَى مَسْمُوعًا وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ قِيَاسًا غَيْرَ مَسْمُوعٍ، فَإِنَّ أَبا عَلِيٍّ قَدْ حَكَى أَن لِلشَّاعِرِ أَن يأْتي لِكُلِّ فَعَلَ بِفَعْلٍ وَإِنْ لَمْ يُسمع، وَكَذَلِكَ أَوْفَى. الْكِسَائِيُّ وأَبو عُبَيْدَةَ: وَفَيْتُ بِالْعَهْدِ وأَوْفَيْتُ بِهِ سَوَاءٌ، قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ وَفَى وأَوْفَى، فَمَنْ قَالَ وفَى فَإِنَّهُ يَقُولُ تَمَّ كَقَوْلِكَ وفَى لَنَا فلانٌ أَي تَمَّ لَنَا قَوْلُه وَلَمْ يَغْدِر. ووَفَى هَذَا الطعامُ قَفِيزًا؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وفَى كَيْلَ لَا نِيبٍ وَلَا بَكَرات أَي تَمَّ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ أَوْفَى فَمَعْنَاهُ أَوْفاني حقَّه أَي أَتَمَّه وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ أَوْفَى الكيلَ أَي أَتمه وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا رَدَّ عَلَى شَمِرٍ: الَّذِي قَالَ شَمِرٌ فِي وَفَى وأَوْفَى بَاطِلٌ لَا مَعْنَى لَهُ، إِنَّمَا يُقَالُ أَوْفَيْتُ بِالْعَهْدِ ووَفَيْتُ بِالْعَهْدِ. وكلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ هَذَا فَهُوَ بالأَلف، قَالَ اللَّهُ تعالى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، وَأَوْفُوا بِعَهْدِي ؛ يقال: وفَى الكيلُ ووَفَى الشيءُ أَي تَمَّ، وأَوْفَيْتُه أَنا أَتمَمْته، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَوْفُوا الْكَيْلَ* ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: فمررت بقوم تُقْرَضُ شِفاهُهم كُلَّما قُرِضَتْ وفَتْ أَي تَمَّتْ وطالَتْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: أَلَسْتَ تُنْتِجُها وَافِيَةً أَعينُها وآذانُها. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ: إِنَّكُمْ وَفَيْتُم سبعين أُمَّةً أَنتم

_ (2). قوله [أورده الجوهري] وكذا الأزهري أيضاً في خ م ش، واعترض الصاغاني على الجوهري كما اعترضه ابن بري. (3). قوله [والأواغي مفاجر إلخ] عبارة المحكم: الأَواغي مَفَاجِرُ الْمَاءِ فِي الدِّبَارِ. وعبارة التهذيب: الأواغي مفاجر الدبار في المزارع، وهي عبارة الجوهري.

خَيْرُها وأَكْرَمُها عَلَى اللَّهِ أَي تَمَّت العِدَّة سَبْعِينَ أُمة بِكُمْ. ووفَى الشَّيْءُ وُفِيًّا عَلَى فُعولٍ أَي تَمَّ وَكَثُرَ. والوَفِيُّ: الوافِي. قَالَ: وأَما قَوْلُهُمْ وفَى لِي فُلَانٌ بِمَا ضَمِن لِي فَهَذَا مِنْ بَابِ أَوْفَيْتُ لَهُ بِكَذَا وَكَذَا ووَفَّيتُ لَهُ بِكَذَا؛ قَالَ الأَعشى: وقَبْلَكَ مَا أَوْفَى الرُّقادُ بِجارةٍ والوَفِيُّ: الَّذِي يُعطِي الحقَّ ويأْخذ الحقَّ. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: وَفَتْ أُذُنُكَ وَصَدَّقَ اللَّهُ حديثَك ، كأَنه جَعَلَ أُذُنَه فِي السَّماع كالضامِنةِ بِتَصْدِيقِ مَا حَكَتْ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي تَحْقِيقِ ذَلِكَ الْخَبَرِ صَارَتِ الأُذن كأَنها وَافِيَةٌ بِضَمَانِهَا خَارِجَةٌ مِنَ التُّهْمَةِ فِيمَا أَدَّته إِلَى اللِّسَانِ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَوفى اللَّهُ بأُذنه أَي أَظهر صِدْقَه فِي إِخباره عَمَّا سَمِعَتْ أُذنه، يُقَالُ: وفَى بِالشَّيْءِ وأَوْفَى ووفَّى بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ وفيٌّ ومِيفاءٌ: ذُو وَفاء، وَقَدْ وفَى بنَذْرِه وأَوفاه وأَوْفَى بِهِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ، وَحَكَى أَبو زَيْدٍ: وفَّى نَذْرَهُ وأَوْفاه أَي أَبْلَغه، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي بَلَّغَ، يُرِيدُ بَلَّغَ أَنْ لَيْسَتْ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى أَي لَا تَحْمِلُ الوازِرةُ ذَنْبَ غَيْرِهَا؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: وفَّى إبراهيمُ مَا أُمِرَ بِهِ وَمَا امْتُحِنَ بِهِ مِنْ ذَبْحِ وَلَدِهِ فعزَم عَلَى ذَلِكَ حَتَّى فَداه اللَّهُ بذِبْح عَظِيمٍ، وامْتُحِنَ بِالصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ قَوْمِهِ وأُمِر بالاخْتِتان، فَقِيلَ: وفَّى، وَهِيَ أَبلغ مِنْ وَفَى لأَن الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ مَنْ أَعظم المِحَن. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ الزَمِ الوَفاء: مَعْنَى الْوَفَاءِ فِي اللُّغَةِ الخُلق الشَّرِيفُ الْعَالِي الرَّفِيعُ مِنْ قَوْلِهِمْ: وفَى الشعَرُ فَهُوَ وافٍ إِذَا زادَ؛ ووَفَيْت لَهُ بِالْعَهْدِ أَفِي؛ ووافَيْتُ أُوافِي، وَقَوْلِهِمْ: ارْضَ مِنَ الْوَفَاءِ بِاللَّفَاءِ أَي بِدُونِ الْحَقِّ؛ وأَنشد: وَلَا حَظِّي اللَّفاءُ وَلَا الخَسِيسُ والمُوافاةُ: أَن تُوافيَ إِنْسَانًا فِي المِيعاد، وتَوافَينا فِي الْمِيعَادِ ووافَيْتُه فِيهِ، وتوَفَّى المُدَّة: بلَغَها واسْتَكْمَلها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَوْفَيْتُ الْمَكَانَ: أَتيته؛ قَالَ أَبو ذؤَيب: أُنادِي إِذَا أُوفِي مِنَ الأَرضِ مَرْبَأً ... لأَني سَمِيعٌ، لَوْ أُجابُ، بَصيِرُ أُوفِي: أُشْرِفُ وَآتِي؛ وَقَوْلُهُ أُنَادِي أَيْ كُلَّمَا أَشرفت عَلَى مَرْبَإٍ مِنَ الأَرض نادَيتُ يَا دارُ أَين أَهْلُكِ، وَكَذَلِكَ أَوْفَيْتُ عَلَيْهِ وأَوْفَيْت فِيهِ. وأَوْفَيْتُ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الأَرض إِذَا أَشْرَفْت عَلَيْهِ، فأَنا مُوفٍ، وأَوْفَى عَلَى الشَّيْءِ أَي أَشْرَفَ؛ وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَوْفَى عَلَى سَلْعٍ أَي أَشْرَفَ واطَّلَعَ. ووافَى فُلَانٌ: أَتَى. وتوافَى القومُ: تتامُّوا. ووافَيْتُ فُلَانًا بِمَكَانِ كَذَا. ووَفَى الشيءُ: كثُرَ؛ ووَفَى رِيشُ الجَناحِ فَهُوَ وافٍ، وكلُّ شَيْءٍ بلَغ تمامَ الْكَمَالِ فَقَدْ وَفَى وتمَّ، وَكَذَلِكَ دِرْهمٌ وافٍ يَعْنِي بِهِ أَنه يَزِنُ مِثقالًا، وكَيْلٌ وافٍ. ووَفَى الدِّرْهَمُ المِثقالَ: عادَلَه، والوافِي: درهمٌ وأَربعةُ دَوانِيقَ؛ قَالَ شَمِرٌ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عْيَيْنَةَ أَنه قَالَ الوافِي درهمٌ ودانِقانِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ الَّذِي وَفَى مِثقالًا، وَقِيلَ: درهمٌ وافٍ وفَى بزِنتِه لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نَقْصٌ، وكلُّ مَا تمَّ مِنْ كَلَامٍ وَغَيْرِهِ فَقَدْ وفَى، وأَوْفَيْتُه أَنا؛ قَالَ غَيْلانُ الرَّبَعِي: أَوْفَيْتُ الزَّرْعَ وفَوْقَ الإِيفاء وعدَّاه إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: أَعطيت الزَّرْعَ

وَمَنَحْتُهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْفَرْقُ بَيْنَ التَّمَامِ وَالْوَفَاءِ. والوافِي مِنَ الشِّعْر: مَا اسْتَوفَى فِي الِاسْتِعْمَالِ عِدَّة أَجزائه فِي دَائِرَتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ جُزْءٍ يُمْكِنُ أَن يَدْخُلَهُ الزِّحاف فسَلِمَ مِنْهُ. والوَفاء: الطُّول؛ يُقَالُ فِي الدُعاءِ: مَاتَ فُلَانٌ وأَنت بوَفاء أَي بِطُولِ عُمُر، تدْعُو لَهُ بِذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَوْفَى الرجلَ حقَّه ووَفَّاه إِياه بِمَعْنَى: أَكْمَلَه لَهُ وأَعطاه وَافِيًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ . وتَوَفَّاه هُوَ مِنْهُ واسْتَوْفاه: لَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. وَيُقَالُ أَوْفَيْته حَقَّه ووَفَّيته أَجْره. ووفَّى الكيلَ وأَوفاه: أَتَمَّه. وأَوْفَى عَلَى الشَّيْءِ وَفِيهِ: أَشْرَفَ. وَإِنَّهُ لمِيفاء عَلَى الأَشْرافِ أَي لَا يزالُ يُوفِي عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الحِمار. وعَيرٌ مِيفاء عَلَى الإِكام إِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَن يُوفيَ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرقط يَصِفُ الْحِمَارَ: عَيْرانَ مِيفاءٍ عَلَى الرُّزُونِ، ... حَدَّ الرَّبِيعِ، أَرِنٍ أَرُونِ لَا خَطِلِ الرَّجْعِ وَلَا قَرُونِ، ... لاحِقِ بَطْنٍ بِقَراً سَمِينِ وَيُرْوَى: أَحْقَبَ مِيفاءٍ، والوَفْيُ مِنَ الأَرض: الشَّرَفُ يُوفَى عَلَيْهِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ: وإنْ طُوِيَتْ مِنْ دُونِهِ الأَرضُ وانْبَرَى، ... لِنُكْبِ الرِّياحِ. وَفْيُها وحَفِيرُها والمِيفَى والمِيفاةُ، مَقْصُورَانِ، كَذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: والميفاةُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُوفِي فَوقه البازِي لإِيناس الطَّيْرِ أَو غَيْرِهِ، قَالَ رؤْبة: ميفاء رؤوس فَوْرَهُ «1» والمِيفَى: طَبَق التَّنُّور. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِطَبَّاخِهِ: خَلِّبْ مِيفاكَ حَتَّى يَنْضَجَ الرَّوْدَقُ، قَالَ: خَلِّبْ أَي طَبِّقْ، والرَّوْدَقُ: الشِّواء. وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ: الْبَيْتُ الَّذِي يُطْبَخُ فِيهِ الآجُرُّ يُقَالُ لَهُ المِيفَى؛ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ. وأَوْفَى عَلَى الْخَمْسِينَ: زادَ، وَكَانَ الأَصمعي يُنكره ثُمَّ عَرَفه. والوَفاةُ: المَنِيَّةُ. والوفاةُ: الْمَوْتُ. وتُوُفِّيَ فُلَانٌ وتَوَفَّاه اللَّهُ إِذَا قَبَضَ نَفْسَه، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذَا قَبَضَ رُوحَه، وَقَالَ غَيْرُهُ: تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه الَّتِي وُفِيتْ لَهُ وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه فِي الدُّنْيَا. وتَوَفَّيْتُ المالَ مِنْهُ واسْتوْفَيته إِذَا أَخذته كُلَّهُ. وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إِذَا عَدَدْتهم كُلَّهم؛ وأَنشد أَبو عبيدة لِمَنْظُورٍ الوَبْرِي: إنَّ بَنِي الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ، ... وَلَا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ فِي العددْ أَي لَا تَجْعَلُهُمْ قُرَيْشٌ تَمام عَدَدِهِمْ وَلَا تَسْتَوفي بِهِمْ عدَدَهم؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ؛ أَي يَسْتَوفي مُدَد آجَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَقِيلَ: يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وأَمّا تَوَفِّي النَّائِمِ فَهُوَ اسْتِيفاء وقْت عَقْله وَتَمْيِيزِهِ إِلى أَن نامَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ، قَالَ: هُوَ مِنْ تَوْفِية الْعَدَدِ، تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم أَجمعين فَلَا ينقُص وَاحِدٌ مِنْكُمْ، كَمَا تَقُولُ: قَدِ اسْتَوْفَيْتُ مِنْ فُلَانٍ وتَوَفَّيت مِنْهُ مَا لِي عَلَيْهِ؛ تأْويله أَن لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ شَيْءٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم، وَجْهَانِ: يَكُونُ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ ملائكةُ الْمَوْتِ يَتَوَفَّوْنَهم سَأَلُوهم عِنْدَ المُعايَنة فيعترفون

_ (1). قوله [قال رؤبة إلخ] كذا بالأصل.

عِنْدَ مَوْتِهِمْ أَنهم كَانُوا كَافِرِينَ، لأَنهم قَالُوا لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ قالُوا: ضَلُّوا عَنَّا أَي بَطَلُوا وَذَهَبُوا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ، وَاللَّهُ أَعلم، حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ مَلَائِكَةُ العذابِ يَتَوَفَّوْنَهُمْ، فَيَكُونُ يَتَوَفَّوْنَهُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما يَتَوَفَّوْنَهم عَذَابًا وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: قَدْ قَتَلْتُ فُلَانًا بِالْعَذَابِ وَإِنْ لَمْ يَمُتْ، وَدَلِيلُ هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يَتَوَفَّوْنَ عِدَّتهم، وَهُوَ أَضعف الْوَجْهَيْنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ وَافَاهُ حِمامُه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ جِنِّي: ليتَ القِيامةَ، يَوْمَ تُوفي مُصْعَبٌ، ... قامتْ عَلَى مُضَرٍ وحُقَّ قِيامُها أَرادَ: وُوفيَ، فأَبدل الْوَاوَ تَاءً كَقَوْلِهِمْ تَاللَّهِ وتَوْلجٌ وتَوْراةٌ، فِيمَنْ جَعَلَهَا فَوْعَلة. التَّهْذِيبُ: وأَما المُوافاة الَّتِي يَكْتُبُهَا كُتَّابُ دَواوين الخَراج فِي حِساباتِهم فَهِيَ مأْخوذة مِنْ قَوْلِكَ أَوْفَيْتُه حَقَّه ووَفَّيْتُه حَقَّه ووافَيْته حَقَّه، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنَى: أَتْمَمْتُ لَهُ حَقَّه، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فاعَلْتُ بِمَعْنَى أَفْعلْت وفَعَّلت فِي حُرُوفٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. يُقَالُ: جاريةٌ مُناعَمةٌ ومُنَعَّمةٌ، وضاعَفْتُ الشَّيْءَ وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه بِمَعْنًى، وتَعاهَدْتُ الشَّيْءَ وتعَهَّدْته وباعَدْته وبَعَّدته وأَبْعَدْتُه، وقارَبْتُ الصَّبِيَّ وقَرَّبْتُه، وَهُوَ يُعاطِيني الشَّيْءَ ويُعطِيني؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: كأَن الأَتْحَمِيَّةَ قامَ فِيهَا، ... لحُسنِ دَلالِها، رَشأٌ مُوافي قَالَ الْبَاهِلِيُّ: مُوافي مثلُ مُفَاجِي؛ وأَنشد: وكأَنما وافاكَ، يومَ لقِيتَها ... مِنْ وَحْش وَجْرةَ، عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ وَقِيلَ: مُوَافِي قَدْ وَافَى جِسْمُه جِسمَ أُمه أَي صَارَ مِثْلَهَا. والوَفاء: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ حِلِّزةَ: فالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْناقُ ... قَنانٍ فَعاذِبٌ فالوَفاء وأَوْفى: اسم رجل. وَقَي: وقاهُ اللهُ وَقْياً وَوِقايةً وواقِيةً: صانَه؛ قَالَ أَبو مَعْقِل الهُذليّ: فَعادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً، ... وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وَفِي الْحَدِيثِ: فَوقَى أَحَدُكم وجْهَه النارَ ؛ وَقَيْتُ الشَّيْءَ أَقِيه إِذَا صُنْتَه وسَتَرْتَه عَنِ الأَذى، وَهَذَا اللَّفْظُ خَبَرٌ أُريد بِهِ الأَمر أَيْ لِيَقِ أَحدُكم وجهَه النارَ بِالطَّاعَةِ والصَّدَقة. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: وتَوَقَّ كَرائمَ أَموالِهم أَي تَجَنَّبْها وَلَا تأْخُذْها فِي الصدَقة لأَنها تَكْرُم عَلَى أَصْحابها وتَعِزُّ، فَخُذِ الوسَطَ لَا الْعَالِيَ وَلَا النَّازِلَ، وتَوقَّى واتَّقى بِمَعْنَى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ أَي اسْتَبْقِ نَفْسك وَلَا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ مِنَ الْآفَاتِ واتَّقِها؛ وَقَوْلُ مُهَلْهِل: ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وَقَالَتْ: ... يَا عَدِيًّا، لَقَدْ وَقَتْكَ الأَواقي «1» إِنما أَرَادَ الْوَاوَ فِي جَمْعِ واقِيةٍ، فَهَمَزَ الْوَاوَ الأُولى، ووقاهُ: صانَه. وَوَقَاهُ مَا يَكْرَه ووقَّاه: حَماهُ مِنْهُ، وَالتَّخْفِيفُ أَعلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ.

_ (1). قوله [ضربت إلخ] هَذَا الْبَيْتُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ وابن سيدة إلى مهلهل. وفي التكملة: وليس البيت لمهلهل، وإنما هو لأَخيه عدي يرثي مهلهلًا. وقبل البيت: ظَبْيَةٌ مِنْ ظِبَاءٍ وَجْرَةَ تعطو ... بيديها في ناضر الأوراق أراد بها امرأته؛ شبهها بالظباء فأجرى عليها أوصاف الظباء

والوِقاءُ والوَقاء والوِقايةُ والوَقايةُ والوُقايةُ والواقِيةُ: كلُّ مَا وقَيْتَ بِهِ شَيْئًا وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كلُّ ذَلِكَ مصدرُ وَقَيْتُه الشَّيْءُ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ عَصى اللَّهَ لَمْ يَقِه مِنْهُ واقِيةٌ إِلا بإِحْداث تَوْبةٍ ؛ وأَنشد الباهليُّ وَغَيْرُهُ للمُتَنَخِّل الهُذَلي: لَا تَقِه الموتَ وقِيَّاتُه، ... خُطَّ لَهُ ذَلِكَ فِي المَهْبِلِ قَالَ: وقِيَّاتُه مَا تَوَقَّى بِهِ مِنْ مَالِهِ، والمَهْبِلُ: المُسْتَوْدَعُ. وَيُقَالُ: وقاكَ اللهُ شَرَّ فُلَانٍ وِقايةً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ؛ أَي مِنْ دافِعٍ. وَوَقَاهُ اللهُ وِقاية، بِالْكَسْرِ، أَي حَفِظَه. والتَّوْقِيةُ: الْكِلَاءَةُ والحِفْظُ؛ قَالَ: إِنَّ المُوَقَّى مِثلُ مَا وقَّيْتُ وتَوَقَّى واتَّقى بِمَعْنَى. وَقَدْ توَقَّيْتُ واتَّقَيْتُ الشَّيْءَ وتَقَيْتُه أَتَّقِيه وأَتْقِيه تُقًى وتَقِيَّةً وتِقاء: حَذِرْتُه؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالِاسْمُ التَّقْوى، التَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ وَالْوَاوُ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ ؛ أَي جَزَاءُ تَقْواهم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَلهَمَهُم تَقْواهم، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ؛ أَي هُوَ أَهلٌ أَن يُتَّقَى عِقابه وأَهلٌ أَن يُعمَلَ بِمَا يُؤَدِّي إِلى مَغْفِرته. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ؛ مَعْنَاهُ اثْبُت عَلَى تَقْوى اللهِ ودُمْ عَلَيْهِ «2» وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً ؛ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا وأَن يَكُونَ جَمْعًا، وَالْمَصْدَرُ أَجود لأَن فِي الْقِرَاءَةِ الأُخرى: إِلا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تَقِيَّةً ؛ التَّعْلِيلُ لِلْفَارِسِيِّ. التَّهْذِيبُ: وقرأَ حُمَيْدٌ تَقِيَّة ، وَهُوَ وَجْهٌ، إِلا أَن الأُولى أَشهر فِي الْعَرَبِيَّةِ، والتُّقى يَكْتُبُ بِالْيَاءِ. والتَّقِيُّ: المُتَّقي. وَقَالُوا: مَا أَتْقاه لِلَّهِ؛ فأَما قَوْلُهُ: ومَن يَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ، ... ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وَغَادِي فإِنما أَدخل جَزْمًا عَلَى جَزْمٍ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِنه أَراد يَتَّقِ فأَجرى تَقِفَ، مِن يَتَّقِ فإِن، مُجرى عَلِمَ فَخَفَّفَ، كَقَوْلِهِمْ عَلْمَ فِي عَلِمَ. وَرَجُلٌ تَقِيٌّ مِنْ قَوْمٍ أَتْقِياء وتُقَواء؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَنَظِيرُهَا سُخَواء وسُرَواء، وَسِيبَوَيْهِ يَمْنَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ؛ تأْويله إِني أَعوذ بِاللَّهِ، فإِن كُنْتَ تَقِيًّا فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذي بِاللَّهِ منكَ، وَقَدْ تَقيَ تُقًى. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي التُّقاةُ والتَّقِيَّةُ والتَّقْوى والاتِّقاء كُلُّهُ وَاحِدٍ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَالَ: يُقَالُ اتَّقاه بِحَقِّهِ يَتَّقيه وتَقاه يَتْقِيه، وَتَقُولُ فِي الأَمر: تَقْ، وللمرأَة: تَقي؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّام السَّلُولي: زِيادَتَنا نَعْمانُ لَا تَنْسَيَنَّها، ... تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الَّذِي تَتْلُو بَنَى الأَمر عَلَى الْمُخَفِّفِ، فَاسْتَغْنَى عَنِ الأَلف فِيهِ بِحَرَكَةِ الْحَرْفِ الثَّانِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي، فَحُذِفَتِ التَّاءُ الأُولى، وَعَلَيْهِ مَا أَنشده الأَصمعي، قَالَ: أَنشدني عِيسَى بْنُ عُمر لخُفاف بْنِ نُدْبة: جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها ... خِفافاً، كلُّها يَتَقي بأَثر أَي كُلُّهَا يَسْتَقْبِلُكَ بفِرِنْدِه؛ رأَيت هُنَا حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رضيِّ الدِّينِ الشاطِبي، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَنهم يَقُولُونَ تَقَى اللهَ رَجُلٌ فعَل خَيْراً؛ يُرِيدُونَ اتَّقى اللهَ رَجُلٌ، فَيَحْذِفُونَ وَيُخَفِّفُونَ، قَالَ: وَتَقُولُ أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ، عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ تَعْلَمُ وتِعْلَمُ، وتِعْلَمُ، بِالْكَسْرِ: لغة

_ (2). قوله [ودم عليه] هو في الأَصل كالمحكم بتذكير الضمير.

قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ الْعَرَبِ، وأَما أَهل الْحِجَازِ وقومٌ مِنْ أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ هُذيل فَيَقُولُونَ تَعْلَم، وَالْقُرْآنُ عَلَيْهَا، قَالَ: وَزَعَمَ الأَخفش أَن كُلَّ مَن وَرَدَ عَلَيْنَا مِنَ الأَعراب لَمْ يَقُلْ إِلا تِعْلَم، بِالْكَسْرِ، قَالَ: نَقَلْتُهُ مِنْ نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: رَجُلٌ تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْقِياء، مَعْنَاهُ أَنه مُوَقٍّ نَفْسَه مِنَ الْعَذَابِ وَالْمَعَاصِي بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وأَصله مِنْ وَقَيْتُ نَفْسي أَقيها؛ قَالَ النَّحْوِيُّونَ: الأَصل وَقُويٌ، فأَبدلوا مِنَ الْوَاوِ الأُولى تَاءً كَمَا قَالُوا مُتَّزِر، والأَصل مُوتَزِر، وأَبدلوا مِنَ الْوَاوَ الثَّانِيَةَ يَاءً وأَدغموها فِي الْيَاءِ الَّتِي بَعْدَهَا، وَكَسَرُوا الْقَافَ لِتُصْبِحَ الْيَاءَ؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَالِاخْتِيَارُ عِنْدِي فِي تَقِيّ أَنه مِنَ الْفِعْلِ فَعِيل، فأَدغموا الْيَاءَ الأُولى فِي الثَّانِيَةِ، الدَّلِيلُ عَلَى هَذَا جَمْعُهُمْ إِياه أَتقياء كَمَا قَالُوا وَليٌّ وأَوْلِياء، وَمَنْ قَالَ هُوَ فَعُول قَالَ: لمَّا أَشبه فَعَيْلًا جُمع كجمعه، قال أَبو منصور: اتَّقى يَتَّقي كَانَ فِي الأَصل اوْتَقى، عَلَى افْتَعَلَ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، وأُبدلت مِنْهَا التَّاءُ وأُدغمت، فَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ عَلَى لَفْظِ الِافْتِعَالِ تَوَهَّمُوا أَن التاءَ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ فَجَعَلُوهُ إِتَقى يَتَقي، بِفَتْحِ التَّاءِ فِيهِمَا مُخَفَّفَةٌ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا لَهُ مِثَالًا فِي كَلَامِهِمْ يُلحقونه بِهِ فَقَالُوا تَقى يَتقي مِثْلُ قَضى يَقْضِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَدخل هَمْزَةَ الْوَصْلِ عَلَى تَقى، وَالتَّاءُ مُحَرَّكَةٌ، لأَنَّ أَصلها السُّكُونُ، وَالْمَشْهُورُ تَقى يَتَّقي مِنْ غَيْرِ هَمْزِ وَصْلٍ لِتَحَرُّكِ التَّاءِ؛ قَالَ أَوس: تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه ... يَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ أَي تَلَقَّاكَ بِرُمْحٍ كأَنه كَعْبٌ وَاحِدٌ، يُرِيدُ اتَّقاك بكَعْب وَهُوَ يَصِفُ رُمْحاً؛ وَقَالَ الأَسدي: وَلَا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني، ... ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ الرَّبيسُ: الدَّاهي المُنْكَر، يُقَالُ: داهِيةٌ رَبْساء، وَمَنْ رَوَاهَا بِتَحْرِيكِ التَّاءِ فإِنما هُوَ عَلَى مَا ذَكَرَ مِنَ التَّخْفِيفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَفِي بَيْتِ خُفاف بْنِ نَدبة يَتَقي وأَتَقي، بِفَتْحِ التَّاءِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَقَدْ أَنكر أَبو سَعِيدٍ تَقَى يَتْقي تَقْياً، وَقَالَ: يَلْزَمُ أَن يُقَالَ فِي الأَمر اتْقِ، وَلَا يُقَالَ ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. التَّهْذِيبُ. اتَّقى كَانَ فِي الأَصل اوْتَقى، وَالتَّاءُ فِيهَا تَاءُ الِافْتِعَالِ فأُدغمت الْوَاوُ فِي التَّاءِ وَشُدِّدَتْ فَقِيلَ اتَّقى، ثُمَّ حَذَفُوا أَلف الْوَصْلِ وَالْوَاوَ الَّتِي انْقَلَبَتْ تَاءً فَقِيلَ تَقى يَتْقي بِمَعْنَى اسْتَقْبَلَ الشَّيْءَ وتَوَقَّاه، وإِذا قَالُوا اتَّقى يَتَّقي فَالْمَعْنَى أَنه صَارَ تَقِيّاً، وَيُقَالُ فِي الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقى. وَرَجُلٌ وَقِيٌّ تَقِيٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه سَمِعَ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: وَاحِدَةُ التُّقى تُقاة مِثْلَ طُلاة وطُلًى ، وَهَذَانَ الْحَرْفَانِ نَادِرَانِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَصل الْحَرْفِ وَقى يَقي، وَلَكِنَّ التاءَ صَارَتْ لَازِمَةً لِهَذِهِ الْحُرُوفِ فَصَارَتْ كالأَصلية، قَالَ: وَلِذَلِكَ كَتَبْتُهَا فِي بَابِ التَّاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنما الإِمام جُنَّة يُتَّقى بِهِ ويُقاتَل مِنْ وَرَائِهِ أَي أَنه يُدْفَعُ بِهِ العَدُوُّ ويُتَّقى بقُوّته، والتاءُ فِيهَا مُبْدَلَةٌ مِنَ الْوَاوِ لأَن أَصلها مِنَ الوِقاية، وَتَقْدِيرُهَا اوْتَقى، فَقُلِبَتْ وأُدغمت، فَلَمَّا كَثُرَ استعمالُها تَوَهَّمُوا أَن التاءَ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ فَقَالُوا اتَّقى يَتَّقي، بِفَتْحِ التَّاءِ فِيهِمَا «1». وَفِي الحديث: كنا

_ (1). قوله [فَقَالُوا اتَّقَى يَتَّقِي بِفَتْحِ التاء فيهما] كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى. ولعله فقالوا: تقى يتقي، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما. ويؤيده ما في نسخ النهاية عقبه: وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي.

إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَي جَعَلْنَاهُ وِقاية لَنَا مِنَ العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ بِهِ وقُمْنا خَلْفَه وِقاية. وَفِي الْحَدِيثِ: قلتُ وَهَلْ للسَّيفِ مِنْ تَقِيَّةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَقِيَّة عَلَى أَقذاء وهُدْنةٌ عَلَى دَخَنٍ ؛ التَّقِيَّةُ والتُّقاةُ بِمَعْنَى، يُرِيدُ أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بَعْضًا ويُظهرون الصُّلْحَ والاتِّفاق وَبَاطِنُهُمْ بِخِلَافِ ذَلِكَ. قَالَ: والتَّقْوى اسْمٌ، وَمَوْضِعُ التَّاءِ وَاوٌ وأَصلها وَقْوَى، وَهِيَ فَعْلى مِنْ وَقَيْتُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: التَّقوى أَصلها وَقْوَى مِنْ وَقَيْتُ، فَلَمَّا فُتِحت قُلِبت الْوَاوُ تَاءً، ثُمَّ تُرِكَتِ التاءُ فِي تَصْرِيفِ الْفِعْلِ عَلَى حَالِهَا فِي التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ والاتِّقاءِ، قَالَ: والتُّقاةُ جَمْعٌ، وَيُجْمَعُ تُقِيّاً، كالأُباةِ وتُجْمع أُبِيّاً، وتَقِيٌّ كَانَ فِي الأَصل وَقُويٌ، عَلَى فَعُولٍ، فَقُلِبَتِ الواو الأُولى تاء كما قَالُوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج، قَالُوا: وَالثَّانِيَةُ قُلِبَتْ يَاءً للياءِ الأَخيرة، ثُمَّ أُدغمت فِي الثَّانِيَةِ فَقِيلَ تَقِيٌّ، وَقِيلَ: تَقيٌّ كَانَ فِي الأَصل وَقِيّاً، كأَنه فَعِيل، وَلِذَلِكَ جُمِعَ عَلَى أَتْقِياء. الْجَوْهَرِيُّ: التَّقْوى والتُّقى وَاحِدٌ، وَالْوَاوُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الياءِ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي رَيّا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْقَزَّازِ: أَن تُقًى جَمْعُ تُقاة مِثْلَ طُلاةٍ وطُلًى. والتُّقاةُ: التَّقِيَّةُ، يُقَالُ: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مِثْلُ اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَعْلُهُمْ هَذِهِ الْمَصَادِرَ لاتَّقى دُونَ تَقى يَشْهَدُ لِصِحَّةِ قَوْلِ أَبي سَعِيدٍ الْمُتَقَدِّمِ إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ تَقى يَتْقي وإِنما سَمِعَ تَقى يَتَقي مَحْذُوفًا مَنِ اتَّقى. والوِقايةُ الَّتِي للنساءِ، والوَقايةُ، بِالْفَتْحِ لُغَةٌ، والوِقاءُ والوَقاءُ: مَا وَقَيْتَ بِهِ شَيْئًا. والأُوقِيَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وَزِنَةُ أَربعين دِرْهَمًا، وَإِنْ جَعَلْتُهَا فُعْلِيَّة فَهِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الأُوقِيَّةُ وَجَمْعُهَا أَواقِيُّ، والوَقِيّةُ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ، وَجَمْعُهَا وَقايا. وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه لَمْ يُصْدِق امْرأَةً مِنْ نِسائه أَكثر مِنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ونَشٍ ؛ فَسَّرَهَا مُجَاهِدٌ فَقَالَ: الأُوقِيَّة أَربعون دِرْهَمًا، والنَّشُّ عِشْرُونَ. غَيْرُهُ: الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قَالَ الأَزهري: وَاللُّغَةُ أُوقِيَّةٌ، وَجَمْعُهَا أَواقيُّ وأَواقٍ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ مَرْفُوعٍ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَواقٍ مِنَ الوَرِق صَدَقَةٌ ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: خمسُ أَواقٍ مِائَتَا دِرْهم، وَهَذَا يُحَقِّقُ مَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَقَدْ وَرَدَ بِغَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: لَا صَدَقة فِي أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي، وَالْجَمْعُ يشدَّد وَيُخَفَّفُ مِثْلَ أُثْفِيَّةٍ وأَثافِيَّ وأثافٍ، قَالَ: وَرُبَّمَا يَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ وُقِيّة وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ، قَالَ: وَكَانَتِ الأُوقِيَّة قَدِيمًا عِبَارَةً عَنْ أَربعين دِرْهَمًا، وَهِيَ فِي غَيْرِ الْحَدِيثِ نِصْفُ سُدُسِ الرِّطْلِ، وَهُوَ جُزْءٌ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ جُزْءًا، وَتَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ اصْطِلَاحِ الْبِلَادِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الأُوقيَّة فِي الْحَدِيثِ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، اسْمٌ لأَربعين دِرْهَمًا، وَوَزْنُهُ أُفْعولةٌ، والأَلف زَائِدَةٌ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ وُقِية، بِغَيْرِ أَلف، وَهِيَ لُغَةٌ عَامِّيَّةٌ، وَكَذَلِكَ كَانَ فِيمَا مَضَى، وأَما الْيَوْمُ فِيمَا يَتعارَفُها النَّاسُ ويُقَدِّر عَلَيْهِ الأَطباء فالأُوقية عِنْدَهُمْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَخَمْسَةُ أَسباع دِرْهَمٍ، وَهُوَ إِسْتار وَثُلُثَا إِسْتار، وَالْجَمْعُ الأَواقي، مُشَدَّدًا، وإِن شِئْتَ خَفَّفَتِ الْيَاءَ فِي الْجَمْعِ. والأَواقِي أَيضاً: جَمْعُ واقِيةٍ؛ وأَنشد بَيْتَ مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صَدْرِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ، قَالَ: وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كَرِهُوا اجْتِمَاعَ الْوَاوَيْنِ فَقَلَبُوا الأُولى أَلفاً. وسَرْجٌ واقٍ: غَيْرُ مِعْقَر، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَمْ يَكُنْ

مِعْقَراً، وَمَا أَوْقاه، وَكَذَلِكَ الرَّحْل، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود، وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى مِنَ الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: وصُمٍّ صِلابٍ مَا يَقِينَ مِنَ الوَجَى، ... كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ وَيُقَالُ: فَرَسٌ واقٍ إِذا كَانَ يَهابُ المشيَ مِنْ وَجَع يَجِده فِي حافِره، وَقَدْ وَقَى يَقِي؛ عَنِ الأَصمعي، وَقِيلَ: فَرَسٌ واقٍ إِذا حَفِيَ مِنْ غِلَظِ الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الْمَوْضِعَ الْغَلِيظَ؛ قَالَ ابن أَحمر: تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها، ... شُمِّ السّنابِك لَا تَقِي بالجُدْجُدِ أَي لَا تَشْتَكِي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وَفَرَسٌ واقِيةٌ: لِلَّتِي بِهَا ظَلْعٌ، وَالْجَمْعُ الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لَمْ يَكُنْ مِعْقَراً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والواقِيةُ والواقِي بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ؛ قَالَ أَفيون التغْلبي: لَعَمْرُك مَا يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي، ... إِذا هُو لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهُ واقِيا وَيُقَالُ لِلشُّجَاعِ: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ عَلَى ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عَلَيْهِ، مَثَلٍ ارْقَ عَلَى ظَلْعِك، وَقَدْ يُقَالُ: قِ عَلَى ظَلْعِك أَي أَصْلِحْ أَوَّلًا أَمْرَك، فَتَقُولُ: قَدْ وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً. التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدَةَ فِي بَابِ الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مِثْلُ القاضِي؛ قَالَ مُرَقِّش: ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لَا ... أَغْدُو، عَلَى واقٍ وحاتِمْ فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيامِنِ ... ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قِيلَ للصُّرَد واقٍ لأَنه لَا يَنبَسِط فِي مَشْيِهِ، فشُبّه بالواقِي مِنَ الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قَالَ خُثَيْمُ بْنُ عَدِيّ، وَقِيلَ: هُوَ للرَّقَّاص «1» الْكَلْبِيُّ يَمْدَحُ مَسْعُودَ بْنَ بَجْر، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ الصَّحِيحُ: وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ ... بنَاها لَهُ مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ وَلَيْسَ بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه، ... يَقُولُ: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ، وَلَكِنَّهُ يَمْضِي عَلَى ذاكَ مُقْدِماً، ... إِذا صَدَّ عَنْ تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ ورأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: وَفِي جَمْهَرَةِ النَّسَبِ لِابْنِ الْكَلْبِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ غُطَيْفِ بْنِ نُوَيْلٍ الشَّاعِرِ وَابْنِهِ خُثَيْمٌ، قَالَ: وَهُوَ الرَّقَّاص الشَّاعِرُ الْقَائِلُ لِمَسْعُودِ بْنِ بَحْرٍ الزُّهريّ: وجدتُ أَباك الْخَيْرَ بَحْرًا بِنَجْوَةٍ ... بَنَاهَا له مجدٌ أَشم قُماقمُ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ واقٍ حِكَايَةُ صَوْتِهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَاشْتِقَاقُهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ هُوَ الواقِ، بِكَسْرِ الْقَافِ بِلَا يَاءٍ، لأَنه سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحِكَايَةِ صَوْتِهِ. وَابْنٌ وَقاء أَو وِقاء: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَكَيَ: الوِكاء: كلُّ سَيْر أَو خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ فَمُ السِّقاء أَو الوِعاء. وَقَدْ أَوكَيتُه بالوِكاء إِيكاء إِذا شَدَدْتُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الوِكاء رِباط القِرْبةِ وَغَيْرُهَا الَّذِي يُشد بِهِ رأْسُها. وَفِي الْحَدِيثِ: احْفَظْ عِفاصَها ووِكاءها. وَفِي حَدِيثِ اللُّقَطةِ: اعْرِفْ وِكاءها وعِفاصَها ؛

_ (1). قوله [للرقاص إلخ] في التكملة: هو لقب خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد

الوِكاء: الْخَيْطُ الَّذِي تُشدّ بِهِ الصُّرّة وَالْكِيسُ وَغَيْرُهُمَا. وأَوْكَى عَلَى مَا فِي سِقائه إِذا شَدَّه بالوِكاء. وَفِي الْحَدِيثِ: أَوْكُوا الأَسْقِيةَ أَي شُدُّوا رُؤوسها بالوِكاء لِئَلَّا يدخُلَها حَيَوَانٌ أَو يَسْقُطَ فِيهَا شَيْءٌ. يُقَالُ: أَوْكَيْتُ السِّقاء أُوكيه إِيكاء، فَهُوَ مُوكًى. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهى عَنْ الدُّبّاء والمُزَفَّتِ وَعَلَيْكُمْ بالمُوكَى أَي السِّقاء المَشْدود الرأْس لأَنَّ السِّقاء المُوكَى قَلَّما يَغْفُلُ عَنْهُ صاحبُه لِئَلَّا يَشتدَّ فِيهِ الشَّرَابُ فَيَنْشَقُّ فَهُوَ يَتَعَهَّدُه كَثِيرًا. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ وكَى القِربةَ وأَوْكاها وأَوْكَى عَلَيْهَا، وإِنَّ فُلَانًا لَوِكاءٌ مَا يَبِضُّ بِشَيْءٍ، وسأَلناه فأَوْكَى عَلَيْنَا أَي بَخِلَ. وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ العَيْنَ وِكاءُ السَّهِ، فإِذا نامَ أَحدُكم فلْيَتَوَضَّأْ ؛ جَعلَ الْيَقَظَةَ للاسْت كالوِكاء للقِربة، كَمَا أَنَّ الوِكاءَ يمنعُ مَا فِي الْقِرْبَةِ أَنْ يَخْرج كَذَلِكَ اليَقَظة تَمْنَعُ الاسْتَ أَن تُحْدِث إِلَّا بالاختيارِ، والسَّهُ: حَلْقةُ الدُّبر، وَكَنَى بِالْعَيْنِ عَنِ الْيَقَظَةِ لأَن النَّائِمَ لَا عَيْنَ لَهُ تُبْصِر. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: إِذا نامَتِ العَيْنُ اسْتَطْلَقَ الوِكاء ، وكلُّه عَلَى الْمَثَلِ. وكلُّ مَا شُدَّ رأْسُه مِن وِعاء وَنَحْوَهُ وِكاء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: يَا ابنَ آدمَ، جَمْعًا فِي وِعاء وشَدًّا فِي وكاء ؛ جعل الوِكاء هاهنا كالجِراب. وَفِي حَدِيثِ أَسْماء: قَالَ لَهَا أَعْطِي وَلَا تُوكي فَيُوكى عليكِ أَي لَا تَدَّخِري وتَشُدِّي مَا عِنْدَكِ وَتَمْنَعِي مَا فِي يَدِكِ فَتَنْقَطِعُ مَادَّةُ الرِّزْقِ عَنْكِ. وأَوْكَى فَمَهُ: سَدَّهُ. وَفُلَانٌ يُوكِي فُلَانًا: يأْمره أَن يَسُدَّ فَاهُ وَيَسْكُتَ. وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ يُوكي بَيْنَ الصَّفا والمَرْوة سَعْياً أَي يَملأَ مَا بَيْنَهُمَا سَعْياً كَمَا يُوكى السِّقاء بَعْدَ المَلْء، وَقِيلَ: كَانَ يَسْكُتُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ عِنْدِي مِنَ الإِمساك عَنِ الْكَلَامِ أَي لَا يتكلَّم كأَنه يُوكي فَاهُ فَلَا يتكلَّم، وَيُرْوَى عَنْ أَعرابي أَنه سَمِعَ رَجُلًا يَتكلَّم فَقَالَ: أَوْكِ حَلْقك أَي سُدَّ فَمَك وَاسْكُتْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ، قَالَ: وَهُوَ أَصح عِنْدِي مِمَّا ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ، وَذَلِكَ لأَن الإِيكاء فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَكُونُ بِمَعْنَى السَّعْي الشَّدِيدِ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: إِنه كَانَ يُوكي مَا بَيْنَهُمَا سَعْياً ، قَالَ: وقرأَت فِي نَوَادِرِ الأَعراب الْمَحْفُوظَةِ عَنْهُمْ: الزُّوازِية المُوكي الَّذِي يتَشددُ فِي مَشْيِه، فَمَعْنَى المُوكي الَّذِي يَتَشَدَّدُ فِي مَشْيِهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ صَالِحٍ أَنه قَالَ فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ: إِنه كَانَ إِذا طَافَ بِالْبَيْتِ أَوكى الثَّلاثَ سَعْياً، يَقُولُ: جَعَلَهُ كُلَّهُ سَعْيًا ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ، بَعْدَ أَن ذَكَرَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ مَا ذَكَرْنَا قَالَ: إِن صَحَّ أَنه كان يُوكي ما بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَعْيًا فإِن وَجْهَهُ أَن يملأَ مَا بَيْنَهُمَا سَعْيًا لَا يَمْشِي عَلَى هَيِّنَتِهِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا مشبَّه بِالسِّقَاءِ أَو غَيْرِهِ يُملأَ مَاءً ثُمَّ يُوكى عَلَيْهِ حَيْثُ انْتَهَى الامْتِلاء؛ قَالَ الأَزهري: وإِنما قِيلَ لِلَّذِي يَشْتَدُّ عَدْوُه مُوكٍ لأَنه كأَنه قَدْ ملأَ مَا بَيْنَ خَواءِ رِجْلَيْهِ عَدْواً وأَوْكى عَلَيْهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ملأَ الفَرسُ فُروجَ دَوارِجه عَدْواً إِذا اشتدَّ حُضْره، والسِّقاء إِنما يُوكَى عَلَى مَلْئِه. ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَوْكى بَطْنُ الإِنسان وَهُوَ أَن لَا يَخْرُجُ مِنْهُ نَجْوُه. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ وَنَحْوَهُ إِذا امْتلأَ: قَدِ اسْتَوْكى. ووَكَّى الفرسُ المَيْدانَ شَدًّا: مَلأَه، وَهُوَ مِنْ هَذَا. وَيُقَالُ: اسْتَوْكَتِ النَّاقَةُ واستوكتِ الإِبل اسْتِيكاء إِذا امتلأَت سِمَناً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُوكي الغُلْمة ومُزِكُّ الغُلْمة ومُشِطُّ الغُلْمة إِذا كَانَتْ بِهِ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ إِلى الخلاط. ولي: فِي أَسماء اللَّه تَعَالَى: الوَليُّ هُوَ الناصِرُ، وَقِيلَ: الُمَتَوَلِّي لأُمور الْعَالَمِ وَالْخَلَائِقِ القائمُ بِهَا، وَمِنْ أَسمائه عَزَّ وَجَلَّ: الْوَالِي، وَهُوَ مالِكُ الأَشياء جَمِيعِهَا

المُتَصَرِّفُ فِيهَا. قَالَ ابْنُ الأَثير: وكأَن الوِلاية تُشعر بالتَّدْبير والقُدرة والفِعل، وَمَا لَمْ يَجْتَمِعْ ذَلِكَ فِيهَا لَمْ يَنْطَلِقْ عَلَيْهِ اسْمُ الْوَالِي. ابْنُ سِيدَهْ: وَليَ الشيءَ ووَليَ عَلَيْهِ وِلايةً ووَلايةً، وَقِيلَ: الوِلاية الخُطة كالإِمارة، والوَلايةُ الْمَصْدَرُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الوِلاية، بِالْكَسْرِ، السُّلْطَانُ، والوَلاية والوِلاية النُّصرة. يُقَالُ: هم عليَّ وَلايةٌ [وِلايةٌ] أَي مُجْتَمِعُونَ فِي النُّصرة. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الوَلاية، بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ، والوِلاية، بِالْكَسْرِ، الِاسْمُ مِثْلَ الإِمارة والنِّقابة، لأَنه اسْمٌ لِمَا توَلَّيته وقُمْت بِهِ فإِذا أَرادوا الْمَصْدَرَ فَتَحُوا. قَالَ ابْنُ بري: وقرىء ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَهِيَ بِمَعْنَى النُّصْرة، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: الْكَسْرُ لُغَةٌ وَلَيْسَتْ بِذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ، قَالَ الْفَرَّاءُ: يُرِيدُ مَا لَكَمَ مِنْ مَوارِيثهم مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: فكسْرُ الْوَاوِ هَاهُنَا مِنْ وِلايتهم أَعجبُ إِليَّ مِنْ فَتْحِهَا لأَنها إِنما تُفْتَحُ أَكثرَ ذَلِكَ إِذا أُريد بِهَا النُّصْرَةُ، قَالَ: وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَفْتَحُهَا وَيَذْهَبُ بِهَا إِلى النُّصْرَةِ، قَالَ الأَزهري: وَلَا أَظنه عَلِمَ التَّفْسِيرَ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيَخْتَارُونَ فِي وَلِيته وِلاية الْكَسْرَ، قَالَ: وَسَمِعْنَاهَا بِالْفَتْحِ وَبِالْكَسْرِ فِي الْوِلَايَةِ فِي مَعْنَيَيْهِمَا جَمِيعًا، وأَنشد: دَعِيهِم فهمْ أَلبٌ عليَّ وِلايةٌ، ... وحَفْرُهُمُو إِنْ يَعْلَمُوا ذَاكَ دائبُ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ نَحْوًا مِمَّا قَالَ الْفَرَّاءُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: يقرأُ وَلايتِهِم ووِلايَتِهم، بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِهَا، فَمَنْ فَتَحَ جَعَلَهَا مِنَ النُّصْرَةِ وَالنَّسَبِ، قَالَ: والوِلايةُ الَّتِي بِمَنْزِلَةِ الإِمارة مَكْسُورَةٌ لِيَفْصِلَ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ، وَقَدْ يَجُوزُ كَسْرُ الْوِلَايَةِ لأَن فِي تَوَلِّي بَعْضِ الْقَوْمِ بَعْضًا جِنْسًا مِنَ الصِّناعة وَالْعَمَلِ، وَكُلُّ مَا كَانَ مِنَ جِنْسِ الصِّناعة نَحْوَ القِصارة والخِياطة فَهِيَ مَكْسُورَةٌ. قَالَ: والوِلايةُ عَلَى الإِيمان وَاجِبَةٌ، الْمُؤْمِنُونَ بعضُهم أَولياء بَعْضٍ، وَليٌّ بيِّن الوَلايةِ ووالٍ بيِّن الوِلاية. والوَلِيُّ: وليُّ الْيَتِيمِ الَّذِي يَلِي أَمرَه وَيَقُومُ بكِفايته. ووَليُّ المرأَةِ: الَّذِي يَلِي عَقْدَ النِّكَاحِ عَلَيْهَا وَلَا يَدَعُها تسْتَبدُّ بِعَقْدِ النِّكَاحِ دُونَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَيُّما امرأَة نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذن مَوْلَاهَا فنِكاحُها بَاطِلٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ: وَلِيِّها أَي مُتَوَلِّي أَمرِها. وَفِي الْحَدِيثِ: أَسأَلُك غَنايَ وغِنى مَوْلَايَ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ أَسْلم عَلَى يَدِهِ رَجُلٌ فَهُوَ مَوْلَاهُ أَي يَرِثه كَمَا يَرِث مَنْ أَعتقه. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ مُشْرِك يُسْلِم عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: هُوَ أَولى النَّاسِ بمَحْياه وَمَمَاتِهِ أَي أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَهَبَ قَوْمٌ إِلى الْعَمَلِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَاشْتَرَطَ آخَرُونَ أَن يُضِيف إِلى الإِسلام عَلَى يَدِهِ المُعاقَدة والمُوالاة، وَذَهَبَ أَكثر الْفُقَهَاءِ إِلى خِلَافِ ذَلِكَ وَجَعَلُوا هَذَا الْحَدِيثَ بِمَعْنَى البِرِّ والصِّلة ورَعْي الذِّمام، وَمِنْهُمْ مَنْ ضعَّف الْحَدِيثَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَلحِقُوا المالَ بالفَرائضِ فَمَا أَبقت السِّهام فلِأوْلى رَجُلٍ ذكَر أَي أَدنى وأَقرب فِي النَّسَبِ إِلى الْمَوْرُوثِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَولى بِهَذَا الأَمر مِنْ فُلَانٍ أَي أَحق بِهِ. وَهُمَا الأَولَيانِ الأَحَقَّانِ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ ، قرأَ بِهَا عَلِيٌّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبِهَا قرأَ أَبو عَمْرِو وَنَافِعٌ وَكَثِيرٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ الأَوْلَيانِ أَراد وَليّي الموْروث، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَوْلَيانِ، فِي قَوْلِ أَكثر الْبَصْرِيِّينَ، يَرْتَفِعَانِ عَلَى الْبَدَلِ مِمَّا فِي يَقُومَانِ، الْمَعْنَى: فليَقُم الأَوْليانِ بِالْمَيِّتِ مَقام هَذَيْنِ الْجَائِيَيْنِ، وَمَنْ قرأَ الأَوَّلِين ردَّه عَلَى الَّذِينَ، وكأَن الْمَعْنَى مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ أَيضاً الأَوَّلِين، قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ

اللَّه تَعَالَى عَنْهُمَا، وَبِهَا قرأَ الْكُوفِيُّونَ «2» وَاحْتَجُّوا بِأَنْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَرأَيت إِن كَانَ الأَوْلَيانِ صَغِيرَيْنِ. وَفُلَانٌ أَولى بِكَذَا أَي أَحْرى بِهِ وأَجْدَرُ. يُقَالُ: هُوَ الأَولى وَهُمُ الأَوالي والأَوْلَوْنَ عَلَى مِثَالِ الأَعلى والأَعالي والأَعْلَوْنَ. وَتَقُولُ فِي المرأَة: هِيَ الوُلْيا وَهُمَا الوُلْيَيانِ وهُنَّ الوُلى، وإِن شِئْتَ الوُلْيَياتُ، مِثْلُ الكُبْرى والكُبْرَيانِ والكُبَرُ والكُبْرَيات. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي ، قَالَ الْفَرَّاءُ: المَوالي ورَثةُ الرَّجُلِ وَبَنُو عمِّه، قَالَ: والوَلِيُّ والمَوْلى وَاحِدٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْ هَذَا قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّما امرأَةٍ نَكحَتْ بِغَيْرِ إِذن مَوْلاها ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: بِغَيْرِ إِذن وَلِيِّها ، لأَنهما بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَوَى ابْنُ سَلَامٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: المَوْلى لَهُ مَوَاضِعَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: مِنْهَا المَوْلى فِي الدِّين وَهُوَ الوَلِيُّ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لَا مَوْلى لَهُمْ ، أَي لَا وَلِيَّ لَهُمْ، وَمِنْهُ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كنتُ مَولاه فعليٌّ مَولاه أَيْ مَن كنتُ وَلِيَّه، قَالَ: وَقَوْلُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مُزَيْنَة وجُهَيْنَةُ وأَسْلَمُ وغِفارُ مَوالي اللهِ وَرَسُولِهِ أَي أَوْلِياء اللَّهِ، قَالَ: والمَوْلى العَصَبةُ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي ، وَقَالَ اللِّهْبِيُّ يُخَاطِبُ بَنِي أُمية: مَهْلًا بَني عَمِّنا، مَهْلًا مَوالِينا، ... امْشُوا رُوَيْدا كَمَا كنْتُمْ تَكُونونا قَالَ: والمَوْلى الحَلِيفُ، وَهُوَ مَنِ انْضمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وَامْتَنَعَ بمَنَعَتك، قَالَ عَامِرٌ الخَصَفِي مِنْ بَنِي خَصَفةَ: همُ المَوْلى، وإِنْ جَنَفُوا عَليْنا، ... وإِنَّا مِنْ لِقائِهِم لَزُورُ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي المَوالي أَي بَنِي الْعَمِّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا. والمَوْلى: المُعْتَقُ انْتَسَبَ بِنَسَبِكَ، وَلِهَذَا قِيلَ للمُعْتَقِين المَوالي، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ المَوْلى عَلَى سِتَّةِ أَوجه: المَوْلى ابْنُ الْعَمِّ والعمُّ والأَخُ والابنُ والعَصباتُ كُلُّهُمْ، والمَوْلى النَّاصِرُ، وَالْمَوْلَى الْوَلِيُّ الَّذِي يَلِي عَلَيْكَ أَمرك، قَالَ: وَرَجُلٌ وَلاء وَقَوْمٌ وَلاء فِي مَعْنَى وَلِيّ وأَوْلِياء لأَن الوَلاء مَصْدَرٌ، والمَوْلى مَوْلى المُوالاة وَهُوَ الَّذِي يُسْلِمُ عَلَى يَدِكَ ويُوالِيك، والمَوْلى مَوْلى النِّعْمة وَهُوَ الْمُعْتِقُ أَنعم عَلَى عَبْدِهِ بعتقِه، والمَوْلى المُعْتَقُ لأَنه يُنْزِلُ مَنْزِلَةَ ابْنِ الْعَمِّ يَجِبُ عَلَيْكَ أَن تَنْصُرَهُ وَتَرِثَهُ إِنْ مَاتَ وَلَا وَارِثَ لَهُ، فَهَذِهِ سِتَّةُ أَوجه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، قَالَ: هَؤُلَاءِ خُزاعةُ كَانُوا عاقَدُوا النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَن لَا يُقاتِلوه وَلَا يُخرجوه، فأُمِر النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالبِرِّ والوَفاء إِلى مدَّة أَجلهم، ثُمَّ قَالَ: إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ... أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ، أَي تَنْصُروهم، يَعْنِي أَهل مَكَّةَ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ التولي هاهنا بِمَعْنَى النَّصْر مِنَ الوَليّ، والمَوْلى وَهُوَ النَّاصِرُ. وَرُوِيَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ تَوَلَّاني فلْيَتَوَلَّ عَلِيًّا ، مَعْنَاهُ مَنْ نَصَرَني فليَنْصُرْه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ، أَي تَوَلَّيْتُمْ أُمور النَّاسِ، وَالْخِطَابُ لِقُرَيْشٍ، قَالَ الزَّجَّاجُ: وقرىءَ إِنْ تُوُلِّيتُمْ ، أَي وَلِيَكُمْ بَنُو هَاشِمٍ. وَيُقَالُ: تَوَلَّاكَ اللَّهُ أَي وَلِيكَ اللَّهُ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى نَصَرَك اللَّه. وقوله، صلى

_ (2). قوله" وبها قرأ الكوفيون" عبارة الخطيب: وبها قرأ حمزة وشعبة.

اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ والِ مَن وَالَاهُ أَي أَحْبِبْ مَنْ أَحَبَّه وانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ. والمُوالاةُ عَلَى وُجُوهٍ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُوالاةُ أَن يَتَشَاجَرَ اثْنَانِ فَيَدْخُلُ ثَالِثٌ بَيْنِهِمَا لِلصُّلْحِ وَيَكُونُ لَهُ فِي أَحدهما هَوًى فيوالِيه أَوْ يُحابيه، وَوَالَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَحبَّه، قَالَ الأَزهري: وَلِلْمُوَالَاةِ مَعْنَى ثَالِثٌ، سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ والُوا حَواشِيَ نَعَمِكم عَنْ جِلَّتِها أَي اعْزِلوا صِغارَها عَنْ كِبارِها، وَقَدْ والَيْناها فتَوالَتْ إِذا تَمَيَّزَتْ، وأَنشد بَعْضُهُمْ: وكُنَّا خُلَيْطَى فِي الجِمالِ، فأَصبحَتْ ... جِمالي تُوالَى وُلَّهاً مِن جِمالِكا تُوالى أَي تُمَيَّزُ مِنْهَا، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الأَعشى: ولكنَّها كانتْ نَوًى أَجْنَبِيَّةً، ... تَواليَ رِبْعِيّ السِّقابِ فأَصْحَبا ورِبْعِيُّ السِّقاب: الَّذِي نُتِجَ فِي أَوَّل الرَّبِيعِ، وتوَالِيه: أَن يُفْصَلَ عَنْ أُمه فيَشْتدَّ ولَهُه إِليها إِذا فَقَدها، ثُمَّ يَسْتَمِرُّ عَلَى المُوالاة ويُصْحِبُ أَي يَنْقَادُ ويَصْبِر بعد ما كَانَ اشْتدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُفارَقته إِياها. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَوالَيْتُ مَالِي وامْتَزْت مَالِي وازْدَلْت مَالِي بِمَعْنَى وَاحِدٍ، جُعِلَتْ هَذِهِ الأَحرف وَاقِعَةً، قَالَ: وَالظَّاهِرُ مِنْهَا اللُّزُومُ. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: ابْنُ الْعَمِّ مَوْلًى وَابْنُ الأُخت مَوْلًى والجارُ والشريكُ والحَلِيف، وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: مَواليَ حِلْفٍ لَا مَوالي قَرابةٍ، ... ولكنْ قَطِيناً يَسْأَلونَ الأَتاوِيا يَقُولُ: هُمْ حُلَفاء لَا أَبناء عَمٍّ، وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ: فَلَوْ كَانَ عبدُ اللَّهِ مَوْلًى هَجَوْتُه، ... ولكنَّ عبدَ اللَّهِ مَوْلَى مَوالِيا لأَنَّ عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبي إِسحاق مَوْلَى الحَضْرَمِيِّين، وَهُمْ حُلفاء بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، والحَلِيفُ عِنْدَ الْعَرَبِ مَوْلًى، وإِنما قَالَ مُوَالِيًا فَنَصَبَ لأَنه ردَّه إِلى أَصله لِلضَّرُورَةِ، وإِنما لَمْ يُنَوَّنْ لأَنه جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ غَيْرِ الْمُعْتَلِّ الَّذِي لَا يَنْصَرِفُ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَعَطَفَ قَوْلَهُ وَلَكِنْ قَطِينًا عَلَى الْمَعْنَى، كأَنه قَالَ لَيْسُوا مَوالِيَ قَرَابَةٍ وَلَكِنْ قَطِينًا، وَقَبْلَهُ: فَلَا تَنْتَهي أَضْغانُ قَوْميَ بينَهم ... وسَوْآتُهم، حَتَّى يَصِيرُوا مَوالِيا وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: مَوْلى القَوْمِ مِنْهُمْ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الظَّاهِرُ مِنَ الْمَذَاهِبِ وَالْمَشْهُورُ أَن مَوالي بَنِي هاشِم والمُطَّلِب لَا يَحرم عَلَيْهِمْ أَخذ الزَّكَاةِ لِانْتِفَاءِ السَّبَبِ الَّذِي بِهِ حَرُمَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ، وَفِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ عَلَى وَجْهٍ أَنه يَحْرُمُ عَلَى الْمَوَالِي أَخذها لِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَنَفِي التَّحْرِيمِ أَنه إِنما قَالَ هَذَا الْقَوْلَ تَنْزِيهًا لَهُمْ، وَبَعْثًا عَلَى التَّشَبُّهِ بسادتِهم والاسْتِنانِ بسنَّتهم فِي اجْتِنَابِ مَالِ الصَّدَقَةِ الَّتِي هِيَ أَوساخ النَّاسِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمَوْلَى فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ فَهُوَ: الرَّبُّ والمالِك والسَّيِّدُ والْمُنْعِم والْمُعْتِقُ والنَّاصِر والمُحِبُّ والتَّابع والجارُ وَابْنُ العَم والحَلِيفُ والعَقِيدُ والصِّهْرُ والعَبْدُ والمُعْتَقُ والمُنْعَمُ عَلَيْهِ، قَالَ: وأَكثرها قَدْ جاءَت فِي الْحَدِيثِ فَيُضَافُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلى مَا يَقْتَضِيهِ الْحَدِيثُ الْوَارِدُ فِيهِ، وكلُّ مَنْ وَليَ أَمراً أَو قَامَ بِهِ فَهُوَ مَوْلاه وَوَلِيُّه، قَالَ: وَقَدْ تَخْتَلِفُ مَصَادِرُ هَذِهِ الأَسماءِ، فالوَلايةُ بِالْفَتْحِ فِي النَّسَبِ والنُّصْرة والعِتْق والوِلايةُ بِالْكَسْرِ فِي الإِمارة والوَلاءُ فِي المُعْتَق، والمُوالاةُ مَنْ وَالَى القومَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كنتُ مَوْلاه فعَليٌّ مَوْلاه ،

يَحْمِلُ عَلَى أَكثر الأَسماء الْمَذْكُورَةِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يَعْنِي بِذَلِكَ وَلاء الإِسلام كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لَا مَوْلى لَهُمْ ، قَالَ: وَقَوْلُ عُمر لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَصْبَحْتَ مَوْلى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَي وَليَّ كلِّ مُؤْمِنٍ، وَقِيلَ: سَبَبٌ ذَلِكَ أَنَّ أُسامةَ قَالَ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لستَ مَوْلايَ، إِنما مولايَ رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَولاه ، وكلُّ مَن وَليَ أَمرَ واحِدٍ فَهُوَ وَلِيُّه، وَالنِّسْبَةُ إِلى المَوْلى مَوْلَوِيٌّ، وإِلى الوَليِّ مِنَ الْمَطَرِ وَلَوِيّ، كَمَا قَالُوا عَلَوِيٌّ لأَنهم كَرِهُوا الْجَمْعَ بَيْنَ أَربع ياءَات، فَحَذَفُوا الْيَاءَ الأُولى وَقَلَبُوا الثَّانِيَةَ وَاوًا. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا وَلاء، بِالْفَتْحِ، أَي قَرابةٌ. والوَلاءُ: وَلاءُ المُعْتق. وَفِي الْحَدِيثِ: نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاء وَعَنْ هِبته ، يَعْنِي وَلاء العِتْق، وَهُوَ إِذا مَاتَ المُعتَقُ وِرْثَهُ مُعْتِقه أَو وَرَثَةُ مُعْتِقه، كَانَتِ الْعَرَبُ تَبِيعُهُ وتَهَبُه، فَنَهَى عَنْهُ لأَنَّ الوَلاءَ كَالنَّسَبِ فَلَا يَزُولُ بالإِزالة، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: الوَلاءُ لِلْكُبْرِ أَي للأَعْلى فالأَعلى مِنْ وَرَثَةِ المُعْتِق. والوَلاءُ: المُوالُون، يُقَالُ: هُمْ وَلاءُ فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: مَن تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوالِيه أَي اتَّخَذَهُمْ أَولِياء لَهُ، قَالَ: ظَاهِرُهُ يُوهِمُ أَنه شَرْطٌ وَلَيْسَ شَرْطًا لأَنه لَا يَجُوزُ لَهُ إِذا أَذِنوا أَن يُواليَ غَيْرَهُمْ، وإِنما هُوَ بِمَعْنَى التَّوْكِيدِ لِتَحْرِيمِهِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى بُطْلَانِهِ والإِرشاد إِلى السَّبَبِ فِيهِ، لأَنه إِذا استأْذن أَولياءَه فِي مُوَالَاةِ غَيْرِهِمْ مَنَعُوهُ فَيَمْتَنِعُ، وَالْمَعْنَى إِنْ سوَّلت لَهُ نَفْسُهُ ذَلِكَ فليستأْذنهم فإِنهم يَمْنَعُونَهُ، وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ: فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن، تَحْسَبُ أَنَّه ... مَوْلى المَخافةِ خَلْفَها وأَمامَها فَيُرِيدُ أَنه أَولى مَوْضِعٍ أَن تَكُونَ فِيهِ الحَرب، وَقَوْلُهُ: فَغَدَتْ تَمَّ الْكَلَامُ، كأَنه قَالَ: فَغَدَتْ هَذِهِ الْبَقَرَةُ، وَقَطَعَ الْكَلَامَ ثُمَّ ابتدأَ كأَنه قَالَ تَحْسَبُ أَنَّ كِلا الفَرْجَيْنِ مَوْلى المَخافةِ. وَقَدْ أَوْلَيْتُه الأَمرَ ووَلَّيْتُه إِياه. ووَلَّتْه الْخَمْسُونَ ذَنَبَها، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي جَعَلَتْ ذَنْبَهَا يَلِيه، وولَّاها ذَنَباً كَذَلِكَ. وتَوَلَّى الشَّيءَ، لَزِمه. والوَلِيَّةُ: البَرْذَعَةُ، وَالْجَمْعُ الوَلايا، وإِنما تُسَمَّى بِذَلِكَ إِذا كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ لأَنها حِينَئِذٍ تَلِيه، وَقِيلَ: الْوَلِيَّةُ الَّتِي تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ، وَقِيلَ: كلُّ مَا وَليَ الظَّهْرَ مِنْ كِساءٍ أَو غَيْرِهِ فَهُوَ وَلِيَّة، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ: عَنْ ذاتِ أَوْلِيةٍ أَساوِدَ رَيُّها، ... وكأَنَّ لَوْنَ المِلْحِ فَوْقَ شِفارِها قَالَ: الأَوْلِيةُ جَمْعُ الوَلِيَّةِ وَهِيَ البَرْذَعَةُ، شُبِّه مَا عَلَيْهَا مِنَ الشَّحْم وتَراكُمِه بالوَلايا، وَهِيَ البَراذِعُ، وَقَالَ الأَزهري: قَالَ الأَصمعي نَحْوَهُ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ عَنْ ذَاتِ أَوْلِيَةٍ يُرِيدُ أَنها أَكلت وَليّاً بَعْدَ وَليٍّ مِنَ الْمَطَرِ أَي رَعَتْ مَا نَبَتَ عَنْهَا فسَمِنت. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والوَلايا إِذا جَعَلْتَهَا جَمْعَ الوَلِيَّةِ، وَهِيَ الْبَرْذَعَةُ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ الرَّحْلِ، فَهِيَ أَعرف وأَكثر، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: كالبَلايا رُؤُوسُها فِي الْوَلَايَا، ... مانِحاتِ السَّمُومِ حُرَّ الْخُدُودِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وقوله: كالبَلايا رُؤُوسُها فِي الْوَلَايَا يَعْنِي النَّاقَةَ الَّتِي كَانَتْ تُعْكَسُ عَلَى قَبْرِ صَاحِبِهَا، ثُمَّ تَطْرَحُ الوَلِيَّةُ عَلَى رأْسها إِلى أَن تَمُوتَ، وَجَمْعُهَا وَليٌ

أَيضاً، قَالَ كَثِيرٌ: بِعَيْساءَ فِي دَأْياتِها ودُفُوفها، ... وحارِكها تحتَ الوَليِّ نُهودُ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه نَهَى أَن يَجلِس الرَّجل عَلَى الوَلايا ، هِيَ البَراذِعُ، قِيلَ: نَهَى عَنْهَا لأَنها إِذا بُسِطت وافْتُرِشَتْ تعلَّق بِهَا الشَّوك وَالتُرَابُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَضرُّ الدَّوابَّ، ولأَن الْجَالِسَ عَلَيْهَا رُبَّمَا أَصابه مِنْ وَسَخها ونَتْنِها ودَمِ عَقْرِها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: أَنه بَاتَ بقَفْر فَلَمَّا قَامَ لِيَرْحَلَ وَجَدَ رَجُلًا طُوله شِبْرَانِ عَظِيمَ اللِّحية عَلَى الوَلِيَّةِ فَنَفضها فَوَقَعَ. والوَليُّ: الصَّدِيق والنَّصِير. ابْنُ الأَعرابي: الوِليُّ التَّابِعُ الْمُحِبُّ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كنتُ مَوْلاه فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ أَي مَنْ أَحَبَّني وتَولَّاني فَلْيَتَوَلَّه. والمُوالاةُ: ضِدّ المُعاداة، والوَليُّ: ضِدُّ الْعَدُوِّ، وَيُقَالُ مِنْهُ تَوَلَّاه. وَقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ: فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا ، قَالَ ثَعْلَبٌ: كلُّ مَن عَبد شَيْئًا مِنْ دُونِ اللَّه فَقَدِ اتَّخَذَهُ وَليّاً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ، قَالَ أَبو إِسحاق: اللَّهُ وَلِيُّهُمْ فِي حَجَاجِهِمْ وهِدايتهم وإِقامة البُرهان لَهُمْ لأَنه يَزِيدُهُمْ بإِيمانهم هِدايةً، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً، ووَلِيُّهم أَيضاً فِي نَصرهم عَلَى عَدُوِّهِمْ وإِظهار دِينِهِمْ عَلَى دِينِ مُخالِفِيهم، وَقِيلَ: وَلِيُّهم أَي يَتَوَلَّى ثَوَابَهُمْ ومجازاتَهم بِحُسْنِ أَعمالهم. والوَلاءُ: المِلْكُ. والمَوْلى: المالِكُ والعَبد، والأُنثى بِالْهَاءِ. وَفِيهِ مَوْلَوِيَّةٌ إِذا كَانَ شَبِيهًا بالمَوالي. وَهُوَ يَتَمَوْلى عَلَيْنَا أَي يَتَشَبَّهُ بالمَوالي، وَمَا كنتَ بمَوْلًى وَقَدْ تَمَوْلَيْتَ، وَالِاسْمُ الوَلاءُ. والمَوْلى: الصاحِبُ والقَريبُ كَابْنِ الْعَمِّ وَشِبْهِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَوْلى الجارُ والحَلِيفُ وَالشَّرِيكُ وَابْنُ الأُخت. والوَليّ: المَوْلى. وتَوَلَّاه: اتَّخَذَهُ وَلِيّاً، وإِنه لَبَيِّنُ الوِلاةِ «3» والوَلْية والتَّوَلِّي والوَلاء والوِلاية والوَلايةِ. والوَلْيُ: القُرْبُ والدُّنُوُّ، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ: وشَطَّ وَلْيُ النَّوَى، إِنَّ النَّوَى قَذَفٌ ... تَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدّارِ أَحْيانا وَيُقَالُ: تَباعَدْنا بَعْدَ وَلْيٍ، وَيُقَالُ مِنْهُ: وَلِيَه يَلِيه، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وَهُوَ شَاذٌّ، وأَوْلَيْته الشَّيْءَ فَوَلِيَه، وَكَذَلِكَ وَلِيَ الْوَالِي البلَد، ووَلِيَ الرَّجل الْبَيْعَ وِلاية فِيهِمَا، وأَولَيته مَعْرُوفًا. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَولاه لِلْمَعْرُوفِ! وَهُوَ شَاذٌّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شُذُوذُهُ كَوْنُهُ رُبَاعِيًّا، وَالتَّعَجُّبُ إِنما يَكُونُ مِنَ الأَفعال الثُّلَاثِيَّةِ. وَتَقُولُ: فُلَانٌ وَلِيَ وَوُلِيَ عَلَيْهِ، كَمَا تَقُولُ ساسَ وسِيسَ عَلَيْهِ. ووَلَّاه الأَميرُ عَملَ كَذَا ووَلّاه بَيعَ الشيءِ وتَوَلَّى العَمَل أَي تَقَلَّد. وكُلْ مِما يَلِيكَ أَي مِمَّا يُقارِبك، وَقَالَ سَاعِدَةُ: هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَن يَتَجَنَّبُ، ... وعَدَتْ عَوادٍ دونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ ودارٌ وَلْيةٌ: قَرِيبة. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى * ، مَعْنَاهُ التَوعُّد والتَّهَدُّد أَي الشَّرُّ أَقربُ إِليك، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ دَنَوْتَ مِنَ الهَلَكة، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَوْلى لَهُمْ ، أَي وَلِيَهم المَكروه وَهُوَ اسْمٌ لِدَنَوْتُ أَو قارَبْتُ، وَقَالَ الأَصمعي: أَوْلى لَكَ* قارَبَكَ مَا تَكْرَه أَي نزَلَ بِكَ يَا أَبا جَهْلٍ مَا تَكْرَهُ، وأَنشد الأَصمعي:

_ (3). قوله" الولاة" هو بالقصر والكسر كما صوبه شارح القاموس تبعاً للمحكم.

فَعادَى بَينَ هادِيَتَيْنِ مِنْهَا، ... وأَوْلَى أَن يَزِيدَ عَلَى الثَّلاثِ أَي قارَبَ أَن يَزِيدَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَمْ يَقُلْ أَحد فِي أَوْلَى لَكَ أَحْسَنَ مِمَّا قَالَ الأَصمعي: وَقَالَ غَيْرُهُمَا: أَوْلَى يَقُولُهَا الرَّجُلُ لِآخَرَ يُحَسِّره على مافاته، وَيَقُولُ لَهُ: يَا مَحْرُومٌ أَي شَيْءٍ فَاتَكَ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَولى لَكَ تَهَدُّدٌ وَوَعِيدٌ، قَالَ الشَّاعِرُ: فأَوْلى ثُمَّ أَوْلى ثُمَّ أَوْلَى! ... وهَلْ للدَّرِّ يُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ قارَبَه مَا يُهْلِكه أَي نَزَلَ بِهِ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ مَقَّاس الْعَائِذِيُّ: أَوْلَى فأَولى بإمْرِىءِ القَيسِ بعد ما ... خَصَفْنَ، بآثارِ المَطِيِّ، الحَوافِرا وَقَالَ تُبَّع: أَوْلى لَهُمْ بعِقابِ يومٍ سَرْمَد وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ: هَمَمْتُ بنَفْسِيَ كلَّ الهُمُوم، ... فأَوْلَى لنَفْسِيَ أَوْلَى لَهَا قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ قَوْلَهُ: فَأَولى لِنَفْسِي أَولى لَهَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا حاوَل شَيْئًا فأُفْلِتَه مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يُصِيبُهُ: أَوْلى لَهُ، فإِذا أَفْلَت مِنْ عَظِيمٍ قَالَ: أَولى لِي، وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنه كَانَ يَقُولُ: إِذا مَاتَ مَيِّتٌ فِي جِواره أَو فِي دارِه أَوْلى لِي كِدتُ واللَّهِ أَن أَكون السَّوادَ المُخْتَرَم ، شَبَّه كَادَ بِعَسَى فأَدخل فِي خَبَرِهَا أَن، قَالَ: وأُنْشِدْتُ لِرَجُلٍ يَقْتَنِصُ فإِذا أَفْلَتَه الصَّيْدُ قَالَ أَولى لَكَ، فكثُرت تِيكَ مِنْهُ فَقَالَ: فلَوْ كَانَ أَوْلَى يُطْعِمُ القَوْمَ صِدْتُهُمْ، ... ولكِنَّ أَوْلى يَتْرُكُ القَوْمَ جُوَّعا أَوْلَى فِي الْبَيْتِ حِكَايَةٌ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ لَا يُحَسِنُ أَن يَرْمِي، وأَحبَّ أَن يُمْتَدَحَ عِنْدَ أَصحابه فَقَالَ أَولى، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الأُخرى وَقَالَ أَولى، فَحَكَى ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: قَامَ عبدُ اللَّه بْنِ حُذافةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فَقَالَ: مَن أَبي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبوك حُذافَة، وَسَكَتَ رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَوْلى لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ أَي قَرُبَ مِنْكُمْ مَا تَكْرهون، وَهِيَ كَلِمَةُ تَلَهُّفٍ يَقُولُهَا الرَّجُلُ إِذا أَفْلَتَ مِنْ عَظِيمَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَةُ تَهدُّد وَوَعِيدٍ، مَعْنَاهُ قَارَبَهُ مَا يُهْلِكه. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى ابْنُ جِنِّي أَوْلاةُ الآنَ، فأَنث أَوْلَى، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه اسْمٌ لَا فِعْل، وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ: أَذُمُّ لَكَ الأَيامَ فِيما ولَتْ لَنَا، ... وَمَا لِلَّيالي فِي الَّذِي بَينَنا عُذْرُ قَالَ: أُراه أَراد فِيمَا قَرَّبَتْ إِلينا مِنْ بَيْنٍ وتعذُّر قُرْب. والقومُ عَليَّ وِلايةٌ واحدةٌ ووَلايةٌ إِذا كَانُوا عَلَيْكَ بِخَيْرٍ أَو شَرٍّ. ودارُه وَلْيُ دَارَيْ أَي قَرِيبَةٍ مِنْهَا. وأَولى عَلَى الْيَتِيمِ: أَوصَى. ووالَى بَيْنَ الأَمْرِ مُوالاةً ووِلاء: تابَع. وتوالَى الشَّيْءُ: تَتابَع. والمُوالاةُ: المُتابَعةُ. وافْعَلْ هَذِهِ الأَشياء عَلَى الوِلاء أَي مُتابَعةً. وتَوالى عَلَيْهِ شَهْران أَي تَتابَع. يُقَالُ: والَى فُلَانٌ برُمْحه بَيْنَ صَدْرَيْنِ وعادَى بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ إِذا طَعَنَ وَاحِدًا ثُمَّ آخرَ مِن فَوْرِه، وَكَذَلِكَ الْفَارِسُ يُوَالِي بِطَعْنَتَينِ مُتَوالِيَتَين فَارِسَيْنِ أَي يُتابع بَيْنَهُمَا قَتْلًا. وَيُقَالُ: أَصَبْتُه بِثَلَاثَةِ أَسهم وِلاء أَي تِباعاً. وتَوالَتْ إِليَ

كُتُب فُلَانٍ أَي تَتابَعَتْ. وَقَدْ وَالاها الْكَاتِبُ أَي تابَعَها. واسْتَوْلَى عَلَى الأَمر «1» أَي بَلَغَ الْغَايَةَ. وَيُقَالُ: اسْتَبَقَ الفارسانِ عَلَى فَرَسَيْهِمَا إِلى غايةٍ تَسابقا إِليها فاسْتَوْلى أَحدُهما عَلَى الْغَايَةِ إِذَا سَبق الآخرَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الذُّبْيَانِيِّ: سَبْقَ الجَوادِ، إِذا اسْتَوْلى عَلَى الأَمَدِ واسْتِيلاؤُه عَلَى الأَمَدِ أَن يَغْلِب عَلَيْهِ بسَبْقِه إِليه، وَمِنْ هَذَا يُقَالُ: اسْتَوَلى فُلَانٌ عَلَى مَالِي أَي غَلَبني عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ اسْتَوْمى بِمَعْنَى اسْتَوْلَى، وَهُمَا مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي عَاقَبَتِ الْعَرَبُ فِيهَا بَيْنَ اللَّامِ وَالْمِيمِ، ومنها قولهم لَوْلا ولَوْ ما بِمَعْنَى هَلَّا، قَالَ الْفَرَّاءُ: ومنه قوله تَعَالَى: لَوْ مَا تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ، وَقَالَ عَبِيد: لَوْ ما عَلى حجْرِ ابْنِ أُمِّ ... قَطامٍ تَبْكِي لَا عَلَيْنا وَقَالَ الأَصمعي: خالَمْتُه وخالَلْتُه إِذا صَادَقْتُهُ، وَهُوَ خِلّي وخِلْمِي. وَيُقَالُ: أَوْلَيْتُ فُلَانًا خَيراً وأَوْليته شَرًّا كَقَوْلِكَ سُمْتُه خَيْرًا وَشَرًّا، وأَولَيْتُه مَعْرُوفًا إِذا أَسْدَيْتَ إِليه مَعْرُوفًا. الأَزهري فِي آخِرِ بَابِ اللَّامِ قَالَ: وَبَقِيَ حَرْفٌ مِنْ كِتَابِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَقَعْ فِي مَوْضِعِهِ فَذَكَرْتُهُ فِي آخِرِ اللَّامِ، وَهُوَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا أَو إِنْ تَلْوُوا، قرأَها عَاصِمٌ وأَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وإِنْ تَلْوُوا، بِوَاوَيْنِ مِنْ لَوى الحاكِمُ بقَضِيَّتِهِ إِذا دَافَعَ بِهَا، وأَما قراءَة مَنْ قرأَ وإِن تَلُوا ، بِوَاوٍ وَاحِدَةٍ، فَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَن أَصله تَلْوُوا، بِوَاوَيْنِ كَمَا قرأَ عَاصِمٌ وأَبو عَمْرٍو، فأَبدل مِنَ الْوَاوِ الْمَضْمُومَةِ هَمْزَةً فصارت تَلْؤُوا بإِسكان اللَّامِ، ثُمَّ طُرِحت الْهَمْزَةُ وطُرِحت حَرَكَتُهَا عَلَى اللَّامِ فَصَارَتْ تَلُوا، كَمَا قِيلَ فِي أَدْوُرٍ أَدْؤُرٍ ثُمَّ طُرِحَتِ الْهَمْزَةُ فَقِيلَ أَدُرٍ، قَالَ: وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَن يَكُونَ تَلُو مِنَ الوِلاية لَا مِنَ اللَّيّ، وَالْمَعْنَى إِن تَلُوا الشَّهَادَةَ فتُقِيموها، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ صَحِيحٌ مِنْ كَلَامِ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ. والوَليُّ: الْمَطَرُ يأْتي بَعْدَ الوَسْمي، وَحَكَى كُرَاعٌ فِيهِ التَّخْفِيفُ، وَجَمْعُ الوَليِّ أَوْلِيةٌ. وَفِي حَدِيثِ مُطرِّف الْبَاهِلِيِّ: تَسْقِيه الأَوْلِيةُ، هِيَ جَمْعُ وَليّ الْمَطَرِ. ووُليَتِ الأَرض وَلْياً: سُقِيَت الوَليَّ، وَسُمِّي وَلِيّاً لأَنه يَلي الوَسْمِيَّ أَي يَقْرُبُ مِنْهُ وَيَجِيءُ بَعْدَهُ، وَكَذَلِكَ الوَلْي، بِالتَّسْكِينِ، عَلَى فَعْلٍ وفَعِيل، قَالَ الأَصمعي: الوَلْي عَلَى مِثَالِ الرَّمْي الْمَطَرُ الَّذِي يأْتي بَعْدَ الْمَطَرِ، وإِذا أَردت الِاسْمَ فَهُوَ الوَليُّ، وَهُوَ مِثْلُ النَّعْيِ والنَّعِيِّ الْمَصْدَرُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لِني وَلْيةً تُمْرِعْ جَنَابي، فإِنَّني، ... لِما نِلْتُ مِنْ وَسْمِيِّ نُعْماكَ، شاكِرُ لِنِي أَمْرٌ مِن الوَلْيِ أَي أَمْطِرْني وَلْيةً مِنْكَ أَي مَعْرُوفًا بَعْدَ مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْفَرَّاءُ الوَلى الْمَطَرُ بِالْقَصْرِ، واتَّبعه ابْنُ وَلَّاد، وردَّ عَلَيْهِمَا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ وَقَالَ: هُوَ الوَليّ، بِالتَّشْدِيدِ لَا غَيْرَ، وَقَوْلُهُمْ: قَدْ أَوْلاني مَعْرُوفًا، قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ قَدْ أَلصق بِي مَعْرُوفًا يَلِيني، مِنْ قَوْلِهِمْ: جلستُ مِمَّا يَلي زَيْدًا أَي يُلاصِقه ويُدانِيه. وَيُقَالُ: أَوْلاني مَلَّكني الْمَعْرُوفَ وَجَعَلَهُ مَنْسُوبًا إِليَّ وَلِيّاً عَليَّ، مِنْ قَوْلِكَ هُوَ وَليُّ المرأَة أَي صاحبُ أَمرها وَالْحَاكِمُ عَلَيْهَا، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ عَضَّدَني بِالْمَعْرُوفِ ونَصَرَني وقَوَّاني، مِنْ قَوْلِكَ بَنُو فُلَانٍ وَلاء عَلَى بَنِي فُلَانٍ أَي هُمْ يُعِينونهم. وَيُقَالُ: أَوْلاني

_ (1). قوله" على الأمر" مثله في القاموس بالراء، واعترضه شارحه بما في الصحاح وغيره من أَنه بالدال واستظهر بالشطر المذكور هنا.

أَي أَنْعَمَ عَليَّ مِنَ الْآلَاءِ، وَهِيَ النِّعَمُ، وَالْوَاحِدُ أَلًى وإِلًى، قَالَ: والأَصل فِي إِلًى وِلًى، فأَبدلوا مِنَ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ هَمْزَةً، كَمَا قَالُوا امرأَة وَناةٌ وأَناةٌ، قَالَ الأَعشى: ... وَلَا يَخُونُ إِلى ... ... وَكَذَلِكَ أَحَدٌ ووَحَدٌ . الْمُحْكَمُ: فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: ....... الرَّكِيكَا «1» فإِنه عدَّاه إِلَى مَفْعُولَيْنِ لأَنه فِي مَعْنَى سُقِيَ، وسُقِيَ مُتَعَدِّيَةٌ إِلى مَفْعُولَيْنِ، فَكَذَلِكَ هَذَا الَّذِي فِي مَعْنَاهَا، وَقَدْ يَكُونُ الرَّكِيكُ مَصْدَرًا لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الوَليّ فكأَنه وُليَ وَلْياً، كَقَوْلِكَ: قَعَدَ القُرْفُصاء، وأَحسن مِنْ ذَلِكَ أَن وُليَ فِي مَعْنَى أُرِكَّ عَلَيْهِ أَوْ رُكَّ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ رَكِيكا مَصْدَرًا لِهَذَا الْفِعْلِ المقدَّر، أَو اسْمًا مَوْضُوعًا مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ. وَاسْتَوْلَى عَلَى الشَّيْءِ إِذا صَارَ فِي يَدِهِ. ووَلَّى الشيءُ وتَوَلَّى: أَدْبَرَ. ووَلَّى عَنْهُ: أَعْرَضَ عَنْهُ أَو نَأَى، وَقَوْلُهُ: إِذا مَا امرُؤٌ وَلَّى عَليَّ بِوِدِّه ... وأَدْبَرَ، لَمْ يَصْدُرْ بِإِدْبارِه وُدِّي فإِنه أَراد وَلَّى عَنِّي، ووجهُ تَعْدِيَتِهِ وَلَّى بعَلى أَنه لَمَّا كَانَ إِذا وَلَّى عَنْهُ بودِّه تغيَّر عَلَيْهِ، جَعَل وَلَّى بمعنى تَغَيَّر فعدَّاه بعَلى، وَجَازَ أَن يَسْتَعْمِل هُنَا عَلَى لأَنه أَمْرٌ عَلَيْهِ لَا لَهُ، وَقَوْلُ الأَعشى: إِذا حاجةٌ ولَّتْكَ لَا تَسْتَطِيعُها، ... فَخُذْ طَرَفاً مِنْ غَيْرها حينَ تَسْبِقُ فإِنه أَراد وَلَّتْ عَنْكَ، فَحَذَفَ وأَوصل، وَقَدْ يَكُونُ وَلَّيْتُ الشيءَ، وولَّيتُ عَنْهُ بِمَعْنَى. التَّهْذِيبُ: تَكُونُ التَّوْليةُ إِقْبالًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ* ، أَي وَجِّهْ وَجْهَك نحوَه وتِلقَاءَه، وكذلك قوله تعالى: لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها ، قَالَ الفراءُ: هُوَ مُسْتَقْبِلُها، والتَّوْلِيةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إِقبال، قَالَ: والتَّوْلِيةُ تَكُونُ انْصِرَافًا، قَالَ اللَّه تَعَالَى: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ، هِيَ هاهنا انْصِرَافٌ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: قَدْ تَكُونُ التَّوْلِيةُ بِمَعْنَى التَّوَلِّي. يُقَالُ: وَلَّيْت وتَوَلَّيْتُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تُنْشِدُ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ: إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأَيْتَه ... حَنِيفاً، وَفِي قَرْنِ الضُّحى يَتَنَصَّرُ أَراد: إِذا تحَوَّلَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ، قال: وقوله وَمُوَلِّيها أَي مُتَولِّيها أَي مُتَّبِعُها وَرَاضِيهَا. وتوَلَّيْتُ فُلَانًا أَي اتَّبَعْتُه ورَضِيتُ بِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها ، يَعْنِي قولَ الْيَهُودِ مَا عدَلَهُم عَنْهَا، يَعْنِي قِبْلَة بَيْت المَقْدِس. وَقَوْلُهُ عَزَّ وجل: لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها ، أَي يَسْتَقْبِلُها بوَجْهِه، وَقِيلَ فِيهِ قَوْلَانِ: قَالَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ وَهُوَ أَكثرهم: هُوَ لِكُلٍّ، وَالْمَعْنَى هُوَ مُوَلِّيها وجْهَه أَي كلُّ أَهْلِ وِجْهةٍ هُمُ الَّذِينَ وَلَّوْا وجُوههم إِلى تِلْكَ الجِهة، وَقَدْ قُرِئَ: هُوَ مُوَلَّاها ، قَالَ: وَهُوَ حَسَنٌ، وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ مُوَلِّيها أَي اللَّهُ تَعَالَى يُوَلِّي أَهلَ كلِّ مِلَّةٍ القِبْلة الَّتِي تُرِيدُ، قَالَ: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ جَائِزٌ. وَيُقَالُ للرُّطْبِ إِذا أَخذ فِي الهَيْج: قَدْ وَلَّى وتَولَّى، وتَوَلِّيه شُهْبَتُه. والتَّوْلِيةُ فِي الْبَيْعِ: أَن تَشْتَرِيَ سِلْعَةً بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ تَوَلَّيْهَا رَجُلًا آخَرَ بِذَلِكَ الثَّمَنِ، وَتَكُونُ التَّوْلِية مصدراً، كقولك: وَلَّيْتُ

_ (1). قوله" الركيكا" بهامش الأصل: كذا وجدت فالمؤلف رحمه الله بيض للبيت الذي فيه هذا اللفظ.

فُلَانًا أَمر كَذَا وَكَذَا إِذا قَلَّدْته وِلايَته. وتَوَلَّى عَنْهُ: أَعْرَضَ ووَلَّى هَارِبًا أَي أَدبر. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه سُئِلَ عَنِ الإِبل فَقَالَ أَعْنانُ الشَّياطِينِ لَا تُقْبِلُ إِلَّا مُوَلِّيةً، وَلَا تُدْبِرُ إِلَّا مُوَلِّيةً، وَلَا يأْتي نَفْعُها إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الأَشْأَمِ أَي أَن مِنْ شأْنها إِذا أَقبلت عَلَى صَاحِبِهَا أَن يَتَعَقَّبَ إِقْبالَها الإِدْبارُ، وإِذا أَدبرت أَن يَكُونَ إِدبارُها ذِهَابًا وفَناء مُسْتَأْصَلًا. وَقَدْ وَلَّى الشيءُ وتَوَلَّى إِذا ذَهَبَ هارِباً ومُدْبراً، وتَوَلَّى عَنْهُ إِذا أَعْرَضَ، والتَّوَلِّي يَكُونُ بِمَعْنَى الإِعْراضِ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الاتِّباع، قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ، أَي إِن تُعْرِضوا عَنِ الإِسلام. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ، مَعْنَاهُ مَن يَتَّبِعْهُم ويَنْصُرْهم. وتوَلَّيْتُ الأَمرَ تولِّياً إِذا ولِيته، قَالَ اللَّه تَعَالَى: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ ، أَي وَلِيَ وِزْرَ الإِفْكِ وإِشاعَتَه. وَقَالُوا: لَوْ طَلَبْتَ وَلاء ضَبَّةَ مِنْ تَمِيم لشَقَّ عَلَيْكَ أَي تَمَيُّزَ هَؤُلَاءِ مِنْ هَؤُلَاءِ، حَكَّاهُ اللِّحْيَانِيُّ فَرَوَى الطُّوسِيُّ وَلاء، بِالْفَتْحِ، وَرَوَى ثَابِتٌ وِلاء، بِالْكَسْرِ. وَوَالَى غنمَه: عَزَل بعضَها مِنْ بَعْضٍ ومَيَّزَها، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: يُوالي، إِذا اصْطَكَّ الخُصومُ أَمامَه، ... وُجوهَ القَضايا مِن وُجوهِ المَظالِم والوَلِيَّةُ: مَا تَخْبَؤُه المرأَةُ مِنْ زادٍ لِضَيْفٍ يَحُلُّ، عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: والأَصل لَوِيَّةٌ فقُلِبَ، وَالْجَمْعُ وَلايا، ثَبَتَ الْقَلْبُ فِي الْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ عُمر، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: لَا يُعْطَى مِن المَغانِمِ شَيْءٌ حَتَّى تُقْسَمَ إِلا لراعٍ أَو دَليلٍ غَيْرَ مُولِيهِ ، قُلْتُ: مَا مُولِيهِ، قَالَ مُحابِيهِ أَي غَيْرَ مُعْطِيه شَيْئًا لَا يَسْتَحِقُّهُ. وكلُّ مَنْ أَعطيته ابْتَدَاءً مِنْ غَيْرِ مكافأَة فَقَدْ أَوْليْتَه. وَفِي حَدِيثِ عَمّار: قَالَ لَهُ عُمَرُ فِي شأْن الْيَتِيمِ كلَّا واللَّه لَنُوَلِّيَنَّك مَا توَلَّيْتَ أَي نَكِلُ إِليك مَا قُلْتَ ونردُّ إِليك مَا وَلَّيْتَه نفسَك ورَضيتَ لَهَا بِهِ، واللَّه أَعلم. وَمِيَ: مَا أَدْرِي أَيُّ الوَمى هُوَ أَي أَيٌّ الناسِ هُوَ. وأَوْمَيْتُ: لُغَةٌ فِي أَوْمَأْتُ؛ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ. الْفَرَّاءُ: أَوْمى يُومي ووَمى يَمِي مَثْلَ أَوْحى ووَحَى. وَفِي الْحَدِيثِ: كَانَ يُصَلِّي عَلَى حِمار يُومي إِيمَاءً ؛ الإِيماءُ: الإِشارة بالأَعْضاء كالرأْس وَالْيَدِ وَالْعَيْنِ وَالْحَاجِبِ، وإنما يُريد به هاهنا الرأْسَ. يُقَالُ: أَوْمَأْتُ إِليه أُومئ إِيماء، وومَأْتُ لُغَةٌ فِيهِ، وَلَا تَقُلْ أَوْمَيْتُ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ فِي قرأْت قَرَيْتُ، قَالَ: وَهَمْزَةُ الإِيماء زَائِدَةٌ وَبَابُهَا الْوَاوُ. وَيُقَالُ: اسْتَوْلى عَلَى الأَمر واسْتَوْمى عَلَيْهِ أَي غَلَب عَلَيْهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِثْلُهُ لَوْلا ولوْما. وَنِيَ: الوَنا: الفَتْرَةُ فِي الأَعمال والأُمور. والتَّواني والوَنا: ضَعْفُ البَدَن. وَقَالَ ابْنُ سيدة: الوَنا التَّعَبُ والفَتْرةُ، ضِدٌّ، يَمُدُّ وَيَقْصُرُ. وَقَدْ وَنَى يَنِي وَنْياً ووُنِيّاً ووَنًى؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، فَهُوَ وانٍ، وونَيْتُ أَني كَذَلِكَ أَي ضَعُفْتُ؛ قَالَ جَحْدَرٌ الْيَمَانِيُّ: وظَهْر تَنُوفةٍ للرِّيحِ فِيهَا ... نَسِيمٌ، لَا يَرُوعُ التُّرْبَ، وانِي والنَّسِيم الْوَانِي: الضَّعِيفُ الهُبُوبِ، وتوانَى وأَونَى غيرَه. ونَيْتُ فِي الأَمر: فتَرْتُ، وأَوْنيْتُ غيري. الجوهري: الوَنا الضَّعْفُ والفُتور والكَلالُ والإِعْياء؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: مِسَحٍّ إِذَا مَا السابحاتُ، عَلَى الوَنَى، ... أَثَرْنَ غُباراً بالكَدِيد المُرَكَّلِ وتوَانَى فِي حَاجَتِهِ: قَصَّر. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَصِف

أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَبَقَ إِذْ وَنَيْتم أَيْ قَصَّرْتم وفَتَرْتمْ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله عنه: لَا يَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشّفَقة مِنْهُمْ فيَنُوا فِي جِدِّهم أَي يَفْتُرُوا فِي عَزمِهم واجْتِهادهم، وحَذَف نونَ الْجَمْعِ لِجَوَابِ النَّفْيِ بِالْفَاءِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى: ولا يَدَعُ الحَمْدَ بَل يَشْتَري ... بِوَشْكِ الظُّنونِ، وَلَا بالتَّوَنْ أَراد بالتَّوانْ، فَحَذَفَ الأَلف لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنِينَ لأَن الْقَافِيَةَ مَوْقُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِ الأَعشى: وَلَا يَدْعُ الْحَمْدَ، أَو يشتَرِيه ... بوشكِ الفُتُورِ وَلَا بالتَّوَنْ أَي لا يَدَعُ مُفَتَّراً فِيهِ وَلَا مُتَوانِياً، فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنَّا عَلَى طُولِ الكَلالِ والتَّوَنْ ... نَسوقُها سَنًّا، وبَعضُ السَّوْقِ سَنْ وناقةٌ وانِيةٌ: فاتِرةٌ طَلِيحٌ، وَقِيلَ ناقةٌ وانِيةٌ إِذا أَعْيَتْ؛ وأَنشد: ووانِيةٍ زَجَرْتُ عَلَى وَجَاهًا وأَوْنَيْتُها أَنا: أَتْعَبْتُها وأَضْعَفْتُها. تَقُولُ: فُلَانٌ لَا يَني فِي أَمره أَي لَا يَفْتُرُ وَلَا يَعْجِزُ، وَفُلَانٌ لَا يَني يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا بِمَعْنَى لَا يَزالُ؛ وأَنشد: فَمَا يَنُونَ إِذَا طافُوا بحَجِّهِم، ... يُهَتِّكُونَ لِبَيْتِ اللهِ أَسْتارا وافْعَل ذَلِكَ بِلَا وَنْيةٍ أَي بِلَا نَوانٍ. وامرأَةٌ وَناةٌ وأَناةٌ وأَنِيَّةٌ: حلِيمةٌ بطِيئةُ القِيامِ، الْهَمْزَةُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: لأَن المرأَةُ تُجعل كَسُولًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا فُتور عِنْدَ القِيام، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي فِيهَا فُتور عِنْدَ الْقِيَامِ وَالْقُعُودِ وَالْمَشْيِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فِيهَا فُتور لنَعْمَتِها؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لأَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ: رَمَتْه أَناةٌ مِن رَبِيعَةِ عامِرٍ، ... نَؤُومُ الضُّحَى، فِي مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَمِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُبدلت الْوَاوُ الْمَفْتُوحَةُ هَمْزَةً فِي أَناة حَرْفٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَحَكَى الزَّاهِدُ أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصله وَخْيُهُمْ، وَزَادٌ أَبو عُبَيْدٍ: كلُّ مالٍ زُكِّيَ ذَهَبت أَبَلَتُه أَي وبَلَتُه وَهِيَ شرُّه، وَزَادَ ابْنُ الأَعرابي: وَاحِدُ آلاءِ اللهِ أَلىً، وأَصله وَلًى، وَزَادَ غَيْرُهُ: أَزِيرٌ فِي وَزِيرٍ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: أَجٌّ فِي وَجٍّ، اسْمُ مَوْضِعٍ، وأَجَمٌ فِي وَجَمٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي ؛ مَعْنَاهُ تَفْتُرا. والمِينا: مَرْفَأُ السُّفُن، يُمدّ وَيَقْصُرُ، وَالْمَدُّ أَكثر، سُمِّي بِذَلِكَ لأَن السُّفُنَ تَني فِيهِ أَي تَفْتُرُ عَنْ جَرْيِها؛ قَالَ كَثِيرٌ فِي الْمَدِّ: فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ مِالمَناخِ جِمالُها، ... وأَشْرَفنَ بالأَحْمالِ قلتَ: سَفِينُ، تَأَطَّرْنَ بالمِيناء ثمَّ جَزَعْنَه، ... وَقَدْ لَحَّ مِن أَحْمالِهنَّ شُحُونُ «2» وَقَالَ نُصَيْبٌ فِي مَدِّهِ: تَيَمَّمْنَ مِنْهَا ذاهِباتٍ كأَنَّه، ... بِدِجْلَة فِي الْمِينَاءِ، فُلْكٌ مُقَيَّرُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَمْعُ المِيناء للكَلَّاءِ مَوانٍ، بِالتَّخْفِيفِ وَلَمْ يَسْمَعْ فِيهِ التَّشْدِيدَ. التَّهْذِيبُ: المِينى، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ، مَوْضِعٌ تُرْفأُ إِليه السُّفن. الْجَوْهَرِيُّ: المِيناء كَلَّاءُ السُّفُنِ ومَرْفَؤُها، وَهُوَ مِفْعال مِنَ الوَنا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المِينا يَمُدُّ ويقصر، وهو مِفْعَلٌ

_ (2). قوله [مالمناخ] يريد من المناخ. وقوله [شحون] بالحاء هو الصواب كَمَا أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي باب الحاء، ووقع في مادة أطر بالجيم خطأ.

أَو مِفْعالٌ مِنَ الوَنى. والمِيناء، مَمْدُودٌ: جَوْهَرُ الزُّجاج الَّذِي يُعمل مِنْهُ الزُّجَاجُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْقَالِي قَالَ: المِيناء لِجَوْهَرِ الزُّجَاجِ مَمْدُودٌ لَا غَيْرَ، قَالَ: وأَما ابْنُ وِلَادٍ فَجَعَلَهُ مَقْصُورًا، وَجَعَلَ مَرْفأَ السُّفُنِ مَمْدُودًا، قَالَ: وَهَذَا خِلَافُ مَا عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الوَنى وَاحِدَتُهُ ونِيَّةٌ وَهِيَ اللُّؤْلُؤة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَاحِدَةُ الونَى وناةٌ لَا وَنِيّةٌ، والوَنِيّةُ الدُّرَّة؛ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الوَنِيّةُ والوَناة لِلدُّرَّةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَتِ وَنِيَّةً لِثَقْبِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: جاريةٌ وناةٌ كأَنها الدُّرَّة، قَالَ: والوَنِيّةُ اللُّؤْلُؤَةُ، وَالْجَمْعُ وَنِيٌّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَوْس بْنِ حَجَر: فَحَطَّتْ كَمَا حَطَّتْ ونِيَّةُ تاجِرٍ ... وهَى نَظْمُها، فارْفَضَّ مِنها الطَّوائِفُ شَبَّهَهَا فِي سُرْعَتِهَا بالدُّرَّة الَّتِي انْحَطَّتْ مِنْ نِظامها، وَيُرْوَى: وَهِيَّةُ تاجِرٍ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والوَنِيّةُ: العِقدُ مِنَ الدُّرِّ، وَقِيلَ: الوَنِيَّةُ الجُوالِقُ. التَّهْذِيبُ: الوَنْوةُ الاسْتِرخاء فِي الْعَقْلِ. وَهِيَ: الوَهْيُ: الشقُّ فِي الشَّيْءِ، وَجَمْعُهُ وُهِيٌّ، وَقِيلَ: الوُهِيّ مَصْدَرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى فُعولٍ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي جَمْعِ وَهْيٍ أَوْهِيةً، وَهُوَ نَادِرٌ، وأَنشد: حَمَّالُ أَلْوِيةٍ شَهَّادُ أَنْجِيةٍ، ... سَدّادُ أَوْهِيةٍ فَتَّاحُ أَسْدادِ ووَهَى الشَّيْءُ والسِّقاء ووَهِيَ يَهِي فِيهِمَا جَمِيعًا وَهْياً، فَهُوَ واهٍ: ضَعُفَ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ: فإِنَّ الغَيْثَ قَدْ وَهِيَتْ كُلاهُ ... بِبَطْحاء السَّيالةِ فالنَّظِيمِ وَالْجُمَعُ وُهِيٌّ. وأَوْهاه: أَضْعَفه. وكلُّ مَا اسْتَرْخَى رِباطه فَقَدْ وَهَى. الْجَوْهَرِيُّ: وَهَى السِّقَاءُ يَهِي وَهْياً إِذا تَخَرَّقَ. وَفِي السِّقَاءِ وَهْيٌ، بِالتَّسْكِينِ ووُهَيَّةٌ عَلَى التَّصْغِيرِ: وَهُوَ خَرْق قَلِيلٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْحُطَيْئَةِ عَلَى قَوْلِهِ فِي السِّقَاءِ وَهْيٌ قَالَ: وَلَا مِنّا لِوَهْيك راقِع وَفِي الْحَدِيثِ: الْمُؤْمِنُ واهٍ راقِعٌ أَي مُذْنِبٌ تائبٌ، شبَّهه بِمَنْ يَهِي ثَوبُه فيَرْقَعُه. وَقَدْ وَهَى الثَّوبُ يَهِي وَهْياً إِذا بَلِيَ وتَخَرَّقَ، وَالْمُرَادُ بالواهِي ذُو الوَهْي، وَيُرْوَى الْمُؤْمِنُ مُوهٍ راقِعٌ، كأَنه يُوهِي دِينَه بمَعْصِيته ويَرْقَعُه بِتَوْبَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: وَلَا واهِياً فِي عَزْمٍ ، وَيُرْوَى: وَلَا وَهْي فِي عَزْمٍ أَي ضَعِيف أَو ضَعْف؛ وَفِي الْمَثَلِ: خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهَى سِقاؤُه، ... ومَنْ هُرِيقَ بالفَلاةِ ماؤُه يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يَستقِيم أَمرُه. ووَهَى الْحَائِطُ يَهِي إِذا تَفَزَّرَ واسْتَرْخَى، وَكَذَلِكَ الثَّوْبُ والقِربةُ والحَبْلُ، وَقِيلَ: وهِيَ الحائطُ إِذا ضَعُفَ وهَمَّ بالسُّقُوطِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه مَرَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو وَهُوَ يُصْلِحُ خُصًّا لَهُ قَدْ وهَى أَي خَرِبَ أَو كادَ. وَيُقَالُ: ضربَه فأَوْهَى يَدَه أَي أَصابَها كَسْرٌ أَو مَا أَشبه ذَلِكَ. وأَوْهَيْتُ السِّقاء فوَهَى: وَهُوَ أَن يَتَهَيّأَ للتَّخرُّق. وَيُقَالُ: أَوْهَيْتَ وَهْياً فارْقَعْه. وَقَوْلُهُمْ: غادَرَ وَهْيةً لَا تُرْقَعُ أَي فَتْقاً لَا يُقدَرُ عَلَى رَتْقِه. وَيُقَالُ لِلسَّحَابِ إِذا تَبَعَّقَ بِالْمَطَرِ تَبَعُّقاً أَو انْبَثَقَ انْبِثاقاً شَدِيدًا: قَدْ وهَتْ عَزالِيه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: وهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبابُ ... مِنْهُ، وغُرِّمَ مَاءً صَريحا «1»

_ (1). قوله [وغرّم] يروى أيضاً: وكرّم.

ووَهَتْ عَزالي السَّماء بِمَائِهَا. وإِذا اسْتَرْخَى رِباطُ الشَّيْءِ يُقَالُ: وَهَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ: أَمِ الحَبْل واهٍ بِهَا مُنْحذِمْ «1» ابْنُ الأَعرابي: وهَى إِذا حَمُقَ «2»، ووهَى إِذا سَقَط، ووَهَى إِذا ضَعُفَ. والوَهِيَّةُ: الدُّرّةُ، سُميت بِذَلِكَ لثَقْبِها لأَن الثَّقْب مِمَّا يُضْعِفُها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: فَحَطَّتْ كَمَا حَطَّتْ وَهِيَّةُ تاجِرٍ ... وَهِيَ نَظْمُها، فارْفَضَّ مِنْهَا الطَّوائفُ قَالَ وَيُرْوَى ونِيَّةُ تاجِرٍ، وَهِيَ دُرَّةٌ أَيضاً، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَيَا: وَيْ: كَلِمَةُ تعَجُّب، وَفِي الْمُحْكَمِ: وَيْ حَرْفٌ مَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ. يُقَالُ: وَيْ كأَنه، وَيُقَالُ: وَيْ بِك يَا فلانُ، تَهْدِيدٌ، وَيُقَالُ: وَيْكَ ووَيْ لعبدِ اللَّهِ كَذَلِكَ؛ وأَنشد الأَزهريّ: وَيْ لامِّها مِنْ دوِيِّ الجَوِّ طالِبة، ... وَلَا كَهَذَا الَّذِي فِي الأَرضِ مَطْلُوبُ قَالَ: إِنما أَراد وَيْ مَفْصُولَةٌ مِنَ اللَّامِ وَلِذَلِكَ كَسَرَ اللَّامَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: ويْلُمِّه مَا أَشدَّه بِضَمِّ اللَّامِ، وَمَعْنَاهُ وَيْلُ أُمِّه فَحَذَفَ هَمْزَةَ أُمّ وَاتَّصَلَتِ اللَّامُ بِالْمِيمِ لَمَّا كَثُرَتْ فِي الْكَلَامِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إِنَّهُ لَوَيْلُمِّه من الرجال وَهُوَ القاهِرُ لقِرْنه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصله وَيْلُ أُمّه، يُقَالُ ذَلِكَ للعِفْرِ مِنَ الرِّجَالِ ثُمَّ جُعِلَ الكَلِمتان كَلِمةً وَاحِدَةً وَبُنِيَتَا اسْمًا وَاحِدًا. اللَّيْثُ: وَيْ يُكْنَى بِهَا عَنِ الوَيْل، فَيُقَالُ: ويْكَ أَتَسْمَعُ قَوْلي قَالَ عَنْتَرَةُ: وَلَقَدْ شَفَى نَفْسي وأَذْهَبَ سُقْمَها ... قِيلُ الفَوارِس: وَيْكَ عَنْتَر أَقْدِمِ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تَدْخُلُ وَيْ عَلَى كأَنَّ الْمُخَفَّفَةِ وَالْمُشَدَّدَةِ تَقُولُ وَيْ كأَن، قَالَ الْخَلِيلُ: هِيَ مَفْصولة، تَقُولُ وَيْ ثُمَّ تَبْتَدِئُ فَتَقُولُ كأَنَّ، وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ؛ فَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَنها وَيْ مَفْصُولَةٌ مِنْ كأَن، قَالَ: وَالْمَعْنَى وَقَعَ عَلَى أَنَّ الْقَوْمَ انْتَبَهُوا فَتَكَلَّمُوا عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِمْ أَو نُبِّهُوا، فَقِيلَ لَهُمْ إِنما يُشْبِهُ أَن يَكُونَ عِنْدَكُمْ هَذَا هَكَذَا، وَاللَّهُ أَعلم؛ قَالَ: وأَما الْمُفَسِّرُونَ فَقَالُوا أَلم تَرَ؛ وأَنشد لِزَيْدِ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَيُقَالُ لنبِيه بْنِ الحَجَّاجِ: وَيْ كَأَنَّ مَنْ يَكُنْ له نَشَبٌ يُحْبَبْ، ... ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بَعْضُهُمْ يَقُولُ مَعْنَاهُ اعْلَمْ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مَعْنَاهُ وَيْلَك. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ عَنِ الْعَرَبِ: وَيْكَ بِمَعْنَى وَيْلَكَ، فَهَذَا يُقَوِّي مَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ: وَيْكأَنّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ تَقْرِيرٌ كَقَوْلِ الرَّجُلِ أَما تَرَى إِلى صُنْع اللَّهِ وإِحسانه. قَالَ: وأَخبرني شَيْخٌ مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ أَنه سَمِعَ أَعرابية تَقُولُ لِزَوْجِهَا أَيْنَ ابنُكَ ويْلَك فَقَالَ: ويْكَأَنه وَرَاءَ الْبَيْتِ؛ مَعْنَاهُ أَما تَرِينَّه وَرَاءَ الْبَيْتِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ يَذْهَبُ بِهَا بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ إِلى أَنها كَلِمَتَانِ يُرِيدُونَ وَيْكَ أَنهم، أَرادوا وَيْلَكَ فَحَذَفُوا اللَّامَ، وَتُجْعَلُ أَن مَفْتُوحَةً بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ كأَنه قَالَ: ويْلَكَ اعْلَمْ أَنه وَرَاءَ الْبَيْتِ، فأَضمر اعْلَمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَمْ نَجِدِ الْعَرَبَ تُعْمِلُ الظَّنَّ مُضْمَرًا وَلَا الْعِلْمَ وَلَا أَشباهه فِي ذَلِكَ، وأَما حَذْفُ اللَّامِ مِنْ قَوْلِهِ وَيْلَكَ حَتَّى يَصِيرَ وَيْكَ فَقَدْ تَقُولُهُ الْعَرَبُ لِكَثْرَتِهَا. وَقَالَ

_ (1). قوله [منحذم] كذا في الأصل والتهذيب بالحاء المهملة. (2). قوله [وهى إذا حمق] كذا ضبط في الأصل والتهذيب، وضبطه في التكملة كولي وفي القاموس ما يؤيد الضبطين.

فصل الياء

أَبو الْحَسَنِ النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى، وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ : وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَما تَرى أَنه لَا يُفلح الْكَافِرُونَ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ مَعْنَاهُ وَيْلَكَ أَنه لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ فَحَذَفَ اللَّامَ وَبَقِيَ ويكَ، قَالَ: وَهَذَا خَطَأٌ، لَوْ كَانَتْ كَمَا قَالَ لَكَانَتْ أَلف إِنه مَكْسُورَةً، كَمَا تَقُولُ وَيْلَك إِنه قَدْ كَانَ كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَالصَّحِيحُ فِي هَذَا مَا ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَلِيلِ وَيُونُسَ، قَالَ: سأَلت الْخَلِيلَ عَنْهَا فَزَعَمَ أَن وَيْ مَفْصُولَةٌ مِنْ كأَن، وأَن الْقَوْمَ تَنَبَّهُوا فَقَالُوا وَيْ مُتَنَدِّمِينَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ. وكُلُّ مَنْ تَنَدَّم أَو نَدِمَ فإِظهارُ نَدَامَتِهِ أَو تَنَدُّمُه أَن يَقُولَ وَيْ، كَمَا تُعاتِب الرَّجُلَ عَلَى مَا سَلَفَ فَتَقُولُ: كأَنَّك قَصَدْتَ مَكْرُوهِي، فَحَقِيقَةُ الْوُقُوفِ عَلَيْهَا وَيْ هُوَ أَجود. وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ: وَيْ مَعْنَاهُ التَّنْبِيهُ وَالتَّنَدُّمُ، قَالَ: وَتَفْسِيرُ الْخَلِيلِ مَشَاكِلُ لِمَا جاءَ فِي التَّفْسِيرِ لأَن قَوْلَ الْمُفَسِّرِينَ أَما تَرَى هُوَ تَنْبِيهٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ ذَكَرَ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِهِ قَوْلَ الْخَلِيلِ وَقَالَ: وَيْ كأَن مَفْصُولَةٌ كَقَوْلِكَ لِلرَّجُلِ وَيْ أَما تَرَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَقَالَ وَيْ، ثُمَّ استأْنف كأَنَّ اللَّهَ يَبْسُط الرِّزْقَ، وَهُوَ تَعْجُّبٌ، وكأَنَّ فِي الْمَعْنَى الظَّنَّ وَالْعِلْمَ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهَذَا وَجْهٌ يَسْتَقِيمُ وَلَوْ تَكْتُبُهَا الْعَرَبُ مُنْفَصِلَةً، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ كَثُرَ بِهَا الْكَلَامُ فَوُصِلَتْ بِمَا لَيْسَ مِنْهُ كَمَا اجْتَمَعَتِ الْعَرَبُ كِتابَ يابْنَؤُمِّ، فَوَصَلُوهَا لِكَثْرَتِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا صحيح، والله أَعلم. فصل الياء يَبَا: ابْنُ بَرِّيٍّ خَاصَّةً: يَبةُ «3» اسْمُ مَوْضِعٍ وَادٍ بِالْيَمَنِ؛ قَالَ كَثِيرٌ: إِلى يَبةٍ إِلى بَرْكِ الغُماد يَدِيَ: اليَدُ: الكَفُّ، وَقَالَ أَبو إِسحاق: اليَدُ مِنْ أَطْراف الأَصابع إِلى الْكَفِّ، وَهِيَ أُنثى مَحْذُوفَةُ اللَّامِ، وَزْنُهَا فَعْلٌ يَدْيٌ، فَحُذِفَتِ الْيَاءُ تَخْفِيفًا فاعْتَقَبت حَرَكَةَ اللَّامِ عَلَى الدَّالِ، والنسَبُ إِليه عَلَى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ يَدَوِيٌّ، والأَخفش يُخَالِفُهُ فَيَقُولُ: يَدِيٌّ كَنَدِيٍّ، وَالْجُمَعُ أَيْدٍ، عَلَى مَا يَغْلِبُ فِي جَمْعِ فَعْلٍ فِي أَدْنى العَدَد. الْجَوْهَرِيُّ: اليَدُ أَصلها يَدْيٌ عَلَى فَعْل، سَاكِنَةُ الْعَيْنِ، لأَن جَمْعَهَا أَيْدٍ ويُدِيٌّ، وَهَذَا جَمْعُ فَعْلٍ مِثْلَ فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وفُلُوسٍ، وَلَا يُجْمَعُ فَعَلٌ عَلَى أَفْعُل إِلا فِي حُرُوفٍ يَسِيرَةٍ مَعْدُودَةٍ مِثْلَ زَمَنٍ وأَزْمُنٍ وجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وَعَصًا وأَعْصٍ، وَقَدْ جُمِعَتِ الأَيْدي فِي الشِّعْرِ عَلَى أَيادٍ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى الطُّهَوِيّ: كأَنه، بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ، ... قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادي غُزَّلِ وَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ مِثْلَ أَكْرُعٍ وأَكارِعَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: فأَمَّا وَاحِدًا فكفاكَ مِثْلي، ... فمَنْ لِيَدٍ تُطاوِحُها الأَيادِي؟ «4» وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَيادٍ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ وأَنشد أَبو الْخَطَّابِ: سَاءَهَا مَا تَأَمَّلَتْ في أَيادِينا ... وإِشناقَها إِلى الأَعْناقِ «5» وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَكثر مَا تُسْتَعْمِلُ الأَيادي فِي النِّعم لَا فِي الأَعْضاء. أَبو الْهَيْثَمِ: اليَدُ اسْمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ، وَمَا كَانَ مِنَ الأَسامي عَلَى حَرْفَيْنِ وَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ حَرْفٌ فَلَا يُردّ إِلا فِي التَّصْغِيرِ أَو فِي التَّثْنِيَةِ أَو الجمع،

_ (3). قوله [يبة] ضبطت الياء بالفتح في الأصل، والذي في معجم ياقوت بسكونها، ورسمت التاء فيه مجرورة فمقتضاه أنه من الصحيح لا من المعتل. (4). قوله [واحداً] هو بالنصب في الأَصل هنا وفي مادة طوح من المحكم، والذي وقع في اللسان في طوح: واحد، بالرفع. (5). قوله [وإشناقها] ضبط في الأصل بالنصب على أن الواو للمعية، وقع في شنق مضبوطاً بالرفع.

وَرُبَّمَا لَمْ يُردَّ فِي التَّثْنِيَةِ، وَيُثَنَّى عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاحِدُ الأَيادي يَداً كَمَا تَرَى مِثْلَ عَصاً ورَحاً ومَناً، ثُمَّ ثَنَّوْا فَقَالُوا يَدَيانِ ورَحَيانِ ومَنَوانِ؛ وأَنشد: يَدَيان بَيْضاوانِ عنْدَ مُحَلِّمٍ ... قدْ يَمْنَعانِك بَيْنُهمْ أَن تُهْضَما وَيُرْوَى: عِنْدَ مُحَرِّق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ كَمَا أَنشده السِّيرَافِيُّ وَغَيْرُهُ: قَدْ يَمْنَعانِك أَن تُضامَ وتُضْهَدا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَتُجْمَعُ اليَدُ يَدِيّاً مِثْلَ عَبْدٍ وعَبيدٍ، وَتَجْمَعُ أَيْدِياً ثُمَّ تَجْمَعُ الأَيْدي عَلَى أَيْدِينَ، ثُمَّ تَجْمَعُ الأَيْدي أَيادِيَ؛ وأَنشد: يَبْحَثْنَ بالأَرْجُلِ والأَيْدِينا ... بَحْثَ المُضِلَّات لِمَا يَبْغِينا وَتُصْغُرُ اليَدُ يُدَيَّةً؛ وأَما قَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ لمضَرِّس بْنُ رِبْعِي الأَسدي: فطِرْتُ بِمُنْصُلي فِي يَعْمَلاتٍ، ... دَوامي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السَّرِيحا فإِنه احْتَاجَ إِلى حَذْفِ الْيَاءِ فَحَذَفَهَا وكأَنه تَوَهَّمَ التَّنْكِيرَ فِي هَذَا فَشَبَّهَ لَامَ الْمَعْرِفَةِ بِالتَّنْوِينِ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ هَذِهِ الأَشياء مِنْ خَوَاصِّ الأَسماء، فَحُذِفَتِ الْيَاءَ لأَجل اللَّامِ كَمَا تَحْذِفُهَا لأَجل التَّنْوِينِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ: لَا صُلْحَ بَيْني، فاعْلَمُوه، وَلَا ... بَيْنَكُمُ مَا حَمَلَتْ عاتِقِي سَيْفِي، وَمَا كُنَّا بنَجْدٍ، وَمَا ... قَرْقَرَ قُمْرُ الوادِ بالشَّاهِقِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذِهِ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ يَحْذِفُونَ الْيَاءَ مِنَ الأَصل مَعَ الأَلف وَاللَّامِ فَيَقُولُونَ فِي المُهْتَدِي المُهْتَدِ، كَمَا يَحْذِفُونَهَا مَعَ الإِضافة فِي مِثْلِ قَوْلُ خُفَافِ بْنِ نُدْبَةَ: كنَواحِ رِيشِ حَمامةٍ نَجْدِيَّةٍ، ... ومَسَحْتُ باللِّثَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ أَراد كَنُوَاحِي، فَحَذَفَ الْيَاءَ لَمَّا أَضاف كَمَا كَانَ يَحْذِفُهَا مَعَ التَّنْوِينِ، وَالذَّاهِبُ مِنْهَا الْيَاءُ لأَن تَصْغِيرَهَا يُدَيَّةٌ، بِالتَّشْدِيدِ، لِاجْتِمَاعِ الْيَاءَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد سِيبَوَيْهِ بَيْتَ خُفَافِ: ومَسَحْتِ، بِكَسْرِ التَّاءِ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن حَذْفَ الْيَاءِ فِي الْبَيْتِ لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ لَا غَيْرَ، قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لَامَ يَدٍ يَاءٌ قَوْلُهُمْ يَدَيْتُ إِليه يَداً، فأَما يُدَيَّةٌ فَلَا حُجَّةَ فِيهَا لأَنها لَوْ كَانَتْ فِي الأَصل وَاوًا لَجَاءَ تَصْغِيرُهَا يُدَيَّةً كَمَا تَقُولُ فِي غَرِيَّة غُرَيَّةً، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ لِذِي الثُّدَيَّةِ ذُو اليُدَيَّةِ، وَهُوَ الْمَقْتُولُ بنَهْرَوانَ. وَذُو اليَدَيْن: رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ يُقَالُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ يَعمل بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نَسِيتَ ؟ وَرَجُلٌ مَيْدِيٌّ أَي مَقْطُوعُ الْيَدِ مِنْ أَصلها. واليُداء: وَجَعُ الْيَدِ. الْيَزِيدِيُّ: يَدِيَ فلان من يَدِه أَي ذَهَبَتْ يدُه ويَبِسَتْ. يُقَالُ: مَا لَهُ يَدِيَ مِنْ يَده، وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ، كَمَا يُقَالُ تَرِبَتْ يَداه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ: فأَيٌّ مَا يَكُنْ يَكُ، وَهْوَ مِنَّا ... بأَيْدٍ مَا وبَطْنَ وَلَا يَدِينا «1» وبَطْنَ: ضَعُفْنَ ويَدِينَ: شَلِلْنَ. ابْنُ سِيدَهْ: يَدَيْتُه ضَرَبَتْ يدَه فَهُوَ مَيْدِيٌّ. ويُدِيَ: شَكا

_ (1). قوله [فأي] الذي في الأساس: فأياً، بالنصب.

يَدَه، عَلَى مَا يَطَّرِد فِي هَذَا النَّحْوِ. الْجَوْهَرِيُّ: يَدَيْتُ الرَّجُلَ أَصَبْتُ يَده فَهُوَ مَيْدِيٌّ، فإِن أَردت أَنك اتَّخَذْتَ عِنْدَهُ يَداً قُلْتَ أَيْدَيْت عِنْدَهُ يَدًا، فأَنا مُودٍ، وَهُوَ مُودًى إِليه، ويَدَيْتُ لُغَةٌ؛ قَالَ بَعْضُ بَنِي أَسد: يَدَيْتُ عَلَى ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ، ... بأَسْفَلِ ذِي الجِذاةِ، يَدَ الكَريمِ قَالَ شَمِرٌ: يَدَيْتُ اتخذت عنده يَداً؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر: يَدٌ مَا قَدْ يَدَيْتُ عَلَى سُكَينٍ ... وعَبْدِ اللهِ، إِذْ نَهِشَ الكُفُوفُ قَالَ: يَدَيْت اتَّخَذْتَ عِنْدَهُ يَداً. وَتَقُولُ إِذا وقَع الظَّبْيُ فِي الحِبالةِ: أَمَيْدِيٌّ أَم مَرْجُولٌ أَي أَوَقَعَتْ يدهُ فِي الحِبالةِ أَم رِجْلُه؟ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما مَا رُوِيَ مِنْ أَنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَد اللَّهِ فتَأويله أَنه يَتَقبَّلُ الصَّدَقة ويُضاعِفُ عَلَيْهَا أَي يَزِيدُ: وَقَالُوا: قَطَعَ اللهُ أَدَيْه، يُرِيدُونَ يَدَيه، أَبدلوا الْهَمْزَةَ مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: وَلَا نَعْلَمُهَا أُبدلت مِنْهَا عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ إِلا فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ لُغَةً لِقِلَّةِ إِبدال مِثْلَ هَذَا. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي عَنْ أَبي عَلِيٍّ: قَطَعَ اللَّهُ أَدَه، يريدُون يَدَه، قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واليَدا لُغَةٌ فِي اليَدِ، جَاءَ مُتَمَّمًا عَلَى فَعَلٍ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ؛ وأَنشد: يَا رُبَّ سارٍ سارَ مَا تَوَسَّدا ... إِلَّا ذِراعَ العَنْسِ، أَو كفَّ اليَدا وَقَالَ آخَرُ: قَدْ أَقْسَمُوا لَا يَمْنَحُونَكَ نَفْعَةً ... حَتَّى تَمُدَّ إِليهمُ كَفَّ اليَدا قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى لَا يَمْنَحُونَكَ بَيْعةً، قَالَ: وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنه رَدَّ لَامَ الْكَلِمَةِ إِليها لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ كَمَا رَدَّ الْآخَرُ لَامَ دَمٍ إِليه عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: فإِذا هِي بِعِظامٍ ودَمَا وامرأَةٌ يَدِيَّةٌ أَي صَناعٌ، وَمَا أَيْدَى فلانةَ، وَرَجُلٌ يَدِيٌّ. ويَدُ القَوْسِ: أَعلاها عَلَى التَّشْبِيهِ كَمَا سمَّوا أَسْفَلَها رِجْلًا، وَقِيلَ: يَدُها أَعْلاها وأَسْفَلُها، وَقِيلَ: يَدُها مَا عَلا عَنْ كَبِدِها، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَدُ القَوْسِ السِّيةُ اليُمْنى؛ يَرْوِيهِ عَنْ أَبي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ. ويَدُ السيفِ: مَقْبِضُه عَلَى التَّمْثِيلِ: ويَدُ الرَّحَى: العُود الَّذِي يَقْبِض عَلَيْهِ الطَّاحِنُ. واليَدُ: النِّعْمةُ والإِحْسانُ تَصْطَنِعُه والمِنَّةُ والصَّنِيعَةُ، وإِنما سُمِّيَتْ يَدًا لأَنها إِنما تَكُونُ بالإِعْطاء والإِعْطاءُ إِنالةٌ بِالْيَدِ، وَالْجَمْعُ أَيدٍ، وأَيادٍ جَمْعُ الْجَمْعِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي العُضْوِ، ويُدِيٌّ ويَدِيٌّ فِي النِّعْمَةِ خَاصَّةً؛ قَالَ الأَعشى: فَلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلَّا بصالِحٍ، ... فإِنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيّاً وأَنْعُما وَيُرْوَى: يَدِيّاً، وَهِيَ رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ فَهُوَ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَيُرْوَى: إِلا بنِعْمةٍ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ يَدِيّاً وأَنْعُما: إِنما فَتَحَ الْيَاءَ كَرَاهَةً لِتَوَالِي الْكَسَرَاتُ، قَالَ: وَلَكَ أَن تَضُمَّهَا، وَتَجْمَعَ أَيضاً عَلَى أَيْدٍ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ: تَكُنْ لَكَ في قَوْمِي يَدٌ يَشْكُرونها، ... وأَيْدِي النَّدَى فِي الصَّالِحِينَ قُرُوضُ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِهِ: فلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمَانَ إِلا بِصَالِحِ الْبَيْتُ لضَمْرةَ بْنِ ضَمْرَةَ النَّهْشَلي؛ وَبَعْدَهُ: تَرَكْتَ بَني مَاءِ السَّمَاءِ وفِعْلَهُم، ... وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويَدِيٌّ جَمْعُ يَدٍ، وَهُوَ فَعِيلٌ مِثْلُ كلْب وكَلِيب وعَبْد وعَبيد، قَالَ: وَلَوْ كَانَ يَدِيٌّ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ يَدِيّاً فُعُولًا فِي الأَصل لَجَازَ فِيهِ الضَّمُّ وَالْكَسْرُ، قَالَ: وَذَلِكَ غَيْرُ مَسْمُوعٍ فِيهِ. ويَدَيْتُ إِليه يَداً وأَيْدَيْتُها: صَنَعْتها. وأَيْدَيْتُ عِنْدَهُ يَدًا فِي الإِحسان أَي أَنْعَمْت عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانًا لَذُو مَالٍ يَيْدِي بِهِ ويَبُوع بِهِ أَي يَبْسُط يَدَه وَبَاعَهُ. ويادَيْتُ فُلَانًا: جازَيْتُه يَدًا بِيَدٍ، وأَعطيته مُياداةً أَي مِنْ يدِي إِلى يَدِهِ. الأَصمعي: أَعطيته مَالًا عَنْ ظَهْرِ يَدٍ، يَعْنِي تَفَضُّلًا لَيْسَ مِنْ بَيْعٍ وَلَا قَرْض وَلَا مُكافأَة. اللَّيْثُ: اليَدُ النِّعْمةُ السابغةُ. ويَدُ الفأْسِ ونحوِها: مَقْبِضُها. ويَدُ القَوْسِ: سِيَتُها. ويدُ الدَّهْر: مَدُّ زَمَانِهِ. ويدُ الرِّيحِ: سُلْطانُها؛ قَالَ لَبِيدٌ: نِطافٌ أَمرُها بِيَدِ الشَّمال لَمَّا مَلَكَتِ الريحُ تَصْرِيفَ السَّحاب جُعل لَهَا سُلطان عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: هَذِهِ الصَّنْعَةُ فِي يَدِ فُلَانٍ أَي فِي مِلْكِه، وَلَا يُقَالُ فِي يَدَيْ فُلَانٍ. الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الشَّيْءُ فِي يَدِي أَي فِي مِلْكي. ويَدُ الطَّائِرِ: جَناحُه. وخَلَعَ يدَه عَنِ الطَّاعَةِ: مِثْلَ نزَعَ يدَه، وأَنشد: وَلَا نازِعٌ مِن كلِّ مَا رابَني يَدا قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا بايَعْتُه يَداً بيَدٍ، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ المَصادِر كأَنك قُلْتَ نَقْداً، وَلَا يَنْفَرِدُ لأَنك إِنما تُرِيدُ أَخذَ مِنِّي وأَعْطاني بِالتَّعْجِيلِ، قَالَ: وَلَا يَجُوزُ الرَّفْعُ لأَنك لَا تُخْبِرُ أَنك بايَعْتَه ويدُك فِي يَدِه. واليَدُ: القُوَّةُ. وأَيَّدَه اللَّهُ أَي قَوَّاه. وَمَا لِي بِفُلَانٍ يَدانِ أَي طاقةٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الغَنَويِّ: فاعمِدْ لِما يَعْلُو، فَمَا لكَ بِالَّذِي ... لَا تستَطِيعُ مِنَ الأُمورِ يَدانِ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا ، وَفِيهِ: فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ. وَقَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المُسْلِمُونَ تتَكافَأُ دماؤُهم ويَسْعَى بذِمَّتهم أَدْناهم وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَن سِواهم أَي كَلِمَتُهم وَاحِدَةٌ، فبعضُهم يُقوِّي بَعْضاً، وَالْجَمْعُ أَيْدٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى قَوْلِهِ يَدٌ عَلَى مَن سِوَاهُمْ أَي هُمْ مُجْتَمِعُونَ عَلَى أَعدائِهم وأَمرُهم وَاحِدٌ، لَا يَسَعُهم التَّخاذُل بَلْ يُعاوِنُ بعضُهم بَعْضًا، وكَلِمَتُهم ونُصْرَتُهم واحدةٌ عَلَى جَمِيعِ المِلَلِ والأَدْيانِ المُحاربةِ لَهُمْ، يتَعاوَنون عَلَى جَمِيعِهِمْ وَلَا يَخْذُل بعضُهم بَعْضًا، كأَنه جَعَلَ أَيْدِيَهم يَداً وَاحِدَةً وفِعْلَهم فِعْلًا وَاحِدًا. وَفِي الْحَدِيثِ: عَلَيْكُمْ بالجماعةِ فإِنَّ يدَ اللهِ عَلَى الفُسْطاطِ ؛ الفُسْطاطُ: المِصْرُ الجامِعُ، ويَدُ اللهِ كِنَايَةٌ عَنِ الحِفظ والدِّفاع عَنْ أَهل الْمِصْرِ، كأَنهم خُصُّوا بواقِيةِ اللهِ تَعَالَى وحُسْنِ دِفاعِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: يَدُ اللهِ عَلَى الجَماعةِ أَي أَنَّ الْجَمَاعَةَ المُتَّفِقةَ مِنْ أَهل الإِسلام فِي كَنَفِ اللهِ، ووِقايَتُه فَوْقَهم، وَهُمْ بَعِيد مِنَ الأَذَى والخوْف فأَقِيموا بَيْنَ ظَهْرانَيهِمْ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى ؛ العُلْيا المُعْطِيةُ، وَقِيلَ: المُتَعَفِّفَةُ، والسُّفْلى السائلةُ، وَقِيلَ: المانِعةُ. وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِنِسَائِهِ: أَسْرَعُكُنَّ لُحوقاً بِي أَطْوَلُكُنَّ يَداً ؛ كَنَى بطُولِ الْيَدِ عَنِ العَطاء والصَّدَقةِ. يُقَالُ: فُلَانٌ طَوِيلُ اليَدِ وطويلُ الباعِ إِذا كَانَ سَمْحاً جَواداً. وَكَانَتْ زَيْنَبُ تُحِبُّ الصَّدقة وَهِيَ مَاتَتْ قَبْلَهنَّ. وَحَدِيثُ قَبِيصةَ: مَا رأَيتُ أَعْطَى للجَزِيل عَنْ ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة أَي عَنْ

إِنْعامٍ ابْتَدَاءً مِنْ غيرِ مكافأَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أُولي القُوَّة وَالْعُقُولِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا لِي بِهِ يَدٌ أَي مَا لِي بِهِ قُوَّة، وَمَا لِي بِهِ يَدانِ، وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ أَيْدٍ أَي قُوَّةٌ، ولهم أَيْدٍ وأَبْصار وهم أُولُو الأَيْدي والأَبْصار. واليَدُ: الغِنَى والقُدْرةُ، تَقُولُ: لِي عَلَيْهِ يَدٌ أَي قُدْرة. ابْنُ الأَعرابي: اليَدُ النِّعْمةُ، واليَدُ القُوَّةُ، واليَدُ القُدْرة، واليَدُ المِلْكُ، واليَدُ السُلْطانُ، واليَدُ الطاعةُ، واليَدُ الجَماعةُ، واليَدُ الأَكْلُ؛ يُقَالُ: ضَعْ يدَكَ أَي كُلْ، واليَدُ النَّدَمُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: سُقِط فِي يَدِهِ إِذا نَدِمَ، وأُسْقِطَ أَي نَدِمَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ؛ أَي نَدِمُوا، واليَدُ الغِياثُ، واليَدُ مَنْعُ الظُّلْمِ، واليَدُ الاسْتِسلامُ، واليدُ الكَفالةُ فِي الرَّهْن؛ وَيُقَالُ للمعاتِب: هَذِهِ يَدِي لكَ. وَمِنْ أَمثالهم: لِيَدٍ مَا أَخَذتْ؛ الْمَعْنَى مَنْ أَخذ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ. وَقَوْلُهُمْ: يَدِي لكَ رَهْنٌ بِكَذَا أَي ضَمِنْتُ ذَلِكَ وكَفَلْتُ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: لَهُ عليَّ يَدٌ، وَلَا يَقُولُونَ لَهُ عِنْدِي يدٌ؛ وأَنشد: لَهُ عليَّ أَيادٍ لَسْتُ أَكْفُرُها، ... وإِنما الكُفْرُ أَنْ لَا تُشْكَرَ النِّعَمُ قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: الْعَرَبُ تُشَدِّدُ الْقَوَافِيَ وإِن كَانَتْ مِنْ غَيْرِ الْمُضَاعَفِ مَا كَانَ مِنَ الْيَاءِ وَغَيْرِهِ؛ وأَنشد: فجازُوهمْ بِمَا فَعَلُوا إِلَيْكُمْ، ... مُجازاةَ القُرُومِ يَداً بيَدِّ تَعالَوْا يَا حَنِيفَ بَني لُجَيْمٍ، ... إِلَى مَنْ فَلَّ حَدَّكُمُ وَحَدِّي وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ: مِنْ أَمثالهم: أَطاعَ يَداً بالقَوْدِ فَهْوَ ذَلُولُ إِذا انْقادَ واستسلمَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي مُنَاجَاتِهِ رَبَّهُ وَهَذِهِ يَدِي لَكَ أَي اسْتَسْلَمْتُ إِليك وانْقَدْت لَكَ، كَمَا يُقَالُ فِي خلافِه: نزَعَ يدَه مِنَ الطَّاعَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: هَذِهِ يَدي لعَمَّار أَي أَنا مُسْتَسْلِمٌ لَهُ مُنْقادٌ فليَحْتَكِمْ عليَّ بِمَا شَاءَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مرَّ قومٌ مِنَ الشُّراة بِقَوْمٍ مِنْ أَصحابه وَهُمْ يَدْعُون عَلَيْهِمْ فَقَالُوا بِكُم اليَدانِ أَي حاقَ بِكُمْ مَا تَدْعُون بِهِ وتَبْسطُون أَيْدِيَكم. تَقُولُ الْعَرَبُ: كَانَتْ بِهِ اليَدانِ أَي فَعَلَ اللهُ بِهِ مَا يقولُه لِي، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: رَماني مِنْ طُولِ الطَّوِيِّ وأَحاقَ اللهُ بِهِ مَكْرَه ورجَع عَلَيْهِ رَمْيُه، وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ الأَشتر قَالَ لليَدَيْنِ وللفَمِ ؛ هَذِهِ كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا دُعِيَ عَلَيْهِ بالسُّوء، مَعْنَاهُ كَبَّه اللَّهُ لِوَجْهِهِ أَي خَرَّ إِلى الأَرض عَلَى يدَيه وفِيهِ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَلا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بذِكْرِها، ... وأَيْدِي الثُّرَيّا جُنَّحٌ فِي المَغارِب استعارةٌ وَاتِّسَاعٌ، وَذَلِكَ أَنَّ اليَدَ إِذا مالَتْ نَحْوَ الشَّيْءِ ودَنَتْ إِليه دَلَّتْ عَلَى قُرْبها مِنْهُ ودُنوِّها نحوَه، وإِنما أَراد قُرْبَ الثُّرَيَّا مِنَ المَغْربِ لأُفُولها فَجُعِلَ لَهَا أَيْدِياً جُنَّحاً نَحْوَهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ: حَتَّى إِذا أَلْقَتْ يَداً فِي كافِرٍ، ... وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها يَعْنِي بدأَت الشَّمْسُ فِي المَغِيب، فجعل للشمس يَداً إِلى المَغِيب لَمَّا أَراد أَن يَصِفَها بالغُروب؛ وأَصل هَذِهِ الِاسْتِعَارَةِ لِثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْر الْمَازِنِيِّ فِي قَوْلِهِ: فتَذَكَّرا ثَقَلًا رَثِيداً بَعْدَ ما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينها فِي كافِرِ

وَكَذَلِكَ أَراد لَبِيدٌ أَن يُصرِّح بِذِكْرِ الْيَمِينِ فَلَمْ يُمْكِنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ الكُتُبَ المُتَقَدِّمة، يَعْنُونَ لَا نُؤمن بِمَا أَتى بِهِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بِمَا أَتَى بِهِ غيرُه مِنَ الأَنبياء، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يُنْذِرُكُم أَنَّكم إِنْ عَصَيْتُم لَقِيتُم عَذَابًا شَدِيدًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ : قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَلَمْ يُسْلِمُوا؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَانُوا يُكَذِّبونهم وَيَرُدُّونَ الْقَوْلَ بأَيديهم إِلى أَفْواهِ الرُّسُلِ، وَهَذَا يُرْوَى عَنْ مُجَاهِدٍ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ ؛ عَضُّوا عَلَى أَطْرافِ أَصابعهم ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ أَحسن مَا قِيلَ فِيهِ، أَراد أَنهم عَضُّوا أَيْدِيَهم حَنَقاً وغَيْظاً؛ وَهَذَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: يَرُدُّونَ فِي فِيهِ عَشْرَ الحَسُود يَعْنِي أَنهم يَغِيظُون الحَسُودَ حَتَّى يَعَضَّ عَلَى أَصابِعه؛ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الْهُذَلِيُّ: قَدَ افْنَى أَنامِلَه أَزْمُه، ... فأَمْسَى يَعَضُّ عَليَّ الوَظِيفا يَقُولُ: أَكل أَصابِعَه حَتَّى أَفْناها بالعَضِّ فصارَ يَعَضُّ وَظِيفَ الذِّرَاعِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَاعْتِبَارُ هَذَا بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: قَدْ أَخْرَجْتُ عِباداً لِي لَا يَدانِ لأَحَدٍ بِقِتالِهمْ أَي لَا قُدْرَةَ وَلَا طاقَة. يُقَالُ: مَا لِي بِهَذَا الأَمر يَدٌ وَلَا يَدانِ لأَن المُباشَرةَ والدِّفاعَ إِنما يَكُونَانِ باليَدِ، فكأَنَّ يَدَيْهِ مَعْدُومَتانِ لِعَجْزِهِ عَنْ دَفْعِه. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُمْ لَا يَدَيْنِ لَكَ بها، معناه لا قُوّة لَكَ بِهَا، لَمْ يَحْكِهِ سِيبَوَيْهِ إِلا مُثنى؛ وَمَعْنَى التَّثْنِيَةِ هُنَا الْجَمْعُ وَالتَّكْثِيرُ كَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ: فكُلُّ رَفِيقَي كُلّ رَحْلٍ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْجَارِحَةُ هُنَا لأَن الْبَاءَ لَا تَتَعَلَّقُ إِلا بِفِعْلٍ أَو مَصْدَرٍ. وَيُقَالُ: اليَدُ لِفُلَانٍ عَلَى فُلَانٍ أَي الأَمْرُ النافِذُ والقَهْرُ والغَلَبةُ، كَمَا تَقُولُ: الرِّيحُ لِفُلَانٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ عَنْ ذُلٍّ وَعَنِ اعْتِرافٍ لِلْمُسْلِمِينَ بأَن أَيْدِيَهم فَوْقَ أَيْدِيهم، وَقِيلَ: عَنْ يَدٍ أَي عَنْ إِنْعام عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ لأَنَّ قَبول الجِزْية وتَرْكَ أَنْفُسهم عَلَيْهِمْ نِعمةٌ عَلَيْهِمْ ويَدٌ مِنَ الْمَعْرُوفِ جَزِيلة، وَقِيلَ: عَنْ يَدٍ أَي عَنْ قَهْرٍ وذُلٍّ واسْتِسْلام، كَمَا تَقُولُ: اليَدُ فِي هَذَا لِفُلَانٍ أَي الأَمرُ النافِذُ لفُلان. وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَزِّيُّ عَنْ يَدٍ قَالَ: نَقْداً عَنْ ظَهْرِ يَدٍ لَيْسَ بنسِيئة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كلُّ مَن أَطاعَ لِمَنْ قَهَرَهُ فأَعطاها عَنْ غَيْرِ طيبةِ نَفْسٍ فَقَدْ أَعطاها عَنْ يَدٍ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ عَنْ يَدٍ قَالَ: يَمْشُونَ بِهَا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يَجِيئون بِهَا رُكباناً وَلَا يُرْسِلُون بِهَا. وَفِي حَدِيثِ سَلْمانَ: وأَعْطُوا الجِزْيةَ عَنْ يَدٍ ، إِنْ أُرِيد باليدِ يَدُ المُعْطِي فَالْمَعْنَى عَنْ يَدٍ مُواتِيةٍ مُطِيعة غَيْرَ مُمْتَنِعة، لأَن مَنْ أَبى وَامْتَنَعَ لَمْ يُعطِ يَدَه، وإِن أُريد بِهَا يَدُ الْآخِذِ فَالْمَعْنَى عَنْ يَد قَاهِرَةٍ مُسْتَوْلِيَةٍ أَو عَنْ إِنعام عَلَيْهِمْ، لأَنَّ قَبُولَ الجِزْيةِ مِنْهُمْ وَتَرْكَ أَرْواحِهم لَهُمْ نِعْمةٌ عَلَيْهِمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها ؛ هَا هَذِهِ تَعُود عَلَى هَذِهِ الأُمَّة الَّتِي مُسِخَت، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الفَعْلة، وَمَعْنَى لِما بَيْنَ يَدَيْها يَحْتَمِلُ شَيْئَيْنِ: يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ لِما بَيْنَ يَدَيْها للأُمم الَّتِي بَرَأَها وَما خَلْفَها

للأُمم الَّتِي تَكُونُ بَعْدَهَا، وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ لِما بَيْنَ يَدَيْها لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهَا، وَهَذَا قَوْلُ الزُّجَّاجِ. وَقَوْلُ الشَّيْطَانِ: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ؛ أَي لأُغُوِيَنَّهم حَتَّى يُكَذِّبوا بِمَا تَقَدَّمَ ويكذِّبوا بأَمر الْبَعْثِ، وَقِيلَ: مَعْنَى الْآيَةِ لآتِيَنَّهم مِنْ جَمِيعِ الجِهات فِي الضَّلال، وَقِيلَ: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ أَي لأُضِلَّنَّهم فِي جَمِيعِ مَا تقدَّم ولأُضِلَّنَّهم فِي جَمِيعِ مَا يُتَوقَّع؛ وَقَالَ الفراء: فَجَعَلْناها يَعْنِي الْمِسْخَةَ جُعِلت نَكالًا لِما مَضَى مِنَ الذُّنوب وَلِمَا تَعْمَل بَعْدَها. وَيُقَالُ: بَيْنَ يَدَيْكَ كَذَا لِكُلِّ شَيْءٍ أَمامَك؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ* . وَيُقَالُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَهْوالًا أَي قُدَّامَها. وَهَذَا مَا قَدَّمَتْ يَداكَ وَهُوَ تأْكيد، كَمَا يُقَالُ هَذَا مَا جَنَتْ يَداك أَي جَنَيْته أَنت إِلَّا أَنك تُؤَكِّد بِهَا. وَيُقَالُ: يَثُور الرَّهَجُ بَيْنَ يَدي الْمَطَرِ، ويَهِيجُ السِّباب بَيْنَ يَدَيِ القِتال. وَيُقَالُ: يَدِيَ فُلَانٍ مِن يَدِه إِذا شَلَّتْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَحْتَمِلُ ثَلَاثَةَ أَوجه: جَاءَ الْوَجْهَانِ فِي التَّفْسِيرِ فأَحدهما يَدُ اللهِ فِي الوَفاء فوقَ أَيْديهم، وَالْآخَرُ يَدُ اللهِ فِي الثَّوَابِ فَوْقَ أَيْديهم، وَالثَّالِثُ، وَاللَّهُ أَعلم، يَدُ اللهِ فِي المِنّةِ عَلَيْهِمْ فِي الهِدايةِ فَوق أَيْديهم فِي الطَّاعَةِ. وَقَالَ ابْنُ عَرَفَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ ؛ أَي مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ. قَالَ: والأَفعال تُنْسَب إِلى الجَوارِح، قَالَ: وَسُمِّيَتْ جَوارح لأَنها تَكْتسب. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِمَنْ عَمِلَ شَيْئًا يُوبَّخ بِهِ: يَداك أَوْكَتا وفُوكَ نَفَخَ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا وُبِّخَ ذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ يَداكَ، وإِن كَانَتِ اليَدان لَمْ تَجْنِيا شَيْئًا لأَنه يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا كسَبَتْ يَداه لأَن اليَدَيْنِ الأَصل فِي التَّصَرُّفِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ* ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ . قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ ، أَراد بالبُهْتان وَلَدًا تَحْمِلُهُ مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا فَتَقُولُ هُوَ مِنْ زَوْجِهَا، وَكَنَى بِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا عَنِ الْوَلَدِ لأَن فَرْجَهَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ وَبَطْنَهَا الَّذِي تَحْمِلُ فِيهِ بَيْنَ الْيَدَيْنِ. الأَصمعي: يَدُ الثَّوْبِ مَا فَضَل مِنْهُ إِذا تَعَطَّفْت والْتَحَفْتَ. يُقَالُ: ثَوْبٌ قَصيرُ اليَدِ يَقْصُر عَنْ أَن يُلْتَحَفَ بِهِ. وثوبٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: وَاسْعٌ؛ وأَنشد الْعَجَّاجُ: بالدَّارِ إِذْ ثَوْبُ الصِّبا يَدِيُّ، ... وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُ وقَمِيصٌ قَصِيرُ الْيَدَيْنِ أَي قَصِيرُ الْكُمَّيْنِ. وَتَقُولُ: لَا أَفعله يَدَ الدَّهْر أَي أَبداً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ التَّوَّزِيُّ ثَوْبٌ يَدِيٌّ وَاسِعُ الكُمّ وضَيِّقُه، مِنَ الأَضداد؛ وأَنشد: عَيْشٌ يَدِيٌّ ضَيِّقٌ ودَغْفَلِي وَيُقَالُ: لَا آتِيه يَدَ الدَّهْر أَي الدَّهْرَ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَاهُ لَا آتِيهِ الدهْرَ كُلَّهُ؛ قَالَ الأَعشى: رَواحُ العَشِيِّ وَسَيْرُ الغُدُوّ، ... يَدا الدَّهْرِ، حَتَّى تُلاقي الخِيارا «2» الخِيار: المختارُ، يَقَعُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ. يُقَالُ: رَجُلٌ خِيارٌ وقومٌ خِيارٌ، وَكَذَلِكَ: لَا آتيهِ يَدَ المُسْنَدِ أَي الدهرَ كُلِّهِ، وَقَدْ تقدَّم أَن المُسْنَدَ الدَّهْرُ. ويدُ الرَّجُلِ: جماعةُ قَوْمِهِ وأَنصارُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: أَعْطى فأَعْطاني يَداً وَدَارًا، ... وباحَةً خَوَّلَها عَقارا

_ (2). قوله [رواح العشي إلخ] ضبطت الحاء من رواح في الأَصل بما ترى.

الباحةُ هما: النَّخْلُ الْكَثِيرُ. وأَعطَيْتُه مَالًا عَنْ ظَهْرِ يَدٍ: يَعْنِي تفضُّلًا لَيْسَ مِنْ بَيْعٍ وَلَا قَرْضٍ وَلَا مُكافأَةٍ. وَرَجُلٌ يَدِيٌّ وأَدِيٌّ: رفيقٌ. ويَدِيَ الرجُلُ، فَهُوَ يَدٍ: ضعُفَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: بأَيْدٍ مَا وبَطْنَ وَمَا يَدِينا ابْنُ السِّكِّيتِ: ابْتَعْتُ الْغَنَمَ اليْدَيْنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: باليَدَيْنِ أَي بِثَمَنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بِثَمَنٍ وبعضُها بِثَمَنٍ آخَرَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: باعَ فُلَانٌ غنَمه اليدانِ «1»، وَهُوَ أَن يُسلِمها بِيَدٍ ويأْخُذَ ثَمَنَهَا بِيَدٍ. ولَقِيتُه أَوَّلَ ذَاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّلَ شَيْءٍ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَمّا أَوَّلَ ذَاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللهَ. وَذَهَبَ القومُ أَيدي سَبا أَي مُتَفَرِّقِينَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَذَهَبُوا أَيادِيَ سَبا، وَهُمَا اسْمَانِ جُعلا وَاحِدًا، وَقِيلَ: اليَدُ الطَّريقُ هاهنا. يُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ يَدَ بَحْرٍ إِذا أَخذ طَرِيقَ الْبَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ: فأَخَذَ بِهِمْ يَدَ الْبَحْرِ أَي طَرِيقِ السَّاحِلِ، وأَهلُ سَبَا لِمَا مُزِّقوا فِي الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ أَخذوا طُرُقاً شتَّى، فصاروا أَمثالًا لِمَنْ يَتَفَرَّقُونَ آخِذِينَ طُرُقاً مُخْتَلِفَةً. رأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ أَبو الْعَلَاءِ المَعري قَالَتِ الْعَرَبُ افْتَرَقوا أَيادِيَ سَبَا فَلَمْ يَهْمِزُوا لأَنهم جَعَلُوهُ مَعَ مَا قَبْلَهُ بِمَنْزِلَةِ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ، وأَكثرهم لَا يُنَوِّنُ سَبَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَبَعْضُهُمْ ينوِّن؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: فَيَا لَكِ مِنْ دارٍ تَحَمَّلَ أَهلُها ... أَيادِي سَباً عَنْهَا، وطالَ انْتِقالُها وَالْمَعْنَى أَن نِعَمَ سَبَا افْتَرَقَتْ فِي كُلِّ أَوْبٍ، فَقِيلَ: تفرَّقوا أَيادِيَ سَبَا أَيْ فِي كُلِّ وَجْهٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُمْ أَيادِي سَبَا يُراد بِهِ نِعَمُهم. واليَدُ: النِّعْمة لأَنَّ نِعَمَهُم وأَموالَهم تفرَّقَتْ بِتَفَرُّقِهِمْ، وَقِيلَ: اليَدُ هُنَا كِنَايَةٌ عَنِ الفِرْقة. يُقَالُ: أَتاني يَدٌ مِنَ النَّاسِ وعينٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَعْنَاهُ تفرَّقوا تفرُّقَ جَماعاتِ سَبا، وَقِيلَ: إِن أَهل سَبَا كَانَتْ يدُهم وَاحِدَةً، فَلَمَّا فَرَّقهم اللَّهُ صَارَتْ يدُهم أَياديَ، قَالَ: وَقِيلَ اليدُ هُنَا الطَّرِيقُ؛ يُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ يدَ بَحْرٍ أَي طَرِيقَ بَحرٍ، لأَن أَهل سَبَإٍ لمَّا مَزَّقَهم اللَّهُ أَخَذوا طُرُقاً شتَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: اجْعَلِ الفُسَّاقَ يَداً يَداً ورِجْلًا رجْلًا فإِنهم إِذا اجْتَمَعُوا وَسْوَسَ الشيطانُ بَيْنَهُمْ فِي الشَّرِّ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي فَرِّقْ بَيْنَهُمْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَفَرَّقوا أَيْدِي سَبا أَي تفرَّقوا فِي الْبِلَادِ. وَيُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ بِمَا أَدت يَدٌ إِلى يَدٍ، عِنْدَ تأْكيد الإِخْفاق، وَهُوَ الخَيْبةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يُدْعى عَلَيْهِ بِالسُّوءِ: لليَدَيْنِ وللفَمِ أَي يَسْقُط على يَدَيْهِ وفَمِه. يهيا: يَهْيا: مِنْ كَلَامِ الرِّعاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَهْيا حكايةُ التَّثاؤب؛ قَالَ الشَّاعِرُ: تَعادَوْا بِيَهْيا مِنْ مُواصَلة الْكَرَى ... عَلَى غائراتِ الطَّرْفِ هُدْلِ المَشافِر يوا: الْيَاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ يَا مَنِ الأَلف اللَّيِّنَةِ آخِرِ الْكِتَابِ، إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

_ (1). قوله [بَاعَ فُلَانٌ غَنَمَهُ الْيَدَانِ] رسم في الأصل اليدان بالأَلف تبعاً للتهذيب.

حُضوراً فأَراد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عِيسَى أَنْ يُكَذِّبهم بِمَا ادَّعَوْا عَلَيْهِ، وأَما التَّوْبِيخُ لِعَدُوِّهِ فَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ، وَقَوْلِهِ: أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ، أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها؛ وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَهَذِهِ أُصول الأَلفات. وَلِلنَّحْوِيِّينَ أَلقابٌ لأَلفات غَيْرِهَا تُعْرَفُ بِهَا، فَمِنْهَا الأَلف الْفَاصِلَةُ وَهِيَ فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحدهما الأَلف الَّتِي تُثْبِتُهَا الْكَتَبَةُ بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ لِيُفْصَلَ بِهَا بَيْنَ وَاوِ الْجَمْعِ وَبَيْنَ مَا بَعْدَهَا مِثْلَ كَفَرُوا وشَكَرُوا، وَكَذَلِكَ الأَلفُ الَّتِي فِي مِثْلِ يَغْزُوا وَيَدْعُوا، وَإِذَا اسْتُغْنِيَ عَنْهَا لِاتِّصَالِ الْمَكْنِيِّ بِالْفِعْلِ لَمْ تَثْبُتْ هَذِهِ الأَلف الْفَاصِلَةُ، والأُخرى الأَلف الَّتِي فَصَلَتْ بَيْنَ النُّونِ الَّتِي هِيَ عَلَامَةُ الإِناث وَبَيْنَ النُّونِ الثَّقِيلَةِ كَرَاهَةَ اجْتِمَاعِ ثَلَاثِ نُونَاتٍ فِي مِثْلِ قَوْلِكَ لِلنِّسَاءِ فِي الأَمر افْعَلْنانِّ، بِكَسْرِ النُّونِ وَزِيَادَةِ الأَلف بَيْنِ النُّونَيْنِ؛ وَمِنْهَا أَلف العِبارة لأَنها تُعبر عَنِ الْمُتَكَلِّمِ مِثْلَ قَوْلِكَ أَنا أَفْعَلُ كَذَا وأَنا أَستغفر اللَّهَ وَتُسَمَّى الْعَامِلَةَ؛ وَمِنْهَا الأَلف الْمَجْهُولَةُ مِثْلَ أَلف فَاعِلٍ وَفَاعُولٍ وَمَا أَشبهها، وَهِيَ أَلف تَدْخُلُ فِي الأَفعال والأَسماء مِمَّا لَا أَصل لَهَا، إِنَّمَا تأْتي لإِشباع الْفَتْحَةِ فِي الْفِعْلِ وَالِاسْمِ، وَهِيَ إِذَا لَزِمَتْها الحركةُ كَقَوْلِكَ خاتِم وخواتِم صَارَتْ وَاوًا لَمَّا لَزِمَتْهَا الْحَرَكَةُ بِسُكُونِ الأَلف بَعْدَهَا، والأَلف الَّتِي بَعْدَهَا هِيَ أَلف الْجَمْعِ، وَهِيَ مَجْهُولَةٌ أَيضاً؛ وَمِنْهَا أَلف الْعِوَضِ وَهِيَ الْمُبْدَلَةُ مِنَ التَّنْوِينِ الْمَنْصُوبِ إِذَا وَقَفْتَ عَلَيْهَا كَقَوْلِكَ رأَيت زَيْدًا وَفَعَلْتُ خَيْرًا وَمَا أَشبهها؛ وَمِنْهَا أَلف الصِّلة وَهِيَ أَلفٌ تُوصَلُ بِهَا فَتحةُ الْقَافِيَةِ، فَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: بانَتْ سُعادُ وأَمْسَى حَبْلُها انْقَطَعا وَتُسَمَّى أَلف الْفَاصِلَةِ، فَوَصَلَ أَلف الْعَيْنِ بِأَلِفٍ بَعْدَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا؛ الأَلف الَّتِي بَعْدَ النُّونِ الأَخيرة هِيَ صِلَةٌ لِفَتْحَةِ النُّونِ، وَلَهَا أَخوات فِي فَوَاصِلِ الْآيَاتِ كَقوله عَزَّ وَجَلَّ: قَوارِيرَا* وسَلْسَبِيلًا؛ وأَما فَتْحَةُ هَا الْمُؤَنَّثِ فَقَوْلُكَ ضَرَبْتُهَا وَمَرَرْتُ بِهَا، وَالْفَرْقُ بَيْنَ أَلِفِ الْوَصْلِ وأَلف الصِّلَةِ أَن أَلف الْوَصْلِ إِنَّمَا اجْتُلِبَتْ فِي أَوائل الأَسماء والأَفعال، وَأَلِفَ الصِّلَةِ فِي أَواخر الأَسماء كَمَا تَرَى؛ وَمِنْهَا أَلف النُّونِ الْخَفِيفَةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ، وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ؛ الْوُقُوفُ عَلَى لَنَسْفَعاً وَعَلَى وَلَيَكُوناً بالأَلف، وَهَذِهِ الأَلف خَلَفٌ مِنَ النُّونِ، والنونُ الْخَفِيفَةُ أَصلها الثَّقِيلَةُ إِلَّا أَنها خُفّفت؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الأَعشى: وَلَا تَحْمَدِ المُثْرِينَ وَاللَّهَ فَاحْمَدا أَراد فاحْمَدَنْ، بِالنُّونِ الْخَفِيفَةِ، فَوَقَفَ عَلَى الأَلف؛ وَقَالَ آخَرُ: وقُمَيْرٍ بَدَا ابْنَ خَمْسٍ وعِشْرِينَ، ... فَقَالَتْ لَهُ الفَتاتانِ: قُوما أَراد: قُومَنْ فَوَقَفَ بالأَلف؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: يَحْسَبهُ الجاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَما ... شَيْخاً، عَلَى كُرْسِيِّه، مُعَمَّمَا فَنَصَبَ يَعْلم لأَنه أَراد مَا لَمْ يَعْلَمن بِالنُّونِ الْخَفِيفَةِ فَوَقَفَ بالأَلف؛ وَقَالَ أَبو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: قِفا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ قَالَ: أَراد قِفَنْ فأَبدل الأَلف مِنَ النُّونِ الْخَفِيفَةِ كَقَوْلِهِ قُوما أَراد قُومَنْ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ؛ أَكثر الرِّوَايَةِ أَن الْخِطَابَ لِمَالِكٍ خَازِنِ جَهَنَّمَ وَحْدَهُ فَبَنَاهُ عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ، وَقِيلَ: هُوَ خِطَابٌ لِمَالِكٍ ومَلَكٍ مَعَهُ، وَاللَّهُ أَعلم؛ وَمِنْهَا أَلِفُ الْجَمْعِ مِثْلَ مَساجد وجِبال وفُرْسان

وفَواعِل، وَمِنْهَا التَّفْضِيلُ وَالتَّصْغِيرُ كَقَوْلِهِ فُلَانٌ أَكْرَمُ منكَ وأَلأَمُ مِنْكَ وَفُلَانٌ أَجْهَلُ الناسِ، وَمِنْهَا أَلِفُ النِّداء كَقَوْلِكَ أَزَيْدُ؛ تُرِيدُ يَا زَيْدُ، وَمِنْهَا أَلف النُّدبة كقولك وا زَيْداه أَعني الأَلف الَّتِي بَعْدَ الدَّالِ، وَيُشَاكِلُهَا أَلف الِاسْتِنْكَارِ إِذَا قَالَ رَجُلٌ جَاءَ أَبو عَمْرٍو فيُجِيب الْمُجِيبُ أَبو عَمْراه، زِيدَتِ الْهَاءُ عَلَى الْمَدَّةِ فِي الِاسْتِنْكَارِ كما زيدت في وا فُلاناهْ فِي النُّدْبَةِ، وَمِنْهَا أَلِفُ التأْنيث نَحْوَ مدَّةٍ حَمْراء وبَيْضاء ونُفَساء، وَمِنْهَا أَلف سَكْرَى وحُبْلَى، وَمِنْهَا أَلف التَّعايِي وَهُوَ أَن يَقُولَ الرَّجُلُ إِنَّ عُمر، ثُمَّ يُرْتَجُ عَلَيْهِ كلامُه فَيَقِفُ عَلَى عُمر وَيَقُولُ إِنَّ عُمرا، فَيَمُدُّهَا مُسْتَمِدًّا لِمَا يُفتح لَهُ مِنَ الْكَلَامِ فَيَقُولُ مُنْطَلِق، الْمَعْنَى إنَّ عُمَرَ مُنْطَلِقٌ إِذَا لَمْ يَتعايَ، وَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي التَّرْخِيمِ كَمَا يَقُولُ يَا عُما وَهُوَ يُرِيدُ يَا عُمر، فَيَمُدُّ فَتْحَةَ الْمِيمِ بالأَلف لِيَمْتَدَّ الصَّوْتُ؛ وَمِنْهَا أَلِفَاتُ المدَّات كَقَوْلِ الْعَرَبِ لِلْكَلْكَلِ الكَلْكال، وَيَقُولُونَ للخاتَم خَاتَامُ، وللدانَق دَانَاقُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: الْعَرَبُ تَصِلُ الْفَتْحَةَ بالأَلف وَالضَّمَّةَ بِالْوَاوِ وَالْكَسْرَةَ بِالْيَاءِ؛ فمِن وَصْلِهم الْفَتْحَةَ بالأَلف قولُ الرَّاجِزِ: قُلْتُ وَقَدْ خَرَّتْ علَى الكَلْكَالِ: ... يَا ناقَتِي مَا جُلْتِ عَنْ مَجالِي أَراد: عَلَى الكَلْكَلِ فَوَصَل فَتْحَةَ الْكَافِ بالأَلف، وَقَالَ آخَرُ: لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كَمَا أَرادَ: خَظَتا؛ ومِن وصلِهم الضمةَ بِالْوَاوِ مَا أَنشده الْفَرَّاءُ: لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَنْ يَرْقُودا، ... فانْهَضْ فَشُدَّ المِئزَرَ المَعْقُودا أَرَادَ: أَنْ يَرْقُدَ، فَوَصَلَ ضَمَّةَ الْقَافِ بِالْوَاوِ؛ وأَنشدَ أَيضاً: اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا فِي تَلَفُّتِنا، ... يَومَ الفِراقِ، إِلَى إخْوانِنا صُورُ «2» وأَنَّنِي حَيْثُما يَثْني الهَوَى بَصَرِي، ... مِنْ حَيْثُما سَلَكُوا، أَدْنو فأَنْظُورُ أَراد: فأَنْظُرُ؛ وأَنشد فِي وَصْلِ الْكَسْرَةِ بِالْيَاءِ: لَا عَهْدَ لِي بِنِيضالِ، ... أَصْبحْتُ كالشَّنِّ البالِي أَراد: بِنِضال؛ وَقَالَ: علَى عَجَلٍ مِنِّي أُطَأْطِئُ شِيمالِي أَراد: شِمالِي، فَوَصَلَ الْكَسْرَةَ بِالْيَاءِ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةُ: يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ أَرَادَ: يَنْبَعُ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَكثر أَهْلِ اللُّغَةِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَنْباعُ يَنْفَعِل مِنْ باعَ يَبُوع، والأَول يَفْعَلُ مِن نَبَعَ يَنْبَعُ؛ وَمِنْهَا الأَلف المُحوَّلة، وَهِيَ كُلُّ أَلِفٍ أَصْلُهَا الْيَاءُ وَالْوَاوُ الْمُتَحَرِّكَتَانِ كَقَوْلِكَ قَالَ وباعَ وَقَضَى وغَزا وَمَا أَشْبَهَهَا؛ وَمِنْهَا أَلِفُ التَّثْنِيَةِ كَقَوْلِكَ يَجْلِسانِ ويَذْهَبانِ، وَمِنْهَا أَلِفُ التَّثْنِيَةِ فِي الأَسماء كَقَوْلِكَ الزَّيْدان والعَمْران. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ أَيا أَياه أَقبل، وَزْنُهُ عَيا عَياه. وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري: أَلف الْقَطْعِ فِي أَوائل الأَسماء عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن تَكُونَ فِي أَوائل الأَسماء الْمُنْفَرِدَةِ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن تَكُونَ فِي أَوائل الْجَمْعِ، فَالَّتِي فِي أَوائل الأَسماء تَعْرِفُهَا بِثَبَاتِهَا فِي التَّصْغِيرِ بأَن تَمْتَحِنَ الأَلف فَلَا تَجِدُهَا فَاءً وَلَا عَيْنًا وَلَا لَامًا، وَكَذَلِكَ فحَيُّوا بأَحسن مِنْهَا، وَالْفَرْقُ بَيْنَ أَلف الْقَطْعِ وَأَلِفِ الْوَصْلِ أَنَّ أَلف الْوَصْلِ فَاءٌ مِنَ الْفِعْلِ، وألف القطع

_ (2). قوله [إخواننا] تقدّم في صور: أحبابنا، وكذا هو في المحكم.

إذا

لَيْسَتْ فَاءً وَلَا عَيْنًا وَلَا لَامًا، وأَما أَلِفُ الْقَطْعِ فِي الْجَمْعِ فَمِثْلُ أَلف أَلوان وَأَزْوَاجٍ، وَكَذَلِكَ أَلف الْجَمْعِ فِي السَّتَهِ، وأَما أَلفات الْوَصْلِ فِي أَوائل الأَسماء فَهِيَ تِسْعَةٌ: أَلف ابْنِ وَابْنَةَ وَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ وَامْرِئٍ وامرأَة وَاسْمٍ وَاسْتٍ فَهَذِهِ ثَمَانِيَةٌ تُكْسَرُ الأَلف فِي الِابْتِدَاءِ وَتُحْذَفُ فِي الْوَصْلِ، وَالتَّاسِعَةُ الأَلف الَّتِي تَدْخُلُ مَعَ اللَّامِ لِلتَّعْرِيفِ، وَهِيَ مَفْتُوحَةٌ فِي الِابْتِدَاءِ سَاقِطَةٌ فِي الْوَصْلِ كَقَوْلِكَ الرَّحْمَنُ، الْقَارِعَةُ، الحاقَّة، تَسْقُطُ هَذِهِ الأَلفات فِي الْوَصْلِ وَتَنْفَتِحُ فِي الِابْتِدَاءِ. التهذيب: وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَادَيْتَهُ: آفلان وأَ فلان وَآ يَا فُلَانُ، بِالْمَدِّ، والعرب تزيد آإذا أَرادوا الْوُقُوفَ عَلَى الْحَرْفِ الْمُنْفَرِدِ؛ أَنشد الْكِسَائِيُّ: دَعا فُلانٌ رَبَّه فَأَسْمَعا «1» ... بالخَيْرِ خَيْراتٍ، وإِنْ شَرًّا فَآ، وَلَا أُرِيدُ الشَّرَّ إِلَّا أَنْ تَآ قَالَ: يُرِيدُ إِلَّا أَن تَشَاءَ، فَجَاءَ بِالتَّاءِ وَحْدَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا آ، وَهِيَ فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ، إِلَّا أَن تَا بأَلف لَيِّنَةٍ وَيَقُولُونَ أَلا تَا، يَقُولُ: أَلا تَجِيء، فَيَقُولُ الْآخَرُ: بَلَى فَا أَي فَاذْهَبْ بِنَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ وَإِنْ شَرًّا فَآ، يُرِيدُ: إِنْ شَرًّا فَشَرٌّ. الجوهري: آحرف هِجَاءٍ مَقْصُورَةٌ مَوْقُوفَةٌ، فَإِنْ جَعَلْتَهَا اسْمًا مَدَدْتَهَا، وَهِيَ تُؤَنَّثُ مَا لَمْ تُسَمَّ حَرْفًا، فَإِذَا صُغِّرَتْ آيَةٌ قُلْتَ أُيَيَّة، وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ صَغِيرَةً فِي الْخَطِّ، وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِيمَا أَشبهها مِنَ الْحُرُوفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ هَذَا الْقَوْلِ إِذَا صُغِّرَتْ آءَ فِيمَنْ أَنث قُلْتَ أُيية عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ زَيَّيْتُ زَايًا وَذَيَّلْتُ ذَالًا، وأَما عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ زَوَّيْتُ زَاياً فَإِنَّهُ يَقُولُ فِي تَصْغِيرِهَا أُوَيَّة، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي الزَّايِ زُوَيَّة. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي آخِرِ تَرْجَمَةِ أَوا: آءَ حَرْفٌ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، فَإِذَا مَدَدْتَ نوَّنت، وَكَذَلِكَ سَائِرُ حُرُوفِ الْهِجَاءِ، والأَلف يُنَادَى بِهَا الْقَرِيبُ دُونَ الْبَعِيدِ، تَقُولُ: أَزَيْدُ أَقبِل، بأَلف مَقْصُورَةٍ والأَلف مِنْ حُرُوفِ الْمَدِّ وَاللِّينِ، فَاللَّيِّنَةُ تُسَمَّى الأَلف، وَالْمُتَحَرِّكَةُ تُسَمَّى الْهَمْزَةَ، وَقَدْ يَتَجَوَّزُ فِيهَا فَيُقَالُ أَيضاً أَلف، وَهُمَا جَمِيعًا مِنْ حُرُوفِ الزِّيادات، وَقَدْ تَكُونُ الأَلف ضَمِيرَ الِاثْنَيْنِ فِي الأَفعال نَحْوَ فَعَلا ويَفْعَلانِ، وعلامةَ التَّثْنِيَةِ فِي الأَسماء، ودَليلَ الرَّفْعِ نَحْوَ زَيْدَانِ ورجُلان، وَحُرُوفُ الزِّيَادَاتِ عَشَرَةٌ يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ: [الْيَوْمَ تَنْساه] وَإِذَا تَحَرَّكَتْ فَهِيَ هَمْزَةٌ، وَقَدْ تُزَادُ فِي الْكَلَامِ لِلِاسْتِفْهَامِ، تَقُولُ: أَزَيْدٌ عِنْدَكَ أَم عَمْرو، فَإِنِ اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ فَصَلْتَ بَيْنَهُمَا بأَلف؛ قال ذو الرمة: أَبا ظَبْيةَ الوَعْساء بَيْنَ جُلاجِلٍ ... وبيْنَ النَّقا، آأَنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ؟ قَالَ: والأَلف عَلَى ضَرْبَيْنِ أَلف وَصْلٍ وأَلف قَطْعٍ، فَكُلُّ مَا ثَبَتَ فِي الْوَصْلِ، فَهُوَ أَلِفُ الْقَطْعِ، وَمَا لَمْ يَثْبُتْ فَهُوَ أَلِفُ الْوَصْلِ، وَلَا تَكُونُ إِلَّا زَائِدَةً، وَأَلِفُ الْقَطْعِ قَدْ تَكُونُ زَائِدَةً مِثْلَ أَلِفِ الِاسْتِفْهَامِ، وَقَدْ تَكُونُ أَصلية مِثْلَ أَخَذَ وأَمَرَ، وَاللَّهُ أَعلم. إِذَا : الْجَوْهَريُّ: إِذَا اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى زَمَانٍ مُسْتَقْبَلٍ وَلَمْ تُسْتَعْمَلْ إلَّا مُضافة إِلَى جُمْلَةٍ، تَقُولُ: أَجِيئُك إِذَا احْمَرّ البُسْرُ وَإِذَا قَدِمَ فُلَانٌ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنها اسْمٌ وُقُوعُهَا مَوْقِعَ قَوْلِكَ آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فُلَانٌ، وَهِيَ ظَرْفٌ، وَفِيهَا مُجازاة لأَنّ جَزَاءَ الشَّرْطِ ثَلَاثَةُ أَشياء: أَحدها الْفِعْلُ كَقَوْلِكَ إنْ تأْتِني آتِك، وَالثَّانِي الْفَاءُ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِني فأَنا مُحْسِنٌ إِلَيْكَ، وَالثَّالِثُ إِذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ ؛

_ (1). قوله [دعا فلان إلخ] كذا بالأصل، وتقدم في معي: دعا كلانا.

إلا

وَتَكُونُ لِلشَّيْءِ تُوَافِقُهُ فِي حَالٍ أَنت فِيهَا وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ خَرَجْتُ فَإِذَا زَيْدٌ قائمٌ؛ الْمَعْنَى خَرَجْتُ ففاجأَني زَيْدٌ فِي الْوَقْتِ بِقِيَامٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ ابْنُ جِنِّي فِي إِعْرَابِ أَبيات الْحَمَاسَةِ فِي بَابِ الأَدب فِي قَوْلِهِ: بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نَحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ قَالَ: إِذَا فِي الْبَيْتِ هِيَ المَكانِيَّة الَّتِي تَجِيء للمُفاجأَة؛ قَالَ: وكذلك إذ إذْ فِي قَوْلِ الأَفوه: بَيْنَما الناسُ عَلى عَلْيائِها، ... إذ إذْ هَوَوْا فِي هُوَّةٍ فِيهَا فَغارُوا فإذْ هُنَا غَيْرُ مُضَافَةٍ إِلَى مَا بَعْدَهَا كَإذا الَّتِي لِلْمُفَاجَأَةِ، وَالْعَامِلُ فِي إذْ هَوَوْا؛ قال: وأَمّا إذ إذْ فَهِيَ لِمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، وَقَدْ تَكُونُ للمُفاجأة مِثْلُ إِذَا وَلَا يَلِيها إِلَّا الفِعلُ الْوَاجِبُ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ بَيْنَمَا أَنا كذا إذ إذْ جَاءَ زَيْدٌ، وَقَدْ تُزادَان جَمِيعًا فِي الْكَلَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَإذ إِذْ واعَدْنا مُوسى؛ أَي وَواعَدْنا؛ وَقَوْلُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ رِبْع الهُذَليّ: حتَّى إِذَا أَسْلَكُوهم فِي قُتائِدةٍ، ... شَلًّا كَمَا تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا أَي حَتَّى أَسلكوهم فِي قُتائدة لأَنه آخِرُ الْقَصِيدَةِ، أَوْ يَكُونُ قَدْ كَفَّ عَنْ خَبَرِهِ لِعِلْمِ السَّامِعِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَوَابُ إِذَا مَحْذُوفٌ وَهُوَ النَّاصِبُ لِقَوْلِهِ شَلًّا تَقْدِيرُهُ شَلُّوهم شَلًّا، وَسَنَذْكُرُ مِنْ مَعَانِي إِذَا فِي تَرْجَمَةِ ذَا مَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. إِلَّا : الأَزهري: إِلَّا تَكُونُ اسْتِثْنَاءً، وَتَكُونُ حَرْفَ جَزَاءٍ أَصلها إِنْ لَا، وَهْمَا مَعًا لَا يُمالان لأَنهما مِنَ الأَدواتِ والأَدواتُ لَا تُمالُ مِثْلَ حَتَّى وأَما وأَلا وَإِذَا، لَا يَجُوزُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا الإِمالة لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بأَسماء، وَكَذَلِكَ إِلَى وَعَلَى ولَدَى الإِمالة فِيهَا غَيْرُ جَائِزَةٍ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلف إِلَى وَعَلَى مُنْقَلِبَتَانِ مِنْ وَاوَيْنِ لأَن الأَلفات لَا تَكُونُ فِيهَا الإِمالة، قَالَ: وَلَوْ سُمِّيَ بِهِ رَجُلٌ قِيلَ فِي تَثْنِيَتِهِ أَلَوانِ وعَلَوانِ، فَإِذَا اتَّصَلَ بِهِ الْمُضْمَرُ قَلَبْتَهُ فَقُلْتَ إلَيْكَ وَعَلَيْكَ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَتْرُكُهُ عَلَى حَالِهِ فَيَقُولُ إِلَاكَ وعَلاك؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ لأَنَّ الأَلفات لَا يَكُونُ فِيهَا الإِمالة، قَالَ: صَوَابُهُ لأَن أَلِفَيْهِما والأَلِفُ فِي الْحُرُوفِ أَصل وَلَيْسَتْ بِمُنْقَلِبَةٍ عَنْ يَاءٍ وَلَا وَاوٍ وَلَا زَائِدَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ سِيبَوَيْهِ أَلف إِلَى وَعَلَى مُنْقَلِبَتَانِ عَنْ وَاوٍ إِذَا سَمَّيْتَ بِهِمَا وَخَرَجَا مِنَ الْحَرْفِيَّةِ إِلَى الِاسْمِيَّةِ، قَالَ: وَقَدْ وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ، فَإِذَا سميت بها لَحِقَت بالأَسماء فجُعِلَتْ الأَلف فِيهَا مُنْقَلِبَةً عَنِ الْيَاءِ وَعَنِ الْوَاوِ نَحْوَ بَلَى وَإِلَى وَعَلَى، فَمَا سُمِع فِيهِ الإِمالة يُثَنَّى بِالْيَاءِ نَحْوَ بَلَى، تَقُولُ فِيهَا بَلَيانِ، وَمَا لَمْ يُسمع فِيهِ الإِمالة ثُنِّيَ بِالْوَاوِ نَحْوَ إِلَى وَعَلَى، تَقُولُ فِي تَثْنِيَتِهِمَا اسْمَيْنِ إلَوانِ وعَلَوانِ. قَالَ الأَزهري: وأَما مَتَى وأَنَّى فَيَجُوزُ فِيهِمَا الإِمالة لأَنهما مَحَلَّانِ والمحالُّ أَسماء، قَالَ: وبَلَى يَجُوزُ فِيهَا الإِمالة لأَنها يَاءٌ زِيدَتْ فِي بَلْ، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ، فأَما إِلَّا الَّتِي أَصلها إنْ لَا فَإِنَّهَا تَلِي الأَفعال المُسْتَقْبَلَة فَتَجْزِمُهَا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ ؛ فَجَزْمُ تَفْعَلُوهُ وَتَكُنْ بإلَّا كَمَا تَفْعَلُ إِنْ الَّتِي هِيَ أُمّ الْجَزَاءِ وَهِيَ فِي بَابِهَا. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما إِلَّا فَهِيَ حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ يُستثنى بِهَا عَلَى خَمْسَةِ أَوجه: بَعْدَ الإِيجاب وَبَعْدَ النَّفْيِ والمُفَرَّغِ والمُقَدَّمِ والمُنْقَطِع؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ عِبَارَةٌ سَيِّئَةٌ، قَالَ: وَصَوَابُهَا أَن يَقُولَ الِاسْتِثْنَاءُ بإلَّا يَكُونُ بَعْدَ الإِيجاب وَبَعْدَ النَّفْيِ مُتَّصِلًا وَمُنْقَطِعًا ومُقَدَّماً وَمُؤَخَّرًا، وَإِلَّا فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مُسَلِّطة

لِلْعَامِلِ ناصِبة أَو مُفَرَّغة غَيْرُ مُسَلِّطة، وَتَكُونُ هِيَ وَمَا بَعْدَهَا نَعْتًا أَو بَدَلًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فَتَكُونُ فِي الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ بِمَعْنَى لَكِنْ لأَن المُسْتَثْنَى مِنْ غَيْرِ جِنْسِ المُسْتَثْنَى مِنْهُ، وَقَدْ يُوصفُ بإلَّا، فَإِنْ وصَفْتَ بِهَا جَعلْتها وَمَا بَعْدَهَا فِي مَوْضِعِ غَيْرَ وأَتبعت الِاسْمَ بَعْدَهَا مَا قَبْلَهُ فِي الإِعراب فَقُلْتَ جَاءَنِي القومُ إِلَّا زيدٌ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ: وكلُّ أخٍ مُفارِقُه أَخُوه، ... لَعَمْرُ أَبِيكَ إلَّا الفَرْقدانِ كأَنه قَالَ: غَيْرُ الفَرْقَدَيْنِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الآمِدي فِي المؤتَلِف والمُخْتَلِف أَنّ هَذَا الْبَيْتَ لِحَضْرَمِيِّ بْنِ عَامِرٍ؛ وَقَبْلَهُ: وكلُّ قَرينةٍ قُرِنَتْ بأُخْرَى، ... وَإِنْ ضَنَّت، بِهَا سَيفَرَّقانِ قَالَ: وأَصل إلَّا الِاسْتِثْنَاءُ والصفةُ عارضةٌ، وَأَصْلُ غَيْرَ صفةٌ وَالِاسْتِثْنَاءُ عارضٌ؛ وَقَدْ تَكُونُ إلَّا بِمَنْزِلَةِ الْوَاوِ فِي الْعَطْفِ كَقَوْلِ الْمُخَبَّلِ: وأَرَى لها داراً بأَغْدِرةِ ... السِّيدان لَمْ يَدْرُسْ لَهَا رَسْمُ إلَّا رَماداً هَامِدًا دَفَعَتْ، ... عَنْهُ الرِّياحَ، خَوالِدٌ سُحْمُ يُرِيدُ: أَرَى لَهَا دَارًا ورَماداً؛ وَآخِرُ بَيْتٍ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: إنَّي وجَدْتُ الأَمْرَ أَرْشَدُه ... تَقْوَى الإِلهِ، وشَرُّه الإِثْمُ قَالَ الأَزهري: أَما إلَّا الَّتِي هِيَ للإِستثناء فَإِنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى غَيْر، وَتَكُونُ بِمَعْنَى سِوَى، وَتَكُونُ بِمَعْنَى لَكِن، وَتَكُونُ بِمَعْنَى لَمّا، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الِاسْتِثْنَاءِ المَحْضِ. وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: إِذَا اسْتَثْنَيْتَ بإلَّا مِنْ كَلَامٍ لَيْسَ فِي أَوّله جَحْدٌ فَانْصِبْ مَا بَعْدَ إِلَّا، وَإِذَا اسْتَثْنَيْتَ بِهَا مِنْ كَلَامٍ أَوّلُه جَحْدٌ فَارْفَعْ مَا بَعْدَهَا، وَهَذَا أَكثر كَلَامِ الْعَرَبِ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ؛ فَنُصِبَ لأَنه لَا جَحْدَ فِي أَوّله؛ وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ؛ فَرُفِعَ لأَن فِي أَوّله الْجَحْدَ، وَقِسْ عَلَيْهِمَا مَا شَاكَلَهُمَا؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: وكلُّ أَخ مُفَارِقُهُ أَخوه، ... لعَمر أَبيك إِلَّا الْفَرْقَدَانِ فَإِنَّ الْفَرَّاءَ قَالَ: الْكَلَامُ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي مَعْنَى جَحْدٍ وَلِذَلِكَ رَفَعَ بِإِلَّا كأَنه قَالَ مَا أَحَدٌ إِلَّا مُفارِقُه أَخُوه إِلَّا الفَرْقَدانِ فَجَعَلَهَا مُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِهِ مَا أَحَدٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: لَوْ كانَ غَيْرِي، سُلَيْمَى، اليومَ غَيَّرَه ... وَقْعُ الحوادِثِ إِلَّا الصَّارِمُ الذَّكَرُ جَعَلَهُ الْخَلِيلُ بَدَلًا مِنْ مَعْنَى الْكَلَامِ كأَنه قَالَ: مَا أَحد إِلَّا يَتَغَيَّرُ مِنْ وَقْعِ الْحَوَادِثِ إِلَّا الصارمُ الذكَرُ، فإلَّا هَاهُنَا بِمَعْنَى غَيْرَ، كأَنه قَالَ غَيْرِي وغيرُ الصارمِ الذَّكرِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا ، قَالَ: إِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَنْزِلَةِ سِوَى كأَنك قُلْتَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلهةٌ سِوَى اللَّهِ لفَسَدَنا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ مَعْنَاهُ مَا فِيهِمَا آلهةٌ إِلَّا اللهُ، وَلَوْ كَانَ فِيهِمَا سِوَي اللَّهِ لَفَسَدَتَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَفْعُه عَلَى نِيَّةِ الْوَصْلِ لَا الانْقطاع مِنْ أَوَّلِ الْكَلَامِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قَالَ مَعْنَاهُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا فَإِنَّهُ لَا حُجَّةَ لَهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُم، وَهَذَا كَقَوْلِكَ فِي الْكَلَامِ

النَّاسُ كلُّهم لَكَ حامدُون إلَّا الظالِمَ لَكَ الْمُعْتَدِيَ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُعتدُّ بِتَرْكِهِ الْحَمْدَ لِمَوْضِعِ الْعَدَاوَةِ، وَكَذَلِكَ الظَّالِمُ لَا حُجَّةَ لَهُ وَقَدْ سُمِّيَ ظَالِمًا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا صَحِيحٌ، وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الزجاج فقال بعد ما ذَكَرَ قَوْلَ أَبي عُبَيْدَةَ والأَخفش: الْقَوْلُ عِنْدِي فِي هَذَا وَاضِحٌ، الْمَعْنَى لئلَّا يكونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حجةٌ إلَّا مَنْ ظَلَمَ بِاحْتِجَاجِهِ فِيمَا قَدْ وُضِّحَ لَهُ، كَمَا تَقُولُ مَا لَكَ عليَّ حجةٌ إلَّا الظلمُ وإلَّا أَنْ تَظْلِمَني، الْمَعْنَى مَا لَكَ عليَّ حجةٌ الْبَتَّةَ وَلَكِنَّكَ تَظلِمُني، وَمَا لَكَ عليَّ حجةٌ إلَّا ظُلمي، وَإِنَّمَا سَمَّى ظُلْمُهُ هاهنا حُجَّةً لأَن الْمُحْتَجَّ بِهِ سَمَّاهُ حُجَّةً، وحُجَّتُه دَاحِضَةٌ عِنْدَ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ؛ فَقَدْ سُمِّيَتْ حُجَّةً إلَّا أَنها حجةُ مُبْطِل، فَلَيْسَتْ بِحُجَّةٍ مُوجِبَةٍ حَقًّا، قَالَ: وَهَذَا بَيَانٌ شافٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ؛ أَراد سِوَى مَا قَدْ سَلَفَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ؛ فَمَعْنَاهُ فهَلَّا كَانَتْ قريةٌ أَي أَهلُ قَرْيَةٍ آمنُوا، وَالْمَعْنَى مَعْنَى النَّفْيِ أَي فَمَا كَانَتْ قريةٌ آمَنُوا عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا، ثُمَّ قَالَ: إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ، اسْتِثْنَاءٌ لَيْسَ مِنَ الأَوّل كأَنه قَالَ: لَكِنَّ قومُ يُونُسَ لمَّا آمنُوا انْقَطَعُوا مِنْ سَائِرِ الأُمم الَّذِينَ لَمْ يَنْفَعْهم إيمانُهم عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ: عَيّتْ جَواباً، وَمَا بالرَّبْع ... من أَحدٍ إلَّا أَواريَّ لأْياً مَا أُبَيِّنُها «2» فنصَب أَواريَّ عَلَى الِانْقِطَاعِ مِنَ الأَوّل، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرِهِ مِنْ حُذَّاقِ النَّحْوِيِّينَ، قَالَ: وأَجازوا الرَّفْعَ فِي مِثْلِ هَذَا، وَإِنْ كَانَ الْمُسْتَثْنَى لَيْسَ مِنَ الأَوّل وَكَانَ أَوّله مَنْفِيًّا يَجْعَلُونَهُ كَالْبَدَلِ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسُ ... إِلَّا اليَعافِيرُ وإلَّا العِيسُ لَيْسَتِ اليَعافيرُ والعِيسُ مِنَ الأَنِيس فرفَعَها، ووجْهُ الْكَلَامِ فِيهَا النَّصبُ. قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: سأَلت سِيبَوَيْهِ عَنْ قَوْلِهِ تعالى: فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ، عَلَى أَيّ شَيْءٍ نُصِبَ؟ قَالَ إِذَا كَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ إلَّا لكنْ نُصب، قَالَ الْفَرَّاءُ: نُصب إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لأَنهم مُنْقَطِعُونَ مِمَّا قَبْلُ إِذْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ جِنْسه وَلَا مِنْ شَكْله، كأَن قومَ يُونُسَ مُنْقَطِعُونَ مِنْ قَوْمِ غَيْرِهِ مِنَ الأَنبياء، قَالَ: وأَمَّا إلَّا بِمَعْنَى لمَّا فمِثل قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ ؛ وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ إنْ كُلُّهم لمَّا كذَّبَ الرُّسُلَ ، وَتَقُولُ: أَسأَلُك باللهِ إلَّا أَعْطَيْتَني ولَمَّا أَعطيتني بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: وَحَرْفٌ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ تَرفع بِهِ العربُ وتَنْصِبُ لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، وَهُوَ قَوْلُكَ أَتاني إخْوَتُك إلَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدًا وزيدٌ، فَمَنْ نَصب أَراد إلَّا أَن يَكُونَ الأَمْرُ زَيْدًا، وَمَنْ رَفَعَ بِهِ جَعَلَ كَانَ هَاهُنَا تَامَّةً مُكْتَفِيَةً عَنِ الْخَبَرِ بِاسْمِهَا، كَمَا تَقُولُ كَانَ الأَمر، كَانَتِ الْقِصَّةُ. وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ حَقِيقَةِ الِاسْتِثْنَاءِ إِذَا وَقَعَ بِإِلَا مُكَرَّرًا مَرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَربعاً فَقَالَ: الأَوّل حَطٌّ، وَالثَّانِي زيادةٌ، وَالثَّالِثُ حَطٌّ، وَالرَّابِعُ زِيَادَةٌ، إِلَّا أَن تَجْعَلَ بَعْضَ إلَّا إِذَا جُزْت الأَوّل بِمَعْنَى الأَوّل فَيَكُونُ ذَلِكَ الِاسْتِثْنَاءُ زِيَادَةً لَا غَيْرَ، قَالَ: وأَما قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ فِي إلَّا الأُولى إِنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى الْوَاوِ فَهُوَ خَطَأٌ عِنْدَ الْحُذَّاقِ. وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ

_ (2). قوله [عَيَّت جواباً إلخ هو عجز بيت صدره: وقفتُ فيها أَصَيلاناً أُسائلها. وقوله: إلا الأَواريّ إلخ هو صدر بيت عجزه: والنُؤيَ كالحَوضِ في المظلومةِ الجَلَدِ.

ألا

أَما إنَّ «1» كلَّ بناءٍ وَبالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إلَّا مَا لَا إلَّا مَا لَا «2» أَي إلَّا مَا لَا بُدَّ مِنْهُ للإِنسان مِنَ الكِنّ الَّذِي تقُوم به الحياة. ألا : حَرْفٌ يُفْتَتَحُ بِهِ الْكَلَامُ، تَقُولُ أَلَا إنَّ زَيْدًا خَارِجٌ كَمَا تَقُولُ اعْلَمْ أَنَّ زَيْدًا خَارِجٌ. ثَعْلَبٌ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنِ الْكِسَائِيِّ قَالَ: أَلا تَكُونُ تَنْبِيهًا وَيَكُونُ بَعْدَهَا أَمرٌ أَو نَهْيٌ أَو إِخْبَارٌ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: أَلا قُمْ، أَلا لَا تَقُمْ، أَلا إنَّ زَيْداً قَدْ قَامَ، وَتَكُونُ عَرْضًا أَيضاً، وَقَدْ يَكُونُ الْفِعْلُ بَعْدَهَا جزْماً وَرَفْعًا، كُلُّ ذَلِكَ جَاءَ عَنِ الْعَرَبِ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: أَلا تَنْزِلُ تأْكل، وَتَكُونُ أَيضاً تَقْريعاً وَتَوْبِيخًا وَيَكُونُ الْفِعْلُ بَعْدَهَا مَرْفُوعًا لَا غَيْرُ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: أَلا تَنْدَمُ عَلَى فِعالك، أَلا تسْتَحي مِنْ جِيرانِك، أَلا تخافُ رَبَّكَ؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ تُرْدَفُ أَلا بِلَا أُخرى فَيُقَالُ: أَلا لَا؛ وأَنشد: فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه ... وَقَالَ: أَلا لَا مِنْ سَبيلٍ إِلَى هِنْدِ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: هَلْ كَانَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيُقَالُ: أَلا لَا، جَعَلَ أَلا تَنْبِيهًا وَلَا نَفْيًا. غَيْرُهُ: وَأَلَا حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ وَاسْتِفْهَامٍ وَتَنْبِيهٍ نَحْوَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ؛ قَالَ الفارِسي: فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفِ تَنْبِيهٍ خَلَصَتْ لِلِاسْتِفْتَاحِ كَقَوْلِهِ: أَلا يَا اسْلَمي يَا دارَمَيَّ عَلَى البِلى فخَلَصَتْ هَاهُنَا لِلِاسْتِفْتَاحِ وخُصّ التنبيهُ بِيَا. وأَما أَلا الَّتِي للعَرْضِ فمُرَكَّبة مِنْ لَا وأَلف الِاسْتِفْهَامِ. أَلَّا: مَفْتُوحَةُ الْهَمْزَةِ مُثَقَّلة لَهَا مَعْنَيَانِ: تَكُونُ بِمَعْنَى هَلَّا فَعَلْتَ وأَلَّا فعلتَ كَذَا، كأَنَّ مَعْنَاهُ لِمَ لَمْ تَفْعَلْ كَذَا، وَتَكُونُ أَلَّا بِمَعْنَى أَنْ لَا فأُدغمت النُّونُ فِي اللَّامِ وشُدِّدت اللامُ، تَقُولُ: أَمرته أَلَّا يَفْعَلَ ذَلِكَ، بالإِدغام، وَيَجُوزُ إِظْهَارُ النُّونِ كَقَوْلِكَ: أَمرتك أَن لَا تَفْعَلَ ذَلِكَ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْمَصَاحِفِ الْقَدِيمَةِ مُدْغَمًا فِي مَوْضِعٍ وَمُظْهَرًا فِي مَوْضِعٍ، وَكُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ. وَرَوَى ثَابِتٌ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: لأَنْ يَسْأَلني ربِّي: أَلَّا فعلتَ، أَحبُّ إِلَيَّ مِنْ أَن يَقُولَ لِي: لِمَ فعَلْتَ؟ فَمَعْنَى أَلَّا فعَلْتَ هَلَّا فعلتَ، وَمَعْنَاهُ لِم لَمْ تَفْعَلْ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ أَنْ لَا إِذَا كَانَتْ إِخْبَارًا نَصَبَتْ ورَفَعَتْ، وَإِذَا كَانَتْ نَهْيًا جَزَمَت. إِلَى : حَرْفٌ خَافِضٌ وَهُوَ مُنْتَهىً لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، تَقُولُ: خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَجَائِزٌ أَن تَكُونَ دَخَلْتَهَا، وَجَائِزٌ أَن تَكُونَ بَلَغْتَهَا وَلَمْ تدْخُلْها لأَنّ النِّهَايَةَ تَشْمَلُ أَول الْحَدِّ وَآخِرَهُ، وَإِنَّمَا تَمْنَعُ مِنْ مُجَاوَزَتِهِ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ تَكُونُ إِلَى انْتِهَاءِ غايةٍ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ . وَتَكُونُ إِلَى بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ ؛ مَعْنَاهُ مَعَ أَموالِكم، وَكَقَوْلِهِمْ: الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إبِلٌ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ* ؛ أَي مَعَ اللهِ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ . وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ؛ فَإِنَّ الْعَبَّاسَ وَجَمَاعَةً مِنَ النَّحْوِيِّينَ جَعَلُوا إِلَى بِمَعْنَى مَعَ هَاهُنَا وأَوجبوا غسْلَ المَرافِق وَالْكَعْبَيْنِ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ وَهُوَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ: اليَدُ مِنْ أَطراف الأَصابع إِلَى الْكَتِفِ والرِّجل مِنَ الأَصابع إِلَى أَصل الْفَخِذَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتِ المَرافِق والكَعْبانِ دَاخِلَةً فِي تَحْدِيدِ اليدِ والرِّجْل كَانَتْ

_ (1). قوله [أما إن] في النهاية: ألا ان. (2). قوله [إلا ما لا إلخ] هي في النهاية بدون تكرار.

داخِلةً فِيمَا يُغْسَلُ وخارِجَةً مِمَّا لَا يُغسل، قَالَ: وَلَوْ كَانَ الْمَعْنَى مَعَ المَرافِق لَمْ يَكُنْ فِي المَرافِق فَائِدَةٌ وَكَانَتِ الْيَدُ كُلُّهَا يَجِبُ أَن تُغسل، وَلَكِنَّهُ لَمَّا قِيلَ إِلَى المَرافِق اقتُطِعَتْ فِي الغَسْل مِنْ حَدِّ المِرْفَق. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَرَوَى النَّضْرُ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ إِذَا اسْتأْجرَ الرجلُ دابَّةً إِلَى مَرْوَ، فَإِذَا أَتى أَدناها فَقَدْ أَتى مَرْوَ، وَإِذَا قَالَ إِلَى مَدِينَةِ مَرْوَ فَإِذَا أَتى بَابَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَتاها. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ ؛ إنَّ الْمَرَافِقَ فِيمَا يُغْسَلُ. ابْنُ سِيدَهْ قَالَ إِلَى مُنتهى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: خَرَجْتُ مِنْ كَذَا إِلَى كَذَا، وَهِيَ مِثْلُ حَتَّى إلَّا أَن لِحَتَّى فِعلًا ليس لإِلى. وتقول لِلرَّجُلِ: إِنَّمَا أَنا إِلَيْكَ أَي أَنت غَايَتِي، وَلَا تكونُ حَتَّى هُنَا فَهَذَا أَمْرُ إِلَى وأَصْلُه وَإِنِ اتَّسَعَتْ، وَهِيَ أَعمُّ فِي الْكَلَامِ مِنْ حَتَّى، تَقُولُ: قُمْتُ إِلَيْهِ فَتَجْعَلُهُ مُنْتَهاك مِنْ مَكَانِكَ وَلَا تَقُولُ حَتَّاه. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ* ؛ وأَنت لَا تَقُولُ سِرْتُ إِلَى زَيْدٍ تُرِيدُ مَعَهُ، فَإِنَّمَا جَازَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ* لَمَّا كَانَ مَعْنَاهُ مَن ينضافُ فِي نُصرتي إِلَى اللَّهِ فَجَازَ لِذَلِكَ أَن تأْتي هُنَا بِإِلَى؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى ؛ وأَنت إِنَّمَا تَقُولُ هَلْ لَكَ فِي كَذَا، وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ هَذَا دُعَاءً مِنْهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ صَارَ تَقْدِيرُهُ أَدعوك أَو أُرْشِدُكَ إِلَى أَن تزكَّى؛ وَتَكُونُ إِلَى بِمَعْنَى عِنْدَ كَقَوْلِ الرَّاعِي: صَناعٌ فَقَدْ سادَتْ إليَّ الغوانِيا أَي عِنْدِي. وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِكَ: فلانٌ حليمٌ إِلَى أَدبٍ وفقْهٍ؛ وَتَكُونُ بِمَعْنَى فِي كَقَوْلِ النَّابِغَةِ: فَلَا تَتْرُكَنِّي بالوَعِيدِ كأَنَّني ... إِلَى الناسِ مَطْلِيٌّ بِهِ القارُ أَجْرَبُ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا إلَيْكَ إِذَا قُلْتَ تَنَحَّ، قَالَ: وَسَمِعْنَا مِنَ العرَب مَن يُقَالُ لَهُ إلَيْكَ، فَيَقُولُ إِلَيَّ، كأَنه قِيلَ لَهُ تَنَحَّ، فَقَالَ أَتَنَحَّى، وَلَمْ يُستعمل الْخَبَرُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسماء الْفِعْلِ إلَّا فِي قَوْلِ هَذَا الأَعرابي. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: وَلَيْسَ ثَمَّ طَرْدٌ وَلَا إلَيْكَ إلَيْكَ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ كَمَا تَقُولُ الطريقَ الطريقَ، ويُفْعَل بَيْنَ يَدَيِ الأُمراء، وَمَعْنَاهُ تَنَحَّ وابْعُدْ، وَتَكْرِيرُهُ للتأْكيد؛ وأَما قَوْلُ أَبي فِرْعَوْنَ يَهْجُو نَبَطِيَّةً اسْتَسْقَاهَا مَاءً: إِذَا طَلَبْتَ الْمَاءَ قالَتْ لَيْكا، ... كأَنَّ شَفْرَيْها، إِذَا مَا احْتَكَّا، حَرْفا بِرامٍ كُسِرَا فاصْطَكَّا فَإِنَّمَا أَراد إلَيْكَ أَي تَنَحَّ، فَحُذِفَ الأَلف عُجْمَةً؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ لَيْكا مُرْدَفة، واحْتَكّا واصْطَكا غَيْرُ مُرْدَفَتَين، قَالَ: وَظَاهِرُ الْكَلَامِ عِنْدِي أَن يَكُونَ أَلف لَيْكَا رَوِيًّا، وَكَذَلِكَ الأَلف مِنَ احْتَكَّا وَاصْطَكَّا رَوِيٌّ، وَإِنْ كَانَتْ ضَمِيرَ الِاثْنَيْنِ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ إلَيْكَ عَنِّي أَي أَمْسِكْ وكُفَّ، وَتَقُولُ: إليكَ كَذَا وَكَذَا أَي خُذْه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ القُطامي: إِذَا التَّيَّارُ ذُو العضلاتِ قُلْنا: ... إلَيْك إلَيْك، ضاقَ بِهَا ذِراعا وَإِذَا قَالُوا: اذْهَبْ إلَيْكَ، فَمَعْنَاهُ اشْتَغِلْ بنَفْسك وأَقْبِلْ عَلَيْهَا؛ وَقَالَ الأَعشى: فاذْهَبي ما إلَيْكِ، أَدْرَكَنِي الحِلْمُ، ... عَداني عَنْ هَيْجِكُمْ إشْفاقي وَحَكَى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الْخَلِيلِ فِي قَوْلِكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ إلَيْكَ اللَّهَ قَالَ: مَعْنَاهُ أَحمد مَعَكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ

عَنْهُمَا: إِنِّي قَائِلٌ قَوْلًا وَهُوَ إلَيْكَ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي الْكَلَامِ إِضْمَارٌ أَي هُوَ سِرٌّ أَفْضَيْتُ بِهِ إلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: اللَّهُمَّ إلَيْكَ أَي أَشْكو إِلَيْكَ أَو خُذْني إِلَيْكَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه رأَى مِنْ قَوْمٍ رِعَةً سَيِّئَةً فَقَالَ اللَّهُمَّ إلَيْكَ أَي اقْبِضْني إليْكَ؛ والرِّعَةُ: مَا يَظهر مِنَ الخُلُقِ. وَفِي الْحَدِيثِ: والشرُّ لَيْسَ إليكَ أَي لَيْسَ مِمَّا يُتقرَّب بِهِ إِلَيْكَ، كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: أَنا منكَ وَإِلَيْكَ أَي الْتِجَائِي وانْتمائي إِلَيْكَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ صاهَرَ فُلَانٌ إِلَى بَنِي فُلَانٍ وأَصْهَرَ إِلَيْهِمْ؛ وَقَوْلُ عَمْرٍو: إلَيْكُم يَا بَنِي بَكْرٍ إلَيْكُم، ... أَلَمّا تَعْلَموا مِنَّا اليَقِينا؟ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَعْنَاهُ اذْهَبُوا إليكُم وتَباعَدوا عَنَّا. وَتَكُونُ إِلَى بِمَعْنَى عِنْدَ؛ قَالَ أَوس: فهَلْ لكُم فِيهَا إليَّ، فإنَّني ... طَبيبٌ بِمَا أَعْيا النِّطاسِيِّ حِذْيَما وَقَالَ الرَّاعِي: يُقَالُ، إِذَا رادَ النِّساءُ: خَريدةٌ ... صَناعٌ، فَقَدْ سادَتْ إليَّ الغَوانِيا أَي عِنْدِي، وَرَادَ النِّسَاءِ: ذَهَبْنَ وجِئن، امرأةٌ رَوادٌ أَي تدخل وتخرج. أُولَى وَأُلَاءِ: اسْمٌ يُشَارُ بِهِ إِلَى الْجَمْعِ، وَيُدْخَلُ عَلَيْهِمَا حَرْفُ التَّنْبِيهِ، تَكُونُ لِمَا يَعْقِلُ ولِما لَا يَعْقِل، وَالتَّصْغِيرُ أُلَيّا وأُلَيَّاء؛ قَالَ: يَا مَا أُمَيْلَحَ غِزْلاناً بَرَزْنَ لَنَا ... مِنْ هَؤلَيّائكُنَّ الضَّالِ والسَّمُرِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: اعْلَمْ أَن أُلاء وَزْنُهُ إِذًا مِثْلُ فُعال كغُراب، وَكَانَ حُكْمُهُ إِذَا حَقَّرْتَه عَلَى تَحْقِيرِ الأَسماء الْمُتَمَكِّنَةِ أَن تَقُولَ هَذَا أُلَيِّئٌ ورأَيت أُلَيِّئاً وَمَرَرْتُ بأُلَيِّئ، فَلَمَّا صَارَ تَقْدِيرُهُ أُلَيِّئا أَرادوا أَن يَزِيدُوا فِي آخِرِهِ الأَلف الَّتِي تَكُونُ عِوَضًا مِنْ ضَمَّةِ أَوَّلِهِ، كَمَا قَالُوا فِي ذَا ذَيّا، وَفِي تَا تَيَّا، وَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَوَجَبَ أَن يَقُولُوا أُلَيِّئاً، فَيَصِيرُ بَعْدَ التَّحْقِيرِ مَقْصُورًا وَقَدْ كَانَ قَبْلَ التَّحْقِيرِ مَمْدُودًا، أَرادوا أَن يُقِرُّوه بَعْدَ التَّحْقِيرِ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ التَّحْقِيرِ مِنْ مَدِّهِ فَزَادُوا الأَلف قَبْلَ الْهَمْزَةِ، فالأَلف الَّتِي قَبْلَ الْهَمْزَةِ فِي أُلَيّاء لَيْسَتْ بِتِلْكَ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا فِي الأَصل إِنما هِيَ الأَلف الَّتِي كَانَ سَبِيلُهَا أَن تَلْحَقَ آخِرًا فَقُدِّمَتْ لِمَا ذَكَرْنَاهُ، قَالَ: وأَما أَلف أُلاء فَقَدْ قُلِبَتْ يَاءً كَمَا تُقْلَبُ أَلف غُلَامٍ إِذا قُلْتَ غُلَيِّم، وَهِيَ الْيَاءُ الثَّانِيَةُ وَالْيَاءُ الأُولى هِيَ يَاءُ التَّحْقِيرِ. الْجَوْهَرِيُّ: وأَما أُلُو فَجَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَاحِدُهُ ذُو، وأُلات للإِناث وَاحِدَتُهَا ذاتٌ، تَقُولُ: جاءَني أُلُو الأَلْبْاب وأُلات الأَحْمال، قَالَ: وأَما أُلَى فَهُوَ أَيضاً جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَاحِدُهُ ذَا لِلْمُذَكَّرِ وَذِهِ لِلْمُؤَنَّثِ، ويُمد ويُقصر، فإِن قَصَرْتَه كَتَبْتَهُ بِالْيَاءِ، وإِن مَدَدْتَهُ بَنَيْتَهُ عَلَى الْكَسْرِ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَتَصْغِيرُهُ أُلَيَّا، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، يُمَدُّ ويقصَر لأَن تَصْغِيرَ الْمُبْهَمِ لَا يُغَيَّرُ أَوَّله بَلْ يُتْرَك عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ فَتْحٍ أَو ضَمٍّ، وَتَدْخُلُ ياءُ التَّصْغِيرِ ثَانِيَةً إِذا كَانَ عَلَى حَرْفَيْنِ، وَثَالِثَةً إِذا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف، وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الهاءُ لِلتَّنْبِيهِ، تَقُولُ: هؤلاءِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَن يَقُولُ هؤلاءِ قَوْمُك ورأَيت هَؤُلاءِ، فيُنَوِّن وَيَكْسِرُ الْهَمْزَةَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ بَنِي عُقَيْل، وتَدخل عَلَيْهِ الْكَافُ لِلْخِطَابِ، تَقُولُ أُولئك وأُلاك، قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَمَنْ قَالَ أُلاك فواحِدُه ذَاكَ، وأُلالِك مِثْلَ أُولئك؛ وأَنشد يَعْقُوبُ:

أنى

أُلالِكَ قَوْمي لَمْ يَكُونُوا أُشابةً، ... وهَلْ يَعِظُ الضِّلِّيلَ إِلَّا أُلالِكا؟ وَاللَّامُ فِيهِ زيادةٌ، وَلَا يُقَالُ: هؤلاءِ لَكَ، وَزَعَمَ سِيبَوَيْهِ أَن اللَّامَ لَمْ تُزَدْ إِلَّا فِي عَبْدَل وَفِي ذَلِكَ وَلَمْ يَذْكُرْ أُلالِك إِلَّا أَن يَكُونَ اسْتَغْنَى عَنْهَا بِقَوْلِهِ ذَلِكَ، إِذ أُلالِك فِي التَّقْدِيرِ كأَنه جَمْع ذَلِكَ، وَرُبَّمَا قَالُوا أُولئك فِي غَيْرِ الْعُقَلَاءِ؛ قَالَ جَرِيرٌ: ذُمّ المَنازِلَ، بَعْدَ مَنْزِلة اللِّوَى، ... والعَيْشَ، بَعْدَ أُولئكَ الأَيّامِ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا ؛ قَالَ: وأَما أُلى، بِوَزْنِ العُلا، فَهُوَ أَيضاً جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَاحِدُهُ الَّذِي. التَّهْذِيبُ: الأُلى بِمَعْنَى الَّذِينَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: فإِنَّ الأُلى بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشِمٍ ... تآسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا وأَتى بِهِ زِيَادُ الأَعجم نَكِرَةً بِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ فِي قَوْلِهِ: فأَنْتُمْ أُلى جِئتمْ مَعَ البَقْلِ والدَّبى ... فَطارَ، وَهَذَا شَخْصُكُم غَيْرُ طَائِرٍ قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ فِي بَابِ الهجاءِ منَ الْحَمَاسَةِ، قَالَ: وَقَدْ جاءَ مَمْدُودًا؛ قَالَ خَلَف بْنُ حَازِمٍ: إِلى النَّفَرِ البِيضِ الأُلاءِ كأَنَّهُمْ ... صَفائحُ، يَوْمَ الرَّوْعِ، أَخْلَصَها الصَّقْلُ قَالَ: وَالْكَسْرَةُ الَّتِي فِي أُلاءِ كَسْرَةُ بِنَاءٍ لَا كَسْرَةُ إِعراب؛ قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرُ: فإِنَّ الأُلاءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن أُلا وأُلاء نُقِلَتَا مِنْ أَسماءِ الإِشارة إِلَى مَعْنَى الَّذِينَ، قَالَ: وَلِهَذَا جاءَ فِيهِمَا الْمَدُّ وَالْقَصْرُ وبُنِيَ الْمَمْدُودُ عَلَى الْكَسْرِ، وأَما قَوْلُهُمْ: ذَهَبَتِ الْعَرَبُ الأُلى، فَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الأُوَل لأَنه جَمْعُ أَوْلَى مِثْلَ أُخرى وأُخَر، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: رأَيتُ مَواليَّ الأُلى يَخْذُلُونَني ... عَلَى حَدَثانِ الدَّهْرِ، إِذ يَتَقَلَّبُ قَالَ: فَقَوْلُهُ يَخْذُلونَني مَفْعُولٌ ثَانٍ أَو حَالٌ وَلَيْسَ بِصِلَةٍ؛ وَقَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبْرَص: نَحْنُ الأُلى، فاجْمَعْ جُموعَكَ، ... ثمَّ وجِّهْهُمْ إِلَيْنا قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي تَمَّام: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كانَتِ العَرَبُ الأُلى ... يَدْعُونَ هَذَا سُودَداً مَحْدُودا رأَيت بِخَطِّ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الشَّاطِبِيِّ قَالَ: وَلِلشَّرِيفِ الرَّضِيِّ يَمْدَحُ الطَّائِعَ: قَدْ كَانَ جَدُّكَ عِصْمةَ العَرَبِ الأُلى، ... فالْيَوْمَ أَنت لَهُمْ مِنَ الأَجْذام قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الشَّجَرِيِّ قَوْلُهُ الأُلى يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ أَحدهما أَن يَكُونَ اسْمًا ناقصا بِمَعْنَى الَّذِينَ، أَراد الأُلى سَلَفُوا، فَحَذَفَ الصِّلَةَ لِلْعِلْمِ بِهَا كَمَا حَذَفَهَا عَبِيدُ بْنُ الأَبرص فِي قَوْلِهِ: نَحْنُ الأُلى، فَاجْمَعْ جُمُوعَكَ أَراد: نَحْنُ الأُلى عَرَفْتَهم، وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ أُلى فِي اللَّامِ وَالْهَمْزَةِ والياءِ، وَقَالَ: ذَكَرْتُهُ هُنَا لأَن سِيبَوَيْهِ قَالَ أُلى بِمَنْزِلَةِ هُدى، فمَثَّله بِمَا هُوَ مِنَ الياءِ، وإِن كَانَ سِيبَوَيْهِ رُبَّمَا عَامَلَ اللَّفْظَ. أنى : أَنَّى: مَعْنَاهُ أَيْنَ. تَقُولُ: أَنَّى لك هذا أَي من أَيْن لك هذا، وَهِيَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي يُجازى بِهَا، تَقُولُ: أَنَّى تَأْتِني آتِكَ؛ مَعْنَاهُ مِنْ أَيّ جِهَةٍ تَأْتِني آتِكَ، وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى كيفَ، تَقُولُ:

أيا

أَنَّى لكَ أَنْ تَفْتَحَ الحِصْنَ أَي كَيْفَ لكَ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَنَّى أَداةٌ وَلَهَا مَعْنَيَانِ: أَحدهما أَن تَكُونَ بِمَعْنَى مَتى؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا ؛ أَي مَتى هَذَا وَكَيْفَ هَذَا، وَتَكُونُ أَنَّى بِمَعْنَى مِنْ أَيْنَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ؛ يَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لَهُمْ ذَلِكَ؛ وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ تأْكيداً فَقَالَ: أَنَّى ومِنْ أَيْنَ آبَكَ الطَّرَبُ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا ؛ يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ: قُلْتُمْ مِنْ أَيْنَ هَذَا، وَيَكُونُ قُلْتُمْ كَيْفَ هَذَا. وَقَالَ تَعَالَى: قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا ؛ أَيْ من أَيْنَ لك هذا. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَنَّى مَعْنَاهَا كَيْفَ ومِنْ أَيْنَ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ عَلْقَمَةَ: ومُطْعَمُ الغُنْمِ يَومَ الغُنْمِ مُطْعَمُهُ ... أَنّى تَوَجَّه، والمَحْرُومُ مَحْرومُ أَراد: أَينما تَوَجَّهَ وكَيْفَما تَوَجَّه. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: قرأَ بَعْضُهُمْ أَنَّى صَبَبْنا الماءَ صَبّاً؛ قَالَ: مَن قرأَ بِهَذِهِ القراءَة قَالَ الْوَقْفُ عَلَى طَعامه تامٌّ، وَمَعْنَى أَنَّى أَيْنَ إِلَّا أَن فِيهَا كِناية عَنِ الوُجوه وتأْويلها مِنْ أَيّ وَجْهٍ صَبَبْنا الْمَاءَ؛ وأَنشد: أَنَّى وَمِنْ أَينَ آبَكَ الطَّرَبُ أيا : إيَّا مِنْ عَلَامَاتِ الْمُضْمَرِ، تَقُولُ: إيَّاك وإيَّاهُ وإيَّاكَ أَنْ تَفْعَل ذَلِكَ وهِيَّاكَ، الْهَاءُ عَلَى الْبَدَلِ مِثْلَ أَراقَ وهَراقَ؛ وأَنشد الأَخفش: فهيّاكَ والأَمْرَ الَّذِي إنْ تَوسَّعَتْ ... مَوارِدُه، ضاقَتْ عَلَيْكَ مَصادِرُهْ وَفِي المُحكم: ضاقَتْ عليكَ المَصادِرُ؛ وَقَالَ آخَرُ: يَا خالِ، هَلَّا قُلْتَ، إذْ أَعْطَيْتَني، ... هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ وَتَقُولُ: إيَّاكَ وأَنْ تَفْعَلَ كَذَا، وَلَا تَقُلْ إِيَّاك أَنْ تَفْعَل بِلَا وَاوٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمُمْتَنِعُ عِنْدَ النحويين إِياكَ الأَسَدَ، لَا بُدَّ فِيهِ مِنَ الْوَاوِ، فأَمَّا إِيَّاك أَن تَفْعل فَجَائِزٌ عَلَى أَن تَجْعَلَهُ مَفَعُولًا مِنْ أَجله أَي مَخافةَ أَنْ تَفْعَل. الْجَوْهَرِيُّ: إِيَّا اسْمٌ مُبْهَمٌ ويَتَّصِلُ بِهِ جَمِيعُ الْمُضْمَرَاتِ الْمُتَّصِلَةِ الَّتِي لِلنَّصْبِ، تَقُولُ إِيَّاكَ وإِيَّايَ وإيَّاه وإِيَّانا، وَجُعِلَتِ الْكَافُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ بَيَانًا عَنِ الْمَقْصُودِ ليُعْلَم المخاطَب مِنَ الْغَائِبِ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب، فَهِيَ كَالْكَافِ فِي ذَلِكَ وأَ رَأَيْتَكَ، وكالأَلف وَالنُّونِ الَّتِي فِي أَنت فَتَكُونُ إِيَّا الِاسْمُ وَمَا بَعْدَهَا لِلْخِطَابِ، وَقَدْ صَارَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ لأَن الأَسماء الْمُبْهَمَةَ وَسَائِرَ المَكْنِيَّات لَا تُضافُ لأَنها مَعارفُ؛ وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: إنَّ إِيَّا مُضاف إِلى مَا بَعْدَهُ، وَاسْتُدِلَّ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ إِذا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّينَ فإِياهُ وإِيَّا الشَّوابِّ، فأَضافوها إِلَى الشَّوابِّ وخَفَضُوها؛ وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: الْكَافُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ هِيَ الأَسماء، وإِيَّا عِمادٌ لَهَا، لأَنها لَا تَقُومُ بأَنْفُسها كَالْكَافِ وَالْهَاءِ وَالْيَاءِ فِي التأْخير فِي يَضْرِبُكَ ويَضْرِبُه ويَضْرِبُني، فَلَمَّا قُدِّمت الْكَافُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ عُمِدَتْ بإيَّا، فَصَارَ كُلُّهُ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، وَلَكَ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُ إِيَّايَ لأَنه يَصِحُّ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُني، وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُ إِيَّاك، لأَنك إِنَّمَا تحتاجُ إِلَى إِيَّاكَ إِذَا لَمْ يُمكِنْكَ اللَّفْظُ بِالْكَافِ، فإِذا وصَلْتَ إِلَى الْكَافِ ترَكْتَها؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ وَلَكَ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُ إِيايَ لأَنه يَصِحُّ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُني وَلَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُ إِيَّاكَ، قَالَ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ ضَرَبْتُ إِيَّايَ، لأَنه لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُني، وَيَجُوزُ أَن تَقُولَ ضَرَبْتُكَ إِيَّاكَ لأَن الْكَافَ اعْتُمِدَ بِهَا عَلَى الفِعل، فَإِذَا أَعَدْتَها

احْتَجْتَ إِلَى إِيَّا؛ وأَما قولُ ذِي الإِصْبَعِ العَدْواني: كأَنَّا يومَ قُرَّى ... إنَّما نَقْتُلُ إِيَّانا قَتَلْنا منهُم كُلَّ ... فَتًى أَبْيَضَ حُسَّانا فإِنه إِنَّمَا فَصلَها مِنَ الْفِعْلِ لأَن الْعَرَبَ لَا تُوقع فِعْلَ الْفَاعِلِ عَلَى نَفْسِهِ بِإِيصَالِ الْكِنَايَةِ، لَا تَقُولُ قَتَلْتُني، إِنَّمَا تَقُولُ قَتَلْتُ نفسِي، كَمَا تَقُولُ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، وَلَمْ تَقُلْ ظَلَمْتُني، فأَجْرى إِيَّانا مُجْرَى أَنْفُسِنا، وَقَدْ تَكُونُ لِلتَّحْذِيرِ، تَقُولُ: إِيَّاك والأَسدَ، وَهُوَ بَدَلٌ مِنْ فِعْلٍ كأَنك قُلْتَ باعِدْ، قَالَ ابْنُ حَرِّي: وَرَوَيْنَا عَنْ قُطْرُبٍ أَن بَعْضَهُمْ يَقُولُ أَيَّاك، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، ثُمَّ يُبَدِّلُ الْهَاءَ مِنْهَا مَفْتُوحَةً أَيضاً، فَيَقُولُ هَيَّاكَ، وَاخْتَلَفَ النَّحْوِيُّونَ فِي إِيَّاكَ، فَذَهَبَ الْخَلِيلُ إِلَى أَنَّ إِيَّا اسْمٌ مُضْمَرٌ مُضَافٌ إِلَى الْكَافِ، وَحُكِيَ عَنِ الْمَازِنِيُّ مِثْلُ قَوْلِ الْخَلِيلِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَحَكَى أَبو بَكْرٍ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش وأَبو إسحق عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ عَنْ مَنْسُوبٍ إِلَى الأَخفش أَنه اسْمٌ مُفْرَدٌ مُضْمر، يَتَغَيَّرُ آخِرُهُ كَمَا يَتَغَيَّرُ آخَرُ المُضْمَرات لِاخْتِلَافِ أَعداد المُضْمَرِينَ، وأَنَّ الْكَافَ فِي إِيَّاكَ كَالَّتِي فِي ذَلِكَ فِي أَنه دلالةٌ عَلَى الْخِطَابِ فَقَطْ مَجَرَّدَةٌ مِنْ كَوْنِها عَلامةَ الضَّمِيرِ، وَلَا يُجيزُ الأَخفش فِيمَا حُكِيَ عَنْهُ إِيَّاكَ وإِيّا زَيْدٍ وإِيَّايَ وإِيَّا الباطِل، قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه سَمِعَ أَعرابيّاً يَقُولُ إِذَا بلَغ الرَّجُلُ السِّتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ أَيضاً عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ: لَوْ أَن قَائِلًا قَالَ إِيَّاك نَفْسِك لَمْ أُعنفه لأَن هَذِهِ الْكَلِمَةَ مَجْرُورَةٌ، وَحَكَى ابْنُ كَيْسَانَ قَالَ: قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ إِيَّاكَ بِكَمَالِهَا اسْمٌ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ الْيَاءُ وَالْكَافُ وَالْهَاءُ هِيَ أَسماء وإِيَّا عِمادٌ لَهَا لأَنها لَا تَقُوم بأَنفسها، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِيَّا اسْمٌ مُبْهَم يُكْنَى بِهِ عَنِ الْمَنْصُوبِ، وجُعِلَت الْكَافُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ بَيَانًا عَنِ الْمَقْصُودِ لِيُعْلَم المُخاطَبُ مِنَ الْغَائِبِ، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب كَالْكَافِ في ذلك وأَ رَأَيْتَك، وَهَذَا هُوَ مَذْهَبُ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ اسْمٌ مُبهم يُكْنى به عن المنصوب يَدُلُّ عَلَى أَنه لَا اشْتِقَاقَ لَهُ؛ وَقَالَ أَبو إسحق الزَّجاجُ: الكافُ فِي إِيَّاكَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ بِإِضَافَةِ إِيَّا إِلَيْهَا، إِلَّا أَنه ظَاهِرٌ يُضاف إِلَى سَائِرِ المُضْمَرات، وَلَوْ قُلْتَ إِيَّا زَيدٍ حدَّثت لَكَانَ قَبِيحًا لأَنه خُصَّ بالمُضْمَر، وَحَكَى مَا رَوَاهُ الْخَلِيلُ مِنْ إِيَّاهُ وإِيَّا الشَّوابِّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وتأَملنا هَذِهِ الأَقوال عَلَى اخْتِلَافِهَا والاعْتِلالَ لِكُلِّ قَوْلٍ مِنْهَا فَلَمْ نجِد فِيهَا مَا يَصِحُّ مَعَ الْفَحْصِ وَالتَّنْقِيرِ غَيرَ قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ الأَخفش، أَما قَوْلُ الْخَلِيلِ إِنَّ إِيَّا اسْمٌ مُضْمَرٌ مُضَافٌ فَظَاهِرُ الْفَسَادِ، وَذَلِكَ أَنه إِذا ثَبَتَ أَنه مُضْمَرٌ لَمْ تَجُزْ إِضافته عَلَى وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، لأَن الغَرَض فِي الإِضافة إِنما هُوَ التَّعْرِيفُ وَالتَّخْصِيصُ وَالْمُضْمَرُ عَلَى نِهَايَةِ الِاخْتِصَاصِ فَلَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى الإِضافة، وأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ إنَّ إِيَّاك بِكَمَالِهَا اسْمٌ فَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَذَلِكَ أَنَّ إِيَّاكَ فِي أَن فَتْحَةَ الْكَافِ تُفِيدُ الْخِطَابَ الْمُذَكَّرِ، وَكَسْرَةَ الْكَافِ تُفِيدُ الْخِطَابَ الْمُؤَنَّثِ، بِمَنْزِلَةِ أَنت فِي أَنَّ الِاسْمَ هُوَ الْهَمْزَةُ، وَالنُّونُ وَالتَّاءُ الْمَفْتُوحَةُ تُفِيدُ الْخِطَابَ الْمُذَكَّرِ، وَالتَّاءُ الْمَكْسُورَةُ تُفِيدُ الْخِطَابَ الْمُؤَنَّثِ، فَكَمَا أَن مَا قَبْلَ التَّاءِ فِي أَنت هُوَ الِاسْمُ وَالتَّاءُ هُوَ الْخِطَابُ فَكَذَا إِيَّا اسْمٌ وَالْكَافُ بَعْدَهَا حَرْفُ خِطَابٍ، وأَمّا مَن قَالَ إِنَّ الْكَافَ وَالْهَاءَ وَالْيَاءَ فِي إِيَّاكَ وإِيّاه وإِيَّايَ هِيَ الأَسماء، وإِنَّ إِيَّا إِنَّمَا عُمِدَت بِهَا هَذِهِ الأَسماء لِقِلَّتِهَا،

فَغَيْرُ مَرْضِيّ أَيضاً، وَذَلِكَ أَنَّ إِيَّا فِي أَنها ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ بِمَنْزِلَةِ أَنا وأَنت وَنَحْنُ وَهُوَ وَهِيَ فِي أَن هَذِهِ مُضْمَرَاتٌ مُنْفَصِلَةٌ، فَكَمَا أَنَّ أَنا وأَنت وَنَحْوَهُمَا تُخَالِفُ لَفْظَ الْمَرْفُوعِ الْمُتَّصِلِ نَحْوَ التَّاءِ فِي قُمْتُ وَالنُّونِ والأَلف فِي قُمْنَا والأَلف فِي قَامَا وَالْوَاوِ فِي قامُوا، بَلْ هِيَ أَلفاظ أُخر غَيْرُ أَلفاظ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهَا مَعْمُودًا لَهُ غَيْرُه، وَكَمَا أَنَّ التَّاءَ فِي أَنتَ، وَإِنْ كَانَتْ بِلَفْظِ التَّاءِ فِي قمتَ، وَلَيْسَتِ اسْمًا مِثْلَهَا بَلِ الِاسْمُ قَبْلَهَا هُوَ أَن وَالتَّاءُ بَعْدَهُ لِلْمُخَاطَبِ وَلَيْسَتْ أَنْ عِماداً لِلتَّاءِ، فَكَذَلِكَ إِيَّا هِيَ الِاسْمُ وَمَا بَعْدَهَا يُفِيدُ الْخِطَابَ تَارَةً وَالْغَيْبَةَ تَارَةً أُخرى وَالتَّكَلُّمُ أُخرى، وَهُوَ حَرْفُ خِطَابٍ كَمَا أَن التَّاءَ فِي أَنت حَرْفٌ غَيْرُ مَعْمُودٍ بِالْهَمْزَةِ وَالنُّونِ مِنْ قَبْلِهَا، بَلْ مَا قَبْلَهَا هُوَ الِاسْمُ وَهِيَ حَرْفُ خِطَابٍ، فَكَذَلِكَ مَا قَبْلَ الْكَافِ فِي إِيَّاكَ اسْمٌ وَالْكَافُ حَرْفُ خِطَابٍ، فَهَذَا هُوَ مَحْضُ الْقِيَاسِ، وأَما قول أَبي إسحق: إِنَّ إِيَّا اسْمٌ مَظْهَرٌ خَصَّ بالإِضافة إِلَى الْمُضْمَرِ، فَفَاسِدٌ أَيضاً، وَلَيْسَ إِيَّا بِمَظْهَرٍ، كَمَا زَعَمَ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ إِيَّا لَيْسَ بَاسِمٍ مَظْهَرٍ اقْتِصَارُهُمْ بِهِ عَلَى ضَرْبٍ وَاحِدٍ مِنَ الإِعراب وَهُوَ النَّصْبُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَعْلَمِ اسْمًا مُظْهَراً اقْتُصِرَ بِهِ عَلَى النَّصْب الْبَتَّةَ إِلَّا مَا اقْتُصِرَ بِهِ مِنَ الأَسماء عَلَى الظَّرْفِيَّة، وَذَلِكَ نَحْوَ ذاتَ مَرَّةٍ وبُعَيْداتِ بَيْنٍ وَذَا صَباحٍ وَمَا جَرى مَجْراهُنَّ، وَشَيْئًا مِنَ الْمَصَادِرِ نَحْوَ سُبْحانَ اللهِ ومَعاذَ اللهِ ولَبَّيْكَ، وَلَيْسَ إِيَّا ظَرْفًا وَلَا مَصْدَرًا فيُلحق بِهَذِهِ الأَسماء، فَقَدْ صَحَّ إِذًا بِهَذَا الإِيراد سُقُوطُ هَذِهِ الأَقوالِ، وَلَمْ يَبْقَ هُنَا قَوْلٌ يَجِبُ اعْتِقَادُهُ وَيَلْزَمُ الدُّخُولُ تَحْتَهُ إِلَّا قَوْلُ أَبي الْحَسَنِ مِنْ أَنَّ إِيَّا اسْمٌ مُضْمَرٌ، وأَن الْكَافَ بَعْدَهُ لَيْسَتْ بِاسْمٍ، وَإِنَّمَا هِيَ لِلْخِطَابِ بِمَنْزِلَةِ كَافِ ذَلِكَ وأَ رَأَيْتَك وأَبْصِرْكَ زَيْدًا ولَيْسَكَ عَمْراً والنَّجاك. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وسئل أَبو إسحق عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، مَا تأْويله؟ فَقَالَ: تأْويله حَقيقَتَكَ نَعْبُد، قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الآيةِ الَّتِي هِيَ العَلامةُ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا القول من أَبي إِسحق غَيْرُ مَرْضِيّ، وَذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ الأَسماء الْمُضْمَرَةِ مَبْنِيٌّ غَيْرُ مُشْتَقٍّ نَحْوَ أَنا وهِيَ وهُوَ، وَقَدْ قَامَتِ الدَّلَالَةُ عَلَى كَوْنِهِ اسْمًا مُضْمَرًا فَيَجِبُ أَن لَا يَكُونَ مُشْتَقًّا. وَقَالَ اللَّيْثُ: إِيَّا تُجعل مَكَانَ اسْمٍ مَنْصُوبٍ كَقَوْلِكَ ضَرَبْتُكَ، فَالْكَافُ اسْمُ الْمَضْرُوبِ، فإِذا أَردت تَقْدِيمَ اسْمِهِ فَقُلْتَ إِيَّاك ضَرَبْت، فَتَكُونُ إِيَّا عِماداً لِلْكَافِ لأَنها لَا تُفْرَد مِنَ الفِعْل، وَلَا تَكُونُ إِيَّا فِي مَوْضِعِ الرَّفع وَلَا الْجَرِّ مَعَ كَافٍ وَلَا يَاءٍ وَلَا هَاءٍ، وَلَكِنْ يَقُولُ المُحَذِّر إِيّاكَ وزَيْداً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجعل التَّحْذِيرَ وَغَيْرَ التَّحْذِيرِ مَكْسُورًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْصِبُ فِي التَّحْذِيرِ وَيَكْسِرُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِلتَّفْرِقَةِ. قَالَ أَبو إِسحق: مَوْضِع إِيَّاكَ فِي قَوْلِهِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ نَصْبٌ بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ، وموضِعُ الْكَافِ فِي إيَّاكَ خَفْضٌ بِإِضَافَةِ إِيّا إِلَيْهَا؛ قَالَ وإِيَّا اسْمٌ لِلْمُضْمَرِ الْمَنْصُوبِ، إِلا أَنه ظَاهِرٌ يُضَافُ إِلَى سَائِرِ الْمُضْمِرَاتِ نَحْوَ قَوْلِكَ إِيَّاك ضَرَبْت وإِيَّاه ضَرَبْت وإِيَّايَ حدَّثت، وَالَّذِي رَوَاهُ الْخَلِيلُ عَنِ الْعَرَبِ إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّينَ فإِيَّاه وإِيَّا الشَّوابِّ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ إنَّ إِيَّاكَ بِكَمَالِهِ الِاسْمُ، قِيلَ لَهُ: لَمْ نَرَ اسْمًا لِلْمُضْمَرِ وَلَا للمُظْهر، إِنما يَتَغَيَّرُ آخِرُهُ وَيَبْقَى مَا قَبْلَ آخِرِهِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى إِضَافَتِهِ قَوْلُ الْعَرَبِ فَإِيَّاهُ وَإِيَّا الشوابِّ يَا هَذَا، وَإِجْرَاؤُهُمُ الْهَاءَ فِي إِيّاه مُجراها فِي عَصاه، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ هِيَّاك وزَيْداً إِذَا نَهَوْكَ، قَالَ: وَلَا يَقُولُونَ هِيَّاكَ ضَرَبْت. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: إِيَّاه لَا تُسْتَعْمَلُ فِي الْمُضْمَرِ الْمُتَّصِلِ إِنما تُسْتَعْمَلُ فِي الْمُنْفَصِلِ، كَقَوْلِكَ ضَرَبْتُك لَا يَجُوزُ أَن

با

يُقَالَ ضَرَبْت إِياك، وَكَذَلِكَ ضَرَبْتهم «3» لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ ضَرَبْت إِيَّاكَ وزَيْداً أَي وضَرَبْتُك، قَالَ: وأَما التَّحْذِيرُ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِيَّاكَ ورُكُوبَ الفاحِشةِ ففِيه إضْمارُ الْفِعْلِ كأَنه يَقُولُ إِيَّاكَ أُحَذِّرُ رُكُوبَ الفاحِشةِ. وَقَالَ ابْنُ كَيْسانَ: إِذَا قُلْتَ إِيَّاكَ وَزَيْدًا فأَنت مُحَذِّرٌ مَن تُخاطِبهُ مِن زَيد، وَالْفِعْلُ النَّاصِبُ لَهُمَا لَا يَظْهَرُ، وَالْمَعْنَى أُحَذِّرُكَ زَيْداً كأَنه قَالَ أُحَذِّرُ إِيَّاكَ وزَيْداً، فإيَّاكَ مُحَذَّر كأَنه قَالَ باعِدْ نَفْسَك عَنْ زَيْدٍ وباعِدْ زَيْداً عَنْكَ، فَقَدْ صَارَ الْفِعْلُ عَامِلًا فِي المُحَذَّرِ والمُحَذَّرِ مِنْهُ، قَالَ: وَهَذِهِ المسأَلة تُبَيِّنُ لَكَ هَذَا الْمَعْنَى، تَقُولُ: نفسَك وزَيداً، ورأْسَكَ والسَّيْفَ أَي اتَّقِ رَأْسَك أَن يُصِيبه السَّيْفُ واتَّقِ السَّيْفَ أَن يُصِيبَ رَأْسَك، فرأْسُه مُتَّقٍ لِئَلَّا يُصِيبَه السيفُ، والسَّيْف مُتَّقًى، وَلِذَلِكَ جَمَعَهُمَا الفِعْل؛ وَقَالَ: فإِيَّاكَ إِيَّاكَ المِراءَ، فإِنَّه ... إِلَى الشَّرِّ دَعَّاءٌ، وللشَّرِّ جالِبُ يُرِيدُ: إِيَّاكَ والمِراء، فَحَذَفَ الْوَاوَ لأَنه بتأْويل إِيَّاكَ وأَنْ تُمارِيَ، فَاسْتُحْسِنَ حَذْفُهَا مَعَ المِراء. وَفِي حَدِيثِ عَطاء: كَانَ مُعاويةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذَا رَفَع رأْسَه مِنَ السَّجْدةِ الأَخِيرةِ كانَتْ إِيَّاها ؛ اسْمُ كَانَ ضَمِيرُ السَّجْدَةِ، وإِيَّاها الْخَبَرُ أَي كَانَتْ هِيَ هِيَ أَي كَانَ يَرْفَع مِنْهَا ويَنْهَضُ قَائِمًا إِلَى الرَّكْعَةِ الأُخرى مِنْ غَيْرِ أَن يَقْعُد قَعْدةَ الاسْتِراحة. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إيايَ وَكَذَا أَي نَحِّ عنِّي كَذَا ونَحِّني عَنْهُ. قَالَ: إِيّا اسْمٌ مَبْنِيٌّ، وَهُوَ ضَمِيرُ الْمَنْصُوبِ، وَالضَّمَائِرُ الَّتِي تُضاف إِلَيْهَا مِنَ الْهَاءِ وَالْكَافِ وَالْيَاءِ لَا مَواضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب فِي الْقَوْلِ الْقَوِيِّ؛ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ إيَّا بِمَعْنَى التَّحْذِيرِ. وأَيايا: زَجْرٌ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: إِذَا قَالَ حادِيهِمْ: أَيايا، اتَّقَيْتُه ... بِمِثْل الذُّرَا مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالْمَشْهُورُ فِي الْبَيْتِ: إِذَا قَالَ حاديِنا: أَيا، عَجَسَتْ بِنا ... خِفَافُ الخُطى مُطْلَنْفِئاتُ العَرائكِ وإياةُ الشمسِ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: ضَوْءُها، وَقَدْ تُفْتَحُ؛ وَقَالَ طَرَفةُ: سَقَتْه إِياةُ الشمْسِ إِلا لِثاتِه ... أُسِفَّ، وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بإِثْمِدِ فَإِنْ أَسقطت الْهَاءَ مَدَدْت وَفَتَحْتَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لمَعْنِ بْنِ أَوْسٍ: رَفَّعْنَ رَقْماً علَى أَيْلِيَّةٍ جُدُدٍ، ... لاقَى أَيَاها أَياءَ الشَّمْسِ فَأْتَلَقا وَيُقَالُ: الأَياةُ لِلشَّمْس كالهالةِ لِلْقَمَرِ، وَهِيَ الدَّارَّةُ حولها. با : الْبَاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وأَكثر مَا تَرِد بِمَعْنَى الإِلْصاق لِمَا ذُكِر قَبْلها مِنِ اسْمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّتْ إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرِدُ بِمَعْنَى المُلابسة والمُخالَطة، وَبِمَعْنَى مِنْ أَجل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ وَالْعِوَضِ، وَزَائِدَةً، وكلُّ هَذِهِ الأَقسامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ، وَتُعْرَفُ بِسِيَاقِ اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ، وَالْبَاءُ الَّتِي تأْتي للإِلصاق كَقَوْلِكَ: أَمْسَكْت بِزَيْدٍ، وَتَكُونُ لِلِاسْتِعَانَةِ كَقَوْلِكَ: ضَرَبْتُ بالسيَّف، وَتَكُونُ للإِضافة كَقَوْلِكَ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما مَا يَحْكِيهِ أَصحاب الشَّافِعِيِّ مِنْ أَن الباءَ لِلتَّبْعِيضِ فَشَيْءٌ لَا يَعْرِفُهُ أَصحابنا وَلَا وَرَدَ بِهِ بَيْتٌ، وَتَكُونُ لِلْقَسَمِ كَقَوْلِكَ: بِاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ. وقوله

_ (3). قوله [وكذلك ضربتهم إلى قوله قال وأما إلخ] كذا بالأصل.

تَعَالَى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ؛ إِنَّمَا جاءَت الْبَاءُ فِي حَيِّز لَمْ لأَنها فِي مَعْنَى مَا وَلَيْسَ، وَدَخَلَتِ الباءُ فِي قَوْلِهِ: أَشْرَكُوا بِاللَّهِ، لأَن مَعْنَى أَشرَكَ بِاللَّهِ قَرَنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرَهُ، وَفِيهِ إِضْمَارٌ. وَالْبَاءُ للإِلْصاق والقِرانِ، وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ: وَكَّلْت بِفُلَانٍ، مَعْنَاهُ قَرَنْتُ بِهِ وَكيلًا. وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: الجالِبُ لِلْبَاءِ فِي بِسْمِ اللَّهِ مَعْنَى الِابْتِدَاءِ، كأَنه قَالَ أَبتدئ بِاسْمِ اللَّهِ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ: رأَيته يَشْتَدُّ بَيْنَ الهَدَفَيْن فِي قَمِيصٍ فَإِذَا أَصاب خَصْلةً يَقُولُ أَنا بِهَا أَنا بِهَا ، يَعْنِي إِذا أَصاب الهَدَفَ قَالَ أَنا صاحِبُها ثُمَّ يَرْجِعُ مُسكِّناً قَوْمَهُ حَتَّى يمُرَّ فِي السُّوقِ؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ أَنا بِهَا يَقُولُ أَنا صاحِبُها. وَفِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ صَخْر: أَنه أَتى النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَن رَجُلًا ظاهَرَ امرأَتَه ثُمَّ وقَع عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَلَّكَ بذَلِك يَا سلَمةُ؟ فَقَالَ: نَعَم أَنا بذَلِكَ ؛ يَقُولُ: لَعَلَّكَ صاحِبُ الأَمْر، وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لَعَلَّكَ المُبْتَلى بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه أُتِيَ بامرأَةٍ قَدْ زَنَتْ فَقَالَ: مَنْ بِكِ؟ أَي مَنِ الفاعِلُ بكِ؛ يَقُولُ: مَن صاحِبُك. وَفِي حَدِيثِ الجُمعة: مَن تَوَضَّأَ للجُمعة فبِها ونِعْمَتْ أَي فبالرُّخصة أَخَذَ، لأَن السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسلُ، فأَضمر تَقْدِيرَهُ ونِعْمَت الخَصْلَةُ هِيَ فحذَف الْمَخْصُوصَ بِالْمَدْحِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فبالسُّنْة أَخذَ، والأَوَّل أَوْلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ*؛ الْبَاءُ هَاهُنا لِلِالْتِبَاسِ وَالْمُخَالَطَةِ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَي مُخْتَلِطَة ومُلْتَبِسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتَبِساً بِحَمْدِهِ، وَقِيلَ: الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ أَي خُذْه مَعَكَ فِي الذَّهاب كأَنه قَالَ سَبِّحْ رَبَّكَ مَعَ حَمْدِكَ إِيَّاهُ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وبحَمْده أَي وبحَمْده سَبَّحت، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ، قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ لمَّا رَآنِي بالسِّلاح هَرَبَ؛ مَعْنَاهُ لَمَّا رَآنِي أَقْبَلْتُ بِالسِّلَاحِ وَلَمَّا رَآنِي صاحِبَ سِلاح؛ وَقَالَ حُميد: رَأَتْني بحَبْلَيْها فرَدَّتْ مَخافةً أَراد: لَمَّا رأَتْني أَقْبَلْتُ بِحَبْلَيْهَا. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ؛ أَدخل الْبَاءَ فِي قَوْلِهِ بإِلْحاد لأَنها حَسُنَت فِي قَوْلِهِ ومَن يُرِدْ بأَن يُلْحِد فِيهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ؛ قِيلَ: ذهَب بِالْبَاءِ إِلَى الْمَعْنَى لأَن الْمَعْنَى يَرْوى بِهَا عِبادُ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ؛ أَراد، وَاللَّهُ أَعلم، سأَل عَنْ عَذَابٍ وَاقِعٍ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَسَتُبْصِرُ «4» وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً*؛ دَخَلَتِ الْبَاءُ فِي قَوْلِهِ وَكَفى بِاللَّهِ* للمُبالَغة فِي الْمَدْحِ وَالدَّلَالَةِ عَلَى قَصْدِ سَبِيلِهِ، كَمَا قَالُوا: أَظْرِفْ بعَبْدِ اللهِ وأَنْبِلْ بعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فأَدخلوا الْبَاءَ عَلَى صاحبِ الظَّرْف والنُّبْلِ للمُبالغة فِي الْمَدْحِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: ناهِيكَ بأَخِينا وحَسْبُكَ بصدِيقنا، أَدخلوا الْبَاءَ لِهَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: وَلَوْ أَسقطت الْبَاءَ لَقُلْتَ كَفَى اللهُ شَهيداً، قَالَ: وَمَوْضِعُ الْبَاءِ رَفْعٌ فِي قَوْلِهِ كَفى بِاللَّهِ*؛ وَقَالَ أَبو بَكْرٍ: انْتصابُ قَوْلِهِ شَهِيداً* عَلَى الْحَالِ مِنَ اللَّهِ أَو عَلَى الْقَطْعِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى التَّفْسِيرِ، مَعْنَاهُ كَفَى بِاللَّهِ مِنَ الشَّاهِدِينَ فيَجْري فِي بَابِ الْمَنْصُوبَاتِ مَجْرى الدِّرْهَمِ

_ (4). قوله [وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَسَتُبْصِرُ إلخ] كتب بهامش الأَصل كذا أي أن المؤلف من عادته إذا وجد خللًا أو نقصاً كتب كذا أو كذا وجدت.

فِي قَوْلِهِ عِنْدِي عِشْرُونَ دِرْهَماً، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً؛ أَي سَلْ عَنْهُ خَبِيراً يُخْبِرْكَ؛ وَقَالَ عَلْقَمَةُ: فإنْ تَسْأَلوني بالنِّساء، فإِنَّني ... بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ أَي تَسْأَلُوني عَنِ النِّساء؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؛ أَي مَا خَدَعكَ عَنْ رَبِّكَ الْكَرِيمِ والإِيمانِ بِهِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ؛ أَي خَدَعَكُم عَنِ اللَّهِ والإِيمان بِهِ وَالطَّاعَةِ لَهُ الشَّيْطانُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَرْجُو بذلِك، فسأَلتُه فَقَالَ: أَرْجُو ذَاكَ، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ يُعْجِبُني بأَنَّك قَائِمٌ، وأُريدُ لأَذْهَب، مَعْنَاهُ أَريد أَذْهَبُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْبَاءُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ «1»، قَالَ: وأَما الْمَكْسُورَةُ فَحَرْفُ جَرٍّ وَهِيَ لإِلصاق الْفِعْلِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ، تَقُولُ: مَرَرْتُ بزَيْدٍ، وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعَ اسْتِعَانَةٍ، تَقُولُ: كَتبتُ بِالْقَلَمِ، وَقَدْ تَجِيءُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً*؛ وحَسْبُكَ بِزَيْدٍ، وَلَيْسَ زيدٌ بِقَائِمٍ. وَالْبَاءُ هِيَ الأَصل فِي حُروف القَسَم تَشْتَمِلُ عَلَى المُظْهَر والمُضْمَر، تَقُولُ: بِاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا، وَتَقُولُ فِي المُضْمَر: لأَفْعَلَنَّ؛ قَالَ غُوِيَّةُ بْنُ سُلْمَى: أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتمالي ... لتَحْزُنَني، فَلا يَكُ مَا أُبالي الْجَوْهَرِيُّ: الْبَاءُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الشَّفَةِ، بُنِيَت عَلَى الكسرِ لاسْتِحالةِ الابْتِداء بالمَوْقُوفِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بُنِيت عَلَى حَرَكَةٍ لاستِحالة الِابْتِدَاءِ بِالسَّاكِنِ، وَخُصَّتْ بِالْكَسْرِ دُونَ الْفَتْحِ تَشْبِيهًا بِعَمَلِهَا وَفَرْقًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا يَكُونُ اسْمًا وَحَرْفًا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْبَاءُ مِنْ عَوَامِلِ الْجَرِّ وَتَخْتَصُّ بِالدُّخُولِ عَلَى الأَسماء، وَهِيَ لإِلصاق الْفِعْلِ بِالْمَفْعُولِ بِهِ، تَقُولُ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ كأَنك أَلْصَقْتَ المُرور بِهِ. وكلُّ فِعْلٍ لَا يَتَعَدَّى فَلَكَ أَن تُعَدِّيه بالباءِ والأَلف وَالتَّشْدِيدِ، تَقُولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَه، وطَيّره؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَصِحُّ هَذَا الإِطلاق عَلَى العُموم، لأَنَّ مِنَ الأَفْعال مَا يُعَدَّى بالهَمْزة وَلَا يُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ نَحْوَ عادَ الشيءُ وأَعَدْتُه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْته، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بِالتَّضْعِيفِ وَلَا يعدَّى بِالْهَمْزَةِ نَحْوَ عَرَف وعَرَّفْتُه، وَلَا يُقَالُ أَعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعَدَّى بِالْبَاءِ وَلَا يُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَلَا بِالتَّضْعِيفِ نَحْوَ دفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمرو، وَلَا يُقَالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتَه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تُزَادُ الْبَاءُ فِي الْكَلَامِ كَقَوْلِهِمْ بحَسْبِكِ قَوْلُ السَّوْءِ؛ قَالَ الأَشعر الزَّفَيانُ وَاسْمُهُ عَمرو بْنُ حارِثَةَ يَهْجُو ابنَ عَمِّهِ رضْوانَ: بحَسْبِكَ فِي القَوْمِ أَنْ يَعْلَمُوا ... بأَنَّكَ فِيهِمْ غَنِيٌّ مُضِرّ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: نحنُ بَنُو جَعْدَةَ أَصحابُ الفَلَجْ، ... نَضْرِبُ بالسيفِ ونرْجُو بالفَرَجْ أَي الفَرَجَ؛ وَرُبَّمَا وُضِعَ موضِعَ قَوْلِكَ مِنْ أَجل كَقَوْلِ لَبِيدٍ: غُلْبٌ تَشَذَّرُ بالذُحُولِ كأَنهمْ ... جِنُّ البَدِيِّ، رَواسِياً أَقْدامُها أَي مِنْ أَجل الذُّحُول، وَقَدْ تُوضَعُ مَوْضِعَ على

_ (1). قوله [الْجَوْهَرِيُّ الْبَاءُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ] كذا بالأصل، وليست هذه العبارة له كما في عدة نسخ من صحاح الجوهري ولعلها عبارة الأَزهري.

تا

كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ؛ أَي عَلَى دِينار، كَمَا تُوضَعُ عَلَى مَوْضِعَ الْبَاءِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: إِذا رَضِيَتْ عليَّ بَنُو قُشَيْرٍ، ... لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضاها أَي رَضِيَتْ بِي. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُوقَفُ عَلَى الْمَمْدُودِ بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ شَرِبْت مَا، قَالَ: وَكَانَ يَجِبُ أَن يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ أَلفات، قَالَ: وَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ شَرِبَتْ مِي يَا هَذَا «1»، قَالَ: وَهَذِهِ بِي يَا هَذَا، وَهَذِهِ بِ حَسَنَةٌ، فشَبَّهوا الْمَمْدُودَ بِالْمَقْصُورِ وَالْمَقْصُورَ بِالْمَمْدُودِ، وَالنَّسَبُ إِلى الْبَاءِ بَيَوِيٌّ. وَقَصِيدَةٌ بَيَوِيَّةٌ: رَوِيُّها الْبَاءُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْبَا وأَخواتها مِنَ الثُّنَائِيِّ كَالتَّا وَالْحَا وَالطَّا وَالْيَا، إِذا تُهُجِّيَتْ مَقْصُورَةً لأَنها لَيْسَتْ بأَسماء، وإِنما جَاءَتْ فِي التَّهَجِّي عَلَى الْوَقْفِ، وَيَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَن الْقَافَ وَالدَّالَ والصادَ موقوفةُ الأَواخِرِ، فَلَوْلَا أَنها عَلَى الْوَقْفِ لَحُرِّكَتْ أَواخِرهن، وَنَظِيرُ الْوَقْفِ هُنَا الْحَذْفُ فِي الْبَاءِ وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظ بِحُرُوفِ الْمُعْجَمِ قَصَرْتَ وأَسْكَنْت، لأَنك لَسْتَ تُرِيدُ أَن تَجْعَلَهَا أَسماء، وَلَكِنَّكَ أَردت أَن تُقَطِّع حُرُوفَ الِاسْمِ فجاءَت كأَنها أَصوات تُصَوِّتُ بِهَا، إِلا أَنك تَقِفُ عِنْدَهَا لأَنها بِمَنْزِلَةِ عِهْ، وَسَنَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ أَشياء فِي مواضعها، والله أَعلم. تَا : التَّاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ تاءٌ حَسَنَةٌ، وَتُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوافِيها عَلَى التَّاءِ تائيّةٌ، وَيُقَالُ تاوِيَّةٌ، وَكَانَ أَبو جَعْفَرٍ الرُّؤَاسي يَقُولُ بَيَوِيَّة وتَيَوِيَّة؛ الْجَوْهَرِيُّ: النَّسَبُ إِلى التَّاءِ تَيَوِيٌّ. وقصِيدة تَيَوِيَّةٌ: رَوِيُّهَا التَّاءُ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَحمر: تاوِيَّةٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ أَخواتها؛ والتاءُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ وَهِيَ تُزَادُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ إِذا خَاطَبْتَ تَقُولُ: أَنت تَفْعل، وتدخُل فِي أَمر المُواجَهة للغابرِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا؛ قَالَ الشَّاعِرِ: قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها: ... تِيذَنْ فإِني حَمْؤُها وجارُها أَراد: لِتِيذَنْ، فَحَذَفَ اللَّامِ وَكَسْرُ التَّاءِ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ أَنت تِعْلَم، وتُدْخِلها أَيضاً فِي أَمر مَا لَمْ يسمَّ فاعِله فَتَقُولُ مِنْ زُهِيَ الرَّجُلُ: لِتُزْهَ يَا رَجُلُ ولِتُعْنَ بِحَاجَتِي؛ قَالَ الأَخفش: إِدْخالُ اللَّامِ فِي أَمر المُخاطَب لُغَةٌ رَدِيئَةٌ لأَن هَذِهِ اللَّامَ إِنما تدخُل فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَا يُقْدَرُ فِيهِ عَلَى افْعَلْ، تَقُولُ: لِيَقُمْ زَيْدٌ، لأَنك لَا تَقْدِرُ عَلَى افْعَلْ، وإِذا خَاطَبَتْ قُلْتَ قُمْ لأَنك قَدِ اسْتَغْنَيْتَ عَنْهَا؛ والتاءُ فِي القَسَم بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ كَمَا أَبدلوا مِنْهَا فِي تَتْرى وتُراثٍ وتُخَمةٍ وتُجاه، وَالْوَاوُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ، تَقُولُ: تَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا، وَلَا تَدْخُلُ فِي غَيْرِ هَذَا الِاسْمِ، وَقَدْ تُزاد التَّاءُ لِلْمُؤَنَّثِ فِي أَول الْمُسْتَقْبَلِ وَفِي آخِرِ الْمَاضِي، تَقُولُ: هِيَ تَفْعَلُ وفَعَلَتْ، فإِن تأَخَّرت عَنِ الِاسْمِ كَانَتْ ضَمِيرًا، وإِن تقَدَّمت كَانَتْ عَلَامَةً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَاءُ التأْنيث لَا تَخْرُجُ عَنْ أَن تَكُونَ حَرْفًا تأَخَّرت أَو تَقَدَّمَتْ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تَكُونُ ضَمِيرَ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِكَ فَعَلْت، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، فإِن خاطبْتَ مُذَكَّرًا فتحتَ، وإِن خاطبتَ مُؤَنَّثًا كَسَرْتَ؛ وَقَدْ تُزَادُ التَّاءُ فِي أَنت فَتَصِيرُ مَعَ الِاسْمِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَن تَكُونَ مُضَافَةً إِليه؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: بالخيرِ خَيْراتٍ وإِنْ شَرًّا فَآ ... وَلَا أُريدُ الشَّرَّ إِلا أَنْ تا

_ (1). قوله [شَرِبَتْ مِي يَا هَذَا إلخ] كذا ضبط مي بالأصل هنا وتقدم ضبطه في موه بفتح فسكون وتقدم ضبط الباء من ب حسنة بفتحة واحدة ولم نجد هذه العبارة في النسخة التي بأيدينا من التهذيب.

قَالَ الأَخفش: زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنه أَراد الْفَاءَ وَالتَّاءَ فرَخَّم، قَالَ: وَهَذَا خطأٌ، أَلا تَرَى أَنك لَوْ قُلْتَ زَيْدًا وَا تُرِيدُ وَعَمْرًا لَمْ يُستدلَّ أَنك تُرِيدُ وَعَمْرًا، وَكَيْفَ يُريدون ذَلِكَ وَهُمْ لَا يَعْرِفون الْحُرُوفَ؟ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يُرِيدُ أَنك لَوْ قُلْتَ زَيْدًا وَا مِنْ غَيْرِ أَن تَقُولَ وعَمْراً لَمْ يُعلم أَنك تُرِيدُ عَمراً دُونَ غَيْرِهِ، فَاخْتَصَرَ الأَخفش الْكَلَامَ ثُمَّ زَادَ عَلَى هَذَا بأَن قَالَ: إِن الْعَرَبَ لَا تَعْرِفُ الْحُرُوفَ، يَقُولُ الأَخفش: فإِذا لَمْ تَعْرِفِ الْحُرُوفَ فَكَيْفَ تُرَخِّمُ مَا لَا تَعْرِفُهُ وَلَا تَلْفِظُ بِهِ؟ وإِنما لَمْ يَجُزْ تَرْخِيمُ الْفَاءِ وَالتَّاءِ لأَنهما ثُلاثيان سَاكِنَا الأَوسط فَلَا يُرَخَّمانِ، وأَما الْفَرَّاءُ فَيَرَى تَرْخِيمَ الثُّلَاثِيِّ إِذا تَحَرَّكَ أَوْسَطُه نَحْوَ حَسَنٍ وحَمَلٍ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ السِّينَ تَاءً؛ وأَنشد لِعلْباء بْنِ أَرقم: يَا قَبَّحَ اللهُ بَني السِّعْلاتِ: ... عَمْرَو بنَ يَرْبوعٍ شِرارَ الناتِ لَيْسُوا أَعِفَّاءَ وَلَا أَكْياتِ يُرِيدُ الناسَ والأَكْياسَ. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ التَّاءَ كَافًا؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ حِمْيَر: يَا ابنَ الزُّبَيْرِ طالَما عَصَيْكا، ... وطالَما عَنَّيْتَنا إِلَيْكا، لَنَضْرِبَنْ بسَيْفِنا قَفَيْكا اللَّيْثُ: تَا وَذِي لغتانِ فِي مَوْضِعِ ذِه، تَقُولُ: هَاتَا فُلانةُ، فِي مَوْضِعِ هَذِهِ، وَفِي لُغَةٍ تَا فُلَانَةُ، فِي مَوْضِعِ هَذِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: تَا اسْمٌ يُشَارُ بِهِ إِلى الْمُؤَنَّثِ مِثْلُ ذَا لِلْمُذَكَّرِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ: هَا إِنَّ تَا عِذْرَةٌ إِنْ لَا تَكُنْ نَفَعَتْ، ... فَإِنَّ صاحِبَها قَدْ تاهَ فِي البَلَدِ «1» وَعَلَى هَاتَيْنِ اللُّغَتَيْنِ قَالُوا تِيكَ وتِلْكَ وتالِكَ، وَهِيَ أَقبح اللُّغَاتِ كُلِّهَا، فإِذا ثَنَّيْت لَمْ تَقُلْ إِلَّا تانِ وتانِك وتَيْنِ وتَيْنِكَ فِي الْجَرِّ وَالنَّصْبِ فِي اللُّغَاتِ كُلِّهَا، وإِذا صَغَّرت لَمْ تَقُلْ إِلَّا تَيَّا، وَمِنْ ذَلِكَ اشْتُقَّ اسْمُ تَيَّا؛ قَالَ: وَالَّتِي هِيَ مَعْرِفةُ تَا، لَا يَقُولونها فِي المَعرفة إِلا عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ، وَجَعَلُوا إِحْدَى اللَّامَيْنِ تَقْوِيَةً للأُخرى اسْتِقْبَاحًا أَن يَقُولُوا الَّتِي، وإِنما أَرادوا بِهَا الأَلف وَاللَّامَ المُعَرِّفة، وَالْجَمْعُ اللَّاتِي، وَجَمْعُ الْجَمْعِ اللَّواتِي، وَقَدْ تَخْرُجُ التَّاءُ مِنَ الْجَمْعِ فَيُقَالُ اللَّائِي مَمْدُودَةً، وَقَدْ تَخْرُجُ الْيَاءُ فَيُقَالُ اللَّاءِ، بِكَسْرَةٍ تَدُلُّ عَلَى الْيَاءِ، وَبِهَذِهِ اللُّغَةِ كَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ يقرأُ؛ وأَنشد غَيْرُهُ: مِنَ اللَّاءِ لَمْ يَحْجُجْنَ يَبْغِينَ حِسْبةً، ... ولَكِنْ لِيَقْتُلْنَ البَرِيءَ المُغَفَّلا وإِذا صَغَّرْت الَّتِي قُلْتَ اللَّتَيَّا، وإِذا أَردت أَن تَجْمَعَ اللَّتَيَّا قُلْتَ اللَّتَيَّاتِ. قَالَ اللَّيْثُ: وإِنما صَارَ تَصْغِيرُ تِهِ وذِه وَمَا فِيهِمَا مِنَ اللُّغَاتِ تَيَّا لأَن كَلِمَةَ التَّاءِ وَالذَّالِ مِنْ ذِه وتِه كلُّ وَاحِدَةٍ هِيَ نَفْسٌ وَمَا لَحِقَها مِنْ بَعْدِهَا فإِنها عمادٌ لِلتَّاءِ لِكَيْ يَنْطَلِقَ بِهِ اللِّسَانُ، فَلَمَّا صُغِّرت لَمْ تَجِد ياءُ التَّصْغِيرِ حَرْفَيْنِ مِنْ أَصل الْبِنَاءِ تَجِيءُ بعدَهما كَمَا جَاءَتْ فِي سُعَيْدٍ وعُمَيْرٍ، وَلَكِنَّهَا وَقَعَتْ بعدَ التَّاءِ فَجَاءَتْ بَعْدَ فَتْحَةٍ، وَالْحَرْفُ الَّذِي قَبْلَ يَاءِ التَّصْغِيِرِ بجَنْبها لَا يَكُونُ إِلا مَفْتُوحًا، ووقَعت التَّاءُ إِلى جَنْبِهَا فانْتَصَبَتْ وَصَارَ مَا بَعْدَهَا قوَّة لَهَا، وَلَمْ يَنْضَمَّ قَبْلَهَا شَيْءٌ لأَنه لَيْسَ قَبْلَهَا حَرْفَانِ، وجمِيعُ التَّصْغِيرِ صَدْرُه مَضْمومٌ وَالْحَرْفُ الثَّانِي مَنْصُوبٌ ثُمَّ بَعْدَهُمَا يَاءُ التَّصْغِيرِ، ومنَعَهم أَن يَرْفَعُوا التَّاءَ الَّتِي فِي التَّصْغِيرِ لأَن هَذِهِ الْحُرُوفَ دَخَلَتْ عِمَادًا لِلِّسَانِ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ فصارَتِ الْيَاءُ الَّتِي قَبْلَهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا، لأَنها قُلِبت لِلِّسَانِ عِمَادًا، فإِذا وَقَعَتْ فِي الحَشْو لَمْ تَكُنْ عِماداً، وَهِيَ فِي تَيَّا الأَلف الَّتِي كَانَتْ فِي ذَا؛ وقال

_ (1). رواية الديوان: ها إن ذي عِذرة إلخ.

الْمُبَرِّدُ: هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الْمُبْهَمَةُ مُخَالِفَةُ لِغَيْرِهَا فِي مَعْنَاهَا وَكَثِيرٍ مِنْ لَفْظِهَا، فَمِنْ مُخالفتِها فِي الْمَعْنَى وُقُوعها فِي كُلِّ مَا أَوْمَأْت، إِلَيْهِ وأَما مُخَالَفَتُهَا فِي اللَّفْظِ فإِنها يَكُونُ مِنْهَا الِاسْمُ عَلَى حَرْفَيْنِ، أَحدهما حرفُ لِين نَحْوُ ذَا وتاء فَلَمَّا صُغِّرت هَذِهِ الأَسماء خُولِف بِهَا جِهةَ التَّصْغِيرِ فَلَا يعربُ المُصغَّرُ مِنْهَا وَلَا يَكُونُ عَلَى تَصْغِيرِهِ دَلِيلٌ، وأُلحقت أَلف فِي أَواخرها تَدُلُّ عَلَى مَا كَانَتْ تَدُلُّ عَلَيْهِ الضَّمَّةُ فِي غَيْرِ الْمُبْهَمَةِ، أَلا تَرَى أَنَّ كُلَّ اسْمٍ تُصَغِّره مِنْ غَيْرِ الْمُبْهَمَةِ تَضمُّ أَوّله نَحْوَ فُلَيْسٍ ودُرَيْهِمٍ؟ وَتَقُولُ فِي تَصْغِيرِ ذَا ذَيًّا، وَفِي تَا تَيًّا، فإِن قَالَ قَائِلٌ: مَا بالُ يَاءُ التصغيرِ لَحِقَت ثَانِيَةً وإِنما حَقُّها أَنْ تَلْحَقَ ثَالِثَةً؟ قِيلَ: إِنها لَحِقَتْ ثَالِثَةً وَلَكِنَّكَ حَذَفْتَ يَاءً لِاجْتِمَاعِ الياءَاتِ فَصَارَتْ ياءُ التَّصْغِيرِ ثَانِيَةً، وَكَانَ الأَصل ذُيَيَّا، لأَنك إِذَا قُلْتَ ذَا فالأَلف بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ، وَلَا يَكُونُ اسْمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ فِي الأَصل فَقَدْ ذهَبَتْ ياءٌ أُخَرَى، فإِن صَغَّرتَ ذِهِ أَوْ ذِي قُلْتَ تَيًّا، وإِنما مَنَعَكَ أَن تَقُولَ ذَيًّا كَراهيةَ الِالْتِبَاسِ بالمُذَكَّرِ فَقُلْتَ تَيًّا؛ قَالَ: وَتَقُولُ فِي تَصْغِيرِ الَّذِي اللَّذَيَّا وَفِي تَصْغِيرِ الَّتِي اللَّتَيَّا كَمَا قَالَ: بَعْدَ اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتِي، ... إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ قَالَ: وَلَوْ حَقَّرْتَ اللاتِي قُلْتَ فِي قَوْلِ سِيبَوَيْهِ اللَّتَيَّاتِ كَتَصْغِيرِ الَّتِي، وَكَانَ الأَخفش يَقُولُ وَحْدَهُ اللُّوتِيَّا «1» لأَنه لَيْسَ جَمْعُ الَّتِي عَلَى لَفْظِهَا فإِنما هُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ، قَالَ المُبرد: وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تِه مِثْلُ ذِه، وتانِ لِلتَّثْنِيَةِ، وأُولاء لِلْجَمْعِ، وَتَصْغِيرُ تَا تَيَّا، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ، لأَنك قَلَبْتَ الأَلف يَاءً وأَدْغَمْتَها فِي يَاءِ التَّصْغِيرِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وأَدغمت يَاءَ التَّصْغِيرِ فِيهَا لأَنّ يَاءَ التَّصْغِيرِ لَا تَتَحَرَّكُ أَبداً، فَالْيَاءُ الأُولى فِي تَيّا هِيَ يَاءُ التَّصْغِيرِ وَقَدْ حُذِفَتْ مِنْ قَبْلِهَا يَاءٌ هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ، وأَما الْيَاءُ الْمُجَاوِرَةُ للأَلف فَهِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: أَنه رأَى جَارِيَةً مَهْزُولة فَقَالَ مَنْ يَعْرِف تَيَّا؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: هِيَ واللهِ إِحدى بَناتِك ؛ تَيًّا: تصغيرُ تَا، وَهِيَ اسْمُ إِشَارَةٍ إِلَى الْمُؤَنَّثِ بِمَنْزِلَةِ ذَا للمذَكَّر، وإِنما جَاءَ بِهَا مُصَغَّرة تَصْغيراً لأَمرها، والأَلف فِي آخِرِهَا عَلَامَةُ التَّصْغِيرِ وَلَيْسَتِ الَّتِي فِي مُكَبَّرِهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ السَّلَفِ: وأَخَذَ تِبْنةً مِنَ الأَرض فَقَالَ تَيًّا مِنَ التوفيقِ خيرٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا مِنَ العَمَل. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَكَ أَن تُدْخِلَ عَلَيْهَا هَا التنبيهِ فَتَقُولُ هَاتَا هِنْدٌ وَهَاتَانِ وَهَؤُلَاءِ، وَلِلتَّصْغِيرِ هاتَيًّا، فإِن خاطَبْتَ جئتَ بِالْكَافِ فَقُلْتَ تِيكَ وتِلْكَ وتاكَ وتَلْكَ، بِفَتْحِ التَّاءِ، وَهِيَ لُغَةٌ رديئةٌ، وَلِلتَّثْنِيَةِ تانِكَ وتانِّكَ، بِالتَّشْدِيدِ، وَالْجَمْعُ أُولَئِكَ وأُولاكَ وأُولالِكَ، فَالْكَافُ لِمَنْ تُخَاطِبُهُ فِي التَّذْكِيرِ والتأْنيث وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، وَمَا قَبْلَ الكافِ لِمَنْ تُشِيرُ إِليه فِي التَّذْكِيرِ والتأْنيث وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، فإِن حَفِظْتَ هَذَا الأَصل لَمْ تُخطِئ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَائِلِهِ؛ وَتَدْخُلُ الْهَاءُ عَلَى تِيكَ وتاكَ تَقُولُ هاتِيكَ هِندٌ وهاتاكَ هِندٌ؛ قَالَ عَبِيدٌ يَصِفُ نَاقَتَهُ: هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً، ... ومُذَرَّباً فِي مارِنٍ مَخْمُوسِ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ: جِئْنا نُحَيِّيكَ ونَسْتَجْدِيكا، ... فافْعَلْ بِنا هاتاكَ أَوْ هاتِيكا أَي هَذِهِ أَو تِلْك تَحِيَّةً أَو عَطِيَّةً، وَلَا تَدْخُلُ هَا عَلَى تِلْكَ لأَنهم جَعَلُوا اللَّامَ عِوَضًا عَنْ هَا التَّنْبِيه؛

_ (1). قوله [اللوتيا] كذا بالأصل والتهذيب بتقديم المثناة الفوقية على التحتية، وسيأتي للمؤلف في ترجمة تصغير ذا وتا اللويا.

حا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما امْتَنَعُوا مِن دُخُولِ هَا التَّنْبِيهِ عَلَى ذَلِكَ وَتِلْكَ مِنْ جِهَةِ أَنَّ اللَّامَ تَدُلُّ عَلَى بُعْدِ الْمُشَارِ إِليه، وَهَا التَّنْبِيهِ تدلُّ عَلَى قُرْبه، فَتَنافيا وتَضادَّا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وتالِك لُغَةٌ فِي تِلْك؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للقُطامِيّ يَصِف سَفِينَةَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: وعامَتْ، وهْيَ قاصِدةٌ، بإِذْنٍ، ... ولَوْلا اللهُ جارَ بِهَا الجَوارُ، إِلى الجُوديِّ حَتَّى صَارَ حِجْراً ... وحانَ لِتالِك الغُمَرِ انْحِسارُ ابْنُ الأَعرابي: التُّوَى الجَوارِي، والتّايَةُ الطَّايَةُ؛ عَنْ كراع. حا : الْحَاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ مَقْصُورٌ مَوْقُوفٌ، فَإِذَا جَعَلْتَهُ اسْمًا مَدَدْتَهُ كَقَوْلِكَ هَذِهِ حَاءٌ مَكْتُوبَةٌ ومَدّتها يَاءَانِ، قَالَ: وَكُلُّ حَرْفٍ عَلَى خِلْقَتِهَا مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ فأَلفها إِذَا مُدَّت صَارَتْ فِي التَّصْرِيفِ يَاءَيْنِ، قَالَ: وَالْحَاءُ وَمَا أَشبهها تُؤَنَّثُ مَا لَمْ تُسَمَّ حَرْفًا، فإِذا صَغَّرْتَهَا قُلْتَ حُيَيَّة، وَإِنَّمَا يَجُوزُ تَصْغِيرُهَا إِذَا كَانَتْ صَغِيرَةً فِي الخَطّ أَو خَفِيَّةً وَإِلَّا فَلَا، وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ الْحَاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ فِي الْمُعْتَلِّ وَقَالَ: إنَّ أَلفها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٌ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَيضاً حَيْثُ ذَكَرَهُ اللَّيْثُ، وَيَقُولُونَ لِابْنِ مِائَةٍ: لَا حاءَ وَلَا ساءَ أَي لا مُحْسِنٌ ولا مُسِئٌ، وَيُقَالُ: لَا رجُل وَلَا امرأةٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَفْسِيرُهُ أَنه لَا يَسْتَطِيعُ أَن يَقُولَ حَا وَهُوَ زَجْر لِلْكَبْشِ عِنْدَ السِّفاد وَهُوَ زَجْر لِلْغَنَمِ أَيضاً عِنْدَ السَّقْي، يُقَالُ: حَأْحَأْتُ بِهِ وحاحَيْتُ، وَقَالَ أَبو خَيرَةَ: حأْحأْ، وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: أُحُو أُحُو، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يَقُولَ سَأْ، وَهُوَ لِلْحِمَارِ، يُقَالُ: سَأْسَأْت بِالْحِمَارِ إِذا قُلْتَ سَأْسَأْ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ: قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهامِ، و ... نِسْوانٌ قِصارٌ كهَيْئةِ الحَجَلِ أَبو زَيْدٍ: حاحَيْتُ بالمِعْزَى حِيحاءً ومُحاحاةً صِحْتُ، قَالَ: وَقَالَ الأَحمر سَأْسَأْت بِالْحِمَارِ. أَبو عَمْرٍو: حاحِ بضَأْنِك وبغَنَمِكَ أَي ادْعُها؛ وَقَالَ: أَلجَأَني القُرُّ إِلى سَهْواتِ ... فِيها، وَقَدْ حاحَيْتُ بالذَّواتِ قَالَ: والسَّهْوةُ صَخْرةٌ مُقْعَئِلّةٌ لَا أَصل لَهَا فِي الأَرض كأَنها حَاطَتْ مِنْ جَبَلٍ «2» والذَّواتُ: المَهازِيل، الْوَاحِدَةُ ذَاتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: حاءٍ زَجْرٌ للإِبل، بُني عَلَى الْكَسْرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَقَدْ يُقْصَرُ، فَإِنْ أَردت التَّنْكِيرَ نَوّنْتَ فَقُلْتَ حاءٍ وعاءٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْمَعْزِ خَاصَّةً حاحَيْتُ بِهَا حِيحاءً وحِيحاءةً إِذَا دَعَوْتَهَا. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَبدلوا الأَلف بِالْيَاءِ لِشَبَهِهَا بِهَا لأَن قَوْلَكَ حاحَيْتُ إِنما هُوَ صَوْتٌ بَنَيْتَ مِنْهُ فِعْلًا، كَمَا أَن رَجُلًا لَوْ أَكثر مِنْ قَوْلِهِ لَا لَجَازَ أَن يقول لا لَيْتُ، يُرِيدُ قُلتُ لَا، قَالَ: ويَدلُّك عَلَى أَنها لَيْسَتْ فاعَلْتُ قَوْلُهُمْ الحَيْحاء والعَيْعاء، بِالْفَتْحِ، كَمَا قَالُوا الْحاحاتُ والهاهاتُ، فأُجْرِيَ حاحَيْتُ وعاعَيْتُ وهاهَيْتُ مُجْرى دَعْدَعْتُ إذْ كُنَّ للتَّصْويتِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ حاحَيْتُ بِهَا حِيحاءً وحِيحاءةٌ، قَالَ: صَوَابُهُ حَيْحاءً وَحَاحَاةً، وَقَالَ عِنْدَ قَوْلِهِ عَنْ سِيبَوَيْهِ أَبدلوا الأَلف بِهَا لِشَبَهِهَا بِهَا، قَالَ: الَّذِي قَالَ سِيبَوَيْهِ إِنما هُوَ أَبدلوا الأَلف لِشَبَهِهَا بِالْيَاءِ، لأَنَّ أَلف حاحَيْتُ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ فِي حَيْحَيْتُ، وَقَالَ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ أَيضاً لَجَازَ أَن تَقُولَ لالَيْتُ قَالَ: حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ فِي لَا وَمَا لوَّيْتُ ومَوَّيْتُ، قَالَ: وَقَوْلُ

_ (2). قوله [كأنها حاطت إلى قوله الجوهري] كذا بالأصل ...

خا

الْجَوْهَرِيِّ كَمَا قَالُوا الحاحاتُ والهاهاتُ، قَالَ: مَوْضِعُ الشَّاهِدِ مِنَ الحاحاتِ أَنه فَعلَلةٌ وأَصله حَيْحَيَةٌ وفَعْللَةٌ، لَا يَكُونُ مَصْدَرًا لِفاعَلْتُ وإِنما يَكُونُ مَصْدَرًا لفَعْلَلْتُ، قَالَ: فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَن حاحَيْت فَعْلَلْتُ لَا فاعَلْتُ، والأَصل فِيهَا حَيْحَيْتُ. ابْنُ سِيدَهْ: حاءِ أَمر لِلْكَبْشِ بالسِّفاد. وحاءٌ، مَمْدُودَةٌ: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ فِي الْيَمَنِ حاءٌ وحَكَمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: حاءٌ حَيُّ مِنْ مَذْحِجٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: طلَبْت الثَّأْرَ فِي حَكَمٍ وحاءٍ قال ابن بَرِّيٍّ: بَنُو حَاءٍ مِنْ جُشَمِ بْنِ مَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ أَنس: شَفَاعَتِي لأَهل الكبائِرِ مِنْ أُمَّتي حَتَّى حَكَمَ وحاءَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: هُمَا حَيَّان مِنَ الْيَمَنِ مِنْ وَرَاءِ رَمْلِ يَبْرِين. قَالَ أَبو مُوسَى: يَجُوزُ أَن يَكُونَ حَاءٌ مِنَ الحُوَّة، وَقَدْ حُذِفت لَامُهُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ حَوَى يَحْوِي، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَقْصُورًا غَيْرَ مَمْدُودٍ. وبئرُ حاءَ: مَعْرُوفَةٌ. خا : الْخَاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ يَكُونُ أَصلًا لَا غَيْرُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: خَيِّيْتُ خَاءً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا كَانَ هَذَا فَهُوَ مِنْ بَابِ عَيَّيْت، قَالَ: وَهَذَا عِنْدِي مِنْ صَاحِبِ الْعَيْنِ صَنْعة لَا عَرَبِيَّة، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي عِلَّةِ الْحَاءِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْخَاءُ وأَخواتُها مِنَ الثُّنائِية كَالْهَاءِ وَالْبَاءِ وَالتَّاءِ وَالطَّاءِ إِذَا تُهُجِّيَتْ مَقْصورَةٌ، لأَنها لَيْسَتْ بأَسماء، وَإِنَّمَا جَاءَتْ فِي التَّهَجِّي عَلَى الْوَقْفِ، وَيَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَن الْقَافَ والدالَ والصادَ موقوفةُ الأَواخِر، فَلَوْلَا أَنها عَلَى الْوَقْفِ حُرِّكَتْ أَواخِرُهن، وَنَظِيرُ الوَقْفِ هَاهُنَا الحَذْفُ فِي الْيَاءِ وأَخواتِها، وَإِذَا أَردت أَن تَلْفِظ بِحُرُوفِ المُعجم قَصَرْتَ وأَسْكَنْتَ، لأَنك لَسْتَ تُرِيدُ أَن تَجْعَلَهَا أَسماء وَلَكِنَّكَ أَردت أَن تُقَطِّع حُرُوفَ الِاسْمِ فَجَاءَتْ كأَنها أَصواتٌ تُصوِّت بِهَا، إِلا أَنك تَقِفُ عِنْدَهَا لأَنها بِمَنْزِلَةِ عِهْ، وَإِذَا أَعربتها لَزِمَكَ أَن تَمُدَّها، وَذَلِكَ أَنها عَلَى حَرْفَيْنِ الثَّانِي مِنْهُمَا حرفُ لِين، والتَّنْوِينُ يُدْرِك الْكَلِمَةَ، فتَحْذِفُ الأَلف لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَيَلْزَمُكَ أَن تَقُولَ: هَذِهِ حًا يَا فَتَى، ورأَيت حًا حَسَنَةً، وَنَظَرْتُ إِلَى طًا حَسَنةٍ، فَيَبْقَى الِاسْمُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، فإِن ابْتَدَأْتَه وَجَبَ أَن يَكُونَ مُتَحَرِّكًا، وَإِنْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ سَاكِنًا، فَإِنِ ابتدأْته وَوَقَفْتَ عَلَيْهِ جَمِيعًا وَجَبَ أَن يَكُونَ سَاكِنًا مُتَحَرِّكًا فِي حَالٍ، وَهَذَا ظَاهِرُ الِاسْتِحَالَةِ، فأَما مَا حَكَاهُ أَحمد بْنُ يَحْيَى مِنْ قَوْلِهِمْ: شربتُ مَا، بِقَصْرِ ماءٍ فَحِكَايَةٌ شَاذَّةٌ لَا نَظِيرَ لَهَا وَلَا يسُوغُ قِيَاسُ غَيْرِهَا عَلَيْهَا. وَخَاءِ بِك: مَعْنَاهُ اعْجَلْ. غَيْرُهُ: خَاءِ بِكَ عَلَيْنَا وخايِ لُغَتَانِ أَي اعْجَلْ، وَلَيْسَتِ التَّاءُ للتأْنيث «1» لأَنه صَوْتٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، فخاءِ بِكُمَا وخايِ بِكُمَا وخاءِ بِكُمْ وخايِ بِكُمْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِذَا مَا شَحَطْنَ الحادِيَيْنِ سَمِعْتَهم ... بَخايِ بِكَ الحَقْ، يَهْتِفُون، وحَيَّ هَلْ وَالْيَاءُ مُتَحَرِّكَةٌ غَيْرُ شَدِيدَةٍ والأَلفُ ساكنةٌ، وَيُرْوَى: بِخَاءِ بِكَ؛ وَقَالَ ابْنُ سَلَمَةَ: مَعْنَاهُ خِبْت، وَهُوَ دُعَاءٌ مِنْهُ عَلَيْهِ، تَقُولُ: بِخَائِبِكَ أَي بأَمْرِك الَّذِي خابَ وخَسِر؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا خِلَافُ قَوْلِ أَبي زَيْدٍ كَمَا تَرَى، وَقِيلَ القولُ الأَولُ. قَالَ الأَزهري: قرأْت فِي كِتَابِ النَّوَادِرِ لِابْنِ هَانِئٍ خايِ بِك عَلَيْنَا أَي اعْجَلْ عَلَيْنَا، غَيْرَ مَوْصُولٍ، قَالَ: أَسْمَعَنِيه الإِيادي لِشَمِرٍ

_ (1). قوله [وليست التاء للتأْنيث] كذا بالأصل هنا، ولعلها تخريجة من محل يناسبها وضعها النساخ هنا.

ذا

عَنْ أَبي عُبَيْدٍ خايِبِكَ عَلَيْنَا، وَوَصَلَ الْيَاءَ بِالْبَاءِ فِي الْكِتَابِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ مَا كُتِب فِي كِتَابِ ابْنِ هَانِئٍ وخايِ بِكِ اعْجَلِي وخايِ بِكُنَّ اعْجَلْنَ، كُلُّ ذَلِكَ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ إِلَّا الْكَافَ فإِنك تُثَنِّيها وتجمعُها. وخوو الخُوّةُ: الأَرضُ الخاليةُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَنِي تَمِيمٍ لأَبي العارِم الكِلابيّ وَكَانَ اسْتَرْشَدَهم فَقَالُوا له: إنّ أَمامَكَ خوو خُوَّةً مِنَ الأَرض وَبِهَا ذِئْبٌ قَدْ أَكل إِنْسَانًا أَو إِنْسَانَيْنِ فِي خَبَرٍ له طويل. وخوو خَوٌّ: كَثِيبٌ مَعْرُوفٌ بِنَجْدٍ. ويومُ خوو خَوٍّ: يومٌ قَتل فِيهِ ذُؤابُ بْنُ رَبِيعَةَ عُتَيْبَةَ بْنِ الحَرِث بْنِ شِهَابِ. ذا : قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنِ يَحْيَى وَمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ: ذَا يَكُونُ بِمَعْنَى هَذَا، وَمِنْهُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ؛ أَي مَنْ هَذَا الَّذِي يَشْفَع عِنده؛ قَالَا: وَيَكُونُ ذَا بِمَعْنَى الَّذِي، قَالَا: وَيُقَالُ هَذَا ذُو صَلاحٍ ورأَيتُ هَذَا ذَا صَلاحٍ وَمَرَرْتُ بِهَذَا ذِي صَلاحٍ، وَمَعْنَاهُ كُلُّهُ صاحِب صَلاح. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: ذَا اسمُ كلِّ مُشارٍ إِلَيْهِ مُعايَنٍ يَرَاهُ الْمُتَكَلِّمُ وَالْمُخَاطَبُ، قَالَ: وَالِاسْمُ فِيهَا الذَّالُ وَحْدَهَا مَفْتُوحَةً، وَقَالُوا الذَّالُ وَحْدَهَا هِيَ الِاسْمُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ لَا يُعرَف مَا هُوَ حَتَّى يُفَسِّر مَا بَعْدَهُ كَقَوْلِكَ ذَا الرَّجلُ، ذَا الفرَسُ، فَهَذَا تَفْسِيرُ ذَا ونَصْبُه وَرَفْعُهُ وخفصه سَوَاءٌ، قَالَ: وَجَعَلُوا فَتْحَةَ الذَّالِ فَرْقًا بَيْنَ التَّذْكِيرِ والتأْنيث كَمَا قَالُوا ذَا أَخوك، وَقَالُوا ذِي أُخْتُك فَكَسَرُوا الذَّالَ فِي الأُنثى وَزَادُوا مَعَ فَتْحَةِ الذَّالِ فِي الْمُذَكِّرِ أَلفاً وَمَعَ كَسْرَتِهَا للأُنثى يَاءً كَمَا قَالُوا أَنْتَ وأَنْتِ. قَالَ الأَصمعي: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لَا أُكَلِّمُك فِي ذِي السَّنَةِ وَفِي هَذِي السَّنَةِ، وَلَا يُقَالُ فِي ذَا السَّنةِ، وَهُوَ خطأٌ، إِنما يُقَالُ فِي هَذِهِ السَّنةِ؛ وَفِي هَذِي السَّنَةِ وَفِي ذِي السَّنَة، وَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ ادْخُلْ ذَا الدارَ وَلَا الْبَسْ ذَا الجُبَّة، وَإِنَّمَا الصَّوَابُ ادْخُل ذِي الدارَ والْبَس ذِي الجُبَّةَ، وَلَا يَكُونُ ذَا إِلَّا لِلْمُذَكَّرِ. يُقَالُ: هَذِهِ الدارُ وَذِي المرأَةُ. وَيُقَالُ: دَخلت تِلْكَ الدَّار وتِيكَ الدَّار، وَلَا يُقَالُ ذِيك الدَّارَ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ذِيك البَتَّةَ، والعامَّة تُخْطِئ فِيهِ فَتَقُولُ كَيْفَ ذِيك المرأَةُ؟ وَالصَّوَابُ كَيْفَ تِيكَ المرأَةُ؟ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَا اسْمٌ يُشَارُ بِهِ إِلى الْمُذَكَّرِ، وَذِي بِكَسْرِ الذَّالِ لِلْمُؤَنَّثِ، تَقُولُ: ذِي أَمَةُ اللهِ، فإِن وَقَفْتَ عَلَيْهِ قُلْتَ ذِهْ، بِهَاءٍ مَوْقُوفَةٍ، وَهِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، وَلَيْسَتْ للتأْنيث، وَإِنَّمَا هِيَ صِلةٌ كَمَا أَبدلوا فِي هُنَيَّةٍ فَقَالُوا هُنَيْهة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وَلَيْسَتْ للتأْنيث وَإِنَّمَا هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: فإِن أَدخلت عَلَيْهَا الْهَاءَ لِلتَّنْبِيهِ قُلْتَ هَذَا زيدٌ وَهَذِي أَمَةُ اللهِ وَهَذِهِ أَيضاً، بِتَحْرِيكِ الْهَاءِ، وَقَدِ اكْتَفَوْا بِهِ عَنْهُ، فإِن صَغَّرْت ذَا قُلْتَ ذَيًّا، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ، لأَنك تَقْلِب أَلف ذَا يَاءٍ لِمَكَانِ الْيَاءِ قَبْلَهَا فتُدْغِمها فِي الثَّانِيَةِ وَتَزِيدُ فِي آخِرِهِ أَلفاً لتَفْرُقَ بَيْنَ المُبْهَم وَالْمُعْرَبِ، وذَيّانِ فِي التَّثْنِيَةِ، وَتَصْغِيرُ هَذَا هَذَيًّا، وَلَا تُصَغَّر ذِي لِلْمُؤَنَّثِ وَإِنَّمَا تُصَغَّر تَا، وَقَدِ اكْتَفَوْا بِهِ عَنْهُ، وَإِنْ ثَنَّيْتَ ذَا قُلْتَ ذانِ لأَنه لَا يَصِحُّ اجْتِمَاعُهُمَا لِسُكُونِهِمَا فتَسْقُط إِحْدَى الأَلفين، فَمَنْ أَسقط أَلف ذَا قرأَ إنَّ هذَينِ لَساحِرانِ فأَعْرَبَ، وَمَنْ أَسقط أَلف التَّثْنِيَةِ قرأَ إنَّ هذانِ لساحِرانِ لأَن أَلف ذَا لَا يَقَعُ فِيهَا إِعْرَابٌ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهَا على لغة بَلْحَرِثِ ابن كَعْبٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: مَنْ أَسقط أَلف التَّثْنِيَةِ قرأَ إنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ، قَالَ: هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْجَوْهَرِيِّ لأَن أَلف التَّثْنِيَةِ حَرْفٌ زِيدَ لِمَعْنًى، فَلَا يَسْقُطُ وَتَبْقَى الأَلف الأَصلية كَمَا لَمْ يَسقُط التَّنْوِينُ فِي هَذَا قاضٍ وَتَبْقَى الْيَاءُ الأَصلية، لأَن التَّنْوِينَ زيدَ لِمَعْنًى فَلَا يَصِحُّ حَذْفُهُ، قَالَ: وَالْجَمْعُ أُولاء مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ، فَإِنْ خاطبْتَ جئْتَ بِالْكَافِ فَقُلْتَ ذاكَ وَذَلِكَ، فَاللَّامُ

زَائِدَةٌ وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ، وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا يُومأُ إِليه بَعِيدٌ وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب، وتُدْخِلُ الْهَاءَ عَلَى ذَاكَ فَتَقُولُ هَذَاكَ زَيدٌ، وَلَا تُدْخِلُها عَلَى ذَلِكَ وَلَا عَلَى أُولئك كَمَا لَمْ تَدْخُل عَلَى تلْكَ، وَلَا تَدْخُل الكافُ عَلَى ذِي لِلْمُؤَنَّثِ، وَإِنَّمَا تَدْخُلُ عَلَى تَا، تَقُولُ تِيكَ وتِلْك، وَلَا تَقُلْ ذِيك فإِنه خطأٌ، وَتَقُولُ فِي التَّثْنِيَةِ: رأَيت ذَيْنِكَ الرِّجُلين، وَجَاءَنِي ذانِكَ الرَّجُلانِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا ذانِّك، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مِنَ النَّحْوِيِّينَ مَنْ يَقُولُ ذانِّك، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، تَثْنِيةَ ذَلِكَ قُلِبَتِ اللَّامُ نُونًا وأُدْغِمَت النُّونُ فِي النُّونِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ تشديدُ النُّونِ عِوضٌ مِنَ الأَلف الْمَحْذُوفَةِ مِنْ ذَا، وَكَذَلِكَ يَقُولُ فِي اللذانِّ إِنَّ تَشْدِيدَ النُّونِ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ الْمَحْذُوفَةِ مِنَ الَّذِي، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا شَدَّدُوا النُّونَ فِي ذَلِكَ تأْكيداً وَتَكْثِيرًا لِلِاسْمِ لأَنه بَقِيَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ كَمَا أَدخلوا اللَّامَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذَا فِي الأَسماء المُبْهَمة لِنُقْصَانِهَا، وَتَقُولُ لِلْمُؤَنَّثِ تانِكَ وتانِّك أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ، وَالْجَمْعُ أُولئك، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ حُكْمِ الْكَافِ فِي تَا، وَتَصْغِيرُ ذَاكَ ذَيّاك وَتَصْغِيرُ ذَلِكَ ذَيّالِك؛ وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ وقَدِمَ مِنْ سَفَره فَوَجَدَ امرأَته قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا فأَنكره فَقَالَ لَهَا: لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ القَصِيِّ ... مِنِّي ذِي القاذُورةِ المَقْلِيِ أَو تَحْلِفِي برَبِّكِ العَلِيِّ ... أَنِّي أَبو ذَيّالِكِ الصَّبيِ قَدْ رابَني بالنَّظَر التُّرْكِيِّ، ... ومُقْلةٍ كمُقْلَةِ الكُرْكِيِ فَقَالَتْ: لَا وَالَّذِي رَدَّكَ يَا صَفِيِّي، ... مَا مَسَّني بَعْدَك مِن إنْسِيِ غيرِ غُلامٍ واحدٍ قَيْسِيِّ، ... بَعْدَ امرأَيْنِ مِنْ بَني عَدِيِ وآخَرَيْنِ مِنْ بَني بَلِيِّ، ... وَخَمْسَةٍ كَانُوا عَلَى الطَّوِيِ وسِتَّةٍ جاؤوا مَعَ العَشِيِّ، ... وغيرِ تُرْكِيٍّ وبَصْرَوِيِ وَتَصْغِيرُ تِلْك تَيَّاكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ تَيّالِكَ، فأَما تَيّاك فَتَصْغِيرُ تِيك. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ذَا إِشارة إِلى الْمُذَكَّرِ، يُقَالُ ذَا وَذَاكَ، وَقَدْ تُزَادُ اللَّامُ فَيُقَالُ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذلِكَ الْكِتابُ ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ هَذا الكتابُ، وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَى ذَا هَا الَّتِي للتَّنْبِيه فَيُقَالُ هَذا، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وأَصله ذَيْ فأَبدلوا يَاءَهُ أَلفاً، وَإِنْ كَانَتْ سَاكِنَةً، وَلَمْ يَقُولُوا ذَيْ لِئَلَّا يُشْبِهَ كَيْ وأَيْ، فأَبدلوا يَاءَهُ أَلفاً لِيلْحَقَ بِبَابِ مَتَى وَإِذْ أَو يَخْرُجَ مِنْ شَبَه الحَرْفِ بعضَ الخُروج. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إنَّ هَذانِ لَساحِرانِ ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَراد يَاءَ النَّصْبِ ثُمَّ حَذَفَهَا لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الأَلف قَبْلَها، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْقَوِيِّ، وذلِك أَن الْيَاءَ هِيَ الطَّارِئَةُ عَلَى الأَلف فَيَجِبُ أَن تُحْذَفَ الأَلف لِمَكَانِهَا، فأَما مَا أَنشده اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ لِجَمِيلٍ مِنْ قَوْلِهِ: وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هَذَا الَّذي ... مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا فإِنه أَراد أَذا الَّذِي، فأَبدل الْهَاءَ مِنَ الْهَمْزَةِ. وَقَدِ استُعْمِلت ذَا مَكَانَ الَّذِي كَقَوْلِهِ تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ؛ أَي مَا الَّذِي يُنْفِقُونَ فِيمَنْ رَفَعَ الْجَوَابَ فَرَفْعُ العَفْوِ يَدُلُّ عَلَى أَن مَا مَرْفُوعَةٌ بِالِابْتِدَاءِ وَذَا خَبَرُهَا ويُنْفِقُون صِلةُ ذَا، وأَنه لَيْسَ مَا وَذَا جَمِيعًا كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ، هَذَا هُوَ الْوَجْهُ عِنْدَ

سِيبَوَيْهِ، وإِن كَانَ قَدْ أَجاز الوجهَ الْآخَرَ مَعَ الرَّفْعِ. وَذِي، بِكَسْرِ الذَّالِ، لِلْمُؤَنَّثِ وَفِيهِ لُغاتٌ: ذِي وذِهْ، الْهَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ، الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي تَحْقِيرِ ذَا ذَيّا، وذِي إِنَّمَا هِيَ تأْنيث ذَا وَمِنْ لَفْظِهِ، فَكَمَا لَا تَجِب الْهَاءُ فِي الْمُذَكَّرِ أَصلًا فَكَذَلِكَ هِيَ أَيضاً فِي الْمُؤَنَّثِ بَدَلٌ غيرُ أَصْلٍ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِي هَذِه وَإِنِ اسْتُفِيدَ مِنْهَا التأْنيث بِمَنْزِلَةِ هَاءِ طَلْحَة وحَمْزَة لأَن الْهَاءَ فِي طَلْحَةَ وَحَمْزَةَ زَائِدَةٌ، وَالْهَاءُ فِي هَذا لَيْسَتْ بِزَائِدَةٍ إِنما هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ عَيْنُ الْفِعْلِ فِي هَذِي، وأَيضاً فإِنَّ الْهَاءَ فِي حَمْزَةَ نَجِدُهَا فِي الْوَصْلِ تَاءً وَالْهَاءُ فِي هَذِهِ ثابِتةٌ فِي الْوَصْلِ ثَباتَها فِي الْوَقْفِ. وَيُقَالُ: ذِهِي، الْيَاءُ لِبَيَانِ الْهَاءِ شَبَّهَهَا بِهَاءِ الإِضمار فِي بِهِي وهَذِي وهَذِهِي وهَذِهْ، الْهَاءُ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ ساكنةٌ إِذا لَمْ يَلْقَهَا سَاكِنٌ، وَهَذِهِ كُلُّهَا فِي مَعْنَى ذِي؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد: قُلْتُ لَها: يَا هَذِهي هَذَا إِثِمْ، ... هَلْ لَكِ فِي قاضٍ إِلَيْهِ نَحْتَكِمْ؟ وَيُوصَلُ ذَلِكَ كُلُّهُ بِكَافِ الْمُخَاطَبَةِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَسماء الإِشارة هَذا وهذِه لَا يَصِحُّ تَثْنِيَةُ شَيْءٍ مِنْهَا مِنْ قِبَلِ أَنَّ التَّثْنِيَةَ لَا تَلْحَقُ إِلا النَّكِرَةَ، فَمَا لَا يَجُوزُ تَنْكِيرُهُ فَهُوَ بأَن لَا تَصِحَّ تَثْنِيَتُهُ أَجْدَرُ، فأَسْماء الإِشارة لَا يَجُوزُ أَن تُنَكَّر فَلَا يَجُوزُ أَن يُثَنَّى شَيْءٌ مِنْهَا، أَلا تَرَاهَا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ عَلَى حَدِّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ التَّثْنِيَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِكَ هَذانِ الزَّيْدانِ قائِمَيْن، فَنَصْبُ قائِمَيْن بِمَعْنَى الْفِعْلِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ الإِشارةُ والتنبيهُ، كَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي الْوَاحِدِ هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا، فَتَجِدُ الْحَالَ وَاحِدَةً قَبْلَ التثنيةِ وَبَعْدَهَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُكَ ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قَامَا، تَعرَّفا بِالصِّلَةِ كَمَا يَتَعَرَّفُ بِهَا الْوَاحِدُ كَقَوْلِكَ ضَرَبْتُ الَّذِي قامَ، والأَمر فِي هَذِهِ الأَشياء بَعْدَ التَّثْنِيَةِ هُوَ الأَمر فِيهَا قَبْلَ التَّثْنِيَةِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ سائرُ الأَسماء الْمُثَنَّاةِ نَحْوَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو، أَلا تَرَى أَن تَعْرِيفَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو إِنما هُوَ بِالْوَضْعِ وَالْعَلَمِيَّةِ؟ فإِذا ثَنَّيْتَهُمَا تَنَكَّرَا فَقُلْتَ عِنْدِي عَمْرانِ عاقِلانِ، فإِن آثَرْتَ التَّعْرِيفَ بالإِضافة أَو بِاللَّامِ فَقُلْتَ الزَّيْدانِ والعَمْرانِ وزَيْداكَ وعَمْراكَ، فَقَدْ تَعَرَّفا بَعْدَ التَّثْنِيَةِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ تَعَرُّفِهما قَبْلَهَا ولَحِقا بالأَجْناسِ وفارَقا مَا كَانَا عَلَيْهِ مِنْ تَعْرِيفِ العَلَمِيَّةِ والوَضْعِ، فإِذا صَحَّ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي أَن تعلمَ أَنَّ هذانِ وهاتانِ إِنما هِيَ أَسماء مَوْضُوعَةٌ لِلتَّثْنِيَةِ مُخْتَرعة لَهَا، وَلَيْسَتْ تَثْنِيَةً لِلْوَاحِدِ عَلَى حَدِّ زَيْدٍ وزَيْدانِ، إِلا أَنها صِيغت عَلَى صُورَةِ مَا هُوَ مُثَنًّى عَلَى الْحَقِيقَةِ فَقِيلَ هذانِ وهاتانِ لِئَلَّا تَخْتَلِفَ التَّثْنِيَةُ، وَذَلِكَ أَنهم يُحافِظون عَلَيْهَا مَا لَا يُحافِظون عَلَى الْجَمْعِ، أَلا تَرَى أَنك تَجِدُ فِي الأَسماء الْمُتَمَكِّنَةِ أَلفاظَ الجُموع مِنْ غَيْرِ أَلفاظِ الْآحَادِ، وَذَلِكَ نَحْوَ رَجُلٍ ونَفَرٍ وامرأَةٍ ونِسْوة وبَعير وإِبلٍ وَوَاحِدٍ وجماعةٍ، وَلَا تَجِدُ فِي التَّثْنِيَةِ شَيْئًا مِنْ هَذَا، إِنَّمَا هِيَ مِنْ لَفْظِ الْوَاحِدِ نَحْوَ زَيْدٍ وَزَيْدَيْنِ وَرَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ لَا يَخْتَلِفُ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ أَيضاً كَثِيرٌ مِنَ الْمَبْنِيَّاتِ عَلَى أَنها أَحق بِذَلِكَ مِنَ الْمُتَمَكِّنَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ ذَا وأُولَى وأُلات وذُو وأُلُو، وَلَا تَجِدُ ذَلِكَ فِي تَثْنِيَتِهَا نَحْوَ ذَا وذانِ وذُو وذَوانِ، فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى مُحَافَظَتِهِمْ عَلَى التَّثْنِيَةِ وَعِنَايَتِهِمْ بِهَا، أَعني أَن تَخْرُجَ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ لِئَلَّا تَخْتَلِفَ، وأَنهم بِهَا أَشدُّ عِناية مِنْهُمْ بِالْجَمْعِ، وَذَلِكَ لَمَّا صِيغَتْ لِلتَّثْنِيَةِ أَسْماء مُخْتَرَعة غَيْرُ مُثناة عَلَى الْحَقِيقَةِ كَانَتْ عَلَى أَلفاظ المُثناة تَثْنِيةً حَقِيقَةً، وَذَلِكَ ذانِ وتانِ، وَالْقَوْلُ فِي اللَّذانِ واللَّتانِ كَالْقَوْلِ فِي ذانِ وتانِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: فأَما قَوْلُهُمْ هذانِ وهاتانِ وَفَذَانِكَ فإِنما تُقْلَبُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ لأَنهم عَوَّضوا مِنْ حَرْفٍ

تفسير ذاك وذلك

مَحْذُوفٍ، وأَما فِي هذانِ فَهِيَ عِوَضٌ مِنْ أَلف ذَا، وَهِيَ فِي ذانِك عِوَضٌ مِنْ لَامِ ذَلِكَ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَيضاً أَن تَكُونَ عِوَضًا مِنْ أَلف ذَلِكَ، وَلِذَلِكَ كُتِبَتْ فِي التَّخْفِيفِ بِالتَّاءِ «2» لأَنها حِينَئِذٍ مُلْحَقَةٌ بدَعْد، وإِبدال التَّاءِ مِنَ الْيَاءِ قَلِيلٌ، إِنما جَاءَ فِي قَوْلِهِمْ كَيْتَ وكَيْتَ، وَفِي قَوْلِهِمْ ثِنْتَانِ، وَالْقَوْلُ فِيهِمَا كَالْقَوْلِ فِي كَيْتَ وَكَيْتَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَبَّذا قَالَ: الأَصل حَبُبَ ذَا فأُدغمت إِحدى الباءَين فِي الأُخرى وشُدِّدت، وَذَا إِشارة إِلى مَا يَقْرُبُ مِنْكَ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ: حَبَّذا رَجْعُها إِلَيْكَ يَدَيْها ... فِي يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارا كأَنه قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنْ ذَا فَقَالَ: هُوَ رَجْعُها يَدَيْها إِلى حَلّ تِكَّتها أَي مَا أَحَبَّه، ويَدا دِرْعِها: كُمَّاها. وَفِي صِفَةِ الْمَهْدِيِّ: قُرَشِيٌّ يَمانٍ لَيْسَ مِن ذِي وَلَا ذُو أَي لَيْسَ نَسَبُه نَسَبَ أَذْواء الْيَمَنِ، وَهُمْ مُلوكُ حِمْيَرَ، مِنْهُمْ ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ؛ وَقَوْلُهُ: قرشيٌّ يَمانٍ أَي قُرَشِيُّ النَّسَب يَمانِي المَنْشإ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ عَيْنُهَا وَاوٌ، وَقِيَاسُ لَامِهَا أَن تَكُونَ يَاءً لأَن بَابَ طَوَى أَكثر مِنْ بَابِ قَوِيَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرِيرٍ: يَطْلُع عَلَيْكُمْ رَجل مِنْ ذِي يَمَنٍ عَلَى وجْهِه مَسْحة مِنْ ذِي مَلَكٍ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا أَورده أَبو عُمَر الزَّاهِدُ وَقَالَ ذِي هَاهُنَا صِلة أَي زائدة. تَفْسِيرُ ذَاكَ وَذَلِكَ : التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ إِذا بَعُدَ المُشارُ إِليه مِنَ المُخاطَب وَكَانَ المُخاطِبُ بَعِيداً مِمَّنْ يُشِيرُ إِليه زَادُوا كَافًا فَقَالُوا ذَاكَ أَخُوك، وَهَذِهِ الْكَافُ لَيْسَتْ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ وَلَا نَصْبٍ، إِنما أَشبهت كافَ قَوْلِكَ أَخاك وَعَصَاكَ فَتَوَهَّمَ السَّامِعُونَ أَن قَوْلَ الْقَائِلِ ذَاكَ أَخوك كأَنها فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ لإِشْباهِها كافَ أَخاك، وَلَيْسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، إِنما تِلْكَ كَافٌ ضُمت إِلى ذَا لبُعْد ذَا مِنَ الْمُخَاطَبِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِيهَا هَذَا اللَّبْسُ زَادُوا فِيهَا لَامًا فَقَالُوا ذَلِكَ أَخُوك، وَفِي الْجَمَاعَةِ أُولئك إِخْوَتُك، فإِن اللَّامَ إِذا دَخَلَتْ ذَهَبَتْ بِمَعْنَى الإِضافة، وَيُقَالُ: هَذَا أَخُوك وَهَذَا أَخٌ لَكَ وَهَذَا لَكَ أَخٌ، فإِذا أَدخلت اللَّامَ فَلَا إِضافة. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: وَقَدْ أَعلمتك أَنَّ الرَّفْعَ وَالنَّصْبَ وَالْخَفْضَ فِي قَوْلِهِ ذَا سَوَاءٌ، تَقُولُ: مَرَرْتُ بِذَا ورأَيت ذَا وَقَامَ ذَا، فَلَا يَكُونُ فِيهَا عَلَامَةُ رَفْعِ الإِعراب وَلَا خَفْضِهِ وَلَا نَصْبِهِ لأَنه غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، فَلَمَّا ثنَّوا زَادُوا فِي التَّثْنِيَةِ نُونًا وأَبْقَوُا الأَلف فَقَالُوا ذانِ أَخَواك وذانِك أَخَواك؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يشدِّد هَذِهِ النُّونَ فَيَقُولُ ذانِّكَ أَخَواكَ، قَالَ: وَهُمُ الَّذِينَ يَزِيدُونَ اللَّامَ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُونَ ذَلِكَ، فَجَعَلُوا هَذِهِ التَّشْدِيدَةَ بَدَلَ اللَّامِ؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ فِي بَابِ ذَا الَّذِي قَدْ مَرَّ آنِفاً: أَمِنْ زَيْنَبَ ذِي النارُ، ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ مَا تَخْبُو إِذا مَا خَمَدَتْ يُلقى، ... عَلَيها، المَنْدَلُ الرَّطْبُ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: ذِي مَعْنَاهُ ذِهْ. يُقَالُ: ذَا عَبْدُ اللَّهِ وَذِي أَمَةُ اللهِ وذِهْ أَمَةُ اللهِ وتِهْ أَمَةُ اللَّهِ وَتَّا أَمَة اللهِ، قَالَ: وَيُقَالُ هَذي هِنْدُ وهاتِه هِندُ وَهَاتَا هِندُ، عَلَى زِيَادَةِ هَا التَّنْبيه، قَالَ: وإِذا صَغَّرْت ذِه قُلْتَ تَيّا تَصْغِيرَ تِه أَو تَا، وَلَا تُصَغَّر ذِهِ عَلَى لَفْظِهَا لأَنك إِذا صغرت ذا قلت ذَيّا، ولو صغرت

_ (2). قوله [وَلِذَلِكَ كُتِبَتْ فِي التَّخْفِيفِ بالتاء إلخ] كذا بالأَصل.

تفسير هذا

ذِه لَقُلْتَ ذَيَّا فَالْتَبَسَ بِالْمُذَكَّرِ، فَصَغَرُوا مَا يُخَالِفُ فِيهِ الْمُؤَنَّثُ الْمُذَكَّرَ، قَالَ: والمُبْهَماتُ يُخالِف تَصْغِيرُها تَصْغيرَ سَائِرِ الأَسماء. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ؛ قَالَ: وقرأَ بَعْضُهُمْ فذانِّكَ بُرْهَانَانِ ، قَالَ: وَهُمُ الَّذِينَ قَالُوا ذَلِكَ أَدخلوا التَّثْقِيلَ للتأْكيد كَمَا أَدخلوا اللَّامَ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شدَّدوا هَذِهِ النُّونَ ليُفْرَقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النُّونِ الَّتِي تَسْقُطُ للإِضافة لأَن هَذانِ وهاتانِ لَا تُضَافَانَ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ مِنْ لُغَةِ مَنْ قال هذا آقال ذَلِكَ، فَزَادُوا عَلَى الأَلف أَلفاً كَمَا زَادُوا عَلَى النُّونِ نُونًا ليُفْصَل بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الأَسماء الْمُتَمَكِّنَةِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ القُراء عَلَى تَخْفِيفِ النُّونِ مَنْ ذانِكَ وكثيرٌ مِنَ الْعَرَبِ فَيَقُولُ فذانِك قائمانِ وهذانِ قائمانِ وَاللَّذَانِ قَالَا ذَلِكَ، وَقَالَ أَبو إِسحاق: فَذَانِكَ تَثْنِيَةُ ذَاكَ وذانِّك تَثْنِيَةُ ذَلِكَ، يَكُونُ بدلَ اللامِ فِي ذَلِكَ تشديدُ النُّونِ فِي ذانِّك. وَقَالَ أَبو إِسحاق: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ ذَا وَالْكَافُ زِيدَت لِلْمُخَاطَبَةِ فَلَا حَظَّ لَهَا فِي الإِعراب. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَوْ كَانَ لَهَا حَظٌّ فِي الإِعراب لَقُلْتَ ذَلِكَ نَفْسِكَ زَيْدُ، وَهَذَا خَطَأٌ. وَلَا يَجُوزُ إِلَّا ذلكَ نَفْسُه زَيْدٌ، وَكَذَلِكَ ذَانِكَ يَشْهَدُ أَن الْكَافَ لَا مَوْضِعَ لَهَا وَلَوْ كَانَ لَهَا مَوْضِعٌ لَكَانَ جَرًّا بالإِضافة، وَالنُّونُ لَا تَدْخُلُ مَعَ الإِضافة واللامُ زِيدَتْ مَعَ ذَلِكَ لِلتَّوْكِيدِ، تَقُولُ: ذلِك الحَقُّ وهَذاكَ الحَقُّ، وَيَقْبُحُ هذالِكَ الحَقُّ لأَن اللَّامَ قَدْ أَكَّدَت مَعَ الإِشارة وكُسِرت لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، أَعني الأَلف مِنْ ذَا، وَاللَّامُ الَّتِي بَعْدَهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن تَكُونَ اللَّامُ سَاكِنَةً وَلَكِنَّهَا كُسِرَت لِما قُلنا، وَاللَّهُ أَعلم. تَفْسِيرُ هَذَا : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبا الْهَيْثَمِ يَقُولُ هَا وأَلا حَرْفَانِ يُفْتَتَحُ بِهِمَا الْكَلَامُ لَا مَعْنَى لَهُمَا إِلا افْتِتَاحُ الْكَلَامِ بِهِمَا، تَقُولُ: هَذا أَخوك، فَهَا تَنبيهٌ وَذَا اسْمُ الْمُشَارِ إِليه وأَخُوك هُوَ الْخَبَرُ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هَا تَنْبِيهٌ تَفتتح العَرَبُ الكلامَ بِهِ بِلَا مَعْنًى سِوى الِافْتِتَاحِ: هَا إِنَّ ذَا أَخُوك، وأَلا إِنَّ ذَا أَخُوك، قَالَ: وإِذا ثَنَّوُا الِاسْمَ الْمُبْهَمَ قَالُوا تانِ أُخْتاك وهاتانِ أُخْتاك فرجَعوا إِلى تَا، فَلَمَّا جَمَعُوا قَالُوا أُولاءِ إِخْوَتُك وأُولاءِ أَخَواتُك، وَلَمْ يَفْرُقوا بَيْنَ الأُنثى وَالذَّكَرِ بِعَلَامَةٍ، قَالَ: وأُولاء، مَمْدُودَةٌ مَقْصُورَةٌ، اسْمٌ لِجَمَاعَةِ ذَا وَذِهِ، ثُمَّ زَادُوا هَا مَعَ أُولاء فَقَالُوا هَؤُلَاءِ إِخْوَتُك. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ؛ الْعَرَبُ إِذا جَاءَتْ إِلى اسْمٍ مَكْنِيٍّ قَدْ وُصِفَ بِهَذَا وهذانِ وَهَؤُلَاءِ فَرَقُوا بَيْنَ هَا وَبَيْنَ ذَا وجعَلوا المَكْنِيَّ بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ فِي جِهَةِ التَّقْرِيبِ لَا فِي غَيْرِهَا، وَيَقُولُونَ: أَين أَنت؟ فَيَقُولُ الْقَائِلُ: ها أَنا ذا، فَلَا يَكادُون يقُولون هَا أَنا، وَكَذَلِكَ التَّنْبِيهُ فِي الْجَمْعِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ، وَرُبَّمَا أَعادوها فَوَصَلُوهَا بِذَا وَهَذَا وَهَؤُلَاءِ فَيَقُولُونَ هَا أَنتَ ذَا قَائِمًا وَهَا أَنْتُم هَؤُلَاءِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: هَا أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ؛ قَالَ: فإِذا كَانَ الْكَلَامُ عَلَى غَيْرِ تَقْرِيبٍ أَو كَانَ مَعَ اسمٍ ظاهرٍ جَعَلُوهَا مَوْصُولَةً بِذَا فَيَقُولُونَ هَا هُوَ وَهَذَانِ هُمَا، إِذا كَانَ عَلَى خَبَرٍ يَكْتَفِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ بِلَا فِعْلٍ، وَالتَّقْرِيبُ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ لِنُقْصَانِهِ، وأَحبوا أَن يَفرقوا بِذَلِكَ بَيْنَ التَّقْرِيبِ وَبَيْنَ مَعْنَى الِاسْمِ الصَّحِيحِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: بَنُو عُقَيْلٍ يَقُولُونَ هَؤُلَاءٍ، مَمْدُودٌ مُنَوَّنٌ مَهْمُوزٌ، قَوْمُكَ، وَذَهَبَ أَمسٌ بِمَا فِيهِ بِتَنْوِينٍ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: هَؤُلَا قَوْمُك، سَاكِنٌ، وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ قومُك، مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ مَخْفُوضٌ، قَالَ: وَقَالُوا كِلْتا تَيْنِ وَهَاتَيْنِ بِمَعْنًى

تصغير ذا وتا وجمعهما

وَاحِدٍ، وأَما تأْنيث هَذَا فإِن أَبا الْهَيْثَمِ قَالَ: يُقَالُ فِي تأْنيث هَذَا هذِه مُنْطَلِقة فَيَصِلُونَ يَاءً بِالْهَاءِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذِي مُنْطَلِقة وتِي مُنْطَلِقَةٌ وَتَا مُنْطَلِقة؛ وَقَالَ كَعْبٌ الْغَنَوِيُّ: وأَنْبَأْتُماني أَنَّما الموتُ بالقُرَى، ... فَكَيْفَ وَهَاتَا رَوْضةٌ وكَثِيبُ يُرِيدُ: فَكَيْفَ وَهَذِهِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي هَذَا وَهَذِهِ: فهذِي طَواها بُعْدُ هَذِي، وَهَذِهِ ... طَواها لِهذِي وخْدُها وانْسِلالُها قَالَ: وَقَالَ بعضهم هَذاتُ [هَذاتِ] «1» مُنْطَلِقةٌ، وَهِيَ شَاذَّةٌ مَرْغُوبٌ عَنْهَا، قَالَ: وَقَالَ تِيكَ وتِلْكَ وتالِكَ مُنْطَلِقةٌ؛ وَقَالَ الْقَطَامِيُّ: تَعَلَّمْ أَنَّ بَعْدَ الغَيِّ رُشْداً، ... وأَنَّ لِتالِكَ الغُمَرِ انْقِشاعا فَصَيَّرَهَا تالِكَ وَهِيَ مَقُولة، وإِذا ثَنَّيْتَ تَا قُلْتَ تانِكَ فَعَلَتا ذَلِكَ، وتانِّكَ فَعلتا ذَاكَ، بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالُوا فِي تَثْنِيَةِ الَّذِي اللَّذانِ واللَّذانِّ واللَّتانِ واللَّتانِّ، وأَما الْجَمْعُ فَيُقَالُ أُولئك فَعَلُوا ذَلِكَ، بِالْمَدِّ، وأُولاك، بِالْقَصْرِ، وَالْوَاوُ سَاكِنَةٌ فِيهِمَا. وأَما هَذَا وَهَذَانِ فَالْهَاءُ فِي هَذَا تَنْبِيهٌ وَذَا اسْمُ إِشارة إِلى شَيْءٍ حَاضِرٍ، والأَصل ذَا ضُمَّ إِليها هَا. أَبو الدُّقَيْشِ: قَالَ لِرَجُلٍ أَين فلان؟ قال: هو ذا؛ قَالَ الأَزهري: وَنَحْوَ ذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ. ابْنُ الأَنباري: قَالَ بَعْضُ أَهل الحجاز هُوَ ذا، بِفَتْحِ الْوَاوِ، قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهُوَ خطأٌ مِنْهُ لأَن الْعُلَمَاءَ الْمَوْثُوقَ بِعِلْمِهِمُ اتَّفَقُوا عَلَى أَن هَذَا مِنْ تَحْرِيفِ الْعَامَّةِ، وَالْعَرَبُ إِذا أَرادت معنى هو ذا قَالَتْ هَا أَنا ذَا أَلقى فُلَانًا، وَيَقُولُ الِاثْنَانِ: هَا نَحْنُ ذانِ نَلْقاه، وَتَقُولُ الرِّجَالُ: هَا نَحْنُ أُولاءِ نَلْقَاهُ، وَيَقُولُ المُخاطِبُ: هَا أَنتَ ذَا تَلْقَى فُلَانًا، وَلِلِاثْنَيْنِ: هَا أَنتما ذَانِ، وَلِلْجَمَاعَةِ: هَا أَنتم أُولاءِ، وَتَقُولُ لِلْغَائِبِ: هَا هُوَ ذَا يَلْقَاهُ وَهَا هُما ذانِ وَهَا هُمْ أُولاء، وَيُبْنَى التأْنيث عَلَى التَّذْكِيرِ، وتأُويل قَوْلِهِ هَا أَنا ذَا أَلقاه قَدْ قَرُبَ لِقائي إِياه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا كَافُهُمَا كَافُ التَّنْبِيهِ، وَذَا اسْمٌ يُشار بِهِ، والله أَعلم. تَصْغِيرُ ذَا وَتَا وَجَمْعُهُمَا : أَهل الْكُوفَةِ يُسَمُّونَ ذَا وتا تا وتا تلك وَذَلِكَ وَهَذَا وَهَذِهِ وَهَؤُلَاءِ وَالَّذِي وَالَّذِينَ وَالَّتِي واللَّاتي حُرُوفَ المُثُل، وأَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَهَا حُرُوفَ الإِشارة والأَسماء المُبْهمة، فَقَالُوا فِي تَصْغِيرِ هَذَا: ذَيّا، مِثْلَ تَصْغِيرِ ذَا، لأَنَّ هَا تنبيهٌ وَذَا إِشارةٌ وصِفةٌ ومِثالٌ لاسمِ مَنْ تُشِير إِليه، فَقَالُوا: وَتَصْغِيرُ ذلِكَ ذَيّا، وإِن شِئْت ذَيّالِك، فَمَنْ قَالَ ذَيَّا زَعَمَ أَن اللَّامَ لَيْسَتْ بأَصلية لأَنَّ مَعْنَى ذلِك ذَاكَ، وَالْكَافُ كافُ المُخاطَب، وَمَنْ قَالَ ذَيّالِك صَغَّر عَلَى اللَّفْظِ، وتصغير تا تِلْك تا تَيَّا وتا تَيّالِك، وَتَصْغِيرُ هَذِهِ تَيّا، وَتَصْغِيرُ أُولَئِكَ أُولَيّا، وَتَصْغِيرُ هَؤُلاء هَؤُلَيّا، قَالَ: وَتَصْغِيرُ اللَّاتي مِثْلُ تَصْغِيرِ الَّتِي وَهِيَ اللَّتيَّا، وَتَصْغِيرُ اللَّاتِي اللَّوَيّا، وَتَصْغِيرُ الَّذِي اللَّذَيّا، وَالَّذِينَ اللَّذَيُّون. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: يُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ الَّتِي وَاحِدَتُهَا مُؤَنَّثَةٌ اللَّاتي واللَّائي، وَالْجَمَاعَةُ الَّتِي وَاحِدُهَا مُذَكَّرٌ اللَّائي، وَلَا يُقَالُ اللَّاتي إِلا لِلَّتِي وَاحِدَتُهَا مُؤَنَّثَةٌ، يُقَالُ: هُنَّ اللَّاتي فَعَلْن كَذَا وَكَذَا واللَّائي فَعَلْن كَذَا، وَهُمُ الرجال اللائي واللَّاؤُون فَعَلوا كَذَا وَكَذَا، وأَنشد الفراء: همُ اللَّاؤون فَكُّوا الغُلَّ عَنِّي، ... بمَرْوِ الشاهِجانِ، وهُمْ جنَاحي وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ،

_ (1). قوله [هذات] كذا في الأَصل بتاء مجرورة كما ترى، وفي القاموس شرح بدل منطلقة منطلقات.

وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: منَ اللَّاءِ لَمْ يَحْجُجْنَ يَبْغِينَ حِسْبةً، ... ولكِنْ ليَقْتُلْنَ البَرِيءَ المُغَفَّلا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: بَعْدَ اللَّتَيّا واللَّتَيّا والَّتِي، ... إِذا عَلَتْها أَنْفُسٌ تَرَدَّتِ «2» يُقَالُ مِنْهُ: لَقِيَ مِنْهُ اللَّتَيَّا والَّتي إِذا لَقيَ مِنْهُ الجَهْدَ والشِّدَّة، أَراد بَعْدَ عَقَبةٍ مِنْ عِقاب المَوْتِ مُنْكَرة إِذا أَشْرَفَتْ عَلَيْهَا النَّفْسُ تَرَدَّتْ أَي هَلَكَتْ، وَقَبْلُهُ: إِلى أَمارٍ وأَمارِ مُدَّتي، ... دافَعَ عَنِّي بنَقِيرٍ مَوْتَتي بَعْدَ اللَّتَيَّا وَاللَّتَيَّا وَالَّتِي، ... إِذا عَلَتْهَا أَنْفُسٌ تردَّتِ فارْتاحَ رَبِّي وأَرادَ رحَمْتَي، ... ونِعْمةً أَتَمَّها فتَمَّتِ وَقَالَ اللَّيْثُ: الَّذِي تَعْريف لَذْ ولَذِي، فَلَمَّا قَصُرَت قَوَّوا اللامَ بِلَامٍ أُخرى، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِف الْيَاءَ فَيَقُولُ هَذَا اللَّذْ فَعَلَ، كَذَا بِتَسْكِينِ الذَّالِ، وأَنشد: كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدا وَلِلِاثْنَيْنِ هذانِ اللَّذانِ، وَلِلْجَمْعِ هؤُلاء الَّذِينَ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذانِ اللَّذَا، فأَما الَّذِينَ أَسكنوا الذَّالَ وَحَذَفُوا الْيَاءَ الَّتِي بَعْدَهَا فإِنهم لَمَّا أَدخلوا فِي الِاسْمِ لَامَ الْمَعْرِفَةِ طرَحُوا الزِّيَادَةَ الَّتِي بَعْدَ الذَّالِ وأُسكنت الذَّالُ، فَلَمَّا ثَنَّوا حَذَفُوا النُّونَ فأَدخلوا عَلَى الِاثْنَيْنِ لحَذْف النُّونِ مَا أَدخلوا عَلَى الْوَاحِدِ بإِسكان الذَّالِ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: أَلا قَالُوا اللَّذُو فِي الْجَمْعِ بِالْوَاوِ؟ فَقُلْ: الصَّوَابُ فِي الْقِيَاسِ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْعَرَبَ اجْتَمَعَتْ عَلَى الَّذِي بِالْيَاءِ وَالْجَرُّ وَالنَّصْبُ وَالرَّفْعُ سَوَاءٌ، وأَنشد: وإِنّ الَّذي حانَتْ بفَلْجٍ دِماؤُهُمْ ... هُمُ القَوْمُ كلُّ القَوْمِ، يَا أُمَّ خالِدِ وَقَالَ الأَخطل: أَبَني كُلَيْبٍ! إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا ... قَتَلا المُلُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ اللَّتا وَالَّتِي، وأَنشد: هُمَا اللَّتا أَقْصَدَني سَهْماهُما وَقَالَ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ فِيمَا رَوَاهُ أَبو إِسحاق لَهُمَا إِنهما قَالَا: الَّذِينَ لَا يَظْهَرُ فِيهَا الإِعراب، تَقُولُ فِي النَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَالْجَرِّ أَتاني الَّذِين فِي الدَّارِ ورأَيت الَّذين وَمَرَرْتُ بالَّذِين فِي الدَّارِ، وَكَذَلِكَ الَّذِي فِي الدَّارِ، قَالَا: وإِنما مُنِعا الإِعراب لأَنَّ الإِعراب إِنما يَكُونُ فِي أَواخر الأَسماء، والَّذِي والَّذِينَ مُبْهَمان لَا يَتِمَّان إِلا بصِلاتِهما فَلِذَلِكَ مُنعا الإِعرابَ، وأَصل الَّذِي لَذْ، فَاعْلَمْ، عَلَى وَزْنِ عَمْ، فإِن قَالَ قَائِلٌ: فَمَا بَالُكَ تَقُولُ أَتاني اللَّذانِ فِي الدَّارِ ورأَيت اللَّذَيْن فِي الدَّارِ فتُعْرِبُ مَا لَا يُعْرَبُ فِي الْوَاحِدِ فِي تَثْنِيَتِه نَحْوُ هَذانِ وهَذَيْنِ وأَنت لَا تُعْرِب هَذَا وَلَا هَؤلاء؟ فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ: أَن جَمِيعَ مَا لَا يُعْرَب فِي الْوَاحِدِ مُشَبَّه بِالْحَرْفِ الَّذِي جَاءَ لِمَعْنًى، فإِن ثَنَّيْته فَقَدْ بَطَلَ شَبَهُ الْحَرْفِ الَّذِي جَاءَ لِمَعْنًى لأَنَّ حُرُوفَ الْمَعَانِي لَا تُثَنَّى، فإِن قَالَ قَائِلٌ: فَلِمَ مَنَعْتَهُ الإِعراب فِي الْجَمْعِ؟ قُلْتُ: لأَنَّ الْجَمْعَ لَيْسَ عَلَى حَدِّ التَّثْنِيَةِ كَالْوَاحِدِ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ فِي جمع هذا هَؤُلاءِ

_ (2). قوله" وَقَالَ الْعَجَّاجُ بَعْدَ اللَّتَيَّا إلخ" تقدم في روح نسبة ذلك إلى رؤبة لا إلى العجاج.

ذو وذوات

يَا فَتَى؟ فَجَعَلْتَهُ اسْمًا لِلْجَمْعِ فَتَبْنِيه كَمَا بَنَيْتَ الْوَاحِدَ، ومَن جَمَع الَّذِين عَلَى حَدِّ التَّثْنِيَةِ قَالَ جَاءَنِي اللَّذُون فِي الدَّارِ، ورأَيت الَّذِين فِي الدَّارِ، وَهَذَا لَا يَنْبَغِي أَن يَقَعَ لأَن الْجَمْعَ يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنْ حدِّ التثنيةِ، والتثنيةُ لَيْسَ لَهَا إِلا ضَرْبٌ وَاحِدٌ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الأُلى فِي مَعْنَى الَّذِينَ، وأَنشد: فإِنَّ الأُلَى بالطَّفِّ مِنْ آلِ هاشِم قَالَ ابْنُ الأَنباري: قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا، مَعْنَاهُ كمثلِ الَّذِين استَوقَدوا نَارًا، فَالَّذِي قَدْ يأْتي مُؤَدِّيًا عَنِ الْجَمْعِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: إِنَّ الَّذي حانَتْ بِفَلْجٍ دِماؤهم قَالَ أَبو بَكْرٍ: احْتِجَاجُهُ عَلَى الْآيَةِ بِهَذَا الْبَيْتِ غَلَطٌ لأَن الَّذِي فِي الْقُرْآنِ اسْمٌ وَاحِدٌ رُبَّمَا أَدَّى عَنِ الْجَمْعِ فَلَا وَاحِدَ لَهُ، وَالَّذِي فِي الْبَيْتِ جَمْعٌ وَاحِدُهُ اللَّذْ، وَتَثْنِيَتُهُ اللَّذا، وَجَمْعُهُ الَّذِي، وَالْعَرَبُ تَقُولُ جَاءَنِي الذِي تَكَلَّمُوا، وَوَاحِدُ الَّذِي اللَّذْ، وأَنشد: يَا رَبَّ عَبس لَا تُبارِكْ فِي أَحدْ، ... فِي قائِمٍ مِنْهُمْ، وَلَا فيمَن قَعَدْ إِلا الَّذِي قامُوا بأَطْرافِ المَسَدْ [المِسَدْ] أَراد الَّذين. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَالَّذِي فِي الْقُرْآنِ وَاحِدٌ لَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ، والَّذي فِي الْبَيْتِ جَمْعٌ لَهُ وَاحِدٌ، وأَنشد الْفَرَّاءُ: فكنتُ والأَمْرَ الَّذي قَدْ كِيدا، ... كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيَةً فاصْطِيدا وَقَالَ الأَخطل: أَبَنِي كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا ... قَتَلا المُلوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا قَالَ: وَالَّذِي يَكُونُ مُؤَدِّياً عَنِ الْجَمْعِ وَهُوَ وَاحِدٌ لَا وَاحِدَ لَهُ فِي مِثْلِ قَوْلِ النَّاسِ أُوصِي بمالِي للذِي غَزا وحَجَّ، مَعْنَاهُ للغازينَ والحُجَّاج. وَقَالَ اللَّه تَعَالَى: ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ تَمَامًا للمُحْسِنينَ أَي تَماماً لِلَّذِينِ أَحْسَنُوا، يَعْنِي أَنه تَمَّمَ كُتُبهم بِكِتَابِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى تَمَامًا عَلَى مَا أَحسن أَي تَماماً لِلَّذِي أَحْسَنه مِنَ العِلم وكُتُبِ اللَّهِ الْقَدِيمَةِ، قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا، أَي مَثَلُ هَؤلاءِ المُنافِقِين كَمَثَلِ رَجُلٍ كان في ظُلمة لا يُبْصِر مِنْ أَجْلِها مَا عَنْ يَمِينه وشِماله وَوَرَائِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وأَوقد نَارًا فأَبْصَرَ بِهَا مَا حَوْلَه مِنْ قَذًى وأَذًى، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ طَفِئَتْ نارُه فَرَجَعَ إِلَى ظُلْمَتِه الأُولى، فَكَذَلِكَ المُنافِقُون كَانُوا فِي ظُلمة الشِّرك ثُمَّ أَسْلَموا فَعَرَفُوا الْخَيْرَ والشرَّ بالإِسلام، كَمَا عَرَفَ المُسْتَوْقِد لمَّا طَفِئَتْ نَارُهُ وَرَجَعَ إِلى أَمْرِه الأَوَّل. ذُو وَذَوَاتٌ : قَالَ اللَّيْثُ: ذُو اسْمٌ نَاقِصٌ وتَفْسيره صاحِبُ ذَلِكَ، كَقَوْلِكَ: فُلَانٌ ذُو مالٍ أَي صاحِبُ مالٍ، وَالتَّثْنِيَةُ ذَوان، وَالْجَمْعُ ذَوُونَ، قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ شَيْءٌ يَكُونُ إِعرابه عَلَى حَرْفَيْنِ غَيْرَ سَبْعِ كَلِمَاتٍ وَهُنَّ: ذُو وفُو وأَخُو وأَبو وحَمُو وامْرُؤٌ وابْنُمٌ، فأَما فُو فَإِنَّكَ تَقُولُ: رأَيت فَا زَيد، ووضَعْتُ فِي فِي زَيْدٍ، وَهَذَا فُو زَيْدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْصِبُ أَلِفًا فِي كُلِّ وَجْهٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْخَمْرَ: خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا وَقَالَ الأَصمعي: قَالَ بِشْرُ بنُ عُمر قُلْتُ لِذِي الرُّمَّةِ أَرأَيت قَوْلَهُ: خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَيَاشِيمَ وَفَا

قَالَ: إِنا لَنَقُولُهَا فِي كَلَامِنَا قَبَحَ اللَّهُ ذَا فَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَلَامُ الْعَرَبِ هُوَ الأَوَّل، وَذَا نَادِرٌ. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: الأَسماء الَّتِي رَفْعُهَا بِالْوَاوِ وَنَصْبُهَا بالأَلف وَخَفْضُهَا بِالْيَاءِ هِيَ هَذِهِ الأَحرف: يُقَالُ جَاءَ أَبُوك وأَخُوك وفُوك وهَنُوك وحَمُوكِ وذُو مالٍ، والأَلف نَحْوُ قَوْلِكَ رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهناكَ وَذَا مَالٍ، وَالْيَاءُ نَحْوُ قَوْلِكَ مَرَرْتُ بأَبِيك وأَخِيك وفِيك وحَميكِ وهَنِيكَ وذِي مالٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تأْنيث ذُو ذاتُ: تَقُولُ هِيَ ذاتُ مالٍ، فإِذا وقَفْتَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَدَع التَّاءَ عَلَى حَالِهَا ظَاهِرَةً فِي الوُقُوف لِكَثْرَةِ مَا جَرَتْ عَلَى اللِّسان، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرُدُّ التَّاءَ إِلى هَاءِ التأْنيث، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَتَقُولُ: هِيَ ذاتُ مالٍ وَهُمَا ذَوَاتَا مَالٍ، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ ذَاتَا مالٍ، والتَّمامُ أَحسنُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ذَواتا أَفْنانٍ ؛ وَتَقُولُ فِي الْجَمْعِ: الذَّوُونَ. قَالَ اللَّيْثُ: هُمُ الأَدْنَوْنَ والأَوْلَوْنَ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ: وَقَدْ عَرَفَتْ مَوالِيَها الذَّوِينا أَي الأَخَصِّينَ، وإِنما جَاءَتِ النُّونُ لِذَهَابِ الإِضافة. وَتَقُولُ فِي جَمْعِ ذُو: هُمْ ذَوُو مالٍ، وهُنَّ ذَواتُ مالٍ، وَمِثْلُهُ: هُمْ أُلُو مالٍ، وهُنَّ أُلاتُ مالٍ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: لَقِيتُه ذَا صبَاحٍ، وَلَوْ قِيلَ: ذاتَ صَباحٍ مِثْلَ ذاتِ يَوْمٍ لَحَسُنَ لأَن ذَا وذاتَ يُرَادُ بِهِمَا وَقْتٌ مُضَافٌ إِلى الْيَوْمِ وَالصَّبَاحِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: أَراد الحالةَ الَّتِي للبَيْن، وَكَذَلِكَ أَتَيْتُكَ ذاتَ العِشاء، أَراد السَّاعَةَ الَّتِي فِيهَا العِشاء وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: مَعْنَى ذاتَ بَيْنِكُمْ حَقِيقَةَ وَصْلِكم أَي اتَّقوا اللَّهَ وَكُونُوا مُجْتَمِعين عَلَى أَمر اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى اللَّهُمَّ أَصْلِح ذاتَ البَيْن أَي أَصْلِح الحالَ الَّتِي بِهَا يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ. أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الْفَرَّاءِ: يقال لَقِيتُه ذاتَ يَوْمٍ وذاتَ لَيْلَةٍ وذاتَ العُوَيم وذاتَ الزُّمَيْنِ، وَلَقِيتُهُ ذَا غَبُوقٍ، بِغَيْرِ تَاءٍ، وَذَا صَبُوحٍ. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: تَقُولُ أَتيته ذاتَ الصَّبُوحِ وذاتَ الغَبُوقِ إِذا أَتَيْته غُدْوة وعَشِيَّةً، وأَتيته ذَا صَبَاحٍ وَذَا مَسَاءٍ، قَالَ: وأَتيتهم ذاتَ الزُّمَيْنِ وَذَاتَ العُوَيْمِ أَي مُذْ ثَلَاثَةِ أَزْمان وأَعْوام. ابْنُ سِيدَهْ: ذُو كَلِمَةٌ صِيغت ليُتَوصَّل بِهَا إِلى الْوَصْفِ بالأَجناس، وَمَعْنَاهَا صَاحِبٌ أَصْلُها ذَواً، وَلِذَلِكَ إِذا سَمَّى بِهِ الْخَلِيلُ وَسِيبَوَيْهِ قَالَا هَذَا ذَواً قَدْ جَاءَ، والتثنية ذَوانِ، والجمع ذوونَ. والذَّوُون: الأَملاك المُلَقَّبون بذُو كَذَا، كَقَوْلِكَ ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ وَذُو فائشٍ وذُو جَدَنٍ وذُو نُواسٍ وَذُو أَصْبَح وذُو الكَلاعِ، وَهُمْ مُلوك اليَمن مِنْ قُضاعَةَ، وَهُمُ التَّبابِعة؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ قَوْلَ الْكُمَيْتِ: فَلَا أَعْني بِذلك أَسْفليكُمْ، ... ولكِنِّي أُرِيدُ بِهِ الذَّوِينا يَعْنِي الأَذْواء، والأُنثى ذَاتُ، وَالتَّثْنِيَةُ ذَواتا، وَالْجُمَعُ ذَوُون، والإِضافة إِليها ذَوِّيُّ «1»، وَلَا يَجُوزُ فِي ذَاتٍ ذاتِيٌّ لأَنَّ يَاءَ النَّسَبِ مُعَاقِبَةٌ لِهَاءِ التأْنيث. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَرَوَى أَحمد بْنُ إِبراهيم أُستاذ ثَعْلَبٍ عَنِ الْعَرَبِ هَذَا ذُو زَيْدٍ، وَمَعْنَاهُ هَذَا زيدٌ أَي هَذَا صاحبُ هَذَا الِاسْمِ الَّذِي هُوَ زَيْدٌ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: إِليكُم، ذَوِي آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ مِن قَلْبِي ظِماء وأَلْبُبُ أَي إِليكم أَصحاب هَذَا الِاسْمِ الَّذِي هُوَ قَوْلُهُ ذَوُو آلِ

_ (1). قوله [والإضافة إليها ذوّيّ] كذا في الأصل، وعبارة الصحاح: ولو نسبت إليه لقلت ذوويّ مثل عصوي وسينقلها المؤلف.

النَّبِيِّ. وَلَقِيتُهُ أَوَّلَ ذِي يَدَيْنِ وذاتِ يَدَيْنِ أَي أَوَّل كُلِّ شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ افْعَلْهُ أَوَّلَ ذِي يدَين وذاتِ يَدَيْنِ. وَقَالُوا: أَمّا أَوّلُ ذاتِ يَدَيْنِ فإِني أَحمدُ اللَّهَ، وَقَوْلُهُمْ: رأَيت ذَا مَالٍ، ضارَعَتْ فِيهِ الإِضافةُ التأْنيث، فَجَاءَ الِاسْمُ الْمُتَمَكِّنُ عَلَى حَرْفَيْنِ ثَانِيهِمَا حرفُ لِينٍ لَمَّا أُمِنَ عَلَيْهِ التَّنْوِينُ بالإِضافة، كَمَا قَالُوا: لَيت شِعْري، وإِنما الأَصل شِعْرَتي. قَالُوا: شَعَرْتُ بِهِ شِعْرَة، فَحَذَفَ التَّاءَ لأَجل الإِضافة لَمَّا أُمِنَ التنوينُ، وَتَكُونُ ذُو بِمَعْنَى الَّذِي، تُصاغ ليُتوصَّل بِهَا إِلى وَصْفِ المعارِف بِالْجُمَلِ، فَتَكُونُ نَاقِصَةً لَا يَظْهَرُ فِيهَا إِعراب كَمَا لَا يَظْهَرُ فِي الَّذِي، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ فَتَقُولُ: أَتاني ذُو قالَ ذاكَ وذُو قَالَا ذَاكَ وذُو قَالُوا ذَاكَ، وَقَالُوا: لَا أَفعل ذاكَ بذِي تَسْلَمُ وَبِذِي تَسْلَمانِ وبذِي تَسْلَمُون وبذِي تَسْلَمِين، وَهُوَ كالمثَل أُضِيفت فِيهِ ذُو إِلى الْجُمْلَةِ كَمَا أُضيفت إِليها أَسماء الزَّمَانِ، وَالْمَعْنَى لَا وسَلامَتِك وَلَا وَاللَّهِ يُسَلِّمُك «1». وَيُقَالُ: جَاءَ مِنْ ذِي نَفْسِهِ وَمِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ أَي طَيِّعاً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَمَّا ذُو الَّذِي بِمَعْنَى صَاحِبٍ فَلَا يَكُونُ إِلا مُضَافًا، وإِنْ وَصَفْتَ بِهِ نَكِرةً أَضَفْته إِلى نَكِرَةٍ، وإِن وَصَفْتَ بِهِ مَعْرِفَةً أَضفته إِلى الأَلف وَاللَّامِ، وَلَا يَجُوزُ أَن تُضيفَه إِلى مُضْمَرٍ وَلَا إِلى زَيْدٍ وَمَا أَشبهه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِذا خَرَجَتْ ذُو عَنْ أَن تَكُونَ وُصْلةً إِلى الوَصْف بأَسماء الأَجناس لَمْ يَمْتَنِعْ أَن تَدْخُلَ عَلَى الأَعلام والمُضْمرات كَقَوْلِهِمْ ذُو الخلَصَةِ، والخَلَصَةُ: اسْمُ عَلَمٍ لصَنَمٍ، وذُو كنايةٌ عَنْ بَيْتِهِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ ذُو رُعَيْنٍ وذُو جَدَنٍ وذُو يَزَنَ، وَهَذِهِ كُلُّهَا أَعلام، وَكَذَلِكَ دَخَلَتْ عَلَى الْمُضْمَرِ أَيضاً؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: صَبَحْنا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفاتٍ ... أَبارَ ذَوِي أَرُومَتِها ذَوُوها وَقَالَ الأَحوص: ولَكِنْ رَجَوْنا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ ... صُرِفْنا قَدِيماً مِن ذَوِيكَ الأَوائِلِ وَقَالَ آخر: إِنما يَصْطَنِعُ المَعْروفَ ... فِي الناسِ ذَوُوهُ وَتَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذِي مالٍ، وبامرأَة ذاتِ مالٍ، وَبِرَجُلَيْنِ ذَوَيْ مالٍ، بِفَتْحِ الْوَاوِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ؛ وَبِرِجَالٍ ذَوِي مَالٍ، بِالْكَسْرِ، وَبِنِسْوَةٍ ذواتِ مَالٍ، وَيَا ذواتِ الجِمام، فتُكْسَرُ التَّاءُ فِي الْجَمْعِ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ كَمَا تُكْسَرُ تَاءُ الْمُسْلِمَاتِ، وَتَقُولُ: رأَيت ذواتِ مَالٍ لأَن أَصلها هَاءٌ، لأَنك إِذا وَقَفْتَ عَلَيْهَا فِي الْوَاحِدِ قُلْتَ ذاهْ، بِالْهَاءِ، وَلَكِنَّهَا لَمَّا وُصِلَتْ بِمَا بَعْدَهَا صَارَتْ تَاءً، وأَصل ذُو ذَوًى مِثْلُ عَصاً، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ هاتانِ ذَوَاتَا مالٍ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ذَواتا أَفْنانٍ ، فِي التَّثْنِيَةِ. قَالَ: وَنَرَى أَن الأَلف مُنْقَلِبَةٌ مِنْ وَاوٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مُنْقَلِبَةٌ مِنْ يَاءٍ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ حُذِفت مِنْ ذَوًى عَيْنُ الْفِعْلِ لِكَرَاهَتِهِمُ اجْتِمَاعَ الْوَاوَيْنِ لأَنه كَانَ يَلْزَمُ فِي التَّثْنِيَةِ ذَوَوانِ مِثْلَ عَصَوانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ كَانَ يَلْزَمُ فِي التَّثْنِيَةِ ذَويانِ، قَالَ: لأَن عَيْنَهُ وَاوٌ، وَمَا كَانَ عينُه وَاوًا فَلَامُهُ يَاءٌ حَمْلًا عَلَى الأَكثر، قَالَ: وَالْمَحْذُوفُ مِنْ ذَوًى هُوَ لَامُ الْكَلِمَةِ لَا عَينُها كَمَا ذَكَرَ، لأَن الْحَذْفَ فِي اللَّامِ أَكثر مِنَ الْحَذْفِ فِي الْعَيْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مِثْلُ عَصَوانِ فبَقِي ذًا مُنَوَّن، ثُمَّ ذَهَبَ التَّنْوِينُ للإِضافة

_ (1). قوله [ولا والله يسلمك] كذا في الأصل، وكتب بهامشه: صوابه ولا والذي يسلمك.

فِي قَوْلِكَ ذُو مَالٍ، والإِضافة لَازِمَةٌ لَهُ كَمَا تَقُولُ فُو زَيْدٍ وَفَا زَيْدٍ، فإِذا أَفردت قُلْتَ هَذَا فَمٌ، فَلَوْ سَمَّيْتَ رجُلًا ذُو لَقُلْتَ: هَذَا ذَوًى قَدْ أَقبل، فَتَرُدُّ مَا كَانَ ذَهَبَ، لأَنه لَا يَكُونُ اسْمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ أَحدهما حَرْفُ لِينٍ لأَن التَّنْوِينَ يُذْهِبُهُ فَيَبْقَى عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَلَوْ نسَبت إِليه قُلْتَ ذَوَوِيٌّ مِثَالَ عَصَوِيٍ، وَكَذَلِكَ إِذا نَسَبْتَ إِلى ذَاتٍ لأَن التَّاءَ تُحْذَفُ فِي النِّسْبَةِ، فكأَنك أَضفت إِلى ذِي فَرَدَدْتَ الْوَاوَ، وَلَوْ جَمَعْتَ ذُو مَالٍ قُلْتَ هَؤُلَاءِ ذَوُونَ لأَن الإِضافة قَدْ زَالَتْ؛ وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتِ: ولكنِّي أُريد بِهِ الذَّوينا وأَما ذُو، الَّتِي فِي لغة طَيِء بِمَعْنَى الَّذِي، فَحَقُّهَا أَن تُوصَف بِهَا المعارِف، تَقُولُ: أَنا ذُو عَرَفْت وذُو سَمِعْت، وَهَذِهِ امرأَةُ ذُو قالَتْ، كَذَا يَسْتَوِي فِيهِ التَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ والتأْنيث؛ قَالَ بُجَيْر بْنُ عَثْمةَ الطَّائِيُّ أَحد بَنِي بَوْلانَ: وإِنَّ مَوْلايَ ذُو يُعاتِبُني، ... لَا إِحْنةٌ عِنْدَه وَلَا جَرِمَهْ ذاكَ خَلِيلي وذُو يُعاتِبُني، ... يَرْمي وَرَائِي بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ «1» يُرِيدُ: الَّذِي يُعاتِبُني، وَالْوَاوُ الَّتِي قَبْلَهُ زَائِدَةٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: إِن ذَا وَحْدَهَا بِمَنْزِلَةِ الَّذِي كَقَوْلِهِمْ مَاذَا رأَيت؟ فتقول: مَتاعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ: أَلا تَسأَلانِ المَرْء مَاذَا يُحاوِلُ؟ ... أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ قَالَ: وَيَجْرِي مَعَ مَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ كَقَوْلِهِمْ مَاذَا رأَيت؟ فَتَقُولُ: خَيْرًا، بِالنَّصْبِ، كأَنه قَالَ مَا رأَيْت، فَلَوْ كَانَ ذَا هَاهُنَا بِمَنْزِلَةِ الَّذِي لَكَانَ الْجَوَابُ خَيْرٌ بِالرَّفْعِ، وأَما قَوْلُهُمْ ذاتَ مَرَّةٍ وَذَا صَباحٍ فَهُوَ مِنْ ظُرُوفِ الزَّمَانِ الَّتِي لَا تَتَمَكَّنُ، تَقُولُ: لَقِيته ذاتَ يَوْمٍ وذاتَ ليلةٍ وذاتَ العِشاء وذاتَ مَرَّةٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وَذَاتَ العُوَيْمِ وَذَا صَباحٍ وَذَا مَساءٍ وَذَا صَبُوحٍ وَذَا غَبُوقٍ، فَهَذِهِ الأَربعة بِغَيْرِ هَاءٍ، وإِنما سُمِع فِي هَذِهِ الأَوقات وَلَمْ يَقُولُوا ذاتَ شهرٍ وَلَا ذاتَ سَنَةٍ. قَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ ؛ إِنما أَنثوا لأَن بَعْضَ الأَشياء قَدْ يُوضَعُ لَهُ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ وَلِبَعْضِهَا اسْمٌ مُذَكَّرٌ، كَمَا قَالُوا دارٌ وحائطٌ، أَنثوا الدَّارَ وذكَّروا الْحَائِطَ. وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَيْتَ وذَيْتَ مِثْلَ كَيْتَ وكَيْتَ، أَصله ذَيْوٌ عَلَى فَعْلٍ سَاكِنَةُ الْعَيْنِ، فحُذِفت الْوَاوُ فَبَقِيَ عَلَى حَرْفَيْنِ فشُدِّدَ كَمَا شُدِّد كَيٌّ إِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا، ثُمَّ عُوِّض مِنَ التَّشْدِيدِ التَّاءُ، فإِن حَذَفْتَ التَّاءَ وجِئْتَ بِالْهَاءِ فَلَا بُدَّ مِنْ أَن تردَّ التَّشْدِيدَ، تَقُولُ: كَانَ ذَيَّهْ وذَيَّهْ، وإِن نَسَبْتَ إِليه قُلْتَ ذَيَويٌّ كَمَا تَقُولُ بَنَوِيٌّ فِي النَّسَبِ إِلى الْبِنْتِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ فِي أَصل ذَيْت ذَيْوٌ، قَالَ: صَوَابُهُ ذَيٌّ لأَنَّ مَا عَيْنُهُ يَاءٌ فَلَامُهُ يَاءٌ، وَاللَّهُ أَعلم، قَالَ: وذاتُ الشَّيْءِ حَقِيقتُه وخاصَّته. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ قَلَّتْ ذاتُ يَدِه؛ قَالَ: وذاتُ هَاهُنَا اسْمٌ لِمَا مَلَكَتْ يَدَاهُ كأَنها تَقَعُ عَلَى الأَموال، وَكَذَلِكَ عَرَفه مِنْ ذاتِ نَفْسِه كأَنه يَعْنِي سَرِيرَته المُضْمرة، قَالَ: وذاتٌ نَاقِصَةٌ تَمَامُهَا ذواتٌ مِثْلُ نَواةٍ، فَحَذَفُوا مِنْهَا الْوَاوَ، فإِذا ثَنَّوْا أَتَمُّوا فَقَالُوا ذواتانِ كَقَوْلِكِ نَواتانِ، وإِذا ثَلَّثُوا رَجَعُوا إِلى ذَاتٍ فَقَالُوا ذَوَاتٌ، وَلَوْ جَمَعُوا عَلَى التَّمَامِ لَقَالُوا ذَوَياتٌ كَقَوْلِكَ نَوَيَاتٌ، وَتَصْغِيرُهَا ذُوَيّةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ* ؛

_ (1). قوله [ذو يعاتبني] تقدم في حرم: ذو يعايرني، وقوله [وذو يعاتبني] في المغني: وذو يواصلني.

باب ذوا وذوي مضافين إلى الأفعال

مَعْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْقُلُوبِ مِنَ الْمُضْمَرَاتِ، فتأْنيث ذَاتٍ لِهَذَا الْمَعْنَى كَمَا قَالَ: وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ، فأَنَّث عَلَى مَعْنَى الطَّائِفَةِ كَمَا يُقَالُ لَقِيتُه ذاتَ يَوْمٍ، فَيُؤَنِّثُونَ لأَن مَقْصِدهم لَقِيتُهُ مَرَّةً فِي يَوْمٍ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ ؛ أُريد بذاتَ الجِهةُ فَلِذَلِكَ أَنَّثها، أَراد جِهَةَ ذَاتَ يَمِينِ الكَهف وذاتَ شِماله، وَاللَّهُ أَعلم. بَابُ ذَوَا وَذَوِي مُضَافَيْنِ إِلى الأَفعال : قَالَ شَمِرٌ: قَالَ الْفَرَّاءُ سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ بِالْفَضْلِ ذُو فَضَّلَكم اللهُ بِهِ وَالْكَرَامَةُ ذاتُ أَكْرَمَكمُ اللهُ بِهَا، فَيَجْعَلُونَ مَكَانَ الَّذِي ذُو، وَمَكَانَ الَّتِي ذاتُ وَيَرْفَعُونَ التَّاءَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، قَالَ: وَيَخْلِطُونَ فِي الِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ، وَرُبَّمَا قَالُوا هَذَا ذُو يَعْرِفُ، وَفِي التَّثْنِيَةِ هَاتَانِ ذَوا يَعْرِفُ، وَهَذَانِ ذَوا تَعْرِفُ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: وإِن الْمَاءَ مَاءُ أَبي وجَدِّي، ... وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنْهُمْ مَنْ يُثَنِّي وَيَجْمَعُ وَيُؤَنِّثُ فَيَقُولُ هذانِ ذَوا قَالَا، وَهَؤُلَاءِ ذَوو قَالُوا ذَلِكَ، وَهَذِهِ ذاتُ قَالَتْ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: جَمَعْتُها مِنْ أَيْنُقٍ سَوابِقِ ... ذَواتُ يَنْهَضْنَ بغَيْرِ سائقِ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعَرَبُ تَقُولُ لَا بذِي تَسْلَمُ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلِلِاثْنَيْنِ لَا بِذِي تَسْلَمان، وَلِلْجَمَاعَةِ لَا بِذِي تَسْلَمُون، وَلِلْمُؤَنَّثِ لَا بِذِي تَسْلَمين، وَلِلْجَمَاعَةِ لَا بِذِي تَسْلَمْنَ، والتأْويل لا ولله يُسَلِّمُكَ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، لَا وسَلامَتِك مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ: وَمِمَّا يُضَافُ إِلى الْفِعْلِ ذُو فِي قَوْلِكَ افْعَلْ كَذَا بِذِي تَسْلَم، وافْعلاه بِذِي تَسْلَمانِ؛ مَعْنَاهُ بِالَّذِي يُسَلِّمك. وَقَالَ الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ واللهِ مَا أَحسَنْتَ بِذِي تَسْلم؛ قَالَ: مَعْنَاهُ واللهِ الَّذِي يُسَلِّمك مِنَ المرْهُوب، قَالَ: وَلَا يَقُولُ أَحد بالذِي تَسْلَمُ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: فإِنَّ بَيْتَ تَمِيمٍ ذُو سَمِعْت بِهِ فإِنَّ ذُو هَاهُنَا بِمَعْنَى الَّذِي وَلَا تَكُونُ فِي الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ إِلَّا عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ، وَلَيْسَتْ بِالصِّفَةِ الَّتِي تُعْرَبُ نَحْوِ قَوْلِكَ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذِي مَالٍ، وَهُوَ ذُو مَالٍ، ورأَيت رَجُلًا ذَا مَالٍ، قَالَ: وَتَقُولُ رأَيت ذُو جاءَك وذُو جاءَاك وَذُو جاؤُوك وَذُو جاءَتْكَ وَذُو جِئْنَكَ، لَفْظٌ وَاحِدٌ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، قَالَ: وَمَثَلٌ لِلْعَرَبِ: أَتى عَلَيْهِ ذُو أَتى عَلَى النَّاسِ أَي الَّذِي أَتى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ لغة طيِء، وذُو بِمَعْنَى الَّذِي. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ مَاذَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُولُ: خَيْرٌ وخَيْراً، الرَّفْعُ عَلَى مَعْنَى الَّذِي صنَعْتَ خَيْرٌ، وَكَذَلِكَ رُفِعَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ؛ أَي الَّذِي تُنْفِقونَ هُوَ العَفْوُ مِنْ أَموالكم فَا «2» ... فأَنفقوا، وَالنَّصْبُ لِلْفِعْلِ. وَقَالَ أَبو إِسحق: مَعْنَى قَوْلِهِ مَاذَا يُنْفِقُونَ فِي اللُّغَتَيْنِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما أَن يَكُونَ ذَا فِي مَعْنَى الَّذِي، وَيَكُونُ يُنْفِقون مِنْ صِلَتِهِ، الْمَعْنَى يسأَلونك أَيُّ شيء يُنْفِقُون، كأَنه بَيَّنَ وجْهَ الَّذِي يُنْفِقون لأَنهم يَعْلَمُونَ مَا المُنْفَق، وَلَكِنَّهُمْ أَرادوا عِلمَ وَجْهِه؛ ومِثْلُ جَعْلِهم ذَا فِي مَعْنَى الَّذِي قَوْلُ الشَّاعِرِ: عَدَسْ، مَا لعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمارةٌ ... نَجَوْتِ، وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ

_ (2). كذا بياض بالأَصل

تفسير إذ وإذا وإذن منونة

الْمَعْنَى وَالَّذِي تَحْمِلِينَ طَلِيقٌ، فَيَكُونُ مَا رَفْعاً بِالِابْتِدَاءِ وَيَكُونُ ذَا خَبَرَهَا، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَا مَعَ ذَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ وَيَكُونُ الْمَوْضِعُ نَصْبًا بينفقون، المعنى يسأَلونك أَيَّ شيء يُنْفِقُون، قَالَ: وَهَذَا إِجْمَاعُ النَّحْوِيِّينَ، وَكَذَلِكَ الأَوَّلُ إِجماعٌ أَيضاً؛ وَمِثْلُ قَوْلِهِمْ مَا وَذَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ قَوْلُ الشَّاعِرِ: دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سَأَتَّقِيهِ، ... ولكِنْ بالمُغَيَّبِ نَبِّئِيني كأَنه بِمَعْنَى: دَعِي الَّذِي عَلِمت. أَبو زَيْدٍ: جَاءَ القومُ مِنْ ذِي أَنفسِهم وَمِنْ ذَاتِ أَنْفُسِهم، وجاءَت المرأَة مِنْ ذِي نفْسِها ومِن ذاتِ نفْسِها إِذا جاءَا طائِعَيْن، وَقَالَ غَيْرُهُ: جَاءَ فُلَانٌ مِنْ أَيَّةِ نفْسِه بِهَذَا الْمَعْنَى، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَاهَا اللهِ ذَا بِغَيْرِ أَلف فِي القَسَم، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: لَاهَا اللهِ إِذا، وإِنما الْمَعْنَى لَا واللهِ هَذَا مَا أُقْسِمُ بِهِ، فأَدخل اسْمَ اللَّهِ بَيْنَ هَا وَذَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: وَضَعَتِ المرأَةُ ذاتَ بَطْنِها إِذا وَلَدَتْ، والذِّئبُ مَغْبُوطٌ «1» بِذِي بَطْنِه أَي بجَعْوِه، وأَلقى الرَّجُلُ ذَا بَطْنِه إِذا أَحْدَثَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَلَمَّا خَلا سِنِّي ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْني ؛ أَرادت أَنها كَانَتْ شابَّة تَلِدُ الأَولاد عِنْدَهُ. وَيُقَالُ: أَتَينا ذَا يَمَن أَي أَتينا اليَمَن. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ كُنَّا بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا مَعَ ذِي عَمْرو، وَكَانَ ذُو عَمْرو بالصَّمَّانِ، أَي كُنَّا مَعَ عَمْرٍو ومَعَنا عَمْرو، وَذُو كالصِّلة عِنْدَهُمْ، وَكَذَلِكَ ذَوِي، قَالَ: وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ قَيْسٍ وَمَنْ جاوَرَهم، والله أَعلم. ذَا: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ذَا يُوصَل بِهِ الْكَلَامُ؛ وَقَالَ: تَمَنَّى شَبِيبٌ مِيتةً سَفَلَتْ بِهِ، ... وَذَا قَطَرِيٍّ لَفَّهْ مِنْهُ وائِلُ يُرِيدُ قَطَرِيّاً وَذَا صِلةٌ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ: إِليكُم، ذَوي آلِ النبيِّ، تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ مِنْ قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُ وَقَالَ آخَرُ: إِذا مَا كُنْتُ مِثْلَ ذَوَي عُوَيْفٍ ... ودِينارٍ فقامَ عَلَيَّ ناعِي وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا كلمتُ فُلَانًا ذاتَ شَفَةٍ وَلَا ذاتَ فَمٍ أَي لَمْ أُكَلِّمه كَلِمة. وَيُقَالُ: لَا ذَا جَرَمَ وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ أَي لَا أَعلم ذاكَ هَاهُنا كَقَوْلِهِمْ لَاهَا اللهِ ذَا أَي لَا أَفعل ذَلِكَ، وَتَقُولُ: لَا وَالَّذِي لَا إِله إِلا هُوَ فإِنها تملأُ الفَمَ وتَقْطَعُ الدَّمَ لأَفْعَلَنَّ ذَلِكَ، وَتَقُولُ: لَا وَعَهْدِ اللَّهِ وعَقْدِه لا أَفعل ذلك. تَفْسِيرُ إِذْ وإِذا وإِذَنْ مُنَوَّنةً : قَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ الْعَرَبُ إِذْ لِمَا مضَى وإذا إِذا لِمَا يُسْتَقْبَل الْوَقْتَيْنِ مِنَ الزمان، قال: وإذا إِذا جَوَابُ تأْكيد لِلشَّرْطِ يُنوَّن فِي الِاتِّصَالِ وَيُسَكَّنُ فِي الْوَقْفِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَرَبُ تَضَعُ إِذ لِلْمُسْتَقْبَلِ وَإِذَا إِذا لِلْمَاضِي، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا ؛ مَعْنَاهُ وَلَوْ تَرى إِذْ يَفْزَعُونَ يومَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِنما جَازَ ذَلِكَ لأَنه كَالْوَاجِبِ إِذْ كَانَ لَا يُشَكُّ فِي مَجِيئِهِ، وَالْوَجْهُ فِيهِ إِذا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ؛ ويأْتي إِذَا إِذا بِمَعْنَى إِن الشَّرْط كقولك أُكْرِمُك إذا إِذا أَكْرَمْتَني، مَعْنَاهُ إِن أَكرمتني، وأَما إِذ الموصُولةُ بالأَوقات فإِن الْعَرَبَ تَصِلُهَا فِي الْكِتَابَةِ بِهَا فِي أَوْقات مَعْدُودة فِي حِينَئذ ويَومَئِذ ولَيْلَتَئِذ وغَداتَئِذ وعَشِيَّتَئِذ وساعَتَئِذ وعامَئِذٍ، وَلَمْ يَقُولُوا الآنَئِذٍ لأَن الْآنَ أَقرب ما يكون في

_ (1). قوله [والذئب مغبوط] في شرح القاموس: مضبوط.

الْحَالِ، فَلَمَّا لَمْ يتحوَّل هَذَا الاسمُ عَنْ وقتِ الحالِ وَلَمْ يتباعدْ عَنْ ساعَتِك الَّتِي أَنت فِيهَا لَمْ يَتَمَكَّنْ وَلِذَلِكَ نُصِبت فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَمَّا أَرادوا أَن يُباعِدوها ويُحوِّلوها مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ وَلَمْ تَنْقَدْ كَقَوْلِكَ أَن تَقُولُوا «1» الآنَئِذ، عَكَسُوا ليُعْرَفَ بِهَا وقتُ مَا تَباعَدَ مِنَ الْحَالِ فَقَالُوا حِينَئِذٍ، وَقَالُوا الْآنَ لساعَتِك فِي التَّقْرِيبِ، وَفِي الْبُعْدِ حِينَئِذٍ، ونُزِّل بِمَنْزِلَتِهَا الساعةُ وساعَتَئذ وَصَارَ فِي حَدِّهِمَا الْيَوْمُ وَيَوْمَئِذٍ، والحروفُ الَّتِي وَصَفْنَا عَلَى مِيزَانِ ذَلِكَ مخصوصةٌ بِتَوْقِيتٍ لَمْ يُخَصّ بِهِ سَائِرُ أَزْمَانِ الأَزمنة نَحْوُ لَقِيته سَنةَ خَرَجَ زَيْدٌ، ورأَيتُه شَهْرَ تَقَدَّم الحَجَّاجُ؛ وَكَقَوْلِهِ: فِي شَهْرَ يَصْطادُ الغُلامُ الدُّخَّلا فَمَنْ نَصَبَ شَهْرًا فإِنه يَجْعَلُ الإِضافة إِلى هَذَا الْكَلَامِ أَجمع كَمَا قَالُوا زَمَنَ الحَجَّاجُ أَميرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: فإِنَّ. «2» .... إِذ بِكَلَامٍ يَكُونُ صِلَةً أَخرجتها مِنْ حَدِّ الإِضافة وَصَارَتِ الإِضافة إِلى قَوْلِكَ إِذ تَقُولُ، وَلَا تَكُونُ خَبَرًا كَقَوْلِهِ: عَشِيَّةَ إِذْ تَقُولُ يُنَوِّلُوني كَمَا كَانَتْ فِي الأَصل حَيْثُ جَعَلْتَ تَقُولُ صِلةً أَخرجتها مِنْ حَدِّ الإِضافة «3» وَصَارَتِ الإِضافة إِذ تَقُولُ جُمْلَةً. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَهُوَ إِذْ صَبِيٌّ أَي هُو إِذْ ذَاكَ صَبِيٌّ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: نَهَيْتُك عَنْ طِلابِكَ أُمَّ عَمْرٍو ... بِعافِيَةٍ، وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ قَالَ: وَقَدْ جَاءَ أَوانَئِذٍ فِي كَلَامِ هُذَيْلٍ؛ وأَنشد: دَلَفْتُ لَهَا أَوانَئِذٍ بسَهْمٍ ... نَحِيضٍ لَمْ تُخَوِّنْه الشُّرُوجُ قَالَ ابْنُ الأَنباري فِي إِذْ وإذا إِذا: إِنما جَازَ لِلْمَاضِي أَن يَكُونَ بِمَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ إِذا وَقَعَ الْمَاضِي صِلَةً لِمُبْهَم غَيْرِ مُؤَقت، فجَرى مَجْرى قَوْلِهِ: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ؛ مَعْنَاهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ ويَصُدُّون عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ؛ مَعْنَاهُ إِلا الَّذِينَ يَتُوبُونَ، قَالَ: وَيُقَالُ لَا تَضْرِب إِلا الَّذِي ضَرَبَك إِذا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ، فتَجِيء بإِذا لأَنَّ الَّذِي غَيْرُ مُوَقت، فَلَوْ وَقَّته فَقَالَ اضْرِبْ هَذَا الَّذِي ضَرَبَك إِذ سلَّمْتَ عَلَيْهِ، لَمْ يَجُزْ إِذا فِي هَذَا اللَّفْظِ لأَن تَوْقِيتَ الَّذِي أَبطل أَن يَكُونَ الْمَاضِي فِي مَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: مَا هَلَكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَه، فإِذا جاؤوا بإِذا قَالُوا مَا هَلَكَ إِذا عَرَفَ قَدْرَه، لأَن الفِعل حَدَثٌ عَنْ مَنْكُورٍ يُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ، كأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ يُرِيدُ مَا يَهْلِكُ كُلَّ امْرِئٍ إِذا عَرَف قَدْرَه وَمَتَى عَرَف قَدْرَهُ، وَلَوْ قَالَ إِذْ عَرَفَ قَدْرَهُ لَوَجَبَ تَوْقِيتُ الْخَبَرِ عَنْهُ وأَن يُقَالَ مَا هَلَك امْرُؤٌ إِذْ عرَف قَدْرَهُ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ قَدْ كنتُ صَابِرًا إِذا ضَرَبْتَ وَقَدْ كنتُ صَابِرًا إِذ ضَربتَ، تَذهب بإِذا إِلى ترْدِيد الْفِعْلِ، تُريد قَدْ كنتُ صَابِرًا كلَّما ضَرَبْتَ، وَالَّذِي يَقُولُ إِذْ ضَرَبْتَ يَذْهَبُ إِلى وَقْتٍ وَاحِدٍ وإِلى ضَرْبٍ مَعْلُومٍ مَعْرُوفٍ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذْ إِذَا وَلِيَ فِعْلًا أَو اسْمًا لَيْسَ فِيهِ أَلف وَلَامٌ إِن كَانَ الْفِعْلُ مَاضِيًا أَو حَرْفًا مُتَحَرِّكًا فَالذَّالُ مِنْهَا سَاكِنَةٌ، فإِذا وَلِيَتِ اسْمًا بالأَلف وَاللَّامِ جُرَّت الذَّالُ كَقَوْلِكَ: إِذِ الْقَوْمُ كَانُوا نازِلينَ بكاظِمةَ، وإِذِ النَّاسُ مَن عَزَّ بَزَّ، وأَما إذا إِذا فإِنها إِذا اتَّصَلَتْ

_ (1). قوله [كقولك أن تقولوا إلخ] كذا بالأصل، وقوله [أزمان الأزمنة] كذا به أيضاً. (2). كذا بياض بالأصل. (3). قوله [أَخْرَجْتَهَا مِنْ حَدِّ الْإِضَافَةِ إِلى قوله قال الفراء] كذا بالأصل.

ذيت وذيت

بِاسْمٍ مُعرَّف بالأَلف وَاللَّامِ فإِن ذَالَهَا تُفتح إِذا كَانَ مُسْتَقْبَلًا كَقَوْلِ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، لأَنَّ مَعْنَاهَا إِذا. قَالَ ابْنُ الأَنباري: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ، بِفَتْحِ الذَّالِ، وَمَا أَشبهها أَي تَنْشَقُّ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهها، وإِذا انْكَسَرَتِ الذَّالُ فَمَعْنَاهَا إِذِ الَّتِي لِلْمَاضِي غَيْرَ أَنَّ إِذْ تُوقَع مَوْقع إِذا وإِذا مَوْقِعَ إِذْ. قَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ ؛ مَعْنَاهُ إِذَا إِذا الظَّالِمُونَ لأَن هَذَا الأَمر مُنْتَظَر لَمْ يَقَع؛ قَالَ أَوس فِي إِذَا إِذا بِمَعْنَى إِذْ: الحافِظُو الناسِ فِي تَحُوطَ إِذا ... لَمْ يُرْسِلُوا، تَحْتَ عائِذٍ، رُبَعا أَي إِذْ لَمْ يُرْسِلُوا؛ وَقَالَ عَلَى أَثره: وهَبَّتِ الشامِلُ البَلِيلُ، وإِذْ ... باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا وَقَالَ آخَرُ: ثُمَّ جَزاه اللهُ عَنَّا، إِذْ جَزى، ... جَنَّاتِ عَدْنٍ والعلالِيَّ العُلا أَراد: إِذا جَزَى. وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الْكِسَائِيِّ أَنه قَالَ: إذا إِذاً مُنَوَّنَةٌ إِذا خَلت بِالْفِعْلِ الَّذِي فِي أَوَّله أَحد حُرُوفِ الِاسْتِقْبَالِ نَصَبْتَهُ، تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: إِذًا إِذاً أُكْرِمَك، فَإِذَا حُلْتَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ بِحَرْفٍ رَفَعْتَ ونصبت فقلت: إذا فإِذاً لَا أُكْرِمُك وَلَا أُكْرِمَك، فَمَنْ رَفَعَ فَبِالْحَائِلِ، وَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى تَقْدِيرِ أَن يَكُونَ مُقدَّماً، كأَنك قُلْتَ فَلَا إِذاً أُكْرِمَك، وَقَدْ خَلَتْ بِالْفِعْلِ بِلَا مَانِعٍ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى: وَهَكَذَا يَجُوزُ أَن يُقرأَ: فَإِذاً لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، قَالَ: وإِذا حُلت بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفِعْلِ بِاسْمٍ فارْفَعه، تَقُولُ إِذًا إِذاً أَخُوك يُكْرِمُك، فإِن جَعَلَتْ مَكَانَ الِاسْمِ قسَماً نَصَبْتَ فقلت إذا إِذاً وَاللَّهِ تَنامَ، فإِن أَدخلت اللَّامَ عَلَى الْفِعْلِ مَعَ القَسَم رَفَعْتَ فَقُلْتَ إذا إِذاً واللهِ لَتَنْدَمُ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: حَكَى بَعْضُ أَصحاب الْخَلِيلِ عَنْهُ أَنْ هِيَ العامِلةُ فِي بَابِ إِذاً، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَالَّذِي نَذْهَبُ إِليه وَنَحْكِيهِ عَنْهُ أَن إذا إِذاً نَفسها الناصِبةُ، وَذَلِكَ لأَن إذا إِذاً لِمَا يُسْتَقبل لَا غَيْرُ فِي حَالِ النَّصْبِ، فَجَعَلَهَا بِمَنْزِلَةِ أَنْ فِي الْعَمَلِ كَمَا جُعلت لَكِنَّ نَظِيرَةً إِنَّ فِي الْعَمَلِ فِي الأَسماء، قَالَ: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَسَنٌ جَمِيل. وَقَالَ الزَّجاج: الْعَامِلُ عِنْدِي النَّصْبُ فِي سَائِرِ الأَفعال أَنْ، إِما أَن تَقَعَ ظَاهِرَةً أَو مُضْمَرَةً. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: يُكْتَبُ كَذَى وكَذَى بِالْيَاءِ مِثْلُ زَكَى وخَسَى، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: كَذَا وَكَذَا يُكْتَبُ بالأَلف لأَنه إِذا أُضيف قِيلَ كَذَاكَ، فأُخبر ثَعْلَبٌ بِقَوْلِهِ فَقَالَ: فَتًى يُكْتَبُ بِالْيَاءِ وَيُضَافُ فَيُقَالُ فَتَاكَ، وَالْقُرَّاءُ أَجمعوا عَلَى تَفْخِيمِ ذَا وَهَذِهِ وَذَاكَ وَذَلِكَ وَكَذَا وَكَذَلِكَ، لَمْ يُمِيلُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، والله أَعلم. ذيت وذيت : التَّهْذِيبُ: أَبو حَاتِمٍ عَنِ اللُّغَةِ الْكَثِيرَةِ كَانَ مِنَ الأَمر كَيْتَ وكَيْتَ، بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وذَيْتَ وذَيْتَ، كَذَلِكَ بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وَقَدْ نَقَلَ قَوْمٌ ذَيَّتَ وذَيَّتَ، فإِذا وَقَفُوا قَالُوا ذَيَّهْ بِالْهَاءِ. وَرَوَى ابْنُ نَجْدةَ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ قَالَ فُلَانٌ ذَيْتَ وذَيْتَ وعَمِلَ كَيْتَ وكَيْتَ، لَا يُقَالُ غَيْرُهُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ كَانَ مِنَ الأَمر ذَيْتَ وذَيْتَ وذَيْتِ وذَيْتِ وذَيَّةَ وذَيَّةَ. وَرَوَى ابْنُ شُمَيْلٍ عَنِ يُونُسَ: كَانَ مِنَ الأَمر ذَيَّةُ وذَيَّةُ، مُشَدَّدَةً مَرْفُوعَةً، وَاللَّهُ أَعلم. ظا : قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الظَّاءُ حرفٌ مُطْبَقٌ مُسْتَعْلٍ، وَهُوَ صَوْتُ التَّيْس ونَبِيبُه، والله أَعلم.

فا

فا : الْفَاءُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حرفٌ مَهْمُوسٌ، يَكُونُ أَصلًا وبَدلًا وَلَا يَكُونُ زَائِدًا مَصُوغًا فِي الْكَلَامِ إِنما يُزاد فِي أَوَّله لِلْعَطْفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وفَيَّيْتُها: عَمِلتها. وَالْفَاءُ مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ وَلَهَا ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ: يُعطَف بِهَا وتَدلّ عَلَى التَّرْتِيبِ وَالتَّعْقِيبِ مَعَ الإِشْراك، تَقُولُ ضَرَبْت زَيْداً فعَمْراً، والموضِع الثَّانِي أَن يَكُونَ مَا قَبْلَهَا عِلَّةً لِمَا بَعْدَهَا وَيَجْرِي عَلَى الْعَطْفِ وَالتَّعْقِيبِ دُونَ الإِشراك كَقَوْلِهِ ضَرَبه فَبَكَى وضَرَبه فأَوْجَعَه إِذا كَانَ الضَّرْبُ عِلَّةَ البُكاء والوَجَع، وَالْمَوْضِعُ الثَّالِثُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ لِلِابْتِدَاءِ وَذَلِكَ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ كَقَوْلِكَ إِنْ تَزُرْني فأَنْتَ محسِن، يَكُونُ مَا بَعْدَ الْفَاءِ كَلَامًا مستأْنَفاً يَعْمَلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ، لأَن قَوْلَكَ أَنتَ ابْتِداء ومُحْسِن خَبَرُهُ، وَقَدْ صَارَتِ الْجُمْلَةُ جَوَابًا بِالْفَاءِ وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ إِذا أَجبت بِهَا بَعْدَ الأَمْر والنَّهْي وَالِاسْتِفْهَامِ والنَّفْي والتَّمَنِّي والعَرْض، إِلَّا أَنك تَنْصِبُ مَا بَعْدَ الْفَاءِ فِي هَذِهِ الأَشياء السِّتَّةِ بِإِضْمَارِ أَن، تَقُولُ زُرْني فأُحْسِنَ إِليك، لم تجعل الزِّيَارَةَ عِلَّةً للإِحسان، وَلَكِنْ قُلْتَ ذَلِكَ مِن شأْني أَبداً أَنْ أَفعل وأَن أُحْسِنَ إِليك عَلَى كُلِّ حَالٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ، تَقُولُ زُرْني فأُحْسِنَ إِلَيْكَ: لَمْ تَجْعَلِ الزِّيَارَةَ عِلَّةً للإِحسان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقُولُ زُرْني فأُحْسِن إِلَيْكَ، فإِن رَفَعْتَ أُحْسِنُ فَقُلْتَ فأُحْسِنُ إِليك لَمْ تَجْعَلِ الزِّيَارَةَ علة للإِحسان. كذا : كَذَا: اسْمٌ مُبْهَمٌ، تَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا، وَقَدْ يَجري مَجْرى كَمْ فَتَنْصِب مَا بَعْدَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ، تَقُولُ عِنْدِي كَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا لأَنه كَالْكِنَايَةِ، وَقَدْ ذُكِرَ أَيضاً فِي الْمُعْتَلِّ، والله أَعلم. كلا : الْجَوْهَرِيُّ: كلَّا كَلِمَةُ زَجْر ورَدْع، وَمَعْنَاهَا انْتَهِ لَا تَفْعَلْ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا ؛ أَي لَا يَطمَع فِي ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى حَقًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ تأْتي كَلَّا بِمَعْنَى لَا كَقَوْلِ الْجَعْدِيِّ: فَقُلْنا لَهُمْ: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها، ... فَقَالُوا لَنَا: كَلَّا فَقُلْنَا لَهُمْ: بَلَى وَقَدْ تقدَّم أَكثر ذَلِكَ في المعتل. لا : اللَّيْثُ: لَا حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَد بِهِ، وَقَدْ تَجِيءُ زَائِدَةً مَعَ الْيَمِينِ كَقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ بالله. قَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ، وأَشْكالِها فِي الْقُرْآنِ: لَا اخْتِلَافَ بَيْنَ النَّاسِ أَن مَعْنَاهُ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا لَغْوٌ، وإِن كَانَتْ فِي أَوَّل السُّورة، لأَن الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَالسُّورَةِ الْوَاحِدَةِ لأَنه مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَا ردٌّ لِكَلَامٍ تقدَّم كأَنه قِيلَ لَيْسَ الأَمر كَمَا ذَكَرْتُمْ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَكَانَ كَثِيرٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ يَقُولُونَ لَا صِلةٌ، قَالَ: وَلَا يبتدأُ بِجَحْدٍ ثُمَّ يُجْعَلُ صِلَةً يُرَادُ بِهِ الطَّرْحَ، لأَنَّ هَذَا لَوْ جَازَ لَمْ يُعْرف خَبر فِيهِ جَحْد مِنْ خَبَرٍ لَا جَحْد فِيهِ، وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ الْعَزِيزَ نَزَلَ بِالرَّدِّ عَلَى الَّذِينَ أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ وَالنَّارَ، فَجَاءَ الإِقْسامُ بِالرَّدِّ عَلَيْهِمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ المُبْتدإ مِنْهُ وَغَيْرِ الْمُبْتَدَأِ كَقَوْلِكَ فِي الْكَلَامِ لَا واللهِ لَا أَفعل ذَلِكَ، جَعَلُوا لَا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، رَدًّا لكلامٍ قَدْ مَضَى، فَلَوْ أُلْغِيَتْ لَا مِمّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْيَمِينِ الَّتِي تَكُونُ جَوَابًا وَالْيَمِينِ الَّتِي تستأْنف فَرْقٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَرَبُ تَطرح لَا وَهِيَ مَنْوِيّة كَقَوْلِكَ واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد وَاللَّهِ لَا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى عَلَى هالِكٍ، ... وأَسْأَلُ نَائِحَةً مَا لَها أَراد: لَا آسَى وَلَا أَسأَلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَفادَنِي المُنْذري عَنِ اليزِيدي عَنْ أَبي زَيْدٍ فِي قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا؛ قَالَ: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، وَلَوْ كَانَ يُبَيّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ لَا تَضِلوا لَكَانَ صَوَابًا، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَذَلِكَ أَنْ لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ مِن هَذَا قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا؛ يُرِيدُ أَن لَا تَزُولَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ؛ أَي أَن لَا تَحْبَطَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا؛ مَعْنَاهُ أَن لَا تَقُولُوا، قَالَ: وَقَوْلُكَ أَسأَلُك بِاللَّهِ أَنْ لَا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لَا تقولَه فجاءَت لَا لأَنك لَمْ تُرد أَن يَقُوله، وَقَوْلُكَ أَسأَلك بِاللَّهِ أَن تَقُولَهُ سأَلتك هَذَا فِيهَا مَعْنَى النَّهْي، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ فِي الْكَلَامِ وَاللَّهِ أَقول ذَلِكَ أَبداً، وَاللَّهِ لَا أَقول ذَلِكَ أَبداً؟ لَا هَاهُنَا طَرْحُها وإِدْخالُها سَوَاءٌ وَذَلِكَ أَن الْكَلَامَ لَهُ إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كَانَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَجِيءُ مِنْ بَابِ الإِنعام مُوَافِقًا للإٍباء كَانَ سَواء وَمَا لَمْ يَكُنْ لَمْ يَكُنْ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ آتِيكَ غَداً وأَقومُ مَعَكَ فَلَا يَكُونُ إِلا عَلَى مَعْنَى الإِنعام؟ فَإِذَا قُلْتَ واللهِ أَقولُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى واللهِ لَا أَقول ذَلِكَ صَلَحَ، وَذَلِكَ لأَنَّ الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ مَعَكَ لَا يَكُونُ واللهِ أَذهب مَعَكَ وأَنت تُرِيدُ أَن تَفْعَلَ، قَالَ: وَاعْلَمْ أَنَّ لَا لَا تَكُونُ صِلةً إِلَّا فِي مَعْنَى الإِباء وَلَا تَكُونُ فِي مَعْنَى الإِنعام. التَّهْذِيبُ: قَالَ الْفَرَّاءُ وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ لَا صِلَةً إِذا اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قبلَها؛ قَالَ الشَّاعِرُ: مَا كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ، ... والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَر أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ؛ قَالَ: الْعَرَبُ تَقُولُ لَا صِلةً فِي كُلِّ كَلَامٍ دخَل فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخِرِهِ جَحْدٌ غَيْرُ مُصرَّح، فَهَذَا مِمَّا دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لَا فِي أَوَّله صِلةً، قَالَ: وأَما الجَحْدُ السَّابِقُ الَّذِي لَمْ يصرَّحْ بِهِ فَقَوْلُكَ مَا مَنَعَكَ أَن لَا تَسْجُد، وَقَوْلُهُ: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ؛ وَفِي الحَرام مَعْنَى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وَفِي قَوْلِهِ وَما يُشْعِرُكُمْ مِثْلُهُ، فَلِذَلِكَ جُعِلت لَا بَعْدَهُ صِلةً مَعْنَاهَا السُّقوط مِنَ الْكَلَامِ، قَالَ: وَقَدْ قَالَ بعضُ مَن لَا يَعرف الْعَرَبِيَّةَ، قَالَ: وأُراه عَرَّضَ بأَبِي عُبيدة، إِن مَعْنَى غَيْرِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، مَعْنَى سِوَى وإِنَّ لَا صلةٌ فِي الْكَلَامِ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ ... بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ قَالَ: وَهَذَا جَائِزٌ لأَن الْمَعْنَى وقَعَ فِيمَا لَا يتبيَّنْ فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدُ مَحْضٌ لأَنه أَراد فِي بئرِ مَا لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئًا، كأَنك قُلْتَ إِلى غَيْرِ رُشْد توجَّه وَمَا يَدْرِي. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى غَيْرٍ فِي قَوْلِهِ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ مَعْنَى لَا، وَلِذَلِكَ زِدْتَ عَلَيْهَا لَا كَمَا تَقُولُ فُلَانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فإِذا كَانَتْ غَيْرٌ بِمَعْنَى سِوَى لَمْ يَجُزْ أَن تَكُرّ عَلَيْهِ، أَلا ترَى أَنه لَا يَجُوزُ أَن تَقُولَ عِنْدِي سِوَى عبدِ اللَّهِ وَلَا زيدٍ؟ وَرُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه سَمِعَ ابْنَ الأَعرابي قَالَ فِي قَوْلِهِ:

فِي بِئْرٍ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَر أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، الْمَعْنَى أَنه وَقَعَ فِي بئرِ هَلَكةٍ لَا رُجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بِذَلِكَ كَقَوْلِكَ وَقع فِي هَلَكَةٍ وَمَا شَعَرَ بِذَلِكَ، قَالَ: وَيَجِيءُ لَا بِمَعْنَى غَيْرٍ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ مَا لَكُمْ لَا تَناصَرُونَ ؛ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، الْمَعْنَى مَا لَكَمَ غيرَ مُتناصِرين؛ قَالَهُ الزَّجَّاجُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَنشد الأَصمعي لِسَاعِدَةَ الْهُذَلِيِّ: أَفَعَنْك لَا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه ... غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ قَالَ: يُرِيدُ أَمِنك بَرْقٌ، وَلَا صِلَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يُخَالِفُ مَا قَالَهُ الْفَرَّاءُ إِن لَا لَا تَكُونُ صِلَةً إِلا مَعَ حَرْفِ نَفْيٍ تقدَّمه؛ وأَنشد الْبَاهِلِيُّ لِلشَّمَّاخِ: إِذا مَا أَدْلَجَتْ وضَعَتْ يَداها، ... لَها الإِدْلاج لَيْلَة لَا هُجُوعِ أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا يُهْجَعُ فِيهَا، يَعْنِي النَّاقَةَ ونَفَى بِلَا الهُجُوعَ وَلَمْ يُعْمِلْ، وَتُرِكَ هُجُوع مَجْرُورًا عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِضافة؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: لَقَدْ عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفى بِلَا وترَكَه مَجْرُورًا؛ وَمِثْلُهُ: أَمْسَى بِبَلْدَةِ لَا عَمٍّ وَلَا خَالٍ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ؛ إِنما جَازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قَوْلِهِ وَلَا الضَّالِّينَ لأَن مَعْنَى غَيْرِ مُتَضَمِّنٌ مَعْنَى النَّفْي، وَالنَّحْوِيُّونَ يُجيزون أَنتَ زَيْدًا غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه فِي مَعْنَى قَوْلِكَ أَنتَ زَيْدًا لَا ضارِبٌ، وَلَا يُجِيزُونَ أَنت زَيْدًا مِثْلُ ضارِب لأَن زَيْدًا مِنْ صِلَةِ ضارِبٍ فَلَا تتقدَّم عَلَيْهِ، قَالَ: فَجَاءَتْ لَا تُشَدِّد مِنْ هَذَا النَّفْيِ الَّذِي تَضْمَنُهُ غيرُ لأَنها تُقارِبُ الدَّاخِلَةَ، أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ جاءَني زَيْدٌ وَعَمْرٌو، فَيَقُولُ السَّامِعُ مَا جاءَك زَيْدٌ وعَمرو؟ فَجَائِزٌ أَن يَكُونَ جاءَه أَحدُهما، فإِذا قَالَ مَا جاءَني زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو فَقَدْ تَبَيَّن أَنه لَمْ يأْت وَاحِدٌ مِنْهُمَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ؛ يُقَارِبُ مَا ذَكَرْنَاهُ وإِن لَمْ يَكُنْه. غَيْرُهُ: لَا حرفُ جَحْد وأَصل أَلِفِهَا يَاءٌ، عِنْدَ قُطْرُبٍ، حِكَايَةً عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ لَا أَفعل ذَلِكَ فأَمال لَا. الْجَوْهَرِيُّ: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَل وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ، إِذا قَالَ هُوَ يَفْعَلُ غَداً قُلْتُ لَا يَفْعَلُ غَدًا، وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لبَلَى ونَعَمْ، وَقَدْ يَكُونُ للنَّهْي كَقَوْلِكَ لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ، يُنهى بِهِ كلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وحاضِر، وَقَدْ يَكُونُ لَغْواً؛ قَالَ الْعَجَّاجِ: فِي بِئرِ لَا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ؛ أَي مَا مَنَعَكَ أَن تسْجُد، وَقَدْ يَكُونُ حرفَ عَطْفٍ لإِخراج الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الأَول كَقَوْلِكَ رأَيت زَيْدًا لَا عَمراً، فإِن أَدْخَلْتَ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَن تَكُونَ حَرْفَ عطفٍ كَقَوْلِكَ لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو، لأَن حُروف النَّسَقِ لَا يَدخل بعضُها عَلَى بَعْضٍ، فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا إِنما هِيَ لتأْكيد النَّفْيِ؛ وَقَدْ تُزاد فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ لاتَ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ وإِذا اسْتَقْبَلَهَا الأَلف وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلفه كَمَا قَالَ: أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ ... بهِ مِنْ فَتًى، لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ قَالَ: وَذَكَرَ يُونُسُ أَن أَبا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ كَانَ يَجُرُّ البُخل وَيَجْعَلُ لَا مُضافة إِليه لأَنَّ لَا قَدْ تَكُونُ للجُود

لا التي تكون للتبرئة

والبُخْلِ، أَلا تَرَى أَنه لَوْ قِيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فَقَالَ لَا كَانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لَغْوًا نصَبْتَ البُخل بِالْفِعْلِ وإِن شِئْتَ نصَبْتَه عَلَى الْبَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد أَبَى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قِيلَ لَهُ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لَا هذه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فَقَالَ نَعَمْ أَفْعلُ وَلَا أَترك الجُودَ؛ قَالَ: حَكَى ذَلِكَ الزَّجَّاجُ لأَبي عَمْرٍو ثُمَّ قَالَ: وَفِيهِ قَوْلَانِ آخَرَانِ عَلَى رِوَايَةِ مَن رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل: أَحدهما مَعْنَاهُ أَبَى جُوده البُخْلَ وتَجعل لَا صِلةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ، وَمَعْنَاهُ مَا منعكَ أَن تسجُدَ، قَالَ: وَالْقَوْلُ الثَّانِي وَهُوَ حَسَن، قَالَ: أَرَى أَن يَكُونَ لَا غيرَ لَغْوٍ وأَن يَكُونَ البُخل مَنْصُوبًا بَدَلًا مِنْ لَا، الْمَعْنَى: أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْل، فكأَنك قُلْتَ أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ بِهِ نَعَمْ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي مَعْنَى الْبَيْتِ: أَي لَا يَمْنَعُ الجُوعَ الطُّعْمَ الَّذِي يَقْتُله؛ قَالَ: وَمَنْ خَفَضَ البُخْلَ فَعَلَى الإِضافةِ، ومَن نَصَبَ جَعَله نَعْتًا لِلَا، وَلَا فِي الْبَيْتِ اسمٌ، وَهُوَ مَفْعُولٌ لأَبَى، وإِنما أَضاف لَا إِلى البُخل لأَنَّ لَا قَدْ تَكُونُ للجُود كَقَوْلِ الْقَائِلِ: أَتَمْنَعُني مِنْ عَطائك، فَيَقُولُ الْمَسْؤُولُ: لَا، وَلَا هُنَا جُودٌ. قَالَ: وَقَوْلُهُ وإِن شِئْتَ نَصَبْتَهُ عَلَى الْبَدَلِ، قَالَ: يَعْنِي الْبُخْلُ تَنْصِبُهُ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ لَا لأَن لَا هِيَ البُخل فِي الْمَعْنَى، فَلَا يَكُونُ لَغْواً عَلَى هَذَا الْقَوْلِ. لَا الَّتِي تَكُونُ لِلتَّبْرِئَةِ : النَّحْوِيُّونَ يَجْعَلُونَ لَهَا وُجُوهًا فِي نَصْبِ المُفرد والمُكَرَّر وَتَنْوِينِ مَا يُنوَّنُ وَمَا لَا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ أَن يُنصَب بِهَا مَا لَا تُعادُ فِيهِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: الم ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ؛ أَجمع الْقُرَّاءُ عَلَى نَصْبِهِ. وَقَالَ ابْنُ بُزرْج: لَا صلاةَ لَا رُكُوعَ فِيهَا، جَاءَ بِالتَّبْرِئَةِ مَرَّتَيْنِ، وإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِهِ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ فأَنتَ بِالْخِيَارِ، إِن شِئْتَ نَصَبْتَ بِلَا تَنْوِينٍ، وإِن شِئْتَ رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وَفِيهَا لُغاتٌ كَثِيرَةٌ سِوَى مَا ذكرتُ جائزةٌ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: تَقُولُ هَذِهِ لَاءٌ مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الْكَلِمَةَ اسْمًا، وَلَوْ صَغَّرْتَ لَقُلْتَ هَذِهِ لُوَيَّةٌ مَكْتُوبَةٌ إِذا كَانَتْ صَغِيرَةَ الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: لَوَّيْت لَاءً حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لَا لأَنه قَدْ صيَّرَها اسْمًا، والاسمُ لَا يَكُونُ عَلَى حَرْفَيْنِ وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف مِنْ بَيْنِ حُرُوفِ المَدِّ وَاللِّينِ لِمَكَانِ الفَتْحة، قَالَ: وإِذا نَسَبْتَ إِليها قُلْتَ لَوَوِيٌّ «4» وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا. وأَما قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ، فَلَا بِمَعْنَى فَلَمْ كأَنه قَالَ فَلَمْ يَقْتَحِمِ العَقَبةَ، وَمِثْلُهُ: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ، إِلَّا أَنَّ لَا بِهَذَا الْمَعْنَى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لَمْ تُكَرَّرْ؛ وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ: إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا، ... وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ؛ مَعْنَاهَا فَمَا، وَقِيلَ: فَهَلَّا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى فَلَمْ يَقْتَحِم العقبةَ كَمَا قَالَ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَمْ يَذْكُرْ لَا هَاهُنَا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، وقلَّما تتَكَلَّم الْعَرَبُ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَكَانِ إِلَّا بِلَا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لَا تَكَادُ تَقُولُ لَا جِئْتَني تُريد مَا جِئْتَني ولا نري صَلُحَ «5» وَالْمَعْنَى فِي فَلَا اقْتَحَمَ مَوْجُودٌ لأَن لَا ثَابِتَةٌ كُلُّهَا فِي الْكَلَامِ، لأَن

_ (4). قوله [لووي إلخ] كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك: وضاعف الثاني من ثنائي، ... ثانيه ذو لين كلا ولائي (5). قوله [نري صلح] كذا في الأَصل بلا نقط مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.

لات

قَوْلُهُ ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى فَلَا اقْتَحَمَ وَلَا آمَنَ، قَالَ: ونحوَ ذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ، قَالَ اللَّيْثُ: وَقَدْ يُرْدَفُ أَلا بِلا فَيُقَالُ أَلا لَا؛ وأَنشد: فقامَ يَذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه ... وَقَالَ: أَلا لَا مِنْ سَبيلٍ إِلى هِنْدِ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: هَلْ كَانَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيُقَالُ: أَلا لَا؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً وَلَا نَفْيًا. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي لِي قَالَ: هُمَا حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا واللامُ لامُ الملكِ وَالْيَاءُ يَاءُ الإِضافة؛ وأَما قَوْلُ الْكُمَيْتِ: كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ ... لَدى حِينَ أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا فَيَقُولُ: كانَ نَوْمُهم فِي القِلَّةِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ لَا وَذَا، وَالْعَرَبُ إِذا أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهُورَ شَيْءٍ خَفِيَ قَالُوا كَانَ فِعْلُه كَلا، وَرُبَّمَا كَرَّروا فَقَالُوا كَلَا وَلَا؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلًا ... كَلَا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا وَقَالَ آخَرُ: يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا لَاتَ : أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: لاتَ حِينَ مَناصٍ ، قَالَ: التَّاءُ فِيهَا صِلةٌ وَالْعَرَبُ تَصِلُ هَذِهِ التَّاءَ فِي كَلَامِهَا وتَنْزِعُها؛ وأَنشد: طَلَبُوا صُلْحَنا وَلَاتَ أَوانٍ، ... فأَجَبْنا أَنْ لَيسَ حِينَ بَقاءِ قَالَ: والأَصل فِيهَا لَا، وَالْمَعْنَى فِيهَا لَيْسَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِعِ ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي مَوْضِعِ رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلَنا. وَذَكَرَ أَبو الْهَيْثَمِ عَنْ نَصْرٍ الرَّازِيِّ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِمْ لاتَ هَنّا أَيْ ليسَ حِينَ ذلكَ، وَإِنَّمَا هُو لَا هَنَّا، فأَنَّثَ لَا فَقِيلَ لاةَ ثُمَّ أُضيفَ فتحوَّلت الْهَاءُ تَاءً، كَمَا أَنَّثوا رُبَّ رُبَّةَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ الْكِسَائِيِّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى وَلاتَ حِينَ مَناصٍ أَي لَيْسَ بِحِينِ فِرارٍ، وتَنْصِبُ بِهَا لأَنها فِي مَعْنَى لَيْسَ؛ وأَنشد: تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَخْفِض بلاتَ؛ وأَنشد: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ قَالَ شَمِرٌ: أَجمع عُلَمَاءُ النَّحْوِيِّينَ مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَالْبَصْرِيِّينَ أَن أَصل هَذِهِ التَّاءِ الَّتِي فِي لاتَ هَاءٌ، وُصِلَت بِلَا فَقَالُوا لاةَ لِغَيْرِ مَعْنًى حَادِثٍ، كَمَا زَادُوا فِي ثُم وثُمةَ، لَزِمت، فلما وصَلُوها جعلوها تاء. إمالا : فِي حَدِيثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: إمالا فَلَا تَبايَعُوا حَتَّى يَبدُوَ صَلَاحُ الثَّمَرِ ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ تَرد فِي المُحاوَرات كَثِيرًا، وَقَدْ جَاءَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وأَصلها إِنْ وَمَا وَلَا، فأدُغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ وَمَا زَائِدَةٌ فِي اللَّفْظِ لَا حُكم لَهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ إِمَّالا فافْعَلْ كَذَا بالإِمالة، قَالَ: أَصله إنْ لَا وَمَا صِلةٌ، قال: ومعناه إلَّا يَكُنْ ذَلِكَ الأَمر فَافْعَلْ كَذَا، قَالَ: وَقَدْ أَمالت الْعَرَبُ لَا إِمَالَةً خَفِيفةً، وَالْعَوَامُّ يُشْبِعون إِمالَتها فَتَصِيرُ أَلفها يَاءً، وَهُوَ خطأٌ، وَمَعْنَاهَا إِنْ لمْ تَفْعَلْ هَذَا فليَكُنْ هَذَا، قال الليث: قولهم إمَّالا فَافْعَلْ كَذَا إِنَّمَا هِيَ عَلَى مَعْنَى إِنْ لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ فافْعَلْ ذَا، وَلَكِنَّهُمْ لَمَّا جَمَعُوا هَؤُلَاءِ الأَحْرفَ فَصِرْن فِي مَجْرى اللَّفْظِ مُثقلة فَصَارَ لَا فِي آخِرِهَا كأَنه عَجُز كَلِمَةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذَكَرْتُ لَكَ فِي كَلَامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئًا فرُدَّ عليك أَمْرُكَ فقلت إمَّالا فافْعَلْ ذَا،

قَالَ: وتقولُ الْقَ زَيْدًا وإلَّا فَلَا، مَعْنَاهُ وَإِلَّا تَلْقَ زَيْدًا فدَعْ؛ وأَنشد: فطَلِّقْها فَلَسْتَ لَهَا بكُفْءٍ، ... وإِلَّا يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُ فأَضمر فِيهِ وإِلَّا تُطلِّقْها يَعْلُ، وَغَيْرُ البيانِ أَحسن. وَرَوَى أَبو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى جَمَلًا نَادًّا فَقَالَ لِمَنْ هَذَا الجملُ؟ فإِذا فِتْيةٌ مِنَ الأَنْصارِ قَالُوا اسْتَقَيْنا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً وَبِهِ سَخِيمةٌ فأَرَدْنا أَن نَنْحَره فانفَلَتَ مِنَّا، فَقَالَ: أَتَبِيعُونه؟ قَالُوا: لَا بَلْ هُوَ لَكَ، فقال: إِمالا فأَحْسِنُوا إِليه حَتَّى يَأْتيَ أَجَلُه ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد إلَّا تَبِيعُوه فأَحْسِنوا إِليه، وَمَا صِلةٌ، وَالْمَعْنَى إِنْ لَا فوُكِّدَت بِمَا، وإِنْ حَرْفُ جَزَاءٍ هَاهُنَا، قَالَ أَبو حَاتِمٍ: الْعَامَّةُ رُبَّما قَالُوا فِي مَوْضِعِ افْعَلْ ذلك إمالا افْعَلْ ذلك ...... ارى «6»، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مَرْدُودٌ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ أَيضاً: أُمَّا لِي فيَضُمُّون الأَلف وَهُوَ خطأٌ أَيضاً، قال: والصواب إِمالا غَيْرَ مُمال لأَن الأَدوات لَا تُمالُ. وَيُقَالُ: خُذْ هذا إِمالا، وَالْمَعْنَى إِن لَمْ تأْخُذْ ذَلِكَ فخُذْ هَذَا، وَهُوَ مِثلُ المَثَل، وَقَدْ تَجِيءُ لَيْسَ بِمَعْنَى لَا وَلَا بِمَعْنَى لَيْسَ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ: إِنما يُجْزى الفَتى لَيْسَ الجَمَلْ أَراد لَا الْجَمَلُ. وَسُئِلَ سَيِّدُنَا رسولُ الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ العَزْلِ عَنِ النِّسَاءِ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَن لَا تَفْعَلُوا فإِنما هُوَ القَدَرُ ، مَعْنَاهُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَن لَا تَفْعَلُوا يَعْنِي العَزْلَ، كأَنه أَراد ليسَ عَلَيْكُمُ الإِمْساكُ عَنْهُ مِنْ جِهَةِ التَّحْرِيمِ، وإِنما هُوَ القَدَرُ إِنْ قدَّرَ اللهُ أَن يَكُونَ وَلدٌ كَانَ. : ابْنُ الأَعرابي: لاوَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا خالفَه. وقال الفراء: لاوَيْت أَي قُلت لَا، وَابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لَوْلَيْت بِهَذَا الْمَعْنَى. ابْنُ سِيدَهْ: لَوْ حَرْفٌ يَدُلُّ عَلَى امْتِناع الشَّيْءِ لامْتِناع غَيْرِهِ، فَإِنْ سُمِّيَتْ بِهِ الْكَلِمَةُ شُدِّدَتْ؛ قَالَ: وقِدْماً أَهْلَكَتْ لَوٌّ كَثِيراً، ... وقَبْلَ اليَوْمِ عالجَها قُدارُ وأَما الْخَلِيلُ فإِنه يَهمز هَذَا النَّحْوَ إِذَا سُمي بِهِ كَمَا يُهْمَزُ النَّؤُورُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَرْفُ أُمْنِيَّةٍ كَقَوْلِكَ لَوْ قَدِمَ زَيْدٌ، لَوْ أَن لَنَا كَرَّةً، فَهَذَا قَدْ يُكْتَفى بِهِ عَنِ الْجَوَابِ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ لَوْ مَوْقُوفةً بَيْنَ نَفْيٍ وأُمْنِيَّة إِذا وُصِلت بِلَا؛ وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: لَوْ تُوجِب الشَّيْءَ مِنْ أَجْلِ وُقوع غَيْرِهِ، وَلَوْلَا تَمْنَع الشيءَ مِنْ أَجْلِ وُقوع غَيْرِهِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِيمَا رَوى عَنْهُ سَلمة: تَكُونُ لَوْ سَاكِنَةَ الْوَاوِ إِذَا جَعَلْتَهَا أَداةً، فإِذا أَخرجتها إِلى الأَسماء شَدَّدْتَ وَاوَهَا وأَعربتها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: عَلِقَتْ لَوًّا تُكَرِّرُه، ... إنَّ لَوًّا ذاكَ أَعْيانا وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَوْلَا إِذَا كَانَتْ مَعَ الأَسماء فَهِيَ شَرْط، وَإِذَا كَانَتْ مَعَ الأَفعال فَهِيَ بِمَعْنَى هَلّا، لَوْمٌ عَلَى مَا مضَى وتَحْضِيضٌ لِمَا يأْتي، قَالَ: وَلَوْ تَكُونُ جَحداً وتَمَنِّياً وشَرْطاً، وإِذا كَانَتْ شَرْطًا كَانَتْ تَخْوِيفًا وتَشْوِيقاً وتمْثيلًا وشَرْطاً لَا يَتِمُّ. قَالَ الزَّجَّاجُ: لَوْ يَمْتَنِعُ بِهَا الشَّيْءُ لامْتِناع غَيْرِهِ، تَقُولُ: لَوْ جَاءَنِي زَيْدٌ لَجِئْتُهُ، الْمَعْنَى بأَنَّ مَجِيئِي امْتَنَع لامْتِناع مَجيء زَيْدٍ. وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ الفراء قال: لاوَيْتُ أَي قُلْتُ لَوْلا، قَالَ: وَابْنُ الأَعرابي قَالَ لَولَيتُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ أَقيس. وَقَالَ الفرَّاء فِي قَوْلِهِ

_ (6). كتب بهامش الأَصل بإزاء السطر: كذا.

تَعَالَى: فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ؛ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَحد كَذَلِكَ إِلا قَلِيلًا فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا يَنْهَوْنَ فَنَجَوْا، وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ عَلَى الِانْقِطَاعِ مِمَّا قَبْلَهُ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ؛ وَلَوْ كَانَ رَفْعًا كَانَ صَوَابًا. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ قَالَ: لَوْلا ولَوْما إِذا وَلِيَتِ الأَسماء كَانَتْ جَزَاءً وأُجِيبَتْ، وَإِذَا وَلِيت الأَفعال كَانَتِ اسْتِفْهَامًا. ولَوْلاكَ ولَوْلايَ بِمَعْنَى لَوْلا أَنتَ وَلَوْلَا أَنا اسْتُعْمِلَتْ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَيَطْمَعُ فِينا مَنْ أَراقَ دِماءَنا، ... ولَوْلاهُ لَمْ يَعْرِضْ لأَحْسابِنا حَسَنْ قَالَ: وَالِاسْتِفْهَامُ مِثْلَ قَوْلِهِ: لَوْ مَا تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ، وَقَوْلُهُ: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ؛ الْمَعْنَى هَلَّا أَخَّرْتَني إِلى أَجل قَرِيبٍ، وَقَدِ استَعْلَمَتِ الْعَرَبُ لَوْلا فِي الْخَبَرِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ؛ وأَنشد: لَوْ ما هَوَى عِرْسٍ كُمَيْتٍ لَمْ أُبَلْ قَالَ ابْنُ كَيْسانَ: المَكْنِيُّ بَعْدَ لَوْلا لَهُ وَجْهَانِ: إِنْ شِئْتَ جِئْتَ بِمَكْني الْمَرْفُوعِ فَقُلْتَ لَوْلا هُو ولولاهُمْ وَلَوْلَا هِيَ وَلَوْلَا أَنْتَ، وَإِنْ شِئْتَ وَصَلْتَ المَكْنيَّ بِهَا فَكَانَ كَمَكْنِيِّ الخَفْضِ، وَالْبَصْرِيُّونَ يَقُولُونَ هو خفض، والفراء يَقُولُ: وَإِنْ كَانَ فِي لَفْظِ الْخَفْضِ فَهُوَ فِي مَوْضِع رَفْع، قَالَ: وَهُوَ أَقْيَسُ الْقَوْلَيْنِ، تَقُولُ: لَوْلاكَ مَا قُمْتُ ولَولايَ ولولاهُ ولولاهُم وَلَوْلَاهَا، والأَجود لَوْلَا أَنتَ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ؛ وَقَالَ: ومَنْزِلةٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى، ... بأَجْرامِه مِنْ قُلَّةِ النِّيقِ، مُنْهَوي وَقَالَ رُؤْبَةُ: وهْيَ تَرَي لَوْلا تَرى التَّحْرِيما يَصِفُ الْعَانَةَ يَقُولُ: هِيَ تَرَي رَوْضاً لَوْلَا أَنَّها تَرَى مَنْ يُحَرِّمُها ذَلِكَ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ورامِياً مُبتَرِكاً مَزْكُوما ... فِي القَبْرِ لَوْلا يَفْهَمُ التَّفْهِيما قَالَ: مَعْنَاهُ هُوَ فِي الْقَبْرِ لَوْلَا يَفْهم، يَقُولُ: هُوَ كالمَقْبُورِ إِلا أَنه يَفْهَمُ كأَنه قَالَ لَوْلَا أَنه يَفْهَمُ التَّفْهيم، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَوْ حَرْفُ تمنٍّ وَهُوَ لامْتِناعِ الثَّانِي مِن أَجْل امْتِناعِ الأَوَّل، تَقُولُ لَوْ جِئْتَني لأَكْرَمْتُكَ، وَهُوَ خِلَافُ إِنِ الَّتِي لِلْجَزَاءِ لأَنها تُوقعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْل وُقُوعِ الأَوَّل، قَالَ: وأَما لَوْلا فَمُرَكَّبَةٌ مِنْ مَعْنَى إِنْ ولَوْ، وَذَلِكَ أَنَّ لَوْلَا تَمْنَعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجل وُجُودِ الأَوَّل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ظَاهِرُ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ يَقْضِي بأَن لَوْلَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ أَن الْمَفْتُوحَةِ «1» وَلَوْ، لأَن لَوْ لِلِامْتِنَاعِ وَأَنْ لِلْوُجُودِ، فَجُعِلَ لَوْلَا حَرْفَ امْتِنَاعٍ لِوُجُودٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ لَوْلَا زَيْدٌ لَهَلَكْنَا أَيِ امْتَنَعَ وُقُوعُ الْهَلَاكِ مِنْ أَجل وُجُودِ زَيْدٍ هُنَاكَ؛ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى هَلَّا كَقَوْلِ جَرِيرٍ: تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُم ... بَنِي ضَوْطَرَى، لَوْلا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا وَإِنْ جَعَلْتَ لَوِ اسْمًا شَدَّدْتَهُ فَقُلْتَ: قَدْ أَكثرت مِنَ اللَّوِّ، لأَن حُرُوفَ المَعاني والأَسماءَ الناقصةَ إِذَا صُيِّرَتْ أَسْماء تَامَّةً بِإِدْخَالِ الأَلف وَاللَّامِ عَلَيْهَا أَو بِإِعْرابِها شُدِّدَ مَا هُوَ مِنْهَا عَلَى حَرْفَيْنِ، لأَنه يُزَادُ فِي آخِرِهِ حَرْفٌ مِنْ جِنْسِهِ فَتُدغَمُ وتُصْرَفُ، إلا

_ (1). قوله [من أن المفتوحة] كذا بالأصل، ولعل الصواب من إن المكسورة.

ما

الأَلف فإِنك تَزيد عَلَيْهَا مِثْلَهَا فتمدُّها لأَنها تَنْقَلِبُ عِنْدَ التَّحْرِيكِ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ هَمْزَةً فَتَقُولُ فِي لَا كَتَبْتُ لَاءً حَسَنةً؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: لَيْتَ شِعْرِي وأَيْنَ مِنِّيَ لَيْت؟ ... إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناء وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَى ابْنُ جِنِّي عَنِ الْفَارِسِيِّ سأَلتك حَاجَةً فَلأْيَلْتَ لِي أَي قُلْتَ لِي لَا، اشْتَقُّوا مِنَ الْحَرْفِ فِعْلًا، وَكَذَلِكَ أَيضاً اشْتَقُّوا مِنْهُ المَصْدَر وَهُوَ اسْمٌ فَقَالُوا الَّلأْلأَة، وَحُكِيَ أَيضاً عَنْ قُطْرُبٍ أَن بَعْضَهُمْ قَالَ: لَا أَفْعلُ، فأَمالَ لَا، قَالَ: وَإِنَّمَا أَمالَها لمَّا كَانَتْ جَوَابًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا وقَوِيَتْ بِذَلِكَ فلَحِقَتْ باللَّوَّة بالأَسماء والأَفعال فأُمِيلَت كَمَا أُميلا، فَهَذَا وَجْهُ إِمَالَتِهَا. وَحَكَى أَبو بَكْرٍ فِي لَا وَمَا مِنْ بَيْنِ أَخواتهما: لَوَّيْتُ لَاءً حَسَنةً، بِالْمَدِّ، ومَوَّيْتُ مَاءً حَسَنةً، بِالْمَدِّ، لِمَكَانِ الْفَتْحَةِ مَنْ لَا وَمَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنهم لَمَّا أَرادوا اشْتِقاق فَعَّلْتُ مِن لَا وَمَا لَمْ يُمْكِنْ ذَلِكَ فِيهِمَا وَهُمَا عَلَى حَرْفَيْنِ، فَزَادُوا عَلَى الأَلف أَلفاً أُخرى ثُمَّ هَمَزُوا الثانيةَ كَمَا تقدَّم فَصَارَتْ لَاءً وَمَاءً، فَجَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مَجْرَى بَاءٍ وَحَاءٍ بَعْدَ الْمَدِّ، وَعَلَى هَذَا قَالُوا فِي النَّسَبِ إِلى مَا لَمَّا احْتاجُوا إِلَى تَكْمِيلِهَا اسْمًا مُحْتَمِلًا للإِعراب: قَدْ عَرَفْت مائِيَّةَ الشَّيْءِ، فالهمزةُ الْآنَ إِنَّمَا هِيَ بدلٌ مِنَ أَلفٍ لَحِقَت أَلِفَ مَا، وقَضَوْا بأَنَّ أَلف مَا وَلَا مُبْدلةٌ مِنْ وَاوٍ كَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَلِيٍّ ومَذْهَبِه فِي بَابِ الرَّاءِ، وأَنَّ الرَّاء مِنْهَا يَاءٌ حَمْلًا عَلَى طوَيْت ورَوَيْت، قَالَ: وَقَوْلُ أَبِي بَكْرٍ لِمَكَانِ الْفَتْحَةِ فِيهِمَا أَي لأَنك لَا تُمِيلُ مَا وَلَا فَتَقُولُ مَا وَلَا مُمالَتَيْنِ، فَذَهَبَ إِلَى أَنَّ الأَلف فِيهِمَا مِنْ وَاوٍ كَمَا قَدَّمْناه مِنْ قَوْلِ أَبي عَلِيٍّ وَمَذْهَبِهِ. وَتَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ. وقالوا: نا بَلْ، يُريدون لَا بَلْ، وَهَذَا عَلَى البَدَل. وَلَوْلَا: كَلمة مُرَكَّبةٌ مِنْ لَوْ وَلَا، وَمَعْنَاهَا امْتناعُ الشَّيْءِ لِوُجُودِ غَيْرِهِ كَقَوْلِكَ لَوْلا زَيْدٌ لَفَعَلْتُ، وسأَلتك حَاجَةً فَلَوْلَيْتَ لِي أَيْ قُلْتَ لَوْلا كَذَا؛ كأَنه أَراد لَوْلَوْتُ فَقَلَبَ الْوَاوَ الأَخيرة يَاءً للمُجاورة، وَاشْتَقُّوا أَيضاً مِنَ الْحَرْفِ مَصْدراً كَمَا اشْتَقُّوا مِنْهُ فِعْلًا فَقَالُوا اللَّوْلاة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذكرنا هاهنا لايَيْت ولَوْلَيْتُ لأَن هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ المُغَيَّرَتَيْنِ بِالتَّرْكِيبِ إِنما مادَّتهما لَا ولَوْ، ولَوْلا أَن القِياسَ شَيْءٌ بَرِيءٌ مِنَ التُّهَمة لَقُلْتُ إِنَّهُمَا غَيْرُ عَرَبِيَّتَيْنِ؛ فأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ: لَلَوْلا حُصَيْنٌ عَيْبَهُ أَن أَسُوءَه، ... وأَنَّ بَني سَعدٌ صَديقٌ ووَالِدُ «1» فإِنه أَكد الْحَرْفَ بِاللَّامِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: إِيَّاكَ واللَّوَّ فإِنَّ اللَّوَّ مِن الشَّيطانِ ؛ يُرِيدُ قَوْلَ المُتَنَدِّم عَلَى الْفَائِتِ: لَوْ كَانَ كَذَا لَقلتُ ولَفَعَلْتُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ المُتَمَنِّي لأَنَّ ذَلِكَ مِن الاعْتراض عَلَى الأَقدار، والأَصلُ فِيهِ لَوْ ساكِنة الْوَاوِ، وَهِيَ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ المَعاني يَمتنع بِهَا الشَّيْءُ، لامْتناع غَيْرِهِ، فإِذا سُمِّي بِهَا زِيدَ فِيهَا وَاوٌ أُخرى، ثُمَّ أُدغمت وشُدِّدت حَملًا عَلَى نَظَائِرِهَا مِنْ حُرُوفِ المعاني، والله أَعلم: ما : مَا حَرْفُ نَفي وَتَكُونُ بِمَعْنَى الَّذِي، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الشَّرط، وَتَكُونُ عِبارة عَنْ جَمِيعِ أَنواع النَّكِرَةِ، وَتَكُونُ موضُوعة مَوْضِعَ مَنْ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الاسْتِفهام، وتُبْدَل مِنَ الأَلف الْهَاءُ فَيُقَالُ مَهْ؛

_ (1). قوله [عيبه] كذا في الأصل.

قَالَ الرَّاجِزُ: قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ، ... مِنْ هَاهُنا ومِنْ هُنَهْ، إِنْ لَمْ أُرَوِّها فَمَهْ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ مَهْ هُنَا وَجْهَيْنِ أَحدهما أَن تَكُونَ فَمَهْ زَجْراً مِنْهُ أَي فاكْفُفْ عَنِّي ولستَ أَهلًا للعِتاب، أَو فَمَهْ يَا إنسانُ يُخاطب نفسَه ويَزْجُرها، وتكونُ للتعجُّب، وَتَكُونُ زَائِدَةً كافَّةً وَغَيْرَ كَافَّةٍ، وَالْكَافَّةُ قَوْلُهُمْ إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ، وَغَيْرُ الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق، تُرِيدُ إِنَّ زَيْدًا مُنْطَلِقٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ* ، وعَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ ، ومِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا مُؤَنَّثَةٌ، وَإِنْ ذُكِّرَت جَازَ؛ فأَما قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ، ... مِنْ بَعْدِ ما وبَعْدِ ما وبَعْدِ مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ، ... وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ فإِنه أَراد وبَعْدِ ما فأَبدلَ الأَلف هَاءً كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ: مِنْ هَاهُنا ومِنْ هُنَهْ فَلَمَّا صَارَتْ في التقدير وبعد مَهْ أَشبهت الْهَاءُ هَاهُنَا هَاءَ التأْنيث فِي نَحْوِ مَسْلمةَ وطَلْحة، وأَصلُ تِلْكَ إِنما هُوَ التَّاءُ، فشبَّه الْهَاءَ في وبَعْدِ مَهْ بَهَاءِ التأَنيث فوَقَفَ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ كَمَا يَقِفُ عَلَى مَا أَصله التَّاءُ بِالتَّاءِ فِي مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ، فَهَذَا قِياسُه كَمَا قَالَ أَبو وَجْزَة: العاطِفُونَتَ، حِينَ مَا مِنْ عاطِفٍ، ... والمُفْضِلونَ يَداً، إِذَا مَا أَنْعَمُوا «1» أَراد: العاطِفُونَهْ، ثُمَّ شبَّه هَاءَ الْوَقْفِ بِهَاءِ التأْنيث الَّتِي أَصلها التَّاءُ فَوَقَفَ بِالتَّاءِ كَمَا يَقِفُ عَلَى هَاءِ التأْنيث بِالتَّاءِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ: مَوَّيْتُ مَاءً حَسَنةً، بالمدِّ، لِمَكَانِ الْفَتْحَةِ مِن مَا، وَكَذَلِكَ لَا أَي عَمِلْتها، وَزَادَ الأَلف فِي مَا لأَنه قَدْ جَعَلَهَا اسْمًا، وَالِاسْمُ لَا يَكُونُ عَلَى حَرْفَيْنِ وَضْعاً، وَاخْتَارَ الأَلف مِنْ حُرُوفِ المدِّ واللِّين لِمَكَانِ الْفَتْحَةِ، قَالَ: وَإِذَا نُسِبَتْ إِلى مَا قُلْتَ مَوَوِيٌّ. وَقَصِيدَةٌ ماويَّةٌ ومَوَوِيَّةٌ: قَافِيَتُهَا مَا. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ عَنِ الرُّؤاسي: هَذِهِ قَصِيدَةٌ مائِيةٌ وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ، قَالَ: وَهَذَا أَقْيسُ. الْجَوْهَرِيُّ: مَا حَرْفٌ يَتَصَرَّف عَلَى تِسْعَةِ أَوجه: الاستفهامُ نَحْوَ مَا عِنْدَك، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَا يُسأَلُ بِهَا عَمَّا لَا يَعْقِل وَعَنْ صِفَاتِ مَنْ يَعْقِل، يَقُولُ: مَا عَبْدُ اللهِ؟ فَتَقُولُ: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والخَبَر نَحْوَ رَأَيْتُ مَا عِنْدَك وَهُوَ بِمَعْنَى الَّذِي، وَالْجَزَاءُ نَحْوَ مَا يَفْعَلْ أَفْعَلْ، وَتَكُونُ تَعَجُّبًا نَحْوَ مَا أَحْسَنَ زَيْدًا، وَتَكُونُ مَعَ الفِعل فِي تأْويل المَصدر نَحْوَ بَلَغَني مَا صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك، وَتَكُونُ نَكِرَةً يَلْزَمُها النعتُ نَحْوَ مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لَكَ أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لَكَ، وَتَكُونُ زَائِدَةً كَافَّةً عَنِ الْعَمَلِ نَحْوَ إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، وَغَيْرَ كافَّة نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ؛ وَتَكُونُ نَفْيًا نَحْوَ مَا خَرَجَ زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ خارِجاً، فَإِنْ جعلْتَها حرفَ نفيٍ لَمْ تُعْمِلْها فِي لُغَةِ أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، وَهُوَ القِياس، وأَعْمَلْتَها فِي لغةِ أَهل الحِجاز تَشْبِيهًا بِلَيْسَ، تَقُولُ: مَا زيدٌ خارِجاً وَمَا هَذَا بَشراً، وَتَجِيءُ مَحْذُوفَةً مِنْهَا الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِليها حَرْفًا نَحْوَ لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ: وَتَجِيءُ مَا الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضَمَمْتَ إِليها حَرْفًا جارًّا. التهذيب: إِنما

_ (1). قوله [والمفضلون] في مادة ع ط ف: والمنعمون.

قَالَ النَّحْوِيُّونَ أَصلُها مَا مَنَعَتْ إِنَّ مِنَ الْعَمَلِ، وَمَعْنَى إِنَّما إثباتٌ لِمَا يُذْكَرُ بَعْدَهَا ونَفْيٌ لِمَا سِواه كَقَوْلِهِ: وإِنَّما يُدافِعُ عَنْ أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلي؛ الْمَعْنَى مَا يُدافعُ عَنْ أَحسابهم إِلَّا أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي، وَاللَّهُ أَعلم. التَّهْذِيبِ: قَالَ أَهل الْعَرَبِيَّةِ مَا إِذا كَانَتِ اسْمًا فَهِيَ لِغَيْرِ المُمَيِّزِين مِنَ الإِنس والجِنِّ، ومَن تَكُونُ للمُمَيِّزِين، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَسْتَعْمِلُ مَا فِي مَوْضِعِ مَنْ، مِن ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ؛ التَّقْدِيرُ لَا تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آبَاؤُكُمْ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ؛ مَعْنَاهُ مَنْ طابَ لَكُمْ. وَرَوَى سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: قَالَ الْكِسَائِيُّ تَكُونُ مَا اسْمًا وَتَكُونُ جَحْداً وَتَكُونُ اسْتِفْهَامًا وَتَكُونُ شَرْطًا وَتَكُونُ تَعَجُّباً وَتَكُونُ صِلةً وَتَكُونُ مَصْدَراً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: وَقَدْ تأْتي مَا تَمْنَع العامِلَ عَملَه، وَهُوَ كَقَوْلِكَ: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: رُبَّما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ؛ رُبَّ وُضِعَت للأَسماء فَلَمَّا أُدْخِل فِيهَا مَا جُعلت لِلْفِعْلِ؛ وَقَدْ تُوصَلُ مَا بِرُبَّ ورُبَّتَ فَتَكُونُ صِلةً كَقَوْلِهِ: ماوِيَّ، يَا رُبَّتَما غارةٍ ... شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يُرِيدُ يَا رُبَّتَ غَارَةٍ، وتجيءُ مَا صِلَةً يُريد بِهَا التَّوْكِيدَ كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ* ؛ الْمَعْنَى فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم، وَتَجِيءُ مَصْدَرًا كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ؛ أَي فاصْدَعْ بالأَمر، وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَا أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ ؛ أَي وكَسْبُه، وَمَا التَّعَجُّبِ كَقَوْلِهِ: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ، وَالِاسْتِفْهَامُ بِمَا كَقَوْلِكَ: مَا قولُك فِي كَذَا؟ والاسْتِفهامُ بِمَا مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ على وجهين: هل للمؤمنِ تَقْريرٌ، وَلِلْكَافِرِ تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ، فَالتَّقْرِيرُ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمُوسَى: وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى قالَ هِيَ عَصايَ ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً، والشَّرْطِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ ، والجَحْدُ كَقَوْلِهِ: مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ، وَتَجِيءُ مَا بِمَعْنَى أَيّ كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا مَا لَوْنُها ؛ الْمَعْنَى يُبَيِّن لَنَا أَيُّ شَيْءٍ لَوْنُها، وَمَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ رَفْعٌ لأَنها ابْتداء ومُرافِعُها قَوْلُهُ لَوْنُها، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ؛ وُصِلَ الجَزاءُ بِمَا، فإِذا كَانَ اسْتِفْهاماً لَمْ يُوصَلْ بِمَا وإِنما يُوصَلُ إِذا كَانَ جَزَاءً؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي قَوْلَ حَسَّانَ: إِنْ يَكُنْ غَثَّ مِنْ رَقاشِ حَديثٌ، ... فَبِمَا يأْكُلُ الحَدِيثُ السَّمِينا قَالَ: فَبِمَا أَي رُبَّما. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ مَعْروف فِي كَلَامِهِمْ قَدْ جاءَ فِي شِعْرِ الأَعشى وَغَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ . قَالَ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ عَنْ قَليل وَمَا تَوْكِيدٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى عَنْ شيءٍ قَلِيلٍ وَعَنْ وَقْتٍ قَلِيلٍ فَيَصِيرُ مَا اسْمًا غَيْرَ تَوكيد، قَالَ: وَمِثْلُهُ مِمَّا خَطاياهُمْ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ إِساءَة خَطاياهم وَمِنْ أَعْمال خَطاياهم، فنَحْكُمُ عَلَى مَا مِنْ هَذِهِ الجِهة بالخَفْض، ونَحْمِلُ الخَطايا عَلَى إِعرابها، وجَعْلُنا مَا مَعْرِفةً لإِتْباعِنا المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ، وَكَذَلِكَ فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ* ، مَعْنَاهُ

متى

فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وَمَا تَوْكِيدٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ التأْويل فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم. وَالْمَاءُ، المِيمُ مُمالةٌ والأَلف مَمْدُودةٌ: حِكَايَةُ أَصْواتِ الشاءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا مَا تَخَوَّنَهُ ... داعٍ يُناديه، باسْم الْمَاءِ، مَبْغُومُ وماءِ: حكايةُ صوتِ الشاةِ مَبْنِيُّ عَلَى الْكَسْرِ. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: باتَتِ الشاءُ ليلَتَها مَا مَا وماهْ وماهْ «2»، وَهُوَ حِكَايَةُ صَوْتِهَا. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَن مَهْما مَا ضُمَّت إِليها مَا لَغْواً، وأَبدلوا الأَلف هَاءً. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ كإِذْ ضُمَّ إِليها مَا؛ وَقَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوْنُه ... شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس «3» يَعْنِي إِن تَرَيْ رأْسي، ويدخُل بَعْدَهَا النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كَقَوْلِكَ: إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً، وَلَوْ حَذَفْتَ مَا لَمْ تَقُلْ إِلَّا إِنْ لَمْ تَقُمْ أَقُمْ وَلَمْ تُنَوِّنْ، وَتَكُونُ إِمّا فِي مَعْنَى المُجازاة لأَنه إِنْ قَدْ زِيدَ عَلَيْهَا مَا، وَكَذَلِكَ مَهْما فِيهَا مَعْنَى الْجَزَاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا مُكَرَّرٌ يَعْنِي قَوْلَهُ إِما فِي مَعْنَى المُجازاة وَمَهْمَا. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ لَمَّا فَعَلْتَ كَذَا أَي إِلَّا فَعَلْته، وَتُخَفَّفُ الْمِيمُ وَتَكُونُ مَا زَائِدَةً، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ؛ أَي مَا كلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا حَافِظٌ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ. متى : متَى: كَلِمَةُ استفهامٍ عَنْ وَقْتِ أَمر، وَهُوَ اسْمٌ مُغْنٍ عَنِ الْكَلَامِ الْكَثِيرِ المُتناهي فِي البُعْدِ وَالطُّولِ، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ مَتَى تقومُ أَغْناكَ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ الأَزْمِنة عَلَى بُعْدها، ومَتى بِمَعْنَى فِي، يُقَالُ: وَضَعْتُهُ مَتى كُمِّي أَي فِي كُمِّي؛ ومَتى بِمَعْنَى مِنْ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: أَخْيَلَ بَرْقاً مَتى حابٍ لَهُ زَجَلٌ، ... إِذا تَفَتَّرَ مِنْ تَوماضِه حَلَجا «4» وَقَضَى ابْنُ سَيِّدِهِ عَلَيْهَا بِالْيَاءِ، قَالَ: لأَن بَعْضَهُمْ حَكَى الإِمالة فِيهِ مَعَ أَن أَلفها لَامٌ، قَالَ: وَانْقِلَابُ الأَلف عَنِ الْيَاءِ لَامًا أَكثر. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَتَى ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّن وَهُوَ سُؤَالٌ عَنْ زَمَانٍ ويُجازى بِهِ. الأَصمعي: مَتَى فِي لُغَةِ هذيل قد يكون بِمَعْنَى مِن؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ: شَرِبْنَ بِمَاءِ البحرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ، لَهُنَّ نَئِيجُ أَي مِنْ لُجَجٍ؛ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى وسَط. وَسَمِعَ أَبو زَيْدٍ بَعْضَهُمْ يَقُولُ: وَضَعْتُه مَتَى كُمِّي أَي فِي وَسَط كُمِّي، وأَنشد بَيْتَ أَبي ذُؤَيْبٍ أَيضاً، وَقَالَ: أَراد وسَطَ لُجَجٍ. التَّهْذِيبِ: مَتَى مِن حروفِ الْمَعَانِي وَلَهَا وُجُوه شَتَّى: أَحدها أَنه سُؤَالٌ عَنْ وقتِ فِعْل فُعِلَ أَو يُفْعَلُ كَقَوْلِكَ مَتَى فَعَلْتَ وَمَتَى تَفْعَلُ أَي فِي أَي وَقْتٍ، والعربُ تُجَازِي بِهَا كَمَا تُجازي بأَيّ فتَجْزِمُ الفِعْلين تَقُولُ مَتى تأْتِني آتِك، وَكَذَلِكَ إِذا أَدخلت عَلَيْهَا مَا كَقَوْلِكَ

_ (2). قوله [ما ما وماه ماه] يعني بالإمالة فيها. (3). قوله [المخلس] أي المختلط صفرته بخضرته، يريد اختلاط الشعر الأَبيض بالأَسود، وتقدم إنشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس، وفي الصحاح هنا المحول. (4). قوله [أخيل برقاً إلخ] كذا في الأصل مضبوطاً، فما وقع في حلج وومض: أخيل، مضارع أخال، ليس على ما ينبغي. ووقع ضبط حلجا بفتح اللام، والذي في المحكم كسرها حلج يحلج حلجاً بوزن تعب فيقال حلج السحاب بالكسر يحلج بالفتح حلجاً بفتحتين.

ها

مَتَى مَا يأْتِني أَخوك أُرْضِه، وَتَجِيءُ مَتَى بِمَعْنَى الاسْتِنكارِ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذا حَكَى عَنْكَ فِعْلًا تُنْكِرُه مَتَى كَانَ هَذَا عَلَى مَعْنَى الإِنكار وَالنَّفْيِ أَي مَا كَانَ هَذَا؛ وَقَالَ جَرِيرٌ: مَتى كَانَ حُكْمُ اللهِ فِي كَرَبِ النَّخْلِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَتَى يقَعُ عَلَى الوَقت إِذا قلْتَ مَتَى دَخَلْتِ الدَّارَ فأَنت طَالِقٌ أَي أَيَّ وَقْتٍ دَخَلْتِ الدَّارَ، وكُلَّما تَقَعُ عَلَى الْفِعْلِ إِذا قُلْتَ كُلَّمَا دخلتِ الدَّارَ فَمَعْنَاهُ كلَّ دَخْلَةٍ دَخَلْتِها، هَذَا فِي كِتَابِ الجَزاء؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ صَحِيحٌ. ومَتى يَقَعُ لِلْوَقْتِ المُبْهَم. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: مَتَى حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ يُكْتَب بِالْيَاءِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيَجُوزُ أَن تُكْتَب بالأَلف لأَنها لَا تُعْرَفُ فعْلًا، قَالَ: ومَتى بِمَعْنَى مِنْ؛ وَأَنْشَدَ: إِذا أقولُ صَحا قَلْبي أُتِيحَ لَه ... سُكْرٌ مَتى قَهْوةٍ سارَت إِلى الرَّاسِ أَي مِنْ قَهْوةٍ؛ وأَنشد: مَتى مَا تُنْكِروها تَعْرِفُوها ... مَتَى أَقْطارِها علق نفيت «1» أَراد من أَقطارها نفيت أَي مُنْفَرِجٌ؛ وأَما قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: مَتى عَهْدُنا بِطِعانِ الكُماةِ ... والمَجْدِ والحَمدِ والسُّودَدِ يَقُولُ: مَتَى لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، يَقُولُ: تَرَوْنَ أَنَّا لَا نُحْسِنُ طَعْنَ الكُماةِ وعَهْدُنا بِهِ قَرِيبٌ؛ ثُمَّ قَالَ: وبَنْيِ القِبابِ ومَلْءِ الجفانِ، ... والنارِ والحَطَبِ المُوقَدِ ها : الْهَاءُ: بِفَخَامَةِ الأَلف: تنبيهٌ، وَبِإِمَالَةِ الأَلف حرفُ هِجاء. الْجَوْهَرِيُّ: الْهَاءُ حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ المُعْجَمِ، وَهِيَ مِنْ حُروف الزِّيادات، قَالَ: وها حرفُ تَنْبِيهٍ. قَالَ الأَزهري: وأَما هَذَا إِذا كَانَ تنْبيهاً فإِن أَبا الْهَيْثَمِ قَالَ: هَا تَنْبِيهٌ تَفْتَتِحُ الْعَرَبُ بِهَا الْكَلَامَ بِلَا مَعْنًى سِوَى الِافْتِتَاحِ، تقولُ: هَذَا أَخوك، هَا إِنَّ ذَا أَخُوكَ؛ وأَنشد النَّابِغَةُ: هَا إِنَّ تَا عِذْرةٌ إِلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ، ... فإِنَّ صاحِبَها قَدْ تَاهَ فِي البَلَدِ «2» وَتَقُولُ: هَا أَنتم هَؤلاء تَجْمَعُ بَيْنَ التَّنْبِيهَيْنِ لِلتَّوْكِيدِ، وَكَذَلِكَ أَلا يَا هَؤُلَاءِ وَهُوَ غَيْرُ مُفارق لأَيّ، تَقُولُ: يَا أَيُّها الرَّجُل، وَهَا: قَدْ تَكُونُ تَلْبِيَةً؛ قَالَ الأَزهري: يَكُونُ جَوَابَ النِّدَاءِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: لَا بَلْ يُجِيبُك حينَ تَدْعو باسمِه، ... فيقولُ: هاءَ، وطالَما لَبَّى قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ أَيضاً هَا إِذا أَجابوا داعِياً، يَصِلُون الْهَاءَ بأَلف تَطْوِيلًا لِلصَّوْتِ. قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يَقُولُونَ فِي مَوْضِعِ لَبَّى فِي الإِجابة لَبَى خَفِيفَةً، وَيَقُولُونَ أَيْضًا فِي هَذَا الْمَعْنَى هَبَى، وَيَقُولُونَ هَا إِنَّك زَيْدٌ، مَعْنَاهُ أَإِنك زَيْدٌ فِي الْاسْتِفْهَامِ، ويَقْصُرُونَ فَيَقُولُونَ: هإِنَّك زَيْدٌ، فِي مَوْضِعِ أَإِنك زَيْدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْهَاءُ حَرف هِجاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوس يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا وَزَائِدًا، فالأَصل نَحْوَ هِنْدَ وفَهْدٍ وشِبْهٍ، وَيُبْدَلُ مِنْ خَمْسَةِ أَحرف وَهِيَ: الْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالتَّاءُ، وَقَضَى عَلَيْهَا ابْنُ سِيدَهْ أَنها من هـ وي، وَذَكَرَ عِلَّةَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ حَوِيَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الْهَاءُ وأَخواتها مِنَ الثُّنَائِيِّ كَالْبَاءِ وَالْحَاءِ وَالطَّاءِ وَالْيَاءِ إِذا تُهجِّيت مَقْصُورةٌ، لأَنها لَيْسَتْ بأَسماء وإِنما جاءَت فِي التَّهَجِّي عَلَى الْوَقْفِ، قال: ويَدُلُّك

_ (1). قوله [علق نفيت] كذا في الأَصل وشرح القاموس. (2). رواية الديوان، وهي الصحيحة: ها إن ذي عِذْرَةٌ إِلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ، ... فَإِنَّ صَاحِبَهَا مشاركُ النّكَدِ

عَلَى ذَلِكَ أَن القافَ وَالدَّالَ وَالصَّادَ موقوفةُ الأَواخِر، فَلَوْلَا أَنها عَلَى الْوَقْفِ لحُرِّكَتْ أَواخِرُهُنَّ، وَنَظِيرُ الْوَقْفِ هُنَا الحذفُ فِي الْهَاءِ وَالْحَاءِ وأَخواتها، وإِذا أَردت أَن تَلْفِظَ بِحُرُوفِ الْمُعْجَمِ قَصَرْتَ وأَسْكَنْتَ، لأَنك لَسْتَ تُرِيدُ أَن تَجْعَلَهَا أَسماء، وَلَكِنَّكَ أَردت أَن تُقَطِّع حُروف الِاسْمِ فجاءَت كأَنها أَصوات تصَوِّتُ بِهَا، إِلا أَنك تَقِفُ عِنْدَهَا بِمَنْزِلَةِ عِهْ، قَالَ: وَمِنْ هَذَا الْبَابِ لَفْظَةُ هُوَ، قَالَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ أَصله أَن يَكُونَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف مِثْلَ أَنت فَيُقَالُ هُوَّ فَعَلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُخَفِّفه فَيَقُولُ هُوَ فَعَلَ ذَلِكَ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَحَكَى الْكِسَائِيُّ عَنْ بَنِي أَسَد وَتَمِيمٍ وقيسٍ هُو فَعَلَ ذَلِكَ، بِإِسْكَانِ الْوَاوِ؛ وأَنشد لعَبيد: ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيتَ الَّذِي لَقُوا، ... فأَصْبَحْتَ قَدْ جاوَزْتَ قَوْماً أَعادِيا وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: بَعْضُهُمْ يُلقي الْوَاوَ مِنْ هُو إِذا كَانَ قَبْلَهَا أَلف سَاكِنَةٌ فَيَقُولُ حتَّاهُ فَعَلَ ذَلِكَ وإِنَّماهُ فَعَلَ ذَلِكَ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو خَالِدٍ الأَسدي: إِذاهُ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ لَمْ يَنْبِس قَالَ: وأَنشدني خَشَّافٌ: إِذاهُ سامَ الخَسْفَ آلَى بقَسَمْ ... باللهِ لَا يَأْخُذُ إِلَّا مَا احْتَكَمْ «1» قَالَ: وأَنشدنا أَبو مُجالِدٍ للعُجَير السَّلولي: فبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قَالَ قائلٌ: ... لِمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجِيبُ؟ قَالَ ابْنُ السِّيرَافِيِّ: الَّذِي وُجِدَ فِي شِعْرِهِ رِخْوُ المِلاطِ طَوِيلُ؛ وَقَبْلَهُ: فباتتْ هُمُومُ الصَّدْرِ شَتَّى يَعُدْنَه، ... كَمَا عِيدَ شلْوٌ بالعَراءِ قَتِيلُ وَبَعْدَهُ: مُحَلًّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنَّها ... بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهنَّ صَلِيلُ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنما ذَلِكَ لِضَرُورَةٍ فِي الشِّعْرِ وَلِلتَّشْبِيهِ لِلضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلِ بِالضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ فِي عَصاه وقَناه، وَلَمْ يُقَيِّدِ الْجَوْهَرِيُّ حذفَ الْوَاوِ مِنْ هُوَ بِقَوْلِهِ إِذا كَانَ قَبْلَهَا أَلف سَاكِنَةٌ بَلْ قَالَ وَرُبَّمَا حُذِفت مِنْ هُوَ الْوَاوُ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وأَورد قَوْلَ الشَّاعِرِ: فَبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ؛ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ: إِنَّه لَا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ ... مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنامٍ وكَبِدْ وَكَذَلِكَ الْيَاءُ مِنْ هِيَ؛ وأَنشد: دارٌ لِسُعْدَى إِذْ هِ مِنْ هَواكا قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قُلْتَ فَقَدْ قَالَ الْآخَرُ: أَعِنِّي عَلَى بَرْقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُو فَوَقَفَ بِالْوَاوِ وَلَيْسَتِ اللَّفْظَةُ قَافِيَةً، وَهَذِهِ المَدَّة مُسْتَهْلَكَةٌ فِي حَالِ الْوَقْفِ؟ قِيلَ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ وإِن لَمْ تَكُنْ قَافِيَةً فَيَكُونُ البيتُ بِهَا مُقَفًّى ومُصَرَّعاً، فإِن الْعَرَبَ قَدْ تَقِفُ عَلَى العَروض نَحْوًا مِنْ وُقوفِها عَلَى الضَّرْب، وَذَلِكَ لوقُوفِ الْكَلَامِ الْمَنْثُورِ عَنِ المَوْزُون؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ أَيضاً: فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفةٍ فَوَقَفَ بِالتَّنْوِينِ خِلَافًا للوُقوف فِي غَيْرِ الشِّعْرِ. فإِن قُلْتَ: فإِنَّ أَقْصَى حالِ كُتَيْفةٍ إِذ لَيْسَ قافيةً أَن يُجْرى

_ (1). قوله [سام الخسف] كذا في الأَصل، والذي في المحكم: سيم، بالبناء لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ.

مُجْرى الْقَافِيَةِ فِي الْوُقُوفِ عَلَيْهَا، وأَنت تَرَى الرُّواةَ أَكثرَهم عَلَى إِطلاقِ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ وَنَحْوِهَا بِحَرْفِ اللِّين نَحْوَ قَوْلِهِ فحَوْمَلي ومَنْزِلي، فَقَوْلُهُ كُتَيْفة لَيْسَ عَلَى وَقْفِ الْكَلَامِ وَلَا وَقْفِ القافيةِ؟ قِيلَ: الأَمرُ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ مِنْ خلافِه له، غير أَنَّ هذا الأَمر أَيضاً يَخْتَصُّ الْمَنْظُومَ دُونَ المَنْثُور لِاسْتِمْرَارِ ذَلِكَ عَنْهُمْ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ: أَنَّى اهْتَدَيْتَ لتَسْلِيمٍ عَلَى دِمَنٍ، ... بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأُوَلُ وَقَوْلِهِ: كأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ، غُدْوةً، ... خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، كلُّ ذَلِكَ الوُقوفُ عَلَى عَرُوضِه مُخَالِفٌ للوُقوف عَلَى ضَرْبه، ومخالفٌ أَيضاً لِوُقُوفِ الْكَلَامِ غَيْرِ الشِّعْرِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ أَسمعهم يُلْقُونَ الْوَاوَ وَالْيَاءَ عِنْدَ غَيْرِ الأَلف، وتَثْنِيَتُه هُمَا وجمعُه هُمُو، فأَما قَوْلُهُ هُم فَمَحْذُوفَةٌ مِنْ هُمُو كَمَا أَن مُذْ مَحْذُوفَةٌ مِنْ مُنْذُ، فأَما قولُك رأَيْتُهو فإِنَّ الْاسْمَ إِنما هُوَ الْهَاءُ وَجِيءَ بِالْوَاوِ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ، وَكَذَلِكَ لَهُو مالٌ إِنما الْاسْمُ مِنْهَا الْهَاءُ وَالْوَاوُ لِمَا قدَّمنا، ودَلِيلُ ذَلِكَ أَنَّك إِذا وَقَفْتَ حَذَفْتَ الْوَاوَ فَقُلْتَ رأَيته والمالُ لَهْ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُهَا فِي الْوَصْلِ مَعَ الْحَرَكَةِ الَّتِي عَلَى الْهَاءِ وَيُسَكِّنُ الْهَاءَ؛ حَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: لَهْ مالٌ أَي لَهُو مالٌ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْوَاوَ مَعَ الْحَرَكَةُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ لَهْ مَالٌ بِسُكُونِ الْهَاءِ، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه؛ قَالَ يَعْلَى بْنُ الأَحْوَلِ: أَرِقْتُ لِبَرْقٍ دُونَه شَرَوانِ ... يَمانٍ، وأَهْوَى البَرْقَ كُلَّ يَمانِ فظَلْتُ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُهو، ... ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ فَلَيْتَ لَنا، مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، شَرْبةً ... مُبَرَّدةً باتَتْ عَلَى طَهَيانِ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ يَعْنِي إِثْبات الْوَاوِ فِي أُخِيلُهو وإِسكان الْهَاءِ فِي لَهْ، وَلَيْسَ إِسكان الْهَاءِ فِي لَهْ عَنْ حَذْف لَحِقَ الْكَلِمَةَ بِالصَّنْعَةِ، وَهَذَا فِي لُغَةِ أَزْد السَّراة كَثِيرٌ؛ وَمِثْلُهُ مَا رُوِيَ عَنْ قُطْرُبٍ مِنْ قَوْلِ الْآخَرِ: وأَشْرَبُ الْمَاءَ مَا بِي نَحْوَهُو عَطَشٌ ... إِلَّا لأَنَّ عُيُونَهْ سَيْلُ وادِيها فَقَالَ: نَحْوَهُو عَطَشٌ بِالْوَاوِ، وَقَالَ عُيُونَهْ بإِسكان الْوَاوِ؛ وأَما قَوْلِ الشَّمَّاخِ: لَهُ زَجَلٌ كأَنَّهُو صَوْتُ حادٍ، ... إِذا طَلَبَ الوَسِيقةَ، أَوْ زَمِيرُ فَلَيْسَ هَذَا لُغَتَيْنِ لأَنا لَا نَعْلَمُ رِوايةً حَذْفَ هَذِهِ الواوِ وإِبقاء الضمةِ قَبْلَهَا لُغةً، فَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ ذَلِكَ ضَرُورةً وصَنْعةً لَا مَذْهَبًا وَلَا لُغَةً، وَمِثْلُهُ الْهَاءُ مِنْ قَوْلِكَ بِهِي هِيَ الْاسْمُ وَالْيَاءُ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ أَنك إِذا وَقَفْتَ قُلْتَ بِهْ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ بِهِي وبِهْ فِي الْوَصْلِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ سَمِعْتُ أَعراب عُقَيْل وَكِلَابٍ يَتَكَلَّمُونَ فِي حَالِ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ وَمَا قَبْلَ الْهَاءِ مُتَحَرِّكٌ، فَيَجْزِمُونَ الْهَاءَ فِي الرَّفْعِ وَيَرْفَعُونَ بِغَيْرِ تَمَامٍ، وَيَجْزِمُونَ فِي الْخَفْضِ وَيَخْفِضُونَ بِغَيْرِ تَمَامٍ، فَيَقُولُونَ: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، بِالْجَزْمِ، ولِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، بِغَيْرِ تَمَامٍ، ولَهُ مالٌ ولَهْ مالٌ، وَقَالَ: التَّمَامُ أَحب إِليَّ وَلَا يُنْظَرُ فِي هَذَا إِلى جَزْمٍ وَلَا غَيْرِهِ لأَنَّ الإِعراب إِنما

يَقَعُ فِيمَا قَبْلَ الْهَاءِ؛ وَقَالَ: كَانَ أَبو جَعْفَرٍ قَارِئُ أَهل الْمَدِينَةِ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ لِغَيْرِ تَمَامٍ؛ وَقَالَ أَنشدني أَبو حِزَامٍ العُكْلِي: لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي، ... وأَظُنُّ أَنَّ نَفادَ عُمْرِهْ عاجِلُ فَخَفَّفَ فِي مَوْضِعَيْنِ، وَكَانَ حَمزةُ وأَبو عَمْرٍو يَجْزِمَانِ الْهَاءَ فِي مِثْلِ يُؤدِّهْ إِليك ونُؤْتِهْ مِنها ونُصْلِهْ جَهَنَّمَ ، وَسَمِعَ شَيْخًا مِنْ هَوازِنَ يَقُولُ: عَلَيْهُ مالٌ، وَكَانَ يَقُولُ: عَلَيْهُم وفِيهُمْ وبِهُمْ، قَالَ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ هِيَ لُغَاتٌ يُقَالُ فيهِ وفِيهِي وفيهُ وفِيهُو، بِتَمَامٍ وَغَيْرِ تَمَامٍ، قَالَ: وَقَالَ لَا يَكُونُ الْجَزْمُ فِي الْهَاءِ إِذا كَانَ مَا قَبْلَهَا سَاكِنًا. التَّهْذِيبُ: اللِّيْثُ هُوَ كِنَايَةُ تذكيرٍ، وَهِيَ كنايةُ تأْنيثٍ، وَهُمَا لِلْاثْنَيْنِ، وَهُمْ للجَماعة مِنَ الرِّجَالِ، وهُنَّ لِلنِّسَاءِ، فإِذا وقَفْتَ عَلَى هُوَ وَصَلْتَ الْوَاوَ فَقُلْتَ هُوَهْ، وإِذا أَدْرَجْتَ طَرَحْتَ هَاءَ الصِّلةِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: مَرَرْتُ بِهْ وَمَرَرْتُ بِهِ وَمَرَرْتُ بِهِي، قَالَ: وإِن شِئْتَ مَرَرْتُ بِهْ وبِهُ وبِهُو، وَكَذَلِكَ ضَرَبه فِيهِ هَذِهِ اللُّغَاتُ، وَكَذَلِكَ يَضْرِبُهْ ويَضْرِبُهُ ويَضْرِبُهُو، فإِذا أَفردت الْهَاءَ مِنَ الْاتِّصَالِ بِالْاسْمِ أَو بِالْفِعْلِ أَو بالأَداة وابتدأْت بِهَا كَلَامَكَ قُلْتُ هُوَ لِكُلِّ مذكَّر غَائِبٍ، وَهِيَ لِكُلِّ مُؤَنَّثَةٍ غَائِبَةٍ، وَقَدْ جَرَى ذِكْرُهُما فزِدْتَ وَاوًا أَو يَاءً اسْتِثْقَالًا لِلْاسْمِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، لأَن الِاسْمَ لَا يَكُونُ أَقلَّ مِنْ حَرْفَيْنِ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَن يَقُولُ الِاسْمَ إِذا كَانَ عَلَى حَرْفَيْنِ فَهُوَ ناقِصٌ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ حَرْفٌ، فإِن عُرف تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وتَصْغِيرُه وتَصْريفه عُرِفَ النَّاقِصُ مِنْهُ، وإِن لَمْ يُصَغَّر وَلَمْ يُصَرَّفْ وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ اشتِقاقٌ زيدَ فِيهِ مَثْلُ آخِرِهِ فَتَقُولُ هُوَّ أَخوك، فَزَادُوا مَعَ الْوَاوِ وَاوًا؛ وأَنشد: وإِنَّ لِسانِي شُهْدةٌ يُشْتَفَى بِها، ... وهُوَّ علَى مَنْ صَبَّه اللهُ عَلْقَمُ كَمَا قَالُوا فِي مِن وعَن وَلَا تَصْرِيفَ لَهُما فَقَالُوا مِنِّي أَحْسَنُ مِن مِنِّكَ، فَزَادُوا نُونًا مَعَ النُّونِ. أَبو الْهَيْثَمِ: بَنُو أَسد تُسَكِّن هِي وهُو فَيَقُولُونَ هُو زيدٌ وهِي هِنْد، كأَنهم حَذَفُوا الْمُتَحَرِّكَ، وَهِي قَالَتْهُ وهُو قَالَهُ؛ وأَنشد: وكُنَّا إِذا مَا كانَ يَوْمُ كَرِيهةٍ، ... فَقَدْ عَلِمُوا أَنِّي وهُو فَتَيانِ فأَسكن. وَيُقَالُ: ماهُ قالَه وماهِ قالَتْه، يُرِيدُونَ: مَا هُو وَمَا هِيَ؛ وأَنشد: دارٌ لسَلْمَى إِذْهِ مِنْ هَواكا فَحَذَفَ يَاءَ هِيَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ إِنَّه لَهْوَ أَو الحِذْلُ «2» عَنَى اثْنَيْنِ، وإِنَّهُمْ لَهُمْ أَو الحُرَّةُ دَبِيباً، يُقَالُ هَذَا إِذا أَشكل عَلَيْكَ الشَّيْءُ فَظَنَنْتَ الشَّخْصَ شَخْصَيْنِ. الأَزهري: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُشَدِّدُ الْوَاوَ مِنْ هُوّ وَالْيَاءَ مِنْ هِيَّ؛ قَالَ: أَلا هِيَّ أَلا هِي فَدَعْها، فَإِنَّما ... تَمَنِّيكَ مَا لَا تَسْتَطِيعُ غُرورُ الأَزهري: سِيبَوَيْهِ وَهُوَ قَوْلُ الْخَلِيلِ إِذا قُلْتَ يَا أَيُّها الرَّجُلُ فأَيُّ اسْمٌ مُبْهَمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لأَنه مُنَادَى مُفْرَدٌ، وَالرَّجُلُ صِفة لأَيّ، تَقُولُ يَا أَيُّها الرَّجلُ أَقْبِلْ، وَلَا يَجُوزُ يَا الرجلُ لأَنَّ يَا تَنْبيهٌ بِمَنْزِلَةِ التَّعْرِيفِ فِي الرَّجُلِ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ يَا وَبَيْنَ الأَلف وَاللَّامِ،

_ (2). قوله [أو الحذل] رسم في الأَصل تحت الحاء حاء أخرى إشارة إلى عدم نقطها وهو بالكسر والضم الأَصل، ووقع في الميداني بالجيم وفسره بأصل الشجرة.

فتَصِلُ إِلى الأَلف وَاللَّامِ بأَيٍّ، وَهَا لازِمةٌ لأَيٍّ لِلتَّنْبِيهِ، وَهِيَ عِوَضٌ مِنَ الإِضافة فِي أَيٍّ لأَن أَصل أَيٍّ أَن تَكُونَ مُضَافَةً إِلى الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ. وَتَقُولُ للمرأَةِ: يَا أَيَّتُها المرأَةُ، والقرّاء كلهم قَرَؤُوا: أَيُّها وَيَا أَيُّها الناسُ وأَيُّها الْمُؤْمِنُونَ، إِلا ابنَ عَامِرٍ فإِنه قرأَ أَيُّهُ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَيْسَتْ بجَيِّدةٍ، وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: هِيَ لُغَةٌ؛ وأَما قَوْلُ جَرير: يقولُ لِي الأَصْحابُ: هَلْ أَنتَ لاحِقٌ ... بأَهْلِكَ؟ إِنَّ الزَّاهِرِيَّةَ لَا هِيا فَمَعْنَى لَا هِيا أَي لَا سَبِيلَ إِليها، وَكَذَلِكَ إِذا ذكَر الرَّجُلُ شَيْئًا لَا سَبِيلَ إِليه قَالَ لَهُ المُجِيبُ: لَا هُوَ أَي لَا سَبِيلَ إِليه فَلَا تَذْكُرْهُ. وَيُقَالُ: هُوَ هُوَ أَي هُوَ مَن قَدْ عرَفْتُهُ. وَيُقَالُ: هِيَ هِيَ أَي هِيَ الداهِيةُ الَّتِي قَدْ عَرَفْتُها، وَهُمُ هُمْ أَي هُمُ الَّذِينَ عَرَفْتُهم؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: رَفَوْني وَقَالُوا: يَا خُوَيْلِدُ لَم تُرَعْ؟ ... فقُلتُ وأَنْكَرْتُ الوجوهَ: هُمُ هُمُ وَقَوْلُ الشَّنْفَرَى: فإِنْ يكُ مِن جِنٍّ لأَبْرَحُ طارِقاً، ... وإِنْ يَكُ إِنْساً مَا كَها الإِنْسُ تَفْعَلُ أَي مَا هَكَذَا الإِنْسُ تَفْعَل؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ: لَنا الغَوْرُ والأَعْراضُ فِي كلِّ صَيْفةٍ، ... فذَلِكَ عَصْرٌ قَدْ خَلا هَا وَذا عَصْرُ أَدخلَ هَا التَّنْبِيهِ؛ وَقَالَ كَعْبٌ: عادَ السَّوادُ بَياضاً فِي مَفارقِهِ، ... لَا مَرْحَباً هَا بِذَا اللَّوْنِ الَّذِي رَدَفا كأَنه أَراد لَا مَرْحَباً بِهَذَا اللَّوْنِ، فَفَرَقَ بَيْنَ هَا وَذَا بالصِّفة كَمَا يفْرُقون بَيْنَهُمَا بِالْاسْمِ: هَا أَنا وَهَا هُوَ ذَا. الْجَوْهَرِيُّ: وَالْهَاءُ قَدْ تَكُونُ كِنايةً عَنِ الغائبِ والغائِبة، تَقُولُ: ضَرَبَه وضَرَبها، وَهُوَ للمُذكَّر، وهِيَ للمُؤنثِ، وإِنما بَنَوا الواوَ فِي هُوَ وَالْيَاءَ فِي هِيَ عَلَى الْفَتْحِ ليَفْرُقُوا بَيْنَ هَذِهِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ الَّتِي هِيَ مِن نَفْسِ الْاسْمِ المَكْنِيِّ وَبَيْنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ اللَّتَيْنِ تَكُونَانِ صِلَةً فِي نَحْوِ قَوْلِكَ رأَيْتُهو ومَرَرْتُ بِهِي، لأَن كُلَّ مَبْنِيّ فَحَقُّهُ أَن يُبْنى عَلَى السُّكُونِ، إِلا أَن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ الحَركة، وَالَّذِي يَعْرِضُ ثلاثةُ أَشياء: أَحَدُها اجتماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كَيْفَ وأَيْن، وَالثَّانِي كَوْنُهُ عَلَى حَرْف وَاحِدٍ مِثْلَ الْبَاءِ الزَّائِدَةِ، والثالثُ الفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مِثْلَ الفِعل الماضِي يُبْنى عَلَى الْفَتْحِ، لأَنه ضارَعَ بعضَ المُضارعةِ فَفُرِقَ بالحَركة بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا لَمْ يُضارِعْ، وَهُوَ فِعْلُ الأَمْرِ المُواجَهِ بِهِ نَحْوَ افْعَلْ؛ وأَما قولُ الشَّاعِرُ: مَا هِيَ إِلا شَرْبةٌ بالحَوْأَبِ، ... فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي وَقَوْلُ بِنْتِ الحُمارِس: هَلْ هِيَ إِلَّا حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ، ... أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟ فإِنَّ أَهل الْكُوفَةِ قَالُوا هِيَ كِنايةٌ عَنْ شَيْءٍ مَجْهُولٍ، وأَهل البَصرة يَتأَوَّلُونها القِصَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَضَمِيرُ الْقِصَّةِ والشأْن عِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ لَا يُفَسِّره إِلا الجماعةُ دُونَ المُفْرَد. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تَقِفُ عَلَى كُلِّ هاءِ مؤنَّث بِالْهَاءِ إِلا طَيِّئاً فإِنهم يَقِفون عَلَيْهَا بِالتَّاءِ فَيَقُولُونَ هَذِهِ أَمَتْ وجاريَتْ وطَلْحَتْ، وإِذا أَدْخَلْتَ الْهَاءَ فِي النُّدْبة أَثْبَتَّها فِي الوقْف وحذفْتها فِي الْوَصْلِ، ورُبما ثَبَتَتْ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتُضَمُّ كالحَرْف الأَصليّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ فتُضَمُّ كَهَاءِ الضَّمِيرِ فِي عَصاهُ ورَحاهُ، قَالَ: وَيَجُوزُ

كَسْرُهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، هَذَا عَلَى قَوْلِ أَهل الْكُوفَةِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: يَا ربِّ يَا رَبَّاهُ إِيَّاكَ أَسَلْ ... عَفْراء، يَا رَبَّاهُ مِنْ قَبْلِ الأَجلْ وَقَالَ قَيْسِ بنُ مُعاذ الْعَامِرِيُّ، وَكَانَ لمَّا دخلَ مَكَّةَ وأَحْرَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ النَّاسِ جَعَلَ يَسْأَلُ رَبَّه فِي لَيْلى، فَقَالَ لَهُ أَصحابه: هَلَّا سأَلتَ اللَّهَ فِي أَن يُريحَكَ مِنْ لَيْلى وسأَلْتَه المَغْفرةَ فَقَالَ: دَعا المُحْرمُونَ اللهَ يَسْتَغْفِرُونَه، ... بِمكَّةَ، شُعْثاً كَيْ تُمحَّى ذُنُوبُها فَنادَيْتُ: يَا رَبَّاهُ أَوَّلَ سَأْلَتي ... لِنَفْسِيَ لَيْلى، ثُمَّ أَنْتَ حَسِيبُها فإِنْ أُعْطَ لَيْلى فِي حَياتِيَ لَا يَتُبْ، ... إِلى اللهِ، عَبْدٌ تَوْبةً لَا أَتُوبُها وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الشِّعْرِ وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْهُ بحُجة عِنْدَ أَهل الْبَصْرَةِ، وَهُوَ خارجٌ عَنِ الأَصل، وَقَدْ تُزَادُ الْهَاءُ فِي الْوَقْفِ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ نَحْوَ لِمَهْ وسُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ وثُمَّ مَهْ، يَعْنِي ثُمَّ مَاذَا، وَقَدْ أَتَتْ هَذِهِ الْهَاءُ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ كَمَا قَالَ: هُمُ القائلونَ الخَيرَ والآمِرُونَهُ، ... إِذا مَا خَشَوْا مِن مُعْظَمِ الأَمرِ مُفْظِعا «1» فأَجْراها مُجْرَى هَاءِ الإِضمار، وَقَدْ تَكُونُ الْهَاءُ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ مَثْلَ هَراقَ وأَراقَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَلَاثَةُ أَفعال أَبْدَلوا مِنْ هَمْزَتِهَا هَاءً، وَهِيَ: هَرَقْت الْمَاءَ، وهَنَرْتُ الثَّوْبَ «2» وهَرَحْتُ الدابَّةَ، وَالْعَرَبُ يُبْدِلون أَلف الْاسْتِفْهَامِ هَاءً؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: وأَتَى صَواحِبُها فَقُلْنَ: هَذَا الَّذِي ... مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا يَعْنِي أَذا الَّذِي، وَهَا كَلِمَةُ تَنْبِيهٍ، وَقَدْ كَثُرَ دُخُولُهَا فِي قَوْلِكَ ذَا وذِي فَقَالُوا هَذَا وهَذِي وهَذاك وهَذِيك حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ ذَا لِمَا بَعُدَ وَهَذَا لِمَا قَرُبَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَا إِنَّ هَاهُنا عِلْماً، وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلى صَدْرِه، لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلةً ؛ هَا، مَقْصورةً: كلمةُ تَنبيه للمُخاطَب يُنَبَّه بِهَا عَلَى مَا يُساقُ إِليهِ مِنَ الْكَلَامِ. وَقَالُوا: هَا السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَهَا مُنَبِّهَةٌ مؤَكِّدةٌ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ: وقَفْنا فقُلنا: هَا السَّلامُ عليكُمُ ... فأَنْكَرَها ضَيقُ المَجَمِّ غَيُورُ وَقَالَ الْآخَرُ: هَا إِنَّها إِنْ تَضِقِ الصُّدُورُ، ... لَا يَنْفَعُ القُلُّ وَلَا الكَثِيرُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هَا اللهِ، يُجْرَى مُجْرى دابَّةٍ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ، وَقَالُوا: هَا أَنْتَ تَفْعَلُ كَذَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: هَا أَنْتُمْ هؤُلاءِ* وهأَنْتَ، مَقْصُورٌ. وَهَا، مَقْصُورٌ: للتَّقْريب، إِذا قِيلَ لَكَ أَيْنَ أَنْتَ فَقُلْ هَا أَنا ذَا، والمرأَةُ تَقُولُ هَا أَنا ذِهْ، فإِن قِيلَ لَكَ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ قلتَ إِذا كَانَ قَرِيبًا: هَا هُو ذَا، وإِن كَانَ بَعِيداً قُلْتَ: هَا هُوَ ذَاكَ، وللمرأَةِ إِذا كَانَتْ قَريبة: هَا هِيَ ذِهْ، وإِذا كَانَتْ بَعِيدَةً: هَا هِيَ تِلْكَ، والهاءُ تُزادُ فِي كلامِ الْعَرَبِ عَلَى سَبْعة أَضْرُب: أَحدها للفَرْقِ بَيْنَ الْفَاعِلِ والفاعِلة مثل

_ (1). قوله [من معظم الأمر إلخ] تبع المؤلف الجوهري، وقال الصاغاني والرواية: مِنْ مُحْدَثِ الأَمر مُعْظَمَا، قال: وهكذا أنشده سيبويه. (2). قوله [وهنرت الثوب] صوابه النار كما في مادة هرق.

ضارِبٍ وضارِبةٍ، وكَريمٍ وكَرِيمةٍ، وَالثَّانِي لِلْفَرْقِ بَيْنَ المُذَكَّر والمُؤَنث فِي الْجِنْسِ نَحْوَ امْرئٍ وامرأَةٍ، وَالثَّالِثُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ مِثْلَ تَمْرة وتَمْر وبَقَرةٍ وبَقَر، وَالرَّابِعُ لتأْنيث اللَّفْظَةِ وإِن لَمْ يَكُنْ تحتَها حَقيقةُ تَأْنيث نَحْوَ قِرْبةٍ وغُرْفةٍ، وَالْخَامِسُ للمُبالَغةِ مِثْلُ عَلَّامةٍ ونسّابةٍ فِي المَدْح وهِلْباجةٍ وفَقاقةٍ فِي الذَّمِّ، فَمَا كَانَ مِنْهُ مَدْحاً يَذْهَبُونَ بتأْنيثه إِلى تأْنيث الْغَايَةِ والنِّهاية والداهِية، وَمَا كَانَ ذَمّاً يَذْهَبُونَ فِيهِ إِلى تأْنيث البَهِيمةِ، وَمِنْهُ مَا يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ نَحْوَ رَجُل مَلُولةٌ وامرأَةٌ مَلُولةٌ، وَالسَّادِسُ مَا كَانَ وَاحِدًا مِنْ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْمُذَكَّرِ والأُنثى نَحْوَ بَطَّة وحَيَّة، وَالسَّابِعُ تَدْخُلُ فِي الْجَمْعِ لِثَلَاثَةِ أَوجه: أَحدها أَن تَدُلَّ عَلَى النَّسب نَحْوَ المَهالِبة، وَالثَّانِي أَن تَدُلَّ عَلَى العُجْمةِ نَحْوَ المَوازِجةِ والجَوارِبةِ وَرُبَّمَا لَمْ تَدْخُلْ فِيهِ الْهَاءُ كَقَوْلِهِمْ كَيالِج، وَالثَّالِثُ أَن تَكُونَ عِوَضًا مِنْ حَرْفٍ مَحْذُوفٍ نَحْوَ المَرازِبة والزَّنادِقة والعَبادِلةِ، وَهُمْ عبدُ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعبدُ اللَّهِ بنُ عُمَر وعبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَسقط الْجَوْهَرِيُّ مِنَ العَبادِلة عبدَ اللهِ بنَ عَمْرو بْنَ الْعَاصِ، وَهُوَ الرَّابِعُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ تَكُونُ الْهَاءُ عِوضاً مِنَ الْوَاوِ الذاهِبة مِنْ فَاءِ الْفِعْلِ نَحْوَ عِدةٍ وصِفةٍ، وَقَدْ تَكُونُ عِوَضًا مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ الذَّاهِبَةِ مِنْ عَيْن الْفِعْلِ نَحْوَ ثُبةِ الحَوْضِ، أَصله مِنْ ثابَ الماءُ يَثُوبُ ثَوْباً، وَقَوْلُهُمْ أَقام إِقامةً وأَصله إِقْواماً، وَقَدْ تَكُونُ عِوَضًا مِنَ الْيَاءِ الذَّاهِبَةِ مِنْ لَامِ الْفِعْلِ نَحْوَ مِائةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ، وَهَا التَّنبيهِ قَدْ يُقْسَمُ بها فيقال: لا ها اللهِ مَا فَعَلتُ أَي لَا واللهِ، أُبْدِلَتِ الْهَاءُ مِنَ الْوَاوِ، وإِن شِئْتَ حَذَفْتَ الأَلف الَّتِي بعدَ الْهَاءِ، وإِن شِئْتَ أَثْبَتَّ، وقولهم: لا ها اللهِ ذَا، بِغَيْرِ أَلفٍ، أَصلُه لَا واللهِ هَذَا مَا أُقْسِمُ بِهِ، ففَرقْتَ بَيْنَ هَا وَذَا وجَعَلْتَ اسْمَ اللَّهِ بَيْنَهُمَا وجَرَرْته بِحَرْفِ التَّنْبِيهِ، وَالتَّقْدِيرُ لَا واللهِ مَا فعَلْتُ هَذَا، فحُذِفَ واخْتُصِر لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ هَذَا فِي كَلَامِهِمْ وقُدِّم هَا كَمَا قُدِّم فِي قَوْلِهِمْ هَا هُو ذَا وهأَنَذا؛ قَالَ زُهَيْرٌ: تَعَلَّماً هَا لَعَمْرُ اللهِ ذَا قَسَماً، ... فاقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُرْ أَينَ تَنْسَلِكُ «1» وَفِي حَدِيثِ أَبي قَتادةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يومَ حُنَينٍ: قَالَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا ها اللهِ إِذاً لَا يَعْمِدُ إِلى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ يُقاتِلُ عَنِ اللهِ ورسولِه فيُعْطِيكَ سَلَبَه ؛ هَكَذَا جاء الحديث لا ها اللهِ إِذاً، «2»، والصواب لا ها اللهِ ذَا بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ، وَمَعْنَاهُ لَا واللهِ لَا يكونُ ذَا وَلَا واللهِ الأَمرُ ذَا، فحُذِفَ تَخْفِيفًا، وَلَكَ فِي أَلف هَا مَذْهبان: أَحدهما تُثْبِتُ أَلِفَها لأَن الَّذِي بَعْدَهَا مُدْغَمٌ مثلُ دابةٍ، وَالثَّانِي أَن تَحْذِفَها لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وهاءِ: زَجْرٌ للإِبل ودُعاء لَهَا، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ إِذا مدَدْتَ، وَقَدْ يُقْصَرُ، تَقُولُ هاهَيْتُ بالإِبل إِذا دَعَوْتَها كَمَا قُلْنَاهُ فِي حاحَيْتُ، وَمَنْ قَالَ هَا فَحَكَى ذَلِكَ قَالَ هاهَيْتُ. وهاءَ أَيضاً: كَلِمَةُ إِجابة وتَلْبِيةٍ، وَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. الأَزهري: قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هاءَ وهاكَ بِمَنْزِلَةِ حَيَّهَلَ وحَيَّهلَك، وَكَقَوْلِهِمُ النَّجاكَ، قَالَ: وَهَذِهِ الْكَافُ لَمْ تَجِئْ عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيِّينَ والمُضْمَرِين، وَلَوْ كَانَتْ عَلَمًا لمُضْمَرِين لَكَانَتْ خَطَأً لأَن المُضْمَرَ هُنَا فاعِلون، وعلامةُ الْفَاعِلِينَ الْوَاوُ كَقَوْلِكَ افْعَلُوا، وإِنما هَذِهِ الْكَافُ تَخْصِيصًا وَتَوْكِيدًا وَلَيْسَتْ بِاسْمٍ، وَلَوْ كَانَتِ اسْمًا لكان

_ (1). في ديوان النابغة: تعلَّمَنْ بدل تعلَّماً (2). قوله [لا ها الله إِذاً] ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما ترى.

النَّجاكُ مُحالًا لأَنك لَا تُضِيفُ فِيهِ أَلفاً وَلَامًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَافُ ذلكَ لَيْسَ بِاسْمٍ. ابْنُ الْمُظَفَّرِ: الْهَاءُ حَرْفٌ هَشٌّ لَيِّنٌ قَدْ يَجِيءُ خَلَفاً مِنَ الأَلف الَّتِي تُبْنَى لِلْقَطْعِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ الرَّجُلَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يُعْطى كِتابه بيَمِينه، فإِذا قرأَه رأَى فِيهِ تَبْشِيرَه بِالْجَنَّةِ فيُعْطِيه أَصْحابَهُ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤوا كِتابي أَي خُذُوه واقْرؤوا مَا فِيه لِتَعْلَمُوا فَوْزي بِالْجَنَّةِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: إِنِّي ظَنَنْتُ، أَي عَلِمْتُ، أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ. وَفِي هَاءٍ بِمَعْنَى خُذْ لغاتٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ هاءَ يَا رَجُل، وهاؤُما يَا رجلانِ، وهاؤُمْ يَا رِجالُ. وَيُقَالُ: هاءِ يَا امرأَةُ، مَكْسُورَةً بِلَا يَاءٍ، وهائِيا يَا امرأَتانِ، وهاؤُنَّ يَا نِسْوةُ؛ وَلُغَةٌ ثَانِيَةٌ: هَأْ يَا رَجُلُ، وهاءَا بِمَنْزِلَةِ هَاعَا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هَائِي، وَلِلتَّثْنِيَةِ هاءَا، وَلِلْجَمْعِ هَأْنَ، بِمَنْزِلَةِ هَعْنَ؛ وَلُغَةٌ أُخرى: هاءِ يَا رَجُلُ، بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ، وَلِلْاثْنَيْنِ هائِيا، وللجمع هاؤُوا، وللمرأَة هَائِي، وَلِلثِّنْتَيْنِ هائِيا، وَلِلْجَمْعِ هائِينَ، قَالَ: وإِذا قلتُ لَكَ هاءَ قلتَ مَا أَهاءُ يَا هَذَا، وَمَا أَهاءُ أَي مَا آخُذُ وَمَا أُعْطِي، قَالَ: ونحوَ ذَلِكَ قَالَ الْكِسَائِيُّ، قَالَ: وَيُقَالُ هاتِ وهاءِ أَي أَعْطِ وَخُذْ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ: وَفِي أَيامِ هاتِ بهاءِ نُلْفَى، ... إِذا زَرِمَ النَّدَى، مُتَحَلِّبِينا قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ هاكَ هَذَا يَا رَجُلُ، وَهَاكُمَا هَذَا يَا رجُلان، وهاكُمْ هَذَا يَا رجالُ، وهاكِ هَذَا يَا امرأَةُ، وهاكُما هَذَا يَا امْرأَتان، وهاكُنَّ يَا نِسْوةُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هاءَ يَا رَجُلُ، بِالْفَتْحِ، وهاءِ يَا رَجُلُ بِالْكَسْرِ، وهاءَا لِلْاثْنَيْنِ فِي اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا بِالْفَتْحِ، وَلَمْ يَكْسِروا في الاثنين، وهاؤُوا فِي الْجَمْعِ؛ وأَنشد: قُومُوا فَهاؤُوا الحَقَّ نَنْزِلْ عِنْدَه، ... إِذْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ عَليْنا مَفْخَرُ وَيُقَالُ هاءٍ، بِالتَّنْوِينِ؛ وَقَالَ: ومُرْبِحٍ قالَ لِي: هاءٍ فَقُلْتُ لَهُ: ... حَيَّاكَ رَبِّي لَقدْ أَحْسَنْتَ بِي هَائِي «3» قَالَ الأَزهري: فَهَذَا جَمِيعُ مَا جَازَ مِنَ اللُّغَاتِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأَما الْحَدِيثِ الَّذِي جاءَ فِي الرِّبا: لَا تَبيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهبِ إِلَّا هاءَ وَهَاءَ ، فَقَدِ اختُلف فِي تَفْسِيرِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَن يَقُولَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ المُتَبايِعَيْن هاءَ أَي خُذْ فيُعْطِيه مَا فِي يَدِهِ ثُمَّ يَفْترقان، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ هاكَ وهاتِ أَي خُذْ وأَعْطِ، قَالَ: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَولُ. وَقَالَ الأَزهري فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَا تَشْتَرُوا الذَّهب بالذَّهب إِلَّا هاءَ وَهَاءَ أَي إِلَّا يَداً بيدٍ، كما جاء في حديث الْآخَرِ يَعْنِي مُقابَضةً فِي الْمَجْلِسِ، والأَصلُ فِيهِ هاكَ وهاتِ كَمَا قَالَ: وجَدْتُ الناسَ نائِلُهُمْ قُرُوضٌ ... كنَقْدِ السُّوقِ: خُذْ مِنِّي وهاتِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ هَا وَهَا، ساكنةَ الأَلف، وَالصَّوَابُ مَدُّها وفَتْحُها لأَن أَصلها هاكَ أَي خُذْ، فحُذفَت الْكَافُ وعُوِّضت مِنْهَا الْمُدَّةُ وَالْهَمْزَةُ، وَغَيْرُ الْخَطَّابِيِّ يُجِيزُ فِيهَا السُّكُونَ عَلَى حَذْفِ العِوَضِ وتَتَنزَّلُ مَنْزِلةَ هَا الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ لأَبي مُوسَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هَا وإِلَّا جَعَلْتُكَ عِظةً أَي هاتِ منْ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى قَوْلِكَ. الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ فِي الْاسْتِفْهَامِ إِذا كَانَ بِهَمْزَتَيْنِ أَو بِهَمْزَةٍ مُطَوَّلَةٍ بِجَعْلِ الْهَمْزَةِ الأُولى هاء، فيقال

_ (3). قوله [ومربح] كذا في الأَصل بحاء مهملة.

هلا

هأَلرجُل فَعلَ ذَلِكَ، يُريدون آلرَّجُلُ فَعل ذَلِكَ، وهأَنت فَعَلَتْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ الذَّكَرَيْنِ هالذَّكَرَيْن، فإِن كَانَتْ لِلْاسْتِفْهَامِ بِهَمْزَةٍ مَقْصُورَةٍ وَاحِدَةٍ فإِن أَهل اللُّغَةِ لَا يَجْعَلُونَ الْهَمْزَةَ هَاءً مِثْلَ قَوْلِهِ: أَتَّخَذْتُم، أَصْطفى، أَفْتَرى، لَا يَقُولُونَ هاتَّخَذْتم، ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ قِيلت لكانتْ. وطيِءٌ تَقُولُ: هَزَيْدٌ فَعَلَ ذَلِكَ، يُريدون أَزيدٌ فَعَلَ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: أَيا فلانُ وهَيا فلانُ؛ وأَما قَوْلُ شَبيب بْنِ البَرْصاء: نُفَلِّقُ، هَا مَنْ لَمْ تَنَلْه رِماحُنا، ... بأَسْيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ فإِنَّ أَبا سَعِيدٍ قَالَ: فِي هَذَا تَقْدِيمٌ مَعْنَاهُ التأُخر إِنما هُوَ نُفَلِّقُ بأَسيافنا هامَ المُلوك القَماقِمِ، ثُمَّ قَالَ: هَا مَنْ لَمْ تَنَلْه رِماحُنا، فَهَا تَنْبِيه. هلا : هَلا: زجر للخيل أَي تَوَسَّعي وتَنحَّيْ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمُعْتَلِّ لأَن هَذَا بَابٌ مَبْنِيٌّ عَلَى أَلِفات غَيْرِ مُنْقَلِبات مِنْ شَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَلا لامُه يَاءٌ فَذَكَرْنَاهُ في المعتل. هنا : هُنا: ظَرْفُ مَكَانٍ، تَقُولُ جَعَلْتُه هُنا أَي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وهَنَّا بِمَعْنَى هُنا: ظَرْفٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: إِنَّ هَاهُنا عِلْماً، وأَوْمَأَ بيَدِه إِلى صَدْرِه، لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلةً ؛ هَا، مَقصورة: كلمة تَنْبِيه للمُخاطَب يُنَبَّه بِهَا عَلَى مَا يُساقُ إِليه مِنَ الْكَلَامِ. ابن السكيت: هُنا هَاهُنا موضعٌ بِعَيْنِهِ. أَبو بَكْرٍ النَّحْوِيُّ: هُنا اسْمُ مَوْضِعٍ فِي الْبَيْتِ، وَقَالَ قَوْمٌ: يَوْمَ هُنا أَي يَوْمَ الأَوَّل؛ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عاتِكَة المَقْتُولَ، يَوْمَ هُنا، ... خَلَّى عَليَّ فِجاجاً كانَ يَحْمِيها قَوْلُهُ: يَوْمَ هُنا هُوَ كَقَوْلِكَ يَوْمَ الأَوَّلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ: وحَديثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا قَالَ: هُنا اسْمُ مَوْضِعٍ غيرُ مَصْرُوف لأَنه لَيْسَ فِي الأَجْناس مَعْرُوفًا، فَهُوَ كجُحَى، وَهَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي بَابِ الْمُعْتَلِّ. غَيْرُهُ: هُنا وهُناك لِلْمَكَانِ وهُناك أَبْعَدُ مِنْ هاهُنا. الْجَوْهَرِيُّ: هُنا وهَاهُنا لِلتَّقْرِيبِ إِذا أَشرتَ إِلى مَكَانٍ، وهُناك وهُنالِكَ للتَّبْعِيدِ، وَاللَّامِ زَائِدَةٌ وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ، وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى التَّبْعِيدِ، تُفْتَحُ للمذَكَّرِ وَتُكْسَرُ للمُؤَنَّثِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يقال اجْلِسْ هاهُنا أَي قريباً، وتَنَحَّ هاهُنا أَي تَباعَدْ أَو ابْعُدْ قليلًا، قال: وهَاهِنَّا أَيضاً تَقَوَّلَهُ قَيْسٌ وتَمِيمٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ قَيْسٍ يَقُولُونَ اذْهَبْ هَاهَنَّا بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَلَمْ أَسْمَعْها بِالْكَسْرِ مِنْ أَحد. ابْنُ سِيدَهْ: وَجَاءَ مِنْ هَني أَي مِنْ هُنا، قَالَ: وجِئتُ مِنْ هَنَّا وَمِنْ هِنَّا. وهَنَّا بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ: معناه هَاهُنا. وهَنَّاك أَي هُناك؛ قَالَ الرَّاجِزُ: لَمَّا رأَيت مَحْمِلَيْها هَنَّا وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَجَمَّعُوا مِنْ هَنَّا ومِنْ هَنَّا أَي من هَاهُنا ومن هَاهُنا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: حَنَّت نَوارُ، ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ، ... وبَدا الَّذِي كانَتْ نَوارُ أَجَنَّتِ يَقُولُ: لَيْسَ ذَا مَوْضِعَ حَنِينٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لجَحْل بْنِ نَضْلَة وَكَانَ سَبى النَّوارَ بنتَ عمْرو بْنِ كُلْثوم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي: أَفِي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟ ... نَعَمْ لاتَ هَنَّا، إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ

يَعْنِي لَيْسَ الأَمر حَيْثُمَا ذَهَبْتَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو الْفَتْحِ بْنُ جِنِّي: قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ، ... مِنْ هَاهُنا ومِنْ هُنَهْ إِنما أَراد: وَمِنْ هُنا فأَبدل الأَلف هَاءً، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ وها هُنَهْ لأَن قَبْلَهُ أَمْكِنَهْ، فَمِنَ المُحال أَن تَكُونَ إِحْدَى الْقَافِيَتَيْنِ مُؤَسَّسَةً والأُخرى غَيْرَ مؤسسة. وهَاهِنَّا أَيضاً تَقَوَّلَهُ قَيْسٌ وَتَمِيمٌ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا أَرادت البُعْد: هَنَّا وهَاهَنَّا وهَنَّاكَ وهَاهَنَّاك، وَإِذَا أَرادت الْقُرْبَ قَالَتْ: هُنا وهَاهُنا. وتقول للحبيب: هَاهُنا وهُنا أَي تَقَرَّبْ وادْنُ، وفي ضدّه للبَغِيض: هَاهَنَّا وهَنَّا أَي تَنَحَّ بَعِيداً؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَهْجُو أُمه: فهَاهَنَّا اقْعُدِي مِني بَعِيداً، ... أَراحَ اللهُ مِنْكِ العالَمِينا «1» وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَلَاةً بَعِيدةَ الأَطْراف بعيدةَ الأَرجاء كَثِيرَةَ الخَيرِ: هَنَّا وهَنَّا ومِنْ هَنَّا لَهُنَّ بِهَا، ... ذاتَ الشَّمائلِ والأَيْمانِ، هَيْنُومُ الْفَرَّاءُ: مِنْ أَمثالهم: هَنَّا وهَنَّا عَنْ جِمالِ وَعْوَعَهْ «2» كَمَا تَقُولُ: كلُّ شَيْءٍ وَلَا وَجَع الرأْسِ، وكلُّ شَيْءٍ وَلَا سَيْف فَراشةَ، وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ إِذَا سَلِمْتُ وسَلِمَ فُلَانٌ فَلَمْ أَكْتَرِثْ لغَيرِه؛ وَقَالَ شَمِرٌ: أَنشدنا ابْنُ الأَعرابي لِلْعَجَّاجِ: وكانتِ الحَياةُ حِينَ حَيَّتِ، ... وذِكْرُها هَنَّتْ فلاتَ هَنَّتِ أَراد هَنَّا وهَنَّهْ فَصَيَّرَهُ هَاءً لِلْوَقْفِ. فلاتَ هَنَّتْ أَي لَيْسَ ذَا موضعَ ذَلِكَ وَلَا حِينَه، فَقَالَ هَنَّت بِالتَّاءِ لَمَّا أَجرى الْقَافِيَةَ لأَن الْهَاءَ تَصِيرُ تَاءً فِي الْوَصْلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى: لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيرةَ أَمَّنْ ... جَاءَ مِنْها بطائفِ الأَهوالِ «3» قَالَ الأَزهري: وَقَدْ مَضَى مِنْ تَفْسِيرِ لاتَ هَنَّا فِي الْمُعْتَلِّ مَا ذُكِرَ هُناك لأَن الأَقرب عِنْدِي أَنه مِنَ المُعْتَلَّاتِ؛ وتقَدّم فِيهِ: حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ، ... وأَنَّى لكِ مَقْروعُ رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ: وكانتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ يَقُولُ: وَكَانَتِ الحياةُ حِينَ تُحَبُّ. وذِكْرُها هَنَّتْ، يَقُولُ: وذِكرُ الحَياةِ هُناكَ وَلَا هُنَاكَ أَي لِليأْس مِنَ الْحَيَاةِ؛ قَالَ وَمَدَحَ رَجُلًا بِالْعَطَاءِ: هَنَّا وهَنَّا وَعَلَى المَسْجوحِ أَي يُعْطِي عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَعَلَى المَسْجُوح أَي عَلَى القَصْد؛ أَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ، ... وبَدا الَّذِي كانتْ نَوارُ أَجَنَّتِ أَي لَيْسَ هَذَا موضعَ حَنِينٍ وَلَا فِي موضِع الحَنِينِ حَنَّتْ؛ وأَنشد لبَعضِ الرُّجَّازِ

_ (1). في ديوان الحطيئة: تَنَحّي، فاجلسي مني بعيداً، إلخ. (2). قوله [هنا وهنا إلخ] ضبط في التهذيب بالفتح والتشديد في الكلمات الثلاث، وقال في شرح الأشموني: يروى الأول بالفتح والثاني بالكسر والثالث بالضم، وقال الصبان عن الروداني: يروى الفتح في الثلاث. (3). قوله [جبيرة] ضبط في الأصل بما ترى وضبط في نسخة التهذيب بفتح فكسر، وبكل سمت العرب

هيا

: لمَّا رأَيتُ مَحْمِلَيْها هَنَّا ... مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَنْ أُجَنَّا قوله هَنَّا أَي هَاهَنَّا، يُغَلِّطُ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَقَوْلُهُمْ فِي النِّدَاءِ: يَا هَنَّاه بزيادة هاء فِي آخِرِهِ، وتصِيرُ تَاءً فِي الْوَصْلِ، قَدْ ذَكَرْنَاهُ وَذَكَرْنَا مَا انْتَقَدَهُ عَلَيْهِ الشَّيْخُ أَبو مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ هُنَا فِي المُعْتَلّ. وهُنا: اللَّهْوُ واللَّعِبُ، وَهُوَ مَعْرِفةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لِامْرِئِ الْقَيْسِ: وحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا، ... وحَدِيثٌ مَّا عَلَى قِصَرِهْ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: هَنا وهَنْتَ بِمَعْنَى أَنا وأَنتَ، يَقْلِبون الْهَمْزَةَ هَاءً وَيُنْشِدُونَ بَيْتَ الأَعشى: يَا ليتَ شِعْرِي هَلْ أَعُودنْ ناشِئاً ... مِثْلي، زُمَيْنَ هَنا بِبُرْقةِ أَنْقَدا؟ ابْنُ الأَعرابي: الهُنا الحَسَبُ الدَّقِيقُ الخَسِيسُ؛ وأَنشد: حاشَى لفرْعَيْكَ مِن هُنا وهُنا، ... حاشَى لأَعْراقِكَ الَّتِي تَشبحُ هيا : هَيا: مِنْ حروفِ النَّداء، وأَصلها أَيا مِثْلُ هَراقَ وأَراقَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فأَصاخَ يَرْجُو أَن يَكُونَ حَيّاً، ... ويقولُ مِنْ طَرَبٍ: هَيا رَبَّا وا : الْوَاوُ: مِنْ حُرُوفِ المُعْجم، وَوَوٌ حرفُ هِجَاءٍ «1» واوٌ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهِيَ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ وَاوٍ وَيَاءٍ وواو، وهي حرف مهجور يَكُونُ أَصلًا وَبَدَلًا وَزَائِدًا، فالأَصل نَحْوُ وَرَلٍ وسَوْطٍ ودَلْوٍ، وَتُبْدَلُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحرف وَهِيَ الْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ، فأَما إِبْدَالُهَا مِنَ الْهَمْزَةِ فَعَلَى ثَلَاثَةِ أَضرب: أَحدها أَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ أَصلًا، وَالْآخَرُ أَن تَكُونَ بَدَلًا، وَالْآخَرُ أَن تَكُونَ زَائِدًا، أَمَّا إِبْدَالُهَا مِنْهَا وَهِيَ أَصل فأَن تَكُونَ الْهَمْزَةُ مَفْتُوحَةً وَقَبْلَهَا ضَمَّةٌ، فَمَتَى آثَرْتَ تَخْفِيفَ الْهَمْزَةِ قَلَبْتَهَا وَاوًا، وَذَلِكَ نَحْوَ قَوْلِكِ فِي جُؤَنٍ جُوَن، وَفِي تَخْفِيفِ هُوَ يَضْرِبُ أَباكَ يَضْرِبُ وَباك، فَالْوَاوُ هُنَا مُخَلَّصةٌ وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ بَقِيَّةِ الْهَمْزَةِ المُبْدَلةِ، فَقَوْلُهُمْ فِي يَمْلِكُ أَحَدَ عَشَرَ هُوَ يَمْلِكُ وَحَدَ عَشَرَ، وَفِي يَضْرِبُ أَباهُ يَضْرِبُ وَباه، وَذَلِكَ أَن الْهَمْزَةَ فِي أَحدَ وأَباهُ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ، وَقَدْ أُبْدِلت الْوَاوُ مِنْ هَمْزَةِ التأْنيث المُبْدَلة مِنَ الأَلف فِي نَحْوِ حَمْراوانِ وَصَحْراواتٍ وصَفْراوِيٍّ، وأَما إبدالُها مِنَ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ فَقَوْلُكُ فِي تَخْفِيفِ هَذَا غلامُ أَحْمَدَ: هَذَا غلامُ وَحْمَدَ، وَهُوَ مُكْرِمُ أَصْرَمَ: هُوَ مُكْرِمُ وَصْرَمَ، وأَما إِبْدَالُ الْوَاوِ مِنَ الأَلف أَصليةً فَقَوْلُكُ فِي تَثْنِيَةِ إِلَى وَلَدَى وَإِذَا أَسماء رِجَالٍ: إلَوانِ ولَدَوانِ وإذَوانِ؛ وَتَحْقِيرُهَا وُوَيَّةٌ. وَيُقَالُ: وَاوٌ مُوَأْوَأَةٌ، وَهَمَزُوهَا كراهَةَ اتِّصالِ الواواتِ والياءَات، وَقَدْ قَالُوا مُواواةٌ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ صَاحِبِ الْعَيْنِ، وَقَدْ خَرَجَتْ واوٌ بِدَلِيلِ التَّصْرِيفِ إِلَى أَنَّ في الكلام مثل وَعَوْتُ الَّذِي نَفَاهُ سِيبَوَيْهِ، لأَن أَلف وَاوٍ لَا تَكُونُ إِلَّا مُنْقَلِبَةً كَمَا أَنّ كُلَّ أَلف عَلَى هَذِهِ الصُّورة لَا تَكُونُ إِلَّا كذلك، وإذا كَانَتْ مُنْقَلِبة فَلَا تَخْلُو مِنْ أَن تَكُونَ عَنِ الْوَاوِ أَو عَنِ الْيَاءِ إِذْ لَوْلَا هَمْزُهَا فَلَا تَكُونُ «2» عَنِ الْوَاوِ، لأَنه إِنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَتْ حُرُوفُ الْكَلِمَةِ وَاحِدَةً وَلَا نعلم ذلك

_ (1). قوله [ووو حرف هجاء] ليست الواو للعطف كما زعم المجد بل لغة أَيضاً فيقال ووو ويقال واو، انظر شرح القاموس. (2). قوله [إِذْ لَوْلَا هَمْزُهَا فَلَا تكون إلخ] كذا بالأصل ورمز له في هامشه بعلامة وقفة.

فِي الْكَلَامِ أَلْبَتَّةَ إِلَّا بَبَّة وَمَا عُرِّب كالكَكّ، فَإِذَا بَطلَ انْقِلابها عَنِ الْوَاوِ ثَبَتَ أَنه عَنِ الْيَاءِ فَخَرَجَ إِلَى بَابِ وعَوْت عَلَى الشُّذُوذِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: وَوَّيْت وَاوًا حَسَنة عَمِلتها، فإِن صَحَّ هَذَا جَازَ أَن تَكُونَ الْكَلِمَةُ مِنْ وَاوٍ وَوَاوٍ وَيَاءٍ، وَجَازَ أَن تَكُونَ مِنْ وَاوٍ وَوَاوٍ وَوَاوٍ، فَكَانَ الْحُكْمُ عَلَى هَذَا وَوَّوْتُ، غَيْرَ أَن مُجاوزةَ الثَّلَاثَةِ قُلِبَتِ الواوَ الأَخيرة يَاءً وَحَمَلَهَا أَبو الْحَسَنِ الأَخفش عَلَى أَنها مُنْقَلِبةٌ مِنْ وَاوٌ، واستدلَّ عَلَى ذَلِكَ بِتَفْخِيمِ الْعَرَبِ إِيَّاها وأَنه لَمْ تُسْمَع الإِمالةُ فِيهَا، فقَضَى لِذَلِكَ بأَنها مِنَ الْوَاوِ وَجَعَلَ حُرُوفَ الْكَلِمَةِ كُلِّهَا وَاوَاتٍ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: ورأَيت أَبا عَلِيٍّ يُنكر هَذَا الْقَوْلَ ويَذْهب إِلَى أَنَّ الأَلف فِيهَا مُنْقَلِبَةً عَنِ يَاءٍ، وَاعْتَمَدَ ذَلِكَ عَلَى أَنه إِنْ جَعَلَها مِنَ الْوَاوِ كَانَتِ الْعَيْنُ وَالْفَاءُ واللامُ كُلُّهَا لَفْظًا وَاحِدًا؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: وَهُوَ غَيْرُ مَوْجُودٍ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَعَدَلَ إِلَى القَضاء بأَنها مِنَ الْيَاءِ، قَالَ: وَلَسْتُ أَرَى بِمَا أَنْكَره أَبو عَلِيٍّ عَلَى أَبي الْحَسَنِ بأْساً، وَذَلِكَ أَنَّ أَبا عَلِيٍّ، وَإِنْ كَانَ كَرِهَ ذَلِكَ لِئَلَّا تَصِيرَ حُروفُه كلُّها واواتٍ، فإِنه إِذا قَضَى بأَنَّ الأَلف مِنْ يَاءٍ لتَخْتَلِف الْحُرُوفُ فَقَدْ حَصَل بَعْدَ ذَلِكَ مَعَهُ لَفْظٌ لَا نَظِيرَ لَهُ، أَلا تَرَى أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَرْفٌ فَاؤُهُ وَاوٌ وَلَامُهُ وَاوٌ إلَّا قَوْلَنَا وَاوٌ؟ فإِذا كَانَ قَضَاؤُهُ بأَنَّ الأَلف مِنْ يَاءٍ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ أَن يَكُونَ الْحَرْفُ فَذًّا لَا نظيرَ لَهُ، فَقَضَاؤُهُ بأَنَّ العينَ واوٌ أَيضاً لَيْسَ بمُنْكَر، ويُعَضِّدُ ذَلِكَ أَيضاً شَيْئَانِ: أَحدهما مَا وصَّى بِهِ سِيبَوَيْهِ مِنْ أَنَّ الأَلف إِذَا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ فأَنْ تكونَ مُنْقَلِبَةً عَنِ الْوَاوِ أَكثرُ مِنِ أَن تَكُونَ مُنْقَلِبَةً عَنْ الْيَاءِ، وَالْآخَرُ مَا حَكَاهُ أَبو الْحَسَنِ مِنْ أَنه لَمْ يُسْمَعْ عَنْهُمْ فِيهَا الإِمالةُ، وَهَذَا أَيضاً يؤكِّدُ أَنها مِنَ الْوَاوِ، قَالَ: ولأَبي عَلِيٍّ أَن يقولَ مُنْتَصِراً لكَوْنِ الأَلف عَنْ يَاءٍ إنَّ الَّذِي ذَهَبْتُ أَنَا إِلَيْهِ أَسْوَغُ وأَقَلُّ فُحْشاً ممَّا ذهَبَ إِلَيْهِ أَبو الحسنِ، وَذَلِكَ أَنِّي وإنْ قَضَيْتُ بأَنَّ الْفَاءَ وَاللَّامَ وَاوَانِ، وَكَانَ هَذَا مِمَّا لَا نَظِيرَ لَهُ، فَإِنِّي قَدْ رأَيت الْعَرَبَ جعَلَتِ الْفَاءَ وَاللَّامَ مِنْ لَفْظٍ وَاحِدٍ كَثِيرًا، وَذَلِكَ نَحْوُ سَلَسٍ وقَلَقٍ وحِرْحٍ ودَعْدٍ وفَيْفٍ، فَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاوٌ فإِنا وَجَدْنَا فَاءَهُ وَلَامَهُ مِنْ لَفْظٍ وَاحِدٍ. وَقَالُوا أَيضاً فِي الْيَاءِ الَّتِي هِيَ أُخت الْوَاوِ: يَدَيْتُ إِليه يَدًا، وَلَمْ نَرَهم جَعَلُوا الْفَاءَ وَاللَّامَ جَمِيعًا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ لَا مِنْ وَاوٍ وَلَا مِنْ غَيْرِهَا، قَالَ: فَقَدْ دَخَلَ أَبو الْحَسَنِ مَعِي فِي أَن أَعترف بأَنَّ الْفَاءَ وَاللَّامَ وَاوَانِ، إِذْ لَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنَ الِاعْتِرَافِ بِذَلِكَ، كَمَا أَجده أَنا، ثُمَّ إِنه زَادَ عَمَّا ذَهَبْنا إِليه جَمِيعًا شَيْئًا لَا نَظِيرَ لَهُ فِي حَرْف مِنَ الْكَلَامِ أَلْبَتَّةَ، وَهُوَ جَعْلُه الْفَاءَ وَالْعَيْنَ وَاللَّامَ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ؛ فأَمَّا مَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِ هِنْدُ بِنْتُ أَبي سُفْيَانَ تُرَقِّصُ ابنَها عبدَ اللَّهِ بنَ الحَرث: لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ ... جارِيةً خِدَبَّهْ فإِنما بَبَّهْ حِكَايَةُ الصَّوْتِ الَّذِي كَانَتْ تُرَقِّصُه عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بِاسْمٍ، وإِنما هُوَ لَقَبٌ كقَبْ لِصَوْتِ وَقْع السَّيْف، وطِيخِ للضَّحِك، ودَدِدْ «3» لِصَوْتِ الشَّيْءِ يَتَدَحْرَجُ، فإِنما هَذِهِ أَصواتٌ لَيْسَتْ تُوزَنُ وَلَا تُمَثَّلُ بِالْفِعْلِ بِمَنْزِلَةِ صَه ومَهْ وَنَحْوِهِمَا؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: فلأَجْل مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الِاحْتِجَاجِ لِمَذْهَبِ أَبي عَلِيٍّ تَعادَلَ عِنْدَنَا المَذْهبان أَو قَرُبا مِنَ التَّعادُلِ، وَلَوْ جَمَعْتَ وَاوًا عَلَى أَفعالٍ لقلتَ فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ أَلِفَها مُنْقَلِبَةً مِنْ وَاوٍ أَوَّاءٌ، وأَصلها أَوَّاوٌ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الواو طَرَفاً

_ (3). قوله [وددد] كذا في الأصل مضبوطاً.

بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ قُلبت أَلِفًا، ثُمَّ قُلِبَتْ تِلْكَ الأَلفُ هَمْزةً كَمَا قُلْنَا فِي أَبْنَاء وأَسْماء وأَعْداء، وإِنْ جَمَعها عَلَى أَفْعُلٍ قَالَ فِي جَمْعِهَا أَوٍّ، وأَصلها أَوْوُوٌ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الواوُ طرَفاً مَضْمُومًا مَا قَبْلَها أَبْدَلَ مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرةً وَمِنَ الْوَاوِ يَاءً، وَقَالَ أَوٍّ كأَدْلٍ وأَحْقٍ، وَمَنْ كَانَتْ أَلفُ وَاوٍ عِنْدَهُ مِن يَاءٍ قَالَ إِذا جمَعَها عَلَى أَفْعال أَيَّاءً، وأَصلها عِنْدَهُ أَوْياءٌ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ وسَبَقَتِ الواوُ بِالسُّكُونِ قُلبت الواوُ يَاءً وأُدْغِمت فِي الْيَاءِ الَّتِي بَعْدَهَا، فَصَارَتْ أَيَّاء كَمَا تَرَى، وَإِنْ جمعَها عَلَى أَفْعُل قَالَ أَيٍّ وأَصلها أَوْيُوٌ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ وسَبَقت الواوُ بِالسُّكُونِ قُلِبت الْوَاوُ يَاءً وأُدغمت الأُولى فِي الثَّانِيَةِ فَصَارَتْ أَيُّوٌ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْوَاوُ طرَفاً مَضْمُومًا مَا قَبْلَهَا أُبْدِلت مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً وَمِنَ الْوَاوِ يَاءً، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ الآنَ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ أَيْيِيٌ فَلَمَّا اجتمعَت ثَلاثُ ياءَاتٍ، والوُسْطَى مِنْهُنَّ مَكْسُورَةٌ، حُذفت الْيَاءُ الأَخيرة كَمَا حُذِفَتْ فِي تَحْقِير أَحْوَى أُحَيٍّ وأَعْيا أُعَيٍّ، فَكَذَلِكَ قُلْتَ أَنت أَيضاً أَيٍّ كأَدْلٍ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ أَن بَعْضَهُمْ يَقُولُ: أَوَّيْتُ وَاوًا حَسَنةً، يَجْعَلُ الْوَاوَ الأُولى هَمزةً لِاجْتِمَاعِ الْوَاوَاتِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وتُبْدَلُ الْوَاوُ مِنَ الْبَاءِ فِي القَسَم لأَمْرَيْنِ: أَحدهما مُضارَعَتُها إِياها لَفْظًا، وَالْآخَرُ مُضارَعَتُها إِيَّاها مَعْنًى، أَما اللَّفْظُ فلأَنّ الْبَاءَ مِنَ الشَّفَةِ كَمَا أَنَّ الْوَاوَ كَذَلِكَ، وأَما الْمَعْنَى فلأَنَّ الْبَاءَ للإِلصاق والواوَ لِلِاجْتِمَاعِ، والشيءُ إِذا لاصَقَ الشيءَ فَقَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: مَا كَانَ مِنْ الحُرُوف عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ وسَطُه أَلف فَفِي فِعْلِه لُغَتَانِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ كَقَوْلِكَ دَوَّلْت دَالًا وقَوَّفْتُ قَافًا أَي كَتَبْتها، إِلا الْوَاوَ فإِنها بِالْيَاءِ لَا غَيْرَ لِكَثْرَةِ الْوَاوَاتِ، تَقُولُ فِيهَا وَيَّيْتُ وَاوًا حَسَنةً، وَغَيْرُ الْكِسَائِيِّ يَقُولُ: أَوَّيْتُ أَوْ وَوَّيْتُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: تقول العرب كلِمةٌ مُؤَوَّاةٌ مِثْلُ مُعَوّاةٍ أَي مَبْنِيَّةٌ مِنْ بناتِ الْوَاوِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: كَلِمَةٌ مُوَيَّاةٌ مِنْ بَنَاتِ الْوَاوِ، وَكَلِمَةُ مُيَوّاةٌ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ، وإِذا صَغَّرْتَ الْوَاوَ قُلتَ أُوَيَّةٌ. وَيُقَالُ: هَذِهِ قَصِيدَةٌ واوِيَّةٌ إِذا كَانَتْ عَلَى الْوَاوِ، قَالَ الْخَلِيلُ: وجدْتُ كلَّ وَاوٍ وَيَاءٍ فِي الْهِجَاءِ لَا تَعْتَمِدُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا تَرْجِعُ فِي التَّصْرِيفِ إِلى الْيَاءِ نَحْوَ يَا وفَا وطَا وَنَحْوَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. التَّهْذِيبُ: الْوَاوُ «1» مَعْنَاهَا فِي العَطْفِ وغَيْرِه فِعْلُ الأَلف مَهْمُوزَةً وَسَاكِنَةً فِعْلُ الْيَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: الْوَاوُ مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ تَجْمَعُ الشَّيْئَيْنِ وَلَا تدلُّ عَلَى التَّرْتِيبِ، وَيَدْخُلُ عَلَيْهَا أَلف الِاسْتِفْهَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ* ؛ كَمَا تَقُولُ أَفَعَجِبْتُم؛ وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى مَعْ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمُنَاسَبَةِ لأَن مَع لِلْمُصَاحَبَةِ كَقَوْلِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُعِثْتُ أَنَا والساعةَ كهاتَيْنِ، وأَشار إِلى السَّبَّابةِ والإِبْهام ، أَي مَع الساعةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ وأَشار إِلى السبَّابةِ والوُسْطَى، قَالَ: وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ وَقَدْ تَكُونُ الْوَاوُ لِلْحَالِ كَقَوْلِهِمْ: قُمْتُ وأَصُكُّ وجْهَه أَي قمتُ صَاكًّا وجْهَه، وَكَقَوْلِكَ: قُمتُ والناسُ قُعودٌ، وَقَدْ يُقْسَمُ بِهَا تَقُولُ: واللهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا، وَهُوَ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ وإِنما أُبْدِل مِنْهُ لقُربه مِنْهُ فِي المَخرج إِذ كَانَ مِنْ حُرُوفِ الشَّفة، وَلَا يَتجاوَزُ الأَسماءَ المُظْهَرةَ نَحْوَ وَاللَّهِ وحَياتِك وأَبيك؛ وَقَدْ تَكُونُ الْوَاوُ ضَمِيرَ جَمَاعَةِ المذكَّر فِي قَوْلِكَ فعَلُوا ويَفْعَلُون وافْعَلُوا؛ وَقَدْ تَكُونُ الْوَاوُ زَائِدَةً؛ قَالَ الأَصمعي: قُلْتُ لأَبي عَمْرٍو قَوْلُهُمْ رَبَّنا ولكَ الحمدُ فَقَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ بِعْني هَذَا الثوبَ فَيَقُولُ وَهُوَ لَكَ وأَظنه أَراد هُوَ لَكَ؛

_ (1). قوله [التهذيب الواو إلخ] كذا بالأَصل.

وأَنشد الأَخفش: فإِذا وذلِك، يَا كُبَيْشةُ، لَمْ يَكُنْ ... إِلَّا كَلَمَّةِ حالِمٍ بخَيالِ كأَنه قَالَ: فإِذا ذَلِكَ لَمْ يكنْ؛ وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ أَبي سُلْمى: قِفْ بالدِّيارِ الَّتِي لَمْ يَعْفُها القِدَمُ ... بَلى، وغَيَّرَها الأَرْواحُ والدِّيَمُ يُرِيدُ: بَلَى غَيَّرَها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ؛ فَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْوَاوُ هُنَا زَائِدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُ هَذَا لأَبي كَبير الهُذلي عَنِ الأَخفش أَيضاً: فإِذا وذلِكَ ليسَ إِلَّا ذِكْرَه، ... وإِذا مَضى شيءٌ كأَنْ لَمْ يُفْعَلِ قَالَ: وَقَدْ ذَكر بعضُ أَهلِ الْعِلْمِ أَنَّ الواوَ زائدةٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا ؛ لأَنه جَوَابٌ لَمَّا فِي قَوْلِهِ: فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ. التَّهْذِيبُ: الواواتُ لَهَا مَعانٍ مُخْتَلِفَةٌ لِكُلِّ مَعْنًى مِنْهَا اسْمٌ يُعْرَفُ بِهِ: فَمِنْهَا واوُ الْجَمْعِ كَقَوْلِكَ ضَرَبُوا ويَضْرِبُون وَفِي الأَسماء المُسْلِمون وَالصَّالِحُونَ؛ وَمِنْهَا وَاوُ الْعَطْفِ والفرقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الفاءِ في المعطوف أَو الْوَاوَ يُعْطَفُ بِهَا جُمْلَةٌ عَلَى جملةٍ، لَا تدلُّ عَلَى التَّرْتِيبِ فِي تَقْديم المُقَدَّمِ ذِكْرُه عَلَى المؤخَّر ذِكْرُهُ، وأَما الْفَرَّاءُ فإِنه يُوَصِّلُ بِهَا مَا بَعْدَها بِالَّذِي قَبْلَهَا والمُقَدَّمُ هُوَ الأَوَّل، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا قلتَ زُرْتُ عبدَ اللهِ وزيْداً فأَيَّهُما شِئْتَ كَانَ هُوَ المبتدأَ بِالزِّيَارَةِ، وإِن قلتَ زُرْتُ عبدَ اللَّهِ فزَيْداً كَانَ الأَولُ هُوَ الأَولَ والآخِرُ هُوَ الآخِر؛ وَمِنْهَا وَاوُ القَسم تَخْفِضُ مَا بَعْدَها، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ؛ فالواو التي في الطُّور هِيَ وَاوُ القَسَمِ، والواوُ الَّتِي هِيَ فِي وَكِتابٍ مَسْطُورٍ هِيَ واوُ العَطف، أَلا تَرَى أَنه لَوْ عُطِف بِالْفَاءُ كَانَ جَائِزًا وَالْفَاءُ لَا يُقْسَم بِهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً ؛ غَيْرَ أَنه إِذا كَانَ بِالْفَاءِ فَهُوَ مُتَّصِلٌ بِالْيَمِينِ الأُولى، وإِن كَانَ بِالْوَاوِ فَهُوَ شَيْءٌ آخَرُ أُقْسِمَ بِهِ؛ وَمِنْهَا واوُ الاسْتِنْكارِ، إِذا قُلْتَ: جاءَني الحَسَنُ، قَالَ المُسْتَنْكِرُ أَلحَسَنُوهْ، وإِذا قُلْتَ: جاءَني عَمرو، قَالَ: أَعَمْرُوهْ، يَمُدُّ بِوَاوٍ وَالْهَاءُ لِلْوَقْفَةِ؛ وَمِنْهَا وَاوُ الصِّلة فِي القَوافي كَقَوْلِهِ: قِفْ بالدِّيار الَّتِي لَمْ يَعْفُها القِدَمُو فَوُصِلَتْ ضَمَّةُ المِيمِ بِوَاوٍ تَمَّ بِهَا وَزْنُ الْبَيْتِ؛ وَمِنْهَا واوُ الإِشْباع مِثْلَ قَوْلِهِمْ البُرْقُوعُ والمُعْلُوقُ، وَالْعَرَبُ تَصِلُ الضَّمَّةَ بِالْوَاوِ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أَنْظُور، فِي مَوْضِعِ أَنْظُر؛ وأَنشد: لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَن يَرْقُودا ... فانْهَضْ، فشُدَّ المِئْزَرَ المَعْقُودا أَراد: أَن يَرْقُدَ فأَشْبَعَ الضمةَ ووصَلَها بِالْوَاوِ ونَصَب يَرْقُود عَلَى مَا يُنْصَبُ بِهِ الفعلُ؛ وأَنشد: اللهُ يَعْلَم أَنَّا، فِي تَلفُّتِنا، ... يومَ الفِراقِ، إِلى إِخوانِنا، صُورُ وأَنَّني حَيْثُما يَثْني الهَوَى بَصَري، ... مِنْ حَيْثُما سَلَكُوا، أَدْنُو فأَنْظُورُ أَراد: فأَنْظُر؛ وَمِنْهَا وَاوُ التَّعايي كَقَوْلِكَ: هَذَا عمْرُو، فيَسْتَمِدُّ ثُمَّ يقولُ مُنْطَلِقٌ، وَقَدْ مَضى بعضُ أَخواتِها فِي تَرْجَمَةِ آفي الأَلِفات، وستأْتي بَقِيَّةُ

أَخَواتها فِي تَرْجَمَةِ يَا؛ وَمِنْهَا مَدُّ الِاسْمِ بالنِّداء كَقَوْلِكَ أَيا قُورْط، يُرِيدُ قُرْطاً، فَمَدُّوا ضَمَّةَ الْقَافِ بِالْوَاوِ ليَمْتَدَّ الصَّوتُ بِالنِّدَاءِ؛ وَمِنْهَا الْوَاوُ المُحَوَّلةُ نَحْوُ طُوبى أَصلها طُيْبى فقُلِبت الْيَاءُ وَاوًا لِانْضِمَامِ الطاءِ قَبْلَهَا، وَهِيَ مِنْ طَابَ يَطيبُ؛ وَمِنْهَا وَاوُ المُوقنين والمُوسِرين أَصلها المُيْقِنين مِنْ أَيْقَنْتُ والمُيْسِرين مِنْ أَيْسَرْتُ؛ وَمِنْهَا واوُ الجَزْمِ المُرْسَلِ مثلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً؛ فأُسْقِطَ الْوَاوُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَن قبْلَها ضَمَّةً تَخْلُفها؛ وَمِنْهَا جَزْمُ الْوَاوِ «1» الْمُنْبَسِطُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ؛ فَلَمْ يُسْقِطِ الْوَاوَ وحَرّكها لأَن قَبْلَهَا فَتْحَةً لَا تَكُونُ عِوضاً مِنْهَا؛ هَكَذَا رَوَاهُ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي طَالِبٍ النَّحْوِيِّ، وَقَالَ: إِنما يَسْقُط أَحَدُ السَّاكِنَيْنِ إِذا كَانَ الأَوّل مِنَ الجَزم المُرْسَل وَاوًا قَبْلَهَا ضَمَّةٌ أَو يَاءٌ قَبْلَهَا كَسْرَةٌ أَو أَلفاً قَبْلَهَا فَتْحَةٌ، فالأَلف كَقَوْلِكَ لِلِاثْنَيْنِ اضْرِبا الرَّجُلَ، سَقَطَتِ الأَلف عَنْهُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ لأَن قَبْلَهَا فَتْحَةً، فَهِيَ خَلَفٌ مِنْهَا، وَسَنَذْكُرُ الْيَاءَ فِي تَرْجَمَتِهَا؛ وَمِنْهَا واواتُ الأَبْنِية مِثْلُ الجَوْرَبِ والتَّوْرَبِ لِلتُّرَابِ والجَدْوَلِ والحَشْوَرِ وَمَا أَشبهها؛ وَمِنْهَا وَاوُ الْهَمْزِ فِي الْخَطِّ وَاللَّفْظِ، فأَما الْخَطُّ فَقَوْلُكَ: هذِه شاؤُك ونِساؤُك، صُوِّرَتِ الْهَمْزَةُ وَاوًا لِضَمَّتِهَا، وأَما اللَّفْظُ فَقَوْلُكَ: حَمْراوانِ وسَوْداوان، وَمِثْلُ قَوْلِكِ أُعِيذُ بأَسْماوات اللَّهِ وأَبْناواتِ سَعْدٍ ومثل السَّمَواتِ وَمَا أَشْبهها؛ وَمِنْهَا وَاوُ النِّداء وَواوُ النُّدْبة، فأَما النِّداء فَقَوْلُكَ: وَا زَيْد، وأَما النُّدبة فَكَقَوْلِكَ أَو كَقَوْلِ النَّادِبة: وَا زَيْداهْ وَا لَهْفاهْ وَا غُرْبَتاهْ وَيَا زَيداه وَمِنْهَا واواتُ الْحَالِ كَقَوْلِكَ: أَتَيْتُه والشمسُ طالِعةٌ أَي فِي حَالِ طُلُوعها، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ؛ وَمِنْهَا واوُ الوَقْتِ كَقَوْلِكَ: اعْمَل وأَنتَ صَحِيحٌ أَي فِي وقْتِ صِحَّتِك، والآنَ وأَنت فارِغٌ، فَهَذِهِ واوُ الْوَقْتِ وَهِيَ قَريبة مِنْ وَاوِ الْحَالِ؛ وَمِنْهَا واوُ الصَّرْفِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: الصَّرْفُ أَنْ تأْتي الواوُ مَعْطُوفةً عَلَى كَلَامٍ فِي أَوّله حادِثةٌ لَا تَسْتَقِيمُ إِعادَتُها عَلَى مَا عُطِفَ عَلَيْهَا كَقَوْلِهِ: لَا تَنْهَ عَنْ خُلْقٍ وتَأْتيَ مِثْلَه، ... عارٌ عَلَيْكَ، إِذا فَعَلْتَ، عَظِيمُ أَلا تَرَى أَنه لَا يَجُوزُ إِعادة لَا عَلَى وتَأْتيَ مِثْلَه، فَلِذَلِكَ سُميَ صَرْفاً إِذْ كَانَ مَعْطُوفًا وَلَمْ يَسْتَقِم أَن يُعادَ فِيهِ الحادثُ الَّذِي فِيمَا قَبْلَه؛ وَمِنْهَا الواواتُ الَّتِي تدخلُ فِي الأَجْوِبةِ فَتَكُونُ جَوَابًا مَعَ الجَوابِ، وَلَوْ حُذِفت كَانَ الجوابُ مُكْتَفِياً بِنَفْسِهِ؛ أَنشد الْفَرَّاءُ: حَتَّى إِذا قَمِلَتْ بُطُونُكُمُ، ... ورَأَيْتُمُ أَبْناءَكُمْ شَبُّوا وقَلَبْتُمُ ظَهْرَ المِجَنِّ لَنَا، ... إِنَّ اللَّئِيمَ العاجِزُ الخَبُ أَراد قَلَبْتُم. وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ: لمَّا أَتاني وأَثِبُ عَلَيْهِ، كأَنه قَالَ: وَثَبْتُ عَلَيْهِ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ إِلَّا مَعَ لَمَّا حَتَّى إِذا «2». قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ الأَصمعي قُلْتُ لأَبي عَمْرو بْنِ العَلاء رَبَّنا ولكَ الحَمْدُ مَا هَذِهِ الواوُ؟ فَقَالَ: يَقُولُ الرَّجُل للرَّجُل بِعْني هَذَا الثَّوْبَ، فَيَقُولُ: وَهُوَ لَكَ، أَظُنُّه أَراد هُوَ لكَ؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: فإِذا وذلِكَ ليْسَ إِلَّا حِينَه، ... وإِذا مَضَى شيءٌ كأَنْ لَمْ يُفْعَلِ

_ (1). قوله [جزم الواو] وعبارة التكملة واو الجزم وهي أنسب. (2). قوله [حتى إذا] كذا هو في الأصل بدون حرف العطف.

يا

أَراد: فإِذا ذلكَ يَعْنِي شَبابَه وَمَا مَضَى مِن أَيّام تَمَتُّعه؛ وَمِنْهَا وَاوُ النِّسبة، رُوِيَ عَنْ أَبي عَمرو بْنِ العَلاء أَنه كَانَ يَقُولُ: يُنْسَبُ إِلى أَخٍ أَخَويٌّ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْخَاءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ، وإِلى الرِّبا رِبَوِيٌّ، وإِلى أُخْتٍ أُخَويٌّ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وإِلى ابْن بَنَوِيٌّ، وإِلى عالِيةِ الحِجاز عُلْوِيٌّ، وإِلى عَشِيَّة عَشَوِيٌّ، وإِلى أَبٍ أَبَوِيٌّ؛ وَمِنْهَا الواوُ الدَّائمةُ، وَهِيَ كُلُّ واوٍ تُلابِسُ الجَزاء وَمَعْنَاهَا الدَّوامُ، كَقَوْلِكَ: زُرْني وأَزُورَكَ وأَزُورُكَ، بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ، فالنَّصْبُ عَلَى المُجازاةِ، ومَن رَفَعَ فَمَعْنَاهُ زيارَتَكَ عليَّ واجبةٌ أُدِيمُها لَكَ عَلَى كلِّ حالٍ؛ وَمِنْهَا الْوَاوُ الفارِقةُ، وَهِيَ كلُّ واوٍ دَخَلت فِي أَحَدِ الحَرْفين المُشْتَبِهين ليُفْرَقَ بينَه وَبَيْنَ المُشْبهِ لَهُ فِي الخَطِّ مِثْلُ واوِ أُولئِك وَوَاوِ أُولو. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وغَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ؛ زِيدَتْ فِيهَا الْوَاوُ فِي الْخَطِّ لتَفْرُق بينَها وبينَ مَا شاكَلَها فِي الصُّورةِ مِثْل إِلى وإِلَيْك؛ وَمِنْهَا وَاوُ عَمْرو، فإِنها زيدَتْ لِتَفْرُقَ بينَ عَمْروٍ وعُمَرَ، وزيدتْ فِي عَمْرٍو دونَ عُمَرَ لأَن عُمَرَ أَثقَلُ مِنْ عَمْرٍو؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: ثمَّ تَنادَوْا، بينَ تِلْكَ الضَّوْضَى ... مِنْهُمْ: بِهابٍ وهَلا ويا يا نادَى مُنادٍ مِنْهُمُ: أَلا تَا، ... صَوْتَ امْرِئٍ للجُلَّياتِ عَيّا قالُوا جَمِيعاً كُلُّهُم: بَلا فَا أَي بَلَى فإِنَّا نَفْعَلُ، أَلا تَا: يُريد تَفْعَلُ، وَاللَّهُ أَعلم. الْجَوْهَرِيُّ: الْوَاوَا صَوْتُ ابْن آوَى. وَوَيْكَ: كلمةٌ مِثل وَيْبَ ووَيْحَ، والكافُ للخِطاب؛ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَمرو بْنِ نُفَيْل وَيُقَالُ هُوَ لِنُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِي: وَيْكَ أَنَّ مَنْ يَكُنْ له نَشَبٌ يُحْبَبْ، ... ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ وَيْكَ، أُدْخِلَ عَلَيْهِ أَنَّ وَمَعْنَاهُ أَلم تَرَ؛ وَقَالَ الْخَلِيلُ: هِيَ وَيْ مَفْصُولة ثُمَّ تَبتدِئُ فَتَقُولُ كأَنَّ، والله أَعلم. يَا : حَرْفُ نِداء، وَهِيَ عامِلةٌ فِي الِاسْمِ الصَّحِيح وإِن كَانَتْ حَرْفًا، والقولُ فِي ذَلِكَ أَنَّ لِيا فِي قيامِها مَقامَ الْفِعْلِ خَاصَّةً لَيْسَتْ لِلْحُرُوفِ، وَذَلِكَ أَنَّ الحروفَ قَدْ تَنُوبُ عَنِ الأَفعال كهَلْ فإِنها تَنُوبُ عَنْ أَسْتَفْهِمُ، وَكَمَا وَلَا فإِنهما يَنْوبانِ عَنْ أَنْفِي، وإِلَّا تَنُوبُ عَنْ أَسْتَثْني، وَتِلْكَ الأَفعال النائبةُ عَنْهَا هَذِهِ الحروفُ هِيَ الناصِبة فِي الأَصل، فَلَمَّا انصَرَفَتْ عَنْهَا إِلى الحَرْف طَلَباً للإِيجاز ورَغْبةً عَنِ الإِكثار أَسْقَطْتَ عَمَلَ تِلْكَ الأَفعال ليَتِمَّ لَكَ مَا انْتَحَيْتَه مِنَ الِاخْتِصَارِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا، وَذَلِكَ أَنَّ يَا نفسَها هِيَ العامِلُ الواقِعُ عَلَى زَيْدٍ، وحالُها فِي ذَلِكَ حَالُ أَدْعُو وأُنادي، فَيَكُونُ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا هُوَ العامِل فِي الْمَفْعُولِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ضَرَبْتُ وقَتَلْتُ وَنَحْوَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ قَولَكَ ضَرَبْتُ زَيْدًا وقتَلْتُ بِشْراً العامِلُ الواصِلُ إِليهما المُعَبَّرُ بِقَوْلِكَ ضَرَبْتُ عَنْهُ لَيْسَ هُوَ نَفْسَ ضَ رَ بْ تُ، إِنما ثَمَّ أَحْداثٌ هَذِهِ الْحُرُوفِ دِلالةٌ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ القَتْلُ والشَّتْمُ والإِكْرامُ ونحوُ ذَلِكَ، وقولُك أُنادي عبدَ اللهِ وأُكْرِمُ عَبْدَ اللَّهِ لَيْسَ هُنَا فعلٌ واقعٌ عَلَى عبدِ اللَّهِ غَيْرَ هَذَا اللفظِ، وَيَا نفسُها فِي الْمَعْنَى كأَدْعُو، أَلا تَرَى أَنك إِنما تَذْكُرُ بَعْدَ يَا اسْمًا وَاحِدًا، كَمَا تذكُره بَعْدَ الفِعْلِ المُسْتَقِلِّ بفاعِلِه، إِذا كَانَ مُتَعَدِّياً إِلى وَاحِدٍ كَضَرَبْتُ زَيْدًا؟ وَلَيْسَ كَذَلِكَ حرفُ الِاسْتِفْهَامِ

وحرفُ النَّفْي، وإِنما تُدْخِلُها عَلَى الْجُمْلَةِ الْمُسْتَقِلَّةِ، فَتَقُولُ: مَا قامَ زَيْدٌ وَهَلْ زيدٌ أَخوك، فَلَمَّا قَوِيَت يَا فِي نَفْسِهَا وأَوْغَلَتْ فِي شَبَهِ الْفِعْلِ تَوَلَّتْ بِنَفْسِهَا الْعَمَلَ؛ وقولُه أَنشده أَبو زَيْدٍ: فخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ الناسِ مِنْكُم، ... إِذا الدَّاعِي المُثَوِّبُ قالَ: يا لا قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَلني أَبو عَلِيٍّ عَنْ أَلف يَا مِنْ قَوْلِهِ فِي قافِيةِ هذا البيت يا لا فَقَالَ: أَمُنْقَلِبةٌ هِيَ؟ قلتُ: لَا لأَنها فِي حَرْفٍ أَعني يَا، فَقَالَ: بَلْ هِيَ مُنْقَلِبَةٌ، فَاسْتَدْلَلْتُ عَلَى ذَلِكَ، فَاعْتَصَمَ بأَنها قَدْ خُلِطَتْ بِاللَّامِ بعدَها ووُقِفَ عَلَيْهَا فَصَارَتِ اللَّامُ كأَنها جُزْءٌ مِنْهَا فَصَارَتْ يَالَ بِمَنْزِلَةِ قَالَ، والأَلف فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ، وَهِيَ مَجْهُولَةٌ فَيَنْبَغِي أَن يُحكم عَلَيْهَا بِالِانْقِلَابِ عَنْ واوٍ، وأَرادَ يالَ بَني فُلانٍ وَنَحْوَهُ. التَّهْذِيبُ: تَقُولُ إِذا نادَيْتَ الرجلَ آفُلانُ وأَ فلان وَآيَا فُلانُ، بالمدِّ، وَفِي يَاءِ النِّداء لُغَاتٌ، تَقُولُ: يَا فلانُ أَيا فلانُ آيَا فلانُ أَفلانُ هَيا فلانُ، الْهَاءُ مُبَدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزِ فِي أَيا فُلَانُ، وَرُبَّمَا قَالُوا فلانُ بِلَا حَرْفِ النِّدَاءِ أَي يَا فلانُ. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: فِي حُرُوفِ النِّدَاءِ ثَمَانِيَةُ أَوجه: يا زَيْدُ ووا زَيْدُ وأَ زَيْدُ وأَيا زَيْدُ وهَيا زَيْدُ وأَيْ زَيْدُ وَآيَا زَيْدُ وزَيْدُ؛ وأَنشد: أَلم تَسْمَعي، أَيْ عَبْدُ، فِي رَوْنَقِ الضُّحى ... غِناءَ حَماماتٍ لَهُنَّ هَدِيلُ؟ وَقَالَ: هَيا أُمَّ عَمْرٍو، هَلْ ليَ اليومَ عِنْدَكُمْ، ... بَغَيْبَةِ أَبْصارِ الوُشاةِ، رَسُولُ؟ وَقَالَ: أَخالِدُ، مَأْواكُمْ لِمَنْ حَلَّ واسِع وَقَالَ: أَيا ظَبْيةَ الوَعْساءِ بَيْنَ حُلاحِلٍ التَّهْذِيبُ: ولِلْياءَاتِ أَلْقابٌ تُعْرَفُ بِهَا كأَلقابِ الأَلِفات: فَمِنْهَا يَاءُ التأْنيث فِي مِثْلِ اضْرِبي وتَضْرِبِين وَلَمْ تَضْرِبي، وَفِي الأَسْماء يَاءُ حُبْلى وعَطْشى، يُقَالُ هُمَا حُبْلَيانِ وعَطْشَيانِ وجُمادَيانِ وَمَا أَشبهها، وَيَاءُ ذِكْرى وسِيما؛ وَمِنْهَا يَاءُ التَّثنية وَالْجَمْعُ كَقَوْلِكَ رأَيتُ الزَّيْدَيْنِ وَفِي الْجَمْعِ رأَيتُ الزَّيْدِينَ، وَكَذَلِكَ رأَيت الصَّالِحَيْن والصَّالِحِينَ والمُسْلِمَيْن والمُسْلِمِينَ؛ وَمِنْهَا يَاءُ الصِّلة فِي الْقَوَافِي كَقَوْلِهِ: يَا دارَ مَيَّة بالعَلْياء فالسَّنَدِي فَوَصَلَ كَسْرَةَ الدَّالِ بِالْيَاءِ، وَالْخَلِيلُ يُسميها يَاءَ التَّرنُّم، يَمُدُّ بِهَا القَوافي، وَالْعَرَبُ تَصِلُ الكَسرة بِالْيَاءِ؛ أَنشد الْفَرَّاءُ: لَا عَهْدَ لِي بِنِيضالِ، ... أَصْبَحْتُ كالشَّنِّ الْبَالِي أَراد: بنِضال؛ وَقَالَ: عَلَى عَجَلٍ مِنِّي أُطَأْطِئُ شِيمالي أَراد: شِمالي فَوَصَلَ الْكَسْرَةَ بِالْيَاءِ؛ وَمِنْهَا يَاءُ الإِشْباع فِي المَصادِر وَالنُّعُوتِ كَقَوْلِكَ: كاذَبْتُه كِيذَابًا وضارَبْته ضِيراباً أَراد كِذاباً وضِراباً، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَرادوا أَن يُظْهِروا الأَلف الَّتِي فِي ضارَبْتُه فِي الْمَصْدَرِ فَجَعَلُوهَا يَاءً لكَسْرةِ مَا قَبْلها؛ وَمِنْهَا ياءُ مِسْكِينٍ وعَجِيب، أَرادوا بِنَاءَ مِفْعِلٍ وَبِنَاءَ فَعِلٍ فأَشْبَعُوا بِالْيَاءِ، وَمِنْهَا الياءُ المُحَوَّلةُ مِثْلَ يَاءِ الْمِيزَانِ والمِيعاد وقِيلَ ودُعِيَ ومُحِيَ، وَهِيَ فِي الأَصل وَاوٌ فَقُلِبَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا؛ وَمِنْهَا ياءُ النِّدَاءِ كَقَوْلِكَ يَا زَيْدُ، وَيَقُولُونَ أَزَيْدُ؛ وَمِنْهَا يَاءُ الاسْتِنْكار كَقَوْلِكَ: مَرَرْتُ بالحَسَن، فَيَقُولُ المُجِيبُ مُسْتَنْكِراً لِقَوْلِهِ: أَلحَسَنِيهْ، مدَّ النُّونَ بِيَاءٍ وأَلْحَقَ بِهَا هَاءَ الْوَقْفَةِ؛ وَمِنْهَا يَاءُ

التَّعايي كَقَوْلِكَ: مَرَرْتُ بالحَسَني ثُمَّ تَقُولُ أَخي بَني فُلانٍ، وَقَدْ فُسِّرت فِي الأَلِفات فِي تَرْجَمَةِ آ، وَمِنْ بَابِ الإِشباع ياءُ مِسْكِينٍ وعَجِيبٍ وَمَا أَشبهها أَرادوا بِنَاءَ مِفْعِلٍ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْعَيْنِ، وَبِنَاءِ فَعِلٍ فأَشبعوا كَسْرَةَ الْعَيْنِ بِالْيَاءِ فَقَالُوا مِفْعِيل وعَجِيب؛ وَمِنْهَا يَاءُ مدِّ المُنادي كنِدائهم: يَا بِّشْر، يَمُدُّون أَلف يَا ويُشَدِّدون بَاءَ بِشْر ويَمُدُّونها بِيَاءٍ يَا بِيشْرُ «3»، يَمُدُّون كَسْرَةَ الْبَاءِ بِالْيَاءِ فيَجْمعُون بَيْنَ سَاكِنِينَ وَيَقُولُونَ: يَا مُنْذِير، يُرِيدُونَ يَا مُنْذِرُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ يَا بِشير فيَكْسِرون الشِّينَ ويُتبعُونها الْيَاءَ يَمُدُّونَهَا بِهَا يُريدون يَا بِشْرُ؛ وَمِنْهَا الياءُ الفاصِلةُ فِي الأَبْنية مِثْلَ يَاءِ صَيْقَلٍ وَيَاءِ بَيْطارٍ وعَيْهرةٍ وَمَا أَشبهها؛ وَمِنْهَا يَاءُ الْهَمْزَةِ فِي الخَطِّ مَرَّةً وَفِي اللَّفْظ أُخرى: فأَما الخَطُّ فمِثْلُ يَاءِ قائمٍ وَسَائِلٍ وَشَائِلٍ صُوِّرَتِ الهَمزةُ يَاءً وَكَذَلِكَ مِنْ شُرَكائهم وأُولئك وَمَا أَشْبَهها، وأَما اللَّفْظُ فَقَوْلُهُمْ فِي جَمْعِ الخَطِيئة خَطايا وَفِي جَمْعِ المِرآة مَرايا، اجْتَمَعَتْ لَهُمْ هَمْزَتَانِ فَكَتَبُوهما وجَعَلُوا إِحداهما أَلفاً؛ وَمِنْهَا ياءُ التَّصْغِير كَقَوْلِكَ فِي تَصغير عَمْرو عُمَيْر، وَفِي تَصْغِيرِ رَجُلِ رُجَيْل، وَفِي تَصْغِيرِ ذَا ذَيَّا، وَفِي تَصْغِيرِ شَيْخ شُوَيْخ؛ وَمِنْهَا الْيَاءُ المُبدلةُ مِنْ لَامِ الْفِعْلِ كَقَوْلِهِمُ الْخَامِّي والسَّادي لِلْخَامِسِ والسَّادِس، يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي القَوافي وغيرِ القَوافي؛ وَمِنْهَا يَاءٌ الثَّعالي، يُرِيدُونَ الثَّعالِبَ؛ وأَنشد: ولِضَفادِي جَمِّه نَقانِقُ يُرِيدُ: ولِضَفادِعِ؛ وَقَالَ الْآخَرُ: إِذا مَا عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ، ... فزَوْجُكِ خامِسٌ وأَبُوك سادِي وَمِنْهَا الْيَاءُ السَّاكِنَةُ تُترك عَلَى حَالِهَا فِي مَوْضِعِ الْجَزْمِ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: أَلم يأْتِيكَ، والأَنْباء تَنْمي، ... بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ؟ فأَثْبَتَ الْيَاءَ فِي يأْتِيكَ وَهِيَ فِي مَوْضِعِ جَزْم؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: هُزِّي إِليكِ الجِذْعَ يَجْنِيكِ الجَنى كَانَ الوجْه أَن يَقُولَ يَجْنِكِ بِلَا يَاءٍ، وَقَدْ فَعَلُوا مِثْلَ ذَلِكَ فِي الْوَاوِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ: هَجَوْتَ زَبَّانَ، ثُمَّ جِئْتَ مُعْتَذِراً ... مِن هَجْو زَبَّانَ، لَمْ تَهْجُو وَلَمْ تَدَعِ وَمِنْهَا يَاءُ النِّدَاءِ وحذفُ المُنادى وإضمارهُ كَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: أَلا يَسْجُدوا لِلَّهِ ؛ بِالتَّخْفِيفِ، الْمَعْنَى أَلا يَا هَؤُلَاءِ اسْجُدوا لِلَّهِ؛ وأَنشد: يَا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تجِيءُ بِهِمْ ... أُمُّ الهُنَيْنَيْنِ مِن زَنْدٍ لَهَا وَارِي كأَنه أَراد: يَا قومِ قاتَلَ اللهُ صِبْياناً؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: يَا مَن رَأَى بارِقاً أُكَفْكِفُه ... بَيْنَ ذِراعَيْ وجَبْهَةِ الأَسَد كأَنه دَعا: يَا قَوْمِ يَا إخْوتي، فَلَمَّا أَقْبَلُوا عَلَيْهِ قَالَ مَنْ رأَى؛ وَمِنْهَا يَاءُ نِدَاءِ مَا لَا يُجيب تَنْبيهاً لِمَنْ يَعْقِلُ، مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ، ويا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ؛ وَالْمَعْنَى أَنَّ اسْتِهْزَاءَ الْعِبَادِ بالرُّسُل صارَ حَسْرةً عَلَيْهِمْ فنُودِيَتْ تِلْكَ الحَسْرةُ تَنْبيهاً للمُتَحَسِّرين، الْمَعْنَى يَا حَسْرَةً عَلَى العبادِ أَين أَنْتِ فَهَذَا أَوانُك، وَكَذَلِكَ مَا أَشبهه؛ وَمِنْهَا ياءَاتٌ تَدُّلُ عَلَى أَفْعال بَعْدَهَا فِي أَوائلها ياءَاتٌ؛

_ (3). قوله [وَيَمُدُّونَهَا بِيَاءٍ يَا بِيشْرُ] كذا بالأصل، وعبارة شرح القاموس: ومنهم من يمد الكسرة حتى تصير ياء فيقول يا بيشر فيجمعون إلخ.

وأَنشد بَعْضُهُمْ: مَا للظَّلِيم عاكَ كَيْفَ لَا يَا ... يَنْقَدُّ عَنْهُ جِلْدُه إِذا يَا يُذْرى الترابُ خَلْفَه إِذْ رَايَا أَراد: كَيْفَ لَا يَنْقَدُّ جِلْدُه إِذا يُذْرى الترابُ خَلْفَهُ؛ وَمِنْهَا يَاءُ الجزْمِ المُنْبَسِط، فأَمّا يَاءُ الجزْم المُرْسَل فَكَقَوْلِكَ أَقْضي الأَمْرَ، وتُحْذَفُ لأَن قبْلَ الْيَاءِ كَسْرَةً تخلُف مِنْهَا، وأَما يَاءُ الجَزْم المُنْبَسِط فَكَقَوْلِكَ رأَيتُ عبدَيِ اللَّهِ وَمَرَرْتُ بعبدَيِ اللهِ، لَمْ يَكُنْ قَبْلَ الْيَاءِ كَسْرَةً فَتَكُونُ عِوَضاً مِنْهَا فَلَمْ تَسْقُط، وكُسِرت لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَلَمْ تَسْقُط لأَنه لَيْسَ مِنْهَا خَلف. ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذَا كَانَتِ الْيَاءُ زَائِدَةً فِي حَرف رُباعيّ أَو خُماسِيٍّ أَو ثُلاثِيٍّ فالرُّباعِيُّ كالقَهْقَرى والخَوْزَلى وبعيرٌ جَلْعَبى، فإِذا ثَنَّتْه العربُ أَسْقَطَتِ الْيَاءَ فَقَالُوا الخَوْزلانِ والقَهْقَرانِ، وَلَمْ يُثْبِتوا الْيَاءَ فَيَقُولُوا الخَوْزَليانِ وَلَا القَهْقَريانِ لأَن الحرفَ كُرّرَ حُروفه، فَاسْتَثْقَلُوا مَعَ ذَلِكَ جَمْعَ الْيَاءِ مَعَ الأَلف، وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ فِي نَصْبِه لَوْ ثُنِّي عَلَى هَذَا الخَوْزَلَيَيْن فَثَقُلَ وَسَقَطَتِ الْيَاءُ الأُولى، وَفِي الثُّلَاثِيِّ إِذا حُرِّكَتْ حُرُوفُهُ كُلُّهَا مِثْلَ الجَمَزَى والوَثَبى، ثُمَّ ثَنَّوْه فَقَالُوا الجَمَزانِ والوَثَبانِ ورأَيت الجَمَزَيْن والوَثَبَيْنِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا لَمْ يَجْتَمِعْ فِيهِ ياءَانِ كتَبْتَه بِالْيَاءِ للتأْنِيث، فَإِذَا اجْتَمَع الياءَانِ كتَبْت إِحْدَاهُمَا أَلفاً لِثقلِهما. الْجَوْهَرِيُّ: يَا حَرْفٌ مِن حُروف الْمُعْجَمِ، وَهِيَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيادات ومِن حُرُوفِ المدِّ واللِّين، وَقَدْ يُكْنَى بِهَا عَنِ المُتَكَلِّم المَجْرورِ، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، نَحْوَ قَوْلِكَ ثَوْبي وغُلامي، وَإِنْ شئتَ فَتَحْتَها، وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْت، وَلَكَ أَن تَحْذِفَها فِي النِّداء خَاصَّةً، تَقُولُ: يَا قوْمِ وَيَا عِبادِ، بِالْكَسْرِ، فإِن جاءتْ بعدَ الأَلف فَتَحْتَ لَا غيرُ نَحْوِ عَصايَ ورَحايَ، وَكَذَلِكَ إنْ جاءتْ بَعْدَ يَاءِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ؛ وأَصله بمُصْرخِيني، سَقَطَتِ النونُ للإِضافةِ، فَاجْتَمَعَ الساكِنانِ فحُرِّكَت الثانيةُ بِالْفَتْحِ لأَنها يَاءُ المُتكلم رُدَّت إِلى أَصْلِها، وكَسَرَها بعضُ القراءِ تَوَهُّماً أَنّ السَّاكِنَ إِذا حُرِّكَ حُرِّكَ إِلى الْكَسْرِ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ، وَقَدْ يُكْنَى بِهَا عَنِ المُتكلم الْمَنْصُوبِ إِلا أَنه لَا بُدَّ لَهُ مِنَ أَن تُزاد قَبْلَهَا نُونُ وِقَايَةٍ لِلْفِعْلِ ليَسْلَم مِنَ الجَرِّ، كَقَوْلِكَ: ضَرَبَني، وَقَدْ زِيدَتْ فِي الْمَجْرُورِ فِي أَسماء مَخْصُوصةٍ لَا يُقاسُ عَلَيْهَا نَحْوَ مِنِّي وعَنِّي ولَدُنِّي وقَطنْي، وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ ليَسلم السُّكون الَّذِي بُنيَ الاسمُ عَلَيْهِ، وَقَدْ تَكُونُ الْيَاءُ عَلَامَةً للتأْنيث كَقَوْلِكَ: إِفْعَلي وأَنتِ تَفْعَلِينَ، قَالَ: ويا حَرْفٌ يُنادى بِهِ القَريبُ والبَعِيدُ، تَقُولُ: يَا زَيْدُ أَقْبِلْ؛ وقولُ كُلَيْبِ بْنِ ربِيعةَ التَّغْلَبي: يَا لَكِ منْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ، ... خَلا لَكِ الجوُّ فَبِيضِي واصْفِري فَهِيَ كَلِمَةُ تَعْجُّبٍ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْيَاءُ حرفُ هِجَاءٍ وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُور يَكُونُ أَصْلًا وبَدلًا وَزَائِدًا، وتَصْغيرها يُوَيَّةٌ. وَقَصِيدَةٌ واوِيَّةٌ إِذا كَانَتْ عَلَى الْوَاوِ، وياوِيَّةٌ عَلَى الْيَاءِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: ياوِيَّةٌ ويائِيةٌ جَمِيعًا، وَكَذَلِكَ أَخَواتُها، فأَما قَوْلُهُمْ يَيَّيْتُ يَاءً فَكَانَ حُكْمُهُ يَوَّيْت وَلَكِنَّهُ شَذَّ. وَكَلِمَةٌ مُيَوّاةٌ مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: مَوَيَّاةٌ أَي مَبْنية مِنْ بَنَاتِ الْيَاءِ؛ قَالَ: فإِذا صَغَّرْتَ الْيَاءَ قُلْتَ أُيَيَّةٌ. وَيُقَالُ: أَشْبَهَتْ ياؤكَ يَائِي وأَشْبهت يَاءَكَ بِوَزْنِ ياعَكَ، فإِذا ثَنَيْتَ قُلْتَ ياءَىَّ بِوَزْنِ ياعَيَّ.

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: جَائِزٌ أَن تَقُولَ يَيَّيْتُ يَاءً حَسَنةً. قَالَ الْخَلِيلُ: وجدْتُ كلَّ وَاوٍ أَو يَاءٍ فِي الْهِجَاءِ لَا تَعْتَمِدُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَها تَرْجِعُ فِي التَّصْرِيفِ إِلَى الْيَاءِ نَحْوَ يَا وَفَا وَطَا وَنَحْوَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما قولُه تَعَالَى أَلا يَا اسْجدُوا، بِالتَّخْفِيفِ، فالمَعْنى يَا هَؤُلاء اسْجُدوا، فحُذِفَ المُنادى اكْتِفاء بحَرف النِّداء كَمَا حُذِفَ حَرْفُ النِّداء اكْتِفاء بالمُنادى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا؛ إذْ كَانَ المُراد مَعْلوماً؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ يَا فِي هَذَا المَوْضِع إِنَّمَا هُوَ للتَّنْبِيه كأَنه قَالَ: أَلا اسْجُدُوا، فَلَمَّا أُدْخل عَلَيْهِ يَا التَّنْبِيه سَقَطَتِ الأَلِفُ الَّتِي فِي اسْجُدوا لأَنها أَلفُ وَصْلٍ، وذهَبَت الأَلف الَّتِي فِي يَا لاجْتماع السَّاكِنَيْنِ لأَنها وَالسِّينَ سَاكِنَتَانِ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ هَذَا الْبَيْتَ وَخُتِمَ بِهِ كِتَابَهُ، وَالظَّاهِرُ أَنه قَصد بِذَلِكَ تفاؤُلًا بِهِ، وَقَدْ خَتَمْنا نَحْنُ أَيضاً بِهِ كِتَابَنَا، وَهُوَ: أَلا يَا اسْلَمِي، يَا دارَ مَيَّ، عَلى البِلى، ... وَلَا زالَ مُنْهلًّا بِجَرْعائكِ القَطْرُ

§1/1